Professional Documents
Culture Documents
][1
حاشية إعانة الطالبين للعلمة أبي بكششر المشششهور بالسششيد البكششري ابشن السششيد محمششد شششطا
الدمياطي
][3
حاشية إعانة الطالبين للعلمة أبي بكششر المشششهور بالسششيد البكششري ابشن السششيد محمششد شششطا
الدمياطي الدين لزيد الدين بن عبد العزيششز الميلبششاري الفنششاني الجششزء الثششالث دار الفكششر للطباعششة
والنشر و التوريع
][4
جميع الحقوق إعادة الطبع محفوظة للناشر الطبعة الولى 1418ه 1997 /م
][5
بششاب الششبيع ) (1لمششا أنهششى الكلم علششى ربششع العبششادات ،الششتي المقصششود منهششا التحصششيل
الخروي -وهي أهم ما خلق له النسان -أعقبه بربع المعاملت ،التي المقصود منها التحصششيل
الدنيوي -ليكون سببا للخروي -وأخششر عنهمششا ربششع النكششاح -لن شششهوته متششأخرة عششن شششهوة
البطن ،وأخر ربع الجنايات والمخاصمات لن ذلك إنما يكون بعد شهوة البطششن والفششرج) .قششوله:
هو( أي البيع) .وقوله :لغة( الظهر أنه تمييز للنسبة ،أو ظرف مكان مجازا لهششا ،فحقششه التششأخير
عن الخبر .والتاء -في لغة -عوض من الواو ،لنه من لغا يلغو -إذا تكلششم -تطلششق اسششما علششى
ألفاظ مخصوصة ،ومصدرا على الستعمال ،كقولهم لغشة تميششم إهمششال مششا -ونحششو ذلششك) .قششوله:
مقابلة شئ بشئ( أي على وجه المعاوضة ،ليخششرج نحششو ابتششداء السششلم ورده ،فل تسششمى مقابلششة
ابتداء السلم برده ،ومقابلة عيادة مريض بعيادة مريض آخر بيعا في اللغة -كششذا قششال بعضششهم -
وقال بعضهم :الولى إبقاء المعنى اللغوي على إطلقه ،وهو ظاهر كلم الشارح ،ومنه بششالمعنى
اللغششوي :قششوله تعششالى) * :إن ال ش اشششترى مششن المششؤمنين أنفسششهم( * -إلششى أن قششال سششبحانه * -
)فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به ،وذلششك هششو الفششوز العظيششم( * ) ،(2وقشول بعضششهم :مششا بعتكششم
مهجتي إل بوصلكم ول أسلمها إل يدا بيد فإن وفيتم بمشا قلتشم وفيشت أنشا وإن غشدرتم فشإن الرهشن
تحت يدي فالمبيع :هو المهجة -وهو الروح -والثمن :هو الوصل) :قوله :وشرعا( عطف علششى
لغة ،وهو مقابل لها) .وقوله :مقابلة إلخ( أي عقد يتضمن مقابلة مششال بمششال ،لن الششبيع ليششس هششو
المقابلة ،وإنما هو العقد .والحسن في تعريفه -كما قال بعضششهم -أن يقششال :هششو عقششد معاوضششة
محضة يقتضي ملك عين أو منفعة على الدوام ،ل على وجششه القربششة .ووجششه الحسششنية فيششه :أنششه
سالم من التسمح -بحذف المضاف المذكور -وأنه يشمل بيع المنافع على التأبيد :كبيع حق البناء
والخشب على جداره ،وكبيع حق الممششر للمششاء بششأن ل يصششل المششاء إلششى محلشه إل بواسششطة ملششك
غيره .والتعريف الذي ذكره
) (1وهو عقد مشروع ثبتت مشرعيته بالكتاب والسنة ففى تنزيل العزيز الحميششد قششوله تعششالى) :وأحششل الش الششبيع( )البقششرة،
الية (275 :وقوله تعالى) :إل ان تكون تجارة عن تراض منكم( )النساء ،الية (29 :وفي السنة عندما سششئل النششبي )ص(
أي الكسب اطيب ؟ قال " :عمل الرجل بيده وكل عمل مبرور " رواه البزار وصششححه الحششاكم (2) .سششورة التوبششة ،اليششة:
.111
][6
المؤلف ل يشمل ذلك إل إن أريد بالمال فيه ما يشمل المنفعة .وخرج بقشوله فشي التعريشف
الذي ذكره مقابلة إلخ :الهبة التي بل ثواب ،فإنه ل مقابلششة فيهششا ،فل تسششمى بيعششا .وخششرج أيضششا:
الجارة والنكاح -لنهما ليس فيها مقابلة مال بمال ،لن الجارة فيها مقابلة منفعة بمال ،والنكاح
فيه مقابلة انتفاع .وخرج بالمعاوضة في التعريف الثششاني نحششو الهبششة .وبالمحضششة :نحششو النكششاح.
وبقوله على الدوام :الجارة -فإنها وإن كان فيها مقابلششة منفعششة بمششال ،ليسششت علششى الششدوام .وبل
على وجه القربة :القرض ،فإنه -وإن كششان فيششه معاوضششة مششال بمششال -فهششو علششى وجشه القربششة.
)قوله :على وجشه مخصشوص( أي وهشو ششروطه التيشة) .قشوله :والصشل فيشه( أي فشي حكمشه.
)قوله :وأحل ال البيع( أي المعهود عندهم ،وهو مقابلة مال بمال على وجه مخصششوص -فاليششة
متضحة الدللة -ل مجملة) .قوله :وأخبار( معطوف على آيات ،أي والصل فيه أخبار) .قششوله:
كخبر إلخ( أي وكخبر :إنما البيع عن تراض) .قوله :أي الكسب أطيششب ؟( أي أي أنششواع الكسششب
أفضل وأحسن ؟ )قوله :فقال( أي النبي) .وقوله :عمششل الرجششل بيششده( أي وهشو الصششناعة -وقيشل
يشمل الزراعة -وكونه باليد جري على الغالب) .قوله :وكل بيع مبرور( هششو التجششارة) .وقششوله:
أي ل غش فيه ول خيانة( هذا مدرج من كلم الششراوي .والفششرق بيششن الغششش والخيانششة :أن الول
تدليس يرجع إلى ذات المبيع ،كأن يجعد شعر الجارية ،ويحمر وجهها ،والثاني أعم ،لنه تششدليس
في ذاته أو صفته أو أمر خارج ،كأن يصفه بصفات كاذبششة ،وكششأن يششذكر لششه ثمنششا كاذبششا) .قششوله:
يصح البيع إلخ() .اعلم( أن أركان البيع ثلثة :عاقد ،ومعقود عليه ،وصيغة .وفي الحقيقة :سششتة،
لن كل واحد من الركان الثلثة :تحته قسمان -فالول :تحته البائع والمشششتري .والثششاني :تحتششه
الثمن والمثمن .والثالث :تحته اليجاب والقبول -ولم يصششرح المؤلششف بششالركنين الوليششن ،وإنمششا
أشار إليهما بقوله وشرط في عاقد ،وقوله وفي معقوده .وصرح بالصيغة بقششوله بإيجششاب وقبششول،
وبدأ بها لقشوة الخلف فيهشا -وإن تقشدما عليهشا طبعشا -ثشم هشي علشى قسشمين :صشريح ،وكنايشة،
والول :مما دل على التمليك -أو التملك -دللششة ظششاهرة ممششا اشششتهر وكششرر علششى ألسششنة حملششة
الشرع :كبعتك ،وملكتك ،أو وهبتك ذا بكذا .والثاني :ما احتمل البيع وغيره ،كجعلته لك ،وخششذه،
وتسلمه ،وبارك ال لك فيه .ويشترط في صحة الصيغة :أن يششذكر المبتششدئ -بائعششا أو مشششتريا -
كل من الثمن والمثمن .وأمشا المجيشب فل يششترط أن يششذكرهما -ول أحششدهما -فلشو قششال البششائع:
بعتك كذا بكذا ،فقال قبلت ،أو قال المششتري :اشششتريت منشك كشذا بكششذا ،فقششال البشائع بعتشك ،كفششى
منهما .فإن لم يذكر المبتدي منهما العوضين معا :لم يصششح العقششد .أفششاده البجيرمششي) .قششوله :ولششو
هزل( غاية في صحة البيع باليجاب .أي يصح به ولو صدر منه على سبيل الهزل -أي المششزح
-وهو أن ل يقصد باللفظ حقيقة اليقاع .وفى سششم :هششل السششتهزاء كششالهزل ؟ فيششه نظششر ،ويتجششه
الفرق -لن في الهزل قصد اللفظ لمعناه ،غير أنه ليس راضيا بششه .وليششس فششي السششتهزاء قصششد
اللفظ لمعناه .ويؤيده أن الستهزاء يمنع العتداد بالقرار .اه )قوله :وهو( أي اليجاب) .وقششوله:
ما دل على التمليك دللة ظاهرة( هذا التعريف شامل لليجاب الصريح والكناية ،لن كليهما يدل
دللة ظاهرة .غاية المششر أن دللششة الصششريح أقششوى ،بخلف الكنايششة فششإن دللتهششا بواسششطة ذكششر
العوض على اشتراطه فيها ،أو نيته على عدم الشتراط .وخرج بذلك :ما ل يدل دللة ظششاهرة -
كملكتكه ،وجعلته لك -من غيشر ذكششر عشوض أو نيتششه) .قشوله :كبعتششك( يششير إلششى شششرطين فشي
الصيغة ،وهما :الخطاب ،ووقوعه على جملة المخاطب) .وقوله :ذا بكذا( يشير إلى شرط ثششالث،
وهو أنه ل بد من ذكر الثمن والمثمن -كما مر عن البجيرمي ) .-قوله :وهششو لششك بكششذا( اختلششف
فيه :هل هو صريح أو كناية ؟ والمعتمد الثاني .وعلى الول :يفرق بينه وبين جعلتششه لششك التششي:
بأن الجعل ثم محتمل ،وهنا ل احتمال .اه.
][7
حجر .وكتب سم ما نصه :قوله وهنششا ل احتمششال :إن أراد أن عششدم الحتمششال بسششبب قششوله
بكذا ،فليكن جعلته لك بكذا كذلك ،وإن أراد أنه بدونه .أبطله قششولهم فششي الوصششية أنششه لششو اقتصششر
على هو له ،فإقرار ،إل أن يقول مششن مششالي ،فيكششون وصششية .اه) .قششوله :وملكتششك ،أو وهبتششك ذا
بكذا( هذا من الصريح ،ول ينافي ذلك كونهمششا صششريحين فششي الهبششة ،لن محلششه عنششد عششدم ذكششر
الثمن) .قوله :وكذا جعلته لك( أي ومثل المذكورات في صحة اليجاب به :جعلته لك ،وهششو مششن
الكناية ،فلذلك قيده بقوله إن نوى به الششبيع) .وقشوله :بكششذا( هشو كنايششة عششن العششوض ،ول يشششترط
ذكره ،بل تكفي نيته عند حجششر ،وعنششد م ر يشششترط ذكششره ،ول تكفششي نيتششه .والخلششف بينهمششا فششي
الكناية فقط ،أما في الصريح :فيشترط ذكره عندهما .قال في التحفة :وليششس منهششا -أي الكنايششة -
أبحتكه ،ولو مع ذكر الثمن -كما اقتضاه إطلقهم -لنه صريح في الباحة مجانا ل غير ،فششذكر
الثمن مناقض له .وبه يفرق بينه وبين صششراحة :وهبتششك هنششا ،لن الهبششة قششد تكششون بثششواب ،وقششد
تكون مجانا ،فلم ينافها ذكر الثمن -بخلف الباحة -ثم قال :وإنما انعقد بهششا -أي الكنايششة -مششع
النية في الصح مع احتمالها -أي لغير البيع -قياسا على نحو الجارة والخلششع ،وذكششر الثمششن أو
نيته بتقدير الطلع عليها منه يغلب على الظن إرادة البيع ،فل يكون المتأخر من العاقششدين قششابل
ما ل يدريه .اه .ومما يقوم مقام اليجاب :اشتر مني هششذا بكششذا ،وهششو يسششمى اسششتقبال :أي طلششب
القبول ،لن معناه :اقبل مني كذا بكذا) .قوله :وقبششول( بششالجر ،عطششف علششى إيجششاب .أي ويصششح
بإيجششاب مششع قبششول) .قششوله :مششن المشششتري( متعلششق بمحششذوف صششفة لقبششول .أي قبششول كششائن مششن
المشتري ،ويقوم مقام القبول منه ،قوله للبائع :يعنششي ذا بكششذا ،ويسششمى هششذا :اسششتيجابا ،أي طلششب
الجواب) .قوله :ولو هزل( أي ولو صدر منه القبول على سششبيل الهششزل ،فششإنه يصششح ،ويلششزم بششه
البيع .قال سم :قال في النوار :ولو اختلفشا فشي القبشول فقشال أوجبشت ولشم تقبشل ،وقشال المششتري
قبلت ،صدق بيمينه .اه) .قوله :وهششو( أي القبششول) .قششوله :مششا دل علششى التملششك كششذلك( أي دللششة
ظاهرة ،بخلف غير الظاهر ،كأن قال تملكت فقششط ،فششإنه ل يكفششي ،لنششه يحتمششل الشششراء والهبششة
وغيرهما) .قوله :كاشتريت( أي وما اشتق منه -كأنا مشتر ) -وقوله :هذا بكذا( الول كناية عن
المبيع ،والثاني كناية عن الثمن) .قوله :وقبلت إلخ( أي واتبعت واخترت) .قوله :هذا بكذا( راجع
لقبلت وما بعده) .قوله :وذلك لتتم الصيغة( أي اشتراط التيان باليجششاب والقبششول معششا لجششل أن
تتم الصيغة ،التي هي عبارة عن مجموعهما ،فاسم الشارة يعود علشى معلشوم مشن المقشام )قشوله:
الدال( بالرفع ،نعت سببي للصيغة) .وقوله :على اشتراطها( أي الصيغة) .قششوله :إنمششا الششبيع عششن
تراض( أي صادر عن تراض) .قشوله :والرضشا إلشخ( بيشان لشوجه دللشة الحششديث علشى اشششتراط
الصيغة .وحاصله أن في الحديث حصر صحة البيع فششي الرضششا وهششو خفششي ،إذ هششو معنششى قششائم
بالقلب ،فل إطلع لنا عليه ،فاشترط لفظ يدل عليه ،وهو الصيغة) .قوله :فششاعتبر مششا يششدل عليشه(
أي الرضا من اللفظ ،وذلك لن دللة اللفظ على ما في النفس أقوى من دللششة القششرائن ،فل يقششال
إن القرائن تدل على الرضا .ومثل اللفظ ما يقشوم مقششامه ،كإشششارة الخششرس المفهمششة) .قشوله :فل
ينعقد الخ( تفريع على اشتراط الصيغة) .قوله :لكن اختير النعقاد إلخ( استدراك من عدم انعقششاده
بالمعاطاة الموهم أن ذلك مطلقا وبالتفاق :أي لكن اختار بعضهم -وهششو النششووي -انعقششاد الششبيع
بالمعاطاة في كل شئ يعد العرف المعاطاة فيه بيعا .وعبارة التحفة :واختار المصنف -كجمششع -
انعقاده بها في كل ما يعده الناس بها بيعا ،وآخرون في محقر كرغيششف .والسششتجرار مششن بيششاع:
باطل اتفاقا ،أي إل إن قدر الثمن في كل مشرة ،علششى أن الغزالشي ،سشامح فيششه ،بنشاء علشى جشواز
المعاطاة .اه) .قوله :فعلى الول( أي عدم النعقاد) .وقوله المقبوض
][8
بها( أي بالمعطاة) .وقوله :كالمقبوض بالبيع الفاسد( أي فيجب على كل أن يششرد مششا أخششذه
على الخر إن بقي ،أو بدله إن تلف .قال سم :فهششو إذا كششان باقيششا علششى ملششك صششاحبه ،فششإن كششان
زكويا فعليه زكاته ،لكن ل يلزم إخراجها ،إل إن عاد إليه ،أو تيسششر أخششذه .وإن كششان تالفششا فبششدله
دين لصاحبه على الخر ،فحكمه كسائر الديون في الزكاة .اه) .قششوله :أي فششي أحكششام الششدنيا( أي
أن المقبوض بهششا كششالمقبوض بششالبيع الفاسششد بالنسششبة للحكششام الدنيويششة) .وقششوله :أمششا الخششرة فل
مطالبة بها( أي إذا لم يرد كششل مششا أخششذه فل يعششاقب عليهششا فششي الخششرة -أي لطيششب النفششس بهششا،
واختلف العلماء فيها -لكن هذا من حيث المال ،وأمشا مشن حيشث تعشاطي العقشد الفاسشد ،فيعشاقب
عليه ،إذا لم يوجد مكفر) .قوله :ويجششري خلفهششا( أي المعاطششاة) .وقششوله :فششي سششائر العقشود( أي
المالية ،كالرهن ،والشركة ،والجارة) .قوله :وصورتها( أي المعاطاة) .قوله :أن يتفقا( أي البائع
والمشتري .أي من قبل صدور المعاطاة منهما ،ثم يعطي كل صاحبه ممن غيششر إيجششاب وقبششول.
)قوله :وإن لم يوجد لفظ مشن واحششد( غايششة فششي التفشاق .أي سشواء حصشل مشع اتفاقهمششا لفشظ مشن
أحدهما أم ل .ولو قال :وإن وجد لفظ مششن أحششدهما ،لكششان أولششى ،إذ ل يغيششا إل بالبعيششد .والمششراد
باللفظ :اليجاب ،أو القبول) .والحاصل( المعاطششاة :هششي أن يتفششق البششائع والمشششتري علششى الثمششن
والمثمن ،ثم يدفع البائع المثمن للمشتري ،وهو يدفع الثمن له ،سششواء كششان مششع سششكوتهما ،أو مششع
وجود لفظ إيجاب أو قبول من أحدهما ،أو مع وجود لفظ منهما لكن ل من اللفاظ المتقدمة -كما
في ع ش -وعبارته :ول تتقيد المعاطاة بالسكوت ،بل كما تشمله تشمل غيششره مششن اللفششاظ غيششر
المششذكورة فششي كلمهششم ،للصششريح والكنايششة .اه .وفششي فتششح الجششواد :ويظهششر أن مششا ثمنششه قطعششي
الستقرار -كالرغيف بدرهم بمحل ل يختلف أهلشه فششي ذلششك -ل يحتشاج لتفشاق فيشه ،بشل يكفششي
الخذ والعطاء مع سششكوتهما .اه) .قششوله :ولششو قششال متوسششط( هششو الششدلل أو المصششلح .قششال فششي
النهاية :وظاهر أنه ل يشترط فيه أهلية البيع ،لن العقد ل يتعلق به .اه) .قششوله :بعششت( هششو بتششاء
المخاطب )قوله :فقال( أي البائع )وقوله :نعشم( أي بعشت )قشوله :أو وإي( بكسشر الهمشزة ،حشرف
جواب ،ومثلها جير) .وقال( أي المتوسط )وقوله :اشتريت( هو بتاء المخاطب )قششوله :فقششال( أي
المشتري) .وقوله :نعم( أي أو إي ،أو جير) .قششوله :صششح( أي الششبيع ،بمششا ذكششر مششن قششول البششائع
للمتوسط :نعم ،وقول المشتري له :نعم ،فينعقد البيع بذلك ،لن الول دال على اليجاب ،والثششاني
دال على القبول) .قوله :ويصح أيضا إلخ( أي كما يصح البيع بالجواب منهمششا للمتوسششط بنعششم أو
إي ،يصح بجواب أحد المتعاقدين للخر ،وذلك بأن يقول المشتري للبائع :بعت ؟ فيقول له :نعم،
ويقول البششائع للمشششتري :اشششتريت ؟ فيقششول لششه :نعششم .وظششاهر النهايششة :عششدم الصششحة فيمششا ذكششر،
وعبارتها :فلو كان الخطاب من أحدهما للخر :لم يصح -أي الجششواب بنعششم .-قششال ع ش :كششأن
قال :بعتني هذا بكذا ؟ فقال :نعم .اه) .وقوله :منهما( أي مششن المتعاقششدين) .وقششوله :لجششواب إلششخ(
الجشار والمجشرور حشال مشن نعشم -أي حشال كونهشا مأتيشا بهشا لجشل جشواب الشخ) .وقشوله :قشول
المشتري( أي للبائع) .وقوله :والبائع( أي وجواب قول البائع للمشتري :اشتريت ؟ )قوله :حشرف
استقبال( المراد به حرف المضارعة -كالهمزة ،والنششون كمششا يرشششد بششذلك المثششال ) -وقششوله :لششم
يصح( أي اليجاب المقرون بحرف الستقبال ،أو القبول المقرون بذلك .وفي البجيرمششي :إنششه ل
يصح صراحة ،أما كناية فيصح .ونصه:
][9
)فرع( أتى بالمضارع في اليجاب :كأبيعك ،أو في القبول :كأقبل -صح .لكنه كناية ،فما
في العباب من عدم صحة البيع بصيغة السشتقبال محمشول علشى نفشي الصشراحة ،كمشا يششعر بشه
تعليلهم باحتمال الوعد والنشاء .اه) .قوله :قال شيخنا( أي في فتح الجواد والتحفة ،ولكششن اللفششظ
للول) .قوله :من العامي( المراد به ما قابل العالم) .قوله :نحششو فتششح تششاء المتكلششم( انششدرج تحششت
نحو ضم تاء المخاطب ،وإبدال الكاف ألفا ،وغير ذلك .قال ع ش :قال حجر :وظاهر أنششه يغتفششر
من العامي فتح التاء في التكلم ،وضمها في التخاطب ،لنششه ل يفششرق بينهمششا .ومثششل ذلششك :إبششدال
الكاف ألفا ،ونحو ذلك .اه .سم .وظاهره -ولو مع القدرة على الكاف من العامي -ومفهومه أنششه
ل يكتفي بها من غير العامي ،وظاهر أن محله حيث قدر على النطق بالكاف .اه) .قوله :وشرط
صحة اليجاب والقبول كونهما إلخ( شروع في بيان شروط أركان البيع الثلثة ،التي هي العاقد،
والمعقود عليه ،والصيغة .وبدأ بشروط الصششيغة ،وذكششر منهششا متنششا وشششرحا :أربعششة وهششي :عششدم
الفصل وعدم التعليق ،وعدم التأقيت ،وتوافق اليجاب والقبول معنى .وبقششي عليششه منهششا ثمانيششة -
الول منها :أن ل يغير المبتدئ من العاقدين ما أتى به ،فلششو قششال بعتششك ذا العبشد -بششل الجاريشة -
فقبل ،لم يصح .أو بعتك هذا حال -بل مؤجل :-لم يصح -لضعف اليجاب بششالتغيير .-الثششاني:
التلفظ -بحيث يسمعه من يقربه عادة ،وإن لم يسمعه المخاطب -ويتصور وجود القبول منه مششع
عدم سماعه ،بما إذا بلغه السامع فقبل فورا ،أو حمل الريح إليه لفظ اليجاب فقبل كشذلك ،أو قبشل
اتفاقا -كما في البجيرمي ،نقل عن سم -فلو لم يسمعه من بقربه لم يصح .قال ع ش :وإن سمعه
صاحبه لحدة سمعه ،لن لفظه كل لفظ ،وإن توقششف فيششه بعضششهم .اه .الثششالث :بقششاء الهليششة إلششى
وجود الشق الثاني ،فلو جن الول قبشل وجشود القبششول لششم يصششح .الرابشع :أن يكشون القبشول ممشن
صدر معه الخطاب ،فلو قبل غيره في حياته أو بعد موته لم يصششح .الخششامس :أن يششذكر المبتششدئ
منهما الثمن والمثمن .السادس :أن يأتي بكاف الخطاب ،ويستثنى منه المتوسط المتقدم ،ولفظ نعم
من المتعاقدين .السابع أن يضيف البيع لجملته فلو قال بعت يدك :لم يصششح -إل إن أراد التجششوز
عن الجملة .الثامن :أن يقصد اللفظ لمعناه ،فلو سبق به لسششانه ،أو كششان أعجميششا ل يعششرف معنششى
البيع :لم يصح -كما قال م ر) .قوله :كونهما( أي اليجاب والقبول) .وقششوله :بل فصششل( متعلششق
بمحذوف خبر الكون ،باعتبار الشرح .وباعتبار المتن :يكون متعلقششا بيصششح ،أو بمحششذوف صششفة
لكل من إيجاب وقبول) .قوله :بسكوت( متعلق بفصل) .وقوله :طويل( هو ما أشششعر بششالعراض
عن القبول .قال البجيرمي :المعتمد أنه بقدر ما يقطع القراءة في الفاتحة ،وهو الزائد علششى سششكتة
التنفس .اه) .وقوله :يقع بينهما( أي بين لفظهما ،أو إشششارتهما ،أو كتابتهمششا ،أو لفششظ أحششدهما ،أو
كتابة ،أو إشارة الخر ،أو كتابششة أحششدهما وإشششارة الخششر ،لكششن العششبرة فششي الفصششل بالسششكوت -
بالنسبة للكتابة بعد علم المكتوب إليه ) -وقوله :بخلف اليسير( أي فإنه ل يضر .قال فششي التحفششة
والنهاية -والعبارة للنهاية :-والوجه أن السكوت اليسير ضار إذا قصد به القطع -أخذا مما مر
في الفاتحة .-ويحتمل خلفه ،وبفرق .اه) .وقوله :ويحتمل خلفه( جزم به الزيششادي ،وعبششارته:
ولو قصد به القطع -بخلف القراءة -لنها عبادة بدنية محضششة ،وهششي أضششيق مششن غيرهششا .اه.
وهي تفيد الصحة مع قصد القطششع) .قششوله :ول تخلششل لفششظ( معطششوف علششى فصششل -مششن عطششف
الخاص على العام -أي وبل تخلل لفظ .قال في التحفة :من المطلوب جوابه .وقال سم :وكذا من
الخششر علششى الوجششه ،وفاقششا لشششيخنا الشششهاب الرملششي ،ووجهششه أن التخلششل إنمششا ضششر لشششعاره
بالعراض ،والعراض مضر من كل منهما ،فإن غير المطلوب جوابه لو رجع قبل لفظ الخششر
أو معه ،ضر .فكذا لو وجد منه مششا يشششعر بششالرجوع والعششراض .فتششأمله يظهششر لششك وجاهششة مششا
اعتمده شيخنا .اه.
] [ 10
والعبرة في التخلل في الغائب :بما يقع منه عقب علمه أو ظنه بوقوع البيع له .اه .نهايششة.
قال ع ش :أما الحاضر ،فل يضر تكلمه قبل علم الغائب .اه) .قوله :وإن قل( أي اللفششظ المتخلششل
فإنه يضر ،وهو شامل للحرف المفهم ،وهو متجه ،لنه كلمة ،ولغير المفهم -وهو محششل نظششر -
نعم ،يغتفر اليسير لنسيان أو جهل إن عذر -كالصلة .-ويغتفر لفششظ قششد :لنهششا للتحقيششق فليسششت
بأجنبية .ويغتفر لفظ :وال اشتريت .واختلف في الفصل بأنا .في -أنا قبلت -فقيششل يغتفشر ،وقيشل
ل) .قوله :أجنبي( صفة للفظ) .قوله :بأن لم يكن من مقتضاه( أي العقششد .وهششو تصششوير للجنششبي
من العقد ،فإن كان منه -كالقبض ،والنتفاع ،والرد بعيب - ،لم يضششر الفصششل بششه) .وقششوله :ول
من مصالحه( فإن كان منها -كشرط الرهن ،والشهاد -لم يضر .وزاد في التحقة والنهايششة :ول
من مستحباته ،فإن كان منها -كالبسملة ،والحمدلة ،والصلة على النششبي )ص( لششم يضششر أيضششا.
)قوله :ويشترط أيضا أن يتوافقا( أي اليجاب والقبول) .وقوله :معنى( أي فششي المعنششى ،أي بششأن
يتفقا في الجنس ،والنوع ،والصششفة ،والعشدد ،والحلشول ،والجششل) .قشوله :ل لفظشا( أي ل يششترط
اتفاقهما في اللفظ ،فلو اختلفا فيه -كأن قششال البششائع :وهبتكششه بكششذا ،فقششال المشششتري :اشششتريت ،أو
بالعكس -وكما لو قال بعتكه بقرش ،فقال اشتريت بثلثين نصف فضة :صششح ذلششك) .قششوله :فلششو
قال بعتك إلخ( مفرع على مفهوم الشرط) .قوله :فزاد( أي المشتري ،كششأن قششال اشششتريت بششألفين.
)وقوله :أو نقص( أي كأن قال اشتريت بخمسمائة) .قوله :أو بألف حالة( أي أو قال البائع :بعتك
بألف حالة) .قوله :فأجل( أي المشتري :أي قال اشتريت منك بألف مؤجلششة) .وقششوله :أو عكسششه(
أي بأن قال ابائع بعتك بألف مؤجلشة ،فقشال المششتري :اششتريت بشألف حالشة) .وقشوله :أو مؤجلشة
بشهر( أي أو قال بعتك بألف مؤجلة بشهر) .وقوله :فزاد( أي المشتري ،بأن قال اشششتريت بششألف
مؤجلة بشهرين) .قوله :لم يصح( أي البيع ،وهو جواب لو) .وقوله :للمخالفششة( أي بيششن اليجششاب
والقبول ،لكون القبول على ما لم يخاطب به) .قششوله :وبل تعليششق( معطششوف علششى بل فصششل .أي
ويشترط كونهما من غير تعليق) .قوله :فل يصح معه( أي ل يصح البيع مع وجششود التعليششق فششي
اليجاب أو القبول ،ومحله إن كان التعليق بغير المشيئة ،فإن كان بها :صح ،لكن بشروط أربعة:
أن يذكر المبتشدئ ،وأن يخشاطب بهششا مفشردا ،وأن يفتشح التشاء إذا كششان نحويشا ،وأن يؤخرهشا عشن
صيغته إذا كان إيجابا أو قبول .ومحلشه أيضشا :إذا كششان بغيششر مشا يقتضششيه العقششد ،فششإن كششان بششه -
كقوله :إن كان ملكي فقد بعتكه -صح) .قششوله :كششإن مششات أبششي إلششخ( تمثيششل للتعليششق) .قششوله :ول
تأقيت( معطوف على بل فصل :أي ويشترط أيضا كونهما بل تأقيت ،ولششو بمششا يبعششد بقششاء الششدنيا
إليه -كألف سنة .-قششال فششي التحفشة :ويفشرق بينششه وبيششن النكششاح ،بشأن الششبيع :ل ينتهشي بششالموت،
بخلف النكاح .اه) .قوله :وشرط فششي عاقششد إلششخ( ذكششر أربعششة شششروط لششه :اثنششان منهششا خاصششان
بالمشتري ،وهما :السلم بالنسبة لتملك الرقيق المسلم والمصحف ،وعدم الحرابة بالنسبة لتملششك
آلة الحرب .واثنان عامان ،فيه وفي البائع ،وهما :التكليف ،وعدم الكراه المشار إليه بقوله وكششذا
من مكره .وخرج بالعاقد المتوسط ،فل يشششترط فيششه ذلششك -كمششا تقششدم ،-نعششم ،يشششترط أن يكششون
مميزا) .قوله :بائعا كان أو مشتريا( لشو قشال بائعشا ومششتريا -كمشا فشي التحفشة -لكشان أولشى ،إذ
المراد بالعاقد هنا :مجموع البائع والمشتري ،ل هذا ،أو هذا) .قوله :تكليف( نششائب فاعششل شششرط،
والولى أن يقول -كالمنهج -إطلق تصرف ،ليخرج به أيضا المحجششور عليششه بسششفه ،أو فلششس.
وعبر في المنهاج بالرشد .وكتب عليه المغنششي مششا نصششه) :تنششبيه( قششال المصششنف فششي دقششائقه :إن
عبارته أصوب من قول المحرر يعتبر في المتبايعين التكليف ،لنه يرد عليه ثلثة أشياء .أحدها:
أنه ينتقض بالسكران ،فإنه يصح بيعه على المذهب ،مع أنه غيشر مكلشف .الثشاني :أنشه يشرد عليشه
المحجور عليه بسفه ،فإنه ل يصح ،مع أنشه مكلشف .الثشالث :المكشره بغيشر حشق ،فشإنه مكلشف ،ل
يصح بيعه .قال :ول يرد
] [ 11
واحد منها على المنهاج .اه) .قوله :وكذا من مكششره( هششذا مفهششوم قيششد محششذوف بعششد قششوله
تكليف ،وهو وعدم إكراه ،أي وكذلك ل يصح العقد من مكره .قال سششم :قششال فششي شششرح العبششاب:
ومحله إن لم يقصد إيقاع البيع ،والصح -كما بحثه الزركشي -أخذا من قششولهم :لششو أكششره علششى
إيقاع الطلق ،فقصد إيقاعه :صح لقصده .اه .وقوله بغير حق :خرج به مشا إذا كشان بحشق ،كشأن
توجه عليه بيع ماله لوفاء الدين ،فأكرهه الحاكم عليه فإنه يصح) .تنبيه( من أكره غيره على بيع
مال نفسه :صح منششه ،لنششه أبلششغ فششي الذن ،ويصششح بيششع المصششادرة ،وهششي أن يطلششب ظششالم مشن
شخص مال ،فيبيع الشخص داره لجل أن يدفع ما طلب منششه ،لئل ينششاله أذى مششن ذلششك الظششالم -
وذلك لنه ل إكراه فيه على البيع -إذ قصد الظالم تحصيل المال منه بأي وجه كان ،سششواء كششان
يبيع داره أو رهنها أو إيجارها أو بغير ذلك -كما في المغني -وعبارته :ويصح بيع المصادر -
بفتح الدال -من جهة ظالم :بأن باع ماله لدفع الذى الذي ناله ،لنه ل إكراه فيه ،إذ مقصود مششن
صادر -أي وهو الظالم -تحصيل المششال مششن أي وجششه كششان .اه .ومثلششه فششي الششروض وشششرحه.
)قوله :لعدم رضاه( أي المكره ،وهو علة لعدم صحة بيع المكره) .قوله :وإسششلم إلششخ( معطششوف
على تكليف ،أي وشرط إسلم من المشتري لجل تملكه رقيقا مسلما ،وذلك لما فششي ملششك الكششافر
للمسلم من الذلل ،وقد قال تعالى) * :ولن يجعل ال للكافرين على المششؤمنين سششبيل( * )وقششوله:
ل يعتق عليه( خرج به ما إذا كششان يعتششق عليشه بالشششراء -كششأبيه ،أو ابنشه -فششإنه يصششح ،لنتفششاء
إذلله بعدم استقرار ملكه) .فائدة( يتصور دخول الرقيق المسلم في ملك الكششافر فششي مسششائل نحششو
الربعين صورة ،ذكرها في المغني ،ويجمعها ثلثششة أسششباب :الول الملششك القهششري -كششالرث -
كأن يموت كافر عن ابن كافر ،ويخلف في تركته عبدا مسلما ،فيرث البن العبد .الثاني :ما يفيششد
الفسخ ،كالرد بعيب .الثالث :ما استعقب العتق ،كشراء الكافر أصله وفرعه .وقد نظمهششا بعضششهم
فقال :ما استعقب العتق وملك قهري وما يفيد الفسخ ،فاحفظ وادري )قوله :علششى المعتمششد( وذلششك
لبقاء علقة السلم في المرتد ،وفي تمكين الكافر منه إزالة لها) .قشوله :لكشن الشذي إلشخ( ل محشل
للستدراك) .قوله :صحة إلخ( ضعيف) .قوله :ولتملك شئ من مصششحف( معطششوف علششى لتملششك
رقيق ،أي وشرط إسلم في المشتري لتملك شئ من مصحف ،ومثله الحديث -ولو ضعيفا ،فيما
يظهر -وكتب العلم التي بها آثار السلف ،لتعريضها للمتهان -بخلف ما إذا خلت عششن الثششار،
وإن تعلقت بالشرع ،ككتب نحو ،ولغة .قال سم :وخرج بالمصحف :جلده المنفصششل عنشه ،فششإنه -
وإن حرم مسه للمحدث -يصح بيعه للكافر -كما أفتى به الشهاب الرملششي .اه) .قششوله :يعنششي مششا
كتب فيه قرآن( بيان للمراد من المصحف ،والتيان بهذا مناسب -لو لم يشزد الششارح لفشظ ششئ،
ومن الجارة -أما بعد الزيادة :فالمناسب القتصار على الغاية وما بعششدها -أعنششي قششوله ولششو آيششة
إلخ .وعبارة المنهاج :ول يصح شراء الكافر المصحف .قال في التحفة :يعني كما هو ظششاهر مششا
فيه قرآن ،ولو آية إلخ .اه) .والحاصل( يشترط إسلم من أراد أن يتملك ما كتب فيه قششرآن ،وإن
كان في ضمن نحو تفسير ،أو علم ،فيما يظهر ،نعم ،يتسامح لتملك الكافر الدراهم والدنانير الشتي
عليها شئ من القرآن -للحاجة إلى ذلك -ويلحق بها -فيما يظهر -ما عمت به البلوى أيضا من
شراء أهل الذمة الدور ،وقد كتب في سقفها شئ من القرآن ،فيكون مغتفرا -للمسامحة به غالبششا.
اه .نهاية .وخالف في التحفة في الخير ،فقال ببطلن البيع فيما عليه قرآن ،وصحته فششي البششاقي
-تقريبا للصفقة.
] [ 12
)قوله :ولو آية( غاية للمكتوب مشن القشرآن ،والشذي فشي التحفشة والنهايشة :وإن قشل -وهشو
صادق بالية ،وما دونها ،ولو حرفا -وفي سم ما نصه :قششوله مششا فيششه قششرآن ،ولشو تميمششة ،وهشل
يشمل ما فيه قرآن ولشو حرفشا ؟ ويحتمششل أن الحششرف إن أثبششت فيشه بقصششد القرآنيششة ،امتنشع الشبيع
حينئذ ،وإل فل .اه .بحذف) .قوله :وإن أثبتت لغير الدراسة( هو غاية ثانية للمكتوب من القرآن.
)قوله :ويشترط أيضا عدم حرابة إلخ( وذلك لنه يستعين به على قتالنا ،وفي البجيرمي ما نصه:
قوله عدم حرابة :خرج قطاع الطريق .قال السبكي :يصح بيع عدة الحرب لهششم ،ولكششن إذا غلششب
على الظن أنهم يتخذونها لذلك ،حرم مع الصحة .سم .اه) .قوله :آلة حشرب( هششي هنششا :كشل نششافع
في الحرب -ولو درعا ،وفرسا ) .-قوله :كسيف ورمح إلخ( أمثلة للة الحششرب .قششال سششم :وهششل
مثل ذلك السفن لمن يقاتل في البحر ،أو ل ،لعدم تعينها للقتال ؟ فيه نظر .ويتجه الول -كالخيل
-مع عدم تعينها للقتال .اه) .وقوله :وترس( هو المسمى بالدرقة ،وبالجحفة -إذا كان من جلششد -
كما في المصباح) .قوله :بخلف غير آلة الحرب إلخ( أي فيصح بيعه للحربي) .وقوله :ولو مما
تتأتى( أي ولو كان ذلك الغير مما تتأتى آلة الحرب منه كالحديد) .قوله :وقوله :إذ ل يتعين جعله
عدة حرب( فإن ظن جعله عدة حرب :حرم .والعدة :بضم العين وكسرها) .قوله :ويصح بيعهششا(
أي آلة الحرب) .وقوله :للذمي( هذا مفهوم قوله حرابة ،ومثل الشذمي :البشاغي ،وقشاطع الطريشق،
لسهولة أمرهما) .قششوله :أي فششي دارنششا( أي يششترط أن يكشون الشذمي فششي دارنششا وتحششت قبضشتنا.
وخرج به :ما لو ذهب إلى دار الحرب مع بقاء عقد الذمة ودفع الجزية -فل يصح -إذ ليس فششي
قبضتنا .قال ح ل :وفيه أنه في قبضتنا ما دام ملتزما لعهدنا ،ومن ثم لم يقيد بششه الجلل .اه .قششال
بعضهم :الولى حذف في دارنا .أفاده البجيرمي) .قوله :وشرط في معقود عليه إلخ( ششروع فشي
شروط المعقود عليه ،وهي لغير الربوي خمسة ،ذكر منها -متنا وشششرحا -أربعششة ،وبقششي عليششه
خامس :وهو أن يكون منتفعا به شرعا ،ولو في المآل) .قوله :مثمنا كان( أي المعقود عليه ،وهو
المبيع) .وقوله :أو ثمنا( أي أو كان ثمنا )قشوله :ملششك لشه إلششخ( أي أن يكششون للعاقششد سششلطنة علششى
المعقود عليه بملك ،أو وكالة ،أو ولية -كالب ،والجد ،والوصي -مثل -أو إذن من الشارع -
كالملتقط فيما يخاف فساده ،فالملكية ليست بشرط ،خلفا لما يوهمه صنيعه) .قوله :فل يصح بيع
فضولي( هو من ليس مالكا ،ول وكيل ،ول وليا ،وإنما لم يصششح بيعششه ،لحششديث :ل بيششع إل فيمششا
يملك .رواه أبو داود وغيره .وعدم صحة البيع هو القول الجديد .والقول القديم يقول إنششه يوقششف،
فإن أجاز مالكه نفذ ،وإل فل .ومثل البيع :سائر تصرفاته القابلة للنيابة -كما لو زوج أمة غيره،
أو ابنته ،أو أعتق عبده ،أو آجره ،ونحو ذلك .ولو قال :ول يصح تصرف فضششولي :لشششمل ذلششك
كله) .قوله :ويصح بيع مال غيره( هذا كالتقييششد لعششدم صششحة بيششع الفضششولي :أي أن محلششه إذا لششم
يتبين أنه ملكه ،وإل صح) .قششوله :ظششاهرا( منصششوب بإسششقاط الخششافض ،متعلششق بمششال غيششره ،ل
بيصح) .قوله :إن بان( أي المال الذي باعه) .قوله :أنه له( أي أنه ملك له ،وليس بقيد ،بل المدار
على كونه له عليه ولية -كما تقدم -فيشمل ما إذا تبين أنه وكيل ببيع العيششن ،أو أنششه ولششي علششى
العين المبيعة ،أو نحو ذلك -كما سيذكر ذلك قريبا في المهمة ) -قوله :كأن باع مال مورثه إلخ(
أي أو باع مال غيره على ظن أنه لم يأذن له ،فبان إذنه له فيه) .قوله :ظانا حياته( ليس بقيد ،بل
مثله ،إن لم يظن شششيئا ،أو ظششن مششوته بششالولى ،اه ،ح ف ،بجيرمششي) .قششوله :فبششان( أي مششورثه.
)وقوله :ميتا حينئذ( أي حين البيع ،والمراد قبيله) .قوله :لتبين إلخ( تعليل للصحة) ،وقششوله :أنششه(
أي المال) ،وقوله :ملكه( أي البائع -أي فوليته ثابتة له عليه) .قششوله :ول أثششر لظششن خطششأ إلششخ(
يعني ول عبرة بأنه عند البيع يحتمل الخطششأ ،لن العششبرة فششي العقششود بمششا فششي نفششس المششر فقششط.
)قوله :ل بما في ظن المكلف( أي ليست
] [ 13
العبرة بما في ظن المكلف ،حتى ل يصح البيع) .قوله :بطريق جائز( كبيع وهبة) .قششوله:
ما ظن حله( مفعول أخذ ،أي أخذ شيئا يظن أنه حلل ،وهو في الواقع ونفس المششر حششرام ،كششأن
يكون مغصوبا أو مسروقا) .قوله :فإن كان ظاهر المأخوذ منه( هو البششائع ،أو الشواهب) .وقششوله:
الخير( أي الصلح) .قششوله :لششم يطششالب( أي الخششذ فششي الخششرة ،وهششو جششواب إن) .وقششوله :وإل
طولب( أي وإن لم يكن ظاهر الخير والصلح ،بأن كان ظاهره الفجششور والخيانششة ،طششولب -أي
في الخرة -وأما في الدنيا ،فل يطششالب مطلقششا ،لنششه أخششذه بطريششق جششائز) .قششوله :ولششو اشششترى
طعاما إلخ( بين هذه المسألة الغزالي فقال :وأما المعصششية الششتي تشششتد الكراهششة فيهششا :أن يشششتري
شيئا في الذمة ويقضي ثمنه من غصب أو مال حرام ،فينظشر ،فشإن سشلم إليشه البشائع الطعشام قبشل
قبض الثمن بطيب قلبه ،وأكله قبل قضششاء الثمششن ،فهششو حلل .فششإن قضششى الثمششن بعششد الكششل مششن
الحرام فكأنه لم يقبض ،فإن قضى الثمن من الحرام وأبرأه البائع مع العلم بششأنه حششرام فقششد بششرئت
ذمته ،فإن أبرأه على ظن أنه حلل فل تحصل به الششبراءة .اه) .قشوله :فشإن أقبضششه( أي الطعششام.
)وقوله :له( أي للمشتري) .وقوله :البائع( فاعل أقبضه) .قشوله :برضشاه( أي البشائع) .قششوله :قبشل
توفية الثمن( أي قبل توفية المشتري الثمن للبائع) .قوله :حل له( أي للمشتري أكلششه ،أي الطعششام.
)قوله :أو بعدها( أي أو أقبضه البائع الطعام بعد توفية الثمن) .قوله :مع علمه( أي البائع) .قوله:
أنه( أي الثمن حرام )قوله :حل أيضا( أي حل أكل المشتري الطعام) .وقوله :أيضا( أي كما حششل
في الصورة الولى) .قوله :وإل حرم( أي وإن لم يعلم البائع أن الثمن الذي وفاه المشتري حرام:
حرم على المششتري أكشل ذلششك الطعششام) .وقشوله :إلششى أن يشبرئه( متعلششق بمحششذوف ،أي وتسششتمر
الحرمة إلى أن يبرئه البائع ،أي من الثمن) .قوله :أو يوفيه من حل( أي أو يوفي المشتري البائع
ثمنه من حل ،أي وبعد ذلك يحل للمشتري أكله) .قوله :وطهره( معطوف على ملششك :أي وشششرط
طهر المعقود عليه -أي ولو بالجتهاد ،ولو غلبت النجاسة في مثله .وفي ع ش على م ر :قششوله:
طهر :ولو حكما ،ليدخل نحو أواني الخزف المصحوبة بالسرجين ،فإنه يصح بيعها ،للعفو عنها،
فهي طاهرة حكما .اه) .قوله :أو إمكان طهره بغسل( أي فالشششرط الحششد الششدائر ،وذلششك كششالثوب
المتنجس الذي لم تسد النجاسة فرجه ،وكشالجر المعجشون بشالنجس .واحشترز بقشوله بغسشل :عمشا
يمكن تطهيره ،لكششن ل بغسششل ،بششل بششالتكثير أو إزالششة التغيششر :كالمششاء ،أو بالتخليششل :كششالخمر ،أو
بالدبغ :كالجلد النجس -فإنه ل يؤثر -فل يصح بيعه ،كما سيصرح به الشارح) .قوله :فل يصح
بيع نجس إلخ( وذلك لنه )ص( :نهى عن ثمن الكلب ،وقال :إن ال حششرم بيششع الخمششر ،والميتششة،
والخنزير رواهما الشيخان .والمعنى في المذكورات :نجاسة عينها ،فألحق بها باقي نجششس العيششن
-وكما ل يصح جعل النجس مبيعا :ل يصح أيضششا جعلششه ثمنششا -إذ الطهششر شششرط للمعقششود عليششه
مطلقا -ثمنا كان أو مثمنا -ومثله يقال في بقية الشروط ،وإن كان الششارح يقتصشر فشي المفهشوم
على المثمن ،وكان حقه أن يعمم) .قوله :بتخلل( راجع لخمر) .قوله :أو دباغ( راجع لجلششد ميتششة،
فهو على اللف والنشششر المرتششب) .قششوله :ول متنجششس إلششخ( أي ول يصششح بيششع متنجششس ل يمكششن
تطهيره أصل ،أو يمكن ل بغسل -وذلك كالخل ،واللبن ،والصبغ ،والجر المعجون بالزبششل -إذ
هو في معنى نجس العين .ومحل عدم صحة بيع ما ذكر :إذا كان استقلل ،أما تبعا فيصح ،كبيع
دار مبنية بآجر مخلوط بسرجين أو طين كذلك ،أو أرض مسمدة بذلك ،وكششبيع قششن عليششه وشششم -
وإن وجبت إزالته ،لوقوعه تابعا مع دعاء الحاجة لذلك ،ويغتفر فيه ما ل يغتفر في غيره.
] [ 14
)قوله :ولو دهنا( أي ولو كان المتنجس دهنا ،وهو غاية للرد على من قششال بصششحة بيعششه،
بناء على القول الضعيف بإمكان طهره) .وقوله :تنجس( يورث ركاكة ل تخفى ،فششالولى حششذفه.
)قوله :بل يصح هبته( أي المذكور من النجس والمتنجس .وفي البجيرمششي مششا نصششه) :فششرع( لششو
تصدق ،أو وهب ،أو أوصى بالنجس -كالدهن ،والكلب -صح ،على معنى نقل اليد .اه .سششم .ع
ش) .قوله :ورؤيته( معطوف على ملك :أي وشرط رؤيته) .وقوله :أي المعقود عليششه( أي ثمنششا،
أو مثمنا) .قوله :إن كان معينا( قيد في اشتراط الرؤية ،أي تشترط الرؤية إن كان المعقششود عليششه
معينا -أي مشاهدا حاضرا -فهو من المعاينششة ل مششن التعييششن ،لنششه صششادق بمششا عيششن بوصششفه،
وليس مرادا .فلو كان المعقود عليه غير معين -بششأن كششان موصششوفا فششي الذمششة -ل تشششترط فيششه
الرؤية ،بل الشرط فيه معرفة قدره وصفته) .قوله :فل يصح بيع معين لششم يششرده العاقششدان( أي ل
يصح بيع معين غائب عن رؤية المتعاقدين أو أحدهما -ولو كشان حاضشرا فشي المجلشس -وعلشم
من ذلك امتناع بيع العمششى وشششرائه للمعيششن -كسششائر تصششرفاته -فيوكششل فششي ذلششك -حششتى فششي
القبض والقباض -بخلف ما في الذمة) .قوله :كرهنه وإجارته( أي كما ل يصح رهششن المعيششن
وإجارته من غير رؤية المتعاقدين) .قوله :للغرر المنهي عنه( تعليششل لعششدم صششحة بيششع مششا ذكششر.
والغرر :هو ما انطوت عنا عاقته ،أو ما تردد بين أمرين :أغلبهما أو خوفهمششا) .قششوله :وإن بششالغ
في وصفه( أي ل يصح بيع المعين من غير رؤية -وإن بالغ كل منهما فششي وصششفه -وذلششك لن
الملحظ في اشتراط الرؤية :الحاطة بما لششم تحشط بشه العبششارة مشن دقيششق الوصشاف الششتي يقصشر
التعبير عن تحقيقها وإيصالها للذهن ،ومن ثم ورد :ليس الخبر كالعيان بكسر العيششن ،ول مخالفششة
بين هذا وبين قوله التي :ولو قال اشتريت منك ثوبا صفته كذا بهذه الدراهم ،فقال :بعتششك ،انعقششد
بيعا ،لنه بيع موصوف في الذمة ،وذاك بيع عين متميزة موصوفة) .والحاصششل( لششو قششال بعتششك
ثوبا قدره كذا ،وجنسه كذا ،وصفته كذا :صح -ولو كان الثوب حاضرا عنشده -وذلشك لنشه إنمشا
اعتمد على الصفات الملتزمة في الذمة .ولششو قششال بعتششك الثششوب الششذي صششفته كششذا وكششذا ،فششإنه ل
يصح ،لن المعين ل يلتزم) .قوله :وتكفي الرؤية قبل العقد إلخ( فإن وجده المشتري متغيرا عمششا
رآه عليه تخير ،فلو اختلفا في تغيره فالقول قول المشتري بيمينه وتخير ،لن البششائع يششدعي عليششه
أنه رآه بهذه الصفة الموجودة الن ورضي به ،والصششل عششدم ذلششك .وإنمششا صششدق -أي البششائع -
فيما لو اختلفا في عيب يمكن حدوثه ،لنهما قد اتفقا على وجوده في يد المشتري ،والصششل عششدم
وجوده في يد البائع .اه .تحفة) .وقوله :فيما ل يغلب تغيره إلى وقت العقد( أي في المعقود عليششه
الذي ل يغلب تغيشره إلشى وقشت العقشد ،وهشو صششادق بمششا يغلششب عشدم تغيششره -كشأرض ،وحديشد،
ونحاس ،وآنية -وبما يحتمل التغير وعدمه سواء -كالحيوان -بخلف ما يغلب تغيره إلى وقششت
العقد -كالطعمة التي يسرع فسادها -فل تكفي رؤيته قبل العقد ،لنه ل وثوق حينئذ ببقائه حال
العقد على أوصافه المرئية قبل) .قوله :وتكفي رؤية إلخ() .إعلم( أن رؤية كل عين على ما يليق
-بها فيعتبر في الدار رؤية الشبيوت ،والسشقوف ،والسششطوح ،والجششدران ،والمسششتحم ،والبالوعشة.
وفي البستان رؤية الشجار ،والجدران ،ومسايل الماء .وفي العبد والمة رؤية مششا عششدا العششورة.
وفي الدابة :رؤية كلهششا -ل رؤيشة لسششانهم ،ول أسششنانهم -وفششي الثشوب نشششره -ليششرى الجميششع -
ورؤية وجهي ما يختلف منه -كديباج منقش ،وبساط -بخلف ما ل يختلف -ككرباس -فيكفششي
رؤية أحدهما .وفي الورق البياض .وفي الكتب والمصحف رؤية جميع الوراق .وفششي متسششاوي
الجزاء -كالحبوب -رؤية بعضه .وفشي نحشو الرمشان بمشا لشه قششر يكشون صشوانا لبقشائه رؤيشة
قشره) .قوله :بعض المبيع( المناسب لما قبله :بعض المعقود عليه ،مبيعششا كششان ،أو ثمنششا) .قششوله:
إن
] [ 15
دل( أي البعض المرئي) .وقوله :على باقيه( أي على أن البششاقي مثلششه ،وذلششك يكششون فيمششا
يستوي ظاهره وباطنه -كالحب ،والجوز ،والدقة ،والمسك ،والتمر العجوة أو الكبيس فششي نحششو
قوصرة ،والقطن في عدل -فلو رأى الظاهر ،ثم خالفه البششاطن ،تخيششر) .قششوله :كظششاهر صششبرة(
تمثيل للبعض الذي تكفي رؤيته ،ول فرق في الصبرة بين أن يكون كلها مبيعا أو بعضششها .وفششي
سم ما نصه) :فرع( سئل شيخنا الشهاب الرملي عن بيع السكر فشي قشدوره :هشل يصشح ،ويكتفشي
برؤية أعله من رؤوس القدور ؟ فأجاب بأنه إن كان بقاؤه في القدور من مصالحه :صج ،وكفى
رؤية أعله من رؤوس القدور ،وإل فل .اه .ولعل وجه ذلك :أن رؤية أعله ل تدل على بششاقيه،
لكنه اكتفى بها إذا كان بقاؤه في القدور من مصالحه للضرورة .اه) .قوله :وأعلى المائع( عطف
على ظاهر صبرة ،أي وكأعلى المائع ،أي فإن رؤيته في ظرفششه كافيششة) .قششوله :ومثششل إلششخ( هششو
بالرفع ،عطف على محل كظاهر ،الواقع خبرا لمبتدأ محذوف ،والتقششدير :وذلششك كظششاهر ،وذلششك
مثل إلخ ،ويصح جعل الكششاف اسششما بمعنششى مثششل ،وعليششه :يصششير العطششف عليهششا فقششط) .وقششوله:
أنموذج( مضاف إلى ما بعده إضافة على معنى من -وهو بضم الهمزة والميم وفتششح المعجمششة -
المسمى بالعينة ،وذلك بأن يأخذ البائع قدرا من البر مثل ،ويريه للمشتري .ول بد من إدخاله فششي
البيع بصيغة تشمل الجميع -بأن يقول :بعتك البر الذي عندي مع النموذج ،وإل فل يصح البيع.
)قوله :كالحبوب( تمثيل لمتساوي الجشزاء) .قشوله :أو لششم يششدل( أي ذلشك البعشض المششرئي ،وهشو
معطوف على قوله إن دل) .وقوله :بل كان( أي ذلك البعض المرئي .والولى :لكن كششان -بششأداة
الستدارك ،بدل أداة الضراب ،كما هو ظششاهر ) .-وقششوله :صششوانا( بضششم الصششاد وكسششرها ،أي
حفظا) .وقوله :للباقي( أي الذي لم ير ،وهو متعلق بصوانا) .قوله :لبقششائه( اللم للتعليششل ،متعلقششة
بصوانا أيضا .فاختلف المتعلقان ،لن الول للتعدية ،والثاني للعلة ،أي صوانا للباقي لجل بقائه،
بحيث إذا فارقه ذلك الصوان ل يبقى ،بل يتلف) .قوله :كقشششر رمششان إلششخ( تمثيششل لبعششض المششبيع
الذي لم يدل ،لكن كان صوانا للباقي) .وقوله :وبيشض( أي وقششر بيشض) .قشوله :وقششرة سشفلى(
وهي التي تكسر حالة الكل .وخششرج بالسششفلى :العليششا ،فل يكفششي رؤيتهششا -كمششا سيصششرح بششه .-
)قوله :فيكفي رؤيته( أي المششذكور مششن قشششر الرمششان ،ومششا بعششده) .قششوله :لن صششلح الششخ( علششه
للكتفاء برؤية ما ذكر) .وقوله :باطنه( أي ما ذكر من الرمان ،والبيض ،ونحو الجوز) .وقششوله:
في إبقائه( أي القشر) .قوله :وإن لم يدل هو( أي القسر) .وقششوله :عليششه( أي البششاطن .وهششذا ليششس
غاية ،بل الواو للحششال .وإن زائدة) .قششوله :ول يكفششي رؤيششة القشششرة العليششا( أي لنهششا ليسششت مششن
مصالح ما في باطنه) .وقوله :إذا انعقدت السفلى( احترز به عما إذا لششم تنعقششد ،فششإنه يكفششي حينئذ
رؤية العليا) .قوله :ويشترط أيضا قدرة تسليمه( أي قدرة كل مششن العاقششدين علششى تسششليم مششا بششذله
للخر -المثمن بالنسبة للبائع ،والثمن بالنسبة للمشتري .وعبر بالتسليم -مع أن العبرة بالتسششلم -
تبعا للنووي في منهاجه .وقال في التحفة والنهاية :واقتصششر المصشنف عليشه -أي القشدرة -علشى
التسليم ،لنه محل وفاق ،وسيذكر محششل الخلف -وهششو قششدرة المشششتري علششى تسششلمه ممششن هششو
عنده .اه) .والحاصل( أنه متى كان البائع قادرا علششى تسششليم المششبيع للمشششتري ،وهششو قششادر علششى
تسلمه ،وكان المشتري قادرا على تسليم الثمن للبائع ،وهو قادر على تسلمه ،صح البيع -اتفاقا -
فإن وجدت القدرة على التسلم من العاقدين :صح -على الصحيح.
] [ 16
)قوله :فل يصح بيع آبق وضال( مثل البيع :الشراء به -فل يصح دفع عبد آبق أو ضششال
ثمنا لغير قادر على انتزاعه -كما علمت) .قوله :لغير قادر على انششتزاعه( أي أخششذه مششن المحششل
الذي أبق إليه أو ضل فيه ،أو من الغاصب الذي غصبه) .قوله :وكذا سمك بركششة( أي وكششذلك ل
يصح بيع سمك بركة لغير قادر على أخذه .ومثل البيع :الشراء به ،بأن يدفع ثمنا -كما علمششت -
)وقوله :شق تحصيله( أي السمك على المشتري ،أي أو على البششائع فششي الصششورة الششتي زدناهششا.
)قوله :مهمة( أي في بيان حكم من تصرف في مال غيره ظاهرا ثم تبين أنه له .ول يقال إن هذا
قد ذكره بقوله :ويصح بيع مال غيره ظاهر إلخ ،لنا نقول ذاك خاص في التصرف بششالبيع ،ومششا
هنا في مطلق التصرف .نعم ،كششان الولششى والخصششر أن يقتصششر علششى هششذا ،لنششه شششامل للششبيع
ولغيره ،أو يقتصر على ذاك ،ولكن يعمم فيه .فتنبه) .قوله :مشن تصششرف فششي مششال غيشر( المششراد
بالمال :ما يشمل المنفعة ،وإل لما صح -قوله فيما يأتي :وشششمل قولنششا بششبيع أو غيششره :التزويششج.
)قوله :أو غيره( أي البيع ،كالهبة ،والعتق ،والوقف) .قوله :ظانا تعديه( أي حال كونه معتقدا أنه
متعد في تصرفه .والظاهر أن هذا ليس بقيد ،بل مثلششه مششا إذا اعتقششد أنشه ليششس متعششديا ،كششأن كششان
يعتقد أن التصرف في مال مورثه في حياته جائز) .قوله :فبان( أي ظهر بعد التصرف) .وقوله:
أن له( أي المتصرف) .وقوله :عليه( أي المتصرف فيششه) .وقششوله :وليششة( أي سششلطنة بملششك ،أو
وكالة ،أو إذن -كما مر ) -قوله :كأن كان( أي المتصشرف فيشه) .وقشوله :فبشان مشوته( أي فتشبين
بعد التصرف فيه موت من له الولية قبيل التصرف) .قوله :أو مال أجنبي( معطشوف علشى مشال
مورثه ،أي وكأن كان المال الذي تصرف فيه مششال أجنششبي -أي أو مششال مششورثه -فكششونه أجنبيششا
ليس يقيد -كما هو ظاهر ) .-قوله :فبان إذنه له( أي فتبين بعد التصرف أن ذلك الجنبي إذن له
في التصرف قبله) .قوله :أو ظانا فقد إلخ( ظاهره أنه معطششوف علششى ظانششا تعششديه ،والمعنششى :أو
تصرف في مال غيره ظانا فقد شرط من شروط التصرف .وفيه أن هذا ليس مششرادا ،بششل المششراد
أنه تصرف في مال نفسه ظانا فقد شرط من شروط صحة التصرف ،فتبين أنه لم يفقد شرط مششن
ذلك .ولشو قشال :أو بششاع مششاله ظانششا فقشد ششرط إلشخ -لكشان أولشى -فتنبشه) .قشوله :فبششان مسشتوفيا
للشروط( أي فتبين أن تصرفه مستوف لشششروط التصششرف) .قششوله :صششح تصششرفه( جششواب مششن.
)قوله :لن العبرة في العقود إلخ( تعليل للصحة) .وقوله :بما في نفس المر( أي بما هششو مطششابق
للواقع .وإنما كانت العبرة في العقود به ،لعدم احتياجها للنية ،فانتفى التلعب .وبفرضه ل يضششر
لصحة نحو بيع الهازل -كذا في النهاية ،والتحفة ) .-قوله :وفي العبششادات إلششخ( أي ولن العششبرة
في العبادات بما في نفس المر ،وبما في ظن المكلف .وهذا يفيد أن العبرة في العبادات بمجموع
المرين :ما في نفس المر وما في ظن المكلف .وصورته التية :وهي أنششه لششو توضششأ إلششخ ،مششع
علتها ،وهي قوله لن المدار الخ تفيد أن العبرة بالثاني فقط ،وهذا خلششف ،ول يصششح أن يقششال إن
الواو في قوله وبما في ظن المكلف ،بمعنششى أو ،لن ذلششك يقتضششي أن مششا فششي نفششس المششر كششاف
وحده في العبادات ،وليس كذلك .فتأمل) .قوله :ومن ثم( أي ومن أجل أن العبرة في العبادات بما
ذكر :لو توضأ إلخ) .قوله :أنه مطلق( أي أن ما توضأ به ماء مطلق) .وقششوله :وإن بششان( أي مششا
توضأ به) .وقوله :مطلقا( أي ماء مطلقا) .قوله :لن المدار إلخ( ل حاجة إلى هذه العلة بعد قوله
ومن ثم إلخ) .والحاصل( عبارته ل تخلو عن النظر) .قوله :وشمل قولنا بششبيع أو غيششره( الولششى
إسقاط لفظ ببيع -كما هو ظاهر .-
] [ 17
)قوله :وغيرهما( أي كالهبة ،والوقف والعتق ) .-قششوله :فلششو أبششرأ( أي الفضششولي) .قششوله:
من حق( أي في ذمة الغير) .قوله :صح( أي البراء) .قوله :ولو تصششرف فششي إنكششاح( المناسششب
أن يقول :ولو أنكح ،لنه ل معنى للتصششرف فششي النكششاح) .قششوله :وشششرط فششي بيششع ربششوي إلششخ(
شروع في بيان ما يعتبر في بيشع الربشوي ،زيشادة علشى مشا مشر مشن الششروط .وحاصشل ذلشك أن
العوضين إن اتفقا جنسا اشترط ثلثة شروط ،أو علة -وهي الطعم ،والنقدية -اشترط شششرطان،
وإل كبيع طعام بنقد أو ثوب ،أو حيوان بحيوان ،لم يشترط شئ من تلك الثلثة) .قوله :شرط في
بيع الربوي وهو( أي الربوي محصور في شيئين فيه حصر الشئ في نفسه ،إذ هو عينهما ،وهو
ل يصح .ويمكن عود الضمير علشى الربشا المفهشوم مشن الربشوي ،فيكشون هشو المحصشور فيهمشا.
وعليه ،فل إشكال) .قوله :مطعوم( أي ما قصد للطعم تقوتشا أو تفكهشا أو تشداويا ،وذلشك لنشه فشي
الخبر التي نص على البر والشعير ،والمقصود منهما التقوت ،وألحق بهمششا ،مششا فششي معناهمششا -
كالفول ،والزر ،والذرة -وعلى التمر ،والمقصود منه التفكه والتأدم ،فألحق بشه مشا فشي معنشاه -
كالزبيب ،والتين -وعلى الملح ،والمقصود منه الصلح ،فألحق به ما في معنششاه مششن الدويششة -
كالسقمونيا ،والزعفران .-ومن المطعوم :الماء ،فهو ربوي ،وتسميته طعاما جششاءت فششي الكتششاب
والسنة -قال تعالى) * :ومن لم يطعمه فششإنه منششي( * )) .(1قششوله :كششالبر إلششخ( تمثيششل للمطعششوم.
)قوله :والفول( أي والترمس ،لنه يؤكل بعد نقعه في الماء .قال ابن القاسششم :وأظششن أنششه يتششداوي
به) .قوله :ونقد( قال في التحفة :وعلة الربا فيه جوهرية الثمن ،فل ربا في الفلوس -وإن راجت
.-اه) .قوله :بجنسه( متعلق ببيع ،والضمير يعود للمذكور من المطعوم والنقششد ) -قششوله :حلششول(
نائب فاعل شرط ،أي شرط حلول للعوضين ،وذلك لشتراط المقابضة فششي الخششبر ومششن لزمهششا
الحلول غالبا ،فمتى اقترن بأحدهما تأجيل -ولو لحظة -فحل وهما فششي المجلششس :لششم يصششح .اه.
تحفة) .قوله :وتقابض( معطوف على حلول ،والمراد القبض الحقيقي ،فل يكفي نحو حوالة ،وإن
حصل معها قبض في المجلس) .وقوله :قبل تفرق( قال سم :شششامل للتفششرق ،سششهوا أو جهل .اه.
)قوله :ولو تقابضا( أي البائع والمشتري) .وقوله :البعض( أي هذا أعطى بعض المبيع ،والخششر
أعطى بعض الثمن) .قوله :صح فيه فقط( أي صح البيع في ذلك البعض الذي قبض فقط دون ما
لم يقبض ،وهذا مبني على الصششح مششن قششولي تفريششق الصششفقة -كمششا سششيأتي ) -قششوله :ومماثلششة(
معطوف على حلول أيضا ،أي وشرط مماثلة بين العوضين -أي مساواة بينهمششا فششي القششدر ،مششن
غير زيادة -ولو حبة -ولو من غير جنسهما ،كاشتمال أحد الدينارين على فضششة) .قششوله :يقينششا(
أي بأن يعلم بالمماثلة كششل مشن المتعاقششدين حشال العقششد) .قشوله :بكيششل إلشخ( متعلشق بمحشذوف ،أي
وتعتبر المماثلة بكيل في المكيل -وإن تفاوت في الوزن -وبوزن في الموزون -وإن تفاوت في
الكيل -والعبرة بغالب عادة الحجاز في زمنه )ص( ،إل فبعادة أهل البلد ،فيما هو كششالتمر فأقششل،
وإل بأن كان أكبر جرما من التمششر ،فششالعبرة فيششه بششالوزن ،ول تعتششبر المماثلششة إل حششال الكمششال،
فتعتبر في الثمار والحبوب بعد الجفشاف والتنقيشة ،فل يبشاع رطشب منهشا برطشب مشن جنسشه ،ول
بجاف منه -إل في مسألة العرايا -وستأتي .ول تعتبر مماثلة الدقيق والسويق ،والخبز ،وكذا مششا
أثرت فيه
] [ 18
النار بالطبخ أو القلي أو الشي ،بخلف تأثير التمييز ،كالعسل ،والسمن ،وإنمششا تعتششبر فششي
الحبوب حبا ،وفي السمسم حبا أو دهنشا ،وفشي العنشب والرطشب زبيبشا ،أو تمشرا ،أو عصشيرا ،أو
خل) .تنبيه( يؤخذ من اعتبار المماثلة بالكيل في المكيل ،وبششالوزن فششي المششوزون -أنششه ل عششبرة
بالقيمة رأسا .فلو بيع مد تمر برني بمد صيحاني :صح ذلك -ولو تفاوتا في القيمة -ومحلششه فششي
غير بعض صور القاعدة المسماة بقاعدة مد عجوة ودرهم ،فإنه يعتبر في ذلششك البعششض المماثلششة
في القيمة أيضا .والمؤلف لم يتعرض لهذه القاعدة رأسا ،ولنتعرض لها حتى تعرف ذلك البعض
المعتبر فيه ما ذكر ،وتكميل للفائدة ،واقتداء بمن سلف ،فنقول :ضابط هذه القاعدة أن يجمع عقششد
واحد جنسا ربويا في الجانبين -أي المبيع والثمن -متحدا فيهما مقصودا -أي ليس تابعششا لغيششره
-وأن يتعدد المبيع جنسا أو نوعا أو صفة ،سواء حصل التعدد المذكور في الثمششن أم ل .ومعنششى
تعدده :أن ينضم إلى ذلك الجنس الربوي جنس آخر ،ولو غير ربوي .فالقيود المشتمل عليها هششذا
الضابط :ستة .القيد الول :أن يكون العقد واحدا ،ومعنى وحدته :عدم تفصيله ،بأن ل يقابل المششد
بالمد ،والدرهم بالدرهم مثل ،وخرج به ما لو فصل ،كأن قال :بعتك هذا بهذا ،وهششذا بهششذا .القيششد
الثاني :أن يكون الجنس ربويا ،وخرج به ما لو كششان غيششر ربششوي ،كثششوب وسششيف بثششوبين .القيششد
الثالث :أن يكون ذلك الجنس الربوي في الجانبين ،وخرج به ،ما لو كان في أحدهما فقط ،كثششوب
ودرهم بثوبين .القيد الرابع :أن يكون الجنس الكائن فيهما واحدا ،وخرج بششه مششا لششم يكششن واحششدا،
بأن يكون المشتمل عليه المبيع ليس مشتمل عليه الثمن والكل ربششوي كصششاع بششر وصششاع شششعير
بصاعي تمر .القيد الخششامس :أن يكششون مقصششودا بالعقششد ،وخششرج بششه مششا إذا كششان تابعششا لمقصششود
بالعقد ،كبيع دار فيها بئر ماء عذب بمثلها .القيد السادس :أن يتعدد المبيع ،وخرج بششه ،مششا إذا لششم
يتعدد -كبيع دينار بدينار -وهذه المخرجات ليست من القاعدة المذكورة ،فهششي صششحيحة .وبقششي
من القيود :التمييز -أي عدم الخلط -ولكن هذا في خصوص صور الجنس وصور النششوع ،إذ ل
يتأتى التوزيع المبني عليه القاعدة المذكورة إل حينئذ .وخرج بششه :مششا إذا لششم يتميششزا -بششأن خلششط
الجنسششان أو النوعششان -وبيعششا بمثلهمششا أو بأحششدهما خالصششا ،فششإنه ل يضششر .وليششس مششن القاعششدة
المذكورة بششرط أن يكشون المخلشوط بشه بالنسشبة للجنشس ششيئا يسشيرا ،بحيشث ل يقصشد إخراجشه
ليستعمل وحده .وأما بالنسبة للنوع ،فل فرق بين اليسير والكثير -كما هو مقتضى كلم الشيخين
-وقال سم :قال شيخنا الشهاب الرملي :إنه الصحيح اه .وجزم بششه الخطيششب فششي مغنيششه .وخششرج
باليسير في الجنس الكثير ،فيضر ،وتصير المسألة من القاعدة المذكورة .والفششرق بيششن الجنششس -
حيث قيد الخليط فيه باليسير -وبين النششوع -حيششث أطلششق الخليششط فيششه -أن الخليششط إذا كششثر فششي
الجنس :لم تتحقق المماثلة ،بخلف النوع .وبقي منها أيضا :أن ل يكون الجنششس الربششوي ضششمنيا
في الجانبين ،بأن كان ظاهرا في كل منهما ،أو ظاهرا في أحدهما ضمنا في الخر ،كبيع سمسششم
بدهنه .وخرج به :ما لو كششان ضششمنيا فيهمششا -كششبيع سمسششم بسمسششم -فششإنه ل يضششر .وليششس مششن
القاعدة المذكورة) .واعلم( أن هذه القاعدة باطلة بجميع صورها ،ما عدا ثلث صور منها -كمششا
ستعرفه -وسبب البطلن :أن العقد مشتمل أحد طرفيه على مالين مختلفين ،وهو يششوجب توزيششع
الطرف الخر عليهما بالقيمة ،والتوزيع يقتضي تحقق المفاضلة أو الجهل بالمماثلششة .ولنششبين لششك
تلك الصور :ليتميز لك الباطل من الصحيح -الذي هششو السششبب فششي إيششرادي لهششذه القاعششدة هنششا -
فنقول :قد علمت مما مر أنه ل بد أن يتعدد المبيع جنسا أو نوعا أو صفة -تعششدد الثمششن كششذلك أم
ل -فهذه الثلثة -أعني الجنس ،والنوع ،والصفة -يرتقي كل واحد منها إلى تسع -باعتبششار أن
الشيئين المشتمل عليهما المبيع ل فرق بين أن يوجدا في الثمن ،أو يوجد أحدهما فقط ،لكششن كششان
الموجود فيه ربويا ،وباعتبار أن الجنس الربوي المنضم إليه شئ آخر :قيمته
] [ 19
أزيد من ذلك الشئ الخر ،أو أنقص ،أو مساوية .فحاصل تلششك الصششور :سششبع وعشششرون
صورة -ففي تعدد جنس المبيع تسششع صششور -لنششه إمششا بيششع مششد ودرهششم بمثلهمششا ،أو بمششدين ،أو
درهمين -وفي كل إما أن أن يكون المد الذي مع الدرهم أعلى منه قيمة ،أو أنقص ،أو مساويا -
فهذه تسع صور :من ضرب ثلثة في ثلثشة .ومثلهشا :فشي اختلف النشوع -كشأن بيشع مشد عجشوة
برني ومد صيحاني بمثلهما ،أو بمدين صيحانيين ،أو بمدين برنيين ،وقيمة البرني مساوية لقيمششة
الصيحاني ،أو أنقص ،أو أزيد -فهذه تسع أيضا من ضرب ثلثة في ثلثة .ومثلهششا فششي اختلف
الصفة :كأن بيع دينار صششحيح ودينششار مكسششر بمثلهمششا ،أو بصششحيحين أو مكسششرين -فهششذه تسششع
أيضا :من ضرب ثلثة في ثلثة -فالجملة سبع وعشرون صورة .وتتحقق المفاضلة فششي ثمانيششة
عشرة صورة ،وتجهل المماثلة في تسع ،وكلها باطلة إل ثلثا من صور اختلف الصشفة ،وهششي:
ما لو بيششع صششحيح ومكسششر بمثلهمششا ،أو بصششحيحين ،أو مكسششرين .وقيمششة الصششحيح فششي الثلث،
مساوية لقيمة المكسر .وإنما نظروا لتساوي القيمة في الصفة ،ولم ينظروا له في الجنس والنوع،
لغلبة التحاد فيها دون الجنس والنوع ،لوجششود الششوزن معهششا ،وهششو ل يخطششئ إل نششادرا ،بخلف
الكيل الموجود معهما .ولنمثل لك لبعض صور الجنس ،ولبعض صششور النششوع ،ولبعششض صششور
الصفة ،لتعرف تحقق المفاضلة ،أو الجهل بالمماثلة ،ونقيس الباقي عليها ،فنقششول :بالنسششبة للول
-أعني الجنس -لو باع مد عجوة ودرهما بمدين :نظر -فإن كانت قيمة المششد الششذي مششع الششدرهم
أكثر من درهم -كأن تكون قيمته درهمين -كان ذلك المد بالنسبة لقيمته ثلثي الطشرف الشذي هشو
فيه ،وذلك لن الدرهمين إذا ضممتهما إلى الدرهم ،يكششون مجموعهششا ثلثششة ،والششدرهمان ثلثاهششا،
فإذا وزعت الثمن -الذي هو المدان -علشى المششد والشدرهم ،يكشون ثلثشا المشدين فششي مقابلششة المشد،
والثلششث البششاقي منهمششا فششي مقابلششة الششدرهم .ول شششك أن ثلششثي المششدين ،أكششثر مششن المششد -فتحققششت
المفاضلة وإن كانت قيمة المد أقل من الدرهم المنضم معه -كششأن تكششون نصششف درهششم -فيكششون
المد ثلث الطرف الذي هو فيه بالنسششبة للقيمششة ،فششإذا وزعشت الثمششن المششذكور عليهمششا يكششون ثلششث
المدين في مقابلة المد .ول شك أن ثلثهما أنقص منششه ،فتحققششت المفاضششلة .وإن كششانت قيمششة المششد
الذي مع الدرهم مساوية له ،لزم الجهل بالمماثلة لنها تستند إلى التقويم ،وهو تخميششن قششد يخطششئ
وقد يصششيب .وقششس علششى مششا ذكششر بقيششة صششور الجنششس ،وهششي :بيششع مششد ودرهششم بمششد ودرهششم أو
بدرهمين ،وكانت قيمة المد أكثر ،أو أنقص ،أو مساوية -وبالنسبة للثاني -أعني النوع -لو باع
مدا صيحانيا ،ومدا برنيا بمثلهما :نظر أيضا -فإن كانت قيمة المد الصيحاني أعلششى -كششدرهمين
-وقيمة المد البرني درهما :كان المد الصيحاني ثلثي الطرف الذي هو فيشه فيقشابله عنشد التوزيشع
ثلثا المدين -الصيحاني ،والبرني -وهو مد وثلث ،فيصششير كششأنه قابششل مششدا بمششد وثلششث ،فتحققششت
المفاضلة .وإن كانت قيمة المد الصيحاني أقل مشن قيمشة المشد الرنشي -كشأن تكشون قيمتشه نصشف
درهم :كان المد الصيحاني ثلث الطرف الذي هو فيه ،فيقابله ثلششث المششدين مششن الطششرف الخششر -
الذي هو الثمن -ول شك أن ثلثهمششا أنقشص مششن مششد -فتحققششت المفاضششلة .وإن كششانت قيمششة المششد
الصيحاني مساوية لقيمة المد البرني :لزم الجهل بالمماثلة ،إذ هي تستند إلى التقويم ،وهو تخمين
-كما مر .-وقس على ما ذكر بقية صور النوع ،وهي :بيع مد صيحاني ومد برني بصششيحانيين
أو ببرنيين وكانت قيمة الصيحاني أكثر ،أو أقل أو مساوية .وبالنسبة للثالث -أعني الصششفة -لششو
باع درهما صحيحا ومكسرا بدرهم صحيح ومكسر :نظر أيضا -فإن كانت قيمة الصحيح أعلششى
من قيمة المكسر -كأن تكون درهمين -كان الصحيح ثلثي الطرف الذي هششو فيششه ،فيقششابله ثلثششان
مششن الطششرف الخششر -وهششو درهششم وثلششث -فيصششير كششأنه قابششل درهمششا بششدرهم وثلششث ،فتحققششت
المفاضلة .وإن كانت قيمة الصحيح أقل -كأن يكون نصف درهم -كان ثلششث الطششرف الششذي هششو
فيه ،فيقابله ثلث الدرهمين من الطرف الخر -ول شك أن ثلث الدرهمين أنقص من درهم كامل
-فتحققت المفاضلة وإن كانت قيمة الصحيح مساوية لقيمة المكسر :لزم الجهششل بالمماثلششة -بنششاء
على التقويم المار -إل أنهم اغتفروا في الصلة :لتساويهما في الوزن وفي القيمة.
] [ 20
وقس على ذلك بقية صور الصفة ،وهششي :مششا لششو بششاع درهمششا صششحيحا ،ودرهمششا مكسششرا
بصحيحين ،أو مكسرين ،وكانت قيمة الصحيح أعلى ،أو أقل ،أو مساوية .وفششي صششور التسششاوي
ما علمت من الصحة .قال في التحفة :وليتفطششن هنششا لدقيقششة يغفششل عنهششا ،وهششي أنششه يبطششل -كمششا
عرف مما تقرر -بيع دينششار مثل فيششه ذهششب وفضششة بمثلششه أو بأحششدهما ،ولششو خالصششا -وإن قششل
الخليط -لنه يؤثر في الوزن مطلقا .فإن فرض عدم تأثيره فيه ،ولم يظهر به تفاوت في القيمششة:
صح البيع .اه .ومثله بيع فضة مغشوشة بمثلها أو بخالصة ،فل يصح .فإن فرض أن الغش قششدر
ل يظهر فششي الششوزن :صششح الششبيع .ومنششه يؤخششذ امتنششاع بيششع الفضششة بالفضششة المتعامششل بهششا الن،
لشتمالها على النحاس المؤثر في الوزن .ويؤخذ أيضا منه بطلن ما عمت بششه البلششوى مششن دفششع
دينار مغربي مثل وعليه تمام ما يبلغ به دينارا جديدا من فضة أو فلوس وأخذ دينار جديششد بششدله.
ولهذا قال بعضهم :لو قال لصيرفي :اصرف لششي بنصششف هششذا الششدرهم فضششة ،وبالنصششف الخششر
فلوسا :جاز ،لنه جعل نصفا في مقابلة الفضة ،ونصششفا فششي مقابلششة الفلششوس بخلف مششا لششو قششال:
اصرف لي بهذا الششدرهم نصششف فضششة ،ونصششف فلششوس :ل يجششوز ،لنشه إذا قسششط عليهمششا ذلششك:
احتمل التفاضل ،وكان من صشور مشد عجشوة ودرهششم .اه) .قشوله :وذلششك إلشخ( أي مشا ذكشر :مشن
اشتراط الشروط الثلثة في بيششع الربششوي بجنسششه :ثششابت ،لقششوله )ص( إلششخ) .وقششوله " :ل تششبيعوا
الذهب " إلخ( ذكر في الحديث ستة أشياء ،إثنين من النقد ،وأربعة مششن المطعومششات .والولن ل
يقاس عليهما -لعدم تعدي علتهما -كما سيأتي .والربعة الخيرة يقاس عليها ما وجد علتها فيه،
وهي تنقسم -من حيشث العلششة -ثلثشة أقسششام ،لن الششبر والششعير مطعومششان ،والتمششر متششأدم بشه،
والملح مصلح) .وقوله :ول الورق( بكسر الراء ،الفضة) .وقوله :إل سواء بسواء( سششواء الول:
حال ،والثاني مع جاره متعلق بمحذوف صفة .أي سواء مقابل بسواء ،أي ل تبيعوا ذلك إل حال
كونهما متساويين .ومثله يقششال فيمششا بعششده) .قشوله :عينششا بعيششن( أي حششالين) .وقشوله :يششدا بيششد( أي
متقابضين قبضا حقيقيا قبل التفرق من المجلس) .قوله :فإذا اختلفت هششذه الصششناف( أي الربويششة
واتحدت علة الربا -كبر بشعير -والدليل على هذا القيد :الجماع .وخرج بذلك ،ما لشو بششاع بششرا
بنقد ،فل يشترط التقابض والحلول ،لعدم اتحاد العلة -إذ هششي فششي الول ،الطعميششة ،وفشي الثشاني
النقدية) .وقوله :فششبيعوا كيششف شششئتم( أي إذا أردتششم بيششع شششئ منهششا بششآخر فششبيعوا كيششف شششئتم .أي
متماثل ،ومتفاوتا) .قوله :إذا كان يدا بيد( كان :تامة ،وفاعلها ضمير مسششتتر ،يعششود علششى الششبيع.
ويدا بيد :حال من الضمير المستتر .أي إذا وجد بيع الصناف المختلفششة حششال كششونه يششدا بيششد ،أي
مقابضة) .قوله :ومن لزمه( أي التقابض ،الحلول :أي فوجشد ششرطا بيشع الربشوي بغيشر جنسشه،
وهما :التقابض والحلول) .وقوله :أي غالبا( أي أن كون لزم التقابض الحلول ،باعتبار الغششالب،
ومن غير الغالب :قد يحصششل التقششابض قبششل التفششرق ،مششع كششون العقششد مشششروطا فيششه تأجيششل أحششد
العوضين إلى لحظة مثل) .قوله :فيبطل بيششع الربششوي إلششخ( محششترز كششون المماثلششة يقينششا .وقششوله
جزافا -بتثليث الجيم -وهو ما لم يقدر بكيل ول وزن -كبيع صبرة من بر بصبرة مششن جنسششها،
فإن ذلك ل يصح) .قوله :أو مع ظن مماثلة( يغني عنه قوله جزافا ،إذ هو صادق بظن المماثلششة،
وهو ساقط من عبارة التحفة وفتح الجواد وغيرهما ،فالولى إسقاطه) .قوله :وإن خرجتا سششواء(
المناسب :وإن خرجا -بإسقاط التاء -إذ ألف التثنية تعود على مذكر ،وهو الربششوي ومقششابله مششن
غير جنسه .وهو غاية للبطلن ،أي يبطل بيع ما ذكر جزافا ،وإن خرجا سششواء للجهششل بالمماثلششة
حالة العقد) .قوله :وشرط في بيع أحدهما( أي المطعوم والنقد) .وقوله :بغير جنسه( متعلق ببيع.
)قوله :واتحد( أي ذلك الحد ومقابله) .قوله :في علة الربششا( هششي الطعششم والنقديششة -كمششا تقششدم .-
)قوله :كبر بشعير وذهب بفضة( الول :مثال لبيع المطعوم بغير جنسه مع
] [ 21
التحاد في العلة .والثاني :لبيع النقد بغير جنسه مع التحاد في ذلششك) .قششوله :حلششول إلششخ(
نائب فاعل شرط) .قشوله :قبششل تفششرق( أي مشن مجلششس العقششد ،والظششرف تنششازعه كششل مششن حلششول
وتقابض) .قوله :ل مماثلة( أي ل يشترط مماثلة ،لقشوله فشي الحششديث المششار :فششبيعوا كيششف شششئتم.
)قوله :فيبطل بيع الربوي إلخ( مفرع على مفهوم الشرط الثاني .وقوله إلى لم يقبضشها :أي أو لشم
يكونا حالين .وكان عليه أن يصرح بششه لنششه مفهششوم الشششرط الول) .قششوله :بششل يحششرم( إضششراب
إنتقالي ،ل إبطالي .والمناسب :عدم الضراب ،وإبدال بل بواو الستئناف .وقوله في الصورتين:
هما بيع الربوي بجنسه ،وبيعه بغير جنسه .وكان المناسب أن يقول :في ذلك كله) .قوله :واتفقششوا
على أنه من الكبائر( أي أن البيع في الصورتين المختل فيهمشا ششرط مشن الششروط السشابقة :مشن
الكبائر ،بل من أكبر الكبائر -كما في التحفة -وذلك لنه ربا ،وقششد لعششن رسششول الش )ص( آكششل
الربا ،وموكله ،وكاتبه ،وشاهديه .قيل :ولم يؤذن ال تعالى في كتابه عاصيا بالحرب :غير آكلششه.
قال تعالى) * :فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من ال ورسوله( * ) (1ومن ثم قيل :إنه علمششة علششى
سوء الخاتمة -كإيذاء أولياء ال تعالى .-قال في اليعاب :ولقد وقع لي أنششي رجعششت مششن مصششر
إلى بلدنا لصلة الرحم في حدود الثلثين وتسعمائة ،فكنت فشي عششر رمضشان الخيشر أزور قشبر
والدي كل يوم بعد الصبح ،ففي يوم أنا جالس أقرأ على قبره ،وإذا بصوت فزع يأتيني مششن بعششد،
فتبعته إلى أن رأيته خارجا من قبر مبني مجصص ،وهو يقول :آه آه -مفسششرة -قششوقفت سششاعة،
ثم رجعت ،فسألت عن صاحب ذلك القبر ،فقيل لي :فلن -لرجل أعرفه ،صاحب ثروة ،كششان ل
يفارق المسجد ،ول يتكلم بسوء قط -فزاد العجب فيه ،ثم بالغت في السؤال عنه ،فقيل :إنششه كششان
يأكل الربا .اه .قال في النهاية :وظاهر الخبار هنا أنششه أعظششم إثمششا مششن الزنششا والسششرقة وشششرب
الخمر .لكن أفتى الوالد بخلفه ،وتحريمه تعبدي .وما أبششدي لششه -أي مششن كششونه يششؤدي للتضششييق
ونحوه -إنما يصلح حكمة ،ل علة .اه .بزيادة) .قوله :لكل الربا( هششو متنششاوله بششأي وجششه كششان،
واعترض بشأنه إن أراد بالربشا المعنشى اللغشوي -وهشو الزيشادة -فل يصشح ،لقصشوره علشى ربشا
الفضل .وأيضا يقتضي أن اللعشن علشى آكشل الزيشادة فقشط ،دون بشاقي العشوض .وإن أريشد بالربشا
العقد ،فغير ظاهر ،لنه ل معنى لكل العقد وأجيب باختيار الثششاني ،وهششو علششى تقششدير مضششاف،
والتقدير :آكل متعلشق الربشا ،وهشو العشوض .اه .بجيرمشي) .قشوله :ومشوكله( هشو الشدافع للزيشادة.
)قوله :وكاتبه( أي الذي يكتب الوثيقة بين المرابين ،وأسقط من الحديث :الشاهد ،وكششان عليششه أن
يصرح به) .قوله :وعلم بما تقرر( أي من أنه يشترط لبيع الربوي بجنسه ،أو بغيره مششع التحششاد
في العلة ،ما مر من الشروط) .وقوله :أنه لو بيع طعام إلخ( أي لو بيششع ربششوي بغيششر جنسششه ولششم
يتحدا في العلة -كبيع طعام بنقد ،أو بثوب ،أو بيع عروض بنقد ،أو غير ذلك -لششم يشششترط شششئ
من هذه الثلثة ،أي التماثل ،والحلول ،والتقابض) .قوله :وشششرط فششي بيششع إلششخ( لمششا أنهششى الكلم
على بيع العيان ،شرع في بيع الذمم .والصل فيه :قوله تعالى) * :يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم
بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه( * ) (2الية -نزلت في السلم .-وخبر الصحيحين .من أسلف فششي
شششئ ،فليسششلف فششي كيششل معلششوم ،ووزن معلششوم ،إلششى أجششل معلششوم) .وقششوله :موصششوف( صششفة
لمحذوف ،أي شئ موصوف بما يبين قدره وجنسه وصفته) .وقوله :في الذمة( متعلششق بمحششذوف
صفة ثانية لذلك
) (1سورة البقرة ،الية (2) .279 :سورة البقرة ،الية.282 :
] [ 22
المحذوف ،أي ملتزم في الذمة ،ويصح تعلقه ببيع .وكون البيع في الذمششة -باعتبششار كششون
المبيع ملتزما فيه .-والذمة لغة :العهد ،والمان .وشرعا :معنى قائم بالذات ،يصششلح لللششزام مششن
جهة الشارع ،واللتزام من جهة المكلف) .قوله :ويقال له السلم( أي يطلق على الششبيع فششي الذمششة
السلم اتفاقا ،وإن كان بلفظ السلم ،فإن كان بلفظ البيع ،فقيل إنه بيع ،ول تجري عليه أحكام السلم،
من اشتراط قبض رأس المال في المجلس ،وعم صحة الحوالة به وعليه ،وقيل إنششه سششلم ،وعليششه
تجري فيه أحكامه المذكورة .وأركان السلم خمسة :مسلم ،ومسلم إليه ،ومسششلم فيششه ،ورأس مششال،
وصيغة) .قوله :مع الشروط( متعلق بشرط ،أي شرط قبض إلخ مع اشتراط الشروط السابقة فششي
بيع المعين ،ما عدا الرؤية من كون المعقود عليه ملكا للعاقد ،وطاهرا ومقدورا على تسششلمه .أمششا
الرؤية فليست شرطا فيه ،لنه إنما تشترط في بيع المعين فقششط ،وهششذا فششي الذمششة) .قششوله :قبششض
رأس مال( هو شرط لدوام الصحة ،ويشترط لصلها حلوله -كما في المنهج -ول يغني القبششض
عنه ،لنه قد يكون مؤجل ويقبض في المجلس ،وهو ل يصح .وإنما عبر بالقبض دون التسليم -
الذي عبر به في المنهاج -لن المعتمد جواز استقلل المسششلم إليششه بقبششض رأس المششال) .وقششوله:
معين( كأسلمت إليك هذا الدينار )وقوله :أو في الذمة( كأسلمت إليك دينارا ،وإن لم يقل في ذمتي
-كما يقششع الن) .والحاصششل( رأس المششال تشارة يكشون معينششا ،وتششارة يكشون فششي الذمشة -بخلف
المسلم فيه ،فإنه ل يكون إل دينا -أي في الذمة -كما سيذكره) .قوله :في مجلششس خيششار( متعلششق
بقبض) .قوله :وهو( أي مجلس الخيار كائن قبششل تفششرق ،أي أو قبششل تخششاير ،لن اختيششار اللششزوم
كالتفرق -كما سيأتي في الخيار -ولو اختلفا ،فقال المسلم قبضته بعد التفرق ،وقششال المسششلم إليششه
قبله ،أو بالعكس ،ول بينة لكل ،صدق مدعي الصحة) .قوله :مششن مجلششس العقششد( متعلششق بتفششرق،
والولى إسقاطه ،لنه لو قاما منه وتماشيا منازل حتى حصل القبض قبل التفششرق :صششح) .قششوله:
ولو كان إلخ( غاية في اشتراط قبض رأس المال قبل ذلك ،أي يشترط قبضة قبل ذلك ،ولششو كششان
منفعة ،كأسلمت إليك منفعة داري ،أو حيواني في كذا وكذا) .قوله :وإنما يتصششور تسششليم المنفعششة
بتسليم العين( أي لن ذلك هو الممكن في قبض المنفعة ،فلم يتصشور فيهشا القبشض الحقيقشي .قشال
سم :فلو تلفت العين قبل فراغ المدة :ينبغي انفساخ السلم فيمششا يقابششل البششاقي ،لتششبين عششدم حصششول
القبض فيه ،كمشا لشو تلفشت الشدار المشؤجرة .اه) .قشوله :كشدار وحيشوان( تمثيشل للعيشن الشتي أسشلم
منفعتها) .قوله :ولمسلم إليششه قبضششه( أي رأس المششال ،أي لششه أن يسششتقل بششه مششن غيششر أن يقبضششه
المسلم إياه) .قوله :ورده لمسلم إلخ( أي وله رد رأس المال للمسلم ،ولو عن الدين الذي عليه لششه.
وعبششارة التحفشة :ولششو رده إليششه قرضششا أو عششن ديششن ،فقششد تنششاقض فيششه كلم الشششيخين وغيرهمششا.
والمعتمد :جوازه ،لن تصرف أحد العاقدين مع الخر ل يستدعي لزوم الملك .اه) .قوله :وكون
مسلم إلخ( معطششوف علشى قبشض رأس مشال ،أي وشششرط كششون الشششئ المسششلم فيششه دينشا .قششال فششي
المغني) :فإن قيل( الدينية داخلة في حقيقة السلم ،فكيف يصح جعلها شششرطا ،لن الشششرط خششارج
عن المشروط ؟ )أجيب( بأن الفقهاء قد يريدون بالشرط :ما ل بد منه ،فيتناول حينئذ جزء الشئ.
اه) .قششوله :فششي الذمششة( أي ذمششة المسششلم إليششه ،وهششذا بيششان للمششراد مششن كششونه دينششا ،ولششو زاد أي
التفسيرية ،لكان أولى .وعبارة ش ق :والمراد بالدين :ما كان فششي الذمششة -كمششا يسششتفاد ذلششك مششن
التعريف السششابق -فل يشششترط فيششه الجششل .اه) .قششوله :حششال كششان( أي المسششلم فيششه ،أو مششؤجل.
والمراد أن يصرح بالحلول أو بالجل) .قوله :لنه( أي الدين هو الذي وضششع لششه لفششظ السششلم ،إذ
هو بيع موصوف في الذمة .وما ذكر تعليل لشتراط كون المسلم فيه دينا) .قششوله :فأسششلمت إلششخ(
مفرع على مفهوم اشتراط ما ذكر ،أي فلو لم يكن المسلم فيه دينا -بأن كان معينا -فليس بسششلم.
وقوله في هذا العين :هو المسلم فيه .وقوله أو هذا :أي أو أسلمت إليك هذا الدينار مثل في هششذا -
أي الثوب مثل -كرر المثال إشارة إلى أن رأس
] [ 23
المال ل يضر تعينه -كما علمت )قوله :ليس سلما( الجملة خبر فأسلمت إلخ الواقشع مبتششدأ
لقصد لفظه) .قوله :لنتفاء الشرط( هو الدينيششة ،وهششو علششة لنتفششاء كششونه سششلما) .قششوله :ول بيعششا
لختلل لفظه( أي وليس بيعا لختلل ،أي لفقد لفظششه -أي الششبيع -إذ المعششبر بششه لفششظ السششلم ،ل
البيع .قال في التحفة :نعم ،لو نوى بلفظ السلم البيع ،فهل يكششون كنايششة -كمششا اقتضششته قاعششدة :مششا
كان صريحا فششي بششابه كششان كنايششة فششي غيششره -أو ل ،لن موضششوعه ينششافي التعييششن ،فلششم يصششح
استعماله فيه ؟ كل محتمل .والثاني أقرب إلى كلمهشم .اه .بتصشرف) .قشوله :ولشو قشال اششتريت
إلخ( هذه مسألة مستقلة ،وليست مفرعة على ما قبلها) .قوله :كان بيعا( أي كان هذا العقششد بيعششا -
ل سلما -عند الشيخين .قال في النهاية :وهو الصح هنا -كمششا صششححه فششي الروضششة ) -قششوله:
نظرا للفظ( أي اعتبارا باللفظ ،أي وهو لفظ البيع والشراء) .قوله :وقيششل سششلم نظششرا للمعنششى( أي
وهو بيع شئ موصوف في الذمة ،واللفظ ل يعارضه ،لن كل سلم بيع ،كما أن كل صرف بيششع،
وإطلق البيع على السلم إطلق له على ما يتناوله .قال في التحفششة :فعلششى الول -أي أنششه بيششع -
يجب تعيين رأس المال في المجلس إذا كان في الذمة ،ليخرج عن بيششع الششدين بالششدين ،ل قبضششه،
ويثبت فيه خيار الشرط ،ويجوز العتيششاض عنششه .وعلششى الثششاني -أي أنششه سششلم -ينعكششس ذلششك،
ومحل الخلف إذا لم يذكر بعده لفظ السلم ،وإل كان سلما اتفاقا اه .بزيادة) .قششوله :واختششاره( أي
القول بأنه سلم ،وهو ضعيف) .قوله :وكون المسلم فيه الخ( معطوف على قبششض رأس مششال ،أي
وشرط كون المسلم فيه :مقدورا على تسليمه للمسلم عند المحل ،وصرح بهششذا الشششرط -مششع أنششه
من شروط البيع ،وهو بصدد بيان الشروط الزائدة عليها -كما يدل لششه قششوله سششابقا مششع الشششروط
المذكورة للبيع -لن المقصود بيان وقت القدرة المشترطة ،وهذا زائد علشى مفهشوم القشدرة علشى
التسليم ،وذلك الوقت هو حالة وجوب التسليم ،وهو يختلف ،ففي السششلم الحششال :عنششد العقششد .وفششي
المؤجل :بحلول الجل) .قوله :أي وقششت حلششوله( تفسششير مششراد للمحششل -بالكسششر -وهششو مصششدر
بمعنى الزمان ،وهذا إن كان السلم مؤجل ،وإل فالعبرة فيه بوقت العقد -كما علمت ) -قوله :فل
يصح السلم في منقطع إلخ( أي أو فيما يشق حصوله في المحل مشششقة عظيمششة ،كقششدر كششثير مششن
الباكورة) .وقوله :كالرطب في الشتاء( أي كأن أسششلم لشه فششي رطششب يششأتي بشه فشي الشششتاء ،وهششذا
باعتبار أكثر البلد .أما في بلد يوجد فيه الرطششب فشي الششتاء كشثيرا ،فيصشح ،كمششا فششي اليعشاب.
)قوله :وكونه معلوم قدر إلخ( معطوف على قبض رأس مال أيضا ،أي وشرط كون المسششلم فيششه
معلوم قدر .قال ع ش :أي للعاقدين ،ولو إجمال ،كمعرفة العمى الوصاف بالسششماع ،ولعششدلين.
ول بد من معرفتهمشا الصشفات بشالتعيين ،لن الغشرض منهمشا الرجشوع إليهمشا عنشد التنشازع ،ول
تحصل تلك الفائدة إل بمعرفتهما تفصيل -كذا قاله في القششوت -وهششو حسششن متعيششن .اه) .قششوله:
بكيل الخ( متعلق بمعلشوم ،أي ويحصشل العلشم بالقشدر بالكيشل فشي المكيششل ،أي فيمشا يكششال عشادة -
كالحبوب ونحوها -وبالوزن ،في الموزون -أي فيما يوزن عادة -كالللئ الصششغار ،والنقششدين،
والمسشك ،ونحشو ذلششك -وبالششذرع :فشي المشذروع -أي فيمشا يشذرع عششادة -كالثيشاب ،والرض -
وبالعد :في المعدود ،أي فيما يعد عادة -كالحجار واللبن) .قشوله :وصششح( أي السششلم )قشوله :فشي
نحو جوز ولوز( أي مما جرمه كجرمهما -كفسششتق -وألحششق بششه بعضششهم البششن المعششروف الن.
وانظر لم أفرد هذا بالذكر مع أنه إن كان من المكيل ،والقصد التنبيه على أنه يصح بالوزن ،فهو
داخل في قوله التي ومكيل بوزن ،وإن كان من الموزون فهو داخششل تحششت قششوله المششار أو وزن
في موزون ؟ ويمكن أن يقال -كما في البجيرمي -أنه أفرده بالذكر للرد على المام ومن تبعششه،
لنه يمنع السلم في الجوز واللوز وزنا وكيل ،إن كان من نوع يكثر
] [ 24
اختلفه بغلظ قشوره ورقتها .فافهمه) .قوله :وموزون بكيششل( أي وصششح أيضششا السششلم فششي
موزون بكيل) .وقوله :يعد فيه ضابطا( أي يعد ذلك الكيل في المششوزون ضششابطا ،وذلششك كششدقيق،
وما صغر جرمه كجوز ولوز -كما مر -فإن لم يعد فيه الكيل ضابطا -كفتششات مسششك ،وعنششبر،
وكبطيخ ،وقثاء ،وباذنجان ،ورمان ،ونحوها مما كبر جرمه ،وكالبقول ،وكالملوخية ،والرجلششة -
تعين في جميع ذلك الوزن) .قوله :ومكيل بوزن( أي وصح السلم فششي مكيششل كششالحبوب بششالوزن،
وذلك لن المقصود معرفة القدر ،وهي حاصلة بذلك .وبه يفرق بين السششلم ،وبيششن الربششا -حيششث
تعين في الموزون الوزن ،وفي المكيل الكيل -وذلك لن المقصود هنششاك المماثلششة بمششا عهششد فششي
زمن النبي )ص( ،فهو أضيق بابا من السششلم) .قششوله :ول يجششوز( أي السششلم) .وقشوله :فششي بيضششة
ونحوها( أي كبطيخة ،وسفرجلة .ويفهم من التعبير ببيضة ونحوها :أن السششلم يصششح فششي الششبيض
الكثير ،والبطيخ الكثير ونحوهما ،وهو كذلك -كما في شرح الروض -وعبارته :أما لو أسلم في
عدد من البطيخ مثل -كمائة -بالوزن في الجميع ،دون كل واحدة ،فيجوز -اتفاقا -قاله السبكي
وغيره .اه .وعبششارة التحفششة مثلششه ،ونصششها :ومششن ثششم امتنششع فششي نحششو بطيخششة أو بيضششة واحششدة،
لحتياجه إلى ذكر جرمها مع وزنها ،وذلك لعششزة وجششوده .نعششم ،إن أراد الششوزن التقريششبي :اتجششه
صحته في الصورتين ،لنتفاء عزة الوجود .اه) .قوله :لنه( أي الحال والشأن )وقششوله :يحتششاج(
أي في صحة السلم في نحو البيضة) .وقوله :إلى ذكر جرمها مع وزنهششا( أي فششي صششيغة السششلم،
كأن يقول أسلمت إليك في بطيخة جرمها كششذا ،ووزنهششا كششذا) .قششوله :فيششورث عششزة الوجششود( أي
فيؤدي ذكر الجرم مع الششوزن إلششى نششدرة الوجششود ،فلششذلك لششم يصششح السششلم) .قششوله :ويشششترط( أي
لصحة السلم) .وقوله :أيضا( أي كما اشترط ما مر من قبض رأس المال وما بعده) .قششوله :بيششان
محل تسليم( أي مطلقا ،سششواء كششان السششلم حششال أو مششؤجل .وحاصششل مششا يتعلششق بهششذا الشششرط أن
الصور فيه ثمانية ،وذلك لن السلم إما حال أو مؤجل .وعلى كل ،إما أن يكون لنقله مؤنة أو ل،
وعلى كل :إما أن يكون المحل صالحا للتسليم أو ل -فأربعة في الحششال ،وأربعششة فششي المؤجششل -
يجب البيان في خمسة ،منها ثلثة في المؤجل ،وهي مششا إذا كششان الموضششع غيشر صشالح للتسششليم،
سواء كان لنقله مؤنة أم ل ،أو صالحا ولنقله مؤنة .وثنتان في الحال :وهما مشا إذا كشان الموضشع
غير صالح للتسليم ،سواء كان لنقله مؤنة أم ل .ول يجب البيان فشي ثلثششة :واحشدة فششي المؤجششل،
وهي ما إذا كان الموضع صالحا ول مؤنة للنقل .وثنتان في الحال ،وهما :إذا كان صششالحا سشواء
كان لنقفه مؤنة أم ل .فإذا بين تلك الصورة وجب العمششل بالبيششان ،وإذا علمششت ذلششك تعلششم مششا فششي
كلم الشارح من الجمال ،حيث أطلق ولم يفصل بين المسلم فيه المؤجششل والحششال ،فيفيششد أنششه إذا
صلح المكان للتسليم ،وكان لحمله مؤنة :اشترط البيان مطلقا -سواء كشان مشؤجل أو حشال -مشع
أنه إنما يشترط في الول ،دون الثاني) .قوله :إن أسلم بمحل ل يصلح للتسليم( أي عقد في محششل
ل يصلح له ،كأن عقد في وسط لجة أو في بادية ،ول فرق في اشتراط البيششان فيمششا إذا أسششلم فششي
المحل المذكور بين أن يكون لنقل المسششلم فيششه مؤنشة أم ل) .وقششوله :أو لحملششه إليششه مؤنششة( أي أو
صلح للتسليم ،لكن كان لحمله من الموضع الذي يوجد فيه عادة إلى موضع التسليم مؤنة ،ومحششل
اشتراط البيان في هذا :إذا كان المسلم فيه مؤجل ،أما إذا كششان حششال فل يشششترط -كمششا علمششت -
)قوله :ولو ظفر المسلم( بكسر اللم )وقوله :بالمسلم إليه( بفتح اللم )وقوله :بعششد المحششل( بكسشر
الحاء) .قوله :في غير محل التسليم( متعلق بظفر ،ومحله هو المكان المعين بالشششرط ،أو بالعقششد.
)قوله :ولنقله إلى محل الظفر( أي نقل المسلم فيه من محل التسليم إلى موضششع الظفششر مؤنشة ،أي
ولو يتحملها المسلم عن المسلم إليه) .قوله :لم يلزمه( أي المسششلم إليششه) .وقششوله :أداء( أي للمسششلم
فيه للمسلم )قوله :ول يطالبه بقيمته( أي ول يطششالب المسششلم المسششلم إليششه فششي غيششر محششل التسششليم
بقيمته قال سم:
] [ 25
قال الزركشي :لكن له الدعوى عليه ،وإلزامه بالسفر إلى محششل التسششليم ،أو التوكيششل ،ول
يحبس .اه) .قوله :ويصح السلم حال( أي بأن صرح بالحلول) .وقوله :ومؤجل( أي بششأن صششرح
بالتأجيل بالنسبة للمسشلم فيشه ،أمشا رأس المشال ،فل يصشح فيشه الجشل ،ويجشب قبضشه حقيقشة فشي
المجلس -كما تقدم -أما المؤجل :فبالنص ،وأما الحال :فبالولى -لبعده عن الغرر ) -فإن قيششل(
الكتابة تصح بالمؤجل ول تصح بالحال) .أجيب( بأن الجل إنما وجششب فيهششا لعششدم قششدرة الرقيششق
على نحو الكتابة ،والحلششول يقتضششي وجوبهششا حششال) .وقششوله :بأجششل معلششوم( متعلششق بمؤجششل ،أي
مؤجل بأجل معلوم للعاقدين ،أو للعدلين ،كإلى شهر رمضششان) .قششوله :ل مجهششول( أي ل مؤجششل
بأجل مجهول ،فل يصح .فلشو قششال أسششلمت إليشك بهشذا إلشى قششدوم زيششد :لشم يصششح ،للجهشل بشوقت
الحلول) .قوله :ومطلقه إلخ( أي أن مطلق السلم ،أي الذي لم يصرح فيه بحلول أو أجل) .وقوله:
حشال( أي ينعقشد حشال ،كمشا أنشه إذا أطلشق الشبيع ،ينعقشد حشال .قشال سشم :وإن ألحقشا بشه أجل فشي
المجلس :لحق ،أو ذكرا أجل ثم أسقطاه في المجلس :سقط .اه) .قوله :ومطلق المسششلم فيششه جيششد(
أي أن المسلم فيه إذا لم يقيد بجودة ول رداءة :ينصرف للجيد -للعششرف ،ولكششن ينششزل علششى أقششل
درجات الجيد ل على أعلها) .قوله :وحرم ربا( ) (1هو بالقصر لغة الزيادة ،قال الش تعشالى* :
)اهتزت وربت( * ) (2أي زادت ونمت .وشرعا :عقد واقع على عوض مخصوص غير معلوم
التماثل في معيار الشرع ،أو واقع مع تأخير في البدلين ،أو أحدهما) .واعلم( أن غالب مششا ذكششره
هنا هو عين ما مر في قوله وشرط في بيششع ربششوي إلششخ ،فكششان الولششى أن يسششتوفي الكلم هنششاك
على ما يتعلق ببيع الربوي ،أو ل يذكر هناك شيئا أصل ويستغني بما ذكره هنا عما ذكره هنششاك
-كما صنع في المنهج .-وقد ورد في تحريم الربشا ششئ كشثير مشن اليشات والحشاديث والثشار،
منها ما تقدم ،ومنها قوله تعالى) * :الششذين يششأكلون الربششا ل يقومششون إل كمششا يقششوم الششذي يتخبطششه
الشيطان من المس( * قال بعضششهم فششي تفسششير هششذه اليششة :إن آكششل الربششا أسششوأ حششال مششن جميششع
مرتكبي الفواحش ،فإن كل مكتسب له توكل ما في كسبه ،قليل كان أو كثيرا -كالتاجر والششزارع
-إذ لم يعينوا أرزاقهم بعقولهم ،ولم تتعين لهم قبل الكتساب ،فهم على غير معلششوم فششي الحقيقششة،
كما قال )ص( :أبى ال أن يرزق المؤمن إل من حيث ل يعلششم ،وأمششا آكششل الربششا فقششد عيششن علششى
آخذه مكسبه ورزقه ،فهو محجوب عن ربه بنفسه ،وعن رزقه بتعيينه ،ل توكل له أصل ،فششوكله
الحق سبحانه وتعالى إلى نفسه وعقله ،وأخرجه من حفظه ،فاختطفته الجن ،وخبلتششه ،فيقششوم يششوم
القيامة كالمصروع الذي مسه الشيطان ،فتخطفه الزبانية ،وتلقيه فششي النيششران -فيجششب علششى كششل
مؤمن أن يتباعد مما يغضب الجبار ،ويتوب ويرجع إلى العزيز الغفار ،فعساه يغفر له خطايششاه -
كما قال تعالى) * :فمن جاءه موعظة من ربه فششانتهى فلششه مشا سششلف وأمششره إلشى الشش ،ومشن عششاد
فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون( * ) .(3والمال الحاصل من الربا :ل بركة لششه ،لنششه إنمششا
حصل من مخالفة الحق ،فتكون عاقبته وخيمة ،وصاحبه يرتكب سائر المعاصششي -إذ كششل طعششام
يوصل آكله إلى دواع وأفعال من جنسه -فإن كان حراما :يدعوه إلششى أفعششال محرمششة ،وإن كششان
مكروها :يؤديه إلى أفعال مكروهة ،وإن كان طيبشا :يوصشله إلشى الطيبشات فآكشل الربشا عليشه إثشم
الربا ،والفعال التي حصلت بسببه ،فتزداد عقوبته وإثمششه أبششدا ،ويتلششف الش مششاله فششي الششدنيا ،فل
ينتفع به أعقابه وأولده ،فيكون ممن خسر الدنيا
) (1والصل في تحريم الربا قوله تعالى) :الذين يأكلون الربا ل يقومون إل كما يقوم الذي يتخطبه الشيطان من المس ذلك
بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل ال البيع وحرم الربا( )البقرة ،الية (275 :وقوله تعالى) :ويمحششق ال ش الربششا ويربششي
الصدقات( )البقرة .(276وقول ال عزوجل) :وذروا ما بقى من الربا إن كنتم مؤمنين( )البقرة .(279 - 278 :وما ورد
عن النبي )ص( أنه قال " :لعن اكل الربا وموكله وكاتبه وشششاهديه وقششال :هششم سششواء " رواه البخششاري (2) .سششورة الحششج،
الية ،5 :وفصلت ،الية (3) .39 :سورة البقرة ،الية.275 :
] [ 26
والخرة ،وذلك هو الخسران المبين .ولو لم يكن فششي الربششا إل مخالفشة الشذي خلقشه فسشواه
وأظهر له سبيل النجاة لكفى به نقصانا .وأي نقصان أفحش من ذلششك ؟) .قشوله :مششر بيششانه قريبشا(
أي مر بيان معنى الربا قريبا .وفيه أنه لم يبين معنى الربا فيما مر ل لغة ول شرعا ،إل أن يقال
إنه يفهم منه بيان ذلك شرعا ،وإن لم يعبر عنه هناك بعنوان الربا ،وذلك لنششه ذكششر شششروط بيششع
الربوي .وحكم ما إذا اختل شرط منها ،والمختل شرط منها هو الربا -كما يعلم من تعريفه المار
آنفا ) -قوله :وهو أنواع( أي الربا من حيث هو أقسام ثلثة ،بدخول ربا القرض في ربا الفضل،
وإل فهي أربعة) .قوله :ربا فضل( بدل من أنشواع بششدل بعششض مششن كششل) .قششوله :بششأن يزيششد إلششخ(
تصششوير لربششا الفضششل ،ول فششرق فششي الزيششادة بيششن أن تكششون متيقنششة ،أو محتملششة) .وقششوله :أحششد
العوضين( أي المتحدين جنسا) .قوله :ومنه ربا القرض( أي ومن ربا الفضل :ربا القرض ،وهو
كل قرض جر نفعا للمقرض ،غير نحو رهن .لكن ل يحششرم عنششدنا إل إذا شششرط فششي عقششده ،كمششا
يؤخذ من تصويره التي ،ول يختص بالربويات ،بل يجري في غيرها ،كالحيوانششات والعششروض
.-وإنما كان ربشا القشرض مشن ربشا الفضشل ،مشع أنشه ليشس مشن البشاب لنشه لمشا ششرط فيشه نفعشا
للمقرض ،كان بمنزلة أنه باع ما أقرضه بما يزيد عليه من جنسه ،فهو منه حكما .وقيل إنه قسششم
مستقل) .وقوله :بأن يشترط( تصششوير لربششا القششرض) .وقششوله :فيششه( أي فششي القششرض ،أي عقششده.
)قوله :ما فيه نفع للمقرض( ومنه مششا لشو أقرضشه بمصششر وأذن لشه فششي دفعششه لشوكيله بمكشة مثل.
)قوله :وربا يد( إنما نسب إليها لعدم القبض بهششا حششال .اه .بجيرمششي) .وقششوله :بششأن يفششارق إلششخ(
تصوير له) .وقوله :أحدهما( أي المتعاقدين) .وقوله :قبل التقابض( أي قبششل قبششض العوضششين أو
أحدهما) .قوله :وربا نساء( بفتح النون مع المد ،وهو الجل) .وقوله :بششأن يشششترط( تصششوير لشه.
)وقوله :أجل( أي ولو لحظة) .وقوله :في أحد العوضين( سواء اتفقا جنسا ،أو ل) .قوله :وكلهششا(
أي هذه النواع )وقوله :مجمع عليها( أي على بطلنها .وذكششر الشششارح فيمششا تقششدم أن الربششا مششن
الكبائر .والذي في التحفة أنه من أكبر الكبائر .وقال البجيرمي :الذي يظهر أن ما ذكر في بعض
أنواعه ،وهو ربا الزيادة ،وأما الربا من أجل التأخير أو الجل من غير زيادة في أحد العوضين،
فالظاهر أنه صغيرة ،لن غاية ما فيه أنه عقد فاسد ،وقد صرحوا بششأن العقششود الفاسششدة مششن قبيششل
الصغائر .اه) .قوله :ثم العوضان إن اتفقا جنسا( أي كذهب بذهب ،وفضة بفضششة) .قششوله :ثلثششة
شروط تقدمت( أي وهي :الحلول ،والتقابض ،والتماثل )قوله :أو علة( معطششوف علششى جنسششا أي
أو اختلفا جنسا لكشن اتفقششا علشة ،كششذهب بفضشة ،وبشر بشششعير) .قشوله :وهشي( أي العلششة) .وقشوله:
الطعم( بضم الطاء أي المطعوم) .قوله :وقوله ،والنقدية( الواو بمعنى أو) .قوله :شرطان تقششدما(
أي وهمششا :الحلششول ،والتقششابض) .قششوله :ل ينششدفع إثششم إعطششاء الربششا( أي مششن المعطششي الششذي هششو
المقترض) .قوله :عند القتراض( متعلق بيندفع ،وليس متعلقا بإعطاء ،لن العطاء ل يكون إل
عند دفع ما اقترضه من الدراهم مثل) .وقوله :للضرورة( متعلق باقتراض ،أو بإعطاء .والثششاني
هو ظاهر التصوير بعده) .قوله :بحيث إلخ( تصوير لعطاء ذلك ،لجل الضرورة) .وقوله :أنه(
أي المقترض) .وقوله :ل يحصل له القرض( أي ل يقرضشه صشاحب المشال) .قشوله :إذ لشه إلشخ(
تعليل لعدم اندفاع إثم العطششاء عنششد ذلششك ،أي ل ينششدفع ذلششك ،لن لششه طريقششا فششي إيصششال الششزائد
للمقرض بنذر ،أو هبة ،أو نحوهما) .وقوله :أو التمليك( أي بهبة ،أو هدية ،أو صدقة) .قششوله :ل
سيما( أي خصوصا )قوله :ل يحتاج إلى قبول(
] [ 27
أي من المنذور له) .قوله :وقال شيخنا( لعله في غير التحفة وفتششح الجششواد) .قششوله :ينششدفع
الثم( أي إثم إعطاء الزيادة) .وقوله :للضرورة( أي لجل ضششرورة القششتراض )قششوله :وطريششق
الخلص من عقد .إلخ( أي الحيلة في التخلص من عقد الربا في بيع الربوي بجنسه مع التفاضششل
ما ذكره .وهي مكروهة بسائر أنواعه -خلفا لمن حصر الكراهة في التخلص من ربا الفضل -
ومحرمة عند الئمة الثلثة .وقال سيدنا الحبيب عبششد الش بششن الحششداد :إيششاكم ومششا يتعاطششاه بعششض
الجهششال الغبيششاء المغروريششن الحمقششاء مششن اسششتحللهم الربششا فششي زعمهششم بحيششل أو مخادعششات
ومناذرات يتعاطونها بينهم ،ويتوهمون أنهم يسلمون بها مششن إثششم الربششا ،ويتخلصششون بسششببها مششن
عاره في الدنيا ،وناره في العقبى ،وهيهات هيهات ،إن الحيلة في الربا من الربا ،وإن النذر شششئ
يتبرر به العبد ،ويتبرع ويتقرب به إلى ربه ،ل يصح النذر إل كذلك ،وقرائن أحوال هؤلء تششدل
على خلف ذلك ،وقد قال عليه الصلة والسلم :ل نذر إل فيما ابتغى بششه وجششه الشش .وبتقششدير أن
هذه المناذرات -على قول بعششض علمششاء الظششاهر -تششؤثر شششيئا ،فهششو بالنسششبة إلششى أحكششام الششدنيا
وظواهرها ل غير .فأما بالنسبة إلى أحكام الباطن ،وأمور الخششرة فل .وأنشششد رضششي الش عنششه:
ليس دين ال بالحيل فانتبه يا راقد المقل )قوله :لمن يبيع إلخ( متعلق بالخلص) .قوله :متفاضل(
حال من مفعول يبيع ،أي يبيع ما ذكر مششن متحششدي الجنششس حششال كششونه متفاضششل ،أي زائدا أحششد
العوضين على الخر) .قوله :بأن يهب إلخ( الجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ ،وهو
طريق :أي طريق ذلك حاصل بأن يهب إلخ ،ولو أسقط الباء الجارة لكششان أولششى) .وقششوله :حقششه(
أي كله .ومثله ما لو وهب الفاضل فقط لصاحبه) .قوله :أو يقششرض كششل( أي مششن البششائعين حقششه.
)قوله :ثم يبرئه( أي يبرئ كل صاحبه ما اقترضه) .قوله :ويتخلص منه( أي من عقششد الربششا .أي
إذا أريد بيع الربوي بغير جنسه من غير تقششابض ،فليتخلششص مششن الربششا الحاصششل بعششدم التقششابض
بالقرض بأن يقرض أحد المتعاقدين الخر عشر ريالت مثل ،ثم بعد التفرق يدفع له الخششذ مثل
عما في ذمته بدلها ذهبا) .وقوله :بل قبض( أي تقابض في المجلس للعوضششين أو أحششدهما ،وهشو
متعلق ببيع) .وقوله :قبل تفرق( متعلق بقبض) .تنبيه( قال في المغني :بيع النقد بالنقد مششن جنسششه
وغيره يسمى صرفا ،ويصح علشى معينيشن بالجمشاع -كبعتشك ،أو صشارفتك هشذه الشدنانير بهشذه
الدراهم -وعلى موصوفين على المشهور ،كقوله بعتك ،أو صارفتك دينارا صفته كذا في ذمششتي
بعشرين درهما من الضرب الفلني في ذمتك .ولششو أطلششق فقششال صششارفتك علششى دينششار بعشششرين
درهما ،وكان هنششاك نقششد واحششد ل يختلششف ،أو نقششود مختلفششة ،إل أن أحششدها أغلششب :صششح ،ونششزل
الطلق عليه ،ثم يعينان ويتقابضان قبل التفرق .ويصح أيضا على معين بموصوف :كبعتك هذا
الدينار بعشرة دراهم في ذمتك ،ول يصح على دينيششن :كبعتششك الششدينار الشذي فشي ذمتششك بالعشششرة
التي لك في ذمتي ،لن ذلششك بيششع ديششن بششدين .اه) .قششوله :وحششرم تفريششق إلششخ( شششروع فيمششا نهششى
الشارع عنه من البيوع ،وقد أفرده الفقهاء بترجمة مستقلة) .قوله :بين أمششة( خرجششت الحششرة ،فل
يحرم التفريق بينها وبين فرعهششا ،والحششديث التششي عششام مخصششوص بالمششة ،خلفششا للغزالششي فششي
طرده ذلك حتى في الحرة -كما سيذكره ) -قوله :وإن رضيت( أي المششة بششالتفريق ،فششإنه يحششرم
التفريق .قال في شرح الروض :لحق الولد .اه) .وقوله :أو كانت كافرة( أي أو مجنونة أو آبقة -
على الوجه -نعم ،إن أيس من عودها ،أو إفاقتها:
] [ 28
احتمششل حششل التفريششق حينئذ اه .تحفششة) .قششوله :وفششرع لششم يميششز( دخششل الصششبي والمجنششون
والبالغ .وفي البجيرمي :قال الناشري :هذا إذا كانت مدة الجنون تمتد زمنا طششويل ،أمششا اليسششيرة:
فالظاهر أنه كالمفيق .اه) .قوله :ولو من زنا( أي ولو كان الفششرع مششن زنششا ،فششإنه يحششرم التفريششق
بينه وبين أمه) .قوله :المملوكين( بدل من أمة وفرع .وإبدال المعرفة من النكرة جائز -كالعكس
-فالول :كقوله تعالى) * :وإنك لتهششدي إلششى صششراط مسششتقيم صششراط الشش( * ) (1إلششخ .والثششاني
كقوله تعالى) * :لنسفعا بالناصية ،ناصية كاذبششة( * )) (2وقششوله :لواحششد( خششرج بششه مششا إذا تعششدد
المالك ،كأنه كان مالك أحدهما غير مالك الخر ،كأن أوصى لحدهما بالم وللخر بششالفرع ،فل
يحرم التفريق حينئذ ،فيجوز لكل أن يتصرف في ملكه) .قوله :بنحو بيع( متعلق بتفريششق) .قششوله:
كهبة إلخ( تمثيل لنحو البيع) .قوله :وقسمة( أي قسمة رد أو تعششديل .وصششورة الولششى :أن تكششون
قيمة الم أكثر من قيمة الولد ،فيحتاج إلششى رد مششال أجنششبي مششع أحششدهما .والثانيششة :أن يكششون لهششا
ولدان ،وكانت قيمتهمششا تسششاوي قيمتهششا .وزاد ع ش قسششمة الفششراز ،وصششورتها :أن تكششون قيمششة
ولدها تساوي قيمتها .وضعفه الرشيدي ،ونص عبارته :ومعلوم أن القسمة ل تكون إل بيعا ،وبششه
يعلم ما في حاشية الشيخ ،ويكون قوله ولو إفششرازا :ضششعيفا .اه .وإنمششا كششان تصششوير الثلث بمششا
ذكر ،لن المقسوم -كما سيأتي إن شششاء الش تعششالى -إن تسششاوت النصششباء فيششه صششورة وقيمششة،
فالثالث .وإل فإن لم يحتج إلى رد شئ آخر ،فالثاني ،وإل فالول) .قوله :لغيششر مششن يعتششق عليششه(
راجع لجميع ما قبله من البيع وما بعده ،فل يحرم التفريششق بمشا ذكشره لمششن يعتشق عليششه ،لن مشن
عتق ملك نفسه ،فله ملزمة الخر .شرح الروض) .قوله :لخبر إلخ( دليششل لحرمششة التفريششق بيششن
من ذكر ،وورد أيضا :ملعون من فرق بين والد وولده رواه أبششو داود .وهششو مششن الكبششائر لششورود
الوعيد الشديد فيه .وأما العقد ،فهو من الصغائر عند م ر .وعند ابن حجر هششو مششن الكبششائر أفششاده
البجيرمي) .قوله :فرق ال بينه وبين أحبته يوم القيامة() .إن قلت( التفريشق بينششه وبيششن أحبتشه إن
كان في الجنة فهو تعذيب ،والجنة ل تعذيب فيها .وإن كان في الموقف ،فكل مشغول بنفسششه ،فل
يضره التفريق) .أجيب( باختيار الثاني ،لن الناس ليسوا مشغولين في جميع أزمنة الموقف ،بششل
فيها أحوال يجتمع بعضهم ببعض ،فالتفريق في تلك الحوال تعذيب ،أو أنه محمول على الزجر.
ويمكن اختيار الول وينسيه ال تعالى أحبته -فل تعذيب .ع ش ،وح ف .بجيرمي )قوله :وبطل
العقدة فيهما( أما في التفريق :فللعجز عن التسليم شرعا بالمنع من التفريق ،ومثله في الربا ،فهششو
ممنوع من إعطاء الزيادة ،أو تأخير أحد العوضين عن المجلس) .قوله :وألحق الغزالي إلششخ( أي
في الحرمة ،وعبارة التحفة :ويحرم التفريق أيضا بالسفر وبين زوجة حرة وولدها الغيششر المميششز
-ل مطلقة -لمكان صحبتها له ،كذا أطلقه الغزالي وأقروه .اه .وكتب سم :قوله ويحرم التفريق
أيضا بالسفر :أي مع الرق ،والمراد :سفر يحصل معه تضرر ،وإل كنحو فرسخ لحاجة ،فينبغششي
أن ل يمتنع ،ثم ما ذكره من حرمة التفريق بالسفر مع الرق على ما تقرر :مسلم .وأما قششوله بيششن
زوجة حرة وولدها -أي بالسفر أيضا -فهو ممنوع .اه) .قوله :وطرده( أي التحريششم :أي جعلششه
مطردا وشامل للتفريق بين الزوجة وولدها ،وإن كانت الزوجة حرة .ولم يرتض في النهاية ذلك
في الحرة ،وعبارتها :وطرده ذلك في الزوجة الحرة ،بخلف المة ،ليس بظاهر ،انتهششت .وقلششه:
بخلف المة :أي فطرده ذلشك فيهشا ظشاهر .ع ش وهشو مؤيشد لمشا مشر عشن سشم) .قشوله :بخلف
المطلقة( أي الزوجة المطلقة ،فإنه ل يحرم التفريق
) (1سورة الشورى ،الية (2) .53 ،52 :سورة العلق ،الية.15 :
] [ 29
بينها وبين ولدها بالسفر ،لما مر آنفا عن ابن حجر) .قوله :والب( هششو ومششا بعششده مبتششدأ،
خبره كالم ،أي فيحرم التفريق بين الب وفرعه ،وبين الجدة وفرعها -كما يحرم بينه وبين الم
) -قوله :ولو من الب( الغاية للرد كما يعلم من عبارة المغني ،ونصشها :وفشي الجشدات والجشداد
للب عند فقد البوين وأم الم ثلثة أوجه ،حكاها الشيخان في باب السير من غير ترجيح ،ثالثها
جواز التفريق في الجداد دون الجدات لنهن أصلح للتربية .اه) .قوله :إذا عدمت( أي الم ،فإن
لم تعدم ووجد أبوه معها أو جدته :حرم التفريق بينششه وبيششن الم ،وحششل بينششه وبيششن الب والجششدة.
وإذا كان له أب وجد :جاز بيعه مع جده ،لندفاع ضررره ببقائه مع كل منهمششا) .قششوله :أمششا بعششد
التمييز إلخ( محترز قشوله لشم يميشز ومعنشى التمييشز -كمشا فشي التحفشة -أن يصشير يأكشل وحشده،
ويستنجي وحده .ول يقدر بسن) .وقوله :فل يحرم( أي التفريق .قال في المغني :وخبر :ل يفرق
بين الم وولدها .قيل :إلى متى ؟ قال :حتى يبلششغ الغلم ،وتحيششض الجاريششة ضششعيف .اه) .قششوله:
لستغناء المميز عن الحضانة( علشة لعششدم التحريششم) .قشوله :كششالتفريق بوصششية وعتششق( أي كعششدم
حرمة التفريق بوصية وعتق ،ورهن ،وذلك لن الوصية قد ل تقتضي التفريششق بوضششعها ،فلعششل
الموت يكون بعد زمان التمييز ،ولن المعتق محسن فل يمنع من إحسانه ،ولن الرهن ل تفريق
فيه لبقاء الملك .وعبارة المنهاج -في باب الرهششن ،مششع شششرح الرملششي -ويصششح رهششن الم دون
ولدها ،وعكسه ،لبقاء الملك فيهما ،فل تفريق .اه) .قوله :ويجوز تفريق ولد البهيمة( أي بذبح لششه
أو لمه ،وبنحو بيع كذلك) .وقوله :إن استغنى عن أمه( قيد في جواز التفريششق ،لكششن النسششبة لمششا
إذا كان بنحو البيع له أو لها أو بالذبح لها ،أما إذا كان بالذبح له فل يحتاج إلى هششذا التقييششد ،لنششه
يجوز ذبحه مطلقا ،استغنى أول -كما صرح به في الروض وشرحه ) -وقششوله :بلبششن( أي لغيششر
أمه) .وقوله :أو غيره( أي غير اللبن ،كعلششف) .قشوله :لكشن يكششره( أي التفريشق فشي هششذه الحالششة،
ومحل الكراهة ما لم يكن لغرض الذبح له ،وإل فل كراهة -كما نص عليه في شرح الششروض -
وعبارته :لكن مع الكراهة ما دام رضيعا ،إل لغرض صحيح كالذبح .اه) .قوله :كفريششق الدمششي
المميز( أي ككراهة ذلك) .وقوله :قبل البلوغ( في النهاية :ويكره التفريق بعد التمييز وبعد البلوغ
أيضا ،لما فيه من التشويش ،والعقد صحيح .اه) .قوله :فإن لم يستغن إلخ( مقابل إن استغنى عششن
أمه) .وقوله :عن اللبن( المناسب أن يقول عنها بلبن أو غيره ،ويكششون الضششمير عششائدا علششى الم
المتقدم ذكرهششا) .قشوله :حششرم( أي التفريششق مطلقششا ،بششبيع أو غيششره ،حششتى يصششح السششتثناء بعششده.
)وقوله :وبطل( أي التصرف فيه بنحو البيع ،فالفاعل يعود على معلوم .وعبارة شششرح الششروض:
فإن لم يستغن :حرم البيع ،وبطل ،إل لغرض الذبح .اه .فلو صنع مثل صنيعه فششي إظهششار فاعششل
حرم لكان أولى) .قوله :إل إن كان لغرض الذبح( اسششتثناء مششن الحرمششة والبطلن ،أي يحششرم مششا
ذكر من التفريق ،ويبطل التصرف إل إن كان ذلششك لغششرض الذبششح لششه أو لمششه ،فل حرمششة ،ول
بطلن) .قوله :لكن بحث السبكي إلخ( استدراك من الستثناء) .وقوله :حرمة ذبح أمه مع بقششائه(
أي الولد .وفرض المسألة في حالة عدم الستغناء ،أما فششي حالششة السششتغناء ،فل حرمششة بالتفششاق
)قوله :وحرم أيضا( أي كما حرم الربا ،والتفريق بين المة وولدها) .قوله :بيششع نحششو عنششب( أي
كرطب .وقوله :ممن علم إلخ .من :بمعنى على (1) ،متعلقة ببيع .ومن :واقعششة علششى المشششتري،
وفاعل علم وظن يعود على البائع ،فالصلة جرت على غير من هي لششه -أي حششرم بيششع مششا ذكششر
على من علم البائع أو ظن أنه يتخذه مسكر .-قال سم :ولو كافرا ،لحرمة ذلك عليه ،وإن كنششا ل
نتعرض له بشرطه .وهل يحرم نحو الزبيب لحنفي يتخذه مسكرا -كما هو قضية إطلق العبارة
-أول ،لنه يعتقد حل النبيذ بشرطه ؟ فيه نظششر ،ويتجششه الول ،نظششرا لعتقششاد البششائع .اه .وإنمششا
حرم ما ذكر لنه سبب لمعصية محققة أو مظنونة.
) (1قوله بمعنى على :لعل الولى بمعنى اللم فتأمل .اه .مصححه.
] [ 30
)وقوله :للشرب( قيد لبيان الواقع ،ولو أسقطه مششا ضششره) .قشوله :والمششرد( معطششوف هششو
وما بعده على نحو عنب ،أي ويحرم بيع المرد على من عرف بالفجور به يقينا أو ظنا .فالمراد
بالمعرفة ما يشمل الظن .وعبارة شيخ السلم :ومحل تحريم بيعه ذلششك ممششن ذكششر :إذا تحقششق أو
ظن أنه يفعل ذلك ،فإن توهمه كره .اه) .قوله :والديك إلخ( أي وحرم بيششع الششديك للمهارشششة ،أي
المحارشة ،وتسششلط بعضششها علشى بعششض .قشال فشي القشاموس :التهريشش :التحريششش بيشن الكلب،
والفساد بين الناس .والمحارشة :تحريش بعضها على بعض .اه) .قوله :والكبش للمناطحششة( أي
وحرم بيع الكبش لجل المناطحة .قششال فششي القششاموس :نطحششه ،كمنعششه ،وضششربه :أصششابه بقرنششه.
وانتطحت الكباش :تناطحت .والنطيحة التي ماتت منه .اه) .قوله :والحرير إلششخ( أي وحششرم بيششع
الحرير على رجل ،لجل أن يلبسه .قال في النهاية :بل نحو ضرورة .اه .ومفهومه أنششه إذا كششان
لنحو ضرورة -ككثرة قمل ،أو فجأة حرب -جاز بيعه عليه) .قوله :وكذا بيع نحو المسششك إلششخ(
أي وكذا يحرم بيع نحو مسك من كل طيب يتطيب به على كششافر يشششتريه لجششل تطييششب الصششنم.
)قوله :والحيوان لكافر إلخ( أي وكذا يحرم بيع الحيوان على كافر علم البششائع أنششه يششأكله بل ذبششح
شرعي) .قوله :لن الصح إلشخ( تعليششل لمشا بعشد ،وكششذا قشوله كالمسشلمين :أي كمشا أن المسششلمين
مخاطبون بها) .وقوله :عنششدنا( متعلششق بمخششاطبون ،أي مخششاطبون بششذلك عنششدنا معاشششر الشششافعية
)قوله :خلفا لبي حنيفة رضي ال تعالى عنه( أي فإنه يقشول ل يخشاطبون بشذلك ،وهشذا محشترز
التقييد بعندنا) .قوله :فل يجوز( هذا من جملة التعليل ،وهو محطه :أي وإذا كان الكفار مخاطبين
بذلك فيحرم عليهم ما ذكر -من تطييب الصششنم ،وأكششل الحيششوان مششن غيششر ذبششح -ول يجششوز لنششا
إعانتهم على ذلك ببيع مششا ذكششر عليهششم) .وقششوله :عليهمششا( أي علششى تطييششب الصششنم ،وعلششى أكششل
الحيوان بل ذبح )قوله :ونحو ذلك( بالرفع معطوف على بيع نحششو المسششك إلششخ ،أي وكششذا يحششرم
نحو ذلك) .وقوله :من كل تصرف يفضي إلى معصية( بيان لنحو ،وذلك كبيع الدابة لمششن يكلفهششا
فوق طاقتها ،والمة على من يتخذها لغناء محرم ،والخشب على مششن يتخششذه آلششة لهششو ،وكإطعششام
مسلم مكلف كافرا مكلفا في نهار رمضان ،وكذا بيعه طعاما علم أو ظن أنه يأكله نهششارا) .قششوله:
ومع ذلك إلخ( راجع لجميع ما قبله ،أي ومع تحريم ما ذكر من بيع نحششو العنششب ،ومششا ذكششر بعششد
يصح البيع .قال في التحفة) :فإن قلت( هو هنا عاجز عن التسليم شرعا ،فلم صح البيع ؟) .قلت(
ممنوع ،لن العجز عنه ليس لوصف لزم في المبيع ،بشل فشي البشائع خشارج عمشا يتعلشق بشالمبيع
وشروطه .اه) .قوله :ويكره بيع ما ذكر( أي من العنب ،والمرد ،والديك ،وغير ذلششك) .وقششوله:
ممن توهم منه ذلك( أي التخاذ خمرا ،أو الفجور ،وغير ذلك .وهششذا محششترز قششوله المششار :ممششن
علم أو ظن إلخ )قوله :وبيع السلح إلخ( معطوف على فاعل يكره ،أي ويكره بيع السلح ،وهششو
كل نافع في الحرب -ولو درعا -على نحو بغاة .قال في شرح الروض :ما لششم يتحقششق عصششيان
المشتري للسلح به ،وإل حرم ،وصح البيع .اه .بالمعنى) .قوله :وقطاع طريق( لو قال كقطششاع
طريق ،لكان أولى ،لنه مما اندرج تحت نحو .ومحل الكراهة أيضا في البيع عليهم ،ما لم يغلششب
على الظن أنهم يتخذونها لقطع الطريق ،وإل حرم ،وصح البيع )قششوله :ومعاملششة إلششخ( أي وكششره
معاملة من في يده ،أي في ملكه حلل
] [ 31
وحرام .وهذه المسألة تقدمت غير مشرة) .وقشوله :وإن غلشب الشخ( غايششة للكراهشة) .قشوله:
نعم ،إن إلخ( استدراك على كراهة ما ذكر) .وقوله :على تحريم ما عقد به( أي علششم أن مششا عقششد
عليه عينه حرام) .قوله :حرم( الولى فيه وفي الفعل الذي بعششده :التشأنيث ،إذ الفاعشل يعششود علششى
المعاملة ،وهي مؤنثة) .وقوله :وبطل( أي المعاملة .وقششد علمشت مشا فيشه) .قشوله :وحششرم احتكششار
قوت( في الزواجر :أنه من الكبائر -لقوله )ص( :ل يحتكر إل خاطئ قال أهل اللغششة :الخششاطئ:
العاصي الثم .وقوله عليه السلم :من احتكر طعاما أربعين يوما فقد بششرئ مششن الشش ،وبششرئ ال ش
منه ،وقوله عليه السلم :الجالب مرزوق ،والمحتكر ملعون ،وقوله عليه السلم :من احتكر على
المسملين طعامهم ضربه ال بالجششذام والفلس .اه) .قششوله :كتمششر إلششخ( تمثيششل للقششوت) .وقششوله:
وكل مجزئ في الفطرة( أي مما يقتات باعتبار عادة البلد كأقط وقمح وأرز .قال في فتح الجواد:
وكذا قوت البهائم .اه) .قوله :وهو( أي الحتكار) .وقوله :إمساك ما اشتراه( خرج بششه مششا إذا لششم
يمسكه ،أو أمسك الذي لم يشتره -بأن أمسك غلة ضيعته ليبيعها بششأكثر ،أو أمسششك الششذي اشششتراه
من طعام غير القوت فل حرمشة فشي ذلشك) .وقشوله :فشي وقشت الغلء( متعلشق بإمسشاك .قشال فشي
التحفة :والعبرة فيه بالعرف .اه) .وقوله :ل الرخششص( أي ل إن اشششتراه فششي وقششت الرخششص فل
يحرم .وفي سم ما نصه :تنبيه :لو اشتراه في وقت الغلء ليبيعه ببلد آخششر سششعرها أغلششى :ينبغششي
أل يكون من الحتكار المحرم ،لن سعر البلد الخر الغلى غلوه متحقق في الحال ،فلششم يمسششكه
ليحصل الغلو ،لوجوده في الحال .والتأخير إنما هو من ضرورة النقشل إليششه ،فهششو بمنزلشة مشا لشو
باعه عقب شرائه بأغلى .اه) .قوله :ليبيعه بأكثر( أي أمسكه ليبيعه بأكثر ،فهو علة للمسششاك ،ل
لشتراه ،لئل ينافي الغاية بعده .وخرج به ،ما إذا أمسكه ل ليششبيعه بششأكثر بششل ليششأكله أو ليششبيعه ل
بأكثر ،فل حرمة في ذلك) .قوله :عند اشتداد إلخ( متعلق بإمساك أو بيبيعه .وخرج به :ما إذا لششم
تشتد الحاجة إليه ،فل حرمة) .وقوله أو غيرهم( أي غير أهل محله) .قوله :وإن لم يشتره بقصششد
ذلك( أي بقصد البيع بأكثر ،وهو غاية لكون ضششابط الحتكششار مششا ذكششر ،يعنششي أن الحتكششار هششو
المساك للذكور ،وإن لم يكن وقت الشراء قاصدا ذلك) .قوله :ل ليمسكه لنفسه أو عياله( محترز
ليبيعه) .وقوله :أو ليبيعه بثمن مثله( محترز قوله بأكثر) .وقوله :ول إمساك غلة أرضه( محترز
قوله ما اشتراه) .تنبيه( قال في المغني :يحرم التسعير -ولو في وقت الغلء -بششأن يششأمر الششوالي
السوقة أن ل يبيعوا أمتعتهم إل بكذا ،للتضييق على الناس في أموالهم .وقضية كلمهم أن ذلك ل
يختص بالطعمة ،وهو كذلك .فلو سعر المام عزر مخالفه ،بأن باع بأزيد مما سعر ،لما فيه من
مجاهرة المام بالمخالفة ،وصح البيع .اه) .قوله :كل مششا يعيششن عليششه( أي علششى القششوت :أي ممششا
يتششأدم بشه ،أو يسشد مسششد القشوت فشي بعششض الحيشان .والول كششاللحم ،والثشاني كشالفواكه) .قشوله:
وصرح القاضي بالكراهة( أي كراهة الحتكار) .وقوله :في الثوب( أي ونحوه من كل ما يلبس.
)قوله :وسوم على سوم( أي وحرم سوم إلخ ،لخبر الصحيحين :ل يسوم الرجل علشى سششوم أخيشه
وهو خبر بمعنى النهي .والمعنى فيه اليذاء ،وذكر الرجششل والخ ،ليششس للتقييششد ،بششل الول لنششه
الغالب ،الثاني للرقة والعطف عليه وسششرعة امتثششاله ،فغيرهمششا مثلهمششا .وفششي البجيرمششي :ومحششل
الحرمة إن كان السوم الول جائزا ،وإل كسوم نحو عنب من عاصر الخمششر -فل يحششرم السششوم
على
] [ 32
سومه -بل قال العلمة البكري :يستحب الشراء بعده .اه) .قوله :بعد تقششرر ثمششن( متعلششق
بحرم المقدر ،أي وإنما يحرم السوم بعد تقرر الثمن) .وقششوله بالتراضششي بششه( أي صششريحا ،وهششو
تصوير للتقرر ،أي أن تقرر الثمن يكون بالتراضي عليه صريحا .الشششوبري :ول بششد أيضششا بعششد
التراضي به من المواعدة على إيقاع العقد به وقت كذا ،فلو اتفقا عليه ثم افترقا من غير مواعدة،
لم يحرم السوم حينئذ .كما نقله المام عن الصحاب .اه .وخرج بالتقرير المذكور :ما يطاف بششه
على من يزيد فيه -فل يحرم فيه ذلك .-وفي ع ش ما نصه :وقع السؤال فششي الششدرس عمششا يقششع
كثيرا بأسواق مصر :من أن مريد البيع يدفع متاعه للدلل ،فيطوف به ،ثم يرجع إليه ،ويقول لششه
استقر سعر متاعك على كذا ،فيأذن له في البيع بذلك القدر :هل يحششرم علششى غيششره شششراؤه بششذلك
السعر ،أو بأزيششد ،أم ل ؟ فيشه نظششر .والجشواب عنشه بشأن الظشاهر الثششاني ،لنششه لشم يتحقششق قصششد
الضرر ،حيث لم يعيشن المششتري ،بشل ل يبعشد عشدم التحريشم -وإن عينشه -لن مثشل ذلشك ليشس
تصريحا بالموافقة على البيع ،لعششدم المخاطبششة مششن البششائع والواسششطة للمشششتري .اه) .قششوله :وإن
فحش إلخ( أي يحرم السوم وإن فحش إلخ) .وقشوله :للنهشي عنشه( أي فشي الخشبر المتقشدم) .قشوله:
وهو( أي السوم على السوم) .وقششوله :أن يزيششد( أي السششائم) .وقششوله :علششى آخششر( أي علششى سششوم
آخر) .وقوله :في ثمن ما يريد شراءه( أي في ثمن المتاع الذي يريد الخر شراءه واستقر ثمنششه.
)قوله :أو يخرج لششه أرخششص( أي أو يخششرج للمشششتري متاعششا أرخششص مششن المتششاع الششذي سششامه.
ومعنى كونه سائما في هذه على سوم غيششره ،أنششه عششرض بضششاعته للسششوم الواقششع لسششلعة غيششره.
)قوله :أو يرغب المالك إلخ( فيه أن هذه الصورة عيششن الصششورة الولششى :إذ إعطششاء الزيششادة فششي
الثمن للمالك يرغب المالك في استرداده .إل أن يقال إن هذه الصورة مفروضة بعد العقششد ،وتلششك
قبله .وعبارة التحفة :في تصوير السوم على السوم بأن يقششول لمششن أخششذ شششيئا ليشششتريه بكششذا رده
حتى أبيعك خيرا منه بهذا الثمن أو بأقل منه أو مثله بأقل ،أو يقول لمالكه اسششترده لشششتريه منششك
بأكثر ،أو يعرض على مريد الشراء أو غيره بحضرته مثششل سششلعة بششأنقص أو أجششود منهششا بمثششل
الثمن .اه .وهي ظاهرة) .قوله :وتحريمه( أي السوم على السششوم بعششد الششبيع ،أي العقششد) ،وقششوله:
أشد( أي من تحريمه قبل البيع وبعد التراضي ،لن اليذاء هنا أكشثر ،وذلششك بشأن يششبيع علشى بيششع
الغير ،بأن يرغب المشتري في الفسخ ليبيعه خيرا منه بمثل ثمنه ،أو مثله بأقل .أو يشششتري علششى
شرائه ،بأن يرغب البائع في الفسخ ليشتريه منه بششأكثر .ومششن ذلششك أن يششبيع مشششتريا مثششل المششبيع
بأرخص ،أو يعرض عليه مثل السلعة ليشتريها أو يطلبها منشه بزيشادة ربشح والبشائع حاضشر .اه.
فتح الجواد .وصريح ما ذكر :أن البيع على البيع ،والشششراء علششى الشششراء ،منششدرجان فششي السششوم
على السوم ،وأنه ليس مخصوصا بما كان قبل العقد ،وهو خلف مفششاد عبششارة المنهششاج والمنهششج
من أنهما قسمان مستقلن ،وأن السوم علششى السششوم مخصششوص بمششا كششان قبششل العقششد وبعششد تقششرر
الثمن) .قوله :ونجش( أي وحرم نجش ،وهو لغة :الثارة -بالمثلثة :-لما فيا من إثارة الرغبششة -
يقال نجش الطائر :أثاره من مكانه -من باب ضرب .اه .بجيرمي) .قششوله :للنهششي عنششه( أي فششي
خبر الصحيحين )قوله :ولليذاء( أي إيذاء المشتري) .قوله :وهو( أي النجششش )وقششوله :أن يزيششد
في الثمن( أي لسلعة معروضة للبيع )قوله :ل لرغبتششه( أي فششي الشششراء ،أي أو لرغبششة فيششه لكششن
قصد إضرار غيره .اه .ع ش) .قوله :بل ليخذع غيره( مثال ل قيد ،لنه لو زاد :لنفع البائع ولششم
يقصد خديعة غيره :كان الحكم كذلك .اه .نهاية) .قشوله :وإن كشانت الزيشادة( أي يحشرم ذلشك وإن
كششانت الزيششادة فشي مششال محجشور عليشه ،كيششتيم )قششوله :ولشو عنششد نقشص القيمشة( أي قيمشة السششلعة
المعروضة للبيع) .قوله :على الوجه( مقابله يجوز الزيادة عند نقششص القيمششة) .قششوله :ول خيششار
للمشتري إلخ( وقيل له الخيار للتدليس ،كالتصرية.
] [ 33
ومحل الخلف عند مواطأة البائع للناجش ،وإل فل خيار جزما .ويجري الوجهان فيما لو
قال البائع :أعطيت في هذه السلعة كذا ،فبان خلفه .وكذا لشو أخششبره عششارف بششأن هششذا عقيششق ،أو
فيروز بمواطأة ،فبششان خلفششه .اه .نهايششة) .قششوله :لتفريششط المشششتري( علششة لعششدم الخيششار) .قششوله:
بالكذب( قال ع ش :قضيته أنه لو كششان صششادقا فششي الوصششف لششم يكششن مثلششه -أي النجششش -وهشو
ظاهر .اه) .قوله :وشرط التحريم في الكل( أي الحتكار وما بعده) .وقوله :علم النهي حششتى فششي
النجش( أي لقول الشافعي رضي ال عنه :من نجششش فهششو عششاص بششالنجش إن كششان عالمششا بنهششي
رسول ال )ص( .وفي النهاية :ل أثر للجهل في حششق مششن هششو بيششن أظهششر المسششلمين بخصششوص
تحريم النجش ونحوه .وقد أشار السبكي إلى أن من لم يعلشم الحرمششة ل إثشم عليشه عنششد الش .وأمشا
بالنسبة للحكم الظاهر للقضاة ،فما اشتهر تحريمه ل يحتاج إلى اعتراف متعاطيه بالعلم -بخلف
الخفي -وظاهره أنه ل إثم عليه عنششد الش وإن قصششر فششي التعلششم ،والظششاهر أنششه غيششر مششراد .اه.
)قوله :ويصح البيع مع التحريم في هذه المواضع( وهي الحتكار ،وما ذكر بعده) .خاتمة( نسأل
ال حسن الختام) .إعلم( أن البيع تعتريه الحكام الخمسة ،فيجب في نحو اضطرار ،ومال مفلششس
محجور عليشه .وينشدب فشي نحشو زمشن الغلء ،وفشي المحابشاة للعشالم بهشا .ويكشره فشي نحشو :بيشع
مصششحف ،ودور مكششة ،وفششي سشوق اختلشط فيشه الحششرام بغيشره ،وممشن أكشثر مششاله حششرام ،خلفششا
للغزالي ،وفي خروج من حرام بحيلششة ،كنحششو ربشا ويحشرم فششي بيششع نحشو العنششب ،علششى مشا مشر،
ويجوز فيما عدا ذلك .وال أعلم .فصل في خياري المجلس والشرط وخيار العيب لمششا فششرغ مششن
بيان صحة العقد وفساده ،شرع في بيان لزومششه وجششوازه .والجششواز سششببه الخيششار .والصششل فششي
البيع :اللزوم ،لن القصد منه نقل الملك ،وقضية الملك التصرف ،وكلهمششا فششرع اللششزوم ،إل أن
الشارع أثبت فيه الخيار رفقا بالمتعاقدين .وهو نوعان :خيار تشبه ،وخيار نقيصششة -أي عيششب -
والول ما يتعاطاه المتعاقدان باختيارهما وشهوتهما من غير توقف على فششوات أمششر فششي المششبيع،
وسببه المجلس ،أو الشرط .والضافة فيه -وفي خيار العيب -من إضافة المسششبب إلششى السششبب.
وعد المصنف النواع ثلثة :خيار المجلس وخيار الشرط وخيار العيب .والخصر والولششى مششا
ذكرته ،لن الولين فردان لخيار التشهي ،ل نوعان) .قوله :يثبششت خيششار مجلششس( أي قهششرا عششن
المتعاقدين ،حتى لو شرط نفيه بطل البيع ،وهو اسم من الختيار الششذي هششو طلششب خيششر المريششن
من المضاء والفسخ )قوله :في كل بيع( أي وإن استعقب عتقا ،كشراء بعضششه إن قلنششا إن الملششك
في زمن الخيششار للبششائع أو موقششوف ،فششإن قلنششا للمشششتري فالخيششار للبششائع فقششط) .وقششوله حششتى فششي
الربوي( أي حتى أنه يثبت الخيار في بيع الربوي ،كبيع الطعام بالطعام) .وقوله :والسلم( أي في
عقد السلم ،لنه بيع موصوف في الذمة) .قوله :وكذا في هبة ذات ثواب( أي وكششذا يثبششت الخيششار
في هبة ذات عوض ،لنها بيع حقيقي) .وقوله :على المعتمد( مقابله ل يثبت الخيار فيهششا -وهششو
ما جرى عليه النووي في منهاجه )قوله :وخرج بفي :كل بيع( أي بقوله في كل بيع ،وقوله غيششر
البيع:
] [ 34
فاعل خرج -أي خششرج مششا ل يسششمى بيعششا ) .-قششوله :كششالبراء ،إلششخ( تمثيششل لغيششر الششبيع.
)وقوله :والهبة بل ثواب( أي عششوض) .وقشوله :وقششراض( هششو أن يعقششد علششى مششال يششدفعه لغيششره
ليتجر فيه على أن يكون الربح بينهما) .وقوله :وحوالة( أي وإن جعلت بيعششا لعششدم تبادرهششا منششه.
اه .بجيرمي) .وقوله :وكتابة( هي عقد عتق بلفظ الكتابة بعوض منجم بنجمين فأكثر) .قوله :ولو
في الذمة( أي ولو كشانت الجششارة فششي الذمششة ،فل يثبشت فيهشا الخيششار .والغايشة للششرد علشى القفششال
وطائفة حيث قالوا بثبوت الخيار في الجارة الواردة على الذمة كالسششلم .وصششورة الششواردة علششى
الذمة :ألزمت ذمتك حملي إلى مكة بدينار مثل) .وقششوله :أو مقششدرة بمششدة( أي ولششو مقششدرة بمششدة،
وهي أيضا للرد على من صحح ثبوته في المقدرة بمششدة ،ومثلهششا المقششدرة بمحششل عمششل .وصشورة
الولششى :آجرتششك داري سششنة بششدينار مثل .وصششورة الثانيششة :آجرتششك لتخيششط لششي هششذا الثششوب ،أو
لتحملني إلى مكة .وعبارة شرح المنهج :ووقع للنووي في تصحيحه تصحيح ثبششوته فششي المقششدرة
بمدة ،وكتب البجيرمي ما نصه :قوله في المقدرة بمدة :قال فششي مهمششات المهمششات ،وحينئذ فيعلششم
منه الثبوت في غيرها بطريق الولى .اه .شوبري أي :لنها تفوت فيها المنفعششة بمضششي الزمششن،
ومع ذلك فيها الخيار ،فثبوته في التي ل تفوت أولى ،وهششذا كلششه علششى الضششعيف .اه) .قششوله :فل
خيار في جميع ذلك( أي البراء وما بعده) .قوله :لنها( أي المذكورات مششن البششراء ومششا بعششده.
والمناسب لنه ،بتذكير الضمير العائد على جميع ذلك) .وقوله :ل تسششمى بيعششا( أي والخششبر إنمششا
ورد في البيع ولن المنفعة في الجارة تفوت بمضي الزمن ،فألزمنا العقد ،لئل يتلششف جششزء مششن
المعقود عليه ،ل في مقابلة العوض) .قوله :وسقط خيار من اختششار لزومششه( أي لخششبر الشششيخين.
البيعان بالخيار ما لم يتفرقا ،أو يقول أحدهما للخر اختر ،أي البائع والمشتري متلبسان بالخيششار
مدة عدم تفرقهما ،إل أن يقول -أو إلى أن يقول -أحدهما للخر .فإذا قال ذلششك الحششد مششا ذكششر:
سقط خياره ،وبقي خيار الخر .ثم اختيششار اللششزوم تششارة يكشون صششريحا -كمششا فششي المثلششة الششتي
ذكرها -وتارة يكون ضشمنا :بششأن يتبايعششا العوضشين بعششد قبضششهما فششي المجلشس إذ ذاك متضشمن
للرضا بلزوم العقد الول .أفاده م ر .وقوله أن يتبايعا العوضين :قضيته أنه ل ينقطع بتبششايع أحششد
العوضين كأن أخذ البائع المبيع من المشتري بغير الثمن الذي قبضه منششه ،وقششد مششر أن تصششرف
أحد العاقدين مع الخر إجششازة ،وذلششك يقتضششي انقطششاع الخيششار بمششا ذكششر ،فلعششل قششوله العوضششين
تصوير .اه .ع ش) .قوله :من بائع ومشتر( بيان لمن اختار) .قوله :كأن يقول إلخ( تمثيل لكششون
اختيار اللزوم منهما معا) .قوله :أو من أحدهما( عطف على قوله من بائع ومشتر) .وقوله :كششأن
يقول إلخ( تمثيل لكون اختيار اللزوم من أحدهما) .قشوله :فيسشقط خيشاره( أي الحشد الشذي اختشار
اللزوم) .قوله :ويبقى خيار الخر ولو مشتريا( محله ما لم يكن المبيع ممن يعتق عليه ،وإل سقط
خياره أيضا للحكم بعتق المبيع) .قوله :وسقط خيار كل منهما بفرقششة إلششخ( وذلششك لخششبر الششبيهقي:
البيعان بالخيار حتى يفترقا من مكانهما .وصح عن ابن عمر رضي ال عنهمششا أنششه كششان إذا بششاع
قام فمشى هنيهة ،ثم رجع) .وقوله :بدن( خرج به فرقة الششروح والعقششل ،فششإنه ل يسششقط بهششا ،بششل
يخلف العاقد وليه أو وارثه -كما سيأتي في قوله ول يسقط بموت أحدهما إلششخ ) -وقششوله :منهمششا
أو من أحدهما( أي حال كون تلك الفرقة واقعة من المتعاقششدين أو مششن أحششدهما فقششط ،وإذا وقعششت
منه فقط سقط خيارهما معا ،ول يختص السششقوط بالمفششارق ،بخلفششه فششي صششورة اختيششار اللششزوم
بالقول ،فإنه يختص بالقائل .فتنبه) .قوله :ولو ناسيا أو جاهل( أي يسششقط بالفرقششة ،ولششو حصششلت
نسيانا -ل عمدا أو جهل -بأن الفرقة تسقط الخيار) .قوله :عن مجلس العقد( متعلق بفرقة بششدن.
)قوله :عرفا( أي المعتبر في الفرقة :العرف .قال سم :لنه ل نص للشارع ول لهششل اللغششة فيششه.
)قوله :فما يعده إلخ( مبتدأ ،خبره جملة
] [ 35
يلزم به العقد) .قوله :فإن كانا إلخ( بيان لما يعده النشاس فرقشة) .وقشوله :فشي دار( بيشن مشا
بعده الناس فرقة بالنسبة لما إذا كانا في دار ولم يبين ذلك فيما إذا كانا في سفينة .وحاصله أنه إن
كانت كبيرة :فالفرقة فيها بالنتقال من مقدمها إلششى مؤخرهششا ،وبششالعكس .أو صششغيرة :فبششالخروج
منها ،أو بالرقي إلى صاريها) .وقوله :بأن يخرج أحشدهما منهشا( أي مشن الشدار .قشال البجيرمشي:
ظاهره ولو كان قريبا من الباب ،وهو ما في النوار عن المام الغزالي .ويظهر أن مثل ذلك مششا
لو كانت إحدى رجليه داخششل الششدار معتمششدا عليهششا وأخرجهششا .اه .ومثششل الخششروج :الصششعود إلششى
سطحها ،أو شئ مرتفع فيها -كنخلة -والنزول إلى بئر فيهشا) .قشوله :أو فشي كششبيرة( أي أو كانششا
في دار كبيرة) .وقوله :فبأن ينتقل إلخ( أي فالفرقة فيهششا بششأن ينتقششل إلششخ) .وقششوله :إلششى بيششت مششن
بيوتها( أي الدار .كأن ينتقل من صحنها إلى المجلس أو الصفة) .قوله :أو في صحراء أو سوق(
أي أو كانا في صحراء أو في سوق) .وقشوله :فبششأن يششولي إلششخ( أي فالفرقششة فششي ذلششك بششأن يششولي
أحدهما ظهره) .قوله :ويمشي قليل( ضبطه في النوار بالقششدر الششذي يكششون بيششن الصششفين ،وهششو
ثلثة أذرع) .قوله :وإن سمع الخطاب( أي تحصل الفرقة فيما إذا كانا بصحراء أو سششوق بتوليششة
أحدهما ظهره والمشي قليل -وإن سمع خطاب صاحبه -فهشو غايشة لحصششول الفرقششة بمششا ذكششر.
)قوله :فيبقى خيار المجلس إلخ( مفرع علششى قشوله يثبشت خيشار مجلشس إلشخ ،أي وإذا ثبششت خيشار
المجلس فيبقى ولو طال مكثهما إلخ .وكان المناسب تقديمه على قوله وسقط خيششار إلششخ ،وإسششقاط
قوله ما لم يتفرقا -كما نبه على بعض ذلك البجيرمي ) -قوله :ولو طال مكثهما إلخ( غاية لبقاء
خيار المجلس) .وقوله :وإن بلغ( أي المكث في محل سنين ،فهو غاية للغاية) .وقششوله :أو تماشششيا
منازل( معطوف على طال مكثهما ،فهو غاية ثانية للبقاء المذكور -أي يبقى وإن تماشيا منازل
-وذلك لعشدم التفشرق ببشدنهما) .قشوله :ول يسشقط( أي الخيشار) .وقشوله :بمشوت أحشدهما( أي فشي
المجلس )قوله :فينتقل الخيار للوارث( أي ولششو عامششا) .وقششوله :المتأهششل( فششإن لششم يوجششد ،نصششب
الحاكم عنه من يفعل الصلح له من فسخ أو إجازة) .قوله :وحلف نافي فرقة( أي وصدق بحلفه.
)قوله :أو فسخ( أي أو نافي فسخ) .وقوله :قبلهششا( متعلششق بفسششخ )قششوله :بششأن جششاءآ معششا( أي إلششى
مجلشس الحكشم) .وقشوله :وادعشى علشى أحشدهما فرقشة( أي قبشل مجيئهمشا) .وقشوله :وأنكرهشا( أي
الفرقة) .وقوله :ليفسخ( علة للنكار) .قششوله :أو اتفقششا عليهششا( أي الفرقششة )قششوله :وادعششى أحششدهما
فسخا قبلها( أي الفرقة) .قوله :وأنكر الخر( أي الفسخ قبششل الفرقششة) .قشوله :فيصششدق النششافي( أي
في الصورتين .وفائدة تصديقه في الولى :بقاء الخيار له ،وليس لمدعي الفرقة الفسخ .ولشو اتفقشا
على الفسخ والتفرق واختلفا في السابق منهما -فكما في الرجعششة -فيصششدق مششدعي التششأخير .اه.
بجيرمي) .قوله :لموافقته للصل( وهو عدم الفرقة ،وعدم الفسخ) .قوله :ويجوز إلخ( شروع في
خيار الشرط ،ويسمى خيار التروي -أي التشهي والرادة -وهو يثبت في كل ما يثبت فيه خيار
المجلس ،إل فيما سيذكره إجماعا ،ولما صح أن بعض النصار كان يخشدع فشي الشبيوع ،فأرششده
)ص( إلى أنه يقول عند البيع ل خلبة ،وأعلمه أنه إذا قال ذلك كان له خيار ثلث ليال .ومعنششى
ل خلبة -وهي بكسر الخاء المعجمة ،وبالموحدة :-ل غبن ول خديعة ،واشششتهرت فششي الشششرع
لشتراط الخيار ثلثة أيام ،فإن ذكرت وعلما معناهششا ثبششت ثلثششا ،وإل فل) .قششوله :أي للعاقششدين(
بأن يصرح كل منهما بشرط الخيار ،وكذا يجششوز لحششدهما أن يصششرح بالشششرط ويشوافقه الخششر.
)قوله :لهما أو لحدهما( هذا بيان للمشروط له ،فالجار والمجرور متعلشق بخيشار ،ويجشوز أيضشا
شششرط الخيششار لجنششبي واحششد أو اثنيششن ،ول يحششب عليششه إذا شششرط لششه الخيششار مراعششاة المصششلحة
لشارطه له من فسخ أو إجازة،
] [ 36
بل له أن يفسخ أو يجيز -وإن كرهششه ،وليششس لشششارطه عزلشه ،ول لششه عششزل نفسشه ،لنششه
تمليك -على الصح -ل توكيل .وإذا مات انتقل الخيششار لمششن شششرطه لششه) .قشوله :فششي كششل بيششع(
متعلق بيجوز ،أو شرط ،أي ويجوز ذلك في كل بيع .قال ع ش :وخرج بالبيع ما عداه ،فل يثبت
فيه خيار الشرط قطعا .اه) .قوله :فيه خيار مجلس( الجملة من المبتدإ والخبر صششفة لششبيع ،وهششي
لليضاح ل للتخصيص) .قوله :إل فيما يعتق فيه المبيع( أي إل في البيع الذي يعتششق فيششه المششبيع
كشراء أصله أو فرعه .وفششي البجيرمششي مششا نصششه :ل يخفششى أن هششذا السششتثناء متعيششن ،لنششه لششو
اقتصر على قوله لهما شرط خيار لهما ،أو لحدهما في كل ما فيه خيار المجلس :لم يصششح ،لن
من جملة ما صدقاته :ما لو اشترى بعضه ،فإن لكل منهما فيه خيار المجلششس ،فيقتضششي أن لهمششا
أن يشترطاه للمشتري ،وليششس كششذلك .اه) .قششوله :لمشششتر( أي وحششده) .وقششوله :للمنافششاة( أي بيششن
الخيار والعتق ،لن شرطه للمشتري وحده يستلزم الملك له ،وهششو يسششتلزم العتششق ،والعتششق مششانع
من الخيار ،وما أدى ثبوته لعدمه غير صحيح من أصله ،بخلف ما لو شرط لهما ،فإنه يصششح -
لوقفه -أي لكونه موقوفا .أو للبائع فقط ،فإنه يصح أيضا ،إذ الملك له) .قوله :وفي ربوي وسلم(
أي وإل في بيع ربوي وسلم .والفششرق بيششن خيششار المجلششس ،وخيششار الشششرط -حيششث اسششتثني مششن
الثاني هذان ولم يستثنيا من الول ،مع أن العلة في المتناع متأتية فيه أيضا -أن خيششار المجلششس
يثبت قهرا ،وليس له حد محدود -بخلف خيار الشششرط) .قشوله :فل يجششوز شششرطه( أي الخيششار،
أي ويفسد به البيع) .وقوله :فيهما( أي في الربوي والسلم )لشتراط القبض فيهمششا فششي المجلششس(
أي وما شرط فيه ذلك ل يحتمل الجل ،فأولى أن ل يحتمل الخيار ،لنه أعظم غررا منه ،لمنعششه
الملك أو لزومه .اه .شرح المنهج) .قوله :ثلثة أيام فأقششل( أي وإنمششا يصششح شششرط الخيششار ثلثششة
إلخ ،وتدخل ليالي اليام المشروطة فيها ،سواء السابقة منها على اليام والمتأخرة عند ابن حجر.
وعند م ر :الليلة المتأخرة ل تدخل .ومحل جواز شرط ثلثششة اليششام ونحوهششا :فيمششا ل يفسششد فششي
المدة المشروطة ،فإن كان يفسد فيها ،كطبيخ يفسد في ثلثة أيام أو أقل وشرط الخيار تلك المششدة:
بطل العقد) .قوله :بخلف ما لو أطلق( أي لم يقيد بزمن أصل -كأن قال بشرط الخيششار وسششكت
-أي قيد بزمن مجهول ،كأن قال بشرط الخيار أياما) .قوله :أو أكثر من ثلثة أيام( أي وبخلف
أكثر من ثلثة أيام ،أي شرط الخيار أكثر من ذلك ،وفي بعض نسخ الخششط إسششقاط هششذا ،ونصششه:
بخلف مششا لشو أطلشق أو زاد عليهشا ،فششإنه ل يصشح العقشد ،وهشو الولشى ،الموافششق لعبششارة شششرح
المنهج ،وذلك لسلمته من التكرار الثابت على النسخة الولى ،لن قوله أو أكشثر مشن ثلثشة أيشام
عين قوله بعد فإن زاد عليها .فتنبه) .قوله :من حين الشرط( متعلق بمحششذوف ،أي وتعتششبر ثلثششة
اليام فأقل من وقت شرط الخيار ،فلو قال بشرط ثلثة أيام من الغد :لم يصح .ويشترط أيضا أن
تكون ثلثة اليام متوالية ،فلو قال يوما بعد يوم :لم يصح) .والحاصل( أن خيار الشرط ل يصششح
العقد معه إل بشروط خمسة :أن يكون مقيدا بمدة -فخرج ما لو أطلششق ،كششأن قششال حششتى أشششاور.
وأن تكون معلومة ،فخرج ما لو قال بشرط الخيار أياما .وأن تكون متصششلة بالشششرط ،فخششرج مششا
لو قال ثلثة أيام من الغد .وأن تكون متوالية ،فخرج ما لو قال يومششا بعششد يششوم .وأن تكششون ثلثششة
فأقل ،فخرج ما لشو زادت فيبطششل العقشد فشي الكشل -لن الصششل منششع الخيششار -إل فيمششا أذن فيششه
الشارع ،ولم يأذن إل في ذلك) .قوله :سواء أشرط( أي الخيار ،وهو تعميم في اعتبار الثلثة من
وقت الشرط :أي ل فرق في اعتبارها من ذلك بين أن يحصل الشرط في العقشد أو فشي المجلشس،
فإذا شرطا ثلثة أيام وكان مضى من حين العقد يومان وهما بششالمجلس :صششح الشششرط المششذكور.
)قوله :والملك( مبتدأ ،خبره :لمن انفرد بخيار) .قوله :مع توابعه( أي فوائده متصلة أو منفصششلة:
كاللبن ،والتمر ،والمهر ،ونفوذ العتق والستيلد ،وحل الوطئ ،ووجوب النفقة ،والحمل الحششادث
في زمن الخيار،
] [ 37
بخلف الموجود حال البيع ،فإنه مبيع -كالم -لمقابلته بقسط من الثمن .وكتب البجيرمي
ما نصه :قوله مع توابعه :إدخال التوابع هنا يقتضي دخولها في قوله وإل فموقوف ،وفيششه نظششر،
لن حل الوطئ في زمن خيارهما ليس موقوفا بل هو حرام .وعتق البالغ في زمن خيارهما ليس
موقوفا بل نافذ .اه) .قوله :في مدة الخيار( متعلششق بالملششك ،أي الملششك فششي مششدة خيششار الشششرط أو
المجلس ،فل فرق في التفصششيل الششذي ذكششره بينهمششا) .فششإن قلششت( كيششف يتصششور أن يكششون خيششار
المجلس لحدهما ؟) .قلت( يتصور فيما إذا اختار أحشدهما لشزوم العقشد ،والخشر لشم يخشتر ششيئا.
)قوله :من بائع ومشتر( بيان لمن انفرد بخيار .قال في حاشششية الجمششل علششى شششرح المنهششج :فششإذا
كان للمشتري وحده ملك المبيع وفوائده الحادثة بعد العقد ،فششإن تششم الششبيع فششذاك ،وإن فسششخ رجششع
المبيع للبائع عاريا عن الفوائد ،وتضيع عليه المؤن ،ويفششوز بششالفوائد المشششتري .وإن كششان للبششائع
وحده ملك المبيع ،والفوائد كذلك ،فإن فسخ فذاك ،وإن تم البيع انتقل المبيع للمشتري عاريششا عششن
الفوائد ،وتضيع المؤن عليه .وفي ق ل على المحلى :والزوائد في مدة الوقف تابعه للمبيع ،وهشي
أمانة في يد الخر .ويقال مثل ذلك في الثمن وزوائده .اه .بحذف) .قوله :ثم إن كان إلخ( عبششارة
المنهج وشرحه بعد قوله لمن انفرد بخيار ،وإل بأن كان الخيار لهما ،فموقوف إلششخ .وهششي أولششى
من عبارة شارحنا) .قوله :فإن تم البيع إلخ( مفرع على فموقوف ،وتمام الششبيع بينهمششا بإجازتهمششا
له) .قوله :بان أنه( أي تبين أن الملك في المبيع مع توابعه) .وقوله :لمشتر( أي ملك له من حيششن
العقد) .قوله :وإل( أي وإن لم يتشم الشبيع ،أي بشأن اختشار افسشخه) .وقشوله :فلبشائع( أي فهشو ملشك
للبائع ،أي باق عليه ،وكأنه لم يخرج من ملكه) .واعلم( أنه حيث حكم بملك المبيع لحدهما حكششم
بملك الثمن للخر ،وحيث وقف وقف) .قوله :ويحصل فسخ للعقششد( أي بششالقول وبالفعششل ،والول
ذكره بقوله بنحو فسخت .والثاني ذكره بقوله والتصرف إلخ .ومثله في ذلك الجازة ،وجميششع مششا
ذكره من صرائح الفسخ والجازة .قال البجيرمي :قال شيخنا -ولعل من كنايتهما :نحو ل أبيششع،
أو ل أشتري -إل بكذا أو ل أرجع في بيعي ،أو في شرائي .اه) .قوله :كاسششترجعت المششبيع( أي
أو رفعته ،وهو تمثيل لنحو فسخت) .قوله :وإجازة( أي ويحصل بإجازة) .وقشوله :فيهشا( أي مششدة
الخيار) .قوله :بنحو أجزت( متعلق بيحصل المقدر) .قوله :كأمضيته( أي وألزمتششه ،وهششو تمثيششل
لنحو أجزت) .قوله :والتصرف( مبتدأ ،خبره قوله فسخ .وخرج بالتصرف :مجرد عرض المبيع
على البيع ،والذن فيه في مدة الخيار ،فليسا فسخا ،ول إجازة للبيع ،لعششدم إشششعارهما مششن البششائع
بعدم البقاء عليه ،ومن المشتري بالبقاء عليه ،لحتمالهما التردد في الفسخ والجشازة) .قشوله :فشي
مدة الخيار( المناسب :فيها ،إذ المقام للضمار) .قوله :بششوطئ( متعلششق بالتصششرف ،وإنمششا يكششون
فسخا أو إجازة بقيود خمسة :أن يكون الواطئ ذكرا يقينا ،وأن يكون الموطوء أنثى يقينا ،وأن ل
تكون حراما عليه كأخته ،وأن يعلم أنها المبيعة ،وأن ل يقصد الزنا .فإن فقد واحد منها ل يكششون
فسخا ول إجازة .وخششرج بششالوطئ :مقششدماته ،فل تكششون فسششخا ،ول إجششازة) .قششوله :وإعتششاق( أي
للرقيق المبيع كله أو بعضه ،ويسري للباقي .ومثل العتاق :وقف المبيع )قوله :وبيع( أي بت أو
بشرط الخيار للمشتري فقط ،وإل بأن كان لبائع أو لهما لم يكن فسششخا ،ول إجششازة -كمششا صششرح
فيه في العباب -بجيرمي) .قوله :وإجارة( أي للمبيع )قوله :وتزويج( أي للمششة أو للعبششد )قششوله:
مششن بششائع( متعلشق بالتصششرف) .قششوله :فسشخ( أي للشبيع لشششعاره بعششدم البقشاء عليشه ،وصشح ذلششك
التصرف منه ،لكن ل يجوز وطؤه إل إن كان الخيار له ،فشإن كشان لهمشا :لشم يحشل ،ولشو أذن لشه
المشتري) .قوله :ومن مشتر إجازة للشششراء( أي والتصششرف بهششذه المششذكورات مششن مشششر إجششازة
للبيع ،وذلك
] [ 38
لشعاره بالبقاء عليه ،والعتاق نافذ منه :إن كان الخيار له أو لهما وأذن له البائع ،وغيششر
نافذ :إن كان للبائع ،وموقوف :إن كان لهما ولم يأذن له البائع فيه .ووطؤه حلل :إن كان الخيار
له ،إل فحرام) .قوله :ويثبت لمشتر إلخ( شروع في خيار العيب ،ويسششمى خيششار النقيصششة ،وهششو
حاصل بفوات مقصششود مظنششون نشششأ الظششن فيششه مششن تغريششر فعلششي ،أو قضششاء عرفششي ،أو الششتزام
شرطي .فالول :كالتصرية .والثاني :كظهور العيب الذي ينقص العين والقيمششة نقصششا يفششوت بششه
غرض صحيح .والثالث :كأن شرط في المبيع شيئا ،ككون العبد كاتبا ،أو الدابششة حششامل ،أو ذات
لبن ،فأخلف) .قوله :جاهل بمشا يشأتي( أي مشن ظهشور عيشب قشديم ،ومشن تغريشر فعلشي .واحشترز
بالجاهل بذلك عن العامل به ،فل يثبت له الخيار به) .قشوله :خيشار( فاعشل يثبشت) .قشوله :فشي رد
المبيع( متعلق بخيار) .قوله :بظهور عيب قديم( أي باق إلى وقت الفسخ ،وكان الغالب في جنس
المبيع عدمه .فإن زال قبله ،أو كان ل يغلب فيه ما ذكر -كقلع سن في الكبر ،وثيوبة فششي أوانهششا
في المة -فل خيار) .وقوله :منقص قيمة في المبيع( أي أو منقص عين المبيع نقصششا يفششوت بششه
غرض صحيح ،وإن لم تنقص به القيمة .فإن كششان بششه عيششب ل ينقششص عينششه ول قيمتششه -كقطششع
أصبع زائدة وفلقة يسيرة من فخذ أو ساق ،ل تورث شيئا ،ول تفوت غرضا -فل خيار) .قششوله:
وكذا للبائع( أي وكذا يثبت الخيار للبائع إلخ )قوله :وآثروا الول( أي اقتصر الفقهششاء علششى ذكششر
الول ،أي ثبوت الخيار للمشتري بظهور عيششب قششديم فششي المششبيع ،مششع أن الثمششن مثلششه فششي ذلششك.
)وقوله :لن الغالب في الثمن( النضباط إلخ ،أي فل يحتاج إلى ذكششره) .قششوله :والقششديم إلششخ( أي
أن العيب القديم الذي يثبت به الخيار ،هو ما قارن العقد أو حدث قبششل القبششض ،لن المششبيع حينئذ
من ضمان البائع .أما ثبوت الخيار في المقارن .فبالجماع .وأما ثوبته في الحششادث قبششل القبششض،
فلن المبيع فيه من ضمان البائع ،فكذا جزؤه وصفته .قال في التحفششة :ولششم يششبينوا حكششم المقششارن
للقبض ،والذي يظهر أن له حكم ما قبل القبض ،لن يد البائع عليششه حسششا ،فل يرتفششع ضششمانه إل
بتحقق ارتفاعها ،وهو ل يحصل إل بتمام قبض المششتري لشه سشليما .اه .بتصشرف) .قشوله :وقششد
بقي( أي العيب ،والجملة حالية من فاعششل قششارن ،وفاعششل حششدث .وخششرج بششه مششا إذا لششم يبششق إلششى
الفسخ :فل خيار -كما مر ) .-قوله :ولو حدث بعد القبض فل خيار( محلششه مششا لششم يسششتند لسششبب
متقدم عليه ،كقطع يد الرقيق المبيع بجناية سابقة على القبض جهلها المششتري ،وإل فلشه الخيشار،
لنه لتقدم سببه صار كالمتقدم ،فإن كان المشتري عالما بها فل خيار له ،ول أرش) .قوله :وهو(
أي العيب الششذي يثبششت بششه الخيششار للمشششتري) .وقششوله :كاستحاضششة إلششخ( أي وكخصششاء رقيششق أو
بهيمة ،وهو مما يغلب في جنس المبيع عدمه فيها ،أما لو كان الخصاء فيما يغلب وجششوده فيهششا -
كمأكول ،أو نحو بغال ،أو براذين -فل يكون عيبا لغلبته فيها .وإنما كان الخصاء فيما مر عيبششا،
لن الفحل يصلح لما ل يصلح له الخصي ،ول نظر لزيادة القيمة به باعتبششار آخششر ،لمششا فيششه مشن
فوات جزء مقصود من البدن) .قوله :نكاح لمة( أي تزويج لمة ،فهششو عيششب يثبششت بششه الخيششار،
والمة ليست بقيد ،بل مثلها العبد ،فتزويجه عيشب أيضشا .وعبشارة الشروض :مشن عيشوب الرقيشق
كونه مزوجا .اه .وهو شامل للذكر والنثى .ومثله في النهاية .فلو أسقط قوله لمششة لكششان أولششى.
)قوله :وسرقة( أي ولو صشورة كالسشرقة مشن دار الحشرب ،فإنهشا غنيمشة ،لكنهشا صشورة سشرقة،
فتكون عيبا .هكذا في ش ق .والذي في التحفششة خلفششه ،وعبارتهششا :وسششرقة إل فششي دار الحششرب،
لن المأخوذ غنيمة .اه .بحذف) .قوله :وإباق( حتى لو أبق عند المشتري ثبت له الرد ،لنششه مششن
آثار الباق الول الذي كان عند البائع ،فل يقال إنه عيب حادث فيمنع الرد لنه مشن آثششار الول.
اه .ز ي .وقوله لنه من آثار الباق الول :الفرض أنه علم وجود ذلك العيب عند البائع ،فلو لششم
يعلم وجوده عنده فل رد ،لنه عيب حادث عند المشتري .اه .بجيرمي) .قوله :وزنا( أي ولششواط
وردة) .قوله :أي بكل منها( الجار والمجرور متعلق بمحذوف معلوم من السششياق ،وكششان الولششى
التصريح به -أي
] [ 39
يثبب الخيار بكل واحد من السرقة ،والباق ،والزنا ) .-قوله :وإن لم يتكرر( أي كششل مششن
السرقة وما بعدها ،وهو غاية لثبوت الخيار بكل منها) .وقوله :وتاب( معطوف على مدخول إن،
وهو مجموع الجازم والمجزوم -أي وإن تاب وحسن حاله -وذلك لنه قششد يألفهششا ،ولن تهمتهششا
ل تزول .ومثل ما ذكر في ذلك :الجناية عمدا ،والقتل ،والردة .وقد نظم بعضهم العيوب الششتي ل
تنفع التوبة فيها بقوله :ثمانية يعتادها العبد لو يتب بواحششدة منهششا يششرد لبششائع زنششا ،وإبششاق ،سششرقة،
ولواطه وتمكينه من نفسه للمضاجع وردته ،إتيانه لبهيمة جنايته عمششدا .فجششانب لششه وع ومششا عششدا
هذه العيوب :تنفع التوبة فيها .قال في النهاية :والفرق بيششن السششرقة والبششاق وبيششن شششرب الخمششر
ظاهر .قال ع ش :وهو أن تهمتهما ل تششزول ،بخلف ششرب الخمشر .لكشن ،هشل يشششترط لصششحة
توبته من شرب الخمشر ونحشوه ،مضشي مشدة السشتبراء أو ل ؟ فيشه نظشر ،والقشرب الثشاني .اه.
)قوله :ذكرا كان( أي الرقيق الصادر منه ما ذكشر ،أو أنشثى) .قشوله :وبشول إلشخ( معطشوف علشى
استحاضة ،أي وكبول من الرقيق) .قوله :بفراش إن اعتاده( أي عرفا ،فل يكفي مرة ،لنه كثيرا
ما يعرض مرة ،بل مرتين ومرات ،ثم يزول .ومثل الفراش :غيره -كما لو كان يسيل بوله وهو
ماش -فإنه يثبت به الخيار بالطريق الولى ،لنه يدل على ضعف المثانششة .ومثششل ذلششك :خششروج
دود القرح المعروف .ومحل ثبوت الخيار به ،إن وجد البششول فششي يششد المشششتري أيضششا ،وإل فل،
لتبين أن العيب زال ،وليس هو من الوصاف الخبيثة التي يرجع إليها الطبع) .قششوله :وبلششغ سششبع
سنين( معطوف على اعتاده ،أي وإن بلغ سبع سنين -أي تقريبا -فل يعتد بنقص شهرين -كمششا
في ع ش -فلو نقص أكثر منهما لم يضر ،فل يثبت به الخيار ،لنه خرج منه في أوانششه) .قششوله:
وبخر( هو بفتحتين :نتن الفم وغيره -كالنف ) .-وقشوله :وصششنان( ضششبطه فششي القششاموس بششالقلم
بضم الصاد ،وهو ظهور رائحة خبيثة من تحت البط وغيره .ع ش) .وقوله :مستحكمين( بكسر
الكاف ،لنه من استحكم ،وهو لزم .وخرج ما إذا كان كل من البخششر والصششنان عارضششا -كششأن
كان الول ليس ناشئا من المعدة ،بل من تغير الفششم لقلششح السششنان ،وكششأن كششان الثششاني ناشششئا مششن
عرق أو احتماع وسخ أو حركة عنيفة -فل يثبت حينئذ بهما الخيار) .قوله :ومن عيشوب الرقيشق
إلخ( وهي ل تكاد تنحصر ،كما أفاده تعبيره بمن) .قوله :كونه تماما إلخ( أي أو قاذفا ،أو تمتاما.
)واعلم( أنهم عبروا في بعض العيوب بصيغة المبالغة ،ولم يعششبروا فششي بعضششها بششذلك .قششال فششي
التحفة :فيحتمل الفرق ،ويحتمل أن الكل على حد سواء ،وأنه ل بد أن يكون كل من ذلششك يصششير
كالطبع له بأن يعتاده عرفشا -نظيشر مشا مشر .اه .بشالمعنى) .قشوله :أو آكل لطيشن( أي أو مخشدر.
)قوله :لنحو خمر( أي من كل مسكر .قال الزركشي :وينبغي أن يقيد بالمسلم دون من يعتاد ذلششك
من الكفار ،فإنه غالب فيهم .اه .مغني) .قوله :ما لم يتب عنها( قيد فششي جميششع مششا قبلششه ،أي هششذه
المذكورات -النميمة وما بعدها مشن العيششوب -مششا لششم يتششب منهششا ،فششإن تششاب منهششا فل يثبششت بهششا
الخيار .قال في التحفة :وظاهر أنه ل يكتفي في توبته بقول البائع .اه) .قششوله :أو أصششم( أي ولششو
في إحدى أذنيه .والمراد به :ما يشمل ثقل السمع ،لنه ينقص القيمة) .قششوله :أو أبلششه( فششي ع ش:
البله هو الذي غلبت عليه سلمة الصدر .وفي الحششديث :أكششثر أهششل الجنششة البلششه يعنششي فششي أمششر
الدنيا ،لقلة اهتمامهم بها ،وهم أكيس الناس في أمر الخرة .اه .مختار) .أقول( والظششاهر أن هششذا
المعنى غير مراد هنا ،وإنما المراد بالبله من يغلب عليه التغفل ،وعدم المعرفة ،ويوافقه
] [ 40
قول المصباح :بله بلها -من باب تعب :ضعف عقلششه .اه) .قششوله :أو مصششطك الركبششتين(
أي أو الكعبين .قال في القاموس :صكه :ضربه .وصك الباب :أغلقه ،أو أطبقششه .ورجششل أصششك،
ومصك :مضطرب الركبتين والعرقوبين .اه .والمناسب هنا :الخير وما قبله .فمعنششى اصششطكاك
الركبتين :التقاؤهما عند المشي ،وانطباق إحداهما على الخرى واضطرابهما) .قوله :أو رتقششاء(
معطوف على نماما ،أي ومن عيوب الرقيق كونه أمة رتقاء ،وتذكير الضمير باعتبششار المرجششع،
لنه إذا كان المرجع مشذكرا والخشبر مؤنثشا ،يجشوز مراعشاة المرجشع ومراعشاة الخشبر .والولشى:
الثاني .وكالرتقاء :القرناء والولى :هي التي انسد فرجها بلحم ،والثانية :هششي الششتي انسششد فرجهششا
بعظم )قوله :في آدمية( قيد في الحامل ،فالحمل عيب في الدمية ،وفيششه أنششه بصششدد بيششان عيششوب
الرقيق ،فل فائدة في ذكر هذا القيد) .وقوله :ل بهيمة( أي ليس الحمل عيبششا فششي بهيمششة .ومحلششه:
إذا لم تنقص بالحمل ،وإل كان عيبا أيضا) .قوله :أو ل تحيض( المناسششب فششي إعرابششه أن يكششون
الفعل منصوبا بأن مضمرة بعد أو ،والمصدر المؤول معطوف على المصدر السابق ،وهو كونه
-أي ومن عيوب الرقيق -عدم حيض من بلغت عشرين سنة) .وقوله :أو أحد ثششدييها( معطششوف
على المصدر السابق أيضا على حذف مضاف ،أي ومنهششا أيضششا :كششون أحششد الششخ .فتنبششه )قششوله:
وجماع لحيوان( عطف على استحاضة ،والجماع -بكسر الجيم -امتنششاع الحيششوان مششن الركششوب
عليه .وعبر بعضهم بجموح -بصيغة المبالغة -وهو يفيد اشششتراط كششثرة ذلششك منششه حششتى يصششير
طبعا له .قال فششي التحفشة :وهشو متجششه -كنظششائره) .قششوله :ورمششح( أي رفششس .وليششس المششراد بشه
الجششري .وعبششارة م ر :وكونهششا رموحششا وهششي تفيششد كششثرة ذلششك منهششا ،وإل فل يكششون عيبششا .اه.
بجيرمي) .قوله :وكون الدار منزل الجند( أي مختصة بنششزول الجنشد ،أي العسشاكر فيهششا) .قشوله:
بالرجم( أي أو نحوه) .قوله :أو القردة( معطوف على الجن ،أي أو كون القردة ونحوهم يرعششون
-أي يأكلون -زرع الرض ،فهو يعد عيبششا) .قشوله :ويثبشت( أي الخيششار لمششتر فششي رد المششبيع.
)وقوله :بتغرير فعلي( أي متعلق بالفعل ،كالتصرية التية :فإنها من الفعال -إذ هي جمع اللبششن
في ثدي البهيمة -كما سيأتي -قال البجيرمي :وكذا يثبت الخيار بتغرير قولي -كمششا سششيأتي فششي
مفهوم قوله :ولو باع بشرط براءته من العيوب إلخ -مششن أنششه لششو بششاع بشششرط بششراءة المششبيع مشن
العيوب فإنه ل يبرأ من شششئ منهششا ،بششل للمشششتري الخيششار فششي جميعهششا .وهششذا تغريششر قششولي .اه.
)قوله :وهو( أي التغرير )وقوله :حشرام( أي مشن الكبشائر -علشى المعتمششد -لقشوله عليشه الصشلة
والسلم :من غشنا ليس منا ،ولخبر الصحيحين في التصششرية التششي قريبششا) .قششوله :للتششدليس( أي
من البائع على المشتري) .وقوله :والضرر( أي للمشتري ،وقيل للمبيع ،والول أولى ،لنششه هششو
الششذي يطششرد فششي جميششع أمثلششة التغريششر ،بخلف ضششرر المششبيع ،فششإنه إنمششا يظهششر فششي بعضششها -
كالتصرية .-ولو لم يحصل تدليس من البائع :بأن لم يقصششد التصششرية -لنسششيان أو نحششوه -ففششي
ثبششوت الخيششار وجهششان :أحششدهما المنششع ،وبششه جششزم الغزالششي والحششاوي الصششغير :لعششدم التششدليس.
وثانيهما :ثبوته لحصول الضرر ،ورجحه الذرعي ،وقال إنه قضية نص الم) .قوله :كتصرية(
من صرى الماء في الحوض -بتشديد الراء -بمعنى جمعه ،وجوز الشافعي -رضي ال عنششه -
أن يكون من الصششر ،وهشو الربششط .والصششل فششي تحريمهششا خششبر الصششحيحين :أل تصششروا البششل
والغنم ،فمن ابتاعها -أي اشششتراها بعشد ذلشك ،فهششو بخيشر النظريششن بعششد أن يحلبهشا -إن رضششيها
أمسكها ،وإن سخطها ردها وصششاعا مششن تمششر .وقيششس بالبششل والغنششم غيرهمششا) .وقششوله :لششه( أي
للحيوان المبيع ،ولو من غير النعم) .قوله :وهي( أي التصرية ،شرعا :ما ذكر .وأمششا لغششة :فهششي
أن تربط حلمة الضرع ليجتمع اللبن) .قوله :ليوهم المشتري( أي ليوقع فششي وهششم المشششتري كششثر
اللبششن) .قشوله :وتجعيششد ششعر الجاريشة( معطششوف علششى تصشرية ،أي وكتجعيشد الششعر ،فهشو مششن
التغرير الفعلي المحرم ،لنه يدل على الجمال وقوة البدن .والمجعد :هو ما فيه التواء وانقباض -
أي تثن ،وعدم إرسال -
] [ 41
ول يثبششت الخيششار بجعلششه علششى هيئة مفلفششل السششودان ،لعششدم دللتششه علششى نفاسششة المششبيع،
المقتضية لزيادة الثمن .ومثل التجعيد :تحمير الوجه ،وتسويد الشعر ،فيثبششت بهمششا الخيششار أيضششا.
)قوله :ل خيار بغبن فاحش( أصل المتن ل بغبن فاحش ،فهو معطوف علشى ظهشور عيشب قشديم،
فقدر الشارح المتعلق :أي ل خيار بسبب وجود غبن فاحش على المشتري .والفحششش ليششس بقيششد،
بل مثله -بالولى -غيره) .قوله :كظشن مشششتر نحشو زجاجششة :جشوهرة( أي لقربهششا مشن صشفتها،
فاشتراها بقيمة الجوهرة .قال ع ش :وخرج به -أي بظنها جشوهرة -مششا لشو قشال لشه البشائع هشي
جوهرة ،فيثبت له الخيار في هذه الحالة .اه .وقال في فتششح الجششواد :ومحششل ذلششك أي عششدم ثبششوت
الخيار ،فيما إذا ظنها جوهرة :إذ لم يشتد ظنه لفعل البائع ،بأن صبغ الزجاجة بصبغ صششيرها بششه
تحاكي بعض الجواهر ،فيتخير حينئذ -لعذره .-اه) .قوله :لتقصششيره بعملششه( تعليششل لعششدم ثبششوت
الخيار بذلك ،أي ل يثبت له الخيار بذلك ،لتقصيره بكششونه عمششل بمجششرد وهمششه ،مششن غيششر بحششث
واطلع أهل الخبرة على ذلك ،ولنه )ص( لم يثبت الخيار لمشن يغبشن ،بشل أرششده إلشى اششتراط
الخيار) .قوله :والخيار بالعيب( مبتدأ ،خبره فوري) .قوله :ولو بتصرية( الغاية للرد على القششائل
بأن الخيار في المصراة يمتد ثلثة أيام ،والولى تأخيره بعد قوله فششوري ،لنششه يششوهم أن الخيششار
بالتصرية فيه خلف ،وليس كذلك ،بل الخلف إنما هو في الفوري) .قوله :فششوري( أي إجماعششا.
ومحله في المبيع المعين ،فإن قبض شيئا عما في الذمة بنحو بيع أو سلم ،فوجده معيبا ،لم يلزمششه
فور ،لن الصششح أنششه ل يملكششه إل بالرضششا بعيبششه ،ولنششه غيششر معقششود عليششه .اه .تحفششة )قششوله:
فيبطل( أي الخيار بالتأخير .قال في شرح المنهششج :وأمششا خششبر مسششلم :مششن اشششترى مصششراة فهششو
بالخيار ثلثة أيام فحمل على الغالب من أن التصرية ل تظهر إل بثلثششة أيششام) .قششوله :بل عششذر(
متعلق بالتأخير .وخرج به ما إذا كان بعذر فإنه ل يبطل الخيار .وسيذكر العشذار الشتي تبيشح لشه
التأخير -كالصلة ،والكل ،وقضاء الحاجة ،والجهل بأن له الرد ،أو بكونه على الفششور .-وفششي
البجيرمي ما نصه :هل من العذر نسيان الحكم أو العيب أو نحوهما ؟ ثم رأيت نقل عششن ع ش -
عند قول الشارح ويعذر في تأخيره بجهله إن قرب عهده بالسلم -ما نصه :وخرج بجهل الششرد
أو الفور ،ما لو علم الحكم ونسيه -فل يعذر به -لتقصيره .اه) .قوله :ويعتششبر الفششور عششادة( أي
أنه ليس المراد الفور حقيقة ،بل عادة -أي عادة عامة الناس -كما فششي ع ش .قششال فششي النهايششة،
فل يكلف الركض في الركوب العدو فششي المشششي ليششرد .اه) .قششوله :فل يضششر إلششخ( مفششرع علششى
مفهوم قوله بل عذر ،أي أما إذا كان بعذر كصشلة إلشخ ،فل يضشر تشأخيره ،وليشس مفرعشا علشى
قوله عادة ،وإل صار قوله بل عذر ضششائعا ل مفهششوم لششه) .وقششوله :صششلة( أي ولششو نفل )قششوله:
وأكل( بالرفع ،معطوف على صلة ،أي ول يضششر أكششل ،ولششو تفكهششا) .قششوله :دخششل وقتهمششا( أي
وقت الصلة ووقت الكل .وهذا إنما يشمل بالنسبة للصلة ذات الششوقت مششن فششرض أو نفششل ،ول
يشمل النفل المطلق لنه ليس له وقشت .ومحلشه :إذا علششم بششالعيب قبشل الششروع فيشه .أمششا إذا علشم
بالعيب وهو في صلة النفل المطلق :كملهششا ،ول يششؤثر ذلششك .وعبششارة الشششوبري :وشششمل كلمششه
النافلة مؤقتة ،أو ذات سبب ،ل مطلقة ،إل إن كان شرع فيتم ما نواه ،وإل اقتصر على ركعششتين.
اه .وفي البجيرمي -بالنسبة لوقت الكل -ما نصه :وانظششر وقششت الكششل مششاذا ؟ هششل هششو تقششديم
الطعام ،أو قرب حضوره ؟ والظاهر أن كل منهما يقال له وقت الكششل ،وكششذا توقششان نفسششه إليششه
وقته) .قوله :وقضاء حاجة( معطوف على صلة ،فهو مرفوع ،أي ول يضر قضاء حاجششة ،مششن
بول ،أو غائط ،أو جماع ،أو دخول حمام) .قوله :ولسلمه على البائع( أي ول يضر في ثبششوت
الخيار بالعيب :سلم المشتري على البائع بعد علمه بالعيب ،ول يضر أيضا لبسه مششا يتجمششل بششه
عادة) .قوله :بخلف محادثته( أي محادثة المشتري البائع ،فإنه يضر) .قوله :ولو علمه إلششخ( أي
ولو علم المشتري بالعيب ليل فله تأخير الرد إلى أن يصششبح ،لعششدم التقصششير .وقيششد ابششن الرفعششة:
بكلفة السير فيه ،أما إذا لم يكن عليه كلفة بالسير فيه -كأن كان جارا له -فليس لششه التششأخير إلششى
ذلك ،بل يستوي حينئذ الليل والنهار) .وقوله :حتى يصبح( أي
] [ 42
ويدخل الوقت الذي جرت به العادة بانتشار الناس إلى مصالحهم عادة .اه .ع ش) .قششوله:
ويعذر( أي المشتري) .وقوله :في تأخيره( أي خيار الرد بالعيب) .قششوله :بجهلششه( أي المشششتري.
)وقوله :جواز إلخ( مفعول جهله) .قوله :إن قرب إلخ( قيد في كونه يعذر بششذلك ،أي يعششذر بششذلك
إن قرب عهده بالسلم .قال في التحفة :وهشو ممشن يخفشى عليشه ،بخلف مشن يخالطنشا مشن أهشل
الذمة .اه) .قوله :أو نشأ بعيدا عن العلماء( المراد بالبعد هنا -أخذا من كلم الشششيخين -أن ينشششأ
بمحل يجهل أهله الحكششام .والغششالب أن يكششون بعيششدا عششن بلد العلمششاء ،وهششي محششل مششن يعششرف
الحكام الظاهرة التي ل تكلف العامة بعلم ما عداها .ولو فرض أن أهل محل يجهلون ذلك ،وهم
قريبون ممن يعرف ذلك ،كان حكمهم كذلك -فيما يظهر .-فالتعبير بالبعد ليششس بالشششتراط ،بششل
لنه الغالب في مثل ذلك .ويجري مثل ذلك في نظائره .حجر .ع ش .بجيرمي .والمراد بالعلماء:
من يعلمون هذا الحكم ،وإن لم يعلموا غيره) .قوله :وبجهل فوريته( معطوف على بجهلششه جششواز
الرد ،أي ويعذر بجهله أن الرد ثابت فورا) .وقوله :إن خفي عليه( أي إن خفي عليه هذا الحكششم،
وهو الرد فورا .وعبارة التحفة :إن كان عاميا يخفى علششى مثلششه .اه .ومقتضششى قششول الشششارح إن
خفي عليه -من غير تقييده بالقيد الذي جعله قبلششه ،أعنششي قششرب عهششده إلشخ -أنشه يعشذر فششي هشذه
الصورة ،ولو كان مخالطا لهل العلم ،لن هذا مما يخفى علششى كششثير مششن النششاس) .قششوله :ثششم إن
إلخ( مرتبط بقوله والخيار فوري .والولى التعبير بفاء التفريشع ،إذ المقشام يقتضشيه) .قشوله :رده(
أي المبيع المعيب) .قوله :أو وكيله( أي المشتري .قال في التحفة :ولولي المشتري ووارثششه الششرد
أيضا -كما هو ظاهر -اه ..وذلك لنتقال الحق لهما) .قوله :على البششائع( متعلششق بششرده ،أي رده
على البائع ،أي أو موكله إن كان البائع وكيل عن غيره في الشبيع) .وقشوله :أو وكيلشه( أي البشائع
الذي وكله في قبول السلع المردودة) .قوله :ولو كان البائع إلخ( الولى في المقابلة والخضر أن
يقول :وإن كان غائبا عنها إلخ .قال في شرح الروض :وألحششق فششي الششذخائر :الحاضششر بالبلششد إذا
خيف هربه الغائب عنها .اه) .قوله :ول وكيل له( أي للبائع) .وقوله :بها( أي بالبلد) .قوله :رفشع
المر( أي شأن الفسخ ،بأن يدعي رافع المششر شششراء ذلششك الشششئ مششن فلن الغششائب بثمششن معلششوم
قبضه ،ثم ظهر العيب ،وأنه فسخ البيع ،ويقيم البينة بذلك ،ويحلفه أن المر جرى كششذلك ،ويحكششم
بالرد على الغائب ،ويبقى الثمن دينا عليه ،ويأخذ المبيع ،ويضعه عند عدل ،ويقضششى الششدين مششن
مال الغائب ،فإن لم يجد له سوى المبيع باعه .اه .شرح المنهج) .وقوله :إلى الحاكم( بقي مششا لششو
كان غائبا ،ول وكيل له بالبلد ،ول حكم بها ،ول شهود ،فهل يلزمه السفر إليه ،أو إلى الحاكم إذا
أمكنه ذلك بل مشقة ل تحتمل ؟ وقد يفهم من المقام اللزوم .اه .سم) .وقوله :وجوبا( معنى كششونه
واجبا أنه إذا تراخى عن الرفع للحاكم سقط حقه من الرد ،ل أنشه يشأثم بشتركه) .قشوله :ول يشؤخر
لحضوره( أي ول يؤخر المشتري الرد لحضور الغائب .قششال سششم :ينبغششي ول للششذهاب إليششه .اه.
)قوله :فإذا عجز( أي المشششتري) .وقششوله :عششن النهششاء( أي رفششع المششر للحششاكم) .وقششوله :لنحششو
مرض( أي كخوف من عدو) .قششوله :أشششهد علششى الفسششخ( أي لزومششا .وعبششارة المنهششاج :ويلزمششه
الشهاد على الفسخ .اه .قال فشي المغنششي :لن الششترك يحتمششل العشراض ،وأصشل الشبيع اللششزوم،
فنعين الشهاد بعدلين -كما قاله القاضي حسين ،والغزالي -أو عدل ليحلف معه -كما قششاله ابششن
الرفعة -وهو الظاهر .اه) .قوله :فإن عجز عن الشهاد( أي على الفسخ ،بأن لم يلق من يشهده.
)وقوله :لم يلزمه تلفظ( أي بالفسح ،وذلك لنه يبعد لزومه من غير سامع ،فيؤخششبره إل أن يششأتي
به عند المردود عليه -أو الحاكم -لعدم فائدته قبل ذلك) .قوله :وعلى المشتري( أي يجششب عليششه
بعد الطلع على العيب وقبل الرد) .وقوله :ترك استعمال( أي للمبيع.
] [ 43
والستعمال طلب العمل ،فلو خدمه وهو ساكت ،لم يضشر .كششذا فششي ع ش ،نقل عشن سشم.
وفي المغني نقل عن السنوي -وهو ما يصرح بشه قششول ششارحنا ،فششإن فعشل ششيئا مشن ذلششك بل
طلب ،لم يضره .والذي يصرح به عبارة التحفة والنهاية أن الطلب ليس بقيد ،بل المدار على مششا
يعد انتفاعا -سواء كان بطلب ،أم بغير طلب -كما ستقف على عبارتهمششا قريبششا عنششد قششوله :فلششو
استخدم إلخ .ويستثنى من وجوب تششرك السششتعمال :ركششوب مششا عسششر سششوقه وقششوده ،فل يضششر.
)قوله :فلو استخدم رقيقا( أي طلب منه أن يخدمه ،كقوله اسقني ،أو اغلق الباب ،وإن لششم يطعششه،
أو استعمله ،كأن أعطاه الكوز من غير طلب ،فأخذه ،ثم أعاد إليه ،بخلف مجرد أخششذه منششه مششن
غير رده ،لن وضعه بيششده كوضششعه بششالرض .اه .تحفششة .ومثلهششا النهايششة .وقششوله :أو اسششتعمله:
معطوف على طلب ،أي استعمله وانتفع به من غير طلب .وعبارة البجيرمششي :ومثشل اسششتخدامه:
خدمته -كأن أعطاه كوزا من غير طلششب ،فأخششذه ،ثششم رده لشه ،بخلف مششا إذا لششم يششرده لشه -لن
مجرد أخذ السيد له ل يعد استعمال ،لن وضعه في يد السيد كوضششعه فششي الرض .اه .وعبششارة
المغني) :تنبيه( أفهم كلم المصنف -أن الرقيق لشو خششدم المشششتري ،وهشو سششاكت لششم يشؤثر ،لن
الستخدام طلب العمل ،وهو متجه -كما قاله السنوي .اه) .قوله :أو ناولني الثششوب( ومثلششه ،مششا
لو أشار إليه -كما هو ظاهر .-وأما الكتابة ،فيحتمل أنه إن دلت قرينة على الطلب منششه أو نششواه
بطل خياره ،وإل فهي كالنية .ع ش) .قوله :فل رد قهرا( أي الرد القهششري مششن المشششتري ينتفششي
بالستعمال المذكور ،لشعاره بالرضا بالعيب) .وقوله :وإن لشم يفعشل الرقيشق مشا أمشر بشه( غايشة
لنفي الرد القهري) .قوله :فإن فعل( أي الرقيق شيئا من ذلك ،أي المذكور من السقي ،والمناولة،
والغلق )وقوله :لم يضر( تبع فيه الخطيب ،وسم على المنهج والششذي عليششه شششيخه حجششر و :م.
ر :أنه إذا استعمله من غير طلب :ضر أيضا -كما يعلشم مشن عبارتهمشا المشارة) - .قشوله :فششرع(
الولى فروع -بصيغة الجمع -وهي أربعة :قوله لو باع ،وقوله ولشو اختلفششا ،وقشوله ولششو حششدث
عيب ،وقوله ويتبع في الرد) .قوله :لو باع( أي العاقد -سواء كان متصرفا عن نفسه أو وليا ،أو
وصيا ،أو حاكما ،أو غيرهم -كمششا يفيششده إطلقششه) .قششوله :أو غيششره( أي غيششر حيششوان ،كقمششاش.
)قوله :بشرط براءته( أي بأن قال بعتك بشرط أني برئ من العيوب التي بششالمبيع ،ومثلششه مششا لششو
قشال :إن بشه جميشع العيشوب ،أو ل يشرد علشي بعيشب ،أو عظشم فشي قفشة ،أو أعلمشك أن بشه جميشع
العيوب ،فيصح العقششد مطلقششا ،لنششه شششرط يؤكششد العقششد ،ويوافششق ظششاهر الحششال مششن السششلمة مشن
العيوب .اه .خضر .فالضمير في قوله براءته :للبائع .وأما شرط براءة المبيع -بأن قششال بشششرط
أنه سليم أو ل عيب فيه -فالظاهر أن ل يششبرأ عششن العيششب المششذكور -كمششا قششال ح ل -وإن كششان
البيع صحيحا .اه .بجيرمي) .قوله :في المبيع( المقام للضمار ،فالولى أن يقششول فيششه بالضششمير
العائد على ما ذكر من الحيوان أو غيره ،ومثششل المشبيع :الثمششن ،فلششو اششتري بششرط براءتششه مشن
العيوب في الثمن :صح العقد ،وبرئ إلخ .ولعله ترك التنبيه عليه لما مر مششن أن الثمششن مضششبوط
غالبا ،فل يحتاج إلششى شششرط الششبراءة فيششه) .قششوله :أو أن ل يششرد( معطششوف علششى براءتششه ،أي أو
بشرط أن ل يرد بالعيوب الكائنة فيه) .قشوله :صشح العقشد( جشواب لشو) .قشوله :وبشرئ مشن عيشب
باطن( أي وهو ما يعسر الطلع عليه ،ومنه :الزنا ،والسرقة ،والكفر .والظاهر :بخلفه ،ومنه:
] [ 44
نتن لحم الجللة ،لنه يسهل فيه ذلك .وقيل :الباطن ما يوجد في محل ل تجب رؤيتششه فششي
المبيع لجل صحة البيع ،والظاهر بخلفه) .قوله :موجود حال العقد( خرج به :مششا إذا وجششد بعششد
العقد وقبل القبض -فل يبرأ منه البائع مطلقا -سواء علمششه أم ل ،ظششاهرا كششان أو باطنششا ،وذلششك
لنصراف الشرط إلى ما كان موجودا عند العقد فقط) .قششوله :لششم يعلمششه البششائع( خششرج بششه مششا إذا
علمه -فل يبرأ منه -لتقصيره بكتمه إذ هو تدليس يأثم به) .قوله :ل عن عيششب بششاطن فششي غيششر
الحيوان( أي ل يبرأ عن عيب باطن فيه .وفارق الحيوان :غيششره ،بششأنه يأكششل فششي حششالتي صششحته
وسقمه ،فقلما ينفك عن عيب ظاهر أو خفي ،فاحتاج البششائع لهششذا الشششرط ليثششق بلششزوم الششبيع فيمششا
يعذر فيه .بخلف غير الحيوان ،فالغششالب عليششه :عششدم التغيششر ،فلششذلك لششم يششبرأ مششن عيبششه مطلقششا.
)وقوله :ل ظاهر فيه( أي ول يبرأ عن عيب ظاهر في الحيوان مطلقا ،علمششه أم ل) .قششوله :ولششو
اختلفا( أي العاقدان) .وقوله :في قدم العيب( أي وحدوثه ،وذلك بأن ادعى المشتري أنه قديم ليرد
على البائع ،وادعى البائع أنه حادث فل يرد عليه) .قوله :واحتمل صششدق كششل( أي أمكششن حششدوثه
وقدمه .واحترز بذلك عما إذا لم يمكن إل حدوثه -كما لو كان الجرح طريا ،والبيع والقبض مششن
سنة ،وعما إذا لم يمكن إل قدمه -كما لو كان الجرح مندمل ،والششبيع والقبششض مششن أمششس -فششإنه
يصدق في الول :البائع ،وفي الثاني :المشتري )قوله :صدق البائع بيمينه( أو يحلف على حسششب
جوابه ،فإن قال في جوابه :ليس له الرد علي بالعيب الذي ذكره ،أو ل يلزمني قبوله ،حلف على
ذلك .أو قال في جوابه :ما أقبضته وبه هذا العيب ،أو ما أقبضته إل سليما من العيب ،حلف على
ذلك .والجوابان الولن عامششان ،لشششمولهما لعششدم وجششود العيششب عنششد البششائع ،ولوجششوده مششع علششم
المشتري به .والخران خاصان .ولو أبدل أحد العامين بالخر ،أو أحد الخاصين بششالخر :كفششى.
وكذا لو أبدل العام بالخاص ،لنه غلظ على نفسه ،بخلف ما لششو أبششدل الخششاص بالعششام بششأن كششان
جوابه خاصا ،وذكر فششي يمينششه العششام ،فل يكفششي .أفششاده فششي النهايششة) .قششوله :فششي دعششواه( متعلششق
بصدق ،وضميره يعششود علششى البششائع) .وقششوله :حششدوثه( مفعششول المصششدر ،وضششميره يعششود علششى
العيب) .قوله :لن الصل لزوم العقد( أي استمراره ،وإنما حلف مع أن الصششل معششه ،لحتمششال
صدق المشتري .قال في شرح المنهششج :نعششم ،لششو ادعششى قششدم عيششبين ،فششأقر البششائع بقششدم أحششدهما،
وادعى حدوث الخر ،فالمصدق :المشتري بيمينششه ،لن الششرد يثبششت بششإقرار البششائع بأحششدهما ،فل
يبطل بالشك .اه) .قوله :وقيل لن الصل عدم العيب في يده( أي البائع) .قوله :ولو حدث عيب(
أي في المبيع) .قوله :ل يعرف القديم بششدونه( أي الحششادث .وفششي العبششارة حششذف ،أي وجششد عيششب
قديم ،لكن ل يعرف -أي ل يطلع عليه إل بذلك الحادث -فإن أمكن معرفة القديم بأقل مما أحدثه
-كتقرير بطيخ حامض ،يمكن معرفة حموضته بغرز شئ فيه ،وكتقوير بطيخ كبير يستغنى عنه
بصغير -سقط الرد القهري) .قوله :ككسر إلخ( تمثيل للعيششب الحشادث الشذي ل يعشرف القشديم إل
به) .وقوله :بيض( أي لنحو نعام -كما في التحفششة ،ولعلششه سششقط هنششا مششن الناسششخ -فلششو اشششترى
بيض نعام ،على أن فيه فرخا ،فكسره -أي ثقبشه -فوجشد خاليشا مشن الفشرخ ،رده بشالعيب القشديم.
وخرج به :بيض غير النعام -كبيض الدجاج إذا وجده بعششد كسششره مششذرا ،فششإن الششبيع يبطششل فيششه،
لوروده على غير متقوم ،فيرجع المشتري بجميع الثمن ،فل يتصور فيه رد ،بخلف الول ،فششإن
قشره متقوم ،فهو يثبت فيه الرد ،فإن لم يرده فل شئ له) .وقوله :وتقششوير بطيششخ( -بكسششر البششاء
أشهر من فتحها ،ومثله كل ما مأكوله في جوفه ،كالرمان) .وقششوله :مششدود( أي بعضششه .واحششترز
بالبعض عما إذا دود كله فإنه يوجب فساد البيع لنه غير متقوم ،فيرجع المشتري بكل ثمنه .قششال
في التحفة :ولو اشترى نحو بيض أو بطيخ كثير ،فكسر واحششدة ،فوجششدها معيبششة لششم يتجاوزهششا -
لثبوت مقتضى رد الكل بذلك ،لما يأتي من امتناع رد البعض فقششط .وإن كسششر الثانيششة فل رد لششه
مطلقا -على الوجه -لنه وقف على العيب المقتضي للرد بششالول ،فكششان الثششاني :عيبششا حادثششا.
ويظهر أنه لو اطلع على العيب في واحدة بعد كسر أخرى :كان الحكم كذلك .اه) .قوله :رد( أي
ذلك المبيع،
] [ 45
وهو جواب لو) .قوله :ول أرش عليه( أي علششى المشششتري الششراد لتسششليط البششائع لششه علششى
كسششره ،لتوقششف علششم عيبشه عليشه .والرش -بشوزن العششرش -فشي الصشل :ديشة الجراحششات ،ثشم
استعمل في التفاوت بين قيم الشياء -كما لششو كششانت قيمششة المششبيع سششليما مششائة ،ومعيبششا تسششعين -
فالرش :التفاوت الحاصل بين القيمتين ،وهو -هنا -عششرة) .قشوله :ويتبششع( أي المشبيع المعيشب
الذي رد) .قوله :الزيادة( فاعل يتبع) .وقوله :المتصلة( أي بالمبيع ،ومثله الثمن) .قوله :كالسمن(
بكسشر ،ففتشح ،وهشو تمثيشل للزيشادة المتصشلة .ومثلشه :كشبر الششجرة) .قشوله :وتعلشم الصشنعة( أي
والقرآن) .قوله :ولو بأجرة( أي ولو كان التعلم بأجرة .وعبارة التحفة :ولششو بمعلششم بششأجرة -كمششا
اقتضاه إطلقهم هنا -لكنهم في الفلس قيدوه بصنعة بل تعلم ،فيحتمل أن يقال به هنششا ،بجششامع أن
المشتري غرم مال في كل منهما ،فل يفوت عليه .اه) .قوله :وحمل( معطوف على السمن ،فهو
مثال للزيادة المتصلة ،وفيه أنه حيث قارن البيع لم تكن زيادة .وعبارة المنهج :كحمششل -بالكششاف
-وكتب البجيرمي عليه ما نصه :قوله كحمل ،وهو تنظير ،ل مثال ،بدليل إعششادة الكششاف ،وعششدم
عطفه على ما مثل به ،وأيضا الفرض أنه قارن ،فلششم تكششن زيششادة .قششال فششي شششرح البهجششة -بعششد
تقرير ما ذكر :-ويمكن جعله مثال ،بحذف مضاف -أي وكزيادة الحمل -بمعنى نمششوه وكششبره.
شوبري .اه .وهو يتبع أمه ،وإن انفصل إن كشان لشه الشرد :بشأن لشم تنقشص أمشه بشالولدة .أمشا إذا
نقصت بذلك فإنه يسقط الرد القهري ،لحدوث العيب بهشا عنشد المششتري ،ولشه الرش) .قشوله :ل
المنفصلة( أي ل تتبع الزيادة المنفصلة .قششال فششي التحفششة :عينششا ومنفعششة) .قششوله :كالولششد والثمششر(
تمثيل للمنفصلة عينا ،ولم يمثل للمنفصلة منفعة .ومثالها :الجرة) .قششوله :وكششذا الحمششل الحششادث(
أي ومثل الزيادة المنفصلة :الحمل الحادث في ملك المشتري .وفي البجيرمي :قششال والششد شششيخنا:
الراجح أن الصوف واللبن كالحمل ،أي فيكون الحادث للمشتري ،سواء انفصششل قبششل الششرد أو ل.
ومثلهما :البيض -كما هو ظاهر .-اه) .وقوله :فل تتبع( أي الزيادة المنفصششلة المششبيع) .وقششوله:
بل هي( أي الزيادة المذكورة تبقى للمشتري ،والحمل المذكور مثلها ،يأخذه المشتري إذا انفصل.
وال سبحانه وتعالى أعلم .فصل في حكم المبيع قبل القبض أي في بيان حكم ذلك ،وهشو أنشه مشن
ضمان البائع ،بمعنشى النفسشاخ بشالتلف ،وثبشوت الخيشار بشالتعيب ،وعشدم صشحة التصشرف فيشه،
فالحكام -في الحقيقة -ثلثة ،ومثل المبيع -فيما ذكر -الثمن المعين) .قوله :المبيع( خرج بششه:
زوائده المنفصلة ،الحادثة بعد البيع وقبل قبض المبيع ،فهي أمانة تحت يد البائع ،ول أجششرة لهششا،
وإن استعملها البائع ولو بعد طلب المشششتري لهششا كششالمبيع ،فششإنه ل أجششرة لششه إذا اسششتعمله البششائع.
)قوله :قبل قبضه( أي الواقع عن البيع ،فلو أقبضه إياه :ل عن البيع ،بل علششى أنششه وديعششة عنششده،
فهو كالعدم ،فيكششون باقيششا علشى ضششمان البششائع) .قشوله :مششن ضشمان بششائع( أي وإن عرضششه علششى
المشتري فلم يقبله لبقاء سلطنته عليه ،وإن قال له المشتري هششو وديعششة عنششدك .والمششراد بالبششائع:
المالك ،وإن صدر العقد مشن وليشه أو وكيلشه) .قشوله :بمعنشى انفسشاخ( يعنشي أن معنشى كشونه فشي
ضمان البائع :انفساخ إلخ .وكون هذا يقال لششه ضششمان مجششرد اصششطلح ،ول مشششاحة فيششه .وهششذا
الضمان يسمى ضمان عقد ،وذلك لن
] [ 46
المال الذي تحت يد غيره :إما مضمون ضمان عقد كالمبيع والثمن ،وإما مضمون ضمان
يد كالمغصوب والمعار ،وإما غير مضششمون أصششل كالمششال الششذي تحششت يششد الشششريك أو الوكيششل.
)وقششوله :بتلفششه( أي بنفسششه ،بششأن يكششون بآفششة سششماوية) .وقششوله :أو إتلف بششائع( أي ولششو بششإذن
المشتري) .قوله :وثبوت الخيار إلخ( معطششوف علششى انفسششاخ الششبيع ،أي وبمعنششى ثبششوت الخيششار.
)وقوله :بتعيبه( أي المبيع بنفسه) .وقوله :أو تعييب إلخ( أي بفعل فاعل) .قوله :بششإتلف أجنششبي(
معطوف على بتعيبه .أي ويثبت خيار المشتري بإتلف أجنبي له ،فهششو يتخيششر بيششن إجششازة الششبيع
وفسخه ،لفوات غرضه في العين ،فإن أجاز البيع غششرم الجنششبي البششدل ،وإن فسششخ غرمشه البششائع
إياه) .قوله :فلو تلف إلخ( هذا ل حاجة إليه بعد قوله بمعنى انفساخ البيع بتلفه أو إتلف بششائع ،إل
أن يكون هذا من المتن -كالمنهج والمنهاج -لكن الذي بأيدينا من النسج أنه من الشششرح) .قششوله:
انفسخ البيع( أي لتعذر قبضه ،مع عدم قيام البدل مقامه ،فسقط الثمن عن المشتري ،ويقدر انتقال
ملك المبيع للبائع قبيل التلف ،فتكون زوائده للمشتري ،حيث ل خيار أو تخير وحده .وقششولي مششع
عدم قيام إلخ :خرج به ما إذا أتلفه أجنبي ،فإنه ل ينفسخ الشبيع بشه ،بشل يثبشت الخيشار للمششتري -
كما مر -لوجوب بدله على المتلف له) .قوله :وإتلف مشتر قبض( أي فيبرأ منه البششائع .ومحششل
ذلك :ما لم يكن إتلفه له بحق -كصيال وقود -وكششان المشششتري المششام ،فششإن كششان كششذلك فليششس
بقبض) .قوله :وإن جهل( أي المشتري .وهو غاية لكون إتلفه قبضا) .قوله :أنششه( أي مششا أتلفششه.
)قوله :ويبطل تصرف( أي في المبيع ،بخلف زوائده الحادثة بعشد العقشد ،فيصشح بيعهشا ،لنتفشاء
ضمانها -كما تقدم ) .-قوله :ولو مع بائع( الغاية للرد أي ويبطل التصرف ولششو كششان مششع البششائع
بأن يبيعه له .نعم ،إن باعه للبائع بعين الثمن المعين إن كان باقيا أو بمثلششه ،إن كششان تالفششا أو فششي
الذمة ،صح ،وكان إقالة بلفظ البيع) .قوله :بنحو بيع( إجماعا في الطعام ،ولحديث حكيم بن حزام
بإسناد حسن :يا ابن أخي ،ل تشبيعن ششيئا حشتى تقبضشه .وعلتشه ضشعف الملشك ،لنفسشاخه بتلفشه.
تحفة) .قوله :كهبة إلخ( تمثل لنحو البيع) .قوله :فيما لم يقبض( متعلق بتصرف ،ومثله المقبوض
إن كان الخيار للبائع أو لهما) .قوله :ل بنحو إعتاق( أي ل يبطل التصرف بنحشو إعتشاق .ودخشل
تحت النحو :اليلد والتدبير) .قوله :وتزويج الخ( معطوف على نحو ،من عطششف الخششاص علششى
العام .والولى كتزويج -بكاف التمثيل ) -وقوله :ووقف( أي سواء كان على معين أو ل) .قوله:
لتشوف الشارع إلى العتق( أي وإنما لم يبطل التصشرف بشذلك لتششوف الششارع إلشى العتشق -أي
تطلعه -وفي معنى العتق :البقية -من حيث إن في كل تصرفا من غيششر عششوض فششي الجملششة ،أو
تصرفا ل إلى مالك في الجملششة ،فل يششرد علششى الول التزويششج ،ول علششى الثششاني الوصششية .أفششاده
الجمل) .وقوله :ولعدم توقفه( أي العتق على القدرة ،أي قدرة التسليم ،بدليل صحة إعتاق البششق.
)قوله :ويكون بششه( أي بالعتششاق قابضششا ،ومثلششه الوقششف واليلد .وفششي البجيرمششي :وانظششر ،هششل
يترتب على كونه قابضا أو غير قابض فششائدة ؟ لن الفششرض أنششه خششرج عششن ملكششه ؟ )قششوله :ول
يكون قابضا بالتزويج( أي ونحو كالتدبير والوصية ،فإن تلششف :كششان مششن ضششمان البششائع) .قششوله:
وقبض غير منقول( أي حاضر بمحل العقششد ،فششإن كششان غائبششا فسششيذكر حكمششه قريبششا .وهششذا بيششان
لحقيقة القبض المترتب عليه ضمان البائع قبله ،فهو جواب سؤال ،كأنه قيل له :ما القبض ؟ فبينه
بقوله :وقبض إلخ) .قوله :من أرض( بيان لغير المنقششول) .وقششوله :وشششجر( أي وإن بيششع بشششرط
القطع .ومثل الشجرة :الثمرة المبيعة قبل أوان الجذاذ .فهو من غير المنقول ،إذ المششراد بششه مششا ل
يمكن نقله بحالة الذي هو عليه حالة البيع ،والثمرة قبل ذلك كشذلك .أمشا المبيعشة بعشد أوان الجشذاذ
فهي منقولة ،فل بد من نقلها -كذا في التحفة ) .-قوله :بتخلية( متعلق بمحذوف خششبر قبششض ،أي
أن قبض ذلك كائن بتخلية ،ول بد من لفظ يدل عليها،
] [ 47
كخليششت بينششك وبينششه) .قششوله :بششأن يمكنششه( تصششوير للتخيلششة ،والضششمير راجششع للمشششتري.
)وقوله :منه( أي من المبيع غير المنقول) .قوله :البائع( فاعل الفعل) .قوله :مع تسششليمه المفتششاح(
أي إن كان مغلقا ،وكان المفتاح موجودا .ولو اشتملت الدار على أمششاكن بهششا مفاتيششح :فل بششد مششن
تسليم تلك المفاتيششح ،وإن كششانت تلششك المششاكن صششغيرة -كششالخزائن الخشششب -اه .ح ل .فششالمراد
بالمفتاح :الجنس .فلو قال له البائع :تسلمه واضع له مفتاحا ،فينبغي أن يستغني بششذلك عششن تسششليم
المفتاح .سم .بجيرمي) .قوله :وإفراغه إلخ( بالجر ،عطف على تسششليمه ،وهشو مضشاف للمضشير
العائد على غير المنقول من إضافة المصدر إلى مفعوله) .قششوله :مششن أمتعششة غيششر المشششتري( أي
من بائع ،ومستأجر ،ومستعير ،وموصى له بالمنفعششة .أمششا أمتعششة المشششتري :فل يشششترط إفراغششه
منها .قال ع ش :والمراد بالمشتري من وقع له الشراء ،فبقششاء أمتعششة الوكيششل ،والششولي مششانع مششن
صحة القبض ،لنها تمنع من دخول المبيع في يد من وقع له الشراء .اه .وفي سم ما نصششه :هششل
يجري هذا الشري -وهو فراغه من أمتعة غير المشششتري -فششي المنقششول ،حششتى لششو كششان المششبيع
ظرفا كإناء وزنبيل مشغول بأمتعة غير المشتري لم يكف نقله قبل تفريغه ؟ فيششه نظششر ،ول يبعششد
الجريان ،وإن كان نقل المنقول استيلء حقيقيا .اه) .قوله :وقبض منقول( أي حاضر بمحل العقد
ثقيل .وخرج بالحاضر :الغائب -وسيذكر حكمه قريبا ،-وبالثقيل :الخفيف -فقبضه تناوله باليششد
إن لم يكن بيد المشتري ،فإن كان بيده اعتبر في قبضه مضي زمن يمكششن فيششه النقششل أو التخليششة،
ول يحتاج فيه إلى إذن البائع ،إل إن كان له حق الحبس) .وقوله :من سششفينة( أي يمكششن جرهششا -
كما في التحفة والنهاية -فإن لم يمكن جرها فهي كالعقار ،سواء كانت في البر أو البحر) .قششوله:
بنقله( متعلق بمحذوف خبر المبتدأ ،وهو قبض ،المقششدر بيششن العششاطف والمعطششوف -أي وقبششض
المنقول كائن بنقله ،ونقل مصدر مضشاف لمفعشوله بعشد حشذف الفاعشل -أي نقشل المششترى إيشاه،
وذلك لما روى الشيخان عن ابن عمر رضي ال عنهما :كنا نشتري الطعام جزافا ،فنهانا رسششول
ال )ص( أن نبيعه حتى ننقله من مكانه .وقيس بالطعام :غيره .والمراد بنقلششه :تحويششل المشششتري
له -ولو بنائبه .-قال سم :ولو تبعا ،لتحويل منقول آخر هو بعض المبيع ،كمشا لشو اششترى عبشدا
وثوبا هو حامله ،فإذا أمره بالنتقال بالثوب :حصل قبضهما .اه) .قوله مششن محلششه( أي المنقششول،
أي المحل الذي فيه ذلك المنقول) .وقوله :إلى محل آخششر( أي ل يختششص بششه البششائع -كشششارع أو
دار للمشتري -أو يختص به لكن كان النقل إليه بإذنه ،فيكون حينئذ معيرا له) .قوله :مششع تفريششغ
السفينة( أي من المتعة التي لغير المشتري ،ومثل السفينة :كل منقول ،فل بد من تفريغششه -كمششا
مر عن سم ) .-قشوله :ويحصشل القبشض أيضشا( أي كمشا يحصشل بمشا مشر) .قشوله :بوضشع البشائع
المنقول( أي الخفيف) .وقوله :بين يدي المشتري( أي أو عن يمينه أو يسششاره أو خلفششه .فششالمراد:
وضعه في مكان يلحظه فيه) .وقوله :بحيث لو مششد( أي المشششتري) .وقششوله :إليششه( أي المنقششول.
)قوله :لناله( أي أمسششكه ،وأخششذه) .قشوله :وإن قششال( أي المشششتري ،وهشو غايشة لحصششول القبششض
بوضعه بين يدي المشتري) .وقوله :ل أريده( أي المنقول المبيع .وفي التحفة ما نصششه :نعششم ،إن
وضعه بغير أمره فخرج مستحقا لم يضمنه ،لنه لم يضع يده عليه ،وضمان اليششد ل بششد فيششه مششن
حقيقة وضعها .اه) .قوله :وشرط في غائب( أي في صحة قبض مبيع غائب مطلقا -منقششول ،أو
غير منقول ) .-وقوله :عن محل العقد( أي مجلسه ،وإن كششان بالبلششد .اه .ع ش) .قششوله :مششع إذن
البائع في القبض( الظرف المذكور متعلق بشرط) .قوله :مضي زمن( نائب فاعششل شششرط ،وإنمششا
اشترط ذلك :لن الحضور الذي كنا نوجبه -لول المشقة -ل يتأتى إل بهذا الزمن ،فلما أسقطناه
لمعنى ليس موجودا في الزمن
] [ 48
بقي اعتبار الزمن .اه .شرح المنهج) .قوله :يمكن فيه المضي إليه( أي الوصول إلى ذلك
المبيع الغائب .ويششترط أيضشا أن يمكشن فيشه النقشل فشي المنقشول ،والتخليشة والتفريشغ فشي غيشره.
فالشرط في الجميع :المكان .وهذا إن كان المبيع بيد المشتري ،فششإن كششان بيششد غيششره فل بششد بعششد
مضي إمكان الوصول إليه من النقل بالفعل فششي المنقششول ،والتخليششة والتفريششغ فششي غيششره) .قششوله:
ويجوز لمشتري استقلل بقبض( أي بمعنى أنه ل يتوقف صحة قبضه على تسليم البائع ول إذنه
في القبض ،ولكن إن كان المبيع في دار البائع أو غيره ،لم يكن للمشتري الدخول لخذه من غير
إذن في الدخول ،لما يترتب عليه من الفتنة وهتك ملك الغير بالدخول .فششإن امتنششع صششاحب الششدار
مششن تمكينششه جششاز لشه الششدخول لخششذ حقششه ،لن صششاحب الششدار -بامتنششاعه مششن التمكيششن -يصششير
كالغاصب للمبيع .ع ش) .وقوله :إن كان الثمن مؤجل( أي وإن حل بعده ،وإنما جاز له ذلك لن
البائع رضي ببقائه في ذمته) .وقوله :أو سلم الحال( أي أو لم يكن مؤجل ،بل كششان حششال كلششه أو
بعضه ،وسلم الحال -أي لمستحقه -فإن لم يسلمه لم يسششتقل بقبضششه ،فششإن اسششتقل بشه لزمششه رده،
لن البائع يستحق حبسه ،ول ينفذ تصرفه فيه) .قوله :وجاز استبدال( أي ولو قبض المبيع ،لكششن
بعد لزوم العقد -ل قبله .-قال في التحفة :وشرط الستبدال لفظ يدل عليه صريحا أو كنايششة مششع
النية -كأخششذته عنشه .-وقششوله :لفششظ :أي إيجششاب وقبشول ،والول مششن المشششتري كاسششتبدلتك هششذه
الدراهم بهذه البل ،أو خذ هذه بدل هذه ،فيقول البائع قبلت ،أو أخذته منك -فلو لم يوجششد لفششظ ل
يصشح السشتبدال -فل يملشك مشا يأخشذه .قشال سشم :وبحشث الذرعشي الصشحة ،بنشاء علشى صشحة
المعاطاة .اه) .قوله :في غير ربوي( متعلق بجاز ،وخرج به الربوي ،فل يجوز الستبدال عنششه،
إذا لم يوجد قبض في المجلس ،لتفويته ما شرط فيه من قبض مششا وقششع العقششد بششه .وعبششارة شششرح
الروض :هذا كله فيما ل يشترط قبضه في المجلس ،أما غيره -كربوي بيششع بمثلششه ،ورأس مششال
سلم -فل يجوز الستبدال عنه ،إذا لم يوجد قبض المعقود عليه في المجلس .إلخ .اه) .قوله :بيع
بمثله( الجملة صفة لربوي :أي ربوي موصوف بأنه بيع ربوي مثله) .وقششوله :مششن جنسششه( حششال
من مثله -أي حال كون ذلك المثل من جنششس الربششوي .قششال سششم :لششم يششذكر هششذا القيششد فششي شششرح
الرشاد ،ول في شرح الروض .اه) .قوله :عن ثمن( متعلق باستبدال ،والمشراد ثمشن فشي الذمشة.
)وقوله :نقد أو غيره( تعميم في الثمن -أي ل فرق في الثمن الكائن في الذمة بين أن يكششون نقششدا
-أي دراهم أو دنانير -أو غير نقد .قال في التحفة :والثمن النقد إن وجد أحد الطرفين ،وإل فمششا
اتصلت به الباء ،والمثمن مقابله .نعم ،الوجه فيما لششو بششاع قنششه مثل بششدراهم سششلما أنششه ل يصششح
الستبدال عنها ،وإن كانت ثمنا لنها في الحقيقة مسلم فيها ،فليقيد بذلك إطلقهم صحة الستبدال
عن الثمن .اه) .قوله :لخبر إلخ( تعليل لجواز الستبدال عن الثمششن) .قششوله :كنششت إلششخ( أي قششال:
كنت إلخ .فهو مقول لقول محذوف) .قوله :فسألته عن ذلك( أي أخذ الدراهم بدل الششدنانير ،وأخششذ
الدنانير بدل الدراهم .والمراد :سألته عن حكم ذلك ،هل هو جائز أو ل ؟ )قوله :فقششال( أي النششبي
)ص() .وقوله :ل بأس( أي ل لوم) .وقوله :وليس بينكما شئ( أي من عقششد السششتبدال .قششال فششي
حاشية الجمل :وهو إشارة إلى التقابض .اه .أي إلى أن الستبدال من جنس الربشوي يششترط فشي
صحته التقابض في المجلس ،كاستبدال الدراهم بالدنانير ،وعكسه في السؤال) .قوله :وعن ديششن(
معطوف على ثمن ،أي وجاز استبدال عن دين ،أي غير ثمن وغير مثمششن .أمششا الول فقششد ذكششره
قبل .وأما الثاني فل يجوز الستبدال عنه -كما سيذكره بقوله :ول يبدل نششوع أسششلم فيششه أو مششبيع
في الذمة إلخ -وصنيعه :يفيد أن الثمن المعطوف عليه غير دين ،مع أنه دين -كما علمت -فلو
] [ 49
قال -كما في المنهج -وصح استبدال عن دين غير مثمن بغير ديششن وديششن قششرض ،لكششان
أولى وأخصر) .قوله :قرض إلخ( بدل من دين ،وعطف بيان له) .قوله :ل عن مسلم فيششه( أي ل
يجوز الستبدال عنه ،لكن بما لم يتضمن إقالة ،بأن كششان بغيششر جنششس رأس مششال المسششلم فيششه ،أو
نقص .أما لو استبدل بما يتضششمن ذلششك فششإنه يصششح ،ويكششون إقالششة) .وقشوله :لعششدم اسششتقراره( أي
المسلم فيه ،وذلك لنه معرض بانقطاعه للفسخ ،ولن عينششه تقصششد) .قششوله :ولششو اسششتبدل موافقششا
إلخ( بيان لمفهوم قوله في غير ربوي) .وقوله :في علة الربا( يفيد أن قوله المار من جنسه :ليس
بقيد ،فهو مؤيد لما علمته عن سم) .قوله :كدرهم عن دينار( أي كاستبدال درهم عن دينششار واقششع
ثمنا لمتاع) .قوله :اشترط إلخ( جواب لو) .وقوله :قبض البدل في المجلس( قششال فششي التحفششة مششع
المتن :والصح أنه ل يشترط التعيين للبدل في العقد -أي عقد الستبدال -بأن يقول هذا) .قوله:
حذرا من الربا( علة لشتراط ذلك) .قوله :ل إن استبدل( أي ل يشترط قبض البدل فششي المجلششس
إن استبدل إلخ ،وذلك لعدم الربا فيه .قال في النهاية :لكن ل بد مششن التعييششن فششي المجلششس قطعششا.
)قوله :ول يبدل نوع أسلم فيه( هذا عين قوله ل عن مسلم فيششه ،فششالولى حششذفه والقتصششار علششى
المعطوف بعده ،كأن يقول ول يبدل نوع مبيع في الذمة إلخ .ولو قال بدل قوله ل عن مسلم فيششه:
لعن مثمن في الذمة مسلما فيه ،أو مبيعا في الذمة بغير لفظ السلم ،لكان أولى وأخصر .وعبارة
التحفة مع المنهاج :ول يصح بيع المثمن الذي في الذمة نحو المسلم فيه ،ول العتياض عنه قبششل
قبضه بغير نوعه ،لعموم النهي عن بيع ،ما لم يقبض ،ولعدم استقراره ،فششإنه معششرض بانقطششاعه
للنفساخ ،أو الفسخ .والحيلة في ذلك :أن يتفاسخا عقد السلم ،ليصير رأس المال دينششا فششي ذمتششه،
ثم يستبدل عنه .اه .وقوله :المثمن الذي في الذمة :قال سم :دخل فيششه بيششع الموصششوف فششي الذمششة
بغير لفظ السلم ونحوه .اه) .قوله :عقد( أي ذلك المبيع في الذمة) .وقششوله :بغيششر لفششظ السششلم( أي
بأن كان عقد عليه بلفظ البيع وهذا عل غير طريقة شيخ السلم ،أمششا علششى طريقتششه فششالمبيع فششي
الذمة مسلم فيه ،وإن عقد بلفظ البيع ،نظرا للمعنى) .قوله :بنوع آخر( متعلق بيبششدل) .قششوله :ولشو
من جنسه( أي ولو كان النوع الخر من جنس النوع المبدل منه) .قوله :كحنطة سمراء إلششخ( أي
كإبدال حنطة سمراء عن حنطة بيضاء مبيعة في الذمة) .قوله :لن المبيع إلخ( علششة لعششدم جششواز
إبدال المبيع في الذمة ،واقتصاره على المبيع -مع عدم ذكره المسلم فيه -يؤيد مششا قلنششا آنفششا مششن
أن الولى القتصششار علششى المششبيع فششي الذمششة) .قششوله :ل يجششوز بيعششه( المناسششب إبششداله ،لنششه لششم
يتعرض لبيعه ،وإن كان الحكم واحدا .وال سبحانه وتعالى أعلم.
] [ 50
فصل في بيع الصول والثمار أي في بيان بيع المور التي تستتبع غيرها ،وهي الشششجر،
والرض ،والدار ،والبستان ،والقرية .فالمعقود عليه إذا كان واحدا من هذه المور -ينششدرج فششي
غيره -كما وضحه الشارح رحمه ال تعالى .وقوله :والثمششار :أي وبيششع الثمششار جمششع ثمششر جمششع
ثمرة ،وهي ليست من الصول ،فالعطف مغاير) .قششوله :يششدخل فششي بيششع أرض وهبتهششا إلششخ( أي
ونحوها من كل ناقل للملك :كإصداق ،وعوض خلع وصلح .ولو قال في نحششو بيششع أرض ،لكششان
أولى) .قوله :والوصية بها( أي بالرض .قال ع ش :وعليه فلو أوصششى لششه بششأرض ،وفيهششا بنششاء
وشجر حال الوصية :دخل في الرض -بخلف ما لو حدثا أو أحدهما بغيششر فعششل مششن المالششك -
كما لو ألقى السيل بذرا في الرض فنبششت ،فمششات الموصششي وهششو موجششود فششي الرض -لنهمششا
حادثان بعد الوصية ،فلم تشملهما فيختص بهما الوارث .اه) .وقوله :مطلقا( راجع لجميع ما قبله
من البيع وما بعده .والمراد بالطلق :عدم التقييد بإدخال وإخششراج ،فششإن قيششد بششالول -بششأن قششال
بعتك الرض بما فيها -دخل نصا ،ل تبعا .أو قيد بالثاني -بأن قال بعتك الرض دون حقوقها،
أو ما فيها -لم يدخل) .قوله :ل في رهنها والقرار بها( أي ل يدخل في رهن الرض والقششرار
بها ما فيها .ومثل الرهن :كل ما ل ينقل الملك :كإجششارة ،وعاريششة .والفششرق بيششن مششا ينقششل الملششك
وبين غيره :أن الول قوي فتبعه غيره ،بخلف الثاني .ومحل عدم الدخول -فيمششا ذكششر -إذا لششم
يصرح بالدخول ،فإن صرح به -كأن قال رهنتك ،أو آجرتششك ،أو أعرتششك الرض بمششا فيهششا ،أو
بحقوقها -دخل قطعا) .قوله :ما فيها( أي الرض .ومششا :اسششم موصششول فاعششل يششدخل .أي يششدخل
الشئ الذي استقر فيها .قال ع ش :وخرج بفيها :ما في حدها ،فإذا دخل الحد فششي الششبيع دخششل مششا
فيه ،وإل فل) .قوله :من بناء وشجر( بيششان لمششا) .قششوله :رطششب( خششرج بششه :اليششابس ،فل يششدخل.
)قوله :وثمره( أي الشجر ،فهو يدخل أيضا) .وقوله :الذي لم يظهر عند البيع( فإن ظهر عنششده ل
يدخل) .قوله :وأصول بقل( البقل خضروات الرض .قال في الصحاح :كل نبششات اخضششرت بششه
الرض فهو بقل) .قوله :تجز( أي تلك الصول ،وفيه أن الصل ل تجز ،لنها الجذور ،وهي ل
تجز .فلو قال يجز -بالياء التحتية كما في متن المنهج -لسلم من ذلك .وخرج بالصول :الثمرة،
والجزة الظاهرتان عند البيع -فهمششا للبششائع) .قششوله :كقثششاء إلششخ( فششي المنهششج وشششرحه مششا نصششه:
وأصول بقل يجز مرة بعد أخرى ،أو تؤخذ ثمرته مرة بعد أخرى .فالول :كقششت .والثششاني :نحششو
بنفسج ،ونرجس ،وقثاء ،وبطيخ .اه .ومثله في فتح الجواد ،وغيره .إذا علمت ذلك :فكان الولششى
أن يزيد :أو تؤخذ ثمرته ،ويكون قوله -كقثاء -مثال له ،أو يمثل لما يجششز بششالقت ،أي البرسششيم،
أو الكراث ،أو غير ذلك مما يجز مرة بعد أخرى) .وقوله :وبطيخ( بكسر البششاء فاكهششة معروفششة،
وفي لغة لهل الحجاز تقديم الطاء على الباء .والعامة تفتح الول ،وهو غلط ،لفقد فعليشل بالفتشح.
اه .بجيرمي) .قوله :ل ما يؤخذ دفعة( أي ل يدخل في بيع الرض ما يؤخذ دفعة -كبر وفجل -
بضم الفاء ،بوزن قفل -فهو للبائع ،وللمشتري الخيار حينئذ في الرض إن جهل الزرع الششذي ل
يدخل ،لتأخر انتفاعه ،وصح قبضها مشغولة به ،ول أجرة له مدة بقاء الزرع ،لنه رضي بتلششف
المنفعة تلك المدة) .قوله :لنه ليس للدوام والثبات( علة لعدم دخوله ،وهذا بخلف مششا قبلششه ،فششإنه
لما كان للدوام والثبات في الرض ،تبعها في البيع) .قوله:
] [ 51
فهو( أي ما يؤخذ دفعة واحدة) .قوله :كالمنقولت في الششدار( أي كششالمنقولت الكائنششة فششي
الدار المبيعة ،فإنها ل تدخل تبعا ،وهي كأثاث البيت) .قوله :ويدخل في بيع بستان إلخ( قد يخرج
الرهن ،وهو ممنوع ،فإن ألحق وفاقا لم أر أنه يدخل في رهن البستان والقرية ما فيهما مششن بنششاء
وشجر ،خلفا لما يوهمه كلم شرح البهجة سم على منهج ع ش) .وقششوله :أرض( فاعششل يششدخل،
ومحل دخولها -كما سيصرح به قريبششا -إن كششانت مملوكششة للبششائع ،وإل فششإن كششانت محتكششرة أو
موقوفة ،فل تدخل ،لكن يتخير المشتري إن كشان جشاهل بشذلك) .قشوله :وششجر( أي وكشل مشا لشه
أصل ثابت من الزرع ،ل نحو غصن يابس ،وشجرة وعروق يابسين .اه .نهاية) .قششوله :وبنششاء(
أي ويدخل بناء ،وهششذا هششو المششذهب ،لثبششاته .وقيششل ل يششدخل .قششال ع ش :ويششدخل أيضششا البششار،
والسواقي المثبتة عليها .اه) .قوله :فيهما( متعلششق بمحششذوف صششفة للثلثششة قبلششه ،وضششميره يعششود
على البستان والقريشة) .قشوله :ل مشزارع حولهمشا( أي ل يشدخل المشزارع الكائنشة حشول البسشتان
والقرية ،أي من خارج السششور .وعبششارة التحفششة مششع الصششل :ل المششزارع الخارجششة عششن السششور
والمتصلة به ،فل تدخل -على الصحيح -لخروجهششا عششن مسششماها ،ومششا ل سششور لهششا يششدخل مششا
اختلط ببنائها .اه) .قوله :لنها( أي المزارع ليست منهما ،أي ليست داخلة في مسشماهما) .قششوله:
وفي بيع دار إلخ( معطوف على في بيع بسشتان ،أي ويششدخل فششي بيششع دار إلشخ .وفشي البجيرمششي:
ومثلها الخان ،والحوش ،والوكالة ،والزريبة ،ويتجه إلحاق الربع بذلك .اه) .قششوله :هششذه الثلثششة(
فاعل يدخل المقدر) .قوله :أي الرض إلخ( بدل من الثلثة) .وقوله :المملوكششة للبششائع( خششرج مششا
لو كانت موقوفة ،أو محتكرة فل تدخل ،لكن يتخير المشتري إن كان جاهل بذلك -كما علمششت -
)وقوله :بجملتها( متعلق بعامششل البششدل المقششدر ،أي تششدخل الرض بجملتهششا ،أي بجميششع مششا فيهششا.
)قوله :حتى تخومها( حتى :إبتدائية ،والخبر محذوف ،أي حتى تخومها تششدخل .قششال ع ش :وفششي
الشامي في سيرته ما نصه :التخوم -جمع تخمة -الحد الذي يكون بين أرض وأرض .وقال ابن
العرابي وابن السكيت :الواحد تخوم ،كرسول ،ورسل .وعبارة المختار :التخم -بالفتح -منتهى
كل قرية أو أرض ،وجمعشه تخشوم -كفلشس ،وفلشوس .-وقششال الفشراء :تخشوم الرض :حشدودها.
وقال أبو عمرو :هي تخوم الرض ،والجمع تخم -مثل صبور ،وصبر .والتخمة :أصلها الششواو،
فتذكر في وخم .اه) .قوله :والشششجر( معطششوف علششى الرض) .وقششوله :المغششروس فيهششا( عبششارة
التحفة :وشجر رطب فيها ،ويابس قصد دوامه -كجعله دعامششة مثل -لششدخوله فششي مسششماها .اه.
وكتب سم :قوله :قصد دوامه :خرج يابس لم يقصد دوامه ،ففشي دخشوله وجهششان .قششال فششي ششرح
العباب كما لو كان فيها أوتاد ،وقضيته دخولهشا ،لكششن الشوجه خلفششه .اه) .وقشوله :وإن كششثر( أي
الشجر ،فششإنه يششدخل) .قششوله :والبنششاء فيهششا( معطششوف علششى الرض ،وهششذا هششو الثششالث) .وقششوله:
بأنواعه( أي البناء .والمراد بها :كونه من حجر أو خشب ،أو سعف) .قششوله :وأبششواب( معطششوف
علششى اسششم الشششارة) .وقششوله :منصششوبة( أي مسششمرة .قششال ع ش :ومثلهششا المخلوعششة وهششي باقيششة
بمحلها ،أما لو نقلت من محلها فهي كالمقلوعششة ،فل تششدخل .اه) .قششوله :وإغلقهششا( أي البششواب،
وهي الضبب المعروفة ونحوها .ويدخل مفاتيحها أيضا) .وقوله :المثبتة( خرج بها المنقولششة ،فل
تششدخل هششي ول مفاتيحهششا) .قشوله :ل البششواب المقلوعشة( أي ل تششدخل البشواب المقلوعشة ،وهششي
محترز منصوبة) .قوله :والسرور( أي ول السرر -جمع سرير -لنهششا منقولششة .ومثششل السششرر:
كل منقول -كالدلو ،والبكرة ،والسلم ،والرفرف غير المسمرين ) -قوله :والحجششارة المدفونششة بل
بناء( أي ول تدخل الحجارة المدفونة في الرض بل
] [ 52
بناء ،فإن كانت ببناء دخلت) .قششوله :ل فششي بيششع قششن( أي ل يششدخل فششي بيششع قششن) .وقششوله:
حلقة( -بفتح اللم -وهي فاعل يدخل المقدر) .وقوله :بإذنه( أي كائنششة بششإذن القششن )قششوله :وكششذا
ثوب عليه( أي وكذلك ل يدخل في بيعه ثوب عليه -اقتصارا على مقتضششى اللفششظ .وقيششل يششدخل
ثوبه الذي عليه حالة البيع) .قوله :وإن كان ساتر عورته( أي ل يششدخل الثششوب ،وإن كششان سششاترا
لعورته .قال سم :إذا قلنا ل تدخل ثياب العبد حششتى سششاتر عششورته ،فهششل يلششزم البششائع إبقششاء سششاتر
عورته إلى أن يأتي المشتري بساتر ؟ فيه نظر .ويدل على عدم اللزوم جواز رجوع معير سششاتر
العورة -كما تقرر في باب العارية ) .-قوله :وفي بيع شجر رطب إلخ( مثله اليابس فششي أحكششام،
وهي دخول عروقه ،وأغصانه ،وأوراقه ،وعدم دخول مغرسه .وليس مثله في أحكششام ،وهششي مششا
ذكرها بقوله :ويلزم المشتري قلع اليابس إلخ .وحاصلها أنششه إذا أطلششق الششبيع فششي اليششابس :يلزمششه
قلعه ،وإذا شرط بقاؤه فسششد الششبيع -إذ ل ينتفششع بمغرسششه -بخلف الرطششب فششي الثلثششة ،فالتقييششد
بالرطب بالنسبة لما ذكر فقط) .قوله :بل أرض( متعلششق بششبيع ،وقيششد بششه لن الحكششام التيششة مششن
شرط القلع أو القطع ،وعدم دخول المغرس إنما تناسب بيعه وحده ،ل مششع الرض) .قششوله :عنششد
الطلق( متعلق بيدخل المقدر ،ومثل الطلق :شرط البقاء أو القلع -كما يؤخذ مما بعده -ولو
اقتصر على قوله التي :إن لم يشرط قطع الشجر -لكان أولى -لشموله لذلك كله .تأمل) .قششوله:
عرق( بكسر فسكون ،وهو فاعل يدخل المقدر ،أي يدخل في الشجر عرق ،أي ولو امتد وجششاوز
العادة) .قوله :ولو يابسا( هذا معتمد ابششن حجششر ،تبعششا لشششيخ السششلم .وخششالف م ر ،فاعمششد عششدم
دخول اليابس) .قوله :إن لم يشرط( أي يدخل العرق ،وإن لم يشرط قطع للشجر ،فإن شششرط :فل
يدخل ،عمل بالشرط ،وتقطع الشجرة حينئذ من وجه الرض -بقاء على ما جرت به العششادة فششي
مثلها -فلو أراد المشتري حفر جزء مششن الرض ليتوصششل بششه إلششى زيششادة مششا يقطعششه لششم يمكششن.
)وقوله :بأن شرط إبقاؤه( أي أو شششرط قلعششه ،فعششدم اشششتراط القطششع صششادق بثلث صششور :أن ل
يشترط ششئ أصشل -وهشذه صشورة الطلق -وأن يششترط البقشاء .وأن يشششترط القلشع .ويعمشل
بالشرط مطلقا) .قوله :أو أطلق( أي لم يقيد بشرط إبقاء ،أو قلششع ،أو قطششع) .قشوله :لوجششوب بقششاء
الشجر الرطب( أي وبقشاؤه ببقشاء عروقششه ،وهشو علشة لششدخول العشرق ،أي وإنمشا يششدخل فششي بيشع
الشجر :العرق -لوجوب إلى آخره ،وهذه العلة ظاهرة بالنسبة لما ذكره مششن الطلق ،أو شششرط
البقاء .وأما بالنسبة لشتراط القلع فل تظهر -لنشه يجشب القلشع فشي هشذه الحالشة ،وعشدم إبقشائه.
تأمل) .قوله :ويلشزم المششتري قلشع اليشابس( أي الششجر اليشابس ،وهشو مفهشوم قشوله رطشب .قشال
البجيرمي :وظاهره أن قطعها غير كاف ،مع أن فيه تركا لبعض حقشه ،إل أن يقشال :محشل لشزوم
القلع إذا كان بقاء الصل مضرا بالبائع .اه) .وقوله :عند الطلق( أي عدم التقييششد بشششرط إبقششاء
أو قطع أو قلع ،كما تقدم) .قوله :فإن شرط قطعه أو قلعه( الضششمير فيهمششا لليششابس) .قششوله :عمششل
به( أي بالشششرط) .قششوله :أو إبقششاؤه بطششل الششبيع( أي أو شششرط إبقششاؤه ،فششإنه يبطششل الششبيع لمخششالفته
للعرف .ومحل البطلن إن لم يكن للبائع غرض صحيح في اششتراط البقشاء ،وإل صشح) .قشوله:
ول ينتفع المشششتري بمغرسششها( أي اليابسششة ،بخلف الرطبششة ،فششإنه ينتفششع بمغرسششها -كمششا مششر -
ومعنى النتفاع بذلك أن له منع البائع أن يفعل فيه ما يضششر بالشششجرة ،وليششس معنششى ذلششك أن لششه
إجارته ،أو وضع متاع فيه أو إعارته) .قوله :وغصشن رطشب( أي ويششدخل أيضششا غصششن رطشب
مطلقا ،سواء شرط البقاء أو القطع ،أو القلع ،أو أطلشق .ومثلشه يقشال فشي الشورق ،فهمشا يخالفشان
العروق في اشتراط القطع) .قوله :ل يابس والشجر
] [ 53
رطب( أي ل يدخل الغصن اليابس ،والحال أن الشجر رطب .فإن كان الشجر يابسا دخل
-كما مر ) -قوله :لن العادة قطعه( أي اليششابس ،فكششان كششالثمرة) .قششوله :وكششذا ورق رطششب( أي
مثل الغصن في الدخول :ورق رطب ،أما اليابس فل يششدخل -كالغصششن اليششابس -بجششامع اعتيششاد
قطع يابس كل منهما ،خلفا لما وقع في شششرح المنهششج مششن تعميمششه فششي الششورق) .قششوله :ل ورق
حناء( أي ونحوه مما ليس له ثمر غيره -كورق النيلة ،فإنه ل يدخل) .قششوله :علششى الوجششه( أي
عند ابن حجر .وخالف م ر .فعنده تدخل الوراق مطلقا .وعبارته :ول فششرق فششي دخششول الششورق
بين أن يكون من فرصاد ،وسدر ،وحناء ،وتوت أبيض ،ونيلة -لن ذلك من مسماها -كما أفتى
بذلك الوالد رحمه ال تعالى .اه .ببعض تصرف) .قشوله :ل يشدخل فشي بيشع الششجر إلشخ( .ولكشن
المشتري ينتفع به ما دام الشجر باقيا تبعا بل عوض) .وقوله :مغرسة( بكسر الششراء ،أي موضششع
غرسه ،وهو ما سامته من الرض وما يمتد إليه عروقه) .قششوله :فل يتبعششه فششي بيعششه( هششو عيششن
قوله ل يدخل في بيع الشجر ،فالولى حششذفه) .قششوله :لن اسششم الشششجر ل يتنششاوله( أي المغششرس،
وهو تعليل لعدم الدخول) .قوله :ول ثمر ظهر( أي ول يدخل ثمر ظهر ،بل هو للبائع .والثمر ما
يقصد من المبيع ،ولو مششموما) .قشوله :كطلشع نخشل( تمثيشل للثمشر) .قشوله :يتششقق( خشبر لمبتشدأ
محذوف ،مرتبط بالطلع ،أي وظهوره يكون بتشقق له ،وهكذا يقدر فيما بعششده ،فششالظهور يختلششف
باختلف الثمرة ،ففي طلع النخل بالتشقق ،وفيما يخرج ثمره بل نور -أي زهر :كتين ،وعنب -
بالبروز .وفي نحو الجوز بالنعقاد .وفي نحو الورد بالتفتح) .قوله :فما ظهر منه :للبائع ،وما لششم
يظهر :للمشتري( هذا ل يلئم التقييد بقوله أول :ظهر .بل الملئم أن يقول فهششو للبششائع ،ويحششذف
لفظ فما ظهر منه ،ثم يقول :فإن لم يظهر :فهو للمشتري) .قوله :ولو شرط الثمر( أي جميعششه أو
بعضششه المعيششن ،كالنصششف .اه .ششرح م ر) .وقشوله :لحششدهما( أي المتبششايعين) .قششوله :فهشو( أي
الثمر) .وقوله :له( أي للمشروط له من المتبايعين ،البششائع ،أو المشششتري) .قششوله :عمل بالشششرط(
تعليل لكونه للمشروط له) .قوله :سواء أظهر إلخ( تعميم في كونه للمشششروط لششه) .وقششوله :أم ل(
قد يقتضي أنه يصح أن يشرط للبائع حال عدم وجوده أصل ،وهو ممنوع ،بل هو فرع الوجود -
كما هو الفرض -لتفسيرهم الظهور بالتأبير ،وعدم الظهور بعدم ذلششك .أفششاده البجيرمششي) .قششوله:
ويبقيان( بالبناء للفاعشل أو المفعشول .فعلشى الول :يكشون بفتشح الول ،والثشالث مشن بقشي .وعلشى
الثاني :يكون بضم الول ،وفتح الثالث من أبقى) .قوله :أي الثمر الظششاهر( أي المسششتحق للبششائع.
)وقوله :والشجر( أي المستحق للمشتري) .قوله :عنششد الطلق( أي أو عنششد شششرط البقششاء ،بششأن
باع الشجر مطلقا ،أو بشرط إبقاء الثمر الظاهر ،أو الشجر -فإن شرط القطع :لزمه -كما تقششدم.
)قوله :الجداد( بفتح الجيم وكسرها ،وإهمال الدالين وإعجامهما ،بمعنى القطع) .قوله :ل تدريجا(
أي ما لم تجر العادة بأخذه كذلك) .قوله :وللمشتري( عبادة فتح الجششواد :والمشششتري -بحششذف لم
الجر ،وعطفه على البائع -وهي أولى) .قششوله :مششا دام( أي الشششجر ،حيششا أو رطبششا) .قششوله :فششإن
انقلع( أي الششجر الحششي بنفسششه ،وكشذا إن قلششع) .قشوله :فلششه( أي المششتري) .وقشوله :غرسششه( أي
الشجر الحي بعد قلعه) .قوله :ل بد له( بالجر ،عطف علششى ضششمير غرسششه .أي ليششس لششه غششرس
بدله -تحكيما للعادة ) .-قوله :حملها( بفتح الحاء) .قوله :فإن لم يكششن مملوكششا لمالكهششا( بششأن كششان
موصى به لغير مالكها) .وقوله :كبيعها( أي كعششدم صششحة بيعهششا مششن غيششر حملهششا) .قششوله :وكششذا
عكسه( أي بيع حملها بدونها ،فإنه ل يصح.
] [ 54
)تتمة( لم يتعرض المؤلف رحمه ال تعالى للشق الثاني من الترجمششة ،وهششي بيششع الثمششار،
والترجمة لشئ غير مذكور معيبة عندهم .ل يقال إنه ذكره في قوله :ول ثمششر ظهششر ،لنششا نقششول
تكلمه هناك على الثمر من حيث التبعية للشجر ،فهو ليس بمبيع ،بدليل أنه قشد يكشون للبشائع ،وقششد
يكون للمشتري .والقصد التكلم عليه من حيث إنه مبيع استقلل .وحاصل الكلم عليه أنششه إن بششدا
صلحه جاز بيعه مطلقا ،وبشرط البقاء أو القطع .وإل فإن بيع منفردا عششن الصششل جششاز ،لكششن
بشرط القطع .وإن بيع مع الصل جاز من غير شششرط قطششع ،فششإن شششرط لششم يجششز ،لمششا فيششه مششن
الحجر عليه في ملكه .والش أعلششم .فصششل فششي اختلف المتعاقششدين أي فششي بيششان مششا يششترتب علششى
اختلفهما من التحالف والفسخ ،والصل في ذلك الحششديث الصششحيح :إذا اختلششف البيعششان ،وليششس
بينهما بينة ،فهو ما يقششول رب السششلعة ،أو يتتاركششا ،أي يششترك كششل مششا يششدعيه ،وذلششك إنمششا يكششون
بالفسخ .وأو -هنا -بمعنى إل .وصح أيضا أنه )ص( :أمر البائع أن يحلف ،ثششم يتخيششر المبتششاع،
إن شاء أخذ ،وإن شاء ترك) .قوله :ولو اختلف متعاقدان( قال في الروض وشرحه :ل في زمششن
الخيار -أي خيار الشرط ،أو المجلس ،فل يتحالفان ،لمكان الفسخ بالخيششار .كششذا قششاله القاضششي.
وأجاب عنه المام :بأن التحالف لم يوضع للفسخ ،بل عرضششت اليميششن رجششاء أن ينكششل الكششاذب،
فيتقرر العقد بيمين الصادق .اه) .قوله :ولو وكيلين( أي أو قنين أذن لهما سيداهما ،أو وليين ،أو
مختلفين ،بأن كان أحدهما مالكا ،والخر وكيل ،أو قنا ،أو الخر وارثا) .قوله :فششي صششفة عقششد(
أي فيما يتعلق به من الحالة التي يقع عليها من كونه بثمن قدره كذا ،وصششفته كششذا .وخششرج بقششوله
في صفة عقد :اختلفهما في نفس العقد ،وسيأتي في قوله :ولو ادعى أحدهما بيعششا والخششر رهنششا
أو هبة إلخ) .وقوله :معاوضة( أي ولو غير محضشة أو غيشر لزمشة -كصشداق ،وخلشع ،وصشلح
عششن دم ،وقششراض ،وجعالششة .-وفششائدته فششي غيششر اللزم :لششزوم العقششد بششالنكول مششن أحششدهما اه.
بجيرمي .وخرج بالمعاوضة غيرها -كوقف ،وهبة ،ووصية -فل تحششالف فيششه) .قششوله :والحششال
إلخ( أفاد به أن الواو الداخل على الفعششل الماضششي واو الحششال) .وقششوله :العقششد( أي عقششد الششبيع أو
غيره من القراض) .قوله :باتفاقهما( أي المتعاقدين) .قوله :أو يمين البششائع( أي أو بيميششن البششائع،
وإنما خصه لما سيأتي أنه إذا اختلفا في صحة العقد وفساده ،وادعى البائع صحته ،صدق بيمينه.
)قوله :كقدر عوض( تمثيل لصشفة العقشد المختلششف فيهشا) .وقششوله :مشن نحشو مششبيع أو ثمشن( بيشان
للعوض .وصورة الول :أن يششدعي المشششتري أن المششبيع أكششثر -كطششاقتين مششن قمششاش -ويششدعي
البائع أنه طاقة واحدة .وصورة الثاني :أن يدعي البائع أن الثمن عشرون مثل ،ويدعي المشتري
أنه عشرة مثل) .قوله :أو جنسه( أي العوض ،وهو معطوف على قدر ،وذلك كذهب ،أو فضششة،
أو بر ،أو شعير) .قوله :أو صفته( أي العوض ،وهو معطوف على قدر أيضا ،وذلششك كصششحاح،
أو مكسششرة .والمششراد بالمكسششرة :المقطعششة بششالمقراض أجششزاء معلومششة ،لجششل شششراء الحاجششات،
والشياء الصغيرة ،ل كأرباع القروش وأنصاف الريالت) .قوله :أو أجل( معطوف على
] [ 55
قدر أيضا وإنما لم يقل أو أجله -بالضمير ،كالذي قبله -لئل يتششوهم رجشوع الضشمير فششي
قوله بعد :أو قدره للعوض ،مع أنه ليس كذلك .والختلف في نفسه الجل معناه أن يثبته أحدهما
وينفيه الخر) .وقوله :أو قدره( أي لجل ،كيششوم ويششومين) .قششوله :ول بينششة لحششدهما( معطششوف
على جملة صح الواقعة حال ،فهي حال أيضا ،أي والحال أنه ل بينة لحد المتعاقدين فيما ادعششاه
يعتد بها ،فإن وجدت بينة كذلك فيحكم له بمششا ادعششاه) .قشوله :أو كششان الشخ( أي أو وجششد لكششل مششن
المتعاقدين بينة على ما ادعاه ،ولكن قد تعارضتا .وبين التعارض بقوله بعد :بأن إلخ) .قوله :بأن
أطلقتا( أي البينتان ،أي لم تؤرخا أصل) .قشوله :أو أطلقشت إحشداهما( أي إحشدى البينشتين ،أي لشم
تؤرخ) .وقوله :وأرخت الخرى( أي البينة الخرى ،بأن تقول نشهد أنه اشششتراه بمششائة مششن سششنة
مثل) .قوله :وإل إلخ( أي وإن لم تؤرخا بتاريخ واحد ،بل أرختا بتاريخين مختلفيششن ،كششأن نقششول
إحدى البينتين :نشهد أنه اشتراه بمائة من سنة ،وتقول الخرى :نشهد أنه باعه بخمسين من سششتة
أشهر -فيحكم للولى -لتقدمها) .قوله :حلف إلخ( جواب لشو) .قشوله :كشل منهمشا إلشخ( أي لخشبر
مسلم :اليمين على المدعى عليه وكل منهما مششدعى عليششه ،كمششا أنششه مششدع .قششال ع ش :والتحششالف
يكون عند الحاكم ،وألحق به المحكم ،فخرج تحالفهما بأنفسهما ،فل يؤثر فسخا ول لزوما .ومثله
فيما ذكر :جميع اليمان الششتي يششترتب عليهششا فصششل الخصششومة ،فل يعتششد بهششا إل عنششد الحششاكم أو
المحكم .اه) .وقوله :يمينا( مفعول مطلق لحلف) .وقوله :تجمع إلششخ( وذلششك لن الششدعوى واحششدة
ومنفى كل منهما في ضمن مثبتة ،فجششاز التعششرض فششي اليميششن الواحششدة للنفششي والثبششات ،ولنهششا
أقرب لفصل الخصومة ،ويجوز أن يحلششف كششل يمينيششن ،بششل هششو أولششى -خروجششا مششن الخلف -
ويندب تقديم النفي على الثبات ،ولو نكل أحدهما عن النفي فقط ،أو الثبات فقط :قضى للحالف.
وإن نكل معا :وقف المر ،وكأنهما تركششا الخصششومة) .قششوله :فيقششول الششخ( بيششان لصششيغة الحلششف
الجامعة لما ذكره .قال في المنهاج مع المغني :ويبدأ في اليمين بالبائع -ندبا -لحصول الغششرض
مع تقديم المشتري .وقيل وجوبا ،واختاره السبكي .اه) .قوله :لن كل إلخ( تعليل لقوله حلف كل
منهما) .قوله :والوجه عششدم الكتفششاء إلششخ( أي عششدم الكتفششاء بصششيغة لششم تجمششع الثبششات والنفششي
صريحا .ومقابل الوجه :الكتفاء بذلك ،لنه أسرع إلى فصل القضششاء ،قششاله الصششيمري) .قششوله:
لن النفي فيه صريح ،والثبات مفهوم( أي واليمان ل يكتفي فيها بالمفهوم واللششوازم ،بششل ل بششد
فيها من الصريح ،لن فيها نوع تعبد) .قوله :فإن رضي أحدهما( أي ثم بعد التحششالف إن رضششي
أحدهما بدون ما ادعاه ،بأن ادعى البشائع مثل أن الثمششن عششرون وادعشى المششتري أنششه عشششرة،
فرضي البائع بالعشرة .وعبارة المنهاج :وإذا تحالفا :فالصحيح أن العقد ل ينفسخ بنفس التحالف،
بل إن تراضيا على ما قال أحدهما :أقر العقد ،وإل بأن استمر تنازعهما :فيفسخانه أو أحششدهما أو
الحاكم .اه .بزيادة) .قوله :أو سمح للخر بما ادعاه( أي الخر ،بأن سمح المشتري في الصششورة
المذكورة بالعشرين للبائع .ولو اقتصر علششى هششذا -كمششا فششي المنهششج -وقششال فششإن سششمح أحششدهما
للخر بما ادعاه إلخ ،لكان أولى -لصدقه بالصورتين المذكورتين كما ل يخفششى -ونششص عبششارة
المنهج :ثم بعد تحالفهما إن أعرضا أو تراضيا ،وإلفإن سمح أحدهما أجبر الخششر ،وإل فسششخاه،
أو أحدهما أو الحاكم .اه) .قوله :لزم العقششد( جششواب إن) .قششوله :ول رجششوع( أي بعششد أن رضششي
للخر أو سششمح إلشخ .كمشا لشو رضشي بششالعيب) .قشوله :فششإن أصششرا( أي دامششا بعششد التحششالف علششى
الختلف) .وقوله :فلكل منهما أو الحاكم فسخه( ول بد
] [ 56
من اللفظ في الفسخ ،ول ينفسخ بنفسه ،ثم إن فسخ الحاكم أو الصادق منهمششا :ينفششذ ظششاهرا
وباطنا ،وغير الصادق ينفذ ظاهرا فقط) .قوله :وإن لشم يسشأله( أي الحشاكم ،وهشو غايشة لفسشخه.
)قوله :قطعا للنزاع( تعليل لكون كل منهما أو الحاكم له الفسخ) .قوله :ول تجب الفورية هنا( أي
في الفسخ بعد التحالف -بخلفها في العيب ،فتجب -كما تقدم .وعبارة المغني :وحق الفسخ بعششد
التحالف ليس على الفور ،فلشو لشم يفسشخا فشي الحشال :كشان لهمشا بعشد ذلشك -علشى الوجشه -فشي
المطلب ،لبقاء الضرر المحوج للفسخ .اه) .قوله :ثم بعد الفسخ( قال ع ش :لو تقارا -بششأن قششال:
أبقينا العقد على ما كان عليه ،أو أقررناه ،عاد العقد بعد فسخه لملك المشتري ،مششن غيششر صششيغة
بعت واشتريت ،وإن وقع ذلك بعد مجلس الفسخ الول .اه) .قوله :يرد المبيع بزيششادته المتصششلة(
أي أو المنفصلة إن حدثت بعد الفسخ .ومثل المبيع :الثمن ،فيجب على البششائع رده كششذلك .ومؤنششة
الرد على الراد -للقاعدة :أن من كان ضامنا لعين كانت مؤنة ردها عليه) .قوله :فإن تلششف إلششخ(
أفاد به أن محل رد المبيع إن كان باقيا لم يتعلق به حق لزم) .قوله :كأن وقفشه أو بشاعه( مثشالن
للتلف الشرعي ،ولم يمثل للتلف الحسي ،ومثاله ما إذا مات) .قششوله :رد( أي المشششتري) .وقششوله:
مثله( أي المبيع التالف) .قوله :إن كان مثليششا( أي كششالحبوب) .قشوله :أو قيمتششه( أي أو رد قيمتشه،
أي وقت التلف -حسا أو شرعا -وهي للفيصشولة .وإنمششا اعتشبرت وقتشه -ل وقششت القبششض ،ول
وقت العقد ،لن مورود الفسخ العين ولو بقيت ،والقيمة خلف عنها ،فتعتششبر عنشد فشوات أصشلها -
ولن الفسششخ :يرفششع العقششد مششن حينششه ،ل مششن أصششله ) .-وقششوله :إن كششان متقومششا( أي كالخشششب
والحيوان) .قوله :ويرد( أي المشتري) .قوله :قيمة آبق( أي عبد آبششق بعششد الفسششخ أو قبلششه ،وهششي
للحيلولة بينه وبين ملكه -لتعذر حصوله -فإن رجع العبد رده واستردها ،لنها ليست للفيصولة.
فمورد الفسخ :هشو -ل قيمتششه ) .-وقشوله :فسششخ العقششد وهشو آبششق( أي والحششال أنشه آبششق مشن عنششد
المشتري ،فالواو للحال .وأفادت الجملة الحالية أنه إذا فسخ العقد وهو ليس بششآبق ل يلزمششه شششئ.
)قوله :والظاهر اعتبارها( أي القيمة) .وقوله :بيوم الهرب( أي تنزيل له منزلة التلف ،فل يعتبر
بيوم القبض ،ول بيوم العقد) .قوله :ولو ادعى أحدهما بيعا إلششخ( هششذا محششترز قششوله ولششو اختلششف
متعاقدان في صفة عقد -كما علمت -إذ هذا اختلف في أصل العقد ل فششي صششفته) .قششوله :كششأن
قال إلخ( تمثيل لصورة ادعاء أحششد المتعاقششدين بيعششا والخششر خلفششه) .قششوله :فل تحششالف( أي فل
يحلف كل منهما واحدة تجمع نفيا لقول صاحبه وإثباتا لقوله) .قوله :إذ لم يتفقا علششى عقششد واحششد(
أي بل اختلفا في العقد الواقع بينهما) .قوله :بل حلف كششل منهمششا إلششخ( يعلششم مششن هششذا الفششرق بيششن
التحششالف والحلششف ،وهشو أن الول ل بششد فيششه مشن نفشي وإثبششات ،بخلف الثششاني) .قشوله :لشدعوى
الخر( أي لما ادعى به الخر) .وقوله :لن الصل عدمه( علة لكون كل يحلف يمينا نافية -أي
وإنما حلف كل نفيا -ل إثباتششا -لن الصششل عششدم مششا ادعششاه الخششر ،فضششمير عشدمه يعششود علششى
دعوى ،وذكره -مع أنها مؤنثششة -لكتسششابها التششذكير مششن المضششاف إليششه ،أو باعتبششار المششذكور.
)قوله :ثم يرد إلخ( أي ثم بعششد الحلششف يششرد مششدعي الششبيع -وهششو البششائع -عششل المشششتري اللششف.
)وقوله :لنه( أي مدعي البيع ،وهو علة لكونه يرد اللف) .قششوله :ويسششترد( أي البششائع) .وقششوله:
المتصلة والمنفصلة( استشكل رد المنفصلة في صورة الهبة مع اتفاقهمششا علششى حششدوثها فششي ملششك
الراد ،بدعواه الهبة وإقرار البائع له بالبيع ،فهو كمشن وافشق علشى القشرار لشه بششئ وخشالف فشي
الجهة .قال في التحفة :وأجاب عنه الزركشي بأن دعوى الهبة وإثباتها :ل يستلزم الملك -لتوقفه
على القبض بالذن ،ولم يوجد -وفيه نظر ،لتششأتي ذلششك فيمششا لششو ادعششى الهبششة والقبششض ،فششالوجه
الجواب بأنه ثبت بيمين كل أن ل عقد ،فعمل بأصل بقاء الزوائد بملك مالك العين .اه.
] [ 57
)قوله :وإذا اختلف العاقدان( أي في صحة العقد وفساده ،فادعى أحششدهما الصششحة والخششر
الفساد .وهذا محترز قوله وقد صح العقد باتفاقهما) .قوله :فادعى أحششدهما( أي أحششد المتعاقششدين -
بائعا ،أو مشتريا ) .-قوله :على مفسد( أي للعقد) .قششوله :مششن إخلل ركششن( أي فقششد ركششن ،وهششو
بيان للمفسد .وذلك كعدم وجود القبول من المشتري ،أو اليجاب من البائع) .قوله :أو شششرط( أي
أو إخلل شرط من شروط صحة العقد) .قوله :كأن ادعششى إلششخ( تمثيششل للخلل بشششرط) .قششوله:
رؤيته( أي المبيع) .قوله :وأنكرها( أي الرؤية .ويعلم من كلمه :أن الختلف في أصل الرؤية،
وأن القول قول مثبتهشا مشن بشائع أو مششتر .قشال سشم :قشال م ر :بخلف مشا لشو اختلفشا فشي كيفيشة
الرؤية ،فالقول قول الرائي ،لنه أعلم بها -أي كأن ادعى أنه رآه من وراء زجاج ،وقال الخششر
بل رأيته بل حيلولة زجاج ،فالقول قول مدعي الرؤية من وراء زجاج -كما أفتى به -فليراجع،
ففيه نظر .اه) .قوله :حلف مششدعي إلششخ( جششواب إذا الششتي قششدرها الشششارح )قششوله :غالبششا( أي فششي
الغالب .وسيذكر محششترزه) .قشوله :تقشديما للظشاهر إلشخ( عبششارة التحفشة :لن الظشاهر فشي العقشود
الصحة ،وأصل عدم العقد الصحيح يعارضه أصل عدم الفساد في الجملشة .اه) .قشوله :وهشو( أي
الظاهر من حال المكلف) .وقوله :على أصل عدمها( متعلششق بتقششديما ،وإضششافة أصششل لمششا بعششده،
للبيان .وضمير عدمها يعود على الصحة) .وقوله :لتشششوف الشششارع( علششة التقششديم) .وقششوله :إلششى
إمضاء العقود( أي إنفاذهششا ،وإجرائهششا ،واسششتمرارها) .قششوله :وقششد يصششدق( مششدعي الفسششاد إلششخ(
محترز قوله غالبا) .قوله :كأن قال البششائع لششم أكششن بالغششا إلششخ( أي أو كنششت مجنونششا ،أو محجششورا
علي ،وعرف له ذلك .ففي الجميع ،يصدق البائع) .وقوله :واحتمل ما قششاله البششائع( أي أمكششن مششا
قاله البائع .فإن لم يحتمل ما قاله :كأن كان البيع من منذ خمسة أشهر ،وبلوغه من منششذ سششنة ،فل
يصدق ،بل يصدق المشتري) .قوله :وإن اختلفا( أي المتخاصمان .ولو قال :وكأن اختلفا -عطفا
على كأن قال البائع إلخ -لكان أولى) .وقوله :هششل وقششع الصششلح علششى النكششار( أي مششن المششدعى
عليه ،فيكون عقششد الصشلح بششاطل ،لن شششرط صشحة الصششلح أن يكششون مششع القشرار) .وقشوله :أو
العتراف( أي أو وقع الصلح على العتراف ،أي القرار من المششدعى عليششه ،فيكششون صششحيحا.
)قوله :فيصدق مدعي النكششار( أي ويكششون الصششلح بششاطل) .قششوله :لنششه الغششالب( أي لن وقششوع
الصششلح علششى النكششار هششو الغششالب .قششال فششي التحفششة :أي مششع قششوة الخلف فيششه ،وزيششادة شششيوعه
ووقوعه .وبه يندفع إيراد صور الغالب فيها وقششوع المفسششد المششدعي .ومششع ذلششك ،صششدقوا مششدعي
الصحة فيها .اه) .قوله :ومن وهب إلخ( عبارة التحفة :ويؤخشذ مشن ذلشك أن مشن وهشب إلشخ .اه.
)وقوله :من ذلك( أي من أنه إذا ادعى نحو صبا أمكششن ،أو جنونششا ،أو حجششر ،وعششرف لششه ذلششك،
فيصدق) .قوله :إل إن علم له غيبة قبل الهبة إلخ( قال في التحفة :وجزم بعضششهم بششأنه ل بششد فششي
البينة بغيبة العقل إن تبين ما غاب به ،أي لئل تكون غيبته بما يؤاخششذ بششه :كسششكر تعششدى بششه .اه.
)قوله :وادعوا استمرارها( أي الغيبة) .وقوله :إليها( أي إلى الهبة) .قوله :ويصششدق منكششر أصششل
نحو البيع( في العبارة حذف يعلم مششن عبششارة التحفششة ،ونصششها -بعششد كلم :-ومششا لششو ادعششت أن
نكاحها بل ولي ول شهود ،فتصدق بيمينها ،لن ذلك إنكار لصل العقد .ومن ثم،
] [ 58
يصدق منكر أصل نحو البيع .اه) .قوله :فروع( أي ستة) .قوله :مبيعا معينششا( خششرج بششه،
ما إذا كان المبيع في الذمة -ولو مسلما فيه -بأن قبض المشتري -ولو مسلما -المؤدى عما في
الذمة ،ثم أتى بمعيب ،فقال البائع -ولو مسلما إليه -ليس هذا المقبوض .فيصشدق المششتري ولشو
مسلما بيمينه -أي المقبوض -لن الصل بقاء شغل ذمة البائع -ولو مسششلما إليششه -حششتى يوجششد
قبض صحيح) .قوله :لن الصل مضي العقد على السلمة( عبارة التحفة :لن الصل السلمة،
وبقاء العقد .اه) .قوله :ولو أتى المشتري بما فيه فأرة( في بعشض نسشخ الخشط :بمشائع فيشه فشأرة.
)قوله :وقال( أي المشتري ،قبضششته -أي المششائع ) -وقششوله :كششذلك( أي فيششه فششأرة) .قششوله :فششأنكر
المقبض( أي وهو البائع ،وقال قبضته وليس فيه ذلك) .وقوله :صدق( أي المقبششض ،وذلششك لنششه
مدعي الصحة) .قوله :ولو أفرغه( أي المائع المبيع) .وقوله :في ظرف المشتري( خششرج بششه مششا
لو كان في ظرف البائع ،فالقول قول المشتري .اه .ع ش) .قوله :فظهرت فيه( أي في الظششرف.
)قوله :فادعى كل( أي من المتبايعين) .وقوله :أنها( أي الفأرة) .قششوله :صششدق البششائع( جششواب لششو
)قوله :إن أمكن صدقه( أي البائع .فإن لم يمكن صدقه :صدق المشتري) .قوله :لنه( أي البششائع،
وهو علة لتصديق البائع) .قوله :ولن الصششل فششي كششل حششادث( أي وهششو هنششا وجششود الفششأرة فششي
المبيع) .وقوله :تقديره بأقرب من( أي وكونها في ظرف المشتري أقرب زمنا مششن كونهششا كششانت
في ظرف البائع قبل قبض المشتري) .قششوله :والصششل بششراءة البششائع( أي ولن الصششل براءتششه،
وهو علة ثالثة) .قششوله :وإن دفششع( أي المششدين) .قششوله :فششرده( أي رد الششدائن الششدين) .قششوله :فقششال
الدافع( أي وهو المدين) .قوله :ويصدق غاصب( أي بيمينششه) .وقششوله :رد( أي للمغصششوب منششه.
)وقششوله :عينششا( أي مغصششوبة) .قششوله :وقششال( أي الغاصششب :هششي العيششن المغصششوبة ،أي وأنكششر
المغصوب منه ذلك وقال هذه ليست الششتي غصششبتها منششي) .قششوله :وكشذا وديشع( أي وكششذا يصشدق
وديع رد العين المودوعة عنده ،وقال إنها هي التي عندي ،وأنكر ذلك المودع .وال أعلم .فصششل
فششي القششرض والرهششن أي فششي بيانهمششا .والقششرض -بفتششح القششاف ،وسششكون الششراء -لغششة :القطششع.
وشرعا :يطلق بمعنى اسم المفعول -وهو المقرض -بمعنى المصدر -وهو القراض ،الذي هو
تمليك الشئ على أن يرد مثله .وتسمية أهل الحجاز :سلفا .والرهن لغة :الثبششوت ،وشششرعا :جعششل
عين مال وثيقة بدين يستوفى منها عند تعذر وفائه .وإنما جمعهما في فصل ،لما بينهما مششن تمششام
التعلق والرتباط ،إذ الرهن وثيقة للقرض) .قوله :القراض( عبر به إشارة إلى أن القششرض فششي
الترجمششة بمعنششى القششراض ،ل بمعنششى المقششرض ،الششذي هششو اسششم المفعششول) .قششوله :وهششو( أي
القراض شرعا) .قوله :تمليك شئ على أن يرد مثله( وما جرت به العادة في زماننا من دفع
] [ 59
النقوط في الفراح لصاحب الفرح في يده أو يد مأذونه ،هل يكون هبة أو قرضا ؟ أطلششق
الثاني جمع ،وجرى على الول بعضهم .قال :ول أثر للعرف فيه -لضطرابه -ما لم يقششل خششذه
مثل ،وينوي القرض .ويصدق فششي نيشة ذلشك :هشو ووارثشه ،وعلشى هشذا .يحمششل إطلق مشن قشال
بالثاني .وجمع بعضشهم بينهمشا :بحمشل الول علشى مشا إذا لشم يعتشد الرجشوع ،ويختلشف بشاختلف
الشخاص والمقدار والبلد .والثاني :على ما إذا اعتيشد وحيششث علششم اختلف تعيشن مششا ذكششر .اه.
بجيرمي )قوله :سنة( خبر القراض ،وسيذكر قريبا أنه قد يجب ،وقد يحرم) .قوله :لن فيه إلخ(
علة للسنية) .قوله :علشى كششف كربشة( أي إزالشة ششدة .فالكششف :الزالشة ،والكربشة :الششدة .اه.
بجيرمي) .قوله :فهو إلخ( الولى عدم التفريع ،ويكون مستأنفا ،كما في النهابة) .قوله :من نفس(
أي فرج) .وقوله :على أخيه( أي في السلم .فالمراد :أخوة السلم) .قوله :نفس ال عنه كربة(
يجوز أن تلك الكربة عشر كرب من كرب الدنيا ،لن أمور الخرة ل يقاس عليها .فل يقال كششان
الولى أن يقال عشر كرب من كرب يوم القيامة ،لن الحسنة بعشر أمثالهششا -أو يقششال نفششس ال ش
عنه كربة من كرب يوم القيامة ،زيادة على ثواب عمله -فذلك التنفيس :كالمضششاعفة .اه .ع ش.
)قوله :وال إلخ( من تتمة الحديث) .وقوله :في عون العبد( أي قائم بحفظه ،ورعايته ،ومعششونته.
)قوله :وصح خبر إلخ( الولى :وخبر ،عطفا على خبر الول) .قوله :من أقرض ل مرتين إلخ(
يعني إنه إذا أقرض درهما مثل مرتين ،كان له أجر صدقة مرة واحدة) .قشوله :والصشدقة أفضشل
منه( أي القرض ،أي لعدم العوض فيها ،وللخبر المششار) .قششوله :خلفششا لبعضششهم( أي القششائل بششأن
القرض أفضل ،مستدل بما في سنن ابن ماجة :عن أنس رضي ال عنه أن النبي )ص( قال :لقششد
رأيت مكتوبا على باب الجنة -ليلة أسري بي -الصدقة بعشر أمثالها ،والقششرض بثمانيششة عشششر.
فقلت :يا جبريل ما بال القرض أفضل من الصدقة ؟ قال :لن السائل قد يسشأل وعنشده مشا يكفيشه،
والمستقرض ل يستقرض إل من حاجة .وبخبر الششبيهقي :قششرض الشششئ خيششر مششن صششدقته) .فششإن
قيل( هذان الخبران يعارضان الخبر الذي فشي الششراح -أعنشي مشن أقشرض إلشخ -فكيشف يجشزم
الشارح بأن الصدقة أفضل ؟ )أجيب( بأن الخبر الذي في الشرح أصح منهما ،فوجب تقديمه عند
التعارض .قال في النهاية :ويمكن رد الخبر الثاني -الدال على أفضششليته عليهششا -للول -أعنششي
من أقرض ل مرتين كان له مثل أجر أحدهما لو تصدق به الشدال علششى أفضشليتها عليشه بحملشه -
أي الثاني -على درجات صغيرة ،بحيث أن الثمانية عشرة فيه تقابششل بخمسششة فششي الصششدقة .كمششا
في خبر صلة الجماعة أو بحمل الزيادة في القرض ،إن صحت على أنه )ص( أعلمهششا بعششد .أو
يقال :القرض فضل الصدقة باعتبار البتداء ،لمتيازه عنها بصونه ماء وجه من لم يعتد السششؤال
عن بذله لكل أحد -بخلفها ،وهي فضلته -باعتبار الغاية ،لمتيازها عنه بأنه ل مقابل فيهششا ول
بد -بخلفه .وعند تقابل الخصوصيتين قششد تترجششح الولششى ،وقششد تترجششح الثانيششة ،باعتبششار الثششر
المترتب .اه) .قوله :محل ندبه( أي القراض ،فهو مرتبط بالمتن) .قوله :إن لششم يكششن المقششترض
مضطرا( أي مدة عدم كونه مضطرا ،أي محتاجا )قشوله :وإل( أي بشأن كششان مضششطرا) .وقشوله:
وجشب( أي القشراض ،ولشو مشن مشال محجشوره .كمشا يجشب عليشه بيشع مشال محجشوره للمضشطر
المعسر ،نسيئة .اه .بجيرمي) .قوله :ويحرم القتراض( أي ما لم يعلم المقششرض بحششاله ،وإل فل
يحرم )وقوله :على غير مضطر إلخ( أي بخلف المضطر -فيجوز أن يقششترض -وإن لششم يششرج
الوفاء -بل يجب ،حفظا لروحه) .وقوله :لم يرج الوفاء( الجملة صفة لغيششر المضششاف لمضششطر.
)وقوله :من جهة ظاهرة( أي سبب ظاهر -أي
] [ 60
قريب الحصول -كغلة أرضه وعقاره .فإن رجال الوفاء منها لم يحرم) .قوله :فورا إلششخ(
منصوب بإسقاط الخافض ،متعلقا بالوفاء ،أي الوفاء بالفور فششي الششدين الحششال ،وعنششد حلششوله فششي
المؤجل) .قوله :كششالقراض عنششد إلششخ( أي كحرمششة القششراض إلششخ ،أي فيحششرم القششتراض لغيششر
المضطر المذكور .كما يحرم القراض على المالك عند علمه أو ظنه أن آخذه ينفقه في معصية،
وذلك لن فيه إعانة عليهشا ،وهشي حشرام .وقشد يكشره القشراض) .فالحاصشل( أن القشراض تشارة
يندب ،وتارة يجب ،وتارة يحرم ،وتششارة يكششره .فتعششتريه أحكششام أربعششة .قششال ع ش :ولششم يششذكروا
الباحة ،ويمكن تصويرها بما إذا دفع إلى غني ،بسؤال من الدافع مششع مششدع احتيششاج الغنششي إليششه،
فيكون مباحا -ل مستحبا -لنه لم يشتمل على تنفيس كربة .وقد يكون في ذلششك غششرض للششدافع،
كحفظ ماله بإحرازه في ذمششة المقششترض .اه) .قششوله :ويحصششل بإيجششاب إلششخ() .اعلششم( أن أركششان
القرض ثلثة :عاقد ،ومعقود عليه ،وصيغة .وقد أخذ في بيان صيغته ،فقال :ويحصل بإيجششاب -
أي من المقرض -وهو على قسمين :صريح -وهو ما ذكره -وكناية :كخذ هذا الششدرهم بششدرهم،
فهو يحتمل البيع والقرض ،فإن نوى به البيع فبيع ،وإن نوى به القرض فقرض .ومثله :خذه فقط
-على ما ستعرفه ) -قوله :فإن حششذف ورد بشدله( أي حشذف هششذا اللفشظ .والظشاهر أن حشذفه مشن
الصورة الخيرة فقط .ول يصح كونه مششن الصششورتين ،أعنششي قششوله خششذه ورده بششدله .وقششوله :أو
اصرفه في حوائجك ورد بدله .وإل نافى قوله بعشد :وخششذه فقشط لغشو .وقشوله :فكنايششة :أي كنايششة،
قرض ،إن نوى به القرض ثبت ،وإل فل) .قوله :وخذه فقششط( أي مششن غيششر أن يقششول ورد بششدله.
)وقوله :لغو إل إن سبقه إلخ( عبارة التحفة تقتضي أنشه ل يكششون لغشوا أصششل ،بششل إن سششبقه لفششظ
أقرضني فهو كناية قرض ،وإل فهو محتمل لن يكون كناية قرض ،أو كناية هبة ،أو كناية بيششع.
ونصها -بعد كلم :-أو خذه ورد بدله ،أو اصرفه في حوائجك ورد بدله ،فإن حذف ورد بششدله:
فكناية -كخذه فقط ،أي إن سبقه أقرضني -وإل فهو كناية قرض ،أو بيع ،أو هبة .اه .ومثله في
البجيرمي ،نقل عشن ق ل ،ونششص عبششارته -بعششد كلم :-وأمشا أخشذه فقشط :فكنايشة ،لنشه يحتمشل
القرض والصدقة ،ونية البدل أو المثل كذكره ،ويصدق في إرادتهما إلخ .اه) .قوله :ولو اقتصششر
على ملكتكه( أي ولم يقل على أن ترد مثله) .قوله :فهبة( أي فهششو هبششة) .قششوله :وإل فكنايششة( أي
وإل لم ينو البدل بأن نواه :فكناية ،أي كناية قرض ،وليس من الصريح) .قوله :ولششو اختلفششا إلششخ(
يعني لو اختلف المالك الدافع والخذ في نية البدل في قوله ملكتك ،فقال الخذ :لم تنو البدل ،فهششو
هبة .وقال الدافع نويت البدل ،فهو قرض .فإنه يصدق الدافع ،لنه أعرف بقصد نفسه) .قوله :أو
في البدل إلخ( معطوف على نية البدل ،أي أو اختلفا فششي ذكششر البششدل -أي التلفششظ بششه -بششأن قششال
الدافع :قلت ملكتكه على أن ترد بدله .وقال الخذ :قلت ملكتكه فقط ،ولم تذكر على أن ترد بششدله.
فإنه يصدق الخذ في عدم الذكر ،لنه الصل ،أي ويكون هبة) .قوله :والصيغة إلخ( علششة ثانيششة
لتصديق الخذ) .وقوله :فيما ادعاه( أي الخذ ،وهششو أنششه لششم يششذكر لفششظ البششدل) .قششوله :ولششو قششال
لمضطر إلخ( دفع بهذا ما يرد على تصديق الخذ فششي الصششورة السششابقة ،مششن أنششه لششم لششم يصششدق
المضطر أيضا في دعواه أنه أطعمه إباحة ل قرضا ،وصدق المطعم المالك ؟ وحاصل الششدفع أن
ذلك لجل حمل الناس على هذه المكرمة .وعبارة
] [ 61
التحفة :وإنما صدق مطعم مضطر أنه قرض حمل إلخ -وهي أولى) .قوله :حمل للنششاس
على هذه المكرمة( أي الخصلة الحميدة التي بها إحياء النفوس ،ولنه أعرف بكيفية بذله) .قششوله:
ولو قال( أي الدافع ،بعد أن وهب شيئا لخر) .قوله :فقال( أي المتهششب) .وقششوله :مجانششا( أي بل
عوض) .قششوله :صششدق المتهششب( أي الموهششوب لششه) .قششوله :وقبششول( معطششوف علششى إيجششاب ،أي
ويحصل بقبول -قياسشا علشى الشبيع -ومشن ثشم ،اششترط فيشه ششروط الشبيع السشابقة فشي العاقشدين
والصششيغة -كمششا هششو ظششاهر -حششتى موافقششة القبششول لليجششاب .فلششو قششال :أقرضششتك ألفششا ،فقبششل
بخمسمائة ،أو بالعكس ،لم يصح .اه .تحفشة) .وقشوله :متصشل بشه( أي باليجشاب -بشأن ل يتخلشل
بينهما سكوت طويل ،ول لفظ أجنبي -نظير ما مشر فشي الشبيع ) -قشوله :كأقرضشته( يقشرأ بالبنشاء
للمجهول .وفي بعض النسخ :كاقترضته -وهو ظاهر ) .-قوله :نعم ،إلخ( استدراك مششن اشششتراط
اليجاب والقبشول) .وقشوله :القشرض الحكمششي( مبتشدأ ،خشبره قششوله ل يفتقششر إلششى إيجشاب وقبشول.
والمراد أنه في حكم القرض في وجوب رد المثل) .قوله :كالنفاق على اللقيط المحتاج( أي ممن
ل يجب عليه ،بأن كان معسرا .بخلف ما إذا كان موسرا ،وكان المنفق عليه معسرا ،فل يكششون
قرضا .والمراد أيضا :النفاق بإذن الحاكم ،فإن لم يوجد :أشهد بالنفششاق .فششإن لششم يوجششدوا :أنفششق
بنية الرجوع ،وإل لم يرجع -كذا في البجيرمي ) -قششوله :وإطعششام الجششائع( فششي ع ش مششا نصششه:
محل عدم اششتراط الصشيغة فشي المضشطر :وصشوله فشي حالشة ل يقشدر معهشا علشى صشيغة ،وإل
فيشترط .ول يكون إطعام الجشائع ،وكسشوة العشاري ،ونحوهمشا ،قرضشا ،إل أن يكشون المقشترض
غنيا .وإل بأن كان فقيرا ،والمقشرض غنيشا فهشو صشدقة -لمشا تقشرر فشي بشاب السشير -إن كفايشة
الفقراء واجبة على الغنياء وينبغشي تصشديق الخشذ :فيمشا لشو ادعشى الفقششر ،وأنكششره الشدافع ،لن
الصل عدم لزوم ذمته شيئا )قوله :ومنه( أي القرض الحكمششي) .وقششوله بإعطششاء مششا لششه غششرض
فيه( أي بإعطاء شئ للمر غرض في إعطائه) .وقوله :كإعطاء إلخ( أي كالمر بإعطاء شششاعر
لغرض دفع الهجو عنه ،وإعطاء ظالم لغرض دفششع الشششر عنششه حيششث لششم يعطششه) .وقششوله :إطعششام
فقير( الحسن أنه هو وما بعده معطوف على قوله بإعطاء إلخ ،أي ومنه أمر غيره بإطعام فقيششر
أو بفداء أسير) .وقوله :وعمر داري( الولى أن يقششول وتعميششر داري) .واعلششم( أنششه فششي الجميششع
يرجع المأمور على آمره إن شرط الرجوع ،وذلك لن ما كان لزما -كالدين -أو منششزل منزلششة
اللزم -كقول السير لغيره :فأدنى -ل يحتاج فيه لشرط الرجوع ،وما لم يكن كذلك يحتششاج فيششه
إلى شرط الرجوع .قال ع ش :ويحتمل أنه ل يحتاج لشرط الرجوع فيما يدفعه للشاعر والظششالم،
لن الغرض من ذلك دفع هجو الشششاعر لششه حيششث لششم يعطششه ،ودفششع شششر الظششالم عنششه بالعطششاء،
وكلهما منزل منزلة اللزم .وكذا فششي عمششر داري ،لن العمششارة -وإن لششم تكششن لزمششة -لكنهششا
تنزل منزلة اللزم ،لجريان العرف بعدم إهمال الشخص لملكه حششتى يخششرب .اه) .قششوله :وقششال:
قياس جواز المعاطاة في البيع جوازها هنا( قال في النهاية :ومششا اعششترض بششه الغششزي -مششن أنششه
سهو ،لن شرط المعاطاة :بذل العوض ،أو التزامه في الذمة ،وهو مفقود هنا -غير صحيح ،بل
هو السهو ،لنهم أجروا خلف المعاطاة في الرهن وغيره مما ليششس فيششه ذلششك .فمششا ذكششره شششرط
للمعاطاة فششي الششبيع دون غيششره .اه) .قششوله :وإنمششا يجششوز القششرض إلششخ( شششروع فششي بيششان شششرط
المقرض والمعقود عليه ،فبين أنه يشترط في المقرض أن يكون من أهل تبرع فيما يقرضششه ،فل
يصح إقراض الولي مال محجوره بل ضرورة ،لنه ليس أهل للتبرع فيه.
] [ 62
ومششراد المؤلششف بأهليششة التششبرع فششي المقششرض :أهليششة التششبرع المطلششق -أي فششي سششائر
التصرفات -لنه المراد عند الطلق ،وهي تستلزم رشده واختياره فيما يقرضه ،فل يششرد عليششه
السفيه ،فإنه ل يصح إقراضه ،مع أنه أهششل للتششبرع ببعششض التصششرفات -كصششحة الوصششية منششه،
وتدبيره -لنه ليس أهل للتبرع المطلق .وبين أيضا أنه يشترط أن يكون المعقود عليه مما يصح
أن يسلم فيه ،أي في نوعه ،فما صح السلم فيه صح إقراضه ،وما ل فل .وذلك لن ما ل ينضبط
أو يندر وجشوده ،ويتعششذر أو يتعسششر رد مثلششه .وتششرك المصششنف ششرط المقششترض ،وهشو :الرشششد
والختيار) .قوله :حيوان وغيره( بيان لما يسلم فيه) .قوله :ولو نقششدا مغشوشششا( غايششة فيمششا يسششلم
فيه ،أ ي كل ما يسلم فيه ،ولو نقدا مغشوشا ،لنه مثلي تجوز المعاملة بششه فششي الذمششة ،وإن جهششل
قدر غشه .وهي للرد على الروياني القائل بعدم صحة إقراضه) .قوله :نعم ،يجوز قششرض الخششبز
إلخ( هذا مستثنى من مفهوم قوله إنما يجوز القرض فيمشا يسشلم فيشه ،وهشو أن مشا ل يسشلم فيشه ل
يجوز قرضه .فما ذكر -من الخبز وما بعده -يجوز فيه القرض ،ول يجوز فيه السششلم .قششال فششي
الروض وشرحه :واسششتثنى جشواز قششرض الخششبز وزنششا ،لجمشاع أهشل المصششار علشى فعلشه فششي
العصار ،بل إنكار .هذا ما قطع بششه المتششولي والمسششتظهري وغيرهمششا .واقتضششى كلم النششووي
ترجيحه ،قال في المهمات :والراجح جوازه .وقد اختاره في الشرح الصششغير .قششال الخششوارزمي:
ويجوز إقراضه عددا .ثم قال :ويحرم إقراض الروبة ،لختلف حموضتها .وهي -بضششم الششراء
-خميرة من اللبن الحامض ،تلقششى علششى الحليششب ليششروب .قششال فششي الروضششة :وذكششر فششي التتمششة
وجهين في إقراض الخمير الحامض ،أحدهما الجواز -لطراد العادة به .قششال السششبكي :والعششبرة
بالوزن -كالخبز اه) .قوله :ل الروبة( بضم الراء ،أي فل يجوز إقراضها -كما ل يجوز السششلم
فيها -فهي جاءت على القاعدة) .قوله :وهششي( أي الروبششة) .وقششوله :ليششروب( أي ليصششير رائبششا.
)قششوله :لختلف إلششخ( تعليششل لعششدم جششواز القششرض فيهششا .أي ل يجششوز القششرض فيهششا لختلف
حموضتها ،فهي ليست مضبوطة) .قوله :ولو قال أقرضني إلخ( المناسب تقديمه على قوله وإنما
يجوز القرض إلخ ،لنه من متعلقات الصيغة )قوله :فقششال( أي المقششرض) .قششوله :فششإن كششانت لششه
تحت يده( أي فإن كانت العشرة ملكا للمقرض ،وهششي وديعششة مثل تحششت يششد فلن المششأخوذ منششه،
جاز ،وصح القرض بهذه الصيغة ،ول يحتاج إلى تجديدها) .وقوله :وإل فهو وكيل فششي قبضششها(
أي وإن لم تكن وديعة تحت يد فلن ،بل كانت في ذمته ،صح قبضها بطريق الوكالة عنه ،ولكششن
ل بد من تجديد عقد القششرض منششه .هكششذا ينبغششي حششل كلم الشششارح ،ويششدل عليششه عبششارة النهايششة،
ونصها :ولو قال اقبض ديني ،وهو لك قرضا ،أو مبيعا ،صح قبضه -للذن -ل قوله وهو إلخ.
أو اقبض وديعتي مثل ،وتكشون لشك قرضششا صششح ،وكششان قرضششا .وكتششب ع ش مششا نصششه :قشوله:
وتكون لك قرضششا :صششح ،والفششرق بيششن هششذه ومششا قبلهششا :أن الششدين ل يتعيششن إل بقبضششه ،بخلف
الوديعة .اه) .قوله :ويمتنع على ولي إلخ( أي لنه ليس من أهل تبرع في مال موليه ،فهذا خرج
بقوله :من أهل تبرع) .وقوله :بل ضرورة( خرج ما إذا كان هناك ضرورة ،كششأن يكششون الزمششن
زمن نهب ،وكانت المصلحة في إقراضه ،فإنه يجوز حينئذ) .قششوله :نعششم ،يجششوز إلششخ( اسششتدراك
من امتناع القراض على
] [ 63
الولي .فكأنه قال :إل إذا كان الولي القاضي ،فششإنه يجششوز إقراضششه مششال المحجششور عليششه.
)قوله :لكثرة أشغاله( أي بأحكام الناس ،فربما غفششل عششن المششال ،فضششاع ،فيقرضششه ليحفظششه عنششد
المقترض) .قوله :إن كان المقترض إلخ( شرط في جواز إقراض القاضي .ويشششترط أيضششا عششدم
الشبهة في مال المقترض إن سلم منها مال المحجور عليه .قال م ر :ويجب الشهاد عليه ،ويأخذ
رهنا إن رأى ذلك .اه .وهذه الشروط معتبرة في إقراض الولي أيضا ،لضرورة .ويششرد عليششه أن
من الضرورة :ما لو كان المقشترض مضششطرا .وقششد نقشل عشن ابشن حجشر أنشه يجششب علششى الشولي
إقراض المضطر من مال المولى عليه ،مع انتفاء هذه الشششروط .ومششن الضششرورة أيضششا :مششا لششو
أشرف مال المولى عليه على الهلك بنحو غرق ،وتعين خلصه في إقراضه .ويبعد اشتراط مششا
ذكر في هذه الصورة .اه .بجيرمي .بتصرف) .قوله :وملك مقترض( أي المعقود عليه .فمفعششول
ملك محذوف -هذا إن قرئ الفعل بالبناء للفاعل ،فإن قرئ بالبناء للمجهول فل حذف ،لكن يقششرأ
مقترض -بصيغة اسم المفعول -أي شئ مقترض) .وقوله :بقبض( أي فل يجششوز لششه التصششرف
فيه قبله) .وقوله :وإن لم يتصرف الشخ( غايشة لكشونه يملشك بشالقبض .أي يملشك بشالقبض ،وإن لشم
يتصرف فيه المقترض .وهي للرد على الضعيف القائل بششأنه إنمششا يملششك بالتصششرف فيششه المزيششل
للملك .والمعنى أنه إذا تصرف فيه يتبين به أنه ملكه من حين القبض) .قوله :كالموهوب( الكاف
للتنظير ،لكونه يملك بالقبض) .قوله :قال شيخنا :والوجه في النقوط إلخ( عبارة التحفششة :والششذي
يتجه في النقوط المعتاد في الفراح أنه هبة ،ول أثر للعرف فيه -لضطرابه -مششا لششم يقششل خششذه
مثل ،وينوي القرض ،ويصدق في نية ذلك هششو أو وارثششه .وعلششى هششذا ،يحمششل إطلق جمششع أنششه
قرض -أي حكما .-ثم رأيت بعضهم لما نقل قول هؤلء ،وقول البلقيني أنه هبششة ،قششال :ويحمششل
الول على ما إذا اعتيد الرجششوع بششه ،والثششاني علششى مششا لششم يعتششد .قششال :لختلفششه بششأحوال النششاس
والبلد .اه .وحيث علم اختلفه .تعين ما ذكرته ،ويأتي قبيل اللقطة تقييد هذا الخلف بمششا يتعيششن
الوقوف عليه .اه .وحاصله أن محله إذا دفع لصاحب الفرح في يده ،فإن دفع للخاتن فل رجوع.
وفي حاشية البجيرمي على شرح المنهج :والذي تحرر من كلم الرملي وابن حجر وحواشششيهما:
أنه ل رجوع في النقوط المعتاد في الفراح -أي ل يرجع به مششالكه إذا وضششعه فششي يششد صششاحب
الفرح ،أو يد مششأذونه -إل بشششروط ثلثششة :أن يششأتي بلفششظ :كخششذه ،ونحششوه .وأن ينششوي الرجششوع،
ويصدق هو أو وارثه فيها .وأن يعتاد الرجوع فيه .وإذا وضششعه فششي يششد المزيششن ونحششوه ،أو فششي
الطاسة المعروفة ،ل يرجع إل بشرطين :إذن صاحب الفرح ،وشرط الرجوع -كما حققه شششيخنا
ح ف .اه) .ولو أنفق على أخيه الرشيد الخ( عبارة التحفة :ووقع لبعضهم أنه أفششتى فششي أخ أنفششق
على أخيه الرشيد وعياله سنين وهو ساكت ،ثم أراد الرجوع عليه بششأنه يرجششع ،أخششذا مششن القششول
بالرجوع في مسألة النقوط ،وفيه نظر -بل ل وجه له -أما أول :فلن مأخذ الرجوع ،ثم إطششراد
العادة به عندهم ،ول عادة في مسألتنا ،فضل عن إطرادها بذلك .وأما ثانيا :فلن الئمششة جزمششوا
في مسائل بما يفيد عدم الرجوع ،منها :من أدى واجبا عششن غيششره -كششدينه بل إذنششه -صششح ،ول
رجوع له عليه -بل خلف -والنفقة على ممون الخ واجبة عليه ،فكان أداؤها عنه كأداء دينششه.
اه) .قوله :وجاز لمقرض استرداد( أي لما أقرضه ،ويكششون بصششيغة :كرجعششت فيششه ،أو فسششخته،
وللمقترض رده عليه قهرا) .وقوله :حيث بقي بملك المقشترض( أي حيشث كشان مشا أقرضشه باقيشا
بحاله في ملك المقترض -أي لم يتعلق به حق لزم ،وإنما جاز له الرجوع فيه -حيث كان
] [ 64
كذلك -لن له تغريم بدله عند الفوات ،فالمطالبة بعينه أولى )قششوله :وإن زال عششن ملكششه(
أي المقترض ،ثم عاد إليه ،وذلك لن الزائل العائد هنا كالذي لم يزل) .قوله :بخلف ما لو تعلق
به( مفهوم قوله حيث بقي إلخ .والمناسب في التقابل ،بخلف ما لو لم يبق بحششاله) .قششوله :كرهششن
وكتابة( أي من المقترض في المال المقرض -كأن رهن ما اقترضه أو كششاتبه -ومثششل ذلششك :مششا
لو تعلق برقبته أرش جناية) .قوله :فل يرجع( أي المقرض -أي ل يصح رجوعه )وقششوله فيششه(
أي في المقرض) .وقوله :حينئذ( أي حين إذ تعلق به حق لزم) .قوله :نعم ،لو آجششره( أي الشششئ
المقشرض ،وهشو اسشتدراك مشن الشذي تعلشق بشه حشق لزم) .قشوله :رجشع( أي المقشرض فيشه ،أي
المؤجر .أي ويأخذه مسلوب المنفعة من غير أجرة له حتى يسششتوفي المسششتأجر مششدة الجششارة ،أو
يأخذ بدله ،فهو مخير بين أخذه مسلوب المنفعة وبين أخذ البدل) .قوله :ويجب على المقترض رد
المثل( أي حيث ل استبدال ،فإن استبدل عنه -كأن عوضه عن بر في ذمته ثوبا أو دراهششم -فل
يمتنع ،لجواز العتياض عن غير المثمن) .قوله :وهو( أي المثلي )قوله :ولو نقدا إلخ( أي يجششب
رد المثل ،ولو كان نقدا أبطل السلطان المعاملة به) .قوله :لنه أقشرب إلشى حقشه( تعليشل لوجشوب
رد المثل ،أي يجب ذلك لن المثل أقرب إلى حق المقرض) .قوله :ورد المثل صورة( معطششوف
على رد ،أي ويجب رد المثل في الصورة ،وإن كان ليششس مثلششه حقيقششة ،وذلششك لخششبر مسششلم :أنششه
)ص( استسلف بكرا -أي وهششو الثنششي مششن البششل -ورد رباعيششا -أي وهششو مششا دخششل فششي السششنة
السابعة -وقال :إن خياركم أحسششنكم قضششاء) .قششوله :وهششو( أي المتقششوم) .قششوله :ول يجششب قبششول
الردئ إلخ( هذا مرتب على محذوف مذكور في المنهج وشرحه ،وهو يجب أداء الشئ المقترض
صششفة ومكانششا -كمسششلم فيششه -فل يجششب قبششول الششردئ عششن الجيششد .اه .بتصششرف .وكششان الولششى
التصريح به) .قوله :ول قبول المثل إلششخ( أي ول يجششب قبششول المثششل فششي غيششر محششل القششراض.
)قوله :إن كان له( أي للمقرض غرض صحيح ،أي في عدم قبوله) .قوله :كأن كششان الشخ( تمثيششل
لما إذا كان هناك غرض صحيح) .وقوله :لنقله( أي الشئ المقترض من مكان التسليم إلششى مكششان
القراض) .قوله :ولم يتحملها( أي المؤنة المقترض ،فإن تحملها ،أجششبر المقششرض علششى القبششول.
)قوله :أو كان الموضع مخوفا( أي أو كان له مؤنة وتحملها المقترض ،لكن كان الموضششع الششذي
وقع التسليم فيه مخوفا ،فل يجب قبوله فيه )قوله :ول يلزم المقترض الدفع إلخ( أي لمششا فيششه مششن
الكلفة) .قوله :إل إذا لم يكن لحمله( أي الشئ المقترض )قوله :لكشن لشه إلشخ( اسشتدراك مشن عشدم
لزوم المقترض الدفع ،دفع به إيهام أنه إذا لم يلزمه ذلك ،فليس للمقرض المطالبة بالقيمششة أيضششا.
)قوله :بقيمة بمحل القراض( أي قيمة معتبرة بمحل القراض ،لنه محل التملك) .وقوله :وقششت
المطالبة( أي ومعتبرة أيضا وقت المطالبة ،لنه وقت استحقاقها .وإذا أخذ القيمة فهششي للفيصششولة
-ل للحيلولششة ،حششتى لششو اجتمعششا بمحششل القششراض لششم يكششن للمقششرض ردهششا وطلششب المثششل ،ول
للمقترض استردادها ودفششع المثششل) .وقششوله :فيمششا لنقلششه مؤنششة( متعلششق بمطالبششة) .وقششوله :لجششواز
العتياض عنه( أي عن الشئ المقرض ،وهو علة لجواز المطالبة بذلك) .قششوله :وجششاز لمقششرض
نفع إلخ( قال في فتح الجششواد :والوجششه أن القششراض ممششن تعششود الزيششادة بقصششدها :مكششروه .اه.
)قوله :يصل( أي النفع) .وقوله :له( أي
] [ 65
للمقرض) .وقوله :مشن مقشترض( متعلششق بيصششل) .قششوله :كشرد الششزائد إلشخ( تمثيشل للنفشع.
)وقوله :قدرا( أي كأحد عشر عن عشرة) .وقوله :أو صفة( أي كصشحاح عشن مكسششرة) .وقشوله:
والجود في الردئ( هو مندرج في الصفة ،فهو من ذكر الخاص بعد العام) .قوله :بل شرط فششي
العقد( متعلق بجاز ،وسيذكر محترزه) .قوله :بل يسن ذلك( أي رد الزائد لمقشترض ،ومحلشه :مشا
لم يقترض لنحو محجوره ،أو جهة وقف ،وإل امتنشع رد الشزائد) .قشوله :لقشوله )ص( إلشخ( دليشل
للسنية .وقوله :إن خياركم أحسنكم قضششاء خيششاركم :يحتمششل أن يكششون مفششردا بمعنششى الخيششر ،وأن
يكون جمعا) .فإن قلت( أحسن كيف يكون خبرا له وهو مفرد ؟ )قلت( أفعششل التفضششيل المضششاف
لمعرفة ،يجوز فيشه الفشراد والمطابقشة .قشال ابشن مالشك :وتلشو ال طبشق ومشا لمعرفشة أضشيف ذو
وجهين عن ذي معرفة )قوله :ول يكره للمقرض أخذه( أي الزائد) .قوله :كقبول هديته( أي كمششا
أنه ل يكره له قبول هدية المقترض .قال فشي النهايشة :نعشم ،الولشى كمشا قشاله المشاوردي :تنزهشه
عنها قبل رد البدل .اه) .قوله :ولو في الربوي( غاية لعدم الكراهة .أي ل يكره أخذ الزائد ،ولششو
وقع القرض في الربوي -كالنقد ) -قوله :والوجه أن المقرض يملششك الششزائد إلششخ( أي ولششو كششان
متميزا ،كأن اقترض دراهم فردها ومعها نحو سمن) .قششوله :مشن غيشر لفششظ( أي إيجششاب وقبشول.
)قوله :لنه وقع تبعا( علة لكون الزائد يملك من غير لفظ ،أي وإنما يملك كذلك لنششه تششابع للشششئ
المقترض) .قوله :وأيضا فهو( أي الزائد) .وقوله :يشبه الهديششة( أي وهششي تملششك مششن غيششر لفششظ.
)قوله :وأن المقترض إلخ( معطوف على أن المقرض ،أي والوجشه أن المفشترض إذا دفشع زائدا
عما عليه ،ثم ادعى أنه دفعه ظانا أن هذا الزائد من جملة الدين ،فإنه يحلف ،ويرجع بالزائد الذي
دفعه .وعبارة ع ش :ويصدق الخذ في كون ذلك هدية ،لن الظاهر معه ،إذ لششو أراد الششدافع أنششه
إنما أتى به ليأخذ بدله لذكره .ومعلوم مما صورناه به أنه رد المقرض والزيادة معا ،ثم ادعى أن
الزيادة ليست هدية ،فيصدق الخذ .أما لو دفع إلى المقشرض سشمنا -أو نحشوه -مشع كشون الشدين
باقيا في ذمته ،وادعى أنه من الدين -ل هدية -فإنه يصدق الدافع في ذلك .اه .وهي تفيششد أنششه ل
يصدق الدافع إل في الصششورة الثانيششة فقشط) .قشوله :حلششف( جشواب إذا) .وقششوله :ورجشع فيششه( أي
الششزائد) .قششوله :وأمششا القشرض بشششرط إلشخ( محشترز قشوله بل ششرط فششي العقششد) .قشوله :جششر نفششع
لمقرض( أي وحده ،أو مع مقترض -كمششا فششي النهايششة ) -قششوله :ففاسششد( قششال ع ش :ومعلششوم أن
محل الفساد حيث وقع الشرط في صلب العقد .أما لو توافقا على ذلك ولششم يقششع شششرط فششي العقششد،
فل فساد .اه .والحكمة في الفساد أن موضوع القرض :الرفاق ،فإذا شرط فيه لنفسه حقا :خششرج
عن موضوعه فمنع صحته) .قوله :جر منفعة( أي شرط فيه جر منفعة) .قوله :فهو ربا( أي ربششا
القرض ،وهو حرام )قوله :وجبر ضعفه( أي أن هذا الخششبر ضششعيف ،ولكششن جششبر ضششعفه - .أي
قوى ضعفه -مجئ معناه -أي الخبر -وهو أن شرط جر النفع للمقرض مفسد للقرض .وعبارة
النهاية :وروي -أي هذا الخبر -مرفوعششا بسششند ضششعيف ،لكششن صششحح المششام والغزالششي رفعششه،
وروي البيهقي معناه عن جمع من الصحابة .اه) .قوله :ومنه القرض إلخ( أي ومن ربا القرض:
القرض لمن يستأجر ملكه) .وقوله :أي مثل( راجع للستئجار -يعني أن السششتئجار ليششس قيششدا،
بل مثششال .ومثلششه القششرض ،لمشن يشششتري ملكشه بششأكثر مششن قيمتششه) .وقشوله :لجششل القششرض( علشة
للستئجار بأكثر من قيمته) .قوله:
] [ 66
إن وقع ذلك( أي السششتئجار المششذكور ،شششرطا ،أي فششي صششلب العقششد) .قششوله :إذ هششو( أي
القرض لمن يستأجر ملكه) .وقوله :حينئذ( أي حين إذ وقع ذلك شرطا فششي صششلب العقششد) .قششوله:
وإل كره( أي وإن لم يقع ذلك شرطا في صلب العقد :كره -أي ول يكون ربا) .قوله :عندنا( أي
معاشر الشافعية) .قوله :ويجوز القراض بشرط الرهن أو الكفيششل( أي أو الشششهاد ،وذلششك لنهششا
توثيقات ،ل منافع زائدة -فللمقرض إذا لم يوف المقترض بها الفسخ) .فائدة( الشششرط الواقششع فششي
القرض ثلثة أقسام :إن جر نفعا للمقرض يكون فاسدا مفسدا للقششرض .وإن جششر نفعششا للمقششترض
يكون فاسدا غير مفسششد لششه ،كششأن أقرضششه عشششرة صششحيحة ليردهششا مكسششرة .وإن كششان للوثششوق -
كشرط رهششن ،وكفيششل -فهششو صششحيح) .قششوله :ولششو قششال :اقششرض إلششخ( هششذه المسششألة مششن فششروع
الضمان ،إل أنه ذكرها هنا لن لهشا مناسشبة مشن جهشة أنهشا مششتملة علشى القشرض) .قشوله :كشان
ضامنا على الوجه( في شرح البهجة ما نصه) :فرع( لو قال :أقرض هذا مائة وأنا ضامن لهششا،
فأقرضه المائة ،أو بعضها ،لزمه الضششمان .قششاله المششاوردي .قششال الزركشششي :ولعلششه أراد بششه مششا
أرادوه بقششوله :ألششق متاعششك فششي البحششر وعلششي ضششمانه ،لكششن ذاك جششوز للحاجششة .اه .ومششا قششاله
الماوردي هنا -من صحة الضمان -مفرع على القديم .وقال فششي بششاب الضششمان بعششدم صششحته -
وهو الجديد ،-وصححه الناظم كالشخين .اه) .قوله :كألق متاعك في البحششر وعلششي ضششمانه( أي
فيكون الخر ضامنا له إذا ألقي وتلف ،لكن يشترط في الضمان أن يقول له ذلششك عنششد الشششراف
على الغرق أو القرب منه .ولم يختص نفع اللقاء بالملقي -كما صرح بششذلك فششي متششن المنهششاج،
في باب الديات -وعبارته مع التحفة هناك :ولو قال لغيره :ألق متاعك في البحر وعلي ضششمانه،
أو على أني ضامن له ،فألقاه وتلف ،ضششمنه المسشتدعى -وإن لشم تحصششل النجششاة -لنششه التمشاس
لغرض صحيح بعوض ،فلزمه .ولو اقتصر على قوله ألق متاعششك ،ولششم يقششل وعلششي ضششمانه ،أو
على أني ضامن ،فل يضمنه -على المذهب -لعدم اللتزام .وإنما يضمن ملتمس لخوف غششرق،
فلو قال في المن ألقه وعلي ضمانه :لم يضمنه ،إذ ل غرض .ولششم يختششص نفششع اللقششاء بششالملقي
بأن اختص بالملتمس ،أو به بالمالك ،أو بغيرهما ،أو بالمالك وأجنشبي ،أو بششالملتمس وأجنشبي ،أو
عم الثلثة -بخلف ما لو اختص بالمالك وحده ،بشأن أششرفت سشفينة وبهشا متشاعه علشى الغشرق،
فقال له من بالشط أو سفينة أخرى :ألق متاعك وعلي ضمانه ،فل يضمنه ،لنه وقع لحظ نفسششه،
فكيف يستحق به عوضا ؟ اه .بحذف) .قوله :لو ادعى المالك إلخ( يعني لو اختلف الدافع والخذ
في المال الذي أخذه وقد تلف ،فقال الدافع إنه قرض فعليك الضمان ،وقال الخذ إنه وديعة فليس
علي شئ ،فإنه يصدق الخذ ،لن الصل عدم الضمان )وقوله :خلفا للنششوار( أي فششي قششوله إن
المصدق المالك) .قوله :ويصح رهن( شروع في القسم الثاني مششن الترجمششة )واعلششم( أن الوثششائق
بالحقوق ثلثة :شهادة ،ورهن ،وضمان .فالولى لخوف الجحد ،والخران لخششوف الفلس .وأن
أركان الرهن أربعة :عاقد ،ومرهون ،ومرهون به ،وصيغة .وقد اشتمل تعريف الرهن المششذكور
عليها كلها )فقوله :وهو جعل( يشير للعاقد وللصششيغة) .وقششوله :عيششن( يشششير للمرهششون) .وقششوله:
بدين( يشير للمرهون به) .قوله :وهو( أي الرهن شرعا .أما لغة :فهو الثبوت .وقوله جعل عين:
] [ 67
مصدر مضاف لمفعوله بعد حذف الفاعل ،تقديره جعل المالك -أو من قام مقششامه -عينششا.
وخرج بها :الدين ،فل يصح رهنه ،ولو ممن هو عليه ،لنشه غيشر مقشدور علشى تسشليمه .وخشرج
أيضا :المنفعة ،فل يصح رهنهششا ،لن المنفعششة تتلششف ،فل يحصششل بهششا اسششتيثاق) .وقششوله :يجششوز
بيعها( أي يصح .وخرج به ما ل يصح بيعها -كوقف ومكاتب ،وأم ولد ) -وقشوله :وثيقششة بششدين(
أي ولو منفعة .وخرج بالدين :العين ،فل يصح الرهن على العين -مضمونة كانت :كالمغصششوبة
والمستعارة ،أو غير مضششمونة :كمششال القششراض والمششودع -وذلششك لنششه تعششالى ذكششر الرهششن فششي
المداينة ،فل يثبت في غيرها ،ولنها ل تستوفى من ثمن المرهون ،وذلك مخالف لغرض الرهششن
عند البيع) .وقوله :يستوفى منها( أي يستوفي ذلك الدين من العين -أي مششن ثمنهششا -وهششذا ليششس
من التعريف ،بل بيان لفائدته .ومن -في قوله منها -للبتداء ،ل للتبعيض ،لنه يقتضي اشتراط
أن تكون قيمة العين المرهونة زائدة على الدين ،مع أنششه ل يشششترط) .وقششوله :عنششد تعششذر وفششائه(
متعلق بيستوفى ،وهو ليس بقيد .والضمير -في وفائه -عائد على جنس الدين ،الصادق ببعضه.
-كذا في البجيرمي ) .-قوله :فل يصح رهن وقششف وأم ولششد( أي لنششه ل يجششوز بيعهمششا) .قششوله:
بإيجاب وقبول( متعلق بيصح ،وهو بيان للصيغة -التي هي أحد أركان الرهن السششابقة .-ومثششل
اليجاب :الستيجاب -كارهني) .قوله :كرهنت( هذا هو اليجاب) .وقششوله :وارتهنششت( هششذا هششو
القبول) .قوله :ويشترط ما مر في البيع( وذلك لنشه عقشد مشالي ،مثشل الشبيع) .قشوله :مشن اتصشال
اللفظين( بيشان لمششا مشر .والمششراد باتصشالهما :عشدم تخلششل كلم أجنششبي أو سششكوت طويششل بينهمشا.
والمراد باللفظين :اليجاب ،والقبول -وهما جزآ الصيغة .ومما مر أيضا في البيع :عدم التعليق،
وعدم التأقيت) .قوله :وتوافقهما معنى( أو ومن التوافق بين اللفظين في المعنى ،فلو اختلفا فيششه -
كأن قال رهنتك هذا بألف فقبل بخمسمائة ،أو قال رهنتك هذين فقيل أحدهما -لم يصششح .وفششي ع
ش ما يخالفه ،وعبارته :قوله :كنظيره في البيع -يفيد أنه لو قال رهنتك هذين فقبششل أحششدهما :لششم
يصح العقد -نظير ما مر في القرض .-وقد يفرق بششأن هششذا تششبرع محششض ،فل يضششر فيششه عششدم
موافقة القبول لليجاب -كالهبة -وقياسه أيضا أنه لششو قششال رهنتششك هششذا بششألف فقبششل بخمسششمائة:
الصحة .اه .بحذف) .قوله :ويأتي هنا( أي في الرهن) .وقوله :خلف المعاطاة( أي الخلف فششي
جواز البيع بالمعاطاة ،فأجازها بعضهم هنا ومنعها آخرون .قال فششي المغنششي :وصششورة المعاطششاة
هنا -كما ذكره المتولي -أن يقول أقرضني عشرة لعطيك ثششوبي هششذا رهنششا ،فيعطششي العشششرة،
ويقبضه الثوب .اه) .قوله :من أهل تبرع( متعلششق بمحششذوف صششفة لمششا قبلششه ،أي إيجششاب وقبششول
صادرين من أهل تبرع ،أو متعلق بيصح ،أي يصح رهششن مششن أهششل تششبرع -وهششذا بيششان للركششن
الثاني ،وهو العاقد ،موجبا كان أو قابل .-والمراد بأهليشة التشبرع :أهليشة التشبرع المطلشق ،وهشي
تستلزم الرشد والختيار -كما تقدم في القرض -فيخرج الصششبي ،والمجنششون ،والمحجششور عليششه
بالسفه ،والمكره) .قوله :فل يرهن ولي( مفرع على المفهوم ،وإنما لم يصششح رهنششه لنششه يحبسششه
من غير عوض ،وهو ل يصح) .قوله :أو جدا( أي عند فقد الب) .وقششوله :أو وصششيا( أي عمششن
تأخر مششوته منهمششا) .وقششوله :أو حاكمششا( أي عنششد فقششد الثلثششة .اه .بجيرمششي) .قششوله :مششال صششبي
ومجنون( أي أو سفيه ،ولو قال :مال محجششوره لكششان أولششى) .قششوله :كمششا ل يرتهششن لهمششا( أي ل
يجوز رهن الولي مال موليه -كما أنه ل يجوز لششه ارتهششانه -وذلششك لنششه فششي حالششة الختيششار ل
يصح أن يششبيع مششال مششوليه إل بحششال مقبششوض ،ول يقششرض إل القاضششي -كمششا مششر ) -قششوله :إل
لضرورة إلخ( استثناء من عدم جواز الرهن والرتهان ،فهو مرتبط بما قبششل التنظيششر ومششا بعششده.
)قوله :أو غبطة ظاهرة( احترز بذلك عمشا لشو اشششترى متاعشا بمششائة مؤجلشة ،وهشو يسشاوي مشائة
حالششة ،فششإن الغبطششة فششي هششذه الصششورة موجششودة ،لكنهششا ل تظهششر لكششل أحششد .عزيششزي ،وعبششارة
الشوبري :أو غبطة ظاهرة ،سيأتي في شركة أن الغبطة :مال له وقع -أي قدر -ل يتسششامح أي
ل يتساهل به .فانظر ما مفاد قوله ظاهرة ؟ ويجاب بأن معنى قوله ظاهرة :أي محققة للششولي .اه
بجيرمي.
] [ 68
)قوله :فيجوز له( أي للولي ،وهو تفريششع علششى السششتثناء) .قششوله :كششأن يرهششن إلششخ( مثششل
للرهن والرتهان للضرورة ،ولم يمثل لهما للغبطة .فمثال الرهن لها :أن يرهن مششا يسششاوي مششائة
على ثمن ما اشتراه بمائة نسيئة ،وهو يساوي مائتين .ومثششال الرتهششان لهششا :أن يرتهششن علششى مششا
يبيعه نسيئة بمائتين ،وهو يساوي مائة .قال في فتح الجواد :وشرط صششحة بيعششه نسششيئة -مششع مششا
ذكر من غبطة وارتهان -أمانة مشتر ،وغناء ووفاء الرهن بالثمن ،وقصر الجششل ،وكششذا إشششهاد
عند جماعة -وهو متجه مدركا ،لكن الجمهور على أنه ل بطلن بتركه .اه) .قوله :ما يقترض(
بالبناء للفاعل ،العائد محشذوف ويصشح بالبنشاء للمجهشول ،وعليشه ل حشذف وقشوله لحاجشة المؤنشة
الضافة للبيان والمراد الحاجة الشديدة ليلئم قوله إل لضرورة ،وبهذا يندفع ما يقال الحاجة أعششم
من الضرورة ،فإنها تشمل التفكه وثياب الزينة مثل .اه .بجيرمي بالمعنى) .قوله :ليوفي( أي مششا
يقترض ،فهو بالبناء للمجهول .ويصح بالبناء للفاعل ،ومفعوله محذوف ،أي ليوفي المقترض مششا
اقترضه) .وقوله :مما ينتظر( أي يترقب .وهو أيضششا بالبنششاء للمجهششول ،ويصششح بالبنششاء للفاعششل،
والعائد محذوف) .وقوله :من الغلة أو حلول الدين( بيان لما) .قوله :وكأن يرتهن( معطوف على
كأن يرهن) .وقوله :على ما يقرضه( أي من مششال محجششوره) .وقشوله :أو يشبيعه( معطشوف علششى
يقرضه .أي أو يرتهن على ما يبيعه من مال محجوره .ويشششترط أيضششا :كششون المشششتري أمينششا -
إلى آخر ما مر آنفا ) -قوله :لضرورة نهب( متعلق بيقرضه ويشبيعه) .وقشوله :أو نحشو( أي نحشو
النهب ،كالسرقة) .قوله :للزوم الرتهان حينئذ( أي حين إذا أقرض أو باع مال الصبي لضرورة
النهب أو غيره .ول يظهر هذا التعليل لما قبله ،لن ما قبلششه تمثيششل لجششواز الرتهششان للضششرورة،
فينحل المعنى بجواز الرتهان على ما يقرضه أو يبيعه مؤجل لضرورة ،للزوم الرتهان حينئذ،
ول يخفى ما فيه .وعبارة المنهاج :فل يرهن الولي مال الصبي والمجنون ،ول يرتهششن لهمششا ،إل
لضرورة ،أو غبطة ظاهرة .قال في التحفة :فيلزمششه الرتهششان بششالثمن ،وهششي ظششاهرة .ولشو أخششر
الشارح قوله :فيجوز له الرهششن والرتهششان -عششن المثششال الثششاني ،ثششم أضششرب وقششال :بششل يلزمششه
الرتهان حينئذ -لكان أولى .ثم إنه سيأتي للشارح -في فصل الحجر -تقييد لزوم الرتهان :بما
إذا لم يكن المشتري موسرا .ونص عبارته هناك :وله بيع مشاله نسشيئة لمصشلحة ،وعليشه ارتهشان
بالثمن رهنا وافيا إن لم يكن المشتري موسرا .انتهت) .قوله :ولو كانت العين إلخ( غايششة لمقششدر،
وهي للتعميم .والمعنى يصح الرهن بعين ،ولو كانت جزءا مشاعا بين الراهن وغيره -كأن كان
يملك ربع دار مشاعا :أي ليس معينا فرهنه ،فإنه يصح ،وقبضه يكون بقبض الجميششع -كمششا فششي
البيع -فيكون بالتخلية في غير المنقول ،وبالنقل في المنقول .ويجوز رهنه على الشريك ،وعلششى
غيره ،ول يحتاج لذن الشريك إل في المنقول ،فإن لم يأذن ورضي المرتهششن كششونه بيششده :جششاز،
وناب عنه في القبض ،وإل أقام الحاكم عدل يكشون فشي يشده لهمشا .ولشو اقتسشما فخشرج المرهشون
لشريكه :لزمه قيمته رهنا ،لنه حصل له بدله) .قوله :أو عارية( أي ولو كانت ضششمنية ،كششارهن
عبدك عني على ديني ففعل ،فإنه كما لو قبضه ورهنه .اه .تحفة ونهاية .قششال ع ش :يشششير بهششذا
إلى أنه ل يشترط كون المرهون ملكا للراهن ،بل يصح ،ولو معارا .اه) .واعلم( أن عقد العارية
بعد الرهن في قول :إنه عارية -أي باق على حكمها -وفي قول :إنه ضمان دين في رقبششة ذلششك
الشئ ،لن النتفاع إنما يحصل بإهلك العين ببيعها في الدين ،فهو مناف لوضششع العاريششة ،وهششذا
القول هو الظهر -كما في المنهاج) .قوله :وإن لم يصرح بلفظهششا( أي العاريششة ،أي فل يشششترط
أن يقول للمالك أعرني هذه لرهنها ،أو يقول هو
] [ 69
للراهن :أعرتك هذه لترهنها) .قوله :كأن قال إلششخ( تمثيششل لعششدم التصششريح بلفششظ العاريششة.
)وقوله :له( أي للراهن) .وقوله :مالكها( أي العارية) .قوله :لحصول التوثيق بهششا( أي بالعاريششة.
وهو علة لجواز كون العين المرهونة عارية ،أي وإنما جاز رهن العارية لحصول التوثششق الششذي
هو المقصود من الرهن بها) .قشوله :ويصشح إعشارة النقشد لشذلك( أي للرهشن .قشال ع ش :ثشم بعشد
حلول الدين -إن وفى المالك :فظاهر ،وإن لم يوف :بيعت الششدراهم بجنششس حششق المرتهششن إن لششم
تكن من جنسه ،فإن كانت من جنسه جعلها له عوضا عن دينه بصيغة تدل علششى نقششل الملششك .اه.
)قوله :وإن منعنا إعارته( أي النقد) .وقوله :لغير ذلك( أي الرهن ،كإعششارته للنفقششة ،أو ليصششرفه
في مشترى عين) .قوله :فيصح رهن معار إلخ( تفريع على أو عارية) .وقششوله :بششإذن مالششك( أي
في الرهن ،فلو لم يأذن المالك فيه ل يصح رهنششه) .قششوله :بشششرط معرفتششه( أي المالششك) .وقششوله:
المرتهن( مفعول المصدر ،ومعرفتشه تكشون بعينشه أو اسشمه ونسشبه -ل بوصشفه فقشط -كمشا هشو
ظاهر) .وقوله :وجنس الدين( أي وبشرط معرفته جنس الدين ،كذهب ،وفضة) .وقششوله :وقششدره(
أي كعشرة ،ومائة .ول بد من معرفته صفته أيضا -كحلول ،وتأجيل ،وصحة ،وتكسشير -وذلشك
لختلف الغراض بذلك) .قوله :نعم ،في الجواهر( تقييد لشتراط معرفته جنششس الششدين وقششدره،
فكأنه قال :محل اشتراط ما ذكر :ما لم يفششوض المششر إلششى خيششرة المششدين ،وإل لششم يشششترط ذلششك.
)وقوله :صح أن يرهنه بأكثر من قيمته( قال في التحفة :ويؤيده ما يشأتي فششي العاريششة مششن صششحة
انتفع به بما شئت .لكن قال سم :سيأتي في العارية أن المعتمد في انتفشع بشه بمشا ششئت ،إنشه يتقيشد
بالمعتاد في مثله ،فقياسه أنه يتقيد هنا بما يعتاد رهن مثله عليششه .اه .وفششرق ع ش :بششأن النتفششاع
في المعار بغير المعتاد يعود منه ضرر علششى المالششك ،بخلف الرهششن بششأكثر مششن قيمتششه ل يعششود
ضرر عليه ،إذ غايته أن يباع في الدين ،وما زاد على ثمنه بششاق فششي ذمششة المسششتعير .اه) .قششوله:
ولو عين قدرا إلخ( استثناء من محذوف -كما يعلم من عبارة شرح المنهششج -تقششديره :وإذا عيششن
المالك للمستعير جنس الدين وقدره وصفته لم تجز مخالفته أي ويستثنى من ذلك مششا لششو عيششن لششه
قدرا فرهن بدونه ،فإنه يجوز) .وقوله :فرهن بدونه( أي مششن جنسششه .فلششو اسششتعاره ليرهنششه علششى
مائة دينار ،فرهنه على مائة درهم ،لم يجز .اه .س ل .بجيرمي) .قوله :ول رجششوع للمالششك بعششد
قبض المرتهن( أي وإل لم يكن لهذا الرهشن معنششى ،إذ ل وثشوق بششه .وأفهشم جششواز الرجشوع قبشل
قبضه -وهو كذلك -لعدم لزومه قبله) .قوله :فلو تلف( أي المعار في في يششد الراهششن .قششال سششم:
هو شامل لما قبل الرهن ولما بعد انفكاكه .وعبارة العراقي في شرح البهجة :أما لو تلششف فششي يششد
الراهن قبل الرهن ،أو بعده :فإنه يجب عليه ضششمانه .اه) .وقشوله :ضششمن( أي الراهششن) .وقششوله:
لنه مستعير( أي والعارية مضمونة) .وقوله :الن( أي إذا كان المعار في يده) .قوله :أو فششي يششد
المرتهن( أي أو تلف في يد المرتهششن) .قششوله :فل ضششمان عليهمششا( أي علششى الراهششن والمرتهششن.
ومحله :ما لم يقصرا .فإن قصرا ضمنا) .وقوله :إذ المرتهن أمين( علة لعششدم تضششمين المرتهششن.
)وقوله :ولم يسقط الحق عن ذمة الراهن( علة لعدم تضمين الراهششن .اه .ع ش) .قششوله :نعششم ،إن
رهن فاسدا( أي بأن فقد شرط من الشروط السابقة) .وقوله :ضششمن بالتسششليم( أي ضششمن الراهششن
بتسليم المعار للمرتهن .قال في التحفة بعده :أي لن المالك لششم يششأذن فيششه ،ولنششه مسششتعير ،وهششو
ضامن ما دام لم يقبضه عن جهة رهن صحيح ،ولم يوجد .ويلزم من ضششمانه تضششمين المرتهششن،
لترتب يده على يد ضامنه ،ويرجع عليه إن لم يعلم الفساد ،وكونها مستعارة.
] [ 70
وأفتى بعضهم بعدم ضمانه ،محتجا بأنه إذا بطل الخصوص -وهو التوثقة هنا -ل يبطششل
العموم ،وهو إذن المالك بوضعها تحت يد المرتهن .اه) .قوله :ويباع المعار بمراجعة مالكه( أي
يبيعه الحاكم بمراجعة مالكه لعله يفشديه ،فشإن لشم يشأذن فشي بيعشه ،بيشع قهشرا عليشه) .تنشبيه( ألغشز
العلمة الدميري هنا فقال :لنا مرهون يصح بيعه جزما بغيششر إذن المرتهششن .وصششورته :اسششتعار
شيئا ليرهنه بشروطه ففعششل ،ثششم اشششتراه المسششتعير مششن المعيششر بغيششر إذن المرتهششن لعششدم تفششويت
الوثيقة ،وهو الوجه -خلفا للبلقيني -حيث تردد .وقد نظم ذلك بعضهم بقوله :عين لنا مرهونة
قد صححوا بيعا لها من غير إذن المرتهن ذاك معار باعه المعير من من استعار للرهان فششارتهن
)قوله :ثم يرجع إلخ( أي ثم بعد بيعه في الدين يرجع المالك عششل الراهششن المسششتعير بششالثمن الششذي
بيع به .قال في المغني :لنتفاع الرهن به -سواء أبيع بقيمته ،أم بأكثر ،أم أقل بقدر يتغابن الناس
بمثله -هذا على قول الضمان .وأما على قول العارية :فيرجع بقيمته إن بيع بها ،أو بأقل -وكششذا
بأكثر -عند الكثرين .اه) .قششوله :ل يصششح( أي الرهششن بمعنششى العقششد) .قششوله :بشششرط مششا يضششر
الراهن أو المرتهن( أي بشرط شئ يضر الراهن أو المرتهن -أي أو كليهما -فأو :مانعششة خلششو،
فتجوز الجمع .وخرج بذلك :ما ل يضرهما أو أحدهما كششأن شششرط فيششه مقتضششاه -كتقششدم مرتهششن
بالمرهون عند تزاحم الغرماء -أو شرط ما فيه مصلحة له -كإشهاد به ،أو شرط مششا ل غششرض
فيه -كأن يأكل العبد المرهون كذا ،فإنه يصح عقد الرهن في الجميع ،ويلغو الشرط في الخيششر.
)قوله :كأن ل يباع( أي أصل ،وهو تمثيل لما يضر المرتهشن) .وقشوله :عنشد المحشل( هشو بكسشر
الحاء) .قوله :أو أكثر( أي أوليباع عند المحل إل بأكثر من ثمششن المثششل ،وهششو أيضششا تمثيششل لمششا
يضر المرتهن) .قوله :وكشرط منفعته إلخ( هذا مثال لما يضر الراهن ،ولذلك أعاد الكاف .وإنما
كان مضشرا بشه لن منشافع المرهشون -كسشكنى الشدار ،وركشوب الدابشة -مسشتحقة للراهشن ،فشإذا
شرطت للمرتهن أضر بالراهن) .قوله :كأن يشرطا( الموافششق لقششوله بعششد فششي الصششور الثلث أن
يزيد واو العطف ،بششأن يقششول :وكششأن يشششرطا إلششخ .وعبششارة المنهششج وشششرحه :كششأن ل يبششاع عنششد
المحل ،وكشرط منفعته -أي المرهون للمرتهششن -أو شششرط أن تحششدث زوائده -كثمششر الشششجرة،
ونتاج الشاة -مرهونة .اه) .قوله :مرهونة( خششبر أن ،أي ششرطا أن الشزوائد الشتي تحشدث تكششون
مرهونة أيضا في الدين) .قوله :فيبطل الرهن في الصور الثلث( هي قوله كششأن ل يبششاع ،وقششوله
كشرط منفعته ،وقوله كأن يشرطا إلخ .وإنما بطل فيها :لخلل الشرط في الولى بششالغرض مششن
الرهن الذي هو البيع عند المحل ،ولتغيير قضية العقد في الثانية .وذلك لن قضية العقد أن تكون
منافع المرهون للراهن ،لن التوثق إنما هو بالعين .ولجهالة الزوائد وعدمها فششي الثالثششة .ومحششل
البطلن في الثانية :ما لم تقدر المنفعة بمدة كسششنة -وكششان الرهششن مشششروطا فششي بيششع ،فششإن كششان
كذلك ،فل بطلن -بل هو جمع بين بيع وإجارة .وصورة ذلك أن يقشول بعتشك هشذا العبشد بمشائة،
على أن ترهنني به دارك هذه ،ويكون سكناها إلى سنة فيقبل الخر) .قوله :ول يلزم الرهششن( أي
من جهة الراهن فقط ،لنه من جهة المرتهن جائز مطلقا) .وقوله :إل بقبض( أي لقوله تعششالى* :
)فرهان مقبوضة( * ) (1فلو لزم بدون القبض لم يكن للتقييد به فششائدة ،ولنششه عقششد تششبرع يحتششاج
إلى القبول ،فل يلزم إل بالقبض -كالهبة .-ول ترد الوصية ،لنها إنما تحتاج إلششى القبششول فيمششا
إذا كان الموصى له معينا .اه .شرح
] [ 71
الروض) .وقوله :بما مر إلخ( أي ويكون القبض هنا بمثل ما مر في قبششض المششبيع -مششن
النقل في المنقول ،والتخلية في غيره) .قوله :بإذن من راهن( متعلق بمحشذوف صشفة لقبشض ،أي
قبض كائن بإذن مشن راهشن ،أي أو إقبشاض منشه .ولكشل مشن الراهشن والمرتهشن إنابشة غيشره فشي
القبض والقباض ،ما لششم يلششزم اتحششاد القششابض والمقبششض .فلششو أذن الراهششن لغيششره فششي القبششاض
امتنعت إنابته في القبض .وكذلك يمتنع على المرتهششن أن ينيشب الراهشن فششي القبشض ،كششأن يقشول
المرتهن للراهن :أنبتك عني في القبض) .وقوله :يصح تبرعه( أي تبرعا مطلقا .وصحة التششبرع
ل تكون إل من بالغ ،عاقل ،رشيد ،مختار -كمششا تقششدم -فخششرج بششه حينئذ :الصششبي ،والمجنششون،
والمحجور عليه ،والمكره ،فل يصح إذنهم في القبض) .قوله :ويحصل الرجوع عن الرهششن قبششل
قبضه بتصرف يزيل الملك( أما بعض القبششض فل رجششوع بششه ،لعششدم نفششوذ التصششرف منششه بعششده.
وسيبين هذا بقوله بعد :وليس للمالك بعد لزوم الرهن بيع ووقف إلششخ) .قششوله :كالهبششة( تمثيششل مششا
يزيل الملك .وقيد فششي المنهششاج والمنهششج الهبششة بكونهششا مقبوضششة .وقششال فششي المغنششي :تقييششده تبعششا
للرافعي الهبة والرهن وبالقبض يقتضي أن ذلك بدون قبض ل يكون رجوعا .والذي نقله السبكي
وغيره على النص :أنه رجوع ،وهو المعتمد .وقال الذرعي :والصواب على المذهب حذف لفظ
القبض في الهبة والرهشن جميعششا ،لنهششا زيششادة موهمشة .اه) .قشوله :والرهشن لخششر( ظشاهره أنشه
معطوف على الهبة ،فيفيد حينئذ أن الرهن مزيل للملك ،وليششس كششذلك .وعبششارة غيششره :ويحصششل
الرجوع بتصرف يزيل الملك -كهبة لزوال محل الرهن ،وبرهن -لتعلششق حششق الغيششر بششه .-اه.
فأعششاد العامششل إشششارة إلششى اسششتقلله ،وعششدم عطفششه علششى هبششة .فكششان الولششى للشششارح أن يصششنع
كصنيعه) .قوله :ل بوطئ إلخ( أي ل يحصل الرجوع بوطئ وتزويج -أي لعدم منافاتهما للرهن
-لن الوطئ من قبيل الستخدام ،والتزويج ل تعلق له بمورد الرهن ،بل رهششن المششزوج ابتششداء:
جائز -سواء كان المزوج عبدا أو أمة .-ومعنى كون هذه المذكورات ل يحصل بها رجوع :أن
الرهن ل ينفسخ بها ،بل هو باق بحاله .ومحل عدم الرجوع بالوطئ :إذا لم يحصششل منششه إحبششال،
وإل حصل الرجوع به) .قوله :وموت عاقد( أي ول يحصل الرجوع بموت عاقد مششن راهششن ،أو
مرتهن ،أو وكيلهما ،أو وكيل أحدهما) .قوله :وهرب مرهششون( أي ول يحصششل الرجششوع بهششرب
المرهون .قال ع ش :وظاهره وإن أيس من عشوده .وينبغشي -فشي هشذه -أن لشه مطالبشة الراهشن
بالدين ،حيث حل ،لنه في هششذه الحالششة يعششد كالتششالف .اه) .قششوله :واليششد فششي المرهششون لمرتهششن(
المراد من اليد :اليد الحسية -أي كونه في حششرزه ،وفششي بيتششه مثل -ل الشششرعية :أي كششونه فششي
سلطنته وفي وليته ،بحيث يمتنع على الراهن التصرف فيه بما يزيل الملك أو ينقصششه بغيششر إذن
المرتهن ،وإل لم يكن للتقييد -بقوله غالبششا -فششائدة ،لن اليششد الشششرعية علششى المرهششون للمرتهششن
دائما ،حتى في الصور الخارجة به .كذا في البجيرمي) .قوله :بعد لزوم الرهن( أي وهو يحصل
بالقبض -كما مر ) -قوله :غالبا( أي ومن غير الغالب قد ل تكون اليد للمرتهن -كمششا لششو رهششن
مسلما أو مصحفا عند كافر ،أو سلحا عند حربي -فإنه يوضع عند من يصح تملكششه لهششا .وكمششا
لو رهن جارية تشتهي عند أجنبي فتوضع عند امششرأة ثقششة .وكمششا لششو شششرطا وضششعه عنششد ثششالث.
)قوله :وهي( أي يد المرتهن) .وقوله :أمانة( أي ل يلزم ضمانه .فلو شرط كششونه مضششمونا علششى
المرتهن لم يصح الرهن .واستثنى البلقيني من هذه القاعدة -تبعا للمحاملي -ثمان مسششائل يكششون
فيها الضمان على المرتهن .الولى :مغصوب تحول رهنا عند غاصششبه .الثانيششة :مرهششون تحششول
غصبا عند مرتهنه .الثالثة :مرهون تحول عارية عند مرتهنه .الرابعة :عارية تحولت رهنا عنششد
مستعيرها .الخامسة :مقبوض سوما تحول رهنا عند سائمه .السادسة :مقبوض بششبيع فاسششد تحشول
رهنا عند قابضه .السابعة :أن يقبله في بيع شئ ثم يرهنششه منششه قبششل قبضششه .الثامنششة :أن يخالعهششا
على شئ ثم يرهنه منها قبل القبض .وإنما ضمن في هذه المسائل لوجود مقتضيه ،والرهن ليششس
بمانع .اه .نهاية .بتصرف.
] [ 72
)قوله :ولو بعد البراءة من الدين( غاية لكون اليد علششى الرهششن أمانششة) .قششوله :فل يضششمنه
المرتهن( مفرع على كونه أمانششة) .قششوله :إل بالتعششدي( أي ل يضششمنه إل إن تعششدى وتسششبب فششي
تلفه) .قوله :كأن امتنع إلخ( تمثيل للتعدي ،أي وكأن ركب الدابة وحمل عليها أو استعمل النششاء،
فيضمنه حينئذ لخروجه عن المانة) .قوله :بعد سقوط الدين( أي وبعد المطالبة .أما بعششد سششقوطه
وقبل المطالبة فهو باق على أمانته .اه .نهايششة) .قششوله :وصششدق إلششخ( أي مششن غيششر ضششمان ،وإل
فالغاصب والمستعير يصدق أيضا بيمينه في دعوى التلف ،لكن مع الضمان) .قوله :كالمستأجر(
الكاف للتنظير ،أي فإنه يصدق أيضا فيما ذكر) .قوله :في دعوى تلف بيمينه( أي على التفصششيل
التي في الوديعة .وحاصله أنه يحلف في تلفها مطلقا -أي من غير ذكر سششبب -أو بششذكر سششبب
خفي كسرقة أو ظاهر كحريق عرف -دون عمومه -فإن عرف عمومه ،ولم يتهششم :فل يحلششف.
وإن جهل السبب الظاهر طولب ببينة بوجوده ،ثم يحلف أنها تلفت بششه) .قششوله :ل فششي رد( أي ل
يصدق المرتهن كالمستأجر في دعوى رد ،أي لما قالوه -من أن كل أمين ادعى الششرد علششى مششن
ائتمنه صدق بيمينه إل المرتهن والمستأجر -لن كل منهما يقبششض لغششرض نفسششه .والفششرق بيششن
الرد وبين التلف -حيث يصشدقان فيشه -أن التلشف غالبشا ل يتعلشق باختيارهمشا ،فل يتمكنشان مشن
إقامة البينة عليه ،فيعذران .بخلل الرد ،فششإنه يتعلششق باختيارهمششا ،فل تتعششذر فيششه البينششة) .قششوله:
لنهمششا( أي المرتهششن والمسششتأجر) .وقششوله :قبضششا لغششرض أنفسششهما( أي وهششو التوثششق بالنسششبة
للمرتهن ،والنتفاع بالمؤجر بالنسبة للمستأجر) .وقوله :فكانشا كالمسشتعير( أي فشي عشدم تصشديقه
في دعوى الرد ،لكون قبضه لغرض نفسه ،وهذا قياس أدنى -لن المستعير ليس بأمين ،بل هششو
ضامن ) -قوله :بخلف الوديع والوكيششل( أي وسششائر المنششاء ،فششإنهم يصششدقون فششي دعششوى الششرد
أيضا ،لنهم لم يقبضوا لغرض أنفسهم) .قوله :ول يسقط بتلفه( أي المرهون شئ من الششدين ،بششل
يجب عليه دفع جميعه لصاحبه الذي هو المرتهن ،خلفا للحنفية ،والمالكيششة -حيششث قششالوا يسششقط
بتلفه قدره من الدين -بناء على أنه من ضمان المرتهن) .قشوله :ولشو غفشل عشن نحشو كتشاب( أي
كصوف) .وقوله :فأكلته الرضة( أي الدودة) .قوله :أو جعله( أي نحششو الكتششاب ،وهششو معطششوف
على غفل) .قوله :هو( أي ذلك المحل) .وقوله :مظنتها( أي الرضشة .قشال فشي القشاموس :مظنشة
الشئ -بكسر الظاء -موضع يظن فيه وجوده .اه) .قششوله :ضششمنه( جششواب لششو ،وضششميره يعششود
على نحو الكتاب -الذي أكلته الرضششة ) -وقششوله :لتفريطششه( أي المرتهششن ،وهششو علششة الضششمان.
)قوله :قاعدة( أي في بيان أن فاسد العقود كصحيحها) .قوله :وحكششم فاسششد العقششود إذا صششدر مششن
رشيد( قال البجيرمي :بأن كان كل من العاقدين رشيدا -أي غير محجور عليشه -فيشششمل السششفيه
المهمل .والمراد صدر من رشيد مع رشيد ،فلشو صشدر مشع سشفيه فل يضشمن السشفيه مطلقشا .اه.
وقال سم :اعترض بعضهم التقييد بالرشيد بششأنه ل حاجششة إليششه ،لن عقششد غيششره باطششل -لختلل
ركنه -ل فاسد .والكلم في الفاسد ،وأقول :هذا العتراض ليس بشئ ،لن الفاسد والباطل عندنا
سواء ،إل فيما استثنى بالنسشبة لحكشام مخصوصشة ،فالتقييشد فشي غايشة الصشحة والحتيشاج إليشه.
فتأمل .اه) .قوله :حكم صحيحها( أي كحكم الصحيح من العقود) .وقششوله :فششي الضششمان( أي فششي
مطلق الضمان ،وإن كان المششبيع فشي الششبيع الصشحيح يضشمن بشالثمن ،وفشي الشبيع الفاسششد يضششمن
بأقصى القيم في المتقوم ،وبالمثل في المثلى .قال في التحفة :والمراد التشبيه في أصل الضششمان،
ل الضامن ،فل يرد كون الولي لو استأجر لموليه فاسدا تكون الجرة عليه ،وفي الصحيحة على
موليه ،ول في القدر :فل يششرد كششون صششحيح الششبيع مضششمونا :أي مقششابل بششالثمن وفاسششده بالبششدل،
والقرض بمثل المتقوم الصوري وفاسده بالقيمششة ،ونحششو القششراض والمسششاقاة والجششارة بالمسششمى
وفاسدها بأجرة المثل .اه .وقوله وعدمه :أي وفي عدم
] [ 73
الضمان )قوله :لن صشحيح الشخ( تعليشل لكشون حكشم الفاسشد كحكشم الصشحيح )قشوله :بعشد
القبض( أي قبض المعقود عليه )قوله :كالبيع والقرض( أي كعقد الششبيع والقششرض )قششوله :ففاسششده
أولى( أي في اقتضاء الضمان ،لن الصحيح قد أذن فيه الشارع والمالششك ،والفاسششد لششم يششأذن فيششه
الشارع ،بل في التجرؤ عليه .اه .بجيرمي )قوله :أو عدمه( على الضمان :أي أو اقتضى عدمه.
)وقوله :كششالمرهون والمسششتأجر والموهشوب( الولششى أن يقشول :كششالرهن ،والجششاة ،والهبشة ،لن
الكلم في العقود ،ل في المعقود عليه) .وقوله :ففاسششده كششذلك( أي ل يقتضششي الضششمان ،بششل هششو
مساو له في عدم الضمان ،قال سششم علششى المنهششج :ولششم يقششل أولششى ،لن الفاسششد ليششس أولششى بعششدم
الضمان ،بل بالضمان .اه .ووجه ذلك :أن عدم الضمان تخفيف ،وليس الفاسد أولى به ،بششل حقشه
أن يكون أولى بالضمان ،لشتماله على وضع اليد على مال الغير بل حق ،فكان أشبه بالغصشب.
اه .قال ع ش :واستثنى من الول ،أعني قوله في الضمان :ما لشو قششال قارضششتك عششى أن الربششح
كله لي ،فهو قراض فاسشد ،فصشحيحه يقتضشي ضشمان عمشل العامشل بالربشح المششروط ،وفاسشده
المذكور ل يقتضي شيئا .وما لو قال :ساقيتك علششى أن الثمششرة كلهششا لششي فهششو فاسششد ،ول يسششتحق
العامل شيئا ،مع أنه في الصشحيح :يسشتحق جشزءا مشن الربشح ،فهشذا صشحيحه اقتضشى الضشمان،
وفاسده ل يقتضيه ،واستثنى من الثاني -أعني قوله وعششدمه -الشششركة ،فششإنه ل يضششمن كششل مششن
الشريكين عمل الخر ،مع صحتها ،ويضمنه مششع فسششادها .ومششا لششو رهششن أو آجششر نحششو غاصششب
فتلفت العين في يششد المرتهششن أو المسششتأجر ،فلمالششك تضششمينه ،وإن كششان القششرار علششى الراهششن أو
المؤجر ،مع أن صحيح الرهن والجارة ل ضمان فيه .قال في النهاية :وإلى هذه المسششائل أشششار
الصحاب بالصل في قولهم الصل أن فاسد كل عقد الخ .وفششي الحقيقشة :ل يصشح اسششتثناء شششئ
من هذه القاعدة ،ل طششردا ول عكسششا ،لن المششراد بالضششمان :المقابششل للمانششة بالنسششبة للعيششن ،ل
بالنسبة لجرة ول غيرها .فالرهن صحيحه أمانة ،وفاسده كذلك ،والجارة مثله .والبيع والعاريششة
صحيحهما مضمون ،وفاسدهما مضمون ،فل يرد :شئ .اه) .قوله :فرع :لو رهن شيئا إلخ( هششذا
من فروع القاعدة المذكورة ،فالبيع والعارية من طردها ،والرهن من عكسششها .وعبششارة الششروض
وشرحه :فرع :لو رهنه أرضا وأذن لشه فشي غرسشها بعشد ششهر ،فهشي قبششل الشششهر أمانشة ،بحكشم
الرهن ،وبعده عارية مضمونة ،بحكم العارية .وكذا لو شرط كونها مبيعة بعد شششهر ،فهششي أمانششة
قبششل الشششهر -لمششا مششر -ومبيعششة مضششمونة بعششده ،بحكششم الششبيع ،فششإن غششرس فيهششا المرتهششن فششي
الصورتين قبل الشهر :قلع مجانا ،أو بعده :لم يقلع في الولى ول في هششذه مجانششا ،لوقششوعه بششإذن
المالك ،وجهله المعلوم من قوله إل إن علم فساد البيع وغرس فيقلششع مجانششا لتقصششيره .اه )قششوله:
وجعله مبيعا من المرتهن( أي للمرتهن أو عليه ،فمن :بمعنى اللم ،أو علششى) .وقششوله :أو عاريششة
بعده( أي أو جعله عاريششة بعشد ششهر )قشوله :بششأن ششرطا( أي الششبيع والعاريششة .والبشاء للتصششوير،
وصورة ذلك أن يقول :رهنتك هذا بشرط أنه بعد شششهر يكششون مبيعششا لششك ،أو عاريششة لششك ،فحينئذ
يفسد الرهن لتأقيته ،ويفسد البيع أو العارية لتعليقه ،فهو قبل مضي الشهر :أمانششة ،لنششه مقبششوض
بحكم الرهششن الفاسششد .وبعششده :مضششمون ،بحكششم الشششراء الفاسششد ،أو العاريششة الفاسششدة) .وقشوله :لششم
يضمنه( أي المرتهن إذا تلف) .وقوله قبششل مضششي الشششهر( أي لنششه أميششن حينئذ -كمششا علمششت -
)قوله :وإن علم فساده( غاية في عدم ضمان المرتهن :أي لم يضمنه قبل مضي الشهر ،وإن علششم
بفساد الرهن :أي العقد بذلك) .وقوله :على المعتمد( لششم يششذكره فششي المنهششاج وشششرحيه -النهايششة،
والتحفة -ول في المنهج وشرحه .فانظره ،فإنه يفيشد أن خلف المعتمشد يضشمنه :إذا علشم الفسشاد
)قوله :وضمنه بعده( أي ضمن المرتهن المرهشون بعشد مضشي الششهر ،وهشذا محشترز قشوله قبشل
مضي الشهر )قوله :لنه( أي الرهن ،وهو علة للضمان
] [ 74
إذا تلف بعده )قوله :لتعليقهما( أي الششبيع والعاريششة ،وهشو علشة لفسششادهما )قشوله :فششإن قششال
رهنتك الخ( غرضه بهذا بيان محترز قوله :بششأن شششرطا .وعبششارة النهايششة :وخششرج بقششوله مششا لششو
شرط ،ما لو قال رهنتك الخ .اه) .وقوله :فسد البيع( أي لتعليقه) .وقوله :ل الرهن على الوجه(
أي ل يفسد الرهن ،أي لعدم تأقيته ،وفي النهاية :والوجه فساده أيضا .قال ع ش :ووجششه الفسششاد
أن مثل هذا إذا وقع يكون مرادا به الشرط .اه) .قوله :لنه( أي الرهن) .وقوله :لم يشششترط فيششه(
أي عقد الرهن شيئا .قال سم :لك أن تقول كيف يقال لم يشرط فيه شئ ،ومعنى العبارة كما تششرى
رهنتك بشرط أن يكون مبيعا منك عند انتفاء الوفاء ؟ ل يقال صورة المسألة تراخششي هششذا القششول
عن صيغة الرهن ،لنا نقول :ذاك بديهي الصحة ،ل يحتاج إلى التنبيه عليه ،ويكون قول السبكي
-فيما يظهر -ل معنى له .اه )قوله :وله الخ( هذا ثمرة الرهشن وفشائدته )قشوله :طلشب بيعشه( أي
من الراهن )قوله :أو طلب قضاء دينه( أي من غير المرهششون )قششوله :ول يلششزم( هششو مششن ألششزم،
فالفاعل يعود على المرتهن .وقوله :الراهششن :مفعششول أول ،والششبيع :مفعششول ثششان )قششوله :بششل إنمششا
يطلب المرتهن( إظهار في مقام الضمار) .وقوله :أحد المرين( هما بيعه ،والتوفية مششن غيششره.
قششال فششي النهايشة :وفهششم مشن طلششب أحشد المريشن أن للراهششن أن يختشار الششبيع والتوفيششة مشن ثمششن
المرهون ،وإن قدر على التوفية من غيره ،ول نظر لهذا التأخير ،وإن كان حششق المرتهششن واجبششا
فورا ،لن تعليقه ألحق بعين الرهن رضا منششه باسششتيفائه منششه وطريقششه الششبيع .اه )قششوله :إن حششل
دين( أي ابتداء أو طرأ حلوله ،إذ قبل الحلول :ل تتوجه المطالبة .اه .فتششح الجششواد )قششوله :وإنمششا
يبيع الراهن( أي :أو وكيله )قوله :بإذن المرتهن( فإن عجز عن استئذانه واسششتأذن الحششاكم :صششح
بيعه ،لكن ل يتصرف في ثمنه ،لتعلق حق الغير به .وفائدة البيع :استراحته من النفقة عليه مثل.
اه .بجيرمي )قوله :عند الحاجة( هو ساقط من عبارة فتح الجششواد ،وهششو الولششى ،وإن كششان ثابتششا
في متن المنهج .إذ يللراهن بيعششه بششإذن المرتهششن مطلقششا ،كششانت لششه حاجششة أو ل ،كحلششول الششدين،
وإشراف الرهن على الفساد )قوله :لن الخ( علة لكونه إنما يكون بششإذن المرتهششن .وقششوله لششه أي
للمرتهن ،وقوله فيه :أي في المرهون )قوله :ويقدم المرتهن بثمنه الخ( وذلك لن حقه متعلششق بششه
وبالذمة ،وحقهم متعلق بالذمة فقط .اه .شششرح المنهششج )قششوله :فششإن أبششى المرتهششن الذن ،قششال لششه
الحاكم الخ( أي دفعا لضرر الراهن .قال في التحفة :فإن أصر :باعه الحاكم ،أو أذن للراهششن فششي
بيعه ،ومنعه من التصرف في ثمنه ،إل إذا أبى أيضا من أخذ دينه منه ،فيطلق للراهن التصششرف
فيه .اه) .قوله :ويجبر راهن( يقرأ الفعل بالبناء للمجهول) .وقوله :أي يجبره الحششاكم( أي يلزمششه
)قوله :على أحد المرين( هما بيع المرهون ليوفي منه ،ووفاء الدين من غيره )قوله :إذا امتنششع(
أي الراهن مما طلبه منه المرتهششن )قششوله :بششالحبس( متعلششق بيجششبره) .وقششوله :وغيششره( أي غيششر
الحبس مما يراه الحاكم ،كالتعزير )قوله :فإن أصر( أي الراهن :أي دام على المتنششاع ولششم ينفششع
إجبار الحاكم .وفي التحفة مششا نصششه :وقضششية المتششن وغيششره أن القاضششي ل يتششولى الششبيع إل بعششد
الصرار على الباء :وليس مراد أخذا من قولهم فشي التفليشس ،إنشه بالمتنشاع مشن الوفشاء :يخيشر
القاضي بين توليه للبيع ،وإكراهه عليه .اه) .قوله :أو كان غائبا( هذه معطوف على أصر ،وهو
مرتب على إجبار الحاكم ،فهذا مرتب عليه أيضا ،وإجبار الحاكم إيشاه يقتضششي أنششه حاضشر ليششس
بغائب ،والفرض أنه غائب ،فالمناسب أن يجعله تنظيرا :بأن يقول ،كما لو كششان غائبششا) ،وقششوله:
وليس له( أي للراهن ،ممتنعا كان ،أو غائبا .وقوله ما يوفي منه :أي شئ يششوفي ذلششك الششدين منششه
غير المرهون ،فإن كان له ما يوفي منه
] [ 75
غيره :ل يتعين بيعه .في النهاية ما نصه :أفتى السبكي بأن للحاكم بيع مششا يششرى بيعششه مشن
المرهون وغيششره عنششد غيبششة المششديون أو امتنششاعه ،لن لششه وليششة علششى الغششائب ،فيفعششل مششا يششراه
مصششلحة ،فششإن كششان للغششائب نقششد حاضششر مششن جنششس الششدين ،وطلششب المرتهششن :وفششاه منششه ،وأخششذ
المرهون ،فإن لم يكن له نقد حاضششر ،وكششان بيششع المرهششون أروج ،وطلششب المرتهششن :بششاعه دون
غيره ،ولو لم يجد المرتهن عند غيبة الراهن بينة ،أو لم يكن ثم حاكم في البلد ،فلششه بيعششه بنفسششه،
كالظافر بغير جنس حقه .اه .بحذف )قوله :باعه عليه( أي قهرا عليه )قششوله :بعششد ثبششوت الششدين(
أي ببينة) .وقوله ملك الراهن( أي وبعد ثبوت أن العين المرهونة ملششك للراهششن .وقششد يقششال :اليششد
عليه للمرتهن ،فيكفي إقراره بأنه ملك للراهن) .وقوله والرهن( أي وبعشد ثبششوت أنهششا رهششن عنشد
المرتهن ،لحتمال كونها وديعة مثل) .وقوله وكونه بمحل وليته( أي وبعششد ثبششوت كششون الرهششن
بمحل ولية القاضي ،فالضمير يعود على الرهن ،بمعنششى المرهششون )قششوله :وقضششى الششدين الششخ(
معطوف على باعه )قوله :دفعا لضرر المرتهن( تعليششل لششبيع القاضششي المرهششون )قششوله :ويجشوز
للمرتهن الخ( أي كما يجوز له طلب البيع من الراهن وطلب قضاء الدين )قوله :فششي ديششن حششال(
مثله المؤجل ،إل أنه ل يشترط فيه أن يكون البيع بحضرة الراهن -كما سششتعرفه ) -قششوله :بششإذن
الراهن( أي في بيعه ،ومحله إذا قال له بعه لي ،أو أطلق ،فإن قال بعه لك :لم يصح ،للتهمة .اه.
بجيرمي نقل عن ابن حجر )قوله :بخلفه في غيبته( أي بخلف البيع في غيبشة الراهششن ،فششإنه ل
يصح ،وذلك لنه يبيعه لغرض نفسه ،فيهتم بترك الحتياط )قوله :نعشم الشخ( اسششتدراك مشن قششوله
بخلفششه فششي غيبتششه) .وقششوله إن قششدر لشه الثمششن( أي قششدر الراهششن للمرتهششن الثمششن الششذي يبششاع بششه
المرهون ،كعشرة ومثله ما لو كان الدين مؤجل ،وأذن له في البيع حال ،أو كششان ثمششن المرهششون
ل يفي بالدين ،والستيفاء من غيره متعذر ،أو متعسر بفلس أو غيره) .وقوله :صششح مطلقششا( ،أي
سواء كان الراهن حاضرا أو غائبا )قششوله :ولشو شششرطا( أي الراهششن والمرتهششن فششي عقششد الرهششن
)قوله :أن يبيعه( أي المرهون )قوله :عند المحل( بكسر الحاء :أي حلول الدين )قوله :جاز بيعه(
أي الثالث للمرهون ،والمناسب جاز الشرط ،وصح البيع ،وعلله في التحفة :بأنه ل محذور فيششه.
وقوله بثمن مثل حال :أي ومن نقد البلد ،فإن أخل بشئ من هذه الثلثة :لششم يصششح الششبيع ،لكششن ل
يضر النقص عن ثمن المثل بما يتغابن به الناس ،لنهم يتسامحون به .اه .شششرح المنهششج )قششوله:
ول يشترط مراجعة الراهن( أي مراجعة الثالث المأذون له في البيع الراهن ،فالمصششدر مضششاف
إلى مفعوله بعد حذف الفاعل )قوله :لن الصل بقاء إذنه( أي إذن الراهن الششذي تضششمنه الشششرط
)قوله :بل المرتهن( أي بل يشترط مراجعششة المرتهششن .وفششي شششرح المنهششج :أمششا المرتهششن ،فقششال
العراقيون يشترط مراجعته قطعا ،فربما أمهل أو أبرأ .وقال المام :ل خلف أنه ل يراجششع ،لن
غرضه توقية الحق ،والمعتمد الول ،لن أنه في البيع قبل القبض :ل يصح .اه )قوله :لنه( أي
المرتهن) .وقوله :قد يمهل( أي الراهن الذي هو المشدين) .وقشوله ويشبرئ( أي يسشامح فشي الشدين
الذي له )قوله :وعلى مالكه( أي المرهون) .وقوله من راهن أو معير( بيان للمالششك) .وقششوله :أي
للراهن( ،وهو متعلق بمعير )قوله :مؤنة للمرهون( المراد بها ما يسمى في العرف مؤنششة ،وهششي
التي يكون بها بقاؤه ،فخششرج حينئذ أجششرة الفصششد ،والحجامششة ،وتوديششج دابششة ،وهششو كالفصششد فششي
الدمي ،والمعالجة بالدوية ،فل تجب عليه ،لنها ل تسمى مؤنا عرفا )قشوله :كنفقشة رقيشق الششخ(
تمثيل للمؤنة) .وقوله :وعلف دابة( أي وأجششرة سششقي أشششجار ،وجششذاذ ثمششار ،وتجفيفهششا) .وقششوله:
ومكان حفظ( أي وأجرة المكان الذي يحفظ فيه المرهون ،ومثل ذلك :أجرة نفس الحفظ .وعبششارة
التحفة :ومنها أجرة حفظه ،وسقيه ،وجذاذه ،وتجفيفه ،ورده إن أبق .اه )قوله :وإعششادة مششا يهششدم(
أي وكإعادة الدار المرهونة التي قد هدمت )قوله:
] [ 76
إجماعا( مرتبط بالمتن :أي هي على المالك إجماعا) .وقوله :خلفا لما شذبه الخ( أي مششن
أن المؤنة على المرتهن .اه .مغني) .وقوله :الحسن( أي البصري ،كما في النهاية ،وفي التحفششة:
الحسن البصري ،أو الحسن بشن صششالح ،فهششو مششتردد فششي ذلششك )قشوله :فششإن غشاب أو أعسششر( أي
المالك) .وقوله :راجع المرتهن الحاكم( وفي القليوبي ،ولو تعذرت المؤنة مششن الراهششن لغيبتششه أو
إعساره :ماله الحاكم من ماله -إن رأى له مال ،وإل فيقششترض عليششه ،أو يششبيع جششزءا منششه .ولششو
ماله المرتهن :رجع إن كان بإذن الحاكم )قششوله :ولششه النفششاق بششإذنه( أي للمرتهششن أن ينفششق علششى
المرهون بإذن الحاكم) .وقوله :ليكون( أي المرهون رهنششا بالنفقششة) .وقششوله :أيضششا( أي كمششا أنششه
رهن بالدين )قشوله :فشإن تعشذر اسشتئذانه( أي الحشاكم لفقشده مثل) ،وقشوله :وأششهد( أي المرتهشن.
)وقوله :بالنفاق( أي على إنفاقه للمرهون) .وقوله :رجع( أي كفى ذلك ،ورجع على المالششك بمششا
أنفقه )قوله :وإل( أي وإن لم يتعذر استئذانه :بأن سهل ولشم يسشتأذن ،سشواء ششهد أم ل ،أو تعشذر
ولم يشهد ،فالنفي راجع للمعطوف ،والمعطوف عليه .ويستخرج مششن ذلششك ثلث صششور .وقششوله:
فل :أي فل يرجع بما أنفقه في الصور الثلث المذكورة )قششوله :وليششس لششه الششخ( أي يحششرم عليششه
ذلك ،ول ينفذ منه شئ من التصرفات ،إل إعتششاق الموسششر ،وإيلده ،فينفششذان منششه ،ويغششرم قيمتششه
وقت إحباله وإعتاقه ،وتكون رهنا مكانه بغير عقد ،لقيامها مقامه) .وقوله :بعد لزوم الرهششن( أي
وهو يحصل بالقبض ،كما مر )قوله :ورهن لخر( أي ليس له رهنه لخر غير المرتهششن الول،
وليس له أن يرهنه للول أيضا بدين آخشر ،لنشه مششغول ،والمششغول ل يششغل ،ويصشح الرهشن
فوق الرهن بالدين الواحد ،ولذا قال ابن الوردي :والرهن فوق الرهن بالدين ل الدين فششوق الششدين
بالرهين )قوله :لئل يزاحم المرتهن( تعليل لعدم صحة رهن المرهون لخششر :أي ل يصششح ذلششك،
لئل يزاحم ذلك الخششر المرتهششن الول فششي حقششه ،فيفششوت مقصششود الرهششن .ويصششح قششراءة الفعششل
بصششيغة المبنششي للمجهششول ،وبصششيغة المبنشي للفاعشل ،فهشو بفتشح الحششاء وكسششرها )قشوله :ووطشئ
للمرهونة( أي وليس للمالك وطئ للمة المرهونة .قال في النهايششة :نعششم ،لششو خششاف الزنششا لششو لششم
يطأها :فله وطؤها ،فيما يظهر ،لنه كالمضطر .اه )قششوله :بل إذنششه( ظششاهر صششنيعه أنششه متعلششق
بوطئ فقط ،مع أنه متعلق بجميع ما قبله :من البيع ،والوقف ،والرهششن .ولششو قششدم الغايششة -أعنششي
قوله وإن لششم تحبششل عليششه -لمكششن رجششوعه للجميششع .وعبششارة شششرح المنهششج :ويجشوز التصششرف
المذكور مع المرتهن ومششع غيششره بششإذنه .اه .وهششي ظششاهرة )قششوله :وإن لششم تحبششل( غايششة لحرمششة
وطئها :أي ل يجوز وطئ المة المرهونة ،وإن لم تكن ممن تحبل كأن كششانت صششغيرة ،أو آيسششة
)قوله :حسما للباب( عبارة التحفة :وذلششك لخشوف الحبششل فيمششن يمكششن حبلهششا ،وحسششما للبششاب فششي
غيرها .اه .قال في المصباح :حسم من باب ضرب ،فانحسم :بمعنششى قطعششه ،فششانقطع ،وحسششمت
العرق ،علشى حشذف مضشاف .والصشل :حسشمت دم العشرق ،إذا قطعتشه ومنعتشه السشيلن بشالكي
بالنار .ومنه قيل للسيف حسام ،لنه قاطع لما يأتي عليه .وقولهم حسما للبششاب :أي قطعششا للوقششوع
قطعا كليا .اه ،أي أنه إنما منع من وطئها ،ولششو لششم تحبششل ،قطعششا لبششاب الششوطئ :أي للوقششوع فششي
الوطئ قطعا كليا )قوله :بخلف سائر التمتعات( كالمعانقة ،والمفاخششذة ،والقبلششة )قششوله :فتحششل إن
أمن الوطئ( فإن لم يأمنه :فل تحل )قوله :وتزويششج( أي وليششس لششه تزويششج أمتششه المرهونششة علششى
غيره ،فإن زوج :فالنكاح باطل .وخرج بقوله تزويج :ما لششو راجششع أمتششه المطلقششة علششى زوجهششا،
فإنها صحيحة ،لتقدم حق الزوج )قوله :لنقصه( أي التزويج القيمة ،وهو علة لعدم
] [ 77
صحة التزويج المذكور )قوله :لمنه( أي له .فمششن :بمعنششى اللم ،أي ل إن كششان التزويششج
منه ،أي للمرتهن نفسه )قوله :إن جاوزت مدتها المحل( بكسر الحاء :أي زمن الحلول ،بأن كششان
الدين حال أو مؤجل يحل قبل انقضائها ،أي مدة الجششارة :فتبطششل مششن أصششلها ،وإن جوزنششا بيششع
المؤجر .وإنما لم تصح الجارة حينئذ :لنها تنقص القيمشة ،أي وتقلشل الرغبشات ،فشإن كشان يحشل
بعد انقضائها ،أو معه :صششحت ،إن لششم تششؤثر نقصششا فششي القيمششة ،ولششم يطششل تفريششغ المششأجور بعششد
الحلول ،وكان المستأجر عششدل ،أو رضششي بششه المرتهششن ،لنتفششاء المحششذور حالششة الششبيع .اه .فتششح
الجششواد )قششوله :ويجششوز لششه( أي للمالششك :راهنششا كششان ،أو معيششرا) .وقششوله :النتفششاع( أي الششذي ل
ينقصه ،أي مع عدم استرداده من المرتهن إن أمكن النتفاع الششذي يريششده منششه عنششده :كششأن يكششون
عبدا يخيط وأراد منه الخياطشة ،أو مشع اسششترداده منشه إن لششم يمكششن ذلشك عنششده ،كششأن يكششون دارا
يسكنها ،أو دابة يركبهشا ،أو عبشدا يخشدمه ،لكشن يشرده إلشى المرتهشن ليل ،ويششهد عليشه المرتهشن
بالسترداد للنتقاع شاهدين في كل استردادة) .وقوله :بشالركوب( لشو قششال بنحششو الركششوب ،لكششان
أولى .والمراد به :أن يكون في البلد ،وإن اتسعت جدا ،لمتناع السفر به ،وإن قصر بل إذن ،إل
لضرورة :كنهب ،أو جدب )قوله :ل بالبناء والغرس( أي ل يجوز له النتفاع بهما ،وذلك لنهما
ينقصان قيمة الرض ،لكونها مشغولة بالبناء والغرس الخارجين عن الرهن ،لن حق المرتهششن:
تعلق بالرض خالية منهما ،فتباع للدين وحدها مع كونها مشغولة بهما )قوله :نعم :لو كان الششدين
الخ( استدراك من عدم جواز النتفاع بالبناء والغرس )قوله :وقال( أي المالششك )قششوله :فلششه ذلششك(
أي النتفاع بالبناء والغرس ،ومحله :ما لم تنقص قيمة الرض بالقلع ،ولششم تطششل مششدته .اه .ح ل
)قوله :وأما وطئ المرتهن الخ( مقابل لمحشذوف :أي مشا تقششدم مششن التفصشيل فشي الشوطئ بيششن أن
يكون بإذن المرتهن ،فيصششح ،وبيششن أن ل يكششون بششإذنه ،فل يصششح بالنسششبة للراهششن .أمششا بالنسششبة
للمرتهن ،فل يصح منه رأسا ،فلو فعله :كان زنا )قوله :فزنا( أي فهششو زنششا) .وقششوله :حيششث علششم
التحريم( أي وحيث ل شبهة ،فششإن جهششل التحريششم ،أي تحريششم الزنششا ،بششوطئ المرهونششة لظنششه أن
الرتهان مبيح للوطئ وعذر ،بأن قرب إسلمه ،ولم يكن مخالطا لنا بحيث ل يخفششى عليششه ذلششك،
أو نشأ ببادية بعيدة عن العلماء بذلك ،أو كان الوطئ شبهة بأن ظنهششا زوجتششه أو أمتششه :فل يحششد،
لنه ليس زانيا ،ويلزمه المهر فقط ،والولد حر نسيب ،وعليششه قيمششة الولششد لمالكهششا لتفششويته الششرق
عليه )قوله :فعليه الحد( أي فعلى الواطئ الذي هششو المرتهششن الحششد ،لنششه زان) .وقششوله :ويلزمششه
المهر( أي مهر ثيب إن كانت ثيبا ،ومهر بكر إن كانت بكششرا ،وأرش بكشارة إن لششم يشأذن لشه فششي
الوطئ ،وإل لششم يجششب الرش .اه .شششوبري) .وقششوله :مششا لششم تطششاوعه عالمشة بششالتحريم( صششادق
بصورتين ،عدم مطاوعتها له أصل :بأن أكرهها ،ومطاوعتها له مع جهلها بششالتحريم ،كأعجميششة
ل تعقل .واحترز به :عما إذا طاوعته عالمة بالتحريم ،فششإنه ل مهششر لهششا )قششوله :ومششا نسششب إلششى
عطاء من تجويزه الوطئ( أي وطئ المرتهن المة المرهونششة) .وقششوله :ضششعيف جششدا( خششبر مششا
)قوله :بل قيل إنه( أي ما نسب لعطاء )قوله :عن الحكم الخ( أي من الضمان وعدمه .وقوله مششن
ارتهان الحلى :بيان لما ،أي توثقة لما يقرضنه من أموالهن) .وقوله :مع الذن( أي مششن الراهششن.
)وقوله :في لبسها( أي الحلي .والمناسب تذكير الضمير )قوله :لن ذلك( أي الرتهان مع اللبس.
)وقوله :في حكم إجارة فاسدة( أي وهو عدم الضمان )قششوله :معلل ذلششك( أي كششون مششا ذكششر فششي
حكم
] [ 78
الجارة الفاسدة )قوله :ل تقرض مالها إل لجل الخ( أي فهششو فششي مقابلششة الرهششن واللبششس
)قوله :فجعل ذلك( أي قرض النسوة مالهن) .وقوله :عوضا فاسششدا( أي لعششدم الصششيغة ،ولن مششا
ذكر ل يصح أن يكون عوضا) .وقوله :في مقابلة اللبس( أي لبس الحلي المرهون ،والنسب في
مقابلة الرتهان واللبس )قوله :ولو اختلفا الخ( شروع في الختلف في الرهششن ومششا يتبعششه ،وقششد
عقد المنهاج له فصل مستقل )قوله :في أصل رهن( أي رهن تبرع ،وهشو الششذي لششم يشششترط فششي
بيع أو رهن مشروط في بيع )قوله :كأن قال( أي الدائن الذي هو المرتهن) .وقوله :رهنتني كذا(
أي ثوبا ،أو حليا ،أو عبدا ،أو غير ذلك) .وقوله :فأنكر الخر( أي أصل الرهن ،وقال لم أرهنششك
شيئا .وهذا الذي وضشعته عنشدك مثل وديعشة .وتسشميته حينئذ راهنشا :بحسشب زعشم المرتهشن ،أو
بحسب الصورة )قوله :أو في قدره( أي أو في عينه ،كأن قال رهنتي هذا العبد ،فقال بششل الثششوب
أو صفته كقدر الجل) .وقوله :أي المرهون( في كلمه استخدام ،لنششه ذكششر الرهششن أول بمعنششى
العقد ،وأعاد عليه الضمير بمعنى المرهون )قوله :أو قششدر المرهششون بششه( أي أو اختلفششا فششي قششدر
المرهون به :أي الدين الذي رهن هذا الشئ فيه ،أي أو في عينه كدراهم ودنانير ،أو صفته :كأن
يدعي المرتهن أنه رهن على المائة الحالة ،فيستحق الن بيعه ،وادعى الراهن أنه على المؤجل.
)وقوله :كبألفين( أي كأن قشال المرتهشن رهنتنشي الرض ،أو العبشد بشألفين ،فقشال لشه الراهشن بشل
بألف ،وفائدة ذلك :انفكاك الرهن بأداء اللف على أن القول قول الراهششن ،وعششدم انفكششاكه بأدائهششا
على أن القول قول المرتهن )قوله :صدق راهن بيمينه( جواب لو .وفي سم ما نصششه :فششي شششرح
العباب قال الزركشي :والكلم فشي الختلف بعشد القبشض ،لنشه قبلشه ل أثشر لشه فشي تحليشف ول
دعوى ،ويجوز أن تسمع فيه الدعوى ،لحتمال أن ينكل الراهن ،فيحلف المرتهن ،ويلزم الراهن
بإقباضه له ،كما ذكره في الحوالة والقرض ونحوهما .اه .اعتمده م ر :هذا الحتمشال .اه )قشوله:
وإن كان المرهون بيد المرتهن( غاية لتصديق الراهن ،وهي للرد علششى القششول الضششعيف القششائل:
إذا كششانت العيششن بيششد المرتهششن :فهششو المصششدق ،ترجيحششا لششدعواه بيششده -كمششا فششي الششدميري -اه.
بحيرمي) .قوله :لن الصل عششدم الششخ( وإن لششم يششبين الراهششن جهششة كششونه فششي يششده ،وهششو تعليششل
لتصديق الراهن )قوله :ولو ادعى مرتهن هشو( أي ذلششك المرهششون) .وقشوله :بيششده( أي المرتهششن.
ومثل ذلك :ما إذا كان بيد الراهن ،وقششال المرتهششن رهنتنششي إيششاه ،وأخششذته منششي للنتفششاع بششه مثل
)قوله :أنه الخ( المصدر المؤول مفعول ادعى ،وضميره يعود على المرهون ويصح عوده علششى
المرتهن )وقوله :قبضه بالذن( أي إذن الراهن )قوله :وأنكره الراهششن( أي أنكششر القبششض بششالذن
)قوله :صدق( أي الراهن ،لن الصل :عدم لزوم الرهن ،وعدم إذنه في القبض عن الرهن .قال
ع ش :وعليه فلو تلفت في هذه الحالة في يد المرتهن -فهششل يلزمششه قيمتهششا وأجرتهششا أم ل ؟ فيششه
نظر .والقرب :الثاني .لن يمين الراهن :إنما قصد به دفششع دعششوى المرتهششن لششزوم الرهششن ،ول
يلزم من ذلك ثبوت الغصب ول غيره .اه )قوله :وقال أديته عششن ألششف الرهششن( أي أو عششن ألششف
الكفيل )قوله :صدق( أي من قال ذلك )قوله :لن المؤدي أعرف بقصده وكيفيته( أي الداء .قششال
ع ش :ومن ذلك ما لو اقترض شيئا ونذر أن للمقرض كذا ما دام المال في ذمته أو شئ منه ،ثششم
دفع له قدرا يفي بجميع المال ،وقال قصدت بششه الصششل :فيصششدق ،ولششو كششان المششدفوع مششن غيششر
جنس الدين .اه )قوله :ومن ثم الخ( أي ومن أجل التعليل المذكور ،وهو أن المؤدي
] [ 79
أعلم بقصده وكيفية أدائه ،يؤخذ أنه لو أدى لدائنه شششيئا وقصششد أنششه عششن دينششه :وقششع عنششه.
وذلك لنه مؤد ،وهو أعلم بقصده .والظاهر أنه يقال هنا أيضششا إذا لششم ينششو شششيئا حششال الداء ،ثششم
بعده نوى أنه عن الدين :وقع عنه )قوله :ثم إن لم ينو الخ( مرتبط بالمسششألة الولششى ،أعنششي قششوله
من عليه ألفان ،أي ثم إن لم ينو الدافع الششذي عليششه ألفششان وبأحششدهما رهششن أو كفيششل بششاللف الششتي
دفعها شيئا :أي لم يلحظ حال الدافع أنها عن ألف الرهن أو غيرها )قوله :جعله( أي ما أداه عما
شاء منهما :أي من ألف الرهن ،أو الكفيل ،أو اللف الثانية التي فيها رهن ول كفيششل ،فششإن جعلششه
عنهما :قسط عليهما بالسوية ،فإن مات قبل التعيين قام وارثه مقامه .وقوله لن التعييششن إليششه :أي
أمره موجه إليه ،أي المؤدي) .خاتمة( نسأل ال حسنها .من مات وعليه ديششن مسششتغرق أو غيششره
ل تعالى ،أو لدمي :تعلق بتركته كتعلق الدين بالمرهون ،لن ذلك أحوط للميت ،وأقرب لششبراءة
ذمته ،فل ينفذ تصرف الوارث في شئ منها غير إعتاقه وإيلده إن كان موسرا كالمرهون سواء
أعلم الوارث الدين أم ل ،لن ما تعلق بالحقوق :ل يختلف بالعلم والجهل ،ول يمنع التعلششق إرثششا،
ول يتعلق الدين بزوائد التركة الحادثة بعد المشوت .ولشو تصشرف الشوارث ول ديشن ،فظهشر ديشن
بنحو رد مبيع بعيب :تلف ثمنه ،ولم يسقط الدين بأداء أو إبششراء أو نحششوه :فسششخ التصششرف ،لنششه
كان سائغا له في الظاهر )قوله تتمة :المفلس الخ( قد أفردها الفقهاء بكتاب مستقل ،والصل فيششه:
ما رواه الدارقطني وصحح الحاكم إسناده أن النبي )ص( حجر على معششاذ ،وبششاع مششاله فششي ديششن
كان عليه ،وقسمه بين غرمائه ،فأصابهم خمسة أسباع حقوقهم ،فقششال النششبي )ص( :ليششس لكششم إل
ذلك ،ثم بعثه إلى اليمن ،وقال لعل ال يجبرك ويؤدي عنششك دينششك ،فلششم يششزل بششاليمن حششتى تششوفي
النبي )ص( )وقوله :المفلس من عليه الخ( أي شرعا ،وأما لغة :فهششو المعسششر .ويقشال مششن صشار
ماله فلوسا ،والمفلس في الخرة .من تعطى حسناته لسيئاته ،كما في الحديث) ،وقششوله :فيششن( أي
لزم ،فل حجر بدين غير لزم ،كمال كتابة ،لتمكن المدين من إسقاطه) .وقششوله :الدمششي( أي أو
ل تعالى ،بشرط فوريته ،فل حجر بدين ل تعالى غير فششوري ،كنششذر مطلششق ،وكفششارة لششم يعششص
بسببها ،هذا ما جرى عليه شيخ السلم وابن حجر .وفي المغني والنهاية :عدم الحجر بديون ال
تعالى ل فرق فيها بين الفورية وغيرها) ،وقششوله :حششال( فل حجششر بمؤجششل ،لنششه ل يطششالب بششه.
وقوله زائد على ماله :فل حجر بالمساوي لماله ،أو الناقص عنه .والمراد بماله :ماله العينششي ،أو
الدين الذي يتيسر الداء منه حال ،بأن يكون على ملئ مقر أو عليه به بينة ،بخلف نحو منفعششة،
ومغصوب ،وغائب ،ودين ليس كذلك ،فل تعتبر الزيادة عليها ،لنها بمنزلة العدم قال في التحفة
وأفهم قوله على ماله أنه إذا لم يكن له مال :ل حجر عليه وبحث الرافعي :الحجر عليششه منعششا لششه
من التصرف فيما عساه أن يحدث :مردود بأن الصح أن الحجر إنما هششو علششى مششاله دون نفسششه
وما يحدث إنما يدخل تبعا -ل استقلل .اه )قوله :يحجر عليه( جملة مستأنفة لبيان حكم المفلس،
يعني أن المفلس :هو من عليه الخ .وحكمه أنه يحجر عليه الخ .ويصح كونها خبرا عن المفلششس،
واسم الموصول بعده بدل منه ،والحاجر عليه الحاكم بلفظ يدل عليششه :نحششو منعتششه مششن التصششرف
في أمواله ،أو حجرت عليه فيها ،أو أبطلت تصرفاته فيهششا )قششوله :بطلبششه( أي ولششو بششوكيله :بششأن
أثبت غرماؤه الدين عليه فطلب وحده ،لن له فيه غرضا ظاهرا أما طلبه بدون ذلششك :فل يششؤثر.
اه حجر )قوله :أو طلب غرمائه( أي ولو بنششوا بهششم ،كأوليششائهم ،لن الحجششر لحقهششم ،ول يحجششر
عليه بغير طلب منهم ،لنه لمصلحتهم ،وهم أصحاب نظر .نعم :لو ترك ولي المحجششور السششؤال
فعله الحاكم ،وجوبا ،نظرا لمصلحة المحجور عليه ،ومثله مشا لشو كشان المسشجد ،أو جهشة عامشة:
كالفقراء ،أو المسلمين فيمن مات وورثششوه ولشه مششال علشى مفلششس والششدين ممشا يحجشر بشه )قشوله:
وبالحجر( الباء سببية) .وقوله يتعلق حق الغرماء بماله( :أي عينا كان أو دينا ،ولششو مششؤجرا ،فل
يصح إبراؤه منه أو منفعة ،فتؤجر أم ولده وما وقف
] [ 80
عليه مرة بعد أخرى حتى يوفي ما عليه من الدين .ويستثنى من ذلششك :مشا لشو حجشر عليشه
في زمن خيار البيع ،فإنه ل يتعلق حق الغرماء بالمعقود عليه ،بل يجوز له الفسخ والجازة على
خلف المصلحة .وخرج بحششق الغرمششاء :حششق الش تعششالى غيششر الفششوري ،علششى مششا مششر ،كزكششاة،
وكفارة ،ونذر ،فل يتعلق بمال المفلس )قوله :فل يصح تصرفه( أي المفلس فيه :أي في ماله بما
يضرهم :أي الغرماء .وفي البجيرمي ما نصه :ضابط ما ل يصح منه مششن التصششرفات :هششو كششل
تصرف ما لي متعلق بالعين مفوت على الغرماء حقهم إنشائي في الحيشاة ابتشداء ،فخشرج بالمشال:
نحو الطلق ،وبالعين :الذمة كالسلم ،وبالمفوت :ملكه من يعتق عليه بهبة أو إرث أو صداق لها،
بأن كانت محجورا عليهششا وجعششل مششن يعتششق عليهششا صششداقا لهششا أو وصششية .وبالنشششاء :القششرار،
وبالحياة :التدبير والوصية ونحوهما وبالبتداء :رده بعيب ونحوه .قششال الذرعششي ولششه التصششرف
في نفقته وكسوته بأي وجه كان .ق ل .وقوله كوقف وهبة :أي وإيلد على المعتمششد) ،قششوله :ول
بيعه الخ( معطوف على تصرفه :أي ول يصح بيع المفلس ،ولو على غرمائه ،وذلك لن الحجر
يثبت لجل الغرماء الحاضرين وغيرهم .ومن الجائز أن يكون له غريم آخر .والغاية للششرد علششى
القائل بصحة البيع حينئذ إن اتحذ جنس الدين ،وباعهم بلفظ واحد .وقوله بغير إذن القاضي -فإن
كان بإذنه :صح )قوله :ويصح إقراره الخ( أي فيقبل في حق الغرماء ما أقر به ،فيأخذ المقششر لششه
العين المقر بها ،ويزاحمهم في الدين) .وقوله :بعيشن( أي مطلقشا أسشند وجوبهشا لمشا قبشل الحجشر،
أول) ،وقوله :أو دين أسند وجوبه( أي ثبوته في ذمته لما قبل الحجر ،فإن أسند وجششوبه لمششا بعششد
الحجر ،وقيده بمعاملة أو لم يقيده بها ول بغيرها ،أو لم يسند وجوبه لما قبل الحجر ول لما بعده:
لم يقبل إقراره في حقهم ،فل يزاحمهم المقر له .وأما في حقه :فيقبل ،فما أقر به :يثبت فششي ذمتششه
)قوله :ويبادر قاض ببيع ماله( أي ندبا ،وقيل وجوبا .وذلك لئل يطول زمشن الحجشر ،ول يششرع
في المبادرة لئل يطمع فيه بثمن بخس .ومششراده بالقاضششي :قاضششي بلششد المفلششس ،إذ الوليششة علششى
ماله ،ولو بغير بلده ،له تبعا للمفلس .ومثل ماله ،كما فششي ق ل ،النششزول عششن الوظششائف بششدراهم.
)وقششوله :ولششو مسششكنه وخششادمه( أي ومركششوبه ،وإن احتاجهششا لمنصششبه ،أو غيششره كزمانششة ،لن
تحصيلها بالكراء يمكن ،بل هو أسهل) .وقوله :بحضرته مع غرمائه( أي والبيع المششذكور يكششون
بحضششرة المفلششس ،أي أو نششائبه ،وبحضششرة الغرمششاء ،أي أو نششوابهم ،وذلششك لن مششا ذكششر :أطيششب
للقلوب ،وأنفى للتهمة ،ولن المفلشس قشد يشبين مشا فشي مشاله مشن العيشب فل يشرد ،أو يشذكر صشفة
مطلوبة فتكثر فيه الرغبة ،وهم قد يزيدون في الثمن )قوله :وقسم ثمنه الششخ( معطششوف علششى بيششع
ماله :أو ويبادر القاضي بعد البيع بقسم ثمنه بينهم ،فهم مقدمون علششى غيرهششم ،كمششا تقششدم -نعششم:
يقدم المفلس على الغرماء بمؤنته ومؤنة عياله ومؤن تجهيششز وتجهيزهششم ويششترك لششه ولهششم دسششت
ثوب يليق بهم ،وهي بفتح الدال :جملة من الثياب ،وهي المسماة في عرف العامششة بالبدلششة :وهششي
قميص ،وسراويل ،ومنديل ومكعب :أي مداس ،بكسر الميم وزاد فششي الشششتاء نحششو جبششة ،وفششروة
ول يترك له فرش وبسط ،ولكن يتسامح باللبد والحصير القليل القيمة .ويششترك للعششالم :كتبششه -إن
لم يكتف عنها بكتب الوقف ،ويترك للجندي سلحه وخيله المحتششاج إليهمششا ،إن لششم يكششن متطوعششا
بالجهاد ،وإل فوفاء الدين له أفضل )قششوله :كششبيع مششال الشخ( الكششاف للتنظيششر -يعنششي أن القاضششي
يبادر ببيع مال المفلس وقسمه ،كما أنه له ذلك في مششال ممتنششع مششن أداء حششق وجششب عليششه أداؤه.
وعبارة النهاية :وما ثبت للمفلس من بيع ماله ،كما ذكر ،رعايششة لحششق الغريششم ،يششأتي نظيششره فششي
ممتنع عن أداء حق وجب عليه :بأن أيسر وطالبه به صاحبه وامتنع من أدائه ،فيأمر الحشاكم بشه،
فإن امتنع وله مال ظاهر وهو من جنس الدين .وفى منه ،أو مششن غيششره بششاع عليششه مششاله إن كششان
بمحل وليته .ولكن يفارق الممتنع :المفلس ،في أنه ل يتعين على القاضي بيع ماله كالمفلس ،بششل
له بيعه ،كما تقرر ،وإكراه الممتنع مع تعزيره بحبس أو غيره على بيع ما يفي بالدين مششن مششاله،
ل على بيعه جميعه مطلقا .الخ .اه )قوله :ولقاض إكراه الخ( بيان لما يفارق فيه الممتنع المفلس.
)وقوله :بالحبس( متعلق بإكراه) .وقوله :وغيره( أي
] [ 81
الحبس) .وقوله :من أنواع التعزير( بيان لغير الحبس )قشوله :ويحبششس مشدين مكلششف الشخ(
وإذا ادعى أنه معسر ،أو قسم ماله بين غرمائه ،أو أن ماله المعروف تلششف ،وزعششم أنششه ل يملششك
غيره ،وأنكر الغرماء ذلك ،فإن لزمشه الشدين فشي معاملشة مشال ،كششراء ،أو قشرض ،فعليشه البينشة
بإعساره في الولى ،وبأنه ل يملك غيره في الثانية ،لن الصل :بقاء ما وقعششت عليششه المعاملششة،
وبالتلف في الثالثة :وإن لم يلزمه في معاملة مال ،كصداق وضمان وإتلف ،ولشم يعهششد لشه مششال:
صدق بيمينه في الصح ،لنه خلق ،ول مال له ،والصل بقششاء ذلششك .والبينششة :رجلن ،ل رجششل
وامرأتشان ،ول رجشل ويميشن ،ويشششترط فشي بينششة العسششار :خشبره باطنششة بطششول جشوار ،وكششثرة
مخالطة ،لن الموال تخفى ،وأما بينة التلف :فل يشترط فيها ما ذكر ،ولتقششل عنششد الشششهادة :هششو
معسر ،ل يملك إل ما يبقى لممونه ،فتقيد النفي ،ول تمحضششه :كقولهششا ل يملششك شششيئا لنششه كششذب
)قوله :ل أصل الخ( أي ل يحبس أصل بدين فرعه ،لنششه عقوبششة ،ول يعششاقب الوالششد بالولششد ،ول
فرق بين دين النفقششة وغيرهششا )قششوله :خلفششا للحششاوي كششالغزالي( أي خلفششا لمششا جششرى عليششه فششي
الحاوي الصغير ،تبعا للغزالي من حبسه ،لئل يمتنع من الداء فيعجز البن عششن السششتيفاء منششه،
ورد بمنع العجز عن الستيفاء لنه مبني ثبت للوالد مال :أخذه القاضي قهشرا وصششرفه إلششى دينشه
)قوله :وإذا ثبت إعسار مدين( أي بالبينة إن عهد له مششال ،أو بششاليمين إن لششم يعهششد لشه مششال ،كمشا
تقدم ،وقوله لم يجز حبسه :أي لقوله تعششالى) * :وإن كششان ذو عسششرة فنظششرة إلششى ميسششرة( * )(1
)وقوله :ول ملزمته( أي دوام مطالبته )قوله :بل يمهل( أي ول يحبس ،ول يطششالب ،بششل تحششرم
مطالبته )قوله :وللدائن ملزمة من لم يثبت إعساره( أي مطالبته بدل عشن الحبشس )قشوله :مشا لشم
يختر المدين( إظهار في مقشام الضششمار )قشوله :فيجشاب( أي المشدين) .وقشوله :إليشه( أي إلششى مشا
اختاره ،والفعل منصوب بأن مضمرة ،لوقوعها بعد فاء السببية ،الواقعة بعد النفي )قوله :وأجششرة
الحبس ،وكذا الملزم( أي السجان على المدين ،أي المحبوس ،ومثل ذلك :نفقته ،فهي عليه ،هششذا
إذا كان له مال ظاهر ،فإن لم يكن له مال :فعلى بيت المال ،وإل فعشى مياسششير المسشلمين )قشوله:
وللحششاكم منششع المحبششوس السششتئناس بالمحادثششة( أي وشششم الريششاحين لششترفه) .وقششوله :وحضششور
الجمعة( ،بالنصب :عطف على الستئناس -أي ومنعه حضور الجمعة) .وقوله :وعمل الصنعة(
أي ومنعه عمل الصنعة .والذي في فتح الجواد :ل يمنعه من عمل الصششنعة .اه )قششوله :إن رأي(
أي الحاكم المصلحة فيه .أي في المنع المششذكور )قششوله :ويجششوز لغريششم المفلششس الششخ( ذلششك لخششبر
الصحيحين إذا أفلس الرجل ووجد البائع سلعته بعينهشا :فهشو أحشق بهشا مشن الغرمشاء ولخشبر أبشي
هريرة أيما رجل أفلس ،أو مات مفلسا :فصاحب المتاع أحق بمتاعه وخرج بغريم المفلس :غريم
موسششر ممتنششع ،أو غششائب ،أو ميششت ،وإن امتنششع وارثششه ،فل يرجششع فششي متششاعه ،وذلششك لمكششان
السششتيفاء بالسششلطان ،وعجششزه نشادر) .وقشوله :المحجشور عليششه( بششدل مشن المفلشس ،أو صششفة لشه.
)وقوله :أو الميت( أي أو المفلس الذي مات ،ولو قبل الحجر) .قوله :الرجوع( أي بشروط تسعة
-أولها :كونه في معاوضة محضة كبيع ،وهي التي تفسد بفساد المقابل ،فخرج :النكاح ،والخلشع،
فلو تزوج امرأة بصداق في ذمته ،ودخل بها ،ثم أفلس :فليس لها الرجوع في بعضها ،أو خالعهششا
على عوض في ذمتها ،ثم حجر عليها بالفلس ،فليس له الرجوع في المرأة .ثانيها :رجوعه عقب
علمه بالحجر .ثالثها :كون رجوعه بنحو فسخت البيع .رابعها :كون عوضه غيششر مقبششوض ،فلششو
كان قبض منشه ششيئا :ثبشت الرجشوع بمشا يقابشل البشاقي .خامسشها :تعشذر اسشتيفاء العشوض بسشبب
الفلس .سادسها :كون العوض
] [ 82
دينا ،فلو كان عينا :قدم بها علشى الغرمشاء سشابعها :حلشول الشدين .ثامنهشا :بقشاؤه فشي ملشك
المفلس .تاسعها :عدم تعلق حق لزم به .وقششد ذكششر المؤلششف بعششض هششذه الشششروط )قشوله :فششورا(
خرج به تراخي العالم ،بأن له ذلك فورا لتقصيره ،بخلف الجاهل ،ولو كان مسلما مخالطششا لنششا:
فيما يظهر ،لخفاء ذلك على أكثر العامة ،بل المتفقهة .وقوله إلششى متششاعه :أي كلششه ،إن لششم يقبششض
شيئا من الثمن ،أو بعضه :إن قبض شيئا منه) .وقوله :إن وجد( أي المتاع في ملكه ،أي المفلششس
وخرج به :ما لو خرج عن ملكه حسا أو شرعا :كتلف ،وبيع ،ووقف ،فل رجششوع) .وقششوله :ولششم
يتعلق به حق لزم( أي يمنع بيعه .وخرج بششه :مششا لششو تعلششق بششه ذلششك ،كرهششن مقبششوض ،وجنايششة
توجب مال متعلقا برقبته ،وكتابة صحيحة ،فل رجوع أيضا) .وقششوله :والعششوض حششال( أي ديششن
حال وتعذر حصوله بسبب الفلس .فخرج بدين :العين ،كما لو اشششترى عبششدا بأمششة ولششم يسششلمها
للبائع حتى حجر عليه ،فيطالب البائع بها ،ول يرجع في العبد -وبحال :أي وقت الرجوع ما لششو
كان مؤجل وقته وبتعذر حصوله بسبب الفلس :ما لو لم يتعذر بسببه -كأن كان به رهن يفششي،
أو ضمان ملئ مقر ،فل رجوع في جميع هذه المخرجات )قوله :وإن تفرخ الشبيض الشخ( أي :لشه
الرجوع في عين ماله ،وإن تغيرت صششفته :كششأن صششار الششبيض فرخششا ،أو صششار البششذر نباتششا ،أو
صار الزرع مشتد الحب .وفي البجيرمي ما نصه :ولو تغيششرت صششفة المششبيع حششتى صششار الحششب
زرعششا أخضششر ،أو الششبيض فرخششا ،أو العصششير خل ،أو الششزرع مشششتد الحششب ،أو زوجششت المششة
وولدت ،أو خلط الزيت أو نحوه من المثليات بمثلشه ،أو بششدونه :رجششع البششائع فيششه نباتشا ،وفراخشا،
وخل ،ومشتد الحب ،لنها من عين ماله ،اكتسبت صششفة أخششرى ،فأشششبه صششيرورة الششودي نخل.
اه .ابن حجر :قال سم :وقياسه على الودي في مجرد ثبششوت الرجششوع ،فل ينششافي أن الزيششادة فششي
الودي إذا صار نخل للبائع ،كما هو ظشاهر ،بخلف الزيشادة فششي المشذكورات ،فإنهششا للمفلشس .اه
)قوله :ولو بل قاض( أي فل يحتاج في الرجوع إلششى الرفششع لششه) .وقششوله :بنحششو فسششخت( متعلششق
بيحصل -أي يحصل بنحو فسخت العقد :كنقضته ،أو أبطلته )قشوله :ل بنحششو بيشع وعتشق( أي ل
يحصل الرجوع بنحو بيشع وعتشق مشن وقشف ووطشئ .قشال فشي النهايشة :وتلغشو هشذه التصشرفات،
لمصادفتها ملك الغير .اه) .وقوله :فيه( أي في المبيع .وفي :بمعنششى اللم ،أي لششه .والش سششبحانه
وتعالى أعلم .فصل أي في بيان حجر المجنششون والصششبي والسششفيه) .واعلششم( أن الحجششر نوعششان:
نوع شرع لمصلحة الغير قصدا وبالذات ،كالحجر على المفلس للغرماء ،والراهششن للمرتهششن فششي
المرهون ،والمريض للورثة في ثلثي ماله ،والعبد لسيده ،والمكاتب لسيده ،ول ش تعششالى ،والمرتششد
للمسلمين ،ولها تراجم ،تقدم بعضها ،وبعضها يأتي .ونوع شرع لمصلحة المحجشور عليشه ،وهشو
ما ذكر في هذا الفصل ،وقد نظم بعضهم أقسششام الحجششر بنششوعيه بقششوله :ثمانيششة لششم يشششمل الحجششر
غيرهم تضمنهم بيت وفيه محاسشن :صشبي ،ومجنششون ،سشفيه ،ومفلششس رقيششق ،ومرتشد ،مريشض،
وراهن فالثلثة الول :حجر عليهم لحقهم ،ومن بعدهم لحق غيرهم .والرقيششق فششي الششبيت :شششامل
للقن وللمكاتب .وفي قوله لم يشمل الحجر غيرهم نظر ظاهر ،وذلك لعدم انحصار النششوع الول،
إذ منه :الحجر على السيد في العبد الذي
] [ 83
كاتبه ،والحجر على الورثة في التركة ،والحجر على المشششتري فششي المششبيع قبششل القبششض.
وقد أنهاه بعضهم إلى نحو سبعين صورة ،بل قششال الذرعششي :هششذا بششاب واسششع جششدا ،ل تنحصششر
أفراد مسائله )قوله :يحجر بجنون الخ( وذلك لقوله تعالى) * :فإن كان الذي عليه الحق سفيها ،أو
ضعيفا ،أو ل يستطيع أن يمل هو ،فليملل وليه بالعدل( * ) (1فجعل تعالى لهم أولياء ،فدل علششى
الحجر عليهم .وفسر المام الشافعي -رضي ال عنشه -السشفيه :بالمبشذر ،والضشعيف :بالصشبي،
والذي ل يستطيع أن يمل هو :بالمغلوب على عقله -وهو المجنششون -ثشم إن معنششى الحجشر لغشة:
المنع .ومنه تسمية العقل حجرا :لمنعه صاحبه من ارتكاب ما ل يليق ،وهذا إذا كان بفتح الحششاء.
وأما إذا كان بكسرها :فيطلق علشى الفشرس ،وعلشى حجشر إسشماعيل ،وعلشى العقشل وعلشى حجشر
ثمود ،وعلى المنع ،وعلى الكذب ،وعلى حجر الثوب ونظمها بعضششهم فششي قششوله :ركبششت حجششرا
وطفت البيت خلف الحجروحزت حجرا عظيمششا مششا دخلششت الحجششر لش حجششر منعنششي مششن دخششول
الحجر ما قلت حجرا ولو أعطيت مشل ء الحجشر فقشوله ركبشت حجشرا :أي فرسشا .وطفشت الشبيت
خلف الحجر :أي حجر إسماعيل .وحزت حجرا :أي عقل ،ما دخلت الحجر :أي حجر ثمود ،ل ش
حجر :أي منع ،منعني من دخول الحجر :أي حجر ثمود ،فهو مكرر ،مشا قلشت حجشرا :أي كشذبا.
ولو أعطيت مل ء الحجر :أي حجر الثوب .ومعنى الحجر شرعا :منع من تصرف خاص بسبب
خاص .والحاجر لغير السفيه ،هو الولي التي بيششانه .وللسششفيه فيششه تفصششيل :حاصششله أنششه إن بلششغ
رشيدا ،ثم بذر :يكون القاضي هو الحاجر ،فهو وليه ل غير -فإن لم يحجر عليه :يسمى سششفيها،
مهمل ،وتصرفاته غير نافذة .وقوله :بجنون :وهو يسلب العبارة ،أي ما يعبر به عششن المقصششود:
كعبارة المعاملة ،والدين بكسر الدال كالبيع والسلم .ويسلب الوليششة :كوليششة النكششاح ،واليتششام،
وكاليصاء) .وقوله :إلى إفاقة( أي ويستمر ذلك الحجر إلى إفاقة منه ،فإذا أفاق :ينفك من الحجر
بل فك قاض ،لنه حجر ثبت بل قاض ،فل يتوقف زواله على فكه )قوله :وصبا( معطوف على
جنون :أي ويحجر بصبا قائم بذكر أو أنثى ولو مميزا ،وهو أيضا يسلب العبارة والولية ،إل مششا
استثنى من عبادة مميز ،وإذن في دخول ،وإيصال هدية )قوله :إلى بلوغ( أي ويستمر حجره إلى
بلوغ ،فإذا بلغ :انفك من حجر الصبا .وعبر فششي المنهششاج :ببلششوغه رشششيدا ،ول خلف فششي ذلششك،
فمن عبر ببلوغه رشيدا :أراد النفكاك الكلي .ومششن عششبر ببلششوغه :فقششد أراد النفكششاك مششن حجششر
الصبا فقط ،وهذا أولى ،لن الصبا :سبب مستقل في الحجر ،وكششذا التبششذير ،وأحكامهمششا متغششايرة
)قوله :بكمال خمس عشرة سنة( متعلق بمحششذوف :أي ويحصششل البلششوغ بكمششال ذلششك ،لخششبر ابششن
عمر عرضت على النبي )ص( يوم أحد ،وأنششا ابششن أربششع عشششرة سششنة ،فلششم يجزنششي ،ولششم يرنششي
بلغت ،وعرضت عليه يوم الخندق ،وأنا ابن خمس عشرة سنة ،فأجازني ،ورآني بلغت رواه ابن
حبان .وقوله :وأنا ابن خمس عشرة سنة :أي اسشتكملتها ،لن غشزوة أحشد كشانت فشي ششوال سشنة
ثلث ،والخندق في جمادى سنة خمس ،فبينهما سنتان .وقوله تحديدا :قال في النهاية :فلو نقصت
يوما لم يحكم ببلوغه ،وابتششداؤها مششن انفصششال جميششع الولششد .اه )قششوله :بشششهادة عششدلين خششبيرين(
متعلق بمحذوف أيضا :أي ويحكم لشه بششالبلوغ بششذلك بشششهادة عششدلين خششبيرين ،بششأن عمششره خمششس
عشرة سنة )قوله :أو خروج مني( معطوف على كمال خمس عشششرة سششنة :أي ويحصششل البلششوغ
أيضا بخروج مني لية * )وإذا بلغ الطفال منكشم الحلشم( * ) (2والحلشم :الحتلم وهشو لغشة :مشا
يراه النائم ،أي من إنزال المني وقيل مطلقا .والمراد به هنششا :خششروج المنششي فششي نششوم ،أو يقظششة:
بجماع ،أو غيره .قال في التحفة :وخرج بخروجه :ما لو أحس بانتقاله من صلبه ،فأمسك ذكششره،
فرجع ،فل يحكم ببلوغه -كما ل غسل عليه -اه) .وقوله :أو حيض( معطوف على مني :أي أو
خروج حيض )قوله :وإمكانهما( أي
) (1سورة البقرة ،الية (2) .282 :سورة النور ،الية.59 :
] [ 84
خروج المني ،وخروج الحيض) .وقوله :كمال تسع سنين( أي قمريششة تقريبششا عنششد حجششر.
وعند م ر :تحديدا في خروج المني ،وتقريبا في الحيض .وفرق بينهمششا :بششأن الحيششض ضششبط لششه
أقل وأكثر ،فالزمن الششذي ل يسششع أقششل الحيششض والطهششر :وجشوده كالعشدم ،بخلف المنشي )قشوله:
ويصدق مدعى الخ( أي إل أن طلب سهم المقاتلة :كأن كان من الغزاة ،أو طلب إثبات اسشمه فشي
الديوان ،فإنه يحلف .اه .بجيرمي) .وقوله :ولو في خصومة( أي ولو في دعوى خصومة ،وهششو
غاية لتصديقه فششي ذلششك) .وقششوله :بل يميششن( متعلششق بيصششدق) .وقششوله :إذ ل يعششرف( أي البلششوغ
بالمناء أو الحيض) .وقوله :إل منه( أي إل من مدعيه )قششوله :ونبششت العانششة الششخ( مبتششدأ ،خيششره
أمارة .وذلك لخبر عطية القرظي قال :كنشت مششن سششبي بنشي قريظشة ،فكشانوا ينظشرون مششن أنبشت
الشعر :قتل ،ومن لم ينبت :لم يقتل ،فكشفوا عانتي ،فوجدوها لم تنبت ،فجعلوني في السششبي رواه
ابن حبان والحاكم والترمذي ،وقال حسن صحيح .ومثل نبت العانة في ذلك :الحبششل ،فهششو أمششارة
على البلوغ بالمناء ،فيحكم بعد الوضع بالبلوغ قبله بستة أشهر ولحظة) .وقششوله :الخشششنة( ليششس
قيدا ،بل المدار على ما يحتاج في إزالتها إلى حلق ،ولو كشانت ناعمشة) ،وقشوله :فششي حشق كشافر(
خرج به المسلم ،فل يكشون علمشة فشي حقشه) .وقشوله :أمشارة علشى بلشوغه( أي فشإذا ادعشى عشدم
البلوغ :لم يصدق )قوله :ومثله( أي الكافر في أن نبت العانة أمارة على مششا ذكششره) .وقششوله :ولششد
من جهل إسلمه( أي لم يدر ،هل هو مسلم أو كافر ؟ )قوله :ل من عدم الخ( معطوف على ولد:
أي ليس مثله من عدم من يعرف سنه ،أي أن من عدم الشهود الذين يعرفون سنه :ل يكششون مثششل
الكافر ،في كون نبات العانة أمارة على بلوغه )قوله :وقيل يكون( أي نبت العانة .وقششوله علمششة
في حق المسلم أيضا :أي كما أنشه علمششة فششي حششق الكششافر )قشوله :وألحقششوا الشخ( عبششارة التحفششة:
وخرج بها نبات نحو اللحية ،فليس بلوغا ،كما صرح به في الشرح الصغير في البط ،وألحق به
اللحية والشارب بالولى ،فإن البغوي ألحق البط بالعانة ،دونهما .وفي كل ذلك نظر ،بل الشششعر
الخشن من ذلك -كالعانة -في ذلك ،وأولى ،إل أن يقششال :أن القتصششار عليهمششا أمششر تعبششدي .اه
)قوله :وإذا بلغ الصبي رشيدا :أعطي ماله( أي لزوال المانع ،ولية * )فششإن آنسششتم منهششم رشششدا،
فادفعوا إليهم أموالهم( * ) (1فلو بذر بعد بلوغه رشيدا ،بأن زال صلح تصرفه في ماله ،حجششر
عليه الحاكم ،دون غيره :من أب ،أو جد ،وذلك لقوله تعالى) * :ول تؤتوا السششفهاء أمششوالكم( * )
(2أي ل تؤتوا أيها الولياء :السفهاء المبذرين ،من الرجال ،والنساء ،والصششبيان ،أمششوالهم الششتي
تحت أيديكم .فإضافة أموال إلى المخاطبين :لدنى ملبسة .ولو زال صلحه فششي دينششه مششع بقششاء
صلحه في ماله بعد رشده :لم يحجر عليه ،لن السلف :لم يحجروا على الفسششقة )قشوله :والرشششد
صلح الدين والمال( أي معا ،كما فسره به ابن عباس رضي الش عنهمششا فششي آيششة * )فششإن آنسششتم
منهم رشدا( * ) (3وقيل هو صلح المال فقط ،وعليه المام مالك وأبو حنيفة رضي ال عنهمششا،
ومال إليه ابن عبد السلم .ويختبر ،وجوبا ،رشد الصبي في الدين والمششال قبيششل البلششوغ ،ليعششرف
رشده وعدمه ،لية * )وابتلوا اليتامى( * ) (4واليتيم :إنما يقع على غيششر البششالغ ،أمششا فششي الششدين:
فبمشاهدة حاله في العبادات بقيامه بالواجبات ،واجتنابه المحظورات والشبهات .وأما فششي المششال:
فيختلف بمراتب الناس ،فيختبر ولد تاجر :بمشاحة في معاملة ،ويسلم له المال ليمششاكس ل ليعقششد،
ثم إن أريد العقد :عقد وليه .ويختبر ولد زراع :بزراعة ،ونفقة عليها ،بأن
) (1سورة النساء ،الية (2) .6 ::سورة النساء ،الية (3) .5 ::سورة النساء ،الية (4) .6 ::سورة النساء ،الية.6 ::
] [ 85
ينفق على القائمين بمصالح الزرع ،ويختبر ولششد المحششترف :بمششا يتعلششق بحرفتششه .وتختششبر
المرأة :بأمر غزل ،وصون نحو أطعمة عششن نحششو هششرة .ويختششبر الخنششثي :بمششا يختششبر بششه الششذكر
والنثى .ويشترط :تكرر الختبار مرتين أو أكثر ،حتى يغلب على الظن رشده ،فل تكفي المرة،
لنه قد يصيب فيها ،اتفاقا )قوله :بأن ل يفعل محرما( تصوير لصلح الدين .واحششترز بششالمحرم،
عمششا يمنششع قبششول الشششهادة لخللششه بششالمروءة ،كالكششل بالسششوق ،فل يمنششع الرشششد ،لن الخلل
بالمروءة :ليس بحرام على المشششهور) .وقششوله :مششن ارتكششاب كششبيرة( أي مطلقششا .غلبششت طاعششاته
معاصيه أو ل )قوله :مع دم غلبة طاعاته معاصششيه( راج للصششرار علششى الصششغيرة ،فششإن أصششر
عليها لكن مع غلبة طاعاته معاصيه .بأن يكون مواظبا علششى فعششل الواجبششات ،وتششرك المنهيششات،
يكون رشيدا )قوله :وبأن ل يبذر الخ( تصوير لصلح المال )قوله :باحتمال الخ( قال البجيرمي:
لم يظهر للفظ احتمال فائدة ،فلعلها زائدة .فتأمل) .وقوله :غبن فاحش في المعاملة :أي وقد جهلششه
حال المعاملة ،فإن كان عالما به :كان الزائد صدقة خفية محمودة )واعلم( أنششه ل يصششح تصششرف
المبذر ببيع ول غيره ،كما سيأتي ،قال سم :وقد يشكل عليه قصة حبان بن منقذ :أنششه كششان يخششدع
في البيوع ،وأنه )ص( قال له من بايعت فقال ل خلبة الخ ،فإنهششا صششريحة فششي أنششه كششان يغبششن،
وفي صحة بيعه مع ذلك ،لنه )ص( لم يمنعه من ذلك ،بل أقره ،وأرشده إلى اشتراط الخيششار إل
أن يجاب بأنه :من أين كان يغبن غبنا فاحشا ؟ فلعله إنما كان يغبن غبنششا يسشيرا .ولشو سشلم :فمشن
أين أن غبنه كان عند بلوغه ؟ فلعله عرض له بعد بلوغه رشيدا ،ولم يحجر عليه ،فيكششون سششفيها
مهمل ،وهو يصح تصرفه ،لكن قد يشكل على الجواب بما ذكر :أن ترك الستفصال فششي وقششائع
الحوال ينزل منزلة العموم فششي المقششال ،وقششد أقششره )ص( علششى المبايعششة ،وأرشششده إلششى اشششتراط
الخيار ،ولم يستفصل عن حاله :هل طرأ له بعد بلوغه رشيدا أو ل ؟ وهل كششان الغبششن فاحشششا أو
يسيرا ؟ فليتأمل .اه )قوله :أيضا -غبن فاحش( هو ما ل يحتمل غالبا .وخرج به :اليسير -كبيع
ما يساوي عشرة من الدراهم :بتسعة منها ،فل يكششون مبششذرا بششه )قششوله :وإنفششاقه( معطششوف علششى
احتمال :أي أو بتضييع المال بإنفاقه الخ .ومثله :رميه في بحششر) .وقششوله :ولششو فلسششا( أي جديششدا.
وهو قطعة من النحاس كانت معروفة) .وقوله :في محرم( متعلق بإنفششاق :أي إنفششاقه فششي محششرم،
أي ولو صغيرة ،لما فيه من قلة الدين )قوله :وأما صرفه( أي المال ،وهو مقابل إنفاقه في محرم
)قوله :ووجوه الخير( معطوف على الصدقة :عطف عام علشى خشاص )قشوله :الشتي ل تليشق بشه(
صفة للثلثة قبله )قوله :فليس بتبذير( أي على الصح ،لن له فششي ذلششك غرضششا صششحيحا ،وهششو
الثواب ،أو التلذذ .ومن ثم قالوا :ل سرف في الخير ،كما ل خير في السششرف .وفششرق المششاوردي
بيششن التبششذير والسششرف ،بششأن الول :الجهششل بمواقششع الحقششوق .والثششاني :الجهششل بمقاديرهششا .وكلم
الغزالي يقتضي ترادفهما ،ويوافقه قول غيره :حقيقة السرف ما يقتضي حمششدا عششاجل ،ول أجششرا
آجل .ومقابل الصح :يكون مبذرا فيها إن بلغ مفرطا في النفاق ،فإن بلغ مقتصدا ثم عرض لششه
ذلك بعد البلوغ ،فل )قوله :وبعد إفاقة( متعلق بقوله بعششد يصششح الششخ )والحاصششل( إذا زال المششانع
من الجنون والصبا بالفاقة في الول ،وبالبلوغ في الثاني :يرتفع حجششر الجنششون وحجششر الصششبا.
وتقدم أن الصبي :مسلوب العبارة والولية ،فل يصح عقوده ،ول إسلمه ،ولو مميزا ،ول يكششون
قاضيا ،ول واليا ،ول يلي النكششاح ،إل مششا اسششتثنى مشن عبششادة المميششز ،والذن فششي الششدخول ،وأن
المجنون مسلوب ما ذكر من غير استثناء شئ ،فإذا أفاق المجنون :صح منششه جميششع مششا ذكششر ،أو
بلغ الصبي كذلك :يصح منه جميع ما ذكر ،إل إن بلغ غير رشيد بعدم صلحه فششي دينششه ومششاله،
فحينئذ يعتريه مانع آخر ،وهو السفه .وحكم السفيه أنه مسلوب العبارة في التصرف المالي كبيع،
وشراء ،ولو بإذن الولي :إل عقد النكاح منه بإذن وليه ،فيصح ،وتصح عبادته ،بدنيششة ،أو ماليششة،
واجبة ،ولكن ل يدفع المال ،كالزكاة ،بل إذن من وليه ،أما المالية المندوبة ،كصدقة التطوع ،فل
تصح منه )قوله :وكذا التصرف المششالي( أي وكششذلك يصششح منششه التصششرف المششالي) .وقششوله بعششد
الرشد( قيد في صحة التصرف المالي منه -كما مر -
] [ 86
)قوله :وولي الصبي الخ( شروع في بيان من يلي الصبي مع بيان كيفية تصرفه .والمراد
بالصبي :الجنس ،فيشمل الصبية .قال في التحفة :وخرج بالصبي :الجنين ،فل ولية لهؤلء على
ماله ما دام مجتنا :أي بالنسبة للتصرف فيه ،ل لحفظه .ول ينافيه مششا يششأتي مششن صششحة اليصششاء
عليه ،ولو مستقل ،لن المراد ،كما هو ظششاهر ،أنششه إذا ولششد :بششان صششحة اليصششاء) .وقششوله :أب
عدل ،فأبوه وإن عل( أي كولية النكاح ،وإنما لم يثبت بعدهما لباقي العصبة ،كالنكششاح ،لقصششور
نظرهم في المال ،وكماله في النكاح .وتكفي عدالتهما الظاهرة :لوفور شفقتهما .فششان فسششقا :نششزع
الحاكم منهما المال -كما ذكره في باب الوصية .اه .نهاية .ول يشششترط إسششلمهما ،إل أن يكششون
الولد مسلما ،إذ الكافر يلي ولده الكافر ،لكن إن ترافعوا إلينا :لم تقرهششم ،ونلششي نحششن أمرهششم .اه.
شرح المنهج )قوله :فوصي( أي ممن تأخر موته من الب وأبيه ،لقيامه مقامه ،وشششرطه العدالششة
أيضا )قوله :فقاضي بلد المولي( أي لخبر السلطان :ولي من ل ولششي لششه رواه الترمششذي والحششاكم
وصححه )قوله :إن كان( أي القاضي عدل أمينا ،فلو لششم يوجششد إل قششاض فاسششق ،أو غيششر أميششن:
كانت الولية لصلحاء المسلمين ،كما سيذكره بعد بقوله :فصلحاء الخ) .قوله :فإن كششان مششاله( أي
الصبي) .وقوله :ببلد آخر( أي غير بلد الصبي) .وقوله :قولي ماله قاضشي بلشد المشال فشي حفظشه
الخ( أي في هششذه المشذكورات فقششط ،أمششا بالنسشبة لسشتنمائه :فالوليشة عليشه لقاضشي بلششد المشولي.
وعبارة التحفة :والعبرة بقاضي بلد المولي -أي وطنه -وإن سافر عنه بقصد الرجوع إليه ،كمششا
هو ظاهر في التصرف والستنماء ،وبقاضي بلد ماله :في حفظه ،وتعهده ،ونحو بيعه ،وإجششارته
عند خششوف هلكششه .اه )قشوله :فصششلحاء بلششده( أي فششإذا لششم يوجششد أحششد مشن الوليششاء المششذكورين،
فالولية تكون لصلحاء المسلمين من أهل بلده -في النظر في مال محجورهم وتولى حفظه لهم -
وفي النهاية :وأفتى ابن الصلح فيمن عنده يتيم أجنبي ،ولو سلمه لحاكم خششان فيششه -بششأنه بجششوز
التصرف في ماله -للضرورة .اه )قوله :ويتصرف الولي( أي أبششا أو غيششره :بالمصششلحة ،وذلششك
لقوله تعالى) * :ول تقربوا مال اليتيم إل بالتي هي أحسششن( * وقششوله :تعششالى) * :وإن تخششالطوهم
فإخوانكم ،وال يعلم المفسد من المصلح( * ومن المصلحة :بيششع مششا وهبششه لششه أصششله بثمششن مثلششه:
خشية رجوعه فيه ،وبيع ما خيف خرابه ،أو هلكششه ،أو غصششبه ،ولششو بششدون ثمششن مثلششه) ،قششوله:
ويلزمه حفظ ماله( أي يلزم الولي حفظ مششال المششولي :مششن أسششباب التلششف )قششوله :واسششتنماؤه( أي
ويلزمششه اسششتنماؤه :أي طلششب نمششوه وتكششثيره .قششال ع ش :فلششو تششرك اسششتنماءه مششع القششدرة عليششه،
وصرف ماله عليه في النفقة :فهششل يضششمنه أو ل ؟ فيششه نظششر .وقيششاس مششا يششأتي -فيمششا لششو تششرك
عمارة العقار حتى خرب :الضمان ،وقد يفرق بأن ترك العمارة يششؤدي إلششى فسششاد المششال ،وتششرك
الستنماء إنما يؤدي إلى عدم التحصيل ،وإن ترتب عليه ضياع المال في النفقة .اه) .وقششوله :إن
أمكنه( أي الستنماء المذكور )قوله :وله السفر به( أي للولي السشفر بمشال المششولي) ،وقشوله :فششي
طريق آمن لمقصد آمن( خرج بذلك ما لششو كششان الطريششق أو المقصششد الششذي يقصششده مخوفششا ،فششإنه
يمتنع عليه السفر به .وكتب ع ش ما نصه :قوله :في زمن أمن ،مفهومه أنه لو احتمششل تلفششه فششي
السفر :امتنع .وفي سم على المنهج :فيه تردد ،فليراجع ،والقرب المفهوم :المذكور ،حيششث قششوي
جانب الخوف .اه )قوله :برا ل بحرا( أي له السفر به في البر ،ل في البحر ،وإن غلبت السلمة
فيه ،لنه مظنة عدمها .قال ع ش :ظاهره ولو تعين طريقا ،وهو كذلك ،حيششث لششم تششدع ضششرورة
إلى السفر به .وقال في التحفة :نعم ،إن كان الخوف في السفر ولو بحرا أقششل منششه فششي البلششد ولششم
يجد من يقترضه :سافر به) .قوله :وشراء عقار يكفيه غلته( أي يكفي المولى غلتششه نفقششة وكسششوة
وغيرهما )قوله :أولى
) (1سورة النعام ،الية (1) .152 ::سورة البقرة ،الية.220 ::
] [ 87
من التجارة( هو خبر عن المبتدأ الذي هو شراء .قال في النهاية :ومحله عند المششن عليششه
من جور السلطان وغيره ،أو خراب للعقار ولم يجد به ثقششل خششراج .اه )قششوله :ول يششبيع عقششاره(
أي ل يبيع الولي عقار المولي ،لنه أسلم وأنفع من غيره .وفي المغني :وكالعقار ،فيما ذكر ،آنية
القنية من نحاس وغيره ،كما ذكره ابن الرفعة عن البندنيجي ،قال :وما عداهما ل يباع أيضا ،إل
لغبطة أو حاجة ،لكن يجوز لحاجة يسيرة ،وربششح قليششل لئق ،بخلفهمششا .وينبغششي .كمششا قششال ابششن
الملقن ،أنه يجوز بيع أموال التجارة من غير تقييد بشئ ،بل لو رأى البيع بأقل مششن رأس المششال،
ليشتري بالثمن ما هو مظنة للربح :جاز ،كما قششاله بعششض المتششأخرين ،اه )قششوله :إل لحاجششة( أي
كخوف ظالم ،أو خرابه ،أو عمارة بقية أملكه ،أو لنفقته وليششس لشه غيششره ولششم يجششد مقرضششا ،أو
رأى المصلحة في عدم القرض ،أو لكونه بغيششر بلششده ويحتششاج لكششثرة مؤنشة لمششن يتششوجه ليجششاره
وقبض غلته ،ويظهر ضبط هذه الكثرة ،بأن تستغرق أجرة العقار أو قريبا منهششا ،بحيششث ل يبقششى
منها إل مال وقع له عرفا .اه .تحفة) .وقوله :أو غبطة ظششاهرة( أي بششأن يرغششب فيششه بششأكثر مششن
ثمن مثله ،وهو يجد مثله ببعض ذلك الثمن أو خيرا منششه بكلششه وفششي البجيرمششي مششا نصششه .تنششبيه:
المصلحة أعم من الغبطة ،إذ الغبطة :بيع بزيادة على القيمة لها وقع ،والمصلحة ل تستلزم ذلششك،
لصدقها بنحو شراء ما يتوقع فيه الربح ،وبيع ما يتوقع فيه الخسششران لششو بقششي .اه )قششوله :وأفششتى
بعضهم بأن للولي الصلح على بعض دين المولي .الخ( قال في التحفة ،بعد ذكر الفتاء المذكور،
وفيه نظر :إذ ل بد في صحة الصلح من القرار .اللهم إل أن يفرض خشية ضياع البعض ،ولششو
مع القرار ،ويتعين الصلح ،لتخليص الباقي .اه .وكتب السيد عمر البصري علششى قششول التحفششة،
وأفتى بعضهم بأن للولي الصلح الخ ،ما نصه :يؤخذ منه بعد التأمل أن المراد جواز إقششدام الششولي
على ذلك للضرورة ،ل صحة الصلح المذكور في نفس المر ،فإنها مسششكوت عنهششا .وحينئذ :فل
فرق بين القرار وعدمه ،وأن بقيششة مششاله بششاق بذمششة المششدين باطنششا ،بششل وظششاهرا إذا زال المششانع
وتيسر استيفاء الحق منه ،كما في المسألة المنظر بها ،وهي دفع بعض مششاله لسششلمة بششاقيه ،فششإنه
يجوز للولي القدام عليه ،لنه عقد صحيح يملكه بشه الخشذ ،بشل هشو ضشامن لشه مطلقشا علشى مشا
تقشرر .اه )قشوله :إذا تعيشن ذلشك( أي الصشلح علشى بعشض ديشن المشولي) .وقشوله :لتخليشص ذلشك
البعض( أي المصالح عليه ،أي على أخذه ،وذلك لن القاعدة :أن الصششلح يتعششدى بالبششاء .وعلششى:
للمأخوذ ،وبمن وحتى :للمششتروك )قشوله :كمشا أن لشه ،بشل يلزمششه( الكششاف للتنظيشر ،والضشمير أن
للولي) .وقوله :دفع بعض ماله( إسم أن مؤخر ،وفاعل يلزم :يعود عليه ،وهششو وإن كششان مششؤخرا
لفظا :مقدم رتبة ،وضمير ماله يعود على المولي )قوله :ولششه( أي للششولي) .وقششوله بيششع مششاله( أي
المولي) .وقوله نسيئة( أي بأجل .واشششترط يسششار المشششتري ،وعششدالته ،وزيششادة علششى النقششد تليششق
بالنسيئة ،وقصر الجل عرفا .اه .تحفة) .وقوله :لمصلحة( أي كربح ،وخوف مششن نهششب )قششوله:
وعليه أن يرتهن الخ( أي ويجب على الولي أن يرتهن بالثمن رهنا واقيا ،ويستثني مششن ذلششك :مششا
لو باع مال ولده من نفسه نسيئة ،لنه أمين في حق ولده .ويجب عليه أيضا :أن يشهد على الششبيع
)قوله :إن لم يكن المشتري موسرا( مفهومه أنه إن كان موسرا :ل يجششب عليششه الرتهششان ،وهششذا
هو ما قاله المام ،واقتضاه كلم الشيخين ،ولم يرتضه في التحفة ،ونصها ،بعششد كلم ،ول تغنششي
عنه ،أي الرتهان -ملءة المشتري ،لنه قد يتلف احتياطا للمحجور ،فإن ترك واحد ممششا ذكششر،
أي الشهاد ،والرتهان ،بطل البيع ،إل إذا ترك الرهن والمشتري موسششر علششى مششا قششاله المششام،
واقتضاه كلمهما ،وقال السبكي :ل استثناء ،وضمن .نعم :إن باعه لمضطر ل رهن معه :جششاز.
اه )قوله :ولولي الخ( أي ويجوز لولي ،أن يقرض مال موليه إذا كان لضشرورة ،فشإن لشم توجشد:
امتنع عليه أن يقرضه ،كما مر في القرض -وعبارته هناك :ويمتنع على ولي قرض مال موليه
بل ضرورة .نعم :يجوز للقاضي إقراض مشال المحجشور عليشه بل ضشرورة ،لكشثرة أششغاله ،إن
كان المقترض أمينا موسرا .اه )قوله:
] [ 88
] [ 89
يأتي أول العارية -اه) .وقوله :فيما ل يقابل بأجرة( قضيته أنششه لششو اسششتخدمه فيمششا يقابششل
بها :لزمته ،وإن لم يكرهه ،لكنه بوليته عليه إذا قصد بإنفاقه عليه جعل النفقة في مقابلة الجششرة
اللزمة برئت ذمته .اه .بجيرمشي )قشوله :ول يضشر بشه علشى ذلشك( أي علشى السشتخدام )قشوله:
وأفتى النووي بأنه لو استخدم( أي الجد من الم المعلششوم مششن المقششام) .وقششوله :لزمششه أجرتششه إلششى
بلوغه رشده( قال في التحفة ،أي لنه ليس من أهل التبرع بمنافعه المقابلششة بششالعوض .اه )قششوله:
وإن لم يكرهه( أي على الستخدام ،وهو غاية للزوم الجرة )قوله :ول يجب أجششرة الرشششيد( أي
في مقابلة الستخدام) .وقوله :إل إن أكره( أي عليه ،فإن لم يكره :فل أجرة )قوله :ويجري هششذا(
أي التفصيل بين لزوم الجرة على من استخدمه إلى البلوغ والرشد ،وعششدم لزومهششا عليششه بعششده،
إل إن أكره وقوله في غير الجد للم :يشششمل الب والجششد للب اه .سششم .وهششذا ل ينششافي مششا قبششل
الفتاء ،لنه مفروض فيما ل يقابل بأجرة ،وهذا فيما يقابل بها .فتأمل )قوله :لو كان للصبي مال
غائب( أي عن بلده )قوله :من مال نفسه( متعلق بأنفق :أي أنفق الولي عليششه مششن مششاله) .وقششوله:
بنية الرجوع( متعلق بأنفق )قوله :إذا حضر ماله( أي الصبي .والظرف متعلق بششالرجوع )قششوله:
رجع( جواب لو ،وضميره المستتر يعود على الولي )قوله :إن كان الخ( قيد في الرجشوع )قشوله:
لنه( أي من ذكر من الب أو الجد يتولى الطرفين :أي اليجاب والقبول ،وهششو تعليششل لرجششوعه
إذا نواه عند النفاق )قوله :بخلف غيرهما( أي غير الب والجد من بقية الولياء ،فإنه إذا أنفششق
من مال نفسه على الصبي :ل يرجع ،ولو نوى الرجوع عند النفاق ،لعدم صحة توليششة الطرفيشن
)قوله :بل يأذن الخ( أي بل إذا أراد غيرهما -الصادق بالحاكم -الرجوع :يأذن لمن ينفق عليششه،
ثم إذا حضر ماله :يوفيه منه )قوله :فادعى إنفاقه عليششه( أي فششادعى الب أنششه أنفششق مششا ثبششت فششي
ذمته على ابنه )قوله :بأنه الخ( متعلق بأفتى :أي أفتى بأن الب يصششدق بششاليمين ،وإذا مششات :قششام
وارثه مقامه .وال سبحانه وتعالى أعلم .فصششل فششي الحوالششة أي فششي بيششان حكمهششا ،وبيششان بعششض
أركانها ،وشرائطها ،وهي بفتح الحشاء ،وحكشي كسشرها ،لغشة :التحشول ،والنتقشال .وششرعا عقشد
يقتضي تحول دين من ذمشة إلشى ذمشة .وقشد تطلشق علشى هشذا النتقشال نفسشه .والصشل فيهشا قبشل
الجماع :خبر الشيخين :مطل الغني ظلم ،وإذا أتبع أحششدكم علششى ملششئ -بششالهمز -فليتبششع بتشششديد
التاء ،أو سكونها ،وتفسره رواية البيهقي وإذا أحيل أحدكم على ملئ ،فليحتل وقوله :مطشل الغنشي
ظلم أي إطالة المدافعة فسق .قال في التحفة :ويؤخذ منه أن المطل كبيرة ،لنه جعله ظلمششا ،فهششو
كالغصب ،فيفسق بمرة منه .قال السبكي :مخالفا للمصنف في اشششتراط تكششرره نقل عشن مقتضششى
مذهبنا ،وأيده غيره بتفسير الزهري للمطششل ،بششأنه إطالششة المدافعششة ،أي فششالمرة ل تسششمى مطل،
ويخدشه ،أي يضعفه ،حكاية المصنف اختلف المالكيششة :هششل يفسششق بمششرة منششه أو ل ؟ فاقتضششى
اتفاقهم على أنه ل يشترط في تسميته مطل تكرره ،وإل لم يأت اختلفهم .وقششد يؤيششد هششذا تفسششير
القاموس له بأنه ،أي المطل ،التسويق بالدين ،وبه يتأيد مششا قششاله السششبكي .اه .والصششح أنهششا بيششع
دين بدين جوز للحاجة ،وذلك لن المحيل :باع ما في
] [ 90
ذمة المحال عليه بما في ذمته للمحتال ،والمحتال :باع مششا فششي ذمششة المحيششل بمششا فششي ذمششة
المحال عليه .فالبائع :المحيل ،والمشتري :المحتال ،والمبيع :دين المحيل ،والثمن :دين المحتششال.
وقيل إنها استيفاء حق )قوله :تصششح حوالششة بصششيغة() .واعلششم( أن أركششان الحوالششة سششتة :محيششل،
ومحتال ،ومحال عليه ،ودينان :دين للمحتششال علششى المحيششل ،وديششن للمحيششل علششى المحششال عليششه،
وصيغة .وشرائط الحوالة خمسة :رضششا المحيششل والمحتششال .وثبشوت الششدينين الششذي علششى المحيششل
والذي علشى المحشال عليشه ،فل تصششح ممشن ل ديششن عليششه ،ول علششى مشن ل ديششن عليشه .وصششحة
العتياض عنهما :فل تصح بدين السلم ورأس ماله ،ول عليهما ،لعدم صحة العتيششاض عنهمششا،
وكذا ل تصح بدين الجعالة قبل الفراغ من العمل ول عليه لما ذكر .والعلم بالششدينين قششدرا وصششفة
وجنسا :فلو جهل ذلك العاقدان ،أو أحدهما ،فهي باطلة .وتساويهما كذلك :فلو عششدم التسششاوي ،أو
جهل ،فهي باطلة) .قوله :وهي( أي الصيغة )قوله :كأحلتك على فلن بالدين الذي لك علي( قششال
في التحفة :فإن لم يقل بالدين ،فكناية اه .وقال م ر :هو صريح ،وإن لم يقل بالدين الذي لك علي
ولم ينوه -فعلى ما جرى عليه حجر :أن الكناية تدخل الحوالة ،وعلى ما جرى عليه م ر :أنها ل
تكون إل صريحة ،فل تدخلها الكناية) .قوله :أو نقلت إلخ( أشار به إلى أنه ل يتعين في الصششيغة
لفظ الحوالة ،بل يكفي ما يؤدي معناها :كنقلت حقك إلشى فلن ،أو جعلشت مشا أسشتحقه علشى فلن
لك ،أو ملكتك الدين الذي عليه .والمعتمد ،عند الرملي ،عدم النعقاد بلفظ البيع ،ولو نواها .وعند
ابن حجر :النعقاد إن نواها )قوله :وقبول( بالرفع ،عطف على إيجاب )قوله :بل تعليششق( راجششع
لليجاب والقبول ،كما في البيع )قوله :ويصح( أي القبششول بلفششظ أحلنششي :أي فهششو اسششتيجاب قششائم
مقام القبول ،ومثله :ما لو قال احتل على فلن بما لك علي مششن الششدين ،فقششال :احتلششت ،أو قبلششت،
فيكون استقبال قائما مقام اليجاب .أفاده ع ش )قوله :وبرضا محيل ومحتال( هذا مسششتغنى عنششه
بالصشيغة ،إذ اليجشاب والقبشول يتضشمن رضشاهما ،إل أن يقشال ليشس هشو مقصشودا بالشذات ،بشل
المقصود :مفهومه ،وهو قوله بعد :ول يشترط رضا المحال عليه .والمحيل :هو من عليششه الششدين
للمحتال .والمحتال :هو من له الدين على المحيل )قوله :ول يشترط رضا المحال عليه( أي لنششه
محل الحق ،فلمن له الحق أن يستوفيه بنفسششه وبغيششره )قششوله :ويلششزم بهششا الشخ( شششروع فششي فششائدة
الحوالة المترتبة عليها ،وحاصلها براءة ذمة المحيل من دين المحتال ،وبراءة ذمة المحششال عليششه
من دين المحيل ،وتحول حق المحتال من ذمة المحيل إلى ذمة المحال عليه .وقوله ديششن محتششال:
أي نظيره يصير في ذمة المحال عليه) .قوله :فإن تعذر أخذه( أي المحتال على إضافة المصششدر
لفاعله أو الدين على إضافة المصدر لمفعوله بعد حششذف الفاعششل) .وقششوله :منششه( أي مششن المحششال
عليه )قوله :بفلس( متعلق بتعششذر ،والبششاء سششببية :أي تعششذر الخششذ بسششبب فلششس) .وقششوله :حصششل
للمحال عليه( المقام للضمار ،فكان عليه أن يقول :حصل له )قوله :وإن قششارن الفلششس الحوالششة(
أي ل فرق في الفلس بين أن يكون طارئا على الحوالة أو مقارنا لهششا ،فل رجششوع للمحتششال علششى
المحيل في الحالتين )قوله :أو جحد( معطوف على فلس :أي أو تعذر أخششذه منشه بجحشد) .وقششوله:
أي إنكار منه( أي المحال عليه لصل الحوالة )قوله :أو دين المحيل( معطوف على الحوالة :أي
أو إنكششار لششدين المحيششل )قششوله :وحلششف( يقششرأ بصششيغة المصششدر :عطفششا علششى إنكششار ،أو بصششيغة
الماضي وجعل الواو للحال.
] [ 91
)وقوله :عليه( أي على النكار المذكور ،يعني أن تعششذر الخششذ المششذكور .يحصششل بإنكششار
المحال عليه الدين أو الحوالة مع حلفه على ذلك) .قوله :أو بغير ذلك( يعني أو تعذر أخششذه بغيششر
الفلس والجحد) .قوله :كتعشزز المحشال عليشه( أي تقشويه وتغلبشه )قشوله :لشم يرجشع المحتشال علشى
محيل( جواب فإن ،وإنما لم يرجع عليه ،لن الحوالة بمنزلة القبض ،وقبولها متضمن ،لعششترافه
باستجماع شرائط الصحة .قال في التحفة :نعم .له ،أي المحتال ،تحليف المحيل أنه ل يعلم براءة
المحال عليه على الوجه .وعليه فلو نكل :حلف المحتال ،كما هو ظاهر ،وبششان بطلن الحوالششة،
لنه حينئذ كرد المقر له القرار .اه .ولو شرط فيها الرجوع عند التعذر بشئ مما ذكر :لم تصح
الحوالة ،لنه شرط خالف مقتضاها )قوله :وإن جهل( أي المحتال) .وقوله :ذلك( أي تعذر الخذ
بشئ مما يذكر )قوله :ول يتخير لو بان الخ( ل فائدة له بعد الغاية السابقة ،أعني قوله وإن قششارن
الفلس الحوالة ،وجزمه بعدم الرجوع ،ولو مع الجهل ،إل أن يقال :ذكره لجل الغاية الششتي بعششده.
وعبارة المنهج :فيها إسقاط ذلك ،وذكر الغاية بعد قوله :لم يرجع على محيل ،وهي أولشى )قشوله:
وإن شرط يساره( أي المحال عليه :أي فل عبرة بالشرط المذكور ،لنه مقصششر بششترك الفحششص.
وقيل له الخيار إن شرط يساره ،ثم تبين إعساره )قوله :ولو طلب المحتال المحال عليه الخ( هذه
المسألة نقلها في التحفة عن ابن الصلح )قوله :فقال( أي المحال عليه) .وقوله :أبرأني المحيششل(
قال سم -هل كذلك إذا قال أقر أنه لم يكن له علي دين حتى يكون للمحتال الرجوع ؟ اه) .قششوله:
قبل الحوالة( قال في التحفة :هو صريح في أنه ل تسمع منه دعوى البراء ،ول تقبل منه بينتششه،
إل أن صرح بأنه قبل الحوالة ،بخلف مششا لشو أطلششق .ومشن ثشم أفشتى بعضششهم بششأنه لشو أقششام بينشة
بالحوالة ،فأقام المحال عليه بينة بإبراء المحيششل لششه :لششم تسششمع بينششة البششراء ،أي وليششس هششذا مششن
تعارض البينتين ،لما تقرر أن دعوى البراء المطلق والبينة الشاهدة بششه فاسششدان ،فششوجب العمششل
ببينة الحوالة ،لنهشا لشم تعشارض .اه) .قشوله :بشذلك( أي بشالبراءة المفهومشة مشن أبرأنشي) .قشوله:
سمعت( أي البينة في وجه المحتال .قال الغزي :وهذا صحيح في دفع المحتال .أما إثبات البراءة
من دين المحيل ،فل بد من إعادتها في وجهه .اه .تحفة )قوله :ثم المتجه( أي ثم بعد سششماع بينششة
المحششال عليششه بششالبراءة المتجهششة الششخ) .وقششوله :إل إذا اسششتمر( أي المحتششال ،أي فل يرجششع علششى
المحيل )قوله :ولو باع عبدا( أي أو أمة ،ولو قال رقيقا :لشملهما )قوله :وأحال بثمنششه( أي أحششال
البائع بثمن العبد على المشتري )قوله :ثم اتفق المتبايعان( أي والمحتال أيضا ،بششدليل قششوله بعششد:
وإن كذبهما المحتال الخ .وقوله على حريته :أي على أن العبد حر وقششت الششبيع) .قششوله :أو ثبتششت
حريته حينئذ( أي حين البيع )قوله :ببينة شهدت حسبة( قال البجيرمي :شششهادة الحسششبة هششي الششتي
تكون بغير طلب ،سواء أسبقها دعوى ،أم ل )قوله :أو أقامها العبد( أي أو أقام العبشد البينشة علشى
حريته :أي ولم يصرح بالرق قبل ذلك ،لنها تكذب قوله .ومثل العبد :ما إذا أقامها أحششد الثلثششة،
أعني المتبايعين ،والمحتال ،ولم يصرح بأن المبيع مملوك ،بل اقتصر على البيع )قوله :لم تصح
الحوالة( جواب لو .والمراد أنه بان عدم انعقادهششا لتششبين أن ل بيششع ،فل ثمششن ،فيششرد المحتششال مششا
أخذه من المشتري ،ويبقى حقه كما كان )قوله :وإن كذبهما( أي المتبايعين المتفقين على الحرية،
فهو مقابل للصورة الولى )قوله :ول بينة( أي على الحرية )قوله :فلكششل منهمششا( أي المتبششايعين.
)وقوله :تحليفه( أي المحتال ،ولو حلفه أحدهما :لم يكن للثاني تحليفه ،لتحاد خصومتهما )قششوله:
على نفي العلم بها( أي لن هذه قاعة الحلف على النفي الذي ل يتعلق بالحششالف ،فيقششول :والش ل
أعلم حريته )قوله :وبقيت الحوالة( وحيئنذ يأخذ المحتال المال من المشتري ،ويرجع
] [ 92
المشتري على البائع المحيل ،لنه قضششى دينششه بششإذنه الششذي تضششمنته الحوالششة )قششوله :ولششو
اختلفا( أي بعد إذن مدين لدائنه في القبششض) .وقششوله :أي الششدائن والمششدين( بيششان لضششمير التثنيششة.
)وقوله :في أنه( أي المدين ،والجار والمجرور متعلق باختلفا ،أي اختلفا فششي أن المششدين وكششل أو
أحال ؟ والمراد :اختلفا في اللفظ الصادر من المدين ،هل هشو لفشظ الوكالشة ،أو الحوالشة ؟ )قشوله:
بأن قال المدين :وكلتك لتقبض لي( أي أو قال :أردت بقولي أحلتك الوكالششة )قششوله :فقششال الششدائن:
بل أحلتنششي( أي أو أردت الحوالششة )قششوله :صششدق منكششر حوالششة( جششواب لششو )قششوله :فيصششدق فششي
المدين( أي بيمينه في أنه وكل ،أو في أنه أراد الحوالة .وبحلفه :تنششدفع الحوالششة ،وبإنكششار الخششر
الوكالة :ينعزل ،فيمتنع قبضه ،فإن كان قد قبض :برئ الدافع له ،لنه وكيششل أو محتششال ،ويلزمششه
تسليم ما قبضه للحالف ،وحقه عليه باق) .قوله :والدائن( أي ويصدق الدائن :أي بيمينه) .وقوله:
في الخيرة( أي فيما إذا ادعى الوكالة ،والمدين الحوالة .وبحلفه :تندفع الحوالة ،ويأخذ حقششه مششن
المستحق عليه ،ويرجششع هششذا علششى المحششال عليششه )قششوله :لن الصششل الششخ( علشة لتصششديق منكششر
الحوالة) .وقوله :المستحق عليه( هو ،بفتح الحاء ،المدين .وال سبحانه وتعالى أعلم )قوله :تتمة(
أي في بيان أحكام الضمان ،وأحكام الصلح .وقد ترجم الفقهاء لكل منهما بباب مستقل ،وذكرهمشا
بعد الحوالة ،لن كل منهما يترتب عليه قطع النزاع ،كالحوالة ،والضمان لغة :اللتزام ،وشرعا:
يقال للتزام دين أو بدن أو عين ،ويقال للعقد الذي يحصل به ذلك .ويسمى الملتزم لذلك :ضامنا،
وضششمينا ،وحميل ،وزعيمششا ،وكفيل ،وصششبيرا .قششال المششاوردي :لكششن العششرف خششص الضششمين:
بالمششال ،أي ومثلششه الضششامن ،والحميششل :بالديششة ،والزعيششم :بالمششال العظيششم ،والكفيششل :بششالنفس،
والصبير :يعم الكل :والصل فيه :حديث العاريششة مششؤداة ،أي مششردودة ،والزعيششم غششارم ،والششدين
مقضي وحديث أنه )ص( تحمل عن رجل عشششرة دنششانير .وأركششانه خمسششة :ضششامن ،ومضششمون
عنه ،ومضششمون لششه ،ومضششمون ،وصششيغة .وهششو منششدوب لقششادر واثششق بنفسششه ،وإل فمبششاح .قششال
العلماء :الضمان أوله شهامة ،أي شدة حماقة ،وأوسطه ندامة ،وآخره غرامة .ولذلك قيششل نظمششا:
ضاد الضمان بصاد الصك ملتصق فإن ضمنت :فحاء الحبس فيالوسط ومششن مسششتلطف كلمهششم،
ثلثة أحرف شنيعة :ضاد الضششمان ،وطششاء الطلق ،وواو الوديعششة .وقششال بعضششهم :عاشششر ذوي
الفضل واحذر عشرة السفل وعن عيوب صديقك كف وتغفل وصن لسانك إذا ما كنت في محفششل
ول تشارك ول تضمن ولتكفل )قوله :يصح من مكلف رشيد( أي ولو حكما :ليدخل من بذر بعد
رشده ولم يحجر عليه ،ومن فسق ،ومن سكر متعششديا ،فششإن هششؤلء فششي حكششم الرشششيد ،ول بششد أن
يكون مختارا أيضا ،فخرج الصبي ،والمجنششون ،والسششفيه ،والمكششره ،ولششو قنششا أكرهششه سششيده ،فل
يصح ضمانهم .ول بد ،على الصح ،أن يعشرف عيشن المضشمون لشه ،وهشو رب الششدين ،لتفششاوت
الناس في المطالبة تشديدا وتسهيل ،فل يكفي معرفته مجرد نسششبه أو اسششمه ،وإنمششا كفششت معرفششة
عينه ،لن الظاهر عنوان الباطن ،وتقوم معرفة وكيله مقام معرفته عند م ر تبعا لوالششده ،وجششرى
ابن حجر ،تبعا لشيخ السلم ،على عششدم الكتفششاء بششذلك) .قششوله :ضششمان بششدين( أي ولششو منفعششة:
كالعمل الملتزم الذمة بالجششارة ،أو المسششاقاة .وشششمل الششدين :الزكششاة ،فيصششح ضششمانها لمسششتحقين
انحصروا .اه .بجيرمي) .وقوله :واجب( أي ثابت ،ولو باعتراف الضششامن ،وإن لششم يثبششت علششى
المضمون عنه شئ .كما صرح به الرافعي ،بششل الضششمان متضششمن ،لعششترافه بوجششود شششرائطه،
فيلزم الضامن المال الششذي اعششترف بششه .ويشششترط فششي الششدين :أن يكشون معلششوم القششدر ،والجنششس،
والصفة .وخرج بذلك :الشديون المجهولشة ،فل يصشح ضشمانها )قشوله :سشواء اسشتقر( المشراد مشن
الستقرار :اللزوم ،وقيل المراد بالمستقر :الذي أمن من سقوطه) .وقوله :في ذمة
] [ 93
المضمون له( صوابه المضمون عنه ،وهو المششدين الششذي ضششمن عنششه مششا عليششه) .وقششوله:
كنفقة اليوم وما قبله( تمثيل للذي استقر في ذمته) .قوله :أو لم يستقر( أي لكنه آيل إلى الستقرار
)قوله :كثمن مبيع لم يقبض( أي ذلك المششبيع ،وهششو تمثيششل للششذي لششم يسششتقر )قششوله :وصششداق قبششل
وطئ( التمثيل به لمششا لششم يسششتقر مبنششي علششى أن المششراد بالسششتقرار ،عششدم تطششرق السششقوط إليششه،
والصداق قبل الوطئ يتطرق السقوط إليه ،كأن تفسخ النكاح بعيبه ،أما على أن المراد به اللزوم،
فل يصح جعلششه تمششثيل لششه ،لنششه لزم بالعقششد )قششوله :ل بمششا سششيجب( أي ل يصششح الضششمان بمششا
سيجب ..ويستثنى من ذلك :ضمان درك المبيع ،أو الثمششن ،وهششو أن يضششمن للمشششتري الثمششن إن
خرج المبيع مستحقا ،أو معيبا ورد .ويضمن للبائع المبيع إن خرج الثمن كذلك .وإضشافة ضشمان
الدرك :لدنى ملبسة ،لن المضمون في الصورة الولششى :الثمششن عنششد إدراك المسششتحق للمششبيع،
وفي الصورة الثانية :عند إدراك المستحق للثمن ،فظهر من ذلك أن الدرك :اسم مصششدر ،بمعنششى
الدراك ،وفسره بعضهم :بالعهد والتبعة ،فكأنه قال :يضمن له عهدة الثمن أو المبيع والتبعة بششه،
أي المطالبة به ،ولذلك يسمى ضمان العهششدة أيضششا .ول يصششح الضششمان المششذكور إل بعششد قبششض
المضمون ،لنه إنما يضمن :ما دخل في ضششمان البششائع أو المشششتري) .قششوله :كششدين قششرض( أي
سيقع ،وكان الولى التقييد به ،كما في فتح الجواد ،وعبارته :ل بما سيجب ،كدين قششرض أو بيششع
سيقع -اه .وذلك كأن قال أقرض هذا مائة وأنا ضامنها ،فل يصح ضمانه ،لنه غير ثابت .وقششد
تقدم للشارح ،في فصل القرض ،ذكر هذه المسألة ،وأنه يكون ضامنا فيها ،وعبارته هنششاك :ولششو
قال أقرض هذا مائة وأنا لها ضامن ،فأقرضه المائة ،أو بعضها ،كان ضامنا ،على الوجششه .اه.
وحينئذ فيكون ما هنا ،من عدم صحة الضمان ،منافيا لما مر عنششه ،مششن أن الجششوه :الضششمان إل
أن يقال إنه هناك جرى على قول ،وهنا على قول ،وتقدم عن شرح البهجة في الكتابة التي علششى
قوله كان ضامنا على الوجه :أنه وقع للماوردي نظير ما وقع لشارحنا من أنششه صششحح الضششمان
هناك ،ولم يصححه في باب الضمان ،وأنه حمل ما قاله هناك على أنه مفرع على القششول القششديم،
وما قاله هنا على القول الجديد ،الذي صححه الشيخان فششارجع إليششه إن شششئت) .قششوله :ونفقششة غششد
للزوجة( عبارة الروض وشرحه :وكذا نفقشة مشا بعشد اليشوم للزوجشة وخادمهشا ،وإن جشرى سشبب
وجوبها ،لنه توثقة ،فل يتقدم ثبوت الحق كالشهادة .اه) .قوله :ول بنفقة القريششب الشخ( معطششوف
على ل بما سششيجب :أي ول يصششح الضششمان بنفقششة القريششب مطلقششا ،أي سششواء كششانت ماضششية ،أو
مستقبلة ،وذلك لن سبيلها البر والصلة ،ل الديون .وفششي البجيرمششي :لنهششا مجهولششة ،ولسششقوطها
بمضي الزمان ،وهذا ما رجحه الذرعي ،وجزم به ابششن المقششري .ز ي .اه) .قششوله :ول يشششترط
رضا الدائن( أي ل يشترط في صحة الضمان رضششا الششدائن :أي ول قبششوله ،وهششذا هششو الصششح.
وقيل يشترط الرضا ،ثم القبول لفظا ،وذلك لن الضمان محض الششتزام ،لششم يوضششع علششى قواعششد
المعاقدات) .وقوله :والمدين( أي ول يشترط رضا المدين ،وهذا بالتفاق ،لجواز أداء الششدين مششن
غير إذنه ،فالتزامه أولى )قوله :وصح ضمان الرقيق( أي المكاتب وغيره) .وقوله :بششإذن سششيده(
وذلك لن الضمان إثبات مال في الذمة بعقد ،وهو ل يصح من غير إذن .قال فششي التحفششة :وإنمششا
صح خلع أمة بمال في ذمتها بل إذن ،لنها قد تضطر إليه لنحششو سششوء عشششرته .اه .وإذا ضششمن
بالذن ،فإن عين السيد للداء جهة يقضي منها الدين :عمل بتعيينه ،وإن لشم يعيشن لشه جهشة ،بشأن
اقتصر له على الذن بالضمان ،تعلق الغرم بما يكسبه ،وبما في يده من أموال التجششارة ،إن كششان
مأذونا له فيها ،فإن لم يكن مأذونا له فيها :تعلق بما يكسبه فقششط بعششد الذن) .قششوله :وتصششح منششه(
أي من المكلف الرشيد) ،وقوله :كفالششة بعيششن( أي الششتزام ردهششا إلششى مالكهششا) .واعلششم( أن الكفالششة
ترادف الضمان لغة وشرعا ،كما عرفت ،وتغايره عرفششا :إذ هششو خششص الضششمان بالمششال مطلقششا،
عينا كان أو دينا ،والكفالة بالبدن) .وقوله :مضمونة( أي ضمان يششد ،كالمغصششوب ،والمسششتام ،أو
ضمان عقد .وخرج به:
] [ 94
غير المضمونة ،كالوديعة ،والرهن ،فل تصح الكفالة بهما) .قوله :وببششدن الششخ( معطششوف
على بعين :أي وتصح منه كفالة بإحضار بدن من يستحق حضوره في مجلشس الحكشم :أي لجشل
حق الدمي مطلقا ،ما ل كان ،أو عقوبة :كقصاص ،وحد قذف ،أو حق ل تعششالى مششالي :كزكششاة،
وكفارة .بخلف غيره .كحدود ال تعالى ،وتعازيره :كحد خمشر ،وزنششا ،وسشرقة .لنششا مششأمورون
بسترها ،والسعي في إسقاطها ما أمكن) .وقوله :بششإذنه( متعلششق بتصششح ،أو بكفالششة المقششدرين ،أي
إنما تصح كفالة بدن مشن ذكشر :بشإذنه ،وإل لفشات مقصشود الكفالشة مشن إحضشاره ،لنشه ل يلزمشه
الحضور مع الكفيل من غير إذن ،ويعتبر إذن المكفول بنفسه إن كان ممن يعتبر إذنه ولو سششفيها
وبوليه إن كان صبيا ،أو مجنونا ،أو وارثه إن كان ميتا ،ليشششهدوا علششى صششورته ،وكششان الشششاهد
تحمل الشهادة عليه كذلك ،ولم يعرف نسبه واسمه ،فإن عرفهما :لم يحتج إليها .ومحل ذلششك قبششل
إدلئه في هواء القبر ،وإل فل تصح الكفالة ،لن في إخراجه بعد ذلك إزراء به .وعلششم تقششرر أن
من مات ،ولم يأذن فششي كفششالته ،ول وارث لشه ،ل تصششح كفششالته) .قشوله :ويششبرأ الكفيششل بإحضششار
مكفول( من إضافة المصدر إلى مفعوله بعد حذف الفاعل :أي ويبرأ الكفيششل بإحضششاره بنفسششه أو
وكيله المكفول ،وإن لم يقل عن الكفالة .وكما يبرأ بذلك :يبرأ بإبراء المكفول له) .وقوله :شخصا
كان( أي المكفول ،أو عينا :فهو تعميم في المكفول) .وقوله :إلى المكفششول لششه( متعلششق بإحضششار،
أي أو وارثه) .وقوله :وإن لم يطالبه( الضمير المسششتتر يعششود علششى المكفششول لششه ،والبششارز يعششود
على الكفيل) .قوله :وبحضوره( أي المكفششول .وهششو معطششوف علششى بإحضششار :أي ويششبرأ الكفيششل
بحضور المكفول .والمراد به هنا خصششوص البششدن ،إذ ل يتصششور حضششور العيششن بنفسششها إل إن
كانت حيوانا .ويشترط فيه أن يكون بالغا عاقل ،فل يكفي حضششور الصششبي والمجنششون) .وقششوله:
عن جهة الكفيل( أي مع إتيانه بلفظ يدل عليه ،وذلك بششأن يقششول :حضششرت أو سششلمت نفسششي عششن
جهة الكفيل :فل يكفي مجرد حضوره من غير أن يقول ما تقدم ،كما في التحفة ،ونصها :وظاهر
كلمهم اشتراط اللفظ هنا ،أي فيما إذا حضشر بنفسششه ،ل فيمششا قبلشه ،أي فيمششا إذا حضشره الكفيشل.
ويفرق بأن مجئ هذا وحده :ل قرينة فيه ،فاشترط لفظ يدل ،بخلف مجئ الكفيل بششه ،فل يحتششاج
إلى لفظ .ونظيره أن التخلية في القبض :ل بد فيها من لفظ يدل عليها ،بخلف الوضششع بيششن يششدي
المشتري ،كما مر ،نعم :إن أحضره بغير محل التسليم ،فل بد من لفظ يدل على قبوله لششه حينئذ،
فيما يظهر ،اه) .قوله :بل حائل( متعلق بكل مششن إحضششار وحضششور :أي يشششترط لششبراءة الكفيششل
بإحضار المكفول أو حضوره بنفسه :أن ل يكون هناك حائل بينششه وبيششن المكفششول لششه ،فششإن كششان
هناك حائل ،كمتغلب يمنعه من تسلمه ،فل يبرأ ،لعدم حصول المقصود .قال في التحفة :نعششم ،إن
قبل مختارا :برئ .اه .فقوله كمتغلب :أي ظالم ،تمثيل للحائل )قوله :بالمكان( متعلق أيضششا بكششل
مششن إحضششار وحضششور :أي ويششبرأ الكفيششل بإحضششاره المكفششول ،أو حضششوره بنفسششه إلششى المكششان
المذكور .فإن أحضره ،أو حضر بنفسه في غيره :لم يلزم المستحق القبششول ،إن كششان لششه غششرض
في المتناع ،وإل فالظاهر ،كما قاله الشيخان ،لزوم القبول ،فإن امتنع :رفعه إلى الحششاكم يقبششض
عنه ،فإن فقد :أشهد شاهدين أنه سلمه )قوله :وإل فحيث وقعششت الكفالششة فيششه( أي وإن لششم يشششترط
مكان :فيعتبر المكان الذي وقعت الكفالة فيه ،لكن إن صلح فإن خرج عن الصلحية :تعين أقرب
مكان صالح على ما هو قياس السلم أفاده سم) .قوله :فإن غاب( أي المكفششول مششن بششدن أو عيششن.
)وقوله :لزمه( أي الكفيل إحضاره أو ولو من دار الحرب ،ومششن فششوق مسششافة القصششر ،ولشو فششي
بحر غلبت السلمة فيه ،فيما يظهر ،وما يغرمه الكفيل من مؤنة السفر في هذه الحالششة :فششي مششال
نفسه ولو كان المكفول ببدنه يحتاج لمشؤن السششفر ول شششئ معششه :اتجششه أن يششأتي فيششه مششا لششو كششان
المكفول محبوسا بحق .وقد ذكر صاحب البيان ،وغيره ،فيه :أنه ،أي الكفيل ،يلزمه قضششاؤه ،أي
الدين ،أي فيقال هنا يلزمه مؤن السفر ،ثم إنه يمهل مدة ذهششاب وإيششاب عششادة ،فششإن مضششت المششدة
المذكورة ولم يحضره :حبس ما لم يؤد الدين لنه مقصر) .وقوله :إن عرف محله وأمن
] [ 95
الطريق( أي ولم يكن ثم من يمنعه منششه عششادة )قشوله :وإل فل( أي وإن لشم يعششرف المحششل
بأن جهله ،ولم يأمن الطريق .فل يلزمه إحضاره .قششال فششي النهايششة :ويقبششل قششوله فششي جهلششه ذلششك
بيمينه .اه .ول يكلف السفر إلى الناحية التي علم ذهابه إليها ،وجهل خصششوص القريششة الششتي هششو
بها ليبحث عن الموضع الذي هو بششه .اه .ع ش )قششوله :ول يطششالب كفيششل بمششال( أي ول يطششالب
الكفيل بإحضار البدن أو العين إذا تلف كل منهما بمال ،وذلك لنه إنمششا الششتزم حضششور مششا ذكششر،
ولم يلتزم المال ،فإذا فات ما التزمه :ل ششئ عليشه) .قشوله :وإن فشات التسشليم( أي مشن المكفشول.
وقوله بموت :البشاء سشببية ،متعلقشة بفشات .أي فشات بسشبب مشوته) .قشوله :أو غيشره( أي المشوت،
كهرب ،أو توار ولم يدر محله )قوله :فلو شرط أنه يغششرم المششال( أي كقششوله :كفلششت بششدنه بشششرط
الغرم ،أو على أني أغرم ،أو نحوه .قال البجيرمي :وليس من الشرط ما لو قال كفلت بششدنه ،فششإن
مات فعلي ضمان المال ،فتصح الكفالة ،وهذا وعد ل يلزم الوفششاء بششه .اه) .قششوله :لششم تصششح( أي
الكفالة ،لن ذلك خلف مقتضاه ،وهو عدم غرم الكفيل المال) .قششوله :وصششيغة اللششتزام( شششروع
في بيان الصيغة التي هي أحد أركان الضمان) .وقوله :فيهما( أي فششي الضششمان والكفالششة )قششوله:
كضمنت دينك الخ( أشار به إلى أن شرط الصيغة لهما لفظ يششعر بشالتزام ،ويقشوم مقشامه الكتابشة
مع النية ،وإشارة أخرس )قوله :ولو قال أؤدي الخ( أي لو أتى بصيغة ل تشعر بالتزام :ل ينعقششد
الضمان )قوله :فهو وعد بالتزام( أي قوله المذكور وعد بالتزام ،ول يدل على التزام :أي والوعد
ل يجب الوفاء به) .وقوله :كما هششو صششريح الصششيغة( يعنششي أن الصششيغة المششذكورة ،وهششي أؤدي
الخ ،صريحة في الوعد وعدم اللتزام )قوله :نعم ،إن حفت بشه( أي أحشاطت بشه ،أي بقشوله ؤدي
الخ ،قرينة :كأن رأى صاحب الحق يريد حبشس المشديون ،فقشال الضشامن أنشا أؤدي المشال ،فشذلك
قرينة على أنه يريد أنا ضامنه ،ول تتعششرض لشه .ع ش) .وقشوله :تصششرفه( أي القششول المششذكور.
)وقوله :إلى النشاء( أي إلى إنشاء عقد اللتزام )قوله :انعقد( أي الضمان بششه )قششوله :كمششا بحثششه
ابن الرفعة ،واعتمده السبكي( قال في التحفة بعده :وبحث الذرعي أن العامي إذا قال قصدت بشه
التزام ضمان أو كفالة :لزمه ،وهو أوجه مما قبله ،ويؤيده ما يأتي :أنه لو قششال داري لزيششد ،كششان
لغوا ،إل إن قصد بالضافة كونها معروفة به مثل ،فيكون إقراره .وقشد يقشال البحثشان متقاربشان،
فإن الظاهر أن ابن الرفعة ل يريد أن القرينة تلحقه بالصريح ،بل تجعله كنايششة ،فحينئذ إن نششوى:
لزمه ،وإل فل ،لكنه يشترط شيئين :القرينة ،والنية من العامي وغيره .والذرعششي ل يشششترط إل
النية من العامي ،ويحتمل في غيره أن يوافق ابن الرفعة ،وأن يأخذ بإطلقهم أنه لغو .اه) .قوله:
ول يصحان( أي الضمان والكفالة) .وقوله :بشرط براءة أصيل( هششو المششدين الششذي عليششه الحششق،
وذلك لمنافاته مقتضاهما .قال ع ش :هو ظاهر في الضششمان ،ويصششور فششي الكفالششة بششإبراء كفيششل
الكفيل بأن يقول :تكفلت بإحضار من عليه الدين على أن من تكفل به قبششل بششرئ .اه .وفششي كششون
هذا يسمى أصششيل نظشر ،إل أن يقششال إنشه أصشيل بالنسشبة للثشاني ،فتأمشل .وقشال بعضششهم :المشراد
بالصيل في الكفالة :المكفول .اه .بجيرمي) .قوله :ول بتعليق( أي ول يصحان بتعليق نحششو :إذا
جاء الغد فقد ضمنت ما على فلن ،أو كفلت بدنه .وتوقيت :أي ول بتوقيت :نحشو أنشا ضشامن مشا
على فلن ،أو كفيل ببدنه إلى شهر ،فإذا مضى :برئت ،وإنما لم يصحا بما ذكر ،لنهمششا عقششدان،
كالبيع ،وهو ل يدخله تعليق ول تأقيت ،فكذلك همششا )قشوله :وللمسششتحق الشخ( هششذا ثمشرة الضشمان
وفششائدته ،والمسششتحق شششامل للمضششمون لششه ووارثششه) .وقششوله :مطالبششة الضششامن والصششيل( بششأن
يطالبهما جميعا ،أو يطالب أيهما شاء بالجميع ،أو يطششالب أحششدهما ببعضششه ،والخششر ببششاقيه .أمششا
الضامن :فللخبر السابق )الزعيم غارم( ،وأما الصيل :فلن الدين باق عليه .قال في التحفة :ول
محذور في مطالبتهما ،وإنما المحذور :في تغريهما
] [ 96
معا كل الدين ،والتحقيق أن الذمتين إنما اششتغلنا بشدين واحشد كشالرهنين بشدين واحشد ،فهشو
كفرض الكفاية :يتعلششق بالكششل ،ويسششقط بفعششل البعششض .فالتعششدد فيششه :ليششس فششي ذاتششه ،بششل بحسششب
ذاتيهما .ومن ثم :حل على أحدهما ،فقط ،وتأجل في حق أحدهما فقط .ولو أفلس الصششيل فطلششب
الضامن بيع ماله أو ل :أجيب ،إن ضمن بإذنه ،وإل فل ،لنه موطن نفسششه علششى عشدم الرجششوع.
اه) .قوله :ولو برئ( أي الصيل بأداء أو إبراء أو حوالششة) .وقششوله :بششرئ الضششامن( أي لسششقوط
الحق) .قوله :ول عكس في البراء( أي لو برئ الضمان بششإبراء المسششتحق لششه لششم يششبرأ الصششيل
لنه إسقاط للوثيقة ،فل يسقط به الدين .قال في التحفة :وشمل كلمهششم مششا لششو أبششرأ الضششامن مششن
الدين ،فيكون كإبرائه من الضمان ،وهشو متجششه ،خلفششا للزركششي ،وقشوله إن الششدين واحششد تعششدد
محله فيبرأ الصيل بذلك :يرده ما مر في التحقيششق مششن التعششدد العتبششاري ،فهششو علششى الضششامن:
غيره على الصيل ،باعتبار أن ذاك :عارض له اللزوم ،وهذا :أصلي فيششه ،فلششم يلششزم مششن إبششراء
الضامن من العارض :إبراء الصيل من الذاتي .اه .وقال سم :يمكن رد مششا قششاله الزركشششي مششع
تسليم اتحاد الدين ،لن معنى أبرأتك من الدين :أسقطت تعلقه بك .ول يلزم من سقوط تعلقششه بششه:
سقوطه من أصله ،وإنما سقط عن الضامن :بإبراء الصيل ،لن تعلقه بششه تششابع لتعلقششه بالصششل،
فإذا سقط الصل :سقط تابعه .اه) .قوله :دون الداء( أي بخلف ما لو برئ الضامن بأداء الدين
للمستحق ،فإنه يبرأ الصيل )قوله :ولششو مششات أحششدهما( أي الضششامن أو الصششيل )قشوله :والششدين
مؤجل( أي والحال أن الدين مؤجل :أي عليهما بأجششل واحششد )قششوله :حششل عليششه( أي علششى الميششت
منهما لوجود سبب الحلول في حقه ،وأما الخشر الحشي :فل يحششل عليششه ،لعششدم وجشوده فشي حقشه،
ولنه ينتفع بالجل .وإذا مات الصيل ،وله تركة ،فللضامن مطالبة المستحق ،بأن يأخذ منها ،أو
يبرئه ،لحتمال تلفهشا ،فل يجشد مرجعشا إذا غشرم .وإذا مشات الضشامن وأخشذ المسشتحق مشاله مشن
تركته :ل ترجع ورثته على الصششيل إل بعششد الحلششول )قششوله :ولضششامن رجششوع علششى أصششيل إن
غرم( محله إذا كان الضمان والداء بإذنه ،وكان الداء من مششاله ،فششإن انتفششى إذنششه لششه فيهمششا ،أو
كان الداء ،ل من ماله ،بل من سهم الغششارمين ،فل رجششوع ،فششإذا وجششد الذن فششي الضششمان دون
الداء :رجع في الصح ،لنه إذن في سبب الداء ،فإن وجد الذن في الداء ،دون الضمان ،فل
رجوع :إل إن أدى بشرط الرجوع فيرجع )قوله :ولو صالح( أي الضامن )وقوله عن الششدين بمششا
دونه( أي كأن صالح عن مائة بما دونهشا )قشوله :لشم يرجشع( أي علشى الصشيل) .وقشوله :إل بمشا
غرم( أي وهو القدر الذي صولح به ،وذلك لنه هو الذي بذله .وفي التحفة :قال شارح التعجيششز:
والقدر الذي سومح به يبقى على الصيل ،إل أن يقصد الدائن مسامحته به أيضا .اه .وفيششه نظششر
ظاهر ،لنه لم يسامح هنا بقدر ،وإنما أخذه بدل عن الكل ،فالوجه :إبراء الصيل منه أيضششا .اه.
)قوله :ولو أدى دين غيره بإذن( أي بإذن ذلك الغير في الداء .وخرج به :ما إذا لم يأذن لششه فششي
ذلك ،فل رجوع مطلقا ،لنه متبرع )قوله :رجع( أي المؤدي علشى المشؤدى عنشه )قشوله :وإن لششم
يشرط له الرجوع( غاية للرجوع :أي يرجع ،وإن لم يشششرط الذن الرجششوع عليششه إذا أدى .وهششو
للرد على القول الضعيف ،بأنه ل يرجع ،معلل له بأن الذن ل يقتضي الرجوع ،وهششذا ل ينششافي
ما مر آنفا ،من أنه إذا وجد الذن في الداء دون الضششمان ،فل رجششوع ،إل أن يشششرط الرجششوع،
لن هنا وجد ضمان بل إذن ،فلما وجد هناك سبب آخر للداء غيششر الذن فيششه وهششو كششون الداء
عن جهة الضشمان الشذي بل إذن اعتشبر ششرط الرجشوع )قشوله :إل إن أداه بقصشد التشبرع( أي ل
يرجع إن أداه بقصد التبرع ،ويعرف بإقراره :سواء شرط لشه الذن الرجشوع عليشه أم ل) .قشوله:
طالب كل بجميع الدين( أي كرهنا عبدنا بألف :يكون نصششف كششل رهنششا بجميششع اللششف) .وقششوله:
وقال جمع متقدمون طالب كل بنصف الدين( أي كاشترينا هذا بألف .واعتمد في التحفششة :الول،
قال :والقياس على الرهن واضح ،وعلى البيع غير واضح ،لتعذر شراء كل بألف ،فتعين
] [ 97
تنصيفه بينهما ،ثشم قشال رأيشت ششيخنا اعتمشد مشا اعتمشدته ،قشال :وبشه أفشتيت ،وعللشه بشأن
الضمان وثيقه ل تقصد فيه التجزئة ،واعتمد في النهاية الثاني .قال :وبشه أفشتى الوالشد رحمشه الش
تعالى ،لنه اليقين ،وشغل ذمة كل واحد بالزوائد مشكوك فيه .وبذلك أفتى البششدر بششن شششهبة عنششد
دعوى أحد الضامنين ذلك وحلفهما عليه ،لن اللفظ ظاهر فيه ،وبالتبعيض قطع الشيخ أبو حامد.
وفي سم :قال شيخنا الشهاب الرملي ،المعتمد في مسألة الضششمان :أن كل ضششامن للنصششف فقششط،
وفي مسألة الرهن :أن نصف كل رهششن :بالنصششف ،فالقيششاس علششى الرهششن :قيششاس ضششعيف علششى
ضعيف .اه) .قوله :قال شيخنا الخ( أتى بشه فشي التحفشة جوابشا عمشا يشرد علشى معتمشده مشن عشدم
التقسيط فيما لشو قشال :ضششمنا مالششك علشى فلن .وحاصششل الجششواب أن هشذا ل يشرد علششى المسششألة
المذكورة ،لنه ليس ضمانا حقيقة ،والكلم فيما هو ضمان حقيقة )قوله :لنه ليس ضمانا حقيقة(
أي لنه على ما لم يجب ،والضمان حقيقة أن يكشون علششى مششا وجشب )قشوله :بششل اسشتدعاء إتلف
مال( أي طلششب ذلششك .وقششوله لمصششلحة :هششي السششلمة )قششوله :فاقتضششت( أي المصششلحة) .وقششوله:
التوزيع( أي تقسيط الضمان على الكل) .وقوله :عنها( أي عن المصششلحة .والش سششبحانه وتعششالى
أعلم) .قوله :واعلم أن الصلح الخ( شروع في بيان أحكام الصلح :من صحته مشع القششرار ،ومشن
جريان حكم البيع عليه ،وهو لغة :قطع النزاع .وشرعا :عقد يحصل به ذلك .وهو أنششواع :صششلح
بين المسلمين والكفار ،وعقدوا له باب الهدنششة ،والجزيششة ،والمششان ،وصششلح بيششن المششام والبغششاة،
وعقدوا له باب البغاة ،وصلح بين الزوجين عند الشقاق ،وعقدوا له باب القسم والنشششوز ،وصششلح
في المعاملت ،وعقدوا له هذا الباب .والصل فيه قوله تعالى) * :والصلح خير( * لنشه إن كششان
المراد به مطلق الصلح ،كما يدل عليه التيان بالسم الظاهر ،دون الضمير ،فالمر ظششاهر .وإن
كان المراد الصلح بين الزوجيششن ،كمششا يششدل عليششه السششياق ،فغيششره بالقيششاس عليششه ،وقششوله )ص(:
الصلح جائز بين المسلمين ،إل صلحا أحششل حرامششا ،أو حششرم حلل وإنمششا خششص المسششلمين ،مششع
جوازه بين الكفار أيضشا ،لنقيشادهم للحكشام غالبشا .وششرط صشحة الصشلح :سشبق خصشومة بيشن
المتداعيين ،فلو قال :صالحني من دارك مثل بكذا ،من غير سبق خصومة ،فأجشابه :فهشو باطشل،
على الصح ،لن لفظ الصلح :يستدعي سششبق الخصشومة ،سشواء كشانت عنششد حشاكم أم ل .ولفظشه
يتعدى للمأخوذ :بالباء أو على ،وللمتروك :بمن أو عن .وقد نظم بعضهم هذه القاعدة بقششوله :فششي
الصلح للمأخوذ باء وعلى والترك من وعن كثير إذا جعل ونظمها بعضهم أيضا بقوله :بالبششاء أو
على يعدى الصلح لما أخذته فهذا نصح ومن وعن أيضا لما قد تركافي أغلب الحوال ذا قد سلكا
فإذا قال صالحتك من الششدار ،أو عنهششا ،بششألف ،أو عليششه :فالششدار متروكششة ،لششدخول مششن ،أو عششن،
عليها ،واللف مششأخوذة لششدخول البششاء ،أو علششى ،عليششه .وقششد يعكششس المششر علششى خلف الغششالب.
)وقوله :جائز مع القرار( أي صششحيح معششه .ولششو أنكششر بعششده فششإذا أقششر ثششم أنكششر :جششاز الصششلح،
بخلف ما لو أنكششر فصششولح ،ثششم أقششر فششإن الصششلح باطششل ،فششإن صششولح ثانيششا بعششد القششرار :كششان
صحيحا .ومثل القرار إقامة البينة واليمين المردودة ،لن لزوم الحق بالبينة ،كلزومششه بششالقرار.
واليمين المردودة :بمنزلة القرار ،أو البينة .وليس من القرار :صالحني عما تشدعيه بكشذا ،لنشه
قدير يريد به قطع الخصومة )قوله :وهششو علششى شششئ غيششر المششدعي الششخ( يعنششي أن الصششلح غيششر
المدعي ،بأن يكون المدعى دراهم ،فصولح على ثوب ،يكون
بيعا )واعلم( أن الصلح إما أن يكون عن عين ،وإما أن يكون عن ديششن .وكششل منهمششا :إمششا
أن يجري من المدعى به على غيره ،ويسمى صلح المعاوضششة ،أو علششى بعضششه ،ويسششمى صششلح
الحطيطة ،فالقسام أربعة .واقتصر المؤلف على القسم الول مششن قسششمي العيششن ،وتششرك الثششاني،
وهو الصلح منها على بعضها ،وذكر الثاني من قسششمي الششدين ،وتششرك الول ،وهششو الصششلح منششه
على غيره ،ثم إنه إما أن يجري بين متداعبين ،وهو ما ذكره المؤلف ،وإما أن يجششري بيششن مششدع
وأجنبي ،وهذا لم يذكره .وحاصله أن الجنبي إن صشالح عشن عيشن للمشدعى عليشه ،فشإن لشم يكشن
وكيل عنه لم يصح صلحه ،لنه فضولي .وإن كان وكيل عنه ،فششإن صششرح بالوكالششة ،بششأن قششال:
وكلني في الصلح معك وهو مقر لك بهششا ،أو وهششي لششك ،صششح ،ووقششع للموكششل ،فششإن لششم يصششرح
بالوكالة ،أو قال وهو مبطل في إنكاره ،أو لم يزد على قوله وكلني الغريم فششي الصششلح معششك :لششم
يصح .وإن صالح عنها لنفسه بعين ماله ،أو بدين في ذمته ،فإن قال وهو مقر لك ،أو وهششي لششك:
صح له ،وإن قال وهو مبطل لك فشراء شئ مغصوب ،فإن قششدر ،ولششو فششي ظنششه ،علششى انششتزاعه
ممن هو تحت يده :صح ،وإل فل .وإن قشال وهشو محشق أو ل أعلشم حشاله أو لشم يشزد علشى قشوله
صالحني بكذا :لغا الصلح ،هذا كله إن صالح عن عين ،فإن عن دين بغير ديششن بغيششر ديششن ثششابت
من قبل ،فإن قال هو مقر لك ،أو وهو لك ،وهو مبطل فشي إنكشاره :صشح للمشدعى عليشه فيمشا إذا
صالح له ،أو لنفسه فيما إذا صالح لها .فإن صششالح عنششه بششدين ثششابت مششن قبششل الصششلح :لششم يصششح
)قوله :فله حكم البيع( وهو مفرد مضاف ،فيعششم ،فكششأنه قششال :فلششه أحكششام الششبيع ،أي مششن الشششفعة،
والرد بالعيب ،وخيار المجلس والشرط ،ومنع التصرف قبششل القبششض ،وإنمششا جششرت عليششه أحكششام
البيع ،لن الصلح المذكور بيع للعيشن المشدعاة مشن المششدعي للمشدعى عليشه بلفششظ الصششلح) .قششوله:
وعلى بعض المدعي الخ( معطوف على شئ غير المدعي :أي وهو على بعض المششدعي إبششراء:
أي كصالحتك عن اللف التي لي عليك على خمسشمائة) .وقشوله :إن كشان( أي المشدعى بشه دينشا،
فإن كان عينا وجرى الصلح على بعضها ،فهبة منها للباقي لشذي اليشد ،فتثبشت فيشه أحكامهشا ،مشن
إذن في قبض ،ومضى إمكانه ،فيصح بلفظ الصلح :كصالحتك من الدار على بعضها ،كما يصششح
بلفظ الهبة ،بأن يقول وهبتك نصفها ،وصالحتك على نصششفها .ول يصششح بلفششظ الششبيع :بششأن يقششول
بعتك نصفها ،وصالحتك على نصفها -لعدم الثمن -لن العين كلهششا ملششك المقششر لششه ،فششإذا باعهششا
ببعضها :فقد باع ملكه بملكه ،والشئ ببعضه -وهو محال ) -قوله :فلششو لششم يقششل المششدعي أبششرأت
ذمتك لم يضر( أي ل يشترط في الصلح المذكور أن يكون بلفظ البراء ،بل يصح بلفظ الصششلح،
كالصيغة المتقدمة ،ولفظ البراء والسقاط ونحوهما :كالحط والوضع .ثم إنه ل يفتقر إلى القبول
إل إن جرى بلفظ الصلح ،كصالحتك على نصفه .فيفتقر إليه ،لن اللفظ يقتضششيه ،ورعايششة اللفششظ
في العقود :أكثر من رعاية معناها) .قوله :ويلغو الصلح الخ( أي كأن أدعى عليششه دارا فششأنكر أو
سكت ،ثم تصالحا على بعضششها أو غيرهششا ،فالصششلح باطششل ،لنششه علششى إنكششار أو سششكوت .وهششذا
محترز قوله المار مع القرار .وقد يصح الصلح مشع عشدم القشرار فشي مسشائل ،منهشا اصشطلح
الورثة فيما وقف بينهم ،كما إذا مات الميت عن ابن وولد خنثى مسألة الذكورة من اثنين ومسششألة
النوثة من ثلثة والجامعة ستة فيعطى البن ثلثة والخنثى اثنين ،ويوقف واحششد إلششى التضششاح،
أو الصلح :كأن يصطلحا على أن يكون لكل منهما نصف القيراط .ومنها ما لو أسلم الزوج علششى
أكثر من أربع ،ومات قبل الختيار ،فيوقف الميراث بينهن حتى يصطلحن ،وكذا إذا طلق إحششدى
زوجتيه ،ومات قبل البيان فيما إذا كانت معينششة فششي نيتششه ،أو قبششل التعييششن فيمششا إذا كششانت مبهمششة
عنده .ومنها ما لو تداعيا وديعة عند آخر ،فقال ل أعلم ليكما هي ؟ فيصطلحان على أنها بينهمششا
على تفاضل أو تساو) .قوله :حيث ل حجة للمدعي( الظرف متعلق بيلغو :أي يلغو حيث ل حجة
موجودة للمدعي .أما إذا كانت له حجة ،وهي البينة مششن شششاهدين ،أو رجششل وامرأتيششن ،أو يميششن
وشاهد ،فيصح ،لكن بعد تعديلها ،وإن لم يحكم بالملك على الوجه .وقال سششم :وصششورة المسششألة
أنه أقام البينة ثم صالح .ويبقى ما لو صالح ثم أقامها .وفي شششرح العبششاب :ولششو أقيمششت بينششة بعششد
الصلح على النكار بأنه ملك وقته ،فهل يلحق بالقرار ؟ قششال الجششوهري :يلحششق بششه ،بششل أولششى،
لنه يمكن الطعن فيها ،ل فيه .اه) .قوله :فل يصح الصلح الخ( هو
] [ 99
عين قوله ويلغو الصلح ،فكان الولى أن يقتصر علششى الغايششة ومششا بعششدها) .وقششوله :علششى
النكار( أي أو السكوت )قوله :وإن فرض صدق المدعى( غاية في بطلن الصلح )قوله :خلفششا
للئمة الثلثة( أي في قولهم :إن الصلح ل يبطل مع ذلك )قوله :نعششم .يجششوز للمششدعي المحششق أن
يأخذ ما بذل الخ( عبارة شرح الروض :وإذا كان على النكششار ،وكششان المششدعي محقششا ،فيحششل لششه
فيما بينه وبين ال أن يأخذ ما بذل له .قاله المششاوردي .وهششو صششحيح فششي صششلح الحطيطششة .وفيششه
فرض كلمه -فإذا صالح على غير المدعي ،ففيه ما يأتي في مسششألة الظفششر .قششاله السششنوي .اه
)قوله :وسيأتي حكم الظفر( أي في باب الدعوى والبينات ،وعبارته هناك :ولششه -أي للشششخص -
بل خوف فتنة عليه أو على غيره :أخذ ماله ،استقلل للضرورة من مشال مشدين لشه مقشر مماطشل
به ،أو جاحد له ،أو متوار ،أو متعششزز ،وإن كششان علششى الجاحششد بينششة ،أو رجششا إقششراره لششو رفعششه
للقاضي ،لذنه )ص( لهند لما شكت إليه شح أبي سششفيان أن تأخششذ مششا يكفيهششا وولششده بششالمعروف،
ولن في الرفع للقاضي مشقة ومؤنة ،وإنما يجوز له الخذ من جنس حقه .ثششم عنششد تعششذر جنسششه
يأخذ غيره ،ويتعين في أخذ غير الجنس تقديم النقد علششى غيششره .ثششم إن كششان المششأخوذ مششن جنششس
ماله :يتملكه ،ويتصرف فيه بدل عن حقه ،فششإن كششان مششن غيششر جنسششه :فيششبيعه الظششافر نفسششه ،أو
مأذونه للغير ،ل لنفسه ،اتفاقا ،ول لمحجوره :لمتنششاع تششولي الطرفيششن وللتهمششة .انتهششت) .قششوله:
فرع :يحرم على كل أحد الخ( شروع في بيان الحقوق المشتركة ،ومنع التزاحم عليها .وقد أفرده
الفقهاء بباب مستقل .وحاصل الكلم على ذلك :أنه يحرم غششرس الشششجر فششي الشششارع وإن انتفششى
الضرر وكان النفع لعموم المسلمين ويحل في المسجد مع الكراهة للمسششلمين كششأكلهم مششن ثمششاره،
أو ليصرف ريعه في مصالح المسجد .ويحرم بناء دكة مطلقا في الشارع ،أو فششي المسششجد ،ولششو
انتفى الضرر بها ،أو كانت بفناء داره .وإنما حرم ذلك :لنه قد تزدحشم المشارة ،فيعطلشون بشذلك،
لشغل المكششان بششه ،ولنششه إذا طششالت المششدة :أشششبه موضششعه الملك ،وانقطششع عنششه أثششر اسششتحقاق
الطروق) .وقوله :غرس شجر( مثله كل ما يضر المار في مروره ،كإخراج روشن ،أو سششاباط،
أي سقيفة ،على حائطين ،والطريق بينهما .فإن لم يتضرر المار به ،بأن رفعه بحيششث يمششر تحتششه
الشخص التام الطويل مع حمولة على رأسه ،وبحيث يمششر تحتششه المحمششل علششى البعيششر إذا كششانت
الطريق ممر فرسان وقوافل :جاز ذلك .هذا إذا كان ما ذكر في شارع ،أي طريق نافذ ،فإن كششان
في غيره ،فل يجوز إل بإذن الشركاء فيه) .وقوله :في شارع( هو مرادف للطريششق النافششد .وأمششا
الطريق ل بقيد النافذ ،فهو أعم من الشارع عموما مطلقا .ومادة الجتماع الطريق النافذ .وينفششرد
في طريق غير نافذ )قوله :كبناء دكة( الكاف للتنظير :أي نظير حرمة بناء دكه ،وهششي المسششطبة
العالية .والمراد هنا :مطلق المسطبة .قال في التحفة :ومثلها ما يجعل بالجششدار المسششمى بششالكبش،
إل إن اضطر إليه لخلل بنائه .ولم يضر المارة ،لن المشششقة تجلششب التيسششير .اه) .قششوله :وإن لششم
يضر( مفعوله محذوف :أي لم يضر ذلششك البنششاء والمششارة) .وقششوله :فيششه( أي فششي الشششارع ،وهششو
متعلق بلفظ بناء )قوله :ولو لذلك( ولو كشان البنشاء لشذلك :أي لعمشوم النفشع للمسشلمين )قشوله :وإن
انتفى الضرر حال( لم يظهر لهذه الغاية فائدة بعد الغاية الولى .أعني قوله :وإن لم يضر ،فكششان
الولى إسقاطها )قوله :ويحل الغرس بالمسجد الخ( وإنما امتنع فششي الشششارع مطلقششا ،لكششون توقششع
الضرر فيه أكثر .ويجوز حفر الششبئر فششي الشششارع ،وفششي المسششجد ،حيششث ل ضششرر ،وكششان بششإذن
المام وفي شرح الرملي :تقييد الجواز بكونه لعموم المسلمين ،وإذن المشام) .وقشوله :للمسشلمين(
أي لنفعهم كأكلهم من ثمارها) .وقوله :أو ليصرف ريعه( أي مشا غشرس .وقشوله :لشه أي للمسشجد
أي لمصششالح المسششجد ،كششترميم ،وإسششراج )قششوله :بششل يكششره( المناسششب والخصششر أن يقششول :مششع
الكراهة ،كما عبرت به فيما مر .وال سبحانه وتعالى أعلم.
] [ 100
بششاب فششي الوكالششة والقششراض أي فششي بيششان أحكامهمششا ،وشششرائطهما .وجمششع بيششن الوكالششة
والقراض في ترجمة واحشدة ،مشع أن الفقهشاء أفشردوا كل بترجمشة مسشتقلة ،لمشا بينهمشا مشن تمشام
الرتباط ،إذ القرض توكيل وتوكل ،فالمالك ،كالموكل ،فيشترط فيه شروطه ،والعامل كالوكيششل،
فيشترط فيششه ششروطه ،والوكالشة ،بفتشح الشواو ،وكسشرها ،لغشة :التفشويض ،والمراعشاة ،والحفششظ.
وشرعا ،ما سيذكره الشارح من قوله :وهي تفشويض شششخص أمشره إلششى آخشر فيمشا يقبششل النيابشة.
وهي ثابتة بالكتاب ،والسنة ،والجماع ،والقياس ،وذلك لقوله تعالى) * :فششابعثوا حكمششا مششن أهلششه
وحكما من أهلها( * ) (1وهما وكيلن ل حاكمشان علشى المعتمشد ،ولخشبر الصشحيحين أنشه )ص(
بعث السعاة لخذ الزكاة ،ولكون الحاجششة داعيششة إليهششا .ولهششذا نششدب قبولهششا ،لنهششا قيششام بمصششلحة
الغير .وقد تحرم :إن كان فيها إعانة على محرم .وقد تكره :إن كان فيها إعانة على مكروه .وقششد
تجب :إن توقف عليها دفع ضرر الموكل ،كتوكيل المضطر في شراء طعام قد عجششز عنششه ،وقششد
تتصور فيها الباحة كما إذا لم يكششن للموكششل حاجششة فششي الوكالششة ،وسششأله الوكيششل إياهششا مششن غيششر
غشرض وأركانهشا أربعشة :موكشل ،ووكيشل ،وموكشل فيشه ،وصشيغة .وششرط فشي الموكشل :صشحة
مباشرته ما وكل فيه بملك أو ولية ،وإل فل يصح توكيله لنه إذا لم يقدر على التصرف بنفسه،
فبنائبه أولى .فل يصح توكيل غير مكلف في تصرف إل السكران المتعدي ،فيصششح تششوكيله ،ول
توكيل مكاتب في تبرع بل إذن سيده ،وسفيه فيما ل يستقل به ،ولو بإذن وليه ،وفاسق في إنكششاح
ابنته .ويستثنى من ذلك :العمى ،فيصح توكيله فششي نحششو بيششع ،وشششراء ،وإجششارة وهبششة ،وإن لششم
تصح مباشرته له للضرورة والمحرم فيصح أن يوكل حلل فششي النكششاح بعششد التحلششل ،أو يطلششق.
وشرط في الوكيل :صحة مباشرته ما وكل فيه ،كالموكل ،لنشه إذا لشم يقشدر علشى التصشرف فيشه
لنفسه ،فلغيره أولى فل يصح توكيل صبي ومجنون ،ومغمى عليه ،ول توكل امرأة في نكاح ول
محرم فيه ليعقده في إحرامه ،وشرط في الموكل فيه :أن يكون قششابل للنيابششة ،وأن يملكششه الموكششل
حين التوكيل ،وأن يكون معلوما ،ولو بوجه ،فل يصح فيما ل يقبل النيابششة ،كالعبششادات ،ول فيمششا
ل يملكه الموكل ،كالتوكيل في بيع ما سيملكه ،نعم ،يصششح فيمششا ذكششر تبعششا :كوكلتششك فششي بيششع مششا
أملكه ،وكل ما سأملكه .ول فيما ليس بمعلوم ،كوكلتك في كل قليل وكششثير ،أو فششي كششل أمششوري،
وبيع بعض أموالي ،لما في ذلك من الغرر العظيم ،الششذي ل ضششرورة إلششى احتمششاله .وشششرط فششي
الصيغة ،لفظ من موكل يشعر برضاه .ول يشترط مشن الوكيشل :القبشول لفظشا ،بشل الشششرط :عشدم
الرد منه ،فلو ردها ،كأن قال ل أقبل ،أو ل أفعل ،بطلت .وكل ما ذكر يسششتفاد مششن كلم الشششارح
)قوله :تصح وكالة شخص( من إضافة المصدر لمفعوله) .وقوله :متمكن لنفسه( أي متمكششن مششن
التصرف لنفسه فالجار والمجرور متعلق بمحذوف .وهذا شرط للوكيشل) ،وقشوله :كعبشد وفاسشق(
تمثيل للمتمكن من التصرف لنفسه) .وقوله :في قبول النكششاح( أي أن تمكششن العبششد والفاسششق ليششس
مطلقا ،بل بالنسبة لقبول النكاح ،فيصح توكلهما فيه ،لتمكنهما منه لنفسهما) .وقوله :ولو بل إذن
سيد( أي أو ولي فيما إذا كان الفاسق سفيها .وعبارة شرح المنهج :والسفيه والعبششد فيتششوكلن فششي
قبول النكاح بغير إذن الولي والسيد .اه .والغاية للرد على من يقول:
] [ 101
ل يصح توكل العبد في قبول النكاح بغير إذن سششيده ،وعلشى مششن يقشول بصششحة ذلششك :فشي
القبول وفي اليجاب )قوله :ل في إيجابه( أي ل يصح توكلهمششا فششي إيجششاب النكششاح ،وذلششك لعششدم
تمكنهما منه لكونه ولية ،وهما ليسا من أهلها )قوله :وهي( أي الوكالة شرعا) .وقششوله :تفششويض
شخص( في البجيرمي ،هل أطلقها على العقد أيضا كما مر في البواب قبله ،وسيأتي في أبششواب
أخر ؟ فليحرر ،فإن الظاهر إطلقها عليه شرعا .شوبري .اه .وقد يقال :المراد تفويض شششخص
الخ بصيغة )قوله :فيما يقبل النيابة( أي مما يقبلها ،ففي :بمعنى من -البيانية لمره -وهششي حششال
منه :أي حال كون ذلك المر مما يقبل النيابششة .فششإن قلششت :النيابششة هششي الوكالششة ،وقششد أخششذت فششي
تعريف الوكالة ،وهذا دور .أجيب بأن النيابة شرعا أعم من الوكالة ،فل دور ،إل أنششه يششرد عليششه
أنه يصير التعريف به غير مانع) .وقوله :ليفعله في حياته( خرج به اليصاء ،فإنه إيما يفعله بعد
موته )قوله :فتصح( أي الوكالة ،وهو مفرع على ما يقبل النيابة )قششوله :كششبيع ونكششاح وهبششة( أي
وضمان ووصية وحوالة ،فيقول :جعلت موكلي ضامنا لك كذا ،أو موصيا بكذا أو أحلتششك بمالششك
على موكلي من كذا بنظيره مما له على فلن )قوله :وطلق منجز( أي لمعينة ،فلو وكله بتطليق
إحدى نسائه ،لم يصح ،في الصح )قوله :وفي كل فسخ( معطوف على في كل عقد :أي وتصششح
الوكالة في كل فسخ ،والمراد بالفسخ :الذي ليس على الفور ،أو على الفور ،وحصل عذر ل يعششد
به التأخير بالتوكيل فيه تقصيرا ،فشإن عشد التوكيشل فيشه تقصشيرا ،فل يصشح التوكيشل فيشه )قشوله:
كإقالة( تمثيل للفسخ ،وهي طلب المشتري من البائع الفسخ )قوله :وفي قبض وإقباض( معطششوف
على في كل عقد :أي وتصشح الوكالشة فشي قبشض وإقبشاض للشدين أو العيشن )قشوله :وفشي اسشتيفاء
عقوبة آدمي( معطششوف علششى فششي كششل عقششد أيضششا :أي وتصششح فششي كششل اسششتيفاء عقوبششة لدمششي،
كقصاص ،وحد قذف ،ويصح التوكيل أيضا في استيفاء عقوبة ل تعالى ،لكن من المام أو السيد
)قوله :والشدعوى( أي وتصشح الوكالشة فشي الشدعوى :أي بنحشو مشال أو عقوبشة لغيشر الش تعشالى،
والجواب عن ذلك )قوله :وإن كششره الخصششم( غايششة لصششحة التوكيششل فششي الششدعوى والجششواب :أي
يصح التوكيل في الدعوى ،وفي الجواب عنها ،سواء رضي الخصم بذلك أو ل .ومششذهب المششام
أبي حنيفة ،رضي ال عنه ،اشتراط رضا الخصم )قوله :وإنما تصح الوكالة فيمششا ذكششر( أي مششن
العقود والفسوخ )قوله :إن كان عليه ولية لموكل الخ( هذا شرط في الموكششل فيششه ،وهششو مششا مششر
من العقود والفسوخ وما بعدهما :أي أنه يشترط فيه أن يكششون للموكششل وليششة عليششه ،أي سششلطنة،
بسبب ملكه التصرف فيه :سواء كان مالكا للعين أو ل ،كالولي ،والحاكم ،فعبارته أعششم مششن قششول
المنهج ،وشرط في الموكل فيه أن يملكه حيششن التوكيششل ،إذ هششو خششاص بمالششك العيششن ،ول يشششمل
الولي والحاكم )قوله :فل يصح( أي التوكيل) .وقوله :في بيع ما سششيملكه( أي اسششتقلل ،ل تبعششا،
فيصح في بيع ما ل يملكه تبعششا للملششوك ،أو فششي بيششع عيششن يملكهششا ،وأن يشششتري لششه بثمنهششا كششذا.
وقياس ذلك ،صحة توكيله بطلق من سينكحها تبعا لمنكوحته ،كذا في شرح المنهج )قششوله :لنششه
ل ولية الخ( علة لعدم الصحة) :وقوله :له( أي للموكل) .وقوله :عليها( أي على ما سششيملكه ،أو
من سينكحها) .وقوله حينئذ( أي حين إذ وكل )قوله :وكذا لو وكل( أي وكششذلك ل يصششح التوكيششل
لو وكل الولي من يزوج موليته إذا طلقت أو إذا انقضت عدتها ،وذلششك لعششدم وليتششه عليهششا حيششن
التوكيل) .وقوله :إذا طلقت أي وانقضت عدتها(،
] [ 102
كما هو ظاهر) ،وقوله :هنششا( أي فششي بششاب الوكالششة )قششوله :لكششن رجششح فششي الروضششة فششي
النكاح( أي في باب النكاح :الصحة ،أي صحة الوكالة ،ونصها .فرع في فتاوى البغوي أن الششتي
يعتبر إذنها في تزويجها إذا قالت لوليها وهي في نكاح أو عدة :أذنت لك في تزويجي إذا فششارقني
زوجي ،أو انقضت عدتي ،فينبغششي أن يصششح الذن ،كمششا لششو قششال الششولي للوكيششل ،زوج بنششتي إذا
فارقها زوجها وانقضت عدتها ،وفي هذا التوكيششل ،وجششه ضششعيف ،أنششه ل يصششح ،وقششد سششبق فششي
الوكالة .اه) .قوله :وكذا لو قالت له الخ( أي وكذا رجح فششي الروضششة ،فششي بششاب النكششاح ،صششحة
الذن فيما لو قالت لوليها ،وهي في نكاج أو عدة ،أذنت لك في تزويجششي إذا حللششت ،بششأن يطلقهششا
زوجها وتنقضي عدتها في الصورة الولى ،أو تنقضي العدة في الثانية فقط .وفششي النهايششة :أفششتى
الوالد ،رحمه ال تعالى ،بصحة إذن المرأة المششذكورة لوليهششا ،كمششا نقله فششي كتششاب النكششاح ،عششن
فتاوى البغوي ،وأقراه ،وعدم صحة توكيل الولي المذكور ،كمششا صششححاه فششي الروضششة وأصششلها
هنا ،والفرق بينهمششا :أن تزويششج الششولي ،بالوليششة الشششرعية ،وتزويششج الوكيششل ،بالوليششة الجعليششة.
وظاهر أن الولى أقوى ،فيكتفي فيها بما ل يكتفي به في الثانية .وأن باب الذن أوسششع مششن بششاب
الوكالة .وما جمع به بعضهم ،بين ما ذكر في البابين ،بحمل عدم الصحة على الوكالة ،والصششحة
على التصرف ،إذ قد تبطل الوكالة ،ويصح التصرف ،رد بأنه خطششأ صششريح ،مخششالف للمنقششول،
إذا البضاع يحتاط لها فوق غيرها .اه) .قوله :ولو علق ذلك الخ( أي ولو علششق الشولي ذلششك :أي
توكيل التزويج ،بأن قال إذا طلقت بنششتي ،أو انقضششت عششدتها ،فقششد وكلتششك فششي تزويجهششا ،فسششدت
الوكالة ،ونفذ التزويج للذن .قال سم :كذا في شرح الروض ،لكن أطشال ابشن العمشاد فشي توقيشف
الحكام في بيان عدم النفوذ إذا فسد التوكيل في النكاح ،وفي تغليط من سششوى بيششن النكششاح وغيششره
في النفوذ بذلك .اه .وانظر :ما الفرق بين هذه الصورة والصورة الولششى المششارة ،وهششي كششذا لششو
وكل الخ ،فإنها متضمنة للتعليششق ،وإن لششم يكششن صششريحا فيهششا ؟ ويمكششن الفششرق بششأن الوكالششة هنششا
معلقة ،وهناك منجزة ،والمعلق إنما هو التزويج ،وهششو ل يضششر ،لمششا سششيأتي :أن المضششر تعليششق
الوكالة ،وأما تعليق التصرف :فغير مضر )قوله :ل في إقرار( عطف على في كششل عقششد )قششوله:
أي ل يصح التوكيل فيه( بيان لمنطوق مششا قبلششه ،والمناسششب لمششا قبلششه فششي الحششل أن يقششول :أي ل
تصح الوكالة في إقرار )قوله :بأن يقول( أي الموكل ،وهو تصوير للوكالة فششي القششرار :إيجابششا،
وقبول )قوله :فيقول الوكيل :أقررت عنه( أي عن موكلي :أي أو يقول جعلته مقششرا بكششذا )قششوله:
لنه( أي القرار ،وهو تعليل لعدم صحة الوكالة في القرار :أي وإنما لم تصح فيه لن القششرار
إخبار عن حق ،وهو ل يقبل التوكيل ،كالشششهادة )قششوله :لكششن يكششون الموكششل مقششرا بالتوكيششل( أي
لشعاره بثبوت الحق عليه ،وقيل ليس بإقرار :لن التوكيل بالبراء ليس بإبراء ،ومحل الخلف:
إذا قال وكلتك لتقر عني لفلن بكذا ،فلو قال أقر عني بألف له علي كان إقرار قطعا ،ولو قال لششه
أقر علي بألف ،لم يكن إقرارا قطعا :صرح به صاحب التعجيششز اه .شششرح الششروض .وقششوله فلششو
قال أقر عني بألف له علي :أي لو جمع بين عني وعلي ،كان إقرار قطعا ،وقوله :ولششو قششال أقششر
علي بألف :أي ولو اقتصر على علي ،لم يكن إقرارا قطعا ،وخالف بعضششهم فششي هششذه ،فقششال إنششه
يكون مقرا ،لنها أولى من عنششي .وفشي البجيرمشي :والحاصشل أنشه إذا أتششى بعلششي وعنشي ،يكشون
إقرارا قطعا .وإن حذفهما ،ل يكون إقرارا قطعا ،وإن أتى بأحدهما ،يكون إقرارا ،على الصششح،
كما يؤخذ من كلم ح ل ،وعلى كلم ق ل وع ش وز ي :ل يكون مقرا قطعا إذا أتشى بعلشي .اه.
)قوله :ول في يمين( عطف على في كل عقد أيضششا :أي ل تصششح الوكالششة فششي يميششن )قشوله :لن
القصد بها( أي
] [ 103
باليمين ،وهو علة لعدم صششحة الوكالششة فششي اليميششن )قششوله :فأشششبهت العبششادة( أي فأشششبهت
اليمين العبادة :أي في كون القصد تعظيم ال تعالى )قوله :ومثلها النذر الخ( أي ومثل اليمين فششي
عدم صحة الوكالة ،النذر ،وتعليق العتق ،والطلق بصفة ،فل يصح أن يقول وكلتك في أن تنشذر
عني ،أو تعلق عتق عبدي ،أو طلق زوجتي بصفة ،إلحاقا لها باليمين .ونقل المتولي في التعليق
أوجها :ثالثها إنه إن كان التعليق بقطعي ،كطلوع الشمس ،صح ،وإل فل ،فإنه يمين ،لنششه حينئذ
يتعلق به حث أو منع أو تحقق خبر ،واختاره السبكي ،أفششاده فششي شششرح الششروض )قششوله :ول فششي
شهادة( أي ول يصح التوكيل فيها) ،وقوله :إلحاقا لها بالعبادة( أي إلحاقا للشهادة بالعبادة .وانظر
وجه اللحاق .وعبارة المغني :لنا احتطنا ،ولم نقم غيششر لفظهششا مقامهششا ،فششألحقت بالعبششادة ،ولن
الحكم فيها منوط بالشاهد ،وهو غير حاصل للوكيل .اه) .قوله :والشهادة على الشهادة الششخ( هششذا
جواب عما يقال :كيف ل يصح التوكيل بالشهادة ،مع أن الشهادة علششى الشششهادة جششائزة بالتفششاق.
وحاصل الجواب أنها ليست توكيل ،بل هي تحمل عن الشاهد .وعبارة المغني :فإن قيل :الشهادة
على الشهادة باسترعاء ونحوه جائزة كمشا سشيأتي ،فهل كشان هنشا كشذلك ؟ أجيشب بشأن ذلشك ليشس
توكيل ،كما صرح به القاضي أبو الطيب ،وابن الصششباغ ،بششل شششهادة علششى شششهادة ،لن الحاجششة
الخ .اه .وقوله باسترعاء أي طلب من الشاهد ،بأن يقول له أنششا شششاهد بكششذا ،وأشششهدك ،أو اشششهد
على شهادتي به .وقوله ونحوه :أي نحو السترعاء ،كالسماع ،بأن يسمعه يشششهد عنششد حششاكم إلششى
آخر مشا سشيأتي فشي بشاب الششهادة )قشوله :المتحمشل عنشه (.أي المشؤدي عنشه ،وهشو بصشيغة اسشم
المفعول) ،وقوله :كحاكم أدى عنه( أي جعلته بمنزلة حاكم أدى عنه حكمه عند حششاكم آخششر ،بششأن
حكم حاكم على غائب ،وأنهى حكمششه إلششى حششاكم بلششد الغششائب ،فهششذا الششذي أدى حكششم الحششاكم عنششد
الحاكم الخر ،ليس بوكيل عنه ،وإنما هو مؤد ،ورسول ،وكذلك المتحمل للشهادة :ليششس بوكيششل،
وإنما هو مؤد لشهادة الشاهد )قوله :ول في عبادة( أي ل يصح التوكيل فيها ،وإن لم تتوقف على
نية .وذلك لن مباشرها :مقصود بعينه ،اختيارا من الش تعششالى ،ول فششرق بيششن أن تكششون العبششادة
فرضا أو نفل ،كصلة ،وصوم ،واعتكاف ،فليس له أن يترك الصلة ويوكل غيره ليصلي عنششه،
أو يصلي منفردا ويوكل غيشره ليصشليها جماعشة لشه ،ويكشون ثوابهشا لشه .وكشذا البقيشة .أمشا القيشام
بالوظائف ،كمن عليه إمامة مسجد ،أو تدريس ،فينيب غيششره ،حيششث كششان النششائب مثلششه ،أو أكمششل
منه ،أفششاده الشششرقاوي )قششوله :إل فششي حششج وعمششرة( أي فيصششح التوكششل فيهمششا ،ول بششد أن يكششون
الموكل معضوبا أو وصيا عن ميت ،ويندرج فيهما ،توابعهما ،كركعة الطواف ،فيصششح التوكيششل
فيهما ،تبعا لهما ،بخلف ما لو أفردهمششا بالتوكيششل :فل يصششح .والحاصششل أن العبششادة علششى ثلثششة
أقسام :إما أن تكون بدنية محضة ،فيمتنع التوكيل فيها ،إل ركعتي الطواف تبعششا .وإمششا أن تكششون
مالية محضة ،فيجوز التوكيل فيهششا مطلقششا ،وإمششا أن تكششون ماليششة غيششر محضششة ،كنسششك ،فيجششوز
التوكيل فيها بالشرط المار )قوله :وذبح نحو أضحية( أي فلششه أن يوكشل فششي ذلشك .وهنشاك أششياء
أخر مستثناة يجوز التوكيل فيها ،فلتراجع )قوله :ل تصح الوكالة الخ( ششروع فششي بيشان الصششيغة
)قوله :وهو ما يشعر الخ( أي اليجششاب لفششظ يشششعر الششخ .ومثششل اللفششظ :كتابششة ،أو إشششارة أخششرس
مفهمة) ،وقوله :الذي يصح مباشرته الموكششل فيششه( هششذا شششرط للموكششل ،كمششا تقششدم) ،وقششوله :فششي
التصرف( متعلق برضا ،أي يشعر برضا الموكل في تصرف الوكيل في الموكل فيه )قوله :قششال
السبكي الخ( عبارة التحفة قبل ذلك :وخرج بكاف الخطاب ،ومثلها وكلت فلنا ،ما لو قال وكلششت
كل من أراد بيع داري مثل ،فل يصح ،ول ينفذ
] [ 104
تصرف أحد فيها بهذا الذن ،لفساده ،نعم :بحث السبكي صششحة ذلششك فيمششا ل يتعلششق بعيششن
الوكيل فيه غرض ،كوكلت كل من أراد في إعتاق عبدي هذا ،أو تزويج أمتي هذه .قال :ويؤخششذ
من هذا قول من ل ولي لها ،إلى آخر ما ذكره الشارح )قوله :قال الذرعي :وهذا إن صششح الششخ(
كتب العلمة الرشيدي ما نصه) :قوله :وهذا إن صح( أي ما ذكر مششن تزويششج المششة ،وعبششارته،
أي الذرعي ،في قوته نصها :وما ذكره ،يعني السبكي ،فششي تزويششج المششة ،إن صششح ،ينبغششي أن
يكون فيما إذا عين الزوج ولم يفوض إل صيغة العقد ،ثم قال .وسئل ابن الصلح عمن أذنششت أن
يزوجها العاقد في البلد من زوج معيششن بكششذا ،فهششل لكششل أحششد عاقششد بالبلششد تزويجهششا ؟ فأجششاب إن
اقترن بإذنها قرينة تقتضي التعيين ،بأن سبق إذنها قريبا ذكر عاقد معين ،أو كانت تعتقد أن ليشس
بالبلد غير واحد ،فإن إذنها حينئذ تختص ،ول يعم .وإن لششم يوجششد شششئ مششن هششذا القبيششل ،فششذكرها
العاقد محمول على مسمى العاقد على الطلق ،وحينئذ :لكل عاقد بالبلد تزويجهششا .هششذا مقتضششى
الفقه في هذا .اه) .قوله :وبنحو ذلك( أي وبمثل ما ذكره السبكي أفتى ابن الصششلح ،وقششد علمششت
إفتاءه في عبارة الرشيدي ،فل تغفل )قوله :ول يشترط في الوكالة القبول لفظششا( أي لنهششا إباحششة
ورفع حجر ،كإباحة الطعام ،فل يتعين فيها القبول لفظششا .نعششم :لشو كششان لنسشان عيشن معششارة ،أو
مؤجرة ،أو مغصوبة فوهبها لخششر فقبلهششا ،وأذن لشه فششي قبضششها ،ثششم إن الموهششوب لشه ولششك فششي
قبضششها المسششتعير ،أو المسششتأجر ،أو الغاصششب ،اشششترط قبششوله لفظششا ،ول يكتفششي بالفعششل ،وهششو
المساك ،لنه استدامه لما سبق ،فل دللة فيه على الرضا بقبضه عن الغير .اه .شرح الششروض
)قوله :لكن يشترط( أي في الوكالة) .وقششوله :عششدم الششرد( أي بششأن يرضششى ويمتثششل ،فششإن رد ،لششم
تصح الوكالة .وإل صحت )قوله :ولو تصششرف( أي فضششولي .وعبششارة التحفششة :ول يشششترط هنششا
فور ول مجلس .ومن ثم لو تصرف غير عالم الخ .اه) .قوله :صح( أي تصرفه ،أي لن العبرة
في العقود بما في نفس المر )قششوله :كمششن بششاع الششخ( الكششاف للتنظيششر فششي صششحة الششبيع المششذكور
)قوله :ول يصح تعليق الوكالة بشرط( أي صفة أو وقت ،والظاهر أن المشراد بشالتعليق :مشا كشان
بالدوات وبغيرها ،بدليل أمثلته التية )قوله :فلو تصرف( أي الوكيششل )قششوله :كششأن وكلششه بطلق
الخ( أي كأن قال له وكلتك في طلق زوجتي التي سششأنكحها ،أو فششي بيششع عبششدي الششذي سششأملكه،
ففيما ذكر ،تعليق الوكالة بصفة ،أعني النكاح والملك ،وذلك لنه في قوة قششوله إن نكحششت فلنششة،
فأنت وكيل في طلقها ،أو إن ملكت فلنا ،فأنت وكيل في بيعه )قوله :أو بتزويج بنته إذا طلقت(
قد تقدم عن ابن العماد ما فيه ،فل تغفل )قوله :نفذ( أي التصرف المذكور ،وهو جواب لو )قوله:
عمل بعموم الذن( أي الذي تضمنته الوكالة ،فهي ،وإن كانت فاسدة بخصوصها ،ل يفسششد الذن
بعمومه ،لنه بفساد الخاص ،ل يفسد العششام ،وإنمششا كششان الذن أعششم مششن الوكالششة :لن بششاب الذن
أوسع من باب الوكالة ،وعبارة الروض :ولو علقها بشرط :فسدت ،ونفذ تصرف صششادف الذن.
قال في شرحه :وكذا حيث فسدت الوكالة ،إل أن يكون الذن فاسدا .كقششوله وكلششت مششن أراد بيششع
داري -فل ينفذ التصرف قاله الزركشي اه) .قوله :وإن قلنششا بفسششاد الوكالششة الششخ( هششذا بيششان لمششا
يترتب على الوكالة الفاسدة ،وهو سقوط الجعل المسمى إن كان ،وتجب أجرة
] [ 105
المثل ،كما أن الشششرط الفاسششد فشي النكشاح يفسششد الصششداق المسششمى ،ويشوجب مهشر المثشل،
بخلف الوكالة الصحيحة ،فإنه يستقر فيها الجعل المسمى إن كان .والحاصل الوكالششة الصششحيحة
والفاسششدة يسششتويان :بالنسششبة لنفشوذ التصششرف ،ويتغششايران ،بالنسششبة للجعششل المسششمى ،فيسششقط فششي
الفاسدة ،ويستقر في الصحيحة .تنبيه قال في المغني :هل يجوز القششدام علششى التصششرف بالوكالششة
الفاسدة ؟ قال ابن الرفعة :ل يجوز ،لكن استبعده ابن الصلح ،وهذا هشو الظشاهر ،لن هشذا ليشس
من تعاطي العقود الفاسدة ،لنه يقششدم علششى عقششد صششحيح .اه) .قششوله :إن كششان( أي وجششد الجعششل.
)وقوله :ووجوب( معطوف على سقوط )قششوله :وصششح تعليششق التصششرف فقششط( أي دون الوكالششة،
إنها منجزة ،والمعلق التصرف ،كوكلتك في كذا ،وإذا جاء رمضششان فبعششه) ،قششوله :وتأقيتهششا( أي
وصح تأقيتها ،أي الوكالة )قششوله :إلششى شششهر رمضششان( متعلششق بوكلتششك ،وحينئذ إذا دخششل الشششهر
المذكور ،ينعزل )قوله :أن يكششون الموكششل فيششه( يقششرأ بصششيغة المجهششول ،ونششائب الفاعششل :الجششار
والمجرور )قوله :معلوما للوكيل ولو بوجه( أي بحيث يقل معه غرر في الموكل فيه :بششأن يششذكر
من أوصافه ما ل بد منه في تمييششزه ،فيجشب فشي تشوكيله فششي شششراء عبششد ،بيششان نشوعه ،كشتركي،
وهندي ،وبيان صفته ،كرومي ،ونوبي ،إن احتيششج إلششى ذلششك ،بششأن اختلفششت أصششناف ذلششك النششوع
اختلفا ظاهرا ،وفي شراء دار :بيان محله ،أي حارة وسكة ،ثم محل بيان ما ذكر ،إذا لششم يقصششد
به التجارة ،وإل فل يجب بيان شئ من ذلك ،بل يكتفي :اشتر بهذا ما شئت من العروض ،أو مششا
رأيته مصلحة )قوله :كوكلتك الخ( تمثيل لما هو معلوم من وجه ،مجهول من وجه آخر ،فششالوجه
الذي هو معلوم منه في الوكالة في بيع جميع الموال خصوص كونه مال ،والوجه المجهول منه
أنواع المال ،والوجه المعلوم في عتق الرقششاء خصششوص كششونه عتقششا ،وجهششة الجهششل عششدم العلششم
بالعدد وكونها ذكورا أو إناثا .اه .بجيرمي )قوله :وإن لم تكشن أمشواله وأرقشاؤه معلومشة( أي مشن
بعض الوجوه :ككون الوكيل والموكل لم يعرفا نوعها وصنفها وعددها ،وكون الرقاء ذكورا أو
إناثا ،وبه يندفع ما يتراءى من التنافي في كلمه ،حيث اشترط أول العلم ،ثششم ذكششر مششا يفيششد علششم
الشتراط ،وحاصل الدفع ،أن الشرط :العلم ،ولو من بعض الوجوه ،وهذا ل ينششافي أنششه ل يضششر
الجهل من بعض آخر )قوله :لقلة الغرر( تعليل لمحذوف :أي فإنه يصششح التوكششل فيمششا كششر ،لقلششة
الغرر فيه )قوله :بخلف بع هذا أو ذاك( أي فإنه ل يصح ،وذلك لكثرة الغرر فيه )قوله :وفارق
أحد عبيدي( أي فارق قوله المذكور :ما إذا قال بع أحد عبيدي ،أي فإنه يصح )قوله :بششأن الحششد
الخ( متعلق بفارق) .وقوله :صادق على كل( أي على كل عبد أي فالعقد وجششد مششوردا يتششأثر بششه،
بخلفه في الول ،فإنه لم يجشد ذلشك ،لن أو ،للبهشام ،فلشذلك لشم يصشح فيشه ،وصشح فشي الثشاني.
وعبارة شرح الروض .وفرق بينهما بأن العقد لم يجد في الول موردا يتأثر به ،لن أو :للبهام،
بخلف الثاني ،فإنه صادق على كل عبد .اه) .قوله :بخلف بع بعض مششالي( أي فششإنه ل يصششح:
أي لكثرة الغرر فيه ،لكون الموكل فيه شديد البهام )قوله :نعم ،يصح بع ،أو هب منه مشا ششئت(
فرق في شرح الروض بين هذه الصورة -حيث صح التوكيل فيها ،وبين الصششورة المششارة قيلششه،
حيث لم يصح فيها ،بأن الموكل فيه فيها مبهم ،ولنه نكرة ،ل عموم فيه ول خصششوص ،بخلفششه
في هذه الصورة ،فإنه معرفة عامة مخصوصشة ،وحيشث صشح فيهشا ،فإنمشا يصشح التصشرف فشي
البعض ،دون الجميع ،لن من ،للتبعيض )قوله :وتبطل( أي الوكالة )وقششوله :فششي المجهششول( أي
من كل وجه ،بدليل ما قبله .وكان الولى زيادته )قوله :لكثرة الغرر فيه(
] [ 106
قال في التحفة :إذ يششدخل فيششه مششا ل يسششمح الموكششل ببعضششه ،كطلق زوجششاته ،والتصششدق
بأمواله )قوله :وباع الخ( شروع فيما يجششب علششى الوكيششل ومششا يمتنششع عليششه فششي الوكالششة المطلقششة
والمقيدة بعد صحتها )قوله :كالشريك( الكاف للتنظير )قششوله :صششح مباشششرته الششخ( الجملششة صششفة
لوكيل ،ول حاجة إليه ،لنه قد علم من قوله ،في صدر الباب ،تصح وكالة شخص متمكن لنفسششه
الخ )قوله :بثمن مثششل فششأكثر( متعلششق ببششاع :أي بششاع بثمششن مثششل فششأكثر ،وهششو قيششد أول ،وسششيذكر
محترزه) .وقوله :حال( قيد ثان .وسيذكر محترزه أيضا )قوله :فل يششبيع نسششيئة( أي بأجششل ،ولششو
بأكثر من ثمن المثل ،لن المعتاد ،غالبا ،الحلول مع الخطر فششي النسششيئة .اه .نهايششة .قششال ع ش:
ويظهر أنه لو وكله وقت نهب :جاز له البيع نسششيئة ،إذا حفشظ عشن النهشب .وكششذا لشو وكلشه وقششت
المن ،ثم عرض النهب لن القرينة قاضية قطعا برضاه .الخ .اه) .قوله :ول بغير نقد البلد( هذا
محترز قيد ملحوظ في المتن ،وهو بنقد البلد والمراد بنقد البلد :مششا يتعامششل بششه أهلهششا غالبششا ،نقششدا
كان أو عرضا ،الدللة القرينة العرفية عليه ،فإن تعدد لزمه بالغلب ،فإن تساويا ،فبششالنفع ،وإل
تخير ،أو باع بهما .والمراد بالبلد :ما وقع فيشه الشبيع بشالذن ،لدللشة القرينشة العرفيشة عليشه ،فشإن
سافر بما وكل في بيعه لبلد بل إذن ،لم يجز له بيعه إل بنقد البلد المششأذون فيهششا )قششوله :ول بغبششن
فاحش( محترز قوله بثمن مثل :أي ل يبيع بدونه إذا كشان بغبشن فشاحش ،وهشو مشا ل يحتمشل ،أي
يغتفر في الغالب ،أما إذا كان ل بغبن فاحش ،جاز البيع به )قوله :بأن ل يحتمل( تصششوير للغبششن
الفاحش )قوله :فبيع ما يسششاوي عشششرة بتسششعة( أي مشن الششدراهم .أو النصشاف ،ل مششن الشدنانير،
)وقوله :محتمل( أي مغتفر ،وينبغي أن يكون المراد حيث ل راغششب بتمششام القيمششة أو أكششثر ،وإل
فل يصح ،أخذا مما سيأتي .فيما لو عين له الثمن أنه ل يجوز له القتصار على ما عينه إذا وجد
راغبا كما سيأتي ،وقد يفرق سم على منهج .أقول :وقد يتوقف في الفرق بأن الوكيل يجششب عليششه
رعاية المصلحة ،وهي منتفية فيما لو باع بالغبن اليسير مع وجود من يأخذ بكامششل القيمشة .اه .ع
ش )قوله :وبثمانية غير محتمل( أي وبيع مششا يسششاوي عشششرة بثمانيششة غيششر محتمششل .والصششواب،
الرجوع في ذلك إلى العرف المطرد ،كما في التحفششة ،والنهايششة ،وعبارتهششا :قششال ابششن أبششي الششدم:
العشرة إن سومح بها في المائة يتسامح بالمائة في اللف ،فالصواب :الرجششوع للعششرف ،ويششوافقه
قولهما عن الرويششاني :إنششه يختلششف بأجنششاس المششوال ،لكششن قششوله فششي البحششر ،إن اليسششير يختلششف
باختلف الموال ،فربع العششر كششثير فششي النقشد والطعشام ،ونصشفه يسشير فششي الجششواهر والرقيششق
ونحوهما ،محل نظر ،وهو محمول على عرف زمنه ،إذ الوجه :اعتبار العرف المطرد في كششل
ناحية بما يتسامح به فيها .اه) .قوله :ومتى خششالف( أي الوكيششل ،وقششوله شششيئا ممششا ذكششر ،أي مششن
كونه حال ،وبنقد البلد ،وبثمن المثل ،ومخالفته لذلك ،بأن باع مؤجل ،أو بغير نقد البلد ،أو بغيششر
ثمن المثل) ،وقوله :فسد تصرفه( أي بيعه المذكور ،لفقد الشروط المعتبرة فيششه )قششوله :وضششمن(
أي الوكيل ،لتعديه بتسليمه له ببيع فاسد والقيمة المغرومة للحيلولة ،ل للفيصولة) .وقوله :قيمته(
أي أقصى قيمه) .وقوله :يوم التسليم( أي تسليم الموكل للمشتري )قوله :ولو مثليا( غاية لضششمانه
القيمة ،وهي للرد على من يفصل بين المتقوم والمثلي )قششوله :إن أقبششض( أي الوكيششل ،وهششو قيششد
لتضمينه القيمة ،فإن لم يقبضششه :فل ضششمان ،كمششا هششو ظششاهر )قششوله :فششإن بقششي( أي المششبيع عنششد
المشتري ،وقوله استرده ،أي الوكيل من المشتري .قششال ع ش :ول يششزول الضششمان بالسششترداد،
بل إما بالبيع الثاني ،أو استئمان من المالك .اه) .قوله :وله( أي للوكيل) ،وقوله :حينئذ( أين حين
إذ اسششترده) ،وقششوله :بيعششه( أي ثانيششا) ،وقشوله :بششالذن السششابق( أي فل يحتششاج إلششى تجديششد الذن
)قوله :ول يضمنه( أي الثمن لو تلف ،فيششده عليششه يششد أمانششة .وعبششارة شششرح المنهششج :ول يضششمن
ثمنه .وكتب البجيرمي :أي فيما إذا بشاعه بشالذن السشابق .اه) .قشوله :وإن تلشف( أي المشبيع عنشد
المشتري وهو مقابل قوله فإن بقي
] [ 107
)قوله :بدله( أي بدل المبيع التالف .والمراد به :البششدل الشششرعي مششن مثششل أو قيمششة ،وهششذا
بالنسبة للوكيل .وأما المشتري :فيضمن المثل إن كان مثليا ،وأقصى القيششم إن كششان متقومششا ،لنششه
مقبوض بعقد فاسد .اه .بجيرمي )قوله :والقرار عليه( أي على المشتري ،لنه قبضه بعقششد فاسششد
)قوله :وهذا كله( أي ما ذكر :من اشتراط كون البيع بثمن مثل حال ،وبنقد البلد إذا أطلق الموكل
الوكالششة فششي الششبيع )قشوله :بششأن لششم يقيششد الشخ( تصششوير للطلق المششذكور )قشوله :وإن قيششد بشششئ(
المناسب :فإن قيد ،بفاء التفريع ،وقوله :اتبع ،أي ما قيد بششه الموكششل ،فلششو قيششد بثمششن ،تعيششن ،ولشو
وكله ليبيع مؤجله ،صح .ثم إن أطلق الجل ،حمل على عرف في المبيع بين الناس ،فإن لم يكششن
عرف ،راعى النقع للموكل في قدر الجل .ويشترط الشهاد في هشذه الحالشة ،وإن قشدر الجششل،
اتبع الوكيل ما قدره الموكل ،فإن باع بحال أو نقص عن الجل الذي قشدره ،كشأن بشاع إلشى ششهر
ما ،قال له الموكل بعه إلى شهرين ،صح البيع ،إن لم ينهه الموكل ،ولششم يكششن عليششه فيششه ضششرر،
كنقص ثمن ،أو مؤنة حفظ ،ولم يعين المشششتري ،وإل فل يصششح ،لظهششور قصششد المحابششاة )قششوله:
فرع( هو مشتمل على مسائل أربع ،فمن ثم عبر غيره بفروع ،وهو الولى ،والغرض منه ،تقييد
قوله وبششاع كالشششريك وكيششل بثمششن مثششل الششخ ،أي محششل كششونه كالشششريك ،وأنششه ل يششبيع إل بالقيششد
المتقدمة إن لم يأت بصيغة من هذه الصيغ التية في الفرع ،فإن أتى بها ،عمل بمقتضاها )قششوله:
لو قال( أي الموكل )قوله :فله بيعه بغبن فاحش( أي لن كم للعدد ،فيشمل القليل والكششثير )قششوله:
أو بما شئت( أي أو قال له بعشه بمشا ششئت )قشوله :فلشه بيعشه بغيشر نقشد البلشد( أي لن مشا يصشدق
بالعرض والنقد )قوله :أو بكيف شئت( أي أو قال له :بعه بكيف شئت) .وقوله :فله بيعه بنسششيئة(
أي لن كيف ،للحوال ،فيشمل الحال والمؤجل )قوله :أو بما عز وهان( أي أو قال بعه بما عششز
وهان .قال في المصباح :عز الرجل ،عزا بالكسششر ،وعششزازة ،بالفتششح ،قششوي ،وفيششه أيضششا :هششان
يهون هونا ،بالضم ،وهوانا ،ذل وحقر .اه .إذا علمت ذلك ،فالمراد بهما هنا ،الكثرة والقلشة علشي
سبيل المجاز المرسل من ذكر المسبب وإرادة السبب في الول ،وذلششك لن القششوة ،سششببها الكششثرة
غالبا ،وبالعكس في الثاني .وذلك لن الحقارة :سببها القلة غالبا )قوله :فله بيعششه بعششرض وغبششن(
أي لن ما تصدق بالنقد والعرض ،كما علمت ،ولما اقشترنت بعششز وهششان ،صشدقت أيضششا بالقليشل
والكثير )قوله :ول يبيع الوكيل لنفسه( أي على نفسه) .وقوله :ومششوليه( أي ول علششى مششوليه مششن
صغير ومجنون وسفيه ،وإنما منع من بيعششه لششه ،لئل يلششزم تششولي الطرفيششن .وقشولهم يجششوز للب
تششولي ذلششك ،هششو فششي معششاملته لنفسششه مششع مششوليه ،وهنششا ليششس كششذلك ،لن المعاملششة لغيششره .وفششي
البجيرمي ،وإنما جاز تولي الجد تزويج بنت ابنشه ،ابشن ابنشه الخشر ،لن الوليشة لشه أصشالة مشن
الشرع )قوله :وإن أذن( أي الموكل )وقوله :له( أي للوكيل) .وقوله :في ذلك( أي في البيع لنفسه
أو موليه )قوله :خلفا لبن الرفعة( أي في تجويزه البيع لنفسه ومششوليه .قششال فششي التحفششة :وقششوله
اتحاد الطرفين عند انتفاء التهمة جائز :بعيد من كلمهم ،لن علة منع التحاد :ليست التهمة ،بششل
عدم انتظام اليجاب والقبول من شخص واحد .اه .وكتب السيد عمر البصري ما نصششه) ،قششوله:
خلفا لبن الرفعة الخ( كلم ابن الرفعة وجيه جدا ،من حيث المعنى ،لكن ترجيحهم منششع تششوكيله
للهبة من نفسه ،يششرده مششن حيششث النقششل .اه) .قششوله :لمتنششاع اتحششاد الششخ( علششة لعششدم صششحة الششبيع
المذكور) .وقوله :وإن انتفت التهمة( الغاية للرد )قوله :بخلف أبيه
] [ 108
وولده الرشيد( أي بخلف بيع الوكيل لبيه ،ومثله سششائر أصششوله ،وولششده الرشششيد ،ومثلششه
سائر فروعه المستقلين ،فإنه يصح ،وذلك لنتفاء اتحاد المششوجب والقابششل ،وقيششل ل يصششح ،لنششه
متهم بالميل إليهم )قوله :ول يصح البيع الخ( الولى تقديم هذا على قوله :ومتى خالف شيئا الششخ،
فتنبه )قوله :ل يتغابن بمثلها( في ع ش ما نصه :قوله وثم راغب ،أي ولو بما ل يتغابن به ،أخذا
من إطلقه .وفي شرح الروض ،التقييد بما ل يتغابن بمثله .قال سششم علششى منهششج ،بعششد نقلششه ذلششك
عن شرح الروض ،وهو يفهم الصششحة ،إذا وجششد الراغششب بالششذي يتغششابن بمثلششه .وفيششه نظششر .اه.
)أقول( وقد يقال العرف في مثله جار بالمسششامحة ،وعششدم الفسششخ للزيششادة اليسششيرة .اه )قششوله :إن
وثق( أي الوكيل )وقوله :به( أي بذلك الراغب )قوله :ولم يكن( أي ذلك الراغب مماطل :أي في
دفع الثمن )قوله :أي هو كله أو أكثره( في بعض نسخ الخط إسقاط أي ،وفي بعضها إسقاط هششو،
وهو أولى من إثباتهما معا ،كما في النسخ التي بأيدينا )قوله :ولو للمشتري( أي ولو كششان الخيششار
للمشتري وحده وفي ع ش ،نقل عن الزيادي ،تقييد الخيار بكونه للبائع ،أو لهما ،قششال :فششإن كششان
للمشتري :امتنع ،أي الفسخ ،اه .وفي سم :ما يؤيششده ،ونششص عبششارته ،قششوله :أو حششدث فششي زمششن
الخيار ،عبارته في شرح الرشاد هنا ،خيار المجلس ،أو خيار الشرط ،ولو للمشتري وحده .اه.
وفيما ذكره من المبالغة نظر ل يخفششى اه .ووجهششه أنششه إذا كششان الخيششار للمشششتري وحششده ،يمتنششع
الفسخ ،للزوم الششبيع مششن جهششة البششائع )قششوله :ولششم يششرض( أي المشششتري) ،وقششوله :بالزيششادة( ،أي
بتسليمها )قوله :فسخ الوكيل العقد( جشواب فششإن وجششد )قشوله :بششالبيع للراغشب( البششاء بمعنشى اللم
التعليلية :أي لجل أن يبيعه على الراغب للشراء بالزيادة )قششوله :وإل انفسششخ( أي وإن لششم يفسششخ
الوكيل ،انفسخ العقد بنفسه ،لكن بشرط أن يكون باذل الزيادة باقيا على رغبتششه )قششوله :ول يسششلم
الوكيل( أي ل ينبغي له ذلك إل إن قبض الثمن ،بدليل صحة العقششد المسششتلزمة للحششل غالبششا ،وإن
كان مقتضى ما في شرح الرشاد أنه يحرم عليه ذلك ول يحل قبل القبشض ،وعبشارته بعشد كلم،
فإن عكس ،أي سلم قبشل القبششض ،أثششم ،وغششرم ،أي للحيلولشة ،قيمشة المششبيع ،ولشو مثليششا .اه .وفششي
البجيرمي على شرح المنهج ما يؤيد ما قلناه ،وعبششارته :ولششه تسششليم المششبيع أو ل ،ويصششح الششبيع،
وإن كان يضمن .اه) .وقوله :بحال( أي بثمن حال ،فإن كان مؤجل ،فله فيه تسششليم المششبيع ،لكششن
ليس له قبضه إذا حل ،إل بإذن جديد ،أو قامت قرينة عليه) ،وقوله :المبيع( ،مفعول يسلم )قوله:
وإل ضمن( أي وإل يسلم بعد القبض ،بأن سلم قبله ،ضمن للموكل قيمته ،أي وقت التسليم ،وهي
للحيلولة ،فإذ أغرمها ثم قبض الثمن :دفعه إلى الموكل ،واسششترد مششا غششرم )قششوله :وليششس لششه :أي
للوكيل الخ( أي ل ينبغي له ذلك ،فل ينافي حينئذ صحة شرائه في غششالب القسششام التيششة )قششوله:
لقتضششاء الطلق عرقششا السششليم( يشششعر بششأن الكلم فششي الوكالششة المطلقششة ،وهششو كششذلك ،ويؤيششده
الستثناء التي قريبا )قوله :ووقع الشراء له( أي وإذا اشترى الوكيششل المعيششب ،وقششع الشششراء لششه
)قوله :إن علم العيب( سيأتي محترزه )قوله :واشتراه( أي اشترى الوكيششل المعيششب )قششوله :بثمششن
في الذمة( أي في ذمته واحترز به عما إذا اشتراه بعين مال الموكل ،وكان عالما بالعيب ،فإنه ل
يقع لواحد منهما ،ويحرم لتعشاطيه عقششدا فاسشدا ،وسششيذكره فشي كلمششه )قشوله :وإن سشاوى المشبيع
الثمن( أي وقع له ،وإن ساوى المبيع الششذي اشششتراه الثمششن ،فهششو غايشة لوقششوعه لشه )قششوله :إل إذا
عينه( أي المعيب الموكل ،وهو مرتبط بكلم المصنف ،أي أنه إذا اششترى المعيشب ،يقشع لشه ،إل
إذا عينه الموكل له عالما بحاله،
] [ 109
فإنه يقع للموكل )قوله :كما إذا اشتراه الخ( أي كما يقع للموكششل أيضششا إذا اشششتراه الوكيششل
بثمن في ذمته ،أو بعين مال الموكل مع جهله بعيبه في الصورتين )قوله :وعلم ممششا مششر الششخ( ل
يخفى ما في عبارته ،فكان الولى والخصر أن يقول :وعلم مما مر أنه حيث لم يقع للوكيششل ول
للموكل يبطل الشراء ،وذلك لنه ذكر لوقوعه للوكيل صورة ،وهي ما إذا اشتراه بثمن في الذمششة
وعلم بالعيب ،وذكر لوقوعه للموكل ثلثا :وهي ما إذا عين المبيع وعلششم بعيبششه ،ومششا إذا اشششتراه
الوكيل بثمن في الذمة وكان جاهل بالعيب ،وما إذا اشتراه بعين مال الموكل وكششان كششذلك ،فيعلشم
من هذا أنه حيث لم يقع ل لهذا ول لهذا ،بأن فقدت القيود ،يبطل الشراء فتأمل) .وقوله :أنه حيث
لم يقع للموكل( ،أي بأن كششان الوكيششل عالمششا بششالعيب) ،وقششوله :فششإن كششان الثمششن عيششن مششاله( ،أي
الموكل) ،وقوله :وإل( ،أي وإن لم يكن عين ماله ،بششل فششي الذمششة ووقششع للوكيششل )قششوله :ويجششوز
لعامل القراض شراؤه( أي المعيب )قوله :لن القصد ثم( أي في القراض الربح )قوله :وقضيته(
أي التعليل المذكور) ،وقوله :أنه لو كان القصد هنا( ،أي في الوكالة الربح ،وذلك بأن وكلششه فششي
التصرف في أمواله بالبيع والشراء ،وقوله جاز ،أي شراء المعيب )قوله :وهو( أي ما ذكششر مششن
كون مقتضى التعليل الجواز هنا أيضا) .وقوله :كذلك( أي مسلم .وفي شرح الروض ،وبششه جششزم
الذرعي وغيره اه )قوله :ولكل الخ( أما الموكل ،فلنه المالك ،والضرر لحق به ،وأما الوكيششل
فلنه لو لم يكن له رد فربما ل يرضى به الموكل ،فتعذر الششرد ،لنششه فششوري ،ويقششع الشششراء لششه،
فيتضرر به .وفي التحفة :نعم ،شرط رده ،أي الموكل ،على البائع أن يسميه الوكيل في العقد ،أو
ينويه ،ويصدقه البائع ،وإل رده على الوكيل .اه )قوله :في صورة الجهل( أي في صورة مششا إذا
اشتراه جاهل بعيبه )قوله :ل لوكيل( أي ل رد لوكيل إن رضي به ،أي بالمعيب الموكششل )قششوله:
ولو دفع موكله إليه( أي إلى الوكيل )قوله :وأمره بتسليمه( أي المال المدفوع )قوله :فمتبرع( أي
بالثمن ،ول رجوع للوكيل عليه ،ويلزمه رد ما أخذه من الموكل إليه .وهذا يقششع كششثيرا ،أي يششدفع
شخص لخر دراهم يشتري بها له شيئا ،فيدفع من مششاله غيرهششا .اه بجيرمششي )قششوله :حششتى ولششو
تعذر الخ( أي حتى أنه يكون متبرعا ،ول يرجع ،ولو تعذر دفع مال الموكششل ثمنششا ،بسششبب غيبششه
مفتاح الصندوق الذي فيه مال الموكل )قوله :إذ يمكنه الخ( تعليل لكونه يكون متبرعا بماله الششذي
دفعه :أي وإنما يكون متبرعا بذلك لنه يمكنه أن يشهد على أنه أدى عنه مششن مششاله ليرجششع عليششه
)قوله :أو إخبار الحاكم( بالرفع عطف على إشهاد) ،وقوله :بذلك( أي بأنه أدى عنه ليرجع عليششه
)قوله :فإن لم يدفع( أي الموكل) .وقوله :له( للوكيل) ،وقششوله :أو لششم يششأمره بالتسششليم فيششه( أي أو
دفع له شيئا لكن لم يأمره بتسليمه في الثمن )قشوله :رجشع( أي الوكيششل علششى مشوكله بالمشال الشذي
دفعه ثمنا )قوله :للقرينة الخ( أي وهي تششوكيله بشششراء شششئ ولششم يششدفع لششه شششيئا ،أو دفششع لكششن لششم
يصرح له أن يدفعه في الثمن ،وفي كون هذه الخيرة قرينة دالة على إذنه فششي التسششليم عنششه مششن
ماله نظر ،إذ ما دفعه إليه إل ليسلم في الثمششن .فتأمششل )قششوله :ول لششه توكيششل الششخ( أي ول يصششح
للوكيل أن يوكل في الشئ الذي يمكنه أن يتصرف فيه بنفسششه مششن غيششر إذن مششن الموكششل )قششوله:
لنه( أي الموكل لم يرض بغيره أي بتصرف غيره ،وهو تعليل لعدم صحة توكيل الوكيل )قوله:
نعم الخ( استدراك على عدم صحة توكيل الوكيل مما يتأتى منه
] [ 110
)قوله :لم يضمن كما قاله الجوري( هذا ما جرى عليه ابن حجر ،وجرى في النهاية علششى
خلفه ،وعبارتها :وشمل كلمه ،ما لو أراد إرسال ما وكل في قبضه من دين مع بعششض عيششاله،
فيضمن إن فعله ،خلفا للجوري .اه .لكن قيد الذرعي عدم الضمان ،بما إذا كششان المرسششل معششه
أهل للتسليم ،بأن يكون رشيدا )قوله :قال شيخنا الخ( عبارته ،وكأن وجه اغتفار ذلك في عيششاله،
والذي يظهر ،أن المراد بهم أولده ،ومماليكه وزوجاته اعتياد اسششتنابتهم فششي مثششل ذلششك ،بخلف
غيرهم .اه) .وقوله :أولده ومماليكه وزوجاته( قال ع ش ،وينبغي أن يلحششق بمششن ذكششر ،خششدمته
بإجارة ونحوها .اه )قوله :ومثله إرسال( أي ومثل إرسال ما قبضه من الدين ،إرسال ما اشششتراه
لموكله ،فل يضمنه لو تلف )قوله :ما لم يتأت منه( فاعل خششرج ،أي خششرج الموكششل فيششه الششذي ل
يتأتى للوكيل التصرف فيه بنفسه )قوله :لكونه الخ( علة لعدم التأتي منه )قوله :فلششه التوكيششل( أي
فللوكيل أن يوكل فيما ل يتأتى منه )قوله :ل عن نفسه( فإن وكششل عنهششا ،بطششل علششى الصششح ،أو
أطلق ،وقع عن موكله .شوبري .اه .بجيرمي )قوله :وقضية التعليل المذكور( التعليل الذي يعنيه
ساقط من عبارته ،كما يعلم من عبارة التحفة ،ونصها ،وإن لم يتأت ما وكششل فيششه منششه ،لكششونه ل
يحسنه أو ل يليق به ،فله التوكيل عن موكله ،لن التفويض لمثله ،إنما يقصد به السششتنابة ،ومششن
ثم لو جهل الموكل حاله ،أو اعتقد خلف حاله ،امتنع التوكيل .اه .فقول الشارح وقضية التعليل،
يعني به قوله لن التفويض الخ ،وإنما كان مقتضى التعليششل مششا ذكششره ،لنششه يشششعر بعلششم الموكششل
بحاله .فتدبر) .وقوله :امتناع التوكيل( أي توكيل الوكيل) ،وقوله :عند جهل الموكل بحاله( وهششو
أنه ل يتأتى منه مباشرة الموكل فيه بنفسه بأن كان معتقدا أنه يتأتى منه ذلك )قوله :ولو طرأ له(
أي للوكيل) ،وقوله :لم يجز له أن يوكل( أي من غير إذن موكله ،قال ع ش :وذلك لما تقششدم مششن
أن الموكل لم يرض بتصرف غيره ،لكن قضية قوله :ثم ول ضرورة كالمودع الخ أنه لششو دعششت
الضرورة إلى التوكيل عند طرو ما ذكر ،كأن خيف تلفه لو لشم يبششع ،ولششم يتيسششر الرفشع فيششه إلشى
قاض ،ول إعلم الموكل ،جاز له التوكيل ،بل قد يقال بوجوبه ،وهو ظاهر .وبقي عكسششه ،وهششو
ما لو وكل عاجزا ثم قدر ،هل له المباشرة بنفسه أم ل ؟ فيه نظر .والقرب الثاني ،أخذا من قول
الشارح المار ،كابن حجر ،لن التفويض لمثله إنما يقصد به الستنابة ،لكن عبارة شرح المنهج،
لن التفويض لمثل هذا ل يقصد منه عينه .اه .ومقتضاها أنه إنما قصد حصول الموكل فيششه مششن
جهة الوكيل ،فيتخير بين المباشرة بنفسه والتفويض إلى غيره .اه )قوله :وإذا وكل الخ( المناسب
أن يقشول عطفششا علششى قششوله فيمششا يتششأتى منششه ،وبل إذن مششن الموكششل :مششا إذا أذن لششه الموكششل فششي
التوكيل ،فإنه يجوز منه ،ثم يقول :وإذا وكششل الششخ) .قششوله :فالثششاني( أي الوكيششل الثششاني) .وقششوله:
وكيل الموكل( أي ل وكيل الوكيل الول )قوله :فل يعزلششه الوكيششل( أي لن الموكششل أذن لششه فششي
التوكيل -ل في العزل ) .-قوله :فإن قال الموكل( أي لوكيله) ،وقوله :وكششل عنششك( أي ل عنششي،
)وقوله :ففعل( أي وكل عنه ،بأن قال له أنت وكيلي )قوله :لنه( أي كونه وكيل الوكيل مقتضششى
الذن أي الدال عليه الصيغة )قوله :فينعزل( أي الوكيل الثاني) ،وقوله :بعزله( أي بعزل الوكيل
الول إياه ،فالضافة من إضافة المصدر إلى فاعله وحذف مفعوله ،وينعزل أيضا بعزل الموكششل
له ،لن م ملك عزل الصل ،ملك عزل الفرع بالولى ،كما قاله م ر )قوله :ويلششزم الوكيششل الششخ(
أي حيث جاز له التوكيل )قوله :إل أمينا( أي فيه كفاية لذلك
] [ 111
التصرف )قوله :ما لم يعين له غيره( قيد في لزوم توكيله أمينا ،أي يلزمه ذلك ما لم يعين
الموكل للوكيل غير أمين .فإن عينه :اتبع تعيينه لذنه فيه) ،وقوله :مع علششم الموكششل بحششاله( قيششد
في القيد ،أي محل كونه يوكل غير المين إذا عينه الموكل له إذا علم بحاله ،فإن لم يعلششم بحششاله،
امتنع توكيله ،فإن عين له فاسقا فزاد فسقه ،امتنع توكيله أيضا )قوله :أو لم يقل له الخ( معطشوف
على لم يعين :أي وما لم يقل له وكل من شئت ،فإن قال له ذلك ،فلششه توكيششل غيششر الميششن ،علششى
الوجه ،عند حجششر ،وعنششد م ر :خلفششه .وعبششارته ،ومقتضششى كلم المصششنف عششدم توكيششل غيششر
المين ،وإن قال له وكشل مشن ششئت ،وهشو كشذلك ،خلفشا للسشبكي ،وفشارق مشا لشو قشالت لوليهشا:
زوجني ممن شئت ،حيث جاز لششه تزويجهششا مششن غيششر كششف ء ،بششأن المقصششود هنششا حفششظ المششال،
وحسن التصرف فيه ،وغير المين ل يتأتى منه ذلك ،وثم مجرد صششفة كمششال هششي الكفششاءة ،وقششد
يتسامح بتركها ،بل قد يكون غير الكف ء أصلح .اه )قوله :كما لششو قششالت الششخ( الكششاف للتنظيششر،
وقوله أيضا ،أي كما له تزويجها من الكف ء )قوله :وقوله( أي الموكل ،وهو مبتدأ ،خبره جملششة
ليس إذنا في التوكيل أو قوله أو كل ما تفعله جائز ،أي أو قوله لوكيله كل الششخ )قششوله :ليششس إذنششا
في التوكيل( أي أن القول المذكور ليس إذنا من الموكل للوكيل في توكيله غيره .قششال فششي شششرح
الروض :أي لنه يحتمل ما شئت من التوكيششل ،ومششا شششئت مششن التصششرف فيمششا أذن لششه فيششه ،ول
يوكل بأمر محتمل كما ل يهب .اه )قوله :فرع( أي في بيان مششا يجششب علششى الوكيششل فششي الوكالششة
المقيدة )قوله :لو قال( أي الموكل لوكيله) .وقوله :لشخص معين( هو كما في التحفة حكاية للفششظ
الموكل بالمعنى ،فإن الموكل ل يقول ذلك ،بل يقول بع لزيد مثل ،ومثله ،يقال فيما عطششف عليششه
)قوله :لم يبع من غيره( أي ل يجوز أن يبيع الوكيل على غيششر المعيششن ،وإن رغششب بزيششادة عششن
ثمن المثل الذي دفعه المعين ،لنه ل عبرة بهذه الزيادة ،لمتناع البيع لدافعها ،ووجه تعيينه ،أنششه
قد يكون للموكل غرض في تخصيصشه كطيشب مشاله ،بشل وإن لشم يكشن لشه غشرض أصشل :عمل
بإذنه .قال في النهاية :ولششو مششات زيششد ،أي المعيششن ،بطلششت الوكالششة ،كمششا صششرح بششه المششاوردي،
بخلف ما لو امتنع من الشراء ،إذ تجوز رغبته فيه بعد ذلك ،وكتب ع ش ،قوله بطلت الوكالششة،
ينبغي أن محله ما لم يغلب على الظن أنششه لششم يششرده بخصوصششه ،بششل لسششهولة الششبيع منششه بالنسششبة
لغيره .اه )قوله :ولو وكيل زيد( أي ولو كان ذلك الغير وكيل لزيد المعين ،فل يصششح بيعششه لششه،
قال في التحفة :وقيده ابن الرفعة بما إذا تقدم اليجاب أو القبول ،ولششم يصششح بالسششفارة .اه .وقششال
سم :وبحث الذرعي الصحة ،فيما إذا كان الموكل مما ل يتعاطى الشششراء بنفسششه ،كالسششلطان .اه
)قوله :أو بشئ معين( معطوف على لشخص معين ،أي أو قال بع بشئ معين من المال) ،وقوله:
كالدينار( تمثيل للشئ المعين من المال )قوله :لم يبع بالدراهم( جواب لو المقششدرة ،أي ول يصششح
له ذلك وإن زادت الدراهم ،إذ لم يششأت بالمششأمور بششه ،ول بمششا اشششتمل عليششه ،بخلف بعششه بمششائة،
فباعه بمائة وثوب .ويؤيد ذلك أن من نششذر التصششديق بششدرهم ،ل يجشزئه بششدينار .اه .فتشح الجشواد
)قوله :أو في مكان معين( معطوف أيضا على لشخص معين ،أي أو قال له بعه في مكان معين،
كمكة مثل) ،وقوله :تعين( أي ذلك المكان ،فل يصح الششبيع فششي غيششره ،وإن لششم يكششن نقششد المعيششن
أجود ،ول الراغبون فيه أكثر .وذلك ،لنه قد يقصد الموكل إخفاءه )قششوله :أو فششي زمششان معيششن(
معطوف أيضا علشى لششخص معيشن ،أي أو قشال لشه فشي زمشان معيشن) ،وقشوله :تعيشن ذلشك( أي
الزمان ،ووجهه أن الحاجة قد تدعو للبيع فيه خاصة )قششوله :فل يجششوز( أي الششبيع) .وقششوله :قبلششه
ول بعده( أي قبل ذلك الزمان المعين أو بعده )قوله :ولو في الطلق( غايششة لتعيششن الزمششان الششذي
ذكره في التوكيل بقطع النظر عن كونه في البيع أو غيره،
] [ 112
وإل فل يصلح أن يكون غاية ،أي فلو قال له طلق يشوم الجمعشة ،لشم يجشز قبلشه ول بعشده،
وقال الدارمي :إنه يقع بعده ،لن المطلقشة فيششه مطلقشة بعششده ،ورد بششأنه غريشب ،مخشالف للنظششائر
ومثل الطلق في ذلك العتق .قال في التحفة :والفرق بينه ،أي الطلق ،وبين العتق :بششأنه يختلششف
باختلف الوقات في الثواب ،بخلف الطلق ممنوع ،بل قد يكون له غرض ظاهر فششي طلقهششا
في وقت مخصوص ،بل الطلق أولى ،لحرمته زمان البدعة ،بخلف العتششق .اه )قششوله :وإن لششم
يتعلق به( أي بالزمان المعين ،فهو غاية لتعين الزمان في التوكيل .ويحتمل أن يكون غاية لجميع
ما تقدم من الصور ،وعليه يراد بالمعين :الذي عاد إليه ضمير به ما عينه الموكل من الشششخص،
والمال ،والمكان ،والزمان) .قوله :عمل بالذن( أي وإنما تعين ذلك الزمان ،ول يجوز قبلششه ول
بعده ،عمل بالذن ،فهو علة لتعين الزمان فقط ،ويحتمل أن يكون علة لتعين ما تقدم جميعه ،كما
مر في الغاية ،إل أنه يبعد الحتمال الثاني هنا وفيما مر في الغاية قششوله بعششد ،وفششارق الششخ ،لنششه
خاص بالزمان ،كما ستعرفه )قوله :وفارق( أي ما ذكر من تعين الزمان فيما إذا قال لششه بششع يشوم
الجمعة ،أو طلق يوم الجمعة ،قول الموكل لوكيله إذا جاء رأس الشهر فأمر زوجتي بيدك ،حيششث
لم يتعين فيه الزمان ،ولم يذكر الشارح ما يفرق به ،ولعله ساقط من الناسخ ،كما يعلم من عبششارة
فتح الجواد ،ونصها :وفارق إذا جاء رأس الشهر فأمر زوجتي بيدك ،ولم يرد التقييد برأسه ،فلششه
إيقاعه بعده ،باقتضاء هذه الصيغة حينئذ أن رأسه أول أوقات الفعل الششذي فوضششه إليششه مششن غيششر
حصر فيه ،بخلف طلقها يشوم الجمعشة ،فشإنه يقتضشي حصشر الفعشل فيشه ،دون غيشره .اه .فقشوله
باقتضاء الخ :متعلق بفارق .وهذا هو الفارق بين الصششورتين .تأمششل )قششوله :بخلف الششخ( مرتششب
على الساقط المار ،كما يعلم من عبارة فتح الجواد المارة )قوله :وليلة اليوم مثله( أي أنه إذا عين
اليوم فله التصرف في ليلته بالقيد الذي ذكره ،وعبارة شرح الروض ،ولو باع الوكيششل ليل ،فششإن
كان الراغبون فيه مثل النهار ،صح ،وإل فل .قاله القاضي في تعليقه .اه) .قششوله :ولششو قششال( أي
الموكل لوكيله) ،وقوله :يوم الجمعة أو العيد( أي بع يوم الجمعة أو يششوم العيششد )قششوله :تعيششن أول
جمعة أو عيد يلقاه( هذا يدل على أنه قال ذلك قبل دخول يوم الجمعة ويوم العيد .وبقي ما لو قاله
في يوم الجمعة أو العيد ،فهل يحمل على بقيته ،أو على أول جمعة أو عيد يلقاه بعد ذلششك اليششوم ؟
فيه نظر ،والقرب الثاني :لن عدوله عن اليوم إلى الجمعة أو العيد قرينة على عدم إرادته بقيششة
اليوم .اه .ع ش )قوله :وإنما يتعين المكان( أي الذي عينه الموكل له) ،وقششوله :إذا لششم يقششدر( أي
الموكل للوكيل الثمن) ،وقوله :أو نهاه عن غيره( أي أو قد الثمن ونهاه عن البيع في غير المكان
المعين )قوله :وإل( أي بأن قدر له الثمن ولم ينهه عن غيره) ،وقوله :جاز الششبيع فششي غيششره( أي
غير المكان المعين ،ولو قبل مضي المدة التي يتأتى فيها الوصول إلى المكان المششأذون فيششه ،لن
الزمان إنما اعتبر تبعا للمكان لتوقفه عليه ،فلما سقط اعتبار المتبوع سقط اعتبار التششابع .اه .سششم
)قوله :وهو أي الوكيل ،ولو بجعل أمين( وذلك لنه نائب عن الموكل في اليد والتصرف ،فكانت
يده كيده ،ولن الوكالة عقد إرفاق ومعونة ،والضمان منشاف لشذلك .اه .سششم )قشوله :بخلف الشرد
على غير الموكل( أي بخلف دعوى الرد على غير الموكل ،فل يصدق إل ببينششة ،فششإن لششم يششأت
بها ،صدق غير الموكل بيمينه في عدم الرد ،وقوله كرسوله .أي الموكششل ،ودخششل تحششت الكششاف:
وارثه ،ووكيله ،وفي البجيرمي :وكذا دعوى الرد مششن رسششول الوكيششل أو وارثششه أو وكيلششه علششى
الموكل ،فل بد من بينة في ذلشك كلشه .اه )قشوله :ولشو وكلشه بقضشاء ديشن( أي ولشو وكشل المششدين
شخصا في
] [ 113
قضاء الدين الذي عليه من مال ذلك المدين )قوله :فقال( أي الوكيل) ،وقوله :قضششيته( أي
الدين عنك )قوله :وأنكر المستحق دفعه إليه( أي وأنكر الدائن دفع الدين إليه ،فإن صدقه ،صششدق
الوكيل بيمينه .فإن قيل :ما فائدة اليمين مع تصديق المستحق ؟ .قلنا :فائدتها تظهر إذا كان وكيل
بجعششل ،فالوكيششل يششدعي الششدفع للمسششتحق ليأخششذ الجعششل ،والموكششل ينكششره ليمنعششه منششه ،ففائدتهششا.
استحقاق الوكيل الجعل .مرحومي .اه .بجيرمي )قوله :لن الصل عدم القضاء( أي للدين ،وهو
علة لتصديق المستحق )قوله :فيحلف( أي المستحق )قوله :ويطالب الموكششل فقششط( أي وليششس لششه
مطالبة الوكيل )قوله :فإن تعدى( أي الوكيل في تلف الموكل فيه )قوله :كأن ركب الدابششة( تمثيششل
للتعدي ،ومحل كون الركوب يعد تعديا ،حيث كان يليق به سوقها ،ولم تكن جموحا ،وإل لم يكششن
تعديا )قوله :ولبس الثششوب( أي وكششأن لبششس الثششوب) ،وقششوله :تعششديا( ل حاجششة إليششه ،لن مششراده،
التمثيل لما كان تعديا ،نعم :كان له أن يقيد اللبششس ،بمششا إذا كششان لغيششر إصششلحه ،أمششا إذا كششان لششه
كلبسه لجل دفع العث عنه ،فل يعد تعديا ،ومن لبس الثوب تعششديا والركشوب كششذلك ،كمشا قشال ع
ش ،لبس الدللين للمتعة التي تدفع إليهم ،وركوب الدواب أيضا التي تششدفع إليهششم لبيعهششا ،مششا لششم
يأذن في ذلك ،أو تجر به العادة ،ويعلم الششدافع بجريششان العششادة بششذلك ،وإل فل يكششون تعششديا ،لكششن
يكون عارية ،فإن تلف بالستعمال المأذن فيه حقيقة أو حكما ،بأن جرت به العادة علششى مششا مششر،
فل ضمان ،وإل ضمن بقيمته وقت التلف )قوله :ضمن( أي صار متسببا في الضمان بمعنى أنششه
لو تلف بعد ذلك ولو بغيشر تفريشط ضشمنه .اه .بجيرمشي )قشوله :أن يضشيع منشه( أي مشن الوكيشل
)قوله :ول يدري كيف ضششاع( أي ول يششدري علششى أي حالششة وقششع الضششياع ؟ )قششوله :أو وضششعه
بمحل( معطوف على يضيع ،ولشو عششبر بصششيغة المضشارع ،لكششان أنسشب ،أي ومشن التعششدي ،أن
يضعه بمحل ،ثم ينسى ذلك المحل الموضوع فيه )قوله :ول ينعزل بتعششديه( أي لن الوكالششة إذن
في التصرف ،والمانة حكم يترتب عليها ،ول يلزم مشن ارتفششاع الحكششم ،بطلن الذن نعششم ينششزع
المال منه لعدل ،ويتصرف فيه الوكيل ،وهو عنده أمانة) .وقشوله :بغيشر إتلف الموكشل فيشه( أمشا
به ،فينعزل )قوله :ولو أرسل إلى بششزاز( هششو بششائع الششبز ،أي القمششاش )قششوله :ضششمنه المرسششل ل
الرسول( قال ع ش :ويؤخذ منه جواب حادثة وقع السؤال عنها ،وهي أن رجل أرسل إلششى آخششر
جرة ليأخذ فيها عسل ،فملها ودفعها للرسول ورجع بها ،فانكسرت منششه فششي الطريششق ،وهششو أن
الضمان على المرسل ،ومحله فششي المسششألتين ،كمششا هششو واضششح ،حيششث تلششف الثششوب والجششرة بل
تقصير من الرسول ،وإل فقرار الضمان عليه ،وينبغي أن يكون المرسل طريقا في الضششمان .اه
)قوله :لو اختلفا( أي الموكششل والوكيششل )قششوله :فششي أصششل الوكالششة( أي فششي وجودهششا )قشوله :بعششد
التصرف( أي أما قبله فتعمد إنكار الوكالششة عششزل ،فل فششائدة للمخاصششمة ،وتسششميته فيهششا مششوكل،
بالنظر لزعم الوكيل اه .نهاية )قوله :أو في صفتها( أي أو اختلفا في صششلة الوكالششة ،أي باعتبششار
ما اشتملت عليه ،وهو الموكل فيه ،وذلششك لن مششا ذكششره اختلف فششي صششفة الموكششل فيششه ،ل فششي
الوكالة )قوله :فقال( أي الموكل بل نقدا ،أي بل وكلتك بالبيع نقدا ،أي حال ،وهششو راجششع للول.
)وقوله :أو بعشرة( أي أو وكلتك بالشراء بعشرة ،وهو راجع للثاني )قوله :صدق الموكل بيمينششه
في الكل( أي وبعد تصديقه بالنسبة للصورة الخيرة ،أعني قوله أو بالشششراء بعشششرين ،فقششال بششل
بعشرة ،فإن كان الوكيل قد اشترى بعين مال الموكل وسششماه فششي العقششد ،بششأن قششال اشششتريته لفلن
بهذا والمال له ،أو قال بعد الشراء بعين مال الموكل اشتريته لفلن والمال له ،وصدقه البائع فيما
ذكره فالبيع باطل ،لنه
] [ 114
ثبت بالتسمية أو التصديق أن المال والشراء لغير العاقششد ،وثبششت بيميششن ذي المششال أنششه لششم
يأذن له في الشراء بذلك القدر ،فبطل الشراء ،وإن كذبه البائع ،بأن قال له :إنمششا اشششتريته لنفسششك
والمال لك ،أو سكت عن المال ،حلف على نفي العلم بالوكالة ،ووقع الشششراء للوكيششل .وكششذا يقششع
الشراء له إن اشترى في الذمة ولم يسم الموكل في العقد ،وكذا إن سماه وكذبه البائع في الوكالة،
بأن قال سميته ولسششت وكيل عنششه )قششوله :لن الصششل معششه( أي الموكششل ،وهششو تعليششل لتصششديق
الموكل بيمينه )قوله :وينعزل الوكيل الخ( أشار بهذا إلى أن الوكالة جششائزة مششن الجششانبين ،وذلششك
لن لزومها يضرهما ،إذ قد يظهر للموكل مصلحة في العزل .وقد يعرض للوكيل ما يمنعششه عششن
العمل) .وقوله :بعزل أحدهما( من إضافة المصدر إلى فاعله ،ومفعوله محذوف ،ولفظ المضاف
إليه ،وهو أحدهما ،صادق بالموكل وبالوكيل ،فعلى الول ،يقدر المفعول الوكيل ،وعلششى الثششاني،
يقدر نفسه ،أي بعزل الموكل الوكيل ،أو بعزل الوكيل نفسه )قوله :بأن يعزل الوكيل نفسششه( قششال
البجيرمي :قياس ما يأتي في الصل أن لو خيف من العزل ضياع المال ،حرم ،ولم ينعزل ،وإن
كان المالك حاضرا فيما يظهر .ابن حجر .اه )قوله :أو يعزله الموكل( أي وإن ترتب على عزله
للوكيل استيلء ظالم على مال الموكل ،فل يحرم ،وينعزل بذلك ،ول يقال فيه تضييع لماله ،لنه
من التروك بل ل يزيد على ما لو استولى على ماله ظالم يحضرته وقششدر علششى دفعششه ،فل يجششب
عليه الدفع عنه ،اه .ع ش .اه .بجيرمي )قوله :كفسخت الوكالششة أو أبطلتهششا أو أزلتهششا( قششال فششي
التحفة :ظاهره انعزال الحاضر بمجرد هذا اللفظ ،وإن لم ينوه بششه ،ول ذكششر مششا يششدل عليششه .وأن
الغائب في ذلك كالحاضر ،وعليه ،فلو تعشدد لشه وكلء ولشم ينشو أحشدهم ،فهشل ينعشزل الكشل ،لن
حذف المعمول يفيد العموم ،أو يلغو ،ليهامه للنظر في ذلك مجال ،والششذي يتجششه فششي حاضششر أو
غائب ليس له وكيل غيره ،إنعزاله بمجرد هذا اللفظ ،وتكون أل للعهد الذهني الموجب لعدم إلغاء
اللفظ وأنه في التعدد ول نية ينعزل الكل كالقرينة حششذف المعمششول ،ولن الصششريح ،حيششث أمكششن
استعماله في معناه المطابق له خارجا ،ل يجوز إلغاؤه .اه )قوله :وينعزل أيضا( أي كمششا ينعششزل
بعزل نفسه أو بعزل الموكل إياه ،ينعزل أيضا بخروجشه أو خشروج مشوكله عشن أهليشة التصشرف
)قوله :بموت( متعلق بخروج ،أي الخروج يكون بموت أو جنششون ،ومثلهمششا إغمششاء وطششرو رق،
كأن كان حربيا فاسترق وحجر سفه ،وكذا حجر فلس فيما ل ينفذ منه ،وكذا فسق في نحششو نكششاح
مما يششترط فيشه العدالشة ،قشال فشي التحفشة والنهايشة ،واللفشظ للنهايشة :وخشالف ابشن الرفعشة فقشال:
الصواب أن الموت ليس بعزل ،وإنما تنتهششي بششه الوكالششة ،قششال الزركشششي :وفششائدة عششزل الوكيششل
بموته إنعزال من وكله عن نفسه ،إن جعلناه وكيل عنه .اه .وقيل ل فائدة لذلك في غير التعاليق.
اه .وفي سم ما نصه) :فرع( لو سكر الوكيل ،ينبغي أن يقال ،إن تعدى بسكره ،لششم ينعششزل ،وإل
انعزل أخذا من قولهم .واللفظ للششروض :ويصششح توكيششل السششكران بمحششرم .اه .قششال فششي شششرحه:
كسائر تصرفاته ،بخلف السكران بمباح ،كدواء ،فإنه كالمجنون ،اه .وكلمهمششا فششي الوكيششل ،ل
في الموكل ،كما هو صريح سياقهما ،على أنه لو كششان فششي الموكششل ،كششان الخششذ بحششاله -كمششا ل
يخفي .اه) .قوله :حصل( أي الموت والجنششون )قششوله :لحششدهما( أي الوكيششل أو الموكششل )قششوله:
وإن لم يعلم الخر( أي الذي لم يحصل له ذلششك ،وهششذه غايششة ،كششالتي بعششدها ،للنعششزال بمششا ذكششر
)قوله :ولو قصرت مدة الجنون( أي لنه لو قارن العقد ،لمنع النعقاد ،فششإذا طشرأ ،أبطلشه )قشوله:
وزوال ملك موكل( معطوف على موت ،أي وينعزل أيضا بزوال الخ ،قال في النهاية ،فلششو عششاد
لملكه ،لم تعد الوكالة .اه) .قوله :أو منفعته( معطوف على ملك :أي أو زوال منفعة ما وكل فيه،
)وقوله :كأن باع أو وقف( تمثيل لزوال الملك) .وقوله :أو آجر( تمثيل لششزوال المنفعششة) ،وقششوله:
أو
] [ 115
رهن( هو وما بعده ل يصششلحان مثششال لششزوال الملششك ول لشزوال المنفعشة ،إذ المرهشون أو
المزوجة لم يزل ملك الموكل عنهما ول يمنع من النتفاع بهما ،ولو قال ،كما في شششرح المنهششج،
ومثله ما لو رهن أو زوج ،لكان أولى .وعبارة النهاية :ولو وكله في بيع ،ثششم زوج ،أو آجششر ،أو
رهن وأقبض ،كما قششاله ابشن كشج ،أو وصششى ،أو دبشر ،أو علشق عتقشه بصششفة أخششرى ،كمششا بحثششه
البلقيني وغيره ،أو كاتب :انعزل ،لن مريد البيع ،ل يفعل شششيئا مششن ذلششك .اه) .قششوله :فششي قششوله
الخ( متعلق بيصدق ،وكان الولى للؤلف ،أن يجعل هذا من المتن) ،وقوله :كنت عزلته( أي قبل
التصرف )قوله :قال السنوي وصورته( أي عششدم تصششديق الموكششل فششي قششوله كنششت عزلتششه قبششل
التصرف إل ببينة )قوله :إذا أنكششر الوكيششل العششزل( أي مششن أصششله )قششوله :فششإن وافقششه( أي وافششق
الوكيل الموكل )قوله :لكن ادعى( أي الوكيل أنه بعد التصشرف :أي العشزل وقشع بعششد التصششرف،
أي وادعى الموكل أنه قبله ،وكان المناسب ذكره ليرجع إليه الضمير بعشده ،أعنششي قششوله فهششو ،إذ
المناسب رجوعه لدعوى الموكل العزل قبل التصرف ،كما هو ظاهر )قششوله :وفيششه تفصششيل( أي
في دعوى الزوج تقدم الرجعة تفصششيل معششروف أي وهششو مششا ذكششره الشششارح فششي بششاب الرجعششة،
وعبارته هناك ،ولشو ادعششى رجعشة فششي العشدة وهشي منقضششية ،ولششم تنكشح ،فششإن اتفقششا علشى وقششت
النقضاء ،كيوم الجمعة ،وقششال راجعشت قبلشه ،فقشالت بششل بعشده ،حلفشت أنهششا ل تعلششم أنششه راجششع،
فتصدق ،لن الصل عششدم الرجعششة قبلششه .فلششو اتفقششا علششى وقششت الرجعششة ،كيششوم الجمعششة ،وقششالت
انقضت يوم الخميس ،وقال بل انقضت يوم السبت ،صدق بيمينه أنها مششا انقضشت يشوم الخميششس،
لتفاقهما على وقت الرجعة ،والصل عدم انقضاء العدة قبله .اه .أي فيقششال هنششا أيضششا ،إذا اتفقششا
على وقت العزل وقال الوكيل تصششرفت قبلششه ،وقششال الموكششل بعششده ،حلششف الموكششل أنششه ل يعلمششه
تصرف قبله ،ويصدق ،لن الصل عدمه لما بعده ،أو اتفقا على وقشت التصشرف ،وقشال عزلتشك
قبله ،فقال الوكيل بل بعده حلف الوكيل أنه ل يعلم عزله قبله ،ويصدق )قوله :أو عامششل( أي فششي
القراض )قوله :جاهل( أي بالعزل )قوله :في عين مال موكله( متعلق بتصرف :أي تصرف فششي
عين مال موكله ،وكان المناسب أن يزيد ،أو مقارضه ،لنه ذكر العامششل ،وهششو يلئم المقششارض.
)قوله :بطل( أي تصرفه )قوله :وضمنها( أي العيششن) .وقششوله :إن سششلمها( أي العيششن للمتصششرف
منه ،وهو قيد في الضششمان )قششوله :أو فششي ذمتششه( معطششوف علششى فششي عيششن الششخ :أي أو تصششرف
الوكيل أو العامل في ذمته ،بششأن اشششترى بمششال فششي ذمتششه ،ل بعيششن مششال الموكششل ،أو المقششارض.
)قوله :انعقد( أي ذلك التصرف ،وقوله له :أي لمن ذكر ،من الوكيل ،والعامل )قوله :فششروع( أي
ستة )قوله :لو قال( أي الدائن لمدينه )قوله :ففعل( أي المدين ما أمره به دائنششه )قششوله :صششح( أي
الشراء )قوله :وبرئ المدين( أي من الدين الذي عليه )قششوله :وإن تلششف( أي مششا اشششتراه المششدين،
وهو العبد) .قوله :على الوجه( متعلق بقوله صح ،أي صح للموكل على الوجه ،أي عند شيخه
ابن حجر ،تبعا لما فششي فششي النشوار ،والششذي اسششتوجهه غيششره ،أنششه ل يقششع للموكششل ،بششل للمششدين،
وعبارة ع ش) .فرع( وكل الدائن المدين أن يشتري له شيئا بما في ذمتششه ،لششم يصششح ،خلفششا لمششا
في النوار ،لن ما في الذمة ،ل يتعين إل بقبض صحيح ،ولم يوجد ،لنه ل يكون قابضا مقبضا
من نفسه .اه .سم .على منهج ،واعتمد ابن حجر ما في النوار ،ومنشع كششونه مشن اتحششاد القششابض
والمقبض ،فليراجع .وقول سم لم يصح :أي وإذا فعل وقع الشراء للمدين ،ثم
] [ 116
إن دفعه للدائن ،رده ،إن كان باقيا ،وإل رد بدله .اه) .قوله :على ما قاله بعضهم( قال في
التحفة بعده أخذا مما يأتي في إذن المشؤجر للمسشتأجر فشي الصشرف فشي العمشارة ،وإذن القاضشي
للمالك في هرب عامل المساقاة والجمال ،ومما لو اختلع زوجته بألف وأذن لهششا فششي إنفششاقه علششى
ولدها ،ومما نقله الذرعي عن الماوردي وغيره عن ابن سريج ،أنه لو وكل مدينه في شراء كذا
من جملة دينه ،صح ،وبرئ الوكيل مما دفعه ،ثم قال فيها .ولك أن تقول هششذا كلششه ل دللششة فيششه،
لما قاله ذلك البعض ،لن القابض في مسألتنا ،ليس أهل للقبض ،إذ اليتيم صغير ،ل أب له .الخ.
اه) .قوله :ويوافقه( أي ما قاله بعضهم )قوله :فتلف في يده( أي تلششف الطعششام فششي يششد المشششتري،
الذي هو المدين )قوله :برئ( أي المدين من الدين )قوله :بع هذه( أي العين )قشوله :جششاز لشه( أي
للوكيل )قوله :عند أمين( متلعق بإيداعها) ،وقوله :من حاكم فغيره( بيان له )قوله :إذ العمل غيششر
لزم له( أي للوكيل ،وهو علة لجواز إيداعها )قوله :ول تغرير منه( أي الوكيل )قوله :ومن ثششم(
أي من أجل العمل غير لزم له )قوله :ولو اشتراه( أي الوكيل القن) ،وقوله :لششم يلزمششه رده( أي
إلى الوكيل )قوله :بل له( أي للوكيل) .وقوله :إيداعه( أي القن) ،وقوله :عند مششن ذكششر( أي عنششد
أمين حاكم فغيره) .قوله :وليس له رد الثمن الشخ( أي ليششس للوكيششل إذا بششاع العيششن أن يششرد ثمنهششا
للموكل ،إل إذا وجدت قرينة قوية منه تدل على الرد ،بأن قال له بع العين واشتر لي بثمنها قنششا،
وإذا لم تشتره ،فل تبق الثمن عند أحد ،فحينئذ يرد ،ول يضششمن لششو تلششف )قششوله :حيششث ل قرينششة
قوية( أي موجودة ،فخبر ل محذوف ،وقوية ،بالنصب ،صفة لقرينة )قوله :لن المالششك لششم يششأذن
فيه( أي في رد الثمن ،وهو علة لقوله وليس له رد )قوله :فإن فعل( أي رد الثمن) ،وقوله :فهششو(
أي الثمن في ضمانه ،أي الوكيل )قوله :لقبض ما على زيد من عين أو دين( استعمال على ،فششي
العين ،تغليب ،وعبارة غيره ،لقبض ما عليه من دين ،أو عنده مششن عيشن .اه) .قشوله :لششم يلزمششه(
أي زيدا ،وهو جواب من) .وقوله :الدفع إليه( أي إلى مدعي الوكالة) ،وقوله :إل ببينششة بوكششالته(
أي لحتمال أن الموكل ينكر فيغرمه ،تحفة )قوله :ولكن يجوز الخ( قال في شرح الششروض :هششذا
مسلم في الدين ،لنه يسلم ملكه ،وأما في العين ،فل ،لما فيه من التصرف فششي ملششك الغيششر بغيششر
إذنه .اه .وقوله وأما في العين فل ،محله إن لم يغلب على ظنه إذن المالك له فشي قبضشها بقرينشة
قوية ،وإل فيجوز ذلك ،كما في النهاية )قوله :أو ادعى أنه محتال به( أي بما على زيد من الششدين
خاصة ،لن الحوالة مختصة به ،ومثل ذلك ،ما إذا ادعى أنه وارث له مسششتغرق ،أو وصششي ،أو
موصى له منه) .قوله :وصدقه( أي صدق المحششال عليششه المحتششال فششي دعششواه الحوالششة) ،وقششوله:
وجب الدفع( أي دفع المحال عليششه مششا عليششه) ،وقششوله :لششه( أي للمحتششال) .وقششوله :لعششترافه( أي
المحال عليه) ،وقوله :بانتقال المششال إليششه( أي إلششى المحتششال .وفششي البجيرمششي علششى الخطيششب مششا
نصه ،وبقول الشارح لعترافه الخ ،حصششل الفششرق بينششه وبيششن الول ،حيششث يجششوز لششه الششدفع إذا
صدقه ،ول يجب .اه) .قششوله :وإذا دفششع( أي زيششد الششذي عليششه الحششق )قششوله :فششأنكر( أي الوكالشة،
)وقوله :المستحق( أي الذي له الحششق علششى زيششد )قششوله :فششإن كششان المششدفوع عينششا :اسششتردها( أي
المستحق ،وعبارة الروض
] [ 117
وشرحه ،فإن كان عينا ،وبقيت ،أخششذها ،أو أخشذها ،الششدافع وسششلمها إليشه .اه) .قشوله :وإل
غرم( أي وإن لم تبق ،بأن تلفت ،غرم المستحق من شاء منهما ،أي من مشدعي الوكالشة ،والششدافع
له )قوله :ول رجوع للغارم على الخر( محله ،إذا تلفت من غير تفريط من القششابض ،فششإن كششان
بتفريط منه ،فإن كان هو الغارم ،فل يرجع على الدافع ،وإن كان الدافع هو الغارم ،رجششع عليششه.
وذلك لن القابض ،وكيل في زعم الدافع ،والوكيشل ،يضشمن بالتقصشير ،والمسشتحق ،ظلشم الشدافع
بأخذ القيمة منه ،وماله في ذمة القابض ،فيستوفيه الدافع منشه حينئذ ،فششي مقابلششة حقشه الشذي أخشذه
منه المستحق ،ومحله أيضا ،ما لم يشترط الضمان على القابض لو أنكر المالك ،أو تلف بتفريششط
القابض ،وإل فيرجع الدافع عليه حينئذ )قوله :لنه مظلوم بزعمه( أي لن الغششارم مظلششوم بزعششم
نفسه لغيشر الخشر ،بسشبب إنكشار المسشتحق الوكالشة ،والمظلشوم ل يرجشع إل علشى ظشالمه ،وهشو
المسشتحق ،فضشمير لنشه بزعمشه ،راجشع للغشارم ،ومتعلشق مظلشوم ،محشذوف ،وعبشارة الشروض
وشرحه ،وإن تلفت طالب بها من شاء ،ثم ل يرجع أحدهما علششى الخششر ،لعترافهمششا أن الظششالم
غيرهما ،فل يرجع إل على ظالمه .اه .وفي البجيرمششي علششى الخطيششب مششا نصششه) ،وقششوله :لنششه
مظلوم( فل يرجع على غير ظششالمه ،ويؤخششذ منششه حكششم الشششكية المعلومششة ،وهششو ،مششا لششو اشششتكى
شخص شخصا لذي شوكة ،وغرمه مال ،فإنه يرجع بششه عليششه ،ول يرجششع علششى الشششاكي ،خلفششا
للئمششة الثلثشة .اه) .وقشوله :عليشه( أي علشى ذي الششوكة الشذي غرمشه ،وقشوله ول يرجشع علششى
الشاكي ،أي لنه غير ظالمه )قوله :أو دينششا( أي أو إن كششان المششدفوع دينششا) ،وقششوله :طششالب( أي
المستحق) ،وقوله :الدافع فقط( أي ول يطالب القابض ،لنه فضولي بزعم المستحق ،والمقبوض
ليس حقه ،وإنما هو مال المديون .وإذا غرم الدافع ،فإن بقي المدفوع عند القابض ،فله اسششترداده
منه ،وإن صار للمستحق في زعمه ،لنه مال من ظلمه ،وقد ظفر بششه ،فششإن تلششف ،فششإن كششان بل
تفريط منششه ،لششم يغرمششه ،وإل غرمششه .اه .ملخصششا مشن الششروض وشششرحه )قشوله :أو إلششى مششدعي
الحوالة( معطوف على قوله إلى مدعي الوكالة :أي وإذا دفع المحال عليه المحال به إلششى مششدعي
الحوالة )قوله :أخذ( أي الدائن ،وهو جششواب إذ المقششدرة .وقششوله :ممششن كششان عليششه ،وهششو المششدين
المحال عليه )قوله :ل يرجع المؤدي( أي وهو المحال عليه) .وقوله :علششى مششن دفششع إليششه( وهششو
مدعي الحوالششة )قششوله :لنششه( أي المششؤدي) ،وقششوله :اعششترف بالملششك لششه( أي لششذي الحوالششة .قششال
البجيرمي ،فهو ،أي المحال عليه ،مظلوم بإنكار المحيل الحوالششة ،فل يرجششع علششى غيششر ظششالمه،
وهو المحيل .اه) .وقوله :وهو( أي ظالمه )قوله :قال الكمشال الشدميري :لشو قشال أنشا وكيشل الشخ(
عبارة الروض وشرحه :ويجوز عقد البيع والنكاح ونحوهما بالمصادقة على الوكالة به ،ثششم بعششد
العقد إن كذب الوكيل نفسه ،بأن قال لم أكن مأذونا فيه :لم يؤثر ،وإن وافقه المششتري فشي مسشألة
البيع على التكذيب ،لن فيه حقا للموكل ،إل إن أقام المشتري بينة بإقراره أنه لم يكشن مأذونشا لشه
في ذلك العقد ،فيششؤثر فيششه ،وكالمشششتري ،فشي ذلششك ،كشل مشن وقششع العقشد لشه .اه) .قشوله :ويصششح
قششراض( شششروع فششي القسششم الثششاني مششن الترجمششة ،والقششراض ،بكسششر القششاف ،مصششدر قششارض،
كالمقارضة ،كما قال ابن مالششك :لفاعششل الفعششال والمفاعلششة .ويقششال لشه المضششاربة ،مشن الضششرب،
بمعنى السفر ،قال تعالى) * :وإذا ضربتم في الرض( * ) (1أي سافرتم ،لشتماله عليششه غالبششا،
والقراض والمقارضة ،لغة أهل الحجاز ،والمضاربة :لغة أهل العراق ،والصل فيششه :الجمششاع،
والحاجة ،لن صاحب المال ،قد ل يحسن التصرف ،ومن ل مال له يحسششنه ،فيحتششاج الول إلششى
الستعمال ،والثاني إلى العمل .واحتششج لششه أيضششا بقششوله تعششالى) * :ليششس عليكششم جنششاح أن تبتغششوا
فضل من ربكم( * ) (2أي ليس عليكم حرج في أن تطلبوا زيادة من ربكم ،وهي الربح .والية،
وإن لم تكن نصا في المدعي ،يصشح الحتجشاج بهشا مشن حيشث عمومهشا ،إذ الفصشل فيهشا بمعنشى
الربح أعم
) (1سورة النساء ،الية (2) .101 :سورة البقرة ،الية.198 :
] [ 118
من أن يكششون حاصششل بششأموالهم أو بششأموال غيرهششم ،ونظيرهششا قششوله تعششالى) * :وآخششرون
يضربون في الرض يبتغون من فضل ال( * ) (1واحتج له أيضا بششأنه )ص( ضششارب لخديجششة
بمالها إلى الشام ،وأنفذت معه عبشدها ميسششرة ،بفتشح السششين ،وضششمها ،واعششترض السشتدلل بمششا
ذكر ،بأن سفره لخديجة كان على سبيل الستئجار ،ل على سششبيل المضششاربة ،لمششا قيششل مشن أنهششا
استأجرته بقلوصين ،أي ناقتين ،وأجيب باحتمال تعدد الواقعة ،فمرة سافر على سبيل الستئجار،
ومرة على سبيل المضاربة ،أو أن من عبر بالستئجار ،تسمح بششه ،فعششبر بششه عششن الهبششة ،ووجششه
الدللة مما ذكره ،أنه )ص( حكاه بعد البعثة مقررا له ،فدل علششى جششوازه ،وأركششانه سششتة :مالششك،
وعامل ،وعمل ،ومال ،وربح ،وصيغة .وحقيقته أن أوله ،أي قبل ظهور الربح ،وكالشة ،وآخشره،
أي بعد ظهور الربح ،جعالة )قوله :وهو( أي القراض شرعا ،وأما لغة :فهو مشتق من القششرض،
وهو القطع .وسمي المعنى الشرعي به ،لن المالك قطع للعامل قطعشة مشن مشاله يتصشرف فيهشا،
وقطة من الربشح ،ويسشتفاد مشن التعريشف المشذكور ،أركششان القشراض السششتة ،فالمالششك والصشيغة،
مأخوذان من قوله أن يعقد ،وقوله :لغيره هو العامششل ،وقششوله ليتجششر .فيششه اشششارة للعمششل ،والمششال
والربح ظاهران )قوله :علششى مششال يششدفعه( خششرج بششه ،مششا لششو قارضششه علششى منفعششة كسششكنى داره
يؤجرها مرة بعد أخرى ،وما زاد على أجرة لمثل يكون بينهما ،أو على دين عليه ،أو على غيره
يحصل ذلك ويتجر فيه ،وما تحصل من الربح يكون بينهما .وما لو قال بع هذا ،وقارضتك علششى
ثمنه ،فل يصح كل ذلك .نعم :البيع صحيح ،وله أجرة مثششل العمششل إن عمششل )قششوله :ليتجششر فيششه(
خرج به ما لو عامله على شراء بر يطحنه ويخبزه ،أو على غزل ينسجه ويبيعه ،فل يصح ،لن
الطحن ومششا بعششده ل يسششمى تجششارة ،بششل هششي أعمششال مضششبوطة يسششتأجر عليهششا ،فل تحتششاج إلششى
القراض عليها ،المشتمل علششى الجهالششة المغتفششرة للحاجششة )قششوله :علششى أن يكششون الربششح مشششتركا
بينهما( خرج به اختصاص أحدهما به فل يصح )قوله :في نقد الخ( متعلششق بيصششح ،وأسششقط مششن
الشروط ،كونه معلوما جنسا ،وقدرا ،وصفة ،وكونه معينا ،وكششونه بيششد العامششل ،فل يصششح علششى
مجهول جنسا ،وقدرا ،وصفة ،وعلى غير معيشن ،كشأن قارضشه علشى مشا فشي الذمشة مشن ديشن أو
عين ،نعم :لو قارضه على نقد في ذمته ،ثششم عينششه فششي المجلششس ،صششح .وكششذا لششو كششان فششي ذمششة
العامل ،وعينه كذلك ،ول على شرط كون المششال بيششد غيششر العامششل كالمالششك ليشوفي مششن ثمنششه مششا
اشتراه العامل ،لنه قد ل يجده عند الحاجة )قوله :لنششه الششخ( علششة لمحششذوف ،أي ول يصششح فششي
غيره لنه الخ) .وقوله :عقد غرر( أي عقد مشتمل علششى غششرر) ،وقششوله :لعششدم انضششباط العمششل(
بيان للغرر ،فهو علة العلة )قوله :والوثوق بالربح( أي ولعدم الوثوق بالربح ،فهو معطوف علشى
انضباط .وإنما لم يكن موثوقا به :لنه قد يحصل ،وقد ل يحصل )قوله :وإنما جششوز للحاجششة( أي
وإنما جوز القراض ،مع كونه مشتمل على غرر ،للحاجة )قوله :فششاختص بمششا يششروج غالبششا( أي
في غالب الحوال ،وعبارة فتح الجواد ،وإنما جوز للحاجة ،واختص بمششا يششروج بكششل حششال ،أي
باعتبار الصل ،إذ الوجه ،جوازه بنقد خششالص ل يتعامششل بششه ،أو أبطلششه السششلطان ،أو مغشششوش
راج رواج الخالص في كشل مكششان .اه .وعبشارة شششيخ السشلم :فششاختص بمششا يششروج بكشل حششال،
وتسهل التجارة به .اه .وقشوله بكششل حششال ،أي بحيششث ل يششرده أحششد ،بخلف التششبر ،والمغشششوش،
والفلوس .وقوله :وتسشهل التجشارة بشه .أي بخلف العشرض ،فشالعطف مغشاير ،ويصشح أن يكشون
للتفسير ،أو عطف لزم .اه .ش ق )قوله :وهو( أي الذي يروج غالبا) ،وقوله :النقد المضروب(
أي لنه ثمن الشياء )قوله :ويجوز( أي القشراض) .وقشوله :عليشه( أي علششى النقشد) .وقشوله :وإن
أبطله( أي ذلك النقد ،أي أو كان في ناحية ل يتعامل به فيها )قوله :وخرج بالنقد ،والعششرض( أي
كالنحاس ،والقماش) .وقوله :ولو فلوسا( أي جددا ،فهي من العروض ،لنها قطششع مششن النحششاس،
ومن جعلها من
] [ 119
النقد ،أراد كونه يتعامل بها كالنقد .قال ع ش :وأخذه غاية للخلف فيه .اه .أي فهي للششرد
)قششوله :وبالخششالص( أي وخششرج بالخششالص )قششوله :وإن علششم قششدر غشششه( وعلششى هششذا ل يصششح
بالريالت الفرانسة ونحوها مما دخله النحاس ،والغاية للرد ،كالتي بعششدها )قششوله :وبالمضششروب:
التبر( أي وخرج بالمضروب :التبر )قوله :وهو( أي التبر) .وقوله :ذهب أو فضششة لششم يضششرب(
سواء في ذلك القراضة وغيرها ،هذا باعتبار عرف الفقهاء ،وإل فهو كسارة الذهب والفضششة إذا
أخذ من معدنهما قبل تنقيتهما )قشوله :وقيشل يجشوز علشى المغششوش الشخ( اعتمشده م ر .وقشوله إن
استهلك غشه ،المششراد بشه ،كمششا اسششتوجهه ع ش ،عششدم تميششز النحششاس عششن الفضششة مثل فششي رأي
العين ،وليس المراد به أن ل يتحصل منه شئ بالعرض على النار ،وإل لما صح قششراض أصششل
)قشوله :وقيشل إن راج( أي وإن لشم يسششتهلك .اه .ع ش )قشوله :وفششي وجشه ثششالث( لعلشه رابشع ،أو
بالنسبة لما في زوائدها .وقوله على كل مثلي :أي كالحبوب والثمار ،ومقتضاه أنششه ل يجششوز فششي
المتقوم ،كالرقيق )قوله :وإنما يصششح القششراض( دخششول علششى المتشن ،فقششوله بصششيغة ،متعلششق بششه،
وقدره لطول الكلم على ما مر )قوله :من إيجاب( بيان للصيغة) ،وقوله :مشن جهشة الشخ( متعلشق
بمحذوف صفة ليجاب ،أي إيجاب حاصششل مششن جهششة رب المششال )قششوله :كقارضششتك الششخ( أمثلششة
لليجاب )قوله :أو بع أو اشتر( أو :بمعنى الواو ،المعبر بها في التحفة والنهايششة والمغنششي ،وقششال
في المغني ،فلو قال اشتر ،ولم يذكر البيع ،لم يصح في الصح اه) .قوله :علششى أن الربششح بيننششا(
راجع لجميع الصششيغ المتقدمششة ،كمششا نششص عليششه الرشششيدي ،فلششو لششم يششذكره فيهششا ،فسششد القششراض،
وللعامل أجرة المثل ،كما سيصرح به المتن ،إل فشي الصشيغة الخيشرة ،فل ششئ لشه أصشل ،كمششا
صرح به في التحفة ،فيها ،ونصها .فإن اقتصر على بع أو اشتر ،فسد ول شئ له لنششه لششم يششذكر
له مطمعا .اه .وكتب الرشيدي على قول النهاية ،فلو اختصر على بع واشتر فسد ،مششا نصششه :أي
ول شئ له ،كما في التحفة ،وهذا حكمة النص على هذه ،دون ما قبلها ،وإل فالفساد قدر مشترك
بين الجميع ،حيث لم يقل والربح بيننشا ،فكشان علششى الششارح أن يشذكره ،وقضششية مشا فشي التحفشة،
استحقاق العامل في مسألة اتجر فيها إذا لم يقل الربح بيننا ،وانظر :ما وجهه ؟ اه) .قوله :وقبول
فورا من جهة العامل لفظا( أي كالبيع ،لنه عقد معاوضة يختص بمعين ،بخلف الوكالششة ،لنهششا
مجرد إذن والحوالة لنها ل تختص بمعيششن .اه .ششرح الشروض )قشوله :وقيششل يكفشي فشي صشيغة
المر( أي فيما إذا صدر من رب المال صيغة المر .وقوله القبول بالفعششل ،فاعششل يكفششي ،والبششاء
فيه للتصوير ،أي القبول المصور بالفعششل ،أي فعششل مششا أمششر بششه مششن غيششر لفششظ ،وقششوله كمششا فششي
الوكالة ،أي والجعالة ،ورد بأنه عقد معاوضة يختص بمعين .كما تقدم ،فل يشبه ذينك -لكششن قششد
يشكل عليه قششوله بعششد قريبششا .وشششرط المالششك والعامششل ،كالموكششل والوكيششل ،وقششول البهجششة :عقششد
القراض يشبه التوكيل الخ ،إل أن يقال .المراد ل يشبه ذينك في هذا الحكم ،أو من كششل الوجششوه،
بل من بعضها ،أفاده سششم )قششوله :كالموكششل والوكيششل( أي لن القششراض توكيششل وتوكششل بعششوض،
فيشترط أهلية التوكيل في المالك ،وأهلية التوكل في العامل ،فل يصح إذا كان أحششدهما محجششورا
عليه ،أو عبدا أذن له في التجارة ،أو كان العامل أعمى) ،وقششوله :صششحة مباشششرتهما التصششرف(
خبر بعد خبر ،لن الجار والمجرور قبله خبر ،ول يخفى ما في ذكره من الركاكششة ،فلششو اقتصششر
عليه أو على الجار والمجرور قبله ،كما في المنهاج ،أو قال فششي صششحة ،بزيششادة الجششار ،ويكششون
بيانا لوجه الشبه لكان أولى ،فتأمل )قوله :مع شرط ربح لهما( متعلق بيصح الذي قدره الشششارح،
أي وإنما يصح
] [ 120
القراض مع شرط ربح لهما ،ومحط الشرطية قوله لهما )قششوله :فل يصششح( أي القششراض.
وقوله على أن لحدهما الربح ،أي أو أن لغيرهما منه شششيئا لعششدم كششونه لهمششا .قششال فششي الششروض
وشرحه ،ولو قال قارضتك على أن نصف الربح لي ساكتا عششن نصششيب العامششل ،لششم يصششح ،لن
الربح فائدة رأس المال ،فهو للمالك ،إل ما ينسب منه للعامل ،ولم ينسب له شئ منه ،أو على أن
نصف الربح لك ،صح ،وتناصفاه ،لن ما لم ينسبه للعامل ،يكششون للمالششك بحكششم الصششل ،سششواء
سكت عن نصيبه نفسه ،أو قدر لنفسه أقل ،كأن قال على أن لششك النصششف ولششي السششدس ،وسششكت
عن الباقي ،ولو قال قارضتك على النصف ،أو على السدس ،صح المشروط للعامل ،لن المالك
يسششتحق بالملششك ،ل بالشششرط .اه) .قششوله :ويشششترط كشونه ،أي الربششح معلومششا بالجزئيششة( لششو قششال
وبالجزئية ،بزيادة الواو ،لكان أولى ،لن أصل العلم شرط ،وكونه بالجزئية شرط آخششر .وخششرج
بالول ،ما لو لم يعلم أصل ،كأن قال قارضتك على أن لك فيه شركة أو نصيبا ،وخرج بالثششاني،
ما إذا علم ،لكششن بالجزئيششة كششأن قششال قارضششتك علششى أن لششك عشششرة ،أو ثمانيششة مثل ،وسيصششرح
بمحترز الثاني )قوله :كنصف وثلث( تمثيل للجزئية )قوله :صح مناصششفة( أي علششى الصششح ،إذ
المتبادر من ذلك عرفا ،المناصفة ،كما لو قال :هذه الدار بيني وبين فلن ،ومقابل الصح يقششول:
ل يصح ،لحتمال اللفظ لغير المناصششفة ،فل يكششون الجششزء معلومششا )قششوله :أو علششى أن لششك ربششع
سدس العشر( أي أو قال قارضتك على أن لك ربع سدس العششر ،وتعششبيره بمششا ذكششر :أولشى مششن
تعبير بعضهم بسدس ربع العشر ،لن تقديم أعظم الكسرين ،أولى مششن تششأخيره) .وقششوله :وإن لششم
يعلماه( أي قدر ربع ما ذكر) ،وقوله :وهو( أي ربع ما ذكششر جشزء مششن مشائتين وأربعيشن جشزءا،
بيانه أن عشر المائتين وأربعين ،أربعة وعشرون ،وسدس العشششر أربعششة ،وربششع سدسششه واحششدا،
وذلك كله مجرد مثال )قوله :ولو شرط لحدهما عشرة( بفتحتين ،أي والبششاقي للخششر ،أو بينهمششا
)قوله :أو ربح صنف( أي أو شرط له ربح صنف واحد) .وقوله :كالرقيق( مثال للصنف )قششوله:
فسد القراض( أي لعدم العلم بالجزئية ،ولنه قششد ل يربششح غيششر العشششرة ،أو غيششر ذلششك الصششنف،
فيفوز أحدهما بجميع الربح .اه .شرح المنهششج )قششوله :ولعامششل( خششبر مقششدم ،وأجششرة مثششل ،مبتششدأ
مؤخر )قوله :في عقد قراض( الضافة للبيان ،وقوله فاسد ،أي بسبب فقششده شششرطا مششن الشششروط
المارة ،ككون رأس المال غير نقد ،أو شششرط أن الربششح لحششدهما )قششوله :وإن لششم يكششن ربششح( أي
يوجد ،فهو من كان التامة ،وهو غاية في كونه له أجرة المثل )قوله :لنششه( أي العامششل) ،وقششوله:
عمل طامعا في المسمى( أي وقد فات ،فوجب رد عمله علششى عششامله ،وهششو متعششذر ،فرجششع إلششى
أجرة المثل )قوله :ومن القراض الفاسد علششى مششا أفششتى بششه الششخ( وإنمششا كششان فاسششدا فششي الصششورة
المذكورة :لعدم العلم بالجزئية ،لنه قشد ل يربشح إل الشذي ششرط عليشه بشه ،فيفشوز أحشدهما حينئذ
بالربح ،ولشتراط أخذ الزيادة منه ،ولو مع وجود الخسارة ،ولعدم وجود صيغة القراض )قششوله:
ويده( أي العامل )قوله :فإن قصر( أي في حفظ المال حتى تلف )قوله :بششأن جششاوز المكششان الششخ(
تصوير لتقصيره ،أي بأن تعدي العامل المكان المأذون له في التصرف فيه )قوله :ضمن المششال(
جواب أن )قوله :ول أجرة الخ( هذا تقييد للمتشن :أي محشل كشون العامشل لشه أجشرة المثشل ،إن لشم
يشرط الربح كله للمالك ،وإن لم يعلم الفساد ،وأنه ل أجرة له ،ولو قدم هذا
] [ 121
على قوله ،ومن القشراض الفاسشد ،لكشان أنسشب ،وقشوله إن ششرط ،يقشرأ بالبنشاء للمجهشول
)قوله :لنه لم يطمع في شئ( أي فهو راض بالعمل مجانا .قال في التحفشة :نعششم ،إن جهششل ذلششك،
بأن ظن أن هذا ل يقطع حقه من الربح أو الجرة ،وشهد حاله بجهله لذلك اسشتحق أجششرة المثشل،
فيما يظهر .اه )قوله :ويتجه أنه ل يسشتحق ششيئا الشخ( أي لنشه لشم يطمشع فشي ششئ أيضشا ،وفشي
النهاية يستحق ذلك ،وإن علم الفساد ،وظن أنه ل أجرة له) ،وقوله :وأنه ل أجرة لششه( قششال سششم -
قضيته ،أن مجرد علم الفساد ل يمنع الستحقاق ،ووجهه أنه حينئذ طامع فيما أوجبه الشارع مششن
أجششرة المثششل .اه) .قششوله :ويصششح تصششرف العامششل مششع فسششاد القششراض( أي نظششرا لبقششاء الذن،
كالوكالة ،هذا إذا كان الفساد لفوات شرط ككونه غير نقد والحال أن المقارض مالك ،أما إذا كان
لعدم أهلية العاقد أو المقارض ولي أو وكيل ،فل ينفذ تصرفه ،كذا في البجيرمششي )قششوله :لكششن ل
يحل له( أي للعامل :أي فيأثم بذلك) .وقوله :القدام عليه( أي على التصرف .وقششوله بعششد علمششه،
أي العامل بالفساد )قوله :يتصرف العامل الخ( شروع في بيان بعض أحكام القراض ،وقوله ولو
بعرض ،أي وإن لم يأذن له المالك ،إذ الغرض ،الربح ،وقد يكون فيه ،وقشوله بمصشلحة أي لنشه
في الحقيقة وكيل ،وهو متعلق بيتصرف )قوله :ل بغبن فاحش( أي ل يتصرف بغبن فششاحش فششي
بيششع أو شششراء ،وتقششدم بيششانه فششي الوكالششة ،فل تغفششل ،قششال ع ش :وظششاهره أنششه يششبيع بغيششر الغبششن
الفاحش ،ولو كان ثم من يرغب فيه بتمام قيمته ،ولعله غير مراد ،أخذا مما تقدم فشي الوكالششة ،أن
محل الصحة ،إذا لم يكن ثم راغب يأخذه بهذه الزيششادة ،اه )قششوله :ول بنسششيئة( أي ول يتصششرف
بنسيئة ،أي بأجل في بيع أو شراء أيضا للغرر ،ولنه قد يتلف رأس المال ،فتبقى العهششدة متعلقششة
بالمالك ،اه .تحفة .وقوله :بل إذن فيهما ،أي في الغبن والنسيئة ،أما بششالذن ،فيجششوز ،لن المنششع
لحقه ،وقد زال بإذنه ،ويأتي في الششبيع نسششيئة مششا مششر فششي الوكالششة ،مششن أنششه إن قششدر للعامششل مششدة
تعينت ،فل يزيد عليها ،ول ينقص .وإن أطلق الجل ،حمل على العرف ،ومنه وجششوب الشششهاد
أيضا ،فإن تركه ،ضمن )قوله :ول يسافر بالمال بل إذن( أي لن فيششه خطششرا وتعريضششا للتلششف،
قال في المغني ،نعم ،لو قارضه بمحل ل يصلح للقامة ،كالمفازة ،فالظاهر ،كما قال الذرعششي:
أنه يجوز له السفر به إلى مقصده المعلوم لهما ،ثم ليس لششه بعششد ذلششك أن يحششدث سششفرا إلششى غيششر
محل إقامته .اه) .قوله :فيضمن به( أي فيضمن العامل بالسفر ،أي يكون في ضششمانه ،ولششو تلششف
بعد ذلك بل تقصير ،كما تقدم )قششوله :ومششع ذلششك( أي ومششع مششا ذكششر مششن الضششمان والثششم بسششبب
السفر .القراض باق بحاله ،أي ل ينفسخ ،سواء سافر بعين المال ،أو العروض التي اشتراها به،
ثم إذا باع فيما سافر إليه وهو أكثر قيمة مما سافر منششه أو اسششتويا ،صششح الششبيع للقششراض ،أو قششل
قيمة بما ل يتغابن به ،لم يصح )قوله :أمشا بشالذن :فيجشوز( أي السشفر بشه )قشوله :لكشن ل يجشوز
ركوب في البحر( أي المالح ،ومثله النهار إذا زاد خطرها على خطر الششبر .اه .ح ل) .وقششوله:
إل بنص( أي من المالك عليخه ،أي على ركوب البحششر ،أي أو علششى بلششد ل يصششل لهششا إل منششه،
فإنه يجوز حينئذ ذلك )قوله :ول يمون( أي العامل )قوله :أي ل ينفق( تفسير بالخص) .وقششوله:
منه( أي من مال القراض) ،وقوله :على نفسه( أي العامل ،قال في الروض وشششرحه ،وعليششه أن
ينفق على مال القراض منه ،لنه من مصالح التجارة .اه) .قوله :لن له( أي للعامل نصششيبا مششن
الربح ،أي شأنه ذلك ،فل ينافي أنه قد ل يربح ،قال سم ،وأيضا قد تكون النفقة قدر الربح ،فيفوز
به العامل ،وقد تكون أكثر ،فيؤدي إلى أن يأخذ جزءا من رأس المال .اه) .قوله :فسد( أي العقد،
لن ذلك مخالف لمقتضاه )قوله :وصدق عامل بيمينه في دعوى تلف( أي علششى التفصششيل التششي
في الوديعة .وحاصله أنه إن لم يذكر سببا،
] [ 122
أو ذكر سببا خفيا ،كسرقة ،أو ظاهرا ،كحريق ،عرف هششو دون عمششومه ،أو عششرف ،هششو
وعمومه ،واتهم صدق بيمينه ،فإن لم يتهم في الخيرة صدق بل يمين ،أو جهل السششبب الظششاهر،
طولب ببينة بوجوده ،ثم حلف يمينا أنه تلف ،فالصور ست ،وقد تقششدم هششذا التفصششيل فششي الوكالششة
)قوله :في كل المال( متعلق بمحذوف صفة لتالف .أي تلف حاصل في كشل المششال أو فششي بعضششه
)قوله :لنه( أي العامل مأمون ،وهو تعليل لتصديقه بيمينه )قوله :نعم نص( أي الشششافعي )قشوله:
واعتمده( أي النص المذكور في البويطي )قوله :أنه الخ( أي على أنه ،فإن وما بعدها فششي تأويششل
مصدر مجرور بعلى مقدرة متعلقة بنص )قوله :لو أخذ( أي العامل) ،وقوله :مششا ل يمكنششه القيششام
به( أي العمل فيه كله )قوله :فتلف بعضه( قال سم ،أنظر مفهومه ،اه .وكتب الرشيدي ما نصه،
قوله فتلف بعضه ،أي بعد عمله فيه ،كما هو نص البويطي ،ولفظه ،وإذا أخذ مال ل يقششوى مثلششه
على عمله فيه ببدنه ،فعمل فيه ،فضاع ،فهو ضامن ،لنشه مضشيع .اه )قشوله :لنشه فشرط بأخشذه(
الصوب ما علل به الشافعي رضي ال عنه في نصه السابق من قوله لنه مضششيع .اه .رشششيدي
)قوله :ويطرد ذلك( أي ما نص عليه في البويطي) ،وقوله :في الوكيل والوديع( أي المودع عنده
والوصي ،أي فيقال إذا أخذوا ما ل يمكنهم القيام به فتلف ،ضمنوه )قوله :ولو ادعى المالششك بعششد
التلف أنه قرض( أي ليلزم الخذ بدله ،وخرج ببعد التلف .ما لشو ادعشى المالششك عليشه ذلشك قبلشه،
فيصدق هو ،لن العامل يدعي عليه الذن في التصششرف وحصششته مششن الربششح والصششل عششدمهما
)قوله :والعامل أنه قراض( أي وادعى العامل أنه قراض ،لئل يلزمه بدله )قوله :حلششف العامششل(
أي صدق العامل بيمينشه ،وكشان الولشى ،التعشبير بشه وهشو جشواب لشو )قشوله :لن الصشل( علشة
لتصديق العامل بيمينه )قوله :خلفا لما رجحه الزركشي وغيره من تصديق المالك( جششرى علششى
هذا في النهاية ،ولفظها ،ولو ادعى المالك بعد تلف المال أنه قرض ،والعامل أنه قراض ،صششدق
المالك بيمينه ،كما جزم به ابن المقري ،وجرى عليه القمولي في جواهره ،وأفتى به الوالد رحمه
ال ،خلفا للبغوي ،وابن الصلح ،إذ القاعدة أن من كان القول قوله في أصل الشئ ،فالقول قوله
في صفته ،مشع أن الصشل عشدم الئتمششان الششدافع للضششمان ،وقشال فششي الخششادم ،إنششه الظشاهر ،لن
القابض يدعي سقوط الضمان عنه ،مع اعترافه بأنه قبض ،والصل عدم السقوط ،الششخ .اه .قششال
فششي التحفششة ،وجمششع بعضششهم بحمششل الول ،أي تصششديق العامششل ،علششى مششا إذا كششان التلششف قبششل
التصرف ،لنهما حينئذ اتفقشا علشى الذن ،واختلشف فشي ششغل الذمشة ،والصشل براءتهشا ،وحمشل
الثاني ،أي تصديق المالك ،على ما إذا كان بعد التصرف ،لن الصششل فششي التصششرف فششي مالششك
الغير ،أنه يضمن ،ما لم يتحقق خلفه ،والصل عدمه )قوله :فإن أقاما بينة( أي أقامششا كششل واحششد
بينة) ،وقوله :قدمت بينة المالك( وفي النهاية قدمت بينة العامل ،وفي التحفة ،وقال بعضهم الحق
التعارض ،أي فيأتي فيه ما مر عند عدم البينة .اه .أي من تصششديق العامششل ،إن كششان التلشف قبشل
التصرف ،وتصديق المالك ،إن كشان بعششده )قشوله :لن معهشا زيشادة علششم( أي بانتقشال الملشك إلشى
الخر ،فهي أثبت شغل الذمة ،بخلف بينة العامل ،فهي مستصحبة لصل البراءة ،والبينة الناقلة
مقدمة على المستصحبة ،أفاده البجيرمي )قشوله :وفشي عششدم ربشح( معطششوف علشى فششي تلشف ،أي
وصدق في دعوى عدم ربح) .وقوله :وفي قدره( معطوف أيضا على في تلششف ،أي وصششدق فششي
دعوى قدر ربح كعشرة )قوله :عمل بالصل( وهو ما يعديه العامل) ،وقوله :فيهما( أي في عدم
الربح وفي قدره )قوله :وفي خسر( معطوف على في تلف أيضا ،أي وصششدق فششي دعششوى خسششر
)قوله :ممكن( أي محتمل ،بأن عرض كساد فيما يتصرف فيه ،فإن لششم يمكششن ،ل يصششدق )قششوله:
لنه أمين( أي وصدق في ذلك ،لنه،
] [ 123
أي العامل ،أمين ،فهو تعليل لتصششديقه فششي دعشوى الخسشر )قشوله :ولشو قشال( أي العامشل،
وقوله ربحت كذا ،أي قدرا معينا ،كألف) ،وقوله :ثم قال غلطششت فششي الحسششاب أو كششذبت( أي أن
القدر الذي أخبرتكم بأني ربحته وقع مني غلطا ،أو كذبت فيششه ،فأنششا مششا ربحششت القششدر المششذكور،
وقوله لم يقبل ،أي قوله إن غلطت أو كذبت ،قال في التحفة بعده ،نعم ،له تحليف المالك ،وإن لششم
يذكر شبهة .اه) .قوله :لنه( أي العامل أقر بحق لغيره ،وهو المالك قوله فلم يقبل رجوعه عنششه،
أي عن إقراره )قوله :ويقبل قوله بعد( أي بعد قوله ربحششت كششذا ،وقششوله خسششرت ،مقششول القششول،
وقوله إن احتمل ،أي قوله المذكور ،وقوله كأن عرض كساد ،أي نقص في قيمششة السششلعة )قششوله:
وفي رد المال( معطوف على فششي تلششف أيضششا ،أي وصششدق فششي دعششوى رد المششال علششى المالششك،
وقوله لنه ،أي المالك ائتمنه ،أي العامل ،وقوله كالمودع ،هو بفتششح الششدال ،أي فششإنه يصششدق فششي
دعواه الرد علششى المششودع ،بكسششرها )قششوله :فششي قششدر رأس المششال( أي أو فششي جنسششه )قشوله :لن
الصل عدم الزائد( أي عدم دفع زيادة إليششه ،وهششو تعليششل لتصششديق العامششل فششي قششدر رأس المششال
)قوله :وفي قوله اشتريت هذا لي( أي ويصدق العامل في قششوله اشششتريت هششذا لششي ،أي وإن كششان
رابحا ،وقوله أو للقراض ،أي أو اشتريته للقراض ،وإن كان خاسرا ،وقوله والعقد في الذمة ،أي
والحال أنه في الذمة ،أي ذمة العامل ،والظاهر أنه راجع للصورة الولى ،أعنششي قششوله اشششتريت
هذا لي ،بدليل المحترز )قوله :لنه أعلم بقصده( أي بقصد نفسه ،أي وهو مأمون )قوله :وعليششه(
أي على ما قاله المام ،من أنه إذا اشتراه بعين مال القراض ،يقششع للقششراض ،وقشوله فتسششمع بينششة
المالك ،أي فيما إذا اختلفا فيما حصل الشراء به ،هل هو مال القراض أو مال العامششل ؟ قششال فششي
التحفة ،لما تقرر أنه مع الشراء بالعين ل ينظر إلى قصده وهو أحد وجهين في الرفعي من غيششر
ترجيح ،ورجح جمع متقدمون مقابله ،لنه قد يشتري به لنفسه متعديا ،فل يصح البيع ،وقد يجمع
بحمل ما قاله المام على ما إذا نوى نفسه ،ولم يفسخ القراض ،ومقابله على ما إذا فسششخ ،وحينئذ
فالذي يتجه :سماع بينة المالك ،ثم يسأل العامل ،فإن قال فسششخت ،حكششم بفسششاد الشششراء ،وإل فل.
اه .وقوله ورجح جمع متقدمون الخ .استوجهه في النهاية) .قوله :وفششي قششوله لششم تنهنششي الششخ( أي
كأن اشترى سلعة ،فقال نهيتششك عشن شششرائها ،فقششال العامششل لششم تنهنششي ،فيصششدق العامششل ،وتكشون
للقراض ،لن الصل ،عدم النهي ،أما لو قال المالك ،لم آذنششك فششي ششراء كشذا ،فقششال العامشل بشل
أذنت لي ،فالمصدق المالك .اه .نهاية) .قوله :ولو اختلفا( أي المالششك والعامششل )قششوله :فششي القششدر
المشروط له( أي للعامل من الربح .وقوله تحالفا ،أي لختلفهما فششي عششوض العقششد مششع اتفاقهمششا
علششى صششحته ،فأشششبه اختلف المتبششايعين .اه .تحفششة ،ول ينفسششخ العقششد بالتحششالف ،وإنمششا ينفسششخ
بفسخهما ،أو أحدهما ،أو الحاكم )قوله :وللعامششل الششخ( أي لتعششذر رجششوع عملششه إليششه ،فششوجب لششه
قيمته ،وهو الجرة) .قوله :أو في أنه وكيل أو مقارض( أي أو اختلفا في ذلك ،فقال المالششك أنششت
وكيل ،وقال العامل أنا مقارض ،وقوله صدق المالك بيمينششه ،نعششم .إن أقامششا بينششتين ،قششدمت بينششة
العامل ،لن معها زيادة علم بوجوب الجرة .وال سبحانه وتعالى أعلم )قوله :تتمة( أي في بيشان
أحكام الشركة ،بكسر الشين ،وإسكان الراء ،وبفتح الشين مع كسر الراء وإسششكانها ،وقششد أفردهششا
الفقهاء بباب مستقل ،وذكرها بعد الوكالة،
] [ 124
لنها من أفرادها ،إذ كل من الشريكين ،وكيل عن الخر ،وموكل له ،والصششل فيهششا قبششل
الجماع ،خبر السائب أنه كان شريك النبي )ص( قبششل المبعششث ،وافتخششر بشششركته بعششد المبعششث،
والخبر الصحيح القدسي :يقول ال تعالى :أنا ثالث الشريكين ،ما لشم يخشن أحشدهما صشاحبه ،فشإذا
خانه ،خرجت من بينهما أي أنششا كالثششالث للشششريكين فششي إعانتهمششا وحفظهمششا وأنششزل البركششة فششي
أموالهما مدة عدم الخيانششة ،فششإذا حصششلت الخيانششة ،رفعششت البركششة والعانششة عنهمششا ،وهششو معنششى
خرجششت مششن بينهمششا ،وهششي لغششة :الختلط شششيوعا ،أو مجششاورة ،بعقششد أو غيششره .وشششرعا ،عقششد
يقتضي ثبوت الحق فششي شششئ لكشثر مشن واحشد علشى جهشة الششيوع )قشوله :الششركة نوعششان( أي
اللغوية ،لن النوع الول :ليس فيه عقد ،والنوع الثاني :قسمه إلى أربعة أقسام ،بعضها صششحيح،
وبعضها باطل ،والمعنى الشرعي ،مختص بالصحيح ،على ما قاله بعضهم )قششوله :أحششدهما فيمششا
ملك( أي أحدهما ثابت بسبب ملك اثنين مشتركا .ففي سببية ،وما مصدرية ،وقششوله مشششتركا ،أي
مال مشتركا ،أي مختلطا بحيث ل يتميز .وهو مفعشول ملششك ،ويحتمششل أن تكششون فششي باقيشة علششى
معناها ،وما ،موصول اسمي ،وجملة ملك ،صلة ،والعائد عليها ،محذوف ،ومشششتركا ،حششال ،أي
أحدهما ثابت في المال الذي ملكاه حال كونه مشتركا ،أي مختلطا ،بحششث ل يتميششز تأمششل .وقششوله
بإرث أو شراء ،متعلق بملك ،وهو يشير إلى أنه ل فششرق فششي ثبششوت الملششك لهمششا ،بيششن أن يكششون
على جهة القهر ،كالرث ،أو الختيار ،كالشراء )قوله :والثاني أربعششة أقسششام( ل يحسششن مقششابلته
لما قبله فكان الولى أن يقششول ،وثانيهمششا فيمششا عقششد عليششه اثنششان الشششركة ،وعبششارة التحريششر ،هشو
نوعان ،أحدهما في الملك قهرا كان أو اختيار ،كإرث وشراء ،والثششاني بالعقششد لهششا ،وهششي أنششواع
أربعة الخ ،وهي ظاهرة )والحاصل( أن الشركة لها سببان ،السبب الول ،الملششك مششن غيششر عقششد
شركة ،بأن يملك اثنان مال موروثا ،أو مال مشترى .والثاني ،العقد ،أي أن يعقد اثنان الشتراك
بينهما على مال أو غيره )قوله :منها قسم صحيح( أي بالجماع ،ويسششمى شششركة العنششان ،بكسششر
العين ،من عن الشئ ،أي ظهر ،فهي أظهر النواع ،لظهورها بصحتها ،أو لنشه ظهششر لكشل مشن
الشريكين مشال الخشر ،أو مشن عنشان الدابشة ،لسشتواء الششريكين فيهشا فشي نحشو الوليشة والربشح
والسلمة من الغرر ،كاستواء طرفي العنان ،أو لمنع كل منهما الخر لما يشششتهي ،كمنششع العنششان
الدابة وأركانها خمسة ،عاقدان ،ومعقود عليه ،وذكر عمل ،وصششيغة ،أو شششرط فششي العاقششدين مششا
شرط في الموكل والوكيششل ،مشن صششحة التصششرف ،وشششرط فششي المعقشود عليششه ،أن يكششون مثليششا،
كالدراهم والدنانير ،والبر ،لنه إذا اختلط بجنسه ،لم يتميز ،بخلف المتقشوم وقششد تصششح فيششه بششأن
يكون مشتركا بينهما قبل العقد ،كأن ورثاه ،أو اشششترياه ،أو بششاع أحششدهما بعششض عرضششه ببعششض
عرض الخر ،كنصف بنصف ،أو ثلششث بثلششثين ،وأذن كششل لصششاحبه فششي لتصششرف بعششد القبشض،
وذلك لعدم تميز المالين حينئذ ،وأن يتحدا المالن جنسا وصفة ،بحيث لششو خلطششا ،لششم يتميششزا كششل
منهما عن الخر ،وأن يخلطا قبل العقد ،لتحقششق معنششى الشششركة .وأن يشششترطا الربششح والخسششران
على قدر المالين ،عمل بقضية العقد ،وقد ذكر شرط العمل بقوله ،ويتسلط كل واحد منهمششا الششخ،
وشرط الصيغة بقوله ،وشرط فيها لفظ الخ) .قوله :وهو( أي القسم الصحيح ،وقششوله :أن يشششترط
اثنان ،أي يصح التصرف منهما ،كما علمت ،وقوله من مال لهما ،أي مثلي نقششد أو غيششره ،علششى
ما عرفت )قوله :وسشائر القسشام( أي باقيهششا ،وهشو ثلثششة ،شششركة البششدان ،وشششركة المفاوضششة،
وشركة الوجوه ،وقوله باطلة ،أي لكثرة الغششرر فيهششا ،ل سششيما شششركة المفاوضششة ،ولخلوهششا عشن
المال المشترك ،كما سششتعرفه )قشوله :كششأن يشششترك اثنششان ليكشون كسششبهما بينهمششا( أي مكسششوبهما
ببدنهما خاصة ،وإل كانت عين شركة المفاوضة التية ،سواء اتفقا حرفششة ،كخيششاطين ،أو اختلفششا
فيها ،كخياط ورفاء ،وهذه تسمى شركة البدان ،وهي باطلة ،لعدم المال ،فمن انفششرد بشششئ ،فهششو
له ،وما اشتركا فيه يوزع عليهما بنسبة أجرة المثل ،بحسب الكسب ،وجوزها أبششو حنيفششة رضششي
ال عنه مطلقا ،ومالك وأحمد رضي ال عنهما مع اتحاد الحرفة )قوله :بتساو أو تفششاوت( متعلششق
بمحذوف حال من الضمير فششي الخششبر :أي حششال كششون الكسششب الكششائن بينهمششا حاصششل بتسششاو أو
تفاوت ،أي بحسب ما شرطاه )قوله :أو ليكون بينهما الخ(
] [ 125
أي أو يشترك اثنان ليكون بينهما ربح ما يشتريانه فششي ذمتهمششا ،أي يشششتريه وجيهششان فششي
ذمتهما ،ومثل ذلك ،ما إذا اشتراه وجيه في ذمته وفششوض بيعششه لخامششل والربششح بينهمششا ،وأعطششى
خامل مشاله لشوجيه ليشس لشه مششال ليعمشل فيشه والربشح بينهمششا ،وهشذه تسششمى شششركة الوجشوه ،مشن
الوجاهة ،أي العظمة ،والصدارة ،وهي باطلششة ،إذ ليششس بينهمششا مششال مشششترك ،فكششل مششن اشششترى
شيئا ،فهو له ،عليه خسره ،وله ربحه )قوله :أو ليكششون بينهمششا الشخ( أي أو يشششترك اثنششان ليكشون
بينهما كسبهما وربحهمششا ببششدنهما أو مالهمشا :أي مشن غيشر خلشط ،أو معشه .وتفششارق حينئذ ششركة
العنان بالشرط المذكور بعد ،أو ،مانعة خلو ،فتجوز الجمع ،وقششوله وعليهمششا ،أي المشششتركين مششا
يعرض من غرم ،قيد في كل من كون الكسب والربح بالبدن ،ومن كونهمششا بالمششال ،وخششرج بششه،
بالنسبة للول ،شركة البدان ،وبالنسبة للثاني ،شركة العنان .والمشراد ،غشرم ل بسشبب الششركة،
كغصب وغيره ،وإل فالغرم بسببها موجود في شركة العنان ،وفششي الكلم اكتفششاء ،أي ولهمششا مششا
يحصل من غنم ،وهذه تسمى شركة مفاوضة ،من تفاوضا في الحديث ،شرعا فيه جميعشا ،قشال م
ر :أو من قوم فوضى ،بفتح الفاء ،أي مستوين في المور ،ومنه قشول الششاعر :ل يصشلح النشاس
فوضى سراة لهم ول سراة إذا جهالهم سادوا وهي باطلة أيضا ،لشتمالها على أنواع من الغرر،
ولعدم وجود المال في بعض صورها ،فيختص حينئذ كل بما كسبه ببدنه ،إن لششم يكششن مششال ،فششإن
كان هناك مال من غير خلط ،فظاهر أن مال كل له ،ومع الخلط يكششون الششزائد بينهمششا علششى قششدر
المالين ،ويرجع كششل علششى الخششر بششأجرة عملشه )قششوله :وشششرط فيهششا( أي الشششركة .وغيششره ذكششر
الركان المارة ،ثم قال :وشرط في الصيغة ،فلو صنع كصنعه لكان أولى .وقوله لفظ :فشي معنشاه
ما مر ،من الكتابة ،وإششارة الخششرس .وقشوله يشدل علششى الذن فشي التصششرف ،أي بششأن يقشول ل
اشتركنا وأذنا في التصرف .والمراد ،الذن لمن يتصرف من كل منهمششا أو مششن أحششدهما ،وقششوله
بالبيع والشراء ،متعلق بالتصرف )قوله :فلو اقتصر على اشتركنا( أي على قولهما ذلك قال سششم:
لو وقع هذا القول مششن أحششدهما مششع الذن فششي التصششرف ،فينبغششي أن ل يكفششي ،لنششه عقششد متعلششق
بمالهما ،فل يكفي فيه اللفظ من أحد الجانبين ،بل ل بششد معششه مششن وقششوعه مششن الخششر ،أو قبششوله،
وفاقا للرملي .اه .بتصرف )قوله :لم يكف عن الذن فيششه( أي فششي التصششرف لحتمششال أن يكششون
إخبارا عن حصول الشركة )قشوله :ويتسشلط كشل واحشد منهمشا( أي الششريكين ،وهشو ششروع فشي
شروط العمل )قوله :بل ضرر( أي في المال المشترك ،وهو متعلق بيتسششلط )قششوله :بششأن يكششون(
تصوير لعدم وجود ضرر أصل .ولششو قششال ويتسششلط كششل واحششد منهمششا بمصششلحة ،لكششان أخصششر.
وعبارة المنهج ،وشرط في العمل مصلحة ،ثم قال في شرحه ،وتعبيري بمصلحة ،أولى من قوله
بل ضرر ،لقتضائه جواز البيع بثمن المثل ،مع وجود راغب بزيادة .اه) .قوله :ول يسافر بششه(
قال في فتح الجواد :نعم ،إن اشتركا بمفازة ،سافر به لمقصده ،ولو بل إذن ،للقرينششة .اه) .قششوله:
حيث لم يضطر إليشه( أي السشفر بشه ،فشإن اضششطر إليشه ،سشافر بشه ،بششل يلزمشه فشي هشذه الحالشة،
كالوديع ،وعبارة التحفة ،ول يسافر به ،حيث لم يعطه في السفر ،ول اضطر إليه لنحششو قحششط أو
خوف ،ول كان من أهل النجعة .اه .وقوله لنحو قحششط ،أي فششي بلششده ،وقششوله أو خششوف ،أي مششن
حريق ،أو نهب )قوله :ول يبضعه( بضم التحتية فسكون الموحدة ،أي يجعله بضاعة يشدفعه لمشن
يعمل لهما فيه ،ولو متبرعا ،لنه لم يرض بغير يده .اه .تحفة )قوله :بغير إذنه( متعلق بكل مششن
يسافر ومن يبضع ،وإن كان ظاهر عبارته تعلقه بالثاني فقط ،أي ل يسافر بغير إذنه ول يبضعه
بغير إذنه ،فإن كان بشإذنه ،صشح ،ول ضشمان ،لكشن مجششرد الذن فشي السشفر ،ل يتنشاول ركششوب
البحر ،بل ل بد من النص عليه ،أو تقوم عليه قرينة
] [ 126
)قوله :فإن سافر به( أي من غير إذنه ،وقوله صح تصرفه ،أي لبقاء الذن فيه )قششوله :أو
أبضعه( معطوف علشى سشافر ،أي أو إن أبضشعه ،بشدفعه الشخ .تصشوير للبضشاع ،كمشا عرفشت،
وقوله بل إذن ،متعلق بأبضعه .وقشوله ضشمن أيضشا ،جشواب أن المقشدرة بعشد أو )قشوله :والربشح
والخسران بقدر المالين( أي باعتبار القيمة ،ل الجزاء ،فلو خلط قفيزا بمششائة ،وقفيششزا بخمسششين،
فهي أثلث ،لصاحب الول ،ثلثان ،ولصاحب الثاني ثلث) .قوله :فششإن شششرطا خلفششه( أي خلف
ما ذكر ،كأن شرطا تساوي الربح والخسران مع تفششاوت المششالين ،أو شششرطا تسششاوي المششالين مششع
التفاوت في الربح والخسران ،وقوله فسد العقد ،أي لمخالفة ذلششك موضششوعها )قششوله :فلكششل علششى
الخر أجرة عمله له( أي وإذا فسد العقد يكون لكل على الخر أجرة عمله بحسب ماله ،فإذا كان
لحدهما ألفان ،وللخر ألف ،وأجرة عمل كل منهما مائة ،فثلثا عمل الول في ماله ،وثلثششه علششى
الثاني ،وعمل الثاني بشالعكس ،فللول عليشه ثلشث المشائة ،ولشه علشى الول ثلثاهشا ،فيقشع التقشاص
بثلثها ،ويرجع على الول بثلثها ،وقد يقع التقاص إن استويا في المال والعمشل ،قشال فشي التحفشة،
نعم ،إن تساويا مال ،وتفاوتا عمل ،وشرط القل للكثر عمل لم يرجع بششالزائد ،إن علششم الفسششاد،
وأنه ل شئ في الفاسد ،لنه عمل غير طامع في شئ ،كما لو عمل أحششدهما فقششط فششي فاسششدة .اه.
)قوله :ونفذ التصرف منهما( أي من الشريكين .وقوله مع ذلك ،أي مششع فسششاد العقششد ،أي ويكششون
الربح والخسران على قدر المالين بعد إخششراج أجششرة عمششل كششل منهمششا وقششوله للذن ،أي لوجششود
الذن في التصرف ،وهو علة لنفوذ التصرف )قوله :وتنفسخ( أي الشركة ،وذلك لنها عقد جائز
من الجانبين ،فهي كالوكالة .وقوله بموت أحدهما وجنونه ،أي وإغمائه ،والحجششر عليششه بسششفه أو
فلس )قوله :ويصدق( أي الشريك في دعوى الرد إلى شششريكه ،وذلششك لن يششده أمانششة ،كششالمودع،
والوكيل ،فيصدق في ذلك ،وقوله في الخسران ،أي وفي قدر الربح ،وقوله والتلف :أي ويصششدق
في التلف ،لكن على التفصيل المتقدم بيانه )قوله :وفي قوله اشتريته لي أو للشركة( أي ويصششدق
فيما إذا اشششترى الشششريك شششيئا ،وقششال اشششتريته للشششركة أو لنفسششي ،وكششذبه الخششر ،لنششه أعششرف
بقصده ،قال في التحفة :نعم ،لو اشترى شيئا فظهر عيبه ،وأراد رد حصته ،لششم يقبششل قششوله علششى
البائع أنه اشتراه للشركة ،لن الظششاهر ،أنششه اشششتراه لنفسششه ،فليششس لشه تفريششق الصششفقة عليششه .اه.
)قوله :ل في قوله اقتسمنا الخ( أي ل يصدق في ذلك ،لن الصل عدم القسمة ،قال فششي التحفششة:
وإنما قبل قوله في الرد ،مع أن الصل عدمه ،لن من شأن المين قبول قوله فيششه توسششعة عليششه.
اه) .قوله :شاركه الخر( أي لتحاد الجهة ،وهي الرث )قوله :ولششو بششاع شششريكان عبششدهما( أي
أو وكل أحدهما الخر فباعه )قوله :لم يشاركه الخر( فرق في التحفة بين هذه والتي قبلهششا ،بششأن
المشترك بنحو الشراء يتأتى فيه تعدد الصفقة المقتضي لتعدد العقد وترتب الملك ،فكششان كششل مششن
الشريكين فيه كالمستقل ،ولن حقه ل يتوقف وجوده على وجود غيره ،فإذا قبششض قششدر حصششته،
أو بعضها ،فاز به ،بخلف نحو الرث ،فإنه حششق يثبششت فششي الورثشة دفعششة واحشدة ،مشن غيشر أن
يتصور فيه ترتب ول توقف ،فكان جميعه كالحق الذي ل يمكن تبعيضه ،فلم يختص قابض شششئ
منه به .اه) .قوله :أفششتى النششووي -كششابن الصششلح -فيمششن غصششب نحششو نقششد الششخ( سششاق الفتششاء
المذكور في التحفة ،ثم قال :ويأتي لذلك تتمة قبيل الضششحية ،ول بششأس بششذكرها ،تتميمششا للفششائدة،
وهي ما نصه ،لو اختلط مثلي حرام ،كدرهم أو دهن ،أو حب
] [ 127
بمثله له ،جاز له أن يعزل قدر الحششرام بنيششة القسششمة ،ويتصششرف فششي البششاقي ويسششلم الششذي
عزله لصاحبه إن وجد ،وإل فلناظر بيت المال ،واستقل بالقسمة على خلف المقرر في الشششريك
للضرورة ،إذ الفرض ،الجهل بالمالك ،فاندفع ما قيل يتعين الرفششع للقاضششي ليقسششمه عششن المالششك،
وفي المجموع ،طريقه أن يصرف قدر الحرام إلى ما يجب صرفه فيه ،ويتصرف في الباقي بمششا
أراد ،ومن هذا ،اختلط أو خلط نحو دراهم لجماعة ،ولم يتميششز فطريقششه أن يقسششم الجميششع بينهششم
على قدر حقوقهم ،وزعم العوام أن اختلط الحلل بالحرام يحرمه ،باطل .الششخ .اه) .قششوله :بششأن
له الخ( متعلق بأفتى .وقوله إفشراز :أي فصشل وإخشراج .والش سشبحانه وتعشالى أعلشم .فصشل فشي
أحكام الشفعة أي في بيان بعشض أحكششام الشششفعة ،وهشي بإسشكان الفششاء ،وحكشي ضشمها ،لغشة مشن
الشفع ،ضد الوتر ،فكأن الشفيع يجعل نفسه أو نصيبه ششفعا ،بضششم نصشيب ششريكه إليشه ،أو مشن
الشفاعة ،لن الخذ بها كان جاهلية .وشرعا ،حق تملك قهري يثبت للشريك القديم على الحششادث
بسبب الشركة فيما ملك بعوض .وشششرعت لششدفع الضششرر :أي ضششرر مؤنششة القسششمة ،واسششتحداث
المرافق في الحصة السائرة إليششه لششو قسششم ،كالمصششعد ،والمنششور ،والبالوعششة ،وغيششر ذلششك ،وهششذا
الضرر كان يمكن حصوله قبل البيع ،وكان من حق الراغشب فشي الشبيع أن يخلشص صشاحبه منشه
بالبيع له ،فلما باع لغيره ،سلطه الشارع على أخذه منه قهرا ،والصل فيها خبر البخاري :قضى
رسول ال )ص( بالشفعة فيما لم يقسم ،فإذا وقعت الحدود وصرفت الطششرق ،فل شششفعة أي حكششم
رسول ال )ص( بالشفعة بالمشترك الذي لم تقع فيه القسمة بالفعل ،مع كششونه يقبلهششا لن الصششل
في النفي بلم ،أن يكون في الممكن بخلفه بل ،واستعمال أحدهما محشل الخشر ،تجشوز ،كمشا فشي
قوله تعالى) * :لم يلد ،ولم يولد( * ) (1أي ل يلد ،ول يولد ،وكما فششي قششوله تعششالى) * :ل يمسششه
إل المطهرون( * ) (2أي لم يمسه .وقوله فإذا وقعت الحدود وصرفت الطرق فل شفعة ،أي فإذا
وقعت حدود القسمة بين الشريكين ،وبينت الطرق ،فل شفعة ،وهذا كنايششة عششن حصششول القسششمة،
فكأنه قال :فإذا قسم ،فل شفعة ،وأركانهششا ثلثشة :ششفيع ،وهشو الخشذ ،ومشششفوع ،وهشو المششأخوذ،
ومشششفوع منششه ،وهششو المششأخوذ منششه ،وشششرط فششي الشششفيع ،أن يكششون شششريكا بخلطششة الشششيوع ،ل
بالجوار ،فل شفعة لجار الدار ،ملصقا كان أو غيره ،خلفا للمام أبي حنيفششة رضششي الش عنششه،
فإنه أثبتها للجار فلو قضى بها حنفي للجار ،ولو شافعيا ،لم ينقض حكمه ،وشرط فششي المشششفوع،
أن يكون مما ينقسم ،أي مما يقبل القسمة إذا طلبهشا الششريك ،دون مشا ل ينقسشم ،كحمشام صشغير،
وطاحون صغيرة ،ودار ،وحانوت ،وساقية كذلك ،والضابط في ذلك ،أن ما يبطل نفعه المقصود
منه لو قسم ،بحيث ل يمكن جعل الحمام حمامين ،ول الطاحون طاحونين ،وهكششذا ،ل تثبششت فيششه
الشفعة ،وما ل يبطل نفعه المقصود منه لو قسم ،بل يكون بحيث ينتفع بششه بعششد القسششمة إذا طلبهششا
الشريك من الوجه الذي كان ينتفششع بششه قبلهششا ،كطششاحون ،وحمششام كششبيرين ،بحيششث يمكششن جعلهمششا
طاحونين وحمامين ،تثبت فيه الشفعة ،وشرط فيه أيضا ،أن يكون ممششا ل ينقششل مششن الرض ،فل
شفعة فيما ينقل ،وشرط في المشفوع منه ،تأخر سبب ملكه عن سبب ملك الخذ ،فيكفي فششي أخشذ
الشفيع بالشفعة ،تقدم سبب ملكه عن سبب ملك المأخوذ منه ،وإن تقدم ملكه على ملك الخذ ،فلششو
باع أحد الشريكين نصيبه لزيد بشرط الخيار للبائع ،أو لهما فباع الخر نصيبه لعمشرو فشي زمشن
الخيار بيع بت ،فالشفعة للمشتري الول ،وهو زيد ،إن لم يشفع بائعه على المشتري الثاني ،وهو
عمرو ،لتقدم سبب ملك الول عن سبب ملك الثاني .فلو اشترى اثنان دارا ،أو بعضششها معششا ،فل
شفعة لحدهما على الخر ،لعدم السبق ،وليست الصيغة ركنا فيها ،لنها ،كما تقدم ،حششق تملششك،
أي استحقاقه ،وهو ل يتوقف ثبوته على صيغة ،نعم تجب في التملك ،فل يملك الشششفيع الشششقص،
إل بلفظ يشعر به ،كتملكت ،أو أخذت بالشفعة ،وسيذكره الشارح بقوله ،ول يملك الشفيع إل
بلفظ الخ )قوله :إنما ثبت الشفعة لشريك( أي ولو كان مكاتبا ،أو غيششر عاقششل ،كمسششجد لششه
شقص لم يوقف باعه شريكه ،فإنه يأخششذ لششه النششاظر بالشششفعة أو ذميششا ،وقششوله ل جششار ،أي لخششبر
البخاري المار ،وما ورد فيه ،محمول على الجار الشريك ،جمعا بين الحششاديث .وقششوله فششي بيششع
أرض ،متعلق بثبت )قششوله :مششع تابعهششا( أي إن كششان ،فل يقششال مفهششومه أن الرض الخاليششة عششن
التابع ل شفعة فيها ،والمراد بالتابع ،ما يتبعها فششي مطلششق الششبيع مششن بنششاء ،ومششا يتبعششه مششن بششاب،
ورف سمر ،ومفتاح غلق مثبت ،وكل منفصل توقف عليه نفع متصل )قوله :كبناء( تمثيل للتابع.
وقوله وشجرا ،أي رطب على الوجه .اه .فتح الجواد )قوله :وثمر غيشر مشؤبر( أي عنشد الشبيع،
فيؤخذ بالشفعة ،ولو لم يتفق الخذ حتى أبر ،وعبارة م ر ،غير مششؤبر ،أي عنششد الششبيع ،وإن كششان
مؤبرا عند الخذ ،وكذا كل ما دخل في البيع ثششم انقطعششت تبعيتششه ،فششإنه يأخششذه بالشششفعة .اه .ومششا
المؤبر عنده ،فل تثبت فيه الشفعة ،لنتفاء التبعية )قوله :فل شفعة في شجر أفرد الخ( عبارة فتح
الجواد مع الصل ،فل تثبت في منقول غير تابع لما ذكششر ،وإن بيششع مششع الرض ،كششزرع يؤخششذ
دفعة واحدة ،ول في تابع كبناء ،أو غراس بيششع دون أرض ،وكبنششاء علششى سششقف ،ولششو مشششتركا،
لن المنقول ،ل يدوم ،فل يدوم ضرر الشركة فيه ،والتابع إذا أفرد عششن متبششوعه ،يشششبه المنقششول
ومن ثم ،لو باعها مع الس أو المغرس فقط ،لم تثبت أيضششا لن المششبيع مششن الرض هنششا ،تششابع،
والمتبوع ،وهو البناء والشجر ،منقول ،ول في شجر جاف شششرط دخششوله فششي بيششع أرض لنتفششاء
التبعية .اه) .قوله :ول في بئر( عبارة الروض :ولو باع نصيبه مششن أرض تنقسششم ،وفيهششا بئر ل
تنقسم ،ويسقي منها ،ثبتت ،أي الشفعة في الرض دونهششا ،أي الششبئر .اه) .قششوله :مششع بششذل الثمششن
للمشتري( أي أو رضاه بكون الثمن يكون في ذمة الشفيع ،أو قضششاء القاضششي لششه بهششا إذا حضششر
مجلسه وأثبت حقه فيها وطلبه .تتمة :الشفعة على الفور ،لنهششا حششق ثبششت لششدفع الضششرر ،فكششانت
كالرد بالعيب ،بجامع أن كل شششرع لششدفع الضششرر ،وحينئذ فليبششادر الشششفيع إذا علششم بيششع الشششقص
بأخذه ،وتكون المبادرة على العادة ،فل يكلف السراع على خلف العادة ،بعدو ،أو غيششره ،ولششو
كان في الصلة أو في الحمام ،أو في قضاء الحاجة ،لم يكلف القطع ،بششل لششه التششأخير إلششى فششراغ
ذلك .وال سبحانه وتعالى أعلم.
] [ 129
باب في الجارة أي في بيان أحكامها ،وشروطها ،وهي بكسر الهمششزة أشششهر مششن ضششمها
وفتحها ،من آجره ،بالمد ،يؤجره ،إيجارا ،ويقال أجره ،بالقصر ،يششأجره ،بضششم الجيششم ،وكسششرها
أجرا ،والصل فيها قبل الجماع آيات :كقوله تعالى) * :فإن أرضعن لكشم ،فشآتوهن أجشورهن( *
ووجه الدللة منشه أن آتششوهن أجشورهن :أمششر ،والمششر للوجشوب ،والرضششاع بل عقشد ،تشبرع ل
يوجب أجرة ،وإنما يوجبها ،العقد ،فتعين الحمل عليه ،أي آتوهن أجورهن إذا أرضعن لكم بعقد،
وكقوله تعالى) * :وإن تعاسرتم فسترضع له أخرى( * وأخبار :كخبر مسلم أنه )ص( :نهشى عشن
المزارعة ،وأمر بالمؤاجرة وكخبر البخاري أنه )ص( والصديق اسششتأجرا رجل مششن بنششي الششديل
يقال له عبد ال بن الريقط ،أي ليدلهما على طريق المدينة لما هششاجرا مششن مكششة ،لكونهمششا سششلكا
طريقا غيششر الجششادة ،اختفششاء مششن المشششركين ،وإسششناد السششتئجار للنششبي )ص( مجششاز عقلششي ،لن
المستأجر ،أبو بكر ،وأقره عليه النبي )ص( ،والمعنى فيها ،أن الحاجة داعية إليها ،إذ ليششس لكششل
أحد ،مركوب ،ومسكن ،وخادم ،وغير ذلك .فجوزت لذلك ،كما جوز بيع العيان وأركانها ثلثة
إجمال ،ستة تفصيل عاقششد مكششر ومكششتر ،ومعقششود عليششه أجششرة ومنفعششة وصششيغة إيجششاب وقبششول،
ويشترط في العاقدين ما مر في البائع والمشششتري ،مششن الرشششد ،وعششدم الكششراه بغيششر حششق ،نعششم،
يصح استئجار كافر لمسلم ،ولو إجارة عين ،مع الكراهششة ،لكششن ل يمكششن مششن اسششتخدامه مطلقششا،
لنه ل يجوز خدمه المسلم للكافر أبدا ويصح إيجار سفيه لما ل يقصششد مششن عملششه كالحششج لجششواز
تبرعه ،ويشترط في الجرة والمنفعة ما سيذكره ،من كون الجششرة معلومشة ،ومشن كشون المنفعشة
متقومة معلومة ،ويشششترط فششي الصششيغة جميششع مششا مششر فششي صششيغة الششبيع ،إل عشدم التششأقيت ،وقششد
استوفاها الشارح في التعريف ،فقوله تمليك منفعشة ،أي بعقشد يسشتفاد منشه الصشيغة ،ومعلشوم أنهشا
تستلزم العاقد ،وقوله منفعة مع قوله بعوض ،هو المعقود عليه )قوله :هي لغششة اسششم للجششرة( أي
سواء أخذت بعقد أم ل ،وقيل لغة ،اسم للثابة ،يقال آجرته ،بالمد ،والقصر ،إذا أثبتششه .ول مششانع
من أن يكون لها معنيان في اللغة .اه .ش ق )قوله :وشرعا :تمليك منفعة( أي بعقد ،وخششرج بششه،
عقد النكاح ،لنه ل تملك به المنفعة ،وإنما يملك به النتفاع ،فيسشتحق الششزوج أن ينتفشع بالبضششع،
ول يستحق منفعة البضع ،بدليل أنها لو وطئت بشبهة ،كان المهر لها ،ل له ،فالعقششد علششى منفعششة
البضع ل يسمى إجارة ،بل يسمى نكاحا .وقوله بعوض :متعلق بتمليك ،وخرج بششه ،هبششة المنششافع
والوصية بها وإعارتها ،فل تسمى إجارة ،لنها عقد على منفعة بل عوض ،وقوله بشروط آتيششة،
خرج به المساقاة والجعالة ،لن من الشروط التية ،كون العوض معلوما ،وهما ل يشترط فيهمششا
علم العوض ،وإن كان قشد يكشون معلومشا ،كمسشاقاة علشى ثمشرة موجشودة ،وجعالشة علشى معلشوم،
فاندفع ما ورد على التعريف المذكور بأنه غير مانع ،لصدقه على الجعالة وعلى المسششاقاة ،نعششم،
يرد عليه بيع حق الممر ،فإنه تمليك منفعة بعوض معلوم ،وهو بيع ،ل إجارة ،وأجيب عنششه بششأنه
ليس بيعا محضا ،بل فيه شوب إجارة ،وإنما سمي بيعا ،نظرا لصيغته فقششط ،فهششو إجششارة معنششى،
وعلم من قوله تمليك منفعة ،أن مورد الجارة ،المنفعة ،سواء وردت على العيششن ،كآجرتششك هششذه
الدابة بدينار ،أو على الذمة ،كألزمت ذمتك
] [ 130
حملي إلى مكشة بشدينار ،ول يجشب قبشض الجشرة فشي المجلشس فشي الشواردة علشى العيشن،
وتصح الحوالة بها ،وعليها ،والسشتبدال عنهشا ،وأمشا الشواردة علششى الذمشة ،فيشششترط فيهششا قبشض
الجشرة فشي المجلشس ،ول تصشح الحوالشة بهشا ،ول عليهشا ،ول السشتبدال عنهشا ،لنهشا سشلم فشي
المنافع ،فتجري فيها أحكام السلم )قوله :تصح إجارة بإيجاب( شروع في بيان الصيغة ،وهي إما
صريحة ،كآجرتك ،أو أكريتك هذا ،أو منافعه ،أو ملكتكها سنة بكذا ،فيقبششل المكششتري ،أو كنايششة،
كجعلت لك منفعته سنة بكذا ،أو اسكن داري شهرا بكذا ،ومنها ،الكتابشة ،والصشح منشع انعقادهشا
بقوله بعتك أو اشتريت منفعتها ،لن لفظ البيع والشراء موضوع لتمليك العيششن ،فل يسششتعمل فششي
المنفعة .وجرى م ر على أنه ليس صريحا ول كناية ،وجرى حجر على أنه كناية ،وما ذكره من
الصيغ ،لجارة العين وإجارة الذمة ،خلفا لمن خصها بإجارة العين ،وتختص إجارة الذمة بنحو
ألزمت ذمتك ،أو سلمت إليك هذه الدراهم في خياطة هذا ،أو في دابة صفتها كششذا ،أو فششي حملششي
إلى مكة )قوله :سنة( ظرف لمقدر ،أي وانتفع به سنة ،فهو على حد قششوله تعششالى) * :فأمششاته ال ش
مائة عام( * ) (1أي وألبثه مائة عام ،وليس ظرفا لجششر ومششا بعششده ،لنششه إنشششاء ،وهششو ينقضششي
بانقضاء لفظه ،فل يبقى سنة مثل ،قال في التحفة :فإن قلت :يصح جعله ظرفا لمنافعه المذكورة،
فل يحتاج لتقدير ،وليس كالية كما هو واضح .قلت :المنافع أمر مرهوم الن ،والظرفية تقتضي
خلف ذلك ،فكان تقدير ما ذكر ،أولى ،أو متعينششا اه .ومثلششه فششي النهايششة .ونششازع فششي ذلششك سششم،
فليراجع وقوله بكذا :أي بعشرة مثل ،وأفهم كلمه أنه ل بد من التششأقيت ،وذكششر الجششرة ،لنتفششاء
الجهالة حينئذ ،ول يشترط أن يقول من الن )قوله :إن خلف المعاطاة يجري في الجششارة الششخ(
أي فالمعتمد أنها ل تصح فيها ،ومقابله تصح ،فلو أعطى مالششك الششدار الجششرة ،وسششلم لششه المالششك
المفاتيح ،وسكن فيها من غير صيغة ،كانت إجارة صحيحة على هذا ،وفاسدة على الول )قششوله:
وإنما تصح الجارة بأجر( قدر متعلق الجار والمجرور ،لئل يلزم تعلق حرفي جر بمعنششى واحششد
بعامل واحد ،وقوله بأجر ،أي بعوض ،وقوله صح كونه ثمنا ،أي بأن يكششون طششاهرا منتفعششا بششه،
مقدورا على تسلمه ،فل يصح جعل نجس العين والمتنجس الذي ل يمكن تطهيره ،وغير المنتفششع
به ،وغير المقدور على تسلمه ،كالمغصوب ،أجرا ،أي عوضا ،لن ل يصح جعلششه ثمنششا )قششوله:
معلوم للعاقدين( صفة ثانية لجر من الوصششف بشالمفرد بعشد الوصششف بالجملشة .وقشوله قشدرا ،أي
كعشرة ،وقوله وجنسا ،أي كذهب أو فضة .وقوله وصفة أي كصحيح أو مكسر ،ول يقال يشششكل
على اشتراط العلم ،صحة الستئجار للحج بالنفقة ،وهي مجهولة ،كما جزم به في الروضة ،لنششا
نقول ليس ذاك بإجارة ،بل نوع جعالة ،وهي يغتفر فيها الجهل بالجعل ،وقيل إنه مستثنى توسششعة
في تحصيل العبادة ،وقوله إن كان أي ذلك الجر في الذمة ،أي الششتزم فششي الذمششة ،وهششو قيششد فششي
اشتراط العلم في الجر )قوله :وإل كفت معاينته( أي وإن لم يكن في الذمة بأن كان معينا أغنششت
معاينته ،أي رؤيته ،عن علم جنسه ،وقدره ،وصفته )قوله :في إجارة العين أو الذمة( الظاهر أنه
متعلق بكل من معلوم ومن كفت معششاينته ،والمعنششى ،يشششترط فششي الجششر أي العششوض ،أن يكششون
معلوما ،إذا كان في الذمة ،سواء كانت الجارة في العين ،أو في الذمة ،فششإن لششم يكششن الجششر فششي
الذمة ،كفت معاينته ،سواء كانت الجارة في العين ،أو في الذمة أيضششا )قششوله :فل يصششح إجششارة
دار ودابة الخ( أي للجهل في ذلك ،قال في شرح المنهج :فإن ذكر معلوما ،وأذن له خشارج العقشد
في صرفه في العمارة أو العلف ،صحت .اه .وقوله خارج العقد ،فإن كان في صلبه ،فل يصح،
كآجرتكهششا بششدينار علششى أن تصششرفه فششي عمارتهششا أو علفهششا للجهششل بالصششرف ،فتصششير الجششرة
مجهولة ،فإن صرف وقصد
] [ 131
الرجوع رجع ،وإل فل .اه .بجيرمي ،وقوله بعمششارة لهششا :أي للششدار ،وهششو راجششع للول،
وقوله علف ،بسكون اللم ،وفتحها ،وهو بالفتح ،ما يعلف به ،وهو راجع للثاني ،فهو على اللششف
والنشر المرتب )قوله :ول اسشتئجار لسششلخ( أي ول يصششح اسشتئجار لسشلخ شششاة بأخششذ الجلشد ،ول
استئجار لطحن نحو بر بأخذ بعض الششدقيق ،وذلششك للجهششل بثخانششة الجلششد ،وبقششدر الششدقيق ،ولعششدم
القدرة على الجرة حال ،وخرج بقوله ببعض الدقيق ،ما لو استأجره ببعض الششبر ليطحششن بششاقيه،
فل يمتنع ،كما قاله ع ش )قوله :منفعته( متعلق بتصح :أي إنما تصح الجارة في منفعششة ،وذكششر
لها أربعة شروط :كونها متقومة ،وكونها معلومة ،وكونها واقعة للمكتري ،وكونها غير متضمنة
استيفاء عين قصدا ،وبقي عليه خامس :وهو كونها مقدورة التسلم حسا وشرعا ،فل يصح اكتراء
شخص لما ل يتعب ول مجهول ،كأحد العبدين ،ول آبق ومغصششوب وأعمششى لحفششظ ،ول اكششتراء
لعبششادة تجشب فيهشا نيشة لهششا ،أو لمتعلقهششا ،كالصشلوات ،وإمامتهششا ،ول اكششتراء بسششتان لثمشره ،لن
العيان ل تملك بعقد الجارة قصدا ،بخلفها تبعشا ،كمشا فشي الكشتراء للرضشاع )قشوله :أي لهشا
قيمة( أي ليحسن بذل المال في مقابلتها ،وإل بأن كانت محرمة أو خسيسة ،كششان بششذل المششال فششي
مقابلتها سفها ،وأفاد بهذا التفسير ،أنه ليس المراد بالمتقوم مششا قابششل المثلششي ،بششل كششل مششا كششان لششه
قيمة ،ولو كان مثليا )قوله :معلومة عينا( أي في إجشارة العيشن .وقشوله وقشدرا ،أي فيهمشا .وقشوله
وصفه ،أي في إجارة الذمة .قال البجيرمي :والمششراد بعلششم عيششن المنفعششة وقششدرها وصششفتها ،علششم
محلها كذلك ،بدليل تمثيله بعد ،بأحد العبدين اه .ثم التقدير للمنفعة ،إما بالزمششان ،كسششكنى الششدار،
وتعليم القرآن مثل سنة ،أو بمحل عمششل ،كركششوب الدابششة إلششى مكششة ،وكخياطششة هششذا الثشوب ،فلششو
جمعها ،كأن استأجره ليخيط الثوب بياض النهار ،لم يصح ،لن المدة قششد ل تفششي بالعمششل )قششوله:
واقعة للمكتري( أي واقعة تلك المنفعة للمكتري أو المسششتأجر )قششوله :غيششر متضششمن( الولششى أن
يقول غير متضمنة ،بتاء التششأنيث ،وتكششون غيششر صششفة لمنفعششة ،أو حششال مششن ضششميرها .وعبششارة
المنهج :ل تتضمن ،بالتاء الفوقية ،وهي ظشاهرة ،وقشوله بشأن ل يتضشمنه العقشد ،مثلششه فشي ششرح
المنهج ،وهو تصوير لعدم تضششمن المنفعشة ،أي اسششتيفائها لسششتيفاء العيشن قصششدا )قشوله :وخششرج
بمتقومة الخ( شروع في بيان المحترزات )قوله :فل تصح اكتراء بياع( أي دلل ،وقوله بمحض
كلمة انظر ما فائدة زيادة لفظ محض ؟ وفي المنهاج إسقاطه ،وهو أولششى ،قششال فششي فتششح الجششواد،
والفعل الذي ل تعب فيه ،كالكلمة التي ل تعب فيها ،نعشم ،فشي الحيشاء يجشوز أخشذ الجشرة علشى
ضربة من مششاهر يصششلح بهششا اعوجششاج سششيف ،أي وإن لششم يكششن فيهششا مشششقة ،لن مششن شششأن هششذه
الصنائع ،أن يتعب في تحصيلها بشالموال وغيرهششا ،بخلف القشوال .اه) .قشوله :علششى الوجششه(
راجع للكلمات اليسيرة .وقوله ولو إيجابا ،أي ولو كانت تلك الكلمة أو الكلمات إيجابا وقبول ،فل
يصح الستئجار عليها )قوله :وإن روجششت( أي تلششك الكلمششات أو الكلمششات الصششادرة مششن البيششاع.
وفي القاموس ،راج ،رواجا ،نفق وروجته ترويجا نفقته .اه) .قوله :إذ ل قيمة لها( أي الكلمششة أو
الكلمات اليسيرة ،وهو علة لعدم صحة اكتراء من ذكر )قوله :ومن ثم الخ( أي ومن أجل أن عدم
صحة اكتراء بياع للتلفظ بمحض كلمة أو كلمات يسيرة لنتفششاء كششونه لششه قيمششة اختششص هششذا ،أي
عدم الصحة فيما ذكر ،بمبيع مستقر القيمة في البلد ،وفششي النهايششة خلفششه ،ونصششها ،وشششمل كلم
المصنف ما كان مستقر القيمة ،وما لم يستقر ،خلفا لمحمد بن يحيى ،إل أن يحمششل كلمششه علششى
ما فيه تعب اه .وقوله خلفا لمحمد بن يحيى :أي حيث قال محل عدم صحة الجارة علششى كلمششة
ل تتعب ،إذا كان المنششادي عليششه مسششتقر القيمششة .اه .ع ش )قششوله :بخلف نحشو عبشد وثشوب( أي
بخلف الكتراء على التلفظ بكلمة أو كلمات يسيرة ،لجل بيشع نحششو عبششد أو ثششوب ،فششإنه يصشح،
لنه ليس مستقر القيمة ،وهذا يقتضي الصحة مع عدم التعب في ذلك .وقششال سششم :بخلفششه ،وهششو
أنه إن كان فيه تعب ،صح ،وإل فل فرق .اه .بالمعنى وقوله مما يختلف
] [ 132
الخ ،بيان لنحو .وقوله باختلف متعاطيه ،أي مشتريه )قوله :فيصششح اسششتئجاره عليششه( أي
على بيعه .والمراد على التلفظ بكلمة أو كلمات يسيرة لجل بيعه ،كما علمت ،قال ع ش :وكأنهم
اغتفروا جهالة العمل هنا للحاجة ،فإنه ل يعلم مقدار الكلمات التي يششأتي بهششا ،ول مقششدار الزمششان
الذي يصرف فيه التردد للنداء ،ول المكنة التي يششتردد إليهششا .اه) .قششوله :وحيششث لششم يصششح( أي
اكتراء بياع الخ :بأن كان على كلمة ،أو كلمات ل تتعب ،مع كششون الثمششن مسششتقر القيمششة .وقششوله
فإن تعب ،أي البياع ،ول يخفى أن الصششورة مفروضششة فششي الكششتراء علششى مششا ل يتعششب حششتى ل
يصح ،فيكون التعب هذا عارضا غير الذي انتفي من أصل العقد وبه يندفع ما يقال إن في كلمه
تنافيا ،فتأمل )قوله :فله أجرة المثل( أي وإن كان ذلك غير معقود عليه ،لن المعقود لمششا لششم يتششم
إل به عادة ،نزل منزلته ،فلم يكن متبرعا به ،لنه عمل طامعا فششي عششوض ،وقششوله وإل فل ،أي
وإن لم يتعب بما ذكر ،فليس لششه أجششرة المثششل )قششوله :إذ ل كلفششة فششي ذلششك( أي فششي مجششرد تلقيششن
الجواب ،أي وما ل كلفة فيه ل يصح الستئجار عليه )قوله :وسبقه( أي ابن زياد .وقوله العلمة
عمر الفتى ،بفتح التاء المخففة ،وهو من العلماء المحققين ،وله قبر مشهور ،يزار في بيد .وقشوله
بالفتاء بالجواز أي جواز أخذ القاضي الجرة )قوله :إن لم يكن( أي القاضي ولي المرأة )قششوله:
فقال( أي العلمة عمر ،وقوله إذا لقن ،أي القاضي ،وقوله صيغة النكاح ،أي لقن الولي اليجاب
ولقن الزوج القبول )قوله :فله( أي للقاضي ،وقوله أن يأخذ ما أنفقا ،أي القاضششي والمششذكور مششن
الولي والزوج ،وقوله وإن كثر ،أي ما اتفقا عليه )قوله :وإن لم يكن لهششا( أي للمششرأة ولششي غيششره
أي القاضي )قوله :لوجوبه( أي اليجاب عليه ،أي القاضي) .وقوله :حينئذ( أي حيششن إذ لششم يكششن
لها ولي غيره )قوله :وفيه نظر( أي في الفتاء بالجواز بالقيششد المششذكور نظششر ،وقششوله لمششا تقششرر
آنفا ،أي من أنه ل كلفة في ذلك حتى يصح أخذ الجششرة عليششه )قششوله :ول اسششتئجار دراهششم الششخ(
معطوف على إكتراء بياع :أي ول يصشح اسشتئجار دراهشم ودنشانير) .وقشوله :غيشر المعشراة( أي
المجعول فيها عرا ،وسيذكر محترزه) .وقوله :للتزيين( أي لجل التزيين بها ،أي أو الششوزن بهششا
أو الضرب على سكتها ،ولو قال لنحو التزيين ،كما في العلة بعد ،لكان أولششى )قششوله :لن منفعششة
نحو التزيين بها( إضافة منفعة إلى مششا بعششده للبيششان ،أي منفعششة هششي نحششو الششتزيين ،والمششراد مششن
التزيين ،التزين بها) ،وقوله :ل تقابل بمال( أي فهششي غيششر متقومششة وعبششارة المغنششي ،لن منفعششة
التزيين بالنقد غير مقومة ،فل تقابل بمال .اه) .قوله :وأما المعراة( مثلها المثقوبة ،بناء على أنششه
يحل التزيين بها ،أما على أنه ل يحل ،فيحرم استئجارها .قال سم :والمعتمد حل التزيين بالمعراة
دون المثقوبة اه) .قوله :لنها( أي الدراهم أو الدنانير) ،وقوله :حينئذ( أي حيششن إذ كششانت معششراة
)قوله :بمعلومة( أي وخرج بمعلومة فهو معطوف على بمتقومه ،وكذا يقال فيمششا بعششده) ،وقششوله:
استئجار المجهول( كان الولى إسششقاط المضششاف ،علششى وفششاق مششا قبلششه ومششا بعششده )قشوله :إحششدي
الدارين( أي أو الثوبين) ،وقوله :باطل( خبر آجرتك )قوله :وبواقعة للمكتري( أي وخرج بواقعة
للمكتري ،أي المستأجر )قوله :فل يصح الستئجار لعبادة الخ( وذلك لن القصد امتحان المكلششف
بها بكسر نفسه بالمتثال وغيره ل يقوم مقامه فيه ،ول يستحق الجيشر ششيئا ،وإن عمشل طامعشا،
كما يدل عليه قولهم كل ما ل يصح
] [ 133
الستئجار له ،ل أجرة لفاعله ،وإن عمل طامعا .اه .نهاية .قال ع ش :ومن ذلششك مششا يقششع
لكثير من أرباب البيوت ،كالمراء ،أنهم يجعلون لمن يصلي بهم قدرا معلوما في كششل شششهر مششن
غير عقد إجارة ،فل يستحقون معلوما ،لن هذه إجارة فاسدة ،وما كششن فاسششدا ،لكششونه ليششس محل
للصحة أصل ،ل شئ فيه للجير ،وإن عمل طامعا ،فطريق من يصششلي أن يطلششب مششن صششاحب
البيت أو غيره أن ينذر له شيئا معينا ،ما دام يصلي ،فيستحقه عليه .اه) .قششوله :تجششب فيهششا نيششة(
أي تجب في تلك العبادة نية ،ول فرق بين أن تكون النية للعبادة نفسها أو لمتعلقها كالمامة ،فششإن
النية ،وإن لم تجب فيها ،فهي واجبة في متعلقهششا ،وهششو الصششلة )قششوله :غيششر نسششك( بجششر غيششر،
صفة لعبادة ،وبنصبه حال من ضمير فيها ،وأما النسك ،فيجوز الستئجار له سواء كان حجششا أو
عمرة ،ويتبعهما صلة ركعتي نحششو الطششواف ،لوقوعهمششا عششن المسششتأجر ،ومثلششه ،تفرقششه زكششاة،
وكفارة ،وذبح ،وتفرقه أضحية ،وهدى ،وصوم عن ميت ،فيجوز الستئجار لها وإن توقفت على
النية ،لما فيها من شششائبة المششال )قششوله :لن المنفعششة الششخ( تعليششل لعششدم صششحة السششتئجار للعبششادة
المششذكورة) ،وقششوله :فششي ذلششك( أي فششي العبششادة )قششوله :والمامششة( معطششوف علششى كالصششلة ،أي
وكالمامة ،وفي البجيرمي ما نصه :قال ح ل ،ول يبعد أن تكون الخطبة كالمامة .اه .ومششا يقششع
من أن النسان يستنيب من يصلي عنه إماما بعوض ،فذاك من قبيل الجعالة .اه) .قوله :كششالذان
والقامة( أي معا ،أو الذان وحده ،وتدخل القامة تبعا ،وعبارة فتح الجششواد ،وأذان وإقامششة أولشه
فتدخل تبعا ،ل لها وحدها قالوا :لعدم الكلفة .اه .وفي البجيرمي ،ويدخل فششي الذان القامششة ،ول
تجوز الجارة لها ،أي القامة وحدها ،كششذا قششاله الرافعششي ،ول يخلششو عششن وقفششة .اه .قششال ع ش:
وينبغي أن يدخل في مسمى الذان إذا استؤجر له ما جرت بششه العششادة مششن الصششلة والسششلم بعششد
ذلك في غير المغرب لنهمششا وإن لششم يكونششا مششن مسششماه شششرعا صششارا منششه بحسششب العششرف .اه.
)قوله :فيصح الستئجار عليه( الضمير يعود على ما :أي فيصششح السششتئجار علششى مششا ل يحتششاج
لنية) .وقوله :والجرة( مقابلة لجميعه الضمير يعود على ما أيضا ،لكششن باعتبششار بعششض أفششراده،
وهو الذان ،إذ أفراد ما ل يحتاج لنية كثيرة ،ول يناسب منهما إل الذان ،بدليل قوله مع رعايششة
الوقت )وقوله :مع نحو رعايششة الششوقت( دخششل تحششت لفششظ نحششو كششل مششا لشه تعلششق بششالذان ،كرفششع
الصششوت ،وكالصششلة والسششلم بعششده فششي غيششر المغششرب ،كمششا تقششدم ،وعبششارة الششروض وشششرحه،
والجرة تؤخذ عليه بجميع صششفاته ،ل علششى رفششع الصششوت ،ول علششى رعايششة الششوقت ،ول علششى
الحيعلتين ،كما قيل بكل منها .اه .وهي مخالفة لكلم الشارح ،إل أن يكون مششراده ،ل علششى رفششع
الصوت وحده الخ) .قوله :وتجهيششز الميششت( معطششوف علششى الذان ،أي وكتجهيششز الميششت )قشوله:
تعليم القرآن الخ( معطوف أيضا على الذان ،أي وكتعليم القرآن .وقشوله كلشه أو بعضشه ،أي مششع
تعيين ذلك البعض ،وإل فل يصح قال في الروض وشرحه :لو استأجره ليعلمه عشششر آيششات مششن
سورة كذا ،لم يصح ،حتى يعينها ،لتفاوتها في الحفظ والتعليم ،صعوبة وسهولة ،ولو عين سششورة
كاملة :أغنى عن ذكر اليات ،وحتى يكون المتعلم مسلما ،أو كافرا يرجششى إسششلمه ،إذ غيششره :ل
يجوز تعليمه القرآن ،فل تجوز الجارة له ،ثم قال :لو كان المتعلم ينسى ما يتعلمه ،فهل عليه أي
الجير ،إعادة تعليمه ،أو ل .يرجع فيه إلى العرف الغالب ،فإن لششم يكشن عششرف غشالب ،فشالوجه
اعتبار ما دون اليششة ،فششإذا علمششه بعضششها فنسششيها قبششل أن يفششرغ مششن باقيهششا ،لششزم الجيششر إعششادة
تعليمها .اه) .قوله :وإن تعين( أي التعليم على المعلم ،بأن لم يوجد غيره ،وهو غاية المقششدر ،أي
ويصح الستئجار على تعليم القرآن ،وإن تعين عليه) ،وقوله :للخبر الصحيح( تعليل لذلك المقدر
)قوله :أجرا( أي أجرة )قوله :يصح الستئجار الخ( حاصل ما ذكره أربع صور ،وإن كان قششوله
التي ومع ذكره في القلب صورة مستقلة ،وهي القراءة عند القششبر ،والقششراءة ل عنششده ،لكششن مششع
الدعاء عقبها ،والقراءة بحضرة المستأجر والقراءة مع ذكره في القلب ،وخرج بششذلك ،القششراءة ل
مع أحد
] [ 134
هذه الربعة ،فل يصح الستئجار لها ،ولو استؤجر لها ،فقرأ جنبا ،ولو ناسيا ،لم يسششتحق
شيئا ،لن القصد بالستئجار لها ،حصول ثوابها ،لنه أقرب إلى نششزول الرحمششة ،وقبششول الششدعاء
عقبها ،والجنب ،ل ثواب له على قراءتششه ،بششل علششى قصششده فششي صششورة النسششيان ،وقششوله لقششراءة
القرآن عند القبر ،أي مدة معلومة ،أو قدرا معلوما ،وإن لم يعقبهششا بالششدعاء للميششت ،أو لششم يجعششل
أجرها له ،لعود منفعتها إليه بنزول الرحمة فششي محلهششا .اه .فتششح الجششواد )قششوله :أو مششع الششدعاء(
معطوف عند القبر ،وكذا قوله أو بحضرة مسششتأجر ،أي أو عنششد غيششر القششبر مششع الششدعاء ،وقششوله
بمثل ما حصل له ،أي للقارئ وقوله من الجر ،بيان لما .وقوله له أو لغيره ،تعميششم فششي المششدعو
له ،وهو متعلق بالدعاء ،أي أو مع الدعاء بمثل ما حصششل للقششاري مششن الجششر ،سششواء كششان ذلششك
الدعاء للميت أو لغير ،كالمستأجر ،وعبارة التحفة فيها إسقاط له الولى ،وإبدال اللم بالبششاء مششن
لغيره ،ونصها ،أو مع الدعاء بمثل ما حصل من الجر لششه أو بغيششره .اه .وكتششب سششم مششا نصششه:
قوله أو بغيره عطف على بمثل ،والغير كالمغفرة .ش .اه .فلعل في عبششارة شششارحنا تحريفششا مششن
النساخ ،تأمل )قوله :عقبها( أي القراءة وهو متعلق بالدعاء )قوله :عين( أي المسششتأجر زمانششا أو
مكانا أو ل .أي أنه يصح السششتئجار للقششراءة مششع الششدعاء عقبهششا ،سششواء عيشن المسششتأجر للجيششر
زمانا ،أو مكانا للقراءة أو ل )قوله :وفيه الثواب له( أي نية القارئ جعششل ثششواب القششراءة لششه .أي
للمدعو له وقوله من غير دعاء ،أي عقبها .وقوله لغو :أي لن ثواب القراءة للقششارئ ،ول يمكششن
نقله للمدعو له )قوله :خلفا لجمع( أي قالوا إنه ليس بلغو ،فعليه تصح الجارة ويستحق الجششرة
)قوله :وإن اختار السبكي مششا قششالوه( عبششارة شششرح الششروض .بعششد كلم .قششال السششبكي تبعششا لبششن
الرفعة ،بعد حمله كلمهم على ما إذا نوى القارئ أن يكون ثواب قراءته للميت بغير دعاء ،على
أن الذي دل عليه الخبر بالستنباط ،أن بعض القرآن إذا قصد به نفع الميت نفعششه ،إذ قششد ثبششت أن
القارئ لما قصد بقراءته نفع الملدوغ نفعه ،وأقر النبي )ص( ذلك بقوله :وما يدريك أنهشا رقيشة ؟
وإذا نفعت الحي بالقصد ،كان نفع الميت بها أولى ،لنه يقع عنه من العبششادات بغيششر إذنششه ،مششا ل
يقع عن الحي .اه) .قوله :وكذا أهديت الخ( أي وكذلك مششا ذكششر لغششو ،لعششدم الششدعاء )قششوله :ومششع
ذكره في القلب حالتها( أي القراءة ،وهو معطوف على بحضرة المستأجر ،وهششو يفيششد أنششه ل بششد
من اجتماع المستأجر ،وذكره في القلب ،ول يكفي مجرد كششون القششراءة بحضششرة مششن ذكششر ،وقششد
يقال قياس ما تقدم في القراءة عند القبر :خلفه ،فإن كان قوله ومع ذكره الخ وجها مسششتقل ليششس
من تتمشة مشا قبلشه ،فل إششكال .اه .سشم .بتصشرف )قشوله :وذلشك لن موضشعها( أي وإنمشا صشح
الستئجار لقراءة القرآن مع أمر من هذه المور ،لن موضعها أي القراءة ،موضع بركششة ،وهششو
علة لصحة الستئجار عند القبر .وقوله والششدعاء بعششدها أقششرب إجابششة ،علششة لصششحته مششع الششدعاء
عقبها ،وقوله وإحضار الخ .علة لصحته بحضششرة المسششتأجر ،فهششو علششى اللششف والنشششر المرتششب
)قوله :وألحق بها( أي بششالقراءة .وقششوله والششدعاء عقبشه ،معطششوف علششى محششض الششدعاء ،والشواو
بمعنى مششع ،أي السششتئجار بمحششض الششذكر مششع الششدعاء عقبششه ،أي الششذكر )قششوله :ول يلزمششه( أي
الجير )قوله :ما بعده( أي المتروك )قوله :وبأن( معطوف على بأنه ،أي وأفتى بعضهم بأن مششن
استؤجر الخ )قوله :أن ذلك( أي ما يقرؤه )قوله :بل الشرط عدم الصارف( أي أن ل
] [ 135
يصرف القراءة لغير ما استؤجر عنه )قوله :صرحوا في النشذر( أي نشذر القشراءة .وقشوله
أن ينوي ،أي عند الشروع ،وقوله أنها ،أي القراءة .وقوله عنه ،أي عما نذره )قششوله :قلششت هنششا(
أي في الستئجار للقراءة على القششبر )قششوله :قرينششة صششارفة( أي وهششي كششونه عنششد القششبر )قششوله:
لوقوعهششا( متعلششق بصششارفه ،والضششمير يعششود علششى القششراءة) ،وقششوله :عمششا اسششتؤجر لششه( متعلششق
بوقوعها ،وعن :بمعنى اللم ،أي أن هنا قرينشة تصششرف القشراءة لمشا اسشتؤجر لشه .اه .رشششيدي.
بتصرف )قوله :ول كذلك ثم( أي وليس في النذر قرينة تصرف القراءة لما ذكر ،وانظر :لو نذر
القراءة عند القبر فمقتضاه أنه ل يحتاج لنية لوجود القرينة .ثم رأيت سم كتب على قششول التحفششة،
قرينة صارفة ،ما نصه :إن كانت كونه عند القبر ،فقد يرد ما نذر القراءة عنششده )قششوله :ومششن ثششم
لو استأجر هنا الخ( أي ومن أجل أن عدم وجوب النية لوجود القرينة لو استؤجر لمطلق القششراءة
على القول بصحته احتشاج للنيششة ،فيمششا يظهشر ،لفقششد القرينشة )قشوله :وصشححناه( أي قلنششا بصشحة
استئجار مطلق القراءة ،أي على خلف ما مر من الحصر في الربششع ،والمعتمششد عششدم الصششحة،
لن شرط الجارة ،عود منفعتها للمستأجر ،وليس هنا منفعة تعود عليه فيمششا إذا اسششتؤجر لقششراءة
مطلقة )قوله :أو ل لمطلقها( أي أو استؤجر ل لمطلق القراءة) ،وقششوله :كششالقراءة بحضششرته( أي
المقروء له ،وقوله لم يحتج لها ،أي النية )قوله :فذكر القبر( أي في قششول بعضششهم ،مششن اسششتؤجر
لقراءة على قبر) ،وقوله :مثال( أي ل قيد ،إذ المدار ،على وجود القرينة الصارفة ،سششواء كششانت
هي كونه عند القبر ،أو كونه بحضرة المقروء له ،أو غير ذلك .تنبيه :قال في التحفششة ،مششا اعتيششد
في الدعاء بعد القراءة من :اجعل ثواب ذلك ،أو مثلششه مقششدما إلششى حضششرته )ص( ،أو زيششادة فششي
شرفه ،جائز ،كما قاله جماعة من المتأخرين ،بل حسن مندوب إليه ،خلفششا لمششن وهششم فيششه ،لنششه
)ص( أذن لنا بأمره بنحو سؤال الوسيلة له في كل دعاء له بما فيه زيادة تعظيمششه الششخ .اه .وفششي
ع ش :فائدة جليلة :وقع السؤال عما يقع من الداعين عقب الختمات من قولهم ،إجعل اللهم ثششواب
ما قرئ زيادة في شرفه )ص( ،ثم يقول ،واجعل مثششل ثششواب ذلششك ،وأضششعاف أمثششاله ،إلششى روح
فلن ،أو في صحيفته ،أو نحو ذلك ،هل يجوز ذلك ،أم يمتنع ،لما فيه من إشششعار تعظيششم المششدعو
إليه بذلك ،حيث اعتني به فدعا له بأضعاف مثل ما دعا به للرسششول )ص( ؟ .أقششول :الظششاهر أن
مثل ذلك ل يمتنع ،لن الداعي لم يقصد بذلك تعظيمششا لغيششره عليششه الصششلة والسششلم ،بششل كلمششه
محمول على إظهار احتياج غيره للرحمة منه سبحانه وتعالى ،فاعتناؤه بششه ،للحتيششاج المششذكور،
وللشارة إلى أنه )ص( ،لقرب مكانته من ال عزوجل ،الجابة بالنسبة لششه محققششة ،فغيششره ،لبعششد
رتبته عما أعطيه عليه الصلة والسلم ،ل تتحقق الجابة له ،بل قششد ل تكششون مظنونششة -فناسششب
تأكيد الدعاء له ،وتكريره رجاء الجابة .اه )قوله :وبغير متضمن الخ( معطوف علششى بمتقومششة،
أي وخرج بغير متضمن لستيفاء عين ،ما تضمن استيفاءها :أي استئجار منفعة تضششمن اسششتيفاء
عين ،كاستئجار الشاة للبنهششا ،وبركششة لسششمكها ،وشششمعة لوقودهششا ،وبسششتان لثمرتششه ،فكششل ذلششك ل
يصح .وهذا مما تعم به البلوى ،ويقع كثيرا )قوله :لن العيان ل تملك بعقد الجششارة قصششدا( أي
بخلفها تبعا ،كما في اكتراء امرأة للرضاع ،فإنه يصح .لن استيفاء اللبن تششابع للمعقششود عليششه،
وبيششان ذلششك :ان الرضششاع هششو الحضششانة الصششغرى ،وهششي وضششعه فششي الحجششر وإلقششامه الثششدي،
وعصره له لتوقفه عليها ،فهي المعقود عليه ،واللبن تابع إذا بالجششارة موضششوعة للمنششافع ،وإنمششا
العيان تتبع
] [ 136
للضرورة .ويشترط لصحة ذلك تعيين مدة الرضاع ،ومحله ،من بيته ،أو بيت المرضعة،
وتعييششن الرضششيع بالرؤيششة ،أو بالوصششف ،لختلف الغششراض بششاختلف حششاله ،وكمششا يصششح
الستئجار للرضاع الذي هو الحضانة الصغرى ،يصح للحضانة الكبرى ،ولهما معا والحضانة
الكبرى :تربية صبي بما يصششلحه ،كتعهششده بغسششل جسششده ،وثيششابه ،ودهنششه ،وكحلششه ،وربطششه فششي
المهد ،وتحريكه لينام ،ونحوها مما يحتاجه )قوله :ونقل التاج السبكي الخ( ضعيف )قوله :صششحة
إجششارة الششخ( مفعششول اختيششار المضششاف لفششاعله )قششوله :وصششرحوا( أي الفقهششاء) .وقششوله :بصششحة
استئجار قناة( عبارة الروض وشرحه ،ويجوز للشخص استئجار القناة ،وهششي الجششدول المحفششور
للزراعة ،بمائها الجاري إليهششا مششن النهششر ،ل إسششتئجار القششرار منهششا دون المششاء ،بششأن اسششتأجرها
ليكون أحق بمائها الذي يحصل فيها بالمطر والثلج في المستقبل ،لنه اسششتئجار لمنفعششة مسششتقبلة.
اه )قوله :ويجب على مكر( يعني يتعين لدفع الخيار التي ،وليس المراد أنه يأثم بذلك لو تركششه،
كما سيبينه) ،وقوله :تسليم مفتاح دار( أي تسليم مفتاح ضبة دار ،أي مع الدار ،وقوله لمكتر ،أي
مستأجر ،وهو متعلق بتسليم ،ويده على المفتاح يد أمانة ،فإذا تلف بتقصششيره ،ضششمنه ،أو عششدمه،
فل )قوله :ولشو ضششاع( أي المفتششاح) .وقشوله :وجششب علششى المكشري تجديششده( أي ولشو ضششاع مشن
المكتري بتقصيره ،لكن عليه القيمة في هذه الحالة ،فششإن أبششى ،لششم يجششبر ،ولششم يششأثم ،لكششن يتخيششر
المكتري )قوله :والمراد بالمفتاح( أي الذي يجب على المكري )قوله :الغلق المثبت( أي كالضششبة
المسمرة )قوله :أما غيره( أي أما مفتاح غير الغلق المثبت ،فل يجب تسليمه )قوله :بل ول قفله(
بالجر ،عطف على ضمير تسليمه ،أي ول يجب تسليم قفلششه ،ويجششوز فيششه الرفششع ،علششى أنششه بعششد
حذف المضاف أقيم مقامه ،فارتفع ارتفاعه ،وعبارة الفتح مع الصل ،وعلششى مكششر أيضششا مفتششاح
لغلق مثبت تبعا له ،بخلف قفل منقول ومفتاحه ،وإن اعتيد ،وهو أمانة بيده ،فل يضمنه بتلفه بل
تفريط ،وجدده إذا ضاع أو تلف ،ولو بتقصير ،لكن له ،مششع التقصششير ،قيمتششه .اه )قششوله :كسششائر
المنقولت( أي التي في الدار كالبواب المقلوعة السرر ،من كل ما ل يدخل في الدار إذا بيعششت،
والكاف للتنظير في عدم وجوب تسليمه على المكري )قوله :وعمارتها( بششالرفع :معطششوف علششى
تسليم ،أي ويجب على المكري أيضا عمارة الدار )قوله :كبناء( أي للخراب الذي في الدار ،وهو
تمثيل للعمارة )قوله :وتطيين سطح( أي وضع الطين فيه )قوله :ووضع باب( أي انقلششع ،ومثلششه،
وضع ميزاب ،وإعادة رخام ،سششواء قلعششه المكششري ،أو غيششره ،قششال فششي التحفششة :ول نظششر لكششون
الفائت به مجرد الزينة ،لنها غرض مقصود )قوله :وإصلح منكسر( أي من الخشاب المغلقة،
أو غير الخشاب )قوله :وليس المراد بكون ما ذكر( أي من تسليم مفتششاح الششدار ،ومششن عمارتهششا
)قوله :أنه( أي المكري) .وقوله :يأثم بتركه( أي كما هششو تفسششير الوجششوب شششرعا )قششوله :أو أنششه
يجبر عليه( أي على ما ذكر ،فالضمير يعود على ما وليس عائدا علشى الشترك ،كمششا هشو ظششاهر،
أي وليس المراد بكون ما ذكر واجبا ،أنه يجبر عليه .قال البجيرمي :ومحل عدم وجوب العمارة
في حق من يؤجر مال نفسه ،أما الوقف ،فيجب على الناظر العمارة ،حيث كان فيه ريششع -وفششي
معناه :المتصرف بالحتياط -كولي المحجور عليه ،بحيث لو لم يعمر ،فسخ المستأجر الجششارة،
وتضرر المحجور عليه .اه )قوله :بل إنه الخ( أي بل المراد بكون ما ذكر واجبا على المكششري،
أنه إن تركه ثبت الخيار للمكتري) .والحاصل( المراد بالوجوب :التعين بالنسبة لدفع الخيار ،كما
علمت )قوله :كما بينته( أي هذا المراد )قوله:
] [ 137
فإن بادر( أي المكري) .وقوله :وفعل ما عليششه( أي وفعششل المششر الششذي وجشب عليششه ،مششن
تسليم المفتاح وعمارة الدار ،أي قبششل مضششي مششدة لمثلهششا أجششرة )قششوله :فششذاك( أي واضششح ،وهششو
جواب إن )قوله :وإل( أي وإن لم يبادر بفعل ما عليه ،فللمكتري خيار ،أي فششإن شششاء فسششخ عقششد
الجارة ،وإن شاء أمضاه )قوله :إن نقصششته المنفعششة( أي بعششدم العمششارة وإصششلح الخلششل ،وذلششك
لتضرره بنقصها .قال في شرح المنهج :نعم ،إن كان الخلل مقارنا للعقد ،وعلم به ،فل خيار لششه.
اه )قششوله :وعلششى مكششتر تنظيششف عرصششتها( معطششوف علششى قششوله علششى مكششر الششخ ،مششن عطششف
المفردات ،أي ويجب على مكتر ذلك ،وليس المراد بالوجوب أنه يلزم المكتري نقله ،بششل المششراد
أنه ل يلزم المؤجر ذلك) ،وقوله :من كناسة وثلج( متعلق بتنظيف ،أي يجب تنظيفها من الكناسششة
ومن الثلج ،أما الكناسة ،وهي ما تسقط من القشور ،والطعام ،ونحوهما ،فلحصششولها بفعلششه ،وأمششا
الثلج ،فللتسامح بنقله عرفا .وفششي البجيرمششي مششا نصشه) :والحاصششل( أن إزالشة الكناسشة كالرمشاد،
وتفريغ نحو الحش كالبالوعة ،على المؤجر مطلقا ،إل ما حصل منها بفعل المستأجر ،فعليششه فششي
الدوام ،وكذا بعد الفراغ في نحو الكناسة ،لجريان العادة بنقلها شششيئا فشششيئا ،وليششس المششراد بكششون
شئ من ذلك على المستأجر بمعنى نقله إلى نحو الكيمان ،بل المشراد جمعشه فشي محشل مشن الشدار
معتاد له فيها ،ويتبع في ربط الدوات ،العادة .ق ل .قال م ر :وبعده انقضاء المدة يجبر المكششتري
على نقل الكناسة .اه )قوله :والعرصة الخ( عبارة المصباح ،عرصة الدار ،ساحتها ،وهي البقعة
الواسعة التي ليششس فيهششا بنششاء ،والجمششع عششراص ،مثششل كلبششة ،وكلب ،وعرصششات ،مثششل سششجدة،
وسجدات ،وفي التهذيب ،وسميت ساحة الدار عرصة لن الصبيان يعرصششون فيهششا ،أي يلعبششون
ويمرحون .اه بحذف )قوله :وهو( أي المكتري أمين على العين المكتراة ،أي سواء انتفع بهششا أم
ل ،إذ ل يمكن استيفاء المنفعة بشدون وضشع يشده عليهشا ،ومشع ذلشك لشو ادعشى علشى المشؤجر ،لشم
يصششدق ،إل ببينشة ،لن القاعششدة ،أن كشل أميشن ادعششى الشرد علشى مششن ائتمنشه ،صشدق بيمينششه ،إل
المرتهن ،والمستأجر )قوله :وكذا بعدها( أي وكذلك يكون أمينا فيها بعد مدة الجارة )وقوله :مششا
لم يستعملها( قيد في كونه أمينا فيها بعد مدة الجارة وسيأتي محترزه )قوله :استصحابا لما كان(
علة لقوله وكذا بعدها ،أي وإنما يكون أمينا بعدها أيضا استصحابا لما كششان ،أي مششن أمششانته قبششل
انقضائها )قوله :ولنه ل يلزمه الرد( أي بعد انقضائها ،أي وإذا لششم يلزمششه الششرد بعششد ذلششك ،بقششي
على ما كان عليه من المانة ،وقوله ول مؤنته ،أي الرد )قوله :بل لو شرط أحدهما( أي الرد أو
المؤنة في العقد) .وقوله :عليه( أي على المكتري) ،وقوله :فسششد العقششد( أي عقششد الجششارة ،وهششو
جواب لو )قوله :وإنما الذي عليه الخ( أي وإنما الششواجب عليششه ،أي المكششتري) ،وقششوله :التخليششة(
أي يخلي بينها وبين مالكها ،بأن ل يستعملها ،ول يحبسشها لشو طلبهشا )قشوله :كشالوديع( أي نظيشر
الوديع ،فإنه ل يلزمه الرد ،وإنما يلزمه التخلية ،وإذا كان المكتري كالوديع لزمه ما يلزمششه ،مششن
دفع ضرر عن العين المؤجرة ،من حريق ،ونهب ،وغيرهما ،إذ قدر على ذلك ،مششن غيششر خطششر
)قوله :ورجح السبكي أنه كالمانة الشرعية( الضشمير يعشود علشى مشا ذكشر مشن العيشن المكشتراة،
ويصح رجوعه للمستأجر ،ويقدر مضاف بعد الكاف :أي أنه كذي المانة ،وعبارة النهايششة ،ومششا
رجحه السبكي ،من أنها كالمانة الشرعية فعليه إعلم مالكها بهششا أو ردهششا فششورا ،وإل ضششمنها،
غير معول عليه ،لظهور الفرق بأن هذا وضع يده عليه بششإذن مششالكه ابتششداء ،بخلف ذي المانششة
الشرعية .اه .ويعلم من الفرق المذكور ،ضششابط المانشة الششرعية ،والجعليششة ،وأن الولشى ،هششي
التي لم يأذن المالك في وضع اليد عليها ابتداء ،وإنما أذن الشارع في ذلك حفظا
] [ 138
لها ،والثانية :هي التي أذن المالك في ذلك ابتداء )قوله :فيلزمه( أي المكتري ،وهذا مفرع
على أنه كالمانة الشرعية) ،وقوله :إعلم مالكها بها( أي بالعين ،وانظر ما المراد بإعلمه بذلك
؟ ثم ظهر من كلمه بعد ،أن المشراد إعلمششه بتفريغهشا مشن أمتعتششه )قشوله :والمعتمشد خلفششه( أي
خلف ما رجحه السبكي ،لما علمت من الفرق )قوله :أنه( أي المكتري ،والمصدر المششؤول بششدل
من الصح )قوله :ليس عليه( أي بعد انقضاء المششدة ،وقششوله إل التخليششة ،أي بيششن العيششن ومالكهششا
)قوله :فقضيته( أي قضية كونه ليس عليه إل التخلية )قوله :لو طلبها( أي المالششك )قششوله :وحينئذ
يلزم من ذلك الخ( أي وحين إذ كان ليس عليه إل التخلية ،يلزم منه أنه ل فششرق فششي التخليششة بيششن
أن يغلق باب نحو الحانوت أو ل ،ول تتوقف التخلية على عدم غلقه لبابه ،وهذا مششا جششرى عليششه
في التحفة )قوله :لكن قال البغوي إلخ( جرى عليه في النهاية ،ونصها ،وعلشى الول ،الصشح ل
يلزم المكتري إعلم المكري بتفريغ العين ،كما هو مقتضى كلمهم ،بل الششرط أن ل يسشتعملها،
ول يحبسها ،وإن لم يطلبها ،فلو أغلق الدار ،أو الحانوت بعد تفريغة ،لزمته الجرة ،فيما يظهر،
فقد صرح البغوي بأنه لو استأجر الششخ .اه )قششوله :قششال شششيخنا فششي شششرح المنهششاج( عبششارته بعششد
عبارة البغوي التي ذكرها الشارح ،قال وقد رأيت الشيخ القفال قال :لو أسششتأجر دابشة يومشا ،فششإذا
بقيت عنده ،ولم ينتفع بها ،ول حبسها عن مالكها ،ل تلزمه أجششرة المثششل لليششوم الثششاني ،لن الششرد
ليس واجبا عليه ،وإنما عليه التخلية إذا طلب مالكهششا ،بخلف الحششانوت ،لنششه فششي حبششه وعلقتششه،
وتسششليم الحششانوت والششدار ل يكششون إل بتسششليم المفتششاح .اه .ومششا قششاله فششي الدابششة ،واضششح ،وفششي
الحانوت والدار ،من توقف التخلية فيهما على عدم غلقه لبابهما ،فيه نظر .ول نسششلم لششه مششا علششل
به ،لن التسليم لهما هنا يحصل وإن لم يدفع المؤجر له مفتاحهمششا .نعششم ،مششا ذكششره البغششوي ،فششي
مسألة الغيبة ،متجه لن التقصير حينئذ من الغائب ،لن غلقه مع غيبتششه مششانع للمالششك مشن فتحششه،
لحتمال أن له ،أي للغائب ،فيه شيئا .اه .بحذف )قوله :ولو استعمل العين الخ( هذا محترز قششوله
ما لم يستعملها .قال سم :خرج باستعمالها ،مجرد بقاء المتعة فيها ،فل أجرة ،كمششا قششدمته ،وكششذا
مجرد بقاء البناء والغراس فيها ،وقد شرط البقاء بعد المدة أو أطلق ،فل أجرة ،كمششا قششدمته عششن
الروض .اه) .وقوله :بعد المدة( أي بعد انقضاء مششدة الجششارة) ،وقششوله :لزمششه أجششرة المثششل( أي
بالنسبة لما بعد المدة ،وتكون من نقد البلد الغالب في تلك المدة ،وعليششه الضششمان )قششوله :كششأجير:
فإنه أمين( أي على ما استؤجر لحفظه ،أو للعمل فيه -كالراعي ،والخيششاط ،والصششباغ ،شششوبرى
)قوله :ولو بعد المدة( أي مدة الجارة إن قدرت بزمن ،أي أو بعد تمام العمششل إن قششدرت بعمششل،
كخياطة وغيرها) ،وقوله :أيضا( أي كالمكتري )قوله :فل ضمان الخ( تفريع على كون المكتري
والجير أمينين) ،وقوله :على واحد منهما( أي مشن المكشتري والجيشر )قشوله :فلشو اكشترى الشخ(
تفريع على عدم تضمين واحد منهما ،وهذا هو المكتري )قوله :ولم ينتفع بها( هذا ليس بقيششد كمششا
في البجيرمي ،بل مثله .ما إذا انتفع بها ،لكن النتفاع المششأذون لششه فيششه )قششوله :فتلفششت( أي الدابششة
بآفة سماوية )قوله :أو اكتراه( أي شخص ،فالفاعل يعود على معلششوم مششن المقششام )قششوله :لخياطششة
ثوب( أي أو لحراسة )قوله :أو صبغه( بفتح أوله مصدرا ،قششال فششي المصششباح :وصششبغت الثششوب
صبغا ،من بابي ،نفع ،وقتل ،وفي لغة ،من باب ضرب .اه )قوله :فتلف( أي الثواب بآفة سماوية
)قوله :فل يضمن( جواب لو والفاعل يعود على كل من المكتري ومن الجير المعبر عنه بقششوله
أو اكتراه ،كما علمت ،قال البجيرمي :ومع عدم ضمان الجير هو
] [ 139
ل يسششتحق الجششرة ،لنششه لششم يسششلم العيششن كمششا تسششلمها ،فلششو تعجلهششا ،وجششب عليششه ردهششا
لصاحبها ،ومنه ما يقع من دفششع كششراء المحمششول معجل ،ثشم تغشرق السششفينة قبششل وصشولها مكشان
التسليم ،فإنه يجب على المتعجل ردها ،لتبين عدم اسششتحقاقها .اه .بتصششرف )قششوله :سششواء انفششرد
الجير باليد( أي كأن عمل وحده )قوله :كششأن قعششد الششخ( هششو ومششا بعششده مثششالن لمششا إذا لششم ينفششرد
بالعمل .وقوله أو أحضره منزله :أي وإن لم يقعد معه ،أو حمل المتشاع ومششي خلفشه ،لثبشوت يشد
المالك عليه حكما .اه .تحفة )قوله :إل بتقصششير( مرتبششط بششالمتن ،أي فل ضششمان علششى المكششتري
والجير إل إن حصل منهما تقصير حتى تلف ما تحت يدهما )قوله :كأن ترك الخ( تمثيل لما إذا
حصل منهما تقصير في ذلك )قوله :كانهدام سقف الخ( تمثيل للسبب في التلف) ،وقوله :في وقت
لو انتفع الخ( المراد ،كما في البجيرمي ،ويؤخذ من عبارة سم أنه حصل النهدام في وقت جرت
العادة بالنتفاع بها فيه وتركه ،وخرج به ،ما لو حصل النهدام في وقت لم تجر العادة بالنتفششاع
بها فيه وتركه ،فإنه ل يضمن ،لنه ل يعد مقصرا بترك النتفاع فيه وهذا هو المششراد وإن كششانت
الجملة الشرطية ل تفيده ،فتنبه .قال سم ،هششذا التفصششيل المششذكور .فششي الدابششة ينبغششي جريششانه فششي
غيرها ،كثوب استأجره للبسه ،فإذا ترك لبسه وتلف ،أو غصب في وقت لو لبسه سلم مششن ذلششك،
ضمنه ،فليتأمل .اه .وقال في فتح الجواد ،والضششمان بششذلك ،أي بالنهششدام ،ضششمان جنايششة ،ل يششد
على الوجه فلو لم يتلف ،لم يضمن .قال الزركشي ،ويضمن لو سافر به في وقت لم يعتد السششير
فيه فتلف أو غصب اه .وقوله سلمت ،أي من التلف بذلك السششبب .قششال البجيرمششي :ووجششه كششونه
تعديا أنه لما نشأ النهدام عليها ،من ترك النتفاع بها فيه ،كان كأنه بفعله ،اه .ولو ترك النتفششاع
وتلفت بسبب غيره ،كما لو لدغتها حية أو نحوها ،لم يضمن ،عند الرملي )قوله :وكأن ضششربها(
عطف على كأن ترك ،والمراد :ضربها فوق العادة ومثله ما لو نخعها باللجام كششذلك ،بخلف مششا
لو كان مثل العادة فيهما فل يضمن ،وقوله أو أركبها أثقل منشه ،أي أو حملهشا مشائة رطشل ششعير
بدل مائة رطل بر ،أو عكسه ،وذلك لجتماع مائة الششبر بسششبب ثقلهششا فششي محششل واحششد ،والشششعير
لخفته يأخذ من ظهر الدابة أكثر ،فتتضرر بششذلك ،وضششررهما مختلششف )قششوله :ول يضششمن أجيششر
الخ( أي لعدم تقصيره ،لنه لم يسششلم إليششه المتششاع ،وإنمششا هشو بمنزلششة حششارس سششكة سششرق بعششض
بيوتها ،قال ش ق :ويعلم منه أن خفراء السواق بمصر أو الدواب بالرياف ،ل ضششمان عليهششم،
لعدم تقصيرهم ،ول يلزمهششم إل إيقششاظ الملك بالنششداء ،ل دفششع اللصششوص ،فششإن قصشروا بنشوم أو
نحوه ،ضمنوا ،وإن لم يسلم لهم البهائم ،لن ذلك ليس بشرط ،ولو في أول ليلة ،خلفا لبعضششهم،
بل الشرط ،أن يعرفوا ما يحرسونه .اه) .وقششوله :إذا أخششذ غيششره( أي غيششر الجيششر) .وقششوله :مششا
فيها( أي الدكان ،وعبارة المغني :الجير لحفظ الدكان مثل ل ضمان عليه إذا أخذ مششا فيششه ،لنششه
ل يدله على المال .اه .وقوله ما فيه أي الدكان .ويعلم من عبارتنا ،مع عبارة المغني ،أن الششدكان
يذكر ويؤنث ،فانظره .ثم رأيت البجيرمي كتب على قول المنهج ،في آخر مبحث زكاة الماشششية،
ما نصه ،قوله ودكان ،بضم الدال المهملة ،وهو الحانوت ،وفي المصباح ،أنه يذكر ويؤنث ،وأنه
اختلف في نونه :فقيل أصلية ،وقيل زائدة ،فعلى الول ،وزنششه فعلل ،وعلششى الثششاني ،فعلن .اه.
فتفطن )قوله :ل ضمان أيضا( أي كما ل ضمان على الجير لحفظ دكششان .وقششوله علششى الخفيششر،
أي الحارس مطلقا في السواق ،أو الرياف ،كما علششم ممششا مششر )قششوله :وكششأن اسششتأجره ليرعششى
دابته( عطف على قوله كأن ترك المكتري .قال سم :ظاهره ولششو ذمششة ،ففششي الضششمان نظششر .اه.
وقوله فيضمنها كل منهما أي من الجير الول ،والجير الثاني ،وقوله والقششرار علششى مششن تلفششت
بيده ،أي حيث كان عالما ،وإل فالقرار علششى الول .شششرح م ر )قششوله :وكششأن أسششرف خبششاز فششي
الوقود( أي حتى احترق الخبز ،وهو معطوف
] [ 140
أيضا على كأن ترك الخ .والوقود ،بفتح الواو ،ما يوقد به قششال تعششالى) * :وقودهششا النششاس
والحجارة( * ) (1وبالضم :الفعل )قوله :أو مات الخ( معطوف على أسششرف ،أو علششى تششرك ،أي
وكأن مات المتعلم من ضرب المعلم .قال ع ش :وإن كان مثله معتادا للتعليم ،لكن يشششكل وصششفه
حينئذ بالتعدي وقد يجاب عنه بما يأتي ،من أن التأديب كان ممكنا بالقول ،وظن عدم إفششادته إنمششا
يفيد القدام ،وإذا مات تششبين أنششه متعششد بششه .اه .وعبششارة الششروض وشششرحه ،ولششو ضششرب الجيششر
الصبي للتأديب والتعليم فمات ،فمتعد لن ذلك ممكن بغير الضرب .اه )قوله :ويصششدق الجيششر(
يعني لو اختلفا في التقصير وعدمه ،صدق ،الجير بيمينه في عدمه ،لنه الصششل )قششوله :مششا لششم
يشهد خششبيران بخلفششه( أي بخلف مششا ادعششاه الجيششر .قششال ع ش ،ومفهششومه أنشه ل يكفششي رجششل
وامرأتان ،ول رجل ويمين ،وهو ظاهر ،لن الفعل الذي وقع التنازع فيه ،ليس مال ،وإن ترتششب
عليه الضمان .اه )قوله :ولو اكتري( أي شخص .وقوله اليوم ،أي يوم السششتئجار ،وقششوله غششدا،
أي بعد يوم الستئجار )قوله :فأقام( أي المكتري للدابة .وقوله بها :أي بالدابة )قوله :ورجششع( أي
إلى محله .وقوله في الثالث ،أي اليوم الثالث )قوله :ضمنها فيه( أي فششي الثششالث ،قششال ع ش ،أي
ضمان يد ،أخذا من قوله الستعمال الخ ،وعليه أجرة مثل اليوم الثالث ،وأما الثاني ،فيسششتقر فيششه
المسمى ،لتمكنه من النتفاع فيه مع كون الدابة في يده ،والكلم فيمششا إذا تششأخر ،ل لنحششو خششوف،
وإل فل ضمان عليه ،ول أجرة لليوم الثالث ،لن الثاني ل يحسب عليه .اه .وقوله فقط ،أي غير
الول والثاني )قوله :لنه استعملها الخ( قال سششم :انظششر لششو لششم يسششتعملها ؟ اه )قششوله :ولششم يششبين
موضعه( أي العمل ،كمحل العقد ،أو غير ،وقششوله فششذهب ،أي المكششتري ،وقششوله بششه ،أي بالعبششد،
وقوله إلى آخر ،أي إلى بلد آخر ،أي غيشر بلششد العقششد )قشوله :فششأبق( أي العبشد ،أي هشرب )قشوله:
ضمنه( قال ع ش :هذا قد يشكل على ما مر من جواز السفر بالعين ،حيث ل خطر ،فإن مقتضاه
عدم الضمان بتلفها في السفر ،إل ان يصور ما هنا بمششا لششو اسششتأجر القششن لعمششل ل يكششون السششفر
طريقا لستيفائه ،كالخياطة ،دون الخدمة ،وما مر ،بما إذ استؤجرت العين لعمل يكون السفر من
طرق استيفائه كالركوب والحمل ،فليراجع .اه) .وقوله :مع الجششرة( أي أجششرة العبششد ،وظششاهره،
ولو لم يستوف به العمل )قوله :يجشوز لنحششو القصششار( هشو المششبيض للثيشاب .قشال فشي القشاموس:
وقصرت الثوب قصرا بيضته .والقصارة ،بالكسر ،الصناعة .والفاعل قصار .اه .ويندرج تحت
لفظ نحو :الخياط ،والراعي .وعبارة التحفة :ومر أوائل المبيع قبل قبضه أن للمستأجر حبششس مششا
استؤجر عليه للعمل فيه ثم لستيفاء أجرته ،ومحله ،ما إذا لم يتعدد ،وإل كاستأجرتك لكتابششة كششذا
كل كراس بكذا ،فليس لششه حبششس كششراس علششى أجششرة آخششر ،لن الكراريششس حينئذ بمنزلششة أعيششان
مختلفة .اه .وقوله حبس الثوب ،أي عنده وقوله كرهنه أي الثوب ،وظششاهره أن الكششاف للتنظيششر،
وأنه يجوز لنحو القصار أن يرهن الثوب عند غيره بأجرته مششن غيششر إذن مششالكه ،وليششس كششذلك،
فالصواب ،التعبير باللم ،بدل الكششاف ،والمعنششى :يجششوز لنحششو القصششار حبششس الثششوب عنششده قبششل
استيفائه الجرة ،لنه مرهون بأجرته .ثم رأيت في التحفة ،التعششبير بششاللم ،فششي كتششاب المسششاقاة،
ونصها) :فرع( أذن لغيره في زرع أرضه فحرثها وهيأها للزراعة ،فزادت قيمتهششا بششذلك ،فششأراد
رهنها ،أو بيعها مثل من غير إذن العامل :لم يصح لتعذر النتفاع بها بدون ذلك العمششل المحششترم
فيها ،ولنها صارت مرهونة في ذلك العمل الزائد بششه قيمتهششا ،وقششد صششرحوا بششأن لنحششو القصششار
حبس الثوب لرهنه بأجرته حتى يستوفيها .اه )قوله :حتى يستوفيها( أي نحو القصار الجرة من
المكتري )قوله :ول أجرة لعمل الخ( في البجيرمي :ومن هششذه القاعششدة مششا لششو جلششس إنسششان عنششد
طباخ،
] [ 141
وقال أطعمني رطل من اللحم ،ولم يسم ثمنا ،فأطعمه ،لم يستحق عليه قيمته ،لنه بالتقديم
له ،مسلط له عليه ،وليس هذا من البيوع الفاسدة حتى يضمن بالتلف ،لنه لم يذكر فيششه الثمششن.
والبيع إن صح أو فسد :يعتبر فيه ذكر الثمن .اه .من القول التششام فششي آداب دخششول الحمشام ،لبشن
العماد )قوله :كحلق رأس الخ( تمثيل للعمششل )قشوله :وقصششارته( أي الثششوب ،وهشو بكسششر القششاف:
تبييضه )قوله :وصشبغه( بفتشح الصشاد) .وقششوله :بصشبغ( بكسشر الصششاد ،مششا يصشبغ بشه .قششال فششي
القاموس .الصبغ ،بكسر الصاد -والصبغة ،والصششباغ أيضششا :كلششه بمعنششى ،وهششو مششا يصششبغ بششه،
ومنهم من يقول ،الصباغ جمع صبغ ،مثل بئر وبئار .اه) .وقوله :بصبغ مالكه( أي مالك الثوب،
ومفاده أنه إذا كان صبغه بصبغ نفسه ،استحق الجرة ،فانظره ،فإنه أطلق في التحفة والنهاية مع
الصل والروض وشرحه ،ولم يقيدوا بصبغ مالكه ،ول بصششبغ نفسششه )قششوله :بل شششرط الجششرة(
وهو يحصل بذكرها ،أو بذكر ما يقتضيها .ولشو قشال بل ذكشر مشا يقتضشي الجششرة ،لكششان أولششى،
ليوافق التفريع بعد )قوله :فلو دفع الشخ( تفريشع علششى المنطششوف )قشوله :ففعشل( أي مشن ذكششر مشن
الخياط والقصار والصباغ المأذون له فيه ،وأفششرد الضششمير ،مششع أن المرجششع جمششع ،لن العطششف
بأو ،وهي للحد الدائر ،أو باعتبار تأويله بالمذكور )قوله :ل ما يفهمها( أي لم يذكر أحششدهما مششا
يفهمها ،أي الجرة ،كأن قال اعمل وأنا أرضيك ،أو ل أخيبك ،أو ما ترى مني إل ما يسششرك ،أو
اعمل وأنا أثيبك ،ونحو ذلك ،وفي هذه ،يستحق أجرة المثل ،كما سيذكره بقششوله ،أمششا إذا عششرض
بها الخ )قوله :فل أجرة لشه( جشواب لشو ،وضشمير لشه ،يعششود أيضشا علشى مششن ذكشر .وفشي ششرح
الروض :قال الذرعي ،والشبه أن عدم اسششتحقاقه الجششرة ،محلششه إذا كششان حششرا ،مكلفششا ،مطلششق
التصرف ،فلو كان عبدا ،أو محجورا عليه بسفه ،أو نحششوه ،اسششتحقها إذ ليسششوا مششن أهششل التششبرع
بمنافعهم المقابلة بالعواض .اه )قوله :لنه متبرع( أي فهو لم يعمل طامعا )قوله :ولنه لو قششال
الخ( عطف على قوله ،لنه متبرع )قششوله :ل يسششتحق عليششه( أي علششى سششكناه الششدار .قششال ع ش،
ومثله ما جرت به العادة ،من أنه يتفق أن إنسانا يتزوج امرأة ويسكن بها في بيت أهلها مدة ،ولم
تجر بينهما تسمية أجرة ول ما يقوم مقام التسمية ،لكن قول الشارح أسكني دارك شهرا الخ ،يفهم
وجوب الجرة في هذه المسألة ،وهو ظاهر .اه )قوله :وإن عرف بذلك العمششل بهششا( غايششة لقششوله
ول أجرة بل شرط ،واسم الشارة عائد على عششدم الشششرط المفهششوم مششن قششوله بل شششرط ،والبششاء
الداخلة عليه بمعنى مع ،والعمل نائب فاعل عرف ،والضمير في بها ،عائد علششى الجششرة ،أي ل
أجرة بل شرط ،وإن عرف أن هذا العمل يكون بالجرة مع عششدم الشششرط .قششال البجيرمششي :وفششي
سم ،قوله وإن عرف بذلك العمل ،لكن أفتى الروياني باللزوم في المعروف بذلك ،وقال ابشن عبشد
السلم :هو الصح ،وأفتى به خلق من المتأخرين ،وعليه عمل الناس الن ،ويعلم منها أن الغايششة
للرد .اه )قوله :لعدم التزامها( علة لما تضمنته الغاية ،أي ل أجرة له إذا كان معروفا عمله بهششا،
لعدم التزام الجرة في مقابلة عمله ،وهي عين الولى ،أعني قوله لنه متبرع ،فلو اقتصششر علششى
إحداهما لكان أخصر )قوله :ول يستثنى وجوبها( أي الجششرة مششن القاعششدة المششذكورة ،أعنششي ول
أجرة لعامل بل شرط -إذ هو ليس من أفرادها ،إذ العامششل فيهششا صششرف منفعتششه بنفسششه ،وداخششل
الحمام أو راكب السفينة استوفاها من غير أن يصرفها صاحبها إليه )قوله :أو راكب سشفينة( فشي
فتح الجواد ،وكداخل الحمام ،راكب السفينة ،لكن بحثه ابن الرفعة أنه مششتى علششم بشه مالكهشا حيششن
سيرها ،لم يستحق شيئا ،كما لو وضع متاعه على دابة غيششره فسششيرها مالكهششا ،فششإنه ل أجششرة لششه
)قوله :بخلفه بإذنه( أي بخلف ما إذا كان دخول الحمام أو ركوب السفينة بإذن صششاحبها ،فششإنه
صاحبها ،فإنه ل أجرة عليه كالجير.
] [ 142
)تنبيه( قشال فشي المغنشي :مشا يأخشذه الحمششامي ،أجششرة الحمشام واللشة ،مششن سشطل ،وإزار،
ونحوهما ،وحفظ المتاع ،ل ثمن الماء ،كما مشرت الششارة إليشه ،لنشه غيشر مضشبوط ،فل يقابشل
بعوض .فالحمامي مؤجر ،أي لللة ،وأجير مشترك في المتعششة ،فل يضششمنها كسششائر الجششراء،
واللة غير مضمونة على الداخل ،لنه مسششتأجر لهششا ،ولششو كششان مششع الششداخل اللششة ،ومششن يحفششظ
المتاع ،كان ما يأخذه الحمامي أجرة الحمام فقط .اه )قوله :أما إذا ذكر أجرة( محششترز قششوله ولششم
يذكر أحدهما أجرة )قوله :فيسشتحقها( أي يسششتحق العامششل الجشرة .وقشوله قطعشا ،أي بل خشوف،
وقوله إن صح العقد ،أي بأن استكمل الشروط المارة )قوله :وإل فأجرة المثل( أي وإن لم يصششح
العقد فيستحق أجرة المثل ،ل المسمى )قوله :وأما إذا عرض بها( محششترز قششوله ول مششا يفهمهششا.
وقوله فيجب أجرة المثل :أي لنه لم يعمل متبرعا )قوله :وتقررت :أي الجرة الخ( أي استقرت
كلها بمضي مدة الجارة ،وقولهم تملك الجرة بالعقد معينة كانت أو في الذمة ،معنششاه أنهششا تملششك
ملكا مراعى بمعنى أنه كلما مضى زمان على السلمة ،بان أن المؤجر استقر ملكه منها على ما
يقابل ذلك إن قبض المكتري العيششن أو عرضششت عليششه فششامتنع فل تسششتقر كلهششا إل بمضششي المششدة
)قوله :في الجارة المقدرة الخ( لو قال للجارة في المقدرة بوقت ،لكان أولى لن المدة للجارة،
ولنه أنسب بقوله بعد في المقدرة بعمل ،فإنه حذف منه لفظ الجارة )قوله :وإن لم يستوف الششخ(
غاية لتقرر الجرة :أي تتقرر الجرة بذلك على المستأجر ،سواء استوفى المنفعة أم ل ،كششأن لششم
يسكن الدار ،ولم يركب الدابة )قوله :لن المنافع تلفششت تحششت يششده( أي المسششتأجر ،فهششو المقصششر
بششترك النتفشاع )قشوله :وإن تششرك لنحششو مششرض( غايشة ثانيشة لمششا ذكشر :أي تسششتقر الجشرة علشى
المكتري وإن ترك النتفاع بها لما ذكر )قششوله :إذ ليششس الششخ( علششة لمششا تضششمنته الغايششة قبلششه ،أي
وإنما استقرت الجرة إذا ترك النتفاع لنحو مرض أو خوف طريق ،لنه ليس على المششؤجر إل
تمكين المستأجر من النتفششاع مششن العيششن المششؤجرة )قششوله :وليششس لششه بسششبب ذلششك الششخ( أي ليششس
للمكتري بسبب المرض أو خوف الطريق أو نحوهما :فسخ لعقد الجارة ول رد للعيششن المششؤجرة
إلى أن يتيسر له العمل فيها فيسترجعها منه .مبحث انفساخ الجارة )قوله :وتنفسخ الجارة الششخ(
شروع فيما يقتضي النفساخ للجارة وما يقتضي الخيششار )قششوله :بتلششف مسششتوفى منششه( أي حسششا
كان ذلك التلف ،كمثال للشششارح ،أو شششرعا ،كحيششض امششرأة اكششتريت لخدمششة مسششجد مششدة معينششة،
وقوله معين في العقد ،سيذكر محترزه )قوله :كموت نحو الخ( تمثيل للتلششف الحاصششل للمسششتوفي
منه ،وقوله وأجير ،معطوف على نحو ،وهو من أفراده ،فالعطف من عطف الخاص علششى العششام
)قوله :وانهدام دار( أي وكانهدام دار ،ومحل كشونه موجبشا للنفسشاخ ،إذا كششان كلهشا ،أمششا انهششدام
بعضها ،فيثبت الخيار للمستأجر ،ما لم يبادر المؤجر ،ويصلحها قبششل مضششي زمششن ل أجششرة لششه،
ولششم يقيششد الششدار بكونهششا معينششة ،لن إجششارة العقششار ل تكششون إل إجششارة عيششن )قششوله :ولششو بفعششل
المستأجر( أي ولو كان التلف حاصل بفعل المستأجر ،فإنه يكون موجبششا للنفسششاخ ،ويكششون هششذا
مستثنى من قولهم ،من استعجل بشئ قبل أوانه ،عششوقب بحرمششانه ،ويلزمششه بششإتلف نحششو الدابششة،
قيمتها ،وبإتلف نحو الدار ،أرش نقصها ،ل إعادة بنائها .قال في المغني:
] [ 143
)فششإن قيششل( لششو أتلششف المشششتري المششبيع اسششتقر عليششه الثمششن ،ول ينفسششخ الششبيع ،فهل كششان
المستأجر كذلك ؟ )أجيب( بأن البيع ورد علشى العيشن ،فشإذا أتلفهشا ،صششار قابضشا لهشا ،والجشارة
واردة على المنافع ،ومنافع الزمن المستقبل معدومة ،ل يتصور ورود التلف عليها .اه )قششوله:
في زمان مستقبل( متعلق بتنفسخ ،أي تنفسخ بالنظر للزمان المستقبل وقوله لفوات محل المنفعة،
وهو العين ،وهو علة لكون الجارة تنفسخ بالنسبة للمستقبل ،وقوله فيه ،أي في المستقبل )قششوله:
ل في ماض( معطوف على في زمان مستقبل ،أي ل تنفسخ بالنظر للزمن الماضشي ،وقشوله بعششد
القبض ،قيد في عدم النفساخ بالنظر لما مضى ،أي ل تنفسخ بالنظر لذلك بشرط أن يكون التلف
حصل بعد القبض ،وخرج به .ما إذا كان التلف قبل القبض ،فإنها تنفسخ في جميع ما مضى وما
يأتي ،كما في المغني) ،وقوله :إذا كان لمثله أجره( أي إذا كششان لمثششل الماضششي ،أي لمثششل منفعششة
المستوفى منه في الزمان الماضي أجرة ،وهو قيد في القيد ولو قال ،كما في المغني ،وكان لمثلششه
أجرة ،لكان أولى .وخرج به ،ما إذا لم يكن لمثله أجرة ،فإنها تنفسخ في الجميع ،كما فششي المغنششى
وعبارته :أما إذا كان قبل القبض ،أو بعده ولم يكن لمثله أجرة ،فإنه ينفسخ في الجميع .اه )قوله:
لستقراره( أي الماضي :أي أجرته) .وقوله :بالقبض( أي قبض المنفعة ،أي استيفائها وهششو علششة
لعدم النفساخ في الماضي )قوله :فيسششتقر قسششطه( أي الماضششي) ،وقششوله :مششن المسششمى( أي فششي
العقد) ،وقوله :باعتبار أجرة المثل( أي لكل زمن بما يناسبه فتقوم منفعة المدة الماضية والباقيششة،
ويوزع المسمى على نسبة قيمتها وقت العقد ،دون ما بعششده ،ل علششى نسششبة المششدتين ،إذ قششد تزيششد
أجرة شهر على شهور ،فلو كانت مدة الجارة مثل سنة ،ومضى نصفها ،وكان المسمى ثلثيششن،
وأجرة مثل الماضي عشرون ،وجب من المسششمى ثلثششاه ،وهكششذا )قششوله :وخششرج بالمسششتوفى منششه
غيره مما يأتي( وهو المستوفي ،والمستوفى به ،والمستوفى فيه .وفشي البجيرمشي ،أنظشر صشورة
المستوفى فيه ؟ ولعلها إذا حصل في الطريق خوف يمنع السشير فيهشا .اه )قشوله :وبشالمعين الشخ(
أي وخرج بالمستوفى منه المعين في القعشد ،المسششتوفى منشه المعيششن عمششا فشي الذمششة ،بششأن كششانت
الجارة ذمية ،وسلم المؤجر للمستأجر مستوفى منه معينا عما فششي ذمتششه )قشوله :فششإن تلفهمشا( أي
تلف غير المستوفى منه ،وتلف المعين عما في الذمة )قوله :بل يبدلن( أي غيششر المسششتوفى منششه
والمعين عما في الذمة ،فيجوز إبدال المسششتوفي إذا تلششف بغيششره ،كراكششب بششآخر ،وسششاكن بششآخر،
والمستوفى به بغيره ،كمحمول من طعام ،وغيره ،والمستوفى فيه ،كالطريق بغيششره ،لنششه يجششوز
مع السلمة كما سيذكره قريبا ،فمع التلف أولى ،ويجششوز إبششدال المعيششن عمششا فششي الذمششة إذا تلششف
بغيره ،بل يجب ،كما ستعرفه )قوله :يثبت الخيار( أي في إجارة العين ،كما يدل عليه قشوله بعششد،
ول خيار في إجارة الذمة الششخ ،وقششوله علششى الششتراخي ،أي لن الضششرر يتكششرر بتكششرر الزمششان،
وجعله في الروض على التراخي ،في عيب يتوقع زواله ،وإل فعلى الفور ،وعبارته مع شششرحه:
وإن رضي المستأجر بعيب يتوقششع زوالششه لششم ينقطششع خيششاره ،لن الضششرر يتجششدد ويتعششذر قبششض
المنفعة ،فهو كما لو تركت المطالبة بعد مدة اليلء والفسخ بعد ثبوت العسار ،لهششا العششود إليششه،
وإل بأن ل يتوقع زواله ،انقطع خياره ،لنه عيب واحد ،وقد رضي به .اه )قوله :على المعتمششد(
مقابله يقول إن الخيار على الفور )قوله :بعيشب نحشو الدابشة( متعلشق بيثبششت ،ونحششو الدابششة ،العبششد
الجير ،والدار )قوله :المقارن( أي للعقد ،وهو صفة لعيب) ،وقوله :إذا جهله( أي المكتري ،أمششا
إذا علمه ،فل خيار )قوله :والحارث( أي بعد العقد في يد المكتري )قوله :لتضرره( أي المكتري
بذلك العيب ،وهو علة لثبوت الخيار به )قوله :وهو مششا أثششر الششخ( أي العيششب الششذي يثبششت الخيششار
وهو ما يؤثر في المنفعة أثرا يظهر له تفاوت في الجرة ،ككونها تعثر ،أو تتخلف عن القافلة ،ل
كخشونة مشيها ،كما جزم به الشيخان ،وخالف ابن الرفعة ،فجعله عيبا ،وصوبه الزركشي ،قال:
وبه جزم الرافعي في عيب
] [ 144
المبيع ،قال في المغني ،وجمع بين ما هنا وبين ما هناك ،بأن المراد هنا خشونة ل يخششاف
منها السقوط ،بخلفه هناك .اه .وقوله تفاوت أجرتها ،أمشا القيمشة فليشس ظهشور التفشاوت معتشبرا
فيها ،لن مورد العقد هنا ،المنفعة ،ل العين ،حتى تعتبر القيمة )قوله :ول خيار في إجارة الذمششة
الخ( هذا يدل على أن قوله أول ويثبت الخيار الخ مفروض في إجارة العين ،كمششا علمشت ،وقشول
بعيب الدابة ،أي ونحوها .ومثل العيب -بالولى ،التلف )قوله :بل يلزمششه( أي المكششري البششدال،
أي لن المعقود عليه في الذمة يثبت فيها بصششفة السششلمة ،وهششذا غيششر سششليم ،فششإذا لششم يششرض بششه
المكتري ،رجع إلى مشا فشي الذمشة ،فشإن عجشز المكشري عشن إبشدالها ،تخيشر المكشتري ،كمشا قشاله
الذرعي )قوله :ويجوز في إجارة عين أو في ذمة استبدال الششخ( أي لنششه ل ضششرر فيششه .وقششوله
المستوفي ،بكسر الفاء ،اسم فاعل .وقوله كالراكب والساكن ،أي واللبس )قوله :والمستوفى بششه(
أي ويجوز إبدال ما تستوفى المنفعة به) .وقوله :كالمحمول( أي من طعام أو غيره ،أي وكالثوب
المعين للخياطة ،والصششبي المعيششن للتعليششم أو الرتضششاع) ،وقشوله :والمسششتوفى فيششه( أي ويجششوز
إبدال ما تستوفي فيه المنفعة ،كالطريق )قوله :بمثلها( أي المذكورات ،وهو متعلق باسششتبدال ،أي
يجوز اسششتبدال المسششتوفى بمثلششه ،أي طششول ،وقصششرا ،وضششخامة ،ونحافششة ،وغيرهششا ،واسششتبدال
المستوفى به بمثله كذلك ،والمستوفى فيه بمثله ،كطريق بمثله ،ل بأصعب منششه ،ول أطششول ،ول
أخوف ،وقششوله أو بششدون مثلهششا ،هششذا مفهششوم بششالولى )قششوله :مششا لششو يشششترط( أي المكششري علششي
المكتري عدم البدال ،فإن اشترط عليه ،اتبع) .وقوله :في الخرين( أي المستوفى به والمستوفى
فيه ،ول يجوز اشتراطه في الول ،أي المستوفي ،بكسر الفاء .فإن شرطه ،بطل العقششد ،لمششا فيششه
من الحجر عليه من جهة أنه ل يؤجره لغيره ،فأشبه منع بيع المبيع )قوله :فرع( الولششى فرعششان
بصيغة التثنية )قوله :للبس المطلق( أي غيششر المقيششد بليششل أو نهششار )قششوله :وإن اطششردت عششادتهم
بذلك( أي بلبسه وقششت النششوم ،وخششالف بعضششهم فقششال :ل يلبسششه وقششت النششوم إن اعتيششد ذلششك بششذلك
المحل ،وإل لم يجب نزعه مطلقا ،وعبارة الروض وشرحه ،ليس له النوم ليل في ثوب مستأجر
للبلس .قال الرافعششي ،عمل بالعششادة ،نعششم .ل يلزمششه نششزع الزار ،كششذا قششاله المصششنف فششي شششرح
الرشاد ،وقال الذرعي :الظاهر أن المراد غير التحتاني ،كما يفهمه تعليل الرافعي ،اه .وظاهر
كلم الصششحاب :الول ،وطريقششه ،إذا أراد النششوم فيششه أن يشششرطه وينششام فيششه نهششارا ،ولششو غيششر
القيلولة ،ساعة أو ساعتين ،ل أكثر النهشار ،عمل بشالعرف ،بشل ل فشي القميشص الفوقشاني ،أي ل
ينام فيه ،ول يلبسه كل وقت ،بل إنمشا يلبسشه عنشد التجمشل فشي الوقشات الشتي جشرت العشادة فيهشا
بالتجمل ،كحال الخروج إلى السششوق ونحششوه ،ودخششول النششاس عليششه اه )قششوله :ويجششوز لمسششتأجر
الدابة الخ( أي لنه استحق جميع منفعتها ،فله أن يمنع المؤجر من التصرف فيه بما يزاحم حقششه،
وقوله مثل :أي أو عبدا )وقششوله :مششن حمششل شششئ عليهششا( قششال سششم :أي كتعليششق مخلة عليهششا .اه
)قوله :قال شيخنا( أي في التحفششة ،ولفظهششا ،اقتضششى كلمهششم ،وصششرح بششه بعضششهم ،أن الطششبيب
الماهر ،أي بأن كان خطؤه نادرا ،وإن لشم يكشن مشاهرا فشي العلشم ،فيمشا يظهشر ،لنشا نجشد بعشض
الطباء استفاد من طول التجربة والعلج ما قل به خطؤه جدا .وبعضششهم لعششدم ذلششك مششا كششثر بششه
خطؤه ،فتعين الضبط بما ذكرته لو شرطت له ،إلى آخر ما ذكششره الششارح )قشوله :وأعطشى ثمشن
الدوية( أي زيادة على الجرة )قوله :فعالجه بها( أي فعالج الطبيب المريض بالدوية التي أخذ
] [ 145
ثمنها )وقوله :فلم يبرأ( أي المريض بمعالجة الطبيب )قوله :استحق المسمى( أي الجششرة
التي سميت في العقد )قوله :إن صشحت الجشارة( كشأن قشدرت بزمشان معلشوم .ع ش )قشوله :وإل
فأجرة المثل( أي وإن لم تصح استحق أجرة المثل )قوله :الرجوع عليه( أي على الطبيب )قششوله:
لن المستأجر عليه( بفتح الجيم ،أي لن الشئ الذي استؤجر عليه هو المعالجة ،ل الشفاء )قوله:
بل أن شرط( أي الشفاء في عقد الجارة )قوله :لنه( أي الشفاء بيد ال تعششالى .قششال فششي التحفششة:
نعم إن جاعله عليه ،صح ،ولم يستحق المسمى إل بعد وجوده .اه )قوله :أمششا غيششر المششاهر( هششذا
مفهوم قوله الماهر) ،وقوله :فل يستحق أجرة( في سم ما نصه ،هل استئجاره صحيح أو ل ؟ إن
كان الول :فقد يشكل الحكم الذي ذكره ،وإن كان الثاني ،فقد يقيد الرجوع بثمن الدويششة بالجهششل
بحاله .م ر .فليحرر .اه .قال ع ش :والظاهر الثاني ،ول شئ له في مقابلة عملششه ،لنششه ل يقابششل
بأجرة ،لعدم النتفاع به ،بل الغالب على عمل مثله الضرر .اه )قوله :لتقصيره الخ( أي لتقصير
غير الماهر بسبب مباشرته للمر الششذي هششو لبششس بأهششل لششه ،فجميششع الضششمائر تعششود علششى غيششر
الماهر ،ما عدا ضمير له ،فإنه يعود على ما )قوله :ولو اختلفا الخ( عقد لششه فششي الششروض فصششل
مستقل ،وما ذكره عين عبارته )قوله :في أجرة( أي في قدرها :هل هي خمسة دراهم ،أو عشرة
مثل ؟ )قوله :أو مدة( أي قدرها أيضا ،هل هي شششهر أو سششنة ؟ )قششوله :أو قششدر منفعششة( أي قششدر
النتفاع بالدابة مثل ؟ وقوله هل هي عشرة فراسخ أو خمسة ،بيششان للختلف فششي قششدر المنفعششة،
أي هل النتفاع بالدابة يكون في عشرة فراسخ أو خمسشة ؟ )قشوله :أو فشي قشدر المسشتأجر( بفتشح
الجيم :أي أو اختلفا في الشئ الذي له استؤجر ،هل هو كل الدار أو بعضها ؟ )قششوله :تحالفششا( أي
المكري والمكتري ،وهو جواب لو :أي يحلف كل منهما يمينا يجمع نفيا لششدعوى صششاحبه وإثباتششا
لدعواه )قوله :أجرة المثل لما استوفاه( أي من منفعة المستأجر ،بفتح الجيم )قوله :فششرع( الولششى
فرعان )قوله :لو وجد الخ( يعني لو وجد المستأجر ما حمله على دابة المؤجر مششن نحششو الششبر أو
الشعير ناقصا عما شرطه عليه ،كأن شرط عليه في عقد الجششارة حمششل عشششرة آصششع مثل ،فمششا
حمل إل تسعة ،فإن كان الذي كاله ناقصا عما ذكر هو المؤجر ،وكانت الجارة ذمية :حط قسششط
من الجرة قدر النقص ،وهو عشرها في الصورة المذكورة ،لنه لششم يششف بالمشششروط .وإن كششان
الذي كاله ناقصا هو المستأجر نفسه ،وأعطاه للمؤجر ليحمله ،أو كانت الجارة عينية ،بششأن كششان
استأجر دابته ليحمل عليها عشرة آصع ،فما حمل عليها إل تسعة ،لم يحط شئ من الجششرة ،لنششه
هو الذي رضي على نفسه بالنقص وكان قادرا على الستيفاء ،ومحله في الجارة العينية ،ما إذا
علششم المسششتأجر بششالنقص ،أمششا إذا لششم يعلششم بششه ،بششأن أذن للمششؤجر فششي الكيششل ،فكششان ناقصششا عششن
المشروط ،فإنه يحط أيضا من أجرتششه بقششدر النقششص ،وهششذا كلششه مصششرح بششه الششروض وشششرحه،
وعبارته) :فرع( وإن كان المحمول على الدابة ناقصا عن المشروط نقصا يؤثر ،بششأن كششان فششوق
ما يقع به التفاوت بين الكيلين ،أو الوزنين ،وقد كاله المؤجر حششط قسششطه مششن الجششرة ،إن كششانت
الجارة فششي الذمششة ،لنششه لششم يششف بالمشششروط أول كششذلك ،بششل كششانت إجششارة عيششن ،لكششن لششم يعلششم
المستأجر النقص ،فإن علمه لم يحط شئ من الجرة ،لن التمكين من الستيفاء قد حصل ،وذلششك
كاف في تقرير الجرة ،فهو كما لو كال المستأجر بنفسه ونقص .أما النقششص الششذي ل يششؤثر ،فل
عبرة به ،اه .بقي ما لو كاله المؤجر أو المستأجر تاما ،كما ششرط فشي العقشد ،ثشم سشرق بعضشه،
فهل يضمن المؤجر النقص
] [ 146
مع حط الجرة أو ل يضمن ؟ قياس ما مر من عدم الضمان إل بتقصششير فيمششا لششو اكششتراه
لخياطة ثوب فتلف انه هنا كذلك ،فتنبه )قششوله :ولششو اسششتأجر( أي شششخص ،وقششوله سششفينة ،أي أو
نحوها كسنبوك ،أو مركب ،أو بششابور )قشوله :فششدخلها( أي السششفينة )قششوله :فهششل هشو( أي السششمك
وقششوله لششه ،أي للمسششتأجر )قششوله :وجهششان( قششال فششي المغنششي :حكاهمششا ابششن جماعششة فششي فروقششه،
أوجههما ،أنه للمستأجر ،لنه ملك منافع السفينة ويده عليها ،فكان أحق به .اه) .تتمششة( فششي بيششان
أحكام الجعالة التي تركها المؤلف وكان حقششه أن يششذكرها تبعششا لغيششره مششن الفقهششاء ،واختلفششوا فششي
موضع ذكرها ،فمنهم من ذكرها عقب الجارة ،كالغزالي ،وصاحب التنبيه ،وتبعهم في الروضة
لشتراكهما في غالب الحكام ،إذ الجعالة ل تخالف الجارة إل في خمسة أحكام ،أحدها صششحتها
على عمل مجهول عسر علمه ،كرد الضالة والبق ،فششإن لششم يعسششر علمششه ،اعتششبر ضششبطه ،كمششا
سيأتي ،إذ ل حاجة إلى احتمال الجهل حينئذ .ثانيها :صحتها مع غيشر معيشن ،كشأن يقشول مشن رد
ضالتي فله علي كذا .ثالثها :كونها جائزة من الطرفين ،طرف الجاعل ،وطرف العامل .رابعهششا:
العامل ل يستحق الجعالة إل بعد تمام العمل .خامسها :عشدم اششتراط القبشول ،ومنهشم مشن ذكرهشا
عقب اللقطة ،وهم الجمهور ،وتبعهم النووي في منهاجه ،نظرا إلى مشا فيهشا مشن التقشاط الضشالة،
وهي بتثليث الجيم لغة ،ما يجعل للنسان على فعششل شششئ ،سششواء كششان بعقششد ،أو بغيششره ،وشششرعا
التزام عوض معلوم على عمل معين أو مجهول عسر علمه ،وأركانها إجمششال أربعششة ،وكلهششا قششد
تضششمنها التعريششف المششذكور ،الركششن الول :العاقششد ،وهششو الملششتزم للعششوض ،ولششو غيششر المالششك،
والعامل ،وشرط في الول ،اختيار ،وإطلق تصرف ،فل تصح التزام مكره ،وصبي ،ومجنون،
ومحجور سفه ،وفي الثاني :ولو كان غير معين ،علمه بشاللتزام ،فلششو قشال إن رد آبقشي زيشد فلشه
كذا ،فرده غير عالم بذلك ،لم يستحق شيئا ،والمثششال الول للمعيششن ،والثششاني لغيششره ،وشششرط فيششه
أيضا ،إذا كشان معينشا ،أهليشة العمشل ،فيصشح ممشن هشو أهشل لشه ،ولشو عبشدا ،وصشبيا ،ومجنونشا،
ومحجور سفه ،بخلف صغير ل يقدر على العمل ،لن منفعته معدومة ،فالجعالة معه كاسششتئجار
أعمى للحفظ ،وهو ل يصح ،فكذلك هذا الركششن الثششاني :الصششيغة ،وهششي مششن طششرف الجاعششل ،ل
العامل ،فل يشترط قبول منه لفظا ،بل يكفي العمل منه ،وشرط فيها عدم التأقيت ،لن التأقيت قد
يفوت الغرض ،الركن الثالث ،الجعل وشرط فيه ما شششرط فششي الثمششن ،فمششا ل يصششح ثمنششا لكششونه
مجهول أو نجسششا ،ل يصششح جعلششه جعل ،ويسششتحق العامششل أجششرة المثششل فششي المجهششول والنجششس
المقصود ،كخمر ،وجلد ميتة ،فششإن لششم يكششن مقصششودا ،كششدم ،فل شششئ لششه .الركششن الرابششع :العمششل
وشرط فيه كلفة ،وعدم تعينه ،فل جعل فيما ل كلفة فيه ،كأن قال من دلني علششى مششالي فلششه كششذا،
فدله عليه ،وهو بيد غيره ،ول كلفة ،ول فيما تعين ،كأن قال من رد مالي فله كذا ،فرده من تعين
عليه الرد لنحو غصب ،لن ما ل كلفة فيه وما تعين عليه شرعا ،ل يقابلن بعوض ،ولششو حبششس
ظلما فبذل مال لمن يخلصه بجاهه أو غيره كعلمه ووليته ،جاز ،لن عدم التعين صششادق بكششون
العمل فرض كفاية .ول فرق في العمل بين كونه معلوما ،وكششونه مجهششول عسششر علمششه للحاجششة،
كما في القراض ،فإن لم يعسر علمه ،اشترط ضبطه ،ففي بناء حششائط ،يششذكر موضششعه ،وطششوله،
وعرضه ،وارتفاعه ،وما يبنى به ،وفي الخياطة ،يعتبر وصفها ووصششف الثششوب ،والصششل فيهششا
قبل الجماع ،خبر أبي سعيد الخدري رضي ال عنه ،وهو الراقي ،وذلك أنه كان مع جماعة من
الصحابة في السفر ،فمروا بحي من أحياء العرب ،فاستضافوهم ،فلم يضيفوهم ،فبششاتوا بششالوادي،
فلدغ رئيس ذلك الحي ،فأتوا له بكل دواء ،فلم ينجششع ،أي لششم ينفششع بشششئ ،فقششال بعضششهم لبعششض،
سلوا هذا الحي الذي نزل عندكم ،فسألوهم ،فقالوا هل فيكم من راق ،فإن سيد الحي لششدغ ؟ فقششالوا
نعم ،ولكن ل يكون ذلك إل بجعل ،لكونهم لم يضيفوهم ،فجعلوا لهم قطيعا من الغنم،
] [ 147
وكان ثلثين رأسا ،وكانت الصششحابة كششذلك ،فقششرأ عليشه أبششو سششعيد ،الفاتحششة ثلث مششرات
فكأنما نشط من عقال وإنما رقاه بالفاتحة ،دون غيرها ،لنه )ص( قال :فاتحة الكتاب شششفاء لكششل
داء ،ثم توقفوا في ذلك فقالوا ،كيف نأخذ أجرا على كتششاب الش تعششالى ؟ فلمششا قششدموا المدينششة أتششوا
النبي )ص( وسألوه عن ذلك ،فقال :إن أحششق -وفششي روايششة إن أحسششن -مششا أخششذتم عليششه أجششرا،
كتاب ال تعالى زاد بعضهم :اضربوا لي معكشم بسششهم وإنمششا قششال )ص( ذلشك تطييبشا لقلشوبهم ،ل
طلبا لنصيب معهم حقيقة ،وأيضا ،الحاجة قد تدعوا إليها ،فجازت كالجارة ،لن القياس يقتضششي
جواز كل ما دعت إليه الحاجة ،ويستأنس للجعالة بقوله تعالى) * :ولمشن جششاء بششه حمششل بعيششر( *
وكان الحمل معلوما عندهم ،كالوسق ،وإنما كان هذا استئناسا ،ل دليل ،لنه في شرع من قبلنششا،
وهو ليس شرعا لنا ،وإن ورد في شرعنا ما يقرره علششى الراجشح ،وقششد نظشم معظششم مشا مششر ابششن
رسلن في زبده فقال :صحتها من مطلق التصرف بصيغة وهي بأن يشرط في ردود آبق وما قد
شاكله معلوم قدر حازه من عمله وفسخها قبل تمام العمل من جاعل عليه أجر المثل وال سبحانه
وتعالى أعلم )قوله :تتمة( أي في بيان المساقاة ،والمزارعة ،والمخابرة ،وقد أفردها الفقهاء بباب
مستقل ،وذكرت عقب الجارة ،لن كل استيفاء منفعة بعوض ،ولشششتراط التششأقيت فيهششا ،وغيششر
ذلك ،والصل في المساقاة ،خبر الصحيحين أنه )ص( :عامل أهششل خيششبر علششى نخلهششا وأرضششها
على ما يخرج منها من ثمر أو زرع لنه لما فتحها ملك نخلها وزرعها ،فصار الزرع مششن عنششد
المالك ،فقششام مقششام البششذر ،فكششانت مسششاقاة ومزارعششة ،وهششي تصششح ،تبعششا للمسششاقاة ،كمششا سششيأتي،
والحاجة داعية إليها ،لن مالك الشجار ،قد ل يحسن العمل فيها ،أو ل يتفششرغ لششه ،ومششن يحسششن
ويتفرغ ،قد ل يكون له أشجار فيحتاج ذاك إلى الستعمال ،وهششذا إلششى العمششل ،وأركانهششا :مالششك،
وعامل ،وعمل ،ومورد ،وثمر ،وصيغة .وكلها تعلم ممششا يششأتي )قششوله :تجششوز المسششاقاة( أي مششن
جائز التصرف ،وهو الرشيد المختار ،دون غيره ،كالقراض ،وتصح لصششبي ،ومجنششون ،وسششفيه
ومن وليهم ،عند المصلحة )قوله :وهي الخ( أي شرعا ،وأما لغة ،فهي مششتقة مشن السشقي ،بفتشح
السين ،وسكون القاف ،وتخفيف الياء ،وإنما اشتققت منه ،لحتياجها إليه غالبا ،لنه أنفع أعمالهششا
وأكثرها مؤنة ،لسيما في أرض الحجاز ،فإنهم يسقون من البار ،وقيل مشتقة من السقي ،بكسر
القاف ،وتشديد الياء ،وهو صغار النخل ،وعليه إنما اشتقت منششه ،لنششه موردهششا .والول أظهششر،
لن السقي عليه مصدر ،والشتقاق منه ظاهر )قوله :أن يعامل المالششك غيششره( أي بصششيغة ،كمششا
يفيده قوله بعد معين في العقد ،إذ هو يفيد أن المعاملة تكون بعقد ،أي صيغة ،نحششو سششاقيتك علششى
هذا النخل ،أو العنب ،أو أسلمته إليك لتتعهده بكشذا ،وقشد اششتمل التعريشف المشذكور علشى أركشان
المساقاة ،وهي ستة :مالك ،وعامل ،وعمششل ،وثمششر ،وصششيغة ،ومششورد ،فقششوله معيششن فششي العقششد،
إشارة إلى الصيغة ،وقوله المالك غيره ،هما الركنان الولن) ،وقوله :على نخششل أو شششجر( هششو
السادس ،وقوله لتتعهده ،هو الثالث ،إذ التعهد عمل .وقوله على أن الثمرة الخ ،هو الرابع )قششوله:
على نخل أو شجر عنب( ،متعلق بيعامل ،وما ذكر ،هو المورد ،كما مششر )قششوله :مغششروس الششخ(
صفة لكل من نخل وششجر ،وذكششر ثلثشة شششروط للمششورد ،وهششي ،الغشرس ،والتعييشن فشي العقشد،
والرؤية .وبقي عليه شرطان ،كونه بيد عامل ،وكونه لم يبد صلح ثمره ،سواء ظهششر أو ل ،فل
تصح على غير مغروس ،كودي ،ليغرسه ،ويتعهده ،وتكون الثمششرة بينهمششا ،كمششا لششو سششلمه بششذرا
ليزرعه ،ولن الغرس ليس من عمل المساقاة فضمه إليه يفسده ،ول على مبهم ،كأحشد البسشاتين،
ول على غير مرئي لهما عند العقد ،وذلك للجهل بالمعقود
] [ 148
عليه ،ولنه عقد غرر من حيث أن العشوض معشدوم فشي الحشال ،وهمشا جشاهلن بقشدر مشا
يحصل وبصفاته ،فل يحتمل ضم غرر آخر ،ول كونه بغير يد العامل كيد المالششك ،ول علششى مششا
بدا صلح ثمره لفوات معظم العمال ،وقششوله ليتعهششده بالسششقي والتربيششة ،بيششان للعمششل المختششص
بالعامل ،وذلك لن للعمل في المساقاة على ضربين ،عمل يعود نفعه إلى الثمششرة ،كسششقي النخششل،
وتلقيحه بوضع شئ من طلع الذكور في طلع الناث ،وهذا مختصر بالعامل ،وعمششل يعششود نفعششه
إلى الرض ،كنصب الدولب ،وحفر النهار ،وبناء حيطان البستان ،وهذا مختص بالمالششك ،ول
يجوز أن يشترط على المالك أو العامل مششا ليششس عليششه ،فلششو شششرط علششى العامششل أن يبنششي جششدار
الحديقة ،أو على المالك تنقية النهششر ،لششم يصششح .وقشوله علششى أن الثمششرة الحادثششة ،أي بعششد العقششد،
وقوله أو الموجودة ،أي عنده ،لكن بشرط أن ل يكون قد بدا صلحها ،كما مر ،وقوله لهمششا ،أي
للمالك والعامل ،أي مختصة بهما ،فل يجوز بشرط بعضها لغيرهما ،ول شرط كلها للمالششك ،ول
يستحق في هذه العامل أجرة ،لنه عمل غير طامع ،كما في القراض ،ول بد أيضا من أن يكششون
القدر الذي للعامل معلوما بالجزئيششة :كربششع ،وثلششث ،بخلف مششا لشو كششان معلومششا بغيششر الجزئيششة:
كقنطار ،أو قنطارين )قوله :ول تجوز( أي المساقاة ،والولششى التفريششع) .وقششوله :فششي غيششر نخششل
وعنششب( أي للنششص علششى النخششل ،وألحششق بششه العنششب ،بجششامع وجششوب الزكششاة ،وإمكششان الخششرص
وغيرهما ليس منصوصا عليه ،ول في معناه ،فلم تجز المساقاة عليه إل تبعا لهمششا ،فتجششوز فيششه.
وعبارة م ر :فتصح على أشجار مثمرة ،تبعا للنخل والعنب ،إذا كششانت بينهمششا ،وإن كششثرت ،وإن
قيدها الماوردي بالقليلة ،وشرط الزركشي ،بحثششا ،تعششذر إفرادهششا بالسششقي ،نظيششر المزارعششة .اه.
وعليه حملت معاملة النبي )ص( على الزرع في الخبر ،وهو أنه )ص( عامل أهل خيششبر بشششطر
ما يخرج منها من ثمر أو زرع ،فالمراد بمعاملتهم ،مسششاقاتهم ،ومزارعتهششم ،تبعششا ،فششالواقع منششه
)ص( ،مزارعة تابعشة للمسششاقاة) .قشوله :وجوزهششا( أي المسشاقاة وقشوله فشي سشائر الشششجار ،أي
كالخوخ ،والتين ،والتفاح ،وذلششك لقششوله فششي الخششبر السششابق :مششن ثمششر أو زرع ولعمششوم الحاجششة،
والجديشد :المنشع ،لنهششا رخصششة ،فتختششص بموردهششا ،ولنشه ل زكشاة فشي ثمرهشا ،فأششبهت غيششر
المثمرة ،ولنها تنمو من غير تعهد وفي البجيرمي) .فائدة( النخل والعنب يخالفان بقيششة الشششجار
في أربعة أمور ،الزكاة ،والخرص ،وبيع العرايا ،والمساقاة .اه .برماوي .وأسقط خامسا ،وهششو:
جواز استقراض ثمرتهششا لمكششان معرفتهششا بششالخرص فيهمششا ،وتعششذر خرصششها فششي غيرهمششا .اه.
شوبري .اه )قوله :وبه( أي بجواز المساقاة في غير النخل وشجر العنب )قوله :ولو سششاقاه علششى
ودي الخ( محترز قوله مغروس ،وهو بفتشح الشواو ،وكسشر الشدال ،وتششديد اليشاء ،صشغار النخشل
)قوله :ويكون الششخ( بالنصششب :معطششوف علششى يغرسششه ،أي وليكششون الشششجر أو ثمرتششه إذا أثمششر،
للمالك وللعامل )قوله :لم تجز( أي المساقاة ،وهو جواب لششو )قششوله :جوازهششا( أي المسششاقاة علششى
الودي المذكور )قوله :والشجر لمالكه الخ( راجع للمنع ،كما في سم ،أي وعلى منع المساقاة فششي
الودي لو عمل العامل فيششه يكششون الشششجر لمالششك الششودي ،وعليششه لصششاحب الرض أجششرة مثلهششا،
ومحل هذا ،إذا كان مالك الودي العامل ،فإن كان صاحب الرض ،فالشششجر يكششون لششه ،وللعامششل
أجرة عمله عليه ،وعبارة الروض وشششرحه ،وإن دفششع ذلششك ،أي الششودي ،وعمششل العامششل وكششانت
الثمرة متوقعة في المدة ،فله الجرة ،أي أجرة عمله ،على المالششك ،وإل فل ،ل إن كششان الغششراس
للعامل ،فل أجرة له ،بل يلزمه للمالك أجرة الرض ،فإن كششانت الرض للعامششل ،اسششتحق أجششرة
عمله وأرضه .اه) .قوله :والمزارعة( هي لغة :مشتقة من الزرع ،وشرعا ،ما ذكره بقوله ،هششي
أن يعامل
] [ 149
الخ .والمراد بالعقد كأن يقول له ،عاملتك علششى الرض لتزرعهششا ،والغلششة الحاصششلة بيننششا
نصفان )قوله :ليزرعها( أي الرض ذلك الغير الذي هو العامل ،وقوله بجششزء معلششوم ،أي علششى
جزء معلوم ،كربع ،ونصف ،وقوله مما يخششرج منهششا ،متعلششق بمحششذوف صششفة لجششزء ،أي جششزء
كائن مما يخرج من الرض ،أي من الزرع الحاصل فيها )قوله :والبذر من المالششك( أي والحششال
أن البذر كائن مشن المالششك ،فالجملششة حاليششة )قشوله :فهششي مخششابرة( الضششمير يعششود علششى المعاملششة
المفهومة من أن يعامل ،أي فإن كان البذر من المالك فالمعاملة علششى الرض ،وتسششمى مخششابرة.
ول يصح رجوعه للمزارعششة ،كمششا هششو ظششاهر )قششوله :وهمششا( أي المزارعششة والمخششابرة ،وقششوله
باطلن :أي استقلل فقط في المزارعششة ،ومطلقششا فششي المخششابرة .وقششد نظششم بعضششهم ذلششك بقششوله:
مزارعة بطلنها مستقلة مخابرة بطلنها مطلقا نقل وصاحب بششذر مالششك الرض فششي الششتي بششدأنا
وبذر في الخيرة من عمل قال في شرح المنهج ،وإنما لم تصح المخابرة تبعا ،كالمزارعة ،لعدم
ورودها كششذلك .اه) .قششوله :للنهششي عنهمششا( أي عششن المزارعششة والمخششابرة فششي الصششحيحين .قششال
البجيرمي :صيغة النهي الواردة في المخابرة ،كما في الدميري نقل عن سششنن أبششي داود ،مششن لششم
يذر المخابرة ،فليؤذن بحرب من ال ورسوله .اه .والمعنشى فشي المنشع فيهمشا أن تحصشيل منفعشة
الرض ممكنة بالجارة ،فلم يجز العمل فيها ببعض ما يخرج منها ،كالمواشي ،بخلف الشششجر،
فإنه ل يمكن عقد الجارة عليه ،فجشوزت المسشاقاة للحاجشة )قشوله :واختشار السشبكي الشخ( عبشارة
شرح المنهج ،واختار النووي من جهة الدليل صحة كل منهما مطلقا ،تبعا لبششن المنششذر وغيششره.
قال :والحاديث مؤولة على ما إذا شرط لواحد زرع قطعة معينششة ولخششر أخششرى ،والمشذهب مششا
تقرر .ويجاب عن الشدليل المجشوز لهمشا ،بحملشه فشي المزارعشة علشى جوازهشا تبعشا أو بشالطريق
التي .وفي المخابرة :على جوازها بالطريق التي .اه) .قوله :وعلى المرجح( هو عششدم الجششواز
)قوله :فلو أفردت الرض بالمزارعة( التقييد بالفراد لخراج ما لو لم تفرد ،بأن عقد عليها تبعا
للمساقاة ،فإنه ل يقع المغل فيها للمالك ،بل يكون بينهما ،وقوله فالمغل للمالك ،أي لن البذر لششه،
والزرع تابع له .قال م ر :فلو كان البذر لهما فالغلة لهما ،ولكل على الخر أجرة ما صششرفه مششن
منافعه على حصة صاحبه )قوله :وعليه للعامل أجرة عمله( أي وعلى المالك للعامل أجرة عملششه
ودوابه وآلته لبطلن العقد ،ول يمكن إحباط عمله مجانا ،ول فرق بين أن يسلم الزرع أو يتلششف
)قوله :وإن أفردت الرض بالمخابرة( التقييد بالفراد هنا غيششر ظششاهر ،لمششا مششر مششن أنهششا باطلششة
مطلقا ،فكان الولى أن يقول فلو حصلت أو وجدت المخابرة في الرض وقوله فالمغششل للعامششل،
أي لنششه مالششك البششذر ،وقششوله وعليششه ،أي العامششل ،وقششوله أجششرة مثلهششا ،أي الرض ،وإن زادت
الجرة على الخراج )قوله :وطريق جعل الغلة لهما الخ( أشار بذلك لحيلة تسقط الجرة ،وتجعل
الغلة مشتركة بين المالك والعامل في إفراد المزارعة وفي المخابرة وعبارة الروض مع شرحه،
فإن أراد صحة ذلك فليستأجر العامل من المالك نصششف الرض بنصششف منششافعه ،ومنششافع آلتششه،
ونصف البذر إن كان منه .قال في الصل :أو يستأجره بنصف البذر ،ويتبرع بالعمششل والمنششافع،
أو يقرض المالك نصف البذر ،ويستأجر منه نصف الرض بنصف عمله وعمل آلته .وإن كان
البذر من المالك استأجره ،أي المالك ،العامل بنصف البششذر ليششرزع لششه نصششف الرض ،ويعيششره
نصف الرض الخر وإن شاء استأجره بنصف البذر ونصف منفعة تلك الرض ليزرع له باقيه
في باقيها .اه) .قوله:
] [ 150
بنصف البذر( أي ويسلمه للمالك ،لئل يتحد القابض والمقبض ،وقوله ونصف عملششه ،هششو
وما بعده معطوفان على نصف البذر ،واغتفر الجهل في المور المذكورة ،للضششرورة )قششوله :أو
بنصف البذر( أي أو يكتري العامل نصف الرض بنصف البذر ،ويتبرع بالعمل )قوله :إن كششان
البذر منه( أي من العامل )قوله :فإن كان( أي البذر من المالك :أي مالك الرض ،وهششذه طريششق
جعل الغلة بينهما في المزارعة ،والولى للمخابرة وقوله اسششتأجره ،أي اسششتأجر المالششك العامششل.
وقوله ويعيره نصفها ،أي يعير العامشل نصشف الرض ،فيكشون حينئذ لكشل منهمشا نصشف المغشل
شائعا) .واعلشم( أن الطريشق المششذكورة وغيرهششا تقلشب المزارعششة والمخششابرة إجششارة ،فل بششد مشن
رعاية الرؤية وتقدير المدة وغيرهما من شروط الجارة ،كما في التحفة ،والمغني ،وال سششبحانه
وتعالى أعلم.
] [ 151
] [ 152
بأن لم يوجد غيره ،ومحل كون إعارته واجبة ،حيث ل أجرة له لقلة الزمن ،وإل لم يجب
بذله له بل أجرة فيما يظهششر .ثششم رأيششت الذرعششي ذكششره .اه .تحفششة ،بتصششرف )قششوله :ومششا ينقششذ
غريقا( معطوف على ثوب :أي وكإعارة ما ينقذ غريقا ،كحبل ،فإنها واجبة ،وقوله أو يذبششح بششه،
معطوف على ينقذ ،أي وكإعارة ما يذبششح بششه كسششكين ،فإنهششا واجبششة أيضششا ،قششال سششم :ول ينششافي
وجوب العارة هنا أن المالك ل يجب عليه ذبحه ،وإن كان فيه إضاعة مال ،لنهشا بشالترك هنششا،
وهو غير ممتنع ،لن عدم الوجوب عليه ،ل ينافي وجوب إسعافه إذا أراد حفظ ماله ،كمششا يجششب
الستيداع إن تعين وإن جاز للمالك العراض عنشه إلشى التلشف ،وهشذا ظشاهر ،وإن تشوهم بعشض
الطلبة المنافاة .اه) .قوله :يخشى موته( الجملة صفة لحيوان محششترم ،أي يخشششى مششوته لششو تششرك
ذبحه ،فإعارة السكين لجل تذكيته ،واجبة ،لئل يصير ميتة ،فل ينتفششع بششه )قششوله :صششح مششن ذي
تبرع( أي مختار ،وهو بيان للمعيششر ،فل تصششح مششن صششبي ومجنششون ومكششاتب بغيششر إذن سششيده،
ومحجور سفه وفلس مكره بغير حق .أما به ،كما لو أكره على إعارة واجبة عليه ،فتصح )قوله:
إعارة عين( أي لمستعير معين مطلق التصششرف) .وقششوله :غيششر مسششتعارة( قيششد سششيأتي محششترزه
)قوله :لنتفاع( متعلق بإعارة :أي إعارتها لجل النتفاع بها )قوله :مع بقششاء عينششه( أي المعششار،
فالضير يعود على معلوم من المقام ،والظرف متعلق بمحششذوف صششفة لنتفششاع :أي انتفششاع للعيششن
كائن مع بقائها ،وهو قيد أيضا سششيأتي محششترزه )قششوله :مملششوك( أي للمعيششر ،وهششو بششالجر صششفة
لنتفاع .وقوله ذلك النتفاع ،بيان لنائب الفاعل المستتر ،ل أنه ظهر ،كمشا هشو ظشاهر ،وعبشارته
صريحة في أن النتفششاع ،هششو الششذي يوصششف بالملكيششة ،وليششس كششذلك ،بششل الششذي يوصششف بششذلك،
المنفعة ،ل النتفاع ،إذ هو وصف المستعير ،ل المعير ،وعبارة المنهاج ،وملكششه للمنفعششة ،وهششي
ظاهرة )قوله :ولو بوصششية الششخ( غايششة فششي حصششول ملكيششه النتفششاع ،أي ولششو كششان ملششك المعيششر
للنتفاع حاصشل بسششبب وصشية بششأن أوصشى للمعيششر بمنفعششة الشدار) .وقشوله :أو إجششارة( أي بشأن
استأجر الدار) ،وقوله :أو وقف( أي بأن وقفت عليه الدار .ففي الجميع ،يملك المنفعة ،فيجوز لششه
إعارتها )قوله :وإن لم يملك العين( غاية ثانية :أي المدار علشى ملشك المنفعشة ،سشواء ملشك العيشن
معها أم ل ،ولو حذف لفظ ،ولو من الغاية الولى ،وأخر قوله بوصية الخ عن هذه الغاية ،وجعله
تمثيل لملك المنفعة من غير ملك العين ،بأن يقول كأن آلت إليه بوصية الخ ،لكان أولى وأخصششر
)قوله :لن العارية ترد على المنفعششة( تعليششل لمششا تضششمنته الغايششة الثانيششة مششع عششدم اشششتراط ملششك
العين ،أي وإنما لم يشترط ملك العين ،لن العارية إنما تششرد علششى المنفعششة ،ل علششى العيششن حششتى
يشرط ملكها .وقوله فقط ،أي ل مع العين )قوله :وقيد ابن الرفعة صحتها( أي العارية )قوله :بما
إذا كان ناظرا( محل صحتها منه ،كما يؤخذ من النهاية ،والتحفة ،إذا لم يشرط الواقف استيفاءها
بنفسه ،وإل فل تصح ،ومحل عدم صحتها من غير الناظر ،إذا لم يأذن النششاظر لشه فششي العششارة،
فإن أذن له ،صحت منه ،كما يؤخذ من التحفة )قوله :قال السنوي :يجوز للمام إعارة مال بيت
المال( أي لنه إذا جاز له التمليك ،فالعارة أولى .قال في التحفة ،ومثلششه فششي النهايششة ،ورد بششأنه
إن أعاره لمن له حق في بيت المال ،فهو إيصال حق لمستحقه ،فل يسمى عارية ،أو لمن ل حق
له فيه ،لم يجز ،لن المام فيه كالولي في مال موليه ،وهو ل يجششوز لششه إعششارة شششئ منششه مطلقششا
الخ .اه) .قوله :مباح( صفة ثانية لنتفاع ،وهو يصح وصفه بالباحة ،فل اعتراض فيششه بالنسششبة
لهذا الوصف ،وأما بالنسبة للوصف الول ،فهو معترض ،كما علمته )قوله :فل يصح إعششارة مششا
يحرم النتفاع به( في البجيرمي ما نصه :هششذا مسششلم عنششد م ر فششي آلششة اللهششو ،وأمششا فششي السششلح
والفرس ،فجرى فيهما في شرحه على صحة العارة مششع الحرمششة .وجمششع ع ش :بحمششل كلمششه
على ما إذا لم يعلم أو يظن أن الحربي يستعين بهما على قتالنا ،وبحمل كلم شرح المنهج ،علششى
ما إذا علم أو ظن ذلك .ثم نظر في كلم م ر بعد حمله على ما ذكر ،بأنه ل وجششه للحرمششة حينئذ
)قوله :كآلة لهو( أي كالمزمار ،والطنبور ،والدربكة .قال ع ش :قضية التمثيل بما ذكر للمحرم،
أن ما يباح استعماله من الطبول
] [ 153
ونحوها ،ل يسمى آلة لهو ،وهو ظاهر ،وعليه ،فالشطرنج تباح إعارته ،بششل إجششارته .اه.
)قوله :وفرس وسلح لحربششي( أي أو لقششاطع طريششق )قششوله :وكأمششة( معطششوف علششى كآلششة لهششو،
وانظر :لم أعاد الكاف ،ومثل المة ،المرد الجميششل ،فيحشرم إعششارته ؟ وقشوله مشششتهاة ،قشال فشي
شرح المنهج :أما غير مشششتهاة ،لصشغر ،أو قبششح ،فصشحح فشي الروضشة ،صشحة إعارتهششا ،وفششي
الشششرح الصششغير ،منعهششا .وقششال السششنوي :المتجششه الصششحة فششي الصششغيرة ،دون القبيحششة .اه.
وكالقبيحة ،الكبيرة غير المششتهاة .اه) .وقشوله :لخدمششة أجنشبي( خشرج بشه المحشرم ،وفشي معنشاه،
المرأة ،والممسوح ،وزوج الجاريششة ،ومالكهششا ،كششأن يسششتعيرها مششن مسشتأجرها ،أو الموصششى لشه
بمنفعتها ،إذ ل محذور في ذلك .اه .شرح الروض )قوله :وإنما تصشح العشارة مشن أهشل تشبرع(
دخول على المتن ،ول حاجة إليه ،لعدم طول العهد بمتعلقه المذكور ،وهو قوله صح الششخ )قششوله:
بلفظ( أي أو ما في معناه ،ككتابة ،وإشارة أخرى مفهمة ،وذلك لن النتفشاع بمشال الغيشر يتوقشف
على رضاه المتوقف على ذلك اللفظ أو نحوه .قال في التحفة :وقد تحصششل بل لفششظ ضششمنا ،كششأن
فرش له ثوبا ليجلس عليه ،كما جرى عليه المتولي واقتضى كلمهما اعتماده ،وكأن أذن لششه فششي
حلب دابته واللبن للحالب ،فهي مدة الحلب عارية تحت يده ،وكأن سلمه البائع المبيع في ظششرف،
فهو عارية .وكأن أكل الهدية من ظرفها المعتاد أكلها منه ،وقبل أكلها هو أمانششة ،وكششذا إن كششانت
الهدية عوضا .اه .وفي البجيرمي :ويستثنى من اشتراط اللفظ ،مششا إذا اشششترى شششيئا ،وسششلمه لششه
البائع في ظرف ،فالظرف معار ،في الصح ،وما لو أكل المهدي إليششه الهديششة فششي ظرفهششا ،فششإنه
يجوز ،إن جرت العادة بأكلها منه ،كأكل الطعام من القصعة المبعوث فيها وهششو معششار ،فيضششمنه
بحكم العارية ،إل إذا كان للهدية عوض ،وجرت العادة بالكششل منششه ،فل يضششمنه بحكششم الجششارة
الفاسششدة ،فششإن لششم تجششر العششادة بمششا ذكششر ضششمنه فششي الصششورتين ،بحكششم الغصششب .اه .سششلطان.
)والحاصل( أن الظرف أمانة قبل الستعمال مطلقا ،ومغصوب بالستعمال الغير المعتاد مطلقششا،
وعارية بالستعمال المعتاد إن لم يكن عششوض ،وإل فمششؤجر إجششارة فاسششدة .اه) .قششوله :كأعرتششك
الخ( تمثيل للفظ الذي يشعر بالذن فيه ،وقوله وأبحتك ،الواو بمعنى ،أو .وقششوله منفعششة ،تنششازعه
كل من أعرتك ومن أبحتك ،وضميره يعود على المعار .ومثله ،أعرتك هذا )قوله :وكاركب( أي
هذا ،ومثلشه :اركبنشي )قشوله :وخشذه( أي أو خشذه ،أي الثشوب مثل لتنتفشع بشه )قشوله :ويكفشي لفشظ
أحدهما مع فعل الخر( فلو قال أعرني فأعطاه ،أو قال له أعرتك فأخذ ،صحت العارية ،كما في
إباحة الطعام ،ول يشترط اللفظ من جانب المعير ،بخلفه في الوديعة ،لنهششا أمانششة ،فاحتيششج إلششى
لفظ من جانب المالك ،ول يكفي الفعل من الطرفين إل فيما استثني ،ول سكوت أحدهما من غيششر
فعل ،ول يشششترط الفششور فششي القبشول ،والمعتمششد أن العقششد يرتششد بششالرد ،وكشون العاريششة مششن قبيششل
الباحة ،إنما هو من حيث جششواز النتفششاع )قششوله :ول يجششوز لمسششتعير إعششارة عيششن( أي لنششه ل
يملكها ،وإنما يملك أن ينتفع بها )قوله :بل إذن معير( متعلق بإعششارة ،أي العششارة بل إذن معيششر
ل تجوز ،أي أما بإذنه ،فتجوز .قال الماوردي :ثم إن لم يسم المالك مششن يعيششر لششه ،فششالول علششى
عاريته ،وهو المعير للثاني ،والضشمان بشاق عليشه ،ولشه الرجشوع فيهشا .وإن ردهشا الثشاني عليشه،
برئ ،أي الثاني ،وأما الول ،فباق على الضمان ،وإن سماه انعكست هذه الحكششام .اه .بجيرمششي
)قوله :وله( أي للمستعير) .وقوله :إنابة من يستوفي المنفعة له( أي للمسششتعير ،أي لجششل قضششاء
حاجته ،وإنما جازت النابة لذلك ،لن النتفاع راجششع إليششه .وخششرج بقششوله لششه :مششا لششو أنششاب مششن
يستوفي المنفعة ل له بل للمستوفي فإنه ل يجوز )قوله :كأن يركب( من أركب ،فهو بضششم الول
وكسر الثالث) ،وقوله :من هو مثله( مفعول يركب) .وقوله :أو دونه( أشار به وبما قبلششه إلششى أن
له الستنابة إذا لم يكن فيها ضرر زائد على
] [ 154
اسششتعمال المسششتعير ،وفششي النهايششة قششال فششي المطلششب ،وكششذا زوجتششه ،أو خششادمه ،لرجششوع
النتفاع إليه أيضا ،قال الذرعي :نعم ،يظهر أنه ،إذا ذكر لششه أنشه يركبهششا زوجتششه زينششب ،وهششي
بنت المعير ،أو أخته ،أو نحوهما ،لم يجز له إركاب ضرتها ،لن الظششاهر ،أن المعيششر ل يسششمح
بها لضرتها .اه .وكتب ع ش :قوله لرجوع النتفاع إليه أيضا ،يؤخذ منه أن محششل جششواز ذلششك،
فيما لو أركب زوجته أو خادمه لقضاء مصالحة ،أما لو أركبهمششا لمششا ل تعششود منفعششة إليششه ،كششأن
أركب زوجته لسفرها لحاجتها ،لششم يجششز .اه )قششوله :لحششاجته( متعلششق بيركششب ،أي يركبششه لجششل
قضاء حاجة المستعير ،أما لو كان لجل حاجة الراكب ،فل يجوز ،كما مر ،ول يجوز أيضششا إذا
كان من هو مثله أو دونه عدوا للمعير ،كما في سم )قوله :ول يصششح إعششارة مششا ل ينتفششع بششه مششع
بقاء عينه( أي ول يصح إعارة الشئ الذي ل ينتفع به مع بقاء عينه ،بششل ينتفششع بششه مششع اسششتهلك
عينه .فالنفي مسلط على القيد ،أعني مع بقاء عينه ،وهذا محششترز قششوله ،النتفششاع مششع بقششاء عينششه
)قوله :كالشمع( بفتح الميم ،جمع شمعة بفتحها أيضا ،وإن اشتهر علششى ألسششنة المولششدين سششكانها،
وقوله للوقود ،متعلق بمحذوف ،أي كإعارة الشمع للوقود وهو بضم الواو ،لنه بالفتششح ،اسششم لمششا
يوقد به ،وليس مرادا هنا .وكذلك إعارة المطعوم لكلششه ،والصششابون للغسششل بششه ،فل تصششح ،لن
النتفاع بذلك ،يحصل باستهلكه وفي البجيرمي ،وهل ينزل الستقذار منزلة إذهششاب العيششن ،فل
تصح إعارة الماء للغسل أو الوضوء ،وإن لم يتنجس أو تصح ،نظرا لبقششاء عينششه مششع طهششارته ؟
محل نظر .وجرى ق ل على صحة إعارة ذلك ،لكن تبعششا للظششرف .ومشششى الرملششي فششي شششرحه
على جواز إعارة الماء للغسل والوضوء والتبرد ،لنه يبقششى فششي ظرفششه ،والجششزاء الذاهبششة منششه
بمنزلة ما يذهب من الثوب المعششار بالنمحششاق .اه) .قشوله :لسشتهلكه( علشة لعشدم صشحة إعششارة
الشمع للوقود -أي وإنما لم تصح :لستهلك الشمع بالوقود )قوله :ومن ثم الخ( أي ومن أجل أن
العلشة فششي عشدم صششحة إعششارة الششمع للوقششود اسشتهلكه :صشحت إعششارة الششمع للشتزين بششه لعششدم
استهلكه )قوله :كالنقد( الكاف للتنظير :أي نظير صحة إعارة النقد للتزين به .وعبششارة الششروض
وشرحه :ول يعار النقدان -إذ مننفعة التزين بهما ،والضرب على طبعهمششا :منفعششة ضششعيفة قلمششا
تقصد ،ومعظم منفعتهما في النفشاق والخششراج -إل للشتزيين ،أو للضشرب علشى طبعهمششا -فيمششا
يظهر :بأن صرح بإعراتهما لذلك ،أو نواها فيما يظهر -فتصح :لتخششاذ هششذه المنفعششة مقصششدا -
وإن ضعفت .اه) .قوله :وحيث لم تصح العاريششة( أي لفقششد ششرط مشن الششروط السشابقة ،كشأن ل
يكون مملوكا لمعير ،أو لم يكن النتفاع به مباحا ،أو كان ينتفع بالمعقود عليه مع اسششتهلك عينششه
)قوله :فجرت( أي العارية :أي صورتها )قوله :ضمنت( أي العارية بمعنششى المعششار ،ففششي الكلم
استخدام )قوله :لن للفاسد حكم صحيحه( علة للضمان .قال في التحفة :ويؤخذ من ذلك أنهششا مششع
اختلل ششرط أو ششروط ممشا ذكشروه :تكشون فاسشدة مضشمونة -بخلف الباطلششة قبششل اسششتعمالها
والمستعير أهل للتبرع ،وهي الششتي اختششل فيهششا بعششض الركششان .اه .وكتششب سششم مششا نصششه :قششوله
ويؤخذ من ذلك الخ -كذا في شرح الرملي ،وفيه نظر ،والوجه الضمان -لن اليششد :يششد ضششمان.
ثم رأيت م ر توقف فيه بعد أن كان وافقه ،ثم ضرب على قوله وحيث لم تصششح العاريششة فجششرت
إلى هنا من شرحه .اه )قوله :وقيل ل ضمان :لن ما جرى بينهما ليس بعارية( أسشقط ششيئا مشن
جملة التعليل ذكره في التحفة :وهو من قبض مال غيره بإذنه ل لمنفعة :كان أمانة ،وإنما لم يكن
عارية أصل :لن حقيقتها إباحة النتفاع بما يحل النتفاع به الخ .وهذا ليس كذلك ،لنشه فقشد قيشد
من القيود ،فلم توجد تلك الحقيقة) .قوله :ولششو قششال( أي مالششك أرض )قششوله :فحفششر( أي المششأمور
)قوله :لم يملكها( أي البئر الحافر لعدم شروط البيع .وانظر :هل تكششون عاريششة أو ل ؟ والظششاهر
الول .وإعارة الرض لحفر بئر فيها :صحيحة -كما في النهاية -ونصها :وفي الروضة -عششن
البيان -لو أعاره أرضا لحفر بئر فيها :صح ،فإذا نبششع المششاء :جششاز للمسششتعير أخششذه ،لنششه مبششاح
بالباحة الخ .اه) .قوله :ول أجرة له( أي للحافر في
] [ 155
مقابلة حفره )قوله :فإن قال( أي الحافر للمر) .وقوله :أمرتني( أي بالحفر )قششوله :فقششال(
أي المر) .وقوله :مجانا( أي بل أجرة )قوله :صدق المر( أي فششي أنششه أمششره بششالحفر مششن غيششر
أجرة )قوله :ولو أرسل( أي شخص )قوله :لم يصح( أي العشارة لشه بمعنششى العقششد ،ولششذلك ذكششر
الضمير ،لكن الولى لم تصح ،بتاء الغائبة ،وإنما لم تصح :لنه يشترط في المستعير ما اشششترط
في المعير -من كونه أهل تبرع )قوله :فلو تلشف( أي الششئ المعشار بآفششة) .وقشوله :فشي يشده( أي
الصبي )قوله :أو أتلفششه( أي أو كششان التلف بفعلششه )قششوله :لششم يضششمنه هششو( أي الصششبي لتسششليط
المالك له ،فهو مقصشر بششذلك ،وحينئذ يكشون هشذا مسشتثنى مششن قشوله :وحيششث لششم تصششح العاريشة،
فجرت :ضمنت) .وقوله :ول مرسششله( أي ولششم يضششمن مرسششل الصششبي .قششال ع ش :أي لنششه لششم
يدخل في يده )قوله :كذا في الجششواهر( قششال فششي التحفششة بعششده :ونظيششر غيششره فششي قششوله أو أتلفششه،
والنظر واضح إذ العارة ممن علم أنه رسششول ل تقتضششي تسششليطه علششى التلف ،فليحمششل ذلششك
على ما لم يعلم أنه رسول .اه .وكتب سم ما نصه :قوله فليحمل ذلك الخ) .أقول( فيه نظر أيضا،
لن العارة ل تقتضي تسليط المستعير على التلف -غاية المر أنها تقتضي المسامحة بالتلف
بواسطة الستعمال المأذون فيه .فليتأمل .اه .وقال ع ش :ويمكن الجواب بأنهششا -وإن لششم تقتششض
التسليط بالتلف -لكنها اقتضته بالتسليط على العين المعارة بوجششوه النتفششاع المعتششاد ،فأشششبهت
المبيع .وقد صرحوا فيه بأن المقبوض بالشراء الفاسد من السفيه :ل يضمنه إذا أتلفه .اه) .قششوله:
ويجب على مستعير الخ( شروع فيما يترتب على العارية من الحكام )قوله :ضششمان قيمششة( هششذا
في المتقوم أو ضمان مثله في المثلى على الوجشه -كمشا سيصشرح بششه قريبششا )قشوله :يشوم تلششف(
متعلق بمحذوف صفة لقيمة .أي قيمة كائنة له يوم تلفه ،ل يوم قبضه -فإذا تلف المعار :قوم يوم
تلفه -أي وقته ،ل يوم قبض المستعير له من المعير .وقوله للمعار :متعلق بمحششذوف صششفة لكششل
من قيمة ومن تلف )قوله :إن تلف( ل حاجة إليه بعد قوله تلف ،فالولى حذفه ،ويكون قششوله بعششد
كله توكيدا للمعار) .وقوله :أو بعضه( معطوف عليه )قوله :في يده( هكذا في فتح الجواد ،والذي
في التحفة والنهاية :عدم اشتراط كونه في يده ،وعبارتهما :ول يشترط في ضمان المستعير كون
العيششن فشي يشده ،بشل وإن كششانت بيششد المالششك ،كمشا صشرح بشه الصشحاب انتهششت :أي كششأن أرسششل
المستعير مالكها معها )قوله :ولو بآفة( أي ولو كان التلف بآفة )قوله :من غير تقصير( من جملة
الغاية ،ولو زادوا العطف :لكان أولى أي ولو من غير تقصير ،ول يغني عنه قوله بآفة ،لنه قششد
يكون بها ،لكن مع تقصير منه ،بأن سافر بالمعار )قوله :بدل( حال مششن قيمششة :أي يجششب ضششمان
قيمة حال كونها بدل من المعار ،وهذا إذا تلف كله) .وقوله :أو أرشا( أي إذا تلششف بعضششه ،وهششو
مقدار ما نقص من قيمته )قوله :وإن شششرطا( أي أنششه يضششمن بششالتلف ،وإن شششرط العاقششدان عششدم
ضمانه بذلك ،ويلغو الشرط المذكور فقط ،ول يفسد العقد بششه .قششال فششي فتششح الجششواد :ولششو شششرط
كونها أمانة :لغا الشششرط فقششط .ويششوجه بششأن فيششه زيششادة رفششق بالمسششتعير ،فهششو كشششرط فيششه رفششق
بالمقترض ،بجامع مع أن كل المقصود منه إرفاق الخد .اه .واعتمششد م ر :فسششاد العقششد بالشششرط
المذكور )قوله :لخبر أبي داود وغيره :العارية مضمونة( هذا ليس لفظ الخبر ،ولفظه :روى أبي
داود وغيره بإسناد جيد أنه )ص( استعار درعا من صفوان بن أمية يوم حنين فقششال أغصششب :يششا
محمد ؟ فقال :بل عارية مضمونة )قوله :أي بالقيمة الششخ( تفسششير مششراد للضششمان فششي الخششبر مششن
الشارح ،ولو قدمه على الخبر وجعله تقييدا لضمان القيمة الذي فششي المتششن -ومحششل التقييششد قششوله
في المتقوم -لكان أولى )قوله :يوم التلف( أي وقته )قوله :ل يوم القبض( أي ل وقته ،فل تعتششبر
بوقت القبض :أي ول بأقصى القيم -أي أبعدها وأكثر من يوم القبض إلى يششوم التلششف ،وإل لششزم
تضمين ما نقص بالستعمال المأذون فيششه )قششوله :فششي المتقششوم( أي يضششمن بالقيمششة فششي المتقششوم.
)وقوله :وبالمثل( معطوف على بالقيمة
] [ 156
)قوله :على الوجه( أي عند شيخه ابن حجر ،ووافقششه الخطيششب فششي القنششاع ،حيششث قششال:
وهذا هو الجاري على القواعد ،فهو المعتمد )قوله :وجزم فششي النششوار الششخ( اعتمششده م ر )قششوله:
كخشب وحجر( تمثيل للمثلي ،كما في البجيرمي )قوله :وشرط التلششف الششخ( دخششول علششى المتششن.
)وقوله :المتضمن( بصيغة اسم الفاعل ،فهو بكسر الميششم المشششددة )قششوله :أن يحصششل( أي التلششف
وقوله باستعمال :أي مأذون فيه ،كما يدل عليه المفهوم )قششوله :وإن حصششل( أي التلششف معششه :أي
الستعمال المأذون فيه ،كأن اسششتعار دابششة لسششتعمالها فششي سششاقية ،فسششقطت فششي بئرهششا ،فمششاتت:
فيضمنها المستعير ،لنها تلفششت فششي السششتعمال ،ل بششه )قششوله :فششإن تلششف هششو الششخ( مفهششوم قششوله
باستعمال ،قال البجيرمي :حاصشله أن يقششال إن تلفشت بالسششتعمال المششأذون فيششه :ل ضشمان ،ولشو
بالتعثر من ثقل حمل مأذون فيه ،وموت به ،وإنمحاق ثوب بلبسششه ،ل نومششة فيششه ،حيششث لششم تجششر
العادة بذلك ،بخلف تعثره بانزعاج ،أو عثوره في وهدة ،أو ربششوة ،أو تعششثره ل فششي السششتعمال
المأذون فيه :فإنه يضمن في هذه المور .ومثله :سقوطها في بئر حال السير -كمششا قششاله م ر .اه
)قوله :فل ضمان( جواب إن .وقوله للذن فيه أي فششي السششتعمال )قششوله :وكششذا ل ضششمان علششى
مستعير الخ( أي ل ضمان على مستعير الخ -مثل أنه ل ضمان على من تلف المعار تحششت يششده
بالستعمال المأذون فيه) .وقوله :من نحو مستأجر إجارة صحيحة( قال في فتح الجواد -بخلف
المستعير من مستأجر آجارة فاسدة ،لن معيره ضامن -كما جزم به البغوي وعلله بأنه فعششل مششا
ليس له -قال :والقرار على المستعير ،ول يقال حكم الفاسدة حكم الصحيحة في كل مششا تقتضششيه،
بل في سقوط الضمان بما يتناوله الذن فقششط .اه .وقشوله بمششا يتنششاوله الذن فقششط :أي والذن فششي
الفاسدة لم يتناول العارة ،لن المستأجر فيها ل يملك المنفعة )قوله :فل ضششمان عليششه( أي علششى
المستعير من المستأجر ،ول حاجة إليه بعد قوله وكذا ل ضمان الخ )قششوله :لنششه( أي المسششتعير.
وقششوله نششائب عنششه :أي المسششتأجر )قششوله :وهششو( أي المسششتأجر ل يضششمن .وقششوله فكششذا هششو :أي
المستعير )قوله :وفي معنى المستأجر :الموصى لششه بالمنفعششة ،والموقششوف عليششه( أي فل ضششمان
على المستعير منهما )قوله :وكذا مستعار الخ( أي ومثل المستعار مششن المسششتأجر والموصششى لششه
بالمنفعة والموقوف عليه ،المستعار من المالك ليرهنه ،فإنه ل ضمان إذا تلف في يد المرتهن ،ل
على المستعير الذي هو الراهن ،ول على المرتهن ،لن الثششاني ،أميشن ،والول ،لشم يسششقط الحشق
عن ذمته ،كما مر للشارح في مبحث الرهن ،أما إذا تلف في يد الراهن قبل الرهن ،أو بعد فكشاك
الرهن ،فالضمان عليه ،لنه مستعير الن )قوله :ل ضمان عليه( أي المرتهن .وقششوله كششالراهن،
أي كما أنه ل ضمان على الراهن ،وقد علمششت العلششة فششي ذلششك )قششوله :وكتششاب موقششوف( بششالرفع
معطوف على مستعار ،أي وكذا كتاب موقوف ،فإنه ل ضمان على من استعاره إذا تلف .وقششوله
على المسلمين ،أي وهو أحدهم .وقوله مثل ،اندرج فيششه الموقشوف علششى العلمشاء أو السشادة وهشو
ممنهم )قوله :استعاره فقيه( أي من الناظر )قششوله :فتلششف فششي يششده مشن غيششر تفريششط( أي أمششا بششه:
فيضمن )قوله :لنه الخ( تعليل لمحذوف :أي فهو ل يضمنه ،لنه من جملششة المسششلمين الموقششوف
عليهم )قششوله :لشو اختلفشا( أي المعيششر والمسششتعير ،صشدق المعيششر ،أي بيمينششه ،وجشرى م ر علشى
تصديق المستعير ،لن الصل براءة ذمته ،وعبارته ،ولو اختلف في حصول التلششف بالسششتعمال
المأذون فيه أو ل :صدق المستعير بيمينه ،كما أفتى به الوالد رحمه ال تعالى ،لعسر إقامة البينششة
عليه،
] [ 157
ولن الصل براءة ذمته ،خلفا لما عزى للجلل البلقيني من تصديق المعير .اه) .قششوله:
لن الصل الخ( علة لتصديق المعير) .وقوله :حتى ينبت مسقطه( أي الضمان ،وهو ما مر مششن
كون العارية تكون من مستأجر إجارة صحيحة ،أو من المالك للرهن ،ونحو ذلك )قششوله :ويجششب
عليه ،أي على المستعير مؤنة رد( أي للخششبر الصششحيح علششى اليششد مششا أخششذت حششتى تششؤديه ولنشه
قبضها لمنفعة نفسه .قال في المغني ،ويجب على المستعير الرد عند طلششب المالششك ،إل إذا حجششر
على المالك المعير ،فإنه ل يجوز الرد إليه ،بل إلى وليه .اه) .قوله :علششى المالششك( متعلششق بششرد،
أي رد ،على المالك ،أي أو نحششوه ،مششن مكششتر ،ومششا فششي معنششاه ،كالموصششى لششه بالمنفعششة )قششوله:
وخرج بمؤنة الرد( هي أجرة حمله أو من يوصله إلى المالك )وقوله :مؤنة المعار( أي مششن نفقششة
وكسوة ونحوهما )قوله :وخالف القاضي( ضعيف )قوله :وجاز لكل من المعير الخ( شششروع فششي
بيان أن العارية جائز مششن الطرفيششن ،وإنمششا كششانت كششذلك لنهششا مششبرة مششن المعيششر ،وارتفششاق مششن
المستعير ،فل يليق بها اللزام منهما ،أو من أحدهما) .واعلم( أن العقود التي يعتبر فيهششا عاقششدان
تنقسم ثلثة أقسام :أحدها جائز من الطرفين ،فلكل من العاقدين فسخه ،وهششو العاريششة ،والوكالششة،
والشركة ،والقراض ،والوديعة ،والجعالة قبل الشروع في العمل ،أو بعده وقبل تمامه ،والوصششية
للغير بشئ من الموال ،وغير ذلك ،كششالرهن قبششل القبششض ،والهبششة كششذلك ،والثششاني لزم منهمششا،
فليس لحدهما فسخه بل موجب يقتضيه ،كعيب وهو البيع ،والسلم بعد انقضاء الخيار ،والصلح،
والحوالة ،والجارة ،والمساقاة ،والهبة بعد القبض ،إل في حق الفرع والوصية بعد موت ،وغير
ذلك ،كالنكاح والخلع ،والثالث ،جائز من أحدهما ،وهو الرهن بعد القبض بالذن ،فإنه جائز مششن
جهة المرتهن ،لزم من جهة الراهن والضمان ،فإنه جائز من جهة المضمون له ،لزم من جهششة
الضامن .والكتابة :فإنها جائزة من جهة المكاتب ،لزمة من جهة السيد ،وهبة الصل لرفعه بعششد
القبض بالذن ،فإنها جائزة من جهة الصل ،لزمة من جهة الفرع ،وغير ذلك ،كالجزيشة ،فإنهشا
جائزة من جهة الكافر ،لزمة من جهة المام ،وقد نظمهششا بعضششهم فششي قششوله :مششن العقششود جششائز
ثمانية وكالة ،وديعة ،وعاريششة وهبششة مششن قبششل قبششض ،وكششذا شششركة ،جعالششة قراضششية ثششم السششباق
ختمها ،ولزم من العقود مثلها وها هيششه :إجششارة ،خلششع ،مسششاقاة ،كششذا وصششية ،بيششع نكششاح الغانيششة
والصلح أيضا ،والحوالة التي تنقل حق ذمة لثانيه وخمسة لزمة من جهة :رهن ،ضمان ،جزية،
أمانيه كتابة ،وهي ختام يا فتى فاسمع بأذن للصواب واعية وقوله ثمانية ،ليششس القصششد الحصششر،
وإل فهي تزيد على ذلك ،ومثله يقال في قششوله ،ولزم مششن العقششود مثلهششا ،وقششوله ثششم السششباق ،أي
المسابقة ،أي عقدها ،وفيه أنها إن كانت من غير عوض من أحدهما ،فهي لزمة مششن الطرفيششن،
وإن كانت بعوض من أحدهما ،فهي جائزة في حق الخر ،وقوله أمانيه ،بتخفيف اليششاء ،ومششراده
بها المان ،فهو جائز من جهة الكافر ،لزم من جهتنا ،وزاد بعضهم فششي اللزمششة منهمششا ،فقششال:
وهبة من بعد قبض يا فتى فإنها من بعد قبض لزمه واستثن أصل أن يهب لفرعه من بعد قبض
الفرع فهي جائزة
] [ 158
)قوله :حتى في العارة لدفن ميت( أي ل يجوز الرجوع ،حتى فششي العششارة لششدفن ميششت.
وقوله قبل مواراته ،متعلق برجوع ،أو بجششاز )قششوله :ولششو بعششد وضششعه فششي القششبر( غايششة لجششواز
الرجوع قبل المواراة .قال سم :المتجه عدم الرجوع بمرجد إدلئه ،أي وإن لششم يصششل إلششى أرض
القبر ،لن في عوده من هواء القبر بعد إدلئه ،إذراء بششه .اه .قششال ع ش :وقششوله بمجششرد إدلئه،
أي أو بعضه ،فيما يظهر .اه) .قوله :ل بعد المواراة( أي ليس له الرجوع بعششد المششواراة ،وقششوله
حتى يبلى ،أي يندرس قال سم ،قضيته امتناع الرجوع مطلقا فيمن ل يندرس ،كششالنبي ،والششهيد.
اه .وقوله كالنبي الشهيد ،أو ونحوهما من كل من ل تأكششل الرض جسششده .وقششد نظمهششم بعضششهم
بقوله :ل تأكل الرض جسما للنبي ول لعالم ،وشششهيد قتششل معششترك ول لقششارئ قششرآن ،ومحتسششب
أدانه ،ل له مجرى الفلك ونظمهششم الشششمس البرلسششي بقششوله :أبششت الرض أن تمششزق لحمالشششهيد،
وعالم ،ونبي وكذا قارئ القرآن ،ومن أذن ل حسبة دون شي )قششوله :ول رجششوع لمسششتعير الششخ(
شروع في ذكر مسائل مستثناة من جواز الرجوع لهما ،ومما استثنى أيضا منه غير الذي ذكششره،
ما إذا أعار كفنا وكفن فيه ميت ،وإن لم يدفن ،فل رجشوع لشه ،لن فششي أخشذه إزراء بشالميت بعششد
الوضع .قال ع ش :ويتجه عدم الفرق فششي المتنششاع بيششن الثششوب الواحششد والثلث ،بششل والخمششس،
بخلف ما زاد .ومنه ،ما لو قال أعيروا داري بعد موتي شهرا ،لم يكششن للششوارث الرجششوع قبلششه،
إن خرجت أجرته من الثلث ومنه ،ما لو أعار دابة أو سلحا للغششزو ،فششالتقى الصششفان ،فليششس لششه
الرجوع في ذلك ،حتى ينكشف القتال ومنه ،لو أعاره السترة للصلة فل يجوز الرجوع فيها ،إذا
كانت الصلة فرضا ،وشرع فيها ،بل هي لزمة من جهتهما ،فإن كششانت الصششلة نفل أو فرضششا
ولم يحرم بها ،جاز للمعير الرجوع فيها .ومنه ،ما لو أعار مششا يششدفع بششه عمششا يجششب الششدفع عنششه،
كسلح أو ما بقي نحو برد مهلك ،أو ما ينقذ به غريقا .ومنه ما لو أعششار أرضششا للششزرع ،فيمتنششع
الرجوع حتى يبلغ أوان قلعه ،إن لم يقصر بتأخيره ،فإن قصر ،فله الرجوع ،حتى لو عيششن مششدة،
ولم يدرك فيها الزرع ،لتقصير من المستعير قلعه المعيششر مجانشا )قشوله :حيششث تلزمششه السشتعارة
كإسكان معتدة( أي فلو استعار دارا لسكن معتدة ،فليس له الرد ،لنهششا لزمششة مششن جششانبه )قششوله:
ول لمعير في سفينة الخ( أي ول رجوع لمعير في سفينة أعارها لوضع متاع فيها قبششل وصششولها
للشط )قوله :وبحشث ابشن الرفعشة أن لشه( أي للمعيشر الجشرة فيهشا :أي مشن حيشن الرجشوع .وفشي
البجيرمششي :ومقتضششى لششزوم الجششرة أنششه يصششح رجششوعه .ومقتضششى كلم الشششارح أنششه ل يصششح
رجوعه إل بعد وصولها للشط ،إل أن يراد بالرجوع في كلمه ،تفريششغ المششال منهششا ،ل الرجششوع
بالقول .وضعف س ل كلم الشرح ،وقال ،الصحيح أنه له الرجوع قبل الشط ،ويسششتحق الجششرة
اه .وفي سم ما نصه ،وظاهر هذه العبارة المذكورة في هذا المقام أنه حيث قيل بوجوب الجرة:
ل يتوقف وجوبها على عقد ،بل حيث رجع :وجب له أجرة مثششل كششل مششدة مضششت ،ول يبعششد أنششه
حيث وجبت الجرة صارت العين أمانة ،لنها وإن كانت عارية صار لها حكششم المسششتأجرة الششخ.
اه )قوله :ول في جذع الخ( أي رجوع لمعير في جذع أعاره لدعم جدار ،أي لسناد جدار مششائل
بعد استناده به )قوله :وله الجرة( أي ويستحق الجرة من حين الرجوع في الجششذع .وفششي ع ش
ما نصه) .فائدة( كل مسألة امتنع على المعير الرجوع فيهشا ،تجشب لشه الجشرة إذا رجشع ،إل فشي
ثلث مسائل :إذا أعار أرضا للدفن فيهششا ،فل رجششوع لششه قبششل انششدراس الميششت ،ول أجششرة لششه إذا
رجع ،ومثلها :إعارة الثوب للتكفين فيه ،لعدم جريان
] [ 159
العادة بالمقابل .وإذا أعار الثوب لصلة الفرض ،فليس له الرجوع بعد الحرام ،ول أحرة
له أيضا ،وإذا أعار سيفا للقتال ،فشإذا التقشى الصشفان :امتنشع الرجشوع ،ول أجشرة لشه ،لقلشة زمنشه
عادة :كما يفيد ذلك كلم سم علشى المنهشج ،ونقشل اعتمشاد م ر فيشه .اه) .قشوله :ولشو اسشتعار( أي
أرضا ،وكان الولى إفراد هذه المسألة بتتمة ،لعدم ارتباطها بما قبلهششا ،وذكرهششا فششي التحفششة بعششد
كلم يناسب ارتباطها به ،ونص عبارته مع الصل ،وإذا اسشتعار لبنشاء أو غشراس ،فلشه الشزرع،
لنه أخف ،ول عكس ،لن ضررهما أكثر ،والصحيح أنه ل يغرس مستعير لبناء ،وكذا العكس،
لختلف الضرر ،فإن ضشرر البنشاء فشي ظشاهر الرض أكشثر مشن باطنهشا ،والغشراس بشالعكس،
لنتشار عروقه ،وما يغرس للنقل في عامه ،ويسششمى الشششتل ،كششالزرع ،وإذا اسششتعار لواحششد ممششا
ذكر ففعله ثم مات ،أو قلعه ولم يكن قششد صششرح لششه بالتجديششد مششرة بعششد أخششرى :لششم يجششز لششه فعششل
نظيره ،ول إعادته مرة ثانية إل بإذن جديد .اه .وقوله :لم يجز له :أي للمستعير ،وقوله ذلك ،أي
البناء ،أو الغراس )قوله :فلو قلع الخ( تفريع على المفهوم .وقوله أو غرسه ،معطوف على بنششاه،
أي أو قلع ما غرسه) ،وقوله :إل بإذن جديد( أي من المعير )قوله :إل إذا صرح( أي المعير لششه:
أي للمسششتعير) ،وقششوله :بالتجديششد( أي بتجديششد البنششاء أو الششزرع مششرة أخششرى )قششوله :فششروع( أي
خمسة ،أحدها قوله لو اختلف الشخ ،ثانيهشا ،قشوله ولشو أعطشى رجل الششخ ،ثالثهششا ،ولشو أخششذ الشخ،
رابعها ،ولو استعار حليا الخ ،خامسها ،ومن سكن الخ )قوله :لو اختلف الخ( أي ولششم تكششن بينششة،
كما هو ظاهر وقوله مالك عين ،أي كدابة أو ثوب) ،وقوله والمتصرف فيها( ،أي في تلك العيششن
بركوب أو لبس أو نحوهما )قوله :كأن قال الششخ( تمثيششل للختلف بينهمششا )وقششوله أعرتنششي( ،أي
الدابة أو الثوب أو نحوهما )قوله :صدق المتصرف بيمينه( قال في شششرح الششروض :أي لنششه لششم
يتلف شيئا حتى نجعله مدعيا لسقوط بدله ويحلف ما آجرتني لتسقط عنه الجرة ،ويرد العين إلى
مالكها ،فإن نكل ،حلف المالششك يميششن الشرد ،واسشتحق الجششرة .اه) .وقشوله :إن بقيششت العيشن ولششم
يمض مدة لها أجرة( قيششدان فششي تصششديق المتصششرف بيمينششه ،فلششو انتفيششا معششا ،بششأن تلفششت العيششن،
ومضت مدة لمثلها أجرة ،فمدعي العارية مقشر بالقيمشة لمنكشر لهشا يشدعي الجشرة ،وهشو المالشك،
فيعطي ،الجرة للمالك بل يمين ،لتوافقهما عليها في ضمن القيمة ،هشذا إن لشم تشزد الجشرة علشى
القيمة ،فإن زادت عليها ،حلف المالك ،لخذ الزائد فقط ،فيقول ،وال ما أعرتك ،بششل آجرتششك ،أو
انتفى القيد الول فقط ،بششأن تلفششت العيششن ولششم تمششض مششدة لمثلهششا أجششرة ،فهششو مقششر بالقيمششة أيضششا
لمنكرها ،وحينئذ تبقى في يده إلى أن يعترف المالك بالعارية ،فيششدفعها إليششه بعششد إقششراره لششه بهششا،
قياسا على ما لو أقر شخص لخر فأنكره ،أو انتفى القيد الثاني فقط ،بأن مضت مدة لمثلها أجرة
وبقيت العين ،صدق المالك بيمينه واستحق الجرة .وهذه الصورة ،هششي الششتي ذكرهششا بقششوله وإل
إلخ )قوله :وإل حلف المالك( راجع للقيششد الثشاني فقششط ،كمشا عرفشت ،أي وإل لششم تمشض مششدة لهشا
أجرة ،بأن مضت مدة لها أجرة مع بقاء العين ،حلف المالك ،واستحق الجششرة) .وقششوله :كمششا لششو
أكل طعام غيره الخ( الكاف للتنظير ،أي وما ذكر من تصشديق المالشك ،نظيشر مشا لشو أكشل طعشام
غيره وقال كنششت أبحششت لششي الكششل مششن طعامششك وأنكششر المالششك ذلششك ،فالمصششدق المالششك بيمينششه،
ويستحق بدل الطعام .قال في شرح الروض ،عاطفا على قوله كما لو أكل الخ ،ولنه إنمششا يششؤذن
في النتفاع غالبا بمقابل ،وفرقوا بين هذه وبين ما لو قال الغسال أو الخياط فعلت بالجرة ومالك
الثوب مجانا ،حيث ل يصدق مالك المنفعة بشل مالشك الثشوب ،بشأن العامشل فشوت منفعشة نفسشه ثشم
ادعى عوضا على الغير والمتصرف فوت منفعة مال غيره وطلب إسقاط الضمان عن نفسششه فلشم
يصدق .اه) .قوله :أو عكسه( بالجر معطوف على المصدر
] [ 160
المؤول من أن وقال :أي وكعكس ذلك ،أو بالنصب عطف على مقششول القششول ،أي أو قششال
كل منهما عكس ما مر .وقوله بأن قال الخ :تصوير للعكس )قوله :والعين باقية( فلششو اختلفششا بعششد
تلفها وبعد مضي ،مدة لها أجرة ،فالمالك يدعي القيمة ،وينكشر الجشرة ،والخشر بشالعكس ،فيأخشذ
المتفق عليه بل يمين ،وهو الجرة ،فإن زادت الجرة على القيمة ،حلف عليه ،وأخذه ،كما تقدم،
فإن لم تمض تلك المدة ،حلف المالك ،وأخذ القيمة ،لن الصل ،عششدم مسششقطها) .وقششوله :صششدق
المالك بيمينه( الولى فيصدق المالك بيمينه ،بفاء التفريع ،أي يصششدق فششي نفششي الجششارة بيمينششه،
لن الخر يششدعي اسششتحقاق المنفعششة عليششه ،والصششل عششدمه ،ثششم يسششترد العيششن ،فششإن نكششل حلششف
المتصرف ،واستوفى المدة ،ويكون مقرا له بأجرة ينكرها ،فتبقى في يده إلششى إقششرار المالششك كمششا
تقدم قريبا )قوله :ولو أعطى رجل حانوتا الششخ( عبششارة الششروض مششع شششرحه) .فششرع( لششو أعطششاه
حانوتا ودراهم ،أو أرضا وبذرا ،وقال اتجر بالششدراهم فيششه ،أي الحششانوت ،أو ازرعششه ،أي البششذر
فيها :أي الرض ،لنفسك ،فالرض في الثانية ،والحانوت فششي الولششى عاريششة .وهششل الششدراهم أو
البذر قرض أو هبة ؟ وجهان ،قياس ما مر في الوكالة ،من أن لو قال :اشتر لي عبد فلن بكششذا،
ففعل ،ملكه المر ،ورجع عليه المأمور ببدل ما دفعه ترجيع الول .ثم رأيششت الشششيخ ولششي الششدين
العراقي نبه على ذلك ،وزاد في النوار بعد قوله فيه وجهان ،والقول قوله في القصد .اه) .قوله:
وقال اتجر( أي بالدراهم في الحانوت ،فخذف معموله لدللة ما بعده عليه) .وقششوله :أو ازرعششه(
أي البذر فيها ،أي في الرض) ،وقوله :لنفسك( متعلق بكل من اتجر ،أو ازرعه )قوله :فالعقار(
أي من الرض والحانوت )قوله :وغيره( أي غير العقار من الدراهم والبذر ،وقششوله قششرض :أي
حكمي )قوله :خلفا لبعضهم( أي في جعله غير العقار هبة )قوله :ويصدق في قصششده( يعنششي إذا
اختلفا ،فقال المالك قصدت القرض ،وقال الخر قصدت الهبة ،فششإنه يصششدق المالششك فيمششا قصششده
)قوله :ولو أخشذ كشوزا مشن سشقاء الشخ( قشد أوضشح هشذه المسشألة ابشن العمشاد فشي أحكشام الوانشي
والظروف وما فيها من المظروف كما نقلها البجيرمي عنششه وعبششارته) .فششرع( قششال المتششولي :إذا
قال للسقاء اسقني ،فناوله الكوز ،فوقع من يده ،فانكسر قبل أن يشرب الماء ،فششإن كششان قششد طلششب
أن يسقيه بغير عوض ،فالماء غير مضمون عليه ،لنششه حصشل فشي يشده بحكششم الباحششة ،والكشوز
مضمون عليه ،لنه عارية في يده وأما إذا شرط عليششه عوضششا ،فالمششاء مضششمون عليششه بالشششراء
الفاسد ،والكوز غيششر مضششمون ،لنششه مقبششوض بالجششارة الفاسششدة .وإن أطلششق فششالطلق يقتضششي
البدل ،لجريان العرف به ،فإن انكسر الكوز بعد الشرب ،فإن لم يكن قد شششرط العششوض ،فششالكوز
مضمون ،والماء غير مضششمون وإن كشان قششد شششرط العشوض ،لششم يضششمن الكشوز ول بقيشة المشاء
الفاضل في الكوز ،لن المأخوذ علشى سشبيل العشوض ،القشدر الشذي يششربه ،دون البشاقي ،فيكشون
الباقي ،أمانة في يده .اه .ومثل الكوز ،في التفصيل المذكور ،فنجان القهوة المأخوذ بها لشششربها،
وقنينة الفقاع ،أي قزازة الزبيب ،المأخوذة به لشربه) .قوله :فإن طلبه( أي طلششب الخششذ السششقاء،
أي أن يسقيه بأن قال له اسقني ،فمفعول طلب الثاني محذوف .وقششوله مجانششا ،أي بغيششر عششوض،
)وقوله :ضمنه( أي الكشوز ،لنششه فششي حكششم العاريششة) .وقششوله :دون المششاء( أي فل يضششمنه ،لنششه
مأخوذ بطريق الباحة )قوله :أو بعوض( معطوف على مجانا :أي أو طلبه بعوض بششأن قششال لششه
اسقني بكذا .و )وقوله :والمشاء قششدر كفشايته( أي والحششال أن المششاء الشذي فشي الكشوز قشدر كفششايته،
وخرج به ،ما لو زاد عليها ،فإنه يضمن قدر الكفاية دون الزائد لن
] [ 161
المأخوذ بالعوض ،هو الول ،دون الثاني ،فهو أمانة في يده ،كما تقدم آنفا ،وقوله فعكسه،
أي فالمضمون عكسه ،وهو المششاء ،لنششه مشأخوذ بطريششق الششبيع الفاسشد دون الكشوز ،لنششه مشأخوذ
بطريق الجارة الفاسدة ،وفاسد كل عقششد كصششحيحه )قششوله :ولششو اسششتعار( أي شششخص مششن مالششك
الحلي )قوله :ثم أمر( أي المستعير بعد نزعه من بيته) ،وقشوله :غيششره( أي شخصششا آخششر غيششره،
)وقوله :بحفظه( أي الحلى) ،وقوله :في بيته( أي ذلك الغير) .وقوله :ففعل( أي أخذه ذلششك الغيششر
وحفظه في بيته) .وقوله :فسرق( أي ذلك الحلى )قوله :غششرم( بتشششديد الششراء :جششواب لششو )قششوله:
ويرجع( أي المستعير) ،وقوله :على الثاني( أي المششأمور بحفظششه) ،وقششوله :إن علششم( أي الثششاني،
وهو قيد في الرجوع ،وإنما رجع عليه حينئذ ،لنه إذا علششم بشذلك ،كشان عليشه أن يعتنششي بحفظشه،
فهو ينسب إلى تقصير إذا سرق من عنده )قوله :وإن لم يكن( أي الثاني تصريح بالمفهوم )قششوله:
بل ظنه للمر( أي ملكا له )قوله :لم يضمن( جواب إن )قوله :بششإذن مالششك أهششل( أي للذن ،بششأن
كان رشيدا )قوله :ولم يذكر( أي المالك له أي للساكن ،أي لم يشرط عليه أجرة )قوله :لم تلزمشه(
أي لم تلزم الساكن الجرة ،أي لن المالك متبرع بالسكنى .قال ع ش :في بششاب الجششارة ،ومثششل
ذلك ،أي في عدم لزوم الجرة ،ما جرت به العادة ،من أنه يتفق أن إنسانا يتزوج امرأة ،ويسششكن
بها في بيت أهلها مدة ،ولم تجر بينهما تسمية أجرة ،ول ما تقششوم مقششام التسششمية .اه) .قششوله :قششال
شيخنا الخ( عبارته) .فرع( قال العبادي وغيره ،واعتمششدوه فششي كتششاب مسششتعار ،أي فيششه خطششأ ل
يصلح إل المصحف ،فيجب ،ويوافقه إفتاء القاضششي ،بششأنه ل يجششوز رد الغلششط فششي كتششاب الغيششر،
وقيده الريمي بغلط ل يغير الحكم ،وإل رده ،وكتب الوقف أولى ،وغيره ،بما إذا تحقق ذلك دون
ما ظنه ،فليكتب ،لعله كذا ورد بأن كتابه لعله ،إنما هي عنششد الششك فشي اللفشظ ،ل الحكششم ،والشذي
يتجه ،أن المملوك غير المصحف ل يصلح فيه شيئا مطلقا إل إن ظن رضا مالكه به .وأنه يجششب
إصلح المصحف ،لكشن إن لشم ينقصشه خطشه ،لرداءتشه ،وأن الوقشف يجشب إصشلحه ،وإن تيقشن
الخطأ فيه ،وكان خطه مستصلحا ،سواء المصحف وغيره ،وأنه متى تردد في عين لفظ ،أو فششي
الحكم ،ل يصلح شيئا ،وما اعتيد من كتابة ،لعله كذا ،وإنما يجششوز فششي ملششك الكششاتب .اه .قششال ع
ش :أقول قول حجر إن لم ينقصه خطه الخ :ينبغي أن يدفعه لمن يصلحه ،حيث كان خطه مناسبا
للمصحف ،وغلب على ظنه إجابة المدفوع إليه ،ولم تلحقه مشقة في سؤاله) ،وقوله :وكان خطششه
مستصلحا( أي وخرج بذلك كتابة الحواشي بهامشششه ،فل يجششوز ،وإن احتيشج إليهششا ،لمشا فيششه مشن
تغيير الكتاب عن أصله ،ول نظر لزيادة القيمة بفعلها ،للعلة المذكورة .اه) .قششوله :إن المملششوك(
أي الكتاب المملوك )قوله :إل إن ظن رضا مالكه( أي فششإنه يجششوز) .وقششوله :بششه( أي بالصششلح
)قوله :وأن الوقف( أي الكتاب الموقوف ،وهو معطوف على أن المملششوك ومقابششل لششه )قششوله :إن
تيقن الخطأ فيه( أي وكان خطه مستصلحا .وال سبحانه وتعالى أعلم.
] [ 162
فصل في بيان أحكام الغصب أي فششي بيششان أحكششام الغصششب ،كوجششوب رده ،ولششزوم أرش
نقصه ،وأجرة مثله ،إلى غير ذلك والمعتمد أنه كبيرة مطلقا ،وقيل كبيرة إن كان المغصوب مال
بلغ نصاب سرقة ،وإل فصغيرة ،كالختصاص ونحوه .والصل في تجريمه قبل الجماع آيششات:
كقششوله تعششالى) * :ول تششأكلوا أمششوالكم بينكششم بالباطششل( * ) (1أي ل يأكششل بعضششكم مششال بعششض
بالباطل ،وقوله تعالى) * :ويل للمطففين( * ) (2وأخبار كخبر إن دمشاءكم وأمشوالكم وأعراضشكم
حرام عليكم وخبر من ظلم شبرا من الرض طششوقه مششن سششبع أرضششين رواهمششا الشششيخان ،وفششي
رواية لهما :من غصب قيد شبر من أرض :طوقه من سبع أرضين يوم القيامة وقيد بكسر القاف
وسكون الياء :بمعنى قدر .وطوقه ،بضم أوله ،وكسر الواو المشددة ،يحتمل أنه على حقيقته ،بأن
يجعل كالطوق في عنقه ،ويطول عنقه جدا حتى يسع ذلششك ،ويحتمششل أنششه كنايششة عششن شششدة عششذابه
ونكاله )قوله :الغصب الخ( أي شرعا ،أما لغة ،فهو أخشذ الششئ ظلمشا مجشاهرة وقيشل أخشذ الششئ
ظلما مطلقا ،ودخششل فششي الشششئ ،المششال ،وإن لششم يتمششول ،كحبششة بششر ،والختصششاص ،كالسششرجين،
والخمر المحترمة ،وخرجت السرقة على القول الول ،ودخلت على القول الثاني ،فتسمى غصبا
لغة )قوله :استيلء على حق غير( استيلء ،مصدر استولى يقال استولى على كششذا إذا صششار فششي
يده قال البجيرمي :والمراد به ما يشمل منع الغير مششن حقشه ،وإن لششم يسششتول عليششه ،بششدليل قششوله:
كإقامة من قعد بمسجد فهو استيلء حكما .اه .وتعبيره بقوله على حق ،غير أعم مششن قششول غيششره
على مال الغير ،لنه يدخل في الحق ،الختصاص ،والمنششافع ،بخلف المششال ،فل يششدخل فيششه مششا
ذكر وفي شرح الروض ،ول يصح قول من قال هششو السششتيلء علششى مششال الغيششر ،لنششه يخششرج،
الكلب ،والخنزير والسرجين ،وجلد الميتة ،وخمر الذمي ،وسائر الختصاصات ،وحششق التحجششر.
)قوله :ولو منفعة( أي :ولو كان ذلك الحق منفعة ،وقوله كإقامة من قعد بمسجد أو سوق ،زاد في
التحفة بعده ،والجلوس محله ،ولم يزده في النهاية .وكتب البجيرمي :قششوله مششن قعششد بمسششجد ،أي
وإن لم يستول على محله .اه .وهو يوافق تعريفه السششابق للسششتيلء ،أي فششإذا أقششام مششن قعششد فششي
مسجد أو سوق ،أي أو موات ،أو منعشه مشن سشكنى بيشت ربشاط مشع اسشتحقاقه لشه ،فهشو غاصشب
)قوله :بل حق( متعلق باستيلء ،وكان الولى تقديمه علششى المثششال ،لتنضششم القيششود إلششى بعضششها،
والمثل إلى بعضها ،ولن ظاهر عبارته يقتضي أنه متعلق بإقامششة ،مششع أنششه مششن تتمششة التعريششف،
فهو متعلق باستيلء .وخرج به :العارية ،والسوم ،ونحوهما ،كالبيع ،فإن في ذلششك اسششتيلء علششى
حق الغير ،لكن بحق .ودخل فيه ،ما لو أخذ مال غيره يظنه ماله ،فإنه غصب ،والتعبير به أولى
من قول غيره عدونا ،لنه يخرج بششه مششا ذكششر ،فيقتضششي أن ذلششك ليششس غصششبا ،مششع أنششه غصششب
حقيقة ،على المعتمد خلفا لقول الرافعي ،إن الثابت في هذه حكم الغصب ،ل حقيقته ،وهو ناظر
إلى أن الغصب يقتضي الثم مطلقا ،وليس كذلك ،بل هو غشالب فقششط) .والحاصششل( أن الغصششب،
إما أن يكون فيه الثم والضمان ،كما إذا استولى على مال غيره المتمششول عششدوانا ،أو الثششم دون
الضمان ،كما إذا استولى على اختصاص غيره ،أو ماله الذي ل يتمول عدوانا ،أو الضششمان دون
الثم ،كما إذا استولى على مال غيره المتمول يظنه ماله ،فهذه ثلثة أقسششام ،وزاد بعضششهم قسششما
رابعا :هو ما انتفى فيه الثم والضمان ،كأن أخذ اختصاص غيره يظنششه اختصاصششه) .تنششبيه( لششو
أخذ مال غيره بالحياء ،كان له حكم الغصب ،فقد قال الغزالي :من طلب من غيره مال في المل،
أي
) (1سورة البقرة ،الية (2) .188 :سورة المطففين ،الية.1 :
] [ 163
الجماعة من الناس ،فدفعه إليه لباعث الحياء ،لم يملكه ،ول يحل لشه التصشرف فيشه .وهشو
من باب أكل أموال الناس بالباطل) .قوله :كجلوسه علششى فششراش غيششره( معطششوف علششى كإقامششة،
بحذف العاطف ،ولعله سقط من النساخ ،كما هششو ظششاهر ،أي وكجلوسششه علششى فششراش غيششره ،أي
بغير إذنه ،فهو غاصب له وإن لم ينقله .ثم إن كان الفراش صغيرا ،ضمنه كله ،وإن كان كششبيرا،
ضمن ما يعد مستوليا عليه منه ،ل جميعه ،ولو جلس عليه آخر بعد قيام الول ،فهو غاصب لششه،
ويضمنه أيضا .وقرار الضمان على من تلف تحت يده .فإن تلف بعد انتقال كل منهما عنه ،فعلى
كل القرار ،بمعنى أن من غرم منهما ،ل يرجع على صاحبه ،ل أن المالك يغرم كل منهمششا بششدل
كل المغصوب ،كما هو ظاهر )قوله :وإزعششاجه عشن داره( معطششوف علششى جلوسششه علششى فششراش
غيششره :أي وكإزعششاجه ،أي إخراجششه منهششا ،ومثلششه ،منعششه مششن دخولهششا ،وإن لششم يششدخلها )قششوله:
وكركوب دابة غيره( أي من غير إذنه ،وإن كان مالكها حاضرا وسيرها ،بخلف مششا لششو وضششع
عليها متاعا من غير إذنه بحضوره فسيرها المالك ،فإنه يضمن المتاع ،ول يضمن مالكه الدابششة،
إذ ل استيلء منششه عليهششا .اه .تحفششة ،ونهايششة )قششوله :واسششتخدام عبششده( أي الغيششر :أي بغيششر إذنششه
وعبارة فتح الجواد ،وألحق بها ،أي الدابة ،ابن كج :استخدام العبد .اه .وهذه المثل كلها من قوله
كإقامة من قعد الخ للستيلء علششى المنششافع )قششوله :وعلششى الغاصششب رد( أي للمغصششوب فيمششا إذا
بقي ،وهذا شروع فيما يلزم الغاصب بغصششبه ،فششذكر أنشه يلزمشه الشرد والضششمان ،ويلزمششه أيضشا
التعزير لحق ال تعالى ،يستوفيه منه المام أو نششائبه ،وإن أبششرأه المالششك ،والششرد علششى الفششور فششي
المتمول وغيره عند التمكن ،وإن عظمت المؤنة في رده وله اسششتئجار المالششك فششي رده) ،وقششوله:
وضمان متمول( أي محترم ،وهو بفتح الواو ،أخذا من قول المصباح ،تمول :اتخذ مششال ،ومششوله
غيششره .ع ش وخششرج بششالمتمول :غيششره ،كحبششة بششر ،وكلششب ،وزبششل ،وسششائر الختصاصششات ،فل
ضمان فيه ،حشتى لشو كشان صشاحب اليشد قشد تكلشف علشى نقشل الجلشود والسشرجين أمشوال كشثيرة.
وبالمحترم ،غيره كمرتد ،وزان محصن ،وقاطع طريق ،وتششارك صششلة ،فل ضششمان فيششه أيضششا.
)وقوله :تلششف( أي بآفششة أو بششإتلف )قششوله :بأقصششى قيمششة( متعلششق بضششمان ،أي وعلششى الغاصششب
ضمان متمول تلف بأقصى قيمة ،أي أبعدها وأكثرها من حين غصب إلى حين تلششف .وهششذا يفيششد
أن المتمول هو المتقوم ،لنه هششو الششذي يضششمن بأقصششى القيششم ،وليششس كششذلك ،بششل هششو شششامل لششه
وللمثلي .وعبارة المنهج ،وعلى الغاصب رد وضمان متمول تلششف ،ثششم قشال :ويضشمن مغصششوب
متقوم تلف بأقصى قيمة من غصب إلى تلف الخ ،فل بد من تأويل في كلمه بحمل المتمول على
خصوص المتقوم ،أو بتقدير متعلق :أي ويضمن متقوم بأقصى الخ ومثلي بمثله ،ثششم إنششه يضششمنه
بذلك ،وإن زاد على دية الحر ،لتوجه الرد عليششه حششال الزيششادة ،فيضششمن الششزائد )قششوله :ويضششمن
مثلي( أي مغصوب مثلششي )قششوله :وهششو( أي المثلششي) .وقششوله :مششا حصششره كيششل أو وزن( أي مششا
ضبطه شرعا كيل أو وزن ،بمعنى أنه يقدر شرعا بالكيل أو الوزن ،وليس المراد مششا أمكششن فيششه
ذلك ،فإن كل شئ يمكن وزنه ،حتى الحيوان ،فخرج بذلك ،ما يعد كالحيوان ،أو يششذرع كالثيششاب.
وقوله وجاز السلم فيه ،خرج به الغالية والمعجون ونحوهما ،لن المانع من ثبوت ذلك في الذمششة
بعقد السلم ،مانع من ثبوته بالتلف والتلف ،وشمل التعريف الردئ نوعا .أما الردئ عيبا ،فليس
بمثلي ،لنه ل يجوز السلم فيه .قششال فششي ششرح الشروض ،وأورد السشنوي عليششه القمشح المختلششط
بالشعير ،فإنه ل يجوز السلم فيه ،مع أن الواجب فيه المثل ،فيخرج القدر المحقق منهما ،ويجششاب
بأن إيجاب رد مثله ل يستلزم كونه مثليا ،كما في إيجاب رد مثل المتقوم في القرض .اه .وقششوله
فيخرج القدر المحقق منهما ،أي من البر والشعير ،ويتصور ذلك بإخراج أكثر من الواجب ،فششإذا
كان الواجب أردبا مثل ،وبعضه بر وبعضه شعير ،وشك ،هل البر نصف أو ثلث ؟ فيخرج مششن
البر نصفا ،ومن الشعير ثلثين ،وقال بعضهم :معناه أنا إن تحققنا قششدر كششل منهمششا :أخرجنششا ،وإل
عدلنا إلى القيمة .اه .بجيرمي) ،وقوله :ويجاب الخ( حاصل هذا الجششواب ،منششع كششونه مثليششا ،بششل
هو
] [ 164
متقوم وإن وجب رد مثله ،فهو جواب بالمنع )قوله :كقطن( أي وإن لشم ينشزع حبشه ،وهشو
تمثيل لما حصره وزن) .وقوله :ودقيق وماء( مثالن لما حصره كيل وما حصره وزن ،لن كل
منهما يقدر بكيل وبوزن قال البجيرمي :ول فرق في الماء بين أن يكون عذبا أو ملحا مغلششي ،أو
ل ،على المعتمد هنا وفي الربشا ،ومشن المثلشي :الخلشول مطلقشا سشواء كشان فيهشا مشاء أم ل ،علشى
المعتمد ،خلفا لمن قيدها بالتي ل ماء فيها ،لن الماء من ضرورياتها ،ومثلهششا سششائر المائعششات،
سواء أغليت أم ل ،على المعتمد أيضا .ع ش .بنوع تصرف) .وقوله :على المعتمد( أي عند م ر
والخطيب ،والذي جرى عليه شششيخ السششلم وابششن حجششر ،أن المششاء المغلششي متقششوم وليششس بمثلششي
)قوله :ومسك( مثال لما حصششره وزن فقششط وذلششك لن ليسششيره المختلششف بالكيششل والششوزن ،ماليششة
كثيرة ،ومثل المسك ،ما بعده من النحاس ،والدراهم ،والدنانير :فإنهششا لمششا حصششره الششوزن .وأمششا
التمر وما بعده ،إلى آخر المثلة ،فهي تقدر بالكيل وبالوزن ،فتكون أمثلة لما حصره كيششل ،ولمششا
حصره وزن )قوله :ولو مغشوشا( أي ولو كان كل من الدراهم والدنانير مغشوشا :أي أو مكسرا
)قوله :وحب جاف( هكذا قيد به في شرح الروض ،ولم تقيشد بشه فشي التحفشة ،وفشي فتشح الجشواد،
وحب صاف ،بالصاد المهملة ،واحششترز بشه عششن المختلششط بالشششعير ،فششإنه متقششوم ،وإن وجشب رد
مثله ،كما مر )قوله :بمثله( متعلششق بيضششمن ،أي يضششمن مثلششي تلششف بمثلششه ،وذلششك ليششة * )فمششن
اعتدى عليكم( * ) (1ولنه أقرب إلششى التششالف ،ولن المثششل ،كششالنص ،لنششه محسششوس ،والقيمششة:
كالجتهاد ،ول نظر إلى الجتهاد إل عند فقد النص ،ويشششترط لضششمانه بالمثششل ،شششروط خمسششة.
الول :أن يكون له قيمة في محل المطالبة ،فلو فقدت قيمته فيه كأن أتلف ماء بمفازة ،ثششم اجتمششع
بمحل ل قيمة للماء فيه أصل .لزمه قيمتششه بمحششل التلف ،الثششاني :أن ل يكششون لنقلششه مششن محششل
المطالبة إلى محل الغصب مؤنة ،فإن كان لنقله من ذلك ،غرمه قيمته بمحل التلف ،الثالث :أن ل
يتراضيا على القيمة ،الرابع :أن ل يصير المثلششي متقومششا أو مثليششا آخششر .والول ،كجعششل الششدقيق
خبزا ،والثاني ،كجعل السمسم شيرجا ،فإن صار كذلك ،فإن كششان الششذي صششار إليششه المثلششي أكششثر
قيمة ،فيضمن بقيمته في الولى ،ويتخير المالك بمطششالبته بششأي المثليششن فشي الثانيششة ،وإن لششم يكششن
كذلك ،ضمن المثششل فيهمششا مطلقششا سششواء سششاوت قيمتششه الخششر ،أو زادت عليشه .الخششامس :وجششود
المثل ،فإن فقد ،عدل عنه إلى القيمة .وقوله في أي مكان حل به المثلششي ،متعلششق بيضششمن أيضششا،
والمراد بالضمان ،المطالبة ،أي يطالب بمثله في أي مكان نقل الغاصب المغصششوب المثلششي إليششه
)قوله :فإن فقد المثل( أي حسا أو شرعا :كأن لم يوجد بمكان الغصب ول حواليه ،أو وجد بشأكثر
من ثمن مثله )قوله :فيضمن بأقصى قيم( أي قيم المكان الذي حل به المثلي) .وقوله :من غصششب
إلى فقد( أي من حين غصب إلى حين فقد للمثل .وفي التحفة ما نصه :هل المعتبر قيمة المثشل أو
المغصوب ؟ وجهان ،رجح السبكي وغيره ،الول ،قالوا :لنه الواجب ،وإن كان المغصوب هششو
الصل الخ .اه .وفي البجيرمي ،بعد كلم ،وإنما قلنا المضششمون هششو المثششل ل المثلششي ،لئل يلششزم
تقويم التالف ،فلو غصب زيتششا فششي رمضششان فتلششف فششي شششوال ،وفقششد مثلشه فششي المحششرم ،طششولب
بأقصى قيمة المثل من رمضان إلى المحششرم ،فششإن كششانت قيمتششه فششي الحجششة أكششثر ،اعتششبرت .اه.
)قوله :ولو تلف المثلي الخ( صنيعه يقتضي أن المثلي في قوله ويضمن مثلي بمثله الخ لم يكن قد
تلف ،وأن القيششدين التييششن ،أعنششي قششوله إن لششم يكششن لنقلششه مؤنششة) ،وقشوله :وأمششن الطريششق( ليسششا
راجعين إليه ،وليس كذلك ،فكان الولى والخصر أن يحذف قوله ولو تلف المثلششي ،ويقششول ولششه
مطالبته به في غير المكان الذي حل به المثلششي .والمعنششى أنششه يضششمن المثلششي بمثلششه ،أي يطششالب
بمثله في أي مكان حل به المثلي ،وله أن يطالب بمثله في غير المكان المشذكور ،ويكشون القيشدان
راجعين لقوله ويضمن الخ ،ولقوله وله أن يطالب الخ ،أي
] [ 165
يضمن في أي مكان حل به المثلي إن لم يكن لنقله من محل المطالبة إلششى مكششان الغصششب
مؤنة ،وكان الطريق آمنا .وله أن يطششالب فششي غيششر المكششان المششذكور ،إن لششم يكششن كششذلك ،وكششان
الطريق كذلك ،فتنبه .وقوله في غير المكان الذي حل به المثلي ،سواء كان المكان الششذي حششل بششه
هو الذي تلف فيه ،أو كان مكانا آخر .بجيرمي )قوله :إن لم يكن لنقله الخ( أي إن لم يكششن لنقلششه،
أي من بلد الغصب أو التلف إلى البلد الخر الذي ظفر به فيه مؤنة ،وكششان الطريششق بيششن البلششدين
آمنا ،إذ ل ضرر حينئذ على واحد منهما .قال في التحفة :وقضيته بل صريحه ،وصريح مششا مششر
في السلم والقرض ،أن ماله مؤنة وتحملها المالك ،كما ل مؤنة له ،بل هششو داخششل فيششه ،لنششه بعششد
التحمل ،يصدق عليه أنه ل مؤنة له ،ول ينافيه قوله لو تراضيا على المثل لم يكن له تكليفه مؤنة
النقل ،ول قول السبكي والقمولي كالبغوي لو قال له الغاصب خذه وخذ مؤنة حمله ،لم يجبر ،أما
الول :فلن على الغاصب ضشررا فشي أخشذ المثشل ،ومؤنشة النقشل منشه .وأمشا الثشاني :فلن علشى
المالك ضررا في تكليفه حمله إلى بلده ،وإن أعطاه الغاصب مؤنة ،وأما صورتنا فل ضرر فيهشا
على واحد منهما ،لن المالك إذا رضي بأخذ المثل ،ودفششع مؤنشة حملشه ،لشم يكششن علششى الغاصششب
ضرر بوجه .اه .وفي البجيرمي ،قششوله إن لششم يكششن لنقلشه مؤنشة ،أي علششى المالششك ،أو الغاصششب.
وقوله وأمن ،أي كل من المالك والغاصب ،وهذان في الحقيقة شششرطان لجبششار المالششك الغاصششب
على دفع المثششل ،ولجبششار الغاصششب المالششك علششى أخششذه ،فقششوله فل يطششالب بالمثششل ،أي ل يجششبر
الغاصب على دفع المثل إن كان على الغاصششب مؤنششة فششي نقششل المغصششوب إلششى هششذا المكششان ،أو
خاف الطريق ،كأن غصب برا بمصر وتلف بها ،ثم طالبه بمكة ل يجب هناك دفع المثل ،وقوله
ول للغاصب الششخ ،أي إن كششان علششى المالششك مؤنششة فششي رد المثششل إلششى مكششان الغصششب ،أو خششاف
الطريق ،كما لو غصب برا بمكة وتلف فيها ،ثم لقي المالك بمصر ،ليس له تكليفششه قبششول المثششل.
اه) .قوله :وإل( أي بأن كان لنقله مؤنة ،ولم يتحملها المالك ،أخذا مما تقرر ،أو خششاف الطريششق،
)وقوله :فبأقصشى قيشم المكشان( أي فيضشمنه بأقصششى قيشم المكشان الشذي حشل بشه المثلشي ،وعبشارة
المنهاج ،وإل فل مطالبة بالمثل ،بششل يغرمششه قيمششة بلششد التلششف قششال فششي التحفشة ،سششواء كششانت بلششد
الغصب أم ل ،هذا إن كششانت أكششثر قيمششة مششن المحششال الششتي وصششل إليهششا المغصششوب ،وإل فقيمششة
القصى من سافر البقاع التي حل بها المغصوب ،وذلك لن تعذر الرجوع للمثل كفقششده ،والقيمششة
هنا للفيصولة ،فإذا غرمها ،ثم احتمعا في بلد المغصوب ،لم يكن للمالك ردها وطلششب المثششل ،ول
للغاصب استردادها وبذل المثل .اه )قشوله :ويضششمن متقشوم أتلششف( هشذا يغنششي عنشه قششوله سششابقا،
وضمان متمششول تلششف بأقصششى قيمششة الششخ .إل أن يحمششل مششا هنششا علششى غيششر المغصششوب ،ويؤيششده
التصريح به في عبارة المنهج ونصها :ويضمن متقوم أتلف بل غصب بقيمة وقششت تلششف .وكتششب
البجيرمي :هذا محترز قوله متقوم مغصوب .اه .فلو صنع المؤلف كصشنيع المنهشج ،لكشان أولشى
)قوله :كالمنافع والحيوان( تمثيل للمتقوم ،وصورة تلف المنافع المغصششوبة أن يسششكن دار غيششره،
أو يركب الدابة ،فتلزمه القيمة ،وهي هنا أجرة المثل ،وصششورة تلششف غيششر المغصششوبة ،أن يعيششر
المستعير الدار التي استعارها من غير إذن مالكها ،فالمالشك يضشمن المسشتعير ،وهشو يرجشع إلشى
الساكن بالقيمة وهي ما مر )قوله :بالقيمة( متعلق بيضششمن ،أي يضششمن بالقيمششة ،أي وقششت التلششف
فقط ،إن حمل قوله ويضمن متقوم على غير المغصوب ،كما علمت ،فإن حمل على المغصششوب،
كما هو ظاهر صنيعه ،فيضمن بأقصى القيم من حين الغصب إلى حين التلف )قوله :ويجوز أخذ
القيمة الخ( الولى تقديمه هو وما بعده على قوله ويضمن متقوم الخ )قوله :وإذا أخذ منه( أي من
الغاصب ،وهو مرتبط بقوله ويجوز أخذ القيمة على المثلي وجعلششه شششرح المنهششج مرتبطششا بقششوله
وإل فبأقصى قيم المكان ،والمعنى إذا أخذ منه القيمة في غيششر المكششان الششذي حششل بششه المثلششي ،ثششم
اجتمعا في بلد الغصب أو التلف :لم يرجعا إلى المثل ،فهي للفيصولة )قششوله :وحيششث وجششب مثششل
الخ( عبارة الششروض وشششرحه :وحيششث وجششب المثششل ،فحشدث فيشه غلء أو رخششص لششم يشؤثر فششي
استحقاق المالك له ،فلو أتلف مثليا في وقت الرخص فله طلب المثل في وقششت الغلء ،ولششو أتلفششه
في وقت الغلء وأتى به في وقت الرخص لزمه القيمة .نعم:
] [ 166
إن أخرج المثل عن أن يكون له قيمة أصل ،لزمه قيمة المثل .اه .بحششذف )قشوله :فششروع(
أي خمسة ،وكلها استطرادية ،ما عدا الرابع ،والخامس ،وهما قوله ويششبرأ الغاصششب الششخ ،وقششوله
ولو خلط الخ .ومحلها ،في الجنايات ،ومناسبتها للغصب ،من حيث الضمان )قوله :لو حل ربششاط
سفينة( أي فك رباطها )قششوله :فغرقششت( أي السششفينة ،وقششوله بسششببه :أي الحششل )قششوله :أو بحششادث
ريح( أي أو غرقت ل بسبب الحل ،بل بسبب ريح حادث أو غيره .وقوله :فل ،أي فل يضششمنها.
)قوله :وكذا إن لم يظهر سبب( أي وكذلك ل ضمان إن لم يظهر سششبب للغششرق ،أي مششن ريششح أو
غيره ،عبارة الروض) .فرع( حل رباط سفينة فغرقت بحله :ضمن ،أو بحادث ريششح ،فل -فششإن
لششم يظهششر حششادث :فوجهششان قششال فششي شششرحه :أحششدهما المنششع ،أي مششن الضششمان ،كالزقششاق ،قششال
الزركشي :وهو القرب ،للشك في الموجب .والثاني :يضمن ،لن الماء أحد المتلفات .اه )قوله:
ولو حل وثاق بهيمة( أي رباطها )قوله :أو عبد ل يميز( أي أو حل وثاق عبششد غيششر مميششز ،بششأن
كان مجنونا ،أو صغيرا ،أما إذا كان مميزا ،فل ضمان بحل وثاقه ،كما يأتي قريبا )قوله :أو فتح
الخ( معطوف على حل )قوله :فخرجوا( أي ذهبوا ،بأن هربت البهيمة ،وأبق العبد ،وطار الطير
)قوله :ضمن( جواب لو )قوله :إن كان بتهييجه الخ( هذا وما بعده إنما يلئم الخيشر ،أعنششي فتششح
القفص عن الطير ،وعبارة الروض وشرحه) .فرع( لو فتح قفصا عن طائر ،فطششار فششي الحششال،
وإن لم يهيجه ،ضمن ،لن طيرانه في الحال يشعر بتنفيره ،وإل بأن وقف ثم طشار ،فل يضشمنه،
لن طيرانه بعد الوقوف ،يشعر باختيششاره وإن أخششذته هششرة بمجششرد الفتششح وقتلتششه ،وإن لششم تششدخل
القفص ،أو لم يعهد ذلك منها ،فيما يظهر ،أو طششار فصششدمه جششدار فمششات ،أو كسششر فششي خروجششه
قارورة ،أو القفص ،ضمن ذلك ،لنه ناشئ من فعله ،ولن فعلششه فششي الولششى ،فششي معنششى إغششراء
الهرة وحل رباط البهيمة ،والعبد المجنون ،وفتح باب مكانهما كفتح القفص فيما ذكر وفششي معنششى
المجنون :الصبي الذي ل يميز ،ل العبد العاقل ،ولو كان آبقا ،لنه صحيح الختيششار .اه .بحششذف
)قوله :وكذا إن اقتصر الخ( أي وكذلك يضمن إن اقتصر علششى الفتششح ،ولششم يهيجششه ،لكششن بشششرط
خروجه من القفص حال ،وإن فل ضمان )قوله :ل عبششدا عشاقل الشخ( أي ل يضشمن عبششدا عشاقل
حل وثاقه فأبق ،لنه صحيح الختيار ،فخروجه عقب ما ذكر ،يحال عليه .وهذا محترز قششوله ل
يميز ،وكان المناسب والخصر ،ل عبد مميز -بالجر -وبإبدال عاقل بمميز ،وحذف قششوله حششل
قيده الخ ،ولعله إنما غير السلوب ،لجل الغاية بعده )قوله :ويبرأ الغاصششب بششرد العيششن( مرتبششط
بقوله وعلى الغاصب رد ،فكان الولى ،تقديمه هو وما بعدده على الفروع )قوله :ويكفي( أي في
الرد وقوله وضعها :أي العين .وقوله عنده أي المالك )قوله :ولو نسيه( أي نسي الغاصب المالك
برئ .أي الغاصب بالرد إلى القاضي )قوله :ولو خلط( أي الغاصب ،أي أو اختلط فنفسششه عنششده،
قال في التحفة :وخرج بخلط ،أو اختلط عنده ،الختلط ،حيث ل تعدى ،كأن انثال بر على مثله،
فيشترط مالكاهما بحبسهما ،فإن استويا قيمة فبقدر كيلهما ،فششإن اختلفششا قيمششة ،بيعششا ،وقسششم الثمششن
بينهما بحسب قيمتهمششا .اه) .وقششوله :مثليششا( أي مغصششوبا مثليششا ،وقششوله أو متقومششا ،أي أو اختلششط
مغصوبا متقوما ،وفي البحيرمي ما نصه :قوله كزيششت بزيششت ،وكششالزيت كششل مثلششي ،كششالحبوب،
والدراهم ،على المعتمد ،بخلف المتقوم ،فل يأتي فيه ذلششك ،بششدليل وجششوب الجتهششاد فششي اشششتباه
شاته بشاة غيره ،وفشي اختلط حمشام الشبرجين ،قشاله ششيخنا م ر ق ل .اه .وقشوله بمشا ل يتميشز،
متعلششق بخلششط ،والصششلة جاريششة علششى غيششر مششن هششي لششه وعششائد الموصششول محششذوف ،أي خلششط
المغصوب مثليا أو متقوما بالذي ل يتميز ذلك منه ،والمراد بما يتعذر تمييزه منه ،بعد خلطه
] [ 167
فيه ،وعبارة المنهج :ولو خلط مغصوبا بغيره ،وأمكن تمييزه منه ،لزمه ،وإل فكتالف .اه
)قوله :كدهن الخ( أي كخلط دهن ،وقوله بجنسه ،متعلششق بالمضششاف المقششدر ،وذلششك كخلششط سششمن
بسمن ،أو زيت بزيت وقوله أو غيره ،كسششمن بزيششت ،ومثششل لخلششط ،المثليششات ،ولششم يمثششل لخلششط
المتقومات ،وهو يؤيد ما في البجيرمي )قوله :وتعذر التمييز( خرج به :ما إذا أمكن التمييششز كششبر
أبيض بأحمر ،أو بشعير ،فإنه يلزمه ،وإن شق عليه) ،قوله :صار هالكششا( جششواب لششو ،أي صششار
المغصوب المختلط بغيره كالهالك ،أي التالف )قوله :ل مشتركا( أي ل يصير المششال المغصششوب
المختلط مع مال الغاصب مشتركا بينه وبين المغصششوب منشه )قششوله :فيملكششه الغاصششب( قششال فششي
التحفة :إن قبل التملششك ،وإل كششتراب أرض موقوفششة خلطششه بزبششل وجعلشه آجششرا ،غششرم مثلششه ،أي
الششتراب ،ورد الجششر للنششاظر ،ول نظششر لمششا فيششه مششن الزبششل ،لنششه اضششمحل بششالتراب .اه .وفششي
البجيرمي ما نصه) :واعلم( أي السبكي اعترض القول بجعله تالفا واستشكله ،وقال :كيف يكششون
التعدي سببا للملك ؟ وساق أحاديث جمة ،واختار أن ذلك شركة بينهما ،كالثوب المصبوغ ،قششال:
وفتح هذا الباب فيه تسلط الظلمة على ملك الموال بخلطها قهرا على أربششاب المششوال زي ومششع
ذلك ،فهو ضعيف ،كما في شششرح م ر -وعبششارته ،ولهششذا صششوب الزركشششي قششول الهلك ،قششال:
ويندفع المحذور بمنع الغاصب من التصرف فيه ،وعدم نفوذه منه ،حتى يدفع البششدل .اه) .قششوله:
لكن الوجه الخ( استدراك على كونه يملكه الغاصب دفع به ما يتوهم مششن جششواز التصششرف قبششل
إعطاء البدل ،وقوله أنه ،أي الغاصب وقوله محجششور عليششه الششخ ،أي ممنششوع مششن التصششرف فششي
المشال المختلشط فيشه المغصشوب ،وقشوله حشتى يعطشى بشدله ،أي المغصشوب ،ولشه أن يعطيشه مشن
المخلوط إن خلطه بمثله ،أو بأجود ،دون الردأ ،إل أن يرضى به ،ول أرش وله أن يعطيششه مششن
غيره ،إن لم يرض ،لن الحق انتقل إلى ذمة الغاصب ،وانقطع تعلق المالك بعين المخلششوط .قششال
في التحفة :ويكفي كما في فتاوى المصنف ،أن ينعششزل مششن المخلششوط :أي بغيششر الردإ قششدر حششق
المغصوب منه ويتصرف في الباقي ،وال سبحانه وتعالى أعلم.
] [ 168
باب في الهبششة أي فششي بيششان أحكامهششا :كجوازهششا ،وعششدم لزومهششا إل بششالقبض ،وهششي لغششة
مأخوذة من هبوب الريح ،أي مروره ،لمرورها من يد إلى أخرى ،أو من مصدر هب مششن نششومه
بمعنى استيقظ ،لن فاعلها استيقظ للحسان بعد أن كان غافل عنه .وشرعا ،تطلق علششى مششا يعششم
الصدقة والهدية والهبة ذات الركان ،أي على معنى عام يشمل الثلثششة ،وهششو تمليششك تطششوع فششي
حياة ،وتطلق على ما يقابلهما ،وهو تمليك تطوع في حياة ،ل لكرام ،ول لجل ثواب أو احتياج
بإيجاب وقبول ،وهششذا هششو معنششى الهبششة ذات الركششان ،وهششو المششراد عنششد الطلق ،فكششل صششدقة
وهدية ،هبة ،ول عكس -لنفرادها في ذات الركان والصل فيها ،بالمعنى العم ،قبل الجمششاع
آيات ،كقوله تعالى) * :وتعاونوا على البر والتقوى( * ) (1أي ليعن بعضكم بعضا علششى مششا فيششه
بر وتقوى ،وقوله تعالى) * :وآتى المال على حبه( * ) (2أي مع حب المال أو لجششل حششب الشش،
فالضمير عائد على المال ،وعلى ،بمعنى مع ،أو ل .وعلشى بمعنشى لم التعليشل ،وأخبشار :كخشبر
الصحيحين ل تحقرن جارة لجارتها ،ولو فرسن شاة أي ل تحقرن جارة مهدية لجارتهششا المهششدى
إليها ،أو بالعكس ،ولو ظلف شاة مشويا .وهو مبالغة فششي القلششة ،أي ولششو شششيئا قليل ،ويششروى أن
عائشة رضي ال عنها أعطت سائل حبة عنب ،فأخذ يقلبها بيده استحقارا لها ،فقالت زجششرا ،كششم
في هذه من مثقال ذرة ؟ وال تعالى يقول) * :فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره( * ) .(3وأركانهششا،
بالمعنى الخاص ،أركان البيع ،فهي ثلثة إجمال ،عاقد ،وموهوب ،وصيغة ،وشششرط فششي العاقششد،
بمعنى الواهب ،أهلية أن يتبرع ،وبمعنى الموهوب له أهلية أن يتبرع عليه ،فل تصح من مكاتب
بغير إذن سيده ،ول من ولي في مال موليه ،ول لحمشل ،ول لبهيمشة ،ول لنفشس الرقيشق ،وششرط
في الموهوب ،صحة جعله عوضا ،إل نحو حبة بر ،فتصح هبتها ،وإن لم يصح بيعها ،فنقل اليششد
عن الختصاص ،ل يسمى هبة ،وإل هبة موصوف في الذمة ،كأن يقول وهبتك كششذا فششي ذمششتي،
فل يصح ،لن الهبة إنما ترد على العيان ،ل على ما في الذمة ،بخلف البيع ،فإنه يرد عليهمششا
وشرط في الصيغة ما شرط في صيغة البيع ،ومنه توافق اليجاب والقبول ،فلو وهب له شششيئين،
فقبل أحدهما ،أو شيئا واحدا ،فقبل بعضه ،لم يصح ،وقيل بالصحة .وفرق بين الهبة والبيع ،بششأنه
معاوضة ،فضيق فيه ،بخلفها )قوله :أي مطلقها الشامل للصدقة والهدية( أي المششراد بالهبششة فششي
الترجمة ،ما يشمل الصدقة والهدية ،ل ما يقابلهمششا ،وفيشه أن التعريششف المششذكور خششاص بالثششاني،
فيلزم عليه أنه ترجم لشئ ولم يذكره ،وهو معيب )قوله :الهبششة تمليششك عيششن( خششرج بهششا المنششافع،
وسيأتي ما فيها ،قال في التحفة :وخرج بالتمليك ،العاريششة والضششيافة ،فإنهششا إباحششة ،والملششك إنمششا
يحصل بالزدراد والوقف ،فإنه تمليك منفعة ل عين ،كذا قيل .والوجه أنششه ل تمليششك فيششه ،وإنمششا
هو بمنزلة الباحة) .وقوله :يصح بيعها غالبا( أشار بذلك لقاعششدة ،وهششي أن كششل مششا صششح بيعششه،
صحت هبته ،وما ل يصح بيعه ،ل تصح هبته .واسششتثنى مششن المنطششوق ،مسششائل منهششا :الجاريششة
المرهونة إذا استولدها الراهن المعسر أو أعتقها ،فإنه يجوز بيعها ،للضرورة ،ول يجوز هبتهششا،
ومنها المكاتب ،يجوز بيع
) (1سورة المائدة ،الية (2) .2 :سورة االبقرة ،الية (3) .177 :سورة الزلزلة ،الية.7 :
] [ 169
ما في يده ،ول تصح هبته .ومنهشا المنشافع ،يجشوز بيعهشا بالجشارة ،وفشي هبتهششا وجهششان:
أحدهما ل تصح ،لنها ليست بتمليك ،بناء على أن ما وهبت منافعه عارية ،وثانيهما تصح ،لنها
تمليك ،بناء على أن ما وهبت منششافعه أمانششة ،وهششو مششا رجحششه ابششن الرفعششة والسششبكي وغيرهمششا،
واستثني من المفهوم أيضا مسائل ،منها ما سشيذكره الششارح بقشوله :وقشد تصشح الهبشة دون الشبيع
كهبة حبتي بر ونحوهما الخ ،ومنها .حق التحجر كأن نصب علمات على موات ولم يحيه ،فإنه
يثبت له فيه حق التحجر ،فيجوز هبته ،ول يجوز بيعشه ومنهشا :صشوف الششاة المجعولشة أضشحية
ولبنها وجلدها .ومنها الثمار قبل بدو الصلح ،فتجوز هبتها من غير شرط القطششع ،بخلف الششبيع
ومنها اختلط حمام أحشد الشبرجين بشالخر ،أو بششره أو مششائعه بشبر آخشر أو مششائعه فشانه إذا وهششب
أحدهما نصشيبه للخشر صشحت هبتشه ،وإن جهشل قششدره وصشفته دون بيعشه ،وقشد أشششار إلشى هششذه
المستثنيات بقوله :غالبا )قوله :أو دين( معطوف على عين ،أي أو تمليك دين ،أي لغيششر مششن هشو
عليه ،وأما لمن هو عليه ،فإبراء ل يحتاج إلى قبول ،كما سيصرح بششه المؤلششف )قششوله :مششن أهششل
تبرع( متعلق بتمليك ،أو بمحذوف حال منه :أي حال كششونه كائنششا مششن أهششل تششبرع ،فهششو قيششد فششي
صحة الهبة .وتقيد أيضا بششأن تكششون علششى مشن هششو أهششل لن يتششبرع عليشه ،كمششا تقششدم )قشوله :بل
عوض( أي بل أخذ عوض من الموهوب له ،وهو أيضا متعلششق بتمليشك ،أو بمحششذوف حششال منشه
)قوله :واحشترز( فعشل مشاض مبنششي للمجهشول .ويحتمشل أن يكشون فعل مضششارعا مبشدوء بهمششزة
المتكلم ،وهو الولى ،وقوله عن البيع ،أي فهو ليس بهبة ،لنه تمليك عين بعوض ،وقوله والهبة
بثواب ،أي وعششن الهبششة بثششواب ،أي عششوض ،كقششوله وهبتششك هششذا علششى أن تششثيبني عليششه ،فيقبلششه.
ومقتضششى عبششارته أن الهبششة بثششواب ل يطلششق عليهششا اسششم الهبششة لوجششود العوضششية ،وبششه صششرح
الزبيري ،كما في المغني )قشوله :فإنهشا( أي الهبشة بثشواب بيشع حقيقشة ،أي بشالنظر للمعنشى ،وهشو
وجود العوض ،فيجري فيها حينئذ أحكام البيع من الخيارين والشفعة وحصششول الملششك بالعقششد ،ل
بالقبض ،ومنع قبول بعض الموهوب ببعض الثواب أو كله ،لشتراط المطابقة في البيع ،بخلف
التي بل ثواب ،فإنه ل يضر فيها قبول بعششض الموهشوب علششى مششا تقششدم )قشوله :بإيجششاب( متعلششق
بتمليك ،أو حال منه ،على نحو ما مر ،والمراد لفظا في حق الناطق ،وإشارة فششي حششق الخششرس
)وقوله :كوهبتك هذا الخ( دخل تحت الكاف ،أكرمتك ،وعظمتك ونحلتك ،وكذا أطعمتك ولو فششي
غير طعام ،كما نشص عليشه )قشوله :وقبشول( أي لفظشا أو إششارة أيضشا) ،وقشوله :متصشل بشه( أي
باليجاب ،فيضر الفصل بينهما بأجنبي .قال في النهاية ،والوجه ،كما رجحه الذرعششي ،اغتفششار
قوله بعد وهبتك وسلطتك على قبضه ،فل يكون فاصل مضرا لتعلقه بالعقششد ،اه )قششوله :وتنعقششد(
أي الهبة .وقوله بالكناية ،أي مع النية ،ومنها الكتابة )قوله :كلك هذا( قال ع ش :ومنه ما اشششتهر
من قولهم في العطاء بل عوض جبي ،فيكون هبة حيث نواهششا بششه .اه )قششوله :أو كسششوتك هششذا(
ظاهره ولو في غير الثياب ،ويكون بمعنى نحلتك .اه .ع ش )قششوله :وبالمعاطششاة علششى المختششار(
أي وتنعقد بالمعاطاة على قول اختير ،كما عششبر بششه فششي التحفششة ،وفششي النهايششة :وبالمعاطششاة علششى
القول بها ،اه .وكان الولى :التعبير بذلك لما ل يخفى ما في عبارته مششن اليهششام )قششوله :وقششد ل
تشترط الصيغة( أي التصريح بها ،وإل فهي معتبرة تقديرا ،كما قاله المحلشي فشي أول الشبيع .اه.
ع ش )قوله :كما لو كانت( أي الهبة ،وقوله ضمنية :أي مندرجة في ضمن غيرها )قوله :كأعتق
عبدك عني( أي فكأنه قال له هبني عبدك وأعتقه عنششي ،وقششوله فششأعتقه ،أي المالششك عنششه ،فحينئذ
يدخل العبد في ملك المر هبة ،ويعتقق عليشه ،ول يحتششاج للقشول )قشوله :وإن لششم يقشل مجانششا( أي
تصح الهبة الضمنية من غير صيغة بقوله أعتق الخ :سواء قال له أعتق عبششدك عنششي مجانششا ،أي
بل عوض ،أو لم يقل ذلك ،فالغاية المقدر )قوله :وكما لو زين ولده الصغير( أي فإنه يكون ملكششا
له ،ول يحتاج إلى صيغة ،وهو عطف على قوله كما لو كششانت ضششمنية )قششوله :بخلف زوجتششه(
أي فإن تزيينه لها بحلى ل يكون
] [ 170
تمليكا لها )قوله :لنه قادر على تمليكه( علة لمقدر ،أي وإنما كان تزيينه لولده تملكششا لششه،
بخلف تزيين الزوجة ،لنه قادر على تمليك ولده بتولي الطرفيششن ،بخلف الزوجششة .قششال ع ش:
ويؤخذ منه ،أي من التعليل المششذكور ،أي غيششر الب والجششد إذا دفششع إلششى غيششره شششيئا ،كخششادمه،
وبنت زوجته ،ل يصير ملكا له ،بل ل بد من إيجاب وقبول من الخادم إن تأهل للقبششول ،أو وليششه
إن لم يتأهل له .فليتنبه له ،فإنه يقع كثيرا بمصرنا .نعم ،إن دفشع ذلشك لمشن ذكشر لحتيشاجه لشه أو
قصد ثواب الخرة ،كان صدقة ،فل يحتاج إلى إيجاب ول قبول .ول يعلم ذلك إل منه ،وقد تششدل
القرائن الظاهرة على شئ فيعمل به .اه) .قوله :قاله القفال( أي قال ما ذكر :مششن أن تزييششن الب
ولده الصغير بحلى تمليك له )قوله :اعترض( أي اعترض جمع من الفقهاء ما قاله القفال ،وأقره
عليه جمع ،من أن تزيين الب لولده الصغير تمليك لششه )قششوله :حيششث الششخ( بيششان لششوجه المخالفششة
)قوله :بإيجاب وقبششول( البششاء للتصششوير ،أي الطرفيششن المصششورين باليجششاب والقبششول ،كمششا هششو
ظاهر ،قال ع ش :أي فل فرق بين الزوجة والولد وغيرهما في أن الششتزيين ل يكششون تمليكششا .اه
)قوله :وهبة ولي غيره أن يقبلها الحاكم( أي وحيث اشترطا في هبة ولي غير الصل قبول الهبة
من الحكم أو نائبه فهبة ،مجرور معطوف على هبة الصل ،وهو مضششاف إلششى مششا بعششده ،وولششي
يقرأ بالتنوين وغيره بدل منه ،والضمير فيه يعود على الصل ،والمصدر المؤول من أن ويقبلها
منصوب مفعول لشترطا مقدر )قوله :ونقلوا عن العبشادي الشخ( هشذا تأييششد للعششتراض :أي نقششل
المعترضون عن العبادي ،وأقروه أنه ،أي الصل ،لو غرس أشجارا ،وقال عند الغرس اغرسها
لبني مثل ،لم يكن إقرارا له .قال ع ش :أي ول يكون تمليكا للبششن .وفششي التحفششة ،والفششرق بششأن
الحلي صار في يد الصبي دون الغرس ،ل يجدي ،لن صيرورته في يده بغير لفظ تملك ،ل يفيد
شيئا ،على أن كون هذه الصيرورة تفيد الملك هو محل النزاع ،فل فرق .اه )قوله :بخلف الششخ(
خبر مبتدأ محذوف ،أي وهو متلبس بخلف الخ .وقوله ما لو قال ،أي الصل )قوله :فإنه إقرار(
أي فإن قوله المذكور إقرار بالعين لبنه ولو رشششيدا أو للجنششبي .قششال ع ش :وذلششك لحتمششال أن
يكون الجنبي وكله مثل في شرائها له ومثله ولده الرشيد ،وأن يكششون تملكهششا لغيششر الرشششيد مششن
مال نفسه أو مال المحجششور عليششه اه )قششوله :ولششو قششال جعلششت هششذا لبنششي الششخ( عبششارة الششروض
وشرحه ،فإن غرس شجرا وقال عنده ،أي عند غرسه ،اغرسه لطفلي ،لم يملكه ،ولو قال جعلتششه
له ،صار ملكه ،لن هبته له ،ل تقتضي قبول ،بخلف مشا لشو جعلشه لبشالغ ،هششذا إن اكتفينششا بأحششد
الشفين من الوالد ،فإن لم نكتف به ،وهو الصششح ،لششم يصششرح ملكششه .اه) .وقششوله :لششم يملكششه( أي
البن .وينبغي أن يكون كناية .اه .ع ش) .وقوله :إل إن قبض له( أي بعد القبول له ،كششأن يقششول
قبلت له ،ثم يقبض .وعبارة التحفة :إل إن قبل وقبض له .اه )قوله :وضششعف السششبكي الششخ( هششذا
تأييد للعتراض أيضا ،وساقه في التحفة عقب قوله فل فرق في الفرق الذي نقلته عنها بلفششظ ثششم
رأيت الذرعي قال إنه ل يتمشى على قواعد المذهب والسبكي والذرعي وغيرهما ضعفوا قول
الخوارزمي وغيره أن إلباس الخ ثم رأيت آخرين نقلوا عن القفال نفسه أنه لششو جهششز الششخ )قششوله:
أن إلباس الب الخ( هو عين التزيين المار ،بل أخص منه ،فلذلك سششاقه تأييششدا للعششتراض ،كمششا
علمت )قوله :ونقل الخ( تأييد أيضا للعتراض ،كما يشير إليشه قشوله ،وهشذا صششريح الشخ )قشوله:
أنه( أي الصل لو جهز بنته ،أي بعثها إلى بيت زوجها مع أمتعة ،وقوله بل تمليك ،أي من غير
أن يصدر منه صيغة تمليك )قشوله :يصشدق( أي الصشل ،وهشو جشواب لشو )قشوله :فشي أنشه الشخ(
متعلق بيصدق) .وقوله :إن ادعته(
] [ 171
أي التمليك )قوله :وهذا صريح الخ( أي ما نقله جماعة من القفال نفسه :صريح في رد ما
سبق منه ،من أنه لو زين ولشده الصشغير ،يكششون تمليكششا ،وكتشب الرشششيدي مششا نصشه ،قششوله وهشو
صريح في رد الخ ،فيه نظر إذ ذاك في الطفل كمشا مشر ،بخلف مشا هنشا ،فشإنه فشي البالغشة ،كمشا
يرشد إليه قوله ،إن ادعته ،نعم إن كانت البنت صغيرة ،أتى فيها ما مر في الطفل ،كما ل يخفى.
اه )قوله :وجهازهششا( بكسششر الجيششم وفتحهششا ،أي أمتعتهششا )قششوله :فهششو( أي الجهششاز ملششك لهششا ،أي
مؤاخذة بإقراره )قوله :وإل فهو عارية( أي وإن لم يقل هذا جهاز بنتي ،فهو عارية عندها .وفششي
ع ش :قال سم كذك يكون عارية فيما يظهر إذا قال جهزت ابنتي بهذا ،إذ ليس هذا صيغة إقششرار
بملك .م ر .اه .والفرق بين هذه ومسألة القاضي ،أي الشتي نقلهشا المؤلشف ،أن الضشافة إلشى مشن
يملك ،تقتضي الملك ،فكان ما ذكره في مسألة القاضي :إقرارا بالملك ،بخلف ما هنا .اه )قششوله:
ويصدق بيمينه( أي فيما إذا تنازعا في القول المذكور بأن ادعت أنه قال هذا جهاز بنشتي ،وأنكشر
هو ذلك ،فيصدق بيمينه في أنه ما قال ذلك )قوله :وكخلع الملوك( عطف على قوله السابق :كمششا
لو كانت ضمنية -وهي بكسر الخاء ،وفتح اللم ،جمع خلعة ،الكسششوة الششتي تخلششع علششى المششراء
وغيرهم ،من نحو مشايخ البلد ،فإنها هبة ،ول تحتاج إلى صششيغة ،وقششال بعضششهم ،إنهششا هديششة ،ل
هبة ،لن القصد فيها الكرام )قوله :لعتياد الخ( تعليل لصحة هبة خلع الملوك من غير صششيغة،
أي وإنما صحة الهبة فيها من غير صيغة ،لن العادة جرت بعدم اللفظ فيها )قوله :انتهى( أي ما
قاله شيخه في شرح المنهاج ،لكن بتصرف وحذف ،كما يعلم بالوقوف على عبارته )قوله :ونقششل
شيخنا الخ( هذا ل يلئم ما قبله ،فإنه في الهبة التي تحتاج إلى صششيغة ،وهشذا فشي الهشدايا الششتي ل
تحتاج إلى صيغة ،كما هو صريح قوله إذا أهدى الخ )قوله :بعد العقد( يفيد أنه إذا كان قبل العبششد
ل تملكه إل بإيجاب وقبول ،لكن قد علمت أن قوله أهدي ،يقتضي أنه هدية ،وعليه فل فرق على
أنه سيأتي آخر الباب أن من دفع لمخطوبته طعاما أو غيره ليتزوجها فرد قبل العقد ،رجششع علششى
من أقبضه .فيقتضي حينئذ أنه إذا لم يرد ،ل يرجع فيه ،فهي تملك ما دفع لها قبل العقد لجله من
غير صيغة ،وقوله بسببه ،أي العقد يفيد أيضا أنه إذا كان ل بسببه ل تملكششه إل بإيجششاب وقبششول.
وقد علمت ما فيه )قوله :ومن ذلك( أي مما ل يحتاج إلى إيجششاب وقبششول ،مششا يششدفعه الرجششل الششخ
)قوله :فإن ذلك( أي المدفوع إليها) .وقوله :تملكه المرأة بمجرد الدفع إليها( أي من غيششر احتيششاج
إلى صيغة )قوله :ول يشترط اليجاب والقبول الشخ( شششروع فششي بيشان الصششدقة .والهديشة )قشوله:
قطعا( أي بخلف )قوله :وهي ما أعطاه محتاجا الخ( فإن كان ذلك بل صيغة ،فهي صدقة فقششط،
وإن كششان معهشا ،فهششي صشدقة وهبششة ،ومثلشه ،يقشال فششي الهديششة) .والحاصشل( أنشه إن ملششك لجشل
الحتياج أو لقصد الثواب مع صيغة ،كان هبة وصدقة ،وإن ملك بقصد الكرام مع صيغة ،كششان
هبششة وهديششة ،وإن ملششك ل لجششل الثششواب ول الكششرام بصششيغة ،كششان هبششة فقششط .وإن ملششك لجششل
الحتياج أو الثواب من غير صيغة ،كان صدقة فقط ،وإن ملك لجشل الكشرام مشن غيشر صشيغة،
كان هدية فقط ،فبين الثلثة عموم وخصوص من وجه )قوله :أو غنيششا لجششل ثششواب الخششرة( أي
أو أعطاه غنيا لجل ثواب الخرة ،وهو يفيد أنه إن أعطاه غنيا ل لجل ثشواب الخشرة ،لششم يكشن
صدقة وهو ظاهر )قوله :ول في الهدية( أي ول يشترط اليجاب والقبششول فششي الهديششة ،وظششاهره
أن ذلك قطعا ،لنه معطوف على قوله في الصدقة المسلط عليششه ،ول يشششترط اليجششاب والقبششول
قطعا ،وليس كذلك ،بل هو على
] [ 172
الصحيح ،كما صرح به في متن المنهاج ،وعبارته :ول يشترطان ،أي اليجاب والقبششول،
في الهدية على الصحيح ،بل يكفي البعث من هذا والقبض من ذلك ،قال في المغنششي ،كمششا جششرى
عليه الناس في العصار ،وقد أهدى الملوك إلى رسول ال )ص( الكسششوة والششدواب والجششواري.
وفي الصحيحين :كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة رضي ال عنها وعن أبويها ولششم ينقششل
إيجاب ول قبول .اه) .لطيفة( :قال بعضهم ست كلمششات جوهريششة ل يحويهششا إل العقششول الذكيششة،
أصل المحبة ،الهدية ،وأصل البغضة ،السية ،وأصششل القششرب ،المانششة ،وأصششل البعششد ،الخيانششة.
وأصل زوال النعمة ،البطر ،وأصل العفة ،غشض البصشر )قشوله :ولشو غيشر مشأكول( غايشة لعششدم
اشتراط اليجاب والقبول في الهدية .ولفظ غير ،منصوب بإسقاط الخافض ،أي ولو كانت الهديششة
بغير مأكول ،أي من كل ما ينقل ،كالثياب ،والعبيد ،وأما غيششر المنقششول ،كالعقششار ،فل يقششع عليششه
اسم الهدية ،كما يفيده قوله بعد ،وهي ما نقله الخ .قال في شششرح الششروض ،واستششكل ذلشك بشأنهم
صرحوا في باب النذر بما يخالفه ،حيث قالوا ،لو قال ل علي أن أهدي هششذا الششبيت ،أو الرض،
أو نحوهما ،مما ل ينقل ،صح ،وباعه ،ونقششل ثمنششه .ويجششاب بششأن الهششدي ،وإن كششان مششن الهديششة،
لكنهم تواسعوا فيه بتخصيصه بالهداء إلى فقراء الحرم ،وبتعميمه في المنقول وغيره ،ولهذا لششو
نذر الهدي ،انصرف إلى الحرم ،ولم يحمل على الهدية إلى فقير .اه) .قششوله :وهششي( أي الهديششة،
وقوله ما نقله :أي تمليك ما نقله المهدي ،ومثله :ما لششو بعثششه .وقششد عششبر بشه بعضششهم )قششوله :إلششى
مكان الموهوب له( المناسب المهدي إليه ،كما هو ظاهر )قوله :إكراما( أي لجششل الكششرام ،قششال
السبكي ،والظاهر أن الكرام ليس شرطا ،والشرط ،هو النقل .قال الزركشي ،وقد يقال احترزوا
به عن الرشوة )قوله :بل يكفي الخ( إضراب انتقالي من قوله ول فششي الهديششة ،أي ول يشششترطان
في الهدية بل يكفي فيها الخ .وقوله البعث .النسششب بمششا قبلششه النقششل بششدله) ،وقششوله :مششن هششذا( أي
المهدي ،فالبعث منه بمنزلة اليجاب منه) ،وقوله :القبششض مششن ذاك( أي المهششدى إليششه ،أي وهششو
بمنزلة القبول منه .قال سم :هل يشترط الوضع بين يششديه كمششا فششي الششبيع ؟ ثششم رأيششت فششي تجريششد
المزجد ما نصه :في فتاوى البغوي يحصل ملك الهدية بوضششع المهششدي بيششن يششديه إذا أعلمششه بششه،
ولو أهدى إلشى صششبي ووضششعه بيششن يشديه أو أخشذه الصششبي ل يملكشه .اه .وهشو يفيششد ملشك البشالغ
بالوضششع بيششن يششديه ،وقششد جعلششوا ذلششك قبضششا فششي الششبيع .اه) .قششوله :وكلهششا مسششنونة( أي الهبششة،
والصدقة ،والهدية) ،وقوله :وأفضلها الصدقة( أي لنها في الغششالب تعطششى للمحتششاجين .قششال فششي
الروض وشرحه ،والكل مستحب ،وإن كانت الصدقة أفضششل ،وصششرفه إلششى الجيششران والقششارب
أفضل منه إلى غيرهششم .ول يحتقششر المهششدي ول المهششدى إليششه القليششل ،فيمتنششع الول مششن إهششدائه،
والثاني من قبوله ،لخبر :ل تحقرن جارة لجارتها ،ولو فرسن شاة ويستحب أن يدعو كششل منهمششا
للخر بالبركة ونحوها ،بأن يدعو المهدى إليه للمهدي ،ثم يدعو له الخر .اه) .قوله :وأما كتاب
الرسالة الخ( الولى حذف أما ،لعششدم تقششدم مششا يقابلهششا ،وذكشر هشذه المسشألة فششي التحفشة بعشد كلم
يلئمها ،ونصها مع الصل ،ولو بعث هدية في ظرف ،فإن لم تجر العادة برده ،كقوصششرة تمششر،
أي وعائه ،فهو هدية أيضا ،كالذي في الظرف ،تحكيما للعرف المطرد ،وكتاب الرسالة الخ .اه.
بتصرف .فلو صنع الشارح كصنيع شيخه ،لكان أولى )قوله :الذي لم تدل قرينة على عوده( قال
ع ش :كأن كتب له فيه رد الجواب على ظهره )قوله :فقد قال المتولي الخ( قال في النهايششة ،هششو
أوجه من قول غيره )قوله :وقال غيره( أي غير المتولي )قوله :هو( أي الكتاب المرسششل )قششوله:
وللمكتوب إليه النتفاع به( أي بأن يتعلم على الخطر الذي فيه أو يحفظ ما فيه ليكتب نظيره إلششى
صاحبه ،وانظر ،هل يجوز أن يكتب في ظهره
] [ 173
مسائل يتحفظها أم ل ؟ مقتضى إطلقه ،جواز النتفششاع الول )قششوله :وتصششح الهبشة الششخ(
دخول على المتن) ،وقوله :باللفظ المذكور( أي وهو كوهبتك هذا في اليجاب ،وكقبلت ورضيت
في القبول )قوله :بل تعليششق( متعلششق بتصششح )قششوله :فل تصششح مششع تعليششق( مفششرع علششى المفهششوم
)قوله :ول مع تأقيت( زائد على المفهوم ،فكان الولى أن يفرده عما قبلششه بششأن يقششول :ول تصششح
مع تأقيت أيضا) .قوله :بغير عمرى ورقبى( أي أما التأقيت بهما ،فل يضششر ،ول يخفششى أن لفششظ
العمرى والرقبى من ألفاظ الهبة ،لكنه صيغة مخصوصة ،فالعمري :من العمر ،لذكر لفظ العمششر
فيها .والرقبى ،من الرقوب ،لن كل منهما يرقب موت صاحبه )قششوله :فششإن أقششت الششواهب الهبششة
بعمر المتهب( أي أو أرقبه إياها ،كقوله أرقبتك هذه الدار وجعلتها لك رقششبى ،أي إن مششت قبلششي،
عادت إلي ،وإن مت قبلششك ،اسششتقرت لششك ،فقبششل وقبششض ،صششحت ،وتكششون مؤبششدة )قششوله :أو مششا
عشت( أي أو وهبت لك هذا ما عشت ،بتاء المخاطب )قششوله :صششحت( أي الهبششة )قششوله :وإن لششم
يقل الخ( غاية في الصحة ،أي صحت الهبة ،وإن لم يقل الواهب بعد قوله وهبت لك هذا عمششرك
فإذا مت ،بفتح التاء ،فهي لورثتششك )قشوله :وكشذا إن ششرط الشخ( أي وكششذا تصشح الهبششة إن شششرط
عودها إلى الواهب ،بأن قال له أعمرتك هذه الدار ،فإت مت ،عادت إلشي أو إلشى ورثشتي )قشوله:
فل تعود إليششه الششخ( أي وإذا شششرط ذلششك ،فل تعششود إلششى الششواهب ول إلششى وارثششه ،فيلغششو الشششرط
المذكور ،كما سيصرح به )قوله :للخششبر الصشحيح( دليششل لكشون التششأقيت بهمشا ل يضشر ،وهشو ل
تعمروا ول ترقبوا ،فمن أعمر شيئا أو أرقبه ،فهو لورثته أي ل تعمروا ول ترقبوا طمعا فششي أن
يعود إليكم ،فششإن مصششيره الميششراث لورثششة المعمششر والمرقششب ،بلفششظ اسششم المفعششول فيهمششا )قششوله:
وتصششح( أي الهبششة ،يغنششي عنششه قششوله صششحت )قششوله :ويلغششو الشششرط المششذكور( أي فششي العمششرى
والرقبى ،والمراد المذكور ولو بحسب القششوة ،ليشششمل مششا إذا لششم يصششرح بالشششرط فششإنه يفهششم مششن
اللفظ) .فائدة( ليس لنا موضع يصح فيه العقد ويلغو فيه الشرط الفاسد المنششافي لمقتضششاه ،إل هششذا
)قوله :فإذا أقت بعمر الواهب الخ( محترز قوله بعمر المتهششب ،وكششان المناسششب أن يظهششر فاعششل
أقت ،ويضمر المضاف إليه عمر ،بأن يقول ،فإذا أقت الواهب بعمره ،أي عمر نفسششه )قششوله :لششم
تصح( أي الهبة ،وذلك لن فيهما تأقيت الملك ،لن الواهب أو زيدا قد يموت أول ،وإنمششا اغتفششر
الول ،مع أن فيه تأقيت ،لنه تصريح بالواقع ،لن النسان ل يملششك إل مششدة حيششاته )قششوله :ولششو
قال لغيره الخ( انظر ،ما مناسبة ذكر هذه المسألة هنا ؟ فإن الكلم في الهبة ،ل في الباحشة الشتي
تضمنتها هذه المسألة ،إل أن يقال إنها صورة هبة .وذكر في التحفة والنهاية والمغني في ضششمن
مستثنيات من مفهوم الشرط التي ،وهو قششوله وشششرط الموهششوب كششونه عينششا يصششح بيعهششا ،لكششن
صنيع الشارح أولى من صنيعه ،إذ ل وجه للسششتثناء ،كمششا نششص عليششه سششم ،وع ش )قششوله :فلششه
الكل فقط( قال سم :ما قدره .اه .قال ع ش :أقول ينبغي أن يأكل قدر كفايته ،وإن جاوز العششادة،
حيث علم المالك بحاله ،وإل امتنع أكل ما زاد على ما يعتاده مثلششه غالبششا لمثلششه ،اه) .قششوله :لنششه
إباحة( تعليل لصل حل الكششل ،ل لمتنششاع غيششره .اه .رشششيدي .وقششوله وهششي ،أي الباحششة دون
الهبة ،وقوله تصح بمجهول ،أي كما في هذه المسششألة )قششوله :بخلف الخششذ والعطششاء( محششترز
قوله فقط ،أي له الكل ،ل الخذ ،والعطاء ،لن الول ،إباحة دونهما )قوله :صحت( أي الهبة.
وقوله إن كان المال :أي كله في الصورة الولى ،وقوله أو نصفه ،أي في الصورة الثانية ،وقوله
معلوما لهما،
] [ 174
أي الواهب والمتهب )قوله :وإل فل( أي وإن لم يكن معلوما لهمششا فل تصششح ،لن هششذا ل
يصح بيعه ،وما ل يصح بيعه ،ل تصح هبته )قوله :من العنب( بيان لما الولششى والثانيششة )قششوله:
فله أكله( أي ما في الدار أو الكرم )قوله :دون بيعه وحمله وإطعامه لغيره( أي لنه إباحة ،وهي
خاصة بما يأكله هو )قوله :على الموجود( أي على أكل العنب الموجود) ،وقوله :أي عندها( أي
الباحة )قوله :في الدار أو الكرم( متعلق بالموجود )قوله :ولو قال أبحت لك جميع ما في داري(
أي من عنب وغيره )قوله :أكل واستعمال( منصوبان على التمييششز المحششول عششن المضششاف ،أي
أبحت لك أكل جميع ما في داري واستعماله )قوله :ولششم يعلششم المبيششح الجميششع( أي جميششع مششا فششي
الدار )قوله :لم تحصل الباحة( أي فيمتنع عليه أخذ شئ مما لششم يعلمشه المبيششح .قشال فشي التحفشة:
وهذا ل ينافي ما مر من صحة الباحة بالمجهول ،لن هذا مجهول مششن كششل وجششه ،بخلف ذاك.
اه .وكتب سم ما نصه :في كونه كذلك وكون ما مر ليس كذلك نظر .اه) .قوله :وجششزم بعضششهم
أن الباحة ل ترتد بالرد( يعني أن المباح له لو رد المباح للمبيح :ل يرتد ،فلششه العششود بعششد الششرد.
)واعلم( أن التبرع خمسة أنشواع :وصششية ،وعتششق ،وهبششة ،ووقشف ،وإباحشة ،وهششي كإباحشة الششاة
لشرب لبنها ،والطعام للفقراء ،وهي ل يتصرف فيها المباح له تصرف الملك ،بل يقتصششر فيهششا
على ما يأكله أو يشربه ،ول يجوز له أن يتصدق أو يبيع منششه) .قششوله :وشششرط الموهششوب ،كششونه
عينا( هذا يفيشد أن الموهشوب ل بشد أن يكشون عينشا ،وقششد تقشدم فشي كلمشه جشواز هبشة الشدين فششي
التعريف السابق أول الباب ،وسيأتي التصريح في كلمه ،بأن هبة الشدين للمشدين إبشراء لشه عنشه،
ولغيره هبة صحيحة ،وقوله يصح بيعها ،هذا يغنششي عنششه قششوله فششي التعريششف السششابق أول البششاب
يصح بيعها ،فكان الولى والخصر ،أن يقول ،كعادته ،واحترز بقوله يصح بيعها عمششا ل يصششح
بيعه كالمجهول .وقد علمت ما استثني من منطوق ما ذكر ومفهومه ،فل تغفششل )قششوله :فل تصششح
هبة المجهول( أي كوهبتششك أحششد العبششدين أو الثششوبين ،وقششوله كششبيعه ،أي كعششدم صششحة بيعششه ،أي
المجهول )قوله :قد مر آنفا بيانه( أي بيان عدم صحة هبة المجهول في قوله :ولو قال وهبت لششك
جميع مالي الخ ،ومحل البيان قوله وإل فل )قوله :بخلف هديته وصششدقته( أي المجهششول )قششوله:
وتصح هبة المشاع( أي كدار أو أرض مشتركة بين اثنين ،وقوله كبيعه ،أي كصحة بيع المشششاع
)قوله :ولو قبل القسمة( أي ولو حصلت الهبة قبل قسمة الدار ،وهو يفيد أنه بعدها يكون مشششاعا.
وفيه نظر .وعبارة الروض وشرحه ،وتجوز هبششة مشششاع ،وإن كششان ل ينقسششم ،كعبششد ،اه .وهششي
ظاهرة )قوله :سواء الخ( تعميم في صحة الهبة ،أي تصح مطلقا ،سواء وهبششه الشششريك لشششريكه،
أم لغيره )قوله :وجلد نجس( أي وكجلد نجس ،فتصح هبته دون بيعه ،وقوله على تناقض فيه في
الروضة ،أي مع وجود تناقض في كلم الروضة في صحة هبة الجلششد النجششس ،أي اختلششف كلم
الروضة فيها ،ففي باب الواني ،قال بالصحة ،وفي باب الهبة ،قال بعدمها ،وجمع بينهما بحمششل
الصحة على نقل اليد وعشدمها علشى الملشك الحقيقشي )قشوله :وكشذا دهشن متنجشس( أي مثشل الجلشد
النجس في صحة هبتشه دون بيعشه ،الشدهن المتنجشس )قشوله :وتلشزم الشخ( ظشاهره أن الهبشة تملشك
بالعقد ،ول تلزم إل بالقبض ،وليششس كششذلك ،بششل ل تملششك ول تلششزم إل بششالقبض ،وفششي البجيرمششي
عبارة سششم ،ول تلششزم الهبششة الشششاملة للهديششة والصششدقة ،ول يحصششل الملششك فيهششا إل بششالقبض مششن
الواهب أو نائبه أو بإذنه فيه ،فتلششزم ،ويحصششل الملششك الششخ .اه .ولششذلك فسششر فششي القنششاع اللششزوم
بالملك حيث قال :ول تلزم ،أي ل تملك ،اه .والكلم في الهبة الصحيحة غير الضمنية ،وغير
] [ 175
ذات الثواب ،فخرج بالصحيحية ،الفاسدة ،فل تملك أصل ،ولو بالقبض .وبغيششر الضششمنية
الهبة الضمنية ،كما لو قال أعتق عبدك عني مجانا ،فأعتقه عنه ،فإنه يسقط القبض فيهششا ،وبغيششر
ذات الثواب ،الهبة ذات الثواب ،فإنها تملك وتلزم بالعقد بعد انقضاء الخيار ،لنها بيششع) .وقششوله:
بأنواعها الثلثة( أي الصششادقة بأنواعهششا ،وهششي الصششدقة ،والهديششة ،والهبششة ذات الركششان )قششوله:
بقبض( أي كقبض المبيع فيما مر بتفصيله .نعم ،ل يكفي هنا التخلية ،ول الوضع بيششن يششديه ،ول
التلف ،لنه غير مستحق للقبض ،قال في الروض وشرحه) .فرع( ليششس التلف مششن المتهششب
للموهوب قبضا ،بخلف المشششتري إذا أتلششف المششبيع ،إل أن يششأذن لششه فششي الكششل أو العتششق عنششه،
فيكون قبضششا ،وتقششدر أنششه ملكششه قبششل الزدراد والعتششق .اه .بحششدف )قششوله :فل تلششزم بالعقششد ،بششل
بالقبض( تصريح بما صرح به أول )قوله :على الجديد( لم يقيد به في المنهاج )قوله :لخبر الششخ(
دليل على أنها إنما تلزم بالقبض ،ومحل الستدلل ،قوله فقسمه الششخ ،أي فششرده )ص( ،ثششم قسششمه
بين نسائه ،لكون النجاشي مات قبل القبض ،فيعلم منه أنها ل تلزم قبل القبض ،إذ لششو لزمششت لمششا
ردها )ص( )قوله :أهدى للنجاشي( بفتح النون ،ونقل كسرها ،وآخششره يششاء سششاكنة ،وهششو الكششثر
رواية ،ونقل ابن الثير تشديدها ،ومنهم من جعله غلطا وهو لقب لكل من ملششك الحبشششة ،واسششمه
أصحمة ،ومعناه بالعربية .عطية ،وهو الشذي هشاجر إليشه المسشلمون فشي رجششب سششنة خمششس مشن
النبوة ،فآمن وأسلم بكتاب النبي )ص( ،وتوفي سنة تسششع مششن الهجششرة ،ونعششاه ،أي أخششبر بمششوته،
وذكر محاسنه ،النبي )ص( ،وصورة الكتاب .بسششم الش الرحمششن الرحيششم مششن محمششد رسششول الش
)ص( إلى النجاشي ملك الحبشة .أمشا بعشد :فشإني أحمشد الش الشذي ل إلشه إل هشو ،الملشك القشدوس
السلم .وأشهد أن عيسى ابن مريم روح ال ،وكلمتششه ألقاهششا إلششى مريششم البتششول الطيبششة الحصششينة
فحملت بعيسى فخلقه من روحه ونفخه ،كما خلق آدم بيده ،وإني أدعوك إلى ال وحده ،ل شريك
له ،والموالة على طاعته ،وأن تتبعني وترضى بالذي جاءني ،فششإني رسششول الشش ،وإنششي أدعششوك
وجندك إلى ال تعالى ،وقد بلغت ونصحت ،فاقبلوا نصيحتي ،قد بعثت إليكششم ابششن عمششي جعفششرا،
ومعه نفششر مششن المسششلمين ،والسششلم علششى مششن اتبششع الهششدى .وبعششث الكتششاب مششع عمششرو بششن أميششة
الضمري .اه .بجيرمششي )قششوله :فمششات( أي النجاشششي) .وقششوله :قبششل أن يصششل( أي المهششدي إلششى
النجاشي .وفي بعض النسخ ،تصل -بالتاء -والملئم بقوله بعد فقسمه الول .وفششي المغنششي بششدل
قوله فمات الخ ،ثم قال لم سلمة إني لرى النجاشي قد مات ،ول أرى الهديششة الششتي أهششديت إليششه
إل سترد ،فإذا ردت إلي ،فهي لك ،فكان كذلك ،أي موت النجاشي ،ورد الهدية ،لكششن لمششا ردت،
قسمها )ص( بين نسائه ،ولم يخص بهششا أم سششلمة) ،وقششوله :بيششن نسششائه( أي النششبي )ص( )قششوله:
ويقاس بالهدية( أي في الخبر) ،وقوله :الباقي( هو الهبة والصدقة )قوله :وإنما يعتد بششالقبض( أي
في لزوم الهبة )قشوله :إن كشان( أي القبشض) .وقشوله :بإقبشاض الشواهب( أي الموهشوب للمتهششب،
فالضافة من إضافة المصدر لفاعله وحذف معمشوله )قشوله :أو بشإذنه( أي الشواهب ،أي أو كشان
القبض حصل بششإذن الششواهب )قششوله :أو إذن وكيلششه( أي وكيششل الششواهب .وقششوله فيششه ،أي القبششض
)قوله :يحتاج إلى إذنه( أي الششواهب فيششه ،أي القبششض .وكششان الولششى الخصششر ،القتصششار علششى
الغاية بعده ،وحذف هذا ،وذلك لن قوله وإنما يعتد بالقبض المسلط على قوله أو بإذنه الخ ،يغني
عنه .ول بد من أن يكون الذن بعد تمام الصيغة ،فلو قال :وهبتك هششذا ،وأذنششت لششك فششي قبضششه،
فقال :قبلت .لم يكف )قوله :ول يكفششي هنششا( أي فششي الهبششة )قششوله :الوضششع( أي وضششع الموهششوب
)قوله :بل إذن فيه( أي في القبض )قوله :لن قبضه( أي المتهششب ،أو الموهششوب ،فالضششافة مششن
إضافة المصدر لفاعله أو مفعوله) ،وقوله :غير مستحق له( بصيغة
] [ 176
اسم المفعول ،وضمير لشه يعشود علشى المتهشب .وإنمشا لشم يكشن مسشتحقا لشه ،لن الملشك ل
يحصل إل بالقبض) ،وقوله :فاعتبر تحققه( أي القبض ،ول يكون إل بالذن )قششوله :بخلفششه فششي
المبيع( محترز قوله هنا ،أي بخلف الوضع المذكور في المبيع ،فإنه كاف ،لن قبضششه مسششتحق
له .وعبارة شرح الششروض :لنششه غيششر مسششتحق القبششض ،فششاعتبر تحققششه ،بخلف المششبيع ،فجعششل
التمكين منه قبضا )قوله :فلو مات أحششدهما( أي الشواهب ،أو المتهششب) ،وقشوله :قبششل القبششض( أي
بإقبششاض أو إذن فيششه )قششوله :قششام مقششامه( أي الميششت ،ول ينفسششخ العقششد ،لنششه آيششل إلششى اللششزوم،
وكششالموت :الجنششون ،والغمششاء اه .ش ق )قششوله :فششي القبششض( أي إن كششان الميششت هششو المتهششب،
)وقوله :والقباض( أي إن كان هو الواهب )قوله :ولو قبضه( أي بالذن بششدليل مششا بعششده )قششوله:
فقال الخ( أي فاختلف الواهب والمتهب في الرجششوع عششن الذن قبششل القبششض فقششال الششخ) .وقششوله:
قبله( أي قبل القبض ،فيكون غير صحيح ،فل تلزم الهبة )قوله :وقششال المتهششب بعششد( أي رجعششت
بعد القبض ،فهو صحيح والهبة لزمة )قوله :صدق الواهب( جواب لو )قوله :لكن ميششل شششيخنا(
أي في شرح المنهاج ،وعبارته ،ولو قبضه فقال الواهب رجعت عششن الذن قبلششه ،وقششال المتهششب
بعده ،صدق الواهب ،على ما استظهره الذرعششي مشن تششردد لششه فششي ذلششك ،ول احتمششال بتصششديق
المتهب ،لن الصل عدم الرجوع قبله ،وهو قريب ،ثم رأيت أن هذا هو المنقول ،كما ذكرته في
شرح الرشششاد ،اه )قششوله :لن الصششل عششدم الرجششوع( قششال ع ش :ظششاهره إن اتفقششا علششى وقششت
الرجوع واختلفا في وقت القبض ،ولو قيل بمجئ تفسير الرجعة فيه ،لم يبعد ،فيقال إن اتفقا علشى
وقت القبض ،واختلفا في وقت الرجوع ،صدق المتهب .وفي عكسه ،يصدق الواهب وفيما إذا لم
يتفقا على شئ ،يصدق السابق بالدعوى ،وإن ادعيا معا ،صدق المتهب .اه )قششوله :وهششو قريششب(
صنيعه يفيد أنه من كلمه ،وليس كذلك ،بل هشو مششن كلم شششيخه ،كمششا يعلششم مششن عبششارته المشارة
)قوله :ويكفي( أي في لزوم الهبة القرار بالقبض ،بخلف القرار بالهبة فقششط )قششوله :كششأن قيششل
له( أي للواهب) ،وقوله :وهبت كذا( بتاء المخاطب) ،وقششوله مششن فلن( أي عليششه ،فمششن :بمعنششى
على )قوله :فقال( أي الواهب) ،وقوله :نعم( أي وهبته ،وأقبضته )قوله :وأما القرار أو الشششهادة
الخ( قال في الروض وشرحه :وليس القرار بالهبة ولششو مششع الملششك إقششرارا بششالقبض للموهششوب،
لجواز أن يعتقد لزومها بالعقد ،والقرار يحمششل علششى اليقيشن .اه )قششوله :فل يسششتلزم القبششض( أي
ويترتب عليه عدم لزوم الهبة به )قوله :نعم يكفي عنه الخ( ل محل للستدراك هنا ،فكان الولى
أن يقول ،ويكفي عنه الخ .والمشراد أنشه يقشوم مقشام إقشراره بشالقبض فيمشا إذا قيشل لشه وهبشت هشذا
وأقبضته قد ملكها ملكا لزما ،فقوله المذكور ،بدل قوله نعم وهبته وأقبضته .قال ع ش :وينبغششي
أن يأتي مثله فيما لو قال لشاهد أشهد أنه ملكه ملكا لزما فيغني ذلك عن قوله وهبه وأقبضه .اه.
)قوله :وليس للحاكم سؤال الشاهد عنه( قال ع ش :أي عن القبض .اه .والمراد أنه إذا شهد عنششد
الحاكم بمجرد الهبة ،فليس للحاكم أن يسأل الشاهد ويقول له تشششهد أنششه أقبضششه ،وذلششك لئل يتنبششه
الشاهد لذلك ،فيشهد به ،بل يحكم بعد لزوم الهبة ،لما علم أن القرار أو الشهادة بمجرد الهبة ،ل
يستلزم القبض )قششوله :ولصششل الششخ( أي لخششبر ل محششل لرجششل أن يعطششي عطيششة ،أو يهششب هبششة
فيرجع فيها ،إل الوالد فيما يعطي ولده واختص بذلك ،لنتفاء التهمششة فيششه ،إذ مششا طبششع عليششه مششن
إيثاره لولده على نفسه ،يقضي بأنه إنما رجع لحاجة ،أو مصلحة )قوله :ذكر أو أنثى الخ( تعميششم
فششي الصششل ،وهششو بششدل منششه) ،وقششوله :مششن جهششة الب أو الم( الجششار والمجششرور خششبر لمبتششدأ
محذوف ،أو متعلق بمحذوف صفة لكل من ذكر ومشن أنشثى .ول يصشح أن يكشون صشفة لصشل،
لن البدل ل يتقدم عليها إذا اجتمعا) .وقوله :وإن عل( أي
] [ 177
كل منهما ،فالضمير المسشتتر يعششود إلشى المششذكور ،ويصشح أن يعشود إلششى الصشل )قشوله:
رجوع الخ( أي بشروط ثلثة :أن يكون الفرع حرا ،وأن يبقى الموهوب في سلطنته ،وأن يكششون
عينا ل دينا وقد أشار إلى الخير بقوله ل فيما أبرأ ،وصرح بالثاني بقوله إن بقي الخ ،وقششال فشي
النهاية :ول يتعين الفور ،أي في الرجوع ،بل له ذلك متى شاء .اه )قوله :ل فيما أبششرأ( أي ليششس
له رجوع فيما أبرأ به ولده ،كأن كان له على ولده دين فأبرأه منه ،فيمتنع الرجوع جزمششا ،سششواء
قلنا إنه تمليك ،أم إسقاط ،إذ ل بقاء للدين ،فأشبه مشا لشو وهبشه ششيئا فتلشف )قشوله :لفشرع( متعلشق
بوهب وما بعده ،ويكون متعلق رجوع محذوفا ،أي عليه )قوله :وإن سششفل( أي الفششرع كششابن ابشن
ابنه )قوله :إن بقي الموهوب( أي أو المتصدق به أو المهدى به )قوله :فششي سششلطنته( أي الفششرع.
قال البجيرمي :هي عبارة عن جواز التصرف ،وليس المراد بها الملك ،بدليل شمول زوالهششا لمشا
لو جنى الموهوب أو أفلس المتهب وحجر عليه ،أو رهن الموهوب وأقبضششه ،فششإن هششذه ل تزيششل
الملك ،لكنها تزيل جواز التصرف ،وعبارة م ر على التحرير) ،قوله :في سلطنته( أي استيلئه،
وهي أولى من التعبير ببقاء الملك ،لشمولها ما لو كانت العطية عصيرا فتخمر ،ثم تخلل ،فإن لششه
الرجوع ،لبقاء السلطنة ،وإن لم يبق الملك .اه )قوله :بل استهلك( أي بأن تبقششى عينشه .وسشيأتي
محترزه )قوله :وإن غرس الرض الخ( غاية في جششواز رجششوع الصششل ،أي لششه الرجششوع ،وإن
غرس ،أي الفرع ،الرض الموهوبة ،أو بنى فيها الششخ) .وقششوله :أو تخلششل عصششير موهششوب( أي
بعد تخمره ،وعبارة الرشاد وشرحه ،وإن تخمر ،ثم تخلل عصير موهششوب ،لن المالششك الثششابت
في الخل :سببه ملك العصير ،فكأنه الملششك الول بعينششه )قششوله :أو آجششره( عبششارة المنهششاج :وكششذا
الجششارة علششى المششذهب ،قششال م ر :لبقششاء العيششن بحالهششا ،ومششورد الجششارة المنفعششة ،فيسششتوفيها
المستأجر ،ومقابل المذهب :قول المام إن لم يصح بيع المؤجر ،ففي الرجوع تششردد .،اه )قششوله:
أو علق عتقه( أي العبد الموهوب )قوله :أو رهنشه( أي رهشن الفشرع الموهشوب عنشد غيشره بشدين
أخذه منه) ،وقوله :أو وهبه( أي لخر )قوله :بل قبض فيهما( أي فششي الرهششن والهبششة ،بخلفهمششا
بعده ،فليس له الرجوع ،كما سيصرح به )قوله :لبقائه( أي المذكور من الرض التي غرسششها أو
بنى فيها ،ومن العصير الذي تخلل الخ هو تعليل لجواز الرجوع فششي الجميششع )قششوله :فل رجششوع
الخ( مفرع على مفهوم قوله إن بقي الموهوب في سلطنته )قوله :إن زال ملكششه( النسششب بسششابقه
إن زالت سلطنته )قوله :وإن كششانت الهبشة مششن البششن( أي الموهششوب لشه لبنششه ،وهششو غايششة لعششدم
الرجوع ،أي ل يرجع الصل على فرعه بعد أن وهشب الفشرع وأقبششض ،وإن كشان الموهشوب لشه
فرعا أيضا للصل بأن وهب البن لبن أخيه من أبيه لزالة الملك عن فرعه الذي وهب له ذلك
الصل )قوله :أو لخيه لبيه( أي أو الشقيق ،وقيد بالب ،لخراج الخ للم ،فإنه ل يتششوهم فيششه
الرجوع ،لنه أجنبي بالنسبة لذلك الصل )قوله :أو ببيع( معطوف علي بهبة ،أي ول رجوع إن
زال ملكه ببيع )قوله :ولو من الواهب( أي ولو كان البيع مششن الششواهب نفسششه الششذي هششو الصششل،
فإنه ل رجوع له ،وعبارة شرح الروض :وقضية كلمهم امتناع الرجوع بالبيع ،وإن كششان الششبيع
من أبيه الواهب ،وهو ظاهر .اه .وفي التحفة ،يمتنع الرجوع ،وإن كان الخيار باقيششا للولششد ،كمششا
اقتضاه إطلقهم ،لكن بحث الذرعي جوازه إن كان البيع مششن أبيششه الششواهب وخيششاره بششاق ،وهششو
ظششاهر .اه) .وقششوله :علششى الوجششه( هكششذا فششي فتششح الجششواد ،وانظششر مقششابله ،فششإن كششان مششا بحثششه
الذرعي ،فقد استظهره في التحفة ،وفششي النهايششة أيضششا .وإن كششان الجششواز مطلقششا ،ولششو لششم يكششن
الخيار باقيا ،فهو ظاهر ،لكن لم أقف عليه في الكتب التي بأيدينا )قوله :أو بوقف( معطوف على
بهبة أيضا ،أي ول رجوع أيضا إذا زال الملك عن الفرع بوقفه الموهششوب .قششال فششي التحفششة :أي
مع القبول من الموقوف عليه إن شرطناه ،فيما يظهر ،لنه قبله لم يوجد عقد يفضي إلى خروجه
عن ملكه .اه )قوله :ويمتنع الرجوع الخ( لو حذفه وجعلششت الغايششة لقششوله فل رجششوع لكششان أولششى
)قوله :وإن عاد
] [ 178
إليه( غاية في امتناع الرجششوع بششزوال الملششك ،وهششي للششرد ،أي يمتنششع الرجششوع ،وإن عششاد
الموهوب إلى الفرع بعد زوال الملك عنه ،فيكون الزوال الزائل العشائد هنشا كالشذي لشم يعشد ،وقشد
نظم ذلك بعضهم بقوله :وعائد كزائل لم يعد في فلس مع هبة للولد في فششي الششبيع والقششرض وفششي
الصداق بعكس ذاك الحكم باتفاق )قوله :ولو بإقالشة( أي ولشو كشان العشود بسشبب إقشالته للمششتري
البيع ،أو بسبب رد المبيع عليه بعيب )قوله :لن الملك الخ( تعليل لمتنششاع الرجششوع بعششد العششود،
أي وإنما امتنع الرجوع بعششد العششود ،لن الملششك ،أي الن غيششر مسششتفاد مششن الصششل حششتى يزيلششه
بالرجوع فيه) ،وقوله :حينئذ( أي حين إذ زال الملك وعشاد )قشوله :ثششم رجششع( أي الفشرع الشواهب
)وقوله :فيه( أي الموهوب )قوله :ففي رجوع الخ( جواب لشو) ،وقشوله :الب( لشو عشبر بالصشل
لكان أولى )قوله :والوجه منهما( أي من الوجهين )وقوله :عدم الرجوع( قال في التحفششة :سششواء
قلنا إن الرجوع ،أي من الفرع ،إبطال للهبة أم ل ،لن القائل بالبطششال لششم يششرد بششه حقيقتششه ،وإل
لرجع في الزيششادة المنفصششلة .اه )قششوله :لششزوال ملكششه ثششم عششوده( أي وهششو بمنزلششة العششدم )قششوله:
ويمتنع( أي الرجوع ،وقوله أيضا :أي كما يمتنع فيما إذا زال ملكه عنه )قوله :إن تعلق بششه( أي:
بالموهوب )قوله :كأن رهنه لغير أصل( فإن كان لشه :فلشه الرجشوع ،قشال الزركشششي :لن المشانع
منه ،أي الرجوع ،في صورة الجنبي ،وهو إبطال حقششه ،منتششف هنششا .ولهششذا صششححوا بيعششه مششن
المرتهن دون غيره .اه .شرح الروض )قوله :وأقبضششه( قيششد أول ،خششرج بششه مششا إذا لششم يقبضششه،
فللصل الرجوع فيه ،ما مر ،لبقاء سلطنة الوالد عليه )قوله :ولم ينفك( أي المرهششون ،وهششو قيششد
ثان ،خرج به ،ما إذا انفك ،فلشه الرجشوع )قشوله :وكشذا إن اسشتهلك( أي وكشذا يمتنشع الرجشوع إن
استهلك الموهوب ،بأن لم تبق عينه ،وهو محترز قوله بل استهلك )قششوله :كششأن تفششرخ الششبيض(
أي صششار الششبيض الموهششوب فراخششا )قششوله :أو نبششت الحششب( أي بششأن زرعششه ونبششت )قششوله :لن
الموهوب صار مستهلكا( علة لمقدر :أي فيمتنع الرجوع في البيض الذي تفرخ ،وفي الحب الذي
نبت ،لن الموهوب صار مستهلكا .قال في النهاية :ويفرق بينه وبين نظيششره فششي الغصششب حيششث
يرجع المالك فيششه ،وإن تفششرخ ونبششت ،بششأن اسششتهلك الموهششوب يسششقط بششه حششق الششواهب بالكليششة،
واستهلك المغصوب ونحوه ل يسقط به حق مالكه .اه )قوله :ويحصل الرجششوع بنحششو رجعششت(
أفاد به أنه ل بد من لفظ يدل علشى الرجشوع )قشوله :كنقضشتها الشخ( تمثيشل لنحشو رجعشت ،ومثلشه
ارتجعت الموهوب واسترددته )قوله :وكذا بكناية( أي وكذا يحصل الرجوع بكناية) .وقششوله :مششع
النية( أي نية الرجوع )قوله :ل بنحو بيع( أي ل يحصل الرجوع بنحو بيع ،أي مششن الصششل مششع
كونه في يد الفرع ،لن ما هو في ملك الغير ل ينتقل عنه بتصرف غيره فيه ،وهششذه التصششرفات
باطلة .اه .بجيرمي .وعبارة الروض وشرحه ،فلو باع الوالد أو أتلف أو وهب أو وقف أو أعتق
أو وطئ أو استولد الموهوب ،لم يكن رجوعا ،لنه ملك للولد بدليل نفوذ تصرفاته فيششه ،ول ينفششذ
فيه تصرف الوالد .ويخالف المبيع في زمن الخيار ،بأن الملششك فيششه ضششعيف ،بخلف ملششك الولششد
للموهششوب ،فيلزمششه بششالتلف والسششتيلد :القيمششة ،وبششالوطئ ،المهششر ،وتلغششو البقيششة .اه) .قششوله:
وإعتاقه( الولى كإعتاق ،ويكون تمثيل لنحو البيع) .وقوله :وهبة لغيره( أي الفرع الموهوب لششه
أول )قوله :ووقف( أي من الصل للموهوب ،ول يصح وقفه كإعتاقه )قوله :لكمال ملك الفششرع(
تعليل لعدم حصول الرجوع بما ذكر ،أي ل يحصل الرجوع بما ذكر لكمال ملك الفرع .قشال فشي
التحفة ،فلم يقو الفعل على إزالته .اه )قوله :ول يصح تعليق الرجوع بشرط( أي بوصف ،كإذا
] [ 179
جاء رأس الشهر فقد رجعت ،وذلك لن الفسوخ ل تقبل التعليق ،كالعقود )قششوله :ولششو زاد
الموهوب( أي عند الفششرع )قششوله :رجششع( أي الصششل ،ومتعلششق الفعششل محششذوف :أي فيششه )قششوله:
بزيادته المتصلة( أي مع زيادة الموهوب المتصلة .فالباء بمعنششى مششع ،وذلششك لنهششا تتبششع الصششل
)قوله :كتعلم الصنعة( تمثيل للزيادة المتصلة ،والمششراد :التعلششم الششذي ل معالجششة للسششيد فيششه .قششاله
زي .والمراد بالسيد :الولد الموهوب له ،ومفهومه أن التعلششم إن كششان فيششه معالجششة تقابششل بششأجرة،
دفعها الواهب لبنه إن طلبها .تأمل .اه .بجيرمششي )قششوله :ل المنفصششلة( أي ل الزيششادة المنفصششلة
عن الموهوب ،فل يرجع الصل فيها )قوله :كالجرة( تمثيششل للزيششادة المنفصششلة .وقششوله والولششد،
أي الحادث الحمل به بعد القبض ،بخلف القديم ،فيرجع فيه ،لنه من جملة الموهوب ،بناء على
أن الحمل يعلم )قوله :الحمل الحادث( معطوف على الجرة ،ومقتضاه أنه من الزوائد المنفصلة،
وليس كذلك ،بل هو من الزوائد المتصلة ،وألحق بالزوائد المنفصلة في عششدم الرجششوع فيششه ،ولششو
قال -كما في شرح المنهج -وكذا حمششل حششادث ،لكششان أولششى ،وقششوله علششى ملششك فرعششه ،متعلششق
بالحادث ،أي الذي حدث على ما هو ملك للفرع ،وهششو الم ،ويلششزم منششه أن يكششون بعششد القبششض،
وعبارة شرح المنهج :لحدوثه على ملك الفرع .اه .وهشي أولشى ،لنهشا أفشادت علشة كشون الحمشل
الحادث ل يرجع الصل فيه ،بل إنما يرجع فششي أمششه فقششط )قششوله :ويكششره للصششل :الرجششوع فششي
عطية الفرع الخ( شروع في بيان حكم الرجوع )قوله :إل لعذر( أي فل يكششره )قششوله :كششأن الششخ(
تمثيل للعذر ،وعبارة التحفة ،كأن كان الولد عاقا أو يصرفه في معصية فلينذره بششه ،فششإن أصششر.
لم يكره -كما قششاله -وبحششث السششنوي نششدبه فششي العاصششي وكراهتششه فششي العششاق إن زاد عقششوقه،
وندبه ،إن أزاله ،وإباحته ،إن لم يفد شيئا .والذرعي عششدم كراهتششه ،إن احتششاج الب لششه لنفقششة أو
دين ،بل ندبه إن كان الولد غنيا عنه ،ووجوبه في العاصي إن تعين طريقا في ظنه إلى كفششه عششن
المعصية ،والبلقيني :امتناعه في صدقة واجبة ،كزكششاة ،ونششذر ،وكفششارة ،وكششذا فششي لحششم أضششحية
تطوع ،لنه إنما يرجع ،ليستقل بالتصرف ،وهو فيه ممتنع ،وبما ذكره ،أفتى كثيرون ممن سششبقه
وتأخر عنه ،وردوا على من أفتى بجواز الرجوع في النذر ،بكلم الروضشة وغيرهششا .اه )قشوله:
وبحث البلقيني امتناعه( أي الرجوع )قوله :كزكششاة الششخ( تمثيششل للصششدقة الواجبششة .قششال ع ش :ل
يقال كيف يأخذ الزكاة أو النذر ،مع أنه إذا كان فقيرا فنفقته واجبة على أبيه فهو غني بماله ،وإن
كان غنيا فليس له أخذ الزكاة من أصلها ،لنششا نقششول :نختششار الول ،ول يلششزم مششن وجششوب نفقتششه
على أبيه ،غناه ،لجواز أن يكون له عائلة كزوجشة ،ومسشتولدة يحتشاج للنفقشة عليهمشا ،فيأخشذ مششن
الزكاة ما يصرفه في ذلك ،لنه إنه يجب على أصله نفقته ،ل نفقة عياله ،فيأخذ مششن صششدقة أبيششه
ما زاد على نفقة نفسه .اه )قوله :وبما ذكره( أي البلقيني من امتناع الرجوع )قوله :ممششن سششبقه(
أي تقدم عليه في الزمن) ،وقششوله :وتششأخر عنششه( أي فيششه )قششوله :ولششه الرجششوع الششخ( أي للصششل
الرجوع في المال الذي أقر ذلك الصل بأنه لفرعششه )قششوله :عششن أبيششه( أي نقل عششن أبيششه )قششوله:
وفششرض ذلششك( أي فششرض كششونه لششه الرجششوع فيمششا أقششر بششه إن لفرعششه )قششوله :فيمششا الششخ( الجششار
والمجرور خبر فرض ،أي كائن فيما إذا فسر ما أقر به له بهبشة .قششال سششم ،قضشيته أنشه ل يكفششي
ترك التفسير مطلقا ،وفيه نظر .اه )قوله :وهو فرض( أي فرض الرجوع فششي المقششر بششه بمششا إذا
فسره بهبة فرض ل بد منه ،أي ل غنى عنه )قوله :لشو وهشب( أي المالششك لغيششره شششيئا) .وقششوله:
وأقبض( أي الموهوب للمتهب) .وقوله :ومات( أي الواهب بعد القباض )قوله :فششادعى الششوارث
كونه( أي ما ذكشر مشن الهبشة والقبشاض واقعشا فشي المشرض :أي لجشل أن يعشد مشن الثلشث ،لن
التصرفات الكائنة في مرض الموت تحسب منه )قوله :والمتهب( أي وادعى
] [ 180
المتهب أن ما ذكر واقع في الصحة ،لجل أن يأخذه بتمامه من رأس المال )قوله :صدق(
أي المتهب بيمينششه ،لن العيششن فششي يششده ،والصششل دوام الصششحة )قششوله :ولششو أقامششا( أي الششوارث
والمتهب) ،وقوله :بينتين( أي تشهد بينة كل بما ادعاه )قوله :قدمت الششخ( جششواب لششو )قششوله :لن
معها( أي بينة الوارث وقوله زيادة علم ،أي بالمرض الذي هو خلف الصششل) .تنششبيه( قششال فششي
المغني :لو وهب لولده عينا ،وأقبضه إياها في الصحة ،فشهدت بينة لبشاقي الورثشة أن أبشاه رجشع
فيما وهبه له ،ولم تذكر ما رجع فيه :لم تسمع شهادتها ،ولم تنزع العين منه ،لحتمال أنها ليسششت
من المرجوع فيه .اه) .قوله :وهبة دين( أي أو التصدق به) ،وقوله :الششدين( متعلششق بهبشة )قشوله:
إبراء( أي صريحا ،خلفا لما في الذخائر من أنه كناية ،نعم ،إن كان بلفشظ الشترك كشأن يقشول لشه
تركته ،أو ل آخذه منك ،فهو كنايششة إبششراء ،وقششوله لششه ،أي للمششدين .وقششوله عنششه ،أي عششن الششدين.
)قوله :فل يحتاج إلى قبول( مفرع على كونه إبراء )قششوله :نظششرا للمعنششى( هششو كششون هششذه الهبششة
إبراء )قوله :ولغيره( معطوف على للمدين أي وهبة دين لغير المدين ،كأن كان الدين على زيششد،
فوهبه لعمرو )قوله :هبة صحيحة( خبر المبتدأ المقدر قبل الجار والمجششرور ،أعنششي قششوله لغيششره
)قوله :إن علما( أي الواهب والمتهب قدره ،أي الدين ،فإن لم يعلما قدره ،فهي باطلة ،لما مر من
أن شرط صحة الهبشة علشم المتعاقشدين بشالموهوب )قشوله :كمشا صشححه الشخ( مرتبشط بقشوله هبشة
صحيحة )قوله :خلفا لما صححه المنهاج( أي من البطلن ،وعبارته ،وهبة الدين للمدين إبراء،
ولغيره باطلة في الصح .اه .قال في النهاية :لنه غير مقدور على تسششليمه ،لن مششا يقبششض مششن
المدين ،عين ،ل دين ،وظاهر كلم جماعة ،واعتمده الوالد رحمششة الش تعششالى ،بطلن ذلششك ،وإن
قلنا بما مر من صحة بيعه لغير من هو عليه بشروطه السابقة ،وهو كششذلك ،ويؤيششده مششا مششر مششن
صحة بيع الموصوف دون هبته ،والدين مثله ،بل أولششى ،الششخ .اه) .قششوله :تنششبيه الششخ( ذكششره فششي
المنهاج والمنهج في باب الضمان ،ولم يذكره المؤلف هناك ،وذكششره هنششا ،لنششه لمششا بيششن أن هبششة
الدين للمدين إبراء ،ناسب أن يذكر ما يتعلق بالبراء )قوله :ل يصح البششراء مششن المجهششول( أي
الذي ل تسهل معرفته ،بخلف ما تسهل معرفته ،كإبرائه من حصته من تركة مورثه ،لنه ،وإن
جهل قدر حصته ،لكن يعلم قدر تركته ،فتسهل معرفشة الحصشة ،وعشدم صششحة مشا ذكشر ،بالنسشبة
للدنيا .وأما في الخرة :فتصح ،لن المبرئ راض بذلك ول يصح أيضششا البششراء المششؤقت ،كششأن
يقول أبرأتك مما لي عليك سنة ،والمعلق بغير الموت .أما المعلق به ،كإذا مت فأنت بششرئ ،فهششو
وصية ،فيجري فيه تفصيلها )قوله :للدائن( متعلق بالمجهول )قششوله :أو المششدين( أي أو المجهششول
للمدين) ،وقوله :لكن فيما فيششه معاوضششة( راجششع للمششدين ،ل للششدائن ،كمششا فششي البجيرمششي ،ونششص
عبارته ،فل بد من علم المبرئ مطلقا وأما المدين ،فإن كان البراء في معاوضششة ،كششالخلع ،بششأن
أبرأته مما عليه في مقابلة الطلق ،فل بد من علمه أيضا ،لتصح الششبراءة ،وإل فل يشششترط الششخ.
اه )قوله :ل فيما عدا ذلك( أي ل تنتفي الصحة فيما عدا ما فيه معاوضة ،فيصح إبراء المجهول
للمدين في غير الذي فيه معاوضة ،كششدين ثبشت عليشه ،وهشو جاهششل بشه فششأبرأه منششه الششدائن العشالم
بقدره) ،وقوله :على المعتمد( مرتبط بهذا فقششط )قششوله :وفششي القششديم الششخ( أفششاد بششه أن الول ،هششو
القول الجديد ،وهو كذلك ،كما صرح به في المنهاج ،وعبارته :والبراء من المجهول باطششل فششي
الجديد ،قال في المغنشي ،لن الشبراءة متوقفشة علششى الرضششا ،ول يعقشل مششع الجهالشة ،والقششديم أنششه
صحيح ،لنه إسقاط محض ،كالعتناق ،ومأخذ القولين إنه تمليك أو إسقاط ،فعلى الول ،يشترط
العلم بالمبرأ ،وعلى الثاني ،ل يصح .اه) .وقوله :يصششح( أي البششراء) .وقششوله :مطلقششا( أي فيمششا
فيه معاوضة
] [ 181
وفي غيره )قوله :ولو أبرأ( أي الدائن )قوله :ثم ادعششى الجهششل( أي فيمششا أبششرأه )قشوله :لششم
يقبل( أي ما ادعاه .وقوله ظاهرا أي بالنسبة للدنيا ،وقوله بل باطنا ،أي بششل يقبششل باطنششا ويششترتب
عليه أنه ل يحل للمدين ،وأنه في الخرة يطالب به )قوله :ذكره الرافعي( في التحفششة بعششده ،لكششن
في النوار أنه إن باشر سبب الدين لم يقبل ،وإل كدين ورثه قبل .وفي الجواهر نحششوه ،فليخششص
به كلم الرافعي .اه )قوله :تصدق الصغيرة الخ( ظاهره أنها تصدق بيمينها فششي حششال صششغرها،
وليس كذلك ،بل بعد بلوغها ،ولو قال تصدق المزوجة صغيرة الخ ،لفاد ذلششك ،إذ يكششون المششراد
عليه تصدق بعد بلوغها ،وعبارة التحفة ،في باب الخلع ،ولو أبرأت ،ثم ادعت الجهل بقدره ،فإن
زوجت صغيرة ،صدقت بيمينها ،أو بالغة ودل الحال على جهلها به ،ككونها مجبرة ،لم تستأذن،
فكذلك ،وإل صدق بيمينه ،وإطلق الزبيلي تصديقه فششي البالغششة ،محمششول علششى ذلششك اه .ومثلهششا
عبارة مؤلفنا هناك ،وقوله المزوجة إجبارا ،أي بالجبار لها مششن أبيهششا أو جششدها وقششوله بيمينهششا،
متعلق بتصدق ،وكذلك قوله في جهلها بمهرها )قوله :وكذا الكبيرة الخ( أي وكذا تصشدق الكشبيرة
المزوجة إجبارا) ،وقوله :إن دل الحال على جهلها( أي إن دلت القرينة على جهلهششا بششه ،ككونهششا
لم تستأذن )قوله :وطريق البراء من المجهول( أي الحيلة في صحة البراء من المجهول )قوله:
أن يبرئه( أي يبرئ الدائن مدينة) ،وقوله مما يعلم الخ( أي من قششدر يعلششم المششبرئ أنششه ل ينقششص
عن الدين الذي له ،كأن يبرئه من ألف وهو يعلم أن دينه ل يزيد عليها ،بل شك ،هششل يبلغهششا ،أو
ينقص عنها ؟ )قوله :ولو أبرأ الخ( يعني لو أبرأ شخص شخصا من دين معين كمائة ريششال حششال
كون المبرئ ،بكسر الراء ،معتقدا أنه ل يستحقها ،فتبين بعد ذلك أنه يستحقها وقت البششراء ،بششأن
مات مورثه وله مائة ريال عند المبرأ ،بفتح الراء ،فيبرأ منها ،لن العبرة بالواقع) .فششائدة( يكفششي
في الغيبة التوبة والستغفار للمغتاب بأن يقول اللهم اغفر له إن لم تبلغه وإل فل بششد مششن تعيينهششا
بل وتعيين حاضرها إن اختلف به الغرض ثم ان أبرأه منها مطلقا أو فششي الششدنيا والخششرة أو فششي
الدنيا فقط سقطت وإل فل ومحله ما لم تكشن كشبيرة فشإن كشانت كشبيرة بشأن كشانت فشي أهشل العلشم
والقرآن فل بد من التوبة المعتبرة في الكبائر )قوله :ويكره لمعط الخ( وذلك لخبر البخاري اتقششوا
ال وأعدلوا بين أولدكم وخبر أحمد أنه )ص( قال :لمن أراد أن يشهد على عطية لبعششض أولده
ل تشهدني على جور لبنيك عليك من الحق أن تعدل بينهم )وقوله في عطية فششروع( أفهششم أنششه ل
يكره التفضيل في غيرها كالتودد بالكلم وغيره لكن وقع في بعششض نسششخ الششدميري ل خلف أن
التسوية بينهم مطلوبة حتى في التقبيل وله وجه وافهم قوله :فششروع أن هششذا الحكششم ل يحششري فششي
الخوة وغيرهم وهو كذلك) ،قوله :وإن سفلوا( أي الفروع أي نزلوا )قوله :ولو الحفاد( أي ولو
كانوا أحفادا فإنه يكره التفضيل بينهم وهم أولدا لولد وفي القاموس أحفاد الرجل بناته أو أولد
أولده .اه وقوله مع وجود الولد ليس بقيد كما هو ظششاهر )قششوله :علششى الوجششه( راجششع للغايششة
ومقابله يخصص كراهة ذلك بالولد وعبارة التحفة ولو الحفاد مع وجود الولد علششى الوجششه
وفاقا لغير واحد وخلفا لمن خصص الولد .اه )قوله :سواء الششخ( تعميششم فششي العطيششة وقششوله أم
وقفا أي أم تبرعا آخر كالباحة )قشوله :أو أصشول( بشالجر عطششف علششى فششروع أي ويكششره أيضشا
التفضيل في عطية أصول )قوله :وإن بعدوا( أي الصول )قوله :سواء الذكر وغيره( أي سواء
] [ 182
في كراهة التفضيل الذكر منهم والنثى )قوله :إل لتفاوت الخ( راجع لقششوله يكششره بالنسششبة
للصنفين الفروع والصول أي يكره ما ذكر إل لتفاوت في الحاجة أو الفضل فل يكره والحاصل
محل الكراهة عند السششتواء فششي الحاجششة وعششدمها وفششي الششدين وقلتششه وفششي الششبر وعششدمه وإل فل
كراهة وعلى ذلك يحمل تفضيل الصحابة بعض أولدهم كالصششديق رضششي الش عنشه فششإنه فضششل
السيدة عائشة على غيرها من أولده كسيدنا عمر فإنه فضل ابنه عاصما بشئ وكسششيدنا عبششد الش
بن عمر فإنه فضل بعض أولده على بعضهم رضششي الش عنهششم أجمعيششن )قششوله :علششى الوجششه(
متعلق ببكره أيضا أي يكره ذلك على الوجششه ومقابلششة مششا ذكششر بعششد قششوله قششال :جمششع يحششرم أي
التفضيل وعبارة التحفة فإن لم يعدل لغيششر عششذر كششره عنششد أكششثر العلمششاء وقششال :جمششع يحششرم .اه
)قوله :ونقل( بصيغة المبني للمعلوم وفاعله يعود على النووي ومفعوله الجملة بعده فهي المنقولة
وساقه في التحفة مستدركا به على كراهة تفضيل الصول ونصها فإن فضل كره خلفا لبعضهم
نعم في الروضة فإن فضل فالولى أن يفضل الم الخ .ثم قال :وقضيته عدم الكراهششة إذ ل يقششال
في بعض جزئيات المكروه أنه أولى مشن بعشض اه .وسشياق عبشارة الششارح يفيشد أنشه إذ أراد أن
يفضل مع ارتكابه للكراهة أو للحرمة على القولين فليفضل الم مع أنه ليس كششذلك فكششان الولششى
له أن يسلك ما سلكه شيخه ليسلم من ذلك فتنبه )قوله :فإن فضل( أي أراد ذلك وقوله في الصشل
أي في أصوله وهذا ليس في عبارة التحفة فهو مشن زيشادته فكشان الولششى أن يزيشد أي التفسششيرية
)قوله :بل في شرح مسلم( الضراب انتقالي )قوله :الجمششاع علششى تفضششيلها فششي الششبر( قششال فششي
التحفة وإنما فضل عليها في الرث لما يأتي أن ملحظه العصوبة والعاصب أقوى من غيره ومششا
هنا ملحظه الرحم وهي فيه أقوى لنها أحوج اه) .واعلم أن أفضل البر ،بر الوالدين ،بالحسششان
إليهما ،وفعل ما يسرهما من الطاعات ل تعالى وغيرهما ممششا ليششس بمنهششي عنششه .قششال تعششالى* :
)وقضى ربك أن ل تعبدوا إل إياه ،وبالوالدين إحسانا( * ) (1الية ،وقال ابششن عمششر رضششي ال ش
عنهما :كان تحتي امرأة ،وكنت أحبها ،وكان عمر يكرهها ،فقال لي طلقهششا ،فششأبيت ،فششأتى عمششر
النششبي )ص( ،فششذكر ذلششك ،فقششال لششي النششبي )ص( :طلقهششا رواه الترمششذي وحسششنه ،ومششن برهمششا:
الحسان إلى صديقهما ،لخبر مسلم :إن من أبر البر أن يصل الرجل أهل ود أبيششه ومششن الكبششائر:
عقوق الوالدين ،وهو أن يؤذيهما أذى ليس بالهين -ما لم يكن أذاهما به واجبا وصلة الرحششم ،أي
القرابة مأمور بها أيضشا ،وهشي فعلشك مشع قريبشك مشا تعشد بشه واصشل ،وتكشون بالمشال ،وقضشاء
الحوائج ،والزيارة ،والمكاتبة ،والمراسلة بالسلم ،ونحو ذلك .روي عن أنس بن مالك رضي ال
عنه قال :قال رسول ال )ص( :ثلثة في ظل العرش يوم القيامششة :واصششل الرحششم ،وامششرأة مششات
زوجها وترك أيتاما فتقوم عليهم حتى يغنيهم ال أو يموتوا ،ورجل اتخذ طعاما ودعا إليه اليتامى
والمساكين وقششال )ص( :رأيشت فششي الجنشة قصشورا مشن در ويشاقوت وزمشرد ،يشرى باطنهششا مشن
ظاهرها ،وظاهرها من باطنها ،فقلت يا جبريششل :لمششن هششذه المنششازل قششال :لمشن وصششل الرحششام،
وأفشى السلم ،وأطعم الطعام ،ورفق باليتام ،وصلى بالليل والناس نياهم ويتأكد أيضا اسششتحباب
وفاء الوعد ،قال تعالى) * :وأوفوا بعهد الش إذا عاهششدتم( * ) ،(2وقششال) * :يششا أيهششا الششذين آمنششوا
أوفوا بالعقود( * ) ،(3وقششال) * :وأوفششوا بالعهششد إن العهششد كششان مسششؤول( * ) (4ويتأكششد كراهششة
إخلف الوعد .قال تعالى) * :يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مال تفعلششون ؟ كششبر مقتششا عنششد الش أن
تقولوا ما ل تفعلون( * ) (5وروى الشيخان خبر :آية المنششافق ثلث :إذا حششدث كششذب ،وإذا وعششد
أخلف ،وإذا ائتمن خان زاد مسلم
) (1سورة السراء ،الية (2) .23 :سورة النحل ،الية (3) .91 :سورة المائدة ،الية (4) .1 :سورة السشراء ،اليشة:
(5) .34سورة الصف ،الية.3 ،2 :
] [ 183
في رواية :وإن صام وصلى اللهم بجاه سيدنا محمد )ص( اهششدنا لحسششن الخلق فششإنه ل
يهدي لحسنها إل أنت ،واصرف عنا سيئها فششإنه ل يصششرف عنششا سششيئها إل أنششت ،آميششن )قششوله:
فروع( أي خمسة ،الولى :قوله الهدايا الخ الثاني :قوله ولو أهششدى الششخ ،الثششالث :قششوله ولششو قششال
خذها الخ ،الرابع :قوله ومن دفع الخ ،الخامس قوله ولو بعث هدية الخ )قوله :الهشدايا المحمولشة(
أي إلى أب المختون )قوله :ملك للب( خشبر المبتشدأ ،وهشو الهششدايا .وصشح ذلششك ،مشع أن المبتشدأ
جمع ،والخبر مفرد ،لن لفظ ملك مصدر ،وهو يخششبر بششه عششن المثنششى والجمششع والمفششرد )قششوله:
وقال جمع للبن( أي أنها مالك للبن ،ل للي )قوله :فعليششه( أي علششى القششول الثششاني ،وهششو أنهششا
للبن ،وقوله يلزم الب قبولها ،أي عند انتفاء المحذور ،كما ل يخفى ،ومنه قصششد التقششرب للب
وهو نحو قاض ،فيمتنع عليه القبول ،كمششا بحثششه بعششض الششراح ،وهشو ظششاهر .اه .نهايششة وتحفشة
)قوله :ومحل الخلف( أي بين كونها للب أو للبن )قوله :إذا أطلق المهدي( بكسر الششدال :اسششم
فاعل) .وقوله :فلم يقصد الخ( مفرع على الطلق ،ولو قال :أي لم يقصشد ،بشأداة التفسشير ،لكشان
أولى ،إذ هو عين الطلق ،ل مرتب عليه )قوله :وإل( أي وإن لم يطلق المهدي ،بأن وجششد منششه
قصد )قوله :فهي( أي الهدايا ،وقوله لمن قصششده ،أي مشن الب ،أو مششن البششن ،أو منهمشا )قشوله:
ويجري ذلك( أي التفصيل بين حالة الطلق وحالة القصد .والمراد يجري بعض ذلك ،لنشه فششي
حالة الطلق هنا ل خلف فشي أنشه للخشادم ،بخلفشه هنشاك ،فشإن فيشه خلفشا بيشن كشونه للب أو
للبن ،بدليل التفريع بعده )قوله :فهو( أي ما يعطشي للخشادم) ،وقشوله :لشه( أي ملشك لشه) .وقشوله:
فقششط( أي ل لششه معهششم) ،وقششوله :عنششد الطلق( أي إطلق المعطششي ،بكسششر الطششاء) ،وقششوله :أو
قصده( أي أو عند قصده ،أي الخادم ،والضافة من إضافة المصدر لمفعوله بعششذ حششذف الفاعششل،
أي عند قصد المعطى إياه )قوله :ولهم( أي وهو ملك لهم ،أي الصوفية) ،وقششوله :عنششد قصششدهم(
أي قصد المعطي إياهم فقط )قشوله :ولششه ولهششم( أي وهشو ملششك للخششادم والصششوفية) ،وقششوله :عنششد
قصدهما( أي قصد المعطي إياهما معا )قوله :أي يكون له النصف( يعنششي إذا قصششدهما المعطششي
بالعطية ،يكون له هو النصف ،ولهم النصف الخر .قششال فششي التحفششة بعششده ،أخششذا ممششا يششأتي فششي
الوصية لزيد الكاتب والفقراء .اه .قال سم :كذا فششي شششرح م ر ،وقششد يفششرق .اه) .قششوله :وقضششية
ذلك( أي ما ذكر من جريان التفضيل فيما يعطاه خادم الصوفية )قوله :بين يدي صششاحب الفششرح(
أي ختانا كان أو غيره )قوله :ليضع الناس فيها( أي في الطاسة )قوله :ثم يقسم( أي ما ذكششر مششن
الدراهم ،والولى تقسم :بالتاء ،كما في التحفة) ،وقششوله :أو نحوهمششا( أي كششالمعينين لهمششا )قششوله:
يجري الخ( الجملة خبر أن) .وقوله :ذلك التفصيل( أي الكائن فيما يعطاه الخادم ،والمراد يجششري
نظيره )قوله :فإن قصد الخ( بيان للتفصششيل ،وقششوله ذلششك ،أي المششذكور مششن الحششالق أو الخششاتم أو
نحوهما )قوله :أو مع نظرائه المعاونين له( قال سم :هل يقسم بينه وبين المعششاونين لششه بالسششوية،
أو بالتفاوت ؟ وما ضشابطه ؟ ول بشد مشن اعتبشار العشرف فشي ذلشك .اه) .قشوله :وبهشذا يعلشم( أي
ويجريان التفصيل في هذه المسائل الثلث ،وقوله هنا ،أي في هذه المسششائل ،وقششوله للعششرف :أي
العادي )قوله :أما مع قصد خلفه( أي العرف .وقوله فواضح ،خبر لمبتدأ محذوف ،أي فهو ،أي
عدم النظر للعرف ،واضح )قوله :وأما مع الطلق( أي عششدم القصششد رأسششا )قششوله :فلن حملششه(
أي العطاء :أي تخصيصه بمن ذكر ،وقوله من
] [ 184
الب ،أي بالنسششبة للصششورة الولششى) ،وقششوله :والخششادم( أي بالنسششبة للثانيششة) ،وقششوله:
وصاحب الفرح( أي بالنسبة للثالثة) ،قوله :أن كل إلخ( أن وما بعدها في تأويل مصششدر مجششرور
بمن مقدرة بيانا للغالب )قوله :هو المقصود( خبر أن الثانية )قوله :هششو عششرف الشششرع( خششبر أن
الولى ،أي أن الحمل المذكور نظرا للغالب هو عرف الشرع )قشوله :فيقشدم( أي عشرف الششرع،
)وقوله :على العرف( أي العادي) .وقوله :المخالف له( أي لعششرف الشششرع )قششوله :بخلف الششخ(
خبر لمبتدأ محذوف ،أو حال مما قبله ،كمششا تقششدم غيششر مششرة) .قششوله :فششإنه تحكششم فيششه العششادة( أي
العرف العادي ،والسناد فيه من قبيششل المجششاز العقلششي ،وفششي بعششض نسششخ الخششط فششإنه يحكششم فيششه
بالعادة )قوله :ومن ثم الخ( أي من أجل أن ما ليس للشرع فيه عرف تحكم العادة فيه) .قوله :ولو
نذر( أي من ينعقد نذره ،وهو والمسلم المكلف )قوله :ميت( صفة لولي )قوله :بمال( متعلق بنذر
)قوله :فإن قصد( أي الناذر ،وقوله أنه ،أي الولي الميششت) ،وقششوله :يملكششه( أي المششال بنششذره لششه،
)وقوله :لغا( أي النذر ،لنه ليس أهل للملك )قوله :وإن أطلق( أي لم يقصد شيئا )قوله :فإن كان
الخ( أي في ذلك تفضيل ،فإن كان الخ )قوله :ما يحتاج للصششرف فششي مصششالحه( أي شششئ يحتششاج
لن يصرف المنذور في مصالحه ،كقناديل معلقة عليه فيحتششاج لشششراء زيششت للسششراج بششه فيهششا،
وتقدم ،في مبحث النذر ،أن النتفاع به شرط ،فلو لم يوجد هناك من ينتفع به مششن مصششل أو نششائم
أو نحوهما ،لم يصح النذر) .قوله :وإل( أي وإن لم يكن على قبره ما يحتاج للصرف فيه )قششوله:
فإن كان عنده( أي عند قبر الولي الميت) ،وقوله :اعتيد قصدهم بالنذر( أي اطردت العششادة بششأنهم
يقصدون بالنذر لذلك الولي )قوله :صرف لهم( أي صرف ذلك لهؤلء القوم الذين اعتيد صششرف
النذر لهم ،عمل بالعادة المطردة ،ولم يذكر حكم ما إذا لم يكن هناك شئ يحتاج للصرف فيه ولششم
يكن قوم هناك يعتاد صرف النذر إليهم .وقد تقدم في مبحث النذر فششي صششورة مششا إذا خششرج أحششد
من ماله للكعبة والحجرة الشريفة والمساجد الثلثة ما نصه :أنششه إن اقتضششى العششرف صششرفه فششي
جهة من جهاتها ،صرف إليها واختصت به ،فإن لم يقتض العرف شيئا ،فالششذي يتجششه أنششه يرجششع
في تعيين المصرف لرأي ناظرها .اه .بتصرف .ويمكن أن يقششال هنششا كششذلك ،وهششو أنششه إذا كششان
لقبر ذلك الولي ناظر ،فيكون الرأي فيه له ،ول يلغو النذر ،ويمكن خلفه .فليراجششع )قششوله :ولششو
أهدى لمن خلصه من ظالم الخ( عبارة المغني :ولو خلص شخص آخر من يد ظالم ،ثم أنفششذ إليششه
شيئا ،هل يكون رشوة أو هدية ؟ قال القفال في فتاويه :ينظر ،إن كان أهدى إليه مخافة أنه ربمششا
لو لم يبره بشئ لنقض جميع ما فعلشه ،كشان رششوة ،وإن كشان يشأمن خيشانته ،بشأن ل ينقشض ذلشك
بحال ،كان هبة .اه) .قوله :لئل ينقض( أي المهدى إليه) ،وقوله :ما فعله( أي مششن تخليصششه مششن
ظالم )قوله :لم يحل له قبوله( أي لنه إنما أعطاه خوفا من أن ينقض ما فعله ،فهششو رشششوة ،وفششي
التحفة ،ولو شكا إليه أنه لم يعرف أجرته كاذبا ،فأعطاه درهما أو أعطاه بظششن صششفة فيششه أو فششي
نسبه فلم يكن فيه باطنا ،لم يحل له قبوله ولم يملكه ،ويكتفي في كششونه أعطششى لجششل تلششك الصششفة
بالقرينة .اه) .قوله :وإل حل( أي وإن لم يهد إليه ،لئل ينقض ما فعله ،بل أهدى إليه ل لما ذكر،
حل قبوله ،وقوله إن تعين عليه تخليصه ،بأن لم يكن هناك من يخلصه إل هو ،وهذا مبنششي علششى
الصح ،أنه يجوز أخذ العوض على الواجب العيني إذا كان في كلفة )قوله :ولو قال( أي شخص
لخر )قوله :خذ هذا( أي الدرهم أو الدينار )قوله :تعين( أي الشراء المأمور به) .وقششوله :مششا لششم
يرد( أي بقوله واشتر كذا) ،وقوله :التبسط( أي التوسع وعدم تعيين مششا أمششره بشششرائه ،وقششوله أو
تدل قرينة حاله ،الضافة للبيان .وقوله عليه ،أي على التبسط .قال فششي التحفششة :لن القرينششة هنششا
محكمة ،ومن ثم قالوا لو
] [ 185
أعطى فقيرا درهما بنية أن يغسل به ثوبه ،أي وقششد دلششت القرينششة عليششه ،تعيششن لششه )قششوله:
ومن دفع لمخطوبته الخ( هذه المسألة سيذكرها الشششارح فششي أواخششر بششاب الصششداق ،ونصششها :لششو
خطب امرأة ،ثم أرسل أو دفشع إليهشا ،بل لفشظ مشال قبشل العقشد ،أي ولشم يقصشد التشبرع ،ثشم وقشع
العراض منها أو منه ،رجع بما وصششلها منششه .اه .قششال فششي التحفششة هنششاك ،أي لن قرينششة سششبق
الخطبة تغلب على الظن أنه إنما بعث أو دفع إليها لتتم تلك الخطبة .اه )قوله :فرد قبل العقد( أي
لم يقبل ،وقوله رجع على من أقبضه ،أي لنه إنما دفع إليها ما ذكر لجل التزويششج ،ولششم يوجششد،
وفي حاشية الجمل ،في باب النكاح ،ما نصه) .سئل م ر( عمن خطب امرأة ،ثم أنفق عليهششا نفقششة
ليتزوجها ،فهل له الرجوع بما أنفقه أم ل ؟) .فأجاب( بأن له الرجوع بما أنفقه على من دفششع لششه،
سواء كان مأكول ،أو مشروبا ،أم ملبسا ،أم حلوا ،أم حليا ،وسواء رجع هو ،أم مجيبششه ،أم مششات
أحدهما ،لنه إنما أنفقه لجل تزوجها ،فيرجع به إن بقي ،وببدله إن تلششف ،وظشاهر أنشه ل حاجششة
إلى التعرض لعدم قصده الهدية ل لجل تزوجه بها ،لنه صورة المسألة ،إذ لششو قصششد ذلششك ،أي
الهدية ،ل لجل تزوجه بهشا ،لششم يختلششف فشي عشدم الرجششوع .اه) .قشوله :ولشو بعشث( أي شششخص
)قوله :فمات المهدى إليه( أي الشخص الذي أهدي إليه )قوله :قبششل وصششولها( أي الهديششة )قششوله:
بقيت على ملك المهدي( أي لما تقدم أن الهبة بأنواعها الثلثة ل تملك إل بالقبض بششدليل أنششه لمششا
مات النجاشي قبل وصول ما أهداه رسول ال )ص( ،رد له وقسمه بين زوجاته )قوله :فإن مات
المهدي( أي قبل وصول ما أهداه للمهدى إليه) ،وقوله :لم يكن للرسول الخ( أي ل يجوز له ذلششك
إل بإذن الوارث .وعبارة الروض وشرحه) .فرع( وإن مات المهدي أو المهدى إليه قبل القبض:
فليس للرسول إيصالها ،أي الهدية ،إلى المهدى إليه ،أو وارثه ،إل بإذن جديد .اه .وال ش سششبحانه
وتعالى أعلم.
] [ 186
باب في الوقف )أي في بيان أحكام الوقف( وهو ليس من خصائص هششذه المششة ،كمششا فششي
شرح م ر .وقال الحافظ ،في الفتح ،وأشار الشافعي :إلى أن الوقف من خصششائص أهششل السششلم:
أي وقف الرض والعقار .اه .قال الرشيدي ،وعبارة الشافعي رضي ال عنششه :ولششم يحبششس أهششل
الجاهلية ،فيما علمته ،دارا ول أرضا ،وإنما حبس أهل السلم .انتهت .وأركانه أربعششة :واقششف،
وموقوف عليششه ،وموقششوف ،وصششيغة .وشششرط الواقششف أهليششة التششبرع ،فل يصششح وقششف المجنششون
والصبي والمكره والمحجور عليه والمكاتب .وشرط الموقوف عليه إن كان معينا ،إمكششان تملكششه
للموقوف حال الوقف عليه ،فل يصح الوقف على جنين ،لعدم صحة تملكه ،ول وقف عبد مسششلم
أو مصحف على كافر ،وشرط الموقششوف أن يكششون عينششا معينششة مملوكششة ،إلششى آخششر مششا سششيأتي،
وشرط الصيغة ،لفظ يشعر بالمراد صريحا :كوقفت ،وسششبلت ،وحبسششت كشذا علششى كششذا ،وكنايششة:
كحرمت ،وأبدت هذا للفقراء ،وكتصدقت به على الفقراء ،ويشترط فيها عدم التعليق ،فلو قال إذا
جاء رأس الشهر فقد وقفت كذا على الفقراء ،لم يصح ،وعدم التأقيت :فلششو قششال وقفششت كششذا علششى
الفقراء سنة ،لم يصح ،وسيذكر الشارح معظم ذلك )قوله :هو لغة الحبششس( يقششال وقفششت كششذا :أي
حبسته .قال الرشيدي :أنظر ما المراد بششالحبس فششي اللغشة ؟ اه) .قشوله :وششرعا :حبششس الشخ( قششد
اشتمل هذا التعريف على الركان الربعة ،وعلى معظم الشروط ،فقوله حبس ،يتضششمن حابسششا،
وهو الواقف ،ويتضمن صيغة) .وقوله :مال( هو الموقوف) ،وقوله :يمكن النتفاع به الششخ( بيششان
لمعظم الشروط ،والمراد بالمال ،العين المعينششة بشششرطها التششي ،غيششر الششدراهم والششدنانير ،لنهششا
تنعدم بصرفها ،فل يبقى لها عيشن موجشودة) ،وقششوله :بقطششع التصششرف( متعلششق بحبششس .والمششراد
بالقطع ،المنع والباء للملبسة ،أو التصوير ،يعني أن الحبس مصششور بقطششع الششخ ،أو متلبششس بششه،
)وقوله :في رقبته( أي ذاته متعلق بالتصرف) ،وقوله :على مصرف( متعلق بحبششس أيضششا وهششو
الموقوف عليه) .وقوله :مباح( خرج به المحرم ،فل يصح الوقف عليه) .وقوله :وجهة( قال فششي
فتح الجواد :كذا عبر بشه بعضششهم ،والولششى حششذف آخريششن لجهشة ،ليهششامه وعششدم الحتيششاج إليششه
لشمول ما قبله له .اه) .قوله :والصل فيه خبر مسلم الششخ( أي وقششوله تعششالى) * :لششن تنششالوا الششبر
حتى تنفقوا مما تحبون( * ) (1ولما سمعها أبو طلحة رضي ال عنشه رغشب فشي وقشف بيرحشاء،
وكانت أحب أمواله إليشه ،وهشي حديثشة مششهورة ،مشأخوذة مشن الشبراح ،وهشو الرض الظشاهرة،
واستشكل هذا بأن الذي في حديث أبي طلحة :وإن أحششب أمششوالي إلششي بيرحششاء ،وأنهششا صششدقة لش
تعالى عزوجل وهذه الصيغة ل تفيد الوقف لشيئين :أحدهما أنها كناية ،فتتوقششف علششى العلششم بششأنه
نوى الوقف بها ،لكن قد يقال سياق الحديث دال على أنششه نششواه بهششا ،ثانيهمششا ،وهششو العمششدة ،أنهششم
شرطوا في الوقف بيان المصرف ،فل يكفي قوله ل ش عزوجششل عنششه ،وحينئذ فكيششف يقولششون إنششه
وقفها ؟ أفاده حجر )قوله :إذا مات المسلم( وفششي روايششة ابششن آدم وقششوله انقطششع عملششه ،أي ثششواب
عمله ،وقوله إل من ثلث :هذا العدد ل مفهششوم لششه ،فقششد زيششد علششى ذلششك أشششياء ،نظمهششا العلمششة
السيوطي -فقال:
] [ 187
إذا مات ابن آدم ليس يجري عليه من خصال غير عشر علوم بثها ،ودعاء نجل ،وغششرس
النخل ،والصششدقات تجششري وراثششة مصششحف ،وربششاط ثغششر ،وحفششر الششبئر ،أو إجششراء نهششر وبيششت
للغريب بناه يأوي إليه ،أو بناء محل ذكر وزاد بعضهم :وتعليم لقرآن كريششم فخششذها مششن أحششاديث
بحصر وقوله علوم بثها ،أي بتعليم ،أو تأليف ،أو تقييد بهوامش )قوله :أو علم ينتفششع بششه( بالبنششاء
للفاعل ،أو للمفعول )قوله :أو ولد( فائدة التقييد به ،مع أن دعاء الغير ينفعه ،تحريض الولد علششى
الدعاء لصله .وقشوله أي مسشلم ،أي أن المشراد بالصشالح :المسشلم ،فشأطلق الخشاص وأراد العشام.
وعبارة المغني ،والولد الصالح هو القائم بحقوق ال وحقوق العباد ،ولعل هذا محمول على كمال
القبول ،وأما أصله فيكفي فيه أن يكون مسلما .اه) .وقوله :يدعو له( أي لبيه بنفسششه ،أو بتسششبب
في دعاء الغير لبيه .فدعاؤه له مستعمل في حقيقتششه وفششي مجششازه ،وهششو التسششبب )قششوله :وحمششل
العلماء( أي العارفون بالكتاب والسنة ،وورد في الحديث أنه )ص( :خطب للناس يوما ،فقال :يششا
أيها الناس اتبعوا العلماء ،فإنهم سرج الدنيا ،ومصابيح الخششرة ،وورد ثلثششة تضششئ فششي الرض
لهل السماء ،كما تضئ النجوم في السماء لهل الرض ،وهششي المسششاجد ،وبيششت العششالم ،وبيششت
حافظ القرآن )قوله :على الوقف( قال في المغني :والصدقة الجاريششة محمولششة عنششد العلمششاء علششى
الوقف ،كما قاله الرافعي ،فإن غيره من الصدقات ليست جارية ،بل يملك المتصدق عليه أعيانها
ومنافعها ناجزا .وأمششا الوصششية بالمنششافع ،وإن شششملها الحششديث ،فهششي نششادرة ،فحمششل الصششدقة فششي
الحديث على الوقف أولى .اه .وقال البجيرمي :ما المانع مششن حمششل الصششدقة الجاريششة علششى بقيششة
العشرة التي ذكروا أنها ل تنقطع بموت ابششن آدم ؟ ولعششل الشششارح تششبرأ مششن حملهششا علششى الوقششف
بخصوصه بقوله محمولة عند العلماء إشارة إلى أنه يمكن حملها علششى جميعهششا .اه) .قششوله :دون
نحو الوصية بالمنافع( أي فإنهم لم يحملوا الصدقة الجارية في الحديث عليهششا وإن كششانت مؤبششدة،
وقد علمت أنه يكون ذلك نادرا ،ويندرج تحت نحو النذر :الهبة ،بناء على جوازهششا فششي المنششافع،
فيملكها المتهب ،وهذا مبني أيضا على أن ما يوهب منافعه أمانة )قوله :وقف عمر الششخ( بصششيغة
الفعل ،وهو دليل آخر .ويصح قراءته بصيغة المصدر عطف على خبر مسلم ،أي والصششل فيششه
أيضا وقف الخ )قوله :أرضا أصابها( أي جششزءا مشششاعا مششن أرض أصششابها غنيمششة .قششال الجلل
المحلي :وقف مائة سششهم مششن خيششبر .اه) .قشوله :وششرط( أي عمشر رضششي الش عنشه فششي صشيغة
الوقف .وقوله فيها ،أي في الرض التي وقفها )قششوله :منهششا( أي الشششروط) .وقششوله :أصششلها( أي
رقبتها ،أي أصل هو هي ،فالضافة للبيان )قوله :وأن مشن وليهشا( أي تشولي أمرهشا ،أي الرض
الموقوفة )قوله :يأكل منهششا بششالمعروف( قششال النشووي فششي شششرح مسششلم :معنششاه يأكششل المعتششاد ول
يتجاوزه ،ويطعم ،أي غيره ،فهو من الطعام) .وقوله :غير متمول( حال من فاعل يطعم .قال ع
ش :لعل المراد غير متصرف فيه تصرف ذي الموال ،ول يحسن حملششه علششى الفقيششر ،لنششه لششو
كان مرادا ،لم يتقيد بالصششديق اه) .قششوله :رواه الشششيخان( أي بلفششظ :أنبششأني نششافع عششن ابششن عمششر
رضي ال عنهما أن عمر بن الخطاب أصاب أرضا بخير ،فأتى النبي )ص( يستأمره فيها ،فقششال
يا رسول ال إني أصبت أرضا بخيبر لم أصب مال قط أنفس عندي منه ،فمشا تشأمرني بشه ؟ قشال
إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها ،قال فتصدق بها عمر أنششه ل يبششاع ول يششوهب ول يششورث،
وتصدق بها في الفقراء وفي القربى وفي الرقاب وفي سبيل ال وابن السبيل والضششيف ،ل جنششاح
على من وليها أن
] [ 188
يأكل منها بالمعروف ،ويطعم صديقا غيششر متمششول وقششوله فششي الحششديث أنششه الششخ المصششدر
المؤول مجرور بعلى مقدرة ،والضمير يعود على أصلها ،أي فتصدق بها عمششر علششى أن أصششلها
ل يباع الخ )قوله :وهو( أي عمر رضي ال عنه )قوله :وعششن أبششي يوسششف( أي ونقششل عششن أبششي
يوسف )قوله :أنه( أي أبا يوسف )قوله :أنه ل يباع أصلها( بدل من خبر عمر بدل بعض من كل
)قوله :ببيع الوقف( أي بصحة بيعه ،أي الستبدال به )قوله :وقال لششو سششمعه لقششال بششه( أي وقششال
أبو يوسف لو بلغ هذا الخبر أبا حنيفة لقال به ،أي بما تضمنه ،من عدم صششحة بيششع الوقششف ،قششال
في التحفة بعده ،إنما يتجه الرد به على أبي حنيفششة إن كششان يقششول بششبيعه ،أي السششتبدال بششه ،وإن
شرط الواقف عدمه .اه .قال سم :أي لن عمر رضي ال عنه شششرط عششدم الششبيع ،فهششو إنمششا يششدل
على عدم البيع عند شرطه ،ل عند عدمه .ثم قال :وقد يقال إنما شرط عمر ذلك ليبين عدم جواز
بيع الوقف ،فليتأمل .اه) .قوله :صح الوقف الخ( شروع في بيان شروط الموقوف .فقششوله عيششن،
احترز به عن المنفعة ،وقوله معينة ،احترز به عمششا فششي الذمششة عشن المبهششم ،كواحشد مشن عبشديه.
وقوله مملوكة ،احترز بشه عشن الشذي ل يملشك ،كمكشتري ،وموصشى بمنفعتشه لشه ،وحشر ،وكلشب.
)وقوله :يقبل النقل( أي من ملك شخص إلى ملك شخص آخر ،واخترز بشه عشن أم ولششد ومكششاتب
لنهما ل يقبلن النقل ،لنهما قششد حلهمششا حرمششة العتششق ،فالتحقششا بششالحر) ،وقشوله :تفيششد فششائدة( أي
يحصل منها فائدة ،واحترز به :عما ل يفيد ،كزمششن ل يرجششى زوال زمششانته) ،وقششوله :حششال( أي
كثمرة بستانه الحاصلة) ،وقوله :أو مآل( أي كعبد وجحش صغيرين ،فيصح وقفهما ،وإن لم تكن
الفائدة موجودة في الحال) .وقوله :أو منفعة( بالنصب ،عطششف علششى فششائدة ،مشن عطششف الخششاص
على العام إن أريد بالفائدة ما يشمل الحسششية والمعنويششة .وإن خصششت بالحسششية ،كششان مششن عطششف
المغاير) .وقوله :يستأجر لها( الجار والمجرور نائب فاعل ،والتقدير أو منفعة يسششتأجر الشششخص
العين لجلها .واحترز به عن ذي منفعة ل يستأجر لها ،كآلة لهششو ،وطعششام) ،وقششوله :غالبششا( قششال
في شرح الروض احترز به عن الريششاحين ونحوهششا فششإنه ل يصششح وقفهششا ،كمششا سششيأتي مششع أنهششا
تستأجر ،لن استئجارها نادر ،ل غالب .اه .وقوله الرياحين :أي المحصودة ،ل المزروعة ،كما
سيأتي -واحترز به أيضا عن فحل الضراب ،فإنه يصح وقفششه لششه ،وإن لششم تجششز إجششارته لششه ،إذ
يغتفر في القربة ما ل يغتفر في المعاوضة) .وقوله :وهي باقية( أي تفيششد مششا ذكششر ،والحششال أنهششا
باقية ،واحترز به عما يفيششد ،لكششن باسششتهلكه ،كالمطعومششات ،فجميششع هششذه المحششترزات ل يصششح
وقفها )قوله :لنه( أي الوقف ،وهو علة لشتراط كششون العيششن تفيششد فششائدة وهششي باقيششة ،أي وإنمششا
اشترط ذلك لكون الوقف إنما شرع ليكون صدقة جارية ،ول يكون كشذلك إل إن حصشل النتفشاع
بالعين مع بقائها) .قوله :وذلك( اسم الشارة يحتمل عوده علششى وقششف فششي قششوله صششح وقششف ،أي
وذلك الوقف الصحيح بسبب استكمال القيود كائن كوقف شحر الششخ ،ويحتمششل عششوده علششى العيششن
المستكملة لما ذكر وتذكير اسم الشارة على تأويلها بالمذكور ،أي وذلك المذكور من العين الششتي
يصح وقفها كائن كوقف الخ .لكن ل بد عليششه مششن تأويششل وقششف بموقششوف ،وتكششون الضششافة مششن
إضافة الصفة للموصوف ،أي كشششجر وقششف لريعششه الششخ .فتنبششه )قشوله :لريعششه( أي نمششائه متعلششق
بوقف ،أي وقفه لجل تحصيل ريعه )قوله :وحلي للبس( أي وكوقشف حلشي للبسشه )قشوله :ونحشو
مسك( معطوف على شجر :أي وكوقف نحو مسك كعنبر لجل شمه ،وقوله لشم ،خرج به ما إذا
كان للكل ،فل يصح وقفه .قال في شرح الروض ،قال الخوارزمي وابن الصششلح يصششح وقششف
المشموم الدائم نفعه ،كالعنبر والمسك .اه) .قوله :وريحان مزروع( معطششوف علششى نحششو مسششك،
من عطف الخاص على العام ،أي وكوقف ريحان مزروع لجل شمه ،فيصششح ،لنششه يبقششى مششدة.
وفيه أيضا نفع آخر ،وهو التنزه ،ول بد أن يكون للشم ،ل للكل ،وإل فل يصح أيضا .واحششترز
بالمزروع ،عن المحصود ،فل يصح وقفه ،لسرعة فسششاده )قششوله :بخلف عششود البخششور( أي فل
يصح وقفه.
] [ 189
)وقوله :لنه الخ( علة لمقدر ،أي وإنما لم يصح وقفه ،لنه ل ينتفع به إل باسششتهلكه ،أي
بزوال عينه )قوله :والمطعوم( أي وبخلف المطعوم ،فهو معطوف على عود البخششور) .وقششوله:
لن نفعه الخ( علة لمقدر أيضا ،أي فل يصح وقف المطعوم ،لن النفع به إنما يكون في إهلكه.
وهذه العلة عين العلة المارة ،فلو حذف تلك ،وجعل هذه علة للمعطوف والمعطشوف عليشه ،لكشان
أخصر )قوله :وزعم ابن الصلح الخ( مبتدأ .وقوله اختيار له ،أي لبن الصلح ،خبره :أي وإذا
كان مجرد اختيار له فقط ،فل يعترض به على عدم صحة وقف المطعششوم )قششوله :ويصششح وقششف
المغصوب( أي ويصح للمالك أن يوقف العين التي غصبت عليه ،لنها ليس فيها إل العجششز عششن
صرف منفعتها إلى جهة الوقف في الحال ،وذلك ل يمنع الصحة) .قوله :وإن عجز( أي الواقف،
)وقوله :عن تخليصه( أي المغصوب من الغاصب )قوله :ووقف العلششو( أي ويصششح وقششف العلششو
فقط من دار أو نحوها ،دون سفلها) ،وقوله :مسجدا( عبارة الفتح :ولو مسششجدا .اه .وهششي أولششى،
لفادتها التعميم )قوله :والوجه صحة وقف المشششاع( أي كجششزء مششن دار أو مششن أرض .ويصششح
وقفه ،وإن جهل قدر حصته أو صفتها ،لن وقف عمر السابق ،كان مشاعا ،ول يسششري للبششاقي،
ولو كان الواقف موسرا ،بخلف العتق) .وقوله :وإن قل( أي المشاع الموقوف مسششجدا ،والغايششة
للرد ،كما تفيده عبارة النهاية ،ونصها ،ول فششرق فيمششا مششر بيششن أن يكششون الموقششوف مسششجدا هششو
القل أو الكثر ،خلفا للزركشي ومن تبعه اه .ولو أخرها عن قششوله ويحششرم المكششث الششخ ،لكششان
أولى ،لن مراد النهاية بقوله فيما مر ،حرمة المكث) ،وقوله :مسجدا( مفعول وقف ،والولى أن
يأخذه غاية ،بأن يقول :ولو مسششجدا ،كمششا يفيششده إطلق المنهششاج ،وعبششارته :ويصششح وقششف عقششار
ومنقول ومشاع .اه .قال في النهاية :وشمل كلمه ما لو وقف المشاع مسجدا .اه) .قوله :ويحششرم
المكث فيه( أي في المشاع الموقوف مسجدا ،وفي شرح الروض ،وأفتى البارزي بجواز المكششث
فيه ،ما لم يقسم .اه .وفي النهاية :وتجب قسمته لتعينها طريقا ،ومششا نششوزع بششه مششردود ،وتجششويز
الزركشي المهايأة هنا بعيد ،إذ ل نظير لكونه مسجدا في يششوم وغيششر مسششجد فششي آخششر .اه .وفششي
البجيرمي :وتصح فيه التحية دون العتكاف ،لن العتكاف ،ل يصح إل في المسششجد الخششالص،
ول يجوز فيه التباعد عن المام أكثر من ثلثمائة ذراع بين المصلين .اه) .وقوله :تغليبششا للمنششع(
أي منع المكث الذي هو مقتضى الوقف به على جواز المكث الذي هو مقتضى الملششك .ولششو قششال
تغليبا للوقف على الملك ،أي للجزء الموقوف على الجزء المملوك ،لكان أولى .قال فششي المغنششي:
)فإن قيل( ينبغي عدم حرمة المكث فيما إذا كان الموقوف مسششجدا أقششل ،كمششا أنششه ل يحششرم حمششل
التفسير إذا كان القرآن أقل على المحدث) .أجيب( بششأن المسششجدية هنششا شششائعة فششي جميششع أجششزاء
الرض ،غير متميزة في شئ منها ،فلم يمكششن تبعيششة القششل للكششثر ،إذ ل تبعيششة إل مششع التمييششز،
بخلف القرآن ،فإنه متميز عن التفسير ،فاعتبر الكثر ،ليكون البششاقي تابعششا .اه) .قششوله :ويمتنششع
اعتكاف الخ( عبارة التحفة ،ومر في مبحث خيار الجارة أنه يتصششور لنششا مسششجد تملششك منفعتششه،
ويمتنع نحو اعتكاف وصلة فيه من غير إذن مالك المنفعة اه) .وقوله :ومر الخ( عبارته هنششاك،
ومما يتخير به أيضا ما لو استأجر محل لدوابه فوقفه المؤجر مسجدا ،فيمتنع عليه تنجيسششه وكششل
مقذر له من حينئذ ،ويتخير ،فإن اختار البقاء ،انتفع بشه إلششى مضشي المششدة ،وامتنشع علششى الواقششف
وغيره الصلة ونحوها فيه بغير إذن المستأجر ،وحينئذ ،يقال لنا مسجد منفعتششه مملوكششة الششخ اه.
إذا علمت ذلك ،تعلم أن عبارة الشارح سقطا من النساخ )قوله :بششوقفت الششخ( متعلششق بقششوله صششح
وقف عين ،وهو شرع في بيان الصيغة ،وقششد تقششدم بيششان شششروطها ،فل تغفششل) .وقششوله :وسششبلت
وحبست( بتشديد الباء فيهما ،وهما من الصرائح ،على الصحيح ،لشتهارهما فيه شرعا وعرفششا.
أما الول ،وكل ما كان مشتقا من لفظ الوقف فصريح قطعا
] [ 190
)قوله :كذا على كذا( متعلقان بكل من وقفت وما بعده .قال في المغني ،فششإن لششم يقششل علششى
كذا ،لم يصح .اه) .قوله :أو أرضي موقوفه أو وقف عليه( أي أو قال ذلششك ،وهششو مششن الصششريح
بل خلف ،كما علمت )قوله :فصريح في الصح( تصريحه بالصراحة هنا وعدم تصششريحه بهششا
فيما سبق ،يفيد أن جميع ما سبق متفق على صراحته ،مع أنه ليس كذلك ،لن بعضه متفق عليششه
وهو ما كان مشتقا من لفظ الوقف ،وبعضه مختلف فيه وهو ما عداه ،كمششا تقششدم ،فكششان عليششه أن
ينص على ذلك ،وإنما كان ما ذكر صريحا فششي الصششح ،لن لفششظ التصششدق مششع هششذه القششرائن ل
يحتمل غير الوقف )قششوله :ومششن الصششرائح الششخ( أي علششى الصششح )قششوله :فيصششير( أي المكششان.
)وقوله :به( أي بقوله جعلت الخ )قشوله :وإن الشخ( غايشة فششي صشيرورته مسشجدا بقشوله المششذكور
)قوله :ول أتي بشئ مما مر( أي :مشن قشوله ل يبشاع ول يشوهب ول يشورث )قشوله :لن المسشجد
الخ( علة لصيرورته مسجدا بذلك ،أي أنه يصير مسجدا بمجرد قوله جعلته مسجدا ،لن المسششجد
ل يكون إل وقفا ،فأغنى لفظه عن لفظ الوقف ونحشوه )قشوله :ووقفتشه للصشلة الشخ( أي وإذا قشال
الواقف وقفت هذا المكان للصلة فهو صششريح فششي مطلششق الوقفيششة )قششوله :وكنايششة فششي خصششوص
المسجدية ،فل بد من نيتها( فإن نوى المسجدية ،صار مسجدا ،وإل صار وقفا على الصلة فقط،
وإن لم يكن مسجدا ،كالمدرسة )قوله :في غير الموات( ل يظهششر تعقلششه بمششا قبلششه ،فكششان الولششى
إسقاطه ،أو تأخيره وذكره بعد قوله فلو بنى بناء علششى هيئة مسششجد الششخ ،كمششا فششي التحفششة ،وفتششح
الجواد ،وعبارة الثاني ،ووقفته للصلة صريح في الوقفية ،وكناية فششي خصششوص المسششجدية ،فل
بد من نيتها ،بخلف البناء علششى هيئة المسششجد ،فششإنه غيششر كنايششة ،وإن أذن فششي الصششلة فيششه ،إل
بموات ،فيصير مسجدا بمجرد البناء مع النية ،خلفا للفارقي ،لن اللفظ إنما احتيج إليششه لخششراج
ما كان في ملكه عنه ،وهذا لم يدخل في ملك من أحياه مسجدا ،فلم يحتج للفظ ،وصار للبناء حكم
المسجد تبعا ،ومن ثم اتجه جريان ذلك في بناء مدرسة أو ربششاط أو حفششر بئر وإحيششاء مقششبرة فششي
الموات بقصد التسبيل .اه .ويحتمل على بعد أنه مرتبط بكلم المتن فيكون خبرا لمبتدأ محذوف،
أي ما ذكر من كون صحة الوقف بوقفت الخ في غيششر المششوات ،أمششا فششي المششوات ،وهششو الرض
التي لم تعمر قط ،أو عمرت جاهلية ،فيصح الوقف من غير ذلك )قوله :مششن أنششه الششخ( الصششواب
إسقاط لفظ من ،ول يصح جعلها زائدة ،لنها ل تزاد في الثبششات إل علششى رأي ضششعيف ،وقششوله
لو عمر ،بتخفيف الميم ،من العمارة ،أما بالتشديد ،فمن التعمير في السن ،أي طول الجل ،ومششن
الول ،قوله تعالى) * :إنما يعمر مساجد ال( * ) (1ومن الثاني ،قوله تعالى) * :يششود أحششدهم لششو
يعمر ألف سنة( * )) * ،(2أو لم نعمركم( * ) (3الية .اه .ش ق) .وقوله :ولششم يقششف آلتششه( أي
التي حصلت العمارة بها ،من خشب ،وحجر ،ونحوهما ،وضميره يعود علششى الشششخص المعمششر،
كضمير الفعل قبله )قوله :كانت( أي اللت ،وهششو جششواب لششو) .وقششوله :عششارة لششه( أي للمسششجد.
)وقوله :يرجع الخ( بيان لحكم العارية .وفي النهاية :وقششول الرويششاني لششو عمششر الششخ يمكششن حملششه
على ما إذا لم يبن بقصد المسجد ،والقول بخلفه على ما إذا بني بقصد ذلششك .وفششي كلم البغششوي
ما يرد كلم الروياني .اه .وقوله وفي كلم البغششوي ،هششو مششا سششيذكره الشششارح قريبششا بقششوله قششال
البغوي في فتاويه الخ ،كما في التحفة )قوله :لما أضيف( أي للمسجد،
) (1سورة المائدة ،الية (2) .18 :سورة البقرة ،الية (3) .96 :سورة الفاطر ،الية.37 :
] [ 191
والجار والمجرور متعلق بيثبت) .وقوله :من الرض( بيشان لمششا) .وقشوله :حشوله( متعلشق
بأضيف ،أي أضيف حول المسجد )قوله :إذا احتيج إلى توسعه( أي المسششجد ،أي ولششم يوقششف مششا
أضيف له مسجدا أيضا ،وإل ثبت له حكم المسجد ،كما هو ظاهر )قوله :وعلم ممشا مشر( أي مشن
قول المصنف صح وقف بوقفت الخ )قشوله :ول يشأتي فيشه( أي الوقشف خلف المعاطشاة ،وفشارق
نحو البيع بأنها عهشدت فيششه جاهليشة ،فشأمكن تنزيشل النششص عليهششا ،ول كششذلك الوقشف .اه .تحفشة.
والنص هو قوله :إنما البيع عن تراض ،فحمل على البيع المعروف لهم ،ولو بالمعاطاة عقششد مششن
يقول بها .اه .ع ش )قوله :فلو بنى الخ( مفششرع علششى قششوله ول يششأتي فيششه الششخ )قشوله :لششم يخششرج
بذلك( أي بما ذكر من البناء على هيئة المسجد والذن بإقامة الصلة فيه عن كونه ملكا له ،وهذا
في غير الموات ،أما فيه فل يحتاج إلى لفظ ،كما مر آنفا )قوله :كما إذا الخ( الكاف للتنظيششر :أي
وهذا نظير ما لو بنى مكانا على هيئة مقبرة وأذن في الدفن ،فإنه ل يخرج بذلك عن ملكه )قوله:
بخلف ما لو أذن في العتكاف( أي بخلف ما لو بنى على هيئة مسجد وأذن في العتكاف فيششه
فإنه يصير مسجدا بذلك ،قال في التحفة :ويوجه ما فيه بأن العتكاف يستلزم المسششجدية ،بخلف
نحو الصلة .اه .وكتب سم ما نصه :المتجه أن مجرد الذن في العتكاف فيه ليس إنشششاء لششوقفه
مسجدا ،بل متضمن للعتراف بذلك ،فل يصير مسشجدا فششي نفششس المشر بمجشرد ذلششك .م ر .اه.
)قوله :لو قال( أي مالك أرض )قوله :لقيم المسجد( أي للقائم على عمارته )قششوله :صششار لششه( أي
اللبن )قوله :وليس له( أي للقائل لقيم المسشجد مششا ذكشر) .وقشوله :نقضشه( بفتشح النشون ،أي هشدمه
وأخذ لبنه ،ويحتمل أنه بكسر النون بمعنى المنقوض ،أي ليششس لششه إذا خششرب المسششجد منقوضششه،
والمراد اللبن الذي قطع من أرضه ،بل حكمه حكم بقية آلت المسجد .قال في القششاموس :النقششض
للبناء ،والحبل والعهد ضد البرام ،كالنتقاض ،والتناقض ،وبالكسر :المنقوض .اه) .قوله :وله(
أي للقائل ما مر) .وقوله :استرداده( أي اللبن ،أي الرجوع فيه) ،وقوله :قبل أن يبني به( أي قبل
أن يبني المسجد بذلك اللبن )قششوله :وألحششق البلقينششي بالمسششجد فششي ذلششك( لششم يتقششدم لسششم الشششارة
مرجع ،فلعل في العبارة سقطا من الناسخ يعلم من عبارة التحفشة ونصششها :نعششم بنشاء المسششجد فشي
الموات تكفي فيششه النيششة ،ثششم قششال :وألحششق السششنوي بالمسششجد فششي ذلششك نحششو المششدارس والربششط،
والبلقيني أخذ منه أيضا البئر المحفورة للسبيل والبقعة المحياة مقبرة الششخ .اه .ومثلششه فششي النهايششة
ومغني الخطيب .وكتب ع ش :قوله في ذلك ،أي أنه يصير وقفا بنفس البناء .اه) .قوله :فيصششير
كذلك( أي وقفا بمجرد بنائه )قوله :وضششعفه بعضششهم( أي ضششعف مششا قششاله الشششيخ .وفششي التحفششة،
واعترض بعضهم ما قاله الشيخ بأنه قرعه على طريقة ضششعيفة .اه) .قشوله :ويصششح وقششف بقششرة
على رباط ليشرب لبنها من نزله ،أو ليباع نسلها لمصالحه( قال في الروض وشرحه :وإن أطلق
فل يصح ،وإن كنا نعلم أنه يريد ذلك ،لن العتبار باللفظ ذكره في الروضة عششن القفششال ،ونقلششه
عن الرافعي أواخر الباب مع نظيره فيما لو وقف شيئا على مسجد كششذا ولششم يششبين جهششة مصششرفه
لكنه قال عقبهما ،ومقتضى إطلق الجمهور الصحة .اه) .قوله :وشرط له الخ( شروع فششي ذكششر
شروط الوقف ،وذكر ثلثة منها ،وهي التأبيد ،والتنجيز ،وإمكان التمليك .والثاني في الحقيقة من
شروط الصيغة ،والثالث
] [ 192
للموقوف عليه ،كما تقدم بيانه أول البششاب )قشوله :تأبيششد( قششال البجيرمششي ،معنشى تأبيششده أن
يقف على ما ل ينقرض عادة ،كالفقراء والمساجد ،أو على من ينقرض ثم على مششن ل ينقششرض،
كأولد زيد ،ثم الفقراء )قوله :فل يصح تششأقيته( أي لفسششاد الصششيغة بششه ،إذ وضششعه علششى التأبيششد،
وسواء في ذلك طويل المدة وقصيرها .نعم ،ينبغي أن يقال لششو وقفششه علششى الفقششراء ألششف سششنة أو
نحوها مما يبعد بقاء الدنيا إليه ،صح ،كما بحثششه الزركشششي ،كششالذرعي ،لن القصشد منشه التأبيششد
دون حقيقة التأقيت ،ومحل فساد الصيغة به فيما ل يضاهي التحرير ،أي يشابهه ،في انفكاكه عن
اختصاص الدميين ،أما فيما يضاهيه ،كالمسجد والربشاط والمقشبرة :كقشوله جعلتشه مسشجدا سشنة،
فإنه يصح مؤبد ويلغو التأقيت ،كما لو ذكر فيه شرطا فاسدا )قوله :كوقفته على زيد سنة( تمثيششل
للمؤقت .قال في شرح الروض :نعم إن عقبه بمصرف آخر ،كأن وقف على أولده سنة ،ثم على
الفقراء ،صح .وروعي فيه شرط الواقف .نقله الخوارزمي .اه) .قوله :وتنجيششز( معطششوف علششى
تأبيد :أي وشرط له تنجيز )قوله :فل يصح تعليقه( أي الوقف ،لنه عقد يقتضي إزالة الملششك فششي
الحال ،ومحله أيضا فيما ل يضاهي التحرير ،فلو قال إذا جشاء رمضششان فقششد جعلششت هشذا المكشان
مسجدا ،صح ،كما ذكره ابن الرفعة ،ول يصير مسجدا إل إذا جاء رمضان .وأفهم كلمه أنه لششو
نجز الوقف وعلق العطاء ،صح ،كوقفته على زيششد ،ول يصششرف إليششه إل أول شششهر كششذا مثل،
وهو كذلك ،كما نقله البجيرمي ،عن الزركشي ،عن القاضي حسششين) ،قششوله :نعششم يصششح( تعليقششه
بالموات استثناء من عدم صحة التعليششق ،والمششراد بششه مطلششق الربششط ،ولششو لششم يكششن بواسششطة أداة
الشرط ،كمثاله المذكور بعد ،ومثال ما كان بواسطة الداة ،إذا مت فداري وقف على كذا أو فقششد
وقفتها ،بخلف إذا مت وقفتها فإنه ل يصح ،كما في التحفة ونصششها ،نعششم يصششح تعليقششه بششالموت
كإذا مت فداري وقف على كذا أو فقد وقفتها ،إذ المعنى فاعلموا أني قششد وقفتهششا ،بخلف إذا مششت
وقفتها .والفرق أن الول إنشاء تعليق ،والثاني تعليق إنشاء ،وهو باطل ،لنه وعد محض .ذكششره
السبكي .اه) .قوله :قال الشيخان وكأنه وصية( أي وكأن المعلق بالموت وصية ،أي في حكمهششا.
وفي الرشيدي ما نصه :قال الشارح في شرحه للبهجة) .والحاصل( أنه يصح ويكون حكمه حكم
الوصايا في اعتباره من الثلششث ،وفششي جششواز الرجششوع عنششه ،وفششي عششدم صششرفه للششوارث ،وحكششم
الوقاف في تأبيده ،وعدم بيعه وهبته وارثه .اه) .قوله :لقول القفال الشخ( تعليشل لكشونه فششي حكشم
الوصية ،أي وإنما كان في حكمها لقول القفشال أنشه لشو عرضششها ،أي الششدار ،المعلششق وقفهشا علششى
الموت للبيع ،كان عرضه المششذكور رجوعششا عششن الوقششف المششذكور ،كالوصششية ،فششإنه لششو عششرض
الموصي ما أوصى به للبيع ،كان رجوعا .ويفرق بينه وبين المدبر ،حيث كان العرض فيه ليششس
رجوعا ،بل ل بد من البيع بالفعل ،بأن الحق المتعلق به ،وهو العتششق ،أقشوى ،فلششم يجشز الرجشوع
عنه إل بنحو البيع دون العرض عليه ،كذا في التحفة والنهايششة )قششوله :وإمكششان تمليششك( معطششوف
على تأبيد ،أي وشرط له إمكان تمليك الواقف للموقششوف عليشه العيشن الموقوفشة ،ففاعشل المصششدر
محششذوف ،والعيششن مفعششوله .والولششى :وإمكششان تملكششه -كمششا عششبر بششه فششي المنهششج -وشششرط فششي
الموقوف عليه عدم المعصية ،فلو قال وقفت علششى زيششد ليقتششل مششن يحششرم قتلششه أو علششى مرتششد أو
حربي ،لم يصح )قوله :إن وقف على معين( قيد في هذا الشرط ،وخششرج بششه ،مششا إذا وقششف علششى
جهة فيصح الوقف بدون هذا الشششرط ،أعنششي إمكششان تمليكششه ،نعششم ،يشششترط فيهششا عششدم المعصششية.
وعبارة المنهج مع شرحه ،وشرط في الموقشوف عليشه إن لشم يتعيششن ،بشأن كششان جهششة عشدم كشونه
معصية فيصح الوقف على فقراء وعلى أغنياء ،وإن لم تظهر فيهشم قربشة ،نظشرا إلشى أن الوقشف
تمليك ،كالوصية ،ل على معصية ،كعمارة كنيسة للتعبد .وشرط فيه ،إن تعين مع ما مر ،إمكششان
تملكه للموقوف عليه من الواقف ،لن الوقف تمليك للمنفعة .اه) .قوله :واحد أو جمششع( بششدل مششن
معين أو صفة له )قوله :بأن يوجد الخ( تصوير لمكان التمليك .أي أنه مصور بوجود الموقششوف
عليه حال الوقف خارجا متأهل للملك
] [ 193
)قوله :فل يصح الوقف على معدم( أي لعدم وجششوده خارجششا حششال الوقششف ،فهششو ل يمكششن
تمليكه )قوله :كعلى مسجد سيبني( أي كأن يقول :وقفت هذا على مسجد ،وهشو معشدوم )قشوله :أو
على ولده ول ولد له( أي أو قال وقفششت هششذا علششى أولدي ،والحششال أنششه ل أولد لششه ،فل يصششح،
ومحله إن لم يكن له ولد ولد ،وإل حمل عليه قطعا ،صيانة للفظ عن اللغشاء ،فلششو حشدث لشه ولشد
بعد ذلك ،فالظاهر الصرف إليه ،لوجود الحقيقة ،وأنه يصششرف لولششد الولششد معششه فل يحجبششه ،بششل
يشتركان .أفاده م ر .اه .ش ق )قوله :أو على من سيولد لي( أي أو قال وقفششت علششى مششن سششيولد
لي )قوله :ثم الفقراء( راجع للجميع ،ويحتمل رجوعه للخير فقط) .وقوله :لنقطششاع أولششه( علششة
لعدم الصحة في الجميع ،أي ل يصح الوقف على مسششجد سششيبني ،أو علششى ولششده ول ولششد لششه ،أو
على من سيولد له ،لنقطاع أوله ،والوقف المنقطع الول باطل ،لتعذر الصرف إليه حششال ،ومششن
بعده فرعه ،ولو لم يذكر بعد الول مصرفا ،فهو باطل بالولى ،لنه منقطششع الول والخششر كمششا
سيأتي )قوله :أو على فقراء أولده( أي أو قال وقفششت هششذا علششى فقششراء أولدي )قششوله :ول فقيششر
فيهم( أي والحال أنه ل فقير في أولده موجود حال الوقف ،فإن كان فيهششم فقيشر صشح ،وصششرف
للحادث فقره ،لصحته على المعدوم تبعا ،كما سيأتي ،ومثله ما لو وقف على أولده وليششس عنششده
إل ولد واحد ،فإنه يصح ،ويصرف للحادث وجوده )قوله :أو علشى أن يطعشم( بالبنشاء للمجهشول،
وهو يطلب مفعولين :فالمساكين نائب فاعل ،وهو مفعوله الول ،وريعه مفعششوله الثششاني ،ويصششح
العكس ،عمل بقول ابن مالك :وباتفاق قد ينوب الثان من باب كسا فيما التباسه أمن )وقشوله علشى
رأس قبره( أي قبر نفسه والحال أنه حي .وإنما لم يصح الوقف على ما ذكر ،لنششه حينئذ منقطششع
الول ،لنهم ل يطعمون من ريعه على قبره وهو حششي ،وكتششب سششم مششا نصششه :قششوله أو علششى أن
يطعم المساكين ريعه ،كيف يصدق هنا المعيشن حشتى يحتشاج إلشى إخراجشه بإمكشان تمليكشه بشدليل
جعله في حيز التفريع ؟ اه) .قوله :بخلف قبر أبيه الميت( أي بخلف ما لو وقف على أن يطعم
المساكين ريعه على قبر أبيه الميت فإنه يصح ،وذلك لعدم انقطاع الول ،لبيششان المصششرف أو ل
)قوله :وأفتى ابن الصلح بأنه( أي الواقف )قوله :على قششبره( أي قششبر نفسششه )قششوله :بعششد مششوته(
متعلق إما بيقرأ فتكون هذه الصورة الوقف فيها منجز وإل عطاء معلق على القراء ببعد الموت،
أو بوقف فيكون الوقف فيها معلقششا ببعشد المشوت .وحينئذ فيكششون مشا أفششتى بشه ابشن الصششلح عيشن
الصورتين اللتين سيذكرهما الشارح بقوله بخلف وقفته الن أو بعد مشوتي علششى مشن يقششرأ علشى
قبري الخ .فتنبه )قوله :فمات ولم يعرف له قبر( أي والحال أنه لم يعششرف قششبره ،فششإن عششرف لششه
قبر :لم يبطل ،كما سيذكره الشارح) ،وقوله :بطل( أي الوقف .قال في التحفة ،وكششأن الفششرق ،أي
بين مسألة الطعام ومسششألة القششراءة ،أن القششراءة علششى القششبر مقصششودة شششرعا ،فصششحت ،بشششرط
معرفته ،ول كذلك الطعام عليه ،على أنه يأتي تفصيل في مسألة القراءة على القبر ،فششاعلمه اه.
وذلك التفصيل ،هو ما سيذكره الشارح )قوله :ويصح( أي الوقف ،وهذا كالتقييد لقششوله فل يصششح
على معدوم ،أي محله ما لم يكن تبعا للموجود الموقوف عليششه ،وإل صششح )قششوله :ول علششى أحششد
هذين( معطوف على قوله معدوم ،أي ول يصح الوقششف علششى أحششد هششذين ،أي لبهششامه ،والمبهششم
غير صالح للملك .وزاد في التحفة شرط التعيين لخراج هذا )قوله :ول على عمارة مسششجد( أي
ول يصح على عمارة مسجد مبهم لبهامه) .وقوله :إن لم يبينه( أي المسجد فششي صششيغة الوقششف،
فإن بينه ،بأن قال ،وقفت هذا على عمارة المسجد الفلني ،صح
] [ 194
)قوله :ول على نفسه( أي ول يصح الوقف على نفسه ،أي في الصششح ،ول يصششح أيضششا
على جنين ،ول على العبد لنفسه ،لنه ليس أهل للملك .فإن أطلق الوقششف عليششه ،فهششو لسششيده ،إن
كان غير الواقف ،وإل فل يصح أيضا ،ول على بهيمة مملوكششة لنهششا ليسششت أهل للملششك ،إل ان
قصد مالكها فهو وقف عليه .وخرج بالمملوكة :الموقوفة ،كالخيل المسششبلة فششي الثغششور ونحوهششا،
فيصح الوقف عليها .وكذلك الوقف على الرقاء الموقوفين على خدمششة الحششرم والكعبششة المشششرفة
والروضة المنيفة ،فإنه يصح )قوله :لتعششذر تمليشك النسشان الشخ( علشة لعشدم صشحة الوقشف علشى
نفسه ،أي وإنما لم يصح ذلك لتعذر أن يملك النسان ملكه أو المنافع لنفسششه ،وذلششك لنششه حاصششل
ويمتنع تحصيل الحاصل ،وعلى مقابل الصح يصح ،لختلف الجهة ،لن استحقاقه ملكششا غيششره
وقفا .ورده في التحفة بأن اختلف الجهة ل يقوى على دفع ذلشك التعشذر ،ثشم إن الشتردد المسشتفاد
من أو ،في قوله أو منافع ملكه ،مبني على القولين في كون الوقف تمليششك العيششن للموقششوف عليششه
والمنفعة فقط ،والمعتمد الثاني ،وأما العين فهي تنتقل ل تعالى ،بمعنى أنها تنفك عششن اختصششاص
الدميين ،كما سيأتي) ،قوله :ومنه( أي ومششن الوقششف علششى نفسششه الباطششل )قششوله :أن يشششرط( أي
الواقف ،ويبطل الوقف بهذا الشرط) .وقوله :نحو قضاء دينه( دخل تحت نحو أخذه من ريعه مع
الفقراء ،فهو باطل ،كما في المغني )قوله :أو انتفاعه به( أي أو يشرط انتفاعه بششه ،أي بمششا وقفششه
بنحو سكناه فيه .قال ابن حجر :أي ولو بالصلة فيمششا وقفششه مسششجدا .اه .أي فيبطششل الوقششف بهششذا
الشرط ،قال ع ش :ومثل ذلك في البطلن ما وقع السؤال عنه من أن شخصششا وقششف نخيل علششى
مسجد بشرط أن تكون ثمرتها له ،والجريد والليف والخشششب ونحوهمششا للمسششجد )قششوله :ل شششرط
الخ( معطوف على المصدر المؤول من أن ويشرط ،أي ل من الوقششف علششى نفسششه أن يشششرط أن
يشرب من البئر التي وقفها ،أو أن يطالع في الكتاب الذي وقفه ،أي فل يبطل الوقششف بششه )قششوله:
كذا قاله بعض شراح المنهاج( قال في التحفة بعده ،وليس بصحيح ،وكأنه توهمه من قول عثمان
رضي ال عنه في وقف بئر رومة بالمدينششة دلششوي فيهششا كششدلء المسششلمين ،وليششس بصششحيح ،فقششد
أجابوا عنه بأنه لم يقل ذلك على سبيل الشرط ،بل على سبيل الخبار بأن للواقف أن ينتفع بششوقفه
العام ،كالصلة بمسجد وقفه ،والشرب من بئر وقفها ،ثم رأيت بعضهم جزم بأن شرط نحو ذلششك
يبطل الوقف .اه) .قوله :ولو وقششف علششى الفقششراء مثل( أي أو العلمششاء ،أو الغششزاة ،أو نحششو ذلششك
)قوله :ثم صار( أي الواقف )قوله :جاز له الخذ منه( أي من وقفه ويكون كأحششد الفقششراء ،وهششذا
كالستثناء من عششدم صششحة الوقششف علششى نفسششه .وذكششر فششي المغنششي مسششائل كششثيرة مسششتثناة منششه،
وعبارته ،ويستثنى من عدم صحة الوقششف علششى نفسششه مسششائل ،منهششا مششا لششو وقششف علششى العلمششاء
ونحوهم كالفقراء واتصف بصفتهم ،أو على الفقراء ثم افتقر ،أو على المسلمين كششأن وقششف كتابششا
للقراءة أو نحوها أو قدرا للطبخ فيه أو كيزانا للشرب بها ونحو ذلك ،فله النتفاع معهم ،لنششه لششم
يقصد نفسه ،ومنها ما لو وقف على أولد أبيه الموصوفين بكذا ،وذكر صفات نفسه ،فإنه يصح،
كمششا قششاله القاضششي الفششارقي ،وابششن يششونس ،وغيرهمششا ،واعتمششده ابششن الرفعششة ،وإن خششالف فيششه
الماوردي ،ومنها ما لو شرط النظر لنفسه بأجرة المثل ،لن استحقاقه لها من جهة العمششل ل مششن
جهة الوقف ،فينبغي أن ل تستثنى هذه الصورة ،فإن شرط النظر بأكثر منهشا ،لششم يصششح الوقششف،
ومنها أن يؤجر ملكه مدة يظن أن ل يعيش فوقها ثم يقفه بعد على ما يريششد ،فششإنه يصششح الوقششف،
ويتصرف هو في الجرة ،كما أفتى به ابن الصششلح وغيششره ،ومنهششا أن يرفعششه إلششى حششاكم يششرى
صحته ،كما عليه العمل الن ،فإنه ل ينقض حكمه .اه .وقد ذكر الشارح بعض هششذه المسششتثنيات
)قوله :وكذا لو كان الخ( أي وكذلك يجوز له الخذ منه لو كان فقيرا حال الوقف )قششوله :ويصششح
شرط النظر لنفسه( أي بأن يقول وقفت داري هذه على الفقراء مثل بشرط النظر لي )قوله :ولششو
بمقابل( أي ولشرط النظر بمقابل ،أي بأجرة ،فإنه يصح) ،وقوله :إن كششان الششخ( قيششد فششي صششحته
بمقابل ،أي ويصح به إن كان ذلك المقابل بقدر أجشرة مثشل فأقشل ،وإل بطشل الوقشف ،لنشه وقشف
على نفسه ،كما تقدم،
] [ 195
وكما في شششرح الششروض) ،قششوله :ومششن حيششل الششخ( وهششذا مششن المسششتثنيات المششارة )قششوله:
ويذكر( أي الواقف في صيغة الوقف صفات نفسه ،بأن يقول :علي أعلششم أولد زيششد ،أو أعقلهششم،
أو أزهدهم ،وكان هو المنفرد بذلك الوصف من بين إخوته )قوله :فيصح( أي الوقف )قوله :كمششا
قاله جمع متششأخرون الششخ( خششالف فيششه السششنوي وغيششره تبعششا للغزالششي وللخششوارزمي فششأبطلوه إن
انحصرت الصفة فيه ،والصح لغيره .قششال السششبكي :وهششو أقششرب ،لبعششده عششن قصششد الجهششة .اه.
تحفة) .وقوله :لبعده إلخ( تعليششل لمششا قبشل قشوله والصششح )قشوله :وكشان( أي ابشن الرفعششة ،وقشوله
يتناوله ،أي يأخذ غلة ما وقفه على الفقه من بني الرفعة )قوله :ويبطل الوقششف الششخ( النسششب أن
يذكر مقابل قوله سابقا إن وقف على معين :يأن يقول فإن وقف على جهة اشترط فيه عدم كونهششا
معصية فقط ،كعلى الفقراء ،فإن كانت معصية ،بطل )قوله :كعمارة الكنششائس( أي كششالوقف علششى
عمشارة الكنشائس إنششاء وترميمشا ،ومحلشه إذا كشان للتعبشد فيهشا ،بخلف كنيسشة تنزلهشا المشارة أو
موقوفة على قشوم يسشكنونها ،فيصشح الوقشف علشى عمارتهشا )قشوله :وكوقشف سشلح علشى قطشاع
طريق( أي فهو باطل ،لنه إعانشة علشى معصشية ،والوقشف إنمشا ششرع للتقشرب ،فهمشا متضشادان
)قوله :ووقف على عمارة الخ( أي وكوقف على عمارة قبور غير النبياء والعلمششاء والصششالحين
فششإنه باطششل ،لنششه معصششية للنهششي عنهششا .أمششا قبششور مششن ذكششر ،فششالوقف علششى عمارتهششا صششحيح،
لستثنائها .وعبارة الروض وشرحه ،ويصح الوقششف علششى المششؤن الششتي تقششع فششي البلششد مششن جهششة
السلطان أو غيره ،ل على عمارة القبور ،لن الموتى صائرون إلى البلى ،ول تليق بهم العمارة.
نعم ،ينبغي استثناء قبور النبياء والعلمششاء والصششالحين ،كنظيششره فششي الوصششية ،ذكششره السششنوي.
وينبغي حمله على ما حمله عليه صاحب الذخائر ،ثم من عمارتها ببنششاء القبششاب والقنششاطر عليهششا
علششى وجششه مخصششوص يششأتي ،ثششم ل ببنائهششا نفسششها للنهششي عنششه .اه) .قششوله :يقفششون أمششوالهم فششي
صحتهم( أي في حال صحتهم ،أي أو في حال مرضهم ،بل عدم صششحة الوقششف فيششه أولششى ،بنششاء
على الفتاء المذكور ،وإذا جرينا على صحة الوقف المذكور ،كما هو الوجه ،ووقششف فششي حششال
مرضه ،فل يصح إل بإجازة الناث ،لن التبرع في مرض المشوت علشى بعششض الورثششة يتوقشف
على رضا الباقين )قوله :على ذكور أولدهششم( متعلششق بيقفششون )قششوله :قاصششدين بششذلك( منصششوب
على الحال ،أي حال كونهم قاصدين بالوقف على ذكششور أولدهششم حرمششان إنششاثهم مششن الموقششوف
)قوله :ببطلن الوقف حينئذ( أي حين إذ قصدوا حرمان أناثهم )قوله :قششال شششيخنا ،كالطنبششداوي،
فيه نظر ظاهر( أي في بطلن الوقف نظر ظاهر ،وعبارة شيخه ،وفيه نظر ظاهر ،بششل الوجششه
الصحة ،أما أول ،فل نسلم أن قصد الحرمان معصية ،كيف وقد اتفق أئمتنا ،كأكثر العلماء ،على
أن تخصيص بعض الولد بماله كله أو بعضه هبة أو وقفا أو غيرهما ل حرمة فيششه ،ولششو لغيششر
عذر .وهذا صريح في أن قصد الحرمان ل يحشرم ،لنشه لزم للتخصشيص مشن غيشر عشذر ،وقشد
صرحوا بحله ،كما علمت ،وأمشا ثانيشا :فبتسشليم حرمتشه هشي معصشية خارجشة عشن ذات الوقشف،
كشراء عنب بقصد عصره خمرا ،فكيف يقتضششي إبطششاله ؟ اه) .وقشوله :بششل الششوجه الصششحة( أي
صحة الوقف حينئذ .قال ع ش ،أي مع عدم الثم أيضا .اه) .قوله :ل قبول( معطوف على تأبيششد
)قوله :ولو من معين( غاية في عدم الشتراط ،أي ولو من موقوف عليه معين )قوله :نظرا الخ(
علة لعدم الشتراط ،أي وإنما لم يشترط ذلك نظرا لكون الوقف قربة ،وهي ل يشترط فيهششا ذلششك
)قوله :بل الشرط عدم الرد( أي
] [ 196
عدم رد الموقوف عليه المعين العين الموقوفة )قوله :وما ذكرته في المعين( أي مششن عششدم
اشتراط قبوله )قوله :ونقله في شرح الوسيط عن نص الشافعي( قال في التحفة بعده وانتصششر لششه
جمشع ،بشأنه الشذي عليشه الكشثرون واعتمشدوه ،بشل قشال المتشولي محشل الخلف إن قلنشا إنشه ملشك
للموقوف عليه ،أما إذا قلنا إنه ل تعالى ،فهو كالعتاق .واعترض بششأن العتششاق ل يرتششد بششالرد،
ول يبطله الشرط الفاسد .ويرد بأن التشبيه به في حكم ل يقتضي لحوقه به في غيره )قوله :وقيل
يشترط من المعين القبول( أي فورا ،كالبيع ،وعليه ل يشششترط قبششول مششن بعششد البطششن الول ،بششل
الشرط عدم ردهششم ،وإن كششان الصششح أنهششم يتلقششونهم عششن الواقششف ،فششإن ردوا ،فمنقطششع الوسششط.
واستحسن في التحفة اشتراط قبولهم ،وفي النهاية يشششترط قبششوله إن كششان أهل ،وإل فقبششول وليششه
عقب اليجاب أو بلوغ الخبر ،كالهبة ،والوصية ،إذ دخول عيششن أو منفعششة فششي ملكششه قهششرا بغيششر
الرث بعيد .اه) .قوله :وهو ما رجحششه فششي المنهششاج( عبششارته :والصششح أن الوقششف علششى معيششن
يشترط فيه قبوله .اه .واعتمششد هششذا أيضششا فششي النهايششة وفششي المغنششي ،وعبششارة الخيششر :وبالجملششة
فششالول هششو المعتمششد ،وإلحششاق الوقششف بششالعتقف ممنششوع ،لن العتششق ل يرتششد بششالرد ،ول يبطششل
بالشروط الفاسدة ،بخلف الوقف .اه .ولششم يرجششح واحششدا منهمششا فششي التحفششة ،فانظرهششا) .وقششوله:
كأصله( أي المنهاج وهو المحرر للرافعششي )قششوله :فششإن رد المعيششن( أي الموقششوف عليششه المعيششن
البطن الول ،أو من بعده جميعهششم أو بعضششهم .اه .تحفششة) .وقششوله :بطششل حقششه( أي مششن الوقششف.
وخرج بحقه :أصشل الوقشف ،فشإن كشان الشراد البطشن الول ،بطشل الوقششف ،أو مشن بعشده فمنقطششع
الوسط ،وفششي سششم مششا نصششه :قششوله :بطششل حقشه ،قششال العراقششي فششي النكششت ،أي مشن الوقششف ،كمششا
صححوه .وقشال المشاوردي :مشن العلشة ،فعلشى الول إن كشان البطشن الول صشار منقطشع الول،
فيبطل كله على الصحيح ،أو الثاني ،فمنقطع الوسط .اه) .قوله :سواء شرطنا قبوله أم ل( تعميششم
في بطلن حقه بالرد ،أي يبطل حقه على كل القولين في اشتراط القبول وعششدمه )قششوله :نعششم لششو
وقف الخ( استثناء من بطلن حق المعين برده .قال سم :وكأن وجه الستثناء أن للنسان غرضا
تاما في دوام نفع ورثته ،فوسع له في إلزام الوقف عليهم قهرا ليتم له ذلك الغرض .اه) .وقششوله:
على وارثه الحائز( أي واحدا كان أو أكثر ،كولده ،أو ولديه ،أو ولده وبنته وكان الوقششف بحسششب
نصيبهما ،كأن وقف على البنت الثلث ،وعلششى الولششد الثلششثين .وخششرج بالحششائز ،أي للتركششة كلهششا،
غيره ،كأن وقف على بنته فقط داره ،فإنه ل يلزم إذا ردته وإذا لم ترده يلزم ،لكن محله إذا كششان
في مرض الموت أن يجيز باقي الورثة ،وإل فل يلزم ،كما تقدم )قوله :لزم( أي الوقف) ،وقوله:
وإن رده (،قال في التحفة :أي لن القصد من الوقف دوام الجر للواقف ،فلم يملك الششوارث رده،
إد ل ضرر عليه فيه ،ولنه يملك إخراج الثلث عن الوارث بالكلية ،فوقفه عليه أولى .اه) .قوله:
وخرج بشالمعين( أي فشي قشوله وقيشل يششترط مشن المعيشن) .وقشوله :الجهشة العامشة( أي كشالفقراء
والمساكين) ،وقوله :وجهة التحرير( أي الجهة التي تشششبه التحريششر ،أي العتششق فششي انفكششاكه عششن
اختصاص الدميين) .وقوله :كالمسجد( أي والرباط والمدرسة والمقبرة) ،وقوله :فل قبششول فيششه(
أي فيما ذكر من الجهة العامة وجهة التحرير ،أي فلششو وقششف علششى نحششو مسششجد ،لششم يشششترط فيششه
القبول .قال في التحفة :ولم ينب المام عن المسلمين فيه ،بخلفه في نحو القود ،لن هذا ل بد له
من مباشر ،ول يشترط قبول ناظر المسجد ما وقف عليه ،بخلف مششا وهششب لششه اه) .قششوله :ولششو
وقف( أي مالك الدار مثل) ،وقوله :على اثنين معينين( أي كزيد وعمششرو) ،وقششوله :ثششم الفقششراء(
أي بأن قال وقفت هذه الدار على زيد وعمرو ثم على الفقراء )قوله :فنصيبه( أي الميششت .وقششوله
يصرف للخر .قال في النهاية :ومحله ما لم يفصل ،وإل بأن قال وقفت على كششل منهمششا نصششف
هذا ،فهما وقفان ،كما ذكره السبكي ،فل يكون نصيب الميششت منهمششا للخششر ،بششل القششرب انتقششاله
للفقراء إن قال ثم على الفقراء ،فإن قال ثم من بعدهما على الفقراء ،فالقرب انتقاله للقرب
] [ 197
إلى الواقف ،ولو وقف عليهم وسششكت عمششن يصششرف لششه بعششدهما ،فهششل نصششيبه للخششر أو
لقربششاء الواقششف ؟ وجهششان ،أوجههمششا ،كمششا أفششاده الشششيخ ،الول ،وصششححه الذرعششي ،ولششو رد
أحدهما أو بان ميتا ،فالقياس ،على الصششح ،صششرفه للخششر .اه) .قششوله :لنششه شششرط( أي ضششمنا
بتعششبيره بثششم المفيششدة للششترتيب ل صششراحة ،كمششا هششو ظششاهر) .وقششوله :انقراضششهما( أي الثنيششن
المعينين) ،وقوله :ولم يوجد( أي الشرط ،وهو انقراضهما معا )قوله :ولو انقششرض الششخ( شششروع
في بيان الوقف المنقطع الخر) .واعلم( أن الوقف باعتبار النقطاع ثلثة أقسششام :منقطششع الول،
كوقفته على من سيولد لي .ومنقطع الوسط :كوقفته علشى أولدي ثشم رجشل ثشم الفقشراء ،ومنقطشع
الخر ،كوقفته على أولدي ويصح فيما عدا منقطع الول ،ويصرف في منقطشع الخشر ،لقشرب
الناس إليه رحما .وفي منقطع الوسط يصششرف للمصششرف الخششر كششالفقراء إن لششم يكششن المتوسششط
معينا ،فإن كان معينا ،كالدابة ،فمصششرفه مششدة حيششاته كمنقطششع الخششر )قشوله :أي الموقششوف عليششه
المعين( بيان للفاعل المستتر ،فهو حل معنى ل حل إعراب ،لنه ل يصح حذف الفاعل ،كما مر
غير مرة )قوله :فشي منقطشع آخشر( أي فشي وقشت منقطشع المصشرف الخشر ،فشالتركيب المشذكور
إضافي) .قوله :كأن قال الخ( تمثيل لمنقطع الخر )قوله :ولم يذكر أحدا( أي ممن يصششرف إليشه.
)وقوله :بعد( أي بعد قوله أولدي ،ولو أخر هذا عن قوله أو على زيد ثم نسله ،لكان أولى ،لنششه
لم يزد فيه شيئا بعده أيضا )قوله :أو على زيد ثم نسله( أي أو كأن قال وقفت على زيد ثششم نسششله.
ويدخل في الوقف على الذرية والنسششل والعقششب ،أولد البنششات ،لصششدق اللفششظ بهششم ،كمششا سششيأتي.
)قوله :ونحوهما( أي نحو الولد في المثال الول ،ونحو زيد ونسله في المثال الثششاني) ،وقششوله:
مما ل يدوم( بيان لنحوهما :كأن يقول وقفت على زيد ،ثم عمرو ،ثم رجل )قشوله :فمصششرفه( أي
الوقف بمعنى الموقوف ،والمراد به ريعه وغلته )قوله :القرب رحمششا ل إرثششا( أي القششرب مششن
جهششة الرحششم ،ل مششن جهششة الرث ،فششالمراد بششالقرب ،قششرب الدرجششة والرحششم ،ل قششرب الرث
والعصوبة .فيقدم ابن البنت على ابن العم ،ويستوفي العششم والخششال ،لسششتوائهما درجششة ،قششال فششي
المغني) .فإن قيل( الزكاة وسائر المصارف الواجبة عليه شششرعا ل يتعيششن صششرفها ول الصششرف
منها إلى القارب ،فهل كان الوقف كذلك ؟ )أجيب( بأن القششارب ممششا حششث الشششارع عليهششم فششي
تحبيس الوقف ،لقوله )ص( لبي طلحة :أرى أن تجعلها في القربيششن فجعلهششا فششي أقششاربه وبنششي
عمه .وأيضا الزكاة ونحوها من المصارف الواجبة لها ،مصرف متعين فلم تتعين القارب ،وهنا
ليس معنا مصرف متعين .والصرف إلى القارب أفضل .فعيناه .اه .قال س ل ،ولو كشان الفقيشر
متعددا في درجة فهل تجب التسوية ؟ الظاهر ،نعم .وهو أحد احتمالين لوالد الروياني .وثانيهمششا:
المر إلى رأي الحاكم .اه) .قوله :إلششى الواقششف( متعلششق بششالقرب) .قششوله :يششوم انقراضششهم( ،أي
الموقوف عليهم ،والولى انقراضه ،بششإفراد الضششمير ،لن مرجعششه مفششرد ،وهششو الموقششوف عليششه
المعيششن )قششوله :كششابن البنششت( تمثيششل للقششرب رحمششا ل إرثششا )قششوله :وإن كششان هنششاك الششخ( غايششة
لمحذوف ،أي يعطي ابن البنت ،وإن كان هناك ابن أخ فششابن البنششت مقششدم عليششه ،وإن كششان الول
غير وارث ،والثاني وارث) .وقوله :مثل( أدخل ابن العم )قوله :لن الصدقة الششخ( تعليششل لكششونه
يعطى للقرب بعد انقراض الموقوف عليه ،أي وإنما أعطى للقرب لن الصدقة علششى القششارب
أفضل لما فيه من صلة الرحم )قوله :وأفضل منه( أي من هشذا الفضشل) .وقشوله :الصشدقة علشى
أقربهم( أي أقرب القارب ،كأن اجتمع ابن بنت وابن بنت بنت فالصدقة على الول
] [ 198
أفضل منها على الثاني) .وقوله :أفقرهم( أي أشدهم فقرا واحتياجا) .قوله :ومششن ثششم الششخ(
أي ومن أجل أنه إنما يصرف على القرباء لكون الصدقة عليهم أفضل يجب اختصششاص الوقششف
بالفقير منهم لن الصدقة غالبا إنما تكون له )قوله :فإن لم يعرف أربششاب الوقششف( أي جهششل أهلششه
المستحقون لريعه وصريح عبارته ،أنششه فششي هششذه الحالششة يصششرف لمصششالح المسششلمين .وصششريح
التحفة والنهاية وشرح الروض والمنهشج ،أنشه يصشرف للقشرب إلشى الواقشف كمشا إذا انقرضشوا.
وعبارة المنهاج مع التحفة ،فإذا انقرض المذكور ،ومثله ما لو لم تعرف أرباب الوقف ،فششالظهر
أنه يبقى وقفا ،وأن مصرفه أقرب الناس رحما .اه) .وقوله :أو عرف( الصششواب :عرفششوا ،بششواو
الجمع لن المرجع جمع وهو أرباب ومقاد هذا أن أرباب الوقف إذا عرفشوا ولشم يكشن لشه أقشارب
فقراء يصرف للمصالح .وفيه نظر ،لنهم حينئذ هم المسششتحقون لششه مطلقششا .وعبششارة التحفششة ولششو
فقدت أقاربه أو كانوا كلهم أغنياء على المنقول صرفه المام في مصالح المسلمين الخ اه .وهششي
ظاهرة .ولو قال ،فإن لم يكن له أقارب فقراء بل كانوا أغنياء صرفه المام في مصالح المسلمين
لكان أولى وأخصر )قوله :وهم( أي الغنياء) ،وقوله :من حرمت عليه الزكاة( والغني فششي بششاب
الزكاة هو من عنده مال يكفيه العمر الغالب أو كسب يليق به )قوله :صششرفه المششام الششخ( جششواب
فإن) .وقوله :في مصالح المسلمين( أي كسد الثغور وعمارة الحصون وأرزاق القضششاة والعلمششاء
والئمة والمؤذنين )قوله :وقال جمع الخ( مقابل قوله فمصرفه القرب رحمششا إلششى الواقششف ،فهششو
مرتبط بالمتن .وعبارة المنهششاج ،والظهششر أنشه يبقششى وقفششا وأن مصششرفه القششرب .اه .وقششال فششي
المغني ،والثاني :أي مقابل الظهر ،يصرف إلى الفقراء والمساكين لن الوقشف يشؤول إليهشم فشي
النتهاء )قوله :أي ببلد الموقوف( أي أن المششراد بششالفقراء والمسششاكين مششن كششانوا ببلششد الموقششوف،
ومثله في شرح الروض وعبارته ،وقياس اعتبار بلد المشال فشي الزكشاة اعتبشار بلشد الوقشف حشتى
يختص بفقرائه ومساكينه .قاله الزركشي .اه .وفي النوار خلفه ،وهو أنه ل يختص بفقراء بلششد
الموقوف ،بخلف الزكاة ،كذا النهاية) .قوله :ول يبطل الوقف على كل حششال( أي سششواء قلنششا إن
مصرفه القرب رحما أو الفقراء والمساكين )قوله :بل يكون مستمرا عليه( يقرأ مستمرا بصششيغة
اسم المفعول وعليه نائب فاعله والضمير المستتر في يكون وفيه عليه يعود على الوقف ،أي بششل
يكون الوقف مجري عليه دائما )قوله :إل فيما لششم يششذكر المصششرف( أي إل فششي حالششة عششدم ذكششر
المصرف رأسا فيبطل .فما مصدرية ومششا بعششدها مششؤول بالمصششدر والسششتثناء منقطششع ،إذ الكلم
الذي قبل الستثناء مخصوص بمنقطع الخر ،وهذا ليس كذلك ،ويحتمل جعل السششتثناء متصششل
لكن يجعل المراد بقوله السابق في كل حال منقطع الول ومنقطع الوسط ومنقطع الخر ،وما لششم
يذكر المصرف رأسا فيكون المستثنى منه شامل للمستثنى ثم أخرج المستثنى عنه بأداة الستثناء
لكن عليه ل يلئم قوله ول يبطل الوقف إلى آخششر مششا قبلششه ،فيصششير مسششتأنفا )قششوله :وإنمششا صششح
أوصيت بثلثي( أي مع عدم ذكر الموصى له ،وهذا جواب عن سششؤال وارد علششى بطلن الوقششف
حين عدم الموقوف عليه ،وحاصله أنه كيف يبطل الوقف حينئذ مع أن الوصية تصح بدون ذكششر
الموصى له ؟ فهل كان الوقف كذلك ؟ وحاصشل الجشواب أنشه فشرق بينهمشا :لن غشالب الوصششايا
للمساكين ،فحمل الطلق عليه ،بخلف الوقف )قوله :لن غالب الششخ( أي ولبنششاء الوصششية علششى
المساهلة لصحتها حتى بالمجهول والنجشس ،بخلف الوصشف فيهمشا )قشوله :فحمشل الطلق( أي
فحملت الوصية حال إطلقهشا :أي عشن ذكشر الموصشى لشه) .وقشوله :عليهشم( أي علشى المسشاكين
)قوله :وإل في منقطع الول( أي وإل في حالة عدم ذكر
] [ 199
المصرف الول فيبطل لتعذر الصرف إليه حال )قوله :كوقفته على من يقرأ علششى قششبري
الخ( أي ثم على الفقراء ،لنه تمثيل لمنقطع الول فقط ،وإل كان منقطع الول والخششر ،ومثلششه،
وقفته على ولدي ثم الفقراء ،ول ولد له ،وقوله بعد موتي ،الصششواب إسششقاطه ،وإل لسششاوت هششذه
الصورة صورة وقفته الن على من يقرأ على قبري بعد موتي ،إن جعشل الظشرف متعلقشا بيقشرأ،
وصورة وقفته بعد موتي على من يقرأ على قبري ،إن جعششل متعلقششا بششوقفت ،مششع أن الصششورتين
صحيحتان ،كما سيصرح به قريبا ،ثم رأيته سشاقطا مشن عبشارة التحفشة ،فلعلشه زائد مشن الناسشخ،
)وقوله :أو على قبر أبي وهو حي( أي أو قال وقفته على من يقرأ على قبر أبي ،والحال أن أبششاه
حي )قوله :فيبطل( أي الوقف لعدم ذكر المصرف أول ،إذ ل قبر لهما حال حياتهما ،فضشل عشن
كونه يقرأ عليه) .قوله :بخلف وقفته الن الخ( ذكر صورتين ،صورة فيها تنجيز الوقف وتعليق
العطاء ببعد الموت ،وصورة فيها تعليق الوقف ببعد الموت .ويصح الوقف في كل الصورتين،
إل أنه يكون منجششزا فششي الصششورة الولششى ومنششافعه تكششون للواقششف مششدة حيششاته ،وإذا مششات تنتقششل
الموقوف عليه ،ومعلقا في الصورة الثانية بالموت )قشوله :فشإنه وصششية( راجششع للصششورة الثانيششة،
لنها هي التي الوقف فيها معلق بالموت ،أو المراد ،كما تقدم ،أنه في حكم الوصششية فششي اعتبششاره
من الثلث ،وجواز الرجوع عنه وعدم صرفه للوارث وحكم الوقاف في تأييده وعدم بيعه وهبتشه
وإرثه بعد موته )قوله :فإن خرج( أي الموقوف من الثلث ،أي وفى به الثلث ولم يزد عليه ،وهو
تفريع على كونه وصية ،أي في حكمها) ،وقوله :أو أجيز( أي أو لم يخرج من الثلث ،أي لم يف
به الثلشث بششل زاد عليشه ،ولكشن أجيششز ذلشك الششزائد ،أي أجشازه الورثشة )قشوله :وعششرف قشبره( أي
الواقف ،ومثله قبر أبيه .وقيد به عمل بمفهوم إفتاء ابن الصلح المششار بششأنه إذا جهششل قششبره بطششل
الوقف )قوله :صحت( أي الوصية .وعبارة التحفة ،صح ،أي الوقف ،اه .وهي أولى ،لن الكلم
في الوقف وإن كان في حكم الوصية) ،وقوله :وإل( أي بأن لم يخرج من الثلث بل زاد عليه ولم
يجز الورثة ،وبأن لم يعرف قبره) ،وقوله :فل( أي ل تصح الوصية على عبارته أو الوقف على
عبارة التحفة .ثم إن ظاهره عدم الصحة مطلقا في الصورة الولى المندرجة تحت وإل ،وهي ما
إذا زاد على الثلث ولم تجز الورثة الزائد مع أنه إنما يظهر في الزائد فقط ،فتنبششه )قششوله :وحيششث
صححنا الوقف أو الوصية( فيه أنه لم يتقدم منه خلف في كونه وصية أو وقف حتى يصششح هششذا
التردد منه ،بل جزم بأنه وقف في حكم الوصية على مشا بينتششه )قشوله :كفششى( جشواب حيششث علشى
القول بأنها تتضمن معنى الشرط ،ولو لم تدخل ما الزائدة عليهششا )قششوله :بل تعييششن( أي للقششراءة،
أي ل يشترط ذلك ،بل يكفي قراءة أي سششورة )قششوله :وإن كششان غششالب قصششد الواقششف( أي بقششوله
وقفت هذا على من يقششرأ علششى قششبر أبششي مثل ،وهششو غايششة للكتفششاء بقششراءة أي شششئ مششن القششرآن
)وقوله :ذلك( أي قراءة سورة يس )قوله :هذا( أي ما ذكر من الكتفاء بقراءة شئ من القرآن بل
تعيين الخ )قوله :في البلد( الذي يظهر أن المراد بلد الواقف .فانظره )قوله :بقششراءة قششدر معلششوم(
أي من القرآن ،سواء كان سورة أو بعض سورة يس أو غيرهششا ،فهششو أعششم ممششا بعششده )قششوله :أو
سورة معينة( أي أو بقشراءة سشورة معينشة ،كيشس أو غيرهشا ،وعطفشه علشى مشا قبلشه مشن عطشف
الخاص على العام )قوله :وعلمه( أي علشم ذلششك العششرف المطشرد فششي البلشد )قششوله :وإل( أي بششأن
أطرد عرف في البلد علمه الواقف) .وقوله :فل بد منه( أي مما اطرد به العرف من قششراءة قششدر
معلوم أو سورة معينة )قوله :إذ عشرف البلششد الشخ( تعليشل لكشونه ل بشد مششن العمشل بمششا اطششرد بشه
العرف) .وقوله :في زمنه( أي الواقف) ،وقوله :بمنزلة شششرطه( الجششار والمجششرور خششبر عششرف
)قوله :ولو شرط الخ( شروع في ذكر بعض الشروط التي ل تبطل الوقششف ،وقششوله شششئ يقصششد،
لعل المراد به
] [ 200
الذي ل ينافي الوقف ،ثم رأيت في فتح الجواد ما يؤيده ،وعبارته ،وتبع شششرطه حيششث لششم
يناف الوقف .اه .والشرط الذي ينافيه ،كشرط الخيار لنفسه في إبقاء وقفه الرجوع فيه متى شششاء
أو شرط أن يبيعه وأن يزيد فيه أو ينقص من شششاء وغيششر ذلششك مبطششل للوقششف ،إذ وضششع الوقششف
على اللزوم )قوله :كشرط أن ل يؤجر( أي الموقوف ،وحيئنذ ينتفع به الموقوف عليه بنفسششه ول
يؤجره )قوله :مطلقا( أي عن التقييد بسنة أو غيرها )قوله :أو إل كذا( أي أو كشرط أن ل يؤجر
إل كذا ،كسنة وسنتين )قوله :أو أن يفضل بعض الموقوف عليهم على بعششض( أي أو كشششرط أن
يفضل الخ ،كأن يصرف لزيد مائة ولعمرو خمسون) ،وقوله :أي يسوي بينهم( كأن يصرف لكل
واحد منهم مائة درهم )قوله :أو اختصاص الخ( أي أو كشششرط اختصششاص نحششو مسششجد بطائفششة،
كشافعية ،فل يصلي ول يعتكف به غيرهششم ،رعايشة لغرضششه ،وإن كششره هششذا الشششرط .اه .تحفششة.
وفي سم ما نصه ،في فتاوى السيوطي المسجد الموقوف على معينين :هل يجوز لغيرهششم دخششوله
والصلة فيه والعتكاف بإذن الموقشوف عليهشم ؟ نقشل السشنوي فشي اللغشاز أن كلم القفشال فشي
فتاويه يوهم المنع ،ثم قال السنوي من عنده :والقياس جششوازه ،وأقششول الششذي يترجششح :التفصششيل،
فإن كان موقوفا على أشخاص معينة ،كزيد وعمششرو وبكششر مثل ،أو ذريتششه أو ذريششة فلن ،جششاز
الدخول بإذنهم ،وإن كان على أجناس معينة ،كالشششافعية والحنفيششة والصششوفية لششم يجششز لغيششر هششذا
الجنس الدخول ،ولو أذن لهم الموقوف عليهم ،فإن صرح الواقف بمنع دخول غيرهم ،لم يطرقششه
خلف ألبتة ،وإذا قلنا بجواز الدخول بالذن في القسم الول في المسجد والمدرسة والرباط ،كان
لهم النتفاع على نحشو مششا شششرطه الواقشف للمعينيشن ،لنهششم تبشع لهششم ،وهشم مقتششدون بمششا شششرطه
الواقف .اه )قوله :اتبع شششرطه( أي الواقششف ،وهشو جششواب لششو ،وإنمششا اتبششع شششرطه ،مششع خششروج
الموقوف عن ملكه ،نظرا للوفاء بغرضه الذي مكنه الشششارع فيششه ،فلششذلك يقولششون شششرط الواقششف
كنص الشارع )قوله :في غير حالة الضششرورة( متعلششق بششاتبع ،وسششيذكر محششترزه )قششوله :كسششائر
شروطه( أي الواقف ،فإنه يجب اتباعها )قوله :وذلك الخ( أي اتباع شرط الواقف ثابت ،لمششا فيششه
من وجوه المصلحة العائدة على الواقف ،وعبارة النهاية :من وجود -بالدال بدل الهاء )قوله :أما
ما خالف( أي أما الشرط الذي يخالف الشرع) .قششوله :فل يصششح( أي الششرط المششذكور .قششال فششي
التحفة :كما أفتى به البلقيني ،وعلله بأنه مخالف للكتاب والسنة والجمششاع :أي مششن الحششض علششى
التزوج وذم العزوبة .ويؤخذ من قوله ل يصح المستلزم لعدم صحة الوقششف ،عششدم صششحته أيضششا
فيما لو وقف كافر على أولده إل من يسلم منهم .اه .وكتب سم ما نصششه ،قششوله فلر يصششح كمششا
أفتى الخ ،الوجه الصحة .م ر .اه )قوله :وخرج بغير حالة الضرورة الخ( قال ع ش :يؤخذ منششه
أنه لو وجد من يأخذ بأجرة المثل ويستأجر على ما يوافق شرط الواقف ومن يطلبه بزيششادة علششى
أجرة المثل في إجارة تخالف شرط الواقف عدم الجواز ،فليتنبه له .وأنه لو وجد من يأخششذ بششدون
أجرة المثل ويوافق شرط الواقف في المدة ،ومن يأخذ بأجرة المثل ويخالف شرط الواقششف ،عششدم
الجواز أيضشا ،رعايشة لششرط الواقشف فيهمشا .اه .وقشوله أول عشدم الجشواز ،نشائب فاعشل يؤخشذ،
والمصدر المؤول من أن والفعل مجرور بحششرف جشر مقشدر ،أي يؤخششذ منشه فششي هشذه الصشورة،
ومثله يقال في قوله ثانيا عدم الجواز فتنبه )قوله :ما لم الخ( ما مصدرية ،والمصدر المؤول منها
ومما بعدها فاعل خرج ،أي وخرج عدم وجود غير المستأجر الول الخ ،ولو قششال وخششرج بغيششر
حالة الضرورة حالة الضرورة كأن لم يوجد الخ ،لكششان أولششى وأنسششب .ويوجششد فششي بعششض نسششخ
الخط زيادة لو بعد ما وقبل لم .وعليه :فهي إمششا زائدة ،وإمششا مصششدرية ،أو بششالعكس )قششوله :وقششد
الخ( أي والحال أن الواقف قد شرط أن ل يؤجر الموقوف لنسششان أكششثر مششن سششنة )قششوله :أو أن
الطالب الخ( يتعين أن يكون المصدر المؤول نائب فاعل محذوف معطوف على مدخول
] [ 201
ما ،أي :وخرج ما لو ششرط أن الطشالب ،أي للعلشم مثل ،ول يجششوز عطفشه علششى مشدخول
شرط ،وإن كان هو ظاهر صينعه ،لن ذلك في مبحث الجششارة ،وهششذا فشي الطششالب السششاكن فشي
مدرسة أو نحوها .وقوله ل يقيم ،أي في مدرسة ونحوها .وقوله ولم يوجد غيره ،أي والحال أنششه
لم يوجد غير هذا الطالب الذي سكن في السنة الولى .وقوله في السششنة الثانيششة ،متعلششق بكششل مششن
يوجد الول ويوجد الثاني ،أي لم يوجد غير المستأجر الول في السنة الثانية ،أو لششم يوجششد غيششر
الطالب الول في السنة الثانية )قوله :فيهمل شرطه( أي الواقف حينئذ ،أي حين إذ لم يوجد غيششر
المستأجر الول في السنة الولى وغيشر الطشالب الول فيهشا .ومثشل ذلشك ،مشا لشو انهشدمت الشدار
المشروط عدم إجارتها إل مقششدار كششذا ولشم يمكششن عمارتهشا إل بإجارتهششا أكششثر مششن ذلشك ،فيهمششل
شرطه ،وتؤجر بقدر ما يفي بالعمارة فقط ،وإنما أهمل الشرط المذكور ،لن الظششاهر أن الواقششف
ل يريد تعطيل وقفه ،فيراعي مصلحة الواقف )قوله :فائدة( أي فششي بيششان أحكششام الوقششف المتعلقششة
بلفظ الواقف )قوله :الواو العاطفة( أي المذكورة في صيغة الواقششف )قششوله :للتسششوية الششخ( الجششار
والمجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ ،وهو الواو العاطفة :أي الواو العاطفة كائنة للتسوية بيششن
المتعاطفششات فشي السشتحقاق ،لن الشواو لمطلششق الجمشع ،ل للششترتيب ،ول فششرق فيهششا بيشن الشذكر
والنششثى والخنششثى )قششوله :كششوقفت هششذا علششى أولدي وأولد أولدي( أي فيكششون الوقششف عليهششم
بالسوية .قال في شرح الروض :ول يدخل فيهم من عداهم من الطبقة الثالثششة فمششن دونهششا ،إل أن
يقول أبدا أو ما تناسلوا أو نحوه )قوله :وثم والفاء للترتيب( أي بين المتعاطفشات ،وذلشك ،كشوقفت
هذا على أودلي ثم أولد أولدي أو فأولد أولدي ،فل يصرف الوقششف علششى الطبقششة الثانيششة إل
بعد انقراض الولى ،للترتيب المستفاد من الداة .قال في شرح المنهج :ثم إن ذكر معششه ،أي مششع
التيان بثم ،ما تناسلوا أو نحشوه ،لشم يختشص الشترتيب بهمشا ،أي بشالبطنين ،وإل اختشص ،وينتقشل
الوقف بانقراض الثاني لمصرف آخر ،إن ذكره ،وإل فمنقطع الخر .اه .واستشكل ذلك بششأن ثششم
أو الفاء أتى بها بين البطن الول وما بعده فقط ،ولم يوجد حرف مرتششب بعششد ذلششك .وأجيششب بششأن
الترتيب في المذكور أول قرينة على الترتيب فيما يتنششاوله مششا بعششده ،وهششو مششا تناسششلوا أو نحششوه،
أفاده سم )قوله :ويدخل أولد بنات في ذرية الخ( يعني إذا قال وقفششت هششذا علششى ذريششتي أو علششى
نسلي أو على عقبي ،دخل أولد البنات فيهششم لصششدق هششذه اللفششاظ بهششم ،أمششا فششي الذريششة ،فلقششوله
تعشالى) * :ومشن ذريتشه داود وسشليمان( * ) (1إلشى أن ذكشر عيسشى ،وليشس هشو إل ولشد البنشت،
والنسل والعقب في معنى الذرية) .وقوله :وأولد أولد( بشالجر عطشف علشى المجشرور قبلشه ،أي
ويدخل أولد بنات في أولد الولد فيما إذا قال وقفت هذا على أولد أولدي ،لصدق اللفششظ بهششم
أيضا ،لن الولد يشمل الذكر والنثى )قوله :إل أن قششال الشخ( مسششتثنى مششن دخشول مششن ذكششر فششي
الوقف على الذرية أو النسب أو العقب أو أولد الولد ،أو يدخلون فيها ،إل أن قال الواقششف فششي
صيغة الوقف عقب كل منهما من ينسب إلي منهم ،بأن قال وقفت هذا على ذريتي من ينسب إلششي
منهششم ،وهكششذا ،فل يششدخلون ،لن أولد البنششات ل ينسششبون إل لبششائهم ،قششال تعششالى) * :ادعششوهم
لبائهم( * ) (2وأما خبر إن ابني هذا سيد في حق الحسن بن علي رضي ال عنهمشا .فجشوابه أن
من خصائصه )ص( أن تنسب أولد بناته إليه ومحل عدم الشدخول ،إن كشان الواقشف رجل ،فشإن
كان امرأة ،دخل أولد بناتها في وقفها ،ويجعل النتساب في صيغتها لغويششا ،ل شششرعيا ،لنششه ل
نسب فيها شرعي ،للية السابقة ،ويكون تقييدها بقولها على من ينسب إلي منهم ،لبيان الواقع ،ل
للخراج ،لن كل فروعها ينسبون إليها بالمعنى اللغوي.
) (1سورة النعام ،الية (2) .84 :سورة الحزاب ،الية.5 :
] [ 202
)واعلم( أن أولد الولد ل يدخلون فششي الولد ،لنششه ل يقششع عليهششم اسششم الولد حقيقششة،
ولهذا صح أن يقال ما هو ولدي ،بششل ولششد ولششدي .نعششم ،يحمششل عليهششم الوقششف عنششد عششدم الولد،
صيانة للفظ عن اللغاء ،ثم إذا وجدوا ،شششاركوهم) .تنششبيه( قششال فششي المغنششي ،يششدخل الخنششثى فششي
الوقف على البنين والبنات ،لنه ل يخرج عنهم ،والشتباه إنما هو في الظاهر ،نعم ،إنمششا يعطششي
المتيقن إذا فاضل بيشن البنيشن والبنشات .ويوقشف البشاقي إلشى البيشان ،ول يشدخل فشي الوقشف علشى
أحدهما الحتمال أنه من الصنف الخر وظاهر هذا ،كما قششال السششنوي ،أن المششال يصششرف إلششى
من عينه من البنين أو البنات ،وليس مرادا ،لنا لم نتيقن استحقاقهم لنصششيب الخنششثى ،بششل يوقششف
نصيبه إلى البيان ،كما في الميراث ،وقد صرح به ابن المسلم ول يدخل في الواقف علششى الولد
المنفي باللعان على الصحيح ،لنتفاء نسبه عنه فلو استلحقه بعد نفيه ،دخششل جزمششا ،والمسششتحقون
في هذه اللفاظ لو كان أحدهم حمل عند الوقف لششم يششدخل علششى الصششح ،لنششه قبششل النفصششال ل
يسمى ولدا ،فل يستحق غلة مدة الحمل .فلو كان الموقشوف نخلشة ،فخرجشت ثمرتهشا قبشل خشروج
الحمل ،ل يكون له من تلششك الثمششرة شششئ .اه .وقششوله ابششن المسششلم ،ضششبطه الشششرقاوي ،فششي بششاب
النكاح ،بكسر اللم المشددة .فتنبه .وقوله مدة الحمل ،أفهم أنه بعد انفصشاله يسشتحق مشن غلشة مشا
بعده ،وهو كذلك ،كما صرح به في التحفة) .قششوله :والمششولى( أي المششذكور فششي صششيغة الواقششف،
كأن قال وقفت هذا على أولدي مثل ثم على مولي) .وقوله :يشمل معتقا وعتيقششا( أي فيششدخلن
فيه فلو اجتمعا ،اشششتركا سششوية ،والششذكر كششالنثى ،فششإن وجششد أحششدهما ،اختششص بششه ،ول يشششاركه
الخر ،ولو وجد بعد ،وفارق ما تقدم في أولد الولد ،بأن إطلق المولى على كششل منهمششا علششى
سبيل الشتراك اللفظي ،وقد دلت القرينة على إرادة أحد معنييه ،وهي النحصار فششي الموجششود،
فصار المعنى الخر غير مراد )قوله :حيششث أجمششل الواقششف شششرطه( أي جعلششه مجمل ،أي غيششر
واضح الدللة ،كما إذا قال وقفت هذا على من يقرأ علششى قششبر أبششي الميششت ،وأطلششق القششراءة ولششم
يعينها بقدر معلوم ول بسورة معينة ،فيعمل بالعرف المطرد في زمنه ،كما تقدم )قوله :اتبع فيشه(
أي في شرطه المجمل أو في الوقف ،فالضمير يصح رجوعه للول وللثششاني ،وقششوله فششي زمنششه،
أي الواقف .وفي التحفة ،وظاهر كلم بعضهم اعتبار العرف المطششرد الن فششي شششئ فيعمششل بششه،
لن الظاهر وجوده في زمن الواقف ،وإنما يقرب العمشل بشه ،حيشث انتفشى كشل مشن الوليشن .اه.
والمراد بالولين ،العرف المطرد في زمنه ،وما كان أقرب إلى مقاصد الواقفين )قوله :لنششه( أي
العرف المطرد في زمنه) ،وقوله :بمنزلة شرطه( أي الواقف )قوله :ثم ما كان أقرب الخ( أي ثم
إذا فقد العرف المطرد ،اتبع ما كان أقرب إلى مقاصد الواقفين )قوله :ومن ثم امتنع الخ( أي مششن
أجل أنه يتبع ما كان أقرب إلى مقاصد الواقفين إذا فقد العرف المطرد :امتنششع فششي السششقايات ،أي
التي لم يعلم فيها قصد الواقف غيشر الششرب ،وامتنشع نقشل المشاء منهششا ،ولشو للششرب ،وذلشك لن
القرب إلى قصد الواقفين ،الشرب فيها فقط )قوله :وبحث بعضششهم حرمششة الششخ( أي لن العششرف
اطرد في أن مثل هذا من كل ما يقذر يلقى خارج الماء ،ل فيه ،لئل يقع النتفششاع بششه .ولعششل هششذا
هو وجه مناسبة ذكر هذا البحث هنا) .وقوله :في ماء مطهشرة المسشجد( متعلشق بكشل مشن بصشاق
وغسل وسخ ،ومفهومه بالنسبة للثاني أنه لو غسل الوسخ بالماء ،ل فيه ،وألقى الوسخ خارجا ،ل
يحرم ،وهو محمول على ما إذا اطرد عرف بذلك أيضا ،كما سيذكره بعششد )قششوله :وإن كششثر( أي
الماء .قال في التحفة بعده :وبحث بعضهم أيضا أن ما وقف للفطر به في رمضان ،وجهششل مششراد
الواقف ،ول عرف له ،يصرف لصوامه في المسجد ،ولو قبل الغروب ،ولو أغنياء وأرقششاء ،ول
يجوز الخروج به منه ،وللناظر التفضيل والتخصيص .اه .والوجه أنه ل يتقيد بمن في المسششجد،
لن القصد حيازة فضل الفطار ،وهو ل يتقيد
] [ 203
بمحل .اه) .قوله :وسئل العلمة الطنبداوي عن الجوابي والجششرار( أي عششن اسششتعمال مششا
فيهما من الماء استعمال عاما للشرب والوضوء وغسل النجاسشة ونحشو ذلشك ،هشل يجشوز أم ل ؟
فالمسؤول عنه مقدر يدل عليه سياق الكلم .والجوابي ،حفر يوضع فيهششا المششاء ،والجششرار ،أوان
من الخزف )قوله :التي عند المسششاجد( الولششى اللششتين ،بصششيغة التثنيششة ،إذ الموصششوف :الجششوابي
والجرار ،وهما اثنان .وقوله فيها الماء ،الجملة من المبتششدأ والخششبر حششال منهمششا ،والولششى أيضششا
فيهما بضمير المثنى) .وقوله :إذا لم يعلم أنها( أي الجششوابي والجششرار ،والولششى أنهمششا ،كمششا فششي
الذي قبله) ،وقوله :موقوفة( أي موقوف ما فيهما من الماء معهما )قوله :فأجششاب( أي الطنبششداوي
)قوله :إنه( أي الحال والشأن) .وقوله :إذا دلت قرينة( مفهومه أنها إذا لششم تششدل قرينششة علششى ذلششك
يمتنع التعميم )قوله :موضششوع( أي فششي الجششوابي والجششرار ،أي وضششعه الواقششف فيهمششا) .وقشوله:
لتعميم النتفاع( أي للنتفاع به العام ،أي مطلقا من غير تخصيص بوضوء أو غسشل أو نحوهمششا
)قوله :جاز جميع ما ذكر( جواب إذا )وقوله :من الشرب الشخ( بيشان لمشا) .وقشوله :وغيرهشا( أي
كغسششل الوسششخ الظششاهر )قششوله :جريششان النششاس( أي ذهابهششا واسششتمرارهم) .وقششوله :علششى تعميششم
النتفاع( أي بالماء المذكور) .وقوله :من غير نكير( أي انكار) .وقوله :من فقيه( متعلششق بنكيششر.
وقوله انهم الخ ،ظاهر صنيعه أن الضمير يعود على الناس ،وهو ل يصح ،لنه يلزم عليه تعليل
الشئ بنفسه ،إذ المعنى عليه ،ومثال القرينة جريان الناس الخ ،لن الناس أقششدموا الششخ .ول فششائدة
في ذلك ،فيتعين إرجاعه إلى معلوم من السياق ،وهو الواقفون .وقششوله أقششدموا ،أي رضششوا ،كمششا
في المصباح ،وعبارته ،وأقدم على العيب إقداما ،كناية عشن الرضشا بشه .اه .والمشراد أن جريشان
الناس على عموم النتفاع به قرينة دالة على أن الواقف راض بششه .فتنبششه )قششوله :فمثششل هششذا( أي
الذي جرى الناس على عميم النتفاع به .وقوله إيقاع :أي وقششوع وحصششول بالفعششل ،وفششي بعششض
نسخ الخط ،فمثل هذا يقال بالجواز فيه ،بإسقاط لفظ إيقاع ،وقوله يقششال بششالجواز ،أي يحكششم عليششه
بالجواز )قوله :وقال( أي العلمة الطنبداوي ،وقوله يوافق ما ذكره ،أي العلمة المذكور ،وكششان
المناسب توافق ،بالتاء ،لن فاعله عائد على الفتوى )قوله :وتبعششوه( أي تبششع القفششال الفقهششاء فيمششا
قاله )قوله :ويجوز شرط رهن الخ( أي يجوز لواقف كتاب أن يشششترط رهنششا علششى مششن يسششتعيره
ليرده ،ومثله شرط ضامن .قال في التحفة :وليس المراد منهما حقيقتهما .اه .وقوله من مستعير،
متعلق برهن ،وهو مضاف إلى كتاب المضاف إلى وقف .وقوله يأخذه ،أي الرهشن .وقشوله منشه،
أي المستعير .وقوله ليحمله :الفاعل يعششود علششى الرهششن ،والمفعششول يعششود علششى المسششتعير ،وهششو
تعليل لجواز شرط الرهن )قوله :وألحق به( أي شرط الرهن في الجششواز )قششوله :وأفششتى بعضششهم
في الوقف على النبي )ص( أو النذر له ،بأنه يصرف لمصالح حجرته الشريفة فقششط( قششد تقششدمت
هذه المسألة للشارح في مبحث النذر بأبسط مما هنا ،ولنسق عبارته هنا ،تكميل للفششائدة ،فنصششها:
ويصح النذر للجنين كالوصية له ،ل للميت ،إل لقبر الشيخ الفلني وأراد بششه قربششة ،ثششم كإسششراج
ينتفع به
] [ 204
أو اطرد عرففيحمل النذر لششه علششى ذلششك ،ويقششع لبعششض العششوام ،جعلششت هششذا للنششبي )ص(
فيصح ،كما بحث لنه اشتهر في عرفهم للنذر ،ويصرف لمصالح الحجرة الشريفة .قال السبكي:
والقرب عندي ،في الكعبة والحجرة الشريفة والمساجد الثلثة ،أن من خرج من مششاله عششن شششئ
لها واقتضى العرف صرفه في جهة من جهاتها ،صرف إليها واختصت به .اه .قال شيخنا :فششإن
لم يقتض العرف شيئا فالذي يتجه أنه يرجع في تعيين المصرف لرأي ناظرها ،وظاهر أن الحكم
كذلك في النذر إلى مسجد غيرها ،خلفا لما يوهمه كلمه .اه) .قوله :أو على أهل بلد( معطششوف
على قوله على النبي ،أي وأفتى بعضهم في الوقف على أهل بلد .وقوله أعطي الخ :المناسب في
التعبير أن يزيد لفظ بأنه ،ويعبر بصيغة المضارع ،بأن يقول بششأنه يعطششي ،أي أفششتى فششي الوقششف
عليهم بأنه يعطي ،فتنبه .وقوله مقيم بها ،أي بالبلد ،أي حاضششر فيهششا بششدليل المقابلششة) .وقششوله :أو
غائب عنها( أي عن البلد) ،وقوله :غيبة ل تقطع نسبته إليها عرفا( أي ل تقطع تلك الغيبششة نسششبة
ذلك الغائب إلى تلك البلد في العرف ،بأن سافر وترك ماله وأمتعتششه فيهششا ولششم يسششتوطن غيرهششا،
وخرج بذلك ما لو كانت الغيبة تقطع نسبته إليها فيه بأن استوطن بلدا غيرهششا فششإنه تنقطششع نسششبته
بالستيطان ،ولو كان يتردد إلشى بلشدته الشتي كشان فيهشا .ومشا ذكرتشه ،مشن ضشبط انقطشاع النسشبة
وعدمه بما تقرر ،يستفاد من فتاوي ابن حجر في بششاب الجمعششة )قششوله :فششروع( أي سششبعة ،وهششي
قوله قال التاج الخ ،وقوله ولو قال ليتصدق الخ ،وقوله وأفتى غيششر واحششد الششخ ،وقششوله ولششو قششال
الواقف ،وقوله ولو وقف أو أوصى للضيف الخ ،وقوله وسئل الخ ،وقوله وقال ابششن عبششد السششلم
الخ .وكلها ،ما عدا السادس ،في التحفة لشيخة )قوله :من شرط قراءة جزء مششن القششرآن الششخ( أي
بأن قال مثل وقفت هذا على فلن بشرط أن يقرأ كل يوم جزءا من القرآن ،ولم يقيده بكونه غيششر
مفرق أو بكونه عن ظهر غيب )قوله :كفاه الخ( جششواب مششن .وقششوله قششدر جششزء ،أي قششراءة قششدر
جزء .وقوله ولو مفرقا ،أي ولو كان ذلك القدر مفرقا ،بأن كششان مششن سششور متعششددة ،فششإنه يكفيششه.
وقوله ونظرا ،أي ولو كان نظرا ،أي يقرؤه نظرا ،أي ل عن ظهر غيب .فإنه يكفيه )قوله :وفي
المفرق نظر( أي وفي الكتفاء بقراءة المفرق ،نظر .ولعل وجهه أن القرب إلى قصششد الششواقفين
غير المفرق ،لجريان العادة بإطلق الجزء على ما كان على نسق واحد )قوله :ولو قال ليتصدق
الخ( أي ولو قال الواقف وقفت كذا ليتصدق بغلته فششي رمضششان أو عاشششوراء .وقششوله ففششات ،أي
مضى المذكور من رمضششان أو عاشششوراء ولششم يتصششدق فيششه ،وقششوله تصششدق بعششده أي بعششد ذلششك
الفائت ،وهو ما بعد شهر رمضان أو بعد يوم عاشوراء )قششوله :ول ينتظششر مثلششه( أي ول ينتظششر
مجئ رمضان آخر مثله أو عاشوراء مثله من السنة التية ويتصدق فيه )قوله :نعم إن قششال إلششخ(
أي نعم إن قيد الواقف التصدق فيما ذكر ،بقوله فطرا لصوامه ،انتظر مجئ المثششل ،عمل بشششرط
الواقف )قوله :بأنه( أي الواقف ،وهو متعلق بأفتى )قوله :لو قال على من يقرأ على قبر أبي( أي
لو قال وقفت هذا على من يقرأ على قبر أبي كل جمعة يس )قوله :بأنه الخ( متعلق بششأفتى ،وفيششه
أنه يلزم عليه تعلق حرفي جر متحدي اللفشظ والمعنشى بعامشل واحشد ،وهشو ل يجشوز ،ويمكشن أن
يقال أن الباء الولى بمعنى في ،فل اتحاد )قششوله :إن حششد القششراءة بمششدة معينششة( أي خصششها بمششدة
معينة ،كسنة )قوله :أو عين لكل سنة غلة( أي بأن قال مثل :وقفت هذا المصحف على مششن يقششرأ
على قبر أبي كل جمعة سورة يس وله في كل سنة من غلة أرضى أو نحوها عششرة دراهشم مثل
)قوله :اتبع( أي شرطه )قوله :وإل( أي بأن لم يحششد القششراءة أو لششم يعيششن لكششل سششنة غلششة .وقششوله
بطل ،أي الوقف )قوله :نظير ما قالوه( أي وما ذكر من بطلن الوقششف هششو نظيششر مششا قششالوه الششخ
)قوله :من بطلن الوصية( بيان لما ،ووجه بطلنها فيما ذكر ،أنها ل تنفذ إل في الثلششث ومعرفششة
مساواة هذه الوصية له وعدمها ،أي المساواة متعذرة .اه .تحفة )قوله :وإنما يتجه إلحششاق الوقششف
بالوصية( أي في البطلن
] [ 205
)قوله :إن علق( أي الوقف بالموت )قوله :لنه( أي الوقف .وقوله حينئذ ،أي حين إذ علق
بالموت )قوله :وأما الوقف الذي ليس كالوصية( وهو غيششر المعلششق بششالموت )قشوله :فالششذي يتجششه
صحته( أي الوقف .قال في التحفة :وعجبت تششوهم أن هششذه الصششورة كالوصششية .اه) .قششوله :إذ ل
إلخ( علة لتجاه صحته) .وقوله :عليه( أي على الوقف ،أي على صحته )قوله :لن الناظر الششخ(
علة لعدم ترتب محذور على صحته) ،وقوله :من يقرأ كذلك( أي كل جمعة يس )قششوله :اسششتحق(
أي القارئ .وقوله ما شرط :أي له )قوله :ما دام يقرأ( متعلق باستحق ،أي استحق ذلك مششدة دوام
قراءته )قوله :فإذا مات مثل( أي أو غاب )قوله :قرر الناظر غيره( أي غير القارئ الول الششذي
مات أو غاب )قوله :وهكذا( أي إذا مات الثاني أيضا قرر غيره ،فالمششدار علششى حصششول القششراءة
على القبر من أي شخص كان )قوله :ولششو قششال الواقششف :وقفششت هششذا علششى فلن ليعمششل كششذا( أي
ليتعلششم ،أو يقششرأ ،أو نحوهمششا )قششوله :احتمششل أن يكششون( أي قششوله ليعمششل كششذا) ،وقششوله :شششرطا
للستحقاق( أي لستحقاق الموقوف ،أي لكون الموقوف عليه يستحقه ،فلششو لششم يوجششد ل يسششتحقه
)قوله :وأن يكششون توصششية( أي ويحتمششل أن يكشون قششوله المششذكور توصششية لشه للعمششل ،أي عليشه.
)وقوله :لجل وقفه( أي لجل صلح وقفه )قوله :فإن علم مراده( أي الواقف مششن كشونه أتششى بششه
على وجه أنه شرط أو توصية )قوله :اتبع( أي مراده )قوله :وإن شك( أي في مراده) .وقوله :لم
يمنع( أي الموقوف عليه من الستحقاق ،أي فل يحمل على الشرطية ،وإنما يحمل على التوصية
)قوله :وإنما يتجه( أي ما قاله ابن الصلح من التفصيل المذكور) .وقوله :فيما ل يقصد الخ( أي
في العمل الذي ل يقصد صرف الغلة فششي مقششابلته ،كنحششو كلمشة أو كلمشتين مشن كششل مشا ل يتعشب
)قوله :وإل( أي بأن كان يقصد فيه ما ذكر) .وقوله :كلتقرأ أو تتعلششم( أي بششأن قششال وقفششت عليششك
كذا لتقرأ أو لتتعلم) ،وقوله :فهششو شششرط للسششتحقاق( أي فقششوله المششذكور شششرط للسششتحقاق ،ول
يحمل على الوصية )قششوله :ولششو وقششف أو أوصششى( أي وقششف ثمششرة شششجرة مثل أو أوصششى بهششا.
)وقوله :للضيف( أي لكرامه )قوله :صرف( أي الموقوف أو الموصى به وقوله للوارد ،أي في
محل الموقوف أو الموصى به ،قال ع ش :سواء جاء قاصدا لمن نزل عليه أو اتفق نزولششه عنششده
لمجرد مروره على المحل واحتياجه لمن يأمن فيه على نفسه) .قوله :ول يزاد علششى ثلثششة أيششام(
أي ل يزاد في ضيافته من الموقوف أو الموصى به فوق ثلثششة أيششام) .وقششوله :مطلقششا( أي سششواء
عرض له مششا يمنعششه مششن السششفر ،كمششرض أو خششوف ،أو ل .اه .ع ش )قششوله :ول يششدفع لششه( أي
للضيف) .وقوله :إل إن شرطه الواقف( أي ششرط إعطشاءه حبشا ،أي فيتبشع ششرطه ويعطشى حبشا
)قوله :وهل يشترط فيششه( أي الضششيف )قششوله :الظششاهر ل( أي ل يشششترط فيششه الفقششر .قششال ع ش:
ويجب على الناظر رعاية المصلحة لغرض الواقف ،فلو كان البعض فقراء والبعض أغنياء ولششم
تف الغلة الحاصلة بهما قدم الفقير .اه )قوله :وسئل شيخنا الزمزي عما وقف( أي من أششجار أو
عقششار أو نحوهمششا )قششوله :ليصششرف الششخ( اللم بمعنششى علششى ،أي وقششف علششى أن تصششرف غلششة
الموقوف) .وقوله :للطعام عن رسول ال )ص(( أي في إطعششام مششن ينششزل فششي محششل الموقششوف
بقصد جعل ثوابه عن رسول ال )ص(،
] [ 206
والمراد في شهر المولد ،كما سيأتي) ،قوله :فهششل يجششوز للنششاظر الششخ( هششذا محششل السششؤال
)قوله :من نزل به( أي بالناظر :أي بمحله )قوله :في غير شهر المولد( متعلق بنزل ،وهششذا يششدل
على أن المراد في صدر السؤال بقوله للطعام الخ ،أي في شهر المولد )قوله :بذلك القصششد( أي
قصد الطعام عن رسول ال )ص( ،وهو متعلق بيطعم )قوله :أو ل( أي أو ل يجششوز للنششاظر أن
يطعمها من نزل به في غير شهر المولد ،وهو يفيد أنه يجوز ذلك في شششهر المولششد )قششوله :وهششل
يجوز للقاضي الخ( معطوف على جملة فهل يجوز الخ) .وقوله :أن يأكل من ذلششك( أي مششن ذلششك
الطعام المشتري من غلة الوقف المششذكور ،أو الششذي هششو عيششن الغلششة .وقششوله إذا لششم يكششن لششه ،أي
للقاضي )قوله :في إطعام من ذكر( أي من نزل به مششن الضششيفان فششي غيششر شششهر المولششد )قششوله:
ويجوز للقاضي الخ( أي بالتفصيل التي قريبا ،وقوله الكل منها ،أي من الغلة .وقوله لنها ،أي
الغلة )قوله :والقاضي الخ( قصده بهذا بيان ما اتفقوا عليه في جششواز أخششذ القاضششي للصششدقة ومششا
اختلفوا فيه .وحاصله أن المتصدق إذا لم يعرف أن المتصدق عليششه هششو القاضششي وهششو أيضششا لششم
يعرف المتصدق ،يجوز له الخذ اتفاقا ،وإل كان فيه خلف )قشوله :وبقشوله( أي السشبكي )قشوله:
لنتفاء المعنى المانع( أي من جواز الخذ وهو ميل قلبه إلى من يتصششدق عليششه )قششوله :وإل( أي
بأن عرفه المتصشدق وكشان القاضشي عارفشا بشه )قشوله :كالهديشة( أي وهشي يحشرم علشى القاضشي
أخذها ،للخبار الصحيحة بتحريم هدايا العمال ،ولحرمة قبوله الهدية شششروط :أن يكششون المهششدي
ممن ل عادة له بها قبل وليته ،وأن يكون في محل وليته ،أو يكششون لششه خصششومة عنششده )قششوله:
ويحتمل الفرق( أي بين الصدقة والهدية ،والوجه عدم الفرق ،كما تدل عليه عبشارة الششارح فشي
باب القضاء ونصها ،وكالهدية والهبة والضيافة ،وكذا الصدقة ،على الوجه ،وجوز لششه السششبكي
في حلبياته قبول الصدقة ممن ل خصومة لشه ول عشادة .اه) .قشوله :بششأن المتصشدق الششخ( متعلششق
بالفرق ،والباء للتصوير ،أي الفرق المصور بأن المتصششدق إنمششا ينششوي بصششدقته ثششواب الخششرة،
وهذا القصد ل يختلف بإعطائها للقاضي أو غيره ،بخلف الهدية) .قوله :وقششال ابششن عبششد السششلم
الخ( في سم ما نصه) :فرع( في فتاوي السيوطي مسألة رجل وقف مصششحفا علششى مششن يقششرأ فيششه
كل يوم حزبا ويدعو له ،وجعل له علششى ذلششك معلومششا مششن عقششار وقفشه لششذلك ،فأقششام القششارئ مششدة
يتناول المعلوم ولم يقرأ شيئا ،ثم أراد التوبة :فما طريقه ؟ الجواب طريقه أن يحسب اليششام الششتي
لم يقرأ فيها ،ويقرأ عن كل يشوم حزبشا ،ويششدعو عقشب كشل حششزب للواقششف حشتى يشوفي ذلشك .اه.
وظاهره أنه إذا فعل هذا الطريششق ،اسششتحق مششا تنششاوله فششي اليششام الششتي عطلهششا ،وظششاهر مششا نقلشه
الشارح عن ابن عبششد السششلم وعششن المصششنف خلف ذلششك .فليحششرر .اه) .قششوله :ول يسششتحق ذو
وظيفة( أي من غلة الموقوف على من يقرأ كل يوم مثل جزء من القرآن )قشوله :كقشراءة( تمثيشل
للوظيفة )قوله :أخل بهشا( أي بالوظيفشة ،والجملشة فشي محشل جشر لوظيفشة )قشوله :وقشال النشووي(
حاصله التفصيل ،وهو أنه إن أخل لغير عذر ،لم يستحق شششيئا مششدة الخلل فقششط ويسششتحق فيمششا
عداها وإن أخل لعذر واستناب ،فيستحق مدة الخلل وغيرها ،بخلف ما قاله ابشن عبشد السشلم،
فإنه عنده ل يستحق مطلقا شيئا ،سواء كان الخلل لعششذر أو لغيششره )قششوله :لعششذر( متعلششق بأخششل
)قوله :كمرض أو حبس( تمثيل للعذر )قوله :بقي استحقاقه( أي مطلقا في مدة الخلل وغيرهششا،
وهو جواب إن )قوله :وإل لم يستحق( صادق بما إذا أخل لغيره عذر واستناب ،وبما إذا
] [ 207
أخششل لعشذر ولشم يسششتنب) ،وقشوله :لمشدة السششتنابة( الولشى أن يقشول لمشدة الخلل سششواء
استناب أم ل ،ويمكن أن يقال المراد لمدة إمكانها .سواء استناب بالفعل أو ل) .قششوله :فششأفهم( أي
قوله لم يستحق لمدة الستنابة) .وقشوله :أثششر اسششتحقاقه( الضشافة للبيششان ،أي أثشر هشو اسشتحقاقه.
وقوله لغير مدة الخلل ،هذا يؤيد مششا قلنششا سششابقا مششن أولويششة التعششبير هنششاك بمششدة الخلل فتنبششه
)قوله :وهو( أي ما قاله النووي) ،وقوله :ما اعتمده السبكي( في ع ش وما قاله ابن عبششد السششلم
قال السبكي إنه في غاية الضيق ويششؤدي إلششى محششذور ،فششإن أحششدا ل يمكنششه أن ل يخششل بيششوم ول
بصلة إل نادرا ،ول يقصد الواقفون ذلك .اه )قوله :في كل وظيفة( متعلق باعتمد) .وقوله :تقبل
النابة( خرج به ما ل تقبل النابة ،كالتعلم) ،قوله :كالتدريس والمامة( تمثيل للتي تقبل النابششة،
قال في التحفة :قيل ظاهر كلم الكثر جواز استنابة الدون لكن صششرح بعضششهم بششأنه ل بششد مششن
المثل )قوله :ولموقوف عليه الخ( شروع في بيان أحكام الوقف المعنوية .وقوله عين نائب فاعششل
موقششوف .وقششوله مطلقششا ،أو وقفششا مطلقششا ،أي عششن التقييششد بكششونه لسششتغلل أو غيششره ،وقششوله أو
لستغلل ريعها ،الجار والمجرور متعلق بمحذوف معطوف على اسم المفعششول ،أي أو موقششوف
عليه عين لستغلل ريعها ،كأن قال وقفت هذه الدار لتستغل ويعطشي غلتهششا لفلن) .واعلششم( أنشه
إذا كان الوقف للستغلل لم يتصشرف فيشه سششوى نشاظره الخشاص أو العشام ،وإذا كششان لينتفشع بشه
الموقوف عليه وأطلق أو قال كيف شاء ،فللموقوف عليه اسششتيفاء المنفعششة بنفسششه وبغيششره )قششوله:
لغير نفع خاص منها( أي من العين ،وهو متعلق بقوله موقششوف عليششه ،وسششيأتي محششترزه )قششوله:
ريع( مبتدأ ،خبره الجششار والمجششرور قبلششه ،أي ريششع الموقششوف ملششك للموقششوف عليششه ،وأمششا ملششك
رقبته ،فهو ما سيذكره بقوله واعلم الخ )قوله :وهو( أي الريع )قوله :كأجرة( أي للموقوف ،وهو
تمثيل للفوائد .قال في المعني) :تنبيه( قد يفهم هذا أن الناظر لو أجر الوقف سششنين بششأجرة معجلششة
أن له صرفها إليه في الحال )قوله :ودر( هو بفتح الدال اللبن )قوله :وولد حادث بعد الوقف( أي
حدث حمل أمه به بعد الوقف ،وليس المراد بشه انفصششاله بعششد الوقششف سششواء حملششت أمشه بششه قبششل
الوقف أو حالته أو بعده ،كما هو ظاهر ،وخرج به ،ما إذا حدث الحمل به قبل الوقششف فهششو ملششك
للواقف ،وما إذا قارن الوقف فهو وقف ،كما سيصرح بهذا قريبششا) ،قششوله :وثمششر( أي حششدث بعششد
الوقف ،أما الثمر الموجود حال الوقف فهو للواقف إن تأبر ،وإل شششمله الوقششف ،كششذا فششي التحفششة
والنهاية ،وقال الخطيب في مغنيه ،ينبغششي أن يكششون للموقششوف عليششه .اه) .قششوله :وغصششن يعتششاد
قطعه( خرج به ما ل يعتاد قطعه ،فل يكشون للموقشوف عليشه .وعبشارة الشروض وششرحه ،وهشي
كالدر والصوف والثمرة ،ل الغصشان ،فليسشت لشه إل الغصشان مشن ششجر خلف ونحشوه ممشا
يعتششاد قطعششه ،لنهششا كششالثمرة .اه .وقششوله أو شششرط ،أي قطعششه) .وقششوله :لششم يششؤد الششخ( قيششد فششي
الصورتين ،كما في سم ،وعبارته :وقوله ولم يؤد الخ :ظاهره رجوعه إلششى أو شششرط أيضششا .اه.
قششال ع ش :وهشو ظشاهر ،لن العمششل بالشششرط إنمشا يجشب حيششث لششم يمنشع منشه مشانع .اه) .قشوله:
فيتصرف( أي الموقوف عليه ،وهو تفريع على قوله ولموقوف عليه ريع )قوله :بنفسه( أي كششأن
يركب الدابة )قوله :وبغيششره( أي بإجششارة أو إعششارة إن كششان لششه النظششر ،وإل لششم يتعششاط ذلششك إلششى
الناظر أو نائبه )قوله :ما لم يخالف شرط الواقف( أي أن محل كونه يتصرف فيششه كمششا ذكششر :إذا
لشم يخشالف تصشرفه ششرط الواقشف ،وإل فليشس لشه ذلشك .فشإذا وقشف داره علشى أن يسشكنها معلشم
الصبيان ،أو الموقوف عليهم ،أو على أن يعطي أجرتها ،فيمتنع في الولى غير سكناه .وما نقششل
عن المام النووي ،أنه لما ولي دار الحديث وبها قاعة للشيخ أسكنها غيره ،اختيار له ،ولعلششه لششم
يثبت عنده أن الواقف
] [ 208
نص على سكنى الشيخ ،ويمتنع في الثانية غير استغللها )قوله :لن ذلك( أي كون الريششع
للموقوف عليه هو المقصود من الوقف ،وهو تعليل للمتن ،أي وإنما كششان الريششع للموقششوف عليششه
لن الريع هو المقصود من الوقف) ،قوله :وأما الحمششل المقششارن( أي للوقششف ،وهششو مقابششل قششوله
وولده حادث ،ولكن المقابلة ل تحسن إل إن قال فيما سبق وحمل حادث ،وكان الولششى أن يسششقط
لفظ أما ،إذ ل بد لها من مقابل ،ويقول والحمل المقارن الخ ،أو يقول وخششرج بالحششادث المقششارن،
وعبارة الروض وشرحه ،والحمل المقارن للوقف كالم في كونه وقفا مثلها بناء علششى أن الحمششل
يعلم ،والحمل الحشادث كالشدر فيكشون للموقشوف عليشه .اه .بحشذف )قشوله :فوقشف تبعشا لمشه( أي
فيكون ريعه أيضا للموقوف عليه )قوله :أما إذا وقفت الخ( محترز قوله لغيششر نفششع خششاص منهششا،
وكان الولى أن يقول ،كعادته ،وخرج بقولي لغير نفع خاص ،ما إذا الخ .وقوله لنفع خاص ،أي
كركوب وسكنى وتعليم )قوله :كدابة للركوب( أي كوقف دابة ليركبها فلن )قوله :ففوائدهششا( أي
العين الموقوفة لنفع خاص )قوله :للواقف( أي ملك له ومؤنها عليششه أيضششا ،لنششه لششم يجعششل منهششا
للمستحق إل الركوب ،فكأنها باقية على ملكه اه .ع ش )قوله :ول يجوز وطئ أمششة الششخ( عبششارة
الروض وشرحه :ووطؤها من الواقف والموقوف عليه والجنبي حرام لعدم ملكهم ،أو لن ملششك
الولين ناقص .اه )قوله :بل يحدان( أي الواقف والموقوف عليه .قال في فتح الجواد :وكأنهم لششم
ينظروا للقول بملكهما لضعفه ،ول يخلو عن نظر ول مهر علششى الموقششوف عليششه ،إذ لششو وجششب،
وجب له ول قيمة ولدها الحادث ،لنه ملكه .اه .ومحل حدهما ،حيششث ل شششبهة ،وإل فل )قششوله:
ويزوجها قاض( أي بالولية العامشة ،لن الملشك فيهشا لش تعشالى .وخشرج بالقاضشي ،النشاظر ،فل
يزوجها ،وإن شرط نظيره حال الوقف .وإذا زوجها القاضي ،يستحق المهر الموقوف عليه ،لنه
من جملة الفوائد .ومثله في استحقاقه المهر ،ما إذا وطئت بشبهة منها ،كأن أكرهششت أو طششاوعته
وهي نحو صغيرة أو معتقدة الحل وعذرت )قششوله :بششإذن الموقششوف عليششه( متعلششق بيزوجهششا ،أي
يزوجها القاضي بشرط أن يأذن الموقوف عليه فيه لتعلششق حقششه بهششا .وعبششارة الششروض وشششرحه:
وإذن الموقوف عليه له شرط في صحة تزويجها لتعلق حقه بهشا ،ول يلزمشه الذن فششي تزويجهشا
وإن طلبته منه ،لن الحق له ،فل يجبر عليششه .وليششس لحششد إجبارهششا عليششه أيضششا ،كالعتيقششة ،اه.
ومحل اشتراط ما ذكر ،إذا تأتى إذنه ،فإن كان الموقششوف عليششه جهششة ،فينبغششي أن يسششتقل الحششاكم
بالتزويج ح ل .وقال البرماوي :يزوجها الناظر حينئذ )قوله :ل له الخ( أي ل يزوجها للموقششوف
عليه ول للواقف ،مراعاة للقولين الضعيفين ،وهما :أنها ملك للموقوف عليه أو للواقشف ،وعبشارة
فتح الجواد :وإنما لم يجز لهما احتياطا ،ومن ثم لششو وقفششت عليششه زوجتششه ،انفسششخ نكششاحه إن قبششل
وشرطنا القبول .اه) .قوله :واعلم أن الملك في رقبة الموقوف( أي ذاته ،وهذا كالمقابششل لمششا فششي
المتن ،فكأنه قال :وأما ملك الرقبة الخ )قوله :ينتقل إلى الش تعششالى( أي فل يكششون للواقششف ،وفششي
قول يكون له ،كما هو مذهب المام مالك ،ول للموقوف عليه ،وفششي قششول يكششون لششه ،كالصششدقة،
كما هو مذهب المششام أحمششد ،ومحششل الخلف فيمششا يقصششد بششه تملششك ريعششه ،بخلف مششا هششو مثششل
التحرير نصا ،كالمسجد والمقبرة والرباط والمدرسة ،فإنه ينتقل ل تعالى باتفاق )قوله :أي ينفششك
الخ( تفسير مراد لمعنى انتقاله إلى ال ،وهو دفع لما استشكل من أن الموجودات بأسرها ملك ل ش
تعالى في جميع الحالت بطريق الحقيقة وغيره ،وإن سمي ملكا ،فإنما هششو بطريششق التوسششع ،فل
معنى لتخصيص الموقوف من بين سائر الموجودات بششذلك .وحاصششل الششدفع أن المششراد بالنتقششال
إلى ال تعالى ،انفكاك الموقوف عن اختصاص الدمشي ،بخلف غيشره ،فشإنه لشم ينفشك عشن ذلشك
)قوله :فلو شغل المسجد الخ( ل
] [ 209
يظهر تفريعه على ما قبله .وعبارة الروض وشرحه :وينتقل ملك الموقوف إلى ال تعشالى
وجعل البقعة مسجدا أو مقبرة تحريرا لها كتحرير الرقبة في أن كل منهما ينتقل إلى ال ش تعششالى،
وفي أنهما يملكان كالحر ،وفي أنهما لو منع أحد المسلمين منهما بغلق أو غيره ولم ينتفع بهمششا ل
أجرة عليه .اه .باختصار .وعبارة المنهاج وشرحه لبن حجر ،والصح أنه إذا شرط فششي وقششف
المسجد اختصاصه بطائفة ،كالشافعية ،اختص بهم ،فل يصششلي ول يعتكششف فيششه غيرهششم .وبحششث
بعضهم أن من شغله بمتاعه لزمه أجرته لهم ،وفيششه نظششر ،إذ الششذي ملكششوه هششو أن ينتفعششوا بششه ل
المنفعة ،كما هو واضح ،فالوجه صرفها لمصششالح الموقششوف .اه .إذا علمششت ذلششك فكششان الولششى
للمؤلف أن يذكر قبل التفريع ما يتفرع عليه بأن يقول ،وجعل البقعة مسجدا تحريششر لهششا كتحريششر
الرقبة فيملك كالرقبة المحررة ،ثم يفرع عليه ويقول :فلو شغل المسجد الخ )قوله :وجبت الجرة
له( أي للمسجد ،لنه يملك .وقوله فتصرف لمصشالحه ،هشذا معنشى وجشوب الجشرة لشه) .وقشوله:
على الوجه( متعلق بوجبت ،ومقابله يقول تجب الجرة لمن خصه الواقششف بالمسششجد ،كمششا يعلششم
من عبارة ابن حجر المششارة آنفششا )قششوله :فششائدة الششخ( هششذه الفششائدة ذكرهششا الفقهششاء فششي بششاب إحيششاء
الموات ،والمؤلف ،بسبب عدم ذكره هذا الباب ،ذكرها هنا ،لما بينها وبين ما هنششا مششن المناسششبة،
وهي أن المسجد موقوف ،فلما ذكر ناسب أن يذكر ما هو متعلق به )قوله :ومن سششبق إلششى محششل
من مسجد الخ( يجري هذا التفصيل فيمن سبق إلى مكان من الشارع للرتفاق بالجلوس فيه لنحو
معاملة )قوله :لقراء قرآن( منه تعليم القرآن لحفظه في اللواح ،وخرج به :ما إذا جلششس لقششراءة
ما يحفظه من القرآن ،فسيأتي أنه كالجلوس للصلة )قوله :أو حديث( أي أو لقراء حديث )قوله:
أو علم شششرعي( عطفششه علششى حششديث مششن عطششف العششام علششى الخششاص ،إذ هششو صششادق بالحششديث
وبغيره ،كالفقه والتفسير )قوله :أو آلة له( أي للعلم الشرعي ،كالنحو والصششرف )قششوله :أو لتعلششم
ما ذكر( أي من القرآن وما بعده )قوله :بين يدي مدرس( أي إن أفاد أو استفاد ،كما فششي التحفششة،
)قوله :وفارقه( أي محل جلوسه ،ولو بل عذر ،وبششه فششارق مسششألة الصششلة التيششة )قششوله :ليعششود
إليه( قال في التحفة :وألحق به ما لو فارقه بل قصد عود وعدمه .اه .وخرج بذلك :ما لشو فشارقه
ل ليعود إليه ،فإنه يبطل حقه بمفارقته )قوله :ولم تطل مفارقته( أي ولو لعذر ،وإن ترك فيه نحو
متاعه) .وقوله :بحيث انقطع الخ( تصوير للطول المنفي .واللفة جمششع آلششف ،كششبررة جمششع بششار،
وكملة جمع كامل .وفي بعض نسخ الخط ،ألفه ،وهو أيضا جمع آلف ،كعششذل جمششع عششاذل .قششال
سم :ينبغي أن يكششون المششراد أن تمضششي مششدة مشن شششأنها أن تنقطششع ألفششه فيهششا ،وإن لششم ينقطعششوا
بالفعل .اه .وفي البجيرمي ما نصه :وليس من الغيبة تششرك الجلششوس فيششه فششي اليششام الششتي جششرت
العادة ببطلنها ولو شهرا ،كما هو العادة في قراءة الفقه في الجامع الزهششر ،وممششا ل ينقطششع بشه
حقه أيضا ،ما لو اعتاد المدرس قراءة الكتاب في سنتين وتعلششق غششرض بعششض الطلبششة بحضششور
النصف الول في سنة ،فل ينقطع حقه بغيبته في الثاني .اه .ع ش على م ر .وقششرره ح ف .اه.
)قوله :فحقه باق( جواب من ،وذلك لخبر مسلم :من قام من مجلسه ثم رجع إليه فهو أحق به لكن
لغيره الجلوس فيه مششا دام غائبششا ،لئل تتعطششل منفعششة الموضششع فششي الحششال ،قششال م ر :وكششذا حششال
جلوسه لغير القراء والفتاء ،فيما يظهشر ،لنشه إنمششا اسششتحق الجلشوس فيشه لششذلك ،ل مطلقششا .اه.
)قوله :لن له غرضا الخ( علة لبقاء حقه عند مفارقته ،أي وإنما بقششي حششق مششن سششبق إلششى محششل
الخ ،لن له قصدا في ملزمة ذلك الموضششع ،لجششل أن يششألفه النششاس ويششترددون إليششه لجششل دوام
النفع به والنتفاع ،وهذه العلة إنما تظهر بالنسبة لمن سبق ،لقراء قرآن أو للتعليششم ،أمششا بالنسششبة
للتعلم أو سماع درس ،فل تظهر ،لنه ل معنى لكون هذا يألفه النششاس )قششوله :وقيششل يبطششل حقششه(
أي من سبق إلى محل من المسجد ثم فارقه )قوله :وأطالوا الخ( أي أطال الفقهاء في ترجيح هششذا
القيل من جهة أنه هو المنقول عن المذهب ومن جهة المعنى ،وعبارة شرح الششروض :فل يبطششل
حقه بمفشارقته الموضشع ،وهشذا مششا نقلشه الصشل عشن أبششي عاصششم العبششادي والغزالششي ونقششل عشن
الماوري أنه يبطل حقه بذلك :لقوله
] [ 210
تعالى) * :سواء العاكف فيه والباد( * ) (1زاد النووي :قلت وهششو مششا حكششاه فششي الحكششام
السلطانية عن جمهور الفقهاء ،وعن مالك أنه ،أي من سبق ثم فارق ،أحششق ،فمقضششتى كلمششه أن
الشافعي وأصحابه من الجمهور ،زاد الذرعي وقال :يعني الماوردي ،أن القول بششأنه أحششق ليششس
بصحيح ،وقال في البحر إنه غلط ،والظاهر أن ما حكاه الماوردي هو المذهب المنقول ،وهو مششا
ارتضاه المام كأبيه ،قال :وقول النووي في شششرح مسششلم ،إن أصشحابنا قشالوا إنشه أحششق بشه ،وإذا
حضر لم يكن لغيره أن يقعد فيه الظاهر أنه أخذه من كلم الرافعي مسلما ،والمنقششول مششا قششدمناه.
وما قاله العبادي والغزالي تفقه ،ل نقل .اه .والماوردي مخالف في مجالس السواق أيضششا ،كمششا
نبه عليه السنوي ،والوجه خلف قوله في الموضعين وهششو مششا جششزم بششه المنهششاج كأصششله ،اه.
بحذف ،وعبارة فتح الجواد ،وما ذكره فشي المسششجد هشو المعتمششد ،وإن انتصششر الذرعشي وغيششره
لمقابله بأنه المنقول ،وأن الول غلط .اه) .قوله :أو للصلة( معطوف على لقراء قششرآن ،أي أو
سبق إلى محل من المسجد للصلة .وإنما فصل هشذه المسشألة عشن الششتي قبلهشا ،لن بينهمشا فرقششا.
وحاصله أن تلك شرط في بقاء حقه فيهشا أن ينشوي العشود عنششد المفارقشة ولشو لغيششر عششذر ،وهششذه
يشترط فيها العذر ولو لشم ينشو المفارقشة )قشوله :ولشو قبشل دخشول وقتهشا( فشي البجيرمشي ،وششمل
الجلوس للصلة من لم يكن أهل لذلك المحل لعدم صحة استخلفه ،وهو كذلك ،وما لو جلس قبل
دخول وقتها وهو كذلك إن عد منتظرا لها عرفا ،ل نحو بعد صبح لنتظار ظهششر ،وهششو ظششاهر،
إل إن استمر جالسا .اه) .قوله :أو قراءة أو ذكر( معطوف على للصلة ،أي أو سبق إلششى محششل
من المسجد لقراءة أو ذكر أو نحوهما من كل عبادة قاصر نفعها عليششه وعبششارة المغنششي ،ويلحششق
بالصلة الجلوس في المسجد لسماع وعظ أو حديث ،أي أو قراءة في لوح مثل ،وكذا من يطششالع
منفردا ،بخلف من يطالع لغيره ،ولم أر من تعرض لذلك .وهو ظاهر .اه) .قوله :وفارقه بعذر(
أي وفارق ذلك المحل الذي جلس فيه للصلة أو القراءة أو الذكر بعذر ولو لم ينو العود .قال في
فتح الجواد :فإن فارقه لغير عذر بطل حقه ،وإن نوى العود أو فارقه بعذر ل ليعود ،بطششل حقششه،
لن الصلة ببقاع المسجد ل تختلف ،ول نظر لزيادة ثوابها في الصف الول ،لنششه لششو تششرك لششه
موضعه منه وأقيمت الصششلة لششزم إدخششال نقششص علششى أهششل الصششف بعششدم اتصششاله ،فششإنه مكششروه
ومجيئه أثناءها ل يجبر خلل أولها .اه) .قوله :كقضاء حاجة الخ( تمثيل للعذر )قوله :فحقه بششاق(
جواب الشرط المقدر قبل قوله للصلة ،أي أو من سبق للصلة وما بعدها وفارقه بعذر فحقه باق
للحديث المار )قوله :ولو صبيا في الصشف الول( غايشة فشي بقشاء حقشه أي يبقشى حشق مشن سشبق
للصلة ولو كان صششبيا وجلششس فششي الصششف الول ،وهششي للششرد ،كمششا يششدل عليهششا عبششارة المغنششي
ونصها ،وشمل ما لو كان الجالس صبيا ،وهو الصح .اه) .قوله :في تلك الصلة( متعلق ببششاق،
أي حقه باق بالنسبة لتلك الصلة ،أي وما ألحق بها ممششا اعتيششد فعلششه بعششد الصششلة مششن الشششتغال
بالذكار ،أما بالنسبة لغير تلك الصلة فل حق له فيه )قوله :وإن لم يترك رداءه فيه( غايشة ثانيششة
لبقاء حقه ،أي يبقى حقه وإن لم يترك رداءه في ذلك المحششل الششذي قششام منششه )قششوله :فيحششرم الششخ(
مفرع على ثبوت بقاء حق من سشبق إلشى مسشجد بالنسشبة للصشور كلهشا ،أي وإذا كشان حقشه باقيشا
فيحرم على شخص غيره عالم ببقاء الحق لمن سبق الجلوس في محله إن كان بغير إذنشه أو ظشن
رضاه .قال سم :وينبغي أن المراد الجلوس على وجه منعه منه إذا جاء ،أما إذا جلس علشى وجشه
إذا جاء له قام عنه فل وجه لمنعه من ذلك .اه) .قوله :نعم الشخ( اسششتدراك علششى حرمششة الجلششوس
في مكان من سبق بالنسبة لبعض الصور ،وهو من سششبق للصششلة) .وقششوله :فششي غيبتششه( أي مششن
سبق )قوله :واتصلت الصفوف( أي إل الصف الذي فارقه من سبق إلششى موضششع منششه ،كمششا هششو
ظاهر) ،قوله :فالوجه الخ( جواب إن )قوله :مكانه( بالجر بدل من الصف بششدل بعششض مششن كششل،
ولو قال سد مكانه من الصف ،لكان أولى )قوله :لحاجة إتمششام( الضششافة للبيششان ،أي لحاجششة هششي
إتمام الصفوف ،وهو تعليل
] [ 211
لكون الوجه سد ذلك )قوله :فلو كان له( أي لمن سبق ثم فارق الصف) .وقوله :سششجادة(
بفتح السين .وقوله فيه ،أي في الصف )قششوله :فينحيهششا برجلششه( أي يزيلهششا مششن أراد سششد الصششف
برجله )قوله :من غيششر أن يرفعهششا( أي السششجادة .وقششوله بهششا ،أي برجلششه )قششوله :لئل تششدخل فششي
ضمانه( علة لكونه ل يرفعها برجله .وعبششارة فتششح الجششواد ،ولغيششره تنحيتهششا بمششا لششم يششدخلها فششي
ضمانه بأن لم تنفصل على بعض أعضائه ،كما هو ظاهر ،ويتجه في فرشها خلششف المقششام بمكششة
وفي الروضة المكرمة حرمته ،لن فيششه تحجششر المحششل الفاضششل ،إذ النششاس يهششابون تنحيتهششا وإن
جازت لغلبة وقوع الخصام فيه حينئذ ،وفي الجلوس خلف المقام لغير دعاء مطلوب وصلة أكثر
من سنة الطواف حرمتهما أيضا إن كان وقششت احتيششاج النششاس للصششلة ،ثششم لن فيششه ضششررا لهششم
لمنعهم من المحل الفاضل لغير عذر .اه .وفي مناسك البطاح .ويحششرم بسششط السششجادة والجلششوس
في المحل الذي كثر طروق الطائفين له ،ويزعج من جلس في ذلششك علششى وجششه يمنششع غيششره مششن
الصلة خلفه ،حيث كان عالما عامدا ،وينحي السجادة بنحو رجله .ومثل المقام ،تحششت الميششزاب،
والصف الول ،والمحراب عند إقامة الصلة وحضشور المشام .ومثشل ذلشك ،الروضشة الششريفة،
لن فيه تحجيرا للبقعة الفاضلة المطلوب فيها الصلة .اه) .قششوله :أمششا جلوسششه لعتكششاف( مقابششل
المور المارة من القراء والصلة والقراءة والذكر )قوله :فششإن لششم ينششو مششدة الششخ( أي بششأن نششوى
العتكاف مطلقا .قال سم :قد يؤخذ من هذا التفصيل في العتكاف أنه لو جلس لقراءة مثل ،فششإن
لم ينو قدرا بطل حقه بمفارقته ،وإل لم يبطل بذلك ،بششل يبقشى حقشه إلششى التيششان بمشا قصشده ،وإن
خرج لحاحة وعاد .اه .وكتب ع ش :أقول وقد يمنع الخذ بأن المسجد شرط للعتكاف ،بخلف
القراءة ،إل أن يقال :العتكاف كما يصح في المحل الذي فارقه يصح في غيششره ،فبقششاع المسششجد
بالنسبة للعتكاف مستوية .اه) .قوله :وإل( أي بأن نوى مشدة لششم يبطشل حقشه بخروجشه ،وعبششارة
الروض وشرحه :ولو نوي اعتكاف أيام في المسجد فخرج لما يجوز الخروج لششه فششي العتكششاف
عاد لموضعه .والمراد أنه أحق به ،والظاهر أن خروجه لغير ذلك ناسيا كذلك ،وإن نوى اعتكافا
مطلقا فهو أحق بموضعه ما لم يخرج مششن المسششجد صششرح بششه فششي الروضششة .اه) .قششوله :وأفششتى
القفال بمنع تعليم الصبيان( قال فششي التحفششة :لن الغششالب إضششرارهم بششه ،وكششأنه فششي غيششر كششاملي
التمييز إذا صانهم المعلم عما ل يليق بالمسجد .اه) .تنبيه( قال في المغني :ويندب منع من يجلس
في المسجد لمبايعة وحرفة ،إذ حرمته تأبى اتخاذه حانوتا ،وتقدم فششي بششاب العتكششاف أن تعششاطي
ذلك فيه مكروه ،ول يجوز الرتفاق بحريم المسجد إذا أضر بأهله ،ول يجششوز للمششام الذن فيششه
حينئذ ،وإل جاز ،ويندب منع الناس مشن اسششتطراق حلششق القششراء والفقهشاء فششي الجوامششع وغيرهشا
توقيرا لهم .اه) .قوله :ول يباع موقوف( أي ول يوهب للخبر المار أول الباب ،وكما يمتنع بيعه
وهبته ،يمتنع تغيير هيئته جعل البستان دارا .وقال السبكي يجوز بثلثة شروط :أن يكششون يسششيرا
ل يغيره مسماه ،وعدم إزالة شئ من عينه بل ينقله من جانب إلى آخر ،وأن يكششون فيششه مصششلحة
للوقف .أفاده م ر )قوله :وإن خرب( أي الموقوف وخالف في هذا المششام أبششو حنيفششة فأجششاز بيششع
المحل الخراب بشرط أن يكون قد آل إلى السقوط ويبدل بمحل آخر أحسن منششه ،وأن يكششون بعششد
حكم حاكم يرى صحته )قوله :فلو الخ( تفريع على عدم جششواز بيششع الموقششوف الخششراب) .وقششوله:
انهدم مسجد( أي أو تعطل بخراب البلد مثل )قوله :وتعذرت إعششادته( أي لششم يمكششن إعششادته حششال
لعدم وجود ما يصرف في عمارته )قوله :لم يبع( جواب لو) .وقوله :ول يعود( أي هششذا المسششجد
المنهدم ملكا بحال ،أي أصل ،والمراد ل يعود ملكششا ،ول فششي حششال مششن الحششوال .وعطفشه علششى
قوله لم يبع :من عطف الملزوم على لزمه ،إذ يلزم من عدم عوده ملكششا ،عششدم صششحة بيعششه ،أي
وهبته ،إذ ل يباع ويوهب إل الذي دخل في الملك )قوله :لمكان الصلة الخ( تعليل لعششدم صششحة
بيعه وعدم عوده ملكا ،أي ل يصح ذلك لمكان النتفاع
] [ 212
به حال بالصلة والعتكاف في أرضه ،وبه فارق ما لو وقف فرس على الغزو فكبر ولم
يصلح حيث جاز بيعه لعدم إمكان النتفاع به حال )قوله :أو جف الشجر( معطوف علششى انهششدم،
فهو داخل في حيز التفريع )قوله :أو قلعه ريح( أي وإن لم يمكن إعادته إلى مغرسششه قبششل جفششافه
)قوله :ولم يبطل الوقف( أي وإن امتنع وقفه ابتداء لقوة الدوام ،وذلك لبقاء عين الموقوف )قوله:
فل يباع ول يوهب( تفريع على عدم بطلن الوقف )قوله :بل ينتفع الموقوف عليششه( أي بالشششجر
الجاف أو المقلوع بريح )قوله :ولو بجعله أبوابا( غاية للنتفاع ،أي ينتفع بششه انتفاعششا عامششا ،ولششو
بتقطيعه وجعله أبوابا )قوله :إن لم يمكنه إجارته الشخ( قيششد فشي الغايشة ،أي محششل النتفشاع بجعلشه
أبوابا إن لم يمكن إجارته حال كونه خشبا باقيا بحششاله ،فششإن أمكششن ذلششك ل يجشوز النتفششاع بغيششره
)قوله :فإن تعذر النتفاع به( أي مع بقاء عينه) ،وقششوله :إل باسششتهلكه( أي إل بششزوال عينششه فل
يتعذر النتفاع به .وفي سم ما نصه :لو أمكن والحالة هذه بيعهششا وأن يشششتري بثمنهششا واحششدة مششن
جنسها أو شقصا ،اتجه وجوب ذلك ،ل يقال الفرض تعشذر النتفشاع فل يصشح بيعهشا ،لنشا نقشول
هي منتفع بها باستهلكها ،فيصح بيعها .اه) .قوله :كششأن صششار( أي الشششجر ،وهششو تمثيششل لتعششذر
النتفاع إل باستهلكه) ،وقوله :إل بالحراق( أي إحراق الشششجر ،أي لليقششاد بششه أو جعلششه فحمششا
)قوله :انقطع الوقف( جواب أن )قوله :أي ويملكه الخ( الولى حذف أي التفسيرية ،كما مر غير
مرة ،وما ذكره الشارع من انقطاع الوقف وعوده إلى ملكه ،تبع فيه شيخه ابن حجر ،ولششم يششذكر
في شرح الروض النقطاع ،بل اقتصر علشى صشيرورته ملكشا ،واستششكل ذلشك مشع عشدم بطلن
الوقف ،ونص عبارته مع المتن ،وإل بأن لم يمكن النتفاع بها إل باسششتهلكها بششإحراق أو نحششوه
صارت ملكا للموقوف عليه ،لكنها ل تباع ول توهب ،بل ينتفع بعينها كأم الولد ولحم الضششحية،
وهذا التفصيل صححه ابن الرفعة والقمششولي ،ونقلششه الصششل عششن اختيششار المتششولي وغيششره ،لكششن
اقتصر المنهاج كأصششله ،والحششاوي الصششغير ،علششى قششوله وإن جفششت الشششجرة لششم ينقطششع الوقششف.
وقضيته أنه ل يصير ملكا بحال ،وهو المعتمشد الموافشق للشدليل ،وكلم الجمهشور علشى أن عشوده
ملكا مع القول بأنه ل يبطششل الوقششف ،مشششكل .اه .وأجششاب فششي النهايششة عششن إشششكاله المششذكور بمششا
حاصله :أن معنى عود ملكا أنه ينفتششع بششه ولششو باسششتهلك عينشه كششالحراق ،ومعنششى عششدم بطلن
الوقف أنه ما دام باقيا ل يفعل به ما يفعششل بسششائر الملك مششن بيششع ونحششوه كمششا مششر .اه .والششذي
يظهر من كلمهم أن الخلف لفظي فمن عبر ببطلن الوقف وعوده ملكا .مراده به جواز النتفاع
به بأي شئ ،ولو باستهلك عينه إل بالبيع والهبة فل يجوز .ومن عبر بعدم بطلنه مراده به أنششه
ل يتصرف فيه تصرف الملك مطلقا حتى بالبيع والهبة ،بل يتصرف فيه بغير ذلك من إحراق
ونحوه )قوله :فينتفع بعينه( أي بأي انتفاع ،ولو بالستهلك ،كما علمت )قوله :ول يبيعه( هششذا ل
يظهر تفريعه على ما قبله ،فكان الولى أن يدخل عليه أداة الستدراك بأن يقول ،كمشا فشي ششرح
الروض ،ولكن ل يبعيه ،أي ول يوهبه )قوله :ويجوز بيع حصر المسجد الششخ( قششال فششي التحفششة،
أي لئل تضيع فتحصيل يسير من ثمنها يعود على الوقف أولى من ضياعها ،واسششتثنيت مششن بيششع
الوقف ،لنها صارت كالمعدومة .اه) .قوله :بأن ذهب جمالها ونفعها( أي مع بقششاء عينهششا ،وهششو
تصوير لبلئها )قوله :وكانت المصلحة( أي للوقف) .وقوله :في بيعها( أي الحصر )قششوله :وكششذا
جذوعه الخ( أي ومثل الحصر ،الجذوع ،فيجوز بيعها إذا انكسرت .وجذع النخلة ما بيششن أصششلها
الذي في الرض ورأسها ،كمششا فششي تفسششير الخطيششب) ،وقشوله :المنكسششرة( أي أو المشششرفة علششى
النكسار .وزاد في متن المنهاج ،ولم تصششلح إل للحششراق .قششال فششي التحفششة ،وخششرج بقششوله ولششم
تصلح الخ :ما إذا أمكن أن يتخذ منه نحو ألواح ،فل تباع قطعا ،بل يجتهد الحاكم ويسششتعمله فيمششا
هو أقرب لمقصود الواقف .قال السششبكي :حششتى لششو أمكششن اسششتعماله بششإدراجه فششي آلت العمششارة،
امتنع بيعه فيما يظهر .اه) .قوله :خلفا لجمع فيهما( أي في الحصر والجذوع صححوا
] [ 213
عدم جواز بيعهما بصفتهما المذكور وإدامة للوقف في عينهما ،ولنه يمكن النتفششاع بهمششا
في طبخ جص أو آجر .قال السبكي ،وقد تقوم قطعة من الجششذوع مقششام أجششرة ،كششذا فششي المغنششي،
وفيه أيضا ،وأجاب الول ،أي القششائل بصشحة الششبيع ،بشأنه ل نظششر إلشى إمكشان النتفششاع فششي هششذه
المور ،لن ذلك نادر لندرة اصطناع هذه الشياء لبعض المسششاجد .اه .وعبششارة شششرح المنهششج،
وما ذكرته فيها ،أي مششن عششدم جششواز الششبيع بصششفتهما المششذكورة ،هششو مششا اقتضششاه كلم الجمهششور
وصرح به الجرجاني والبغوي والروياني وغيرهم ،وبه أفتيت ،وصحح الشيخان تبعا للمام أنششه
يجششوز بيعهمششا لئل يضششيعا ويشششتري بثمنهمششا مثلهمششا ،والقششول بششه يششؤدي إلششى مششوافقه القششائلين
بالستبدال .اه) .قوله :ويصرف ثمنهما( أي الحصر والجذوع إذا بيعا )قوله :إن لم يمكششن شششراء
حصشير أو جشذع بشه( أي بشالثمن ،فشإن أمكشن اششتري بشه ول يصشرف لمصشالح المسشجد )قشوله:
والخلف( أي بيششن جششواز الششبيع وعششدمه) ،وقششوله :فششي الموقوفششة( أي فششي الحصششر الموقوفششة أو
الجذوع كذلك )قوله :ولو بأن اشتراها الناظر ووقفها( غاية في الموقوفة ،أي ولو كانت الموقوفة
اشتراها الناظر من غلشة الوقششف ووقفهشا علشى المسشجد ،فشإن الخلف يجشري فيهششا أيضشا )قشوله:
بخلف الموهوبة الخ( أي بخلف المملوكة للمسجد بهبة أو شراء .وهذا محششترز قششوله الموقوفششة
)قششوله :والمشششتراة( أي ولششو مششن غلششة الوقششف حيششث لششم يقفهششا النششاظر .وقششوله للمسششجد ،متعلششق
بالوصفين قبله )قوله :فتباع جزما( أي بل خلف ،وتصششرف علششى مصششالح المسششجد ،ول يتعيششن
صرفها في شراء حصر بدلها .اه .ع ش )قوله :وإن لششم تبششل( أي الموهوبششة أو المشششتراة ،وهششذا
بالنسبة للحصر ،وقياسه ،بالنسبة للجذوع ،أن يقال ،وإن لم تنكسر )قوله :وكذا نحو القناديششل( أي
مثل الحصر والجذوع في التفصيل المذكور ،نحو القناديل ،أي فإذا كششانت موقوفششا علششى المسششجد
وانكسرت ،جرى الخلف فيها بين جشواز الشبيع وعشدمه ،أو مملوكشة ،جشاز بيعهشا جزمشا لمجشرد
المصلحة ،وإن لم تنكسششر) ،قششوله :ولششو اشششترى النششاظر( أي مششن غلششة الموقششوف علششى المسششجد،
)وقوله :أخشابا للمسجد( أي أخشابا تحفظ وتهيششأ لمششا يحششدث فششي المسششجد مششن خششراب )قششوله :أو
وهبت( أي الخشاب ،وقوله له أي للمسجد )قوله :وقبلها النشاظر( قيشد فششي الهبششة ،فششإن لشم يقبلهشا
الناظر ل تصح الهبة له ،بخلف الوقف له ،فإنه يصح ،ولو لم يقبل الناظر ،كما مر )قوله :جششاز
بيعها( أي الخشاب التي اشتراها الناظر أو وهبت له )قوله :لمصلحة( أي تعود للمسششجد )قششوله:
كأن خاف الخ( تمثيل للمصلحة )قوله :ل إن كششانت موقوفششة( أي فل يجششوز بيعهششا) .وقششوله :مششن
أجزاء المسجد( أي من جملة أجزائه الموقوفة )قوله :بل تحفظ( إضراب من مقدر ،أي فل يجوز
بيعها بل تحفظ له وجوبا ،وهذا مفروض في أخشششاب سششليمة لششم يسششقف بهششا المسششجد ،بششل وقفششت
لتسششقيف المسششجد بهششا إذا خششرب أو زادت مششن عمششارة المسششجد ،فل ينششافي مششا مششر فششي الجششذوع
المنكسرة من جريان الخلف فيها بين جواز البيع وعدمه )قوله :ول ينقض المسجد( أي المنهششدم
المتقدم ذكره في قوله فلو انهدم مسششجد .ومثششل المنهششدم :المتعطششل) .والحاصششل( أن هششذا المسششجد
الذي قد انهدم ،أي أو تعطل بتعطيل أهل البلد له ،كما مششر ،ل ينقششض ،أي ل يبطششل بنششاؤه بحيششث
يتمم هدمه في صورة المسجد المنهدم ،أو يهدم من أصشله فششي صشورة المتعطشل ،بشل يبقششى علشى
حاله من النهدام أو التعطيل ،وذلك لمكان الصلة فيه وهو بهذه الحالة ولمكان عوده كما كششان
)قششوله :إل إذا خيششف علششى نقضششه( هششو بكسششر النششون أو ضششمها بمعنششى منقوضششه مششن الحجششارة
والخشاب ،وعبارة المصباح ،نقضت البناء نقضا من باب قتل،
] [ 214
والنقض مثل قفل وحمل بمعنى المنقوض واقتصر الزهري على الضم ،قال :النقض اسم
البناء المنقوض إذا هدم ،وبعضهم يتقصر على الكسر ويمنع الضم ،والجمششع نقششوض .اه .وقششوله
فينقض ،أي يبطششل بنششاؤه بالحيثيششة السششابقة .وقششوله ويحفششظ ،أي نقضششه .وقششوله أو يعمششر بششه ،أي
بالنقض .وقوله إن رآه الحاكم ،أي رأى تعمير مسجد آخر به أصلح )قوله :والقرب إليششه أولششى(
أي وعمارة المسجد القرب إلى المنهدم أولى من غير القرب .قال ع ش :وبقي مششا لششو كششان ثششم
مساجد متعددة واستوى قربه من الجميع ،هل يوزع علششى الجميششع أو يقششدم الحششوج ؟ فيششه نظششر.
والقرب الثاني ،فلو استوت الحاجة والقرب ،جاز صرفه لواحد منهششا .اه) .قششوله :ول يعمششر بششه
غير جنسه( أي ول يعمر بالنقض ما هو من غير جنس المسجد .وقوله كرباط وبئر ،تمثيل لغيشر
جنس المسجد ،وقوله كالعكس :هو أن ل يعمر بنقض الرباط والبئر غير الجنس كالمسجد )قوله:
إل إذا تعذر جنسه( أي فإنه يعمر به غير الجنس )قوله :والشذي يتجشه ترجيحشه الشخ( فشي سشم مشا
نصه ،الذي اعتمده شيخنا الشهاب الرملي أنه إن توقع عوده حفظ ،وإل صرفه لقرب المسششاجد،
وإل فللقرب إلى الواقف ،وإل فللفقراء والمساكين أو مصالح المسششلمين .وحمششل اختلفهششم علششى
ذلك .اه) .واعلم( أن الوقف على المسجد إذا لم يذكر له مصرف آخششر بعششد المسششجد مششن منقطششع
الخر ،كما قال في الروض ،وإن وقفها ،أي الدار على المسششجد صششح ،ولششو لششم يششبين المصششرف
وكان منقطع الخر إن اقتصر عليه ويصرف في مصالحه اه .وقد تقرر فششي منقطششع الخششر أنششه
يصرف إلى أقرب الناس إلى الواقف ،فقولهم هنا إنه إذا لم يتوقع عوده يصرف إلى مسششجد آخششر
أو أقرب المساجد ،يكون مستثنى من ذلك .فليتأمل .اه) .وقوله :وقف المنهدم( أي فششي الموقششوف
على المسجد المنهدم .قال في التحفة :أما غير المنهدم فما فضل من غلة الموقوف على مصششالحه
فيشتري له بها عقار ويوقف عليه ،بخلف الموقوف على عمارته يجششب ادخششاره لجلهششا ،أي إن
توقعت عن قرب .اه .وقوله إنه ،أي المنهدم .وقوله إن توقع عوده ،أي ترجى أنششه يعششود ويعمششر
كما كان .وقوله حفظ ،أي الريع ،وهو جواب إن .وقوله له ،أي للمنهشدم بعششد عشوده )قششوله :وإل(
أي وإن لم يتوقع عوده ،وقوله صرف ،أي ذلك الريع .وقوله لمسجد آخر ،والقششرب أولششى ،كمششا
علمت) ،قوله :فإن تعذر( أي صرفه لمسجد آخر )قوله :صرف للفقراء( أي فقراء محل المسششجد
المنهدم )قوله :كما يصرف النقض لنحو رباط( أي كما يصشرف نقشض المسشجد إذا تعشذر تعميشر
مسجد آخر لنحو رباط كبئر ،والتشبيه في كششون الريششع صششرف لغيششر الجنششس عنششد تعششذر صششرفه
للجنس )قوله :وسئل شيخنا عما إذا عمششر مسششجد( مششا واقعششة علششى مسششجد ،وحينئذ فكششان الولششى
حذف قوله مسجد ،لنه على ثبوته يصير المعنى سئل عن المسشجد الشذي إذا عمشر مسشجد ،وفيشه
ركاكة ل تخفى .وفي بعض النسخ عما إذا عمر مسجدا ،بنصب مسجدا ،وعليه فيلزم وقششوع مششا،
على من يعقل ،ويلزم جعل السؤال عن الشخص ،ل عن المسجد ،فلو قال عن مسجد عمر بآلت
الخ ،لكان أولى وأخصر .وتقدم أن عمر ،في مثل هذا المحل ،يقرأ بالتخفيف من العمارة ،بخلفه
في مثل عمر فلن ،فهو بالتشديد ،من التعمير في السن ،بمعنششى طششول الجششل ،فل تغفششل )قششوله:
بآلت جدد( أي لعمارة المسجد ،وهي كالخشب والحجر والحديد )قوله :وبقيت آلته القديمششة( أي
لم يعمر بها )قوله :فهل يجششوز عمششارة مسششجد آخششر قششديم بهششا( أي بششآلت المسششجد الول القديمششة
)قوله :أو تباع( أي تلك اللت )قشوله :ويحفششظ ثمنهششا( أي للمسششجد الشذي كشانت تلششك اللت فيششه
)قوله :فأجاب( أي شيخه )قوله :بأنه( أي الحال والشأن) ،وقوله :يجوز عمششارة مسششجد قششديم( أي
قد خرب) ،وقوله :وحادث( أي بأن
] [ 215
ينشأ بتلك اللت مسجد )وقوله :بها( أي بآلت المسجد الذي كانت فيه )قوله :حيشث الششخ(
قيد في الجواز ،فإذا فقد ،بأن احتيج إلى تلك اللت قبل فنائها لعمارة المسجد الذي كششانت فيششه ل
يجوز عمارة مسجد آخر بها )قوله :بعدم احتياج ما هي منه( أي بعدم احتياج المسجد الذي هششي،
أي تلك اللت ،منه .وقوله إليها ،أي إلششى اللت ،وهششو متعلششق باحتيششاج .وقششوله قبششل فنائهششا أي
اللت وهو متعلق أيضا باحتياج )قوله :ول يجوز بيعه( الولى بيعها بتأنيث الضمير العائد إلششى
اللت )قوله :ونقششل( مبتششدأ خششبره الجششار والمجششرور بعششده) .وقششوله :نحششو حصششير المسششجد( أي
كفرشه غير الحصير) .وقوله :كنقل آلته( أي في أنششه إن لششم يحتششج المسششجد إليششه جششاز نقلششه إلششى
مسجد آخر ،وإل فل يجوز .وتقدم آنفشا أنشه يجشوز بيشع نحشو الحصشر الموقوفشة إذا بليشت وكشانت
المصلحة في بيعها .وخالف جمع فشي ذلشك ،وأن المملوكشة يجشوز بيعهشا لمصشلحة مطلقشا )قشوله:
ويصرف ريع الموقوف على المسجد مطلقا( أي وقفا مطلقا ،أي مششن غيششر تقييششد بكششونه لعمششارته
)قوله :أو على عمارته( معطوف علششى قشوله علششى المسششجد ،أي ويصششرف ريشع الموقششوف علشى
عمارته )قوله :في البناء( متعلق بيصرف) .وقشوله :ولشو لمنشارته( أي ولشو كشان البنشاء لمنشارته.
)وقوله :وفي التجصيص( معطوف على قشوله فشي البنشاء ،أي ويصشرف فشي التجصشيص ،ومنشه
البياض المعروف )قوله :والسلم( أي وفي السلم ،أي الذي يحتاج إليه في المسششجد )وقششوله :وفششي
أجرة القيم( أي لنه يحفظ العمارة )قوله :ل المؤذن الخ( أي ل يصرف لهذه المششذكورات )قششوله:
إل إن كششان الوقششف لمصششالحه( أي إل إن كششان الوقششف كائنششا علششى مصششالح المسششجد ،والسششتثناء
منقطع ،إذ المستثنى منه ريع الموقوف على المسجد مطلقا ،أو مقيدا بالعمارة ،والمسنثنى الوقششف
على المصالح )قوله :فيصرف( أي ريعه) ،وقوله :في ذلششك( أي المششذكورة مششن المششؤذن والمششام
والحصر والدهن ،وذلك لنها من المصال )قوله :ل في التزويق والنقش( أي ل يصششرف فيهمششا،
بل لو وقف عليهما ما يصح ،لنه منهي عنه )قوله :وما ذكرته( مبتدأ ،خششبره قششوله هششو مقتضششى
الخ) .وقوله :من أنه( بيان لما ،وضمير أنه يعود على الربيع )قوله :لكنه( أي النووي )قوله :نقل
بعده( أي بعد نقله عن البغوي )قوله :إنششه يصششرف لهمششا( أي المششؤذن والمششام .قششال فششي النهايششة:
ويتجه إلحاق الحصر والدهن بهما .اه) .قوله :كما في الوقف على مصالحه( أي وكما في نظيره
من الوصية للمسجد) .قوله :ولو وقف على دهن الخ( مثله فشي الششروض وشششرحه ونصششهما ،فلششو
وقف على دهن لسراج المسجد به أسرج كل الليل إن لم يكن مغلقا مهجششورا بششأن ينتفششع بششه مششن
مصل ونائم وغيرهما ،لنه أنيط له ،فإن كان مغلقا مهجششورا لششم يسششرج ،لنششه إضششاعة مششال .اه.
)وقوله :لم يسرج( أي رأسا ول في جزء من الليل ،بدليل العلة بعده )قوله :وأفششتى الششخ( مخششالف
لما قبله )قوله :فيه( أي المسجد .وقوله ليل أما نهارا فيحرم مطلقا للسراف ولما فيه مششن التشششبه
بالنصارى )قوله :احتراما( أي تعظيما للمسجد )قوله :مع خلوه( متعلق بجواز )قوله :وجششزم فششي
الروضة بحرمة إسراج الخالي( أي مطلقا ،فهو مؤيششد لمششا قبششل إفتششاء ابششن عبششد السششلم ،وعبششارة
التحفة ،وفي الروضة يحرم إسراج الخالي ،وجمع بحمل هذا على ما إذا أسرج من وقف المسجد
أو ملكه ،والول على ما إذا تبرع به من يصح تبرعه ،وفيه نظر ،لنه إضششاعة مششال ،بششل الششذي
يتجه الجمع بحمل الول على ما إذا توقع ولو على ندور احتياج
] [ 216
أحد لما فيه من النور ،والثاني على ما إذا لم يتوقع ذلششك .اه )قششوله :يحششرم أخششذ شششئ مششن
زيته وشمعه( أي للمسجد ،أي المختص به ،بأن يكون موقوفا عليه أو مملوكا لششه بهبششة أو شششراء
من ريع موقوف على مصالحه وإذا أخذ منه ذلك وجب رده) .وقششوله :كحصششاة وترابششه( أي كمششا
يحرم أخذ حصي المسجد وترابه .قال النووي في إيضاحه :ول يجوز أخذ شئ من طيششب الكعبششة
ل للتبرك ول لغيره ،ومن أخذ شيئا من ذلك لزمششه رده إليهششا ،فششإن أراد التششبرك أتششى بطيششب مششن
عنده فمسحها به ثم أخذه .اه )قوله :ثمر الشجر النابت بالمقبرة المباحة( أي لدفن المسششلمين فيهششا
بأن كانت موقوفة أو مسبلة لذلك .وخرج بهششا :المملوكششة ،فششإن ثمششر الشششجر النششابت فيهششا مملششوك
أيضا ،وقوله مباح ،خبر ثمر ،أي فيجوز لكل أحد الكل منه )قوله :وصرفه( أي الثمر) .وقوله:
لمصالحها( أي المقبرة كتعميرها) .وقوله :أولى( أي من تبقيته للناس ،وعبارة الروض وشرحه،
ولو نبتت شجرة بمقبرة فثمرتها مباحة للناس تبعا للمقبرة ،وصششرفها إلششى مصششالح المقششبرة أولششى
من تبقيتها للناس ،ل ثمرة شجرة غرست للمسجد فيششه ،فليسششت مباحششة بل عششوض ،بششل يصششرف
المام عوضها لمصالحه ،أي للمسجد ،وتقييده بالمام من زيششادته ،وظششاهر أن محلششه إذا لششم يكششن
ناظر خاص ،وإنما خرجت الشجرة عن ملك غارسها هنا بل لفظ ،كما اقتضششاه كلمهششم ،للقرينششة
الظاهرة .وخششرج بغرسشها للمسشجد ،غرسشها مسشبلة للكششل ،فيجشوز أكلهشا بل عشوض ،وكشذا إن
جهلت نيته حيث جرت العادة به .اه )قوله :وثمر المغروس( أي الشجر المغروس فششي المسششجد.
وقوله ملكه ،أي المسجد بمعنى أنه يصرف في مصالحه ،كما يفيششده التفريششع بعششده ،وليششس مباحششا
للناس )قوله :إن غرس له( أي للمسجد بقصده ل للناس )قوله :فيصرف( أي الثمر ،وهششو تفريششع
على كونه ملكشه )قشوله :وإن غشرس( أي الششجر .وقشوله ليؤكشل ،أي الششجر ،وهشو علشى حشذف
مضاف ،أي ثمره .والمراد غرس بقصد إباحته للناس )قوله :أو جهل الحال( أي لم يدر ،هل هو
غرس للمسجد أو ليؤكل ؟ )قوله :فمباح( أي فثمره مباح ،لنه الظاهر فشي الصشورة الجهشل ،أنشه
إنما غرس لعموم المسلمين )قوله :ليس للمام الخ( أي فيحششرم عليششه ذلششك) .وقششوله :إذا اندرسششت
مقبرة( أي بليت وخفيت آثارها .قال في المصباح :درس المنزل دروسا ،عفا وخفيششت آثششاره ،اه.
وحنيئذ فقوله بعد ولم يبق بها أثر ،تفسير له )قوله :إجارتها( اسششم ليششس مششؤخر .وقششوله أي مثل،
راجع للزراعة ،أي أو للبناء فيها )قششوله :وصششرف غلتهششا( عطششف علششى إجارتهششا ،أي وليششس لششه
صرف غلتهششا) .وقششوله :للمصششالح( :أي مصششالح المسششلمين )قشوله :وحمششل( أي مششا فششي النششوار،
)وقوله :على الموقوفة( أي على المقبرة الموقوفة لدفن الموات فيها )قششوله :فالمملوكششة لمالكهششا(
أي فأما المقبرة المملوكة فأمرها مفوض لمالكها إن عرف ،فيجوز لششه أن يتصششرف فيهششا بإجششارة
وبإعارة وبغير ذلك ،لنها ملكه )قششوله :وإل( أي وإن لششم يعششرف )قششوله :فمششال ضششائع( أي فهششي
كالمال الضائع) .وقوله :أي إن أيس من معرفته( الولى حذف أي التفسيرية ،كمششا مششر فششي مثششل
هذا) ،قوله :يعمل فيه المام بالمصلحة( بيان لحكم المال الضائع ،أي أن حكششم المششال الضششائع أن
المام يعمل فيه بالمصلحة )قوله :وكذا المجهولة( أي مثل المملوكة التي أيس من معرفششة مالكهششا
المقبرة المجهولة ،أي التي ل يدري أنها مملوكة أو موقوفة ،فإنها كالمال الضششائع )قششوله :وسششئل
العلمة الطنبداوي في شجرة نبتت بمقبرة الخ( لم يتعرض للشجرة النابتششة فششي المسششجد ،وفششي ع
ش ما نصه :وقع السؤال في الدرس عما يوجد من الشجار فششي المسششاجد ولششم يعششرف ،هششل هششو
وقف أو ل ؟ ماذا يفعل فيه إذا جف ؟ والجواب أن الظاهر من غرسه في المسششجد أنششه موقششوف،
لما صرحوا به في الصلح من أن محل
] [ 217
جواز غرس الشجر في المسجد إذا غرسه لعموم المسلمين ،وانه لو غرسه لنفسه لم يجز،
وإن لم يضر بالمسجد ،وحيث عمل على أنه لعموم المسلمين فيحتمل جواز بيعششه وصششرف ثمنششه
على مصالح المسلمين ،وإن لم يمكن النتفاع بششه جافششا ،ويحتمششل وجششوب صششرف ثمنششه لمصششالح
المسجد خاصة ،ولعل هذا الثاني أقرب ،لن واقفه إن وقفه مطلقششا وقلنششا بصششرف ثمنششه لمصششالح
المسلمين ،فالمسجد منها ،وإن كششان وقفشه علششى خصششوص المسششجد ،امتنششع صششرفه لغيششره .فعلششى
التقديرين جششواز صششرفه لمصششالح المسششجد محقششق ،بخلف صششرفه لمصششالح غيششره مشششكوك فششي
جوازه ،فيترك لجل المحقق .اه )قوله :نبتت بمقبرة مسبلة( أي غير مملوكة )قوله :ولم يكن لها
ثمر ينتفع به( خرج به ما إذا كان لها ذلششك فششإنه ل يجششوز قطعهششا وبيعهششا )قششوله :إل أن بهششا( أي
بالشجرة) .وقوله :أخشابا كثيرة( أي فروعا كثيرة) ،وقوله :تصلح( أي تلششك الخشششاب) .وقششوله:
للبناء( أي بتلك الخشاب بأن توضع سششقفا للبنيشان )قشوله :ولششم يكشن لهششا( أي للمقشبرة )قشوله :أي
القاضي( تفسير للناظر العام ،وكان الولششى أن يقششول ،أي المششام أو نششائبه وهششو القاضششي )قششوله:
فأجاب( أي العلمة الطنبداوي )قوله :نعم للقاضشي فشي المقشبرة العامشة( أي فشي ششجرتها النابتشة
فيها .وقوله بيعها ،أي تلك الشجرة )قوله :وصرف ثمنها في مصالح المسلمين( فششي بعششض نسششخ
الخط في مصالح المقبرة ،وعليه يكون مكششررا مششع قششوله بعششد فششإن صششرفها فششي مصششالح المقششبرة
أولى ،فما في النسخ التي بأيدينا أولى )قوله :كثمرة الشجرة التي لها ثمر( أي فإن للقاضششي بيعششه
وصرف ثمنه في مصالح المسلمين على ما في النسخة التي بأيدينا ،أو في مصالح المقششبرة علششى
ما في بعض النسخ )قوله :فإن صرفها في مصالح المقبرة أولى( الظاهر أن إن شششرطية ،وأولششى
خبر لمبتششدأ محششذوف ،والجملششة مششن المبتششدأ المحششذوف والخششبر جششواب الشششرط ،والولششى تششذكير
الضمير من صرفها ،لن مرجعه مذكر ،وهو الثمن ،ويوجد في بعض نسخ الخط ،وإن صرفها،
بواو العطف ،وعليه تكون إن هي الناصبة للسم ،الرافعة للخبر ،والجملششة معطوفششة علششى جملششة
وصرف ثمنها في مصالح المسلمين )قوله :هذا( أي ما ذكشر مشن جشواز بيعهشا ،وصشرف ثمنهشا،
)وقوله :عند سقوطها( أي الشجرة النابتة في المقبرة) .وقوله :بنحو ريح( أي كسيل )قششوله :وأمششا
قطعها الخ( محترز قوله عند سقوطها بنحو ريح ،وهو في الحقيقة جواب الطرف الثاني من قول
السائل ،وما قبله جواب الطشرف الول منشه وقشوله مشع سشلمتها ،أي الششجرة أي عشدم سشقوطها
)قوله :فيظهر إبقاؤها( أي الشجرة ،وهو جواب أمشا )قشوله :للرفشق الشخ( أي لنفشع الشزائر للقبشور
والمشيع للجنازة بظلها )قوله :ولو شرط واقف الخ( شروع في بيان النظر على الوقشف وششروط
الناظر )قوله :نظرا له( مفعول شرط ،أي شرط في صيغة الوقف النظر لنفسششه أو لغيششره )قششوله:
اتبع( أي شرطه ،أي عمل به ،وذلك لخبر البيهقي المسلمون عند شروطهم ولمششا روي أن سششيدنا
عمر رضي ال عنه ولي أمر صدقته ،ثم جعله لحفصة مشا عاششت ،ثشم لولشى الشرأي مشن أهلهشا
)قوله :كسائر شروطه( أي الواقف ،فإنها تتبع ويعمل بها ،كمششا تقششدم ذلششك )قششوله :وقبششول( مبتششدأ
خبره الجار والمجرور ،أي وقبول الناظر الذي شرط الواقف له النظر كائن كقبششول الوكيششل ،أي
في أنه ل يشترط فيه التلفظ ،بل عدم الرد فقط .وعبارة الروض وشرحه :ولقبوله ،أي المشششروط
له النظر ،حكم قبول الوكيل بجامع اشششتراكهما فششي التصششرف ،وفششي جششواز المتنششاع منهمششا بعششد
قبولهما ول يشترط قبوله لفظا .اه .قال سم :وظاهر أن من لم يشرط له النظششر ،بششل فوضششه إليششه
الواقف حيث كان له النظر أو الحاكم حكم قوله كقبول الوكيل أيضا ،وإنمششا خششص مششن شششرط لششه
النظر ،لئل يتوهم أنه كالموقوف عليه المعين ،كما أشار
] [ 218
له بقوله بعد ،ل الموقوف عليه .اه )قوله :على الوجه( مقابله يقول إنه كقبششول الموقششوف
عليه المعين ،فيشترط القبول لفظا فورا .وعبارة التحفة ،كقبول الوكيل على الوجه ،ل الموقوف
عليه ،إل أن يشرط له شئ من مال الوقف على مششا بحششث .اه) .قششوله :وليششس لششه عششزل الششخ( أي
ليس للواقف أن يعزل من شرط النظر له حالة الوقف .ومثل شرط النظر ،شششرط التششدريس حالششة
الوقف .قال في التحفة ،بأن يقول وقفت هذا مدرسششة ،بشششرط أن فلنششا ناظرهششا أو مدرسششها ،وإن
نازع فيه السنوي ،فليس له كغيره عزله من غير سبب يخل بنظره ،لنه ل نظر له بعششد شششرطه
لغيره ،ومن ثم لو عزل المشروط له نفسه لم ينصب له بدله إل الحاكم .اه )قوله :ولو لمصششلحة(
غاية في عدم جواز عزله ،أي ل يجوز عزله ،ولو كان لمصلحة )قششوله :وإل يشششترط لحششد( أي
وإن ل يشترط الواقف النظر لحد .قال ع ش :بأن لم يعلم شرطه لحد ،سواء علششم عششدم شششرطه
أو جهل الحال .اه )قوله :فهو( أي النظر لقششاض ،والجملششة جششواب إن الشششرطية المدغمششة فششي ل
النافية )قوله :بالنسبة لحفظه وإجارته( قال البجيرمي :أي ونحوهما .اه .وانظر ما هو هذا النحو
؟ ولعلشه العمشارة والشترميم ،وقشوله لمشا عشدا ذلشك ،أي الحفشظ والجشارة ،وذلشك كتحصشيل الغلشة
وقسمتها على مستحقيها وتنميته ،كما في مال اليتيم ،قال البيجيرمي :وليس لحشد القاضشيين فعشل
ما ليس له .قاله شيخنا .اه) .قوله :على المذهب( مرتبط بالمتن ،أي فهششو لقششاض علششى المششذهب،
ومقابل المذهب يقول إن النظر مرتب علشى أقشوال الملشك ،أي فشإن قيشل إن الملشك فشي الموقشوف
للواقف ،كان النظر له ،أو للموقوف عليه كان النظر له ،وإن قيل ل تعالى ،كان النظششر للقاضششي
)قوله :لنه الخ( تعليل لكونه للقاضي على المذهب ،أي وإنما كان النظر للقاضششي علششى المششذهب
إذا لم يشرط لحد ،لنه صاحب النظششر العششام) ،وقششوله :فكششان( أي القاضششي) ،وقششوله :أولششى مشن
غيره( أي أحق بالنظر من غيره )قوله :ولو واقفا( أي ولو كان ذلششك الغيششر واقفششا )قششوله :وجششزم
الخوارزمي( مبتدأ خبره ضعيف ،وعبارة التحفة :وجزم الماوردي بثبوته للواقششف بل شششرط فششي
مسجد المحلة ،والخوارزمي فششي سششائر المسششاجد .وزاد أن ذريتششه مثلششه ضششعيف .اه )قششوله :قششال
السبكي ليس للقاضي أخذ ما شرط للناظر( أي ليس للقاضي أن يأخذ مششا شششرطه الواقششف للنششاظر
من الغلة فيما إذا فسق الناظر مثل وانتقل النظر للقاضي )قوله :إل إن صرح الواقف بنظره( أي
إل إن صرح الواقف في حال الوقف بأن النظر يكون للقاضي ،فإنه يصح له أخذ ما شرط للنظر
)قوله :كما أنه ليس الخ( الكاف للتنظير ،أي نظير أنشه ليششس للقاضشي أخششذ ششئ مشن سششهم عامششل
الزكاة ،وذلك لن رزق القاضي في سهم المصالح )قوله :قال ابنه( أي السششبكي .وقششوله ومحلششه،
أي محل عدم جواز أخذ ما شرط للناظر إذا لم يصرح الواقف بالنظر له .وقوله في قاض له قدر
كفايته :أي من بيت مال المسلمين )قوله :ويحث بعضهم أنه( أي الحال والشأن .وقوله لو خشششي،
بالبناء للمجهول ،أي خيف وقوله أكل الوقف ،أي غلتششه ،وقششوله لجششوره ،أي القاضششي ،أي خيششف
منه ذلك لكونه جائرا ،أي ظالما )قوله :جاز الخ( جواب لو .وقششوله لمششن هششو بيششده ،أي للشششخص
الذي ذلك الوقف تحت يده ،وقوله صرفه ،أي الوقف ،وهو فاعل جاز ،وقوله فششي مصششارفه ،أي
الوقف كالفقراء )قوله :إن عرفها( أي إن عرف من هو تحت يده مصششارفه )قشوله :وإل( أي وإن
لم يعرفها )قوله :فوضه( أي الصرف .وقوله الفقيه عارف بها ،أي بالمصارف )قشوله :أو سششأله(
أي سأل الفقيه العارف بها عن المصارف .وقوله وصرفها ،الولى وصرفه ،لن الضششمير عششائد
على الوقف ،ويحتمل أن المراد وصرفها ،أي غلته المعلومششة مششن المقششام )قششوله :وشششرط النششاظر
الخ( لم يبين وظيفته ،وكان حقه أن يبينها كما بين الشروط.
] [ 219
)والحاصل( أن وظيفته عمارة وإجارة وحفظ أصششل وهششو الموقششوف وغلششة وهششي الجششرة
التي تستغل منه وجمعها وقسمتها على مستحقيها ،فإن فوض له بعض هذه المور ،لم يتجششاوزه.
ونفقة الموقوف ومؤنة تجهيزه إذا كان عبدا وعمارته من حيث شرطها الواقف من مششاله أو مششال
الوقف ،وإل فمن منافع الموقوف ،ككسب العبد ،وغلة العقار ،فإذا انقطعت منافعه ،فالنفقة ومؤنة
التجهيز من بيت المال ،صيانة لروحه في الولى ،ولحرمته فششي الثانيششة .أمششا العمششارة :فل تجششب
في بيت المال )قوله :واقفا كان( أي الناظر .وقوله أو غيره ،أي غير واقف ،وفي حاشية الجمششل
ما نصه :إطلق المصنف يتناول العمى والبصششير .اه .زي .ويتنششاول المششرأة أيضششا .اه )قششوله:
العدالة( قال البجيرمششي نقل عششن شششيخه :محششل اشششتراطها مششا لششم يكششن النششاظر القاضششي ،وإل فل
يشترط عدالته ،لن تصرفه بالولية العامششة .وأمشا منصشوبه فل بشد فيششه مشن العدالششة .اه .وبحشث
بعضهم اشتراط العدالة الباطنة في منصوب القاضي والكتفاء بالظاهرية فيمن شرطه الواقف أو
استنابه .اه .واعتمد م ر وابن حجر اعتبار العدالة الباطنية فشي الجميشع ،حشتى الواقشف إذا ششرط
النظر لنفسه .اه .والعدالة الباطنة هي التي يرجع فيها إلى قول المزكين ،والظاهرة هششي الششتي لششم
يعرف لصاحبها مفسق )قوله :والهتداء إلى التصرف( أي القوة والقدرة على التصرف فيما هششو
ناظر فيه) .تنبيه( عبر في المنهج بالكفاية بدل الهتداء وجمع في المنهاج بينهمششا فقششال :وشششرطه
الكفاية والهتششداء إلششى التصشرف .وكتششب الخطيشب فشي مغنيششه الكفايشة فسشرها فشي الشذخائر بقشوة
الشخص وقدرته على التصرف فيما هو ناظر فيه ،ثششم قششال :وفششي ذكششر الكفايششة كفايششة عششن قششوله
والهتداء إلى التصرف ،ولذلك حذفه من الروضة كأصلها ،وحينئذ فعطف الهتداء على الكفايششة
من عطف التفسير .اه) .وقوله :المفوض إليه( صفة للتصرف ،والضمير يعود على النششاظر ،أي
التصرف الذي فوضه الواقف إلى الناظر )قوله :ويجوز للناظر ما ششرط لشه( أي أخششذ مشا ششرط
له) ،وقوله :من الجرة( بيان لما )قوله :وإن زاد( أي ما شرط له ،وهو غاية للجششواز )قششوله :مششا
لم يكن الواقف( أي ما لم يكن الناظر هو الوقف ،وهو قيد في الغاية أي أن جواز أخششذ الششزائد مششا
لم يكن الناظر هو الواقف ،فإن كان هو فل يجوز أن يأخذ إل أجرة المثل أو أقل ،وفششي الششروض
وشرحه ،وللناظر من غلة الوقف ما شرطه الواقف وإن زاد على أجرة المثششل وكششان ذلششك أجششرة
عمله .نعم ،إن شرطه لنفسه تقيد ذلك بأجرة المثل ،كما مر ،فإن عمل بل شششرط فل شششئ لششه .اه
)فإن لم يشرط له( أي للناطر) ،وقوله :فل أجرة له( أي لنه إنمشا عمشل مجانشا )قشوله :نعشم الشخ(
استثناء من عدم ثبوت أجرة له إذا لم يشرط له شئ :أي ل يثبت له أجرة إل إن رفششع المششر إلششى
الحاكم وطلب منه أن يقرر له القل من نفقته أو أجرة مثله ،فإنه إذا قرره فيه يستحقه ويثبششت لششه
)قوله :كولي اليتيم( أي فإنه إذا تبرع بحفظ مال الطفل ورفع المر إلى القاضي ليثبششت لششه أجششرة
فإنه يستحقها إذا قررها له )قوله :وأفششتى ابششن الصششباغ بششأن لششه( أي للنششاظر) ،وقششوله :السششتقلل
بذلك( أي بأخذ القل من نفقته وأجرة مثله )قوله :وينعزل الناظر بالفسشق( عبشارة النهايشة :وعنشد
زوال الهلية يكون النظر للحاكم ،كما رجحه السبكي ،ل لمشن بعششده مششن الهششل بشششرط الواقششف،
خلفا لبن الرفعة ،لنه لم يجعل للمتأخر نظر إل بعد فقد المتقششدم ،فل سششبب لنظششره بغيششر فقششده،
وبهذا فارق انتقال ولية النكاح للبعد بفسق القرب لوجود السبب فيه ،وهششو القرابششة .اه )قششوله:
وللواقف( أي يجوز للواقف عزل الناظر الذي وله النظر كالموكل ،فإنه يجوز لششه عششزل وكيلششه.
)تنبيه( قال في المغني :قد يقتضي كلمه أن له العزل بل سبب ،وبه صرح السبكي فششي فتششاويه،
فقال إنه يجوز للواقف وللناظر الذي من جهته عششزل المشدرس ونحشوه إذا لششم يكشن مشششروطا فشي
الوقف لمصلحة ولغير مصلحة ،لنه كالوكيل
] [ 220
المأذون له في إسكان هذه الدار لفقيششر ،فلششه أن يسششكنها مششن شششاء مششن الفقيششر ،وإذا سششكنها
الفقير مدة فله أن يخرجه ويسكن غيره لمصلحة ولغير مصلحة ،وليشس تعينشه لشذلك يصشير كشأنه
مراد الواقف حتى يمتنع تغييره .اه )قوله :إل إن شرط نظششره حششال الوقشف( أي فل يعزلششه ،وقشد
تقدم الكلم عليششه )قششوله :كتششاب الوقششف( أي الكتششاب المكتششوب فيششه وقفيششة الشششئ المكتششوب ،وهششو
المسمى عند أهل الحجاز بالحجة) .خاتمة( نسأل ال حسن الختام .فششي الششدميري فششي آخششر كتششاب
الوقف ما نصه :قال الشيخ السكبي قال لي ابشن الرفعششة أفششتيت ببطلن وقشف خزانششة كتششب وقفهششا
واقفها لتكون في مكان معين في مدرسة الصلحية ،لن ذلك المكان مستحق لغيششر تلششك المنفعششة.
قال الشيخ :ونظيره إحداث منبر في مسجد لشم يكشن فيشه جمعشة فل يجشوز ،وكشذا إحشداث كرسشي
مصحف مؤبد يقرأ فيه ،كما يفعل بالجامع الزهر ،فل يصح وقفه ،ويجب إخراجه من المسششجد،
لما تقرر من استحقاق تلك المنفعة لغير هذه الجهة .والعجب من قضاة يثبتون وقف ذلك شرعا *
)وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا( * ) .(1اه .وال سبحانه وتعالى أعلم.
) (1سورة الكهف ،الية.104 :
] [ 221
باب في القرار أي في بيان أحكام القرار ،من كونه ل يصح الرجوع عنه إذا كان لحششق
آدمي .والصل فيه قبل الجماع ،قششوله تعششالى) * :أأقررتششم وأخششذتم علششى ذلكششم إصششري ؟( * أي
عهدي) * ،قالوا أقررنششا( * ) (1وقششوله تعششالى) * :كونششوا قششوامين بالقسششط شششهداء لش ولششو علششى
أنفسكم( * ) (2وفسرت شهادة المرء على نفسه بششالقرار ،وقششوله تعششالى) * :وليملششل الششذي عليشه
الحق( * إلى قوله * )فليملل وليه بالعششدل( * ) (3أي فليقششر بششالحق ،دل أولشه علششى صششحة إقششرار
الرشيد على نفسه ،وآخره على صحة إقرار الولي على موليه ،وخبر الصششحيحين اغششد يششا أنيششس
إلى امرأة هذا فششإن اعششترفت فارجمهششا ،فششذهب إليهششا ،فششاعترفت ،فرجمهششا وأجمعششت المششة علششى
المؤاخذة به .وأركانه أربعة :مقر ،ومقر له ،ومقر به ،وصيغة .وشرط فيها لفظ يشعر باللتزام،
وفي معناه الكتابة مع النية وإشارة الخرس المفهمة ،كلزيد علي أو عندي كذا ،فلششو حششذف علششي
أو عندي لم يكن إقرارا ،كما سيأتي ،وشرط في المقر له أن يكون معينا نوع تعيين ،بحيث يتوقع
منه الدعوى والطلب ،حتى لو قال لحد هؤلء الثلثة علي كذا ،صح إقراره ،بخلف ما لشو قشال
لواحد من أهل البلد علي كذا ،وأن يكون أهل لستحقاق في المقر بششه ولصششحة إسششناده إليششه .فلششو
قال لهذه الدابة علي كذا لم يصح ،لنها ليست أهل لذلك ،إل إن قال علي بسببها لفلن كششذا حمل
على أنه جنى عليها أو استعملها تعديا أو اكتراها من مالكها .ومحل البطلن في الدابة المملوكة،
بخلف غيرها ،كالخيل المسبلة ،فالشبه ،كما قاله الذرعي ،الصحة .ويحمل على أنششه مششن غلششة
وقف عليها أو وصية لها .وأن يكون غير مكذب للمقر ،فلو كذبه في إقراره له بمال ترك في يششد
المقر ،لنها تشعر بالملك ،وسقط القرار بمعارضة النكار ،فلو رجع عن التكذيب لم يعد لششه إل
بإقرار جديد ،وشرط في المقر إطلق تصرف واختيار .وشرط فششي المقششر بششه أن ل يكششون ملكششا
للمقر حين يقر .فقوله ديني أو داري لعمرو لغو ،لن الضافة إليه تقتضي ملكه ،فتنافي القششرار
لغيره في جملة واحدة ،وأن يكون بيد المقر ،ولو مآل ،فلو لم يكن بيده حششال ثششم صششار بهششا عمششل
بمقتضى إقراره ،وغالب ما ذكر يستفاد من كلم المؤلف )قوله :هششو( أي القششرار) .وقششوله :لغششة
الثبات( أي فهو مأخوذ من أقر بمعنى أثبت يقر إقرارا ،فهو مقر ،فقولهم مأخوذ من قر ،بمعنششى
ثبت فيه تجوز )قوله :وشرعا الخ( قال ع ش :بين المعنى اللغوي والشرعي التبششاين ،لن إخبششار
الشخص الخ غير الثبات ،وبينهما التناسب بحسب الول .اه) .وقوله :بحق عليه( أي بحق على
المقر لغيره ،فخرجت الشهادة ،لنها إخبار يحق للغير على الغير ،والششدعوى أيضششا لنهششا إخبششار
بحق له على غيره ،وهذا كله في المور الخاصة ،وأمششا المششور العامششة ،أي الششتي تقتضششي أمششرا
عاما لكل أحد ،فإن أخبر فيها عن محسوس كإخبار الصحابي أن النبي )ص( قال :إنمششا العمششال
بالنيات فرواية ،وإن أخبر عن أمر شرعي ،فإن كان فيه إلششزام فحكششم ،وإل ففتششوى .فتحصششل ان
القسام ستة )قوله :أيضا بحق عليه( كان ينبغي أن يزيد أو عنده ،ليشمل القرار بششالعين .اه .ش
ق )قوله :ويسمى( أي مذلول القرار لغششة ،أو شششرعا) ،وقششوله :اعترافششا( أي كمششا يسششمى إقششرارا
)قوله :يؤخذ بإقرار مكلف( يصح في إعراب هذا التركيب
) (1سورة آل عمران ،الية (2) .81 :سورة النساء ،الية (3) .135 :سورة البقرة ،الية.282 :
] [ 222
أن يكون الجار والمجششرور نششائب فاعششل يؤاخششذ ،ومكلششف مجششرور بالضششافة ،وأن يكششون
مكلف نائب فاعل ،ويفسر الفعل على الول بيعمل ،وعلى الثاني بيلزم .والول هو القششرب إلششى
كلمه ،والمراد بالمكلف ،البالغ بإمناء أو حيض أو سن العاقششل ،ول بششد أيضششا أن يكششون رشششيدا،
ولو حكمششا ،كالسششفيه المهمششل إن كششان المقششر بششه مششال أو اختصاصششا أو نكاحششا ولششو عششبر بمطلششق
التصرف ،كما عبر به في المنهششاج ،لكششان أولششى )قششوله :فل يؤاخششذ الششخ( الولن مفرعششان علششى
مفهوم التكليف ،والثالث مفرع على مفهوم الختيار .وقوله بإقرار صبي :أي ولو كان مراهقا أو
بإذن وليه ،وقوله ومجنون ،ومثله المغمي عليه وزائل العقل بما يعذر فيه ،فإن لم يعذر بششه ،بششأن
تعدى به ،فإقراره صحيح ،كبقية تصرفاته) ،قوله :ومكره( أي فل يصح إقراره بما أكششره عليششه،
وذلك لقوله تعالى) * :إل من أكره وقلبه مطمئن باليمان( * ) (1جعششل سششبحانه وتعششالى الكششراه
مسقطا لحكم الكفر ،فبالولى ما عداه) .وقوله :بغير حق( خرج به المكري بحق ،فيصح إقراره،
وفي البجيرمي ،قال سم انظر ما صورة الكراه بحق ؟ قال شيخنا :ويمكن تصششويره بمشا إذا أقشر
بمبهم وطولب بالبيان فامتنع ،فللقاضي إكراهه على البيان ،وهو إكششراه بحششق .اه .أ ج .اه .وفيششه
أن هذا إكراه على التفسير ،ل عليه القرار .وقوله على القرار ،متعلق بمكششره ،أي مكششره علششى
القرار )قوله :بأن ضرب ليقر( تصوير للكراه بغير حق ،والضرب في هذا وفيما بعده حششرام،
خلفا لمن توهم حله في الثاني .أفاده سم )قوله :أما مكره على الصدق( أي على أن يصدق ،إمششا
بنفي أو إثبات )قوله :كأن ضرب ليصدق الخ( أي بأن يسئل عششن قضششية فل يجيششب بشششئ ل نفيششا
ول إثباتا ،فيضرب حينئذ ليتكلم بالصدق )قوله :فيصح( أي إقراره )قوله :على إشكال قوي فيششه(
أي في صحة إقراره حال الضرب أو بعده ،وعبارة الروض وشششرحه :فلششو ضششرب ليصششدق فششي
القضية فأقر حال الضرب أو بعده لزمه ما أقر به ،لنه ليس مكرها ،إذ المكره ،مششن أكششره علششى
شئ واحد ،وهذا إنما ضرب ليصدق ،ول ينحصر الصدق في القرار ،ولكن يكششره إلزامششه حششتى
يراجع ويقر ثانيا .نقل في الروضة ذلك عشن المشاوردي ،ثشم قشال :وقبشول إقشراره حشال الضشرب
مشكل ،لنه قريب من المكره ،ولكنه ليس مكرها ،وعلله بما قدمته ،ثششم قششال وقبششول إقششراره بعششد
الضرب فيه نظر إن غلب علششى ظنششه إعششادة الضشرب إن لششم يقشر .قشال الزركششي :والظششاهر مشا
اختاره النووي من عدم قبول إقراره في الحالين ،وهو الذي يجب اعتماده في هذه العصششار مششع
ظلم الولة وشدة جرأتهم على العقوبات ،وسبقه إليه الذرعي وبالغ ،وقششال الصششواب إنششه إكششراه.
اه .وقوله وسبقه إليه الذرعي الخ :نقل لفظه في المغني ونصه ،قال الذرعي والولة في زماننا
يأتيهم من يتهم بسرقة أو قتل أو نحوهما فيضربونه ليقر بالحق ،ويراد بششذلك القششرار بمششا ادعششاه
خصمه ،والصواب أن هذا إكراه سواء أقر في حال ضربه أم بعده .وعلم أنه إن لم يقششر لضششرب
ثانيا .اه .وهذا متعين .اه )قوله :سيما( أي خصوصا ،وهي تششدل علششى إثبششات مششا بعششدها وأوليتششه
بحكم ما قبلها .وقوله إن علم ،أي المكره الذي يضرب ،وقششوله ل يرفعششون الضششرب إل بأخششذت،
أي إل بإقراره بقوله أخذت )قوله :ولشو ادعشى صشبا الشخ( أي وقشت القشرار لجشل أن ل يصشح.
وقوله أمكن أي الصبا بأن ل يكذبه الحس بأن كان الكبر ظششاهرا فيششه وادعششى الصششغر )قششوله :أو
نحو جنون( أي كإغماء .وقوله عهد ،أي نحو الجنون قبل إقراره .قال ع ش :ولو عهد منه مرة.
اه) .قوله :أو إكراها( أي أو ادعى إكراها )قوله :وثم أمارة( أي وكان هناك قرينة علششى الكششراه
)قوله :كحبس الخ( تمثيل للمارة عى الكراه )قوله :أو ترسيم( أي تضييق عليه من الحاكم كششأن
يوكل الحاكم من يلزمه حتى يأمن من هربه قبل فصل لخصومة )قوله :وثبت ببينة( أي ثبت ما
ذكر من الحبس أو الترسيم ،ولو قال ثبتت :أي المارة ،كما في
] [ 223
البجيرمي ،لكان أولى وعبارته ،ول تجوز الشهادة على إقرار نحو محبششوس وذي ترسششيم
لوجود أمارة الكراه ،وثبت المارة بإقرار المقر له ،وبالبينة بها وبششاليمين المششردودة اه) .قششوله:
أو بيمين مردودة( أي من المقر له بأن طلب منه مدعي الكراه يمينششا علششى أنششه مششا حبسششه أو مششا
ضيق عليه ،فأبى أن يحلف ،فحلف المقر بذلك اليمين المردودة )قوله :صدق بيمينه( جششواب لششو.
قال البجيرمي :لكن تؤخر يمين الصبي لبلوغه فيما يظهر .اه .وفصل في البششاجوري بيششن مششا إذا
ادعاه قبل ثبوت بلوغه فيصدق بل يمين ،وبين ما إذا ادعاه بعد ثبوته فيصششدق بيميششن ،وعبششارته:
ولو ادعى صباه صدق ،ول يحلف ،ولو بعد بلششوغه إن ادعششاه قبششل ثبششوت بلششوغه ،وإل حلششف إن
أمكن .اه) .قوله :ما لم تقم بينة بخلفه( قيد فششي تصششديقه بيمينششه ،أي محششل تصششديقه بهششا بالنسششبة
للصور الثلث إذا لم تقم بينة ،بخلف ما ادعاه ،فإن قامت البينة بذلك ،كأن شششهدت بكششونه وقششت
إقراره بالغا أو عاقل أو مختشارا فل يصشدق ،لمششا فيشه مششن تكشذيب البينشة )قشوله :وأمشا إذا ادعشى
الصبي بلوغا الخ( قال ع ش :أي ليصح إقراره أو ليتصرف في أمواله .اه .وهذه المسألة ذكرها
الشارح مقابلة لقوله ولو ادعى صبا أمكن الخ ،وذكرها في المنهاج والمنهج مفرعة على قولهمششا
إن إقرار الصبي والمجنون لغ .والمناسبة ظششاهرة فششي الكششل ،ومثششل الصششبي الصششبية إذا ادعششت
البلوغ بالحيض )قوله :بإمناء ممكن( أي بأن بلغ تسع سنين قمرية )قوله :فيصششدق فششي ذلششك( أي
فيما ادعاه من البلوغ بالمناء ،لنشه ل يعشرف إل مشن جهتشه ،وقشوله ول يحلشف عليشه ،أي علشى
ادعاه من البلوغ بالمناء وإن فرضت خصومة ،لنه إن كششان صششادقا فل حاجششة إلششى يميششن ،وإل
فل فائدة فيها ،لن يمين الصبي غير منعقدة )قوله :أو بسن( معطوف على بإمنششاء ،أي أو ادعششى
بلوغا بسن بأن قال استكملت خمس عشر سنة .وفي البجيرمي :ولششو ادعششى بلوغششا وأطلششق حمششل
على الحتلم ،ول يحتاج إلى استفسار ،خلفا للذرعي حيث قال :يحتاج إليه ،ووافقه ابن حجششر
وقال ،فإن تعذر استفساره بأن مششات لغششا إقششراره ،لن الصششل الصششبا .اه )قششوله :كلششف الششخ( أي
طولب ببينة تخبر بسنه ،وذلك لمكانها .قال في التحفة :ويشترط فيه إذا تعرضت البينة للسن أن
تبينه للختلف فيه .نعم ،ل يبعد الطلق من فقيه موافق للحاكم فششي مششذهبه ،لن هششذا ظششاهر ل
اشتباه فيه ول خلف فيه عندنا .اه .وكتب سم ما نصه .قوله للختلف فيه ،ل يقششال إنمششا يظهششر
هذا إن كان ذهب أحد إلى أنه أقل من خمسة عشر ،ويحتمل أن المر كشذلك علشى أنشه يكفشي فشي
التعليل أن الشاهد قد يظن كفاية دون الخمسة عشر ،لنا نقول منهم من ذهب إلششى أنششه أكششثر مششن
خمسة عشر .اه )قوله :وإن كان غريبششا ل يعششرف( غايششة لتكليفششه التيششان ببينششة علششى السششن ،أي
يكلف من ادعى البلوغ بالسن التيان بالبينة وإن كان غريبا ل يعرفه أحد في البلد لمكانه .وقششال
في التحفة :لسهولة إقامتها في الجملة )قوله :وهششي( أي البينشة هنششا .وقشوله رجلن ،أي فقششط ،فل
يكفي رجل وامرأتان ،وذلك لن مششا يظهشر للرجششال غالبششا وليشس بمششال ول المقصششود منشه مششال،
يشترط فيه رجلن )قوله :نعم إن الخ( استدراك على ما يقتضيه قوله وهي رجلن من أن البلوغ
بالسن ل يثبت بغيرهما .وقوله أربع نسوة ،أي أو رجل وامرأتان ،لن ما ذكششر يكفششي فششي إثبششات
الولدة ونحوها مما يظهر للنسشاء غالبشا ،كشالحيض والنكشارة ،وقشوله بشولدته :أي الصشبي الشذي
ادعى البلوغ بالسن وليس عنده بينة عليه .وقوله يوم كذا ،أي وشششهر كششذا ،أي وسششنة كششذا ،حششتى
يعلم قدر سنه أنه خمس عشر سنة .وقوله أقبلن ،أي النسوة التي شهدن بولدته ،لنهن يقبلن فيما
يظهر للنساء ،كما علمت )قوله :ويثتت بهن( أي بالنسوة الربششع اللتششي شششهدن بششالولدة .وقششوله
تبعا ،أي للولدة )قوله :كما قاله شيخنا( أي في التحقة ومثله في النهاية )قوله :وشششرط فيششه الششخ(
شروع في بيان الصيغة التي هي أحد الركان الربعششة .وقششوله أي القششرار ،أي صششحته .وقششوله
لفظ ،مثله الكتابة مع النية أو إشارة أخرس ،كما تقدم .وقوله بالتزام بحق ،أي على المقشر )قشوله:
كعلي أو عندي .كذا لزيد( تمثيل للفظ الذي يشعر باللتزام بحق )قوله :ولو زاد( أي في الصششيغة
المذكورة ،بأن قال علي لزيد كذا فيما أظن أو أحسب ،أو عندي كذا لزيششد فيمششا أظششن أو أحسششب،
وقوله لغا ،أي قوله المذكور ،ول يكون
] [ 224
إقرارا ،وذلك لعدم إشعاره باللتزام ،بخلف ما لو قال له علي ألف فيما أعلششم ،أو أشششهد،
أو علمي ،أو شهادتي ،فإنه إقرار ،لنه التزام )قشوله :ثششم إن كششان الششخ( مسششتأنف ،لنششه ل يظهششر
ترتيبه على ما قبله ،وذكره في التحفششة بعششد قششول المنهششاج لزيششد كششذا صششيغة إقششرار وترتبششه عليششه
ظاهر) .وقوله :كلزيد هذا الثوب( تمثيل للمقر به المعين .وقشوله أو خشذ بشه ،أي ألشزم بشه ،فيلششزم
تسليمه للمقر له إن كان في يده حال القرار أو انتقل إليه )قوله :أو غيره( معطوف علششى معينششا،
أي أو كان المقر به غير معين .وقوله كله ثوب أو ألششف ،تمثيششل للمقششر بششه الغيششر المعيششن )قششوله:
اشترط أن يضم إليه الخ( قال فشي النهايشة :لنشه مجشرد خشبر ل يقتضشي لشزوم ششئ للمخشبر .اه.
وقوله شئ مما يأتي كعندي أو علي ،فيه أن هذا ذكره متقدما أيضا ،كما أنه ذكششره متششأخرا بقششوله
علي أو في ذمتي الخ ،فالخصر والولى أن يقول ،أن يضم إليه لفظ عندي أو علي أو نحوهمششا،
كفي ذمتي ومعي) ،قوله :وقوله علي أو فششي ذمششتي للششدين( أي يششأتي بهمششا للقششرار بالششدين ،لنششه
المتبادر منهما عرفا ،فإن ادعى إرادته العين قبل في علي فقط لمكانه ،أي علششي حفظهششا )قششوله:
ومعي .أو عندي( مثلهما لدي ،بتشديد الياء ،وقوله للعين ،أي يششؤتى بهمششا للقششرار بششالعين ،وأمششا
قبلي ،بكسر ففتح ،فهو صالح للقرار بهما .وقد نظم ذلك بعضهم بقوله :علي أو في ذمتي للششدين
معي وعندي يا فتي للعين وقبلي إن قلته فمحتمل للدين مع عيششن كمششا عنهششم نقششل )قششوله :ويحمششل
العين الخ( يعني أنه عند إطلق العين المقر بها بأن قال عندي ثوب لزيد ولم يذكر أنه وديعششة أو
مغصوب تحمل على أدنى المراتب في جعلهششا عنششده وهشو كونهشا مودعشة عنشده ل مغصشوبه ول
معارة .قال في شرح الروض :وقول الزركشي ل معنى لقتصششاره علششى التفسششير بالوديعششة ،بششل
التفسير بالمغصوبة كذلك لششم يقششع فششي محلششه :إذ ليششس الكلم فششي التفسششير ،بششل فششي أن ذلششك عنششد
الطلق يحمل على ما إذا .اه) .قوله :فيقبل قوله الخ( مفرع على محذوف ،أي فلو ادعششى أدنششى
المراتب وهو الوديعة قبل قوله في ردها على مالكهششا أو فششي أنهششا تلفششت بيمينششه لنششه أميششن .قششال
البجيرمي :فإن غلظ على نفسه كأن ادعى أنها مغصوبة أو فسره بالدين قبل من غيششر يميششن .اه.
)قوله :وكنعم الخ( عطف على قوله كعلي أو عندي كذا ،ومثششل نعششم :جيششر ،وأجششل ،وإي )قششوله:
وأبرأتني منه( لو حذف لفظ منه لم يكن إقشرار لحتمشال الشبراءة مشن الشدعوى )قشوله :أو أبرئنشي
منه( بصيغة المر )قوله :وقضيته( أي أديته لك )قوله :لجواب الخ( متعلششق بمحششذوف حششال مششن
جميع ما قبله من لفظ نعم وما بعده ،أي حال كونها مقولة لجواب الخ .ولول زيادة الشارح كششاف
الجر قبل نعم ،لكانت نعم وما عطف عليها مبدأ ويكون الجار والمجرور خبره .والمعنششى أنششه إذا
أتى المقر بنعم ،أو ما بعده جوابا لقول المدعي أليس لشي عليشك كشذا ،بشأداة السشتفهام ،كشان ذلشك
إقرارا .قال البجيرمي :فلو حذف أداة الستفهام وقال ليشس لشي عليشك ألشف ،فشإن قشال بلشى ،كشان
مقرا ،لن بلى :لرد النفي ،ونفي النفي إثبششات .وإن قششال نعششم ،لشم يكشن إقشرارا ،لن نعششم ،لتقريشر
النفي .اه .وقد نظم الجهوري معنى ذلك في قوله :نعم :جواب للذي قبله إثباتا أو نفيا كذا قرروا
بلى :جواب النفي ،لكنه يصير إثباتششا ،كششذا حششروروا )قششوله :أو قششال لششه الشخ( الولششى حششذف قششال
ومتعلقه لعدم وجود ما يعطف عليه وزيششادة الجششواب بعششد أو العاطفششة ،بششأن يقشول أو لجششواب لششي
عليك كذا .وعبارة فتح الجواد ،لجواب من قال له أليس لي عليك ألف مثل أو قششال لششه لششي عليششك
ألف ،وهي ظاهرة لوجود ما يعطف عليه فيها )قوله :لن المفهوم من ذلك( أي من قوله نعم وما
بعده ،وهو علة لمقدر ،أي وإنما
] [ 225
كانت هذه المذكورات إقرارا لن المفهوم ،أي المتبادر منها عرفا ،ذلك ،لكن هذه العلة ل
تظهر إل في الثلثة الول ،أعني نعم وبلى وصدقت ،ل فيما عششداها ،أعنششي أبرأتنششي ومششا بعششده،
فكان عليه أن يزيد بعد هششذه العلششة ولن دعششوى البششراء أو القضششاء اعششتراف بالصششل ،وعبششارة
المغني :أما الثلثة الول فلنها ألفششاظ موضششوعة للتصششديق ،وفششي معناهششا مششا ذكششر معهششا ،وأمششا
دعوى البراء والقضاء ،فلنه قششد اعششترف بالشششغل وادعششى السششقاط والصششل عششدمه .اه .وفششي
النهاية ما نصه :وفي نعم ،بالنسبة لقوله أليس لي عليك ألف ،وجه أنها ليست بششإقرار ،لنهششا فششي
اللغة تصديق للنفي المستفهم عنه ،بخلف بلى ،فإنها رد له ،ونفي النفي إثبششات ،ولهششذا جششاء عششن
ابن عباس في آية) * :ألست بربكم( * ) (1لششو قششالوا نعششم لكفششروا ورد هششذا الششوجه بششأن القششارير
ونحوها مبنية على العرف المتبادر من اللفظ ،ل على دقائق العربية ،وعلم منه عششدم الفششرق بيششن
النحوي وغيره خلفا للغزالي ومن تبعه .اه .بتصرف )قوله :ولو قال( أي المدعي ،وقوله اقض
اللف الذي لي عليك ،أي أد اللف التي أستحقها فششي ذمتششك )قششوله :أو أخششبرت الششخ( أي أو قششال
أخبرت أن لي عليك ألفا ،والفعل يقشرأ بصشيغة المجهشول )قشوله :فقشال( أي المشدعى عليشه جوابشا
لقول المدعي ما مر .وقوله نعم .أو أمهلني ،أي أو أقضي غدا ،كما في المنهاج ،قال في التحفششة.
)تنبيه( ظاهر كلمهم ،أو صريحه ،أنه ل يشترط نحو ضمير أو خطاب فششي أقضششي أو أمهلنششي.
ويشكل عليه اشتراطه في أبرأتني وأبرئني أو أنا مقر .ومن ثم قششال السششنوي فششي أقضششي :ل بششد
من نحو ضمير ،لحتماله للمذكور وغيره على السواء .اه) .قوله :أو ل أنكششر مششا تششدعيه( أي أو
قال جوابا له ل أنكر ما تدعيه )قوله :أو حتى أفتح الخ( أو داخله عشن مقشدر ،أي أو قششال أمهلنششي
حتى أفتح الكيس أو أجد المفتاح أو الدراهم )قوله :فإقرار( أي فهششو إقششرار ،والجملشة جششواب لشو.
وإنما كانت إقرارا لنه هو المفهوم من هذه اللفاظ عرفا ،وهذا هو الصح .ومقابله يقول ليسششت
بإقرار ،لنها ليست صريحة في اللتزام )قششوله :حيششث ل اسششتهزاء( أي مقششترن بواحششد مششن هششذه
اللفاظ ،والحسن جعل الظرف متعلقا بمحذوف ،ل بلفظ إقرار الواقع قبله ،وإن كان هششو ظششاهر
صنيعه ،وتقدير ذلك المحذوف ،ومحل كون الجواب بجميع هششذه اللفششاظ نعششم ومششا بعششده إقششرارا،
حيث ل استهزاء موجود ،وإل فل يكون إقرارا )قششوله :فششإن اقششترن الششخ( مفهششوم القيششد المششذكور.
وقوله بواحد مما ذكر ،أي قوله نعم وما بعده على ما ذكرتششه ،وقششوله قرينششة اسششتهزاء ،أي قرينششة
تششدل علششى السششتهزاء )قششوله :كششإيراد كلمششه( أي كلم نفسششه ،وهششو تمثيششل للقرينششة الدالششة علششى
الستهزاء )قوله :مما يدل الخ( بيان لنحو الضحك )قششوله :أي وثبششت ذلششك( أي قرينششة السششتهزاء
المذكور ،أي ببينة أو بإقرار المقر له أو يمين مردودة )قوله :لم يكن به مقششرا علششى المعتمششد( أي
عند الرافعي من احتمالين له ،وجزم به الرملي ،ورجح ابن حجر والخطيب مقابله ،وهششو صششحة
القرار ،وعبارة فتح الجواد لبن حجر ،وإنما يتضمن كل من هذه اللفاظ القششرار إن صششدر بل
قرينة استهزاء ،وإل كتحريك الرأس تعجبا أو إنكشارا لشم يكشن إقشرارا لكشن علشى أحشد احتمشالين،
ذكرهما الرافعي وميله إليه ،لكن الوجه ،كما قاله السنوي وغيششره مقششابله لضششعف القرينششة .اه.
)قوله :وطلب البيع( أي كأن قال المدعى عليه للمدعي يعني ما تدعيه علي .وقوله إقرار بالملك،
أي متضمن للقرار لشه بشأنه ملكشه ،وإل لمشا طلشب ششراءه منشه )قشوله :والعاريشة والجشارة( أي
وطلبهما كأن يقول المدعى عليه له أعرني ما تششدعيه أو أجرنششي إيششاه ،وقششوله بملششك المنفعششة ،أي
إقرار بملكها ،أي ل العين )قوله :لكن تعينها( أي المنفعة في صورة طلب العارية وصورة طلب
الجارة .قال العلمة الرشيدي :وظاهر أن المراد
] [ 226
تعيين جهة المنفعة من وصية أو إجارة أو غيرهما حتى لو عينهششا بإجششارة يششوم مثل قبششل،
وهذا ظاهر .فليراجع .اه .وقوله إلى المقر ،أي موجه إليه )قوله :وأمششا قششوله ليششس لششك الششخ( فششي
التحفة لو قال لزيد علي أكثر مما لك ،بفتششح اللم ،لششم يكششن إقششرارا لواحششد منهمششا ،بخلف مششا لششو
كسرها فإنه إقرار لزيد .اه .قال سم :ويقبل تفسششيره بمششا قششل .اه) .قششوله :أو نتحاسششب( معطششوف
على الجملة الولى :أي أو قوله نتحاسب ،جوابا لقوله لي عليك ألف ،ولو قدم هذا وما بعده على
قوله جوابا ،لكان أولى )قششوله :فليششس بششإقرار( جششواب أمششا ،وذلششك لن نفششي الششزائد فششي الصششورة
الولى على المدعى به ل يوجب إثباته ول إثبات ما دونه ،ولنه في الصورة الثانيششة لششم يعششترف
له بشئ وفي الصورة الثالثة إنما أمر بالكتابة فقط ،وهي ليست إقرارا بل لفظ ،ومحله إن لم ينششو
القرار بها ،وإل فهي إقرار ،وفي الصورة الرابعة إنمششا أذن بالشششهادة عليششه ،وهششو ليششس بششإقرار
)قوله :بخلف أشهدكم مضافا لنفسه( أي بخلف أشششهدكم بششأن لزيششد علششي ألششف درهششم مثل فششإنه
إقرار .قال فشي التحفشة ،وفشي الفشرق بيشن أششهدكم واششهدوا علشي ،نظشر ظشاهر .ثشم رأيشت كلم
الغزالي صريحا في أن اشهدوا علي بكذا ،إقرار أيضششا .اه) .قششوله :وقششوله( مبتششدأ خششبره إقششرار.
وجملة هو عدل فيما شهد به مقول القشول )قشوله :كشإذا ششهد الشخ( أي كقشوله إذا ششهد علشي فلن
كزيد بمائة أو قا ذلك ،أي قال فلن إن علي مششائة )قششوله :فهششو( أي فلن الششذي شششهد علششي بمششائة
لزيد أو الذي قال ذلك ،وقوله صادق ،أي فيما شهد به أو قاله .ولو قال بدل فهششو صششادق صششدقته
ل يكون إقرارا لن ذلك وعد وغير الصادق قد يصدق )قوله :فإنه إقرار( أي فإن قششوله إذا شششهد
الخ إقرار .قال في فتح الجواد :ويوجه بأن فهو صادق كالصريح في أن اللف ل زمة له ،فلذا لم
ينظر للتعليق في قوله إذا أو إن شششهد .اه .وقشوله وإن لشم يششهد ،أي فلن بمشا ذكشر ،وهشو غايشة
لكون القول المذكور يثبت به القرار )قوله :وشرط في مقر به الخ( شروع في بيان شرط المقششر
به الذي هو أحد الركان أيضا )قوله :أن ل يكون ملكا الخ( قال ع ش :لعل المراد من هذا أن ل
يأتي في لفظه ،أي القرار ،بما يدل على أنه ملك للمقر ،وليست صحة القرار وبطلنششه دائريششن
على ما في نفس المر ،لنه ل اطلع لنا عليه حتى نرتب الحكم عليه .نعششم ،فششي البششاطن العششبرة
بما في نفس المر .اه .قال البجيرمي :وحين إذ كان هذا هو المراد فحششق هششذا الشششرط أن يكششون
من شروط الصيغة ،أي من شروط صراحتها ،كما يشير له قول الشارح ،قال البغوي :فششإن أراد
به القرار قبل منه .اه .بتصرف .وقوله حين يقر ،ظششرف للنفششي أو ظششرف للمكششان ،أي الشششرط
انتفاء ملكه في حالة القرار .اه .بجيرمششي )قششوله :لن القششرار الششخ( علشة للشششرط المششذكور ،أي
وإنما اشترط ما ذكر لن القرار ليس نقل ملك شخص لشخص آخر حتى يصح أن يكششون المقششر
به ملكا للمقر ثم ينقله لغيره ،وإنما هو إخبار عن كونه مملوكششا للغيششر ،فل بششد مششن تقششديم المخششبر
عنه على الخششبر ،وقشوله إذا لشم يكششذبه :هشو سشاقط مشن عبشارة التحفشة والمغنشي وغيرهمششا ،وهشو
الولى ،لن القرار ،الخبار المذكور مطلقا سواء كذبه المقششر لششه أم ل .نعششم ،هششو شششرط ثبششوت
الملك بالقرار للمقر له ،كما تقدم )قوله :فقوله الخ( مبتششدأ خششبره لغششو ،وهششو مفششرع علششى مفهششوم
الشرط .وقال ع ش :محل كونه لغوا ما لم يرد به القرار بمعنى أن الدار التي كشانت ملكشي قبشل
هششي لزيششد الن ،غششايته أنششه أضششافها لنفسششه باعتبششار مششا كششان مجششازا .اه) .قششوله :أو داري الششتي
اشتريتها لنفسي( قال ع ش :قياسه أن مثل ذلك ما لو قال مششالي الششذي ورثتششه مششن أبششي لزيششد .اه.
)قوله :لزيد( مرتبط بجميع ما قبله ،أي داري لزيد أو ثوبي لزيد ،أو داري التي اشتريتها لنفسششي
لزيد ،وهو خبر عن واحد منها مع حذف خبر غيره لششدللته عليششه .وقششوله أو دينششي الششخ ،الجملششة
معطوفة على جملة قوله داري الخ ،فهي مسششلط عليهششا القششول ،أي وقششوله دينششي الششذي علششى زيششد
لعمرو )قوله:
] [ 227
لن الضافة الخ( أي إضافة المقر به لنفسه ،وهو علة لكونه لغوا ،وقوله تقتضشي الملشك،
أي حيث لم يكن المضاف مشتقا ول في حكمه ،فإن كان كذلك اقتضششى الختصششاص بششالنظر لمششا
دل عليه مبدأ الشتقاق .فمن ثم كان قوله داري أو دينششي لعمششرو ،لغششوا ،لن المضششاف فيششه غيششر
مشتق ،فأفادت الضافة الختصاص مطلقا ومن لزمششه الملششك ،بخلف مسششكني وملبوسششي ،فششإن
إضافته إنما تفيد الختصاص من حيششث السششكنى واللبششس ،ل مطلقششا ،لشششتقاقه .اه .ع ش :وهششذا
التفصيل مستفاد من كلم المؤلف ،لنه ذكر أن من قال داري الخ لعمرو يكون لغوا ،وسيذكر أن
من قال مسكني أو ملبوسي لعمرو يكون إقرارا ،وفي البجيرمي) .والحاصششل( أن المضششاف إلششى
المقر تارة يكون جامدا وتارة يكون مشتقا ،فإن كان جامدا ،كما في مثاله ،اقتضششى عششدم الصششحة
لنه يقتضي الختصاص من جميع الوجوه ،وهو يفيد الملك .وأما إذا كششان مشششتقا ،كششان إقششرارا،
كمسششكني أو ملبوسششي ،إذ هششو يقتضششي الختصششاص بمششا منششه الشششتقاق وهششو السششكنى واللبششس
والختصاص من بعض الوجوه ل يستلزم الملك .اه) .قوله :فتنافي( أي الضافة .وقوله بششه ،أي
بالملششك )قششوله :إذ هششو( أي القششرار ،وهششو علششة المنافششاة ،أي وإنمششا حصششلت المنافششاة بالضششافة
المذكورة لن الضافة تقتضي ثبوت الملك له ،والقرار يفيد ثبوته للغير ،وهما متنافيشان ،فشألغى
القرار ،وقوله إقرار بحق سابق ،المناسب أن يقول إخبار بحق سششابق ،كمششا عششبر بششه فششي شششرح
المنهج والمغني) ،قوله :ولو قال مسكني أو ملبوسي لزيششد فهششو إقششرار( أي أنششه ل منافششاة ،إذ هششو
يقتضي الختصاص بما منه الشتقاق الذي هو السكنى أو اللبس كما تقدم )قوله :لنششه قششد يسششكن
الخ( أي فل منافاة بالضافة المذكورة )قوله :ولشو قشال الشدين الشذي كتبتشه( أي لنفسشي )قشوله :أو
بإسمي( متعلق بمحذوف معطوف على الجملة الفعليششة ،أي أو الششدين الششذي أثبتششه باسششمي .وقششوله
على زيد ،متعلق بكل من الفعلين الظاهر والمقدر .وقوله لعمرو ،خبر المبتدأ ،أي الدين الذي في
ذمة زيد هو لعمرو ،ل لي ،وإن كان مكتوبا باسمي ،وقوله صح ،أي لعدم المنافاة بين كون كتبششه
له أو كونه باسمه وبين إقراره بأنه لغيره لحتمال أن يكون وكيل عنه ،كما في شششرح الششروض،
وعبارته :ولعلشه كششان وكيل عنشه ،أي عشن عمششرو ،فششي المعاملشة الششتي أوجبشت الششدين .اه .وفششي
المغني ،فلو طالب عمرو زيدا فأنكر ،فإن شاء عمرو أقام بينة بإقرار المقر أن الدين الششذي كتبششه
على زيد له ثم يقيم بينته عليه بالمقر بششه ،وإن شششاء أقششام بينتششه بششالمقر بششه ثششم بينششة بششالقرار .اه.
)قوله :أو الدين الخ( أي أو قال الدين الذي لي على زيد لعمرو )قوله :لم يصح( أي لمششا مششر فششي
قوله داري أو ثششوبي لزيششد مششن الضششافة تقتضششي الملششك .وقششوله إل إن قششال واسششمي فششي الكتششاب
عارية ،أي فإنه يصح ،ويحمل حينئذ قوله لي ،على التجوز ،وإن المشراد الشذي باسشمي .قشال فشي
النهاية ،عقب قوله إل إن قال الخ ،وكذا يصح إن أراد القرار فيمشا يظهشر .اه) .قشوله :ولشو أقشر
بحرية الخ( مرتب على شرط للمقر به لم يذكره المؤلف ،وذكره في متن المنهششاج وغيششره ،وهششو
أن يكون المقر به بيد المقر وتصرفه ولو مآل ،فلو لم يكن بيده حال ثم صار بها ،عمل بمقتضى
إقراره .فلو أقر بحرية عبد غيره ثم اشتراه ،حكم بها عليه ،وكششان شششراؤه افتششداء لششه مششن جهتششه،
وبيعا من جهة البائع ،فله الخيار ،دون المشتري )قوله :عبد معين( خششرج بشه مششا لشو أقشر بحريششة
عبد مبهم ،ثم اشترى عبدا ،فل يحكم بحريته ،لحتمال أن الذي اشتراه غير الذي أقشر بشه )قشوله:
أو شهد بها( أي بالحرية والشهادة بها إقرار بها )قوله :ثم اشتراه( أي العبد الذي أقششر بحريتششه أو
شهد بها ،وهذا الشراء صوري ،والقصشد منشه الفتشداء ،لن العشتراف بالحريشة ،يشوجب بطلن
الشراء وقوله لنفسه ،قال في النهاية :فلو اشتراه لموكله لم يحكششم بحريتششه ،لن الملششك يقششع ابتششداء
للموكل ،وكما لو اشترى أباه بالوكالة .اه) .قوله :أو ملكه( أي العبششد الششذي أقششر بحريتششه أو شششهد
بها .وقوله
] [ 228
بوجه آخر ،أي غير الشراء ،كهبة أو وصية) ،قوله :حكششم بحريتششه( أي بعششد انقضششاء مششدة
خيار البائع ،وإذا حكم بها بعد ذلك فترفع يد المشتري عنه .قال ع ش :وينبغي أن يأتي مثل ذلششك
في كتب الوقف ،فإذا علم بوقفيتها ثم اشتراها ،كان شراؤه اقتداء ،فيجب عليه ردها لمن له ولية
حفظها ،إن عرف ،وإل سلمها لمن يعرف المصلحة ،فإن عرفها هو وأبقاها في يده ،وجب عليششه
العارة ،كما جرت به العادة ،وليس من العلم بوقفيتها ،ما يكتب بهوامشششها مششن لفششظ ،وقششف .اه.
بزيادة )قوله :ولو أشهد أنه سيقر بما ليس عليه( أي سيقر لغيره بما ليس عليششه )قششوله :فششأقر( أي
بعد أن أشهد )قوله :لزمه( أي ما أقششر بشه مؤاخششذة بششإقراره )قششوله :ولششم ينفعشه ذلششك الشششهاد( أي
الواقع قبل القرار )قوله :وصح إقرار مشن مريشض( أي كمشا يصشح مشن غيشر المريشض .وقشوله
مرض موت ،أي مرضشا يتولششد المشوت مشن جنسششه ،كإسششهال دائم ،ودق ،بكسشر أولشه ،وهشو داء
يصيب القلب ،ونحوهما )قوله :ولو لوارث( غاية في الصحة ،أي صح إقراره ولو كان لششوارث:
أي على المذهب .ومقابله طريقان ،الطريق الول عدم الصششحة ،وهششو مششا سيصششرح بششه الشششارح
بقوله واختار الخ .والطريق الثاني ،القطع بالقبول ،والغاية للرد على الطريق الول وعلى الئمة
الثلثة ،لنهم يقولون بعدم الصحة ،كما في ق ل ،والعتبار في كششونه وارثششا بحششال المششوت ،فلششو
أقر لزوجته ثم أبانها ومات ،لم يعمل بإقراره ،ولو أقر لجنبية ثم تزوجها ،عمل بششإقراره )قششوله:
بدين أو عين( متعلق بإقرار ،أي صح إقششرار المريششض بششدين أو عيششن )قششوله :فيخششرج مششن رأس
المال( مفرع على صحة القرار من المريض ،أي فيحسب مششا أقششر بششه مششن رأس المششال ،ل مششن
الثلث )قوله :وإن كذبه( أي كذب المريض المقر بقية الورثة .وهو غاية بالنسبة لقششراره لششوارث
)قوله :لنه انتهى إلى حالة الخ( علة لصحة إقرار المريض ولو لوارث )قوله :فالظششاهر صششدقه(
أي صدق المريض فيما أقر به )قوله :لكن للوارث الخ( هشذا السشتدراك يظهشر بالنسشبة لقشراره
لجنبي ،لنه هو الذي خالف فيه القفال وغيره ،كابن الملقن ،وأما بالنسششبة لقششراره لشوارث ،فبل
خلف تحلف بقية الورثة الوارث المقر له ،فإن نكل ،حلفوا ،وقاسموه ،وبدل عليه صنيع شششيخه،
فإنه ذكر هذا الستدراك بعينه بعد قول المنهاج ويصح إقرار المريششض مششرض المششوت لجنششبي،
وذكر بعد قوله أيضا وكذا يصح إقراره لوارث ما نصه ،ولبقية الورثة تحليفششه أنشه أقششر لششه بحششق
لزم يلزمه القرار به الخ .اه .ومثله في النهاية ،وحينئذ فكان الولى للشارح أن يذكر لكششل مششن
إقرار لجنبي والقرار لوارث ما يناسبه ،لن صنيعه يقتضي أن السششتدراك الششذي ذكششره راجششع
لكل من القرار لجنبي والقرار لوارث ،وليس كذلك ،كما علمت) ،قوله :خلفا للقفال( أي فإنه
قال ليس للوارث تحليف المقر له الجنبي على الستحقاق ،ووافقشه فشي المغنشي حيشث قشال :ولشو
أراد الوارث تحليف المقر له على الستحقاق لم يكن له ذلششك ،كمششا حكششاه ابششن الملقششن وأقششره ،ثششم
فرق بين هذا وبين ما لو أراد بقية الورثة أن تحلف الوارث المقر له ،فإن لهم ذلك ،ويجب علششى
المقر له أن يحلف بأن التهمة في الوارث أشد منها في الجنبي )قششوله :ولششو أقششر بنحششو هبششة( أي
أقر المريض للوارث بنحو هبة ،كهدية وصدقة وإبراء .وقوله مع قبض ،متعلق بمحششذوف صششفة
لنحو هبة ،أي نحو هبة مصحوب بقبضه للمقر له وقوله في الصحة ،متعلق بقبض ،أو بمحذوف
صفة ،أي قبض كائن في حال صحته .وخرج به ،ما لو أقر بأنه أقبضه في حال مرضه ،فإنه ل
يصح إل بإجازة بقية الورثة ،كما سيصرح به ،وقوله قبل ،أي إقراره .قال فششي شششرح الششروض:
فتحصل البراءة بتقدير صدقه .اه) .قوله :وإن أطلق( أي لم يقيد القبض بكششونه فششي الصششحة بششأن
قال في حال مرضه وهبت لوارثي كذا وكذا وأقبضته إياه ،ولم يقل فششي حششال صششحتي )قششوله :أو
قال( أي المريض ،ومقوله جملة هذه ملك لوارثي )قوله :نزل
] [ 229
الخ( جواب إن ،أي حمل ما ذكر من الهبششة مششع القبششض .وقششوله علششى حالششة المششرض ،أي
على أنه صدر منه حالة المرض )قوله :فيتوقف على إجازة بقية الورثة( أي يتوقف نفوذ ما أقششر
به على إجازة بقية الورثة )قوله :كما لو قال الخ( الكاف للتنظير ،وهو مفهوم قوله مع قبض فششي
الصحة ،أي نظير ما لو قال المريض وهبته ،أي وأقبضته في حال مرضي ،فششإنه يتوقششف نفششوذه
على إجازة بقية الورثة )قششوله :واختششار جمششع الششخ( هششذا مقابششل مششا فششي المتششن مششن صششحة إقششرار
المريض ،لكن بالنسبة لما إذا كان للوارث ،فهو مرتبط به .وفي المغني ما نصه) .تنبيه( الخلف
في الصحة ،وأما التحريم ،فعند قصد الحرمان ل شك فيه ،كما صرح به جمع ،منهششم القفششال فششي
فتاويه وقال ل يحل للمقر له أخذه .اه .وقوله عدم قبوله ،أي القرار للوارث ،في حششال مرضششه.
وقوله إن اتهم ،أي المقر بأن قصده حرمان بقية الورثة .وقوله لفساد الزمان ،علة لمحششذوف ،أي
والتهمة حاصلة الن لفساد الزمان )قوله :بششل قششد تقطششع الششخ( إضششراب إبطششالي ،أي بششل قششد تفيششد
القرائن كذب المقر في إقراره قطعا ،أي يقينا )قوله :فل ينبغي( مفرع على ما إذا قطعت القرائن
بكذبه ،أي وإذا قطعت القرائن بذلك ،فل يليق بمن يخشى ال ،من القاضي أو المفتي ،أن يقضششي
أو يفتي بصحة إقراره )قوله :بالصحة( أي صحة القرار )قوله :ول شك فيه( في عبارة النهايششة
والتحفة قبل قوله فل ينبغي زيادة لفظ قال الذرعي ،ثم قال ول شك فيه .قال ع ش :أي في قول
الذرعي .وحينئذ فيؤخذ منه أن ضمير فيه ،في عبارتنا ،عائد على عشدم انبغشاء مشا ذكشر ،وكشان
المناسب للشارح أن يريد تلك الزيادة مثلهما ،وذلك لنه إذا كان قوله فل ينبغي الششخ مششن كلمششه،
فل فائدة في قوله ول شك فيششه ،لن ذاك مجششزوم بششه ،ول يقششال إن قششوله فل ينبغششي ممششا اختششاره
جمع ،فهو من كلمهم ،وقوله ول شك من كلم نفسه ،لنا نقول ل يصح ذلك ،لن مختار الجمع
انتهى بقوله لفساد الزمان ،كما يدل عليه اعششتراض الرشششيدي علششى صششاحب النهايششة فششي تششأخيره
لفظ ،قال الذرعي ،عن قوله بل قد تقطع الخ ،قال :كان الولى تقديمه ،لنه من كلم الذرعششي.
فتنبه .وقوله إذا علم ،أي من يخشى ال من القاضي أو المفتي إن قصد المقر حرمان بقية الورثة
)قوله :وقد صرح جمع بالحرمة( أي حرمشة إقششراره .وقشوله حينئذ ،أي حيشن إذ قصششد الحرمشان.
وعبارة فتح الجواد :وصرح جمع بتأثيمه إن قصد الحرمان ،وليششس بقيششد إل لمزيششد الثششم ،لثمششه
بالكذب ،وإن لم يقصد حرمانا .اه) .قوله :وأنه ل يحل للمقر له أخذه( في الرشيدي :ل يخفششى أن
حل الخذ وعدمه منوط بما في نفس المر .اه) .قوله :ول يقدم إقرار صحة على إقرار مرض(
يعني لو أقر في حال صحته بدين لنسان وفي مرضه بدين لخر ،لم يقدم الول ،بششل يتسششاويان،
كما لو ثبتا بالبينة ،ولو أقر المريض لنسان بدين ،ولو متفرقا ،ثم أقر لخر بعين أو عكسه ،قششدم
صاحبها ،لن القرار بالدين ل يتضمن حجرا في العين )قوله :وصح إقششرار بمجهششول( قششال فششي
النهاية :إجماعا ،ابتداء كان أو جوابا لدعوى ،لنه إخبار عن حق سششابق ،فيقششع مجمل ومفصششل.
وأراد به ما يعم المبهم ،كأحد العبدين .اه) .قوله :كشئ أو كششذا( تمثيششل للمجهششول )قششوله :فيطلششب
من المقر تفسيره( أي للمجهول المقر بششه ،فششإن امتنششع منششه فالصششحيح أنششه يحبششس ،لمتنششاعه مششن
واجب عليه ،فإن مات قبل التفسير ،طولب وارثه به ،ووقف جميع التركة )قششوله :فلششو قششال الششخ(
مفرع على محذوف ،أي ويقبل تفسيره بما يقرب فهمه من اللفظ في معرض القرار فلو قال الخ
)قوله :علي شئ الخ( خرج به ،ما لو قال له عندي شئ ،فإنه يقبل تفسيره بنجشس ل يقتنشى ،لنشه
ل يشعر بالوجوب .وقوله أو كذا ،أي أو قال له علي كذا ،وهي مركبة مششن اسششم الشششارة وكششاف
التشبيه ،ثم نقلت عن ذلك وصار يكنى بها عن المبهم وغيره من العدد .وقوله قبششل تفسششيره بغيششر
عبادة الخ ،أي مما هو مال وإن لم يتمول ،كفلس وحبشة بششر ،أو غيششر مششال ،كقشود ،وحششق شششفعة،
وحد قذف ،ونجس يقتنى ،ككلب معلم ،وزبل ،وذلك لصدق اسم الشئ على ما ذكر .وخرج
] [ 230
بذلك ،تفسيره بشئ من الثلثة المذكورة ،فل يقبل ،لبعد فهمها في معششرض القششرار ،إذ ل
يطالب بها أحد ،مع أن شرط المقر به أن يكون مما تجوز به المطالبة )قششوله :ولششو قششال لششه علششي
مال( أفاد به وبالمثال السابق أن المجهول تارة يكون مجهول من كششل الوجششوه ،أي جنسششا وقششدرا
وصششفة ،كالمثششال السششابق ،أو مششن بعضششها ،أي قششدرا وصششفة ،كهششذا المثششال ،وقششوله قبششل تفسششيره
بمتمول ،أي مما يقابل بمال يسد مسدا ويقع موقعا ،وضد غير المتمول وإن كان يسمى مال فكششل
متمول مال ،ول عكس ،كحبة بر ،وقوله وإن قل ،أي ذلك المتمول كفلس فإنه يقبل تفسششير المششال
به ،ول فرق في قبول تفسير المال بما قل بين أن يطلق المال أو يصفه بنحو عظيم ،كقششوله مششال
عظيم أو كبير أو كثير ،ويكون وصفه بالعظيم من حيث إثم غاضبه وكفششر مسششتحله .قششال المششام
الشافعي ،رضي ال عنه ،أصل ما أبني عليه القرار ،أن ألزم اليقين وأطرح الشك ،ول أستعمل
الغلبة ،أي ل أعششول علششى الغششالب ،أي ل أبنششي عليهششا الحكششام الشششرعية ،كالمثششال السششابق ،فششإن
الغالب فيه أنه مال له وقع ،فقبول تفسيره بما قل فيه عدم التعويل على الغالب .وقوله ل بنجششس،
أي ل يقبل تفسيره به ،سواء كان يقتنى ،كزبل وكلب معلم ،أو ل ،كخنزير ،وذلك لنتفشاء صششدق
المال عليه )قوله :ولو قال( أي المقر ،وقوله ومششا فيهشا ،أي فششي الششدار مشن أثشاث ونحشوه .وقشوله
لفلن ،خبر المبتدأ )قوله :صح( أي إقراره )قوله :واستحق( أي فلن المقر له .وقششوله جميششع مششا
فيها ،في العبارة حذف ،أي الدار وجميع ما فيها .وقوله وقت القرار ،الظرف متعلششق بمششا تعلششق
به الجار والمجرور قبله ،أي استحق جميع مششا كششان فيهششا وقششت القششرار )قششوله :فششإن اختلفششا( أي
المقر والمقر له .وقششوله فششي شششئ أهششو بهششا وقتششه ،أي وذلششك الشششئ بالششدار وقششت القششرار أو ل ؟
فالمقابل محذوف ،والول دعوى المقر له ،والثاني دعوى المقر )قوله :صدق المقر( أي حيث ل
بينة) .وقوله :وعلى المقر له البينة( أي فإذا أتى بها صدق )قوله :وصح إقرار بنسب( وهششو مششع
الصدق واجب ،ومع الكذب في ثبوته أو نفيه حرام من الكبائر ،وما صح في الخبر من أنه كفششر،
محمول على مستحله ،أو على كفر النعمة ،فإن حصول الولد لششه نعمششة مششن الشش ،فإنكارهششا جحششد
لنعمته تعالى .وشرط في المقر أن يكون بالغا عاقل ،ولو سكران ،ذكرا مختارا ،ولششو سششفيها ،أو
كافرا أو قنا) ،قوله :ألحقه بنفسه( أي من غير واسطة .وإن ألحقه بغيره ممن يتعدى النسششب منششه
إليه ،كهذا أخي أو عمي ،شرط فيه ،زيادة على ما ذكره من شروط اللحاق بنفسه ،كون الملحق
به رجل ،كالب والجد ،بخلف المرأة ،لن استلحاقها ل يقبل ،فبالولى استلحاق وارثها .وكونه
ميتا ،بخلف الحي ،ولو مجنونا ،لستحالة ثبوت نسب الصل مششع وجششوده بششإقرار غيششره وكششون
المقر ل ولء عليه ،فلو أقر من عليه ولء بأب أو أخ ،لم يقبل ،لتضرر من له الولئ بذلك ،لن
عصبة النسب مقدمة على عصبة الششولء .وكششونه وارثششا ،بخلف غيششره ،كقاتششل ورقيششق ،وكششونه
حائزا لتركة الملحق بششه ،واحششدا كششان أو أكششثر ،كششابنين أقششر بثششالث ،فيثبششت نسششبه ،ويششرث منهمششا
ويرثان منه) .قوله :كأن قال هذا ابني( ومثله أنا أبششوه ،لكشن الولششى أولششى ،إذ الضششافة فيششه إلششى
المقر )قوله :بشرط إمكان فيششه( أي فششي إلحششاقه بششه )قششوله :بششأن ل يكششذبه الششخ( تصششوير للمكششان
المذكور )قوله :بأن يكون( أي المستلحق بالفتح دونه ،أي المستلحق بالكسششر ،وبششأن يكششون أيضششا
غير ممسوح ،وإل لم يلحقه ،لن الحس يكذبه )قوله :وبأن ل يكون الخ( تصوير للشششرعي ،ومششا
قبله للحسي ،فهو على اللف والنشر والمشوش ،فإن كان معروف النسششب بغيششر المقششر ،فل يثبششت
الستلحاق ،وإن صدقه المقر به ،لن النسب الثابت من شخص ل ينتقل لغيره .قششال فششي النهايششة.
)واعلم( أن اشتراط عدم تكذيب المقر الحس والشرع ،غير مختص بما هنا ،بل هو شامل لسششائر
القارير .كما علم مما مر أنه يشترط في المقر له أهلية استحقاق المقر به حسا وشرع ،كما أفتى
به الوالد رحمه ال تعالى .اه) .قوله :ومع تصديق( الولى إسقاط لفظ مع .وقوله مستلحق ،بفتششح
الحاء ،أي غير منفي بلعان عن فراش ،نكاح صحيح ،فإن
] [ 231
كان كذلك ،لم يصح لغير النافي استلحاقه .وقوله أهششل لششه ،أي للتصششديق ،بششأن كششان بالغششا
عاقل حيا ،وخرج به غيره ،كصبي ومجنون وميت ،فل يشترط تصديقه ،بل لو بلغ الصبي بعششد
استلحاقه فكذب المستلحق له لم يبطل نسبه ،لن النسب يحتاط له ،فل يبطل بعد ثبوته )قوله :فإن
لم يصدقه( أي بأن كذبه .وقوله أو سكت ،أي لششم يصششدقه ولششم يكششذبه )قششوله :لششم يثبششت نسششبه( أي
المستلحق ،بفتشح الحشاء ،وقشوله إل ببينشة ،فشإن لشم توجشد حلشف المسشتلحق ،بالكسشر ،المسشتلحق،
بالفتح ،فإن حلف :سقطت دعواه ،وإن نكل ،حلف الول وثبت نسشبه ،ولشو تصشادقا ثشم رجعشا لشم
يسقط النسب )قوله :ولو أقر ببيع( أي بأن قال قد بعت عبدي من فلن )قوله :أو هبة وقبض( أي
مع قبض ،أي بأن قال وهبت عبدي لفلن وقد قبضه بششإذني .وقششوله وإقبششاض ،الششواو بمعنششى أو،
ولو اقتصر على الول لكان أخصر ،إذ القبض إما بششالذن مششن الششواهب ،أو بإقباضششه لششه )قششوله:
بعدها( أي الهبة ،ول يشترط القرار بالقبض أو القبششاض بعششد الششبيع ،إذ حكمششه باعتبششار اللششزوم
وعدمه ل يختلف بالنسبة إليه ،بخلف الهبة ،فإنه يختلف ،ولذا اشترط فيها القششرار بششذلك بعششدها
)قوله :فادعى فساده( أي ما أقر به من البيع أو الهبة ،وقال أقررت لظني صشحة ذلششك )قشوله :لشم
يقبل( أي المدعي .وقوله في دعواه فساد ،متعلق بيقبل )قوله :لن السم( أي اسششم المقششر بششه مششن
البيع أو الهبة ،أي لفظه ،وهو علة لعدم قبششول الفسششاد منششه .وقششوله عنششد الطلق ،أي عنششد التقيششد
بكونه فاسدا .وقوله يحمل علششى الصششحيح ،أي علششى العقششد الصششحيح )قششوله :نعششم :إن قطششع الششخ(
استدراك على عدم قبول ذلك منه .وقوله ظششاهر الحششال ،أي حششال المششدعي لششذلك )قششوله :كبششدوي
جلف( تمثيل للذي قطع ظاهر الحال بصدقه .وفي المصباح :الجلشف العربشي الجشافي .ونقشل ابشن
النباري أن الجلف :جلد الشاة والبعير ،وكأن المعنى العربي بجلده لششم يششتزي بششزي الحضششر فششي
رقتهم ولين أخلقهم ،فإنه إذا تزيى بزيهم وتخلششق بششأخلقهم ،كششأنه نششزع جلششده ولبششس غيششره .اه.
والذي يظهر ،أن المراد به هنا الجاهل الذي ل يميشز بيششن الصشحيح والفاسشد ،فظششن الصششحة أول
فيما أقر به ،ثم أخبره بأنه فاسد ،فادعى فساده )قوله :فينبغي قبول قششوله( جششواب إن .وقششوله كمششا
قاله شيخنا :مثله في النهاية )قوله :وخرج بإقباض( كان الولى أن يقول وخرج بقبض وإقباض،
لنه ذكرهما في المتششن) .وقششوله :مششا لششو اقتصششر علششى الهبششة( أي بششأن قششال وهبتششه كششذا ولششم يقششل
وأقبضته )قوله :فل يكون الخ( تفريع على ما لو اقتصر على ذلك .وقوله مقرا بإقباض يقال فيه،
وفيما سيأتي ،مثل ما قيل فيما مر آنفا )قوله :فإن قال( أي المقتصر علششى الهبششة) .وقششوله :ملكهششا
ملكا لزما( أي بأن قال وهبت دابتي له وملكها ملكا لزما )قششوله :وهششو يعششرف معنششى ذلششك( أي
معنى قوله ملكها ملكا لزما :أي ما يترتب على ذلك ،وهو أن المتهب له أن يتصرف كيف شششاء
في الموهوب ،وليششس للششواهب الرجششوع فيششه ،وذلششك ل يكششون إل بعششد القبششض ،فلششذلك كششان قششوله
المذكور ،بمنزلة قوله وأقبضته إياه )قوله :كان( أي القائل ذلششك فششي صششيغة القششرار )قششوله :ولششه
تحليف المقر له( أي ومع عدم قبول دعوى الفساد منه له أن يحلف المقر له بشأن مشا أقشر بشه مشن
البيع والهبة ليس فاسدا) .وقوله :لمكان ما يدعيه( أي لحتمال ما يدعيه ،أي وقششد يخفششى المفسششد
أو يغفل عنه )قوله :ول تقبل ببينته( أي مدعي الفساد) .وقششوله :لنششه كششذبها( أي البينششة) .وقششوله:
بإقراره( أي المقتضي لصحة ما أقر به )قوله :فإن نكل( أي امتنع المقر له من الحلف على عششدم
الفساد )قوله :حلف المقر أنه( أي ما ذكر من البيع والهبة )قوله :وبطل( أي حكم ببطلنه .وقوله
البيع أو الهبة ،المحل للضمار )قوله :لن اليمين المردودة الخ( علة للبطلن .وقششوله كششالقرار،
أي من المقر له ،أي كأنه
] [ 232
أقر بالفساد .اه .بجيرمي )قوله :ولو قال( أي المقشر .وقشوله هشذا ،أي الثشوب أو الشبيت أو
نحوه )قوله :بل لعمرو( أي أو ثم لعمرو )قوله :أو غصبت الششخ( أي أو قششال غصششبت هششذا الشششي
من زيد بل من عمرو )قوله :سلم( أي المقر به لزيد لسبق الصرار له )قششوله :سششواء قششال ذلششك(
أي ما ذكر من قوله بل لعمرو في الصورة الولى ،ومن قوله بل من عمرو في الصورة الثانيششة،
وهو تعميم في تسليمه لزيد )قوله :وإن طال الزمن( غاية في المنفصل )قششوله :لمتنششاع الرجششوع
الخ( علة لتسليمه لزيد ،أي وإنما سلم لزيد ولم يسلم لعمرو لمتناع الششخ )قششوله :وغششرم بششدله( أي
بدل ما سلم لزيد ،أي من مثل في المثلي وقيمة في المتقوم عند ابششن حجششر ،أو مششن القيمششة مطلقششا
عند الرملي ،وذلك لحيلولته بينه وبين ملكه بإقراره الول )قوله :ولو أقر بشششئ ثششم أقششر ببعضششه(
كأن أقر بألف ثم بخمسائة) .وقوله :دخل القل في الكثر( أي لنه يحتمل أنه ذكر بعض ما أقششر
به ،ولو أقر بألف ثم أقر لشه بشألف ،ولشو فشي يشوم آخشر ،لزمشه ألشف فقشط ،وإن كتشب بكشل وثيقشة
محكوما بها ،لنه ل يلزم من تعدد الخبر تعدد المخبر عنه .ولو وصفها بصفتين ،كششألف صششحاح
وألف مكسرة ،أو أسندهما إلى جهتين ،كثمن مبيع مرة وبدل قرض أخششرى ،لششزم القششدران لتعششذر
اتحادهما حينئذ .ومثل ذلك ،ما لو قال قبضت منه يوم السششبت عشششرة ،ثششم قششال قبضششت منششه يششوم
الحد عشرة ،فيلزمه القدران )قوله :ولو أقر بدين( أي بأن قششال فششي ذمششتي لفلن كششذا )قششوله :ثششم
ادعى( أي المقر .وقوله أداء ،أي الدين إليه .وقوله وإنه نسششي ذلششك حالشة القششرار ،أي نسششي أنششه
أدى الدين فأقر به ظانا أنه لم يؤده )قوله :سمعت دعواه للتحليف( أي بالنسششبة لتحليششف المقششر لششه
على نفي الداء رجاء أن ترد اليمين عليه فيحلف المقر ول يلزمه شئ ،فإن حلف المقر لششه علششى
نفي الداء ،لزمه المقر بششه ،مششا لششم تقششم بينششة علششى الداء فل يلزمششه ،وقششوله فقششط ،أي ل بالنسششبة
لسقوط المقر به عنه بنحو دعواه )قوله :فإن أقام( أي مدعي الداء )قوله :قبلت( أي البينششة ،ولششو
حلف المقر له )قوله :على ما أفتى به بعضهم( مثله في التحفة ،وظاهره التبري منه ،ولكن كتششب
سم عليه ما نصه :اعتمده م ر .اه) .قوله :لحتمال ما قاله( أي من ادعاء الداء .قال فششي التحفششة
بعده :فل تناقض )قوله :كما لو قال ل بينة لي ثم أتى ببينة تسمع( أي فإنها تقبل .قال فششي التحفششة
عقبه :وفيه ،أي في القياس على ما ذكر ،نظر ،والفرق ظاهر ،إذ كششثيرا مشا يكششون للنسششان بينشة
ول يعلم بها ،فل ينسب لتقصير ،بخلف مسألتنا اه) .قوله :ولو قال ل حق لي الخ( في الششروض
وشرحه ،وإن قال زيد ل حق لي فيما في يد عمرو ،ثم قال زيد ،وقد ادعى عينا فششي يششد عمششرو،
لم أعلم كون هذه العين في يده حين القرار صششدق بيمينششه ،لحتمششال مششا قششاله .اه .وهششي ل تفيششد
التفصيل الذي ذكره الشارح )قوله :ففيه خلف( في عبارته حذف قبل هذا ،وهو ثم ادعششى أن لششه
حقا عنده ،وكان الولى ذكره )قوله :والراجح منه( أي من الخلف .وقوله أنششه إن قششال ،أي بعششد
قوله أول ل حق لي .وقوله ثم أقام ،أي المقر أول بششأنه ل حششق لششه علششى فلن )قششوله :قبلششت( أي
البينة ،وهو جواب إن )قوله :وإن لم يقششل ذلششك( أي المششذكور مششن قششوله فيمششا أظششن أو فيمششا أعلششم
)قوله :لم تقبل بينته( أي لنها تناقض إقراره ،وإنما لم يوجد التناقض فيما إذا قششال ذلششك ،لنششه ل
يلزم من نفي علمه أو ظنه بأن له عند فلن كذا أنه ليس لششه ذلششك فششي الواقششع ،فقششد يكششون لششه فششي
الواقع شئ ،مثل ،وهو لم يعلم به ،فيقر بأنه ليس له كذا عند فلن ثم يعلم به ويششدعيه ويقيششم بينششة
عليه )قوله :إل إن اعتذر بنحششو نسشيان( أي نسششيان لمششا ادعشى بشه أنشه عنششد فلن وقشوله أو غلشط
ظاهر ،أي في قوله ل حق لي ،بأن قال مثل أردت أن أقول لي عنده كششذا فغلطششت وقلششت ل حششق
لي عنده.
] [ 233
)تتمة( يصح الستثناء بإل أو إحدى أخواتهششا فششي القششرار كغيششره بشششروط ،الول وصششل
المستثني بالمستثنى منه عرفششا ،فل يضششر سششكتة تنفششس وعششي وانقطششاع صششوت ،بخلف الفصششل
بسكوت طويل وكلم أجنبي ،ولو يسيرا ،الثاني أن ينويه قبل فراغه من المستثنى منه ،وإل لششزم
رفع القرار بعد لزومه .الثالث عدم استغراق المسششتثني للمسششتثنى منششه ،فششإن اسششتغرقه ،نحششو لششه
علي عشرة إل عشرة ،لم يصح ،ما لم يتبعه باستثناء آخر غير مستغرق نحو له علششي عشششرة إل
عشرة إل خمسة ،فيصششح ،ويلزمششه خمسششة .ثششم إنششه ل فششرق فششي صششحة السششتثناء بيششن أن يكششون
متصل ،نحو له علي عشرة إل خمسة ،أو منقطعا ،نحو لشه علشي ألشف إل ثوبشا ،ول فشرق أيضشا
بين تأخير المستثني عن المستثنى منه أو تقديمه عليه ،نحششو لششه علششي إل عشششرة مششائة ،ول فششرق
أيضا بين الثبات والنفي .فلو قال ليس له علي شئ إل عشرة ،لزمششه عشششرة .ولششو قششال ليششس لششه
علي عشرة إل خمسة ،لم يلزمه شئ ،لن العشرة إل خمسة ،عبارة عن خمسة ،فكشأنه قشال ليشس
له علي خمسة .وإذا تكرر الستثناء بعطف ،فالكل من الول ،نحو له علي عشششرة إل ثلثششة وإل
الربعة ،فمجموع المستثنى سبعة ،وهو مستثنى من العشرة ،فيلزمه ثلثة أو بغيششر عطششف ،فكششل
واحد مستثنى مما قبله ،فلو قال علي عشرة إل تسششعة إل ثمانيششة إل سششبعة إل سششتة إل خمسششة إل
أربعة إل ثلثة إل اثنين إل واحدا ،لزمه خمسة .وطريق معرفة ذلك ،أن تخرج المستثنى الخير
مما قبله ،ثم تخرج ما بقي مما قبله ،وهكذا ،ففي هذا المثال تخرج الواحششد مششن الثنثششن ومششا بقششي
من الثلثة وما بقي من الربعة ،وهكذا حتى تنتهي إلى الول ،فما بقي ،فهو المقششر بششه .ولششك أن
تخرج الواحد من الثلثة ،وما بقي من الخمسة ،وهكذا مقتصشرا علشى الوتششار .وهشذا أسشهل مششن
الول ومحصل للمطلوب .ولك طريق أخرى ،وهي أن الستثناء مششن الثبششات نفششي ،ومشن النفششي
إثبات ،فالمعنى له علي عششرة تلشزم إل تسشعة ل تلشزم إل ثمانيشة تلشزم ،وهكشذا .فتجمشع العشداد
المثبتة ،وكذلك المنفية ،ثم تسقط مجموع المنفية من مجموع المثبتة ،فالعداد المثبتة ،في المثششال
المذكور ،ثلثون ،والمنفية خمسة وعشرون ،فإذا أسقطت المجموع من المجمششوع ،بقششي خمسششة،
وهي المقر به) .ظريفة( :قال السيوطي :دخل أبششو يوسششف علششى الخليفششة هششارون الرشششيد وعنششده
الكسائي فقال أبو يوسف له :لو تفقهت لكان أنبل لك .فقال يا أبا يوسف :ما تقششول فششي رجششل أقششر
لفلن بلفظ علي مائة درهم إل عشرة دراهم إل درهما واحدا ،كم ثبت عليه من القششرار ؟ فقششال:
تسعة وثمانون .فقال الكسائي له ،أخطشأت .فقشال ولشم ؟ قشال :لن الش تعشالى يقشول) * :قشالوا إنشا
أرسلنا إلى قوم مجرمين إل آل لوط إنا لمنجوهم أجمعين إل امرأته قدرنا إنهششا لمششن الغششابرين( *
فهل كانت المرأة مستثناة مشن الل أو مشن القششوم ؟ قششال مششن الل .قششال كششم ثبششت حينئذ عليششه مششن
القرار ؟ فقال :أحد وتسعون .اه .وال سبحانه وتعالى أعلم.
] [ 234
باب في الوصية أي في بيان أحكامها .وقدمها على الفرائض لنه هو النسب ،إذ النسان
يوصي ثم يموت ثم تقسم تركته .وأكثرهم أخرها عنها لن قبولها وردها ومعرفة قدر الثلث ومن
يكون وارثا متأخر عن الموت ،ولن الفرائض أقوى وأهششم منهششا ،إذ هششي ثابتششة بحكششم الشششرع ل
تصرف للميت فيها ،وهذه عارضة فقد توجد وقششد ل توجششد ،والصششل فيهششا قبششل الجمششاع ،قششوله
تعالى ،في أربعة مواضع) * ،من بعد وصشية يوصشي بهشا أو ديشن( * ) (1وتقشديمها علشى الشدين
للهتمام بشأنها ،ولن النفس قد ل تسمح بها لكونها تبرعا ،وإل فهو مقدم عليها شرعا بعد مششؤن
التجهيز .وأخبار ،كخبر ابن ماجه :المحروم من حرم الوصية ،من مات على وصششية مششات علششى
سبيل وسنة وتقى وشهادة ومات مغفورا لشه وكشالخبر الششذي سششاقه الشششارح .وكشانت أول السشلم
واجبة بكل المال للوالدين والقربين ،لقوله تعششالى) * :كتششب عليكششم إذا حضششر أحششدكم المششوت إن
ترك خيرا الوصية للوالدين والقربين بالمعروف حقا على المتقين( * ) (2ثم نسخ بوجوبها بآيششة
المواريث ،وبقششي اسششتحبابها فششي الثلششث فأقششل لغيششر الششوارث ،وإن قششل المششال وكششثر العيششال ،قششال
الدميري ،رأيت بخط ابن الصلح أبي عمرو ،أن من مات بغير وصية ل يتكلم في مدة البرزخ،
وأن الموات يتزاورون في قبورهم سواه ،فيقول بعضهم لبعض ،ما بال هششذا ؟ فيقششال مششات مششن
غير وصية اه .قال ع ش :ويمكن حمل ذلك على ما إذا مات من غير وصية واجبة ،بأن نذرها،
أو خرج مخرج الزجر .اه .وأركانها أربعة :موص ،وموصى له ،وموصى به ،وصشيغة .وكلهشا
بشرائطها تعلم من كلمه )قوله :هي لغة اليصال( أي أنششه الوصششية فششي اللغششة معناهششا اليصششال
)قششوله :مششن وصششى( أي أن الوصششية مششأخوذة مشن وصششى ،وهشو بششالتخفيف ،كشوعى ،ومشن قششرأه
بالتشديد فقد صحفه )قوله :لن الموصي الخ( كان النسششب تششأخيره عششن المعنششى الشششرعي ،لنششه
توجيه لتسميته وصية .اه .بجيرمي )قوله :وصل خير دنيششاه بخيششر عقبششاه( الضششافة فيهمششا علششى
معنى في :أي وصل الخير المنجز الواقع منه في الدنيا ،وهو الطاعات الواقعششة منششه حششال حيششاته
التي من جملتها التيان بصيغة الوصششية بشالخير الواقشع فشي آخرتشه المسشبب عمششا قبلشه فششي حشال
حياته ،فإذا قال أوصيت له بكذا ،أو أوصشيت بعتشق هشذا العبشد ،فهشذا خيشر واقشع منشه فشي دنيشاه،
وإعطاء الموصى له الوصششية بعششد المششوت أو إعتششاق الششوارث بعششده خيششر عقبششاه ،ل يقششال القربششة
الصادرة من الموصي ليست إل الوصية وهي في حياته ،والواقع بعششد مششوته إنمششا هشو أثششر ذلششك،
وهو وصول الموصي به للموصى له أو إعتاق العبد ،وهذا الثر ليس فعل الموصي ،لنششا نقششول
إنما نسب ذلك إليه لتسببه فيه ،كما أشرنا إليه ،فقد حصل له بإيصائه خير بعد موته ،وصدر منشه
في حياته خير ،وقد وصل أحدهما بالخر ،ويحتمل أن المراد أنه وصل خير دنياه ،أي تمتعه في
الدنيا بالمال ،بخير عقباه ،أي انتفاعه بالثواب الحاصل بالوصية بالمال ،وعلى كل ،ففششي العبششارة
قلب ،والصل وصل خير عقباه بخير دنياه ،لن الوصلة تقع بعششده فالششذي يوصششل هششو المتششأخر،
وقد يقال ل حاجة لذلك لن اليصال أمر نسششبي ،فكششل منهمششا متصششل بششالخر .اه .ش ق )قششوله:
وشرعا( عطف على لغة )قوله :مضاف( بالرفع صفة لتبرع ،وبالجر صفة لحق ،وهو
) (1سورة النساء ،الية (2) .11 :سورة البقرة ،الية180 :
] [ 235
الولى ،لن التبرع في الحال ،والحق إنما يعطى للموصى له بعد الموت ،فهششو المضششاف
لما بعد الموت ،ل التبرع ،ثم إن إضافته لما بعد الموت :إما حقيقة :كأعطوه كششذا بعششد مششوتي ،أو
تقديرا :كأوصيت له بكذا ،فكأنه قال :بعد موتي ،لن الوصية ل تكون إل بعد الموت .وزاد شششيخ
السلم وغيره في التعريف :ليس بتدبير ول تعليق عتق بصفة ،لن كل منهما ليس بوصية وإن
التحقا بها حكما من حيششث العتبششار مشن الثلشث بششدليل أنهمششا ل يتوقفششان علششى القبشول ،ول يقبلن
الرجوع بالقول ،وإن قبل الرجوع بالفعل ،كبيع ونحوه ولو كانا من قبيل الوصية لصح الرجششوع
عنهما بالقول )قوله :وهي سنة مؤكدة إجماعا( وقد تبشاح ،كالوصششية للغنيششاء وللكشافر والوصششية
بما يحل النتفاع به من النجاسات ،وعليه حمل قول الرافعي إنها ليسششت عقششد قربششة .وقششد تجششب،
كما إذا نذرها ،أو ترتب على تركها ضياع حق عليه أو عنده .وقد تحرم كما إذا غلب على ظنششه
أن الموصى له يصرف الموصى به فششي معصششية ،وكمششا إذا قصششد حرمششان ورثتششه بششالزائد علششى
الثلث .وقد تكره ،كما إذا لششم يقصششد حرمششان ورثتششه بششالزائد علششى الثلششث ،وسششيذكرهما ،فتعتريهششا
الحكشام الخمسشة )قشوله :وإن كشانت الشخ( غايشة فشي تأكشد الوصشية ،أي هشي مؤكشدة ،وإن كشانت
الصدقة المنجزة في حال صحته ثم في حال مرضششه أفضششل مششن الوصششية .وقششوله فمششرض ،أفششاد
بالفاء الترتيب في الفضل ،فهي في حال الصحة أفضل منها في حال المرض ،لخبر الصحيحين:
أفضل الصدقة أن تتصدق وأنت صحيح شحيح ،تأمل الغنششى وتخشششى الفقششر ،ول تمهششل حششتى إذا
بلغت الحلقوم قلت لفلن كذا ولفلن كششذا )قششوله :فينبغششي أن ل يغفششل عنهششا( أي الوصششية .وقششوله
ساعة :أي وقتا ما )قوله :كما صرح به( أي بالنبغششاء المششذكور )قششوله :مششا حششق امششرئ الششخ( مششا
نافية ،وحق مبتدأ خبره ما بعد إل ،وجملة له شئ ،صفة لمرئ ،وجملة يوصي فيه ،صفة لشئ،
وجملة ببيت ،صفة ثانية لمرئ ،وهي من بات التامة .ويحتمل أنها هي خبر المبتدأ ،وما بعد إل
حششال ،وهششو الولششى ،لن الخششبر ل يقششترن بششالواو ،وإن كششان الول هششو مقتضششى حششل الشششارح.
والمعنى عليه :ما الحزم والرأي حقه أن يبيت ليلة أو ليلتين إل في هششذه الحالششة المششذكورة ل فششي
غيرها والليلة والليلتان ليستا للتقييد ،فالمراد أنه ل يمضي عليه زمن إل فششي هشذه الحالشة ،وقشوله
مكتوبة عند رأسه ،أي مششع الشششهاد عليهششا لن الكتابششة بل إشششهاد ل عششبرة بهششا ،لمششا ذكششروه فششي
الوديعة أنه ل عبرة بخط ميت على شئ أن هششذا وديعششة فلن أو فششي دفششتره أن لفلن عنششدي كششذا
وديعة ،لحتمال التلبيس .ولو اقتصر على الشهاد كفى ،ولكن السنة الجمع بين الكتابة والشششهادة
)قوله :أي ما الحزم الخ( تفسير لحاصششل معنششى الخششبر .والحششزم هششو الششرأي السششديد) .وقششوله :أو
المعروف( أي المطلوب) .وقوله :إل ذلك( أي أن يبيت ووصيته مكتوبة عنششد رأسششه )قششوله :لن
النسان الخ( علة لكون الحزم والمعروف شرعا ذلك ،أي وإنمششا كششان الحششزم والمعششروف شششرعا
للنسان ذلك ،لنه ل يدري متى يفجؤه الموت ،ول يخلو غالبا من أن يكششون لششه أو عليششه حقششوق
فتضيع ورثته أو يضيع أرباب الحقوق من حقهم الذي عنده إذا لم يكن بينة .وينبغي لششه أن يعششدل
في وصيته لما روى المام أحمد والدارقطني أن رسول ال )ص( قشال :إن الرجشل ليعمشل بعمشل
أهل الجنة ،فإذا جار في وصيته ،فيختم له بسوء عمله فيدخل النار ،وإن الرجل ليعمل بعمل أهل
النار سبعين سنة فيعدل في وصيته ،فيختم له بخير عمله فيدخل الجنة )قوله :وتكره الزيادة الششخ(
المناسب تأخير هذه المسألة وذكرها بعد قوله وينبغي لمن ورثتشه أغنيشاء أو فقشراء أن ل يوصشي
بزائد على الثلث الخ ،وإذا كرهت الزيادة على الثلث .قال سششم :فل يقششال فلتبطششل الوصششية حينئذ،
لن الوصية بالمكروه هنا وقعت تابعة للوصية بالصل الششتي هششي غيششر مكروهششة ،بششل مطلوبششة،
ويغتفر في التابع ما ل يغتفر في غيششره .اه) .قششوله :وإل حرمششت( أي وإن قصششد حرمششان ورثتششه
حرمت ،وضعف الحرمة في التحفة ،واعتمد الكراهة مطلقا ،وعبارتها ،بعد قول المنهششاج ينبغششي
أن ل يوصي بأكثر من ثلث ،ومن ثم صرح جمشع بكراهشة الزيشادة عليشه ،وأمشا تصشريح آخريشن
بحرمتها فهو ضعيف وإن قصد بذلك حرمان ورثتششه ،كمششا علششم ممششا قششدمته فششي شششرح قششوله فششي
الوقف كعمارة الكنائس فباطل ،وأيضا فهو ل حرمان منه أصل ،أما
] [ 236
الثلث ،فلن الشارع وسع له في ثلثه ليتدارك به ما فرط منششه ،فلششم يششؤثر قصششده بششه ذلششك.
وأما الزائد عليه ،فهو إنما ينفذ إن أجازوه ،ومششع إجششازتهم ل ينسششب إليششه حرمششان ،فهششو ل يششؤثر
قصده .اه .وقوله كما علم مما قدمته الخ :عبارته هناك) .فرع( يقع لكثيرين أنهشم يقفشون أمشوالهم
في صحتهم على ذكور أولدهم قاصدين بذلك حرمان إناثهم ،وقد تكرر ،من غير واحشد ،الفتشاء
ببطلن الوقف حينئذ ،وفيه نظر ظاهر ،بل الوجه ،الصحة .أما أول فلم نسلم أن قصششد الحرمششان
معصية ،كيف وقد اتفق أئمتنا ،كششأكثر العلمششاء ،علششى أن تخصششيص بعششض الولد بمششاله كلششه أو
بعضه هبة أو وقفا أو غيرهما ل حرمة فيه ولو لغير عذر ؟ وهذا صريح في أن قصششد الحرمششان
ل يحرم الخ .اه) .قوله :تصششح وصششية الششخ( شششروع فششي بيششان شششروط الموصششي الششذي هشو أحششد
الركان الربعة )قوله :مكلف حر مختار( أي وإن كان مفلسا أو سفيها لم يحجششر عليششه أو حجششر
عليه على المذهب لصحة عبارته أو كان كافرا ولو حربيا )قشوله :عنشد الوصششية( قيششد فشي الكشل،
فالعبرة باستكمال الشروط عند الوصية )قوله :فل تصح من صششبي الششخ( شششروع فششي محششترزات
القيود ،وإنما تصح منهم لعدم صحة عبارتهم ولعدم ملششك الرقيششق أو ضششعفه .وقششوله ورقيششق ،أي
كله ،وأما المبعض فتصح منه بما ملكه ببعضه الحر لوجود أهليته والقول بعدمها ،لنششه يسشتعقب
الولء وهو من غير أهله ممنوع ،لنه إن عتق قبل موته فذاك ،وإل فقد زال رقه بموته .أفششاده م
ر .وقوله ولو مكاتبا ،أي ولو كان الرقيق مكاتبا .وقوله لم يأذن له السشيد ،أمشا إذا أذن لشه فتصشح
منه )قوله :ول من مكره( أي ول تصح من مكره كسائر العقود )قوله :والسكران( أي المتعششدي.
اه .سم .وقوله كالمكلف ،أي فتصح وصيته )قوله :وفي قول تصح من صبي مميز( أي لنهششا ل
تزيل الملك حال ،ويجاب بأنه ل نظشر لشذلك مشع فسشاد عبشارته حشتى فشي غيشر المشال .اه .تحفشة
)قوله :لجهة حل( متعلق بوصية ،وهو شروع في بيان الموصى له .وأفاد بالضافة اشتراط عدم
معصية في الوصية له إذا كان جهة ،ومثلها ما إذا كان غير جهة ،وإن كان ظاهر صششنيعه يششوهم
خلفه ،فيتشرط فيه عدم المعصية أيضا .وشرط فيه أيضا كونه موجشودا معينششا أهل للملششك حيششن
الوصية ،فل تصح لكافر بنحو مسلم أو مصحف ،ول لحمل سيحدث لعدم وجوده ،ول لميت لنه
ليس أهل للملك ،ول لحد هذين الرجلين لبهامه ،كما سيذكره ،ول فرق في جهة الحششل بيششن أن
تكون قربة ،كالفقراء وبناء المساجد وعمارة قبور النبياء عليهم الصلة والسلم ،وألحششق الشششيخ
أبو محمد بها قبور العلماء والصالحين لمششا فيششه مششن إحيششاء الزيششارة أو التششبرك بهششا ،أو مباحششة ل
تظهر فيها القربة كالوصية للغنياء ،وفك أسششارى الكفششار مششن المسششلمين )قششوله :كعمششارة مسششجد
الشخ( تمثيشل لجهشة الحشل ،أي كشأن قشال أوصشيت بمشالي هشذا ليعمشر بشه المسشجد الفلنشي )قشوله:
ومصالحه( أي المسجد ،وهو عطف عام على خاص )قوله :وتحمل( أي الوصية .وقوله عليهما،
أي على العمارة وعلى المصالح )قوله :عند الطلق( أي إطلق الوصية وعششدم تقييششدها بعمششارة
أو مصالح .وقوله بأن قششال الششخ :تصششوير للطلق )قششوله :ولششو غيششر ضششرورية( أي ولششو كششانت
المصالح الشاملة للعمارة غير ضشرورية :أي لزمشة لنحشو المسشجد )قشوله :عمل بشالعرف( علشة
للحمل عليهما عند الطلق )قشوله :ويصششرفه النششاظر( أي يصششرف الموصششى بشه للمسششجد للهششم
والصلح من المصالح .قال ع ش :فليس للوصي الصرف بنفسه ،بل يششدفعه للنششاظر أو لمششن قششام
مقام الناظر .ومنه ما يقششع الن مششن النششذر لمامنششا الشششافعي رضششي الش عنششه أو غيششره مششن ذوي
الضرحة المشهورة ،فيجب على الناظر صرفه لمتولي القيام بمصالحه ،وهو يفعل ما يراه فيششه.
ومنه أن يصنع بذلك طعاما أو خبزا لمن يكون بالمحل المنذور عليه التصششدق مششن خششدمته الششذين
جرت العادة بالنفاق عليهم لقيامهم بمصالحه اه) .قوله :وهششي( أي الوصششية .وقششوله للكعبششة ،أي
بششأن قششال أوصششيت بمششالي للكعبششة .وقششوله وللضششريح النبششوي ،أي القششبر النبششوي .وقششوله تصششرف
لمصششالحهما ،أي الكعبششة والضششريح النبششوي .وفششي ع ش :لششو أوصششى بششدراهم لكسششوة الكعبششة أو
الضريح النبوي وكانا غير محتاجين لذلك حال وفيما ششرط مشن وقفشه لكسشوتهما مشا يفشي بشذلك،
فينبغي أن يقال بصحة الوصية ،ويدخر ما أوصى به أو تجدد به كسوة أخرى ،لما
] [ 237
في ذلك من التعظيم .اه) .قوله :كترميم ما وهى من الكعبشة( أي سشقط منهشا ،وهشو تمثيشل
للمصالح الخاصة بالكعبة .وكان المناسب أن يزيششد ،ومششن البنششاء الكششائن علششى الضششريح النبششوي،
حتى يصير تمثيل للمصالح الخاصة بالضريح النبوي أيضا )قششوله :دون بقيششة الحششرم( أي أرض
الحرم ،فل يصرف في مصالحه .ويقال بالنسبة للضريح النبوي دون الستار الخارجة عنه .ولو
أوصى للحرم ويصرف في مصالح الكعبة وبقية الحرم )قششوله :وقيششل فششي الولششى( هششي الوصششية
للكعبة .وقوله لمساكين مكة ،أي يصرف لهم )قوله :قال شيخنا( عبارته .ويظهر أخذا مما تقرر،
أي من صحة الوصية للضريح النبوي وللكعبة ،ومما قششالوه فششي النششذر للقششبر المعششروف بجريششان
صحتها كالوقف لضريح الشيخ الفلني ،ويصرف في مصشالح قشبره ،والبنشاء الجشائز عليشه ومشن
يخدمونه أو يقرؤون عليه .ويؤيد ذلك ما مر آنفا من صحتها ببناء قبة على قبر ولي .اه) .قششوله:
صحة الوصية( فاعل يظهر .وقوله كالوقف ،أي كصتحه )قوله :لضريح الشششيخ الفلنششي( متعلششق
بكشل مشن الوصشية ومشن الوقشف )قشوله :وتصشرف( أي الوصشية بمعنشى الموصشى بشه .ولشو قشال
ويصرف ،بالياء ،كما في التحفة ،لكان أولششى) .وقششوله :فششي مصششالح قششبره( أي كششترميم وإسششراج
ونحوهما )قوله :والبناء الجائز عليه( أي على القبر ،كقبة ،والعطف مششن عطششف المغششاير ،إن لششم
تجعل المصالح شاملة له ،وإل كان من عطف الخششاص ،والبنششاء الجششائز هششو أن يكششون فششي غيششر
مسبلة ،كما سيأتي )قوله :ومشن يخشدمونه( أي وتصشرف لمشن يخشدمون الضشريح بكنسشه وخدمشة
الزوار وإسراج المصشابيح فيشه المحتششاج إليهششا .وفششي سشم ،هشل يجشري هششذا فششي الوصشية للكعبششة
والضريح النبوي كما هو قياسه ؟ اه) .قوله :أو يقرؤون عليه( أي ولمن يقرؤون على الضششريح.
قششال ع ش :هششل المششراد مششن اعتششاد القششراءة عليششه كالسششباع الششتي اعتيششد قراءتهششا فششي أوقششات
مخصوصة ،أو لكل من اتفقت قراءته عليه وإن لم يكن له عادة بها ؟ فيه نظششر .ول يبعششد الول.
اه) .قوله :أما إذا قال للشيخ الفلني( أي أوصيت به للشيخ الفلني أو أوقفته عليه )قوله :ولم ينو
ضريحه( أي صرفه لمصالح ضريحه ،وتعلم النية بإخباره .قال ع ش :وشمل قوله ولم ينششو ،مششا
لو أطلق وقياس الصحة عند الطلق في الوقف على المسجد الصحة هنا ،ويحششل علششى عمششارته
ونحوها .اه .وقوله ونحوه ،أي ولم ينو نحو الضريح ،أي صششرفه لنحششوه ،كالبنششاء عليششه ،أو مششن
يخدمونه ،أو يقرؤون عليه )قوله :فهي( أي الوصششية لمششا ذكششر .وقششوله باطلششة ،أي لنهششا تمليششك،
وتمليك المعششدوم ممتنششع )قششوله :ولششو أوصششى لمسششجد سششيبني( أي بششأن قششال أوصششيت بهششذا المششال
ليصرف في مصالح المسجد الذي سيبني )قشوله :لشم تصششح( أي الوصششية ،لمشا مششر آنفششا مشن أنهششا
تمليك ،وتمليك المعدوم ممتنع )قوله :إل تبعا( أي للموجود ،فإنها تصح :كأوصششيت لمسششجد فلن
وما سيبني من المساجد )قوله :وقيل تبطل الخ( مرتبط بقوله وتحمل عليهمششا عنششد الطلق ،بششأن
قال أوصيت به للمسشجد ،فكشان الولشى ذكشره عقبشه ،وليشس مرتبطشا بقشوله ولشو أوصشى لمسشجد
سيبني ،كما هو ظاهر ،وعبارة المنهج وشرحه ،وتحمل عند الطلق عليهما عمل بالعرف .فإن
قال أردت تمليكه ،فقيل تبطل الوصية .وبحث الرافعي صحتها بأن للمسجد ملكا وعليه وقفا .قال
النووي :هذا هو الفقه الرجششح .اه .ومثلهششا عبشارة المغنششي ونصششها بعشد قشول المنهشاج وكششذا إن
أطلقت على الصح ،ويحمل على عمارته ومصالحه) .تنبيه( سكت المصنف عما إذا قششال أردت
تمليك المسجد ،ونقل الرافعشي عشن بعضششهم أن الوصشية باطلششة ،ثشم قشال ولششك أن تقشول سشبق أن
للمسجد ملكا وعليه وقفا ،وذلك يقتضي صحة الوصية .قال المصنف ،وهو الفقه الرجح .وقششال
ابن الرفعة :في كلم الرافعي في اللقطة مششا يفهششم جششواز الهبششة للمسششجد .وقششال ابششن الملقششن ،وبششه
صرح القاضي في تعليقه،
] [ 238
والكعبة في ذلك كالمسجد ،كما صرح في البيان نقل عن الشيخ أبي علي .اه .وقششوله بششأن
للمسجد ملكا وعليه وقفا ،أي بأن اللفظ المشتمل على قششوله للمسششجد يكششون ملكششا والمشششتمل علششى
قوله عليه يكون وقفا ،فالتعبير باللم يفيد الملك ،وبعلى يفيد الوقف )قوله :وكعمارة( عطف على
كعمارة مسجد .وقوله نحو قبة ،أي كقنطرة .وقوله علششى قششبر نحششو عششالم ،كنششبي وولششي .وعبششارة
النهاية :وشمل عدم المعصية القربة كعمششارة المسششاجد ولششو مششن كششافر ،وقبششور النبيششاء والعلمششاء
والصالحين لما في ذلك من إحياء الزيارة والتبرك بها .ولعل المششراد بششه ،أي بتعميششر القبششور ،أن
تبنى على قبورهم القباب والقناطر ،كما يفعل في المشاهد ،ل بناء القبور نفسها ،للنهي عنششه .اه.
باختصار .وقوله في غير مسبلة ،متعلق بعمششارة ،أي عمششارة ذلششك فششي غيششر مقششبرة مسششبلة ،بششأن
كانت مملوكة لنحو ذلك الولي أو لمن دفنه فيها ،فإن كانت مسبلة أو موقوفة ،حرم ذلششك لمششا فيششه
من التضييق )قوله :ووقع( أي وجد .وقوله ولو أوصى الخ :فاعل الفعل )قوله :بطلششت الوصششية(
قال في التحفة :ولعله بناه على أن الدفن في البيت مكروه ،وليس كذلك ومثله فششي النهايششة )قششوله:
وخرج بجهة حل جهة المعصية( أي فالوصية لها باطلة ،وذلك لن القصد منهششا تششدارك مششا فششات
في حال الحياة من الحسان ،فل يجوز أن يكون معصششية )قششوله :كعمششارة كنيسششة( أي كالوصششية
لعمارة كنيسة ،أي لجل التعبد فيها فل يجوز ،لنها معصية .أما كنيسة تنزلها المارة ،أو موقوفة
على قوم يسكنونها ،أو تحمل أجرتها للنصارى ،فتجوز .وحكششى المششاوردي وجهششا إنششه إن خششص
نزولها بأهل الذمة حرم ،واختاره السبكي .ولو وصي ببنائها لنزول المارة والتعبد معا ،لم يصششح
في أحد وجهين .ويظهر ترجيحه تغليبا للحرمة ،وسواء أوصى لما ذكر مسلم أو كششافر ،بششل قيششل
إن الوصية ببناء الكنيسة من المسلم ردة ،ول تصح أيضا الوصية ببناء موضع لبعض المعاصي
كالخمارة ،وقوله وإسراج فيها ،أي وكالوصية لسشراج فشي الكنيسشة فل تجشوز ،ومحلشه إذا كشان
ذلك بقصد تعظيمها ،أما إذا قصد انتفاع المقيمين والمجاورين بضوئها فهششي جششائزة ،وإن خششالف
في ذلك الذرعي .أفاد ذلك كله في المغني )قوله :وكتابة نحو توراة( أي وكالوصية لكتابششة نحششو
توراة كإنجيل فل يجوز ،ومثل الكتابة القراءة .قال ع ش :أي ولو غير مبدلين ،لن فيششه تعظيمششا
لهم .اه )قوله :وعلم محششرم( أي وكتابششة علششم محششرم كأحكششام شششريعة اليهششود والنصششارى وكتششب
النجوم والفلسفة ،ومثل الكتابة القراءة ،فالوصية لها باطلة أيضا )قوله :وتصششح لحمششل الششخ( هششذا
مرتب على ما إذا كان الموصى له غير جهة الذي هو عديل قوله لجهة ،فكان الولى والخصششر
أن يأتي به وشرطه ،ثم يفرع عليه ما ذكر ،كأن يقول مثل ولغير جهة بشرط أن يكششون موجششودا
حال الوصية يقينا فتصح لحمل الخ ،كما صنع في المنهششاج ،وعبششارته ،وإذا أوصششى لجهششة عامشة
فالشرط أن ل تكون معصية ،أو لشخص فالشرط أن يتصور له الملشك ،فتصشح لحمشل ،وتنفشذ إن
انفصل حيا وعلم وجوده عندها .اه )قوله :موجشود( أي معيشن ،وسشيبين محشترزه )قشوله :فتصشح
لحمل( أي حرا كان أو رقيقا من زوج أو شبهة أو زنا ،وهو مفششرع علششى وجششوده حششال الوصششية
يقينا ،وكان الولى ،والخصر أن يحششذف هشذه الجملشة ويقتصشر علشى مششا بعششدها ويششذكر بعنششوان
التصوير ،كأن يقول بأن انفصل الخ ويكون عليه قوله التي ل لحمل سيحدث معطوفا على قششوله
لحمل في المتن .فتنبه .وقوله انفصل ،أي وتنفذ إن انفصل ،كما يعلم مششن عبششارة المنهششاج المششارة
آنفا ،وقوله وبه حيشاة مسشتقرة ،أي والحشال أن فيشه حيشاة مسشتقرة ،فشإن انفصشل وليسشت فيشه ،لشم
يستحق شيئا )قوله :لدون ستة أشهر( أي وإن كانت فراشا لزوج أو سيد ،لنها أقششل مششدة الحمششل،
فيعلم أنه كان موجودا عندها .اه .تحفة )قوله :أو لربع سنين( أي أو انفصل لربششع سششنين ،فششإن
انفصل لكثر من أربع سنين ل يستحق شششيئا ،للعلششم بحششدوثه بعششدها .وقششوله فأقششل ،أي مششن أربششع
سنين صادق بما إذا انفصل لدون ستة أشهر ،وليس مرادا ،لنه قد صرح به فيما قبله ،بل المراد
ما انفصل لستة أشهر فأكثر إلى أربع سنين )قوله :ولم تكن المرأة فراشا لزوج أو سششيد( قيششد فششي
المعطوف ،أعني قوله انفصل لربع سنين فأقل فقط ،لما علمت من التحفة أنششه إذا انفصششل لششدون
ستة أشهر ل فرق فيه بين أن تكون
] [ 239
فراشا وبين أن ل تكون كذلك .وخرج بششه مششا إذا كششانت فراشششا لمشن ذكششر فششإنه ل يسششتحق
شيئا ،لحتمششال حششدوثه مششن ذلششك الفششراش بعششد الوصششية .وفششي البجيرمششي نقل عششن ق ل ،المششراد
بالفراش وجود وطئ يمكن كون الحمل منه بعد وقت الوصية ،وإن لم يكن من زوج أو سششيد بششل
الوطئ ليس قيدا إذ المدار على ما يحال عليه وجود الحمل .اه) .قوله :وأمكن كون الحمششل منششه(
الجملة حال من فراشا أي فراشا حال كونه يمكن أن يكون ذلك الحمل المنفصل لربع سنين فأقل
منه .وعبارة شرح المنهج أمكن ،بإسقاط الواو وهو الولششى ،وعليهششا فالجملششة صششفة لفراشششا ،أي
فراشا موصوفا بإمكان كون الحمل منه ،فإن كانت فراشا له لكن ل يمكششن أن يكششون ذلششك الحمششل
منه ،بأن يكون ذو الفراش ممسوحا ،كان كالعدم واستحق الموصى به )قششوله :لن الظششاهر الششخ(
علة لصحة الوصية للحمل بالنسبة لما إذا انفصششل لربششع سششنين فأقششل .وقششوله وجششوده أي الحمششل
عندها أي الوصية )قوله :لندرة وطئ الشبهة( علة للعلة .قال البجيرمششي :أي مششن غيششر ضششرورة
تدعو إلى ذلك فل يرد ما إذا ولدته لدون ستة أشششهر ولششم تكششن فراشششا فيتعيششن حملششه علششى وطششئ
الشبهة أو الزنا .اه) .قششوله :نعششم :لششو لششم تكششن فراشششا قششط( أي ل قبششل الوصششية ول بعششدها .وفششي
البجيرمي ما نصه :هذا الستدراك خرج مخششرج التقييششد لمششا سششبق كششأنه قششال هششذا إذا عششرف لهششا
فراش سابق ثم انقطع ،فإن لم يكن لها فراش أصل لم تصح الوصية لنتفششاء الظهششور وانحصششار
الطريق في وطئ الشبهة أو الزنا .ح ل .اه .وقوله لم تصح الوصية قطعشا ،أي لحتمشال وجشوده
معها أو بعدها من وطئ شبهة أو زنا ،ول يرد ما تقدم من أن وطئ الشبهة نادر وفي تقدير الزنا
إساءة ظن ،لن محل ذلك ما لم يضششطر إليششه ،كمششا تقششدم آنفششا عششن البجيرمششي ) -قششوله :ل لحمششل
سيحدث( معطوف على الحمل ،أي ل تصح الوصشية للحمششل الششذي سششيوجد ،وهششذا محشترز قششوله
موجود )قوله :وإن حدث الخ( غايششة فششي عششدم صششحة الوصششية للششذي سششيحدث )قششوله :لنهششا( أي
الوصية ،وهو علة لعدم صحتها للحمل الذي سيحدث .وقوله وتمليك المعششدوم ممتنششع ،مششن جملششة
العلة )قوله :فأشبهت( أي الوصية) .وقوله :الوقف على من سيولد له( أي فإنه ل يصح عليه لنه
معدوم )قوله :نعم الخ( إستدراك على عدم صحة الوصية للمعدوم) .وقوله :إن جعل المعدوم تبعا
للموجود( أي في الوصية .وقوله كأن أوصى الخ تمثيل لجعل المعدوم تبعا له )قوله :صحت( أي
الوصية قال في التحفة :كما هو قياس الوقف ،إل أن يفرق بأن مششن شششأن الوصششية أن يقصششد بهششا
معين موجود ،بخلف الوقف ،لنه للدوام المقتضشي لششموله للمعشدوم ابتشداء .ثشم رأيشت بعضشهم
اعتمد القياس وأيده الخ .اه) .قوله :ول لغير معين( أي ول تصح لغيششر معيششن ،أي لمبهششم ،وهششذا
محترز قيد ملحششوظ فششي كلمششه وهششو كششونه معينششا ،كمششا علمششت) .قششوله :فل تصششح لحششد هششذين(
الخصر أن يجعله تمثيل بأن يقول :كأحد هذين )قوله :هذا الششخ( أي مششا ذكششر مششن عششدم صششحتها
لحد هذين .وقوله إذا كان بلفششظ الوصششية ،اسششم كششان يعششود علششى الموصششي ،والجششارو المجششرور
خبرها ،إل أنه يقدر المتعلق خاصا بدللششة المقششام ،أي إذا كششان الموصششي معششبرا عمششا ذكششر بلفششظ
الوصية ،بأن قال أوصيت لحد هذين )قوله :فإن كان بلفظ أعطوا( أي فإن كان الموصي معششبرا
عنه بلفظ أعطوا أحد هذين :صح )قوله :لنه وصية بالتمليك من الموصى إليه( علششة للصششحة إذا
كان التعبير بلفظ العطاء ،أي وإنما صح حينئذ لنه وصية بالتمليك الصادر مششن الموصششى إليششه
وتمليكه ل يكون إل لمعين ،بخلف ما إذا كان بلفظ الوصية فإنه تمليك من الموصى وهششو لغيششر
معين فل يصح) .والحاصل( أن قصده بهذه العلة بيان الفرق بين ما إذا عشبر بلفششظ الوصششية ومششا
إذا عبر بلفظ العطاء وحاصله أنه فششي الولششى تمليششك لغيششر معيششن وهششو ل يصششح ،وفششي الثانيششة
فوض التمليك للموصى إليه والتمليك منه ل يكون إل لمعين منهما فصح ذلك كما إذا قال الموكل
للوكيل بعه لحد هذين فإنه يصح ،والوكيل يعين أحدهما )قوله :وتصح للوارث للموصي
] [ 240
مع إجازة الخ( قيده شيخ السلم ،وتبعه الخطيب في مغنيه بالخاص واحترز به عن العام
كما لو أوصى لنسان من المسلمين معين بالثلث فأقل وكششان وارثششه بيششت المششال فإنهششا تصششح ول
تتوقف على إجششازة المششام ،ورده فششي التحفششة والنهايششة بششأن الششوارث جهششة السششلم ل خصششوص
الموصى له فل يحتاج للحتراز عنه لنه ليس بششوارث فالوصششية وصششية لغيششر وارث ،وهششي إذا
خرجت من الثلث ل تتوقف على إجازة .والعبرة بكونه وارثا وقششت المششوت دون وقششت الوصششية.
فلو أوصى لخيه ول ابن له فحدث له ابن قبل مششوته تششبين أنهششا وصششية لغيششر وارث ،أو أوصششى
لخيه وله ابن فمات البششن قبششل مششوت الموصششي .فهششي وصششية لششوارث .وقششوله بقيششة ورثتششه ،أي
المطلقين التصرف ،فلو لم يجيزوا بطلت .وكذلك تبطل فيما إذا لم يكن لشه وارث غيششر الموصشى
له ،لتعذر إجازته لنفسه .وإذا كان فيهم محجور عليه بسفه أو صغر أو جنون فل تصح إجششازته،
بل إن توقعت أهليته انتظرت ،وإل بطلت .قال في فتح الجواد .وإجششازتهم هنششا وفيمششا يششأتي تنفيششذ
لصحة الوصية لكونها غير لزمة رعاية لهم ،ل ابتداء تمليشك ،فل رجشوع لهشم .اه) .قشوله :بعشد
مشوت الموصشي( متعلشق بإجشازة :أي وإنمشا تعتشبر الجشازة ،أي أو الشرد ،بعشد مشوت الموصشي،
وسيأتي محترزه )قوله :وإن كششانت الوصششية ببعششض الثلششث الششخ( غايششة فششي اشششتراط إجششازة بقيششة
الورثة ،أي ل بد من إجازتهم ولو كانت الوصية ببعض الثلث ،وإن قل جشدا ،وذلشك لقشوله )ص(
ل وصية لوارث إل أن تجيز الورثة رواه البيهقي )قوله :ول أثر لجازتهم فششي حيششاة الموصششي(
هو محترز قوله بعد موت الموصي )قوله :إذ ل حق لهم حينئذ( علة لكونه ل أثر لجششازتهم قبششل
موته ،أي وإنما كان ل أثر لذلك لنهم لحق لهم حين إذ كان الموصى حيا ،وذلك لحتمال بششرئه
وموته )قوله :والحيلة في أخذه الخ( يعني إذا أراد المورث أن يخص أحد أولده بشئ بعششد مششوته
ويأخذه من غير توقف على إجازة بقية الورثة ،فليوص لجنبي ويعلق الوصية على تبرعه لولده
بشئ فإذا مات الموصي وقبل الجنبي الوصية وتششبرع لولششده ،صششحت الوصششية ،وأخششذ الولششد مششا
تبرع به عليه من غير توقف على الجازة ،فهذه حيلة وطريق لخذ الولد الوارث المال من غير
توقف على الجازة ،لنه في الظاهر ليس من مال المورث ،وإنما هششو مششن مششال الجنششبي .وفششي
الحقيقة هو من مال مورثه ،لنه لو لم يوص للجنبي لما تبرع ذلك الجنبي على ولششد الموصششي
)قوله :أن يوصي لفلن( أي الجنششبي )قششوله :أي وهششو( أي اللششف ثلثششه أي ثلششث مششال الموصششى
فأقل ،أي أو أكثر ،لكنه يتوقف على الجازة في الزائد )قوله :إن تبرع( أي فلن الجنبي ،وقوله
لولده :أي ولد الموصي )قوله :كما هو ظاهر( راجع لقوله أو بألفين ،أي ل فرق في الذي يتششبرع
به فلن بين أن يكون أقل من الموصى به له أو أكثر )قوله :أخذ الوصية( أي الموصششى بششه ولششم
يشارك بقية الورثة البن .قال في التحفة بعده :ويوجه بأنه لم يحصل له من مال الميت شئ تميز
به حتى يحتاج لجازة بقية الورثة .اه .قال البجيرمي ،بعششد نقلشه مششا ذكششر :وعليشه فل يكشون مشن
الوصية لوارث إل أن يقال إنه لما علق وصيته لزيشد علشى مشا ذكشر جعشل كشأنه وصشية لشوارث.
تأمل .اه) .قوله :ومن الوصية له الخ( أي ومن معنى الوصية للوارث إبراؤه مششن ديششن لششه عليششه
وهبته شيئا والوقف عليه ،فيتوقف صحة ذلك علشى إجشازة بقيشة الورثشة .قشال ع ش :والكلم فشي
التبرعات المنجزة في مرض الموت أو المعلقة به .أما ما وقع منه في الصششحة فينفششذ مطلقششا ،ول
حرمة ،وإن قصد به حرمان الورثة ،اه) .قوله :نعم ،لششو وقششف الششخ( هششذه الصششورة مسششتثناة مششن
الوقف .وقوله عليهم ،أي على الورثة ،وقوله على قدر نصيبهم ،متعلق بوقف أي وقف ذلك على
قدر نصيبهم ،وذلك كمن له ابن وبنت وله دار تخرج من ثلثه فوقف ثلثيها على البن وثلثها على
البنت )قوله :نفذ( أي الوقف .وقوله من غير إجازة ،أي من غير احتياج إلى إجازة بعض الورثة
لبعضهم ،لنه لما لم يضر أحد الورثة لم تتوقششف الصششحة علششى الجششازة ،ولنششه لششو وقفهششا علششى
أجنبي لم تتوقف على إجازتهم ،فكذا عليهم )قوله:
] [ 241
فليس لهم( أي للورثة الموقوف عليهم .وقوله نقضششه :أي إبطششاله ،أي الوقششف ،ول إبطششال
شئ منه ،لنه تصرفه في ثلث ماله نافذ )قوله :والوصية( مبتششدأ خششبره لغششو .وقششوله لكششل وارث،
يخرج به البعض ،كما لو كان له ثلثة بنين فأوصى لواحد منهم معين بثلث ماله فتصح الوصية،
لكن تتوقف على إجازة الباقين ،فإن أجازها قاسمها فششي الثلششثين البششاقيين كمششا هششو ظششاهر اه .سششم
وقوله بقدر حصته ،أي مشاعا .وقشوله كنصشف أو ثلشث ،كشأن مششات عشن أخششت وأم فششالولى لهششا
النصف والثانية لها الثلث ،فلو وقف داره عليهما بقدر حصتهما صح ذلك )قوله :ول يششأثم بششذلك(
أي بالوصية المذكورة .قال في التحفة :لنه مؤكد للمعنى الشرعي ل مخالف له ،بخلف تعششاطي
العقد الفاسد .اه) .قوله :وبعين( معطوف على بقدر حصته ،أي والوصية لكششل وارث بعيششن هششي
قدر حصته .قال سم :فخرج بعض الورثة ،لكن حكمه كالكل بشالولى .اه .وفشي المغنشي :والشدين
كالعين فيما ذكر ،كما بحثه بعضهم ،اه )قوله :صحيحة( خشبر المبتشدأ المقشدر .وقشوله إن أجشازا،
أي أجاز كل منهما صاحبه ،وإنما توقفت صحتها على الجازة لختلف الغراض فششي العيششان
)قوله :ولو أوصى للفقراء بشئ لم يجز للوصي الخ( وإنما جاز أخذ الواقف الفقير مما وقفه على
الفقراء لن الملك ثم ل فلم ينظر إل لمن وجد فيه الشرط ،وهنا ألحششق لبقيشة الورثشة وللميشث فلششم
يعط وارثه .اه .تحفة )قوله :كما نص عليه في الم( أي حيث قال في قول الموصششى ثلششث مششالي
لفلن يضعه حيث يراه ال تعالى ،أي أو حيث يراه هو أنه ل يأحششذ منششه لنفسششه شششيئا ول يعطششي
منه وارثا للميث ،لنه إنما يجوز له ما كان يجوز للميث بل يصرفه فششي القششرب الششتي ينتفششع بهششا
الميت ،وليس له حبسه عنده ول إيداعه لغيره ،ول يبقى منه في يده شيئا يمكنه أن يخرجه ساعة
من نهار ،وفقراء أقاربه أولى ،ثم أحفاده ،ثششم جيرانششه ،والشششد تعففششا وفقششرا أولششى .اه .ملخصششا.
وكأنه أراد بأحفاده محارمه من الرضاع لينتظم الترتيب .اه .تحفة )قششوله :وإنمششا تصششح الوصششية
الخ( شروع في بيان الصيغة التي هي أحد الركان ،وهي كل لفظ أشعر بالوصششية ،وهششي تنقسششم
إلى صريح ،وهو ما ذكششره بقششوله أعطششوه كششذا الششخ ،وإلششى كنايششة ،وهششي مششا ذكششره بقششوله وتنعقششد
بالكناية ،كقوله عينت هذا له الخ )قوله :بأعطوه كذا( أي أو ادفعوا إليه كششذا) .قششوله :وإن لششم يقششل
من مالي( غاية في صحة الوصية بشأعطوه كشذا ،أي تصششح الوصشية بقشوله أعطشوه كشذا ،وإن لششم
يضف إليه من مالي )قوله :أو وهبته الخ( معطوف على أعطوه كششذا .ومثلششه حبششوته أو ملكتششه أو
تصدقت عليه )قوله :أو هو( أي هذا المال مثل له ،أي لزيد مثل )قوله :بعد موتي فششي الربعششة(
أي هو قيد في اللفاظ الربعة ،أعني قوله أعطششوه كششذا الششخ ،ومثششل قششوله بعششد مششوتي ،قششوله بعششد
عيني ،أو إن قضى ال علي ،وأراد الموت) ،قششوله :وذلششك لن إضششافة كششل منهششا الششخ( أي وإنمششا
صحت بهذه اللفاظ المذكورة ،مع أنها ليسششت مششن مششادة الوصششية ،لن إضششافة كششل منهششا للمششوت
صيرتها بمعنى الوصية ،فاسم الشارة عائد على كونها صحت بهذه اللفششاظ .ولششو زاد قبششل إسششم
الشارة وهذه الربعة من الصريح في الوصية وجعل اسم الشارة عائدا إليه لكششان أولششى )قشوله:
وبأوصيت الخ( معطوف على قوله بأعطوه ،أي وتصح الوصية بأوصيت له بكذا ،وإن لشم يضشم
إليه بعد موتي) ،قوله :لوضعها شرعا لذلك( أي لما كان بعششد المششوت ،أي للتمليششك الحاصششل بعششد
الموت ،وهو تعليل للغاية ،أي وإنما صحت بأوصيت مع عدم انضششمام بعششد مششوتي إليششه لن هششذه
الصيغة موضوعة في الشرع لما ذكر )قوله :فلو اقتصر الخ( محترز تقييد الربعة اللفاظ الول
ببعد الموت .وقوله على نحو وهبتشه ،أي كحبشوته وملكتشه .وقشوله فهشو هبشة نشاجزة ،أي وليسشت
وصية ،وإن نواها ،وذلك لنه وجد نفاذا في موضوعه ،وهو التمليك المنجز في حال الحيششاة ،فل
يكون كناية في غيره ،وهو الوصية .ثم إن كان في مرض الموت حسششب مششن الثلششث ،كالوصششية،
وإن كان في الصحة أو مرض لم يمت فيه فمن رأس المال )قششوله :أو نحششو علششى ادفعششوا( أي أو
اقتصر
] [ 242
على نحو ادفعوا إليه من مالي كذا والمناسب أن يحشذف هشذا ويقتصشر علشى نحشو أعطشوه
كذا ،لنه هو المذكور في كلمه .وأما نحو ادفعوا فلم يذكره رأسششا ،ولعلششه سششرى لششه مششن عبششارة
شيخه في التحفة )قوله :فتوكيل( أي فهو توكيل ،والفاء واقعة في جواب لششو مقششدرة قبششل قششوله أو
على نحو ادفعوا الخ :أي أو لو اقتصر علششى الششخ فهششو توكيششل .وقششوله يرتفششع :أي التوكيششل بنحششو
الموت ،كالجنون ،فإذا أعطى الوكيل قبل موته صح ،وإن كان بعد مششوته ل يصششح ،لنششه ينعششزل
بموت الموكل )قوله :وليست الخ( أي وليست هذه اللفاظ الثلث ،أعني وهبته لششه ،وادفعششوا لششه،
وأعطوه كذا ،من غير تقييدها ببعد الموت ،كناية وصششية ،وذلششك لنهششا مشن الصششرائح فششي بابهششا،
أعني باب الهبة ،ووجدت طريقا في استعمالها فششي موضششوعها ،فل تحمششل علششى أنهششا كنايششة فششي
غيره ،نظير ما سيأتي في قوله ،أو على قوله فإقرار) ،قشوله :أو علشى جعلتشه لشه( أي أو اقتصشر
على جعلته له) .وقوله :احتمل الوصية والهبة( أي فهو صالح لن يكون وصية وأن يكشون هبششة.
وجعل الحاوي له من صرائح الوصششية غلششط )قششوله :فششإن علمششت نيتششه لحششدهما( أي الوصششية أو
الهبة ،وجواب إن محذوف ،أي فيعمل به )قوله :وإل بطششل( أي وإن لششم تعلششم نيتششه لواحششد منهمششا
بطل اللفظ المذكور )قوله :أو على ثلث مششالي للفقششراء( أي أو لششو اقتصششر علششى قششوله ثلششث مششالي
للفقراء .والمناسب حذف هذا أيضا ،لنه لم يذكر فششي كلمششه سشابقا مقيشدا حششتى يصشح قششوله فششإن
اقتصر عليه ،أي ذكره من غير تقييد بقوله بعد موتي ،ولعله سششرى لششه مششن عبششارة شششيخه أيضششا
)قوله :لم يكن إقرارا( أي للفقراء بثلث ماله .قال في التحفة) .فإن قلت( لششم لششم يكششن إقششرارا بنششذر
سابق ؟ )قلت( لن قوله مالي الصريح في بقائه كله على ملكه ينفي ذلك ،وإن أمكن تأويله ،إذ ل
إلزام بالشك .ومن ثم لو قال ثلث هذا المششال للفقششراء لششم يبعششد حملششه علششى ذلششك ليصششح ،لن كلم
المكلف متى أمكن حمله على وجه صحيح من غير مششانع فيششه لششذلك حمششل عليششه .اه) .قششوله :ول
وصية( أي ولم يكن وصية ،أي لنه ليس من ألفاظهششا الصششريحة ول الكنايششة )قششوله :ول وصششية
للفقراء( أي صريحة )قوله :قال شيخنا ويظهر أنه كناية وصية( مثله في النهاية )قششوله :أو علششى
هو له( أي أو لو اقتصر على قوله هو ،أي العبد مثل ،له .وقوله فإقرار ،أي لنشه مشن صشرائحه
ووجد نفاذا في موضششوعه ،أي طريقشا فششي اسششتعماله فششي موضششوعه ،فل يحمشل علششى أنشه كنايششة
وصية .ومثله ما لو اقتصر على قوله هو صدقة أو وقف علششى كششذا فينجششز مششن حينئذ ،وإن وقششع
جوابا ممن قيل له أوص ،لن وقوعه كذلك ل يفيد في صرفه عششن كششونه صششدقة أو وقفششا )قششوله:
فإن زاد من مالي( أي بأن قال هو له من مالي )قوله :فكناية وصية( أي لحتمال الوصية والهبششة
الناجزة فافتقر للنية ،فلو مات ولم تعلم نيته بطلت ،لن الصل عدمها .قال في التحفششة :والقششرار
هنا غير متأت لجل قوله مالي ،نظير ما مر ،اه )قوله :وصشرح جمشع متشأخرون بصشحة قشوله(
أي الدائن ،وهو حينئذ وصية ،لنه علقه بالموت )قششوله :ول يقبششل قششوله( أي المششدين .وقششوله فششي
ذلك ،أي أن الدائن قال له أعط الدين لفلن أو فرقة للفقراء) .وقوله :بششل ل بششد مششن بينششة بششه( أي
بقول الدائن له ما ذكر نظير ما لو اعترف أن عنده مششال لفلن الميششت ،وادعششى أنششه قششال لششه هششذا
لفلن أو أنت وصيي في صرفه في كذا ،فإنه ل يصدق إل ببينة -كما رجحششه الغششزي وغيشره .-
)تنبيه( قال في السني :لو قال كل من ادعى بعد مششوتي شششيئا فششأعطوه لششه ول تطششالبوه بالحجششة،
فادعى اثنان بعد موته بحقين مختلفي القدر ول حجة ،كان كالوصية تعتبر من الثلث ،وإن ضششاق
على الوفاء قسم بينهما على قدر حقيهما .قاله
] [ 243
الروياني .وفي الشراف :لو قال المريض ما يدعيه فلن فصدقوه فمات ،قششال الجرجششاني
هذا إقرار بمجهول وتعيينه للورثة .اه .وقوله إقششرار بمجهششول ،قششال فششي التحفششة :فيششه نظششر ،لن
قوله يدعيه تبرؤ منه ،ولن أمره لغيره بتصديقه ل يقتضي أنه هو مصدقه ،فلو قيششل إنششه وصششية
أيضا لم يبعد .اه .وفي سم ما نصه :في فتششاوى السششيوطي رجششل لششه مسششاطير علششى غرمششاء مششن
عشرين سنة وأكثر وأقل ،وأوصى أن من أنكر شيئا ممششا عليششه أو ادعششى وفششاءه يحلششف ويششترك،
فهل يعمل بذلك والحال أن في الورثة أطفال ؟ )الجواب( نعم ،يعمل به خصوصا إذا لم تكن بينة
تششهد بمشا فشي المسشاطير فإنهشا ل تقشوم بهشا حجشة الشخ .اه )قشوله :وتنعقشد( أي الوصشية .وقشوله
بالكناية ،هي التي تحتمل الوصية وغيرها ،ومعلوم أن الكناية تفتقر إلششى النيششة .قششال ع ش :وهششل
يكتفي في النية باقترانها بجزء من اللفظ أو ل بد من اقترانها بجميششع اللفششظ كمششا فششي الششبيع ؟ فيششه
نظر ،والقرب الول .ويفرق بينهما بأن البيع لما كان في مقابلة عششوض احششتيط لششه ،بخلف مششا
هنا .اه )قوله :كقوله الخ( تمثيل للكناية .وقوله عينت هذا له أو ميزته له ،إنما كان ما ذكر كنايششة
في الوصية لشمول التمييز والتعيين للتمليك بالوصية ولغيره كالعارة )قوله :أو عبششدي هششذا لششه(
إنما كان كذلك لحتمال أن يكون المراد موصى به لششه أو عاريششة لششه )قششوله :والكتابششة كنايششة( أي
الوصية بالكتابة كناية ،وإن كان المكتوب صششريحا )قششوله :فتنعقششد( أي الوصششية .وقششوله بهششا ،أي
الكتابة .وقوله مع النية ،أ ي نية الوصية ،فإذا كتب لزيد كذا ونوى به الوصششية صششح ذلششك وكششان
وصية )قوله :ولو من ناطق( غاية للنعقاد بالكتابة مع النية )قوله :إن اعترف الخ( قيششد للنعقششاد
بها من الناطق ،أي ل تنعقد بها منه إل إن اعترف بالنية نطقا ،بأن قال نويت بها الوصية لفلن،
وخرج بالناطق ،غيره ،كمن اعتقل لسانه ،فل يشترط العتراف منه بذلك ،لتعذه ،بل يكفششي منششه
-في صحة الوصية -الكتابة مع النية الشارة أيضا كالبيع .وروي أن أمامة بنششت أبششي العاصششي
أصمتت ،فقيل لها لفلن كذا ولفلن كذا ؟ فاشارت أن نعم .فجعل ذلك وصششية )قشوله :ول يكفششي(
أي عن العتراف بالنية نطقا هذا خطي وما فيششه وصششيتي ،إذ مجششرد الكتابششة ل يلششزم منششه النيششة.
وفي الروض وشرحه ،فلو كتب أوصيت لفلن بكذا وهو ناطق وأشششهد جماعشة أن الكتابششة خطششه
وما فيه وصية ولم يطلعهم عليه ،أي على ما فيه ،لم تنعقد وصيته ،كما لو قيل له أوصششيت لفلن
بكذا ؟ فأشار أن نعم .اه )قوله :وتصح( أي الوصية ،وهو دخول علششى المتششن) .وقششوله :باللفششاظ
المششذكورة( أي الصششريحة والكنايششة) .وقششوله :مششن الموصششي( متعلششق بمحششذوف صششفة لللفششاظ
المذكورة ،أي اللفاظ الصادرة من الموصي )قوله :مع قبول موصششى لششه( أي بششاللفظ ،ول يكفششي
الفعل ،وقيل يكفي .وعبارة التحفة ،قال الزركشي ظاهر كلمهم أن المراد القبول اللفظي ،ويشبه
الكتفاء بالفعل ،وهو الخذ ،كالهداية .اه .وسبقه إليه القمشولي فقششال فششي الرهششن يكفششي التصششرف
بالرهن ونحششوه ،وكلهمششا ضششعيف .والفششرق بيششن هششذا والهدايششة ونحششو الوكيششل واضششح ،إذ النقششل
للكرام الذي استلزمته الهدية عادة يقتضي عدم الحتياج للفظ في القبول ،ول كششذلك هنششا .ونحششو
الوكالة ل يقتضي تملك شئ فل يشبه ما هنا ،وإنما يشبهه ،أي ما هنا ،الهبة ،وهي ل بد فيها من
القبول لفظا .اه )قوله :معين( خرج به الجهة ،كالفقراء والمساكين) .وقوله :محصور( خششرج بششه
المعين غير المحصور ،كالعلويين ،فل يشترط القبول منهم فيما إذا أوصى لهم )قششوله :إن تأهششل(
أي إن كان أهل للقبول )قششوله :وإل فنحششو وليششه( أي وإن لششم يتأهششل بششأن كششان صششبيا أو مجنونششا،
فالمعتبر قبول نحو وليه كسيده أو ناظر المسجد على الوجه ،بخلف نحو الخيل المسبلة بالثغور
ل تحتاج لقبول لنها تشبه الجهة العامة .ولشو كششانت الوصششية للمعيششن بششالعتق ،كششاعتقوا هششذا بعششد
موتي ،سواء قال عني أم ل ،لم يشترط قبوله ،لن فيه حق مؤكدا ل تعالى ،فكان كالجهة العامة،
وكذا المدبر ،بخلف أوصيت له برقبته ،لقتضاء هذه الصفة القبول .اه .تحفة )قوله :بعششد مشوت
موص( متعلق بمحذوف
] [ 244
صفة لقبول ،أي قبول كائن بعد موت الموصي ،فالمعتبر في القبول أن يكون بعششد المششوت
فل عبرة به قبله ،كما سيذكره ،قال فششي المنهششج وشششرحه ،فششإن مششات الموصششى لششه ل بعششد مششوت
الموصي ،بأن مات قبله أو معه ،بطلت الوصية ،لنها ليسششت لزمششة ول آيلششة إلششى اللششزوم .ولششو
مات بعده وقبل القبول أو الرد خلفه الوارث في ذلك .اه )قششوله :ولششو بششتراخ( غايششة فششي اشششتراط
القبول بعد موت الموصي :أي يشترط القبول بعده ولو مع تراخ ،وإنمششا لششم يشششترط الفششور ،لنششه
إنما يشترط في العقود التي يشترط فيها ارتباط القبول باليجاب .قال في التحفة :نعم يلششزم الششولي
القبول أو الرد فورا بحسب المصلحة ،فإن امتنع مما اقتضته المصلحة عنششادا انعششزل ،أو متششأول
قام القاضي مقامه .اه .وقال سم :حاصل ما في شرح البهجة وغيره عن الرافعي ،وهششو المعتمششد
عند م ر ،فيما لو أوصي لصبي أو وهب له فلم يقبل الولي أن للصبي إذا بلغ قبوله الوصششية دون
الهبة .اه )قوله :فل يصح القبششول الششخ( محششترز قششوله بعششد مششوت مششوص .وقششوله كششالرد ،الكششاف
للتنظير )قوله :قبل مششوت الموصششى( أي ول معششه )قششوله :لن للموصششي الششخ( علششة لعششدم صششحة
القبول كالرد قبل موت الموصي ،أي وإنما لم يصح حينئذ لن للموصي الرجوع في وصششيته مششا
دام حيا فل يكون للموصى له حق حينئذ )قوله :فلمن رد قبل الموت القبول بعده( ومثله العكششس،
فلمن قبل قبل الموت الرد بعده )قوله :ول يصح الرد بعد القبول( عبارة التحفة :نعششم القبششول بعششد
الرد ل يفيد ،وكذا الرد بعد القبول قبل القبض أو بعده على المعتمد .اه )قوله :ومن صريح الششرد
الخ( مرتب على محذوف ،وهو أنشه ل بشد فشي الشرد مشن لفشظ يشدل عليشه صششريح أو كنايشة ومشن
الصريح كذا الخ) .وقوله :رددتها أو ل أقبلهششا( أي أو أبطلتهششا أو ألغيتهششا )قششوله :ومششن كنششايته ل
حاجة لي بها( أي أو هذه ل تليق بي ،فإن نوى الركد بها ثبت وإل فل) .قوله :ول يشترط القبول
في غير معين( أي بأن كان جهة ،أي أو معين لكنه غيششر محصششور كششالعلويين كمششا تقششدم ،وذلششك
لتعذره منهم .ومن ثم لو قال لفقراء محل كذا وانحصششروا ،بششأن سششهل عششادة عششدهم تعيششن قبششولهم
ووجب التسوية بينهم )قوله :بل تلزم بالموت( أي بل تلزم الوصية بموت الموصي ،والضششراب
انتقششالي ،وهششو يفهششم أن غيششر المحصششورين لششو ردوا لششم تششرد للزومهششا بششالموت )قششوله :ويجششوز
القتصششار علششى ثلثششة منهششم( أي مششن الفقششراء ،أي لكششونهم غيششر محصششورين .قششال ع ش :أمششا
المحصورون فيجب استيعابهم والتسوية بينهم .ومنه ما وقع السؤال عنه فششي الوصششية لمجششاوري
الجامع الزهر فتجب التسوية بينهم لنحصارهم لسهولة عدهم ،لن أسماءهم مكتوبششة مضششمونة،
فيما يظهر ،ويحتمل خلفه .اه )قوله :وإذا قبل الوصي له بعد الموت بششأن الششخ( أي وإن رد بششان
أنه ملك للوارث ،فإن لم يقبل ولم يرد خيره الحاكم بينهما ،فإن أبى حكم عليه بالبطال :كمتحجر
امتنع من الحيششاء .وعبششارة متششن المنهششاج مششع شششرح الرملششي :وهششل يملششك الموصششى لششه المعيششن
الموصى به الذي ليس بإعتاق بموت الموصي أم بقبششوله أم الملششك موقششوف .ومعنششى الوقششف هنششا
عدم الحكم عليه عقب الموت بشئ) .فإن قيل( بان أنه ملك بالموت ،وإل بأن لم يقبل بأن رد بششان
أنه ملك للوارث من حين الموت ؟ أقششوال ،أظهرهششا الثششالث ،لنششه ل يمكششن جعلششه للميششت فششإنه ل
يملك ،ول للوارث فإنه ل يملك إل بعد الوصششية والششدين ،ول للموصششى لششه ،وإل لمششا صششح رده،
كالرث ،فتعين وقفه .وعليها ،أي علشى القشوال الثلثشة ،تبنشى الثمشرة وكسشب عبشد حصشل بيشن
الموت والقبول ،وكذا بقية الفششوائد الحاصششلة حينئذ ونفقتششه وفطرتششه وغيرهمششا مششن المششؤن ،فعلششى
الول له الولن وعليه الخران ،وعلى الثاني ل ،ول قبشل القبشول ،بشل للشوارث ،وعليششه وعلشى
المعتمد هي موقوفة ،فإن قبل فله الولن وعليه الخران ،وإل فل ،وإذا رد فالزوائد بعد المششوت
للوارث ،وليست من التركة ،فل يتعلق بها دين ،ويطالب الموصى له بالنفقة إن توقف فششي قبششوله
ورده .اه .بتصرف .وقوله أي بالقبول ،تفسير للضمير ،ولو قال بان بالقبول لكان أخصر .وقوله
الملك ،فاعل بان .وقوله له ،أي للموصى له .وقوله في الموصى به ،ظرف لغو متعلق بالملك أو
مستقر متعلق بمحذوف صفة له ،أي
] [ 245
الملك الثابت في الموصى به .وقوله من الموت متعلق بالملك )قششوله :فيحكششم الششخ( مرتششب
على تبين الملك من الموت ،أي وإذا تبين ملكه للموصى به فيتبعه الفوائد الحاصشلة منشه كشالثمرة
والكسب فيملكها الموصى له ،وعليششه المششؤن والفطششرة) .قششوله :بششترتب أحكششام الملششك( أي عليششه،
فالمتعلق محذوف .وقوله حينئذ ،أي حيشن إذ بششان الملشك لشه )قشوله :مشن وجشوب نفقشة الشخ( بيششان
لحكام الملك )قوله :والفوز الخ( أي ومن الفوز بالفوائد الحاصلة من الموصى به حيششن المششوت،
ككسب وثمرة )قوله :وغير ذلك( أي من بقية المؤن ككسوة وثمن دواء )قوله :ل تصششح الوصششية
الخ( شروع في بيان حكم الوصية بالزائد على الثلث وحكششم التبرعششات فششي المششرض )قششوله :فششي
وصية( الولى القتصار على ما قبله وحذف هذا ،لن ذكره يششورث ركاكششة ،إذ المعنششى عليششه ل
تصح الوصية في وصية الخ )قوله :وقعت في مرض مخوف( التقييد به يقتضي صششحة الوصششية
في الزائد على الثلث في غير المرض المخوف وإن رده وارث خاص ،وليس كشذلك ،إذ ل فشرق
في عدم الصحة حينئذ بين أن يوصي في حالة الصششحة أو فششي حالششة المششرض المخششوف وغيششره.
وعبارة المنهج والمنهاج ،ليس فيها التقييد بما ذكر ،فالصواب إسقاطه )قوله :لتولد الموت( بيششان
لضابط كونه مخوفا ،وسيبين أفراده .وقوله عن جنسه ،أي ذلك المرض .وقوله كثيرا ،أي بأن ل
يندر تولد الموت عنه ،وإن لم يغلب الموت به .اه .ع ش )قوله :إن رده( أي الزائد ،وهو قيد في
عدم الصحة .وقوله وارث خاص ،أي حائز ،فان لم يكن الوارث خاصششا ،بششل كششان عامششا ،كششبيت
المال ،بطلت ابتداء في الزائد لعدم تشأتي الجشازة منشه لن الحشق فيشه لجميشع المسشلمين ،أو كشان
خاصا لكنه غير حائز ،كأخوين رد أحدهما وأجاز الخر ،بطلت في قدر حصته من الششزائد ،كمشا
سيصرح به في قوله ولو أجشاز بعشض الورثشة الشخ) .قشوله :مطلشق التصشرف( أي بشأن ل يكشون
محجورا عليه بسفه أو صغر أو جنون )قوله :لنه حقه( أي لن الزائد حششق الششوارث ،وهششو علششة
لعدم الصحة عند الرد ،أي وإنمشا لشم تصشح الوصشية فشي الشزائد إن رده وارث خشاص ،لن ذلشك
الزائد حقه ،أي مستحق له ،فله أن يرد وله أن يجيز )قوله :فإن كان( أي ذلشك الشوارث الخشاص.
)وقوله :غير مطلق التصرف( أي بأن كان صغيرا أو مجنونا أو محجشورا عليشه بسشفه) .وقشوله:
فإن توقعت أهليته( أي بالبلوغ أو الفاقة أو الرشد) .وقوله :عن قرب( قيد به في فتح الجواد ولم
يقيد به في التحفة والنهاية والمغني وغيرها من الكتششب الششتي بأيششدينا ،بششل اقتصششرروا علششى توقششع
الهلية .وعبارة المغني :ومقتضى إطلقهم أن المر يوقف علشى تأهشل الشوارث ،وهشو كشذلك إن
توقعت أهليته ،وإن خالف في ذلك بعض المتأخرين .قال شيخي رحمه ال :لن يد الوارث عليه،
فل ضرر عليه في ذلك .اه .وقوله وقف ،أي ذلششك الششزائد ،أي الحكششم فيششه .وقششوله إليهششا أي إلششى
الهلية )قوله :وإل( أي وإن لم تتوقع أهليته عن قرب ،بأن لم تتوقع أهليته رأسا كمششن بششه جنششون
مستحكم أيس من برئه بغلبة الظن بأن شهد بها خبيران ،أو توقعت ل عن قششرب .وقششوله بطلششت،
أي الوصية في الزائد فقط ،فإن برئ وأجاز بششان نفوذهششا )قشوله :ولششو أجششاز بعششض الورثششة الشخ(
محترز قيد ملحوظ في المتن ،وهو كونه حائزا ،كما أشرت إليه) ،قوله :صششح( أي المششذكور مششن
الوصية ،ولو قال صحت ،بالتاء ،لكان أولى )قوله :وإن أجاز الخ( مقابل قوله فششي المتششن إن رده
وارث ،والنسب التفريع وتقديمه على قوله ولو أجاز بعض الورثة) .وقوله :الوارث الهششل( أي
للتصرف ،والمقام للضمار ،إل أنه أظهر لئل يعود الضمير لو أضمر على أقرب مذكور ،وهو
بعض الورثة) ،قوله :فإجازته الخ( النسب بالمقابلة أن يقول فتصح الوصية في الششزائد ثششم يقشول
وإجازته الششخ) .وقششوله :تنفيششد للوصششية بششالزائد( أي إمضششاء للششزائد الششذي تصششرف فيششه الموصششي
بالوصية ،إذ تصرفه صحيح بشرط الجازة .فإذا وجدت كانت إمضاء فقط ،نظير بيششع الشششخص
المشفوع فإنه صحيح بشرط إجازة الشفيع ،فإذا أجاز كانت إجازته إمضاء لتصرف
] [ 246
الشريك في الشخص وهشذا هشو الصششح .ومقششابله يقشول إنهششا عطيشة مبتششدأة مشن الشوارث،
والوصية بالزائد لغو ،لنهيه )ص( سعد بشن أبششي وقششاص عشن الوصشية بالنصششف وبشالثلثين .رواه
الشيخان .ويترتب على الخلف المذكور أنه إن قلنا بالول فليس للمجيز الرجوع قبل القبض ول
يحتاج إلى لفظ هبة ول تجديد قبول وقبض وتنفذ من المفلس ،وإن قلنا بالثششاني كششان لششه الرجششوع
في الزائد قبل القبض ويحتاج إلى مششا ذكشر مشن لفشظ الهبشة وتجديشد وقبشول وقبشض ول تنفشذ مشن
المفلس ،ويترتب على ذلك أيضا أن الزوائد الحاصلة بعد الموت تكون للموصششى لششه علششى الول
ل للوارث ،وعلى الثاني بالعكس .ويترتب عليهما أنه ل بد من معرفة الوارث قششدر الششزائد علششى
الثلث وقدر التركة إن كانت الوصية بمشاع ،ل معين فلو جهل أحدهما لم يصششح -كششالبراء مششن
المجهول -ومن ثم لو أجاز وقال ظننت قلة المال أو كثرته ولم أعلشم كميتشه وهشي بمششاع حلشف
أنه ل يعلم ونفذت فيما ظنه فقط ،أو بمعني لم يقبل :أفششاده ابششن حجششر )قششوله :والمخششوف الششخ( إن
كان مراده بهذا تعداد أفراد المرض المخوف المذكور آنفا في كلمشه فل يناسشب ذلشك ذكشره مشن
جملة ذلك طلق الحامل والتحام القتال وما بعده ،لن مششا ذكششر ليششس مششن المششرض المخششوف .وإن
كان مراده تعداد أفراد المخوف مطلقا كان سواء مرضا أو غيره ،فل يناسب تقييده المرض فيمشا
سبق بالمخوف ،إذ علمت ذلك فكان الولى أن يعد أفراد المرض المخوف ثم يقول ويلحششق بششذلك
ترك الحامل وحالة التحام القتال ونحوهما ،كما في المنهاج ،فتنبه )قوله :كإسششهال الششخ( لششم يششذكر
حد المخوف لطول الختلف فيه بين الفقهاء ،فقيل هو كل ما يستعد بسببه للموت بالقبششال علششى
العمل الصالح ،وقيل كل ما اتصل به الموت ،وقال الماوردي وتبعاه كل ما ل يتطششاول بصششاحبه
معه الحياة ،وقال عن المام وأقراه ول يشترط في كونه مخوفا غلبة حصول الموت به بششل عششدم
ندرته ،كالبرسام الذي هو ورم في حجاب القلب أو الكبد يصعد أثره إلى الششدماغ ،وهششو المعتمششد،
وإن نازع فيه ابن الرقعة ،فعلم أنه ما يكثر عنه الموت عاجل وإن خالف المخوف عند الطبششاء.
اه .تحفة .وقوله متتابع ،أي أياما ،لنه حينئذ ينشف رطوبشات البشدن ،وكشذا نحشو يشومين وانضشم
إليه إعجال ومنششع نشوم أو عشدم استمسششاك أو خششروج طعشام غيششر مسشتحيل أو معشه وجشع وششدة،
ويسمى الزحيشر أو دم مشن عضشو شششريف ككبششد .اه .فتششح الجشواد) .قشوله :وخششروج طعششام الشخ(
معطوف على إسهال ،أي وكخروج طعام بشدة ووجع أو مع دم فهو من المخوف ولو لم يصحبه
إسهال ،كما صرح به الطباء ،لكن بشرط أن يتكرر تكرارا يفيششد سششقوط القششوة .وذهششب بعضششهم
إلى أنه يشترط أن يصحبه إسهال ولو غير متواتر ،ونظششر فيششه فششي التحفششة والنهايششة )قششوله :مششن
عضو شريف( متعلق بمحذوف صفة لدم ،أي دم كائن من عضششو شششريف .وقششوله كالكبششد تمثيششل
للعضششو الشششريف )قشوله :دون البواسششير( أي دون خروجششه مششن البواسششير ،أي فل يكشون مخوفششا
)قوله :أو بل استحالة( معطوف علششى قششوله بشششدة ،أي أو خششروج الطعششام بل اسششتحالة ،أي غيششر
مستحيل لزوال القوة الماسكة ،فيكون مخوفششا )قشوله :وحمششى( عطششف علششى إسششهال ،أي وكحمششى
مطبقة ،بكسر الباء أشهر من فتحها ،وهي الملزمة التي ل تبرح لن إطباقها يششذهب القششوة الششتي
هي قوام الحياة .قال في شرح الروض ،ومحل كونها مخوفة إذا زادت علششى يششوم أو يششومين .اه.
وكالحمي المطبقة حمى الورد ،بكسر الواو ،وهي التي تأتي كل يوم ،وحمى الثلث ،بكسر الثششاء،
وهي التي تأتي يومين وتقلع يوما ،ل حمششى الربششع ،بكسششر الششراء ،وهششي الششتي تششأتي يومششا وتقلششع
يومين ،لن المحمول يأخذ قوة في يومي القلع )قشوله :وكطلشق حامشل( عطشف علشى كإسشهال،
وأعاد العامل إشارة إلى أنه نوع آخر من المخوف غير الذي تقدم .وخرج بالطلق ،نفس الحمششل،
فليس بمخوف ول أثر لتولد الطلق المخوف منه ،لنه ليس بمرض .قششال فششي الششروض وشششرحه:
ويمتد خوفه ،أي الطلق ،إلى انفصال المشيمة ،وهي التي تسميها النسششاء الخلص ،أو إلششى زوال
ما حصل بالولدة فيما لو انفصلت ،أي المشيمة ،وحصل من الولدة جششرح أو ضششربان شششديد أو
ورم .اه) .قوله :وإن تكررت ولدتها( غاية المقششدر ،أي هششو مششن المخششوف ،وإن تكششررت ولدة
صاحبة الطلق )قوله :لعظم خطره( أي الطلق ،وهو علة لذلك المقدر المار آنفا )قوله :ومششن ثششم(
أي من أجل عظم خظره كان موتها من الطلق يعد شهادة )قوله :وبقاء
] [ 247
مشيمة( معطوف على طلق ،أي وكبقاء مشيمة -وهي المسماة بالخلص -إلششى الوضششع،
فإذا انفصلت زال الخوف ما لم يبق بعده جرح أو ضربان شديد أو ورم ،وإل فل يششزول الخششوف
إل بعد زواله .ومثله مشوت الجنيشن فشي جوفهشا )قشوله :والتحشام قتشال( معطشوف علشى طلشق ،أي
وكالتحام قتال ،فهو من المخوف ،وعبارة المنهششاج ،والمششذهب ،أنششه يلحششق بششالمخوف أسششر كفششار
اعتادوا قتل السرى والتحام قتال بين متكششافئين وتقششديم لقصششاص أو رجششم واضششطراب وهيجششان
موج في راكب سفينة .اه .وخرج بالتحام ،قتال ليس فيه التحام ،وإن تراميا بالنشششاب ،فهششو ليششس
من المخوف) .وقوله :بين متكافئين( أي بيششن اثنيششن أو حزبيششن متكششافئين ،أي أو حزبششي التكششافؤ.
وخرج به ما إذا عدم التكافؤ ،كمسلمين وكافر ،فل يكون التحام القتال فيششه مششن المخششوف )قششوله:
واضطراب ريح( يلزم منه هيجشان المشوج ،فمشن جمشع بينهمشا ،كالمنهشاج ،أراد التأكيشد .وعبشارة
الروض وشرحه ،وهيجان البحر بالريح ،بخلف هيجششانه بل ريششح .اه )قششوله :وإن أحسششن الششخ(
غاية المقدر :أي أن اضطراب الريح من المخوف فششي حششق راكششب السششفينة وإن أحسششن السششباحة
وقرب من البر .ومحله حيث لم يغلب على ظنه السلمة والنجاة من ذلك .كما في النهايششة )قششوله:
وأما زمن الخ( الولى حذف أما وعطف ما بعدها على طلق حامل ،إذ ليششس لهششا مقابششل ومحمششل
في كلمه ،وعبارة النهاية ،ويلحق بشالمخوف أششياء كالوبشاء والطشاعون ،أي زمنهمشا ،فتصشرف
الناس كلهم فيه محسوب من الثلث ،لكن قيده في الكافي بما إذا وقع في أمثاله .وهششو حسششن ،كمششا
قاله الذرعي ،وهل يقيد به إطلقهم حرمة دخول بلد الطاعون أو الوباء أو الخششروج منهششا لغيششر
حاجة ،أو يفرق ؟ فيه نظر ،وعدم الفرق أقرب ،وعموم النهي يشششمل التحريششم مطلقششا اه .وقششوله
وعدم الفرق ،أي بين تقييد حرمة الخروج بمن وقع في أمثششاله وبيششن تقييششد إلحششاق المخششوف بمششن
وقع في أمثاله .وقوله أقرب ،أي فيقيد بما إذا وقع في أمثاله) .وقوله :يشششمل التحريششم مطلقششا( أي
فيشمل أمثاله وغيرهم ،لكن التقييد أقرب كمششا قششدمه ،اه .ع ش .وفششي شششرح الششروض ،قششال ابششن
الثير :الطاعون المرض العام ،والوباء يحصل بفساد الهواء فتفسششد منششه المزجششة فجعششل الوبششاء
قسما من الطاعون ،وبعضهم فسر الطاعون بغير ذلك ،ولعله أنواع ،وقيل الوباء المرض العششام،
وقيل الموت الذريع ،أي السريع ،اه )قوله :وينبغي لمن ورثته الششخ( أي يطلششب ذلششك علششى سششبيل
الندب على المعتمد من كراهة الوصية بالزائد ،وعلى سشبيل الوجشوب علشى مقشابله ،وإنمشا طلشب
ذلك لقوله )ص( لسعد بن أبي وقاص رضي الش عنشه حيششن عشاده فششي مرضشه وقشال لشه أوصشي
بمالي كله ؟ قال .ل .قال بثلثيه ؟ قال :ل .قال :بثلثششه ؟ قششال :الثلششث ،والثلششث كششثير ،إنششك أن تششذر
ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس ويجششوز فششي الثلششث الول الرفششع علششى أنششه
مبتدأ خبره محذوف ،أي كافيك ،أو على أنه فاعل لفعل محذوف ،أي يكفيك ،والنصشب علشى أنشه
مفعول لفعل محذوف ،أي أعط الثلث .وأما الثلث الثاني فيتعين رفعه ،لنه مبتدأ خبره كثير .وأن
تذر ،بفتح الهمزة ،على أنه مؤول بمصدر من معناه مبتدأ خبره خير ،والجملة خبر إن ،والتقشدير
إنك تركك ورثتك أغنياء خيششر مشن تركشك إيششاهم عالشة ،أي فقشراء لن العالششة جمشع عششائل ،وهشو
الفقير ،ومعنى يتكففون الناس يمدون أكفهم لسؤال الناس .ولقوله عليششه الصششلة والسششلم :إن ال ش
تعالى تصدق عليكم عنششد وفشاتكم بثلششث أمشوالكم زيششادة لكششم فششي أعمشالكم رواه ابشن ماجشة .ثششم إن
العتبار في كون الموصى به ثلث المال بيوم المششوت ل بيششوم الوصششية ،فلششو أوصششى بثلششث مششاله
وتلف ثم كسب مال أو لم يكن له مال ثم كسبه لزم الششوارث إخششراج الثلششث ،ول تنفششذ الوصششية إل
في الثلث الفاضل بعد وفاء الدين أو سقوطه عنه ،فلو كان عليه دين مستغرق لم تنفذ الوصية في
شئ ،لكنها تنعقد حتى لو أبرأه الغريم أو قضى عنه الدين من أجنبي أو من وارث نفذت الوصششية
في الثلث ،كما جزم به الرافعي وغيره ،ولو أوصى بالثلث وله عين ودين دفع للموصى لششه ثلششث
العين ،وكلما نص من الدين شئ دفع له ثلثه .ولو أوصشى بشششئ هشو ثلششث مشاله وبشاقيه غششائب لشم
يتسلط الموصى لشه علششى ششئ منشه حششال لحتمششال تلششف الغششائب ل يقششال كشان يتسشلط علششى ثلشث
الحاضر ،لنه يستحقه ،سواء تلششف الغششائب أم ل ،لنشا نقشول تسششلط الموصششى لشه علششى ششئ مشن
الوصية متوقف على تسلط الوارث على
] [ 248
مثليه ،والوارث ل يتسلط على ثلثي الحاضر ،لحتمال سلمة الغائب )قوله :والحسن أن
ينقششص منششه شششيئا( أي خروجششا مششن خلف مششن أوجششب ذلششك ولنششه )ص( اسششكثر الثلششث ،وهششذا
كالستدراك على مفهوم مقابله ،إذ مفهومه استواء الوصية لثلث فأقششل فششي الحسششن ،فششدفعه بقششوله
والحسن الخ .قال زي قوله والحسن ،هذا ما رجحششه فششي الروضششة لكششن قششال فششي الم إذا تششرك
ورثته أغنياء اخترت أن يستوعب الثلث ،وإذا لم يشدعهم أغنيششاء كرهشت لشه أن يسششتوعب الثلششث.
ونقله في شرح مسلم عن الصحاب .اه .اسعاد .اه )قوله :ويعتبر منه أي الثلششث أيضششا( أي كمششا
تعتبر الوصية منه ،وفيه انه لم يتقدم منه أن الوصية تعتبر مششن الثلششث حششتى يحيششل عليششه مششا هنششا
بقوله أيضا ويمكن أن يقال إنه تقدم منه ذلك بطريق المفهوم :إذ قوله ل تصششح الوصششية فششي زائد
على ثلث يفهم أنها تصح في الثلث وتعتبر منه .تأمل) .واعلم( أنششه إذا اجتمعششت تبرعششات متعلقششة
بالثلث وضاق عنها الثلث ،فإن تمحضت عتقا ،سواء كانت منجزة أو معلقة بششالموت ،فششإن كششانت
مرتبة فيهما ،كأن قال في الولى أعتقت سالما فغانما فبكرا ،أو قال في الثانية إذا مت فسششالم حششر
ثم غانم ثم بكر ،أو قال اعتقوا بعد موتي سالما ثم غانما ثم بكرا قدم أول فششأول إلششى تمششام الثلششث،
وما زاد يتوقف على إجازة الورثة ،وإن لم تكن مرتبششة ،كششأن قششال فششي المنجششزة أعتقتكششم أو أنتششم
أحرار أو قال في المعلقة إذا مت فأنتم أحرارا أو فسششالم وغششانم وبكشر أحشرار أقششرع بينهشم ،فمشن
خرجت قرعته عتششق منششه مششا يفششي بششالثلث ول يعتششق مششن كششل بعضششه حششذرا مششن التشششقيص ،لن
المقصود من العتق تخليص الرقبة من الرق .وإن كان منجزا والبعششض معلقششا قششدم المنجششز علششى
المعلق ،لن المنجز لزم ل يمكن الرجوع فيه ،بخلف المعلق وإن تمحضششت غيششر عتششق سششواء
كانت منجزة أو معلقة بالموت أيضا .فإن كانت مرتبة فيهما ،كأن قال فششي الولششى تششبرعت لزيششد
بكذا ثم تبرعت لعمرو بكذا وهكذا ،أو قال في الثانية اعطوا لزيد كذا بعد موتي ثم اعطششوا عمششرا
كذا بعد موتي وهكذا قدم أول فأول إلى تمششام الثلششث ،ويتوقششف مششا زاد علششى إجششازة الورثششة ،وإن
وجدت دفعة منه أو من وكلئه كأن قال في المنجزة لجمع عليهم ديون له أبرأتكم أو تصدق أحششد
وكلئه ووهب آخر ووقف آخر كلهم معا ،وكأن قال في المعلقة أوصيت لزيد بكذا ولعمششرو بكششذا
ولبكر بكذا ،أو إن مت فأعطوا زيدا كذا وعمرا كذا وبكرا كذا قسط الثلث على الجميع كما تقسط
التركة بين أرباب الديون عنششد ضششيقها عششن الوفششاء بهششا كلهششا ،فششإذا أوصششى لزيششد بمششائة ولعمششرو
بخمسين ولبكر بخمسين وثلث المششال مششائة فقششط فلزيششد خمسششون ولكششل مششن عمششرو وبكششر خمسششة
وعشرن وإن كان البعض منجششزا والبعششض معلقششا قششدم المنجششز علششى المعلششق )قششوله :عتششق علششق
بالموت( أي ولو مع غيره ،كأن قال إن مت ودخلت الدار فأنت حر فيشترط دخوله بعششد المششوت،
إل أن يريد الدخول قبله فيتبع ،وقيل ل فرق بين تقدم الششدخول وتششأخره ،والول أصششح ،كمششا فششي
شرح م ر في كتاب التدبير )قوله :في الصحة أو المرض( متعلق بعلق ،وهو تعميم في التعليششق،
أي ل فرق فيه بين أن يقع في حال الصحة أو المرض )قوله :وتبرع الخ( معطوف علششى عتششق،
أو ويعتبر من الثلث تبرع نجز في مرضه ،أي الموت ،ثم إن الموجود في النسخ الواو من قوله
وتبرع من المتن ،وقوله تبرع ،أي كوقف مششن الشششرح ،وهششو ل يصششح ،فإمششا أن يكششون كلششه مششن
المتن ،كما في المنهج ،أو كله من الشرح ويكون دخول على المتن )قوله :كوقف الخ( أي وعتق
لغير مستولدته ،أما لها فهو من رأس المال ،كما سيذكره ،وكعارية عين سششنة مثل وتأجيششل ثمششن
مبيع كذلك ،فيعتبر من الثلث أجششرة الولششى وثمششن الثانيششة وإن باعهششا بأضششعاف ثمششن مثلهششا ،لن
تفويت يدهم كتفويت ملكهم .أفاده في التحفة والنهاية )قوله :وهبة( أي كأن وهب عينا عنده لخر
في مرض موته فتعتبر من الثلث )قوله :وإبراء( أي كأن أبرأ الدائن في مرض موته المدين مششن
الدين الذي عليه فيعتبر من الثلث )قوله :ولو اختلف الوارث الخ( هذا مندرج في قوله التي ولششو
اختلف في وقوع التصرف في الصحة أو في المششرض الششخ ،فالمناسششب والولششى أن يششؤخره عششن
قوله ولو وهب في الصحة وأقبض في المرض ،ويزيد لفظ أقبض بعد أداة الستفهام ،بششأن يقششول
هل أقبض في الصحة أو في المرض ؟ كما هو صريح في فتح
] [ 249
الجواد ،وعبشارته مشع الصشل ،وإقبشاض هبشة ،أي موهشوب فشي المشرض وإن وهشب فشي
الصحة اعتبارا بحالة القبض لتوقف الملك عليه ،ولو اختلف الشوارث والمتهششب ،هشل أقبشض فشي
الصحة أو المرض ؟ صدق المتهب بيمينه ،لن العيشن فشي يشده .وقضشيته أنهشا لشو كشانت فشي يشد
الوارث صدق ،وهو محتمل .اه .ومثله في التحفة إل أن فيها زيشادة قشوله التشي ولشو اختلفششا فشي
وقوع التصرف الخ ،ونصها ،وهبة في صحة وإقباض في مرض باتفشاق المتهشب والشوارث وإل
حلف المتهب ،لن العين في يده الخ )قوله :هل الهبة( أي المقبوضة بدليل مششا بعششده )وقششوله :فششي
الصحة( أي وقعششت فششي حششال الصششحة ،وهششذه دعششوى المتهششب لجششل حسششبانها مششن رأس المششال.
)وقوله :أو في المرض( أي أو وقعت في حال المرض ،وهذه دعوى الوارث لجل حسبانها مششن
الثلث )قوله :وصدق المتهب( أي في أنها وقعت الهبة في حال الصحة )قوله :لن العين في يده(
أي المتهب ،وهو تعليل لتصديق المتهب .قال فششي التحفششة ،ومثلششه فششي النهايششة ،وقضششيته أنهششا لششو
كانت بيد الوارث وادعى المتهب أنه ردها إليه أو إلى مورثه وديعششة أو عاريششة صششدق الششوارث،
وهو محتمل .اه )قوله :ولو وهب في الصحة وأقبض في المششرض( هششذه الصششورة غيششر صششورة
المتن ،لن تلك وقع فيها الهبة والقبض في حال المرض )قوله :اعتبر مششن الثلششث( أي اعتششبر مششا
أقبضه في حال المرض من الثلث كصورة المتن ،لن الهبة ل تملششك إل بششالقبض ،فل أثششر لتقششدم
الهبة )قوله :أما المنجز في صحته الخ( محترز قوله نجز في مرضه) .وقوله :فيحسب من رأس
المال( أي ل من الثلث فقط )قوله :كحجة السلم( الكاف للتنظير ،أي نظير حجة السلم ،فإنهششا
تحسب من رأس المششال .سششواء أوصششى بهششا أم ل ،إل إن قيششد بششالثلث فمنششه عمل بتقييششده وفششائدته
مزاحمة الوصايا )قوله :وعتق المستولدة( أي وكعتق المستولدة فإنه يحسششب مششن رأس المششال لششو
نجز في مرض الموت ويكون حينئذ مستثنى من التبرع المنجز فششي المششرض .وفششي المغنششي بعششد
قول المنهاج ويعتبر من الثلث تبرع نجز في مرضه ما نصه ،وخرج بتششبرع مششا لششو اسششتولد فششي
مرض موته ،فإنه ليس تبرعا ،بل إتلف واستمتاع ،فهو من رأس المششال ،وبمرضششه تششبرع نجششز
في صحته ،فيحسب من رأس المال ،لكن يستثنى من العتق في مشرض المششوت عتششق أم الولشد إذا
أعتقها في مرض موته فإنه ينفذ من رأس المال ،كما سيأتي في محلششه ،مششع أنششه تششبرع نجششز فششي
المرض .اه) .قوله :ولو ادعى الوارث الخ( أي لو اختلف الوارث والمتبرع عليششه فششي أنششه مششات
المتبرع في المرض الذي تبرع فيششه أو فششي غيششره مششع اتفاقهمششا علششى أن التششبرع واقششع فششي حششال
مرض ،فقال الوارث إنه مات في مرض التبرع ،وقال المتبرع عليه إنه شفي مششن مرضششه الششذي
تبرع فيه ومات من مرض آخر أو فجأة ،ففيه تفصيل ،فإن كان المرض الشذي تشبرع فيششه مخوفششا
صدق الششوارث ،وإل فالثششاني )قشوله :أو فجششأة( عطششف علششى قششوله مششن مششرض آخششر )قشوله :وإل
فالخر( أي وإن لم يكن مخوفا صدق المتشبرع عليشه ،وذلشك لن غيشر المخشوف بمنزلشة الصشحة
)قوله :ولو اختلفا( أي الوارث والمتبرع عليه ،وعبارة التحفة ،عقششب قششوله وإل فششالخر ،أي لن
غير المخوف بمنزلة الصحة ،وهما لو اختلفا فششي وقششوع التصششرف فيهششا أو فششي المششرض صششدق
المتبرع عليه ،لن الصل دوام الصحة .اه .فلو صنع المؤلششف مثششل صششنعها لكششان أولششى )قششوله:
لن الصششل دوام الصششحة( أي اسششتمرار الصششحة ،فالتصششرف واقششع فيهششا )قششوله :فششإن أقامششا( أي
الوارث والمتبرع عليه) .وقوله :بينتين( أي تشهد كل بينة بمدعى من أقامهششا )قششوله :قششدمت بينششة
المرض( أي لنها ناقلة وبينة الصحة مستصحبة ،وتلك مقدمة عليها )قوله :فرع( الولششى فششروع
)قوله :لو أوصششى لجيرانششه( أي أو لجيششران المسششجد )قششوله :فلربعيششن دارا مششن كششل جششانب( أي
فتعطى الوصية لربعين دارا من كل جانب من الجهات الربع ،وذلك لخبر حق الجوار أربعون
دارا هكذا وهكذا
] [ 250
وهكذا وهكذا -وأشار قششداما وخلفششا ،ويمينششا وشششمال رواه أبشو داود وغيششره مرسششل ،ولششه
طرق تقويه فجملة ذلك مائة وستون دارا وفي سم ما نصه :الوجه الوجيه الذي ل يتجه غيششره أن
هذا جرى على الغالب من أن للدار جوانب أربعا ،وأن ملصق كل جانب دار واحدة ،فلو كششانت
الدار مثمنة مثل ولصق كل ثمن دار اعتشبر أربعشون مشن كشل ثمشن ،ولشو لشم يلصشق إل داران
فقط ،بأن اتسعت مسافة الملصق فعمت إحششدى الششدارين جهششتين مششن جهاتهششا الربششع ،والخششرى
الجهتين الباقيتين ،اعتبر أربعون من أحد الملصقتين وأربعششون أخششرى مششن الملصششقة الخششرى
فتكون الجملة ثمانين فقط ،كما ذكر ،لكن لو لصق كل دار من هشاتين الشدارين دور كشثيرة ،بشأن
اتسعت مسافة الدارين وضاقت مسافة ملصقهما من الدور فهل يعتبر مع كل واحدة من الششدارين
تسعة وثلثون على المتداد من كل ملصقة لها ،أو ل يعتبر إل تسعة وثلثون فقط مما بعد كششل
من المتبعتين على المتداد ؟ فيه نظششر .والمتجششه الول .اه .ملخصششا .وقششال فششي التحفششة :ويجششب
استيعاب المائة والستين إن وفى بهم بأن يحصل لكل أقششل متمششول ،وإل قششدم القششرب .اه )قششوله:
فيقسم حصة كل دار على عدد سكانها( في العبارة حذف ،وهو ،فيقسم المال على عدد الدور ،ثششم
يقسم حصة كل دار على عدد سكانها .وعبارة التحفة :ويقسم المال على عدد الدور ،ثم ما خششص
كل دار على عدد سكانها ،أي يحق عند الموت فيما يظهر فيهما ،سواء فششي ذلششك المسششلم والغنششي
والحر والمكلف وضدهم اه) .قوله :أو للعلماء( عطف على قوله لجيرانه ،أي أو أوصى للعلمششاء
وهششم الموصششوفون بششأنهم أصششحاب علششوم الشششرع يششوم المششوت ،ل وقششت الوصششية ،وهششي ثلثششة:
الحديث ،والتفسير ،والفقه .فلو عين علماء بلدة مثل ول عالم فيهششم يششوم المششوت بطلششت الوصششية،
لكن قال سم :قد يتجه أن محله ما لم يوجد بتلك البلد علماء بغير العلوم الثلثة ،وإل حمل عليهم،
كما لو أوصى بشششاة ول شششاة لششه وعنششده ظبششاء تحمششل الوصششية عليهششا .اه) .قششوله :فلمحششدث( أي
فيصرف الموصى به لمحدث وقوله يعرف الخ ،بيان لضابط المحدث .قال في المغنششي ،والمششراد
به أي بعلم الحديث ،معرفة معانيه ورجاله وطرقه وصحيحه وعليلششه وسششقيمه ومششا يحتششاج إليششه،
وهو من أجل العلوم بعد القرآن ،فالعالم به من أجل العلماء ،وليس من علمشائه مشن اقتصشر علشى
السماع المجرد .اه .وقوله قوة :منصوب على التمييز :أي من جهششة القششوة .وقششوله أو ضششدها أي
ضد القوة وهو الضعف .وقوله والمروي ،معطوف على الراوي أي ويعرف حششال المششروي مششن
جهة الصحة وضدها )قوله :ومفسر( معطوف على محدث ،أي ويصرف أيضا لمفسر .قششال فششي
المغني :التفسير لغة بيان معنى اللفظ الغريب ،وشرعا معرفة الكتاب العزيز وما أريد بششه ،وهششذا
بحر ل ساحل له ،وكل عالم يأخذ منه على قششدره .اه) .قشوله :يعشرف معنششى كششل آيشة( قشال اسشم:
ظاهره اعتبار معرفة الجميع ،وقد يتوقف فيه .اه) .قوله :وما أريششد بهششا( أي باليششة مشن الحكشام
نقل في التوقيفي ،واستنباطا في غيره ،ومن ثم قال الفارقي :ل يصرف لمشن علششم تفسشير القششرآن
دون أحكامه ،لنه كناقل الحديث .اه .تحفة )قوله :وفقيه( معطششوف علششى محششدث ،أي ويصششرف
الموصى به أيضا الفقيه .وقوله يعرف الحكام الشرعية نصا واستنباطا ،هذا بيان لضششابط الفقيششه
المبحوث عنه في فن أصول الفقه ،وهو المجتهششد ،وهششذا ليششس مششرادا هنششا ،أي فششي الوصششية ،بششل
المراد به ما أفاده الشارح بقوله بعد والمشراد بشه الشخ) .وقشوله :مشن حصشل ششيئا مشن الفقشه الشخ(
المراد من عرف من كل باب من أبواب الفقه طرفا صالحا يهتدي به إلى معرفة باقيشة ،دون مششن
عرف طرفشا أو طرفيشن منششه فقشط ،كمششن عشرف أحكشام الحيشض أو الفشرائض فقششط ،وإن سششماها
الشارع نصف العلم .وقال ع ش :المراد به في زماننا العارف بمششا اشششتهر الفتششاء بششه ،فهششو يعششد
فقيها ،وإن لم يستحضر من كل باب ما يهتدي به إلى باقيه .اه .بالمعنى .وفي المغنششي مششا نصششه:
قال الماوردي :لو أوصي لعلم الناس صرف للفقهششاء ،لتعلششق الفقشه بششأكثر العلششوم .وقششال شششارح
التعجيز :أولى الناس بالفقه في الدين نور يقذف هيئته في القلب ،أي من قدف في قلبه ذلك ،وهذا
القدر قد يحصل لبعض أهل العنايات موهبة من ال تعشالى ،وهشو المقصشود العظشم ،بخلف مشا
يفهمه أكثر أهل الزمان ،فذلك صناعة.
] [ 251
)وسئل( الحسن البصري عن مسألة) .فأجاب( فقيل إن فقهاءنا ل يقولون ذلك ،فقال وهششل
رأيتم فقيها قط ؟ الفقيششه هششو القششائم ليلششه ،الصششائم نهششاره ،الزاهششد فششي الششدنيا ،الششذي ل يششداري ول
يماري ،ينشر حكمة ال ،فإن قبلت منه حمد ال تعالى ،وفقه عن ال أمره ونهيه ،وعلشم مشا يحبششه
وما يكرهه ،فذلك هو العالم الذي قيل فيه من يرد ال به خيرا يفقهه في الشدين فششإذا لششم يكششن بهششذه
الصفة فهو من المغرورين .واختلف في الراسششخ فششي العلششم ،فقيششل هششو مششن جمششع أربششع خصششال:
التقوى فيما بينه وبيششن الشش ،والتواضششع فيمششا بينششه وبيششن النششاس ،والزهششد فيمششا بينششه وبيششن الششدنيا،
والمجاهدة فيما بينه وبين نفسه ،والصح أنه العالم بتصاريف الكلم ،ومششوارد الحكششام ،ومواقششع
المواعط ،لن الرسوخ الثبوت فششي الشششئ .اه .ملخصششا) .قششوله :وليششس منهششم الششخ( أي ليششس مششن
العلماء الذين تصرف الوصية لهم نحوي وصرفي ولغوي ،أي عارف بعلم النحو أو الصرف أو
اللغة أي أو المعاني والبيان والبديع أو العروض أو القوافي وغيرها من بقية علوم الدب الثنششي
عشر علما عمل بالعرف المطرد عليه غالب الوصايا ،فإنه حيث أطلششق العششالم ل يتبششادر منششه إل
أصحاب علوم الشرع الثلثة :أعني الحديث ،والتفسششير ،والفقششه .وقششوله ومتكلششم ،عبششارة المنهششاج
وكذا متكلم عند الكثرين .قال في المغني ،أي فهو ليس منهم ،لما ذكر .ونقله العبادي في زيششادته
عن النص .وقيل يدخل ،وبه قال المتولي ،ومال إليه الرافعي ،وقششال السششبكي :إن أريششد بششه العلششم
بال وصفاته وما يستحيل عليه ليرد على المبتدعة ويميز بين العتقاد الصحيح والفساد فذاك من
أجل العلوم الشرعية ،وقد جعلوه في كتب السير من فروض الكفايات ،وإن أريد بششه التوغششل فششي
شبهه والخوض فيه على طريق الفلسفة فل .وهذا القسم هو الذي أنكره الشافعي ،وقال :لن يأتي
العبد ربه بكل ذنب ما خل الشرك خير له من أن يلقاه بعلششم الكلم .اه .بتصششرف )قششوله :ويكفششي
ثلثة من أصحاب الخ( أي من كششل صششنف مششن أصششحاب العلشوم الثلثشة أو بعضششها ،ول يجششزئ
واحد من كل صنف ،كما في فتح الجششواد ،ونششص عبششارته :والمششراد بمحششدث ومششا بعششده الجنششس،
فيكفي ثلثة فقهاء ،ول يجزئ واحد من كل صنف .اه .وعبارة الششروض وشششرحه ،وإن أوصششى
للفقراء والمساكين وجشب لكشل منهمششا النصشف ،ول يقسششم ذلششك علشى عششدد رؤوسششهم ،أو أوصششى
لحدهما دخل فيه الخر ،فيجوز الصرف إليهما ،أو أوصى للرقاب أو غيرهم مششن الصششناف أو
العلماء لم يجب الستيعاب ،بل يستحب عند المكان ،كمششا فششي الزكششاة ،إذا فرقهششا المالششك ويكفششي
ثلثة من كل صنف ،أي القتصار عليها ،لنها أول الجمع ،ول تجب التسششوية بينهششم اه .ومحششل
الكتفاء بثلثة من كل صنف ،حيث لم يقيدوا بمحل أو قيدوا وهششم غيششر محصششورين ،فششإن قيششدوا
بمحل ،كأن قال لعلماء بلد كذا وهم محصورون وجب التعميم والتسوية ،بل والقبول .فإن لم يكن
بها عالم بطلت الوصية )قوله :اختص بالفقهاء الخ( أي لتعلق الفقششه بكششثير مششن العلششوم ،كمششا مششر
)قوله :أو للقراء( أي أو أوصى للقراء )قوله :عن ظهر قلب( أي عرفا ،فل يضر غلط يسير ول
لحن كذلك فيما يظهر .اه .ع ش )قوله :أو لجهل النششاس( أي أو أوصششى لجهششل النششاس .وقششوله
صرف لعباد الوثن ،قال في شرح الروض ،قال الزركشي :وقضية كلمهم صحة الوصششية وهششو
ل يلئم قولهم إنه يشترط للوصية للجهة عدم المعصية وقد تفطن لذلك صاحب الستقصاء فقشال:
وينبغي عدم صحتها لما فيها من المعصية ،كما ل تصح لقاطع الطريق .اه .وأجششاب فششي التحفششة
عن ذلك ولفظها .واستشكلت صحة الوصية بأنها معصية ،ويجاب بأن الضار ذكر المعصششية ،ل
ما قد يستلزمها أو
) (1قوله الثنى عشر علما :أي المنظومة في قول بعضهم :صرف بيان معاني النحو قافيششة شششعر عششروض اشششتقاق الخششط
انشاء محاضرات وثاني عشرها لغة تلك العلوم لها الداب أسماء
] [ 252
يقارنها ،كما هنا ،ومن ثم ينبغششي ،بششل يتعيششن بطلنهششا لششو قششال لمششن يعبششد الششوثن أو يسششب
الصحابة .اه )قوله :فإن قال من المسلمين( أي وإن أوصششى لجهششل النششاس ،وقيششدهم بالمسششلمين.
)وقوله :فمن يسب الصحابة( أي فتصرف لمن يسبهم ،لنهششم أجهششل المسششلمين ،وقيششل للمجسششمة.
وقيل لمرتكبي الكبائر من المسلمين ،إذ ل شبهة لهم )قوله :ويدخل في وصية الفقراء الخ( وذلششك
لنطلق كل على ما يشمل الخر عند النفراد ،وأمشا عنشد الجتمشاع فيطلشق كشل علشى مشا يقابشل
الخر ،كما مر في قسم الصدقات) ،قوله :وعكسه( هو أن يدخل فششي وصششية المسششاكين والفقششراء
)قوله :ويدخل في أقارب زيد الخ( أي في الوصية لقارب زيد) .وقششوله :كششل قريششب( أي مسششلما
كان أو كافرا ،ذكرا أو أنثى أو خنثى ،فقيرا ،أو غنيا ،ويدخل أيضا الجششداد والجششدات والحفششاد،
وذلك لن هذا اللفظ يذكر عرفا ششائعا لرادة جهششة الغرابششة فعمششم )قشوله :ل أصششل( أي ل يشدخل
أصل فقط .وقوله وفرع ،أي ولد فقط ،وإنما لم يقل أصول وفروع لما علمت من دخششول الجششداد
والجششدات والحفششاد ،وإنمششا لششم يششدخل الصششل والفششرع لنهمششا ل يسششميان أقششارب عرفششا بالنسششبة
للوصية ،وإن كانا يسششميان أقششارب بالنسششبة لغيرهششا )قشوله :ول تشدخل فشي أقشارب نفسشه( أي ول
تدخل في الوصية لقارب نفسه وورثته اعتبارا بعرف الشرع ،ل بعموم اللفظ ،ولن الششوارث ل
يوصى له عادة ،وقيل يدخلون لوقوع السم عليهششم ثششم يبطششل نصششيبهم لتعششذر إجششازتهم لنفسششهم،
ويصح الباقي لغيرهم .أفاده في شرح الروض) .قوله :وتبطل الوصية الخ( شروع في بيان حكششم
الرجوع عن الوصية وما يحصل به )قوله :المعلقة بالموت( أي المضافة لمششا بعششد المششوت لفظششا،
كما إذا كانت الصيغة من غير مادة الوصية ،ومعنى كما إذا كانت من مادتها لما تقششدم أن التقييششد
بقوله بعد موتي لزم في غير أوصيت من الصيغ كأعطوا أو ادفعوا ،وأما في أوصيت فل يلششزم
لوضعه شرعا لذلك )قوله :ومثلها تششبرع علششق بششالموت( فيششه أن هششذا وصششية ل مثلهششا ،فهششو ممششا
يندرج تحت قوله المعلقششة بششالموت ،إل أن يحمششل قششوله المعلقششة بششالموت علششى مششا إذا كششان اللفششظ
المشتمل على التعليق من مادة الوصية .وقوله تبرع علق بالموت ،علششى مششا إذا كششان مششن غيرهششا
فل يكون مندرجا ،بل يكون قسيما ،لكن يبقى اليراد في الحكم عليه بالمثلية مششع أنششه نششوع منهششا،
فلو اقتصر المؤلف على قوله وتبطل الوصية برجوع بنحو نقضتها كأبطلتها أو رددتها أو أزلتها
الخ ،وأسقط ما بعد قوله وتبطل مما ذكره فششي الشششرح لكششان أولششى وأخصششر وأسششلم مشن الركاكششة
الحاصلة في عبششارته ،وعبششارة المنهششاج لششه الرجششوع عششن الوصششية وعششن بعضششها بقششوله نقضششت
الوصية أو أبطلتها أو رجعت فيها أو فسختها .اه .قال في التحفة ،إجماعا ،وكالهبششة قبششل القبششض
بل أولى ،ومن ثم لم يرجع في تبرع نجز في مرضه ،وإن اعتبر مشن الثلشث ،لنشه عقشد تشام .اه.
)قوله :فللموصي الرجوع فيهششا( أي يجششوز لششه ،وينبغششي أن يششأتي فيششه مششا تقششدم فششي الوصششية مششن
الحكام ،فيقال هنا بعد حصول الوصية وإن كانت مطلوبة حين فعلها إذ عرض للموصى لششه مششا
يقتضي أنه صرفها في محرم وجب الرجوع ،أو في مكششروه نششدب الرجششوع ،أو فششي طاعششة كششره
الرجوع )قوله :كالهبة قبل القبض( الكاف للتنظير في جواز الرجوع في الهبة قبل قبضها ،لنهششا
حينئذ غير لزمة )قوله :بل أولى( أي بل الرجوع عن الوصية أولى من الرجوع عن الهبة لعششدم
تنجيزها ،بخلف الهبة )قوله :ومن ثم الخ( أي ومن أجل أن الرجوع جششائز فششي الوصششية لكونهششا
كالهبة غير المقبوضة ،بل أولى ،لششم يرجششع فششي تششبرع نجششزه فششي مرضششه ،كوقششف وعتششق وهبششة
مقبوضة ،لنه حينئذ ليس كالهبة غير المقبوضة .وفي شرح الروض ،وإنما يرجششع فششي المنجششز،
وإن كان معتبرا من الثلث ،حيث جرى في المرض كالمعلق بالموت ،لن المقتضي للرجوع فششي
الوصية كون التمليك لم يتم لتوقفه على القبششول بعششد المششوت ،والتششبرع المنجششز عقششد تششام بإيجششاب
وقبول ،فأشبه البيع من وجه .وقوله وإن اعتبر من الثلث ،غاية في عدم الرجوع )قوله :برجششوع
عن الوصية( متعلق بتبطل ،ولو ادعششى الششوارث رجششوع المششوروث عنهششا فل تقبششل بينتششه ،إل إن
تعرضت
] [ 253
لصدوره منه بعد الوصية .ول يكفي عن التعرض قولها رجع عن جميع وصششاياه) .قشوله:
بنحششو نقضششتها( أي ويحصششل الرجششوع بنحششو نقضششتها كأبطلتهششا الششخ :أي وكفسششختها ،ورفعتهششا،
ورجعت فيها .وهذه كلها صرائح :كهو حرام علششى الموصششى لششه )قششوله :والوجششه صششحة تعليششق
الرجوع فيها على شرط( أي كإذا قدم فلن فقد رجعت في وصيتي )قشوله :لجشواز التعليشق فيهشا(
أي في الوصية نفسها )قوله :فأولى في الرجوع عنها( أي فجواز التعليق في الرجوع عنها أولششى
من جوازه في نفسشها )قشوله :وبنحشو هشذا لشوارثي( معطشوف علشى بنحشو نقضشتها ،أي ويحصشل
الرجوع عن الوصية بقول الموصي هذا لوارثي أو ميراث عني حال كونه مشيرا إلشى الموصششى
به ،وذلك لنه ل يكون لوارثه إل وقد أبطل الوصية فيه فصار كقششوله رددتهششا .قششال فششي التحفششة:
ويفرق بينه وبين ما لو أوصى بشئ لزيد ثم به لعمرو فإنه يشرك بينهما لحتمال نسيانه للولى،
بأن الثاني هنا لما ساوى الول في كونه موصى له وطارئا استحقاقه لم يمكن ضمه إليه صريحا
فششي رفعششه ،فششأثر فيششه احتمششال النسششيان وشششركنا ،إذ ل مرجششح ،بخلف الششوارث فششإنه مغششاير لششه
واستحقاقه أصلي ،فكان ضمه إليه رافعا لقوته .اه )قوله :سششواء أنسششي الششخ( تعميششم فششي حصششول
الرجوع بقوله المذكور )قوله :وسئل شيخنا الششخ( السششؤال والجششواب فششي التحفششة )قششوله :عمششا لششو
أوصي له بثلث ماله إل كتبه( أي بأن قال أوصيت لزيد بثلث مالي إل كتبي ،فاستثنى الكتب مششن
دخولها في الوصية )قوله :ثم بعد مدة( أي من الوصية الولى) .وقوله :أوصى له( أي للموصششى
له أول )قوله :ولم يستثن( أي الكتب )قوله :هل يعمل بالولى( أي بالوصية الولششى ،وهششي الششتي
استثنى فيها الكتب .وقوله أو بالثانية :أي بالوصية الثانية ،وهي التي لم يستثن فيهششا شششيئا )قششوله:
فأجاب بأن الذي يظهر العمل بالولى( وهي التي استثنى فيها الكتششب ،قششال سششم :ويحتمششل العمششل
بالثانية ،كما لو أوصى له بخمسين ثم بمائة )قوله :لنها( أي الولى ،وقوله نص ،أي صريح في
إخراج الكتب )قوله :والثانيششة محتملششة الششخ( أي وأمششا الوصششية الثانيششة فهششي محتملششة لكششونه تششرك
الستثناء فيها لتصريحه بالستثناء في الولى ،فتكون الكتب مستثناة تقديرا ،ول تدخل في الثلششث
)قوله :وأنه تركه الخ( أي ومحتملة أنه ترك الستثناء إبطال له ،فل تكون الكتب مستثناة وتدخل
في الثلث )قوله :والنص مقدم على المحتمل( قال في التحفة بعشده ،وأيضشا فقاعشدة حمشل المطلشق
على المقيد ،تقدم المقيد أو تأخر ،تصرح بذلك) ،قوله :وبنحشو بيشع( أي ويحصشل الرجشوع بنحشو
بيع الموصى به .وانششدرج تحششت نحششو :إعتششاقه ،وإيلده وكتششابته ،وإصششداقه ،وكششل تصششرف لزم
نششاجز :كهبششة مقبوضششة )قششوله :ورهششن( معطششوف علششى نحششو بيششع ،أي ويحصششل الرجششوع برهششن
للموصى به لتعريضة للبيع )قشوله :ولشو بل قبششول( راجششع للششبيع والرهشن ،وذلشك لششدللتهما علششى
العراض )قوله :وعرض عليه( أي ويحصل الرجوع بعرض الموصششى بششه علششى مششا ذكششر مششن
نحششو الششبيع والرهششن) .وقششوله :وتوكيششل فيششه( أي فيمششا ذكششر أيضششا ،وذلششك لن كل مششن العششرض
والتوكيل وسيلة إلى ما يحصل به الرجوع )قوله :ونحو غراس( معطوف على نحو نقضتها ،أي
ويحصل الرجوع بنحو غراس كبناء )وقوله :بخلف زرعه بها( أي بالرض الموصى بهششا ،فل
يحصل الرجوع به والفششرق بينششه وبيششن نحششو الغششراس أن كل مششن الغششراس ونحششوه كالبنششاء يششراد
للدوام ،بخلف زرعه ،لنه ليس للدوام ،فأشبه لبس الثوب ومما يحصل به الرجوع أيضا خلطششه
برا معينا أوصى به ببر مثله أو أجود أو أراد منه لنه أخرجه بذلك عن إمكششان التسششليم ،وخلطششه
صبرة أوصى بصاع منها بأجود منها ،لنه أحدث بالخلط زيادة
] [ 254
لم يرض تسليمها ،ول يمكن بدونها ،بخلف ما لو خلطها بمثلها فل يحصل الرجششوع بششه،
لنه لم يحدث تعييب ،إذ ل فرق بين المثلين .وكذا لو خلطها بأردأ منها في الصششح ،قياسششا علششى
تعييب الموصى به ،وهو ل يؤثر .ومما يحصشل بشه الرجشوع طحنشه الشبر الموصشى بشه ،وعجشن
الدقيق الموصى به ،وغششزل القطششن الموصششى بششه .لشششعار ذلششك كلششه بششالعراض عششن الوصششية.
)تنبيه( قال في المغني :هذا كله في وصية بمعين ،فإن أوصى بثلث ماله ثم هلك أو تصششرف فششي
جميعه ببيع أو غيره لم يكن رجوعا ،لن الثلث مطلششق ل يختششص بمششا ملكششه وقششت الوصششية ،بششل
العششبرة بمششا ملكششه عنششد المششوت -زاد أو نقششص أو تبششدل -كمششا جششزم بششه فششي الروضششة وأصششلها
وغيرهمششا .اه) .قششوله :ولششو اختششص نحششو الغششراس( أي كالبنششاء) .وقششوله :ببعششض الرض( أي
الموصى بكلها )قوله :اختص الرجوع بمحله( أي محششل الغششراس فقششط ول يحصششل الرجششوع فششي
جميعها )قوله :وليس من الرجوع إنكار الموصي الوصية( ظششاهره وإن لششم يكششن النكششار جششواب
سؤال ،وهو ظاهر ،لن الموصي قد يكون له غرض في إنكارها مطلقا ،ولكن قيششده م ر وحجششر
في شرحيهما بذلك ،ولم يذكرا مفهومه .اه .بجيرمي )قوله :إن كششان لغششرض( كخششوف مششن نحششو
ظالم عليه ،وإل فيكون رجوعا .وهذا التفصيل هو المعتمد .وقيششل إنششه رجششوع مطلقششا .وقيششل إنششه
ليس برجوع مطلقا ،كما في المغني ،وعبارته :ولو سئل عن الوصية فأنكرها قششال الرافعششي فهششو
على ما مر في جحشد الوكالشة ،أي فيفشرق فيشه بيشن أن يكشون لغشرض ،فل يكشون رجوعشا ،أو ل
لغرض فيكون رجوعا ،وهذا هو المعتمد .ووقع في أصل الروضة أنه رجوع ،وفششي التششدبير أنشه
ليس برجوع ،ويمكن حمل ذلك على ما مر .اه) .قشوله :ولششو أوصششى بشششئ( أي معيششن مششن مششاله
)قوله :ثم أوصى به( أي بذلك الشئ الذي أوصى به لزيد )قششوله :فليششس رجوعششا( لحتمششال إرادة
التشريك فيشرك بينهما ،كما لو قال دفعة واحدة أوصيت بها لكما لكن لو رد أحدهما الوصية فششي
الولى كان الكل للخر ،بخلفه في الثانية ،فششإنه يكششون لششه النصششف فقششط ،لنششه الششذي أوجبششه لششه
الموصي صريحا ،بخلفه في الولششى .اه .مغنششي .وقششد تقششدم عشن حجششر الفششرق بينششه وبيشن قششول
الموصي في الموصى به هذا الوارثي ،فل تغفششل )قششوله :بششل يكششون بينهمششا نصششفين( إل إذا كششان
الموصي عالما بالوصية الولى أو قال أوصيت لزيد بما أوصيت به لعمششرو فيكششون رجوعششا اه.
بجيرمي )قوله :ولو أوصى به( أي بهذا الشئ الذي أوصششى بششه أول لزيششد وثانيششا لعمششرو .وقششوله
لثششالث ،أي لشششخص ثششالث كبكششر .وقششوله كششان ،أي الموصششى بششه .وقششوله بينهششم ،أي بيششن الثلثششة
الموصى له أول ،والموصى له ثانيا ،والموصى له ثالثا .وقوله وهكذا ،أي فلو أوصى بششه لرابششع
غير الثلثة كان بينهم أرباعا )قوله :قاله الشيخ زكريا( أي قششال مششا ذكششر مششن قششوله ولششو أوصششى
بشئ لزيد ثم أوصى به لعمرو الخ )قوله :ثششم بخمسششين( أي ثششم بعششد الوصششية الولششى أوصششى لششه
بخمسين )قوله :فليس له إل خمسون الخ( فرق في التحفة بينه وبين ما تقدم فيما لو أوصى بثلششث
ماله إل كتبه ثم أوصى بثلث ماله ولم يستثن شيئا ،حيث عمل بالولى هناك وعمل بالثانيششة هنششا،
بأنها هنا صريحة في مناقضة الولى وإن قلنا إن مفهشوم العشدد ليشس بحجشة ،لن محلشه حيشث ل
قرينة كما هو معلوم من محله ،وهنا القرينة المناقضة فعمل بالثانية لنها المتيقنة ،بخلف الثانية
هناك فإنها ليست صريحة في مناقضة الولى ،بل هي محتملة لن يراد فيها ما أريد فششي الولششى
من الستثناء .ومحتملة لبطال ما أريد في الولى ،فلششم يعمششل هنششاك بالثانيششة ،بششل عمششل بششالولى
المتيقنة ،بعكس ما هنا .ول يتأتى هنا اعتبارهم احتمال نسششيان الولششى ،لنهششم إنمششا اعتششبروه فششي
الوصية لثنيششن ،فقششالوا فيهششا بالتشششريك ،بخلف الوصششيتين لواحششد ،فششإن الثانيششة مبطلششة للولششى،
فاحتيط لها باشتراط تحقق مناقضتها للولى اه .بتصرف .مطلب في اليصاء وهو قول المحشي
] [ 255
)تتمة( تعرض للوصية ولم يتعرض لليصاء ،وقد ترجم له الفقهاء بفصل مستقل ،ول بششد
من التعرض له تكميل للفائدة -فأقول :حاصل الكلم عليه أن اليصاء لغة اليصال ،كالوصششية.
وشرعا إثبات تصرف مضاف لما بعد الموت ولو تقديرا وإن لم يكن فيه تبرع ،كاليصاء بالقيام
على أمر أطفاله ،ورد ودائعه ،وقضاء ديونه ،فإنه ل تبرع في شئ من ذلك بخلف الوصية فإنه
ل بد فيها من التبرع وأركششانه أربعششة :موصششي ،ووصششي ،وموصششى فيششه ،وصششيغة .وشششرط فششي
الموصي بقضاء الحقوق التي عليه وتنفيذ الوصايا ورد الششودائع ونحوهششا مششا تقششدم فششي الموصششي
بمال ،من كونه مالكا بالغا عاقل حرا مختششارا .وشششرط فششي الموصششي بنحششو أمششر طفششل ومجنششون
ومحجور عليه بسفه ،مع ما مر مششن الشششروط ،أن يكششون لششه وليششة عليششه ابتششداء مششن الشششرع ،ل
بتفويض ،فل يصح اليصاء من صبي ومجنون ورقيق ومكششره ،ول مششن أم وعششم ،لعششدم الوليششة
عليهما ،ول من الوصي ،لن وليته ليست شرعية ابتداء ،بل جعلية بتفويض الب أو الجششد إليششه
إل إن أذن له فيه ،كأن قال أوص عني ،فأوصى عن الولي ،ل عن نفسه ،ول يصح اليصاء من
أب على ولده والجد بصفة الولية ،لن وليته ثابتة شرعا ابتداء ،بخلف الوصي ،كمششا علمششت،
وشرط في الوصي :السلم والبلوغ والعقششل والحريششة والعدالششة والهتششداء إلششى التصششرف وعششدم
عداوة منه للمولى عليه وعدم جهالششة ،فل يصششح اليصششاء إلششى مشن فقششد شششيئا مششن ذلششك ،كصششبي
ومجنون وفاسق ومن به رق أو عداوة وكافر على مسلم ،ومششن ل يكفششي فششي التصششرف لهششرم أو
سفه .وتعتبر الشروط المذكورة عند الموت ،ل عند اليصاء ،ول بينهما ،لنه وقت التسلط علششى
القبول حتى لو أوصى لمن خل عن الشروط أو بعضها كصبي ورقيق ثم اسششتكلمها عنششد المششوت
صح ،ول يضر عمى ،لن العمى متمكن من التوكيل فيمششا ل يتمكششن منششه ،ول أنوثششة ،لمششا فششي
سنن أبي داود أن عمر رضي ال عنه أوصى إلى حفصة رضي ال عنها ،وإذا جمعت أم الطفل
الششروط المشذكورة فهشي أولشى مشن غيرهشا ،لوفشور ششفقتها .واسشتجماعها للششروط معتشبر عنشد
اليصاء .قال في التحفة :وقول غير واحد عنششد المشوت عجيششب ،لن الولويششة إنمششا يخششاطب بهششا
الموصي ،وهو ل علم بما عند الموت .اه .ويشترط في الموصى فيه كونه تصششرفا ماليششا مباحششا،
فل يصح اليصاء في تزويج نحو بنته أو ابنه ،لن هذا ل يسمى تصرفا ماليا ،وأيضا غير الب
والجد ل يزوح الصغيرة والصغير ،ول في معصية ،كبناء كنيسة للتعبششد ،لكشون اليصشاء قربشة،
وهو تنافي المعصية .ويشترط فشي الصشيغة ،لفششظ يششعر باليصششاء ،كأوصششيت إليششك ،أو جعلتششك
وصيا ،أو أقمتك مقامي بعد موتي ،فيما عدا أوصيت ،على قياس ما مر في الوصية ،ول بد مششن
بيان ما يوصى فيه .فلو اقتصر على نحو أوصيت إليك كان لغوا ،ويجوز فيه التششأقيت والتعليششق:
كأوصيت إليك إلى بلوغ ابني أو قدوم زيد ،وكششإذا مششت أو إذا مششات وصششيي فقششد أوصششيت إليششك.
ويشترط القبششول بعششد المششوت ،ولشو بششتراخ ،ويكتفششي فيششه بالعمششل كالوكالشة ،ولكششل مششن الموصششي
والوصي رجوع متى شاء لنه عقد جائز إل إن تعين الوصي وغلب على ظنه استيلء ظالم مششن
قاض وغيره عليه فليس له الرجوع .ولو خاف الوصي على مال اليتيم ونحوه من استيلء الظالم
عليه فله تخليصه بشئ منه فيبذل شيئا القاضي السوء الذي لو لم يبذل له شيئا لنتزع المششال منششه
وسلمه لبعض خونته وأدى ذلك إلى استئصاله .وكذا يجوز للوصي تعييب مال اليتيم ونحوه .كما
قاله ابن عبد السلم ،إذا خاف عليه الغصب لجل حفظه ،كمششا فششي قصششة الخضششر عليششه السشلم،
وقد حكاها ال تعالى بقوله) * :أما السفينة فكانت لمساكين يعملون فششي البحششر فششأردت أن أعيبهششا
وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا( * ) (1وقد نظم ابن رسلن في زبده معظم مششا يتعلششق
باليصاء بقوله :سن لتنفيذ الوصا ووفاديونه إيصششاء حششر كلفششا ومششن ولششي ووصششي أذنششافيه علششى
الطفل ومن تجننا إلى مكلف يكون عدلوأم الطفال بهذا أولى
] [ 256
وقوله من ولي ،أي وسن اليصاء من ولي وقششول ووصششي ،أي ومششن وصششي لكششن يقيششدنا
بإذن الولي له في اليصاء عن نفسشه أن عشن الموصشي ،وإل فل يصشح إيصشاء الوصشي .وقشوله
أذنا ،يقرأ بالبناء للمجهول ،وألفششه للطلق ،أي أذن الششولي للوصششي فششي اليصششاء) .وقششوله :إلششى
مكلف( متعلق بإيصاء ،أي سن إيصاء من ذلك إلى مكلف -والحسششن جعششل إلششى زائدة ،إذ فعششل
اليصاء يتعدى بنفسه .فتنبه .مطلب ما ينفع الميت )قوله :وتنفششع ميتششا الششخ( جششرت عششادة الفقهششاء
يذكرون هذه المسألة في باب الوصية ،ولها ارتباط بششه ،إذ الوصششية صششدقة معلقششة بششالموت ،كمششا
يؤخذ من حدها المار) .قوله :من وارث وغيره( متعلق بمحذوف حال ممشا بعششده ،أي حشال كشون
الصدقة أو الدعاء كائنين من وارث وغيره ،وهو تعميم فيه )قوله :صدقة عنششه( أي عششن الميششت،
سواء كان المتصدق هو في حياته أو غيره ،فقوله التششي منششه فششي حيشاته أو مشن غيشره عنشه بعشد
موته راجع لهذا وما بعده .اه .رشيدي )قوله :ومنها( أي الصششدقة) .وقششوله وقششف لمصششحف( أي
عن الميت) .وقوله وغيره( بالجر عطف على مصحف ،أو وقشف لغيشر المصشحف كششدار )قشوله:
وبناء مسجد الخ( أي وإجراء نهر وبيت بناه للغريب ليأوي فيه ،أو بناه للذكر ،وقد تقدم ،في باب
الوقف ،بيان العشرة التي يبقى ثوابها له بعد موته ،ول ينقطع منها مششا ذكششر ومنهششا مششا هششو غيششر
صدقة ،كدعاء ولد له ،وكعلم ينتفع به .وقد تقدم هناك أيضششا نظمهششا للجلل السششيوطي ،ول بششأس
بإعادته هنا وهو هذا :إذا مات ابن آدم ليس يجري عليه من خصال غير عشر علوم بثها ودعششاء
نجل وغرس لنخل والصدقات تجري وراثششة مصششحف وربششاط ثغششر وحفششر الششبئر أو إجششراء نهششر
وبيت للغريب بناه يأوي إليه أو بناء محل ذكر وتعليششم لقشرآن كريششم فخشدها مششن أحشاديث بحصشر
)قوله :منه في حياته الخ( متعلق بمحذوف صفة لصدقة ولما بعدها من قششوله وقششف وبنششاء وحفششر
وغرس ،أو حال منها كلها ،أي الصادارت منه حال كونه حيا ،أو حششال كونهششا صششادرة منششه فششي
حال كونه حيا .وقوله أو من غيره ،معطوف على منه ،أي أو الصادرات من غيره .وقوله عنشه،
متعلق بمحذوف حال من متعلق الجار والمجرور :أي حال كون هذه المور الصادرة مششن غيششره
مجعولة عنه .والمراد أن من صدرت منه جعل ثوابها لذلك الميت .وقوله بعد مششوته ،متعلششق بمششا
تعلق به الجار والمجرور ،أي الصادرات بعد مشوته )قشوله :ودعششاء( معطششوف علشى صشدقة ،أي
وينفعه أيضا دعاء له من وارث وغيره ،ولو أخر قوله أول من وراث وغيششره عنششه لكششان أولششى.
)قوله :إجماعا( دليل لكل من الصدقة ومن الدعاء )قششوله :وصششح فششي الخششبر الششخ( دليششل للششدعاء،
ومما يدل له أيضا قوله تعالى) * :والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولخواننا الششذين
سبقونا باليمان( * ) (2فأثنى عليهم بالدعاء للسابقين .ومما يدل للصدقة ،خششبر سششعد بششن عبششادة:
قال :يا رسول ال إن أمي ماتت أفأتصدق عنها ؟ قال نعم :قششال أي الصششدقة أفضششل ؟ قششال سششقي
الماء رواهما مسلم وغيره :ومما يدل لهما خبر :إذا مات ابن آدم الخ )قششوله :باسششتغفار ولششده لششه(
أي بأن يقول :أستغفر ال لوالدي ،أو اللهم اغفر له .وفي المغني بعد قششوله فششي الجنششة ،فيقششول يششا
رب أنى لي هذا ؟ فيقال باستغفار ولدك لك )قوله :وقوله تعالى( مبتدأ خبره عام ،والقصد بششإيراد
هذه الية دفع إيراد من تمسك بظاهرها ،وقال ل ينفششع النسششان إل مششا حصششله بنفسششه ،ول ينفعششه
دعاء الغير له ،ول الصدقة عنه * )الهامش( ) (2سورة الحشر ،الية10 :
] [ 257
وحاصل الدفع أن مفهوم الية مخصوص بغير الصدقة والدعاء .وفششي البجيرمششي العمششوم
فششي مفهششومه وهشو أنشه ليشس لشه شششئ فششي غيششر سششعيه فيخشص بغيشر الصششدقة والشدعاء) .وقشوله:
مخصوص بذلك( أي بما ذكر مششن الجمششاع وغيششره .وعبششارة التحفششة :وهمششا مخصصششان ،وقيششل
ناسخان لقوله تعالى) * :وأن ليس للنسان إل ما سعى( * إن أريد ظششاهره ،وإل فقششد أكششثروا فششي
تأويله ،ومنه أنه محمول على الكافر ،أو أن معناه ل حق له إل فيما سعى ،وأما ما فعل عنه فهو
محض فضل ل حق له فيه .وظاهر مما هشو مقشرر فشي محلشه أن المشراد بشالحق هنشا نشوع تعلشق
ونسبة إذ ل يستحق أحد على ال ثوابا مطلقا ،خلفا للمعتزلة .اه) .قوله :ومعنى نفعه( أي الميت
بالصدقة) .وقوله :أنه يصير كأنه تصدق( قال في التحفة :واستبعاد المام له بأنه لم يششأمر بششه ثششم
تأويله بأنه يقع عن المتصدق وينال الميت بركته ،رده ابن عبد السلم بأن مششا ذكشروه مشن وقشوع
الصدقة نفسها عن الميت حتى يكتب له ثوابها هو ظششاهر السششنة .اه) .قششوله :وواسششع فضششل الشش(
النسب نصب واسع بإسقاط الخافض ،وإضافته لما بعده من إضافة الصفة للموصوف ،أي ومن
فضل ال الواسع إثابة ال المتصدق أيضا كما يثيب الميت المتصدق عنه )قوله :ومن ثم الخ( أي
ومن أجل أن المتصدق يثاب أيضا ،كما قال المام ،قال أصحابنا :يسن لمششن أراد أن يتصششدق أن
ينوي الصدقة عن أبويه ول يقتصر على نية نفسه بها .وقوله مثل ،راجع للبششوين ،أي البششوين،
أي أو غيرهما :كالخوين )قوله :فإنه تعالى الخ( ل حاجة إليه بعد قوله ومن ثشم )قشوله :يثيبهمشا(
أي البوين مثل) .وقوله :ول ينقص من أجره( أي المتصششدق )قششوله :ومعنششى نفعششه( أي الميششت.
)وقوله :بالدعاء( أي دعاء الغير له) .وقوله :حصول المدعو به له( أي حصول الشئ الذي دعي
به للميت ،كالمغفرة والرحمة) ،وقوله :إذا اسششتجيب( أي الششدعاء )قشوله :واسششتجابته( أي الششدعاء.
)وقوله :محض فضل من ال تعششالى ،أي ليششس بششواجب عليششه ،خلفششا للمعتزلششة )قششوله :أمششا نفششس
الدعاء( وهو الطلب الصادر منه ،كقوله مثل اللهم اغفر لوالدي وللمسلمين) .وقوله :ونششوابه( أي
الدعاء ل معنى لكون الدعاء نفسه للداعي إل كون ثوابه له ،فيكون عطفه على ما قبله مششن قبيششل
عطف التفسير )قوله :لنه( أي الدعاء للميشت شششفاعة) .وقشوله :ومقصششودها( أي الششفاعة ،وهشو
المدعو به) .وقوله :للمشفوع له( هو الميششت) .والحاصششل( إذا طلششب لوالششديه المغفششرة مثل فنفششس
الطالب يثاب عليه الداعي لنه شفاعة الخ ،ونفس المطلوب ،وهو المغفششرة ،يكششون للميششت ،وهششذا
هو المراد من انتفاع الميت بالدعاء )قوله :نعم ،دعاء الولد الششخ( اسششتدراك علششى قششوله أمششا نفششس
الدعاء وثوابه فهو للداعي) .وقششوله :يحصششل ثششوابه( أي الششدعاء) .وقششوله :نفسششه( بششالرفع ،توكيششد
لثواب .وقوله للولد الميت ،قال ع ش :ومثلششه الحششي ،للعلششة المششذكورة ،اه .وانظششر ،هششل يحصششل
للولد ثواب أيضا أو ل ؟ والظاهر أنه ل مانع من حصول الثواب له أيضا ،إذ فضششل ال ش واسششع،
وإن كان ظاهر العبارة يقتضي خلفه) .قوله :لن عمل ولده الخ( تعليل لحصول الثششواب للوالششد.
وقوله لتسببه ،أي الوالد في وجوده ،أي الولد ،وهو علة لكونه من جملة عمله ،فهششو علششة تقششدمت
على معلولها .وقوله من )وقوله :جملة عمله( أي الوالد ،وهو خبر أن )قوله :كما صرح بششه( أي
بما ذكر من أن عمل الولد من جملة عمل الوالد )قوله :ينقطع عمل ابن آدم الششخ( أي ثششوابه ،كمششا
تقدم في باب الوقف ،وقوله ثم قال الخ ،عطف
) (1سورة النجم ،الية39 :
] [ 258
على مقدر ،أي وعد الولى والثانية من الثلث ،ثششم قششال فششي بيششان الثالثششة أو ولششد صششالح،
والمراد مسلم ،لن السلم يستلزم قبول أصل الدعاء ،والصلح إنما هو شرط كماله ،كما تقششدم.
)قوله :جعل( أي النبي )ص( دعاءه :أي الولد من عمل الوالد ،وذلششك لن معنششى الحششديث ينقطششع
عمله إذا مات إل من ثلث ،فل ينقطع عمله منها ،ومششن جملشة الثلثششة دعششاء الولششد لشه .قششال فششي
التحفة بعده :وإنما يكون منه ،ويستثنى من انقطاع العمل إن أريد نفس الدعاء ،ل المدعو به .اه.
)قوله :أما القراءة الخ( لم يذكر في سابقه مجمل ول مقابل لما ،فكان المناسب أن يذكرهما أول
كأن يقول وينفع الميشت أشششياء ،أمشا الصشدقة والششدعاء فبالجمشاع ،ثششم يقشول :وأمششا القشراءة ففيهشا
خلف .أو يعدل عن تعبيره هذا ويقول وما ذكرته ،من أنه ينفع الميت الصدقة والدعاء فقط ،هششو
ما ذكره في المنهاج ،وأفهم أنه ل ينفعه غيرهما من سائر العبادات ،ولو قراءة وفيهششا خلف فقششد
قال النووي الخ .وعبارة المغني) :تنبيه( كلم المصنف قد يفهم أنه ل ينفعه ثواب غير ذلششك ،أي
الصششدقة والششدعاء كالصششلة عنششه قضششاء أو غيششره وقششراءة القششرآن وهششو المشششهور عنششدنا ،ونقلششه
المصنف في شرح مسلم والفتاوى عن الشششافعي رضششي الش عنششه والكششثرين ،واسششتثنى صششاحب
التلخيص من الصلة ركعتي الطواف وقال :يأتي بهما الجير عن المحجور عنه تبعششا للطششواف،
وصححاه ،وقال ابن عبد السلم في بعض فتاويه :ل يجوز أن يجعل ثواب القششراءة للميششت ،لنششه
تصرف في الثواب من غير إذن الشارع فيه .وحكى القرطبي فششي التششذكرة أنششه رؤي فششي المنششام
بعد وفاته ،فسئل عن ذلك ،فقال كنت أقول ذلك في الدنيا ،والن بأن لي أن ثششواب القششراءة يصششل
إلى الميت .وحكى المصنف في شرح مسلم والذكار وجها أن ثواب القششراءة يصششل إلششى الميششت،
كمذهب الئمة الثلثة ،واختاره جماعة من الصششحاب ،منهششم ابششن الصششلح ،والمحششب الطششبري،
وابن أبي الدم ،وصاحب الذخائر ،وابن أبي عصرون .وعليششه عمششل النششاس .ومششا رآه المسششلمون
حسنا فهو عند ال حسن .وقششال السشبكي .الشذي دل عليشه الخشبر بالسشتنباط أن بعشض القشرآن إذا
قصد به نفع الميت وتخفيف ما هو فيه ،نفعه ،إذ ثبت أن الفاتحة لما قصد بها القارئ نفع الملدوغ
نفعته ،وأقره النبي )ص( بقوله :وما يدريك أنها رقية ؟ وإذا نفعت الحي بالقصد كان نفششع الميششت
بها أولى اه) .قوله :ل يصل ثوابها إلى الميت( ضعيف) .وقششوله :وقششال بعششض أصششحابنا يصششل(
معتمد .اه .بجيرمي )قوله :بمجرد قصده( أي الميت بها :أي بالقراءة .وقوله ولو بعدها ،أي ولو
وقع القصد بعد القراءة )قوله :وعليه( أي على وصول ثوابها للميت ،الئمة الثلثة ،وفشي التحفشة
بعده على اختلف فيه عن مالك .اه) .قوله :واختششاره( أي اختششار القششول بوصششول ثششواب القششراءة
للميث كثيرون من أئمتنا ،ول حاجة إلى هذا بعشد قشوله وقشال بعشض أصشحابنا الشخ .وفشي التحفشة
القتصار على الثاني ،ولم يذكر الول ،أعني قوله وقال بعشض أصشحابنا ونصشها ،وفشي القشراءة
وجه ،وهو مذهب الئمة الثلثة ،واختاره كثيرون من أئمتنششا الششخ .وفششي فتششح الجششواد :القتصششار
على الول ،وعبارته ،وقال بعض أصحابنا يصل ثوابها للميت مطلقا ،واعتمششده السششبكي وغيششره
وبين أن الذي دل عليه الخبر بالستنباط أن بعض القرآن إذا قصد به نفششع الميشت نفعشه ،علشى أن
جماعات من العلماء ذهبوا إلى أنه يصل إليه ثواب جميع العبادات من صلة ،وصششوم ،وقششراءة،
وغيرها .اه .فأنت تراه لفق بين العبشارتين ،فكشان الولشى القتصشار علشى أحشدهما فتنبشه )قشوله:
فقال( أي السبكي ،والذي دل عليه الخبر ،أي خبر الملدوغ .وقششوله أن بعششض القششرآن ،مثلششه كلششه
بالولى )قوله :وبين ذلك( أي بين السبكي ذلك ،أي دللة الخبر بالستنباط على ما ذكر ،فقششال إذ
قد ثبت أن القارئ لما قصد بقراءته نفع الملدوغ نفعته ،وأقر ذلك )ص( بقشوله :ومشا يششدريك أنهشا
رقية ؟ وإذا نفعت الحي بالقصد كان نفع الميت بها أولى اه .ولك رده بأن الكلم ليس في مطلششق
النفع ،بل في حصول ثوابها له ،وهذا ل يدل عليه حديث الملدوغ .اه .تحفة )قششوله :وحمشل جمششع
عدم
] [ 259
الوصول الخ( أي وحملوا الوصول على القراءة بحضرة الميت ،أو على نية القراءة له أو
على الدعاء عقبها ،كما في سم ،وعبارته) .والحاصل( أنه إذا نوى ثواب قراءة له أو دعا عقبهششا
بحصول ثوابها له أو قرأ عند قبره حصل له مثل ثواب قراءته ،وحصششل للقششارئ أيضششا الثششواب.
فلو سقط ثواب القارئ لمسقط ،كأن غلب الباعث الدنيوي ،بقراءتششه بششأجرة ،فينبغششي أن ل يسششقط
مثله بالنسبة للميت .ولو استأجر للقراءة للميت ولم ينوه ول دعا له بعدها ول قرأ عند قششبره علششم
يبرأ من واجب الجارة .وهل تكفي نية القراءة في أولها وإن تخلل فيها سكوت ؟ ينبغي نعششم ،إذا
عد ما بعد الول من توابعه .م ر .اه .لكن ظاهر كلم الشارح ،كالتحفة وشرح المنهششج ،يفيششد أن
القراءة بحضرة الميت من غير نية ثواب القراءة له أو القراءة ل بحضشرة الميششت مشع النيششة فقششط
من غير دعاء عقبها ل يحصل ثوابها لميت ،فل بد في الولى من النيششة وفششي الثانيششة مششن الجمششع
بين النية والدعاء )قوله :أو نواه( أي ثواب القراءة للميت .وقوله ولم يششدع قضششيته ،كمششا علمششت،
أنه ل بد من الجمع بيشن النيشة والشدعاء ول يغنشي أحشدهما عشن الخشر .وقشال سشم ،واعتمشد م ر:
الكتفاء بنية جعل الثواب له ،وإن لم يدع) ،قوله :وقد نص الشافعي الششخ( هششذا ذكششره فششي التحفششة
تأييد الكلم ساقط من عبارة الشارح ونصها بعد وحمل جمشع عشدم الوصشول علشى مشا إذا قشرأ ل
بحضشرة الميشت إلشى آخشر مشا ذكشره المؤلشف ،أمشا الحاضشر ففيشه خلف منششؤه الخلف فشي أن
الستئجار للقراءة على القبر يحمل على مششاذا ؟ فالششذي اختششاره فششي الروضششة أنششه كالحاضششر فششي
شمول الروضة النازلة عند القراءة له ،وقيل محملها أن يعقبها بالدعاء له ،وقيل أن يجعششل أجششره
الحاصل بقراءته للميت ،وحمل الرافعي على هششذا الخيششر الششذي دخششل عليششه عمششل النششاس .وفششي
الذكار أنه الختيار قول الشالوشي إن قشرأ ثشم جعشل الثشواب للميشت لحقشه .وأنشت خشبير أن هشذا
كالثاني صريح في أن مجرد نية وصول الثواب للميت ل يفيد ولششو فششي الحاضششر ،ول ينششافيه مششا
ذكره الول ،وهو أنه كالحاضر ،لن كون مثله فيما ذكر إنما يفيده مجرد نفع ،ل حصول ثششواب
القراءة الذي الكلم فيه ،وقد نص الشافعي والصششحاب علششى نششدب قششراءة مششا تيسششر عنششد الميششت
والدعاء عقبها الخ ،فكان المناسب للمؤلف أن يذكر مششا قبششل قششوله وقششد نششص الشششافعي أو يحششذف
الكل .فتنبه )قوله :لنه( أي الدعاء .وقوله حينئذ ،أي حين إذ كششان الششدعاء عقششب القششراءة .وقششوله
أرجى للجابة ،أي أقرب إليها ،لن موضع القراء موضع بركة .وقوله ولن الميششت تنششاله بركششة
القراءة .أي ل ثوابها ،وهذا هو محط التأييد الذي ساق في التحفة قششوله وقششد نششص الشششافعي الششخ،
لجله ،وبيان ذلك أنه ادعى أن مجرد النية من غير دعششاء ل يفيششد ،أي ل يحصششل ثشواب القششراءة
للميت ،وإن كان يحصل له منها نفع مجرد ،وأيد ذلك بما نص عليششه الشششافعي وأصششحابه مششن أن
الميت يناله بركة القراءة ،وهي غير ثوابها .فتنبه .وقوله كالحي الحاضر ،أي فششي محششل القششراءة
فإنه تناله بركة القراءة قال في التحفة بعده :ل المستمع ،لن الستماع يستلزم القصد ،فهو عمل،
وهو منقطع بالموت .اه) .قوله :قال ابن الصلح الخ( عبارة المغني ،وقال ابن الصشلح وينبغشي
أن يقول اللهم أوصل ثواب ما قرأنا لفلن ،فيجعله دعاء ،ول يختلششف فششي ذلششك القريششب والبعيششد.
وينبغي الجزم بنفع هذا لنه إذا نفع الدعاء وجاز بما ليس للداعي فلن يجوز بمششاله أولششى ،وهششذا
ل يختص بالقراءة ،بل يجري في سائر العمال .وكان الشيخ برهان الدين الفزاري ينكششر قششولهم
اللهم أوصل ثواب ما تلوته إلى فلن خاصة وإلششى المسششلمين عامششة ،لن مششا اختششص بشششخص ل
يتصور التعميم فيه ،كما لو قال خصصتك بهذه الدراهم ل يصح أن تقول وهي عاملة للمسششلمين.
قال الزركشي :والظاهر خلف ما قششاله ،فششإن الثششواب قششد يتفششاوت ،فششأعله مششا خششص زيششدا مثل،
وأدناه ما كان عاما ،وال تعالى يتصرف فيما يعطيه من الثواب بما يشاء .وقد أشار الروياني في
أول الحلية إلى هذا فقال صلة ال على نبينا محمد )ص( خاصة وعلششى النششبيين عامششة .اه .وأمششا
ثواب القراءة إلى سيدنا رسول ال )ص( فمنع الشيخ تاج الدين الفزاري منه وعلله بأنه ل يتجرأ
على الجناب الرفيع إل بما أذن فيه ،ولم يأذن إل في الصششلة عليششه )ص( وسششؤال الوسششيلة .قششال
الزركشي ،ولهذا اختلفوا في جواز الدعاء بالرحمة ،وإن كانت بمعنى الصلة لما
] [ 260
فششي الصششلة مششن معنششى التعظيششم ،بخلف الرحمششة المجششردة ،وجششوزه بعضششهم ،واختششاره
السبكي ،واحتج بأن ابن عمر رضي ال عنهما كان يعتمر عن النبي )ص( عمششر بعششد مششوته مششن
غير وصية .وحكى الغزالي في الحياء عن علي ابن الموفق .وكان مششن طبقششة الجنيششد .أنششه حششج
عن النبي )ص( حججا وعدها القاضي ستين حجة ،وعن محمد بن إسحاق النيسششابوري أنششه ختششم
عن النبي )ص( أكثر من عشششرة آلف ختمششة ،وضششحى عنششه مثششل ذلششك .اه .ولكششن هششؤلء أئمششة
مجتهدون ،فإن مششذهب الششافعي ،أن التضشحية عشن الغيششر بغيششر إذنشه ل تجششوز ،كمشا صششرح بشه
المصنف فششي بشاب الضششحية .اه .ومثلهشا الحشج والعمششرة ،كمشا هشو ظششاهر ،وقششد تقششدم فششي بششاب
الجارة ،كلم يتعلق بما هنا ،فارجع إليه إن شئت )قوله :فهو( أي المثششل المششراد .وقششوله وإن لششم
يصرح به ،أي بالمثل في العبارة ،وهششو غايششة لكششونه هششو المششراد )قششوله :لفلن( متعلششق بأوصششل
)قوله :لنه الخ( تعليل لنبغاء الجزم بنفع الميت بمششا ذكششر )قششوله :بمششا ليششس للششداعي( أي بالشششئ
الذي لم يجعله الداعي لنفسه ،أي لم ينوه به نفسه كالقراءة بقصد الميششت .وقششوله فمششاله أولششى ،أي
فنفعه بما قصد به الداعي نفسه ،كأن قرأ القرآن بقصد الثواب له أولى مششن ذلششك )قششوله :ويجششري
هذا في سائر العمال( ظاهره أن الشارة راجعة لقول ابن الصلح وينبغي الجزم الخ ،ويحتمششل
أنه من كلم ابن الصلح أيضششا ،وحينئذ فهششو صششريح أن النسششان إذا صششلى أو صششام مثل وقششال
اللهم أوصل ثواب هذا لفلن يصل إليه ثواب ما فعله من الصلة أو الصوم مثل .فتنبششه وراجششع.
اه .رشيدي .وقوله فتنبه وراجع ،قد تقدم لشارحنا في باب الصوم ما نصه :قال المحشب الطشبري
يصل للميت كل عبادة تفعل عنه واجبة أو مندوبة .وفي شرح المختار لمؤلفه مذهب أهل السششنة،
إن للنسان أن يجعل ثواب عمله وصلته لغيره ويصله .اه .وال سبحانه وتعالى أعلم.
] [ 261
باب الفرائض أخره عن العبادات والمعاملت لضطرار النسان إليهما ،أو إلى أحششدهما،
من حين ولدته دائما ،أو غالبا ،إلى موته ،ولنهما معلقششان بإدامششة الحيششاة السششابقة علششى المششوت.
ولما كان نصف العلم ناسب ذكره فششي نصششب الكتششاب والصششل فيهششا آيششات المششواريث ،وأخبششار،
كخبر الصحيحين :ألحقوا الفرائض بأهلها ،فمششا بقششي فلولششى رجششل ذكششر وورد فششي الحششث علششى
تعلمها وتعليمها من الخبار والثار أشششياء كششثيرة ،فمششن الول خششبر تعلمششوا الفششرائض وعلموهششا
الناس ،فإني امرؤ مقبوض ،وإن العلم سيقبض ،وتظهر الفتن حتى يختلششف اثنششان فششي الفريضششة،
فل يجدان من يقضي بينهما رواه الحاكم وصحح إسناده ،وخبر من علم فريضة كششان كمششن عتششق
عشر رقاب ،ومن قطع ميراثا قطع ال ميراثه من الجنة ،وخبر تعلموا الفرائض فإنها من دينكم،
وإنه نصف العلم ،وإنه أول علم ينششزع مشن أمششتي رواه ابششن ماجششة وغيششره .وسششمي نصششفا لتعلقششه
بالموت المقابل للحياة ،وقيل النصف بمعنى الصنف كقول الشاعر :إذا مت كششان النششاس نصششفان:
شامت ،وآخر مثن بالذي كنت أصنع فششإن المششراد بالنصششفين الصششنفان ،أي النوعششان ،وقيششل غيششر
ذلك .ومن الثاني ما روي عن عمر رضي ال عنه أنه قششال :إذ تحششدثتم فتحشدثوا بششالفرائض ،وإذا
لهششوتم فششالهوا بششالرمي واعلمششوا أن علششم الفششرائض يعششرف بششأنه فقششه المششواريث ،وعلششم الحسششاب
الموصل إلى معرفة ما يخص كل ذي حق من التركة .فحقيقته مركبششة مششن فقششه المشواريث وعلششم
الحساب الموصل إلى ما ذكر .والمراد بفقه المواريث فهم مسائل قسمة التركات ،وبعلم الحسششاب
إدراك مسائل الحساب ،وموضوعه التركات ،وغايته معرفة ما يخص كل ذي حششق مششن التركششة،
والتركة ما خلفه الميت من مال أو حق ،ويتعلق بها خمسششة حقششوق مرتبششة ،أولهششا الحششق المتعلششق
بعيششن التركششة ،كالزكششاة ،والجنايششة ،والرهششن .ثانيهششا :مششؤن التجهيششز بششالمعروف .ثالثهششا :الششديون
المرسلة في الذمة .رابعها :الوصايا بالثلث فما دونه لجنبي .خامسها :الرث .وقد نظم ذلك ابششن
رسلن في زبده بقوله :يبدأ من تركة الميت بحق كالرهن والزكاة بششالعين اعتلششق فمششؤن التجهيششز
بالمعروف فدينه ثم الوصايا توفى من ثلث بششاقي الرث الششخ .وصششورة الرهششن أن تكششون التركششة
مرهونة بدين على الميت فيقتضي بها دينه مقدما على مششؤن التجهيششز وسششائر الحقششوق ،وصششورة
الزكششاة أن تتعلششق الزكششاة ،فالنصششاب ويكششون النصششاب باقيششا ،فتقششدم الزكششاة علششى سششائر الحقششوق
والديون ،فإن كان النصاب تالفشا كشانت مشن جملشة الشديون المرسشلة فشي الذمشة ،وللرث أركشان،
وشروط ،وأسباب ،وموانع .فأركانه ثلثة :وارث ،ومششورث ،وحششق مششوروث ،وشششروطه ثلثششة:
تحقق حياة الوارث ،وتحقق مششوت المششورث ،والعلششم بجهششة الرث .وأسششبابه ثلثششة :وهششي نكششاح،
وولء ،ونسب ،كما قال في الرحبية :أسباب ميراث الورى ثلثة كل يفيد ربه الوراثة وهي نكاح
وولء ونسب ما بعدهن للمواريث سبب فالنكاح عقد الزوجية الصحيح وإن لم يحصل وطششئ ول
خلوة .والولء عصوبة سببها نعمة المعتق على رقيقه.
] [ 262
والنسب وهو القرابة ،وهي البوة ،والبنوة ،والدلء بأحدهما .وموانعه ثلثة :قتل ،ورق،
واختلف دين ،كما قال في الرحبية :ويمنع الشخص من الميراث واحدة من علل ثلث رق وقتل
واختلف دين فافهم فليس الشك كاليقين فل يرث القاتل من مقتوله ولو بحق ،والقاتل من له دخل
في القتل ،ولو بوجه ،والرق مانع من الجانبين :أي جششانب الرقيششق وجششانب قريبششه ،فل يششرث ول
يورث .واختلف الدين بالسلم والكفر ،فل توارث بين مسلم وكافر ،لخبر الصحيحين :ل يرث
المسلم الكافر ،ول الكافر المسلم) .فائدة( كان في الجاهليششة يورثششون الرجششال الكبششار دون النسششاء
والصغار ،ثم كان في أول السلم بالتحالف والنصرة ،ثم نسخ إلى التوارث بالسششلم والهجششرة،
ثم نسخ إلى وجوب الوصية ،ثم نسخ بآيات المواريث) .فائدة أخششرى( النششاس فششي الرث وعششدمه
على أربعة أقسام :قسم يرث ويورث ،وقسم يرث ول يورث ،وقسششم يششورث ول يششرث ،وقسششم ل
يرث ول يورث .فالول كثير ،كالخوين والصل مع فرعه والزوجين .والثاني :كالنبياء عليهم
الصلة والسلم ،فإنهم ل يورثون لقوله )ص( :نحن معاشر النبياء نرث ول نورث ،مششا تركنششاه
صدقة .والثالث :المبعض فإنه ل يرث عندنا ويورث عنه جميع ما مكله ببعضه الحششر ،لنششه تششام
الملك .والرابع :كششالرقيق والمرتششد ،فل يرثشان ول يورثشان )قشوله :أي مسششائل قسششمة المششواريث(
تفسير مراد ،أي أن المراد بالفرائض في الترجمة مسائل قسششمة المششواريث ،أي التركششات ،سششواء
كانت بالفرض أو بالتعصيب ،وليس المراد بها النصباء المقدرة فقط ،فل يرد أنششه كششان حقششه أن
يقول باب الفرائض والتعصيب) .وقوله :جمع فريضة الخ( بيان لمعناه الصلي )قوله :والفششرض
لغة التقدير( قال تعالى) * :فنصف مشا فرضشتم( * )) (1قشوله :وشششرعا هنشا( أي فششي هششذا البششاب
بخصوصه ،فل ينافي أن الفرض شرعا يطلق على ما قابششل الحششرام والمنششدوب ونحوهمششا .وهششو
المطلوب فعله طلبا جازما وإن شئت قلت هو ما يثششاب علششى فعلششه ويعششاقب علششى تركششه )وقششوله:
نصيب مقدر للوارث( أي كنصف وربع وثمن .وخرج بالمقدر ،التعصيب فإنه ليششس مقششدرا ،بششل
يأخذ العاصب جميع التركة إن انفرد ،وما أبقت الفروض إن لم تستغرق التركة )قوله :وهو( أي
الوارث) .وقوله :من الرجال( أي حال كشونه مششن الرجششال ،وسششيذكر مقششابله بقشوله ومشن النسشاء.
وقوله عشرة ،أي بطريق الختصار ،أما بطريق البسط فخمسة عشششر :البششن ،وابششن البششن ،وإن
سششفل ،والب ،والجششد ،وإن عل ،والخ الشششقيق ،والخ للب ،والخ للم ،وابششن الخ الشششقيق،
وابششن الخ للب ،والعششم الشششقيق ،والعششم للب ،وابششن العششم الشششقيق ،وابششن العششم للب ،والششزوج،
والمعتق ،وقد نظمها بالطريق الول صاحب الرحبية فشي قشوله :والوارثشون مشن الرجشال عششرة
أسماؤهم معروفة مشتهره البن ،وابن البن ،مهما نششزل والب ،والجششد لششه ،وإن عل والخ مششن
أي الجهات كانا قد أنزل ال به القرآنا وابن الخ المدلي إليه بششالب فاسششمع مقششال ليششس بالمكششذب
والعم ،وابن العم من أبيه فاشكر لذي اليجاز والتنبيه والزوج ،والمعتق ذو الولء فجملة الششذكور
هؤلء
] [ 263
)واعلم( أنه لو اجتمع جميع الرجال فقط ورث منهم ثلثة :الب ،والبششن والششزوج ،لنهششم
ل يحجبون والباقي محجشوب ،فشابن البشن بشالبن والجشد بشالب ،والبشاقي مشن الخشوة والعمشام
محجوب بهما ،ول يكون الميت في هذه الصورة إل امرأة ،وهششي الزوجششة ،ومسششألتهم مششن اثنششي
عشر ،لن فيها ربعا للزوج وسدسا للب ،وكل مسألة فيها ربع وسششدس ،فهششي مششن اثنششي عشششر،
للب السدس اثنان ،وللزوج الربع ثلثة ،وللبن الباقي وهو سبعة )قوله :ومن النساء( معطششوف
على قوله من الرجال ،أي وللوارث من النساء) .وقوله :سبع( أي بطريق الختصار أيضششا ،أمششا
بطريق البسط فعشر ،البنت ،وبنت البن ،وإن نزل ،الم ،والجدة من جهة الم ،والجدة من جهشة
الب ،والخششت الشششقيقة ،والخششت للب ،والخششت للم ،والزوجششة ،والمعتقششة .وقششد نظششم ذلششك
بالطريق الول أيضا صاحب الرحبية بقوله :والوارثات من النسششاء سششبع لششم يعششط أنششثى غيرهششن
الشرع بنت ،وبنت ابن ،وأم مشفقة وزوجة ،وجدة ،ومعتقة والخت من أي الجهشات كشانت فهشذه
عدتهن بانت وقوله وجدة ،ل فرق فيها بين أن تكون من جهة الم ،كأم الم ،أو مششن جهششة الب،
كأم الب ،بشرط أن ل تدلي بذكر بين أنثيين ،بأن تدلي بمحض النششاث ،أو بمحششض الشذكور ،أو
بمحض الناث إلى مخص الذكور ،فإن أدلت بذكريين أنثيين ،كأم أبي الم ،فل ترث ،لنهششا مششن
ذوي الرحام ،وتسمى الجدة الفاسدة) .واعلم( أيضا أنه لو اجتمع جميع الناث فقششط ورث منهششن
خمس :البنت ،وبنت البن ،والم ،والزوجششة ،والخششت الشششقيقة ،والبششاقي منهششن محجششوب الجششدة
بالم والخت للم بالبنت ،وكل من الخت للب والمعتقة بالشقيقة لكونها مع البنت ،وبنت البن
عصبة تأخذ الفاضل عن الفروض ،ول يكون الميت في هذه إل رجل ،وهششو الششزوج ،ومسششألتهن
من أربعة وعشرين ،لن فيها سدسا وثمنا ،والسدس من ستة ،والثمن من ثمانية ،وهما متوافقششان
بالنصف ،فيضرب نصف أحدهما في كامل الخر ،فيتحصششل أربعششة وعشششرون ،للبنششت النصششف
إثنا عشر ،ولبنت البن السدس تكملة الثلثين أربعة ،وللم السدس أربعة أيضششا ،وللزوجششة الثمششن
ثلثة ،وللخت الباقي ،وهو واحد ،ولو اجتمع كل الذكور وكل الناث إل الزوجششة فإنهششا الميتششة،
أو كل الناث وكشل الشذكور إل الشزوج فشإنه الميشت ورث فشي المسششألتين خمسششة البشوان والبششن
والبنت وأحد الزوجيششن وهششو الششزوج حيششث كششان الميششت الزوجششة ،أو الزوجششة حيششث كششان الميششت
الزوج ،والباقي محجوبون بهم ،ومسألة الزوج من اثني عشر ،للبوين السدسان أربعة ،وللششزوج
الربع ثلثة ،والباقي ،وهو خمسة ،بين البن والبنت أثلثا ،لن البن برأسين ،والبنت برأس ول
ثلث لها صحيح ،فحصل الكسر على ثلثة رؤوس ،فتضرب ثلثة في أصششل المسششألة ،وهششو اثنششا
عشر ،بستة وثلثين ،ومنها تصح فتقول من له شئ من أصلها أخذه مضششروبا فششي جششزء سششهمها
وهو ثلثة ،فللبوين أربعة في ثلثة باثني عشر لكل منهما ستة وللزوج ثلثششة فششي ثلثششة بتسششعة
يبقى خمسة عشششر ،للبشن منهششا عشششرة وللبنششت خمسششة .ومسششألة الزوجشة مششن أربعششة وعشششرين،
للبوين السدسان ثمانية وللزوجة الثمششن ثلثششة ،والبششاقي ،وهششو ثلثششة عشششر ،بيششن البششن والبنششت
أثلثا ،لما علمت ،ول ثلث لها صحيح ،فحصل الكسششر علششى ثلثششة رؤوس ،فتضششرب ثلثششة فششي
أصل المسألة ،وهو أربعة وعشرون ،باثنين وسبعين .ومنها تصح فتقول من له شششئ مشن أصششلها
أخذه مضروبا في جزء سهمها وهو ثلثة فللبوين ثمانية في ثلثة بأربعة وعشششرين لكششل منهمششا
اثنا عشر ،وللزوجة ثلثة في ثلثة بتسعة يبقى تسعة وثلثون للبن ستة وعشرون وللبنت ثلثة
عشر )قوله :ولو فقد الورثة كلهم فأصل المذهب أنششه ل يششورث ذوو الرحششام( أي لمششا صششح أنششه
)ص( :لما استفتى فيمن ترك عمته وخالته ل غير ،رفع رأسه إلى السماء فقال :اللهم رجل تششرك
عمته وخالته ل وارث له غيرهما ،ثم قال أين السائل ؟ قال :ها أنا ذا .قال ل ميراث لهما )قوله:
ول يرد على أهل الفرض فيما إذا
] [ 264
وجد بعضهم( أي ولم يستغرق ،كبنت أو أخت )قوله :بل المال( وهو الكل فيمششا إذا فقششدوا
كلهم ،أو البعض فيما إذا فقد البعض لبيت المال )قوله :ثم إن لم ينتظم الخ( عبارته غير منتظمششة
لقتضائها أن ما تقدم من كون أصل المذهب ما ذكر مقيد بما إذا انتظم ،وليس كششذلك ،بششل أصششل
المذهب ما تقدم مطلقا ،انتظم أو ل ،وإنمشا اختشار المتششأخرون عنششد عشدم النتظشام أن يششرد لششذوي
الفروض فإن فقدوا فلذوي الرحام .ويششدل علششى ذلششك عبششارة المنهششاج ونصششها :ولششو فقششدوا كلهششم
فأصل المذهب أنه ل يرث ذوو الرحام ول يرد على أهل الفرض ،بل المال لبيت المال ،وإن لم
ينتظم ،وأفتى المتأخرون إذا لم ينتظم أمر بيت المال بالرد على أهل الفرض ،غير الزوجين ،مششا
فضل عن فروضهم بالنسبة ،فإن لششم يكونششوا صششرف إلششى ذوي الرحششام .اه .بزيششادة يسششيرة مششن
التحفة .وقوله رد ما فضل عنهم ،أي زاد على فروضهم المقدرة .وقوله عليهم ،متعلششق بششرد ،أي
رد عليهم .وقوله غير الزوجين ،أما هما فل يرد عليهما )قوله :بنسبة الفروض( متعلق بششرد ،أي
رد بنسبة فرض كل من يرد عليه إلى مجموع ما أخذ من فرضه وفرض رفقتششه ،ففششي أم وأخششت
منها يبقى بعد إخراج فرضيهما ثلثة من ستة ،فيرد بالنسبة لمجموع ما أخذ ،وهو ثلثششة ،فنسششبة
السهمين نصيب الم لذلك ثلثان فلها ثلثا الباقي ،وهو سهمان ،ونسششبة نصششيب الخششت لششذلك ثلششث
فلها ثلث ،وهو سهم ،فللم أربعة وللخت اثنان ،وترجع بالختصار إلى ثلثة .اه .ش ق )قوله:
ثم ذوي الرحام( أي ثم إن لم يوجد أصحاب الفروض الششذين يششرد عليهششم بششأن لششم يكششن أحششد مششن
الورثة أصل ،أو كان هناك أحد من أهل الفروض الذين ل يرد عليهششم كأحششد الزوجيششن ،صششرف
المال كله في الولششى أو الفاضششل فششي الثانيششة لششذوي الرحششام .هكششذا يتعيششن حششل العبششارة ،ل كمششا
يقتضيه ظاهرها ،لنه فاسد .وذوو الرحام كل قريب غير من تقدم من المجمع على إرثهم ،فششإن
لم يوجد أحد من ذوي الرحام فحكمه ،كما قال العز بن عبد السلم ،إنششه إذا جششارت الملششوك فششي
مال المصالح وظفر بالمال الذي لم يوجد له وارث ولو من ذوي الرحششام أحششد يعششرف المصششالح
أخذه وصرفه فيها كما يصرفه المام العادل وهو مأجور على ذلك قال :والظاهر وجششوبه بشششرط
سلمة العاقبة ،وإن كان يستحقه في بيت المال جاز له أن يأخششذ منششه لنفسششه وعيششاله مششا يحتششاجه،
والعبرة بالعمر الغالب )قوله :وهم أحد عشر( أي صنفا ،وترجع بالختصار إلى أربعة أصششناف:
الول من ينتمي إلى الميت ،أي ينتسب إليه لكونه أصششله ،وهششم أولد البنششات وأولد بنششات البششن
وإن نزلوا .الثاني :من ينتمي إليهم الميت لكونهم أصوله ،وهم الجششداد والجششدات السششاقطون وإن
علوا .الثالث :من ينتمي إلى أبو الميت :وهم أولد الخوات وبنات الخوة وبنو الخوة للم ومن
يدلي إلى الميت بهم .الرابع :من ينتمي إلششى أجششداد الميششت وجششداته ،وهششم العمششام مششن جهششة الم
والعمات مطلقا وبنات العمام مطلقا وإن تباعدوا وأولدهم وإن نزلوا ،ثم إنه ل خلف عند مششن
ورث ذوي الرحام أن من انفرد منهم حاز جميع المال ،وإنما الخلف عند الجتمششاع فششي كيفيششة
إرثهم ،وفي ذلك مذهبان ،أصحهما مذهب أهل التنزيل ،ومحصله أنه ينزل كل منهششم منزلششة مششن
يدلي به إلى الميت ،فكل فرع ينزل منزلة أصله ،وينزل أصله منزلة أصله .وهكذا درجة درجششة
إلى أن يصل إلى أصل وارث بالفرض أو التعصيب ،وكل من نزل منزلة شخص يأخششذ مششا كششان
يأخذه ذلك الشخص فيفرض موت ذلك الشخص ،وإن هذا المنزل منزلته وارثه ،وهششذا فششي غيششر
الخوال والخالت .أما هم فينزلون منزلة الم ل منزلشة مشن أدلشوا بشه وهشم الجشداد ،وفشي غيشر
العمام من جهة الم والعمات وبنات العمام .أما هم فينزلون منزلششة الب ،ل منزلششة مششن أدلششوا
به ،وهم الجداد ،والثاني مششذهب أهششل القرابششة ومحصششلة تقششديم القششرب منهششم إلششى الميششت فيقششدم
الصنف الول على الثاني ،وهو على الثالث ،وهكذا ،ففي بنت بنت وبنشت بنشت ابشن المشال علشى
المذهب الثاني لبنت البنت لقربها إلى الميت ،وعلى الول بينهما أرباعا .ووجهششه أن بنششت البنششت
تنزل منزلة البنت فلها النصف وبنت بنت البن تنزل منزلة بنت البن فلها السدس تكملة الثلثين،
فمسألتهما من ستة لدخول النصف في السدس ،يبقى اثنان يقسمان عليهما ردا باعتبار نصششيبهما،
فلبنت البنت واحد ونصف ،ولبنت بنت البن نصف ،فحصل الكسر على مخششرج النصششف ،وهششو
اثنان ،فيضرب في أصل المسألة ،وهو ستة ،يخرج اثنا
] [ 265
عشششر ،لبنشت البنششت تسشعة فرضششا وردا ،ولبنشت بنششت البشن ثلثششة فرضشا وردا .وترجششع
بالختصار إلى أربعة .فأصل المسألة من ستة ،وتصح من اثني عشر ،وترجششع بالختصششار إلششى
أربعة )قوله :الفروض الخ( شرع في بيان الفروض وأصحابها ،وبيان قدر ما يستحقه كششل منهششم
)قوله :المقدرة( اعترض بشأن فشي ذكششره بعشد الفشروض تكشرارا لن معنششى الفششروض :النصششباء
المقدرة ،فكأنه قال :النصشباء المقشدرة المقشدرة .وأجيشب بارتكشاب التجريشد فيهشا بشأن يشراد منهشا
النصباء فقط وقوله في كتاب ال ،أي المنصوص عليها في كتاب ال ،وهو القرآن العظيم .وقيد
به لجل قوله بعد ستة لنهششا هششي الثابتششة فششي كتششاب الش وإل ورد عليششه أنهششا سششبعة ل سششتة فقششط
والسابع ثبت بالجتهاد ،وهو ثلث الباقي في مسائل الجد والخوة حيث كشان مشع الجشد ذو فشرض
وزادت الخوة على مثليه .وذلك كأم وجد وخمسششة إخششوة أصششلها مششن سششتة ،وتصششح مشن ثمانيشة،
وقيل من ثمانية عشر تأصيل ،لن فيها سدسا ،وثلث الباقي ثلثة وللجد ثلث الباقي خمسة ،ولكل
أخ اثنان من العشرة الباقية .ومثله ثلث ما يبقي في الغرار سميا بذلك لشهرتهما ،فهمششا كششالكوكب
الغر :أي النير المضئ ،وكما يسميان بالغواوين يسميان أيضا بالعمريتين :لقضششاء سششيدنا عمششر
فيهما بذلك ،وبالغريبتين :لغرابتهما ومخالفتهما للقواعد ،وهما أب وأم وزوج أو زوجة بأن ماتت
الزوجة في المسألة الولى عن أبيها وأمها وزوجها فللزوج النصف واحد لنها من اثنين مخششرج
النصف وللم ثلث الباقي وهو واحد ،فانكسرت على مخرج الثلث :تضرب ثلثة في اثنين بستة،
فهي من ستة تصحيحا ،وقيل تأصيل ،لن فيها نصفا وثلث البششاقي فللششزوج النصششف ثلثششة وللم
ثلث الباقي واحد وللب اثنان ،أو مات الزوج في المسألة الثانية عن أبيه وأمه زوجتششه فللزوجششة
الربع واحد لنها من أربعة مخرج الربع وللم ثلث الباقي واحد وللب اثنان ،وأما السبع والتسع
في مسائل العول فمذكوران في كتاب ال تعالى :لن الول سدس عائل ،والثاني ثمن عائل ،كمششا
سيأتي بيانه )قوله :ستة( أي مقدارا وعددا ،وخمسة مخرجا :لن مخرج الثلث والثلثين من ثلثششة
)قوله :ثلثان الخ( أعلم أن لهم في عد الفروض طرقا ثلثا :الولى طريقة التدلي ،وهي أن تششذكر
أول الكسر العلى ،ثم تنزل إلى ما تحته وهكذا :كأن تقول الثلثان والنصف ونصف كل ونصف
نصفه ،وعبارة الشارح قريبة مششن هششذا ،أو تقششول الثلثششان ونصششفهما وربعهمششا والنصششف ونصششفه
وربعه .والثانية طريقة الترقي ،وهي أن تذكر أول الكسر الدق ثم مششا فششوقه وهكششذا ،كششأن تقششول
الثمن والسدس وضعفهما وضعف ضعفهما ،أو تقششول الثمششن وضششعفه وضششعف ضششعفه والسششدس
وضعفه وضعف ضعفه .والثالثة طريقششة التوسششط ،وهششي أن تششذكر أول الكسششر الوسششط ثششم تنششزل
درجة وتصعد درجة ،كأن تقول الربع والثلث ونصف كل وضعف كل ،أو تقششول الربششع ونصششفه
وضعفه والثلث ونصفه وضعفه .والمقصود من العبششارات واحششد ،فهششو تفنششن فششي التعششبير )قششوله:
فالثلثان( بدأ بهما اقتداء بالقرآن ،ولنه نهاية ما ضوعف )قوله :فرض أربعة( أي من الصناف.
ولو قال لربعة لكان أولى ،لجل أن يناسب قوله بعد لثنين ،ومثله يقال فيما يأتي )قوله :لثنيششن
فأكثر( خبر لمبتدأ محذوف :أي وهما لثنين فأكثر ،ولو عششبر بمششا جعلتششه أولششى لكششان بششدل منششه،
وقوله من بنت :بيان لسم العدد ،أعني الثنين ،أي حالة كون الثنين فششأكثر مششن صششنف البنششات،
وقوله وبنت ابن ،الواو بمعنى أو ،ومثله يقال فيما بعششده ،أي أن الثلششثين فششرض اثنيششن فششأكثر مششن
البنات ،وفرض اثنين فأكثر من بنات البن ،وفرض اثنين فأكثر من الخششوات لبششوين ،وفششرض
اثنين فأكثر من الخوات لب ،قال تعالى في البنات * )فإن كن نسششاء فششوق اثنششتين فلهششن ثلثششا مششا
ترك( * ) (1وبنات البن كالبنات والبنتان وبنتا البن مقيسششتان علششى الخششتين .وقششال تعششالى فششي
الختين فأكثر) * :فإن كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما ترك( * ) (2إنزلت فشي سشبع أخشوات لجشابر
رضي ال عنه حين مرض وسأل عشن إرثهششن منششه ،فششدل علششى أن المششراد منهششا الختششان فششأكثر.
ويشترط لستحقاق البنات الثلثين أن ل يكون لهششن معصشب ،ولسششتحقاق بنششات البششن لهمشا عششدم
أولد الصلب ،وأن ل يكون معصب ،ولستحقاق
) (1سورة النساء ،الية (2) .11 :سورة النساء ،الية.176 :
] [ 266
الخوات لبوين أن ل يكون ولد صلب .ول ولد ابن ول معصششب ،ولسششتحقاق الخششوات
لب أن ل يكون ولد صلب ول ولد ابن ول أحشد مشن الششقاء ول معصشب )قشوله :وعصشب كل
الخ() .اعلم( أن العصبة ثلثة أقسام :عصبة بالنفس :وهم الششذين سششيذكرهم المؤلششف بقششوله وهششي
ابن وابنة الخ ،ومعنى ذلك أن من انفرد منهم يأخششذ جميششع المششال ويسششقط إذا اسششتغرقت أصششحاب
الفروض التركة إل في المسألة المشركة ،وهي زوج وأم وإخوة لم وأخ شقيق فللششزوج النصششف
وللم السششدس وللخششوة للم الثلششث ،ويشششاركهم الخ الشششقيق .وعصششبة بششالغير :كالبنششات بششالبنين
والخوات بالخوة ،وهم الذين ذكرهم بقششوله هنششا وعصششب كل أخ الششخ ،ومعنششى ذلششك أنششه يكششون
للذكر مثل حظ النثيين إجماعا لقوله تعالى) * :يوصيكم ال في أولدكم للذكر مثل حظ النثيين(
* ) .(1وعصبة مع الغير :كالخوات مع البنات أو بنات البن ،وهم الذين ذكرهم بقوله وعصب
الخريين الوليان ،ومعنى ذلك أن للبنت أو بنت البن النصششف فرضششا وللبنششات أو لبنششات البششن
الثلثين كذلك ،وما فضل فهو للخت أو للخششوات المتسششاويات بالعصششوبة )قششوله :أخ سششاوى لششه(
اللم زائدة والضمير يعود على كل من البنت الششخ .وقششوله فششي الرتبششة ،أي فششي الدرجششة ،متعلششق
بساوي ،أي ساوى ذلك الخ كل من البنت وما بعدها .وخرج به مشن هشو أعلششى فششي الدرجششة فل
يعصب من هي تحته فيها ،بل يسقطها كالبن مع بنت البن ،ومن هو أنزل فيها فل يعصب مششن
هي أعلى منه ،بل تأخذ فرضها وهو يأخذ الباقي كالبنت مع ابن البن .نعم :بنشت البشن يعصشبها
الذكر النازل عنها درجة من أولد البن إن لم يكن لها شئ من الثلثين ،كبنتي صششلب وبنششت ابششن
وابن ابن ابن ،فإن كان لها شئ من الثلثين لم يعصبها :كبنت وبنت ابن وابن ابشن ابشن ،بشل لبنشت
الصلب النصف ،ولبنت البشن السشدس تكملشة الثلشثين والبشاقي لشه ،لن لهشا فرضشا اسشتغنت عشن
تعصيبه .قال ابن رسلن في زبده :وعصب الخت أخ يماثل وبنت البششن مثلهششا والنششازل وقششوله
والدلء هو معطوف على الرتبة ،أي وساواه في الدلء أي النتماء والقرب للميششت )قششوله :فل
يعصب الخ( تفريع على مفهوم قوله ساوي له بالنسبة للرتبة .وقوله التي ول يعصب الخ الششخ،
تفريع على مفهومه بالنسبة للدلء .وقوله إبن البشن البنشت :وإنمشا لشم يعصشبها لنشه أنشزل منهشا
درجة ،كما علمت )قوله :ول ابن ابن البن بنت ابن( أي ول يعصب ابن ابن البن بنت ابن لنه
أنزل منها أيضا .هذا إن كان لها شئ من الثلثين ،وإل عصبها ،كما علمت )قوله :لعششدم المسششاواة
في الرتبة( علة لعدم تعصيب ابن البن البنت وابن ابششن ابششن بنششت ابششن )قششوله :ول يعصششب الخ
لبوين الخت لب( أي بل يحجبهشا )قشوله :ول الخ لب الخشت لبششوين( أي ول يعصشب الخ
لب الخت لبشوين ،بشل يفشرض لهشا معشه ويأخشذ البشاقي بالتعصشيب )قشوله :لعشدم المسشاواة فشي
الدلء( هششو علششة لعششدم تعصششيب الخ لبششوين الخششت لب ،وعششدم تعصششيب الخ لب الخششت
لبوين :أي وإنما لم يعصبها في الصورة الولى لعدم مساواتها له في الدلء إلى الميت ،إذ هششي
تدلي بالب فقششط ،وهشو يششدلي بششالب والم ،بششل تسششقط ،ولششم يعصششبها فششي الصششورة الثانيششة لعششدم
المساواة أيضا في الدلء لنها أدلت إلى الميت بالبوين وهو بالب فقط ،بل تأخذ نصف التركة
فرضا ،وهو يأخذ الباقي تعصيبا )قوله :وإن تساويا في الرتبة( غاية في عششدم تعصششيب الخ الششخ
)قوله :وعصب الخريين الخ( قال في الرحبية :والخوات إن تكن بنات فهن معهن معصبات
] [ 267
وإنما كانت الخوات مع البنات عصبات لنه إذا كان فشي المسشألة بنتشان فصشاعدا أو بنتشا
ابن وأخوات وأخذت البنات الثلثين فلششو فرضششنا للخششوات وأعلنششا المسششألة نقششص نصششيب البنششات
فاستبعدوا أن يزاحم أولد الب الولد وأولد البن ولم يمكن إسقاط أولد الب فجعلن عصبات
ليدخل النقص عليهن خاصة قاله إمام الحرمين .اه .من حاشية البقري )قوله :أي الخت لبوين(
تفسير للخريين .وقوله أو لب ،الولى أن يقول والخت للب )قششوله :الوليششان( فاعششل عصششب
الذي قدره الشارح )قوله :وهما( أي الوليان )قوله :والمعنى( أي معنى كششون الولييششن يعصششبان
الخريين .وقوله مع البنت أو بنت البن ،الظرف متعلق بمحذوف حال من الخت ،والمعنششى أن
الخت حالة كونها مجتمعة مع البنت أو بنت لبن) .وقوله :تكون عصبة( أي فتأخذ ما زاد علششى
فرض البنت أو بنت البن )قوله :فتسقط أخت الخ( تفريع على كون الخت تكششون عصششبة ،لكششن
بالنسبة للشقيقة ،أي وحيث كانت عصبة فتسقط أخت لبوين اجتمعت مشع بنشت أو بنشت ابشن أخشا
لب ،وذلك لنها صارت كالخ الشقيق ،فتحجب الخوة لب ،ذكورا كانوا أو إناثا ،ومن بعششدهم
من العصبات ،واقتصر على الخت لبوين ،ومثلها الخت لب ،حيث صشارت عصشبة فتحجشب
بني الخوة مطلقا ومن بعدهم من العصبات ،كالخ للب فإنه يحجب بني الخششوة مطلقششا .وقششوله
أخا لب ،مفعول تسقط .ولو قال ولد أب لكان أولى ،لشششموله الششذكر والنششثى )قششوله :كمششا يسششقط
الخ( تنظير .وقوله الخ ،أي الشقيق )قوله :ونصف( معطوف على ثلثان في المتن ،وكششان عليششه
أن يزيد في الشرح أل المعرفة ،كما زادها في المعطوف عليه ،وقوله فرض خمسة ،خبر لمبتششدأ
محذوف ،أي وهو فرض خمسة وهي الزوج والبنت وبنت البن والخت الشقيقة والخششت لب،
ولكل في استحقاقه النصف شروط ،فالزوج يستحقه بشرط واحد ،وهو أن ل يكون للزوجة فششرع
وارث ،وبنت الصلب تستحقه بشرطين ،وهما أن ل يكون لها معصششب ول مماثششل ،وبنششت البششن
تستحقه بثلثة شروط ،وهي أن ل يكون ولششد صششلب ول معصششب ول مماثششل ،والخششت للبششوين
تستحقه بأربعة شروط ،أن ل يكون ولششد صششلب ول ولششد ابششن ول معصششب ول مماثششل ،والخششت
للب تسششتحقه بخمسششة شششروط ،أن ل يكششون ولششد صششلب ول ولششد ابششن ول أحششد مششن الشششقاء ول
معصب ول مماثل )قوله :منفردات عن أخواتهن( فإن لم ينفردن عنششه ثبششت لهششن الثلثششان .وقششوله
وعن معصبهن ،فإن لم ينفششردن عنششه كششان للششذكر معهششن مثششل حششظ النششثيين ،ويشششترط أيضششا أن
ينفردن عمن يحجبهن حرمانا في غير البنششات ،لنهششن ل يحجبششن حرمانششا أصششل )قششوله :ولششزوج
ليس لزوجته فرع وارث( أي لقوله تعالى) * :ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولششد(
* ) (1وولد البن كولد الصلب في حجب الزوج من النصف إلى الربع إجماعا ،إما لصدق الولد
به مجازا فيكون مأخوذا من الية على هذا ،أو لقياسه عليششه فششي ذلششك بجششامع الرث والتعصششيب
فيكون بطريق القياس على هذا .وعدم فرعها المذكور صادق بأن ل يكون لها فرع أصل أو لهششا
فرع غير وارث كرقيق وقاتل أو مختلف دين .وقوله ذكرا كان أو أنثى ،تعميم في الفرع )قششوله:
وربع( معطوف على ثلثان أيضا ويجري فيه ما تقدم .وقوله فرض اثنين ،خشبر لمبتشدأ محشذوف.
وقوله له الجار والمجرور ،خبر لمبتدأ محذوف ،أي وهو كائن له )قوله :ومعه( أي مششع فرعهششا،
أي ذكرا كان أو غيره سواء كان منه أيضا أم ل قال تعالى) * :فإن كان لهن ولد فلكم الربع ممششا
تركن( * ) (2وجعل له في حالتيه ضعف ما للزوجة في حالتيها لن فيه ذكششورة ،وهششي تقتضششي
التعصيب ،فكان معها كالبن مع البنت .اه .شرح المنهششج )قششوله :وربششع لهششا الششخ( ل حاجششة إلششى
زيادة لفظة وربع ،وذلك لقوله تعالى) * :ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد( * ) (3وقوله
فأكثر ،أي من زوجة كاثنتين وثلث وأربع ،فالربع تشتركن في الربع ،كمن
) (1سورة النساء ،الية (2) .12 :سورة النساء ،الية (3) .12 :سورة النساء ،الية12 :
] [ 268
دونهن ،وقوله أي دون فرع له ،ل فرق فيششه بيششن الششذكر وغيششره ،وبيششن أن يكششون فرعهششا
أيضا أو ل )قوله :وثمن( معطوف على ثلثان أيضا .وقوله لها معه ،أي وهو فرض للزوجة فششي
حال كونها كائنة مع فرع وارث لزوجها ،سواء كان منها أم ل ،وكششان المناسششب لسششابقه ولحقششه
أن يقول هنا وهو فرض واحدة ،وإنما كان فرضها معه الثمن لقوله تعالى) * :فإن كششان لكششم ولششد
فلهن الثمن مما تركتم( * ) (1قال في التحفة :وجعل له ،أي للزوج ،في حالتيه ضعف ما لها في
حالتيها لن فيه ذكورة ،وهي تقتضي التعصيب ،فكان معها كششالبن مشع البنشت .اه .،وتقشدم مثلشه
عن شرح المنهج) .واعلم( أنه ل يجتمع الثمن مع الثلث ول الربع في فريضششة واحششدة .قششال ابششن
الهائم :والثمن للميراث ل يجامع ثلثا ول ربعا وغير واقع ووجه ذلك أن شرط إرث الثمن وجود
الفرع الوارث ،وشرط إرث الثلث عششدمه .والشششرطان متباينششان ،فيلششزم منششه تبششاين المشششروطين،
وكذا يقال في عدم اجتماع الثمن مع الربع للزوجششة والزوجششات ،فششإن شششرط الول وجششود الفششرع
الوارث ،والثاني عدمه .وأما عدم اجتماع الثمن مع الربع للزوج ،مع أن شرط كل وجششود الفششرع
الوارث ،فلنه ل يمكن اجتماع الزوج والزوجة في فريضة واحدة )قوله :وثلث( معطششوف علششى
ثلثان أيضا .وقوله فرض اثنين ،خبر لمبتدأ محذوف )قوله :لم( أي وهو لم )قوله :ليششس لميتهششا
فرع وارث( أي بالقرابة الخاصة ،بأن لششم يكششن لششه فششرع أصششل ،أولششه فششرع غيششر وارث كرقيششق
وقاتل ،أو فرع وارث بالقرابة العامة كابن بنت ،فالنفي داخل على مقيد بقيدين ،فيصششدق بنفيهمششا
ونفي أحدهما )قوله :ول عدد اثنان فأكثر من إخوة( أي سواء كانوا أشششقاء أو لب أو لم ،وذلششك
لقوله تعالى) * :فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلمه الثلث ،فإن كان له إخوة فلمه السدس( * )
(2قال في الرحبية :والثلث فرض الم حيث ل ولدول من الخوة جمع ذو عدد كاثنين أو ثنششتين
أو ثلث حكم الذكور فيه كالناث وقد ل ترث الم الثلث وليس هنششاك فششرع وارث ول عششدد مششن
الخوة والخوات ،كما في الغراوين ،بل تأخذ السدس أو الربع ،ويقال له ثلث الباقي ،كمششا تقششدم،
وسيأتي أيضا في قوله وثلث باقي الم الخ )قششوله :ولولششديها( معطششوف علششى قششوله لم ،أي وهششو
لولدي الم .وقوله فأكثر ،أي من ولدين كثلثة وأربعة ،وذلك لقوله تعالى) * :فإن كانوا أكثر من
ذلك فهم شركاء في الثلث( * ) (3قال في الرحبية :وهو لثنين أو اثنتين من ولششد الم بغيششر ميششن
وهكذا إن كثروا أو زادوا فما لهم فيما سواه زادوا )قوله يستوي فيه( أي الثلششث :الششذكر والنششثى.
قال في الرحبية :ويستوي الناث والذكور فيه كما قد أوضح المسطور أي المكتوب ،وهو القرآن
العظيم في قوله تعالى) * :فهم شركاء فششي الثلششث( * فششإن التشششريك إذا أطلششق يقتضششي المسششاواة،
وهذا مما خالف فيه أولد الم غيرهم ،فششإنهم خششالفوا غيرهششم فششي أشششياء ل يفضششل ذكرهششم علششى
أنثاهم اجتماعا ول انفرادا ،ويرثون مع من أدلوا بشه ويحجشب بهششم نقصششانا وذكرهششم أدلشى بشأنثى
ويرث )قوله :وسدس( معطوف أيضا على ثلثان ،وقششوله فششرض سششبعة ،أي وهششو فششرض سششبعة،
فهو خبر لمبتدأ محذوف ،على نسق ما تقدم) ،قوله :لب وجد( أي
) (1سورة النساء ،الية (2) .12 :سورة النساء ،الية (3) .11 :سورة النساء ،الية12 :
] [ 269
لقوله تعالى) * :ولبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان لششه ولششد( * ) (1والجششد
كالب ،والمراد جد لم يدل بأنثى ،وإل فل يرث بخصوص القرابة ،لنه من ذوي الرحام .وفششي
البجيرمي ما نصه) .فإن قيل( ل شك أن حق الوالدين أعظم من حششق الولششد لن الش تعششالى قششرن
طاعته بطاعتهما ،فقال تعالى) * :وقضى ربششك أن ل تعبششدوا إل إيششاه وبالوالششدين إحسششانا( * )(2
فإذا كان كذلك ،فما الحكمة في أنشه جعشل نصشيب الولد أكشثر ؟ )وأجشاب( عنشه المشام الشرازي
حيث قال :الحكمة أن الوالدين ما بقشي مشن عمرهمشا إل القليشل ،أي غالبشا ،فكشان احتياجهمشا إلشى
المال قليل ،وأما الولد فهم في زمن الصبا ،فكان احتياجهم إلى المال كثيرا ،فظهر الفششرق .اه.
وقوله لميتهما فرع وارث ،فإن لم يكن لششه فششرع وارث كانششا عصششبة فيسششتغرقان جميششع المششال إن
انفردا ،فإن لم ينفردا أخذا ما بقي بعد الفروض .نعم ،قد يفرض للجششد السششدس حينئذ ،وذلششك كمششا
إذا كان مع الخة وكان هناك ذو فرض وكان السدس أوفر لششه مششن ثلششث البششاقي ،ومششن المقاسششمة
كزوج وأم وجد وثلثة إخوة للزوج النصف وللم السدس والوفر للجد السدس لنه سهم كامششل،
فإن المسألة من ستة ،ولو قاسم أو أخذ ثلث الباقي لخذ أقل من ذلك) .قوله :وأم( بالجر معطوف
على أب ،أي ولم .وقوله لميتها ذلشك ،أي فشرع وارث .وقشوله أو عشدد مشن إخشوة وأخشوات ،أي
سواء كانوا أشقاء أو لب أو لم أو كان البعض أشقاء والبعض غير أشقاء حتى لشو كشان لوجشود
الخوين احتمال كان للم السدس على الراجح ،كأن وطئ اثنان امرأة بشبهة وأتت بولششد واشششتبه
الحال ،ثم مات هذا الولد عن أمه قبل لحوقه بأحدهما ،وكان هناك ولششدان لحششدهما ،فتعطششى الم
السدس لحتمال أن يكونا أخوين للميت )قوله :وجدة( بالجر عطششف علشى أب ،أي ولجششدة واحششدة
أو أكثر فيشتركن في السدس لنششه )ص( أعطششى الجششدة السششدس رواه أبششو داود وغيششره ،وقضششى
للجدتين في الميراث بالسدس بينهما .رواه الحاكم وصححه على شرط الشيخين ،ومحل إعطائهششا
السدس عند عدم الم ،أما عند وجودها فتسقط بالجماع ،فإنها إنما تششرث بالمومششة ،والم أقششرب
منها .وقوله أم أب وأم أم :أي ل فرق في الجدة بين أن تكون من جهششة الب ،كششأم الب ،أو مششن
جهة الم ،كأم الم ،أو من الجهتين معا ،كأم أم وأم أب ،ومثال الجهتين ،تزوج ابن ابن هند بنششت
بنتها فولد لهما زيد ،فهند جدته لمه وأبيششه :إذ هششي أم أم أمششه ،وأم أبششي أبيششه .قششال فششي الرحبيششة:
والسدس فرض جدة في النسب واحدة كانت لم وأب )قششوله :سششواء كششان معهششا ولششد أم أم ل( أي
السدس فرضها مطلقا ،سواء كان وجد معها ولشد أم أم ل )قشوله :هششذا إن لشم تششدل الشخ( أي محشل
كونها لها السدس إن لم تدل على الميت بذكر بين أنثيين ،بأن أدلت بمحض ذكور كأم أبي الب،
أو إناث ،كأم أم الم ،أو بمحض إناث إلى ذكور ،كأم أم أب اوب )قوله :فإن أدلت بشه( أي بشذكر
بين أنثيين )قوله :لم ترث بخصوص القرابة( أي لدلئها لمن ل يرث .وقششوله لنهششا ،أي الجششدة،
وقوله من ذوي الرحام ،المناسب من ذوات الرحام ،وهششن سششبع ،كمششا يؤخششذ ممششا تقششدم ،وهششن:
العمة ،والخالة ،وبنت البنت ،وبنت العم ،وبنت الخ ،وبنت الخت ،وهذه الجدة) .فائدة( حاصششل
القول أن الجدات عندنا على أربعة أقسام :القسم الول من أدلت بمحض إناث ،كأم الم وأمهاتهششا
المدليات بإناث خلص ،والقسم الثاني من أدلت بمحض الذكور ،كأم الب وأم أبششي الب وأم أبششي
أبي الب وهكذا بمحض الذكور .والقسم الثالث من أدلت بإناث إلى ذكشور ،كشأم أب أو كشأم أم أم
أبي أب وهكذا ،والقسم الرابع عكس
) (1سورة النساء ،الية (2) .11 :سورة النساء ،الية23 :
] [ 270
الثالث ،وهي من أدلت بذكر غير وارث ،كأم أبي الم وهي الجششدة الفاسششدة )قششوله :وبنششت
ابن( بالجر عطف على أب أيضا ،أي وهو ،أي السدس ،لبنت ابن واحدة فأكثر مع البنت ،وذلششك
لقضائه )ص( بالسدس في الواحدة .رواه البخاري .وقيس به الكثر قال في الرحبية :وبنت البن
تأخذ السدس إذا كانت مع البنت مثال يحتذي )قوله أو بنت ابن أعلى منهششا( أي أو مششع بنششت ابششن
أعلى منها ،وذلك كبنت ابن ابن مع بنت ابن ،فالثانية تأخذ النصف ،والولى تأخذ السششدس تكملششة
الثلثين .وخرج بقوله مع بنت أو بنت ابن بالفراد ،ما لو كانت مع بنتين فأكثر فششإنه ل شششئ لهششا،
إل أن يكون معها ذكر يعصبها ،سواء كان أخاها أو ابن عمها أو أنزل منها )قشوله :وأخشت الشخ(
بالجر أيضا عطف على أب ،أي وهو لخت واحدة فأكثر لب مع أخت لبوين ،أي كما في بنت
البن مع البنت ،فللخت للبششوين النصششف ،وللولششى السششدس تكملششة الثلششثين .قششال فششي الرحبيششة:
وهكذا الخت مع الخت التي بالبوين يا أخي أدلت وخرج بقوله مع أخت بالفراد ،ما لو كششانت
مع أختين لبوين ،فإنه ل شئ لها ،ما لششم يكششن لهششا أخ ،فششإن كششان لهششا أخ عصششبها ،ويسششمى الخ
المبارك ،إذ لوله لسقطت )قوله :وواحد من ولد أم( بششالجر معطششوف علششى أب ،أي وهششو لواحششد
من أولد الم لقوله تعالى) * :وله أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس( * ) (1أي أخ مششن أم أو
أخت منها قال في الرحبية :وولد الم له إذا انفرد سدس جميع المال نصششا قششد ورد )قششوله :وثلششث
باق الخ( هذا مستأنف وليس معطوفا على ما قبله ،وهو القسم السابع الثابت بالجتهاد وليششس فششي
كتاب ال تعالى) .قوله :بعد فرض الخ( الظرف متعلق بباق )قوله :لم( الجششار والمجششرور خششبر
المبتدأ )قوله :مع أحد زوجيشن وأب( الظشرف متعلشق بمحشذوف صشفة لم :أي أم كائنشة مشع أحشد
زوجين ومع أب .وخرج بالب الجد فللم معه الثلث كامل ،ل ثلث الباقي ،لنششه ل يسششاويها فششي
الدرجة )قوله :ل ثلث الجميع( معطوف على ثلث بششاق ،أي لهششا ثلششث البششاقي فقششط ل ثلششث جميششع
المال )قوله :ليأخذ الب( علة لخششذها ثلششث البششاقي ،ل ثلششث الجميششع ،أي وإنمششا أخششذت الم ثلششث
الباقي ولم تأخذ ثلث الجميع ،مع عدم وجود فرع وارث ول عدد مششن الخششوة والخششوات ،لجششل
أن يأخذ الب مثلي ما تأخذه الم ،وذلك لنا لو أعطينا الم الثلث كامل لزم إما تفضيل الم على
الب في صورة الزوج ،وما أنه ل يفضل عليها التفضيل المعهود ،وهو كونه مثليها فششي صششورة
الزوجة مع أن الب والم في درجشة واحششدة .والصشل فشي اجتمششاع الششذكر مشع النششثى المتحشدي
الدرجة من غير أولد الم ،أن يكون له ضعف ما لها )قششوله :فششإن كششانت( أي الم) .وقششوله :مششع
زوج وأب( أي كائنة مع زوج للميتة وأب لها )قوله :فالمسألة من ستة( أي تصششحيحا ،لنهششا مششن
اثنين مخرج النصف للزوج واحد وللم ثلث الباقي ،فانكسرت على مخششرج الثلششث ،وهششو ثلثششة،
فتضرب ثلثة في اثنين بستة ،وقيل تأصيل ،لن فيها نصفا وثلث الباقي )قششوله :وإن كششانت( أي
الم) .وقوله :مع زوجة وأب( أي كائنة مع زوجة للميت وأب له) .وقوله :فالمسششألة مششن أربعششة(
أي لن فيها ربعا .وهذه المسألة والتي قبلها تلقبان بششالغراوين تشششبيها لهمششا بششالكوكب الغششر ،أي
النير المضئ ،وبالعمريتين ،لقضاء عمر بهما ،وبالغريبتين ،لغرابتهما ومخالفتهما القواعششد ،وقششد
أشار إليهما في الرحبية بقوله:
] [ 271
وإن يكن زوج وأم وأب فثلث الباقي لها مرتب وهكششذا مششع زوجششة فصششاعدا فل تكششن عششن
العلوم قاعدا )قوله :استبقوا( أي الفرضيون .وقوله فيهما ،أي في المسششألتين ،وقششوله لفششظ الثلششث،
أي دون معناه فإنه ليس بثلث حقيقة .وقوله محافظة على الدب ،أي على حصششول الدب ،وهششو
علة لستبقوا ،وقوله في موافقة متعلق بالدب ،وفي بمعنششى البششاء ،أي الدب الحاصششل بالموافقششة
)قوله :وإل( أي وإل يكن القصد المحافظة على حصول الدب بالموافقششة فل يصششح ذلششك لن مششا
تأخذه الم في الحقيقة في المسألة الولى ،وهي ما إذا كان الميششت الزوجششة سششدس ،وفششي المسششألة
الثانية ،وهي ما إذا كان الميت الزوج ،ربع) .تنبيه( علشم ممششا تقششدم أن أصشحاب الفشروض ثلثشة
عشر ،أربعة من الذكور ،الزوج ،والخ للم ،والب ،والجد ،وقد يششرث الب والجششد بالتعصششيب
فقط ،وقد يجمعان بينهما ،كما إذا كان مع أحدهما بنت أو بنت ابن أو هما أو بنتا ابن فله السششدس
فرضا والباقي بعد فرضه وفرض البنت أو بنت البنت أو همششا بالعصششوبة )قششوله :ويحجششب الششخ(
شروع في بيان الحجب ،وهو لغة المنع ،ومنه قول الشاعر :له حاجب في كل أمر يشششينه وليششس
له عن طالب العرف حاجب قال بعضهم :يعني به النبي )ص( ،أي له )ص( مانع عششن كششل أمششر
يشينه ،وليس له مانع عن طالب المعروف والحسان .وشرعا ،منع من قام به سششبب الرث مششن
الرث بالكليششة أو مششن أوفششر حظيششة ويسششمى الثششاني حجششب نقصششان ،وقششد تقششدم فششي ضششمن بيششان
الفروض ،كحجب الزوج بالفرع من النصف إلى الربع ،وحجب الم به من الثلششث إلششى السششدس،
ويسمى الول حجب حرمان ،وهو قسمان ،حجششب بالشششخص أو بالسششتغراق ،وهششذا هششو المششراد
هنا ،وحجب بالوصف ،كأن قام به مانع من الموانع المتقدمة .ول يدخل الحجب المراد هنششا علششى
البوين والزوجين وولد الصلب ،ويدخل على من عداهم .وبيان ذلك أن ابن البششن يحجبششه البششن
أو ابن ابن أقرب منه ،والجشد يحجبششه الب أو جششد أقششرب منششه والخ الشششقيق يحجبششه ثلثشة الب
والبن وابن البن ،والخ للب يحجبه أربعة وهم من قبله والخ الشقيق ،والخ للم يحجبه ستة
الب والجد والبن والبنت وابن البن وبنت البن وإن سفل وابن الخ الشقيق يحجبه ستة أيضا:
الب والجد والبن وابن البن والخ الشقيق والخ للب ،وابن الخ للب يحجبششه سششبعة هششؤلء
الستة وابن الخ الشقيق ،والعم الشقيق يحجبه ثمانية وهم من قبلششه وابششن الخ للب ،والعششم للب
يحجبه تسعة وهم من قبله والعم الشقيق ،وابن العششم الشششقيق يحجبششه عششرة وهشم مششن قبلشه والعشم
للب ،وابن العم للب يحجبه أحد عشر وهم من قبله وابن العم الشقيق ،والمعتق يحجبششه عصششبة
النسب ،وبنت البن يحجبها البن أو بنتان إذا لم يكن معها مششن يعصششبها وإل أخششذت معششه الثلششث
الباقي تعصيبا ،والجدة تحجب بالم ،سواء كانت من جهششة الب كششأم الب أو مششن جهششة الم كششأم
الم ،كما قال في الرحبية :وتسقط الجدات من كل جهة بششالم فششاحفظه وقششس مششا أشششبهه وتحجششب
الجدة من جهة الب بالب أيضا لنها تدلي بششه ،بخلف الجششدة مششن جهششة الم فل تحجششب بششالب
والجدة القربى من كل جهة تحجب البعدي من تلك الجهة ،فل ترث البعدي مع وجود القربى مششع
اتحاد الجهة -وإن لم تدل بها -كأم أبي أب وأم أب فل تششرث الولششى مششع الثانيششة ،والقربششى مششن
جهة الم كأم أم تحجب البعششدي مششن جهششة الب كششأم أم أب ،والقربششى مششن جهششة الب كششأم أب ل
تحجب البعدي من جهة الم كأم أم أم .قال في الرحبية:
] [ 272
وإن تكن قربى لم حجبت أم أب بعدي وسدسا سلبت وإن تكن بالعكس فالقولن في كتششب
أهل العلم منصوصان ل تسقط بالبعدي على الصحيح واتفق الجل علششى التصششحيح والخششت مششن
الجهات كلها كالخ منها ،فيحجبها من يحجبه ،فتحجب الخت لبوين بالب والبششن وابششن البششن
كالخ لبوين والخت لب بهؤلء وأخ لبوين كالخ لب والخت لم بششأب وجششد وفششرع وارث
كالخ لم .نعم الشقيقة أو التي لب ل يحجبها فروض مستغرقة بل يفرض لها وفتعششول المسششألة
كما إذا ماتت امرأة عن زوج وأم وأختين لم وأخشت ششقيقة أو لب ،فالمسشألة مشن سشتة :للشزوج
النصف ثلثة ،وللم السدس واحد ،وللختين للم الثلث اثنان ،فتعول المسألة إلى تسششعة بفششرض
الخت الشقيقة أو لب ،وهو النصف ثلثة والخت الششتي لب لهششا السششدس مششع الشششقيقة ،بخلف
الخ الشقيق أو لب فإنه يحجبه أصحاب الفروض المستغرقة ،والخوات الخلص لب يحجبهششن
أيضا شقيقة مع بنت أو بنت ابششن أو شششقيقتان لنششه لششم يبششق مششن الثلششثين شششئ ،والمعتقششة كششالمعتق
فيحجبها عصبة النسب) .واعلم( أن شرط الحجب في كل ما مر ،الرث ،فمن لم يرث لمانع قششام
به ل يحجب غيره ،ومثله من لم يرث لكونه محجوبا فإنه ل يحجب غيره حرمانششا أو نقصششانا إل
في صور ،كالخوة مع الب يحجبون به ويردون الم مشن الثلشث إلشى السشدس ،وولشدي الم مشع
الجد يحجبان به ويردانها إلى السدس ،ففي زوج وشقيقة وأم وأخ لب ل شئ للخ ،مششع أنششه مششع
الشقيقة يردان الم إلى السدس )قوله :ولد ابششن( أي وإن سششفل) .وقششوله :بششابن( أبششا كششان أو عمششا.
)وقوله :أو ابن ابن الخ( بالجر عطف على ابن ،أي ويحجب ولد ابن بابن ابششن أقششرب منششه كششابن
ابن ابن وابن ابن ابن ابن ،فالثاني يحجب بالول :لنه أقرب منه درجة ،وكما يحجب ابششن البششن
بمن ذكر يحجب بأصحاب فروض مستغرقة ،كما إذ اجتمع مع أبوين وبنتين )قوله :ويحجب جششد
بأب( أي بذكر متوسط بينه وبين الميت ،لن كل من أدلى للميت بواسششطة حجبتششه إل أولد الم،
وخرج بذكر من أدلى بأنثى فإنه ل يرث أصل فل يسمى حجبا ،كما علم من جده السابق) ،قوله:
وتحجب جدة لم( أي جدة الميت من جهة أمه كأم أمه .وقوله بششأم ،أي فقششط ،فل تحجششب بششالب،
كما تقدم ،وقوله لنها ،أي الجدة .وقوله أدلت بها ،أي انتسبت وتوصلت الجدة بالم )قوله :وجدة
الخ( أي وتحجب جدة لب بأب لدلئها به ،خلفا لجمع ذهبوا إلى عدم حجبه لهششا ،لحششديث فيششه،
لكن ضعفه عبد الحق وغيره .اه .نهاية )قششوله :وأم( بششالجر عطششف علششى أب ،أي وتحجششب جششدة
لب بالم أيضا) .وقوله :بالجماع( أي ولنها أقرب منها فششي المومششة الششتي بهششا الرث )قششوله:
ويحجب أخ لبوين بأب وابن وابنه( قال في السني :للجماع ،ولتقدم جهتي البنوة والبوة علششى
غيرهما .اه .وقوله وإن نزل ،أي ابن البششن ،فششإنه يحجششب الخ )قششوله :ويحجششب أخ لب بهمششا(
الولى بهشم ،أي بهشؤلء الثلثشة ،لن المرجشع ثلثشة :وهشم الب والبشن وابنشه ،ولعلشه تشوهم أن
المرجع اثنان ،بدليل اقتصاره في التفسير عليهما ،وهما الب والبن .وعبششارة المنهششاج ويحجششب
الخ لب بهؤلء .اه .قال في التحفة :لنهششم حجبششوا الشششقيق ،فهششو أولششى ،وقششوله وبششأخ لبششوين،
معطوف على بهمشا ،أي ويحجششب الخ لب أيضشا بششأخ لبشوين ،وذلششك لنشه أقشوى وأقششرب منششه
)قوله :وبأخت لبوين الخ( معطوف على بهما ،أي ويحجب أخ لب أيضششا بششأخت لبششوين معهششا
بنت لما تقدم من أنها تعصب بالبنت وأنها تصير بمنزلة الخ الشششقيق فتحجششب الخ لب .وقششوله
كما سيأتي صوابه كما تقدم ،أي في قوله فتسقط أخت لبوين اجتمعت مع بنشت أو بنشت ابشن أخشا
لب )قوله :ويحجب أخ لم بأب الخ( للخبر الصحيح أنه )ص( فدسر الكللة في الية الششتي فيهششا
إرث ولد الم ،بأنه من لم يخلف ولدا ول والدا ،فافهم تفسيرها بما ذكر أنه إن خلف ولدا أو والدا
فل يرثه أخوه لمه ،بل يسقط .وقوله
] [ 273
وفرع وارث ،بالجر عطف على أب ،أي ويحجب بفرع وارث للميششت .وقششوله وإن نششزل،
أي الفرع كابن ابن ابن البن .وقوله ذكرا كان أي الفرع .وقوله أو غيره ،أي غير ذكر من أنثى
وخنثى) .والحاصل( أن ولد الم يحجب بستة ،بالبن ،وابن البن ،والبنت ،وبنت البن ،والب،
والجد )قوله :ويحجب ابن أخ لبوين بأب( أي لنه أقششرب منششه .وقششوله وجششد ،أي وإن عل ،قششال
في التحفة :لنه أقوى منه ،وقيل يقاسم ،أي ابششن الخ ،أبششا الجششد ،لسششتواء درجتهمششا ،كششالخ مششع
الجد ،ورد ،بأن هذا خارج عن القياس ،فل يقاس عليه .اه .وقوله وابن وابنه ،وأي ويحجب ابششن
أخ لبوين بابن وابنه لنهما أقرب منه وأقوى .وقوله وأخ لبششوين أو لب ،أي ويحجششب ابششن أخ
لبوين بأخ لبوين أو لب ،لنه أقرب منه )قوله :ويحجب ابن أخ لب بهؤلء الستة( هو الب،
والجد ،والبن ،وابنه والخ الشقيق ،والخ للب .وقوله وبابن أم لبوين ،أي ويحجب أيضا ابششن
االخ لب بابن أخ لبوين .وقوله لنه ،أي ابن الخ لبوين .وقوله أقوى منشه ،أي مشن ابشن الخ
لب لدلئه إلى الميت بجهتين )قوله :ويحجب عم لبوين( هو أخششو أبششي الميششت الشششقيق .وقششوله
بهؤلء السبعة :هم الب ،والجد ،والبششن ،وابنششه ،والخ الشششقيق ،والخ لب وابششن الخ الشششقيق
وقوله وبابن أخ لب ،أي ويحجب زيادة على هؤلء السبعة بابن أخ لب )قششوله :وعششم لب( أي
ويحجب عم لب ،وهو أخو أبي الميت من أبيه .وقوله بهؤلء الثمانية :هم السبعة المارة وزيششادة
ابن أخ لب .وقوله وبعم لبششوين ،أي ويحجششب بعششم لبششوين أيضششا زيششادة علششى الثمانيششة ،فيكششون
المجموع تسعة )قوله :وابن عم لبوين( أي ويحجب ابن عم لبوين ،وقوله بهؤلء التسششعة وبعششم
لب ،أي فيكون المجموع عشرة )قوله :وابن عم لب( أي ويحجب ابن عم لب .وقششوله بهششؤلء
العشرة وبابن عم لبوين ،أي فيكون المجموع أحد عشر )قوله :لنششه( أي ابششن الخ لب .وقششوله
أقرب منه ،أي من ابن ابن الخ لبوين) .واعلم( أن طريقششة الفرضششيين أنششه إن اختلفششت الدرجششة
عللوا بأنه أقرب منه ،كششابن أخ لبشوين وأخ لب ،وإن اتحششدت عللشوا بشأنه أقششوى منشه ،كالششقيق
والخ لب )قوله :وبنات البن بابن( أي وتحجب بنات البن بششابن مطلقششا ،لنششه إمششا أب أو عششم،
فهو أقوى وأقرب منهن .وقوله أو بنتين فأكثر للميت ،أي وتحجب بنات البن أيضا بهما ،لنه لم
يبق من الثلثين شئ ،وقوله إن لم يعصب أخ أو ابن عششم أي محششل حجبهششن بششالبنتين فششأكثر إن لششم
يوجد من يعصبهن ،فإن وجد كأخ لهن أو ابن عم ،أخذن معه الثلششث البششاقي تعصششيبا )قششوله :فششإن
عصبت( أي البنات ،وكان الولى عصبن ،بنون النسوة ،وقوله به :أي بالمذكور مششن الخ وابششن
العم )قوله :والخواب لب الخ( أي وتحجب الخوات لب بأختين لبوين لنهما استغرقا الثلثين
فلم يبق لهما شئ )قششوله :إل أن يكششون معهششن ذكششر( المششراد بششه خصششوص الخ ،لنششه الخششت ل
يعصبها إل أخوها ،بخلف بنات البن فإنه يعصبهن من في درجتهن أو أسششفل )قششوله :ويحجبششن
الخ( أي الخوات لب وقوله بأخت لبوين معها بنت أو بنششت ابششن ،وإنمششا حجبنششا الخششوات لب
لستغراقهما التركة ،إذ الخت عصبة مع البنت ،فكل منهما يأخذ
] [ 274
النصف )قوله :واعلم أن ابن البن كالبن( أي في أنه يستغرق المال بالعصوبة إذا انفششرد
ويعصب بنت البن ويحجب الخوة والخوات ونحوهم من كل مائة ما تقدم مما يحجششب بششالبن.
وقوله إل أنه ليس له مع البنت ،أي بنت الصلب مثلها ،بل تأخذ هي النصف فرضها وهو يأخششذ
الباقي بطريق العصوبة ،وذلك لعدم المساواة في الرتبة ،كما تقدم) ،قوله :والجشدة كشالم( أي فشي
أنها ترث ول تحجب إل بالم ،وإن كانت من جهتها ،وتحجب بالب أيضششا إن كششانت مششن جهتششه
)قوله :بل فرضها دائمششا السششدس( أي لنششه )ص( أعطاهششا السششدس ،وقضششى بششه للجششدتين )قششوله:
والجد كالب( أي في أنه يستغرق المال بالعصوبة إذا انفرد ،وفي أنه يحجب من يحجبون بالب
ما عدا الخوة الشقاء أو لب) .واعلم( أن الجد مع الخوة لم يرد فيهم شئ من الكتششاب ول مششن
السنة ،وإنما ثبت حكمهم باجتهاد الصحابة رضي الش عنهششم :فمششذهب المششام أبششي بكششر الصششديق
وابن عباس رضي ال عنهم وجماعة من الصحابة والتابعين ومششن تبعهششم كششأبي حنيفششة ،ان الجششد
كالب مطلقا ،فيحجب الخوة .ومذهب المام علي بن أبي طالب رضي ال عنه وزين بن ثششابت
رضي ال عنه وابن مسعود رضي ال عنه أنهششم يرثششون ،وهششو مششذهب الئمششة الثلثششة :الشششافعي
ومالك وأحمد بن حنبل رضي ال عنهم أجمعين .وحاصل الكلم فيششه علششى هششذا المششذهب أنششه إذا
اجتمع جد وإخوة وأخوات لبوين أو لب ،فإن لم يكن معهششم ذو فششرض فلششه حششالن المقاسششمة أو
ثلث المال ،والمقاسمة أولى له في خمس صور ،وضابطها أن تكون الخوة أقل من مثليششه وهششي
جد وأخ جد وأخت جد وأختان وثلث أخوات جد وأخ وأخت ،وإنما كانت أولى لنه في الصورة
الولى يخصه نصف المال وهو أكثر من الثلث ،وفي الصورة الثانية يخصه الثلثششان وهمششا أكششثر
من الثلث ،وفي الصورة الثالثة يخصه النصف ،إذ هو له مثل ما للنثى ،وفششي الصششورة الرابعششة
يخصه الخمسان وهما أكثر من الثلششث ،لن العششدد الجششامع للكسششرين خمسششة عشششرة فثلثششه خمسششة
وخمساه ستة ،وهي أكثر من الخمسة بواحد ،ومثلها الصورة الخامسششة وتسششتوي المقاسششمة وثلششث
المال في ثلث صور .وضابطها أن تبلششغ الخششوة مثليششه وهششي جششد وأخششوان جششد وأخ وأختششا جششد
وأربع أخوات ،وإن كان معهم ذو فرض فله بعد الفرض ثلث حشالت الكشثر مشن سشدس جميشع
المال أو ثلث الباقي أو المقاسمة ،فالسدس خير له في زوجة وبنتين وجد وأخ وثلث البششاقي خيششر
له في جدة وجد وخمسة إخشوة ،والمقاسشمة خيشر لشه فشي جشدة وجشد وأخ ،وقشد ل يبقشى ششئ بعشد
أصحاب الفروض كبنتين وزوج وأم وجد ،فيفرض له سدس ويزاد فششي العششول ،فأصششل مسششألتهم
من اثني عشر ،لن فيها ربعا وسدسا وتعال إلى ثلثة عشر ثم يزاد في العششول للجششد اثنششان ،وقششد
يبقى دون سدس كبنتين وزوج وجد فيفرض له وتعال ،وقد يبقى سدس كبنتين وأم وجد فيفوز به
الجد ،وتسقط الخوة والخوات في هذه الحوال لنهم عصبة ولم يبق بعششد الفششروض شششئ ،ولششو
كان مع الجد إخوة أشقاء وإخوة لب فالحكم فيه مششا سششبق ويعششد الشششقاء عليششه الخششوة للب فششي
القسمة فيدخلونهم معهم فيها إذا كانت خيرا له ،فإذا أخذ حقه فإن كششان فششي الشششقاء ذكششر فالبششاقي
لهم وتسقط الخوة لب كما في جد وأخ شقيق وأخ لب ،فان لم يكن فيهم ذكر فتأخذ الشقيقة إلى
النصف والباقي للخوة للب كما في عشرية زيد ،وهي جد وشقيقة وأخ لب أصل مسألتهم مششن
خمسة ،وتصح من عشرة لن فيها نصفا ومخرجه اثنان فيضربان في عدد رؤوسهم وهو خمسة
بعشرة للخت النصف خمسة وللجد أربعششة يبقششى واحششد للخ مششن الب ،ومثلهششا عشششرينية ،زيششد
وهي جد وشقيقة وأختان من الب هي من خمسة وتصح من عشرين وتأخششذ الشششقيقتان فصششاعدا
إلى الثلثين كجد وشقيقتين وأخ لب هي من ستة ول شئ للخ للب لنششه ل يفضششل عششن الثلششثين
شئ والجد مع الخوات كأخ ،فل يفرض لهن معه إل في الكدريشة وهشي زوج وأم وجشد وأخشت
لبوين أو لب ،فللزوج النصف وللم الثلث وللجد السدس وللخت النصف :إذ ل مسقط لها ول
معصب فتعول المسألة بنصيبها من ستة إلشى تسشعة .وتصشح مشن سشبعة وعششرين للشزوج تسشعة
وللم ستة وللجد والخت اثنا عشر أثلثا له الثلثان ثمانية ولها الثلششث أربعششة )قششوله :إل أنششه( أي
الجششد وقششوله ل يحجششب الخششوة لبششوين أو لب ،أي بششل يشششاركونه ،بخلف الب فششإنه يسششقطهم
)قوله :وبنت البن كالبنت( أي فعند فقدها لها النصف وعند وجودها لهششا السششدس تكملششة الثلششثين.
وقوله إل أنها ،أي بنت البن .وقوله
] [ 275
تحجب بالبن ،بخلف بنت الصششلب فإنهششا ل تحجششب بششه بششل يعصششبها )قششوله :والخ لب
كالخ لبوين( أي في أنه إذا انفرد يجششوز جميششع المششال ،وإذا لششم ينفششرد حششاز البششاقي بعششد أربششاب
الفروض ،إن لم يكن فيهم حاجب ،وإل سشقط )قشوله :إل أنشه( أي الخ لب ،قشال ش ق :أي وإل
أنه يحجب في المشتركة وهششي زوج وأم وإخشوة لم وأخ ششقيق ،فلشو وجشد بششدل الشششقيق أخ لب
سقط ،وفي اجتماع الخت الشششقيقة مششع البنششت أو بنششت البششن ،وفششي اجتمششاع الششزوج مششع الخششت
الشقيقة فل شششئ للخ للب فيمششا ذكششر .وقششوله ليششس لششه مششع الخششت لبششوين مثلهششا ،أي لنششه ل
يعصبها ،فتأخذ النصششف حينئذ فرضششا ،ويأخششذ البششاقي تعصششيبا )قششوله :ومششا فضششل الششخ( مششا اسششم
موصول مبتدأ) .وقوله :أو الكل( بالرفع عطف على ما) .وقوله :لعصبة( خبره ،وهو شروع في
بيان الرث بالتعصيب .قال في الرحبية :فكل من أحرز كششل المششال مششن القرابششات أو المششوالي أو
كان ما يفضل بعد الفرض له فهو أخو العصوبة المفضلة وتقشدم أنهشا علشى ثلثشة أقسشام :عصشبة
بالنفس ،وعصبة بالغير ،وعصبة مع الغير .وقتششدم معنششى كششل .فل تغفششل .وفششي البجيرمششي :لفششظ
عصبة إما اسم جنس يصدق على الواحششد والمتعششدد والششذكر والنششثى ،أو جمششع عاصششب كطششالب
وطلبة ،وعلى الثاني فيكون عصبات جمع الجمع اه .بالمعنى )قوله :تسقط عنششد السششتغراق( أي
أن حكم العصبة أنها تسقط إذا استغرقت الفروض التركة ،كزوج وأم وولد أم وعم ،فل شئ للعم
للستغراق )قوله :وهي( أي العصبة )قوله :فبعده ابنه( أي فبعد البن ابنششه ،فهششو عاصششب بعششده.
وإنما قدم على الب لنه أقوى منه :إذ له معه السدس فقط )قوله :فأب( أي فبعد البن وابنه أب،
فهو ل يرث بالتعصيب إل إذا فقدا .أما إذا وجدا أو أحدهما ورث السدس فرضا ،وقد يرث الب
بهما معا فيما إذا كان للميت بنت أو بنت ابن فيأخذ السدس فرضا والباقي بعد فرضيهما تعصيبا،
والجد كالب في ذلك )قوله :فأخ لبوين الخ( أي فبعد البن وابنششه والب والجششد أخ لبششوين وأخ
لب وبنوهما ،فإذا فقدوا ،بأن مشات الميشت ولشم يخلشف أصشل ول فرعشا ،كشانت الخشوة وبنشوهم
عصبة ،وهم مرتبون :فالخ الشششقيق مقششدم علششى الخ لب وهكششذا فششي بنيهمششا .وقششوله وأخ لب،
المناسب فأخ لب ،بالفاء ،ول بد من الترتيب بينهما ،كما علمت )قوله :فبنوهما( أي الخ لبوين
والخ لب وقوله كذلك ،أي على هذا الترتيب ،فيقدم ابن الخ لبوين على ابن الخ لب )قششوله:
فعم الخ( أي ثم بعد بني الخوة عم لبوين ثششم عششم لب )قششوله :فبنوهمششا( أي العششم لبششوين والعششم
لب .وقوله كذلك ،أي على هذا الترتيب فيقدم ابن العم لبوين على ابن العم لب )قششوله :ثششم عششم
الب الخ( أي ثم بعد أعمام الميت وبنيهم يعصب عم أبي الميت وهو أخششو أبششي أبششي الميششت .ول
فرق فيه أيضا بين أن يكون لبوين أو لب )قوله :ثم بنوه( أي ثشم بنشو عشم الب لبشوين أو لب
)قوله :ثم عم الجد( أي ثم بعد بني عم الب يعصب عم جد الميت وهو أخو أبي أبي أبي الميششت.
ول فرق فيه أيضا بين أن يكون لبوين أو لب )قوله :ثم بنوه( أي ثم بنو عم جد الميششت لبششوين
أو لب )قوله :وهكذا( أي ثم عم أبي الجد ثم بنوه ثم عم جد الجد ثم بنوه وهكشذا يقشدم البعيشد مشن
الجهة المقدمة على القريب من الجهة المؤخرة) .والحاصل( جهات العصوبة عندنا سبع :البنششوة،
ثم البوة ،ثم الجدودة والخوة ،ثم بنو الخوة ،ثم العمومة ،ثم الولء ،ثم بيت المشال .وقششد نظمهشا
بعضهم بقوله :بنوة أبوة أخوة جدودة بنو كذا الخوة عمومة ول بيششت المششال سششبع لعاصششب علششى
التوالي
] [ 276
والخوة والجدودة في مرتبششة واحششدة لسششتوائهما فششي الدلء إلششى الميششت ،لن كل منهمششا
يدلي إليه بالب .وإذا علمت ذلك فإذا اجتمعت عصبات ،فمن كانت جهته مقدمة فهو مقدم ،كششابن
وأب وأخ وهكذا .فالول مقدم على الثاني ،والثشاني مقششدم علشى الثششالث ،وهكششذا .والمقششدم يحجششب
المؤخر .هذا إذا اختلفت الجهة ،فإذا اتحدت قدم بالقرب في الدرجششة ،كششالبن وابششن البششن وكششابن
الخ ولو لب وابن ابن الخ ولو شقيقا ،فيقدم الول على الثاني لقربه في الدرجششة مششع اتحادهمششا
في الجهة ،وإذا استويا قربا قدم بالقوة كأخ شقيق وأخ لب ،وكعششم شششقيق وعششم لب فيقششدم الول
منهما على الثاني لقوته عنه ،فإن الول أدلشى بأصشلين ،والثششاني أدلششى بأصششل واحششد ،وإلششى ذلشك
أشار الجعبري بقوله :فبالجهة التقديم ثم بقربه وبعدهما التقديم بششالقوة اجعل )قششوله :فبعششد عصششبة
النسب الخ( والحاصل أن من ل عصبة له بنسب وله معتق فله ماله كله أو الفاضل بعد الفروض
أو الفرض ،سواء كان المعتق رجل أو امرأة ،فإن لم يوجد فالمال لعصبته المتعصششبين بأنفسششهم،
وترتيبهم هنا كترتيبهم في النسب ،فيقدم عند موت العتيق ابشن فشابنه وإن سشفل القشرب فشالقرب
فأب فجد ،وإن عل ،فبقية الحواشي ،إل أن أخا المعتق وابن أخيه يقدمان على جده هنششا ،فششإن لششم
يكن له عصبة فلمعتق المعتق ثم عصبته كذلك ،ول ترث امرأة بولء إل معتقها ،بفتششح التششاء ،أو
منتميا إليه بنسب أو ولء .وقوله عصبة الششولء ،الضششافة فيششه مششن إضششافة المسششبب للسششبب ،أي
عصبة سببها الولء )قوله :وهو( أي العصبة ،وذكر الضمير مراعششاة للخششبر .وقششوله معتششق ،أي
بأي وجه كان ،ولو كان العتق بعوض ،كما في الكتابة وغيرهشا ،كشأنت حشر علشى ألشف أو بعتشك
نفسك بألف ،وإنما ثبت بالولء العصششوبة كمششا ثبتششت بالنسششب لقششوله )ص( :الششولء لحمششة كلحمششة
النسب) .واعلم( أن الرث به ثابت من جهة المعتق خاصة ،لن النعام من جهته فقط ،فششاختص
الرث به ،فل يرث العتيق معتقه )قوله :ذكرا كششان أو أنششثى( تعميششم فششي المعتششق ،وذلششك لطلق
قوله )ص( :إنما الولء لمن أعتق وليس لنا عصبة من النساء إل المعتقة ،كما قال فششي الرحبيششة:
وليس في النساء طرا عصبة إل التي منت بعتق الرقبة )قوله :فبعد المعتق الششخ( أي ثششم العصششبة
بعد المعتق ذكور عصبته ،أي من النسب ،وذلك لن العتيق لو كان رقيقا لستحقوه وكذا ميراثه.
وقوله دون إناثهم ،أي إناث عصبته ،أي بالغير ،كالبنت مع البششن ،أو مششع الغيششر كششالخوات مششع
البنات ،فل ترث بنت المعتق ول أخته ول جدته .ولو قال دون الناث ،مششن غيششر إضششافة ،لكششان
أولى ،ليشمل إناث العصبة وغيرهن ،كالم والجدة والزوجة )قوله :ويششؤخر هنششا( أي فششي الرث
بالولء ،واحترز به عن النسب فإنه ل يؤخر فيه الجد عنهما ،بل يشارك الخ ويسششقط ابششن الخ.
وقوله عن الخ ،متعلق بيؤخر ،وإنما أخششر الجششد عنششه لن تعصششيب الخ يشششبه تعصششيب البششن،
لدلئه بالبنوة ،وهي مقدمة على البوة .وكان قياس ذلك أنشه فششي النسششب كششذلك ،لكششن صششد عنششه
الجماع .اه .تحفة .وقوله وابنه ،بالجر عطف على الخ ،وضميره يعود عليه ،وإنما أخششر الجششد
عنه أيضا لقوة البنوة كما يقدم إبن البن على الب ،ويجري ذلك في عم المعتق أو ابنه مششع أبششي
جده فيقدم عمه أو ابن عمه عليه )قششوله :فمعتششق المعتششق( أي فبعششد ذكششور عصششبة المعتششق يكششون
العصبة معتق المعتق .وقوله فعصبته ،أي فبعد معتششق المعتششق عصششبته أي وبعششد عصششبته معتششق
معتق المعتق فعصبته ،وهكذا) .تنبيه( كلم المؤلف كالصريح في أن الولء ل يثبت للعصبة فششي
حياة المعتق ،بل إنما يثبت بعده ،وليس بمراد ،بل الولء ثابت لهم في حياة المعتق على المششذهب
المنصوص في الم ،إذ لو لم يثبت لهم الولء إل بعد موته لم يرثوا وقال
] [ 277
السبكي ،تلخص للصحاب فيه وجهان ،أصحهما أنه لهم معه ،لكن هو المقدم عليهم فيمششا
يمكن جعله له كإرث المال ونحوه كالصلة عليه وولية تزويجه إذا كان المعتق ذكرا ،أما مششا ل
يمكن جعله له كغسله إذا كان أنثى والمعتق ذكرا فيقدم غيره عليه .قال في فتح الجواد مع المتن،
ثم الولء إما ولء مباشششرة علششى مششن مسششه رق ،أو سششراية علششى عتقششاء العششتيق و عتقششاء عتقششائه
والعصبة فيه من ذكر أو ولء استرسال وسراية وهو الذي يثبت على أولد العتيق وأحفاده تبعا،
والعصبة فيه معتق أصل أب أو أم بالنسبة لمن رق أحد آبائه ،أي أصوله ،من جهششة الب دونششه،
فيرثه معتق ذلك الصل باسترسال الولء منه إليششه ،لن النعمششة عليششه نعمششة علششى فرعششه .وأفهششم
كلمه أن شرط هذا أن يمس الرق أحد آبائه ،فل يكفي مسه لمه وحدها ،فل ولء عليه لمواليهششا
لن النتساب إلى الب وهو حر مستقل ل ولء عليشه فليكشن الولشد مثلشه ،وأن ل يمسشه رق وإل
كان ولؤه لمعتقه فعصبة معتقه فمعتق معتقه فعصبته لن ولء المباشششرة أقششوى .اه )قششوله :فلششو
اجتمع الخ( ل يظهر التفريع ،فكان الولى التعبير بالواو .وعقد في منهج والمنهاج لهششذه المسششألة
فصل مستقل وذكر قبلها كلما يناسبها .وعبارة الول مع شرحه ،فصل فششي كيفيششة إرث الولد
أولد البن انفرادا واجتماعا ،لبن فأكثر التركة إجماعا ولبنت فأكثر ما مر في الفروض مششن أن
للبنت النصف وللكثر الثلثين ،ولو اجتمعا ،أي البنششون والبنششات ،فالتركششة لهششم ،للششذكر مثششل حششظ
النثيين الخ .اه )قوله :فالتركة لهم للذكر مثل حظ النثيين( أي لقوله تعالى) * :يوصيكم ال فششي
أولدكم للذكر مثل حظ النثيين( * ) (1أي مثل نصيبهما )قوله :وفضل الششذكر( أي علششى النششثى
وقوله بذلك ،أي بأخذ مثل حظ النثيين )قوله :لختصاصه( أي الذكر .وقششوله بلششزوم مششا ل يلششزم
النششثى ،عبششارة التحفششة ،وفضششل الششذكر لختصاصششه بنحششو النصششرة ،وتحمششل العقششل والجهششاد،
وصلحيته للمامة والقضاء وغيرها .وجعل له مثلهششا لن لششه حششاجتين :حاجششة لنفسششه ،وحاجششة
لزوجته .وهي لها الولى ،بل قد تستغنى بالزوج .اه )قوله :وولد ابن( أي وإن نزل) .قوله :فيما
ذكر( أي في نظير ما ذكر في البنين مع البنات والخوة مع الخوات ،فإذا اجتمع ولشد البششن مشع
أنثى في درجته كأخته أو بنت عمه أو اجتمع أخ لب مع أخته من أبيه فالتركة لهششم ،للششذكر مثششل
حظ النثيين ،وكذا يعصب ابن البن من هي فوقه كإبن ابن ابششن مششع بنششت البششن ،ومحلششه إن لششم
يكن لها سدس كبنت وبنت إبن وابن ابن ابن ،وإل فل يعصبها .وعبارة المنهج مششع شششرحه ،ولششد
البن ،وإن نزل ،كالولد فيما ذكر إجماعا ،فلو اجتمعا والولد ذكر أو ذكشر معشه أنشثى حجشب ولشد
البن إجماعا ،أو أنثى وإن تعدت فله ،أي لولد البن ،ما زاد على فرضها من نصف أو ثلثين إن
كانوا ذكورا أو ذكورا وإناثا ،ويعصب الذكر في الثانية من في درجته كأخته وبنششت عمششه ،وكششذا
من فوقه كعمته وبنت عم أبيه إن لم يكن لها سدس ،وإل فل يعصبها ،فششإن كششان ولششد البششن أنششثى
وإن تعددت فلها مع بنت سدس ،كما مر ،تكملة الثلشثين ،ول ششئ لهشا مشع أكشثر منهشا ،كمشا مشر،
بالجماع .وكذا كل طبقتين منهم :أي من ولد البن ،فولد ابن البن مع ولد البن كولد البششن مششع
الولد فيما تقرر .اه .وال سبحانه وتعالى أعلم.
] [ 278
فصل في بيان أصول المسشائل أي فششي بيششان مشا يعشول منهشا ومشا يتبششع ذلششك ،ككشون أحششد
العددين موافقا للخر أو مباينا .والصول جمع أصل ،وهو لغة ،ما بنى عليه غيره .وعرفا هنششا،
عدد مخرج فرض المسألة أو فروضها أو عدد رؤوس العصبة إن لم يكن فيها فرض ،وتقششدم أن
علم الفرائض اسم لمجموع فقه المواريث وعلم الحساب الموصل إلى معرفة مششا يخششص كششل ذي
حق من التركة .ولما أنهى الكلم على الجزء الول ،أعني فقه المواريث ،أي فهم قسمة التركششة،
كقولنا للزوج النصف وهكذا ،شرع يتكلم على الجزء الثاني ،أعني علم الحسششاب ،وهششو المسششائل
التي يعرف بها تأصيل المسألة وتصحيحها ،كقولنا كل مسألة فيها سدس فهي من ستة ،وكل سهم
انكسر على فريق وباينته سششهامه يضششرب عششدد رؤوسششه فششي أصششل المسششألة .وحاصششل الصششول
سبعة :اثنان ،وثلثة ،وأربعة ،وسشتة ،وثمانيشة ،وإثنشا عششر ،وأربعشة وعششرون ،وهشي مخشارج
الفروض .فالثنان مخششرج النصششف ،والثلثششة مخششرج الثلششث والثلششثين ،والربعششة مخششرج الربششع،
والستة مخرج السدس ،والثمانية مخرج الثمن ،والثنششا عشششر مخششرج السششدس والربششع ،أو الثلششث
والربع ،والربعة والعشرون مخرج السدس والثمن .وزاد بعض المتأخرين عليها أصلين آخرين
في مسائل الجد والخوة وهما ثمانية عشر وستة وثلثون ،فأولهما كأم وجد وخمسششة إخششوة لغيششر
أم لن فيها سدسا وثلث الباقي وثانيهمششا كزوجششة وأم وجششد وسششبعة إخششوة لغيششر أم لن فيهششا ربعششا
وسدسا صحيحين وثلث الباقي .والذي يعول من الصول ثلثة ،الستة تعششول إلششى سششبعة :كششزوج
وأختين لغير أم ،وإلى ثمانية :كهم وأم ،وإلى تسعة :كهششم وأخ لم ،وإلششى عشششرة :كهششم وأخ آخششر
لم .والثنا عشر :تعول إلى ثلثة عشر :كزوجة وأم وأختين لغيششر أم ،وإلششى خمسششة عشششر كهششم
وأخ لم ،وإلى سبعة عشر :كهم وأخ آخر لم ،والربعة والعشرون تعول إلششى سششبعة وعشششرين:
كبنتين وأم وأب وزوجة )قوله :أصل المسألة عدد الرؤوس( أي بعد تقدير الذكر برأسين إذا كان
معه أنثى ،كما سيصرح به بقوله وقدر الذكر الخ )قششوله :إن كششانت الورثششة عصششبات( أي وتقسششم
التركة عليهم بالسوية إن تمحضوا ذكورا كبنين أو إناثا كثلث نسششوة أعتقششن رقيقششا بالسششوية ،ول
يتصور في غيرهن كما تقدم )قششوله :كثلثششة بنيششن أو أعمششام( هششو تمثيششل لكششون الورثششة عصششبات
)قوله :فأصلها( أي المسألة .وقششوله ثلثششة .بعششدد رؤوسششهم )قششوله :وقششدر( فعششل أمششر بمعنششى عششد
واحسب ،فهو يتعدى إلى مفعولين :الول قششوله الششذكر ،والثششاني قششوله أنششثيين .ويحتمششل أن يكششون
ماضيا مبنيا للمجهول ،والذكر نائب فاعله .وفي ش ق :إنما لم يقدر النثيان بذكر لنه ل يطششرد،
إذ قد تكون الورثة ثلث بنات وأخا ،ولو قدر النثيان بذكر لبقيت واحششدة ،بخلف العكششس ،فششإنه
مطرد في كل صورة .اه) .قوله :أي الصنفان( تفسير لضمير اجتمعا ،وهما ذكور وإناث )قشوله:
من نسب( حال من الصنفان ،أي حال كون الصنفين كائنين من النسب .وخرج به ما إذا كانا من
الولء فإن الرث حينئذ ل بعدد الرؤوس ،بل بحسب الشركة في العتق إن كانا معتقين ،فإن كانششا
ورثة معتق فالرث للذكر دون الناث ،كما تقدم )قوله :ففي ابن وبنت( تفريع على تقششدير الششذكر
أنثيين عند اجتماع الصنفين ،ولو جعله تمثيل لذلك لكان أولى )قوله :يقسم المتروك( أي ما تركه
الميت وخلفه ،وهو التركة ،سواء كانت مال أو حقا )قوله :ومخارج الخ( كان المناسب أن يششذكر
قبله ما يقابل المتن ،كأن يقول :فإن كانت الورثششة أصششحاب فششروض أو بعضششهم صششاحب فششرض
وبعضششهم تعصششيب فأصششلها مششن مخششرج ذلششك الفششرض .والفششرض هششو الكسششر ،كششالثمن والربششع
والنصف .ومخرج العدد ،كالثمانية والربعة والثنين .قال م ر :وكلها ،أي الفروض ،مشتقة من
اسم العدد ،إل النصف فإنه من المناصفة،
] [ 279
لتناصف القسمين واستوائهما .ولو أريد ذلك لقيل ثني ،بضششم أولششه ،كثلششث ومششا بعششده .اه.
وقوله لقيل ثنى ،أي يعبر عن النصف بثنى ليكون مشتقا من العششدد ،وهششو اثنششان .اه .سششم )قششوله:
فإن كان في المسألة الخ( كأنه قال هششذا إذا كششان فششي المسششألة فششرض واحششد فقششط ،فششإن كششان فيهششا
فرضان الخ .وحاصل الكلم على ذلك أنه إذا كان في المسألة فرضان فششأكثر أي عششددان فششأكثر،
فإمشا أن يكشون بينهمشا تماثشل أو تشدخل أو توافشق أو تبشاين ،فأمشا التماثشل ،فبشأن يكشون عشدد أحشد
المتماثلين مثل عدد الخر ،وأما التداخل ،فبأن يفنى الكثر بالقل مرتين فأكثر كثلثة مع ستة أو
تسعة ،وأما التوافق ،فبأن يكون بين العددين توافق في جزء من الجشزاء ،وأمشا التبشاين ،فبشأن ل
يحصل توافق بينهما في جزء من الجزاء .ثم إن الحكم في المتمششاثلين أن تأخششذ أحششدهما وتكتفششي
به عن الخر ،وفي المتداخلين أن تأخذ العدد الكبر ،وفششي المتششوافقين أن تضششرب وفششق أحششدهما
في كامل الخر ،وفي المتباينين أن تضرب أحدهما كامل في الخر كششذلك .ثششم إن الشششارح ذكششر
هذه النسب الربع في تأصيل المسائل فقط ،وهو تحصيل مخششرج فروضششها ،وتجششري أيضششا فششي
تصحيح المسائل وهو تحصيل أقل عششدد يخششرج منششه نصششيب كششل وارث صششحيحا ،وسششمي بششذلك
لكون القصد منه سلمة الحاصل لكل وارث مشن الكسششر ،وهشو ناششئ عشن التأصشيل غالبشا .وقششد
يتحدان ،كما في مسألة زوج وأبوين التي هي إحدى الغراوين ،وبيان ذلك أنششك إذا عرفششت أصششل
المسألة فإن انقسمت السهام فذاك واضح ،وإن انكسرت السهام على صنف فقابششل سششهامه بعششدده،
فإما أن يتباينا أو يتوافقا ،فإن تباينا فاضرب عششدده فششي المسششألة بعولهششا إن عششالت ،ومنششه تصششح،
كزوجة وأخوين لهما ثلثة منكسرة ،فيضرب اثنان عددهما في أربعة أصل المسألة تبلغ ثمانيششة،
ومنها تصح ،وإن توافقا فاضرب وفق عدد الصنف في المسألة بعولها إن عالت ،فما بلغ صششحت
منه ،كأم وأربعة أعمام لهم سهمان يوافقان عددهما بالنصف فتضرب اثنين في ثلثششة تبلششغ سششتة،
ومنها تصح .وإن انكسرت على صنفين فقابل سهام كل صنف بعدده أيضا ،فششإن توافقششا رد عششدد
رؤوس الصنف الموافق إلى وفقه ،وإن تباينا فششاترك عششدد كششل فريششق بحششاله ثششم انظششر بيششن عششدد
رؤوسهما ،فإن تماثل فاضرب أحدهما في أصل المسششألة بعولهششا إن كششان ،وإن تششداخل فاضششرب
أكثرهما في أصل المسألة كذلك ،وإن توافقا فاضرب وفششق أحششدهما فششي الخششر ثششم الحاصششل فششي
أصل المسألة بعولها إن كان ،وإن تباينا فاضرب أحدهما في الخر ثم الحاصل في أصل المسألة
كذلك) .والحاصل( تنظر أول بين السهام والرؤوس وتحفظ عدد الفريق الذي باينته سهامه ووفق
الفريق الذي وافقته سهامه ،ثم تنظر ثانيا في هذين المحفوظين ،فإن كانا متمششاثلين فخششذ أحششدهما،
وإن كانا متداخلين فخذ الكثر ،وإن كانا متوافقين فاضرب وفق أحششدهما فششي جميششع الخششر ،وإن
كانا متباينين فاضرب جميع أحدهما في جميع الخر ،ثم بعد ذلك تأخذ الحاصل في كل حالة مششن
هذه الحالت الربع ،ويسمى جزء منهم المسألة ،وتضربه في أصششل المسششألة بعولهششا إن عششالت،
ولنمثل لك لبعضها فنقول ،مثال المحفوظين المتماثلين مع تباين السهام للرؤوس أم وخمسة إخوة
لن وخمسة أعمام ،فأصل المسألة من ستة للم السدس واحد وللخوة للم الثلث اثنان ،منكسششرة
عليهم ،وللخمسة أعمام ثلثة منكسرة عليهم أيضا ،وبيششن الششرؤوس تماثششل فتأخششذ أحششد المتمششاثلين
وتضربه في أصل المسألة بثلثين ومنها تصح ،ومثالهما مع توافق السششهام للششرؤوس أم وعشششرة
إخوة لم وخمسة عشرة عما ،فأصل المسألة من ستة أيضا ،للم السدس واحششد وللعشششرة الخششوة
اثنان الثلث وهما موافقان لرؤوسهم بالنصف فترد الرؤوس لوفقها وهششو خمسششة وللخمسششة عشششر
عما ثلثة وهي موافقة للرؤوس بالثلث ،فترد الرؤوس لوفقها وهو خمسششة وبيششن الششوفقين تماثششل،
فتأخذ أحدهما ،وهو خمسة ،وتضربه في أصل المسألة ،وهو ستة بثلثيششن ،ومنهششا تصششح ،وقششس
على ذلك أمثلة بقية الحوال الربعة ،وقس أيضششا علششى النكسششار علششى صششنفين النكسششار علششى
ثلثة وعلى أربعة ،وبيان ذلك كله مبسوط في محلششه ،فششاطلبه إن شششئت )قششوله :كنصششفين( أي أو
نصف ،وما بقي كزوج وعششم ،كمششا سششيأتي ،وقششوله فششي مسششألة زوج وأخششت ،أي شششقيقة أو لب،
وهذه المسألة تلقب باليتيمة ،إذ ليششس لنششا شخصششان يرثششان المششال مناصششفة فرضششا سششواهما ،فهششي
كالدرة اليتيمة ،أي التي ل نظير لها )قوله :فهي( أي هذه المسألة .وقوله من الثنيششن ،أي أصششلها
من الثنين ،والول حذف أل )قوله :وعند تداخلهما بأكثرهما( أي ويكتفي عند
] [ 280
تداخل المخرجين بأكثرهما ،فالظرف معطوف على الظرف الول ،فهو متعلق بمششا تعلششق
به )قوله :كسدس وثلث( فالول من ستة ،والثاني من ثلثة ،وبينها تداخل ،فيكتفشي بششالكثر وهشو
الستة )قوله :وولديها( أي الم ،وهما أخو الميت من الم )قوله :فهي من سششتة( أي فالمسششألة مششن
ستة ،للم واحد سدسها ،ولولديها اثنان ثلثها ،والباقي ،وهو ثلثششة ،للخ الشششقيق أو للب )قششوله:
وكذا يكتفي الخ( فصله بكذا ،لنه ليس فيه تداخل ،إذ ثلث الباقي ليس داخل في الربعة ،مع أنششه
يكتفي بالكثر ،وهو الربع ،عن الصغر ،وهو ثلث الباقي ،فتكون من أربعة تأصيل .اه .ش ق.
)وقوله :في زوجة وأبوين( فالزوجة لها الربع والم لها ثلث الباقي ،وما بقي للب .فالمسألة مششن
أربعة :للزوجة واحد من أربعة ،والم لها واحد من ثلثة ،والباقي للب )قشوله :وعنششد توافقهمشا(
معطوف على عنششد تماثششل المخرجيششن :أي واكتفشى عنششد توافشق المخرجيششن) .وقشوله :بمضششروب
أحدهما في الخر( أي بحاصل ذلك )قوله :كسدس وثمن( فالول من سششتة ،والثششاني مششن ثمانيششة،
وبينهما توافق ،إذ كل منهما له نصف صششحيح ،فيضشرب نصشف السششتة ،وهشو ثلثشة ،فشي كامشل
الخر ،وهو ثمانية ،بأربعششة وعششرين .وقشوله فشي مسششألة أم وزوجشة وابشن ،فشالم لهششا السششدس،
والزوجة لهششا الثمشن ،ومشا بقششي للبشن )قشوله :وعنشد تباينهمشا( معطشوف أيضشا علشى عنششد تماثشل
المخرجين ،أو واكتفى عند تباين المخرجين) .وقوله :بمضروب الخ( أي بحاصششله )قششوله :كثلششث
وربع( فالول من ثلثة ،والثاني من أربعششة .وقششوله فششي مسششألة أم وزوجشة وأخ لبششوين أو لب،
فالم لها الثلث والزوجة لها الربششع ،ومششا بقششي فللخ المششذكور )قششوله :فهششي( أي المسششألة .وقششوله
حاصل الخ ،بدل من اثني عشر )قوله :وأصل مسألة كل فريضة الششخ( ل يخفششى مششا فششي عبششارته
متنا وشرحا من عدم اللتئام والرتباط ،فكان المناسب أن يذكر أول مفهوم القيد ،أعني ،قوله إن
كانت الورثة عصبات ،ويذكر ما هو مرتب عليه ،كما نبهت عليه ،كأن يقول فششإن كششانت الورثششة
أصحاب فروض كلهم أو بعض فأصل المسألة مخرج فرضها ،ثم يعد مخارج الفششروض السششبعة
التي ذكرها ،ثم يرتب عليها قوله وأصل كل مسألة الخ ،ويقدم ذلك كلششه علششى قششوله فششي الشششرح،
فإن كان في المسألة فرضان الخ ،ويذكر قوله المذكور كالتعليل لما ذكره بقوله وأصل كل مسألة
الخ ،كأن يقول وذلك لنه إن كان فششي المسششألة الششخ .فتنبششه .وقششوله كششل فريضششة ،أي :كششل مسششألة
مشتملة على فريضة بمعنى مفروضة ،أي سهام مقدرة ،ول يخفششى مشا فشي عبشارته مششن الركاكشة
الحاصلة بزيادته لفظة مسألة قبل لفظة كل ،لن المعنيس عليه وأصل مسألة كل مسألة الخ .ولششو
أخر لفظة مسألة عن لفظة كل ،كأن قال وأصل كل مسألة فريضة الخ ،أي مسششألة مشششتملة علششى
سهام مفروضة ،لسلمت منها .وقوله فيها نصفان ،الجملة صششفة لفريضششة ،أي فريضششة موصششوفة
بأن فيها نصفين .ول يخفى أيضا ما فيه من ظرفية الشئ في نفسه ،إذ الفريضة هي النصششفان أو
النصف وما بقي .وهكذا إل أن يقال من ظرفية المفصل في المجمل .فتنبه )قوله :كششزوج وأخششت
لب( تمثيل للفريضششة الششتي فيهشا نصششفان ،وذلششك لن الشزوج لشه النصشف والخشت لب -أي أو
شقيقة -لها النصف )قوله :أو نصف وما بقي( أي مششع مششا بقششي مششن التركششة .وقششوله كششزوج وأخ
لب ،أي أو شقيق بالولى ،فالزوج له النصف والخ له ما بقي لنه عصبة )قششوله :اثنششان( خششبر
أصل .وقوله مخرج النصف ،أي وهما مخرج النصف )قوله :أو فيهششا ثلثششان( قششدر الشششارح لفششظ
فيها إشارة إلى أن ثلثان معطوف على نصفان .وقوله وثلششث ،أي مششع ثلششث .وقششوله كششأختين لب
وأخششتين لم تمثيششل للفريضششة الششتي فيهششا ثلثششان وثلششث ،فالختششان لب أو لب ولم لهمششا الثلثششان،
والختان لم لهما الثلث .وقوله أو ثلثان وما بقي معطوف أيضا على نصششفان ،أي أو فيهششا ثلثششان
وما بقي )قوله :كبنتين وأخ لب( تمثيل للفريضة التي فيها ثلثان وما بقي ،إذ البنتان لهما الثلثان
] [ 281
والخ لب له الباقي لنه عصبة )قوله :أو ثلث وما بقششي( معطشوف أيضشا علشى نصششفان،
أي أو فيها ثلث وما بقي .وقوله كأم وعم ،تمثيل له ،إذ الم لها الثلث والعم له الباقي لنه عصششبة
)قوله :ثلثة( خبر أصل المقدر قبل فيها ثلثان ،أي وأصل الفريضة الششتي فيهششا ثلثششان الششخ ثلثششة.
)قوله :مخرج الثلث( بدل من ثلثة أو خبر لمبتدأ محذوف ،أي وهي مخرج الثلث )قوله :أو فيها
ربع( معطوف على فيها نصفان ،أي وأصل كل فريضة فيها ربع وما بقي .وقوله كزوجششة وعششم
تمثيل له ،إذ الزوجة لها الربع والعم له الباقي لنه عصبة .وقوله أربعة ،خبر المبتدأ المقدر قبششل
قوله فيها ربع .وقوله مخرج الربع ،بدل ،أو خبر لمبتدأ محذوف ،أي وهي مخرج الربع) .قشوله:
أو فيها سدس وما بقي الخ( معطوف أيضا على فيها نصفان .وقوله كأم وابن ،تمثيششل لششه :إذ الم
لها السدس والبن له الباقي لنه عصبة .وقوله أو سدس وثلث ،أي أو فيها سششدس وثلششث ،وقششوله
كأم وأخوين لم ،تمثيل له ،إذ الم لها السدس والخوان لم لهما الثلث .وقوله أو سششدس وثلثششان،
أي أو فيها سدس وثلثان .وقوله كأم وأختين لب ،تمثيششل لششه .إذ الم لهششا السششدس والختششان لهمششا
الثلثان )قوله :أو سدس ونصف( أي أو فيها سدس ونصف .وقوله كأم وبنت تمثيل له :إذ الم لها
السدس والبنت لها النصف .وقوله ستة ،خبر المبتدأ المقشدر ،وهشو راجشع للربشع صشور .وقشوله
مخرج السدس ،يقال فيه ما تقدم )قوله :وفيها ثمن وما بقي( معطشوف أيضشا علشى فيهشا نصشفان،
أي والصل في كل فريضة فيها ثمن مع ما بقي .وقوله كزوجة وابن ،تمثيل لشه ،إذ الزوجشة لهشا
الثمن والبن له الباقي .وقوله أو ثمن ونصف وما بقششي ،أي أو فيهششا ثمششن ونصششف مششع مششا بقششي.
وقوله كزوجة وبنت وأخ لب ،تمثيل له ،إذ الزوجة لها الثمن والبنششت لهششا النصششف والخ للب،
أي الشقيق له الباقي لنه عصبة )قوله :ثمانية( خبر المبتدأ المقدر ،وهو راجع للمسألتين .وقششوله
مخرج الثمن ،يقال فيه ما تقدم )قوله :أو فيها ربع وسششدس( معطششوف أيضششا علششى فيهششا نصششفان.
وقوله كزوجة وأخ لم ،تمثيل له ،إذ الزوجة لها الربع والخ للم له السدس .وقششوله اثنششا عشششر،
خبر المبتدأ المقدر أيضا .وقوله مضروب الخ ،بدل أو خبر لمبتدأ محذوف ،أي وهي مضروب،
أي حاصل مضروب وفق أحد المخرجين في الخر ،إذ بينهما موافقة بالنصششف .والقاعششدة أنهمششا
إذا كانا كذلك يضرب وفق أحدهما فششي كامشل الخششر ،فيضششرب نصششف السشتة ،وهشو ثلثششة ،فششي
الربعة ،أو نصف الربعة ،وهو اثنان ،في الستة فيكون الحاصل اثني عشر )قوله :أو فيها ثمششن
وسدس( أي وما بقي .وكان عليه أن يزيده وهو معطوف على فيها نصششفان أيضششا) .واعلششم( أنششه
ذكر عند كل أصل من الصول التي عدها لفظ فيها إشارة إلى أن ما دخلت عليه أصششل ،فششإن لششم
يكن أصل ،كالمسائل المندرجة تحت الصل ،لم يذكر فيها ذلك إشارة إلى أنه ليس بأصل .فتنبه.
وقوله أربعة وعشرون ،خبر المبتدأ المقدر ،وهو لفظ أصل .وقوله مضششروب وفششق أحششدهما فششي
الخر ،يقال فيه ما تقدم ،فالربعة والعشرون حاصل مضروب وفق أحد المخرجين فششي الخششر،
وذلك لن بين الثمانية والستة توافقا بالنصف فيضرب نصف أحدهما في كامل الخر يبلغ أربعة
وعشرين ،وهذا آخر عدد أصول المسائل ،وحاصلها سبعة ،اثنان وثلثة وأربعششة وسششتة وثمانيششة
واثنا عشر وأربعة وعشرون ،وهذه هي المتفق عليهششا .وأمششا المختلششف فيششه فثمانيششة عشششر وسششتة
وثلثون ،ول يكونان إل في مسائل الجد والخوة حيث كان ثلث الباقي خيرا له .والراجششح أنهمششا
أصلن ،ل تصحيحان ،وذلك لن ثلث البشاقي فشرض مضشموم لفشرض آخشر أو لفرضشين فيجشب
اعتباره ،وأقل عدد يخرج منه السدس وثلث الباقي صحيحا ثمانية عشر كما في أم وجشد وخمسشة
إخوة لغير أم فللم ثلثة وهي السدس وللجد ثلث الباقي خمسة ولكل أخ اثنان من العششرة الباقيشة
وأقل عدد يخرج
] [ 282
منه السدس والربع وثلث الباقي صششحيحا سششتة وثلثششون وذلششك كمششا فششي أم وزوجششة وجششد
وسبعة إخوة لغير أم للم السدس ستة وللزوجة الربع تسعة وللجششد ثلششث البششاقي سششبعة ،ولكششل أخ
اثنان من الربعة عشر الباقية وهذا ما عليه المحققون .وقال بعضهم :تصحيح ل تأصيل ،فأصششل
الولى من ستة مخرج السدس ول ثلث صششحيح للبششاقي بعششد سششدس الم تضششرب ثلثششة فششي سششتة
بثمانية عشر ،وقد علمت قسمتها .وأصل الثانية من اثني عشر مخششرج السششدس والربششع ول ثلششث
صحيح للباقي بعد سدس الم وربع الزوجة تضششرب ثلثششة فششي اثنششي عشششر بسششتة وثلثيششن ،وقششد
علمت قسمتها )قوله :وتعول الخ( اعلم أن العول لغة الرتفاع والزيادة ،وفششي الصششطلح زيششادة
ما يبلغه مجموع السهام المششأخوذ مشن الصششل عنششد ازدحششام الفششروض عليششه ومششن لزمششه دخششول
النقص على أهلها بحسب حصصهم .ولم يقع العول في زمن النبي )ص( ول في زمن أبششي بكششر
رضي ال عنه ،وإنما وقع في زمن عمر رضي ال عنه .وقد روي عشن ابشن عبشاس رضشي الش
عنهما أنه قال :أول من عال الفرائض عمر رضي الش عنششه ،لمششا التششوت عليششه الفششرائض ودافششع
بعضها بعضا ،وقال ما أدري أيكم قدم ال ول أيكم أخر ،وكان امرءا ورعا ،فقششال مششا أجششد شششيئا
أوسع لي من أن أقسم التركة عليكم بالحصص ،وأدخل على كل ذي حق ما أدخل عليه من عول
الفريضة .اه .وروي أن أول فريضة عششالت فششي السششلم زوج وأختششان ،فلمششا رفعششت إلششى عمششر
رضي ال عنه قال إن بدأت بالزوج أو بالختين لم يبق للخششر حقششه ،فأشششيروا علششي ،فششأول مششن
أشار بالعول العباس رضي ال عنه على المشهور ،وقيل علشي رضشي الش عنشه ،وقيشل زيشد بشن
ثابت رضي ال عنه ،والظاهر ،كما قال السبكي رحمه ال ،أنهم كلهم تكلموا في ذلششك لستشششارة
عمر رضي ال عنه إياهم واتفقوا على العول .فلما انقضى عصشر عمشر رضشي الش عنشه أظهشر
ابن عباس رضي ال عنهما الخلف في المباهلة ،فقيل له ما بالك لم تقل هششذا لعمششر ؟ فقششال كششان
رجل مهابا .وقوله ثلثة ،ضابطها الستة وضعفها وضعف ضعفها .قال في الرحبية :فإنهن سبعة
أصول ثلثة منهششن قششد تعشول وبعششدها أربعششة تمششام ل عششول يعروهششا ول انثلم )قششوله :سششتة إلششى
عشرة( أي تعول الستة أربع مرات على توالي العداد إلى أن تبلغ عشرة )قوله :كزوج وأخششتين
لغير أم( أي فمسألتهم من ستة ،لن فيها نصفا وثلششثين ،فللششزوج ثلثششة وللخششتين الثلثششان أربعششة،
ومجموعهما سبعة ،فيقسم المال بينهما أسباعا ،للزوج نصف عائل ،وهو ثلثة أسششباع ،ولخششتين
ثلثان عائلن ،وهما أربعة أسباع) .قوله :وإلى ثمانية( معطوف على قوله إلى سبعة ،أي وعولها
إلى ثمانيششة .وقششوله كهششم ،أي زوج وأخششتين لغيششر أم .وقششوله وأم ،أي وزيششادة أم عليهششم ،فللششزوج
النصف ثلثة ،وللختين الثلثان أربعة ،وللم السدس واحد ،ومجموع ذلك ثمانية فيصششير للششزوج
ربع وثمن ،وللم ثمن وللختين نصششف .ومثششل ذلششك المباهلششة ،وهششي زوج وأم وأخششت شششقيقة أو
لب ،فللششزوج النصششف وللم الثلششث وللخششت النصششف ومجموعهششا ثمانيششة ،وهششذا هششو مششذهب
الجمهور .وعند ابن عباس رضي ال عنهما للزوج النصف وللم الثلث والبششاقي للخششت ،وعنششه
قول آخر هو أن للزوج النصف والباقي بين الم والخت وإنما لقبت بالمباهلشة لقشول ابشن عبشاس
رضي ال عنهما :إن شاءوا فلندع أبناءنا وأبناءهم ونساءنا ونساءهم وأنفسششنا وأنفسششهم ثششم نبتهششل
فنجعل لعنة ال على الكاذبين .والبتهال مأخوذ من قولهم بهله ال ،أي لعنه وأبعششده مشن رحمتششه،
أو من قولك أبهلته ،إذا أهملته .وأصل البتهال ما ذكر ،ثم استعمل في كل دعاء يجتهد فيشه ،وإن
لم يكن التعانا) ،قوله :وإلى تسعة( معطوف على قوله إلى سبعة ،أي وعولهشا إلشى تسششعة .وقشوله
كهششم وأخ لم ،أي كششزوج وأخششتين لغيششر أم وأم وزيششادة أخ لم عليهششم ،فللششزوج النصششف ثلثششة
وللختين الثلثان أربعة وللم السدس واحد وللخ للم السدس كششذلك ومجموعهششا تسششعة ،فيصششير
للزوج ثلثة أتساع وللختين أربعة أتساع وللم تسع وللخ كذلك )قوله:
] [ 283
وإلى عشرة( معطوف على قوله إلى سبعة ،أي وعولها إلى عشششرة ،وتلقششب مسششألتهم بششأم
الفروخ ،لنها شبهت بطائر وحششوله أفراخششه ،وبالشششريحية لن القاضششي شششريحا أول مششن جعلهششا
عشرة .وقوله كهم وأخ آخر لم ،أي كزوج وأختين لغير أم وأم وأخ لها زيادة أخ آخر لها أيضا،
فللششزوج النصششف ثلثششة وللخششتين الثلثششان أربعششة وللم السششدس واحششد وللخششوين الثلششث اثنششان
ومجموعها عشرة فيصير للزوج ثلثة أعشار وللخششتين أربعششة وللم عشششر وللخششوين عشششران
)قوله :وتعول اثنا عشر إلى سبعة عشر وترا( أي تعول ثلث مرات وترا فقششط :أي علششى تششوالي
الفراد )قوله :فعولها( أي الثني عشر إلى ثلثة عشر )قوله :كزوجششة وأم وأخششتين لغيششر أم( أي
فمسششألتهم مششن اثنششي عشششر لن فيهششا ربعششا وسدسششا ،فللزوجششة الربششع ثلثششة وللم السششدس اثنششان
وللختين الثلثان ومجموعها ثلثة عشر )قوله :وإلى خمسة عشر( أي وعولها إلى خمسة عشششر.
وقوله :كهم وأخ لم ،أي كزوجة وأم وأختين لغير أم وزيادة أخ لم فيششزاد لششه اثنششان ،فششإذا ضششما
إلششى الثلثشة عشششر يصششير المجمششوع خمسششة عشششر فيصششير للششزوج ثلثشة أخمششاس وللم خمسششان
وللخت ثمانية أخماس وللخ للم خمسان )قوله :وإلى سبعة عشر( أي وعولها إلى سبعة عشر.
)وقوله :كهم وأخ آخر لم( أي وزيادة أخ آخر لم فيزداد له اثنان فإذا ضششما إلششى الخمسششة عشششر
يصير المجموع سبعة عشر .ومثلهششا فششي ذلششك أم الرامششل وهششي جششدتان وثلث زوجششات وأربششع
أخششوات لم ،وثمششان أخششوات لبششوين أو لب ،فللجششدتين السششدس اثنششان وللزوجششات الربششع ثلثششة
وللخوات للم الثلث أربعة وللخوات للبوين الثلثان ثمانية ومجمششوع ذلششك سششبعة عشششر ،وكمششا
تلقب بذلك تلقب بأم الفروج ،بالجيم ،لنوثة الجميع ،وبالدينارية لن الميت لو تششرك سششبعة عشششر
دينارا خص كل دينار )قوله :وتعول أربعة وعشرون لسبعة وعشرين فقط( أي فعولها إلششى ذلششك
مرة واحدة .وتلقب هذه المسألة بالبخيلة لقلة عولها .وقد نظمها وما قبلها في الرحيبة بقوله :فتبلغ
الستة عقد العشرة في صورة معروفة مشتهرة وتلحق التي تليها في الثر بالعول أفرادا إلى سششبع
عشر والعدد الثششالث قششد يعششول بثمنششه فاعمششل بمششا أقششول )قشوله :كبنششتين وأبششوين وزوجششة( فأصششل
مسألتهم من أربعة وعشرين لن فيها ثمنا للزوجة وثلثين للبنتين وبينهما تبششاين فيضششرب مخششرج
أحدهما وهو ثلثة مثل في كامل مخرج الخر ،وهو ثمانيششة ،يكششون الحاصششل أربعششة وعشششرين،
فللبنتين الثلثان ستة عشر وللبوين الثلث ثمانية وللزوجة الثمن ثلثة فتعال المسألة بها إلى سبعة
وعشرين )قوله :وتسمى( أي هذه المسألة العائلة إلى سبعة وعشرين )قوله :لن الخ( بيان لسششبب
تسميتها بالمنبرية )قوله :فقال ارتجال( أي من غير تأمل )قوله :صار ثمن المرأة تسششعا( أي لن
الثلثة تسع السبعة والعشرين )قوله :ومضى في خطبته( أي كمل خطبته )قوله :وإنما عالوا( أي
الفرضيون هذه الصول الثلثشة )قشوله :ليشدخل النقششص علششى الجميشع( أي جميشع الورثششة )قشوله:
كأرباب الخ( تنظير .وال سبحانه وتعالى أعلم.
] [ 284
فصل في بيان أحكام الوديعة أي في بيان أحكام الوديعة .وهي مناسبة للفششرائض لن مششال
الميت بل وارث يصير كالوديعة في بيت مال المسلمين ،والصششل فيهششا قششوله تعششالى) * :إن ال ش
يأمركم أن تؤدوا المانات إلى أهلهششا( * ) (1أي يششأمر كششل مششن كششان عنششده أمانششة أن يردهششا إلششى
صاحبها إذا طلبها ،وهي وإن نزلت فششي مفتششاح الكعبششة فهششي عامششة ،لن العششبرة بعمششوم اللفششظ ل
بخصوص السبب .وخبر أد المانة إلى من ائتمنك ،ول تخن من خانك وروى البيهقي عن عمششر
رضي ال عنه أنه قال وهو يخطب ل يعجبنكم من الرجل طنطنته ،ولكن من أدى المانششة وكششف
عن أعراض الناس فهو الرجل وهي لغة ما وضع عنششد غيششر مششالكه لحفظششه ،مششن ودع يششدع ،إذا
سكن ،لنها ساكنة عند الوديع .وقيل من الدعة أي الراحة لنها تحت راحته ومراعششاته .وشششرعا
العقد المقتضي للستحفاظ أو العين المستحفظة ،فهي حقيقة فيهما ،ثم عقششدها فششي الحقيقششة توكيششل
من جهة المودع ،وتوكل من جهة الوديع في حفظ مال أو اختصاص كنجس منتفع بششه ،فخرجششت
اللقطة والمانة الشرعية ،كأن طير نحو ريح شيئا إليه أو إلى محلششه وعلششم بششه .وأركانهششا بمعنششى
العقد أربعة :وديعة بمعنى العين المودوعة ،وشرط فيها كونه محترمة وإن لششم تكششن متمولششة ولششو
نجسة نحو حبة بر وكلب ينفع ،بخلف غير المحترمة نحو كلب ل ينفع وآله لهو .ومودع ،بكسر
الدال ،ومودع بفتحها ،وإن شئت قلت ووديع ،وشرط فيهما ما مر في موكل ووكيل ،وهو إطلق
تصرف لن اليداع استنابة في الحفظ .فلو أودع ناقص نحو صبي ناقصا مثلششه أو كششامل ضششمن
كل منهما ما أخذه منه لن اليداع باطل ولششو أودع كامششل ناقصششا لششم يضششمن إل بششإتلفه لنششه لششم
يسلطه علششى إتلفششه ،ول يضششمن بغيششر التلف ولششو بششالتفريط لتقصششيره باليششداع عنششده .وبقيششت
صورة رابعة وهششي أن يششودع كامششل كششامل ول ضششمان حينئذ إل بششالتفريط ،وهششذه الصششورة هششي
مقصود الباب .وصيغة ،وشرط فيها ما مر في الوكالة ،وهو اللفظ من أحد الجانبين ،وعششدم الششرد
من الخر حتى لو قال الوديع أودعنيها فدفعها له ساكتا صح .واليجششاب إمششا صششريح :كأودعتششك
هذا أو استحفظتك ،أو كناية مع النية :كخذه )قوله :صح إيداع محترم( أي وضع شئ محترم ولو
اختصاصا ،أما غيره ،ككلب ل ينفع ،وآلة لهو ،فل يصح إيششداعهما ،كمششا تقششدم )قششوله :بأودعتششك
الخ( متعلق بإيداع ،وهو بيان للصيغة .والمثالن الولن لليجاب الصريح ،والثالث للكناية ،كما
تقدم أيضا )قوله :وحرم على عاجز عن حفظ الوديعة أخذها( وذلك لنه يعرضها للتلف ،قال في
المغني :واليداع صحيح مع الحرمة وأثر التحريم مقصششور علششى السششم .اه) .قششوله :وكششره( أي
أخذ الوديعة .وقوله على غير واثق بأمانته ،أي على غير من يثق بأمانششة نفسششه) .والحاصششل( إن
قدر على حفظها ووثق بنفسه حال ومآل ولم تتعين عليه بأن لم يوجششد غيشره اسششتحب لشه أخششذها،
فإن عجز عنه حرم أو لم يثق بأمانة نفسه كره له إن لم يعلم به المالك في الصششورتين ،فششإن علششم
به فل حرمة في الصورة الولى ،ول كراهة في الصششورة الثانيششة ويكشون مباحششا ،أو تعيشن عليشه
بأن لم يوجد غيره وجب .فتعتريها الحكام الخمسة )قوله :ويضمن وديشع الشخ( ششروع فشي ذكشر
أسباب تعرض للوديعة موجبة للضمان ،وإل فهشي أصشلها المانشة بمعنشى أنهشا متأصشلة فيهشا ،ل
تبع ،كالرهن ،لن ال تعالى سششماها أمانششة بقششوله) * :فليشؤد الششذي اؤتمششن أمششانته( * ) (2وعبششارة
المنهج وأصلها ،المانة
] [ 285
وقد تصير مضمونة بعوارض الخ .وحاصل تلك السباب التي تعششرض للوديعششة الموجبششة
للضمان عشرة نظمها الدميري بقوله :عوارض التضششمين عشششر ودعهششا وسششفر ونقلهششا وجحششدها
وترك إيصاء ودفع مهلك ومنع ردها وتضييع حكي والنتفاع وكذا المخالفة في حفظها إن لم يزد
ما خالفه وقد ذكر معظهما الشارع رحمه ال تعالى .وقششوله ودعهششا ،بفتششح الششواو وسششكون الششدال،
يعني إيداعها لغيره بل إذن من المالك ول عذر من الوديع ولو كان ذلك الغير قاضيا أو ولششده أو
زوجته أو خادمه ،فما يقع كثيرا من أن الوديع يعطي الوديعة لولده أو زوجته أو خادمه ليحفظهششا
كل منهم في حرزه موجب للضمان ،لن المودع لم يرض بذلك .نعم ،له السششتعانة بمششن يحملهششا
لحرز أو يعلفها أو يسقيها لن العادة جرت بذلك .وقوله وسفر ،يعني السفر بها مششع القششدرة علششى
ردها ،لنه عرضها للضياع ،إذ حرز السفر دون حرز الحضر .وقشوله ونقلهششا ،يعنشي نقلهشا مشن
محلة أو دار إلى أخرى دونها في الحششرز ،أي دون المحلششة أو الششدار الولششى فششي الحششرز .وقششوله
وجحدها ،أي بل عذر بعد طلب من مالك لها ،بخلف ما لو جحدها بعذر كدفع ظالم عشن مالكهشا
أو جحدها بل طلب من مالكها ولو بحضرته ،لن إخفاءها أبلغ في حفظها .وقوله وترك إيصاء،
أي أن يترك اليصاء بالوديعة عند المرض أو السفر للقاضي أو المين عنششد فقششد القاضششي ،فششإن
اليصاء بها لمن ذكر يقوم مقام ردها إليه ،فهو مخير عند فقد المالك ووكيله بيششن ردهشا للقاضشي
واليصاء بها إليه ،وعند فقد القاضي بين ردها للمين واليصاء بها إليه .والمراد باليصاء بهششا
العلم بها مع وصفها بما تتميز به إن كانت غائبة ،أو الشارة لعينها إن كانت حاضرة ،والمر
بردها ،فإن لم يفعل ما ذكر كما ذكر ضششمن إن تمكشن مشن ردهششا أو اليصشاء بهششا لنشه عرضششها
للفوات ،إذ الوارث يعتمد ظششاهر اليششد ويششدعيها لنفسششه .وقششوله ودفششع مهلششك ،بششالجر عطششف علششى
إيصاء ،أي وترك دفع مهلك ،كترك تهويششة ثيششاب صششوف وتششرك لبسششها عنششد حاجتهششا لششذلك وقششد
علمها فيلزمه تهويتها أو لبسها عند حاجتها لذلك وعلمه بهششا وباحتياجهششا لششذلك وتمكنششه منششه بششأن
أعطاه المفتاح لن الدود يفسدها وكل من الهواء وعبوق رائحة الدمي بهششا يششدفعه .وقششوله ومنششع
ردها ،أي بل عذر بعششد طلششب مالكهششا لهششا ،بخلف مششا لششو كششان بعششذر كصششلة وأكششل ونحوهمششا.
والمراد بردها التخلية بينها وبين المالك ،وأما حملها إليه فل يلزمه .وقوله وتضييع :أي لهششا ،أي
يتسبب في ضياعها كأن يضعها في غير حرز مثلها أو ينساها أو يدل عليها ظالمششا معينششا محلهششا
أو يسلمها له ولو مكرها ويرجع الوديع إذا غرم بهششا علششى الظششالم لن قششرار الضششمان عليششه فششإن
المستولي على المال عدوانا .ولو أخذها الظالم من يده قهرا عليه فل ضمان علششى الوديششع ،وكششذا
لششو أعلمششه بأنهششا عنششده مششن غيششر تعييششن مكانهششا فل يضششمن بششذلك وإن كششان يجششب عليشه إنكارهششا
والمتناع من العلم بها جهده ،وله أن يحلف على ذلك لمصلحة حفظها ،ويجب عليه أن يوري
في يمينه إن عرف التورية وأمكنته ،فإن لم يور كفر عن يمينه إن حلف بشال ،لنششه كشاذب فيهششا،
فإن حلف بالطلق أو العتق حنث لنه فدى الوديعة بزوجته أو رقيقشه .وقشوله والنتفششاع :أي بهشا
كأن يلبس الثشوب ويركشب الدابشة بل عشذر ،بخلف مشا إذا كشان لعشذر كلبشس الثشوب لشدفع الشدود
وركوب الدابة لدفع الجمششاح فل ضششمان بششذلك لنششه لمصششلحة المالششك .وقششوله وكششذا المخالفششة فششي
حفظها ،كقوله ل ترقد على الصندوق الذي فيه الوديعة فرقد وانكسر بثقله وتلف ما فيه بانكساره
فيضمن بذلك لمخالفته المؤدية للتلف ،ل إن تلف بغير ذلك ،كسرقة فل يضمن .وقوله إن لم يششزد
ما خالفه ،أي لم يزد في الحفظ الذي خالفه ،كأن قال ل تقفل عليه فأقفل )قوله :بإيشداع غيشره( أي
بوضع الوديعة عند غيره ،ومعنى كونه يضمن بإيداع غيره أنه يصششير طريقششا فششي الضششمان لن
للمالك أن يضمن من شششاء الول أو الثششاني ،فششإن ضششمن الثششاني وهششو جاهششل بالحششال رجششع علششى
الول ،وإن ضمن الول رجع على الثششاني إن علشم ،ل إن جهشل ،كششذا فشي المغنششي )وقشوله :ولشو
قاضيا( أي ولو كان ذلك الغير قاضيا فإنه يضمن بإيداعه إياه ،والغايششة للششرد علششى مششن يقششول إن
أودع القاضي لم يضمن لنه نائب الشرع) .وقوله :بل إذن من المالك( متعلق بإيششداع ،وهششو قيششد
في الضمان .وخرج به ما لو أذن له في أن يودعها غيششره فالثشاني وديششع أيضشا ول يخشرج الول
عن اليداع إل إن ظهر من المالك قرينة على إستقلل
] [ 286
الثاني به لجواز استنابة اثنين فأكثر فششي حفظهششا .ثششم إن صششرح المالششك باجتماعهمششا علششى
حفظها تعين فيضعانها في حرز واحد لهما بأن يكون لكل منهما اليششد عليششه بملششك أو إجششارة اتفقششا
في ذلك أو اختلفا فيه ولكل منهما مفتاح عليه ،فلو انفرد أحدهما بحفظها مع رضششا الخششر ضششمن
كل منهما وعلى كل منهما قرار النصف ،وإن لششم يكشن مششع رضشا الخششر اختششص المنفشرد وحشده
ضمانا وقرارا وإن لم يصرح المالك باجتماعهما على حفظها جاز النفراد زمانا ومكانا مناوبششة،
كأن يحفظها كل منهما في حرزه يوما أو نحشوه )قشوله :ل إن كشان لعششذر( أي ل يضششمن بإيششداعه
للغير إن كان لعذر ،ومحله إذا تعذر ردها لمالكها أو وكيله ويجب عند فقدهما وضعها عند قاض
ثم أميشن والمشراد بشه مسشتور العدالشة ول يكلشف تشأخير السششفر لمششا فششي ذلششك مشن المشششقة )قشوله:
كمرض( أي للمودع ،وهو تمثيل للعذر .وقوله وسفر ،أي مباح فل يجوز إيداعه للغير إذا سششافر
إل إذا كان السفر مباحا لن إيداعها للغير رخصة فل يبيحها سفر المعصية )قوله :وخششوف الششخ(
أي للوديعة لوجود حريق في البقعة التى هي فيها )قوله :وإشششراف حششرز علششى خششراب( أي ولششم
يجد حرزا ينقلهششا إليششه )قشوله :وبوضششع فششي غيششره حششرز مثلهششا( عطششف علششى بإيششداع غيششره ،أي
ويضمنها بوضعها في غير ذلك ،وعبر غيره عن هذا السبب بتضييعها وهششو أولششى لنششه صششادق
بما إذا وضعها في غير حرز مثلها وبنسيانها وبدللة ظالم عليها معينا محلها له ،كما تقدم )قوله:
وبنقلها( عطف بإيداع أيضا ،أي ويضمنها أيضا بنقلها إلى دون حرز مثلها ،أي بنقلها من محلها
الذي هو حرز مثلها إلى ما هو دونه في الحشرز ولشو كشان ذلشك الشدون حششرز مثلهشا ،وذلششك لنشه
عرضها للتلف بذلك ،أما إذا تساويا أو كان المنقول إليه أحرز فل يضمن لعدم التفريط مششن غيششر
مخالفة ،لكن محله ما لم ينهه المالك عن نقلها وإل ضششمن مطلقششا .إن نقلهششا بظششن أنهششا ملكششه ولششم
ينتفع بها لم يضمن )قوله :وبترك دفع متلفاتها( عطششف علششى بإيششداع أيضششا :أي ويضششمنها أيضششا
بترك دفع متلفاتها التي يتمكن من دفعها على العادة لنه مششن أصششول حفظهششا .فعلششم إنششه لششو وقششع
بخزانته حريق فبادر لنقل أمتعته فاحترقت الوديعة لم يضشمنها مطلقششا .ووجهشه ابششن الرفعشة بشأنه
مأمور بالبتداء بنفسه .ونظر الذرعي فيما لو أمكنه إخراج الكل دفعة من غير مشششقة ل تحتمششل
لمثله عادة ،كما هو ظاهر ،أو كانت فوق فنحاها وأخرج ماله الذي تحتها ،والضمان فششي الولششى
متجه وفي الثانية محتمل .اه) .قوله :كتهوية الخ( تمثيل للدفع المتروك ،والولى أن يقول كششترك
تهوية تمثيل لترك دفع وليلئم ما بعششده .وقششوله أو تششرك لبسششها ،أي ثيششاب الصششوف .وقششوله عنششد
حاجتها :متعلق بتهوية أو بترك المقدر قبلها أو بترك لبسها وهنا متعلق محذوف ،أي عنششد حاجششة
ثياب الصوف لما ذكر ،أي لكل من التهوية واللبس .وفي التحفة :وظاهر كلمهششم أنششه ل بششد مششن
نية نحو اللبس لجل ذلك وإل ضمن بششه ،ويششوجه فششي حششال الطلق لن الصششل الضششمان حششتى
يوجد صارف له .اه .وفي النهاية مع الصل :وكذا عليه لبسها لنفسه إن لق به عند حاجتها بأن
تعين طريقا لدفع الدود بسبب عبق ريح الدمي لها .نعم ،إن لم يلق به لبسها ألبسها مششن يليششق بششه
بهذا القصد قدر الحاجة مع ملحظته ،كما قاله الذرعي ،فإن ترك ذلك ضمن ما لششم ينهششه .نعششم،
لو كان ممن ل يجوز له لبسها كثوب حرير ولم يجد من يلبسه ممن يجوز له لبسه أو وجششده ولششم
يرض إل بأجرة فالوجه الجواز ،بل الوجوب .ولو كانت الثياب كثيرة بحيث يحتششاج لبسششها إلششى
مضي زمن يقابل بأجرة فالقرب أن له رفع المر للحاكم ليفرض له أجرة فششي مقابلششة لبسششها ،إذ
ل يلزمه أن يبذل منفعته مجانا كالحرز .اه) .قوله :وبعدول عن الحفظ المأمور به( عطششف علششى
بإيداع أيضا ،أي ويضمنها أيضا إذا تلفت بسبب عدوله عن الحفظ المأمور به لتعديه ،فلو قال له
ل ترقد على الصندوق فرقد عليه وانكسر بثقلششه فتلششف مشا فيشه ضششمن لحصشول التلششف مششن جهشة
مخالفته وتقصيره ،بخلف ما لو تلف بغير ذلششك كسششرقة فل يضششمن لن رقششاده عليششه زيششادة فششي
الحفظ .نعشم ،إن كشان الصشندوق فشي نحشو المحشراب فسشرق مشن جشانبه الشذي لشو لشم يرقشد علشى
الصندوق لرقد فيه ضمن ،ومثله ما لو أمره بالرقاد أمامه فرقد فوقه فسرق من أمامه .وقوله من
المالك :متعلق بالمأمور ،ولو أسقطه لكان أولى ليشمل المر الشرعي فيما إذا أعطاه دراهششم ولششم
يبين له وجه الحفظ ،فإنه إن ربطها في كمه وأمسششكها بيششده أو جعلهششا فششي جيبششه ولشو الششذي علششى
وركه وليس واسعا أو واسعا وزره لم يضمن ،فإن لم
] [ 287
يمسكها بيده ،فإن كان فوق ما ربطهششا فيششه ثششوب آخششر لششم يضششمن مطلقششا ،وإل فششإن جعششل
الخيط المربوط به من خارج فضاعت بأخذ طرار ،بفتح المهملتين وتشششديد الثانيششة :أي شششرطي،
ضمن لنه خالف المر الشرعي بإبرازها له حتى صششير قطعهششا سششهل عليششه )قششوله :وبجحششدها(
معطوف على بإيداع أيضا :أي ويضمن أيضا بجحششد المششودع الوديعششة .وقششوله وتششأخير تسششليمها،
الواو بمعنى أو ،أي ويضمن أيضششا بتششأخير تسششليمها .وقششوله بل عششذر بعششد طلششب مالكهششا :قيششدان
للضمان بالنسبة للجحود وللتأخير ،وذلك كأن قال له أعطني وديعتي فقال له لم تششودعني شششيئا أو
ليس لك عندي وديعة ثم أقر أو أثبتها المالك ببينة أو قال له ذلك وماطله بتسليمها ثم ادعى تلفها،
فيضمنها لن جحودها خيانة .وخرج بقوله بل عذر بالنسبة للجحود ما لو كان بعذر كششأن طششالب
المالك بها ظالم فطالب المالك الوديع بها فجحدها دفعا للظالم ابتداء أو جوابا بالسؤال غير المالك
ولو بحضرته أو لقول المالك لي عندك وديعة ،ل وديعة لحد عنششدي فل يضششمن أيضششا لششو تلششف
بعد ذلك لن إخفاءها أبلغ في حفظها .وخرج بالول أيضشا بالنسشبة للتشأخير مشا لشو كشان التشأخير
بعذر كأن كان في صلة ،وبالثاني بالنسبة له أيضششا مششا لشو كششان بغيششر طلششب مششن مالكهششا فششإنه ل
يضمن لعدم تقصيره )قوله :وبانتفاع بها( عطف على بإيداع أيضشا ،أي ويضشمن أيضشا بانتفشاعه
بها لتعديه ،وفي ش ق يضمن وإن جهل أنها الوديعة أو ظن أنها ماله ،والتعليل بالتعششدي أغلششبي.
اه .وقوله كلبس وركوب ،تمثيل للنتفاع بها )قوله :بل غرض المالك( قيد في ضمانه بالنتفاع،
وخرج به ما إذا لبس الثوب أو ركب الدابششة لغششرض المالششك ،أي مصششلحته ،كلبسششه لشه لششدفع دود
وكركوبه لها لجماح فل يضمن بذلك ،كما تقدم) ،قوله :وبأخذ درهششم الششخ( معطششوف أيضششا علششى
قوله بإيداع :أي ويضمن أيضا بأخذ بعض الوديعة كأخذ درهم من كيس فيه دراهم .وحاصله أنه
إذا أخذه ثم رده بعينه ضمنه فقط سواء تميششز عششن البششاقي أم لششم يتميششز ،وإن رد بششدله ،فششإن تميششز
بعلمة ضمنه فقط أيضا ،وإن لم يتميز ضمن جميع الوديعة .لكن محل ضششمان الششدرهم فقششط فششي
الصورتين إذا لم يفض ختما أو يكسر قفل ،وإل ضمن الجميشع )قشوله :وإن رد إليشه مثلشه( الشواو
للحال ،وإن زائدة ،أي والحال أنه رد إليه مثلششه .وسششيذكر محششترزه )قششوله :فيضششمن الجميششع( أي
جميع ما في الكيس من الشدراهم لشو تلشف ل الششدرهم الششذي أخششذه ورد مثلشه فقششط) .وقشوله :إذا لششم
يتميز( أي الدرهم المردود عن بقية الدراهم التي في الكيس ،والمراد إذا عسر تمييزه عنها :كششأن
كانت السكة واحدة )قوله :لنه خلطها الخ( تعليل لضمان الجميع ،أي وإنما ضمن الجميع إذا أخذ
درهما ورد مثله ولم يتميز لنه خلط الوديعة التي هي مال الغير بمال نفسه عمدا وعسششر تمييششزه
من غير رضا ذلك الغير بذلك الخلط فهو مقصر بذلك والضمان المذكور ضمان الغصوب ،فهششو
قيمة المتقوم ومثل المثلي لن المالك لم يرض بذلك .وقوله بمال نفسه ،أي وهو المثششل الششذي رده
إلى الكيس ،وإنما كان ماله ،مع أنه قد أخذ نظيره من الكيس ،لن المالك ل يملك المثششل إل بششدفع
إليه وهو لم يدفعه إليه ،وإنما وضعه في الكيس بدل الذي أخششذه .وقششوله بل تمييششز ،أي مششن عششدم
التمييز بين الدرهم المردود والدراهم التي في الكيس )قششوله :فهششو( أي المششودع وقششوله متعششد ،أي
بأخذ درهم خلط مثله من غير رضا المالك )قوله :فإن تميز( أي الدرهم المششردود ،وهششو محششترز
قوله إذا لم يتميز .وقوله بنحو سكة ،كأن خالفت سكة الدرهم المردود سكة بقية الدراهم .واندرج
تحت نحو ،السواد والبياض .قال سم :قد يقال إن مجرد السكة ل تقتضششي التمييششز لن المششراد بشه
سهولته وقد تختلف السكة ويعسر التمييز لكثرة المختلط .اه) .قوله :أو رد إليه( أي إلششى الكيششس.
)وقوله :عين الدرهم( هذا محترز قوله وإن رد مثله )قوله :ضمنه( أي الششدرهم المششردود .وقششوله
فقط :أي ول يضمن الجميع) .واعلم( أنه لم يتعرض لمششا إذا أخششذه مششن الكيشس ولشم يشرده أصششل.
وحكمه أنه يضمن فقط ،كمشا هشو صشريح التحفشة ،ونصشها ،وخشرج بقشوله الشدراهم أخشذ بعضشها
كدرهم فيضمنه فقط ما لم يفض ختما أو يكسر قفل ،فإن رده لم يزل ضمانه حتى لششو تلششف الكششل
ضمن درهما أو النصف ضمن نصف درهم ول يضمن الباقي بخلطه به لم وإن يتميششز -بخلف
رد بدله
] [ 288
الخ .اه )قوله :وصدق وديع( كوكيل وشريك وعامل قراض :أي لنهم أمناء ،وكششل أميششن
ادعى الرد على من ائتمنه يصدق بيمينششه ،مششا عششدا المرتهششن والمسششتأجر فإنهمششا ل يصششدقان فششي
دعوى الرد وإن صدقا في دعوى التلف .وخرج بالمين الضامن كالغاصب والمستعير والمسششتام
فإنه ل يصدق في دعوى الرد إل ببينة ،وبمن ائتمنه وارث أحدهما مع الخر ،بأن ادعششى وارث
الوديع أنه ردها على المودع ،أو ادعششى الوديششع أنششه ردهششا علششى وارث المالششك ،أو ادعششى وارث
الوديع أنه ردها علشى وارث المشودع فشإنه ل يصشدق إل ببينشة )قشوله :وفشي قشوله مشا لشك عنشدي
وديعة( أي يصدق بيمينه في قوله ليس عندي لك وديعة )قوله :وفي تلفها مطلقا( أي ويصدق في
دعوى تلفها مطلقا ،أي من غير تقييد بسبب ول يلزمه بيان السبب .نعم ،يلزمه الحلف أنها تلفششت
بغير تفريط منه )قوله :أو بسبب خفششي( أي أو ادعششى تلفهششا بسششبب خفششي .وقشوله كسششرقة ،تمثيششل
للسبب الخفي ،ومثلهششا الغضششب إذا ادعششى وقششوعه فششي خلششوة ،وإل طششولب ببينششة عليششه ،كمششا فششي
النهاية) ،قوله :أو بظاهر( أي أو ادعى تلفها بسبب ظاهر .وقوله كحريق :تمثيل للسبب الظششاهر.
وقوله عرف دون عمومه ،أي للبقعة التي الوديعة فيها ،وإنمششا صششدق بيمينششه لحتمششال مششا ادعششاه
)قوله :فإن عرف عمومه( عبارة المنهاج :فششإن عششرف الحريششق وعمششومه ،بششالواو ،وهششي أولششى،
فلعل الواو ساقطة من الناسخ .فإن لم يعرف هشو ول عمشومه طشولب ببينشة علشى وجشوده وحلشف
على تلفها به )قوله :حيث ل تهمة( فإن كان هناك تهمة بأن عشم ظشاهرا ل يقينششا فحلششف لحتمشال
سلمتها )قوله :فائدة( لما كان لها تعلق بالوديعة باعتبار بعض أحوالها ذكرها فيها )قوله :الكذب
حرام( أي سواء أثبت به منفيا ،كأن يقول وقع كذا لما لم يقع ،أو نفى به مثبتا ،كأن يقول لششم يقششع
لما وقع ،وهو مناقض لليمان معرض صاحبه للعنة الرحمن لقوله تعالى) * :إنما يفتري الكششذب
الذين ل يؤمنون بآيات ال وأولئك هو الكاذبون( * ) (1وقول النبي )ص( :إن الصدق يهدي إلى
البر والبر يهدي إلى الجنة ،والكشذب يهششدي إلشى النشار وقشول سشيدنا عمشر رضشي الش عنشه :لن
يضعني الصدق وقلما يفعل أحب إلي من أن يرفعني الكذب وقلمشا يفعشل )قشوله :وقشد يجشب الشخ(
قال في الحياء ،والضابط في ذلك أن كل مقصود محمود يمكن التوصششل إليششه بالصششدق والكششذب
جميعا ،فالكذب فيه حرام أو بالكذب وحششده فمبششاح إن أبيششح تحصششيل ذلششك المقصششود .وواجششب إن
وجب ،كما لو رأى معصوما اختفى من ظالم يريد قتله أو إيششذاءه لوجششوب عصششمة دمششه أو سششأله
ظالم عن وديعة يريد أخذها فإنه يجب عليه إنكارها ،وإن كذب ،بششل لششو اسششتحلف لزمششه الحلششف،
ويوري ،وإل حنث ،ولزمته الكفارة ،وإذا لم يتم مقصود حرب أو إصلح ذات الششبين أو اسششتمالة
قبل مجنى عليه إل بكذب أبيح ،ولو سأله سلطان عن فاحشة وقعت منه سرا ،كزنا وشرب خمر،
فله أن يكذب ويقول ما فعلت ،وله أن ينكر سر أخيه .اه) .قوله :وله الحلششف عليششه( أي النكششار.
وقوله مع التورية :أي بأن يقصد غير ما يحلف عليه ،كأن يقصد بالثوب في قوله وال ما عنششدي
ثوب ،الرجوع ،من ثاب إذا رجع ،وبششالقميص فششي قششوله مششا عنششدي قميششص غشششاء القلششب ،وهششي
واجبة عليه تخلصا من الكذب إن أمكنه وعرفهششا ،وإل فل )قششوله :وإذا لششم ينكرهششا( أي الوديعششة،
والمقام للتفريع .وقوله ولم يمتنع الخ ،عطف لزم على ملششزوم .وقششوله مششن إعلمششه ،أي الظششالم،
وقوله بها ،أي بالوديعة .وقوله جهشده ،أي وسشعه وطشاقته )قشوله :ضشمن( أي الوديعشة إذا أخشذها
الظالم منه ،لنه تسبب في ضياعها )قوله :وكذا لو رأى معصوما( أي وكذلك يجب الكششذب فيمششا
لو رأى معصوما قصده ظالم يريد قتله وهو
] [ 289
قد اختفى منه وقد سأله ذلك الظالم عنه )قوله :وقد يجوز( أي الكذب )قوله :كما إذا كششان(
أي الحال والشأن .وقوله ل يتم مقصود حشرب ،أي وهشو النصشرة علشى العشدو .وقشوله وإصشلح
ذات البين ،أي ول يتم إصلح ذات البين ،أي الحالة الواقعششة بيششن القششوم مششن الفتنششة والخصششومة:
وقوله وإرضاء زوجته :أي ول يتم إرضاء زوجته ،وقوله إل بالكذب ،متعلق بيتم :أي ل يتم كل
من الثلثة إل به )قوله :فمباح( يغني عنه قوله وقد يجوز ،فالصواب إسقاطه )قششوله :ولششو كششانت
تحت يده( أي إنسان) .وقوله :لم يعرف صاحبها( أي بأن لم يعرف حاله بأن غششاب غيبششة طويلششة
وانقطع خبره )قوله :وأيس مششن معرفتششه( أي ومعرفششة ورثتششه ،ويمكششن أن يحمششل صششاحبها علششى
المالك لها مطلقا سششواء كششان المشوروث أو الشوارث ،وقشوله بعششد البحششث التشام .أي عشن صشاحبها
)قوله :صرفها( أي الوديعة ،وهو جواب لو) .وقوله :فيما يجب على المام الصرف فيه( أي من
مصششالح المسششلمين )قششوله :وهششو( أي مششا يجششب علششى المششام الصششرف فيششه .وقششوله أهششم مصششالح
المسلمين .وهي كسد الثغور وأرزاق القضاة والعلماء وأهل الضرورات والحاجششات ،ولششو حششذف
لفظ أهم لكان أولى لن قوله بعد مقدما الخ يغني عنه إذ هو الهم مطلقا ،لكن في البجيرمي ،فششي
باب قسم الصدقات ،أن الهم مطلقا سد الثغور ،لن فيه حفظا للمسلمين )قوله :ل فششي بنششاء نحششو
مسجد( أي ل يصرفها في ذلك )قوله :فإن جهل( أي من تحت يده الوديعة .وقوله ما ذكر .أي ما
يجب على المام الصرف فيه من المصالح )قوله :دفعه الخ( أي أو يسأل عن ذلك من ذكر وهششو
يفرقها بنفسه) .خاتمة( نسأل ال حسن الختام .قال في المغني :لو تنازع الوديعة اثنان بأن ادعششى
كل منهما أنها ملكه فصدق الوديع أحدهما بعينه فللخر تحليفه ،فإن حلف سقطت دعوى الخششر،
وإن نكل حلف الخر وغرم له الوديع القيمة ،وإن صششدقهما فاليششد لهمششا والخصششومة بينهمششا ،وإن
قال هي لحدكما وأنسيته وكذباه في النسيان ضششمن ،كالغاصششب ،والغاصششب إذا قششال المغصششوب
لحدكما وأنسيته فحلف لحدهما على البت أنه لم يغصبه تعين المغصششوب للخششر بل يميششن .اه.
وال سبحانه وتعالى أعلم .فصل أي في بيان أحكام اللقطة ،وذكرها عقب الوديعة لما بينهمششا مششن
المناسبة من حيث أن في اللقط معنى المانة والولية عليه ،فششالملتقط أميششن فيمششا لقطششه والشششارع
وله حفظه ،ومن حيث مشاركتهما لها في كثير من الحكام كاستحباب لقطها عند الوثششوق بنفسششه
وعدمه عند عدم الوثوق بأمانة نفسه .ويباح له أخذه في هذه الحالششة إن لششم يكششن فاسششقا ،وإل كششره
تنزيها وقيل تحريما ،والصل فيها قبل الجماع اليات المرة بالبر والحسان ،كقششوله تعششالى* :
)وتعاونوا على البر والتقوى( * ) (1وفي أخذها لحفظها على مالكها وردها عليها بششر وإحسششان.
والخبار الواردة في ذلك :كخبر مسلم :وال في عون العبد ما دام العبد في عششون أخيششه أي وال ش
معين للعبد إعانة كاملة ما دام العبد معينا لخيه ،فل يرد أن ال في عون كل أحد دائمششا ،وكخششبر
الصحيحين ،عن زيد بن خالد الجهني أن النبي )ص( سششئل عششن لقطششة الششذهب أو الششورق .فقششال:
اعرف
] [ 290
عفاصها ووكاءها ثم عرفها سنة فإن لم تعرف فاستنفقها ولتكششن وديعششة عنششدك ،فششإن جششاء
صاحبها يوما من الدهر فأدها إليه ،وإل فشأنك بها .وسأله عن ضالة البل ؟ فقال :ما لك ولهششا ؟
دعها ،فإن معها حذاءها وسقاءها ،ترد الماء وتأكل الشجر حششتى يلقاهششا ربهششا .وسششأله عشن الشششاة
فقال :خذها ،فإنما هي لك أو لخيك أو للذئب وقشوله فششي الحششديث فششإن لششم تعششرف :أي صششاحبها.
وقوله فاستنفقها :السين والتاء زائدتان ،أي أنفقها ،وهو عطف على مقدر ،أي فتملكهششا ثششم أنفقهششا
بعد التملك ،فهو على حد * )اضرب بعصششاك الحجششر فششانفجرت( * ) (1أي فضششرب فششانفجرت.
)وقوله :ولتكن وديعة عنششدك( أي إن لششم تنفقهششا بعششد التملششك ،أمششا إذا أنفقتهششا فهششي مضششمونة كمششا
سيأتي) .وقوله :فإن جاء صاحبها( تفريع على الشششقين ،أي سششواء أنفقتهششا أم لششم تنفقهششا) .وقششوله:
فأدها إليه( أي إن بقيت عندك ،وإل فبدلها الشرعي من مثل أو قيمة ،كما سيأتي ،وأركانها ثلثة:
لقط ،وملقوط ،ولقط .وكلها تعلم من كلمه )قوله :ولو التقط شيئا ل يخشى فساده الششخ( إعلششم أن
اللقطة تنقسم إلى أربعة أقسام :أحدها ما يبقى علششى الششدوام ،كششذهب وفضششة ونحششاس ،وحكمششه أن
يعرفه سنة على أبواب المساجد عند خروج الناس من الجماعة وفي الموضع الذي وجد فيه وفي
السواق ونحوها من مجامع الناس ،ويكون التعريف على العادة زمانا ومكانا ،وابتداء السنة مششن
وقت التعريف .ل اللتقاط ،ول يجب استيعاب السنة بالتعريف ،بل يعششرف أول كششل يششوم مرتيششن
طرفي النهار ،ل ليل ول وقت القيلولة ،ثم يعرف كل يوم طرقه أسبوعا أو أسبوعين ،ثم يعششرف
كل أسبوع مرة أو مرتين إلى أن تتم سبعة أسابيع ،ثم يعرف كل شهر مششرة أو مرتيششن إلششى آخششر
السنة .فالمراتب أربعة وإن احتاج التعريف إلى مؤنة فإن أخششذ اللقطششة ليحفظهششا علششى مالكهششا لششم
تلزمه ،بل يرتبها القاضي من بيت المال أو يقترضها على المالك ،وإن أخذها ليتملكها لزمتششه ثششم
بعد تعريفها سنة إن وجد صاحبها فذاك واضح ،فإن لم يجده فهششو مخيششر بيششن أن يتملكهششا بشششرط
الضمان وبين أن يحفظها علشى الشدوام فششي حششرز مثلهشا .ول بششد فششي التملششك مششن لفششظ يششدل عليششه
كتملكت ،ثم بعده إن ظهر المالك وهي باقية واتفقا فششي رد العيشن أو البشدل ،فششالمر واضششح ،وإن
تنازعا فطلب المالك العين وأراد الملتقط العدول إلى البدل ،أجيششب المالشك ،وإن تلششف بعششده غشرم
الملتقط المثل إن كانت مثلية أو القيمة إن كانت متقومة يوم التملك ،وهذا كله في غير الحششرم أمششا
هي فل يجوز لقطها إل لحفظ ويجب تعريفها أبدا ،لخبر إن هذا البلد حرمه ال ل يلتقط لقطته إل
من عرفها وفي رواية البخاري :ل تحل لقطته إل لمنشد معرف .والمعنى على الدوام وإل فسائر
البلد كذلك ،فل تظهر فائدة للتخصيص .قال ع ش :فإن أيس من معرفة مالكه فينبغششي أن يكششون
مال ضائعا أمره لبيت المال ،وثانيها ما ل يبقى على الدوام ول يقبل التجفيف بششالعلج كششالرطب
الذي ل يتتمر والعنب الذي ل يتزبب وحكمه أنه يتخير بيششن تملكششه فششي الحششال أو أكلششه أو شششربه
وغرم بدله من مثل أو قيمة وبيعه بثمن مثله وحفظ ذلششك الثمششن ويعرفششه ليتملششك الثمششن المششذكور.
وثالثها ما يبقى بالعلج كالرطب الذي يتتمر والعنب الذي يتزبب .وحكمششه أنششه يتخيششر بيششن بيعششه
بثمن مثله وحفظ ذلك الثمن ،كما مر ،وبين تجفيفه وحفظه لمالكه .ورابعهششا مششا يحتششاح إلششى نفقششة
كالحيوان .وحكمه أنه إن كان ل يمتنع من صغار السباع فهو مخير فيه بيششن تملكششه ثششم أكلششه فششي
الحال وغرم قيمته إن وجده في المفازة .وإن وجشده فشي العمشران امتنعشت هشذه الخصشلة لسشهولة
البيع فيه دون المفازة ،وبين تركه بل أكل بل يمسششكه عنششده فيتطششوع فششي النفششاق عليششه ،فششإن لششم
يتطوع فلينفق بإذن الحاكم إن وجده وإل أشهد ،وبين بيعه بثمن مثله وحفظ ذلك الثمن ويعرفه ثم
يتملك الثمن المذكور .وإن كان يمتنع من صغار السباع ،فإن وجشده فشي الصشحراء المنشة امتنشع
أخذه للتملك وجاز أخذه للحفظ ،وإن وجده في صحراء غير آمنة بأن كان الزمن زمن نهب جششاز
أخذه للتملك وللحفظ أيضا ،وإن وجده في الحضر تخير بين إمساكه والنفاق عليه وبيعششه وحفششظ
ثمنه وامتنع أكله كما تقدم )قوله :بعمارة( متعلق بالتقط ،والباء بمعنى من :أي التقطة من عمارة:
أي مكششان عششامر ،قششال شششيخ السششلم فششي شششرح التحريششر :والمششراد بالعمششارة الشششارع والمسششجد
ونحوهما لنها مع الموات محل اللقطة .اه .وكتب ش ق ما نصه :قوله ونحوهما ،أي كالمدارس
والربط ،فإن وجد في ملك شخص فله
] [ 291
وإن لم يدعه فلذي اليد قبله ،وهكذا حتى ينتهي للمحيي ،فإن لم يدعه فلقطة ،كما تقدم عششن
م ر وظاهره أنه يكون لقطة بمجرد عدم دعواه .وقال سم :ل بد من نفيه ذلك عن نفسه) .وقششوله:
لنها أي المذكورات مع الموات( أي الرض التي ل مالك لها من العمششارة ،وحينئذ فششالمراد بهششا
ما عدا المفازة وملششك الغيششر .اه) .قششوله :أو مفششازة( هششي الرض المخوفششة ،وتسششميتها بششذلك مششن
تسمية الشئ بضده تفاؤل بالفوز :أي النجاة )قوله :عرفششه سششنة( أي إذ لشم يكشن حقيشرا ،كمشا يششدل
عليه قوله بعد ويعرف حقير الخ .والحكمة فششي اعتبششار السششنة أن القوافششل ل تتششأخر عنهششا غالبششا،
ولنه لو لم يعرف سنة لضاعت الموال على أربابها ،ولو جعل التعريف أبدا لمتنع النششاس مششن
التقاطها ،فكان في اعتبار السنة نظر للفريقين معا .قال الخطيب :وقد يتصششور التعريششف سششنتين،
وذلك إذا قصد الحفظ فعرفها سنة ثششم قصششد التملششك ،فشإنه ل بششد مششن تعريفششه سششنة مششن حينئذ .اه.
ويجب عليه قبل التعريف أن يعرف وعاءها من جلد أو خرقة ،ووكاءها ،أي الخيشط الشذي تربشط
به ،وجنسها من ذهب أو فضة ،وعددها أو وزنها ،وأن يحفظها حتما في حرز مثلها )قششوله :فششي
السواق( متعلق بقوله عرفه ومثلها القهاوي ونحوها من كل ما يجتمع فيه الناس )قوله :وأبششواب
المساجد( أي وفي أبواب المساجد عند خروج النششاس مششن الجماعششة .وعلششم مششن قششوله فششي أبششواب
المساجد أنه ل يعرف في المساجد ،فيحرم إن شوش ،وإل كره .وبهذا يجمششع بيششن قششول مششن قششال
بأنه يكره التعريف فيها ،وقول من قال بأنه يحرم التعريف فيهششا إل المسششجد الحششرام لنششه مجمششع
الناس فيعرف فيه .ويعرف أيضا في الموضع الذي وجدها فيه لن طلب الشششئ فيششه أكششثر إل أن
يكون مفازة ونحوها من الماكن الخالية فل يعرف فيها ،إذ ل فائدة في التعريف فيها ،فإن مششرت
به قافلة تبعها وعرف فيها إن أراد ذلك ،فإن لم يرد ذلك ففي بلد يقصششدها ولشو بلششدته الششتي سششافر
منها ،فل يكلف العدول عنها إلى أقرب البلد إلى ذلك المكان ،خلفا لبعضهم )قششوله :فششإن ظهششر
مالكه( أي أعطاه إياه ،فجواب الشرط محذوف )قوله :وإل تملكه( أي وإن لم يظهر مالكه تملكه:
أي إن شاء بدليل ما بعد ،لكن بشرط الضمان )قوله :بلفظ تملكت( أي أنششه ل بششد فششي التملششك مششن
لفظ يدل على التملك إما صريح :كتملكت ،أو كناية مع النية :كأخذته ،أي لنه تملك بيششدل فششافتقر
إلى ذلك كالشراء .قال في المغني :وهذا فيما يملك ،وأما غيره ،كالكلب والخمر ،فل بششد فيششه مششن
اختيار نقل الختصاص الذي كان لغيره لنفسه كما قاله ابششن الرفعششة .اه) .قششوله :وإن شششاء بششاعه
وحفظ ثمنه( مثله في شرح التحرير .والذي صرح به سم والخطيب على أبي شجاع أنششه ل يبششاع
في هذه الحالة ،بل هو مخير بين تملكه وبين حفظه علشى الشدوام ،وصشرح بششه البششاجوري أيضشا.
وعبارة الخطيب مع الصل .واللقطة على أربعة أضرب :أحدها مششا يبقششى علششى الششدوام كالششذهب
والفضة فهذا ،أي ما ذكرناه في الفصل قبله من التخيير بين تملكها وبين إدامه حفظها إذا عرفهششا
ولم يجد مالكها ،هو حكمه ،أي هذا الضرب .اه) .قوله :أو ما يخشى فساده( مششا نكششرة موصششوفة
معطوفة على شيئا ،أي أو التقط شيئا يخشى فساده :أي بالتأخير )قوله :كهريسة الخ( عششدد المثششل
إشارة إلى أنه ل فرق بين المتقوم كالهريسة ،والمثلششي كششالرطب .وقششوله ل يتتمششر :الجملششة صششفة
لرطب وخرج به ما إذا كان يتتمر فإنه يتخير فيه بين بيعه وحفظ ثمنه ،أو تتميششره وحفظششه ،كمششا
مر )قوله :فيتخير الخ( التخيير ليس بحسب التشهي ،بل بحسب المصلحة لنه يجب عليه الحششظ
للمالك .وعبارة م ر :ويتعين فعل الحظ منهما والقرب أن ل يستقل بفعل الحششظ فششي ظنششه ،بششل
يراجع الحاكم ويمتنع إمساكه لتعذره .اه .باختصار .اه .ش ق .وقوله بين أكله ،حششال ،ول فششرق
فيه بين الصحراء والعمران لسرعة فساده )قوله :متملكا له( حال من فاعششل المصششدر المقششدر أي
أكل الملتقط إياه حال كونه متملكا له ،وهي تفيد أن التملك واقع حال الكششل ،وهششو ل يصششح ،لن
شرطه أن يكون قبله ،وإل كان غاصبا يلزمه أقصى القيم .ويمكن أن يقال إن الحال هنا ماضششية،
وهي قد أثبتها ابن هشام في مغنيه ومثل لها بقوله جاء زيد أمس راكبا وسماها محكية ،لكن نظر
فيها الشموني .فانظره .ولو قال بعد تملكه لكان أولى )قوله :وبين بيعه( أي ويتخيششر بيششن بيعششه،
لكن بإذن الحاكم إن وجده ولم يخف منه ،وإل استقل به )قوله :ويعرفه( أي المبيع الملتقط )قوله:
ليتملك ثمنه بعد
] [ 292
التعريف( أي ول يعرف الثمن )قوله :فإن ظهر مالكه( أي بعد أكله في الصششورة الولششى،
أو بعد تعريفه الكائن بعد بيعه في الثانية .وقششوله أعطششاه قيمتششه ،والمششراد بهششا مطلششق البششدل وهششو
المثل في المثلى والقيمة في المتقوم )قوله :أو ثمنه( أي أو أعطاه ثمنه )قوله :وفي التعريششف( أي
تعريف الذي يخشى فساده بعد أكله )قوله :أصحهما( أي الوجهين )قوله :في العمارة( متعلق بمششا
بعده وهو وجوبه ،أي وجوب التعريف في العمارة )قوله :وفي المفازة( الششذي يظهششر أنششه متعلششق
بمبتدأ محذوف خبره الجملة بعده :أي وتعريفه في المفازة .قال المام الخ .وقششوله الظششاهر أنششه ل
يجب قال شيخ السلم في شرح التحرير وفيه نظر .اه .وكتب ش ق قشوله وفيشه نظشر ،أي بنشاء
على أن معنى كلم المام عدم وجوب التعريف بعد الكل مطلقا ،أما لو حمل على مششا مششر ،مششن
أنه ل يجب ما دام في المفازة فإذا وصل إلى العمران وجب ،فل نظر في كلمه .اه) .قوله :لنه
ل فائدة فيه( أي في التعريف في المفازة لعدم من يسمعه ،وهذا تعليل لعدم وجوب التعريف فيها.
ومفهومه أنه لو كشان فيشه فشائدة بشأن كشان فيهشا أحشد يسشمع التعريشف وجشب .لكشن عبشارة التحفشة
صريحة في أنه ل يجب التعريف في المفازة مطلقا عند المام وعبارتهششا :ول يجششب تعريفششه فششي
هذه الخصلة على الظاهر عند المام ،وعلل ذلك بأن التعريف إنما يراد للتملك وهو قد وقششع قبششل
الكل واستقر به بدله في الذمة .اه) .قوله :ولو وجد ببيته الخ( النسششب تقششديم هششذه المسششألة ومششا
بعدها إلى قوله ومن رأى لقطة الخ على قوله أو ما يخشى فسششاده لنششه مششن فششروع مششا ل يخشششى
فساده )قوله :وجوز( أي ظن .وقوله أنه أي الدرهم .وقوله لمن يدخلونه ،أي البيت .وقوله عرفه
لهم :أي لمن يدخلونه .والظاهر أن التعريف خششاص بهشم .وقشوله كاللقطششة يفيشد التشششبيه أنشه ليششس
بلقطه حقيقة ،بل في حكمها ،وليس كذلك ،بل هو لقطة حقيقة ،كما يؤخذ مما نقلته عن ش ق عند
قوله بعمارة ،فتنبه )قوله :ويعرف حقير الخ( أي في الصح ،وقيل إنه كغير الحقير في جميع ما
تقدم .وقوله ل يعشرض عنشه ،قيشد ،وسشيذكر محشترزه )قشوله :وقيشل هشو( أي الحقيشر ،ولعشل فشي
العبارة سقطا من النساخ يعلم من عبارة التحفة ونصها :قيششل هشو ،أي الحقيششر ،دينششار ،وقيششل هشو
درهم ،وقيل وزنه ،وقيل دون نصاب السرقة ،والصح عندهما ،أي الشيخين ،أنشه ل يتقشدر ،بشل
ما يظن أن صاحبه ل يكثر أسفه عليه ول يطول طلبه له غالبا .اه) .قوله :زمنششا( ظششرف متعلششق
بيعرف .وقوله يظن أن فاقده ،أي ذلك الحقير )قوله :يعرض عنه بعده( أي بعد ذلك الزمن الششذي
حصل التعريف فيه )قوله :ويختلف ذلششك( أي الزمششن الششذي يعششرف فيششه الحقيششر ،والمششراد قششدره.
وقوله باختلف المال :أي قلته وكثرته )قوله :فدانق الفضة حال( أي يعرف حال ،أي مدة يسيرة
من لقطه .وقوله والذهب الخ :أي ودانق الذهب يعرف ثلثة أيام )قوله :أما ما يعششرض عنششه( أي
أما الحقير الذي يعرض عنه في الغالب ،وهو محترز قوله ل يعرض عنه .وقششوله كحبششة زبيششب:
تمثيل لما يعرض عنه غالبا )قوله :استبد به واجده( أي استقل به .ولو في حششرم مكششة ول يعرفششه
رأسا .وروي عن سيدنا عمر رضي ال عنه أنه رأى رجل يعرف زبيبة فضربه بالدرة ،وكانت
من نعل رسول ال )ص( ،وقال :إن من الورع ما يمقت ال عليه )قوله :ومن رأى لقطة فرفعهششا
برجله ليعرفها وتركها لم يضمنها( فيه أنه تقدم للشارح في باب الوقف مششا يقتضششي أنششه لششو رفششع
السجادة من الصف برجله ضمن ،ونص عبارته هناك :فلو كان له سجادة فيه فينحيها برجله مششن
غير أن يرفعها بها عن الرض لئل تدخل في ضششمانه .اه .ثششم رأيششت فششي الششروض وشششرحه مششا
نصه :وإن رآها مطروحة فدفعها برجله مثل ليعرفهششا جنسششا أو قششدرا وتركهششا حششتى ضششاعت لششم
يضمنها لنها لم تحصل في يششده .وقضششيته عششدم ضششمانها وإن تحششولت مششن مكانهششا بالششدفع .وهششو
ظاهر .اه .فلعل في عبارة المؤلششف تحريششف دفعهششا ،بالششدال ،برفعهششا بششالراء مششن النسششاخ )قششوله:
ويجوز أخذ
] [ 293
نحو سنابل الخ( عبارة التحفة ،ويجوز أخذ نحو سنابل الحصشادين الشتي اعتيشد العشراض
عنها .وقول الزركشي ينبغي تخصيصه بما ل زكاة فيه أو بمن تحششل لششه كششالفقير ،معششترض بششأن
الظاهر اغتفار ذلك ،كما جرى عليه السلف والخلف ،وبحث غيره تقييده بما ليس فيه حق بمن ل
يعبر عن نفسه اعترضه البلقيني بأن ذلك إنما يظهر في نحو الكسرة مما قششد يقصششد وسششبقت اليششد
عليه ،بخلف السنابل .اه) .قوله :وكذا برادة( أي وكششذا يجششوز أخششذ بششرادة الحششدادين ،أي القطششع
الصغار التي تسقط عند برد الحديد )قوله :وكسرة خبز( أي يجوز أخششذ كسششرة خششبز .وقششوله مششن
رشيد :راجع للخير بدليل عبارة التحفة المارة آنفا .وخرج به غير الرشيد فل يجوز أخششذها منششه
)قوله :ونحو ذلك( أي المذكور من السنابل والبرادة وكسرة الخششبز )قششوله :فيملكششه آخششذه( أي مششا
ذكر مما مر )قوله :وينفذ تصرفه( أي الخذ ببيع وهبة ونحوهما )قوله :ويحرم أخذ ثمر تسششاقط(
أي من أشجاره كرطب وعنب وخوخ ومشمش وغيرها من بقية الثمار )قششوله :إن حششوط عليششه(
أي على ذلك الثمر ،والمراد على أشششجاره )قششوله :وسششقط داخششل الجششدار( فششي التحفششة فششي كتششاب
الصيد ما نصه :وكذا إن لم يحوط عليه أو سقط خارجه لكن لم تعتد المسامحة بأخذه .وقوله قششال
في المجموع الخ :ساقه في التحفة تأييششدا لكلمششه المششار ،وهششو أنسششب مششن صششنيع المؤلششف .فتنبششه
)قوله :ما سقط خارج الجدار( أي المحوط علشى الششجار )قشوله :إن لشم يعتشد إبشاحته( أي إباحشة
المالك له .وقوله حرم :أي أخذه )قوله :وإن اعتيدت( أي الباحة .وقوله حل :أي أخششذه .قششال فششي
التحفة كما تحل هدية أوصلها مميز .اه) .قوله :عمل الخ( علة للحششل .وقششوله بالعششادة المسششتمرة:
أي المطردة .وقوله المغلبة :أي تلك العادة المطردة .وقششوله علششى الظششن :أي ظششن النششاس .وقششوله
إباحتهم :أي الملك .وقوله له :أي لخذه) .لطيفة( كان في زمن النبي )ص( رجششل يقششال لششه أبششو
دجانة ،فكان إذا صلى الفجر خرج مستعجل ول يصبر حتى يسمع دعششاء النششبي )ص( ،فقششال لششه
يوما :أليس لك إلى ال حاجة ؟ فقال :بلى فقال فلم ل تقف حتى تسمع الدعاء ؟ فقال :لي عششذر يششا
رسول ال .قال وما عذرك ؟ فقال إن داري ملصقة لدار رجل ،وفي داره نخلششة ،وهششي مشششرفة
على داري ،فإذا هب الهواء ليل يقع من رطبها في داري ،فإذا انتبشه أولدي ،وقشد مسشهم الضششر
من الجوع فما وجدوه أكلششوه ،فأعجششل قبششل انتبششاههم ،وأجمششع مششا وقششع وأحملششه إلششى دار صششاحب
النخلة ،ولقد رأيت ولدي يوما قد وضع رطبة في فمه فأخرجتها بأصبعي من فيه وقلت له يا بني
ل تفضح أباك في الخرة ،فبكى لفرط جوعه .فقلت له :لو خرجت نفسششك لششم أدع الحششرام يششدخل
إلى جوفك ،وحملتها مششع غيرهششا إلششى صششاحبها .فششدمعت عينششا النششبي )ص( وسششأل عششن صششاحب
النخلة ،فقيل له فلن المنافق ،فاستدعاه وقشال لشه :بعنشي تلشك النخلشة الشتي فشي دارك بعششرة مشن
النخل :عروقها من الزبرجد الخضر ،وساقها من الذهب الحمر ،وقضبانها من اللؤلؤ البيض،
ومعها من الحور العين بعدد ما عليها من الرطب .فقال له المنافق :ما أنششا تشاجر أبيششع بنسششيئة ،ل
أبيع إل نقدا ل وعدا ،فوثب أبو بكر الصديق رضي ال تعالى عنه وقال :هي بعشرة مششن النخيششل
في الموضع الفلني ،وليس فششي المدينششة مثششل تلششك النخيششل ،ففششرح المنششافق وقششال بعتششك .قششال قششد
اشتريت ،ثم وهبها لبي دجانة ،فقششال النششبي )ص( قششد ضششمنت لششك يششا أبششا بكششر عوضششها ،ففششرح
الصديق ،وفرح أبو دجانة رضي ال عنهما ،ومضى المنافق إلى زوجته يقششول قششد ربحششت اليششوم
ربحا عظيما ،وأخبرها بالقصة وقال قد أخذت عشرة من النخيل ،والنخلة التي بعتها مقيمة عندي
في داري أبدا نأكل منها ول نوصل منها شيئا إلى صاحبها ،فلما نام تلك الليلششة وأصششبح الصششباح
وإذا بالنخلة قد تحولت بالقدرة إلى دار أبي دجانة كأنها لششم تكششن فششي دار المنششافق ،فتعجششب غايششة
العجب .وهذه معجزة سيدنا رسول ال )ص( وفي قدرة ال تعالى ما هو أعظم من ذلك
] [ 294
)تتمة( تعرض المصشنف للقطشة ولشم يتعشرض للقيشط ،وحاصشل الكلم عليشه أنشه إذا وجشد
لقيط ،أي صغير ،ضائع ل يعلم لششه كافششل مششن أب أو جششد أو مششن يقششوم مقامهمششا أو مجنششون بششالغ
بقارعة الطريق فأخذه وكفالته وتربيته واجبة على الكفايششة لقششوله تعششالى) * :ومششن أحياهششا فكأنمششا
أحيا الناس جميعا( * ) (1ولنه آدمي محششترم فششوجب حفظششه كالمضششطر إلششى طعششام غيششره ،فششإذا
التقطه بعض من هو أهل لحضانة اللقيط الثم عن الباقي ،فإن لششم يلتقطشه أحششد أثششم الجميششع ،ولشو
علم به واحد فقط تعين عليه ،ويحب الشهاد على التقاطه خوفا من أن يسترقه اللقط ،ولششو كششان
ظاهر العدالة ،وفارق الشهاد على التقاط اللقطة حيث لشم يجششب بشأن الغششرض منهشا المششال غالبششا
والشهاد في التصرف المالي مستحب ولن الغششرض منششه حفششظ حريتششه ونسششبه فششوجب الشششهاد
عليه ،كافي النكاح ،فإنه يجب الشهاد عليه لحفظ نسب الولد لبيه وحريتششه ،وبششأن اللقطششة يشششيع
أمرها بالتعريف ول تعريف في اللقيط .ويجب الشهاد على ما معه من المال تبعا لششه ،وإن كششان
ل يجب الشهاد على المال وحده ،فلو ترك الشهاد لم تثبشت لشه وليشة الحفشظ ،بشل ينزعشه منشه،
وجوبا ،الحاكم دون الحاد ،ثم إن لم يوجد له مال فنفقته في بيت المال من سهم المصالح ،فإم لششم
يكن في بيت المال مال أو كان ثم ما هو أهم منششه اقششترض عليششه الحششاكم ،فششإن عسششر القششتراض
وجب على موسرينا قرضا عليه إن كان حششرا ،وإل فعلششى سششيده .وقششد نظششم ابششن رسششلن مبحششث
اللقيط في زبده فقال :للعدل أن يأخذ طفل نبذافرض كفاية وحضنه كذا وقوته من ماله بمن قضى
لفقده أشهد ثم اقترضا وعليه إذ يفقد بيت المال والقرض خذ منه لشذي الكمشال )واعلشم( أن اللقيشط
في دار السلم ،أو ما ألحق بها ،مسلم تبعا للدار إل إن أقام كافر بينشة بنسشبه فيتبعشه فشي النسشب
والدين فيكون كافرا تبعا لششه ،بخلف مششا إذا اسششتلحقه بل بينششة لنششه قششد حكششم بإسششلمه تبعششا لششدار
السلم أو ما ألحق بها وهي دار الكفر الششتي بهششا مسششلم يمكششن كشونه منشه ولشو أسششيرا منتششرا أو
تاجرا ،ول يكفي اجتيازه بدار الكفر ،بخلفه بدار السلم فإنه يكفي اجتيششازه بهششا لحرمتهششا .ولشو
وجد اللقيط بدار الكفر التي ل مسلم بها فهو كافر وهشو حشر وإن ادعشى رقششه لقششط أو غيشره لن
غالب الناس أحرار إل أن تقام برقه بينة متعرضة لسبب الملك كإرث أو شششراء :كششأن تشششهد أنششه
رقيق لفلن ورثه من أبيه أو اشتراه ،وإل إن أقر بالرق بعد كماله لشخص ولم يكششذبه المقششر لششه،
بأن صدقه أو سكت ولم يسبق منه قبل إقراره بالرق بعد كماله إقرار بحرية ،أما إذا كششذبه المقششر
له فل يقبل إقراره بالرق له ،وإن عاد المكذب وصدقه لنه لمششا كششذبه حكششم بحريتششه بالصششل فل
يعود رقيقا ،وكذا لو سبق منه قبل إقراره بالرق بعد كماله إقششرار بحريششة لنششه لمششا حكششم بحريتششه
بإقراره السابق لم يقبل إقراره بالرق بعد ذلك .وال سبحانه وتعالى أعلم.
] [ 295
باب النكاح هذا هو الربع الثالث من الفقه .وإنما قدموا العبادات لنها أهشم ،ثشم المعشاملت
لن الحتياج إليها أهم ،ثم ذكروا الفرائض في أول النصف الثاني للشارة إلى أنها نصف العلم،
ثم النكاح لنه إذا تمت شهوة البطششن يحتشاج لششهوة الفشرج ،ثشم الجنايشات لن الغشالب أن الجنايشة
تحصل بعد استيفاء شهوتي البطن والفرج ،ثم القضششية والشششهادات لن النسششان إذا وقعششت منششه
الجنايات رفعوه للقاضي واحتاجوا للشهادة عليه ،ثم ختموا بالعتق رجاء أن يختم ال لهششم بششالعتق
من النار .والنكاح من الشرائع القديمة ،فإنه شششرع مششن لششدن آدم عليشه السششلم واسششتمر حششتى فششي
الجنة ،فإنه يجوز للنسان النكاح في الجنة ،ولو لمحارمه ،ما عدا الصششول والفششروع ،فل ينكششح
أمه ول بنته فيها .قال الطباء :ومقاصد النكاح ثلثشة :حفشظ النسشل ،وإخشراج المشاء الشذي يضشر
احتباسه بالبدن ،ونيل اللذة .وهذه الثالثة هي التي تبقى في الجنة ،إذ ل تناسل هناك ول احتبششاس،
والصل فيه الكتاب والسنة والجمششاع ،فمششن الول قششوله تعششالى) * :فششانكحوا مششا طششاب لكششم مششن
النساء مثنى وثلث ورباع( * ) (1وقوله تعالى) * :وأنكحوا اليامى منكشم( * (2) .ومشن الثشاني
قوله )ص( :من أحب فطرتي فليستسن بسنتي ،ومن سنتي النكاح وفششي روايششة :فمششن رغششب عششن
سنتي فمات قبل أن يتزوج صرفت الملئكة وجهششه عششن حوضششي يششوم القيامششة وقششال )ص( :مششن
ترك التزويج مخافة العالة ) (3فليس مني وأخرج المام أحمد ومسلم عن ابن عمششر :الششدنيا كلهششا
متاع ،وخير متاعها المرأة الصالحة وابن ماجة عن أبي أمامة :ما استفاد المؤمن بعششد تقششوى ال ش
خيرا له من زوجة صالحة :إن أمرها أطاعته ،وإن نظر إليها سرته ،وإن أقسم عليها أبرته ،وإن
غاب عنها نصحته في نفسها وماله والطبراني عن ابشن مسشعود تزوجشوا البكشار ،فششإنهن أعشذب
أفواها ،وأنتق أرحاما ،وأرضى باليسر والبيهقي عن أبي سعيد وابن عباس رضي ال عنهم قال:
قال رسول ال )ص( :من ولد له ولد فليحسن اسمه وأدبه ،وإذا بلغ فليزوجه ،فإن بلغ ولم يزوجه
فأصاب إثما فإنما إثمه على أبيه وروي أنه :دخل رجل على النبي )ص( يقال له عكاف ،فقال له
النبي )ص( يا عكاف ألك زوجة ؟ قال :ل ،قال ول جارية ؟ قششال ول جاريششة .قششال وأنششت بخيششر
موسر ؟ قال وأنا بخير موسر .قال أنت من إخوان الشياطين .لو كنششت مششن النصششارى كنششت مششن
رهبانهم .إن من سنتي النكاح :شراركم عزابكششم ،أراذل أمششواتكم عزابكششم رواه المششام أحمششد فششي
مسنده .وقد نظم ابن العماد هذا المعنششى فششي قششوله :شششراركم عزابكششم جششاء الخششبرأراذل المششوات
عزاب البشر وفي المجالس السنية للفشني ما نصه :قال بعض الشراح إنما كان من ل يششتزوج أو
يتسرى مع القدرة عليه من شرار المة في الحياء وأراذلها في الموات لمخالفته ما أمر الش بششه
ورسوله وحث عليه ،وسمي من شرار الخلق لعدم غششض بصششره وتحصششين فرجششه ،ولعششدم سششتر
شطر دينه ،للخبار الواردة في ذلك عن النبي )ص( بقوله :من تزوج فقد ستر شطر دينه ،فليتق
ال في الشطر الخر وأيضا فإن مثششل هششذا ل يششؤمن غالبششا علششى النسششاء ول علششى المجششاورة فششي
السكنى وغيرها .فربما تسلط الشيطان فيقع الفساد .اه.
) (1سورة النساء ،الية (2) .3 :سورة النور ،الية (3) .32 :لعلها العلية
] [ 296
)وحكي( أبو العباس أحمد بن يعقوب أنه رؤي معروف الكرخششي فششي النششوم ،فقيششل لششه مششا
صنع ال بك ؟ قال أباحني الجنة ،غير أن في نفسي حسرة :إنشي خرجشت مشن الشدنيا ولشم أتشزوج
)وحكي( أن بعض الصالحين كان يعرض عليه التزوج فيأبى برهة من دهششره ،فششانتبه مششن نششومه
ذات يوم وقال زوجوني ،فزوجوه ،فسئل عن ذلك :فقال لعل ال يرزقني ولدا ويقبضه فيكون لشي
مقدمة في الخرة .ثم قال رأيت في المنام كششأن القيامششة قششد قششامت وكنششت مششن جملششة الخلئق فششي
الموقششف وبششي مششن العطششش والكششرب مششا كششاد أن يقطششع عنقششي ،وكششذا الخلئق فششي شششدة العطششش
والكرب ،فنحن كذلك إذ ولدان قد ظهروا وبأيديهم أباريق من فضة مغطاة بمناديل من نور وهششم
يتخللون الجموع ويتجاوزون أكثر الناس ويسششقون واحششدا بعششد واحششد ،فمششددت يششدي إليهششم وقلششت
لبعضهم اسقني فقد أجهدني العطش ،فنظر إلي وقال ليس لك ولد فينا ،إنما نسقي آباءنا وأمهاتنششا.
فقلت من أنتم ؟ فقششالوا :نحششن أطفششال المسششلمين وأركششان النكششاح خمسششة :زوج ،وزوجششة ،وولششي،
وشاهدان ،وصيغة )قوله :وهو لغة الضم والجتماع( عطششف الجتمششاع علششى الضششم مششن عطششف
العام على الخاص .وعبارة شيخ السلم والتحفة والنهاية ،هو لغششة الضششم والششوطئ .اه .فأفششادت
أنه يطلق لغة على الوطئ كما يطلق على الضم والجتماع .وعبارة الخطيب :والعششرب تسششتعمله
بمعنى العقد والوطئ جميعا .اه .وكتب البجيرمي :عليهشا ،أي يطلشق علشى كششل منهمشا ،فهشو مششن
قبيل المشترك ،فيكون حقيقة فيهما .اه .ونقل الباجوري عن النووي في شششرح مسششلم مثلششه فقششال:
قال النووي في شرح مسششلم :هششو لغشة الضششم والششوطئ .ثششم قششال :قششال الواحششدي :قششال أبششو القاسششم
الزجاجي النكاح في كلم العرب بمعنى العقد والوطئ ،ثم قششال وقششال أبششو علششي الفارسششي فرقششت
العرب بينهما فرقا لطيفا :فإذا قالوا نكح فلنة أو بنششت فلنششة أرادوا عقششد عليهششا ،وإذا قششالوا نكششح
امرأته أو زوجته أرادوا وطئها .اه .بتصرف .وأورد البرماوي علششى هششذا بششأن فيششه تسششاهل لن
الوطئ والعقد من معناه الشرعي ،وهو كما قال ،وإن رده الباجوري .فتنبه )قوله :ومنه( أي مششن
النكاح بمعناه اللغوي الذي هو الضم والجتماع ،وقوله قولهم :أي العرب .وقوله إذا تمايلت الششخ:
أي تقول ذلك إذا تمايلت الشجار وانضم بعضها إلى بعض ،وهذا هششو محششل السششتدلل .وسششمي
المعنى الشرعي بذلك لما فيه من ضم أحد الوجهين إلى الخر )قوله :وشرعا عقد الخ( اعلششم أنششه
اختلف في كون عقد النكاح عقد إباحة أو تمليك على وجهيششن :أوجههمششا أنششه عقششد إباحششة ،وعليششه
التعريف المذكور .ويظهر أثر الخلف فيما لو حلششف ل يملششك شششيئا ولششه زوجششة ،فعلششى الول ل
يحنث ،وعلى الثاني يحنث .قال في المغني :واختار المصنف عدم الحنث إذا لم يكششن لششه فيششه ،إذ
ل يفهم منه الزوجية .اه .وقوله واختار عدم الحنث :أي حتى على أنه تمليك بدليل التعليل ،وقال
فيه أيضا :ويظهر أثر الخلف فيما لو طئت بشششبهة إن قلنششا إنششه ملششك فششالمهر لششه ،وإل فلهششا .اه.
وهذا مبني على أن المراد بالملك ملك المنفعة ،والمعتمد أن المراد به ملك النتفششاع فعليششه المهششر
لها مطلقا .وفي حاشية الجمل منا نصه) .فرع( المعقود عليه فششي النكششاح :حششل السششتمتاع اللزم
المؤقت بموت أحد الزوجين .ويجوز رفعه بششالطلق وغيششره ،وقيششل المعقشود عليششه عيشن المششرأة،
وقيل منافع البضع .اه .وقوله يتضششمن إباحششة وطششئ :أي يسششتلزمها ،وقششوله بلفششظ إنكششاح :متعلششق
بمحذوف ،أي عقد يحصل بلفظ إنكاح الخ :أي بلفظ مشتق إنكاح أو مشتق تزويج .وخرج به بيششع
المة فإنه عقد يتضمن إباحة وطئ ،لكن ل بلفظ إنكاح أو تزويج ،وإنما قلنا أي بلفشظ مششتق الشخ
لنهما مصدران ،والمصدر كناية ل ينعقد به النكاح .اه .بجيرمي )قوله :وهششو( أي لفششظ النكششاح.
وقوله حقيقة في العقد مجاز في الوطئ :ل يرد عليه قوله تعالى) * :حششتى تنكششح زوجششا غيششره( *
لن المراد به فيه العقد .وأما الوطئ فهو مستفاد من خبر حتى تذوقي عسيلته ويذوق
] [ 297
عسيلتك فالعقد مستفاد من الكتاب ،والوطئ مستفاد من السنة .والمراد به في ذلششك الششوطئ
مجازا مرسل :من إطلق اسم السبب على المسبب بقرينة الخبر المذكور .وقوله على الصششحيح:
مقابله قولن أحدهما أنه حقيقة في الوطئ مجاز في العقد ،وبه قال أبششو حنيفششة رضششي ال ش عنششه،
وثانيهما أنه حقيقة فيهما بالشتراك كعيشن ،وعليشه حمشل النهشي فشي قشوله تعشالى) * :ول تنكحشوا
المشركات حتى يؤمن( * ) (1فإن المراد النهي عن العقد وعششن الششوطئ بملششك اليميششن معششا علششى
استعمال المشترك في معنييه .قشال فشي المغنشي :وتظهشر فشائدة الخلف فيمشن زنشى بشامرأة فإنهشا
تحرم على والده وولده عندهم ل عندنا .قاله الماوردي والروياني .وفيمششا لششو علششق الطلق علششى
النكاح فإنه يحمل على العقد عندنا ،ل بالوطئ ،إل إن نششوى .اه .وقششوله عنششدنا :أي وأمششا عنششدهم
فيحمل على الوطئ ،ويفرق بينهما بالقرائن )قوله :سن الخ( ذكر له أربعششة أحكششام :السششنية لتششائق
قادر علششى المششؤن وخلف الولششى لتششائق غيششر قششادر عليهششا ،والكراهششة لغيششر قششادر وغيششر تششائق،
والوجوب لناذر له حيث ندب في حقه .وبقي الحرمة ،وهي في حق من لم يقششم بحقششوق الزوجيششة
)قوله :أي النكاح( تفسير للضمير المستتر ،ويتعين أن يراد به التزوج ،وهو القبول ،إذ هو الششذي
من طرف الزوج .ففي كلم المصنف شبه استخدام حيث ذكششر النكششاح أول فششي الترجمششة بمعنششى
العقد المركب من اليجاب والقبول ،وذكره ثانيا بمعنى آخر وهو القبول الششذي هششو أحششد طرفيششه.
وأما اليجاب الذي هو الطرف الخر فمتعلق بالولي فل قدرة للزوج عليه ،وهششو أيضششا مسششتحق
إن كانت المرأة تائقة ،فيستحب لها النكاح بمعنى التزوج الذي هو اليجاب لكشن بواسشطة الشولي.
وفي معنى التائقة المحتاجة للنفقة والخائفة من اقتحام الفجششرة ،بششل إن لششم تنششدفع الفجششرة عنهششا إل
بالنكاح وجب ،فإن لم تكن تائقة ول محتاجششة ول خائفششة كششره لهششا لنهششا يخشششى منهششا أن ل تقشوم
بحقوق الزوجية مع عدم السبب المقتضي للنكاح .وقوله لتششائق :متعلششق بسششن ،وقششوله أي محتششاج
للوطئ :تفسير مراد له )قوله :وإن اشتغل بالعبادة( غاية في سنيته لمن ذكر .والمناسب تأخيرهششا
عن القيد الثاني .أعني قوله قادر الخ ،أي سن لشه ذلشك مطلقشا سشواء كشان مششتغل بالعبشادة أم ل.
وذلك لوجود التوقان مع القدرة ،بخلف غير التائق القادر على المؤنة .فششإن كششان يتخلششى للعبششادة
فهي أفضل ،وإل فهو أفضل لئل تفضي به البطالة إلى الفواحش ،كمششا قششال بعضششهم :إن الشششباب
والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة )قشوله :قششادر علششى مؤنششة( أي متعلقششة بالنكششاح زائدة عششن
مسكنه وخادمه ومركوبه وملبوسه )قوله :من مهر الخ( بيان للمؤنششة ،والمششراد بششه الحششال .وقششوله
وكسوة فصل تمكين :أي الفصل الذي حصل التمكين فيه .وقشوله ونفقشة يشومه :أي يشوم التمكيششن،
أي وليلته ،وعبر في جانب الكسششوة بالفصششل وفششي جششانب النفقششة بششاليوم :لن العششبرة فششي الكسششوة
بفصل التمكين ،كفصل الشتاء أو الصيف ،وفي النفقة بيششوم التمكيششن ،أي وليلتششه )قششوله :للخبششار
الثابتة في السنن( هو تعليل لسنيته لمن ذكر )قوله :وقد أوردت حملة منها( أي من الخبار ،وقششد
علمت في أول الباب معظم ذلك ،ومنها غير ما تقدم قوله )ص( :يا معشر الشباب :مششن اسششتطاع
منكم الباءة فليتزوج ،فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج .ومن لم يسششتطع فعليششه بالصششوم فششإنه لششه
وجاء أي قاطع لتوقانه والباءة ،بالمد ،لغة الجماع ،والمراد بها هششو مششع المؤنشة لروايششة مشن كششان
منكم ذا طول فليتزوج )قوله :إحكام أحكام النكاح( الولى بكسششر الهمششزة :مصششدر بمعنششى إتقششان،
والثانية بالفتح جمع حكم .وفي بعض نسخ الخط إسقاط الولى )قوله :ولما فيه( أي النكاح ،وهششو
معطوف على للخبار )قوله :وأما التائق العاجز عن المؤن( هذا مفهوم قششوله قششادر علششى مؤنششة،
والنسشب أن يقشول وخشرج بقشولي قششادر العششاجز )قشوله :فشالولى لشه تركشه( أي لقشوله تعشالى* :
)وليستعفف الذين ل يجدون نكاحا حتى يغنيهم ال من فضله( * ولمفهوم حديث من اسششتطاع الششخ
)قوله :وكسر
) (1سورة البقرة ،الية (2) .221 :سورة النور ،الية33 :
] [ 298
حاجته الخ( معطوف على تركه :أي والولى له كسر حاجته :أي شهوته بالصوم لحششديث
من استطاع المار والمراد الصوم الدائم لنه يثير الحششرارة والشششهوة فششي ابتششدائه ،ول تنكسششر إل
بدوامه .وفي البجيرمي :قال العلماء الصوم يثير الحركة والشهوة أول ،فإذا داوم سكنت .قال ابن
حجر :ول دخل للصوم في المرأة ،لنه ل يكسر شهوتها .قال سم :فششي إطلقششه نظششر :مششا المششانع
أنها كالرجل إذا كانت حاجتها الشهوة فتكسششرها بالصششوم ؟ فليراجششع .وفيشه أن هششذا أمششر طششبي ل
دخل للفقهاء فيه .فكيف يقول ما المانع ؟ اه) .قششوله :ل بالششدواء( معطششوف علششى بالصششوم :أي ل
كسر حاجته بالدواء ككافور ،بل يتزوج ويتوكل على ال ،فإن ال تكفل بششالرزق للمششتزوج بقصششد
العفاف ،فإن كسرها به ،فإن قطع الشهوة بالكلية حرم ،وإن لشم يقطعهشا بالكليشة بشل يفترهشا كشره.
ومثل هذا التفصيل يجري في استعمال المرأة شيئا يمنع الحبل ،فإن كان يقطع مششن أصششله حششرم،
وإل بأن كان يبطئه كره .وفي البجيرمي ما نصه :واختلفوا في جششواز التسششبب فششي إلقششاء النطفششة
بعد استقرارها في الرحم فقال أبو إسحاق المروزي يجوز إلقاء النطفشة والعلقشة ،ونقشل ذلشك عشن
أبي حنيفة رضي ال عنه .وفي الحياء ،في مبحث العزل ،ما يدل على تحريمششه ،وهششو الوجششه،
لنها بعد الستقرار آيلة إلى التخلق المهيأ لنفخ الروح ،ول كذلك العزل .اه .ابن حجر .والمعتمد
أنه ل يحرم إل بعد نفخ الروح فيه .اه .وسيذكره الشارح في آخر باب الجناية )قوله :وكششره( أي
النكاح بمعنى التزوج الذي هو القبول ،كما تقدم .وقوله لعاجز عن المؤن غير تشائق ،هشذا مفهشوم
قوله تائق ،فهو على اللف والنشر المشششوش .والنسششب هنششا أيضششا أن يقشول وخششرج بقششولي تششائق
غيره فيكره إن عجز عن المؤنة .وعبارة المنهج وشرحه ،وكشره النكشاح لغيشره ،أي غيشر التشائق
له ،لعلة أو غيرها إن فقدها ،أي أهبته ،أو وجدها وكان به علة كهرم وتعنين لنتفاء حششاجته إليششه
مع التزام فاقد الهبة ما ل يقدر عليه وخطر القيام بواجبه فيمن عداه ،وإل بششأن وجششدها ول علششة
به فتخل لعبادة أفضل .اه )قوله :ويجب بالنذر حيث ندب( أي إذا نذر النكاح وجب عليه إن ندب
في حقه بأن كان تائقا قادرا على المؤنة ،وهذا مششا جششرى عليششه ابششن حجششر ،ونششص عبششارته :نعششم
حيث ندب لوجود الحاجة والهبة وجب بالنذر على المعتمد الذي صرح به ابششن الرفعششة وغيششره.
اه .والذي اعتمده م ر خلفه ،ونص عبارته :ول يلزم بالنذر مطلقا ،وإن استحب ،كمششا أفششتى بششه
الوالد رحمه ال تعالى ،خلفششا لبعششض المتششأخرين .اه .وعششدم النعقششاد عنششده نظششرا لكششون أصششله
الباحة ،والستحباب فيه عارض .نعم :قشد يجشب بغيشر النشذر فيمششا لشو خششاف علششى نفسشه العنششت
وتعين طريقا لدفعه مع قدرته .وبحشث بعضشهم أيضشا وجشوبه فيمشا لشو طلشق مظلومشة فشي القسشم
ليوفيها حقها من نوبة المظلوم لها )قوله :وسن نظر الخ( وذلك لمششا روي عششن جششابر رضششي الش
عنه أن النبي )ص( قال :إذا خطب أحدكم المرأة ،أي أراد خطبتها - :بدليل روايششة أخششرى ،-فل
جناح عليه أن ينظر إليها وإن كانت ل تعلم رواه أبو داود والطبراني وأحمد .وأخرج ابن النجار
وغيره عن المغيرة بن شعبة قال :خطبت جارية من النصار فذكرت ذلك للنبي )ص( ،فقال لششي
رأيتها ؟ فقلت ل .قال فانظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكمششا ،أي تششدوم المششودة واللفششة ،فششأتيتهم
فذكرت ذلك إلى والديها ،فنظر أحدهما إلى صاحبه فقمت فخرجت ،فقالت الجارية علي بالرجل،
فوقفت ناحية خدرها ،فقالت إن كان رسول ال )ص( أمرك أن تنظر إلي فانظر ،وإل فأنا أحرج
عليك أن تنظر فنظرت إليها ،فتزوجتها ،فما تزوجت امرأة قششط أحششب إلششي منهششا ول أكششرم علششي
منها ،وقد تزوجت سبعين امرأة )قوله :بعد العزم على النكاح( متعلق بسن أو بنظششر .وخششرج بششه
ما إذا كان قبل العزم فل يسن ،بل يحرم لنه ل حاجة إليه قبله )قوله :وقبل الخطبة( خرج به مششا
إذا كان بعدها فل يسن النظر .نعم ،يجوز ،كما في التحفة ،ونصها :وظاهر كلمهم انششه ل ينششدب
النظر بعد الخطبة لنه قد يعرض فتتششأذى هششي أو أهلهششا وأنششه مششع ذلششك يجششوز لن فيششه مصششلحة
أيضا ،فما قيل يحتمل حرمته لن إذن الشارع لم يقع إل فيما قبل الخطبة يرد بأن الخبر مصششرح
بجوازه بعدها فبطل حصره ،وإنما أولوه بالنسبة للولوية ،ل الجواز ،كما هو واضح .اه )قششوله:
الخر( مفعول المصدر المضاف لفاعله وهو نظر :أي سن أن ينظر كل الخر ،وهو قيششد خششرج
به النظر إلى نحو ولد المخطوبة المرد ،فل يجوز له نظره وإن
] [ 299
بلغه استواؤهما في الحسن ،خلفا لمن وهم فيه وزعششم أن هششذا حاجشة مجششوزة ممنشوع :إذ
الستواء في الحسن المقتضي لكون نظره يكفي عن نظرها فشي كشل مشا هشو المقصشود منشه يكشاد
يكون مستحيل .اه .تحفة )قوله :غير عورة( منصوب على الستثناء أو على البدلية مششن الخششر.
وقوله مقررة في شروط الصلة :وهي للرجل والمة ما بين السرة والركبة ،وللحرة جميع بششدنها
ما عدا وجهها وكفيها )قوله :فينظر من الحرة وجهها الششخ( أي ولششو بشششهوة أو خششوف فتنششة ،كمششا
قاله المام والروياني ،وإن قال الذرعي في جواز نظششره بشششهوة نظششر ،والمعتمششد الجششواز ،ولششو
بشهوة ،وله تكريره إن احتاج إليه ،ولو فوق الثلث ،حتى يتششبين لششه هيئتهششا ،فششإن لششم يحتششج إليششه
لكونه تبين له هيئتها بنظرة حشرم مشا زاد عليهشا ،لن الضشابط فشي ذلشك الحاجشة .وإذا لشم تعجبشه
سكت ول يقول ل أريدها ،ول يترتب على سششكوته منششع خطبتهششا لن السششكوت إذا طششال وأشششعر
بالعراض جازت ،وضششرر الطششول دون ضششرر ل أريششدها .فاحتمششل .أفششاده م ر )قششوله :ليعششرف
جمالها( علة لنظره وجهها )قوله :وكفيها( معطوف على وجهها :أي وينظر كفيها .وقوله لعيرف
خصوبة بدنها :علة له ،والخصوبة النعومة .وفي الخطيب ،والحكمة فششي القتصششار علششى الششوجه
والكفين أن في الوجه ما يستدل به على الجمال ،وفي اليدين ما يستدل به على خصب البدن .اه.
وكتب البجيرمي ما نصه :قد يقال هذه الحكمة توجد في المة ،فمقتضاها أنه ل ينظر مششن المششة
إل الوجه والكفين ،كالحرة ،للحكمة المذكورة ،وأجيب بأن الحكمة ل يلششزم اطرادهششا .اه) .قششوله:
وممن الخ( معطوف على من الحرة ،أي وينظر من المرأة التي قام بها الرق ،أي اتصفت به كل
أو بعضا ،ما عدا ما بين السرة والركبة .قال في التحفة :ول يعارضه مششا يششأتي أنهششا كششالحرة فششي
نظر الجنبي إليها لن النظر هنا مأمور به ،ولو مع خوف الفتنة ،فأنيط بما عدا عششورة الصششلة.
وفيما يأتي منوط بخوف الفتنة ،وهو جار فيما عدا الوجه والكفيشن مطلقششا .اه) .قشوله :وهمششا( أي
الحرة والمة .وقوله تنظران منه ،أي الرجل الخاطب إذا أرادتا تزوجه لنهمشا يعجبهمشا منشه مشا
يعجبه منهما .وقوله ذلك :أي ما عدا ما بين السرة والركبة ،وقيل الحرة تنظر منه ما ينظر منهششا
فقط ،وهو الوجه والكفان )قوله :ول بد في حل النظر الخ( ذكر لحششل النظششر قيششدين :تيقششن الخلششو
من نكاح وعدة ،وغلبة ظنه أنه يجاب .وتقدم قيد أيضا له وهو العزم على النكاح ،فلو انتفى أحششد
هذه القيود حرم عليه النظر لعدم وجود مسوغ ،وقوله مششن تيقششن خلوهششا مششن نكششاح ،قششال سششم :أو
ظنه .وقوله وعدة ،أي وخلوها من عدة .أي تحششرم التعريششض ،كالرجعيششة ،فششإن لششم تحرمششه جششاز
النظر وإن علمت به لن غايته أنه كالتعريض ،فإطلق بعضهم حرمته في العششدة إذا كشان بإذنهششا
أو مع علمها بأنه لرغبته في نكاحها ينبغي حمله على ما ذكرتششه .اه .تحفششة )قشوله :وأن ل يغلششب
على ظنه الخ( المصدر معطوف على تيقن ،أي ول بد من عدم غلبششة عششدم الجابششة علششى الظششن.
وقوله أنه أي الخاطب .وقششوله ليجششاب :أي ل يقبششل إذا خطششب )قششوله :ونششدب لمششن ل يتيسششر لششه
النظر( أي أو ل يريده بنفسه .وقوله أن يرسل الخ :وذلك لمششا روى المششام أحمششد فششي المسششند أن
النبي )ص( بعث امرأة تخطب له امرأة ،فقال انظششري إلششى وجههششا وكفيهششا وعراقيبهششا ،وتسششمى
عوارضها وقوله نحو امرأة :أي كمحرم لها وممسششوح .وقششوله ليتأملهششا ،الضششمير المسششتتر يعششود
على نحو المرأة ،والبارز يعود على المخطوبة .وقوله ويصفها له ،أي للمرسل الخاطب ،ويجوز
أن يصف له زائد على ما ل يحششل لششه نظششره .فيسششتفيد بالرسششال مششا ل يسششتفيد بششالنظر .قششال فششي
التحفة :وهذا لمزيد الحاجة إليه مستثنى من حرمة وصف امرأة لرجل .اه )قوله :وخرج بششالنظر
المس فيحرم( أي ولو لعمى فل يجوز له المس ،بل يوكل من ينظر له .وقوله إذ ل حاجة إليششه:
أي إلى المس ،وهو تعليل لحرمته )قوله مهمة( أي في بيان النظر المحرم والجششائز وغيششر ذلششك.
وحاصله أنه إما أن يمتنع مطلقا ،وذلك في الجنبية،
] [ 300
وإما أن يجوز مطلقا ،وذلك في الزوجة والمششة ،وإمششا أن يجششوز لمششا عششدا مششا بيششن السششرة
والركبة ،وذلك في المحارم والمة المزوجة والمعتدة ،وإما أن يجوز لجل الخطبة ،وذلك للوجه
والكفين في الحرة ،وما عدا ما بينالسرة والركبة في المة ،وإما أن يجوز لجشل المشداواة ،وذلشك
في محل الحاجة ،وإما للمعاملة والشهادة ،وذلك للوجه فقط .فإن كن للشهادة على رضاع أو زنششا
فبالنظر لذلك المحل وإما أن يكون لتقليب أمة يريد شراءها ،وذلك إلى المواضع التي يحتاج إلششى
تقليبها من البدن ما عدا ما بين السرة والركبة .اه .بجيرمي بتصرف )قوله :يحششرم علششى الرجششل
الخ( وذلك لقوله تعالى) * :قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظششوا فروجهششم( * ) (1وقششوله
)ص( :النظرة سهم مسموم من سهام إبليس المرجوم ،لنها تدعو إلى الفكششر ،والفكششر يششدعو إلششى
الزنا وقوله عليه السلم :العيشن تزنشي ،والقلشب يصشدق ذلشك أو يكشذبه ولشذلك قشال بعضشهم :كشل
الحوادث مبداها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر والمششرء مششا دام ذا عيششن يقلبهششا فششي
أعين الغيد موقوف على الخطر يسر نششاظره مششا ضششر خششاطره ل مرحبششا بسششرور عششاد بالضششرر
والمراد بالرجل :الذكر البالغ ،ولو احتمال ،فدخل الفحل وهو الذي بقي ذكره وأنثيششاه ،والخصششي
وهو من قطع أنثياه وبقي ذكره ،والمجبوب وهو من قطع ذكره وبقيششت أنثيششاه ،والخنششثى المشششكل
لحتمال ذكورته .وأما الممسوح فهو مع النساء الجششانب كششالمحرم ،وأمششا المجنششون فل يوصششف
بتحريم ول تحليل كالبهيمة ،لكن يلزم المرأة الحتجاب عنه .وخرج بالذكر النثى فيحششل نظرهششا
لمثلها ،وبالبالغ الصبي ،لكن المراهق كالبالغ على الصح .ومعنى حرمة النظر فيه ،مع أنه غير
مكلف ،أنه يحرم على وليه تمكينه منه ،ويحرم على المرأة أن تنكشششف عليششه )قششوله :ولششو شششيخا
هما( غاية في حرمة نظر الرجل ،والهم ،بكسر الهاء وتشديد الميششم ،الشششيخ الفششاني )قششوله :تعمششد
نظر الخ( فاعل يحرم .وخرج به ما إذا حصل النظر اتفاقا فل يحرم .وقوله شئ من بدن أجنبية:
أي ولو الوجه والكفين فيحرم النظر إليهما .ووجه المام باتفاق المسششلمين علششى منششع النسششاء مششن
الخروج سافرات الوجوه ،وبششأن النظششر مظنششة الفتنششة ومحششرك للشششهوة ،وقششد قششال تعششالى) * :قششل
للمؤمنين يغضوا مشن أبصششارهم( * ) (2واللئق بمحاسششن الشششريعة سششد البششاب والعششراض عشن
تفاصيل الحوال كالخلوة بالجنبية .قال في فتح الجواد :ول ينافيه ،أي ما حكاه المام مششن اتفششاق
المسلمين على المنع ،ما نقله القاضي عياض عن العلماء أنه ل يجب على المرأة ستر وجهها في
طريقها ،وإنما ذلك سنة ،وعلى الرجال غض البصر لن منعهن مششن ذلششك ليششس لوجششوب السششتر
عليهن ،بل لن فيه مصلحة عامة بسششد بششاب الفتنششة .نعششم ،الششوجه وجششوبه عليهششا إذا علمششت نظششر
أجنبي إليها أخذا من قولهم يلزمهششا سششتر وجههششا عششن الذميششة ،ولن فششي بقششاء كشششفه إعانششة علششى
الحرام .اه .وقال في النهاية :حيث قيل بالتحريم وهو الراجشح حششرم النظشر إلشى المنتقبشة الششتي ل
يبين منها غير عينيها ومحاجرها ،كما بحثه الذرعي ،ل سيما إذا كانت جميلة فكم في المحششاجر
من خناجر .اه .وقوله المحاجر :جمع محجر ،كمجلس ،وهو ما يبدو من النقاب .وفي القششاموس:
المحجر من العين ما دار بها وبدا من البرقع أو ما يظهر من نقابهششا ،كششذا فششي ع ش ،وقشوله مشن
خناجر :جمع خنجر ،وهو من آلت القتل ،فشششبه مششا يبششدو مششن الششبرقع بششالخنجر بجششامع حصششول
الهلك بكل وإن كان في المشبه به حسيا وفي المشبه معنويا )قوله :حرة أو أمة( بدل من أجنبية،
وهو تعميم فيها )قششوله :بلغششت( أي الجنبيششة) .وقشوله :تشششتهي فيششه( أي فششي ذلششك الحششد ،والمششراد
تشتهي لذوي الطباع السليمة لو سلمت من مشوه بها .وخرج به الصششغيرة الششتي ل تشششتهي فيحششل
النظر إليها لنها ليست مظنة الشهوة إل الفرج فيحششرم النظششر إليششه إل لنحششو الم زمششن الرضششاع
والتربية فل يحرم ،كما سيأتي )قوله :ولو شوهاء أو عجوزا( غاية فششي حرمششة النظششر للجنبيششة،
أي يحرم النظر إلى الجنبية ولو كانت شوهاء ،أي قبيحة المنظر أو عجوزة ولو مع أمن الفتنة،
إذ ما من ساقطة إل ولها لقطة .وما أحسن ما قيل في هذا المعنى:
) (1سورة النور ،الية (2) .30 :سورة النور ،الية30 :
] [ 301
لكل ساقطة في الحششي لقطششة وكششل كاسششدة يومششا لهششا سششوق )قششوله :وعكسششه( فاعششل لفعششل
محذوف :أي ويحرم عكسه ،وهو تعمل نظر الجنبية لشئ من بدن أجنبي وإن لم تخف فتنة ولششم
تنظر بشهوة ،وذلك لقوله تعالى) * :وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظششن فروجهششن(
* ) ،(1ولنه )ص( أمر ميمونة وأم سلمة ،وقد رآهما ينظران لبن أم مكتوم ،بالحتجششاب منششه،
فقالت له أم سلمة :أليس هششو أعمششى ل يبصششر ؟ فقششال ألسششتما تبصششرانه ؟ )قششوله :خلفششا للحششاوي
كالرافعي( راجع لصورة العكس فقط فإنهما خالفا في ذلك حيث قال بجواز نظر المرأة إلششى بششدن
الجنبي ،واستدل بنظر عائشة رضي ال عنها إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد والنبي )ص(
)ص( يراها ،ورد بأنه ليس في الحديث أنها نظرت إلى وجوههم وأبشدانهم ،وإنمشا نظشرت لعبهشم
وحرابهم .ول يلزم منه تعمد نظر البدن ،وإن وقع بل قصششد صششرفته حششال أو أن ذلششك كششان قبششل
نزول آية الحجاب ،أو أنها كانت لشم تبلشغ مبلششغ النسششاء .وعبششارة المنهشاج :والصشح جشواز نظششر
المرأة إلى بدن أجنبي سوى ما بين سرته وركبته إن لم تخششف فتنششة .قلششت الصششح التحريششم كهششو
إليها .وال أعلم .اه .وقوله أول والصح ،أي عند الرافعي )قوله :وإن نظششر بغيششر شششهوة( غايششة
في حرمة تعمد نظر الرجل ،ولو قدمها على قوله وعكسه ثم قال ومثلششه العكششس لكششان أولششى :أي
يحرم تعمد النظر وإن نظر بغير شهوة وهي التلذذ بالنظر .وقششوله أو مششع أمششن الفتنششة :هششي ميششل
النفس ودعاؤها إلى الجماع .وقوله على المعتمد :مقابله يقول بحل النظر مع عششدم الشششهوة وأمششن
الفتنة ،لكن في خصوص الوجه والكفين )قوله :ل في نحو مرآة( أي ل يحرم نظره لها فششي نحششو
مرآة كماء وذلك لنه لم يرها فيها وإنما رأى مثالها .ويؤيده قششولهم لشو علششق طلقهششا برؤيتهششا لششم
يحنث برؤية خيالها والمرأة مثله فل يحرم نظرها له في ذلك .قال في التحفة :ومحششل ذلششك ،كمششا
هو ظاهر ،حيص لم يخش فتنة ول ششهوة .اه )قشوله :كمشا أفشتى بشه غيشر واحششد( مرتبشط بششالنفي
)قوله :وقول السنوي( مبتدأ خششبره ضششعيف .وقششوله الصششواب حششل النظششر إلششى الششوجه والكفيششن:
استدل عليه بقوله تعالى) * :ول يبدين زينتهن إل مششا ظهششر منهششا( * ) (2أي مششا غلششب ظهششوره،
وهو مفسششر بششالوجه الكفيششن .ورد بششأن اليششة واردة فششي خصششوص الصششلة )قششوله :وكششذا اختيششار
الذرعي قول جمع يحل( أي الية * )والقواعد من النساء اللتي ل يرجون نكاحشا فليشس عليهشن
جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة( * ) (3ويرده ما مر من سد الباب وأن لكل ساقطة
لقطة ،ول دللة في الية ،كما هو جلي ،بل فيها إشارة للحرمة بالتقييششد بغيششر متبرجششات بزينششة،
واجتماع أبي بكر وأنس بأم أيمن وسفيان وأضششرابه برابعششة رضششي الش عنهششم ل يسششتلزم النظششر
على أن مثل هؤلء ل يقاس بهم غيرهم ،ومن ثم جوزوا لمثلهم الخلوة ،كما يأتي قبيل السششتبراء
إن شاء ال تعالى -اه تحفششة .وقشوله بششل فيهششا إشششارة الشخ قششال ع ش يتأمششل وجششه الشششارة ،فششإن
ظاهرها جواز النظر إن لم تتبرج بالزينشة ،ومفهومهشا الحرمشة إذا تزينشت ،وهشو عيشن مشا ذكشره
الذرعي .اه )قوله :ول يحل النظر إلشى عنشق الحشرة ورأسشها قطعشا( أي بل خلف ،وذلشك لن
الخلف في الحل وعدمه إنما هو في غير عورة الصلة وهما من العششورة ،وإنمششا نششص عليهمششا،
مع أن غيرهما من سائر أجزاء البدن غير الوجه والكفين كذلك ،لئل يتوهم أنهما كالوجه لقربهما
منه .هكذا ظهر )قوله :وقيل يحل الخ( مقابل التعميم السابق بقوله حرة أو أمة .وعبارة المنهششاج:
والصح عند المحققين أن المة كالحرة وال أعلم .اه :أي لشتراكهما في النوثة وخوف الفتنة،
بل كثير من الماء يفوق أكثر الحرائر جمال ،فخوفها فيهن أعظم ،وضرب عمر رضي ال عنه
لمة استترت كششالحرة وقششال أتتشششبهين بششالحرائر يششا لكششاع ؟ ل يششدل للحششل لحتمششال أنششه ليششذائها
الحرائر بظن أنهن هي :إذ الماء كن يقصدن للزنا،
) (1سورة النور ،الية (2) .31 :سورة النور ،الية (3) .31 :سورة النور ،الية60 :
] [ 302
والحرائر كششن يعرفششن بالسششتر .اه .تحفششة .وقشوله النظششر الششخ :فاعششل يحششل وخششرج بالمششة
المبعضة ،فهي كالحرة قطعا .وقيل على الصح .وقوله إل ما بين السرة والركبششة :أي فل يحششل.
وقوله لنه :أي ما بين السرة والركبة ،وهو تعليل لعدم حل نظر ما بين سرتها وركبتها وحل مششا
عداه )قوله :وليس من العورة الصوت( أي صوت المرأة ،ومثله صوت المرد فيحل سماعه مششا
لم تخش فتنة أو يلتذ به وإل حرم )قوله :فل يحرم سماعه( أي الصوت .وقوله إل إن خششي منشه
فتنة أو التذ به :أي فإنه يحششرم سششماعه ،أي ولششو بنحششو القششرآن ،ومششن الصششوت :الزغاريششد .وفششي
البجيرمي :وصوتها ليس بعورة على الصح ،لكن يحرم الصششغاء إليششه عنششد خششوف الفتنششة .وإذا
قرع باب المرأة أحد فل تجيبه بصوت رخيششم ،بششل تغلششظ صششوتها ،بششأن تأخششذ طششرف كفهششا بفيهششا
وتجيب .وفي العباب :ويندب إذا خافت داعيا أن تغل صوتها بوضششع ظهششر كفهششا علششى فيهششا .اه.
)قوله :وأفتى بعض المتأخرين بجواز نظر الصغير( إن كان مراده بهذا بيان مفهوم تقييد الحرمة
بالرجل الذي هو الذكر البششالغ فل معنششى لتخصششيص الجششواز ببعششض المتششأخرين ول لتخصيصششه
بالولئم والفراح ،وأيضا هو ليس بمسلم لنه يقتضي أن الصغير مطلقا يجوز له النظر مششع أنششه
مختص بغير المراهق وإن كان ليس مراده ذلك وإنمششا مششراده بيششان أن الصششغير كالرجششل البششالغ.
ولكن أفتى بعض المتأخرين بجواز نظره .فصنيع عبارته ل يفيده ،وأيضششا هششو ليششس بمسششلم لن
الصغير ليس كالبالغ مطلقا ،بل إذا كان مراهقا فقط ،وهو من قارب الحتلم باعتبار غالب سششنه
وهو قريب خمس عشرة سشنة ،وأمشا إذا لشم يكشن مراهقشا فيحشل نظشره بالتفشاق .وكشان المناسشب
والولى أن يبين حكم غير الرجل ،كأن يقول وخرج بالرجل الذي هو الذكر البششالغ النششثى فيحششل
نظرها لكن لمثلها والصغير فيحل نظره إذا كان غير مراهق .وأما إذا كان مراهقششا فهششو كششالكبير
أو يقول كالمنهاج :والمراهق كالبالغ على الصح )قوله :والمعتمد عند الشيخين( عبششارة المنهششاج
مع المغني :والصح حل النظر إلى صغيرة ل تشتهي إل الفرج ،فل يحل نظششره .قششال الرافعششي،
كصاحب العمدة ،اتفاقا .ورده في الروضة بأن القاضي جوزه جزما ،فليششس ذلششك اتفاقششا ،بششل فيششه
خلف .اه .بحدف )قوله :وصحح المتولي حل نظر فرج الصغير( أي قبله ،كمششا هششو ظششاهر ،اه
سم .والفرق بين فرج الصغير -حيث حل النظر إليه -وفرج الصغيرة -حيث حرم النظششر إليششه
-أن فرجها أفحش )قوله :وقيل يحرم( قال في التحفة :ويدل له خبر الحاكم أن محمد بن عيششاض
قال :رفعت إلى رسول الش )ص( فشي صشغري وعلشي خرقشة وقشد كششف عشورتي ،فقشال غطشوا
عورته ،فإن حرمة عورة الصغير كحرمة عورة الكششبير ،ول ينظششر الش إلششى كاشششف عششورته اه
)قوله :ويجوز لنحو الم( أي من كل من يتولى الرضاع والتربية ،ولو أجنبيششة أو ذكششرا .وقششوله
نظر فرجيهما :أي الصغير والصغيرة )قوله :ومسه( الولى ومسهما :أي الفرجيششن )قششوله :زمششن
الرضاع( متعلق بيجوز :أي يجوز ذلك من الرضاع ،أي مششدة الرضششاع سششنتين أو أكششثر أو أقششل.
وقوله والتربية :أي وزمن التربيششة ،أي التعهششد والصششلح )قششوله :للضششرورة( علششة الجششواز :أي
وإنما جاز ذلك لن الضرورة داعية إليه ،إذ تحتاج الم ونحوها إلششى غسششل الفششرج مششن النجاسششة
ودهنه للتداوي وغير ذلك )قوله :وللعبد العدل الششخ( أي ويجششوز للعبششد العششدل النظششر الششخ ،وذلششك
لقوله تعالى) * :أو ما ملكت أيمانهن( * ) (1ولقششوله )ص( لفاطمششة رضششي الش عنهششا وقششد أتاهششا
ومعه عبد قد وهبه لها وعليها ثوب إذا قنعت به رأسها لم يبلغ رجلها ،وإذا غطششت بششه رجلهششا لششم
يبلغ رأسها ،فلما رأى النبي )ص( ما تلقى قال إنه ل بأس عليششك إنمششا هششو أبشوك وغلمششك .رواه
أبو داود .وخششرج بالعششدل الفاسششق فل يجششوز نظششره إليهششا ول نظرهششا إليششه .والمششراد بالعبششد غيششر
المشترك وغير المبعض وغير
] [ 303
المكاتب .قال سم :أما هم فل يجوز نظر واحشد منهشم إياهشا ،كمشا ل يجشوز نظرهشا لواحشد
منهم ،كما صرح به في شرح الرشاد ،وصرح فيه أيضا بأن سششيد المشششتركة والمبعضششة يجششوز
نظره إلى ما عدا ما بين سرتها وركبتها وقد يفرق بأن نظر الرجل أقوى لن التمتع له بالصشالة
فجاز له من النظر ما لم يجز للمرأة ،ولقششة جششانبه جششاز النظششر إليششه تبعششا .وفششي شششرح الششروض:
وسيأتي أنه يبشاح نظشر الرجشل إلشى مكشاتبته .اه .فشانظر عكسشه .اه .بتصشرف .وقشوله المتصشفة
بالعدالة ،خرج به غيرها ،فل يجوز نظره لها ول نظرها له خوفا مشن الفتنششة )قشوله :مششا عششدا مششا
بين السرة والركبة( أما ما بيششن السششرة والركبششة فل يجششوز النظششر إليششه ،ويلحششق بششه نفششس السششرة
والركبة احتياطا ،كما في التحفة) ،قوله :كهي( أي كما أنه يجششوز لهششا هششي أن تنظششر إلششى عبششدها
العدل ما عدا ذلك )قوله :ولمحرم( أي ويجوز لمحرم بنسب أو رضاع أو مصاهرة .وقوله نظششر
ما وراء سرة وركبة أي نظر غير السرة والركبة ،أي وغير الذي بينهما أيضا بالولى ،فل يقال
إن ما وراءهما صادق بكل البدن حتى ما بينهما .وانظر لم عبر فيما قبله بما عدا مششا بيششن السششرة
والركبة وهنا بما وراء ذلك مع أن الحكم واحشد فيهمشا ؟ وعبششارة الرششاد التعششبير فشي الكششل بمشا
وراء السرة والركبة ونصها :ول نظششر ممسششوح وعبششدها ومحششرم وراء سششرة وركبششة .اه .وهششي
ظاهرة .وقال في فتح الجواد :وما أفادته عبارته ،من حرمة نظر السرة والركبة في هششذه واللششتين
قبلها متجه لنه الحوط .اه .وقوله منها :أي من قريبته المحرم )قوله :كنظرها إليه( أي كجششواز
نظرها إلى ما وراء سرة وركبة من محرمها )قوله :ولمحرم ومماثل( أي امرأة مع امرأة ورجل
مع رجل .وقوله مس ما وراء السرة والركبة ،أي لنه يحل نظره ،وما حل نظره حل مسه ،كمششا
يفهم من قوله بعد وحيث حرم نظره حرم مسششه وكششان الولششى ذكششر هششذا عقبششه لنششه منششدرج فششي
مفهومه )قوله :نعم مس ظهر أو ساق محرمة( استدرك من جوازه مس ما وراء السششرة والركبششة
من المحرم أو المماثل .وعبارة م ر :وقد يحرم مس ما حل نظششره مششن المحششرم كبطنهششا ورجلهششا
وتقبيلها بل حائل لغيشر حاجشة ول ششفقة ،بشل كيشدها ،علشى مقتضشى عبشارة الروضشة ،لكشن قشال
السنوي :إنه خلف إجماع المة .اه )قششوله :وعكسششه( أي مششس المحششرم كششأمه وبنتششه لظهششره أو
ساقه )قوله :ل يحل( أي احتياطا كنفس السرة والركبة .وفارق النظر بأنه أبلغ فششي اللششذة وحاجششة
النظر أعم ،فسومح فيه ما لم يسامح في المس .اه .فتح الجواد )قششوله :وحيششث حششرم نظششره حششرم
مسه( أي كل موضع حرم نظره حرم مسه فحرم مس المرد كما يحرم نظره ومس العورة كمششا
يحرم نظرها .وقد يحرم النظر دون المس كأن أمكن الطبيب معرفة العلة بالمس فقط ،وقد يحرم
المس دون النظر كمس بطن المحرم أو ظهرها .كما علمت .إذا علمششت ذلششك فالقاعششدة المششذكورة
منطوقا ومفهوما أغلبية )قوله :بل حائل( قال في التحفة وكذا معششه إن خششاف فتنششة بششل وإن أمنهششا
على ما مر ،بل المس أولى ،اه )قوله :لنه الخ( علة لترتب حرمة المس علششى حرمششة النظششر أو
لمقدر :أي حرم مس بالولى لنه الخ .وقوله أبلغ في اللذة :أي وإثارة الشهوة وإنما كان أبلغ :أي
من النظر لنه لو أنزل به أفطر ،بخلف ما لششو أنششزل بششالنظر فل )قششوله :نعششم يحششرم مششس وجششه
الجنبية مطلقا( أي وإن حل نظره لنحو خطبششة أو تعليششم أو شششهادة .وعبششارة التحفششة ،ومششا أفهمششه
المتن أنه حيث حل النظر حل المس أغلششبي أيضششا ،فل يحششل لرجششل مششس وجششه أجنبيششة وإن حششل
نظره لنحو خطبة أو شهادة أو تعليم ،ول لسيدة مس شئ من بدن عبدها وعكسه .اه )قوله :وكششل
ما حرم نظره الخ( أي وكل جزء حرم نظره حال كون ذلك الجششزء المنظششور إليششه متصششل حششرم
النظر إليه حال كونه منفصل .وقوله منه أو منها ،تعميم في النظر :أي ل فششرق فششي ذلششك النظششر
بين أن يكون واقعا منه ،وهذا بالنسبة لما إذا كان المنظور إليه منها أو واقعا منها ،وهذا بالنسششبة
لما إذا كان المنظور إليه منه )قوله :كقلمة يشد الشخ( تمثيشل للجشزء المنفصشل .قشال ع ش :ومثشل
قلمة النظر دم الفصد والحجامة لنها أجزاء دون البول لنه ليس جزءا .وقال الشششوبري :الششذي
يظهر أن نحو الريق والدم ل يحرم نظششره لنششه ليششس مظنششة للفتنششة برؤيتششه عنششد أحششد .اه )قششوله:
فيجب
] [ 304
مواراتهما( الولى مواراتها :أي القلمة والشعر والعانششة ،كمششا فششي النهايششة ،وإنمششا وجششب
ذلك لئل ينظر إليها )قوله :وتحتجب وجوبا مسلمة عن كافرة( أي لنه يحرم نظششر الكششافرة إليهششا
على الصح ،وإذا حرم ذلك حرم على المسششلمة تمكينهششا منشه لنهششا تعينهششا علششى محششرم فيلزمهششا
الحتجششاب منهششا .ويجششوز للمسششلمة النظششر إلششى الكششافرة لعششدم محششذور فيششه ،ول ينششافيه وجششوب
الحتجاب منها لنه ل يلزم من وجوبه حرمة نظرها إلى الكافرة ،وإنما حرم النظر عليهششا لقششوله
تعالى) * :أو نسائهن( * ) (1أي المؤمنششات ،والكششافرة ليسششت مششن نسششاء المؤمنششات ولنهششا ربمششا
تحكيها للكافر فلو جاز لها النظر لم يبق للتخصيص فائدة .ثم المحرم إنما هو النظششر لمششا ل يبششدو
عند المهنة أما لما يبشدو فيحششل علشى المعتمشد ،كمشا فشي التحفشة والنهايششة والخطيششب ،ثششم إن كششون
الحرمة على الكافرة مبني على أن الكافر مخاطبون بفروع الشريعة وهو الصح ومحل ذلك كله
في كافرة غير محرم للمسلمة وغير مملوكة لها أما همششا فيجششوز لهمششا النظششر إليهششا )قششوله :وكششذا
عفيفة( أي وكذا يجب أن تحتجب عفيفة عن فاسقة :أي لنها تعينها على مششا يخشششى منششه مفسششدة.
وقوله بسحاقة) .اعلم( أن تساحق النساء حرام ويعزرن بذلك .قال القاضي أبو الطيب :وإثم ذلششك
كإثم الزنا وروي عنه :إذا أتت المرأة المرأة فهما زانيتان )قوله :ويحرم مضاجعة الخ( أي لخششبر
مسلم .ل يفضي الرجل إلى الرجل في الثوب الواحد ،ول المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد قال
ع ش وكالمضاجعة ما يقع كثيرا في مصرنا من دخول اثنيششن فششأكثر مغطششس الحمششام .فيحششرم إن
خيف النظر أو المس من أحدهما لعورة الخر .اه .وقوله رجلين أو امرأتين ،فششي التعششبير بششذلك
اشارة إلى اشتراط بلوغ الششهوة ،وهشو مجشاوزة تسشع سشنين ،أي ببلشوغ أول العششرة ،قشاله م ر.
خلقا للزركشي حيث اكتفى بمضي تسع سنين ول فرق في ذلششك بيششن الجششانب والمحششارم ،ولششذا
قال م ر :ولو أبا وابنه ،وأما وبنتها وأخا وأخاه وأختا وأختها ،فإذا كشان مشع التحشاد حرامشا فمشع
عدم التحاد أولى :اه .بجيرمي ،وقوله عاريين خرج به إذا لششم يكونششا كششذلك فيجششوز نومهمششا فششي
فراش واحد -ولو متلصقين -وظاهره ولو انتفى التجرد من أحدهما ،وهششو محتمششل .بجيرمششي.
)وقوله :في ثوب واحد( ومثله بالولى ما إذا لم يكونا في ثوب أصل وقششوله مششع اتحششاد الفششراش،
أي مع كونهما في فراش واحد إل أن أحدهما في جانب والخر في جششانب آخششر) .وقشوله :خلفششا
للسبكي( أي فإنه يجششوز ذلششك مششع تباعششدهما وإن اتحششد الفششراش )قششوله :وبحششث اسششتثناء الششخ( أي
والكلم مع العري ،كما هششو صششريح الصششنيع ،اه سششم .وقششوله لخششبر فيششه :وهششو ل تباشششر المششرأة
المرأة ،ول الرجل الرجل :إل الوالد لولده وفششي روايششة إل ولششد أو والششد رواه أبششو داود والحششاكم،
وقال إنه على شرط البخاري .قال في شرح الروض فهذه الزيششادة تخصششص خششبر مسششلم السششابق
ووجه ذلك قوة المحرمية بينهما وبعد الشهوة وكمال الحتشام :وظاهر أن محله في مباشرة غيششر
العورة وعنششد الحاجششة علششى أنششه يحتمششل حمششل ذلششك علششى الولششد الصششغير .اه .وقششال فششي التحفشة.
وبفرض دللة الخبر لذلك يتعين تأويله بما إذا تباعدا بحيث يؤمن تماس وريبة قطعششا .اه .وقششوله
بعيد جدا خبر بحث الواقع مبتشدأ )قشوله :ويجششب التفريشق الشخ( قشال فشي ششرح الشروض :واحتششج
الرافعي بخبر مروا أولدكم بالصلة وهم أبناء سبع ،واضربوهم عليها وهم أبناء عشر ،وفرقششوا
بينهم في المضاجع ول دللة فيششه ،كمششا قششاله السششبكي وغيششره ،علششى التفريششق بينهششم وبيششن آبششائهم
وأمهاتهم .اه .وقوله بين ابن عشر سنين :قال في شششرح الششروض :فششازع فيششه الزركشششي وغيششره
فقالوا بل المعتبر السبع لخششبر إذا بلششغ أولدكششم سششبع سششنين ففرقششوا بيششن فرشششهم رواه الششدارقطني
والحاكم ،وقالوا أنه صحيح على شرط مسلم وهذا يدل على أن قوله في الخبر المشششهور وفرقششوا
بينهم في المضاجع راجع إلى أبناء سبع وأبنششاء عشششر جميعششا .اه .وقششوله وإخششوته :أي الشششاملين
للخوات عرفا )قوله :وإن نظر
] [ 305
فيه( أي في وجوب التفريق بالنسبة للب والم وذلك لستثنائهما في الخششبر السششابق الششذي
رواه أبو داود والحاكم ،والمعتمد عدم استثنائهما ،كما قاله الشيخان ،قال في التحفة :وقد يوجه ما
قاله بأن ضعف عقل الصغير مششع إمكششان احتلمششه قششد يششؤدي إلششى محظششور ولششو بششالم ،وقضششية
إطلقهما حرمة تمكينها من التلصق ،ولو مع عدم التجرد ،ومششن التجششرد ،ولششو مششع البعششد ،وقششد
جمعهما فراش واحد ،وليس ببعيششد لمششا قررتششه وإن قششال السششبكي يجشوز مششع تباعششدهما وإن اتحششد
الفراش .اه .وقوله ولو مع عدم التجششرد :الششذي فششي النهايششة خلفششه ،ونصششها :يجششوز نومهمششا فششي
فراش واحد مع عدم التجرد ولو متلصقين فيما يظهر ،ويمتنع مع التجرد في فششراش واحششد وإن
تباعدا .اه) .قوله :ويستحب تصافح الخ( أي لخبر ما من مسلمين يلتقيان يتصافحان إل غفر لهما
قبل أن يتفرقا وتكره المعانقة والتقبيل في الششرأس إل لقششادم مششن سششفر أو تباعششد لقششاء عرفششا فسششنة
للتباع .ويسن تقبيل يد الحي لصلح أو نحوه من المور الدينية ،كعلم وزهد ،ويكره ذلششك لغنششي
أو نحشوه مشن المشور الدنيويشة ،كششوكة ووجاهشة ،ويسشن القيشام لهشل الفضشل إكرامشا ،ل ريشاء
وتفخيما .اه .إقناع .وكتب البجيرمي :قوله ويسن القيام لهل الفضل :ل ينافي ذلششك قششوله )ص(:
من أحب أن يتمثل الناس بين يديه قياما فليتبوأ مقعده من النشار لنشه محمشول علشى مشن أحشب أن
يقام له ،وقد روي عنه عليه الصلة والسلم أنه أمر أصحابه أن ل يقوموا إذا مر بهم ،فمر يوما
بحسان رضي ال عنه فقام وأنشد :قيامي للعزيششز علششي فششرض وتششرك الفششروض مششا هششو مسششتقيم
عجبت لمن له عقل وفهم يرى هذا الجمال ول يقوم ! وقد أقره المصطفى )ص( على ذلك .وفيششه
حجة لمن قال :إن مراعاة الدب خيششر مششن امتثششال المششر .اه )قششوله :ويحششرم مصششافحة المششرد(
وذلك لنه أشد فتنة من النساء .قال بعض التابعين :ما أنا بأخوف على الشششاب الناسششك مششن سششبع
ضار من الغلم المرد يقعد إليه) .والحاصل( أقاويل السلف في التنفير عن المرد والتحششذير مششن
رؤيتهم ومن الوقوع في فتنتهم ومخالطتهم أكششثر مشن أن تحصششر ،وكششانوا ،رضششوان الش عليهششم،
يسمون المرد النتان والجيف ،لن الشرع الشريف استقذر النظششر إليهششم ،ومنششع مششن مخششالطتهم.
ول در من قال :ل تصحبن أمردا يا ذا النهي واترك هواه وارتجع عن صحبته فهو محل النقص
دوما والبلكل البلء أصله من فتنته )ويحكى( أن سفيان الثوري رضي ال عنشه دخشل عليشه فشي
الحمام أمرد حسن الوجه ،فقال أخرجوه عني ،فإني أرى مع كل امششرأة شششيطانا ،ومششع كششل أمششرد
سبعة عشر شيطانا .والمرد هو الشاب الذي لم تنبت لحيته .ول يقال لمن أسن ول شعر بششوجهه
أمرد ،بل يقال له ثط ،بالثاء والطاء المهملة) ،قوله :الجميل( أي بالنسششبة لطبششع النششاظر عنششد ابششن
حجر وقال .م ر :الجمال هو الوصششف المستحسششن عرفششا لششذوي الطبششاع السششليمة .وقششوله كنظششره
بشهوة :أي كحرمة نظر المرد بشهوة .وضابط الشهوة ،كما في الحياء ،إن كل من تأثر بجمال
صورة المرد بحيث يظهر من نفسه الفرق بينه وبين الملتجي فهو ل يحل له النظر ،ولششو انتفششت
الشهوة وخيف الفتنة حرم النظر أيضا .قال ابن الصلح :وليس المعنى بخوف الفتنة غلبششة الظششن
بوقوعها ،بل يكفي أن ل يكون ذلك نادرا .وما ذكره مششن تقييششد الحرمششة ،بكششونه بشششهوة ،هششو مششا
عليه الرافعي ،والمعتمد ما عليه النووي من حرمة النظر إليه مطلقا سواء كان بشششهوة أو خششوف
فتنة أم ل .قال في فتح الجواد :والخلوة بششه وإن تعششدد أو مششس شششئ مششن بششدنه حششرام ،حششتى علششى
طريقة الرافعي ،لنهما أفحش ،والكلم في غير المحرم بنسب وكذا رضاع ،كمششا هششو ظششاهر ،ل
مصاهرة فيما يظهر .والمملوك كله الناظر بشرط كون كل منهما ثقة فيما يظهر أخذا مما مر في
نظر العبد لسيدته
] [ 306
أو عكسه .وبه علم حل نظر عبد لسيده المرد .اه )قوله :ويجوز نظر وجششه المششرأة( قششال
سم :أي بل شهوة ول خوف فتنة .اه .وخرج الوجه غيره فل يجوز النظر إليه عند المعاملة ببيع
وغيره ،أي كرهن وحوالشة وقشراض ،فشإذا بشاع مثل لمشرأة ولشم يعرفهشا نظشر لوجههشا خاصشة.
ويجوز أيضا لها أن تنظر لوجهه .وقوله للحاجة إلى معرفتها :علة للجواز ،أي وإنمششا جششاز ذلششك
للحتياج إلى معرفتها لنه ربمششا ظهشر عيشب فششي المششبيع فيششرده عليهششا ،وهششي أيضششا تحتششاج إلششى
معرفته لنه ربما ظهر عيب في الثمن فترده إليه )قوله :وتعليم الخ( معطوف على المعاملششة :أي
ويجوز نظر وجه المرأة عند تعليمها ما يجب تعلمه كالفاتحة .وأقل التشهد ،ومشا يتعيشن فيششه ذلشك
من الصنائع المحتاج إليها .قال فششي النهايششة :ومحششل جششواز ذلششك عنششد فقششد جنششس ومحششرم صششالح
وتعذره من وراء حجاب ووجود مانع خلوة ،أخذا مما مر في العلج ،اه .وكما يجوز النظر لهششا
لذلك يجشوز النظشر للمشرد لشذلك ،إل أن الوجشه عشدم اعتبشار الششروط السشابقة فيشه ،كمشا عليشه
الجماع الفعلي ،ويتجه اشتراط العدالة فيه وفي معلمه كالمملوك بل أولى .وقوله كالفاتحة :تمثيل
لما يجب تعلمه )قوله :دون ما يسن( أي فل يجوز نظر وجششه المششرأة عنششد تعليششم مششا يسششن تعلمششه
كالسورة .وقوله على الوجه :أي عند ابن حجر ،والذي اعتمده م ر والخطيششب التعميششم .وعبششارة
الخير ،والمعتمد أنه يجوز النظر للتعليم للمرد وغيششره واجبششا كششان أو منششدوبا ،وإنمششا منششع مششن
تعليم الزوجة المطلقة لن كل من الزوجين تعلقت آماله بالخر ،فصار لكششل منهمششا طماعيششة فششي
الخر ،فمنع من ذلك .اه )قوله :والشهادة( معطوف على المعاملة أيضا :أي ويجوز نظر وجهها
عند الشهادة .وقوله تحمل وأداء :منصوبان على التمييز ،أي من جهة التحمل ومششن جهششة الداء.
وقوله لها أو عليها :راجع لكل منهما ،والمراد بتحمششل الشششهادة لهششا أن يشششهد أنهششا أقرضششت مثل
فلنا كذا وكذا ،وبتحملها عليها أن يشهد أنها اقترضششت مثل مششن فلن كششذا وكششذا .والمششراد بششأداء
الشهادة لها أو عليها أداؤها عند القاضي .وإذا نظر إليها وتحمل الشهادة كلفت الكشف عند الداء
إن لم يعرفها في نقابها .وكما يجوز نظر وجهها للشهادة يجوز نظر فرجهششا للشششهادة علششى الزنششا
تحمل ل أداء ،ونظر ثدييها للشهادة على الرضاع .وهششذا كلشه إذا لششم يخششف فتنششة ،فششإن خافهششا لششم
ينظر إل إن تعينت عليه بأن لم يوجد غيره لكن في غير الزنا ،لنه ل يتصور التعيششن فيششه ،لنششه
يسن للشاهد التستر ،لقوله عليه الصلة والسلم :إن ال ستير يحششب مششن عبششاده السششتيرين فينظششر
ويضبط نفسه .قال م ر :قال السبكي ومع ذلك ،أي تعينهششا عليششه ،يششأثم بالشششهوة ،وإن أثيششب علششى
التحمل لنه فعل ذو وجهين ،لكن خالفه غير فبحث الحل مطلقا لن الشهوة أمر طششبيعي ل ينفششك
عن النظر ،فل يكلف الشششاهد بإزالتهششا ول يؤاخششذ بهششا ،كمشا ل يؤاخششذ الششزوج بميششل قلبششه لبعشض
نسوته ،والحاكم بميل قلبه لبعض الخصششوم .اه .وقششوله فعششل ذو وجهيششن :همششا الثششواب مشن جهششة
الشهادة ،والعقاب من جهة النظر بشهوة )قوله :وتعمد النظر للشششهادة ل يضششر( أي ل يحششرم فل
يفسق به .وخرج بقوله للشششهادة مششا إذا تعمششد النظششر لغيششر الشششهادة فششإنه يحششرم ويفسششق بشه وتششرد
شهادته ،لكن إن لم تغلب طاعته على معاصيه ،فإن غلبت عليها لم يفسق ولششم تششرد شششهادته ،لن
ذلك صغيرة ،والصغيرة ل يفسق بها إل حينئذ )قوله :وإن تيسر وجود نساء أو محارم( غاية في
عدم الضرر .قال في التحفة :ويفرق بينه وبين ما مر في المعالجششة بششأن النسششاء ناقصششات وقششد ل
يقبلشن ،والمحشارم ونحشوهم قششد ل يششهدون .ثشم رأيشت بعضشهم أجششاب بشأنهم وسششعوا هنششا اعتنشاء
بالشهادة .اه .وقوله ما مر في المعالجة :وهو أنه ل يباح النظر لجل المعالجة عند وجشود امشرأة
أو محرم) .قوله :ويسن خطبة( أي لخبر أبششي داود وغيششره كششل أمششر ذي بششال ،وفششي روايششة :كششل
كلم ،ل يبدأ فيه بحمد ال فهو أقطع أي عشن البركشة .والخطبشة كلم مفتتشح بحمششد مختتششم بشدعاء
ووعظ ،كأن يقول ما روي عن ابن مسعود رضي ال عنه مرفوعا إن الحمد ل نحمده ونسششتعينه
ونستغفره ،ونعوذ بال من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا .من يهد ال فل مضل لششه ،ومششن يضششلل
فل هادي له .وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له ،وأشهد أن سششيدنا محمششدا عبششده ورسششوله
)ص( ،وعلى
] [ 307
آله وأصحابه) * .يا أيها الذين آمنوا اتقوا ال حق تقاته ول تموتن إل وأنتم مسششلمون( * )
) * .(1يا أيها النششاس اتقشوا ربكششم الششذي خلقكششم مششن نفششس واحششدة( * إلششى قششوله * )رقيبششا( * )(2
وتسمى هذه الخطبة خطبة الحاجة .وكان القفال يقول بعدها ،أما بعششد :فششإن المشور كلهششا بيششد الش
يقضي فيها ما يشاء ويحكم ما يريد ،ل مؤخر لما قدم ول مقششدم لمششا أخششر ،ول يجتمششع اثنششان ول
يفترقان إل بقضاء وقدر ،وكتاب من ال قد سبق ،وإن مما قضششى الش وقششدر أن خطششب فلن بششن
فلن فلنة بنت فلن على صداق كذا .أقول قولي هذا وأستغفر ال لي ولكششم ولجميششع المسششلمين.
وفي ق ل على الجلل) .فائدة( في ذكر خطبة النبي )ص( حين زوج بنته فاطمة لعلي ابشن عمشه
أبي طالب ولفظها الحمد ل المحمود بنعمته ،المعبشود بقشدرته ،المطشاع بسشلطانه ،المرهشوب مشن
عذابه وسطوته ،النافذ أمره فششي سششمائه وأرضششه ،الششذي خلششق الخلششق بقششدرته ،وسششيرهم بأحكششامه
ومشيئته ،وجعل المصاهرة سببا لحقا ،وأمرا مفترضا ،أو شج ،أو ششبك ،بشه النشام ،وأكشرم بشه
الرحام ،فقال عز من قائل) * :وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسششبا وصششهرا وكششان ربششك
قديرا( * ) ،(3ولكل قدر أجل) * ،ولكل أجل كتاب( * )) * ،(4يمحو ال ما يشاء ويثبشت وعنشده
أم الكتاب( * ) .(5اه) .قوله :بضم الخاء( احتراز من الخطبة بكسر الخاء ،وهي التماس النكششاح
من جهة المخطوبة ،وستأتي )قوله :من الولي( الجار والمجرور صششفة لخطبششة :أي خطبششة كائنششة
من الولي ،أي أو الزوج أو الجنبي ،فشالولي ليشس بششرط )قشوله :لشه( أي لجلشه ،فشاللم تعليليشة
)قوله :الذي هو( أي النكاح ،وقوله العقد :أي بمعنى العقد )قوله :بأن تكون( أي الخطبة المسنونة
قبل إيجابه :أي التلفظ به ،وما ذكر تصوير لسنها للنكاح بمعنى العقد .وأفاد بششه أن المششراد بالعقششد
خصوص اليجششاب ،ل هشو مشع القبشول )قشوله :فل تنشدب الشخ( تفريششع علشى مفهشوم التقييشد بقبشل
اليجاب )قوله :كمششا صششححه فششي المنهششاج( عبششارته :ولششو خطششب الششولي فقششال الششزوج الحمششد لش
والصلة على رسول ال قبلت صح النكاح علششى الصششحيح ،بششل يسششتحب ذلششك .قلششت الصششحيح ل
يستحب وال أعلم .اه) .وقوله :صح النكاح( أي لنها مقدمشة القبشول ،فل تقطشع الشولء كالقامشة
وطلب الماء والتيمم بين صلتي الجمع ،لكن محل ذلك إذا كانت قصيرة عرفا ،أما إذا طششالت لششم
يصح لشعاره بالعراض .وضبط القفال الطول بأن يكون زمنه لو سكتا فيه لخرج الجواب عن
كونه جوابا ،والولى ضبطه )قششوله :بششل يسششتحب تركهششا( أي الخطبششة قبششل القبششول ،والضششراب
انتقالي .وقوله من أبطل :أي النكاح ،وعلله بأنها غير مشششروعة فأشششبهت الكلم الجنششبي )قششوله:
كما صرح به( أي باستحباب تركها )قوله :لكن الذي في الروضششة وأصششلها نششدبها( وعليششه فيسششن
في النكاح أربع خطب :خطبتان للخطبة ،بكسر الخاء ،واحدة من الخاطب ،وواحدة مششن المجيششب
له ،وخطبتان للعقد ،وواحدة قبل اليجاب ،وأخرى قبل القبشول )قشوله :وتسششن خطبشة أيضششا الشخ(
واعلم أني وجدت لبعض الفاضل صورة الخطبة الكائنششة قبششل الخطبششة ،بكسششر الخششاء ،وصششورة
الخطبة الكائنة قبل الجابة لها ،وصورة أيضا للخطبة الكائنة قبل العقد غير ما تقدم ،والثلث في
غاية من البلغة .ول بأس بإيرادها هنا لتحفظ .فصورة الولى) :بسم ال الرحمن الرحيم .الحمد
ل الذي هدانا لتباع الملة الحنيفية السمحة الزهششراء ،وأرشششدنا لقتفششاء أوامرهششا المنيفششة الغششراء.
أحمده سبحانه وتعالى حمدا أورد به موارد الفضل والحسان .وأرقى به إلى الحور المقصورات
في بحبوحة الجنان .وأشكره شكرا أستمطر به سحائب الكرم والمتنان .وأستفيد به ترادف المنن
من فيض كرم المنعم الديان .وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له المحسن لقاصد فضله
) (1سورة ال عمران ،الية (2) .102 :سورة النساء ،اليشة (3) .1 :سشورة الفرقشان ،اليشة (4) .54 :سشورة الرعشد،
الية (5) .38 :سورة الرعد ،الية39 :
] [ 308
بتبليغ المل .والممتن علششى الواقششف ببششاب جششوده بقبششول صششالح العمششل .وأشششهد أن سششيدنا
محمدا )ص( عبده ورسوله المخصوص بالخلق العظيم ،والمخطوب إلى مناجاة حضششرة السششميع
العليم) .ص( وعلى آله الغر الكرام ،وأصحابه نجششوم الهدايششة ومصششابيح الظلم ،صششلة وسششلما
دائمين متلزمين ما فاح عرف طيب وند .وفاه خطيششب بأمششا بعششد .فقششد قادتنششا أزمششة قششدرة الملششك
العلم .وجذبت أفئدتنا جواذب العناية كاشفة عن محياهششا اللثششام ،وسششاعدتنا أنظششار عيششن الرعايششة
ساحبة ذيل المان والمرام إلى فسيح هذه الديار العششامرة عاليشة الششذرا والمقشام ،خششاطبين عششروس
فخركم عزيزة الجناب .راغبين في اجتلء ضوء نورها الغني عن المدح والطناب .وها نحن قد
حللنا بناديكم الرحيب وأنخنا مطايا المال في وسيع رحيبكششم الرطيششب ،بششالمهر الششذي وقششع عليششه
الرضا والتفاق ،راجين لهما من ال حسن الوفاق ،فتفضلوا بقبوله قبول جميل ،وباليمن والبركة
والهنا والسرور بكرة وأصيل .وصلى ال على سيدنا محمد أفضل الصششلة والسششلم .وعلششى آلششه
وأصحابه الئمة العلم .دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلم .وآخر دعواهم أن الحمد
ل رب العالمين( وصورة الثانية) :إن أعذب ما رشفته أفواه المسامع من كؤوس الشششفاه .وأعبششق
ما تعطرت معاطر الذان بطيب نشره وشميم رياه .حمد الش المجيشب دعشاء مشن أخلشص لشه فشي
سره وإعلنه المعطي سائل من فيض جوده وفسيح امتنانه .أحمده حمدا هبت نسمات قبوله علششى
أغصان التهاني .وأشكره شكر عبد تبلج بشر سؤله في أفق نيل الماني .وأشهد أن ل إله إل الشش
وحده ل شريك له الذي شرف مقام أحمشد الخلشق فشي المل العلشى .وحله بمفشاخر حلشى العبشادة
العز الغلى شهادة يرتع قائلها في نيل مطلششوبه .وينشششده بلبششل الفششراح قششائل هنيئا لمششن أمسششى
سمير حبيبه .وأشهد أن سيدنا محمدا عبششده ورسششوله وصششفيه وحششبيبه وخليلششه الششذي عنششت لجلل
نبوته الوجوه ،فنالت ببركته الشاملة كل ما تؤمله من فضل ال وترجششوه .صششلى الش عليششه وسششلم
وعلى آله الذين من تمسك بولئهم فقد ظفر ونجا .وأصحابه الذين نالوا بشرف صحبته كل مؤمل
ومرتجى .صلة وسلما يقترنان اقششتران القبششول لليجششاب وينجلششي بهمششا غيششم الغششي عششن مطششالع
الهدى وينجاب .أما بعد لما كان التماس الكفاء من أجل المطلوبات .وآكد المندوبات .ل سيما إذا
كان الخاطب متصفا بالصدق والمانة .ومتحليا بالصلح والديانششة .أجبنششا لمششا نقلتششم إليششه أقششدامكم
أيها السادة المجاد ،بالبشر والهناء والقبول والنجاد من خطبتكششم ذخيششرة فخرنششا وعقيلششة خششدرنا
المرتضعة ثدي الصيانة في حجور الدلل .الرافلششة فششي حلششل العفشاف والكمششال .فأجبنششا خطبتكشم،
ولبينا دعوتكم .امتثال لقوله تعالى عز من كريم غافر) * .فل تعضلوهن أن ينكحن أزواجهششن إذا
تراضوا بينهم بالمعروف ذلك يوعظ به من كشان منكشم يشؤمن بشال واليشوم الخشر( * ) (1وقشوله
)ص( في الحديث الشهير :إذا خاطبكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إل تفعلوه تكن فتنششة فششي
الرض وفسشاد كشبير والش المسشؤول أن يجعشل منهمشا الطيشب الكشثير .إنشه علشى مشا يششاء قشدير
وبالجابة جدير .ويشكر ال إحسان من حضر هشذا المحفشل المنيشف ويبلغهشم المشآرب والمطشالب
ويحسن للجميع بمنه وكرمه العواقب .والحمد ل الذي بنعمته تتششم الصششالحات .وصششلى الش علششى
سيدنا محمد سيد السادات وآله وصحبه الكرام في المبدإ والختام( وصورة الثالثة) :الحمد ل الذي
جعل سيدنا محمدا )ص( عروس المملكة في السماء وأفضل البشششر فششي الرض .وبعششث الرسششل
قبله وفضل بعضهم على بعض .فمنشح إبراهيشم الخلشة وموسشى المناجشاة عنشد تمشام وعشده .وأتشى
سليمان ملكا ل ينبغششي لحششد مششن بعششده ومنششح مششن شششاء مششن سششائر أنبيششائه ورسششله ،مششا شششاء مششن
خصوصيات كرمه وفضله .أحمده حمدا هبت نسمات قبوله على أغصان التهاني .وأشكره شكرا
تبلغ بشر سؤله في أفق نيل الماني .وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له ول ضد له ول ند
له الذي ل تنفك أفعاله وأقواله عن مصالح وحكم .ول يسئل عمششا فعششل ول أمششر بششه وحكششم .فمششن
حكمته الباهرة للعقول استباحة محرمات الفروج بشاهدي عدل وإيجاب وقبول .وأشششهد أن سششيدنا
محمدا عبده ورسوله .وصفيه وحبيه وخليله .الحاث على التمسك به والئتسششاء بقششوله حبششب إلششي
من دنياكم الطيب والنساء )ص( وعلى آله الششذين مششن تمسششك بششولئهم فقششد ظفششر ونجششا ،وصششحبه
الذين نالوا بشرف صحبته كل مؤمل ومرتجى .ما فاح عرف طيب وند .وفاه خطيب بأما
] [ 309
بعد .فإيبن النكاح جنة يتقششى بهششا مششن الفتنششة وجنششة يتلششى علششى متفيششئ ظللهششا أسششكن أنششت
وزوجك الجنة تثمر رياض الرحمة بين الزوجين والشوداد .وتطلشع زينشة الحيشاة الشدنيا إذا حملشت
غرائسه ثمرة الفؤاد وناهيك مششا ورد فيششه مششن اليششات والحششاديث الثابتششة بصششحيح الروايششة فمششن
اليات الشريفة قوله تعالى عز من قائل) * :يا أيها الناس إن خلقناكم مششن ذكششر وأنششثى وجعلنششاكم
شعوبا وقبائل( * ) (1وقوله تعالى في كتابه المصون * )هم وأزواجهششم فششي ظلل علششى الرائك
متكئون( * ) (2وقال تعالى معلنا بأن الفقشر ليشس عششذرا عشن اجتنشاء وصششله وأن المعمششول علششى
فضله العميم * )وأنكحوا اليامي منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم ال
من فضله وال واسع عليم( * ) (3ومن الحاديث الشريفة قوله )ص( ناهيا عششن التبتششل والتششأني:
أما وال إني لخشاكم من ال وأتقاكم ،ولكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النسششاء ،فمششن
رغب عن سنتي فليس منشي .وقشوله )ص( منبهشا علشى مزيششة البكششار وفضشلهن الكششثير تزوجشوا
البكار ،فإنهن أعششذب أفواهشا وأنتشق أرحامشا وأرضشى باليسششير وقشوله )ص( مرششدا إلششى أقشوى
المسالك خير النساء من تسرك إذا أبصرت ،وتطيعك إذا أمرت ،وتحفظ غيبك في نفسششها ومالششك
وقوله )ص( محرضا على النكاح ومنفرا عن الطلق لمششا فيششه مششن الرش تزوجششوا ول تطلقششوا،
فإن الطلق يهتز منه العرش .هذا وقد ورد عن سيدنا رسششول الش )ص( حيششن زوج سششيدنا عليششا
بسيدتنا فاطمة رضي ال عنهما أنه خطب فقال .ونطق بأفصح مقال :الحمد ل المحمششود بنعمتششه.
المعبود بقدرته .المطاع بسلطانه المرهوب من عذابه وسطوته النافششذ أمششره فششي سششمائه وأرضششه.
الذي خلق الخلق بقدرته وميزهم بأحكامه وأعزهم بدينه وأكرمهم بنبيه )ص( إن ال تبارك اسمه
وتعالت عظمته جعل المصاهرة سببا لحقا وأمرا مفترضا أوشج به الرحام .وألزم النششام .فقششال
عز من قائل) * :وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكششان ربششك قششديرا( * ).(4
فأمر ال يجري على قضائه وقضاؤه يجري إلى قدره ولكل قضاء قدر ولكل قدر أجل ولكل أجل
كتاب يمحو ال ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ،إن الحمد ل نحمده ونسششتعينه ونسششتغفره ونعششوذ
بال من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهد ال فل مضل له ومن يضلل فل هادي لششه ،وأشششهد
أن ل إله إل الش وحششده ل شششريك لششه وأشششهد أن سششيدنا محمششدا عبششده ورسششوله )ص( وعلششى آلششه
وأصحابه * )يا أيها الذين آمنوا اتقوا ال حق تقششاته ول تمششوتن إل وأنتششم مسششلمون( * )) * (5يششا
أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجهششا وبششث منهمششا رجششال كششثيرا
ونساء واتقوا ال الذي تساءلون به والرحام إن الش كششان عليكششم رقيبششا( * )) * (6يشا أيهشا الششذين
آمنوا اتقوا ال وقولوا قول سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع ال ورسوله فقد
فاز فوزا عظيما( * ) (7أما بعد فإن المور كلها بيد ال يقضي فيها ما يشاء ويحكششم مششا يريششد ل
مؤخر لما قدم ول مقدم لما أخر ول يجتمع اثنان ول يفترقان إل بقضاء وقدر وكتاب من ال ش قششد
سششبق .أقششول قششولي هششذا وأسششتغفر الش العظيششم لششي ولكششم ولوالششدي ولمشششايخي ولسششائر المسششلمين
فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم) .قوله :وقبل الخطبة( هي بكسر الخاء :التماس الخاطب النكاح
من جهة المخطوبة )قوله :وكذا قبششل الجابششة( أي وكششذا تسششن قبششل الجابششة مششن جهششة المخطوبششة
)قوله :فيبدأ كل( أي من الخاطب والمجيب له .وقوله ثم يقول :أي أحدهما :وهو الخاطب )قششوله:
في كريمتكم( أي أختكم وقوله أو فتاتكم :هي الشابة .ع ش )قوله :فيخطب الولي أو نششائبه كششذلك(
أي خطبة مشتملة علشى الحمشد والصشلة والسشلم علشى رسشول الش صشلى الش عليشه وآلشه وسشلم
والوصية
) (1سورة الحجرات ،الية (2) .13 :سورة يس ،الية (3) .56 :سورة النور ،الية (4) .32 :سورة الفرقششان ،اليششة:
(5) .54سورة آل عمران ،الية (6) .102 :سورة النساء ،الية (7) .1 :سورة الحزاب ،الية70 :
] [ 310
بالتقوى ،ويغني عما ذكر قوله فيبدأ كل الخ ،فكششان الخصششر أن يقششول ويقششول الششولي فششي
خطبة الجابة لست بمرغوب عنك )قوله :ويستحب أن يقششول( أي الششولي .قششال ع ش :فل يطلششب
ذلك من غيره وعليه فلو أتى به أجنبي ل تحصل السشنة ول يكشون جهشل الشولي بشذلك عشذرا فششي
الكتفاء به من الغير ،بل ينبغي للعالم تعليمه ذلك حيث جهله .اه .ويستحب أيضا الششدعاء للششزوج
عقب العقد ببارك ال لك وبارك عليك وجمع بينكمششا فششي خيششر )قششوله :فششروع( أي خمسششة :أولهششا
قوله يحرم التصريح الخ ،ثانيها قوله ويجوز التعريض الششخ ،ثالثهششا قششوله ول يحششل الششخ ،رابعهششا
قوله يحرم الخ ،خامسها قوله ومن استشير الخ )قوله :يحرم التصريح بخطبة الخ( هششو مششا يقطششع
بالرغبة في النكاح ،كأريد نكاحك وإذا انقضت عدتك نكحتك ،ومثل التصريح بها النفقة في زمششن
العدة ،كما يقع كثيرا ،فهو حرام .ولو أنفق على المخطوبة ولششم يتزوجهششا رجششع بمششا أنفقششه ،حششتى
بالملح ،ولو كان الترك منه أو بموتها .وفششي حاشششية الجمششل مششا نصششه) :سششئل م ر( عمششن خطششب
امرأة وأنفق عليها ليتزوجها ولم يحصل التزوج بها فهل لها الرجوع بما أنفقه لجل ذلك أم ل ؟.
)فأجاب( بأن له الرجوع بما أنفقه على من دفعه له سواء كان مأكل أم مشربا أم ملبسششا أم حليششا،
وسواء رجع هو أم مجيبة أم مات أحدهما لنه إنما أنفق لجل تزوجها فيرجع به إن بقششي وببششدله
إن تلف .اه .ببعض تصرف .ومحل رجوعه حيث أطلق أو قصد الهدية لجل النكاح ،فإن قصششد
الهدية ،ل لجل ذلك فل رجوع وإنما حرم التصريح بها لنها ربما تكذب فششي انقضششاء العششدة إذا
تحققت رغبته فيها لما عهد على النسششاء مششن قلششة الديانششة وتضششييع المانششة فششإنهن ناقصششات عقششل
ودين) .وقوله :المعتدة من غيره( خششرج بشه مشا إذا كشانت معتشدة منششه فشإنه يجششوز لشه أن يصششرح
بالخطبة ،كما له أن يعرض بهششا إن حشل لشه نكاحهششا ،كششأن خالعهششا وششرعت فشي لعششدة فيحششل لشه
التعريض والتصريح لنه يجوز له نكاحهششا ،فششإن كششان طلقششه لهششا رجعيششا لششم يكششن لشه التصششريح
والتعريض بخطبتها لنه ليس له نكاحها وإنما له مراجعتها .نعم ،إن نوى بنكاحها الرجعششة صششح
لنه كناية فيها ،فإن نواها به حصلت وإل فل .وأما مشن ل يحشل لشه نكاحهشا كشأن طلقهشا بائنشا أو
رجعيا ثم وطئت بشبهة وحملت من وطئ الشبهة ،فإن عدة وطئ الششبهة تقشدم إذا كشانت بالحمشل
ويبقى عليها بقية كعدة الطلق فل يحل لصاحب عدة الششبهة أن يخطبهشا مشع أنشه صشاحب العشدة
لنه ل يجوز له العقد عليها حينئذ لما بقي عليهششا مششن عششدة الطلق اه .بششاجوري .وقششوله رجعيششة
كانت :أي المعتدة من غيره .وقوله أو بائنا :أي أو كانت بائنا .وقوله بطلق :الباء سششببية متعلقششة
ببائنا ،أي بائنا بسبب طلق ،أي بالثلث .وقوله أو فسخ ،أي أو بسبب فسشخ حاصشل منهشا بعيبشه
أو منه بعيبها ،أي أو انفساخ كما في الرضاع )قوله :ويجوز التعريض( أي لقوله تعششالى) * :ول
جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء( * ) (1والتعريشض هشو مشا ل يقطشع بالرغبشة فشي
النكاح ،بل يحتملها كما يحتمل عدمها )قوله :في عدة غير رجعية( خرج به ما إذا كانت في عششدة
طلق رجعي ،فل يحل التعريض له كالتصريح لنها في حكم الزوجة ،ومعلوم أن الزوجة يحرم
فيها ذلك )قوله :وهو( أي التعريض )قوله :ول يحل خطبة المطلقة منه( هذا مفششرع علششى مفهششوم
قوله المعتدة من غيره ،فكان عليه أن يذكر المفهوم أول بأن يقول أما معتدته فلششه خطبتهششا فيحششل
له التصريح والتعريض إن حل له نكاحها وإل فل ،ثم يقول فل يحل خطبشة المطلقشة الشخ )قشوله:
وتنقضي الخ( أي وحتى تنقضي عدة المحلل .وقوله إن طلق :أي المحلل وهششو قيششد فششي اشششتراط
انقضاء عدة المحلل )قوله :وإل( أي وإن لم يطلق رجعيا بأن طلقها بائنا .وقوله جاز التعريششض:
أي لما تقدم آنفا من جواز التعريض في عدة غير رجعية )قشوله :ويحشرم علشى عشالم الشخ( وذلششك
لخبر الشيخين ل يخطب
] [ 311
الرجل على خطبة أخيه حتى يترك الخاطب قبله أو يأذن له الخاطب في ذلك والحكمة في
ذلك اليذاء ،ولكن ل يحرم ذلك إل بشروط ذكر منها الشارح أربعة :وهي علمششه بخطبششة الغيششر،
وبإجشابته لشه ،وقششد صشرح لفظشا بالجابشة ،وأن تكششون خطبششة الخشاطب الول جششائزة .وبقشي مششن
الشروط :علمه بحرمة الخطبة على الخطبة ،وبصراحة الجابة ،فخرج بما ذكششر مششا إذا لششم تكششن
خطبششة أصشل ،أو لششم يجشب الخششاطب الول ،أو أجيشب تعريضشا ل تصشريحا ،أو لشم يعلششم الثشاني
بالخطبة ،أو علم بها ولم يعلشم بالجابشة ،أو علشم بهشا ولشم يعلشم كونهشا بالصشريح ،أو علشم كونهشا
بالصريح ولم يعلم بالحرمة ،أو علم بجميع ما ذكر لكن كانت الخطبة محرمة كأن خطب في عدة
غيره فل حرمة في جميع ما ذكر .وقوله والجابة له :أي وعششالم بالجابششة لششه وهششي تكششون ممششن
تعتبر إجابته وهو الولي إن كانت الزوجة مجبرة ،ونفس الزوجة إن كانت غير مجبرة ،وهي مع
الولي إن كان الخاطب غير كف ء لن الكفاءة حق لهما معا ،والسيد إن كانت أمششة غيششر مكاتبششة،
وهو مع المة إن كانت مكاتبة ،والسلطان إن كانت المرأة مجنونة بالغة ول أب لها ول جد لهششا.
)وقوله :على خطبة مشن الشخ( إظهششار فششي مقششام الضششمار ،فالمناسشب والخصشر أن يقشول علششى
خطبته إن جازت ويكشون الضشمير فشي خطبتشه عشائدا علشى الغيشر المتقشدم ذكشره .وقشوله جشازت
خطبته :أي بأن كانت المخطوبة خالية من الموانع .وخرج به من حرمت خطبته كأن خطبها فششي
عدة غيره أو فششي نكششاحه فل تحششرم لنششه لحششق للول .وقششوله وإن كرهششت ،أي الخطبششة الولششى
الجائزة بأن كان عاجزا عن المؤن وغير تائق .وقوله وقد صرح لفظا بإجابته ،الششواو للحششال :أي
والحال أنه قد صرح لفظشا بإجشابته ،أي الخششاطب ،الول ،فلششو لشم يصششرح بهشا لفظششا ،بششأن رد أو
سكت عنه ،لم تحرم .وعبارة المنهاج مع المغني :فإن لم تجب ولم يرد بأن سكت عششن التصششريح
بإجابة أو رد والساكت غير بكر يكفي سكوتها أو ذكر ما يشعر بالرضششا نحششو ل رغبششة عنششك لششم
تحرم في الظهر ،لن فاطمة بنت قيس قالت للنبي )ص( :إن معاوية وأبششا جهششم خطبششاني ،فقششال
رسول ال )ص( :أما أبو جهم فل يضع العصا عشن عشاتقه ،وأمشا معاويشة فصشعلوك ل مشال لشه،
انكحي أسامة بن زيد وجه الدللة أن أبا جهم ومعاوية خطباها ،وخطبها النبي )ص( لسامة بعششد
خطبتهما لنها لم تكن أجشابت واحشدا منهمشا .اه) .قشوله :إل بشإذنه لشه( متعلشق بيحشرم :أي يحشرم
الخطبة المذكورة إل إن أذن الخاطب الول للخششاطب الثششاني فإنهششا حينئذ ل تحششرم) .وقششوله :مششن
غير خوف ول حياء( أي حال كون الذن واقعا منه بنحو خوف ،أي من الخاطب الثاني أو حياء
منه فإن وقع مع خوف أو حياء لم ترتفع الحرمة )قوله :أو بإعراضه( معطششوف علششى بششإذنه ،أي
وإل بإعراضه ،أي الخاطب الول فإنها ل تحرم .قال في المغني :وإعراض المجيششب كششإعراض
الخاطب .اه .ومثله في التحفة والنهاية )قوله :كأن طال الخ( تمثيل للعششراض .وعبششارة التحفششة:
كششأن يطششول الزمششن بعششد إجششابته حششتى تشششهد قششرائن أحششواله بإعراضششه .اه) .قششوله :ومنششه( أي
العراض :أي مما يفيده .وقوله سفره البعيد :أي المنقطع ،كما في التحفة والنهاية .وكتب ع ش:
يظهر أن المراد بالنقطاع انقطاع المراسلة بينششه وبيششن المخطوبششة ل انقطششاع خششبره بالكليششة .اه.
وفي البجيرمي :ومنه ،أي العراض ،أن يتزوج من يحرم الجمع بينها وبين مخطششوبته أو تطششرأ
ردته ،لن الردة ،والعياذ بال ،قبل الوطئ تفسخ العقد ،فالخطبششة أولششى ،أو يعقششد علششى أربششع مششن
خمس خطبهن معا أو مرتبا .اه) .قوله :ومن استشير في خاطب( أي هل يصششلح أم ل )قششوله :أو
نحو عالم( أي أو استشير في نحو عالم كتاجر ،وقوله يريد الجتمشاع بشه :أي أو معشاملته )قششوله:
ذكر( أي المستشار .وقوله وجوبا :محله إذا لم ينششدفع إل بششذكر العيششوب ،فششإن انششدفع بششدونه ،بششأن
اكتفى بقوله له هو ل يصلح ،أو احتيج لذكر البعض دون البعض ،حرم ذكر شئ منها فششي الول
وشئ من البعض الخر في الثاني .وقوله مسششاويه ،بفتششح الميششم ،أي عيششوبه الشششرعية والعرفيششة،
كالفقر والتقتير .وذلك للحديث المار إن فاطمة بنت قيس استشارت النشبي )ص( فشي تزويشج أبشي
جهم أو معاوية ،فقال لها النبي )ص( أما أبو جهم فل يضع العصا عشن عششاتقه ،كنايششة عشن كششثرة
الضرب ،قيل أو السفر ،وأما معاوية فصعلوك أي فقير ل مال له .وفي
] [ 312
البجيرمي :قال البارزي ولو استشير في أمر نفسه فششإن كششان فيششه مششا يثبششت الخيششار وجششب
ذكره للزوجة .وإن كان فيه ما يقلل الرغبة فيه ول يثبشت الخيشار كسشوء الخلشق والششح اسشتحب.
وإن كان فيه شئ من المعاصي وجب عليه التوبة في الحال وستر نفسه ول يذكره .وإن استشششير
في ولية فإن علم من نفسه عدم الكفاية أو الخيانة وأن نفسه ل تطاوعه على تركهششا وجششب عليششه
أن يبين ذلك أو يقول لست أهل للولية .اه .ووجوب التفصيل بعيد .والوجه دفششع ذلششك بنحششو ل
أصلح لكم .اه .وقوله ولو استشير في أمر نفسه ،أي استشارت الزوجة خاطبها في أمر نفسه هل
يصلح لها أم ل ؟) .واعلم( أن ذكر المستشار العيوب ليس من الغيبة المحرمة ،بل هششو مششن بششاب
النصيحة ،كما أنه ليس من الغيبة أيضا ما إذا كششانت الغيبششة فششي فاسششق متجششاهر ،لكششن بشششرط أن
تغتابه بما فسق به ،وأن تقصد زجره بذلك إذا بلغته ،وما إذا كانت على وجه التظلششم ،كششأن تقششول
فلن ظلمنششي ،أن علششى وجششه التحششذير :كششأن تقششول فلن فعششل كششذا فل تصششحبه ،أو علششى وجششه
الستعانة :كأن تقول فلن فعل كذا فأعني عليه ،أو على وجه الستفتاء :كأن تقول فلن فعل كذا
فهل يجوز له ذلك أم ل ؟ .وقد حصر بعضهم ما ل يعد غيبة في سششتة أشششياء ونظمهششا فششي قششوله:
القدح ليس بغيبة في ستة :متظلم ومعرف ومحذر ولمظهر فسقا ومستفت ومن طلب العانششة فششي
إزالة منكر وقوله ومعرف هو المستشار .وذلك لنه يعرف المستششير عيشوب مشن استششير فيشه،
ويصدق التعريف أيضا بقوله فلن العمش أو العرج )قوله :بصدق( متعلق بششذكر :أي ذكرهششا
بصدق بأن يكون ما ذكره موجودا في المستشار فيه .وقوله بذل للنصيحة :فيه إشارة إلششى أنششه ل
بد من قصد النصيحة ،ل الوقيعة ،أي الخوض في عرضه .ويشششترط ذكششو العيششوب المتعلقششة بمششا
حصلت الستشارة من أجله ،فإذا استشير في نكاح ذكر العيششوب المتعلقششة بششه ،ل المتعلقششة بششالبيع
مثل وهكذا )قوله :ودينه( هو وما عطف عليه مبتدأ وخبره قوله في المتن أولششى .والشششارح قششدر
لكل خبرا )قوله :أي نكاح الخ( أفاد به أن في الكلم تقدير مضاف قبل المبتششدأ وهششو الششذي يحكششم
عليه بالولوية .وقوله التي وجدت الخ :الولشى زيششادة أي التفسششيرية :لنششه تفسششير للدينشة .وقشوله
صفة العدالة :هي فقد ارتكاب كبيرة وإصرار على صغيرة .وأفششاد بمششا ذكششر أن العفشة عشن الزنششا
فقط ل تكفي ،وقد صرح به في التحفة .وقوله أولى من نكاح الفاسقة ،هي من ارتكبششت كششبيرة أو
أصرت على صغيرة) .وقوله :ولو بغير نحو زنا( أي :ولو كان فسقها بغير نحو زنا ،فإن الدينششة
أولشى منهشا .ونحشو الزنشا كشل كشبيرة كششرب الخمشر وغيشر ذلشك مشن الصشغائر كالغيبشة ،بششرط
الصرار عليها) ،قوله :للخبر المتفق عليه فشاظفر الشخ( هشو بعشض الخشبر ،ولفظشه بتمشامه تنكشح
المرأة لربع :لمالها وجمالها ،ولحسششبها ،ولششدينها ،فششاظفر بششذات الششدين تربششت يششداك أي التصششقتا
بالتراب :كناية عن الفقر إن لم تفعل ،واسششتغنيت إن فعلششت .قششال فششي التحفششة :وتششردد فششي مسششلمة
تاركة للصلة ،وكتابية ،فقيل هذه أولى للجماع على صحة نكاحها ،ولبطلن نكاح تلك ،لردتهششا
عند قوم .وقيل تلك لن شرط نكاح هششذه أي الكتابيششة مختلششف فيششه ،ورجششح بعضششهم الول ،وهشو
واضح ،في السرائيلية لن الخلف القوي إنما هو في غيرهششا ،ولششو قيششل الولششى لقششوى اليمششان
والعلم هذه لمنه من فتنتها وقرب سياسته لها إلى أن تسلم ولغيره تلك لئل تفتنه هذه لكان أوجششه.
اه) .قوله :أي معروفة الخ( تفسير لنسيبة ،وكان الملئم لما قبلششه أن يقشول أي نكششاح النسششيبة :أي
معروفة الصل فيقدر مضافا كما قدره فيما قبله .وقوله وطيبته :أي الصل )قوله :لنسششبتها الششخ(
علة للطيب ،أي طيبها حاصل لجل نسبتها إلى العلمششاء والصششلحاء ،أي أو الشششراف أو العششرب
)قوله :أولى( خبر نسيبة لما علمت أن الشارح قدر عند كل معطوف خششبرا .وقششوله مششن غيرهششا:
أي غير النسيبة )قوله :لخبر تخيروا لنطفكم الشخ( قششال فششي المغنششي :قشال أبشو حشاتم الشرازي هششذا
الخبر ليس له أصل ،وقشال ابشن الصشلح لشه أسشانيد فيهشا مقشال ،ولكشن صشحة الحشاكم .اه .وفشي
البجيرمي ورد :تخيروا لنطفكم ،فإن العرق دساس وورد وإياكم وخضراء الدمن .قالوا مششن هششي
يا رسول ال ؟ قال المرأة الحسناء في المنبت السوء فشبه المرأة التي أصلها ردئ
] [ 313
بالقطعة الزرع المرتفعة على غيرها التي منبتها موضع روث البهائم .اه .وقوله تخيششروا
لنطفكم .قال في لطائف الحكم شششرح غششرائب الحششاديث ،أي تكلفشوا طلششب مششا هشو خيششر المناكششح
وأزكاها وأبعدها عن الخبث والفجور ،ول تضششعوا نطفكششم إل فششي أصششل ظششاهر .وأصششل النطفششة
الماء القليل .والمراد هنا المنششي :سششمي نطفششة لن النطششف القطششر .اه) .قششوله :وتكششره بنششت الزنششا
والفاسق( وذلك لنه يعير بهششا لششدناءة أصششلها ،وربمششا اكتسششبت مششن طبششاع أبيهششا .اه .ع ش .قششال
الذرعي :ويشبه أن يلحق بهما اللقيطة ،ومن ل يعرف لها أب .اه) .قششوله :وجميلششة( أي بحسششب
طبعه ولو سوداء عند حجر أو بحسب ذوي الطباع السليمة عند م ر .وتكره بارعة الجمال لنهششا
إما أن تزهو ،أي تتكبر ،لجمالها ،أو تمتد العين إليها )قوله :لخبر الششخ( دليششل الولويششة الجميلششة
على غيرها .وقوله إذا نظرت :للبناء للمجهششول ،والتششاء فيششه للتششأنيث .وتمششام الحششديث وتطيششع إذا
أمرت ،ول تخالف في نفسها ومالها )قوله :قرابة( أي يقرأ بالتنوين ،وما بعده صفة .وفششي الكلم
حذف :أي ونكاح ذات قرابة بعيدة أولى من نكاح ذات قرابششة قريبششة أو أجنبيششة )قششوله :ممششن فششي
نسبه( الولى إسقاط لفظ ممن ،والقتصار على قوله في نسبه ،ويكون الجششار والمجششرور متعلقششا
ببعيدة :أي بعيدة عنه في النسب ،كما صنع في فتح الجواد ،وذلك لنه على إبقششائه يصششير الجششار
والمجرور صفة للقرابة ،أو حال على قول ،ويكون المعنى حينئذ قرابة كائنة مششن القششارب الششتي
في نسبه أو حال كونها منهم ،ول معنى لذلك )قوله :وأجنبية( معطوف على قرابششة قريبششة ،وهششذا
يعين تقدير المضاف المار لنه ل معنى لكون القرابة البعيدة أولى من الجنبية ،إذ التفضيل بيششن
الذوات ل بين الوصف والششذات )قششوله :لضششعف الشششهوة الششخ( تعليششل لولويششة غيششر ذات القرابششة
القريبة عليها .وفي حاشية الجمل ما نصه :قوله والبعيدة أولششى مششن الجنبيششة ،قششالوا لن مقصششود
النكاح اتصال القبائل لجل اجتمششاع الكلمشة ،وهششذا مفقشود فشي نكشاح القريبششة ،لن التصششال فيهشا
موجود ،والجنبية ليست من قبائله حتى يطلششب اتصششالها .اه .ح ل )قششوله :والقريبششة( المششراد بششه
المرأة القريبة ،ل المتقدمة في الذكر ،لن تلششك صششفة القرابششة )قششوله :مششن هششي فششي أول درجششات
العمومة والخؤولة( أي كبنت العم وبنت الخال وبنت العمة وبنت الخالة ،والمششرأة البعيششد بضششدها
وهي التي ل تكون في أول درجات ما ذكر :كبنت ابن العم أو بنت ابن الخال أو بنت ابششن العمششة
أو بنت ابن الخالة) .قوله :والجنبية أولى من القرابة القريبة( أي أولى مششن ذات القرابششة القريبششة
لما مر )قوله :ول يشكل ما ذكر( أي من أن ذات القرابة البعيششدة أولششى مششن ذات القرابششة القريبششة
ومن الجنبيششة ،وأن الجنبيششة أولششى مششن ذات القرابششة القريبششة )قشوله :بششتزوج النششبي الششخ( متعلششق
بيشكل .وقوله زينب :أي بنت جحش رضي ال عنها ،وهي المعنية بقوله تعششالى) * :فلمششا قضششى
زيد منها وطرا زوجناكها( * ) (1أي فلما طلقها وانقضت عدتها زوجناكها وكششانت تفتخششر علششى
نسائه )ص( تقول :إن آباءكن أنكحوكن وإن ال تعالى أنكحني إياه من فوق سبع سششموات .وفيهششا
نزل الحجاب ،وغضب عليها رسول ال )ص( لقولها في صفية بنت حيي تلك اليهودية ،فهجرها
في ذي الحجة والمحرم وبعض صفر ،وهي أول نسائه وفاة ولحوقا به )ص( .ففي حديث مسششلم:
عن عائشة أن بعض أزواج النبي )ص( قلن له أينا أسرع بك لحوقا ؟ قال :أسششرعكن لحوقششا بششي
أطولكن يدا ،فكان أسرعهن لحوقا به زينب بنت جحش قيل إن طول يدها بسبب أنها كانت تعمل
وتتصدق كثيرا توفيت سنة عشرين ،وفيها فتحت مصر ،وقيل إحدى وعشرين ،وقد بلغششت ثلثششا
وخمسين سنة ،ودفنت بالبقيع ،وصلى عليها عمششر بششن الخطششاب وكششانت عائشششة تقششول هششي الششتي
تساويني في المنزلة عنششده )ص( ،ومششا رأيششت امششرأة قششط خيششرا فششي الششدين مششن زينششب وأتقششى لش
وأصدق حديثا وأوصل للرحم وأعظم صدقة .وقوله مششع أنهششا أي زينششب .وقششوله بنششت عمتششه :أي
النبي )ص( )قوله :لنه تزوجها بيانا للجواز( أي جواز نكاح زوجششة المتبنششي لنهششا كششانت تحششت
زيد بن حارثة الذي
] [ 314
تبناه النبي )ص( )قوله :ول بتزوج الخ( أي ول يشكل بتزوج لي رضي الش عنششه سششيدتنا
فاطمة رضي ال عنها مع أنها من القارب لنها ذات قرابة بعيدة ل قريبة )قوله :للمر بششه( أي
بتزوج البكر .وقوله في الخبار الصحيحة :منها قوله عليه السششلم :هل بكششرا تلعبششك وتلعبهششا
ومنها عليكم بالبكار فإنهن أعذب أفواهششا وأنتششق أرحامششا وأرضششى باليسششير ومعنششى أنتششق :أكششثر
أولدا ،يقال للمرأة الكثيرة الولد :ناتق .قششال البجيرمششي :وفششي البكششارة ثلث فششوائد :إحششداها أن
تحب الزوج الول وتألفه ،والطباع مجبولة على النس بأول مأولف ،وأما التي مارست الرجششال
فربما ل ترضى ببعض الوصاف التي تخالف ما ألفتششه فتكششره الششزوج الثششاني .الفششائدة الثانيششة أن
ذلك أكمل في مودته لها .الثالثة :ل تحن إل للزوج الول .ولبعضهم :نقل فؤادك حيث شششئت مششن
الهوى ما الحب إل للحبيب الول كم منزل في الرض يألفه الفتى وحنينه أبدا لول منششزل ؟ اه.
وفي المغني) :روى( أبو نعيم عن شجاع بشن الوليششد قششال :كششان فيمششن كششان قبلكششم رجششل حلششف ل
يتزوج حتى يستشير مائة نفس وأنه استشار تسعة وتسعين رجل واختلفوا عليه ،فقال بقششي واحششد
وهو أول من يطلع من هذا الفج وآخذ بقوله ول أعدوه ،فبينما هو كذلك إذ طلع عليه رجل راكب
قصبة فأخبره بقصته ،فقال النساء ثلث :واحششدة لششك ،وواحششدة عليششك وواحششدة ل لششك ول عليششك.
فالبكر لك ،وذات الولد من غيرك عليك ،والثيب ل لك ول عليك .ثم قال أطلق الجششواد ،فقششال لششه
أخبرني بقصتك .فقال أنشا رجشل مشن علمشاء بنشي إسشرائيل مشات قاضشيهم ،فركبشت هشذه القصشبة
وتباهلت لخلص من القضاء .قال في الحياء :وكما يستحب نكاح البكر يسن أن ل يزوج الششولي
ابنته إل من بكر لم يتزوج قط لن النفوس جبلت على الينشاس بشأول مشألوف ،ولهشذا قشال )ص(
في خديجة إنها أول نسائي )قوله :إل لعذر :كضعف آلته عن الفتضاض( أي إزالشة البكششارة :أي
وكاحتياجه لمن يقوم على عياله .ومنه ما اتفق لجابر رضي ال عنه ،فإنه لما قال له النبي )ص(
هل بكرا تلعبها وتلعبك ؟ اعتذر له فقال :إن أبي قتل يوم أحد وترك تسششع بنششات ،فكرهششت أن
أجمع إليهن جارية خرقاء مثلهن ،ولكن امرأة تمشطهن وتقوم عليهن .فقال )ص( أصبت )قششوله:
وولود وودود أولى( أي من غير الولود والششودود )قششوله :للمششر بهمششا( أي بششالولود والششودود :أي
بنكاحهما في قوله عليه السلم :تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم المم يوم القيامة رواه أبششو
داود والحاكم وصحح إسناده .وروي سوداء ولود خير من حسناء عقيم )قوله :ويعرف ذلششك( أي
كونها ولودا )قوله :والولى أيضا أن تكون وافرة العقل وحسنة الخلششق( قششال بعضششهم :ينبغششي أن
تكون المرأة دون الرجل بأربع وإل استحقرته :بالسن ،والطششول ،والمششال ،والحسششب ،وأن تكششون
فوقه بأربع :بالجمال ،والدب ،والخلق ،والورع .قششال فششي المغنششي :وهششذه الصششفات كلهششا قششل أن
يجدها الشخص في نساء الدنيا ،وإنما توجد في نساء الجنان .فنسأل ال تعالى أن ل يحرمنا منهن
)قوله :وأن ل تكون الخ( أي والولى أن ل تكون ذات ولد من رجل غيره .وقششوله إل لمصششلحة:
أي كتربية أولده ،كما في حديث جابر المار ،ولنه تزوج النبي )ص( أم سلمة ومعهششا ولششد أبششي
سلمة للمصلحة )قوله :وأن ل تكون شقراء( قال في التحفة :قيل الشقرة بياض ناصع يخالفه نقششط
في الوجه لونها غير لونه .اه .وكأنه أخذ ذلك من العرف لن كلم أهل اللغة مشكل فيه :إذ الذي
في القاموس الشقر من الناس من يعلو بياضه حمرة .اه .ويتعين تأويله بما يشير إليه قوله يعلوه
بأن المراد أن الحمششرة غلبششت البيششاض وقهرتششه بحيششث تصششير كلهششب النششار الموقششدة ،إذ هششذا هششو
المذموم ،بخلف مجرد تشرب البياض بالحمرة فإنه أفضششل اللششوان فششي الششدنيا لنششه لششونه )ص(
الصلي ،كما بينته في شرح الشمائل ،اه) .قوله :ول
] [ 315
طويلة مهزولة( أي والولى أن ل تكون طويلة مهزولة )قوله :للنهششي عششن نكاحهششا( دليششل
لولويششة عششدم كونهششا ذات ولششد الششخ ،فالضششمير فششي نكاحهششا راجششع للثلث ذات الولششد والشششقراء
والطويلة المهزولة ،والولى أن يأتي بنشون النسشوة ،كمشا تقشدم غيشر مشرة ،والنهشي المشذكور فشي
حديث زيد بن حارثة وهشو قشوله )ص( لشه ل تشتزوج خمسششا :شششهبرة وهشي الزرقششاء البذيششة ،ول
الهبرة وهشي الطويلشة المهزولشة ،ول نهششبرة وهششي العجششوز المشدبرة ،ول هنششدرة وهششي القصشيرة
الذميمة ،ول لفوتا وهي ذات الولد من غيرك )قوله :ومحل رعاية جميع ما مر( أي من الصفات
من كونها دينة جميلة نسيبة بكرا ولودا )قوله :حيث لم تتوقف العفة علششى غيششر متصششفة بهششا( أي
بالصفات السابقة :أي ما عدا الوصششف الول ،بششأن وجششدت العفششة فششي غيششر المتصششفة بالصششفات.
وكان الملئم بتعبيره أول بدينة أن يقول :حيث لم تتوقف الديانة التي هي العدالة )قوله :وإل( أي
بأن توقفت على غير متصفة بها بأن وجدت العفة في غير متصشفة بهشا .وقشوله فهشي :أي العفشة،
أي رعايتها ،وقوله أولى :أي من بقية الصفات :أي رعايتها :فعفيفة غير متصششفة ببقيششة الصششفات
أولى من متصفة ببقية الصفات غير عفيفة .لخبر :فاظفر بذات الدين )قوله :قال شيخنا الششخ( هششذا
تقوية لقوله ومحل رعاية جميع الخ) .قوله :ولو تعارضت تلك الصفات( أي بأن وجد بعضها في
بعض الحاد من النساء وبعضها في بعض آخر ولم تجتمع كلها بشأن وجشد الدينشة غيشر عاقلشة أو
عاقلة غير دينة فالمقدم الولى ،أو وجدت عاقلة حسنة الخلق غير ولود وولود غير عاقلة حسششنة
الخلق مع عدم الديانة فيهما فالمقدم الولى ،أو وجدت ولود غير نسيبة ونسيبة غير ولود مع فقششد
باقي الصفات فيهما فالمقدم الولى ،أو وجدت بكر غير جميلة وجميلة غير بكر مع فقششد مششا ذكششر
أيضا فيهما فالمقدم الولى ،فششإذا فقششدت هششذه الصششفات ولششم توجششد صششفة منهششا فششي النسششاء راعششى
الخاطب ما فيه المصلحة له بحسب اجتهاده .وقوله يقدم الدين مطلقششا :أي تقششديما مطلقششا أي علششى
سائر الصفات )قوله :وجزم في شرح الرشاد( عبارته :وعند تعارضها يقدم ما يرجع إلى الششدين
والعفة ،ثم إلى النسل ،ثم إلى العقل ،ثم يتخير .اه) .قوله :وندب للولي عششرض مشوليته الشخ( قشال
في المغني :كما فعل شعيب بموسى عليهما الصلة والسلم ،وعمر بعثمان وبأبي بكر رضي ال
عنهم .اه .وقوله كما فعل شعيب بموسى :أي حيث قال له) * :إني أريد أن أنكحششك إحششدى إبنششتي
هاتين( * ) (1قال بعض المفسرين ما نصه :فيه مشروعية عرض ولي المششرأة لهششا علششى رجششل،
وهذه سنة ثابتة في السلم ،كما ثبت من عرض عمششر لبنتششه حفصششة علششى أبششي بكششر وعثمششان،
والقصة معروفة ،وغير ذلك مما وقع في أيام الصحابة وأيام النبوة ،وكذلك ما وقششع مششن عششرض
المرأة لنفسها علششى رسششول الش )ص( .اه) .قشوله :ويسشن أن ينشوي بالنكششاح السشنة( أي اتباعهشا.
وقوله وصون دينه :أي وينوي حفظ دينه ،أي والنسل الصالح ،وتكثير أتباع النششبي )ص( )قششوله:
وإنما يثاب الخ( هذا يغني عنه قوله ويسن أن ينششوي الششخ ،فالمناسششب والخصششر أن يجعلششه تعليل
لما قبله بأن يقول لنه إنما يثاب عليه بالنية .وفي فتح الجواد :القتصششار علششى قششوله وإنمششا يثششاب
الخ وعدم ذكر قوله ويسن الخ ،وهو ظششاهر .وإنمشا لشم يثشب عليشه ،أي النكشاح ،إل بمششا ذكششر لن
أصله الباحة ،كما مر ،والمباح ينقلب طاعة بالنية ،كما قال ابن رسلن في زبده :لكششن إذا نششوى
بأكله القوى لطاعة ال :له ما قد نوى )قوله :وأن يكون الخ( معطوف على ينششوي :أي ويسششن أن
يكون العقد في المسجد .قال في التحفة :للمر به في خبر الطبراني .اه .وهو أعلنوا هذا النكاح،
واجعلوه في المساجد ،واضربوا عليششه بالششدفوف ،وليششولم أحششدكم ولششو بشششاة) * ،الهششامش *( )(1
سورة القصص ،الية27 :
] [ 316
وإذا خطب أحدكم امرأة وقد خضب بالسواد فليعلمهششا ول يغرنهششا اه .غششرائب الحششاديث.
وقال في شرحه :قوله أعلنوا هذا النكاح ،أي أظهشروه إظهشار السشرور .وفرقشا بينشه وبيشن غيشره
واجعلوه في المساجد مبالغة في إظهشاره واشششتهاره ،فششإنه أعظششم محافشل الخيشر والفضششل .وقشوله
واضربوا عليه بالدفوف :جمع دف ،بالضم ،ويفتح ،ما يضششرب بششه لحششادث سششرور) .فششإن قلششت(
المسجد يصان عشن ضشرب الشدف :فكيشف أمشر بشه ؟ )قلشت( ليشس المشراد أنشه يضشرب فيشه ،بشل
خارجه ،والمر فيه إنما هو في مجرد العقد .اه) .قششوله :ويششوم الجمعششة( أي وأن يكششون فششي يششوم
الجمعة لنه أشرف اليام وسيدها .وقوله أول النهار :أي وأن يكون في أول النهششار :لخششبر اللهششم
بارك لمتي في بكورها حسنه الترمذي )قوله :وفي شوال( أي ويسن أن يكشون العقشد فشي ششوال
وقوله .وأن يدخل فيه :أي ويسن أن يدخل على زوجته في شوال أيضا ،والدليل عليششه وعلششى مششا
قبله خبر عائشة رضي ال عنها قالت :تزوجنششي رسششول الش )ص( فششي شششوال ودخششل فيششه ،وأي
نسائه كان أحظى عنده مني وفيه رد على من كره ذلك) .تتمة( يسن لمن حضششر العقششد مششن ولششي
وغيره الدعاء للزوج عقبه :ببارك ال لك ،أو بارك عليك ،وجمع بينكما فشي خيششر لصششحة الخشبر
به .ويدعو لكل منهما ببارك ال لكل واحد منكما في صاحبه وجمع بينكما في خير .ويسن للزوج
الخذ بناصيتها أول لقائها ،وأن يقول بارك ال لكل منا فششي صششاحبه ،ثششم إذا أراد الجمششاع تغطيششا
بثوب وقدما قبيله التنظف والتطيب والتقبيل ونحو ذلشك ممشا ينششط .قشال ابشن عبشاس رضشي الش
عنهما :إني لحب أن أتزين لزوجتي كما أحب أن تتزين لي .وقال كل منهما ،ولو مع اليأس مششن
الولد :بسم ال .اللهم جنبنا الشيطان ،وجنب الشيطان ما رزقتنا .وليتحر استحضششار ذلششك بصششدق
من قلبه عند النزال .فإن له أثرا بينا في صلح الولد وغيره .وفي المغني قال في الحياء :يكره
الجماع في الليلة الولى من الشهر ،والخيرة منه ،وليلة النصف منه .فيقال :إن الشيطان يحضر
الجماع في هذه الليالي .اه .ورده في التحفة والنهاية بعششدم ثبششوت شششئ مششن ذلششك .قششال :وبفششرض
ثبوته :الذكر الوارد يمنعه .اه .ويسن للزوج إذا سبق إنزاله أن يمهلها حتى تنزل هششي ويسششن أن
يتحرى بالجماع وقت السحر لنتفاء الشبع والجوع المفرطين حينئذ * إذ هششو مششع أحششدهما مضششر
غالبا كما أن الفراط فيه مضر مع التكلف ،وضبط بعشض الطبشاء النشافع مشن الشوطئ بشأن يجشد
داعية من نفسه ،ل بواسطة تفكر ونحوه ،ويسن أيضا أن يكون ليلة الجمعة ويومها قبششل الششذهاب
إليها ،وأن ل يتركه عند قدومه من سفر .وينششدب التقششوي لششه بأدويششة مباحششة مششع رعايششة القششوانين
الطبية ومع قصد صالح ،كعفة ونسل ،لنه وسيلة لمحبوب فليكن محبوبا ،وكثير من الناس يترك
التقوي المذكور فيتولد من الوطئ مضار جدا .ووطئ الحامل والمرضششع منهششي عنششه ،فيكششره إن
خشي منه ضرر الولد ،بل إن تحققه حرم .ومن أطلق عدم كراهتششه مششراده مششا إذا لششم يخششش منششه
ضرر .وسيذكر الشارح بعض ما ذكرته في آخر فصل الكفاءة )قوله :أركانه :أي النكاح( فيه أن
النكاح معناه حقيقة العقد المركب من اليجاب والقبول .وهذه المور التي ذكرها لم تتركب منهششا
ماهيته ،كما هو مقتضى التعبير بالركان ،لن الركن ما تششتركب منششه الماهيششة كأركششان الصششلة.
ويجاب بأن المراد بالركان ما ل بد منه فيشمل المششور الخارجششة ،كمششا هنششا ،كالشششاهدين فإنهمششا
خارجان عن ماهية النكاح ،ومن ثم جعلهمششا بعضششهم شششرطين .أفششاده البجيرمششي .وقششوله خمسششة:
جعلها في التحفة أربعة بعد الزوجين ركنا واحدا )قوله :زوجة( بدل من خمسة )قوله :وشاهدان(
عدهما ركنا واحدا لعدم اختصاص أحدهما بشرط دون الخر ،بخلف الزوجيشن فشإنه يعتشبر فششي
كل منهما ما ل يعتبر في الخر )قوله :وصيغة( هي إيجاب وقبول ولو من هازل )قوله :وشششرط
فيها الخ( شروع في بيششان شششروط الركششان الخمسششة وبششدأ بشششروط الصششيغة لمزيششد الخلف فيهششا
وطول الكلم عليها .ول يضر أن كثيرا ما يعللششون تقششديم الشششئ بقلششة الكلم عليششه لن النكششات ل
تتزاحم )قوله :إيجاب من الولي( أي أو نائبه )قوله :وهو( أي اليجاب )قوله :كزوجتك الششخ( لششو
حذف الكاف لكان أولى ليظهر تفريشع الحصشر عليشه بقشوله بعشد فل يصشح اليجشاب الشخ .وقشوله
موليته :تنازعه كل من زوجتك وأنكحتك .وقوله فلنة :أي ويعينها باسمها ،أو صفتها ،أو
] [ 317
الشارة إليها ،كما سيذكره) ،قوله :فل يصح الخ( قد عرفت أنششه ل يظهششر التفريششع إل لششو
حذف الكاف الداخلة على زوجتك ،وإن كان يمكن أن يقال إنها استقصائية .وقوله إل بأحد هششذين
اللفظين :هو زوجتك ،أو أنكحتك )قوله :لخبر مسلم الخ( دليل الحصر ،ومحطششة قششوله بكلمششة الش
)قششوله :بأمانششة الشش( أي بجعلهششن تحششت أيششديكم كالمانششات الشششرعية .اه .ع ش .قششال البجيرمششي:
ويصح أن يراد بالمانة الشرعية ،أي شريعة ال ،ويكون قوله واستحللتم الخ من عطف الخششاص
على العام .اه) .قوله :وهي( أي كلمة ال ،وهذا ليس من الحديث .وقوله مششا ورد فششي كتششابه :أي
من قوله تعالى) * :فانكحوا ما طاب لكم من النساء( * ) (1وقوله تعالى) * :فلما قضى زيد منها
وطرا زوجناكها( * )) (2قوله :ولم يرد فيه( أي في كتاب الشش .وقششوله غيرهمششا :أي غيششر هششذين
اللفظين ،وهما التزويج والنكاح ،والقياس ممتنع .لن فششي النكششاح ضششربا مششن التعبششد ،فل يصششح
بنحو لفظ إباحة وتمليك وهبة .أما جعله تعالى النكاح بلفظ الهبة في قوله تعالى) * :وامرأة مؤمنة
إن وهبت نفسها للنبي( * ) (3الية .فهو خصوصية له )ص( لقششوله تعششالى) * :خالصششة لششك مششن
دون المؤمنين( * ) (4قال في شرح الروض :وما في البخاري من أنه )ص( زوج امششرأة فقششال:
ملكتكها بما معك من القرآن فقيل وهم من الراوي بدليل رواية الجمهور زوجتكها .قششال الششبيهقي:
والجماعة أولى بالحفظ من الواحد .وقيل إنه )ص( جمع بين اللفظيشن .اه .بتصشرف ول يشرد مشا
سيأتي مشن صشحة النكشاح بالترجمشة لوجشود معنشى الشوارد فيهشا )قشوله :ول يصشح( أي اليجشاب
بأزوجك وأنكحك :أي لعدم الجزم بهما .وقوله على الوجه :مقابله جزم بالصششحة فيهمششا إن خليششا
عن نية الوعد .وعبارة التحفة :وجزم بعضهم بأن أزوجك وأنكحك كذلك إن خل عن نية الوعششد،
وظاهره الصحة مع الطلق إن ذكرت قرينة تدل على ذلك كلفظ الن ،أول .وفيه نظر .ثم قششال
رأيت البلقيني أطلق عنهم عدم الصحة فيهما ،ثم بحث الصشحة إذا انسشلخ عشن معنشى الوعشد بشأن
قال الن وهو صششريح فيمششا ذكرتشه .اه .وقشوله وهشو صششريح فيمششا ذكرتشه .أي مشن أنشه ل يكفششي
الطلق بل ل بد من زيادة لفظ الن ،وذلك لنه قيد بالبلقيني الصحة بقوله :بأن قال الن )قوله:
ول بكناية( أي ول يصح اليجاب بكناية ،وذلك لنها تحتاج إلى نية ،والشششهود ركششن فششي صششحة
النكاح ول إطلع لهم على النية ،ولنها ل تتأتى في لفظ التزويج والنكاح ،والنكششاح ل ينعقشد إل
بهما .وفي البجيرمي :ويسششتثنى مششن عششدم الصششحة بالكنايششة كتابششة الخششرس ،وكششذا إشششارته الششتي
اختص بفهمها الفطن ،فإنهما كنايتان وينعقد بهما النكاح منه تزويجا وتزوجا .اه .قال في التحفة:
وتصح الكناية في المعقود عليه ،كما قال أبششو بنششات زوجتششك إحششداهن أو بنششتي أو فاطمششة ،ونويششا
معينة ،ولو غير المسماة ،فإنه يصح .ويفرق بششأن الصششيغة هششي المحللششة ،فششاحتيط لهششا أكششثر ،ول
يكفي زوجت بنتي أحدكما مطلقا .اه .قال سم :أي وإن نويا معينا .اه) .قششوله :كأحللتششك ابنششتي أو
عقدتها لك( مثالن للكناية ،ومثلهما زوجك ال ابنتي )قوله :وقبول( معطوف على إيجاب .وقوله
متصل به :سيذكر محترزه )قوله :من الزوج( أي قبشول صششادر مشن الشزوج :أي أو مشن وليششه أو
وكيله )قوله :وهو( أي القبششول )قششوله :كتزوجتهششا أو نكحتهششا( أي أو تزوجششت أو نكحششت هششذه أو
فلنة ،ويعينها باسمها )قوله :فل بد الخ( تفريع على ذكر الضمير المفعول العشائد علشى الزوجشة،
وكان حقه أن يذكر قبله أيضا اسم الشارة واسمها ،كما ذكرته ليتم التفريع عليه .وقششوله مششن دال
عليها :أي من لفظ دال على المخطوبة .وقوله من نحو اسم الخ :بيان للدال عليها ،والمشراد بنحشو
ذلك الوصف ،كما سيأتي ،كزوجتك التي في الدار ،ولكششن ليششس فيهششا غيرهششا )قششوله :أو قبلششت أو
رضيت( معطوف على تزوجتها
) (1سورة النساء ،الية (2) .3 :سورة الحزاب ،الية (3) .37 :سورة الحشزاب ،اليشة (4) .50 :سشورة الحشزاب،
الية50 :
] [ 318
أي كقبلت ورضيت )قوله :على الصح( راجع لرضيت فقط ،خلفششا لمششا يششوهمه صششنيعه
من رجوعه لقبلت أيضا .ويدل على ما ذكرته عبارة المغنششي ونصششها :ورضششيت نكاحهششا كقبلششت
نكاحها ،كما حكاه ابن هبيرة الوزير عن إجماع الئمة الربعة ،وإن توقششف فيششه السششبكي ،ومثلششه
أردت ،أو أحببت .اه .ومثلها عبارة فتششح الجششواد ونصششها :أو رضششيت نكاحهششا ،والتوقششف فيششه ل
وجه له ،إذ ل فرق بينه وبين قبلت نكاحها ،بل هذا أولششى لنششه صششريح فششي الرضششا ،وقبلششت دال
عليه .اه) .قوله :ل فعلت( أي ل يكفي فعلت نكاحها بدل قبلت أو رضيت .قال سم :وذلك لنه ل
بد من ذكر النكاح فيقع معمول لفعلت وهو غير منتظم ،سواء أريد بالنكاح اليجاب أو العقد .اه.
)قوله :نكاحها( مفعول لكل من قبلت ورضيت ،والمراد به إنكاحهششا ليطششابق الجششواب ولسششتحالة
معنى النكاح ،إذ هو المركب من اليجاب والقبول .اه .تحفة .وكتششب سششم :قششال الزركشششي :نعششم،
صرح جماعة من اللغويين أن النكاح مصدر كالنكاح ،وعليششه فيخششرج كلم الفقهششاء .اه) .قششوله:
أو قبلت النكاح أو التزويج على المعتمد( قال في التحفة :ول نظر ليهام نكاح سابق حششتى يجششب
هذا أو المذكور ،خلفا لمن زعمه ،لن القرينة القطعية بأن المراد قبول ما أوجب لششه تغنششي عششن
ذلك .اه .وقوله حتى يجششب هششذا :أي لفششظ هششذا بششأن يقششول هششذا النكششاح أو النكششاح هششذا .وقششوله أو
المذكور .بأن يقول النكاح المذكور )قوله :ل قبلت ول قبلتهششا( أي ل يكفششي قبلششت فقششط مششن غيششر
ذكر نكاحها أو تزويجها ،ول قبلتها بالضمير العائد على الزوجة فقط من غير ذكر لفشظ نكشاح أو
تزويج قبله .وقوله مطلقا ،انظر ما معنى الطلق في كلمه ؟ وفي التحفششة بعششد قششوله ول قبلتششه:
زيادة إل في مسألة المتوسط ،فيكون المراد بالطلق في عبشارة التحفشة أنشه ل فشرق بيشن مسشألة
المتوسط وغيرها في قبلت وقبلتها فيعلشم منهشا تفسشير الطلق فشي عبارتنشا بمشا ذكشر ونصشها ل
قبلت ول قبلتها مطلقا ول قبلته إل في مسششألة المتوسششط علششى مششا فششي الروضششة ،لكششن ردوه ،ول
يشترط فيها أيضا تخاطب .فلو قال للولي زوجته ابنتك فقال زوجت على ما اقتضاه كلمهما لكن
جزم غير واحد بأنه ل بد من زوجته أو زوجتها ،ثم قال للزوج قبلت نكاحها فقال قبلته علششى مششا
مر أو تزوجتها فقال تزوجتها صح .ول يكفي هنششا نعششم .اه .وقششوله لكششن ردوه :أي بششأن الهششاء ل
تقوم مقام نكاحها .وقوله ول يشترط فيها :أي في مسألة المتوسششطة )قششوله :ول قبلتششه( أي النكششاح
كان الولى أن يزيد بعده الستثناء السابق في عبارة التحفة ،وهو إل فششي مسششألة المتوسششط .لعلششم
معنى الطلق السابق في كلمه .ولعله سقط مششن النسششاخ )قششوله :والولششى الششخ( أي الولششى فششي
القبول من تزوجتها ونكحتها ورضيت نكاحها أن يقول قبلت نكاحها .وقوله لنه القبول الحقيقششي،
مقتضاه أن ما عداه من ألفاظ القبول ليس قبول حقيقيا وليس كذلك بل الكل قبششول حقيقششي شششرعا،
بل الوارد كما روي الجري أن الواقع من علي فششي فاطمششة رضششي الش عنهمششا رضششيت نكاحهششا
)قوله :وصح النكاح بترجمة( قال في شرح الششروض :اعتبششارا بششالمعنى ،لنششه لفششظ ل يتعلششق بششه
إعجاز ،فاكتفى بترجمته .اه) .قوله :أي ترجمة أحد اللفظين( أي اليجاب والقبول ،ومثله ترجمة
اللفظين معا ،فقوله أحد ليس بقيد )قوله :بأي لغة( أي من لغة العجم ،والمراد بها ما عدا العربيششة
)قوله :ولو ممن يحسن العربية( غاية في الصحة :أي صحة النكاح بترجمته بما عدا لغة العرب،
ولو ممن يحسن العربية .وهي للرد ،كما يفيده عبارة المغني ونصها بعششد قششول المنهششاج :ويصششح
بالعجمية في الصح ،والثاني ل تصح اعتبارا باللفظ الوارد ،والثالث إن عجز عن العربية صح،
وإل فل .اه .ومثله في النهاية )قوله :لكن يشترط الخ( لمششا كششان إطلق صششحة النكششاح بالترجمششة
يوهم عدم الفرق فيها بين التيان بالكناية أو بالصششريح دفعششة بقششوله لكششن يشششترط الششخ .وقششوله أن
يأتي الخ :يعني يشترط في الكتفاء بالترجمة أن تكون صريحة في النكاح في تلك اللغة ،ل كناية
فيه ،إذ الكناية ل تدخل في صيغة النكاح باللفظ العربي ،وبالولى ل تششدخل فيهششا بششاللفظ العجمششي
)قوله :هذا إن فهم الخ( أي محل صحته بالترجمة إن فهم كل من العاقدين كلم
] [ 319
نفسه وكلم الخششر :سشواء اتفقششت لغتهمششا أم اختلفششت ،فششإن فهمهششا ثقششة دونهمششا وأخبرهمششا
بمعناها :فإن كان بعد التيان بها لم يصح ،أو قبله صح ،إن لم يطل الفصل ،على الوجه )قششوله:
والشاهدان( معطوف على كششل ،أي وفهمهششا الشششاهدان أيضششا ،لمششا سششيذكره أنششه ل بششد فيهمششا مششن
معرفة لسان المتعاقدين )قوله :وقال العلمة التقي السبكي الخ( هذا تقوية للستدراك الذي ذكره،
إذ هو يفيد مفاده )قوله :ولو تواطأ أهششل قطششر( أي اتفششق أهششل جهششة علششى لفششظ ،وقششوله فششي إرادة
النكاح .الولى أن يقول للنكاح ويحذف لفظ الجار والمجرور .وقوله مشن غيشر صشريح ترجمتشه،
حال من لفظ :أي حال كون ذلك اللفظ الذي تواطأ عليه كائنششا مششن غيششر صششريح ترجمششة النكششاح.
وهو صادق بما إذا كان كناية فيه وبغيره )قوله :لم ينعقد النكاح( جواب لو .وقوله به :أي بششاللفظ
الذي تواطأوا عليه )قوله :والمراد بالترجمششة( أي الششتي يصششح بهششا النكششاح .وقششوله ترجمششة معنششاه
اللغوي :أي ترجمة تفيد المعنى اللغوي للفظ النكاح وهو الضم ،فلو أتي بترجمششة للنكششاح ل تفيششده
لم ينعقد بها النكاح .وحاصل توضيح هذا المقام أن اليجاب والقبول كما يصحان بششاللفظ العربششي
يصحان أيضا باللفظ العجمي ،لكن يشترط في اللفظ العجمششي المششترجم بششه أن يفيششد معنششى النكششاح
اللغوي الذي أفاده ذلك اللفظ العربي ،وهو الضم والوطئ ،فإذا أتى بترجمششة زوجتششك أو أنكحتششك
مثل اشترط فيها أن تكون مفيدة لمعنى الضم والوطئ ،فإن لم تفد ذلك المعنى فششي تلششك اللغششة لششم
ينعقد بها النكاح ولو تواطأوا عليها )قوله :فل ينعقد( أي النكاح وهشو تفريشع علشى مفهشوم المشراد
المكذور .وقوله بألفاظ :أي ليست مفيدة لمعنى النكاح اللغوي .وقوله اشتهرت في بعض القطششار
للنكاح :أي للتزويج ،أي لستعمالها في ذلك )قوله :ولو عقد القاضي النكششاح بالصششيغة العربيششة(
أي عبر عن النكاح بالصيغة العربية ل العجمية .وقوله لعجمي ،متعلششق بعقششد .وقششوله ل يعششرف:
أي ذلك العجمشي .وقشوله معناهشا :أي معنشى الصشيغة العربيشة ،وقشوله الصشلي :الشذي يظهشر أن
المراد به اللغوي ،ل الشرعي ،الذي هو إنشاء اليجاب أو القبششول ،وإل لمششا صششح قششوله بعششد بششل
يعرف أنها موضوعة لعقد النكاح ،لن المراد بعقد النكاح اليجششاب والقبششول ،فششإذا عرفششه عششرف
المعنى الشرعي فحينئذ ل يصح قوله لم يعرف معناها الصلي -أي الشششرعي -فتنبششه )قششوله :ل
يضر لحن العامي( خرج به العارف فيضر لحنه .هذا ما جرى عليه ابن حجر ،وجرى م ر على
عدم الضششرر منششه أيضششا .والمششراد بششاللحن تغييششر هيئة الحششرف ،وهششو الحركششة ،أو تغييششره نفششس
الحرف بأن يبدل بآخر ،كما يدل عليششه تمششثيله) ،قشوله :كفتششح تششاء المتكلششم الشخ( أي مششن الجيششاب
والقبول ،ول ينافي عدم الضرر به هنششا عششدهم أنعمششت ،بضششم التششاء أو بكسششرها ،ممششا يضششر فششي
الصلة لن المدار في الصيغة على المتعارف في محششاورات النششاس ،ول كششذلك القششراءة )قششوله:
وإبدال الخ( معطوف على فتح ،أي وكإبدال الجيم زايا ،بأن يقول زوزتششك .وقششوله أو عكسششه ،أو
إبدال الشزاي جيمشا ،بشأن يقشول جوجتشك ،قشال فشي التحفشة ،وفشي فتشاوى بعشض المتقشدمين يصشح
أنكحتك ،كما هشو لغشة قششوم مشن اليمشن ،والغزالشي ل يضشر زوجششت لشك أو إليشك لن الخطششأ فششي
الصيغة إذا لم يخل بالمعنى ينبغي أن يكون كالخطأ في العراب والتذكير والتأنيث .اه) .وقششوله:
والغزالي( أي وفتاوى الغزالي ،فهو عطف على بعض )قوله :وينعقد( أي النكاح .وقوله بإشششارة
أخرس مفهمة ،عبارة التحفة وينعقد نكاح الخرس بإشارته التي ل يختص بفهمهششا الفطششن ،وكششذا
بكتابته بل خلف على ما في المجموع ،لكنه معترض بأنه يرى أنها فششي الطلق كنايششة والعقششود
أغلظ من الحلول ،فكيف يصح النكاح بها فضل عن كونه بل خلف ؟ وقد يجششاب بحمششل كلمششه
على ما إذا لم تكن له إشارة مفهمششة وتعششذر تششوكيله لضششطراره حينئذ ،ويلحششق بكتششابته فششي ذلششك
إشارته التي يختص بفهمها الفطن .اه) .قوله:
] [ 320
وقيل ل ينعقد الخ( مقابشل مششا فششي المتششن ،وكششان المناسششب أن يزيشد فششي المتشن قشوله علششى
الصح كالمنهاج ،ثم يحكي المقابل .وقوله إل بالصيغة العربية .قال في المغنششي :اعتبششارا بششاللفظ
الوارد .اه) .قوله :فعليه( أي على هششذا القيششل .وقششوله يصششبر :أي مششن ل يحسششن العربيششة )قششوله:
وحكي هذا( أي القيل )قوله :وخرج بقولي متصل الخ( لو قدمه على قششوله وصششح بترجمششة لكششان
أنسب )قوله :مشاذا تخلشل لفشظ( أي أو سشكوت لكشن إن طشال لششعاره بشالعراض أيضشا .وقشوله
أجنبي عن العقد :أي بأن يكون ليس من مقتضياته .وخرج به ما إذا لم يكن أجنبيا عنه بأن يكون
من مقتضياته ،فإن طال ضر ،وإن قصر لم يضر ،وقوله وإن قل :أي ذلك اللفظ المتخلل )قششوله:
كأنكحتك الخ( تمثيل للفظ الجنبي المتخلل .ومحله قوله فاستوص بها خيرا ،ل كل الصيغة ،كمششا
هو ظاهر .والمؤلف وافق العلمة الرملي فششي القششول بالضششرر بششاللفظ المششذكور ،وخششالف شششيخه
العلمة ابن حجر في القول بعدم الضرر به ،ووهم من قال بالضرر ،ونص عبارته :ويؤخذ ممششا
مر في البيع أن الفصل بأجنبي ممششن طلششب جششوابه يضششر ،وإن قصششر ،وممششن انقضششى كلمششه ل
يضر ،إل إن طال ،فقول بعضهم :لو قال زوجتك فاستوص بها خيرا ،لم يصح ،وهم .اه .ونص
عبارة م ر :وقول بعضهم لو قال زوجتك فاستوص بها فقبشل لشم يصشح صشحيح ،والمنازعشة فيشه
بأنه وهم مفرع على أن الكلمة في البيع ممن انقضى كلمه ل تضر ،وقد علمت رده .اه) .قوله:
ول يضر تخلل خطبة خفيفة( أي غير طويلة بأن تشتمل على حمد وصلة ووصية بالتقوى ،أمششا
إذا طالت فيضر لشعاره بالعراض ،وضبط القفال الطول بأن يكون زمنه لو سششكتا فيششه لخششرج
الجواب عن كونه جوابا ،والولى ضبطه بالعرف .وقوله من الششزوج :أي صششادرة منششه بششأن قششال
قبل القبول ،الحمد ل والصلة والسلم على رسول ال .أوصيكم بتقوى ال قبلت نكاحها .وخرج
به الخطبة الصادرة من الولي قبل اليجاب فهي ل تضر مطلقا ،ولو طالت ،لنها ل تعششد فاصششل
)قوله :وإن قلنا بعدم استحبابها( أي الخطبة من الزوج قبل القبول ،وهو غايششة فششي عششدم الضششرر
)قوله :خلفا للسبكي وابن أبي الشريف( أي القائلين بضرر تخلل ذلششك ،وعلله بششأنه أجنششبي مششن
العقد )قوله :ول فقل الخ( أي ول يضر قول العاقد للزوج فقل قبلت نكاحهششا فهششو معطششوف علششى
مدخول يضر .ونقل في حاشية الجمل عن شيخه الضرر به ونصها :والظاهر أنه يضششر الفصششل
بقوله قششل قبلششت ،قياسششا علششى الششبيع بششالولى ،لن النكششاح يحتششاط لششه .اه .شششيخنا .اه .ومثلششه فششي
البجيرمي )قوله :لنه من مقتضى العقد( تعليل لعدم الضرر بتخلل الخطبة الخفيفششة ،وبقششوله فقششل
قبلت نكاحها فضمير أنه عائد على المذكور منهما وليس عائدا على الثاني فقط ،وإن كان يششوهمه
صنيعه) .قوله :فلو أوجب الخ( مفرع على مقدر ملحوظ في كلمه وهو أنه إذا أتى أحد العاقدين
بأحد شقي العقد فل بد من إصراره عليه وبقاء أهليته حتى يوجد الشششق الخششر ،وكششذا الذنششة فششي
تزويجها حيث يعتبر إذنها ،وكان الولى التصريح بهذا المقدر .وقوله ثم رجع عن إيجابه :أي أو
جن أو أغمي عليه أو ارتد )قوله :امتنع القبول( أي لم يصح ولو أتى بششه )قششوله :لششو قششال الششولي(
أي للزوج ومثل الولي نائبه .وقوله زوجتكها :أي موليتي .وقوله بمهر كذا .أي بمهر مقداره كششذا
وكذا كمائة )قوله :فقال الزوج( مثله وليه أو وكيله .وقوله قبلت نكاحها ،أي فقط )قوله :ولششم يقششل
على هذا الصداق( أي أو نفاه )قوله :صح النكاح( جواب لششو )قششوله :خلفششا للبششارزي( أي القششائل
بعدم صحة النكاح حينئذ لعدم التوافق بين اليجاب والقبول ،وهو ضعيف ،لن التوافق
] [ 321
حاصل والصداق ليس بركن حتى يحتاج إلى التوافق فيه كالثمن فششي الششبيع .نعششم ،يشششترط
للزومه ذكره في شقي العقد مع توافقهما فيه )قوله :ل يصح النكاح مع تعليق( أي ولششو بششإن شششاء
ال إن قصد التعليق أو أطلق ،فإن قصششد التششبرك أو أن كششل شششئ بمشششيئته تعششالى صششح ،كمششا فششي
النهاية) .قوله :كالبيع( أي نظير الششبيع ،فششإنه ل يصششح التعليششق فيششه ،فالكششاف للتنظيششر )قششوله :بششل
أولى( أي بششل النكششاح أولششى بعششدم صششحته بششالتعليق )قششوله :لختصاصششه( أي النكششاح ،وهششو علششة
الولوية .وقوله بمزيد الحتياط :أي بزيادة احتياط على غيره لجل حفظ البضاع ،والدليل عليه
اشتراط الشهاد فيه دون غيره )قوله :كأن يقول الب الخ( تمثيل ما دخله التعليق ،وقوله للخر:
المناسب حذف أل ،بأن يقول لخر ،وهو الزوج ،أو وليه ،أو وكيله )قوله :إن كانت بنتي طلقششت
الخ( مثله ما لو بشر بولد ،فقال إن كان أنثى فقد زوجتكها فقبل وبانت أنثى )قوله :فقبل( أي ذلك
الخر .وقوله ثم بان انقضشاء الشخ :أي ثشم بشان طلقهششا وانقضششاء عششدتها الشخ .ففشي الكلم حششذف
المعطوف عليه ،وقوله وأنها أذنت له :أي وبان أنها أذنت لبيها في نكاحها ،وإنما ذكر هششذا ومششا
قبله لن القصد ترتيب عدم الصحة على التعليق فقط لنه إذا لم يتبين ما ذكر من طلقهششا وإذنهششا
لوليها في النكاح يكون عدم الصحة مرتبا على هذا أيضا )قششوله :فل يصششح( أي التزويششج بششالقول
المذكور .وقوله لفساد الصيغة بالتعليق :علة لعدم الصحة ،ويرد عليه أنهم ذكروا فششي بششاب الششبيع
أنه لو قال البائع إن كان هذا ملكي فقد بعتكه ثم تبين أنه ملكه فإنه يصششح .فمششا الفششرق ؟ قششال فششي
التحفة :والوجه الفرق بمزيد الحتيششاط هنششا )قششوله :وبحششث بعضششهم الصششحة فششي إن كششانت فلنششة
موليتي فقد زوجتكها( قال في التحفة :ويتعين حمله على مشا إذا علشم أو ظشن أنهشا مشوليته )قشوله:
وفي زوجتك إن شئت( قال في التحفة :يتعين حمله على ما إذا لم يششرد التعليششق .اه) .قششوله :إذ ل
تعليق في الحقيقة( تعليل لبحث بعضهم الصشحة فشي الصشورتين ،وهشو علشى حشد قشوله تعشالى* :
)وخافون إن كنتم مؤمنين( * ) (1وقولك :إن كنت زوجتي فأنت طالق .وهذا التعليل مبنششي علششى
حمل التحفة السابق فيهما )قوله :ول مع تأقيت( معطوف على مششع تعليششق :أي ول يصششح النكششاح
مع توقيته .قال ع ش :أي حيث وقع ذلك في صلب العقد ،أما لو توافقا عليه قبل ولم يتعرضا لششه
في العقد لم يضر ،لكن ينبغي كراهته .اه) .قوله :بمدة معلومة( أي كسنة .وقوله أو مجهولة :أي
كزمن وحين )قوله :فيفسد( ل حاجة إليه بعد قوله ول مع تأقيت ،لمشا علمششت أنشه معطشوف علششى
مع تعليق ،وأن التقدير ول يصح النكاح مع تعليق وعدم الصحة هو الفساد )قوله :لصششحة النهششي
عن نكاح المتعة( قال في التحفة :وجاز أول رخصة للمضطر ،ثم حرم عام خيبر ،ثششم جششاز عششام
الفتح وقبل حجة الوداع ،ثم حرم أبشدا بشالنص الصشريح .وفشي البجيرمشي) :والحاصشل( إن نكشاح
المتعة كان مباحا ،ثم نسخ يوم خيبر ،ثم أبيح يوم الفتح ،ثم نسخ في أيام الفتشح ،واسشتمر تحريمشه
إلى يوم القيامة .وكان فيه خلف في الصدر الول ،ثم ارتفع وأجمعوا على تحريمه .قششال بعششض
الصحابة :رأيت رسول ال )ص( قائما بين الركن والباب ،وهو يقول :أيها الناس إني كنت أذنت
لكم في الستمتاع .أل وإن ال حرمها إلى يوم القيامة ،فمن كان عنده منهشن شششئ فليخششل سشبيلها،
ول تأخذوا مما آتيتموهن شيئا وقد وقعت مناظرة بين القاضششي يحيششى بششن أكثششم وأميششر المششؤمنين
المأمون فإن المأمون نادى بإباحة المتعة ،فدخل يحيى بن أكثششم وهششو متغيششر بسششبب ذلششك وجلششس
عنده ،فقال له المأمون ما لي أراك متغيرا ؟ قال لمشا حشدث فششي السشلم .قشال ومششا حششدث ؟ قشال
النداء بتحليل الزنا .قال المتعة زنا ؟ قال نعم .قال ومن أين لك هششذا ؟ قششال مششن كتششاب الش وسششنة
رسوله :أما الكتاب فقد قال ال تعالى) * :قد أفلح
] [ 322
المؤمنون( * إلى قوله * )والذين هو لفروجهم حافظون ،إل علششى أزواجهششم أو مششا ملكششت
أيمانهم فإنهم غير ملومين ،فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هششم العششادون( * ) (1يششا أميششر المششؤمنين
زوجة المتعة ملك يمين ؟ قال ل .قال فهي الزوجة التي عند ال ترث وتورث ؟ قال ل .قششال فقششد
صار متجاوز هذين من العادين .وأما السنة فقد روى الزهشري بسششنده إلششى علشي بششن أبششي طششالب
رضي ال عنه أنه قال :أمرني رسول ال )ص( أن أنادي بالنهي عششن المتعششة وتحريمهششا بعششد أن
كان أمر بها ،فالتفت المأمون للحاضرين وقال :أتحفظون هذا مششن حششديث الزهششري ؟ قششالوا نعششم.
فقال المأمون :استغفر ال نادوا بتحريم المتعة .اه .ملخصا) .قوله :وهو( أي نكاح المتعة .وقوله
المؤقت الخ :هذا ضابطه عند الجمهور ،وأما عند ابن عباس فهو الخالي من الولي والشهود ،كذا
في شرح التحرير ،قال ش ق عليه .وعلى كل فهو حرام ،ول حد فيه مطلقا للشبهة ،وقال أيضا:
إنما سمي بذلك لن الغرض منه مجرد التمتع ل التوالد والتوارث اللششذان همششا الغششرض الصششلي
من النكاح المقتضيان للدوام .قال :ولكششن هششذا ل يظهششر علششى الضششابط الثششاني ،إل أن يقششال شششأن
الصادر بل ولي ول شهود أن يكون الغرض منه مجرد التمتع :إذ لششو أراد الششدوام لعقششد بحضششرة
ولي وشهود .اه .بتصرف )قوله :وليس منه( أي مششن المششؤقت ،والمششراد الباطششل ،وإل فل يمكششن
نفي التأقيت رأسا لنه موجود في العبارة .وقوله ما لو قال زوجتكهششا مشدة حياتشك أو حياتهشا ،أي
ما لو أقت النكاح بمدة حيششاته أو حياتهششا .وقشوله لنششه ،الضششمير يعششود علششى التششأقيت بمششدة الحيششاة
المفهوم من المثال .وقوله مقتضى العقد ،أي وهو بقاء المعقود عليه إلى المششوت ،أي والتصششريح
بمقتضاه ل يضر ،كنظيره فيما لو قال وهبتك أو أعمرتك هذه الدار مدة حياتك أو عمرك كذا في
شرح الروض ،وجرى عليه حجر في فتح الجواد ولم يرتضه في التحفة ونصها :وبحث البلقينششي
صحته إذا أقت بمدة عمره أو عمرها لنه تصريح بمقضى الواقع ،وقد ينازع فيه بششأن المششوت ل
يرفع آثار النكاح كلها ،فالتعليق بالحياة المقتضشي لرفعهششا كلهششا بششالموت مخششالف لمقتضشاه حينئذ،
وبه يتأيد إطلقهم .ويعلم الفرق بين هششذا ووهبتششك أو أعمرتششك مششدة حياتششك بششأن المششدار ثششم علششى
صحة الحديث به ،فهو إلى التعبد أقرب ،على أنه يكفي طلب مزيد الحتياط هنا فارقا بينشه وبيشن
غيره .اه .ومثله في النهاية ونصها :وبحث البلقيني صحته عند توقيته بمدة عمره أو عمرها لنه
تصريح بمقتضى الواقع ممنوع ،فقد صرح بالصحاب في البيع بأنه إذا قال بعتك هذا حياتششك لششم
يصح البيع ،فالنكاح أولى ،ولن المششوت ل يرفششع آثششار النكششاح كلهششا ،فششالتعليق بالحيششاة المقتضششي
لرفعها بالموت مخالف لمقتضاه حينئذ ،وبه يتأيد إطلقهم .اه) .قوله :بل يبقى أثششره( أي النكششاح:
أي وهو الغسل والرث .وانظر في هذا الضراب فإنه ينافي التأقيت بمدة الحياة وينششافي التعليششل
الذي ذكره ،وذلك لنهما يقتضششيان عششدم بقششاء أثششر النكششاح بعششد المشوت ،ولششذلك نششازع ابشن حجششر
والرملي ،القائلن بعدم الصششحة ،البلقينششي القششائل بالصششحة ،ولششو اقتضششيا بقششاء الثششر لمششا نازعششاه
ولوافقاه في الصحة ،ولعل شارحنا لششم ينظششر لمششا اقتضششاه التششأقيت والتعليششل الناشششئ عنششه النششزاع
المذكور ،فلذلك أثبت الصحة القائل بها البلقيني ،وأثبت ما هو محل نزاعهما للبلقيني بالضششراب
المذكور .فتنبه )قوله :ويلزمه في نكاح المتعة( أي ويلزم الواطئ بوطئه في نكاح المتعششة .وقششوله
المهر :أي مهر مثل بكر إن كانت بكرا وثيششب إن كششانت ثيبششا ول يلزمششه المسششمى لفسششاد النكششاح.
وقوله والنسب :أي ويلزمه النسب :أي لو حملت منه وأتت بمولود فإنه ينسب إليه ،وقوله والعششدة
ل معنى لعطفه على ما قبله ،إذ يصير المعنى ويلزمه العدة وهششو ليششس عليششه عششدة فيتعيششن جعلششه
فاعل لفعل محذوف ،أي ويلزمها العدة ولو لم يذكر ضمير يلزم البارز لصح العطششف المششذكور،
ولكن يقدر المفعول بالنسبة للولين ضميرا مذكرا ،وبالنسبة للعدة ضميرا مؤنثششا )قششوله :ويسششقط
الحد( أي لشبهة اختلف العلماء فيه .وعبارة متن الروض ،نكششاح المتعششة ،وهششو المششؤقت ،باطششل
يسقط به الحد ،وإن علم فساده لشبهة اختلف العلماء ،ول يجوز تقليده فيششه ،وينقششض الحكششم بششه.
اه .بزيادة )قوله :إن عقد بولي وشاهدين( مثله ما لو عقد بشاهدين من غير ولشي فشإنه يلزمششه مشا
ذكر ويسقط عنه الحد ،لكن بشرط أن ل يحكم حاكم
] [ 323
ببطلنه ،وإل وجب الحد )قوله :فإن عقد بينه وبين امشرأة( أي مشن غيشر ولششي وششاهدين.
وقوله وجب الحد :أي لنه زنا )قوله :وحيث وجب الحد( أي بأن كان النكاح بل ولي ول شهود.
وقوله لم يثبت المهر الخ :أي لنه زنششا .وقششوله ول مششا بعششده :هششو النسششب والعششدة )قششوله :وينعقششد
النكاح الخ( ذكر هذا هنا ،وإن كشان سيصشرح بشه فشي الصشداق ،لمناسشبته للصشيغة مشن حيشث إن
تسمية المهر إنما يكون فيها .فهو استطراد )قوله :بل يسن الشخ( الضشراب انتقششالي ،والولششى أن
يقول ويسن ،بالواو بدل أداة الضراب ،وسيذكر في باب الصداق أنشه قششد يجششب ذكشره لعشارض،
كأن كانت المرأة غير جائزة التصرف لصغر أو جنون أو سششفه )قششوله :وكششره إخلؤه( أي العقششد
وقوله عنه :أي عن ذكر الصداق )قوله :نعم لو زوج أمته بعبده لم يستحب( أي ذكره فششي العقششد،
إذ ل فائدة فيه فإنه ل يثبت للسيد على عبده شئ ،فل حاجة إلى ذكره .ومحله حيث ل كتابششة وإل
بأن كان أحدهما أو كلهما مكاتبا استحب ،إذ المكاتب كالجنبي )قوله :وشرط في الزوجششة الششخ(
لما أنهى الكلم على شششروط الصششيغة شششرع فششي بيششان شششروط الزوجششة الششتي هششي أحششد الركششان
الخمسة ،وذكر أربعشة ششروط :ثلثشة متنشا ،وهشي خلوهشا مشن نكشاح وعشدة ،وتعييشن لهشا ،وعشدم
محرمية .وواحد شرحا :وهو ما سيذكر في التنبيه من اشتراط أن تكون مسلمة أو كتابيششة )قششوله:
أي المنكوحة( أي الششتي يريششد أن ينكحهششا ،ولشو قششال أي المخطوبششة لكششان أولششى ،ليفيششد أن المششراد
بالزوجة في عبشارته ليشس حقيقتهشا ،وإنمشا المشراد بهشا المخطوبشة وإطلق الزوجشة عليهشا يكشون
باعتبار ما تؤول إليه )قوله :خلو من نكاح وعدة( أي ولو بادعائها فيجوز تزويجها ما لششم يعششرف
لها نكاح سابق ،فإن عرف لها وادعت أن زوجها طلقهششا أو مششات وانقضششت عششدتها ،جشاز لوليهششا
الخاص تزويجها ) ،(1ول يزوجها الولي العام ،وهو الحاكم ،إل بعد ثبوت ذلك عنده،
) (1قوله :جاز لوليها الخاص تزويجها( محله ما لم ينكر زوجها الول طلقها ولم تقم بينة علششى طلقهششا ،وال فل يصششح.
وقد رفع سوال لمفتي السادة الشافعية شيخنا واستاذنا المرحوم بكرم ال مولنا السيد احمد بشن زينشى دحلن فشي خصشوص
هذه القضية واجاب عنه رحمه ال خالق البرية .وصورة السؤال ما قولكم دام فضلكم في امراة خرجت من بيت زجها الششى
بيت وليها هاربة ثم بعد مدة ذهبت الى القاضى وادعت ان زوجهششا طلقهششا وانهششا انقضششت عششدتها وطلبششت منششه ان يزوجهششا
فطلب منها القاضى بينة الطلق فلم تقمها ،ثم ان الحاكم حكم عليها ان ترجع الى بيت زجها فابت وهربت الششى محششل ثششان،
فجاء بعض علماء ذلك المحل وقال لوليها الخاص انششك إذا صشدقت قشول موليتشك فشي الطلق وانقضششاء العشدة جششاز لششك ان
تزوج موليتك ،فاغتر بقوله ،وزوج موليته ،ثم ان الزوج الول جاء الى الزوج الثاني وقال له ان نكاحك باطل لنك عقدت
عليها وهى في عصمتي وانا لم اطلقها ،فهل ما قاله الزوج الول صحيح ويترتب عليه انها تنزع من الزوج الثششاني وتسششلم
له ام ل ؟ افتونا بالنص ،فان المسالة وقع فيها خلف عندهم بيشن علمششاء ذلششك المحشل ،فمنهششم مشن قشال نعششم ل يصشح نكشاح
الزوج الثاني وتنزع منه وتسلم للول ،ومنهم من قال يصح نكاح الثاني ولتنزع منه متمسكا بقولهم ان الششولى الخششاص إذا
صدق قول موليته ان زوجها طلقها وانها انقضت عدتها له تزويجها ومتمسكا بما في التحفة في بال الرجعة ومششا كتبششه سششم
عليه ونص التحفة :ولو ادعى على مزوجة انها زوجته وقالت كنت زوجتششك فطلقتنششي جعلششت زوجششة لششه لقرارهششا لششه كششذا
اطلقه ،واطال الذرعى في رده نقل وتوجيها ثم حمله على مزوجة انها زوجته وقالت كنت زوجتك فطلقني جعلششت زوجششة
له لقرارها له كدا اطلقه ،واطال الذرعى في رده نقل وتوجيها ثم حمله على ما إذا لم تعترف للثاني ول مكنته ول اذنششت
في نكاحها .انتهى .ونص ما كتبه سم :قوله ثم حمله الخ .في شرح الروض نحو هذا التقييششد عششن البغششوي والبلقينششي ،فقششال:
نعم ،ان اقرت اول بالنكاح للثاني أو اذنت فيه لم تنزع منه ذكره البغوي ،واشششار إليششه القاضششى وكششذا البلقينششى فقششال :يجششب
تقييده بما إذا لم تكن المراة اقرت النكاح لمن هي تحت يده ول يثبت ذلك بالبينشة ،فشان وجششد احششدهما لشم تنششزع منششه جزمشا.
انتهى .فقال البعض المذكور قول التحفة ثم حمله يدل على ما قلناه من ان نكاح الثاني صحيح وانها ل تنزع منه ،وكششذا مششا
نقله سم في شرح الروض عن البغوي والباقينى هذا حجته ودليله ،فبينوا لنششا ذلششك فششانكم لششو لششم تشبينوا ذلششك لنششا عمشل بهششذه
المسالة في ارضنا و حصل من ذلك ضرر عظيم ..لكم الجر والثواب= .
] [ 324
= الحمد ل وحده وصلى ال على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والسالكين نهجهم بعششده.
اللهم هداية للصواب .ان لم تقم المراة المذكورة ببينة عادلة على طلقها من زوجهششا الول علششى
عدم الطلق نزعت من زوجها الثاني لتبين فساد العقششد ،ثششم بعششد عششدتها مششن وطئه ان كششان تسششلم
لزوجها الول ،لن المراة المششذكورة فششي صششورة السششؤال قششد علمششت زوجيتهششا للول باعترافهششا
السابق على تزوجها بالثاني .ومثله لو كانت زوجيتها له معلومة من غير اعترافها .قششال العلمششة
ابن المقرى في متن الرشاد من باب العدد ما نصه :معلوما وادعت طلقا وتزوجت برجل آخششر
وادعى الزوج الول بقاء النكاح وانه لم يطلقها فالقول قوله وقد ذكر فششي الحششاوى مسششالة غيرهششا
فقال ما معناه :إذا تزوجت امراة برجل اخر فجاء اخر وادعاها زوجة فقالت لششه :طلقنششي فششانكر:
حكم بانها زوجته لعترافها له بالنكاح ،ويحلف انه ما طلقها ويستحقها .قال في المهمات :وكيف
يستقيم ذلك ،يعنى تسليمها الى من اعترفت بنكاحه وادعششت طلقششه ،وقششد تعلششق بهششا حششق الششزوج
الثاني ؟ وقد صحح الرافعى فيما إذا باع شيئا ثم اعترف بعششد الششبيع بششانه كششان ملكششا لغيششره انشه ل
يقبل منه لنهما قد بتواطان على ذلك .قال :ولعل المساله مصورة بمششا إذا ثبششت نكششاح الول .اه.
ملخصا .وفي فتح الجواد ما نصه :وان تزوجت امراة كانت في حبشاله زوج بشان ثبشت ذلشك ولشو
باقرارها به قبل نكاح الثاني فادعى عليها الول بقاء نكاحه وانه يطلقها فسئلت ،الجواب فإذا هي
مدعية انه طلقها وانقضت عدتها منه قبل ان تنكح الثاني ول بينة بالطلق فحلششف انششه لششم يطلقهششا
اخذها من الثاني لنها اقششرت لششه بالزوجيششة وهششو اقششرار صششحيح :إذا لششم يتفقششا علششى الطلق .اه.
)والحاصل( ان المراة إذا تزوجت فجاء رجل وادعى عليها انها زجته فأجابته بانششك طلقنششي ولششم
تات ببينة على الطلق ،كان لها في هذه الحالة صورتان :احدهما ان تكششون زوجيتهششا مششن الول
المدعى معلومة ببينة أو باقرارها أو بغير ذلك ،ففى هذه الصورة يحلششف زوجهششا الول المششدعى
على عدم الطلق ويأخذها من الثاني .وهذه هي مسالة السؤال ومسالة متن الرشاد ،ولذا قيد في
التمشية مسالة متنه بقوله :وقد اعترف بنكاح أو كششان معلومششا كمششا تقششدم انفششا .وقيششد الشششهاب ابششن
حجر في فتح الجواد ايضا بقوله :كانت في حبالة زوج بان ثبت ذلك ولو باقرارها بشه قبششل نكششاح
الثاني ،كما تقدم انفا ايضا ثانيتهما :ان تكون المراة مبهمة الحال :أي لم يعرف انها كانت زوجششة
المدعى وانه طلقها وفى هذه الصورة ينظر ،فششان كششانت قششد اذنششت فششي نكاحهششا بالثششاني أو مكنتششه
بقيت عنده ولتنزع منه ،وان لم تكن اذنت في النكاح منه ول مكنته حلف زوجها الول ونزعت
من الثاني وردت إليه وهذه الصورة الثانية مع ما فيها من التفصيل من كون المششراة المجيبششة بمششا
ذكر قد اذنت في نكاحها بالثاني أو مكنته أو لم تأذن ولم تمكنه هي مسالة التحفة وكلم ابن قاسششم
وشرح الروض فيها .إذا تبين ذلك علمت انه ل يصح التمسك بما في التحفة والستدلل به علششى
مسالة السؤال .وال سبحانه وتعالى اعلم .امر برقمه المرتجى من ربه الغفششران احمششد بششن زينششى
دحلن .مفتى الشششافعية ،فششي مكششة المحميششة ،غفششر الش لششه ولوالششديه ومشششايخه والمسششلمين آميششن.
)واجاب( عنه ايضا شيخنا مؤلف هذه الحاشية المذكورة فقال :اللهم هداية للصواب .نعم ،النكششاح
الثاني باطل لن الصل عدم الطلق وبقاء العصمة فتنزع من الزوج وتسششلم للول كرهششا ،لكششن
محله إذا لم تقم بينة على الطلق وحلف الزوج الول على عششدم الطلق ،كمششا صششرح بششذلك فششي
متن الرشاد في باب العدة ،ونص عبارته :وان تزوجت مدعية انه طلقها فحلف اخذها .اه .قششال
محشيه التزيلى اليمني :يعنى إذا ادعت امراة ان زوجها طلقهشا ثششم تزوجششت بشاخر فششانكر الششزوج
الول الطلق فانه يحلف وتسلم إليشه المششراة ويلغششو نكششاح الثششاني ،لن الصششل عششدم الطلق .اه.
ومثله في شرح ابن حجر في فتششح الجششواد وعبششارته :وان تزوجششت امششراة كششانت فششي مدعيششة انشه
طلقها وانقضت عدتها منه قبل ان تنكح الثاني ول بينة بالطلق فحلف انه لششم بطلقهششا اخششذها مششن
الثاني ،لنها اقرت له بالزوجية ،وهو اقرار صحيح .إذا لم يتفقشا علشى الطلق اه .ويؤيششده ايضشا
عبارة الروض وشرحه في الباب السادس في مسششائل منثششورة تتعلششق بششاداب القضششاء والشششهادات
والدعاوى ونصها :فصل في فتاوي البغوي ،انها لو اقرت لرجل بنكاح من سنة واثبت اخششر ،أي
اقام بينة بنكاحها من شهر ،حكم للمقر لششه ،لنششه قششد ثبششت باقرارهششا النكششاح للول ،فمششا لششم يثبششت
الطلق ل حكم للنكاح الثاني .اه .فقوله فما لم يثبت الخ :نص في المسالة) .فان قلت( فما تصششنع
في صورة التحفة السابقة فانها عين الصورة المسؤول عنها والحال ان الذرعى حملها علششى مششا
إذا لم تعترف للثاني ولمكنته ول اذنت في نكاحه ؟ ومفهومه انها إذا اعششترفت للثششاني بالزوحيششة
ومكنته أو اذنت في نكاحها ل تجعل زوجة للول تبقى زوجة للثاني ،ومثله مششا كتبششه ابششن قاسششم،
فان ذلك كله يناقض ما نقلته عششن الرشششاد .ومششا كتششب عليششه .قلششت :ليسششت صششورة التحفششة عيششن
الصورة المسؤول عنها ول تناقض بينهما .وبيان ذلك ان الصورة المسؤول عنها مفروضششة فششي
امراة علم قبل النكاح الثاني لها بالبينشة وباقرارهششا انهششا زوجشة فلن وادعشت الطلق ولششم تثبششت.
وصورة التحفة مفروضة في امرأة مستبهمة ،أي لم يعلم قبل نكاح الثاني لها أنها مزوجة بل هي
كانت تحت حبالة الثاني فجاء رجل آخر وادعى انهششا زوجتششه ،فهششذه الصششور فيهششا تفصششيل ،فششان
اقرت للول بازوجية ولم تقر للثاني ولم تمكنه من الوطء ولم تأذن له في النكششاح فيأخششذها الول
وتكون زوجة له ،واما ان اقرت للثاني بالزوجية أو اقامت بينة عليها فهي زوجته ولم تنزع منه.
ويدل لكون صورة التحفة المذكورة مفروضة في المبهمة ،أي التى لم يعلم قبل نكاح الثششاني انهششا
كانت مزوجة صريح عبارة فتح الجواد ونصه بعدما نقلته عنه آنفا :والحق الحششاوى ،كالشششيخين،
بذلك ما لو استبهمت بان لم يعلم نكاح احشد لهشا وانمشا هشي تحشت حبالشة رجشل فشادعى آخشر انهشا
زوجته فقالت طلقني وانكر فيحلف ويأخذها ايضا .نعم ،ان اقرت اول بالنكاح للثاني أو اذنت فيه
لم تنزع منه ،كما قاله القاضي وغيره ،واعتمده الدرعى وغيره ،كما لو نكحت باذنها ثم ادعششت
رضاعا محرما ل يقبل .قال الباقينى :وكذا لو ثبت نكاح الثاني بالبينة .اه .ومثلها عبششارة البهجششة
وشرحها ونصها بعد كلم :ال إذا ادعى على مستبهمة أي لم يعرف انهششا كششانت زوجتششه وطلقهششا
تحت امرئ زوجية مقدمة على نكاحه ،فان تقل في الجواب كنت زوجتك لكششن طلقنششي وهششو ،أي
الزوج ،نفى هذا ،أي طلقهششا ،تكششن زوجتششه ان حلششف انششه لششم يطلششق ،لن الصششل عششدم الطلق،
بخلف الولى فانهما اتفقا على الطلق والصل عدم الرجعة .نعم :ان اقرت اول بالنكاح للثششاني
أو أذنت فيه لم تنزع منه ،كما لو نكحششت رجل باذنهششا ثششم اقششرت برضششاع محششرم بينهمششا ل يقبششل
اقرارها ،وكما لو باع شيئا ثم اقر انه كان ملك فلن ل يقبل اقششراره .ذكششره البغششوي واشششار إليششه
القاضي ،وكذا البلقينى بحثا .فقال :يجب تقييده بما إذا لم تكن المراة اقرت بالنكاح لمن هي تحششت
يده ول ثبت ذلك بالبينة ،فان وجد احدهما لششم تنششزع منششه جزمششا .اه .والش سششبحانه وتعششالى اعلششم
بالصواب ،واليه المرجع و الماب
] [ 325
كما قال ز ي ،اه .بجيرمي بتصرف .وقوله من غيره :الجار والمجششرور صششفة لعششدة :أي
عدة حاصلة لها من غير الزوج .وخرج به المعتدة منه ،ففيها تفصششيل ،فششإن كششان الطلق رجعيششا
أو بائنششا بششدون الثلث واللعششان صششح النكششاح فششي العششدة ،وإل فل .ومعنششى صششحته فششي الرجعيششة
رجوعها من غير عقد )قوله :وتعيين( بالرفع عطف علششى خلششو ،أي وشششرط تعييششن للزوجششة بمششا
يذكره حاصل من وليهششا )قششوله :فزوجتششك إحششدى بنششاتي باطششل( أي مششا لششم ينويششا معينششة ،وإل فل
يبطل ،لما تقدم أن الكناية في المعقشود عليششه تصششح )قشوله :ولششو مششع الشششارة( أي للبنششات اللتششي
المزوجة إحداهن ،بأن قال زوجتك إحدى بناتي هؤلء أو إحدى هؤلء البنات فإنه باطششل للجهششل
يعين المزوجة ،ل للمزوجة التي هي إحدى البنات ،وإل لنافى قوله بعد ويكفششي التعييششن بوصششف
أو إشارة .تأمل )قوله :ويكفي التعيين بوصف( ليس المراد به الوصف الصطلحي ،وهو ما دل
على معنى وذات :كقائم وضارب ،بل المراد به المعنى القائم بغيره ،سواء دل على ذات قائم بها
ذلك المعنى أم ل ،فهو أعم من الصشطلحي )قشوله :كزوجتششك بنششتي( تمثيششل للتعييششن بالوصشف،
ومثله الذي بعده )قوله :وليس له غيرها( قيد ل بد منه ،فلو كششان لششه بنششت غيرهششا ل يكششون قششوله
بنتي تعيينا فيكون باطل )قوله :أو التي في الدار( أي أو قال زوجتك التي في الدار .وقوله وليس
فيه ،أي في الدار غيرها أي غير بنته ،وهو قيد أيضا .فلو كان في الششدار بنششت أخششرى غيششر بنتششه
وقال زوجتك التي فششي الششدار ل يكششون تعيينششا فيكششون بششاطل للبهششام )قششوله :أو هششذه( أي أو قششال
زوجتك هذه وهي حاضرة )قوله :وإن سماها( أي المعينة بما ذكر ،وهو غايشة للكتفششاء بششالتعيين
بما ذكر :أي يكفي التعيين بما ذكر وإن سماها بغير اسمها ،كأن قال زوجتك بنتي مريششم والحششال
أن اسمها خديجة ،أو قال زوجتك عائشة التي في الدار والحال أن اسمها فاطمة ،أو قال زوجتششك
فاطمة هذه والحال أن اسمها زينب مثل .وإنما اكتفى بالتعيين بما ذكر مششع تغييششر السششم لن كل
من البنتية والكينونة في الدار في المثالين الولين وصف مميز ،فاعتبر ولغا السم ،ولن العششبرة
بالشارة في الثالث ،ل بالسم ،فكان كالعدم )قشوله :بخلف زوجتشك فاطمشة( أي بخلف التعييشن
بالسم فقط :كزوجتك فاطمة من غيششر أن تقششول بنششتي ،فل يكفششي لكششثرة الفششواطم ،وإن كششان هششذا
السم هو اسمها في الواقع .وقوله إل إن نوياها ،أي نوى العاقدان بفاطمشة بنتشه فيكفشي عمل بمشا
نوياه .قال في المغني) .فإن قيل( يشترط في صحة العقد الشششهاد والشششهوتد ل اطلع لهششم علششى
النية) .أجيب( بأن الكناية مغتفرة في ذلك ،على أن الخوارزمي اعتشبر فشي مثشل ذلشك أيضشا علشم
الشهود بالمنويه .وعليه ل
] [ 326
سششؤال .اه) .قششوله :ولششو قششال( أي مششن لششه ابنتششان .صششغرى وكششبرى )قششوله :وسششماها( أي
الكبرى )قوله :صششح( أي النكششاح )قششوله :لن الكششبر صششفة قائمششة بششذاتها( أي فششاكتفى بهششا )قششوله:
بخلف السم( أي فليس وصفا قائما بذاتها )قوله :فقدم( أي الكبر الذي هششو صششفة .وقششوله عليششه:
أي على السم .قال في شرح الروض .ولو قال زوجتك بنتي الصغيرة الطويلششة وكششانت الطويلششة
الكبيرة فالتزويج باطل لن كل الوصفين لزم ،وليس اعتبار أحدهما في تمييششز المنكوحششة أولششى
من اعتبار الخر وصششارت مبهمششة .اه) .قششوله :ولششو قششال( أي الششولي للششزوج )قششوله :فبششانت( أي
خديجة المسماة في العقشد بنشت ابنشه ل بنتشه )قشوله :صشح( أي العقشد .وقشوله إن نوياهشا :أي نويشا
بخديجة بنت ابنه ،ويشأتي فيشه السششؤال والجشواب السششابقان فشي ششرح الشروض ،وقشوله أو عينهششا
بإشارة ،أي بأن قال زوجتك بنتي خديجة هششذه وأشششار لبنششت البششن ،وقششوله أو لششم يعششرف لصششلبه
غيرها ،أي لم يعرف أن له بنتا من صلبه غير بنت البشن ،وفيشه أن هشذا يقتضشي أن بنشت البشن
يصدق عليها أنها من صلبه ،وليس كذلك ،بل هي من صلب البششن ،إل أن يقشال إنشه علشى سشبيل
التجوز )قوله :وإل فل( أي وإن لم ينوياهششا ولششم تتعيششن بإشششارة وعششرف لصششلبه بنششت غيرهششا فل
يصح العقد .وفي الروض وشرحه :ولو ذكر الولي اسم واحدة من بنتيه وقصدهما الخرى صششح
التزويج فيما قصشداها ولغشت التسشمية ،وفيشه الششكال السشابق .ويشأتي فيشه مشا تقشدم فشإن اختلشف
قصدهما لم يصح التزويج ،لن الزوج قبل غير ما أوجبه الولي .اه) .قوله :وشرط فيها( أي فششي
الزوجة .وقوله أيضا ،أي كما شرط فيها ما تقدم من الخلو من النكاح والعدة ومن التعيين )قششوله:
عششدم محرميششة( أي انتفششاء محرميششة ،وهششي وصششف يقتضششي تحريششم المناكحششة .وقششوله بينهششا ،أي
المخطوبة ،والظرف متعلق بمحذوف صفة لمحرمية )قوله :بنسب( الباء سببية متعلقة بمحرمية،
أي محرمية سببها نسب أو رضاع أو مصاهرة )قوله :فيحرم الخ( تفريششع علششى المفهششوم .وقششوله
به :أي بالنسب والولى بها ،أي المحرمية الكائنة بسبب النسب) .واعلم( أن للمحرمششات بالنسششب
ضابطين ،الول ما ذكره المصنف :وهو تحريم نساء القرابة إل من دخلت تحت ولد العمومة أو
ولد الخؤولة كبنت العم والعمة وبنت الخال والخالة .والثاني يحرم على الرجل أصششوله وفصششوله
وفصول أول أصوله وأول فصل من كل أصل بعد الصل الول ،فالصول المهات وإن علت،
والفصول البنات وإن سفلت ،وفصول أول الصول الخوات وبنات الخ وبنششات الخششت وبنششات
أولدهم ،لن أول الصول الباء والمهات وفصولهم الخوة والخوات وأولدهششم ،وأول فصششل
من كل أصل بعد الصل الول هو العمات والخالت ،لن كل أصل بعششد الصششل الول الجششداد
والجدات وإن علوا وخرج بأول فصل ثاني فصل وهششو أولد العمششام والعمششات وأولد الخششوال
والخالت ،وثالث فصل ،وهكذا .وهذا هو الضابط للشيخ أبي إسحاق السفرايني ،والول لتلميذه
الشيخ أبي منصور البغدادي وهو أولى ليجازه ونصه على الناث )قوله :لية حرمت الخ( دليل
للتحريم ،ولو أخره عن الفاعششل لكششان أولششى )قششوله :نسششاء الششخ( فاعششل يحششرم ،ول بششد مششن تقششدير
مضاف قبله لن التحريم كغيره من الحكام ل يتعلق بالششذوات وإنمششا يتعلششق بالفعششال :أي يحششرم
نكاحن أو وطؤهن ،وقوله غير بالرفع صفة لنساء ،وبالنصب علششى السششتثناء أو الحاليششة )قششوله:
حينئذ يحرم( أي فحين إذ كان المحرم غير ما دخل في ولد العمومة والخؤولة مششن نسششاء القرابششة
يحرم نكاح أم ،وكان الولى والخصر أن يقول كأم الخ تمثيل لنساء القرابة ويحذف قوله فحينئذ
يحرم نكاح ،إذ هو عين قوله فيحرم نساء قرابة )قوله :وهي( أي الم .وقوله من ولدتك أو ولدت
من ولدك بتاء التأنيث فيهما ،وهذا ضابط للم .وإن شئت فقل في ضابطها هششي كششل أنششثى يصششل
إليها
] [ 327
نسبك بواسطة أو غيرها ،ولكن إطلق الم على الثاني مجاز .وقوله ذكرا كششان أو أنششثى،
تعميم في من الثانية )قوله :وهي الجدة( أي من ولدت من ولدك تسمى بالجدة حقيقة) .وقوله :من
الجهتين( أي جهة الم وجهة الب )قوله :وبنت( بالجر عطششف علششى أم ،أي ويحششرم نكششاح بنششت
أيضا .قال في التحفة :ولو احتمال ،كالمنفية باللعان ،ومن ثم لو كذب نفسه لحقتششه ومششع النفششي ل
يثبت لها من أحكام البنت سوى تحريم نكاحها على الوجه .اه) .قوله :وهششي( أي البنششت .وقششوله
من ولدتها ،بفتح تاء الفاعل ،وهذا ضابط للبنت ،وإن شئت فقل هي كل أنششثى ينتهششي إليششك نسششبها
بواسطة أو غيرها .وقوله أو ولدت من ولششدها ،إطلق البنششت علششى هششذه مجششاز ل حقيقششة )قششوله:
ذكرا كان أو أنثى( تعميم في من الثانية أيضا )قوله :ل مخلوقة من ماء زناه( أي ل يحششرم نكششاح
مخلوقه من ماء زناه :إذ ل حرمة لماء الزنشا لكشن يكشره نكاحهشا خروجشا مشن خلف المشام أبشي
حنيفة رضي ال عنه .ومثل المخلوقة من ماء الزنا المخلوقة مششن مششاء اسششتمنائه بغيششر يششد حليلتششه
والمرتضعة بلبن الزنا ،وإن أرضعت المرأة بلبن زنا شخص بنتششا صششغيرة حلششت لششه ،ول يقششاس
على ذلك المرأة الزانية ،فإنها يحرم عليها ولدها بالجماع .والفرق أن البنت انفصلت من الرجل
وهي نطفة قذرة ل يعبأ بها ،والولد انفصل من المرأة وهششو إنسششان كامششل )قششوله :وأخششت( بششالجر
معطوف أيضا على أم ،أي ويحرم نكاح أخت شششقيقة كششانت أو لب أو لم .وضششابطها كشل أنششثى
ولدها أبواك أو أحدهما )قوله :وبنت أخ( معطوف أيضا على أم :أي ويحششرم نكششاح بنششت أخ مششن
جميع الجهات وإن نزلت )قوله :وأخت( بالجر معطوف على أخ ،أي وبنت أخت فيحششرم نكاحهششا
أيضا )قوله :وعمة( بالجر معطششوف علششى أم :أي ويحششرم نكششاح عمششة )قششوله :وهششي( أي العمششة.
وقوله أخت ذكر ولدك :أي بواسطة أو بغيرها ،فالتي بغير واسطة كأخت أبيك وهي عمة حقيقة،
والتي بواسطة كعمة أبيك وعمة أمك وهي عمة مجازا )قوله :وخالة( بالجر أيضا عطفا على أم:
أي ويحرم نكاح خالة )قوله :وهي( أي الخالة .وقوله أخت أنثى ولدتك :أي بواسششطة أو بغيرهششا،
فالولى كأخت أمك وهي خالة حقيقة ،والثانية كخالة أبيك وخالة أمك وهششي خالششة مجششازا )قششوله:
لو تزوج مجهولة النسب( أي ل يدري إلى مششن تنتسشب كلقيطشة )قشوله :فاسشتلحقها أبششوه( أي أبشو
الششزوج ،أي ادعششى أنهشا بنتشه .وقشوله ثبشت نسششبها ،أي إن وجشد شششرط السشتلحاق وهشو المكششان
وتصديقها له إن كبرت )قوله :ول ينفسخ النكاح إن كذبه الزوج( خرج بشه مشا لشو صشدقه الشزوج
فإنه ينفسخ النكاح )قوله :ومثله عكسه( أي ومثل استلحاق أبي زوجها لها عكسششه وهششو اسششتلحاق
أبيها لزوجها فيثبت النسب به ول ينفسخ النكاح .وقد ذكر مسألة العكس وما قبلها بغاية اليضششاح
في النهاية ونصها :نعم ،لو زوجه الحاكم مجهولة النسب ثم اسششتلحقها أبشوه بشششرطه ولشم يصشدقه
هو ثبتت أخوتها له وبقي نكاحه كما نص عليه وجرى عليه العبادي والقاضششي غيششر مششرة قششالوا:
وليس لنا من يطأ أخته فششي السششلم غيشر هششذا .ولشو مششات الشزوج فينبغششي أن تشرث منششه زوجتشه
بالزوجية ل بالختية ،لن الزوجية ل تحجب ،بخلف الختية فهششي أقششوى السششببين ،فششإن صششدقة
الزوج والزوجة انفسخ النكاح .ثم إن كان قبل الدخول فل شئ لها أو بعده فلها مهر المثل .وقيس
بهذه الصورة ما لو تزوجت بمجهول النسب فاستلحقه أبوها ثبت نسبه .ول ينفسششخ النكششاح إن لششم
يصدقه الزوج .وإن أقام الب بينة في الصورة الولى ثبت النسب وانفسخ النكاح ،وحكششم المهششر
ما مر .وإن لم تكن بينة وصدقته الزوجة فقط لم ينفسخ النكاح لحششق الزوجششة ،لكششن لششو أبانهششا لششم
يجز له بعد ذلك تجديد نكاحها ،لن إذنها شرط ،وقد اعتقت بالتحريم ،وأما المهر فلزم للششزوج،
لنه يدعي ثبوته عليه لكنها تنكره ،فإن كان قبل الدخول فنصف المسمى ،أو بعده فكله .وحكمهششا
في قبضه كمن أقر لشخص بشئ وهو ينكره ،ومر حكمه في القرار .ولششو وقششع السششتلحاق قبششل
التزويج لم يجز للبن نكاحها .اه .وقول بشرطه :قال ع ش :هو المكان
] [ 328
وتصديقها إن كبرت .وقوله فإن صدقه الزوج والزوجة :قال الرشيدي أو الزوج فقط .اه.
)وقوله :ومر حكمه في القرار( قال ع ش :هو أنه يبقى في يده من هو بيده حتى يرجششع المنكششر
ويعترف .اه) .قوله :ولم تصدقه( يفيد أنها إذا صدقته ينفسخ النكاح ،ولو لم يصدقه الزوج ،وهذا
خلف ما في عبارة النهاية المارة وخلف ما في التحفة أيضا .فتنبششه )قششوله :أو رضششاع( عطششف
على نسب :أي وشرط عدم محرمية برضاع )قوله :فيحرم الخ( تفريع على المفهوم أيضا .وقوله
به :أي بالرضاع ،والولى بها ،أي بالمحرمية الكائنة بسبب الرضاع ،كما تقدم )قوله :من يحششرم
بنسب( أي نكاح نظير من يحرم بالنسب ،فل بد من تقدير مضششافين .أمششا الول فلمششا تقششدم ،وأمششا
الثاني فلن المحرم نكاحه بالرضاع ليس عين من يحرم بالنسشب ،كمششا هشو ظششاهر ،والمحرمشات
بالنسب سبع ،كما تقدم ،الم والبنت والخت وبنششت الخ وبنششت الخششت والعمششة والخالششة ،فتكششون
المحرمات بالرضاع كذلك ،فجملة المحرمات بالنسب والرضاع أربع عشرة ،ويزاد عليهششا أربششع
بالمصاهرة .فالجملة ثمان عشرة .وهذه هي الشتي تحريمهشا علشى التأبيشد ،وأمشا الشتي تحريمهشا ل
على التأبيد بل من جهة الجمع فثلث :أخت الزوجة وعمتها وخالتها ،وعششد بعضششهم مششن أسششباب
التحريم اختلف الجنس فل يجوز للدمي نكاح جنية ،وبالعكس .قاله العماد بن يونس ،وأفتى بششه
ابن عبد السلم وتبعه شيخ السلم واعتمششده ابششن حجششر ،قششال لن الش تعششالى امتششن علينششا بجعششل
الزواج من أنفسنا ليتم التآنس بها .أي في قوله تعششالى) * :ومششن آيششاته أن خلششق لكششم مششن أنفسششكم
أزواجا( * ) (1وجواز ذلك يفوت المتنان ،وفي حديث :نهى رسول ال )ص( عششن نكششاح الجششن
وخالف القمولي فجوز ذلك واعتمده العلمة الرملي ،وأجيششب عششن اليششة بششأن المتنششان فششي اليششة
بأعظم لمرين وهو ل ينافي جواز الخر ،والنهي في الحديث للكراهة ،ل للتحريم )قوله :للخششبر
المتفق عليه( أي وللنص علششى المهششات والخششوات فششي اليششة ،وبعششض المفسششرين يجعششل السششبع
مأخوذة من الية الشريفة .قال :لن تحريم السبع لجل الولدة له أو منه أو لجل الخوة له ولششو
بواسششطة أو لحششد أصششوله ،فأشششير للول بقششوله تعششالى) * :وأمهششاتكم اللتششي أرضششعنكم( * )(2
فالتحريم لجل الولدة الذي علم من ذلك يشمل تحريم الم وتحريششم البنششت ،وأشششير للثششاني بقششوله
تعالى) * :وأخواتكم مششن الرضششاعة( * ) (3فششالتحريم لجششل الخششوة لششه ولششو بواسششطة ،أو لحششد
أصوله الذي علم من ذلك يشمل تحريششم الخششت والخالششة والعمشة وبنششت الخ وبنششت الخششت ،لن
تحريم الخت لجل الخوة له بغير واسطة وتحريشم الخالشة والعمشة لجشل الخشوة لحشد أصشوله
الذي هو الم في الولى والب في الثانية ،وتحريم بنت الخ وبنت الخت للخششوة لششه بواسششطة،
ول يخفى ما في ذلك من الخفاء .اه .باجوري )قوله :فمرضعتك( مبتدأ ،خششبره أمششك ،وهششو بيششان
لضابط الم من الرضاع )قوله :ومرضعتها( أي مرضعة مرضعتك ،وهذه كششالتي بعششدها إطلق
الم عليها مجاز لنها جدة )قوله :ومرضعة من ولدك( أي مرضعة أمك التي ولدتك .وقشوله مشن
نسب أو رضاع :تعميم في من ولدك ،وهششو غيششر ظششاهر ،لن الششولدة مختصششة بالنسششب ،وعلششى
تسليم أن المراد بمن ولدك أمك مطلقا بطريششق التجششوز يظهششر التعميششم ويكششون الشششق الثششاني مششن
التعميم ،وهو قوله أو رضاع ،مكررا مششع قششوله أول ومرضششعتها ،وبيششانه أن مرضششعة أمششك مششن
الرضاع هي عين مرضعة مرضعتك .وإذا علمت ذلك فالولى إسقاطه ،كمششا فششي التحفششة )قششوله:
وكل من ولدت مرضعتك( معطوف علششى فمرضششعتك )قششوله :أو ذا لبنهششا( أي أو ولششدت ذا لبنهششا
وهو الفحل الذي هو حليل المرضعة الذي له اللبششن .واحششترز بقششوله ذا لبنهششا عمششا لششو كششان اللبششن
لغيره كأن تزوج امرأة ترضع فإن الزوج المذكور ليس صاحب اللبن ،فأم من ولدته ليسششت أمششك
)قوله :أمك من رضاع( أي بشرط أن تبلغ تسع سنين تقريبششا وإل فلبنهششا ل يحششرم ،كمششا سششيذكره
)قششوله :والمرتضششعة بلبنششك( مبتششدأ خششبره بنتششك ،وهششو بيششان لضششابط البنششت .ول فششرق فششي هششذه
المرتضعة بين أن
) (1سورة الروم ،الية (2) .21 :سورة النساء ،الية (3) .23 :سورة النساء ،الية23 :
] [ 329
تكون مرضعتها زوجة أو أمة أو موطوءة بشششبهة )قششوله :ولبششن فرعششك( أي والمرتضششعة
بلبن فرعك) .وقوله :نسبا أو رضاعا( تعميم في الفرع )قوله :وبنتها( أي بنت المرتضعة .وقوله
كذلك :أي نسبا أو رضاعا )قوله :وإن سفلت( أي بنت المرتضعة بلبنك ،فهي بنتك أيضششا )قششوله:
والمرتضعة( مبتدأ خبره قوله أختك .وهو بيان لضابط الخت) .واعلم( أن من ارتضع من امرأة
صار جميع بناتها أخوات له من الرضاع سواء الششتي ارتضششع عليهششا والششتي قبلهششا والششتي بعششدها،
وإنما نبهنا على ذلك ،مع وضوحه ،لن جهلة العوام يسألون عن ذلك كثيرا ويظنششون أن الخششت
من الرضاع هي التي ارتضع عليها دون غيرها )قوله :وقس على هذا( أي في التصششوير ل فششي
الحكم :إذ هو ثابت بالحديث .وقوله بقية الصناف المتقدمة :أي في النسب وهي بنت الخ وبنششت
الخت والعمة والخالة ،فالمرتضعة من أختك أو من لبن أخيك نسبا أو رضاعا بنت أخت أو أخ،
وأخت ذي اللبن عمة رضاع ،وأخت المرضعة خالة الرضاع )قششوله :ول يحششرم عليششك برضششاع
من أرضعت أخاك الخ( شروع في أربع مسائل استثناها بعضهم من قاعدة يحرم من الرضاع ما
يحرم من النسب فهي تحرم من النسب ول تحرم من الرضاع ،والمحققششون ،كمششا فششي الروضششة،
على أنها ل تستثنى لعدم دخولها في القاعدة لنهن إنما يحرمن في النسب لمعنششى ل يوجششد فيهششن
في الرضاع .وذلك المعنى هو المومة والبنتية والختية ،كما سيأتي تقريره ،وقد نظمها بعضهم
فقال :مرضعة الخ أو الخت تحل أو ولد الولششد ولشو أنششثى جعششل كششذاك أم مرضششع للولششد وبنتهشا
وهي ختام العدد )قوله :من أرضعت أخاك( أي أو أختك ولو كانت هذه أم نسششب لحرمششت عليششك
لنها أمك إن كان الخ والخت شقيقين لك أو لم أو موطوءة أبيك إن كان لب) .وقوله :أو ولد
ولدك( بنصب ولد الول معطوفا على أخاك :أي ول يحرم عليك من أرضششعت ولششد ولششدك ،ولششو
كانت أم نسب لحرمت عليك لنها إما بنتك إن كان ولششدك أنششثى أو موطششوءة ابنششك إن كششان ذكششرا
)قوله :ول أم مرضعة الخ( بالرفع عطف على مششن :أي ول يحششرم عليششك أم مرضششعة ولششدك ول
بنت مرضعته ولو كانت المرضعة أم نسب كشانت موطوءتشك فيحششرم عليشك أمهشا وبنتهششا )قشوله:
وكذا أخت أخيك الخ( أي وكذا ل يحرم عليك أخت أخيك ول بد من قطع النظر عن متعلق قششوله
أول ول يحرم وهو برضاع وإل لما صح التعميم بقوله بعد من نسب أو رضاع .وقوله من نسب
أو رضاع :تعميم في الخ وفي الخت ،أي ول يحرم عليك أخت أخيك الذي مششن النسششب أو مششن
الرضاع سواء كشانت هشي أيضشا مشن النسشب ،كشأن كشان لزيشد أخ لب وأخشت لم فلخيشه لبيشه
نكاحها ،أم من الرضاع :كأن ترضع امرأة زيد أو صغيرة أجنبية فلخيه لبيششه نكاحهششا ،وسششواء
كانت الخت أخت أخيك من أبيك لمه كما مثلنا أم أخت أخيك من أمك لبيششه .مثششاله فششي النسششب
أن يكون لبي أخيك من أمك بنت من غير أمك فلك نكاحها ،وفششي الرضششاع أن ترضششع صششغيرة
بلبن أبي أخيك لمك فلك نكاحها )قوله :تنبيه( أي في بيان شروط الرضششاع المحششرم .وقششد أفششرده
الفقهاء بباب مستقل ،ويذكرونه عقب العقدة ،والمصنف خالفهم وذكره هنا لنه لما ذكر الرضششاع
المحرم ناسب أن يذكر شروطه معه .فما أحسن صششنيعه) .واعلششم( أن الرضششاع لغششة اسششم لمششص
الثدي وشرب لبنه .وشرعا ما ذكره الشارح .وأركانه ثلثة :مرضع ،ورضيع ،ولبن ،وكلها تعلم
من كلمه )قوله :الرضاع( بكسر الراء وفتحها وبالضاد المعجمة وقد تبدل تاء .وقششوله المحششرم،
بكسر الراء المشددة :أي للنكاح )قوله :وصول الخ( سشواء كشان بمشص الثششدي أم بغيشره ،كمششا إذا
حلب منها ثم صب في فم
] [ 330
الرضيع .وقوله لبن :أي ولو مخيضا ،ومثل الزبد والجبن والقششط والقشششطة لن مششا ذكششر
في حكم اللبن ،بخلف السمن الخالص من اللبن .والمصل ،وهو الذي يسيل مششن الجبششن والقششط،
واعتمد بعضهم التحريم بالسمن الخالص لما فيه من الدسم .وقوله آدميششة :أي حيششة حيششاة مسششتقرة
في حال انفصال اللبن منها وإن لم يشربه إل بعد موتها .وخرج بالدمية الرجل فل تثبششت حرمششة
بلبنه على الصحيح لنه ليس معدا للتغذية ،فأشبه غيره من المائعات ،لكن يكره له ولفرعه نكششاح
من ارتضعت بلبنه .وخرج أيضا الخنثى المشكل والمذهب أنه يوقف المر فيه إلششى البيششان ،فششإن
بان أنثى حرم لبنه وإل فل .فلو مات قبله لم يثبت التحريم ،فللششذي ارتضششع منششه نكششاح أم الخنششثى
ونحوها والبهيمة .فلو ارتضع صغيران من شاة مثل لم تحرم مناكحتهما والجنية بناء علششى عششدم
صحة مناكحتنا للجن .أمششا علششى صششحة ذلششك فهششم كششالدميين .فلششو أرضششعت جنيششة صششغيرا ثبششت
التحريم وإن لم تكن على صورة الدمية أو كان ثديها في غير محله المعتاد .وخرج بقششولي حيششة
الميتة فل يثبت الرضاع بلبنها لنه منفصل من جثة منفكة عن الحل والحرمششة كالبهيمششة .وبحيششاة
مستقرة من انتهت إلى حركة المذبوح فل يثبت الرضاع بلبنها أيضا )قششوله :بلغششت سششن حيششض(
الجملة صفة لدمية .أي آدمية موصوفة بكونها بلغت سششن الحيششض ،أي ولششو كششانت بكششرا خليششة.
وسن الحيض هو تسع سنين قمرية ،ويكفي كون التسع تقريبية ،على المعتمد :كمششا فششي الحيششض،
ول يشترط أن تكون تحديدية .فلو انفصل اللبن منها قبل التسع بما ل يسع حيضششا وطهششرا ،وهششو
أقل من ستة عشر يوما ،كان محرما .وخرج بذلك من لم تبلغ سن حيض بششأن انفصششل منهششا قبششل
التسع بما يسع حيضا وطهرا ،وهو ستة عشر يوما فأكثر ،فل يؤثر ،وذلك لنها ل تحتمششل حينئذ
الولدة واللبن فرعها )قوله :ولو قطرة( غاية في اللبن المحرم وصوله :أي يحششرم وصششول اللبششن
ولو كان قطرة ،والمششراد فششي كششل رضششعة )قششوله :أو مختلطششا بغيششره( غايششة ثانيششة :أي ولششو كششان
مختلطا بغيره مائعا كان أو جامدا فإنه يحرم .وقوله وإن قل أي اللبن المخلوط مششع غيششره .ثششم إن
كان اللبن المخلوط غالبا بأن بقي طعمه أو لونه أو ريحه أثر التحريم مطلقا ،سواء شرب البعض
أو الكل ،وإن كان مغلوبا بأن زال طعمه أو لونه أو ريحه حسا وتقديرا بالشد ،فإن شششرب الكششل
أثر التحريم لتيقن شرب اللبن ،وإل فل )قوله :جوف( بالنصب على الظرفية متعلق بوصول :أي
وصوله في جوفه ،أي معدته أو دمششاغه .فششالمراد بششالجوف مششا يحيششل الغششذاء أو الششدواء .والمششراد
الوصول مطلقا ،ولو بإسعاط ،بأن يصب اللبن في أنفه فيصل إلى دماغه ،ل بحقنششة ،بششأن يصششب
اللبن في دبره فيصل إلى معدته أو بتقطير في قبل أو أذن لعدم التغذي بذلك .ومن هنا يظهر أنششه
ل أثر لوصوله لما عدا المعدة والدماغ وإن وصل إلى حد الباطن المفطر للصائم .وقوله رضيع:
أي حي حياة مستقرة ،فل أثر لوصوله جوف مششن حركتششه حركششة مششذبوح أو ميششت اتفاقششا لنتفششاء
التغذي )قوله :لم يبلغ حولين( الجملة صفة لرضيع :أي رضيع موصششوف بكششونه لششم يبلششغ عمششره
حولين ،أي بالهلششة إن وقششع انفصششال الرضششيع أول الشششهر الول ،فششإن انكسششر الشششهر بششأن وقششع
انفصاله في أثنائه تمم العدد من الخامس والعشرين شهرا ثلثين يوما .وخرج بلم يبلغ حولين مششا
لو بلغهما فل يؤثر ارتضاعه تحريما .وذلك لخبر الدارقطني ل رضاع إل ما كششان فششي الحششولين
وما ورد مما خالف ذلك في قصة سالم مشولى أبشي حذيفشة رضشي الش عنشه فشإن زوجتشه كرهشت
دخوله عليها فأرشدها رسول ال )ص( إلى إرضاعه حيث قال لها أرضعيه :فمخصششوص بششه أو
منسوخ .وابتداؤهما يعتبر من تمام انفصال الرضيع .فلشو ارتضششع قبشل تمشامه لششم يشؤثر .ولشو تشم
الرضيع حولين في أثناء الرضعة الخامسة أثر على المذهب لن ما يصششل إلششى الجششوف فششي كششل
رضعة غير مقدر حتى لو لم يصل في كل رضعة إل فطرة :كفى ،كما تقدم )قوله :يقينا( قيد فششي
انتفاء بلوغه الحولين ،أي يعتبر انتفاء بلوغه الحولين يقينا .فلو شك هششل بلغهمششا أم ل ؟ لششم يششؤثر
الرضاع حينئذ للشك في سبب التحريم )قوله :خمششس مششرات( حششال مششن وصششول :أي حششال كششون
وصول اللبن في جوف الرضيع خمس مرات أو ظرف متعلق به ،أي وصوله من خمس مرات.
وقوله يقينا ،قيد في الخمس مرات .فلو شك فششي كششونه خمسششا أو أقششل لششم يششؤثر لن الصششل عششدم
الخمس ،لكن ل يخفى الورع .والحكمة في اعتباره خمشس مشرات أن الحشواس الشتي بهشا الدراك
خمس :وهي السمع والبصر والشم والذوق والمس ،فكأن كل رضششعة تحفششظ حاسششة .وقيششل يكفششي
رضعة واحدة ،وهو مذهب أبي حنيفة ومالك رضي ال عنهما ،ثششم إن ظششاهر العبششارة أنششه يكفششي
وصول اللبن الجوف خمس مرات ولو انفصل اللبن من الثدي دفعة
] [ 331
واحدة ،وليس كذلك ،بل ل بد من انفصال اللبن خمسا ووصوله إلششى الجششوف خمسششا .فلششو
حلب منها لبن دفعة وأوجره الطفل خمس مرات أو حلب منها خمس مرات وأوجره دفعة حسششب
رضعة واحدة في الصورتين اعتبارا في الولى بحالششة النفصششال وفششي الثانيششة بحالششة الوصششول.
وقوله عرفا أي أن العبرة في ضبط الخمس بالعرف ،وذلك لنهن ل ضابط لهن لغة ول شششرعا.
وما ل ضابط له فيهما فضابطه العرف .فما قضششى بكششونه رضششعة أو رضششعات اعتششبر ،وإل فل
)قوله :فإن قطع الرضيع الخ( أي الرضاع .وهو تفريع على كون العبرة في ضششبطهن بششالعرف.
وقوله إعراضا ،منصوب على الحال من فاعل قطع :أي قطعه حال كونه معرضا عششن الثششدي أو
على أنه مفعول لجله ،أي للعراض .وخرج به ما لو قطعه ل إعراضا بل لنحو اللهششو ثششم عششاد
إليه فإنه يعد رضعة واحدة ،كما سيصرح به قريبا )قوله :وإن لم يشتغل الخ( لو أخره عششن قششوله
فرضعتان لكان أولى ،لنه غايششة لششه )قششوله :أو قطعتششه المرضششعة( أي إعراضششا أيضششا ل لشششغل
خفيف ،وإل فل تعششدد ،كمششا سيصششرح بشه )قشوله :ثششم عششاد( أي الرضشيع) .وقشوله :إليشه( أي إلشى
الرضاع) .وقوله :فيهما( أي في الصورتين) .وقوله :فورا( أي أو بالتراخي ،ولو قال ولششو فششورا
لكان أولى )قوله :فرضعتان( خبر لمبتدأ محذوف والجملة جواب الشششرط :أي فهمششا ،أي مششا قبششل
القطع وما بعد العود ،رضعتان )قوله :أو قطعة( أي الرضيع الرضاع) .وقوله :لنحششو لهششو( هششذا
مفهوم قوله إعراضا ،كما علمت) .قششوله :كنششوم( تمثيششل لنحششو اللهششو .ومثلششه التنفششس وازدراد مششا
جمعه من اللبن في فمه .وقوله خفيف ،صفة لنحو لهو ،ويصح جعله صفة لنوم ،لكن الول أولى
)قوله :وعاد حال( أي بعد قطعه لنحو لهششو )قششوله :أو طششال( معطششوف علششى خفيششف مششن عطششف
الفعل على السم المشبه للفعل وهو جائز .قال في الخلصة :واعطف علششى اسششم شششبه فعششل فعل
وعكسا استعمل تجده سهل والمناسب أن يقول أو طويل من عطف الوصششف علششى الوصششف ،أي
أو قطعه لنحو لهو طويل .وقششوله والثششدي بفمششه :الجملششة حاليششة ،وهششي قيششد فششي الطششول .وعبششارة
التحفة :أما إذا نام أو التهى طويل فإن بقي الثدي بفمه لم يتعدد وإل تعدد .اه) .قششوله :أو تحششول(
يصح قراءته بصيغة الفعل عطفا على أو قطعه ،ويصح قراءته بصيغة المصدر عطفا على نحششو
لهو ،والتقدير عليه أو قطعه لجل نحو تحول .ويدل للول عبارة المنهاج ونصها مع التحفششة ،أو
قطعه للهو وعاد في الحال أو تحول أو حولته من ثدي لخششر فل تعششدد .اه .ويششدل للثششاني عبششارة
الرشاد ونصها مع شرحه :ل إن قطعه بتحول :أي سبب تحوله من ثدي لخر .اه) .قششوله :ولششو
بتحويلها( أي ولو كان التحول حصل بتحويل المرضعة له .والغاية للتعميم :أي ل فرق فششي هششذا
التحول بين أن يكون من الطفل بنفسه أو من المرضعة )قوله :من ثدي لخر( متعلق بتحول :أي
تحول من ثديها إلى ثديها الخر .ولو عبر بما ذكرتشه لكششان أولششى لن عبششارته تشششمل ثششدي غيششر
المرضعة الولى مع أن الرضاع يتعدد به مطلقا )قوله :أو قطعته الخ( معطششوف علششى أو قطعششه
لنحو لهو) .وقوله :لشغل خفيف( خرج به ما إذا كششان لشششغل غيششر خفيششف بششأن كششان طششويل فششإنه
يتعدد بالعود .وحاصل ما ذكره الشارح من المسائل خمس على قراءة تحول بصيغة الفعل :اثنان
منها يتعدد فيهما الرضاع وهما :ما إذا قطعه الرضيع إعراضا ،وما إذا قطعته كششذلك .والبقيششة ل
يتعدد فيها الرضاع وهي :ما إذا قطعه لنحو لهو خفيف ،وأما إذا تحول من ثديها للخر ،وأما إذا
قطعته لشغل خفيف )قوله :فل تعدد( جواب إن المقدرة قبل قوله قطعه لنحو لهو وبعد أو ،وقششوله
في جميع ذلك ،أي المذكور ،وهو قششوله أو قطعششه لنحششو لهششو وقششوله أو تحششول وقششوله أو قطعتششه،
وإنما لم يحصل التعدد في ذلك عمل بالعرف )قوله :وتصير المرضششعة الششخ( ل حاجششة إلششى هششذا
بعد الضابط السابق الذي ذكره بقوله فمرضعتك ومرضعتها الششخ إل أن يقششال الغششرض منششه بيششان
ضابط آخر بعبارة أخرى ،وكان الولى التفريع بالفاء .وقوله أمه :أي الرضيع .وقوله وذو اللبشن
أباه ،أي ويصير صاحب اللبن أبا الرضيع .ول فرق فيه بين أن يكون زوجششا أو واطئا بشششبهة أو
واطئا بمالك اليمين ل الواطئ بزنا ،فل يحرم عليه أن ينكح المرتضعة بلبن زناه
] [ 332
لكن يكره ول تنقطع نسبة اللبن عن صاحبه ،فإن طششالت المششدة جششدا أو انقطششع ثششم عششاد إل
بولدة من آخر فاللبن قبلها للول واللبن بعدها للخششر )قششوله :وتسششري الششخ( أي تنتشششر الحرمششة
ممن رضع ،وهو الطفل ،أي وصول المرضعة وذي اللبن وفروعهما وحواشيهما .ثم إن صريح
عبارته أن الحرمة تنتشر من الرضيع إلى من ذكر مع أن الحرمة إنما تنتشر من المرضششعة إلششى
أصششولها وفروعهششا وحواشششيها ،وكششذلك مششن ذي اللبششن إلششى المششذكورين ،فكششان الولششى أن يقششول
وتسري الحرمة من المرضعة وذي اللبن الى من ذكر ومن الرضيع إلششى فروعششه فقششط .والمششراد
بالصول الباء ،وبالفروع البناء ،وبالحواششي الخشوة والخشوات والعمششام والعمشات .فيصششير
آباء المرضعة وصاحب اللبن أجداده ،وأمهاتهما جداته ،وأولدهما أخوته وأخواته :سواء وجششدوا
قبله وبعده ،كما تقدم ،وإخوة المرضعة أخواله ،وأخواتها خالته ،وإخوة صششاحب اللبششن أعمششامه،
وأخواته عماته ،ويصير أولد الرضيع أحفادهما )قوله :وإلى فششروع الرضششيع الششخ( أي وتسششري
الحرمة من الرضيع إلى فروعشه ل إلششى أصششوله وحواشششيه ،والفشرق بيشن أصششولهما وحواشششيهما
وبيششن أصششوله وحواشششيه أن لبششن المرضششعة كششالجزء مششن أصششولها فتسششري الحرمششة إليهششم وإلششى
حواشيهم ،وسبب لبن المرضعة مني الفحل الذي جاء منه الولد ،وهو كالجزء من أصوله أيضششا،
فيسري التحريم إليهم وإلى حواشيهم ،ول كششذلك فششي أصششول الرضششيع وحواشششيه .وقششد نظششم هششذا
الضابط بعضهم بقوله :وينتشر التحريم من مرضع إلى أصول فصششول والحواشششي مششن الوسششطو
وممن له در إلى هذه ومن رضيع إلى ما كان من فرعه فقط والمراد بمن له الدر صاحب اللبششن،
كالزوج ،واسم الشارة عائد إلى الثلثة قبله )قوله :ولو أقر الششخ( شششروع فششي القششرار والشششهادة
بالرضاع )قوله :رجل وامرأة( الششواو بمعنششى أو ،لن لفششظ القششرار ل يشششترط أن يكششون صششادرا
منهما معا ،بل يكون تارة صادرا منهما معا ،وتارة يكون صادرا على أحدهما ثششم يششوافقه الخششر
أو ينكر )قوله :قبل العقد( الظرف متعلق بأقر .وسيذكر محترزه )قوله :أن بينهما أخوة رضششاع(
أي أو بنوة أو عمومة أو خؤولة بأن قال هي بنتي أو أختي أو عمتي أو خالتي ،أو قالت هي هششو
إبني أو أخي أو عمي أو خالي ووافق كل منهما الخر على ما أقر به )قششوله :وأمكششن( أي المقششر
به بأن لم يكذبه الحس ،فإن كذبه بأن منع من الجتماع بها أو بمن تحرم عليششه بسششبب إرضششاعها
مانع حسي أو ادعى أنها بنته وهي أسن منه ،فإقراره لغو )قوله :حرم تناكحهما( أي مؤاخذة لكل
منهما بإقراره .قال في التحفة :ظاهرا وباطنا إن صدق المقر ،وإل فظاهرا فقط ثم قششال :ويظهششر
أنه ل تثبت الحرمة على غير المقر من فروعه وأصوله مثل إل إن صدقه .اه )قوله :وإن رجعا
عن القرار( غاية في حرمة المناكحة بالقرار :أي حرمت مناكحتهما بششه بعششده وإن رجعششا عنششه
فل يعتد برجوعهما )قوله :أو بعده( معطوف على قوله قبل العقد :أي أو أقششر رجششل وامششرأة بعششد
العقد أن بينهما ما ذكر )قششوله :فهششو باطششل( أي فعقششد النكششاح باطششل عمل بإقرارهمششا وإن قضششت
العادة بجهلهما بشروط الرضاع المحرم )قوله :فيفششرق بينهمششا( أي ويسششقط المسششمى لتششبين فسششاد
النكاح ويجب مهر المثل إن وطئها معذورة ،كأن كانت جاهلة بالحال أو مكرهششة ،وإل فل يجششب
شئ )قوله :وإن أقر( أي الزوج .وقوله به :أي بالرضششاع المحششرم .وقششوله فششأنكرت ،أي الزوجششة
المدعى به )قوله :صدق في حقه( أي عمل بإقراره بالنسبة لحقه وهو انفساخ النكششاح ،ل بالنسششبة
لحقها وهو الصداق .فل يسقط عنه ،بل لها المسمى إن صششح ،وإل فمهششر المثششل إن وطئهششا ،وإل
فنصفه ،وذلك لن الفرقشة منششه )قشوله :ويفششرق بينهمشا( أي يفشرق القاضشي أو نشائبه بينهمششا حينئذ
)قوله :أو أقرت( أي الزوجة .وقوله به :أي الرضاع المحرم ،وقششوله دونششه :أي الششزوج ،أي أنششه
أنكر ما ادعته )قوله :فإن الخ( جواب إن المقدرة قبل قوله أقرت :أي أو إن أقرت وأنكر هو فشإن
الخ .وقوله كان أي إقرارها
] [ 333
بذلك .وقوله بعد أن عينته :الولى إسقاط قوله بعد أن ويقتصر على قوله عينته لن ذكره
يقتضي أنها لو أقرت بذلك قبل تعيينها وقبل تمكينهششا مششن الششوطئ يقبششل قولهششا ،ول معنششى لششه :إذ
الفرض أن القرار واقع بعد العقد .وقوله أو مكنته من وطئه إياها ،أي حال كونها عالمة بالحششال
مختارة .وقوله لم يقبل قولهشا :أي ويصششدق هشو بيمينشه ول شششئ لهششا ل المسششمى ول مهششر المثششل
بوطئه لها لنها زانية .وعبارة التحفششة مششع الصششل ،وإن ادعتششه ،أي الزوجششة ،الرضششاع المحششرم
فأنكره الزوج صدق بيمينه إن زوجت منه برضاها به بأن عينته في إذنها لتضمنه إقرارها بحلها
له ،وإل تزوج برضاها ،بل إجبارا ،أو أذنت من غير تعيين زوج فالصح تصديقها بيمينهششا ،مششا
لم تمكنه مششن وطئهششا مختششارة ،لحتمششال مششا تششدعيه ولششم يثبششت منهششا مششا يناقضششه .اه )قششوله :وإل
صدقت( أي وإن لم تعين الزوج في الذن للتزويج بأن أذنت للولي في التزويششج مشن غيششر تعييششن
ولم تمكنه من وطئه إياها حال كونها عالمششة مختششارة ،بششأن مكنتششه حششال كونهششا جاهلششة بالحششال أو
مكرهة ،أو لم تمكنه رأسا صدقت بيمينها وفرق بينهما وعليه مهر المثششل ل المسششمى إذا وطئهششا.
نعم ،إن أخذت المسمى فليس له رده وإعطاؤها مهر المثل .والورع لشه فيمشا إذا ادعشت الرضشاع
أن يطلقها لتحل لغيره إن كانت كاذبة .ثم إن منكر الرضاع منهما يحلف على نفي علمه بششه لنششه
ينفي فعل غيره ول نظر إلى فعله في الرتضاع ،لنه كان صغيرا ومدعيه يحلف على بت لنششه
يثبت فعل الغير .نعم لو نكل أحدهما عن اليمين وردت على الخر حلشف علشى البششت )قشوله :ول
تسمع دعوى نحو أب الخ( أي إن لم تكن بينشة ولشم يصشدقاه بششدليل قشوله بعشد ويثبشت الشخ )قشوله:
ويثبت الرضشاع برجشل وامرأتيشن( أي بششهادة رجشل وامرأتيشن :أي وبرجليشن أيضشا وإن تعمشدا
النظر لثدييها لغير الشهادة وتكرر منهما لنه صغيرة ل يضر إدمانها حيث غلبششت طاعششاته علششى
معاصيه )قوله :وبأربع نسوة( أي ويثبت بأربع نسوة لطلعهن عليه غالبا كالولدة ومششن ثششم لششو
كان النزاع في الشرب من ظرف لم يقبلششن لن الرجششال يطلعششون عليششه ثششم يقبلششن فششي أن مششا فششي
الظرف لبن فلنة ،لن الرجال ل يطلعششون علششى الحلششب غالبششا .اه .تحفششة )قششوله :ولششو فيهششن ،أم
المرضعة( غاية في ثبوت الرضاع بأربع نسوة :أي يثبت الرضاع بهن ولشو كشانت أم المرضشعة
واحدة منهن .والمرضعة تقرأ بصيغة اسم المفعول ،وأمها هي المرضششعة ،بكسششر الضششاد ،وإنمششا
حملت ما ذكر على هذا الضبط لنها هي التي يتوهم إخراجها وعدم صحة شهادتها للتهمة .وأمششا
غيرها فل يتشوهم فيشه ذلششك فل حاجشة للتنشبيه عليشه بالغايششة )قشوله :إن ششهدت( أي أم المرضشعة
)قوله :حسبة( أي شهادة حسبة ،وهي التي تكون من غير استشهاد :كأن يقول الشاهد ابتداء عنششد
القاضي أشهد على فلن بكذا فأحضره سواء تقدمها دعوى أم ل .وهذا هو الذي جرى عليششه ابششن
حجر وغيره ،خلفا للذرعي كما في الرشيدي حيششث قششال :إنهششا ل يقششال لهششا شششهادة حسششبة بعششد
الدعوى .فقول الشارح بعد بل دعوى ،أي سبق دعوى ،ليس بقيد ،أو يقال إنه جرى على طريقة
الذرعي التي نقلها عنه الرشيدي .وإنما اكتفى بشهادة الحسششبة منهششا لنتفششاء التهمششة لنهششا تكششون
شهادة على المرضعة -ل لها -وخرج بشهادة الحسبة غيرها فل تكفي منها للتهمششة لنهششا تكششون
شهادة لها حينئذ )قوله :كشهادة أب امششرأة وابنهششا بطلقهششا( الكششاف للتنظيششر :أي نظيششر شششهادة أم
امرأة وابنها بطلقها فإنها تقبل .وقوله كذلك :أي إذا كانت حسششبة ،فششإن لششم تكششن حسششبة فل تقبششل
)قوله :وتقبششل شششهادة مرضششعة مششع غيرهششا( أي مششع ثلث غيرهششا أو مششع رجششل وامششرأة غيرهششا.
)وقوله :لم تطلب أجرة الرضاع( أي حال الشهادة أو قبلها ،فإن طلبتها لم تقبل للتهمة )قوله :وإن
ذكرت فعلها( أي تقبل شهادتها حينئذ وإن ذكرت في الشهادة فعلها لنها غير متهمة في ذلششك مششع
كون فعلها غير مقصود في الثبات ،إذ العششبرة بوصششول اللبششن لجششوفه .وعبششارة المنهششاج :وتقبششل
شهادة المرضعة إن لم تطلب أجرة ول ذكرت فعلها وكذا إن ذكرته فقالت أرضعته فششي الصششح.
اه) .قوله :وشرط شهادة الرضاع( أي صحتها) .وقوله :ذكر وقت الخ( أي بأن يقششول أشششهد أنششه
رضع خمس رضعات متفرقات في الحياة بعد التسع وقبل الحولين .قال في التحفة :نعششم إن كششان
الشاهد فقيها يوثق بمعرفته وفقهه موافقا للقاضي المقلد في شرط التحريم وحقيقة الرضعة اكتفى
] [ 334
منه بإطلق كونه محرما .اه )قوله :ويعششرف( أي وصششوله للجششوف )قششوله :بنظششر حلششب(
بفتح لمه وهو اللبن المحلوب .وقوله وإيجار :أي مع إيجار وازدراد ،والول هو وضعه في فششم
الرضيع والثاني بلعه ووصوله للمعدة .فل بد في معرفة وصوله إلششى الجششوف مششن مشششاهدة هششذه
الثلث :أعني الحلب ،واليجار ،والزدراد) .قوله :أو بقششرائن( عطششف علششى نظششر :أي ويعششرف
أيضا بقرائن )قوله :كامتصشاص ثششدي الشخ( تمثيششل للقشرائن .وقشوله وحركشة حلقشه :أي وكحركشة
حلقه ،وهو بسكون اللم بعد حاء مفتوحة )قوله :بعد علمه( الظرف متعلق بامتصاص وما بعده،
كما هو ظاهر عبارته ،وهو يفيد اشتراط تقدم علمه بشذلك علششى المتصشاص ومشا بعشده ،مشع أنشه
يكفي العلم به ولو بعد ما ذكر .فالولى جعله متعلقا بفعل محذوف :أي ويشهد بعد علمه أنها ذات
لبن حالة الرضاع أو قبيله .أفاده البجيرمي )قوله :وإل الخ( أي وإن لششم يعلششم أنهششا ذات لبششن فل
يحل له أن يشهد ولو مع وجود القرائن المذكورة لن الصل عدم اللبن ،ول عششبرة بششالقرائن مششع
هذا الصل )قوله :ول يكفي في أداء الشهادة ذكره القرائن( أي بأن يقول أشششهد أنششه مششص الثششدي
وحرك حلقه )قوله :بل يعتمدها ويجزم بالشهادة( أي بل يجششزم بالشششهادة بالرضششاع معتمششدا علششى
القرائن من غير ذكر لها )قوله :ولو شهد به( أي بالرضاع .وقوله دون النصاب :دون إن جعلت
من الظروف المتصرفة فهششي مرفوعششة علششى أنهششا فاعششل شششهد ،وإن جعلششت مششن الظششروف غيششر
المتصرفة ،كما هو رأي الجمهششور ،فالفاعششل محششذوف ،وهششي منصششوبة صششفة لششه ،أي عششدد دون
النصاب .والنصاب في الشهود هنا رجلن ،أو رجل وامرأتان ،أو أربع نسوة ،كمششا تقششدم )قششوله:
أو وقع شك الخ( هذا مفهوم قوله في حد الرضاع المحرم يقينا بعد قوله لم يبلغ حولين وبعد قوله
خمس مرات ،ولو قدمه هناك لكان أولى .وقوله في تمششام الرضششعات :أي هششل ارتضششع خمسششا أو
أقل .وقوله أو الحولين ،أي أو شك هل ارتضششع بعششد تمششام الحششولين أو قبلششه ؟ وقششوله أو وصششول
اللبن جوف الرضيع ،أي أو شك هل وصشل إليشه أم ل ؟ )قشوله :لشم يحششرم النكشاح( أي لششم يحششرم
الرضاع المذكور النكاح ،فراء يحرم مشددة مكسورة ،وفاعله يعود على الرضاع ،ويصح جعششل
النكاح فاعل والراء عليه مخففة مضمومة )قوله :لكن الورع الجتنششاب( أي اجتنششاب النكششاح لمششا
روي عن عقبة بن الحارث قال :أتيت النبي )ص( وقلت له يا رسول ال :تزوجت امرأة فجاءتنششا
امرأة سوداء .فقالت قد أرضشعتكما وهششي كاذبششة فقشال )ص( كيششف تصشنع بهشا وقشد زعمششت أنهشا
أرضعتكما ؟ دعها منك ،أي طلقها ،قال عقبة :فراجعششت النششبي )ص( وقلششت يششا رسششول الش إنهششا
امرأة سوداء ،أي فل يقبل قولها ،فقشال أليشس وقشد قيشل فأرششده النشبي )ص( إلشى طريشق الشورع
والحتياط وإن لم تقبل شهادة تلك المرأة )قوله :وإن لم تخبره إل واحدة( غايششة فششي كششون الششورع
الجتناب )قوله :نعم إن صدقها يلزم الخذ بقولها( أي يلزمه أن يعمل بقولها ،فالخذ فاعل يلزم.
ويصششح جعششل يلششزم مبنيششا للمجهششول مششن ألششزم الربششاعي ،وهششو يطلششب مفعششولين :الول الضششمير
المستتر ،والثاني الخذ .والمعنى ألزمه الشارع العمل بقولها :أي فيحرم عليه النكششاح )قششوله :ول
يثبت القرار بالرضششاع إل برجليششن( والفششرق بيشن الرضششاع نفسششه ،حيششث يثبششت بمششا مششر ،وبيششن
القششرار بششه ،حيششث ل يثبششت إل برجليششن ،أن الثششاني ممششا يطلششع عليششه الرجششال وهششو ل يثبششت إل
برجلين ،كما سيأتي فششي الشششهادة) ،قششوله :أو مصششاهرة( معطششوف علششى بنسششب :أي وشششرط فششي
الزوجة عدم محرمية بسبب مظاهرة ،وهي معنى يشبه القرابة يترتب على النكاح .وعبارة شرح
الروض :وهي خلطة توجب تحريما .اه )قوله :فتحرم زوجة أصل( أي وإن لم يدخل بها ،وذلششك
لطلق قوله تعالى) * :ول تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إل
] [ 335
ما قد سلف( * ) (1يعني ما قد مضى في الجاهلية قبل علمكشم بتحريمشه ،كمشا قشال المشام
الشافعي رضي ال عنه في الم :فل مؤاخذة عليكم به ،فإنه كان في الجاهلية إذا مات الرجل عن
زوجة خلفه عليها أكبر أولده فيتزوجها) .قوله :من أب الخ( بيان للصششل) .وقششوله :أو جششد لب
أو أم( أي جد من جهة الب أو من جهة الم) .وقوله :وإن عل( أي الجد) .وقوله :مششن نسششب أو
رضاع( تعميم في الب والجد ،أي ل فششرق فيهمششا بيششن أن يكونششا مششن جهششة النسششب أو مششن جهششة
الرضاع )قوله :وفصل( أي وتحرم زوجة فصل ،أي فرع وإن لم يدخل بها لطلق قوله تعالى:
* )وحلئل أبنائكم الذين من أصششلبكم( * ) * (2والتقييششد فششي اليششة لخششراج حليلششة المتبنششي ،فل
يحرم على الشخص زوج من تبناه لنه ليس بابن له ،ل لخراج حليلة البن مششن الرضششاع فإنهششا
تحرم بالجماع )قوله :من ابن الششخ( بيششان للفصششل) .وقششوله :وإن سششفل( أي ابششن البششن) .وقششوله:
منهما( أي من نسب أو رضششاع )قششوله :وأصششل زوجششة( بششالرفع عطششف علششى زوجششة .وقششوله أي
أمهاتها تفسير لصل الزوجة ،وقوله بنسب أو رضاع ،تعميم في المهات .وقوله وإن علششت ،أي
المهات .والولى وإن علون ،بنون النسوة ،وقوله وإن لم يدخل بها :غاية في الحرمة ،أي يحرم
نكاح أصل الزوجة وإن لم يدخل بالزوجة )قوله :للية( دليل للحرمة في جميع ما مر من زوجششة
الصل وما بعده ،وإن كان صنيعه يفيد أنه دليل لها في الخير فقط .والمششراد لمششا تضششمنته اليششة
من حرمة نكاح من ذكر فإنها تضششمنت حرمششة نكششاح زوجششة الصششل بقششوله فششي صششدرها * )ول
تنكحوا ما نكح آبششاؤكم مشن النسششاء( * ) (1وحرمششة نكشاح زوجشة الفصششل بقشوله فيهشا * )وحلئل
أبنائكم( * وحرمة نكاح أصل الزوجة بقوله فيها * )وأمهات نسائكم( * )قوله :وحكمته الخ( بيان
لحكمة تحريم أصل الزوجة مطلقا ،دخل بها أم ل ،والولى تأخير هذا عن قوله وكششذا فصششلها إن
دخل بهشا والتيشان بشه فارقشا بيشن المهشات ،حيشث حرمشن بنفشس العقشد ،والبنشات ،حيشث حرمشن
بالششدخول) .وقششوله :ابتلء الششزوج بمكالمتهششا( أي أمهششات الزوجششة ،والولششى مكششالمتهن .وقششوله
والخلوة :معطوف علششى مكالمتهششا ،أي وابتلء الششزوج بششالخلوة بالمهششات) .وقششوله :لششترتيب أمششر
الزوجة( اللم تعليلية متعلقة بقوله ابتلء ،أي ابتلء الرجل بما ذكر من المكالمششة والخلششوة لجششل
ترتيب أمر الزوجة ،أي أمر الدخول بها )قوله :فحرمت( أي أمهات الزوجة ،والولششى فحرمششن،
كما تقدم ،وقوله كسابقتيها :هما زوجة الصل وزوجة الفصل فإنهما تحرمان بنفس العقششد )قششوله:
ليتمكن( أي الزوج ،واللم تعليلية متعلقة بحرمت .وقوله من ذلك :أي من المذكور من مكالمتهن
والخلوة بهن لترتيب ما ذكر )قوله :واعلششم أنششه يعتششبر فششي زوجششتي الب والبششن( أي يعتششبر فششي
تحريم زوجة الب على الفصل وتحريم زوجة البن على الصششل .وكششان الخصششر والولششى أن
يقول بدل قوله واعلم الخ ،ويشترط أن يكششون العقششد صششحيحا .وقششوله وفششي أم الزوجششة ،أي وفششي
تحريم أم الزوجة على الزوجة .وقوله عند عدم الدخول بهن :الظرف متعلششق بيعتششبر ،والضششمير
يعود على الزوجات الثلث .وخرج به ما إذا دخل بهن فل يعتبر ما ذكر لنهن يحرمن بالدخول
عليهن ولو كان العقد فاسدا لنها من قبيل الموطوءة بشبهة وهششي حششرام ،كمششا سششيأتي ،وقششوله أن
يكون العقد صحيحا ،نائب فاعل يعتبر .وخرج به ما لو كان العقد فاسششدا فل يحرمششن ،لكششن عنششد
عدم الدخول بهن ،وإل حرمششن بششه ،كمششا علمششت ،وهششذا الشششرط ل يششأتي فششي بيششت الزوجششة ،كمششا
سيذكره ،فإنها تحرم بالدخول :سواء كان العقد صحيحا أو فاسدا) .والحاصل( أن من حرم بالعقد
ل بد في تحريمه من صحة العقد إل إن حصل دخول بالفعل فيحصل التحريم بالوطئ ل بالعقششد،
ومن حرم بالدخول كالربيبة فل يعتبر فيه صحة العقد )قوله :وكذا فصلها الششخ( إنمششا فصششله بكششذا
ولم
) (1سورة النساء ،الية (2) .22 :سورة النساء ،الية23 :
] [ 336
يعطفه على ما قبله لئل يتوهم أن التقييد بقوله إن دخل بهششا راجششع لهمششا مششع أنششه إنمششا هششو
راجع للثاني فقط :أي كما يحرم أصل الزوج يحرم أيضا فصل الزوجة ،أي فرعها ،وذلك لقششوله
تعالى) * :وربائبكم اللتي في حجوركم من نسائكم اللتي دخلتم بهن ،فإن لم تكونوا دخلتششم بهششن
فل جناح عليكم( * ) (1وذكر الحجور في الية جرى على الغالب ،فإن من تششزوج امششرأة تكششون
بنتها في حجره غالبا )قششوله :بنسششب أو رضششاع( تعميششم أو فششي فصششل الزوجششة :أي يحششرم فصششل
الزوجة مطلقا سواء كان بنسب أو رضاع .وقوله ولو بواسطة :تعميششم ثششان فيششه أيضششا أي يحششرم
فصل الزوجة مطلقا سواء كان بينه وبينها واسطة كبنت ابنتها أم ل) .وقششوله :سششواء بنششت ابنهششا(
أي الزوجة وبنت ابنتها ،وهذا تعميم ثالث أيضا :أي يحرم فصل الزوجة مطلقا سواء كانت بنششت
ابنها أو كان بنت ابنتها) .والحاصل( تحرم الربيبة وهي بنت الزوجة وبناتها وبنت الربيب وهششو
ابن الزوجة وبناتها .وقوله وإن سفلت ،الولى وإن سفلتا ،أي بنت ابنها وبنت ابنتها ،وهذه الغاية
يغني عنها قوله ولو بواسششطة )قششوله :إن دخششل بهششا( قيششد فششي تحريششم فصششل الزوجششة )قششوله :بششأن
وطئها( تصوير للدخول والمراد وطئها في حياتها ،ومثل الوطئ استدخال منيه المحترم في حال
نزوله وادخاله :إذ هو كالوطئ في أكثر أحكامه في هذا الباب ،كذا في التحفة) ،وقششوله :ولششو فششي
الدبر( غاية في الوطئ ،أي ولو كان الوطئ في دبرها )قششوله :وإن كششان العقششد فاسششدا( غايششة فششي
التحريم بالدخول :أي يحرم فصل الزوجة على زوجها ولو كان العقد فاسدا بششأن فقششد شششرطا مششن
شششروطنه المششارة )قششوله :وإن لششم يطأهششا( أي الزوجششة ،وهششو مقابششل قششوله بششأن وطئهششا المجعششول
تصويرا للدخول .والمناسب في المقابلة أن يقول وإن لششم يششدخل بهششا .وقششوله لششم تحششرم بنتهششا :أي
الزوجة .قال في شرح المنهج :إل أن تكون منفية بلعانه .اه .قال البجيرمي :وصششورتها أن يعقششد
على امرأة ثم يختلي بها من غير وطئ ول اسششتدخال مشاء ثششم تلششد بنتشا يمكشن كونهششا منشه فينفيهششا
باللعان ،إذ هو واجب حينئذ لعلمه أنها ليست منه فهي تحرم عليه وإن كانت بنت زوجته التي لششم
يدخل بها .اه .بزيادة )قوله :بخلف أمها( أي فإنها تحرم ،ولو لم يطأها ،لكن بشرط صحة العقد
عند عدم الدخول ،كما تقدم )قوله :ول تحرم بنت زوج الم( أي على ابن الزوجة ،وهذا يعلم من
قوله وكذا فصلها ،أي الزوجة .ومثلها أم الزوج فل تحرم على ابن زوجته) .قوله :ول أم زوجششة
الب( أي ول تحرم أم زوجة أبيه عليه وهششذا يعلششم مششن قششوله تحششرم زوجششة أصششل ،ومثلهششا بنششت
زوجة أبيه فل تحرم عليه) .وقوله :والبششن معطششوف علششى الب( أي ول يحششرم أم زوجششة ابنششه،
ومثلها بنت زوجة ابنه .وهذا يعلم من قوله وزوجة فصل) .والحاصششل( ل تحششرم بنششت زوج الم
ول أمه ول بنت زوج البنت ول أمه ول أم زوجة الب ولبنتها ول أم زوجة البن ولبنتها ول
زوجة الربيب ول زوجة الراب وهو زوج الم لنه يربيشه غالبشا )قشوله :ومشن وطشئ امشرأة( أي
ولو في الدبر أو القبل ولم تزل البكارة .ومثل الوطئ استدخالها ماء السيد المحترم حال خروجششه
أو ماء الجنبي بشبهة .ويشترط في الواطئ أن يكون حيششا ،وأن يكششون واضششحا ،وخششرج بششالول
الميت فل تحريم باستدخالها ذكره ،وبالثاني الخنثى فل أثششر لششوطئه لحتمششال زيششادة مششا أولششج بششه
وخرج بقوله وطئ ما إذا باشرها بغير وطئ فل تحرم )قوله :بملشك( البشاء سشببية متعلقشة بشوطئ
)قوله :أو شبهة منه( أي أو بسبب شبهة حاصلة من الواطئ ،سواء وجد منها شششبهة أيضششا أم ل.
واحترز بقوله بملك أو شبهة منه عما إذا كان وطئهششا بزنششا فل تحششرم عليششه أمهاتهششا وبناتهششا ،ول
تحرم هي على آبائه وأبنائه لن ذلك ل يثبت نسبا ول عدة )قوله :كأن وطئ الششخ( تمثيششل لششوطئ
الشبهة .وقوله بفاسد نكاح الضافة من إضافة الصفة للموصوف :أي نكششاح فاسششد بسششبب اختلل
شرط من شروط الصحة .وفي البجيرمي ما نصه :هل من فاسد النكاح العقد علششى خامسششة أو ل
لن هذا معلشوم ل يكشاد أحشد يجهلشه فل يعهشد ششبهة حشرر ح ل ؟ الظشاهر الثشاني .اه .وقشوله أو
شراء ،معطوف على نكاح ،أي أو بفاسد شراء )قوله :أو
] [ 337
بظن زوجة( معطوف على بفاسد نكاح :أي أو وطئها على ظن أنهششا زوجتششه :أي أو أمتششه
أي أو وطئ المة المشتركة بينه وبين غيره أو أمة فرعه ،وكشذا لشو وطششئ بجهشة قششال بهششا عشالم
يعتد ،بخلفه كأن يكون النكاح واقعا بل ولي فإن الوطئ به فيه شبهة أبي حنيفة رضي ال ش عنششه
لقوله بصحته بل ولي) .واعلم( أن الشبهة تنقسشم ثلثشة أقسشام القسشم الول ششبهة الفاعشل ،وهشي
كمن وطئ على ظن الزوجية أو الملكية .والقسششم الثششاني :شششبهة المحششل وهششي كمششن وطششئ المششة
المشتركة .والقسم الثالث :شبهة الطريق وهي التي يقول بها عالم يعتد بخلفه .والول ل يتصف
بحل ول حرمة لن فاعله غافل وهو غير مكلف .والثاني حرام .والثالث إن قلششد القششائل بالحشل ل
حرمة وإل حرم )قوله :حرم الشخ( جشواب مششن قششوله عليشه :أي علششى مششن وطششئ .وقششوله أمهاتهششا
وبناتها ،الضمير فيهما يعششود علششى المششرأة الموطششوءة بملششك أو شششبهة منششه )قششوله :وحرمششت( أي
المرأة المذكورة) .وقوله :على آبائه وأبنائها( أي من وطئ .ثم إنشه مششع الحرمششة تثبششت المحرميششة
في صورة المملوكة ول تثبت في صورة وطئ الشبهة ،ويشير إليششه صششنيع الشششارح فششي التعليششل
التي قريبا بقوله لن الوطئ بملك اليمين نازل بمنزلة عقد النكاح .وبقوله وبشششبهة يثبششت النسششب
والعدة ،فإنه جعل الوطئ بملك اليمين منزل منزلة عقد النكاح ولششم يجعششل الششوطئ بشششبهة كششذلك.
ومن جملة آثار عقد النكاح ثبوت المحرمية لم الزوجة وبنتها فأنتج أن المحرمية تثبت في الول
دون الثاني ،وأيضا شبب التحريششم فششي الول ،وهشو الشوطئ ،مبششاح ،بخلف وطششئ الشششبهة .وقشد
عرفوا المحرم بأنها من حرم نكاحها على التأبيد بسبب مباح لحرمتهششا )قششوله :لن الششوطئ بملششك
اليمين الخ( علة التحريم بالنظر للموطوءة بالملك .وقششوله نششازل بمنزلششة عقششد النكششاح :أي بمنزلششة
الوطئ بعقد النكاح ،فاندفع ما يقال إن التشبيه بالعقد يقتضي حل بنتها لن البنت تحل بالعقد على
الم ،وإنما تحرم بالوطئ ،كما تقدم )قوله :وبشبهة( معطوف على بملك اليمين ،أي ولن الوطئ
بشبهة يثبت النسب والعدة ،وهذا علة التحريم بششالنظر للموطششوءة بشششبهة .وإنمششا حرمششت بششه لنششه
يقتضي ثبوت النسب والعدة ،وإذا اقتضشى ذلشك اقتضشى التحريشم كالزوجيشة) .واعلشم( أن ششبهته
وحده توجب ما عدا المهر من نسب وعدة ،إذ ل مهر لزانية وشبهتها وحدها تششوجب المهششر فقششط
دون النسب والعدة وشبهتهما توجب الجميششع ،ول يثبشت بهششا محرميششة مطلقششا ،أي ل للشواطئ ول
لبيه وابنه ،فل يحل نحو نظر ول مس ول خلوة )قوله :لحتمششال حملهششا منششه( هششذا علششة لثبششوت
العدة بوطئ الشبهة ل للنسب ،لنه إنما يثبت النسب بالجمل للفعل مع وضششعه .وعبششارة الرشششاد
مع فتح الجواد ،وفي وجوب عدة عليها للوطئ لحتمال حملها منه .اه .وهي ظاهرة ،ولو حششذف
الشارح العلة المذكورة ،كشارح المنهج ،لكان أولششى لن صششنيعه يششوهم أنهششا علششة لثبشوت النسششب
والعدة )قوله :سواء أوجد الخ( تعميم المحذوف مرتب على قوله يثبت النسب والعدة وهششو فيثبششت
التحريم ،وقد صرح به في شرح المنهج وعبارته ،وبششبهة يثبشت النسشب والعشدة فيثبشت التحريشم
سواء أوجد منها شبهة أيضا أم ل .اه .وكان الولى للشارح التصريح بششه أيضششا ،وأفششاد بششالتعميم
المذكور أن العبرة في حرمة المصاهرة بشبهة الرجل ل المرأة .وصورة وجود الشبهة منها أنها
تظن الواطئ لها زوجها أو سيدها ،وصورة عدمها أنها تعلم أنششه ليششس كششذلك )قششوله :لكششن يحششرم
الخ( الستدراك من ثبوت التحريم الحاصل بسبب وطئ الشبهة دفع بششه مششا يتششوهم مششن أن ثبششوت
التحريم يقتضي حل النظر والمس لمن ذكر ،وحاصل الدفع أنه مع التحريم المذكور يحرم النظر
والمس ،وذلك لما علمت أن وطئ الشبهة إنما يثبت التحريم فقط ،ول يثبت المحرميششة المقتضششية
لحل النظر والمس )قوله :فرع لو اختلطششت محرمششة( هشي بضششم الميشم وتشششديد الشراء :أي امشرأة
محرمة عليه بنسب أو رضاع أو مصاهرة أو بلعان أو توثن ،ويوجد في بعششض النسششخ محرمششه،
بفتح الميم
] [ 338
وإسكان الحاء مع الضافة إلى الضمير ،والول أولى منشه )قششوله :بششأن يعسششر الششخ( بيششان
لضابط غير المحصور ،وهو لمام الحرمين ،وفي الحياء :كل عدد لو اجتمع فششي صششعيد واحششد
لعسششر علششى النششاظر عششده بمجششرد النظششر كششاللف ،فغيششر محصششور .وإن سششهل عششده ،كعشششرين،
فمحصور ،وبينهما وسائط تلحق بأحدهما بالظن .وما وقع فيه الشك استفت فيه القلب .اه .شششرح
الروض بتصرف .والمراد عسر ذلك في بادئ النظر والفكر ،بمعنى أن الفكر يحكم بعسر العششد.
وعبارة م ر ،ثم ما عسر عده بمجرد النظر غير محصششور ،ومششا سششهل ،كمششائة ،محصششور ،ومششا
بينهما أوساط تلحق بأحدهما بالظن ،وما شك فيه يستفتى فيه القلب .قال الغزالششي :والششذي رجحششه
الذعري التحريم عند الشك لن من الشروط العلم بحلها .واعششترض بمششا لششو زوج أمششة موروثششة
ظنا حياته فبان ميتا أو تزوجت زوجة المفقود فبان ميتا فإنه يصح .وأجيب بأن العلم بحل المششرأة
شرط لجواز القدام ،ل للصحة ،اه .وقوله على الحاد :أي على كل واحد علششى حششدته .وعبششارة
الروض ،وغير المحصور ما يعسر عده على واحد .اه .وخرج بهذا ما لششو لششم يعسششر عششده علششى
جماعة مجتمعين فإنه ل عبرة به )قوله :كألف امرأة( سيأتي عششن البجيرمششي قريبششا أن التسششعمائة
والثمانمائة إلى الستمائة غير محصور )قوله :نكح من شاء منهن( أي رخصة له من ال ش تعششالى:
وحكمة ذلك أنه لو لم يبح له ذلك ربما انسد عليششه بششاب النكششاح ،فششإنه وإن سششافر لبلششد ل يششأمن أن
تسافر هي إليه )قوله :إلى أن تبقى واحدة( أي فل ينكحها .وقوله علششى الرجششح :أي قياسششا علششى
ترجيحهم في الواني أنه يتطهر إلى أن يبقششى واحشدة .وقشال الرويششاني :ينكششح إلشى أن يبقششى عشدد
محصور ،ويفرق بين الواني وبين ما هنا بأن النكاج يحتاط له أكثر .قال في التحفة :وينكح إلششى
أن يبقى محصور على ما رجحه الروياني ،وعليه فل يخالفه ترجيحهم في الواني أنه يأخذ إلششى
بقاء واحدة ،لن النكاح يحتاط له أكثر مششن غيششره .وأمششا الفششرق بششأن ذاك يكفششي فيششه الظششن فيبششاح
المظنون مع القدرة على المتيقن ،بخلفه هنا فغير صحيح :لما تقرر من حل المشششكوك فيهششا مششع
وجود اللواتي تحل يقينا ،ثم قال :لكن زوال يقين اختلط المحششرم بالنكششاح منهششن يضششعف التقييششد
بقوله إلى أن يبقى محصور ويقوي القياس على الواني وعدم النظر للحتياط المذكور اه .بنوع
تصرف )قوله :وإن قدر الخ( غاية لحل نكاحه من شاء إلى أن تبقى واحدة :أي يحل له ذلششك وإن
كان قادرا على نكاح امرأة متيقنة الحل بأن تكون من غير النسششوة الششتي اختلطششت محرمششة بهششن.
قال في التحفة بعد الغاية المذكورة :خلفا للسبكي .فأفاد أنها للرد عليشه )قشوله :أو بمحصشورات(
معطوف على النسششوة :أي أو اختلطششت محرمششة بنسششوة محصششورات )قشوله :كعشششرين بششل مششائة(
عبششارة البجيرمششي :قششوله كعشششرين -أي ومششائة ومششائتين ،وغيششر المحصششور كششألف وتسششعمائة
وثمانمائة وسبعمائة وستمائة ،وما بين الستمائة والمائتين يستفتى فيه القلب :أي الفكر ،فششإن حكششم
بأنه يعسر عده كششان غيششر محصششور ،وإل كششان محصششورا .اه .شششيخنا .وفششي الزيششادي :أن غيششر
المحصششور خمسششمائة فمششا فششوق ،وأن المحصششور مائتششان فمششا دون ،وأمششا الثلثمششائة والربعمششائة
فيستفتي فيه القلب .قال :والقلب إلى التحريم أميل .اه) .قوله :نعم إن قطع بتميزها( أي المحرمششة
المختلطة بمحصورات .وهو استدراك على قوله لم ينكح منهن شيئا .وقوله لم يحرم غيرهششا :أي
غير المتميزة بالسواد .وذلك الغير هو من ل سواد فيه .وقوله كمششا اسششتظهر شششيخنا أي فششي فتششح
الجواد ،وعبارته ،نعم إن قطع بتميزها كسوداء اختلطت بمن ل سواد فيهن لم يحرم غيرهششا .اه.
وتأمل هذا الستدراك فإنه إذا قطع بتمييز محرمة بصفة ،فل التباس حينئذ .وخششرج عششن موضششع
المسألة الذي هو اختلط محرمششة بغيششر محرمششة ،إذ الششذي يظهششر أن المششراد بششالختلط اللتبششاس
وعدم التمييز ،ويدل لما ذكرتشه عبششارة الجمشل علشى ششرح المنهشج ونصشها :قششوله ولشو اختلطششت
محرمة الخ ،فيه إشارة إلى أنه ليس ثم علمة يحتمل بهششا تمييششز .اه )قششوله :تنششبيه( أي فششي بيششان
نكاح من تحل ومن ل تحل من الكافرات ،وقد أفرده الفقهاء بترجمة مستقلة )قوله :يشترط أيضا(
أي كما يشترط ما تقدم
] [ 339
من خلو الزوجة من نكاح وعدة ومن التعيين وعدم وجود محرمية )قوله :فششي المنكوحششة(
أي التي يريد أن ينكحها ويزوج عليها والمراد في حل نكاحها .ومثل المنكوحة المششة الششتي يريششد
التسري بها )قوله :كونها مسلمة( أي لقوله تعالى) * :ول تنكحوا المشركات حتى يششؤمن( * )(1
وقوله أو كتابية :أي لقوله تعالى) * :والمحصنات من الذين أوتششوا الكتششاب مششن قبلكششم( * ) (2أي
حل لكم .ويشترط فيها أن تكون يهودية أو نصرانية .والولششى هششي المتمسششكة بششالتوراة ،والثانيششة
هي المتمسكة بالنجيل .وأما إذا لم تكششن كششذلك كالمتمسششكة بزبششور داود ونحششوه ،كصششحف شششيث
وادريس وابراهيم عليه الصلة والسلم -فل تحل لمسلم .قيششل :لن ذلشك لشم ينششزل بنظششم يشدرس
ويتلى ،وإنما أوحي إليهم معانيه .وقيل لن حكششم ومششواعظ ،ل أحكششام وشششرائح )قششوله :خالصششة(
صفة لكتابية .وخرج بها المتولدة من كتابي ونحو وثنية فتحشرم ،كعكسشه ،تغليبشا للتحريشم )قشوله:
ذمية كانت أو حربية( تعميم في الكتابية :أي ل فرق فيها بين أن تكون ذمية ،وهي التي عقششد لهششا
المام ذمة على أن عليها كل سنة دينارا ،أو حربية ،وهي الششتي حاربتنششا ونابششذتنا) ،قششوله :فيحششل
الخ( الولى والخصششر فششي التعششبير أن يقششول وشششرط فيهششا إذا كششانت إسششرائيلية الششخ ،وذلششك لن
عبارته توهم أن السرائيلية غير الكتابية المتقدمة .وعبششارة المنهششج وشششرحه :وشششرطه ،أي حششل
نكاح الكتابية الخالصة في إسرائيلية الخ .اه .وهي ظاهرة )قششوله :مششع الكراهششة( أي لنششه يخششاف
من الميل إليها الفتنة في الدين ،والحربيششة أشششد كراهششة لنهششا ليسششت تحششت قهرنششا ،وللخششوف مششن
إرقاق الولد حيث لم يعلم أنه ولد مسلم .ومحل الكراهة إن لم يرج إسلمها ووجششد مسششلمة تصششلح
ولم يخش العنت ،وإل فل كراهة ،بل يسن )قوله :نكششاح السششرائيلية( نسششبة إلششى إسششرائيل :وهششو
يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم الصلة والسلم )قوله :بشرط أن ل يعلم دخول الخ( أي بأن
علم دخوله فيه قبل البعثة أو شك فيه ،فإن علم دخوله فيه بعدها ل يصح نكاحهششا لسششقوط فضششيلة
ذلك الدين بالشريعة الناسخة له فلم يدخل فيه وهو حششق )قششوله :أول آبائهششا( عبششارة م ر :والمششراد
بأول آبائها أول جد يمكن انتسابها إليه ،ول نظر لمن بعده .وظاهر أنه يكفي هنا بعض آبائها من
جهة الم .اه .وقوله ول نظر لمن بعده :أي الذي هو أنزل منه ،فل يضر دخوله فيششه بعشد البعثشة
الناسخة )قوله :في ذلك الدين( أي الذي هي متلبسة به ،وهو دين اليهوديششة أو النصششرانية )قششوله:
بعد بعثة عيسى( ليس بقيد .فالمراد بعد بعثة تنسخه كبعثة موسى فإنهششا ناسشخة لمشا قبلهششا ،وبعثشة
عيسى فإنها ناسخة لبعثة موسى ،وكبعثة نبينا فإنها ناسخة لبعثة عيسى .فالشرائع الناسخة ثلث،
فل عبرة بالتمسك بغيرها ،ولو فيما بينها ،فل تحل المنسوبة إلى هذا الغير .وبين موسى وعيسى
ألف سنة وتسعمائة سنة وخمس وعشرون سنة .وبين مشولى عيسشى وهجشرة نبينشا )ص( سشتمائة
وثلثون سنة .ذكره السيوطي في التحبير في علم التفسير .كذا في ش ق )قوله :وإن علم دخششوله
الخ( غاية في حل نكاح السرائيلية التي لم يعلم دخول أول آبائها في ذلك الدين قبل بعثة تنسخه،
أي يحل نكاحها وإن علم دخششول أول آبائهششا بعششد التحريششف .قششال البجيرمششي :أي وإن لششم يجتنبششوا
المحرف .اه) .قوله :ونكاح غيرها( معطوف علششى نكششاح السششرائيلية :أي ويحششل نكششاح الكتابيششة
غير السرائيلية )قوله :بشرط أن يعلم( أي بالتواتر أو بشهادة عششدلين أسششلما ل بقششول المتعاقششدين
على المعتمد .ز ي .وقوله دخول أول آبائها فيه :أي في ذلك الششدين ،وقششوله قبلهششا :أي قبششل بعثششة
تنسخه ،واحترز به عما إذا علم دخوله فيه بعششدها أو شششك فيششه فششإنه ل يصششح نكاحهششا .وقششوله إن
تجنبوا المحرف :فلو علم دخوله فيه قبلها وبعد التحريششف ولششم يتجنبششوا المحششرف ل يصششح أيضششا
نكاحهشا) .واعلشم( أنشه إذا نكشح الكتابيشة مطلقشا ،اسشرائيلية كشانت أو ل ،بالششروط السشابقة تكشون
كالمسلمة ،في نحو نفقة وكسوة وقسشم وطلق ،بجشامع الزوجيشة المقتضشية لشذلك .ولشه إجبارهشا،
كالمسلمة ،على غسل من حدث أكبر ،كجنابة وحيض ،ويغتفر منها عدم النية للضششرورة .وعلششى
تنظيف وعلى ترك تناول خبيث ،كخنزير ،وبصل ،ومسكر ،لتوقف التمتع أو * )ال
) (1سورة البقرة ،الية (2) .221 :سورة المائدة ،الية5 :
] [ 340
كماله على ذلك )قوله :ولو أسلم( شروع في حكم الكافر إذا أسلم وتحته كافرة .وقد أفششرده
الفقهاء بترجمة مخصوصة .وقوله كتابي :أي ولو كششان إسشلمه تبعششا لحششد أبشويه )قشوله :وتحتشه
كتابية( حرة كانت أو أمة إذا كان هو ممن يحل له المشة )قشوله :دام نكشاحه( أي بالجمشاع لنهشا
تحل له ابتداء .وقوله وإن كان :أي إسلمه قبل الدخول بها .وهششو غايششة لششدوام النكششاح )قششوله :أو
وثني( أي أو لو أسلم وثني :أي عابد وثن ،أي صنم ،قيل :الوثن هو غير المصور .والصششنم هششو
المصور )قوله :وتحته وثنية( أي والحال أن تحت هذا الوثني الذي أسلم وثنيششة .وقششوله فتخلفششت:
أي لم تسلم معه .وقوله قبل الدخول :متعلق بأسلم المقدر قبل قششوله وثنششي :أي أسششلم قبششل الششدخول
بها ،أي الوطئ ولو في الدبر ،ومثله استدخال المني .وقوله تنجزت الفرقة :أي وقعت حال وهي
فرقة فسخ ل فرقة طلق .وهذا جواب لو المقدرة بعد أو وقبل أسششلم المقششدر )قششوله :أو بعششده( أي
أو لو أسلم بعد الدخول .وقوله وأسلمت في العدة :أي قبل انقضائها )قوله :دام نكاحه( جششواب لششو
المقدرة في قوله أو بعده ،كما علمت من الحل )قوله :وإل( أي وإن لم تسلم في العدة بأن لم تسلم
أصل ،أو أسلمت بعدها .قال ح ل :وكذا لو أسششلمت مششع انقضششاء العششدة تغليبششا للمششانع .اه .وقششوله
فالفرقة من إسلمه ،أي فالفرقة تتبين من حين إسلمه )قوله :ولششو أسششلمت( الضششمير يعششود علششى
زوجة الكافر مطلقا ،كتابية كانت أو وثنية ،وهشو أولششى مشن عششوده إلششى الوثنيششة فقششط .وإن كششانت
أقرب مذكور لنه يبقى عليه الكتابية .وقوله وأصر أي دام زوجها الكافر ،كتابيششا كششان أو وثنيششا،
على الكفر )قوله :فإن دخل بها( أي قبل إسلمها ،وقوله :وأسلم :أي الزوج )قوله :وإل( أي وإن
لم يسلم في العدة ،وسكت عن مفهوم دخل بها .ول يقال إن قوله وإل راجع إليه أيضا لنه يصير
المعنى عليه وإن لم يدخل بها ولم يسلم في العدة تبينت الفرقة من حين إسلمها ،وذلك ل يصششح،
لنه إذا لم يدخل بها ل عدة حتى أنه يصح أن يقول بعده ولم يسلم في العششدة .وكششان المناسششب أن
يجعله على نمط ما قبله بأن يقول :فإن كششان أي إسششلمها قبششل الششدخول تنجششزت الفرقششة ،أو بعششده
وأسلم في العدة دام نكاحه ،وإل فالفرقة من حين إسلمها .فتنبه) .واعلم( أنه لم يبين حكششم مششا إذا
أسلما معا .وحاصله أنهما إذا أسلما معا ،سواء كان قبل الششدخول بهششا أو بعششده ،دام النكششاح بينهمششا
إجماعا ،كما حكاه ابن المنذر وغيششره ،ولمششا رواه الترمششذي وصششححه أن رجل جششاء مسششلما ،ثششم
جاءت امرأته مسلمة ،فقال يا رسول ال :كانت أسلمت معي .فردها عليششه وإن شششك فششي المعيششة،
فإن كان بعد الدخول وجمعهما السلم في العدة دام النكاح بينهما ،أو كان قبله ،فإن تصادقا على
معية أو على تعاقب عمل به فيدوم النكاح بينهما في الول وتنجز الفرقة في الثاني )قوله :وحيث
أدمنا الخ( يعني حيششث أدمنششا النكششاح بينهمششا :أي بششأن وجششدت القيششود السششابقة) .وقششوله :فل يضششر
مقارنة مفسد( أي لعقد النكاح ،أي لما يعتقدون به وجود النكاح ولو فعل :كوطئ .وإنما لم يضششر
ذلك تخفيفا عليهم لجل السلم وذلك المفسد كالنكاح فششي العششدة )قششوله :هششو زائل عنششد السششلم(
شرط في المفسد الذي ل يضر مقارنته للنكاح ،أي يشترط فيه أن يشزول عنشد السشلم .ويششترط
أن ل يعتقدوا فساده بسبب السلم ،وأن تكون تلك الزوجة بحيث تحل له الن لششو ابتششدأ نكاحهششا،
فإن لم يزل المفسد عند السلم أو زال عنده واعتقدوا فساده أو لم تحششل لشه الن ضشر ذلشك .فلشو
نكح حرة وأمة ثم أسلم الزوج وأسلما معه ضر ذلششك ،إذ ل يحششل لششه نكششاح المششة لششو أراد ابتششداء
النكاح لها ولبقاء المفسد عنده )قوله :فتقر على نكاح في عدة( أي للغير ،ولو بوطئ شبهة ،وتقششر
أيضا على نكاح بل ولي ول شهود بحيث يحل نكاحها الن .قال في النهاية :والضابط فششي الحششل
أن تكون الن بحيث يحل ابتداء نكاحهششا مششع تقششدم مششا تسششمى بششه زوجششة عنششدهم .اه .وقششوله هششي
منقضية عند السلم ،فلو لم تكن منقضية عنشده ل تقشر عليششه لبقششاء المفسشد عنششد السششلم )قشوله:
وعلى غصب الخ( معطشوف علشى قشوله علشى نكشاح :أي ويقشر علشى غصشب حربشي لحربيشة إن
اعتقدوا الغصب نكاحا
] [ 341
صحيحا إقامة للفعل مقام القول وإنما لم يضر ذلششك هنششا للضششابط المششار عششن م ر .وخششرج
بقوله غصب حربي لحربية ما لو غصب ذمي ذمية واتخذها زوجة فإنهم ل يقرون وإن اعتقششدوه
نكاحا ،لن على المام دفع بعضهم عن بعض .كذا في المغني )قوله :وكالغصب المطاوعششة( أي
فيقر على مطاوعة حربية لحربي في النكاح )قوله :ونكششاح الكفششار صششحيح( أي محكششوم بصششحته
رخصة ،ولقوله تعالى) * :وامرأته حمالة الحطب( * ) (1وقوله) * :وقششالت امششرأة فرعششون( * )
(2فلو ترافعوا إلينا ل نبطله .وفي النهاية :والوجه أنه ليس لنا البحث عن اشتمال أنكحتهم على
مفسد أو ل ،لن الصل في أنكحتهم الصحة كأنكحتنششا .قششال الرشششيدي :أي ليششس لنششا البحششث بعششد
الترافع إلينا والمراد أن ل يبحث على اشتماله على مفسد ،ثم ينظر هل هششذا المفسشد بشاق فننقشض
العقد أو زائل فنبقيه ؟ فما مر ،من إنا ننقض عقششدهم المشششتمل علششى مفسششد غيششر زائل ،محلششه إذا
ظهر لنا ذلك من غير بحث وإل فالبحث علينا ممتنع .اه) .قوله :ول يصح نكاح الجنية الششخ( قششد
تقدم الكلم على ذلك .فل تغفل )قوله :كعكسه( أي نكاح الجني لنسية )قوله :وشرط فششي الششزوج
الخ( شروع في بيان شروط الزوج الذي هو أحد الركان )قششوله :تعييششن( أي بمششا مششر مششن كششونه
بالوصف أو الشارة )قوله :فزوجت بنتي أحدكما باطل( قال في التحفششة :مطلقششا ،أي سششواء كششان
نوى الولي معينا منهما أم ل ،قال ع ش :وعليه فلعل الفرق بين هذا وبيشن زوجتششك إحششدى بنششاتي
ونويا معينة حيث صح ،ثم ل هنا :أنه يعتبر من الزوج القبول ،فل بششد مششن تعيينششه ليقششع الشششهاد
على قبوله الموافق لليجاب ،والمرأة ليس العقششد والخطششاب معهششا والشششهادة تقششع علششى مششا ذكششره
الولي فاغتفر فيها ما ل يغتفر في الزوج .اه) .قوله :ولو مع الشششارة( أي للمخششاطبين :بششأن قششال
زوجت أحد هذين الرجلين ،ل للحد الذي يريد التزويج ،بأن قال زوجت هششذا منهمششا لنششه حينئذ
معين ،فهو يأتي فيه ما سبق في قوله ولو مع الشارة بعد قوله فزوجتك إحدى بناتي باطل ،وهو
ساقط من عبارة التحفة والنهاية وشرح المنهج ،وهو الولى )قوله :وعدم محرمة( هي تقرأ بفتح
الميم وسكون الحاء وفتح الراء المخففة .وهذا شروع فيما حرمته ،ل على التأبيششد ،بششل مششن جهششة
الجمع في العصبة ،وهو جمع بين الختين والمرأة وعمتها أو خالتها ولو بواسششطة ،وذلششك لقششوله
تعالى) * :وأن تجمعوا بين الختين( * ) (3وقوله )ص( :ل تنكح المرأة على عمتهششا ،ول العمششة
على بنت أخيها ،ول المرأة على خالتها ،ول الخالة على بنت أختها ،ل الكبرى علششى الصششغرى،
ول الصغرى على الكبرى رواه أبو داود وغيره .والمعنششى فششي ذلششك مششا فيششه مششن قطيعششة الرحششم
بسبب ما يحصل بينهما من المخاصمة المؤدية إلششى البغضششاء غالبششا ،وهششذا فششي الششدنيا .وأمششا فششي
الخرة فل حرمة فيه لنتفاء علة التحريم ،إذ ل تبششاغض فيهششا ول حقششد ول غششل .قششال تعششالى* :
)ونزعنا ما في صدورهم من غل( * )) (4قوله :للمخطوبة( متعلق بمحذوف صفة لمحرمششة :أي
محرمة كائنة للمخطوبة :أي وشرط عدم وجود امرأة محرمة تحته لمن يريد أن يخطبهششا )قششوله:
بنسب أو رضاع( تعميم في المحرمة ،ولو قدمه علششى قششوله للمخطوبشة لكششان أولششى وخشرج بهمششا
المصاهرة فل تقتضي حرمة الجمع ،فيجوز الجمع بين امششرأة وأم زوجهششا أو بنششت زوجهششا ،وإن
حرم تناكحهما لو فرضت إحداهما ذكرا والخرى أنثى )قوله :تحته( متعلق بمحذوف صفة ثانية
لمحرمة ،وكان الولى تقديمه على قوله للمخطوبة .والمراد تحته حقيقة وهي غير المطلقة رأسششا
وحكما ،وهي المطلقة طلقا رجعيا بدليل الغاية بعده )قوله :ولو في العششدة( غايششة لشششتراط عششدم
وجود محرمة تحته للمخطوبة :أي يشترط ذلك ولو كانت المحرمششة فششي العششدة .وقششوله الرجعيششة:
صفة للعدة ،أي العدة التي تجوز الرجعة فيها بأن كانت مطلقة طلقا رجعيا )قوله :لن الرجعيششة
الخ( علة لمقدر مرتبط بالغاية ،أي وإنما اشترط أن ل يكون
) (1سورة المسد ،الية (2) .4 :سورة القصص ،الية (3) .9 :سورة النساء ،الية (4) .23 :سورة العششراف ،اليششة:
43
] [ 342
تحتششه محرمششة للمخطوبششة كائنششة فششي عششدة رجعيششة مششع أنهششا مطلقششة لنهششا رجعيششة ،وهششي
كالزوجة ،بدليل صحة التوارث بينهما لو مات أحدهما في هذه العششدة )قششوله :فششإن نكششح محرميششن
في عقد( أي فإن جمع بينهما في عقد واحد أو في عقدين وقعا معششا ،بششأن قششال الشولي لشه زوجتششك
بناتي فقبل نكاحهما معششا ،أو جهششل السششبق والمعينششة ،أو علششم السششبق لكششن جهلششت السششابقة فيبطششل
نكاحهما معا في الجمع) ،وقوله :أو في عقدين الخ( أي أو نكح محرمين في عقدين بطششل الثششاني.
وهذا إذا كانا مرتبين وعرفششت السششابقة ،وإل بطل معششا ،كمششا علمششت )قششوله :وضششابط مششن يحششرم
الجمع بينهما كل الخ( إعراب هذا التركيب ضابط مبتدأ أول ،ولفظ كل مبتدأ ثاني) .وقوله :يحرم
تنكاحهما( خبر الثاني وهو وخششبره خششبر الول) .وقششوله :إن فرضششت الششخ( مرتبششط بقششوله يحششرم
تنكاحهما :أي يحرم تنكاحهما لو فرضت إحداهما ذكرا ،وذلك كما في الخشتين فششإنه لشو فرضشت
إحداهما ذكرا مع كون الخرى أنثى حرم تناكحهما ،لن الشخص يحرم عليه نكاح أختششه ،وكمششا
في المرأة وعمتها فإنه لو فرضت المرأة ذكرا حرم عليه نكاح عمته ،ولششو فرضششت العمششة ذكششرا
حرم عليه نكاح بنت أخيه ،وكما في المرأة وخالتها فإنه لو فرضت المرأة ذكرا حرم عليشه نكشاح
خالته ،ولو فرضت الخالة ذكرا حرم عليه نكاح بنت أخته) .واعلم( أن من حششرم جمعهمششا بنكششاح
حرم جمعهما أيضششا فششي الششوطئ بملششك اليميششن ،فلششو تملششك أخششتين ووطششئ واحششدة منهمششا حرمششت
الخششرى حششتى يحششرم الولششى بطريششق مششن الطششرق الششتي تزيششل الملششك أو السششتحقاق كبيعهششا أو
تزويجها ،وكذلك يحرم الجمع بينهما لو كانت إحداهما زوجششة والخششرى مملوكششة ،لكششن المعقششود
عليها أقوى من المملوكة .فلو عقد على امرأة ثم ملك أختها أو ملك أول ثم عقد على أختها حلششت
الزوجة دون المملوكة لن فراش النكاح أقوى من فششراش الملششك ،إذ يتعلششق بششه الطلق والظهششار
واليلء وغيرها .فلو فارق الزوجة حلت المملوكة .وخرج بفششراش النكششاح وفششراش الملششك نفششس
النكاح والملك فإن الملك أقوى من النكاح لنه يملك بششه الرقبششة والمنفعششة ،بخلف النكششاح فششإنه ل
يملك به إل ضرب من المنفعة ،ولذلك إذا طرأ الملك على النكاح أبطله ،فإذا كان متزوجا أمة ثم
ملكها بطل نكاحها ول يدخل النكاح على الملك ،فإذا ملك أمة ل يصح نكاحه لها إل إن أعتقها ثم
ينكحها )قوله :ويشترط أيضا( أي كما يشترط التعيين وعدم المحرمششة ،وقششوله أن ل تكششون تحتششه
أربع من الزوجات ،إنما اشترط ذلك لن غاية ما يباح للحر نكاح أربع للخبر الصحيح أنه )ص(
قال لمن أسلم على أكثر من أربع أمسك أربعا وفارق سششائرهن وكششأن حكمششة هششذا العششدد مششوافقته
لختلط البدن الربعة المستولدة عنها أنواع الشهوة المستوفاة غالبا بهن .قششال ابششن عبششد السششلم:
كانت شريعة موسى تحلل النساء من غير حصر لمصلحة الرجال ،وششريعة عيسششى )ص( تمنششع
غير الواحدة لمصلحة النساء ،فراعت شريعة نبينا )ص( مصلحة النوعين )ولو كان بعضهن في
العدة الرجعية( غاية في اشتراط ما ذكر )قوله :فلو نكح الحششر الششخ( مفششرع علششى مفهششوم الشششرط
المذكور )قوله :بطل( أي النكاح في المرأة الخامسة لنها هي الزائدة على العدد المباح )قوله :أو
في عقد( أي أو نكح الحر خمسا في عقد واحد بطل النكاح في الجميع ،لنششه ل أولويششة لحششداهن
على الباقيات )قوله :أو زاد العبد الخ( معطوف على قوله نكح الحر الخ ،فيكون داخل فششي حيششز
التفريع على اشتراط أن ل يكون تحته أربع من الزوجات وهو ل يظهر ،فلششو قششال أول ويشششترط
أن ل يكون تحت الحر أربع من الزوجات وتحت العبد زوجتان سوى المخطوبة ثم فرع عليهمششا
ما ذكر لكان التفريع ظشاهرا .فتنبشه) .وقشوله :بطشل كشذلك( أي فشي الثالثشة إن كشان مرتبشا أو فشي
الجميع إن كن في عقد واحد ،إذ العبد علشى نصشف الحششر فل يجشوز لشه أن ينكشح مششا عشدا اثنششتين
)قوله :أما إذا كانت الخ( محترز قوله في العششدة الرجعيشة ،ويصشح أن يكشون محشترز قششوله تحتششه
)قوله :أو إحدى الخ( معطوف على اسم كانت :أي أو
] [ 343
كانت إحدى الخ) .وقوله :في العدة( متعلق بمحذوف خبر كان ويقدر مثنى ،وقوله البششائن:
أي التي ل يجوز فيها الرجعة ،والوصف المذكور وصف المطلقة فوصف العدة به على ضششرب
من التجوز .وعبارة المنهج فششي عششدة بششائن ،بالضششافة) ،قششوله :فيصششح الششخ( جششواب أمششا .وقششوله
والخامسة :بالجر عطف على محرمتها :أي ويصح نكاح الخامسة) .قوله :وشششرط فششي الشششاهدين
الخ( شروع في شششروط الششاهدين اللششذين همشا أحشد الركششان أيضششا) .وقشوله :أهليششة ششهادة( فشي
البجيرمي ما نصه :ول يشترط معرفة الشهود للزوجة ول أن المنكوحة بنششت فلن ،بششل الششواجب
عليهم الحضور ،وتحمل الشهادة على صورة العقد حتى إذا دعوا لداء الشششهادة لششم يحششل لهششم أن
يشهدوا أن المنكوحة بنت فلن بل يشهدون على جريان العقد ،كما قاله القاضي حسين .كذا بخط
شيخنا الزيادي .شششوبري .وهششو تششابع لبششن حجششر .وقششال م ر :ل بششد مششن معرفششة الشششهود اسششمها
ونسبها ،أو يشهدان على صوتها برؤية وجهها ،بأن تكشف لهم النقاب .وقال عميششرة :واعلششم أنششه
يشترط في انعقاد النكاح على المرأة المنتقبة أن يراها الشاهدان قبل العقد ،فلششو عقششد عليهششا وهشي
منتقبة ولم يعرفها الشاهدان لشم يصششح لن اسشتماع الشششاهد العقششد كاسشتماع الحشاكم الششهادة .قشال
الزركشي :محله إذا كشانت مجهولشة النسششب ،وإل فيصششح .وهشي مسشألة نفيسششة .والقضشاة الن ل
يعلمون بها ،فإنهم يزوجون المنتقبة الحاضششرة مششن غيششر معرفششة الشششهود لهششا اكتفششاء بحضششورها
وإخبارها .وعبارة م ر في الشهادة .قال جمع :ل ينعقد نكاح منتقبة إل إن عرفها الشششاهدان اسششما
ونسبا وصورة .اه )قوله :تأتي شششروطها( أي أهليششة الشششهادة )قششوله :وهششي( أي الشششروط التيششة
)قوله :حرية كاملة( خرج بها من به رق ولو مبعضا لنقصشه )قشوله :وذكشورة محققشة( خشرج بشه
النثى والخنثى ،وفيه أن هذا الششرط لشم يعشده فشي بشاب الششهادة مشن الششروط .وعبشارته هنشاك:
وشرط في شاهد تكليف وحرية ومروءة وعدالة .اه .ويمكن أن يقال إنه يفهم من قوله هناك ولما
يظهر للرجال غالبا كنكاح وطلق وعتشق رجلن فشإن الرجشل هشو الششذكر المحقشق البشالغ )قشوله:
وعدالة( هي تتحقق باجتناب كل كبيرة وإصرار على صغيرة على غلبة طاعاته علششى معاصششيه.
ولم يذكر المروءة مع أنه عدها في باب الشهادة ويمكن أن يقال إن العدالة تستلزمها بناء على أن
العدالة في العرف ملكة تمنع من اقتراف الذنوب الكبائر وصغائر الخسة ،كسرقة لقمة والتنظيف
بثمرة ،أي نقصها من البائع وزياداتها من المشتري ،والرذائل المباحة كالمشي حافيا أو مكشوف
الرأس وأكششل غيششر سششوقي فششي سشوق )قشوله :ومشن لزمهششا الشخ( أي ومشن لزم العدالششة السششلم
والتكليف ،أي فل حاجة لعدهما )قوله :وسمع الخ( معطوف على حرية )قوله :لما يششأتي( أي فششي
الشهادات ،وفيه أنه لم يششذكر النطششق وإن كششان اشششتراطه مسششلما ،وقششد ذكششره فششي التحفششة وعبششارة
المؤلف هناك :وشششرط الشششهادة بقششوله كعقششد وفسششخ وإقششرار هششو :أي إبصششار وسششمع لقششائله حششال
صدوره ،فل يقبل فيه أصم ل يسمع شيئا ول أعمى في مرئي لنسداد طششرق التمييششز مششع اشششتباه
الصوات ،ول يكفي سماع شاهد من وراء حجاب وإن علم صوته لن ما أمكششن إدراكششه بإحششدى
الحواس ل يجوز أن يعمل فيه بغلبة ظن لجواز اشتباه الصوات .قال شيخنا :نعم لو علمه بششبيت
وحده وعلم أن الصوت ممن في البيت جاز اعتماد صوته وإن لم يره ،وكذا لم علم اثنين ببيت ل
ثالث لهما وسمعهما يتعاقدان وعلم الموجب منهما من القابل لعلمه بمالك المبيع أو نحو ذلششك فلششه
الشهادة بما سمعه منهما .اه )قوله :وفي العمى وجه( أي بصحة شهادته .قال في النهايششة :وفششي
الصم أيضا وجه ،وقوله لنه :أي العمى ،ومثله الصم ،وقوله أهل للشهادة في الجملة :أي في
بعض المحال كالشهادة في غير المششرئي )قششوله :والصششح ل( أي ل تصششح شششهادته لعششدم رؤيتششه
للموجب والقابل حال العقد والعتماد على الصوت ل نظششر لششه .وقششوله إن عششرف الزوجيششن :أي
من قبل عماه بأن كان عماه طارئا ،والغاية لكششون الصششح عششدم الصششحة )قششوله :ومثلششه الششخ( أي
ومثل العمى في عدم صحة الشهادة من بظلمة شديدة ل يرى فيها العاقدين .وفي
] [ 344
ع ش ما نصه :قوله ومثله من بظلمة شديدة تقدم في البيع أن البصير يصششح بيعششه للمعيششن
وإن كان بظلمة شديدة حال العقد بحيث ل يرى أحدهما الخر .ولعل الفرق بيششن مششا هنششا وثششم أن
المقصود من شهود النكاح إثبشات العقشد بهمشا عنشد التنشازع ،وهشو منتشف مشع الظلمشة .اه )قشوله:
ومعرفة لسان المتعاقدين( معطوف على أهلية شهادة في المتن ،ل على حريشة ،كمشا هشو ظشاهر،
أي وشرط معرفة الشاهدين لسان المتعاقدين الموجب والقابششل فل يكفششي إخبششار ثقششة لهمششا بمعنششى
العقد .قال ع ش :لكن بعد تمام الصيغة ،أما قبلها بأن أخبره بمعناها ولم يطل الفصششل فيصششح .اه
)قوله :وعدم الخ( معطوف على أهلية شهادة :أي وشرط عدم تعين الشاهدين أو أحدهما للوليششة.
ومثال تعينهما معا للولية أخوان أذنت لهما معا أن يزوجاها )قوله :فل يصح النكاح الخ( شروع
في أخذ محترزات الشروط المارة ،فقوله بحضرة عبدين محترزا لحرية ول فرق فيهمششا بيششن أن
يكونا مبعضين أو ل ،وقوله أو امرأتين محترزا لذكورة ومثلهما الخنثيششان كمششا علمششت .نعششم ،إن
بانا بعد العقد أنهما ذكران صح ،وقوله أو فاسقين محترزا لعدالة) .واعلم( أنه يحرم علششى العششالم
بفسق نفسه تعرض للشهادة .وقوله أو أصمين محترزا لسمع ،وقوله أو أخرسين محترز النطششق،
وقوله أو أعميين ،محترزا لبصر .وقوله أو من لم يفهم لسان المتعاقششدين ،محششترز لمعرفششة لسششان
المتعاقدين .وقوله :ول بحضرة متعين للولية :محترز عششدم تعيينهمششا أو أحششدهما للوليششة )قششوله:
فلو وكل الب الخ( مفرع على عدم صحته بحضرة ولي متعين للشهادة )قوله :أو الخ المنفششرد(
قيد به لنه ل يتعين للولية إل حينئذ ،فلو لم ينفرد كأن كان لها ثلثة إخوة وعقد لها واحششد منهششم
بإذنها له فقط وشهد الخران ،صح ،كما سيصرح به قريبا فإن أذنششت لكششل منهششم تعيششن أن يكششون
الشاهدان من غيرهم ،ففي مفهوم القيد المذكور تفصيل ،وإذا كان كذلك فل يعترض بأن مفهششومه
أنه إذا لم ينفرد صح أن يكون شاهدا مطلقا مع أنه ليششس كششذلك )قششوله :فششي النكششاح( أي فششي عقششد
النكاح لموليتهما ،وهو متعلششق بوكششل )قششوله :وحضششر( أي مششن ذكششر مششن الب أو الخ المنفششرد،
وقوله مع آخر ،أي مع شخص آخر غيره )قوله :لم يصششح( أي النكششاح ،وهششو جششواب لششو )قششوله:
لنه( أي من ذكر مششن الب أو الخ ،وهششو علششة لعششدم الصششحة .وقششوله فل يكششون شششاهدا :أي فل
يصح أن يكون شاهدا )قوله :ومن ثم لو شهد الخ( أي ومن أجل التعليل المذكور لو شششهد أخششوان
من ثلثة وعقد الثالث بغير وكالة من أحدهما بأن أذنت لهذا الثالث العاقد فقط صششح النكششاح لعششدم
كونهما وليين عاقدين لها حينئذ .وقوله وإل بأن عقد الثالث بوكالششة مششن أحششدهما بششأن أذنششت لهمششا
وهما وكل الثالث في عقد النكاح ،ومثله ما لو أذنت للثلثة في النكاح ،وقششوله فل :أي فل يصششح
النكاح بحضور الخوين المأذون لهما في النكاح شاهدين لنهما العاقششدان فششي الحقيقششة ،والوكيششل
في النكاح إنما هو سفير محض )قوله :ل يشترط الشهاد على إذن معتششبرة الذن( أي علششى إذن
من يعتبر إذنها في صحة النكاح ،وهي غير المجبرة .نعم ،يندب احتياطا ليؤمن إنكارها .ل يقال
إن التقييد بمعتبرة الذن يوهم اشتراط الشهاد في إذن غير معتبرة الذن وهي المجششبرة البالغششة،
لنا نقول عدم اشتراط فيه مفهوم بالولى ،إذا إذنها غير شرط مستحب ،وإذا لم يكن شرطا فيمششا
الذن فيه شرط فلن ل يكون شرطا في غيششره أولششى .فالقيششد لبيششان الواقششع ،ل للحششتراز )قششوله:
لنه( أي إذنها ليس ركنا في العقد :أي ليس جزءا من أجزاء العقد والشهاد ،إنما هششو شششرط فششي
العقد .وعبارة شرح المنهج ،وإنمششا لششم يششترط لن رضششاها ليششس مشن نفشس النكششاح المعتشبر فيششه
الشهاد ،وإنما هو شرط فيه ورضاها الكافي في العقد يحصل بإذنها أو ببينة أو بإخبار وليها مع
تصديق الزوج أو عكسه .اه )قوله :بل هو( أي الذن .وقوله شرط فيه ،أي في العقد
] [ 345
وقوله فلم يجب الشهاد عليه :أي على الذن لنه خششارج عششن ماهيششة العقششد لكششونه شششرطا
)قوله :إن كان الولي غير حاكم الخ( الولى أن يأتي به في صورة التعميم بأن يقول :سششواء كششان
الولي غير حاكم أو كان حاكما وقوله على الوجه :مقابله يقول إن الحششاكم ل يششزوج إل إذا ثبششت
عنده الذن ببينة ،ومثلها القرار .وعبارة التحفة :نعم أفتى البلقيني كابن عبد السلم بأنه لو كششان
المزوج هو الحاكم لم يباشره إل إن ثبت إذنها عنده .وأفتى البغوي بأن الشششرط أن يقششع فششي قلبششه
صدق المخبر له بأنها أذنت له ،وكلم القفششال والقاضشي يؤيشده وعليششه يحمششل مششا فششي البحششر عشن
الصحاب أنه يجوز اعتماد صبي أرسله الولي لغيره ليزوج موليته .والذي يتجه هنا ما مششر فششي
عقده بمستورين أن الخلف إنما هو في جواز مباشرته ل في الصحة ،كما هو ظاهر ،لما مر أن
مدارها على ما في نفس المر .اه .وفي النهاية :وما أفتى به البلقيني ،كششابن عبششد السششلم ،مبنششي
على أن تصرف الحاكم حكم ،والصحيح خلفه .اه) .قوله :ونقل في البحر الخ( هششذا مبنششي علششى
غير مذكور ،وهو إفتاء البغوي بأن الشرط فيمششا إذا كششان الششولي الحششاكم أن يقششع فششي قلبششه صششدق
المخبر له كما يعلم من عبارة التحفة المارة ومن قوله بعد :أي إن وقششع فششي قلبششه صششدق المخششبر.
أما لو جرينا على إفتاء البلقيني المذكور في عبارة التحفة المارة -وهو أنه ل بد من ثبوت الذن
عند الحاكم ،فقياسه هنا أنه ل يجوز اعتماد الصبي فيما ذكر )قوله :في قلبششه( أي الغيششر المرسششل
إليه ،وقوله صدق المخبر ،بكسر الباء ،وهو الصبي )قوله :لو زوجها وليها( أي لو زوج المولية
المعتبرة الذن وليها قبل بلوغ إذنها إليه .وقوله صح :أي تزويجه لها .وقوله على الوجه مقششابله
قول البغوي بعدم الصحة ،ورده في التحفة بقوله :وأما قول البغوي لو زوجهششا وليهششا وكششانت قششد
أذنت ولم يبلغه الذن لم يصح وإن جهل اشتراط إذنها لنه تهششور محششض ،فهششو ل يوافششق قششولهم
العبرة في العقود حشتى النكشاح بمشا فشي نفشس المششر .اه )قشوله :إن كششان الذن سششابقا علشى حالشة
التزويج( شرط في الصحة :أي يشترط فيها أن يتبين أنها قد أذنت له قبل التزويج فلششو تششبين أنهششا
أذنت له بعد التزويج .ومثله ما إذا لم يتبين شئ أصل فل يصشح) .وقشوله :لن العشبرة الشخ( علشة
الصحة .وفي سم :قال في تجريد المزجد :أراد أن يزوج ابنة عمه وأخبره رجششل أو رجلن أنهششا
أذنت له فزوجها ثم قال كذبنا في الخبار ،فإن قالت المرأة كنت أذنششت صششح النكششاح ،أو أنكششرت
صدقت بيمينها وعلى الزوج البينة بإذنها ،ولشو أرسششلت رسششول بششالذن إلشى ابشن عمهشا فلششم يشأته
الرسول وأتاه من سمع من الرسول وأخبره فزوجها صح النكاح ،لن هذا إخبشار ل شششهادة .قشاله
في النوار .اه )قوله :وصح النكاح( أي ظاهرا ل باطنا ،وقششوله بمسششتوري عدالششة :أي شششاهدين
مستورة عدالتهما ،وذلك لن ظششاهر المسششلمين العدالششة ،ولن النكششاح يجششري بيششن أوسششاط النششاس
وعوامهم ،فلو كلفوا بمعرفة العدالة الباطنة ليحضششر المتصششف بهشا لطشال المشر وششق .قششال فششي
التحفة :ومن ثم صحح في نكت التنبيه ،كابن الصلح ،أنه لو كان العاقد الحاكم اعتششبرت العدالششة
الباطنة قطعا لسهولة معرفتها عليه بمراجعة المزكين ،وصحح المتولي وغيره أنه ل فرق ،إذ ما
طريقه المعاملة يستوي فيه الحاكم وغيره ،ثششم قششال :والششذي يتجششه أخششذا مششن قششوله لششو طلششب منششه
جماعة بأيديهم مال ل منازع لهم فيه قسششمته بينهششم لششم يجبهششم إل إن أثبتششوا عنششده أنششه ملكهششم لئل
يحتجوا بعد بقسمته على أنه ملكهم ،أنه ل يتولى العقد إل بحضرة من ثبتت عنده عششدالتهما ،وأن
ذلك ليس شرطا للصحة ،بل لجواز القدام ،فلو عقد بمستورين فبانا عدلين صششح ،أو عقششد غيششره
بهما فبانا فاسقين لم يصشح ،كمشا يشأتي ،لن العششبرة فششي العقشود بمششا فششي نفشس المشر .اه .وقشوله
وصحح المتولي أنه ل فششرق .اعتمششده فششي النهايششة والمغنششي) .تنششبيه( ل يصششح النكششاح بمسششتوري
السلم والحرية ،وهما من لم يعرف حالهما في أحدهما باطنا وإن كانا بمحل كل أهلششه مسششلمون
أو أحرارا ،وذلك كأن وجد لقيط ولشم يعشرف حشاله إسشلما ورقشا ،وإنمشا لشم يصشح بهمشا لسشهولة
الوقوف على
] [ 346
الباطن فيهما .ومثلهما في ذلك البلوغ ونحوه مما مر من الشروط .نعم .إن بانا مسلمين أو
حرين أو بالغين مثل بأن انعقاده كما لو بان الخنثى ذكرا .أفاده حجر) .قوله :وهمششا( أي مسششتور
العدالة) .وقوله :من لم يعرف لهما مفسق( أي لم يعرف أنهما ارتكبششا مفسششقا مششن الكبششائر أو مششن
الصرار على الصغائر) .وقوله :كما نص عليه( أي على الضابط المذكور) ،وقششوله :واعتمششده(
أي هششذا الضششابط المنصششوص عليششه .وقششوله وأطششالوا فيششه :أي فششي ترجيحششه ،وقيششل فششي ضششابط
المستورين هو من عرف ظاهرهما بالعدالة ولم يزكيا .قال في التحفة :وهو ما اختششاره المصششنف
وقال إنه الحق .اه .وكتب سم ما نصه :قوله أو مششن عششرف إلششخ -كششأن معنششاه أنششه شششوهد منهمششا
أسباب العدالشة مشن ملزمششة الواجبششات والطاعشات واجتنشاب المحرمشات -بخلف المششذكور عشن
النص .فإنه صادق بمجهولين لم يعرف حالهمشا ول ششوهد منهمششا أسششباب العدالششة .وبهششذا يتضشح
الفرق بين النص ومختار المصششنف .اه) .قششوله :وبطششل السششتر بتجريششح عششدل( أي بإخبششار عششدل
بفسق ذلك المستور ،فلو أخبر بفسق المسشتور عشدل لشم يصشح النكشاح .قشال فشي ششرح الشروض:
وقول صاحب الذخائر الشبه الصحة ،فإن الجرح ل يثبت إل بشاهدين ولم يوجدا :يرد بأنه ليس
الغرض إثبات الجرح ،بل زوال ظن العدالة ،وهو حاصشل بخشبر العشدل .اه .ثشم إن كشون السشتر
يبطل بتجريح عدل محله إذا كان واقعا قبل العقد ،بخلفه بعده لنعقاده ظاهرا فل بششد مششن ثبششوت
مبطله ،كذا في التحفة والنهاية) .قوله :لم يلتحق بالمستور( أي فل يصح به العقد إل بعششد مضششي
مدة الستبراء وهي سنة .قال في شرح الروض :لن توبته حينئذ تصشدر عشن عشادة لعشن عشزم
محقق .اه )قوله :ويسن استتابة إلخ( أي احتياطا .قال الرشيدي :أنظر ما فائدة هذه السششتتابة مششع
أن توبة الفاسق ل تلحقه بالمسششتور كمششا قششدمه قبلششه ؟ ولعلهششم يفرقششون بيششن ظششاهر الفسششق وغيششر
ظاهره .اه) .قوله :ولو علم الحاكم فسق الخ( الولى أن ل يذكر هششذا ويزيششد بعششد قششوله التششي أو
علم حاكم فيلزمه التفريق الخ ،كما صنع في التحفة ،ونصششها :وإنمششا يتششبين الفسششق أو غيششره بعلششم
القاضي فيلزمه التفريق بينهما الخ .اه) .قوله :ولو قبل الترافع إليه( قال في فتح الجواد :لكششن إن
علم أن الزوج مقلد لمن ل يجيز ذلك ،أي النكاح ،بشاهدين فاسقين ،وإل فل بد مششن الششترافع إليششه
فيما يظهر .اه .بزيادة )قوله :ويصح( أي النكاح .وقوله بابني الزوجين أو عششدويهما :أي أو ابششن
عدو أحدهما مع ابن أو عدو الخر )قوله :وقد يصح كون الب شاهدا( أي فيما إذا كانت الولية
لغيره .والمناسب تقديم هذه المسألة عند قول الششارح ول بحضششرة متعيششن للوليشة ويشذكرها بعشد
قوله ومن ثم لو شهد أخوان من ثلثة وعقد الثالث بغير وكالة صح بششأن يقششول بعششده أو شششهد أب
في نكاح بنته القنة فإنه يصح لعدم تعينه للوليششة .وقشوله كششأن تكشون بنتششه قنششة :أي فالوليششة فيهششا
لسيدها ل له فصح أن يكون شاهدا .وعبارة شرح الروض :كششأن تكششون بنتششه كششافرة أو رقيقششة أو
ابنه سفيها وأذن له في النكاح لنه ليس عاقدا ول العاقششد نششائبه .اه )قششوله :قششال شششيخنا وهششو( أي
الحكم كذلك ،أي كما قاله الحناطي ،ثم إن ظاهر عبارة الشارح أن هذا قول شيخه ،وليس كششذلك.
نعم :يفهم من عبارة شيخه ونصها :وظاهر كلم الحنششاطي -بششل صششريحه -أنششه ل يلششزم الششزوج
البحث عن حال الولي والشهود وأوجبه بعض المتأخرين لمتناع القدام على العقد مع الشك فششي
شروطه .ويرد بأن ما علل به إنما هو فششي الشششك فششي الزوجيششن فقششط لمششا مششر أنهمششا المقصششودان
بالذات ،فاحتيط لهما أكثر ،بخلف غيرهما فجاز القدام على العقد حيث لم يظن وجود مفسد لششه
فششي الشولي أو الشششاهد .ثششم إن بشان مفسشد بشان فسششاد النكشاح ،وإل فل .اه .وقشوله وأوجبشه بعشض
المتأخرين :قال سم جزم به في الكنز وأنه يأثم بتركه وإن صح العقد ما لم يبن خلل وإن ذلك هو
الوجه الفقه ،خلفا للحناطي .اه) .قششوله :وبششان بطلنششه( أي تششبين بطلن النكششاح بعششد حصششوله
)قوله :بحجة( متعلق ببان .وقوله فيه :متعلق بمحذوف صفة لحجة ،أي بحجة مقبولششة فششي ثبششوت
النكاح وهي
] [ 347
رجلن ،أو علم الحاكم .والتقييد بقوله فيه يخرج الرجل والمرأتيششن لنششه ليششس بحجششة فيششه
وإن كان بحجة في غيره )قوله :من بينة الخ( بيان للحجة :أي أن الحجة هي بينة تشهد بمششا يمنششع
صحته مفسرا بكونه عند العقد سواء كانت حسية أو غيرها أو علم حاكم .قال فششي النهايششة :حيششث
سششاغ لششه الحكششم بعلمششه .اه .قششال ع ش :أي بششأن كششان مجتهششدا .اه) .قششوله :أو بششإقرار الزوجيششن(
معطوف على بحجة :أي أو بان بطلنه بإقرار الزوجين )قوله :في حقهما( الولششى تقششديمه علششى
قوله بحجة الخ ليتصل بمتعلقه الذي هو بطلن :إذ هششو متعلششق بششه ،كمششا فششي البجيرمششي ،والجششار
والمجرور الذي بعده متعلق بكل من حجة وإقرار :أي تششبين بالحجششة أو القششرار بطلنششه بالنسششبة
لما يتعلق بحق الزوجين فقط وسيذكر مفهومه .وعبارة التحفة تقتضي تعلقه بمحذوف :أي ويعتششد
بالحجة أو القرار في حقهما ونصششها :وعلششم أن إقرارهمششا وبينتهمششا إنمششا يعتششد بهمششا فيمششا يتعلششق
بحقهما ل غير .ومنه يؤخذ أنششه لشو طلقهششا ثششم أقيمششت بينششة بفسششاد النكششاح ثششم أعادهششا عششادت إليشه
بطلقتين فقط ،لن إسقاط الطلقة حق ل تعالى فل تفيده البينة أيضششا .ويحتمشل خلفشه .اه) .قشوله:
بما يمنع صحته( تنازعه كل من قوله بحجة وقوله أو بإقرار .كما علمت )قششوله :كفسششق الشششاهد(
هو وجميع ما بعده تمثيل لما يمنع الصحة .وقوله عند العقد :متعلق بفسق .وخرج به تششبين فسششقه
بعده أو قبله فل يضر لجواز حدوثه في الولى ولحتمال توبته في الثانية .نعم :تبينه قبل مضششي
زمن من الستبراء بالنسبة للشاهد كتبينه عنده ،أمششا بالنسششبة للششولي فليششس كششذلك لنششه ل يشششترط
لصحة عقده بعد التوبة مضي مدة الستبراء ،كمششا سششيأتي )قششوله :والششرق والصششبا( عطششف علششى
فسق :أي وكالرق والصبا ،أي عند العقد فل يضر تبينهما قبله لحتمال الكمال عنده .وقوله لهما:
أي الشاهد والولي )قوله :وكوقوعه( معطوف علششى كفسششق وكششان الولششى حششذف الكششاف ،كالششذي
قبله ،أي وكوقوع النكاح في العدة الكائنة من غيشره ،فهشو ممششا يمنششع صششحته وممشا يمنششع صششحته
أيضا الجنون والغماء والششردة عنششده )قشوله :وخششرج بفششي حقهمششا حششق الش تعششالى( أي فل يشؤثر
بطلن النكاح بالنسبة لحق ال تعالى وهو كالتخليل في المثال ،فإنه ل يسقط بثبوت فسششاد النكششاح
لنه حق ال تعالى وإن كان مقتضى ثبوت ذلك سقوطه لنه فرع الطلق .وقد تششبين أن ل طلق
لعدم النكاح )قوله :كأن طلقها ثلثا الخ( في ع ش ما نصه :وقع السؤال عمن طلق زوجتششه ثلثششا
عامدا عالما :هل يجوز له أن يدعى بفساد العقد الول لكون الششولي كششان فاسششقا أو الشششهود كششذلك
بعد مدة من السنين ؟ وهل له القدام على أن يعقد عليها من غير وفششاء عششدة مششن نكششاحه الول ؟
وهل يتوقف نكاحه الثاني على حكم حاكم بصحته ؟ وهل الصل في عقود المسششلمين الصششحة أو
الفساد ؟ )وأجبنا عنه بما صورته( الحمد ل .ل يجوز له أن يدعي بذلك عند القاضششي ول تسششمع
دعواه بذلك ،وإن وافقته الزوجة عليه حيث أراد به إسقاط التحليششل .نعششم :إن علششم بششذلك جششاز لششه
فيما بينه وبين ال تعالى العمل به فيصح نكاحه لها من غير محلل وإن وافقته الزوجة علششى ذلششك
ومن غير وفاء عدة منه ،لنه يجوز للنسان أن يعقد فششي عششدة نفسششه سششواء كششانت عششن شششبهة أو
طلق ،ول يتوقف حل وطئه لها وثبوت أحكام الزوجية له على حكم حاكم ،بل المدار على علمه
بفساد الول في مششذهبه واسششتجماع الثششاني لشششروط الصششحة المختلفششة كلهششا أو بعضششها فششي العقششد
الول ،ول يجوز لغير القاضي التعرض له فيما فعل .وأما القاضي فيجب عليه أن يفششرق بينهمششا
إذا علم بذلك .والصل في العقود الصشحة فل يجشوز العشتراض فشي نكشاح ول غيشره علشى مشن
استند في فعله إلى عقد ما لم يثبت فساده بطريقه ،وهذا كله حيث لششم يحكششم حششاكم بصششحة النكششاح
الول ممن يرى صحته مع فسق الشولي أو الششهود .أمشا إذا حكشم بشه حشاكم فل يجشوز لشه العمشل
بخلفه ،ل ظاهرا ول باطنا ،لما هو مقرر أن حكم الحاكم يرفع الحلف ،ول فرق فيما ذكر بيششن
أن يسبق من الزوج تقليد لغير إمامنا الشافعي ممن يري صحة النكاح مع فسق الشاهد والششولي أم
ل .اه )قوله :يشئ( متعلق بفساد .وقوله مما ذكر :أي من الفسششق والششرق والصششبا ،أي وغيششر مششا
ذكر أيضا :كالجنون والردة والغماء )قوله :فل يقبل إقرارهما( أي بالنسششبة لصششحة نكششاح جديششد
من غير تحليل )قوله :بل ل بد( أي لصحته من محلل
] [ 348
)قوله :للتهمششة( بضششم ففتشح .وهشو علشة لعشدم قبششول إقرارهمشا :أي ل يقبشل لتهامهمششا فششي
دعواهما فساد النكاح )قوله :ولنه( أي التحليل المفهوم من المحلل .وقششوله حششق الشش :أي ل حششق
الزوجين )قوله :ولو أقاما( أي الزوجان ومثله أحدهما) .وقوله :عليه( أي فساد النكششاح) .وقششوله:
لم تسمع( قال السبكي هو صحيح إذا أراد نكاحا جديدا كما فرضه ،فلو أراد التخلششص مششن المهششر
أو أرادت بعد الدخول مهر المثل ،أي وكان أكثر من المسمى فينبغي قبولها اه .وما قاله السششبكي
صادق عليه قول المصنف في حقهما )قوله :أما بينة الحسبة فتسشمع( هشذا محشترز أقامشا :إذ بينشة
الحسبة لم تقم وإنما قامت بنفسششها وشششهدت .وعبششارة التحفشة :وخششرج بأقامشا مشا لشو قششامت حسششبة
ووجدت شروط قيامها فتسمع .اه .وعبارة النهاية :ذكر البغوي في تعليقه أن بينة الحسششبة تقبششل،
لكنهم ذكروا في باب الشهادات أن محل قبوله بينة الحسبة عند الحاجششة إليهششا كششأن طلششق شششخص
زوجته وهو يعاشرها أو أعتق رقيقه وهو ينكر ذلك ،أما إذا لم تدع الحاجة إليها فل .وهنا كذلك.
نبه عليه الوالد رحمه ال تعالى .اه .وسيأتي أيضا للشارح ،فششي بابهششا ،التقييششد بششذلك )قششوله :نعششم
الخ( تقييد لقوله فل يقبل إقرارهما )قوله :أما في الباطن فالنظر لما فششي نفششس المششر( أي فيجششوز
لهما العمل بإقرارهما ،فيصح نكاحه لها من غير محلل إن وافقته ومن غيششر وفششاء عششدة ،لكششن إن
علم بهما الحاكم فرق بينهمششا ،كمششا علمششت ذلششك مششن جششواب ع ش المششار آنفششا) ،قششوله :ول يتششبين
البطلن بإقرار الشاهدين بما يمنع الصحة( أي بأن قال كنا فاسقين عند العقششد مثل .وهششذا مفهششوم
قششوله بششإقرار الزوجيششن )قششوله :فل يششؤثر( أي إقششرار الشششاهدين بمششا يمنششع الصششحة) .وقششوله :فششي
البطال( أي إبطال النكاح )قوله :كما ل يؤثر( أي القرار .وقوله فيششه :أي البطششال .وقششوله بعششد
الحكم بشهادتهما :اعترض بأن المقيس وهو قوله فل يؤثر في البطال صادق بششالمقيس عليششه فل
حاجة إلى القياس .وأجيب بتخصيص المقيس بما إذا كان قبشل الحكشم بششهادتهما ويشرد عليشه أنشه
حينئذ قياس مع الفارق ،لن النكاح تقوى بعد الحكم بشهادتهما فل يلششزم مششن عششدم تششأثير القششرار
في إبطاله حينئذ عدم تأثيره في إبطاله قبل الحكم بشششهادتيهما إل أن يقششال إنششه قيششاس أدون .تأمششل
اه .بجيرمي بتصرف )قوله :ولن الحق( أي الذي أقرا به وهو مانع صحة النكاح) .وقوله :ليس
لهما( أي الشاهدين ،واللم بمعنى على :أي ليس عليهما بل هو علششى الزوجيششن ،وإذا كششان كششذلك
فل يصح إقرارهما بحق على غيرهما ،لن القرار ،كما تقششدم ،إخبششار بحششق سششابق عليششه نفسششه.
ومقتضى التعليل أنه لو كان الحق لهما قبل بالنسبة إليهما وهو كذلك .وعبارة التحفة :نعم له أثششر
في حقهما ،فلو حضرا عقد أختهما مثل ثم ماتت وورثاها سقط المهر قبل الوطئ وفسششد المسششمى
بعده فيجب مهر المثل :أي إن كان دون المسمى أو مثله ل أكثر ،كما هو ظاهر ،لئل يلزم أنهمششا
أوجبا بإقرارهما حقا لهما على غيرهما .اه .وقوله حقششا لهمششا علششى غيرهمششا :وهششو مششا زاد علششى
المسمى )قوله :فل يقبل قولهما( أي على الزوجين ،كمششا علمششت )قششوله :أمششا إذا أقششر بششه( أي بمششا
يمنع الصحة وهو مقابل قوله أو بإقرار الزوجين ،والولى أن يقول فششإن أقششر :بششالتفريع علششى مششا
قبله ،كما صنع في المنهج )قوله :فيفرق بينهما( وهي فرقة فسخ ل طلق فل تنقص عددا )قوله:
مؤاخذة له( أي للزوج ،وهو علة التفريق بينهمشا) ،وقشوله :بشإقراره( أي بشاعترافه بمشا يتعيشن بشه
بطلن نكشاحه )قشوله :وعليشه( أي الشزوج المقشر بمشا يمنشع الصشحة) .وقشوله :نصشف المهشر( أي
المسمى )قوله :وإل( أي بأن دخل بهشا فكلشه :أي فعليششه كلشه )قشوله :إذ ل يقبشل قششوله عليهمشا فشي
المهر( أي لنه حقها ل حقه) .والحاصل( يسقط بإقراره حقه ل حقها لن حكم اعترافه مقصششور
عليه ،ولذلك ل يرثها وهي ترثه ،لكن بعد حلفها أنه عقد بعدلين )قوله :بخلف ما إذا أقششرت( أي
الزوجة .وقوله به :أي بما يمنع صحة النكاح .ول بد من تخصيص ما يمنع بغير نحششو محرميششة:
لمششا تقششدم فششي مبحششث الرضششاع ،وسيصششرح بششه أيضششا قريبششا .وعبششارة التحفششة :وخششرج بششاعترافه
اعترافها
] [ 349
بخلل ولي أو شهود فل يفرق به بينهما الخ .اه .وقوله دونه :أي الششزوج )قششوله :فيصششدق(
أي فيصدق الزوج بعدم ما أقرت به الزوجة بيمينشه ،فشإن نكشل عشن اليميشن حلفشت وفشرق بينهمشا
)قوله :لن العصمة بيده الخ( علة لتصششديقه هشو دونهشا :أي وإنمششا صششدق هشو لن العصششمة بيششده
وهي تريد رفعها .أي والصل بقاؤها )قوله :فل تطالبه بمهر( الولى ول تطششالبه ،بششالواو ،لنششه
معطوف على فيصدق الواقع في جواب إذا ،ل تفريششع ،وإنمششا لششم تطششالبه بششه لسششقوطه بإقرارهششا.
ومحله ما لم تكن محجورا عليها بسفه ،وإل فل سقوط لفساد إقرارها في المششال .ومحششل سششقوطه
أيضا إن لم تكن قد قبضته فإن قبضته فليس له استرداده منها وكما ل تطشالبه بشالمهر إذا مشات ل
ترثه مؤاخذة لها بذلك .وعبارة الروض ولو أقرت دونه صدق بيمينششه ولكششن ل ترثششه ول تطششالبه
بمهر .اه) .قوله :وعليه إن وطئ الخ( الخصر أن يقول أو بعده فلها أقل المريششن مششن المسششمى
ومهر المثل )قوله :ولو أقرت بالذن( أي في التزويج )قوله :ثم ادعت( أي بعد التزويششج .وقششوله
أنها إنما أذنت أي في التزويج وقوله بشرط صفة في الزوج أي ككششونه عالمششا أو شششريفا أو غيششر
ذلك )قوله :ولم توجد( أي تلك الصششفة المشششروطة )قششوله :ونفششى الششزوج ذلششك( أي الشششرط الششذي
ادعته )قوله :صدقت بيمينها( أي للقاعدة أن من كان القول قوله في أصل الشئ كان القششول قششوله
في صفته كالموكل يدعي تقييد إذنه بصفة ،فينكر الوكيششل .وبحششث بعضششهم تصششديق الششزوج لنششه
يدعي الصحة يرده تصديقهم للموكل وإن ادعى الفسششاد .اه .تحفششة )قششوله :وإذا اختلفششا الششخ( هششذه
المسألة قد تقدمت في الشرح في مبحث الرضاع المحرم عند قششوله ولششو أقششر رجششل وامششرأة الشخ،
فكان الولى إسقاطها هناك استغناء عنها بما هنا أو يؤخر الكلم على صورة التفاق والختلف
كلها إلى هنا ،فرارا من التكرار )قوله :فادعت أنها محرمة( خرج به ما إذا ادعى هششو ذلششك فششإنه
هو المصدق مطلقا ،كما تقدم) ،وقوله :بنحو رضششاع( أي كمصششاهرة ونسششب )قششوله :وأنكششر( أي
الزوج )قوله :حلفت مدعية محرمية( جشواب إذا الشتي قشدرها الششارح ،ولشو قشال سشمعت دعشوى
مدعية المحرمية وحلفت عليها لكان أولى ليطابق مقابله التي :وهو قوله فششإن رضششيته لششم تسششمع
دعواها )قوله :وصدقت( أي ولها مهر المثل ل المسمى إن وطئت ،وإل فل شئ لها )قوله :وبان
بطلن النكاح( أي بسبب المحرمية التي ادعتها الزوجة )قوله :فيفششرق بينهمششا( أي يفششرق الحششاكم
بينهما وجوبا )قوله :إن لم ترضه الخ( قيد لقوله حلفششت مدعيششة محرميششة )قششوله :حششال العقششد( أي
وقت العقد ،وهو متعلق بترضه) .وقوله :ول عقبه( معطوف على حششال العقششد :أي لششم ترضششه ل
حالة العقد ول بعده) .وقوله :لجبارها الخ( تعليل لتصوير عدم الرضا حالة العقد وبعده :أي أنششه
يتصور عدم رضاها به حالة العقد وبعده لكونها مجبرة أو لكونها أذنت للششولي فششي التزويششج ولششم
تعين أحدا ولم ترض بعد العقد به بنطق منها بأن تقول له رضيت بك أو تمكيششن مششن وطئه إياهششا
)قوله :لحتمال ما تدعيه( علة لتصديقها باليمين) .وقوله :مع عششدم سششبق مناقضششة( أي مششع عششدم
تقدم شئ منها مناقض لما تدعيه ،والمناقض له رضاها المتضمن لقرارها بحلهششا لششه أو التمكيششن
من وطئه إياها )قوله :فهو الخ( أي ما ادعته بعد العقد من المحرمية :كقولها ابتداء أي قبل العقد،
فلن أخي من الرضاع فل تزوج منه :أي عليششه مؤاخششذة بقولهششا )قششوله :فششإن رضششيت( أي حالششة
العقد أو بعده بأن مكنته من نفسها) .وقوله :ولم تعتذر( أي فششي رضششاها) .وقششوله :بنحششو نسششيان(
الباء تصويرية متعلقة بتعذر ،أي ويتصور العتذار بنحششو نسششيان فششي رضششاها بتمكينهششا لششه بششأن
قالت مكنته من نفسي نسيانا ل عمدا) .وقوله :أو غلط( بأن قالت أنا مرادي بشالزوج الششذي عينتشه
زيد فغلطت وقلت عمرو )قوله :لم تسمع دعواها( أي
] [ 350
لنه سبق منها ما يناقضها وهو رضاها به فيصدق حينئذ هو ول يفرق بينهما )قوله :وإن
اعتذرت سمعت دعواها للعذر( أنظشر مشا فشائدة سشماع دعواهشا ؟ ثشم رأيشت فشي النشوار وششرح
البهجة أن ذلك لتحليف الزوج أنه ل يعلم بينهما محرميششة .فقششول الشششارح بعششد ولكششن حلششف بيششان
لتلك الفائدة ،ونص عبارة النوار :ولو زوجت امرأة ثم ادعششت محرميششة الرضششاع أو غيششره فششإن
زوجت برضاها الصريح نطقا من شخص معين فل يقبل دعواهششا إل إذا ذكشرت عشذرا كغلشط أو
نسيان أو جهل فتسمع ويحلف الزوج على نفي العلم بالمحرمية ول يسمع قولهششا ول بينتهششا ،وإن
زوجت بغير رضاها لكونها أمة أو مجبرة أو برضاها ولم تعين الزوج سمعت دعواها أو بينتها.
وهل تصدق بيمينها ليندفع النكاح بها ؟ وجهان :أحدهما نعم ،وهو قول ابن الحداد والمقطششوع بششه
عند المتولي وهو الصح عند الشيخ أبي علششى الطششبري وصششاحب التهششذيب ،وأسششنده إلششى المششام
المعظم .كذا في تعليق الحاوي ،وهو الصح في الروضة .والمرجح في المحشرر ،والمفهشوم مشن
سياق الشرحين .والثاني ل ،بل القول قوله بيمينه على نفي المحرمية ليستمر النكششاح .وهششو قششول
أبي زيد المششروزي ،والمحكششي عششن ابششن شششريح ) (1وهششو الصششح عنششد الغزالششي والمششذكور فششي
الحاوي ،والمفهوم من شرح اللباب .ولو زوجت برضششاها واكتفششى بسششكوتها لبكارتهششا ثششم ادعششت
محرمية سمعت بينتها وتصدق بيمينها .ولو زوجت بغير رضششاها ومكنششت الششزوج مششن نفسششها أو
اختلعت نفسها أو دخلت عليه وقامت معه فكما لو زوجت برضاها .اه) .قوله :ولكششن حلششف هشو:
أي الزوج لراضية اعتذرت( في العبارة إظهار في مقام الضمار ،كما ل يخفى ،وهو يفيد أنه ل
يحلف لراضية لششم تعتششذر .وظشاهر عبششارة المنهشاج ،فششي بشاب الرضششاع ،أنشه يحلشف لهشا مطلقشا،
ونصها :وإن ادعته ،أي الرضاع المحرم ،فأنكر صدق بيمينه إن زوجت برضاها ،وإل فالصح
تصديقها .اه) .قوله :وشرط في الولي( شروع فششي بيششان شششروط الششولي الششذي هشو أحششد الركششان
الخمسة) .وقوله :عدالة( هذا شرط للولي المزوج بالولية ،أما المششزوج بالملششك فل يشششترط فيششه.
والمراد بالعدالة في حق الولي عدم الفسق ،بخلفها في الشاهد فششإن المششراد بهششا ملكششة فششي النفششس
تمنع من اقتراف الذنوب الكبائر والصغائر ومن الرذائل المباحششة ،كمششا تقششدم ،فحينئذ العدالششة فششي
حق الولي تشمل الواسطة وهي عدم الفسق مع عدم الملكة المذكورة ،وتتحقق في الصبي إذا بلششغ
ولم يصدر منه كبيرة ول صغيرة ولم يحصل له تلك الملكة ،وفي الفاسق إذا تاب فإنهما يزوجان
حال) .وقوله :وحرية( أي كاملة) .وقوله :تكليف( أي بلوغ وعقل .وشرط أيضا اختيار وذكششورة
محققة وعدم إحرام ،وعدم اختلف دين .ولو قال -كما في المنهششج -وشششرط فششي الششولي اختيششار
وفقد مانع الولية لكان أولى لشموله لششذلك كلششه )قششوله :فل وليششة لفاسششق( مفهششوم الشششرط الول،
وهو العدالة وهذا عندنا .وأمششا عنششد الئمششة الثلثششة فتثبششت الوليششة للفاسششق) .وقششوله :غيششر المششام
العظم( أي أما المام العظم فل يمنع فسقه وليتششه بنششاء علششى الصششحيح أنششه ل ينعششزل بالفسششق
فيزوج بناته وبنات غيره بالولية العامة تفخيما لشأنه .اه .شرح المنهج) .وقششوله :فيششزوج بنششاته(
أي إن لم يكن لهن ولي خاص غيره كالجد والخ وإل قدم عليه لتقدم الخششاص علششى العششام .وقششال
سم :لو كانت بناته أبكششارا هششل يجششبرهن لنششه أب أو ل بششد مششن السششتئذان لن تزويجششه بالوليششة
العامة ل الخاصة :فيه نظر ،ومال م ر إلى الول .اه )قوله :لن الفسق نقص يقدح في الشششهادة(
أي يضر بها .وقوله فيمنع الولية :يقتضششي إن كششل مششا يقششدح فششي الشششهادة يمنششع الوليششة ،وليششس
كذلك ،لن ارتكاب خارم المروءة نقص يقدح في الشهادة ول يمنع الولية ،ومن ثم لم يعلششل م ر
ول حجر بهذا التعليل .اه .بجيرمي )قوله :كالرق( أي فإنه نقص يقدح في الشهادة فيمنع الولية.
والكاف للتنظير )قوله :هذا( أي ما ذكششر مششن كششونه ل وليششة لفاسششق هششو المششذهب )قششوله :للخششبر
الصحيح الخ( دليل للمذهب )قوله :أي عدل( تفسير لمرشد )قوله :وقال بعضهم
] [ 351
أنه( ،أي الفاسق يلي .وعبارة التحفة :واختار أكثر متأخري الصحاب أنه يلي .اه )قوله:
والذي اختاره النووي الخ( حاصل هذا القول التفصششيل وهشو أنششه إن كششان لششو سششلبت الوليششة مششن
الولي الخاص الفاسق انتقلت لحاكم فاسق بأن لم يوجد غيره أبقيت الولية لششه ،وإل بششأن كششان لششو
سلبت ل تنتقل لحاكم فاسق بأن وجد غيره من ولي أبعد أو حاكم غير فاسق فل تبقى له بل تنتقل
عنه إلى الولي البعد أو للحاكم غير الفاسق إذا لم يوجد البعد )قوله :من بقاء الخ( بيان لما أفتى
به الغزالي) .وقوله :حيث تنتقل لحششاكم فاسششق( أي بششأن عششدم البعششد والحشاكم غيشر الفاسششق ،كمششا
علمت ،وإنما بقيت للخاص الفاسق ولم تنتقل عنه :قال في التحفة لن الفسق عم ،واستحسششنه فششي
الروضة وقال ينبغي العمل به ،وبه أفتى ابن الصلح ،وقششواه السششبكي .وقششال الذرعششي لششي منششذ
سنين أفتى بصحة تزويج القريششب الفاسششق ،واختششاره جمششع آخششرون إذا عششم الفسششق ،وأطششالوا فششي
النتصار له حتى قال الغزالي من أبطله حكم على أهشل العصشر كلهشم ،إل مشن ششذ ،بشأنهم أولد
حرام .اه .وهو عجيب ،لن غايته أنهم من وطئ شبهة وهو ل يوصف بحرمششة كحششل ،فصششواب
العبارة حكم عليهم بأنهم ليسوا أولد حل اه) .قوله :ولو تاب الفاسق توبششة صششحيحة زوج حششال(
أي لن الشرط عدم الفسق ل العدالة التي هي ملكة تمنع من اقتراف الذنوب الخ ،كما تقدم ،وفششي
سم ما نصه :قوله زوج حال ،قال الزركشي :فبين العدالة والفسق واسطة ،ومثل بهششذا وبالصششبي
إذا بلغ والكافر إذا أسلم ولم يوجد منهما مفسق فقال ليسا بفاسقين لعدم صدور مفسششق ول عششدلين
لعدم حصول الملكة ،وقال ل تحصل عدالة الكافر إل بعد الختبار .قال الستاذ فششي كنششزه :وفششي
ذلك نظر ظاهر ومنابذة لطلقهم ،فالصواب أن الصبي إذا بلغ رشيدا والكافر إذا أسلم ولم يوجد
منهما مفسق يوصفان بالعدالة .اه .وما قاله الستاذ ل ينبغي العدول عنه .اه )قششوله :أيضششا زوج
حال( قال ع ش :أي وإن لششم يشششرع حششال فششي رد المظششالم ول فششي قضششاء الصششلوات مثل حيششث
وجدت شروط التوبة بأن عششزم مصششمما علششى رد المظششالم .اه) .قششوله :علششى مششا اعتمششده شششيخنا(
عبارته :ولو تاب الفاسق توبششة صششحيحة زوج حششال لن الشششرط عششدم الفسششق ل العدالششة وبينهمششا
واسطة ،ولذلك زوج المستور الظاهر العدالششة .اه .وقششوله كغيششره :أي كشششيخ السششلم فششي شششرح
الروض والخطيب والرملي )قوله :لكن الذي الخ( ضعيف )قوله :أنه( أي الفاسق الذي تاب توبة
صحيحة) .وقوله :ل يزوج إل بعد الستبراء( أي بسنة فإذا مضت سنة من بعششد التوبششة ولششم يعششد
إلى الفسق فيها صحت وليته ،وإل فل )قوله :ول لرقيق( معطششوف علششى لفاسششق :أي ول وليششة
لرقيق كله أو بعضه .قال في شرح المنهج :لو ملك المبعض أمة زوجها ،كما قاله البلقينششي ،بنششاء
على الصح من أنه يزوج بملك ل بالولية خلفا لما أفتى به البغوي .اه .وقوله لما أفتى به :أي
من أنه ل يزوج أصل .ح ل .وخرج بقوله ول ولية وكالته فتصششح فششي القبششول ل فششي اليجششاب
عمل بالقاعدة في ضابط الوكيل وهو صحة مباشرته فيما وكل فيششه لنفسششه ،وهششو يصششح أن يقبششل
لنفسه فيصح أن يقبل لغيره بالوكالة عنه )قوله :ول لصبي ومجنون( معطشوف أيضشا علشى قشوله
لفاسق .ول هنا وفيما قبلشه للتأكيشد .أي ول وليشة لصشبي ومجنشون .وقشوله لنقصشهما :علشة لعشدم
صحة وليتهما .وقوله أيضا :أي كنقص الرقيق )قششوله :وإن تقطششع الجنششون( غايششة فششي المجنششون
المنفية عنه الولية ،وظاهرها أن المجنون ل ولية له أصل ولو في زمن الفاقششة فيمششا إذا تقطششع
الجنون ،وليس كذلك ،بل المراد أنه حالة جنونه ل يزوج وتنتقل الولية للبعششد ول ينتظششر زمششن
الفاقة ،كما في سم ،وعبارته :قوله وإن تقطع الجنون ،ليس المراد أنه ل ولية له حتى في زمن
الفاقة ،بل معناه أنه البعد يزوج في زمن الجنون ول يجب انتظار الفاقة ،وأمششا هششو فششي زمششن
إفاقته فيصح تزويجه .اه) .قوله :تغليبا لزمنه( أي الجنون على زمن الفاقششة ،فكششأن الكششل جنششون
وهو علة للغاية .وظاهرها يفيد ما أفاده ظشاهر الغايشة المتقشدم بيشانه ،وليشس مشرادا أيضشا .فتنبشه.
وقوله المقتضي :بدل من الضمير في زمنه العائد على الجنششون ،وهشو كالعلششة للتغليششب المششذكور.
أي
] [ 352
وإنما غلب زمن الجنششون علششى زمششن الفاقششة لن الجنششون يقضششي سششلب العبششارة والفاقششة
تقتضي ثوبتها ،والمانع مقدم على المثبت .وقوله لسلب العبارة :أي عبارته كشالعقود الواقعشة منششه
وكالقوال وغيرها) .قشوله :فيششزوج البعششد زمنششه فقششط ول تنتظششر إفششاقته( هششذا قرينششة دالششة علششى
صرف الغاية والعلة عن ظاهرهما وبيان للمراد منهما ،فهو مؤيد لما سلف )قششوله :نعششم إن الششخ(
استدراك على قوله ول تنتظر إفاقته .وقوله قصر زمن الجنون :أي جدا ،كما فششي التحفششة )قشوله:
كيوم في سنة( تمثيل للزمن القصير ،وظاهر اقتصاره تبعا لشيخه في التمثيل بيشوم أنشه ل تنتظشر
إفاقته فيما إذا زاد عليه .فانظره )قوله :وكذي الجنششون ذو ألششم( أي مششرض) .وقششوله :يشششغله( أي
ذلك اللم) .وقوله :عن النظر بالمصلحة( أي عن معرفة أحوال الزواج وما يصلح منهم ومششا ل
يصلح ول ينتظر زواله ،بل تنتقل الولية للبعد لنششه ل حششد لششه يعرفششه الخششبراء )قششوله :ومختششل
النظر( أي الفكر .وعطفه على ما قبله من عطف الخشاص علشى العشام) .وقشوله :بنحشو هشرم( أي
كخبل أصلي أو طارئ ،وكأسقام شغلته عن اختيار الكفاء )قوله :ومن به الششخ( عطششف علششى ذو
ألم :أي وكذي الجنون من وجد فيه بعد الفاقة منششه آثششار خبششل بسششكون الموحششدة الجنششون وشششبهه
كالهوج والبله ،وبفتحها الجنشون فقشط -كمششا يفيششده كلم المصشباح ،وقشال ع ن :الخبشل فسششاد فششي
العقل ،والمشهور الفتح .اه .بجيرمي )قوله :توجب( أي تلك الثششار .وقششوله حششدة :أي شششدة تمنششع
من النظر في أحوال الزواج .وقوله في الخلق :بضم الخششاء واللم )قششوله :وينقششل ضششد كششل( أي
مششن العدالششة والحريششة والتكليششف وأضششدادها مششا بينششه الشششارح بقششوله مششن الفسششق والششرق والصششبا
والجنون .قال البجيرمي :وتعبيره بالنقششل بالنسششبة للصششبا والجنشون فيششه مسششامحة لن النقششل فششرع
الثبوت وهي ل تثبت لهؤلء ،إل أن يقال ضمن ينقلها معنى يثبتها ،فأطلق الملزوم وأراد اللزم،
أو هو مستعمل فشي حقيقتشه ومجشازه .اه )قشوله :مشن الفسشق الشخ( بيشان للمضشاف ،وهشو ضشد ل
للمضاف إليه الذي هو لقظ كل ،كما علمت) ،قوله :ولية( مفعول ينقل .وقوله لبعد :متعلششق بششه:
أي ينقل الضد المذكور الولية من الولي القريب لمن هو أبعد منه لن القريشب كالعشدم )قشوله :ل
لحاكم( أي ل ينقلها للحاكم مع وجود ولي من القرباء ولو كان بعيدا ،وذلك لن الحاكم إنمششا هششو
ولي من ل ولي له ،والولي هنا موجود )قشوله :ولششو فششي بششاب الششولء( غايششة لنقششل الضششد الوليششة
للبعد :أي أنه ينقلها له مطلقا في النسب وفي الولء ،والغاية المذكورة للرد )قوله :حتى لو الششخ(
حتى تفريعية على الغاية :أي فلو أعتق شخص أمته ومات عن ابن صغير وأخ كبير فإن الوليششة
تنتقل من البن لصغره للخ الكبير ول تنتقل للحاكم .وقوله على المعتمششد :ظششاهر صششنيعه حيششث
قيد في الولء بقوله على المعتمد وأطلق فيما قبله أن الخلف فششي نقششل الوليششة للبعششد أو للحششاكم
إنما هو في الولء .وهو أيضا صريح المغني وعبارته :وظاهر كلمه أنه ل فرق في ذلششك -أي
ثبوت الولية للبعد -بين النسب والولء حتى أعتششق شششخص أمششة ومششات عششن ابششن صششغير وأخ
كامل كانت الولية للخ ،وهو كذلك خلفا لمن قال إنها في الولء للحاكم ،فقد نقله القمششولي عششن
العراقيين ،وصوبه البلقيني .اه والذي يفهم من عبارة التحفة والنهاية أن الخلف في النسب وفي
الولء ونصهما فالولية للبعد -نسبا فولء فلششو أعتششق أمششة ومششات عششن ابششن صششغير وأب أو أخ
كبير زوج الب أو الخ ل الحاكم على المنقول المعتمد ،وإن نقل عششن نششص وجمششع متقششدمين أن
الحاكم هو الذي يزوج ،وانتصر له الذرعي واعتمششده جمششع متششأخرون .وقششول البلقينششي الظششاهر
والحتياط أن الحاكم يزوج يعارضه قوله فششي المسششألة نصششوص تششدل علششى أن البعششد هششو الششذي
يزوج وهو الصواب .اه .وذلك لن القرب حينئذ كالعدم ،ولجماع أهل السششير علششى أنششه )ص(
زوجه وكيله عمرو بن أمية بن أم حبيبة بالحبشة من ابن عم أبيها خالد بشن سشعيد بشن العشاص أو
عثمان بن عفان لكفر أبيها أبي سفيان .ويقششاس بششالكفر سششائر الموانششع .اه .بتصششرف .وقولهمششا ل
الحاكم :هو بالجر عطف على قوله للبعد -ل علششى الب أو الخ -بششدليل آخششر العبششارة )قششوله:
ول ولية أيضا( أي كما ل
] [ 353
ولية لرقيق الخ ،وهذا مفهوم قيد ملحشوظ عنشد قشوله وششرط فشي الشولي عدالشة الشخ وهشو
وذكورة كما نبهت عليه مع غيره في أول الشروط ،وكان الولى التصريح به )قششوله :فل تششزوج
امرأة نفسها ولو بإذن من وليها ول بناتها( أي ل تملششك مباشششرة ذلششك ولششو بششإذن مششن وليهششا فيششه،
وذلك لية * )فل تعضلوهن( * إذ لو جاز لهششا تزويششج نفسششها لششم يكششن للعضشل تشأثير ،وللخششبرين
الصحيحين ل نكاح إل بولي الحديث ،وأيما امرأة أنكحت نفسها بغير إذن وليهششا فنكاحهششا باطششل،
وكرره ثلث مرات ،وصح أيضا ل تزوج المششرأة المششرأة ،ول المششرأة نفسششها ،فششإن الزانيششة الششتي
تزوج نفسها نعم لو لم يكن لها ولي قششاله بعضششهم أصششل -وهششو الظششاهر -وقششال بعضششهم يمكششن
الرجوع إليه ،أي يسهل عادة كما هو ظاهر ،جاز له أن تفشوض مششع خاطبهششا أمرهشا إلشى مجتهشد
عدل فيزوجها ولو مع وجود الحاكم المجتهد لنه محكم والمحكم كالحاكم ،وإلى عدل غير مجتهد
ولو مع وجود مجتهد غير قاض فيزوجها العدل غير المجتهد ل مع وجود حاكم ولشو غيشر أهشل.
أما مع وجوده فل يزوجها إل هو .وخرج بتزوج ما لو وكل امرأة في توكيل مششن يششزوج مششوليته
أو وكل موليته لتوكل من يزوجها ولم يقل لها عن نفسك سواء قال عنششي أم أطلششق فششوكلت وعقششد
الوكيل فإنه يصح لنها سفيرة محضة بين الولي والوكيل ،بخلف ما لو قششال عششن نفسششك فششإنه ل
يصح .ولو بلينا بامرأة نفذ تزويجها لغيرها ،وكما ل يصح أن تزوج نفسها أو غيرها ل يصح أن
تقبل نكاحها لحد بولية ول بوكالة لن محاسن الشششريعة تقتضششي فطمهششا عشن ذلششك بالكليششة .اه.
تحفة .بتصرف )قوله :خلفا لبي حنيفة فيهما( أي في تزويجها لنفسها وتزويجها لبناتهششا )قششوله:
ويقبل إقرار مكلفة به( أي بالنكاح ولو رقيقة أو سفيهة .وقوله لمصدقها :أي ولو رقيقا أو سفيها،
لكن يشترط تصديق الولي والسيد في الرقيقيشن والسشفيهين .وفشي حاششية الجمشل مشا نصشه :قشوله
إقرار مكلفة الخ :أي وكذا عكسه :أي إقششراره بششه مششع تصششديقها لششه .اه .شششيخنا .وفششي ق ل علششى
الجلل :ويقبل إقرار البالغ والعاقل بنكاح امرأة صدقته كعكسه .وخرج بالتصديق ما لو كذبها أو
عكسه فل يثبت ول إرث لحدهما من الخر لو مات ،لكن لهششا الرجششوع عششن التكششذيب ولششو بعششد
موته ،وحينئذ ترث منه ول مهر لها عليه .اه .وفششي البجيرمششي :وإذا كششذبها الششزوج ليششس لهششا أن
تتزوج حال ،بل ل بد من تطليق الزوج لها .فإذا كذب الزوج نفسه لم يلتفت إليششه وإن ادعششى أنششه
كان ناسيا عن التكذيب ،فلو كذبته وقد أقر بنكاحها ثم رجعت عن تكذيبها قبل تكذيبها نفسها لنها
أقرت بحق له عليها بعد إنكاره ،ول كذلك هو في الولى .اه) .قوله :وإن كذبها وليها( غاية فششي
قبول إقرارها :أي يقبل إقرارها بتصديق الزوج لها ولو كان الولي كششذبها ،لكششن محلششه فششي غيششر
السفيهة ،وإل فل بد من تصديقه لها ،كما تقدم )قوله :لن النكاح الخ( علة لقبول إقرارها بششه مششع
تصديقه لها .وقوله فيثبت :أي النكاح بتصادقهما :أي ول يشؤثر إنكشار الغيشر لشه )قشوله :وهشو أي
الولي الخ( شروع في بيان الولياء وأحكامهم) .واعلم( أن أسشباب الوليشة أربعشة :البشوة ،وهشي
أقوى السباب ،والعصوبة ،والعتقا ،والسلطنة .وقد عد ابن رسششلن الوليششاء بقشوله :ولششي حششرة
أب فالجد ثم أخ فكالعصبات رتب إرثهم فمعتق فعاصششب كالنسششب فحششاكم كفسشق عضشل القششرب
)قوله أب( هو مقدم على جميع الولياء لنه أشفقهم )قشوله :فعنشد عششدمه( أي الب .وقشوله حسششا:
أي بأن مات .وقوله أو شرعا :أي بأن قام به مششانع مششن موانششع الوليششة السششابقة كششالرق والجنششون
والردة والعياذ بال تعالى .وقوله أبوه :خبر لمبتدأ محذوف :أي فعند عششدم الب وليهششا أبششو الب:
وقوله وإن عل :أي أبو الب ،لكن بالترتيب :فالقرب من الجداد مقدم على البعد منهششم )قششوله:
فيزوجان( تفريع على ثبوت الولية للب وأبيه ،والمراد يزوجان على التعاقب بالترتيب السابق،
كما هو ظاهر ،وقوله أي الب والجد :تفسير للضمير في يزوجان .والمناسب لمششا قبلششه أن يبششدل
الجد بأبي الب .وقوله حيث ل عداوة ظاهرة :أي بينهمششا وبينهششا ،فششإن وجششدت العششداوة الظششاهرة
وهي التي ل تخفى على أهل محلتها ،فليس
] [ 354
لهما تزويجها إل بإذنها ،بخلف غير الظاهرة ،وهششي الششتي تخفششى علششى أهششل محلتهششا فل
تؤثر ،لن الولي يحتاط لموليته لخوف لحششوق العششار ولغيششره .ويشششترط أيضششا أن ل يكششون بينهششا
وبين الزوج عداوة ولو غير ظاهرة ،وإنما لم يعتبر ظهور العششداوة فيششه ،كمششا اعتششبر فششي الششولي،
لن عداوته الخفية تحمله على إضششرارها بمششا ل يحتمششل بسششبب المعاششرة )قشوله :بكشرا( مفعشول
يزوجان ،وهي التي لم تزل بكارتها .وقوله أو ثيبا بل وطئ .أي ويزوجششان ثيبششا لكششن بشششرط أن
تكون ثيوبتها حصلت من غير وطئ )قششوله :لمششن زالششت الششخ( الولششى أن يقششول كششأن زالششت الششخ
بجعله تمثيل للثيب بل وطئ ،ولنه على ما قاله يحصل ركة في المقششال مششن جهششة الظهششار فششي
مقام الضمار ،ويحصششل أيضششا إيهشام أن المخلوقششة بل بكشارة ل يزوجهشا الب والجششد مشن جهشة
التقييد بزوال البكششارة بنحششو أصششبع .وعبششارة شششرح المنهششج :أمششا مششن خلقششت بل بكششارة أو زالششت
بكارتها بغير ما ذكر لسقطة وحدة حيض ووطئ في دبرها فهي في ذلك كالبكر لنها لم تمششارس
الرجال بالوطئ في محل البكارة وهششي علششى غباوتهششا وحيائهششا .اه) .قششوله :بغيششر إذنهششا( متعلششق
بيزوجان .والضمير يعود على الواحدة الدائرة وهي البكر أو الثيب بل وطئ )قششوله :فل يشششترط
الذن منها( أي في التزويج .نعم :يستحب استئذانها كما سيصرح به )قوله :بالغششة كششانت أو غيششر
بالغة( تعميم في عدم اشتراط إذنها :أي ل يشترط ذلك مطلقششا سششواء كششانت بالغششة أو كششانت غيششر
بالغة :أي وسواء كانت أيضا عاقلة أو مجنونة )قوله :لكمال شفقته( أي المذكور من الب والجد.
والملئم لقوله فيزوجان أن يقول شفقتهما بضمير التثنية :أي ولنها لم تمششارس الرجششال بششالوطئ
فهي شديدة الحياء )قوله :ولخبر الدارقطني الخ( ل يعارضه رواية مسلم والبكر يستأمرها أبوهششا
لنها محمولة على الندب )قششوله :لكششف ء( متعلششق بيزوجششان ،واللم بمعنششى علششى :أي يزوجانهششا
على كف ء ،وهو قيد في الصحة كما يدل عليه مفهومه )قوله :موسر بمهر المثششل( قيششد ثششان فششي
الصحة أيضا وظاهره أنه يكفي اليسار به ولو كان أقل من الصداق المسمى ،وفي النهاية خلفششه
ونصها :ويساره بحال صداقها ،كما أفتى به الوالد رحمه ال تعالى ،فلو زوجها من معسر بششه لششم
يصح لنه بخسها حقها .اه .وفي البجيرمي :ولو زوج الولي محجوره المعسر بنتا بإجبششار وليهششا
لها ثم دفع أبو الزوج الصداق عنه بعد العقد فل يصح لنه كان حال العقششد معسششرا .فششالطريق أن
يهب الب ابنه قبل العقد مقدار الصداق ويقبضه له ثم يزوجه .وينبغي أن يكون مثل الهبششة للولششد
ما يقع كثيرا من أن الب يدفع عن البن مقدم الصداق قبشل العقشد فشإنه وإن لشم يكشن هبشة إل أنشه
ينزل منزلتها بل قد يدعي أنه هبة ضمنية للولد فإن دفعه لولي الزوجة فششي قششوة أن يقششول ملكششت
هذا لبني ودفعته لك عن صداق بنتك الذي قدر لها .وانظر ما ضابط اليسار بالمهر :هل يشترط
أن يكون فاضل عن الدين والخادم وعن مؤنة من تلزمه مؤنته ونحششو ذلششك حششتى لشو احتششاج إلششى
صرف شئ من المال لشئ من ذلك ل يكون موسرا أو ل يشترط ذلششك ؟ اه )قششوله :فششإن زوجهششا
الخ( بيان لمفهوم القيد الول )قوله :وكذا إن زوجها الخ( أي وكذلك ل يصششح النكششاح إن زوجهششا
لغير موسر بالمهر ،وهو بيان لمفهوم القيد الثاني )قوله :على ما عتمد الشيخان( مرتبط بمششا بعششد
وكذا )قوله :لكن الخ( الولى عدم السششتدراك بششأن يقششول واختششار جمششع الششخ )قششوله :الصششحة فششي
الثانية( وهشي مشا إذا زوجهشا لغيشر موسشر ،وعليشه فيكشون اليسشار ششرطا لجشواز القشدام )قشوله:
ويششترط لجشواز مباشششرته لشذلك( أي لعقششد النكشاح إجبشارا) .والحاصشل( الششروط سشبعة :أربعششة
للصحة -وهي التي تقدمت -أن ل يكون بينها وبين وليها عداوة ظاهرة ،ول بينها وبيششن الششزوج
عداوة وإن لششم تكششن ظششاهرة ،وأن تششزوج مششن كششف ء ،وأن يكششون موسششرا بمهششر المثششل أو بحششال
الصداق على
] [ 355
الخلف .فمتى فقد شرط منهششا كششان النكششاح بششاطل إن لششم تششأذن .وثلث لجششواز المباشششرة،
وهي كونه بمهر المثل ،ومن نقد البلد ،وكونه حال .وقد نظمها بعضهم بقوله :الشرط فششي جششواز
إقدام ورد حلول مهر المثل مشن نقشد البلشد كفشاءة الشزوج يسشاره بحشال صشداقها ول عشداوة بحشال
وفقدها من الولي ظاهرا شروط صحة كما تقششررا قششال فششي التحفششة :واشششتراط أن ل تتضششرر بششه
لنحو هرم أو عمشى وإل فسششخ ،وأن ل يلزمهشا الحششج وإل اشششترط إذنهشا لئل يمنعهششا الشزوج منشه
ضعيفان ،بل الثاني شاذ لوجود العلة مع إذنها اه .وقوله لوجود العلة :قششال سششم :أي منششع الششزوج
لها .اه) .قوله :كونه بمهر المثل الحال من نقد البلد( قال في النهاية :وسيأتي فششي مهششر المثششل مششا
يعلم منه أن محل ذلك فيمن لم يعتدن الجل أو غير نقد البلد ،وإل جاز بالمؤجل وبغير نقد البلششد.
اه .والمراد بنقد البلد ما جرت عادة أهل البلد بالمعاملة به ولو من العروض )قششوله :فششإن انتفيششا(
أي كونه بمهر المثل الحال وكونه من نقد البلد بأن كان بأقل من مهر المثل أو به لكنه مؤجششل أو
به حال لكنه غير نقد البلد .وقوله صح :أي النكاح لكن مع الثم .وقششوله بمهششر المثششل :أي الحششال
من نقد البلد )قوله :فرع لو أقر الخ( عبارة التحفة مع الصل :ويقبل إقششرار الششولي بالنكششاح علششى
موليته إن استقل حالة القرار بالنشاء وهو المجبر من أب أو جد أو سيد أو قششاض فششي مجنونششة
وإن لم تصدقه البالغة لما مر أن من ملك النشاء ملك القشرار بشه غالبشا ،وإل يسشتقل بشه لنتفشاء
إجباره حالة القرار :كأن ادعى وهي ثيب أنه زوجها حين كشانت بكشرا أو لنتفشاء كفشاءة الشزوج
فل يقبل لعجزه عن النشاء بدون إذنها .اه )قوله :لن من ملك النشاء ملك القششرار( يششرد علششى
مفهومه ما تقدم من قبول إقرار المكلفة بالنكاح مع عدم صششحة إنشششائها لششه .ويجششاب بششأن القاعششدة
المذكورة أغلبية ،كما يعلم من عبارة التحفة المارة ،أو أن ذلك مستثنى منه )قوله :بخلف غيره(
أي غير المجبر فل يقبل إقراره لكونه ل يملك النشششاء .إذ هششو متوقششف علششى رضششاها )قششوله :ل
يزوجان( أي الب والجد) .وقوله :ثيبا بوطئ( أي ثيبا حصلت ثيوبتها بوطئ :أي ولششو مشن نحششو
قرد ،ول بد أن يكون في قبلهشا الصشلي وإن تعششدد .فلشو اششتبه بغيشره فل بشد مشن زوال بكارتهشا
منهما )قوله :ولو زنا( غاية في عششدم تزويششج الششثيب بششالوطئ إل بششالذن :أي ل يزوجانهششا إل بششه
مطلقا سواء كان الوطئ حلل أو حراما كالزنا .ومثله ما لو كان الوطئ وهي نائمة ،وذلك لنهشا
بذلك تسمى ثيبا فيشملها الخبر )قوله :وإن كانت الشخ( غايشة ثانيشة لمشا ذكششر :أي ل يزوجانهشا إل
بالذن وإن كانت ثيوبتها ثبتت بإخبارها ،وذلك لنها تصدق في دعواها الثيوبة قبل العقد بيميششن،
كما سيأتي قريبا) ،قوله :إل بإذنهششا( السششتثناء لغششو والجششار والمجششرور متعلششق بيزوجششان :أي ل
يزوجانها إل بإذنها .وقوله نطقا :أي إن كانت ناطقة فإن لم تكن ناطقة ،فإذنها بالشششارة المفهمششة
أو بالكتابة )قوله :للخبر السابق( وهشو الشثيب أحششق بنفسششها :أي فشي الذن أو فششي اختيششار الشزوج
وليس المراد أنها أحق بنفسششها فششي العقششد كمششا يقششوله المخششالف كالحنفيششة .وورد أيضششا ل تنكحششوا
اليامي حتى تستأمروهن رواه الترمذي ،لكن يرد عليه أن اليم شششاملة للبكششر وللششثيب فل يكششون
نصا في المدعي إل أن يقال حتى تستأمروهن .أي وجوبشا فشي الشثيب ،ونشدبا فشي غيرهشا )قشوله:
بالغة( حال من الضمير في إذنها )قوله :فل تزوج الثيب الخ( مفهوم قوله بالغة) .وقوله :العاقلة(
خرجت المجنونة فيزوجها أبوها وجدها عند فقده قبل بلوغها للمصلحة) .وقوله :الحرة( خرجششت
القنة فيزوجها سيدها مطلقا ثيبا أو غيرها صغيرة أو كبيرة )قوله :حتى تبلغ( الولى إسششقاطه :إذ
قوله فل تزوج مفهوم قوله بالغة ،كما علمت) ،قوله :لعدم اعتبار إذنها( إذ شرط اعتبششاره البلششوغ
وهو مفقود .وإلى ذلك أشار ابن رسلن في زبده بقوله:
] [ 356
والب والجد لبكر أجبراوثيب زواجها تعذرا بل إذنها بعد البلوغ قد وجب) .قششوله :خلفششا
لبي حنيفة رضي ال عنه( أي في قوله بجشواز تشزوج الششثيب الصشغيرة )قشوله :وتصشدق المششرأة
البالغة في دعوى بكارة( أي قبل العقد أو بعده .بدليل التقييد بعد فششي دعششوى الثيوبششة بكونهششا قبششل
العقد والطلق هنا ،فإذا ادعت بعد العقشد أن أباهشا زوجهشا بغيشر إذنهشا وهشي بكششر ليصششح العقششد
وادعى الزوج أن أباها زوجها من غير إذنها وهي ثيب ليبطششل العقششد ،فالمصششدق هششي بل يميششن،
لن الصل بقاء البكارة وعدم إبطال النكاح ،أو ادعت قبل العقد أنها بكر فزوجها أبوها من غير
إذنها صح العقد )قوله :وفي ثيوبة قبل العقد( أي وتصدق في دعوى ثيوبة قبل عقد عليها بيمينها
ليسقط إجبار أبيها في تزويجها عن غير إذنها فل يجوز لبيها أن يزوجها بغير إذنها )قوله :وإن
لم الخ( غاية في تصديقها في دعوى الثيوبة بيمينها :أي تصششدق وإن لششم تششتزوج ولششم تششذكر سششببا
للثيوبة )قوله :فل تسئل( الولى ول تسئل بالواو بدل الفاء) .وقوله :عن السششبب( أي فششي الثيوبششة
ول يكشف عنها أيضا لنها أعلم بحالها )قوله :وخرج بقولي قبل عقششد( أي دعواهششا الثيوبششة قبششل
العقششد )قششوله :دعواهششا الثيوبششة( فاعششل خششرج .وقششوله بعششد أن يزوجهششا :الولششى زوجهششا ،بصششيغة
الماضي ،أي ادعت بعد التزوج أنها كانت قبلششه ثيبششا )قششوله :بظنششه بكششرا( أي زوجهششا الب وهششو
يظن أنها بكر .وخرج به مششا إذا زوجهششا بغيششر إذنهششا معتقششدا أنهششا ثيششب فالنكششاح مششن أصششله غيششر
صششحيح ،فل يحتششاج إلششى دعششوى ول جششواب )قششوله :فل تصششدق هششي( أي الزوجششة فششي دعواهششا
الحاصلة بعد النكاح للثيوبة )قوله :لما في تصديقها من إبطال النكششاح( أي والصششل عششدم إبطششاله
وهو علة لعدم تصششديقها )قششوله :مششع أن الصششل بقششاء البكششارة( أي الششتي ادعاهششا الب أو الششزوج
)قوله :بل ولو شهدت أربع نسوة( أي بعد العقد ،والضراب انتقالي) .وقوله :عنشد العقشد( متعلشق
بثبوبتها :أي شهدن بعد العقد أنها كانت ثيبا عنده فل تقبل شهادتهن) .وقوله :لم يبطل( أي النكاح
وهو جواب لو )قوله :لحتمال إزالتها( أي البكارة ،وهو تعليل لعدم بطلن النكاح بشهادتهن ،أي
وإنما لم يبطل بها لحتمال زوال البكارة من غيششر وطششئ ،وهششو ل يمنششع الجبششار فيكششون النكششاح
بغير إذنها صحيحا .وقوله نحششو إصششبع :أي كسششقطة أو حششدة حيششض كمششا تقششدم )قششوله :أو خلقششت
بدونها( أي ولحتمال أنها خلقت من غير بكارة ،والولى أن يقشول أو خلقهشا ،بصشيغة المصشدر،
عطفا علشى إزالتهشا )قشوله :يجشوز للب تزويشج صشغيرة الشخ( وعليشه فالتقييشد بشالبلوغ فشي قشوله
وتصدق المرأة البالغة ليس بشرط بالنسبة لدعوى البكارة .وفي الخطيب :ولششو وطئت البكششر فششي
قبلها ولم تزل بكارتها كأن كانت غوراء فهي كسائر البكار .اه .وفي البجيرمي عليه حادثة وقع
السؤال عنها وهي :أن بكرا وجدت حامل وكشف عليها القوابل فرأينها بكشرا .هشل يجشوز لوليهشا
أن يزوجها بالجبار مع كونها حامل أم ل ؟ فأجاب بأنه يجششوز لوليهششا تزويجهششا بالجبششار وهششي
حامل لحتمال أن شخصا حك ذكره على فرجها فأمنى ودخل منيه فششي فرجهشا فحملشت منشه مشن
غير زوال البكارة فهو غير محترم ،فيصح نكاحها في هذه الصورة مع وجشود الحمشل .واحتمشال
كونها زنت وأن البكارة عششادت والتحمششت فيششه إسششاءة ظششن بهششا .فعملنششا بالظششاهر )قششوله :ثششم بعششد
الصل( أي الب وأبيه وإن عل .وقوله عصبتها :أي تكون الولية لعصششبتها .وهششذا شششروع فششي
السبب الثاني من أسشباب الوليششة )قشوله :وهشو( أي العصششبة وذكشره باعتبششار الخشبر ،وهشذا بيشان
لضابط العصبة هنا )قوله :حاشية النسب( أي طرفه ،وفيه استعارة بالكناية حيث شبه النسب
] [ 357
بثوب له طرف ،وحذف المشبه به ورمز له بشششئ مششن لششوازمه وهششو حاشششية .وخششرج بششه
عصبتها من صلبها كابنها فل يزوج ابن أمه وإن علت لنه ل مشاركة بينه وبينها في السششب .إذ
ليس هناك رجل ينسبان إليه ،بل هو لبيه وهي لبيها فل يعتني بششدفع العششار عنششه .نعششم :إن كششان
ابنها ابن عم لها أو نحششو أخ بششوطئ شششبهة أو معتقششا لهششا أو قاضششيا زوج بششذلك السششبب ل بششالبنوة
)قوله :فيقدم الخ( أي أنه يقدم القرب فالقرب من العصششبات كششالرث ،فيقششدم أخ لبششوين لدلئه
بالب والم فهو أقوى من غيره )قوله :فأخ لب( أي ثم بعده يقدم أخ لب على غيره مششن سششائر
المنازل لدلئه بالب )قوله :فبنوهما كذلك( أي لبوين أو لب )قوله :فيقدم بنو الخ( مفرع على
قوله فبنوهما كذلك )قوله :فبعد ابن الخ( المناسششب لمششا قبلششه أن يقششول فبعششد بنششي الخششوة لبششوين
ولب .وقوله عم لبوين :أي أخو أبيها من الب والم .وقوله ثم لب :أي ثم عمها لب أي أخششو
أبيها من أبيه )قوله :ثم بنوهما كذلك( أي لبوين أو لب فيقششدم ابششن العششم لبششوين علششى ابششن العششم
لب .ومحله إن لم يكن ابن العم لب أخا لم وإل قدم على ابششن العششم لبششوين لنششه أقششوى لدلئه
بالجد وبالم والثاني يدلي بالجد والجدة )قوله :ثم عم الب( أي ثم بعد بني العمام يقدم عم أبيها.
وقوله ثم بنوه :أي بنو عم الب .وقوله كذلك :راجع لعم الب وبنيه :أي فيقششدم عشم أبيهشا الشششقيق
ثم لب ثم بنو عم أبيها الشقيق ثم لب )قوله :وهكذا( أي ثم عم الجد لبوين ثششم لب ثششم بنششوه ثششم
عم أبي الجد ثم بنوه كذلك ثم عم جد الجد ثم بنوه كذلك )قوله :ثم بعد فقد عصبة النسب من كششان
عصبة بولء( أي تكون الولية لمن كان عصبة بولء أي غير المعتقة فإنهششا وإن كششانت عاصششبة
إل أنها ل تلي النكاح )قوله :كششترتيب إرثهششم( أي عصششبة الششولء .وتقششدم فششي بششابه أنششه يقششدم ابششن
المعتق على أبيه وأخوه وابن أخيه على جده وعمه على أبي جده )قوله :فيقششدم معتششق( أي ذكششر،
كما علمت ،ولو شاركته أنثى )قوله :فعصباته( أي فبعد المعتششق عصششباته ،وذلششك لحششديث الششولء
لحمة كلحمة النسب وهي بضم اللم وفتحها الخلطة ،ولن العتق أخرجها من الرق إلى الحريششة،
فأشبه الب في إخراجه لها إلى الوجود )قوله :ثم معتق المعتق( أي ثم بعد فقشد عصشبات المعتشق
تكون الولية لمعتق المعتق )قوله :ثم عصباته( أي ثم بعد معتق المعتق تكششون الوليششة لعصششبات
معتق المعتق )قوله :وهكذا( أي ثم معتق معتق المعتق ثم عصششباته وهكششذا )قششوله :فيزوجششون أي
الولياء المذكورون( أي من جهة النسب ومن جهششة الششولء) .وقششوله :علششى ترتيششب وليتهششم( أي
السابق بيانه من تقديم الخ الشقيق على غيره وهكذا .ول يجوز أن ينتقل إلى المنزلة الثانيششة مششع
وجود الولى .فعلى هذا لو غاب الشقيق ل يزوج الذي لب بل السلطان ،كما سيأتي ،في كلمششه
)قوله :بالغة( مفعول يزوجون :أي فيزوج من بعد الصل مششن العصششبات بالغششة :أي عاقلششة حششرة
)قوله :ل صغيرة( أي ل يزوجون :صششغيرة ولششو بكششرا أو مجنونششة لشششتراط الذن وهششي ليسششت
أهل له )قوله :خلفششا لبششي حنيفششة رضششي الش عنششه( أي فششإنه جششوز للوليششاء المششذكورين تششزوج
الصغيرة )قوله :بإذن ثيب الخ( ل يخفى ما في عبارته هنا وفيمششا سششيأتي مششن الظهششار فششي مقششام
الضمار الموجب للركاكة ،فلو قال ويزوجشون بالغشة بإذنهششا إن كششانت ثيبششا بشوطئ وبصشمتها إن
كانت بكشرا لكشان أولشى وأخصشر .وقشوله نطقشا :أي إن كششانت ناطقشة ،وإل فإششارتها المفهمشة أو
كتابتها كافية في الذن ،كما تقدم ،وقوله لخبر الدارقطني السابق :أي وهو الثيب أحق بنفسها من
وليها ووجهه أنها لما مارست الرجال بقبلها زالت غباوتها وعرفت ما يضرها وما ينفعها )قوله:
ويجوز الخ( أي يصح الذن من الثيب بلفظ الوكالة لن المعنى فيهما واحد .وعبارة المغني :ولو
أذنت بلفظ التزويج أو التوكيل جاز على النص ،كما نقله في زيادة الروضة عن حكايششة صششاحب
البيان ،لن المعنى فيهما واحد ،وإن قشال الراقمشي الشذين لقينشاهم مشن الئمششة ل يعشدونه إذنششا لن
توكيل المرأة في النكاح باطل .اه )قوله :كوكلتك الخ( تمثيل للذن الحاصل بلفظ الوكالششة )قششوله:
ورضيت
] [ 358
الخ( ل يصح عطفه على وكلتك لنه تمثيششل لمششا هششو بلفششظ الوكالششة وهششذا ليششس كششذلك ول
عطفه على الوكالة لنه فعل لم يؤول بالمصدر وهو ل يصح عطفه علشى السششم المحشض ،فلعشل
في العبارة حذفا وهو بقولها رضيت .ثم رأيت فشي فتشح الجشواد التصشريح بشه وعبشارته :ويجشوز
بلفظ الوكالة ،وقوله رضيت اه .وقيد في التحفة والنهاية والمعنى الجواز بقولها رضيت الششخ بمششا
إذا كانوا يتفاوضون في ذكر النكاح .وعبارة الوليششن واللفششظ للثششاني :يكفششي قولهششا رضششيت بمششن
يرضاه أبي أو أمي أو بما يفعله أبي وهم في ذكر النكاح ،ل إن رضيت أمي أو بما تفعله مطلقا،
ول إن رضي أبي ،إل أن تريد به ما يفعله .اه .وقوله وهششم فششي ذكششر النكششاح .قششال الرشششيدي أي
وهم يتفاوضون في ذكر النكاح .اه) .وقوله :مطلقا( أي سواء كانوا في ذكر النكششاح أم ل .اه .ع
ش )قوله :ل بما تفعله أمي( أي ل يصح الذن بما تفعله أمششي :أي مطلقششا سششواء كششانوا فششي ذكششر
النكاح أم ل ،كما علمت )قوله :لنها ل تعتقد( علة لعششدم صششحة إذنهشا بقولهششا رضششيت بمششا تفعلشه
أمي :أي وإنما لم يصح لن الم ل تعقشد :أي ل تفعشل العقشد )قشوله :ول إن رضشي أبشي( أي ول
يجوز قولها رضيت إن رضي أبي قال في الروض وشششرحه إل أن تريششد بشه رضششيت بمششا يفعلشه
فيكفي .اه .ومثله في التحفة والنهاية .وقوله أو أمي :أي ول يكفي رضيت إن رضششيت بششه أمششي:
أي مطلقا سواء أرادت به ما ذكر أم ل )قوله :وبرضشيت فلنشا زوجشا( أي ويجشوز الذن بقولهشا
رضيت .وفي لتحفة ما نصه) .تنبيه( يعلم مما يششأتي أواخششر الفصششل التششي أن قولهششا رضششيت أن
أزوج أو رضيت فلنا زوجا متضمن للذن للولي فله أن يزوجهشا بل تجديشد اسشتئذان ،ويششترط
عدم رجوعها عنه قبل كمال العقد ،لكن ل يقبل قولها فيششه إل ببينششة .قششال السششنوي وغيششره :ولششو
أذنت له ثم عزل نفسه لم ينعزل كما اقتضاه كلمهم .أي لن وليته بالنص فلم يششؤثر فيهششا عزلششه
لنفسه ،وقيده بعضهم بما إذا قبل الذن وإل كششان رده أو عضششله إبطششال لشه فل يزوجهشا إل بشإذن
جديد .قيل وفيه نظششر ،أي لمششا ذكرتششه .اه) .وقشوله :لمششا ذكرتششه( أي مششن أن وليتششه بششالنص الششخ
)قوله :وكذا بأذنت( أي وكذا يصح الذن بأذنت له أن يعقد لي) .وقوله :وإن لم تششذكر نكاحششا( أي
بعد قولها يعقد لي .وقوله على ما بحث ،ويؤيده ما تقدم من أنه يكفي قولها رضيت بمششن يرضششاه
أبي أو أمي أو بما يفعله أبي كما نص عليه في التحفة )قوله :ولو قيل لهششا( أي قششال ولششي البالغششة
الثيب لها .وقوله أرضيت بالتزويج :أي أن أزوجك ولششو لششم يعيششن لهششا الششزوج وقششوله فقششالت :أي
المولية رضيت ،أي به ،وقوله كفى :أي قولها المششذكور فششي الذن )قششوله :وصششمت بكششر( بششالجر
عطف على بإذن :أي ويزوجون بالغة بصمت بكر ،أي سكوتها ،وقد علمت ما فيه .والمعنى :أن
السكوت يكفي في حقها إذا استؤذنت وإن لم تعلم أن سكوتها إذن .وكسكوتها :قولهششا لششم ل يجششوز
أن آذن ؟ جوابا لقوله لها أيجششوز أن أزوجششك ؟ أو تششأذنين ؟ لنششه يشششعر برضششاها) .وقششوله :ولششو
عتيقة( أي فإنه يكفي صمتها والغاية للرد على الزركشي حيث قال فششي ديبششاجه ل يكفششي سششكوت
العتيقة )قوله :استؤذنت( قيد في الكتفاء بالصششمت .وخششرج بششه صششمتها مششع عششدم اسششتئذانها بششأن
زوجت بحضورها فل يكفي )قوله :في كف ء وغيره( أي في تزويجها على كف ء وغير كف ء
ول يشترط معرفتها عينه )قوله :وإن بكششت( غايششة أيضششا فششي الكتفششاء بصششمتها :أي ويكفششي وإن
بكت عند الستئذان .وقوله لكن من غير صياح أو ضرب خد :أما إذا بكت مع صياح أو ضششرب
خد فل يكفي صششمتها ،لنششه يشششعر بعششدم رضششاها )قششوله :لخششبر الششخ( دليششل الكتفششاء بصششمتها إذا
اسششتؤذنت) .وقششوله :والبكششر تسششتأمر( أي تسششتأذن) .وقششوله :وإذنهششا سششكوتها( إذنهششا خششبر مقششدم
وسكوتها مبتدأ مؤخر ،والتقدير وسكوتها كإذنها ،ثم حذفت الكاف مبالغة في التشبيه وقدم المشششبه
به .هكذا يتعين .ول يصح أن يجعل إذنها مبتدأ وسكوتها خبرا ،لن السكون ليس إذنا حتى يجعل
خبرا عنه ،وإنما هو كششالذن .اه .بجيرمششي بتصششرف )قششوله :وخششرج بششثيب بششوطئ الششخ( الولششى
تقديمه على قوله وصمت بكر .وقوله مزالة البكارة بنحو إصبع:
] [ 359
أي كسقطة وحدة حيض ،كما تقدم )قوله :فحكمها( أي مزالة البكارة بنحو ما ذكششر )قشوله:
ويندب للب والجد استئذان البكشر البالغشة( أي ولشو سشكرانة .قشال فشي التحفشة :وعليشه ،أي نشدب
الستئذان ،حملوا خبر مسلم والبكر يستأمرها أبوها جمعا بينه وبين خبر الشدارقطني السششابق :أي
بناء على ثبوت قوله فيششه يزوجهشا أبوهشا الصششريح فششي الجبششار .اه) .قشوله :أمششا الصشغيرة الشخ(
محترز البالغة) .وقوله :فل إذن لهششا( أي فل إذن معتشبر منهششا حششتى أنشه ينشدب اسششتئذانها )قشوله:
وبحث ندبه( أي الستئذان في المميز .قال في التحفة :لطلق الخبر السابق ولن بعششض الئمششة
أوجبه ،ويسن أن ل يزوجها حينئذ إل لحاجة أو مصششلحة ،وأن يرسششل لمششوليته ثقششة ل تحتشششمها،
والم أولى ،ليعلم ما في نفسها .اه) .قوله :ولغيرهما الشهاد على الذن( أي وينششدب لغيششر الب
والجد الشهاد على الذن :أي إذن من يشترط إذنها وهي غير المجبرة .وكان الولى والخصششر
له أن يذكر هذا عند قوله فيما تقدم ل يشترط الشهاد على إذن معتبرة الذن بأن يقششول بعششده بششل
يندب ،كما نبهت عليه هناك) ،قوله :فرع( الولى فروع :إذ المذكور ثلثة :وهي قوله لششو أعتششق
جماعة الخ ،وقوله ولو أراد الخ ،وقوله ولو اجتمع الخ )قوله :لو أعتق جماعششة أمششة( المششراد بهششا
ما فوق الواحد فيصدق بالثنين فما فششوق )قششوله :اشششترط رضششا كلهششم( أي لن الششولء لهششم كلهششم
)قوله :فيوكلون الخ( أي أو يباشرون معا .وعبارة الششروض وشششرحه) :فششرع( وإن أعتقهششا اثنششان
اشترط رضاهما فيوكلن أو يوكل أحدهما الخر أو يباششران معشا لن كل منهمشا إنمشا يثبشت لشه
الولء على نصفها ،فكما يعتبر اجتماعهما على التزويج قبل العتق يعتششبر بعششده .اه) .قششوله :ولششو
أراد أحدهم( أي الجماعة )قششوله :زوجششه البششاقون مششع القاضششي( أمششا البششاقون فعششن أنفسششهم ،وأمششا
القاضي فعن المتزوج :إذ ليس له أن يزوج نفسه علشى مشوليته بنفسشه )قشوله :فشإن مشات جميعهشم
الخ( وإن مات أحدهم كفى موافقة أحد عصبته للخرين .ولو مات ول عصبة لششه اسششتقل البششاقون
بتزويجها .وقوله كفى رضا كل واحد من عصبة كل واحد :الولى حذف كل الولى لنهششا تششوهم
أنه ل بد من رضا كل واحد واحد من عصبة كل واحد مع أنه يكفي واحششد فقششط مششن عصششبة كششل
واحد )قوله :ولو اجتمع عدد من عصبات المعتق في درجة( أي كبنين أو أخششوة .وقششوله جششاز أن
يزوجها أحدهم برضاها) .تنبيه( لم يتعرض لما إذا اجتمع الولياء من النسب .وحاصل ذلك أنهم
إذا اجتمعوا في درجة واحدة كإخوة أشقاء أو لب أو أعمام كذلك فإن أذنت لكل منهم بانفراد فيششه
أو قالت أذنت في فلن فمن شاء منكم فليزوجني منه جششاز لكششل منهششم أن يزوجهششا .واسششتحب أن
يزوجها أفقههم بباب النكاح ،ثم أورعهم ،ثم أسنهم ،لكن برضششا البششاقين .فششإن أذنششت لواحششد منهششم
فقط فل يزوجها غيره إل وكالة عنه .ولو قالت لهم كلهم زوجوه اشترط اجتماعهم ،فششإن تشششاحوا
في صورة إذنها لكل واحد منهم وقال كل منهم أنا الذي أزوجها فششإن اتحششد الخششاطب أقششرع بينهششم
وجوبا للنزاع فمن خرجت قرعته منهششم زوج ،وإن تعشدد فمشن ترضشاه ،فششإن رضششيت الكششل أمشر
الحاكم بتزويجها من أصلحهم )قوله :ثم بعد فقد عصبة النسب والولء( أي فقدهم حسا أو شرعا.
وقوله قاض :أي تكون الولية له )قوله :لقوله )ص( الخ( دليل لكون الولية بعد فقششد المششذكورين
تثبت للقاضي )قوله :والمراد( أي بالسلطان من له ولية :أي عامة أو خاصة .وأتى بهذا لدفع ما
يقال إن الدليل لم يطابق المدعي إذ المدعي القاضي والذي في الدليل السلطان .وحاصل الدفع أن
المراد بالسلطان كل من له سلطنة وولية على
] [ 360
المششرأة عامشا كششان كالمشام أو خاصشا كالقاضششي والمتشولي لعقشود النكحشة أو هشذا النكششاح
بخصوصه )قوله :فيزوج الششخ( بيششان لشششروط تزويششج القاضششي ،وذكششر ثلثششة شششروط :أن يكششون
الزوج كفؤا ،وأن تكون المرأة بالغة ،وأن تكون في محل وليته )قوله :بكف ء( أي على كف ء.
فالباء بمعنى على .وقوله ل بغيره :أي ل على غير كف ء )قوله :بالغششة( مفعششول يششزوج .وقششوله
كائنة في محل وليته :أي القاضي وسواء كششان الششزوج فيششه أيضششا أم ل :بششأن وكششل الششزوج فعقششد
الحاكم مع وكيله ،فالعبرة بالمرأة) .وقوله :حالة العقد( الظرف متعلق بكائنة )قوله :ولششو مجتششازة
به( غاية لصحة تزويج القاضي من هي في محل وليته :أي يصح ذلك ولو كانت مارة في محل
وليته ل مقيمة فيه )قوله :وإن كان إذنها الخ( غاية ثانيششة لهششا أيضششا :أي يصششح ذلششك وإن كششانت
وقت الذن خارجة عن محل وليته لكنها بعد ذلك دخلششت فيششه وعقششد لهششا وهششي فيششه ،فششالعبرة أن
تكون في محل الولية وقت العقد سواء كان إذنها له فيششه أيضششا أم ل )قششوله :أمششا إذا كششانت الششخ(
مفهوم قوله كائنة في محل وليته الخ .وقوله حالته :أي العقد .وقوله فل يزوجهششا .أي فل يششزوج
القاضي من خرجت عن محل وليته لنه ليس له عليها ولية )قششوله :وإن أذنششت الششخ( غايششة فششي
عدم صحة تزويجه لها :أي ل يصح وإن أذنت له )قوله :قبل خروجها منه( أي من محشل وليتشه
)قوله :أو كان هو فيه( غاية ثانية له أيضا :أي ل يصح أن يزوج الخارجة عن محل وليتششه وإن
كان الخاطب فيه .وقوله لن الولية عليها ل تتعلق بالخاطب :علة لعدم صششحة تزويجششه إذا كششان
الخاطب في محل وليته :أي وإنما لم يصح ذلك لن الولية ل تتعلق بالخاطب وإنما تتعلششق بهششا
نفسها ،فالعبرة بها ،ل به )قوله :وخرج بالبالغة الخ( كان عليه أن يذكر مخرج القيششد الول وهششو
قوله بكف ء ،ولعله لم يذكره اتكال على ذكره في فصل الكفاءة .وقوله اليتيمة :أي الصغيرة ولو
مراهقة )قوله :فل يزوجها( أي اليتيمة) .وقوله :ولو حنفيا( أي ولشو كشان القاضشي حنفيشا فشإنه ل
يجوز له أن يزوجها ،لكن بالشرط الذي ذكره وهو إن لم يأذن له السلطان الحنفي فيه ،ومفهششومه
أنه إذا أذن له السلطان الحنفي فيه صح تزويج القاضشي لهشا )قشوله :وتصشدق المشرأة فشي دعشوى
البلوغ بحيض أو إمناء( محله إن أمكن ذلك منها بأن بلغت تسع سنين) .وقوله :بل يمين( متعلششق
بتصدق )قوله :إذ ل يعرف( أي البلوغ بالحيض أو المناء إل منها نفسششها ،وهششو علششة لتصششديقها
في دعواها ما ذكر بل يمين )قوله :ل في دعوى الخ( أي ل تصششدق فششي دعششوي البلششوغ بالسششن،
وهو خمس عشرة سنة ،إل ببينة ،وهي رجلن ،وتقدم في باب القرار أنششه إن شششهد أربششع نسششوة
بولدتها يوم كذا قبلن ويثبت بهششن السششن تبعششا) .وقششوله :خششبيرة( أي بسششنها) .وقششوله :تششذكر عششدد
السنين( هذا قيد في ثبوت البلوغ بالسن ،أي أنه ل يثبشت إل إن ذكششرت البينششة عشدد السششنين الشذي
يحصل به البلوغ ،وهو خمسة عشرة سنة) ،قوله :وعدم وليها( الجملة مشن الفعشل ونشائب الفاعشل
في محل نصب صفة لبالغة ،ول حاجة إلى هشذا بعشد قشوله فيشزوج الشخ المفشرع علشى مشا إذا فقشد
عصبة النسب والولء) .وقوله :أو غاب( أي أقرب أوليائها الخ ،وهو معطوف على عدم وليهششا،
فيفيد حينئذ أنه مفرع على ما قبله وهو ل يصح ،وذلك لن موضوع الكلم السابق ،كما علمششت،
في فقد الولي مطلقا ،وهذه المواضع موجود فيها الولي ،لكن تعذر فيها تزويجشه بسشبب غيبتشه أو
عضله أو احرامه الخ ،فناب الحاكم منابه في التزويج بسبب ذلك ،فكششان الولششى أن يفصششله عمششا
قبله كأن يقول :وكذا يششزوج القاضششي فيمششا إذا غششاب القششرب الششخ .ويكششون شششروعا فششي مواضششع
مستقلة زيادة على ما تقدم يزوج فيها الحاكم .تأمل .وقد نظن بعضهم هذه المواضششع الششتي يششزوج
فيها الحاكم مطلقا في قوله :ويزوج الحاكم في صور أتت منظومة تحكي عقود جواهر
] [ 361
عدم الولي وفقده ونكششاحه وكششذاك غيبتششه مسششافة قاصششر وكششذاك إغمششاء وحبششس مششانع أمششة
لمحجور توالي القادر إحرامششه وتعششزز مششع عضششله إسششلم أم الفششرع وهششي لكششافر )وزاد بعضششهم
عليها( .تزويج من جنت ولم يكن مجبر بعد البلوغ فضم ذاك وبادر )وقوله :عدم الولي( أي بششأن
لم يكن لها ولي أصل) .وقوله :وفقده( أي بأن فقد ،أي غاب ولم يدر مششوته ول حيششاته ول محلششه
بشرط أن ل يحكم بموته حاكم ،فإن حكم بموته انتقلت للبعد .وقوله ونكاحه :أي لنفسه بششأن أراد
أن يتزوأ بنت عمه ولم يوجد من يساويه في الدرجة فإن الحاكم يزوجها له .وقوله مسافة قاصر:
مثلهششا مششا إذا كششان دون مسششافة القصششر وتعششذر الوصششول إليششه .وقششوله وكششذاك إغمششاء :ضششعيف،
والمعتمد أنه ينتظر ثلثة أيام ،فإن لم يفق انتقلت الولية للبعد ول يزوجها الحاكم أصل .وقششوله
وحبس مانع :أي من الجتماع عليه .وقوله أمة لمحجور :أي حجر سفه بششأن بلششغ غيششر رشششيد أو
بذر بعد رشده ثم حجر عليه لنه لنقصه ل يلي أمر نفسه فل يلي أمر غيره ،بخلف حجر الفلس
فل يمنع الولية لكمال نظره ،والحجر عليه لحق الغرماء ل لنقص فيه .وقوله توارى القادر :أي
اختفاؤه .والقادر يحتمل أنه تكملة للبيت ،ويحتمل أنششه احششتراز عششن المكششره .وقششوله إحرامششه :أي
بالحج أو العمرة أو بهما .وقوله وتعزز :أي تغلب بأن يمتنع من غير تششوار معتمششدا علششى الغلبششة.
فالفرق بين التواري والتعزز :أن التواري المتناع مع الختفاء ،والتعششزز المتنششاع مششع الظهششور
والقوة .وقوله مع عضله :أي عضل ل يفسق به بأن غلبشت طاعششاته علششي معاصشيه ،وإل فتنتقششل
للبعد بناء على منع ولية الفاسق .وقوله إسلم أم الفرع :أي أم الولد يعني إذا استولد الكافر أمة
ثم أسلمت فإنه يزوجها الحاكم .وقوله ولم يك مجبر :فإن كان هناك مجبر زوجها هو ،ل الحاكم،
هذا حاصل ما يتعلق بشرح البيات المذكورة .وقششد ذكششر معظششم ذلششك المؤلششف رحمششه الش تعششالى
)قوله :أو غاب( فاعله ضمير مستتر يعود على وليها .وقوله بعد :أي أقرب أوليائها تفسير مششراد
له ،ول يقال إن الفاعل محذوف وأن هذا تقديره لنا نقششول ليششس هششذا مششن المواضششع الششتي يجششوز
حذف الفاعل فيها ،وفائدة هذا التفسير بيان أنه إذا غاب القرب ل تنتقل الولية للبعد بل للحاكم
)قوله :مرحلتين( منصوب بإسقاط الخافض :أي إلى مرحلتين .والمراد إلى مسافة مقدارها بسششير
الثقال مرحلتان ،وهذه هي مسافة القصر )قوله :وليشس لشه الشخ( الجملشة حاليشة :أي والحشال أنشه
ليس لهذا الغائب وكيل حاضر هي التزويج ،فإن كان له وكيل حاضششر قششدم علششى السششلطان علششى
المنقول المعتمد ،خلفا للبلقيني )قوله :وتصدق المرأة في دعشوى غيبششة الشولي( قششال سششم :أي بل
يمين ،ثم قال في الروض وشرحه :وهل يحلفها وجوبا على أنها لم تأذن للغائب إن كششان ممششن ل
يزوج إل بإذن وعلى أنه لم يزوجها في الغيبة ؟ وجهان .اه .والوجه الوجوب في الصورتين .م
ر .اه )قوله :وخلوها الخ( معطوف على غيبة الولي :أي وتصدق أيضا فششي دعششوى خلوهششا مششن
النكاح ومن العدة :أي ومن سائر موانع النكاح كالحرام والمحرمية وسيصرح بهذه المسششألة فششي
المتن )قوله :وإن لم تقم بينة بذلك( غاية في تصديقها في دعواها ما ذكر :أي تصدق مطلقا سواء
أقامت بينة على ما ادعته أم ل .قال فششي المغنششي :لن العقششود يرجششع فيهششا إلششى قششوله أربابهششا .اه
)قوله :ويسن طلب بينة بذلك( أي بما ادعتششه .وقششوله منهششا :أي المششرأة ،وهششو متعلششق بطلششب :أي
طلبها منها .وعبارة المغني :وتستحب إقامة البينة بذلك ول يقبل فيها الششهاد مطلشع علشى بشاطن
أحوالها .اه .وقال في التحفة :فإن ألحت في الطلب بل بينة ول يمين أجيبششت علششى الوجششه ،وإن
رأى القاضي التأخير لما يترتب عليه حينئذ من المفاسد التي ل تتدارك .اه )قوله :وإل فتحليفهششا(
أي وإل تأت بالبينة بعد الطلب فيسن تحليفها ،ويدل على ذلك عبارة الروض ونصششها :ويسششتحب
تحليفها على ذلك :أي على غيبة وليها
] [ 362
وخروجها عن النكاح والعدة .اه .وكتب الرشيدي على قول النهاية وإل فتحليفها ما نصه:
هذا ل حاجة إليه مع قوله وتصدق في غيبة وليها ،إذ من المعلوم أن تصديقها إنما يكون بششاليمين
على أنه ل يخفى ما في تعبيره بقوله وإل من اليهام .اه .وقوله إذ من المعلوم الخ :فيه نظر لمششا
تقدم عن سم من أنها تصدق بل يمين .وكتششب ع ش مشا نصشه :وقشوله وإل أي بششأن لشم تقششم بينششة.
وقوله فتحليفها :أي وجوبا .اه .وفي قوله وجوبا نظر أيضشا لمشا تقشدم عشن الشروض )قشوله :ولشو
زوجها( أي القاضي .وقوله لغيبة الولي :أي لجل أن وليها الخاص غششائب .والمششراد غششائب إلششى
مسافة القصر بدعواها مثل وقوله فبان :أي وليها بعد النكاح وقوله أنه قريب مششن بلششد العقششد :أي
أنه كان في دون مسافة القصر ،ول بد من تقييده ،أخذا مما بعد بكششونه لششم يتعششذر الوصششول إليششه،
وإل كان حكمه حكم من كان في مسافة القصر )قوله :لم ينعقد( أي النكاح .وقوله إن ثبت قربششه:
أي ببينة )قوله :فل يقدح في صحة الخ( أي فل يؤثر في صحته مجرد قوله كنت قريبا من غيششر
أن يأتي ببينة على قوله المذكور )قوله :خلفا لما نقله الزركشي والشيخ زكريا( أي من أنه يقدح
قوله المذكور في الصحة ولو لم يأت ببينة .وعبارة الروض وشرحه :فإن زوجت في غيبته فبان
الولي قريبا من البلد عند العقد ولو بقوله ،كما يؤخذ من كلم نقله الزركشي عن فتششاوى البغششوي،
لم ينعقد نكاحها لن تزويج الحاكم ل يصشح مشع وجشود الشولي الخشاص .اه )قشوله :أو غشاب إلشى
دونهما( معطوف على قوله أو غاب مرحلتين ومقابل له :أي أو لم يغب إلى مرحلششتين بششل غششاب
إلى دونهما لكن تعذر الوصول إليه فللقاضششي أن يزوجهششا عنششد غيبتششه حينئذ .وخششرج بقششوله لكششن
تعذر الوصول إليه ما إذا لم يتعذر فل يزوج إل بإذنه كما لو كان مقيما .وعبارة شرح الششروض:
أما ما دون مسافة القصر فل يزوج حتى يرجع الولي فيحضر أو يوكل كما لو كان مقيمششا .نعششم:
لو تعذر الوصول إليه لفتنة أو خوف ففي الجيلششي أن لششه أن يششزوج بل مراجعششة فششي الصششح .اه
)قوله :لخوف في الطريق( متعلق بتعذر ،واللم تعليليششة :أي أو تعششذر لجششل خششوف حاصششل فششي
الطريق .وفي شرح الروض :قال الذرعي والظاهر أنششه لشو كششان فشي البلشد فشي سششجن السشلطان
وتعذر الوصول إليه أن القاضي يزوج .اه .وقوله مششن القتششل الشخ :بيشان للخشوف )قشوله :أو فقششد(
معطوف على عدم وليها لن هذا نوع ثالث ،وأما الذي قبله فهو مششن تتمششة النششوع الثششاني ،ولششذلك
عطفته عليه .وقوله أي الولي :المناسب أن يقشول كسشابقه ،أي أقشرب الوليشاء ،ومثلشه يقشال فيمشا
بعده) .وقوله :بأن لم يعرف الخ( تصوير للفقد ،وهذا هو الفارق بينه وبيششن العششدم فششي قششوله عششدم
وليها .وحاصل الفرق أن المعدوم هو الذي عرف عدمه ،والمفقود هو الذي لم يعششرف عششدمه ول
حياته) .وقوله :بعد غيبة الخ( متعلق بيعرف المنفي )قوله :هذا( أي ما ذكر مششن تزويشج القاضششي
عند فقد الولي إن لم يحكم بموته حاكم .،فإن حكم به انتقلت الوليشة للبعشد ول يزوجهشا القاضشي
)قوله :أو عضل الولي الخ( معطوف على عدم وليها أيضششا .وعبششارة التحفششة مششع الصششل :وكششذا
يزوج السلطان إذا عضل القريب أو المعتق أو عصششبته إجماعششا ،لكششن بعششد ثبششوت العضششل عنششده
بامتناعه منه أو سكوته بحضرته بعد أمره بششه والخششاطب والمششرأة حاضششران أو وكيلهمششا أو بينششة
عند تعززه أو تواريه .نعم :إن فسق بعضله لتكرره منه مع عدم غلبة طاعششاته علششى معاصششيه أو
قلنا بما قاله جمع إنششه كششبيرة زوج البعششد ،وإل فل :لن العضششل صششغيرة وإفتششاء المصششنف بششأنه
كبيرة بإجماع المسلمين مراده أنه عند عششدم تلششك الغلبششة فششي حكمهششا لتصششريحه هششو وغيششره بششأنه
صغيرة .اه .وقششوله لتكششرره منششه :قششال فششي الششروض :ول يفسششق إل إذا تكششرر ثلث مششرات .اه.
)قوله :ولو مجبرا( غاية في الولي :أي ل فرق فيه بيششن أن يكششون مجششبرا أو ل )قششوله :أي منششع(
تفسير لعضل )قوله :مكلفة( مفعول عضل ،وهو قيد أول .وقوله أي بالغة عاقلة :تفسير
] [ 363
للمكلفة .وقوله دعت :أي طلبت المكلفة ،وهو قيد ثان .وقوله إلى تزويجها :متعلق بدعت.
وقوله من كف ء :متعلق بتزويجها ،وهو قيد ثالث .وبقي من القيود أن يكون الكف ء معينا ،وأن
يثبت عضله عند القاضي ،كما تقدم ،إما بامتناعه من التزويج بعد أمر القاضي له أو ببينششة تشششهد
بعضله ،فإذا فقد واحد من هذه القيود ل يكون عاضل ،فل يجوز للقاضي أن يزوجها )قوله :ولو
بدون مهر مثل( أي يحصل العضل بطلبها التزويج على كف ء ولو بدون مهر المثل ،وذلشك لن
المهر لها ل له ،فإذا رضيت به لم يكن لعضله عذر )قوله :من تزويجها( متعلششق بعضششل .وقششوله
به :أي بالكف ء ،والباء بمعنى على :أي عضششلها مششن التزويششج علششى كششف ء )قششوله :فششروع( أي
خمسة :الول قوله ل يزوج القاضي الخ ،الثاني قوله ول يزوج غير المجبر الخ الثالث قوله ولو
ثبت توارى الخ ،الرابع قوله وكذا يزوج الخ ،الخامس قوله وإنما يششزوج للقاضششي الششخ )قششوله :ل
يزوج الخ( يعني لو عينت للولي المجبر كفؤا وهو عين لها كفؤا آخر غير كفئها ل يكون عاضل
بذلك فل يزوجها القاضي بل تبقى الولية له ،وذلك لن نظره أعلى من نظرها ،فقد يكون معينه
أصلح لها من معينها .وقششوله وقششد عيششن هششو :أي المجششبر .وقششوله وإن كششان معينششه :بصششيغة اسششم
المفعول ،وهو غاية لعدم تزويج القاضي حينئذ :أي ل يزوج القاضششي حينئذ وإن كششان مششن عينششه
المجبر أقل في الكفاءة بمن عينته هي لنه ل يكون عاضل بذلك )قوله :ول يزوج غير المجششبر(
أي موليته .وقوله ولو أبا أو جدا :غاية لغير المجبر .وقوله بأن كششانت ثيبششا :تصششوير لكشون الب
أو الجد غير مجبر .وقوله إل ممن عينته :متعلششق بيششزوج ،والسششتثناء ملغششى :أي ل يزوجهششا إل
على من عينته .وذلك لن أصل تزويجها متوقف على إذنها ،فإذا عينت له شخصا تعيششن )قششوله:
وإل( أي وإن لم يزوجها على من عينته سواء أراد تزويجها على غيره أم لم يشرد أصشل .وقشوله
كان عاضل :جواب إن المدغمشة فششي ل ،وحينئذ يزوجهشا القاضششي )قشوله :ولشو ثبشت( أي ببينششة.
وقوله توارى الولي أو تعززه :في حاشية الباجوري التواري :الهرب والتعششزز :كششأن يقششول عنششد
طلب التزويج منه أزوجها غدا ،وهكذا فكلما يسئل في ذلك يوعد .اه .وتقدم فششرق غيششر هششذا فششي
شرح البيات المار )قوله :زوجها الحاكم( جواب لو .والمناسب لسابقه ولحقه أن يقول القاضششي
)قوله :وكذا يزوج القاضي الخ( أي ومثل كونه يزوج فيما إذا ثبت التواري أو التعزز يششزوج إذا
أحششرم الششولي :أي بحششج أو عمششرة أو بهمششا معششا صششحيحا كششان إحرامششه أو فاسششدا )قششوله :أو أراد
نكاحها( أي وكذا يزوج القاضي إذا أراد الولي أن يتزوج بمششوليته ،لكششن بشششرط أن ل يكششون لهششا
ولي مساو له في الدرجة غيره بدليل المثال بعد .فإن كششان لهششا ولششي غيششره كششذلك فششإنه هشو الششذي
يزوجها ل القاضي )قوله :كابن عم( أي أراد أن يتزوج على بنت عمشه .وقششوله فقششد مشن يسششاويه
في الدرجة :فإن لم يفقد كأن كان لها ابنا عم متساويان في الدرجشة وأراد أحشدهما أن يشتزوج بهشا
فإن الخر هو الذي يزوجها ل القاضي ،كما علمت ،وقوله ومعتق :معطوف علششى ابششن عششم :أي
وكمعتق أراد أن يتزوج على عتيقته فإن القاضي هو الذي يزوجها عليه وتقدم في الشرح أنه لششو
أعتق جماعة أمة وأراد واحد منهم أن يتزوج بهشا فشإنه يزوجهششا القاضششي مششع البششاقين )قشوله :فل
يزوج البعد الخ( هذا تصريح بما علم من قشوله فيشزوج القاضششي الشخ :إذ يعلشم منشه أنشه إذا كششان
هناك ولي أبعد ل تنتقل الولية له بل للقاضي .وقوله في الصور المذكورة :أي في الفروع وفيما
قبلها غير الصورة الولى ،أعني صورة عدم الولي ،لنشه ل يتصشور فيهشا وجشود ولشي أبعشد ،إذ
المراد فيها عدم الولياء مطلقا )قوله :لبقاء القرب على وليته( تعليل لكششون القاضششي هششو الششذي
يزوج في الصور المذكورة ل البعد :أي وإنما زوج القاضي ل البعد لكون القششرب باقيششا علششى
وليته بدليل أنه في صورة الغيبة لو رجع هو الذي يزوج ،وكذلك في صورة العضل والحرام،
والبعد إنما يزوج إذا لم تكن الولية ثابتة للقرب بأن كان رقيقا أو صبيا أو مجنونا.
] [ 364
)والحاصل( أن الولي القرب في صورة الغيبة ومشا بعشدها بشاق علشى وليتشه إل أنشه لمشا
تعذر التزويج بسبب الغيبة ونحوها ناب عنه القاضي ،والبعد إنما يزوج عند انتفششاء الوليششة مششن
القرب) .واعلم( أنه اختلف في المام :هل يزوج بالولية أو بالنيابششة الشششرعية ؟ علششى وجهيششن.
وذكر في فتح الجواد أن فروعا تقتضي أن تزويج السلطان بالولية العامة ،وفروعا أخر تقتضي
أنه بالنيابة الشرعية ،وأن الذي يتجه أنه في نحو الغيبة بنيابة اقتضتها الولية ،وعند عششدم الششولي
يزوج بالولية .اه )قوله :وإنمشا يشزوج للقاضشي( اللم زائدة ،وكشان الولشى إسشقاطها .وقشوله أو
طفله :لو قال أو محجوره لكان أولششى ليشششمل المجنششون .وقششوله إذا أراد نكششاح الششخ :أي لنفسششه أو
لمحجوره ليطابق ما قبله) .وقوله :مشن ليششس لهشا ولششي( أي خشاص) .وقشوله :قشاض آخشر( فاعششل
يزوج) .وقوله :بمحل وليته( الجار والمجرور متعلششق بمحششذوف صششفة ثانيششة لقششاض :أي قششاض
آخر كائن بمحل ولية القاضششي المشتزوج ،والمششراد أن للقاضشي الخششر وليشة علشى محششل وليشة
القاضششي المششتزوج بششأن يكششون لششذلك المحششل قاضششيان لجششواز تعششدد القاضششي فششي بلششدة ،فششإذا أراد
القاضيين أن يتزوج بمن ليس لها ولي خششاص زوجششه الخششر عليهششا كششابني العششم المتسششاويين فششي
الدرجة )قوله :إذا كانت المرأة في عمله( الضمير يعود علي القاضي الخر ،وهو بيان لقيد ثان،
وهو أنه ل بد في المرأة أن تكون في محل عمل القاضي الخر لجل أن تكون لشه وليشة عليهشا.
وهذا القيد يغني عن القيد الول ،أعني قوله بمحل وليته ،وذلك لنه يلششزم مششن كونهششا فششي محششل
عمل القاضي الخششر أن يكششون هششو فششي محششل عمششل القاضششي المششتزوج :إذ الفششرض أن للقاضششي
المتزوج ولية عليها ،ولذلك لم يذكره في التحفة ونصها مع الصل :فلو أراد القاضي نكششاح مششن
ل ولي لها غيره لنفسه أو لمحجوره زوجه من هي في عمله سواء من فوقه من الولة ومششن هششو
مثله أو خليفته لن حكمه نافذ عليه .وإن أراده المام العظم زوجشه خليفتشه .اه )قشوله :أو نشائب
القاضي( معطوف على قاض آخر :أي أو يزوجه نائبه .وقوله أو طفله .معطوف علششى الضششمير
المستتر في يتزوج لوجود الفصل بالضمير المنفصل .قال في الخلصة :وإن علششى ضششمير رفششع
متصل عطفت فافصل بالضمير المنفصل )قوله :ثم إن لم يوجد ولششي ممششن مشر( أي مششن الصشل
وعصبة النسب وعصبة الولء والقاضششي .وصششريح هششذا يفيششد أن المحكششم ل يششزوج إل عنششد فقششد
الجميع حتى القاضي ،وإذ كان كذلك فل يلئم تفصيله التي ،أعني قوله وإن لششم يكششن مجتهششد إذا
لم يكن ثم قاض ،وإل اشترط أن يكون المحكم مجتهدا فإنه يقتضي عدم اشتراط فقد القاضششي فششي
تزويج المحكم ،وتفصششيله المششذكور هششو الموافششق لصششريح عبششارة التحفششة المششار نقلهششا علششى قششول
الشارح ،فل تزوج امرأة نفسها ،وحينئذ فكان الولى للمؤلششف أن يعششبر بعبششارة موافقششة لمششا ذكششر
)قوله :فيزوجها محكم( بصيغة اسم المفعول .قال في التحفة :وهل يتقيد ذلك بكون المفوض إليششه
في محلها كما يتقيد القاضي بمحل وليته ،أو يفرق بأن ولية القاضي مقيششدة بمحششل فلششم يجششاوزه
بخلف ولية هذا فإن مناطها إذنها له بشرطه فحيث وجد زوجها وإن بعد محلها ؟ كششل محتمششل.
والثاني أقرب اه .وفي البجيرمي :فإن لم يوجد أحد تحكمه أمرها وخششافت الزنششا زوجششت نفسششها،
لكن بشرط أن يكون بينها وبين الولي مسافة القصر .ثششم إذا رجعششا للعمششران ووجششد النششاس جششددا
العقد إن لم يكونا قلدا من يقول بذلك .اه) .قوله :عدل( خششرج بششه غيششره فل يصششح تزويجششه لنششه
غير أهل للتحكيم .وقوله حر :خرج به غيره فل يصح منه ذلك لشذلك )قشوله :ولتشه( أي فوضشته.
وقوله مع خاطبها :إنما قيد بذلك لن حكم المحكم ل يفيد إل برضششاهما بششه معششا ول بششد أن يكششون
لفظا فل يكفي السكوت .نعم يكفي سكوت البكر إذا استئذنت في التحكيششم .وقششوله أمرهششا :مفعششول
ثان لولت ،وفي العبارة حذف :أي ووله الخاطب أمره لن المرأة تفوضه أمر نفسششها والخششاطب
كذلك يفوضه أمر نفسه )قوله :ليزوجها منه( هذه العلة عين
] [ 365
المششر المفششوض إلششى المحكششم :إذ هششو التزويششج ،وإذا كششان كششذلك فينحششل المعنششى ولتششه أن
يزوجها ليزوجها ،ول يخفى ما في ذلك من الركاكة ،فالولى حينئذ إسقاطها )قوله :وإن لششم يكششن
مجتهدا( غاية لقوله فيزوجها محكم عدل :أي يزوجها ذلك المحكم وإن لم يكن مجتهدا .وقوله إذا
لم يكن الخ :قيد في جواز تزويج المحكم مطلقا وإن كان ليس بمجتهد :أي محل جواز ذلك مطلقشا
إذا لم يوجد ثم أي في المحل الذي حكما المحكم فيششه قششاض) .والحاصششل( يجششوز تحكيششم المجتهششد
مطلقا سواء وجد حاكم ولو مجتهدا أم ل ،وتحكيم العدل غير المجتهششد بشششرط أن ل يكششون هنششاك
قاض ولو غير أهل :سواء وجد مجتهد أم ل )قوله :وإل( أي بأن كان ثششم قششاض ولششو غيششر أهششل.
وقوله فيشترط :أي في صحة تزويجه أن يكون المحكم مجتهدا )قوله :نعششم إن كششان الحششاكم الششخ(
استدراك على اشتراط كون المحكم مجتهدا إذا وجد قاض )قشوله :فيتجششه أن لهشا أن تشولي عششدل(
أي غير مجتهد .وقششوله مششع وجششوده :أي الحششاكم المششذكور )قششوله :وإن سششلمنا أنششه( أي الحششاكم ل
ينعزل بذلك :أي بأخذه الدراهم )قوله :بأن علم موليه( تصوير لعششدم انعزالششه مششع أخششذه الششدراهم،
فإن لم يعلم منه ذلك حال التولية انعزل بأخشذه الشدراهم لنشه مفسشق ،وذلشك لمشا سشيأتي فشي بشاب
القضاء من أنه إذا ولى سلطان غير أهل للقضاء مع علمه بفسقه نفذت تششوليته وقضششاؤه وإل بششأن
ظن عدالته ولو علم فسقه لم يوله فل )قوله :ولو وطئ في نكاح الخ( المناسب ذكر هذا عند قوله
فيما تقدم فل تزوج امرأة نفسها ول بناتها ،خلفا لبي حنيفة رضي ال عنششه ،وقششد قششدمت الكلم
عليه هناك )قوله :بل ولي( أي ول محكم أيضا كما هششو ظششاهر )قششوله :كششأن زوجششت نفسششها( أي
بحضرة شاهدين عند ابن حجر ،ومثله لو زوجت نفسها بل حضرة شاهدين عند م ر )قوله :ولششم
يحكم حاكم بصحته( أي النكاح ،فإن حكم بها وجب المسمى ول تعزير .وقوله ول ببطلنه :فششإن
حكم به فالوطئ زنا فيه الحد ،ل المهر )قوله :لزمه( جواب لو .وقوله مهر المثل :أي مهششر مثششل
بكر إن كانت بكرا وإن لم يجب أرش البكارة أخذا من قوله في الروض وشرحه في البيع الفاسششد
وحيث ل حد يجب المهر ،فإن كان بكششرا فمهششر للتمتششع بهششا ،وقياسششا علششى النكششاح الفاسششد وأرش
البكارة لتلفها ،بخلفة في النكشاح الفاسشد لن فاسشد كشل عقشد كصشحيحه فشي الضشمان وعشدمه،
وأرش البكارة مضمون في صحيح البيع دون صحيح النكاح الخ .اه .سششم )قششوله :لفسششاد النكششاح(
أي ولخبر :أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل ،ثلثا ،فإن دخل بهششا فلهششا المهششر بمششا
استحل من فرجها ،فإن تشاجروا فالسلطان ولي من ل ولي له رواه الترمذي وحسنه وابن حبششان
والحاكم وصححه )قوله :ويعزر به معتقششد تحريمششه( أي لرتكششابه محرمششا ل حششد فيششه ول كفششارة
)قوله :ويسششقط عنششه الحششد( أي لشششبهة اختلف العلمششاء )قشوله :ويجششوز لقششاض الشخ( مثلششه الشولي
الحاضر ،ولكن ل يشترط فيه ما اشترط في القاضي إذا عرف لها زوجا معينا) .والحاصشل( أنشه
لو ادعت المرأة أنها خلية عن النكاح والعدة ولم تعين الزوج قبل قولها وجاز للولي اعتماد قولها
سواء كان خاصا أو عاما ،بخلف ما لو قالت كنت زوجة لفلن وعينته وقد طلقني أو مات فششإنه
ل يقبل قولها بالنسبة إلى الولي العام إل بإثبششات ،بخلف الخششاص فششإنه يقبششل قولهششا بالنسششبة إليششه
مطلقا .والقرق بينهما أن الول نائب الغائبين ونحوهم فينوب عششن المعيششن ويحتششاج إلششى الثبششات
لئل يفوت حقه ،بخلف الثاني )قوله :أو طلقني الخ( أي أو قالت طلقني زوجي واعتددت )قششوله:
ما لم يعرف( أي القاضي .وقوله لها :أي للمرأة المدعية ما ذكر .وقوله زوجششا معينششا :أي باسششمه
أو شخصه ،كما سيصرح به فيما بعد )قشوله :وإل الشخ( مفهشوم القيششد .وقشوله أي وإن عششرف لهششا
زوجا :أي بنفسه بدليل قوله
] [ 366
بعد أو عينته )قوله :باسمه( متعلق بعرف :أي عرفه باسمه وإن لم يعرف شخصه .وقوله
أو شخصه :أي ذاته وإن لم يعرف اسمه .وقوله أو عينته :أي باسم العلم :كأن قششالت لششه إن فلنششا
كان زوجي وقد طلقني ،أو باسم الشارة :كأن قالت هذا زوجي وقششد طلقنششي )قششوله :شششرط الششخ(
جواب إن المدغمة في ل .وقوله في صحة تزويج الحشاكم :الولشى تزويجشه ،إذ المقشام للضشمار
)قوله :دون الولي الخاص( سيأتي محترزه )قوله :إثبات( أي ببينة .وقوله بنحو طلق أو مششوت:
الباء سببية متعلقة بفراق ،أي فراقه بسبب طلق أو موت ونحوهمششا كالفسششخ )قششوله :سششواء الششخ(
تعميم في اشتراط إثبات الفرقششة ،أي يشششترط إثباتهششا ببينششة مطلقششا سششواء أغششاب الششزوج أم حضششر
)قوله :وإنما فرقوا بين المعين( أي حيث اشترط إثبات فراقه بالنسبة للحششاكم .وقششوله وغيششره ،أي
وبين غير المعين حيث لم يشترط فيه ذلك مطلقا .وقوله مع أن المدار العلششم بسششبق الزوجيششة ،أي
علم الحاكم به .وقوله أو بعدمه ،أي عدم العلم بسششبق الزوجيششة .وقشوله حششتى يعمششل بالصششل ،أي
فيعمل .فحتى تفريعية والفعل مرفوع ،أي فحقهم إذا كان المدار على ما ذكر أن يعملششوا بالصششل
في كل ول يفرقوا بين المعين وغيره .والصل فيما إذا علم بسبق الزوجية بقاؤها حتى يثبششت مششا
يرفعها سواء كان الزوج معينا أو ل ،والصل فيما إذا لم يعلم بسبق الزوجية وعدمها )قوله :لن
القاضي الخ( هذا وجه الفرق ،فهو علة لفرقششوا .وقششوله تأكششد لششه ،أي للقاضششي وهششو جششواب لمششا.
وقوله الحتياط ،أي في تزويجها )قششوله :والعمششل الششخ( أي وتأكششد لششه العمششل بالصششل وهششو بقششاء
الزوجية )قشوله :فاششترط( أي لصشحة تزويشج القاضشي .وقشوله الثبشوت :أي الثبشات ،أي إثباتهشا
الفراق لمخالفته الصل )قوله :ولنها الخ( عطف على قوله لن القاضي )قوله :باسششم العلششم( أي
باسمه الذي هو علم عليه ،فالعلم ،بفتحتين ،والضافة للبيان )قشوله :كأنهششا ادعششت عليشه( أي بششأنه
فارقها )قوله :بل صرحوا بأنها دعوى( أي حقيقة والضششراب انتقششالي )قشوله :فل بششد مشن إثبششات
ذلك( أي الفراق لن على المدعي البينة )قوله :بخلف ما إذا عرف مطلق الزوجية الششخ( أي فل
يتأكد له الحتياط ،فلم يشترط الثبات .وقوله من غيششر تعييششن بمششا ذكششر :أي بالسششم أو الشششخص
)قوله :فاكتفى( أي القاضي .وقوله بالخلو عن الموانع :متعلق بإخبارها )قششوله :لقششول الصششحاب
أن الخ( هذه العلة تقتضي عدم اشتراط الثبات في المعين أيضا بالنسششبة للحششاكم ولكنششه لششم يعمششل
بها فيه بالنسبة إليه للحتياط ولن تعيينها بمنزلة دعوى منها عليششه ،كمششا تقششدم .وعبششارة التحفششة:
وإل اشترط في صحة تزويج الحاكم لهششا إثباتهششا لفراقششه .هششذا مششا دل عليششه كلم الشششيخين ،وهششو
المعتمد ،وإن كان القياس ما قاله جمع من قبول قولها في المعين أيضا حششتى عنششد القاضششي لقششول
الصحاب إن العبرة في العقود بقول أربابها .اه .بحذف) .وقوله :في العقششود( أي إثباتششا أو رفعششا
فل يرد أن المدعي هنا الفراق وهو ل يسمى عقدا )قوله :وأما الولي الخاص( محترز قششوله دون
الولي الخاص) .وقوله :فيزوجها إن صدقها( أي في أنها خليشة مشن النكشاح والعشدة أو أن زوجهشا
طلقها واعتدت منه )قوله :وإن عرف زوجها الول( غاية في صحة تزويج الولي لها )قوله :من
غير إثبات الخ( متعلق بيزوجهشا )قشوله :لكشن يسشن لشه( أي للشولي الخشاص) .وقشوله :كقشاض لشم
يعرف زوجها( أي كما أنه يسن لقاض الخ .وقوله طلب :نائب فاعل يسن .وقوله إثبششات ذلششك أي
ما ادعته من أنها خلية من النكاح والعدة )قوله :وفرق بين القاضي والولي الششخ( هششذا عيششن قششوله
أول وإنما فرقوا الخ إل أنه هناك جعله بيشن المعيششن وغيششره .وهنشا بيشن القاضشي والشولي ،ولكشن
الحيثية واحدة ،فالولى
] [ 367
إسقاط هذا اكتفاء بذلك )قوله :حيث فصل بيششن المعيششن وغيششره( أي فاشششترط الثبششات فششي
الول دون الثششاني .وقششوله فششي ذلششك :أي فششي القاضششي .وقششوله دون هششذا :أي الششولي )قششوله :لن
القاضي الخ( علة الفرق .وقوله يجشب عليشه الحتيشاط :فشي سشم مشا نصشه :والفشرق أنشه إذا تعيشن
الزوج فقد تعين صاحب الحشق والقاضشي لشه ،بشل عليشه النظشر فشي حقشوق الغشائبين ومراعاتهشا،
بخلف الولي الخاص .اه) .قوله :ويجوز لمجبر وهو الب الخ( ظاهره وإن نهته عنششه لنششه لمششا
جاز له تزويجها بغير إذنها لم يؤثر نهيها .اه .سم )قوله :توكيل معين( خششرج المبهششم كششأن يقششول
وكلت أحدكما فل يصح توكيله .وقوله صششح تزوجششه الجملششة صششفة لمعيششن :أي معيششن موصششوف
بكونه يصح أن يتزوج هو بنفسه .وقيد به لما تقدم في باب الوكالششة مششن أن شششرط الوكيششل صششحة
مباشرته ما وكل فيه .وخرج به نحو الصبي والمجنون فل يصح توكيلهما في النكاح لعدم صشحة
المباشرة منهما لنفسهما )قوله :في تزويج موليته( متعلق بتوكيل :أي توكيله فششي تزويششج مششوليته
)قوله :بغير إذنها( أي كما يزوجها بغير إذنها .نعم :يسن للوكيل استئذانها ويكفي سكوتها ،تحفة.
وقال سم :ولو وكل بغير إذنها ثم صارت ثيبا قبششل العقششد فيتجششه بطلن التوكيششل وامتنششاع تزويششج
الوكيل لخروج الولي عن أهلية التوكيل بغير إذنها ،ويحتمششل خلفششه .فليراجششع .اه .وقششوله بغيششر
إذنها :أما لو وكل بإذنها فيستصحب ول يبطل التوكيل )قوله :وإن لششم يعيششن المجششبر الششزوج( أي
يجوز توكيل المجبر في التزويج وإن لم يعين للوكيل الزوج :كأن قال له وكلتك في تزويج بنتي،
وذلك لن وفور شفقته تدعوه إلى أن ل يوكل إل من يثششق بنظششره واختبششاره ،ول ينششافيه اشششتراط
تعيين الزوجة لمن وكله أن يتزوج له لنه ل ضابط له فيها يرجشع إليشه بخلفششه فششي الششزوج فششإنه
يتقيد بالكف ء )قوله :وعلى وكيل( أي ويجب على وكيل) .وقوله :إن لم يعين الولي الششزوج( أي
للوكيل فإن عينه له اتبع ما عين له ،ول يجب عليه رعاية حظ واحتياط في أمرها .ومفاده أنه إذا
عين له غير كف ء تعين وصح تزويجها عليشه ،وهشو مسشلم إن كشان برضشاها ،وإل فل :لنشه ل
يصح منه أن يزوجها بنفسه عليه فضل عن التوكيل فيه )وقوله :رعاية حششظ( أي لهششا فل يششزوج
بمهر المثل ،وثم من يبذل أكثر منه :أي يحرم عليه ذلك وإن صح العقششد كمششا هششو ظششاهر بخلف
البيع لنه يتأثر بفساد المسمى ،ول كذلك النكششاح .اه) .قششوله :فششإن زوجهششا بغيششر كششف ء( هششذا ل
يترتب على رعاية الحظ والحتياط لن التزويج على كف ء شرط للصحة ل للكمششال حششتى أنششه
يقال إذا لم يزوج علششى كششف ء لششم يششراع الحششظ والكمششل .نعششم :إن أريششد بالحتيششاط مطلششق أمششر
مطلوب ،سواء كان شرط صحة أو كمال ،صح ترتبه عليه )قششوله :أو بكششف ء وقششد خطبهششا أكفششأ
منه( يعني لو خطبها أكفاء متفششاوتون فششي الكفششاءة لششم يجششز تزويجهششا بغيششر الكفششاء لن تصششرف
الوكيل بالمصلحة وهي منحصرة فيه ،وإنما لم يلزم الولي ذلك لن نظره أوسع من نظر الوكيششل
ففوض المر إلى ما يراه أصلح وفي التحفة :ولو استويا كفاءة وأحدهما متوسششط والخششر موسششر
تعين الثاني ،كما قال بعضهم ،ومحله إن سلم ما لم يكن الول أصلح لحمق الثاني أو شششدة بخلششه:
اه) .قوله :لششم يصششح التزويششج( أي علششى غيششر الكششف ء فششي الصششورة الولششى ،وغيششر الكفششأ فششي
الصورة الثانية .قال ع ش :وقضيته عدم الصحة وإن كان غير الكفششأ أصششلح مششن حسششن اليسششار
وحسن الخلق ونحوهما ،ولو قيل بالصحة لم يكن بعيدا .اه) .قوله :ويجوز التوكيل لغيششره( دخششل
في الغير القاضي ،فله التوكيل :قاله سم :ثم قال :وبه يتضح ما أجبت به في حادثششة بزبيششد ،وهششي
أن قاضي بلدة صغيرة عارف بلغة العرب وبالعلوم الشرعية وله من له ذلششك شششرعا ،ولششم يششأذن
له في الستخلف وجاءه امرأة ورجل غريبان وأذنت له المرأة أن يزوجها بهذا الرجل ولم يكششن
لها ولي خاص في البلدة ول في أعمالها ،فهل للقاضي أن يفوض أمر العقد إلى غيره أم ليس لششه
ذلك ؟ وإذا قلتم بأنه يفوض :هل يكون مشن قبيشل السشتخلف ؟ وإذا قلتشم ل :فهشل هشو مشن قبيشل
التوكيل ؟
] [ 368
)فأجبت( بأن العقششد صششحيح ،وإن ذلششك مششن قبيششل التوكيششل أخششذا مششن هششذا الكلم ،وعبششارة
الروض :ولغير المجبر التوكيل بعد الذن له في النكاح .اه .ثم بلغني أن الزبيششديين والمصششريين
أجابوا بعدم الصحة ،إذ ليس له السششتخلف .ثششم بلغنششي أن علمتهششم الشششمس الرملششي رجششع إلششى
الجواب بالصحة عند قدومه مكة للحج ،ونقل لي صورة جوابه وهو ما نصه :نعم العقد المششذكور
صحيح حيث كان الزوج كفؤا ،إذ للولي سواء كشان خاصشا أم عامشا التوكيشل حيشث لشم تنهشه عشن
ذلك .اه) .قوله :بأن لم يكن الخ( تصوير لغير المجبر) .وقوله :أو كانت موليته ثيبا( أي أو كششان
أبا أو جدا وكانت موليته ثيبا )قوله :فليوكل( دخول علششى المتششن ،والولششى إسششقاطه لقششرب العهششد
بمتعلقه .وقوله بعد إذن حصششل منهششا لششه فيششه الضششمير الول الششذي فششي الفعششل يعششود علششى الذن،
والثاني المجرور بمن يعود على المرأة المولية والثالث يعود علششى غيششر المجششبر ،والرابششع يعششود
على التزويج ،كما فسره بششه الشششارح ،ويصششح تششوكيله بعششد الذن المششذكور وإن لششم تششأذن لششه فششي
التوكيل ولم تعين زوجا قشال فشي التحفشة :لنشه بشالذن صشار وليشا ششرعا ،أي متصشرفا بالوليشة
الشرعية ،فملك التوكيل عنه ،وبه فارق كشون الوكيششل ل يوكششل إل لحاجششة .اه .وقششال سششم :وهششذا
تصريح بأن الولي ولو غير مجبر ومنه القاضي يوكل وإن لقت به المباشششرة ولششم يعجششز عنهششا.
اه) .قوله :إن لم تنهه( أي غير المجبرة .وهو قيد لصحة توكيله :أي يصح ما لم تنهه عنششه ،فششإن
نهته عنه لم يصح التوكيل ،وذلك لنها إنما تزوج بالذن ولشم تشأذن فشي تزويشج الوكيشل بشه نهتشه
عنه .وعبارة المنهاج :وغير المجبر إن قالت له وكل وكل ،وإن نهته عن التوكيل فل ،وإن قالت
له زوجني وأطلقت فلم تأمره بتوكيل ول نهته عنه فلششه التوكيششل فششي الصششح .اه .بزيششادة )قششوله:
وإذا عينت( أي بالسم أو الشخص )قوله :فليعينششه( أي الششولي الرجششل :أي فليعيششن الششولي الرجششل
للوكيل )قوله :وإل( أي بأن لم يعين أصل :بأن أطلق أو عيششن غيششر مششا عينتششه .وقششوله لششم يصششح
تزويجه :أي الوكيل )قوله :ولو لمن عينته( غايششة لعششدم الصششحة :أي لششم يصششح وإن كششان زوجهششا
الوكيل على الذي عينته )قوله :لن الذن الخ( علة لعدم صحة تزويج الوكيشل الشذي لشم يعيشن لشه
الولي الرجل الذي عينته :أي وإنما لم يصح حينئذ لن إذن الولي للوكيل المطلق عشن تعييششن مششن
عينته فاسد .وإذا فسد ما ترتب عليه وهو التزويج :وقوله مع أن المطلششوب :أي مطلوبهششا معيششن.
وقوله فاسد :خبر أن الولى )قوله :وخرج بقولي بعد إذنها للولي في التزويج( حكاه بالمعنى وإل
فهو لم يقل هناك ما ذكر ،وإنما قال بعد إذن له فيه )قوله :مششا لششو وكلششه( مششا فاعششل خششرج ،وهششي
واقعة على من يعقل ،وهو الوكيل ،وهششذا خلف الغششالب ولششو زائدة ،وفاعششل وكششل ضششمير يعششود
على الولي والبارز يعود على ما هو العائد والتقدير .وخرج بما ذكششر الوكيششل الششذي وكلششه الششولي
الخ .ويحتمل أن تكون ما مصدرية ولو زائدة ،وعليه فالضششمير البششارز ل يعششود علششى مششا ،لنهششا
حينئذ حرف مصدري ،وإنما يعود على الوكيل المعلوم والتقدير :وخرج بمششا ذكششر توكيششل الششولي
إياه الخ )قوله :قبل إذنها( أي غير المجبرة .وقوله له :أي للولي .وقوله فيه :أي التزويششج )قششوله:
فل يصح التوكيل( أي لنه ل يملك التزويج بنفسه قبل الذن فكيف يوكل غيره فيه ؟ ومحله فششي
غير الحاكم ،أما هو فيصح توكيله قبششل اسششتئذانها ،كمششا سششيأتي ،وقششوله ول النكششاح :عطششف لزم
على ملزوم ،إذ يلششزم مششن عششدم صششحة التوكيششل عششدم صششحة النكششاح )قششوله :نعششم .لششو وكششل الششخ(
استدراك على عدم صحة التوكيل والنكاح فيما لو وكله الولي قبل إذنها له :أي ل يصحان إل إن
تبين أنها أذنت له قبل التوكيل فإنهما يصحان حينئذ) .وقششوله :قبششل أن يعلششم( أي الششولي) .وقششوله:
إذنها له( أي في التزويج .وقوله ظانا حال من فاعل يعلم أو وكل) .وقوله :فزوجهششا الوكيششل( أي
بالذن المذكور) .وقوله :صح( أي تزويج الوكيل) .وقوله :إن تششبين( أي بعششد التزويششج) .وقششوله:
أنها كانت أذنت( أي للولي في التزويج) .وقوله :لن العبرة الخ( علة للصحة) .وقششوله :وإل فل(
أي وإن لم
] [ 369
يتبين ذلك فل يصح النكاح )قوله :فروع( أي أربعة )قششوله :لششو زوج القاضششي امششرأة( أي
ليس لها ولي غيره )قوله :قبل ثبوت توكيله( أي قبل ثبششوت توكيلهششا إيششاه ،فالضششافة مششن إضششافة
المصدر للمفعول بعد حذف الفاعل .وثبوت ما ذكر يكون بشاهدين) .وقوله :بل بخششبر عششدل( أي
بل زوجها بأخبار عدل بأنها وكلته وخبر الواحد ل يثبششت لشه التوكيششل )قششوله :نفششذ وصششح( فاعششل
الفعلين يعود على التزويج ،ويحتمل أن يكون فاعششل نفششذ يعششود علششى الذن المعلششوم مششن السششياق،
وفاعل صح يعود على التزويج ،وهو الولى) ،قوله :لكنه( أي تزويجه بخششبر عششدل غيششر جششائز.
أي حرام )قوله :لنششه تعششاطى عقششدا فاسششدا الشخ( علشة لعششدم الجشواز :أي وإنمششا لششم يجششز تزويجششه
المذكور بمعنى أنه يحرم عليه لنه تعاطى عقدا فاسدا بحسب الظاهر .إذ هششو مبنششي علششى إخبششار
الواحد له بالوكالة ،وهو ل يثبت به التوكيل ،كما تقدم ،ومقتضى العلة المششذكورة أنششه ل ينفششذ ول
يصح ،فحينئذ ينافي قوله المار نفذ وصح إل أن يقال أن المراد بالنفوذ والصحة في الباطن بدليل
التقييد في العلة بقوله في الظاهر ،فل تنافي )قششوله :ولششو بلغششت الشولي امششرأة إذن مششوليته( الششولي
مفعول أول وإذن مفعول ثان وامرأة فاعل .وقوله فيه :أي في التزويج )قوله :فصدقها( أي الولي
)قوله :ووكل( أي الولي القاضي وقوله فزوجها :أي القاضي )قوله :صح التوكيل والتزويششج( أي
لما تقدم أن الشهاد على الذن غير شرط .فيقبششل .خششبر الصششبي .والمششرأة فيششه ،وإذا صششح الذن
بذلك صح التوكيل والتزويج )قشوله :ولشو قشالت امشرأة( أي رششيدة خليشة مشن النكشاح ومشن العشدة
)قششوله :الن( متعلششق بششتزويجي .وقششوله وبعششد طلقششي :معطششوف علششى الن :أي أذنششت لششك فششي
تزويجي الن وفي تزويجي إذا طلقني هذا الششزوج وانقضششت عششدتي منششه :فالمششأذون فيششه شششيئان:
التزويج الن ،والتزويج بعد طلقها وانقضاء عدتها )قوله :صششح تزويجششه( أي إياهششا ،فالضششافة
من إضافة المصدر لفاعله والمفعول محذوف .وقوله بهذا الذن :أي الواقع الن .وقوله ثانيا :أي
بعد تزويجها أول وطلقها وانقضشاء عشدتها تبعشا لشتزويجه الواقشع أول .وتقشدم فشي بشاب الوكالشة
اضطراب في ذلك ،وأن الذي رجحه فشي الروضشة فشي النكشاح الصشحة )قشوله :فلشو وكشل الشولي
أجنبيا بهذه الصششفة( أي بهششذه الحالششة بششأن قششال لششه وكلتششك الن فششي تزويششج موليششتي لمششن أراد أن
يتزوجها وبعد طلقها وانقضاء عششدتها .وقششوله صششح تزويجششه أي الوكيششل .وقششوله ثانيششا :أي بعششد
تزويجها أول وطلقها وانقضاء عدتها .وقوله أيضا :كما صششح تزويششج الششولي ثانيششا )قششوله :لنششه
الخ( علة لصحة تزويج الششولي والوكيششل ثانيششا ،والضششمير يعششود علششى مششن ذكششر منهمششا وإن كششان
صنيعه يفيد أنه علة للصحة في الثاني .وقوله وإن لم يملكه .أي التزويج ثانيا .وقششوله حششال الذن
أي وقت إذنها له في التزويج .وقوله لكنه :أي التزويج ثانيششا تششابع لمششا ملكششه وهششو التزويششج أول،
فلذلك صح لنه رب شئ يصح تبعا ،ول يصح استقلل .ومفاد ما ذكر أنهششا لششو أذنششت لوليهششا أن
يزوجها إذا طلقت وانقضت عدتها أو وكل الولي من يزوج موليته إذا طلقت وانقضت عششدتها لششم
يصح التزويج في الصورتين .لنه لم يقع تبعا لغيره وهو مسلم في الثانية دون الولششى ،كمششا فششي
النهاية ،ونصها :ويصشح إذنهشا لوليهشا أن يزوجهشا إذا طلقهشا زوجهشا وانقضشت عشدتها ل توكيشل
الولي لمن يششزوج مششوليته كششذلك لن تزويششج الششولي بالوليششة الشششرعية وتزويششج الوكيششل بالوليششة
الجعلية ،وظاهر أن الولى أقوى من الثانية فيكتفششي فيهششا بمششا ل يكتفششي فششي الجعليششة ،ولن بششاب
الذن أوسع من باب الوكالة .اه .ومثله في التحفشة .وقشوله بالوليشة الششرعية :أي المسشتفادة مشن
جهة الشرع بعد إذنها له )قوله :ولو أمر القاضي( أما غيره فل يصح منه ذلك مطلقا .وقوله قبششل
استئذانها :أي إذنها وقوله فيه :أي في التزويج .وقوله فزوجها :أي ذلك الرجل بعد أمر القاضي.
] [ 370
وقوله بإذنها :أي للرجل المأمور بالتزويج .وقوله جاز :أي صح التزويج منه )قوله :بنششاء
على الصح الخ( أمششا إن بنينششا علششى خلف الصششح مششن أن اسششتنابته فششي شششغل معيششن توكيششل ل
استخلف فل يصح تزويجه لعدم صحة تقدم التوكيل على الذن منها) .وقششوله :أن اسششتنابته( أي
القاضي) .وقوله :في شغل معيشن( أي كتحليشف وسشماع ششهادة) .وقشوله :اسشتخلف( أي يجشري
مجرى الستخلف ،كما في شرح الروض) ،قوله :لشو اسشتخلف القاضششي( أي الششذي ليششس هنششاك
ولي غيره )قوله :لم يكف الكتاب( أي كتاب القاضي بالستخلف .وقوله فقط :أي من غيششر لفششظ
)قوله :بل يشترط اللفظ( أي التلفظ بالستخلف) .وقوله :عليه( أي على الكتاب ،أي زيادة عليه،
وقوله منه :متعلق باللفظ ،والضمير يعود على القاضي )قوله :وليس للمكتوب إليه( أي من كتششب
له القاضي بأن يزوج فلنة) .وقوله :العتماد على الخط( أي خط القاضي وحده )قوله :هذا( أي
ما ذكر من أنه ليس للمكتوب إليه العتماد على الخط )قوله :وتضعيف البلقينششي لششه( أي لمششا فششي
أصل الروضة )قوله :مردود( خبر تضعيف .وقوله بتصريحهم .أي الفقهششاء .وقششوله بششأن الكتابششة
وحدها .أي من غير إشهاد بما تضمنته الكتابة بدليل ما بعده )قوله :ل تفيششد( أي ل تكفششي وحششدها
)قوله :بل ل بد من إشهاد شاهدين على ذلك( أي على الستخلف الششذي تضششمنه الكتششاب .ثششم إن
هذا يفيد أن التلفظ بالستخلف مع الكتابة فقط ل يكفي ،بل ل بد من الشهود على ذلك ،وما تقششدم
يفيد الكتفاء به .فانظره )قوله :ويجوز لزوج توكيل في قبوله( أي كما يجوز للولي أن يوكل فششي
تزويج موليته ،ويجوز أيضا لهما معا أن يوكل في ذلك فيقول وكيل الولي زوجت بنت فلن بششن
فلن ،ويقول وكيل الزوج قبلت نكاحها له )قوله :فيقول وكيل الخ( شروع في بيششان لفششظ الوكيششل
ولفظ الولي مع وكيل الزوج) .وقوله :زوجتك فلنة بنت فلن بن فلن( أي ويرفع نسششبه إلششى أن
يحصل التمييز ،ويكفي القتصار على فلنة أو بنت فلن إن حصل التمييز به )قششوله :ثششم يقششول(
أي وكيل الولي وجوبا بعد قوله ابن فلن) .وقوله :أو وكالة عنه( أو للتخيير :أي هو مخيششر بيششن
أن يقول موكلي أو يقول وكالة عنه .وقوله إن جهل الخ :قيششد فششي اشششتراط أن يقششول الوكيششل أحششد
اللفظين المذكورين )قوله :وإل( أي وإن لم يجهلوها بأن علموها .وقوله لم يشترط ذلك :أي قوله
موكلي أو وكالة عنه ،ومثله يقال فيما يأتي في وكيل الزوج ،فل بد من التصششريح بالوكالششة :بششأن
يقول قبلت نكاحها لفلن موكلي أو وكالة عنه إن جهلها الولي أو الشهود ،وإل فل يشششترط ذلششك.
ثم أن الشتراط المذكور إنما هو لجواز المباشرة ،ل لصششحة العقششد ،فيصششح مششع الجهششل الوكالشة،
لكن مع الحرمة .وعبارة التحفة) .تنبيه( ظششاهر كلمهششم أن التصششريح بالوكالششة فيمششا ذكششر شششرط
لصحة العقد وفيه نظر واضح :لقولهم العبرة في العقششود حششتى فششي النكششاح بمششا فششي نفششس المششر،
فالذي يتجه أنه شرط لحل التصششرف ل غيششر .اه) .قششوله :وإن حصششل العلششم الششخ( أي ل يشششترط
التصريح بالوكالة إذا علموا بها وإن حصل علمهم لذلك بأخبار الوكيل بالوكالة بأن أخششبرهم مششن
قبل العقد بأنه وكيل الولي في التزويج )قوله :ويقول الولي الخ( كان الولى للمؤلف أن يذكر هذا
عقب المتن بأن يقول فيقول الولي الخ لنه هو المرتب عليه ،وأما قوله أو ل فيقول وكيششل الششولي
الخ فليس مفرعا على المتن .نعم :هو مفرع على قوله سششابقا ويجششوز لمجششبر توكيششل فششي تزويششج
موليته فكان الولى تقديمه عنده .وقوله لوكيل الزوج :مثل وكيله وليه .وقوله فلن بن
] [ 371
فلن :أي وهو الزوج ،فلو تركه وأتى بكاف الخطششاب بششدله ،بششأن قششال زوجتششك بنششتي ،لششم
يصح :كما سيصرح به )قوله :فيقول وكيلششه( أي الششزوج ومقتضششى التعششبير بفششاء التعقيششب أنششه ل
يجوز تقديم القبول على اليجاب ،وليس كذلك :بششل يجششوز تقششديم القبششول عليششه :بششأن يقششول وكيششل
الزوج قبلت نكاح فلنة بنتك لفلن ،ويقول الولي زوجتها له )قوله :كما يقششول ولششي الصششبي( أي
يقول قول نظير قول ولي الصبي إذا أراد قبول النكاح للصبي )قششوله :قبلششت نكاحهششا لششه( الجملششة
تنازعها يقول الولى ويقول الثانية فتجعل مقولة لحدهما ويحذف نظيرهششا مششن الخششر .والمششراد
بالنكاح النكاح وهو التزويج لنه هو الذي يقبله الزوج ،وليس المراد به المراكششب مششن اليجششاب
والقبول :إذ يستحيل قبوله ،كما تقدم )قوله :فإن ترك( هو بالبناء للمعلششوم ،والضششمير يعششود علششى
المذكور من الوكيل والولي .ويصح بناؤه للمجهول وما بعده نشائب فشاعله .وقشوله فيهمشا :أي فشي
الصورتين صورة قبول وكيل الزوج وصورة قبول ولي الصبي )قوله :لم يصح النكششاح( جششواب
إن ،وذلك لعدم التوافق بين اليجاب والقبول )قوله :وإن نوي( بالبناء للمجهششول ومششا بعششده نششائب
فاعل ،ويصح أن يكون بالبناء للمعلششوم أيضششا ،كالششذي قبلششه ،والكلم هنششا علششى التوزيششع :أي وإن
نوى الوكيل الموكل في الصورة الولى أو الولي الطفل في الصورة الثانيششة )قشوله :كمششا لششو قششال
الخ( أي كما ل يصح النكاح لو قال الولي لوكيل الزوج أو وليه زوجتشك بنشتي ،بكشاف الخطشاب،
وقوله بدل فلن :حال من مقدر ،والتقدير زوجتشك ،بكششاف الخطششاب ،حششال كونهششا بششدل فلن :أي
السم الظاهر )قوله :لعدم التوافق( علة لعدم صحة النكاح فيما لو تركت لفظة له ،وعششدم صششحته
فيما لو أبدل السم الظاهر بكاف الخطاب :أي وإنما لم يصح النكاح فيما إذا تركت لفظة له وفيما
إذا أتى بكاف الخطاب بدل السم الظاهر لعدم التوافق بين اليجاب والقبول الذي هششو شششرط فششي
صحته ،وذلك لن اليجاب الصادر من الولي زوجت بنتي فلن ابن فلن والقبششول الصششادر مششن
وكيل الزوج أو ولي الصبي قبلت نكاحها بإسناد النكاح إلى نفسه فلم يتوافقا ،وكذلك فيما إذا قششال
الولي لوكيل الزوج أو وليه زوجتك بنتي ،أو قششال الوكيششل أو الششولي قبلششت نكاحهششا لششه فإنهمششا لششم
يتوافقا )قوله :فإن ترك لفظة له( بالبناء للمجهول أو للمعلوم والفاعشل وكيشل الششزوج أو وليشه :أي
ترك وكيل الزوج أو وليه لفظة له في القبول عنه بأن قال قبلت نكاحها فقط .وقوله فششي هششذه :أي
فيمشا إذا قشال الشولي لشه زوجتشك بكشاف الخطشاب ،بشدل السشم الظشاهر .وانظشر مشا متعلشق الجشر
والمجرور ؟ فإنه ل يصح جعله لفظ ترك لنه يصير المعنى فشإن تشرك لفظشة لشه فشي هشذه وهشي
زوجتك بنتي لنه لم يترك شيئا منها .ثم ظهر أن في الكلم اختصارا ،والصل فششإن تششرك لفظششة
له في القبول المقابل لهذه الحالة )قوله :انعقد( أي النكاح وهو جواب إن .وقوله وإن نوى موكله:
غاية لنعقاد النكاح للوكيل :أي ينعقد النكاح له وإن نوى الوكيل بقوله قبلت نكاحها جعششل النكششاح
واقعا للموكل .وإنما لم ينعقد للموكل إذا نواه لن الشهود ل مطلع لهم على النية .وفي المغني مششا
نصه :ول يقع العقد للموكل بالنيششة ،بخلف الششبيع :لن الزوجيشن هنششا بمثابشة الثمشن والمثمششن فشي
البيع .فل بد من ذكرهما ،ولن البيع يرد على المال وهو يقبل النقل من شخص لخر فيجوز أن
يقع للوكيل ثم ينتقل للموكل والنكاح يرد على البضع وهو ل يقبل النقل ،ولن إنكار الموكششل فششي
نكاحه للوكالة يبطل النكاح بالكلية .بخلف البيع لوقوعه للوكيل .اه) .قوله :فششروع( لششم يششذكر إل
فرعين فكان الولى أن يقول فرعان )قوله :من قال أنا وكيل في تزويششج فلنششة( أي والموكششل لششه
الولي خاصا أو عاما )قوله :فلمن الخ( الفاء واقعة في جششواب الشششرط ،والجششار والمجششرور خششبر
مقدم ،وقبول النكاح مبتدأ مؤخر .وقوله صدقه :الضمير البششارز يعششود علششى مششن قششال أنششا وكيششل.
ومثله ضمير منه )قوله :ويجوز لمن أخبره عدل( صنيعه يفيشد أن مشن واقعشة علشى غيشر الحشاكم
لنه ذكر حكم الحاكم بقوله ،أو لمششا يتعلششق بالحششاكم )قششوله :بطلق فلن( أي لزوجتششه .وقششوله أو
موته :أي أو
] [ 372
أخبره بموت فلن .وقوله أو توكيله :الضافة من إضششافة المصششدر لفششاعله ،أي أو أخششبره
عدل بتوكيل فلن إياك مثل )قوله :أن يعمل به( أي بخبر العدل .وقوله بالنسبة لما يتعلق بنفسششه:
أي بالنسبة للمر الذي يتعلق بنفس المخبر ،بفتح البششاء ،كششأن علششق عتششق عبششده أو طلق زوجتششه
مثل على طلق فلن زوجته أو على موته مثل ،فإذا صششدق العششدل فششي خششبره عتششق عليششه عبششده
وطلقت عليه زوجته )قوله :وكذا خطه( أي وكذا يجوز له أن يعمل بخط العدل بالنسبة لما يتعلق
بنفسه ،وهذا ل ينافي ما تقدم من أنه ل يجوز للمكتوب إليششه العتمششاد علششى الخششط لن ذلششك فيمششا
يتعلق بغيره ،بخلف ما هنا )قوله :وأما بالنسبة لحق الغير( أي للحق الذي يتعلششق بششالغير وقششوله
أو لما يتعلق بالحاكم :أي أو بالنسبة للمر الذي يتعلق بالحاكم والمر الذي يتعلشق بشه هشو الحكشم
على الغير ،والولشى والخصشر حشذفه وجعششل مشن ،فششي قشوله لمشن أخشبره ،واقعشة علشى الحششاكم
وغيره ،وذلك لن التفصيل الجاري في غير الحاكم من كونه له العمل بخبر العدل بالنسبة لنفسشه
ل بالنسبة للغير يجري أيضا في الحاكم وقوله فل يجوز اعتماد عدل :إظهار في مقام الضششمار،
والضافة من إضافة المصدر إلى مفعوله :أي فل يجوز أن يعتمد كل من المخبر ،بالفتششح ،ومششن
الحاكم على مقتضى صنيعه خبر العدل في ذلك :كما إذا أخبر عدل الولي أن فلنا طلششق موليتششك
أو مات عنها فل يجوز له أن يزوجها بذلك الخبر ،أو كان إنسان وصيا على تبرعات فأخبره أن
موصيه قد مات فل يجوز له أن يعتمد ذلك ويقسم تلك التبرعات لن ما ذكر حق يتعلششق بششالغير،
ل به نفسه ،ومثله في ذلك الحاكم فلو أخبره عدل بأن فلنا طلق زوجته أو مات فل يجوز لششه أن
يعمل بمقتضى ذلك ،كأن يقسم التركة أو يزوجه إذا أذنت له فيه .وقوله ول خط قاض ،ولشو قشال
ول خطه ،أي العدل ،بالضمير :قاضيا كان أو غيره ،لكان أولى .وقوله مشن كشل مشا ليشس بحجشة
شرعية ،بيان للعدل والخط ،والحجة الشرعية هنا رجلن )قششوله :فششرع( الولششى فششروع ،بصششيغة
الجمع ،وهي في بيان تزويج العتيقة والمة )قوله :يزوج عتيقة امرأة الخ( تقششرأ عتيقششة بالنصششب
على أنه مفعول مقدم وقوله وليها ،فاعل مؤخر .وقوله امرأة :قيد خششرج بششه عتيقششة الرجششل ،فهششو
الذي يزوجها ثم عصبته ،كما تقدم بيانه .وقوله حية :صفة لمرأة ،وهو قيد أيضا خرج به ما إذا
كانت ميتة فإن الذي يزوج عتيقتها ابنها ،كما سيصرح به ،وقوله عدم ولي عتيقتها نسبا :أي فقششد
حسا أو شرعا ولي العتيقة من جهة النسب ،وهو قيششد أيضششا خششرج بششه مششا إذا لششم يفقششد فششإن الششذي
يزوجها القرب .فالقرب من الولياء على ما تقدم من الترتيب ،فل يزوجهششا أوليششاء المعتقششة إل
بعد فقد أولياء النسب) .والحاصل( أن الذي يزوج العتيقة عند فقد أوليائها نسبا هو ولي المعتقششة،
ويستثنى من طرد ذلك ما لو كانت المعتقششة ووليهششا كششافرين والعتيقششة مسششلمة فششإن الششذي يزوجهششا
حينئذ الحاكم ،ومن عكسه مششا لشو كشانت المعتقشة مسشلمة ووليهششا والعتيقشة كشافرين فيششزوج الشولي
العتيقة ،وإن كان ل يزوج المعتقة )قوله :تبعا لوليته عليهشا( أي أن ولشي المعتقشة يشزوج العتيقشة
بطريق التبعية لوليته على نفس المعتقة .وعبارة شرح التحريششر :لنششه لمششا انتفششت وليششة المششرأة
للنكاح استتبعت الولية عليها الولية على عتيقتها .اه) .قششوله :فيزوجهششا( أي العتيقششة وهششو بيششان
للولي .وقوله ثم جدها ،أي المعتقة .والمراد به أبو أبيها وإن عل ،ولو عبر به ،كمششا تقششدم ،لكششان
أولى .لن الجد شامل لما كان من جهة الم مع أنششه ل وليششة لششه )قششوله :بششترتيب الوليششاء( البششاء
بمعنى على متعلقة بمحذوف :أي ثم تجري من بعد الب والجد على ترتيب الولياء فششي الرث،
فيقدم أخ شقيق على أخ الب وهكذا الخ ما تقدم )قوله :ول يزوجها ابن المعتقششة مششا دامششت حيششة(
أي لنه ل يكون وليا للمعتقة لما تقدم أنه ل يزوج ابن ببنوة فل يكون وليا لعتيقتهششا )قششوله :بششإذن
عتيقة( متعلق بقوله يزوج :أي يزوجهششا بإذنهششا ،ويكفششي سششكوتها إن كششانت بكششرا )قششوله :ولششو لششم
ترض المعتقة( غاية في التزويج بإذنهشا :أي يششزوج العتيقشة بإذنهشا سششواء رضششيت المعتقشة أم ل.
وذلك لن رضاها غير معتبر لنه ل ولية لها ول إجبار ،فل فائدة له .وقيل يعتشبر رضششاها لن
الولء لها
] [ 373
والعصبة إنما يزوجون بششإدلئهم بهششا ،فل أقششل مششن مراجعتهششا )قششوله :فششإذا مششاتت المعتقششة
زوجها ابنها( أي ثم أبوها على ترتيب عصبات الولء ،ولو قال ولو ماتت المعتقة زوج عتيقتهششا
من له الولء عليها لكان أولى ،لشموله لجميع ذلك قوله ويزوج أمة لما بين حكششم تزويششج العتيقششة
شرع في بيان حكم تزويج المة غير العتيقة .وقوله امرأة :قيد خرج به أمة الرجل فإنه هو الذي
يزوجها .وقوله بالغة رشيدة :نعتان لمرأة .ولششو اقتصششر علششى الثانيششة لكششان أولششى لغنائهششا عششن
الولى وذكر محترز الولى بقوله ويزوج أمة صغيرة ولم يششذكر محششترز الثانيششة وهششو المجنونششة
والمحجور عليها بسفه فيزوج أمتهما ولي مال ونكاح لهما من أب وإن عل وسلطان ،لكن تزوج
أمة السفيهة إل بإذنها كأمة السفيه ،إذ ل فرق ،كما يستفاد من عبارة شششرح المنهششج ،ونصششها مششع
الصل :ولولي نكاح ومال من أب وإن عل وسششلطان تزويششج أمشة مششوليه مششن ذي صششغر وجنششوه
وسفه ولو أنثى بإذن ذي السفه اكتسابا للمهر والنفقة .بخلف عبده أي المولي لما فيه من انقطاع
اكتسابه عنه .اه .وخرج بقوله ولي نكاح المة المملوكششة لصششغيرة عاقلششة ثيششب فل تششزوج أصششل
لنها تابعة لسيدتها وهي ل تزوج أصل :إذ ل يلي نكاحها أحد حينئذ .كمششا تقششدم ،وكمششا قششال ابششن
رسلن :وثيب زواجها تعذرا وخرج به أيضا المة المملوكة لصغير وصغيرة بكر فيزوجهششا مششا
عدا السلطان من الب والجد ،وأما السلطان فل يزوجها لنه ل يلي نكاحهما حينئذ فل يلي نكاح
أمتهما ،بخلف الب والجد فإنهما يليان نكاحهما فيليششان نكششاح أمتهمششا تبعششا .وسيصششرح المؤلششف
ببعض ما ذكر )قوله :وليها( أي مطلقا ،أصل كان أو غيره ،وهو فاعل يزوج )قوله :بإذنها( أي
السيدة .وقوله وحدها :حال من المضاف إليه :أي حالة كونها متوحششدة فششي الذن ،أي منفششردة بششه
فل يعتبر إذن الولي ول إذن المة ،كما سيصرح بهذا ،وليس للب إجبار أمتها على النكششاح وإن
كان له إجبار سيدتها عليه )قوله :لنها( أي السيدة ،وهو علة لكون التزويج يكون بإذنها وحششدها.
وقوله المالكة لها :أي للمة )قوله :فل يعتبر الششخ( تفريششع علششى اشششتراط إذن السششيدة وحششدها :أي
وإذا اشترط إذن السيدة وحدها فل يعتبر إذن المة لو لم تأذن السيدة )قوله :لن لسيدتها إجبارها
على النكاح( أي فل فائدة حينئذ في إذن المة )قوله :ويشترط( أي في صحة إذنها .وقوله نطقششا:
أي إن كانت ناطقة فإن كانت خرساء فيكفي في إذنها إشارتها المفهمششة .وقششوله وإن كششانت بكششرا:
غاية في اشتراط الذن نطقا :أي يشترط ذلك وإن كانت السيدة بكرا ،وذكر لنهشا ل تسشتحي فشي
تزويج أمتها )قوله :ويزوج أمة صغيرة( هو تركيب إضافي .وقشوله بكشر :صشفة للمضشاف إليششه.
وسيأتي محترزه )قوله :أو صغير( بالجر معطوف على صغيرة :أي أو أمة صغيرة )قششوله :أب(
فاعل يزوج .وقوله فأبوه :أي فقط لن لهما إجبار سيديهما فجاز لهما إجبارهما تبعا لسيديهما فل
يزوجهمششا غيرهمششا مششن السششلطان ونحششوه مششن بقيششة الوليششاء )قششوله :لغبطششة( متعلششق بيششزوج :أي
يزوجانها عند وجود غبطة ،أي منفعة للسيدة أو السيد )قوله :كتحصيل مهر الخ( تمثيششل للغبطششة.
قال في المغني ،وقيل ل يزوجها ،أي الب والجد ،لنه قد تنقص قيمتهشا ،وقشد تحبشل فتهلشك .اه.
)قوله :ل يزوج عبدهما( أي الصششغيرة والصششغير :أي والمجنششون والسششفيه ذكششرا أو أنششثى .وهششذا
مفهوم قوله أمة )قوله :لنقطاع كسبه عنهما( أي عن الصغيرة والصغير فلم يكششن لهمششا مصششلحة
في التزويج حينئذ .قال في التحفشة :ولششم ينظششروا إلششى أنهششا ربمششا تظهششر مششع تزويجششه لنششدرته اه.
)قوله :خلفا لمالك( رضي ال عنه :أي فإنه قال بجواز تزويج عبدهما إن ظهرت مصلحة فيششه،
وذلك بأن يكون إذا تزوج يكتسب ما يكفي زوجته ويكفيهما ،وإذا لم يتزوج ربما انقطع عن ذلششك
بسبب ما يتولد عنه من المراض )قوله :ول أمة ثيب صغيرة( محترز قوله بكرى أي ول يزوج
الب فأبوه
] [ 374
أمة ثيب صغيرة .ومحله ما لم تكن مجنونة ،وإل جاز لهما أن يزوجا أمتهششا لنهمششا يليششان
مالها ونكاحها )قوله :لنه ل يلي نكاح مالكتها( أي فل يلي نكاح أمتها بالولى) .والحاصششل( أنششه
يشترط فيمن يلي نكاح المة أن يكون ولششي مششال مالكتهششا ونكاحهششا فيششزوج أمششة الصششغيرة البكششر
والصغيرة الب فأبوه لنهما يليان نكاح السيدة أو السششيد فيليششان نكششاح أمتهمششا تبعششا ،ويششزوج أمششة
الرشيد وليها مطلقا ولو السلطان لنه يلشي نكاحهشا لكشن بإذنهششا ،ول يششزوج أمششة الششثيب الصششغيرة
الب والجد والسلطان وغيرهم لهم ل يلوون نكاح السيدة فل يلوون نكاح أمتها )قوله :ول يجوز
للقاضي أن يزوج أمة الغائب( وذلك لن الولية عليها من جهة الملك فهي قاصششرة علششى المالششك
فل تنتقل للقاضي عند غيبته )قوله :نعم إن رأى القاضي بيعها( مفعول رأى الثاني محششذوف :أي
أصلح .وقوله لن الحظ الخ :علة الصلحية التي رآها القاضي .وقوله فيه :أي في الششبيع ،وقششوله
الغائب :أي المالك الغائب ،وقوله من النفاق عليها :متعلق بالحظ ،وأصله الحظ :أي الحششظ لششه
من النفاق عليها .ولو قال لنه أحظ له من النفاق لكان أولششى )قششوله :باعهششا( جششواب إن )قششوله:
ويزوج سيد بالملك( أي ل بالولية ،وذلك لن التصرف فيما يملك استيفاؤه ،ونقله إلى الغير إنما
يكون بحكم الملك كاستيفاء المنافع ونقلها بالجارة .اه .تحفة )قوله :ولو كان فاسقا( أي ولو كششان
السيد فاسقا .وذلك لن الفسق يمنع الولية ل الملك ،وتزويج السيد ليس بالولية وإنما هو بالملك
)قوله :أمته( أي ولو كانت كافرة أو كششانت محرمششة عليششه كششأخته .وقششوله المملوكششة كلهششا لششه :أي
لسيدها )قوله :ل المشتركة( أي ل يزوج المشتركة وهو مفهوم .قوله المملوكة كلها .وقششوله ولششو
باغتنام :أي ولو حصل الشتراك بسبب الغتنام بأن غنم جماعة أمة ،فهي مشتركة بينهم .وقوله
بينة :متعلق بالمششتركة )قشوله :بغيشر رضشا جميعهشم( أي ل يجشوز تزويجهشا بغيشر رضشا جميشع
المالكين لها ،أما مع رضاهم فيجوز )قشوله :ولشو بكشرا صشغيرة( الغايشة للتعميشم ،ل المشرد ،إذ ل
خلف فيه .ولو قال ،كما في المنهاج بدلها بأي صفة كششانت ،أي صششغيرة أو كششبيرة بكششرا أو ثيبششا
رشيدة أو غيرها ،لكان أولى .وقوله أو كبيرة :أي بكرا أو ثيبا .وقوله بل إذن منها :أي الكششبيرة،
والولى إسقاطه أو إسقاط قوله بعد وله إجبارها الخ ،وذلك لن أحدهما يغنششي عششن الخششر .وفششي
المنهششج والمنهششاج القتصششار علششى الثششاني ،وهشو ظششاهر )قششوله :لن النكششاح الششخ( علشة لكششونه أن
يزوجها بل إذن منها )قوله :وهي( أي المنافع .وقوله مملوكة له :أي والمالك يفعل فششي ملكششه مششا
يشاء سواء رضي به المملوك أم ل )قوله :له إجبارها عليه( أي النكاح للعلة المارة آنفششا ،ومحلششه
في غير المبعضة والمكاتبة ،أما هما فل يجبرهما عليه لنهما فششي حقششه كالجنبيششات ،وفششي غيششر
المتعلق بها حق لزم كالرهن والجناية فليس للراهن تزويج المرهونة إل على المرتهششن أو بششإذنه
وليس للسيد تزويج الجانية المتعلقة برقبتها مششال وهششو معسششر ،وإل صششح ،وكششان اختيششارا للفششداء
)قوله :لكن ل يزوجها لغير كف ء الخ( لما كانت العلة المارة ،وهي قششوله لن النكشاح الشخ وهشي
مملوكة له ،توهم جواز تزويجها علششى غيششر كششف ء لهششا ،كجششواز بيعهششا عليششه ،أتششى بالسششتدراك
المذكور لشدفع هشذا اليهشام .وحاصشله أن النكشاح ليششس كشالبيع لنشه ل يقصششد بششه التمتشع ،بخلف
النكاح ،وعبارة المنهج وشرحه :وله إجبار أمته على نكاحها صغيرة كانت أو كبيرة بكرا أو ثيبا
عاقلة أو مجنونة ،لن النكاح يرد على منافع البضع وهي مملوكة له وبهذا فششارقت العبششد لكششن ل
يزوجها بغيشر كششف ء بعيشب أو غيشره إل برضششاها ،بخلف الششبيع لنشه ل يقصششد بشه التمتشع .اه.
)قوله :بعيب الخ( الباء سببية متعلقة بمحذوف واقع خبر المبتدأ محششذوف :أي وعششدم الكفششاءة فيششه
بسبب عيب مثبت للخيار كجذام وبرص وجنون ،أو بسبب فسق أو بسبب حرفة دنيئة )قششوله :إل
برضاها( إل أداة حصر والجار والمجرور متعلق بيزوجها :أي ل يزوجهششا إل برضششاها .وقششوله
له :اللم بمعنى الباء متعلقة
] [ 375
برضاها :أي رضاها بغير الكششف ء )قششوله :ولششه( أي للسششيد .وقششوله تزويجهششا برقيششق :أي
على رقيق .وقوله ودنئ نسب :أي لن الحق في الكفاءة في النسب لسششيدها ،ل لهششا ،وقششد أسششقطه
هنا بتزويجها على من ذكر .وعبارة الشروض وششرحه) .فشرع( ل يصشح تزويشج المشة بمشن بشه
عيب مثبت للخيار للضرار بها ويزوجها جوازا بغير رضاها ولو عربية من عربي دنئ النسب
حرا كان أو عبدا .وقضيته مع ما مر من أن بعض الخصال ل ينجبر ببعششض أنششه ل يزوجهششا إذا
كان عربية من عجمشي ولشو حشرا ،بخلف قشول أصشله ويزوجهشا مشن رقيشق ودنشئ النسشب فشإنه
يقتضي أنه يزوجها منه ،فينافي قوله فيما مر والمة العربية بالحر العجمي :أي ول يزوج المشة
العربية بالحر العجمي على هذا الخلف :أي الخلف ،في انجبششار بعششض الخصششال ببعششض ،كششذا
قاله السنوي ،فعدول المصنف عن عبارة أصله إلششى مششا قششاله لششذلك والحششق مششا فششي الصششل ول
منافاة لن الحق في الكفاءة في النسب لسيدها ل لها وقد أسقطه هنا بتزويجه لها ممن ذكششر ،ومششا
مر محله إذا زوجها غير سيدها بششإذن أو وليششة علششى مالكهششا ل يزوجهششا ممششن ل يكافئهششا بسششبب
آخر .أي غير دناءة النسب كعيب مثبت للخيار إل برضاها وعليها تمكينه من نفسششها لذنهششا ولششه
بيعهششا مششن العيششب لن الشششراء ل يتعيششن للسششتمتاع ،ويلزمهششا تمكينششه لنهششا صششارت ملكششه .اه.
بتصرف )قوله :لعدم النسب لها( أي للرقيقة .قال البجيرمي :أي لعدم النسب المعتششبر وإن كششانت
شريفة لن الرق يضمحل معه جميع الفضائل اه) .قوله :وللمكاتب( أي كتابة صششحيحة ،والجششار
والمجرور خبر مقدم ،وقوله تزويج أمته :مبتدأ مؤخر )قششوله :لسششيده( أي المكششاتب ،فل يزوجهششا
كما ل يزوج عبده لن السيد مع المكاتب كالجنبي )قوله :إن أذن له( أي المكاتب .وقشوله سششيده:
أي المكاتب ،وقوله فيه :أي التزويج فإن لم يأذن له فيه لم يجز له ذلك كتبرعه .قال ع ش :وإنما
توقف تزويج المكاتب أمته على إذن السيد لنه ربما عجز نفسه أو عجششزه سششيده فيعششود هشو ومششا
في يده للسيد فاشترط إذن السيد له في التزويج وإذا زوج فهو مزوج عن نفسه ل عن سششيده .اه.
)قوله :ولو طلبت المة( أي من سيدها .وقوله تزويجها :أي تزويششج السششيد إياهششا ،فالضششافة مششن
إضافة المصدر لمفعوله بعد حذف الفاعل )قوله :لم يلزم( أي التزويششج السششيد :أي ل يجيششر عليششه
وإن كانت محرمة عليه كأخته )قوله :لنه( أي التزويج بنقص قيمتها :أي ولفوات استمتاعه بمششن
تحل له )قوله :يزوج الحاكم أمة كافر أسلمت( أي ول يزوجهششا الكششافر لنششه ل يملششك التمتششع بهششا
أصل بل ول سائر التصرفات فيها سوى إزالة الملك عنها وكتابتها .وعبارة النشوار ،ول يشزوج
الكافر أمته المسلمة ومستولدته لتزلزل ملكه وعدم تسلطه علششى أهششل السششلم .اه .وقششوله بششإذنه:
متعلق بيزوج ،والضمير للكافر )قوله :والموقوفة الخ( أي ويششزوج الحششاكم المششة الموقوفششة علششى
جماعة لكن بإذنهم إن انحصروا ،وخرج بالموقوفة العبششد الموقششوف فل يششزوج بحششال ،إذ الحششاكم
وولي الموقوف عليه وناظر المسجد ونحوه ل يتصرفون إل بالمصلحة ،ول مصلحة في تزويجه
لما فيه من تعلق المهر والنفقة )قوله :وإل( أي وإن لم ينحصروا .وقششوله لششم تششزوج فيمششا يظهششر.
قال في النهاية :إنها تزوج بإذن الناظر فيما يظهر ،كما أفتى به الوالد رحمششه الش تعششالى) ،قششوله:
ول ينكح عبششد( أي ل يصششح نكششاحه .وقششوله ولششو مكاتبششا :أي أو مششدبرا أو معلقششا عتقششه بصششفة أو
مبعضا )قوله :إل بإذن سيده( أي الرشيد غير المحرم نطقا ولو بكرا ،وذلششك لخششبر :أيمششا مملششوك
تزوج بغيشر إذن مشوله فهشو عشاهر رواه الترمشذي وحسشنه والحشاكم وصشححه وروى أبشو داود:
فنكاحه باطل اه .شرح الروض )قوله :ولو كان السيد أنثى( أي ثيبا أو بكرا )قوله :سششواء أطلششق
الذن( أي إن النكاح بإذن السيد صحيح ،سشواء أطلششق الذن أم قيششده ،فهششو تعميششم لصششحة النكششاح
بالذن وإذا أطلق الذن فله أن ينكحه حرة أو أمة ببلده وغيرها .نعم للسيد منعه من الخروج إلى
غير بلده) .قوله :أم قيد بامرأة معينة( أي أم قيد السيد الذن للعبد بنكششاح امششرأة معينششة .وقششوله أو
قبيلة :أي أو قيد الذن له بنكاح امرأة من هششذه القبيلششة دون غيرهششا ،ومثلهششا البلششدة )قششوله :فينكششح
بحسب إذنه( أي السيد ،والفاء واقعة في جواب شرط مقدر مرتبط بالشششق الثششاني :أعنششي أم قيششد،
أي وإذا قيد السيد الذن بما ذكر فينكح
] [ 376
بحسب إذنه له )قوله :ول يعدل( أي العبد في نكاحه .وقوله عما أذن :أي عن المر الششذي
أذن السيد .وقوله له ،أي للعبد .وقوله فيه ،أي في ذلشك المشر ،فالضشمير يعشود علشى مشا .وقشوله
مراعاة لحقه :أي السيد ،وهو تعليل لكونه ينكششح بحسششب الذن ول يعششدل إلششى غيششره )قشوله :فششإن
عدل عنه( أي عما أذن له فيه )قوله :لم يصح النكاح( أي وإن كانت المعشدول إليهششا دونهشا مهشرا
وخيرا منها جمال ونسبا ودينا وأقل مؤنة .قال في التحفة :نعم لو قدر له مهرا فششزاد عليشه أو زاد
علششى مهششر المثششل عنششد الطلق صششحت الزيششادة ولزمششت ذمتششه فيتبششع بهششا إذا عتششق لن لششه ذمششة
صحيحة .اه) .قوله :ولو نكح العبد بل إذن سيده بطل النكاح( أي لحجره وللخبر المار .قششال فششي
النهاية ومثله في التحفة :وقول الذرعي يستثنى من ذلك ما لو منعه سيده فرفعه إلى حششاكم يششرى
إجباره فأمره فامتنع فأذن له الحاكم أو زوجه فإنه يصح جزما ،كما لو عضل الولي محششل نظششر،
لنه إن أراد صحته على مذهب ذلك الحاكم لم يصششح السششتثناء أو علششى قولنششا فل وجششه لششه .اه.
وفي المغني :قال في الم ول أعلم من أحد لقيته ول حكى لي عنه من أهل العلم اختلفشا فشي أنشه
ل يجوز نكاح العبد إل بإذن مالكه .اه .ول ينافي قوله ل أعلم ما حكاه الرافعششي عششن أبششي حنيفششة
أن نكاحه موقوف على إجازة السيد ،وعن مالك أنه يصح وللسيد فسخه لنششه لششم يبلغششه ذلششك .اه.
)قوله :ويفرق بينهما( أي العبد وزوجته .والذي يفرق هو الحاكم ،كمششا يسششتفاد مششن عبششارة ش ق
)قوله :خلفا لمالك( أي في قوله بصحة نكاح العبد بل إذن سيده ،لكن للسيد فسخه ،كما تقدم آنفا
عن المغني) ،قوله :فإن وطئ( أي العبد زوجته بهذا النكاح الباطل .وقوله فل شئ عليششه لرشششيدة
مختارة :الذي في التحفة والنهاية أن عليه لها مهر المثل ويتعلق بذمته فقششط ،ولفظهمششا وإذا بطششل
لعدم الذن تعلق مهر المثل بذمته فقط ويتجه أن محله في غير نحو الصغيرة ،وإل تعلق برقبتششه.
اه .وما ذكره المؤلف رحمه ال تعالى إنما هو في السفيه ل فششي العبششد ،كمششا هششو صششريح عبششارة
المنهششاج ،ونصششها مششع التحفششة ،ولششو نكششح السششفيه بل إذن فباطششل ،فششإن وطششئ منكششوحته الرشششيدة
المختارة لم يلزمه شئ ،أي حد ،قطعا للشبهة ،ومن ثم لحقه الولد ول مهشر ظشاهرا ولشو بعشد فشك
الحجر وإن لم تعلم سفهه لنها مقصرة بترك البحث مع كونها سلطته على بعضها ،بخلفه باطنا
بعد فششك الحجششر عنششه ،كمششا نششص عليششه فششي الم ،واعتمششدوه ،بخلف صششغيرة مجنونششة ومكرهششة
ومزوجة بالجبار ونائمة فيجب مهر المثل إذ ل يصح تسليطهن .اه .إذا علمت ذلك تعلم مششا فششي
كلمه من التخليط .ثم رأيت في المغني نص على أن بعض الشششارحين تششوهم أن العبششد كالسششفيه،
ولعل شارحنا تبع هذا البعض في ذلك ،ونص عبارته) :تنبيه( قول المصششنف باطششل يقتضششي أنششه
إذا وطئ ل يلزمه شئ كالسفيه ،وليس مرادا ،كما توهمه بعض الشارحين ،بل يلزمه مهر المثششل
فششي ذمتششه ،كمششا صششرح بششه المصششنف فششي نكششاح العبششد .اه) .قششوله :أمششا السششفيهة والصششغيرة( أي
ونحوهما من كل من ليست برشيدة مختارة مما تقدم .وقوله فيلزم فيهما مهششر المثششل :أي ويتعلششق
برقبته ،كما علمت )قوله :ول يجوز للعبد( أي ل يصح ولو أذن له السيد فيششه لن العبششد ل يملششك
ولو بتمليك سيده والتسري يفيد دخول المتسري بها فششي ملششك المتسششري .وقششوله ولششو مأذونششا فششي
التجارة :أي ولو كان العبد مأذونا له في التجارة فل يجوز لششه ذلششك لن التجششارة ل تتنششاول ذلششك.
وقوله أو مكاتبا :أي ولششو مكاتبششا )قششوله :أن يتسششرى( المصششدر المششؤول فاعششل يجششوز .والتسششري
مطلق الوطئ ،وشرعا يعتبر فيه ثلثة أمور :الوطئ والنزال ومنع الخروج .والمششراد بششه الول
لن الرقيق يمنع من الوطئ ،مطلقا ،سواء وجد إنزاله ومنع الخروج أم ل ،ولو عشبر بيطشأ ،كمشا
عبر به شيخ السلم ،لكان أولى لئل يوهم أن المراد بششه المعنششى الشششرعي مششع أنششه ليششس كششذلك.
فتنبه )قوله :لن المأذون له( أي في التجارة وغيره بالولى وهو علة لعدم جواز التسري بالنسبة
لغير المكاتب .وقوله ل يملك :أي ولشو بتمليشك سشيده ،كمشا علمشت ،لنشه ليشس أهل للملشك ،وأمشا
الضافة التي ظاهرها الملك في خششبر الصششحيحين :مششن بششاع عبششدا ولششه مششال فمششاله للبششائع إل أن
يشترط المبتاع فهي للختصاص ،ل
] [ 377
للملك )قوله :ولضعف الملك( علة لعدم جواز التسري بالنسبة للمكاتب )قششوله :ولششو طلششب
العبد النكاح( أي من السيد )قوله :ل يجب على السيد إجابته( أي لنه يشوش عليه مقاصد الملششك
وفوائده وينقص القيمة .وقوله ولو مكاتبا :أي ولو كان العبد مكاتبا فل تجب إجابته ومثله للبعض
)قوله :ول يصدق مدعي عتق( كان المناسب أن يقول ،كعادته ،فرع أو فرعان )قششوله :مششن عبششد
أو أمة( بيان مدعي العتق )قوله :إل بالبينة( أي فششإنه يصششدق بهششا )قششوله :التششي بيانهششا فششي بششاب
الشهادة( عبارته هناك :والشهادة لما يظهر للرجال غالبا كالنكاح وطلق وعتق رجلن ل رجششل
وامرأتان .انتهت )قوله :وصدق مدعي حريششة الشخ( يعنششي لشو ادعششى عليشه بشالرق وقششال أنشا حشر
أصالة صدق بيمينه وإن استخدمه قبل إنكاره وجرى عليه البيع مرارا أو تداولته اليدي لموافقته
الصل وهو الحرية .وقوله أصالة :أي ل بالعتق .وقوله ما لم يصدق الخ :قيششد لتصششديقه بيمينششه،
أي يصدق بها ما لم يسبق منه وهو رشيد إقرار بالملك ،وإل صششدق مششدعي الششرق .وقششوله أو لششم
يثبب :أي وما لم يثبت الرق ببينة تشهد برقة وإل عمل بها .ولو أقام هو أيضا بينششة علششى حريتششه
قدمت الولى لن معها زيادة علم بنقلها عن الصل ،وإذا ثبتشت الحريشة الصشلية رجشع مششتريه
على بائعة بثمنه وإن أقر المشتري له بالملك لنه بنششاء علششى ظششاهر اليششد .وسششيذكر المؤلششف هششذه
المسألة في باب الدعاوي والبينات بأبسط مما هنا .وال سبحانه وتعالى أعلششم .فصششل فششي الكفششاءة
أي فششي بيششان خصششال الكفششاءة المعتششبرة فششي النكششاح لششدفع العششار والضششرر .وهششي لغششة :التسششاوي
والتعادل .واصطلحا أمر يوجب عدمه عشارا .وضششابطها مسششاواة الششزوج للزوجشة فششي كمششال أو
خسة ما عدا السلمة من عيوب النكاح )قششوله :وهششي( أي الكفششاءة .وقششوله معتششبرة فششي النكششاح ل
لصحته :أي غالبا ،فل ينافي أنها قد تعتبر للصحة ،كما فششي التزويششج بالجبششار ،وعبششارة التحفششة:
وهي معتبرة في النكاح ل لصحته مطلقا بل حيث ل رضا من المشرأة وحشدها فشي جشب ول عنشة
ومع وليها القرب فقط فيما عداهما .اه .ومثله في النهاية وقوله بل حيث ل رضا ،مقابل قوله ل
لصحته مطلقا ،فكأنه قيل ل تعتبر للصحة على الطلق وإنما تعتششبر حيششث ل رضششا .اه .ع ش.
)والحاصل( الكفاءة تعتبر شرط للصحة عند عدم الرضا ،وإل فليست شرطا لها )قوله :بل لنهششا
حق للمرأة( أستفيد منه أن المراعى فيها جانب الزوجة ل الزوج .وقوله والولي :أي واحششدا كششان
أو جماعة مستوين في الدرجة ،فل بد مع رضاها بغير الكف ء من رضا سائر الوليششاء بششه .ول
يكفي رضا أحدهم دون الباقين ،كما سيأتي في كلمه) ،قششوله :فلهمششا( أي المششرأة والششولي )قششوله:
إسقاطها( أي الكفاءة :أي ولو كانت شرطا لصحة العقد مطلقا لما صششح حينئذ .والمششراد بالسششقوط
رضاهما بغير الكف ء وذلك لنه )ص( زوج بناته من غير كف ء ول مكافئ لهن ،وأمر فاطمة
بنت قيس نكاح أسامة فنكحته وهو مولى وهي قرشية ولو كانت شرطا للصششحة مطلقششا لمششا صششح
ذلك )قوله :ول يكافئ حرة الخ( شروع في بيان خصششال الكفششاءة .والششذي يؤخششذ مششن كلمششه متنششا
وشرحا أنها ست وهي الحرية والعفة والنسب والدين والسلمة من الحرف الدنيئة والسشلمة مشن
العيوب ،وبعضهم عدها خمسا وأدرج العفة فششي الششدين ونظمهشا بقشوله :شششرط الكفشاءة خمسششة قششد
حررت ينبيك عنها بيت شعر مفرد
] [ 378
نسب ودين حرفة حرية فقد العيوب وفي اليسار تردد والراجح أنه ل يشترط ،كما سيأتي،
في كلمه ،لن المال غاد ورائح ول يفتخر به أصحاب المروءات والبصششائر .وللعلمششة مرعششي
الحنبلي :قالوا الكفاءة ستة فأجبتهم قد كان هذا فششي الزمششان القششدم أمششا بنششو هششذا الزمششان فششإنهم ل
يعرفون سوى يسار الدرهم ثم إن العبرة في هذه الخصال بحال العقد فل يششؤثر طروهششا بعششده مششا
عدا الرق فإن طروه يبطل النكاح ول وجودها مع زوالها قبله .قال في التحفة :نعم ترك الحششرف
الدنيئة قبله ل يؤثر إل إن مضت سنة .كذا طلقه غير واحد ،وهو ظاهر إن تلبشس بغيرهشا بحيشث
زال عنه اسمها ولم ينسب إليه البتة ،وإل فل بد من مضي زمن يقطع نسبتها عنه بحيث صار ل
يعير بها .وهل تعتبر السنة في الفاسق إذا تاب كالحرفة القياس ؟ نعم :قال ثششم رأيششت ابششن العمششاد
والزركشي بحثا أن الفاسق إذا تاب ل يكافئ العفيفة :وينبغي حمله على ما إذا لم تمض سششنة مششن
توبته ،وظاهر كلم بعضهم اعتماد إطلقهما ،لكن بالنسبة للزنا .اه) .قوله :حرة أصلية( مفعششول
يكافئ .وقوله أو عتيقة :مقابل قوله أصلية )قوله :ول من ل يمسها الششرق( هششو معنششى قششوله حششرة
أصلية ،فكان عليه أن يقول ول من لم يمس الرق آباءها أو القششرب إليهششا منهششم )قششوله :غيرهششا(
فاعل يكافئ وقدر الشارح عند كل صفة نظير هذا فيكون فاعل لفعششل مقششدر نظيششر المششذكور وإن
نظرت لصل المتن ففاعل الفعل قشوله بعشد تتمشة الصششفات غيشر بشالتنوين )قشوله :بششأن ل يكشون(
تصوير لكون الزوج غير مكافئ لها .وقوله في ذلك .أي فيما ذكششر مششن كونهششا حششرة أصششلية الششخ
وذلك بأن تكون حرة أصلية وهو ليس كذلك بأن يكون رقيقا أو عتيقا ،أو تكون هششي عتيقششة وهششو
رقيق أو تكون هي لم يمس آباءها الرق وهو مس آباء الرق ،أو القرب إليها من الباء لم يمسششه
الرق والقرب إليه منهم مسه الرق :كأن يكون أبوه الثالث مسه الرق وأبوها الرابع مسششه الششرق،
ففي جميع ذلك ل يكون كفأ لها )قوله :ول أثر لمس الرق في المهششات( أي ل يششؤثر فششي الكفششاءة
مس الرق في المهات ،فلو كانت حرة لم يمس أبويها الرق وهو كذلك لكن مس أمه الرق كافأها
لنه يتبع الب في النسب ل الم )قوله :ول عفيفة الخ( أي ول يكافئ عفيفششة أي صششالحة .وقششوله
وسنية :أي غير مبتدعة .وقشوله وغيرهمشا :فاعشل يكشافئ .أي ل يكافئهمشا غيرهمشا ،وذلشك لقشوله
تعالى) * :أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا ؟ ل يستوون( * ) (1وقوله مشن فاسشق ومبتشدع :بيشان
لغيرهما )قوله :فالفاسق الخ( تفريع على ما يفهم مششن كلمششه وذلششك لنششه يفهششم مششن كششون العفيفششة
ليست كفأ للفاسق أن الفاسقة كف ء له )قوله :إن استوى فسقهما( أي اتحدا نوعا وقدرا ،فششإن زاد
فسقه أو اختلف فسقهما نوعا ،بأن يكون شارب الخمر وهي زانية لم يكافئهششا )قششوله :ول نسششيبة(
أي ول يكافئ نسيبة .وقوله من عربية وقرشية وهاشمية أو مطلبية :بيان للنسبية .وقوله غيرهششا:
فاعششل يكشافئ المقشدر ،أي ل يكشافئ النسششبية غيشر النسشبية ) ،(2وقششد بسششط الكلم علشى ذلششك فششي
الروض وشششرحه فلنششذكره تكميل للفششائدة) .ونصششه( ول يكششافئ العربيششة والقرشششية والهاشششمية إل
مثلها :لشرف العرب على غيرهم ،ولن الناس تفتخر بأنسابهما أتم فخار ،ولخششبر :قششدموا قريشششا
ول تقدموها رواه الشافعي بلغا :أي بلفظ بلغني ،ولخبر مسشلم :إن الش اصشطفى كنانشة مشن ولشد
إسماعيل ،واصطفى قريشا من كنانة ،واصطفى بني هاشم من قريش ،واصطفاني من بني هاشم
وبنو
) (1سورة السجدة ،الية) (2) .18 :قوله غير النسيبة( كذا في الصل هنا ومثله فيما سيأتي ،والمناسب غير النسيب :لن
غير صفة لمذكر هو الزوج ،كما هو ظاهر .اه .مصححه
] [ 379
هاشم وبنو المطلب أكفاء ،لخبر البخاري :نحن وبنو المطلب شئ واحد ومحله في الحرة.
ولو نكح هاشمي أو مطلبي أمة فأتت منه ببنت فهي مملوكة لمالك أمها فلششه تزويجهششا مششن رقيششق
ودنئ النسب ،كما سيأتي ،وأفهم كلمه ما صرح به في الروضة من أن مششوالي كششل قبيلششة ليسششوا
أكفاء لها فسائر العششرب ،أي بششاقيهم ،أكفششاء :أي بعضششهم أكفششاء بعششض .وقششال الرافعششي :مقتضششى
اعتبار النسب في العجم اعتباره في غير قريش من العرب ،لكن ذكر جماعة أنهم أكفاء ،وجششرى
النووي على ما انتصر له المصنف ،فقال مستدركا على الرافعي ما ذكره الجماعششة هششو مقتضششى
كلم الكثرين ،وذكر إبراهيم المروزي أن غير كنانة ل يكافئها ،واستبدل له السبكي بخبر مسشلم
السابق فحصل في كونهم أكفششاء وجهششان .وقششد نقشل المششاوردي عشن البصششريين أنهشم أكفشاء وعشن
البغداديين خلفة فتفضل مضر على ربيعششة وعششدنان علششى قحطششان اعتبششارا بششالقرب منششه )ص(،
وتقدم عنه نظيره في قسم الفئ والغنيمة .وهذا هو الوجه :اه .وجرى في النوار علششى أن غيششر
قريش من العرب بعضهم كف ء لبعض وعبارته الثالثة :النسب فالعجمي ليس كفششؤا للعربيششة ول
غير القرشي للقرشية ول غيششر الهاشششمي والمطلششبي للهاشششمية أو المطلبيششة وهمششا كفششآن ،ويعتششبر
النسب في العجم كفي العرب وغير قريش من العرب بعضهم كف ء بعض .والعبرة فششي النسششب
بالباء إل في أولد بنات النبي )ص( .اه) .قششوله :يعنششي ل يكششافئ الششخ( تفصششيل لمششا أجملششه أول
بقوله ول نسيبة غيرها )قوله :عربية أبا( أي من جهة الب )قوله :غيرها( فاعششل يكششافئ .وقششوله
من العجم بيان للغير) .واعلم( أنه يعتششبر النسششب فششي العجششم كمششا يعتششبر فششي العششرب ،كمششا تقششدم،
فالفرس أفضل من القبط ،وبنو إسرائيل أفضل من القبششط )قششوله :وإن كششانت أمشة عربيششة( أي فل
عبرة بها لما تقدم من النشوار أن العشبرة فشي النسشب بالبشاء )قشوله :ول قرششية غيرهشا( أي ول
يكافئ قرشية غيرها .وقوله من بقية العرب :بيان لغيرها )قوله :ول هاشمية أو مطلبية غيرهما(
أي ول يكافئ هاشمية أو مطلبية غيرها من بقية أصناف قريش كبني عبششد شششمس )قششوله :وصششح
نحن وبنو المطلب شئ واحد( وفي رواية :نحن وبنو المطلب هكششذا :وشششبك بيششن أصششابعه )ص(
وخرج بقوله وبنو المطلب بنو عبد شمس ونوفل فليسوا وبنو هاشم سواء ،لن هؤلء ،وإن كانوا
أولد عبد مناف كبني هاشم والمطلشب ،إل أنهششم أخرجهشم النششبي )ص( عشن آلشه ليشذائهم )قشوله:
فهما( أي بنو هاشم وبنو المطلب وقوله متكافئان :أي فيكافئ ذكور أحششدهما بنششات الخششر )قششوله:
ول يكافئ من أسلم الخ( هذه الخصلة هي التي عبرت عنها بالششدين .وقششوله مششن لهششا أب :مفعششول
يكافئ ،أي ل يكافئ الذي ليس له أب في السلم المرأة التي لها ذلك )قوله :ومشن لشه أبشوان( أي
ول يكافئ من له أبوان .وقوله لمن لها :اللم زائدة ،ومن :مفعول يكافئ )قوله :على ما صششرحوا
به( هو المعتمد ،وإن كششان صششنيعه يفيششد خلفششه .وقششوله لكششن الششخ :ضششعيف .وقششوله فيششه :أي فششي
المذكور الذي صرحوا فيه بعدم التكافؤ )قوله :أنهما( أي من أسششلم بنفسششه ومششن لهششا أب أو أكششثر
ومن له أبوان ومن لها ثلثة آباء في السلم )قوله :واختاره( أي هذا الوجه الروياني وجششزم بششه
صاحب العباب وعلله بأنه يلزم على الششوجه الول أن الصششحابي ل يكششون كفششؤا لبنششت التششابعي،
وجزم في التحفة بالول وقال :وما لزم عليه من أن الصحابي ليششس كفششؤ بنششت تششابعي صششحيح ل
زلل فيه لما يأتي أن بعض الخصال ل يقابل ببعض ،فاندفع ما للذرعششي .اه .ومثلششه فششي النهايششة
والمغني ،وعبارة المغني :فمن أسلم بنفسه ليس كفؤا لمن لها أب أو أكشثر فشي السشلم ،ومشن لشه
أبوان في السلم ليس كفؤا لمن لها ثلثة آباء فيه) .فإن قيل( قضية هذا أن من أسششلم بنفسششه مششن
الصحابة رضي ال عنهم ل يكون كفؤا لبنات التششابعين وهششذا مشششكل وكيششف ل يكششون كفششؤا لهششن
وهو أفضل المة ؟
] [ 380
)أجيب( بأنه ل مانع من ذلششك .اه) .قششوله :ول سششليمة( أي ول يكششافئ سششليمة .وقششوله مششن
حرف ،بكسر ففتح جمع حرفة :كقرب جمع قربة .وقوله دنيئة :بالهمز وتركه )قوله :وهششي الششخ(
بيان لضابط الحرف الدنيئة .وقوله ما دلت ملبسته ما واقعة على الصنائع ،وتذكير الضمير فششي
قوله ملبسته باعتبار لفظ ما ،والمعنى أن الحرف الدنيئة هي الصششنائع الششتي دلششت ملبسششتها .أي
مصاحبتها على انحطاط المروءة أي سقوطها )قوله :غيرها( فاعل يكششافئ المقششدر أي ول يكششافئ
السليمة من الحرف الدنيئة غير السليمة .وقششد بسششط الكلم علششى مششا ذكششر فششي النششوار وعبششارته:
الخامسة الحرفة فأصحاب الحرف الدنيئة ليسوا بأكفاء للشششراف ول لسششائر المحترفششة :فالكنششاس
والحجام والفصاد والختان والقمششام وقيششم الحمششام والحششائك والحششارس والراعششي والبقششار والزبششال
والنخال والسششكاف والششدباغ والقصششاب والجششزار والسششلخ والحمششال والجمششال والحلق والملح
والمراق والهراس والفوال والكروشي والحمامي والحداد والصواغ والصششباغ والششدهان والششدباس
ونحوهم ل يكافئون ابنشة الخيشاط والخبشاز والشزراع والفخشار والنجشار ونحشوهم .وسشلك المتشولي
الصراف والعطار في سلكهم ،ويشبه أن يكون الصششراف كالصششواغ وأن يكششون العطششار كششالبزاز
والخياط ل يكافئ ابنة التاجر والبزاز والبياع والجوهري وهششم ل يكششافئون ابنششة القاضششي والعششالم
والزاهد المشهور والصنائع الشريفة بعضها أشرف ومن بعض كما تبين والدنيئة بعضها أدنأ من
بعض .فالششذي سششبب دنششاءته اسششتعمال النجاسششة :كالحجششام والفصششاد أدنششى فششي الششذي ل يسششتعملها
كالخراز وشبهه .وإذا شششك فششي الشششرف والششدناءة أو فششي الشششريف والشششرف أو الششدنئ والدنششى
فالمرجع إلى عادة البلد .اه )قوله :فل يكافئ من( هي اسم موصول فاعششل يكششافئ .وقششوله هششو أو
أبوه حجام :الجملة صلة الموصول )قوله :أو كناس( أي ولو للمسششجد )قشوله :أو راع( ل يششرد أن
الرعاية طريقة النبياء عليهم الصلة والسلم ،لن الكلم فيمن أخششذ الرعششي حرفششة يكتسششب بهششا
فقط ،والنبياء لم يتخذوه لذلك )قوله :بنت خياط( مفعول يكافئ وكان الولى أن يسقط لفظ بنششت،
كما نص عليه البجيرمي ،وعبارته ،قشوله بنشت خيشاط ،المناسشب أن يقشول لخياطشة لن البشاء ل
تعتبر إل بعد اتحاد الزوجين في الحرفة .اه .ح ل .قال شششيخنا العزيششزي :ولششم يقششل ليششس كششف ء
خياطة مع أنه الملئم لما قبله للتنبيه على أن الحرفة تعتبر في الصول كما تعتبر في الزوجيششن.
اه) .قوله :ول هو( أي ول يكافئ :هو أي الخياط .وقوله بنت تاجر :يأتي فيه وفيما بعده ما تقششدم
)قوله :وهو( أي التاجر .وقوله من يجلب البضائع :أي يأتي بها من محلها إلى محل آخر ليبيعهششا
فيه .وقوله من غير تقييد بجنس :أي مششن البضششائع كششالرز )قششوله :أو بششزاز( بششالجر عطششف علششى
تاجر :أي ول يكافئ الخياط بنت بزاز )قوله :وهو( أي البزاز .وقوله بائع البز :هو ،بفتح البششاء،
القماش )قوله :ول هما( أي ول يكافئ التاجر والبزاز )قوله :بنت عالم أو قاض( قال في التحفة:
الذي يظهر أن مرادهم بالعالم هنا من يسمى عالما في العرف وهو الفقيششه والمحششدث والمفسششر ل
غير ،أخذا مما مر في الوصية ،وحينئذ فقضيته أن طالب العلم وإن برع فيه قبل أن يسمى عالما
يكافئ بنته الجاهل .وفيه وقفة ظاهرة :كمكافأته لبنت عالم بالصششلين والعلششوم العربيششة .ول يبعششد
أن من نسب أبوها لعلم يفتخر به عرفا ل يكافئها من ليس كذلك .ويفرق بين ما هنا والوصية بأن
المدار ثم على التسمية دون مشا بشه افتخشار ؟ وهنشا بشالعكس ،فشالعرف هنشا غيشره ثشم .فتشأمله .اه
)قوله :عدل( صفة لكل من العالم والقاضي ،فل عبرة بالفسق منهما ،وفي شرح الرملي :وبحششث
الذرعي أن العلم مع الفسق ل أثر له ،إذ ل فخر له حينئذ في العرف فضل عن الشرع .وصرح
بذلك في القضاء فقال إن كان القاضشي أهل فعششالم وزيشادة ،أو غيششر أهشل -كمشا هشو الغشالب فششي
قضاة زمننا نجد الواحد منهم كقريب العهد بالسلم -ففي النظر إليه نظر ،ويجششئ فيششه مششا سششبق
في الظلمة المستولين على الرقششاب ،بششل هششو أولششى منهششم بعششدم العتبششار :لن النسششبة إليششه عششار،
بخلف الملوك ونحشوهم .ومثلشه فشي التحفشة )قشوله :خلفشا للروضشة( فشي التحفشة مشا نصشه :فشي
الروضة أن الجاهل يكافئ
] [ 381
العالمة ،وهو مشكل :فششإنه يششرى اعتبششار العلششم فششي آبائهششا ،فكيششف ل يعتششبره فيهششا ؟ إل أن
يجاب بأن العرف يعير بنت العالم بالجاهل ،ول يعير العالمة بالجاهل .اه .وضششعف فششي النششوار
ما في الروضششة ،وعبششارته :قششال الرويششاني الشششيخ ل يكششون كفششؤا للشششابة والجاهششل للعالمششة .قششال
صاحب الروضة .هو ضعيف وهذا التضعيف في الجاهل والعالمششة ضششعيف :لن علششم البششاء إذا
كان شرفا للولد فكيف بعلمهم ؟ ولن الحرفة تراعى في الزوجة مع أنها ل توازي العلششم .وقششد
قطع بموافقة الروياني شارح مختصر الجويني وغيره .اه )قششوله :والصششح أن اليسششار ل يعتششبر
في الكفاءة( مقابله يقول إنه يعتبر :لنه إذا كان معسرا لم ينفق علششى الولششد وتتضششرر هششي بنفقتششه
عليها نفقة المعسششرين .قششال فششي النهايششة :وعلششى الول ،أي الصششح ،لششو زوجهششا وليهششا بالجبششار
بمعسر بحال صداقها عليه لم يصح النكاح ،وليس مبنيا على اعتبار اليسار ،كما قاله الزركشششي،
بل لنه بخسها حقها ،فهو كما لو زوجها من غير كف ء .اه) .قششوله :لن المششال ظششل زائل الششخ(
عبارة المغني :لن المال ظل زائل ،وحششال حششائل ،ومششال مششائل ،ول يفتخششر بششه أهششل المششروءات
والبصائر .وقال في التحفة :ويجاب عن الخبر الصحيح الحسششب المششال ،وأمششا معاويششة فصششعلوك
بأن الول ،أي الحسب ،المال على طبق الخبر الخر تنكح المرأة لحسبها ومالها الحديث .أي أن
الغالب في الغراض ذلك .ووكل )ص( بيان ذم المال إلى ما عرف من الكتاب والسنة في ذمششة،
ل سيما قوله تعالى) * :ولول أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لششبيوتهم سششقفا
من فضة( * إلى قوله) * :وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا( * ) (1وقوله )ص( :إن ال يحمششي
عبده المؤمن من الدنيا :كما يحمي أحدكم مريضه من الطعام والشراب -لو سويت الدنيا عند ال
جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء والثاني تصح بما يعد عرفا منفرا وإن لم يكن منفششرا
شرعا .اه .وقوله والثاني :معطوف على الول ،أي وهو وأما معاوية فصعلوك .وفي المغني مششا
نصه) :فائدة( قال المام والغزالي :شرف النفس مششن ثلث جهششات :إحششداها النتهششاء إلششى شششجرة
رسول ال )ص( فل يعاد له شئ :الثانية :النتماء إلى العلماء فششإنهم ورثششة النبيششاء صششلوات الش
وسلمه عليهم أجمعين ،وبهم ربط الش تعشالى حفشظ الملشة المحمديشة :والثالثشة النتمشاء إلشى أهشل
الصلح المشهور والتقوي قال ال تعالى) * :وكان أبوهما صالحا( * قششال :ول عششبرة بالنتسششاب
إلى عظماء الدنيا والظلمة المستولين على الرقاب ،وإن تفاخر النششاس بهششم ،قششال الرافعششي :وكلم
النقلة ل يساعدهما عليه في عظماء الدنيا .اه )قششوله :ول سششليمة الششخ( أي ول يكششافئ سششليمة مششن
عيب .وهذه الخصلة معتبرة في الزوجين ،وكذا في أبيهما وأمهما على أحد وجهين ،وهو الوجه
عند م ر .وعليه :فابن نحو الجذم ليس كفؤا لمشن أبوهششا سششليم ،وعنششد حجشر خلفششه قشال :وزعششم
الطباء العداء في الولد ل يعول عليه ،والمراد بالعيب المثبت للخيار الذي تعتبر السلمة منششه،
في الكفاءة المشترك ،وهو الجنون والجذام والبرص ،ل الخاص بالرجل ،وهو الجششب والعنششة ،إذ
ل معنى لكونها سليمة منها ،ول الخاص بها -وهو الرتق والقرن -إذ ل معنى لكونه غير سششليم
منهما )قوله :حالة العقد( قيد به لما تقدم أن العبرة في الخصششال بحششال العقششد ،لكشن كششان عليشه أن
يقيد به في جميعها ،كما في التحفششة والنهايششة) ،قششوله :لخيششار نكششاح( أي لخيششار فسششخ نكششاح ،ففششي
الكلم مضاف مقدر )قوله :لجاهل به( متعلششق بمثبششت .وقششوله حششالته :متعلششق بجاهششل ،والضششمير
يعود على العقد .وهذا بيان لشرط كون العيب مثبتششا للخيششار وأتششى بششه لليضششاح ،وإل فهششو ليششس
بصدد بيان شروطه .والمعنى :أن العيب الذي تشترط السلمة منه هو المثبت لخيار فسخ النكششاح
وهو ل يكون مثبتا إل لجاهل بالعيب حالة العقد دون العالم به عنده ويصدق منكر العلم به بيمينه
ولو بعد الوطئ وعبارة الروض ،وشرحه) .فرع( لششو نكششح أحششدهما الخششر عالمششا بششالعيب القششائم
بالخر غير العنة فل خيار له كما في المبيع والقول فيما لو كششان بششه عيششب وادعششى علششى الخششر
علمه به ولو بعد الدخول فأنكر قوله بيمينه أنه لم يعلم به لن الصششل عششدم علمششه بششه .اه )قششوله:
كجنون الخ( تمثيل للعيب المثبت للخيار الذي يشترط السلمة منه .وقششوله ولششو متقطعششا :أي ولششو
كان الجنون متقطعا يأتي
) (1سورة الزخرف ،اليتان (2) .35 ،34 ،33 :سورة الكهف ،الية82 :
] [ 382
تارة ويذهب تارة .وقوله وإن قل :أي الجنششون .وهششذا مششا جششرى عليششه شششيخه ابششن حجششر،
والذي جرى عليه م ر :أن الخفيف ل يضر ،وعبارته :ويستثنى من المتقطع ،كما قششاله المتششولي،
الخفيف الذي يطرأ في بعض الزمان .اه .ومثل الجنون في ثبوت الخيار :الخبل ،كما ألحقششه بششه
الشافعي رضي الش عنشه ،كشذا قيشل .وفشي القششاموس :أنشه الجنششون ،وعليشه :فل إلحششاق والغمشاء
المأيوس من زواله كالجنون )قوله :هو( أي الجنون .وقوله يششزول بششه الشششعور ،أي الدراك مششن
القلب لكن مع بقاء الحركة والقوة في العضاء )قوله :وجذام( بششالجر معطششوف علششى جنششون :أي
وكجذام .وقوله مستحكم -بكسر الكاف -بمعنى محكم :يقال أحكششم واسششتحكم :أي صششار محكمششا.
وقيد بالستحكام فيه وفيما بعده ،دون الجنون ،للشارة إلى أنه ل يشترط فيه الستحكام .والفششرق
أن الجنون يفضي إلى الجناية ،كما قاله الزركشي ،فإذا جششن أحششد الزوجيششن ترتششب عليششه الجنايششة
على الخر بقتل أو نحوه ،واعتمد الزيادي عدم الستحكام في الششبرص والجششذام كششالجنون .وممششا
جرب للجذام أن يؤخذ من دهن حب العنب ومرارة النسر أجزاء متسشاوية ويخلطشان معشا ويشدلك
بهما ثلثة أيام .ومما جرب للبرص أن يؤخذ ماء الورد ويطلى به ثلثة أيام فششإنه يششبرأ بششإذن الش
تعالى )قوله :وهي( أي الجذام ،وأنت الضمير باعتبار الخبر .وقوله علة يحمر منها العضو :قال
م ر ويتصور في كل عضو غير أنه يكششون فششي الششوجه أغلششب .اه .وقششوله ثششم يتقطششع :أي وبعششده
يتناثر ،أي يتساقط )قوله :وبرص( هو بالجر عطف على جنون :أي وكبر ص .وخرج به البهق
فل يؤثر )قوله :وهو( أي الشبرص )قشوله :وإن قل( أي الجشذام والشبرص فإنهمشا يشؤثران )قشوله:
وعلمة الستحكام في الول( أي في الجذام) .وقوله :اسوداد العضو( أي وإن لم يوجد تقطع ول
تناثر على المعتمد )قوله :وفي الثاني( أي وعلمة الستحكام في الثاني ،أي البرص .وقوله عششدم
احمراره :أي العضو .وعبششارة غيششره :وعلمششة السششتحكام فيششه وصششوله للعظششم بحيششث لششو فششرك
العضو فركا عنيفا لم يحمر اه )قششوله :غيششر( فاعششل يكششافئ المقششدر فششي قششوله ول سششليمة :أي ول
يكافئ سليمة من العيب غيرها .وهذا باعتبار حل الشارح ،أما باعتبششار المتششن فهششو فاعششل يكششافئ
المصرح به أول الفصل ،كما تقدم التنبيه عليه ،وقوله ممن به عيب :بيان للغير .وقوله منها :أي
من العيوب الثلثة )قوله :لن النفس الخ( علة لعدم المكافأة المذكورة :أي ل يكششافئ السششليمة مششن
العيوب من لم يسلم منها لن النفس الخ .وقول تعاف :أي تكره صحبة من به ذلششك ،أي المششذكور
من الجنون والجذام والبرص ،لن الول يؤدي إلى الجناية ،والخيرين يعديان .ففي الصحيحين:
فر من المجذوم فرارك من السد وهذا محمول على غير قوي اليقين الذي يعلم أنه ل يصششيبه إل
ما قدر له .وذلك الغير هو الذي يحصل في قلبه خوف حصول المششرض .فقششد جششرت العششادة بششأنه
يحصل له المرض غالبا .وحينئذ فل ينافي ما صح في الحديث ل عدوى لنه محمول على قششوي
اليقين الذي يعلم أنه ل يصيبه إل ما قدر له ،فقد شوهد أنه .ل يحصل لششه مششرض ول ضششرر ،أو
يقال :المراد ل عدوى مؤثرة ،فل ينافي أنه قد تحصل العدوى ،لكن بفعل ال تعالى فإن الحششديث
ورد ردا لما كان يعتقده أهل الجاهلية من نسبة الفعل لغير ال تعششالى )قششوله :ولششو كششان بهششا الششخ(
كلم مستأنف ،ولو شرطية جوابها قوله فل كفاءة ،ول يصح جعلها غاية ويكون قششوله فل كفششاءة
تفريعا لن موضوع هذه الخصلة لن السليمة من العيوب ل يكافئها من هو متصف بهششا ،وحينئذ
فينحل المعنى السليمة من العيوب ل يكافئها من ذكر وإن كان بها عيب ولو متفقا ،فيناقض آخششر
الكلم أوله .لنها إذا كان بها عيب فل تكون سليمة من العيوب ،ل سيما عند اتفاقهما في العيب.
وقوله وإن اتفقا أي العيبان كأن يكون جذماء ،وهو كذلك ،وذلك لن النسان يعاف من غيشره مششا
ل يعافه من نفسه .وقوله أو كان ما بها أقبح :أي أو كان العيب الذي فيها أقبششح مششن العيششب الششذي
فيه :كأن تكون جذماء وهو أبرص ،أو يكون الذي بها
] [ 383
أكثر )قوله :أما العيوب الخ( مقابل قوله عيششب مثبششت لخيششار .وقششوله كششالعمى الششخ :تمثيششل
للعيوب التي ل تثبت الخيار )قششوله :وقطششع الطششرف( أي قطششع عضششو مششن أعضششائه ،وهششو بفتششح
الراء ،وأما بسكونها فهو العيششن .وقششوله وتشششوه الصششورة :أي قبششح الخلقششة بنقششص فيهششا أو غيششره
)قوله :تتمة( أي في بيان العيوب التي تثبت الخيار ،وقد أفردها الفقهاء ببششاب مسششتقل .وحاصششلها
سبعة :الثلثة المتقدمة وهي مشتركة ،ويثبت الخيار بهششا للزوجيششن مطلقششا ،وجششدت قبششل العقششد أو
بعده ،وللولي إن قارنت العقد وإن رضيت بهششا لنششه يعيششر بهششا .واثنششان خاصششان بالرجششل :وهمششا
الجب والعنة ،فيثبت الخيار بهما للزوجة ،وإثنان خاصان بها :وهما الرتق والقششرن ،فيثبششت بهمششا
الخيار للزوج )قوله :ومن عيوب النكاح( أي العيوب المثبتة لفسخ النكاح )قوله :رتششق( بفتحششتين:
وهو انسداد محل الجماع بلحم .ول تجبر على شششق الموضششع فششإن شششقته أو شششقه غيرهششا وأمكششن
الوطئ فل خيار لزوال المانع من الجمششاع ،ول تمكششن المششة مششن الشششق إل بششإذن سششيدها .وقششوله
وقرن ،بفتح القاف وفتح الراء ،وقيل بسكونها ،وهو انسششداد محششل الجمششاع بعظششم )قششوله :وجششب(
بفتح الجيم وتشديد الباء :وهو قطع الذكر أو بعضه والباقي دون الحشفة ولو بفعل الزوجة أو بعد
الوطئ .وقوله وعنة ،بضم العين وتشديد النون ،وهي العجز عن الوطئ في القبل لضششعف اللششة
أو القلب أو الكبد .ول بد في ثبوت الخيار بها من أن تكون من مكلف ،بخلف الصبي والمجنون
فل يسمع دعوى العنة في حقهما لنها ل تثبت إل بإقرار الزوج عند القاضي أو عنشد بينششة تششهد
على إقراره أو بيمينها بعد نكوله وإقرار كل من الصبي والمجنون لغو كنكششوله ول تثبششت بالبينششة
لنه ل إطلع للشهود عليها .ول بد أيضا أن تكون قبل الوطئ فل خيار له بعد الوطئ ولشو مشرة
لنها وصلت إلى مطلوبها وعرفت بذلك قدرته على الجمششاع مششع توقششع حصششول الشششفاء بزوالهششا
وعود الداعية للستمتاع ،بخلف حششدوث الجششب بعششد الششوطئ فششإنه يثبششت بششه الخيششار ليأسششها مششن
الجماع وعدم توقع الستمتاع ،ول بد من ضرب القاضي له سنة ،كما فعله عمر رضي ال عنششه
وتابعه العلماء عليه ،وقالوا :تعذر الجماع قد يكون لعارض حرارة فيزول في الشششتاء ،أو بششرودة
فيزول في الصيف ،أو يبوسة فيزول في الربيششع ،أو رطوبششة فيششزول فششي الخريششف ،فششإذا مضششت
السنة ولم يطأ رفعت أمرها إلى القاضي لمتناع استقللها بالفسخ ،فإذا ادعى الوطئ وهششي ثيششب
أو بكر غوراء ولم تصدقه صدق هو بيمينه أنششه وطششئ ،ول يطششالب بششوطئ ،بخلف البكششر غيششر
الغوراء فتحلف هي أنه لم يطأ ،وكششذلك إن نكششل عششن اليميششن فششي الششثيب أو البكششر الغششوراء فإنهششا
تحلف يمين الرد كغيرها )قوله :فلكل من الزوجين الخ( تفريع على كون المذكورات مششن عيششوب
النكاح .وقوله الخيار فورا :أي لن الخيار خيار عيشب وهشو علشى الفشور كمشا فشي الخيشار بعيشب
المبيع .فمن أخر بعد ثبوت حقه سقط خياره وتقبل دعواه الجهل بأصل ثبوت الخيششار أو بفششوريته
إن أمكن بأن ل يكون مخالطا للعلمشاء مخالطشة تسششتدعي عرفشا معرفشة ذلشك ،ول ينشافي الفوريشة
ضرب السنة في العنة لنها ل تثبت بعد مضي السششنة والرفششع بعششدها إلششى القاضششي ،وحينئذ فلهششا
الفسخ ولكن بعد قول القاضي ثبتت عنشدي عنتشه أو ثبشت حشق الفسشخ )قشوله :فشي فسشخ النكشاح(.
)اعلم( أن الفسخ يفارق الطلق في أربعة أمور :الول أنه ل ينقص عدد الطلق فلششو فسششخ مششرة
ثم جدد العقد ثم فسخ ثانيا وهكذا لم تحرم عليه الحرمة الكبرى ،بخلف مششا إذا طلششق ثلثششا فإنهششا
تحرم عليه الحرمة المذكورة ول تحل له إل بمحلل .الثاني إذا فسخ قبششل الششدخول فل شششئ عليششه،
بخلف ما إذا طلق فإن عليه نصف المهر .الثالث إذا فسخ لتبين العيششب بعششد الششوطئ لزمششه مهششر
المثل ،بخلف ما إذا طلق حينئذ فإن عليه المسمى .الرابع إذا فسخ بمقارن للعقد فل نفقه لها وإن
كانت حامل ،بخلف ما إذا طلق في الحالة المذكورة فتجب النفقة .وأمشا السشكنى فتجشب فشي كشل
من الفسخ والطلق حيث كان بعد الدخول )قوله :بما وجد الخ( متعلق بالخيار ،والباء سششببية :أي
الخيار بسششبب مششا وجششد مشن العيششوب .وقشوله فشي الخشر :متعلششق بوجششد )قشوله :بشششرط أن يكشون
بحضور الحاكم( أي إنما يصح الخيار فورا في فسششخ النكشاح إن كششان حاصششل بحضشور الحشاكم،
وذلك لن الفسخ بالعيوب المذكورة أمر مجتهد فيه كالفسخ بإعسار فتوقف ثبوتها على مزيد نظر
] [ 384
واجتهاد ،وهو ل يكون إل من الحاكم فلششو تراضششيا بالفسششخ بهششا مشن غيششر حششاكم لششم ينفششذ،
ويغني عنه المحكم بشرط ولو مع وجود القاضي .نعم إن لم تجششد حاكمششا ول محكمششا نفششذ فسششخها
للضرورة ،كما قالوه في العسار بالنفقة) ،قوله :وليس منها( أي من العيوب المثبتة للخيار ،فهو
مرتبط بقوله ومن عيوب النكاح الخ )قوله :استحاضة( أي وإن لم تخفششظ لهششا عششادة بششأن تحيششرت
وإن حكم أهل الخبرة باستحكامها )قشوله :وبخشر( بفتحشتين نتشن الفشم وغيشره كشالنف ،وقيشل نتشن
النف يسمى نخرا بالنون )قوله :وصنان( هو بضم الصاد .وظاهر إطلقه أنششه ل فششرق فيششه بيششن
أن يكون مستحكما أو يكون لعارض عششرق أو حركششة عنيفششة أو اجتمششاع الوسششخ )قششوله :وقششروح
سيالة( أي كالمبارك المعروف )قوله :وضيق منفذ( أطلق جعله من العيوب الغير المثبتششة للخيششار
وليس كذلك ،بل فيه تفصيل :هو أنه إن تعذر دخول ذكر من بدنه كبششدنها نحافششة وضششدها فرجهششا
كان من العيوب المثبتة للخيار ،وإل فل .وعبارة التحفة .ومثله ،أي المنسد محل جماعها ،ضششيق
المنفذ بحيث يفضيها كل واطئ .كذا أطلقششوه .ولعششل المششراد بحيششث يتعششذر دخششول ذكششر مششن بششدنه
كبدنها نحافة وضدها فرجها ،سواء أدي لفضائها أم ل ،ثم قال :قال السنوي وكمششا يخيششر بششذلك
فكذلك تتخير هي بكر آلته بحيث يفضي كل موطوءة .اه .بتصرف .والفضاء رفع ما بين قبلهششا
ودبرها ،أو رفع ما بين مدخل الذكر ومخرج البول على الخلف فيششه) .قششوله :ويجششوز لكششل مششن
الزوجين خيار الخ( شروع في بيان خيار الشرط بعد بيان خيار العيب .وحاصل الكلم عليه أنششه
لو شرط في أحد الزوجين وصف ل يمنع صششحة النكششاح كمششال كششان كجمششال وبكششارة وحريششة أو
نقصا كضدها أو ل ،ول كبياض وسمرة ،فأخلف المشروط صح النكاح لن خلف الشششرط إذا لششم
يفسد البيع المتأثر بالشروط الفاسدة فالنكاح أولى ،ولكل من الزوجين الخيار إن بششان الموصششوف
دون ما شرط كأن شرط أنها حرة فبانت أمة وهو حر يحل لششه نكششاح المششة وقششد أذن سششيدها فششي
نكاحها أو أنه حر فبان عبدا وهي حرة وقد أذن له سيده فشي نكشاحه ،فشإن بشان مثشل مشا ششرط أو
خيرا مما شرط كإسلم وبكارة وحرية بدل أضدادها صح النكاح ول خيار لنه مسششاو أو أكمششل.
وحكم المهر هنا كحكمه في خيار العيب ،فإن كان الفسششخ قبششل وطششئ فل مهششر أو بعششده ،أو معششه
فمهر المثل )قوله :بخلف شرط( أي بوصف ل يمنع صحة النكاح كما علمت بخلف ما إذا كششان
يمنعها كأن شرط كونها أمة وهو حر ل يحل له نكاحها أو شرط كونها مسلمة وهو كافر فالنكاح
يبطل بذلك من أصله .وخرج بقوله خلف شرط خلششف العيششن كزوجنششي علششى زيشد فزوجهششا علششى
عمرو فإن النكاح يبطل جزما .وقوله وقع فششي العقششد الجملششة صششفة لشششرط :أي شششرط موصششوف
بكونه وقع في العقد .وقوله ل قبله :تصششريح بمفهششوم ،قششوله فششي العقششد :أي أمششا إذا وقششع قبلششه فل
يؤثر .وذلك لنه إنما يؤثر إذا ذكر فششي العقششد ،بخلف مششا إذا سششبقه )قشوله :كششأن شششرط فششي أحششد
الزوجين الخ( هو شامل لما إذا كان الشارط الزوجة أو الولي ولما إذا كانت الزوجششة مجششبرة ،أو
غير مجبرة :أي وقد أذنت في معين وشرطت ما ذكر فإن إذنها في النكاح للمعيششن بمثابششة إسششقاط
الكفاءة منها ومن الولي .اه .بجيرمي .وقوله حرية بالرفع نائب فاعل شرط .وقوله أو يسششار :أي
غنى .وقوله أو بكارة :ومعنى كون الزوج بكرا أنه لم يتزوج إلششى الن .اه .بجيرمششي .وقششوله أو
سلمة من عيوب :أي غير عيوب النكششاح ،وأمششا هششي فهششي مثبتششة للخيششار مطلقششا سششواء شششرطت
السلمة منها أم ل .وعبارة البجيرمي :فإن وجد عيب من عيوب النكششاح كششان لهششا الخيششار مطلقششا
وإن كان الوصف من غيرها من بقية خصال الكفاءة كالحرية والنسب والحرفة ،فإن شششرط منهششا
كان لها الخيار وإل فل .اه )قوله :كزوجتك بشرط أنها بكر أو حرة مثل( أي أو نسششيبة أو غنيششة
أو شباب .ومثله يقال في الزوج كأن يقول ولي الزوجة للزوج زوجتك بشرط أنك بكر أو حر أو
غني أو شباب أو يقول ذلك لوكيل الزوج )قوله :فإن بان أدنى ممششا ششرط( إسششم بششان يعشود علشى
أحد الزوجين ،لكن على تقدير مضاف ،ومتعلق شرط محذوف :أي فشإن بشان أحشد الزوجيشن :أي
وصفه أدنى من الوصف الذي فيه وما ذكر مرتب على مقدر .أي فإذا شرط وأخلف الشرط فششإن
بان أدنى مما شرط فله فسخ .قال في التحفة :نعم الظهر
] [ 385
في الروضة أن نسبه إذا بان مثل نسبها أو أفضل لم تتخير وإن كان دون المشروط ،وكذا
لو شرطت حريته فبان قنا وهي أمة على الوجه .اه .وخرج بقوله أدنى ما لو بان مثله أو خيششرا
منه فل فسخ )قوله :ولو بل قاض( غاية لقوله فله فسخ ،وهي للرد ،كما يستفاد من عبارة التحفششة
ونصها :والخيار فشوري ،ونشازع فيشه الششيخان بشأنه مجتهشد فيشه فليكشن ،كمشا مشر اه .أي كعيشب
النكاح .ومثلها النهاية )قوله :ولو شرطت بكارة( أي شرط الششزوج أنششه ل يتزوجهششا إل إن كششانت
بكرا .وقوله فوجدت ثيبا .أي فوجششدها ثيبششا )قششوله :وادعششت ذهابهششا عنششده( أي ادعششت أن البكششارة
ذهبت عند الزوج بعد العقد .والمراد ل بشوطئه بششأن يكششون بنحششو سشقطه ليغششاير مشا بعششده .وقشوله
فأنكر :أي أنها ذهبت عنده .وقوله صدقت بيمينها :جواب لو .وقوله لدفع الفسششخ :أي لجششل ذلششك
)قوله :أو ادعت افتضاضه لها( أي أو ادعت أنها دخلت عليه بكرا ،وأنه هو الذي أزال بكارتها.
فلو قال عند قوله وادعت ذهابها عنده بوطئه أو بغيره لكان أخصر .وقوله فأنكر :أي الششزوج مششا
ادعته وادعى أنه ما افتضها بل وجدها ثيبا )قوله :فالقول قولها بيمينها( عبر أول بقششوله صششدقت
بيمينها وهنا بما ذكر تفننا ،وقوله أيضا :أي كما تصدق في الصورة الولششى لششدفع الفسششخ )قششوله:
لكن يصدق الخ( راجع للصورتين قبله ودفع بهذا الستداراك ما قد يتوهم من أنه إذا كششان القششول
قولها بيمينها في الصورتين أنها تستحق المهر كامل مع أنه ليس كذلك) .والحاصل( القول قولها
بالنسبة لدفع الفسخ ،والقول قوله بالنسبة لتشطير المهششر) .قشوله :إن طلششق قبشل الشدخول( أي قبشل
الوطئ فإن طلق بعد الوطئ وقال وطئتهشا ووجشدتها ثيبشا وقشالت أزالهشا بشوطئه صشدقت الزوجشة
فيجب المهر لنه كان يمكنه معرفة كونها بكرا بغير الوطئ )قشوله :ول يقابشل الشخ( لشو قشدم هششذا
على التتمة لكان أولى لنه من متعلقات خصال الكفاءة ومعنى عدم مقابلة بعض خصششال الكفششاءة
ببعض أنه ل تجبر خصلة في الزوج رديئة بخصلة حميششدة .فلششو كششان الششزوج نسششيبا معيبششا وهششي
سليمة من العيوب وغير نسيبة فل يجبر النسب العيب ويكون كفشؤا لهششا .ومثلششه مششا لشو كششان ابششن
البزاز عفيفا وابنة العالم غير عفيفة فل يكون كفؤا لها .ومثله ما ذكشره المؤلشف بقشوله فل تشزوج
حرة عجمية برقيق عربي لنه ليس كفؤا لها ،وذلك لما بالزوج من النقص المششانع مششن الكفششاءة -
وهو الرق -ول ينجبر بما فيه من الفضيلة الزائدة وهشي كشونه عربيشا .وبقشوله ول حشر ة فاسشقة
بعبد عفيف :أي ل تزوج حرة فاسقة بعبد عفيف لما مر )قوله :وليس من الحرف الدنيئة خبششازة(
بكسر ففتح :أي ول نجارة بالنون ول تجارة بالتاء )قوله :ولو اطرد عرف الخ( وحاصل ذلك أن
ما نص عليه الفقهاء من رفعه أو دناءة في الخصال نعول عليه ،وما لم ينص الفقهاء عليه يرجع
فيه إلى عرف البلد .قال في التحفة :وهل المراد بلد العقد أو بلد الزوجششة ؟ كششل محتمششل .والثششاني
أقرب :لن المدار على عارها وعدمه .وذلك وإنما يعرف بالنسبة لعرف بلدها ،أي التي هششي بششه
حالة العقد -وذكر في النوار تفاضل بيششن كششثير مششن الحششرف ،ولعلششه باعتبششار عششرف بلششده .اه.
وقوله وذكر في النوار :قد نقلنا بعض عبارته فيما تقدم ،فارجع إليه إن شئت :وقششوله لششم يعتششبر:
أي العرف المطرد بعد نص الفقهاء )قوله :ويعتبر عرف بلدها( قال في النهاية :أي التي هي بها
حالة العقد .وقال ع ش :قضيته اعتبار بلد العقد وإن كان مجيئا لها لعششارض كزيششارة وفششي نيتهششا
العود إلى وطنها ،وينبغي خلفه .ثم رأيت في سم على حجر ما نصه :قوله أي التي هي بها ،إن
كان المراد التي بها على وجه التوطن فواضح ،وإن كان المراد على عزم العود لبلششدها فمشششكل.
اه .وقوله فيما لم ينصوا عليه :أي في الحرف الششتي لششم ينصششوا عليهششا بششدناءة ول برفعششة )قششوله:
وليس للب تزويج ابنه الخ( لو أخر هذا وذكره في فصل في نكاح المششة لكششان أنسششب وإن كششان
ذكره هنا فيه نوع مناسبة من جهة أن
] [ 386
المة ل تكافئ الحر .وقوله أمة :أي أو معيبة بعيب يثبت الخيار ،ويجوز تزويجششه مششن ل
تكافئه بنسب أو حرفة أو غيرهما من سششائر الخصششال غيششر العيششوب .وذلششك لن الرجششل ل يعيششر
باستفراش من ل تكافئه .نعم :يثبت له الخيار إذا بلششغ .وقششوله لنششه مششأمون العنششت :أي الششذي هششو
شرط في جواز نكاح المة .وفششي التحفششة بعششده :قششال الزركشششي قششد يمنششع هششذا فششي المراهششق لن
شهوته إذ ذاك أعظم) .فإن قيل( فعله ليس زنا) .قيل( وفعل المجنون كششذلك مششع أنهششم جششوزوا لششه
نكاح المة عند خوف العنت فهل كان المراهق كذلك ؟ اه .ولك رده بششأن وطششئ المجنششون يشششبه
وطئ العاقل إنزال ونسبا وغيرهما ،بخلف وطئ المراهق فل جامع بينهما .وادعششاء أن شششهوته
إذ ذاك أعظم ممنوع لنها شهوة كاذبة إذ لشم تنششأ عشن داع قشوي وهشو انعقشاد المنشي .اه )قشوله:
ويزوجها بغير كف ء الخ( أي يصح أن يزوجها عليه الخ .وقوله ولي :فاعل يزوجهششا .ول فششرق
فيه بين أن يكون منفردا :أي ليس هناك ولي غيششره أو ليششس منفششردا بششدليل قششوله بعششد أو أوليائهششا
)قوله :ل قاض( معطوف على ولي )قوله :برضا كل( متعلق بيزوجهششا .وقششوله منهششا الششخ :بيششان
لكل .وقوله ومن وليهشا :إن كششان هشو المباشششر للعقشد فل حاجششة إلشى ذكششره لن مباششرته تسششتلزم
الرضا منه ،وإن كشان غيشره مشن بقيشة الوليشاء أغنششى عنشه قشوله بعشد أو أوليائهششا .وعبشارة متششن
المنهاج :زوجها الولي غير كف ء برضاها أو بعض الولياء المستوين برضشاها ورضشا البشاقين
صح التزويج .اه .فلو صنع مثل صنيعه لكان أولى )قوله :أو أوليائها( أي أو منهششا مششع أوليائهششا:
أي باقيهم .فلو زوجها أحد الولياء بغير كف ء برضاها فقط ولم يرض بششاقي الوليششاء لششم يصششح
لن لهم حقا في الكفششاءة إل فششي إعششادة النكششاح المختلششع رضششوا بششه أو ل بششأن زوجهششا أحششدهم بششه
برضاها ورضاهم ثم اختلعها زوجها فأعادها له أحدهم برضاها دون الباقين فإنه يصششح ،ويكفششي
رضاهم به أول .أفششاده فششي الششروض وشششرحه .وقششوله المسششتوين :أي فششي درجششة واحششدة كششأخوة.
وخرج به ما إذا لم يكونوا مستوين كأخ وعم فل عبرة بالبعد الذي هو العم لنششه ل حششق لششه فششي
الكفاءة .فلو زوجها القرب غير كششف ء برضششاها فليششس لششه اعششتراض عليششه ول نظششر لتضششرره
بلحوق العار بنسبه لن القرابشة يكشثر انتششارها فيششق اعتبشار رضشا الكشل .وقشوله الكشاملين :أي
البالغين العاقلين .وخرج به غيرهم فل يعتبره رضاه )قوله :لششزوال المششانع( علششة لقششوله يزوجهششا
برضا كل :أي يزوجها مع رضاهم لزوال المانع من صحة النكاح وهو الكفششاءة برضششاهم .وإنمششا
زال المانع بذلك لما تقدم أن الكفاءة ليست بشرط للصحة فتسقط بالرضا )قوله :أما القاضي الششخ(
مفهوم قوله ل قاض .وقوله فل يصح لششه تزويجهششا لغيششر كششف ء :يسششتثنى منشه مششا لشو كششان عششدم
الكفاءة بسبب جب أو عنة فيصح للقاضي تزويجها على المجبوب والعنين برضاها .وقوله علششى
المعتمد :ل ينافيه خبر فاطمة بنت قيس السابق أول الفصل :إذ ليس فيه أنه )ص( زوجها أسششامة
بل أشار عليها به ول يدري من زوجها فيجوز أن يكون زوجهشا ولششي خشاص برضششاها ،ومقابششل
المعتمد أنه يصح كما في التحفششة ونصششها :وقششال كششثيرون ،أو الكششثرون ،ويصششح .وأطششال جمششع
متأخرون في ترجيحه وتزييششف الول ،وليشس كمششا قششالوا .اه .قششوله وأطشال جمشع متششأخرون فششي
ترجيحه :رأيت في بعض هوامش فتح الجواد ما نصه :إختار جماعة من الصحاب الوجه القائل
بالصحة مطلقا منهم الشيخ أبششو محمششد والمششام الغزالششي والعبششادي ،ومششال إليششه السششبكي ورجحششه
البلقيني وغيره ،وعليه العمل .اه .مشكاة المصباح لبا مخرمة .اه )قوله :إن كششان لهششا ولششي الشخ(
سيأتي محترزه )قوله :لنه( أي القاضي) .وقوله :كالنائب عنه( أي عن الولي الخاص الغائب أو
المفقود) .وقوله :فل يترك( أي القاضي) .وقوله :الحظ له( أي للولي الخاص المذكور والحظ لششه
هو تزويجها على كف ء )قوله :وبحث جمع متأخرون أنها( أي المششرأة الشتي غشاب وليهششا أو فقشد
)قوله :قال شيخنا وهو( أي البحث المذكور متجششه مششدركا .وعبششارته بعششد كلم ،ثششم رأيششت جمعششا
متأخرين بحثوا أنها لو لم تجد كفؤا وخافت العنت لزم القاضي إجابتها قول واحدا للضرورة كما
أبيحت المة
] [ 387
لخائف العنت .اه .وهو متجه مدركا .والذي يتجه نقل ما ذكرته أنه إن كان في البلد حاكم
يرى تزويجها من غير الكف ء تعين ،فإن فقد ووجدت عششدل تحكمششه ويزوجهششا تعيششن ،فششإن فقششدا
تعين ما بحثه هؤلء .اه )قوله :أما من ليس لها ولي أصل الخ( محششترز قششوله إن كششان لهششا ولششي
الخ .ثم إن تفصيله المذكور بين أن يكون لها ولي غائب أو نحوه فل يصششح تزويششج الحششاكم علششى
الصح ،وبين أن ل يكون لها ولي أصل فيصح على المختار ليس في التحفة والنهاية ،بششل الششذي
فيهما مع الصل أنه ل يزوج الحاكم بغير كف ء على الصح مطلقا ،ل فرق في ذلك بيششن أن ل
يكون لها ولي أصشل وبيشن أن يكشون لهشا ولشي غشائب أو فقشد ،ثشم ذكشرا مقشابله ولشم يفصشل فيشه
التفصيل المذكور ،ثم نقل عن جمششع تخصششيص المقابششل ،وهششو القششول بالصششحة ،بمششا إذا لششم يكششن
تزويجه لنحو غيبة الولي أو عضله وإل لم يصح تزويجه قطعا لبقاء حقه ووليتششه .وفششي المنهششج
وشرحه والروض وشرحه :الجزم بعشدم صشحة تزويشج الحشاكم بغيشر كشف ء برضشاها مشن غيشر
تفصيل ول ذكر خلف .إذا علمت هذا تعلم ما في كلمه وتعلم أيضششا مششا فششي قششوله بعششد صششحيح
على المختار فإنه إن كان جاريا فيه على مقابل الصح ورد عليه أنه يقششول بالصششحة مطلقششا مششن
غير تفصيل ،وإن كان جاريا على ما جرى عليه جمع من تخصششيص القشول بالصششحة بمششا إذا لششم
يكن تزويجنه لنحو غيبة الولي ورد عليه أنه إذا كان لها ولي غائب ل يصح تزويجه قطعا .وهو
قد أشار إلى الخلف فيه بقوله فيما سبق علششى المعتمششد .ويمكششن أن يقششال إن المؤلششف رحمششه الش
تعالى جار على طريقة ثالثة توسط فيها ففصششل التفصششيل المششذكور .تأمششل )قششوله :فششرع( الولششى
فرعان لنه ذكر اثنين :الولى قوله لو زوجت من غير كف ء الششخ .الثششاني قششوله فششإن أذنششت فششي
تزويجها الخ )قوله :لو زوجت( أي المرأة مطلقا بكرا كانت أو ثيبا .وقوله مششن غيششر كششف ء :أي
على غير كف ء .وقوله بالجبار :أي بأن يكون الولي أبا أو جدا وهي بكر )قوله :أو بالذن( أي
أو زوجت بإذنها بأن كانت ممن يعتبر إذنهششا :كششأن يكششون الششولي غيششر مجششبر أو هششي ثيششب بششالغ.
وقوله المطلق عن التقييد بكف ء أو بغيره :أي أذنت في تزويجها من غير تعيين زوج بأن قششالت
له أذنت لك في تزويجي :فإن قيدت الذن بكف ء تعين ،أو غير كف ء :فإن كان المششزوج الششولي
الخاص صح تزويجها عليه كما تقدم )قوله :لم يصح التزويج( أي علششى الصششح ،ومقششابله يصششح
لكن لها الخيشار حشال إن كشانت بالغشة ،وبعشد البلشوغ إن كشانت صشغيرة ،كمشا فشي متشن المنهشاج،
وعبارته ،ويجري القولن في تزويج الب بكرا صغيرة أو تزويج الب أو غيره بالغة غير كف
ء بغير رضاها ،ففي الظهر التزويج باطل ،وفي الخر يصح ،وللبالغششة الخيششار ،وللصششغيرة إذا
بلغت .اه )قوله :فإن أذنت في تزويجها( أي معتبرة الذن .وقوله بمن ظنته كفؤا أي علششى معيششن
ظنته كفؤا .وقوله فبان :أي من ظنته كفؤا .وقوله خلفه :أي خلف كونه كفششؤا وهششو كشونه غيششر
كف ء )قوله :صح النكاح( جواب إن )قوله :ول خيار لها( أي في فسخ النكاح .وقوله لتقصيرها
بترك البحث :علة لعدم ثبوت الخيار لها )قوله :نعششم الششخ( اسششتدراك مششن عششدم ثبششوت الخيششار لهششا
وقوله إن بان :أي الذي ظنته كفؤا .وقوله معيبا أو رقيقا :قال ع ش أي بخلف ما لو بششان فاسششقا
أو دنئ النسب أو الحرفة مثل فل خيار لها حيث أذنت فيه ،بخلف ما لو زوجت من ذلششك بغيششر
إذنها فالنكاح باطل .اه) .قوله :تتمة( أي في بيان بعض آداب النكاح .وقد ذكششرت معظمهششا قبيششل
مبحث الركان )قوله :يجوز للزوج( ومثله المتسري )وقوله :كل تمتع منها( أي من زوجتشه :أي
أو من أمته )قوله :بما سوى حلقة دبرها( أما التمتع بها بالوطئ
] [ 388
فحرام :لما ورد أنه اللوطية الصغرى وأنه ل ينظر ال إلى فاعله وأنه ملعون )قوله :ولششو
بمص بظرها( أي ولو كان التمتع بمص بظرها فإنه جائز .قال في القششاموس :البظششر -بالضششم -
الهنة ،وسط الشفرة العليا .اه .والهنة هي التي تقطعها الخاتنة من فرج المرأة عند الختان )قششوله:
أو استمناء بيدها( أي ولو باستمناء بيدها فإنه جائز .وقوله ل بيده :أي ل يجششوز السششتمناء بيششده،
أي ول بيد غيره غير حليلته ،ففي بعض الحاديث لعن ال من نكح يده .وإن ال أهلك أمة كششانوا
يعبثون بفروجهم وقوله وإن خاف الزنا :غاية لقوله ل بيده ،أي ل يجششوز بيششده وإن خششاف الزنششا.
وقوله خلفا لحمد :أي فإنه أجازه بيده بشششرط خششوف الزنششا وبشششرط فقششد مهششر حششرة وثمششن أمششة
)قوله :ول افتضاض بأصبع( ظاهر صنيعه أنه معطشوف علشى قشوله ل بيشده ،وهشو ل يصشح :إذ
يصير التقدير ول يجوز استمناء بافتضاض ،ول معنى له .فيتعيششن جعلششه فشاعل لفعششل مقشدر :أي
ول يجوز افتضاض :أي إزالة البكارة بأصبعه .وفي البجيرمي ما نصه :قال سم ول يجوز إزالة
بكارتها بأصبعه أو نحوها ،إذ لو جاز ذلك لم يكن عجزه عن إزالتهششا مثبتششا للخيششار لقششدرته علششى
إزالتها بذلك .اه )قوله :ويسن ملعبة الزوجششة( ومثلهششا المششة المتسششرى بهششا .وقششوله إيناسششا :أي
لجل اليناس بها )قوله :وأن ل يخليها الخ( أي ويسن أن ل يخليها عن الجمششاع كشل أربششع ليششال:
أي تحصينا لها ،ولن غاية ما تطيق المرأة في الصبر عن الجماع ثلث ليال ،ولششذلك لششم يسششوغ
الشارع للحر أكثر من أربع )قوله :بل عذر( متعلق بيخليها المنفي ،فإن كان هناك عذر قائم بها،
كحيض أو نفاس ،أو به ،كمرض ،ل يكون عدم الخلء المذكور سنه )قششوله :وأن يتحششرى الششخ(
أي ويسن أن يجتهد في أن يكون جماعه في وقت السحر ،وذلك لنتفاء الشبع والجوع المفرطيششن
حينئذ :إذ هو مع أحدهما مضر غالبا )قوله :وأن يمهل الخ( أي ويسن أن يمهششل :أي يششؤخر نششزع
ذكره من فرجها إذا تقدم إنزاله حتى تنزل .ويظهر ذلك بإخبارها أو بقرائن )قوله :وأن يجامعهششا
الخ( أو ويسن أن يجامعها عند القدوم من سفره .قششال ع ش :أي يجامعهششا فششي الليلششة الششتي تعقششب
سفره ،بل أو فششي يششومه إن اتفقششت خلششوة .اه )قششوله :وأن يتطيبششا للغشششيان( أي ويسششن أن يتطيششب
الزوجان للوطئ )قوله :وأن يقول كل( أي ويسن أن يقول كل من الزوجيشن مششا ذكششر ،وذلشك لمششا
رواه مسلم عن ابن عباس رضي ال عنهما أن النبي )ص( قال :لو أن أحششدكم إذا أتششى أهلششه قششال
بسم ال اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فقضى بينهما ولد لششم يضششره وفششي روايششة
للبخاري لم يضره شيطان أبدا قال في النهاية :وليتحر استحضار ذلك أي قوله بسم ال الخ ،عنششد
النزال ،فإن له أثرا بينا في صلح الولد وغيره .اه .وقوله ولو مع اليششأس مششن الولششد :غايششة فششي
سن القول المذكور :أي يسن أن يقول كل منهما ذلك ولو مششع اليششأس مششن الولششد لكونهششا كششبيرة أو
صغيرة أو حامل .كذال في ع ش .والمراد بيأس الحامششل مششن الولششد :أي الطششارئ ،إذ الحامششل ل
يتصور أن تحمل )قوله :والتقوي( مبتدأ خبره قوله وسيلة لمحبوب .وقوله له :أي للجماع .وقوله
بأدوية :متعلق بالتقوي .وقوله مباحة :خرجت المحرمة فيحرم التقوي بها .وقششوله بقصششد صششالح:
أي مع قصد صالح) .وقوله :كعفة الخ( تمثيششل للقصششد الصششالح) .وقششوله :وسششيلة لمحبششوب( وهشو
الجماع المصحوب بالقصد الصششالح) .وقششوله :فليكششن( أي التقششوي بأدويششة مباحششة )قششوله :ويحششرم
عليها( أي الزوجة ،ومثلها المة ،وقوله منعه :أي الزوج .وقوله من اسششتمتاع جششائز :أي جماعششا
كششان أو غيششره )قششوله :ويكششره لهششا أن تصششف الششخ( محششل الكراهششة ،كمششا هششو ظششاهر ،إذا كششانت
الموصوفة خلية لنه إذا علق بهششا يمكنششه أن يتزوجهششا ،بخلف الحليلششة فينبغششي حرمتششه إذا غلششب
على ظنها أنه يؤدي إلى فتنة ،كذا في فتح الجواد
] [ 389
)قوله :لغير حاجة( متعلق بتصف :أي يكره ذلك إذا كان لغير حاجة ،أمششا إذا كششان لحاجشة
كأن أرسلها تنظر امرأة لجل إرادة التزويج عليها فل يكره ،كما مر في مبحششث الخطبششة )قششوله:
وله الوطئ الخ( أي ويجوز للشزوج -ومثلشه السشيد -أن يجشامع أهلشه عنشد عشدم المشاء فشي وقشت
الصلة وإن علم خروج الوقت قبل وجود الماء ويتيمم حينئذ ويصلي من غير إعادة ،كما صششرح
بذلك في النهاية في باب التيمم ونص عبارتها :ويجوز للرجششل جمششاع أهلششه وإن علششم عششدم المششاء
وقت الصلة فيتيمم ويصلي من غير إعادة .اه .وكتب ع ش قششوله وإن علششم الششخ مششا نصششه .هششذا
ظاهر حيث كانا مستنجيين بالماء ،وإل لششم يجششز لشه جماعهششا -كمششا مششر -لمشا فيشه مشن التضششمخ
بالنجاسة ،ولما يترتب عليه من بطلن تيممه إذا علم أنه لم يجد ماء في وقششت الصششلة .هششذا وقششد
مر أنه ل يكلف الستنجاء من المذي لنه يضعف شهوته فيعفي عنه لكن بالنسششبة للجمششاع ل لمششا
أصاب بدنه منه أو ثوبه .وعليه فلو علم أنه ل يجششد مششاء يغسششل بششه مششا أصششابه منششه بعششد الجمششاع
فينبغي حرمته إذا كان الجماع بعد دخول الوقت ل قبلششه فل يحششرم لعششدم مخششاطبته بالصششلة الن
وهو ل يكلف تحصيل شروط الصلة قبل دخول وقتهششا .اه) .قششوله :وأنهششا ل تغتسششل الششخ( الششذي
يظهر أن الواو بمعنى أو ،وأنها صورة ثانية لجواز الوطئ وليست من تتمة مششا قبلهششا ،ولكششن لششم
يظهر ما تعطف عليه ثم ظهر أنه معطوف على مدخول يعلم ويقدر مششا يناسششبه :أي ولششه الششوطئ
في زمن يعلم أنها ل تغتسل عقب وطئه فيه وأنه يخرج وقت المكتوبة فتفوت الصلة بششأن يكششون
الزمن الذي وطئها فيه ل يسع إل الوطئ والغسششل عقبششه والصششلة .تأمششل .والش سششبحانه وتعششالى
أعلم .فصل في نكاح المة أي في بيان حكمه :صحة وعدمها )قوله :حرم لحر( أي كامل الحرية
بخلف الرقيق كل أو بعضا فيجوز له نكاح المة وإن لم توجد الشروط ما عدا إسلم المة فهششو
شرط فيه أيضا فل يجوز له إذا كان مسلما أن يتزوج إل أمة مسلمة )قوله :ولششو عقيمششا أو آيسششا(
غاية في الحرمة وهي للتعميم :أي ل فرق فيها بين أن يكششون الحششر عقيمششا أو آيسششا أو ل )قششوله:
نكاح أمة لغيره( أي العقد على أمة غيره وإنما قيد بقوله لغيره لنه ل يجششوز لششه نكششاح أمتششه :أي
العقد عليها مطلقا وجدت الشروط أم ل .نعم :إن أعتقها جاز له نكاحها ،بششل يسششتحب ،لنششه ورد:
أن له أجرين :أجرا على إعتاقها ،وأجرا على نكاحها .وأمة ولده مثل أمته في ذلك) .وقوله :ولششو
مبعضة( تعميم في المة :أي ل فرق فيها بين أن تكون رقيقة كاملششة أو مبعضششة فهششي كالرقيقششة،
لن إرقاق بعض الولد محظور كإرقاق كله .نعم :إذا جاز له نكششاح المششة ووجششد مبعضششة وجششب
تقديمها على كاملة الرق لن إرقاق بعض الولد أهون من إرقاق كله )قوله :إل بثلثة شروط( قد
نظمها ابن رسلن في زبده فقال :وإنما ينكح حر ذات رق مسلمة خوف الزنشا ولششم يطششق صشداق
حرة الخ )قوله :أحشدها بعجشز( أي أحشد الششروط مصشور بعجشز ،فالبشاء للتصشوير )قشوله :عمشن
تصلح لتمتع( أي عن نكاح من تصلح للتمتع .وقششال فشي التحفشة :هشل المششراد صششلحيتها باعتبششار
طبعه أو باعتبار العرف ؟ كل محتمل وتمثيلهم بالصالحة بمن تحتمششل وطششأ ول بهششا عيششب خيششار
ول هرمة ول زانية ول غائبة ول معتدة يرجح الثاني .اه) .قوله :ولو أمة(
] [ 390
غاية لمن تصلح للتمتع التي يشترط العجز عنها .ول فرق في المة بين أن تكون مملوكة
أو زوجة ،فلو تزوج أول بأمة بالشروط فل يجوز لشه أن يششتزوج ثانيشا بأمشة أخششرى إل إن انتقششل
إلى جهة أخرى فيجوز له أن يتزوج وهكذا إلى أربع ،وله بعد ذلششك جمعهششن والقسششم بينهششن لنششه
دوام ويغتفر فيه ما ل يغتفر فشي البتشداء )قشوله :أو رجعيشة( أي ولشو كشانت الشتي تصشلح للتمتشع
رجعية فيشترط العجز عنها )قوله :لنها( أي الرجعية وهو علة لمقدر :أي وإنما اشششترط العجششز
عنها لن الرجعية في حكم الزوجة) .وقوله :في حكم الزوجية( الولى بإسقاط الياء )قوله :ما لششم
تنقض عدتها( تقييد لقوله في حكم الزوجية :أي هي في حكمها ما لم تنقض عدتها ،فششإن انقضششت
صارت بائنا وليست في حكم الزوجة )قوله :بدليل التوارث( الضافة للبيششان .وهششو دليششل لكونهششا
في حكم الزوجة :أي أن الدليل على أنها في حكم الزوجة التوارث ،فهششو يرثهششا إذا مششاتت ،وهششي
ترثه إذا مششات )قششوله :بششأن ل يكششون تحتششه الششخ( البششاء لتصششوير العجششز عمششن تصششلح للتمتششع :أي
ويتصور العجز عنها بأن ل يكون تحته شئ ممن يصلح للتمتع بأن ل يكون تحته شششئ أصششل أو
كان ولكن ل يصلح للتمتع )قوله :ول قادرا الخ( المنصوب خبر يكون محذوفة هي واسششمها :أي
وبأن ل يكون مريد نكاح المة قادرا ،فهو تصوير للعجششز المششذكور) .وقششوله :علششى نكششاح حششرة(
المقام للضمار ،فكان الولى والخصر أن يقول ول قادر :عليها أي على من تصلح للتمتششع إمششا
لعدمه أو لفقره )قوله :لعدمها( علة لعدم القدرة :أي وليس قادرا علششى نكششاح الحششرة لجششل كونهششا
معدومة :أي بأن لم يجدها في بلده أو في مكان قريب ل يشق قصده وأمكشن انتقالهشا معشه .ومثشل
عدمها عدم رضاها بشه لقصششور نسششبه أو نحششوه) .وقشوله :أو فقششره( أي أو لجششل فقششره :أي عششدم
وجود المهر الذي طلبته منه )قششوله :أو التسششري( أي أو ليششس قششادرا علششى التسششري .فهششو بششالجر
معطوف على نكاح) .وقوله :بعدم أمة( البششاء سششببية :أي ليششس قششادرا علششى التسششرى بسششبب عششدم
وجود أمة في ملكه) .وقوله :أو ثمن معطوف على أمة( أي أو بسبب عدم وجود ثمن يشتري بششه
أمة يتسراها )قوله :ولو وجد الخ( أفاد بهذا أن المراد بالقدرة المنفيششة فششي قششوله ول قششادرا القششدرة
بغير القتراض والهبة ،فإن كان قادرا لكن بالقتراض أو بالهبة فل تعبر قدرته ويجوز له نكششاح
المة )قوله :مال( تنازعه كل من يقرض ويهب) .وقوله :أو جارية( خاص بالثاني :أي أو يهششب
جارية) .وقوله :لم يلزمه القبول( أي للقرض وللهبة لما في ذلك مششن المنششة )قششوله :بششل يحششل مششع
ذلك( أي مع وجود من يقرضه أو يهبه )قوله :ل لمن له ولد موسر( ليس له شئ قبله يصلح لن
يعطف عليه فيتعين جعل مدخول ل محششذوفا هششو متعلششق الجششار والمجششرور بعششدها :أي ل يجششوز
نكاح المة لمن له ولد موسر لنه يجب عليه إعفاف والده .ولو قال وبأن ل يكون له ولد موسششر
عطفا على قوله بأن ل يكون تحته شئ من ذلك ويكون تصويرا للعجز المذكور فششي المتششن لكششان
أولى )قوله :أما إذا كان تحته الخ( مفهوم قوله عمن تصلح لتمتع ،والنسششب والخصششر أن يقشول
أو يكون تحته من ل تصلح للتمتع كصغيرة الخ .ويحمل قششوله أول بشأن ل يكششون تحتششه ششئ مشن
ذلك على ما إذا لم يكن تحته شئ أصل ،وذلك لن العجز في المتن بمعنششى النفششي وهششو إذا دخششل
على مقيد بقيد يصدق بنفي المقيد والقيد وبنفي القيد وحده فيحتاج تصششوير العجششز لصششورتين :أن
ل يكون تحته شئ أصل ،أو يكون ولكن ل تصلح للتمتع )قوله :فتحل المشة( جششواب أمششا ،وإنمششا
حلت له حينئذ مع وجود المذكورات لنها ل تعفششه فوجودهششا كالعششدم )قششوله :وكششذا إن كششان تحتششه
زانية( أي وكذا يحل له نكاح المة إن كان تحته زانية للعلة السابقة )قوله :ولو قششدر علششى غائبششة
في مكان قريب( أي بأن يكون دون مسافة القصر .وقوله لم يشق قصدها :الجملششة صششفة لغائبششة:
أي غائبة موصوفة بكونها لم يشق الذهاب إليها في المكان الذي هي فيه )قششوله :وأمكششن انتقالهششا(
أي من مكانها لبلده :أي الزوج ،وجملة ما ذكره من القيششود الثلثششة :أن تكششون فششي مكششان قريششب،
وأن ل
] [ 391
يلحقه مشقة ظاهرة في قصدها ،وأن يمكششن انتقالهششا معششه )قششوله :أمششا لششو كششان تحتششه الششخ(
محترز قوله ولو قدر على غائبة في مكان قريب الخ .ثم إن المتبششادر مششن قششوله تحتششه أن الغائبششة
زوجته فيفيد أن التفصيل المذكور جار فيها فقط وليس كذلك ،بل هو إنما يجري في الغائبة الششتي
يريد أن يتزوجها :وأما الزوجة فأطلقوا فيها أن غيبتها تبيح نكاح المة مششن غيششر تفصششيل .وقششال
في التحفة والنهاية :إن إطلقهم صحيح ،وفرقا بين الزوجة وبين غيرها بأن الطمع فششي حصششول
حرة لم يألفها يخفف العنت .والذي اعتمده ابن قاسم وقال ل ينبغي العدول عنه جريششان التفصششيل
لها أيضا إذا علمت هذا فكان الولى أن يقول أما لو قدر على غائبة فششي مكششان بعيششد الششخ فتحمششل
على حرة غير زوجة أو على ما يشملها والزوجة على ما اعتمده سم .تأمل )قوله :ولحقششه مشششقة
ظاهرة( أي في سفره لها .والولى التعبير بأو لن هششذا محشترز القيششد الثششاني .وقشوله بشأن ينسششب
الخ :تصوير لضابط المشقة الظاهرة .وقوله إلى مجاوزة الحد في قصدها :المراد منه أن يحصل
له لوم وتعيير من الناس بقصدها )قوله :أو يخاف الزنا( عطف على جملششة ولحقششه مشششقة :أي أو
لم تلحقه مشقة ظاهرة لكن يخاف الزنا مدة قصدها :فأي ول يقدر على منع نفسششه منششه ؟ فششالمراد
خوف مخصوص فل يرد أن خوف الزنا شرط في صحة نكاح المة :أي فائدة في التصششريح بششه
هنا .وحاصل الجواب أن الذي جعل شرطا مطلق خوف ،أي قدر على منششع نفسششه ممششا يخششافه أو
ل ،كان ذلك الخوف في مدة السفر أو ل ،وأن المراد به هنششا خششوف مخصششوص بكششونه فششي مششدة
السفر وبكونه ليس له قدرة على منع نفسه منه )قوله :فهششي( أي الغائبششة الششتي فششي مكششان بعيششد أو
التي يلحقه مشقة ظاهرة في طلبها )قوله :كالتي ل يمكن الخ( أي كالغائبة الششتي ل يمكششن انتقالهششا
إلى وطنه :أي فهي كالعدم ولو لم تحصل له مشقة في قصدها أو لم يخشف الزنشا مششدة سششفره لهشا.
وهذا محترز قوله وأمكن انتقالها لبلده .ولو قال قبل قوله فهي كالعدم أو لم يكن انتقالها إلششى بلششده
لكان أولى وأخصر )قوله :لمشقة الغربة له( تعليل لمحششذوف :أي ول يكلششف المقششام معهششا لمشششقة
الغربة له ،والرخصة ل تحتمل هذا التضششييق )قششوله :وثانيهششا( أي الشششروط )قششوله :بخششوفه زنششا(
الباء للتصوير :أي ثانيها مصور بخشوف زنشا :أي بتشوقعه ل علشى نشدور :بشأن يغلشب علشى ظنشه
الوقوع فيه أو يحتمل الوقوع فيه وعدمه على سواء .وقوله بغلبة شهوة :البششاء سششببية ،أي بخششوفه
الزنا الحاصل بسبب غلبة شهوته وضعف تقواه .ويحتمل -وهو القرب -أن تكون الباء بمعنششى
مع :أي بخوفه زنا مع غلبة شهوته وضعف تقواه ،بخلف خوف الزنا مع ضعف شششهوته أو مششع
قوتها وقوة تقواه فل يبيح نكاح المة -كما سششيبينه بعششد ) -قششوله :فتحششل( أي المششة :أي نكاحهششا.
وهذا تفريع على الشرط الول وهو العجز ،والثاني وهو خوف الزنا) .وقوله :للية( تعليل للحل
بالنسششبة للشششرطين المششذكورين :وهششي قششوله تعششالى) * :ومششن لششم يسششتطع منكششم طششول أن ينكششح
المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم -إلششى قششوله -ذلششك لمشن خشششي العنششت منكششم( * )(1
والطول :السعة .والمراد به المهر .والمراد بالمحصنات :الحششرائر ،ووصششفهن بالمؤمنششات جششرى
على الغالب .لن الحرة الكتابية كالحرة المسلمة في منع المشة )قشوله :فشإن ضشعفت ششهوته ولشه
تقوى الخ( محترز قوله بغلبة شهوة وضعف تقواه .وقششوله أو مششروءة :عطفهششا علششى التقششوى مششن
عطف الخاص على العام لنها توقي الدناس المحرمششة والمباحششة فيسششقطها الكششل والشششرب فششي
السوق ،بخلف التقوى فإنها توقي المحرمات -سواء تشوقي معهشا المباحشات أم ل -فل يسششقطها
الكل والشرب وقوله أو حياء :الذي يظهر أن المششروءة تسششتلزم الحيششاء :إذ مششن ل مششروءة لششه ل
حياء فيه )قوله :يستقبح معه الزنششا( الجملششة صششفة لحيششاء :أي حيششاء يسششتقبح معششه الزنششا .وعبششارة
الروض :يستقبح معهما الزنا .اه .فالضمير يعود علششى المششروءة وعلششى الحيششاء )قششوله :أو قششويت
شهوته( معطوف على فإن ضعفت شهوته .وقوله وتقواه :أي وغلبت تقواه ،فالثنان يستويان في
الغلبة )قوله :لم تحل له المة(
] [ 392
جواب إن )قوله :لنه ل يخاف الزنا( أي أصل ،أو يخافه على ندور .وهو علة لعدم حششل
نكاح المة حينئذ )قوله :ولو خاف الزنا الخ( هذا مرتششب علششى مقششدر مرتبششط بقششوله بخششوفه زنششا.
والمراد بخوف الزنا عمومه -ل خصوصششه -فلششو خششاف الزنششا مششن أمششة الششخ .وعبششارة المغنششي:
والمراد بالعنت عمومه ،ل خصوصه ،حتى لو خاف العنت من أمة بعينها الخ )قوله :لم تحل له(
أي سواء وجد الطول أم ل ،ول عبرة بعشقه لها لنه داء تهيجه البطالة وإطالة الفكر .وكم ممششن
ابتلي به وزال عنه ؟ ول در القائل :ليس الشجاع الذي يحمي فريسششته يششوم القتششال ونششار الحششرب
تشتعل لكن من غض طرفا أو ثنى قدما عن الحرام فذاك الفارس البطل )قشوله :أن تكششون المشة(
أي التي يريد أن ينكحها مسلمة .وذلك لقششوله تعششالى) * :مششن فتيششاتكم المؤمنششات( * )) (1وقششوله:
يمكن وطؤها( أي بأن ل تكون صغيرة ولرتقاء ول قرنششاء )قششوله :فل تحششل لششه المششة الكتابيششة(
مفهوم الشرط المذكور .وإنما جاز له وطئ أمته الكتابية بملك اليميششن -كمششا سيصششرح بششه -لن
المحذور في نكاح المة الذي هو إرقاق الولد منتف فيهششا )قششوله :وعنششد أبششي حنيفششة يجششوز للحششر
نكاح أمة غيره( أي وإن لم يخف الزنا) .فائدة( قال المناوي في شششرح الخصششائص :خششص النششبي
)ص( بتحريم نكاح المة المسلمة لن نكاحها مقيد بخشوف العنشت وهشو معصشوم ،وبفقشدان مهشر
الحرة ونكاحها غني عن المهر ابتداء وانتهاء ،وبرق الولد ومنصبه منزه عنه .ولو قدر له نكششاح
أمة كان ولده منها حرا .اه .بجيرمي )قشوله :فشروع( أي ثلثشة :الول قشوله لشو نكشح الشخ الثشاني
وولد المة الخ ،الثالث ولو غر الخ )قوله :بشروطه( أي النكاح ،وهي العجز عمن تصلح للتمتششع
وخوف الزنا وإسلم المة )قوله :ثم أيسر( أي بأن قدر على صداق الحرة )قوله :أو نكح الحرة(
أي بعد نكاح المة -كما هو فرض المسألة -بخلف ما لو عقد عليهما معا فإنه يصح في الحرة
ول يصح في المة )قوله :لششم ينفسششخ نكششاح المششة( أي لنششه دوام ،ويغتفششر فيششه مششا ل يغتفششر فششي
البتداء )قوله :وولد المة( أي أمة الغير) .وقشوله :مشن نكشاح أو غيشره( تعميشم فشي الولشد ،أي ل
فرق فيه بين أن يكون من نكاح :أي عقد صحيح .وقششوله أو غيششره :أي غيششر نكششاح .وقششوله كزنششا
الخ :تمثيل لغير النكاح .وقوله أو شبهة :أي ل تقتضي حريته كأن اشتبهت على الواطئ بزوجتششه
المملوكة أو نكحها وهو موسر .أما التي تقتضي الحرية كأن غر بها فولدها حششر ،كمششا سيصششرح
به )قوله :بأن نكحها وهو موسر( الباء لتصوير الشبهة المقتضية لرقاق الولد )قششوله :قششن( خششبر
المبتدأ الذي هو ولد المة وقوله لمالكها :أي المة )قوله :ولو غر( أي الحر .وقوله بحريششة أمششة:
أي بأن قال له وليها إنها حرة ل أمة .وقوله وتزوجها :أي بناء على أنهششا حششرة )قششوله :فأولدهششا
الحاصلون منه( أي من هذا المغرور .وقوله ما لم يعلم برقها :قيد فششي حريششة الولد :أي محلهششا
مدة عدم علمه برقها :أي قبل انعقاد الولد فإن علمه قبل النعقاد فالولد أرقاء .وعبششارة شششرح
الروض :أما الحاصلون بعد علمه برقها فأرقاء .والمراد بالحصول العلوق ويعلم ذلششك بالوضششع،
فإن وضعتهم لقل من ستة أشهر من وطئه بعد علمه فأحرار .وإل فأرقاء .قششاله المشاوردي .قششال
الزركشي :ول بد من اعتبار قدر
] [ 393
زائد للوطئ والوضع .اه )قوله :وإن كان( أي ذلك المغرور عبدا وحينئذ يلغز ويقششال لنششا
ولد حر بين رقيقين )قوله :ويلزمه الخ( مرتب علششى كشون الولد أحششرارا :أي وإذا كششانوا كششذلك
فيلزم المغرور وإن كان معشذورا قيمتهشم لسشيد المشة لنشه قشوت عليشه رقهشم التشابع لرقهشا بظنشه
حريتها .نعم إن كان المغرور عبدا لسيدها فل شئ عليه .إذ ل يجب للسيد على عبده مششال ،وكششذا
إن كان الغار سيدها لنه لو غرم رجع عليه .ثم إن المغرور إذا غرم يرجع علششى الغششار لششه لنششه
الموقع له في الغرامة وهو لم يدخل في العقد على أن يغرمها .ويتصور التغريششر بالحريششة للمششة
منها أو مشن وكيشل السشيد فشي تزويجهشا أو منهمشا أو مشن سشيدها فشي مرهونشة زوجهشا هشو بشإذن
المرتهن وهو معسر بالدين الذي عليه وفي جانيششة زوجهششا هششو بششإذن المجنششي عليششه وهششو معسششر
أيضا ،وفيمن اسمها حرة فقال زوجتك حرة ونحو ذلك مما يتصور فيه التغرير من السششيد ،وفششي
الغالب ل يتصور منه .وذلك لنه إذا قال زوجتك هذه الحرة أو على أنها حرة عتقت عليه .ثم إن
التغريم المذكور محله إذا انفصل الولد حيا ،أمششا إذا انفصششل ميتششا بل جنايششة فل شششئ فيششه )قششوله:
وحل لمسلم حر( أي وكذا كتابي .وقوله وطئ أمته الكتابية :أي ذمية كانت أو حربية ،لكشن يكشره
وطؤها لئل تفتنه بفرط ميله إليها أو ولده )قوله :ل الوثنية ول المجوسية( أي ل يجششوز وطؤهمششا
لقوله تعالى) * :ول تنكحوا المشركات حتى يششؤمن( * )) (1قششوله :تتمششة( أي فششي بيششان متعلقششات
نكاح الرقيق )قوله :ل يضمن سيد الخ( المراد بششه هنششا مالششك الرقبششة والمنفعششة معششا ،فششإن اختلفششا،
كموصى له بمنفعته ،اعتبر إذن مالك الرقبة في الكساب النادرة كاللقطة وإذن الموصششى لششه فششي
الكساب المعتادة كحرفة .اه .بجيرمي )قوله :بششإذنه( البششاء سششببية متعلقششة بيضششمن :أي ل يكششون
إذنه في النكاح سببا في ضمانه ما ذكر ،وذلك لنه لم يتلزمه تعريضششا ول تصششريحا )قششوله :وإن
شرط في إذنه ضمان( أي وإن ذكر في إذنه في النكاح ما يششدل علششى الضششمان :كششأن قششال تششزوج
وعلي المهر والنفقة فإنه ل يضمنهما ،وذلك لتقدم ضشمانه علششى وجوبهمشا وضششمان مششا لششم يجشب
باطل .قال في التحفة :بخلفه -أي الضمان بعد العقد -فإنه يصح فششي المهششر إن علمششه ل النفقششة
إل فيما وجب منها قبل الضمان وعلمه .اه )قششوله :بششل يكونششان( أي المهششر والمؤنششة .وقششوله فششي
كسبه :أي مع أنهما في ذمته لن تعلقهمششا بكسششبه فششرع تعلقهمششا بششذمته .قششال فششي النهايششة :وكيفيششة
تعلقهما بالكسب أن ينظر في كسبه كل يوم فتؤدي منه النفقة لن الحاجة لها ناجزة ،ثم إن فضششل
شئ صرف للمهر الحال حتى يفرغ ثم يصرف للسيد ول يشدخر ششيئا منشه للنفقشة أو الحلشول فشي
المستقبل لعدم وجوبهما .اه )قوله :وفي مششال تجششارة( أي ويكونششان أيضششا فششي مششال تجششارة ربحششا
ورأس مال ،لن ذلك دين لزمه بعقششد مششأذون فيششه فصششار كششدين التجششارة ،ول ترتيششب بينششه وبيششن
الكسب ،كما أفادته واو العطف ،فإن لم يف أحدهما كمل من الخر .وقوله أذن لششه فيهششا :أي أذن
السيد له في التجارة )قوله :ثم إن لم يكن مكتسبا( أي عجز عن الكتساب )قوله :ول مأذونششا( أي
له في التجارة )قوله :فهما( أي المهر والمؤنة .وقوله في ذمته فقط :أي فيطالب بهمششا بعششد العتششق
واليسار )قوله :كزائد على مقدر له( أي بأن قدر السيد له مهرا فزاد عليه ،فالزائد يكون في ذمته
فقط ول يتعلق بالكسب ومال التجارة )قوله :ومهر وجب( أي وكمهر وجب الخ :أي فششإنه يتعلششق
بذمته فقط .وقوله في نكاح فاسد :خرج به الوطئ فششي نكششاح صششحيح ،فششالمهر فيششه يتعلششق بكسششبه
ومال تجارته )قوله :لم يأذن فيه سيده( أي لم يأذن في النكاح الفاسد بخصوصه سيده ،فإن أذن له
فيه تعلق بكسبه ومال تجارته )قوله :ول يثبت مهر أصل الششخ( أي لنششه ل يثبششت لششه علششى عبششده
دين .وهذا إذا كان غير مكاتب .أما هو فيلزمه المهر لنه مع السيد في المعاملة كالجنبي .قال م
ر:
] [ 394
وأما المبعض فالظاهر أنه يلزمه بقسط مشا فيشه مشن الحريشة .اه) .قشوله :وقيشل يجشب( أي
المهر على عبده أول ثم يسقط عنه .وفي المغني ما نصه :وهل وجب المهر ثم سقط أو لم يجششب
أصل ؟ ظاهر كلم المصنف الثاني ،وجرى عليششه فششي المطلششب .وتظهششر فششائدة الخلف فيمششا إذا
زوجه بها وفوض بعضها .ثم وطئها بعدما أعتقه .فإن قلنا بعششدم الوجششوب فل شششئ للسششيد عليششه،
وإن قلنا بالوجوب وجب للسيد عليه مهر المثل لنه وجب بششالوطئ وهششو حششر .اه .والش سششبحانه
وتعالى أعلم .فصل في الصداق أي في بيان أحكامه :كسششنية ذكششره فششي العقششد ،أو كراهتششه ،وهششو
بفتح الصاد ،ويجوز كسرها ،ويجمع جمع قلة على أصدقة ،وكثرة على صدق ،بضمتين ،ويؤخذ
الجمعان المذكوران من قول ابن مالك :في اسم مذكر رباعي بمد ثالث افعله عنهم اطششرد وقششوله:
وفعل لسم رباعي بمدقد زيد قبل لم اعلل فقششد والول مثششل طعششام وأطعمششة ورغيششف وأرغفششة
وعمود وأعمدة .والثاني مثل قضيب وقضب وعمششود وعمششد .والصششل فيششه قبششل الجمششاع :قششوله
تعالى) * :وآتوا النسششاء صششدقاتهن نحلشة( * ) (1أي تكرمششة وعطيششة ،وقششوله تعششالى) * :وآتششوهن
أجورهن( * ) (2وقشوله )ص( لمريششد الششتزوج التمششس ولششو خاتمششا مششن حديششد رواه الشششيخان :أي
اطلب شيئا تجعله صداقا ولو كان الملتمس خاتما من حديد .والمخاطب بإيتاء المهور إلى النسششاء
الزواج عنشد الكشثرين ،وهشو الظشاهر ،وقيشل الوليشاء لنهششم كشانوا فششي الجاهليششة بأخشذونها ول
يعطون النساء منها شيئا ،بل بقي منه بقية الن في بعض البلد )قوله :وهو( أي الصداق شششرعا
ما ذكر ،وأما لغة فهو اسم لما وجب بالنكاح فقط ،فيكون المعنى الشرعي أعم مششن اللغششوي علششى
عكس القاعدة من أن اللغوي أعم من المعنى الشرعي ،وهذا مبني على أنه ل فرق بيششن الصششداق
والمهر .أما على ما قيل من أن الصداق ما وجب بالنكاح والمهر ما وجششب بغيششر ذلششك فل يكششون
المعنى الشرعي أعم من المعنى اللغوي لكنه علششى خلف القاعششدة أيضششا لن القاعششدة أن المعنششى
اللغوي أعم من المعنى الشرعي كما علمت وهذا مساو لشه )قششوله :مششا وجششب( أي مششال أو منفعششة
وجب للمرأة على الرجل غالبا وقد يجب للرجششل علشى المششرأة كمشا لشو أرضشعت إحششدى زوجششتيه
وهي الكبرى الخرى وهي الصغرى فيجب على المرضعة نصف مهر مثششل الصششغرى للششزوج،
ويجب على الزوج للصغرى نصف المسمى إن كششان صششحيحا ،وإل فنصششف مهششر المثششل .وإنمششا
وجب على المرضعة للزوج نصششف المهششر ولششم يجششب المهششر كلششه مششع أنهششا فششوتت عليشه البضششع
اعتبارا لما يجب له بما يجب عليشه ،وقششد يجشب للرجشل علششى الرجشل كمشا فشي ششهود الطلق إذا
رجعوا بعد حكم الحاكم بالفراق فإنهم يغرمون مهر المثل للزوج .وقوله بنكاح :أي بسششبب نكششاح:
أي عقد صحيح ،وهذا في غير المفوضة وهي القائلة لوليها زوجني بل مهر أو على أن ل مهششر
لي ،أما هي فمهرها ل يجب بالعقد بل بأحد ثلثششة أشششياء :بفششرض الششزوج علششى نفسششه ،وبفششرض
الحاكم على الزوج ،وبالوطئ .وقال بعضهم :إن وجوب مهرها وإن كان مبتششدأ بششالفرض وغيششره
لكن أصله العقد فشمله قوله بنكاح .وقوله أو وطششئ :أي فششي شششبهة أو فششي تفششويض ،فششإذا وطئهششا
بشبهة وجب عليه مهر المثل .ومنها الوطئ في النكاح الفاسد .وكششان علشى الششارح أن يزيششد فشي
التعريف أو تفويت بضع قهرا ليشمل مسألة الرضاع
] [ 395
ومسألة رجوع الشهود السابقتين .وعبارة غيره :ما وجب بنكاح أو وطئ أو تفويت بضششع
قهرا كإرضاع ورجوع شهود .اه .وهي أولى )قوله :وسمى بذلك( ضشمير سشمى يعشود علشى مشا
في قوله ما وجب ،واسم الشارة يعود على الصداق .وأفاد به بيششان حكمششة تسششمية مششا ذكششر بلفششظ
الصداق .وقوله لشعاره :أي ما وجب ،أي بذله ،فالضمير يعود على مششا أيضششا بتقششدير مضششاف.
وقوله بصدق رغبة بذله :وهو الزوج .وقوله في النكاح :متعلق برغبة .قوله الذي هو :أي النكاح
بمعنى العقد .وقوله الصل في إيجابه :أي الصداق )قوله :يقال له( أي لما سمى بالصداق .وقوله
مهر :نائب فاعل يقشال ،والمشراد أنشه يسشمى بشالمهر كمشا يسشمى بالصشداق .وسشمى أيضشا نحلشة،
وفريضة ،وحباء ،وأجرا ،وعقششرا ،وعلئق ،فهششي ثمانيششة نظمهششا بعضششهم فششي بيششت مفششرد فقششال:
صداق ومهر نحلة وفريضة حباء وأجر ثم عقر علئق وزاد بعضهم ثلثة في بيت فقال :وطششول
نكاح ،ثم خرس تمامها ففرد وعشر عد ذاك موافق والعقر ،بضم العين ،اسم لدية فرج المرأة ثششم
استعمل في المهر .والعلئق جمع عليقة ،بفتح فكسر ،والخرس ،بضم الخاء وسكون الراء ،وزيد
على ذلك أيضا صدقة ،بفتح أوله وتثليث ثانيه ،وبضم أوله أو فتحه مع إسكان ثانيه ،وبضششمهما،
وعطية فيكون المجموع ثلثة عشر اسما ،ونطق القرآن العظيم منها بستة :الصششدقة والنحلششة فششي
قوله تعالى) * :وآتوا النساء صدقاتهن نحلة( * ) (1والنكاح في قوله تعالى) * :وليستعفف الششذين
ل يجششدون نكاحششا( * ) (2والجششر فششي قششوله تعششالى) * :وآتششوهن أجششورهن بششالمعروف( * ) (3
والفريضة في قوله) * :ول جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضششة( * ) (4والطششول فششي
قوله) * :ومن لم يستطع منكم طول( * ) (5ووردت السششنة بالبششاقي )قششوله :وقيششل الصششداق الششخ(
حاصل هذا القيل التفرقة بين المسمى بالصداق والمسششمى بششالمهر .وقششوله مششا وجششب بتسششمية فششي
العقد :عبارة البجيرمي :وقيل الصداق ما وجب بالعقد .والمهر ما وجششب بغيششره كششوطئ الشششبهة.
اه) .قوله :سن الخ( شروع في بيان حكم ذكر المهر في صلب العقد وفي غيره .وقششوله ولششو فششي
تزويج أمته بعبده :الغاية للرد على من قال إنه ل يستحب التسمية في هذه الصورة ،وهو المعتمد
إن لم يكن أحدهما مكاتبا .وعبارة المنهج :نعم لو زوج عبده بأمته ول كتابة لم يسششن ذكششره :إذ ل
فائدة فيه فإنه ل يثبت للسيد على عبده شئ فل حاجة إلى تسميته ،بخلف ما لششو كششان أحششدهما أو
كلهما مكاتبا إذ المكاتب كالجنبي .اه .ومثلها عبارة النهاية ،ونصها :نعم لششو زوج عبششده بششأمته
ل يستحب ذكره في الجديد ،إذ ل فائدة فيه .كذا في المطلب والكفاية .وفي نسخ العزيششز المعتمششدة
وفي بعض نسخه والروضة أن الجديد الستحباب .قال الذرعي :والصشواب الول .اه .وظشاهر
عبارة التحفة الموافقة لهما ونصها بعد قوله يسن ،ولو في تزويششج أمتششه بعبششده علششى مششا مششر .اه.
)وقوله :على ما مر( هو قوله نعم تسن تسميته علششى مششا فششي الروضششة واعششترض بششأن الكششثرين
على عدم ندبها .اه .وقد مشى عليه الشارح نفسه ،في مبحث شروط النكششاح ،عنششد قششوله ول مششع
تأقيت .فتنبه .وقوله ذكر صداق :نائب فاعل سن .وقوله في عقد :أي في أثنائه ،فل اعتبار بذكره
قبله أو بعده )قوله :وكونه من فضة( معطوف على ذكر :أي وسن كونه من فضة .ويسششن أيضششا
أن ل يدخل بها حتى يدفع شيئا من الصداق ،خروجا من خلف من أوجبه ،قال بعضهم :وحكمششة
ذلك أن ال تعالى لما خلق حواء اشتقا لهششا آدم ومششد يششده إليهششا فلقششال الش لششه :يششا آدم حششتى تششؤدى
مهرها .قال وما
) (1سورة النساء ،الية (2) .4 :سورة النور ،الية (3) .33 :سورة النساء ،الية (4) .25 :سورة النساء ،الية) .24 :
(5سورة النساء ،الية25 :
] [ 396
مهرها .قال وما مهرها ؟ قال مهرها أن تصششلي علششى محمششد )ص( ألفششا فششي نفششس واحششد.
فصلى خمسمائة مرة فتنفس .فقال :يا آدم الذي صليته هو مقدم الصششداق ،والششذي بقششي عليششك هششو
مؤخره .وفي رواية :إن ال تعالى لما خلق حواء قال له آدم يا رب زوجني من حواء .فقال له يا
آدم حتى تعطيني مهرها .قال وما مهرها يا رب ؟ قال :مهرها أن تصلي على محمد حبيبي مائة
مرة في نفس .فصلى آدم سبعين مرة ثم انقطع نفسه .فقال له الرب ل بششأس عليششك .الششذي صششليته
مقدم المهششر ،والششذي بقششي عليششك مششؤخره فلششذلك تجششد بعششض النششاس يقششدمون النصششف ويششؤخرون
النصف .وبعضهم يقدم نحو الثلثين ويؤخر نحو الثلث ،وهو الغلب المتعارف بيننا الن في هذه
الزمان )قوله :للتباع فيهما( أي في ذكر الصداق وفي كونه من فضة )قوله :وعدم زيششادة الششخ(
معطوف أيضا على ذكر :أي وسن عششدم زيششادة علششى خمسششمائة درهششم .وقششوله أصششدقه الششخ :هششو
بالرفع خبر المبتدأ محشذوف ،وبشالجر بشدل أو عطشف بيشان مشن خمسشمائة درهشم ،وهشو فشي قشوة
التعليل لسنية عدم الزيادة على ذلك :أي وإنما سن ذلك لنها أصششدقة بنششاته )ص( كمششا صششح عششن
سيدنا عمر رضي ال عنه في خطبته أنه قال :ل تغالوا بصدق النساء فإنها لو كنششت مكرمششة فششي
الدنيا أو تقوي عند الش كشان أولششى بهششا رسششول الش )ص( .ول يشرد علشى هششذا إصشداق أم حبيبشة
أربعمائة دينار لنه لم يكن من النبي )ص( وإنما كان من النجاشي إكراما لششه )ص( فإنهششا كششانت
تحت عبد ال بن جحش وهاجرت معه إلى الحبشة فتنصر وبقيت على السلم رضششي الش عنهششا
فبعششث النششبي )ص( عمششرو بششن أميششة الضششمري فششي تزويجهششا مششن النجاشششي فأصششدقها النجاشششي
أربعمائة دينار وجهزها من عنده وأرسلها مع شرحبيل للنبي )ص( سنة سششبع )قششوله :أو نقصششان
الخ( معطوف على زيادة :أي وسن عدم نقصان عن عشرة دراهم ،خروجا من خلف أبي حنيفة
رضي ال عنه ،فإنه ل يجوز عند التسمية أقل منها )قوله :وكره إخلؤه( أي العقد عن ذكره :أي
الصداق )قوله :وقششد يجششب( أي ذكششر الصششداق فششي العقششد )قششوله :كششأن كششانت المششرأة الششخ( تمثيششل
للعارض الموجب لذكره في العقد .وقوله غير جائزة التصرف :أي لصغر أو جنون أو سفه ،أي
وقد حصل التفاق مع الزوج على أكثر من مهل المثل فتفوت الزيششادة مششع أنششه مصششلحة للزوجششة
المذكوة .ومن صور وجوب التسمية أيضا ما لو كانت الزوجة جائزة التصرف وأذنت لوليهششا أن
يزوجها من غير تفويض وقد حصل التفاق على أكثر من مهششر المثششل ،فلششو سششكت لشوجب مهششر
المثل فتفوت المصلحة مع أن تصرف الولي يكون بها .ومنها أيضا ما لو كان الزوج غير جششائز
التصرف وحصل التفاق على أقل من مهر المثل فتجب تسمية ما وقع التفاق عليششه ،فلششو سششكت
عن التسمية لوجب مهر المثل فتحصل زيادة على الششزوج ،والمصششلحة فششي هششذه الصششورة عششائدة
على الزوج ،وفيما قبلها على الزوجة .وقد تحرم التسمية ،كما لو زوج محجورة بمششن لششم تششرض
إل بأكثر من مهر مثلها )قوله :وما صح كونه ثمنا الخ( هذه في المعنى قضية شرطية صششورتها:
وكل ما صح جعله ثمنا صح جعله صداقا .والذي يصح جعله ثمنا هو الذي وجدت فيششه الشششروط
السابقة في باب البيع :من كونه طاهرا منتفعا به مقدورا على تسششلمه مملوكششا لششذي العقششد .وقششوله
صح كونه صداقا :أي في الجملة ،فل يرد ما لو زوج عبده لحرة وجعششل رقبتششه صششداقا لهششا فششإنه
يصح مع صحة جعله ثمنا لنه منع منه هنا مانع وهششو أنششه ل يجتمششع الملششك والنكششاح لتناقضششهما
)قوله :وإن قل( غاية لقوله ما صح كون ثمنشا :أي كشل مششا صششح أن يكشون ثمنشا ولشو قليل يصششح
كونه صداقا ،ول حاجة إلى تقييد القلة بأن ل تنتهي إلى حد ل يتمول :لنشه حينئذ ل يصششح كشونه
ثمنا فهو خارج من موضوع المسألة )قوله :لصحة كونه عوضششا( عبششارة شششرح المنهششج :لكشونه،
أي الصداق ،عوضا بإسقاط لفظ صحة ،وهو الولى :إذ ل معنى للعلة بدون إسقاطه ،وهشي علشة
لما تضمنته الشرطية السابقة ،والمعنى :وإنما اشترط في صحة ما يجعل صداقا صحة جعله ثمنا
لكون الصداق عوضا عن الستمتاع بالبضع ،فهو كالثمن .نعم :إن جعل علة للغايششة كششان لزيششادة
لفظ صحة معنى ،أي وإنما صح أن يكشون قليل لصشحة كشون القليشل عوضشا إل أنشه بعيشد .تأمشل
)قوله :فإن عقد مما ل يتمول( أي بما ل يقابل بمال سواء كان في حد ذاتششه مششال كنششواة أو غيششره
كترك حد قذف فل حاجة حينئذ إلى زيادة ،وما ل
] [ 397
يقابل بمال كما زاده بعضهم )قوله :كنواة الخ( تمثيل لما ل يتمول )قوله :وقمششع باذنجششان(
في المصباح :القمع ما على الثمرة ونحوهششا ،وهششو الششذي تتعلششق بششه مثششل عنششب وحمششل ،والجمششع
أقماع .اه .بتصرف )قوله :وترك حد قذف( أي بأن قذفته واستحقت الحششد وأراد أن يجعششل تركششه
صداقا لها فل يصح لنه ل يقابل بمشال )قشوله :فسشدت التسشمية( جشواب إن ،ومشع فسشاد التسشمية
النكاح صحيح لن النكاح ل يفسد بفساد المسمى .وذلك لن عقد النكاح مشتمل على عقدين :عقد
للنكاح قصدا وبالذات ،وعقد للصداق تبعا وبالعرض .فإذا صح ما بالذات صح التابع لششه أو فسششد
هو فسد ول كذلك ما لو فسد التابع ،فإن المتبوع على الصحة ،كمششا هشو ظششاهر ،أفششاده البجيرمششي
)قوله :لخروجه عشن العوضششية( علشة الفسششاد :أي فسششدت التسششمية بمششا ل يتمششول لكششونه ل يكشون
عوضا )قوله :ولها( الضمير يعود على معلوم من السياق ،وهو الزوجة الرشششيدة الششتي لششم يششدخل
بها )قوله :كولي ناقصة( بالضافة .وقوله بصغر :الباء سببية متعلق بناقصة :أي نقصششها بسششبب
صغر أو جنون ،أي أو سفه) ،قوله :وسيد أمة( معطوف على ولي ناقصة :أي ولسيد أمة )قششوله:
حبس نفسها( أي عن تمكين الزوج منها :أي أو حبس الششولي أو السششيد لهششا عنششه .وكششان عليششه أن
يزيد ما ذكر ليطشابق مشا قبلشه .وإذا حبسشت نفسشها أو حبسشها الشولي بسشبب عشدم تسشليم الصشداق
استحقت النفقة وغيرها وجوبا مدة الحبس لن التقصير منه) .فإن قيل( كيف ساغ لها الحبس مع
أنه ل يجب إل بالوطئ أو بالموت ؟ )يجاب( بأنه لما جششرى سششبب وجششوبه وهششو العقششد جششاز لهششا
الطلب .وقوله لتقبض غير مؤجل :اللم تعليلية متعلقة بحبس :أي لها الحبس لجل أن تقبض مششا
هو لها من المهر غير المؤجل )قوله :من المهر الخ( بيان لغيششر المؤجششل .والمششراد بششالمهر الششذي
ملكته بالنكاح .فخرج ما لو زوج أم ولده فعتقت بموته أو أعتقها أو باع أمته بعششد التزويششج فليششس
لها الحبس لنه ملك للوارث أو المعتق أو البائع ل لها فهي لم تملكه .وخششرج أيضششا مششا لششو زوج
أمة ثم أعتقها وأوصى لها بمهرها فليس لها حبس نفسششها لنهششا إنمششا ملكتششه بالوصششية ل بالنكششاح.
وقوله المعين :أي كتزوجتها بهذا العبد .وقوله أو الحال :بأن التزمه فششي الذمششة وشششرط أن يششؤديه
حال كتزوجتها بمائة ريال حالة )قوله :سواء كان الخ( تعميم في غيششر المؤجششل :أي ل فششرق فششي
غير المؤجل الذي حبست نفسها لجلششه بيششن أن يكششون بعششض المهششر بششأن اسششتلمت بعضششه وبقششي
البعض ،أو كله بأن لم تستلم منشه ششيئا )قشوله :أمشا لشو كشان مشؤجل فل حبشس لهشا( أي لرضشاها
بالتأجيل )قوله :وإن حل الخ( غاية لقوله فل حبس لهششا :أي فل حبششس لهششا ولششو حششل الجششل قبششل
تسليمها نفسها له لنها قد وجب عليها أن تسلم نفسها قبل الحلول فل يرتفع بالحلول .ولششو تنششازع
الزوجان في البداءة بالتسليم بأن قششال الششزوج ل أسششلم المهششر حششتى تسششلمي نفسششك وقششالت هششي ل
أسلمك نفسي حتى تسلم المهر أجبر فيؤمر بوضعه عند عدل وتؤمر بتمكين لنفسششها ،فششإذا مكنششت
أعطاه لها وإن لم يأتها الزوج .ولو بادرت فمكنته طالبته بالمهر .فإن لم يطأ امتنعششت حششتى يسششلم
المهر .ولو بادر فسلم المهر لزمها التمكين إذا طلبه ،فإذا امتنعت ولشو بل عشذر ل يسشترد المهشر
لتبرعه بالمبادرة )قوله :ويسقط حق الحبس( أي للزوجة .وقششوله بششوطئه :أي الششزوج .والضششافة
من إضافة المصدر لفاعله .وقوله إياهششا :مفعشوله .وقشوله طائعششة كاملششة :حششالن مششن المفعششول أو
الثاني حال من فاعل طائعة وتسمى الحال المتداخلة )قششوله :فلغيرهششا( الضششمير عششود علششى القيششد
الثاني :أعني كاملة :أي فلغيهششر الكاملششة مششن صششغيرة ومجنونششة الحبششس بعششد الكمششال :أي البلششوغ
والفاقة ،وكان عليه أن يذكر محترز القيد الول أيضا ،أعني طائعة ،وهو الكراه .ولو قششال أمششا
لو أكرهها أو كانت غير كاملة حال الوطئ ثم كملت بعده فلها الحبس لوفششى بششالمراد )قششوله :إل
أن يسلمها الولي بمصلحة( أي إل أن يسلم غير الكاملة وليها بمصلحة تعود إليها كالنفقة والكسوة
وكحفظها فليس لها الحبس
] [ 398
بعد الكمال .وعبارة شرح الروض :نعم لو سششلم الششولي الصششغيرة أو المجنونششة بالمصششلحة
فينبغي كما في الكفاية أنه ل رجوع لها وإن كملت ،كمششا لششو تششرك الششولي الشششفعة لمصششلحة ليششس
للمحجور عليه الخذ بها بعد زوال الحجر علششى الصششح ،بخلف مششا لششو سششلمها بغيششر مصششلحة،
انتهت )قششوله :وتمهششل وجوبششا( أي بعششد تسششليم الصششداق لهششا .وقششوله لنحششو تنظششف :كإزالششة وسششخ
واستحداد ،وذلك لن ما ذكر منفر ،فإزالته أدعى إلى بقاء النكاح .وخرج بنحو التنظيششف الجهششاز
والسمن ونحوهما فل تمهل لها )قوله :بالطلب منها( متعلق بتمهل .وفي حاشية الجملة مششا نصششه:
ونفقة مدة المهال على الزوج لنها معذورة في ذلك .كذا في حاشية ح ل .وفششي ع ش علششى م ر
ما يصرح بأنه ل نفقة لها .وعبارته على قول الصل ول تسلم صغيرة ول مريضة حششتى يششزول
مانع وطئ .قوله :حتى يزول الخ :أي ول نفقة لهما لعدم التمكين وينبغي أن مثلهما من استمهلت
لنحو تنظف وكل من عذرت في عدم التمكين .اه) .قوله :ما يراه قششاض( مششا واقعششة علششى زمششن،
فهي ظرف باعتبار معناها متعلق بتمهل :أي تمهل زمنا يراه قاض لنه أمر مجتهد فيه فأنيط بششه
)قوله :من ثلثة أيام فأقل( بيان لما ،ول يجوز مجاوزتها لن غرض التنظيف يحصل فيها غالبا
)قوله :ل لنقطاع الششخ( معطششوف علششى لنحشو تنظششف :أي ل تمهششل لنقطششاع حيششض ونفششاس لن
مدتهما قد تطول ويتأتى التمتع معهما بل وطئ كما في الرتقاء .قال في النهاية :وقول الزركشششي
إن قياس ما ذكروه في المهال للتنظيششف أن تمهششل الحششائض إذا لششم تششزد مششدة حيضششها علششى مششدة
التنظيف .وصرح به في التتمة فيختص عدم إمهالها بما إذا كانت مدة الحيششض تزيششد علششى ثلثششة
أيام وإل فتمهل :مردود .اه .أي فل تمهل وإن قل .ع ش .وقال فششي شششرح الششروض :وكششالحيض
فيما قاله ،أي الزركشششي ،النفشاس .اه) .قشوله :نعشم لشو الشخ( الولشى حشذف لفشظ نعششم وجعششل واو
العطف في محلها :إذ ل معنى للستدراك لن المستدرك منه ،وهو قوله ل لنقطششاع الششخ ،معنششاه
أنها تسلم نفسها له ،والستدراك يفيد هذا المعنى .وقوله خشيت :أي الحششائض أو النفسششاء .وقششوله
أنه يطؤهششا :أي فششي حششال الحيششض والنفششاس .وقششوله سششلمت نفسششها :أي لزوجهششا .وقششوله وعليهششا
المتناع :أي من الوطئ )قوله :فإن علمت أن امتناعها( أي من الوطئ .وقوله واقتضت القششرائن
بالقطع :أي بالجزم بأن يطأها )قوله :لم يبعد أن لها بل عليها المتناع( أي مششن التسششليم :أي أنهششا
ل تسلم نفسها فحصل الفرق بيششن المتنششاع الول والثششاني ،فششالول بمعنششى المتنششاع مششن الششوطئ
والثاني بمعنى المتناع من التسليم .وعبارة شرح الروض :ولو علمت أنه يطؤها ول يراقب ال ش
تعالى فهل لها أن تمتنع ؟ فيه تردد للمام قال :ول يبعد تجويز ذلك أو إيجششابه .اه .وقششوله حينئذ:
أي حين إذ علمت ذلك واقتضت القرائن الخ )قوله :ولو أنكح الششولي( المششراد بششه مششا يعششم المجششبر
وغيره ،وذلك لن ما عششدا الصششغيرة والمجنونششة ل يختششص بششالمجبر )قششوله :صششغيرة( أي بكششرا.
وقوله أو مجنونة :أي بكرا أو ثيبا )قوله :بكرا( صفة لكل من صغيرة ومن رشيدة .ولو قدم لفششظ
بكرا على قوله رشيدة لكان أولى :لن البكششارة ليسششت بقيششد فششي الرشششيدة .وقششوله بل إذن :متعلششق
بأنكح .والمراد بل إذن من الرشيدة في النقص عششن مهششر المثششل ،سششواء أذنششت فششي النكششاح أم ل،
ليشمل المجبرة فإنه ل يشترط إذنها في النكاح .وإنما قششدم علششى قششوله بششدون مهششر المثششل ،مششع أن
المراد منه ما تقدم ،لن قوله بدون مهر المثل متعلق بأنكششح المرتبششط بالصششغيرة وبالرشششيدة ،فلششو
أخره لتوهم أنه راجع أيضا للصغيرة وللرشيدة مع أنه إنما هششو راجششع للثانيششة فقششط :إذ الصششغيرة
ليس لها إذن )قوله :أو عينت( أي الرشششيدة بكششرا أو غيرهشا ،وهشو معطشوف علششى مقششدر مرتبششط
بقوله بل إذن :أي بل إذن ولم تعين له قدرا أو عينته بأن قالت له زوجني بششألف فزوجهششا بششدونه.
وقوله فنقص عنه :أي عشن القشدر الشذي عينتشه لشه .وخشرج بنقشص عنشه مشا لشو زاد عليشه فينعقشد
بالزائد ،كما في نظيره من وكيل البيع المأذون له فيه بقدر فزاد عليه وانظر لو كان الناقص عششن
القدر الذي عينته زائدا علششى مهششر المثششل ،فهششل يبطششل المسششمى ويرجششع إلششى مهششر المثششل أم ل ؟
وعبارة التحفة ،وبحث الزركشي ،كالبلقيني ،أنها لو كانت سفيهة فسششمى دون مأذونهششا لكنششه زائد
على مهر مثلها انعقد بالمسمى لئل يضيع الزائد عليها ،وطرداه في
] [ 399
الرشيدة وهو متجه في السفيهة ،ل لما نظرا إليه ،بل لنششه ل مشدخل لذنهشا فششي المششوال،
فكأنها لم تأذن في شئ ل في الرشيدة ،لن إذنها معتبر في المال أيضا فاقتضت مخالفته ولو بمششا
فيه مصلحة لها فساد المسمى ووجوب مهر المثل .اه) .قوله :أو أطلقششت( أي الرشششيدة الذن :أي
في النكاح ول حاجة إلى ذكر هذه المسألة بعد قوله أو رششيدة بل إذن :إذ المشراد ،كمشا تقشدم ،بل
إذن في النقص عن مهر المثل أذنت في النكاح أم ل .فالشق الول ،أعني ما إذا أذنت في النكششاح
ولم تأذن في النقص ،هو عين هذه المسألة إل أن يقال إنه من ذكر الخاص بعششد العششام ،والمؤلششف
تبع شيخ السلم في العبارة المذكورة .وعبارة المنهاج :ولو قششالت لوليهششا زوجنششي بششألف فنقششص
عنه بطل النكاح .فلو أطلقت فنقص عشن مهششر مثششل بطششل .وفششي قششول يصششح بمهششر مثششل) .قلششت(
الظهر صحة النكاح في الصورتين بمهر المثل وال أعلم .اه .وهي ظاهرة .وقوله ولم تتعرض
لمهر :أي سكت عن قدره ،وهو بيان لمعنى الطلق )قوله :صح النكاح( جواب لو .وقوله علششى
الصح :أي لن فساد الصداق ل يفسد النكاح كما مر .وفارق عدم صحته مششن غيششر كششف ء بششأن
إيجاب مهر المثل هنا تدارك لما فات من المسمى ،وذاك ل يمكن تداركه .ومقابشل الصشح يحكشم
بفساد النكاح )قوله :لفساد المسمى( علة لصحته بمهر المثل )قوله :كما إذا قبل( أي ولي الطفششل:
أي فإنه يصح بمهر المثل .وقوله لطفله :أي أو مجنون أو سفيه )قوله :بفوق مهششر مثششل( أي ممششا
ل يتغابن بمثله ،وهو متعلق بقبل .وقوله من ماله :أي حالة كون ذلك الفوق مششع مهششر المثششل مششن
مال الطفل .وعبارة الجمل :وقوله بفوق مهر مثل :أي بمهر مثل فما فششوق حالششة كششون المجمششوع
من مال المولى ،أما لو كان من مال الولي أو قدر المهر من مال المولى والزائد من مششال الششولي
فإنه يصح في هاتين بالمسمى .اه) .قوله :ولو ذكروا( الضمير يعود على معلوم من المقششام وهششو
الزوج والولي والزوجة الرشيدة أو غيرها ممن ينضم للولي والزوج في الغششالب وعبششارة التحفششة
مع الصل :فان توافقوا ،أي الزوج والولي والزوجة الرشيدة ،فالجمع باعتبارها أو باعتبششار مششن
ينضم للفريقين غالبا .اه .وقوله مهرا سرا :أي سواء كان بالتوافق أو بالعقششد .وقششوله وأكششثر منششه
جهرا :يقال فيه ما في الذي قبله .وقوله لزمه ما عقد به :أي مششا وقششع العقششد عليششه اعتبششارا بالعقششد
سواء قل أو كثر .فلو وقع التفاق على ألفين ووقع العقد على ألف لزمه اللششف ،أو وقششع التفششاق
على ألف ووقع العقد على ألفين لزمه اللفان .هذا إن لم يتكرر العقشد .فشإن تكشرر لزمشه مشا وقشع
العقد الول عليه قل أو كثر ،اتحدت شهود العلنية والسر أم ل .وذلك لن العششبرة بالعقششد الول،
وأما الثاني فهو لغ ل عبرة به .وقد بين هذا بقوله وإذا عقد سرا بألف ثم أعيد جهرا بششألفين ،أي
أو العكس :بأن عقد سرا بألفين ثم أعيد جهرا بألف ،فيلزمه اللفان .وعلى هاتين الحالتين حملششوا
نص الشافعي رضي ال عنه في موضع علشى أن المهشر مهشر السشر ،وفشي آخشر علشى أنشه مهشر
العلنية :أي فالول محمول على ما تقدم عقششد السششر ،والثششاني محمششول علششى تقششدم عقششد العلنيششة
)قوله :وفي وطئ نكاح أو شراء( الجار والمجرور خبر مقشدم .وقشوله مهشر مثششل :مبتشدأ مشؤخر.
والشارح جعل قوله مهر مثل فاعل لفعل محذوف .وعليششه فيكششون الجششار والمجششرور متعلقششا بششه،
والولى أن يجعله كما ذكرت :إذ ل يجوز حذف الفعل إل بقرينششة تششدل عليششه ،وهششذا بيششان لشششبهة
الطريق .وقوله فاسد :أي كل من النكاح والشراء )قوله :كما في وطئ الشبهة( التشبيه يفيد أن ما
تقدم من وطئ النكاح والشراء الفاسدين ليس من وطئ الشبهة وليششس كششذلك .ولششو قششال ،كمششا فششي
المنهج ،وفي وطئ شبهة كنكاح فاسد الششخ لكششان أولششى) .واعلششم( أن الشششبهة إمششا أن تكششون شششبهة
طريق ،وهي التي يقول بحلها عالم ،وذلك كما في الوطئ بالنكاح الفاسد
] [ 400
والشراء الفاسد ،وإما أن تكون شبهة الفاعل :وذلك كوطئ الجنبية على ظن أنهششا حليلششة،
وإما أن تكون شبهة المحل :كما إذا وطئ أب أمة ولده أو شريك المة المشتركة أو سيد مكاتبته،
وقد تقدم الكلم عليها في مبحث الرضاع )قوله :يجب مهر مثل( محله إن كانت الشبهة منها بششأن
ل تكون زانية وإل فل وجوب :سواء كان هو زانيا أم ل ويعتبر المهر وقششت الششوطئ لنششه وقششت
التلف ل وقت العقد لفساده .وقوله لستيفائه :أي الواطئ ،وهو علة لوجششوب مهششر المثششل عليششه
)قوله :ول يتعدد( أي المهر .وقوله بتعدد الوطئ :المراد بتعشدده كمشا قشاله الشدميري ،أي يحصشل
بكل مرة فضاء الوطر مع تعدد الزمنششة .فلششو كششان ينششزع ويعششود فالفعششال متواصششلة ولششم يقشض
الوطر إل آخرا فهو وقاع واحد بل خلف .أما إذا لششم تتواصششل الفعششال فتتعششدد الوطششآت وإن لششم
يقض وطره) .والحاصل( أنه متى نزع قاصدا الترك أو بعد قضاء الوطر ثم عاد تعدد ،وإل فل.
اه .نهاية )قوله :إن اتحدت الشبهة( الولى أن يقول ،كما في التحفة ،لتحاد الشششبهة .وذلششك لنششه
لم يذكر في كلمه من أنواع الشبهة إل نوعششا واحششدا وهششو النكششاح الفاسششد أو الشششراء الفاسششد ،فل
يناسب أن يقيد ذلك بقوله إن اتحدت الشبهة .نعم :لو عبر كالمنهج بالعبارة التي نبهت عليهششا آنفششا
لكان قوله إن اتحششدت مناسششبا) .والحاصششل( أنششه ل يتعششدد المهششر بتعششدد الششوطئ إن اتحششد شششخص
الشبهة ،فإن لم يتحد شخص الشبهة تعدد المهر سواء اتحد الجنس أم تعدد ،كما لششو وطششئ مششرارا
بشبهة الفاعل أو شبهة الطريق أو شبهة المحل بشرط أن ل يؤدي المهر قبششل تعششدد الششوطئ ،وإل
تعدد المهر .وذلك كأن وطئ امرأة مرة بنكاح فاسد .وفرق بينهما ثم مرة أخششرى بنكششاح فاسششد أو
وطئها يظنها زوجته ثم علم الواقع ثم وطئها مرة أخششرى يظنهششا زوجتششه أيضششا .وهششذان المثششالن
لتعدد شخصها مع اتحاد جنسها ،وهو شبهة الطريق في الول ،وفي الثاني شبهة الفاعششل .ومثششال
تعدد الشخص مع تعدد الجنس أن يطأها بنكاح فاسد ويفرق بينهما ثششم يطأهششا مششرة أخششرى يظنهششا
زوجته أو بالعكس .ففي جميع ما ذكر يتعدد المهر .ثم إن العبرة في عدم التعدد عنششد اتحادهششا أن
تكون من الواطئ والموطوءة ،فإن فقدت الشبهة منه مع وجودهششا منهششا تعششدد المهششر مطلقششا .فلششو
كرر وطئ نائمة أو مكرهة أو مطاوعة بشبهة اختصت بها تكرر المهر ،لن سببه التلف وقششد
تعدد بتعدد الوطآت )قوله :ويتقرر كله الششخ( المششراد بششالتقرر المششن مششن سششقوطه كلششه بالفسششخ أو
شطره بالطلق ،ل وجوبه ،لنه يجب بالعقد )قوله :ويموت( أي فشي نكشاح صشحيح ل فاسشد ،فل
يستقر المهر بالموت فيه .وقد يسقط المهر بالموت ،كما لو قتلت أمة نفسها أو قتلها سيدها .ومثل
الموت مسخ أحدهما حجرا كله أو نصفه العلى )قوله :ولو قبل الوطئ( تفيد الغاية أنه إذا وطششئ
ثم مات تقرر المهر بالموت وليس كذلك ،بل يتقرر بالوطئ .وفي التحفة والنهاية وشششرح المنهشج
إسقاطها ،وهو المتعين) ،قوله :لجماع الصششحابة علششى ذلششك( أي علششى تقششرره كلششه بششالموت :أي
ولبقاء آثار النكاح بعده من الوارث وغيره )قوله :أو وطئ( أي ويتقرر كله بوطئ :أي وإن حرم
كوقوعه في حيشض أو فشي دبرهشا .وخشرج بتقشرره بششالموت وبششالوطئ غيرهمشا كاسششتدخال مشائة
وخلوة ومباشرة فششي غيششر الفشرج حششتى لشو طلقهششا بعششد ذلششك فل يجشب إل بالشششطر ،ليشة * )وإن
طلقتموهن من قبل أن تمسوهن( * ) (1أي تجشامعون )قشوله :ويسشقط الشخ( ششروع فشي بيشان مشا
يرفع المهر وما ينصفه وغيرهما .وقد أفرده الفقهاء بترجمة مستقلة )قوله :أي كله( أي الصداق.
وهو بيان للفاعل المستتر ،ل هو الفاعل نفسه :إذ ل يجوز حذفه في غيششر مواضششع الحششذف ،كمششا
تقدم التنبيه عليه غير مرة )قوله :بفششراق وقششع منهششا( أي بسششبب عيششب فيششه أو بسششبب ردتهششا فششإنه
بالردة ينفسخ النكاح حال إذا كان قبل الوطئ )قوله :قبله( متعلق بالفعل الذي قدره وهو قوله وقع
منها )قوله :أي قبل وطئ( أي في قبل أو دبر ولو بعد استدخال مني .تحفة )قوله :كفسششخها الششخ(
تمثيل لما يحصل به الفراق منها )قوله :بعيبه( الباء سببية متعلق بفسخها :أي فسخها
] [ 401
بسبب عيب كائن فششي الششزوج .وقشوله بإعسششاره :أي بمهرهششا أو بالنفقششة )قشوله :وكردتهششا(
عطف على كفسخها :أي وكإرضاعها زوجة له صغيرة ،وكإسلمها ولو تبعششا لحششد أبويهششا عنششد
غير ابن حجر ،أما عنده فيتشطر المهر .قال :وما جزم به شيخنا ،بأنه ل فرق :أي بين إسششلمها
تبعا وغيره ،فهو ل يلئم ما قالوه :أي من تشطر المهر فيما لو أرضعته أمها أو أرضششعتها أمششه،
بجامع أن إسلم الم كإرضاعها سواء فكما لم ينظروا لرضاعها فكذلك ل ينظر لسششلمها .اه.
)قوله :أو بسببها( معطوف على منها :أي أو وقع الفراق لكن منه بسببها .وإنما سششقط المهششر فششي
الول لنها هي المختارة للفرقة فلذلك سقط العوض ،وفي الثششاني لنهششا لمششا كششانت بسششببها كششانت
كأنهاها الفاسخة )قوله :ويتشطر المهر( أي في كل فراق ل يكون منها ول بسششببها .والمششراد مششن
تشطيره عود نصف المهر إلى الزوج إن كان هو المؤدي عن نفسه أو أداه عنششه وليششه ،وإل عششاد
للمؤدي بنفس الفراق وإن لم يختر العود .وذلك لظشاهر اليشة .وقيشل المشراد مشن التششطير أن لشه
خيار الرجوع في النصف إن شاء تملكه وإن شاء تركه )قششوله :بطلق( أي بائنششا كششان أو رجعيششا
لكن بعد انقضاء العدة ،وصورة الرجعي قبل الدخول أن يكششون بعششد اسششتدخال المنششي فهششو طلق
قبل الدخول لكنه رجعي )قوله :ولو باختيارها( غاية في التشطر :أي يتشطر بششالطلق ولششو كششان
الطلق وقع باختيارها )قوله :كأن فششوض الششخ( تمثيششل لمششا كششان باختيارهششا )قششوله :أو علقششه( أي
طلقها بفعلهششا :كششإن دخلششت الششدار فششأنت طششالق .وقششوله ففعلششت :أي المعلششق عليششه الطلق ،وهششو
الدخول للدار )قوله :أو فورقت بالخلع( معطوف على فوض :أي وكأن فورقت .فهو مندرج فيما
كان باختيارهششا )قششوله :وبانفسششاخ نكششاح( معطششوف علششى بطلق فششي المتششن :أي ويتشششطر المهششر
بانفساخ للنكاح .وقوله بردته :أي الزوج ،أي أو بإسلمه ،ولو تبعا ،أو لعانه أو إرضاع أمششه لهششا
وهي صغيرة أو إرضاع أمها له وهو صغير .ففي كل ذلك يتشطر المهر للنص عليه في الطلق
بقوله تعالى) * :فنصف ما فرضتم( * ) (1وقياسا عليه في الباقي .وقوله وحده .تقدم حكم ردتهششا
وحدها .وبقي ما لو ارتدا معا ،والعياذ بال تعالى ،فهل هي كردتها فيسششقط المهششر كلششه أو كردتششه
فينصف ؟ وجهان .أصحهما الثاني تغليبا لسببه )قوله :وصدق نافي وطششئ مشن الزوجيششن( أي إذا
اختلفا في الوطئ وعدمه ،وكان المصدق الذي ينفي الوطئ لن الصل عششدمه .واسششتثنى مسششائل
ذكر بعضها الشارح يكون المصدق فيها المثبت .وقد نظمها بعضهم بقششوله :إذا اختلششف الزوجششان
في وطئه لها فمن منهما ينفيه فالقول قوله سوى صور ست فمثبته هو المصششدق فششاحفظ مششا تششبين
نقله إذا اختلفا في الوطئ قبل طلقها وجاء لششه منهششا علششى الفششرش نجلششه فششأنكره فششالقول فششي ذاك
قولها ويلزمه شرعا لها المهر كله كذلك عنين يقول وطئتها زمان امتهال حيث يمكن فعلششه كششذلك
مول قال إني وطئتها وفئت فل تطليق يلغى ومثله إذا طاهرا كانت وقششال لسششنة سششمت أنششت فيهششا
طالق صح عقله فقال بهذا الطهر إني وطئتها وما طلقت لم ينقطع منه حبله ومن طلقت منه ثلثا
وزوجت بغير وفيها قال ما غاب قبله فقالت بلى قد غاب فالقول قولهششا وأدرك ذاك الششزوج الول
حله وإن زوجت عرس بشرط بكششارة فقششالت لنششا إن الثيوبششة فعلششه وأنكششره فششالقول فششي ذاك قولهششا
وليس له منها خيار ينيله
] [ 402
وقششوله فششي ذاك قولهششا :أي لترجيششح جانبهششا بالولششد ،فششإن نفششاه عنششه صششدق بيمينششه لنتفششاء
المرجح .وقوله وقال لسنة :بالنون المشددة .وقوله سمت :أي السنة .وقوله أنت فيها طالق :مقول
القول ،يعني إذا قال لطاهر أنت طالق للسنة فقال وطئت فششي هششذا الطهششر فل طلق حششال لكششونه
بدعيا وقالت لم تطأ فيه فيقع حال صدق لن الصل بقاء العصمة ،والطلق السششني هششو مششا وقششع
في طهر خل عن وطئ فيه ،والبدعي بخلفه .وقوله وفيهششا قششال :أي الغيششر مششا غششاب قبلششه بضششم
القاف .أي ما غششابت حشششفته فششي فرجهششا فل تحششل للول .وقشوله فششالقول قولهششا :أي لتحششل للول
ويقبل قوله بالنسبة لتشطير المهر .وقوله فششالقول فششي ذاك قولهششا :أي بالنسششبة لششدفع الفسششخ ،وأمششا
بالنسبة لتشطير المهر فالقول قوله هو )قوله :بيمينه( متعلششق بصششدق )قششوله :لن الصششل عششدمه(
أي عدم الوطئ وهو علة لكون المصدق نافي الوطئ )قوله :إل إذا نكحها الخ( استثناء مششن قششوله
وصدق نافي وطئ الخ) .واعلم( أن هذه الصورة قد تقدمت في عيوب النكاح )قوله :ثم قششال( أي
الزوج .وقوله فقالت :أي الزوجة :أي أنكششرت قششوله المششذكور وقششالت بششل زالششت البكششارة بششوطئك
)قوله :فتصدق بيمينها لدفع الفسخ( أي لجل أن ل يفسخ النكاح )قوله :ويصدق هشو( أي بيمينششه،
كما تقدم للشارح التقييد به ،وقوله لتشطيره :أي لجل تشطير المهر .أي عدم دفع كله لها .وقوله
إن طلق قبل وطئ :أي بعد الختلف المذكور وقبششل وطششئ فششإن طلقهششا بعششد الششوطئ فل يتشششطر
المهر ،بل يجب كله ،كمشا هشو ظشاهر) ،قشوله :وإذا اختلفشا الشخ( شششروع فششي بيششان التحشالف عنشد
الختلف في قدر المهر أو صفته .وقد عقد له الفقهاء فصل مستقل )قوله :أي الزوجششان( أي أو
وارثاهما أو وارث أحدهما والخر )قوله :في قدره( أي كأن قالت نكحتني بألف فقششال بخمسششائة.
وقوله أي المهر المسمى :أي في العقد ،وإنما قيده بالمسمى ليخرج ما لو وجب مهر المثششل لنحششو
فساد تسمية ولم يعرف لها مهر مثل فاختلف فيه فيصدق الزوج بيمينه لنه غارم والصل براءة
ذمته عما زاد .أفاده م ر) .قوله :وكان ما يدعيه الزوج أقل( أي كالمثال السابق .وخرج به ما إذا
كان أكثر فإنها تأخذ ما ادعته ويبقى في يده الزائد كمن أقر لشششخص بشششئ فكششذبه )قششوله :أو فششي
صفته( معطوف على في قدره :أي أو اختلفا في صفته .والمراد بها مششا يشششمل الجنششس والحلششول
والجل وقدر الجل بدليل البيان بعده وهو قوله مشن نحشو جنشس الشخ فشإنه بيشان للصشفة .ويشدخل
تحت نحوه الحلول والجل وقدر الجل والصحة )قوله :كدنانير( أي ادعتها هي دونه :كأن قالت
تزوجتك بألف دينار فقال بشل بششألف درهششم ،وهشو تمثيشل للختلف فشي الجنششس .وقشوله وحلشول:
معطوف على دنانير :أي وكحلول ادعته هششي دونششه ،كششأن قششالت تزوجتششك بمششائة حالششة فقششال بششل
مؤجلة ،وهو تمثيل للختلف في نحو الجنس ،ومثله ما بعده .وقوله وقدر أجششل :معطششوف علششى
دنانير أيضا ،وذلك كأن قالت تزوجتك بمائة مؤجلة إلى شهرين فقال بلى إلى ثلثة أشهر .وقوله
وصحة :معطوف أيضا على دنانير :كأن قالت زوجتك بمائة صششحيحة فقششال بششل مكسششرة :ثششم إن
عطف المذكورات على دنانير أولى من عطفها على نحو جنس لنه عليه يكون قد وفى بالمثلششة
للجنس ولنحوه ،بخلفه على الثاني فل يكون موفيا بذلك ويلزم عليه أيضا تخريششج العطششف علششى
أنه من عطف الخاص على العام ،وهو خلف الصل فيششه .وقششوله وضششدها :راجششع للجميششع ،أي
الدنانير وما بعدها ،أي كدنانير وضدها وهو الدراهم ،وحلششول وضششده وهششو الجششل ،وقششدر أجششل
وضده .والمراد به أن يكون مدعاه أكثر من مدعاها في القدر .وبقي ما لو اختلفا في أصل تسمية
المهر أو في تسمية قدر المهر .كأن ادعى تسمية فأنكرتها لتأخذ مهر المثل أو ادعت تسمية قششدر
فأنكرها الزوج )قوله :ول بينة( أي والحال أنه ل بينة لواحششد منهمششا أصششل )قششوله :أو تعارضششت
الخ( أي أو وجدت بينة لكل منهما ولكن تعارضتا بأن أطلقتششا أو أرختششا بتاريششخ واحششد أو أرخششت
إحداهما وأطلقت الخرى ،فإن لم يكن التاريخ واحدا حكم بمقدمة التاريخ )قششوله :تحالفششا( جششواب
إذا .وقوله كما في البيع :أي كالتحالف المار في الششبيع ،ولكششن هنشا يبششدأ فششي اليميشن بششالزوج لقشوة
جانبه ،وكيفية التحالف المار فيه أن
] [ 403
يحلف كل واحد يمينا واحدة تجمع نفيا لقول صاحبه وإثباتا لقوله فيقول الزوج مثل :والشش
ما تزوجتها بألف دينار ولقد تزوجتها بألف درهم ،وتقول هي وال ما تزوجته بششألف درهششم ولقششد
تزوجته بألف دينار )قوله :ثم بعد التحالف يفسخ المسمى( أي علشى مششا مششر فششي الششبيع أيضششا مششن
أنهما يفسخانه أو أحدهما أو الحاكم ول ينفسخ بنفس التحالف )قوله :ويجب مهششر المثششل( أي لن
التحالف يوجب رد البضع ،وهو متعذر فوجبت قيمته وهو مهر المثل .فمهر المثل سببه التحالف
والفسخ وهو غير المهر الذي ادعاه الزوج لنه فسششخ وصششار لغششوا بششدعوى الزيششادة عليششه .أفششاده
البجيرمي )قوله :وإن زاد( أي مهر المثل على ما ادعته الزوجة .وهذا في صورة الختلف فششي
قدر المهر )قوله :وهو( أي مهر المثل وقوله ما يرغب به عادة أي قدر ما يرغب فيه في العادة.
وخرج بها ما لو شذ واحد لفرط سعته ويساره فرغب بزيادة فل عبرة به .وقوله في مثلهششا نسششبا:
أي ولو في العجم .واعتبار النسشب هشو الركشن العظشم لن الرغبشات تختلشف بشه مطلقشا .وقشوله
وصفة الولى حذفه لنه يشمله .قوله التي قريبششا ويعتششبر مششع ذلششك مششا يختلششف بشه غششرض الششخ.
وقوله من نساء عصباتها :بيان لمثله والمراد لو فرضششن ذكششورا :إذ ليششس فششي النسششاء عصششبة إل
التي منت بعتق الرقبة وهي المنسوبات إلى من تنسشب المنكوحشة إليشه مشن البشاء فشتراعى أخشت
لبوين ثم لب ثم بنششت أخ كششذلك ثششم عمششة كششذلك ثششم بنششت عمششة كششذلك وليششس منهششن الم والجششدة
والخالة .قال في فتتح الجواد :وتقدم نساء عصباتها وإن غبن عن بلدها ،فإن كن ببلششدين هششي فششي
أحدهما اعتبر نساء بلدها )قوله :فإن جهل مهرهن( أي نسششاء عصششباتها .وعبششارة متششن المنهششاج:
فإن فقد نساء العصبة أو لم ينكحن أو جهل مهرهن فأرحام .اه .وهي أولششى )قششوله :فيعتششبر مهششر
رحم لها( أي فيعتبر مهر ذوات رحم لها وذلك لنهن أولى من الجانب .والمراد بذوات الرحام
هنا الم وقراباتهشا ل ذوو الرحشام المشذكورون فشي الفشرائض لن الم وأمهاتهشا لسشن مشن ذوي
الرحام المذكورين في الفرائض ،بل من أصحاب الفروض )قوله :كجششدة وخالششة( تمثيششل لششذوات
الرحم لها )قوله :قال الماوردي والروياني تقدم الم الخ( أي مششن ذوات الرحششام :أي تعتششبر الم
أول ثم الخت للم )قوله :فالجدات الششخ( أي وتقششدم القربششى مششن كششل جهششة علششى البعششدي .وقششوله
فالخالة :أي فبعششد الجششد أب الخالششة وهششي أخششت الم )قشوله :فبنششت الخششت( أي فبعششد الخالششة بنششت
الخت .وقوله أي للم :بيان للخت )قوله :فبنت الخالة( أي فبعد بنت الخت تعتشبر بنششت الخالشة
)قوله :ولو اجتمع الخ( هذا من قول الماوردي والروياني كما يدل عليششه عبششارة المغنششي ونصششها.
)تنبيه( ظاهر كلمه أن الم ل تعتبر ،وليس مرادا ،فقد قششال المششاوردي تقششدم مششن نسششاء الرحششام
الم ثم الجدات ثم الخالت ثم بنات الخوات ثم بنات الخوال .وعلششى هششذا قششال ولششو اجتمعششت أم
أب وأم أم فأوجه ثالثها ،وهو الوجه ،التسوية .اه )قوله :فالششذي يتجششه اسششتواؤهما( قششال سششم فششي
الكنز للستاذ أبي الحسششن البكششري :والقششرب ،تقششدم ،أم الم .اه )قششوله :فششإن تعششذرت( أي ذوات
الرحام .وفي بعض نسخ الخط فإن تعذرن ،بنون النسوة ،وهو أولى .والمششراد تعششذر معرفششة مششا
يرغب فيه من مهورهن :إما لكونهن لم يوجششدن ،وإمششا لكششونهن لششم ينكحششن .وقششوله اعتششبرت :أي
المنكوحة بمثلها في الشبه من الجنبيات .وعبارة فتح الجواد :ومن تعذرت معرفة أقاربهشا تعتشبر
بمن يساويها من نساء بلدها ثم أقرب البلد إليها ثم أقرب النساء بها شبها :أي فتعتبر المة بأمششة
مثلها ،والبدوية ببدوية وهكذا .اه )قوله :ويعتبر مع ذلك( أي مع ما ذكر مششن رعايششة مثلهششا نسششبا
)قوله :ما يختلف به غرض( أي رعاية ما يختلف به ذلك وعبارة فتح الجواد مع الصل ويعتششبر
زيششادة علششى رعايشة النسششب مشوجب رغبششة ،أي مششا يششوجب الرغبششة ،أي أو ضششدها مششن الصششفات
والعتبارات المرغبة والمنفردة:
] [ 404
كشرف سيد أمة أو معتقها وخسته ،وكيسار وعفة وجمال وبكارة وفصاحة وضششدها ،فششإن
فضلتهن أو نقصششت عنهشن فششرض اللئق بالحشال .اه) .قشوله :كسشن الششخ( تمثيششل لمششا يختلشف بشه
الغرض من الصفات )قوله :ويسار( قال فششي النهايششة :وإنمششا لششم يعتششبر نحششو المششال والجمششال فششي
الكفاءة لن مدارها على دفع العار ،ومدار المهر على ما تختلششف بششه الرغبششات .اه) .قششوله :فششإن
اختصت( أي المنكوحششة .وقششوله عنهششن :أي عششن أمثالهششا .وقششوله بفضششل :أي بصششفة فاضششلة مششن
الصشفات المشذكورة .وقشوله أو نقشص :معطشوف علشى فضشل :أي أو اختصشت بنقشص أي بصشفة
ناقصششة مشن أضشداد الصششفات المشذكورة .وقشوله زيشد عليششه :أي علششى مهشر مشن أشششبهتها وزادت
المنكوحة عليها بصفة فاضلة .وقوله أو نقص منه :أي من المهر المششذكور .وقششوله لئق بالحششال:
تنازعه كل من زيد ونقص .والمعنى زيد على المهر أو نقص من المهر لئق بها بحسب ما فيهشا
من الزيادة أو النقصان .وقوله بحسب ما يراه قاض :أي لن ما ذكر من الزيادة أو النقصان أمر
مجتهد فيه فأنيط بالحاكم )قوله :ولو سامحت واحدة( أي ولو سامحت واحدة من العصششبة ببعششض
مهرها .وقوله لم يجب موافقتهشا :أي ل يجشب علشى الباقيشات المسشامحة أيضشا وذلشك لن العشبرة
بالغالب ،ومحله ما لم تكن المسشامحة لنقشص نسشب يفشتر الرغبشة وإل فتعتشبر .قشال فشي الشروض
وشرحه :وإن كن كلهن أو غالبهن يسامحن قوما دون قوم اعتبرناه ،فلو جرت عادتهن بمسششامحة
العشيرة دون غيرهم خففنا مهر هذه في حششق العشششيرة دون غيرهششم ،وكششذا لششو سششامحن للشششريف
دون غيرهم .اه )قوله :وليس لولي عفو عن مهر لموليته( أي علششى الجديششد ول يششرد عليششه قششوله
تعالى) * :إل أن يعفون أو يعفو الذي بيششده عقششدة النكششاح( * ) (1لن الششذأي بيششده ذلششك الششزوج ل
الولي :إذ لم يبق بيده بعد العقد عقدة بخلف الزوج فإن بيده العقدة من حين العقشد إلشى الفرقشة إن
شاء أمسكها وإن شاء حلها بالفرقة .قال في النهاية :والقديم له ذلك ،وله شروط .أن يكششون الوليششد
أبا أو جدا ،وأن يكون قبل الدخول ،وأن تكون بكرا صغيرة عاقلة ،وأن يكششون بعششد الطلق ،وأن
يكون الصداق دينا في ذمة الزوج لم يقبض .اه )قششوله :كسششائر ديونهششا( أي كسششائر الششديون الششتي
تستحقها في ذمة الزوج أو غيششره ،فل يجششوز للششولي العفششو عنهششا .وقششوله وحقوقهششا :عطفششه علششى
الديون من عطف العام على الخاص :إذ هي شاملة للديون ولغيرها كحد القشذف )قشوله :ووجششدت
من خط( أي بخط فمن بمعنى الباء )قوله :إن الحيلة فششي بششراءة الششزوج( أي فقششط ،ل فششي سششقوط
حقها مطلقا ،إذ الحيلة التي ذكرها فيها انتقال الحق في ذمة الزوج إلى ذمة الولي ،فحقها باق في
ذمششة الششولي )قششوله :أن يقششول الششولي الششخ( المصششدر المششؤول خششبر أن .وقششوله طلششق موليششتي :أي
الصغيرة أو المجنونة أو السفيهة .وقوله على خمسمائة درهم :أي على دفع خمسمائة درهششم لششك.
وقوله علي :أي حال كونها ثابتة علي أدفعها لك .وخرج ما لو قال على موليتي فل يصح )قوله:
فيطلق( أي على الشرط الذي ذكره الولي )قوله :ثم يقول الشزوج( أي للشولي .وقشوله أحلششت الشخ:
مقول القول )قوله :فيقول الولي قبلت( أي الحوالة المذكورة لها )قوله :فيبرأ الششزوج( أي وينتقششل
حقها حينئذ إلى ذمة وليها كما عرفت )قوله :ويصح التبرع بالمهر من مكلفة( بالغة عاقلة وخرج
بذلك الصغيرة والمجنونة فل يصح إبراؤهما )قششوله :بلفششظ البششراء( أي بلفششظ مشششتقاته :كأبرأتششك
وأنت برئ من الصداق الذي لي عليك )قوله :والعفو( أي وبلفظ العفو أي مشتقاته :كعفوت عنششك
في الصداق وأنت معفو عنك في الصداق )قوله :والسقاط( أي وبلفظ السقاط :أي مشتقاته
) (1سورة البقرة ،الية237 :
] [ 405
أيضا كأسقطت عنك صداقي وهو سشاقط عنششك )قشوله :والحلل والتحليشل( أي وبلفظهمشا
أي مشتقاتهما أيضا كأن تقول له أنت في حل من الصداق الذي في ذمتك أو حللتك مششن الصششداق
الذي لي عليك )قوله :والباحة والهبة( أي بلفظ مشتقاتهما :كأبحتك الصداق أو وهبته لك )قششوله:
وإن لم يحصل قبول( أي يصح التبرع بهذه اللفاظ وإن لم يحصل قبول من الزوج :إذ البراء ل
يحتاج إلى قبول )قوله :مهمات( أي ثلث )قوله :لو خطب الخ( هذه المسألة قد تقششدمت فششي آخششر
باب الهبة ،وقد نقلت هناك ،وفي باب النكاح سؤال وجوابا عن الشششهاب الرملششي فيهششا .فل تغفششل
)قوله :بل لفظ( أي يدل على التبرع ،وهو وما بعده متعلقان بكل من الفعليششن قبلششه :أعنششي أرسششل
ودفع .وقوله إليها :أي إلى مخطوبته ومثلها وليها أو وكيلها .وقوله مال :تنازعه كل مششن الفعليششن
المتقدمين وقوله قبل العقد :متعلق بكل منهما أيضا )قوله :أي ولم يقصد التبرع( ويعششرف القصششد
بإقراره )قوله :ثم وقع العراض( أي عن العقد .وقوله منها أو منه :أي حال كونه صششادرا منهششا
أو منه )قوله :رجع( جواب لو والرجوع إما عليها أو على وليها أو وكيلها .وقششوله بمششا وصششلها:
أي بما استلمته منشه سشواء كشان بالرسشال أو الشدفع )قشوله :كمشا صشرح بشه( أي بشالرجوع جمشع
محققون .وعبارة التحفة بعد قوله بما وصلها منه كما أفاده كلم البغوي واعتمده الذرعي ونقلششه
الزركشي وغيره عن الرافعي ،أي اقتضاء يقرب مششن الصششريح .وعبششارة قواعششده :خطششب امششرأة
فأجابته فحمل إليهم هدية ثم لم ينكحها رجع بما ساقه إليها لنه ساقه بناء على إنكاحه ولم يحصل
ذكره الرافعي الخ )قوله :ولو أعطاها( أي أعطى زوجته التي لها في ذمته صدق بعد العقششد مششال
)قوله :فقالت الخ( أي فاختلفا فيه فقالت هذا الشذي أعطيتنشي إيششاه هديششة ل صشداق ،وقششال هشو بشل
أعطيتك إياه على أنه الصداق الذي لك في ذمتي .وقوله صدق :أي الزوج .وعبارة النوار :ولششو
انفقا على قبض مال منه أو بعث مال إليها فقال دفعته أو بعثته مهششرا وقششالت هبششة أو هديششة :فششإن
اتفقا على أنه تلفظ وقال قلت إنه صداق وقالت أنه هبة أو هدية ول بينة صدق بيمينه ،ولششو اتفقششا
على أنه لم يتلفظ واختلفا في نيته صدق بيمينه سواء كان من جنس الصداق أو غيره ،فششإذا حلششف
فإن كان من جنس الصداق وقع عنششه وإل فششإن رضششيا بششبيعه بالصششداق فششذاك وإل اسششترده وأدى
الصداق ،فإن كان تالفا فله البدل ،وقد يتقاصان .اه )قوله :وإن كان( أي المال المختلشف فيشه مشن
غير جنس الصداق :بأن كان المال المذكور دراهم والمسششمى فشي العقشد مثل دنشانير )قشوله :ولشو
دفع لمخطوبته( أي قبل العقد مال .وقوله وقال الخ :أي واختلفا فيه قبل العقد أو بعده فقال الزوج
أنا وقت دفعه قصدت جعله عن الصششداق الششذي سششيجب علششي بالعقششد ،وقششالت هششي بششل هششو هديششة
أهديته .ومثله ما إذا قال جعلته عن الكسوة التي ستجب علي بالعقد والتمكين وقالت هي بل هديششة
)قوله :فالذي الخ( جواب لو .وقوله يتجه تصديقها :أي المخطوبة )قوله :إذ ل قرينة هنا( أي فششي
هذه المسألة على صدقه في قصده والفرض أنه ل بينة .والحشتراز بشه عشن المسشألتين الولييشن،
أي مسألة ما إذا خطب امرأة وأرسل إليها مال قبل العقد ولم يقصششد التششبرع ثششم وقششع العششراض،
ومسألة ما إذا أعطاها مال فقالت هدية وقال صداق ،فإن فيهما قرينة على صدقه في قصششده :أمششا
الولى فلن قرينة سبق الخطبة تغلب على الظن أنه إنما بعثششه أو دفعششه إليهششا لتتششم تلششك الخطبششة،
وأما في الثانية فقرينة وجود الدين مع غلبة قصد براءة الذمة تؤكد صدق الدافع .أفاده في التحفششة
)قوله :ولو طلق في مسألتنا( انظر ما المراد بمسألته هل الولى أو الثانية أو الثالثشة ؟ فشإنه سشاق
المسائل الثلث ولم يختص بواحششدة منهششا حششتى تصششح الحوالششة عليهششا ؟ والظششاهر أنششه يعنششي بهششا
المسألة الولى -وهي
] [ 406
قوله ولو خطب ثم أرسل أو دفع الخ -بقرينة العلة التية فإنها هي الششتي دفششع فيهششا لجششل
العقد ،إذا علمت ذلك فكان الولى أن يقول في المسألة الولى :ثم رأيششت هششذه اللفظششة فششي عبششارة
شيخه ،فلعلها سرت له منها .فتنبه )قوله :لشم يرجشع بششئ( أي عليهشا )قشوله :خلفشا للبغشوي( أي
القائل بأن له الرجوع) .قوله :تتمة( أي في بيان حكم المتعششة ،وهششي ،بضششم الميششم وكسششرها ،لغششة
التمتع .وشرعا مال يدفعه لمششن فارقهششا أو لسششيدها بشششروط تششأتي .والصششل فيهششا قششوله تعششالى* :
)وللمطلقات متاع بالمعروف( * ) (1وقوله تعالى) * :ومتعوهن( * ) (2هششي واجبششة ،ول ينششافي
الوجوب قوله) * :حقا على المحسنين( * ) (3لن فاعل الوجششوب محسششن أيضششا .والحكمششة فيهششا
جبر اليحاش الحاصل بالفراق .قال المام النووي رحمه ال تعالى :إن وجوب المتعة مما يغفششل
عنه النساء ،فينبغي تعريفهن إياه وإشاعته بينهن ليعرفن ذلك )قوله :تجب عليه الخ( ل فششرق فششي
وجوبها بين المسلم والكافر ،والحر والعبد ،والمسلمة والذمية ،والحرة والمة ،وهشي لسشيد المشة
وفي كسب العبد )قوله :لزوجة موطوءة( وكذا غير الموطوءة التي لم يجب لها شئ أصل .وهي
المفوضة التي طلقت قبل الفرض ووالوطئ فتجب لها المتعة لقوله تعالى) * :ل جنششاح عليكششم إن
طلقتم النساء ما لشم تمسشوهن أو تفرضشوا لهشن فريضشة ،ومتعشوهن( * ) (4أمشا الشتي وجشب لهشا
نصف المهر فل متعشة لهشا لن النصشف جشابر لليجشاش الشذي حصشل لهشا بشالطلق مشع سشلمة
بضعها .ولو قال ،كغيره ،لزوجة لم يجب لها نصف مهر فقط بأن لم يجششب لهششا المهششر أصششل أو
وجب لها المهر كله لكان أولى :لما في عبارته من اليهششام الششذي ل يخفششى )قششوله :ولششو أمششة( أي
ولو كانت الزوجة أمة وهو حر بشروطه أو عبد )قوله :متعة( فاعل تجششب )قششوله :بفششراق( البششاء
سششببية متعلقششة بتجششب :أي تجششب بسششبب الفششراق )قششوله :بغيششر سششببها( الجششار والمجششرور متعلششق
بمحذوف صفة لفراق :ي فراق حاصل بغير سشببها :أي وبغيشر سشببهما وبغيشر سشبب ملكشه لهشا،
وذلك كطلقه وإسلمه وردته ولعانه ،بخلف ما إذا كان الفراق حصل بسببها كإسلمها وردتهششا
وملكها له وفسخها بعيبه وفسخه بعيبها أو بسببهما :كأن ارتدا معا أو بسبب ملكه لها بأن اشتراها
بعد أن تزوجها فل متعة في ذلك كله )قوله :وبغير موت أحدهما( معطوف على بغير سببها :أي
وفراق حاصل بغير موت أحد الزوجين :أي أو موتهما معا .وخرج به ما إذا كان الفششراق بمششوت
أحدهما :أي أو موتهما فل متعة فيه )قوله :وهي( أي المتعة شششرعا) .وقشوله :مششا يتراضششى الششخ(
أي مال يتراضى الزوجان عليه )قوله :وقيششل أقشل مششال الشخ( أي وقيشل إن المتعشة هششي أقششل مشال
يجوز أن يجعل صداقا بأن يكون متمول طاهرا منتفعا به )قوله :ويسششن أن ل ينقششص( أي المششال
الذي يجعل متعة) .وقوله عن ثلثين درهما( أي أو ما قيمته ذلك .وفي المغني :قال في البششويطي
وهذا أدنى المستحب ،وأعله خادم ،وأوسطه ثوب .اه .ويسن أن ل تبلغ نصف مهر المثل -كما
قاله ابن المقري ،فإن بلغته أو جاوزته جاز لطلق الية .قال البلقيني وغيششره :ول يزيششد وجوبششا
على مهر المثل ولم يذكروه .اه )قوله :فإن تنازعا( أي الزوجان في قششدر المتعششة .وقششوله قششدرها
القاضششي :أي باجتهششاده .وقششوله بقششدر حالهمششا :أي معتششبرا حالهمششا وقششت الفششراق لقششوله تعششالى* :
)ومتعوهن على الموسع قدره وعلششى المقشتر قشدره( * ) (5وقيششل يعتشبر حششاله فقشط لظشاهر اليشة
المذكورة وكالنفقة ،ويرد بأن قوله تعالى) * :وللمطلقات متاع بالمعروف( * ) (6فيه إشششارة إلششى
اعتبار حالهن أيضا ،وقيل يعتبر حالها فقط لنها كالبدل عن المهر وهو معتبر بها وحدها .وقوله
من يساره وإعساره :هذا بيان لحال الزوج .وقوله ونسبها وصفتها :بيان لحال الزوجة.
) (1سورة البقرة ،الية (2) .241 :سورة البقرة ،الية (3) .236 :سورة البقرة ،الية (4) .236 :سورة البقرة ،الية:
(5) .236سورة البقرة ،الية (6) .236 :سورة البقرة ،الية241 :
] [ 407
)قوله :خاتمة( أي في بيان حكم الوليمششة .وذكرهششا عقششب الصششداق لن مششن جملششة الششولئم
وليمة الملك الذي هو العقد والصداق ملزم لعقششد النكششاح ،فلمششا ذكششر الصششداق كششأنه ذكششر عقششد
النكاح الذي هو سبب للوليمششة .اه .بجيرمششي .والوليمشة مششأخوذة مششن الشولم :وهشو الجتمششاع ،لن
الناس يجتمعون لها ،وهي تقع على كل طعام يتخذ لحادث سرور أو غيره ،لكن استعمالها مطلقششا
في العرس أشهر وفي غيره مقيدة :فيقال وليمة ختان أو غيره )قوله :الوليمششة لعششرس( هششو بضششم
العين مع ضم الراء وإسكانها :يطلق على العقد وعلى الدخول ،وأما بكسر العيششن وسششكون الششراء
فهو اسم للزوجة أو التقييد به لبيان الواقع وليس للحشتراز عشن غيشره :إذ الوليمشة مسشتحبة لغيشر
العرس أيضا ،كما سينص عليشه) ،قشوله :سشنة مؤكشدة( أي لثبوتهشا عنشه )ص( قششول وفعل :ففشي
البخاري أنه )ص( أولم على بعض نسائه بمدين من شعير ،وأنه أولششم علششى صششفية بتمششر وسششمن
وأقط ،وقال لعبد الرحمن بن عوف ،وقد تزوج ،أولم ولشو بششاة .والمشر فيشه للنششدب قياسششا علششى
الضحية وسائر الولئم )قوله :للزوج الرشيد( أي عليه :فاللم بمعنى على .وقوله وولششي غيششره:
أي وعلى ولي غير الرشششيد مششن أب أو جششد .قششال فششي التحفششة :فلششو عملهششا غيرهمششا -أي الششزوج
والولي :كأبي الزوجششة -أو هششي عنششه ،فالششذي يتجششه أن الششزوج إن أذن تششأدت السششنة عنششه فتجششب
الجابة إليها وإن لم يأذن فل ،خلفا لمن أطلق حصولها .وقشوله مشن مشال نفسشه :حشال مشن ولشي
غيره :أي حال كون الولي يفعلها من مال نفسه ،أما إذا فعلها من مششال مششوليه فتحششرم )قششوله :ول
حد لقلها( أي الوليمة .وقوله لكن الفضل للقادر شاة :عبارة النهاية :وأقلها للمتمكن شاة ولغيششره
ما قدر عليه .قال النسائي ،رحمه ال تعالى ،والمراد أقل الكمال شاة لقول التنبيه :وبأي شئ أولم
من الطعام جاز .وهي يشمل المأكول والمشروب الذي يعمل في حال العقد من سكر وغيره ولششو
موسرا .اه .وكتب ع ش :قوله من سكر وغيره :أي فيكفي في أداء السنة .والمفهوم من مثل هذا
التعبير أنه ليششس بمكششروه ول حششرام ،خلفششا لمششن تششوهمه مششن ضششعفه الطلبششة .اه )قششوله :ووقتهششا
الفضل بعد الدخول( عبارة المغني) :تنبيه( لم يتعرضششوا لششوقت الوليمششة ،واسششتنبط السششبكي مششن
كلم البغوي أن وقتها موسع من حين العقد فيدخل وقتها بشه .والفضششل فعلهششا بعششد الششدخول لنششه
)ص( لم يولم على نسائه إل بعد الدخول ،فتجب الجابة إليها من حين العقد وإن خالف الفضل.
اه) .قوله :وقبله( متعلق بيحصل :أي ويحصششل أصششل السششنة بالوليمششة قبششل الششدخول حششال كونهششا
واقعة بعد العقد ،وإذا قصد بها حينئذ وليمة العقد والدخول معا حصل .ولو بالقهوة أو الشششربات،
كما يعلم مما تقدم قريبا )قوله :والمتجه استمرار طلبها( أي الوليمة )قوله :بعششد الششدخول( الولششى
إسقاطه لما علمت أن وقتها يدخل بالعقد ،فحينئذ يكششون الطلششب منششه ولششو لششم يششدخل بهششا .وعبششارة
التحفة :ول تفوت بطلق ول موت ول بطول الزمن فيما يظهر .اه .ومثلها النهايششة) .قششوله :وإن
طال الزمن( ظاهره أنها أداء أبدا .وفي البجيرمي ما نصششه :قششال الششدميري والظششاهر أنهششا تنتهششي
بمدة الزفاف للبكر سبعا وللثيب ثلثا .اه :أي ففعلها بعد ذلك يكششون قضششاء .اه )قششوله :كالعقيقششة(
أي نظير العقيقة فإنه يستمر طلبها وإن طال الزمششن والطلششب مششوجه علششى الششولي إلششى البلششوغ إن
أيسر ثم من بعده يكون المولى مخيرا بين أن يعتششق عششن نفسششه أو يششترك ذلششك )قششوله :أو طلقهششا(
عطف على قوله طال الزمن :أي وإن طلقها فهي يستمر طلبها )قوله :وهششي( أي الوليمششة وقششوله
ليل أولى أي من كونها في النهار .وعبارة النهاية :ونقل ابششن الصششلح أن الفضششل فعلهششا ليل ل
نهارا لنها في مقابلة نعمة ليلية .ولقوله سبحانه وتعالى) * :فإذا طعمتششم فانتشششروا( * ) (1وكششان
ذلك ليل .اه .وهو متجه إن ثبت أنه )ص( فعلها ليل .اه .وكتب ع ش عليه :أي ولم يثبت ذلششك،
فل يتم الستدلل على سنها ليل بأنه عليه السلم فعلها كذلك .اه) .قوله:
] [ 408
وتجب الخ( وذلك لخبر الصحيحين إذا دعي أحدكم إلى الوليمة فليأتها وخبر أبششي داود إذا
دعا أحدكم أخاه فليجب :عرسا كان أو غيره وحملوا المر في ذلششك علششى النششدب بالنسششبة لوليمششة
غير العرس ،وعلى الوجوب في وليمة العرس .وأخذ جماعة بظاهره من الوجوب فيهما ،ويؤيششد
الول ما في مسند أحمد عن الحسن دعي عثمان بن أبي العاص إلى ختان فلم يجب وقال لم يكن
يدعى له على عهد رسول ال )ص( وفي خبر الصحيحين مرفوعا :إذا دعششي أحششدكم إلششى وليمششة
عرس فليجب ففيه التقييد بوليمة العرس ،وعليهشا حمشل خشبر مسشلم :ششر الطعشام طعشام الوليمشة:
تدعى لها الغنياء وتترك الفقراء ،ومن لم يجب الدعوة فقد عصى الش ورسششوله أي شششر الطعششام
طعام الوليمة في حال كونها تدعى لها الغنياء وتترك الفقراء ،كما هو شأن الولئم ،فششإنه يقصششد
بها الفخر والخيلء ،ومن لم يجب الدعوة في غير هشذه الحالشة فقشد عصشى الش ورسشوله ،فتجشب
الجابة في غير هذه الحالة المذكورة لما سيأتي من أن من شروط وجششوب الجابششة أن ل يخششص
بالدعوة الغنياء لغناهم )قشوله :علششى غيشر معششذور بأعششذار الجمعششة( خششرج بشه المعششذور بأعششذار
الجمعة فل تجب عليه الجابة ،والمراد بأعذار الجمعة ما يتأتى منها هنا من نحو مششرض ووحششل
ما ل يتأتى منها هنا كجوع وعطش فليسا عذرا هنششا لن المقصششود مششن الوليمششة الكششل والشششرب
)قوله :وقاض( معطوف على معذور :أي وتجب على غير قاض أيضا ،أما هو فل تجب الجابة
عليه وفي معناه كل ذي ولية عامة ،بل إن كان للداعي خصومة أو غلب على ظنه أنه سيخاصم
حرمت عليه الجابة )قوله :الجابة( فاعل تجب )قوله :إلششى وليمششة عششرس( المقششام للضششمار :إذ
هي المتقدم ذكرها .وخرج بوليمة العرس غيرها فل تجب الجابة له ،بل تسن ،كما تقششدم ،وكمششا
سيذكره ،قال في التحفة :ومنه .وليمة التسري كما هو ظاهر .اه )قوله :عملت بعد عقششد( شششروع
في بيان شروط الجابة ،والجملة المذكورة حالية :أي حال كونها عملت بعد العقد .وقوله ل قبله:
هو مفهوم البعدية ،أي فل عملت قبله فل تجب الجابة وإن اتصلت بالعقد لن ما يفعل قبله ليششس
وليمة عرس )قوله :إن دعاه مسلم( خرج به ما لو كان كافرا فل تطلب إجابته :نعم :تسششن إجابششة
ذمي .وكما يشترط أن يكون الداعي مسلما يشترط أيضا أن يكون المدعو مسلما أيضا ،فل تجب
الجابة على كافر ول تسن لنتفاء المششودة معششه .وقششوله بنفسششه :متعلششق بششدعاه ،أي دعششاه بنفسششه،
وقوله أو نائبه .الثقة :معطوف على نفسه ،أي أو دعاه بنائبه الثقة :أي العدل )قوله :وكذا مميششز(
أي وكذلك تجب الجابة إن دعاه إليها بإرسال مميز لم يعهد منه كذب )قوله :وعشم بالشدعاء الشخ(
عطف على دعاه .والمراد عند تمكنه منه ،وإل فل يجب التعميم بقرينة ما بعششده .وقشوله بوصششف
قصده :أي الداعي )قوله :كجيرانه الخ( تمثيل للموصوفين بوصف قصده ،وهو الجوار .والمششراد
بالجيران هنا أهل محلته ومسجده دون أربعين دارا من كل جانب )قوله :فلو كثر الخ( عبارة فتح
الجواد :إن عم بالشدعاء الموصشوفين بوصشف قصشده ،كجيرانشه أو عششيرته أو أصشدقائه أو أهشل
حرفته ،ل جميع الناس لتعذره ،بل لو كثر نحو عشيرته أو عجز عن الستيعاب لفقره لم يشششترط
عموم الدعوة ،على الوجه ،بل الشششرط أن ل يظهششر منششه قصششد تخصششيص الغنششي أو غيششره .اه.
وقوله أو عجز عن الستيعاب :أي أو لم تكثر عشيرته لكن عجز عن استيعاب الموجودين لفقششره
)قوله :لم يشترط( أي في وجوب الجابة :وقوله عموم الشدعوة :أي للموصشوفين بوصششف قصشده
حتى لو دعا واحدا لكون طعامه ل يكفي إل واحدا لفقره لم يسقط عنه وجوب الجابة )قوله :بششل
الشرط أن ل يظهر منه قصد تخصيص لغني( أي لجل غنششاه .فلششو خششص الغنششي بالششدعوة لجششل
غناه لم تجب الجابة عليه فضل عن غيره ،وذلك لخبر شر الطعام السابق ،بخلف ما لو خصششه
ل لغناه ،بل لجوار أو اجتماع حرفة ،فتجب الجابة .وقوله أو غيره :أي وأن ل يظهر منه قصششد
تخصيص لغير الغنى ،ومقتضاه أنه لو خص الفقراء بالدعوة لم تجب الجابة ،وهو أيضا قضششية
عبارة فتح الجواد السابقة .وقضية قول شيخ السلم في المنهج وشرح الروض
] [ 409
بأن ل يخص بها أغنياء ول غيرهم .وقضية قول ابن حجر مثل بعششد قششول المصششنف وأن
ل يخص الغنياء .وكتب عليششه ابششن قاسشم مششا نصششه :قضشية قشوله مثل إنشه قششد يضششر تخصشيص
الفقراء ،ويوجه بأنه لو كان جيرانه وأهل حرفتشه مثل كلهشم فقشراء أو بعضشهم أغنيشاء فخصشص
الفقراء لما ذكر ،فالوجه عدم الوجوب حينئذ لن هذا التخصيص موغر للصدور ،كما ل يخفششى،
ولو كانوا كلهم أغنياء فخصص بعضهم ل لما ذكر فالوجه عدم الوجوب أيضششا .ولعلششه ل يشششمله
قولهم أن ل يخشص الغنيشاء بنشاء علشى أن المتبشادر منشه تخصيصشهم بالنسشبة للفقشراء .نعشم :لشو
خصص فقراء جيرانه أو أهل حرفته أو بعضهم لعششدم كفايششة مششا يقششدر عليششه فششآثر الفقششراء لنهششم
أحوج اتجه الوجوب ،فظهششر أنششه ل ينبغششي إطلق أنششه ل يضششر تخصششيص الفقششراء .فليتأمششل اه.
وقوله ل لما ذكر :أي ل لكونهم جيرانه أو عششيرته .وفشي البجيرمشي خلفشه ونصشه :ونقشل عشن
شيخنا زي .أنه لو خص الفقراء وجبت الجابة عليهم .اه .ح ل .وهذا هششو المعتمششد .فالشششرط أن
ل يخص الغنياء لغناهم ،كما يفهم من الصل ،اه) .قوله :وأن يعين الخ( أي ويشششترط لوجششوب
الجابة أن يعين الخ ،فأن وما بعدها في تأويل مصدر نائب فاعل لفعششل مقششدر ،ول يصششح عطفششه
على قوله وعم الخ المسلط عليه إن الشرطية ،كما هو ظاهر ،ولو قال وعين ،بصششيغة الماضششي،
المدعو لكان أولى ،وكذا يقال فيما بعشد مشن القيشود .وقشوله بعينشه :أي بشأن يقشول تفضشل يشا فلن
عندي .وقوله أو وصفه :أي المحصور فيه بأن يقول لنائبه :ادع عالم البلششدة أو مفتيهششا وليششس ثششم
إل هو )قوله :فل يكفي( أي في وجوب الجابة ،وهششو مفششرع علششى مفهششوم قششوله وأن يعيششن الششخ.
وقوله من أراد فليحضر :فاعل يكفي قصد لفظه ،أي ل يكفي هذا اللفظ .وقوله أو ادع مششن شششئت
أو لقيت :أي ول يكفي ادع الخ ،وفي الكلم حذف :أي ل يكفي قوله لغيره ادع يا فلن من شششئت
أو من لقيته )قوله :بل ل تسن الجابة حينئذ( أي حين إذ لم يعين المدعو بعينه أو وصفه أو حين
إذ قال من أراد فليحضر أو ادع من شئت أو لقيششت .وعبششارة الششروض وشششرحه :ل إن نششادى فششي
الناس ،كأن فتح الباب وقال ليحضر من أراد ،أو قال لغيره ادع من شئت ،فل تطلب الجابة من
المدعو لن امتناعه حينئذ ل يورث وحشة .اه .ومثل قوله ليحضر مششن أراد :إحضششر إن شششئت،
ما لم تظهر قرينة علشى جريشان ذلشك علشى وجشه التشأدب أو السشتعطاف مشع ظهشور رغبتشه فشي
حضوره ،وإل لزمت الجابة )قوله :وأن ل يترتب الخ( معطوف على أن يعيششن المجعششول نششائب
فاعل لفعل مقدر :أي ويشترط أن ل يترتب على الجابة خلوة محرمششة .فششإن ترتششب عليهششا خلششوة
محرمة بأن يكون الداعي امرأة أجنبية من غير حضور محرم ل لها ول للمدعو لم تجب الجابة
)قوله :فالمرأة الخ( مفرع على منطوق الشرط وعلششى مفهششومه ،فقششوله فششالمرأة الششخ مفششرع علششى
المنطوق وهو أن ل يترتب على إجابته خلوة محرمة .وقوله ل الرجل :مفرع على المفهوم وهششو
ترتب الخلوة المحرمة على إجابته .وقوله تجيبهششا المششرأة أي وجوبششا )قششوله :إن أذن زوجهششا( أي
المرأة المدعوة في الجابة ،ول بد من سن الوليمة للمرأة الداعية وإل لم تجب الجابششة .قششال فششي
فتح الجواد .ول يتصور كون المشرأة تشولم إل عشن موليهشا وهشي وصشية أو قيمشة .اه .وقشال فشي
التحفة :ومن صور وليمة المرأة إن لم تولم عن الرجششل بششإذنه .كششذا قيششل .وفيششه نظششر :فششإن الششذي
يظهر حينئذ أن العبرة بششدعوته ل بششدعوتها لن الوليمششة صششارت لششه بششإذنه لهششا المقتضششي لتقششدير
دخول ذلك في ملكه نظير إخراج الفظرة عن الغير بإذنه وحينئذ ،فيتعيششن أن يششزاد فششي التصششوير
إن أذن لها في الدعوة أيضا .اه .ومثله فششي النهايششة )قششوله :ل الرجششل( أي ل يجيبهششا الرجششل بششل
تحرم عليه لما يترتب علششى الجابششة مششن الخلششوة المحرمششة .وبقيششت صششورة مندرجششة فششي مفهششوم
الشرط وهو أن المرأة ل تجيب الرجل ،ومثل المرأة المرد الذي يخشششى مششن حضششوره ريبششة أو
تهمة فل تجب الجابة وإن أذن له الولي ،خصوصا في هذا الزمان الذي كثر فيه الفسششاد وغلبششت
فيه محبة الولد .ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم )قششوله :إل إن كششان الششخ( قششد علمششت أن
قوله ل الرجل مرتب على ما إذا ترتب علششى الجابششة وجششود الخلششوة المحرمششة الششذي هششو مفهششوم
الشرط السابق ،وحينئذ فينحل المعنى ل يجيبها الرجل مع الخلوة المحرمة إل إن كان هناك مانع
خلوة ،أما مع الخلوة فل يجيبها الخ ،ول يخفى ما فششي ذلششك مششن الركاكششة والتكششرار :إذ السششتثناء
المذكور مكرر مع قوله بعد وكذا مع عدمها ،فكان الولى
] [ 410
والخصر أن يقول ل الرجششل فل يجيبهششا مطلقششا وكششذا إن لششم تكششن خلششوة محرمششة وخشص
بالطعام .وعبارة الروض وشرحه :والمرأة تجيبها المرأة وكذا يجيبها الرجل ل مع خلوة محرمة
فل يجيبها إلى طعام مطلقا أو :مع عدم الخلوة فل يجيبها إلى طعام خاص به كششأن جلسششت بششبيت
وبعثت له الطعام إلى بيت آخر من دارها خوف الفتنة الخ .اه) .قوله :كمحرم الششخ( تمثيششل لمششانع
الخلوة .وقوله لها :أي للمرأة الداعية .وقوله أوله :أي أو محرم للرجل المدعو .وقششوله أو امششرأة:
معطوف على محرم :أي وكوجود امرأة ،أي أخرى ثقة يحتشمها الرجل )قششوله :أمششا مششع الخلششوة
الخ( مفهوم قوله إن كان هناك مانع خلوة )قوله :فل يجيبها( أي فل يجب الرجششل المششدعو المششرأة
الداعية .وقوله مطلقا :أي خص بالطعام أول )قوله :وكذا مع عدمها( أي وكذا ل يجيبها مع عششدم
الخلوة إن كان الطعام خاصا به .وقوله كأن جلسششت :تمثيششل لعششدم خلششوة مششع اختصاصششه بالطعششام
)قوله :خوف الفتنة( مرتبط بقوله فل يجيبها مطلقا وبقوله وكذا مع عدمها :أي أنه ل يجيبهششا مششع
الخلوة أو مع عدمها أو مع اختصاصه بالطعام خوف الفتنة والتهمة ،ويحتمل جعلششه مرتبششا بقششوله
ل الرجل :أي ل يجيبها الرجل خوف الفتنة ،وهو أولى )قوله :بخلف ما إذا لم تخف( أي الفتنششة
فإنها يجيبها )قوله :فقد كان سفيان الخ( دليل على أنه إذا لم تخف الفتنة أجابها .وقوله وأضششرابه:
أي أمثاله :كالجنيد سيد الطائفة ،والسششري السششقطي وغيرهششم ،نفعنششا الش بششتراب أقششدامهم ،وأمششدنا
بمددهم آمين) ،قوله :لم تحرم الجابة( جواب إن .وقوله بل ل تكره :إضششراب انتقششالي ،وصششرح
في التحفشة بوجشوب الجابشة حينئذ ،وعبارتهشا :ومشن ثشم لشو كشان كسشفيان وهشي كرابعشة وجبشت
الجابة .اه .ومثلها النهاية )قوله :أن ل يدعى الخ( معطوف على وأن يعين أيضششا :أي ويشششترط
أن ل يدعى لنحو خوف منه الخ :أي بل يدعى لقصد التقرب والتودد أو لنحششو علمششه أو صششلحه
أو ورعه أول بقصد شئ )قوله :أو لعانته عل باطل( أي وأن ل يدعى لجششل أن يعيششن المششدعو
الداعي على باطل )قوله :ول إلى شبهة الخ( معطوف على لنحششو خششوف منششه :أي وأن ل يششدعى
إلى شبهة في مال الداعي :قال في التحفة :أي قوية ،ثم قال :وقيدت بقوية لنه ل يوجد الن ملك
ينفك عن شبهة .اه) .قوله :بأن ل يعلم حرام( تصوير لنفي الشبهة )قوله :أما إذا كان في شششبهة(
النسب بالمقابلة أما إذا ادعى إلى شبهة )قوله :بأن علششم( أ ي المششدعو اختلطششه :أي المششال كلششه.
وقوله أو طعام :بالجر عطف على الضمير ،وفيه العطف على الضمير المجرور من غير إعششادة
الجار ،وفيه خلف ،ومنعه الجمهور وأجازه ابن مالك .قال فششي الخلصششة :وعششود خششافض لششدى
عطف على ضمير خفششض لزمششا قششد جعل وليششس عنششدي لزمششا الششخ :أي أو علششم اختلط طعششام
الوليمشة .وقشوله بحششرام :متعلشق بششاختلط )قشوله :وإن قششل( أي الحشرام ،خلفشا لمششا يقتضشيه كلم
بعضهم من تقييده بالكثرة ،لكن يؤيده أنه ل تكره معاملة من في ماله حرام والكل منه إل حينئذ.
ويجاب بأنه يحتاط للوجوب مششا ل يحتششاط للكراهششة .كششذا فششي التحفششة والنهايششة )قششوله :فل تجششب(
جواب أما )قوله :بل تكره إن كان أكثر ماله حراما( أي كما تكره معاملته )قوله :فششإن علششم الششخ(
مفهوم قيد ملحوظ بعد قوله إن كان أكثر ماله حراما :أي وهو لم يعلم أن الطعام الذي دعششي إليششه
عين ذلك الحرام) .وقوله :حرمت الجابة( جواب إن) .وقوله :وإن لششم يششرد الكششل منششه( أي مششن
الطعام الحرام ،وهو غاية لحرمة الجابة )قوله :كما استظهره شيخنا( أي في التحفة وفتح الجواد
)قوله :ول إلى محل فيه منكر( معطوف على قوله لنحششو خششوف منششه أيضششا :أي ويشششترط أيضششا
لوجوب الجابة أن ل
] [ 411
يدعى إلى محل فيه منكر :أي في محل حضوره منكر محرم ولو صغيرة كآنية نقد يباشر
الكل منها ،بخلف مجرد حضورها بناء على مششا يششأتي فششي صششورة غيششر ممتهنششة أنششه ل يحششرم
دخول محلها وكنظر رجل لمرأة أو عكسه ،وبه يعلم أن إشراف النساء على الرجل عذر .وكآلة
مطربة محرمة كذي وتر وزمر ولو شبابة وطبل كوبة وكمن يضحك بفحش وكششذب ،أمششا محششرم
ونحوه مما مر بغير محل حضوره ،كشبيت آخشر مشن الشدار ،فل يمنشع الوجشوب ،كمشا صشرح بشه
بعضهم ،ويوافقه قول الحششاوي إذا لششم يشششاهد الملهششي لششم يضششر سششماعها كششالتي بجششواره .ونقلششه
الذرعي عن قضية كلم كثيرين منهم الشيخان ،ثم نقل عن قضية كلم آخرين عششدم الفششرق بيششن
محل الحضور وسائر بيوت الدار واعتمده فقال المختار :إنه ل تجب الجابة بششل تجششوز لمششا فششي
الحضششور مششن سششوء الظششن بالمشدعو .وكشذا فششي التحفشة والنهايششة) .وقشوله :ل يشزول( أي المنكشر
بحضوره ،أي المدعو ،فششإن كششان يششزول بحضشوره لنحشو علششم أو جشاه فليحضششر ،وجوبشا ،إجابششة
للدعوة وإزالة للمنكر .ووجود من يزيله غيره ل يمنع الوجوب عليه لنه ليس للجابة فقط ،كمششا
علمت ،ولو لم يعلم بالمنكر إل بعد حضوره نهاهم ،فإن عجز خرج ،فإن عجز لنحو خششوف قعششد
كارها ول يجلس معهم إن أمكن )قوله :ومن المنكر ستر جششدار بحريششر( أي ولششو للنسششاء ،ومثلششه
فراش حرير في دعوة اتخذت للرجال .ثم إن العبرة في المنكر باعتقاد المدعو كشرب النبيذ عنششد
الحنفي والمدعو شافعي فتسقط الجابة عن الشافعي فقط .قال في التحفة :ول ينافيه مششا يششأتي فششي
السير أن العبرة في الذي ينكر باعتقاد الفاعل تحريمه لن ما هنا في وجوب الحضششور ووجششوبه
مع وجود محرم في اعتقاده فيه مشششقة عليششه فسششقط وجششوب الحضششور لششذلك ،وأمششا النكششار ففيششه
إضرار بالفاعل ول يجوز إضراره إل إن اعتقد تحريمه ،بخلف مششا إذا اعتقششد المنكششر فقششط لن
أحدا ل يعامل بقضية اعتقاد غيره .فتأمله .اه )قوله :وفرش( بالرفع عطف على ستر جششدار :أي
ومن المنكر فرش مغصوبة أو مسروقة :أي وجودها في محل الحضور ،ومنه أيضا فرش جلود
السباع وعليها الوبر لنه شأن المتكبرين )قششوله :ووجششود مششن الششخ( أي ومششن المنكششر وجششود مششن
يضحك الحاضرين )قوله :فإن كان الخ( أي فإن وجد المنكر في محل حضوره حرمت الجابششة،
فكان تامة وفاعلها يعود على المنكششر )قششوله :ومنشه( أي ومشن المنكششر) .وقشوله :صششورة حيششوان(
خرج صورة غيره كالشجار والسفن والشمس والقمر فليست من المنكر )قوله :ومشتملة( صششفة
لصورة .وقوله على ما ل يمكن بقاؤه بدونه :أي على الجزء الذي ل يمكششن بقششاء الحيششوان بششدونه
كالرأس والوسط .وقوله وإن لم يكن الخ :غاية في كششون الصششورة المششذكورة مششن المنكششر .وقششوله
لها :أي لتلك الصورة المشتملة على ما ل يمكن بقاء الحيششوان بششدونه )قششوله :كفششرس الششخ( تمثيششل
لصورة الحيوان التي ليس لها نظير :أي في الحيوانات .وقوله بأجنحة :أي مع أجنحة أو مصور
بأجنحة ،فالياء بمعنى مع أو للتصوير )قوله :وطير بوجه إنسان( أي وكطير مع وجششه إنسششان أو
مصور به ،فالباء يأتي فيها ما في الذي قبلها )قششوله :علششى سششقف الششخ( صششفة ثانيششة لصششورة :أي
صورة كائنة على سقف الخ .والمراد أنها تكون مرفوعة كأن كانت على سقف أو ثششوب ،بخلف
غير المرفوعة كأن كانت على أرض ونحوها مما تمتهن فيه الصورة فل تحششرم الجابششة )قششوله:
أو ستر( أي أو على سششتر .وقششوله علششق لزينششة :أي أو منفعششة .ويفششرق بيششن هششذا وحششل التضششبيب
لحاجة بأن الحاجة تزيل مفسدة النقد ثم لزوال الخيلء ل هنا لن تعظيم الصورة بارتفششاع محلهششا
باق مع النتفاع به .اه .تحفة )قوله :أو ثياب ملبوسة( أي أو كانت الصورة على ثيششاب ملبوسششة:
أي شأنها أن تلبس ،فتدخل الموضوعة على الرض )قوله :أو وسادة( هي مرادفة للمخدة .وقوله
منصوبة :أي مرفوعة .قال البجيرمي :وعلى هذه الصورة يحمل مششا جششاء أنششه )ص( :امتنششع مششن
الدخول على عائشة رضي ال عنها من أجل النمرقة التي عليها التصاوير فقالت أتششوب إلششى ال ش
ورسوله ماذا أذنبت ؟ فسألت عن سبب امتناعه من الدخول ،فقششال مششا بششال هششذه النمرقششة ؟ قششالت
اشتريتها لك لتقعد عليها وتتوسدها .فقال رسول ال ش )ص( إن أصششحاب هششذه التصششاوير يعششذبون
يوم القيامة ،يقال لهم احيوا ما خلقتم متفق عليه .والنمرقة بالضم:
] [ 412
وسادة صششغيرة :أي فهششي كششانت منصششوبة حينئذ أي حيششن إرادة دخششوله )ص( .اه )قششوله:
لنها الخ( الضمير يعود على صورة الحيوان لكن يبعششده قششوله بعششد تشششبه الصششنام لن الصششورة
الواحدة ل تشبه المتعدد وهو الصنام ،إل أن يقال لفظ صورة مفرد مضاف فيعم ،فحينئذ المششراد
بها متعدد وهو جملة صور ،ويؤيده تعبير المنهج بصور حيث قال :ومششن المنكششر صششور حيششوان
مرفوعة ويحتمل أن الضمير يعود على السقف وما بعده مما اششتمل علشى صششورة الحيشوان فهششو
أولى ،وعلى كل فهو علة لكونها من المنكششر :أي وإنمششا كششانت صششور الحيششوان المششذكورة .وهششذه
الفراد السقف وما بعده المشتملة على الصورة من المنكر لنها تشبه الصششنام )قششوله :فل تجششب
الجابة في شئ من الصور المذكورة( انظر ما المراد بها ؟ فإن كان المراد ما ذكره بقشوله ومششن
المنكر ستر جدار الخ .وهو الذي يظهر من صنيعه ،كان مكررا مع قوله أول فششإن كششان حرمششت
الجابة بالنسبة لبعض الصور ،وإن كان المراد بهششا صششور الحيششوان المششذكور اعششترض بششأنه لششم
يتقدم له ذكر صور بالجمع وإنما ذكر صورة واحدة ويمكن اختيار الثششاني .ويجششاب بمششا مششر مششن
أنها مفرد مضاف فيعم ،والمراد به صور متعددة ويكون مؤيدا لما قدمته .وفي المغني ما نصششه:
)تنبيه( قضية كلم المصنف تحريم دخول البيت المشتمل على هذه الصور وكلم أصل الروضة
يقتضي ترجيح عدم تحريمه حيث قال :وهل دخول البيت الشذي فيشه الصششور الممنوعشة حشرام أو
مكروه :وجهان .وبالتحريم قال الشيخان أبو محمشد ،وبالكراهشة قشال صشاحب التقريشب ،ورجحشه
المام الغزالي فششي الوسششيط .اه .وفششي الشششرح الصششغير عششن الكششثرين أنهششم مششالوا إلششى الكراهششة
وصوبه السنوي ،وهذا هو الراجح ،كما جزم به صاحب النششوار ،ولكششن حكششى فششي البيششان عششن
عامة الصحاب التحريم ،وبذلك علم أن مسألة الدخول غيششر مسششألة الحضششور ،خلفششا لمششا فهمششه
السنوي ،اه )قوله :ول أثر بحمل النقد الخ( عبارة التحفة) .فرع( ل يؤثر حمل النقد الذي عليششه
صورة كاملة لنه للحاجة ولنها ممتهنة بالمعاملة بها ولن السلف كانوا يتعاملون بهششا مششن غيششر
نكير ومن لزم ذلك عادة حملهم لها ،وأما الدراهم السلمية فلم تحدث إل في زمن عبششد الملششك،
وكان مكتوبا عليها اسم ال واسم رسول ال )ص( .اه )قوله :كالصور ببساط الخ( وذلك لن مششا
يوطأ ويطرح مهان مبتذل .وقد يؤخذ منه أن ما رفع من ذلك للزينة محرم ،وهو محتمششل :إل أن
يقال إنه موضوع لما يمتهن به ،فل نظر لما يعرض له .ويؤيده اعتبارهم التعليق في السششتر دون
اللبس في الثوب نظرا لما أعد له كل منهما .اه :تحفة .وكتب سم ما نصه :قوله مششن ذلششك يشششمل
المخدة لكن التردد فيها هنا الذي أفاده قوله وهو محتمل الخ ل يوافق جزمه فيهششا بالحرمششة بقششوله
السابق وسادة منصوبة الخ .اه )قشوله :ومخششدة( معطششوف علشى بسشاط :أي وبمخشدة ينششام أو يتكششأ
عليها )قوله :وطبق( معطوف أيضا على بساط :أي وكالصور الكائنة بطبق .قششال فششي القششاموس:
الطبق محركة غطاء كل شئ ،والجمع أطباق وأطبقه .اه .وقوله وخوان :قال فيه أيضا :كغششراب
وكتاب ،ما يؤكششل عليششه الطعششام .اه )قشوله :وقصششعة وإبريششق( معطوفششان أيضششا علششى بسششاط :أي
وكالصور الكائنة بقصعة وبإبريق )قوله :وكذا إن قطششع رأسششها الشخ( أي وكششذلك يجششوز حضششور
محل فيه صورة قطع رأسها :قال في التحفة :وكفقد الرأس فقد ما ل حياة بدونه :نعششم يظهششر أنششه
ل يضر فقدان العضاء الباطنة كالكبد وغيره لن الملحظ المحاكاة وهي حاصلة بدون ذلك .اه.
وقوله فقد ما ل حياة بدونه :أي كفقد النصف السفل )قوله :لزوال ما به الحياة( أي وهو الرأس،
وهو علة لجواز حضور المحل الذي فيه الصورة التي قطع رأسها )قوله :ويحرم ولو على نحششو
أرض تصوير حيشوان( ل ينشافي الجشزم بالحرمشة هنشا التفصشيل السشابق لنشه بالنسشبة للسشتدامة
وجواز التفرج وما هنا بالنسبة لصل الفعششل ول أجششرة للتصششوير المششذكور لن المحششرم ل يقابششل
بأجرة وهو من الكبائر لما ورد فيه من الوعيد :كخبر
] [ 413
البخاري أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يصششورون هششذه الصششور أي مششن أشششدهم وفششي
رواية أن الملئكة ل تدخل بيتا فيه كلب ول صورة والمراد ملئكة الرحمششة .وفششي روايششة زيششادة
نحو الجرس وما فيه بول منقوع )قوله :وإن لم يكن له( أي لششذلك المصششور نظيششر ،كمششا مششر مششن
تصوير فرس بأجنحة )قوله :نعم يجوز تصششوير لعششب البنششات( هششي الششتي يسششمونها عروسششة لن
عائشة رضي ال عنها كششانت تلعششب بهشا عنششده )ص( )قشوله :وحكمتششه( أي جشواز تصششوير لعششب
البنات) .وقوله :تدريبهن( أي تعليمهن) .وقوله :أمر التربية( أي تربية من يأتي لهششن مششن الولد
إذا كبرن )قوله :ول يحرم أيضششا تصششوير حيشوان بل راس( الولششى أن يقشول ،كمشا فشي التحفشة،
وخرج بحيوان تصوير ما ل رأس له فيحل )قوله :خلفا للمتولي( أي فشإنه قشال بحرمشة تصشوير
صورة بل رأس )قوله :ويحل صششوغ الششخ( والحاصششل يحششل صششوغ مششا يحششل اسششتعماله ،ويحششرم
صوغ ما ل يحل استعماله ول أجرة لصانعه كآلة لهو وآنية نقد .وتقدم فششي بششاب الزكششاة مششا يحششل
استعماله للرجال والنساء وما ل يحل فارجع إليه إن شئت )قوله :لنه( أي مششا ذكششر مششن الصششوغ
والنسج يحل للنساء )قوله :نعم صنعته( هي شاملة للصوغ والنسج وقوله لمن ل يحششل اسششتعماله:
وهو الرجل ،والولى والخصر أن يقول ويحل صوغ حلى ونسج حرير لمن يحل له اسششتعماله،
ويحرم لمن يحرم عليه استعماله )قوله :ولو دعاه اثنان( أي فششأكثر .ولششو قششال ولششو دعششاه جماعششة
لكان أولى )قوله :أجاب( أي المدعو لثنين .وقوله أسبقهما :أي الثنين .وقشوله دعشوة تمييشز :أي
من جهة الدعوة )قوله :فإن دعواه معا( أي بأن كلماه في آن واحد )قوله :أجششاب القششرب رحمششا(
أي أجاب القرب له من جهة الرحم .والمراد بششالرحم كششل قريششب محرمششا كششان أو غيششره .وقششوله
فدارا :أي ثم إذا اتحدا في القرب من جهة الرحم أجاب القرب دارا له .وقوله ثم بالقرعة :أي ثم
إذا اتحدا في القرب حما ودارا أقرع بينهما ،فمن خرجت القرعة لششه أجششابه )قششوله :وتسششن إجابششة
سائر الولئم( وهي إحدى عشرة :منها ما ذكره الشارح ومنها ما لم يذكره .وقششد نظمهششا بعضششهم
مع أسمائها بقوله :إن الولئم عشرة مع واحد من عدها قد عز فششي أقرانششه فششالخرس عنششد نفاسششها
وعقيقة للطفل والعذار عند ختانه ولحفظ قرآن وآداب لقد قالوا الحذاق لحششذقه وبيششانه ثششم الملك
لعقده ووليمة في عرسه فاحرص على إعلنه وكذاك مأدبة بل سبب يرى ووكيشرة لبنشائه لمكشانه
ونقيعة لقدومه ووضيعة لمصيبة وتكون مششن جيرانششه والخششرس ،بضششم الخششاء المعجمششة وبالسششين
المهملة ،ويقال بالصاد .والعذار ،بكسر الهمزة وإعجام الذال ،والحذاق ،بكسششر الحششاء المهملششة،
وبذال معجمة ،والمأدبة ،بضم الدال وفتحها) ،قوله :كما عمل الخ( أي كالذي يعمل منششه ويصششنع
للختان وللولدة والسلمة من الطلششق والقششدوم المسششافر ولختششم القششرآن )قششوله :وهششي( أي الششولئم
مستحبة في كلها كالجابة) .فائدة( في فتاوى الحافظ السيوطي في باب الوليمة )سئل( عششن عمششل
المولد النبوي في شهر ربيع الول ما حكمه مشن حيششث الششرع ؟ وهشل هشو محمشود أو مشذموم ؟
وهل يثاب فاعله أو ل ؟ قال) :والجواب( عندي أن أصل عمل المولد الذي
] [ 414
هو اجتماع الناس وقراءة ما تيسر من القرآن ورواية الخبار الواردة في مبدأ أمششر النششبي
)ص( وما وقع في مولده من اليات ثم يمد لهم سماط يأكلونه وينصرفون مششن غيششر زيششادة علششى
ذلك من البدع الحسنة التي عليها صاحبها لما فيششه مششن تعظيششم قششدر النششبي )ص( وإظهششار الفششرح
والستبشار بمولده الشريف .اه .وقد بسط الكلم على ذلك شيخ السلم ببلششد الش الحششرام مولنششا
وأستاذنا العارف بربه المنان سيدنا أحمد بن زيني دحلن فششي سششيرته النبويششة ،ول بششأس بششإيراده
هنا ،فأقول :قال رضي ال عنششه ومتعنششا والمسششلمين بحيششاته) .فششائدة( جششرت العششادة أن النششاس إذا
سمعوا ذكر وضعه )ص( يقومون تعظيما له )ص( وهذا القيام مستحسن لما فيه من تعظيم النبي
)ص( ،وقد فعل ذلك كثير من علماء المة الذين يقتدى بهششم .قششال الحلششبي فششي السششيرة فقششد حكششى
بعضهم أن المام السبكي اجتمع عنده كثير من علماء عصره فأنشد منشده قول الصرصري فششي
مدحه )ص( :قليل لمدح المصطفى الخط بالذهب على ورق من خط أحسن من كتب وأن تنهششض
الشراف عند سماعه قياما صفوفا أو جثيا على الركب فعند ذلك قام المششام السششبكي وجميششع مشن
بالمجلس ،فحصل أنس كبير في ذلك المجلس وعمل المولد .واجتماع الناس له كششذلك مستحسششن.
قال المام أبو شامة شيخ النووي :ومن أحسن ما ابتدع فششي زماننششا مششا يفعششل كششل عشام فششي اليششوم
الموافق ليوم مولده )ص( من الصدقات والمعروف ،وإظهار الزينة والسرور ،فإن ذلك -مع مششا
فيه من الحسان للفقراء -مشعر بمحبة النششبي )ص( وتعظيمششه فششي قلششب فاعششل ذلششك وشششكر الش
تعالى على ما من به من إيجاد رسول ال )ص( الذي أرسله رحمة للعالمين .قششال السششخاوي :إن
عمل المولد حدث بعد القرون الثلثة ثم ل زال أهل السششلم مششن سششائر القطششار والمششدن الكبششار
يعملون المولد ،ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات ،ويعتنششون بقششراءة مولششده الكريششم ،ويظهششر
عليهم من بركاته كل فضل عميم .وقششال ابششن الجششوزي :مششن خواصششه أنششه أمششان فششي ذلششك العششام،
وبشرى عاجلة بنيل البغية والمرام ،وأول من أحدثه من الملوك الملك المظفر أبو سششعيد صششاحب
أربل ،وألف له الحافظ ابن دحية تأليفا سماه التنوير في مولد البشير النذير ،فأجازه الملك المظفر
بألف دينار وصنع الملك المظفر المولد ،وكان يعمله في ربيشع الول ويحتفشل بشه احتفششال هششائل،
وكان شهما شجاعا ،بطل عاقل ،عالما عادل ،وطالت مدته في ملك إلى أن مششات وهشو محاصششر
الفرنج بمدينة عكا سنة ثلثين وستمائة ،محمود السيرة والسششريرة .قششال سششبط ابششن الجششوزي فششي
مرآة الزمان) :حكى( لي بعض من حضر سماط المظفر فششي بعششض المواليششد فششذكر أنششه عششد فيششه
خمسة آلف رأس غنشم ششواء ،وعششرة آلف دجاجشة ،ومشائة ألشف زبديشة وثلثيشن ألشف صشحن
حلوى ،وكان يحضششر عنششده فششي الموالششد أعيششان العلمششاء والصششوفية ،فيخلششع عليهششم ،ويطلششق لهششم
البخور ،وكان يصرف على الموالد ثلثمائة ألف دينار .واستنبط الحافظ ابن حجر تخريششج عمششل
المولد على أصل ثابت في السششنة ،وهششو مششا فششي الصششحيحين أن النششبي )ص( قششدم المدينششة فوجششد
اليهود يصومون يوم عاشوراء ،فسألهم ،فقالوا هو يوم أغشرق الش فيشه فرعششون ،ونجشى موسششى،
ونحن نصومه شكرا .فقال نحن أولى بموسى منكم وقد جوزي أبو لهب بتخفيف العذاب عنه يوم
الثنين بسبب إعتاقه ثويبة لما بشرته بولدته )ص( ،وأنه يخرج له من بين إصبعيه مششاء يشششربه
كما أخبر بذلك العباس في منام رأى فيه أبا لهب .ورحم ال القائل ،وهو حافظ الشام شمس الدين
محمد بن ناصر ،حيث قال :إذا كان هذا كافرا جاء ذمه وتبت يداه في الجحيم مخلدا أتى أنششه فششي
يوم الثنين دائما يخفف عنه للسرور بأحمد فمششا الظششن بالعبشد الششذي كششان عمششره بأحمششد مسشرورا
ومات موحدا قال الحسن البصري ،قدس ال سره :وددت لو كان لي مثل جبل أحششد ذهبششا لنفقتششه
على قراءة مولد الرسول .قال الجنيدي البغدادي رحمه ال :من حضر مولد الرسول وعظم قدره
فقد فاز باليمان .قال معروف الكرخي قدس ال سره:
] [ 415
من هيأ لجل قراءة مولد الرسول طعامششا ،وجمششع إخوانششا ،وأوقششد سششراجا ،ولبششس جديششدا،
وتعطر وتجمل تعظيما لمولده حشره ال تعالى يوم القيامة مع الفرقة الولششى مششن النششبيين ،وكششان
في أعلى عليين .ومن قرأ مولد الرسول )ص( على دراهم مسكوكة فضششة كششانت أو ذهبششا وخلششط
تلك الدراهم مع دراهم أخر وقعششت فيهششا البركششة ول يفتقششر صششاحبها ول تفششرغ يششده ببركششة مولششد
الرسول )ص( .وقال المام اليششافعي اليمنششى :مششن جمششع لمولششد النششبي )ص( إخوانششا وهيششأ طعامششا
وأخلى مكانا وعمل إحسانا وصار سببا لقراءة مولد الرسول بعثه ال يششوم القيامششة مششع الصششديقين
والشهداء والصالحين ويكون في جنات النعيم .وقال السري السقطي :من قصد موضعا يقششرأ فيششه
مولد النبي )ص( فقد قصششد روضششة مششن ريششاض الجنششة لنششه مششا قصششد ذلششك الموضششع إل لمحبششة
الرسول .وقد قال عليه السلم :من أحبني كان معي في الجنة قال سششلطان العششارفين جلل الششدين
السيوطي في كتابه الوسائل في شرح الشمائل :مششا مششن بيششت أو مسششجد أو محلششة قششرئ فيششه مولششد
النبي )ص( هل حفت الملئكة بأهل ذلك المكان وعمهم ال بالرحمة والمطوقون بششالنور -يعنششي
جبريل وميكائل وإسرافيل وقربائيل وعينائيل والصافون والحافون والكروبيون -فششإنهم يصششلون
على ما كان سببا لقراءة مولد النبي )ص( قال :وما من مسلم قرئ في بيته مولد النششبي )ص( إل
رفع ال تعالى القحط والوباء والحرق .والفات والبليات والنكبات والبغض والحسد وعين السوء
واللصوص عن أهل ذلك البيت ،فإذا مات هون ال تعالى عليه جششواب منكششر ونكيششر ،وكششان فششي
مقعد صدق عند مليك مقتدر) .وحكي( أنه كان في زمان أمير المؤمنين هارون الرشيد شاب فششي
البصرة مسرف على نفسه وكان أهل البلد ينظرون إليه بعين التحقير لجل أفعاله الخبيثششة ،غيششر
أنه كان إذا قدم شهر ربيع الول غسل ثيششابه وتعطششر وتجمششل وعمششل وليمششة واسششتقرأ فيهششا مولششد
النبي )ص( ودام على هذا الحال زمانا طويل ،ثم لما مات سمع أهل البلد هاتفا يقششول :احضششروا
يا أهل البصرة واشهدوا جنازة ولي من أولياء ال فإنه عزيز عندي ،فحضششر أهششل البلششد جنششازته
ودفنوه ،فرأوه في المنام وهو يرفل في حلل سندس واستبرق ،فقيل له بم نلت هذه الفضيلة ؟ قال
بتعظيم مولد النبي )ص() .وحكي( أنه كان في زمان الخليفة عبد الملك بشن مشروان ششاب حسشن
الصورة في الشام ،وكان يلهو بركوب الخيشل فبينمشا هشو ذات يشوم علشى ظهشر حصشانه إذ أجفشل
الحصان وحمله في سكك الشام ولششم يكششن لشه قششدرة علششى منعششه فوقششع طريقششه علششى بششاب الخليفشة
فصادف ولده ولم يقدر الولد على رد الحصان فصدمه بالفرس وقتله ،فوصل الخبر إلششى الخليفششة
فأمر بإحضاره ،فلما أن أشرف إليه خطر على باله أن قال إن خلصني ال تعالى من هذه الواقعة
أعمل وليمة عظيمة وأستقرئ فيها مولد النبي )ص( فلما حضر قدامه ونظششر إليششه ضششحك بعششدما
كان يخنقه الغضب ،فقال :يا هذا أتحسن السحر ؟ قششال ل والش يششا أميششر المششؤمنين .فقششال عفششوت
عنك ،ولكن قل لي ماذا قلت ؟ قال :قلت إن خلصني ال تعالى من هذه الواقعة الجسيمة أعمل لششه
وليمة لجل مولد النبي )ص( .فقال الخليفة قد عفوت عنك ،وهذه ألششف دينششار لجششل مولششد النششبي
)ص( ،وأنت في حل من دم ولدي .فخرج الشاب وعفى عن القصاص وأخششذ ألششف دينششار ببركششة
مولد النبي )ص( .وإنما أطلت الكلم في ذلك لجل أن يعتني ويرغب جميع الخوان ،في قششراءة
مولد سيد ولد عدنان ،لن من لجله خلقت الرواح والجسام ،بحق أن يهدى لششه الششروح والمششال
والطعام .وفقنا ال وإياكم لقراءة مولد نششبيه الكريشم علشى الشدوام ،وإنفششاق المششال لجلشه فششي سششائر
الوقات واليام آمين )قوله :فروع( أي خمسة عشر :الول قوله ينششدب الكششل الششخ ،الثششاني قششوله
ويجوز للضيف أن يأخذ مما قدم الخ ،الثالث قوله وصرح الشيخان الخ ،الرابع قششوله وورد بسششند
ضعيف الخ ،الخامس قوله ويسن للكل الخ ،السادس قوله ويحرم أن يكبر اللقم الخ ،السابع قشوله
ولو دخل على آكليشن الشخ ،الثشامن قشوله ول يجشوز للضشيف أن يطعشم الشخ ،التاسشع قشوله ويكشره
للداعي الخ ،العاشر قوله ويحرم للراذل الخ ،الحادي عشر قوله ولششو تنششاول الششخ ،الثششاني عشششر
قوله ويجوز للنسان أخذ الخ ،الثالث عشر قوله ولزم مالك طعام الخ ،الرابع عشر قوله ويجششوز
نثر الخ ،الخامس عشر قوله ويحرم أخذ فرخ الخ )قوله :ينششدب الكشل الشخ( عبشارة المنهششاج :ول
تسقط إجابة بصوم ،فإن شق على الداعي صششوم نفششل فششالفطر أفضششل .اه .وإنمششا لششم تسششقط لخششبر
مسلم إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب :فإن كان مفطرا
] [ 416
فليطعم ،وإن كان صائما فليصل فليدع :أي بدليل روايششة فليششدع بالبركششة ،وإذا دعششي وهششو
صائم فل يكره أن يقول إني صائم حكاه القاضي :أبو الطيب عن الصشحاب :أي إن أمشن الريشاء
كما هو ظاهر ،واستثنى البلقيني منه ما لشو دعششاه فششي نهششار رمضششان والمششدعوون كلهششم مكلفشون
صائمون فل تجب الجابة .إذ ل فائدة فيها إل مجرد نظر الطعام والجلوس مششن أول النهششار إلششى
آخره مشق فإن أراد هذا فليدعهم عند الغروب وقال وهششذا واضششح .اه .نهايششة .وقششوله فششي صششوم
نفل :خرج به الفرض كنذر مطلق وقضاء ما فات من رمضان فيحشرم الخشروج منشه ولشو توسشع
وقته )قوله :لرضاء ذي الطعام( أي لجششل إرضششائه ،فششاللم للتعليششل ،وقششوله بششأن شششك الششخ :أي
ويتصور كون الكل لجل ما ذكر بشأن كشان يششق علشى ذي الطعشام بقشاؤه علشى صشومه ،فالبشاء
للتصوير وما جرى عليه من التقييد بمشقة المساك هو طريقه المراوزة ،وأطلق المام الشششافعي
والعراقيون الحكم فيندب الكل عندهم مطلقا .كذا في شرح الروض) .قششوله :للمششر بششالفطر( أي
في رواية البيهقي وغيره أنه )ص( لما أمسك من حضر معه وقال إني صائم قال لششه يتكلششف لششك
أخوك المسلم وتقول إني صائم إفطر ثم اقض يومششا مكششانه أي إن شششئت )قششوله :ويثششاب علششى مششا
مضى( يعني إذا أفطر نصف النهار مثل يثاب على القدر الذي صامه منه )قششوله :وقضششى نششدبا(
أي لنه صوم نفل )قششوله :فششإن لششم يشششك عليششه( أي ذي الطعششام .وقششوله إمسششاكه :أي بقششاؤه علششى
صومه )قوله :لم يندب الفطار( جواب ان )قوله :بل المساك أولى( أي بششل بقششاؤه علششى صششومه
أولى من فطره )قوله :قال الغزالي الخ( عبارته الثالث :أي مشن آداب إجابششة الوليمشة أن ل يمتنشع
لكونه صائما بل يحضر ،فإن كان يسر أخاه إفطشاره فليفطشر وليحتسشب فشي إفطشاره بنيشة إدخشال
السرور على قلب أخيه ما يحتسب في الصوم ،وأفضششل ذلششك فششي صششوم التطششوع وإن لششم يتحقششق
سرور قلبه فليصدقه بالظاهر وليفطر وإن تحقق أنه متكلششف فليتعلششل وقششد قششال )ص( لمششن امتنششع
بعذر الصوم يتكلف لك أخوك وتقول إني صائم وقد قال ابن عباس رضي ال عنهما :من أفضششل
الحسنات إكرام الجلساء بالفطار ،فالفطار عبششادة بهششذه النيششة وحسششن خلششق ،فثششوابه فششوق ثششواب
الصوم ،ومهما لم يفطر فضيافته الطيب والمجمرة والحديث الطيب ،وقد قيل الكحل والدهن أحششد
القراءين .اه) .قوله :ويجوز للضيف( هو من يحضر الوليمة بإذن سمي باسم ملششك يششأتي برزقششه
قبل مجيئه لهل المنزل بأربعين يوما وينادي فيهم هذا رزق فلن بششن فلن ،وأمششا الطفيلششي فهششو
الذي يحضر الطعام بل إذن من صاحبه .وسمي بذلك نسبة لرجل من غطفان يقال له طفيل كششان
يحضر كل وليمة تفعل من غير دعوة .وقوله أن يأكششل :أفهششم أنششه ل يجششوز لششه أن يتصششرف فيششه
بغير الكل ،وسيصرح به بقوله ول يجوز للضيف أن يطعم سائل أو هششرة .والمعتمششد أنششه يملكششه
بوضعه في فمه ملكا مراعى بمعنى أنه إن ازدرده استقر على ملكششه وإن أخرجششه مششن فمششه تششبين
بقاؤه على ملك صاحبه وقيل ليس هو من باب الملك .وإنما هو إتلف بإذنه .وقششوله ممششا قششدم لششه
قال في النهاية أفهم حرمة أكل جميع مششا قششدم لششه ،وبششه صششرح بششن الصششباح ونظششر فيششه ،إذا قششل،
واقتضى العرف أكل جميعه .والذي يتجه النظششر فششي ذلششك للقرينششة القويششة ،فششإن دلششت علششى أكششل
الجميع حل وإل امتنع .اه .ومثله في التحفششة )قششوله :بل لفششظ مششن المضششيف( متعلششق بيجششوز :أي
يجوز له الكل من غير لفظ صادر من المضيف يدل على الذن فيه اكتفاء بالقرينة العرفية ،كما
في الشرب من السقايات التي في الطرق) .فائدة( قال النووي فششي الذكششار) .إعلششم( أنششه يسششتحب
لصاحب الطعام أن يقول لضيفه عند تقديم الطعام :بسم ال .أو كششل ،أو نحششو ذلششك مششن العبششارات
المصرحة بالذن في الشروع في الكل .ول يجب هذا القول ،بل يكفي تقديم الطعام إليهشم ،ولهشم
الكل بمجرد ذلك من غير اشتراط لفظ .وقال بعض أصحابنا ل بد مششن لفششظ ،والصششواب الول،
وما ورد في الحاديث الصحيحة من لفظ الذن في ذلك محمول على الستحباب .اه .بتصششرف.
ويسن للضيف أن يششدعو للمضششيف بشدعاء رسششول الش )ص( بششأن يقشول :أكششل طعشامكم البشرار،
وصلت عليكم الملئكة الخيار ،وذكركم ال فيمن عنده ،وأفطر عندكم الصششائمون .اللهششم أخلششف
على باذليه ،وهن آكليه واطرح البركة فيه )قوله :نعم( استدراك على قوله بل لفظ الموهم جششواز
الكل
] [ 417
مطلقا .وقوله إن انتظر :أي المضيف .وقوله غيره :أي غير الذي حضر .ومثله ما لشو لشم
تتم السفرة .وقوله لم يجز :أي الكل .وقوله قبل حضوره :أي المنتظر .وقوله إل بلفششظ منششه :أي
إل بإذن من المضيف له لفظا )قوله :وصرح الشيخان الخ( ما صرحا به ل يختص بالضيف ،بل
يجزي في طعام نفسه ،كما هو ظاهر )قوله :فوق الشبع( أي المتعارف ل المطلوب شرعا ،وهو
أكل نحو ثلث البطن .اه .ع ش .وقوله وآخرون بحرمته :أي وصرح آخرون بحرمة الكل فوق
الشبع ،وذلك لنه مؤذ للمزاج .وجمع في التحفة والنهاية بين القولين بحمل الول على مال نفسه
الذي ل يضره ،والثاني على خلفه .ويضمنه لصاحبه ما لم يعلم رضاه به ،كما هو ظاهر ،وفششي
البجيرمي .والحسن أن يقال أن التحريم محمول على حالة الضرر سواء كششان مششن مششاله أو مششن
مال غيره ،والقول بالكراهة على غيرها .اه )قوله :قال مالك هو( أي العتماد على يده اليسرى.
وقوله نوع من التكاء :أي المنهي عنه )قوله :جاثيا( حال مؤكدة .قال في القششاموس :جثششا :كششدعا
ورمى جثوا وجثيششا -بضششمهما -جلشس علشى ركبشتيه ،أو قشام علشى أطششراف أصششابعه اه .وقشوله
وظهور قدميه :أي وعلى ظهور قدميه بششأن يجعلهششا ممششا يلششي الرض ويجعششل بطونهششا ممششا يلششي
وركيه )قوله :ويكره الكششل متكئا( أي لخششبر أنششا ل آكششل متكئا )قششوله :وهششو( أي المتكششئ .وقششوله
المعتمد الخ :عبارة شرح الروض :قال النووي :قال الخطابي :المتكئ هنا الجششالس معتمششدا علششى
وطاء تحته كقعود من يريد الكثار من الطعام ،وأشار غيره إلششى أنششه المششائل علششى جنبششه ،ومثلششه
المضطجع ،كما فهم بالولى ،اه .وفي الباجوري على الشمائل ما نصشه :ومعنششى المتكششئ المششائل
إلى أحد الشقين معتمدا عليه وحده .وحكمه كراهة الكل متكئا أنه فعل المتكششبرين المكششثرين مششن
الكل نهمة ،والكراهة مع الضشطجاع أششد منهشا مشع التكششاء .نعششم :ل بششأس بأكشل مشا يتنقششل بشه
مضطجعا .اه .وقوله على وطاء :قال في القاموس :والوطاء كسحاب وكتاب خلف الغطاء .اه.
وفي المصباح :والوطاء وزان كتاب المهاد الوطئ .اه )قوله :ومضطجعا( معطوف علششى متكئا:
أي ويكره الكل حال كونه مضطجعا على جنبه اليمن أو اليسر ،وبالولى الكل مع السششتلقاء
)قوله :إل فيما يتنقل به( بتقديم التاء الفوقية على النون ،وذلك كنحششو الفاكهششة مشن كشل مششا ل يعششد
للشبع فل يكره أكله مع التكاء أو الضطجاع )قشوله :ل قائمشا( أي ل يكششره الكشل قائمشا )قشوله:
والشششرب قائمششا خلف الولششى( عبششارة الششروض وشششرحه :والشششرب قاعششدا أولششى منششه قائمششا أو
مضطجعا ،فالشرب قائما بل عذر خلف الولششى ،كمششا اختششاره فششي الروضششة ،لكنششه صششوب فششي
شرح مسلم كراهته ،وأما شربه )ص( قائما فلبيان الجواز .قال فششي شششرح مسششلم :ويسششتحب لمششن
شرب قائما عالما أو ناسيا أن يتقيأه :لخبر مسلم ل يشششربن أحششدكم قائمششا ،فمششن نسششي فليسششتقئ اه
)واعلم( أنه استثنى بعضهم شرب ماء زمزم وقال :إنه يسن الشرب منه قائمششا اتباعششا ،فقششد صششح
عن ابن عباس رضي ال عنهما أن النبي )ص( شرب من زمزم وهو قششائم ورده البششاجوري فششي
حاشية الشمائل بما نصه :وإنما شرب )ص( وهو قائم ،مع نهيه عنه ،لبيان الجششواز ،ففعلششه ليششس
مكروها في حقه ،بل واجب ،فسقط قششول بعضششهم إنششه يسششن الشششرب مششن زمششزم قائمششا اتباعششا لششه
)ص( ،ول حاجة لدعوي النسخ أو تضعيف النهي لنه حيث أمكن الجمع وجب المصير إليه .ثم
قال :قال ابن القيم للشرب قائما آفات منها :أنه ل يحصل بششه الششري التششام ،ول يسششتقر فششي المعششدة
حتى يقسمه الكبد على العضاء ،ويلقي المعدة بسرعة ،فربما برد حرارتها ويسرع النفششوذ إلششى
أسافل البدن فيضر ضررا بينا ،ومشن ثششم سششن أن يتقيششأه ،ولشو فعلششه سششهوا ،لنششه يحششرك أخلطششا
يدفعها القئ .ويسن لمن شرب قائما أن يقول :اللهم صل على سيدنا محمد الذي شرب الماء قائما
وقاعدا فإنه بسبب ذلك يندفع عنه الضششرر .وذكششر الحكمششاء أن تحريششك الشششخص إبهششامي رجليششه
حال الشرب قائما يدفع ضرره .اه )قوله :ويسن للكل الخ( تقششدم أول الكتششاب ،فششي مبحششث سششنن
الوضوء ،أنه تستجب
] [ 418
التسمية قبل الكل والشرب ،فإن تركهششا أولششه قششال فششي ثنششائه بسششم الش أولششه وآخششره .قششال
النووي في الذكار :وروينا في سنن أبي داود والترمذي عن عائشة رضي ال عنهششا قششالت :قششال
رسول ال )ص( :إذا أكل أحدكم فليذكر اسم ال تعالى في أوله ،فإن نسي أن يذكر اسم ال تعالى
في أوله فليقل بسم ال أوله وآخره قال الترمذي حديث حسن صحيح .ثم قال :قلت أجمششع العلمششاء
على استحباب التسمية على الطعام في أولششه ،فششإن تششرك فششي أولششه عامششدا أو ناسششيا أو مكرهششا أو
عاجزا لعارض آخر ثم تمكن في أثناء أكله اسششتحب أنششه يسششمي :للحششديث المتقششدم .والتسششمية فششي
شرب الماء واللبن والعسل والمرق وسائر المشروبات كالتسمية في الطعام في جميع ما ذكرنششاه.
ويسششتحب أن يجهششر بالتسششمية ليكششون فيششه تنششبيه لغيششره علششى التسششمية وليقتششدي بششه فششي ذلششك .اه.
باختصار .وقوله أن يغسل اليدين الخ :قال في شرح الششروض :لكششن المالششك يبتششدئ بششه فيمششا قبلششه
ويتأخر به فيما بعده ليدعو الناس إلى كرمه .اه )قوله :ويقرأ سورتي الخ( أي ويسن أن يقرأ بعد
الكل سورة الخلص وسورة قريش ،ويسن أيضا أن يقول بعد الكل ،وقبششل قششراءة السششورتين،
)الحمد ل الذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حششول منششي ول قششوة .اللهششم كمششا أطعمتنششي
طيبا فاستعملني صالحا ،الحمد ل الذي أطعم وسقى وسوغه وجعل لششه مخرجششا .الحمششد لش الششذي
أطعمني وأشبعني وأرواني( قال في الذكار :وروينا فشي سشنن أبشي داود والترمشذي وابشن ماجشة
عن معاذ بن أنس رضي ال عنه قال :قال رسول ال )ص( :من أكل طعاما فقال الحمد ل الششذي
أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حول مني ول قوة غفر له ما تقدم مششن ذنبششه قششال الترمششذي
حديث حسن )قوله :ول يبتلششع الششخ( أي ويسششن أن ل يبتلششع مششا يخششرج مششن آثششار الطعششام بششالخلل
بخلف ما يجمعه بلسانه من بين السنان فإنه يبتلعه )قوله :ويحرم أن يكبر اللقم( قيده في التحفششة
بما إذا قل الطعام .وقال ابن عبد السلم :ولو كان يأكل قدر عشرة والمضيف جاهشل بشه لشم يجششز
له أن يأكل فوق ما يقتضيه العرف في مقدار الكل لنتفششاء الذن اللفظششي والعرفششي فيمششا وراءه.
اه .وقوله مسرعا :أي حال كونه مسرعا فششي الكششل .وقششوله حششتى يسششتوفى أكششثر الطعششام :حششتى
تعليلية ،أي يكبر اللقشم لجشل أن يسشتوفي أكشثر الطعشام .وقشوله ويحشرم ) :(1بضشم اليشاء وكسشر
الراء ،وهو بالنصب معطوف على يستوفى :أي ولجل أن يحرم غيره من بقية الضيوف )قششوله:
ولو دخل( أي إنسان غير ضيف .وقوله على آكلين :أي على جماعة يششأكلون .وقششوله فششأذنوا لششه:
أي في الكل معهم .وقوله لم يجز له :أي للداخل )قوله :إل إن ظن أنشه عشن طيشب نفشس( أي إل
إن ظن أن إذنهم له صادر عن طيب نفوسهم فيجوز له الكل حينئذ .وقوله ل لنحششو حيششاء :أي ل
ظن أن إذنهم له لنحششو حيششاء منششه فيحششرم عليشه الكششل معهششم ،ومشن ثششم حششرم إجابششة مششن عششرض
بالضيافة تجمل وأكل هدية من ظن منه أنه ل يهدى إل خوف المذمة )قوله :ول يجششوز للضششيف
أن يطعم سائل أو هرة( أي من الطعام الذي قدم له ،وذلك لعدم الذن له في غير الكل .نعم :لششه
تلقيم صاحبه ،ما لم يفاضل المضيف طعامهما ،كأن خص أحدهما بعالي الطعام والخر بسششافله،
وإل فليس له ذلك .وقوله إل إن علم رضا الداعي :أي فششإنه ل يحششرم .والمششراد بششالعلم مششا يشششمل
الظن ،بأن توجد القرائن القوية على رضاه به ،بدليل التقييد بالظن في مسألة الخششذ التيششة قريبششا
)قوله :ويكره للداعي تخصيص الخ( وذلك لما فيه من كسر الخاطر للبعض الخر )قوله :ويحرم
للراذل أكل الخ( أي لنه ل دللة على الذن لهم فيه ،بششل العششرف زاجششر لهششم عنشه )قششوله :ولشو
تناول ضيف( أي من المضيف له .وقوله إناء طعام :التركيب إضافي :أي إناء فيه طعام .وقششوله
فانكسر :أي الناء .وقوله منه :أي من الضيف )قوله :ضمنه( أي
)) (1قوله بضم الياء الخ( ل يتعين هذا الضبط بل هو لغية كما في القاموس والكثير باب وعلم .اه
] [ 419
الناء دون الطعام لنه أباحه ،كمششا يعلششم ممششا تقششدم للشششارح فششي بششاب العاريششة فششي مسششألة
الكوز :وهي أنه لو أخذ كوزا من سقاء ليشرب منه فوقع من يده وانكسر قبل شربه أو بعده ،فإن
طلبه ،أي الماء مجانا ،ضمنه دون الماء ،أو بعوض والمششاء قششدر كفششايته فعكسششه .اه .وتقششدم فششي
الكتابة عليه تعليل ذلك وجملة مسائل .فارجع إليه إن شئت .وقوله لنه :أي الناء وقوله في يششده:
أي الضيف .وقوله في حكم العارية :أي وهي مضمومة )قششوله :ويجششوز للنسششان أخششذ مششن نحششو
صديقه( أي يجوز له أن يأخذ من طعام صديقه وشرابه ويحمله إلششى بيتششه .قششال فششي التحفششة :وإذا
جوزنا له الخذ ،فالذي يظهر أنه إن ظششن الخششذ بالبششدل كششان قرضششا ضششمنيا ،أو بل بششدل توقششف
المالك على ما ظنه .اه )قوله :ويختلف( أي ظن الرضا .وعبارة غيره .وتختلششف قششرائن الرضششا
في ذلك باختلف الحششوال ومقششادير المششوال .اه) .قششوله :وبحششال المضششيف( أي يسششارا إعسششارا
)قوله :ومع ذلك( أي ظن الرضا .وقوله مراعشاة نصشفة ،بفتحشات ،العشدل )قشوله :فل يأخشذ الشخ(
تفريع على النبغاء المذكور .وقوله إل ما يخصه :أي القدر الذي يخصه من الطعام المقدم إليهم.
وقوله أو يرضون به :أي أو الذي يرضون بأخذه .وكتب سب مششا نصششه :قششوله إل مششا يخصششه أو
يرضون به ،لعل هذا إذا وكل المالششك المششر إليهششم ،وإل فششالوجه جششواز مششا رضششي بششه بششإذن أو
قرينة .اه .وقوله عن طيب نفس :أي نفوسهم كلهشم .وقشوله ل عشن حيشاء :أي وأمشا إذا كشان عشن
حياء فإنه يحرم عليه أخذه )قوله :وكذا يقال الخ( أي أن مثششل مششا قيششل فششي أخششذه مششن نحششو طعششام
صديقه يقال في القران بين تمرتين أو سمسمتين أو عنبتين في لقمششة واحششدة :أي فششإن ظششن رضششا
المالك بذلك جاز وإل فل .ومع ذلك ينبغي له مراعاة النصفة للحاضرين ،والقران -بكسششر ففتششح
-القتران والجمع )قوله :أما عند الشك في الرضشا( مفهشوم قشوله مشع ظششن رضشا مششالكه .وقشوله
فيحرم الخذ :أي أخذه مششن طعششام صششديقه )قششوله :كالتطفششل( أي كحرمششة التطفششل ،وهشو حضششور
الوليمة من غير دعوة إل إذا علم رضا المالك به لما بينهما من النششس والنبسششاط )قششوله :مششا لششم
يعم( قيد في حرمة التطفل :أي محل الحرمة حيث لم يعم دعوته ،فإن عم لم يحرم ،كما في شرح
الروض نقل عشن المشام وعبشارته وقيشد ذلشك أي حرمشة التطفشل ،المشام بالشدعوة الخاصشة ،أمشا
العامة ،كأن فتح الباب ليدخل من شاء ،فل تطفل .اه .وقوله كششأن فتشح البششاب الشخ .تمثيشل لعمشوم
الدعوة )قوله :ولزم مالك طعام( أي مطعوم أعم من المششأكول والمشششروب .وقششوله إطعششام :فاعششل
لزم مؤخر ،وما قبله مفعول مقدم .وقوله مضطر :أي محتاج إلى طعششام .وقششوله قششدر سششد رمقششه:
الرمق بقية الروح ،والمراد يطعمه بقدر ما يسد الخلل الحاصل في بقية الروح .وزاد فششي التحفششة
في باب الطعمة ،أو إشباعه بشرطه .وعبارته مع الصل :أو وجد طعام حاضششر غيششر مضششطر
لزمه ،أي مالك الطعام ،إطعام ،أي سد رمق ،مضششطر أو إشششباعه بشششرطه .اه .وقششوله بشششرطه:
هو أنه لو اقتصر على سد الرمق يخششاف تلفششا :أي محششذور تيمششم )قششوله :إن كششان( أي المضششطر.
وقوله معصوما :سيذكر محترزه .وقوله مسلما أو ذميا :بدل معصوما أو عطف بيان )قوله :وإن
احتاجه الخ( غاية في لزوم الطعام .وقوله مالكه :إنما أظهششر ولششم يضششمر مششع تقششدم مرجعششه لئل
يتوهم رجوعه إلى المضطر وإن كان بعيدا .وقوله مآل :أي في المآل ،أي المستقبل )قوله :وكششذا
بهيمة الغير( أي ومثل المعصوم بهيمششة الغيششر :أي فيلششزم مالششك الطعششام إطعامهششا )قششوله :بخلف
حربي الخ( أي فل يلزم مالك الطعام إطعامهم إذا اضطروا لعدم احترامهم )قششوله :فششإن منششع( أي
المضطر .فالفعل مبنششي للمجهششول .ويحتمششل بنششاؤه للمعلشوم ،وفششاعله ضشمير يعشود علشى المالششك،
والمفعول محذوف :أي فإن منع المالك المضطر في إطعششامه الطعششام .وقششوله فلششه :أي المضششطر
أخذه قهرا وله أن يقاتل عليه ،فإن قتل أحدهما صاحبه كان صاحب الطعام مهدر الدم ل قصاص
فيه ول
] [ 420
دية ول كفارة وكان المضطر مضمونا بالقصاص أو الدية والكفارة )قوله :إن حضر( أي
العوض عند المضطر .وقوله وإل :أي وإن لم يحضر عنده فهو نسششيئة )قششوله :ولششو أطعمششه( أي
أطعم مالك الطعام المضطر .وقوله ولم يذكر عوضا :أي لم يششذكر المالششك للمضششطر أنششه أطعمششه
إياه بعوض ل مجانا .وقوله فل عوض له :أي للمالك على المضطر .وقششوله لتقصششيره :أي بعششدم
ذكر العوض )قوله :ولو اختلفا( أي المالك والمضطر .وقششوله فششي ذكششر العششوض :فالمالششك يقششول
ذكرته والمضطر ينكره .وقوله صدق المالك بيمينه :أي حمل للناس علششى هششذه المكرمششة )قششوله:
ويجوز نثر نحو سكر( أي كلوز ودنانير أو دراهم .والنثر الرمي مفرقا .وعبارة المنهاج :ويحششل
نثر سششكر وغيششره فششي الملك .اه )قششوله :وتركششه أولششى( أي وتششرك النششثر أولششى ،ول يكششره فششي
الصح :لخبر أنه )ص( حضر أملكا فيششه أطبششاق اللششوز والسششكر فأمسششكوا ،فقششال أل تنتهبششون ؟
فقالوا نهيتنا عن النهبى .فقال وإنما نهيتكم عن نهبة العساكر ،أما الفرسششان فل .خششذوا علششى اسششم
ال .فجاذبنا وجاذبناه اه .تحفة )قوله :ويحل التقاطه( أي المنثور )قششوله :ويكششره أخششذه( ضششعيف.
والمعتمد أنه خلف الولى .وعبارة المنهج وشرحه :وتركهما ،أي نثر ذلك والتقاطه ،أولششى لن
الثاني يشبه النهبى والول تسبب إلى ما يشبهها .نعم :إن عرف أن الناثر ل يششؤثر بعضششهم علششى
بعض ول يقدح اللتقاط في مروءة الملتقط لم يكن الترك أولى .اه .وعبارة النهايششة مششع الصششل:
ويحل التقاطه ،وتركه أولى وقيل أخذه مكروه لنه دناءة .نعم :إن علم أن الناثر ل يششؤثر بششه ولششم
يقدح أخذه في مروءته لم يكن تركه أولى ،ويكره أخذه من الهواء بإزار أو غيره ،فششإن أخششذ منششه
أو التقطه أو بسط ثوبه لجله فوقع فيه ملكه بالخذ ،ولششو صششبيا ،وإن سششقط منششه بعششد أخششذه .فلششو
أخذه غيره لم يملكه ،وحيث كان أولى به وأخذه غيره ففي ملكه وجهان جاريان :فيما لششو عشششش
طائر في ملكه فأخذ فرخه غيره ،وفيما إذا دخل السمك مع الماء في حوضه ،وفيما إذا وقع الثلج
في ملكه فأخذه غيره ،وفيما إذا أحيششا مششا تحجششره غيششره ،لكششن الصششح فششي الصششور كلهششا الملششك،
كالحياء ،ما عدا صورة النثار لقوة الستيلء فيها .اه .وقوله الملك :أي للخذ الثاني ،ومثله فششي
التحفة )قوله :ويحرم أخذ فرخ الخ( يعني أنه يحرم على الشخص أن يأخذ فرخ طير عشش ذلششك
الطير في ملك غيره وأخذ سمك دخل مع الماء حوض غيششره ،وحيششث حششرم الخششذ لششم يملكششه لششو
أخذه ،كما في فتح الجواد ،ونصه مع الصل :وجاز لقط إل إن أخذه ممن أخذه .أو بسط ذيلششه لششه
ولو صبيا ومجنونا فوقع فيه لنه يملكه بالخذ ،والوقوع في نحو الذيل وإن سقط منششه بعششد أخششذه
وخرج .بله وقوعه فيه اتفاقا فإنه ل يملكه ،بل يكون أولى به فيحرم على غيره أخششذه إل إن ظششن
رضاه أو سقط من ثوبه وإن لم ينفضه .وإذا حرم لم يملكه آخذه :كأخششذ فششرخ طيششر عشششش بملششك
الغير أو سمك دخل مع الماء حوضه أو ثلج وقع في ملكه ،وإنما ملك المحيششي مششا تحجششره الغيششر
لن المتحجر غير مالك فليس الحياء تصرفا في ملششك الغيششر ،بخلف هششذه الصششور .اه .بحششذف
وال سبحانه وتعالى أعلم .فصل في القسم والنشوز أي في بيان حكمهمشا :كوجشوب التسشوية بيشن
الزوجات وغير ذلك مما يترتب عليهما ،إنما ذكر القسم بعد الوليمشة نظشرا لكشون الفضشل فعلهشا
بعد الدخول ،وهو أيضا يكون بعده .وذكر بعده النشوز لنه يترتب غالبا على تشرك القسشم ولقشوة
المناسبة بينهما جمعهما في ترجمة واحدة .والقسم ،بفتششح القششاف وسششكون السشين ،مصشدر قسشمت
الشئ .والمراد به العدل بين الزوجات ،وأما بالكسر فالنصيب ،وبفتح القاف مع فتح السين اليمين
والنشوز الخروج عن الطاعة )قوله:
] [ 421
يجب قسم الخ( وذلك لقوله تعالى) * :وعاشروهن بالمعروف( * ) ،(1وخبر إذا كان عند
الرجل امرأتان فلم يعدل بينهما جششاء يششوم القيامششة وشششقه مششائل ،أي سششاقط رواه أبششو داود وغيششره
وصححه الحاكم وقوله لزوجات :أي حقيقة فخرجت الرجعيششة ودخششل المششاء ،وذلششك بششأن تششزوج
رقيق أمتين فيجب عليه القسم بينهما أو تزوج حر بالشششروط أمششة فسششقمت ثششم تششزوج أمشة أخششرى
فيجب عليششه القسششم بينهمششا .والمششراد بششالجمع مشا فششوق الواحشد فتششدخل الثنتشان والثلث والربشع.
وخرجت الواحدة فل يجب عليه فيها شئ ،لكن يستحب أن ل يعطلها بأن يششبيت عنششدها لنششه مششن
المعاشرة بالمعروف .وفي البجيرمي :ل فرق في وجوب القسم بين المسشلمة والذميشة .ذكشره فشي
البيان .اه )قوله :هن بات عند بعضهم( قيد في الوجوب ،فلو لم يبت عند بعضهن لم يجششب عليششه
القسم ول إثشم عليشه بشذلك ،لكشن يسشتحب أن ل يعطلهشن وإن يحصشنهن بشالوطئ .ثشم إن البيتوتشة
المختصة بالليل ليست بقيششد ،بششل المششدار علششى صششيرورته عنششد بعضششهن ليل أو نهششارا ،كمششا فششي
التحفة ،ونصها مع الصل :نعم إن بات في الحضششر أي صششار ليل أو نهششارا فششالتعبير ببششات لن
شأن القسم الليل ،ل لخراج مكثه نهارا عند إحداهن ،فإن الوجه أنه يلزمه أن يمكششث مثششل ذلششك
الزمن عند الباقيات .اه .وقوله بقرعة :متعلق بقسم .وقوله أو غيرها :أي القرعة )قششوله :فيلزمششه
قسم لمن بقي الخ( هذا عين قوله يجب قسم الزوجات :إذ اللزوم والوجوب بمعنى واحد .والمششراد
بقوله لزوجات بقيتهن ل كلهن بدليل قوله إن بات عند بعضهن ،ول يقال إنه أعششاده لجششل الغايششة
وهي ولو قام بهن عذر لنا نقول يصح جعلهششا غايششة لوجششوب قسششم الزوجششات وبالجملششة فششالولى
إسقاطه والقتصار على الغاية )قوله :ولو قام بهن عذر( أي يلزمه القسم للباقيات ،ولو قششام بهششن
عذر ،وذلك لن المقصود النس ل الوطئ ويلزمششه ذلششك فششورا ولششو بششدون طلششب ،كمششا فششي سششم،
وترك القسم كبيرة كما في ع ش )قششوله :كمششرض وحيششض( تمثيششل للعششذر ،ومثلهمششا رتششق وقششرن
وإحرام وجنون إن أمن من الشر )قوله :وتسن التسوية بينهن( أي بين الزوجات )قوله :في سائر
أنواع الستمتاع( أي وطأ كانت أو غيره )قوله :ول يؤاخذ بميل القلب إلى بعضهن( أي لنه أمر
قهري ولهذا كان )ص( يقول :اللهم هذا قسمي فيما أملك ،فل تلمني فيما تملششك ول أملششك )قششوله:
وأن ل يعطلهن( أي ويسن أن ل يعطلهن أي إن لم يبت عند بعضهن ،وإل وجب عششدم التعطيششل،
كما علمت )قوله :بأن يبيت( تصوير لنتفاء التعطيل )قوله :ول قسم بين إماء( أي غير زوجششات
ولو كن مستولدات :قال تعالى) * :فإن خفتششم أن ل تعششدلوا فواحششدة أو مششا ملكششت أيمششانكم( * )(2
أشعر ذلك بأنه ل يجب العدل الذي هو فائدة القسم في ملك اليمين ،فل يجب القسم فيه )قوله :ول
إماء وزوجة( أي ول قسم بين إماء وزوجة ،لما مششر )قششوله :ويجششب علششى الزوجيششن أن يتعاشششرا
بالمعروف( أي لقشوله تعشالى) * :وعاششروهن بشالمعروف( * ) (3وفشي ششرح الشروض :النكشاح
مناط حقوق الشزوج علشى الزوجشة كالطاعشة ،وملزمشة المسشكن وحقوقهشا عليشه كشالمهر والنفقشة
والكسششوة والمعاشششرة بششالمعروف :قششال تعششالى) * :ولهششن مثششل الششذي عليهششن بششالمعروف( * )(4
والمراد تماثلهما في وجوب الداء ،وقال تعالى) * :وعاشششروهن بششالمعروف( * ) .(1اه )قششوله:
بأن يمتنع كل( أي من الزوجين ،وهو تصوير للتعاشر بالمعروف )قوله :ويؤدي( معطوف علششى
يمتنع :أي وبأن يؤدي كل إلى صاحبه حقه .وقوله مششع الرضششا :متعلششق بكششل مششن يمتنششع ويششؤدي.
وقوله وطلقة الوجه :أي ومع طلقة الوجه ،وهي عدم العبوسة ،ولبعضهم :البر شئ هين :وجه
طلق وكلم لين )قوله :من غير أن يحوجه الخ( متعلق أيضا بكل من الفعلين قبله :أي يمتنع عمششا
ذكر ويؤدي إليه حقه من غير أن يحوج أحدهما الخر إلى مؤنة.
) (1سورة النساء ،الية (2) .19 :سورة النساء ،الية (3) .3 :سورة النساء ،الية (4) .19 :سورة النساء ،الية228 :
] [ 422
وقوله وكلفة :العطف للتفسير ،والمراد المشقة .وقوله في ذلششك أي فششي المتنششاع المششذكور
وأداء ما عليه للخر من الحقوق )قوله :غير معتدة( منصشوب علششى السشتثناء مشن زوجششات :أي
يجب القسم للزوجات إل المعتدة الخ .وقوله عن وطئ شبهة :فششإن كششانت معتششدة عنششه بششأن وطششئ
إحدى زوجاته أجنبي بشبهة فل قسم لها حتى تعتد بل يحرم ،كما يفهمه التعليل بعششد قششوله لتحششرم
الخلوة بها )قوله :وصغيرة( أي وغير صغيرة ل تطيق الوطئ )قوله :وناشزة( أي وغير ناشششزة
ودخل في مدعيه الطلق )قوله :أي خارجة عن طاعته( تفسير للناشزة )قوله :بششأن تخششرج بغيششر
الخ( تصوير لخروجها عن طاعته )قوله :ولو مجنونة( غاية فششي الناشششزة :أي يشششترط أن تكششون
غير ناشزة ولو كانت مجنونة فنشوزها يسقط حقها كنشوز العاقلششة وإن كششانت ل تششأثم بششه )قشوله:
وغير مسافرة( عطف على غير معتششدة .وقشوله وحششدها :خششرج مششا إذا سششافرت معشه ولششم يمنعهششا
فحقها باق .وقوله لحاجتها :خرج ما إذا كانت لحاجته بإذنه فيقضي لها مششن نششوب الباقيششات ،فششإن
كان من غير إذنه سقط حقها )قوله :فل قسم لهششن( أي للمعتششدة والصششغيرة والناشششزة والمسششافرة،
وهو تفريع على مفهوم وقوله غير معتدة الششخ .ويصششح جعلششه قششوله جششواب شششرط مقششدر :أي أمششا
المعتدة من وطئ الشبهة والصغيرة والناشزة والمسافرة فل قسم لهن لعدم استحقاقهن له .وانظر:
هل يحرم القسم عليه لهن لن فيه تضييع حق الباقيات أم ل ؟ وقد قدمت أن قوله لتحريششم الخلششوة
بالمعتدة يقتضي حرمته عليه فيها ،ولكن بقي النظر فيما عداها من الناشزة والصغيرة الخ )قوله:
كما ل نفقة لهن( أي ل نفقة واجبة عليه لهن .وفي المغني مع الصل مششا نصششه :ويسششتحق القسششم
مريضة وقرناء وقرناء ورتقاء وحائض ونفسشاء ،ثشم قشال :وضشابط مشن يسششتحق القسششم كشل مشن
وجبت نفقتها ولم تكن مطلقة لتخرج الرجعية .ويستثنى من استحقاق المريضة القسم ما لو سششافر
بنسائه فتخلفت واحدة لمرض فل قسم لها وإن كانت تستحق النفقة .وضششابط مششن ل يسششتحقه هششو
كل امرأة ل نفقة لها ،وضابط مشن يجششب عليششه القسششم كششل زوج عاقششل ولشو سششكران أو سشفيها أو
مراهقا ،فإن جار المراهق فششالثم علششى وليششه ،أي إذا قصششر ،وإن جششار السششفيه فعلششى نفسششه لنششه
مكلف .وأما المجنون إذا أطبق جنونه أو تقطع ولم ينضبط فل يلششزم الشولي الطششواف بشه عليهششن،
سواء أمن منه الضرر أم ل ،إل إن طولب بقضاء قسم وقع منه أو كان الجماع ينفعه بقششول أهششل
الخبرة أو مال إليه بميله إلى النساء فيلزمه أن يطوف به عليهن أو يدعوهن إلى منزله أو يطوف
به على بعضهن ويدعو بعضهن إذا كان ثم عذر بحسب ما يششرى .اه .بحششذف )قششوله :ولششو ظهششر
زناها( أي ظهر زنا واحدة من زوجاته برؤيته أو بالشيوع )قوله :حل له( أي زوجها )قوله :منع
قسمها وحقوقها لتفتدي منه( أي يمتنع من قسمه لها لتختلع منه بمال )قوله :قال شيخنا الششخ( لعلششه
في غير التحفة ولفظها بعد وهو أصح القولين وهو بعيد ،ولعل الصح القول الثششاني .ويششأتي أول
الخلع ما يصرح به .وينبغي أن يكششون محششل الخلف إذا ظهششر زناهششا فششي عصششمته ل قبلهششا .اه.
وقوله ويأتي أول الخ :عبارته هناك :ولو منعها نحو نفقششة لتختلششع منششه بمششال ففعلششت بطششل الخلششع
ووقع رجعيا ،كما نقله جمع متقدمون عن الشيخ أبششي حامششد أو ل بقصششد ذلششك وقششع بائنششا .وعليششه
يحمل ما نقله عنه أنه يصح ويأثم بفعلششه فششي الحششالين .اه .ومثلششه يششأتي للشششارح نقل عششن شششرح
المنهاج والرشاد )قوله :وهو( أي كونه يحل له منع قسمها وحقوقها ظششاهر .وقششوله إن أراد .أي
القائل بذلك وهو الروياني لن الذرعي ناقل عنه .وقوله يحل له ذلك :أي منع قسششمها وحقوقهششا.
وقوله باطنا :أي في الباطن .وقوله معاقبة الخ :تعليششل للحششل باطنششا .وقششوله لتلطيششخ فراشششه :علششة
العلة )قوله :أما في الظاهر( أي أما بالنسبة للظاهر )قوله:
] [ 423
فدعواه عليها ذلك الخ( كان النسب في المقابلة أن يقول فل يحل له ذلك بمعنى أن الحاكم
يمنعه من ذلك ول يقبل دعواه عليها بذلك )قششوله :بششل الششخ( الضششرار انتقششالي .وقششوله ولششو ثبششت
زناها :أي بالبنية أو بإقرارها .وقوله ل يجوز للقاضي أن يمكنه :أي الزوج .وقوله من ذلششك :أي
ترك القسم والحقوق )قوله :وله( أي للزوج دخول في ليل لششو قششال فششي أصششل ،كمششا فششي المنهششج،
لكان أولى ليشمل ما إذا كان الصل النهار )قوله :لواحدة( متعلق بمحششذوف صششفة لليششل :أي ليششل
كائن لواحدة من زوجاته وهي صاحبة النوبة )قوله :على زوجة أخرى( أي وهششي غيششر صششاحبة
النوبششة )قششوله :لضششرورة( متعلششق بيجششوز المقششدر .وقششوله ل لغيرهششا :أي ل يجششوز دخششوله لغيششر
ضرورة ،ولو كان لحاجة :كعيادة مريض )قوله :كمرضششها المخششوف( تمثيششل للضششرورة .ومثلششه
الخوف على عياله من حريق وسرقة وقوله ولو ظنا .أي ولو كان مخوفا بششالظن ل بششاليقين .قششال
الغزالي :أو احتمال ،فيدخل ليتبين الحال :أي ليعرف هل هو مخوف أو ل ؟ )قششوله :ولششه دخششول
في نهار( لو قال في تابع لكان أولى ليشمل ما لو كان ليل .وقوله لحاجة هي :أعم من الضرورة
)قوله :كوضع متاع الخ( تمثيل للحاجة .وقوله أو أخذه :أي المتاع مششن الزوجشة الخششرى .وقششوله
وعيادة :أي لها بأن كانت مريضة .وقوله وتسششليم نفقشة :أي لهششا .وقشوله وتعشرف خششبر :أي منهشا
)قوله :بل إطالة في مكث( قيد للصورتين ،أعني الدخول ليل والدخول نهششارا ،فهششو متعلششق بكششل
منهما .والمعنى أنه يشترط فيهما أن يخفف المكث )قوله :عرفا( يعني أنه يقدر عدم طول المكث
بالعرف ومن ثم لششم يلزمشه أن يقضشي لحظششة ومششا قاربهششا وإن جشامع فيهشا لنششه يتسشامح بشالزمن
القصير .قال في التحفة :ويظهر ضبط العرف في طول المكث بفوق ما من شأنه أن يحتششاج إليششه
عند الدخول لتفقد الحوال عادة فهذا القششدر ل يقضششيه مطلقششا ومششا زاد عليششه يقضششيه مطلقششا .وإن
فرض أن الضرورة امتدت فوق ذلك اه .وقوله فهذا القدر :أي ما مشن شششأنه الشخ .وقشوله مطلقششا:
قال ابن قاسم ظاهره سواء وصله بما زاد أو ل ،فإذا طششال فششوق هششذا القششدر قضششى مششا زاد عليششه
دونه ،وإذا لم يقض هذا القدر في الصل ففي التابع بالولى ،كما ل يخفى ،اه )قششوله :علششى قششدر
الحاجششة( متعلششق بإطالششة :أي بل إطالششة علششى قششدر الحاجششة ،وكششان عليششه أن يزيششد وعلششى قششدر
الضرورة ،لما علمت أن عدم الطالة قيد فيه أيضا )قوله :وإن أطششال فششوق الحاجششة( أي أو فششوق
الضرورة ،كما علمت )قوله :عصششى( جششواب إن وقشوله لجشوره :أي ظلمششه وهشو علشة العصشيان
)قوله :وقضى وجوبا لذات النوبة بقدر ما مكشث مشن نوبشة المشدخول عليهشا( ظشاهره أنشه يقضشي
الجميع قدر الحاجة أو الضرورة وما زاد عليهما ،وهو أيضا ظاهر المنهج ،ولكنه يخالف ما مششر
عن التحفة من أنششه يقضششي الششزائد فقششط .ونقششل البجيرمششي عششن الزيششادي تفصششيل فششي ذلششك فقششال:
)والحاصل( أنشه إذا دخششل فششي الصششل لضششرورة وطششال زمششن الضششرورة أو أطششاله فششإنه يقضششي
الجميع ،وإن دخل في التابع لحاجة وطال زمن الحاجة فل قضاء ،وإن أطاله قضى الششزائد فقششط.
ثم قال :أما حكم الدخول فإن كان في الصل لضرورة جششاز ،وإل حششرم .وفششي التبششع إن كششان ثششم
أدنى حاجة جاز ،وإل حرم .ثم قشال :ونظشم بعضشهم المعتمششد مشن هشذه المسششألة فقشال :للششزوج أن
يدخل للضرورة لضرة ليست بذات النوبة في الصششل مششع قضششاء كششل الزمششن إن طششال أو أطششاله
فأتقن وإن يكن في تابع لحاجة وقد أطال وقت تلك الحاجة قضى لذي زيد فقط ول يجششب قضششاؤه
في الطول هذا ما انتخب وإن يكن دخوله ل لغرض عصى ويقضي ل جماعا إن عرض
] [ 424
)قوله :هذا( أي ما ذكر من كشونه يقضشي وجوبشا لشذات النوبشة مشن نوبشة المشدخول عليهشا
مطلقا سواء كان الدخول لضرورة أو لحاجة ليل كان أو نهارا .وقوله ما فششي المهششذب :هششو متششن
لبي إسحاق التبريزي )قوله :وفضية كلم المنهاج( وعبارته :والصحيح أنشه ل يقضشي إذا دخشل
لحاجة .اه .قال في المغني :أي وإن طال الزمان لن النهار تابع مع وجششود الحاجششة .اه) .قششوله:
وأصليهما( أي أصل المنهاج ،وهو المحرر للرافعي ،وأصل الروضة وهو العزيز شرح الوجيز
المسمى بالشرح الكبير للرافعي أيضا .وقوله خلفه :خبر المبتدأ الذي هو قضية ،والضمير يعود
على ما في المهذب .وقششوله فيمششا إذا دخششل الششخ :هششذا محششل المخالفششة .والمعنششى أن مقتضششى كلم
المنهاج والروضة وأصليهما يخالف ما فشي المهشذب إذا كشان الششدخول واقعششا فششي النهشار لحاجشة.
وقال في المغني :فيحمل كلم المهذب وغيره ،كما قشال ششيخي ،علششى مشا إذا طشال الزمشان فشوق
الحاجة ،وكلم المتن على ما إذا طال الزمان بالحاجة ،ورأيت في بعض الشراح ضشعف مششا فشي
المهذب ،وبعضهم ضعف ما في المتن .وحيث أمكن الجمع فهو أولى .اه) .قوله :فل تجشب الشخ(
المقام ليس للتفريع ،فكششان الولششى التعششبير بششالواو .وقششوله فششي غيششر الصششل :أمششا الصششل فيجششب
التسوية في قدر القامة فيه ،كما في التحفة والنهايششة )قشوله :كششأن كششان( أي غيششر الصششل نهششارا.
وأتى بكاف التمثيل إشارة إلى أنه قد يكون ليل )قوله :أي في قدرها( بيان لقوله في القامة .ولششو
قال من أول المر فل تجب التسششوية فششي قششدر القامشة لكشان أخصششر .والمششراد أنششه لشو أقششام عنشد
صاحبة النوبة في غير الصل الذي هو النهار إن جعل الصششل الليششل أو الليششل إن جعششل الصششل
النهار لم يجب أن يقسم عند الخرى إذا جاءت نوبتها في غير الصل مثل إقامته عنششد تلششك ،بششل
له أن ينقص عنها أو يزيد عليها وكذا ل تجب التسوية في أصششل القامششة فششي غيششر الصششل ،فلششو
أقام فيه عند بعضهن وتشرك القامشة فيشه عنشد البعشض الخشر لشم يحشرم عليشه ،كمشا فشي التحفشة،
ونصها :وكذا في أصلها على مششا اقتضششاه الطلق ،ولكششن الششذي بحثششه المششام أخششذا مششن كلمهششم
امتناعه إن كان قصدا .وجرى عليه الذرعي فقال :ل أشك أن تخصيص إحداهن بالقامة عندها
نهارا على الدوام ،والنتشار في نوبة غيرها يورث حقدا وعداوة وإظهار ميششل وتخصششيص .اه.
)قوله :لنه( أي غير الصل وقت التردد )قوله :وهو( أي التردد .وقوله يقل ويكششثر :أي بحسششب
الحاجة )قوله :وعند حل الدخول( أي بأن كان لضششرورة أو لحاجششة )قششوله :يجششوز لششه أن يتمتششع(
وذلك لخبر عائشة رضي ال عنها :كان النبي )ص( يطوف علينا جميعا فيدنو من كل امرأة مششن
غير مسيس حتى يبلغ إلى التي هي نوبتهششا فيششبيت عنششدها رواه أحمشد والحششاكم وصششحيح إسشناده،
والمسيس :الوطئ )قوله :ويحرم( أي التمتع بالجماع للخبر المار .وقوله ل لذاته :أي أن الحرمششة
ل لذات الجماع ،وإنما هي لمر خارج وهو كونه في نوبة الغير .وعبششارة الخطيششب :ولششو جششامع
من دخل عليها في نوبة غيرها عصى وإن قصششر الزمششن وكششان لضششرورة .قششال المششام :واللئق
بالتحقيق القطع بأن الجماع ل يوصف بالتحريم ويصرف التحريم إلى إيقاع المعصششية ل إلششى مششا
وقعت به المعصية .وحاصله أن تحريم الجماع ل لعينه بل لمر خارج .اه .وكتششب بجيرمششي مششا
نصه :قوله ل يوصف بالتحريم ،أي من حيث خصوص كونه وطأ ،وأما من حيث صرف زمششن
صاحبة الوقت لغيرها فمعصية توصف بالتحريم .وقوله إلششى إيقششاع المعصششية :أي إيقششاع الششوطئ
في هذا الزمن .قوله ل إلى مششا وقعششت بششه المعصششية وهششو الجمششاع نفسششه ،وفيششه أن الششوطئ ليششس
معصية .فالولى أن يقول ويصرف التحريم إلى القدام على الفعل أو صرف الزمششن لششه .وقششوله
لمر خارج :وهو كونه في نوبة الغير .اه) .قوله :ول