You are on page 1of 399

‫إعانة الطالبين‬

‫البكري الدمياطي ج ‪3‬‬

‫]‪[1‬‬

‫حاشية إعانة الطالبين للعلمة أبي بكششر المشششهور بالسششيد البكششري ابشن السششيد محمششد شششطا‬
‫الدمياطي‬

‫]‪[3‬‬

‫حاشية إعانة الطالبين للعلمة أبي بكششر المشششهور بالسششيد البكششري ابشن السششيد محمششد شششطا‬
‫الدمياطي الدين لزيد الدين بن عبد العزيششز الميلبششاري الفنششاني الجششزء الثششالث دار الفكششر للطباعششة‬
‫والنشر و التوريع‬

‫]‪[4‬‬

‫جميع الحقوق إعادة الطبع محفوظة للناشر الطبعة الولى ‪‍ 1418‬ه ‪ 1997 /‬م‬

‫]‪[5‬‬

‫بششاب الششبيع )‪ (1‬لمششا أنهششى الكلم علششى ربششع العبششادات‪ ،‬الششتي المقصششود منهششا التحصششيل‬
‫الخروي ‪ -‬وهي أهم ما خلق له النسان ‪ -‬أعقبه بربع المعاملت‪ ،‬التي المقصود منها التحصششيل‬
‫الدنيوي ‪ -‬ليكون سببا للخروي ‪ -‬وأخششر عنهمششا ربششع النكششاح ‪ -‬لن شششهوته متششأخرة عششن شششهوة‬
‫البطن‪ ،‬وأخر ربع الجنايات والمخاصمات لن ذلك إنما يكون بعد شهوة البطششن والفششرج‪) .‬قششوله‪:‬‬
‫هو( أي البيع‪) .‬وقوله‪ :‬لغة( الظهر أنه تمييز للنسبة‪ ،‬أو ظرف مكان مجازا لهششا‪ ،‬فحقششه التششأخير‬
‫عن الخبر‪ .‬والتاء ‪ -‬في لغة ‪ -‬عوض من الواو‪ ،‬لنه من لغا يلغو ‪ -‬إذا تكلششم ‪ -‬تطلششق اسششما علششى‬
‫ألفاظ مخصوصة‪ ،‬ومصدرا على الستعمال‪ ،‬كقولهم لغشة تميششم إهمششال مششا ‪ -‬ونحششو ذلششك‪) .‬قششوله‪:‬‬
‫مقابلة شئ بشئ( أي على وجه المعاوضة‪ ،‬ليخششرج نحششو ابتششداء السششلم ورده‪ ،‬فل تسششمى مقابلششة‬
‫ابتداء السلم برده‪ ،‬ومقابلة عيادة مريض بعيادة مريض آخر بيعا في اللغة ‪ -‬كششذا قششال بعضششهم ‪-‬‬
‫وقال بعضهم‪ :‬الولى إبقاء المعنى اللغوي على إطلقه‪ ،‬وهو ظاهر كلم الشارح‪ ،‬ومنه بششالمعنى‬
‫اللغششوي‪ :‬قششوله تعششالى‪) * :‬إن ال ش اشششترى مششن المششؤمنين أنفسششهم( * ‪ -‬إلششى أن قششال سششبحانه ‪* -‬‬
‫)فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به‪ ،‬وذلششك هششو الفششوز العظيششم( * )‪ ،(2‬وقشول بعضششهم‪ :‬مششا بعتكششم‬
‫مهجتي إل بوصلكم ول أسلمها إل يدا بيد فإن وفيتم بمشا قلتشم وفيشت أنشا وإن غشدرتم فشإن الرهشن‬
‫تحت يدي فالمبيع‪ :‬هو المهجة ‪ -‬وهو الروح ‪ -‬والثمن‪ :‬هو الوصل‪) :‬قوله‪ :‬وشرعا( عطف علششى‬
‫لغة‪ ،‬وهو مقابل لها‪) .‬وقوله‪ :‬مقابلة إلخ( أي عقد يتضمن مقابلة مششال بمششال‪ ،‬لن الششبيع ليششس هششو‬
‫المقابلة‪ ،‬وإنما هو العقد‪ .‬والحسن في تعريفه ‪ -‬كما قال بعضششهم ‪ -‬أن يقششال‪ :‬هششو عقششد معاوضششة‬
‫محضة يقتضي ملك عين أو منفعة على الدوام‪ ،‬ل على وجششه القربششة‪ .‬ووجششه الحسششنية فيششه‪ :‬أنششه‬
‫سالم من التسمح ‪ -‬بحذف المضاف المذكور ‪ -‬وأنه يشمل بيع المنافع على التأبيد‪ :‬كبيع حق البناء‬
‫والخشب على جداره‪ ،‬وكبيع حق الممششر للمششاء بششأن ل يصششل المششاء إلششى محلشه إل بواسششطة ملششك‬
‫غيره‪ .‬والتعريف الذي ذكره‬

‫)‪ (1‬وهو عقد مشروع ثبتت مشرعيته بالكتاب والسنة ففى تنزيل العزيز الحميششد قششوله تعششالى‪) :‬وأحششل الش الششبيع( )البقششرة‪،‬‬
‫الية‪ (275 :‬وقوله تعالى‪) :‬إل ان تكون تجارة عن تراض منكم( )النساء‪ ،‬الية‪ (29 :‬وفي السنة عندما سششئل النششبي )ص(‬
‫أي الكسب اطيب ؟ قال‪ " :‬عمل الرجل بيده وكل عمل مبرور " رواه البزار وصششححه الحششاكم‪ (2) .‬سششورة التوبششة‪ ،‬اليششة‪:‬‬
‫‪.111‬‬

‫]‪[6‬‬

‫المؤلف ل يشمل ذلك إل إن أريد بالمال فيه ما يشمل المنفعة‪ .‬وخرج بقشوله فشي التعريشف‬
‫الذي ذكره مقابلة إلخ‪ :‬الهبة التي بل ثواب‪ ،‬فإنه ل مقابلششة فيهششا‪ ،‬فل تسششمى بيعششا‪ .‬وخششرج أيضششا‪:‬‬
‫الجارة والنكاح ‪ -‬لنهما ليس فيها مقابلة مال بمال‪ ،‬لن الجارة فيها مقابلة منفعة بمال‪ ،‬والنكاح‬
‫فيه مقابلة انتفاع‪ .‬وخرج بالمعاوضة في التعريف الثششاني نحششو الهبششة‪ .‬وبالمحضششة‪ :‬نحششو النكششاح‪.‬‬
‫وبقوله على الدوام‪ :‬الجارة ‪ -‬فإنها وإن كان فيها مقابلششة منفعششة بمششال‪ ،‬ليسششت علششى الششدوام‪ .‬وبل‬
‫على وجه القربة‪ :‬القرض‪ ،‬فإنه ‪ -‬وإن كششان فيششه معاوضششة مششال بمششال ‪ -‬فهششو علششى وجشه القربششة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬على وجشه مخصشوص( أي وهشو ششروطه التيشة‪) .‬قشوله‪ :‬والصشل فيشه( أي فشي حكمشه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وأحل ال البيع( أي المعهود عندهم‪ ،‬وهو مقابلة مال بمال على وجه مخصششوص ‪ -‬فاليششة‬
‫متضحة الدللة ‪ -‬ل مجملة‪) .‬قوله‪ :‬وأخبار( معطوف على آيات‪ ،‬أي والصل فيه أخبار‪) .‬قششوله‪:‬‬
‫كخبر إلخ( أي وكخبر‪ :‬إنما البيع عن تراض‪) .‬قوله‪ :‬أي الكسب أطيششب ؟( أي أي أنششواع الكسششب‬
‫أفضل وأحسن ؟ )قوله‪ :‬فقال( أي النبي‪) .‬وقوله‪ :‬عمششل الرجششل بيششده( أي وهشو الصششناعة ‪ -‬وقيشل‬
‫يشمل الزراعة ‪ -‬وكونه باليد جري على الغالب‪) .‬قوله‪ :‬وكل بيع مبرور( هششو التجششارة‪) .‬وقششوله‪:‬‬
‫أي ل غش فيه ول خيانة( هذا مدرج من كلم الششراوي‪ .‬والفششرق بيششن الغششش والخيانششة‪ :‬أن الول‬
‫تدليس يرجع إلى ذات المبيع‪ ،‬كأن يجعد شعر الجارية‪ ،‬ويحمر وجهها‪ ،‬والثاني أعم‪ ،‬لنه تششدليس‬
‫في ذاته أو صفته أو أمر خارج‪ ،‬كأن يصفه بصفات كاذبششة‪ ،‬وكششأن يششذكر لششه ثمنششا كاذبششا‪) .‬قششوله‪:‬‬
‫يصح البيع إلخ(‪) .‬اعلم( أن أركان البيع ثلثة‪ :‬عاقد‪ ،‬ومعقود عليه‪ ،‬وصيغة‪ .‬وفي الحقيقة‪ :‬سششتة‪،‬‬
‫لن كل واحد من الركان الثلثة‪ :‬تحته قسمان ‪ -‬فالول‪ :‬تحته البائع والمشششتري‪ .‬والثششاني‪ :‬تحتششه‬
‫الثمن والمثمن‪ .‬والثالث‪ :‬تحته اليجاب والقبول ‪ -‬ولم يصششرح المؤلششف بششالركنين الوليششن‪ ،‬وإنمششا‬
‫أشار إليهما بقوله وشرط في عاقد‪ ،‬وقوله وفي معقوده‪ .‬وصرح بالصيغة بقششوله بإيجششاب وقبششول‪،‬‬
‫وبدأ بها لقشوة الخلف فيهشا ‪ -‬وإن تقشدما عليهشا طبعشا ‪ -‬ثشم هشي علشى قسشمين‪ :‬صشريح‪ ،‬وكنايشة‪،‬‬
‫والول‪ :‬مما دل على التمليك ‪ -‬أو التملك ‪ -‬دللششة ظششاهرة ممششا اشششتهر وكششرر علششى ألسششنة حملششة‬
‫الشرع‪ :‬كبعتك‪ ،‬وملكتك‪ ،‬أو وهبتك ذا بكذا‪ .‬والثاني‪ :‬ما احتمل البيع وغيره‪ ،‬كجعلته لك‪ ،‬وخششذه‪،‬‬
‫وتسلمه‪ ،‬وبارك ال لك فيه‪ .‬ويشترط في صحة الصيغة‪ :‬أن يششذكر المبتششدئ ‪ -‬بائعششا أو مشششتريا ‪-‬‬
‫كل من الثمن والمثمن‪ .‬وأمشا المجيشب فل يششترط أن يششذكرهما ‪ -‬ول أحششدهما ‪ -‬فلشو قششال البششائع‪:‬‬
‫بعتك كذا بكذا‪ ،‬فقال قبلت‪ ،‬أو قال المششتري‪ :‬اشششتريت منشك كشذا بكششذا‪ ،‬فقششال البشائع بعتشك‪ ،‬كفششى‬
‫منهما‪ .‬فإن لم يذكر المبتدي منهما العوضين معا‪ :‬لم يصششح العقششد‪ .‬أفششاده البجيرمششي‪) .‬قششوله‪ :‬ولششو‬
‫هزل( غاية في صحة البيع باليجاب‪ .‬أي يصح به ولو صدر منه على سبيل الهزل ‪ -‬أي المششزح‬
‫‪ -‬وهو أن ل يقصد باللفظ حقيقة اليقاع‪ .‬وفى سششم‪ :‬هششل السششتهزاء كششالهزل ؟ فيششه نظششر‪ ،‬ويتجششه‬
‫الفرق ‪ -‬لن في الهزل قصد اللفظ لمعناه‪ ،‬غير أنه ليس راضيا بششه‪ .‬وليششس فششي السششتهزاء قصششد‬
‫اللفظ لمعناه‪ .‬ويؤيده أن الستهزاء يمنع العتداد بالقرار‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وهو( أي اليجاب‪) .‬وقششوله‪:‬‬
‫ما دل على التمليك دللة ظاهرة( هذا التعريف شامل لليجاب الصريح والكناية‪ ،‬لن كليهما يدل‬
‫دللة ظاهرة‪ .‬غاية المششر أن دللششة الصششريح أقششوى‪ ،‬بخلف الكنايششة فششإن دللتهششا بواسششطة ذكششر‬
‫العوض على اشتراطه فيها‪ ،‬أو نيته على عدم الشتراط‪ .‬وخرج بذلك‪ :‬ما ل يدل دللة ظششاهرة ‪-‬‬
‫كملكتكه‪ ،‬وجعلته لك ‪ -‬من غيشر ذكششر عشوض أو نيتششه‪) .‬قشوله‪ :‬كبعتششك( يششير إلششى شششرطين فشي‬
‫الصيغة‪ ،‬وهما‪ :‬الخطاب‪ ،‬ووقوعه على جملة المخاطب‪) .‬وقوله‪ :‬ذا بكذا( يشير إلى شرط ثششالث‪،‬‬
‫وهو أنه ل بد من ذكر الثمن والمثمن ‪ -‬كما مر عن البجيرمي ‪) .-‬قوله‪ :‬وهششو لششك بكششذا( اختلششف‬
‫فيه‪ :‬هل هو صريح أو كناية ؟ والمعتمد الثاني‪ .‬وعلى الول‪ :‬يفرق بينه وبين جعلتششه لششك التششي‪:‬‬
‫بأن الجعل ثم محتمل‪ ،‬وهنا ل احتمال‪ .‬ا‍ه‪.‬‬

‫]‪[7‬‬

‫حجر‪ .‬وكتب سم ما نصه‪ :‬قوله وهنششا ل احتمششال‪ :‬إن أراد أن عششدم الحتمششال بسششبب قششوله‬
‫بكذا‪ ،‬فليكن جعلته لك بكذا كذلك‪ ،‬وإن أراد أنه بدونه‪ .‬أبطله قششولهم فششي الوصششية أنششه لششو اقتصششر‬
‫على هو له‪ ،‬فإقرار‪ ،‬إل أن يقول مششن مششالي‪ ،‬فيكششون وصششية‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬وملكتششك‪ ،‬أو وهبتششك ذا‬
‫بكذا( هذا من الصريح‪ ،‬ول ينافي ذلك كونهمششا صششريحين فششي الهبششة‪ ،‬لن محلششه عنششد عششدم ذكششر‬
‫الثمن‪) .‬قوله‪ :‬وكذا جعلته لك( أي ومثل المذكورات في صحة اليجاب به‪ :‬جعلته لك‪ ،‬وهششو مششن‬
‫الكناية‪ ،‬فلذلك قيده بقوله إن نوى به الششبيع‪) .‬وقشوله‪ :‬بكششذا( هشو كنايششة عششن العششوض‪ ،‬ول يشششترط‬
‫ذكره‪ ،‬بل تكفي نيته عند حجششر‪ ،‬وعنششد م ر يشششترط ذكششره‪ ،‬ول تكفششي نيتششه‪ .‬والخلششف بينهمششا فششي‬
‫الكناية فقط‪ ،‬أما في الصريح‪ :‬فيشترط ذكره عندهما‪ .‬قال في التحفة‪ :‬وليششس منهششا ‪ -‬أي الكنايششة ‪-‬‬
‫أبحتكه‪ ،‬ولو مع ذكر الثمن ‪ -‬كما اقتضاه إطلقهم ‪ -‬لنه صريح في الباحة مجانا ل غير‪ ،‬فششذكر‬
‫الثمن مناقض له‪ .‬وبه يفرق بينه وبين صششراحة‪ :‬وهبتششك هنششا‪ ،‬لن الهبششة قششد تكششون بثششواب‪ ،‬وقششد‬
‫تكون مجانا‪ ،‬فلم ينافها ذكر الثمن ‪ -‬بخلف الباحة ‪ -‬ثم قال‪ :‬وإنما انعقد بهششا ‪ -‬أي الكنايششة ‪ -‬مششع‬
‫النية في الصح مع احتمالها ‪ -‬أي لغير البيع ‪ -‬قياسا على نحو الجارة والخلششع‪ ،‬وذكششر الثمششن أو‬
‫نيته بتقدير الطلع عليها منه يغلب على الظن إرادة البيع‪ ،‬فل يكون المتأخر من العاقششدين قششابل‬
‫ما ل يدريه‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومما يقوم مقام اليجاب‪ :‬اشتر مني هششذا بكششذا‪ ،‬وهششو يسششمى اسششتقبال‪ :‬أي طلششب‬
‫القبول‪ ،‬لن معناه‪ :‬اقبل مني كذا بكذا‪) .‬قوله‪ :‬وقبششول( بششالجر‪ ،‬عطششف علششى إيجششاب‪ .‬أي ويصششح‬
‫بإيجششاب مششع قبششول‪) .‬قششوله‪ :‬مششن المشششتري( متعلششق بمحششذوف صششفة لقبششول‪ .‬أي قبششول كششائن مششن‬
‫المشتري‪ ،‬ويقوم مقام القبول منه‪ ،‬قوله للبائع‪ :‬يعنششي ذا بكششذا‪ ،‬ويسششمى هششذا‪ :‬اسششتيجابا‪ ،‬أي طلششب‬
‫الجواب‪) .‬قوله‪ :‬ولو هزل( أي ولو صدر منه القبول على سششبيل الهششزل‪ ،‬فششإنه يصششح‪ ،‬ويلششزم بششه‬
‫البيع‪ .‬قال سم‪ :‬قال في النوار‪ :‬ولو اختلفشا فشي القبشول فقشال أوجبشت ولشم تقبشل‪ ،‬وقشال المششتري‬
‫قبلت‪ ،‬صدق بيمينه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وهششو( أي القبششول‪) .‬قششوله‪ :‬مششا دل علششى التملششك كششذلك( أي دللششة‬
‫ظاهرة‪ ،‬بخلف غير الظاهر‪ ،‬كأن قال تملكت فقششط‪ ،‬فششإنه ل يكفششي‪ ،‬لنششه يحتمششل الشششراء والهبششة‬
‫وغيرهما‪) .‬قوله‪ :‬كاشتريت( أي وما اشتق منه ‪ -‬كأنا مشتر ‪) -‬وقوله‪ :‬هذا بكذا( الول كناية عن‬
‫المبيع‪ ،‬والثاني كناية عن الثمن‪) .‬قوله‪ :‬وقبلت إلخ( أي واتبعت واخترت‪) .‬قوله‪ :‬هذا بكذا( راجع‬
‫لقبلت وما بعده‪) .‬قوله‪ :‬وذلك لتتم الصيغة( أي اشتراط التيان باليجششاب والقبششول معششا لجششل أن‬
‫تتم الصيغة‪ ،‬التي هي عبارة عن مجموعهما‪ ،‬فاسم الشارة يعود علشى معلشوم مشن المقشام )قشوله‪:‬‬
‫الدال( بالرفع‪ ،‬نعت سببي للصيغة‪) .‬وقوله‪ :‬على اشتراطها( أي الصيغة‪) .‬قششوله‪ :‬إنمششا الششبيع عششن‬
‫تراض( أي صادر عن تراض‪) .‬قشوله‪ :‬والرضشا إلشخ( بيشان لشوجه دللشة الحششديث علشى اشششتراط‬
‫الصيغة‪ .‬وحاصله أن في الحديث حصر صحة البيع فششي الرضششا وهششو خفششي‪ ،‬إذ هششو معنششى قششائم‬
‫بالقلب‪ ،‬فل إطلع لنا عليه‪ ،‬فاشترط لفظ يدل عليه‪ ،‬وهو الصيغة‪) .‬قوله‪ :‬فششاعتبر مششا يششدل عليشه(‬
‫أي الرضا من اللفظ‪ ،‬وذلك لن دللة اللفظ على ما في النفس أقوى من دللششة القششرائن‪ ،‬فل يقششال‬
‫إن القرائن تدل على الرضا‪ .‬ومثل اللفظ ما يقشوم مقششامه‪ ،‬كإشششارة الخششرس المفهمششة‪) .‬قشوله‪ :‬فل‬
‫ينعقد الخ( تفريع على اشتراط الصيغة‪) .‬قوله‪ :‬لكن اختير النعقاد إلخ( استدراك من عدم انعقششاده‬
‫بالمعاطاة الموهم أن ذلك مطلقا وبالتفاق‪ :‬أي لكن اختار بعضهم ‪ -‬وهششو النششووي ‪ -‬انعقششاد الششبيع‬
‫بالمعاطاة في كل شئ يعد العرف المعاطاة فيه بيعا‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬واختار المصنف ‪ -‬كجمششع ‪-‬‬
‫انعقاده بها في كل ما يعده الناس بها بيعا‪ ،‬وآخرون في محقر كرغيششف‪ .‬والسششتجرار مششن بيششاع‪:‬‬
‫باطل اتفاقا‪ ،‬أي إل إن قدر الثمن في كل مشرة‪ ،‬علششى أن الغزالشي‪ ،‬سشامح فيششه‪ ،‬بنشاء علشى جشواز‬
‫المعاطاة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فعلى الول( أي عدم النعقاد‪) .‬وقوله المقبوض‬

‫]‪[8‬‬

‫بها( أي بالمعطاة‪) .‬وقوله‪ :‬كالمقبوض بالبيع الفاسد( أي فيجب على كل أن يششرد مششا أخششذه‬
‫على الخر إن بقي‪ ،‬أو بدله إن تلف‪ .‬قال سم‪ :‬فهششو إذا كششان باقيششا علششى ملششك صششاحبه‪ ،‬فششإن كششان‬
‫زكويا فعليه زكاته‪ ،‬لكن ل يلزم إخراجها‪ ،‬إل إن عاد إليه‪ ،‬أو تيسششر أخششذه‪ .‬وإن كششان تالفششا فبششدله‬
‫دين لصاحبه على الخر‪ ،‬فحكمه كسائر الديون في الزكاة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬أي فششي أحكششام الششدنيا( أي‬
‫أن المقبوض بهششا كششالمقبوض بششالبيع الفاسششد بالنسششبة للحكششام الدنيويششة‪) .‬وقششوله‪ :‬أمششا الخششرة فل‬
‫مطالبة بها( أي إذا لم يرد كششل مششا أخششذه فل يعششاقب عليهششا فششي الخششرة ‪ -‬أي لطيششب النفششس بهششا‪،‬‬
‫واختلف العلماء فيها ‪ -‬لكن هذا من حيث المال‪ ،‬وأمشا مشن حيشث تعشاطي العقشد الفاسشد‪ ،‬فيعشاقب‬
‫عليه‪ ،‬إذا لم يوجد مكفر‪) .‬قوله‪ :‬ويجششري خلفهششا( أي المعاطششاة‪) .‬وقششوله‪ :‬فششي سششائر العقشود( أي‬
‫المالية‪ ،‬كالرهن‪ ،‬والشركة‪ ،‬والجارة‪) .‬قوله‪ :‬وصورتها( أي المعاطاة‪) .‬قوله‪ :‬أن يتفقا( أي البائع‬
‫والمشتري‪ .‬أي من قبل صدور المعاطاة منهما‪ ،‬ثم يعطي كل صاحبه ممن غيششر إيجششاب وقبششول‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وإن لم يوجد لفظ مشن واحششد( غايششة فششي التفشاق‪ .‬أي سشواء حصشل مشع اتفاقهمششا لفشظ مشن‬
‫أحدهما أم ل‪ .‬ولو قال‪ :‬وإن وجد لفظ مششن أحششدهما‪ ،‬لكششان أولششى‪ ،‬إذ ل يغيششا إل بالبعيششد‪ .‬والمششراد‬
‫باللفظ‪ :‬اليجاب‪ ،‬أو القبول‪) .‬والحاصل( المعاطششاة‪ :‬هششي أن يتفششق البششائع والمشششتري علششى الثمششن‬
‫والمثمن‪ ،‬ثم يدفع البائع المثمن للمشتري‪ ،‬وهو يدفع الثمن له‪ ،‬سششواء كششان مششع سششكوتهما‪ ،‬أو مششع‬
‫وجود لفظ إيجاب أو قبول من أحدهما‪ ،‬أو مع وجود لفظ منهما لكن ل من اللفاظ المتقدمة ‪ -‬كما‬
‫في ع ش ‪ -‬وعبارته‪ :‬ول تتقيد المعاطاة بالسكوت‪ ،‬بل كما تشمله تشمل غيششره مششن اللفششاظ غيششر‬
‫المششذكورة فششي كلمهششم‪ ،‬للصششريح والكنايششة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفششي فتششح الجششواد‪ :‬ويظهششر أن مششا ثمنششه قطعششي‬
‫الستقرار ‪ -‬كالرغيف بدرهم بمحل ل يختلف أهلشه فششي ذلششك ‪ -‬ل يحتشاج لتفشاق فيشه‪ ،‬بشل يكفششي‬
‫الخذ والعطاء مع سششكوتهما‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬ولششو قششال متوسششط( هششو الششدلل أو المصششلح‪ .‬قششال فششي‬
‫النهاية‪ :‬وظاهر أنه ل يشترط فيه أهلية البيع‪ ،‬لن العقد ل يتعلق به‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬بعششت( هششو بتششاء‬
‫المخاطب )قوله‪ :‬فقال( أي البائع )وقوله‪ :‬نعشم( أي بعشت )قشوله‪ :‬أو وإي( بكسشر الهمشزة‪ ،‬حشرف‬
‫جواب‪ ،‬ومثلها جير‪) .‬وقال( أي المتوسط )وقوله‪ :‬اشتريت( هو بتاء المخاطب )قششوله‪ :‬فقششال( أي‬
‫المشتري‪) .‬وقوله‪ :‬نعم( أي أو إي‪ ،‬أو جير‪) .‬قششوله‪ :‬صششح( أي الششبيع‪ ،‬بمششا ذكششر مششن قششول البششائع‬
‫للمتوسط‪ :‬نعم‪ ،‬وقول المشتري له‪ :‬نعم‪ ،‬فينعقد البيع بذلك‪ ،‬لن الول دال على اليجاب‪ ،‬والثششاني‬
‫دال على القبول‪) .‬قوله‪ :‬ويصح أيضا إلخ( أي كما يصح البيع بالجواب منهمششا للمتوسششط بنعششم أو‬
‫إي‪ ،‬يصح بجواب أحد المتعاقدين للخر‪ ،‬وذلك بأن يقول المشتري للبائع‪ :‬بعت ؟ فيقول له‪ :‬نعم‪،‬‬
‫ويقول البششائع للمشششتري‪ :‬اشششتريت ؟ فيقششول لششه‪ :‬نعششم‪ .‬وظششاهر النهايششة‪ :‬عششدم الصششحة فيمششا ذكششر‪،‬‬
‫وعبارتها‪ :‬فلو كان الخطاب من أحدهما للخر‪ :‬لم يصح ‪ -‬أي الجششواب بنعششم ‪ .-‬قششال ع ش‪ :‬كششأن‬
‫قال‪ :‬بعتني هذا بكذا ؟ فقال‪ :‬نعم‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬منهما( أي مششن المتعاقششدين‪) .‬وقششوله‪ :‬لجششواب إلششخ(‬
‫الجشار والمجشرور حشال مشن نعشم ‪ -‬أي حشال كونهشا مأتيشا بهشا لجشل جشواب الشخ‪) .‬وقشوله‪ :‬قشول‬
‫المشتري( أي للبائع‪) .‬وقوله‪ :‬والبائع( أي وجواب قول البائع للمشتري‪ :‬اشتريت ؟ )قوله‪ :‬حشرف‬
‫استقبال( المراد به حرف المضارعة ‪ -‬كالهمزة‪ ،‬والنششون كمششا يرشششد بششذلك المثششال ‪) -‬وقششوله‪ :‬لششم‬
‫يصح( أي اليجاب المقرون بحرف الستقبال‪ ،‬أو القبول المقرون بذلك‪ .‬وفي البجيرمششي‪ :‬إنششه ل‬
‫يصح صراحة‪ ،‬أما كناية فيصح‪ .‬ونصه‪:‬‬

‫]‪[9‬‬
‫)فرع( أتى بالمضارع في اليجاب‪ :‬كأبيعك‪ ،‬أو في القبول‪ :‬كأقبل ‪ -‬صح‪ .‬لكنه كناية‪ ،‬فما‬
‫في العباب من عدم صحة البيع بصيغة السشتقبال محمشول علشى نفشي الصشراحة‪ ،‬كمشا يششعر بشه‬
‫تعليلهم باحتمال الوعد والنشاء‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬قال شيخنا( أي في فتح الجواد والتحفة‪ ،‬ولكششن اللفششظ‬
‫للول‪) .‬قوله‪ :‬من العامي( المراد به ما قابل العالم‪) .‬قوله‪ :‬نحششو فتششح تششاء المتكلششم( انششدرج تحششت‬
‫نحو ضم تاء المخاطب‪ ،‬وإبدال الكاف ألفا‪ ،‬وغير ذلك‪ .‬قال ع ش‪ :‬قال حجر‪ :‬وظاهر أنششه يغتفششر‬
‫من العامي فتح التاء في التكلم‪ ،‬وضمها في التخاطب‪ ،‬لنششه ل يفششرق بينهمششا‪ .‬ومثششل ذلششك‪ :‬إبششدال‬
‫الكاف ألفا‪ ،‬ونحو ذلك‪ .‬ا‍ه‪ .‬سم‪ .‬وظاهره ‪ -‬ولو مع القدرة على الكاف من العامي ‪ -‬ومفهومه أنششه‬
‫ل يكتفي بها من غير العامي‪ ،‬وظاهر أن محله حيث قدر على النطق بالكاف‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وشرط‬
‫صحة اليجاب والقبول كونهما إلخ( شروع في بيان شروط أركان البيع الثلثة‪ ،‬التي هي العاقد‪،‬‬
‫والمعقود عليه‪ ،‬والصيغة‪ .‬وبدأ بشروط الصششيغة‪ ،‬وذكششر منهششا متنششا وشششرحا‪ :‬أربعششة وهششي‪ :‬عششدم‬
‫الفصل وعدم التعليق‪ ،‬وعدم التأقيت‪ ،‬وتوافق اليجاب والقبول معنى‪ .‬وبقششي عليششه منهششا ثمانيششة ‪-‬‬
‫الول منها‪ :‬أن ل يغير المبتدئ من العاقدين ما أتى به‪ ،‬فلششو قششال بعتششك ذا العبشد ‪ -‬بششل الجاريشة ‪-‬‬
‫فقبل‪ ،‬لم يصح‪ .‬أو بعتك هذا حال ‪ -‬بل مؤجل ‪ :-‬لم يصح ‪ -‬لضعف اليجاب بششالتغيير ‪ .-‬الثششاني‪:‬‬
‫التلفظ ‪ -‬بحيث يسمعه من يقربه عادة‪ ،‬وإن لم يسمعه المخاطب ‪ -‬ويتصور وجود القبول منه مششع‬
‫عدم سماعه‪ ،‬بما إذا بلغه السامع فقبل فورا‪ ،‬أو حمل الريح إليه لفظ اليجاب فقبل كشذلك‪ ،‬أو قبشل‬
‫اتفاقا ‪ -‬كما في البجيرمي‪ ،‬نقل عن سم ‪ -‬فلو لم يسمعه من بقربه لم يصح‪ .‬قال ع ش‪ :‬وإن سمعه‬
‫صاحبه لحدة سمعه‪ ،‬لن لفظه كل لفظ‪ ،‬وإن توقششف فيششه بعضششهم‪ .‬ا‍ه‪ .‬الثششالث‪ :‬بقششاء الهليششة إلششى‬
‫وجود الشق الثاني‪ ،‬فلو جن الول قبشل وجشود القبششول لششم يصششح‪ .‬الرابشع‪ :‬أن يكشون القبشول ممشن‬
‫صدر معه الخطاب‪ ،‬فلو قبل غيره في حياته أو بعد موته لم يصششح‪ .‬الخششامس‪ :‬أن يششذكر المبتششدئ‬
‫منهما الثمن والمثمن‪ .‬السادس‪ :‬أن يأتي بكاف الخطاب‪ ،‬ويستثنى منه المتوسط المتقدم‪ ،‬ولفظ نعم‬
‫من المتعاقدين‪ .‬السابع أن يضيف البيع لجملته فلو قال بعت يدك‪ :‬لم يصششح ‪ -‬إل إن أراد التجششوز‬
‫عن الجملة‪ .‬الثامن‪ :‬أن يقصد اللفظ لمعناه‪ ،‬فلو سبق به لسششانه‪ ،‬أو كششان أعجميششا ل يعششرف معنششى‬
‫البيع‪ :‬لم يصح ‪ -‬كما قال م ر‪) .‬قوله‪ :‬كونهما( أي اليجاب والقبول‪) .‬وقششوله‪ :‬بل فصششل( متعلششق‬
‫بمحذوف خبر الكون‪ ،‬باعتبار الشرح‪ .‬وباعتبار المتن‪ :‬يكون متعلقششا بيصششح‪ ،‬أو بمحششذوف صششفة‬
‫لكل من إيجاب وقبول‪) .‬قوله‪ :‬بسكوت( متعلق بفصل‪) .‬وقوله‪ :‬طويل( هو ما أشششعر بششالعراض‬
‫عن القبول‪ .‬قال البجيرمي‪ :‬المعتمد أنه بقدر ما يقطع القراءة في الفاتحة‪ ،‬وهو الزائد علششى سششكتة‬
‫التنفس‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬يقع بينهما( أي بين لفظهما‪ ،‬أو إشششارتهما‪ ،‬أو كتابتهمششا‪ ،‬أو لفششظ أحششدهما‪ ،‬أو‬
‫كتابة‪ ،‬أو إشارة الخر‪ ،‬أو كتابششة أحششدهما وإشششارة الخششر‪ ،‬لكششن العششبرة فششي الفصششل بالسششكوت ‪-‬‬
‫بالنسبة للكتابة بعد علم المكتوب إليه ‪) -‬وقوله‪ :‬بخلف اليسير( أي فإنه ل يضر‪ .‬قال فششي التحفششة‬
‫والنهاية ‪ -‬والعبارة للنهاية ‪ :-‬والوجه أن السكوت اليسير ضار إذا قصد به القطع ‪ -‬أخذا مما مر‬
‫في الفاتحة ‪ .-‬ويحتمل خلفه‪ ،‬وبفرق‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬ويحتمل خلفه( جزم به الزيششادي‪ ،‬وعبششارته‪:‬‬
‫ولو قصد به القطع ‪ -‬بخلف القراءة ‪ -‬لنها عبادة بدنية محضششة‪ ،‬وهششي أضششيق مششن غيرهششا‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وهي تفيد الصحة مع قصد القطششع‪) .‬قششوله‪ :‬ول تخلششل لفششظ( معطششوف علششى فصششل ‪ -‬مششن عطششف‬
‫الخاص على العام ‪ -‬أي وبل تخلل لفظ‪ .‬قال في التحفة‪ :‬من المطلوب جوابه‪ .‬وقال سم‪ :‬وكذا من‬
‫الخششر علششى الوجششه‪ ،‬وفاقششا لشششيخنا الشششهاب الرملششي‪ ،‬ووجهششه أن التخلششل إنمششا ضششر لشششعاره‬
‫بالعراض‪ ،‬والعراض مضر من كل منهما‪ ،‬فإن غير المطلوب جوابه لو رجع قبل لفظ الخششر‬
‫أو معه‪ ،‬ضر‪ .‬فكذا لو وجد منه مششا يشششعر بششالرجوع والعششراض‪ .‬فتششأمله يظهششر لششك وجاهششة مششا‬
‫اعتمده شيخنا‪ .‬ا‍ه‪.‬‬

‫] ‪[ 10‬‬
‫والعبرة في التخلل في الغائب‪ :‬بما يقع منه عقب علمه أو ظنه بوقوع البيع له‪ .‬ا‍ه‪ .‬نهايششة‪.‬‬
‫قال ع ش‪ :‬أما الحاضر‪ ،‬فل يضر تكلمه قبل علم الغائب‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وإن قل( أي اللفششظ المتخلششل‬
‫فإنه يضر‪ ،‬وهو شامل للحرف المفهم‪ ،‬وهو متجه‪ ،‬لنه كلمة‪ ،‬ولغير المفهم ‪ -‬وهو محششل نظششر ‪-‬‬
‫نعم‪ ،‬يغتفر اليسير لنسيان أو جهل إن عذر ‪ -‬كالصلة ‪ .-‬ويغتفر لفششظ قششد‪ :‬لنهششا للتحقيششق فليسششت‬
‫بأجنبية‪ .‬ويغتفر لفظ‪ :‬وال اشتريت‪ .‬واختلف في الفصل بأنا‪ .‬في ‪ -‬أنا قبلت ‪ -‬فقيششل يغتفشر‪ ،‬وقيشل‬
‫ل‪) .‬قوله‪ :‬أجنبي( صفة للفظ‪) .‬قوله‪ :‬بأن لم يكن من مقتضاه( أي العقششد‪ .‬وهششو تصششوير للجنششبي‬
‫من العقد‪ ،‬فإن كان منه ‪ -‬كالقبض‪ ،‬والنتفاع‪ ،‬والرد بعيب‪ - ،‬لم يضششر الفصششل بششه‪) .‬وقششوله‪ :‬ول‬
‫من مصالحه( فإن كان منها ‪ -‬كشرط الرهن‪ ،‬والشهاد ‪ -‬لم يضر‪ .‬وزاد في التحقة والنهايششة‪ :‬ول‬
‫من مستحباته‪ ،‬فإن كان منها ‪ -‬كالبسملة‪ ،‬والحمدلة‪ ،‬والصلة على النششبي )ص( لششم يضششر أيضششا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ويشترط أيضا أن يتوافقا( أي اليجاب والقبول‪) .‬وقوله‪ :‬معنى( أي فششي المعنششى‪ ،‬أي بششأن‬
‫يتفقا في الجنس‪ ،‬والنوع‪ ،‬والصششفة‪ ،‬والعشدد‪ ،‬والحلشول‪ ،‬والجششل‪) .‬قشوله‪ :‬ل لفظشا( أي ل يششترط‬
‫اتفاقهما في اللفظ‪ ،‬فلو اختلفا فيه ‪ -‬كأن قششال البششائع‪ :‬وهبتكششه بكششذا‪ ،‬فقششال المشششتري‪ :‬اشششتريت‪ ،‬أو‬
‫بالعكس ‪ -‬وكما لو قال بعتكه بقرش‪ ،‬فقال اشتريت بثلثين نصف فضة‪ :‬صششح ذلششك‪) .‬قششوله‪ :‬فلششو‬
‫قال بعتك إلخ( مفرع على مفهوم الشرط‪) .‬قوله‪ :‬فزاد( أي المشتري‪ ،‬كششأن قششال اشششتريت بششألفين‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬أو نقص( أي كأن قال اشتريت بخمسمائة‪) .‬قوله‪ :‬أو بألف حالة( أي أو قال البائع‪ :‬بعتك‬
‫بألف حالة‪) .‬قوله‪ :‬فأجل( أي المشتري‪ :‬أي قال اشتريت منك بألف مؤجلششة‪) .‬وقششوله‪ :‬أو عكسششه(‬
‫أي بأن قال ابائع بعتك بألف مؤجلشة‪ ،‬فقشال المششتري‪ :‬اششتريت بشألف حالشة‪) .‬وقشوله‪ :‬أو مؤجلشة‬
‫بشهر( أي أو قال بعتك بألف مؤجلة بشهر‪) .‬وقوله‪ :‬فزاد( أي المشتري‪ ،‬بأن قال اشششتريت بششألف‬
‫مؤجلة بشهرين‪) .‬قوله‪ :‬لم يصح( أي البيع‪ ،‬وهو جواب لو‪) .‬وقوله‪ :‬للمخالفششة( أي بيششن اليجششاب‬
‫والقبول‪ ،‬لكون القبول على ما لم يخاطب به‪) .‬قششوله‪ :‬وبل تعليششق( معطششوف علششى بل فصششل‪ .‬أي‬
‫ويشترط كونهما من غير تعليق‪) .‬قوله‪ :‬فل يصح معه( أي ل يصح البيع مع وجششود التعليششق فششي‬
‫اليجاب أو القبول‪ ،‬ومحله إن كان التعليق بغير المشيئة‪ ،‬فإن كان بها‪ :‬صح‪ ،‬لكن بشروط أربعة‪:‬‬
‫أن يذكر المبتشدئ‪ ،‬وأن يخشاطب بهششا مفشردا‪ ،‬وأن يفتشح التشاء إذا كششان نحويشا‪ ،‬وأن يؤخرهشا عشن‬
‫صيغته إذا كان إيجابا أو قبول‪ .‬ومحلشه أيضشا‪ :‬إذا كششان بغيششر مشا يقتضششيه العقششد‪ ،‬فششإن كششان بششه ‪-‬‬
‫كقوله‪ :‬إن كان ملكي فقد بعتكه ‪ -‬صح‪) .‬قششوله‪ :‬كششإن مششات أبششي إلششخ( تمثيششل للتعليششق‪) .‬قششوله‪ :‬ول‬
‫تأقيت( معطوف على بل فصل‪ :‬أي ويشترط أيضا كونهما بل تأقيت‪ ،‬ولششو بمششا يبعششد بقششاء الششدنيا‬
‫إليه ‪ -‬كألف سنة ‪ .-‬قششال فششي التحفشة‪ :‬ويفشرق بينششه وبيششن النكششاح‪ ،‬بشأن الششبيع‪ :‬ل ينتهشي بششالموت‪،‬‬
‫بخلف النكاح‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وشرط فششي عاقششد إلششخ( ذكششر أربعششة شششروط لششه‪ :‬اثنششان منهششا خاصششان‬
‫بالمشتري‪ ،‬وهما‪ :‬السلم بالنسبة لتملك الرقيق المسلم والمصحف‪ ،‬وعدم الحرابة بالنسبة لتملششك‬
‫آلة الحرب‪ .‬واثنان عامان‪ ،‬فيه وفي البائع‪ ،‬وهما‪ :‬التكليف‪ ،‬وعدم الكراه المشار إليه بقوله وكششذا‬
‫من مكره‪ .‬وخرج بالعاقد المتوسط‪ ،‬فل يشششترط فيششه ذلششك ‪ -‬كمششا تقششدم ‪ ،-‬نعششم‪ ،‬يشششترط أن يكششون‬
‫مميزا‪) .‬قوله‪ :‬بائعا كان أو مشتريا( لشو قشال بائعشا ومششتريا ‪ -‬كمشا فشي التحفشة ‪ -‬لكشان أولشى‪ ،‬إذ‬
‫المراد بالعاقد هنا‪ :‬مجموع البائع والمشتري‪ ،‬ل هذا‪ ،‬أو هذا‪) .‬قوله‪ :‬تكليف( نششائب فاعششل شششرط‪،‬‬
‫والولى أن يقول ‪ -‬كالمنهج ‪ -‬إطلق تصرف‪ ،‬ليخرج به أيضا المحجششور عليششه بسششفه‪ ،‬أو فلششس‪.‬‬
‫وعبر في المنهاج بالرشد‪ .‬وكتب عليه المغنششي مششا نصششه‪) :‬تنششبيه( قششال المصششنف فششي دقششائقه‪ :‬إن‬
‫عبارته أصوب من قول المحرر يعتبر في المتبايعين التكليف‪ ،‬لنه يرد عليه ثلثة أشياء‪ .‬أحدها‪:‬‬
‫أنه ينتقض بالسكران‪ ،‬فإنه يصح بيعه على المذهب‪ ،‬مع أنه غيشر مكلشف‪ .‬الثشاني‪ :‬أنشه يشرد عليشه‬
‫المحجور عليه بسفه‪ ،‬فإنه ل يصح‪ ،‬مع أنشه مكلشف‪ .‬الثشالث‪ :‬المكشره بغيشر حشق‪ ،‬فشإنه مكلشف‪ ،‬ل‬
‫يصح بيعه‪ .‬قال‪ :‬ول يرد‬

‫] ‪[ 11‬‬
‫واحد منها على المنهاج‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وكذا من مكششره( هششذا مفهششوم قيششد محششذوف بعششد قششوله‬
‫تكليف‪ ،‬وهو وعدم إكراه‪ ،‬أي وكذلك ل يصح العقد من مكره‪ .‬قال سششم‪ :‬قششال فششي شششرح العبششاب‪:‬‬
‫ومحله إن لم يقصد إيقاع البيع‪ ،‬والصح ‪ -‬كما بحثه الزركشي ‪ -‬أخذا من قششولهم‪ :‬لششو أكششره علششى‬
‫إيقاع الطلق‪ ،‬فقصد إيقاعه‪ :‬صح لقصده‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله بغير حق‪ :‬خرج به مشا إذا كشان بحشق‪ ،‬كشأن‬
‫توجه عليه بيع ماله لوفاء الدين‪ ،‬فأكرهه الحاكم عليه فإنه يصح‪) .‬تنبيه( من أكره غيره على بيع‬
‫مال نفسه‪ :‬صح منششه‪ ،‬لنششه أبلششغ فششي الذن‪ ،‬ويصششح بيششع المصششادرة‪ ،‬وهششي أن يطلششب ظششالم مشن‬
‫شخص مال‪ ،‬فيبيع الشخص داره لجل أن يدفع ما طلب منششه‪ ،‬لئل ينششاله أذى مششن ذلششك الظششالم ‪-‬‬
‫وذلك لنه ل إكراه فيه على البيع ‪ -‬إذ قصد الظالم تحصيل المال منه بأي وجه كان‪ ،‬سششواء كششان‬
‫يبيع داره أو رهنها أو إيجارها أو بغير ذلك ‪ -‬كما في المغني ‪ -‬وعبارته‪ :‬ويصح بيع المصادر ‪-‬‬
‫بفتح الدال ‪ -‬من جهة ظالم‪ :‬بأن باع ماله لدفع الذى الذي ناله‪ ،‬لنه ل إكراه فيه‪ ،‬إذ مقصود مششن‬
‫صادر ‪ -‬أي وهو الظالم ‪ -‬تحصيل المششال مششن أي وجششه كششان‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثلششه فششي الششروض وشششرحه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬لعدم رضاه( أي المكره‪ ،‬وهو علة لعدم صحة بيع المكره‪) .‬قوله‪ :‬وإسششلم إلششخ( معطششوف‬
‫على تكليف‪ ،‬أي وشرط إسلم من المشتري لجل تملكه رقيقا مسلما‪ ،‬وذلك لما فششي ملششك الكششافر‬
‫للمسلم من الذلل‪ ،‬وقد قال تعالى‪) * :‬ولن يجعل ال للكافرين على المششؤمنين سششبيل( * )وقششوله‪:‬‬
‫ل يعتق عليه( خرج به ما إذا كششان يعتششق عليشه بالشششراء ‪ -‬كششأبيه‪ ،‬أو ابنشه ‪ -‬فششإنه يصششح‪ ،‬لنتفششاء‬
‫إذلله بعدم استقرار ملكه‪) .‬فائدة( يتصور دخول الرقيق المسلم في ملك الكششافر فششي مسششائل نحششو‬
‫الربعين صورة‪ ،‬ذكرها في المغني‪ ،‬ويجمعها ثلثششة أسششباب‪ :‬الول الملششك القهششري ‪ -‬كششالرث ‪-‬‬
‫كأن يموت كافر عن ابن كافر‪ ،‬ويخلف في تركته عبدا مسلما‪ ،‬فيرث البن العبد‪ .‬الثاني‪ :‬ما يفيششد‬
‫الفسخ‪ ،‬كالرد بعيب‪ .‬الثالث‪ :‬ما استعقب العتق‪ ،‬كشراء الكافر أصله وفرعه‪ .‬وقد نظمهششا بعضششهم‬
‫فقال‪ :‬ما استعقب العتق وملك قهري وما يفيد الفسخ‪ ،‬فاحفظ وادري )قوله‪ :‬علششى المعتمششد( وذلششك‬
‫لبقاء علقة السلم في المرتد‪ ،‬وفي تمكين الكافر منه إزالة لها‪) .‬قشوله‪ :‬لكشن الشذي إلشخ( ل محشل‬
‫للستدراك‪) .‬قوله‪ :‬صحة إلخ( ضعيف‪) .‬قوله‪ :‬ولتملك شئ من مصششحف( معطششوف علششى لتملششك‬
‫رقيق‪ ،‬أي وشرط إسلم في المشتري لتملك شئ من مصحف‪ ،‬ومثله الحديث ‪ -‬ولو ضعيفا‪ ،‬فيما‬
‫يظهر ‪ -‬وكتب العلم التي بها آثار السلف‪ ،‬لتعريضها للمتهان ‪ -‬بخلف ما إذا خلت عششن الثششار‪،‬‬
‫وإن تعلقت بالشرع‪ ،‬ككتب نحو‪ ،‬ولغة‪ .‬قال سم‪ :‬وخرج بالمصحف‪ :‬جلده المنفصششل عنشه‪ ،‬فششإنه ‪-‬‬
‫وإن حرم مسه للمحدث ‪ -‬يصح بيعه للكافر ‪ -‬كما أفتى به الشهاب الرملششي‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬يعنششي مششا‬
‫كتب فيه قرآن( بيان للمراد من المصحف‪ ،‬والتيان بهذا مناسب ‪ -‬لو لم يشزد الششارح لفشظ ششئ‪،‬‬
‫ومن الجارة ‪ -‬أما بعد الزيادة‪ :‬فالمناسب القتصار على الغاية وما بعششدها ‪ -‬أعنششي قششوله ولششو آيششة‬
‫إلخ‪ .‬وعبارة المنهاج‪ :‬ول يصح شراء الكافر المصحف‪ .‬قال في التحفة‪ :‬يعني كما هو ظششاهر مششا‬
‫فيه قرآن‪ ،‬ولو آية إلخ‪ .‬ا‍ه‪) .‬والحاصل( يشترط إسلم من أراد أن يتملك ما كتب فيه قششرآن‪ ،‬وإن‬
‫كان في ضمن نحو تفسير‪ ،‬أو علم‪ ،‬فيما يظهر‪ ،‬نعم‪ ،‬يتسامح لتملك الكافر الدراهم والدنانير الشتي‬
‫عليها شئ من القرآن ‪ -‬للحاجة إلى ذلك ‪ -‬ويلحق بها ‪ -‬فيما يظهر ‪ -‬ما عمت به البلوى أيضا من‬
‫شراء أهل الذمة الدور‪ ،‬وقد كتب في سقفها شئ من القرآن‪ ،‬فيكون مغتفرا ‪ -‬للمسامحة به غالبششا‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬نهاية‪ .‬وخالف في التحفة في الخير‪ ،‬فقال ببطلن البيع فيما عليه قرآن‪ ،‬وصحته فششي البششاقي‬
‫‪ -‬تقريبا للصفقة‪.‬‬

‫] ‪[ 12‬‬

‫)قوله‪ :‬ولو آية( غاية للمكتوب مشن القشرآن‪ ،‬والشذي فشي التحفشة والنهايشة‪ :‬وإن قشل ‪ -‬وهشو‬
‫صادق بالية‪ ،‬وما دونها‪ ،‬ولو حرفا ‪ -‬وفي سم ما نصه‪ :‬قششوله مششا فيششه قششرآن‪ ،‬ولشو تميمششة‪ ،‬وهشل‬
‫يشمل ما فيه قرآن ولشو حرفشا ؟ ويحتمششل أن الحششرف إن أثبششت فيشه بقصششد القرآنيششة‪ ،‬امتنشع الشبيع‬
‫حينئذ‪ ،‬وإل فل‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحذف‪) .‬قوله‪ :‬وإن أثبتت لغير الدراسة( هو غاية ثانية للمكتوب من القرآن‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ويشترط أيضا عدم حرابة إلخ( وذلك لنه يستعين به على قتالنا‪ ،‬وفي البجيرمي ما نصه‪:‬‬
‫قوله عدم حرابة‪ :‬خرج قطاع الطريق‪ .‬قال السبكي‪ :‬يصح بيع عدة الحرب لهششم‪ ،‬ولكششن إذا غلششب‬
‫على الظن أنهم يتخذونها لذلك‪ ،‬حرم مع الصحة‪ .‬سم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬آلة حشرب( هششي هنششا‪ :‬كشل نششافع‬
‫في الحرب ‪ -‬ولو درعا‪ ،‬وفرسا ‪) .-‬قوله‪ :‬كسيف ورمح إلخ( أمثلة للة الحششرب‪ .‬قششال سششم‪ :‬وهششل‬
‫مثل ذلك السفن لمن يقاتل في البحر‪ ،‬أو ل‪ ،‬لعدم تعينها للقتال ؟ فيه نظر‪ .‬ويتجه الول ‪ -‬كالخيل‬
‫‪ -‬مع عدم تعينها للقتال‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬وترس( هو المسمى بالدرقة‪ ،‬وبالجحفة ‪ -‬إذا كان من جلششد ‪-‬‬
‫كما في المصباح‪) .‬قوله‪ :‬بخلف غير آلة الحرب إلخ( أي فيصح بيعه للحربي‪) .‬وقوله‪ :‬ولو مما‬
‫تتأتى( أي ولو كان ذلك الغير مما تتأتى آلة الحرب منه كالحديد‪) .‬قوله‪ :‬وقوله‪ :‬إذ ل يتعين جعله‬
‫عدة حرب( فإن ظن جعله عدة حرب‪ :‬حرم‪ .‬والعدة‪ :‬بضم العين وكسرها‪) .‬قوله‪ :‬ويصح بيعهششا(‬
‫أي آلة الحرب‪) .‬وقوله‪ :‬للذمي( هذا مفهوم قوله حرابة‪ ،‬ومثل الشذمي‪ :‬البشاغي‪ ،‬وقشاطع الطريشق‪،‬‬
‫لسهولة أمرهما‪) .‬قششوله‪ :‬أي فششي دارنششا( أي يششترط أن يكشون الشذمي فششي دارنششا وتحششت قبضشتنا‪.‬‬
‫وخرج به‪ :‬ما لو ذهب إلى دار الحرب مع بقاء عقد الذمة ودفع الجزية ‪ -‬فل يصح ‪ -‬إذ ليس فششي‬
‫قبضتنا‪ .‬قال ح ل‪ :‬وفيه أنه في قبضتنا ما دام ملتزما لعهدنا‪ ،‬ومن ثم لم يقيد بششه الجلل‪ .‬ا‍ه‪ .‬قششال‬
‫بعضهم‪ :‬الولى حذف في دارنا‪ .‬أفاده البجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬وشرط في معقود عليه إلخ( ششروع فشي‬
‫شروط المعقود عليه‪ ،‬وهي لغير الربوي خمسة‪ ،‬ذكر منها ‪ -‬متنا وشششرحا ‪ -‬أربعششة‪ ،‬وبقششي عليششه‬
‫خامس‪ :‬وهو أن يكون منتفعا به شرعا‪ ،‬ولو في المآل‪) .‬قوله‪ :‬مثمنا كان( أي المعقود عليه‪ ،‬وهو‬
‫المبيع‪) .‬وقوله‪ :‬أو ثمنا( أي أو كان ثمنا )قشوله‪ :‬ملششك لشه إلششخ( أي أن يكششون للعاقششد سششلطنة علششى‬
‫المعقود عليه بملك‪ ،‬أو وكالة‪ ،‬أو ولية ‪ -‬كالب‪ ،‬والجد‪ ،‬والوصي ‪ -‬مثل ‪ -‬أو إذن من الشارع ‪-‬‬
‫كالملتقط فيما يخاف فساده‪ ،‬فالملكية ليست بشرط‪ ،‬خلفا لما يوهمه صنيعه‪) .‬قوله‪ :‬فل يصح بيع‬
‫فضولي( هو من ليس مالكا‪ ،‬ول وكيل‪ ،‬ول وليا‪ ،‬وإنما لم يصششح بيعششه‪ ،‬لحششديث‪ :‬ل بيششع إل فيمششا‬
‫يملك‪ .‬رواه أبو داود وغيره‪ .‬وعدم صحة البيع هو القول الجديد‪ .‬والقول القديم يقول إنششه يوقششف‪،‬‬
‫فإن أجاز مالكه نفذ‪ ،‬وإل فل‪ .‬ومثل البيع‪ :‬سائر تصرفاته القابلة للنيابة ‪ -‬كما لو زوج أمة غيره‪،‬‬
‫أو ابنته‪ ،‬أو أعتق عبده‪ ،‬أو آجره‪ ،‬ونحو ذلك‪ .‬ولو قال‪ :‬ول يصح تصرف فضششولي‪ :‬لشششمل ذلششك‬
‫كله‪) .‬قوله‪ :‬ويصح بيع مال غيره( هذا كالتقييششد لعششدم صششحة بيششع الفضششولي‪ :‬أي أن محلششه إذا لششم‬
‫يتبين أنه ملكه‪ ،‬وإل صح‪) .‬قششوله‪ :‬ظششاهرا( منصششوب بإسششقاط الخششافض‪ ،‬متعلششق بمششال غيششره‪ ،‬ل‬
‫بيصح‪) .‬قوله‪ :‬إن بان( أي المال الذي باعه‪) .‬قوله‪ :‬أنه له( أي أنه ملك له‪ ،‬وليس بقيد‪ ،‬بل المدار‬
‫على كونه له عليه ولية ‪ -‬كما تقدم ‪ -‬فيشمل ما إذا تبين أنه وكيل ببيع العيششن‪ ،‬أو أنششه ولششي علششى‬
‫العين المبيعة‪ ،‬أو نحو ذلك ‪ -‬كما سيذكر ذلك قريبا في المهمة ‪) -‬قوله‪ :‬كأن باع مال مورثه إلخ(‬
‫أي أو باع مال غيره على ظن أنه لم يأذن له‪ ،‬فبان إذنه له فيه‪) .‬قوله‪ :‬ظانا حياته( ليس بقيد‪ ،‬بل‬
‫مثله‪ ،‬إن لم يظن شششيئا‪ ،‬أو ظششن مششوته بششالولى‪ ،‬ا‍ه‪ ،‬ح ف‪ ،‬بجيرمششي‪) .‬قششوله‪ :‬فبششان( أي مششورثه‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬ميتا حينئذ( أي حين البيع‪ ،‬والمراد قبيله‪) .‬قوله‪ :‬لتبين إلخ( تعليل للصحة‪) ،‬وقششوله‪ :‬أنششه(‬
‫أي المال‪) ،‬وقوله‪ :‬ملكه( أي البائع ‪ -‬أي فوليته ثابتة له عليه‪) .‬قششوله‪ :‬ول أثششر لظششن خطششأ إلششخ(‬
‫يعني ول عبرة بأنه عند البيع يحتمل الخطششأ‪ ،‬لن العششبرة فششي العقششود بمششا فششي نفششس المششر فقششط‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ل بما في ظن المكلف( أي ليست‬

‫] ‪[ 13‬‬

‫العبرة بما في ظن المكلف‪ ،‬حتى ل يصح البيع‪) .‬قوله‪ :‬بطريق جائز( كبيع وهبة‪) .‬قششوله‪:‬‬
‫ما ظن حله( مفعول أخذ‪ ،‬أي أخذ شيئا يظن أنه حلل‪ ،‬وهو في الواقع ونفس المششر حششرام‪ ،‬كششأن‬
‫يكون مغصوبا أو مسروقا‪) .‬قوله‪ :‬فإن كان ظاهر المأخوذ منه( هو البششائع‪ ،‬أو الشواهب‪) .‬وقششوله‪:‬‬
‫الخير( أي الصلح‪) .‬قششوله‪ :‬لششم يطششالب( أي الخششذ فششي الخششرة‪ ،‬وهششو جششواب إن‪) .‬وقششوله‪ :‬وإل‬
‫طولب( أي وإن لم يكن ظاهر الخير والصلح‪ ،‬بأن كان ظاهره الفجششور والخيانششة‪ ،‬طششولب ‪ -‬أي‬
‫في الخرة ‪ -‬وأما في الدنيا‪ ،‬فل يطششالب مطلقششا‪ ،‬لنششه أخششذه بطريششق جششائز‪) .‬قششوله‪ :‬ولششو اشششترى‬
‫طعاما إلخ( بين هذه المسألة الغزالي فقال‪ :‬وأما المعصششية الششتي تشششتد الكراهششة فيهششا‪ :‬أن يشششتري‬
‫شيئا في الذمة ويقضي ثمنه من غصب أو مال حرام‪ ،‬فينظشر‪ ،‬فشإن سشلم إليشه البشائع الطعشام قبشل‬
‫قبض الثمن بطيب قلبه‪ ،‬وأكله قبل قضششاء الثمششن‪ ،‬فهششو حلل‪ .‬فششإن قضششى الثمششن بعششد الكششل مششن‬
‫الحرام فكأنه لم يقبض‪ ،‬فإن قضى الثمن من الحرام وأبرأه البائع مع العلم بششأنه حششرام فقششد بششرئت‬
‫ذمته‪ ،‬فإن أبرأه على ظن أنه حلل فل تحصل به الششبراءة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قشوله‪ :‬فشإن أقبضششه( أي الطعششام‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬له( أي للمشتري‪) .‬وقوله‪ :‬البائع( فاعل أقبضه‪) .‬قشوله‪ :‬برضشاه( أي البشائع‪) .‬قششوله‪ :‬قبشل‬
‫توفية الثمن( أي قبل توفية المشتري الثمن للبائع‪) .‬قوله‪ :‬حل له( أي للمشتري أكلششه‪ ،‬أي الطعششام‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أو بعدها( أي أو أقبضه البائع الطعام بعد توفية الثمن‪) .‬قوله‪ :‬مع علمه( أي البائع‪) .‬قوله‪:‬‬
‫أنه( أي الثمن حرام )قوله‪ :‬حل أيضا( أي حل أكل المشتري الطعام‪) .‬وقوله‪ :‬أيضا( أي كما حششل‬
‫في الصورة الولى‪) .‬قوله‪ :‬وإل حرم( أي وإن لم يعلم البائع أن الثمن الذي وفاه المشتري حرام‪:‬‬
‫حرم على المششتري أكشل ذلششك الطعششام‪) .‬وقشوله‪ :‬إلششى أن يشبرئه( متعلششق بمحششذوف‪ ،‬أي وتسششتمر‬
‫الحرمة إلى أن يبرئه البائع‪ ،‬أي من الثمن‪) .‬قوله‪ :‬أو يوفيه من حل( أي أو يوفي المشتري البائع‬
‫ثمنه من حل‪ ،‬أي وبعد ذلك يحل للمشتري أكله‪) .‬قوله‪ :‬وطهره( معطوف على ملششك‪ :‬أي وشششرط‬
‫طهر المعقود عليه ‪ -‬أي ولو بالجتهاد‪ ،‬ولو غلبت النجاسة في مثله‪ .‬وفي ع ش على م ر‪ :‬قششوله‪:‬‬
‫طهر‪ :‬ولو حكما‪ ،‬ليدخل نحو أواني الخزف المصحوبة بالسرجين‪ ،‬فإنه يصح بيعها‪ ،‬للعفو عنها‪،‬‬
‫فهي طاهرة حكما‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أو إمكان طهره بغسل( أي فالشششرط الحششد الششدائر‪ ،‬وذلششك كششالثوب‬
‫المتنجس الذي لم تسد النجاسة فرجه‪ ،‬وكشالجر المعجشون بشالنجس‪ .‬واحشترز بقشوله بغسشل‪ :‬عمشا‬
‫يمكن تطهيره‪ ،‬لكششن ل بغسششل‪ ،‬بششل بششالتكثير أو إزالششة التغيششر‪ :‬كالمششاء‪ ،‬أو بالتخليششل‪ :‬كششالخمر‪ ،‬أو‬
‫بالدبغ‪ :‬كالجلد النجس ‪ -‬فإنه ل يؤثر ‪ -‬فل يصح بيعه‪ ،‬كما سيصرح به الشارح‪) .‬قوله‪ :‬فل يصح‬
‫بيع نجس إلخ( وذلك لنه )ص(‪ :‬نهى عن ثمن الكلب‪ ،‬وقال‪ :‬إن ال حششرم بيششع الخمششر‪ ،‬والميتششة‪،‬‬
‫والخنزير رواهما الشيخان‪ .‬والمعنى في المذكورات‪ :‬نجاسة عينها‪ ،‬فألحق بها باقي نجششس العيششن‬
‫‪ -‬وكما ل يصح جعل النجس مبيعا‪ :‬ل يصح أيضششا جعلششه ثمنششا ‪ -‬إذ الطهششر شششرط للمعقششود عليششه‬
‫مطلقا ‪ -‬ثمنا كان أو مثمنا ‪ -‬ومثله يقال في بقية الشروط‪ ،‬وإن كان الششارح يقتصشر فشي المفهشوم‬
‫على المثمن‪ ،‬وكان حقه أن يعمم‪) .‬قوله‪ :‬بتخلل( راجع لخمر‪) .‬قوله‪ :‬أو دباغ( راجع لجلششد ميتششة‪،‬‬
‫فهو على اللف والنشششر المرتششب‪) .‬قششوله‪ :‬ول متنجششس إلششخ( أي ول يصششح بيششع متنجششس ل يمكششن‬
‫تطهيره أصل‪ ،‬أو يمكن ل بغسل ‪ -‬وذلك كالخل‪ ،‬واللبن‪ ،‬والصبغ‪ ،‬والجر المعجون بالزبششل ‪ -‬إذ‬
‫هو في معنى نجس العين‪ .‬ومحل عدم صحة بيع ما ذكر‪ :‬إذا كان استقلل‪ ،‬أما تبعا فيصح‪ ،‬كبيع‬
‫دار مبنية بآجر مخلوط بسرجين أو طين كذلك‪ ،‬أو أرض مسمدة بذلك‪ ،‬وكششبيع قششن عليششه وشششم ‪-‬‬
‫وإن وجبت إزالته‪ ،‬لوقوعه تابعا مع دعاء الحاجة لذلك‪ ،‬ويغتفر فيه ما ل يغتفر في غيره‪.‬‬

‫] ‪[ 14‬‬

‫)قوله‪ :‬ولو دهنا( أي ولو كان المتنجس دهنا‪ ،‬وهو غاية للرد على من قششال بصششحة بيعششه‪،‬‬
‫بناء على القول الضعيف بإمكان طهره‪) .‬وقوله‪ :‬تنجس( يورث ركاكة ل تخفى‪ ،‬فششالولى حششذفه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بل يصح هبته( أي المذكور من النجس والمتنجس‪ .‬وفي البجيرمششي مششا نصششه‪) :‬فششرع( لششو‬
‫تصدق‪ ،‬أو وهب‪ ،‬أو أوصى بالنجس ‪ -‬كالدهن‪ ،‬والكلب ‪ -‬صح‪ ،‬على معنى نقل اليد‪ .‬ا‍ه‪ .‬سششم‪ .‬ع‬
‫ش‪) .‬قوله‪ :‬ورؤيته( معطوف على ملك‪ :‬أي وشرط رؤيته‪) .‬وقوله‪ :‬أي المعقود عليششه( أي ثمنششا‪،‬‬
‫أو مثمنا‪) .‬قوله‪ :‬إن كان معينا( قيد في اشتراط الرؤية‪ ،‬أي تشترط الرؤية إن كان المعقششود عليششه‬
‫معينا ‪ -‬أي مشاهدا حاضرا ‪ -‬فهو من المعاينششة ل مششن التعييششن‪ ،‬لنششه صششادق بمششا عيششن بوصششفه‪،‬‬
‫وليس مرادا‪ .‬فلو كان المعقود عليه غير معين ‪ -‬بششأن كششان موصششوفا فششي الذمششة ‪ -‬ل تشششترط فيششه‬
‫الرؤية‪ ،‬بل الشرط فيه معرفة قدره وصفته‪) .‬قوله‪ :‬فل يصح بيع معين لششم يششرده العاقششدان( أي ل‬
‫يصح بيع معين غائب عن رؤية المتعاقدين أو أحدهما ‪ -‬ولو كشان حاضشرا فشي المجلشس ‪ -‬وعلشم‬
‫من ذلك امتناع بيع العمششى وشششرائه للمعيششن ‪ -‬كسششائر تصششرفاته ‪ -‬فيوكششل فششي ذلششك ‪ -‬حششتى فششي‬
‫القبض والقباض ‪ -‬بخلف ما في الذمة‪) .‬قوله‪ :‬كرهنه وإجارته( أي كما ل يصح رهششن المعيششن‬
‫وإجارته من غير رؤية المتعاقدين‪) .‬قوله‪ :‬للغرر المنهي عنه( تعليششل لعششدم صششحة بيششع مششا ذكششر‪.‬‬
‫والغرر‪ :‬هو ما انطوت عنا عاقته‪ ،‬أو ما تردد بين أمرين‪ :‬أغلبهما أو خوفهمششا‪) .‬قششوله‪ :‬وإن بششالغ‬
‫في وصفه( أي ل يصح بيع المعين من غير رؤية ‪ -‬وإن بالغ كل منهما فششي وصششفه ‪ -‬وذلششك لن‬
‫الملحظ في اشتراط الرؤية‪ :‬الحاطة بما لششم تحشط بشه العبششارة مشن دقيششق الوصشاف الششتي يقصشر‬
‫التعبير عن تحقيقها وإيصالها للذهن‪ ،‬ومن ثم ورد‪ :‬ليس الخبر كالعيان بكسر العيششن‪ ،‬ول مخالفششة‬
‫بين هذا وبين قوله التي‪ :‬ولو قال اشتريت منك ثوبا صفته كذا بهذه الدراهم‪ ،‬فقال‪ :‬بعتششك‪ ،‬انعقششد‬
‫بيعا‪ ،‬لنه بيع موصوف في الذمة‪ ،‬وذاك بيع عين متميزة موصوفة‪) .‬والحاصششل( لششو قششال بعتششك‬
‫ثوبا قدره كذا‪ ،‬وجنسه كذا‪ ،‬وصفته كذا‪ :‬صح ‪ -‬ولو كان الثوب حاضرا عنشده ‪ -‬وذلشك لنشه إنمشا‬
‫اعتمد على الصفات الملتزمة في الذمة‪ .‬ولششو قششال بعتششك الثششوب الششذي صششفته كششذا وكششذا‪ ،‬فششإنه ل‬
‫يصح‪ ،‬لن المعين ل يلتزم‪) .‬قوله‪ :‬وتكفي الرؤية قبل العقد إلخ( فإن وجده المشتري متغيرا عمششا‬
‫رآه عليه تخير‪ ،‬فلو اختلفا في تغيره فالقول قول المشتري بيمينه وتخير‪ ،‬لن البششائع يششدعي عليششه‬
‫أنه رآه بهذه الصفة الموجودة الن ورضي به‪ ،‬والصششل عششدم ذلششك‪ .‬وإنمششا صششدق ‪ -‬أي البششائع ‪-‬‬
‫فيما لو اختلفا في عيب يمكن حدوثه‪ ،‬لنهما قد اتفقا على وجوده في يد المشتري‪ ،‬والصششل عششدم‬
‫وجوده في يد البائع‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفة‪) .‬وقوله‪ :‬فيما ل يغلب تغيره إلى وقت العقد( أي في المعقود عليششه‬
‫الذي ل يغلب تغيشره إلشى وقشت العقشد‪ ،‬وهشو صششادق بمششا يغلششب عشدم تغيششره ‪ -‬كشأرض‪ ،‬وحديشد‪،‬‬
‫ونحاس‪ ،‬وآنية ‪ -‬وبما يحتمل التغير وعدمه سواء ‪ -‬كالحيوان ‪ -‬بخلف ما يغلب تغيره إلى وقششت‬
‫العقد ‪ -‬كالطعمة التي يسرع فسادها ‪ -‬فل تكفي رؤيته قبل العقد‪ ،‬لنه ل وثوق حينئذ ببقائه حال‬
‫العقد على أوصافه المرئية قبل‪) .‬قوله‪ :‬وتكفي رؤية إلخ(‪) .‬إعلم( أن رؤية كل عين على ما يليق‬
‫‪ -‬بها فيعتبر في الدار رؤية الشبيوت‪ ،‬والسشقوف‪ ،‬والسششطوح‪ ،‬والجششدران‪ ،‬والمسششتحم‪ ،‬والبالوعشة‪.‬‬
‫وفي البستان رؤية الشجار‪ ،‬والجدران‪ ،‬ومسايل الماء‪ .‬وفي العبد والمة رؤية مششا عششدا العششورة‪.‬‬
‫وفي الدابة‪ :‬رؤية كلهششا ‪ -‬ل رؤيشة لسششانهم‪ ،‬ول أسششنانهم ‪ -‬وفششي الثشوب نشششره ‪ -‬ليششرى الجميششع ‪-‬‬
‫ورؤية وجهي ما يختلف منه ‪ -‬كديباج منقش‪ ،‬وبساط ‪ -‬بخلف ما ل يختلف ‪ -‬ككرباس ‪ -‬فيكفششي‬
‫رؤية أحدهما‪ .‬وفي الورق البياض‪ .‬وفي الكتب والمصحف رؤية جميع الوراق‪ .‬وفششي متسششاوي‬
‫الجزاء ‪ -‬كالحبوب ‪ -‬رؤية بعضه‪ .‬وفشي نحشو الرمشان بمشا لشه قششر يكشون صشوانا لبقشائه رؤيشة‬
‫قشره‪) .‬قوله‪ :‬بعض المبيع( المناسب لما قبله‪ :‬بعض المعقود عليه‪ ،‬مبيعششا كششان‪ ،‬أو ثمنششا‪) .‬قششوله‪:‬‬
‫إن‬

‫] ‪[ 15‬‬

‫دل( أي البعض المرئي‪) .‬وقوله‪ :‬على باقيه( أي على أن البششاقي مثلششه‪ ،‬وذلششك يكششون فيمششا‬
‫يستوي ظاهره وباطنه ‪ -‬كالحب‪ ،‬والجوز‪ ،‬والدقة‪ ،‬والمسك‪ ،‬والتمر العجوة أو الكبيس فششي نحششو‬
‫قوصرة‪ ،‬والقطن في عدل ‪ -‬فلو رأى الظاهر‪ ،‬ثم خالفه البششاطن‪ ،‬تخيششر‪) .‬قششوله‪ :‬كظششاهر صششبرة(‬
‫تمثيل للبعض الذي تكفي رؤيته‪ ،‬ول فرق في الصبرة بين أن يكون كلها مبيعا أو بعضششها‪ .‬وفششي‬
‫سم ما نصه‪) :‬فرع( سئل شيخنا الشهاب الرملي عن بيع السكر فشي قشدوره‪ :‬هشل يصشح‪ ،‬ويكتفشي‬
‫برؤية أعله من رؤوس القدور ؟ فأجاب بأنه إن كان بقاؤه في القدور من مصالحه‪ :‬صج‪ ،‬وكفى‬
‫رؤية أعله من رؤوس القدور‪ ،‬وإل فل‪ .‬ا‍ه‪ .‬ولعل وجه ذلك‪ :‬أن رؤية أعله ل تدل على بششاقيه‪،‬‬
‫لكنه اكتفى بها إذا كان بقاؤه في القدور من مصالحه للضرورة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وأعلى المائع( عطف‬
‫على ظاهر صبرة‪ ،‬أي وكأعلى المائع‪ ،‬أي فإن رؤيته في ظرفششه كافيششة‪) .‬قششوله‪ :‬ومثششل إلششخ( هششو‬
‫بالرفع‪ ،‬عطف على محل كظاهر‪ ،‬الواقع خبرا لمبتدأ محذوف‪ ،‬والتقششدير‪ :‬وذلششك كظششاهر‪ ،‬وذلششك‬
‫مثل إلخ‪ ،‬ويصح جعل الكششاف اسششما بمعنششى مثششل‪ ،‬وعليششه‪ :‬يصششير العطششف عليهششا فقششط‪) .‬وقششوله‪:‬‬
‫أنموذج( مضاف إلى ما بعده إضافة على معنى من ‪ -‬وهو بضم الهمزة والميم وفتششح المعجمششة ‪-‬‬
‫المسمى بالعينة‪ ،‬وذلك بأن يأخذ البائع قدرا من البر مثل‪ ،‬ويريه للمشتري‪ .‬ول بد من إدخاله فششي‬
‫البيع بصيغة تشمل الجميع ‪ -‬بأن يقول‪ :‬بعتك البر الذي عندي مع النموذج‪ ،‬وإل فل يصح البيع‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬كالحبوب( تمثيل لمتساوي الجشزاء‪) .‬قشوله‪ :‬أو لششم يششدل( أي ذلشك البعشض المششرئي‪ ،‬وهشو‬
‫معطوف على قوله إن دل‪) .‬وقوله‪ :‬بل كان( أي ذلك البعض المرئي‪ .‬والولى‪ :‬لكن كششان ‪ -‬بششأداة‬
‫الستدارك‪ ،‬بدل أداة الضراب‪ ،‬كما هو ظششاهر ‪) .-‬وقششوله‪ :‬صششوانا( بضششم الصششاد وكسششرها‪ ،‬أي‬
‫حفظا‪) .‬وقوله‪ :‬للباقي( أي الذي لم ير‪ ،‬وهو متعلق بصوانا‪) .‬قوله‪ :‬لبقششائه( اللم للتعليششل‪ ،‬متعلقششة‬
‫بصوانا أيضا‪ .‬فاختلف المتعلقان‪ ،‬لن الول للتعدية‪ ،‬والثاني للعلة‪ ،‬أي صوانا للباقي لجل بقائه‪،‬‬
‫بحيث إذا فارقه ذلك الصوان ل يبقى‪ ،‬بل يتلف‪) .‬قوله‪ :‬كقشششر رمششان إلششخ( تمثيششل لبعششض المششبيع‬
‫الذي لم يدل‪ ،‬لكن كان صوانا للباقي‪) .‬وقوله‪ :‬وبيشض( أي وقششر بيشض‪) .‬قشوله‪ :‬وقششرة سشفلى(‬
‫وهي التي تكسر حالة الكل‪ .‬وخششرج بالسششفلى‪ :‬العليششا‪ ،‬فل يكفششي رؤيتهششا ‪ -‬كمششا سيصششرح بششه ‪.-‬‬
‫)قوله‪ :‬فيكفي رؤيته( أي المششذكور مششن قشششر الرمششان‪ ،‬ومششا بعششده‪) .‬قششوله‪ :‬لن صششلح الششخ( علششه‬
‫للكتفاء برؤية ما ذكر‪) .‬وقوله‪ :‬باطنه( أي ما ذكر من الرمان‪ ،‬والبيض‪ ،‬ونحو الجوز‪) .‬وقششوله‪:‬‬
‫في إبقائه( أي القشر‪) .‬قوله‪ :‬وإن لم يدل هو( أي القسر‪) .‬وقششوله‪ :‬عليششه( أي البششاطن‪ .‬وهششذا ليششس‬
‫غاية‪ ،‬بل الواو للحششال‪ .‬وإن زائدة‪) .‬قششوله‪ :‬ول يكفششي رؤيششة القشششرة العليششا( أي لنهششا ليسششت مششن‬
‫مصالح ما في باطنه‪) .‬وقوله‪ :‬إذا انعقدت السفلى( احترز به عما إذا لششم تنعقششد‪ ،‬فششإنه يكفششي حينئذ‬
‫رؤية العليا‪) .‬قوله‪ :‬ويشترط أيضا قدرة تسليمه( أي قدرة كل مششن العاقششدين علششى تسششليم مششا بششذله‬
‫للخر ‪ -‬المثمن بالنسبة للبائع‪ ،‬والثمن بالنسبة للمشتري‪ .‬وعبر بالتسليم ‪ -‬مع أن العبرة بالتسششلم ‪-‬‬
‫تبعا للنووي في منهاجه‪ .‬وقال في التحفة والنهاية‪ :‬واقتصششر المصشنف عليشه ‪ -‬أي القشدرة ‪ -‬علشى‬
‫التسليم‪ ،‬لنه محل وفاق‪ ،‬وسيذكر محششل الخلف ‪ -‬وهششو قششدرة المشششتري علششى تسششلمه ممششن هششو‬
‫عنده‪ .‬ا‍ه‪) .‬والحاصل( أنه متى كان البائع قادرا علششى تسششليم المششبيع للمشششتري‪ ،‬وهششو قششادر علششى‬
‫تسلمه‪ ،‬وكان المشتري قادرا على تسليم الثمن للبائع‪ ،‬وهو قادر على تسلمه‪ ،‬صح البيع ‪ -‬اتفاقا ‪-‬‬
‫فإن وجدت القدرة على التسلم من العاقدين‪ :‬صح ‪ -‬على الصحيح‪.‬‬

‫] ‪[ 16‬‬

‫)قوله‪ :‬فل يصح بيع آبق وضال( مثل البيع‪ :‬الشراء به ‪ -‬فل يصح دفع عبد آبق أو ضششال‬
‫ثمنا لغير قادر على انتزاعه ‪ -‬كما علمت‪) .‬قوله‪ :‬لغير قادر على انششتزاعه( أي أخششذه مششن المحششل‬
‫الذي أبق إليه أو ضل فيه‪ ،‬أو من الغاصب الذي غصبه‪) .‬قوله‪ :‬وكذا سمك بركششة( أي وكششذلك ل‬
‫يصح بيع سمك بركة لغير قادر على أخذه‪ .‬ومثل البيع‪ :‬الشراء به‪ ،‬بأن يدفع ثمنا ‪ -‬كما علمششت ‪-‬‬
‫)وقوله‪ :‬شق تحصيله( أي السمك على المشتري‪ ،‬أي أو على البششائع فششي الصششورة الششتي زدناهششا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬مهمة( أي في بيان حكم من تصرف في مال غيره ظاهرا ثم تبين أنه له‪ .‬ول يقال إن هذا‬
‫قد ذكره بقوله‪ :‬ويصح بيع مال غيره ظاهر إلخ‪ ،‬لنا نقول ذاك خاص في التصرف بششالبيع‪ ،‬ومششا‬
‫هنا في مطلق التصرف‪ .‬نعم‪ ،‬كششان الولششى والخصششر أن يقتصششر علششى هششذا‪ ،‬لنششه شششامل للششبيع‬
‫ولغيره‪ ،‬أو يقتصر على ذاك‪ ،‬ولكن يعمم فيه‪ .‬فتنبه‪) .‬قوله‪ :‬مشن تصششرف فششي مششال غيشر( المششراد‬
‫بالمال‪ :‬ما يشمل المنفعة‪ ،‬وإل لما صح ‪ -‬قوله فيما يأتي‪ :‬وشششمل قولنششا بششبيع أو غيششره‪ :‬التزويششج‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أو غيره( أي البيع‪ ،‬كالهبة‪ ،‬والعتق‪ ،‬والوقف‪) .‬قوله‪ :‬ظانا تعديه( أي حال كونه معتقدا أنه‬
‫متعد في تصرفه‪ .‬والظاهر أن هذا ليس بقيد‪ ،‬بل مثلششه مششا إذا اعتقششد أنشه ليششس متعششديا‪ ،‬كششأن كششان‬
‫يعتقد أن التصرف في مال مورثه في حياته جائز‪) .‬قوله‪ :‬فبان( أي ظهر بعد التصرف‪) .‬وقوله‪:‬‬
‫أن له( أي المتصرف‪) .‬وقوله‪ :‬عليه( أي المتصرف فيششه‪) .‬وقششوله‪ :‬وليششة( أي سششلطنة بملششك‪ ،‬أو‬
‫وكالة‪ ،‬أو إذن ‪ -‬كما مر ‪) -‬قوله‪ :‬كأن كان( أي المتصشرف فيشه‪) .‬وقشوله‪ :‬فبشان مشوته( أي فتشبين‬
‫بعد التصرف فيه موت من له الولية قبيل التصرف‪) .‬قوله‪ :‬أو مال أجنبي( معطشوف علشى مشال‬
‫مورثه‪ ،‬أي وكأن كان المال الذي تصرف فيه مششال أجنششبي ‪ -‬أي أو مششال مششورثه ‪ -‬فكششونه أجنبيششا‬
‫ليس يقيد ‪ -‬كما هو ظاهر ‪) .-‬قوله‪ :‬فبان إذنه له( أي فتبين بعد التصرف أن ذلك الجنبي إذن له‬
‫في التصرف قبله‪) .‬قوله‪ :‬أو ظانا فقد إلخ( ظاهره أنه معطششوف علششى ظانششا تعششديه‪ ،‬والمعنششى‪ :‬أو‬
‫تصرف في مال غيره ظانا فقد شرط من شروط التصرف‪ .‬وفيه أن هذا ليس مششرادا‪ ،‬بششل المششراد‬
‫أنه تصرف في مال نفسه ظانا فقد شرط من شروط صحة التصرف‪ ،‬فتبين أنه لم يفقد شرط مششن‬
‫ذلك‪ .‬ولشو قشال‪ :‬أو بششاع مششاله ظانششا فقشد ششرط إلشخ ‪ -‬لكشان أولشى ‪ -‬فتنبشه‪) .‬قشوله‪ :‬فبششان مسشتوفيا‬
‫للشروط( أي فتبين أن تصرفه مستوف لشششروط التصششرف‪) .‬قششوله‪ :‬صششح تصششرفه( جششواب مششن‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬لن العبرة في العقود إلخ( تعليل للصحة‪) .‬وقوله‪ :‬بما في نفس المر( أي بما هششو مطششابق‬
‫للواقع‪ .‬وإنما كانت العبرة في العقود به‪ ،‬لعدم احتياجها للنية‪ ،‬فانتفى التلعب‪ .‬وبفرضه ل يضششر‬
‫لصحة نحو بيع الهازل ‪ -‬كذا في النهاية‪ ،‬والتحفة ‪) .-‬قوله‪ :‬وفي العبششادات إلششخ( أي ولن العششبرة‬
‫في العبادات بما في نفس المر‪ ،‬وبما في ظن المكلف‪ .‬وهذا يفيد أن العبرة في العبادات بمجموع‬
‫المرين‪ :‬ما في نفس المر وما في ظن المكلف‪ .‬وصورته التية‪ :‬وهي أنششه لششو توضششأ إلششخ‪ ،‬مششع‬
‫علتها‪ ،‬وهي قوله لن المدار الخ تفيد أن العبرة بالثاني فقط‪ ،‬وهذا خلششف‪ ،‬ول يصششح أن يقششال إن‬
‫الواو في قوله وبما في ظن المكلف‪ ،‬بمعنششى أو‪ ،‬لن ذلششك يقتضششي أن مششا فششي نفششس المششر كششاف‬
‫وحده في العبادات‪ ،‬وليس كذلك‪ .‬فتأمل‪) .‬قوله‪ :‬ومن ثم( أي ومن أجل أن العبرة في العبادات بما‬
‫ذكر‪ :‬لو توضأ إلخ‪) .‬قوله‪ :‬أنه مطلق( أي أن ما توضأ به ماء مطلق‪) .‬وقششوله‪ :‬وإن بششان( أي مششا‬
‫توضأ به‪) .‬وقوله‪ :‬مطلقا( أي ماء مطلقا‪) .‬قوله‪ :‬لن المدار إلخ( ل حاجة إلى هذه العلة بعد قوله‬
‫ومن ثم إلخ‪) .‬والحاصل( عبارته ل تخلو عن النظر‪) .‬قوله‪ :‬وشمل قولنا بششبيع أو غيششره( الولششى‬
‫إسقاط لفظ ببيع ‪ -‬كما هو ظاهر ‪.-‬‬

‫] ‪[ 17‬‬

‫)قوله‪ :‬وغيرهما( أي كالهبة‪ ،‬والوقف والعتق ‪) .-‬قششوله‪ :‬فلششو أبششرأ( أي الفضششولي‪) .‬قششوله‪:‬‬
‫من حق( أي في ذمة الغير‪) .‬قوله‪ :‬صح( أي البراء‪) .‬قوله‪ :‬ولو تصششرف فششي إنكششاح( المناسششب‬
‫أن يقول‪ :‬ولو أنكح‪ ،‬لنه ل معنى للتصششرف فششي النكششاح‪) .‬قششوله‪ :‬وشششرط فششي بيششع ربششوي إلششخ(‬
‫شروع في بيان ما يعتبر في بيشع الربشوي‪ ،‬زيشادة علشى مشا مشر مشن الششروط‪ .‬وحاصشل ذلشك أن‬
‫العوضين إن اتفقا جنسا اشترط ثلثة شروط‪ ،‬أو علة ‪ -‬وهي الطعم‪ ،‬والنقدية ‪ -‬اشترط شششرطان‪،‬‬
‫وإل كبيع طعام بنقد أو ثوب‪ ،‬أو حيوان بحيوان‪ ،‬لم يشترط شئ من تلك الثلثة‪) .‬قوله‪ :‬شرط في‬
‫بيع الربوي وهو( أي الربوي محصور في شيئين فيه حصر الشئ في نفسه‪ ،‬إذ هو عينهما‪ ،‬وهو‬
‫ل يصح‪ .‬ويمكن عود الضمير علشى الربشا المفهشوم مشن الربشوي‪ ،‬فيكشون هشو المحصشور فيهمشا‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬فل إشكال‪) .‬قوله‪ :‬مطعوم( أي ما قصد للطعم تقوتشا أو تفكهشا أو تشداويا‪ ،‬وذلشك لنشه فشي‬
‫الخبر التي نص على البر والشعير‪ ،‬والمقصود منهما التقوت‪ ،‬وألحق بهمششا‪ ،‬مششا فششي معناهمششا ‪-‬‬
‫كالفول‪ ،‬والزر‪ ،‬والذرة ‪ -‬وعلى التمر‪ ،‬والمقصود منه التفكه والتأدم‪ ،‬فألحق بشه مشا فشي معنشاه ‪-‬‬
‫كالزبيب‪ ،‬والتين ‪ -‬وعلى الملح‪ ،‬والمقصود منه الصلح‪ ،‬فألحق به ما في معنششاه مششن الدويششة ‪-‬‬
‫كالسقمونيا‪ ،‬والزعفران ‪ .-‬ومن المطعوم‪ :‬الماء‪ ،‬فهو ربوي‪ ،‬وتسميته طعاما جششاءت فششي الكتششاب‬
‫والسنة ‪ -‬قال تعالى‪) * :‬ومن لم يطعمه فششإنه منششي( * )‪) .(1‬قششوله‪ :‬كششالبر إلششخ( تمثيششل للمطعششوم‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬والفول( أي والترمس‪ ،‬لنه يؤكل بعد نقعه في الماء‪ .‬قال ابن القاسششم‪ :‬وأظششن أنششه يتششداوي‬
‫به‪) .‬قوله‪ :‬ونقد( قال في التحفة‪ :‬وعلة الربا فيه جوهرية الثمن‪ ،‬فل ربا في الفلوس ‪ -‬وإن راجت‬
‫‪ .-‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بجنسه( متعلق ببيع‪ ،‬والضمير يعود للمذكور من المطعوم والنقششد ‪) -‬قششوله‪ :‬حلششول(‬
‫نائب فاعل شرط‪ ،‬أي شرط حلول للعوضين‪ ،‬وذلك لشتراط المقابضة فششي الخششبر ومششن لزمهششا‬
‫الحلول غالبا‪ ،‬فمتى اقترن بأحدهما تأجيل ‪ -‬ولو لحظة ‪ -‬فحل وهما فششي المجلششس‪ :‬لششم يصششح‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫تحفة‪) .‬قوله‪ :‬وتقابض( معطوف على حلول‪ ،‬والمراد القبض الحقيقي‪ ،‬فل يكفي نحو حوالة‪ ،‬وإن‬
‫حصل معها قبض في المجلس‪) .‬وقوله‪ :‬قبل تفرق( قال سم‪ :‬شششامل للتفششرق‪ ،‬سششهوا أو جهل‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ولو تقابضا( أي البائع والمشتري‪) .‬وقوله‪ :‬البعض( أي هذا أعطى بعض المبيع‪ ،‬والخششر‬
‫أعطى بعض الثمن‪) .‬قوله‪ :‬صح فيه فقط( أي صح البيع في ذلك البعض الذي قبض فقط دون ما‬
‫لم يقبض‪ ،‬وهذا مبني على الصششح مششن قششولي تفريششق الصششفقة ‪ -‬كمششا سششيأتي ‪) -‬قششوله‪ :‬ومماثلششة(‬
‫معطوف على حلول أيضا‪ ،‬أي وشرط مماثلة بين العوضين ‪ -‬أي مساواة بينهمششا فششي القششدر‪ ،‬مششن‬
‫غير زيادة ‪ -‬ولو حبة ‪ -‬ولو من غير جنسهما‪ ،‬كاشتمال أحد الدينارين على فضششة‪) .‬قششوله‪ :‬يقينششا(‬
‫أي بأن يعلم بالمماثلة كششل مشن المتعاقششدين حشال العقششد‪) .‬قشوله‪ :‬بكيششل إلشخ( متعلشق بمحشذوف‪ ،‬أي‬
‫وتعتبر المماثلة بكيل في المكيل ‪ -‬وإن تفاوت في الوزن ‪ -‬وبوزن في الموزون ‪ -‬وإن تفاوت في‬
‫الكيل ‪ -‬والعبرة بغالب عادة الحجاز في زمنه )ص(‪ ،‬إل فبعادة أهل البلد‪ ،‬فيما هو كششالتمر فأقششل‪،‬‬
‫وإل بأن كان أكبر جرما من التمششر‪ ،‬فششالعبرة فيششه بششالوزن‪ ،‬ول تعتششبر المماثلششة إل حششال الكمششال‪،‬‬
‫فتعتبر في الثمار والحبوب بعد الجفشاف والتنقيشة‪ ،‬فل يبشاع رطشب منهشا برطشب مشن جنسشه‪ ،‬ول‬
‫بجاف منه ‪ -‬إل في مسألة العرايا ‪ -‬وستأتي‪ .‬ول تعتبر مماثلة الدقيق والسويق‪ ،‬والخبز‪ ،‬وكذا مششا‬
‫أثرت فيه‬

‫)‪ (1‬سورة البقرة الية‪.249 :‬‬

‫] ‪[ 18‬‬

‫النار بالطبخ أو القلي أو الشي‪ ،‬بخلف تأثير التمييز‪ ،‬كالعسل‪ ،‬والسمن‪ ،‬وإنمششا تعتششبر فششي‬
‫الحبوب حبا‪ ،‬وفي السمسم حبا أو دهنشا‪ ،‬وفشي العنشب والرطشب زبيبشا‪ ،‬أو تمشرا‪ ،‬أو عصشيرا‪ ،‬أو‬
‫خل‪) .‬تنبيه( يؤخذ من اعتبار المماثلة بالكيل في المكيل‪ ،‬وبششالوزن فششي المششوزون ‪ -‬أنششه ل عششبرة‬
‫بالقيمة رأسا‪ .‬فلو بيع مد تمر برني بمد صيحاني‪ :‬صح ذلك ‪ -‬ولو تفاوتا في القيمة ‪ -‬ومحلششه فششي‬
‫غير بعض صور القاعدة المسماة بقاعدة مد عجوة ودرهم‪ ،‬فإنه يعتبر في ذلششك البعششض المماثلششة‬
‫في القيمة أيضا‪ .‬والمؤلف لم يتعرض لهذه القاعدة رأسا‪ ،‬ولنتعرض لها حتى تعرف ذلك البعض‬
‫المعتبر فيه ما ذكر‪ ،‬وتكميل للفائدة‪ ،‬واقتداء بمن سلف‪ ،‬فنقول‪ :‬ضابط هذه القاعدة أن يجمع عقششد‬
‫واحد جنسا ربويا في الجانبين ‪ -‬أي المبيع والثمن ‪ -‬متحدا فيهما مقصودا ‪ -‬أي ليس تابعششا لغيششره‬
‫‪ -‬وأن يتعدد المبيع جنسا أو نوعا أو صفة‪ ،‬سواء حصل التعدد المذكور في الثمششن أم ل‪ .‬ومعنششى‬
‫تعدده‪ :‬أن ينضم إلى ذلك الجنس الربوي جنس آخر‪ ،‬ولو غير ربوي‪ .‬فالقيود المشتمل عليها هششذا‬
‫الضابط‪ :‬ستة‪ .‬القيد الول‪ :‬أن يكون العقد واحدا‪ ،‬ومعنى وحدته‪ :‬عدم تفصيله‪ ،‬بأن ل يقابل المششد‬
‫بالمد‪ ،‬والدرهم بالدرهم مثل‪ ،‬وخرج به ما لو فصل‪ ،‬كأن قال‪ :‬بعتك هذا بهذا‪ ،‬وهششذا بهششذا‪ .‬القيششد‬
‫الثاني‪ :‬أن يكون الجنس ربويا‪ ،‬وخرج به ما لو كششان غيششر ربششوي‪ ،‬كثششوب وسششيف بثششوبين‪ .‬القيششد‬
‫الثالث‪ :‬أن يكون ذلك الجنس الربوي في الجانبين‪ ،‬وخرج به‪ ،‬ما لو كان في أحدهما فقط‪ ،‬كثششوب‬
‫ودرهم بثوبين‪ .‬القيد الرابع‪ :‬أن يكون الجنس الكائن فيهما واحدا‪ ،‬وخرج بششه مششا لششم يكششن واحششدا‪،‬‬
‫بأن يكون المشتمل عليه المبيع ليس مشتمل عليه الثمن والكل ربششوي كصششاع بششر وصششاع شششعير‬
‫بصاعي تمر‪ .‬القيد الخششامس‪ :‬أن يكششون مقصششودا بالعقششد‪ ،‬وخششرج بششه مششا إذا كششان تابعششا لمقصششود‬
‫بالعقد‪ ،‬كبيع دار فيها بئر ماء عذب بمثلها‪ .‬القيد السادس‪ :‬أن يتعدد المبيع‪ ،‬وخرج بششه‪ ،‬مششا إذا لششم‬
‫يتعدد ‪ -‬كبيع دينار بدينار ‪ -‬وهذه المخرجات ليست من القاعدة المذكورة‪ ،‬فهششي صششحيحة‪ .‬وبقششي‬
‫من القيود‪ :‬التمييز ‪ -‬أي عدم الخلط ‪ -‬ولكن هذا في خصوص صور الجنس وصور النششوع‪ ،‬إذ ل‬
‫يتأتى التوزيع المبني عليه القاعدة المذكورة إل حينئذ‪ .‬وخرج بششه‪ :‬مششا إذا لششم يتميششزا ‪ -‬بششأن خلششط‬
‫الجنسششان أو النوعششان ‪ -‬وبيعششا بمثلهمششا أو بأحششدهما خالصششا‪ ،‬فششإنه ل يضششر‪ .‬وليششس مششن القاعششدة‬
‫المذكورة بششرط أن يكشون المخلشوط بشه بالنسشبة للجنشس ششيئا يسشيرا‪ ،‬بحيشث ل يقصشد إخراجشه‬
‫ليستعمل وحده‪ .‬وأما بالنسبة للنوع‪ ،‬فل فرق بين اليسير والكثير ‪ -‬كما هو مقتضى كلم الشيخين‬
‫‪ -‬وقال سم‪ :‬قال شيخنا الشهاب الرملي‪ :‬إنه الصحيح ا‍ه‪ .‬وجزم بششه الخطيششب فششي مغنيششه‪ .‬وخششرج‬
‫باليسير في الجنس الكثير‪ ،‬فيضر‪ ،‬وتصير المسألة من القاعدة المذكورة‪ .‬والفششرق بيششن الجنششس ‪-‬‬
‫حيث قيد الخليط فيه باليسير ‪ -‬وبين النششوع ‪ -‬حيششث أطلششق الخليششط فيششه ‪ -‬أن الخليششط إذا كششثر فششي‬
‫الجنس‪ :‬لم تتحقق المماثلة‪ ،‬بخلف النوع‪ .‬وبقي منها أيضا‪ :‬أن ل يكون الجنششس الربششوي ضششمنيا‬
‫في الجانبين‪ ،‬بأن كان ظاهرا في كل منهما‪ ،‬أو ظاهرا في أحدهما ضمنا في الخر‪ ،‬كبيع سمسششم‬
‫بدهنه‪ .‬وخرج به‪ :‬ما لو كششان ضششمنيا فيهمششا ‪ -‬كششبيع سمسششم بسمسششم ‪ -‬فششإنه ل يضششر‪ .‬وليششس مششن‬
‫القاعدة المذكورة‪) .‬واعلم( أن هذه القاعدة باطلة بجميع صورها‪ ،‬ما عدا ثلث صور منها ‪ -‬كمششا‬
‫ستعرفه ‪ -‬وسبب البطلن‪ :‬أن العقد مشتمل أحد طرفيه على مالين مختلفين‪ ،‬وهو يششوجب توزيششع‬
‫الطرف الخر عليهما بالقيمة‪ ،‬والتوزيع يقتضي تحقق المفاضلة أو الجهل بالمماثلششة‪ .‬ولنششبين لششك‬
‫تلك الصور‪ :‬ليتميز لك الباطل من الصحيح ‪ -‬الذي هششو السششبب فششي إيششرادي لهششذه القاعششدة هنششا ‪-‬‬
‫فنقول‪ :‬قد علمت مما مر أنه ل بد أن يتعدد المبيع جنسا أو نوعا أو صفة ‪ -‬تعششدد الثمششن كششذلك أم‬
‫ل ‪ -‬فهذه الثلثة ‪ -‬أعني الجنس‪ ،‬والنوع‪ ،‬والصفة ‪ -‬يرتقي كل واحد منها إلى تسع ‪ -‬باعتبششار أن‬
‫الشيئين المشتمل عليهما المبيع ل فرق بين أن يوجدا في الثمن‪ ،‬أو يوجد أحدهما فقط‪ ،‬لكششن كششان‬
‫الموجود فيه ربويا‪ ،‬وباعتبار أن الجنس الربوي المنضم إليه شئ آخر‪ :‬قيمته‬

‫] ‪[ 19‬‬

‫أزيد من ذلك الشئ الخر‪ ،‬أو أنقص‪ ،‬أو مساوية‪ .‬فحاصل تلششك الصششور‪ :‬سششبع وعشششرون‬
‫صورة ‪ -‬ففي تعدد جنس المبيع تسششع صششور ‪ -‬لنششه إمششا بيششع مششد ودرهششم بمثلهمششا‪ ،‬أو بمششدين‪ ،‬أو‬
‫درهمين ‪ -‬وفي كل إما أن أن يكون المد الذي مع الدرهم أعلى منه قيمة‪ ،‬أو أنقص‪ ،‬أو مساويا ‪-‬‬
‫فهذه تسع صور‪ :‬من ضرب ثلثة في ثلثشة‪ .‬ومثلهشا‪ :‬فشي اختلف النشوع ‪ -‬كشأن بيشع مشد عجشوة‬
‫برني ومد صيحاني بمثلهما‪ ،‬أو بمدين صيحانيين‪ ،‬أو بمدين برنيين‪ ،‬وقيمة البرني مساوية لقيمششة‬
‫الصيحاني‪ ،‬أو أنقص‪ ،‬أو أزيد ‪ -‬فهذه تسع أيضا من ضرب ثلثة في ثلثة‪ .‬ومثلهششا فششي اختلف‬
‫الصفة‪ :‬كأن بيع دينار صششحيح ودينششار مكسششر بمثلهمششا‪ ،‬أو بصششحيحين أو مكسششرين ‪ -‬فهششذه تسششع‬
‫أيضا‪ :‬من ضرب ثلثة في ثلثة ‪ -‬فالجملة سبع وعشرون صورة‪ .‬وتتحقق المفاضلة فششي ثمانيششة‬
‫عشرة صورة‪ ،‬وتجهل المماثلة في تسع‪ ،‬وكلها باطلة إل ثلثا من صور اختلف الصشفة‪ ،‬وهششي‪:‬‬
‫ما لو بيششع صششحيح ومكسششر بمثلهمششا‪ ،‬أو بصششحيحين‪ ،‬أو مكسششرين‪ .‬وقيمششة الصششحيح فششي الثلث‪،‬‬
‫مساوية لقيمة المكسر‪ .‬وإنما نظروا لتساوي القيمة في الصفة‪ ،‬ولم ينظروا له في الجنس والنوع‪،‬‬
‫لغلبة التحاد فيها دون الجنس والنوع‪ ،‬لوجششود الششوزن معهششا‪ ،‬وهششو ل يخطششئ إل نششادرا‪ ،‬بخلف‬
‫الكيل الموجود معهما‪ .‬ولنمثل لك لبعض صور الجنس‪ ،‬ولبعض صششور النششوع‪ ،‬ولبعششض صششور‬
‫الصفة‪ ،‬لتعرف تحقق المفاضلة‪ ،‬أو الجهل بالمماثلة‪ ،‬ونقيس الباقي عليها‪ ،‬فنقششول‪ :‬بالنسششبة للول‬
‫‪ -‬أعني الجنس ‪ -‬لو باع مد عجوة ودرهما بمدين‪ :‬نظر ‪ -‬فإن كانت قيمة المششد الششذي مششع الششدرهم‬
‫أكثر من درهم ‪ -‬كأن تكون قيمته درهمين ‪ -‬كان ذلك المد بالنسبة لقيمته ثلثي الطشرف الشذي هشو‬
‫فيه‪ ،‬وذلك لن الدرهمين إذا ضممتهما إلى الدرهم‪ ،‬يكششون مجموعهششا ثلثششة‪ ،‬والششدرهمان ثلثاهششا‪،‬‬
‫فإذا وزعت الثمن ‪ -‬الذي هو المدان ‪ -‬علشى المششد والشدرهم‪ ،‬يكشون ثلثشا المشدين فششي مقابلششة المشد‪،‬‬
‫والثلششث البششاقي منهمششا فششي مقابلششة الششدرهم‪ .‬ول شششك أن ثلششثي المششدين‪ ،‬أكششثر مششن المششد ‪ -‬فتحققششت‬
‫المفاضلة وإن كانت قيمة المد أقل من الدرهم المنضم معه ‪ -‬كششأن تكششون نصششف درهششم ‪ -‬فيكششون‬
‫المد ثلث الطرف الذي هو فيه بالنسششبة للقيمششة‪ ،‬فششإذا وزعشت الثمششن المششذكور عليهمششا يكششون ثلششث‬
‫المدين في مقابلة المد‪ .‬ول شك أن ثلثهما أنقص منششه‪ ،‬فتحققششت المفاضششلة‪ .‬وإن كششانت قيمششة المششد‬
‫الذي مع الدرهم مساوية له‪ ،‬لزم الجهل بالمماثلة لنها تستند إلى التقويم‪ ،‬وهو تخميششن قششد يخطششئ‬
‫وقد يصششيب‪ .‬وقششس علششى مششا ذكششر بقيششة صششور الجنششس‪ ،‬وهششي‪ :‬بيششع مششد ودرهششم بمششد ودرهششم أو‬
‫بدرهمين‪ ،‬وكانت قيمة المد أكثر‪ ،‬أو أنقص‪ ،‬أو مساوية ‪ -‬وبالنسبة للثاني ‪ -‬أعني النوع ‪ -‬لو باع‬
‫مدا صيحانيا‪ ،‬ومدا برنيا بمثلهما‪ :‬نظر أيضا ‪ -‬فإن كانت قيمة المد الصيحاني أعلششى ‪ -‬كششدرهمين‬
‫‪ -‬وقيمة المد البرني درهما‪ :‬كان المد الصيحاني ثلثي الطرف الذي هو فيشه فيقشابله عنشد التوزيشع‬
‫ثلثا المدين ‪ -‬الصيحاني‪ ،‬والبرني ‪ -‬وهو مد وثلث‪ ،‬فيصششير كششأنه قابششل مششدا بمششد وثلششث‪ ،‬فتحققششت‬
‫المفاضلة‪ .‬وإن كانت قيمة المد الصيحاني أقل مشن قيمشة المشد الرنشي ‪ -‬كشأن تكشون قيمتشه نصشف‬
‫درهم‪ :‬كان المد الصيحاني ثلث الطرف الذي هو فيه‪ ،‬فيقابله ثلششث المششدين مششن الطششرف الخششر ‪-‬‬
‫الذي هو الثمن ‪ -‬ول شك أن ثلثهمششا أنقشص مششن مششد ‪ -‬فتحققششت المفاضششلة‪ .‬وإن كششانت قيمششة المششد‬
‫الصيحاني مساوية لقيمة المد البرني‪ :‬لزم الجهل بالمماثلة‪ ،‬إذ هي تستند إلى التقويم‪ ،‬وهو تخمين‬
‫‪ -‬كما مر ‪ .-‬وقس على ما ذكر بقية صور النوع‪ ،‬وهي‪ :‬بيع مد صيحاني ومد برني بصششيحانيين‬
‫أو ببرنيين وكانت قيمة الصيحاني أكثر‪ ،‬أو أقل أو مساوية‪ .‬وبالنسبة للثالث ‪ -‬أعني الصششفة ‪ -‬لششو‬
‫باع درهما صحيحا ومكسرا بدرهم صحيح ومكسر‪ :‬نظر أيضا ‪ -‬فإن كانت قيمة الصحيح أعلششى‬
‫من قيمة المكسر ‪ -‬كأن تكون درهمين ‪ -‬كان الصحيح ثلثي الطرف الذي هششو فيششه‪ ،‬فيقششابله ثلثششان‬
‫مششن الطششرف الخششر ‪ -‬وهششو درهششم وثلششث ‪ -‬فيصششير كششأنه قابششل درهمششا بششدرهم وثلششث‪ ،‬فتحققششت‬
‫المفاضلة‪ .‬وإن كانت قيمة الصحيح أقل ‪ -‬كأن يكون نصف درهم ‪ -‬كان ثلششث الطششرف الششذي هششو‬
‫فيه‪ ،‬فيقابله ثلث الدرهمين من الطرف الخر ‪ -‬ول شك أن ثلث الدرهمين أنقص من درهم كامل‬
‫‪ -‬فتحققت المفاضلة وإن كانت قيمة الصحيح مساوية لقيمة المكسر‪ :‬لزم الجهششل بالمماثلششة ‪ -‬بنششاء‬
‫على التقويم المار ‪ -‬إل أنهم اغتفروا في الصلة‪ :‬لتساويهما في الوزن وفي القيمة‪.‬‬

‫] ‪[ 20‬‬

‫وقس على ذلك بقية صور الصفة‪ ،‬وهششي‪ :‬مششا لششو بششاع درهمششا صششحيحا‪ ،‬ودرهمششا مكسششرا‬
‫بصحيحين‪ ،‬أو مكسرين‪ ،‬وكانت قيمة الصحيح أعلى‪ ،‬أو أقل‪ ،‬أو مساوية‪ .‬وفششي صششور التسششاوي‬
‫ما علمت من الصحة‪ .‬قال في التحفة‪ :‬وليتفطششن هنششا لدقيقششة يغفششل عنهششا‪ ،‬وهششي أنششه يبطششل ‪ -‬كمششا‬
‫عرف مما تقرر ‪ -‬بيع دينششار مثل فيششه ذهششب وفضششة بمثلششه أو بأحششدهما‪ ،‬ولششو خالصششا ‪ -‬وإن قششل‬
‫الخليط ‪ -‬لنه يؤثر في الوزن مطلقا‪ .‬فإن فرض عدم تأثيره فيه‪ ،‬ولم يظهر به تفاوت في القيمششة‪:‬‬
‫صح البيع‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثله بيع فضة مغشوشة بمثلها أو بخالصة‪ ،‬فل يصح‪ .‬فإن فرض أن الغش قششدر‬
‫ل يظهر فششي الششوزن‪ :‬صششح الششبيع‪ .‬ومنششه يؤخششذ امتنششاع بيششع الفضششة بالفضششة المتعامششل بهششا الن‪،‬‬
‫لشتمالها على النحاس المؤثر في الوزن‪ .‬ويؤخذ أيضا منه بطلن ما عمت بششه البلششوى مششن دفششع‬
‫دينار مغربي مثل وعليه تمام ما يبلغ به دينارا جديدا من فضة أو فلوس وأخذ دينار جديششد بششدله‪.‬‬
‫ولهذا قال بعضهم‪ :‬لو قال لصيرفي‪ :‬اصرف لششي بنصششف هششذا الششدرهم فضششة‪ ،‬وبالنصششف الخششر‬
‫فلوسا‪ :‬جاز‪ ،‬لنه جعل نصفا في مقابلة الفضة‪ ،‬ونصششفا فششي مقابلششة الفلششوس بخلف مششا لششو قششال‪:‬‬
‫اصرف لي بهذا الششدرهم نصششف فضششة‪ ،‬ونصششف فلششوس‪ :‬ل يجششوز‪ ،‬لنشه إذا قسششط عليهمششا ذلششك‪:‬‬
‫احتمل التفاضل‪ ،‬وكان من صشور مشد عجشوة ودرهششم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قشوله‪ :‬وذلششك إلشخ( أي مشا ذكشر‪ :‬مشن‬
‫اشتراط الشروط الثلثة في بيششع الربششوي بجنسششه‪ :‬ثششابت‪ ،‬لقششوله )ص( إلششخ‪) .‬وقششوله‪ " :‬ل تششبيعوا‬
‫الذهب " إلخ( ذكر في الحديث ستة أشياء‪ ،‬إثنين من النقد‪ ،‬وأربعة مششن المطعومششات‪ .‬والولن ل‬
‫يقاس عليهما ‪ -‬لعدم تعدي علتهما ‪ -‬كما سيأتي‪ .‬والربعة الخيرة يقاس عليها ما وجد علتها فيه‪،‬‬
‫وهي تنقسم ‪ -‬من حيشث العلششة ‪ -‬ثلثشة أقسششام‪ ،‬لن الششبر والششعير مطعومششان‪ ،‬والتمششر متششأدم بشه‪،‬‬
‫والملح مصلح‪) .‬وقوله‪ :‬ول الورق( بكسر الراء‪ ،‬الفضة‪) .‬وقوله‪ :‬إل سواء بسواء( سششواء الول‪:‬‬
‫حال‪ ،‬والثاني مع جاره متعلق بمحذوف صفة‪ .‬أي سواء مقابل بسواء‪ ،‬أي ل تبيعوا ذلك إل حال‬
‫كونهما متساويين‪ .‬ومثله يقششال فيمششا بعششده‪) .‬قشوله‪ :‬عينششا بعيششن( أي حششالين‪) .‬وقشوله‪ :‬يششدا بيششد( أي‬
‫متقابضين قبضا حقيقيا قبل التفرق من المجلس‪) .‬قوله‪ :‬فإذا اختلفت هششذه الصششناف( أي الربويششة‬
‫واتحدت علة الربا ‪ -‬كبر بشعير ‪ -‬والدليل على هذا القيد‪ :‬الجماع‪ .‬وخرج بذلك‪ ،‬ما لشو بششاع بششرا‬
‫بنقد‪ ،‬فل يشترط التقابض والحلول‪ ،‬لعدم اتحاد العلة ‪ -‬إذ هششي فششي الول‪ ،‬الطعميششة‪ ،‬وفشي الثشاني‬
‫النقدية‪) .‬وقوله‪ :‬فششبيعوا كيششف شششئتم( أي إذا أردتششم بيششع شششئ منهششا بششآخر فششبيعوا كيششف شششئتم‪ .‬أي‬
‫متماثل‪ ،‬ومتفاوتا‪) .‬قوله‪ :‬إذا كان يدا بيد( كان‪ :‬تامة‪ ،‬وفاعلها ضمير مسششتتر‪ ،‬يعششود علششى الششبيع‪.‬‬
‫ويدا بيد‪ :‬حال من الضمير المستتر‪ .‬أي إذا وجد بيع الصناف المختلفششة حششال كششونه يششدا بيششد‪ ،‬أي‬
‫مقابضة‪) .‬قوله‪ :‬ومن لزمه( أي التقابض‪ ،‬الحلول‪ :‬أي فوجشد ششرطا بيشع الربشوي بغيشر جنسشه‪،‬‬
‫وهما‪ :‬التقابض والحلول‪) .‬وقوله‪ :‬أي غالبا( أي أن كون لزم التقابض الحلول‪ ،‬باعتبار الغششالب‪،‬‬
‫ومن غير الغالب‪ :‬قد يحصششل التقششابض قبششل التفششرق‪ ،‬مششع كششون العقششد مشششروطا فيششه تأجيششل أحششد‬
‫العوضين إلى لحظة مثل‪) .‬قوله‪ :‬فيبطل بيششع الربششوي إلششخ( محششترز كششون المماثلششة يقينششا‪ .‬وقششوله‬
‫جزافا ‪ -‬بتثليث الجيم ‪ -‬وهو ما لم يقدر بكيل ول وزن ‪ -‬كبيع صبرة من بر بصبرة مششن جنسششها‪،‬‬
‫فإن ذلك ل يصح‪) .‬قوله‪ :‬أو مع ظن مماثلة( يغني عنه قوله جزافا‪ ،‬إذ هو صادق بظن المماثلششة‪،‬‬
‫وهو ساقط من عبارة التحفة وفتح الجواد وغيرهما‪ ،‬فالولى إسقاطه‪) .‬قوله‪ :‬وإن خرجتا سششواء(‬
‫المناسب‪ :‬وإن خرجا ‪ -‬بإسقاط التاء ‪ -‬إذ ألف التثنية تعود على مذكر‪ ،‬وهو الربششوي ومقششابله مششن‬
‫غير جنسه‪ .‬وهو غاية للبطلن‪ ،‬أي يبطل بيع ما ذكر جزافا‪ ،‬وإن خرجا سششواء للجهششل بالمماثلششة‬
‫حالة العقد‪) .‬قوله‪ :‬وشرط في بيع أحدهما( أي المطعوم والنقد‪) .‬وقوله‪ :‬بغير جنسه( متعلق ببيع‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬واتحد( أي ذلك الحد ومقابله‪) .‬قوله‪ :‬في علة الربششا( هششي الطعششم والنقديششة ‪ -‬كمششا تقششدم ‪.-‬‬
‫)قوله‪ :‬كبر بشعير وذهب بفضة( الول‪ :‬مثال لبيع المطعوم بغير جنسه مع‬

‫] ‪[ 21‬‬

‫التحاد في العلة‪ .‬والثاني‪ :‬لبيع النقد بغير جنسه مع التحاد في ذلششك‪) .‬قششوله‪ :‬حلششول إلششخ(‬
‫نائب فاعل شرط‪) .‬قشوله‪ :‬قبششل تفششرق( أي مشن مجلششس العقششد‪ ،‬والظششرف تنششازعه كششل مششن حلششول‬
‫وتقابض‪) .‬قوله‪ :‬ل مماثلة( أي ل يشترط مماثلة‪ ،‬لقشوله فشي الحششديث المششار‪ :‬فششبيعوا كيششف شششئتم‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فيبطل بيع الربوي إلخ( مفرع على مفهوم الشرط الثاني‪ .‬وقوله إلى لم يقبضشها‪ :‬أي أو لشم‬
‫يكونا حالين‪ .‬وكان عليه أن يصرح بششه لنششه مفهششوم الشششرط الول‪) .‬قششوله‪ :‬بششل يحششرم( إضششراب‬
‫إنتقالي‪ ،‬ل إبطالي‪ .‬والمناسب‪ :‬عدم الضراب‪ ،‬وإبدال بل بواو الستئناف‪ .‬وقوله في الصورتين‪:‬‬
‫هما بيع الربوي بجنسه‪ ،‬وبيعه بغير جنسه‪ .‬وكان المناسب أن يقول‪ :‬في ذلك كله‪) .‬قوله‪ :‬واتفقششوا‬
‫على أنه من الكبائر( أي أن البيع في الصورتين المختل فيهمشا ششرط مشن الششروط السشابقة‪ :‬مشن‬
‫الكبائر‪ ،‬بل من أكبر الكبائر ‪ -‬كما في التحفة ‪ -‬وذلك لنه ربا‪ ،‬وقششد لعششن رسششول الش )ص( آكششل‬
‫الربا‪ ،‬وموكله‪ ،‬وكاتبه‪ ،‬وشاهديه‪ .‬قيل‪ :‬ولم يؤذن ال تعالى في كتابه عاصيا بالحرب‪ :‬غير آكلششه‪.‬‬
‫قال تعالى‪) * :‬فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من ال ورسوله( * )‪ (1‬ومن ثم قيل‪ :‬إنه علمششة علششى‬
‫سوء الخاتمة ‪ -‬كإيذاء أولياء ال تعالى ‪ .-‬قال في اليعاب‪ :‬ولقد وقع لي أنششي رجعششت مششن مصششر‬
‫إلى بلدنا لصلة الرحم في حدود الثلثين وتسعمائة‪ ،‬فكنت فشي عششر رمضشان الخيشر أزور قشبر‬
‫والدي كل يوم بعد الصبح‪ ،‬ففي يوم أنا جالس أقرأ على قبره‪ ،‬وإذا بصوت فزع يأتيني مششن بعششد‪،‬‬
‫فتبعته إلى أن رأيته خارجا من قبر مبني مجصص‪ ،‬وهو يقول‪ :‬آه آه ‪ -‬مفسششرة ‪ -‬قششوقفت سششاعة‪،‬‬
‫ثم رجعت‪ ،‬فسألت عن صاحب ذلك القبر‪ ،‬فقيل لي‪ :‬فلن ‪ -‬لرجل أعرفه‪ ،‬صاحب ثروة‪ ،‬كششان ل‬
‫يفارق المسجد‪ ،‬ول يتكلم بسوء قط ‪ -‬فزاد العجب فيه‪ ،‬ثم بالغت في السؤال عنه‪ ،‬فقيل‪ :‬إنششه كششان‬
‫يأكل الربا‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال في النهاية‪ :‬وظاهر الخبار هنا أنششه أعظششم إثمششا مششن الزنششا والسششرقة وشششرب‬
‫الخمر‪ .‬لكن أفتى الوالد بخلفه‪ ،‬وتحريمه تعبدي‪ .‬وما أبششدي لششه ‪ -‬أي مششن كششونه يششؤدي للتضششييق‬
‫ونحوه ‪ -‬إنما يصلح حكمة‪ ،‬ل علة‪ .‬ا‍ه‪ .‬بزيادة‪) .‬قوله‪ :‬لكل الربا( هششو متنششاوله بششأي وجششه كششان‪،‬‬
‫واعترض بشأنه إن أراد بالربشا المعنشى اللغشوي ‪ -‬وهشو الزيشادة ‪ -‬فل يصشح‪ ،‬لقصشوره علشى ربشا‬
‫الفضل‪ .‬وأيضا يقتضي أن اللعشن علشى آكشل الزيشادة فقشط‪ ،‬دون بشاقي العشوض‪ .‬وإن أريشد بالربشا‬
‫العقد‪ ،‬فغير ظاهر‪ ،‬لنه ل معنى لكل العقد وأجيب باختيار الثششاني‪ ،‬وهششو علششى تقششدير مضششاف‪،‬‬
‫والتقدير‪ :‬آكل متعلشق الربشا‪ ،‬وهشو العشوض‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمشي‪) .‬قشوله‪ :‬ومشوكله( هشو الشدافع للزيشادة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وكاتبه( أي الذي يكتب الوثيقة بين المرابين‪ ،‬وأسقط من الحديث‪ :‬الشاهد‪ ،‬وكششان عليششه أن‬
‫يصرح به‪) .‬قوله‪ :‬وعلم بما تقرر( أي من أنه يشترط لبيع الربوي بجنسه‪ ،‬أو بغيره مششع التحششاد‬
‫في العلة‪ ،‬ما مر من الشروط‪) .‬وقوله‪ :‬أنه لو بيع طعام إلخ( أي لو بيششع ربششوي بغيششر جنسششه ولششم‬
‫يتحدا في العلة ‪ -‬كبيع طعام بنقد‪ ،‬أو بثوب‪ ،‬أو بيع عروض بنقد‪ ،‬أو غير ذلك ‪ -‬لششم يشششترط شششئ‬
‫من هذه الثلثة‪ ،‬أي التماثل‪ ،‬والحلول‪ ،‬والتقابض‪) .‬قوله‪ :‬وشششرط فششي بيششع إلششخ( لمششا أنهششى الكلم‬
‫على بيع العيان‪ ،‬شرع في بيع الذمم‪ .‬والصل فيه‪ :‬قوله تعالى‪) * :‬يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم‬
‫بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه( * )‪ (2‬الية ‪ -‬نزلت في السلم ‪ .-‬وخبر الصحيحين‪ .‬من أسلف فششي‬
‫شششئ‪ ،‬فليسششلف فششي كيششل معلششوم‪ ،‬ووزن معلششوم‪ ،‬إلششى أجششل معلششوم‪) .‬وقششوله‪ :‬موصششوف( صششفة‬
‫لمحذوف‪ ،‬أي شئ موصوف بما يبين قدره وجنسه وصفته‪) .‬وقوله‪ :‬في الذمة( متعلششق بمحششذوف‬
‫صفة ثانية لذلك‬

‫)‪ (1‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪ (2) .279 :‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪.282 :‬‬

‫] ‪[ 22‬‬

‫المحذوف‪ ،‬أي ملتزم في الذمة‪ ،‬ويصح تعلقه ببيع‪ .‬وكون البيع في الذمششة ‪ -‬باعتبششار كششون‬
‫المبيع ملتزما فيه ‪ .-‬والذمة لغة‪ :‬العهد‪ ،‬والمان‪ .‬وشرعا‪ :‬معنى قائم بالذات‪ ،‬يصششلح لللششزام مششن‬
‫جهة الشارع‪ ،‬واللتزام من جهة المكلف‪) .‬قوله‪ :‬ويقال له السلم( أي يطلق على الششبيع فششي الذمششة‬
‫السلم اتفاقا‪ ،‬وإن كان بلفظ السلم‪ ،‬فإن كان بلفظ البيع‪ ،‬فقيل إنه بيع‪ ،‬ول تجري عليه أحكام السلم‪،‬‬
‫من اشتراط قبض رأس المال في المجلس‪ ،‬وعم صحة الحوالة به وعليه‪ ،‬وقيل إنششه سششلم‪ ،‬وعليششه‬
‫تجري فيه أحكامه المذكورة‪ .‬وأركان السلم خمسة‪ :‬مسلم‪ ،‬ومسلم إليه‪ ،‬ومسششلم فيششه‪ ،‬ورأس مششال‪،‬‬
‫وصيغة‪) .‬قوله‪ :‬مع الشروط( متعلق بشرط‪ ،‬أي شرط قبض إلخ مع اشتراط الشروط السابقة فششي‬
‫بيع المعين‪ ،‬ما عدا الرؤية من كون المعقود عليه ملكا للعاقد‪ ،‬وطاهرا ومقدورا على تسششلمه‪ .‬أمششا‬
‫الرؤية فليست شرطا فيه‪ ،‬لنه إنما تشترط في بيع المعين فقششط‪ ،‬وهششذا فششي الذمششة‪) .‬قششوله‪ :‬قبششض‬
‫رأس مال( هو شرط لدوام الصحة‪ ،‬ويشترط لصلها حلوله ‪ -‬كما في المنهج ‪ -‬ول يغني القبششض‬
‫عنه‪ ،‬لنه قد يكون مؤجل ويقبض في المجلس‪ ،‬وهو ل يصح‪ .‬وإنما عبر بالقبض دون التسليم ‪-‬‬
‫الذي عبر به في المنهاج ‪ -‬لن المعتمد جواز استقلل المسششلم إليششه بقبششض رأس المششال‪) .‬وقششوله‪:‬‬
‫معين( كأسلمت إليك هذا الدينار )وقوله‪ :‬أو في الذمة( كأسلمت إليك دينارا‪ ،‬وإن لم يقل في ذمتي‬
‫‪ -‬كما يقششع الن‪) .‬والحاصششل( رأس المششال تشارة يكشون معينششا‪ ،‬وتششارة يكشون فششي الذمشة ‪ -‬بخلف‬
‫المسلم فيه‪ ،‬فإنه ل يكون إل دينا ‪ -‬أي في الذمة ‪ -‬كما سيذكره‪) .‬قوله‪ :‬في مجلششس خيششار( متعلششق‬
‫بقبض‪) .‬قوله‪ :‬وهو( أي مجلس الخيار كائن قبششل تفششرق‪ ،‬أي أو قبششل تخششاير‪ ،‬لن اختيششار اللششزوم‬
‫كالتفرق ‪ -‬كما سيأتي في الخيار ‪ -‬ولو اختلفا‪ ،‬فقال المسلم قبضته بعد التفرق‪ ،‬وقششال المسششلم إليششه‬
‫قبله‪ ،‬أو بالعكس‪ ،‬ول بينة لكل‪ ،‬صدق مدعي الصحة‪) .‬قوله‪ :‬مششن مجلششس العقششد( متعلششق بتفششرق‪،‬‬
‫والولى إسقاطه‪ ،‬لنه لو قاما منه وتماشيا منازل حتى حصل القبض قبل التفششرق‪ :‬صششح‪) .‬قششوله‪:‬‬
‫ولو كان إلخ( غاية في اشتراط قبض رأس المال قبل ذلك‪ ،‬أي يشترط قبضة قبل ذلك‪ ،‬ولششو كششان‬
‫منفعة‪ ،‬كأسلمت إليك منفعة داري‪ ،‬أو حيواني في كذا وكذا‪) .‬قوله‪ :‬وإنما يتصششور تسششليم المنفعششة‬
‫بتسليم العين( أي لن ذلك هو الممكن في قبض المنفعة‪ ،‬فلم يتصشور فيهشا القبشض الحقيقشي‪ .‬قشال‬
‫سم‪ :‬فلو تلفت العين قبل فراغ المدة‪ :‬ينبغي انفساخ السلم فيمششا يقابششل البششاقي‪ ،‬لتششبين عششدم حصششول‬
‫القبض فيه‪ ،‬كمشا لشو تلفشت الشدار المشؤجرة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قشوله‪ :‬كشدار وحيشوان( تمثيشل للعيشن الشتي أسشلم‬
‫منفعتها‪) .‬قوله‪ :‬ولمسلم إليششه قبضششه( أي رأس المششال‪ ،‬أي لششه أن يسششتقل بششه مششن غيششر أن يقبضششه‬
‫المسلم إياه‪) .‬قوله‪ :‬ورده لمسلم إلخ( أي وله رد رأس المال للمسلم‪ ،‬ولو عن الدين الذي عليه لششه‪.‬‬
‫وعبششارة التحفشة‪ :‬ولششو رده إليششه قرضششا أو عششن ديششن‪ ،‬فقششد تنششاقض فيششه كلم الشششيخين وغيرهمششا‪.‬‬
‫والمعتمد‪ :‬جوازه‪ ،‬لن تصرف أحد العاقدين مع الخر ل يستدعي لزوم الملك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وكون‬
‫مسلم إلخ( معطششوف علشى قبشض رأس مشال‪ ،‬أي وشششرط كششون الشششئ المسششلم فيششه دينشا‪ .‬قششال فششي‬
‫المغني‪) :‬فإن قيل( الدينية داخلة في حقيقة السلم‪ ،‬فكيف يصح جعلها شششرطا‪ ،‬لن الشششرط خششارج‬
‫عن المشروط ؟ )أجيب( بأن الفقهاء قد يريدون بالشرط‪ :‬ما ل بد منه‪ ،‬فيتناول حينئذ جزء الشئ‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬فششي الذمششة( أي ذمششة المسششلم إليششه‪ ،‬وهششذا بيششان للمششراد مششن كششونه دينششا‪ ،‬ولششو زاد أي‬
‫التفسيرية‪ ،‬لكان أولى‪ .‬وعبارة ش ق‪ :‬والمراد بالدين‪ :‬ما كان فششي الذمششة ‪ -‬كمششا يسششتفاد ذلششك مششن‬
‫التعريف السششابق ‪ -‬فل يشششترط فيششه الجششل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬حششال كششان( أي المسششلم فيششه‪ ،‬أو مششؤجل‪.‬‬
‫والمراد أن يصرح بالحلول أو بالجل‪) .‬قوله‪ :‬لنه( أي الدين هو الذي وضششع لششه لفششظ السششلم‪ ،‬إذ‬
‫هو بيع موصوف في الذمة‪ .‬وما ذكر تعليل لشتراط كون المسلم فيه دينا‪) .‬قششوله‪ :‬فأسششلمت إلششخ(‬
‫مفرع على مفهوم اشتراط ما ذكر‪ ،‬أي فلو لم يكن المسلم فيه دينا ‪ -‬بأن كان معينا ‪ -‬فليس بسششلم‪.‬‬
‫وقوله في هذا العين‪ :‬هو المسلم فيه‪ .‬وقوله أو هذا‪ :‬أي أو أسلمت إليك هذا الدينار مثل في هششذا ‪-‬‬
‫أي الثوب مثل ‪ -‬كرر المثال إشارة إلى أن رأس‬

‫] ‪[ 23‬‬

‫المال ل يضر تعينه ‪ -‬كما علمت )قوله‪ :‬ليس سلما( الجملة خبر فأسلمت إلخ الواقشع مبتششدأ‬
‫لقصد لفظه‪) .‬قوله‪ :‬لنتفاء الشرط( هو الدينيششة‪ ،‬وهششو علششة لنتفششاء كششونه سششلما‪) .‬قششوله‪ :‬ول بيعششا‬
‫لختلل لفظه( أي وليس بيعا لختلل‪ ،‬أي لفقد لفظششه ‪ -‬أي الششبيع ‪ -‬إذ المعششبر بششه لفششظ السششلم‪ ،‬ل‬
‫البيع‪ .‬قال في التحفة‪ :‬نعم‪ ،‬لو نوى بلفظ السلم البيع‪ ،‬فهل يكششون كنايششة ‪ -‬كمششا اقتضششته قاعششدة‪ :‬مششا‬
‫كان صريحا فششي بششابه كششان كنايششة فششي غيششره ‪ -‬أو ل‪ ،‬لن موضششوعه ينششافي التعييششن‪ ،‬فلششم يصششح‬
‫استعماله فيه ؟ كل محتمل‪ .‬والثاني أقرب إلى كلمهشم‪ .‬ا‍ه‪ .‬بتصشرف‪) .‬قشوله‪ :‬ولشو قشال اششتريت‬
‫إلخ( هذه مسألة مستقلة‪ ،‬وليست مفرعة على ما قبلها‪) .‬قوله‪ :‬كان بيعا( أي كان هذا العقششد بيعششا ‪-‬‬
‫ل سلما ‪ -‬عند الشيخين‪ .‬قال في النهاية‪ :‬وهو الصح هنا ‪ -‬كمششا صششححه فششي الروضششة ‪) -‬قششوله‪:‬‬
‫نظرا للفظ( أي اعتبارا باللفظ‪ ،‬أي وهو لفظ البيع والشراء‪) .‬قوله‪ :‬وقيششل سششلم نظششرا للمعنششى( أي‬
‫وهو بيع شئ موصوف في الذمة‪ ،‬واللفظ ل يعارضه‪ ،‬لن كل سلم بيع‪ ،‬كما أن كل صرف بيششع‪،‬‬
‫وإطلق البيع على السلم إطلق له على ما يتناوله‪ .‬قال في التحفششة‪ :‬فعلششى الول ‪ -‬أي أنششه بيششع ‪-‬‬
‫يجب تعيين رأس المال في المجلس إذا كان في الذمة‪ ،‬ليخرج عن بيششع الششدين بالششدين‪ ،‬ل قبضششه‪،‬‬
‫ويثبت فيه خيار الشرط‪ ،‬ويجوز العتيششاض عنششه‪ .‬وعلششى الثششاني ‪ -‬أي أنششه سششلم ‪ -‬ينعكششس ذلششك‪،‬‬
‫ومحل الخلف إذا لم يذكر بعده لفظ السلم‪ ،‬وإل كان سلما اتفاقا ا‍ه‪ .‬بزيادة‪) .‬قششوله‪ :‬واختششاره( أي‬
‫القول بأنه سلم‪ ،‬وهو ضعيف‪) .‬قوله‪ :‬وكون المسلم فيه الخ( معطوف على قبششض رأس مششال‪ ،‬أي‬
‫وشرط كون المسلم فيه‪ :‬مقدورا على تسليمه للمسلم عند المحل‪ ،‬وصرح بهششذا الشششرط ‪ -‬مششع أنششه‬
‫من شروط البيع‪ ،‬وهو بصدد بيان الشروط الزائدة عليها ‪ -‬كما يدل لششه قششوله سششابقا مششع الشششروط‬
‫المذكورة للبيع ‪ -‬لن المقصود بيان وقت القدرة المشترطة‪ ،‬وهذا زائد علشى مفهشوم القشدرة علشى‬
‫التسليم‪ ،‬وذلك الوقت هو حالة وجوب التسليم‪ ،‬وهو يختلف‪ ،‬ففي السششلم الحششال‪ :‬عنششد العقششد‪ .‬وفششي‬
‫المؤجل‪ :‬بحلول الجل‪) .‬قوله‪ :‬أي وقششت حلششوله( تفسششير مششراد للمحششل ‪ -‬بالكسششر ‪ -‬وهششو مصششدر‬
‫بمعنى الزمان‪ ،‬وهذا إن كان السلم مؤجل‪ ،‬وإل فالعبرة فيه بوقت العقد ‪ -‬كما علمت ‪) -‬قوله‪ :‬فل‬
‫يصح السلم في منقطع إلخ( أي أو فيما يشق حصوله في المحل مشششقة عظيمششة‪ ،‬كقششدر كششثير مششن‬
‫الباكورة‪) .‬وقوله‪ :‬كالرطب في الشتاء( أي كأن أسششلم لشه فششي رطششب يششأتي بشه فشي الشششتاء‪ ،‬وهششذا‬
‫باعتبار أكثر البلد‪ .‬أما في بلد يوجد فيه الرطششب فشي الششتاء كشثيرا‪ ،‬فيصشح‪ ،‬كمششا فششي اليعشاب‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وكونه معلوم قدر إلخ( معطوف على قبض رأس مال أيضا‪ ،‬أي وشرط كون المسششلم فيششه‬
‫معلوم قدر‪ .‬قال ع ش‪ :‬أي للعاقدين‪ ،‬ولو إجمال‪ ،‬كمعرفة العمى الوصاف بالسششماع‪ ،‬ولعششدلين‪.‬‬
‫ول بد من معرفتهمشا الصشفات بشالتعيين‪ ،‬لن الغشرض منهمشا الرجشوع إليهمشا عنشد التنشازع‪ ،‬ول‬
‫تحصل تلك الفائدة إل بمعرفتهما تفصيل ‪ -‬كذا قاله في القششوت ‪ -‬وهششو حسششن متعيششن‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪:‬‬
‫بكيل الخ( متعلق بمعلشوم‪ ،‬أي ويحصشل العلشم بالقشدر بالكيشل فشي المكيششل‪ ،‬أي فيمشا يكششال عشادة ‪-‬‬
‫كالحبوب ونحوها ‪ -‬وبالوزن‪ ،‬في الموزون ‪ -‬أي فيما يوزن عادة ‪ -‬كالللئ الصششغار‪ ،‬والنقششدين‪،‬‬
‫والمسشك‪ ،‬ونحشو ذلششك ‪ -‬وبالششذرع‪ :‬فشي المشذروع ‪ -‬أي فيمشا يشذرع عششادة ‪ -‬كالثيشاب‪ ،‬والرض ‪-‬‬
‫وبالعد‪ :‬في المعدود‪ ،‬أي فيما يعد عادة ‪ -‬كالحجار واللبن‪) .‬قشوله‪ :‬وصششح( أي السششلم )قشوله‪ :‬فشي‬
‫نحو جوز ولوز( أي مما جرمه كجرمهما ‪ -‬كفسششتق ‪ -‬وألحششق بششه بعضششهم البششن المعششروف الن‪.‬‬
‫وانظر لم أفرد هذا بالذكر مع أنه إن كان من المكيل‪ ،‬والقصد التنبيه على أنه يصح بالوزن‪ ،‬فهو‬
‫داخل في قوله التي ومكيل بوزن‪ ،‬وإن كان من الموزون فهو داخششل تحششت قششوله المششار أو وزن‬
‫في موزون ؟ ويمكن أن يقال ‪ -‬كما في البجيرمي ‪ -‬أنه أفرده بالذكر للرد على المام ومن تبعششه‪،‬‬
‫لنه يمنع السلم في الجوز واللوز وزنا وكيل‪ ،‬إن كان من نوع يكثر‬

‫] ‪[ 24‬‬

‫اختلفه بغلظ قشوره ورقتها‪ .‬فافهمه‪) .‬قوله‪ :‬وموزون بكيششل( أي وصششح أيضششا السششلم فششي‬
‫موزون بكيل‪) .‬وقوله‪ :‬يعد فيه ضابطا( أي يعد ذلك الكيل في المششوزون ضششابطا‪ ،‬وذلششك كششدقيق‪،‬‬
‫وما صغر جرمه كجوز ولوز ‪ -‬كما مر ‪ -‬فإن لم يعد فيه الكيل ضابطا ‪ -‬كفتششات مسششك‪ ،‬وعنششبر‪،‬‬
‫وكبطيخ‪ ،‬وقثاء‪ ،‬وباذنجان‪ ،‬ورمان‪ ،‬ونحوها مما كبر جرمه‪ ،‬وكالبقول‪ ،‬وكالملوخية‪ ،‬والرجلششة ‪-‬‬
‫تعين في جميع ذلك الوزن‪) .‬قوله‪ :‬ومكيل بوزن( أي وصح السلم فششي مكيششل كششالحبوب بششالوزن‪،‬‬
‫وذلك لن المقصود معرفة القدر‪ ،‬وهي حاصلة بذلك‪ .‬وبه يفرق بين السششلم‪ ،‬وبيششن الربششا ‪ -‬حيششث‬
‫تعين في الموزون الوزن‪ ،‬وفي المكيل الكيل ‪ -‬وذلك لن المقصود هنششاك المماثلششة بمششا عهششد فششي‬
‫زمن النبي )ص(‪ ،‬فهو أضيق بابا من السششلم‪) .‬قششوله‪ :‬ول يجششوز( أي السششلم‪) .‬وقشوله‪ :‬فششي بيضششة‬
‫ونحوها( أي كبطيخة‪ ،‬وسفرجلة‪ .‬ويفهم من التعبير ببيضة ونحوها‪ :‬أن السششلم يصششح فششي الششبيض‬
‫الكثير‪ ،‬والبطيخ الكثير ونحوهما‪ ،‬وهو كذلك ‪ -‬كما في شرح الروض ‪ -‬وعبارته‪ :‬أما لو أسلم في‬
‫عدد من البطيخ مثل ‪ -‬كمائة ‪ -‬بالوزن في الجميع‪ ،‬دون كل واحدة‪ ،‬فيجوز ‪ -‬اتفاقا ‪ -‬قاله السبكي‬
‫وغيره‪ .‬ا‍ه‪ .‬وعبششارة التحفششة مثلششه‪ ،‬ونصششها‪ :‬ومششن ثششم امتنششع فششي نحششو بطيخششة أو بيضششة واحششدة‪،‬‬
‫لحتياجه إلى ذكر جرمها مع وزنها‪ ،‬وذلك لعششزة وجششوده‪ .‬نعششم‪ ،‬إن أراد الششوزن التقريششبي‪ :‬اتجششه‬
‫صحته في الصورتين‪ ،‬لنتفاء عزة الوجود‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لنه( أي الحال والشأن )وقششوله‪ :‬يحتششاج(‬
‫أي في صحة السلم في نحو البيضة‪) .‬وقوله‪ :‬إلى ذكر جرمها مع وزنهششا( أي فششي صششيغة السششلم‪،‬‬
‫كأن يقول أسلمت إليك في بطيخة جرمها كششذا‪ ،‬ووزنهششا كششذا‪) .‬قششوله‪ :‬فيششورث عششزة الوجششود( أي‬
‫فيؤدي ذكر الجرم مع الششوزن إلششى نششدرة الوجششود‪ ،‬فلششذلك لششم يصششح السششلم‪) .‬قششوله‪ :‬ويشششترط( أي‬
‫لصحة السلم‪) .‬وقوله‪ :‬أيضا( أي كما اشترط ما مر من قبض رأس المال وما بعده‪) .‬قششوله‪ :‬بيششان‬
‫محل تسليم( أي مطلقا‪ ،‬سششواء كششان السششلم حششال أو مششؤجل‪ .‬وحاصششل مششا يتعلششق بهششذا الشششرط أن‬
‫الصور فيه ثمانية‪ ،‬وذلك لن السلم إما حال أو مؤجل‪ .‬وعلى كل‪ ،‬إما أن يكون لنقله مؤنة أو ل‪،‬‬
‫وعلى كل‪ :‬إما أن يكون المحل صالحا للتسليم أو ل ‪ -‬فأربعة في الحششال‪ ،‬وأربعششة فششي المؤجششل ‪-‬‬
‫يجب البيان في خمسة‪ ،‬منها ثلثة في المؤجل‪ ،‬وهي مششا إذا كششان الموضششع غيشر صشالح للتسششليم‪،‬‬
‫سواء كان لنقله مؤنة أم ل‪ ،‬أو صالحا ولنقله مؤنة‪ .‬وثنتان في الحال‪ :‬وهما مشا إذا كشان الموضشع‬
‫غير صالح للتسليم‪ ،‬سواء كان لنقله مؤنة أم ل‪ .‬ول يجب البيان فشي ثلثششة‪ :‬واحشدة فششي المؤجششل‪،‬‬
‫وهي ما إذا كان الموضع صالحا ول مؤنة للنقل‪ .‬وثنتان في الحال‪ ،‬وهما‪ :‬إذا كان صششالحا سشواء‬
‫كان لنقفه مؤنة أم ل‪ .‬فإذا بين تلك الصورة وجب العمششل بالبيششان‪ ،‬وإذا علمششت ذلششك تعلششم مششا فششي‬
‫كلم الشارح من الجمال‪ ،‬حيث أطلق ولم يفصل بين المسلم فيه المؤجششل والحششال‪ ،‬فيفيششد أنششه إذا‬
‫صلح المكان للتسليم‪ ،‬وكان لحمله مؤنة‪ :‬اشترط البيان مطلقا ‪ -‬سواء كشان مشؤجل أو حشال ‪ -‬مشع‬
‫أنه إنما يشترط في الول‪ ،‬دون الثاني‪) .‬قوله‪ :‬إن أسلم بمحل ل يصلح للتسليم( أي عقد في محششل‬
‫ل يصلح له‪ ،‬كأن عقد في وسط لجة أو في بادية‪ ،‬ول فرق في اشتراط البيششان فيمششا إذا أسششلم فششي‬
‫المحل المذكور بين أن يكون لنقل المسششلم فيششه مؤنشة أم ل‪) .‬وقششوله‪ :‬أو لحملششه إليششه مؤنششة( أي أو‬
‫صلح للتسليم‪ ،‬لكن كان لحمله من الموضع الذي يوجد فيه عادة إلى موضع التسليم مؤنة‪ ،‬ومحششل‬
‫اشتراط البيان في هذا‪ :‬إذا كان المسلم فيه مؤجل‪ ،‬أما إذا كششان حششال فل يشششترط ‪ -‬كمششا علمششت ‪-‬‬
‫)قوله‪ :‬ولو ظفر المسلم( بكسر اللم )وقوله‪ :‬بالمسلم إليه( بفتح اللم )وقوله‪ :‬بعششد المحششل( بكسشر‬
‫الحاء‪) .‬قوله‪ :‬في غير محل التسليم( متعلق بظفر‪ ،‬ومحله هو المكان المعين بالشششرط‪ ،‬أو بالعقششد‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ولنقله إلى محل الظفر( أي نقل المسلم فيه من محل التسليم إلى موضششع الظفششر مؤنشة‪ ،‬أي‬
‫ولو يتحملها المسلم عن المسلم إليه‪) .‬قوله‪ :‬لم يلزمه( أي المسششلم إليششه‪) .‬وقششوله‪ :‬أداء( أي للمسششلم‬
‫فيه للمسلم )قوله‪ :‬ول يطالبه بقيمته( أي ول يطششالب المسششلم المسششلم إليششه فششي غيششر محششل التسششليم‬
‫بقيمته قال سم‪:‬‬

‫] ‪[ 25‬‬

‫قال الزركشي‪ :‬لكن له الدعوى عليه‪ ،‬وإلزامه بالسفر إلى محششل التسششليم‪ ،‬أو التوكيششل‪ ،‬ول‬
‫يحبس‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويصح السلم حال( أي بأن صرح بالحلول‪) .‬وقوله‪ :‬ومؤجل( أي بششأن صششرح‬
‫بالتأجيل بالنسبة للمسشلم فيشه‪ ،‬أمشا رأس المشال‪ ،‬فل يصشح فيشه الجشل‪ ،‬ويجشب قبضشه حقيقشة فشي‬
‫المجلس ‪ -‬كما تقدم ‪ -‬أما المؤجل‪ :‬فبالنص‪ ،‬وأما الحال‪ :‬فبالولى ‪ -‬لبعده عن الغرر ‪) -‬فإن قيششل(‬
‫الكتابة تصح بالمؤجل ول تصح بالحال‪) .‬أجيب( بأن الجل إنما وجششب فيهششا لعششدم قششدرة الرقيششق‬
‫على نحو الكتابة‪ ،‬والحلششول يقتضششي وجوبهششا حششال‪) .‬وقششوله‪ :‬بأجششل معلششوم( متعلششق بمؤجششل‪ ،‬أي‬
‫مؤجل بأجل معلوم للعاقدين‪ ،‬أو للعدلين‪ ،‬كإلى شهر رمضششان‪) .‬قششوله‪ :‬ل مجهششول( أي ل مؤجششل‬
‫بأجل مجهول‪ ،‬فل يصح‪ .‬فلشو قششال أسششلمت إليشك بهشذا إلشى قششدوم زيششد‪ :‬لشم يصششح‪ ،‬للجهشل بشوقت‬
‫الحلول‪) .‬قوله‪ :‬ومطلقه إلخ( أي أن مطلق السلم‪ ،‬أي الذي لم يصرح فيه بحلول أو أجل‪) .‬وقوله‪:‬‬
‫حشال( أي ينعقشد حشال‪ ،‬كمشا أنشه إذا أطلشق الشبيع‪ ،‬ينعقشد حشال‪ .‬قشال سشم‪ :‬وإن ألحقشا بشه أجل فشي‬
‫المجلس‪ :‬لحق‪ ،‬أو ذكرا أجل ثم أسقطاه في المجلس‪ :‬سقط‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ومطلق المسششلم فيششه جيششد(‬
‫أي أن المسلم فيه إذا لم يقيد بجودة ول رداءة‪ :‬ينصرف للجيد ‪ -‬للعششرف‪ ،‬ولكششن ينششزل علششى أقششل‬
‫درجات الجيد ل على أعلها‪) .‬قوله‪ :‬وحرم ربا( )‪ (1‬هو بالقصر لغة الزيادة‪ ،‬قال الش تعشالى‪* :‬‬
‫)اهتزت وربت( * )‪ (2‬أي زادت ونمت‪ .‬وشرعا‪ :‬عقد واقع على عوض مخصوص غير معلوم‬
‫التماثل في معيار الشرع‪ ،‬أو واقع مع تأخير في البدلين‪ ،‬أو أحدهما‪) .‬واعلم( أن غالب مششا ذكششره‬
‫هنا هو عين ما مر في قوله وشرط في بيششع ربششوي إلششخ‪ ،‬فكششان الولششى أن يسششتوفي الكلم هنششاك‬
‫على ما يتعلق ببيع الربوي‪ ،‬أو ل يذكر هناك شيئا أصل ويستغني بما ذكره هنا عما ذكره هنششاك‬
‫‪ -‬كما صنع في المنهج ‪ .-‬وقد ورد في تحريم الربشا ششئ كشثير مشن اليشات والحشاديث والثشار‪،‬‬
‫منها ما تقدم‪ ،‬ومنها قوله تعالى‪) * :‬الششذين يششأكلون الربششا ل يقومششون إل كمششا يقششوم الششذي يتخبطششه‬
‫الشيطان من المس( * قال بعضششهم فششي تفسششير هششذه اليششة‪ :‬إن آكششل الربششا أسششوأ حششال مششن جميششع‬
‫مرتكبي الفواحش‪ ،‬فإن كل مكتسب له توكل ما في كسبه‪ ،‬قليل كان أو كثيرا ‪ -‬كالتاجر والششزارع‬
‫‪ -‬إذ لم يعينوا أرزاقهم بعقولهم‪ ،‬ولم تتعين لهم قبل الكتساب‪ ،‬فهم على غير معلششوم فششي الحقيقششة‪،‬‬
‫كما قال )ص(‪ :‬أبى ال أن يرزق المؤمن إل من حيث ل يعلششم‪ ،‬وأمششا آكششل الربششا فقششد عيششن علششى‬
‫آخذه مكسبه ورزقه‪ ،‬فهو محجوب عن ربه بنفسه‪ ،‬وعن رزقه بتعيينه‪ ،‬ل توكل له أصل‪ ،‬فششوكله‬
‫الحق سبحانه وتعالى إلى نفسه وعقله‪ ،‬وأخرجه من حفظه‪ ،‬فاختطفته الجن‪ ،‬وخبلتششه‪ ،‬فيقششوم يششوم‬
‫القيامة كالمصروع الذي مسه الشيطان‪ ،‬فتخطفه الزبانية‪ ،‬وتلقيه فششي النيششران ‪ -‬فيجششب علششى كششل‬
‫مؤمن أن يتباعد مما يغضب الجبار‪ ،‬ويتوب ويرجع إلى العزيز الغفار‪ ،‬فعساه يغفر له خطايششاه ‪-‬‬
‫كما قال تعالى‪) * :‬فمن جاءه موعظة من ربه فششانتهى فلششه مشا سششلف وأمششره إلشى الشش‪ ،‬ومشن عششاد‬
‫فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون( * )‪ .(3‬والمال الحاصل من الربا‪ :‬ل بركة لششه‪ ،‬لنششه إنمششا‬
‫حصل من مخالفة الحق‪ ،‬فتكون عاقبته وخيمة‪ ،‬وصاحبه يرتكب سائر المعاصششي ‪ -‬إذ كششل طعششام‬
‫يوصل آكله إلى دواع وأفعال من جنسه ‪ -‬فإن كان حراما‪ :‬يدعوه إلششى أفعششال محرمششة‪ ،‬وإن كششان‬
‫مكروها‪ :‬يؤديه إلى أفعال مكروهة‪ ،‬وإن كان طيبشا‪ :‬يوصشله إلشى الطيبشات فآكشل الربشا عليشه إثشم‬
‫الربا‪ ،‬والفعال التي حصلت بسببه‪ ،‬فتزداد عقوبته وإثمششه أبششدا‪ ،‬ويتلششف الش مششاله فششي الششدنيا‪ ،‬فل‬
‫ينتفع به أعقابه وأولده‪ ،‬فيكون ممن خسر الدنيا‬

‫)‪ (1‬والصل في تحريم الربا قوله تعالى‪) :‬الذين يأكلون الربا ل يقومون إل كما يقوم الذي يتخطبه الشيطان من المس ذلك‬
‫بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل ال البيع وحرم الربا( )البقرة‪ ،‬الية‪ (275 :‬وقوله تعالى‪) :‬ويمحششق ال ش الربششا ويربششي‬
‫الصدقات( )البقرة ‪ .(276‬وقول ال عزوجل‪) :‬وذروا ما بقى من الربا إن كنتم مؤمنين( )البقرة‪ .(279 - 278 :‬وما ورد‬
‫عن النبي )ص( أنه قال‪ " :‬لعن اكل الربا وموكله وكاتبه وشششاهديه وقششال‪ :‬هششم سششواء " رواه البخششاري‪ (2) .‬سششورة الحششج‪،‬‬
‫الية‪ ،5 :‬وفصلت‪ ،‬الية‪ (3) .39 :‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪.275 :‬‬

‫] ‪[ 26‬‬

‫والخرة‪ ،‬وذلك هو الخسران المبين‪ .‬ولو لم يكن فششي الربششا إل مخالفشة الشذي خلقشه فسشواه‬
‫وأظهر له سبيل النجاة لكفى به نقصانا‪ .‬وأي نقصان أفحش من ذلششك ؟‪) .‬قشوله‪ :‬مششر بيششانه قريبشا(‬
‫أي مر بيان معنى الربا قريبا‪ .‬وفيه أنه لم يبين معنى الربا فيما مر ل لغة ول شرعا‪ ،‬إل أن يقال‬
‫إنه يفهم منه بيان ذلك شرعا‪ ،‬وإن لم يعبر عنه هناك بعنوان الربا‪ ،‬وذلك لنششه ذكششر شششروط بيششع‬
‫الربوي‪ .‬وحكم ما إذا اختل شرط منها‪ ،‬والمختل شرط منها هو الربا ‪ -‬كما يعلم من تعريفه المار‬
‫آنفا ‪) -‬قوله‪ :‬وهو أنواع( أي الربا من حيث هو أقسام ثلثة‪ ،‬بدخول ربا القرض في ربا الفضل‪،‬‬
‫وإل فهي أربعة‪) .‬قوله‪ :‬ربا فضل( بدل من أنشواع بششدل بعششض مششن كششل‪) .‬قششوله‪ :‬بششأن يزيششد إلششخ(‬
‫تصششوير لربششا الفضششل‪ ،‬ول فششرق فششي الزيششادة بيششن أن تكششون متيقنششة‪ ،‬أو محتملششة‪) .‬وقششوله‪ :‬أحششد‬
‫العوضين( أي المتحدين جنسا‪) .‬قوله‪ :‬ومنه ربا القرض( أي ومن ربا الفضل‪ :‬ربا القرض‪ ،‬وهو‬
‫كل قرض جر نفعا للمقرض‪ ،‬غير نحو رهن‪ .‬لكن ل يحششرم عنششدنا إل إذا شششرط فششي عقششده‪ ،‬كمششا‬
‫يؤخذ من تصويره التي‪ ،‬ول يختص بالربويات‪ ،‬بل يجري في غيرها‪ ،‬كالحيوانششات والعششروض‬
‫‪ .-‬وإنما كان ربشا القشرض مشن ربشا الفضشل‪ ،‬مشع أنشه ليشس مشن البشاب لنشه لمشا ششرط فيشه نفعشا‬
‫للمقرض‪ ،‬كان بمنزلة أنه باع ما أقرضه بما يزيد عليه من جنسه‪ ،‬فهو منه حكما‪ .‬وقيل إنه قسششم‬
‫مستقل‪) .‬وقوله‪ :‬بأن يشترط( تصششوير لربششا القششرض‪) .‬وقششوله‪ :‬فيششه( أي فششي القششرض‪ ،‬أي عقششده‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ما فيه نفع للمقرض( ومنه مششا لشو أقرضشه بمصششر وأذن لشه فششي دفعششه لشوكيله بمكشة مثل‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وربا يد( إنما نسب إليها لعدم القبض بهششا حششال‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمششي‪) .‬وقششوله‪ :‬بششأن يفششارق إلششخ(‬
‫تصوير له‪) .‬وقوله‪ :‬أحدهما( أي المتعاقدين‪) .‬وقوله‪ :‬قبل التقابض( أي قبششل قبششض العوضششين أو‬
‫أحدهما‪) .‬قوله‪ :‬وربا نساء( بفتح النون مع المد‪ ،‬وهو الجل‪) .‬وقوله‪ :‬بششأن يشششترط( تصششوير لشه‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬أجل( أي ولو لحظة‪) .‬وقوله‪ :‬في أحد العوضين( سواء اتفقا جنسا‪ ،‬أو ل‪) .‬قوله‪ :‬وكلهششا(‬
‫أي هذه النواع )وقوله‪ :‬مجمع عليها( أي على بطلنها‪ .‬وذكششر الشششارح فيمششا تقششدم أن الربششا مششن‬
‫الكبائر‪ .‬والذي في التحفة أنه من أكبر الكبائر‪ .‬وقال البجيرمي‪ :‬الذي يظهر أن ما ذكر في بعض‬
‫أنواعه‪ ،‬وهو ربا الزيادة‪ ،‬وأما الربا من أجل التأخير أو الجل من غير زيادة في أحد العوضين‪،‬‬
‫فالظاهر أنه صغيرة‪ ،‬لن غاية ما فيه أنه عقد فاسد‪ ،‬وقد صرحوا بششأن العقششود الفاسششدة مششن قبيششل‬
‫الصغائر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ثم العوضان إن اتفقا جنسا( أي كذهب بذهب‪ ،‬وفضة بفضششة‪) .‬قششوله‪ :‬ثلثششة‬
‫شروط تقدمت( أي وهي‪ :‬الحلول‪ ،‬والتقابض‪ ،‬والتماثل )قوله‪ :‬أو علة( معطششوف علششى جنسششا أي‬
‫أو اختلفا جنسا لكشن اتفقششا علشة‪ ،‬كششذهب بفضشة‪ ،‬وبشر بشششعير‪) .‬قشوله‪ :‬وهشي( أي العلششة‪) .‬وقشوله‪:‬‬
‫الطعم( بضم الطاء أي المطعوم‪) .‬قوله‪ :‬وقوله‪ ،‬والنقدية( الواو بمعنى أو‪) .‬قوله‪ :‬شرطان تقششدما(‬
‫أي وهمششا‪ :‬الحلششول‪ ،‬والتقششابض‪) .‬قششوله‪ :‬ل ينششدفع إثششم إعطششاء الربششا( أي مششن المعطششي الششذي هششو‬
‫المقترض‪) .‬قوله‪ :‬عند القتراض( متعلق بيندفع‪ ،‬وليس متعلقا بإعطاء‪ ،‬لن العطاء ل يكون إل‬
‫عند دفع ما اقترضه من الدراهم مثل‪) .‬وقوله‪ :‬للضرورة( متعلق باقتراض‪ ،‬أو بإعطاء‪ .‬والثششاني‬
‫هو ظاهر التصوير بعده‪) .‬قوله‪ :‬بحيث إلخ( تصوير لعطاء ذلك‪ ،‬لجل الضرورة‪) .‬وقوله‪ :‬أنه(‬
‫أي المقترض‪) .‬وقوله‪ :‬ل يحصل له القرض( أي ل يقرضشه صشاحب المشال‪) .‬قشوله‪ :‬إذ لشه إلشخ(‬
‫تعليل لعدم اندفاع إثم العطششاء عنششد ذلششك‪ ،‬أي ل ينششدفع ذلششك‪ ،‬لن لششه طريقششا فششي إيصششال الششزائد‬
‫للمقرض بنذر‪ ،‬أو هبة‪ ،‬أو نحوهما‪) .‬وقوله‪ :‬أو التمليك( أي بهبة‪ ،‬أو هدية‪ ،‬أو صدقة‪) .‬قششوله‪ :‬ل‬
‫سيما( أي خصوصا )قوله‪ :‬ل يحتاج إلى قبول(‬

‫] ‪[ 27‬‬

‫أي من المنذور له‪) .‬قوله‪ :‬وقال شيخنا( لعله في غير التحفة وفتششح الجششواد‪) .‬قششوله‪ :‬ينششدفع‬
‫الثم( أي إثم إعطاء الزيادة‪) .‬وقوله‪ :‬للضرورة( أي لجل ضششرورة القششتراض )قششوله‪ :‬وطريششق‬
‫الخلص من عقد‪ .‬إلخ( أي الحيلة في التخلص من عقد الربا في بيع الربوي بجنسه مع التفاضششل‬
‫ما ذكره‪ .‬وهي مكروهة بسائر أنواعه ‪ -‬خلفا لمن حصر الكراهة في التخلص من ربا الفضل ‪-‬‬
‫ومحرمة عند الئمة الثلثة‪ .‬وقال سيدنا الحبيب عبششد الش بششن الحششداد‪ :‬إيششاكم ومششا يتعاطششاه بعششض‬
‫الجهششال الغبيششاء المغروريششن الحمقششاء مششن اسششتحللهم الربششا فششي زعمهششم بحيششل أو مخادعششات‬
‫ومناذرات يتعاطونها بينهم‪ ،‬ويتوهمون أنهم يسلمون بها مششن إثششم الربششا‪ ،‬ويتخلصششون بسششببها مششن‬
‫عاره في الدنيا‪ ،‬وناره في العقبى‪ ،‬وهيهات هيهات‪ ،‬إن الحيلة في الربا من الربا‪ ،‬وإن النذر شششئ‬
‫يتبرر به العبد‪ ،‬ويتبرع ويتقرب به إلى ربه‪ ،‬ل يصح النذر إل كذلك‪ ،‬وقرائن أحوال هؤلء تششدل‬
‫على خلف ذلك‪ ،‬وقد قال عليه الصلة والسلم‪ :‬ل نذر إل فيما ابتغى بششه وجششه الشش‪ .‬وبتقششدير أن‬
‫هذه المناذرات ‪ -‬على قول بعششض علمششاء الظششاهر ‪ -‬تششؤثر شششيئا‪ ،‬فهششو بالنسششبة إلششى أحكششام الششدنيا‬
‫وظواهرها ل غير‪ .‬فأما بالنسبة إلى أحكام الباطن‪ ،‬وأمور الخششرة فل‪ .‬وأنشششد رضششي الش عنششه‪:‬‬
‫ليس دين ال بالحيل فانتبه يا راقد المقل )قوله‪ :‬لمن يبيع إلخ( متعلق بالخلص‪) .‬قوله‪ :‬متفاضل(‬
‫حال من مفعول يبيع‪ ،‬أي يبيع ما ذكر مششن متحششدي الجنششس حششال كششونه متفاضششل‪ ،‬أي زائدا أحششد‬
‫العوضين على الخر‪) .‬قوله‪ :‬بأن يهب إلخ( الجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ‪ ،‬وهو‬
‫طريق‪ :‬أي طريق ذلك حاصل بأن يهب إلخ‪ ،‬ولو أسقط الباء الجارة لكششان أولششى‪) .‬وقششوله‪ :‬حقششه(‬
‫أي كله‪ .‬ومثله ما لو وهب الفاضل فقط لصاحبه‪) .‬قوله‪ :‬أو يقششرض كششل( أي مششن البششائعين حقششه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ثم يبرئه( أي يبرئ كل صاحبه ما اقترضه‪) .‬قوله‪ :‬ويتخلص منه( أي من عقششد الربششا‪ .‬أي‬
‫إذا أريد بيع الربوي بغير جنسه من غير تقششابض‪ ،‬فليتخلششص مششن الربششا الحاصششل بعششدم التقششابض‬
‫بالقرض بأن يقرض أحد المتعاقدين الخر عشر ريالت مثل‪ ،‬ثم بعد التفرق يدفع له الخششذ مثل‬
‫عما في ذمته بدلها ذهبا‪) .‬وقوله‪ :‬بل قبض( أي تقابض في المجلس للعوضششين أو أحششدهما‪ ،‬وهشو‬
‫متعلق ببيع‪) .‬وقوله‪ :‬قبل تفرق( متعلق بقبض‪) .‬تنبيه( قال في المغني‪ :‬بيع النقد بالنقد مششن جنسششه‬
‫وغيره يسمى صرفا‪ ،‬ويصح علشى معينيشن بالجمشاع ‪ -‬كبعتشك‪ ،‬أو صشارفتك هشذه الشدنانير بهشذه‬
‫الدراهم ‪ -‬وعلى موصوفين على المشهور‪ ،‬كقوله بعتك‪ ،‬أو صارفتك دينارا صفته كذا في ذمششتي‬
‫بعشرين درهما من الضرب الفلني في ذمتك‪ .‬ولششو أطلششق فقششال صششارفتك علششى دينششار بعشششرين‬
‫درهما‪ ،‬وكان هنششاك نقششد واحششد ل يختلششف‪ ،‬أو نقششود مختلفششة‪ ،‬إل أن أحششدها أغلششب‪ :‬صششح‪ ،‬ونششزل‬
‫الطلق عليه‪ ،‬ثم يعينان ويتقابضان قبل التفرق‪ .‬ويصح أيضا على معين بموصوف‪ :‬كبعتك هذا‬
‫الدينار بعشرة دراهم في ذمتك‪ ،‬ول يصح على دينيششن‪ :‬كبعتششك الششدينار الشذي فشي ذمتششك بالعشششرة‬
‫التي لك في ذمتي‪ ،‬لن ذلششك بيششع ديششن بششدين‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬وحششرم تفريششق إلششخ( شششروع فيمششا نهششى‬
‫الشارع عنه من البيوع‪ ،‬وقد أفرده الفقهاء بترجمة مستقلة‪) .‬قوله‪ :‬بين أمششة( خرجششت الحششرة‪ ،‬فل‬
‫يحرم التفريق بينها وبين فرعهششا‪ ،‬والحششديث التششي عششام مخصششوص بالمششة‪ ،‬خلفششا للغزالششي فششي‬
‫طرده ذلك حتى في الحرة ‪ -‬كما سيذكره ‪) -‬قوله‪ :‬وإن رضيت( أي المششة بششالتفريق‪ ،‬فششإنه يحششرم‬
‫التفريق‪ .‬قال في شرح الروض‪ :‬لحق الولد‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬أو كانت كافرة( أي أو مجنونة أو آبقة ‪-‬‬
‫على الوجه ‪ -‬نعم‪ ،‬إن أيس من عودها‪ ،‬أو إفاقتها‪:‬‬

‫] ‪[ 28‬‬

‫احتمششل حششل التفريششق حينئذ ا‍ه‪ .‬تحفششة‪) .‬قششوله‪ :‬وفششرع لششم يميششز( دخششل الصششبي والمجنششون‬
‫والبالغ‪ .‬وفي البجيرمي‪ :‬قال الناشري‪ :‬هذا إذا كانت مدة الجنون تمتد زمنا طششويل‪ ،‬أمششا اليسششيرة‪:‬‬
‫فالظاهر أنه كالمفيق‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولو من زنا( أي ولو كان الفششرع مششن زنششا‪ ،‬فششإنه يحششرم التفريششق‬
‫بينه وبين أمه‪) .‬قوله‪ :‬المملوكين( بدل من أمة وفرع‪ .‬وإبدال المعرفة من النكرة جائز ‪ -‬كالعكس‬
‫‪ -‬فالول‪ :‬كقوله تعالى‪) * :‬وإنك لتهششدي إلششى صششراط مسششتقيم صششراط الشش( * )‪ (1‬إلششخ‪ .‬والثششاني‬
‫كقوله تعالى‪) * :‬لنسفعا بالناصية‪ ،‬ناصية كاذبششة( * )‪) (2‬وقششوله‪ :‬لواحششد( خششرج بششه مششا إذا تعششدد‬
‫المالك‪ ،‬كأنه كان مالك أحدهما غير مالك الخر‪ ،‬كأن أوصى لحدهما بالم وللخر بششالفرع‪ ،‬فل‬
‫يحرم التفريق حينئذ‪ ،‬فيجوز لكل أن يتصرف في ملكه‪) .‬قوله‪ :‬بنحو بيع( متعلق بتفريششق‪) .‬قششوله‪:‬‬
‫كهبة إلخ( تمثيل لنحو البيع‪) .‬قوله‪ :‬وقسمة( أي قسمة رد أو تعششديل‪ .‬وصششورة الولششى‪ :‬أن تكششون‬
‫قيمة الم أكثر من قيمة الولد‪ ،‬فيحتاج إلششى رد مششال أجنششبي مششع أحششدهما‪ .‬والثانيششة‪ :‬أن يكششون لهششا‬
‫ولدان‪ ،‬وكانت قيمتهمششا تسششاوي قيمتهششا‪ .‬وزاد ع ش قسششمة الفششراز‪ ،‬وصششورتها‪ :‬أن تكششون قيمششة‬
‫ولدها تساوي قيمتها‪ .‬وضعفه الرشيدي‪ ،‬ونص عبارته‪ :‬ومعلوم أن القسمة ل تكون إل بيعا‪ ،‬وبششه‬
‫يعلم ما في حاشية الشيخ‪ ،‬ويكون قوله ولو إفششرازا‪ :‬ضششعيفا‪ .‬ا‍ه‪ .‬وإنمششا كششان تصششوير الثلث بمششا‬
‫ذكر‪ ،‬لن المقسوم ‪ -‬كما سيأتي إن شششاء الش تعششالى ‪ -‬إن تسششاوت النصششباء فيششه صششورة وقيمششة‪،‬‬
‫فالثالث‪ .‬وإل فإن لم يحتج إلى رد شئ آخر‪ ،‬فالثاني‪ ،‬وإل فالول‪) .‬قوله‪ :‬لغيششر مششن يعتششق عليششه(‬
‫راجع لجميع ما قبله من البيع وما بعده‪ ،‬فل يحرم التفريششق بمشا ذكشره لمششن يعتشق عليششه‪ ،‬لن مشن‬
‫عتق ملك نفسه‪ ،‬فله ملزمة الخر‪ .‬شرح الروض‪) .‬قوله‪ :‬لخبر إلخ( دليششل لحرمششة التفريششق بيششن‬
‫من ذكر‪ ،‬وورد أيضا‪ :‬ملعون من فرق بين والد وولده رواه أبششو داود‪ .‬وهششو مششن الكبششائر لششورود‬
‫الوعيد الشديد فيه‪ .‬وأما العقد‪ ،‬فهو من الصغائر عند م ر‪ .‬وعند ابن حجر هششو مششن الكبششائر أفششاده‬
‫البجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬فرق ال بينه وبين أحبته يوم القيامة(‪) .‬إن قلت( التفريشق بينششه وبيششن أحبتشه إن‬
‫كان في الجنة فهو تعذيب‪ ،‬والجنة ل تعذيب فيها‪ .‬وإن كان في الموقف‪ ،‬فكل مشغول بنفسششه‪ ،‬فل‬
‫يضره التفريق‪) .‬أجيب( باختيار الثاني‪ ،‬لن الناس ليسوا مشغولين في جميع أزمنة الموقف‪ ،‬بششل‬
‫فيها أحوال يجتمع بعضهم ببعض‪ ،‬فالتفريق في تلك الحوال تعذيب‪ ،‬أو أنه محمول على الزجر‪.‬‬
‫ويمكن اختيار الول وينسيه ال تعالى أحبته ‪ -‬فل تعذيب‪ .‬ع ش‪ ،‬وح ف‪ .‬بجيرمي )قوله‪ :‬وبطل‬
‫العقدة فيهما( أما في التفريق‪ :‬فللعجز عن التسليم شرعا بالمنع من التفريق‪ ،‬ومثله في الربا‪ ،‬فهششو‬
‫ممنوع من إعطاء الزيادة‪ ،‬أو تأخير أحد العوضين عن المجلس‪) .‬قوله‪ :‬وألحق الغزالي إلششخ( أي‬
‫في الحرمة‪ ،‬وعبارة التحفة‪ :‬ويحرم التفريق أيضا بالسفر وبين زوجة حرة وولدها الغيششر المميششز‬
‫‪ -‬ل مطلقة ‪ -‬لمكان صحبتها له‪ ،‬كذا أطلقه الغزالي وأقروه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتب سم‪ :‬قوله ويحرم التفريق‬
‫أيضا بالسفر‪ :‬أي مع الرق‪ ،‬والمراد‪ :‬سفر يحصل معه تضرر‪ ،‬وإل كنحو فرسخ لحاجة‪ ،‬فينبغششي‬
‫أن ل يمتنع‪ ،‬ثم ما ذكره من حرمة التفريق بالسفر مع الرق على ما تقرر‪ :‬مسلم‪ .‬وأما قششوله بيششن‬
‫زوجة حرة وولدها ‪ -‬أي بالسفر أيضا ‪ -‬فهو ممنوع‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وطرده( أي التحريششم‪ :‬أي جعلششه‬
‫مطردا وشامل للتفريق بين الزوجة وولدها‪ ،‬وإن كانت الزوجة حرة‪ .‬ولم يرتض في النهاية ذلك‬
‫في الحرة‪ ،‬وعبارتها‪ :‬وطرده ذلك في الزوجة الحرة‪ ،‬بخلف المة‪ ،‬ليس بظاهر‪ ،‬انتهششت‪ .‬وقلششه‪:‬‬
‫بخلف المة‪ :‬أي فطرده ذلشك فيهشا ظشاهر‪ .‬ع ش وهشو مؤيشد لمشا مشر عشن سشم‪) .‬قشوله‪ :‬بخلف‬
‫المطلقة( أي الزوجة المطلقة‪ ،‬فإنه ل يحرم التفريق‬

‫)‪ (1‬سورة الشورى‪ ،‬الية‪ (2) .53 ،52 :‬سورة العلق‪ ،‬الية‪.15 :‬‬
‫] ‪[ 29‬‬

‫بينها وبين ولدها بالسفر‪ ،‬لما مر آنفا عن ابن حجر‪) .‬قوله‪ :‬والب( هششو ومششا بعششده مبتششدأ‪،‬‬
‫خبره كالم‪ ،‬أي فيحرم التفريق بين الب وفرعه‪ ،‬وبين الجدة وفرعها ‪ -‬كما يحرم بينه وبين الم‬
‫‪) -‬قوله‪ :‬ولو من الب( الغاية للرد كما يعلم من عبارة المغني‪ ،‬ونصشها‪ :‬وفشي الجشدات والجشداد‬
‫للب عند فقد البوين وأم الم ثلثة أوجه‪ ،‬حكاها الشيخان في باب السير من غير ترجيح‪ ،‬ثالثها‬
‫جواز التفريق في الجداد دون الجدات لنهن أصلح للتربية‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬إذا عدمت( أي الم‪ ،‬فإن‬
‫لم تعدم ووجد أبوه معها أو جدته‪ :‬حرم التفريق بينششه وبيششن الم‪ ،‬وحششل بينششه وبيششن الب والجششدة‪.‬‬
‫وإذا كان له أب وجد‪ :‬جاز بيعه مع جده‪ ،‬لندفاع ضررره ببقائه مع كل منهمششا‪) .‬قششوله‪ :‬أمششا بعششد‬
‫التمييز إلخ( محترز قشوله لشم يميشز ومعنشى التمييشز ‪ -‬كمشا فشي التحفشة ‪ -‬أن يصشير يأكشل وحشده‪،‬‬
‫ويستنجي وحده‪ .‬ول يقدر بسن‪) .‬وقوله‪ :‬فل يحرم( أي التفريق‪ .‬قال في المغني‪ :‬وخبر‪ :‬ل يفرق‬
‫بين الم وولدها‪ .‬قيل‪ :‬إلى متى ؟ قال‪ :‬حتى يبلششغ الغلم‪ ،‬وتحيششض الجاريششة ضششعيف‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪:‬‬
‫لستغناء المميز عن الحضانة( علشة لعششدم التحريششم‪) .‬قشوله‪ :‬كششالتفريق بوصششية وعتششق( أي كعششدم‬
‫حرمة التفريق بوصية وعتق‪ ،‬ورهن‪ ،‬وذلك لن الوصية قد ل تقتضي التفريششق بوضششعها‪ ،‬فلعششل‬
‫الموت يكون بعد زمان التمييز‪ ،‬ولن المعتق محسن فل يمنع من إحسانه‪ ،‬ولن الرهن ل تفريق‬
‫فيه لبقاء الملك‪ .‬وعبارة المنهاج ‪ -‬في باب الرهششن‪ ،‬مششع شششرح الرملششي ‪ -‬ويصششح رهششن الم دون‬
‫ولدها‪ ،‬وعكسه‪ ،‬لبقاء الملك فيهما‪ ،‬فل تفريق‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويجوز تفريق ولد البهيمة( أي بذبح لششه‬
‫أو لمه‪ ،‬وبنحو بيع كذلك‪) .‬وقوله‪ :‬إن استغنى عن أمه( قيد في جواز التفريششق‪ ،‬لكششن النسششبة لمششا‬
‫إذا كان بنحو البيع له أو لها أو بالذبح لها‪ ،‬أما إذا كان بالذبح له فل يحتاج إلى هششذا التقييششد‪ ،‬لنششه‬
‫يجوز ذبحه مطلقا‪ ،‬استغنى أول ‪ -‬كما صرح به في الروض وشرحه ‪) -‬وقششوله‪ :‬بلبششن( أي لغيششر‬
‫أمه‪) .‬وقوله‪ :‬أو غيره( أي غير اللبن‪ ،‬كعلششف‪) .‬قشوله‪ :‬لكشن يكششره( أي التفريشق فشي هششذه الحالششة‪،‬‬
‫ومحل الكراهة ما لم يكن لغرض الذبح له‪ ،‬وإل فل كراهة ‪ -‬كما نص عليه في شرح الششروض ‪-‬‬
‫وعبارته‪ :‬لكن مع الكراهة ما دام رضيعا‪ ،‬إل لغرض صحيح كالذبح‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬كفريششق الدمششي‬
‫المميز( أي ككراهة ذلك‪) .‬وقوله‪ :‬قبل البلوغ( في النهاية‪ :‬ويكره التفريق بعد التمييز وبعد البلوغ‬
‫أيضا‪ ،‬لما فيه من التشويش‪ ،‬والعقد صحيح‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فإن لم يستغن إلخ( مقابل إن استغنى عششن‬
‫أمه‪) .‬وقوله‪ :‬عن اللبن( المناسب أن يقول عنها بلبن أو غيره‪ ،‬ويكششون الضششمير عششائدا علششى الم‬
‫المتقدم ذكرهششا‪) .‬قشوله‪ :‬حششرم( أي التفريششق مطلقششا‪ ،‬بششبيع أو غيششره‪ ،‬حششتى يصششح السششتثناء بعششده‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬وبطل( أي التصرف فيه بنحو البيع‪ ،‬فالفاعل يعود على معلوم‪ .‬وعبارة شششرح الششروض‪:‬‬
‫فإن لم يستغن‪ :‬حرم البيع‪ ،‬وبطل‪ ،‬إل لغرض الذبح‪ .‬ا‍ه‪ .‬فلو صنع مثل صنيعه فششي إظهششار فاعششل‬
‫حرم لكان أولى‪) .‬قوله‪ :‬إل إن كان لغرض الذبح( اسششتثناء مششن الحرمششة والبطلن‪ ،‬أي يحششرم مششا‬
‫ذكر من التفريق‪ ،‬ويبطل التصرف إل إن كان ذلششك لغششرض الذبششح لششه أو لمششه‪ ،‬فل حرمششة‪ ،‬ول‬
‫بطلن‪) .‬قوله‪ :‬لكن بحث السبكي إلخ( استدراك من الستثناء‪) .‬وقوله‪ :‬حرمة ذبح أمه مع بقششائه(‬
‫أي الولد‪ .‬وفرض المسألة في حالة عدم الستغناء‪ ،‬أما فششي حالششة السششتغناء‪ ،‬فل حرمششة بالتفششاق‬
‫)قوله‪ :‬وحرم أيضا( أي كما حرم الربا‪ ،‬والتفريق بين المة وولدها‪) .‬قوله‪ :‬بيششع نحششو عنششب( أي‬
‫كرطب‪ .‬وقوله‪ :‬ممن علم إلخ‪ .‬من‪ :‬بمعنى على‪ (1) ،‬متعلقة ببيع‪ .‬ومن‪ :‬واقعششة علششى المشششتري‪،‬‬
‫وفاعل علم وظن يعود على البائع‪ ،‬فالصلة جرت على غير من هي لششه ‪ -‬أي حششرم بيششع مششا ذكششر‬
‫على من علم البائع أو ظن أنه يتخذه مسكر ‪ .-‬قال سم‪ :‬ولو كافرا‪ ،‬لحرمة ذلك عليه‪ ،‬وإن كنششا ل‬
‫نتعرض له بشرطه‪ .‬وهل يحرم نحو الزبيب لحنفي يتخذه مسكرا ‪ -‬كما هو قضية إطلق العبارة‬
‫‪ -‬أول‪ ،‬لنه يعتقد حل النبيذ بشرطه ؟ فيه نظششر‪ ،‬ويتجششه الول‪ ،‬نظششرا لعتقششاد البششائع‪ .‬ا‍ه‪ .‬وإنمششا‬
‫حرم ما ذكر لنه سبب لمعصية محققة أو مظنونة‪.‬‬

‫)‪ (1‬قوله بمعنى على‪ :‬لعل الولى بمعنى اللم فتأمل‪ .‬ا‍ه‪ .‬مصححه‪.‬‬
‫] ‪[ 30‬‬

‫)وقوله‪ :‬للشرب( قيد لبيان الواقع‪ ،‬ولو أسقطه مششا ضششره‪) .‬قشوله‪ :‬والمششرد( معطششوف هششو‬
‫وما بعده على نحو عنب‪ ،‬أي ويحرم بيع المرد على من عرف بالفجور به يقينا أو ظنا‪ .‬فالمراد‬
‫بالمعرفة ما يشمل الظن‪ .‬وعبارة شيخ السلم‪ :‬ومحل تحريم بيعه ذلششك ممششن ذكششر‪ :‬إذا تحقششق أو‬
‫ظن أنه يفعل ذلك‪ ،‬فإن توهمه كره‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬والديك إلخ( أي وحرم بيششع الششديك للمهارشششة‪ ،‬أي‬
‫المحارشة‪ ،‬وتسششلط بعضششها علشى بعششض‪ .‬قشال فشي القشاموس‪ :‬التهريشش‪ :‬التحريششش بيشن الكلب‪،‬‬
‫والفساد بين الناس‪ .‬والمحارشة‪ :‬تحريش بعضها على بعض‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬والكبش للمناطحششة( أي‬
‫وحرم بيع الكبش لجل المناطحة‪ .‬قششال فششي القششاموس‪ :‬نطحششه‪ ،‬كمنعششه‪ ،‬وضششربه‪ :‬أصششابه بقرنششه‪.‬‬
‫وانتطحت الكباش‪ :‬تناطحت‪ .‬والنطيحة التي ماتت منه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬والحرير إلششخ( أي وحششرم بيششع‬
‫الحرير على رجل‪ ،‬لجل أن يلبسه‪ .‬قال في النهاية‪ :‬بل نحو ضرورة‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومفهومه أنششه إذا كششان‬
‫لنحو ضرورة ‪ -‬ككثرة قمل‪ ،‬أو فجأة حرب ‪ -‬جاز بيعه عليه‪) .‬قوله‪ :‬وكذا بيع نحو المسششك إلششخ(‬
‫أي وكذا يحرم بيع نحو مسك من كل طيب يتطيب به على كششافر يشششتريه لجششل تطييششب الصششنم‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬والحيوان لكافر إلخ( أي وكذا يحرم بيع الحيوان على كافر علم البششائع أنششه يششأكله بل ذبششح‬
‫شرعي‪) .‬قوله‪ :‬لن الصح إلشخ( تعليششل لمشا بعشد‪ ،‬وكششذا قشوله كالمسشلمين‪ :‬أي كمشا أن المسششلمين‬
‫مخاطبون بها‪) .‬وقوله‪ :‬عنششدنا( متعلششق بمخششاطبون‪ ،‬أي مخششاطبون بششذلك عنششدنا معاشششر الشششافعية‬
‫)قوله‪ :‬خلفا لبي حنيفة رضي ال تعالى عنه( أي فإنه يقشول ل يخشاطبون بشذلك‪ ،‬وهشذا محشترز‬
‫التقييد بعندنا‪) .‬قوله‪ :‬فل يجوز( هذا من جملة التعليل‪ ،‬وهو محطه‪ :‬أي وإذا كان الكفار مخاطبين‬
‫بذلك فيحرم عليهم ما ذكر ‪ -‬من تطييب الصششنم‪ ،‬وأكششل الحيششوان مششن غيششر ذبششح ‪ -‬ول يجششوز لنششا‬
‫إعانتهم على ذلك ببيع مششا ذكششر عليهششم‪) .‬وقششوله‪ :‬عليهمششا( أي علششى تطييششب الصششنم‪ ،‬وعلششى أكششل‬
‫الحيوان بل ذبح )قوله‪ :‬ونحو ذلك( بالرفع معطوف على بيع نحششو المسششك إلششخ‪ ،‬أي وكششذا يحششرم‬
‫نحو ذلك‪) .‬وقوله‪ :‬من كل تصرف يفضي إلى معصية( بيان لنحو‪ ،‬وذلك كبيع الدابة لمششن يكلفهششا‬
‫فوق طاقتها‪ ،‬والمة على من يتخذها لغناء محرم‪ ،‬والخشب على مششن يتخششذه آلششة لهششو‪ ،‬وكإطعششام‬
‫مسلم مكلف كافرا مكلفا في نهار رمضان‪ ،‬وكذا بيعه طعاما علم أو ظن أنه يأكله نهششارا‪) .‬قششوله‪:‬‬
‫ومع ذلك إلخ( راجع لجميع ما قبله‪ ،‬أي ومع تحريم ما ذكر من بيع نحششو العنششب‪ ،‬ومششا ذكششر بعششد‬
‫يصح البيع‪ .‬قال في التحفة‪) :‬فإن قلت( هو هنا عاجز عن التسليم شرعا‪ ،‬فلم صح البيع ؟‪) .‬قلت(‬
‫ممنوع‪ ،‬لن العجز عنه ليس لوصف لزم في المبيع‪ ،‬بشل فشي البشائع خشارج عمشا يتعلشق بشالمبيع‬
‫وشروطه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويكره بيع ما ذكر( أي من العنب‪ ،‬والمرد‪ ،‬والديك‪ ،‬وغير ذلششك‪) .‬وقششوله‪:‬‬
‫ممن توهم منه ذلك( أي التخاذ خمرا‪ ،‬أو الفجور‪ ،‬وغير ذلك‪ .‬وهششذا محششترز قششوله المششار‪ :‬ممششن‬
‫علم أو ظن إلخ )قوله‪ :‬وبيع السلح إلخ( معطوف على فاعل يكره‪ ،‬أي ويكره بيع السلح‪ ،‬وهششو‬
‫كل نافع في الحرب ‪ -‬ولو درعا ‪ -‬على نحو بغاة‪ .‬قال في شرح الروض‪ :‬ما لششم يتحقششق عصششيان‬
‫المشتري للسلح به‪ ،‬وإل حرم‪ ،‬وصح البيع‪ .‬ا‍ه‪ .‬بالمعنى‪) .‬قوله‪ :‬وقطاع طريق( لو قال كقطششاع‬
‫طريق‪ ،‬لكان أولى‪ ،‬لنه مما اندرج تحت نحو‪ .‬ومحل الكراهة أيضا في البيع عليهم‪ ،‬ما لم يغلششب‬
‫على الظن أنهم يتخذونها لقطع الطريق‪ ،‬وإل حرم‪ ،‬وصح البيع )قششوله‪ :‬ومعاملششة إلششخ( أي وكششره‬
‫معاملة من في يده‪ ،‬أي في ملكه حلل‬

‫] ‪[ 31‬‬

‫وحرام‪ .‬وهذه المسألة تقدمت غير مشرة‪) .‬وقشوله‪ :‬وإن غلشب الشخ( غايششة للكراهشة‪) .‬قشوله‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬إن إلخ( استدراك على كراهة ما ذكر‪) .‬وقوله‪ :‬على تحريم ما عقد به( أي علششم أن مششا عقششد‬
‫عليه عينه حرام‪) .‬قوله‪ :‬حرم( الولى فيه وفي الفعل الذي بعششده‪ :‬التشأنيث‪ ،‬إذ الفاعشل يعششود علششى‬
‫المعاملة‪ ،‬وهي مؤنثة‪) .‬وقوله‪ :‬وبطل( أي المعاملة‪ .‬وقششد علمشت مشا فيشه‪) .‬قشوله‪ :‬وحششرم احتكششار‬
‫قوت( في الزواجر‪ :‬أنه من الكبائر ‪ -‬لقوله )ص(‪ :‬ل يحتكر إل خاطئ قال أهل اللغششة‪ :‬الخششاطئ‪:‬‬
‫العاصي الثم‪ .‬وقوله عليه السلم‪ :‬من احتكر طعاما أربعين يوما فقد بششرئ مششن الشش‪ ،‬وبششرئ ال ش‬
‫منه‪ ،‬وقوله عليه السلم‪ :‬الجالب مرزوق‪ ،‬والمحتكر ملعون‪ ،‬وقوله عليه السلم‪ :‬من احتكر على‬
‫المسملين طعامهم ضربه ال بالجششذام والفلس‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬كتمششر إلششخ( تمثيششل للقششوت‪) .‬وقششوله‪:‬‬
‫وكل مجزئ في الفطرة( أي مما يقتات باعتبار عادة البلد كأقط وقمح وأرز‪ .‬قال في فتح الجواد‪:‬‬
‫وكذا قوت البهائم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وهو( أي الحتكار‪) .‬وقوله‪ :‬إمساك ما اشتراه( خرج بششه مششا إذا لششم‬
‫يمسكه‪ ،‬أو أمسك الذي لم يشتره ‪ -‬بأن أمسك غلة ضيعته ليبيعها بششأكثر‪ ،‬أو أمسششك الششذي اشششتراه‬
‫من طعام غير القوت فل حرمشة فشي ذلشك‪) .‬وقشوله‪ :‬فشي وقشت الغلء( متعلشق بإمسشاك‪ .‬قشال فشي‬
‫التحفة‪ :‬والعبرة فيه بالعرف‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬ل الرخششص( أي ل إن اشششتراه فششي وقششت الرخششص فل‬
‫يحرم‪ .‬وفي سم ما نصه‪ :‬تنبيه‪ :‬لو اشتراه في وقت الغلء ليبيعه ببلد آخششر سششعرها أغلششى‪ :‬ينبغششي‬
‫أل يكون من الحتكار المحرم‪ ،‬لن سعر البلد الخر الغلى غلوه متحقق في الحال‪ ،‬فلششم يمسششكه‬
‫ليحصل الغلو‪ ،‬لوجوده في الحال‪ .‬والتأخير إنما هو من ضرورة النقشل إليششه‪ ،‬فهششو بمنزلشة مشا لشو‬
‫باعه عقب شرائه بأغلى‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ليبيعه بأكثر( أي أمسكه ليبيعه بأكثر‪ ،‬فهو علة للمسششاك‪ ،‬ل‬
‫لشتراه‪ ،‬لئل ينافي الغاية بعده‪ .‬وخرج به‪ ،‬ما إذا أمسكه ل ليششبيعه بششأكثر بششل ليششأكله أو ليششبيعه ل‬
‫بأكثر‪ ،‬فل حرمة في ذلك‪) .‬قوله‪ :‬عند اشتداد إلخ( متعلق بإمساك أو بيبيعه‪ .‬وخرج به‪ :‬ما إذا لششم‬
‫تشتد الحاجة إليه‪ ،‬فل حرمة‪) .‬وقوله أو غيرهم( أي غير أهل محله‪) .‬قوله‪ :‬وإن لم يشتره بقصششد‬
‫ذلك( أي بقصد البيع بأكثر‪ ،‬وهو غاية لكون ضششابط الحتكششار مششا ذكششر‪ ،‬يعنششي أن الحتكششار هششو‬
‫المساك للذكور‪ ،‬وإن لم يكن وقت الشراء قاصدا ذلك‪) .‬قوله‪ :‬ل ليمسكه لنفسه أو عياله( محترز‬
‫ليبيعه‪) .‬وقوله‪ :‬أو ليبيعه بثمن مثله( محترز قوله بأكثر‪) .‬وقوله‪ :‬ول إمساك غلة أرضه( محترز‬
‫قوله ما اشتراه‪) .‬تنبيه( قال في المغني‪ :‬يحرم التسعير ‪ -‬ولو في وقت الغلء ‪ -‬بششأن يششأمر الششوالي‬
‫السوقة أن ل يبيعوا أمتعتهم إل بكذا‪ ،‬للتضييق على الناس في أموالهم‪ .‬وقضية كلمهم أن ذلك ل‬
‫يختص بالطعمة‪ ،‬وهو كذلك‪ .‬فلو سعر المام عزر مخالفه‪ ،‬بأن باع بأزيد مما سعر‪ ،‬لما فيه من‬
‫مجاهرة المام بالمخالفة‪ ،‬وصح البيع‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬كل مششا يعيششن عليششه( أي علششى القششوت‪ :‬أي ممششا‬
‫يتششأدم بشه‪ ،‬أو يسشد مسششد القشوت فشي بعششض الحيشان‪ .‬والول كششاللحم‪ ،‬والثشاني كشالفواكه‪) .‬قشوله‪:‬‬
‫وصرح القاضي بالكراهة( أي كراهة الحتكار‪) .‬وقوله‪ :‬في الثوب( أي ونحوه من كل ما يلبس‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وسوم على سوم( أي وحرم سوم إلخ‪ ،‬لخبر الصحيحين‪ :‬ل يسوم الرجل علشى سششوم أخيشه‬
‫وهو خبر بمعنى النهي‪ .‬والمعنى فيه اليذاء‪ ،‬وذكر الرجششل والخ‪ ،‬ليششس للتقييششد‪ ،‬بششل الول لنششه‬
‫الغالب‪ ،‬الثاني للرقة والعطف عليه وسششرعة امتثششاله‪ ،‬فغيرهمششا مثلهمششا‪ .‬وفششي البجيرمششي‪ :‬ومحششل‬
‫الحرمة إن كان السوم الول جائزا‪ ،‬وإل كسوم نحو عنب من عاصر الخمششر ‪ -‬فل يحششرم السششوم‬
‫على‬

‫] ‪[ 32‬‬

‫سومه ‪ -‬بل قال العلمة البكري‪ :‬يستحب الشراء بعده‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بعد تقششرر ثمششن( متعلششق‬
‫بحرم المقدر‪ ،‬أي وإنما يحرم السوم بعد تقرر الثمن‪) .‬وقششوله بالتراضششي بششه( أي صششريحا‪ ،‬وهششو‬
‫تصوير للتقرر‪ ،‬أي أن تقرر الثمن يكون بالتراضي عليه صريحا‪ .‬الشششوبري‪ :‬ول بششد أيضششا بعششد‬
‫التراضي به من المواعدة على إيقاع العقد به وقت كذا‪ ،‬فلو اتفقا عليه ثم افترقا من غير مواعدة‪،‬‬
‫لم يحرم السوم حينئذ‪ .‬كما نقله المام عن الصحاب‪ .‬ا‍ه‪ .‬وخرج بالتقرير المذكور‪ :‬ما يطاف بششه‬
‫على من يزيد فيه ‪ -‬فل يحرم فيه ذلك ‪ .-‬وفي ع ش ما نصه‪ :‬وقع السؤال فششي الششدرس عمششا يقششع‬
‫كثيرا بأسواق مصر‪ :‬من أن مريد البيع يدفع متاعه للدلل‪ ،‬فيطوف به‪ ،‬ثم يرجع إليه‪ ،‬ويقول لششه‬
‫استقر سعر متاعك على كذا‪ ،‬فيأذن له في البيع بذلك القدر‪ :‬هل يحششرم علششى غيششره شششراؤه بششذلك‬
‫السعر‪ ،‬أو بأزيششد‪ ،‬أم ل ؟ فيشه نظششر‪ .‬والجشواب عنشه بشأن الظشاهر الثششاني‪ ،‬لنششه لشم يتحقششق قصششد‬
‫الضرر‪ ،‬حيث لم يعيشن المششتري‪ ،‬بشل ل يبعشد عشدم التحريشم ‪ -‬وإن عينشه ‪ -‬لن مثشل ذلشك ليشس‬
‫تصريحا بالموافقة على البيع‪ ،‬لعششدم المخاطبششة مششن البششائع والواسششطة للمشششتري‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬وإن‬
‫فحش إلخ( أي يحرم السوم وإن فحش إلخ‪) .‬وقشوله‪ :‬للنهشي عنشه( أي فشي الخشبر المتقشدم‪) .‬قشوله‪:‬‬
‫وهو( أي السوم على السوم‪) .‬وقششوله‪ :‬أن يزيششد( أي السششائم‪) .‬وقششوله‪ :‬علششى آخششر( أي علششى سششوم‬
‫آخر‪) .‬وقوله‪ :‬في ثمن ما يريد شراءه( أي في ثمن المتاع الذي يريد الخر شراءه واستقر ثمنششه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أو يخرج لششه أرخششص( أي أو يخششرج للمشششتري متاعششا أرخششص مششن المتششاع الششذي سششامه‪.‬‬
‫ومعنى كونه سائما في هذه على سوم غيششره‪ ،‬أنششه عششرض بضششاعته للسششوم الواقششع لسششلعة غيششره‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أو يرغب المالك إلخ( فيه أن هذه الصورة عيششن الصششورة الولششى‪ :‬إذ إعطششاء الزيششادة فششي‬
‫الثمن للمالك يرغب المالك في استرداده‪ .‬إل أن يقال إن هذه الصورة مفروضة بعد العقششد‪ ،‬وتلششك‬
‫قبله‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬في تصوير السوم على السوم بأن يقششول لمششن أخششذ شششيئا ليشششتريه بكششذا رده‬
‫حتى أبيعك خيرا منه بهذا الثمن أو بأقل منه أو مثله بأقل‪ ،‬أو يقول لمالكه اسششترده لشششتريه منششك‬
‫بأكثر‪ ،‬أو يعرض على مريد الشراء أو غيره بحضرته مثششل سششلعة بششأنقص أو أجششود منهششا بمثششل‬
‫الثمن‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهي ظاهرة‪) .‬قوله‪ :‬وتحريمه( أي السوم على السششوم بعششد الششبيع‪ ،‬أي العقششد‪) ،‬وقششوله‪:‬‬
‫أشد( أي من تحريمه قبل البيع وبعد التراضي‪ ،‬لن اليذاء هنا أكشثر‪ ،‬وذلششك بشأن يششبيع علشى بيششع‬
‫الغير‪ ،‬بأن يرغب المشتري في الفسخ ليبيعه خيرا منه بمثل ثمنه‪ ،‬أو مثله بأقل‪ .‬أو يشششتري علششى‬
‫شرائه‪ ،‬بأن يرغب البائع في الفسخ ليشتريه منه بششأكثر‪ .‬ومششن ذلششك أن يششبيع مشششتريا مثششل المششبيع‬
‫بأرخص‪ ،‬أو يعرض عليه مثل السلعة ليشتريها أو يطلبها منشه بزيشادة ربشح والبشائع حاضشر‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫فتح الجواد‪ .‬وصريح ما ذكر‪ :‬أن البيع على البيع‪ ،‬والشششراء علششى الشششراء‪ ،‬منششدرجان فششي السششوم‬
‫على السوم‪ ،‬وأنه ليس مخصوصا بما كان قبل العقد‪ ،‬وهو خلف مفششاد عبششارة المنهششاج والمنهششج‬
‫من أنهما قسمان مستقلن‪ ،‬وأن السوم علششى السششوم مخصششوص بمششا كششان قبششل العقششد وبعششد تقششرر‬
‫الثمن‪) .‬قوله‪ :‬ونجش( أي وحرم نجش‪ ،‬وهو لغة‪ :‬الثارة ‪ -‬بالمثلثة ‪ :-‬لما فيا من إثارة الرغبششة ‪-‬‬
‫يقال نجش الطائر‪ :‬أثاره من مكانه ‪ -‬من باب ضرب‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي‪) .‬قششوله‪ :‬للنهششي عنششه( أي فششي‬
‫خبر الصحيحين )قوله‪ :‬ولليذاء( أي إيذاء المشتري‪) .‬قوله‪ :‬وهو( أي النجششش )وقششوله‪ :‬أن يزيششد‬
‫في الثمن( أي لسلعة معروضة للبيع )قوله‪ :‬ل لرغبتششه( أي فششي الشششراء‪ ،‬أي أو لرغبششة فيششه لكششن‬
‫قصد إضرار غيره‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع ش‪) .‬قوله‪ :‬بل ليخذع غيره( مثال ل قيد‪ ،‬لنه لو زاد‪ :‬لنفع البائع ولششم‬
‫يقصد خديعة غيره‪ :‬كان الحكم كذلك‪ .‬ا‍ه‪ .‬نهاية‪) .‬قشوله‪ :‬وإن كشانت الزيشادة( أي يحشرم ذلشك وإن‬
‫كششانت الزيششادة فشي مششال محجشور عليشه‪ ،‬كيششتيم )قششوله‪ :‬ولشو عنششد نقشص القيمشة( أي قيمشة السششلعة‬
‫المعروضة للبيع‪) .‬قوله‪ :‬على الوجه( مقابله يجوز الزيادة عند نقششص القيمششة‪) .‬قششوله‪ :‬ول خيششار‬
‫للمشتري إلخ( وقيل له الخيار للتدليس‪ ،‬كالتصرية‪.‬‬

‫] ‪[ 33‬‬

‫ومحل الخلف عند مواطأة البائع للناجش‪ ،‬وإل فل خيار جزما‪ .‬ويجري الوجهان فيما لو‬
‫قال البائع‪ :‬أعطيت في هذه السلعة كذا‪ ،‬فبان خلفه‪ .‬وكذا لشو أخششبره عششارف بششأن هششذا عقيششق‪ ،‬أو‬
‫فيروز بمواطأة‪ ،‬فبششان خلفششه‪ .‬ا‍ه‪ .‬نهايششة‪) .‬قششوله‪ :‬لتفريششط المشششتري( علششة لعششدم الخيششار‪) .‬قششوله‪:‬‬
‫بالكذب( قال ع ش‪ :‬قضيته أنه لو كششان صششادقا فششي الوصششف لششم يكششن مثلششه ‪ -‬أي النجششش ‪ -‬وهشو‬
‫ظاهر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وشرط التحريم في الكل( أي الحتكار وما بعده‪) .‬وقوله‪ :‬علم النهي حششتى فششي‬
‫النجش( أي لقول الشافعي رضي ال عنه‪ :‬من نجششش فهششو عششاص بششالنجش إن كششان عالمششا بنهششي‬
‫رسول ال )ص(‪ .‬وفي النهاية‪ :‬ل أثر للجهل في حششق مششن هششو بيششن أظهششر المسششلمين بخصششوص‬
‫تحريم النجش ونحوه‪ .‬وقد أشار السبكي إلى أن من لم يعلشم الحرمششة ل إثشم عليشه عنششد الش‪ .‬وأمشا‬
‫بالنسبة للحكم الظاهر للقضاة‪ ،‬فما اشتهر تحريمه ل يحتاج إلى اعتراف متعاطيه بالعلم ‪ -‬بخلف‬
‫الخفي ‪ -‬وظاهره أنه ل إثم عليه عنششد الش وإن قصششر فششي التعلششم‪ ،‬والظششاهر أنششه غيششر مششراد‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ويصح البيع مع التحريم في هذه المواضع( وهي الحتكار‪ ،‬وما ذكر بعده‪) .‬خاتمة( نسأل‬
‫ال حسن الختام‪) .‬إعلم( أن البيع تعتريه الحكام الخمسة‪ ،‬فيجب في نحو اضطرار‪ ،‬ومال مفلششس‬
‫محجور عليشه‪ .‬وينشدب فشي نحشو زمشن الغلء‪ ،‬وفشي المحابشاة للعشالم بهشا‪ .‬ويكشره فشي نحشو‪ :‬بيشع‬
‫مصششحف‪ ،‬ودور مكششة‪ ،‬وفششي سشوق اختلشط فيشه الحششرام بغيشره‪ ،‬وممشن أكشثر مششاله حششرام‪ ،‬خلفششا‬
‫للغزالي‪ ،‬وفي خروج من حرام بحيلششة‪ ،‬كنحششو ربشا ويحشرم فششي بيششع نحشو العنششب‪ ،‬علششى مشا مشر‪،‬‬
‫ويجوز فيما عدا ذلك‪ .‬وال أعلم‪ .‬فصل في خياري المجلس والشرط وخيار العيب لمششا فششرغ مششن‬
‫بيان صحة العقد وفساده‪ ،‬شرع في بيان لزومششه وجششوازه‪ .‬والجششواز سششببه الخيششار‪ .‬والصششل فششي‬
‫البيع‪ :‬اللزوم‪ ،‬لن القصد منه نقل الملك‪ ،‬وقضية الملك التصرف‪ ،‬وكلهمششا فششرع اللششزوم‪ ،‬إل أن‬
‫الشارع أثبت فيه الخيار رفقا بالمتعاقدين‪ .‬وهو نوعان‪ :‬خيار تشبه‪ ،‬وخيار نقيصششة ‪ -‬أي عيششب ‪-‬‬
‫والول ما يتعاطاه المتعاقدان باختيارهما وشهوتهما من غير توقف على فششوات أمششر فششي المششبيع‪،‬‬
‫وسببه المجلس‪ ،‬أو الشرط‪ .‬والضافة فيه ‪ -‬وفي خيار العيب ‪ -‬من إضافة المسششبب إلششى السششبب‪.‬‬
‫وعد المصنف النواع ثلثة‪ :‬خيار المجلس وخيار الشرط وخيار العيب‪ .‬والخصر والولششى مششا‬
‫ذكرته‪ ،‬لن الولين فردان لخيار التشهي‪ ،‬ل نوعان‪) .‬قوله‪ :‬يثبششت خيششار مجلششس( أي قهششرا عششن‬
‫المتعاقدين‪ ،‬حتى لو شرط نفيه بطل البيع‪ ،‬وهو اسم من الختيار الششذي هششو طلششب خيششر المريششن‬
‫من المضاء والفسخ )قوله‪ :‬في كل بيع( أي وإن استعقب عتقا‪ ،‬كشراء بعضششه إن قلنششا إن الملششك‬
‫في زمن الخيششار للبششائع أو موقششوف‪ ،‬فششإن قلنششا للمشششتري فالخيششار للبششائع فقششط‪) .‬وقششوله حششتى فششي‬
‫الربوي( أي حتى أنه يثبت الخيار في بيع الربوي‪ ،‬كبيع الطعام بالطعام‪) .‬وقوله‪ :‬والسلم( أي في‬
‫عقد السلم‪ ،‬لنه بيع موصوف في الذمة‪) .‬قوله‪ :‬وكذا في هبة ذات ثواب( أي وكششذا يثبششت الخيششار‬
‫في هبة ذات عوض‪ ،‬لنها بيع حقيقي‪) .‬وقوله‪ :‬على المعتمد( مقابله ل يثبت الخيار فيهششا ‪ -‬وهششو‬
‫ما جرى عليه النووي في منهاجه )قوله‪ :‬وخرج بفي‪ :‬كل بيع( أي بقوله في كل بيع‪ ،‬وقوله غيششر‬
‫البيع‪:‬‬

‫] ‪[ 34‬‬

‫فاعل خرج ‪ -‬أي خششرج مششا ل يسششمى بيعششا ‪) .-‬قششوله‪ :‬كششالبراء‪ ،‬إلششخ( تمثيششل لغيششر الششبيع‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬والهبة بل ثواب( أي عششوض‪) .‬وقشوله‪ :‬وقششراض( هششو أن يعقششد علششى مششال يششدفعه لغيششره‬
‫ليتجر فيه على أن يكون الربح بينهما‪) .‬وقوله‪ :‬وحوالة( أي وإن جعلت بيعششا لعششدم تبادرهششا منششه‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬بجيرمي‪) .‬وقوله‪ :‬وكتابة( هي عقد عتق بلفظ الكتابة بعوض منجم بنجمين فأكثر‪) .‬قوله‪ :‬ولو‬
‫في الذمة( أي ولو كشانت الجششارة فششي الذمششة‪ ،‬فل يثبشت فيهشا الخيششار‪ .‬والغايشة للششرد علشى القفششال‬
‫وطائفة حيث قالوا بثبوت الخيار في الجارة الواردة على الذمة كالسششلم‪ .‬وصششورة الششواردة علششى‬
‫الذمة‪ :‬ألزمت ذمتك حملي إلى مكة بدينار مثل‪) .‬وقششوله‪ :‬أو مقششدرة بمششدة( أي ولششو مقششدرة بمششدة‪،‬‬
‫وهي أيضا للرد على من صحح ثبوته في المقدرة بمششدة‪ ،‬ومثلهششا المقششدرة بمحششل عمششل‪ .‬وصشورة‬
‫الولششى‪ :‬آجرتششك داري سششنة بششدينار مثل‪ .‬وصششورة الثانيششة‪ :‬آجرتششك لتخيششط لششي هششذا الثششوب‪ ،‬أو‬
‫لتحملني إلى مكة‪ .‬وعبارة شرح المنهج‪ :‬ووقع للنووي في تصحيحه تصحيح ثبششوته فششي المقششدرة‬
‫بمدة‪ ،‬وكتب البجيرمي ما نصه‪ :‬قوله في المقدرة بمدة‪ :‬قال فششي مهمششات المهمششات‪ ،‬وحينئذ فيعلششم‬
‫منه الثبوت في غيرها بطريق الولى‪ .‬ا‍ه‪ .‬شوبري أي‪ :‬لنها تفوت فيها المنفعششة بمضششي الزمششن‪،‬‬
‫ومع ذلك فيها الخيار‪ ،‬فثبوته في التي ل تفوت أولى‪ ،‬وهششذا كلششه علششى الضششعيف‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬فل‬
‫خيار في جميع ذلك( أي البراء وما بعده‪) .‬قوله‪ :‬لنها( أي المذكورات مششن البششراء ومششا بعششده‪.‬‬
‫والمناسب لنه‪ ،‬بتذكير الضمير العائد على جميع ذلك‪) .‬وقوله‪ :‬ل تسششمى بيعششا( أي والخششبر إنمششا‬
‫ورد في البيع ولن المنفعة في الجارة تفوت بمضي الزمن‪ ،‬فألزمنا العقد‪ ،‬لئل يتلششف جششزء مششن‬
‫المعقود عليه‪ ،‬ل في مقابلة العوض‪) .‬قوله‪ :‬وسقط خيار من اختششار لزومششه( أي لخششبر الشششيخين‪.‬‬
‫البيعان بالخيار ما لم يتفرقا‪ ،‬أو يقول أحدهما للخر اختر‪ ،‬أي البائع والمشتري متلبسان بالخيششار‬
‫مدة عدم تفرقهما‪ ،‬إل أن يقول ‪ -‬أو إلى أن يقول ‪ -‬أحدهما للخر‪ .‬فإذا قال ذلششك الحششد مششا ذكششر‪:‬‬
‫سقط خياره‪ ،‬وبقي خيار الخر‪ .‬ثم اختيششار اللششزوم تششارة يكشون صششريحا ‪ -‬كمششا فششي المثلششة الششتي‬
‫ذكرها ‪ -‬وتارة يكون ضشمنا‪ :‬بششأن يتبايعششا العوضشين بعششد قبضششهما فششي المجلشس إذ ذاك متضشمن‬
‫للرضا بلزوم العقد الول‪ .‬أفاده م ر‪ .‬وقوله أن يتبايعا العوضين‪ :‬قضيته أنه ل ينقطع بتبششايع أحششد‬
‫العوضين كأن أخذ البائع المبيع من المشتري بغير الثمن الذي قبضه منششه‪ ،‬وقششد مششر أن تصششرف‬
‫أحد العاقدين مع الخر إجششازة‪ ،‬وذلششك يقتضششي انقطششاع الخيششار بمششا ذكششر‪ ،‬فلعششل قششوله العوضششين‬
‫تصوير‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع ش‪) .‬قوله‪ :‬من بائع ومشتر( بيان لمن اختار‪) .‬قوله‪ :‬كأن يقول إلخ( تمثيل لكششون‬
‫اختيار اللزوم منهما معا‪) .‬قوله‪ :‬أو من أحدهما( عطف على قوله من بائع ومشتر‪) .‬وقوله‪ :‬كششأن‬
‫يقول إلخ( تمثيل لكون اختيار اللزوم من أحدهما‪) .‬قشوله‪ :‬فيسشقط خيشاره( أي الحشد الشذي اختشار‬
‫اللزوم‪) .‬قوله‪ :‬ويبقى خيار الخر ولو مشتريا( محله ما لم يكن المبيع ممن يعتق عليه‪ ،‬وإل سقط‬
‫خياره أيضا للحكم بعتق المبيع‪) .‬قوله‪ :‬وسقط خيار كل منهما بفرقششة إلششخ( وذلششك لخششبر الششبيهقي‪:‬‬
‫البيعان بالخيار حتى يفترقا من مكانهما‪ .‬وصح عن ابن عمر رضي ال عنهمششا أنششه كششان إذا بششاع‬
‫قام فمشى هنيهة‪ ،‬ثم رجع‪) .‬وقوله‪ :‬بدن( خرج به فرقة الششروح والعقششل‪ ،‬فششإنه ل يسششقط بهششا‪ ،‬بششل‬
‫يخلف العاقد وليه أو وارثه ‪ -‬كما سيأتي في قوله ول يسقط بموت أحدهما إلششخ ‪) -‬وقششوله‪ :‬منهمششا‬
‫أو من أحدهما( أي حال كون تلك الفرقة واقعة من المتعاقششدين أو مششن أحششدهما فقششط‪ ،‬وإذا وقعششت‬
‫منه فقط سقط خيارهما معا‪ ،‬ول يختص السششقوط بالمفششارق‪ ،‬بخلفششه فششي صششورة اختيششار اللششزوم‬
‫بالقول‪ ،‬فإنه يختص بالقائل‪ .‬فتنبه‪) .‬قوله‪ :‬ولو ناسيا أو جاهل( أي يسششقط بالفرقششة‪ ،‬ولششو حصششلت‬
‫نسيانا ‪ -‬ل عمدا أو جهل ‪ -‬بأن الفرقة تسقط الخيار‪) .‬قوله‪ :‬عن مجلس العقد( متعلق بفرقة بششدن‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬عرفا( أي المعتبر في الفرقة‪ :‬العرف‪ .‬قال سم‪ :‬لنه ل نص للشارع ول لهششل اللغششة فيششه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فما يعده إلخ( مبتدأ‪ ،‬خبره جملة‬

‫] ‪[ 35‬‬

‫يلزم به العقد‪) .‬قوله‪ :‬فإن كانا إلخ( بيان لما يعده النشاس فرقشة‪) .‬وقشوله‪ :‬فشي دار( بيشن مشا‬
‫بعده الناس فرقة بالنسبة لما إذا كانا في دار ولم يبين ذلك فيما إذا كانا في سفينة‪ .‬وحاصله أنه إن‬
‫كانت كبيرة‪ :‬فالفرقة فيها بالنتقال من مقدمها إلششى مؤخرهششا‪ ،‬وبششالعكس‪ .‬أو صششغيرة‪ :‬فبششالخروج‬
‫منها‪ ،‬أو بالرقي إلى صاريها‪) .‬وقوله‪ :‬بأن يخرج أحشدهما منهشا( أي مشن الشدار‪ .‬قشال البجيرمشي‪:‬‬
‫ظاهره ولو كان قريبا من الباب‪ ،‬وهو ما في النوار عن المام الغزالي‪ .‬ويظهر أن مثل ذلك مششا‬
‫لو كانت إحدى رجليه داخششل الششدار معتمششدا عليهششا وأخرجهششا‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثششل الخششروج‪ :‬الصششعود إلششى‬
‫سطحها‪ ،‬أو شئ مرتفع فيها ‪ -‬كنخلة ‪ -‬والنزول إلى بئر فيهشا‪) .‬قشوله‪ :‬أو فشي كششبيرة( أي أو كانششا‬
‫في دار كبيرة‪) .‬وقوله‪ :‬فبأن ينتقل إلخ( أي فالفرقة فيهششا بششأن ينتقششل إلششخ‪) .‬وقششوله‪ :‬إلششى بيششت مششن‬
‫بيوتها( أي الدار‪ .‬كأن ينتقل من صحنها إلى المجلس أو الصفة‪) .‬قوله‪ :‬أو في صحراء أو سوق(‬
‫أي أو كانا في صحراء أو في سوق‪) .‬وقشوله‪ :‬فبششأن يششولي إلششخ( أي فالفرقششة فششي ذلششك بششأن يششولي‬
‫أحدهما ظهره‪) .‬قوله‪ :‬ويمشي قليل( ضبطه في النوار بالقششدر الششذي يكششون بيششن الصششفين‪ ،‬وهششو‬
‫ثلثة أذرع‪) .‬قوله‪ :‬وإن سمع الخطاب( أي تحصل الفرقة فيما إذا كانا بصحراء أو سششوق بتوليششة‬
‫أحدهما ظهره والمشي قليل ‪ -‬وإن سمع خطاب صاحبه ‪ -‬فهشو غايشة لحصششول الفرقششة بمششا ذكششر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فيبقى خيار المجلس إلخ( مفرع علششى قشوله يثبشت خيشار مجلشس إلشخ‪ ،‬أي وإذا ثبششت خيشار‬
‫المجلس فيبقى ولو طال مكثهما إلخ‪ .‬وكان المناسب تقديمه على قوله وسقط خيششار إلششخ‪ ،‬وإسششقاط‬
‫قوله ما لم يتفرقا ‪ -‬كما نبه على بعض ذلك البجيرمي ‪) -‬قوله‪ :‬ولو طال مكثهما إلخ( غاية لبقاء‬
‫خيار المجلس‪) .‬وقوله‪ :‬وإن بلغ( أي المكث في محل سنين‪ ،‬فهو غاية للغاية‪) .‬وقششوله‪ :‬أو تماشششيا‬
‫منازل( معطوف على طال مكثهما‪ ،‬فهو غاية ثانية للبقاء المذكور ‪ -‬أي يبقى وإن تماشيا منازل‬
‫‪ -‬وذلك لعشدم التفشرق ببشدنهما‪) .‬قشوله‪ :‬ول يسشقط( أي الخيشار‪) .‬وقشوله‪ :‬بمشوت أحشدهما( أي فشي‬
‫المجلس )قوله‪ :‬فينتقل الخيار للوارث( أي ولششو عامششا‪) .‬وقششوله‪ :‬المتأهششل( فششإن لششم يوجششد‪ ،‬نصششب‬
‫الحاكم عنه من يفعل الصلح له من فسخ أو إجازة‪) .‬قوله‪ :‬وحلف نافي فرقة( أي وصدق بحلفه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أو فسخ( أي أو نافي فسخ‪) .‬وقوله‪ :‬قبلهششا( متعلششق بفسششخ )قششوله‪ :‬بششأن جششاءآ معششا( أي إلششى‬
‫مجلشس الحكشم‪) .‬وقشوله‪ :‬وادعشى علشى أحشدهما فرقشة( أي قبشل مجيئهمشا‪) .‬وقشوله‪ :‬وأنكرهشا( أي‬
‫الفرقة‪) .‬وقوله‪ :‬ليفسخ( علة للنكار‪) .‬قششوله‪ :‬أو اتفقششا عليهششا( أي الفرقششة )قششوله‪ :‬وادعششى أحششدهما‬
‫فسخا قبلها( أي الفرقة‪) .‬قوله‪ :‬وأنكر الخر( أي الفسخ قبششل الفرقششة‪) .‬قشوله‪ :‬فيصششدق النششافي( أي‬
‫في الصورتين‪ .‬وفائدة تصديقه في الولى‪ :‬بقاء الخيار له‪ ،‬وليس لمدعي الفرقة الفسخ‪ .‬ولشو اتفقشا‬
‫على الفسخ والتفرق واختلفا في السابق منهما ‪ -‬فكما في الرجعششة ‪ -‬فيصششدق مششدعي التششأخير‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬لموافقته للصل( وهو عدم الفرقة‪ ،‬وعدم الفسخ‪) .‬قوله‪ :‬ويجوز إلخ( شروع في‬
‫خيار الشرط‪ ،‬ويسمى خيار التروي ‪ -‬أي التشهي والرادة ‪ -‬وهو يثبت في كل ما يثبت فيه خيار‬
‫المجلس‪ ،‬إل فيما سيذكره إجماعا‪ ،‬ولما صح أن بعض النصار كان يخشدع فشي الشبيوع‪ ،‬فأرششده‬
‫)ص( إلى أنه يقول عند البيع ل خلبة‪ ،‬وأعلمه أنه إذا قال ذلك كان له خيار ثلث ليال‪ .‬ومعنششى‬
‫ل خلبة ‪ -‬وهي بكسر الخاء المعجمة‪ ،‬وبالموحدة ‪ :-‬ل غبن ول خديعة‪ ،‬واشششتهرت فششي الشششرع‬
‫لشتراط الخيار ثلثة أيام‪ ،‬فإن ذكرت وعلما معناهششا ثبششت ثلثششا‪ ،‬وإل فل‪) .‬قششوله‪ :‬أي للعاقششدين(‬
‫بأن يصرح كل منهما بشرط الخيار‪ ،‬وكذا يجششوز لحششدهما أن يصششرح بالشششرط ويشوافقه الخششر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬لهما أو لحدهما( هذا بيان للمشروط له‪ ،‬فالجار والمجرور متعلشق بخيشار‪ ،‬ويجشوز أيضشا‬
‫شششرط الخيششار لجنششبي واحششد أو اثنيششن‪ ،‬ول يحششب عليششه إذا شششرط لششه الخيششار مراعششاة المصششلحة‬
‫لشارطه له من فسخ أو إجازة‪،‬‬

‫] ‪[ 36‬‬

‫بل له أن يفسخ أو يجيز ‪ -‬وإن كرهششه‪ ،‬وليششس لشششارطه عزلشه‪ ،‬ول لششه عششزل نفسشه‪ ،‬لنششه‬
‫تمليك ‪ -‬على الصح ‪ -‬ل توكيل‪ .‬وإذا مات انتقل الخيششار لمششن شششرطه لششه‪) .‬قشوله‪ :‬فششي كششل بيششع(‬
‫متعلق بيجوز‪ ،‬أو شرط‪ ،‬أي ويجوز ذلك في كل بيع‪ .‬قال ع ش‪ :‬وخرج بالبيع ما عداه‪ ،‬فل يثبت‬
‫فيه خيار الشرط قطعا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فيه خيار مجلس( الجملة من المبتدإ والخبر صششفة لششبيع‪ ،‬وهششي‬
‫لليضاح ل للتخصيص‪) .‬قوله‪ :‬إل فيما يعتق فيه المبيع( أي إل في البيع الذي يعتششق فيششه المششبيع‬
‫كشراء أصله أو فرعه‪ .‬وفششي البجيرمششي مششا نصششه‪ :‬ل يخفششى أن هششذا السششتثناء متعيششن‪ ،‬لنششه لششو‬
‫اقتصر على قوله لهما شرط خيار لهما‪ ،‬أو لحدهما في كل ما فيه خيار المجلس‪ :‬لم يصششح‪ ،‬لن‬
‫من جملة ما صدقاته‪ :‬ما لو اشترى بعضه‪ ،‬فإن لكل منهما فيه خيار المجلششس‪ ،‬فيقتضششي أن لهمششا‬
‫أن يشترطاه للمشتري‪ ،‬وليششس كششذلك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬لمشششتر( أي وحششده‪) .‬وقششوله‪ :‬للمنافششاة( أي بيششن‬
‫الخيار والعتق‪ ،‬لن شرطه للمشتري وحده يستلزم الملك له‪ ،‬وهششو يسششتلزم العتششق‪ ،‬والعتششق مششانع‬
‫من الخيار‪ ،‬وما أدى ثبوته لعدمه غير صحيح من أصله‪ ،‬بخلف ما لو شرط لهما‪ ،‬فإنه يصششح ‪-‬‬
‫لوقفه ‪ -‬أي لكونه موقوفا‪ .‬أو للبائع فقط‪ ،‬فإنه يصح أيضا‪ ،‬إذ الملك له‪) .‬قوله‪ :‬وفي ربوي وسلم(‬
‫أي وإل في بيع ربوي وسلم‪ .‬والفششرق بيششن خيششار المجلششس‪ ،‬وخيششار الشششرط ‪ -‬حيششث اسششتثني مششن‬
‫الثاني هذان ولم يستثنيا من الول‪ ،‬مع أن العلة في المتناع متأتية فيه أيضا ‪ -‬أن خيششار المجلششس‬
‫يثبت قهرا‪ ،‬وليس له حد محدود ‪ -‬بخلف خيار الشششرط‪) .‬قشوله‪ :‬فل يجششوز شششرطه( أي الخيششار‪،‬‬
‫أي ويفسد به البيع‪) .‬وقوله‪ :‬فيهما( أي في الربوي والسلم )لشتراط القبض فيهمششا فششي المجلششس(‬
‫أي وما شرط فيه ذلك ل يحتمل الجل‪ ،‬فأولى أن ل يحتمل الخيار‪ ،‬لنه أعظم غررا منه‪ ،‬لمنعششه‬
‫الملك أو لزومه‪ .‬ا‍ه‪ .‬شرح المنهج‪) .‬قوله‪ :‬ثلثة أيام فأقششل( أي وإنمششا يصششح شششرط الخيششار ثلثششة‬
‫إلخ‪ ،‬وتدخل ليالي اليام المشروطة فيها‪ ،‬سواء السابقة منها على اليام والمتأخرة عند ابن حجر‪.‬‬
‫وعند م ر‪ :‬الليلة المتأخرة ل تدخل‪ .‬ومحل جواز شرط ثلثششة اليششام ونحوهششا‪ :‬فيمششا ل يفسششد فششي‬
‫المدة المشروطة‪ ،‬فإن كان يفسد فيها‪ ،‬كطبيخ يفسد في ثلثة أيام أو أقل وشرط الخيار تلك المششدة‪:‬‬
‫بطل العقد‪) .‬قوله‪ :‬بخلف ما لو أطلق( أي لم يقيد بزمن أصل ‪ -‬كأن قال بشرط الخيششار وسششكت‬
‫‪ -‬أي قيد بزمن مجهول‪ ،‬كأن قال بشرط الخيار أياما‪) .‬قوله‪ :‬أو أكثر من ثلثة أيام( أي وبخلف‬
‫أكثر من ثلثة أيام‪ ،‬أي شرط الخيار أكثر من ذلك‪ ،‬وفي بعض نسخ الخششط إسششقاط هششذا‪ ،‬ونصششه‪:‬‬
‫بخلف مششا لشو أطلشق أو زاد عليهشا‪ ،‬فششإنه ل يصشح العقشد‪ ،‬وهشو الولشى‪ ،‬الموافششق لعبششارة شششرح‬
‫المنهج‪ ،‬وذلك لسلمته من التكرار الثابت على النسخة الولى‪ ،‬لن قوله أو أكشثر مشن ثلثشة أيشام‬
‫عين قوله بعد فإن زاد عليها‪ .‬فتنبه‪) .‬قوله‪ :‬من حين الشرط( متعلق بمحششذوف‪ ،‬أي وتعتششبر ثلثششة‬
‫اليام فأقل من وقت شرط الخيار‪ ،‬فلو قال بشرط ثلثة أيام من الغد‪ :‬لم يصح‪ .‬ويشترط أيضا أن‬
‫تكون ثلثة اليام متوالية‪ ،‬فلو قال يوما بعد يوم‪ :‬لم يصح‪) .‬والحاصل( أن خيار الشرط ل يصششح‬
‫العقد معه إل بشروط خمسة‪ :‬أن يكون مقيدا بمدة ‪ -‬فخرج ما لو أطلششق‪ ،‬كششأن قششال حششتى أشششاور‪.‬‬
‫وأن تكون معلومة‪ ،‬فخرج ما لو قال بشرط الخيار أياما‪ .‬وأن تكون متصششلة بالشششرط‪ ،‬فخششرج مششا‬
‫لو قال ثلثة أيام من الغد‪ .‬وأن تكون متوالية‪ ،‬فخرج ما لو قال يومششا بعششد يششوم‪ .‬وأن تكششون ثلثششة‬
‫فأقل‪ ،‬فخرج ما لشو زادت فيبطششل العقشد فشي الكشل ‪ -‬لن الصششل منششع الخيششار ‪ -‬إل فيمششا أذن فيششه‬
‫الشارع‪ ،‬ولم يأذن إل في ذلك‪) .‬قوله‪ :‬سواء أشرط( أي الخيار‪ ،‬وهو تعميم في اعتبار الثلثة من‬
‫وقت الشرط‪ :‬أي ل فرق في اعتبارها من ذلك بين أن يحصل الشرط في العقشد أو فشي المجلشس‪،‬‬
‫فإذا شرطا ثلثة أيام وكان مضى من حين العقد يومان وهما بششالمجلس‪ :‬صششح الشششرط المششذكور‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬والملك( مبتدأ‪ ،‬خبره‪ :‬لمن انفرد بخيار‪) .‬قوله‪ :‬مع توابعه( أي فوائده متصلة أو منفصششلة‪:‬‬
‫كاللبن‪ ،‬والتمر‪ ،‬والمهر‪ ،‬ونفوذ العتق والستيلد‪ ،‬وحل الوطئ‪ ،‬ووجوب النفقة‪ ،‬والحمل الحششادث‬
‫في زمن الخيار‪،‬‬

‫] ‪[ 37‬‬

‫بخلف الموجود حال البيع‪ ،‬فإنه مبيع ‪ -‬كالم ‪ -‬لمقابلته بقسط من الثمن‪ .‬وكتب البجيرمي‬
‫ما نصه‪ :‬قوله مع توابعه‪ :‬إدخال التوابع هنا يقتضي دخولها في قوله وإل فموقوف‪ ،‬وفيششه نظششر‪،‬‬
‫لن حل الوطئ في زمن خيارهما ليس موقوفا بل هو حرام‪ .‬وعتق البالغ في زمن خيارهما ليس‬
‫موقوفا بل نافذ‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬في مدة الخيار( متعلششق بالملششك‪ ،‬أي الملششك فششي مششدة خيششار الشششرط أو‬
‫المجلس‪ ،‬فل فرق في التفصششيل الششذي ذكششره بينهمششا‪) .‬فششإن قلششت( كيششف يتصششور أن يكششون خيششار‬
‫المجلس لحدهما ؟‪) .‬قلت( يتصور فيما إذا اختار أحشدهما لشزوم العقشد‪ ،‬والخشر لشم يخشتر ششيئا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬من بائع ومشتر( بيان لمن انفرد بخيار‪ .‬قال في حاشششية الجمششل علششى شششرح المنهششج‪ :‬فششإذا‬
‫كان للمشتري وحده ملك المبيع وفوائده الحادثة بعد العقد‪ ،‬فششإن تششم الششبيع فششذاك‪ ،‬وإن فسششخ رجششع‬
‫المبيع للبائع عاريا عن الفوائد‪ ،‬وتضيع عليه المؤن‪ ،‬ويفششوز بششالفوائد المشششتري‪ .‬وإن كششان للبششائع‬
‫وحده ملك المبيع‪ ،‬والفوائد كذلك‪ ،‬فإن فسخ فذاك‪ ،‬وإن تم البيع انتقل المبيع للمشتري عاريششا عششن‬
‫الفوائد‪ ،‬وتضيع المؤن عليه‪ .‬وفي ق ل على المحلى‪ :‬والزوائد في مدة الوقف تابعه للمبيع‪ ،‬وهشي‬
‫أمانة في يد الخر‪ .‬ويقال مثل ذلك في الثمن وزوائده‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحذف‪) .‬قوله‪ :‬ثم إن كان إلخ( عبششارة‬
‫المنهج وشرحه بعد قوله لمن انفرد بخيار‪ ،‬وإل بأن كان الخيار لهما‪ ،‬فموقوف إلششخ‪ .‬وهششي أولششى‬
‫من عبارة شارحنا‪) .‬قوله‪ :‬فإن تم البيع إلخ( مفرع على فموقوف‪ ،‬وتمام الششبيع بينهمششا بإجازتهمششا‬
‫له‪) .‬قوله‪ :‬بان أنه( أي تبين أن الملك في المبيع مع توابعه‪) .‬وقوله‪ :‬لمشتر( أي ملك له من حيششن‬
‫العقد‪) .‬قوله‪ :‬وإل( أي وإن لم يتشم الشبيع‪ ،‬أي بشأن اختشار افسشخه‪) .‬وقشوله‪ :‬فلبشائع( أي فهشو ملشك‬
‫للبائع‪ ،‬أي باق عليه‪ ،‬وكأنه لم يخرج من ملكه‪) .‬واعلم( أنه حيث حكم بملك المبيع لحدهما حكششم‬
‫بملك الثمن للخر‪ ،‬وحيث وقف وقف‪) .‬قوله‪ :‬ويحصل فسخ للعقششد( أي بششالقول وبالفعششل‪ ،‬والول‬
‫ذكره بقوله بنحو فسخت‪ .‬والثاني ذكره بقوله والتصرف إلخ‪ .‬ومثله في ذلك الجازة‪ ،‬وجميششع مششا‬
‫ذكره من صرائح الفسخ والجازة‪ .‬قال البجيرمي‪ :‬قال شيخنا ‪ -‬ولعل من كنايتهما‪ :‬نحو ل أبيششع‪،‬‬
‫أو ل أشتري ‪ -‬إل بكذا أو ل أرجع في بيعي‪ ،‬أو في شرائي‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬كاسششترجعت المششبيع( أي‬
‫أو رفعته‪ ،‬وهو تمثيل لنحو فسخت‪) .‬قوله‪ :‬وإجازة( أي ويحصل بإجازة‪) .‬وقشوله‪ :‬فيهشا( أي مششدة‬
‫الخيار‪) .‬قوله‪ :‬بنحو أجزت( متعلق بيحصل المقدر‪) .‬قوله‪ :‬كأمضيته( أي وألزمتششه‪ ،‬وهششو تمثيششل‬
‫لنحو أجزت‪) .‬قوله‪ :‬والتصرف( مبتدأ‪ ،‬خبره قوله فسخ‪ .‬وخرج بالتصرف‪ :‬مجرد عرض المبيع‬
‫على البيع‪ ،‬والذن فيه في مدة الخيار‪ ،‬فليسا فسخا‪ ،‬ول إجازة للبيع‪ ،‬لعششدم إشششعارهما مششن البششائع‬
‫بعدم البقاء عليه‪ ،‬ومن المشتري بالبقاء عليه‪ ،‬لحتمالهما التردد في الفسخ والجشازة‪) .‬قشوله‪ :‬فشي‬
‫مدة الخيار( المناسب‪ :‬فيها‪ ،‬إذ المقام للضمار‪) .‬قوله‪ :‬بششوطئ( متعلششق بالتصششرف‪ ،‬وإنمششا يكششون‬
‫فسخا أو إجازة بقيود خمسة‪ :‬أن يكون الواطئ ذكرا يقينا‪ ،‬وأن يكون الموطوء أنثى يقينا‪ ،‬وأن ل‬
‫تكون حراما عليه كأخته‪ ،‬وأن يعلم أنها المبيعة‪ ،‬وأن ل يقصد الزنا‪ .‬فإن فقد واحد منها ل يكششون‬
‫فسخا ول إجازة‪ .‬وخششرج بششالوطئ‪ :‬مقششدماته‪ ،‬فل تكششون فسششخا‪ ،‬ول إجششازة‪) .‬قششوله‪ :‬وإعتششاق( أي‬
‫للرقيق المبيع كله أو بعضه‪ ،‬ويسري للباقي‪ .‬ومثل العتاق‪ :‬وقف المبيع )قوله‪ :‬وبيع( أي بت أو‬
‫بشرط الخيار للمشتري فقط‪ ،‬وإل بأن كان لبائع أو لهما لم يكن فسششخا‪ ،‬ول إجششازة ‪ -‬كمششا صششرح‬
‫فيه في العباب ‪ -‬بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬وإجارة( أي للمبيع )قوله‪ :‬وتزويج( أي للمششة أو للعبششد )قششوله‪:‬‬
‫مششن بششائع( متعلشق بالتصششرف‪) .‬قششوله‪ :‬فسشخ( أي للشبيع لشششعاره بعششدم البقشاء عليشه‪ ،‬وصشح ذلششك‬
‫التصرف منه‪ ،‬لكن ل يجوز وطؤه إل إن كان الخيار له‪ ،‬فشإن كشان لهمشا‪ :‬لشم يحشل‪ ،‬ولشو أذن لشه‬
‫المشتري‪) .‬قوله‪ :‬ومن مشتر إجازة للشششراء( أي والتصششرف بهششذه المششذكورات مششن مشششر إجششازة‬
‫للبيع‪ ،‬وذلك‬

‫] ‪[ 38‬‬

‫لشعاره بالبقاء عليه‪ ،‬والعتاق نافذ منه‪ :‬إن كان الخيار له أو لهما وأذن له البائع‪ ،‬وغيششر‬
‫نافذ‪ :‬إن كان للبائع‪ ،‬وموقوف‪ :‬إن كان لهما ولم يأذن له البائع فيه‪ .‬ووطؤه حلل‪ :‬إن كان الخيار‬
‫له‪ ،‬إل فحرام‪) .‬قوله‪ :‬ويثبت لمشتر إلخ( شروع في خيار العيب‪ ،‬ويسششمى خيششار النقيصششة‪ ،‬وهششو‬
‫حاصل بفوات مقصششود مظنششون نشششأ الظششن فيششه مششن تغريششر فعلششي‪ ،‬أو قضششاء عرفششي‪ ،‬أو الششتزام‬
‫شرطي‪ .‬فالول‪ :‬كالتصرية‪ .‬والثاني‪ :‬كظهور العيب الذي ينقص العين والقيمششة نقصششا يفششوت بششه‬
‫غرض صحيح‪ .‬والثالث‪ :‬كأن شرط في المبيع شيئا‪ ،‬ككون العبد كاتبا‪ ،‬أو الدابششة حششامل‪ ،‬أو ذات‬
‫لبن‪ ،‬فأخلف‪) .‬قوله‪ :‬جاهل بمشا يشأتي( أي مشن ظهشور عيشب قشديم‪ ،‬ومشن تغريشر فعلشي‪ .‬واحشترز‬
‫بالجاهل بذلك عن العامل به‪ ،‬فل يثبت له الخيار به‪) .‬قشوله‪ :‬خيشار( فاعشل يثبشت‪) .‬قشوله‪ :‬فشي رد‬
‫المبيع( متعلق بخيار‪) .‬قوله‪ :‬بظهور عيب قديم( أي باق إلى وقت الفسخ‪ ،‬وكان الغالب في جنس‬
‫المبيع عدمه‪ .‬فإن زال قبله‪ ،‬أو كان ل يغلب فيه ما ذكر ‪ -‬كقلع سن في الكبر‪ ،‬وثيوبة فششي أوانهششا‬
‫في المة ‪ -‬فل خيار‪) .‬وقوله‪ :‬منقص قيمة في المبيع( أي أو منقص عين المبيع نقصششا يفششوت بششه‬
‫غرض صحيح‪ ،‬وإن لم تنقص به القيمة‪ .‬فإن كششان بششه عيششب ل ينقششص عينششه ول قيمتششه ‪ -‬كقطششع‬
‫أصبع زائدة وفلقة يسيرة من فخذ أو ساق‪ ،‬ل تورث شيئا‪ ،‬ول تفوت غرضا ‪ -‬فل خيار‪) .‬قششوله‪:‬‬
‫وكذا للبائع( أي وكذا يثبت الخيار للبائع إلخ )قوله‪ :‬وآثروا الول( أي اقتصر الفقهششاء علششى ذكششر‬
‫الول‪ ،‬أي ثبوت الخيار للمشتري بظهور عيششب قششديم فششي المششبيع‪ ،‬مششع أن الثمششن مثلششه فششي ذلششك‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬لن الغالب في الثمن( النضباط إلخ‪ ،‬أي فل يحتاج إلى ذكششره‪) .‬قششوله‪ :‬والقششديم إلششخ( أي‬
‫أن العيب القديم الذي يثبت به الخيار‪ ،‬هو ما قارن العقد أو حدث قبششل القبششض‪ ،‬لن المششبيع حينئذ‬
‫من ضمان البائع‪ .‬أما ثبوت الخيار في المقارن‪ .‬فبالجماع‪ .‬وأما ثوبته في الحششادث قبششل القبششض‪،‬‬
‫فلن المبيع فيه من ضمان البائع‪ ،‬فكذا جزؤه وصفته‪ .‬قال في التحفششة‪ :‬ولششم يششبينوا حكششم المقششارن‬
‫للقبض‪ ،‬والذي يظهر أن له حكم ما قبل القبض‪ ،‬لن يد البائع عليششه حسششا‪ ،‬فل يرتفششع ضششمانه إل‬
‫بتحقق ارتفاعها‪ ،‬وهو ل يحصل إل بتمام قبض المششتري لشه سشليما‪ .‬ا‍ه‪ .‬بتصشرف‪) .‬قشوله‪ :‬وقششد‬
‫بقي( أي العيب‪ ،‬والجملة حالية من فاعششل قششارن‪ ،‬وفاعششل حششدث‪ .‬وخششرج بششه مششا إذا لششم يبششق إلششى‬
‫الفسخ‪ :‬فل خيار ‪ -‬كما مر ‪) .-‬قوله‪ :‬ولو حدث بعد القبض فل خيار( محلششه مششا لششم يسششتند لسششبب‬
‫متقدم عليه‪ ،‬كقطع يد الرقيق المبيع بجناية سابقة على القبض جهلها المششتري‪ ،‬وإل فلشه الخيشار‪،‬‬
‫لنه لتقدم سببه صار كالمتقدم‪ ،‬فإن كان المشتري عالما بها فل خيار له‪ ،‬ول أرش‪) .‬قوله‪ :‬وهو(‬
‫أي العيب الششذي يثبششت بششه الخيششار للمشششتري‪) .‬وقششوله‪ :‬كاستحاضششة إلششخ( أي وكخصششاء رقيششق أو‬
‫بهيمة‪ ،‬وهو مما يغلب في جنس المبيع عدمه فيها‪ ،‬أما لو كان الخصاء فيما يغلب وجششوده فيهششا ‪-‬‬
‫كمأكول‪ ،‬أو نحو بغال‪ ،‬أو براذين ‪ -‬فل يكون عيبا لغلبته فيها‪ .‬وإنما كان الخصاء فيما مر عيبششا‪،‬‬
‫لن الفحل يصلح لما ل يصلح له الخصي‪ ،‬ول نظر لزيادة القيمة به باعتبششار آخششر‪ ،‬لمششا فيششه مشن‬
‫فوات جزء مقصود من البدن‪) .‬قوله‪ :‬نكاح لمة( أي تزويج لمة‪ ،‬فهششو عيششب يثبششت بششه الخيششار‪،‬‬
‫والمة ليست بقيد‪ ،‬بل مثلها العبد‪ ،‬فتزويجه عيشب أيضشا‪ .‬وعبشارة الشروض‪ :‬مشن عيشوب الرقيشق‬
‫كونه مزوجا‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهو شامل للذكر والنثى‪ .‬ومثله في النهاية‪ .‬فلو أسقط قوله لمششة لكششان أولششى‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وسرقة( أي ولو صشورة كالسشرقة مشن دار الحشرب‪ ،‬فإنهشا غنيمشة‪ ،‬لكنهشا صشورة سشرقة‪،‬‬
‫فتكون عيبا‪ .‬هكذا في ش ق‪ .‬والذي في التحفششة خلفششه‪ ،‬وعبارتهششا‪ :‬وسششرقة إل فششي دار الحششرب‪،‬‬
‫لن المأخوذ غنيمة‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحذف‪) .‬قوله‪ :‬وإباق( حتى لو أبق عند المشتري ثبت له الرد‪ ،‬لنششه مششن‬
‫آثار الباق الول الذي كان عند البائع‪ ،‬فل يقال إنه عيب حادث فيمنع الرد لنه مشن آثششار الول‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬ز ي‪ .‬وقوله لنه من آثار الباق الول‪ :‬الفرض أنه علم وجود ذلك العيب عند البائع‪ ،‬فلو لششم‬
‫يعلم وجوده عنده فل رد‪ ،‬لنه عيب حادث عند المشتري‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬وزنا( أي ولششواط‬
‫وردة‪) .‬قوله‪ :‬أي بكل منها( الجار والمجرور متعلق بمحذوف معلوم من السششياق‪ ،‬وكششان الولششى‬
‫التصريح به ‪ -‬أي‬

‫] ‪[ 39‬‬

‫يثبب الخيار بكل واحد من السرقة‪ ،‬والباق‪ ،‬والزنا ‪) .-‬قوله‪ :‬وإن لم يتكرر( أي كششل مششن‬
‫السرقة وما بعدها‪ ،‬وهو غاية لثبوت الخيار بكل منها‪) .‬وقوله‪ :‬وتاب( معطوف على مدخول إن‪،‬‬
‫وهو مجموع الجازم والمجزوم ‪ -‬أي وإن تاب وحسن حاله ‪ -‬وذلك لنه قششد يألفهششا‪ ،‬ولن تهمتهششا‬
‫ل تزول‪ .‬ومثل ما ذكر في ذلك‪ :‬الجناية عمدا‪ ،‬والقتل‪ ،‬والردة‪ .‬وقد نظم بعضهم العيوب الششتي ل‬
‫تنفع التوبة فيها بقوله‪ :‬ثمانية يعتادها العبد لو يتب بواحششدة منهششا يششرد لبششائع زنششا‪ ،‬وإبششاق‪ ،‬سششرقة‪،‬‬
‫ولواطه وتمكينه من نفسه للمضاجع وردته‪ ،‬إتيانه لبهيمة جنايته عمششدا‪ .‬فجششانب لششه وع ومششا عششدا‬
‫هذه العيوب‪ :‬تنفع التوبة فيها‪ .‬قال في النهاية‪ :‬والفرق بيششن السششرقة والبششاق وبيششن شششرب الخمششر‬
‫ظاهر‪ .‬قال ع ش‪ :‬وهو أن تهمتهما ل تششزول‪ ،‬بخلف ششرب الخمشر‪ .‬لكشن‪ ،‬هشل يشششترط لصششحة‬
‫توبته من شرب الخمشر ونحشوه‪ ،‬مضشي مشدة السشتبراء أو ل ؟ فيشه نظشر‪ ،‬والقشرب الثشاني‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ذكرا كان( أي الرقيق الصادر منه ما ذكشر‪ ،‬أو أنشثى‪) .‬قشوله‪ :‬وبشول إلشخ( معطشوف علشى‬
‫استحاضة‪ ،‬أي وكبول من الرقيق‪) .‬قوله‪ :‬بفراش إن اعتاده( أي عرفا‪ ،‬فل يكفي مرة‪ ،‬لنه كثيرا‬
‫ما يعرض مرة‪ ،‬بل مرتين ومرات‪ ،‬ثم يزول‪ .‬ومثل الفراش‪ :‬غيره ‪ -‬كما لو كان يسيل بوله وهو‬
‫ماش ‪ -‬فإنه يثبت به الخيار بالطريق الولى‪ ،‬لنه يدل على ضعف المثانششة‪ .‬ومثششل ذلششك‪ :‬خششروج‬
‫دود القرح المعروف‪ .‬ومحل ثبوت الخيار به‪ ،‬إن وجد البششول فششي يششد المشششتري أيضششا‪ ،‬وإل فل‪،‬‬
‫لتبين أن العيب زال‪ ،‬وليس هو من الوصاف الخبيثة التي يرجع إليها الطبع‪) .‬قششوله‪ :‬وبلششغ سششبع‬
‫سنين( معطوف على اعتاده‪ ،‬أي وإن بلغ سبع سنين ‪ -‬أي تقريبا ‪ -‬فل يعتد بنقص شهرين ‪ -‬كمششا‬
‫في ع ش ‪ -‬فلو نقص أكثر منهما لم يضر‪ ،‬فل يثبت به الخيار‪ ،‬لنه خرج منه في أوانششه‪) .‬قششوله‪:‬‬
‫وبخر( هو بفتحتين‪ :‬نتن الفم وغيره ‪ -‬كالنف ‪) .-‬وقشوله‪ :‬وصششنان( ضششبطه فششي القششاموس بششالقلم‬
‫بضم الصاد‪ ،‬وهو ظهور رائحة خبيثة من تحت البط وغيره‪ .‬ع ش‪) .‬وقوله‪ :‬مستحكمين( بكسر‬
‫الكاف‪ ،‬لنه من استحكم‪ ،‬وهو لزم‪ .‬وخرج ما إذا كان كل من البخششر والصششنان عارضششا ‪ -‬كششأن‬
‫كان الول ليس ناشئا من المعدة‪ ،‬بل من تغير الفششم لقلششح السششنان‪ ،‬وكششأن كششان الثششاني ناشششئا مششن‬
‫عرق أو احتماع وسخ أو حركة عنيفة ‪ -‬فل يثبت حينئذ بهما الخيار‪) .‬قوله‪ :‬ومن عيشوب الرقيشق‬
‫إلخ( وهي ل تكاد تنحصر‪ ،‬كما أفاده تعبيره بمن‪) .‬قوله‪ :‬كونه تماما إلخ( أي أو قاذفا‪ ،‬أو تمتاما‪.‬‬
‫)واعلم( أنهم عبروا في بعض العيوب بصيغة المبالغة‪ ،‬ولم يعششبروا فششي بعضششها بششذلك‪ .‬قششال فششي‬
‫التحفة‪ :‬فيحتمل الفرق‪ ،‬ويحتمل أن الكل على حد سواء‪ ،‬وأنه ل بد أن يكون كل من ذلششك يصششير‬
‫كالطبع له بأن يعتاده عرفشا ‪ -‬نظيشر مشا مشر‪ .‬ا‍ه‪ .‬بشالمعنى‪) .‬قشوله‪ :‬أو آكل لطيشن( أي أو مخشدر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬لنحو خمر( أي من كل مسكر‪ .‬قال الزركشي‪ :‬وينبغي أن يقيد بالمسلم دون من يعتاد ذلششك‬
‫من الكفار‪ ،‬فإنه غالب فيهم‪ .‬ا‍ه‪ .‬مغني‪) .‬قوله‪ :‬ما لم يتب عنها( قيد فششي جميششع مششا قبلششه‪ ،‬أي هششذه‬
‫المذكورات ‪ -‬النميمة وما بعدها مشن العيششوب ‪ -‬مششا لششم يتششب منهششا‪ ،‬فششإن تششاب منهششا فل يثبششت بهششا‬
‫الخيار‪ .‬قال في التحفة‪ :‬وظاهر أنه ل يكتفي في توبته بقول البائع‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬أو أصششم( أي ولششو‬
‫في إحدى أذنيه‪ .‬والمراد به‪ :‬ما يشمل ثقل السمع‪ ،‬لنه ينقص القيمة‪) .‬قششوله‪ :‬أو أبلششه( فششي ع ش‪:‬‬
‫البله هو الذي غلبت عليه سلمة الصدر‪ .‬وفي الحششديث‪ :‬أكششثر أهششل الجنششة البلششه يعنششي فششي أمششر‬
‫الدنيا‪ ،‬لقلة اهتمامهم بها‪ ،‬وهم أكيس الناس في أمر الخرة‪ .‬ا‍ه‪ .‬مختار‪) .‬أقول( والظششاهر أن هششذا‬
‫المعنى غير مراد هنا‪ ،‬وإنما المراد بالبله من يغلب عليه التغفل‪ ،‬وعدم المعرفة‪ ،‬ويوافقه‬

‫] ‪[ 40‬‬

‫قول المصباح‪ :‬بله بلها ‪ -‬من باب تعب‪ :‬ضعف عقلششه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬أو مصششطك الركبششتين(‬
‫أي أو الكعبين‪ .‬قال في القاموس‪ :‬صكه‪ :‬ضربه‪ .‬وصك الباب‪ :‬أغلقه‪ ،‬أو أطبقششه‪ .‬ورجششل أصششك‪،‬‬
‫ومصك‪ :‬مضطرب الركبتين والعرقوبين‪ .‬ا‍ه‪ .‬والمناسب هنا‪ :‬الخير وما قبله‪ .‬فمعنششى اصششطكاك‬
‫الركبتين‪ :‬التقاؤهما عند المشي‪ ،‬وانطباق إحداهما على الخرى واضطرابهما‪) .‬قوله‪ :‬أو رتقششاء(‬
‫معطوف على نماما‪ ،‬أي ومن عيوب الرقيق كونه أمة رتقاء‪ ،‬وتذكير الضمير باعتبششار المرجششع‪،‬‬
‫لنه إذا كان المرجع مشذكرا والخشبر مؤنثشا‪ ،‬يجشوز مراعشاة المرجشع ومراعشاة الخشبر‪ .‬والولشى‪:‬‬
‫الثاني‪ .‬وكالرتقاء‪ :‬القرناء والولى‪ :‬هي التي انسد فرجها بلحم‪ ،‬والثانية‪ :‬هششي الششتي انسششد فرجهششا‬
‫بعظم )قوله‪ :‬في آدمية( قيد في الحامل‪ ،‬فالحمل عيب في الدمية‪ ،‬وفيششه أنششه بصششدد بيششان عيششوب‬
‫الرقيق‪ ،‬فل فائدة في ذكر هذا القيد‪) .‬وقوله‪ :‬ل بهيمة( أي ليس الحمل عيبششا فششي بهيمششة‪ .‬ومحلششه‪:‬‬
‫إذا لم تنقص بالحمل‪ ،‬وإل كان عيبا أيضا‪) .‬قوله‪ :‬أو ل تحيض( المناسششب فششي إعرابششه أن يكششون‬
‫الفعل منصوبا بأن مضمرة بعد أو‪ ،‬والمصدر المؤول معطوف على المصدر السابق‪ ،‬وهو كونه‬
‫‪ -‬أي ومن عيوب الرقيق ‪ -‬عدم حيض من بلغت عشرين سنة‪) .‬وقوله‪ :‬أو أحد ثششدييها( معطششوف‬
‫على المصدر السابق أيضا على حذف مضاف‪ ،‬أي ومنهششا أيضششا‪ :‬كششون أحششد الششخ‪ .‬فتنبششه )قششوله‪:‬‬
‫وجماع لحيوان( عطف على استحاضة‪ ،‬والجماع ‪ -‬بكسر الجيم ‪ -‬امتنششاع الحيششوان مششن الركششوب‬
‫عليه‪ .‬وعبر بعضهم بجموح ‪ -‬بصيغة المبالغة ‪ -‬وهو يفيد اشششتراط كششثرة ذلششك منششه حششتى يصششير‬
‫طبعا له‪ .‬قال فششي التحفشة‪ :‬وهشو متجششه ‪ -‬كنظششائره‪) .‬قششوله‪ :‬ورمششح( أي رفششس‪ .‬وليششس المششراد بشه‬
‫الجششري‪ .‬وعبششارة م ر‪ :‬وكونهششا رموحششا وهششي تفيششد كششثرة ذلششك منهششا‪ ،‬وإل فل يكششون عيبششا‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬وكون الدار منزل الجند( أي مختصة بنششزول الجنشد‪ ،‬أي العسشاكر فيهششا‪) .‬قشوله‪:‬‬
‫بالرجم( أي أو نحوه‪) .‬قوله‪ :‬أو القردة( معطوف على الجن‪ ،‬أي أو كون القردة ونحوهم يرعششون‬
‫‪ -‬أي يأكلون ‪ -‬زرع الرض‪ ،‬فهو يعد عيبششا‪) .‬قشوله‪ :‬ويثبشت( أي الخيششار لمششتر فششي رد المششبيع‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬بتغرير فعلي( أي متعلق بالفعل‪ ،‬كالتصرية التية‪ :‬فإنها من الفعال ‪ -‬إذ هي جمع اللبششن‬
‫في ثدي البهيمة ‪ -‬كما سيأتي ‪ -‬قال البجيرمي‪ :‬وكذا يثبت الخيار بتغرير قولي ‪ -‬كمششا سششيأتي فششي‬
‫مفهوم قوله‪ :‬ولو باع بشرط براءته من العيوب إلخ ‪ -‬مششن أنششه لششو بششاع بشششرط بششراءة المششبيع مشن‬
‫العيوب فإنه ل يبرأ من شششئ منهششا‪ ،‬بششل للمشششتري الخيششار فششي جميعهششا‪ .‬وهششذا تغريششر قششولي‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وهو( أي التغرير )وقوله‪ :‬حشرام( أي مشن الكبشائر ‪ -‬علشى المعتمششد ‪ -‬لقشوله عليشه الصشلة‬
‫والسلم‪ :‬من غشنا ليس منا‪ ،‬ولخبر الصحيحين في التصششرية التششي قريبششا‪) .‬قششوله‪ :‬للتششدليس( أي‬
‫من البائع على المشتري‪) .‬وقوله‪ :‬والضرر( أي للمشتري‪ ،‬وقيل للمبيع‪ ،‬والول أولى‪ ،‬لنششه هششو‬
‫الششذي يطششرد فششي جميششع أمثلششة التغريششر‪ ،‬بخلف ضششرر المششبيع‪ ،‬فششإنه إنمششا يظهششر فششي بعضششها ‪-‬‬
‫كالتصرية ‪ .-‬ولو لم يحصل تدليس من البائع‪ :‬بأن لم يقصششد التصششرية ‪ -‬لنسششيان أو نحششوه ‪ -‬ففششي‬
‫ثبششوت الخيششار وجهششان‪ :‬أحششدهما المنششع‪ ،‬وبششه جششزم الغزالششي والحششاوي الصششغير‪ :‬لعششدم التششدليس‪.‬‬
‫وثانيهما‪ :‬ثبوته لحصول الضرر‪ ،‬ورجحه الذرعي‪ ،‬وقال إنه قضية نص الم‪) .‬قوله‪ :‬كتصرية(‬
‫من صرى الماء في الحوض ‪ -‬بتشديد الراء ‪ -‬بمعنى جمعه‪ ،‬وجوز الشافعي ‪ -‬رضي ال عنششه ‪-‬‬
‫أن يكون من الصششر‪ ،‬وهشو الربششط‪ .‬والصششل فششي تحريمهششا خششبر الصششحيحين‪ :‬أل تصششروا البششل‬
‫والغنم‪ ،‬فمن ابتاعها ‪ -‬أي اشششتراها بعشد ذلشك‪ ،‬فهششو بخيشر النظريششن بعششد أن يحلبهشا ‪ -‬إن رضششيها‬
‫أمسكها‪ ،‬وإن سخطها ردها وصششاعا مششن تمششر‪ .‬وقيششس بالبششل والغنششم غيرهمششا‪) .‬وقششوله‪ :‬لششه( أي‬
‫للحيوان المبيع‪ ،‬ولو من غير النعم‪) .‬قوله‪ :‬وهي( أي التصرية‪ ،‬شرعا‪ :‬ما ذكر‪ .‬وأمششا لغششة‪ :‬فهششي‬
‫أن تربط حلمة الضرع ليجتمع اللبن‪) .‬قوله‪ :‬ليوهم المشتري( أي ليوقع فششي وهششم المشششتري كششثر‬
‫اللبششن‪) .‬قشوله‪ :‬وتجعيششد ششعر الجاريشة( معطششوف علششى تصشرية‪ ،‬أي وكتجعيشد الششعر‪ ،‬فهشو مششن‬
‫التغرير الفعلي المحرم‪ ،‬لنه يدل على الجمال وقوة البدن‪ .‬والمجعد‪ :‬هو ما فيه التواء وانقباض ‪-‬‬
‫أي تثن‪ ،‬وعدم إرسال ‪-‬‬

‫] ‪[ 41‬‬

‫ول يثبششت الخيششار بجعلششه علششى هيئة مفلفششل السششودان‪ ،‬لعششدم دللتششه علششى نفاسششة المششبيع‪،‬‬
‫المقتضية لزيادة الثمن‪ .‬ومثل التجعيد‪ :‬تحمير الوجه‪ ،‬وتسويد الشعر‪ ،‬فيثبششت بهمششا الخيششار أيضششا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ل خيار بغبن فاحش( أصل المتن ل بغبن فاحش‪ ،‬فهو معطوف علشى ظهشور عيشب قشديم‪،‬‬
‫فقدر الشارح المتعلق‪ :‬أي ل خيار بسبب وجود غبن فاحش على المشتري‪ .‬والفحششش ليششس بقيششد‪،‬‬
‫بل مثله ‪ -‬بالولى ‪ -‬غيره‪) .‬قوله‪ :‬كظشن مشششتر نحشو زجاجششة‪ :‬جشوهرة( أي لقربهششا مشن صشفتها‪،‬‬
‫فاشتراها بقيمة الجوهرة‪ .‬قال ع ش‪ :‬وخرج به ‪ -‬أي بظنها جشوهرة ‪ -‬مششا لشو قشال لشه البشائع هشي‬
‫جوهرة‪ ،‬فيثبت له الخيار في هذه الحالة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقال في فتششح الجششواد‪ :‬ومحششل ذلششك أي عششدم ثبششوت‬
‫الخيار‪ ،‬فيما إذا ظنها جوهرة‪ :‬إذ لم يشتد ظنه لفعل البائع‪ ،‬بأن صبغ الزجاجة بصبغ صششيرها بششه‬
‫تحاكي بعض الجواهر‪ ،‬فيتخير حينئذ ‪ -‬لعذره ‪ .-‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لتقصششيره بعملششه( تعليششل لعششدم ثبششوت‬
‫الخيار بذلك‪ ،‬أي ل يثبت له الخيار بذلك‪ ،‬لتقصيره بكششونه عمششل بمجششرد وهمششه‪ ،‬مششن غيششر بحششث‬
‫واطلع أهل الخبرة على ذلك‪ ،‬ولنه )ص( لم يثبت الخيار لمشن يغبشن‪ ،‬بشل أرششده إلشى اششتراط‬
‫الخيار‪) .‬قوله‪ :‬والخيار بالعيب( مبتدأ‪ ،‬خبره فوري‪) .‬قوله‪ :‬ولو بتصرية( الغاية للرد على القششائل‬
‫بأن الخيار في المصراة يمتد ثلثة أيام‪ ،‬والولى تأخيره بعد قوله فششوري‪ ،‬لنششه يششوهم أن الخيششار‬
‫بالتصرية فيه خلف‪ ،‬وليس كذلك‪ ،‬بل الخلف إنما هو في الفوري‪) .‬قوله‪ :‬فششوري( أي إجماعششا‪.‬‬
‫ومحله في المبيع المعين‪ ،‬فإن قبض شيئا عما في الذمة بنحو بيع أو سلم‪ ،‬فوجده معيبا‪ ،‬لم يلزمششه‬
‫فور‪ ،‬لن الصششح أنششه ل يملكششه إل بالرضششا بعيبششه‪ ،‬ولنششه غيششر معقششود عليششه‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفششة )قششوله‪:‬‬
‫فيبطل( أي الخيار بالتأخير‪ .‬قال في شرح المنهششج‪ :‬وأمششا خششبر مسششلم‪ :‬مششن اشششترى مصششراة فهششو‬
‫بالخيار ثلثة أيام فحمل على الغالب من أن التصرية ل تظهر إل بثلثششة أيششام‪) .‬قششوله‪ :‬بل عششذر(‬
‫متعلق بالتأخير‪ .‬وخرج به ما إذا كان بعذر فإنه ل يبطل الخيار‪ .‬وسيذكر العشذار الشتي تبيشح لشه‬
‫التأخير ‪ -‬كالصلة‪ ،‬والكل‪ ،‬وقضاء الحاجة‪ ،‬والجهل بأن له الرد‪ ،‬أو بكونه على الفششور ‪ .-‬وفششي‬
‫البجيرمي ما نصه‪ :‬هل من العذر نسيان الحكم أو العيب أو نحوهما ؟ ثم رأيت نقل عششن ع ش ‪-‬‬
‫عند قول الشارح ويعذر في تأخيره بجهله إن قرب عهده بالسلم ‪ -‬ما نصه‪ :‬وخرج بجهل الششرد‬
‫أو الفور‪ ،‬ما لو علم الحكم ونسيه ‪ -‬فل يعذر به ‪ -‬لتقصيره‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويعتششبر الفششور عششادة( أي‬
‫أنه ليس المراد الفور حقيقة‪ ،‬بل عادة ‪ -‬أي عادة عامة الناس ‪ -‬كما فششي ع ش‪ .‬قششال فششي النهايششة‪،‬‬
‫فل يكلف الركض في الركوب العدو فششي المشششي ليششرد‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬فل يضششر إلششخ( مفششرع علششى‬
‫مفهوم قوله بل عذر‪ ،‬أي أما إذا كان بعذر كصشلة إلشخ‪ ،‬فل يضشر تشأخيره‪ ،‬وليشس مفرعشا علشى‬
‫قوله عادة‪ ،‬وإل صار قوله بل عذر ضششائعا ل مفهششوم لششه‪) .‬وقششوله‪ :‬صششلة( أي ولششو نفل )قششوله‪:‬‬
‫وأكل( بالرفع‪ ،‬معطوف على صلة‪ ،‬أي ول يضششر أكششل‪ ،‬ولششو تفكهششا‪) .‬قششوله‪ :‬دخششل وقتهمششا( أي‬
‫وقت الصلة ووقت الكل‪ .‬وهذا إنما يشمل بالنسبة للصلة ذات الششوقت مششن فششرض أو نفششل‪ ،‬ول‬
‫يشمل النفل المطلق لنه ليس له وقشت‪ .‬ومحلشه‪ :‬إذا علششم بششالعيب قبشل الششروع فيشه‪ .‬أمششا إذا علشم‬
‫بالعيب وهو في صلة النفل المطلق‪ :‬كملهششا‪ ،‬ول يششؤثر ذلششك‪ .‬وعبششارة الشششوبري‪ :‬وشششمل كلمششه‬
‫النافلة مؤقتة‪ ،‬أو ذات سبب‪ ،‬ل مطلقة‪ ،‬إل إن كان شرع فيتم ما نواه‪ ،‬وإل اقتصر على ركعششتين‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬وفي البجيرمي ‪ -‬بالنسبة لوقت الكل ‪ -‬ما نصه‪ :‬وانظششر وقششت الكششل مششاذا ؟ هششل هششو تقششديم‬
‫الطعام‪ ،‬أو قرب حضوره ؟ والظاهر أن كل منهما يقال له وقت الكششل‪ ،‬وكششذا توقششان نفسششه إليششه‬
‫وقته‪) .‬قوله‪ :‬وقضاء حاجة( معطوف على صلة‪ ،‬فهو مرفوع‪ ،‬أي ول يضر قضاء حاجششة‪ ،‬مششن‬
‫بول‪ ،‬أو غائط‪ ،‬أو جماع‪ ،‬أو دخول حمام‪) .‬قوله‪ :‬ولسلمه على البائع( أي ول يضر في ثبششوت‬
‫الخيار بالعيب‪ :‬سلم المشتري على البائع بعد علمه بالعيب‪ ،‬ول يضر أيضا لبسه مششا يتجمششل بششه‬
‫عادة‪) .‬قوله‪ :‬بخلف محادثته( أي محادثة المشتري البائع‪ ،‬فإنه يضر‪) .‬قوله‪ :‬ولو علمه إلششخ( أي‬
‫ولو علم المشتري بالعيب ليل فله تأخير الرد إلى أن يصششبح‪ ،‬لعششدم التقصششير‪ .‬وقيششد ابششن الرفعششة‪:‬‬
‫بكلفة السير فيه‪ ،‬أما إذا لم يكن عليه كلفة بالسير فيه ‪ -‬كأن كان جارا له ‪ -‬فليس لششه التششأخير إلششى‬
‫ذلك‪ ،‬بل يستوي حينئذ الليل والنهار‪) .‬وقوله‪ :‬حتى يصبح( أي‬

‫] ‪[ 42‬‬

‫ويدخل الوقت الذي جرت به العادة بانتشار الناس إلى مصالحهم عادة‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع ش‪) .‬قششوله‪:‬‬
‫ويعذر( أي المشتري‪) .‬وقوله‪ :‬في تأخيره( أي خيار الرد بالعيب‪) .‬قششوله‪ :‬بجهلششه( أي المشششتري‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬جواز إلخ( مفعول جهله‪) .‬قوله‪ :‬إن قرب إلخ( قيد في كونه يعذر بششذلك‪ ،‬أي يعششذر بششذلك‬
‫إن قرب عهده بالسلم‪ .‬قال في التحفة‪ :‬وهشو ممشن يخفشى عليشه‪ ،‬بخلف مشن يخالطنشا مشن أهشل‬
‫الذمة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أو نشأ بعيدا عن العلماء( المراد بالبعد هنا ‪ -‬أخذا من كلم الشششيخين ‪ -‬أن ينشششأ‬
‫بمحل يجهل أهله الحكششام‪ .‬والغششالب أن يكششون بعيششدا عششن بلد العلمششاء‪ ،‬وهششي محششل مششن يعششرف‬
‫الحكام الظاهرة التي ل تكلف العامة بعلم ما عداها‪ .‬ولو فرض أن أهل محل يجهلون ذلك‪ ،‬وهم‬
‫قريبون ممن يعرف ذلك‪ ،‬كان حكمهم كذلك ‪ -‬فيما يظهر ‪ .-‬فالتعبير بالبعد ليششس بالشششتراط‪ ،‬بششل‬
‫لنه الغالب في مثل ذلك‪ .‬ويجري مثل ذلك في نظائره‪ .‬حجر‪ .‬ع ش‪ .‬بجيرمي‪ .‬والمراد بالعلماء‪:‬‬
‫من يعلمون هذا الحكم‪ ،‬وإن لم يعلموا غيره‪) .‬قوله‪ :‬وبجهل فوريته( معطوف على بجهلششه جششواز‬
‫الرد‪ ،‬أي ويعذر بجهله أن الرد ثابت فورا‪) .‬وقوله‪ :‬إن خفي عليه( أي إن خفي عليه هذا الحكششم‪،‬‬
‫وهو الرد فورا‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬إن كان عاميا يخفى علششى مثلششه‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومقتضششى قششول الشششارح إن‬
‫خفي عليه ‪ -‬من غير تقييده بالقيد الذي جعله قبلششه‪ ،‬أعنششي قششرب عهششده إلشخ ‪ -‬أنشه يعشذر فششي هشذه‬
‫الصورة‪ ،‬ولو كان مخالطا لهل العلم‪ ،‬لن هذا مما يخفى علششى كششثير مششن النششاس‪) .‬قششوله‪ :‬ثششم إن‬
‫إلخ( مرتبط بقوله والخيار فوري‪ .‬والولى التعبير بفاء التفريشع‪ ،‬إذ المقشام يقتضشيه‪) .‬قشوله‪ :‬رده(‬
‫أي المبيع المعيب‪) .‬قوله‪ :‬أو وكيله( أي المشتري‪ .‬قال في التحفة‪ :‬ولولي المشتري ووارثششه الششرد‬
‫أيضا ‪ -‬كما هو ظاهر ‪ -‬ا‍ه‪ ..‬وذلك لنتقال الحق لهما‪) .‬قوله‪ :‬على البششائع( متعلششق بششرده‪ ،‬أي رده‬
‫على البائع‪ ،‬أي أو موكله إن كان البائع وكيل عن غيره في الشبيع‪) .‬وقشوله‪ :‬أو وكيلشه( أي البشائع‬
‫الذي وكله في قبول السلع المردودة‪) .‬قوله‪ :‬ولو كان البائع إلخ( الولى في المقابلة والخضر أن‬
‫يقول‪ :‬وإن كان غائبا عنها إلخ‪ .‬قال في شرح الروض‪ :‬وألحششق فششي الششذخائر‪ :‬الحاضششر بالبلششد إذا‬
‫خيف هربه الغائب عنها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ول وكيل له( أي للبائع‪) .‬وقوله‪ :‬بها( أي بالبلد‪) .‬قوله‪ :‬رفشع‬
‫المر( أي شأن الفسخ‪ ،‬بأن يدعي رافع المششر شششراء ذلششك الشششئ مششن فلن الغششائب بثمششن معلششوم‬
‫قبضه‪ ،‬ثم ظهر العيب‪ ،‬وأنه فسخ البيع‪ ،‬ويقيم البينة بذلك‪ ،‬ويحلفه أن المر جرى كششذلك‪ ،‬ويحكششم‬
‫بالرد على الغائب‪ ،‬ويبقى الثمن دينا عليه‪ ،‬ويأخذ المبيع‪ ،‬ويضعه عند عدل‪ ،‬ويقضششى الششدين مششن‬
‫مال الغائب‪ ،‬فإن لم يجد له سوى المبيع باعه‪ .‬ا‍ه‪ .‬شرح المنهج‪) .‬وقوله‪ :‬إلى الحاكم( بقي مششا لششو‬
‫كان غائبا‪ ،‬ول وكيل له بالبلد‪ ،‬ول حكم بها‪ ،‬ول شهود‪ ،‬فهل يلزمه السفر إليه‪ ،‬أو إلى الحاكم إذا‬
‫أمكنه ذلك بل مشقة ل تحتمل ؟ وقد يفهم من المقام اللزوم‪ .‬ا‍ه‪ .‬سم‪) .‬وقوله‪ :‬وجوبا( معنى كششونه‬
‫واجبا أنه إذا تراخى عن الرفع للحاكم سقط حقه من الرد‪ ،‬ل أنشه يشأثم بشتركه‪) .‬قشوله‪ :‬ول يشؤخر‬
‫لحضوره( أي ول يؤخر المشتري الرد لحضور الغائب‪ .‬قششال سششم‪ :‬ينبغششي ول للششذهاب إليششه‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فإذا عجز( أي المشششتري‪) .‬وقششوله‪ :‬عششن النهششاء( أي رفششع المششر للحششاكم‪) .‬وقششوله‪ :‬لنحششو‬
‫مرض( أي كخوف من عدو‪) .‬قششوله‪ :‬أشششهد علششى الفسششخ( أي لزومششا‪ .‬وعبششارة المنهششاج‪ :‬ويلزمششه‬
‫الشهاد على الفسخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال فشي المغنششي‪ :‬لن الششترك يحتمششل العشراض‪ ،‬وأصشل الشبيع اللششزوم‪،‬‬
‫فنعين الشهاد بعدلين ‪ -‬كما قاله القاضي حسين‪ ،‬والغزالي ‪ -‬أو عدل ليحلف معه ‪ -‬كما قششاله ابششن‬
‫الرفعة ‪ -‬وهو الظاهر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فإن عجز عن الشهاد( أي على الفسخ‪ ،‬بأن لم يلق من يشهده‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬لم يلزمه تلفظ( أي بالفسح‪ ،‬وذلك لنه يبعد لزومه من غير سامع‪ ،‬فيؤخششبره إل أن يششأتي‬
‫به عند المردود عليه ‪ -‬أو الحاكم ‪ -‬لعدم فائدته قبل ذلك‪) .‬قوله‪ :‬وعلى المشتري( أي يجششب عليششه‬
‫بعد الطلع على العيب وقبل الرد‪) .‬وقوله‪ :‬ترك استعمال( أي للمبيع‪.‬‬

‫] ‪[ 43‬‬

‫والستعمال طلب العمل‪ ،‬فلو خدمه وهو ساكت‪ ،‬لم يضشر‪ .‬كششذا فششي ع ش‪ ،‬نقل عشن سشم‪.‬‬
‫وفي المغني نقل عن السنوي ‪ -‬وهو ما يصرح بشه قششول ششارحنا‪ ،‬فششإن فعشل ششيئا مشن ذلششك بل‬
‫طلب‪ ،‬لم يضره‪ .‬والذي يصرح به عبارة التحفة والنهاية أن الطلب ليس بقيد‪ ،‬بل المدار على مششا‬
‫يعد انتفاعا ‪ -‬سواء كان بطلب‪ ،‬أم بغير طلب ‪ -‬كما ستقف على عبارتهمششا قريبششا عنششد قششوله‪ :‬فلششو‬
‫استخدم إلخ‪ .‬ويستثنى من وجوب تششرك السششتعمال‪ :‬ركششوب مششا عسششر سششوقه وقششوده‪ ،‬فل يضششر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فلو استخدم رقيقا( أي طلب منه أن يخدمه‪ ،‬كقوله اسقني‪ ،‬أو اغلق الباب‪ ،‬وإن لششم يطعششه‪،‬‬
‫أو استعمله‪ ،‬كأن أعطاه الكوز من غير طلب‪ ،‬فأخذه‪ ،‬ثم أعاد إليه‪ ،‬بخلف مجرد أخششذه منششه مششن‬
‫غير رده‪ ،‬لن وضعه بيششده كوضششعه بششالرض‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفششة‪ .‬ومثلهششا النهايششة‪ .‬وقششوله‪ :‬أو اسششتعمله‪:‬‬
‫معطوف على طلب‪ ،‬أي استعمله وانتفع به من غير طلب‪ .‬وعبارة البجيرمششي‪ :‬ومثشل اسششتخدامه‪:‬‬
‫خدمته ‪ -‬كأن أعطاه كوزا من غير طلششب‪ ،‬فأخششذه‪ ،‬ثششم رده لشه‪ ،‬بخلف مششا إذا لششم يششرده لشه ‪ -‬لن‬
‫مجرد أخذ السيد له ل يعد استعمال‪ ،‬لن وضعه في يد السيد كوضششعه فششي الرض‪ .‬ا‍ه‪ .‬وعبششارة‬
‫المغني‪) :‬تنبيه( أفهم كلم المصنف ‪ -‬أن الرقيق لشو خششدم المشششتري‪ ،‬وهشو سششاكت لششم يشؤثر‪ ،‬لن‬
‫الستخدام طلب العمل‪ ،‬وهو متجه ‪ -‬كما قاله السنوي‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أو ناولني الثششوب( ومثلششه‪ ،‬مششا‬
‫لو أشار إليه ‪ -‬كما هو ظاهر ‪ .-‬وأما الكتابة‪ ،‬فيحتمل أنه إن دلت قرينة على الطلب منششه أو نششواه‬
‫بطل خياره‪ ،‬وإل فهي كالنية‪ .‬ع ش‪) .‬قوله‪ :‬فل رد قهرا( أي الرد القهششري مششن المشششتري ينتفششي‬
‫بالستعمال المذكور‪ ،‬لشعاره بالرضا بالعيب‪) .‬وقوله‪ :‬وإن لشم يفعشل الرقيشق مشا أمشر بشه( غايشة‬
‫لنفي الرد القهري‪) .‬قوله‪ :‬فإن فعل( أي الرقيق شيئا من ذلك‪ ،‬أي المذكور من السقي‪ ،‬والمناولة‪،‬‬
‫والغلق )وقوله‪ :‬لم يضر( تبع فيه الخطيب‪ ،‬وسم على المنهج والششذي عليششه شششيخه حجششر و‪ :‬م‪.‬‬
‫ر‪ :‬أنه إذا استعمله من غير طلب‪ :‬ضر أيضا ‪ -‬كما يعلشم مشن عبارتهمشا المشارة‪) - .‬قشوله‪ :‬فششرع(‬
‫الولى فروع ‪ -‬بصيغة الجمع ‪ -‬وهي أربعة‪ :‬قوله لو باع‪ ،‬وقوله ولشو اختلفششا‪ ،‬وقشوله ولششو حششدث‬
‫عيب‪ ،‬وقوله ويتبع في الرد‪) .‬قوله‪ :‬لو باع( أي العاقد ‪ -‬سواء كان متصرفا عن نفسه أو وليا‪ ،‬أو‬
‫وصيا‪ ،‬أو حاكما‪ ،‬أو غيرهم ‪ -‬كمششا يفيششده إطلقششه‪) .‬قششوله‪ :‬أو غيششره( أي غيششر حيششوان‪ ،‬كقمششاش‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بشرط براءته( أي بأن قال بعتك بشرط أني برئ من العيوب التي بششالمبيع‪ ،‬ومثلششه مششا لششو‬
‫قشال‪ :‬إن بشه جميشع العيشوب‪ ،‬أو ل يشرد علشي بعيشب‪ ،‬أو عظشم فشي قفشة‪ ،‬أو أعلمشك أن بشه جميشع‬
‫العيوب‪ ،‬فيصح العقششد مطلقششا‪ ،‬لنششه شششرط يؤكششد العقششد‪ ،‬ويوافششق ظششاهر الحششال مششن السششلمة مشن‬
‫العيوب‪ .‬ا‍ه‪ .‬خضر‪ .‬فالضمير في قوله براءته‪ :‬للبائع‪ .‬وأما شرط براءة المبيع ‪ -‬بأن قششال بشششرط‬
‫أنه سليم أو ل عيب فيه ‪ -‬فالظاهر أن ل يششبرأ عششن العيششب المششذكور ‪ -‬كمششا قششال ح ل ‪ -‬وإن كششان‬
‫البيع صحيحا‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬في المبيع( المقام للضمار‪ ،‬فالولى أن يقششول فيششه بالضششمير‬
‫العائد على ما ذكر من الحيوان أو غيره‪ ،‬ومثششل المشبيع‪ :‬الثمششن‪ ،‬فلششو اششتري بششرط براءتششه مشن‬
‫العيوب في الثمن‪ :‬صح العقد‪ ،‬وبرئ إلخ‪ .‬ولعله ترك التنبيه عليه لما مر مششن أن الثمششن مضششبوط‬
‫غالبا‪ ،‬فل يحتاج إلششى شششرط الششبراءة فيششه‪) .‬قششوله‪ :‬أو أن ل يششرد( معطششوف علششى براءتششه‪ ،‬أي أو‬
‫بشرط أن ل يرد بالعيوب الكائنة فيه‪) .‬قشوله‪ :‬صشح العقشد( جشواب لشو‪) .‬قشوله‪ :‬وبشرئ مشن عيشب‬
‫باطن( أي وهو ما يعسر الطلع عليه‪ ،‬ومنه‪ :‬الزنا‪ ،‬والسرقة‪ ،‬والكفر‪ .‬والظاهر‪ :‬بخلفه‪ ،‬ومنه‪:‬‬

‫] ‪[ 44‬‬

‫نتن لحم الجللة‪ ،‬لنه يسهل فيه ذلك‪ .‬وقيل‪ :‬الباطن ما يوجد في محل ل تجب رؤيتششه فششي‬
‫المبيع لجل صحة البيع‪ ،‬والظاهر بخلفه‪) .‬قوله‪ :‬موجود حال العقد( خرج به‪ :‬مششا إذا وجششد بعششد‬
‫العقد وقبل القبض ‪ -‬فل يبرأ منه البائع مطلقا ‪ -‬سواء علمششه أم ل‪ ،‬ظششاهرا كششان أو باطنششا‪ ،‬وذلششك‬
‫لنصراف الشرط إلى ما كان موجودا عند العقد فقط‪) .‬قششوله‪ :‬لششم يعلمششه البششائع( خششرج بششه مششا إذا‬
‫علمه ‪ -‬فل يبرأ منه ‪ -‬لتقصيره بكتمه إذ هو تدليس يأثم به‪) .‬قوله‪ :‬ل عن عيششب بششاطن فششي غيششر‬
‫الحيوان( أي ل يبرأ عن عيب باطن فيه‪ .‬وفارق الحيوان‪ :‬غيششره‪ ،‬بششأنه يأكششل فششي حششالتي صششحته‬
‫وسقمه‪ ،‬فقلما ينفك عن عيب ظاهر أو خفي‪ ،‬فاحتاج البششائع لهششذا الشششرط ليثششق بلششزوم الششبيع فيمششا‬
‫يعذر فيه‪ .‬بخلف غير الحيوان‪ ،‬فالغششالب عليششه‪ :‬عششدم التغيششر‪ ،‬فلششذلك لششم يششبرأ مششن عيبششه مطلقششا‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬ل ظاهر فيه( أي ول يبرأ عن عيب ظاهر في الحيوان مطلقا‪ ،‬علمششه أم ل‪) .‬قششوله‪ :‬ولششو‬
‫اختلفا( أي العاقدان‪) .‬وقوله‪ :‬في قدم العيب( أي وحدوثه‪ ،‬وذلك بأن ادعى المشتري أنه قديم ليرد‬
‫على البائع‪ ،‬وادعى البائع أنه حادث فل يرد عليه‪) .‬قوله‪ :‬واحتمل صششدق كششل( أي أمكششن حششدوثه‬
‫وقدمه‪ .‬واحترز بذلك عما إذا لم يمكن إل حدوثه ‪ -‬كما لو كان الجرح طريا‪ ،‬والبيع والقبض مششن‬
‫سنة‪ ،‬وعما إذا لم يمكن إل قدمه ‪ -‬كما لو كان الجرح مندمل‪ ،‬والششبيع والقبششض مششن أمششس ‪ -‬فششإنه‬
‫يصدق في الول‪ :‬البائع‪ ،‬وفي الثاني‪ :‬المشتري )قوله‪ :‬صدق البائع بيمينه( أو يحلف على حسششب‬
‫جوابه‪ ،‬فإن قال في جوابه‪ :‬ليس له الرد علي بالعيب الذي ذكره‪ ،‬أو ل يلزمني قبوله‪ ،‬حلف على‬
‫ذلك‪ .‬أو قال في جوابه‪ :‬ما أقبضته وبه هذا العيب‪ ،‬أو ما أقبضته إل سليما من العيب‪ ،‬حلف على‬
‫ذلك‪ .‬والجوابان الولن عامششان‪ ،‬لشششمولهما لعششدم وجششود العيششب عنششد البششائع‪ ،‬ولوجششوده مششع علششم‬
‫المشتري به‪ .‬والخران خاصان‪ .‬ولو أبدل أحد العامين بالخر‪ ،‬أو أحد الخاصين بششالخر‪ :‬كفششى‪.‬‬
‫وكذا لو أبدل العام بالخاص‪ ،‬لنه غلظ على نفسه‪ ،‬بخلف ما لششو أبششدل الخششاص بالعششام بششأن كششان‬
‫جوابه خاصا‪ ،‬وذكر فششي يمينششه العششام‪ ،‬فل يكفششي‪ .‬أفششاده فششي النهايششة‪) .‬قششوله‪ :‬فششي دعششواه( متعلششق‬
‫بصدق‪ ،‬وضميره يعششود علششى البششائع‪) .‬وقششوله‪ :‬حششدوثه( مفعششول المصششدر‪ ،‬وضششميره يعششود علششى‬
‫العيب‪) .‬قوله‪ :‬لن الصل لزوم العقد( أي استمراره‪ ،‬وإنما حلف مع أن الصششل معششه‪ ،‬لحتمششال‬
‫صدق المشتري‪ .‬قال في شرح المنهششج‪ :‬نعششم‪ ،‬لششو ادعششى قششدم عيششبين‪ ،‬فششأقر البششائع بقششدم أحششدهما‪،‬‬
‫وادعى حدوث الخر‪ ،‬فالمصدق‪ :‬المشتري بيمينششه‪ ،‬لن الششرد يثبششت بششإقرار البششائع بأحششدهما‪ ،‬فل‬
‫يبطل بالشك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وقيل لن الصل عدم العيب في يده( أي البائع‪) .‬قوله‪ :‬ولو حدث عيب(‬
‫أي في المبيع‪) .‬قوله‪ :‬ل يعرف القديم بششدونه( أي الحششادث‪ .‬وفششي العبششارة حششذف‪ ،‬أي وجششد عيششب‬
‫قديم‪ ،‬لكن ل يعرف ‪ -‬أي ل يطلع عليه إل بذلك الحادث ‪ -‬فإن أمكن معرفة القديم بأقل مما أحدثه‬
‫‪ -‬كتقرير بطيخ حامض‪ ،‬يمكن معرفة حموضته بغرز شئ فيه‪ ،‬وكتقوير بطيخ كبير يستغنى عنه‬
‫بصغير ‪ -‬سقط الرد القهري‪) .‬قوله‪ :‬ككسر إلخ( تمثيل للعيششب الحشادث الشذي ل يعشرف القشديم إل‬
‫به‪) .‬وقوله‪ :‬بيض( أي لنحو نعام ‪ -‬كما في التحفششة‪ ،‬ولعلششه سششقط هنششا مششن الناسششخ ‪ -‬فلششو اشششترى‬
‫بيض نعام‪ ،‬على أن فيه فرخا‪ ،‬فكسره ‪ -‬أي ثقبشه ‪ -‬فوجشد خاليشا مشن الفشرخ‪ ،‬رده بشالعيب القشديم‪.‬‬
‫وخرج به‪ :‬بيض غير النعام ‪ -‬كبيض الدجاج إذا وجده بعششد كسششره مششذرا‪ ،‬فششإن الششبيع يبطششل فيششه‪،‬‬
‫لوروده على غير متقوم‪ ،‬فيرجع المشتري بجميع الثمن‪ ،‬فل يتصور فيه رد‪ ،‬بخلف الول‪ ،‬فششإن‬
‫قشره متقوم‪ ،‬فهو يثبت فيه الرد‪ ،‬فإن لم يرده فل شئ له‪) .‬وقوله‪ :‬وتقششوير بطيششخ( ‪ -‬بكسششر البششاء‬
‫أشهر من فتحها‪ ،‬ومثله كل ما مأكوله في جوفه‪ ،‬كالرمان‪) .‬وقششوله‪ :‬مششدود( أي بعضششه‪ .‬واحششترز‬
‫بالبعض عما إذا دود كله فإنه يوجب فساد البيع لنه غير متقوم‪ ،‬فيرجع المشتري بكل ثمنه‪ .‬قششال‬
‫في التحفة‪ :‬ولو اشترى نحو بيض أو بطيخ كثير‪ ،‬فكسر واحششدة‪ ،‬فوجششدها معيبششة لششم يتجاوزهششا ‪-‬‬
‫لثبوت مقتضى رد الكل بذلك‪ ،‬لما يأتي من امتناع رد البعض فقششط‪ .‬وإن كسششر الثانيششة فل رد لششه‬
‫مطلقا ‪ -‬على الوجه ‪ -‬لنه وقف على العيب المقتضي للرد بششالول‪ ،‬فكششان الثششاني‪ :‬عيبششا حادثششا‪.‬‬
‫ويظهر أنه لو اطلع على العيب في واحدة بعد كسر أخرى‪ :‬كان الحكم كذلك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬رد( أي‬
‫ذلك المبيع‪،‬‬

‫] ‪[ 45‬‬

‫وهو جواب لو‪) .‬قوله‪ :‬ول أرش عليه( أي علششى المشششتري الششراد لتسششليط البششائع لششه علششى‬
‫كسششره‪ ،‬لتوقششف علششم عيبشه عليشه‪ .‬والرش ‪ -‬بشوزن العششرش ‪ -‬فشي الصشل‪ :‬ديشة الجراحششات‪ ،‬ثشم‬
‫استعمل في التفاوت بين قيم الشياء ‪ -‬كما لششو كششانت قيمششة المششبيع سششليما مششائة‪ ،‬ومعيبششا تسششعين ‪-‬‬
‫فالرش‪ :‬التفاوت الحاصل بين القيمتين‪ ،‬وهو ‪ -‬هنا ‪ -‬عششرة‪) .‬قشوله‪ :‬ويتبششع( أي المشبيع المعيشب‬
‫الذي رد‪) .‬قوله‪ :‬الزيادة( فاعل يتبع‪) .‬وقوله‪ :‬المتصلة( أي بالمبيع‪ ،‬ومثله الثمن‪) .‬قوله‪ :‬كالسمن(‬
‫بكسشر‪ ،‬ففتشح‪ ،‬وهشو تمثيشل للزيشادة المتصشلة‪ .‬ومثلشه‪ :‬كشبر الششجرة‪) .‬قشوله‪ :‬وتعلشم الصشنعة( أي‬
‫والقرآن‪) .‬قوله‪ :‬ولو بأجرة( أي ولو كان التعلم بأجرة‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬ولششو بمعلششم بششأجرة ‪ -‬كمششا‬
‫اقتضاه إطلقهم هنا ‪ -‬لكنهم في الفلس قيدوه بصنعة بل تعلم‪ ،‬فيحتمل أن يقال به هنششا‪ ،‬بجششامع أن‬
‫المشتري غرم مال في كل منهما‪ ،‬فل يفوت عليه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وحمل( معطوف على السمن‪ ،‬فهو‬
‫مثال للزيادة المتصلة‪ ،‬وفيه أنه حيث قارن البيع لم تكن زيادة‪ .‬وعبارة المنهج‪ :‬كحمششل ‪ -‬بالكششاف‬
‫‪ -‬وكتب البجيرمي عليه ما نصه‪ :‬قوله كحمل‪ ،‬وهو تنظير‪ ،‬ل مثال‪ ،‬بدليل إعششادة الكششاف‪ ،‬وعششدم‬
‫عطفه على ما مثل به‪ ،‬وأيضا الفرض أنه قارن‪ ،‬فلششم تكششن زيششادة‪ .‬قششال فششي شششرح البهجششة ‪ -‬بعششد‬
‫تقرير ما ذكر ‪ :-‬ويمكن جعله مثال‪ ،‬بحذف مضاف ‪ -‬أي وكزيادة الحمل ‪ -‬بمعنى نمششوه وكششبره‪.‬‬
‫شوبري‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهو يتبع أمه‪ ،‬وإن انفصل إن كشان لشه الشرد‪ :‬بشأن لشم تنقشص أمشه بشالولدة‪ .‬أمشا إذا‬
‫نقصت بذلك فإنه يسقط الرد القهري‪ ،‬لحدوث العيب بهشا عنشد المششتري‪ ،‬ولشه الرش‪) .‬قشوله‪ :‬ل‬
‫المنفصلة( أي ل تتبع الزيادة المنفصلة‪ .‬قششال فششي التحفششة‪ :‬عينششا ومنفعششة‪) .‬قششوله‪ :‬كالولششد والثمششر(‬
‫تمثيل للمنفصلة عينا‪ ،‬ولم يمثل للمنفصلة منفعة‪ .‬ومثالها‪ :‬الجرة‪) .‬قششوله‪ :‬وكششذا الحمششل الحششادث(‬
‫أي ومثل الزيادة المنفصلة‪ :‬الحمل الحادث في ملك المشتري‪ .‬وفي البجيرمي‪ :‬قششال والششد شششيخنا‪:‬‬
‫الراجح أن الصوف واللبن كالحمل‪ ،‬أي فيكون الحادث للمشتري‪ ،‬سواء انفصششل قبششل الششرد أو ل‪.‬‬
‫ومثلهما‪ :‬البيض ‪ -‬كما هو ظاهر ‪ .-‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬فل تتبع( أي الزيادة المنفصششلة المششبيع‪) .‬وقششوله‪:‬‬
‫بل هي( أي الزيادة المذكورة تبقى للمشتري‪ ،‬والحمل المذكور مثلها‪ ،‬يأخذه المشتري إذا انفصل‪.‬‬
‫وال سبحانه وتعالى أعلم‪ .‬فصل في حكم المبيع قبل القبض أي في بيان حكم ذلك‪ ،‬وهشو أنشه مشن‬
‫ضمان البائع‪ ،‬بمعنشى النفسشاخ بشالتلف‪ ،‬وثبشوت الخيشار بشالتعيب‪ ،‬وعشدم صشحة التصشرف فيشه‪،‬‬
‫فالحكام ‪ -‬في الحقيقة ‪ -‬ثلثة‪ ،‬ومثل المبيع ‪ -‬فيما ذكر ‪ -‬الثمن المعين‪) .‬قوله‪ :‬المبيع( خرج بششه‪:‬‬
‫زوائده المنفصلة‪ ،‬الحادثة بعد البيع وقبل قبض المبيع‪ ،‬فهي أمانة تحت يد البائع‪ ،‬ول أجششرة لهششا‪،‬‬
‫وإن استعملها البائع ولو بعد طلب المشششتري لهششا كششالمبيع‪ ،‬فششإنه ل أجششرة لششه إذا اسششتعمله البششائع‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬قبل قبضه( أي الواقع عن البيع‪ ،‬فلو أقبضه إياه‪ :‬ل عن البيع‪ ،‬بل علششى أنششه وديعششة عنششده‪،‬‬
‫فهو كالعدم‪ ،‬فيكششون باقيششا علشى ضششمان البششائع‪) .‬قشوله‪ :‬مششن ضشمان بششائع( أي وإن عرضششه علششى‬
‫المشتري فلم يقبله لبقاء سلطنته عليه‪ ،‬وإن قال له المشتري هششو وديعششة عنششدك‪ .‬والمششراد بالبششائع‪:‬‬
‫المالك‪ ،‬وإن صدر العقد مشن وليشه أو وكيلشه‪) .‬قشوله‪ :‬بمعنشى انفسشاخ( يعنشي أن معنشى كشونه فشي‬
‫ضمان البائع‪ :‬انفساخ إلخ‪ .‬وكون هذا يقال لششه ضششمان مجششرد اصششطلح‪ ،‬ول مشششاحة فيششه‪ .‬وهششذا‬
‫الضمان يسمى ضمان عقد‪ ،‬وذلك لن‬

‫] ‪[ 46‬‬

‫المال الذي تحت يد غيره‪ :‬إما مضمون ضمان عقد كالمبيع والثمن‪ ،‬وإما مضمون ضمان‬
‫يد كالمغصوب والمعار‪ ،‬وإما غير مضششمون أصششل كالمششال الششذي تحششت يششد الشششريك أو الوكيششل‪.‬‬
‫)وقششوله‪ :‬بتلفششه( أي بنفسششه‪ ،‬بششأن يكششون بآفششة سششماوية‪) .‬وقششوله‪ :‬أو إتلف بششائع( أي ولششو بششإذن‬
‫المشتري‪) .‬قوله‪ :‬وثبوت الخيار إلخ( معطششوف علششى انفسششاخ الششبيع‪ ،‬أي وبمعنششى ثبششوت الخيششار‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬بتعيبه( أي المبيع بنفسه‪) .‬وقوله‪ :‬أو تعييب إلخ( أي بفعل فاعل‪) .‬قوله‪ :‬بششإتلف أجنششبي(‬
‫معطوف على بتعيبه‪ .‬أي ويثبت خيار المشتري بإتلف أجنبي له‪ ،‬فهششو يتخيششر بيششن إجششازة الششبيع‬
‫وفسخه‪ ،‬لفوات غرضه في العين‪ ،‬فإن أجاز البيع غششرم الجنششبي البششدل‪ ،‬وإن فسششخ غرمشه البششائع‬
‫إياه‪) .‬قوله‪ :‬فلو تلف إلخ( هذا ل حاجة إليه بعد قوله بمعنى انفساخ البيع بتلفه أو إتلف بششائع‪ ،‬إل‬
‫أن يكون هذا من المتن ‪ -‬كالمنهج والمنهاج ‪ -‬لكن الذي بأيدينا من النسج أنه من الشششرح‪) .‬قششوله‪:‬‬
‫انفسخ البيع( أي لتعذر قبضه‪ ،‬مع عدم قيام البدل مقامه‪ ،‬فسقط الثمن عن المشتري‪ ،‬ويقدر انتقال‬
‫ملك المبيع للبائع قبيل التلف‪ ،‬فتكون زوائده للمشتري‪ ،‬حيث ل خيار أو تخير وحده‪ .‬وقششولي مششع‬
‫عدم قيام إلخ‪ :‬خرج به ما إذا أتلفه أجنبي‪ ،‬فإنه ل ينفسخ الشبيع بشه‪ ،‬بشل يثبشت الخيشار للمششتري ‪-‬‬
‫كما مر ‪ -‬لوجوب بدله على المتلف له‪) .‬قوله‪ :‬وإتلف مشتر قبض( أي فيبرأ منه البششائع‪ .‬ومحششل‬
‫ذلك‪ :‬ما لم يكن إتلفه له بحق ‪ -‬كصيال وقود ‪ -‬وكششان المشششتري المششام‪ ،‬فششإن كششان كششذلك فليششس‬
‫بقبض‪) .‬قوله‪ :‬وإن جهل( أي المشتري‪ .‬وهو غاية لكون إتلفه قبضا‪) .‬قوله‪ :‬أنششه( أي مششا أتلفششه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ويبطل تصرف( أي في المبيع‪ ،‬بخلف زوائده الحادثة بعشد العقشد‪ ،‬فيصشح بيعهشا‪ ،‬لنتفشاء‬
‫ضمانها ‪ -‬كما تقدم ‪) .-‬قوله‪ :‬ولو مع بائع( الغاية للرد أي ويبطل التصرف ولششو كششان مششع البششائع‬
‫بأن يبيعه له‪ .‬نعم‪ ،‬إن باعه للبائع بعين الثمن المعين إن كان باقيا أو بمثلششه‪ ،‬إن كششان تالفششا أو فششي‬
‫الذمة‪ ،‬صح‪ ،‬وكان إقالة بلفظ البيع‪) .‬قوله‪ :‬بنحو بيع( إجماعا في الطعام‪ ،‬ولحديث حكيم بن حزام‬
‫بإسناد حسن‪ :‬يا ابن أخي‪ ،‬ل تشبيعن ششيئا حشتى تقبضشه‪ .‬وعلتشه ضشعف الملشك‪ ،‬لنفسشاخه بتلفشه‪.‬‬
‫تحفة‪) .‬قوله‪ :‬كهبة إلخ( تمثل لنحو البيع‪) .‬قوله‪ :‬فيما لم يقبض( متعلق بتصرف‪ ،‬ومثله المقبوض‬
‫إن كان الخيار للبائع أو لهما‪) .‬قوله‪ :‬ل بنحو إعتاق( أي ل يبطل التصرف بنحشو إعتشاق‪ .‬ودخشل‬
‫تحت النحو‪ :‬اليلد والتدبير‪) .‬قوله‪ :‬وتزويج الخ( معطوف على نحو‪ ،‬من عطششف الخششاص علششى‬
‫العام‪ .‬والولى كتزويج ‪ -‬بكاف التمثيل ‪) -‬وقوله‪ :‬ووقف( أي سواء كان على معين أو ل‪) .‬قوله‪:‬‬
‫لتشوف الشارع إلى العتق( أي وإنما لم يبطل التصشرف بشذلك لتششوف الششارع إلشى العتشق ‪ -‬أي‬
‫تطلعه ‪ -‬وفي معنى العتق‪ :‬البقية ‪ -‬من حيث إن في كل تصرفا من غيششر عششوض فششي الجملششة‪ ،‬أو‬
‫تصرفا ل إلى مالك في الجملششة‪ ،‬فل يششرد علششى الول التزويششج‪ ،‬ول علششى الثششاني الوصششية‪ .‬أفششاده‬
‫الجمل‪) .‬وقوله‪ :‬ولعدم توقفه( أي العتق على القدرة‪ ،‬أي قدرة التسليم‪ ،‬بدليل صحة إعتاق البششق‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ويكون بششه( أي بالعتششاق قابضششا‪ ،‬ومثلششه الوقششف واليلد‪ .‬وفششي البجيرمششي‪ :‬وانظششر‪ ،‬هششل‬
‫يترتب على كونه قابضا أو غير قابض فششائدة ؟ لن الفششرض أنششه خششرج عششن ملكششه ؟ )قششوله‪ :‬ول‬
‫يكون قابضا بالتزويج( أي ونحو كالتدبير والوصية‪ ،‬فإن تلششف‪ :‬كششان مششن ضششمان البششائع‪) .‬قششوله‪:‬‬
‫وقبض غير منقول( أي حاضر بمحل العقششد‪ ،‬فششإن كششان غائبششا فسششيذكر حكمششه قريبششا‪ .‬وهششذا بيششان‬
‫لحقيقة القبض المترتب عليه ضمان البائع قبله‪ ،‬فهو جواب سؤال‪ ،‬كأنه قيل له‪ :‬ما القبض ؟ فبينه‬
‫بقوله‪ :‬وقبض إلخ‪) .‬قوله‪ :‬من أرض( بيان لغير المنقششول‪) .‬وقششوله‪ :‬وشششجر( أي وإن بيششع بشششرط‬
‫القطع‪ .‬ومثل الشجرة‪ :‬الثمرة المبيعة قبل أوان الجذاذ‪ .‬فهو من غير المنقول‪ ،‬إذ المششراد بششه مششا ل‬
‫يمكن نقله بحالة الذي هو عليه حالة البيع‪ ،‬والثمرة قبل ذلك كشذلك‪ .‬أمشا المبيعشة بعشد أوان الجشذاذ‬
‫فهي منقولة‪ ،‬فل بد من نقلها ‪ -‬كذا في التحفة ‪) .-‬قوله‪ :‬بتخلية( متعلق بمحذوف خششبر قبششض‪ ،‬أي‬
‫أن قبض ذلك كائن بتخلية‪ ،‬ول بد من لفظ يدل عليها‪،‬‬

‫] ‪[ 47‬‬

‫كخليششت بينششك وبينششه‪) .‬قششوله‪ :‬بششأن يمكنششه( تصششوير للتخيلششة‪ ،‬والضششمير راجششع للمشششتري‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬منه( أي من المبيع غير المنقول‪) .‬قوله‪ :‬البائع( فاعل الفعل‪) .‬قوله‪ :‬مع تسششليمه المفتششاح(‬
‫أي إن كان مغلقا‪ ،‬وكان المفتاح موجودا‪ .‬ولو اشتملت الدار على أمششاكن بهششا مفاتيششح‪ :‬فل بششد مششن‬
‫تسليم تلك المفاتيششح‪ ،‬وإن كششانت تلششك المششاكن صششغيرة ‪ -‬كششالخزائن الخشششب ‪ -‬ا‍ه‪ .‬ح ل‪ .‬فششالمراد‬
‫بالمفتاح‪ :‬الجنس‪ .‬فلو قال له البائع‪ :‬تسلمه واضع له مفتاحا‪ ،‬فينبغي أن يستغني بششذلك عششن تسششليم‬
‫المفتاح‪ .‬سم‪ .‬بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬وإفراغه إلخ( بالجر‪ ،‬عطف على تسششليمه‪ ،‬وهشو مضشاف للمضشير‬
‫العائد على غير المنقول من إضافة المصدر إلى مفعوله‪) .‬قششوله‪ :‬مششن أمتعششة غيششر المشششتري( أي‬
‫من بائع‪ ،‬ومستأجر‪ ،‬ومستعير‪ ،‬وموصى له بالمنفعششة‪ .‬أمششا أمتعششة المشششتري‪ :‬فل يشششترط إفراغششه‬
‫منها‪ .‬قال ع ش‪ :‬والمراد بالمشتري من وقع له الشراء‪ ،‬فبقششاء أمتعششة الوكيششل‪ ،‬والششولي مششانع مششن‬
‫صحة القبض‪ ،‬لنها تمنع من دخول المبيع في يد من وقع له الشراء‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي سم ما نصششه‪ :‬هششل‬
‫يجري هذا الشري ‪ -‬وهو فراغه من أمتعة غير المشششتري ‪ -‬فششي المنقششول‪ ،‬حششتى لششو كششان المششبيع‬
‫ظرفا كإناء وزنبيل مشغول بأمتعة غير المشتري لم يكف نقله قبل تفريغه ؟ فيششه نظششر‪ ،‬ول يبعششد‬
‫الجريان‪ ،‬وإن كان نقل المنقول استيلء حقيقيا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وقبض منقول( أي حاضر بمحل العقد‬
‫ثقيل‪ .‬وخرج بالحاضر‪ :‬الغائب ‪ -‬وسيذكر حكمه قريبا ‪ ،-‬وبالثقيل‪ :‬الخفيف ‪ -‬فقبضه تناوله باليششد‬
‫إن لم يكن بيد المشتري‪ ،‬فإن كان بيده اعتبر في قبضه مضي زمن يمكششن فيششه النقششل أو التخليششة‪،‬‬
‫ول يحتاج فيه إلى إذن البائع‪ ،‬إل إن كان له حق الحبس‪) .‬وقوله‪ :‬من سششفينة( أي يمكششن جرهششا ‪-‬‬
‫كما في التحفة والنهاية ‪ -‬فإن لم يمكن جرها فهي كالعقار‪ ،‬سواء كانت في البر أو البحر‪) .‬قششوله‪:‬‬
‫بنقله( متعلق بمحذوف خبر المبتدأ‪ ،‬وهو قبض‪ ،‬المقششدر بيششن العششاطف والمعطششوف ‪ -‬أي وقبششض‬
‫المنقول كائن بنقله‪ ،‬ونقل مصدر مضشاف لمفعشوله بعشد حشذف الفاعشل ‪ -‬أي نقشل المششترى إيشاه‪،‬‬
‫وذلك لما روى الشيخان عن ابن عمر رضي ال عنهما‪ :‬كنا نشتري الطعام جزافا‪ ،‬فنهانا رسششول‬
‫ال )ص( أن نبيعه حتى ننقله من مكانه‪ .‬وقيس بالطعام‪ :‬غيره‪ .‬والمراد بنقلششه‪ :‬تحويششل المشششتري‬
‫له ‪ -‬ولو بنائبه ‪ .-‬قال سم‪ :‬ولو تبعا‪ ،‬لتحويل منقول آخر هو بعض المبيع‪ ،‬كمشا لشو اششترى عبشدا‬
‫وثوبا هو حامله‪ ،‬فإذا أمره بالنتقال بالثوب‪ :‬حصل قبضهما‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله مششن محلششه( أي المنقششول‪،‬‬
‫أي المحل الذي فيه ذلك المنقول‪) .‬وقوله‪ :‬إلى محل آخششر( أي ل يختششص بششه البششائع ‪ -‬كشششارع أو‬
‫دار للمشتري ‪ -‬أو يختص به لكن كان النقل إليه بإذنه‪ ،‬فيكون حينئذ معيرا له‪) .‬قوله‪ :‬مششع تفريششغ‬
‫السفينة( أي من المتعة التي لغير المشتري‪ ،‬ومثل السفينة‪ :‬كل منقول‪ ،‬فل بد من تفريغششه ‪ -‬كمششا‬
‫مر عن سم ‪) .-‬قشوله‪ :‬ويحصشل القبشض أيضشا( أي كمشا يحصشل بمشا مشر‪) .‬قشوله‪ :‬بوضشع البشائع‬
‫المنقول( أي الخفيف‪) .‬وقوله‪ :‬بين يدي المشتري( أي أو عن يمينه أو يسششاره أو خلفششه‪ .‬فششالمراد‪:‬‬
‫وضعه في مكان يلحظه فيه‪) .‬وقوله‪ :‬بحيث لو مششد( أي المشششتري‪) .‬وقششوله‪ :‬إليششه( أي المنقششول‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬لناله( أي أمسششكه‪ ،‬وأخششذه‪) .‬قشوله‪ :‬وإن قششال( أي المشششتري‪ ،‬وهشو غايشة لحصششول القبششض‬
‫بوضعه بين يدي المشتري‪) .‬وقوله‪ :‬ل أريده( أي المنقول المبيع‪ .‬وفي التحفة ما نصششه‪ :‬نعششم‪ ،‬إن‬
‫وضعه بغير أمره فخرج مستحقا لم يضمنه‪ ،‬لنه لم يضع يده عليه‪ ،‬وضمان اليششد ل بششد فيششه مششن‬
‫حقيقة وضعها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وشرط في غائب( أي في صحة قبض مبيع غائب مطلقا ‪ -‬منقششول‪ ،‬أو‬
‫غير منقول ‪) .-‬وقوله‪ :‬عن محل العقد( أي مجلسه‪ ،‬وإن كششان بالبلششد‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع ش‪) .‬قششوله‪ :‬مششع إذن‬
‫البائع في القبض( الظرف المذكور متعلق بشرط‪) .‬قوله‪ :‬مضي زمن( نائب فاعششل شششرط‪ ،‬وإنمششا‬
‫اشترط ذلك‪ :‬لن الحضور الذي كنا نوجبه ‪ -‬لول المشقة ‪ -‬ل يتأتى إل بهذا الزمن‪ ،‬فلما أسقطناه‬
‫لمعنى ليس موجودا في الزمن‬
‫] ‪[ 48‬‬

‫بقي اعتبار الزمن‪ .‬ا‍ه‪ .‬شرح المنهج‪) .‬قوله‪ :‬يمكن فيه المضي إليه( أي الوصول إلى ذلك‬
‫المبيع الغائب‪ .‬ويششترط أيضشا أن يمكشن فيشه النقشل فشي المنقشول‪ ،‬والتخليشة والتفريشغ فشي غيشره‪.‬‬
‫فالشرط في الجميع‪ :‬المكان‪ .‬وهذا إن كان المبيع بيد المشتري‪ ،‬فششإن كششان بيششد غيششره فل بششد بعششد‬
‫مضي إمكان الوصول إليه من النقل بالفعل فششي المنقششول‪ ،‬والتخليششة والتفريششغ فششي غيششره‪) .‬قششوله‪:‬‬
‫ويجوز لمشتري استقلل بقبض( أي بمعنى أنه ل يتوقف صحة قبضه على تسليم البائع ول إذنه‬
‫في القبض‪ ،‬ولكن إن كان المبيع في دار البائع أو غيره‪ ،‬لم يكن للمشتري الدخول لخذه من غير‬
‫إذن في الدخول‪ ،‬لما يترتب عليه من الفتنة وهتك ملك الغير بالدخول‪ .‬فششإن امتنششع صششاحب الششدار‬
‫مششن تمكينششه جششاز لشه الششدخول لخششذ حقششه‪ ،‬لن صششاحب الششدار ‪ -‬بامتنششاعه مششن التمكيششن ‪ -‬يصششير‬
‫كالغاصب للمبيع‪ .‬ع ش‪) .‬وقوله‪ :‬إن كان الثمن مؤجل( أي وإن حل بعده‪ ،‬وإنما جاز له ذلك لن‬
‫البائع رضي ببقائه في ذمته‪) .‬وقوله‪ :‬أو سلم الحال( أي أو لم يكن مؤجل‪ ،‬بل كششان حششال كلششه أو‬
‫بعضه‪ ،‬وسلم الحال ‪ -‬أي لمستحقه ‪ -‬فإن لم يسلمه لم يسششتقل بقبضششه‪ ،‬فششإن اسششتقل بشه لزمششه رده‪،‬‬
‫لن البائع يستحق حبسه‪ ،‬ول ينفذ تصرفه فيه‪) .‬قوله‪ :‬وجاز استبدال( أي ولو قبض المبيع‪ ،‬لكششن‬
‫بعد لزوم العقد ‪ -‬ل قبله ‪ .-‬قال في التحفة‪ :‬وشرط الستبدال لفظ يدل عليه صريحا أو كنايششة مششع‬
‫النية ‪ -‬كأخششذته عنشه ‪ .-‬وقششوله‪ :‬لفششظ‪ :‬أي إيجششاب وقبشول‪ ،‬والول مششن المشششتري كاسششتبدلتك هششذه‬
‫الدراهم بهذه البل‪ ،‬أو خذ هذه بدل هذه‪ ،‬فيقول البائع قبلت‪ ،‬أو أخذته منك ‪ -‬فلو لم يوجششد لفششظ ل‬
‫يصشح السشتبدال ‪ -‬فل يملشك مشا يأخشذه‪ .‬قشال سشم‪ :‬وبحشث الذرعشي الصشحة‪ ،‬بنشاء علشى صشحة‬
‫المعاطاة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬في غير ربوي( متعلق بجاز‪ ،‬وخرج به الربوي‪ ،‬فل يجوز الستبدال عنششه‪،‬‬
‫إذا لم يوجد قبض في المجلس‪ ،‬لتفويته ما شرط فيه من قبض مششا وقششع العقششد بششه‪ .‬وعبششارة شششرح‬
‫الروض‪ :‬هذا كله فيما ل يشترط قبضه في المجلس‪ ،‬أما غيره ‪ -‬كربوي بيششع بمثلششه‪ ،‬ورأس مششال‬
‫سلم ‪ -‬فل يجوز الستبدال عنه‪ ،‬إذا لم يوجد قبض المعقود عليه في المجلس‪ .‬إلخ‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بيع‬
‫بمثله( الجملة صفة لربوي‪ :‬أي ربوي موصوف بأنه بيع ربوي مثله‪) .‬وقششوله‪ :‬مششن جنسششه( حششال‬
‫من مثله ‪ -‬أي حال كون ذلك المثل من جنششس الربششوي‪ .‬قششال سششم‪ :‬لششم يششذكر هششذا القيششد فششي شششرح‬
‫الرشاد‪ ،‬ول في شرح الروض‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬عن ثمن( متعلق باستبدال‪ ،‬والمشراد ثمشن فشي الذمشة‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬نقد أو غيره( تعميم في الثمن ‪ -‬أي ل فرق في الثمن الكائن في الذمة بين أن يكششون نقششدا‬
‫‪ -‬أي دراهم أو دنانير ‪ -‬أو غير نقد‪ .‬قال في التحفة‪ :‬والثمن النقد إن وجد أحد الطرفين‪ ،‬وإل فمششا‬
‫اتصلت به الباء‪ ،‬والمثمن مقابله‪ .‬نعم‪ ،‬الوجه فيما لششو بششاع قنششه مثل بششدراهم سششلما أنششه ل يصششح‬
‫الستبدال عنها‪ ،‬وإن كانت ثمنا لنها في الحقيقة مسلم فيها‪ ،‬فليقيد بذلك إطلقهم صحة الستبدال‬
‫عن الثمن‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لخبر إلخ( تعليل لجواز الستبدال عن الثمششن‪) .‬قششوله‪ :‬كنششت إلششخ( أي قششال‪:‬‬
‫كنت إلخ‪ .‬فهو مقول لقول محذوف‪) .‬قوله‪ :‬فسألته عن ذلك( أي أخذ الدراهم بدل الششدنانير‪ ،‬وأخششذ‬
‫الدنانير بدل الدراهم‪ .‬والمراد‪ :‬سألته عن حكم ذلك‪ ،‬هل هو جائز أو ل ؟ )قوله‪ :‬فقششال( أي النششبي‬
‫)ص(‪) .‬وقوله‪ :‬ل بأس( أي ل لوم‪) .‬وقوله‪ :‬وليس بينكما شئ( أي من عقششد السششتبدال‪ .‬قششال فششي‬
‫حاشية الجمل‪ :‬وهو إشارة إلى التقابض‪ .‬ا‍ه‪ .‬أي إلى أن الستبدال من جنس الربشوي يششترط فشي‬
‫صحته التقابض في المجلس‪ ،‬كاستبدال الدراهم بالدنانير‪ ،‬وعكسه في السؤال‪) .‬قوله‪ :‬وعن ديششن(‬
‫معطوف على ثمن‪ ،‬أي وجاز استبدال عن دين‪ ،‬أي غير ثمن وغير مثمششن‪ .‬أمششا الول فقششد ذكششره‬
‫قبل‪ .‬وأما الثاني فل يجوز الستبدال عنه ‪ -‬كما سيذكره بقوله‪ :‬ول يبدل نششوع أسششلم فيششه أو مششبيع‬
‫في الذمة إلخ ‪ -‬وصنيعه‪ :‬يفيد أن الثمن المعطوف عليه غير دين‪ ،‬مع أنه دين ‪ -‬كما علمت ‪ -‬فلو‬

‫] ‪[ 49‬‬

‫قال ‪ -‬كما في المنهج ‪ -‬وصح استبدال عن دين غير مثمن بغير ديششن وديششن قششرض‪ ،‬لكششان‬
‫أولى وأخصر‪) .‬قوله‪ :‬قرض إلخ( بدل من دين‪ ،‬وعطف بيان له‪) .‬قوله‪ :‬ل عن مسلم فيششه( أي ل‬
‫يجوز الستبدال عنه‪ ،‬لكن بما لم يتضمن إقالة‪ ،‬بأن كششان بغيششر جنششس رأس مششال المسششلم فيششه‪ ،‬أو‬
‫نقص‪ .‬أما لو استبدل بما يتضششمن ذلششك فششإنه يصششح‪ ،‬ويكششون إقالششة‪) .‬وقشوله‪ :‬لعششدم اسششتقراره( أي‬
‫المسلم فيه‪ ،‬وذلك لنه معرض بانقطاعه للفسخ‪ ،‬ولن عينششه تقصششد‪) .‬قششوله‪ :‬ولششو اسششتبدل موافقششا‬
‫إلخ( بيان لمفهوم قوله في غير ربوي‪) .‬وقوله‪ :‬في علة الربا( يفيد أن قوله المار من جنسه‪ :‬ليس‬
‫بقيد‪ ،‬فهو مؤيد لما علمته عن سم‪) .‬قوله‪ :‬كدرهم عن دينار( أي كاستبدال درهم عن دينششار واقششع‬
‫ثمنا لمتاع‪) .‬قوله‪ :‬اشترط إلخ( جواب لو‪) .‬وقوله‪ :‬قبض البدل في المجلس( قششال فششي التحفششة مششع‬
‫المتن‪ :‬والصح أنه ل يشترط التعيين للبدل في العقد ‪ -‬أي عقد الستبدال ‪ -‬بأن يقول هذا‪) .‬قوله‪:‬‬
‫حذرا من الربا( علة لشتراط ذلك‪) .‬قوله‪ :‬ل إن استبدل( أي ل يشترط قبض البدل فششي المجلششس‬
‫إن استبدل إلخ‪ ،‬وذلك لعدم الربا فيه‪ .‬قال في النهاية‪ :‬لكن ل بد مششن التعييششن فششي المجلششس قطعششا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ول يبدل نوع أسلم فيه( هذا عين قوله ل عن مسلم فيششه‪ ،‬فششالولى حششذفه والقتصششار علششى‬
‫المعطوف بعده‪ ،‬كأن يقول ول يبدل نوع مبيع في الذمة إلخ‪ .‬ولو قال بدل قوله ل عن مسلم فيششه‪:‬‬
‫لعن مثمن في الذمة مسلما فيه‪ ،‬أو مبيعا في الذمة بغير لفظ السلم‪ ،‬لكان أولى وأخصر‪ .‬وعبارة‬
‫التحفة مع المنهاج‪ :‬ول يصح بيع المثمن الذي في الذمة نحو المسلم فيه‪ ،‬ول العتياض عنه قبششل‬
‫قبضه بغير نوعه‪ ،‬لعموم النهي عن بيع‪ ،‬ما لم يقبض‪ ،‬ولعدم استقراره‪ ،‬فششإنه معششرض بانقطششاعه‬
‫للنفساخ‪ ،‬أو الفسخ‪ .‬والحيلة في ذلك‪ :‬أن يتفاسخا عقد السلم‪ ،‬ليصير رأس المال دينششا فششي ذمتششه‪،‬‬
‫ثم يستبدل عنه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬المثمن الذي في الذمة‪ :‬قال سم‪ :‬دخل فيششه بيششع الموصششوف فششي الذمششة‬
‫بغير لفظ السلم ونحوه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬عقد( أي ذلك المبيع في الذمة‪) .‬وقششوله‪ :‬بغيششر لفششظ السششلم( أي‬
‫بأن كان عقد عليه بلفظ البيع وهذا عل غير طريقة شيخ السلم‪ ،‬أمششا علششى طريقتششه فششالمبيع فششي‬
‫الذمة مسلم فيه‪ ،‬وإن عقد بلفظ البيع‪ ،‬نظرا للمعنى‪) .‬قوله‪ :‬بنوع آخر( متعلق بيبششدل‪) .‬قششوله‪ :‬ولشو‬
‫من جنسه( أي ولو كان النوع الخر من جنس النوع المبدل منه‪) .‬قوله‪ :‬كحنطة سمراء إلششخ( أي‬
‫كإبدال حنطة سمراء عن حنطة بيضاء مبيعة في الذمة‪) .‬قوله‪ :‬لن المبيع إلخ( علششة لعششدم جششواز‬
‫إبدال المبيع في الذمة‪ ،‬واقتصاره على المبيع ‪ -‬مع عدم ذكره المسلم فيه ‪ -‬يؤيد مششا قلنششا آنفششا مششن‬
‫أن الولى القتصششار علششى المششبيع فششي الذمششة‪) .‬قششوله‪ :‬ل يجششوز بيعششه( المناسششب إبششداله‪ ،‬لنششه لششم‬
‫يتعرض لبيعه‪ ،‬وإن كان الحكم واحدا‪ .‬وال سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫] ‪[ 50‬‬

‫فصل في بيع الصول والثمار أي في بيان بيع المور التي تستتبع غيرها‪ ،‬وهي الشششجر‪،‬‬
‫والرض‪ ،‬والدار‪ ،‬والبستان‪ ،‬والقرية‪ .‬فالمعقود عليه إذا كان واحدا من هذه المور ‪ -‬ينششدرج فششي‬
‫غيره ‪ -‬كما وضحه الشارح رحمه ال تعالى‪ .‬وقوله‪ :‬والثمششار‪ :‬أي وبيششع الثمششار جمششع ثمششر جمششع‬
‫ثمرة‪ ،‬وهي ليست من الصول‪ ،‬فالعطف مغاير‪) .‬قششوله‪ :‬يششدخل فششي بيششع أرض وهبتهششا إلششخ( أي‬
‫ونحوها من كل ناقل للملك‪ :‬كإصداق‪ ،‬وعوض خلع وصلح‪ .‬ولو قال في نحششو بيششع أرض‪ ،‬لكششان‬
‫أولى‪) .‬قوله‪ :‬والوصية بها( أي بالرض‪ .‬قال ع ش‪ :‬وعليه فلو أوصششى لششه بششأرض‪ ،‬وفيهششا بنششاء‬
‫وشجر حال الوصية‪ :‬دخل في الرض ‪ -‬بخلف ما لو حدثا أو أحدهما بغيششر فعششل مششن المالششك ‪-‬‬
‫كما لو ألقى السيل بذرا في الرض فنبششت‪ ،‬فمششات الموصششي وهششو موجششود فششي الرض ‪ -‬لنهمششا‬
‫حادثان بعد الوصية‪ ،‬فلم تشملهما فيختص بهما الوارث‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬مطلقا( راجع لجميع ما قبله‬
‫من البيع وما بعده‪ .‬والمراد بالطلق‪ :‬عدم التقييد بإدخال وإخششراج‪ ،‬فششإن قيششد بششالول ‪ -‬بششأن قششال‬
‫بعتك الرض بما فيها ‪ -‬دخل نصا‪ ،‬ل تبعا‪ .‬أو قيد بالثاني ‪ -‬بأن قال بعتك الرض دون حقوقها‪،‬‬
‫أو ما فيها ‪ -‬لم يدخل‪) .‬قوله‪ :‬ل في رهنها والقرار بها( أي ل يدخل في رهن الرض والقششرار‬
‫بها ما فيها‪ .‬ومثل الرهن‪ :‬كل ما ل ينقل الملك‪ :‬كإجششارة‪ ،‬وعاريششة‪ .‬والفششرق بيششن مششا ينقششل الملششك‬
‫وبين غيره‪ :‬أن الول قوي فتبعه غيره‪ ،‬بخلف الثاني‪ .‬ومحل عدم الدخول ‪ -‬فيمششا ذكششر ‪ -‬إذا لششم‬
‫يصرح بالدخول‪ ،‬فإن صرح به ‪ -‬كأن قال رهنتك‪ ،‬أو آجرتششك‪ ،‬أو أعرتششك الرض بمششا فيهششا‪ ،‬أو‬
‫بحقوقها ‪ -‬دخل قطعا‪) .‬قوله‪ :‬ما فيها( أي الرض‪ .‬ومششا‪ :‬اسششم موصششول فاعششل يششدخل‪ .‬أي يششدخل‬
‫الشئ الذي استقر فيها‪ .‬قال ع ش‪ :‬وخرج بفيها‪ :‬ما في حدها‪ ،‬فإذا دخل الحد فششي الششبيع دخششل مششا‬
‫فيه‪ ،‬وإل فل‪) .‬قوله‪ :‬من بناء وشجر( بيششان لمششا‪) .‬قششوله‪ :‬رطششب( خششرج بششه‪ :‬اليششابس‪ ،‬فل يششدخل‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وثمره( أي الشجر‪ ،‬فهو يدخل أيضا‪) .‬وقوله‪ :‬الذي لم يظهر عند البيع( فإن ظهر عنششده ل‬
‫يدخل‪) .‬قوله‪ :‬وأصول بقل( البقل خضروات الرض‪ .‬قال في الصحاح‪ :‬كل نبششات اخضششرت بششه‬
‫الرض فهو بقل‪) .‬قوله‪ :‬تجز( أي تلك الصول‪ ،‬وفيه أن الصل ل تجز‪ ،‬لنها الجذور‪ ،‬وهي ل‬
‫تجز‪ .‬فلو قال يجز ‪ -‬بالياء التحتية كما في متن المنهج ‪ -‬لسلم من ذلك‪ .‬وخرج بالصول‪ :‬الثمرة‪،‬‬
‫والجزة الظاهرتان عند البيع ‪ -‬فهمششا للبششائع‪) .‬قششوله‪ :‬كقثششاء إلششخ( فششي المنهششج وشششرحه مششا نصششه‪:‬‬
‫وأصول بقل يجز مرة بعد أخرى‪ ،‬أو تؤخذ ثمرته مرة بعد أخرى‪ .‬فالول‪ :‬كقششت‪ .‬والثششاني‪ :‬نحششو‬
‫بنفسج‪ ،‬ونرجس‪ ،‬وقثاء‪ ،‬وبطيخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثله في فتح الجواد‪ ،‬وغيره‪ .‬إذا علمت ذلك‪ :‬فكان الولششى‬
‫أن يزيد‪ :‬أو تؤخذ ثمرته‪ ،‬ويكون قوله ‪ -‬كقثاء ‪ -‬مثال له‪ ،‬أو يمثل لما يجششز بششالقت‪ ،‬أي البرسششيم‪،‬‬
‫أو الكراث‪ ،‬أو غير ذلك مما يجز مرة بعد أخرى‪) .‬وقوله‪ :‬وبطيخ( بكسر البششاء فاكهششة معروفششة‪،‬‬
‫وفي لغة لهل الحجاز تقديم الطاء على الباء‪ .‬والعامة تفتح الول‪ ،‬وهو غلط‪ ،‬لفقد فعليشل بالفتشح‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬ل ما يؤخذ دفعة( أي ل يدخل في بيع الرض ما يؤخذ دفعة ‪ -‬كبر وفجل ‪-‬‬
‫بضم الفاء‪ ،‬بوزن قفل ‪ -‬فهو للبائع‪ ،‬وللمشتري الخيار حينئذ في الرض إن جهل الزرع الششذي ل‬
‫يدخل‪ ،‬لتأخر انتفاعه‪ ،‬وصح قبضها مشغولة به‪ ،‬ول أجرة له مدة بقاء الزرع‪ ،‬لنه رضي بتلششف‬
‫المنفعة تلك المدة‪) .‬قوله‪ :‬لنه ليس للدوام والثبات( علة لعدم دخوله‪ ،‬وهذا بخلف مششا قبلششه‪ ،‬فششإنه‬
‫لما كان للدوام والثبات في الرض‪ ،‬تبعها في البيع‪) .‬قوله‪:‬‬

‫] ‪[ 51‬‬

‫فهو( أي ما يؤخذ دفعة واحدة‪) .‬قوله‪ :‬كالمنقولت في الششدار( أي كششالمنقولت الكائنششة فششي‬
‫الدار المبيعة‪ ،‬فإنها ل تدخل تبعا‪ ،‬وهي كأثاث البيت‪) .‬قوله‪ :‬ويدخل في بيع بستان إلخ( قد يخرج‬
‫الرهن‪ ،‬وهو ممنوع‪ ،‬فإن ألحق وفاقا لم أر أنه يدخل في رهن البستان والقرية ما فيهما مششن بنششاء‬
‫وشجر‪ ،‬خلفا لما يوهمه كلم شرح البهجة سم على منهج ع ش‪) .‬وقششوله‪ :‬أرض( فاعششل يششدخل‪،‬‬
‫ومحل دخولها ‪ -‬كما سيصرح به قريبششا ‪ -‬إن كششانت مملوكششة للبششائع‪ ،‬وإل فششإن كششانت محتكششرة أو‬
‫موقوفة‪ ،‬فل تدخل‪ ،‬لكن يتخير المشتري إن كشان جشاهل بشذلك‪) .‬قشوله‪ :‬وششجر( أي وكشل مشا لشه‬
‫أصل ثابت من الزرع‪ ،‬ل نحو غصن يابس‪ ،‬وشجرة وعروق يابسين‪ .‬ا‍ه‪ .‬نهاية‪) .‬قششوله‪ :‬وبنششاء(‬
‫أي ويدخل بناء‪ ،‬وهششذا هششو المششذهب‪ ،‬لثبششاته‪ .‬وقيششل ل يششدخل‪ .‬قششال ع ش‪ :‬ويششدخل أيضششا البششار‪،‬‬
‫والسواقي المثبتة عليها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فيهما( متعلششق بمحششذوف صششفة للثلثششة قبلششه‪ ،‬وضششميره يعششود‬
‫على البستان والقريشة‪) .‬قشوله‪ :‬ل مشزارع حولهمشا( أي ل يشدخل المشزارع الكائنشة حشول البسشتان‬
‫والقرية‪ ،‬أي من خارج السششور‪ .‬وعبششارة التحفششة مششع الصششل‪ :‬ل المششزارع الخارجششة عششن السششور‬
‫والمتصلة به‪ ،‬فل تدخل ‪ -‬على الصحيح ‪ -‬لخروجهششا عششن مسششماها‪ ،‬ومششا ل سششور لهششا يششدخل مششا‬
‫اختلط ببنائها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لنها( أي المزارع ليست منهما‪ ،‬أي ليست داخلة في مسشماهما‪) .‬قششوله‪:‬‬
‫وفي بيع دار إلخ( معطوف على في بيع بسشتان‪ ،‬أي ويششدخل فششي بيششع دار إلشخ‪ .‬وفشي البجيرمششي‪:‬‬
‫ومثلها الخان‪ ،‬والحوش‪ ،‬والوكالة‪ ،‬والزريبة‪ ،‬ويتجه إلحاق الربع بذلك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬هششذه الثلثششة(‬
‫فاعل يدخل المقدر‪) .‬قوله‪ :‬أي الرض إلخ( بدل من الثلثة‪) .‬وقوله‪ :‬المملوكششة للبششائع( خششرج مششا‬
‫لو كانت موقوفة‪ ،‬أو محتكرة فل تدخل‪ ،‬لكن يتخير المشتري إن كان جاهل بذلك ‪ -‬كما علمششت ‪-‬‬
‫)وقوله‪ :‬بجملتها( متعلق بعامششل البششدل المقششدر‪ ،‬أي تششدخل الرض بجملتهششا‪ ،‬أي بجميششع مششا فيهششا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬حتى تخومها( حتى‪ :‬إبتدائية‪ ،‬والخبر محذوف‪ ،‬أي حتى تخومها تششدخل‪ .‬قششال ع ش‪ :‬وفششي‬
‫الشامي في سيرته ما نصه‪ :‬التخوم ‪ -‬جمع تخمة ‪ -‬الحد الذي يكون بين أرض وأرض‪ .‬وقال ابن‬
‫العرابي وابن السكيت‪ :‬الواحد تخوم‪ ،‬كرسول‪ ،‬ورسل‪ .‬وعبارة المختار‪ :‬التخم ‪ -‬بالفتح ‪ -‬منتهى‬
‫كل قرية أو أرض‪ ،‬وجمعشه تخشوم ‪ -‬كفلشس‪ ،‬وفلشوس ‪ .-‬وقششال الفشراء‪ :‬تخشوم الرض‪ :‬حشدودها‪.‬‬
‫وقال أبو عمرو‪ :‬هي تخوم الرض‪ ،‬والجمع تخم ‪ -‬مثل صبور‪ ،‬وصبر‪ .‬والتخمة‪ :‬أصلها الششواو‪،‬‬
‫فتذكر في وخم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬والشششجر( معطششوف علششى الرض‪) .‬وقششوله‪ :‬المغششروس فيهششا( عبششارة‬
‫التحفة‪ :‬وشجر رطب فيها‪ ،‬ويابس قصد دوامه ‪ -‬كجعله دعامششة مثل ‪ -‬لششدخوله فششي مسششماها‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وكتب سم‪ :‬قوله‪ :‬قصد دوامه‪ :‬خرج يابس لم يقصد دوامه‪ ،‬ففشي دخشوله وجهششان‪ .‬قششال فششي ششرح‬
‫العباب كما لو كان فيها أوتاد‪ ،‬وقضيته دخولهشا‪ ،‬لكششن الشوجه خلفششه‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقشوله‪ :‬وإن كششثر( أي‬
‫الشجر‪ ،‬فششإنه يششدخل‪) .‬قششوله‪ :‬والبنششاء فيهششا( معطششوف علششى الرض‪ ،‬وهششذا هششو الثششالث‪) .‬وقششوله‪:‬‬
‫بأنواعه( أي البناء‪ .‬والمراد بها‪ :‬كونه من حجر أو خشب‪ ،‬أو سعف‪) .‬قششوله‪ :‬وأبششواب( معطششوف‬
‫علششى اسششم الشششارة‪) .‬وقششوله‪ :‬منصششوبة( أي مسششمرة‪ .‬قششال ع ش‪ :‬ومثلهششا المخلوعششة وهششي باقيششة‬
‫بمحلها‪ ،‬أما لو نقلت من محلها فهي كالمقلوعششة‪ ،‬فل تششدخل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬وإغلقهششا( أي البششواب‪،‬‬
‫وهي الضبب المعروفة ونحوها‪ .‬ويدخل مفاتيحها أيضا‪) .‬وقوله‪ :‬المثبتة( خرج بها المنقولششة‪ ،‬فل‬
‫تششدخل هششي ول مفاتيحهششا‪) .‬قشوله‪ :‬ل البششواب المقلوعشة( أي ل تششدخل البشواب المقلوعشة‪ ،‬وهششي‬
‫محترز منصوبة‪) .‬قوله‪ :‬والسرور( أي ول السرر ‪ -‬جمع سرير ‪ -‬لنهششا منقولششة‪ .‬ومثششل السششرر‪:‬‬
‫كل منقول ‪ -‬كالدلو‪ ،‬والبكرة‪ ،‬والسلم‪ ،‬والرفرف غير المسمرين ‪) -‬قوله‪ :‬والحجششارة المدفونششة بل‬
‫بناء( أي ول تدخل الحجارة المدفونة في الرض بل‬

‫] ‪[ 52‬‬

‫بناء‪ ،‬فإن كانت ببناء دخلت‪) .‬قششوله‪ :‬ل فششي بيششع قششن( أي ل يششدخل فششي بيششع قششن‪) .‬وقششوله‪:‬‬
‫حلقة( ‪ -‬بفتح اللم ‪ -‬وهي فاعل يدخل المقدر‪) .‬وقوله‪ :‬بإذنه( أي كائنششة بششإذن القششن )قششوله‪ :‬وكششذا‬
‫ثوب عليه( أي وكذلك ل يدخل في بيعه ثوب عليه ‪ -‬اقتصارا على مقتضششى اللفششظ‪ .‬وقيششل يششدخل‬
‫ثوبه الذي عليه حالة البيع‪) .‬قوله‪ :‬وإن كان ساتر عورته( أي ل يششدخل الثششوب‪ ،‬وإن كششان سششاترا‬
‫لعورته‪ .‬قال سم‪ :‬إذا قلنا ل تدخل ثياب العبد حششتى سششاتر عششورته‪ ،‬فهششل يلششزم البششائع إبقششاء سششاتر‬
‫عورته إلى أن يأتي المشتري بساتر ؟ فيه نظر‪ .‬ويدل على عدم اللزوم جواز رجوع معير سششاتر‬
‫العورة ‪ -‬كما تقرر في باب العارية ‪) .-‬قوله‪ :‬وفي بيع شجر رطب إلخ( مثله اليابس فششي أحكششام‪،‬‬
‫وهي دخول عروقه‪ ،‬وأغصانه‪ ،‬وأوراقه‪ ،‬وعدم دخول مغرسه‪ .‬وليس مثله في أحكششام‪ ،‬وهششي مششا‬
‫ذكرها بقوله‪ :‬ويلزم المشتري قلع اليابس إلخ‪ .‬وحاصلها أنششه إذا أطلششق الششبيع فششي اليششابس‪ :‬يلزمششه‬
‫قلعه‪ ،‬وإذا شرط بقاؤه فسششد الششبيع ‪ -‬إذ ل ينتفششع بمغرسششه ‪ -‬بخلف الرطششب فششي الثلثششة‪ ،‬فالتقييششد‬
‫بالرطب بالنسبة لما ذكر فقط‪) .‬قوله‪ :‬بل أرض( متعلششق بششبيع‪ ،‬وقيششد بششه لن الحكششام التيششة مششن‬
‫شرط القلع أو القطع‪ ،‬وعدم دخول المغرس إنما تناسب بيعه وحده‪ ،‬ل مششع الرض‪) .‬قششوله‪ :‬عنششد‬
‫الطلق( متعلق بيدخل المقدر‪ ،‬ومثل الطلق‪ :‬شرط البقاء أو القلع ‪ -‬كما يؤخذ مما بعده ‪ -‬ولو‬
‫اقتصر على قوله التي‪ :‬إن لم يشرط قطع الشجر ‪ -‬لكان أولى ‪ -‬لشموله لذلك كله‪ .‬تأمل‪) .‬قششوله‪:‬‬
‫عرق( بكسر فسكون‪ ،‬وهو فاعل يدخل المقدر‪ ،‬أي يدخل في الشجر عرق‪ ،‬أي ولو امتد وجششاوز‬
‫العادة‪) .‬قوله‪ :‬ولو يابسا( هذا معتمد ابششن حجششر‪ ،‬تبعششا لشششيخ السششلم‪ .‬وخششالف م ر‪ ،‬فاعمششد عششدم‬
‫دخول اليابس‪) .‬قوله‪ :‬إن لم يشرط( أي يدخل العرق‪ ،‬وإن لم يشرط قطع للشجر‪ ،‬فإن شششرط‪ :‬فل‬
‫يدخل‪ ،‬عمل بالشرط‪ ،‬وتقطع الشجرة حينئذ من وجه الرض ‪ -‬بقاء على ما جرت به العششادة فششي‬
‫مثلها ‪ -‬فلو أراد المشتري حفر جزء مششن الرض ليتوصششل بششه إلششى زيششادة مششا يقطعششه لششم يمكششن‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬بأن شرط إبقاؤه( أي أو شششرط قلعششه‪ ،‬فعششدم اشششتراط القطششع صششادق بثلث صششور‪ :‬أن ل‬
‫يشترط ششئ أصشل ‪ -‬وهشذه صشورة الطلق ‪ -‬وأن يششترط البقشاء‪ .‬وأن يشششترط القلشع‪ .‬ويعمشل‬
‫بالشرط مطلقا‪) .‬قوله‪ :‬أو أطلق( أي لم يقيد بشرط إبقاء‪ ،‬أو قلششع‪ ،‬أو قطششع‪) .‬قشوله‪ :‬لوجششوب بقششاء‬
‫الشجر الرطب( أي وبقشاؤه ببقشاء عروقششه‪ ،‬وهشو علشة لششدخول العشرق‪ ،‬أي وإنمشا يششدخل فششي بيشع‬
‫الشجر‪ :‬العرق ‪ -‬لوجوب إلى آخره‪ ،‬وهذه العلة ظاهرة بالنسبة لما ذكره مششن الطلق‪ ،‬أو شششرط‬
‫البقاء‪ .‬وأما بالنسبة لشتراط القلع فل تظهر ‪ -‬لنشه يجشب القلشع فشي هشذه الحالشة‪ ،‬وعشدم إبقشائه‪.‬‬
‫تأمل‪) .‬قوله‪ :‬ويلشزم المششتري قلشع اليشابس( أي الششجر اليشابس‪ ،‬وهشو مفهشوم قشوله رطشب‪ .‬قشال‬
‫البجيرمي‪ :‬وظاهره أن قطعها غير كاف‪ ،‬مع أن فيه تركا لبعض حقشه‪ ،‬إل أن يقشال‪ :‬محشل لشزوم‬
‫القلع إذا كان بقاء الصل مضرا بالبائع‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬عند الطلق( أي عدم التقييششد بشششرط إبقششاء‬
‫أو قطع أو قلع‪ ،‬كما تقدم‪) .‬قوله‪ :‬فإن شرط قطعه أو قلعه( الضششمير فيهمششا لليششابس‪) .‬قششوله‪ :‬عمششل‬
‫به( أي بالشششرط‪) .‬قششوله‪ :‬أو إبقششاؤه بطششل الششبيع( أي أو شششرط إبقششاؤه‪ ،‬فششإنه يبطششل الششبيع لمخششالفته‬
‫للعرف‪ .‬ومحل البطلن إن لم يكن للبائع غرض صحيح في اششتراط البقشاء‪ ،‬وإل صشح‪) .‬قشوله‪:‬‬
‫ول ينتفع المشششتري بمغرسششها( أي اليابسششة‪ ،‬بخلف الرطبششة‪ ،‬فششإنه ينتفششع بمغرسششها ‪ -‬كمششا مششر ‪-‬‬
‫ومعنى النتفاع بذلك أن له منع البائع أن يفعل فيه ما يضششر بالشششجرة‪ ،‬وليششس معنششى ذلششك أن لششه‬
‫إجارته‪ ،‬أو وضع متاع فيه أو إعارته‪) .‬قوله‪ :‬وغصشن رطشب( أي ويششدخل أيضششا غصششن رطشب‬
‫مطلقا‪ ،‬سواء شرط البقاء أو القطع‪ ،‬أو القلع‪ ،‬أو أطلشق‪ .‬ومثلشه يقشال فشي الشورق‪ ،‬فهمشا يخالفشان‬
‫العروق في اشتراط القطع‪) .‬قوله‪ :‬ل يابس والشجر‬

‫] ‪[ 53‬‬

‫رطب( أي ل يدخل الغصن اليابس‪ ،‬والحال أن الشجر رطب‪ .‬فإن كان الشجر يابسا دخل‬
‫‪ -‬كما مر ‪) -‬قوله‪ :‬لن العادة قطعه( أي اليششابس‪ ،‬فكششان كششالثمرة‪) .‬قششوله‪ :‬وكششذا ورق رطششب( أي‬
‫مثل الغصن في الدخول‪ :‬ورق رطب‪ ،‬أما اليابس فل يششدخل ‪ -‬كالغصششن اليششابس ‪ -‬بجششامع اعتيششاد‬
‫قطع يابس كل منهما‪ ،‬خلفا لما وقع في شششرح المنهششج مششن تعميمششه فششي الششورق‪) .‬قششوله‪ :‬ل ورق‬
‫حناء( أي ونحوه مما ليس له ثمر غيره ‪ -‬كورق النيلة‪ ،‬فإنه ل يدخل‪) .‬قششوله‪ :‬علششى الوجششه( أي‬
‫عند ابن حجر‪ .‬وخالف م ر‪ .‬فعنده تدخل الوراق مطلقا‪ .‬وعبارته‪ :‬ول فششرق فششي دخششول الششورق‬
‫بين أن يكون من فرصاد‪ ،‬وسدر‪ ،‬وحناء‪ ،‬وتوت أبيض‪ ،‬ونيلة ‪ -‬لن ذلك من مسماها ‪ -‬كما أفتى‬
‫بذلك الوالد رحمه ال تعالى‪ .‬ا‍ه‪ .‬ببعض تصرف‪) .‬قشوله‪ :‬ل يشدخل فشي بيشع الششجر إلشخ(‪ .‬ولكشن‬
‫المشتري ينتفع به ما دام الشجر باقيا تبعا بل عوض‪) .‬وقوله‪ :‬مغرسة( بكسر الششراء‪ ،‬أي موضششع‬
‫غرسه‪ ،‬وهو ما سامته من الرض وما يمتد إليه عروقه‪) .‬قششوله‪ :‬فل يتبعششه فششي بيعششه( هششو عيششن‬
‫قوله ل يدخل في بيع الشجر‪ ،‬فالولى حششذفه‪) .‬قششوله‪ :‬لن اسششم الشششجر ل يتنششاوله( أي المغششرس‪،‬‬
‫وهو تعليل لعدم الدخول‪) .‬قوله‪ :‬ول ثمر ظهر( أي ول يدخل ثمر ظهر‪ ،‬بل هو للبائع‪ .‬والثمر ما‬
‫يقصد من المبيع‪ ،‬ولو مششموما‪) .‬قشوله‪ :‬كطلشع نخشل( تمثيشل للثمشر‪) .‬قشوله‪ :‬يتششقق( خشبر لمبتشدأ‬
‫محذوف‪ ،‬مرتبط بالطلع‪ ،‬أي وظهوره يكون بتشقق له‪ ،‬وهكذا يقدر فيما بعششده‪ ،‬فششالظهور يختلششف‬
‫باختلف الثمرة‪ ،‬ففي طلع النخل بالتشقق‪ ،‬وفيما يخرج ثمره بل نور ‪ -‬أي زهر‪ :‬كتين‪ ،‬وعنب ‪-‬‬
‫بالبروز‪ .‬وفي نحو الجوز بالنعقاد‪ .‬وفي نحو الورد بالتفتح‪) .‬قوله‪ :‬فما ظهر منه‪ :‬للبائع‪ ،‬وما لششم‬
‫يظهر‪ :‬للمشتري( هذا ل يلئم التقييد بقوله أول‪ :‬ظهر‪ .‬بل الملئم أن يقول فهششو للبششائع‪ ،‬ويحششذف‬
‫لفظ فما ظهر منه‪ ،‬ثم يقول‪ :‬فإن لم يظهر‪ :‬فهو للمشتري‪) .‬قوله‪ :‬ولو شرط الثمر( أي جميعششه أو‬
‫بعضششه المعيششن‪ ،‬كالنصششف‪ .‬ا‍ه‪ .‬ششرح م ر‪) .‬وقشوله‪ :‬لحششدهما( أي المتبششايعين‪) .‬قششوله‪ :‬فهشو( أي‬
‫الثمر‪) .‬وقوله‪ :‬له( أي للمشروط له من المتبايعين‪ ،‬البششائع‪ ،‬أو المشششتري‪) .‬قششوله‪ :‬عمل بالشششرط(‬
‫تعليل لكونه للمشروط له‪) .‬قوله‪ :‬سواء أظهر إلخ( تعميم في كونه للمشششروط لششه‪) .‬وقششوله‪ :‬أم ل(‬
‫قد يقتضي أنه يصح أن يشرط للبائع حال عدم وجوده أصل‪ ،‬وهو ممنوع‪ ،‬بل هو فرع الوجود ‪-‬‬
‫كما هو الفرض ‪ -‬لتفسيرهم الظهور بالتأبير‪ ،‬وعدم الظهور بعدم ذلششك‪ .‬أفششاده البجيرمششي‪) .‬قششوله‪:‬‬
‫ويبقيان( بالبناء للفاعشل أو المفعشول‪ .‬فعلشى الول‪ :‬يكشون بفتشح الول‪ ،‬والثشالث مشن بقشي‪ .‬وعلشى‬
‫الثاني‪ :‬يكون بضم الول‪ ،‬وفتح الثالث من أبقى‪) .‬قوله‪ :‬أي الثمر الظششاهر( أي المسششتحق للبششائع‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬والشجر( أي المستحق للمشتري‪) .‬قوله‪ :‬عنششد الطلق( أي أو عنششد شششرط البقششاء‪ ،‬بششأن‬
‫باع الشجر مطلقا‪ ،‬أو بشرط إبقاء الثمر الظاهر‪ ،‬أو الشجر ‪ -‬فإن شرط القطع‪ :‬لزمه ‪ -‬كما تقششدم‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬الجداد( بفتح الجيم وكسرها‪ ،‬وإهمال الدالين وإعجامهما‪ ،‬بمعنى القطع‪) .‬قوله‪ :‬ل تدريجا(‬
‫أي ما لم تجر العادة بأخذه كذلك‪) .‬قوله‪ :‬وللمشتري( عبادة فتح الجششواد‪ :‬والمشششتري ‪ -‬بحششذف لم‬
‫الجر‪ ،‬وعطفه على البائع ‪ -‬وهي أولى‪) .‬قششوله‪ :‬مششا دام( أي الشششجر‪ ،‬حيششا أو رطبششا‪) .‬قششوله‪ :‬فششإن‬
‫انقلع( أي الششجر الحششي بنفسششه‪ ،‬وكشذا إن قلششع‪) .‬قشوله‪ :‬فلششه( أي المششتري‪) .‬وقشوله‪ :‬غرسششه( أي‬
‫الشجر الحي بعد قلعه‪) .‬قوله‪ :‬ل بد له( بالجر‪ ،‬عطف علششى ضششمير غرسششه‪ .‬أي ليششس لششه غششرس‬
‫بدله ‪ -‬تحكيما للعادة ‪) .-‬قوله‪ :‬حملها( بفتح الحاء‪) .‬قوله‪ :‬فإن لم يكششن مملوكششا لمالكهششا( بششأن كششان‬
‫موصى به لغير مالكها‪) .‬وقوله‪ :‬كبيعها( أي كعششدم صششحة بيعهششا مششن غيششر حملهششا‪) .‬قششوله‪ :‬وكششذا‬
‫عكسه( أي بيع حملها بدونها‪ ،‬فإنه ل يصح‪.‬‬

‫] ‪[ 54‬‬

‫)تتمة( لم يتعرض المؤلف رحمه ال تعالى للشق الثاني من الترجمششة‪ ،‬وهششي بيششع الثمششار‪،‬‬
‫والترجمة لشئ غير مذكور معيبة عندهم‪ .‬ل يقال إنه ذكره في قوله‪ :‬ول ثمششر ظهششر‪ ،‬لنششا نقششول‬
‫تكلمه هناك على الثمر من حيث التبعية للشجر‪ ،‬فهو ليس بمبيع‪ ،‬بدليل أنه قشد يكشون للبشائع‪ ،‬وقششد‬
‫يكون للمشتري‪ .‬والقصد التكلم عليه من حيث إنه مبيع استقلل‪ .‬وحاصل الكلم عليه أنششه إن بششدا‬
‫صلحه جاز بيعه مطلقا‪ ،‬وبشرط البقاء أو القطع‪ .‬وإل فإن بيع منفردا عششن الصششل جششاز‪ ،‬لكششن‬
‫بشرط القطع‪ .‬وإن بيع مع الصل جاز من غير شششرط قطششع‪ ،‬فششإن شششرط لششم يجششز‪ ،‬لمششا فيششه مششن‬
‫الحجر عليه في ملكه‪ .‬والش أعلششم‪ .‬فصششل فششي اختلف المتعاقششدين أي فششي بيششان مششا يششترتب علششى‬
‫اختلفهما من التحالف والفسخ‪ ،‬والصل في ذلك الحششديث الصششحيح‪ :‬إذا اختلششف البيعششان‪ ،‬وليششس‬
‫بينهما بينة‪ ،‬فهو ما يقششول رب السششلعة‪ ،‬أو يتتاركششا‪ ،‬أي يششترك كششل مششا يششدعيه‪ ،‬وذلششك إنمششا يكششون‬
‫بالفسخ‪ .‬وأو ‪ -‬هنا ‪ -‬بمعنى إل‪ .‬وصح أيضا أنه )ص(‪ :‬أمر البائع أن يحلف‪ ،‬ثششم يتخيششر المبتششاع‪،‬‬
‫إن شاء أخذ‪ ،‬وإن شاء ترك‪) .‬قوله‪ :‬ولو اختلف متعاقدان( قال في الروض وشرحه‪ :‬ل في زمششن‬
‫الخيار ‪ -‬أي خيار الشرط‪ ،‬أو المجلس‪ ،‬فل يتحالفان‪ ،‬لمكان الفسخ بالخيششار‪ .‬كششذا قششاله القاضششي‪.‬‬
‫وأجاب عنه المام‪ :‬بأن التحالف لم يوضع للفسخ‪ ،‬بل عرضششت اليميششن رجششاء أن ينكششل الكششاذب‪،‬‬
‫فيتقرر العقد بيمين الصادق‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولو وكيلين( أي أو قنين أذن لهما سيداهما‪ ،‬أو وليين‪ ،‬أو‬
‫مختلفين‪ ،‬بأن كان أحدهما مالكا‪ ،‬والخر وكيل‪ ،‬أو قنا‪ ،‬أو الخر وارثا‪) .‬قوله‪ :‬فششي صششفة عقششد(‬
‫أي فيما يتعلق به من الحالة التي يقع عليها من كونه بثمن قدره كذا‪ ،‬وصششفته كششذا‪ .‬وخششرج بقششوله‬
‫في صفة عقد‪ :‬اختلفهما في نفس العقد‪ ،‬وسيأتي في قوله‪ :‬ولو ادعى أحدهما بيعششا والخششر رهنششا‬
‫أو هبة إلخ‪) .‬وقوله‪ :‬معاوضة( أي ولو غير محضشة أو غيشر لزمشة ‪ -‬كصشداق‪ ،‬وخلشع‪ ،‬وصشلح‬
‫عششن دم‪ ،‬وقششراض‪ ،‬وجعالششة ‪ .-‬وفششائدته فششي غيششر اللزم‪ :‬لششزوم العقششد بششالنكول مششن أحششدهما ا‍ه‪.‬‬
‫بجيرمي‪ .‬وخرج بالمعاوضة غيرها ‪ -‬كوقف‪ ،‬وهبة‪ ،‬ووصية ‪ -‬فل تحششالف فيششه‪) .‬قششوله‪ :‬والحششال‬
‫إلخ( أفاد به أن الواو الداخل على الفعششل الماضششي واو الحششال‪) .‬وقششوله‪ :‬العقششد( أي عقششد الششبيع أو‬
‫غيره من القراض‪) .‬قوله‪ :‬باتفاقهما( أي المتعاقدين‪) .‬قوله‪ :‬أو يمين البششائع( أي أو بيميششن البششائع‪،‬‬
‫وإنما خصه لما سيأتي أنه إذا اختلفا في صحة العقد وفساده‪ ،‬وادعى البائع صحته‪ ،‬صدق بيمينه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬كقدر عوض( تمثيل لصشفة العقشد المختلششف فيهشا‪) .‬وقششوله‪ :‬مشن نحشو مششبيع أو ثمشن( بيشان‬
‫للعوض‪ .‬وصورة الول‪ :‬أن يششدعي المشششتري أن المششبيع أكششثر ‪ -‬كطششاقتين مششن قمششاش ‪ -‬ويششدعي‬
‫البائع أنه طاقة واحدة‪ .‬وصورة الثاني‪ :‬أن يدعي البائع أن الثمن عشرون مثل‪ ،‬ويدعي المشتري‬
‫أنه عشرة مثل‪) .‬قوله‪ :‬أو جنسه( أي العوض‪ ،‬وهو معطوف على قدر‪ ،‬وذلك كذهب‪ ،‬أو فضششة‪،‬‬
‫أو بر‪ ،‬أو شعير‪) .‬قوله‪ :‬أو صفته( أي العوض‪ ،‬وهو معطوف على قدر أيضا‪ ،‬وذلششك كصششحاح‪،‬‬
‫أو مكسششرة‪ .‬والمششراد بالمكسششرة‪ :‬المقطعششة بششالمقراض أجششزاء معلومششة‪ ،‬لجششل شششراء الحاجششات‪،‬‬
‫والشياء الصغيرة‪ ،‬ل كأرباع القروش وأنصاف الريالت‪) .‬قوله‪ :‬أو أجل( معطوف على‬
‫] ‪[ 55‬‬

‫قدر أيضا وإنما لم يقل أو أجله ‪ -‬بالضمير‪ ،‬كالذي قبله ‪ -‬لئل يتششوهم رجشوع الضشمير فششي‬
‫قوله بعد‪ :‬أو قدره للعوض‪ ،‬مع أنه ليس كذلك‪ .‬والختلف في نفسه الجل معناه أن يثبته أحدهما‬
‫وينفيه الخر‪) .‬وقوله‪ :‬أو قدره( أي لجل‪ ،‬كيششوم ويششومين‪) .‬قششوله‪ :‬ول بينششة لحششدهما( معطششوف‬
‫على جملة صح الواقعة حال‪ ،‬فهي حال أيضا‪ ،‬أي والحال أنه ل بينة لحد المتعاقدين فيما ادعششاه‬
‫يعتد بها‪ ،‬فإن وجدت بينة كذلك فيحكم له بمششا ادعششاه‪) .‬قشوله‪ :‬أو كششان الشخ( أي أو وجششد لكششل مششن‬
‫المتعاقدين بينة على ما ادعاه‪ ،‬ولكن قد تعارضتا‪ .‬وبين التعارض بقوله بعد‪ :‬بأن إلخ‪) .‬قوله‪ :‬بأن‬
‫أطلقتا( أي البينتان‪ ،‬أي لم تؤرخا أصل‪) .‬قشوله‪ :‬أو أطلقشت إحشداهما( أي إحشدى البينشتين‪ ،‬أي لشم‬
‫تؤرخ‪) .‬وقوله‪ :‬وأرخت الخرى( أي البينة الخرى‪ ،‬بأن تقول نشهد أنه اشششتراه بمششائة مششن سششنة‬
‫مثل‪) .‬قوله‪ :‬وإل إلخ( أي وإن لم تؤرخا بتاريخ واحد‪ ،‬بل أرختا بتاريخين مختلفيششن‪ ،‬كششأن نقششول‬
‫إحدى البينتين‪ :‬نشهد أنه اشتراه بمائة من سنة‪ ،‬وتقول الخرى‪ :‬نشهد أنه باعه بخمسين من سششتة‬
‫أشهر ‪ -‬فيحكم للولى ‪ -‬لتقدمها‪) .‬قوله‪ :‬حلف إلخ( جواب لشو‪) .‬قشوله‪ :‬كشل منهمشا إلشخ( أي لخشبر‬
‫مسلم‪ :‬اليمين على المدعى عليه وكل منهما مششدعى عليششه‪ ،‬كمششا أنششه مششدع‪ .‬قششال ع ش‪ :‬والتحششالف‬
‫يكون عند الحاكم‪ ،‬وألحق به المحكم‪ ،‬فخرج تحالفهما بأنفسهما‪ ،‬فل يؤثر فسخا ول لزوما‪ .‬ومثله‬
‫فيما ذكر‪ :‬جميع اليمان الششتي يششترتب عليهششا فصششل الخصششومة‪ ،‬فل يعتششد بهششا إل عنششد الحششاكم أو‬
‫المحكم‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬يمينا( مفعول مطلق لحلف‪) .‬وقوله‪ :‬تجمع إلششخ( وذلششك لن الششدعوى واحششدة‬
‫ومنفى كل منهما في ضمن مثبتة‪ ،‬فجششاز التعششرض فششي اليميششن الواحششدة للنفششي والثبششات‪ ،‬ولنهششا‬
‫أقرب لفصل الخصومة‪ ،‬ويجوز أن يحلششف كششل يمينيششن‪ ،‬بششل هششو أولششى ‪ -‬خروجششا مششن الخلف ‪-‬‬
‫ويندب تقديم النفي على الثبات‪ ،‬ولو نكل أحدهما عن النفي فقط‪ ،‬أو الثبات فقط‪ :‬قضى للحالف‪.‬‬
‫وإن نكل معا‪ :‬وقف المر‪ ،‬وكأنهما تركششا الخصششومة‪) .‬قششوله‪ :‬فيقششول الششخ( بيششان لصششيغة الحلششف‬
‫الجامعة لما ذكره‪ .‬قال في المنهاج مع المغني‪ :‬ويبدأ في اليمين بالبائع ‪ -‬ندبا ‪ -‬لحصول الغششرض‬
‫مع تقديم المشتري‪ .‬وقيل وجوبا‪ ،‬واختاره السبكي‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لن كل إلخ( تعليل لقوله حلف كل‬
‫منهما‪) .‬قوله‪ :‬والوجه عششدم الكتفششاء إلششخ( أي عششدم الكتفششاء بصششيغة لششم تجمششع الثبششات والنفششي‬
‫صريحا‪ .‬ومقابل الوجه‪ :‬الكتفاء بذلك‪ ،‬لنه أسرع إلى فصل القضششاء‪ ،‬قششاله الصششيمري‪) .‬قششوله‪:‬‬
‫لن النفي فيه صريح‪ ،‬والثبات مفهوم( أي واليمان ل يكتفي فيها بالمفهوم واللششوازم‪ ،‬بششل ل بششد‬
‫فيها من الصريح‪ ،‬لن فيها نوع تعبد‪) .‬قوله‪ :‬فإن رضي أحدهما( أي ثم بعد التحششالف إن رضششي‬
‫أحدهما بدون ما ادعاه‪ ،‬بأن ادعى البشائع مثل أن الثمششن عششرون وادعشى المششتري أنششه عشششرة‪،‬‬
‫فرضي البائع بالعشرة‪ .‬وعبارة المنهاج‪ :‬وإذا تحالفا‪ :‬فالصحيح أن العقد ل ينفسخ بنفس التحالف‪،‬‬
‫بل إن تراضيا على ما قال أحدهما‪ :‬أقر العقد‪ ،‬وإل بأن استمر تنازعهما‪ :‬فيفسخانه أو أحششدهما أو‬
‫الحاكم‪ .‬ا‍ه‪ .‬بزيادة‪) .‬قوله‪ :‬أو سمح للخر بما ادعاه( أي الخر‪ ،‬بأن سمح المشتري في الصششورة‬
‫المذكورة بالعشرين للبائع‪ .‬ولو اقتصر علششى هششذا ‪ -‬كمششا فششي المنهششج ‪ -‬وقششال فششإن سششمح أحششدهما‬
‫للخر بما ادعاه إلخ‪ ،‬لكان أولى ‪ -‬لصدقه بالصورتين المذكورتين كما ل يخفششى ‪ -‬ونششص عبششارة‬
‫المنهج‪ :‬ثم بعد تحالفهما إن أعرضا أو تراضيا‪ ،‬وإلفإن سمح أحدهما أجبر الخششر‪ ،‬وإل فسششخاه‪،‬‬
‫أو أحدهما أو الحاكم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لزم العقششد( جششواب إن‪) .‬قششوله‪ :‬ول رجششوع( أي بعششد أن رضششي‬
‫للخر أو سششمح إلشخ‪ .‬كمشا لشو رضشي بششالعيب‪) .‬قشوله‪ :‬فششإن أصششرا( أي دامششا بعششد التحششالف علششى‬
‫الختلف‪) .‬وقوله‪ :‬فلكل منهما أو الحاكم فسخه( ول بد‬

‫] ‪[ 56‬‬

‫من اللفظ في الفسخ‪ ،‬ول ينفسخ بنفسه‪ ،‬ثم إن فسخ الحاكم أو الصادق منهمششا‪ :‬ينفششذ ظششاهرا‬
‫وباطنا‪ ،‬وغير الصادق ينفذ ظاهرا فقط‪) .‬قوله‪ :‬وإن لشم يسشأله( أي الحشاكم‪ ،‬وهشو غايشة لفسشخه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬قطعا للنزاع( تعليل لكون كل منهما أو الحاكم له الفسخ‪) .‬قوله‪ :‬ول تجب الفورية هنا( أي‬
‫في الفسخ بعد التحالف ‪ -‬بخلفها في العيب‪ ،‬فتجب ‪ -‬كما تقدم‪ .‬وعبارة المغني‪ :‬وحق الفسخ بعششد‬
‫التحالف ليس على الفور‪ ،‬فلشو لشم يفسشخا فشي الحشال‪ :‬كشان لهمشا بعشد ذلشك ‪ -‬علشى الوجشه ‪ -‬فشي‬
‫المطلب‪ ،‬لبقاء الضرر المحوج للفسخ‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ثم بعد الفسخ( قال ع ش‪ :‬لو تقارا ‪ -‬بششأن قششال‪:‬‬
‫أبقينا العقد على ما كان عليه‪ ،‬أو أقررناه‪ ،‬عاد العقد بعد فسخه لملك المشتري‪ ،‬مششن غيششر صششيغة‬
‫بعت واشتريت‪ ،‬وإن وقع ذلك بعد مجلس الفسخ الول‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬يرد المبيع بزيششادته المتصششلة(‬
‫أي أو المنفصلة إن حدثت بعد الفسخ‪ .‬ومثل المبيع‪ :‬الثمن‪ ،‬فيجب على البششائع رده كششذلك‪ .‬ومؤنششة‬
‫الرد على الراد ‪ -‬للقاعدة‪ :‬أن من كان ضامنا لعين كانت مؤنة ردها عليه‪) .‬قوله‪ :‬فإن تلششف إلششخ(‬
‫أفاد به أن محل رد المبيع إن كان باقيا لم يتعلق به حق لزم‪) .‬قوله‪ :‬كأن وقفشه أو بشاعه( مثشالن‬
‫للتلف الشرعي‪ ،‬ولم يمثل للتلف الحسي‪ ،‬ومثاله ما إذا مات‪) .‬قششوله‪ :‬رد( أي المشششتري‪) .‬وقششوله‪:‬‬
‫مثله( أي المبيع التالف‪) .‬قوله‪ :‬إن كان مثليششا( أي كششالحبوب‪) .‬قشوله‪ :‬أو قيمتششه( أي أو رد قيمتشه‪،‬‬
‫أي وقت التلف ‪ -‬حسا أو شرعا ‪ -‬وهي للفيصشولة‪ .‬وإنمششا اعتشبرت وقتشه ‪ -‬ل وقششت القبششض‪ ،‬ول‬
‫وقت العقد‪ ،‬لن مورود الفسخ العين ولو بقيت‪ ،‬والقيمة خلف عنها‪ ،‬فتعتششبر عنشد فشوات أصشلها ‪-‬‬
‫ولن الفسششخ‪ :‬يرفششع العقششد مششن حينششه‪ ،‬ل مششن أصششله ‪) .-‬وقششوله‪ :‬إن كششان متقومششا( أي كالخشششب‬
‫والحيوان‪) .‬قوله‪ :‬ويرد( أي المشتري‪) .‬قوله‪ :‬قيمة آبق( أي عبد آبششق بعششد الفسششخ أو قبلششه‪ ،‬وهششي‬
‫للحيلولة بينه وبين ملكه ‪ -‬لتعذر حصوله ‪ -‬فإن رجع العبد رده واستردها‪ ،‬لنها ليست للفيصولة‪.‬‬
‫فمورد الفسخ‪ :‬هشو ‪ -‬ل قيمتششه ‪) .-‬وقشوله‪ :‬فسششخ العقششد وهشو آبششق( أي والحششال أنشه آبششق مشن عنششد‬
‫المشتري‪ ،‬فالواو للحال‪ .‬وأفادت الجملة الحالية أنه إذا فسخ العقد وهو ليس بششآبق ل يلزمششه شششئ‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬والظاهر اعتبارها( أي القيمة‪) .‬وقوله‪ :‬بيوم الهرب( أي تنزيل له منزلة التلف‪ ،‬فل يعتبر‬
‫بيوم القبض‪ ،‬ول بيوم العقد‪) .‬قوله‪ :‬ولو ادعى أحدهما بيعا إلششخ( هششذا محششترز قششوله ولششو اختلششف‬
‫متعاقدان في صفة عقد ‪ -‬كما علمت ‪ -‬إذ هذا اختلف في أصل العقد ل فششي صششفته‪) .‬قششوله‪ :‬كششأن‬
‫قال إلخ( تمثيل لصورة ادعاء أحششد المتعاقششدين بيعششا والخششر خلفششه‪) .‬قششوله‪ :‬فل تحششالف( أي فل‬
‫يحلف كل منهما واحدة تجمع نفيا لقول صاحبه وإثباتا لقوله‪) .‬قوله‪ :‬إذ لم يتفقا علششى عقششد واحششد(‬
‫أي بل اختلفا في العقد الواقع بينهما‪) .‬قوله‪ :‬بل حلف كششل منهمششا إلششخ( يعلششم مششن هششذا الفششرق بيششن‬
‫التحششالف والحلششف‪ ،‬وهشو أن الول ل بششد فيششه مشن نفشي وإثبششات‪ ،‬بخلف الثششاني‪) .‬قشوله‪ :‬لشدعوى‬
‫الخر( أي لما ادعى به الخر‪) .‬وقوله‪ :‬لن الصل عدمه( علة لكون كل يحلف يمينا نافية ‪ -‬أي‬
‫وإنما حلف كل نفيا ‪ -‬ل إثباتششا ‪ -‬لن الصششل عششدم مششا ادعششاه الخششر‪ ،‬فضششمير عشدمه يعششود علششى‬
‫دعوى‪ ،‬وذكره ‪ -‬مع أنها مؤنثششة ‪ -‬لكتسششابها التششذكير مششن المضششاف إليششه‪ ،‬أو باعتبششار المششذكور‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ثم يرد إلخ( أي ثم بعششد الحلششف يششرد مششدعي الششبيع ‪ -‬وهششو البششائع ‪ -‬عششل المشششتري اللششف‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬لنه( أي مدعي البيع‪ ،‬وهو علة لكونه يرد اللف‪) .‬قششوله‪ :‬ويسششترد( أي البششائع‪) .‬وقششوله‪:‬‬
‫المتصلة والمنفصلة( استشكل رد المنفصلة في صورة الهبة مع اتفاقهمششا علششى حششدوثها فششي ملششك‬
‫الراد‪ ،‬بدعواه الهبة وإقرار البائع له بالبيع‪ ،‬فهو كمشن وافشق علشى القشرار لشه بششئ وخشالف فشي‬
‫الجهة‪ .‬قال في التحفة‪ :‬وأجاب عنه الزركشي بأن دعوى الهبة وإثباتها‪ :‬ل يستلزم الملك ‪ -‬لتوقفه‬
‫على القبض بالذن‪ ،‬ولم يوجد ‪ -‬وفيه نظر‪ ،‬لتششأتي ذلششك فيمششا لششو ادعششى الهبششة والقبششض‪ ،‬فششالوجه‬
‫الجواب بأنه ثبت بيمين كل أن ل عقد‪ ،‬فعمل بأصل بقاء الزوائد بملك مالك العين‪ .‬ا‍ه‪.‬‬

‫] ‪[ 57‬‬

‫)قوله‪ :‬وإذا اختلف العاقدان( أي في صحة العقد وفساده‪ ،‬فادعى أحششدهما الصششحة والخششر‬
‫الفساد‪ .‬وهذا محترز قوله وقد صح العقد باتفاقهما‪) .‬قوله‪ :‬فادعى أحششدهما( أي أحششد المتعاقششدين ‪-‬‬
‫بائعا‪ ،‬أو مشتريا ‪) .-‬قوله‪ :‬على مفسد( أي للعقد‪) .‬قششوله‪ :‬مششن إخلل ركششن( أي فقششد ركششن‪ ،‬وهششو‬
‫بيان للمفسد‪ .‬وذلك كعدم وجود القبول من المشتري‪ ،‬أو اليجاب من البائع‪) .‬قوله‪ :‬أو شششرط( أي‬
‫أو إخلل شرط من شروط صحة العقد‪) .‬قوله‪ :‬كأن ادعششى إلششخ( تمثيششل للخلل بشششرط‪) .‬قششوله‪:‬‬
‫رؤيته( أي المبيع‪) .‬قوله‪ :‬وأنكرها( أي الرؤية‪ .‬ويعلم من كلمه‪ :‬أن الختلف في أصل الرؤية‪،‬‬
‫وأن القول قول مثبتهشا مشن بشائع أو مششتر‪ .‬قشال سشم‪ :‬قشال م ر‪ :‬بخلف مشا لشو اختلفشا فشي كيفيشة‬
‫الرؤية‪ ،‬فالقول قول الرائي‪ ،‬لنه أعلم بها ‪ -‬أي كأن ادعى أنه رآه من وراء زجاج‪ ،‬وقال الخششر‬
‫بل رأيته بل حيلولة زجاج‪ ،‬فالقول قول مدعي الرؤية من وراء زجاج ‪ -‬كما أفتى به ‪ -‬فليراجع‪،‬‬
‫ففيه نظر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬حلف مششدعي إلششخ( جششواب إذا الششتي قششدرها الشششارح )قششوله‪ :‬غالبششا( أي فششي‬
‫الغالب‪ .‬وسيذكر محششترزه‪) .‬قشوله‪ :‬تقشديما للظشاهر إلشخ( عبششارة التحفشة‪ :‬لن الظشاهر فشي العقشود‬
‫الصحة‪ ،‬وأصل عدم العقد الصحيح يعارضه أصل عدم الفساد في الجملشة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قشوله‪ :‬وهشو( أي‬
‫الظاهر من حال المكلف‪) .‬وقوله‪ :‬على أصل عدمها( متعلششق بتقششديما‪ ،‬وإضششافة أصششل لمششا بعششده‪،‬‬
‫للبيان‪ .‬وضمير عدمها يعود على الصحة‪) .‬وقوله‪ :‬لتشششوف الشششارع( علششة التقششديم‪) .‬وقششوله‪ :‬إلششى‬
‫إمضاء العقود( أي إنفاذهششا‪ ،‬وإجرائهششا‪ ،‬واسششتمرارها‪) .‬قششوله‪ :‬وقششد يصششدق( مششدعي الفسششاد إلششخ(‬
‫محترز قوله غالبا‪) .‬قوله‪ :‬كأن قال البششائع لششم أكششن بالغششا إلششخ( أي أو كنششت مجنونششا‪ ،‬أو محجششورا‬
‫علي‪ ،‬وعرف له ذلك‪ .‬ففي الجميع‪ ،‬يصدق البائع‪) .‬وقوله‪ :‬واحتمل ما قششاله البششائع( أي أمكششن مششا‬
‫قاله البائع‪ .‬فإن لم يحتمل ما قاله‪ :‬كأن كان البيع من منذ خمسة أشهر‪ ،‬وبلوغه من منششذ سششنة‪ ،‬فل‬
‫يصدق‪ ،‬بل يصدق المشتري‪) .‬قوله‪ :‬وإن اختلفا( أي المتخاصمان‪ .‬ولو قال‪ :‬وكأن اختلفا ‪ -‬عطفا‬
‫على كأن قال البائع إلخ ‪ -‬لكان أولى‪) .‬وقوله‪ :‬هششل وقششع الصششلح علششى النكششار( أي مششن المششدعى‬
‫عليه‪ ،‬فيكون عقششد الصشلح بششاطل‪ ،‬لن شششرط صشحة الصششلح أن يكششون مششع القشرار‪) .‬وقشوله‪ :‬أو‬
‫العتراف( أي أو وقع الصلح على العتراف‪ ،‬أي القرار من المششدعى عليششه‪ ،‬فيكششون صششحيحا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فيصدق مدعي النكششار( أي ويكششون الصششلح بششاطل‪) .‬قششوله‪ :‬لنششه الغششالب( أي لن وقششوع‬
‫الصششلح علششى النكششار هششو الغششالب‪ .‬قششال فششي التحفششة‪ :‬أي مششع قششوة الخلف فيششه‪ ،‬وزيششادة شششيوعه‬
‫ووقوعه‪ .‬وبه يندفع إيراد صور الغالب فيها وقششوع المفسششد المششدعي‪ .‬ومششع ذلششك‪ ،‬صششدقوا مششدعي‬
‫الصحة فيها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ومن وهب إلخ( عبارة التحفة‪ :‬ويؤخشذ مشن ذلشك أن مشن وهشب إلشخ‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬من ذلك( أي من أنه إذا ادعى نحو صبا أمكششن‪ ،‬أو جنونششا‪ ،‬أو حجششر‪ ،‬وعششرف لششه ذلششك‪،‬‬
‫فيصدق‪) .‬قوله‪ :‬إل إن علم له غيبة قبل الهبة إلخ( قال في التحفة‪ :‬وجزم بعضششهم بششأنه ل بششد فششي‬
‫البينة بغيبة العقل إن تبين ما غاب به‪ ،‬أي لئل تكون غيبته بما يؤاخششذ بششه‪ :‬كسششكر تعششدى بششه‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وادعوا استمرارها( أي الغيبة‪) .‬وقوله‪ :‬إليها( أي إلى الهبة‪) .‬قوله‪ :‬ويصششدق منكششر أصششل‬
‫نحو البيع( في العبارة حذف يعلم مششن عبششارة التحفششة‪ ،‬ونصششها ‪ -‬بعششد كلم ‪ :-‬ومششا لششو ادعششت أن‬
‫نكاحها بل ولي ول شهود‪ ،‬فتصدق بيمينها‪ ،‬لن ذلك إنكار لصل العقد‪ .‬ومن ثم‪،‬‬

‫] ‪[ 58‬‬

‫يصدق منكر أصل نحو البيع‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فروع( أي ستة‪) .‬قوله‪ :‬مبيعا معينششا( خششرج بششه‪،‬‬
‫ما إذا كان المبيع في الذمة ‪ -‬ولو مسلما فيه ‪ -‬بأن قبض المشتري ‪ -‬ولو مسلما ‪ -‬المؤدى عما في‬
‫الذمة‪ ،‬ثم أتى بمعيب‪ ،‬فقال البائع ‪ -‬ولو مسلما إليه ‪ -‬ليس هذا المقبوض‪ .‬فيصشدق المششتري ولشو‬
‫مسلما بيمينه ‪ -‬أي المقبوض ‪ -‬لن الصل بقاء شغل ذمة البائع ‪ -‬ولو مسششلما إليششه ‪ -‬حششتى يوجششد‬
‫قبض صحيح‪) .‬قوله‪ :‬لن الصل مضي العقد على السلمة( عبارة التحفة‪ :‬لن الصل السلمة‪،‬‬
‫وبقاء العقد‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولو أتى المشتري بما فيه فأرة( في بعشض نسشخ الخشط‪ :‬بمشائع فيشه فشأرة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وقال( أي المشتري‪ ،‬قبضششته ‪ -‬أي المششائع ‪) -‬وقششوله‪ :‬كششذلك( أي فيششه فششأرة‪) .‬قششوله‪ :‬فششأنكر‬
‫المقبض( أي وهو البائع‪ ،‬وقال قبضته وليس فيه ذلك‪) .‬وقوله‪ :‬صدق( أي المقبششض‪ ،‬وذلششك لنششه‬
‫مدعي الصحة‪) .‬قوله‪ :‬ولو أفرغه( أي المائع المبيع‪) .‬وقوله‪ :‬في ظرف المشتري( خششرج بششه مششا‬
‫لو كان في ظرف البائع‪ ،‬فالقول قول المشتري‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع ش‪) .‬قوله‪ :‬فظهرت فيه( أي في الظششرف‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فادعى كل( أي من المتبايعين‪) .‬وقوله‪ :‬أنها( أي الفأرة‪) .‬قششوله‪ :‬صششدق البششائع( جششواب لششو‬
‫)قوله‪ :‬إن أمكن صدقه( أي البائع‪ .‬فإن لم يمكن صدقه‪ :‬صدق المشتري‪) .‬قوله‪ :‬لنه( أي البششائع‪،‬‬
‫وهو علة لتصديق البائع‪) .‬قوله‪ :‬ولن الصششل فششي كششل حششادث( أي وهششو هنششا وجششود الفششأرة فششي‬
‫المبيع‪) .‬وقوله‪ :‬تقديره بأقرب من( أي وكونها في ظرف المشتري أقرب زمنا مششن كونهششا كششانت‬
‫في ظرف البائع قبل قبض المشتري‪) .‬قششوله‪ :‬والصششل بششراءة البششائع( أي ولن الصششل براءتششه‪،‬‬
‫وهو علة ثالثة‪) .‬قششوله‪ :‬وإن دفششع( أي المششدين‪) .‬قششوله‪ :‬فششرده( أي رد الششدائن الششدين‪) .‬قششوله‪ :‬فقششال‬
‫الدافع( أي وهو المدين‪) .‬قوله‪ :‬ويصدق غاصب( أي بيمينششه‪) .‬وقششوله‪ :‬رد( أي للمغصششوب منششه‪.‬‬
‫)وقششوله‪ :‬عينششا( أي مغصششوبة‪) .‬قششوله‪ :‬وقششال( أي الغاصششب‪ :‬هششي العيششن المغصششوبة‪ ،‬أي وأنكششر‬
‫المغصوب منه ذلك وقال هذه ليست الششتي غصششبتها منششي‪) .‬قششوله‪ :‬وكشذا وديشع( أي وكششذا يصشدق‬
‫وديع رد العين المودوعة عنده‪ ،‬وقال إنها هي التي عندي‪ ،‬وأنكر ذلك المودع‪ .‬وال أعلم‪ .‬فصششل‬
‫فششي القششرض والرهششن أي فششي بيانهمششا‪ .‬والقششرض ‪ -‬بفتششح القششاف‪ ،‬وسششكون الششراء ‪ -‬لغششة‪ :‬القطششع‪.‬‬
‫وشرعا‪ :‬يطلق بمعنى اسم المفعول ‪ -‬وهو المقرض ‪ -‬بمعنى المصدر ‪ -‬وهو القراض‪ ،‬الذي هو‬
‫تمليك الشئ على أن يرد مثله‪ .‬وتسمية أهل الحجاز‪ :‬سلفا‪ .‬والرهن لغة‪ :‬الثبششوت‪ ،‬وشششرعا‪ :‬جعششل‬
‫عين مال وثيقة بدين يستوفى منها عند تعذر وفائه‪ .‬وإنما جمعهما في فصل‪ ،‬لما بينهما مششن تمششام‬
‫التعلق والرتباط‪ ،‬إذ الرهن وثيقة للقرض‪) .‬قوله‪ :‬القراض( عبر به إشارة إلى أن القششرض فششي‬
‫الترجمششة بمعنششى القششراض‪ ،‬ل بمعنششى المقششرض‪ ،‬الششذي هششو اسششم المفعششول‪) .‬قششوله‪ :‬وهششو( أي‬
‫القراض شرعا‪) .‬قوله‪ :‬تمليك شئ على أن يرد مثله( وما جرت به العادة في زماننا من دفع‬

‫] ‪[ 59‬‬

‫النقوط في الفراح لصاحب الفرح في يده أو يد مأذونه‪ ،‬هل يكون هبة أو قرضا ؟ أطلششق‬
‫الثاني جمع‪ ،‬وجرى على الول بعضهم‪ .‬قال‪ :‬ول أثر للعرف فيه ‪ -‬لضطرابه ‪ -‬ما لم يقششل خششذه‬
‫مثل‪ ،‬وينوي القرض‪ .‬ويصدق فششي نيشة ذلشك‪ :‬هشو ووارثشه‪ ،‬وعلشى هشذا‪ .‬يحمششل إطلق مشن قشال‬
‫بالثاني‪ .‬وجمع بعضشهم بينهمشا‪ :‬بحمشل الول علشى مشا إذا لشم يعتشد الرجشوع‪ ،‬ويختلشف بشاختلف‬
‫الشخاص والمقدار والبلد‪ .‬والثاني‪ :‬على ما إذا اعتيشد وحيششث علششم اختلف تعيشن مششا ذكششر‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫بجيرمي )قوله‪ :‬سنة( خبر القراض‪ ،‬وسيذكر قريبا أنه قد يجب‪ ،‬وقد يحرم‪) .‬قوله‪ :‬لن فيه إلخ(‬
‫علة للسنية‪) .‬قوله‪ :‬علشى كششف كربشة( أي إزالشة ششدة‪ .‬فالكششف‪ :‬الزالشة‪ ،‬والكربشة‪ :‬الششدة‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬فهو إلخ( الولى عدم التفريع‪ ،‬ويكون مستأنفا‪ ،‬كما في النهابة‪) .‬قوله‪ :‬من نفس(‬
‫أي فرج‪) .‬وقوله‪ :‬على أخيه( أي في السلم‪ .‬فالمراد‪ :‬أخوة السلم‪) .‬قوله‪ :‬نفس ال عنه كربة(‬
‫يجوز أن تلك الكربة عشر كرب من كرب الدنيا‪ ،‬لن أمور الخرة ل يقاس عليها‪ .‬فل يقال كششان‬
‫الولى أن يقال عشر كرب من كرب يوم القيامة‪ ،‬لن الحسنة بعشر أمثالهششا ‪ -‬أو يقششال نفششس ال ش‬
‫عنه كربة من كرب يوم القيامة‪ ،‬زيادة على ثواب عمله ‪ -‬فذلك التنفيس‪ :‬كالمضششاعفة‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع ش‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وال إلخ( من تتمة الحديث‪) .‬وقوله‪ :‬في عون العبد( أي قائم بحفظه‪ ،‬ورعايته‪ ،‬ومعششونته‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وصح خبر إلخ( الولى‪ :‬وخبر‪ ،‬عطفا على خبر الول‪) .‬قوله‪ :‬من أقرض ل مرتين إلخ(‬
‫يعني إنه إذا أقرض درهما مثل مرتين‪ ،‬كان له أجر صدقة مرة واحدة‪) .‬قشوله‪ :‬والصشدقة أفضشل‬
‫منه( أي القرض‪ ،‬أي لعدم العوض فيها‪ ،‬وللخبر المششار‪) .‬قششوله‪ :‬خلفششا لبعضششهم( أي القششائل بششأن‬
‫القرض أفضل‪ ،‬مستدل بما في سنن ابن ماجة‪ :‬عن أنس رضي ال عنه أن النبي )ص( قال‪ :‬لقششد‬
‫رأيت مكتوبا على باب الجنة ‪ -‬ليلة أسري بي ‪ -‬الصدقة بعشر أمثالها‪ ،‬والقششرض بثمانيششة عشششر‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬يا جبريل ما بال القرض أفضل من الصدقة ؟ قال‪ :‬لن السائل قد يسشأل وعنشده مشا يكفيشه‪،‬‬
‫والمستقرض ل يستقرض إل من حاجة‪ .‬وبخبر الششبيهقي‪ :‬قششرض الشششئ خيششر مششن صششدقته‪) .‬فششإن‬
‫قيل( هذان الخبران يعارضان الخبر الذي فشي الششراح ‪ -‬أعنشي مشن أقشرض إلشخ ‪ -‬فكيشف يجشزم‬
‫الشارح بأن الصدقة أفضل ؟ )أجيب( بأن الخبر الذي في الشرح أصح منهما‪ ،‬فوجب تقديمه عند‬
‫التعارض‪ .‬قال في النهاية‪ :‬ويمكن رد الخبر الثاني ‪ -‬الدال على أفضششليته عليهششا ‪ -‬للول ‪ -‬أعنششي‬
‫من أقرض ل مرتين كان له مثل أجر أحدهما لو تصدق به الشدال علششى أفضشليتها عليشه بحملشه ‪-‬‬
‫أي الثاني ‪ -‬على درجات صغيرة‪ ،‬بحيث أن الثمانية عشرة فيه تقابششل بخمسششة فششي الصششدقة‪ .‬كمششا‬
‫في خبر صلة الجماعة أو بحمل الزيادة في القرض‪ ،‬إن صحت على أنه )ص( أعلمهششا بعششد‪ .‬أو‬
‫يقال‪ :‬القرض فضل الصدقة باعتبار البتداء‪ ،‬لمتيازه عنها بصونه ماء وجه من لم يعتد السششؤال‬
‫عن بذله لكل أحد ‪ -‬بخلفها‪ ،‬وهي فضلته ‪ -‬باعتبار الغاية‪ ،‬لمتيازها عنه بأنه ل مقابل فيهششا ول‬
‫بد ‪ -‬بخلفه‪ .‬وعند تقابل الخصوصيتين قششد تترجششح الولششى‪ ،‬وقششد تترجششح الثانيششة‪ ،‬باعتبششار الثششر‬
‫المترتب‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬محل ندبه( أي القراض‪ ،‬فهو مرتبط بالمتن‪) .‬قوله‪ :‬إن لششم يكششن المقششترض‬
‫مضطرا( أي مدة عدم كونه مضطرا‪ ،‬أي محتاجا )قشوله‪ :‬وإل( أي بشأن كششان مضششطرا‪) .‬وقشوله‪:‬‬
‫وجشب( أي القشراض‪ ،‬ولشو مشن مشال محجشوره‪ .‬كمشا يجشب عليشه بيشع مشال محجشوره للمضشطر‬
‫المعسر‪ ،‬نسيئة‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬ويحرم القتراض( أي ما لم يعلم المقششرض بحششاله‪ ،‬وإل فل‬
‫يحرم )وقوله‪ :‬على غير مضطر إلخ( أي بخلف المضطر ‪ -‬فيجوز أن يقششترض ‪ -‬وإن لششم يششرج‬
‫الوفاء ‪ -‬بل يجب‪ ،‬حفظا لروحه‪) .‬وقوله‪ :‬لم يرج الوفاء( الجملة صفة لغيششر المضششاف لمضششطر‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬من جهة ظاهرة( أي سبب ظاهر ‪ -‬أي‬

‫] ‪[ 60‬‬

‫قريب الحصول ‪ -‬كغلة أرضه وعقاره‪ .‬فإن رجال الوفاء منها لم يحرم‪) .‬قوله‪ :‬فورا إلششخ(‬
‫منصوب بإسقاط الخافض‪ ،‬متعلقا بالوفاء‪ ،‬أي الوفاء بالفور فششي الششدين الحششال‪ ،‬وعنششد حلششوله فششي‬
‫المؤجل‪) .‬قوله‪ :‬كششالقراض عنششد إلششخ( أي كحرمششة القششراض إلششخ‪ ،‬أي فيحششرم القششتراض لغيششر‬
‫المضطر المذكور‪ .‬كما يحرم القراض على المالك عند علمه أو ظنه أن آخذه ينفقه في معصية‪،‬‬
‫وذلك لن فيه إعانة عليهشا‪ ،‬وهشي حشرام‪ .‬وقشد يكشره القشراض‪) .‬فالحاصشل( أن القشراض تشارة‬
‫يندب‪ ،‬وتارة يجب‪ ،‬وتارة يحرم‪ ،‬وتششارة يكششره‪ .‬فتعششتريه أحكششام أربعششة‪ .‬قششال ع ش‪ :‬ولششم يششذكروا‬
‫الباحة‪ ،‬ويمكن تصويرها بما إذا دفع إلى غني‪ ،‬بسؤال من الدافع مششع مششدع احتيششاج الغنششي إليششه‪،‬‬
‫فيكون مباحا ‪ -‬ل مستحبا ‪ -‬لنه لم يشتمل على تنفيس كربة‪ .‬وقد يكون في ذلششك غششرض للششدافع‪،‬‬
‫كحفظ ماله بإحرازه في ذمششة المقششترض‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬ويحصششل بإيجششاب إلششخ(‪) .‬اعلششم( أن أركششان‬
‫القرض ثلثة‪ :‬عاقد‪ ،‬ومعقود عليه‪ ،‬وصيغة‪ .‬وقد أخذ في بيان صيغته‪ ،‬فقال‪ :‬ويحصل بإيجششاب ‪-‬‬
‫أي من المقرض ‪ -‬وهو على قسمين‪ :‬صريح ‪ -‬وهو ما ذكره ‪ -‬وكناية‪ :‬كخذ هذا الششدرهم بششدرهم‪،‬‬
‫فهو يحتمل البيع والقرض‪ ،‬فإن نوى به البيع فبيع‪ ،‬وإن نوى به القرض فقرض‪ .‬ومثله‪ :‬خذه فقط‬
‫‪ -‬على ما ستعرفه ‪) -‬قوله‪ :‬فإن حششذف ورد بشدله( أي حشذف هششذا اللفشظ‪ .‬والظشاهر أن حشذفه مشن‬
‫الصورة الخيرة فقط‪ .‬ول يصح كونه مششن الصششورتين‪ ،‬أعنششي قششوله خششذه ورده بششدله‪ .‬وقششوله‪ :‬أو‬
‫اصرفه في حوائجك ورد بدله‪ .‬وإل نافى قوله بعشد‪ :‬وخششذه فقشط لغشو‪ .‬وقشوله‪ :‬فكنايششة‪ :‬أي كنايششة‪،‬‬
‫قرض‪ ،‬إن نوى به القرض ثبت‪ ،‬وإل فل‪) .‬قوله‪ :‬وخذه فقششط( أي مششن غيششر أن يقششول ورد بششدله‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬لغو إل إن سبقه إلخ( عبارة التحفة تقتضي أنشه ل يكششون لغشوا أصششل‪ ،‬بششل إن سششبقه لفششظ‬
‫أقرضني فهو كناية قرض‪ ،‬وإل فهو محتمل لن يكون كناية قرض‪ ،‬أو كناية هبة‪ ،‬أو كناية بيششع‪.‬‬
‫ونصها ‪ -‬بعد كلم ‪ :-‬أو خذه ورد بدله‪ ،‬أو اصرفه في حوائجك ورد بدله‪ ،‬فإن حذف ورد بششدله‪:‬‬
‫فكناية ‪ -‬كخذه فقط‪ ،‬أي إن سبقه أقرضني ‪ -‬وإل فهو كناية قرض‪ ،‬أو بيع‪ ،‬أو هبة‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثله في‬
‫البجيرمي‪ ،‬نقل عشن ق ل‪ ،‬ونششص عبششارته ‪ -‬بعششد كلم ‪ :-‬وأمشا أخشذه فقشط‪ :‬فكنايشة‪ ،‬لنشه يحتمشل‬
‫القرض والصدقة‪ ،‬ونية البدل أو المثل كذكره‪ ،‬ويصدق في إرادتهما إلخ‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولو اقتصششر‬
‫على ملكتكه( أي ولم يقل على أن ترد مثله‪) .‬قوله‪ :‬فهبة( أي فهششو هبششة‪) .‬قششوله‪ :‬وإل فكنايششة( أي‬
‫وإل لم ينو البدل بأن نواه‪ :‬فكناية‪ ،‬أي كناية قرض‪ ،‬وليس من الصريح‪) .‬قوله‪ :‬ولششو اختلفششا إلششخ(‬
‫يعني لو اختلف المالك الدافع والخذ في نية البدل في قوله ملكتك‪ ،‬فقال الخذ‪ :‬لم تنو البدل‪ ،‬فهششو‬
‫هبة‪ .‬وقال الدافع نويت البدل‪ ،‬فهو قرض‪ .‬فإنه يصدق الدافع‪ ،‬لنه أعرف بقصد نفسه‪) .‬قوله‪ :‬أو‬
‫في البدل إلخ( معطوف على نية البدل‪ ،‬أي أو اختلفا فششي ذكششر البششدل ‪ -‬أي التلفششظ بششه ‪ -‬بششأن قششال‬
‫الدافع‪ :‬قلت ملكتكه على أن ترد بدله‪ .‬وقال الخذ‪ :‬قلت ملكتكه فقط‪ ،‬ولم تذكر على أن ترد بششدله‪.‬‬
‫فإنه يصدق الخذ في عدم الذكر‪ ،‬لنه الصل‪ ،‬أي ويكون هبة‪) .‬قوله‪ :‬والصيغة إلخ( علششة ثانيششة‬
‫لتصديق الخذ‪) .‬وقوله‪ :‬فيما ادعاه( أي الخذ‪ ،‬وهششو أنششه لششم يششذكر لفششظ البششدل‪) .‬قششوله‪ :‬ولششو قششال‬
‫لمضطر إلخ( دفع بهذا ما يرد على تصديق الخذ فششي الصششورة السششابقة‪ ،‬مششن أنششه لششم لششم يصششدق‬
‫المضطر أيضا في دعواه أنه أطعمه إباحة ل قرضا‪ ،‬وصدق المطعم المالك ؟ وحاصل الششدفع أن‬
‫ذلك لجل حمل الناس على هذه المكرمة‪ .‬وعبارة‬

‫] ‪[ 61‬‬

‫التحفة‪ :‬وإنما صدق مطعم مضطر أنه قرض حمل إلخ ‪ -‬وهي أولى‪) .‬قوله‪ :‬حمل للنششاس‬
‫على هذه المكرمة( أي الخصلة الحميدة التي بها إحياء النفوس‪ ،‬ولنه أعرف بكيفية بذله‪) .‬قششوله‪:‬‬
‫ولو قال( أي الدافع‪ ،‬بعد أن وهب شيئا لخر‪) .‬قوله‪ :‬فقال( أي المتهششب‪) .‬وقششوله‪ :‬مجانششا( أي بل‬
‫عوض‪) .‬قششوله‪ :‬صششدق المتهششب( أي الموهششوب لششه‪) .‬قششوله‪ :‬وقبششول( معطششوف علششى إيجششاب‪ ،‬أي‬
‫ويحصل بقبول ‪ -‬قياسشا علشى الشبيع ‪ -‬ومشن ثشم‪ ،‬اششترط فيشه ششروط الشبيع السشابقة فشي العاقشدين‬
‫والصششيغة ‪ -‬كمششا هششو ظششاهر ‪ -‬حششتى موافقششة القبششول لليجششاب‪ .‬فلششو قششال‪ :‬أقرضششتك ألفششا‪ ،‬فقبششل‬
‫بخمسمائة‪ ،‬أو بالعكس‪ ،‬لم يصح‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفشة‪) .‬وقشوله‪ :‬متصشل بشه( أي باليجشاب ‪ -‬بشأن ل يتخلشل‬
‫بينهما سكوت طويل‪ ،‬ول لفظ أجنبي ‪ -‬نظير ما مشر فشي الشبيع ‪) -‬قشوله‪ :‬كأقرضشته( يقشرأ بالبنشاء‬
‫للمجهول‪ .‬وفي بعض النسخ‪ :‬كاقترضته ‪ -‬وهو ظاهر ‪) .-‬قوله‪ :‬نعم‪ ،‬إلخ( استدراك مششن اشششتراط‬
‫اليجاب والقبشول‪) .‬وقشوله‪ :‬القشرض الحكمششي( مبتشدأ‪ ،‬خشبره قششوله ل يفتقششر إلششى إيجشاب وقبشول‪.‬‬
‫والمراد أنه في حكم القرض في وجوب رد المثل‪) .‬قوله‪ :‬كالنفاق على اللقيط المحتاج( أي ممن‬
‫ل يجب عليه‪ ،‬بأن كان معسرا‪ .‬بخلف ما إذا كان موسرا‪ ،‬وكان المنفق عليه معسرا‪ ،‬فل يكششون‬
‫قرضا‪ .‬والمراد أيضا‪ :‬النفاق بإذن الحاكم‪ ،‬فإن لم يوجد‪ :‬أشهد بالنفششاق‪ .‬فششإن لششم يوجششدوا‪ :‬أنفششق‬
‫بنية الرجوع‪ ،‬وإل لم يرجع ‪ -‬كذا في البجيرمي ‪) -‬قششوله‪ :‬وإطعششام الجششائع( فششي ع ش مششا نصششه‪:‬‬
‫محل عدم اششتراط الصشيغة فشي المضشطر‪ :‬وصشوله فشي حالشة ل يقشدر معهشا علشى صشيغة‪ ،‬وإل‬
‫فيشترط‪ .‬ول يكون إطعام الجشائع‪ ،‬وكسشوة العشاري‪ ،‬ونحوهمشا‪ ،‬قرضشا‪ ،‬إل أن يكشون المقشترض‬
‫غنيا‪ .‬وإل بأن كان فقيرا‪ ،‬والمقشرض غنيشا فهشو صشدقة ‪ -‬لمشا تقشرر فشي بشاب السشير ‪ -‬إن كفايشة‬
‫الفقراء واجبة على الغنياء وينبغشي تصشديق الخشذ‪ :‬فيمشا لشو ادعشى الفقششر‪ ،‬وأنكششره الشدافع‪ ،‬لن‬
‫الصل عدم لزوم ذمته شيئا )قوله‪ :‬ومنه( أي القرض الحكمششي‪) .‬وقششوله بإعطششاء مششا لششه غششرض‬
‫فيه( أي بإعطاء شئ للمر غرض في إعطائه‪) .‬وقوله‪ :‬كإعطاء إلخ( أي كالمر بإعطاء شششاعر‬
‫لغرض دفع الهجو عنه‪ ،‬وإعطاء ظالم لغرض دفششع الشششر عنششه حيششث لششم يعطششه‪) .‬وقششوله‪ :‬إطعششام‬
‫فقير( الحسن أنه هو وما بعده معطوف على قوله بإعطاء إلخ‪ ،‬أي ومنه أمر غيره بإطعام فقيششر‬
‫أو بفداء أسير‪) .‬وقوله‪ :‬وعمر داري( الولى أن يقششول وتعميششر داري‪) .‬واعلششم( أنششه فششي الجميششع‬
‫يرجع المأمور على آمره إن شرط الرجوع‪ ،‬وذلك لن ما كان لزما ‪ -‬كالدين ‪ -‬أو منششزل منزلششة‬
‫اللزم ‪ -‬كقول السير لغيره‪ :‬فأدنى ‪ -‬ل يحتاج فيه لشرط الرجوع‪ ،‬وما لم يكن كذلك يحتششاج فيششه‬
‫إلى شرط الرجوع‪ .‬قال ع ش‪ :‬ويحتمل أنه ل يحتاج لشرط الرجوع فيما يدفعه للشاعر والظششالم‪،‬‬
‫لن الغرض من ذلك دفع هجو الشششاعر لششه حيششث لششم يعطششه‪ ،‬ودفششع شششر الظششالم عنششه بالعطششاء‪،‬‬
‫وكلهما منزل منزلة اللزم‪ .‬وكذا فششي عمششر داري‪ ،‬لن العمششارة ‪ -‬وإن لششم تكششن لزمششة ‪ -‬لكنهششا‬
‫تنزل منزلة اللزم‪ ،‬لجريان العرف بعدم إهمال الشخص لملكه حششتى يخششرب‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬وقششال‪:‬‬
‫قياس جواز المعاطاة في البيع جوازها هنا( قال في النهاية‪ :‬ومششا اعششترض بششه الغششزي ‪ -‬مششن أنششه‬
‫سهو‪ ،‬لن شرط المعاطاة‪ :‬بذل العوض‪ ،‬أو التزامه في الذمة‪ ،‬وهو مفقود هنا ‪ -‬غير صحيح‪ ،‬بل‬
‫هو السهو‪ ،‬لنهم أجروا خلف المعاطاة في الرهن وغيره مما ليششس فيششه ذلششك‪ .‬فمششا ذكششره شششرط‬
‫للمعاطاة فششي الششبيع دون غيششره‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬وإنمششا يجششوز القششرض إلششخ( شششروع فششي بيششان شششرط‬
‫المقرض والمعقود عليه‪ ،‬فبين أنه يشترط في المقرض أن يكون من أهل تبرع فيما يقرضششه‪ ،‬فل‬
‫يصح إقراض الولي مال محجوره بل ضرورة‪ ،‬لنه ليس أهل للتبرع فيه‪.‬‬

‫] ‪[ 62‬‬

‫ومششراد المؤلششف بأهليششة التششبرع فششي المقششرض‪ :‬أهليششة التششبرع المطلششق ‪ -‬أي فششي سششائر‬
‫التصرفات ‪ -‬لنه المراد عند الطلق‪ ،‬وهي تستلزم رشده واختياره فيما يقرضه‪ ،‬فل يششرد عليششه‬
‫السفيه‪ ،‬فإنه ل يصح إقراضه‪ ،‬مع أنه أهششل للتششبرع ببعششض التصششرفات ‪ -‬كصششحة الوصششية منششه‪،‬‬
‫وتدبيره ‪ -‬لنه ليس أهل للتبرع المطلق‪ .‬وبين أيضا أنه يشترط أن يكون المعقود عليه مما يصح‬
‫أن يسلم فيه‪ ،‬أي في نوعه‪ ،‬فما صح السلم فيه صح إقراضه‪ ،‬وما ل فل‪ .‬وذلك لن ما ل ينضبط‬
‫أو يندر وجشوده‪ ،‬ويتعششذر أو يتعسششر رد مثلششه‪ .‬وتششرك المصششنف ششرط المقششترض‪ ،‬وهشو‪ :‬الرشششد‬
‫والختيار‪) .‬قوله‪ :‬حيوان وغيره( بيان لما يسلم فيه‪) .‬قوله‪ :‬ولو نقششدا مغشوشششا( غايششة فيمششا يسششلم‬
‫فيه‪ ،‬أ ي كل ما يسلم فيه‪ ،‬ولو نقدا مغشوشا‪ ،‬لنه مثلي تجوز المعاملة بششه فششي الذمششة‪ ،‬وإن جهششل‬
‫قدر غشه‪ .‬وهي للرد على الروياني القائل بعدم صحة إقراضه‪) .‬قوله‪ :‬نعم‪ ،‬يجوز قششرض الخششبز‬
‫إلخ( هذا مستثنى من مفهوم قوله إنما يجوز القرض فيمشا يسشلم فيشه‪ ،‬وهشو أن مشا ل يسشلم فيشه ل‬
‫يجوز قرضه‪ .‬فما ذكر ‪ -‬من الخبز وما بعده ‪ -‬يجوز فيه القرض‪ ،‬ول يجوز فيه السششلم‪ .‬قششال فششي‬
‫الروض وشرحه‪ :‬واسششتثنى جشواز قششرض الخششبز وزنششا‪ ،‬لجمشاع أهشل المصششار علشى فعلشه فششي‬
‫العصار‪ ،‬بل إنكار‪ .‬هذا ما قطع بششه المتششولي والمسششتظهري وغيرهمششا‪ .‬واقتضششى كلم النششووي‬
‫ترجيحه‪ ،‬قال في المهمات‪ :‬والراجح جوازه‪ .‬وقد اختاره في الشرح الصششغير‪ .‬قششال الخششوارزمي‪:‬‬
‫ويجوز إقراضه عددا‪ .‬ثم قال‪ :‬ويحرم إقراض الروبة‪ ،‬لختلف حموضتها‪ .‬وهي ‪ -‬بضششم الششراء‬
‫‪ -‬خميرة من اللبن الحامض‪ ،‬تلقششى علششى الحليششب ليششروب‪ .‬قششال فششي الروضششة‪ :‬وذكششر فششي التتمششة‬
‫وجهين في إقراض الخمير الحامض‪ ،‬أحدهما الجواز ‪ -‬لطراد العادة به‪ .‬قششال السششبكي‪ :‬والعششبرة‬
‫بالوزن ‪ -‬كالخبز ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ل الروبة( بضم الراء‪ ،‬أي فل يجوز إقراضها ‪ -‬كما ل يجوز السششلم‬
‫فيها ‪ -‬فهي جاءت على القاعدة‪) .‬قوله‪ :‬وهششي( أي الروبششة‪) .‬وقششوله‪ :‬ليششروب( أي ليصششير رائبششا‪.‬‬
‫)قششوله‪ :‬لختلف إلششخ( تعليششل لعششدم جششواز القششرض فيهششا‪ .‬أي ل يجششوز القششرض فيهششا لختلف‬
‫حموضتها‪ ،‬فهي ليست مضبوطة‪) .‬قوله‪ :‬ولو قال أقرضني إلخ( المناسب تقديمه على قوله وإنما‬
‫يجوز القرض إلخ‪ ،‬لنه من متعلقات الصيغة )قوله‪ :‬فقششال( أي المقششرض‪) .‬قششوله‪ :‬فششإن كششانت لششه‬
‫تحت يده( أي فإن كانت العشرة ملكا للمقرض‪ ،‬وهششي وديعششة مثل تحششت يششد فلن المششأخوذ منششه‪،‬‬
‫جاز‪ ،‬وصح القرض بهذه الصيغة‪ ،‬ول يحتاج إلى تجديدها‪) .‬وقوله‪ :‬وإل فهو وكيل فششي قبضششها(‬
‫أي وإن لم تكن وديعة تحت يد فلن‪ ،‬بل كانت في ذمته‪ ،‬صح قبضها بطريق الوكالة عنه‪ ،‬ولكششن‬
‫ل بد من تجديد عقد القششرض منششه‪ .‬هكششذا ينبغششي حششل كلم الشششارح‪ ،‬ويششدل عليششه عبششارة النهايششة‪،‬‬
‫ونصها‪ :‬ولو قال اقبض ديني‪ ،‬وهو لك قرضا‪ ،‬أو مبيعا‪ ،‬صح قبضه ‪ -‬للذن ‪ -‬ل قوله وهو إلخ‪.‬‬
‫أو اقبض وديعتي مثل‪ ،‬وتكشون لشك قرضششا صششح‪ ،‬وكششان قرضششا‪ .‬وكتششب ع ش مششا نصششه‪ :‬قشوله‪:‬‬
‫وتكون لك قرضششا‪ :‬صششح‪ ،‬والفششرق بيششن هششذه ومششا قبلهششا‪ :‬أن الششدين ل يتعيششن إل بقبضششه‪ ،‬بخلف‬
‫الوديعة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويمتنع على ولي إلخ( أي لنه ليس من أهل تبرع في مال موليه‪ ،‬فهذا خرج‬
‫بقوله‪ :‬من أهل تبرع‪) .‬وقوله‪ :‬بل ضرورة( خرج ما إذا كان هناك ضرورة‪ ،‬كششأن يكششون الزمششن‬
‫زمن نهب‪ ،‬وكانت المصلحة في إقراضه‪ ،‬فإنه يجوز حينئذ‪) .‬قششوله‪ :‬نعششم‪ ،‬يجششوز إلششخ( اسششتدراك‬
‫من امتناع القراض على‬

‫] ‪[ 63‬‬
‫الولي‪ .‬فكأنه قال‪ :‬إل إذا كان الولي القاضي‪ ،‬فششإنه يجششوز إقراضششه مششال المحجششور عليششه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬لكثرة أشغاله( أي بأحكام الناس‪ ،‬فربما غفششل عششن المششال‪ ،‬فضششاع‪ ،‬فيقرضششه ليحفظششه عنششد‬
‫المقترض‪) .‬قوله‪ :‬إن كان المقترض إلخ( شرط في جواز إقراض القاضي‪ .‬ويشششترط أيضششا عششدم‬
‫الشبهة في مال المقترض إن سلم منها مال المحجور عليه‪ .‬قال م ر‪ :‬ويجب الشهاد عليه‪ ،‬ويأخذ‬
‫رهنا إن رأى ذلك‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهذه الشروط معتبرة في إقراض الولي أيضا‪ ،‬لضرورة‪ .‬ويششرد عليششه أن‬
‫من الضرورة‪ :‬ما لو كان المقشترض مضششطرا‪ .‬وقششد نقشل عشن ابشن حجشر أنشه يجششب علششى الشولي‬
‫إقراض المضطر من مال المولى عليه‪ ،‬مع انتفاء هذه الشششروط‪ .‬ومششن الضششرورة أيضششا‪ :‬مششا لششو‬
‫أشرف مال المولى عليه على الهلك بنحو غرق‪ ،‬وتعين خلصه في إقراضه‪ .‬ويبعد اشتراط مششا‬
‫ذكر في هذه الصورة‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي‪ .‬بتصرف‪) .‬قوله‪ :‬وملك مقترض( أي المعقود عليه‪ .‬فمفعششول‬
‫ملك محذوف ‪ -‬هذا إن قرئ الفعل بالبناء للفاعل‪ ،‬فإن قرئ بالبناء للمجهول فل حذف‪ ،‬لكن يقششرأ‬
‫مقترض ‪ -‬بصيغة اسم المفعول ‪ -‬أي شئ مقترض‪) .‬وقوله‪ :‬بقبض( أي فل يجششوز لششه التصششرف‬
‫فيه قبله‪) .‬وقوله‪ :‬وإن لم يتصرف الشخ( غايشة لكشونه يملشك بشالقبض‪ .‬أي يملشك بشالقبض‪ ،‬وإن لشم‬
‫يتصرف فيه المقترض‪ .‬وهي للرد على الضعيف القائل بششأنه إنمششا يملششك بالتصششرف فيششه المزيششل‬
‫للملك‪ .‬والمعنى أنه إذا تصرف فيه يتبين به أنه ملكه من حين القبض‪) .‬قوله‪ :‬كالموهوب( الكاف‬
‫للتنظير‪ ،‬لكونه يملك بالقبض‪) .‬قوله‪ :‬قال شيخنا‪ :‬والوجه في النقوط إلخ( عبارة التحفششة‪ :‬والششذي‬
‫يتجه في النقوط المعتاد في الفراح أنه هبة‪ ،‬ول أثر للعرف فيه ‪ -‬لضطرابه ‪ -‬مششا لششم يقششل خششذه‬
‫مثل‪ ،‬وينوي القرض‪ ،‬ويصدق في نية ذلك هششو أو وارثششه‪ .‬وعلششى هششذا‪ ،‬يحمششل إطلق جمششع أنششه‬
‫قرض ‪ -‬أي حكما ‪ .-‬ثم رأيت بعضهم لما نقل قول هؤلء‪ ،‬وقول البلقيني أنه هبششة‪ ،‬قششال‪ :‬ويحمششل‬
‫الول على ما إذا اعتيد الرجششوع بششه‪ ،‬والثششاني علششى مششا لششم يعتششد‪ .‬قششال‪ :‬لختلفششه بششأحوال النششاس‬
‫والبلد‪ .‬ا‍ه‪ .‬وحيث علم اختلفه‪ .‬تعين ما ذكرته‪ ،‬ويأتي قبيل اللقطة تقييد هذا الخلف بمششا يتعيششن‬
‫الوقوف عليه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وحاصله أن محله إذا دفع لصاحب الفرح في يده‪ ،‬فإن دفع للخاتن فل رجوع‪.‬‬
‫وفي حاشية البجيرمي على شرح المنهج‪ :‬والذي تحرر من كلم الرملي وابن حجر وحواشششيهما‪:‬‬
‫أنه ل رجوع في النقوط المعتاد في الفراح ‪ -‬أي ل يرجع به مششالكه إذا وضششعه فششي يششد صششاحب‬
‫الفرح‪ ،‬أو يد مششأذونه ‪ -‬إل بشششروط ثلثششة‪ :‬أن يششأتي بلفششظ‪ :‬كخششذه‪ ،‬ونحششوه‪ .‬وأن ينششوي الرجششوع‪،‬‬
‫ويصدق هو أو وارثه فيها‪ .‬وأن يعتاد الرجوع فيه‪ .‬وإذا وضششعه فششي يششد المزيششن ونحششوه‪ ،‬أو فششي‬
‫الطاسة المعروفة‪ ،‬ل يرجع إل بشرطين‪ :‬إذن صاحب الفرح‪ ،‬وشرط الرجوع ‪ -‬كما حققه شششيخنا‬
‫ح ف‪ .‬ا‍ه‪) .‬ولو أنفق على أخيه الرشيد الخ( عبارة التحفة‪ :‬ووقع لبعضهم أنه أفششتى فششي أخ أنفششق‬
‫على أخيه الرشيد وعياله سنين وهو ساكت‪ ،‬ثم أراد الرجوع عليه بششأنه يرجششع‪ ،‬أخششذا مششن القششول‬
‫بالرجوع في مسألة النقوط‪ ،‬وفيه نظر ‪ -‬بل ل وجه له ‪ -‬أما أول‪ :‬فلن مأخذ الرجوع‪ ،‬ثم إطششراد‬
‫العادة به عندهم‪ ،‬ول عادة في مسألتنا‪ ،‬فضل عن إطرادها بذلك‪ .‬وأما ثانيا‪ :‬فلن الئمششة جزمششوا‬
‫في مسائل بما يفيد عدم الرجوع‪ ،‬منها‪ :‬من أدى واجبا عششن غيششره ‪ -‬كششدينه بل إذنششه ‪ -‬صششح‪ ،‬ول‬
‫رجوع له عليه ‪ -‬بل خلف ‪ -‬والنفقة على ممون الخ واجبة عليه‪ ،‬فكان أداؤها عنه كأداء دينششه‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وجاز لمقرض استرداد( أي لما أقرضه‪ ،‬ويكششون بصششيغة‪ :‬كرجعششت فيششه‪ ،‬أو فسششخته‪،‬‬
‫وللمقترض رده عليه قهرا‪) .‬وقوله‪ :‬حيث بقي بملك المقشترض( أي حيشث كشان مشا أقرضشه باقيشا‬
‫بحاله في ملك المقترض ‪ -‬أي لم يتعلق به حق لزم‪ ،‬وإنما جاز له الرجوع فيه ‪ -‬حيث كان‬

‫] ‪[ 64‬‬

‫كذلك ‪ -‬لن له تغريم بدله عند الفوات‪ ،‬فالمطالبة بعينه أولى )قششوله‪ :‬وإن زال عششن ملكششه(‬
‫أي المقترض‪ ،‬ثم عاد إليه‪ ،‬وذلك لن الزائل العائد هنا كالذي لم يزل‪) .‬قوله‪ :‬بخلف ما لو تعلق‬
‫به( مفهوم قوله حيث بقي إلخ‪ .‬والمناسب في التقابل‪ ،‬بخلف ما لو لم يبق بحششاله‪) .‬قششوله‪ :‬كرهششن‬
‫وكتابة( أي من المقترض في المال المقرض ‪ -‬كأن رهن ما اقترضه أو كششاتبه ‪ -‬ومثششل ذلششك‪ :‬مششا‬
‫لو تعلق برقبته أرش جناية‪) .‬قوله‪ :‬فل يرجع( أي المقرض ‪ -‬أي ل يصح رجوعه )وقششوله فيششه(‬
‫أي في المقرض‪) .‬وقوله‪ :‬حينئذ( أي حين إذ تعلق به حق لزم‪) .‬قوله‪ :‬نعم‪ ،‬لو آجششره( أي الشششئ‬
‫المقشرض‪ ،‬وهشو اسشتدراك مشن الشذي تعلشق بشه حشق لزم‪) .‬قشوله‪ :‬رجشع( أي المقشرض فيشه‪ ،‬أي‬
‫المؤجر‪ .‬أي ويأخذه مسلوب المنفعة من غير أجرة له حتى يسششتوفي المسششتأجر مششدة الجششارة‪ ،‬أو‬
‫يأخذ بدله‪ ،‬فهو مخير بين أخذه مسلوب المنفعة وبين أخذ البدل‪) .‬قوله‪ :‬ويجب على المقترض رد‬
‫المثل( أي حيث ل استبدال‪ ،‬فإن استبدل عنه ‪ -‬كأن عوضه عن بر في ذمته ثوبا أو دراهششم ‪ -‬فل‬
‫يمتنع‪ ،‬لجواز العتياض عن غير المثمن‪) .‬قوله‪ :‬وهو( أي المثلي )قوله‪ :‬ولو نقدا إلخ( أي يجششب‬
‫رد المثل‪ ،‬ولو كان نقدا أبطل السلطان المعاملة به‪) .‬قوله‪ :‬لنه أقشرب إلشى حقشه( تعليشل لوجشوب‬
‫رد المثل‪ ،‬أي يجب ذلك لن المثل أقرب إلى حق المقرض‪) .‬قوله‪ :‬ورد المثل صورة( معطششوف‬
‫على رد‪ ،‬أي ويجب رد المثل في الصورة‪ ،‬وإن كان ليششس مثلششه حقيقششة‪ ،‬وذلششك لخششبر مسششلم‪ :‬أنششه‬
‫)ص( استسلف بكرا ‪ -‬أي وهششو الثنششي مششن البششل ‪ -‬ورد رباعيششا ‪ -‬أي وهششو مششا دخششل فششي السششنة‬
‫السابعة ‪ -‬وقال‪ :‬إن خياركم أحسششنكم قضششاء‪) .‬قششوله‪ :‬وهششو( أي المتقششوم‪) .‬قششوله‪ :‬ول يجششب قبششول‬
‫الردئ إلخ( هذا مرتب على محذوف مذكور في المنهج وشرحه‪ ،‬وهو يجب أداء الشئ المقترض‬
‫صششفة ومكانششا ‪ -‬كمسششلم فيششه ‪ -‬فل يجششب قبششول الششردئ عششن الجيششد‪ .‬ا‍ه‪ .‬بتصششرف‪ .‬وكششان الولششى‬
‫التصريح به‪) .‬قوله‪ :‬ول قبول المثل إلششخ( أي ول يجششب قبششول المثششل فششي غيششر محششل القششراض‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬إن كان له( أي للمقرض غرض صحيح‪ ،‬أي في عدم قبوله‪) .‬قوله‪ :‬كأن كششان الشخ( تمثيششل‬
‫لما إذا كان هناك غرض صحيح‪) .‬وقوله‪ :‬لنقله( أي الشئ المقترض من مكان التسليم إلششى مكششان‬
‫القراض‪) .‬قوله‪ :‬ولم يتحملها( أي المؤنة المقترض‪ ،‬فإن تحملها‪ ،‬أجششبر المقششرض علششى القبششول‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أو كان الموضع مخوفا( أي أو كان له مؤنة وتحملها المقترض‪ ،‬لكن كان الموضششع الششذي‬
‫وقع التسليم فيه مخوفا‪ ،‬فل يجب قبوله فيه )قوله‪ :‬ول يلزم المقترض الدفع إلخ( أي لمششا فيششه مششن‬
‫الكلفة‪) .‬قوله‪ :‬إل إذا لم يكن لحمله( أي الشئ المقترض )قوله‪ :‬لكشن لشه إلشخ( اسشتدراك مشن عشدم‬
‫لزوم المقترض الدفع‪ ،‬دفع به إيهام أنه إذا لم يلزمه ذلك‪ ،‬فليس للمقرض المطالبة بالقيمششة أيضششا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بقيمة بمحل القراض( أي قيمة معتبرة بمحل القراض‪ ،‬لنه محل التملك‪) .‬وقوله‪ :‬وقششت‬
‫المطالبة( أي ومعتبرة أيضا وقت المطالبة‪ ،‬لنه وقت استحقاقها‪ .‬وإذا أخذ القيمة فهششي للفيصششولة‬
‫‪ -‬ل للحيلولششة‪ ،‬حششتى لششو اجتمعششا بمحششل القششراض لششم يكششن للمقششرض ردهششا وطلششب المثششل‪ ،‬ول‬
‫للمقترض استردادها ودفششع المثششل‪) .‬وقششوله‪ :‬فيمششا لنقلششه مؤنششة( متعلششق بمطالبششة‪) .‬وقششوله‪ :‬لجششواز‬
‫العتياض عنه( أي عن الشئ المقرض‪ ،‬وهو علة لجواز المطالبة بذلك‪) .‬قششوله‪ :‬وجششاز لمقششرض‬
‫نفع إلخ( قال في فتح الجششواد‪ :‬والوجششه أن القششراض ممششن تعششود الزيششادة بقصششدها‪ :‬مكششروه‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬يصل( أي النفع‪) .‬وقوله‪ :‬له( أي‬

‫] ‪[ 65‬‬

‫للمقرض‪) .‬وقوله‪ :‬مشن مقشترض( متعلششق بيصششل‪) .‬قششوله‪ :‬كشرد الششزائد إلشخ( تمثيشل للنفشع‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬قدرا( أي كأحد عشر عن عشرة‪) .‬وقوله‪ :‬أو صفة( أي كصشحاح عشن مكسششرة‪) .‬وقشوله‪:‬‬
‫والجود في الردئ( هو مندرج في الصفة‪ ،‬فهو من ذكر الخاص بعد العام‪) .‬قوله‪ :‬بل شرط فششي‬
‫العقد( متعلق بجاز‪ ،‬وسيذكر محترزه‪) .‬قوله‪ :‬بل يسن ذلك( أي رد الزائد لمقشترض‪ ،‬ومحلشه‪ :‬مشا‬
‫لم يقترض لنحو محجوره‪ ،‬أو جهة وقف‪ ،‬وإل امتنشع رد الشزائد‪) .‬قشوله‪ :‬لقشوله )ص( إلشخ( دليشل‬
‫للسنية‪ .‬وقوله‪ :‬إن خياركم أحسنكم قضششاء خيششاركم‪ :‬يحتمششل أن يكششون مفششردا بمعنششى الخيششر‪ ،‬وأن‬
‫يكون جمعا‪) .‬فإن قلت( أحسن كيف يكون خبرا له وهو مفرد ؟ )قلت( أفعششل التفضششيل المضششاف‬
‫لمعرفة‪ ،‬يجوز فيشه الفشراد والمطابقشة‪ .‬قشال ابشن مالشك‪ :‬وتلشو ال طبشق ومشا لمعرفشة أضشيف ذو‬
‫وجهين عن ذي معرفة )قوله‪ :‬ول يكره للمقرض أخذه( أي الزائد‪) .‬قوله‪ :‬كقبول هديته( أي كمششا‬
‫أنه ل يكره له قبول هدية المقترض‪ .‬قال فشي النهايشة‪ :‬نعشم‪ ،‬الولشى كمشا قشاله المشاوردي‪ :‬تنزهشه‬
‫عنها قبل رد البدل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولو في الربوي( غاية لعدم الكراهة‪ .‬أي ل يكره أخذ الزائد‪ ،‬ولششو‬
‫وقع القرض في الربوي ‪ -‬كالنقد ‪) -‬قوله‪ :‬والوجه أن المقرض يملششك الششزائد إلششخ( أي ولششو كششان‬
‫متميزا‪ ،‬كأن اقترض دراهم فردها ومعها نحو سمن‪) .‬قششوله‪ :‬مشن غيشر لفششظ( أي إيجششاب وقبشول‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬لنه وقع تبعا( علة لكون الزائد يملك من غير لفظ‪ ،‬أي وإنما يملك كذلك لنششه تششابع للشششئ‬
‫المقترض‪) .‬قوله‪ :‬وأيضا فهو( أي الزائد‪) .‬وقوله‪ :‬يشبه الهديششة( أي وهششي تملششك مششن غيششر لفششظ‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وأن المقترض إلخ( معطوف على أن المقرض‪ ،‬أي والوجشه أن المفشترض إذا دفشع زائدا‬
‫عما عليه‪ ،‬ثم ادعى أنه دفعه ظانا أن هذا الزائد من جملة الدين‪ ،‬فإنه يحلف‪ ،‬ويرجع بالزائد الذي‬
‫دفعه‪ .‬وعبارة ع ش‪ :‬ويصدق الخذ في كون ذلك هدية‪ ،‬لن الظاهر معه‪ ،‬إذ لششو أراد الششدافع أنششه‬
‫إنما أتى به ليأخذ بدله لذكره‪ .‬ومعلوم مما صورناه به أنه رد المقرض والزيادة معا‪ ،‬ثم ادعى أن‬
‫الزيادة ليست هدية‪ ،‬فيصدق الخذ‪ .‬أما لو دفع إلى المقشرض سشمنا ‪ -‬أو نحشوه ‪ -‬مشع كشون الشدين‬
‫باقيا في ذمته‪ ،‬وادعى أنه من الدين ‪ -‬ل هدية ‪ -‬فإنه يصدق الدافع في ذلك‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهي تفيششد أنششه ل‬
‫يصدق الدافع إل في الصششورة الثانيششة فقشط‪) .‬قشوله‪ :‬حلششف( جشواب إذا‪) .‬وقششوله‪ :‬ورجشع فيششه( أي‬
‫الششزائد‪) .‬قششوله‪ :‬وأمششا القشرض بشششرط إلشخ( محشترز قشوله بل ششرط فششي العقششد‪) .‬قشوله‪ :‬جششر نفششع‬
‫لمقرض( أي وحده‪ ،‬أو مع مقترض ‪ -‬كمششا فششي النهايششة ‪) -‬قششوله‪ :‬ففاسششد( قششال ع ش‪ :‬ومعلششوم أن‬
‫محل الفساد حيث وقع الشرط في صلب العقد‪ .‬أما لو توافقا على ذلك ولششم يقششع شششرط فششي العقششد‪،‬‬
‫فل فساد‪ .‬ا‍ه‪ .‬والحكمة في الفساد أن موضوع القرض‪ :‬الرفاق‪ ،‬فإذا شرط فيه لنفسه حقا‪ :‬خششرج‬
‫عن موضوعه فمنع صحته‪) .‬قوله‪ :‬جر منفعة( أي شرط فيه جر منفعة‪) .‬قوله‪ :‬فهو ربا( أي ربششا‬
‫القرض‪ ،‬وهو حرام )قوله‪ :‬وجبر ضعفه( أي أن هذا الخششبر ضششعيف‪ ،‬ولكششن جششبر ضششعفه‪ - .‬أي‬
‫قوى ضعفه ‪ -‬مجئ معناه ‪ -‬أي الخبر ‪ -‬وهو أن شرط جر النفع للمقرض مفسد للقرض‪ .‬وعبارة‬
‫النهاية‪ :‬وروي ‪ -‬أي هذا الخبر ‪ -‬مرفوعششا بسششند ضششعيف‪ ،‬لكششن صششحح المششام والغزالششي رفعششه‪،‬‬
‫وروي البيهقي معناه عن جمع من الصحابة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ومنه القرض إلخ( أي ومن ربا القرض‪:‬‬
‫القرض لمن يستأجر ملكه‪) .‬وقوله‪ :‬أي مثل( راجع للستئجار ‪ -‬يعني أن السششتئجار ليششس قيششدا‪،‬‬
‫بل مثششال‪ .‬ومثلششه القششرض‪ ،‬لمشن يشششتري ملكشه بششأكثر مششن قيمتششه‪) .‬وقشوله‪ :‬لجششل القششرض( علشة‬
‫للستئجار بأكثر من قيمته‪) .‬قوله‪:‬‬

‫] ‪[ 66‬‬

‫إن وقع ذلك( أي السششتئجار المششذكور‪ ،‬شششرطا‪ ،‬أي فششي صششلب العقششد‪) .‬قششوله‪ :‬إذ هششو( أي‬
‫القرض لمن يستأجر ملكه‪) .‬وقوله‪ :‬حينئذ( أي حين إذ وقع ذلك شرطا فششي صششلب العقششد‪) .‬قششوله‪:‬‬
‫وإل كره( أي وإن لم يقع ذلك شرطا في صلب العقد‪ :‬كره ‪ -‬أي ول يكون ربا‪) .‬قوله‪ :‬عندنا( أي‬
‫معاشر الشافعية‪) .‬قوله‪ :‬ويجوز القراض بشرط الرهن أو الكفيششل( أي أو الشششهاد‪ ،‬وذلششك لنهششا‬
‫توثيقات‪ ،‬ل منافع زائدة ‪ -‬فللمقرض إذا لم يوف المقترض بها الفسخ‪) .‬فائدة( الشششرط الواقششع فششي‬
‫القرض ثلثة أقسام‪ :‬إن جر نفعا للمقرض يكون فاسدا مفسدا للقششرض‪ .‬وإن جششر نفعششا للمقششترض‬
‫يكون فاسدا غير مفسششد لششه‪ ،‬كششأن أقرضششه عشششرة صششحيحة ليردهششا مكسششرة‪ .‬وإن كششان للوثششوق ‪-‬‬
‫كشرط رهششن‪ ،‬وكفيششل ‪ -‬فهششو صششحيح‪) .‬قششوله‪ :‬ولششو قششال‪ :‬اقششرض إلششخ( هششذه المسششألة مششن فششروع‬
‫الضمان‪ ،‬إل أنه ذكرها هنا لن لهشا مناسشبة مشن جهشة أنهشا مششتملة علشى القشرض‪) .‬قشوله‪ :‬كشان‬
‫ضامنا على الوجه( في شرح البهجة ما نصه‪) :‬فرع( لو قال‪ :‬أقرض هذا مائة وأنا ضامن لهششا‪،‬‬
‫فأقرضه المائة‪ ،‬أو بعضها‪ ،‬لزمه الضششمان‪ .‬قششاله المششاوردي‪ .‬قششال الزركشششي‪ :‬ولعلششه أراد بششه مششا‬
‫أرادوه بقششوله‪ :‬ألششق متاعششك فششي البحششر وعلششي ضششمانه‪ ،‬لكششن ذاك جششوز للحاجششة‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومششا قششاله‬
‫الماوردي هنا ‪ -‬من صحة الضمان ‪ -‬مفرع على القديم‪ .‬وقال فششي بششاب الضششمان بعششدم صششحته ‪-‬‬
‫وهو الجديد ‪ ،-‬وصححه الناظم كالشخين‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬كألق متاعك في البحششر وعلششي ضششمانه( أي‬
‫فيكون الخر ضامنا له إذا ألقي وتلف‪ ،‬لكن يشترط في الضمان أن يقول له ذلششك عنششد الشششراف‬
‫على الغرق أو القرب منه‪ .‬ولم يختص نفع اللقاء بالملقي ‪ -‬كما صرح بششذلك فششي متششن المنهششاج‪،‬‬
‫في باب الديات ‪ -‬وعبارته مع التحفة هناك‪ :‬ولو قال لغيره‪ :‬ألق متاعك في البحر وعلي ضششمانه‪،‬‬
‫أو على أني ضامن له‪ ،‬فألقاه وتلف‪ ،‬ضششمنه المسشتدعى ‪ -‬وإن لشم تحصششل النجششاة ‪ -‬لنششه التمشاس‬
‫لغرض صحيح بعوض‪ ،‬فلزمه‪ .‬ولو اقتصر على قوله ألق متاعششك‪ ،‬ولششم يقششل وعلششي ضششمانه‪ ،‬أو‬
‫على أني ضامن‪ ،‬فل يضمنه ‪ -‬على المذهب ‪ -‬لعدم اللتزام‪ .‬وإنما يضمن ملتمس لخوف غششرق‪،‬‬
‫فلو قال في المن ألقه وعلي ضمانه‪ :‬لم يضمنه‪ ،‬إذ ل غرض‪ .‬ولششم يختششص نفششع اللقششاء بششالملقي‬
‫بأن اختص بالملتمس‪ ،‬أو به بالمالك‪ ،‬أو بغيرهما‪ ،‬أو بالمالك وأجنشبي‪ ،‬أو بششالملتمس وأجنشبي‪ ،‬أو‬
‫عم الثلثة ‪ -‬بخلف ما لو اختص بالمالك وحده‪ ،‬بشأن أششرفت سشفينة وبهشا متشاعه علشى الغشرق‪،‬‬
‫فقال له من بالشط أو سفينة أخرى‪ :‬ألق متاعك وعلي ضمانه‪ ،‬فل يضمنه‪ ،‬لنه وقع لحظ نفسششه‪،‬‬
‫فكيف يستحق به عوضا ؟ ا‍ه‪ .‬بحذف‪) .‬قوله‪ :‬لو ادعى المالك إلخ( يعني لو اختلف الدافع والخذ‬
‫في المال الذي أخذه وقد تلف‪ ،‬فقال الدافع إنه قرض فعليك الضمان‪ ،‬وقال الخذ إنه وديعة فليس‬
‫علي شئ‪ ،‬فإنه يصدق الخذ‪ ،‬لن الصل عدم الضمان )وقوله‪ :‬خلفا للنششوار( أي فششي قششوله إن‬
‫المصدق المالك‪) .‬قوله‪ :‬ويصح رهن( شروع في القسم الثاني مششن الترجمششة )واعلششم( أن الوثششائق‬
‫بالحقوق ثلثة‪ :‬شهادة‪ ،‬ورهن‪ ،‬وضمان‪ .‬فالولى لخوف الجحد‪ ،‬والخران لخششوف الفلس‪ .‬وأن‬
‫أركان الرهن أربعة‪ :‬عاقد‪ ،‬ومرهون‪ ،‬ومرهون به‪ ،‬وصيغة‪ .‬وقد اشتمل تعريف الرهن المششذكور‬
‫عليها كلها )فقوله‪ :‬وهو جعل( يشير للعاقد وللصششيغة‪) .‬وقششوله‪ :‬عيششن( يشششير للمرهششون‪) .‬وقششوله‪:‬‬
‫بدين( يشير للمرهون به‪) .‬قوله‪ :‬وهو( أي الرهن شرعا‪ .‬أما لغة‪ :‬فهو الثبوت‪ .‬وقوله جعل عين‪:‬‬

‫] ‪[ 67‬‬

‫مصدر مضاف لمفعوله بعد حذف الفاعل‪ ،‬تقديره جعل المالك ‪ -‬أو من قام مقششامه ‪ -‬عينششا‪.‬‬
‫وخرج بها‪ :‬الدين‪ ،‬فل يصح رهنه‪ ،‬ولو ممن هو عليه‪ ،‬لنشه غيشر مقشدور علشى تسشليمه‪ .‬وخشرج‬
‫أيضا‪ :‬المنفعة‪ ،‬فل يصح رهنهششا‪ ،‬لن المنفعششة تتلششف‪ ،‬فل يحصششل بهششا اسششتيثاق‪) .‬وقششوله‪ :‬يجششوز‬
‫بيعها( أي يصح‪ .‬وخرج به ما ل يصح بيعها ‪ -‬كوقف ومكاتب‪ ،‬وأم ولد ‪) -‬وقشوله‪ :‬وثيقششة بششدين(‬
‫أي ولو منفعة‪ .‬وخرج بالدين‪ :‬العين‪ ،‬فل يصح الرهن على العين ‪ -‬مضمونة كانت‪ :‬كالمغصششوبة‬
‫والمستعارة‪ ،‬أو غير مضششمونة‪ :‬كمششال القششراض والمششودع ‪ -‬وذلششك لنششه تعششالى ذكششر الرهششن فششي‬
‫المداينة‪ ،‬فل يثبت في غيرها‪ ،‬ولنها ل تستوفى من ثمن المرهون‪ ،‬وذلك مخالف لغرض الرهششن‬
‫عند البيع‪) .‬وقوله‪ :‬يستوفى منها( أي يستوفي ذلك الدين من العين ‪ -‬أي مششن ثمنهششا ‪ -‬وهششذا ليششس‬
‫من التعريف‪ ،‬بل بيان لفائدته‪ .‬ومن ‪ -‬في قوله منها ‪ -‬للبتداء‪ ،‬ل للتبعيض‪ ،‬لنه يقتضي اشتراط‬
‫أن تكون قيمة العين المرهونة زائدة على الدين‪ ،‬مع أنششه ل يشششترط‪) .‬وقششوله‪ :‬عنششد تعششذر وفششائه(‬
‫متعلق بيستوفى‪ ،‬وهو ليس بقيد‪ .‬والضمير ‪ -‬في وفائه ‪ -‬عائد على جنس الدين‪ ،‬الصادق ببعضه‪.‬‬
‫‪ -‬كذا في البجيرمي ‪) .-‬قوله‪ :‬فل يصح رهن وقششف وأم ولششد( أي لنششه ل يجششوز بيعهمششا‪) .‬قششوله‪:‬‬
‫بإيجاب وقبول( متعلق بيصح‪ ،‬وهو بيان للصيغة ‪ -‬التي هي أحد أركان الرهن السششابقة ‪ .-‬ومثششل‬
‫اليجاب‪ :‬الستيجاب ‪ -‬كارهني‪) .‬قوله‪ :‬كرهنت( هذا هو اليجاب‪) .‬وقششوله‪ :‬وارتهنششت( هششذا هششو‬
‫القبول‪) .‬قوله‪ :‬ويشترط ما مر في البيع( وذلك لنشه عقشد مشالي‪ ،‬مثشل الشبيع‪) .‬قشوله‪ :‬مشن اتصشال‬
‫اللفظين( بيشان لمششا مشر‪ .‬والمششراد باتصشالهما‪ :‬عشدم تخلششل كلم أجنششبي أو سششكوت طويششل بينهمشا‪.‬‬
‫والمراد باللفظين‪ :‬اليجاب‪ ،‬والقبول ‪ -‬وهما جزآ الصيغة‪ .‬ومما مر أيضا في البيع‪ :‬عدم التعليق‪،‬‬
‫وعدم التأقيت‪) .‬قوله‪ :‬وتوافقهما معنى( أو ومن التوافق بين اللفظين في المعنى‪ ،‬فلو اختلفا فيششه ‪-‬‬
‫كأن قال رهنتك هذا بألف فقبل بخمسمائة‪ ،‬أو قال رهنتك هذين فقيل أحدهما ‪ -‬لم يصششح‪ .‬وفششي ع‬
‫ش ما يخالفه‪ ،‬وعبارته‪ :‬قوله‪ :‬كنظيره في البيع ‪ -‬يفيد أنه لو قال رهنتك هذين فقبششل أحششدهما‪ :‬لششم‬
‫يصح العقد ‪ -‬نظير ما مر في القرض ‪ .-‬وقد يفرق بششأن هششذا تششبرع محششض‪ ،‬فل يضششر فيششه عششدم‬
‫موافقة القبول لليجاب ‪ -‬كالهبة ‪ -‬وقياسه أيضا أنه لششو قششال رهنتششك هششذا بششألف فقبششل بخمسششمائة‪:‬‬
‫الصحة‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحذف‪) .‬قوله‪ :‬ويأتي هنا( أي في الرهن‪) .‬وقوله‪ :‬خلف المعاطاة( أي الخلف فششي‬
‫جواز البيع بالمعاطاة‪ ،‬فأجازها بعضهم هنا ومنعها آخرون‪ .‬قال فششي المغنششي‪ :‬وصششورة المعاطششاة‬
‫هنا ‪ -‬كما ذكره المتولي ‪ -‬أن يقول أقرضني عشرة لعطيك ثششوبي هششذا رهنششا‪ ،‬فيعطششي العشششرة‪،‬‬
‫ويقبضه الثوب‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬من أهل تبرع( متعلششق بمحششذوف صششفة لمششا قبلششه‪ ،‬أي إيجششاب وقبششول‬
‫صادرين من أهل تبرع‪ ،‬أو متعلق بيصح‪ ،‬أي يصح رهششن مششن أهششل تششبرع ‪ -‬وهششذا بيششان للركششن‬
‫الثاني‪ ،‬وهو العاقد‪ ،‬موجبا كان أو قابل ‪ .-‬والمراد بأهليشة التشبرع‪ :‬أهليشة التشبرع المطلشق‪ ،‬وهشي‬
‫تستلزم الرشد والختيار ‪ -‬كما تقدم في القرض ‪ -‬فيخرج الصششبي‪ ،‬والمجنششون‪ ،‬والمحجششور عليششه‬
‫بالسفه‪ ،‬والمكره‪) .‬قوله‪ :‬فل يرهن ولي( مفرع على المفهوم‪ ،‬وإنما لم يصششح رهنششه لنششه يحبسششه‬
‫من غير عوض‪ ،‬وهو ل يصح‪) .‬قوله‪ :‬أو جدا( أي عند فقد الب‪) .‬وقششوله‪ :‬أو وصششيا( أي عمششن‬
‫تأخر مششوته منهمششا‪) .‬وقششوله‪ :‬أو حاكمششا( أي عنششد فقششد الثلثششة‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمششي‪) .‬قششوله‪ :‬مششال صششبي‬
‫ومجنون( أي أو سفيه‪ ،‬ولو قال‪ :‬مال محجششوره لكششان أولششى‪) .‬قششوله‪ :‬كمششا ل يرتهششن لهمششا( أي ل‬
‫يجوز رهن الولي مال موليه ‪ -‬كما أنه ل يجوز لششه ارتهششانه ‪ -‬وذلششك لنششه فششي حالششة الختيششار ل‬
‫يصح أن يششبيع مششال مششوليه إل بحششال مقبششوض‪ ،‬ول يقششرض إل القاضششي ‪ -‬كمششا مششر ‪) -‬قششوله‪ :‬إل‬
‫لضرورة إلخ( استثناء من عدم جواز الرهن والرتهان‪ ،‬فهو مرتبط بما قبششل التنظيششر ومششا بعششده‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أو غبطة ظاهرة( احترز بذلك عمشا لشو اشششترى متاعشا بمششائة مؤجلشة‪ ،‬وهشو يسشاوي مشائة‬
‫حالششة‪ ،‬فششإن الغبطششة فششي هششذه الصششورة موجششودة‪ ،‬لكنهششا ل تظهششر لكششل أحششد‪ .‬عزيششزي‪ ،‬وعبششارة‬
‫الشوبري‪ :‬أو غبطة ظاهرة‪ ،‬سيأتي في شركة أن الغبطة‪ :‬مال له وقع ‪ -‬أي قدر ‪ -‬ل يتسششامح أي‬
‫ل يتساهل به‪ .‬فانظر ما مفاد قوله ظاهرة ؟ ويجاب بأن معنى قوله ظاهرة‪ :‬أي محققة للششولي‪ .‬اه‍‬
‫بجيرمي‪.‬‬

‫] ‪[ 68‬‬

‫)قوله‪ :‬فيجوز له( أي للولي‪ ،‬وهو تفريششع علششى السششتثناء‪) .‬قششوله‪ :‬كششأن يرهششن إلششخ( مثششل‬
‫للرهن والرتهان للضرورة‪ ،‬ولم يمثل لهما للغبطة‪ .‬فمثال الرهن لها‪ :‬أن يرهن مششا يسششاوي مششائة‬
‫على ثمن ما اشتراه بمائة نسيئة‪ ،‬وهو يساوي مائتين‪ .‬ومثششال الرتهششان لهششا‪ :‬أن يرتهششن علششى مششا‬
‫يبيعه نسيئة بمائتين‪ ،‬وهو يساوي مائة‪ .‬قال في فتح الجواد‪ :‬وشرط صششحة بيعششه نسششيئة ‪ -‬مششع مششا‬
‫ذكر من غبطة وارتهان ‪ -‬أمانة مشتر‪ ،‬وغناء ووفاء الرهن بالثمن‪ ،‬وقصر الجششل‪ ،‬وكششذا إشششهاد‬
‫عند جماعة ‪ -‬وهو متجه مدركا‪ ،‬لكن الجمهور على أنه ل بطلن بتركه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ما يقترض(‬
‫بالبناء للفاعل‪ ،‬العائد محشذوف ويصشح بالبنشاء للمجهشول‪ ،‬وعليشه ل حشذف وقشوله لحاجشة المؤنشة‬
‫الضافة للبيان والمراد الحاجة الشديدة ليلئم قوله إل لضرورة‪ ،‬وبهذا يندفع ما يقال الحاجة أعششم‬
‫من الضرورة‪ ،‬فإنها تشمل التفكه وثياب الزينة مثل‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي بالمعنى‪) .‬قوله‪ :‬ليوفي( أي مششا‬
‫يقترض‪ ،‬فهو بالبناء للمجهول‪ .‬ويصح بالبناء للفاعل‪ ،‬ومفعوله محذوف‪ ،‬أي ليوفي المقترض مششا‬
‫اقترضه‪) .‬وقوله‪ :‬مما ينتظر( أي يترقب‪ .‬وهو أيضششا بالبنششاء للمجهششول‪ ،‬ويصششح بالبنششاء للفاعششل‪،‬‬
‫والعائد محذوف‪) .‬وقوله‪ :‬من الغلة أو حلول الدين( بيان لما‪) .‬قوله‪ :‬وكأن يرتهن( معطوف على‬
‫كأن يرهن‪) .‬وقوله‪ :‬على ما يقرضه( أي من مششال محجششوره‪) .‬وقشوله‪ :‬أو يشبيعه( معطشوف علششى‬
‫يقرضه‪ .‬أي أو يرتهن على ما يبيعه من مال محجوره‪ .‬ويشششترط أيضششا‪ :‬كششون المشششتري أمينششا ‪-‬‬
‫إلى آخر ما مر آنفا ‪) -‬قوله‪ :‬لضرورة نهب( متعلق بيقرضه ويشبيعه‪) .‬وقشوله‪ :‬أو نحشو( أي نحشو‬
‫النهب‪ ،‬كالسرقة‪) .‬قوله‪ :‬للزوم الرتهان حينئذ( أي حين إذا أقرض أو باع مال الصبي لضرورة‬
‫النهب أو غيره‪ .‬ول يظهر هذا التعليل لما قبله‪ ،‬لن ما قبلششه تمثيششل لجششواز الرتهششان للضششرورة‪،‬‬
‫فينحل المعنى بجواز الرتهان على ما يقرضه أو يبيعه مؤجل لضرورة‪ ،‬للزوم الرتهان حينئذ‪،‬‬
‫ول يخفى ما فيه‪ .‬وعبارة المنهاج‪ :‬فل يرهن الولي مال الصبي والمجنون‪ ،‬ول يرتهششن لهمششا‪ ،‬إل‬
‫لضرورة‪ ،‬أو غبطة ظاهرة‪ .‬قال في التحفة‪ :‬فيلزمششه الرتهششان بششالثمن‪ ،‬وهششي ظششاهرة‪ .‬ولشو أخششر‬
‫الشارح قوله‪ :‬فيجوز له الرهششن والرتهششان ‪ -‬عششن المثششال الثششاني‪ ،‬ثششم أضششرب وقششال‪ :‬بششل يلزمششه‬
‫الرتهان حينئذ ‪ -‬لكان أولى‪ .‬ثم إنه سيأتي للشارح ‪ -‬في فصل الحجر ‪ -‬تقييد لزوم الرتهان‪ :‬بما‬
‫إذا لم يكن المشتري موسرا‪ .‬ونص عبارته هناك‪ :‬وله بيع مشاله نسشيئة لمصشلحة‪ ،‬وعليشه ارتهشان‬
‫بالثمن رهنا وافيا إن لم يكن المشتري موسرا‪ .‬انتهت‪) .‬قوله‪ :‬ولو كانت العين إلخ( غايششة لمقششدر‪،‬‬
‫وهي للتعميم‪ .‬والمعنى يصح الرهن بعين‪ ،‬ولو كانت جزءا مشاعا بين الراهن وغيره ‪ -‬كأن كان‬
‫يملك ربع دار مشاعا‪ :‬أي ليس معينا فرهنه‪ ،‬فإنه يصح‪ ،‬وقبضه يكون بقبض الجميششع ‪ -‬كمششا فششي‬
‫البيع ‪ -‬فيكون بالتخلية في غير المنقول‪ ،‬وبالنقل في المنقول‪ .‬ويجوز رهنه على الشريك‪ ،‬وعلششى‬
‫غيره‪ ،‬ول يحتاج لذن الشريك إل في المنقول‪ ،‬فإن لم يأذن ورضي المرتهششن كششونه بيششده‪ :‬جششاز‪،‬‬
‫وناب عنه في القبض‪ ،‬وإل أقام الحاكم عدل يكشون فشي يشده لهمشا‪ .‬ولشو اقتسشما فخشرج المرهشون‬
‫لشريكه‪ :‬لزمه قيمته رهنا‪ ،‬لنه حصل له بدله‪) .‬قوله‪ :‬أو عارية( أي ولو كانت ضششمنية‪ ،‬كششارهن‬
‫عبدك عني على ديني ففعل‪ ،‬فإنه كما لو قبضه ورهنه‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفة ونهاية‪ .‬قششال ع ش‪ :‬يشششير بهششذا‬
‫إلى أنه ل يشترط كون المرهون ملكا للراهن‪ ،‬بل يصح‪ ،‬ولو معارا‪ .‬ا‍ه‪) .‬واعلم( أن عقد العارية‬
‫بعد الرهن في قول‪ :‬إنه عارية ‪ -‬أي باق على حكمها ‪ -‬وفي قول‪ :‬إنه ضمان دين في رقبششة ذلششك‬
‫الشئ‪ ،‬لن النتفاع إنما يحصل بإهلك العين ببيعها في الدين‪ ،‬فهو مناف لوضششع العاريششة‪ ،‬وهششذا‬
‫القول هو الظهر ‪ -‬كما في المنهاج‪) .‬قوله‪ :‬وإن لم يصرح بلفظهششا( أي العاريششة‪ ،‬أي فل يشششترط‬
‫أن يقول للمالك أعرني هذه لرهنها‪ ،‬أو يقول هو‬

‫] ‪[ 69‬‬

‫للراهن‪ :‬أعرتك هذه لترهنها‪) .‬قوله‪ :‬كأن قال إلششخ( تمثيششل لعششدم التصششريح بلفششظ العاريششة‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬له( أي للراهن‪) .‬وقوله‪ :‬مالكها( أي العارية‪) .‬قوله‪ :‬لحصول التوثيق بهششا( أي بالعاريششة‪.‬‬
‫وهو علة لجواز كون العين المرهونة عارية‪ ،‬أي وإنما جاز رهن العارية لحصول التوثششق الششذي‬
‫هو المقصود من الرهن بها‪) .‬قشوله‪ :‬ويصشح إعشارة النقشد لشذلك( أي للرهشن‪ .‬قشال ع ش‪ :‬ثشم بعشد‬
‫حلول الدين ‪ -‬إن وفى المالك‪ :‬فظاهر‪ ،‬وإن لم يوف‪ :‬بيعت الششدراهم بجنششس حششق المرتهششن إن لششم‬
‫تكن من جنسه‪ ،‬فإن كانت من جنسه جعلها له عوضا عن دينه بصيغة تدل علششى نقششل الملششك‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وإن منعنا إعارته( أي النقد‪) .‬وقوله‪ :‬لغير ذلك( أي الرهن‪ ،‬كإعششارته للنفقششة‪ ،‬أو ليصششرفه‬
‫في مشترى عين‪) .‬قوله‪ :‬فيصح رهن معار إلخ( تفريع على أو عارية‪) .‬وقششوله‪ :‬بششإذن مالششك( أي‬
‫في الرهن‪ ،‬فلو لم يأذن المالك فيه ل يصح رهنششه‪) .‬قششوله‪ :‬بشششرط معرفتششه( أي المالششك‪) .‬وقششوله‪:‬‬
‫المرتهن( مفعول المصدر‪ ،‬ومعرفتشه تكشون بعينشه أو اسشمه ونسشبه ‪ -‬ل بوصشفه فقشط ‪ -‬كمشا هشو‬
‫ظاهر‪) .‬وقوله‪ :‬وجنس الدين( أي وبشرط معرفته جنس الدين‪ ،‬كذهب‪ ،‬وفضة‪) .‬وقششوله‪ :‬وقششدره(‬
‫أي كعشرة‪ ،‬ومائة‪ .‬ول بد من معرفته صفته أيضا ‪ -‬كحلول‪ ،‬وتأجيل‪ ،‬وصحة‪ ،‬وتكسشير ‪ -‬وذلشك‬
‫لختلف الغراض بذلك‪) .‬قوله‪ :‬نعم‪ ،‬في الجواهر( تقييد لشتراط معرفته جنششس الششدين وقششدره‪،‬‬
‫فكأنه قال‪ :‬محل اشتراط ما ذكر‪ :‬ما لم يفششوض المششر إلششى خيششرة المششدين‪ ،‬وإل لششم يشششترط ذلششك‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬صح أن يرهنه بأكثر من قيمته( قال في التحفة‪ :‬ويؤيده ما يشأتي فششي العاريششة مششن صششحة‬
‫انتفع به بما شئت‪ .‬لكن قال سم‪ :‬سيأتي في العارية أن المعتمد في انتفشع بشه بمشا ششئت‪ ،‬إنشه يتقيشد‬
‫بالمعتاد في مثله‪ ،‬فقياسه أنه يتقيد هنا بما يعتاد رهن مثله عليششه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفششرق ع ش‪ :‬بششأن النتفششاع‬
‫في المعار بغير المعتاد يعود منه ضرر علششى المالششك‪ ،‬بخلف الرهششن بششأكثر مششن قيمتششه ل يعششود‬
‫ضرر عليه‪ ،‬إذ غايته أن يباع في الدين‪ ،‬وما زاد على ثمنه بششاق فششي ذمششة المسششتعير‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪:‬‬
‫ولو عين قدرا إلخ( استثناء من محذوف ‪ -‬كما يعلم من عبارة شرح المنهششج ‪ -‬تقششديره‪ :‬وإذا عيششن‬
‫المالك للمستعير جنس الدين وقدره وصفته لم تجز مخالفته أي ويستثنى من ذلك مششا لششو عيششن لششه‬
‫قدرا فرهن بدونه‪ ،‬فإنه يجوز‪) .‬وقوله‪ :‬فرهن بدونه( أي مششن جنسششه‪ .‬فلششو اسششتعاره ليرهنششه علششى‬
‫مائة دينار‪ ،‬فرهنه على مائة درهم‪ ،‬لم يجز‪ .‬ا‍ه‪ .‬س ل‪ .‬بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬ول رجششوع للمالششك بعششد‬
‫قبض المرتهن( أي وإل لم يكن لهذا الرهشن معنششى‪ ،‬إذ ل وثشوق بششه‪ .‬وأفهشم جششواز الرجشوع قبشل‬
‫قبضه ‪ -‬وهو كذلك ‪ -‬لعدم لزومه قبله‪) .‬قوله‪ :‬فلو تلف( أي المعار في في يششد الراهششن‪ .‬قششال سششم‪:‬‬
‫هو شامل لما قبل الرهن ولما بعد انفكاكه‪ .‬وعبارة العراقي في شرح البهجة‪ :‬أما لو تلششف فششي يششد‬
‫الراهن قبل الرهن‪ ،‬أو بعده‪ :‬فإنه يجب عليه ضششمانه‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقشوله‪ :‬ضششمن( أي الراهششن‪) .‬وقششوله‪:‬‬
‫لنه مستعير( أي والعارية مضمونة‪) .‬وقوله‪ :‬الن( أي إذا كان المعار في يده‪) .‬قوله‪ :‬أو فششي يششد‬
‫المرتهن( أي أو تلف في يد المرتهششن‪) .‬قششوله‪ :‬فل ضششمان عليهمششا( أي علششى الراهششن والمرتهششن‪.‬‬
‫ومحله‪ :‬ما لم يقصرا‪ .‬فإن قصرا ضمنا‪) .‬وقوله‪ :‬إذ المرتهن أمين( علة لعششدم تضششمين المرتهششن‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬ولم يسقط الحق عن ذمة الراهن( علة لعدم تضمين الراهششن‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع ش‪) .‬قششوله‪ :‬نعششم‪ ،‬إن‬
‫رهن فاسدا( أي بأن فقد شرط من الشروط السابقة‪) .‬وقوله‪ :‬ضششمن بالتسششليم( أي ضششمن الراهششن‬
‫بتسليم المعار للمرتهن‪ .‬قال في التحفة بعده‪ :‬أي لن المالك لششم يششأذن فيششه‪ ،‬ولنششه مسششتعير‪ ،‬وهششو‬
‫ضامن ما دام لم يقبضه عن جهة رهن صحيح‪ ،‬ولم يوجد‪ .‬ويلزم من ضششمانه تضششمين المرتهششن‪،‬‬
‫لترتب يده على يد ضامنه‪ ،‬ويرجع عليه إن لم يعلم الفساد‪ ،‬وكونها مستعارة‪.‬‬

‫] ‪[ 70‬‬

‫وأفتى بعضهم بعدم ضمانه‪ ،‬محتجا بأنه إذا بطل الخصوص ‪ -‬وهو التوثقة هنا ‪ -‬ل يبطششل‬
‫العموم‪ ،‬وهو إذن المالك بوضعها تحت يد المرتهن‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويباع المعار بمراجعة مالكه( أي‬
‫يبيعه الحاكم بمراجعة مالكه لعله يفشديه‪ ،‬فشإن لشم يشأذن فشي بيعشه‪ ،‬بيشع قهشرا عليشه‪) .‬تنشبيه( ألغشز‬
‫العلمة الدميري هنا فقال‪ :‬لنا مرهون يصح بيعه جزما بغيششر إذن المرتهششن‪ .‬وصششورته‪ :‬اسششتعار‬
‫شيئا ليرهنه بشروطه ففعششل‪ ،‬ثششم اشششتراه المسششتعير مششن المعيششر بغيششر إذن المرتهششن لعششدم تفششويت‬
‫الوثيقة‪ ،‬وهو الوجه ‪ -‬خلفا للبلقيني ‪ -‬حيث تردد‪ .‬وقد نظم ذلك بعضهم بقوله‪ :‬عين لنا مرهونة‬
‫قد صححوا بيعا لها من غير إذن المرتهن ذاك معار باعه المعير من من استعار للرهان فششارتهن‬
‫)قوله‪ :‬ثم يرجع إلخ( أي ثم بعد بيعه في الدين يرجع المالك عششل الراهششن المسششتعير بششالثمن الششذي‬
‫بيع به‪ .‬قال في المغني‪ :‬لنتفاع الرهن به ‪ -‬سواء أبيع بقيمته‪ ،‬أم بأكثر‪ ،‬أم أقل بقدر يتغابن الناس‬
‫بمثله ‪ -‬هذا على قول الضمان‪ .‬وأما على قول العارية‪ :‬فيرجع بقيمته إن بيع بها‪ ،‬أو بأقل ‪ -‬وكششذا‬
‫بأكثر ‪ -‬عند الكثرين‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬ل يصششح( أي الرهششن بمعنششى العقششد‪) .‬قششوله‪ :‬بشششرط مششا يضششر‬
‫الراهن أو المرتهن( أي بشرط شئ يضر الراهن أو المرتهن ‪ -‬أي أو كليهما ‪ -‬فأو‪ :‬مانعششة خلششو‪،‬‬
‫فتجوز الجمع‪ .‬وخرج بذلك‪ :‬ما ل يضرهما أو أحدهما كششأن شششرط فيششه مقتضششاه ‪ -‬كتقششدم مرتهششن‬
‫بالمرهون عند تزاحم الغرماء ‪ -‬أو شرط ما فيه مصلحة له ‪ -‬كإشهاد به‪ ،‬أو شرط مششا ل غششرض‬
‫فيه ‪ -‬كأن يأكل العبد المرهون كذا‪ ،‬فإنه يصح عقد الرهن في الجميع‪ ،‬ويلغو الشرط في الخيششر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬كأن ل يباع( أي أصل‪ ،‬وهو تمثيل لما يضر المرتهشن‪) .‬وقشوله‪ :‬عنشد المحشل( هشو بكسشر‬
‫الحاء‪) .‬قوله‪ :‬أو أكثر( أي أوليباع عند المحل إل بأكثر من ثمششن المثششل‪ ،‬وهششو أيضششا تمثيششل لمششا‬
‫يضر المرتهن‪) .‬قوله‪ :‬وكشرط منفعته إلخ( هذا مثال لما يضر الراهن‪ ،‬ولذلك أعاد الكاف‪ .‬وإنما‬
‫كان مضشرا بشه لن منشافع المرهشون ‪ -‬كسشكنى الشدار‪ ،‬وركشوب الدابشة ‪ -‬مسشتحقة للراهشن‪ ،‬فشإذا‬
‫شرطت للمرتهن أضر بالراهن‪) .‬قوله‪ :‬كأن يشرطا( الموافششق لقششوله بعششد فششي الصششور الثلث أن‬
‫يزيد واو العطف‪ ،‬بششأن يقششول‪ :‬وكششأن يشششرطا إلششخ‪ .‬وعبششارة المنهششج وشششرحه‪ :‬كششأن ل يبششاع عنششد‬
‫المحل‪ ،‬وكشرط منفعته ‪ -‬أي المرهون للمرتهششن ‪ -‬أو شششرط أن تحششدث زوائده ‪ -‬كثمششر الشششجرة‪،‬‬
‫ونتاج الشاة ‪ -‬مرهونة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬مرهونة( خششبر أن‪ ،‬أي ششرطا أن الشزوائد الشتي تحشدث تكششون‬
‫مرهونة أيضا في الدين‪) .‬قوله‪ :‬فيبطل الرهن في الصور الثلث( هي قوله كششأن ل يبششاع‪ ،‬وقششوله‬
‫كشرط منفعته‪ ،‬وقوله كأن يشرطا إلخ‪ .‬وإنما بطل فيها‪ :‬لخلل الشرط في الولى بششالغرض مششن‬
‫الرهن الذي هو البيع عند المحل‪ ،‬ولتغيير قضية العقد في الثانية‪ .‬وذلك لن قضية العقد أن تكون‬
‫منافع المرهون للراهن‪ ،‬لن التوثق إنما هو بالعين‪ .‬ولجهالة الزوائد وعدمها فششي الثالثششة‪ .‬ومحششل‬
‫البطلن في الثانية‪ :‬ما لم تقدر المنفعة بمدة كسششنة ‪ -‬وكششان الرهششن مشششروطا فششي بيششع‪ ،‬فششإن كششان‬
‫كذلك‪ ،‬فل بطلن ‪ -‬بل هو جمع بين بيع وإجارة‪ .‬وصورة ذلك أن يقشول بعتشك هشذا العبشد بمشائة‪،‬‬
‫على أن ترهنني به دارك هذه‪ ،‬ويكون سكناها إلى سنة فيقبل الخر‪) .‬قوله‪ :‬ول يلزم الرهششن( أي‬
‫من جهة الراهن فقط‪ ،‬لنه من جهة المرتهن جائز مطلقا‪) .‬وقوله‪ :‬إل بقبض( أي لقوله تعششالى‪* :‬‬
‫)فرهان مقبوضة( * )‪ (1‬فلو لزم بدون القبض لم يكن للتقييد به فششائدة‪ ،‬ولنششه عقششد تششبرع يحتششاج‬
‫إلى القبول‪ ،‬فل يلزم إل بالقبض ‪ -‬كالهبة ‪ .-‬ول ترد الوصية‪ ،‬لنها إنما تحتاج إلششى القبششول فيمششا‬
‫إذا كان الموصى له معينا‪ .‬ا‍ه‪ .‬شرح‬

‫)‪ (1‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪.238 :‬‬

‫] ‪[ 71‬‬

‫الروض‪) .‬وقوله‪ :‬بما مر إلخ( أي ويكون القبض هنا بمثل ما مر في قبششض المششبيع ‪ -‬مششن‬
‫النقل في المنقول‪ ،‬والتخلية في غيره‪) .‬قوله‪ :‬بإذن من راهن( متعلق بمحشذوف صشفة لقبشض‪ ،‬أي‬
‫قبض كائن بإذن مشن راهشن‪ ،‬أي أو إقبشاض منشه‪ .‬ولكشل مشن الراهشن والمرتهشن إنابشة غيشره فشي‬
‫القبض والقباض‪ ،‬ما لششم يلششزم اتحششاد القششابض والمقبششض‪ .‬فلششو أذن الراهششن لغيششره فششي القبششاض‬
‫امتنعت إنابته في القبض‪ .‬وكذلك يمتنع على المرتهششن أن ينيشب الراهشن فششي القبشض‪ ،‬كششأن يقشول‬
‫المرتهن للراهن‪ :‬أنبتك عني في القبض‪) .‬وقوله‪ :‬يصح تبرعه( أي تبرعا مطلقا‪ .‬وصحة التششبرع‬
‫ل تكون إل من بالغ‪ ،‬عاقل‪ ،‬رشيد‪ ،‬مختار ‪ -‬كمششا تقششدم ‪ -‬فخششرج بششه حينئذ‪ :‬الصششبي‪ ،‬والمجنششون‪،‬‬
‫والمحجور عليه‪ ،‬والمكره‪ ،‬فل يصح إذنهم في القبض‪) .‬قوله‪ :‬ويحصل الرجوع عن الرهششن قبششل‬
‫قبضه بتصرف يزيل الملك( أما بعض القبششض فل رجششوع بششه‪ ،‬لعششدم نفششوذ التصششرف منششه بعششده‪.‬‬
‫وسيبين هذا بقوله بعد‪ :‬وليس للمالك بعد لزوم الرهن بيع ووقف إلششخ‪) .‬قششوله‪ :‬كالهبششة( تمثيششل مششا‬
‫يزيل الملك‪ .‬وقيد فششي المنهششاج والمنهششج الهبششة بكونهششا مقبوضششة‪ .‬وقششال فششي المغنششي‪ :‬تقييششده تبعششا‬
‫للرافعي الهبة والرهن وبالقبض يقتضي أن ذلك بدون قبض ل يكون رجوعا‪ .‬والذي نقله السبكي‬
‫وغيره على النص‪ :‬أنه رجوع‪ ،‬وهو المعتمد‪ .‬وقال الذرعي‪ :‬والصواب على المذهب حذف لفظ‬
‫القبض في الهبة والرهشن جميعششا‪ ،‬لنهششا زيششادة موهمشة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قشوله‪ :‬والرهشن لخششر( ظشاهره أنشه‬
‫معطوف على الهبة‪ ،‬فيفيد حينئذ أن الرهن مزيل للملك‪ ،‬وليششس كششذلك‪ .‬وعبششارة غيششره‪ :‬ويحصششل‬
‫الرجوع بتصرف يزيل الملك ‪ -‬كهبة لزوال محل الرهن‪ ،‬وبرهن ‪ -‬لتعلششق حششق الغيششر بششه ‪ .-‬ا‍ه‪.‬‬
‫فأعششاد العامششل إشششارة إلششى اسششتقلله‪ ،‬وعششدم عطفششه علششى هبششة‪ .‬فكششان الولششى للشششارح أن يصششنع‬
‫كصنيعه‪) .‬قوله‪ :‬ل بوطئ إلخ( أي ل يحصل الرجوع بوطئ وتزويج ‪ -‬أي لعدم منافاتهما للرهن‬
‫‪ -‬لن الوطئ من قبيل الستخدام‪ ،‬والتزويج ل تعلق له بمورد الرهن‪ ،‬بل رهششن المششزوج ابتششداء‪:‬‬
‫جائز ‪ -‬سواء كان المزوج عبدا أو أمة ‪ .-‬ومعنى كون هذه المذكورات ل يحصل بها رجوع‪ :‬أن‬
‫الرهن ل ينفسخ بها‪ ،‬بل هو باق بحاله‪ .‬ومحل عدم الرجوع بالوطئ‪ :‬إذا لم يحصششل منششه إحبششال‪،‬‬
‫وإل حصل الرجوع به‪) .‬قوله‪ :‬وموت عاقد( أي ول يحصل الرجوع بموت عاقد مششن راهششن‪ ،‬أو‬
‫مرتهن‪ ،‬أو وكيلهما‪ ،‬أو وكيل أحدهما‪) .‬قوله‪ :‬وهرب مرهششون( أي ول يحصششل الرجششوع بهششرب‬
‫المرهون‪ .‬قال ع ش‪ :‬وظاهره وإن أيس من عشوده‪ .‬وينبغشي ‪ -‬فشي هشذه ‪ -‬أن لشه مطالبشة الراهشن‬
‫بالدين‪ ،‬حيث حل‪ ،‬لنه في هششذه الحالششة يعششد كالتششالف‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬واليششد فششي المرهششون لمرتهششن(‬
‫المراد من اليد‪ :‬اليد الحسية ‪ -‬أي كونه في حششرزه‪ ،‬وفششي بيتششه مثل ‪ -‬ل الشششرعية‪ :‬أي كششونه فششي‬
‫سلطنته وفي وليته‪ ،‬بحيث يمتنع على الراهن التصرف فيه بما يزيل الملك أو ينقصششه بغيششر إذن‬
‫المرتهن‪ ،‬وإل لم يكن للتقييد ‪ -‬بقوله غالبششا ‪ -‬فششائدة‪ ،‬لن اليششد الشششرعية علششى المرهششون للمرتهششن‬
‫دائما‪ ،‬حتى في الصور الخارجة به‪ .‬كذا في البجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬بعد لزوم الرهن( أي وهو يحصل‬
‫بالقبض ‪ -‬كما مر ‪) -‬قوله‪ :‬غالبا( أي ومن غير الغالب قد ل تكون اليد للمرتهن ‪ -‬كمششا لششو رهششن‬
‫مسلما أو مصحفا عند كافر‪ ،‬أو سلحا عند حربي ‪ -‬فإنه يوضع عند من يصح تملكششه لهششا‪ .‬وكمششا‬
‫لو رهن جارية تشتهي عند أجنبي فتوضع عند امششرأة ثقششة‪ .‬وكمششا لششو شششرطا وضششعه عنششد ثششالث‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وهي( أي يد المرتهن‪) .‬وقوله‪ :‬أمانة( أي ل يلزم ضمانه‪ .‬فلو شرط كششونه مضششمونا علششى‬
‫المرتهن لم يصح الرهن‪ .‬واستثنى البلقيني من هذه القاعدة ‪ -‬تبعا للمحاملي ‪ -‬ثمان مسششائل يكششون‬
‫فيها الضمان على المرتهن‪ .‬الولى‪ :‬مغصوب تحول رهنا عند غاصششبه‪ .‬الثانيششة‪ :‬مرهششون تحششول‬
‫غصبا عند مرتهنه‪ .‬الثالثة‪ :‬مرهون تحول عارية عند مرتهنه‪ .‬الرابعة‪ :‬عارية تحولت رهنا عنششد‬
‫مستعيرها‪ .‬الخامسة‪ :‬مقبوض سوما تحول رهنا عند سائمه‪ .‬السادسة‪ :‬مقبوض بششبيع فاسششد تحشول‬
‫رهنا عند قابضه‪ .‬السابعة‪ :‬أن يقبله في بيع شئ ثم يرهنششه منششه قبششل قبضششه‪ .‬الثامنششة‪ :‬أن يخالعهششا‬
‫على شئ ثم يرهنه منها قبل القبض‪ .‬وإنما ضمن في هذه المسائل لوجود مقتضيه‪ ،‬والرهن ليششس‬
‫بمانع‪ .‬ا‍ه‪ .‬نهاية‪ .‬بتصرف‪.‬‬

‫] ‪[ 72‬‬

‫)قوله‪ :‬ولو بعد البراءة من الدين( غاية لكون اليد علششى الرهششن أمانششة‪) .‬قششوله‪ :‬فل يضششمنه‬
‫المرتهن( مفرع على كونه أمانششة‪) .‬قششوله‪ :‬إل بالتعششدي( أي ل يضششمنه إل إن تعششدى وتسششبب فششي‬
‫تلفه‪) .‬قوله‪ :‬كأن امتنع إلخ( تمثيل للتعدي‪ ،‬أي وكأن ركب الدابة وحمل عليها أو استعمل النششاء‪،‬‬
‫فيضمنه حينئذ لخروجه عن المانة‪) .‬قوله‪ :‬بعد سقوط الدين( أي وبعد المطالبة‪ .‬أما بعششد سششقوطه‬
‫وقبل المطالبة فهو باق على أمانته‪ .‬ا‍ه‪ .‬نهايششة‪) .‬قششوله‪ :‬وصششدق إلششخ( أي مششن غيششر ضششمان‪ ،‬وإل‬
‫فالغاصب والمستعير يصدق أيضا بيمينه في دعوى التلف‪ ،‬لكن مع الضمان‪) .‬قوله‪ :‬كالمستأجر(‬
‫الكاف للتنظير‪ ،‬أي فإنه يصدق أيضا فيما ذكر‪) .‬قوله‪ :‬في دعوى تلف بيمينه( أي على التفصششيل‬
‫التي في الوديعة‪ .‬وحاصله أنه يحلف في تلفها مطلقا ‪ -‬أي من غير ذكر سششبب ‪ -‬أو بششذكر سششبب‬
‫خفي كسرقة أو ظاهر كحريق عرف ‪ -‬دون عمومه ‪ -‬فإن عرف عمومه‪ ،‬ولم يتهششم‪ :‬فل يحلششف‪.‬‬
‫وإن جهل السبب الظاهر طولب ببينة بوجوده‪ ،‬ثم يحلف أنها تلفت بششه‪) .‬قششوله‪ :‬ل فششي رد( أي ل‬
‫يصدق المرتهن كالمستأجر في دعوى رد‪ ،‬أي لما قالوه ‪ -‬من أن كل أمين ادعى الششرد علششى مششن‬
‫ائتمنه صدق بيمينه إل المرتهن والمستأجر ‪ -‬لن كل منهما يقبششض لغششرض نفسششه‪ .‬والفششرق بيششن‬
‫الرد وبين التلف ‪ -‬حيث يصشدقان فيشه ‪ -‬أن التلشف غالبشا ل يتعلشق باختيارهمشا‪ ،‬فل يتمكنشان مشن‬
‫إقامة البينة عليه‪ ،‬فيعذران‪ .‬بخلل الرد‪ ،‬فششإنه يتعلششق باختيارهمششا‪ ،‬فل تتعششذر فيششه البينششة‪) .‬قششوله‪:‬‬
‫لنهمششا( أي المرتهششن والمسششتأجر‪) .‬وقششوله‪ :‬قبضششا لغششرض أنفسششهما( أي وهششو التوثششق بالنسششبة‬
‫للمرتهن‪ ،‬والنتفاع بالمؤجر بالنسبة للمستأجر‪) .‬وقوله‪ :‬فكانشا كالمسشتعير( أي فشي عشدم تصشديقه‬
‫في دعوى الرد‪ ،‬لكون قبضه لغرض نفسه‪ ،‬وهذا قياس أدنى ‪ -‬لن المستعير ليس بأمين‪ ،‬بل هششو‬
‫ضامن ‪) -‬قوله‪ :‬بخلف الوديع والوكيششل( أي وسششائر المنششاء‪ ،‬فششإنهم يصششدقون فششي دعششوى الششرد‬
‫أيضا‪ ،‬لنهم لم يقبضوا لغرض أنفسهم‪) .‬قوله‪ :‬ول يسقط بتلفه( أي المرهون شئ من الششدين‪ ،‬بششل‬
‫يجب عليه دفع جميعه لصاحبه الذي هو المرتهن‪ ،‬خلفا للحنفية‪ ،‬والمالكيششة ‪ -‬حيششث قششالوا يسششقط‬
‫بتلفه قدره من الدين ‪ -‬بناء على أنه من ضمان المرتهن‪) .‬قشوله‪ :‬ولشو غفشل عشن نحشو كتشاب( أي‬
‫كصوف‪) .‬وقوله‪ :‬فأكلته الرضة( أي الدودة‪) .‬قوله‪ :‬أو جعله( أي نحششو الكتششاب‪ ،‬وهششو معطششوف‬
‫على غفل‪) .‬قوله‪ :‬هو( أي ذلك المحل‪) .‬وقوله‪ :‬مظنتها( أي الرضشة‪ .‬قشال فشي القشاموس‪ :‬مظنشة‬
‫الشئ ‪ -‬بكسر الظاء ‪ -‬موضع يظن فيه وجوده‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬ضششمنه( جششواب لششو‪ ،‬وضششميره يعششود‬
‫على نحو الكتاب ‪ -‬الذي أكلته الرضششة ‪) -‬وقششوله‪ :‬لتفريطششه( أي المرتهششن‪ ،‬وهششو علششة الضششمان‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬قاعدة( أي في بيان أن فاسد العقود كصحيحها‪) .‬قوله‪ :‬وحكششم فاسششد العقششود إذا صششدر مششن‬
‫رشيد( قال البجيرمي‪ :‬بأن كان كل من العاقدين رشيدا ‪ -‬أي غير محجور عليشه ‪ -‬فيشششمل السششفيه‬
‫المهمل‪ .‬والمراد صدر من رشيد مع رشيد‪ ،‬فلشو صشدر مشع سشفيه فل يضشمن السشفيه مطلقشا‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وقال سم‪ :‬اعترض بعضهم التقييد بالرشيد بششأنه ل حاجششة إليششه‪ ،‬لن عقششد غيششره باطششل ‪ -‬لختلل‬
‫ركنه ‪ -‬ل فاسد‪ .‬والكلم في الفاسد‪ ،‬وأقول‪ :‬هذا العتراض ليس بشئ‪ ،‬لن الفاسد والباطل عندنا‬
‫سواء‪ ،‬إل فيما استثنى بالنسشبة لحكشام مخصوصشة‪ ،‬فالتقييشد فشي غايشة الصشحة والحتيشاج إليشه‪.‬‬
‫فتأمل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬حكم صحيحها( أي كحكم الصحيح من العقود‪) .‬وقششوله‪ :‬فششي الضششمان( أي فششي‬
‫مطلق الضمان‪ ،‬وإن كان المششبيع فشي الششبيع الصشحيح يضشمن بشالثمن‪ ،‬وفشي الشبيع الفاسششد يضششمن‬
‫بأقصى القيم في المتقوم‪ ،‬وبالمثل في المثلى‪ .‬قال في التحفة‪ :‬والمراد التشبيه في أصل الضششمان‪،‬‬
‫ل الضامن‪ ،‬فل يرد كون الولي لو استأجر لموليه فاسدا تكون الجرة عليه‪ ،‬وفي الصحيحة على‬
‫موليه‪ ،‬ول في القدر‪ :‬فل يششرد كششون صششحيح الششبيع مضششمونا‪ :‬أي مقششابل بششالثمن وفاسششده بالبششدل‪،‬‬
‫والقرض بمثل المتقوم الصوري وفاسده بالقيمششة‪ ،‬ونحششو القششراض والمسششاقاة والجششارة بالمسششمى‬
‫وفاسدها بأجرة المثل‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله وعدمه‪ :‬أي وفي عدم‬

‫] ‪[ 73‬‬

‫الضمان )قوله‪ :‬لن صشحيح الشخ( تعليشل لكشون حكشم الفاسشد كحكشم الصشحيح )قشوله‪ :‬بعشد‬
‫القبض( أي قبض المعقود عليه )قوله‪ :‬كالبيع والقرض( أي كعقد الششبيع والقششرض )قششوله‪ :‬ففاسششده‬
‫أولى( أي في اقتضاء الضمان‪ ،‬لن الصحيح قد أذن فيه الشارع والمالششك‪ ،‬والفاسششد لششم يششأذن فيششه‬
‫الشارع‪ ،‬بل في التجرؤ عليه‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي )قوله‪ :‬أو عدمه( على الضمان‪ :‬أي أو اقتضى عدمه‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬كششالمرهون والمسششتأجر والموهشوب( الولششى أن يقشول‪ :‬كششالرهن‪ ،‬والجششاة‪ ،‬والهبشة‪ ،‬لن‬
‫الكلم في العقود‪ ،‬ل في المعقود عليه‪) .‬وقوله‪ :‬ففاسششده كششذلك( أي ل يقتضششي الضششمان‪ ،‬بششل هششو‬
‫مساو له في عدم الضمان‪ ،‬قال سششم علششى المنهششج‪ :‬ولششم يقششل أولششى‪ ،‬لن الفاسششد ليششس أولششى بعششدم‬
‫الضمان‪ ،‬بل بالضمان‪ .‬ا‍ه‪ .‬ووجه ذلك‪ :‬أن عدم الضمان تخفيف‪ ،‬وليس الفاسد أولى به‪ ،‬بششل حقشه‬
‫أن يكون أولى بالضمان‪ ،‬لشتماله على وضع اليد على مال الغير بل حق‪ ،‬فكان أشبه بالغصشب‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬قال ع ش‪ :‬واستثنى من الول‪ ،‬أعني قوله في الضمان‪ :‬ما لشو قششال قارضششتك عششى أن الربششح‬
‫كله لي‪ ،‬فهو قراض فاسشد‪ ،‬فصشحيحه يقتضشي ضشمان عمشل العامشل بالربشح المششروط‪ ،‬وفاسشده‬
‫المذكور ل يقتضي شيئا‪ .‬وما لو قال‪ :‬ساقيتك علششى أن الثمششرة كلهششا لششي فهششو فاسششد‪ ،‬ول يسششتحق‬
‫العامل شيئا‪ ،‬مع أنه في الصشحيح‪ :‬يسشتحق جشزءا مشن الربشح‪ ،‬فهشذا صشحيحه اقتضشى الضشمان‪،‬‬
‫وفاسده ل يقتضيه‪ ،‬واستثنى من الثاني ‪ -‬أعني قوله وعششدمه ‪ -‬الشششركة‪ ،‬فششإنه ل يضششمن كششل مششن‬
‫الشريكين عمل الخر‪ ،‬مع صحتها‪ ،‬ويضمنه مششع فسششادها‪ .‬ومششا لششو رهششن أو آجششر نحششو غاصششب‬
‫فتلفت العين في يششد المرتهششن أو المسششتأجر‪ ،‬فلمالششك تضششمينه‪ ،‬وإن كششان القششرار علششى الراهششن أو‬
‫المؤجر‪ ،‬مع أن صحيح الرهن والجارة ل ضمان فيه‪ .‬قال في النهاية‪ :‬وإلى هذه المسششائل أشششار‬
‫الصحاب بالصل في قولهم الصل أن فاسد كل عقد الخ‪ .‬وفششي الحقيقشة‪ :‬ل يصشح اسششتثناء شششئ‬
‫من هذه القاعدة‪ ،‬ل طششردا ول عكسششا‪ ،‬لن المششراد بالضششمان‪ :‬المقابششل للمانششة بالنسششبة للعيششن‪ ،‬ل‬
‫بالنسبة لجرة ول غيرها‪ .‬فالرهن صحيحه أمانة‪ ،‬وفاسده كذلك‪ ،‬والجارة مثله‪ .‬والبيع والعاريششة‬
‫صحيحهما مضمون‪ ،‬وفاسدهما مضمون‪ ،‬فل يرد‪ :‬شئ‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فرع‪ :‬لو رهن شيئا إلخ( هششذا‬
‫من فروع القاعدة المذكورة‪ ،‬فالبيع والعارية من طردها‪ ،‬والرهن من عكسششها‪ .‬وعبششارة الششروض‬
‫وشرحه‪ :‬فرع‪ :‬لو رهنه أرضا وأذن لشه فشي غرسشها بعشد ششهر‪ ،‬فهشي قبششل الشششهر أمانشة‪ ،‬بحكشم‬
‫الرهن‪ ،‬وبعده عارية مضمونة‪ ،‬بحكم العارية‪ .‬وكذا لو شرط كونها مبيعة بعد شششهر‪ ،‬فهششي أمانششة‬
‫قبششل الشششهر ‪ -‬لمششا مششر ‪ -‬ومبيعششة مضششمونة بعششده‪ ،‬بحكششم الششبيع‪ ،‬فششإن غششرس فيهششا المرتهششن فششي‬
‫الصورتين قبل الشهر‪ :‬قلع مجانا‪ ،‬أو بعده‪ :‬لم يقلع في الولى ول في هششذه مجانششا‪ ،‬لوقششوعه بششإذن‬
‫المالك‪ ،‬وجهله المعلوم من قوله إل إن علم فساد البيع وغرس فيقلششع مجانششا لتقصششيره‪ .‬ا‍ه )قششوله‪:‬‬
‫وجعله مبيعا من المرتهن( أي للمرتهن أو عليه‪ ،‬فمن‪ :‬بمعنى اللم‪ ،‬أو علششى‪) .‬وقششوله‪ :‬أو عاريششة‬
‫بعده( أي أو جعله عاريششة بعشد ششهر )قشوله‪ :‬بششأن ششرطا( أي الششبيع والعاريششة‪ .‬والبشاء للتصششوير‪،‬‬
‫وصورة ذلك أن يقول‪ :‬رهنتك هذا بشرط أنه بعد شششهر يكششون مبيعششا لششك‪ ،‬أو عاريششة لششك‪ ،‬فحينئذ‬
‫يفسد الرهن لتأقيته‪ ،‬ويفسد البيع أو العارية لتعليقه‪ ،‬فهو قبل مضي الشهر‪ :‬أمانششة‪ ،‬لنششه مقبششوض‬
‫بحكم الرهششن الفاسششد‪ .‬وبعششده‪ :‬مضششمون‪ ،‬بحكششم الشششراء الفاسششد‪ ،‬أو العاريششة الفاسششدة‪) .‬وقشوله‪ :‬لششم‬
‫يضمنه( أي المرتهن إذا تلف‪) .‬وقوله قبششل مضششي الشششهر( أي لنششه أميششن حينئذ ‪ -‬كمششا علمششت ‪-‬‬
‫)قوله‪ :‬وإن علم فساده( غاية في عدم ضمان المرتهن‪ :‬أي لم يضمنه قبل مضي الشهر‪ ،‬وإن علششم‬
‫بفساد الرهن‪ :‬أي العقد بذلك‪) .‬وقوله‪ :‬على المعتمد( لششم يششذكره فششي المنهششاج وشششرحيه ‪ -‬النهايششة‪،‬‬
‫والتحفة ‪ -‬ول في المنهج وشرحه‪ .‬فانظره‪ ،‬فإنه يفيشد أن خلف المعتمشد يضشمنه‪ :‬إذا علشم الفسشاد‬
‫)قوله‪ :‬وضمنه بعده( أي ضمن المرتهن المرهشون بعشد مضشي الششهر‪ ،‬وهشذا محشترز قشوله قبشل‬
‫مضي الشهر )قوله‪ :‬لنه( أي الرهن‪ ،‬وهو علة للضمان‬

‫] ‪[ 74‬‬

‫إذا تلف بعده )قوله‪ :‬لتعليقهما( أي الششبيع والعاريششة‪ ،‬وهشو علشة لفسششادهما )قشوله‪ :‬فششإن قششال‬
‫رهنتك الخ( غرضه بهذا بيان محترز قوله‪ :‬بششأن شششرطا‪ .‬وعبششارة النهايششة‪ :‬وخششرج بقششوله مششا لششو‬
‫شرط‪ ،‬ما لو قال رهنتك الخ‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬فسد البيع( أي لتعليقه‪) .‬وقوله‪ :‬ل الرهن على الوجه(‬
‫أي ل يفسد الرهن‪ ،‬أي لعدم تأقيته‪ ،‬وفي النهاية‪ :‬والوجه فساده أيضا‪ .‬قال ع ش‪ :‬ووجششه الفسششاد‬
‫أن مثل هذا إذا وقع يكون مرادا به الشرط‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لنه( أي الرهن‪) .‬وقوله‪ :‬لم يشششترط فيششه(‬
‫أي عقد الرهن شيئا‪ .‬قال سم‪ :‬لك أن تقول كيف يقال لم يشرط فيه شئ‪ ،‬ومعنى العبارة كما تششرى‬
‫رهنتك بشرط أن يكون مبيعا منك عند انتفاء الوفاء ؟ ل يقال صورة المسألة تراخششي هششذا القششول‬
‫عن صيغة الرهن‪ ،‬لنا نقول‪ :‬ذاك بديهي الصحة‪ ،‬ل يحتاج إلى التنبيه عليه‪ ،‬ويكون قول السبكي‬
‫‪ -‬فيما يظهر ‪ -‬ل معنى له‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وله الخ( هذا ثمرة الرهشن وفشائدته )قشوله‪ :‬طلشب بيعشه( أي‬
‫من الراهن )قوله‪ :‬أو طلب قضاء دينه( أي من غير المرهششون )قششوله‪ :‬ول يلششزم( هششو مششن ألششزم‪،‬‬
‫فالفاعل يعود على المرتهن‪ .‬وقوله‪ :‬الراهششن‪ :‬مفعششول أول‪ ،‬والششبيع‪ :‬مفعششول ثششان )قششوله‪ :‬بششل إنمششا‬
‫يطلب المرتهن( إظهار في مقام الضمار‪) .‬وقوله‪ :‬أحد المرين( هما بيعه‪ ،‬والتوفية مششن غيششره‪.‬‬
‫قششال فششي النهايشة‪ :‬وفهششم مشن طلششب أحشد المريشن أن للراهششن أن يختشار الششبيع والتوفيششة مشن ثمششن‬
‫المرهون‪ ،‬وإن قدر على التوفية من غيره‪ ،‬ول نظر لهذا التأخير‪ ،‬وإن كان حششق المرتهششن واجبششا‬
‫فورا‪ ،‬لن تعليقه ألحق بعين الرهن رضا منششه باسششتيفائه منششه وطريقششه الششبيع‪ .‬ا‍ه )قششوله‪ :‬إن حششل‬
‫دين( أي ابتداء أو طرأ حلوله‪ ،‬إذ قبل الحلول‪ :‬ل تتوجه المطالبة‪ .‬ا‍ه‪ .‬فتششح الجششواد )قششوله‪ :‬وإنمششا‬
‫يبيع الراهن( أي‪ :‬أو وكيله )قوله‪ :‬بإذن المرتهن( فإن عجز عن استئذانه واسششتأذن الحششاكم‪ :‬صششح‬
‫بيعه‪ ،‬لكن ل يتصرف في ثمنه‪ ،‬لتعلق حق الغير به‪ .‬وفائدة البيع‪ :‬استراحته من النفقة عليه مثل‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬بجيرمي )قوله‪ :‬عند الحاجة( هو ساقط من عبارة فتح الجششواد‪ ،‬وهششو الولششى‪ ،‬وإن كششان ثابتششا‬
‫في متن المنهج‪ .‬إذ يللراهن بيعششه بششإذن المرتهششن مطلقششا‪ ،‬كششانت لششه حاجششة أو ل‪ ،‬كحلششول الششدين‪،‬‬
‫وإشراف الرهن على الفساد )قوله‪ :‬لن الخ( علة لكونه إنما يكون بششإذن المرتهششن‪ .‬وقششوله لششه أي‬
‫للمرتهن‪ ،‬وقوله فيه‪ :‬أي في المرهون )قوله‪ :‬ويقدم المرتهن بثمنه الخ( وذلك لن حقه متعلششق بششه‬
‫وبالذمة‪ ،‬وحقهم متعلق بالذمة فقط‪ .‬ا‍ه‪ .‬شششرح المنهششج )قششوله‪ :‬فششإن أبششى المرتهششن الذن‪ ،‬قششال لششه‬
‫الحاكم الخ( أي دفعا لضرر الراهن‪ .‬قال في التحفة‪ :‬فإن أصر‪ :‬باعه الحاكم‪ ،‬أو أذن للراهششن فششي‬
‫بيعه‪ ،‬ومنعه من التصرف في ثمنه‪ ،‬إل إذا أبى أيضا من أخذ دينه منه‪ ،‬فيطلق للراهن التصششرف‬
‫فيه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويجبر راهن( يقرأ الفعل بالبناء للمجهول‪) .‬وقوله‪ :‬أي يجبره الحششاكم( أي يلزمششه‬
‫)قوله‪ :‬على أحد المرين( هما بيع المرهون ليوفي منه‪ ،‬ووفاء الدين من غيره )قوله‪ :‬إذا امتنششع(‬
‫أي الراهن مما طلبه منه المرتهششن )قششوله‪ :‬بششالحبس( متعلششق بيجششبره‪) .‬وقششوله‪ :‬وغيششره( أي غيششر‬
‫الحبس مما يراه الحاكم‪ ،‬كالتعزير )قوله‪ :‬فإن أصر( أي الراهن‪ :‬أي دام على المتنششاع ولششم ينفششع‬
‫إجبار الحاكم‪ .‬وفي التحفة مششا نصششه‪ :‬وقضششية المتششن وغيششره أن القاضششي ل يتششولى الششبيع إل بعششد‬
‫الصرار على الباء‪ :‬وليس مراد أخذا من قولهم فشي التفليشس‪ ،‬إنشه بالمتنشاع مشن الوفشاء‪ :‬يخيشر‬
‫القاضي بين توليه للبيع‪ ،‬وإكراهه عليه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أو كان غائبا( هذه معطوف على أصر‪ ،‬وهو‬
‫مرتب على إجبار الحاكم‪ ،‬فهذا مرتب عليه أيضا‪ ،‬وإجبار الحاكم إيشاه يقتضششي أنششه حاضشر ليششس‬
‫بغائب‪ ،‬والفرض أنه غائب‪ ،‬فالمناسب أن يجعله تنظيرا‪ :‬بأن يقول‪ ،‬كما لو كششان غائبششا‪) ،‬وقششوله‪:‬‬
‫وليس له( أي للراهن‪ ،‬ممتنعا كان‪ ،‬أو غائبا‪ .‬وقوله ما يوفي منه‪ :‬أي شئ يششوفي ذلششك الششدين منششه‬
‫غير المرهون‪ ،‬فإن كان له ما يوفي منه‬

‫] ‪[ 75‬‬

‫غيره‪ :‬ل يتعين بيعه‪ .‬في النهاية ما نصه‪ :‬أفتى السبكي بأن للحاكم بيع مششا يششرى بيعششه مشن‬
‫المرهون وغيششره عنششد غيبششة المششديون أو امتنششاعه‪ ،‬لن لششه وليششة علششى الغششائب‪ ،‬فيفعششل مششا يششراه‬
‫مصششلحة‪ ،‬فششإن كششان للغششائب نقششد حاضششر مششن جنششس الششدين‪ ،‬وطلششب المرتهششن‪ :‬وفششاه منششه‪ ،‬وأخششذ‬
‫المرهون‪ ،‬فإن لم يكن له نقد حاضششر‪ ،‬وكششان بيششع المرهششون أروج‪ ،‬وطلششب المرتهششن‪ :‬بششاعه دون‬
‫غيره‪ ،‬ولو لم يجد المرتهن عند غيبة الراهن بينة‪ ،‬أو لم يكن ثم حاكم في البلد‪ ،‬فلششه بيعششه بنفسششه‪،‬‬
‫كالظافر بغير جنس حقه‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحذف )قوله‪ :‬باعه عليه( أي قهرا عليه )قششوله‪ :‬بعششد ثبششوت الششدين(‬
‫أي ببينة‪) .‬وقوله ملك الراهن( أي وبعد ثبوت أن العين المرهونة ملششك للراهششن‪ .‬وقششد يقششال‪ :‬اليششد‬
‫عليه للمرتهن‪ ،‬فيكفي إقراره بأنه ملك للراهن‪) .‬وقوله والرهن( أي وبعشد ثبششوت أنهششا رهششن عنشد‬
‫المرتهن‪ ،‬لحتمال كونها وديعة مثل‪) .‬وقوله وكونه بمحل وليته( أي وبعششد ثبششوت كششون الرهششن‬
‫بمحل ولية القاضي‪ ،‬فالضمير يعود على الرهن‪ ،‬بمعنششى المرهششون )قششوله‪ :‬وقضششى الششدين الششخ(‬
‫معطوف على باعه )قوله‪ :‬دفعا لضرر المرتهن( تعليششل لششبيع القاضششي المرهششون )قششوله‪ :‬ويجشوز‬
‫للمرتهن الخ( أي كما يجوز له طلب البيع من الراهن وطلب قضاء الدين )قوله‪ :‬فششي ديششن حششال(‬
‫مثله المؤجل‪ ،‬إل أنه ل يشترط فيه أن يكون البيع بحضرة الراهن ‪ -‬كما سششتعرفه ‪) -‬قششوله‪ :‬بششإذن‬
‫الراهن( أي في بيعه‪ ،‬ومحله إذا قال له بعه لي‪ ،‬أو أطلق‪ ،‬فإن قال بعه لك‪ :‬لم يصح‪ ،‬للتهمة‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫بجيرمي نقل عن ابن حجر )قوله‪ :‬بخلفه في غيبته( أي بخلف البيع في غيبشة الراهششن‪ ،‬فششإنه ل‬
‫يصح‪ ،‬وذلك لنه يبيعه لغرض نفسه‪ ،‬فيهتم بترك الحتياط )قوله‪ :‬نعشم الشخ( اسششتدراك مشن قششوله‬
‫بخلفششه فششي غيبتششه‪) .‬وقششوله إن قششدر لشه الثمششن( أي قششدر الراهششن للمرتهششن الثمششن الششذي يبششاع بششه‬
‫المرهون‪ ،‬كعشرة ومثله ما لو كان الدين مؤجل‪ ،‬وأذن له في البيع حال‪ ،‬أو كششان ثمششن المرهششون‬
‫ل يفي بالدين‪ ،‬والستيفاء من غيره متعذر‪ ،‬أو متعسر بفلس أو غيره‪) .‬وقوله‪ :‬صششح مطلقششا(‪ ،‬أي‬
‫سواء كان الراهن حاضرا أو غائبا )قششوله‪ :‬ولشو شششرطا( أي الراهششن والمرتهششن فششي عقششد الرهششن‬
‫)قوله‪ :‬أن يبيعه( أي المرهون )قوله‪ :‬عند المحل( بكسر الحاء‪ :‬أي حلول الدين )قوله‪ :‬جاز بيعه(‬
‫أي الثالث للمرهون‪ ،‬والمناسب جاز الشرط‪ ،‬وصح البيع‪ ،‬وعلله في التحفة‪ :‬بأنه ل محذور فيششه‪.‬‬
‫وقوله بثمن مثل حال‪ :‬أي ومن نقد البلد‪ ،‬فإن أخل بشئ من هذه الثلثة‪ :‬لششم يصششح الششبيع‪ ،‬لكششن ل‬
‫يضر النقص عن ثمن المثل بما يتغابن به الناس‪ ،‬لنهم يتسامحون به‪ .‬ا‍ه‪ .‬شششرح المنهششج )قششوله‪:‬‬
‫ول يشترط مراجعة الراهن( أي مراجعة الثالث المأذون له في البيع الراهن‪ ،‬فالمصششدر مضششاف‬
‫إلى مفعوله بعد حذف الفاعل )قوله‪ :‬لن الصل بقاء إذنه( أي إذن الراهن الششذي تضششمنه الشششرط‬
‫)قوله‪ :‬بل المرتهن( أي بل يشترط مراجعششة المرتهششن‪ .‬وفششي شششرح المنهششج‪ :‬أمششا المرتهششن‪ ،‬فقششال‬
‫العراقيون يشترط مراجعته قطعا‪ ،‬فربما أمهل أو أبرأ‪ .‬وقال المام‪ :‬ل خلف أنه ل يراجششع‪ ،‬لن‬
‫غرضه توقية الحق‪ ،‬والمعتمد الول‪ ،‬لن أنه في البيع قبل القبض‪ :‬ل يصح‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬لنه( أي‬
‫المرتهن‪) .‬وقوله‪ :‬قد يمهل( أي الراهن الذي هو المشدين‪) .‬وقشوله ويشبرئ( أي يسشامح فشي الشدين‬
‫الذي له )قوله‪ :‬وعلى مالكه( أي المرهون‪) .‬وقوله من راهن أو معير( بيان للمالششك‪) .‬وقششوله‪ :‬أي‬
‫للراهن(‪ ،‬وهو متعلق بمعير )قوله‪ :‬مؤنة للمرهون( المراد بها ما يسمى في العرف مؤنششة‪ ،‬وهششي‬
‫التي يكون بها بقاؤه‪ ،‬فخششرج حينئذ أجششرة الفصششد‪ ،‬والحجامششة‪ ،‬وتوديششج دابششة‪ ،‬وهششو كالفصششد فششي‬
‫الدمي‪ ،‬والمعالجة بالدوية‪ ،‬فل تجب عليه‪ ،‬لنها ل تسمى مؤنا عرفا )قشوله‪ :‬كنفقشة رقيشق الششخ(‬
‫تمثيل للمؤنة‪) .‬وقوله‪ :‬وعلف دابة( أي وأجششرة سششقي أشششجار‪ ،‬وجششذاذ ثمششار‪ ،‬وتجفيفهششا‪) .‬وقششوله‪:‬‬
‫ومكان حفظ( أي وأجرة المكان الذي يحفظ فيه المرهون‪ ،‬ومثل ذلك‪ :‬أجرة نفس الحفظ‪ .‬وعبششارة‬
‫التحفة‪ :‬ومنها أجرة حفظه‪ ،‬وسقيه‪ ،‬وجذاذه‪ ،‬وتجفيفه‪ ،‬ورده إن أبق‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وإعششادة مششا يهششدم(‬
‫أي وكإعادة الدار المرهونة التي قد هدمت )قوله‪:‬‬

‫] ‪[ 76‬‬

‫إجماعا( مرتبط بالمتن‪ :‬أي هي على المالك إجماعا‪) .‬وقوله‪ :‬خلفا لما شذبه الخ( أي مششن‬
‫أن المؤنة على المرتهن‪ .‬ا‍ه‪ .‬مغني‪) .‬وقوله‪ :‬الحسن( أي البصري‪ ،‬كما في النهاية‪ ،‬وفي التحفششة‪:‬‬
‫الحسن البصري‪ ،‬أو الحسن بشن صششالح‪ ،‬فهششو مششتردد فششي ذلششك )قشوله‪ :‬فششإن غشاب أو أعسششر( أي‬
‫المالك‪) .‬وقوله‪ :‬راجع المرتهن الحاكم( وفي القليوبي‪ ،‬ولو تعذرت المؤنة مششن الراهششن لغيبتششه أو‬
‫إعساره‪ :‬ماله الحاكم من ماله ‪ -‬إن رأى له مال‪ ،‬وإل فيقششترض عليششه‪ ،‬أو يششبيع جششزءا منششه‪ .‬ولششو‬
‫ماله المرتهن‪ :‬رجع إن كان بإذن الحاكم )قششوله‪ :‬ولششه النفششاق بششإذنه( أي للمرتهششن أن ينفششق علششى‬
‫المرهون بإذن الحاكم‪) .‬وقوله‪ :‬ليكون( أي المرهون رهنششا بالنفقششة‪) .‬وقششوله‪ :‬أيضششا( أي كمششا أنششه‬
‫رهن بالدين )قشوله‪ :‬فشإن تعشذر اسشتئذانه( أي الحشاكم لفقشده مثل‪) ،‬وقشوله‪ :‬وأششهد( أي المرتهشن‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬بالنفاق( أي على إنفاقه للمرهون‪) .‬وقوله‪ :‬رجع( أي كفى ذلك‪ ،‬ورجع على المالششك بمششا‬
‫أنفقه )قوله‪ :‬وإل( أي وإن لم يتعذر استئذانه‪ :‬بأن سهل ولشم يسشتأذن‪ ،‬سشواء ششهد أم ل‪ ،‬أو تعشذر‬
‫ولم يشهد‪ ،‬فالنفي راجع للمعطوف‪ ،‬والمعطوف عليه‪ .‬ويستخرج مششن ذلششك ثلث صششور‪ .‬وقششوله‪:‬‬
‫فل‪ :‬أي فل يرجع بما أنفقه في الصور الثلث المذكورة )قششوله‪ :‬وليششس لششه الششخ( أي يحششرم عليششه‬
‫ذلك‪ ،‬ول ينفذ منه شئ من التصرفات‪ ،‬إل إعتششاق الموسششر‪ ،‬وإيلده‪ ،‬فينفششذان منششه‪ ،‬ويغششرم قيمتششه‬
‫وقت إحباله وإعتاقه‪ ،‬وتكون رهنا مكانه بغير عقد‪ ،‬لقيامها مقامه‪) .‬وقوله‪ :‬بعد لزوم الرهششن( أي‬
‫وهو يحصل بالقبض‪ ،‬كما مر )قوله‪ :‬ورهن لخر( أي ليس له رهنه لخر غير المرتهششن الول‪،‬‬
‫وليس له أن يرهنه للول أيضا بدين آخشر‪ ،‬لنشه مششغول‪ ،‬والمششغول ل يششغل‪ ،‬ويصشح الرهشن‬
‫فوق الرهن بالدين الواحد‪ ،‬ولذا قال ابن الوردي‪ :‬والرهن فوق الرهن بالدين ل الدين فششوق الششدين‬
‫بالرهين )قوله‪ :‬لئل يزاحم المرتهن( تعليل لعدم صحة رهن المرهون لخششر‪ :‬أي ل يصششح ذلششك‪،‬‬
‫لئل يزاحم ذلك الخششر المرتهششن الول فششي حقششه‪ ،‬فيفششوت مقصششود الرهششن‪ .‬ويصششح قششراءة الفعششل‬
‫بصششيغة المبنششي للمجهششول‪ ،‬وبصششيغة المبنشي للفاعشل‪ ،‬فهشو بفتشح الحششاء وكسششرها )قشوله‪ :‬ووطشئ‬
‫للمرهونة( أي وليس للمالك وطئ للمة المرهونة‪ .‬قال في النهايششة‪ :‬نعششم‪ ،‬لششو خششاف الزنششا لششو لششم‬
‫يطأها‪ :‬فله وطؤها‪ ،‬فيما يظهر‪ ،‬لنه كالمضطر‪ .‬ا‍ه )قششوله‪ :‬بل إذنششه( ظششاهر صششنيعه أنششه متعلششق‬
‫بوطئ فقط‪ ،‬مع أنه متعلق بجميع ما قبله‪ :‬من البيع‪ ،‬والوقف‪ ،‬والرهششن‪ .‬ولششو قششدم الغايششة ‪ -‬أعنششي‬
‫قوله وإن لششم تحبششل عليششه ‪ -‬لمكششن رجششوعه للجميششع‪ .‬وعبششارة شششرح المنهششج‪ :‬ويجشوز التصششرف‬
‫المذكور مع المرتهن ومششع غيششره بششإذنه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهششي ظششاهرة )قششوله‪ :‬وإن لششم تحبششل( غايششة لحرمششة‬
‫وطئها‪ :‬أي ل يجوز وطئ المة المرهونة‪ ،‬وإن لم تكن ممن تحبل كأن كششانت صششغيرة‪ ،‬أو آيسششة‬
‫)قوله‪ :‬حسما للباب( عبارة التحفة‪ :‬وذلششك لخشوف الحبششل فيمششن يمكششن حبلهششا‪ ،‬وحسششما للبششاب فششي‬
‫غيرها‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال في المصباح‪ :‬حسم من باب ضرب‪ ،‬فانحسم‪ :‬بمعنششى قطعششه‪ ،‬فششانقطع‪ ،‬وحسششمت‬
‫العرق‪ ،‬علشى حشذف مضشاف‪ .‬والصشل‪ :‬حسشمت دم العشرق‪ ،‬إذا قطعتشه ومنعتشه السشيلن بشالكي‬
‫بالنار‪ .‬ومنه قيل للسيف حسام‪ ،‬لنه قاطع لما يأتي عليه‪ .‬وقولهم حسما للبششاب‪ :‬أي قطعششا للوقششوع‬
‫قطعا كليا‪ .‬ا‍ه‪ ،‬أي أنه إنما منع من وطئها‪ ،‬ولششو لششم تحبششل‪ ،‬قطعششا لبششاب الششوطئ‪ :‬أي للوقششوع فششي‬
‫الوطئ قطعا كليا )قوله‪ :‬بخلف سائر التمتعات( كالمعانقة‪ ،‬والمفاخششذة‪ ،‬والقبلششة )قششوله‪ :‬فتحششل إن‬
‫أمن الوطئ( فإن لم يأمنه‪ :‬فل تحل )قوله‪ :‬وتزويششج( أي وليششس لششه تزويششج أمتششه المرهونششة علششى‬
‫غيره‪ ،‬فإن زوج‪ :‬فالنكاح باطل‪ .‬وخرج بقوله تزويج‪ :‬ما لششو راجششع أمتششه المطلقششة علششى زوجهششا‪،‬‬
‫فإنها صحيحة‪ ،‬لتقدم حق الزوج )قوله‪ :‬لنقصه( أي التزويج القيمة‪ ،‬وهو علة لعدم‬
‫] ‪[ 77‬‬

‫صحة التزويج المذكور )قوله‪ :‬لمنه( أي له‪ .‬فمششن‪ :‬بمعنششى اللم‪ ،‬أي ل إن كششان التزويششج‬
‫منه‪ ،‬أي للمرتهن نفسه )قوله‪ :‬إن جاوزت مدتها المحل( بكسر الحاء‪ :‬أي زمن الحلول‪ ،‬بأن كششان‬
‫الدين حال أو مؤجل يحل قبل انقضائها‪ ،‬أي مدة الجششارة‪ :‬فتبطششل مششن أصششلها‪ ،‬وإن جوزنششا بيششع‬
‫المؤجر‪ .‬وإنما لم تصح الجارة حينئذ‪ :‬لنها تنقص القيمشة‪ ،‬أي وتقلشل الرغبشات‪ ،‬فشإن كشان يحشل‬
‫بعد انقضائها‪ ،‬أو معه‪ :‬صششحت‪ ،‬إن لششم تششؤثر نقصششا فششي القيمششة‪ ،‬ولششم يطششل تفريششغ المششأجور بعششد‬
‫الحلول‪ ،‬وكان المستأجر عششدل‪ ،‬أو رضششي بششه المرتهششن‪ ،‬لنتفششاء المحششذور حالششة الششبيع‪ .‬ا‍ه‪ .‬فتششح‬
‫الجششواد )قششوله‪ :‬ويجششوز لششه( أي للمالششك‪ :‬راهنششا كششان‪ ،‬أو معيششرا‪) .‬وقششوله‪ :‬النتفششاع( أي الششذي ل‬
‫ينقصه‪ ،‬أي مع عدم استرداده من المرتهن إن أمكن النتفاع الششذي يريششده منششه عنششده‪ :‬كششأن يكششون‬
‫عبدا يخيط وأراد منه الخياطشة‪ ،‬أو مشع اسششترداده منشه إن لششم يمكششن ذلشك عنششده‪ ،‬كششأن يكششون دارا‬
‫يسكنها‪ ،‬أو دابة يركبهشا‪ ،‬أو عبشدا يخشدمه‪ ،‬لكشن يشرده إلشى المرتهشن ليل‪ ،‬ويششهد عليشه المرتهشن‬
‫بالسترداد للنتقاع شاهدين في كل استردادة‪) .‬وقوله‪ :‬بشالركوب( لشو قششال بنحششو الركششوب‪ ،‬لكششان‬
‫أولى‪ .‬والمراد به‪ :‬أن يكون في البلد‪ ،‬وإن اتسعت جدا‪ ،‬لمتناع السفر به‪ ،‬وإن قصر بل إذن‪ ،‬إل‬
‫لضرورة‪ :‬كنهب‪ ،‬أو جدب )قوله‪ :‬ل بالبناء والغرس( أي ل يجوز له النتفاع بهما‪ ،‬وذلك لنهما‬
‫ينقصان قيمة الرض‪ ،‬لكونها مشغولة بالبناء والغرس الخارجين عن الرهن‪ ،‬لن حق المرتهششن‪:‬‬
‫تعلق بالرض خالية منهما‪ ،‬فتباع للدين وحدها مع كونها مشغولة بهما )قوله‪ :‬نعم‪ :‬لو كان الششدين‬
‫الخ( استدراك من عدم جواز النتفاع بالبناء والغرس )قوله‪ :‬وقال( أي المالششك )قششوله‪ :‬فلششه ذلششك(‬
‫أي النتفاع بالبناء والغرس‪ ،‬ومحله‪ :‬ما لم تنقص قيمة الرض بالقلع‪ ،‬ولششم تطششل مششدته‪ .‬ا‍ه‪ .‬ح ل‬
‫)قوله‪ :‬وأما وطئ المرتهن الخ( مقابل لمحشذوف‪ :‬أي مشا تقششدم مششن التفصشيل فشي الشوطئ بيششن أن‬
‫يكون بإذن المرتهن‪ ،‬فيصششح‪ ،‬وبيششن أن ل يكششون بششإذنه‪ ،‬فل يصششح بالنسششبة للراهششن‪ .‬أمششا بالنسششبة‬
‫للمرتهن‪ ،‬فل يصح منه رأسا‪ ،‬فلو فعله‪ :‬كان زنا )قوله‪ :‬فزنا( أي فهششو زنششا‪) .‬وقششوله‪ :‬حيششث علششم‬
‫التحريم( أي وحيث ل شبهة‪ ،‬فششإن جهششل التحريششم‪ ،‬أي تحريششم الزنششا‪ ،‬بششوطئ المرهونششة لظنششه أن‬
‫الرتهان مبيح للوطئ وعذر‪ ،‬بأن قرب إسلمه‪ ،‬ولم يكن مخالطا لنا بحيث ل يخفششى عليششه ذلششك‪،‬‬
‫أو نشأ ببادية بعيدة عن العلماء بذلك‪ ،‬أو كان الوطئ شبهة بأن ظنهششا زوجتششه أو أمتششه‪ :‬فل يحششد‪،‬‬
‫لنه ليس زانيا‪ ،‬ويلزمه المهر فقط‪ ،‬والولد حر نسيب‪ ،‬وعليششه قيمششة الولششد لمالكهششا لتفششويته الششرق‬
‫عليه )قوله‪ :‬فعليه الحد( أي فعلى الواطئ الذي هششو المرتهششن الحششد‪ ،‬لنششه زان‪) .‬وقششوله‪ :‬ويلزمششه‬
‫المهر( أي مهر ثيب إن كانت ثيبا‪ ،‬ومهر بكر إن كانت بكششرا‪ ،‬وأرش بكشارة إن لششم يشأذن لشه فششي‬
‫الوطئ‪ ،‬وإل لششم يجششب الرش‪ .‬ا‍ه‪ .‬شششوبري‪) .‬وقششوله‪ :‬مششا لششم تطششاوعه عالمشة بششالتحريم( صششادق‬
‫بصورتين‪ ،‬عدم مطاوعتها له أصل‪ :‬بأن أكرهها‪ ،‬ومطاوعتها له مع جهلها بششالتحريم‪ ،‬كأعجميششة‬
‫ل تعقل‪ .‬واحترز به‪ :‬عما إذا طاوعته عالمة بالتحريم‪ ،‬فششإنه ل مهششر لهششا )قششوله‪ :‬ومششا نسششب إلششى‬
‫عطاء من تجويزه الوطئ( أي وطئ المرتهن المة المرهونششة‪) .‬وقششوله‪ :‬ضششعيف جششدا( خششبر مششا‬
‫)قوله‪ :‬بل قيل إنه( أي ما نسب لعطاء )قوله‪ :‬عن الحكم الخ( أي من الضمان وعدمه‪ .‬وقوله مششن‬
‫ارتهان الحلى‪ :‬بيان لما‪ ،‬أي توثقة لما يقرضنه من أموالهن‪) .‬وقوله‪ :‬مع الذن( أي مششن الراهششن‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬في لبسها( أي الحلي‪ .‬والمناسب تذكير الضمير )قوله‪ :‬لن ذلك( أي الرتهان مع اللبس‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬في حكم إجارة فاسدة( أي وهو عدم الضمان )قششوله‪ :‬معلل ذلششك( أي كششون مششا ذكششر فششي‬
‫حكم‬

‫] ‪[ 78‬‬

‫الجارة الفاسدة )قوله‪ :‬ل تقرض مالها إل لجل الخ( أي فهششو فششي مقابلششة الرهششن واللبششس‬
‫)قوله‪ :‬فجعل ذلك( أي قرض النسوة مالهن‪) .‬وقوله‪ :‬عوضا فاسششدا( أي لعششدم الصششيغة‪ ،‬ولن مششا‬
‫ذكر ل يصح أن يكون عوضا‪) .‬وقوله‪ :‬في مقابلة اللبس( أي لبس الحلي المرهون‪ ،‬والنسب في‬
‫مقابلة الرتهان واللبس )قوله‪ :‬ولو اختلفا الخ( شروع في الختلف في الرهششن ومششا يتبعششه‪ ،‬وقششد‬
‫عقد المنهاج له فصل مستقل )قوله‪ :‬في أصل رهن( أي رهن تبرع‪ ،‬وهشو الششذي لششم يشششترط فششي‬
‫بيع أو رهن مشروط في بيع )قوله‪ :‬كأن قال( أي الدائن الذي هو المرتهن‪) .‬وقوله‪ :‬رهنتني كذا(‬
‫أي ثوبا‪ ،‬أو حليا‪ ،‬أو عبدا‪ ،‬أو غير ذلك‪) .‬وقوله‪ :‬فأنكر الخر( أي أصل الرهن‪ ،‬وقال لم أرهنششك‬
‫شيئا‪ .‬وهذا الذي وضشعته عنشدك مثل وديعشة‪ .‬وتسشميته حينئذ راهنشا‪ :‬بحسشب زعشم المرتهشن‪ ،‬أو‬
‫بحسب الصورة )قوله‪ :‬أو في قدره( أي أو في عينه‪ ،‬كأن قال رهنتي هذا العبد‪ ،‬فقال بششل الثششوب‬
‫أو صفته كقدر الجل‪) .‬وقوله‪ :‬أي المرهون( في كلمه استخدام‪ ،‬لنششه ذكششر الرهششن أول بمعنششى‬
‫العقد‪ ،‬وأعاد عليه الضمير بمعنى المرهون )قوله‪ :‬أو قششدر المرهششون بششه( أي أو اختلفششا فششي قششدر‬
‫المرهون به‪ :‬أي الدين الذي رهن هذا الشئ فيه‪ ،‬أي أو في عينه كدراهم ودنانير‪ ،‬أو صفته‪ :‬كأن‬
‫يدعي المرتهن أنه رهن على المائة الحالة‪ ،‬فيستحق الن بيعه‪ ،‬وادعى الراهن أنه على المؤجل‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬كبألفين( أي كأن قشال المرتهشن رهنتنشي الرض‪ ،‬أو العبشد بشألفين‪ ،‬فقشال لشه الراهشن بشل‬
‫بألف‪ ،‬وفائدة ذلك‪ :‬انفكاك الرهن بأداء اللف على أن القول قول الراهششن‪ ،‬وعششدم انفكششاكه بأدائهششا‬
‫على أن القول قول المرتهن )قوله‪ :‬صدق راهن بيمينه( جواب لو‪ .‬وفي سم ما نصششه‪ :‬فششي شششرح‬
‫العباب قال الزركشي‪ :‬والكلم فشي الختلف بعشد القبشض‪ ،‬لنشه قبلشه ل أثشر لشه فشي تحليشف ول‬
‫دعوى‪ ،‬ويجوز أن تسمع فيه الدعوى‪ ،‬لحتمال أن ينكل الراهن‪ ،‬فيحلف المرتهن‪ ،‬ويلزم الراهن‬
‫بإقباضه له‪ ،‬كما ذكره في الحوالة والقرض ونحوهما‪ .‬ا‍ه‪ .‬اعتمده م ر‪ :‬هذا الحتمشال‪ .‬ا‍ه )قشوله‪:‬‬
‫وإن كان المرهون بيد المرتهن( غاية لتصديق الراهن‪ ،‬وهي للرد علششى القششول الضششعيف القششائل‪:‬‬
‫إذا كششانت العيششن بيششد المرتهششن‪ :‬فهششو المصششدق‪ ،‬ترجيحششا لششدعواه بيششده ‪ -‬كمششا فششي الششدميري ‪ -‬ا‍ه‪.‬‬
‫بحيرمي‪) .‬قوله‪ :‬لن الصل عششدم الششخ( وإن لششم يششبين الراهششن جهششة كششونه فششي يششده‪ ،‬وهششو تعليششل‬
‫لتصديق الراهن )قوله‪ :‬ولو ادعى مرتهن هشو( أي ذلششك المرهششون‪) .‬وقشوله‪ :‬بيششده( أي المرتهششن‪.‬‬
‫ومثل ذلك‪ :‬ما إذا كان بيد الراهن‪ ،‬وقششال المرتهششن رهنتنششي إيششاه‪ ،‬وأخششذته منششي للنتفششاع بششه مثل‬
‫)قوله‪ :‬أنه الخ( المصدر المؤول مفعول ادعى‪ ،‬وضميره يعود على المرهون ويصح عوده علششى‬
‫المرتهن )وقوله‪ :‬قبضه بالذن( أي إذن الراهن )قوله‪ :‬وأنكره الراهششن( أي أنكششر القبششض بششالذن‬
‫)قوله‪ :‬صدق( أي الراهن‪ ،‬لن الصل‪ :‬عدم لزوم الرهن‪ ،‬وعدم إذنه في القبض عن الرهن‪ .‬قال‬
‫ع ش‪ :‬وعليه فلو تلفت في هذه الحالة في يد المرتهن ‪ -‬فهششل يلزمششه قيمتهششا وأجرتهششا أم ل ؟ فيششه‬
‫نظر‪ .‬والقرب‪ :‬الثاني‪ .‬لن يمين الراهن‪ :‬إنما قصد به دفششع دعششوى المرتهششن لششزوم الرهششن‪ ،‬ول‬
‫يلزم من ذلك ثبوت الغصب ول غيره‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وقال أديته عششن ألششف الرهششن( أي أو عششن ألششف‬
‫الكفيل )قوله‪ :‬صدق( أي من قال ذلك )قوله‪ :‬لن المؤدي أعرف بقصده وكيفيته( أي الداء‪ .‬قششال‬
‫ع ش‪ :‬ومن ذلك ما لو اقترض شيئا ونذر أن للمقرض كذا ما دام المال في ذمته أو شئ منه‪ ،‬ثششم‬
‫دفع له قدرا يفي بجميع المال‪ ،‬وقال قصدت بششه الصششل‪ :‬فيصششدق‪ ،‬ولششو كششان المششدفوع مششن غيششر‬
‫جنس الدين‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ومن ثم الخ( أي ومن أجل التعليل المذكور‪ ،‬وهو أن المؤدي‬

‫] ‪[ 79‬‬

‫أعلم بقصده وكيفية أدائه‪ ،‬يؤخذ أنه لو أدى لدائنه شششيئا وقصششد أنششه عششن دينششه‪ :‬وقششع عنششه‪.‬‬
‫وذلك لنه مؤد‪ ،‬وهو أعلم بقصده‪ .‬والظاهر أنه يقال هنا أيضششا إذا لششم ينششو شششيئا حششال الداء‪ ،‬ثششم‬
‫بعده نوى أنه عن الدين‪ :‬وقع عنه )قوله‪ :‬ثم إن لم ينو الخ( مرتبط بالمسششألة الولششى‪ ،‬أعنششي قششوله‬
‫من عليه ألفان‪ ،‬أي ثم إن لم ينو الدافع الششذي عليششه ألفششان وبأحششدهما رهششن أو كفيششل بششاللف الششتي‬
‫دفعها شيئا‪ :‬أي لم يلحظ حال الدافع أنها عن ألف الرهن أو غيرها )قوله‪ :‬جعله( أي ما أداه عما‬
‫شاء منهما‪ :‬أي من ألف الرهن‪ ،‬أو الكفيل‪ ،‬أو اللف الثانية التي فيها رهن ول كفيششل‪ ،‬فششإن جعلششه‬
‫عنهما‪ :‬قسط عليهما بالسوية‪ ،‬فإن مات قبل التعيين قام وارثه مقامه‪ .‬وقوله لن التعييششن إليششه‪ :‬أي‬
‫أمره موجه إليه‪ ،‬أي المؤدي‪) .‬خاتمة( نسأل ال حسنها‪ .‬من مات وعليه ديششن مسششتغرق أو غيششره‬
‫ل تعالى‪ ،‬أو لدمي‪ :‬تعلق بتركته كتعلق الدين بالمرهون‪ ،‬لن ذلك أحوط للميت‪ ،‬وأقرب لششبراءة‬
‫ذمته‪ ،‬فل ينفذ تصرف الوارث في شئ منها غير إعتاقه وإيلده إن كان موسرا كالمرهون سواء‬
‫أعلم الوارث الدين أم ل‪ ،‬لن ما تعلق بالحقوق‪ :‬ل يختلف بالعلم والجهل‪ ،‬ول يمنع التعلششق إرثششا‪،‬‬
‫ول يتعلق الدين بزوائد التركة الحادثة بعد المشوت‪ .‬ولشو تصشرف الشوارث ول ديشن‪ ،‬فظهشر ديشن‬
‫بنحو رد مبيع بعيب‪ :‬تلف ثمنه‪ ،‬ولم يسقط الدين بأداء أو إبششراء أو نحششوه‪ :‬فسششخ التصششرف‪ ،‬لنششه‬
‫كان سائغا له في الظاهر )قوله تتمة‪ :‬المفلس الخ( قد أفردها الفقهاء بكتاب مستقل‪ ،‬والصل فيششه‪:‬‬
‫ما رواه الدارقطني وصحح الحاكم إسناده أن النبي )ص( حجر على معششاذ‪ ،‬وبششاع مششاله فششي ديششن‬
‫كان عليه‪ ،‬وقسمه بين غرمائه‪ ،‬فأصابهم خمسة أسباع حقوقهم‪ ،‬فقششال النششبي )ص(‪ :‬ليششس لكششم إل‬
‫ذلك‪ ،‬ثم بعثه إلى اليمن‪ ،‬وقال لعل ال يجبرك ويؤدي عنششك دينششك‪ ،‬فلششم يششزل بششاليمن حششتى تششوفي‬
‫النبي )ص( )وقوله‪ :‬المفلس من عليه الخ( أي شرعا‪ ،‬وأما لغة‪ :‬فهششو المعسششر‪ .‬ويقشال مششن صشار‬
‫ماله فلوسا‪ ،‬والمفلس في الخرة‪ .‬من تعطى حسناته لسيئاته‪ ،‬كما في الحديث‪) ،‬وقششوله‪ :‬فيششن( أي‬
‫لزم‪ ،‬فل حجر بدين غير لزم‪ ،‬كمال كتابة‪ ،‬لتمكن المدين من إسقاطه‪) .‬وقششوله‪ :‬الدمششي( أي أو‬
‫ل تعالى‪ ،‬بشرط فوريته‪ ،‬فل حجر بدين ل تعالى غير فششوري‪ ،‬كنششذر مطلششق‪ ،‬وكفششارة لششم يعششص‬
‫بسببها‪ ،‬هذا ما جرى عليه شيخ السلم وابن حجر‪ .‬وفي المغني والنهاية‪ :‬عدم الحجر بديون ال‬
‫تعالى ل فرق فيها بين الفورية وغيرها‪) ،‬وقششوله‪ :‬حششال( فل حجششر بمؤجششل‪ ،‬لنششه ل يطششالب بششه‪.‬‬
‫وقوله زائد على ماله‪ :‬فل حجر بالمساوي لماله‪ ،‬أو الناقص عنه‪ .‬والمراد بماله‪ :‬ماله العينششي‪ ،‬أو‬
‫الدين الذي يتيسر الداء منه حال‪ ،‬بأن يكون على ملئ مقر أو عليه به بينة‪ ،‬بخلف نحو منفعششة‪،‬‬
‫ومغصوب‪ ،‬وغائب‪ ،‬ودين ليس كذلك‪ ،‬فل تعتبر الزيادة عليها‪ ،‬لنها بمنزلة العدم قال في التحفة‬
‫وأفهم قوله على ماله أنه إذا لم يكن له مال‪ :‬ل حجر عليه وبحث الرافعي‪ :‬الحجر عليششه منعششا لششه‬
‫من التصرف فيما عساه أن يحدث‪ :‬مردود بأن الصح أن الحجر إنما هششو علششى مششاله دون نفسششه‬
‫وما يحدث إنما يدخل تبعا ‪ -‬ل استقلل‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬يحجر عليه( جملة مستأنفة لبيان حكم المفلس‪،‬‬
‫يعني أن المفلس‪ :‬هو من عليه الخ‪ .‬وحكمه أنه يحجر عليه الخ‪ .‬ويصح كونها خبرا عن المفلششس‪،‬‬
‫واسم الموصول بعده بدل منه‪ ،‬والحاجر عليه الحاكم بلفظ يدل عليششه‪ :‬نحششو منعتششه مششن التصششرف‬
‫في أمواله‪ ،‬أو حجرت عليه فيها‪ ،‬أو أبطلت تصرفاته فيهششا )قششوله‪ :‬بطلبششه( أي ولششو بششوكيله‪ :‬بششأن‬
‫أثبت غرماؤه الدين عليه فطلب وحده‪ ،‬لن له فيه غرضا ظاهرا أما طلبه بدون ذلششك‪ :‬فل يششؤثر‪.‬‬
‫ا‍ه حجر )قوله‪ :‬أو طلب غرمائه( أي ولو بنششوا بهششم‪ ،‬كأوليششائهم‪ ،‬لن الحجششر لحقهششم‪ ،‬ول يحجششر‬
‫عليه بغير طلب منهم‪ ،‬لنه لمصلحتهم‪ ،‬وهم أصحاب نظر‪ .‬نعم‪ :‬لو ترك ولي المحجششور السششؤال‬
‫فعله الحاكم‪ ،‬وجوبا‪ ،‬نظرا لمصلحة المحجور عليه‪ ،‬ومثله مشا لشو كشان المسشجد‪ ،‬أو جهشة عامشة‪:‬‬
‫كالفقراء‪ ،‬أو المسلمين فيمن مات وورثششوه ولشه مششال علشى مفلششس والششدين ممشا يحجشر بشه )قشوله‪:‬‬
‫وبالحجر( الباء سببية‪) .‬وقوله يتعلق حق الغرماء بماله(‪ :‬أي عينا كان أو دينا‪ ،‬ولششو مششؤجرا‪ ،‬فل‬
‫يصح إبراؤه منه أو منفعة‪ ،‬فتؤجر أم ولده وما وقف‬

‫] ‪[ 80‬‬

‫عليه مرة بعد أخرى حتى يوفي ما عليه من الدين‪ .‬ويستثنى من ذلششك‪ :‬مشا لشو حجشر عليشه‬
‫في زمن خيار البيع‪ ،‬فإنه ل يتعلق حق الغرماء بالمعقود عليه‪ ،‬بل يجوز له الفسخ والجازة على‬
‫خلف المصلحة‪ .‬وخرج بحششق الغرمششاء‪ :‬حششق الش تعششالى غيششر الفششوري‪ ،‬علششى مششا مششر‪ ،‬كزكششاة‪،‬‬
‫وكفارة‪ ،‬ونذر‪ ،‬فل يتعلق بمال المفلس )قوله‪ :‬فل يصح تصرفه( أي المفلس فيه‪ :‬أي في ماله بما‬
‫يضرهم‪ :‬أي الغرماء‪ .‬وفي البجيرمي ما نصه‪ :‬ضابط ما ل يصح منه مششن التصششرفات‪ :‬هششو كششل‬
‫تصرف ما لي متعلق بالعين مفوت على الغرماء حقهم إنشائي في الحيشاة ابتشداء‪ ،‬فخشرج بالمشال‪:‬‬
‫نحو الطلق‪ ،‬وبالعين‪ :‬الذمة كالسلم‪ ،‬وبالمفوت‪ :‬ملكه من يعتق عليه بهبة أو إرث أو صداق لها‪،‬‬
‫بأن كانت محجورا عليهششا وجعششل مششن يعتششق عليهششا صششداقا لهششا أو وصششية‪ .‬وبالنشششاء‪ :‬القششرار‪،‬‬
‫وبالحياة‪ :‬التدبير والوصية ونحوهما وبالبتداء‪ :‬رده بعيب ونحوه‪ .‬قششال الذرعششي ولششه التصششرف‬
‫في نفقته وكسوته بأي وجه كان‪ .‬ق ل‪ .‬وقوله كوقف وهبة‪ :‬أي وإيلد على المعتمششد‪) ،‬قششوله‪ :‬ول‬
‫بيعه الخ( معطوف على تصرفه‪ :‬أي ول يصح بيع المفلس‪ ،‬ولو على غرمائه‪ ،‬وذلك لن الحجر‬
‫يثبت لجل الغرماء الحاضرين وغيرهم‪ .‬ومن الجائز أن يكون له غريم آخر‪ .‬والغاية للششرد علششى‬
‫القائل بصحة البيع حينئذ إن اتحذ جنس الدين‪ ،‬وباعهم بلفظ واحد‪ .‬وقوله بغير إذن القاضي ‪ -‬فإن‬
‫كان بإذنه‪ :‬صح )قوله‪ :‬ويصح إقراره الخ( أي فيقبل في حق الغرماء ما أقر به‪ ،‬فيأخذ المقششر لششه‬
‫العين المقر بها‪ ،‬ويزاحمهم في الدين‪) .‬وقوله‪ :‬بعيشن( أي مطلقشا أسشند وجوبهشا لمشا قبشل الحجشر‪،‬‬
‫أول‪) ،‬وقوله‪ :‬أو دين أسند وجوبه( أي ثبوته في ذمته لما قبل الحجر‪ ،‬فإن أسند وجششوبه لمششا بعششد‬
‫الحجر‪ ،‬وقيده بمعاملة أو لم يقيده بها ول بغيرها‪ ،‬أو لم يسند وجوبه لما قبل الحجر ول لما بعده‪:‬‬
‫لم يقبل إقراره في حقهم‪ ،‬فل يزاحمهم المقر له‪ .‬وأما في حقه‪ :‬فيقبل‪ ،‬فما أقر به‪ :‬يثبت فششي ذمتششه‬
‫)قوله‪ :‬ويبادر قاض ببيع ماله( أي ندبا‪ ،‬وقيل وجوبا‪ .‬وذلك لئل يطول زمشن الحجشر‪ ،‬ول يششرع‬
‫في المبادرة لئل يطمع فيه بثمن بخس‪ .‬ومششراده بالقاضششي‪ :‬قاضششي بلششد المفلششس‪ ،‬إذ الوليششة علششى‬
‫ماله‪ ،‬ولو بغير بلده‪ ،‬له تبعا للمفلس‪ .‬ومثل ماله‪ ،‬كما فششي ق ل‪ ،‬النششزول عششن الوظششائف بششدراهم‪.‬‬
‫)وقششوله‪ :‬ولششو مسششكنه وخششادمه( أي ومركششوبه‪ ،‬وإن احتاجهششا لمنصششبه‪ ،‬أو غيششره كزمانششة‪ ،‬لن‬
‫تحصيلها بالكراء يمكن‪ ،‬بل هو أسهل‪) .‬وقوله‪ :‬بحضرته مع غرمائه( أي والبيع المششذكور يكششون‬
‫بحضششرة المفلششس‪ ،‬أي أو نششائبه‪ ،‬وبحضششرة الغرمششاء‪ ،‬أي أو نششوابهم‪ ،‬وذلششك لن مششا ذكششر‪ :‬أطيششب‬
‫للقلوب‪ ،‬وأنفى للتهمة‪ ،‬ولن المفلشس قشد يشبين مشا فشي مشاله مشن العيشب فل يشرد‪ ،‬أو يشذكر صشفة‬
‫مطلوبة فتكثر فيه الرغبة‪ ،‬وهم قد يزيدون في الثمن )قوله‪ :‬وقسم ثمنه الششخ( معطششوف علششى بيششع‬
‫ماله‪ :‬أو ويبادر القاضي بعد البيع بقسم ثمنه بينهم‪ ،‬فهم مقدمون علششى غيرهششم‪ ،‬كمششا تقششدم ‪ -‬نعششم‪:‬‬
‫يقدم المفلس على الغرماء بمؤنته ومؤنة عياله ومؤن تجهيششز وتجهيزهششم ويششترك لششه ولهششم دسششت‬
‫ثوب يليق بهم‪ ،‬وهي بفتح الدال‪ :‬جملة من الثياب‪ ،‬وهي المسماة في عرف العامششة بالبدلششة‪ :‬وهششي‬
‫قميص‪ ،‬وسراويل‪ ،‬ومنديل ومكعب‪ :‬أي مداس‪ ،‬بكسر الميم وزاد فششي الشششتاء نحششو جبششة‪ ،‬وفششروة‬
‫ول يترك له فرش وبسط‪ ،‬ولكن يتسامح باللبد والحصير القليل القيمة‪ .‬ويششترك للعششالم‪ :‬كتبششه ‪ -‬إن‬
‫لم يكتف عنها بكتب الوقف‪ ،‬ويترك للجندي سلحه وخيله المحتششاج إليهمششا‪ ،‬إن لششم يكششن متطوعششا‬
‫بالجهاد‪ ،‬وإل فوفاء الدين له أفضل )قششوله‪ :‬كششبيع مششال الشخ( الكششاف للتنظيششر ‪ -‬يعنششي أن القاضششي‬
‫يبادر ببيع مال المفلس وقسمه‪ ،‬كما أنه له ذلك في مششال ممتنششع مششن أداء حششق وجششب عليششه أداؤه‪.‬‬
‫وعبارة النهاية‪ :‬وما ثبت للمفلس من بيع ماله‪ ،‬كما ذكر‪ ،‬رعايششة لحششق الغريششم‪ ،‬يششأتي نظيششره فششي‬
‫ممتنع عن أداء حق وجب عليه‪ :‬بأن أيسر وطالبه به صاحبه وامتنع من أدائه‪ ،‬فيأمر الحشاكم بشه‪،‬‬
‫فإن امتنع وله مال ظاهر وهو من جنس الدين‪ .‬وفى منه‪ ،‬أو مششن غيششره بششاع عليششه مششاله إن كششان‬
‫بمحل وليته‪ .‬ولكن يفارق الممتنع‪ :‬المفلس‪ ،‬في أنه ل يتعين على القاضي بيع ماله كالمفلس‪ ،‬بششل‬
‫له بيعه‪ ،‬كما تقرر‪ ،‬وإكراه الممتنع مع تعزيره بحبس أو غيره على بيع ما يفي بالدين مششن مششاله‪،‬‬
‫ل على بيعه جميعه مطلقا‪ .‬الخ‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ولقاض إكراه الخ( بيان لما يفارق فيه الممتنع المفلس‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬بالحبس( متعلق بإكراه‪) .‬وقوله‪ :‬وغيره( أي‬

‫] ‪[ 81‬‬

‫الحبس‪) .‬وقوله‪ :‬من أنواع التعزير( بيان لغير الحبس )قشوله‪ :‬ويحبششس مشدين مكلششف الشخ(‬
‫وإذا ادعى أنه معسر‪ ،‬أو قسم ماله بين غرمائه‪ ،‬أو أن ماله المعروف تلششف‪ ،‬وزعششم أنششه ل يملششك‬
‫غيره‪ ،‬وأنكر الغرماء ذلك‪ ،‬فإن لزمشه الشدين فشي معاملشة مشال‪ ،‬كششراء‪ ،‬أو قشرض‪ ،‬فعليشه البينشة‬
‫بإعساره في الولى‪ ،‬وبأنه ل يملك غيره في الثانية‪ ،‬لن الصل‪ :‬بقاء ما وقعششت عليششه المعاملششة‪،‬‬
‫وبالتلف في الثالثة‪ :‬وإن لم يلزمه في معاملة مال‪ ،‬كصداق وضمان وإتلف‪ ،‬ولشم يعهششد لشه مششال‪:‬‬
‫صدق بيمينه في الصح‪ ،‬لنه خلق‪ ،‬ول مال له‪ ،‬والصل بقششاء ذلششك‪ .‬والبينششة‪ :‬رجلن‪ ،‬ل رجششل‬
‫وامرأتشان‪ ،‬ول رجشل ويميشن‪ ،‬ويشششترط فشي بينششة العسششار‪ :‬خشبره باطنششة بطششول جشوار‪ ،‬وكششثرة‬
‫مخالطة‪ ،‬لن الموال تخفى‪ ،‬وأما بينة التلف‪ :‬فل يشترط فيها ما ذكر‪ ،‬ولتقششل عنششد الشششهادة‪ :‬هششو‬
‫معسر‪ ،‬ل يملك إل ما يبقى لممونه‪ ،‬فتقيد النفي‪ ،‬ول تمحضششه‪ :‬كقولهششا ل يملششك شششيئا لنششه كششذب‬
‫)قوله‪ :‬ل أصل الخ( أي ل يحبس أصل بدين فرعه‪ ،‬لنششه عقوبششة‪ ،‬ول يعششاقب الوالششد بالولششد‪ ،‬ول‬
‫فرق بين دين النفقششة وغيرهششا )قششوله‪ :‬خلفششا للحششاوي كششالغزالي( أي خلفششا لمششا جششرى عليششه فششي‬
‫الحاوي الصغير‪ ،‬تبعا للغزالي من حبسه‪ ،‬لئل يمتنع من الداء فيعجز البن عششن السششتيفاء منششه‪،‬‬
‫ورد بمنع العجز عن الستيفاء لنه مبني ثبت للوالد مال‪ :‬أخذه القاضي قهشرا وصششرفه إلششى دينشه‬
‫)قوله‪ :‬وإذا ثبت إعسار مدين( أي بالبينة إن عهد له مششال‪ ،‬أو بششاليمين إن لششم يعهششد لشه مششال‪ ،‬كمشا‬
‫تقدم‪ ،‬وقوله لم يجز حبسه‪ :‬أي لقوله تعششالى‪) * :‬وإن كششان ذو عسششرة فنظششرة إلششى ميسششرة( * )‪(1‬‬
‫)وقوله‪ :‬ول ملزمته( أي دوام مطالبته )قوله‪ :‬بل يمهل( أي ول يحبس‪ ،‬ول يطششالب‪ ،‬بششل تحششرم‬
‫مطالبته )قوله‪ :‬وللدائن ملزمة من لم يثبت إعساره( أي مطالبته بدل عشن الحبشس )قشوله‪ :‬مشا لشم‬
‫يختر المدين( إظهار في مقشام الضششمار )قشوله‪ :‬فيجشاب( أي المشدين‪) .‬وقشوله‪ :‬إليشه( أي إلششى مشا‬
‫اختاره‪ ،‬والفعل منصوب بأن مضمرة‪ ،‬لوقوعها بعد فاء السببية‪ ،‬الواقعة بعد النفي )قوله‪ :‬وأجششرة‬
‫الحبس‪ ،‬وكذا الملزم( أي السجان على المدين‪ ،‬أي المحبوس‪ ،‬ومثل ذلك‪ :‬نفقته‪ ،‬فهي عليه‪ ،‬هششذا‬
‫إذا كان له مال ظاهر‪ ،‬فإن لم يكن له مال‪ :‬فعلى بيت المال‪ ،‬وإل فعشى مياسششير المسشلمين )قشوله‪:‬‬
‫وللحششاكم منششع المحبششوس السششتئناس بالمحادثششة( أي وشششم الريششاحين لششترفه‪) .‬وقششوله‪ :‬وحضششور‬
‫الجمعة(‪ ،‬بالنصب‪ :‬عطف على الستئناس ‪ -‬أي ومنعه حضور الجمعة‪) .‬وقوله‪ :‬وعمل الصنعة(‬
‫أي ومنعه عمل الصنعة‪ .‬والذي في فتح الجواد‪ :‬ل يمنعه من عمل الصششنعة‪ .‬ا‍ه )قششوله‪ :‬إن رأي(‬
‫أي الحاكم المصلحة فيه‪ .‬أي في المنع المششذكور )قششوله‪ :‬ويجششوز لغريششم المفلششس الششخ( ذلششك لخششبر‬
‫الصحيحين إذا أفلس الرجل ووجد البائع سلعته بعينهشا‪ :‬فهشو أحشق بهشا مشن الغرمشاء ولخشبر أبشي‬
‫هريرة أيما رجل أفلس‪ ،‬أو مات مفلسا‪ :‬فصاحب المتاع أحق بمتاعه وخرج بغريم المفلس‪ :‬غريم‬
‫موسششر ممتنششع‪ ،‬أو غششائب‪ ،‬أو ميششت‪ ،‬وإن امتنششع وارثششه‪ ،‬فل يرجششع فششي متششاعه‪ ،‬وذلششك لمكششان‬
‫السششتيفاء بالسششلطان‪ ،‬وعجششزه نشادر‪) .‬وقشوله‪ :‬المحجشور عليششه( بششدل مشن المفلشس‪ ،‬أو صششفة لشه‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬أو الميت( أي أو المفلس الذي مات‪ ،‬ولو قبل الحجر‪) .‬قوله‪ :‬الرجوع( أي بشروط تسعة‬
‫‪ -‬أولها‪ :‬كونه في معاوضة محضة كبيع‪ ،‬وهي التي تفسد بفساد المقابل‪ ،‬فخرج‪ :‬النكاح‪ ،‬والخلشع‪،‬‬
‫فلو تزوج امرأة بصداق في ذمته‪ ،‬ودخل بها‪ ،‬ثم أفلس‪ :‬فليس لها الرجوع في بعضها‪ ،‬أو خالعهششا‬
‫على عوض في ذمتها‪ ،‬ثم حجر عليها بالفلس‪ ،‬فليس له الرجوع في المرأة‪ .‬ثانيها‪ :‬رجوعه عقب‬
‫علمه بالحجر‪ .‬ثالثها‪ :‬كون رجوعه بنحو فسخت البيع‪ .‬رابعها‪ :‬كون عوضه غيششر مقبششوض‪ ،‬فلششو‬
‫كان قبض منشه ششيئا‪ :‬ثبشت الرجشوع بمشا يقابشل البشاقي‪ .‬خامسشها‪ :‬تعشذر اسشتيفاء العشوض بسشبب‬
‫الفلس‪ .‬سادسها‪ :‬كون العوض‬

‫)‪ (1‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪.280 :‬‬

‫] ‪[ 82‬‬

‫دينا‪ ،‬فلو كان عينا‪ :‬قدم بها علشى الغرمشاء سشابعها‪ :‬حلشول الشدين‪ .‬ثامنهشا‪ :‬بقشاؤه فشي ملشك‬
‫المفلس‪ .‬تاسعها‪ :‬عدم تعلق حق لزم به‪ .‬وقششد ذكششر المؤلششف بعششض هششذه الشششروط )قشوله‪ :‬فششورا(‬
‫خرج به تراخي العالم‪ ،‬بأن له ذلك فورا لتقصيره‪ ،‬بخلف الجاهل‪ ،‬ولو كان مسلما مخالطششا لنششا‪:‬‬
‫فيما يظهر‪ ،‬لخفاء ذلك على أكثر العامة‪ ،‬بل المتفقهة‪ .‬وقوله إلششى متششاعه‪ :‬أي كلششه‪ ،‬إن لششم يقبششض‬
‫شيئا من الثمن‪ ،‬أو بعضه‪ :‬إن قبض شيئا منه‪) .‬وقوله‪ :‬إن وجد( أي المتاع في ملكه‪ ،‬أي المفلششس‬
‫وخرج به‪ :‬ما لو خرج عن ملكه حسا أو شرعا‪ :‬كتلف‪ ،‬وبيع‪ ،‬ووقف‪ ،‬فل رجششوع‪) .‬وقششوله‪ :‬ولششم‬
‫يتعلق به حق لزم( أي يمنع بيعه‪ .‬وخرج بششه‪ :‬مششا لششو تعلششق بششه ذلششك‪ ،‬كرهششن مقبششوض‪ ،‬وجنايششة‬
‫توجب مال متعلقا برقبته‪ ،‬وكتابة صحيحة‪ ،‬فل رجوع أيضا‪) .‬وقششوله‪ :‬والعششوض حششال( أي ديششن‬
‫حال وتعذر حصوله بسبب الفلس‪ .‬فخرج بدين‪ :‬العين‪ ،‬كما لو اشششترى عبششدا بأمششة ولششم يسششلمها‬
‫للبائع حتى حجر عليه‪ ،‬فيطالب البائع بها‪ ،‬ول يرجع في العبد ‪ -‬وبحال‪ :‬أي وقت الرجوع ما لششو‬
‫كان مؤجل وقته وبتعذر حصوله بسبب الفلس‪ :‬ما لو لم يتعذر بسببه ‪ -‬كأن كان به رهن يفششي‪،‬‬
‫أو ضمان ملئ مقر‪ ،‬فل رجوع في جميع هذه المخرجات )قوله‪ :‬وإن تفرخ الشبيض الشخ( أي‪ :‬لشه‬
‫الرجوع في عين ماله‪ ،‬وإن تغيرت صششفته‪ :‬كششأن صششار الششبيض فرخششا‪ ،‬أو صششار البششذر نباتششا‪ ،‬أو‬
‫صار الزرع مشتد الحب‪ .‬وفي البجيرمي ما نصه‪ :‬ولو تغيششرت صششفة المششبيع حششتى صششار الحششب‬
‫زرعششا أخضششر‪ ،‬أو الششبيض فرخششا‪ ،‬أو العصششير خل‪ ،‬أو الششزرع مشششتد الحششب‪ ،‬أو زوجششت المششة‬
‫وولدت‪ ،‬أو خلط الزيت أو نحوه من المثليات بمثلشه‪ ،‬أو بششدونه‪ :‬رجششع البششائع فيششه نباتشا‪ ،‬وفراخشا‪،‬‬
‫وخل‪ ،‬ومشتد الحب‪ ،‬لنها من عين ماله‪ ،‬اكتسبت صششفة أخششرى‪ ،‬فأشششبه صششيرورة الششودي نخل‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬ابن حجر‪ :‬قال سم‪ :‬وقياسه على الودي في مجرد ثبششوت الرجششوع‪ ،‬فل ينششافي أن الزيششادة فششي‬
‫الودي إذا صار نخل للبائع‪ ،‬كما هو ظشاهر‪ ،‬بخلف الزيشادة فششي المشذكورات‪ ،‬فإنهششا للمفلشس‪ .‬ا‍ه‬
‫)قوله‪ :‬ولو بل قاض( أي فل يحتاج في الرجوع إلششى الرفششع لششه‪) .‬وقششوله‪ :‬بنحششو فسششخت( متعلششق‬
‫بيحصل ‪ -‬أي يحصل بنحو فسخت العقد‪ :‬كنقضته‪ ،‬أو أبطلته )قشوله‪ :‬ل بنحششو بيشع وعتشق( أي ل‬
‫يحصل الرجوع بنحو بيشع وعتشق مشن وقشف ووطشئ‪ .‬قشال فشي النهايشة‪ :‬وتلغشو هشذه التصشرفات‪،‬‬
‫لمصادفتها ملك الغير‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬فيه( أي في المبيع‪ .‬وفي‪ :‬بمعنششى اللم‪ ،‬أي لششه‪ .‬والش سششبحانه‬
‫وتعالى أعلم‪ .‬فصل أي في بيان حجر المجنششون والصششبي والسششفيه‪) .‬واعلششم( أن الحجششر نوعششان‪:‬‬
‫نوع شرع لمصلحة الغير قصدا وبالذات‪ ،‬كالحجر على المفلس للغرماء‪ ،‬والراهششن للمرتهششن فششي‬
‫المرهون‪ ،‬والمريض للورثة في ثلثي ماله‪ ،‬والعبد لسيده‪ ،‬والمكاتب لسيده‪ ،‬ول ش تعششالى‪ ،‬والمرتششد‬
‫للمسلمين‪ ،‬ولها تراجم‪ ،‬تقدم بعضها‪ ،‬وبعضها يأتي‪ .‬ونوع شرع لمصلحة المحجشور عليشه‪ ،‬وهشو‬
‫ما ذكر في هذا الفصل‪ ،‬وقد نظم بعضهم أقسششام الحجششر بنششوعيه بقششوله‪ :‬ثمانيششة لششم يشششمل الحجششر‬
‫غيرهم تضمنهم بيت وفيه محاسشن‪ :‬صشبي‪ ،‬ومجنششون‪ ،‬سشفيه‪ ،‬ومفلششس رقيششق‪ ،‬ومرتشد‪ ،‬مريشض‪،‬‬
‫وراهن فالثلثة الول‪ :‬حجر عليهم لحقهم‪ ،‬ومن بعدهم لحق غيرهم‪ .‬والرقيششق فششي الششبيت‪ :‬شششامل‬
‫للقن وللمكاتب‪ .‬وفي قوله لم يشمل الحجر غيرهم نظر ظاهر‪ ،‬وذلك لعدم انحصار النششوع الول‪،‬‬
‫إذ منه‪ :‬الحجر على السيد في العبد الذي‬

‫] ‪[ 83‬‬

‫كاتبه‪ ،‬والحجر على الورثة في التركة‪ ،‬والحجر على المشششتري فششي المششبيع قبششل القبششض‪.‬‬
‫وقد أنهاه بعضهم إلى نحو سبعين صورة‪ ،‬بل قششال الذرعششي‪ :‬هششذا بششاب واسششع جششدا‪ ،‬ل تنحصششر‬
‫أفراد مسائله )قوله‪ :‬يحجر بجنون الخ( وذلك لقوله تعالى‪) * :‬فإن كان الذي عليه الحق سفيها‪ ،‬أو‬
‫ضعيفا‪ ،‬أو ل يستطيع أن يمل هو‪ ،‬فليملل وليه بالعدل( * )‪ (1‬فجعل تعالى لهم أولياء‪ ،‬فدل علششى‬
‫الحجر عليهم‪ .‬وفسر المام الشافعي ‪ -‬رضي ال عنشه ‪ -‬السشفيه‪ :‬بالمبشذر‪ ،‬والضشعيف‪ :‬بالصشبي‪،‬‬
‫والذي ل يستطيع أن يمل هو‪ :‬بالمغلوب على عقله ‪ -‬وهو المجنششون ‪ -‬ثشم إن معنششى الحجشر لغشة‪:‬‬
‫المنع‪ .‬ومنه تسمية العقل حجرا‪ :‬لمنعه صاحبه من ارتكاب ما ل يليق‪ ،‬وهذا إذا كان بفتح الحششاء‪.‬‬
‫وأما إذا كان بكسرها‪ :‬فيطلق علشى الفشرس‪ ،‬وعلشى حجشر إسشماعيل‪ ،‬وعلشى العقشل وعلشى حجشر‬
‫ثمود‪ ،‬وعلى المنع‪ ،‬وعلى الكذب‪ ،‬وعلى حجر الثوب ونظمها بعضششهم فششي قششوله‪ :‬ركبششت حجششرا‬
‫وطفت البيت خلف الحجروحزت حجرا عظيمششا مششا دخلششت الحجششر لش حجششر منعنششي مششن دخششول‬
‫الحجر ما قلت حجرا ولو أعطيت مشل ء الحجشر فقشوله ركبشت حجشرا‪ :‬أي فرسشا‪ .‬وطفشت الشبيت‬
‫خلف الحجر‪ :‬أي حجر إسماعيل‪ .‬وحزت حجرا‪ :‬أي عقل‪ ،‬ما دخلت الحجر‪ :‬أي حجر ثمود‪ ،‬ل ش‬
‫حجر‪ :‬أي منع‪ ،‬منعني من دخول الحجر‪ :‬أي حجر ثمود‪ ،‬فهو مكرر‪ ،‬مشا قلشت حجشرا‪ :‬أي كشذبا‪.‬‬
‫ولو أعطيت مل ء الحجر‪ :‬أي حجر الثوب‪ .‬ومعنى الحجر شرعا‪ :‬منع من تصرف خاص بسبب‬
‫خاص‪ .‬والحاجر لغير السفيه‪ ،‬هو الولي التي بيششانه‪ .‬وللسششفيه فيششه تفصششيل‪ :‬حاصششله أنششه إن بلششغ‬
‫رشيدا‪ ،‬ثم بذر‪ :‬يكون القاضي هو الحاجر‪ ،‬فهو وليه ل غير ‪ -‬فإن لم يحجر عليه‪ :‬يسمى سششفيها‪،‬‬
‫مهمل‪ ،‬وتصرفاته غير نافذة‪ .‬وقوله‪ :‬بجنون‪ :‬وهو يسلب العبارة‪ ،‬أي ما يعبر به عششن المقصششود‪:‬‬
‫كعبارة المعاملة‪ ،‬والدين بكسر الدال كالبيع والسلم‪ .‬ويسلب الوليششة‪ :‬كوليششة النكششاح‪ ،‬واليتششام‪،‬‬
‫وكاليصاء‪) .‬وقوله‪ :‬إلى إفاقة( أي ويستمر ذلك الحجر إلى إفاقة منه‪ ،‬فإذا أفاق‪ :‬ينفك من الحجر‬
‫بل فك قاض‪ ،‬لنه حجر ثبت بل قاض‪ ،‬فل يتوقف زواله على فكه )قوله‪ :‬وصبا( معطوف على‬
‫جنون‪ :‬أي ويحجر بصبا قائم بذكر أو أنثى ولو مميزا‪ ،‬وهو أيضا يسلب العبارة والولية‪ ،‬إل مششا‬
‫استثنى من عبادة مميز‪ ،‬وإذن في دخول‪ ،‬وإيصال هدية )قوله‪ :‬إلى بلوغ( أي ويستمر حجره إلى‬
‫بلوغ‪ ،‬فإذا بلغ‪ :‬انفك من حجر الصبا‪ .‬وعبر فششي المنهششاج‪ :‬ببلششوغه رشششيدا‪ ،‬ول خلف فششي ذلششك‪،‬‬
‫فمن عبر ببلوغه رشيدا‪ :‬أراد النفكاك الكلي‪ .‬ومششن عششبر ببلششوغه‪ :‬فقششد أراد النفكششاك مششن حجششر‬
‫الصبا فقط‪ ،‬وهذا أولى‪ ،‬لن الصبا‪ :‬سبب مستقل في الحجر‪ ،‬وكششذا التبششذير‪ ،‬وأحكامهمششا متغششايرة‬
‫)قوله‪ :‬بكمال خمس عشرة سنة( متعلق بمحششذوف‪ :‬أي ويحصششل البلششوغ بكمششال ذلششك‪ ،‬لخششبر ابششن‬
‫عمر عرضت على النبي )ص( يوم أحد‪ ،‬وأنششا ابششن أربششع عشششرة سششنة‪ ،‬فلششم يجزنششي‪ ،‬ولششم يرنششي‬
‫بلغت‪ ،‬وعرضت عليه يوم الخندق‪ ،‬وأنا ابن خمس عشرة سنة‪ ،‬فأجازني‪ ،‬ورآني بلغت رواه ابن‬
‫حبان‪ .‬وقوله‪ :‬وأنا ابن خمس عشرة سنة‪ :‬أي اسشتكملتها‪ ،‬لن غشزوة أحشد كشانت فشي ششوال سشنة‬
‫ثلث‪ ،‬والخندق في جمادى سنة خمس‪ ،‬فبينهما سنتان‪ .‬وقوله تحديدا‪ :‬قال في النهاية‪ :‬فلو نقصت‬
‫يوما لم يحكم ببلوغه‪ ،‬وابتششداؤها مششن انفصششال جميششع الولششد‪ .‬ا‍ه )قششوله‪ :‬بشششهادة عششدلين خششبيرين(‬
‫متعلق بمحذوف أيضا‪ :‬أي ويحكم لشه بششالبلوغ بششذلك بشششهادة عششدلين خششبيرين‪ ،‬بششأن عمششره خمششس‬
‫عشرة سنة )قوله‪ :‬أو خروج مني( معطوف على كمال خمس عشششرة سششنة‪ :‬أي ويحصششل البلششوغ‬
‫أيضا بخروج مني لية * )وإذا بلغ الطفال منكشم الحلشم( * )‪ (2‬والحلشم‪ :‬الحتلم وهشو لغشة‪ :‬مشا‬
‫يراه النائم‪ ،‬أي من إنزال المني وقيل مطلقا‪ .‬والمراد به هنششا‪ :‬خششروج المنششي فششي نششوم‪ ،‬أو يقظششة‪:‬‬
‫بجماع‪ ،‬أو غيره‪ .‬قال في التحفة‪ :‬وخرج بخروجه‪ :‬ما لو أحس بانتقاله من صلبه‪ ،‬فأمسك ذكششره‪،‬‬
‫فرجع‪ ،‬فل يحكم ببلوغه ‪ -‬كما ل غسل عليه ‪ -‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬أو حيض( معطوف على مني‪ :‬أي أو‬
‫خروج حيض )قوله‪ :‬وإمكانهما( أي‬

‫)‪ (1‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪ (2) .282 :‬سورة النور‪ ،‬الية‪.59 :‬‬

‫] ‪[ 84‬‬

‫خروج المني‪ ،‬وخروج الحيض‪) .‬وقوله‪ :‬كمال تسع سنين( أي قمريششة تقريبششا عنششد حجششر‪.‬‬
‫وعند م ر‪ :‬تحديدا في خروج المني‪ ،‬وتقريبا في الحيض‪ .‬وفرق بينهمششا‪ :‬بششأن الحيششض ضششبط لششه‬
‫أقل وأكثر‪ ،‬فالزمن الششذي ل يسششع أقششل الحيششض والطهششر‪ :‬وجشوده كالعشدم‪ ،‬بخلف المنشي )قشوله‪:‬‬
‫ويصدق مدعى الخ( أي إل أن طلب سهم المقاتلة‪ :‬كأن كان من الغزاة‪ ،‬أو طلب إثبات اسشمه فشي‬
‫الديوان‪ ،‬فإنه يحلف‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي‪) .‬وقوله‪ :‬ولو في خصومة( أي ولو في دعوى خصومة‪ ،‬وهششو‬
‫غاية لتصديقه فششي ذلششك‪) .‬وقششوله‪ :‬بل يميششن( متعلششق بيصششدق‪) .‬وقششوله‪ :‬إذ ل يعششرف( أي البلششوغ‬
‫بالمناء أو الحيض‪) .‬وقوله‪ :‬إل منه( أي إل من مدعيه )قششوله‪ :‬ونبششت العانششة الششخ( مبتششدأ‪ ،‬خيششره‬
‫أمارة‪ .‬وذلك لخبر عطية القرظي قال‪ :‬كنشت مششن سششبي بنشي قريظشة‪ ،‬فكشانوا ينظشرون مششن أنبشت‬
‫الشعر‪ :‬قتل‪ ،‬ومن لم ينبت‪ :‬لم يقتل‪ ،‬فكشفوا عانتي‪ ،‬فوجدوها لم تنبت‪ ،‬فجعلوني في السششبي رواه‬
‫ابن حبان والحاكم والترمذي‪ ،‬وقال حسن صحيح‪ .‬ومثل نبت العانة في ذلك‪ :‬الحبششل‪ ،‬فهششو أمششارة‬
‫على البلوغ بالمناء‪ ،‬فيحكم بعد الوضع بالبلوغ قبله بستة أشهر ولحظة‪) .‬وقششوله‪ :‬الخشششنة( ليششس‬
‫قيدا‪ ،‬بل المدار على ما يحتاج في إزالتها إلى حلق‪ ،‬ولو كشانت ناعمشة‪) ،‬وقشوله‪ :‬فششي حشق كشافر(‬
‫خرج به المسلم‪ ،‬فل يكشون علمشة فشي حقشه‪) .‬وقشوله‪ :‬أمشارة علشى بلشوغه( أي فشإذا ادعشى عشدم‬
‫البلوغ‪ :‬لم يصدق )قوله‪ :‬ومثله( أي الكافر في أن نبت العانة أمارة على مششا ذكششره‪) .‬وقششوله‪ :‬ولششد‬
‫من جهل إسلمه( أي لم يدر‪ ،‬هل هو مسلم أو كافر ؟ )قوله‪ :‬ل من عدم الخ( معطوف على ولد‪:‬‬
‫أي ليس مثله من عدم من يعرف سنه‪ ،‬أي أن من عدم الشهود الذين يعرفون سنه‪ :‬ل يكششون مثششل‬
‫الكافر‪ ،‬في كون نبات العانة أمارة على بلوغه )قوله‪ :‬وقيل يكون( أي نبت العانة‪ .‬وقششوله علمششة‬
‫في حق المسلم أيضا‪ :‬أي كما أنشه علمششة فششي حششق الكششافر )قشوله‪ :‬وألحقششوا الشخ( عبششارة التحفششة‪:‬‬
‫وخرج بها نبات نحو اللحية‪ ،‬فليس بلوغا‪ ،‬كما صرح به في الشرح الصغير في البط‪ ،‬وألحق به‬
‫اللحية والشارب بالولى‪ ،‬فإن البغوي ألحق البط بالعانة‪ ،‬دونهما‪ .‬وفي كل ذلك نظر‪ ،‬بل الشششعر‬
‫الخشن من ذلك ‪ -‬كالعانة ‪ -‬في ذلك‪ ،‬وأولى‪ ،‬إل أن يقششال‪ :‬أن القتصششار عليهمششا أمششر تعبششدي‪ .‬اه‍‬
‫)قوله‪ :‬وإذا بلغ الصبي رشيدا‪ :‬أعطي ماله( أي لزوال المانع‪ ،‬ولية * )فششإن آنسششتم منهششم رشششدا‪،‬‬
‫فادفعوا إليهم أموالهم( * )‪ (1‬فلو بذر بعد بلوغه رشيدا‪ ،‬بأن زال صلح تصرفه في ماله‪ ،‬حجششر‬
‫عليه الحاكم‪ ،‬دون غيره‪ :‬من أب‪ ،‬أو جد‪ ،‬وذلك لقوله تعالى‪) * :‬ول تؤتوا السششفهاء أمششوالكم( * )‬
‫‪ (2‬أي ل تؤتوا أيها الولياء‪ :‬السفهاء المبذرين‪ ،‬من الرجال‪ ،‬والنساء‪ ،‬والصششبيان‪ ،‬أمششوالهم الششتي‬
‫تحت أيديكم‪ .‬فإضافة أموال إلى المخاطبين‪ :‬لدنى ملبسة‪ .‬ولو زال صلحه فششي دينششه مششع بقششاء‬
‫صلحه في ماله بعد رشده‪ :‬لم يحجر عليه‪ ،‬لن السلف‪ :‬لم يحجروا على الفسششقة )قشوله‪ :‬والرشششد‬
‫صلح الدين والمال( أي معا‪ ،‬كما فسره به ابن عباس رضي الش عنهمششا فششي آيششة * )فششإن آنسششتم‬
‫منهم رشدا( * )‪ (3‬وقيل هو صلح المال فقط‪ ،‬وعليه المام مالك وأبو حنيفة رضي ال عنهمششا‪،‬‬
‫ومال إليه ابن عبد السلم‪ .‬ويختبر‪ ،‬وجوبا‪ ،‬رشد الصبي في الدين والمششال قبيششل البلششوغ‪ ،‬ليعششرف‬
‫رشده وعدمه‪ ،‬لية * )وابتلوا اليتامى( * )‪ (4‬واليتيم‪ :‬إنما يقع على غيششر البششالغ‪ ،‬أمششا فششي الششدين‪:‬‬
‫فبمشاهدة حاله في العبادات بقيامه بالواجبات‪ ،‬واجتنابه المحظورات والشبهات‪ .‬وأما فششي المششال‪:‬‬
‫فيختلف بمراتب الناس‪ ،‬فيختبر ولد تاجر‪ :‬بمشاحة في معاملة‪ ،‬ويسلم له المال ليمششاكس ل ليعقششد‪،‬‬
‫ثم إن أريد العقد‪ :‬عقد وليه‪ .‬ويختبر ولد زراع‪ :‬بزراعة‪ ،‬ونفقة عليها‪ ،‬بأن‬

‫)‪ (1‬سورة النساء‪ ،‬الية‪ (2) .6 ::‬سورة النساء‪ ،‬الية‪ (3) .5 ::‬سورة النساء‪ ،‬الية‪ (4) .6 ::‬سورة النساء‪ ،‬الية‪.6 ::‬‬

‫] ‪[ 85‬‬

‫ينفق على القائمين بمصالح الزرع‪ ،‬ويختبر ولششد المحششترف‪ :‬بمششا يتعلششق بحرفتششه‪ .‬وتختششبر‬
‫المرأة‪ :‬بأمر غزل‪ ،‬وصون نحو أطعمة عششن نحششو هششرة‪ .‬ويختششبر الخنششثي‪ :‬بمششا يختششبر بششه الششذكر‬
‫والنثى‪ .‬ويشترط‪ :‬تكرر الختبار مرتين أو أكثر‪ ،‬حتى يغلب على الظن رشده‪ ،‬فل تكفي المرة‪،‬‬
‫لنه قد يصيب فيها‪ ،‬اتفاقا )قوله‪ :‬بأن ل يفعل محرما( تصوير لصلح الدين‪ .‬واحششترز بششالمحرم‪،‬‬
‫عمششا يمنششع قبششول الشششهادة لخللششه بششالمروءة‪ ،‬كالكششل بالسششوق‪ ،‬فل يمنششع الرشششد‪ ،‬لن الخلل‬
‫بالمروءة‪ :‬ليس بحرام على المشششهور‪) .‬وقششوله‪ :‬مششن ارتكششاب كششبيرة( أي مطلقششا‪ .‬غلبششت طاعششاته‬
‫معاصيه أو ل )قوله‪ :‬مع دم غلبة طاعاته معاصششيه( راج للصششرار علششى الصششغيرة‪ ،‬فششإن أصششر‬
‫عليها لكن مع غلبة طاعاته معاصيه‪ .‬بأن يكون مواظبا علششى فعششل الواجبششات‪ ،‬وتششرك المنهيششات‪،‬‬
‫يكون رشيدا )قوله‪ :‬وبأن ل يبذر الخ( تصوير لصلح المال )قوله‪ :‬باحتمال الخ( قال البجيرمي‪:‬‬
‫لم يظهر للفظ احتمال فائدة‪ ،‬فلعلها زائدة‪ .‬فتأمل‪) .‬وقوله‪ :‬غبن فاحش في المعاملة‪ :‬أي وقد جهلششه‬
‫حال المعاملة‪ ،‬فإن كان عالما به‪ :‬كان الزائد صدقة خفية محمودة )واعلم( أنششه ل يصششح تصششرف‬
‫المبذر ببيع ول غيره‪ ،‬كما سيأتي‪ ،‬قال سم‪ :‬وقد يشكل عليه قصة حبان بن منقذ‪ :‬أنششه كششان يخششدع‬
‫في البيوع‪ ،‬وأنه )ص( قال له من بايعت فقال ل خلبة الخ‪ ،‬فإنهششا صششريحة فششي أنششه كششان يغبششن‪،‬‬
‫وفي صحة بيعه مع ذلك‪ ،‬لنه )ص( لم يمنعه من ذلك‪ ،‬بل أقره‪ ،‬وأرشده إلى اشتراط الخيششار إل‬
‫أن يجاب بأنه‪ :‬من أين كان يغبن غبنا فاحشا ؟ فلعله إنما كان يغبن غبنششا يسشيرا‪ .‬ولشو سشلم‪ :‬فمشن‬
‫أين أن غبنه كان عند بلوغه ؟ فلعله عرض له بعد بلوغه رشيدا‪ ،‬ولم يحجر عليه‪ ،‬فيكششون سششفيها‬
‫مهمل‪ ،‬وهو يصح تصرفه‪ ،‬لكن قد يشكل على الجواب بما ذكر‪ :‬أن ترك الستفصال فششي وقششائع‬
‫الحوال ينزل منزلة العموم فششي المقششال‪ ،‬وقششد أقششره )ص( علششى المبايعششة‪ ،‬وأرشششده إلششى اشششتراط‬
‫الخيار‪ ،‬ولم يستفصل عن حاله‪ :‬هل طرأ له بعد بلوغه رشيدا أو ل ؟ وهل كششان الغبششن فاحشششا أو‬
‫يسيرا ؟ فليتأمل‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬أيضا ‪ -‬غبن فاحش( هو ما ل يحتمل غالبا‪ .‬وخرج به‪ :‬اليسير ‪ -‬كبيع‬
‫ما يساوي عشرة من الدراهم‪ :‬بتسعة منها‪ ،‬فل يكششون مبششذرا بششه )قششوله‪ :‬وإنفششاقه( معطششوف علششى‬
‫احتمال‪ :‬أي أو بتضييع المال بإنفاقه الخ‪ .‬ومثله‪ :‬رميه في بحششر‪) .‬وقششوله‪ :‬ولششو فلسششا( أي جديششدا‪.‬‬
‫وهو قطعة من النحاس كانت معروفة‪) .‬وقوله‪ :‬في محرم( متعلق بإنفششاق‪ :‬أي إنفششاقه فششي محششرم‪،‬‬
‫أي ولو صغيرة‪ ،‬لما فيه من قلة الدين )قوله‪ :‬وأما صرفه( أي المال‪ ،‬وهو مقابل إنفاقه في محرم‬
‫)قوله‪ :‬ووجوه الخير( معطوف على الصدقة‪ :‬عطف عام علشى خشاص )قشوله‪ :‬الشتي ل تليشق بشه(‬
‫صفة للثلثة قبله )قوله‪ :‬فليس بتبذير( أي على الصح‪ ،‬لن له فششي ذلششك غرضششا صششحيحا‪ ،‬وهششو‬
‫الثواب‪ ،‬أو التلذذ‪ .‬ومن ثم قالوا‪ :‬ل سرف في الخير‪ ،‬كما ل خير في السششرف‪ .‬وفششرق المششاوردي‬
‫بيششن التبششذير والسششرف‪ ،‬بششأن الول‪ :‬الجهششل بمواقششع الحقششوق‪ .‬والثششاني‪ :‬الجهششل بمقاديرهششا‪ .‬وكلم‬
‫الغزالي يقتضي ترادفهما‪ ،‬ويوافقه قول غيره‪ :‬حقيقة السرف ما يقتضي حمششدا عششاجل‪ ،‬ول أجششرا‬
‫آجل‪ .‬ومقابل الصح‪ :‬يكون مبذرا فيها إن بلغ مفرطا في النفاق‪ ،‬فإن بلغ مقتصدا ثم عرض لششه‬
‫ذلك بعد البلوغ‪ ،‬فل )قوله‪ :‬وبعد إفاقة( متعلق بقوله بعششد يصششح الششخ )والحاصششل( إذا زال المششانع‬
‫من الجنون والصبا بالفاقة في الول‪ ،‬وبالبلوغ في الثاني‪ :‬يرتفع حجششر الجنششون وحجششر الصششبا‪.‬‬
‫وتقدم أن الصبي‪ :‬مسلوب العبارة والولية‪ ،‬فل يصح عقوده‪ ،‬ول إسلمه‪ ،‬ولو مميزا‪ ،‬ول يكششون‬
‫قاضيا‪ ،‬ول واليا‪ ،‬ول يلي النكششاح‪ ،‬إل مششا اسششتثنى مشن عبششادة المميششز‪ ،‬والذن فششي الششدخول‪ ،‬وأن‬
‫المجنون مسلوب ما ذكر من غير استثناء شئ‪ ،‬فإذا أفاق المجنون‪ :‬صح منششه جميششع مششا ذكششر‪ ،‬أو‬
‫بلغ الصبي كذلك‪ :‬يصح منه جميع ما ذكر‪ ،‬إل إن بلغ غير رشيد بعدم صلحه فششي دينششه ومششاله‪،‬‬
‫فحينئذ يعتريه مانع آخر‪ ،‬وهو السفه‪ .‬وحكم السفيه أنه مسلوب العبارة في التصرف المالي كبيع‪،‬‬
‫وشراء‪ ،‬ولو بإذن الولي‪ :‬إل عقد النكاح منه بإذن وليه‪ ،‬فيصح‪ ،‬وتصح عبادته‪ ،‬بدنيششة‪ ،‬أو ماليششة‪،‬‬
‫واجبة‪ ،‬ولكن ل يدفع المال‪ ،‬كالزكاة‪ ،‬بل إذن من وليه‪ ،‬أما المالية المندوبة‪ ،‬كصدقة التطوع‪ ،‬فل‬
‫تصح منه )قوله‪ :‬وكذا التصرف المششالي( أي وكششذلك يصششح منششه التصششرف المششالي‪) .‬وقششوله بعششد‬
‫الرشد( قيد في صحة التصرف المالي منه ‪ -‬كما مر ‪-‬‬

‫] ‪[ 86‬‬

‫)قوله‪ :‬وولي الصبي الخ( شروع في بيان من يلي الصبي مع بيان كيفية تصرفه‪ .‬والمراد‬
‫بالصبي‪ :‬الجنس‪ ،‬فيشمل الصبية‪ .‬قال في التحفة‪ :‬وخرج بالصبي‪ :‬الجنين‪ ،‬فل ولية لهؤلء على‬
‫ماله ما دام مجتنا‪ :‬أي بالنسبة للتصرف فيه‪ ،‬ل لحفظه‪ .‬ول ينافيه مششا يششأتي مششن صششحة اليصششاء‬
‫عليه‪ ،‬ولو مستقل‪ ،‬لن المراد‪ ،‬كما هو ظششاهر‪ ،‬أنششه إذا ولششد‪ :‬بششان صششحة اليصششاء‪) .‬وقششوله‪ :‬أب‬
‫عدل‪ ،‬فأبوه وإن عل( أي كولية النكاح‪ ،‬وإنما لم يثبت بعدهما لباقي العصبة‪ ،‬كالنكششاح‪ ،‬لقصششور‬
‫نظرهم في المال‪ ،‬وكماله في النكاح‪ .‬وتكفي عدالتهما الظاهرة‪ :‬لوفور شفقتهما‪ .‬فششان فسششقا‪ :‬نششزع‬
‫الحاكم منهما المال ‪ -‬كما ذكره في باب الوصية‪ .‬ا‍ه‪ .‬نهاية‪ .‬ول يشششترط إسششلمهما‪ ،‬إل أن يكششون‬
‫الولد مسلما‪ ،‬إذ الكافر يلي ولده الكافر‪ ،‬لكن إن ترافعوا إلينا‪ :‬لم تقرهششم‪ ،‬ونلششي نحششن أمرهششم‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫شرح المنهج )قوله‪ :‬فوصي( أي ممن تأخر موته من الب وأبيه‪ ،‬لقيامه مقامه‪ ،‬وشششرطه العدالششة‬
‫أيضا )قوله‪ :‬فقاضي بلد المولي( أي لخبر السلطان‪ :‬ولي من ل ولششي لششه رواه الترمششذي والحششاكم‬
‫وصححه )قوله‪ :‬إن كان( أي القاضي عدل أمينا‪ ،‬فلو لششم يوجششد إل قششاض فاسششق‪ ،‬أو غيششر أميششن‪:‬‬
‫كانت الولية لصلحاء المسلمين‪ ،‬كما سيذكره بعد بقوله‪ :‬فصلحاء الخ‪) .‬قوله‪ :‬فإن كششان مششاله( أي‬
‫الصبي‪) .‬وقوله‪ :‬ببلد آخر( أي غير بلد الصبي‪) .‬وقوله‪ :‬قولي ماله قاضشي بلشد المشال فشي حفظشه‬
‫الخ( أي في هششذه المشذكورات فقششط‪ ،‬أمششا بالنسشبة لسشتنمائه‪ :‬فالوليشة عليشه لقاضشي بلششد المشولي‪.‬‬
‫وعبارة التحفة‪ :‬والعبرة بقاضي بلد المولي ‪ -‬أي وطنه ‪ -‬وإن سافر عنه بقصد الرجوع إليه‪ ،‬كمششا‬
‫هو ظاهر في التصرف والستنماء‪ ،‬وبقاضي بلد ماله‪ :‬في حفظه‪ ،‬وتعهده‪ ،‬ونحو بيعه‪ ،‬وإجششارته‬
‫عند خششوف هلكششه‪ .‬ا‍ه )قشوله‪ :‬فصششلحاء بلششده( أي فششإذا لششم يوجششد أحششد مشن الوليششاء المششذكورين‪،‬‬
‫فالولية تكون لصلحاء المسلمين من أهل بلده ‪ -‬في النظر في مال محجورهم وتولى حفظه لهم ‪-‬‬
‫وفي النهاية‪ :‬وأفتى ابن الصلح فيمن عنده يتيم أجنبي‪ ،‬ولو سلمه لحاكم خششان فيششه ‪ -‬بششأنه بجششوز‬
‫التصرف في ماله ‪ -‬للضرورة‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ويتصرف الولي( أي أبششا أو غيششره‪ :‬بالمصششلحة‪ ،‬وذلششك‬
‫لقوله تعالى‪) * :‬ول تقربوا مال اليتيم إل بالتي هي أحسششن( * وقششوله‪ :‬تعششالى‪) * :‬وإن تخششالطوهم‬
‫فإخوانكم‪ ،‬وال يعلم المفسد من المصلح( * ومن المصلحة‪ :‬بيششع مششا وهبششه لششه أصششله بثمششن مثلششه‪:‬‬
‫خشية رجوعه فيه‪ ،‬وبيع ما خيف خرابه‪ ،‬أو هلكششه‪ ،‬أو غصششبه‪ ،‬ولششو بششدون ثمششن مثلششه‪) ،‬قششوله‪:‬‬
‫ويلزمه حفظ ماله( أي يلزم الولي حفظ مششال المششولي‪ :‬مششن أسششباب التلششف )قششوله‪ :‬واسششتنماؤه( أي‬
‫ويلزمششه اسششتنماؤه‪ :‬أي طلششب نمششوه وتكششثيره‪ .‬قششال ع ش‪ :‬فلششو تششرك اسششتنماءه مششع القششدرة عليششه‪،‬‬
‫وصرف ماله عليه في النفقة‪ :‬فهششل يضششمنه أو ل ؟ فيششه نظششر‪ .‬وقيششاس مششا يششأتي ‪ -‬فيمششا لششو تششرك‬
‫عمارة العقار حتى خرب‪ :‬الضمان‪ ،‬وقد يفرق بأن ترك العمارة يششؤدي إلششى فسششاد المششال‪ ،‬وتششرك‬
‫الستنماء إنما يؤدي إلى عدم التحصيل‪ ،‬وإن ترتب عليه ضياع المال في النفقة‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقششوله‪ :‬إن‬
‫أمكنه( أي الستنماء المذكور )قوله‪ :‬وله السفر به( أي للولي السشفر بمشال المششولي‪) ،‬وقشوله‪ :‬فششي‬
‫طريق آمن لمقصد آمن( خرج بذلك ما لششو كششان الطريششق أو المقصششد الششذي يقصششده مخوفششا‪ ،‬فششإنه‬
‫يمتنع عليه السفر به‪ .‬وكتب ع ش ما نصه‪ :‬قوله‪ :‬في زمن أمن‪ ،‬مفهومه أنه لو احتمششل تلفششه فششي‬
‫السفر‪ :‬امتنع‪ .‬وفي سم على المنهج‪ :‬فيه تردد‪ ،‬فليراجع‪ ،‬والقرب المفهوم‪ :‬المذكور‪ ،‬حيششث قششوي‬
‫جانب الخوف‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬برا ل بحرا( أي له السفر به في البر‪ ،‬ل في البحر‪ ،‬وإن غلبت السلمة‬
‫فيه‪ ،‬لنه مظنة عدمها‪ .‬قال ع ش‪ :‬ظاهره ولو تعين طريقا‪ ،‬وهو كذلك‪ ،‬حيششث لششم تششدع ضششرورة‬
‫إلى السفر به‪ .‬وقال في التحفة‪ :‬نعم‪ ،‬إن كان الخوف في السفر ولو بحرا أقششل منششه فششي البلششد ولششم‬
‫يجد من يقترضه‪ :‬سافر به‪) .‬قوله‪ :‬وشراء عقار يكفيه غلته( أي يكفي المولى غلتششه نفقششة وكسششوة‬
‫وغيرهما )قوله‪ :‬أولى‬

‫)‪ (1‬سورة النعام‪ ،‬الية‪ (1) .152 ::‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪.220 ::‬‬

‫] ‪[ 87‬‬

‫من التجارة( هو خبر عن المبتدأ الذي هو شراء‪ .‬قال في النهاية‪ :‬ومحله عند المششن عليششه‬
‫من جور السلطان وغيره‪ ،‬أو خراب للعقار ولم يجد به ثقششل خششراج‪ .‬ا‍ه )قششوله‪ :‬ول يششبيع عقششاره(‬
‫أي ل يبيع الولي عقار المولي‪ ،‬لنه أسلم وأنفع من غيره‪ .‬وفي المغني‪ :‬وكالعقار‪ ،‬فيما ذكر‪ ،‬آنية‬
‫القنية من نحاس وغيره‪ ،‬كما ذكره ابن الرفعة عن البندنيجي‪ ،‬قال‪ :‬وما عداهما ل يباع أيضا‪ ،‬إل‬
‫لغبطة أو حاجة‪ ،‬لكن يجوز لحاجة يسيرة‪ ،‬وربششح قليششل لئق‪ ،‬بخلفهمششا‪ .‬وينبغششي‪ .‬كمششا قششال ابششن‬
‫الملقن‪ ،‬أنه يجوز بيع أموال التجارة من غير تقييد بشئ‪ ،‬بل لو رأى البيع بأقل مششن رأس المششال‪،‬‬
‫ليشتري بالثمن ما هو مظنة للربح‪ :‬جاز‪ ،‬كما قششاله بعششض المتششأخرين‪ ،‬ا‍ه )قششوله‪ :‬إل لحاجششة( أي‬
‫كخوف ظالم‪ ،‬أو خرابه‪ ،‬أو عمارة بقية أملكه‪ ،‬أو لنفقته وليششس لشه غيششره ولششم يجششد مقرضششا‪ ،‬أو‬
‫رأى المصلحة في عدم القرض‪ ،‬أو لكونه بغيششر بلششده ويحتششاج لكششثرة مؤنشة لمششن يتششوجه ليجششاره‬
‫وقبض غلته‪ ،‬ويظهر ضبط هذه الكثرة‪ ،‬بأن تستغرق أجرة العقار أو قريبا منهششا‪ ،‬بحيششث ل يبقششى‬
‫منها إل مال وقع له عرفا‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفة‪) .‬وقوله‪ :‬أو غبطة ظششاهرة( أي بششأن يرغششب فيششه بششأكثر مششن‬
‫ثمن مثله‪ ،‬وهو يجد مثله ببعض ذلك الثمن أو خيرا منششه بكلششه وفششي البجيرمششي مششا نصششه‪ .‬تنششبيه‪:‬‬
‫المصلحة أعم من الغبطة‪ ،‬إذ الغبطة‪ :‬بيع بزيادة على القيمة لها وقع‪ ،‬والمصلحة ل تستلزم ذلششك‪،‬‬
‫لصدقها بنحو شراء ما يتوقع فيه الربح‪ ،‬وبيع ما يتوقع فيه الخسششران لششو بقششي‪ .‬ا‍ه )قششوله‪ :‬وأفششتى‬
‫بعضهم بأن للولي الصلح على بعض دين المولي‪ .‬الخ( قال في التحفة‪ ،‬بعد ذكر الفتاء المذكور‪،‬‬
‫وفيه نظر‪ :‬إذ ل بد في صحة الصلح من القرار‪ .‬اللهم إل أن يفرض خشية ضياع البعض‪ ،‬ولششو‬
‫مع القرار‪ ،‬ويتعين الصلح‪ ،‬لتخليص الباقي‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتب السيد عمر البصري علششى قششول التحفششة‪،‬‬
‫وأفتى بعضهم بأن للولي الصلح الخ‪ ،‬ما نصه‪ :‬يؤخذ منه بعد التأمل أن المراد جواز إقششدام الششولي‬
‫على ذلك للضرورة‪ ،‬ل صحة الصلح المذكور في نفس المر‪ ،‬فإنها مسششكوت عنهششا‪ .‬وحينئذ‪ :‬فل‬
‫فرق بين القرار وعدمه‪ ،‬وأن بقيششة مششاله بششاق بذمششة المششدين باطنششا‪ ،‬بششل وظششاهرا إذا زال المششانع‬
‫وتيسر استيفاء الحق منه‪ ،‬كما في المسألة المنظر بها‪ ،‬وهي دفع بعض مششاله لسششلمة بششاقيه‪ ،‬فششإنه‬
‫يجوز للولي القدام عليه‪ ،‬لنه عقد صحيح يملكه بشه الخشذ‪ ،‬بشل هشو ضشامن لشه مطلقشا علشى مشا‬
‫تقشرر‪ .‬ا‍ه )قشوله‪ :‬إذا تعيشن ذلشك( أي الصشلح علشى بعشض ديشن المشولي‪) .‬وقشوله‪ :‬لتخليشص ذلشك‬
‫البعض( أي المصالح عليه‪ ،‬أي على أخذه‪ ،‬وذلك لن القاعدة‪ :‬أن الصششلح يتعششدى بالبششاء‪ .‬وعلششى‪:‬‬
‫للمأخوذ‪ ،‬وبمن وحتى‪ :‬للمششتروك )قشوله‪ :‬كمشا أن لشه‪ ،‬بشل يلزمششه( الكششاف للتنظيشر‪ ،‬والضشمير أن‬
‫للولي‪) .‬وقوله‪ :‬دفع بعض ماله( إسم أن مؤخر‪ ،‬وفاعل يلزم‪ :‬يعود عليه‪ ،‬وهششو وإن كششان مششؤخرا‬
‫لفظا‪ :‬مقدم رتبة‪ ،‬وضمير ماله يعود على المولي )قوله‪ :‬ولششه( أي للششولي‪) .‬وقششوله بيششع مششاله( أي‬
‫المولي‪) .‬وقوله نسيئة( أي بأجل‪ .‬واشششترط يسششار المشششتري‪ ،‬وعششدالته‪ ،‬وزيششادة علششى النقششد تليششق‬
‫بالنسيئة‪ ،‬وقصر الجل عرفا‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفة‪) .‬وقوله‪ :‬لمصلحة( أي كربح‪ ،‬وخوف مششن نهششب )قششوله‪:‬‬
‫وعليه أن يرتهن الخ( أي ويجب على الولي أن يرتهن بالثمن رهنا واقيا‪ ،‬ويستثني مششن ذلششك‪ :‬مششا‬
‫لو باع مال ولده من نفسه نسيئة‪ ،‬لنه أمين في حق ولده‪ .‬ويجب عليه أيضا‪ :‬أن يشهد على الششبيع‬
‫)قوله‪ :‬إن لم يكن المشتري موسرا( مفهومه أنه إن كان موسرا‪ :‬ل يجششب عليششه الرتهششان‪ ،‬وهششذا‬
‫هو ما قاله المام‪ ،‬واقتضاه كلم الشيخين‪ ،‬ولم يرتضه في التحفة‪ ،‬ونصها‪ ،‬بعششد كلم‪ ،‬ول تغنششي‬
‫عنه‪ ،‬أي الرتهان ‪ -‬ملءة المشتري‪ ،‬لنه قد يتلف احتياطا للمحجور‪ ،‬فإن ترك واحد ممششا ذكششر‪،‬‬
‫أي الشهاد‪ ،‬والرتهان‪ ،‬بطل البيع‪ ،‬إل إذا ترك الرهن والمشتري موسششر علششى مششا قششاله المششام‪،‬‬
‫واقتضاه كلمهما‪ ،‬وقال السبكي‪ :‬ل استثناء‪ ،‬وضمن‪ .‬نعم‪ :‬إن باعه لمضطر ل رهن معه‪ :‬جششاز‪.‬‬
‫ا‍ه )قوله‪ :‬ولولي الخ( أي ويجوز لولي‪ ،‬أن يقرض مال موليه إذا كان لضشرورة‪ ،‬فشإن لشم توجشد‪:‬‬
‫امتنع عليه أن يقرضه‪ ،‬كما مر في القرض ‪ -‬وعبارته هناك‪ :‬ويمتنع على ولي قرض مال موليه‬
‫بل ضرورة‪ .‬نعم‪ :‬يجوز للقاضي إقراض مشال المحجشور عليشه بل ضشرورة‪ ،‬لكشثرة أششغاله‪ ،‬إن‬
‫كان المقترض أمينا موسرا‪ .‬ا‍ه )قوله‪:‬‬

‫] ‪[ 88‬‬

‫ولقشاض( أي ويجشوز لقشاض‪) .‬وقشوله‪ :‬ذلشك( أي القشراض‪) .‬وقشوله‪ :‬مطلقشا( أي وجشدت‬


‫ضرورة‪ ،‬أو لم توجد )قوله‪ :‬بشرط الخ( ظاهر صنيعه أنه مرتبط بقوله لقاض فقط‪ ،‬لكن المعنششى‬
‫يقتضي أن الولي غير القاضي مثله )قوله‪ :‬ول ولية لم علششى الصششح( أي قياسششا علششى النكششاح‪،‬‬
‫ومقابله أنها تلي بعد الب والجد‪ ،‬وتقدم على وصيهما‪ ،‬لكمال شفقتها )قوله‪ :‬ومششن أدلششى بهششا( أي‬
‫ول ولية لمن أدلى إلى المحجور بالم‪ :‬كششالخ للم )قششوله‪ :‬ول لعصششبة( أي ول وليششة لعصششبة‪:‬‬
‫كالخ‪ ،‬وابنه‪ ،‬والعم‪) .‬قوله‪ :‬نعششم‪ .‬لهششم الششخ( أي يجششوز للعصششبة‪ ،‬أي العششدل منهششم‪ ،‬النفششاق علششى‬
‫الطفل فيما يحتاجه من ماله‪) .‬وقوله‪ :‬عند فقد الولي الخاص( هو الب‪ ،‬فأبوه ‪ -‬وإن عل‪ .‬قال في‬
‫التحفة‪ :‬وقضيته أن له ‪ -‬أي للعدل منهم ‪ -‬ذلك‪ ،‬ولو مع وجود قششاض‪ ،‬وهششو متجششه إن خيششف منششه‬
‫عليه‪ ،‬بششل فششي هششذه الحالشة‪ :‬للعصششبة‪ ،‬وصششلحاء بلششده‪ ،‬بششل عليهششم‪ ،‬كمششا هشو ظششاهر‪ ،‬تششولي سششائر‬
‫التصرفات في ماله بالغبطة‪ :‬بأن يتفقوا على مرضي منهششم يتششولى ذلششك‪ ،‬ولششو بششأجرة‪ .‬ا‍ه )قششوله‪:‬‬
‫ويصششدق أب أو جششد( أي فيمششا إذا ادعششى الولششد عليهمششا بعششد بلششوغه‪ ،‬أو إفششاقته‪ ،‬أو رشششده ‪ -‬بششأن‬
‫تصرفكما من غير مصلحة‪ ،‬وادعيا أنه بمصششلحة‪ :‬فيصششدقان بششاليمين‪ ،‬لنهمششا ل يتهمششان‪ :‬لوفششور‬
‫شفقتهما )قوله‪ :‬وقاض بل يمين( أي ويصدق قاض من غير يميششن )قششوله‪ :‬إن كششان( أي القاضششي‬
‫)قوله‪ :‬ل وصي وقيم وحاكم وفاسق( أي ل يصدقون في أن تصششرفهم لمصششلحة )قششوله‪ :‬حيششث ل‬
‫بينة( أي تشهد بمدعاهم ‪ -‬فإن وجشدت‪ :‬فهشم المصشدقون )قشوله‪ :‬لنهشم قشد الشخ( أي ل يصشدقون‪،‬‬
‫لنهم قد يتهمون )قوله‪ :‬ومن ثم( أي ومن أجل التعليل المذكور‪ :‬يؤخذ أنه لششو كششانت الم وصششية‪:‬‬
‫كانت كالولين ‪ -‬أي الب والجد‪ :‬أي فتصدق باليمين‪ .‬وذلك لعدم التهمة )قوله‪ :‬وكذا آباؤها( أي‪:‬‬
‫وكذا يصدق آباؤها لو كانوا أوصياء )قوله‪ :‬فرع الخ( الولى‪ :‬فروع ‪ -‬كمششا هشو ظششاهر ‪) -‬قشوله‪:‬‬
‫ليس لولي الخ( أي يحرم عليه ذلك )قششوله‪ :‬إن كششان( أي الششولي‪ .‬وقششوله‪ :‬مطلقششا أي سششواء انقطششع‬
‫بسببه عن كسبه أم ل )قوله‪ :‬فإن كان فقيرا الخ( مقابل قوله غنيا )قوله‪ :‬أخذ قدر نفقتششه( قششال فششي‬
‫التحفة‪ :‬ورجح المصنف أنه يأخذ القل منها ومن أجششرة مثلششه‪ .‬ا‍ه )قششوله‪ :‬وإذا أيسششر( أي الششولي‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬لم يلزمه بدل ما أخذه( أي لم يلزمه أن يدفع لموليه بدل ما أخذه من ماله )قوله‪ :‬هذا( أي‬
‫ما ذكر‪ ،‬من التفصيل بين الفقير المنقطع عن كسبه‪ ،‬والغني‪) ،‬وقوله‪ :‬في وصي وأمين( أي وقيششم‬
‫)قوله‪ :‬سواء الصششحيح وغيششره( فششي بعششض نسششخ الخششط‪ :‬سششواء الموسششر الصششحيح وغيششره‪ ،‬لكششن‬
‫الموافق للتحفة‪ :‬الول‪ ،‬وقال فيهششا‪ :‬واعششترض بششأنه إن كششان مكتسششبا‪ :‬ل تجششب نفقتششه‪ ،‬ويششرد بششأن‬
‫المعتمد أنه ل يكلف الكسب‪ ،‬فإن فرض أنه اكتسب ما ل يكفيه‪ :‬لششزم فرعششه تمششام كفششايته‪ ،‬وحينئذ‬
‫فغاية الصل هنا أنه اكتسب دون كفايته‪ ،‬فيلزم الولد تمامها‪ ،‬فاتجه أن له أخذ كفايششة البعششض فششي‬
‫مقابلة عمله‪ ،‬والبعض لقرابته‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬فيما ذكششر( أي فششي التفصششيل المششذكور )قششوله‪ :‬أي مثل(‬
‫أي أن فك السير‪ :‬ليس بقيد‪ ،‬بل مثله‪ :‬إصلح ثغر‪ ،‬أو حفر بئر‪ ،‬أو تربيششة يششتيم )قششوله‪ :‬فلششه( أي‬
‫لمن جمع مال لما ذكر‪ ،‬وهذا بيان لمن ذكر‪) .‬وقوله‪ :‬إن كان فقيرا( أي وانقطع بسببه عن كسبه‪.‬‬
‫وقوله الكل منه‪ ،‬قال في التحفة بعده‪ :‬كذا قيل‪ ،‬والوجه أن يقال فله أقششل المريششن‪ ،‬أي السششابقين‪،‬‬
‫ا‍ه )قوله‪ :‬وللب والجد‪ :‬استخدام محجوره الخ( أي من غير أجرة‪ .‬قال في التحفششة‪ :‬ولششه إعششارته‬
‫لذلك‪ ،‬ولخدمة من يتعلم منه ما ينفعه دينا أو دنيا‪ ،‬وإن قوبل بأجرة‪ ،‬كما يعلم مما‬

‫] ‪[ 89‬‬

‫يأتي أول العارية ‪ -‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬فيما ل يقابل بأجرة( قضيته أنششه لششو اسششتخدمه فيمششا يقابششل‬
‫بها‪ :‬لزمته‪ ،‬وإن لم يكرهه‪ ،‬لكنه بوليته عليه إذا قصد بإنفاقه عليه جعل النفقة في مقابلة الجششرة‬
‫اللزمة برئت ذمته‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمشي )قشوله‪ :‬ول يضشر بشه علشى ذلشك( أي علشى السشتخدام )قشوله‪:‬‬
‫وأفتى النووي بأنه لو استخدم( أي الجد من الم المعلششوم مششن المقششام‪) .‬وقششوله‪ :‬لزمششه أجرتششه إلششى‬
‫بلوغه رشده( قال في التحفة‪ ،‬أي لنه ليس من أهل التبرع بمنافعه المقابلششة بششالعوض‪ .‬ا‍ه )قششوله‪:‬‬
‫وإن لم يكرهه( أي على الستخدام‪ ،‬وهو غاية للزوم الجرة )قوله‪ :‬ول يجب أجششرة الرشششيد( أي‬
‫في مقابلة الستخدام‪) .‬وقوله‪ :‬إل إن أكره( أي عليه‪ ،‬فإن لم يكره‪ :‬فل أجرة )قوله‪ :‬ويجري هششذا(‬
‫أي التفصيل بين لزوم الجرة على من استخدمه إلى البلوغ والرشد‪ ،‬وعششدم لزومهششا عليششه بعششده‪،‬‬
‫إل إن أكره وقوله في غير الجد للم‪ :‬يشششمل الب والجششد للب ا‍ه‪ .‬سششم‪ .‬وهششذا ل ينششافي مششا قبششل‬
‫الفتاء‪ ،‬لنه مفروض فيما ل يقابل بأجرة‪ ،‬وهذا فيما يقابل بها‪ .‬فتأمل )قوله‪ :‬لو كان للصبي مال‬
‫غائب( أي عن بلده )قوله‪ :‬من مال نفسه( متعلق بأنفق‪ :‬أي أنفق الولي عليششه مششن مششاله‪) .‬وقششوله‪:‬‬
‫بنية الرجوع( متعلق بأنفق )قوله‪ :‬إذا حضر ماله( أي الصبي‪ .‬والظرف متعلق بششالرجوع )قششوله‪:‬‬
‫رجع( جواب لو‪ ،‬وضميره المستتر يعود على الولي )قوله‪ :‬إن كان الخ( قيد في الرجشوع )قشوله‪:‬‬
‫لنه( أي من ذكر من الب أو الجد يتولى الطرفين‪ :‬أي اليجاب والقبول‪ ،‬وهششو تعليششل لرجششوعه‬
‫إذا نواه عند النفاق )قوله‪ :‬بخلف غيرهما( أي غير الب والجد من بقية الولياء‪ ،‬فإنه إذا أنفششق‬
‫من مال نفسه على الصبي‪ :‬ل يرجع‪ ،‬ولو نوى الرجوع عند النفاق‪ ،‬لعدم صحة توليششة الطرفيشن‬
‫)قوله‪ :‬بل يأذن الخ( أي بل إذا أراد غيرهما ‪ -‬الصادق بالحاكم ‪ -‬الرجوع‪ :‬يأذن لمن ينفق عليششه‪،‬‬
‫ثم إذا حضر ماله‪ :‬يوفيه منه )قوله‪ :‬فادعى إنفاقه عليششه( أي فششادعى الب أنششه أنفششق مششا ثبششت فششي‬
‫ذمته على ابنه )قوله‪ :‬بأنه الخ( متعلق بأفتى‪ :‬أي أفتى بأن الب يصششدق بششاليمين‪ ،‬وإذا مششات‪ :‬قششام‬
‫وارثه مقامه‪ .‬وال سبحانه وتعالى أعلم‪ .‬فصششل فششي الحوالششة أي فششي بيششان حكمهششا‪ ،‬وبيششان بعششض‬
‫أركانها‪ ،‬وشرائطها‪ ،‬وهي بفتح الحشاء‪ ،‬وحكشي كسشرها‪ ،‬لغشة‪ :‬التحشول‪ ،‬والنتقشال‪ .‬وششرعا عقشد‬
‫يقتضي تحول دين من ذمشة إلشى ذمشة‪ .‬وقشد تطلشق علشى هشذا النتقشال نفسشه‪ .‬والصشل فيهشا قبشل‬
‫الجماع‪ :‬خبر الشيخين‪ :‬مطل الغني ظلم‪ ،‬وإذا أتبع أحششدكم علششى ملششئ ‪ -‬بششالهمز ‪ -‬فليتبششع بتشششديد‬
‫التاء‪ ،‬أو سكونها‪ ،‬وتفسره رواية البيهقي وإذا أحيل أحدكم على ملئ‪ ،‬فليحتل وقوله‪ :‬مطشل الغنشي‬
‫ظلم أي إطالة المدافعة فسق‪ .‬قال في التحفة‪ :‬ويؤخذ منه أن المطل كبيرة‪ ،‬لنه جعله ظلمششا‪ ،‬فهششو‬
‫كالغصب‪ ،‬فيفسق بمرة منه‪ .‬قال السبكي‪ :‬مخالفا للمصنف في اشششتراط تكششرره نقل عشن مقتضششى‬
‫مذهبنا‪ ،‬وأيده غيره بتفسير الزهري للمطششل‪ ،‬بششأنه إطالششة المدافعششة‪ ،‬أي فششالمرة ل تسششمى مطل‪،‬‬
‫ويخدشه‪ ،‬أي يضعفه‪ ،‬حكاية المصنف اختلف المالكيششة‪ :‬هششل يفسششق بمششرة منششه أو ل ؟ فاقتضششى‬
‫اتفاقهم على أنه ل يشترط في تسميته مطل تكرره‪ ،‬وإل لم يأت اختلفهم‪ .‬وقششد يؤيششد هششذا تفسششير‬
‫القاموس له بأنه‪ ،‬أي المطل‪ ،‬التسويق بالدين‪ ،‬وبه يتأيد مششا قششاله السششبكي‪ .‬ا‍ه‪ .‬والصششح أنهششا بيششع‬
‫دين بدين جوز للحاجة‪ ،‬وذلك لن المحيل‪ :‬باع ما في‬

‫] ‪[ 90‬‬

‫ذمة المحال عليه بما في ذمته للمحتال‪ ،‬والمحتال‪ :‬باع مششا فششي ذمششة المحيششل بمششا فششي ذمششة‬
‫المحال عليه‪ .‬فالبائع‪ :‬المحيل‪ ،‬والمشتري‪ :‬المحتال‪ ،‬والمبيع‪ :‬دين المحيل‪ ،‬والثمن‪ :‬دين المحتششال‪.‬‬
‫وقيل إنها استيفاء حق )قوله‪ :‬تصششح حوالششة بصششيغة(‪) .‬واعلششم( أن أركششان الحوالششة سششتة‪ :‬محيششل‪،‬‬
‫ومحتال‪ ،‬ومحال عليه‪ ،‬ودينان‪ :‬دين للمحتششال علششى المحيششل‪ ،‬وديششن للمحيششل علششى المحششال عليششه‪،‬‬
‫وصيغة‪ .‬وشرائط الحوالة خمسة‪ :‬رضششا المحيششل والمحتششال‪ .‬وثبشوت الششدينين الششذي علششى المحيششل‬
‫والذي علشى المحشال عليشه‪ ،‬فل تصششح ممشن ل ديششن عليششه‪ ،‬ول علششى مشن ل ديششن عليشه‪ .‬وصششحة‬
‫العتياض عنهما‪ :‬فل تصح بدين السلم ورأس ماله‪ ،‬ول عليهما‪ ،‬لعدم صحة العتيششاض عنهمششا‪،‬‬
‫وكذا ل تصح بدين الجعالة قبل الفراغ من العمل ول عليه لما ذكر‪ .‬والعلم بالششدينين قششدرا وصششفة‬
‫وجنسا‪ :‬فلو جهل ذلك العاقدان‪ ،‬أو أحدهما‪ ،‬فهي باطلة‪ .‬وتساويهما كذلك‪ :‬فلو عششدم التسششاوي‪ ،‬أو‬
‫جهل‪ ،‬فهي باطلة‪) .‬قوله‪ :‬وهي( أي الصيغة )قوله‪ :‬كأحلتك على فلن بالدين الذي لك علي( قششال‬
‫في التحفة‪ :‬فإن لم يقل بالدين‪ ،‬فكناية ا‍ه‪ .‬وقال م ر‪ :‬هو صريح‪ ،‬وإن لم يقل بالدين الذي لك علي‬
‫ولم ينوه ‪ -‬فعلى ما جرى عليه حجر‪ :‬أن الكناية تدخل الحوالة‪ ،‬وعلى ما جرى عليه م ر‪ :‬أنها ل‬
‫تكون إل صريحة‪ ،‬فل تدخلها الكناية‪) .‬قوله‪ :‬أو نقلت إلخ( أشار به إلى أنه ل يتعين في الصششيغة‬
‫لفظ الحوالة‪ ،‬بل يكفي ما يؤدي معناها‪ :‬كنقلت حقك إلشى فلن‪ ،‬أو جعلشت مشا أسشتحقه علشى فلن‬
‫لك‪ ،‬أو ملكتك الدين الذي عليه‪ .‬والمعتمد‪ ،‬عند الرملي‪ ،‬عدم النعقاد بلفظ البيع‪ ،‬ولو نواها‪ .‬وعند‬
‫ابن حجر‪ :‬النعقاد إن نواها )قوله‪ :‬وقبول( بالرفع‪ ،‬عطف على إيجاب )قوله‪ :‬بل تعليششق( راجششع‬
‫لليجاب والقبول‪ ،‬كما في البيع )قوله‪ :‬ويصح( أي القبششول بلفششظ أحلنششي‪ :‬أي فهششو اسششتيجاب قششائم‬
‫مقام القبول‪ ،‬ومثله‪ :‬ما لو قال احتل على فلن بما لك علي مششن الششدين‪ ،‬فقششال‪ :‬احتلششت‪ ،‬أو قبلششت‪،‬‬
‫فيكون استقبال قائما مقام اليجاب‪ .‬أفاده ع ش )قوله‪ :‬وبرضا محيل ومحتال( هذا مسششتغنى عنششه‬
‫بالصشيغة‪ ،‬إذ اليجشاب والقبشول يتضشمن رضشاهما‪ ،‬إل أن يقشال ليشس هشو مقصشودا بالشذات‪ ،‬بشل‬
‫المقصود‪ :‬مفهومه‪ ،‬وهو قوله بعد‪ :‬ول يشترط رضا المحال عليه‪ .‬والمحيل‪ :‬هو من عليششه الششدين‬
‫للمحتال‪ .‬والمحتال‪ :‬هو من له الدين على المحيل )قوله‪ :‬ول يشترط رضا المحال عليه( أي لنششه‬
‫محل الحق‪ ،‬فلمن له الحق أن يستوفيه بنفسششه وبغيششره )قششوله‪ :‬ويلششزم بهششا الشخ( شششروع فششي فششائدة‬
‫الحوالة المترتبة عليها‪ ،‬وحاصلها براءة ذمة المحيل من دين المحتال‪ ،‬وبراءة ذمة المحششال عليششه‬
‫من دين المحيل‪ ،‬وتحول حق المحتال من ذمة المحيل إلى ذمة المحال عليه‪ .‬وقوله ديششن محتششال‪:‬‬
‫أي نظيره يصير في ذمة المحال عليه‪) .‬قوله‪ :‬فإن تعذر أخذه( أي المحتال على إضافة المصششدر‬
‫لفاعله أو الدين على إضافة المصدر لمفعوله بعد حششذف الفاعششل‪) .‬وقششوله‪ :‬منششه( أي مششن المحششال‬
‫عليه )قوله‪ :‬بفلس( متعلق بتعششذر‪ ،‬والبششاء سششببية‪ :‬أي تعششذر الخششذ بسششبب فلششس‪) .‬وقششوله‪ :‬حصششل‬
‫للمحال عليه( المقام للضمار‪ ،‬فكان عليه أن يقول‪ :‬حصل له )قوله‪ :‬وإن قششارن الفلششس الحوالششة(‬
‫أي ل فرق في الفلس بين أن يكون طارئا على الحوالة أو مقارنا لهششا‪ ،‬فل رجششوع للمحتششال علششى‬
‫المحيل في الحالتين )قوله‪ :‬أو جحد( معطوف على فلس‪ :‬أي أو تعذر أخششذه منشه بجحشد‪) .‬وقششوله‪:‬‬
‫أي إنكار منه( أي المحال عليه لصل الحوالة )قوله‪ :‬أو دين المحيل( معطوف على الحوالة‪ :‬أي‬
‫أو إنكششار لششدين المحيششل )قششوله‪ :‬وحلششف( يقششرأ بصششيغة المصششدر‪ :‬عطفششا علششى إنكششار‪ ،‬أو بصششيغة‬
‫الماضي وجعل الواو للحال‪.‬‬

‫] ‪[ 91‬‬

‫)وقوله‪ :‬عليه( أي على النكار المذكور‪ ،‬يعني أن تعششذر الخششذ المششذكور‪ .‬يحصششل بإنكششار‬
‫المحال عليه الدين أو الحوالة مع حلفه على ذلك‪) .‬قوله‪ :‬أو بغير ذلك( يعني أو تعذر أخششذه بغيششر‬
‫الفلس والجحد‪) .‬قوله‪ :‬كتعشزز المحشال عليشه( أي تقشويه وتغلبشه )قشوله‪ :‬لشم يرجشع المحتشال علشى‬
‫محيل( جواب فإن‪ ،‬وإنما لم يرجع عليه‪ ،‬لن الحوالة بمنزلة القبض‪ ،‬وقبولها متضمن‪ ،‬لعششترافه‬
‫باستجماع شرائط الصحة‪ .‬قال في التحفة‪ :‬نعم‪ .‬له‪ ،‬أي المحتال‪ ،‬تحليف المحيل أنه ل يعلم براءة‬
‫المحال عليه على الوجه‪ .‬وعليه فلو نكل‪ :‬حلف المحتال‪ ،‬كما هو ظاهر‪ ،‬وبششان بطلن الحوالششة‪،‬‬
‫لنه حينئذ كرد المقر له القرار‪ .‬ا‍ه‪ .‬ولو شرط فيها الرجوع عند التعذر بشئ مما ذكر‪ :‬لم تصح‬
‫الحوالة‪ ،‬لنه شرط خالف مقتضاها )قوله‪ :‬وإن جهل( أي المحتال‪) .‬وقوله‪ :‬ذلك( أي تعذر الخذ‬
‫بشئ مما يذكر )قوله‪ :‬ول يتخير لو بان الخ( ل فائدة له بعد الغاية السابقة‪ ،‬أعني قوله وإن قششارن‬
‫الفلس الحوالة‪ ،‬وجزمه بعدم الرجوع‪ ،‬ولو مع الجهل‪ ،‬إل أن يقال‪ :‬ذكره لجل الغاية الششتي بعششده‪.‬‬
‫وعبارة المنهج‪ :‬فيها إسقاط ذلك‪ ،‬وذكر الغاية بعد قوله‪ :‬لم يرجع على محيل‪ ،‬وهي أولشى )قشوله‪:‬‬
‫وإن شرط يساره( أي المحال عليه‪ :‬أي فل عبرة بالشرط المذكور‪ ،‬لنه مقصششر بششترك الفحششص‪.‬‬
‫وقيل له الخيار إن شرط يساره‪ ،‬ثم تبين إعساره )قوله‪ :‬ولو طلب المحتال المحال عليه الخ( هذه‬
‫المسألة نقلها في التحفة عن ابن الصلح )قوله‪ :‬فقال( أي المحال عليه‪) .‬وقوله‪ :‬أبرأني المحيششل(‬
‫قال سم ‪ -‬هل كذلك إذا قال أقر أنه لم يكن له علي دين حتى يكون للمحتال الرجوع ؟ ا‍ه‪) .‬قششوله‪:‬‬
‫قبل الحوالة( قال في التحفة‪ :‬هو صريح في أنه ل تسمع منه دعوى البراء‪ ،‬ول تقبل منه بينتششه‪،‬‬
‫إل أن صرح بأنه قبل الحوالة‪ ،‬بخلف مششا لشو أطلششق‪ .‬ومشن ثشم أفشتى بعضششهم بششأنه لشو أقششام بينشة‬
‫بالحوالة‪ ،‬فأقام المحال عليه بينة بإبراء المحيششل لششه‪ :‬لششم تسششمع بينششة البششراء‪ ،‬أي وليششس هششذا مششن‬
‫تعارض البينتين‪ ،‬لما تقرر أن دعوى البراء المطلق والبينة الشاهدة بششه فاسششدان‪ ،‬فششوجب العمششل‬
‫ببينة الحوالة‪ ،‬لنهشا لشم تعشارض‪ .‬ا‍ه‪) .‬قشوله‪ :‬بشذلك( أي بشالبراءة المفهومشة مشن أبرأنشي‪) .‬قشوله‪:‬‬
‫سمعت( أي البينة في وجه المحتال‪ .‬قال الغزي‪ :‬وهذا صحيح في دفع المحتال‪ .‬أما إثبات البراءة‬
‫من دين المحيل‪ ،‬فل بد من إعادتها في وجهه‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفة )قوله‪ :‬ثم المتجه( أي ثم بعد سششماع بينششة‬
‫المحششال عليششه بششالبراءة المتجهششة الششخ‪) .‬وقششوله‪ :‬إل إذا اسششتمر( أي المحتششال‪ ،‬أي فل يرجششع علششى‬
‫المحيل )قوله‪ :‬ولو باع عبدا( أي أو أمة‪ ،‬ولو قال رقيقا‪ :‬لشملهما )قوله‪ :‬وأحال بثمنششه( أي أحششال‬
‫البائع بثمن العبد على المشتري )قوله‪ :‬ثم اتفق المتبايعان( أي والمحتال أيضا‪ ،‬بششدليل قششوله بعششد‪:‬‬
‫وإن كذبهما المحتال الخ‪ .‬وقوله على حريته‪ :‬أي على أن العبد حر وقششت الششبيع‪) .‬قششوله‪ :‬أو ثبتششت‬
‫حريته حينئذ( أي حين البيع )قوله‪ :‬ببينة شهدت حسبة( قال البجيرمي‪ :‬شششهادة الحسششبة هششي الششتي‬
‫تكون بغير طلب‪ ،‬سواء أسبقها دعوى‪ ،‬أم ل )قوله‪ :‬أو أقامها العبد( أي أو أقام العبشد البينشة علشى‬
‫حريته‪ :‬أي ولم يصرح بالرق قبل ذلك‪ ،‬لنها تكذب قوله‪ .‬ومثل العبد‪ :‬ما إذا أقامها أحششد الثلثششة‪،‬‬
‫أعني المتبايعين‪ ،‬والمحتال‪ ،‬ولم يصرح بأن المبيع مملوك‪ ،‬بل اقتصر على البيع )قوله‪ :‬لم تصح‬
‫الحوالة( جواب لو‪ .‬والمراد أنه بان عدم انعقادهششا لتششبين أن ل بيششع‪ ،‬فل ثمششن‪ ،‬فيششرد المحتششال مششا‬
‫أخذه من المشتري‪ ،‬ويبقى حقه كما كان )قوله‪ :‬وإن كذبهما( أي المتبايعين المتفقين على الحرية‪،‬‬
‫فهو مقابل للصورة الولى )قوله‪ :‬ول بينة( أي على الحرية )قوله‪ :‬فلكششل منهمششا( أي المتبششايعين‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬تحليفه( أي المحتال‪ ،‬ولو حلفه أحدهما‪ :‬لم يكن للثاني تحليفه‪ ،‬لتحاد خصومتهما )قششوله‪:‬‬
‫على نفي العلم بها( أي لن هذه قاعة الحلف على النفي الذي ل يتعلق بالحششالف‪ ،‬فيقششول‪ :‬والش ل‬
‫أعلم حريته )قوله‪ :‬وبقيت الحوالة( وحيئنذ يأخذ المحتال المال من المشتري‪ ،‬ويرجع‬

‫] ‪[ 92‬‬

‫المشتري على البائع المحيل‪ ،‬لنه قضششى دينششه بششإذنه الششذي تضششمنته الحوالششة )قششوله‪ :‬ولششو‬
‫اختلفا( أي بعد إذن مدين لدائنه في القبششض‪) .‬وقششوله‪ :‬أي الششدائن والمششدين( بيششان لضششمير التثنيششة‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬في أنه( أي المدين‪ ،‬والجار والمجرور متعلق باختلفا‪ ،‬أي اختلفا فششي أن المششدين وكششل أو‬
‫أحال ؟ والمراد‪ :‬اختلفا في اللفظ الصادر من المدين‪ ،‬هل هشو لفشظ الوكالشة‪ ،‬أو الحوالشة ؟ )قشوله‪:‬‬
‫بأن قال المدين‪ :‬وكلتك لتقبض لي( أي أو قال‪ :‬أردت بقولي أحلتك الوكالششة )قششوله‪ :‬فقششال الششدائن‪:‬‬
‫بل أحلتنششي( أي أو أردت الحوالششة )قششوله‪ :‬صششدق منكششر حوالششة( جششواب لششو )قششوله‪ :‬فيصششدق فششي‬
‫المدين( أي بيمينه في أنه وكل‪ ،‬أو في أنه أراد الحوالة‪ .‬وبحلفه‪ :‬تنششدفع الحوالششة‪ ،‬وبإنكششار الخششر‬
‫الوكالة‪ :‬ينعزل‪ ،‬فيمتنع قبضه‪ ،‬فإن كان قد قبض‪ :‬برئ الدافع له‪ ،‬لنه وكيششل أو محتششال‪ ،‬ويلزمششه‬
‫تسليم ما قبضه للحالف‪ ،‬وحقه عليه باق‪) .‬قوله‪ :‬والدائن( أي ويصدق الدائن‪ :‬أي بيمينه‪) .‬وقوله‪:‬‬
‫في الخيرة( أي فيما إذا ادعى الوكالة‪ ،‬والمدين الحوالة‪ .‬وبحلفه‪ :‬تندفع الحوالة‪ ،‬ويأخذ حقششه مششن‬
‫المستحق عليه‪ ،‬ويرجششع هششذا علششى المحششال عليششه )قششوله‪ :‬لن الصششل الششخ( علشة لتصششديق منكششر‬
‫الحوالة‪) .‬وقوله‪ :‬المستحق عليه( هو‪ ،‬بفتح الحاء‪ ،‬المدين‪ .‬وال سبحانه وتعالى أعلم )قوله‪ :‬تتمة(‬
‫أي في بيان أحكام الضمان‪ ،‬وأحكام الصلح‪ .‬وقد ترجم الفقهاء لكل منهما بباب مستقل‪ ،‬وذكرهمشا‬
‫بعد الحوالة‪ ،‬لن كل منهما يترتب عليه قطع النزاع‪ ،‬كالحوالة‪ ،‬والضمان لغة‪ :‬اللتزام‪ ،‬وشرعا‪:‬‬
‫يقال للتزام دين أو بدن أو عين‪ ،‬ويقال للعقد الذي يحصل به ذلك‪ .‬ويسمى الملتزم لذلك‪ :‬ضامنا‪،‬‬
‫وضششمينا‪ ،‬وحميل‪ ،‬وزعيمششا‪ ،‬وكفيل‪ ،‬وصششبيرا‪ .‬قششال المششاوردي‪ :‬لكششن العششرف خششص الضششمين‪:‬‬
‫بالمششال‪ ،‬أي ومثلششه الضششامن‪ ،‬والحميششل‪ :‬بالديششة‪ ،‬والزعيششم‪ :‬بالمششال العظيششم‪ ،‬والكفيششل‪ :‬بششالنفس‪،‬‬
‫والصبير‪ :‬يعم الكل‪ :‬والصل فيه‪ :‬حديث العاريششة مششؤداة‪ ،‬أي مششردودة‪ ،‬والزعيششم غششارم‪ ،‬والششدين‬
‫مقضي وحديث أنه )ص( تحمل عن رجل عشششرة دنششانير‪ .‬وأركششانه خمسششة‪ :‬ضششامن‪ ،‬ومضششمون‬
‫عنه‪ ،‬ومضششمون لششه‪ ،‬ومضششمون‪ ،‬وصششيغة‪ .‬وهششو منششدوب لقششادر واثششق بنفسششه‪ ،‬وإل فمبششاح‪ .‬قششال‬
‫العلماء‪ :‬الضمان أوله شهامة‪ ،‬أي شدة حماقة‪ ،‬وأوسطه ندامة‪ ،‬وآخره غرامة‪ .‬ولذلك قيششل نظمششا‪:‬‬
‫ضاد الضمان بصاد الصك ملتصق فإن ضمنت‪ :‬فحاء الحبس فيالوسط ومششن مسششتلطف كلمهششم‪،‬‬
‫ثلثة أحرف شنيعة‪ :‬ضاد الضششمان‪ ،‬وطششاء الطلق‪ ،‬وواو الوديعششة‪ .‬وقششال بعضششهم‪ :‬عاشششر ذوي‬
‫الفضل واحذر عشرة السفل وعن عيوب صديقك كف وتغفل وصن لسانك إذا ما كنت في محفششل‬
‫ول تشارك ول تضمن ولتكفل )قوله‪ :‬يصح من مكلف رشيد( أي ولو حكما‪ :‬ليدخل من بذر بعد‬
‫رشده ولم يحجر عليه‪ ،‬ومن فسق‪ ،‬ومن سكر متعششديا‪ ،‬فششإن هششؤلء فششي حكششم الرشششيد‪ ،‬ول بششد أن‬
‫يكون مختارا أيضا‪ ،‬فخرج الصبي‪ ،‬والمجنششون‪ ،‬والسششفيه‪ ،‬والمكششره‪ ،‬ولششو قنششا أكرهششه سششيده‪ ،‬فل‬
‫يصح ضمانهم‪ .‬ول بد‪ ،‬على الصح‪ ،‬أن يعشرف عيشن المضشمون لشه‪ ،‬وهشو رب الششدين‪ ،‬لتفششاوت‬
‫الناس في المطالبة تشديدا وتسهيل‪ ،‬فل يكفي معرفته مجرد نسششبه أو اسششمه‪ ،‬وإنمششا كفششت معرفششة‬
‫عينه‪ ،‬لن الظاهر عنوان الباطن‪ ،‬وتقوم معرفة وكيله مقام معرفته عند م ر تبعا لوالششده‪ ،‬وجششرى‬
‫ابن حجر‪ ،‬تبعا لشيخ السلم‪ ،‬على عششدم الكتفششاء بششذلك‪) .‬قششوله‪ :‬ضششمان بششدين( أي ولششو منفعششة‪:‬‬
‫كالعمل الملتزم الذمة بالجششارة‪ ،‬أو المسششاقاة‪ .‬وشششمل الششدين‪ :‬الزكششاة‪ ،‬فيصششح ضششمانها لمسششتحقين‬
‫انحصروا‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي‪) .‬وقوله‪ :‬واجب( أي ثابت‪ ،‬ولو باعتراف الضششامن‪ ،‬وإن لششم يثبششت علششى‬
‫المضمون عنه شئ‪ .‬كما صرح به الرافعي‪ ،‬بششل الضششمان متضششمن‪ ،‬لعششترافه بوجششود شششرائطه‪،‬‬
‫فيلزم الضامن المال الششذي اعششترف بششه‪ .‬ويشششترط فششي الششدين‪ :‬أن يكشون معلششوم القششدر‪ ،‬والجنششس‪،‬‬
‫والصفة‪ .‬وخرج بذلك‪ :‬الشديون المجهولشة‪ ،‬فل يصشح ضشمانها )قشوله‪ :‬سشواء اسشتقر( المشراد مشن‬
‫الستقرار‪ :‬اللزوم‪ ،‬وقيل المراد بالمستقر‪ :‬الذي أمن من سقوطه‪) .‬وقوله‪ :‬في ذمة‬

‫] ‪[ 93‬‬

‫المضمون له( صوابه المضمون عنه‪ ،‬وهو المششدين الششذي ضششمن عنششه مششا عليششه‪) .‬وقششوله‪:‬‬
‫كنفقة اليوم وما قبله( تمثيل للذي استقر في ذمته‪) .‬قوله‪ :‬أو لم يستقر( أي لكنه آيل إلى الستقرار‬
‫)قوله‪ :‬كثمن مبيع لم يقبض( أي ذلك المششبيع‪ ،‬وهششو تمثيششل للششذي لششم يسششتقر )قششوله‪ :‬وصششداق قبششل‬
‫وطئ( التمثيل به لمششا لششم يسششتقر مبنششي علششى أن المششراد بالسششتقرار‪ ،‬عششدم تطششرق السششقوط إليششه‪،‬‬
‫والصداق قبل الوطئ يتطرق السقوط إليه‪ ،‬كأن تفسخ النكاح بعيبه‪ ،‬أما على أن المراد به اللزوم‪،‬‬
‫فل يصح جعلششه تمششثيل لششه‪ ،‬لنششه لزم بالعقششد )قششوله‪ :‬ل بمششا سششيجب( أي ل يصششح الضششمان بمششا‬
‫سيجب‪ ..‬ويستثنى من ذلك‪ :‬ضمان درك المبيع‪ ،‬أو الثمششن‪ ،‬وهششو أن يضششمن للمشششتري الثمششن إن‬
‫خرج المبيع مستحقا‪ ،‬أو معيبا ورد‪ .‬ويضمن للبائع المبيع إن خرج الثمن كذلك‪ .‬وإضشافة ضشمان‬
‫الدرك‪ :‬لدنى ملبسة‪ ،‬لن المضمون في الصورة الولششى‪ :‬الثمششن عنششد إدراك المسششتحق للمششبيع‪،‬‬
‫وفي الصورة الثانية‪ :‬عند إدراك المستحق للثمن‪ ،‬فظهر من ذلك أن الدرك‪ :‬اسم مصششدر‪ ،‬بمعنششى‬
‫الدراك‪ ،‬وفسره بعضهم‪ :‬بالعهد والتبعة‪ ،‬فكأنه قال‪ :‬يضمن له عهدة الثمن أو المبيع والتبعة بششه‪،‬‬
‫أي المطالبة به‪ ،‬ولذلك يسمى ضمان العهششدة أيضششا‪ .‬ول يصششح الضششمان المششذكور إل بعششد قبششض‬
‫المضمون‪ ،‬لنه إنما يضمن‪ :‬ما دخل في ضششمان البششائع أو المشششتري‪) .‬قششوله‪ :‬كششدين قششرض( أي‬
‫سيقع‪ ،‬وكان الولى التقييد به‪ ،‬كما في فتح الجواد‪ ،‬وعبارته‪ :‬ل بما سيجب‪ ،‬كدين قششرض أو بيششع‬
‫سيقع ‪ -‬ا‍ه‪ .‬وذلك كأن قال أقرض هذا مائة وأنا ضامنها‪ ،‬فل يصح ضمانه‪ ،‬لنه غير ثابت‪ .‬وقششد‬
‫تقدم للشارح‪ ،‬في فصل القرض‪ ،‬ذكر هذه المسألة‪ ،‬وأنه يكون ضامنا فيها‪ ،‬وعبارته هنششاك‪ :‬ولششو‬
‫قال أقرض هذا مائة وأنا لها ضامن‪ ،‬فأقرضه المائة‪ ،‬أو بعضها‪ ،‬كان ضامنا‪ ،‬على الوجششه‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وحينئذ فيكون ما هنا‪ ،‬من عدم صحة الضمان‪ ،‬منافيا لما مر عنششه‪ ،‬مششن أن الجششوه‪ :‬الضششمان إل‬
‫أن يقال إنه هناك جرى على قول‪ ،‬وهنا على قول‪ ،‬وتقدم عن شرح البهجة في الكتابة التي علششى‬
‫قوله كان ضامنا على الوجه‪ :‬أنه وقع للماوردي نظير ما وقع لشارحنا من أنششه صششحح الضششمان‬
‫هناك‪ ،‬ولم يصححه في باب الضمان‪ ،‬وأنه حمل ما قاله هناك على أنه مفرع على القششول القششديم‪،‬‬
‫وما قاله هنا على القول الجديد‪ ،‬الذي صححه الشيخان فششارجع إليششه إن شششئت‪) .‬قششوله‪ :‬ونفقششة غششد‬
‫للزوجة( عبارة الروض وشرحه‪ :‬وكذا نفقشة مشا بعشد اليشوم للزوجشة وخادمهشا‪ ،‬وإن جشرى سشبب‬
‫وجوبها‪ ،‬لنه توثقة‪ ،‬فل يتقدم ثبوت الحق كالشهادة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ول بنفقة القريششب الشخ( معطششوف‬
‫على ل بما سششيجب‪ :‬أي ول يصششح الضششمان بنفقششة القريششب مطلقششا‪ ،‬أي سششواء كششانت ماضششية‪ ،‬أو‬
‫مستقبلة‪ ،‬وذلك لن سبيلها البر والصلة‪ ،‬ل الديون‪ .‬وفششي البجيرمششي‪ :‬لنهششا مجهولششة‪ ،‬ولسششقوطها‬
‫بمضي الزمان‪ ،‬وهذا ما رجحه الذرعي‪ ،‬وجزم به ابششن المقششري‪ .‬ز ي‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬ول يشششترط‬
‫رضا الدائن( أي ل يشترط في صحة الضمان رضششا الششدائن‪ :‬أي ول قبششوله‪ ،‬وهششذا هششو الصششح‪.‬‬
‫وقيل يشترط الرضا‪ ،‬ثم القبول لفظا‪ ،‬وذلك لن الضمان محض الششتزام‪ ،‬لششم يوضششع علششى قواعششد‬
‫المعاقدات‪) .‬وقوله‪ :‬والمدين( أي ول يشترط رضا المدين‪ ،‬وهذا بالتفاق‪ ،‬لجواز أداء الششدين مششن‬
‫غير إذنه‪ ،‬فالتزامه أولى )قوله‪ :‬وصح ضمان الرقيق( أي المكاتب وغيره‪) .‬وقوله‪ :‬بششإذن سششيده(‬
‫وذلك لن الضمان إثبات مال في الذمة بعقد‪ ،‬وهو ل يصح من غير إذن‪ .‬قال فششي التحفششة‪ :‬وإنمششا‬
‫صح خلع أمة بمال في ذمتها بل إذن‪ ،‬لنها قد تضطر إليه لنحششو سششوء عشششرته‪ .‬ا‍ه‪ .‬وإذا ضششمن‬
‫بالذن‪ ،‬فإن عين السيد للداء جهة يقضي منها الدين‪ :‬عمل بتعيينه‪ ،‬وإن لشم يعيشن لشه جهشة‪ ،‬بشأن‬
‫اقتصر له على الذن بالضمان‪ ،‬تعلق الغرم بما يكسبه‪ ،‬وبما في يده من أموال التجششارة‪ ،‬إن كششان‬
‫مأذونا له فيها‪ ،‬فإن لم يكن مأذونا له فيها‪ :‬تعلق بما يكسبه فقششط بعششد الذن‪) .‬قششوله‪ :‬وتصششح منششه(‬
‫أي من المكلف الرشيد‪) ،‬وقوله‪ :‬كفالششة بعيششن( أي الششتزام ردهششا إلششى مالكهششا‪) .‬واعلششم( أن الكفالششة‬
‫ترادف الضمان لغة وشرعا‪ ،‬كما عرفت‪ ،‬وتغايره عرفششا‪ :‬إذ هششو خششص الضششمان بالمششال مطلقششا‪،‬‬
‫عينا كان أو دينا‪ ،‬والكفالة بالبدن‪) .‬وقوله‪ :‬مضمونة( أي ضمان يششد‪ ،‬كالمغصششوب‪ ،‬والمسششتام‪ ،‬أو‬
‫ضمان عقد‪ .‬وخرج به‪:‬‬

‫] ‪[ 94‬‬

‫غير المضمونة‪ ،‬كالوديعة‪ ،‬والرهن‪ ،‬فل تصح الكفالة بهما‪) .‬قوله‪ :‬وببششدن الششخ( معطششوف‬
‫على بعين‪ :‬أي وتصح منه كفالة بإحضار بدن من يستحق حضوره في مجلشس الحكشم‪ :‬أي لجشل‬
‫حق الدمي مطلقا‪ ،‬ما ل كان‪ ،‬أو عقوبة‪ :‬كقصاص‪ ،‬وحد قذف‪ ،‬أو حق ل تعششالى مششالي‪ :‬كزكششاة‪،‬‬
‫وكفارة‪ .‬بخلف غيره‪ .‬كحدود ال تعالى‪ ،‬وتعازيره‪ :‬كحد خمشر‪ ،‬وزنششا‪ ،‬وسشرقة‪ .‬لنششا مششأمورون‬
‫بسترها‪ ،‬والسعي في إسقاطها ما أمكن‪) .‬وقوله‪ :‬بششإذنه( متعلششق بتصششح‪ ،‬أو بكفالششة المقششدرين‪ ،‬أي‬
‫إنما تصح كفالة بدن مشن ذكشر‪ :‬بشإذنه‪ ،‬وإل لفشات مقصشود الكفالشة مشن إحضشاره‪ ،‬لنشه ل يلزمشه‬
‫الحضور مع الكفيل من غير إذن‪ ،‬ويعتبر إذن المكفول بنفسه إن كان ممن يعتبر إذنه ولو سششفيها‬
‫وبوليه إن كان صبيا‪ ،‬أو مجنونا‪ ،‬أو وارثه إن كان ميتا‪ ،‬ليشششهدوا علششى صششورته‪ ،‬وكششان الشششاهد‬
‫تحمل الشهادة عليه كذلك‪ ،‬ولم يعرف نسبه واسمه‪ ،‬فإن عرفهما‪ :‬لم يحتج إليها‪ .‬ومحل ذلششك قبششل‬
‫إدلئه في هواء القبر‪ ،‬وإل فل تصح الكفالة‪ ،‬لن في إخراجه بعد ذلك إزراء به‪ .‬وعلششم تقششرر أن‬
‫من مات‪ ،‬ولم يأذن فششي كفششالته‪ ،‬ول وارث لشه‪ ،‬ل تصششح كفششالته‪) .‬قشوله‪ :‬ويششبرأ الكفيششل بإحضششار‬
‫مكفول( من إضافة المصدر إلى مفعوله بعد حذف الفاعل‪ :‬أي ويبرأ الكفيششل بإحضششاره بنفسششه أو‬
‫وكيله المكفول‪ ،‬وإن لم يقل عن الكفالة‪ .‬وكما يبرأ بذلك‪ :‬يبرأ بإبراء المكفول له‪) .‬وقوله‪ :‬شخصا‬
‫كان( أي المكفول‪ ،‬أو عينا‪ :‬فهو تعميم في المكفول‪) .‬وقوله‪ :‬إلى المكفششول لششه( متعلششق بإحضششار‪،‬‬
‫أي أو وارثه‪) .‬وقوله‪ :‬وإن لم يطالبه( الضمير المسششتتر يعششود علششى المكفششول لششه‪ ،‬والبششارز يعششود‬
‫على الكفيل‪) .‬قوله‪ :‬وبحضوره( أي المكفششول‪ .‬وهششو معطششوف علششى بإحضششار‪ :‬أي ويششبرأ الكفيششل‬
‫بحضور المكفول‪ .‬والمراد به هنا خصششوص البششدن‪ ،‬إذ ل يتصششور حضششور العيششن بنفسششها إل إن‬
‫كانت حيوانا‪ .‬ويشترط فيه أن يكون بالغا عاقل‪ ،‬فل يكفي حضششور الصششبي والمجنششون‪) .‬وقششوله‪:‬‬
‫عن جهة الكفيل( أي مع إتيانه بلفظ يدل عليه‪ ،‬وذلك بششأن يقششول‪ :‬حضششرت أو سششلمت نفسششي عششن‬
‫جهة الكفيل‪ :‬فل يكفي مجرد حضوره من غير أن يقول ما تقدم‪ ،‬كما في التحفة‪ ،‬ونصها‪ :‬وظاهر‬
‫كلمهم اشتراط اللفظ هنا‪ ،‬أي فيما إذا حضشر بنفسششه‪ ،‬ل فيمششا قبلشه‪ ،‬أي فيمششا إذا حضشره الكفيشل‪.‬‬
‫ويفرق بأن مجئ هذا وحده‪ :‬ل قرينة فيه‪ ،‬فاشترط لفظ يدل‪ ،‬بخلف مجئ الكفيل بششه‪ ،‬فل يحتششاج‬
‫إلى لفظ‪ .‬ونظيره أن التخلية في القبض‪ :‬ل بد فيها من لفظ يدل عليها‪ ،‬بخلف الوضششع بيششن يششدي‬
‫المشتري‪ ،‬كما مر‪ ،‬نعم‪ :‬إن أحضره بغير محل التسليم‪ ،‬فل بد من لفظ يدل على قبوله لششه حينئذ‪،‬‬
‫فيما يظهر‪ ،‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بل حائل( متعلق بكل مششن إحضششار وحضششور‪ :‬أي يشششترط لششبراءة الكفيششل‬
‫بإحضار المكفول أو حضوره بنفسه‪ :‬أن ل يكون هناك حائل بينششه وبيششن المكفششول لششه‪ ،‬فششإن كششان‬
‫هناك حائل‪ ،‬كمتغلب يمنعه من تسلمه‪ ،‬فل يبرأ‪ ،‬لعدم حصول المقصود‪ .‬قال في التحفة‪ :‬نعششم‪ ،‬إن‬
‫قبل مختارا‪ :‬برئ‪ .‬ا‍ه‪ .‬فقوله كمتغلب‪ :‬أي ظالم‪ ،‬تمثيل للحائل )قوله‪ :‬بالمكان( متعلق أيضششا بكششل‬
‫مششن إحضششار وحضششور‪ :‬أي ويششبرأ الكفيششل بإحضششاره المكفششول‪ ،‬أو حضششوره بنفسششه إلششى المكششان‬
‫المذكور‪ .‬فإن أحضره‪ ،‬أو حضر بنفسه في غيره‪ :‬لم يلزم المستحق القبششول‪ ،‬إن كششان لششه غششرض‬
‫في المتناع‪ ،‬وإل فالظاهر‪ ،‬كما قاله الشيخان‪ ،‬لزوم القبول‪ ،‬فإن امتنع‪ :‬رفعه إلى الحششاكم يقبششض‬
‫عنه‪ ،‬فإن فقد‪ :‬أشهد شاهدين أنه سلمه )قوله‪ :‬وإل فحيث وقعششت الكفالششة فيششه( أي وإن لششم يشششترط‬
‫مكان‪ :‬فيعتبر المكان الذي وقعت الكفالة فيه‪ ،‬لكن إن صلح فإن خرج عن الصلحية‪ :‬تعين أقرب‬
‫مكان صالح على ما هو قياس السلم أفاده سم‪) .‬قوله‪ :‬فإن غاب( أي المكفششول مششن بششدن أو عيششن‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬لزمه( أي الكفيل إحضاره أو ولو من دار الحرب‪ ،‬ومششن فششوق مسششافة القصششر‪ ،‬ولشو فششي‬
‫بحر غلبت السلمة فيه‪ ،‬فيما يظهر‪ ،‬وما يغرمه الكفيل من مؤنة السفر في هذه الحالششة‪ :‬فششي مششال‬
‫نفسه ولو كان المكفول ببدنه يحتاج لمشؤن السششفر ول شششئ معششه‪ :‬اتجششه أن يششأتي فيششه مششا لششو كششان‬
‫المكفول محبوسا بحق‪ .‬وقد ذكر صاحب البيان‪ ،‬وغيره‪ ،‬فيه‪ :‬أنه‪ ،‬أي الكفيل‪ ،‬يلزمه قضششاؤه‪ ،‬أي‬
‫الدين‪ ،‬أي فيقال هنا يلزمه مؤن السفر‪ ،‬ثم إنه يمهل مدة ذهششاب وإيششاب عششادة‪ ،‬فششإن مضششت المششدة‬
‫المذكورة ولم يحضره‪ :‬حبس ما لم يؤد الدين لنه مقصر‪) .‬وقوله‪ :‬إن عرف محله وأمن‬

‫] ‪[ 95‬‬

‫الطريق( أي ولم يكن ثم من يمنعه منششه عششادة )قشوله‪ :‬وإل فل( أي وإن لشم يعششرف المحششل‬
‫بأن جهله‪ ،‬ولم يأمن الطريق‪ .‬فل يلزمه إحضاره‪ .‬قششال فششي النهايششة‪ :‬ويقبششل قششوله فششي جهلششه ذلششك‬
‫بيمينه‪ .‬ا‍ه‪ .‬ول يكلف السفر إلى الناحية التي علم ذهابه إليها‪ ،‬وجهل خصششوص القريششة الششتي هششو‬
‫بها ليبحث عن الموضع الذي هو بششه‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع ش )قششوله‪ :‬ول يطششالب كفيششل بمششال( أي ول يطششالب‬
‫الكفيل بإحضار البدن أو العين إذا تلف كل منهما بمال‪ ،‬وذلك لنه إنمششا الششتزم حضششور مششا ذكششر‪،‬‬
‫ولم يلتزم المال‪ ،‬فإذا فات ما التزمه‪ :‬ل ششئ عليشه‪) .‬قشوله‪ :‬وإن فشات التسشليم( أي مشن المكفشول‪.‬‬
‫وقوله بموت‪ :‬البشاء سشببية‪ ،‬متعلقشة بفشات‪ .‬أي فشات بسشبب مشوته‪) .‬قشوله‪ :‬أو غيشره( أي المشوت‪،‬‬
‫كهرب‪ ،‬أو توار ولم يدر محله )قوله‪ :‬فلو شرط أنه يغششرم المششال( أي كقششوله‪ :‬كفلششت بششدنه بشششرط‬
‫الغرم‪ ،‬أو على أني أغرم‪ ،‬أو نحوه‪ .‬قال البجيرمي‪ :‬وليس من الشرط ما لو قال كفلت بششدنه‪ ،‬فششإن‬
‫مات فعلي ضمان المال‪ ،‬فتصح الكفالة‪ ،‬وهذا وعد ل يلزم الوفششاء بششه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬لششم تصششح( أي‬
‫الكفالة‪ ،‬لن ذلك خلف مقتضاه‪ ،‬وهو عدم غرم الكفيل المال‪) .‬قششوله‪ :‬وصششيغة اللششتزام( شششروع‬
‫في بيان الصيغة التي هي أحد أركان الضمان‪) .‬وقوله‪ :‬فيهما( أي فششي الضششمان والكفالششة )قششوله‪:‬‬
‫كضمنت دينك الخ( أشار به إلى أن شرط الصيغة لهما لفظ يششعر بشالتزام‪ ،‬ويقشوم مقشامه الكتابشة‬
‫مع النية‪ ،‬وإشارة أخرس )قوله‪ :‬ولو قال أؤدي الخ( أي لو أتى بصيغة ل تشعر بالتزام‪ :‬ل ينعقششد‬
‫الضمان )قوله‪ :‬فهو وعد بالتزام( أي قوله المذكور وعد بالتزام‪ ،‬ول يدل على التزام‪ :‬أي والوعد‬
‫ل يجب الوفاء به‪) .‬وقوله‪ :‬كما هششو صششريح الصششيغة( يعنششي أن الصششيغة المششذكورة‪ ،‬وهششي أؤدي‬
‫الخ‪ ،‬صريحة في الوعد وعدم اللتزام )قوله‪ :‬نعم‪ ،‬إن حفت بشه( أي أحشاطت بشه‪ ،‬أي بقشوله ؤدي‬
‫الخ‪ ،‬قرينة‪ :‬كأن رأى صاحب الحق يريد حبشس المشديون‪ ،‬فقشال الضشامن أنشا أؤدي المشال‪ ،‬فشذلك‬
‫قرينة على أنه يريد أنا ضامنه‪ ،‬ول تتعششرض لشه‪ .‬ع ش‪) .‬وقشوله‪ :‬تصششرفه( أي القششول المششذكور‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬إلى النشاء( أي إلى إنشاء عقد اللتزام )قوله‪ :‬انعقد( أي الضمان بششه )قششوله‪ :‬كمششا بحثششه‬
‫ابن الرفعة‪ ،‬واعتمده السبكي( قال في التحفة بعده‪ :‬وبحث الذرعي أن العامي إذا قال قصدت بشه‬
‫التزام ضمان أو كفالة‪ :‬لزمه‪ ،‬وهو أوجه مما قبله‪ ،‬ويؤيده ما يأتي‪ :‬أنه لو قششال داري لزيششد‪ ،‬كششان‬
‫لغوا‪ ،‬إل إن قصد بالضافة كونها معروفة به مثل‪ ،‬فيكون إقراره‪ .‬وقشد يقشال البحثشان متقاربشان‪،‬‬
‫فإن الظاهر أن ابن الرفعة ل يريد أن القرينة تلحقه بالصريح‪ ،‬بل تجعله كنايششة‪ ،‬فحينئذ إن نششوى‪:‬‬
‫لزمه‪ ،‬وإل فل‪ ،‬لكنه يشترط شيئين‪ :‬القرينة‪ ،‬والنية من العامي وغيره‪ .‬والذرعششي ل يشششترط إل‬
‫النية من العامي‪ ،‬ويحتمل في غيره أن يوافق ابن الرفعة‪ ،‬وأن يأخذ بإطلقهم أنه لغو‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪:‬‬
‫ول يصحان( أي الضمان والكفالة‪) .‬وقوله‪ :‬بشرط براءة أصيل( هششو المششدين الششذي عليششه الحششق‪،‬‬
‫وذلك لمنافاته مقتضاهما‪ .‬قال ع ش‪ :‬هو ظاهر في الضششمان‪ ،‬ويصششور فششي الكفالششة بششإبراء كفيششل‬
‫الكفيل بأن يقول‪ :‬تكفلت بإحضار من عليه الدين على أن من تكفل به قبششل بششرئ‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفششي كششون‬
‫هذا يسمى أصششيل نظشر‪ ،‬إل أن يقششال إنشه أصشيل بالنسشبة للثشاني‪ ،‬فتأمشل‪ .‬وقشال بعضششهم‪ :‬المشراد‬
‫بالصيل في الكفالة‪ :‬المكفول‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬ول بتعليق( أي ول يصحان بتعليق نحششو‪ :‬إذا‬
‫جاء الغد فقد ضمنت ما على فلن‪ ،‬أو كفلت بدنه‪ .‬وتوقيت‪ :‬أي ول بتوقيت‪ :‬نحشو أنشا ضشامن مشا‬
‫على فلن‪ ،‬أو كفيل ببدنه إلى شهر‪ ،‬فإذا مضى‪ :‬برئت‪ ،‬وإنما لم يصحا بما ذكر‪ ،‬لنهمششا عقششدان‪،‬‬
‫كالبيع‪ ،‬وهو ل يدخله تعليق ول تأقيت‪ ،‬فكذلك همششا )قشوله‪ :‬وللمسششتحق الشخ( هششذا ثمشرة الضشمان‬
‫وفششائدته‪ ،‬والمسششتحق شششامل للمضششمون لششه ووارثششه‪) .‬وقششوله‪ :‬مطالبششة الضششامن والصششيل( بششأن‬
‫يطالبهما جميعا‪ ،‬أو يطالب أيهما شاء بالجميع‪ ،‬أو يطششالب أحششدهما ببعضششه‪ ،‬والخششر ببششاقيه‪ .‬أمششا‬
‫الضامن‪ :‬فللخبر السابق )الزعيم غارم(‪ ،‬وأما الصيل‪ :‬فلن الدين باق عليه‪ .‬قال في التحفة‪ :‬ول‬
‫محذور في مطالبتهما‪ ،‬وإنما المحذور‪ :‬في تغريهما‬

‫] ‪[ 96‬‬

‫معا كل الدين‪ ،‬والتحقيق أن الذمتين إنما اششتغلنا بشدين واحشد كشالرهنين بشدين واحشد‪ ،‬فهشو‬
‫كفرض الكفاية‪ :‬يتعلششق بالكششل‪ ،‬ويسششقط بفعششل البعششض‪ .‬فالتعششدد فيششه‪ :‬ليششس فششي ذاتششه‪ ،‬بششل بحسششب‬
‫ذاتيهما‪ .‬ومن ثم‪ :‬حل على أحدهما‪ ،‬فقط‪ ،‬وتأجل في حق أحدهما فقط‪ .‬ولو أفلس الصششيل فطلششب‬
‫الضامن بيع ماله أو ل‪ :‬أجيب‪ ،‬إن ضمن بإذنه‪ ،‬وإل فل‪ ،‬لنه موطن نفسششه علششى عشدم الرجششوع‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولو برئ( أي الصيل بأداء أو إبراء أو حوالششة‪) .‬وقششوله‪ :‬بششرئ الضششامن( أي لسششقوط‬
‫الحق‪) .‬قوله‪ :‬ول عكس في البراء( أي لو برئ الضمان بششإبراء المسششتحق لششه لششم يششبرأ الصششيل‬
‫لنه إسقاط للوثيقة‪ ،‬فل يسقط به الدين‪ .‬قال في التحفة‪ :‬وشمل كلمهششم مششا لششو أبششرأ الضششامن مششن‬
‫الدين‪ ،‬فيكون كإبرائه من الضمان‪ ،‬وهشو متجششه‪ ،‬خلفششا للزركششي‪ ،‬وقشوله إن الششدين واحششد تعششدد‬
‫محله فيبرأ الصيل بذلك‪ :‬يرده ما مر في التحقيششق مششن التعششدد العتبششاري‪ ،‬فهششو علششى الضششامن‪:‬‬
‫غيره على الصيل‪ ،‬باعتبار أن ذاك‪ :‬عارض له اللزوم‪ ،‬وهذا‪ :‬أصلي فيششه‪ ،‬فلششم يلششزم مششن إبششراء‬
‫الضامن من العارض‪ :‬إبراء الصيل من الذاتي‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقال سم‪ :‬يمكن رد مششا قششاله الزركشششي مششع‬
‫تسليم اتحاد الدين‪ ،‬لن معنى أبرأتك من الدين‪ :‬أسقطت تعلقه بك‪ .‬ول يلزم من سقوط تعلقششه بششه‪:‬‬
‫سقوطه من أصله‪ ،‬وإنما سقط عن الضامن‪ :‬بإبراء الصيل‪ ،‬لن تعلقه بششه تششابع لتعلقششه بالصششل‪،‬‬
‫فإذا سقط الصل‪ :‬سقط تابعه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬دون الداء( أي بخلف ما لو برئ الضامن بأداء الدين‬
‫للمستحق‪ ،‬فإنه يبرأ الصيل )قوله‪ :‬ولششو مششات أحششدهما( أي الضششامن أو الصششيل )قشوله‪ :‬والششدين‬
‫مؤجل( أي والحال أن الدين مؤجل‪ :‬أي عليهما بأجششل واحششد )قششوله‪ :‬حششل عليششه( أي علششى الميششت‬
‫منهما لوجود سبب الحلول في حقه‪ ،‬وأما الخشر الحشي‪ :‬فل يحششل عليششه‪ ،‬لعششدم وجشوده فشي حقشه‪،‬‬
‫ولنه ينتفع بالجل‪ .‬وإذا مات الصيل‪ ،‬وله تركة‪ ،‬فللضامن مطالبة المستحق‪ ،‬بأن يأخذ منها‪ ،‬أو‬
‫يبرئه‪ ،‬لحتمال تلفهشا‪ ،‬فل يجشد مرجعشا إذا غشرم‪ .‬وإذا مشات الضشامن وأخشذ المسشتحق مشاله مشن‬
‫تركته‪ :‬ل ترجع ورثته على الصششيل إل بعششد الحلششول )قششوله‪ :‬ولضششامن رجششوع علششى أصششيل إن‬
‫غرم( محله إذا كان الضمان والداء بإذنه‪ ،‬وكان الداء من مششاله‪ ،‬فششإن انتفششى إذنششه لششه فيهمششا‪ ،‬أو‬
‫كان الداء‪ ،‬ل من ماله‪ ،‬بل من سهم الغششارمين‪ ،‬فل رجششوع‪ ،‬فششإذا وجششد الذن فششي الضششمان دون‬
‫الداء‪ :‬رجع في الصح‪ ،‬لنه إذن في سبب الداء‪ ،‬فإن وجد الذن في الداء‪ ،‬دون الضمان‪ ،‬فل‬
‫رجوع‪ :‬إل إن أدى بشرط الرجوع فيرجع )قوله‪ :‬ولو صالح( أي الضامن )وقوله عن الششدين بمششا‬
‫دونه( أي كأن صالح عن مائة بما دونهشا )قشوله‪ :‬لشم يرجشع( أي علشى الصشيل‪) .‬وقشوله‪ :‬إل بمشا‬
‫غرم( أي وهو القدر الذي صولح به‪ ،‬وذلك لنه هو الذي بذله‪ .‬وفي التحفة‪ :‬قال شارح التعجيششز‪:‬‬
‫والقدر الذي سومح به يبقى على الصيل‪ ،‬إل أن يقصد الدائن مسامحته به أيضا‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفيششه نظششر‬
‫ظاهر‪ ،‬لنه لم يسامح هنا بقدر‪ ،‬وإنما أخذه بدل عن الكل‪ ،‬فالوجه‪ :‬إبراء الصيل منه أيضششا‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ولو أدى دين غيره بإذن( أي بإذن ذلك الغير في الداء‪ .‬وخرج به‪ :‬ما إذا لم يأذن لششه فششي‬
‫ذلك‪ ،‬فل رجوع مطلقا‪ ،‬لنه متبرع )قوله‪ :‬رجع( أي المؤدي علشى المشؤدى عنشه )قشوله‪ :‬وإن لششم‬
‫يشرط له الرجوع( غاية للرجوع‪ :‬أي يرجع‪ ،‬وإن لم يشششرط الذن الرجششوع عليششه إذا أدى‪ .‬وهششو‬
‫للرد على القول الضعيف‪ ،‬بأنه ل يرجع‪ ،‬معلل له بأن الذن ل يقتضي الرجوع‪ ،‬وهششذا ل ينششافي‬
‫ما مر آنفا‪ ،‬من أنه إذا وجد الذن في الداء دون الضششمان‪ ،‬فل رجششوع‪ ،‬إل أن يشششرط الرجششوع‪،‬‬
‫لن هنا وجد ضمان بل إذن‪ ،‬فلما وجد هناك سبب آخر للداء غيششر الذن فيششه وهششو كششون الداء‬
‫عن جهة الضشمان الشذي بل إذن اعتشبر ششرط الرجشوع )قشوله‪ :‬إل إن أداه بقصشد التشبرع( أي ل‬
‫يرجع إن أداه بقصد التبرع‪ ،‬ويعرف بإقراره‪ :‬سواء شرط لشه الذن الرجشوع عليشه أم ل‪) .‬قشوله‪:‬‬
‫طالب كل بجميع الدين( أي كرهنا عبدنا بألف‪ :‬يكون نصششف كششل رهنششا بجميششع اللششف‪) .‬وقششوله‪:‬‬
‫وقال جمع متقدمون طالب كل بنصف الدين( أي كاشترينا هذا بألف‪ .‬واعتمد في التحفششة‪ :‬الول‪،‬‬
‫قال‪ :‬والقياس على الرهن واضح‪ ،‬وعلى البيع غير واضح‪ ،‬لتعذر شراء كل بألف‪ ،‬فتعين‬

‫] ‪[ 97‬‬

‫تنصيفه بينهما‪ ،‬ثشم قشال رأيشت ششيخنا اعتمشد مشا اعتمشدته‪ ،‬قشال‪ :‬وبشه أفشتيت‪ ،‬وعللشه بشأن‬
‫الضمان وثيقه ل تقصد فيه التجزئة‪ ،‬واعتمد في النهاية الثاني‪ .‬قال‪ :‬وبشه أفشتى الوالشد رحمشه الش‬
‫تعالى‪ ،‬لنه اليقين‪ ،‬وشغل ذمة كل واحد بالزوائد مشكوك فيه‪ .‬وبذلك أفتى البششدر بششن شششهبة عنششد‬
‫دعوى أحد الضامنين ذلك وحلفهما عليه‪ ،‬لن اللفظ ظاهر فيه‪ ،‬وبالتبعيض قطع الشيخ أبو حامد‪.‬‬
‫وفي سم‪ :‬قال شيخنا الشهاب الرملي‪ ،‬المعتمد في مسألة الضششمان‪ :‬أن كل ضششامن للنصششف فقششط‪،‬‬
‫وفي مسألة الرهن‪ :‬أن نصف كل رهششن‪ :‬بالنصششف‪ ،‬فالقيششاس علششى الرهششن‪ :‬قيششاس ضششعيف علششى‬
‫ضعيف‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬قال شيخنا الخ( أتى بشه فشي التحفشة جوابشا عمشا يشرد علشى معتمشده مشن عشدم‬
‫التقسيط فيما لشو قشال‪ :‬ضششمنا مالششك علشى فلن‪ .‬وحاصششل الجششواب أن هشذا ل يشرد علششى المسششألة‬
‫المذكورة‪ ،‬لنه ليس ضمانا حقيقة‪ ،‬والكلم فيما هو ضمان حقيقة )قوله‪ :‬لنه ليس ضمانا حقيقة(‬
‫أي لنه على ما لم يجب‪ ،‬والضمان حقيقة أن يكشون علششى مششا وجشب )قشوله‪ :‬بششل اسشتدعاء إتلف‬
‫مال( أي طلششب ذلششك‪ .‬وقششوله لمصششلحة‪ :‬هششي السششلمة )قششوله‪ :‬فاقتضششت( أي المصششلحة‪) .‬وقششوله‪:‬‬
‫التوزيع( أي تقسيط الضمان على الكل‪) .‬وقوله‪ :‬عنها( أي عن المصششلحة‪ .‬والش سششبحانه وتعششالى‬
‫أعلم‪) .‬قوله‪ :‬واعلم أن الصلح الخ( شروع في بيان أحكام الصلح‪ :‬من صحته مشع القششرار‪ ،‬ومشن‬
‫جريان حكم البيع عليه‪ ،‬وهو لغة‪ :‬قطع النزاع‪ .‬وشرعا‪ :‬عقد يحصل به ذلك‪ .‬وهو أنششواع‪ :‬صششلح‬
‫بين المسلمين والكفار‪ ،‬وعقدوا له باب الهدنششة‪ ،‬والجزيششة‪ ،‬والمششان‪ ،‬وصششلح بيششن المششام والبغششاة‪،‬‬
‫وعقدوا له باب البغاة‪ ،‬وصلح بين الزوجين عند الشقاق‪ ،‬وعقدوا له باب القسم والنشششوز‪ ،‬وصششلح‬
‫في المعاملت‪ ،‬وعقدوا له هذا الباب‪ .‬والصل فيه قوله تعالى‪) * :‬والصلح خير( * لنشه إن كششان‬
‫المراد به مطلق الصلح‪ ،‬كما يدل عليه التيان بالسم الظاهر‪ ،‬دون الضمير‪ ،‬فالمر ظششاهر‪ .‬وإن‬
‫كان المراد الصلح بين الزوجيششن‪ ،‬كمششا يششدل عليششه السششياق‪ ،‬فغيششره بالقيششاس عليششه‪ ،‬وقششوله )ص(‪:‬‬
‫الصلح جائز بين المسلمين‪ ،‬إل صلحا أحششل حرامششا‪ ،‬أو حششرم حلل وإنمششا خششص المسششلمين‪ ،‬مششع‬
‫جوازه بين الكفار أيضشا‪ ،‬لنقيشادهم للحكشام غالبشا‪ .‬وششرط صشحة الصشلح‪ :‬سشبق خصشومة بيشن‬
‫المتداعيين‪ ،‬فلو قال‪ :‬صالحني من دارك مثل بكذا‪ ،‬من غير سبق خصومة‪ ،‬فأجشابه‪ :‬فهشو باطشل‪،‬‬
‫على الصح‪ ،‬لن لفظ الصلح‪ :‬يستدعي سششبق الخصشومة‪ ،‬سشواء كشانت عنششد حشاكم أم ل‪ .‬ولفظشه‬
‫يتعدى للمأخوذ‪ :‬بالباء أو على‪ ،‬وللمتروك‪ :‬بمن أو عن‪ .‬وقد نظم بعضهم هذه القاعدة بقششوله‪ :‬فششي‬
‫الصلح للمأخوذ باء وعلى والترك من وعن كثير إذا جعل ونظمها بعضهم أيضا بقوله‪ :‬بالبششاء أو‬
‫على يعدى الصلح لما أخذته فهذا نصح ومن وعن أيضا لما قد تركافي أغلب الحوال ذا قد سلكا‬
‫فإذا قال صالحتك من الششدار‪ ،‬أو عنهششا‪ ،‬بششألف‪ ،‬أو عليششه‪ :‬فالششدار متروكششة‪ ،‬لششدخول مششن‪ ،‬أو عششن‪،‬‬
‫عليها‪ ،‬واللف مششأخوذة لششدخول البششاء‪ ،‬أو علششى‪ ،‬عليششه‪ .‬وقششد يعكششس المششر علششى خلف الغششالب‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬جائز مع القرار( أي صششحيح معششه‪ .‬ولششو أنكششر بعششده فششإذا أقششر ثششم أنكششر‪ :‬جششاز الصششلح‪،‬‬
‫بخلف ما لو أنكششر فصششولح‪ ،‬ثششم أقششر فششإن الصششلح باطششل‪ ،‬فششإن صششولح ثانيششا بعششد القششرار‪ :‬كششان‬
‫صحيحا‪ .‬ومثل القرار إقامة البينة واليمين المردودة‪ ،‬لن لزوم الحق بالبينة‪ ،‬كلزومششه بششالقرار‪.‬‬
‫واليمين المردودة‪ :‬بمنزلة القرار‪ ،‬أو البينة‪ .‬وليس من القرار‪ :‬صالحني عما تشدعيه بكشذا‪ ،‬لنشه‬
‫قدير يريد به قطع الخصومة )قوله‪ :‬وهششو علششى شششئ غيششر المششدعي الششخ( يعنششي أن الصششلح غيششر‬
‫المدعي‪ ،‬بأن يكون المدعى دراهم‪ ،‬فصولح على ثوب‪ ،‬يكون‬

‫)‪ (1‬سورة النساء‪ ،‬الية‪.128 :‬‬


‫] ‪[ 98‬‬

‫بيعا )واعلم( أن الصلح إما أن يكون عن عين‪ ،‬وإما أن يكون عن ديششن‪ .‬وكششل منهمششا‪ :‬إمششا‬
‫أن يجري من المدعى به على غيره‪ ،‬ويسمى صلح المعاوضششة‪ ،‬أو علششى بعضششه‪ ،‬ويسششمى صششلح‬
‫الحطيطة‪ ،‬فالقسام أربعة‪ .‬واقتصر المؤلف على القسم الول مششن قسششمي العيششن‪ ،‬وتششرك الثششاني‪،‬‬
‫وهو الصلح منها على بعضها‪ ،‬وذكر الثاني من قسششمي الششدين‪ ،‬وتششرك الول‪ ،‬وهششو الصششلح منششه‬
‫على غيره‪ ،‬ثم إنه إما أن يجري بين متداعبين‪ ،‬وهو ما ذكره المؤلف‪ ،‬وإما أن يجششري بيششن مششدع‬
‫وأجنبي‪ ،‬وهذا لم يذكره‪ .‬وحاصله أن الجنبي إن صشالح عشن عيشن للمشدعى عليشه‪ ،‬فشإن لشم يكشن‬
‫وكيل عنه لم يصح صلحه‪ ،‬لنه فضولي‪ .‬وإن كان وكيل عنه‪ ،‬فششإن صششرح بالوكالششة‪ ،‬بششأن قششال‪:‬‬
‫وكلني في الصلح معك وهو مقر لك بهششا‪ ،‬أو وهششي لششك‪ ،‬صششح‪ ،‬ووقششع للموكششل‪ ،‬فششإن لششم يصششرح‬
‫بالوكالة‪ ،‬أو قال وهو مبطل في إنكاره‪ ،‬أو لم يزد على قوله وكلني الغريم فششي الصششلح معششك‪ :‬لششم‬
‫يصح‪ .‬وإن صالح عنها لنفسه بعين ماله‪ ،‬أو بدين في ذمته‪ ،‬فإن قال وهو مقر لك‪ ،‬أو وهششي لششك‪:‬‬
‫صح له‪ ،‬وإن قال وهو مبطل لك فشراء شئ مغصوب‪ ،‬فإن قششدر‪ ،‬ولششو فششي ظنششه‪ ،‬علششى انششتزاعه‬
‫ممن هو تحت يده‪ :‬صح‪ ،‬وإل فل‪ .‬وإن قشال وهشو محشق أو ل أعلشم حشاله أو لشم يشزد علشى قشوله‬
‫صالحني بكذا‪ :‬لغا الصلح‪ ،‬هذا كله إن صالح عن عين‪ ،‬فإن عن دين بغير ديششن بغيششر ديششن ثششابت‬
‫من قبل‪ ،‬فإن قال هو مقر لك‪ ،‬أو وهو لك‪ ،‬وهو مبطل فشي إنكشاره‪ :‬صشح للمشدعى عليشه فيمشا إذا‬
‫صالح له‪ ،‬أو لنفسه فيما إذا صالح لها‪ .‬فإن صششالح عنششه بششدين ثششابت مششن قبششل الصششلح‪ :‬لششم يصششح‬
‫)قوله‪ :‬فله حكم البيع( وهو مفرد مضاف‪ ،‬فيعششم‪ ،‬فكششأنه قششال‪ :‬فلششه أحكششام الششبيع‪ ،‬أي مششن الشششفعة‪،‬‬
‫والرد بالعيب‪ ،‬وخيار المجلس والشرط‪ ،‬ومنع التصرف قبششل القبششض‪ ،‬وإنمششا جششرت عليششه أحكششام‬
‫البيع‪ ،‬لن الصلح المذكور بيع للعيشن المشدعاة مشن المششدعي للمشدعى عليشه بلفششظ الصششلح‪) .‬قششوله‪:‬‬
‫وعلى بعض المدعي الخ( معطوف على شئ غير المدعي‪ :‬أي وهو على بعض المششدعي إبششراء‪:‬‬
‫أي كصالحتك عن اللف التي لي عليك على خمسشمائة‪) .‬وقشوله‪ :‬إن كشان( أي المشدعى بشه دينشا‪،‬‬
‫فإن كان عينا وجرى الصلح على بعضها‪ ،‬فهبة منها للباقي لشذي اليشد‪ ،‬فتثبشت فيشه أحكامهشا‪ ،‬مشن‬
‫إذن في قبض‪ ،‬ومضى إمكانه‪ ،‬فيصح بلفظ الصلح‪ :‬كصالحتك من الدار على بعضها‪ ،‬كما يصششح‬
‫بلفظ الهبة‪ ،‬بأن يقول وهبتك نصفها‪ ،‬وصالحتك على نصششفها‪ .‬ول يصششح بلفششظ الششبيع‪ :‬بششأن يقششول‬
‫بعتك نصفها‪ ،‬وصالحتك على نصفها ‪ -‬لعدم الثمن ‪ -‬لن العين كلهششا ملششك المقششر لششه‪ ،‬فششإذا باعهششا‬
‫ببعضها‪ :‬فقد باع ملكه بملكه‪ ،‬والشئ ببعضه ‪ -‬وهو محال ‪) -‬قوله‪ :‬فلششو لششم يقششل المششدعي أبششرأت‬
‫ذمتك لم يضر( أي ل يشترط في الصلح المذكور أن يكون بلفظ البراء‪ ،‬بل يصح بلفظ الصششلح‪،‬‬
‫كالصيغة المتقدمة‪ ،‬ولفظ البراء والسقاط ونحوهما‪ :‬كالحط والوضع‪ .‬ثم إنه ل يفتقر إلى القبول‬
‫إل إن جرى بلفظ الصلح‪ ،‬كصالحتك على نصفه‪ .‬فيفتقر إليه‪ ،‬لن اللفظ يقتضششيه‪ ،‬ورعايششة اللفششظ‬
‫في العقود‪ :‬أكثر من رعاية معناها‪) .‬قوله‪ :‬ويلغو الصلح الخ( أي كأن أدعى عليششه دارا فششأنكر أو‬
‫سكت‪ ،‬ثم تصالحا على بعضششها أو غيرهششا‪ ،‬فالصششلح باطششل‪ ،‬لنششه علششى إنكششار أو سششكوت‪ .‬وهششذا‬
‫محترز قوله المار مع القرار‪ .‬وقد يصح الصلح مشع عشدم القشرار فشي مسشائل‪ ،‬منهشا اصشطلح‬
‫الورثة فيما وقف بينهم‪ ،‬كما إذا مات الميت عن ابن وولد خنثى مسألة الذكورة من اثنين ومسششألة‬
‫النوثة من ثلثة والجامعة ستة فيعطى البن ثلثة والخنثى اثنين‪ ،‬ويوقف واحششد إلششى التضششاح‪،‬‬
‫أو الصلح‪ :‬كأن يصطلحا على أن يكون لكل منهما نصف القيراط‪ .‬ومنها ما لو أسلم الزوج علششى‬
‫أكثر من أربع‪ ،‬ومات قبل الختيار‪ ،‬فيوقف الميراث بينهن حتى يصطلحن‪ ،‬وكذا إذا طلق إحششدى‬
‫زوجتيه‪ ،‬ومات قبل البيان فيما إذا كانت معينششة فششي نيتششه‪ ،‬أو قبششل التعييششن فيمششا إذا كششانت مبهمششة‬
‫عنده‪ .‬ومنها ما لو تداعيا وديعة عند آخر‪ ،‬فقال ل أعلم ليكما هي ؟ فيصطلحان على أنها بينهمششا‬
‫على تفاضل أو تساو‪) .‬قوله‪ :‬حيث ل حجة للمدعي( الظرف متعلق بيلغو‪ :‬أي يلغو حيث ل حجة‬
‫موجودة للمدعي‪ .‬أما إذا كانت له حجة‪ ،‬وهي البينة مششن شششاهدين‪ ،‬أو رجششل وامرأتيششن‪ ،‬أو يميششن‬
‫وشاهد‪ ،‬فيصح‪ ،‬لكن بعد تعديلها‪ ،‬وإن لم يحكم بالملك على الوجه‪ .‬وقال سششم‪ :‬وصششورة المسششألة‬
‫أنه أقام البينة ثم صالح‪ .‬ويبقى ما لو صالح ثم أقامها‪ .‬وفي شششرح العبششاب‪ :‬ولششو أقيمششت بينششة بعششد‬
‫الصلح على النكار بأنه ملك وقته‪ ،‬فهل يلحق بالقرار ؟ قششال الجششوهري‪ :‬يلحششق بششه‪ ،‬بششل أولششى‪،‬‬
‫لنه يمكن الطعن فيها‪ ،‬ل فيه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فل يصح الصلح الخ( هو‬

‫] ‪[ 99‬‬

‫عين قوله ويلغو الصلح‪ ،‬فكان الولى أن يقتصر علششى الغايششة ومششا بعششدها‪) .‬وقششوله‪ :‬علششى‬
‫النكار( أي أو السكوت )قوله‪ :‬وإن فرض صدق المدعى( غاية في بطلن الصلح )قوله‪ :‬خلفششا‬
‫للئمة الثلثة( أي في قولهم‪ :‬إن الصلح ل يبطل مع ذلك )قوله‪ :‬نعششم‪ .‬يجششوز للمششدعي المحششق أن‬
‫يأخذ ما بذل الخ( عبارة شرح الروض‪ :‬وإذا كان على النكششار‪ ،‬وكششان المششدعي محقششا‪ ،‬فيحششل لششه‬
‫فيما بينه وبين ال أن يأخذ ما بذل له‪ .‬قاله المششاوردي‪ .‬وهششو صششحيح فششي صششلح الحطيطششة‪ .‬وفيششه‬
‫فرض كلمه ‪ -‬فإذا صالح على غير المدعي‪ ،‬ففيه ما يأتي في مسششألة الظفششر‪ .‬قششاله السششنوي‪ .‬اه‍‬
‫)قوله‪ :‬وسيأتي حكم الظفر( أي في باب الدعوى والبينات‪ ،‬وعبارته هناك‪ :‬ولششه ‪ -‬أي للشششخص ‪-‬‬
‫بل خوف فتنة عليه أو على غيره‪ :‬أخذ ماله‪ ،‬استقلل للضرورة من مشال مشدين لشه مقشر مماطشل‬
‫به‪ ،‬أو جاحد له‪ ،‬أو متوار‪ ،‬أو متعششزز‪ ،‬وإن كششان علششى الجاحششد بينششة‪ ،‬أو رجششا إقششراره لششو رفعششه‬
‫للقاضي‪ ،‬لذنه )ص( لهند لما شكت إليه شح أبي سششفيان أن تأخششذ مششا يكفيهششا وولششده بششالمعروف‪،‬‬
‫ولن في الرفع للقاضي مشقة ومؤنة‪ ،‬وإنما يجوز له الخذ من جنس حقه‪ .‬ثششم عنششد تعششذر جنسششه‬
‫يأخذ غيره‪ ،‬ويتعين في أخذ غير الجنس تقديم النقد علششى غيششره‪ .‬ثششم إن كششان المششأخوذ مششن جنششس‬
‫ماله‪ :‬يتملكه‪ ،‬ويتصرف فيه بدل عن حقه‪ ،‬فششإن كششان مششن غيششر جنسششه‪ :‬فيششبيعه الظششافر نفسششه‪ ،‬أو‬
‫مأذونه للغير‪ ،‬ل لنفسه‪ ،‬اتفاقا‪ ،‬ول لمحجوره‪ :‬لمتنششاع تششولي الطرفيششن وللتهمششة‪ .‬انتهششت‪) .‬قششوله‪:‬‬
‫فرع‪ :‬يحرم على كل أحد الخ( شروع في بيان الحقوق المشتركة‪ ،‬ومنع التزاحم عليها‪ .‬وقد أفرده‬
‫الفقهاء بباب مستقل‪ .‬وحاصل الكلم على ذلك‪ :‬أنه يحرم غششرس الشششجر فششي الشششارع وإن انتفششى‬
‫الضرر وكان النفع لعموم المسلمين ويحل في المسجد مع الكراهة للمسششلمين كششأكلهم مششن ثمششاره‪،‬‬
‫أو ليصرف ريعه في مصالح المسجد‪ .‬ويحرم بناء دكة مطلقا في الشارع‪ ،‬أو فششي المسششجد‪ ،‬ولششو‬
‫انتفى الضرر بها‪ ،‬أو كانت بفناء داره‪ .‬وإنما حرم ذلك‪ :‬لنه قد تزدحشم المشارة‪ ،‬فيعطلشون بشذلك‪،‬‬
‫لشغل المكششان بششه‪ ،‬ولنششه إذا طششالت المششدة‪ :‬أشششبه موضششعه الملك‪ ،‬وانقطششع عنششه أثششر اسششتحقاق‬
‫الطروق‪) .‬وقوله‪ :‬غرس شجر( مثله كل ما يضر المار في مروره‪ ،‬كإخراج روشن‪ ،‬أو سششاباط‪،‬‬
‫أي سقيفة‪ ،‬على حائطين‪ ،‬والطريق بينهما‪ .‬فإن لم يتضرر المار به‪ ،‬بأن رفعه بحيششث يمششر تحتششه‬
‫الشخص التام الطويل مع حمولة على رأسه‪ ،‬وبحيث يمششر تحتششه المحمششل علششى البعيششر إذا كششانت‬
‫الطريق ممر فرسان وقوافل‪ :‬جاز ذلك‪ .‬هذا إذا كان ما ذكر في شارع‪ ،‬أي طريق نافذ‪ ،‬فإن كششان‬
‫في غيره‪ ،‬فل يجوز إل بإذن الشركاء فيه‪) .‬وقوله‪ :‬في شارع( هو مرادف للطريششق النافششد‪ .‬وأمششا‬
‫الطريق ل بقيد النافذ‪ ،‬فهو أعم من الشارع عموما مطلقا‪ .‬ومادة الجتماع الطريق النافذ‪ .‬وينفششرد‬
‫في طريق غير نافذ )قوله‪ :‬كبناء دكة( الكاف للتنظير‪ :‬أي نظير حرمة بناء دكه‪ ،‬وهششي المسششطبة‬
‫العالية‪ .‬والمراد هنا‪ :‬مطلق المسطبة‪ .‬قال في التحفة‪ :‬ومثلها ما يجعل بالجششدار المسششمى بششالكبش‪،‬‬
‫إل إن اضطر إليه لخلل بنائه‪ .‬ولم يضر المارة‪ ،‬لن المشششقة تجلششب التيسششير‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬وإن لششم‬
‫يضر( مفعوله محذوف‪ :‬أي لم يضر ذلششك البنششاء والمششارة‪) .‬وقششوله‪ :‬فيششه( أي فششي الشششارع‪ ،‬وهششو‬
‫متعلق بلفظ بناء )قوله‪ :‬ولو لذلك( ولو كشان البنشاء لشذلك‪ :‬أي لعمشوم النفشع للمسشلمين )قشوله‪ :‬وإن‬
‫انتفى الضرر حال( لم يظهر لهذه الغاية فائدة بعد الغاية الولى‪ .‬أعني قوله‪ :‬وإن لم يضر‪ ،‬فكششان‬
‫الولى إسقاطها )قوله‪ :‬ويحل الغرس بالمسجد الخ( وإنما امتنع فششي الشششارع مطلقششا‪ ،‬لكششون توقششع‬
‫الضرر فيه أكثر‪ .‬ويجوز حفر الششبئر فششي الشششارع‪ ،‬وفششي المسششجد‪ ،‬حيششث ل ضششرر‪ ،‬وكششان بششإذن‬
‫المام وفي شرح الرملي‪ :‬تقييد الجواز بكونه لعموم المسلمين‪ ،‬وإذن المشام‪) .‬وقشوله‪ :‬للمسشلمين(‬
‫أي لنفعهم كأكلهم من ثمارها‪) .‬وقوله‪ :‬أو ليصرف ريعه( أي مشا غشرس‪ .‬وقشوله‪ :‬لشه أي للمسشجد‬
‫أي لمصششالح المسششجد‪ ،‬كششترميم‪ ،‬وإسششراج )قششوله‪ :‬بششل يكششره( المناسششب والخصششر أن يقششول‪ :‬مششع‬
‫الكراهة‪ ،‬كما عبرت به فيما مر‪ .‬وال سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫] ‪[ 100‬‬

‫بششاب فششي الوكالششة والقششراض أي فششي بيششان أحكامهمششا‪ ،‬وشششرائطهما‪ .‬وجمششع بيششن الوكالششة‬
‫والقراض في ترجمة واحشدة‪ ،‬مشع أن الفقهشاء أفشردوا كل بترجمشة مسشتقلة‪ ،‬لمشا بينهمشا مشن تمشام‬
‫الرتباط‪ ،‬إذ القرض توكيل وتوكل‪ ،‬فالمالك‪ ،‬كالموكل‪ ،‬فيشترط فيه شروطه‪ ،‬والعامل كالوكيششل‪،‬‬
‫فيشترط فيششه ششروطه‪ ،‬والوكالشة‪ ،‬بفتشح الشواو‪ ،‬وكسشرها‪ ،‬لغشة‪ :‬التفشويض‪ ،‬والمراعشاة‪ ،‬والحفششظ‪.‬‬
‫وشرعا‪ ،‬ما سيذكره الشارح من قوله‪ :‬وهي تفشويض شششخص أمشره إلششى آخشر فيمشا يقبششل النيابشة‪.‬‬
‫وهي ثابتة بالكتاب‪ ،‬والسنة‪ ،‬والجماع‪ ،‬والقياس‪ ،‬وذلك لقوله تعالى‪) * :‬فششابعثوا حكمششا مششن أهلششه‬
‫وحكما من أهلها( * )‪ (1‬وهما وكيلن ل حاكمشان علشى المعتمشد‪ ،‬ولخشبر الصشحيحين أنشه )ص(‬
‫بعث السعاة لخذ الزكاة‪ ،‬ولكون الحاجششة داعيششة إليهششا‪ .‬ولهششذا نششدب قبولهششا‪ ،‬لنهششا قيششام بمصششلحة‬
‫الغير‪ .‬وقد تحرم‪ :‬إن كان فيها إعانة على محرم‪ .‬وقد تكره‪ :‬إن كان فيها إعانة على مكروه‪ .‬وقششد‬
‫تجب‪ :‬إن توقف عليها دفع ضرر الموكل‪ ،‬كتوكيل المضطر في شراء طعام قد عجششز عنششه‪ ،‬وقششد‬
‫تتصور فيها الباحة كما إذا لم يكششن للموكششل حاجششة فششي الوكالششة‪ ،‬وسششأله الوكيششل إياهششا مششن غيششر‬
‫غشرض وأركانهشا أربعشة‪ :‬موكشل‪ ،‬ووكيشل‪ ،‬وموكشل فيشه‪ ،‬وصشيغة‪ .‬وششرط فشي الموكشل‪ :‬صشحة‬
‫مباشرته ما وكل فيه بملك أو ولية‪ ،‬وإل فل يصح توكيله لنه إذا لم يقدر على التصرف بنفسه‪،‬‬
‫فبنائبه أولى‪ .‬فل يصح توكيل غير مكلف في تصرف إل السكران المتعدي‪ ،‬فيصششح تششوكيله‪ ،‬ول‬
‫توكيل مكاتب في تبرع بل إذن سيده‪ ،‬وسفيه فيما ل يستقل به‪ ،‬ولو بإذن وليه‪ ،‬وفاسق في إنكششاح‬
‫ابنته‪ .‬ويستثنى من ذلك‪ :‬العمى‪ ،‬فيصح توكيله فششي نحششو بيششع‪ ،‬وشششراء‪ ،‬وإجششارة وهبششة‪ ،‬وإن لششم‬
‫تصح مباشرته له للضرورة والمحرم فيصح أن يوكل حلل فششي النكششاح بعششد التحلششل‪ ،‬أو يطلششق‪.‬‬
‫وشرط في الوكيل‪ :‬صحة مباشرته ما وكل فيه‪ ،‬كالموكل‪ ،‬لنشه إذا لشم يقشدر علشى التصشرف فيشه‬
‫لنفسه‪ ،‬فلغيره أولى فل يصح توكيل صبي ومجنون‪ ،‬ومغمى عليه‪ ،‬ول توكل امرأة في نكاح ول‬
‫محرم فيه ليعقده في إحرامه‪ ،‬وشرط في الموكل فيه‪ :‬أن يكون قششابل للنيابششة‪ ،‬وأن يملكششه الموكششل‬
‫حين التوكيل‪ ،‬وأن يكون معلوما‪ ،‬ولو بوجه‪ ،‬فل يصح فيما ل يقبل النيابششة‪ ،‬كالعبششادات‪ ،‬ول فيمششا‬
‫ل يملكه الموكل‪ ،‬كالتوكيل في بيع ما سيملكه‪ ،‬نعم‪ ،‬يصششح فيمششا ذكششر تبعششا‪ :‬كوكلتششك فششي بيششع مششا‬
‫أملكه‪ ،‬وكل ما سأملكه‪ .‬ول فيما ليس بمعلوم‪ ،‬كوكلتك في كل قليل وكششثير‪ ،‬أو فششي كششل أمششوري‪،‬‬
‫وبيع بعض أموالي‪ ،‬لما في ذلك من الغرر العظيم‪ ،‬الششذي ل ضششرورة إلششى احتمششاله‪ .‬وشششرط فششي‬
‫الصيغة‪ ،‬لفظ من موكل يشعر برضاه‪ .‬ول يشترط مشن الوكيشل‪ :‬القبشول لفظشا‪ ،‬بشل الشششرط‪ :‬عشدم‬
‫الرد منه‪ ،‬فلو ردها‪ ،‬كأن قال ل أقبل‪ ،‬أو ل أفعل‪ ،‬بطلت‪ .‬وكل ما ذكر يسششتفاد مششن كلم الشششارح‬
‫)قوله‪ :‬تصح وكالة شخص( من إضافة المصدر لمفعوله‪) .‬وقوله‪ :‬متمكن لنفسه( أي متمكششن مششن‬
‫التصرف لنفسه فالجار والمجرور متعلق بمحذوف‪ .‬وهذا شرط للوكيشل‪) ،‬وقشوله‪ :‬كعبشد وفاسشق(‬
‫تمثيل للمتمكن من التصرف لنفسه‪) .‬وقوله‪ :‬في قبول النكششاح( أي أن تمكششن العبششد والفاسششق ليششس‬
‫مطلقا‪ ،‬بل بالنسبة لقبول النكاح‪ ،‬فيصح توكلهما فيه‪ ،‬لتمكنهما منه لنفسهما‪) .‬وقوله‪ :‬ولو بل إذن‬
‫سيد( أي أو ولي فيما إذا كان الفاسق سفيها‪ .‬وعبارة شرح المنهج‪ :‬والسفيه والعبششد فيتششوكلن فششي‬
‫قبول النكاح بغير إذن الولي والسيد‪ .‬ا‍ه‪ .‬والغاية للرد على من يقول‪:‬‬

‫)‪ (1‬سورة النساء‪ ،‬الية‪.35 :‬‬

‫] ‪[ 101‬‬
‫ل يصح توكل العبد في قبول النكاح بغير إذن سششيده‪ ،‬وعلشى مششن يقشول بصششحة ذلششك‪ :‬فشي‬
‫القبول وفي اليجاب )قوله‪ :‬ل في إيجابه( أي ل يصح توكلهمششا فششي إيجششاب النكششاح‪ ،‬وذلششك لعششدم‬
‫تمكنهما منه لكونه ولية‪ ،‬وهما ليسا من أهلها )قوله‪ :‬وهي( أي الوكالة شرعا‪) .‬وقششوله‪ :‬تفششويض‬
‫شخص( في البجيرمي‪ ،‬هل أطلقها على العقد أيضا كما مر في البواب قبله‪ ،‬وسيأتي في أبششواب‬
‫أخر ؟ فليحرر‪ ،‬فإن الظاهر إطلقها عليه شرعا‪ .‬شوبري‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقد يقال‪ :‬المراد تفويض شششخص‬
‫الخ بصيغة )قوله‪ :‬فيما يقبل النيابة( أي مما يقبلها‪ ،‬ففي‪ :‬بمعنى من ‪ -‬البيانية لمره ‪ -‬وهششي حششال‬
‫منه‪ :‬أي حال كون ذلك المر مما يقبل النيابششة‪ .‬فششإن قلششت‪ :‬النيابششة هششي الوكالششة‪ ،‬وقششد أخششذت فششي‬
‫تعريف الوكالة‪ ،‬وهذا دور‪ .‬أجيب بأن النيابة شرعا أعم من الوكالة‪ ،‬فل دور‪ ،‬إل أنششه يششرد عليششه‬
‫أنه يصير التعريف به غير مانع‪) .‬وقوله‪ :‬ليفعله في حياته( خرج به اليصاء‪ ،‬فإنه إيما يفعله بعد‬
‫موته )قوله‪ :‬فتصح( أي الوكالة‪ ،‬وهو مفرع على ما يقبل النيابة )قششوله‪ :‬كششبيع ونكششاح وهبششة( أي‬
‫وضمان ووصية وحوالة‪ ،‬فيقول‪ :‬جعلت موكلي ضامنا لك كذا‪ ،‬أو موصيا بكذا أو أحلتششك بمالششك‬
‫على موكلي من كذا بنظيره مما له على فلن )قوله‪ :‬وطلق منجز( أي لمعينة‪ ،‬فلو وكله بتطليق‬
‫إحدى نسائه‪ ،‬لم يصح‪ ،‬في الصح )قوله‪ :‬وفي كل فسخ( معطوف على في كل عقد‪ :‬أي وتصششح‬
‫الوكالة في كل فسخ‪ ،‬والمراد بالفسخ‪ :‬الذي ليس على الفور‪ ،‬أو على الفور‪ ،‬وحصل عذر ل يعششد‬
‫به التأخير بالتوكيل فيه تقصيرا‪ ،‬فشإن عشد التوكيشل فيشه تقصشيرا‪ ،‬فل يصشح التوكيشل فيشه )قشوله‪:‬‬
‫كإقالة( تمثيل للفسخ‪ ،‬وهي طلب المشتري من البائع الفسخ )قوله‪ :‬وفي قبض وإقباض( معطششوف‬
‫على في كل عقد‪ :‬أي وتصشح الوكالشة فشي قبشض وإقبشاض للشدين أو العيشن )قشوله‪ :‬وفشي اسشتيفاء‬
‫عقوبة آدمي( معطششوف علششى فششي كششل عقششد أيضششا‪ :‬أي وتصششح فششي كششل اسششتيفاء عقوبششة لدمششي‪،‬‬
‫كقصاص‪ ،‬وحد قذف‪ ،‬ويصح التوكيل أيضا في استيفاء عقوبة ل تعالى‪ ،‬لكن من المام أو السيد‬
‫)قوله‪ :‬والشدعوى( أي وتصشح الوكالشة فشي الشدعوى‪ :‬أي بنحشو مشال أو عقوبشة لغيشر الش تعشالى‪،‬‬
‫والجواب عن ذلك )قوله‪ :‬وإن كششره الخصششم( غايششة لصششحة التوكيششل فششي الششدعوى والجششواب‪ :‬أي‬
‫يصح التوكيل في الدعوى‪ ،‬وفي الجواب عنها‪ ،‬سواء رضي الخصم بذلك أو ل‪ .‬ومششذهب المششام‬
‫أبي حنيفة‪ ،‬رضي ال عنه‪ ،‬اشتراط رضا الخصم )قوله‪ :‬وإنما تصح الوكالة فيمششا ذكششر( أي مششن‬
‫العقود والفسوخ )قوله‪ :‬إن كان عليه ولية لموكل الخ( هذا شرط في الموكششل فيششه‪ ،‬وهششو مششا مششر‬
‫من العقود والفسوخ وما بعدهما‪ :‬أي أنه يشترط فيه أن يكششون للموكششل وليششة عليششه‪ ،‬أي سششلطنة‪،‬‬
‫بسبب ملكه التصرف فيه‪ :‬سواء كان مالكا للعين أو ل‪ ،‬كالولي‪ ،‬والحاكم‪ ،‬فعبارته أعششم مششن قششول‬
‫المنهج‪ ،‬وشرط في الموكل فيه أن يملكه حيششن التوكيششل‪ ،‬إذ هششو خششاص بمالششك العيششن‪ ،‬ول يشششمل‬
‫الولي والحاكم )قوله‪ :‬فل يصح( أي التوكيل‪) .‬وقوله‪ :‬في بيع ما سششيملكه( أي اسششتقلل‪ ،‬ل تبعششا‪،‬‬
‫فيصح في بيع ما ل يملكه تبعششا للملششوك‪ ،‬أو فششي بيششع عيششن يملكهششا‪ ،‬وأن يشششتري لششه بثمنهششا كششذا‪.‬‬
‫وقياس ذلك‪ ،‬صحة توكيله بطلق من سينكحها تبعا لمنكوحته‪ ،‬كذا في شرح المنهج )قششوله‪ :‬لنششه‬
‫ل ولية الخ( علة لعدم الصحة‪) :‬وقوله‪ :‬له( أي للموكل‪) .‬وقوله‪ :‬عليها( أي على ما سششيملكه‪ ،‬أو‬
‫من سينكحها‪) .‬وقوله حينئذ( أي حين إذ وكل )قوله‪ :‬وكذا لو وكل( أي وكششذلك ل يصششح التوكيششل‬
‫لو وكل الولي من يزوج موليته إذا طلقت أو إذا انقضت عدتها‪ ،‬وذلششك لعششدم وليتششه عليهششا حيششن‬
‫التوكيل‪) .‬وقوله‪ :‬إذا طلقت أي وانقضت عدتها(‪،‬‬

‫] ‪[ 102‬‬

‫كما هو ظاهر‪) ،‬وقوله‪ :‬هنششا( أي فششي بششاب الوكالششة )قششوله‪ :‬لكششن رجششح فششي الروضششة فششي‬
‫النكاح( أي في باب النكاح‪ :‬الصحة‪ ،‬أي صحة الوكالة‪ ،‬ونصها‪ .‬فرع في فتاوى البغوي أن الششتي‬
‫يعتبر إذنها في تزويجها إذا قالت لوليها وهي في نكاح أو عدة‪ :‬أذنت لك في تزويجي إذا فششارقني‬
‫زوجي‪ ،‬أو انقضت عدتي‪ ،‬فينبغششي أن يصششح الذن‪ ،‬كمششا لششو قششال الششولي للوكيششل‪ ،‬زوج بنششتي إذا‬
‫فارقها زوجها وانقضت عدتها‪ ،‬وفي هذا التوكيششل‪ ،‬وجششه ضششعيف‪ ،‬أنششه ل يصششح‪ ،‬وقششد سششبق فششي‬
‫الوكالة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وكذا لو قالت له الخ( أي وكذا رجح فششي الروضششة‪ ،‬فششي بششاب النكششاح‪ ،‬صششحة‬
‫الذن فيما لو قالت لوليها‪ ،‬وهي في نكاج أو عدة‪ ،‬أذنت لك في تزويجششي إذا حللششت‪ ،‬بششأن يطلقهششا‬
‫زوجها وتنقضي عدتها في الصورة الولى‪ ،‬أو تنقضي العدة في الثانية فقط‪ .‬وفششي النهايششة‪ :‬أفششتى‬
‫الوالد‪ ،‬رحمه ال تعالى‪ ،‬بصحة إذن المرأة المششذكورة لوليهششا‪ ،‬كمششا نقله فششي كتششاب النكششاح‪ ،‬عششن‬
‫فتاوى البغوي‪ ،‬وأقراه‪ ،‬وعدم صحة توكيل الولي المذكور‪ ،‬كمششا صششححاه فششي الروضششة وأصششلها‬
‫هنا‪ ،‬والفرق بينهمششا‪ :‬أن تزويششج الششولي‪ ،‬بالوليششة الشششرعية‪ ،‬وتزويششج الوكيششل‪ ،‬بالوليششة الجعليششة‪.‬‬
‫وظاهر أن الولى أقوى‪ ،‬فيكتفي فيها بما ل يكتفي به في الثانية‪ .‬وأن باب الذن أوسششع مششن بششاب‬
‫الوكالة‪ .‬وما جمع به بعضهم‪ ،‬بين ما ذكر في البابين‪ ،‬بحمل عدم الصحة على الوكالة‪ ،‬والصششحة‬
‫على التصرف‪ ،‬إذ قد تبطل الوكالة‪ ،‬ويصح التصرف‪ ،‬رد بأنه خطششأ صششريح‪ ،‬مخششالف للمنقششول‪،‬‬
‫إذا البضاع يحتاط لها فوق غيرها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولو علق ذلك الخ( أي ولو علششق الشولي ذلششك‪ :‬أي‬
‫توكيل التزويج‪ ،‬بأن قال إذا طلقت بنششتي‪ ،‬أو انقضششت عششدتها‪ ،‬فقششد وكلتششك فششي تزويجهششا‪ ،‬فسششدت‬
‫الوكالة‪ ،‬ونفذ التزويج للذن‪ .‬قال سم‪ :‬كذا في شرح الروض‪ ،‬لكن أطشال ابشن العمشاد فشي توقيشف‬
‫الحكام في بيان عدم النفوذ إذا فسد التوكيل في النكاح‪ ،‬وفي تغليط من سششوى بيششن النكششاح وغيششره‬
‫في النفوذ بذلك‪ .‬ا‍ه‪ .‬وانظر‪ :‬ما الفرق بين هذه الصورة والصورة الولششى المششارة‪ ،‬وهششي كششذا لششو‬
‫وكل الخ‪ ،‬فإنها متضمنة للتعليششق‪ ،‬وإن لششم يكششن صششريحا فيهششا ؟ ويمكششن الفششرق بششأن الوكالششة هنششا‬
‫معلقة‪ ،‬وهناك منجزة‪ ،‬والمعلق إنما هو التزويج‪ ،‬وهششو ل يضششر‪ ،‬لمششا سششيأتي‪ :‬أن المضششر تعليششق‬
‫الوكالة‪ ،‬وأما تعليق التصرف‪ :‬فغير مضر )قوله‪ :‬ل في إقرار( عطف على في كششل عقششد )قششوله‪:‬‬
‫أي ل يصح التوكيل فيه( بيان لمنطوق مششا قبلششه‪ ،‬والمناسششب لمششا قبلششه فششي الحششل أن يقششول‪ :‬أي ل‬
‫تصح الوكالة في إقرار )قوله‪ :‬بأن يقول( أي الموكل‪ ،‬وهو تصوير للوكالة فششي القششرار‪ :‬إيجابششا‪،‬‬
‫وقبول )قوله‪ :‬فيقول الوكيل‪ :‬أقررت عنه( أي عن موكلي‪ :‬أي أو يقول جعلته مقششرا بكششذا )قششوله‪:‬‬
‫لنه( أي القرار‪ ،‬وهو تعليل لعدم صحة الوكالة في القرار‪ :‬أي وإنما لم تصح فيه لن القششرار‬
‫إخبار عن حق‪ ،‬وهو ل يقبل التوكيل‪ ،‬كالشششهادة )قششوله‪ :‬لكششن يكششون الموكششل مقششرا بالتوكيششل( أي‬
‫لشعاره بثبوت الحق عليه‪ ،‬وقيل ليس بإقرار‪ :‬لن التوكيل بالبراء ليس بإبراء‪ ،‬ومحل الخلف‪:‬‬
‫إذا قال وكلتك لتقر عني لفلن بكذا‪ ،‬فلو قال أقر عني بألف له علي كان إقرار قطعا‪ ،‬ولو قال لششه‬
‫أقر علي بألف‪ ،‬لم يكن إقرارا قطعا‪ :‬صرح به صاحب التعجيششز ا‍ه‪ .‬شششرح الششروض‪ .‬وقششوله فلششو‬
‫قال أقر عني بألف له علي‪ :‬أي لو جمع بين عني وعلي‪ ،‬كان إقرار قطعا‪ ،‬وقوله‪ :‬ولششو قششال أقششر‬
‫علي بألف‪ :‬أي ولو اقتصر على علي‪ ،‬لم يكن إقرارا قطعا‪ ،‬وخالف بعضششهم فششي هششذه‪ ،‬فقششال إنششه‬
‫يكون مقرا‪ ،‬لنها أولى من عنششي‪ .‬وفشي البجيرمشي‪ :‬والحاصشل أنشه إذا أتششى بعلششي وعنشي‪ ،‬يكشون‬
‫إقرارا قطعا‪ .‬وإن حذفهما‪ ،‬ل يكون إقرارا قطعا‪ ،‬وإن أتى بأحدهما‪ ،‬يكون إقرارا‪ ،‬على الصششح‪،‬‬
‫كما يؤخذ من كلم ح ل‪ ،‬وعلى كلم ق ل وع ش وز ي‪ :‬ل يكون مقرا قطعا إذا أتشى بعلشي‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ول في يمين( عطف على في كل عقد أيضششا‪ :‬أي ل تصششح الوكالششة فششي يميششن )قشوله‪ :‬لن‬
‫القصد بها( أي‬

‫] ‪[ 103‬‬

‫باليمين‪ ،‬وهو علة لعدم صششحة الوكالششة فششي اليميششن )قششوله‪ :‬فأشششبهت العبششادة( أي فأشششبهت‬
‫اليمين العبادة‪ :‬أي في كون القصد تعظيم ال تعالى )قوله‪ :‬ومثلها النذر الخ( أي ومثل اليمين فششي‬
‫عدم صحة الوكالة‪ ،‬النذر‪ ،‬وتعليق العتق‪ ،‬والطلق بصفة‪ ،‬فل يصح أن يقول وكلتك في أن تنشذر‬
‫عني‪ ،‬أو تعلق عتق عبدي‪ ،‬أو طلق زوجتي بصفة‪ ،‬إلحاقا لها باليمين‪ .‬ونقل المتولي في التعليق‬
‫أوجها‪ :‬ثالثها إنه إن كان التعليق بقطعي‪ ،‬كطلوع الشمس‪ ،‬صح‪ ،‬وإل فل‪ ،‬فإنه يمين‪ ،‬لنششه حينئذ‬
‫يتعلق به حث أو منع أو تحقق خبر‪ ،‬واختاره السبكي‪ ،‬أفششاده فششي شششرح الششروض )قششوله‪ :‬ول فششي‬
‫شهادة( أي ول يصح التوكيل فيها‪) ،‬وقوله‪ :‬إلحاقا لها بالعبادة( أي إلحاقا للشهادة بالعبادة‪ .‬وانظر‬
‫وجه اللحاق‪ .‬وعبارة المغني‪ :‬لنا احتطنا‪ ،‬ولم نقم غيششر لفظهششا مقامهششا‪ ،‬فششألحقت بالعبششادة‪ ،‬ولن‬
‫الحكم فيها منوط بالشاهد‪ ،‬وهو غير حاصل للوكيل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬والشهادة على الشهادة الششخ( هششذا‬
‫جواب عما يقال‪ :‬كيف ل يصح التوكيل بالشهادة‪ ،‬مع أن الشهادة علششى الشششهادة جششائزة بالتفششاق‪.‬‬
‫وحاصل الجواب أنها ليست توكيل‪ ،‬بل هي تحمل عن الشاهد‪ .‬وعبارة المغني‪ :‬فإن قيل‪ :‬الشهادة‬
‫على الشهادة باسترعاء ونحوه جائزة كمشا سشيأتي‪ ،‬فهل كشان هنشا كشذلك ؟ أجيشب بشأن ذلشك ليشس‬
‫توكيل‪ ،‬كما صرح به القاضي أبو الطيب‪ ،‬وابن الصششباغ‪ ،‬بششل شششهادة علششى شششهادة‪ ،‬لن الحاجششة‬
‫الخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله باسترعاء أي طلب من الشاهد‪ ،‬بأن يقول له أنششا شششاهد بكششذا‪ ،‬وأشششهدك‪ ،‬أو اشششهد‬
‫على شهادتي به‪ .‬وقوله ونحوه‪ :‬أي نحو السترعاء‪ ،‬كالسماع‪ ،‬بأن يسمعه يشششهد عنششد حششاكم إلششى‬
‫آخر مشا سشيأتي فشي بشاب الششهادة )قشوله‪ :‬المتحمشل عنشه‪ (.‬أي المشؤدي عنشه‪ ،‬وهشو بصشيغة اسشم‬
‫المفعول‪) ،‬وقوله‪ :‬كحاكم أدى عنه( أي جعلته بمنزلة حاكم أدى عنه حكمه عند حششاكم آخششر‪ ،‬بششأن‬
‫حكم حاكم على غائب‪ ،‬وأنهى حكمششه إلششى حششاكم بلششد الغششائب‪ ،‬فهششذا الششذي أدى حكششم الحششاكم عنششد‬
‫الحاكم الخر‪ ،‬ليس بوكيل عنه‪ ،‬وإنما هو مؤد‪ ،‬ورسول‪ ،‬وكذلك المتحمل للشهادة‪ :‬ليششس بوكيششل‪،‬‬
‫وإنما هو مؤد لشهادة الشاهد )قوله‪ :‬ول في عبادة( أي ل يصح التوكيل فيها‪ ،‬وإن لم تتوقف على‬
‫نية‪ .‬وذلك لن مباشرها‪ :‬مقصود بعينه‪ ،‬اختيارا من الش تعششالى‪ ،‬ول فششرق بيششن أن تكششون العبششادة‬
‫فرضا أو نفل‪ ،‬كصلة‪ ،‬وصوم‪ ،‬واعتكاف‪ ،‬فليس له أن يترك الصلة ويوكل غيره ليصلي عنششه‪،‬‬
‫أو يصلي منفردا ويوكل غيشره ليصشليها جماعشة لشه‪ ،‬ويكشون ثوابهشا لشه‪ .‬وكشذا البقيشة‪ .‬أمشا القيشام‬
‫بالوظائف‪ ،‬كمن عليه إمامة مسجد‪ ،‬أو تدريس‪ ،‬فينيب غيششره‪ ،‬حيششث كششان النششائب مثلششه‪ ،‬أو أكمششل‬
‫منه‪ ،‬أفششاده الشششرقاوي )قششوله‪ :‬إل فششي حششج وعمششرة( أي فيصششح التوكششل فيهمششا‪ ،‬ول بششد أن يكششون‬
‫الموكل معضوبا أو وصيا عن ميت‪ ،‬ويندرج فيهما‪ ،‬توابعهما‪ ،‬كركعة الطواف‪ ،‬فيصششح التوكيششل‬
‫فيهما‪ ،‬تبعا لهما‪ ،‬بخلف ما لو أفردهمششا بالتوكيششل‪ :‬فل يصششح‪ .‬والحاصششل أن العبششادة علششى ثلثششة‬
‫أقسام‪ :‬إما أن تكون بدنية محضة‪ ،‬فيمتنع التوكيل فيها‪ ،‬إل ركعتي الطواف تبعششا‪ .‬وإمششا أن تكششون‬
‫مالية محضة‪ ،‬فيجوز التوكيل فيهششا مطلقششا‪ ،‬وإمششا أن تكششون ماليششة غيششر محضششة‪ ،‬كنسششك‪ ،‬فيجششوز‬
‫التوكيل فيها بالشرط المار )قوله‪ :‬وذبح نحو أضحية( أي فلششه أن يوكشل فششي ذلشك‪ .‬وهنشاك أششياء‬
‫أخر مستثناة يجوز التوكيل فيها‪ ،‬فلتراجع )قوله‪ :‬ل تصح الوكالة الخ( ششروع فششي بيشان الصششيغة‬
‫)قوله‪ :‬وهو ما يشعر الخ( أي اليجششاب لفششظ يشششعر الششخ‪ .‬ومثششل اللفششظ‪ :‬كتابششة‪ ،‬أو إشششارة أخششرس‬
‫مفهمة‪) ،‬وقوله‪ :‬الذي يصح مباشرته الموكششل فيششه( هششذا شششرط للموكششل‪ ،‬كمششا تقششدم‪) ،‬وقششوله‪ :‬فششي‬
‫التصرف( متعلق برضا‪ ،‬أي يشعر برضا الموكل في تصرف الوكيل في الموكل فيه )قوله‪ :‬قششال‬
‫السبكي الخ( عبارة التحفة قبل ذلك‪ :‬وخرج بكاف الخطاب‪ ،‬ومثلها وكلت فلنا‪ ،‬ما لو قال وكلششت‬
‫كل من أراد بيع داري مثل‪ ،‬فل يصح‪ ،‬ول ينفذ‬

‫] ‪[ 104‬‬

‫تصرف أحد فيها بهذا الذن‪ ،‬لفساده‪ ،‬نعم‪ :‬بحث السبكي صششحة ذلششك فيمششا ل يتعلششق بعيششن‬
‫الوكيل فيه غرض‪ ،‬كوكلت كل من أراد في إعتاق عبدي هذا‪ ،‬أو تزويج أمتي هذه‪ .‬قال‪ :‬ويؤخششذ‬
‫من هذا قول من ل ولي لها‪ ،‬إلى آخر ما ذكره الشارح )قوله‪ :‬قال الذرعي‪ :‬وهذا إن صششح الششخ(‬
‫كتب العلمة الرشيدي ما نصه‪) :‬قوله‪ :‬وهذا إن صح( أي ما ذكر مششن تزويششج المششة‪ ،‬وعبششارته‪،‬‬
‫أي الذرعي‪ ،‬في قوته نصها‪ :‬وما ذكره‪ ،‬يعني السبكي‪ ،‬فششي تزويششج المششة‪ ،‬إن صششح‪ ،‬ينبغششي أن‬
‫يكون فيما إذا عين الزوج ولم يفوض إل صيغة العقد‪ ،‬ثم قال‪ .‬وسئل ابن الصلح عمن أذنششت أن‬
‫يزوجها العاقد في البلد من زوج معيششن بكششذا‪ ،‬فهششل لكششل أحششد عاقششد بالبلششد تزويجهششا ؟ فأجششاب إن‬
‫اقترن بإذنها قرينة تقتضي التعيين‪ ،‬بأن سبق إذنها قريبا ذكر عاقد معين‪ ،‬أو كانت تعتقد أن ليشس‬
‫بالبلد غير واحد‪ ،‬فإن إذنها حينئذ تختص‪ ،‬ول يعم‪ .‬وإن لششم يوجششد شششئ مششن هششذا القبيششل‪ ،‬فششذكرها‬
‫العاقد محمول على مسمى العاقد على الطلق‪ ،‬وحينئذ‪ :‬لكل عاقد بالبلد تزويجهششا‪ .‬هششذا مقتضششى‬
‫الفقه في هذا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وبنحو ذلك( أي وبمثل ما ذكره السبكي أفتى ابن الصششلح‪ ،‬وقششد علمششت‬
‫إفتاءه في عبارة الرشيدي‪ ،‬فل تغفل )قوله‪ :‬ول يشترط في الوكالة القبول لفظششا( أي لنهششا إباحششة‬
‫ورفع حجر‪ ،‬كإباحة الطعام‪ ،‬فل يتعين فيها القبول لفظششا‪ .‬نعششم‪ :‬لشو كششان لنسشان عيشن معششارة‪ ،‬أو‬
‫مؤجرة‪ ،‬أو مغصوبة فوهبها لخششر فقبلهششا‪ ،‬وأذن لشه فششي قبضششها‪ ،‬ثششم إن الموهششوب لشه ولششك فششي‬
‫قبضششها المسششتعير‪ ،‬أو المسششتأجر‪ ،‬أو الغاصششب‪ ،‬اشششترط قبششوله لفظششا‪ ،‬ول يكتفششي بالفعششل‪ ،‬وهششو‬
‫المساك‪ ،‬لنه استدامه لما سبق‪ ،‬فل دللة فيه على الرضا بقبضه عن الغير‪ .‬ا‍ه‪ .‬شرح الششروض‬
‫)قوله‪ :‬لكن يشترط( أي في الوكالة‪) .‬وقششوله‪ :‬عششدم الششرد( أي بششأن يرضششى ويمتثششل‪ ،‬فششإن رد‪ ،‬لششم‬
‫تصح الوكالة‪ .‬وإل صحت )قوله‪ :‬ولو تصششرف( أي فضششولي‪ .‬وعبششارة التحفششة‪ :‬ول يشششترط هنششا‬
‫فور ول مجلس‪ .‬ومن ثم لو تصرف غير عالم الخ‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬صح( أي تصرفه‪ ،‬أي لن العبرة‬
‫في العقود بما في نفس المر )قششوله‪ :‬كمششن بششاع الششخ( الكششاف للتنظيششر فششي صششحة الششبيع المششذكور‬
‫)قوله‪ :‬ول يصح تعليق الوكالة بشرط( أي صفة أو وقت‪ ،‬والظاهر أن المشراد بشالتعليق‪ :‬مشا كشان‬
‫بالدوات وبغيرها‪ ،‬بدليل أمثلته التية )قوله‪ :‬فلو تصرف( أي الوكيششل )قششوله‪ :‬كششأن وكلششه بطلق‬
‫الخ( أي كأن قال له وكلتك في طلق زوجتي التي سششأنكحها‪ ،‬أو فششي بيششع عبششدي الششذي سششأملكه‪،‬‬
‫ففيما ذكر‪ ،‬تعليق الوكالة بصفة‪ ،‬أعني النكاح والملك‪ ،‬وذلك لنه في قوة قششوله إن نكحششت فلنششة‪،‬‬
‫فأنت وكيل في طلقها‪ ،‬أو إن ملكت فلنا‪ ،‬فأنت وكيل في بيعه )قوله‪ :‬أو بتزويج بنته إذا طلقت(‬
‫قد تقدم عن ابن العماد ما فيه‪ ،‬فل تغفل )قوله‪ :‬نفذ( أي التصرف المذكور‪ ،‬وهو جواب لو )قوله‪:‬‬
‫عمل بعموم الذن( أي الذي تضمنته الوكالة‪ ،‬فهي‪ ،‬وإن كانت فاسدة بخصوصها‪ ،‬ل يفسششد الذن‬
‫بعمومه‪ ،‬لنه بفساد الخاص‪ ،‬ل يفسد العششام‪ ،‬وإنمششا كششان الذن أعششم مششن الوكالششة‪ :‬لن بششاب الذن‬
‫أوسع من باب الوكالة‪ ،‬وعبارة الروض‪ :‬ولو علقها بشرط‪ :‬فسدت‪ ،‬ونفذ تصرف صششادف الذن‪.‬‬
‫قال في شرحه‪ :‬وكذا حيث فسدت الوكالة‪ ،‬إل أن يكون الذن فاسدا‪ .‬كقششوله وكلششت مششن أراد بيششع‬
‫داري ‪ -‬فل ينفذ التصرف قاله الزركشي ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وإن قلنششا بفسششاد الوكالششة الششخ( هششذا بيششان لمششا‬
‫يترتب على الوكالة الفاسدة‪ ،‬وهو سقوط الجعل المسمى إن كان‪ ،‬وتجب أجرة‬

‫] ‪[ 105‬‬

‫المثل‪ ،‬كما أن الشششرط الفاسششد فشي النكشاح يفسششد الصششداق المسششمى‪ ،‬ويشوجب مهشر المثشل‪،‬‬
‫بخلف الوكالة الصحيحة‪ ،‬فإنه يستقر فيها الجعل المسمى إن كان‪ .‬والحاصل الوكالششة الصششحيحة‬
‫والفاسششدة يسششتويان‪ :‬بالنسششبة لنفشوذ التصششرف‪ ،‬ويتغششايران‪ ،‬بالنسششبة للجعششل المسششمى‪ ،‬فيسششقط فششي‬
‫الفاسدة‪ ،‬ويستقر في الصحيحة‪ .‬تنبيه قال في المغني‪ :‬هل يجوز القششدام علششى التصششرف بالوكالششة‬
‫الفاسدة ؟ قال ابن الرفعة‪ :‬ل يجوز‪ ،‬لكن استبعده ابن الصلح‪ ،‬وهذا هشو الظشاهر‪ ،‬لن هشذا ليشس‬
‫من تعاطي العقود الفاسدة‪ ،‬لنه يقششدم علششى عقششد صششحيح‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬إن كششان( أي وجششد الجعششل‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬ووجوب( معطوف على سقوط )قششوله‪ :‬وصششح تعليششق التصششرف فقششط( أي دون الوكالششة‪،‬‬
‫إنها منجزة‪ ،‬والمعلق التصرف‪ ،‬كوكلتك في كذا‪ ،‬وإذا جاء رمضششان فبعششه‪) ،‬قششوله‪ :‬وتأقيتهششا( أي‬
‫وصح تأقيتها‪ ،‬أي الوكالة )قششوله‪ :‬إلششى شششهر رمضششان( متعلششق بوكلتششك‪ ،‬وحينئذ إذا دخششل الشششهر‬
‫المذكور‪ ،‬ينعزل )قوله‪ :‬أن يكششون الموكششل فيششه( يقششرأ بصششيغة المجهششول‪ ،‬ونششائب الفاعششل‪ :‬الجششار‬
‫والمجرور )قوله‪ :‬معلوما للوكيل ولو بوجه( أي بحيث يقل معه غرر في الموكل فيه‪ :‬بششأن يششذكر‬
‫من أوصافه ما ل بد منه في تمييششزه‪ ،‬فيجشب فشي تشوكيله فششي شششراء عبششد‪ ،‬بيششان نشوعه‪ ،‬كشتركي‪،‬‬
‫وهندي‪ ،‬وبيان صفته‪ ،‬كرومي‪ ،‬ونوبي‪ ،‬إن احتيششج إلششى ذلششك‪ ،‬بششأن اختلفششت أصششناف ذلششك النششوع‬
‫اختلفا ظاهرا‪ ،‬وفي شراء دار‪ :‬بيان محله‪ ،‬أي حارة وسكة‪ ،‬ثم محل بيان ما ذكر‪ ،‬إذا لششم يقصششد‬
‫به التجارة‪ ،‬وإل فل يجب بيان شئ من ذلك‪ ،‬بل يكتفي‪ :‬اشتر بهذا ما شئت من العروض‪ ،‬أو مششا‬
‫رأيته مصلحة )قوله‪ :‬كوكلتك الخ( تمثيل لما هو معلوم من وجه‪ ،‬مجهول من وجه آخر‪ ،‬فششالوجه‬
‫الذي هو معلوم منه في الوكالة في بيع جميع الموال خصوص كونه مال‪ ،‬والوجه المجهول منه‬
‫أنواع المال‪ ،‬والوجه المعلوم في عتق الرقششاء خصششوص كششونه عتقششا‪ ،‬وجهششة الجهششل عششدم العلششم‬
‫بالعدد وكونها ذكورا أو إناثا‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي )قوله‪ :‬وإن لم تكشن أمشواله وأرقشاؤه معلومشة( أي مشن‬
‫بعض الوجوه‪ :‬ككون الوكيل والموكل لم يعرفا نوعها وصنفها وعددها‪ ،‬وكون الرقاء ذكورا أو‬
‫إناثا‪ ،‬وبه يندفع ما يتراءى من التنافي في كلمه‪ ،‬حيث اشترط أول العلم‪ ،‬ثششم ذكششر مششا يفيششد علششم‬
‫الشتراط‪ ،‬وحاصل الدفع‪ ،‬أن الشرط‪ :‬العلم‪ ،‬ولو من بعض الوجوه‪ ،‬وهذا ل ينششافي أنششه ل يضششر‬
‫الجهل من بعض آخر )قوله‪ :‬لقلة الغرر( تعليل لمحذوف‪ :‬أي فإنه يصششح التوكششل فيمششا كششر‪ ،‬لقلششة‬
‫الغرر فيه )قوله‪ :‬بخلف بع هذا أو ذاك( أي فإنه ل يصح‪ ،‬وذلك لكثرة الغرر فيه )قوله‪ :‬وفارق‬
‫أحد عبيدي( أي فارق قوله المذكور‪ :‬ما إذا قال بع أحد عبيدي‪ ،‬أي فإنه يصح )قوله‪ :‬بششأن الحششد‬
‫الخ( متعلق بفارق‪) .‬وقوله‪ :‬صادق على كل( أي على كل عبد أي فالعقد وجششد مششوردا يتششأثر بششه‪،‬‬
‫بخلفه في الول‪ ،‬فإنه لم يجشد ذلشك‪ ،‬لن أو‪ ،‬للبهشام‪ ،‬فلشذلك لشم يصشح فيشه‪ ،‬وصشح فشي الثشاني‪.‬‬
‫وعبارة شرح الروض‪ .‬وفرق بينهما بأن العقد لم يجد في الول موردا يتأثر به‪ ،‬لن أو‪ :‬للبهام‪،‬‬
‫بخلف الثاني‪ ،‬فإنه صادق على كل عبد‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بخلف بع بعض مششالي( أي فششإنه ل يصششح‪:‬‬
‫أي لكثرة الغرر فيه‪ ،‬لكون الموكل فيه شديد البهام )قوله‪ :‬نعم‪ ،‬يصح بع‪ ،‬أو هب منه مشا ششئت(‬
‫فرق في شرح الروض بين هذه الصورة ‪ -‬حيث صح التوكيل فيها‪ ،‬وبين الصششورة المششارة قيلششه‪،‬‬
‫حيث لم يصح فيها‪ ،‬بأن الموكل فيه فيها مبهم‪ ،‬ولنه نكرة‪ ،‬ل عموم فيه ول خصششوص‪ ،‬بخلفششه‬
‫في هذه الصورة‪ ،‬فإنه معرفة عامة مخصوصشة‪ ،‬وحيشث صشح فيهشا‪ ،‬فإنمشا يصشح التصشرف فشي‬
‫البعض‪ ،‬دون الجميع‪ ،‬لن من‪ ،‬للتبعيض )قوله‪ :‬وتبطل( أي الوكالة )وقششوله‪ :‬فششي المجهششول( أي‬
‫من كل وجه‪ ،‬بدليل ما قبله‪ .‬وكان الولى زيادته )قوله‪ :‬لكثرة الغرر فيه(‬

‫] ‪[ 106‬‬

‫قال في التحفة‪ :‬إذ يششدخل فيششه مششا ل يسششمح الموكششل ببعضششه‪ ،‬كطلق زوجششاته‪ ،‬والتصششدق‬
‫بأمواله )قوله‪ :‬وباع الخ( شروع فيما يجششب علششى الوكيششل ومششا يمتنششع عليششه فششي الوكالششة المطلقششة‬
‫والمقيدة بعد صحتها )قوله‪ :‬كالشريك( الكاف للتنظير )قششوله‪ :‬صششح مباشششرته الششخ( الجملششة صششفة‬
‫لوكيل‪ ،‬ول حاجة إليه‪ ،‬لنه قد علم من قوله‪ ،‬في صدر الباب‪ ،‬تصح وكالة شخص متمكن لنفسششه‬
‫الخ )قوله‪ :‬بثمن مثششل فششأكثر( متعلششق ببششاع‪ :‬أي بششاع بثمششن مثششل فششأكثر‪ ،‬وهششو قيششد أول‪ ،‬وسششيذكر‬
‫محترزه‪) .‬وقوله‪ :‬حال( قيد ثان‪ .‬وسيذكر محترزه أيضا )قوله‪ :‬فل يششبيع نسششيئة( أي بأجششل‪ ،‬ولششو‬
‫بأكثر من ثمن المثل‪ ،‬لن المعتاد‪ ،‬غالبا‪ ،‬الحلول مع الخطر فششي النسششيئة‪ .‬ا‍ه‪ .‬نهايششة‪ .‬قششال ع ش‪:‬‬
‫ويظهر أنه لو وكله وقت نهب‪ :‬جاز له البيع نسششيئة‪ ،‬إذا حفشظ عشن النهشب‪ .‬وكششذا لشو وكلشه وقششت‬
‫المن‪ ،‬ثم عرض النهب لن القرينة قاضية قطعا برضاه‪ .‬الخ‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ول بغير نقد البلد( هذا‬
‫محترز قيد ملحوظ في المتن‪ ،‬وهو بنقد البلد والمراد بنقد البلد‪ :‬مششا يتعامششل بششه أهلهششا غالبششا‪ ،‬نقششدا‬
‫كان أو عرضا‪ ،‬الدللة القرينة العرفية عليه‪ ،‬فإن تعدد لزمه بالغلب‪ ،‬فإن تساويا‪ ،‬فبششالنفع‪ ،‬وإل‬
‫تخير‪ ،‬أو باع بهما‪ .‬والمراد بالبلد‪ :‬ما وقع فيشه الشبيع بشالذن‪ ،‬لدللشة القرينشة العرفيشة عليشه‪ ،‬فشإن‬
‫سافر بما وكل في بيعه لبلد بل إذن‪ ،‬لم يجز له بيعه إل بنقد البلد المششأذون فيهششا )قششوله‪ :‬ول بغبششن‬
‫فاحش( محترز قوله بثمن مثل‪ :‬أي ل يبيع بدونه إذا كشان بغبشن فشاحش‪ ،‬وهشو مشا ل يحتمشل‪ ،‬أي‬
‫يغتفر في الغالب‪ ،‬أما إذا كان ل بغبن فاحش‪ ،‬جاز البيع به )قوله‪ :‬بأن ل يحتمل( تصششوير للغبششن‬
‫الفاحش )قوله‪ :‬فبيع ما يسششاوي عشششرة بتسششعة( أي مشن الششدراهم‪ .‬أو النصشاف‪ ،‬ل مششن الشدنانير‪،‬‬
‫)وقوله‪ :‬محتمل( أي مغتفر‪ ،‬وينبغي أن يكون المراد حيث ل راغششب بتمششام القيمششة أو أكششثر‪ ،‬وإل‬
‫فل يصح‪ ،‬أخذا مما سيأتي‪ .‬فيما لو عين له الثمن أنه ل يجوز له القتصار على ما عينه إذا وجد‬
‫راغبا كما سيأتي‪ ،‬وقد يفرق سم على منهج‪ .‬أقول‪ :‬وقد يتوقف في الفرق بأن الوكيل يجششب عليششه‬
‫رعاية المصلحة‪ ،‬وهي منتفية فيما لو باع بالغبن اليسير مع وجود من يأخذ بكامششل القيمشة‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع‬
‫ش )قوله‪ :‬وبثمانية غير محتمل( أي وبيع مششا يسششاوي عشششرة بثمانيششة غيششر محتمششل‪ .‬والصششواب‪،‬‬
‫الرجوع في ذلك إلى العرف المطرد‪ ،‬كما في التحفششة‪ ،‬والنهايششة‪ ،‬وعبارتهششا‪ :‬قششال ابششن أبششي الششدم‪:‬‬
‫العشرة إن سومح بها في المائة يتسامح بالمائة في اللف‪ ،‬فالصواب‪ :‬الرجششوع للعششرف‪ ،‬ويششوافقه‬
‫قولهما عن الرويششاني‪ :‬إنششه يختلششف بأجنششاس المششوال‪ ،‬لكششن قششوله فششي البحششر‪ ،‬إن اليسششير يختلششف‬
‫باختلف الموال‪ ،‬فربع العششر كششثير فششي النقشد والطعشام‪ ،‬ونصشفه يسشير فششي الجششواهر والرقيششق‬
‫ونحوهما‪ ،‬محل نظر‪ ،‬وهو محمول على عرف زمنه‪ ،‬إذ الوجه‪ :‬اعتبار العرف المطرد في كششل‬
‫ناحية بما يتسامح به فيها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ومتى خششالف( أي الوكيششل‪ ،‬وقششوله شششيئا ممششا ذكششر‪ ،‬أي مششن‬
‫كونه حال‪ ،‬وبنقد البلد‪ ،‬وبثمن المثل‪ ،‬ومخالفته لذلك‪ ،‬بأن باع مؤجل‪ ،‬أو بغير نقد البلد‪ ،‬أو بغيششر‬
‫ثمن المثل‪) ،‬وقوله‪ :‬فسد تصرفه( أي بيعه المذكور‪ ،‬لفقد الشروط المعتبرة فيششه )قششوله‪ :‬وضششمن(‬
‫أي الوكيل‪ ،‬لتعديه بتسليمه له ببيع فاسد والقيمة المغرومة للحيلولة‪ ،‬ل للفيصولة‪) .‬وقوله‪ :‬قيمته(‬
‫أي أقصى قيمه‪) .‬وقوله‪ :‬يوم التسليم( أي تسليم الموكل للمشتري )قوله‪ :‬ولو مثليا( غاية لضششمانه‬
‫القيمة‪ ،‬وهي للرد على من يفصل بين المتقوم والمثلي )قششوله‪ :‬إن أقبششض( أي الوكيششل‪ ،‬وهششو قيششد‬
‫لتضمينه القيمة‪ ،‬فإن لم يقبضششه‪ :‬فل ضششمان‪ ،‬كمششا هششو ظششاهر )قششوله‪ :‬فششإن بقششي( أي المششبيع عنششد‬
‫المشتري‪ ،‬وقوله استرده‪ ،‬أي الوكيل من المشتري‪ .‬قششال ع ش‪ :‬ول يششزول الضششمان بالسششترداد‪،‬‬
‫بل إما بالبيع الثاني‪ ،‬أو استئمان من المالك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وله( أي للوكيل‪) ،‬وقوله‪ :‬حينئذ( أين حين‬
‫إذ اسششترده‪) ،‬وقششوله‪ :‬بيعششه( أي ثانيششا‪) ،‬وقشوله‪ :‬بششالذن السششابق( أي فل يحتششاج إلششى تجديششد الذن‬
‫)قوله‪ :‬ول يضمنه( أي الثمن لو تلف‪ ،‬فيششده عليششه يششد أمانششة‪ .‬وعبششارة شششرح المنهششج‪ :‬ول يضششمن‬
‫ثمنه‪ .‬وكتب البجيرمي‪ :‬أي فيما إذا بشاعه بشالذن السشابق‪ .‬ا‍ه‪) .‬قشوله‪ :‬وإن تلشف( أي المشبيع عنشد‬
‫المشتري وهو مقابل قوله فإن بقي‬

‫] ‪[ 107‬‬

‫)قوله‪ :‬بدله( أي بدل المبيع التالف‪ .‬والمراد به‪ :‬البششدل الشششرعي مششن مثششل أو قيمششة‪ ،‬وهششذا‬
‫بالنسبة للوكيل‪ .‬وأما المشتري‪ :‬فيضمن المثل إن كان مثليا‪ ،‬وأقصى القيششم إن كششان متقومششا‪ ،‬لنششه‬
‫مقبوض بعقد فاسد‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي )قوله‪ :‬والقرار عليه( أي على المشتري‪ ،‬لنه قبضه بعقششد فاسششد‬
‫)قوله‪ :‬وهذا كله( أي ما ذكر‪ :‬من اشتراط كون البيع بثمن مثل حال‪ ،‬وبنقد البلد إذا أطلق الموكل‬
‫الوكالششة فششي الششبيع )قشوله‪ :‬بششأن لششم يقيششد الشخ( تصششوير للطلق المششذكور )قشوله‪ :‬وإن قيششد بشششئ(‬
‫المناسب‪ :‬فإن قيد‪ ،‬بفاء التفريع‪ ،‬وقوله‪ :‬اتبع‪ ،‬أي ما قيد بششه الموكششل‪ ،‬فلششو قيششد بثمششن‪ ،‬تعيششن‪ ،‬ولشو‬
‫وكله ليبيع مؤجله‪ ،‬صح‪ .‬ثم إن أطلق الجل‪ ،‬حمل على عرف في المبيع بين الناس‪ ،‬فإن لم يكششن‬
‫عرف‪ ،‬راعى النقع للموكل في قدر الجل‪ .‬ويشترط الشهاد في هشذه الحالشة‪ ،‬وإن قشدر الجششل‪،‬‬
‫اتبع الوكيل ما قدره الموكل‪ ،‬فإن باع بحال أو نقص عن الجل الذي قشدره‪ ،‬كشأن بشاع إلشى ششهر‬
‫ما‪ ،‬قال له الموكل بعه إلى شهرين‪ ،‬صح البيع‪ ،‬إن لم ينهه الموكل‪ ،‬ولششم يكششن عليششه فيششه ضششرر‪،‬‬
‫كنقص ثمن‪ ،‬أو مؤنة حفظ‪ ،‬ولم يعين المشششتري‪ ،‬وإل فل يصششح‪ ،‬لظهششور قصششد المحابششاة )قششوله‪:‬‬
‫فرع( هو مشتمل على مسائل أربع‪ ،‬فمن ثم عبر غيره بفروع‪ ،‬وهو الولى‪ ،‬والغرض منه‪ ،‬تقييد‬
‫قوله وبششاع كالشششريك وكيششل بثمششن مثششل الششخ‪ ،‬أي محششل كششونه كالشششريك‪ ،‬وأنششه ل يششبيع إل بالقيششد‬
‫المتقدمة إن لم يأت بصيغة من هذه الصيغ التية في الفرع‪ ،‬فإن أتى بها‪ ،‬عمل بمقتضاها )قششوله‪:‬‬
‫لو قال( أي الموكل )قوله‪ :‬فله بيعه بغبن فاحش( أي لن كم للعدد‪ ،‬فيشمل القليل والكششثير )قششوله‪:‬‬
‫أو بما شئت( أي أو قال له بعشه بمشا ششئت )قشوله‪ :‬فلشه بيعشه بغيشر نقشد البلشد( أي لن مشا يصشدق‬
‫بالعرض والنقد )قوله‪ :‬أو بكيف شئت( أي أو قال له‪ :‬بعه بكيف شئت‪) .‬وقوله‪ :‬فله بيعه بنسششيئة(‬
‫أي لن كيف‪ ،‬للحوال‪ ،‬فيشمل الحال والمؤجل )قوله‪ :‬أو بما عز وهان( أي أو قال بعه بما عششز‬
‫وهان‪ .‬قال في المصباح‪ :‬عز الرجل‪ ،‬عزا بالكسششر‪ ،‬وعششزازة‪ ،‬بالفتششح‪ ،‬قششوي‪ ،‬وفيششه أيضششا‪ :‬هششان‬
‫يهون هونا‪ ،‬بالضم‪ ،‬وهوانا‪ ،‬ذل وحقر‪ .‬ا‍ه‪ .‬إذا علمت ذلك‪ ،‬فالمراد بهما هنا‪ ،‬الكثرة والقلشة علشي‬
‫سبيل المجاز المرسل من ذكر المسبب وإرادة السبب في الول‪ ،‬وذلششك لن القششوة‪ ،‬سششببها الكششثرة‬
‫غالبا‪ ،‬وبالعكس في الثاني‪ .‬وذلك لن الحقارة‪ :‬سببها القلة غالبا )قوله‪ :‬فله بيعششه بعششرض وغبششن(‬
‫أي لن ما تصدق بالنقد والعرض‪ ،‬كما علمت‪ ،‬ولما اقشترنت بعششز وهششان‪ ،‬صشدقت أيضششا بالقليشل‬
‫والكثير )قوله‪ :‬ول يبيع الوكيل لنفسه( أي على نفسه‪) .‬وقوله‪ :‬ومششوليه( أي ول علششى مششوليه مششن‬
‫صغير ومجنون وسفيه‪ ،‬وإنما منع من بيعششه لششه‪ ،‬لئل يلششزم تششولي الطرفيششن‪ .‬وقشولهم يجششوز للب‬
‫تششولي ذلششك‪ ،‬هششو فششي معششاملته لنفسششه مششع مششوليه‪ ،‬وهنششا ليششس كششذلك‪ ،‬لن المعاملششة لغيششره‪ .‬وفششي‬
‫البجيرمي‪ ،‬وإنما جاز تولي الجد تزويج بنت ابنشه‪ ،‬ابشن ابنشه الخشر‪ ،‬لن الوليشة لشه أصشالة مشن‬
‫الشرع )قوله‪ :‬وإن أذن( أي الموكل )وقوله‪ :‬له( أي للوكيل‪) .‬وقوله‪ :‬في ذلك( أي في البيع لنفسه‬
‫أو موليه )قوله‪ :‬خلفا لبن الرفعة( أي في تجويزه البيع لنفسه ومششوليه‪ .‬قششال فششي التحفششة‪ :‬وقششوله‬
‫اتحاد الطرفين عند انتفاء التهمة جائز‪ :‬بعيد من كلمهم‪ ،‬لن علة منع التحاد‪ :‬ليست التهمة‪ ،‬بششل‬
‫عدم انتظام اليجاب والقبول من شخص واحد‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتب السيد عمر البصري ما نصششه‪) ،‬قششوله‪:‬‬
‫خلفا لبن الرفعة الخ( كلم ابن الرفعة وجيه جدا‪ ،‬من حيث المعنى‪ ،‬لكن ترجيحهم منششع تششوكيله‬
‫للهبة من نفسه‪ ،‬يششرده مششن حيششث النقششل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬لمتنششاع اتحششاد الششخ( علششة لعششدم صششحة الششبيع‬
‫المذكور‪) .‬وقوله‪ :‬وإن انتفت التهمة( الغاية للرد )قوله‪ :‬بخلف أبيه‬

‫] ‪[ 108‬‬

‫وولده الرشيد( أي بخلف بيع الوكيل لبيه‪ ،‬ومثله سششائر أصششوله‪ ،‬وولششده الرشششيد‪ ،‬ومثلششه‬
‫سائر فروعه المستقلين‪ ،‬فإنه يصح‪ ،‬وذلك لنتفاء اتحاد المششوجب والقابششل‪ ،‬وقيششل ل يصششح‪ ،‬لنششه‬
‫متهم بالميل إليهم )قوله‪ :‬ول يصح البيع الخ( الولى تقديم هذا على قوله‪ :‬ومتى خالف شيئا الششخ‪،‬‬
‫فتنبه )قوله‪ :‬ل يتغابن بمثلها( في ع ش ما نصه‪ :‬قوله وثم راغب‪ ،‬أي ولو بما ل يتغابن به‪ ،‬أخذا‬
‫من إطلقه‪ .‬وفي شرح الروض‪ ،‬التقييد بما ل يتغابن بمثله‪ .‬قال سششم علششى منهششج‪ ،‬بعششد نقلششه ذلششك‬
‫عن شرح الروض‪ ،‬وهو يفهم الصششحة‪ ،‬إذا وجششد الراغششب بالششذي يتغششابن بمثلششه‪ .‬وفيششه نظششر‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)أقول( وقد يقال العرف في مثله جار بالمسششامحة‪ ،‬وعششدم الفسششخ للزيششادة اليسششيرة‪ .‬ا‍ه )قششوله‪ :‬إن‬
‫وثق( أي الوكيل )وقوله‪ :‬به( أي بذلك الراغب )قوله‪ :‬ولم يكن( أي ذلك الراغب مماطل‪ :‬أي في‬
‫دفع الثمن )قوله‪ :‬أي هو كله أو أكثره( في بعض نسخ الخط إسقاط أي‪ ،‬وفي بعضها إسقاط هششو‪،‬‬
‫وهو أولى من إثباتهما معا‪ ،‬كما في النسخ التي بأيدينا )قوله‪ :‬ولو للمشتري( أي ولو كششان الخيششار‬
‫للمشتري وحده وفي ع ش‪ ،‬نقل عن الزيادي‪ ،‬تقييد الخيار بكونه للبائع‪ ،‬أو لهما‪ ،‬قششال‪ :‬فششإن كششان‬
‫للمشتري‪ :‬امتنع‪ ،‬أي الفسخ‪ ،‬ا‍ه‪ .‬وفي سم‪ :‬ما يؤيششده‪ ،‬ونششص عبششارته‪ ،‬قششوله‪ :‬أو حششدث فششي زمششن‬
‫الخيار‪ ،‬عبارته في شرح الرشاد هنا‪ ،‬خيار المجلس‪ ،‬أو خيار الشرط‪ ،‬ولو للمشتري وحده‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وفيما ذكره من المبالغة نظر ل يخفششى ا‍ه‪ .‬ووجهششه أنششه إذا كششان الخيششار للمشششتري وحششده‪ ،‬يمتنششع‬
‫الفسخ‪ ،‬للزوم الششبيع مششن جهششة البششائع )قششوله‪ :‬ولششم يششرض( أي المشششتري‪) ،‬وقششوله‪ :‬بالزيششادة(‪ ،‬أي‬
‫بتسليمها )قوله‪ :‬فسخ الوكيل العقد( جشواب فششإن وجششد )قشوله‪ :‬بششالبيع للراغشب( البششاء بمعنشى اللم‬
‫التعليلية‪ :‬أي لجل أن يبيعه على الراغب للشراء بالزيادة )قششوله‪ :‬وإل انفسششخ( أي وإن لششم يفسششخ‬
‫الوكيل‪ ،‬انفسخ العقد بنفسه‪ ،‬لكن بشرط أن يكون باذل الزيادة باقيا على رغبتششه )قششوله‪ :‬ول يسششلم‬
‫الوكيل( أي ل ينبغي له ذلك إل إن قبض الثمن‪ ،‬بدليل صحة العقششد المسششتلزمة للحششل غالبششا‪ ،‬وإن‬
‫كان مقتضى ما في شرح الرشاد أنه يحرم عليه ذلك ول يحل قبل القبشض‪ ،‬وعبشارته بعشد كلم‪،‬‬
‫فإن عكس‪ ،‬أي سلم قبشل القبششض‪ ،‬أثششم‪ ،‬وغششرم‪ ،‬أي للحيلولشة‪ ،‬قيمشة المششبيع‪ ،‬ولشو مثليششا‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفششي‬
‫البجيرمي على شرح المنهج ما يؤيد ما قلناه‪ ،‬وعبششارته‪ :‬ولششه تسششليم المششبيع أو ل‪ ،‬ويصششح الششبيع‪،‬‬
‫وإن كان يضمن‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬بحال( أي بثمن حال‪ ،‬فإن كان مؤجل‪ ،‬فله فيه تسششليم المششبيع‪ ،‬لكششن‬
‫ليس له قبضه إذا حل‪ ،‬إل بإذن جديد‪ ،‬أو قامت قرينة عليه‪) ،‬وقوله‪ :‬المبيع(‪ ،‬مفعول يسلم )قوله‪:‬‬
‫وإل ضمن( أي وإل يسلم بعد القبض‪ ،‬بأن سلم قبله‪ ،‬ضمن للموكل قيمته‪ ،‬أي وقت التسليم‪ ،‬وهي‬
‫للحيلولة‪ ،‬فإذ أغرمها ثم قبض الثمن‪ :‬دفعه إلى الموكل‪ ،‬واسششترد مششا غششرم )قششوله‪ :‬وليششس لششه‪ :‬أي‬
‫للوكيل الخ( أي ل ينبغي له ذلك‪ ،‬فل ينافي حينئذ صحة شرائه في غششالب القسششام التيششة )قششوله‪:‬‬
‫لقتضششاء الطلق عرقششا السششليم( يشششعر بششأن الكلم فششي الوكالششة المطلقششة‪ ،‬وهششو كششذلك‪ ،‬ويؤيششده‬
‫الستثناء التي قريبا )قوله‪ :‬ووقع الشراء له( أي وإذا اشترى الوكيششل المعيششب‪ ،‬وقششع الشششراء لششه‬
‫)قوله‪ :‬إن علم العيب( سيأتي محترزه )قوله‪ :‬واشتراه( أي اشترى الوكيششل المعيششب )قششوله‪ :‬بثمششن‬
‫في الذمة( أي في ذمته واحترز به عما إذا اشتراه بعين مال الموكل‪ ،‬وكان عالما بالعيب‪ ،‬فإنه ل‬
‫يقع لواحد منهما‪ ،‬ويحرم لتعشاطيه عقششدا فاسشدا‪ ،‬وسششيذكره فشي كلمششه )قشوله‪ :‬وإن سشاوى المشبيع‬
‫الثمن( أي وقع له‪ ،‬وإن ساوى المبيع الششذي اشششتراه الثمششن‪ ،‬فهششو غايشة لوقششوعه لشه )قششوله‪ :‬إل إذا‬
‫عينه( أي المعيب الموكل‪ ،‬وهو مرتبط بكلم المصنف‪ ،‬أي أنه إذا اششترى المعيشب‪ ،‬يقشع لشه‪ ،‬إل‬
‫إذا عينه الموكل له عالما بحاله‪،‬‬

‫] ‪[ 109‬‬

‫فإنه يقع للموكل )قوله‪ :‬كما إذا اشتراه الخ( أي كما يقع للموكششل أيضششا إذا اشششتراه الوكيششل‬
‫بثمن في ذمته‪ ،‬أو بعين مال الموكل مع جهله بعيبه في الصورتين )قوله‪ :‬وعلم ممششا مششر الششخ( ل‬
‫يخفى ما في عبارته‪ ،‬فكان الولى والخصر أن يقول‪ :‬وعلم مما مر أنه حيث لم يقع للوكيششل ول‬
‫للموكل يبطل الشراء‪ ،‬وذلك لنه ذكر لوقوعه للوكيل صورة‪ ،‬وهي ما إذا اشتراه بثمن في الذمششة‬
‫وعلم بالعيب‪ ،‬وذكر لوقوعه للموكل ثلثا‪ :‬وهي ما إذا عين المبيع وعلششم بعيبششه‪ ،‬ومششا إذا اشششتراه‬
‫الوكيل بثمن في الذمة وكان جاهل بالعيب‪ ،‬وما إذا اشتراه بعين مال الموكل وكششان كششذلك‪ ،‬فيعلشم‬
‫من هذا أنه حيث لم يقع ل لهذا ول لهذا‪ ،‬بأن فقدت القيود‪ ،‬يبطل الشراء فتأمل‪) .‬وقوله‪ :‬أنه حيث‬
‫لم يقع للموكل(‪ ،‬أي بأن كششان الوكيششل عالمششا بششالعيب‪) ،‬وقششوله‪ :‬فششإن كششان الثمششن عيششن مششاله(‪ ،‬أي‬
‫الموكل‪) ،‬وقوله‪ :‬وإل(‪ ،‬أي وإن لم يكن عين ماله‪ ،‬بششل فششي الذمششة ووقششع للوكيششل )قششوله‪ :‬ويجششوز‬
‫لعامل القراض شراؤه( أي المعيب )قوله‪ :‬لن القصد ثم( أي في القراض الربح )قوله‪ :‬وقضيته(‬
‫أي التعليل المذكور‪) ،‬وقوله‪ :‬أنه لو كان القصد هنا(‪ ،‬أي في الوكالة الربح‪ ،‬وذلك بأن وكلششه فششي‬
‫التصرف في أمواله بالبيع والشراء‪ ،‬وقوله جاز‪ ،‬أي شراء المعيب )قوله‪ :‬وهو( أي ما ذكششر مششن‬
‫كون مقتضى التعليل الجواز هنا أيضا‪) .‬وقوله‪ :‬كذلك( أي مسلم‪ .‬وفي شرح الروض‪ ،‬وبششه جششزم‬
‫الذرعي وغيره ا‍ه )قوله‪ :‬ولكل الخ( أما الموكل‪ ،‬فلنه المالك‪ ،‬والضرر لحق به‪ ،‬وأما الوكيششل‬
‫فلنه لو لم يكن له رد فربما ل يرضى به الموكل‪ ،‬فتعذر الششرد‪ ،‬لنششه فششوري‪ ،‬ويقششع الشششراء لششه‪،‬‬
‫فيتضرر به‪ .‬وفي التحفة‪ :‬نعم‪ ،‬شرط رده‪ ،‬أي الموكل‪ ،‬على البائع أن يسميه الوكيل في العقد‪ ،‬أو‬
‫ينويه‪ ،‬ويصدقه البائع‪ ،‬وإل رده على الوكيل‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬في صورة الجهل( أي في صورة مششا إذا‬
‫اشتراه جاهل بعيبه )قوله‪ :‬ل لوكيل( أي ل رد لوكيل إن رضي به‪ ،‬أي بالمعيب الموكششل )قششوله‪:‬‬
‫ولو دفع موكله إليه( أي إلى الوكيل )قوله‪ :‬وأمره بتسليمه( أي المال المدفوع )قوله‪ :‬فمتبرع( أي‬
‫بالثمن‪ ،‬ول رجوع للوكيل عليه‪ ،‬ويلزمه رد ما أخذه من الموكل إليه‪ .‬وهذا يقششع كششثيرا‪ ،‬أي يششدفع‬
‫شخص لخر دراهم يشتري بها له شيئا‪ ،‬فيدفع من مششاله غيرهششا‪ .‬ا‍ه بجيرمششي )قششوله‪ :‬حششتى ولششو‬
‫تعذر الخ( أي حتى أنه يكون متبرعا‪ ،‬ول يرجع‪ ،‬ولو تعذر دفع مال الموكششل ثمنششا‪ ،‬بسششبب غيبششه‬
‫مفتاح الصندوق الذي فيه مال الموكل )قوله‪ :‬إذ يمكنه الخ( تعليل لكونه يكون متبرعا بماله الششذي‬
‫دفعه‪ :‬أي وإنما يكون متبرعا بذلك لنه يمكنه أن يشهد على أنه أدى عنه مششن مششاله ليرجششع عليششه‬
‫)قوله‪ :‬أو إخبار الحاكم( بالرفع عطف على إشهاد‪) ،‬وقوله‪ :‬بذلك( أي بأنه أدى عنه ليرجع عليششه‬
‫)قوله‪ :‬فإن لم يدفع( أي الموكل‪) .‬وقوله‪ :‬له( للوكيل‪) ،‬وقششوله‪ :‬أو لششم يششأمره بالتسششليم فيششه( أي أو‬
‫دفع له شيئا لكن لم يأمره بتسليمه في الثمن )قشوله‪ :‬رجشع( أي الوكيششل علششى مشوكله بالمشال الشذي‬
‫دفعه ثمنا )قوله‪ :‬للقرينة الخ( أي وهي تششوكيله بشششراء شششئ ولششم يششدفع لششه شششيئا‪ ،‬أو دفششع لكششن لششم‬
‫يصرح له أن يدفعه في الثمن‪ ،‬وفي كون هذه الخيرة قرينة دالة على إذنه فششي التسششليم عنششه مششن‬
‫ماله نظر‪ ،‬إذ ما دفعه إليه إل ليسلم في الثمششن‪ .‬فتأمششل )قششوله‪ :‬ول لششه توكيششل الششخ( أي ول يصششح‬
‫للوكيل أن يوكل في الشئ الذي يمكنه أن يتصرف فيه بنفسششه مششن غيششر إذن مششن الموكششل )قششوله‪:‬‬
‫لنه( أي الموكل لم يرض بغيره أي بتصرف غيره‪ ،‬وهو تعليل لعدم صحة توكيل الوكيل )قوله‪:‬‬
‫نعم الخ( استدراك على عدم صحة توكيل الوكيل مما يتأتى منه‬

‫] ‪[ 110‬‬

‫)قوله‪ :‬لم يضمن كما قاله الجوري( هذا ما جرى عليه ابن حجر‪ ،‬وجرى في النهاية علششى‬
‫خلفه‪ ،‬وعبارتها‪ :‬وشمل كلمه‪ ،‬ما لو أراد إرسال ما وكل في قبضه من دين مع بعششض عيششاله‪،‬‬
‫فيضمن إن فعله‪ ،‬خلفا للجوري‪ .‬ا‍ه‪ .‬لكن قيد الذرعي عدم الضمان‪ ،‬بما إذا كششان المرسششل معششه‬
‫أهل للتسليم‪ ،‬بأن يكون رشيدا )قوله‪ :‬قال شيخنا الخ( عبارته‪ ،‬وكأن وجه اغتفار ذلك في عيششاله‪،‬‬
‫والذي يظهر‪ ،‬أن المراد بهم أولده‪ ،‬ومماليكه وزوجاته اعتياد اسششتنابتهم فششي مثششل ذلششك‪ ،‬بخلف‬
‫غيرهم‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬أولده ومماليكه وزوجاته( قال ع ش‪ ،‬وينبغي أن يلحششق بمششن ذكششر‪ ،‬خششدمته‬
‫بإجارة ونحوها‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ومثله إرسال( أي ومثل إرسال ما قبضه من الدين‪ ،‬إرسال ما اشششتراه‬
‫لموكله‪ ،‬فل يضمنه لو تلف )قوله‪ :‬ما لم يتأت منه( فاعل خششرج‪ ،‬أي خششرج الموكششل فيششه الششذي ل‬
‫يتأتى للوكيل التصرف فيه بنفسه )قوله‪ :‬لكونه الخ( علة لعدم التأتي منه )قوله‪ :‬فلششه التوكيششل( أي‬
‫فللوكيل أن يوكل فيما ل يتأتى منه )قوله‪ :‬ل عن نفسه( فإن وكششل عنهششا‪ ،‬بطششل علششى الصششح‪ ،‬أو‬
‫أطلق‪ ،‬وقع عن موكله‪ .‬شوبري‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي )قوله‪ :‬وقضية التعليل المذكور( التعليل الذي يعنيه‬
‫ساقط من عبارته‪ ،‬كما يعلم من عبارة التحفة‪ ،‬ونصها‪ ،‬وإن لم يتأت ما وكششل فيششه منششه‪ ،‬لكششونه ل‬
‫يحسنه أو ل يليق به‪ ،‬فله التوكيل عن موكله‪ ،‬لن التفويض لمثله‪ ،‬إنما يقصد به السششتنابة‪ ،‬ومششن‬
‫ثم لو جهل الموكل حاله‪ ،‬أو اعتقد خلف حاله‪ ،‬امتنع التوكيل‪ .‬ا‍ه‪ .‬فقول الشارح وقضية التعليل‪،‬‬
‫يعني به قوله لن التفويض الخ‪ ،‬وإنما كان مقتضى التعليششل مششا ذكششره‪ ،‬لنششه يشششعر بعلششم الموكششل‬
‫بحاله‪ .‬فتدبر‪) .‬وقوله‪ :‬امتناع التوكيل( أي توكيل الوكيل‪) ،‬وقوله‪ :‬عند جهل الموكل بحاله( وهششو‬
‫أنه ل يتأتى منه مباشرة الموكل فيه بنفسه بأن كان معتقدا أنه يتأتى منه ذلك )قوله‪ :‬ولو طرأ له(‬
‫أي للوكيل‪) ،‬وقوله‪ :‬لم يجز له أن يوكل( أي من غير إذن موكله‪ ،‬قال ع ش‪ :‬وذلك لما تقششدم مششن‬
‫أن الموكل لم يرض بتصرف غيره‪ ،‬لكن قضية قوله‪ :‬ثم ول ضرورة كالمودع الخ أنه لششو دعششت‬
‫الضرورة إلى التوكيل عند طرو ما ذكر‪ ،‬كأن خيف تلفه لو لشم يبششع‪ ،‬ولششم يتيسششر الرفشع فيششه إلشى‬
‫قاض‪ ،‬ول إعلم الموكل‪ ،‬جاز له التوكيل‪ ،‬بل قد يقال بوجوبه‪ ،‬وهو ظاهر‪ .‬وبقي عكسششه‪ ،‬وهششو‬
‫ما لو وكل عاجزا ثم قدر‪ ،‬هل له المباشرة بنفسه أم ل ؟ فيه نظر‪ .‬والقرب الثاني‪ ،‬أخذا من قول‬
‫الشارح المار‪ ،‬كابن حجر‪ ،‬لن التفويض لمثله إنما يقصد به الستنابة‪ ،‬لكن عبارة شرح المنهج‪،‬‬
‫لن التفويض لمثل هذا ل يقصد منه عينه‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومقتضاها أنه إنما قصد حصول الموكل فيششه مششن‬
‫جهة الوكيل‪ ،‬فيتخير بين المباشرة بنفسه والتفويض إلى غيره‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وإذا وكل الخ( المناسب‬
‫أن يقشول عطفششا علششى قششوله فيمششا يتششأتى منششه‪ ،‬وبل إذن مششن الموكششل‪ :‬مششا إذا أذن لششه الموكششل فششي‬
‫التوكيل‪ ،‬فإنه يجوز منه‪ ،‬ثم يقول‪ :‬وإذا وكششل الششخ‪) .‬قششوله‪ :‬فالثششاني( أي الوكيششل الثششاني‪) .‬وقششوله‪:‬‬
‫وكيل الموكل( أي ل وكيل الوكيل الول )قوله‪ :‬فل يعزلششه الوكيششل( أي لن الموكششل أذن لششه فششي‬
‫التوكيل ‪ -‬ل في العزل ‪) .-‬قوله‪ :‬فإن قال الموكل( أي لوكيله‪) ،‬وقوله‪ :‬وكششل عنششك( أي ل عنششي‪،‬‬
‫)وقوله‪ :‬ففعل( أي وكل عنه‪ ،‬بأن قال له أنت وكيلي )قوله‪ :‬لنه( أي كونه وكيل الوكيل مقتضششى‬
‫الذن أي الدال عليه الصيغة )قوله‪ :‬فينعزل( أي الوكيل الثاني‪) ،‬وقوله‪ :‬بعزله( أي بعزل الوكيل‬
‫الول إياه‪ ،‬فالضافة من إضافة المصدر إلى فاعله وحذف مفعوله‪ ،‬وينعزل أيضا بعزل الموكششل‬
‫له‪ ،‬لن م ملك عزل الصل‪ ،‬ملك عزل الفرع بالولى‪ ،‬كما قاله م ر )قوله‪ :‬ويلششزم الوكيششل الششخ(‬
‫أي حيث جاز له التوكيل )قوله‪ :‬إل أمينا( أي فيه كفاية لذلك‬

‫] ‪[ 111‬‬
‫التصرف )قوله‪ :‬ما لم يعين له غيره( قيد في لزوم توكيله أمينا‪ ،‬أي يلزمه ذلك ما لم يعين‬
‫الموكل للوكيل غير أمين‪ .‬فإن عينه‪ :‬اتبع تعيينه لذنه فيه‪) ،‬وقوله‪ :‬مع علششم الموكششل بحششاله( قيششد‬
‫في القيد‪ ،‬أي محل كونه يوكل غير المين إذا عينه الموكل له إذا علم بحاله‪ ،‬فإن لم يعلششم بحششاله‪،‬‬
‫امتنع توكيله‪ ،‬فإن عين له فاسقا فزاد فسقه‪ ،‬امتنع توكيله أيضا )قوله‪ :‬أو لم يقل له الخ( معطشوف‬
‫على لم يعين‪ :‬أي وما لم يقل له وكل من شئت‪ ،‬فإن قال له ذلك‪ ،‬فلششه توكيششل غيششر الميششن‪ ،‬علششى‬
‫الوجه‪ ،‬عند حجششر‪ ،‬وعنششد م ر‪ :‬خلفششه‪ .‬وعبششارته‪ ،‬ومقتضششى كلم المصششنف عششدم توكيششل غيششر‬
‫المين‪ ،‬وإن قال له وكشل مشن ششئت‪ ،‬وهشو كشذلك‪ ،‬خلفشا للسشبكي‪ ،‬وفشارق مشا لشو قشالت لوليهشا‪:‬‬
‫زوجني ممن شئت‪ ،‬حيث جاز لششه تزويجهششا مششن غيششر كششف ء‪ ،‬بششأن المقصششود هنششا حفششظ المششال‪،‬‬
‫وحسن التصرف فيه‪ ،‬وغير المين ل يتأتى منه ذلك‪ ،‬وثم مجرد صششفة كمششال هششي الكفششاءة‪ ،‬وقششد‬
‫يتسامح بتركها‪ ،‬بل قد يكون غير الكف ء أصلح‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬كما لششو قششالت الششخ( الكششاف للتنظيششر‪،‬‬
‫وقوله أيضا‪ ،‬أي كما له تزويجها من الكف ء )قوله‪ :‬وقوله( أي الموكل‪ ،‬وهو مبتدأ‪ ،‬خبره جملششة‬
‫ليس إذنا في التوكيل أو قوله أو كل ما تفعله جائز‪ ،‬أي أو قوله لوكيله كل الششخ )قششوله‪ :‬ليششس إذنششا‬
‫في التوكيل( أي أن القول المذكور ليس إذنا من الموكل للوكيل في توكيله غيره‪ .‬قششال فششي شششرح‬
‫الروض‪ :‬أي لنه يحتمل ما شئت من التوكيششل‪ ،‬ومششا شششئت مششن التصششرف فيمششا أذن لششه فيششه‪ ،‬ول‬
‫يوكل بأمر محتمل كما ل يهب‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬فرع( أي في بيان مششا يجششب علششى الوكيششل فششي الوكالششة‬
‫المقيدة )قوله‪ :‬لو قال( أي الموكل لوكيله‪) .‬وقوله‪ :‬لشخص معين( هو كما في التحفة حكاية للفششظ‬
‫الموكل بالمعنى‪ ،‬فإن الموكل ل يقول ذلك‪ ،‬بل يقول بع لزيد مثل‪ ،‬ومثله‪ ،‬يقال فيما عطششف عليششه‬
‫)قوله‪ :‬لم يبع من غيره( أي ل يجوز أن يبيع الوكيل على غيششر المعيششن‪ ،‬وإن رغششب بزيششادة عششن‬
‫ثمن المثل الذي دفعه المعين‪ ،‬لنه ل عبرة بهذه الزيادة‪ ،‬لمتناع البيع لدافعها‪ ،‬ووجه تعيينه‪ ،‬أنششه‬
‫قد يكون للموكل غرض في تخصيصشه كطيشب مشاله‪ ،‬بشل وإن لشم يكشن لشه غشرض أصشل‪ :‬عمل‬
‫بإذنه‪ .‬قال في النهاية‪ :‬ولششو مششات زيششد‪ ،‬أي المعيششن‪ ،‬بطلششت الوكالششة‪ ،‬كمششا صششرح بششه المششاوردي‪،‬‬
‫بخلف ما لو امتنع من الشراء‪ ،‬إذ تجوز رغبته فيه بعد ذلك‪ ،‬وكتب ع ش‪ ،‬قوله بطلت الوكالششة‪،‬‬
‫ينبغي أن محله ما لم يغلب على الظن أنششه لششم يششرده بخصوصششه‪ ،‬بششل لسششهولة الششبيع منششه بالنسششبة‬
‫لغيره‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ولو وكيل زيد( أي ولو كان ذلك الغير وكيل لزيد المعين‪ ،‬فل يصششح بيعششه لششه‪،‬‬
‫قال في التحفة‪ :‬وقيده ابن الرفعة بما إذا تقدم اليجاب أو القبول‪ ،‬ولششم يصششح بالسششفارة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقششال‬
‫سم‪ :‬وبحث الذرعي الصحة‪ ،‬فيما إذا كان الموكل مما ل يتعاطى الشششراء بنفسششه‪ ،‬كالسششلطان‪ .‬ا‍ه‬
‫)قوله‪ :‬أو بشئ معين( معطوف على لشخص معين‪ ،‬أي أو قال بع بشئ معين من المال‪) ،‬وقوله‪:‬‬
‫كالدينار( تمثيل للشئ المعين من المال )قوله‪ :‬لم يبع بالدراهم( جواب لو المقششدرة‪ ،‬أي ول يصششح‬
‫له ذلك وإن زادت الدراهم‪ ،‬إذ لم يششأت بالمششأمور بششه‪ ،‬ول بمششا اشششتمل عليششه‪ ،‬بخلف بعششه بمششائة‪،‬‬
‫فباعه بمائة وثوب‪ .‬ويؤيد ذلك أن من نششذر التصششديق بششدرهم‪ ،‬ل يجشزئه بششدينار‪ .‬ا‍ه‪ .‬فتشح الجشواد‬
‫)قوله‪ :‬أو في مكان معين( معطوف أيضا على لشخص معين‪ ،‬أي أو قال له بعه في مكان معين‪،‬‬
‫كمكة مثل‪) ،‬وقوله‪ :‬تعين( أي ذلك المكان‪ ،‬فل يصح الششبيع فششي غيششره‪ ،‬وإن لششم يكششن نقششد المعيششن‬
‫أجود‪ ،‬ول الراغبون فيه أكثر‪ .‬وذلك‪ ،‬لنه قد يقصد الموكل إخفاءه )قششوله‪ :‬أو فششي زمششان معيششن(‬
‫معطوف أيضا علشى لششخص معيشن‪ ،‬أي أو قشال لشه فشي زمشان معيشن‪) ،‬وقشوله‪ :‬تعيشن ذلشك( أي‬
‫الزمان‪ ،‬ووجهه أن الحاجة قد تدعو للبيع فيه خاصة )قششوله‪ :‬فل يجششوز( أي الششبيع‪) .‬وقششوله‪ :‬قبلششه‬
‫ول بعده( أي قبل ذلك الزمان المعين أو بعده )قوله‪ :‬ولو في الطلق( غايششة لتعيششن الزمششان الششذي‬
‫ذكره في التوكيل بقطع النظر عن كونه في البيع أو غيره‪،‬‬

‫] ‪[ 112‬‬

‫وإل فل يصلح أن يكون غاية‪ ،‬أي فلو قال له طلق يشوم الجمعشة‪ ،‬لشم يجشز قبلشه ول بعشده‪،‬‬
‫وقال الدارمي‪ :‬إنه يقع بعده‪ ،‬لن المطلقشة فيششه مطلقشة بعششده‪ ،‬ورد بششأنه غريشب‪ ،‬مخشالف للنظششائر‬
‫ومثل الطلق في ذلك العتق‪ .‬قال في التحفة‪ :‬والفرق بينه‪ ،‬أي الطلق‪ ،‬وبين العتق‪ :‬بششأنه يختلششف‬
‫باختلف الوقات في الثواب‪ ،‬بخلف الطلق ممنوع‪ ،‬بل قد يكون له غرض ظاهر فششي طلقهششا‬
‫في وقت مخصوص‪ ،‬بل الطلق أولى‪ ،‬لحرمته زمان البدعة‪ ،‬بخلف العتششق‪ .‬ا‍ه )قششوله‪ :‬وإن لششم‬
‫يتعلق به( أي بالزمان المعين‪ ،‬فهو غاية لتعين الزمان في التوكيل‪ .‬ويحتمل أن يكون غاية لجميع‬
‫ما تقدم من الصور‪ ،‬وعليه يراد بالمعين‪ :‬الذي عاد إليه ضمير به ما عينه الموكل من الشششخص‪،‬‬
‫والمال‪ ،‬والمكان‪ ،‬والزمان‪) .‬قوله‪ :‬عمل بالذن( أي وإنما تعين ذلك الزمان‪ ،‬ول يجوز قبلششه ول‬
‫بعده‪ ،‬عمل بالذن‪ ،‬فهو علة لتعين الزمان فقط‪ ،‬ويحتمل أن يكون علة لتعين ما تقدم جميعه‪ ،‬كما‬
‫مر في الغاية‪ ،‬إل أنه يبعد الحتمال الثاني هنا وفيما مر في الغاية قششوله بعششد‪ ،‬وفششارق الششخ‪ ،‬لنششه‬
‫خاص بالزمان‪ ،‬كما ستعرفه )قوله‪ :‬وفارق( أي ما ذكر من تعين الزمان فيما إذا قال لششه بششع يشوم‬
‫الجمعة‪ ،‬أو طلق يوم الجمعة‪ ،‬قول الموكل لوكيله إذا جاء رأس الشهر فأمر زوجتي بيدك‪ ،‬حيششث‬
‫لم يتعين فيه الزمان‪ ،‬ولم يذكر الشارح ما يفرق به‪ ،‬ولعله ساقط من الناسخ‪ ،‬كما يعلم من عبششارة‬
‫فتح الجواد‪ ،‬ونصها‪ :‬وفارق إذا جاء رأس الشهر فأمر زوجتي بيدك‪ ،‬ولم يرد التقييد برأسه‪ ،‬فلششه‬
‫إيقاعه بعده‪ ،‬باقتضاء هذه الصيغة حينئذ أن رأسه أول أوقات الفعل الششذي فوضششه إليششه مششن غيششر‬
‫حصر فيه‪ ،‬بخلف طلقها يشوم الجمعشة‪ ،‬فشإنه يقتضشي حصشر الفعشل فيشه‪ ،‬دون غيشره‪ .‬ا‍ه‪ .‬فقشوله‬
‫باقتضاء الخ‪ :‬متعلق بفارق‪ .‬وهذا هو الفارق بين الصششورتين‪ .‬تأمششل )قششوله‪ :‬بخلف الششخ( مرتششب‬
‫على الساقط المار‪ ،‬كما يعلم من عبارة فتح الجواد المارة )قوله‪ :‬وليلة اليوم مثله( أي أنه إذا عين‬
‫اليوم فله التصرف في ليلته بالقيد الذي ذكره‪ ،‬وعبارة شرح الروض‪ ،‬ولو باع الوكيششل ليل‪ ،‬فششإن‬
‫كان الراغبون فيه مثل النهار‪ ،‬صح‪ ،‬وإل فل‪ .‬قاله القاضي في تعليقه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬ولششو قششال( أي‬
‫الموكل لوكيله‪) ،‬وقوله‪ :‬يوم الجمعة أو العيد( أي بع يوم الجمعة أو يششوم العيششد )قششوله‪ :‬تعيششن أول‬
‫جمعة أو عيد يلقاه( هذا يدل على أنه قال ذلك قبل دخول يوم الجمعة ويوم العيد‪ .‬وبقي ما لو قاله‬
‫في يوم الجمعة أو العيد‪ ،‬فهل يحمل على بقيته‪ ،‬أو على أول جمعة أو عيد يلقاه بعد ذلششك اليششوم ؟‬
‫فيه نظر‪ ،‬والقرب الثاني‪ :‬لن عدوله عن اليوم إلى الجمعة أو العيد قرينة على عدم إرادته بقيششة‬
‫اليوم‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع ش )قوله‪ :‬وإنما يتعين المكان( أي الذي عينه الموكل له‪) ،‬وقششوله‪ :‬إذا لششم يقششدر( أي‬
‫الموكل للوكيل الثمن‪) ،‬وقوله‪ :‬أو نهاه عن غيره( أي أو قد الثمن ونهاه عن البيع في غير المكان‬
‫المعين )قوله‪ :‬وإل( أي بأن قدر له الثمن ولم ينهه عن غيره‪) ،‬وقوله‪ :‬جاز الششبيع فششي غيششره( أي‬
‫غير المكان المعين‪ ،‬ولو قبل مضي المدة التي يتأتى فيها الوصول إلى المكان المششأذون فيششه‪ ،‬لن‬
‫الزمان إنما اعتبر تبعا للمكان لتوقفه عليه‪ ،‬فلما سقط اعتبار المتبوع سقط اعتبار التششابع‪ .‬ا‍ه‪ .‬سششم‬
‫)قوله‪ :‬وهو أي الوكيل‪ ،‬ولو بجعل أمين( وذلك لنه نائب عن الموكل في اليد والتصرف‪ ،‬فكانت‬
‫يده كيده‪ ،‬ولن الوكالة عقد إرفاق ومعونة‪ ،‬والضمان منشاف لشذلك‪ .‬ا‍ه‪ .‬سششم )قشوله‪ :‬بخلف الشرد‬
‫على غير الموكل( أي بخلف دعوى الرد على غير الموكل‪ ،‬فل يصدق إل ببينششة‪ ،‬فششإن لششم يششأت‬
‫بها‪ ،‬صدق غير الموكل بيمينه في عدم الرد‪ ،‬وقوله كرسوله‪ .‬أي الموكششل‪ ،‬ودخششل تحششت الكششاف‪:‬‬
‫وارثه‪ ،‬ووكيله‪ ،‬وفي البجيرمي‪ :‬وكذا دعوى الرد مششن رسششول الوكيششل أو وارثششه أو وكيلششه علششى‬
‫الموكل‪ ،‬فل بد من بينة في ذلشك كلشه‪ .‬ا‍ه )قشوله‪ :‬ولشو وكلشه بقضشاء ديشن( أي ولشو وكشل المششدين‬
‫شخصا في‬

‫] ‪[ 113‬‬

‫قضاء الدين الذي عليه من مال ذلك المدين )قوله‪ :‬فقال( أي الوكيل‪) ،‬وقوله‪ :‬قضششيته( أي‬
‫الدين عنك )قوله‪ :‬وأنكر المستحق دفعه إليه( أي وأنكر الدائن دفع الدين إليه‪ ،‬فإن صدقه‪ ،‬صششدق‬
‫الوكيل بيمينه‪ .‬فإن قيل‪ :‬ما فائدة اليمين مع تصديق المستحق ؟‪ .‬قلنا‪ :‬فائدتها تظهر إذا كان وكيل‬
‫بجعششل‪ ،‬فالوكيششل يششدعي الششدفع للمسششتحق ليأخششذ الجعششل‪ ،‬والموكششل ينكششره ليمنعششه منششه‪ ،‬ففائدتهششا‪.‬‬
‫استحقاق الوكيل الجعل‪ .‬مرحومي‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي )قوله‪ :‬لن الصل عدم القضاء( أي للدين‪ ،‬وهو‬
‫علة لتصديق المستحق )قوله‪ :‬فيحلف( أي المستحق )قوله‪ :‬ويطالب الموكششل فقششط( أي وليششس لششه‬
‫مطالبة الوكيل )قوله‪ :‬فإن تعدى( أي الوكيل في تلف الموكل فيه )قوله‪ :‬كأن ركب الدابششة( تمثيششل‬
‫للتعدي‪ ،‬ومحل كون الركوب يعد تعديا‪ ،‬حيث كان يليق به سوقها‪ ،‬ولم تكن جموحا‪ ،‬وإل لم يكششن‬
‫تعديا )قوله‪ :‬ولبس الثششوب( أي وكششأن لبششس الثششوب‪) ،‬وقششوله‪ :‬تعششديا( ل حاجششة إليششه‪ ،‬لن مششراده‪،‬‬
‫التمثيل لما كان تعديا‪ ،‬نعم‪ :‬كان له أن يقيد اللبششس‪ ،‬بمششا إذا كششان لغيششر إصششلحه‪ ،‬أمششا إذا كششان لششه‬
‫كلبسه لجل دفع العث عنه‪ ،‬فل يعد تعديا‪ ،‬ومن لبس الثوب تعششديا والركشوب كششذلك‪ ،‬كمشا قشال ع‬
‫ش‪ ،‬لبس الدللين للمتعة التي تدفع إليهم‪ ،‬وركوب الدواب أيضا التي تششدفع إليهششم لبيعهششا‪ ،‬مششا لششم‬
‫يأذن في ذلك‪ ،‬أو تجر به العادة‪ ،‬ويعلم الششدافع بجريششان العششادة بششذلك‪ ،‬وإل فل يكششون تعششديا‪ ،‬لكششن‬
‫يكون عارية‪ ،‬فإن تلف بالستعمال المأذن فيه حقيقة أو حكما‪ ،‬بأن جرت به العادة علششى مششا مششر‪،‬‬
‫فل ضمان‪ ،‬وإل ضمن بقيمته وقت التلف )قوله‪ :‬ضمن( أي صار متسببا في الضمان بمعنى أنششه‬
‫لو تلف بعد ذلك ولو بغيشر تفريشط ضشمنه‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمشي )قشوله‪ :‬أن يضشيع منشه( أي مشن الوكيشل‬
‫)قوله‪ :‬ول يدري كيف ضششاع( أي ول يششدري علششى أي حالششة وقششع الضششياع ؟ )قششوله‪ :‬أو وضششعه‬
‫بمحل( معطوف على يضيع‪ ،‬ولشو عششبر بصششيغة المضشارع‪ ،‬لكششان أنسشب‪ ،‬أي ومشن التعششدي‪ ،‬أن‬
‫يضعه بمحل‪ ،‬ثم ينسى ذلك المحل الموضوع فيه )قوله‪ :‬ول ينعزل بتعششديه( أي لن الوكالششة إذن‬
‫في التصرف‪ ،‬والمانة حكم يترتب عليها‪ ،‬ول يلزم مشن ارتفششاع الحكششم‪ ،‬بطلن الذن نعششم ينششزع‬
‫المال منه لعدل‪ ،‬ويتصرف فيه الوكيل‪ ،‬وهو عنده أمانة‪) .‬وقشوله‪ :‬بغيشر إتلف الموكشل فيشه( أمشا‬
‫به‪ ،‬فينعزل )قوله‪ :‬ولو أرسل إلى بششزاز( هششو بششائع الششبز‪ ،‬أي القمششاش )قششوله‪ :‬ضششمنه المرسششل ل‬
‫الرسول( قال ع ش‪ :‬ويؤخذ منه جواب حادثة وقع السؤال عنها‪ ،‬وهي أن رجل أرسل إلششى آخششر‬
‫جرة ليأخذ فيها عسل‪ ،‬فملها ودفعها للرسول ورجع بها‪ ،‬فانكسرت منششه فششي الطريششق‪ ،‬وهششو أن‬
‫الضمان على المرسل‪ ،‬ومحله فششي المسششألتين‪ ،‬كمششا هششو واضششح‪ ،‬حيششث تلششف الثششوب والجششرة بل‬
‫تقصير من الرسول‪ ،‬وإل فقرار الضمان عليه‪ ،‬وينبغي أن يكون المرسل طريقا في الضششمان‪ .‬اه‍‬
‫)قوله‪ :‬لو اختلفا( أي الموكششل والوكيششل )قششوله‪ :‬فششي أصششل الوكالششة( أي فششي وجودهششا )قشوله‪ :‬بعششد‬
‫التصرف( أي أما قبله فتعمد إنكار الوكالششة عششزل‪ ،‬فل فششائدة للمخاصششمة‪ ،‬وتسششميته فيهششا مششوكل‪،‬‬
‫بالنظر لزعم الوكيل ا‍ه‪ .‬نهاية )قوله‪ :‬أو في صفتها( أي أو اختلفا في صششلة الوكالششة‪ ،‬أي باعتبششار‬
‫ما اشتملت عليه‪ ،‬وهو الموكل فيه‪ ،‬وذلششك لن مششا ذكششره اختلف فششي صششفة الموكششل فيششه‪ ،‬ل فششي‬
‫الوكالة )قوله‪ :‬فقال( أي الموكل بل نقدا‪ ،‬أي بل وكلتك بالبيع نقدا‪ ،‬أي حال‪ ،‬وهششو راجششع للول‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬أو بعشرة( أي أو وكلتك بالشراء بعشرة‪ ،‬وهو راجع للثاني )قوله‪ :‬صدق الموكل بيمينششه‬
‫في الكل( أي وبعد تصديقه بالنسبة للصورة الخيرة‪ ،‬أعني قوله أو بالشششراء بعشششرين‪ ،‬فقششال بششل‬
‫بعشرة‪ ،‬فإن كان الوكيل قد اشترى بعين مال الموكل وسششماه فششي العقششد‪ ،‬بششأن قششال اشششتريته لفلن‬
‫بهذا والمال له‪ ،‬أو قال بعد الشراء بعين مال الموكل اشتريته لفلن والمال له‪ ،‬وصدقه البائع فيما‬
‫ذكره فالبيع باطل‪ ،‬لنه‬

‫] ‪[ 114‬‬

‫ثبت بالتسمية أو التصديق أن المال والشراء لغير العاقششد‪ ،‬وثبششت بيميششن ذي المششال أنششه لششم‬
‫يأذن له في الشراء بذلك القدر‪ ،‬فبطل الشراء‪ ،‬وإن كذبه البائع‪ ،‬بأن قال له‪ :‬إنمششا اشششتريته لنفسششك‬
‫والمال لك‪ ،‬أو سكت عن المال‪ ،‬حلف على نفي العلم بالوكالة‪ ،‬ووقع الشششراء للوكيششل‪ .‬وكششذا يقششع‬
‫الشراء له إن اشترى في الذمة ولم يسم الموكل في العقد‪ ،‬وكذا إن سماه وكذبه البائع في الوكالة‪،‬‬
‫بأن قال سميته ولسششت وكيل عنششه )قششوله‪ :‬لن الصششل معششه( أي الموكششل‪ ،‬وهششو تعليششل لتصششديق‬
‫الموكل بيمينه )قوله‪ :‬وينعزل الوكيل الخ( أشار بهذا إلى أن الوكالة جششائزة مششن الجششانبين‪ ،‬وذلششك‬
‫لن لزومها يضرهما‪ ،‬إذ قد يظهر للموكل مصلحة في العزل‪ .‬وقد يعرض للوكيل ما يمنعششه عششن‬
‫العمل‪) .‬وقوله‪ :‬بعزل أحدهما( من إضافة المصدر إلى فاعله‪ ،‬ومفعوله محذوف‪ ،‬ولفظ المضاف‬
‫إليه‪ ،‬وهو أحدهما‪ ،‬صادق بالموكل وبالوكيل‪ ،‬فعلى الول‪ ،‬يقدر المفعول الوكيل‪ ،‬وعلششى الثششاني‪،‬‬
‫يقدر نفسه‪ ،‬أي بعزل الموكل الوكيل‪ ،‬أو بعزل الوكيل نفسه )قوله‪ :‬بأن يعزل الوكيل نفسششه( قششال‬
‫البجيرمي‪ :‬قياس ما يأتي في الصل أن لو خيف من العزل ضياع المال‪ ،‬حرم‪ ،‬ولم ينعزل‪ ،‬وإن‬
‫كان المالك حاضرا فيما يظهر‪ .‬ابن حجر‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬أو يعزله الموكل( أي وإن ترتب على عزله‬
‫للوكيل استيلء ظالم على مال الموكل‪ ،‬فل يحرم‪ ،‬وينعزل بذلك‪ ،‬ول يقال فيه تضييع لماله‪ ،‬لنه‬
‫من التروك بل ل يزيد على ما لو استولى على ماله ظالم يحضرته وقششدر علششى دفعششه‪ ،‬فل يجششب‬
‫عليه الدفع عنه‪ ،‬ا‍ه‪ .‬ع ش‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي )قوله‪ :‬كفسخت الوكالششة أو أبطلتهششا أو أزلتهششا( قششال فششي‬
‫التحفة‪ :‬ظاهره انعزال الحاضر بمجرد هذا اللفظ‪ ،‬وإن لم ينوه بششه‪ ،‬ول ذكششر مششا يششدل عليششه‪ .‬وأن‬
‫الغائب في ذلك كالحاضر‪ ،‬وعليه‪ ،‬فلو تعشدد لشه وكلء ولشم ينشو أحشدهم‪ ،‬فهشل ينعشزل الكشل‪ ،‬لن‬
‫حذف المعمول يفيد العموم‪ ،‬أو يلغو‪ ،‬ليهامه للنظر في ذلك مجال‪ ،‬والششذي يتجششه فششي حاضششر أو‬
‫غائب ليس له وكيل غيره‪ ،‬إنعزاله بمجرد هذا اللفظ‪ ،‬وتكون أل للعهد الذهني الموجب لعدم إلغاء‬
‫اللفظ وأنه في التعدد ول نية ينعزل الكل كالقرينة حششذف المعمششول‪ ،‬ولن الصششريح‪ ،‬حيششث أمكششن‬
‫استعماله في معناه المطابق له خارجا‪ ،‬ل يجوز إلغاؤه‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وينعزل أيضا( أي كمششا ينعششزل‬
‫بعزل نفسه أو بعزل الموكل إياه‪ ،‬ينعزل أيضا بخروجشه أو خشروج مشوكله عشن أهليشة التصشرف‬
‫)قوله‪ :‬بموت( متعلق بخروج‪ ،‬أي الخروج يكون بموت أو جنششون‪ ،‬ومثلهمششا إغمششاء وطششرو رق‪،‬‬
‫كأن كان حربيا فاسترق وحجر سفه‪ ،‬وكذا حجر فلس فيما ل ينفذ منه‪ ،‬وكذا فسق في نحششو نكششاح‬
‫مما يششترط فيشه العدالشة‪ ،‬قشال فشي التحفشة والنهايشة‪ ،‬واللفشظ للنهايشة‪ :‬وخشالف ابشن الرفعشة فقشال‪:‬‬
‫الصواب أن الموت ليس بعزل‪ ،‬وإنما تنتهششي بششه الوكالششة‪ ،‬قششال الزركشششي‪ :‬وفششائدة عششزل الوكيششل‬
‫بموته إنعزال من وكله عن نفسه‪ ،‬إن جعلناه وكيل عنه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقيل ل فائدة لذلك في غير التعاليق‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬وفي سم ما نصه‪) :‬فرع( لو سكر الوكيل‪ ،‬ينبغي أن يقال‪ ،‬إن تعدى بسكره‪ ،‬لششم ينعششزل‪ ،‬وإل‬
‫انعزل أخذا من قولهم‪ .‬واللفظ للششروض‪ :‬ويصششح توكيششل السششكران بمحششرم‪ .‬ا‍ه‪ .‬قششال فششي شششرحه‪:‬‬
‫كسائر تصرفاته‪ ،‬بخلف السكران بمباح‪ ،‬كدواء‪ ،‬فإنه كالمجنون‪ ،‬ا‍ه‪ .‬وكلمهمششا فششي الوكيششل‪ ،‬ل‬
‫في الموكل‪ ،‬كما هو صريح سياقهما‪ ،‬على أنه لو كششان فششي الموكششل‪ ،‬كششان الخششذ بحششاله ‪ -‬كمششا ل‬
‫يخفي‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬حصل( أي الموت والجنششون )قششوله‪ :‬لحششدهما( أي الوكيششل أو الموكششل )قششوله‪:‬‬
‫وإن لم يعلم الخر( أي الذي لم يحصل له ذلششك‪ ،‬وهششذه غايششة‪ ،‬كششالتي بعششدها‪ ،‬للنعششزال بمششا ذكششر‬
‫)قوله‪ :‬ولو قصرت مدة الجنون( أي لنه لو قارن العقد‪ ،‬لمنع النعقاد‪ ،‬فششإذا طشرأ‪ ،‬أبطلشه )قشوله‪:‬‬
‫وزوال ملك موكل( معطوف على موت‪ ،‬أي وينعزل أيضا بزوال الخ‪ ،‬قال في النهاية‪ ،‬فلششو عششاد‬
‫لملكه‪ ،‬لم تعد الوكالة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أو منفعته( معطوف على ملك‪ :‬أي أو زوال منفعة ما وكل فيه‪،‬‬
‫)وقوله‪ :‬كأن باع أو وقف( تمثيل لزوال الملك‪) .‬وقوله‪ :‬أو آجر( تمثيل لششزوال المنفعششة‪) ،‬وقششوله‪:‬‬
‫أو‬

‫] ‪[ 115‬‬

‫رهن( هو وما بعده ل يصششلحان مثششال لششزوال الملششك ول لشزوال المنفعشة‪ ،‬إذ المرهشون أو‬
‫المزوجة لم يزل ملك الموكل عنهما ول يمنع من النتفاع بهما‪ ،‬ولو قال‪ ،‬كما في شششرح المنهششج‪،‬‬
‫ومثله ما لو رهن أو زوج‪ ،‬لكان أولى‪ .‬وعبارة النهاية‪ :‬ولو وكله في بيع‪ ،‬ثششم زوج‪ ،‬أو آجششر‪ ،‬أو‬
‫رهن وأقبض‪ ،‬كما قششاله ابشن كشج‪ ،‬أو وصششى‪ ،‬أو دبشر‪ ،‬أو علشق عتقشه بصششفة أخششرى‪ ،‬كمششا بحثششه‬
‫البلقيني وغيره‪ ،‬أو كاتب‪ :‬انعزل‪ ،‬لن مريد البيع‪ ،‬ل يفعل شششيئا مششن ذلششك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬فششي قششوله‬
‫الخ( متعلق بيصدق‪ ،‬وكان الولى للؤلف‪ ،‬أن يجعل هذا من المتن‪) ،‬وقوله‪ :‬كنت عزلته( أي قبل‬
‫التصرف )قوله‪ :‬قال السنوي وصورته( أي عششدم تصششديق الموكششل فششي قششوله كنششت عزلتششه قبششل‬
‫التصرف إل ببينة )قوله‪ :‬إذا أنكششر الوكيششل العششزل( أي مششن أصششله )قششوله‪ :‬فششإن وافقششه( أي وافششق‬
‫الوكيل الموكل )قوله‪ :‬لكن ادعى( أي الوكيل أنه بعد التصشرف‪ :‬أي العشزل وقشع بعششد التصششرف‪،‬‬
‫أي وادعى الموكل أنه قبله‪ ،‬وكان المناسب ذكره ليرجع إليه الضمير بعشده‪ ،‬أعنششي قششوله فهششو‪ ،‬إذ‬
‫المناسب رجوعه لدعوى الموكل العزل قبل التصرف‪ ،‬كما هو ظاهر )قششوله‪ :‬وفيششه تفصششيل( أي‬
‫في دعوى الزوج تقدم الرجعة تفصششيل معششروف أي وهششو مششا ذكششره الشششارح فششي بششاب الرجعششة‪،‬‬
‫وعبارته هناك‪ ،‬ولشو ادعششى رجعشة فششي العشدة وهشي منقضششية‪ ،‬ولششم تنكشح‪ ،‬فششإن اتفقششا علشى وقششت‬
‫النقضاء‪ ،‬كيوم الجمعة‪ ،‬وقششال راجعشت قبلشه‪ ،‬فقشالت بششل بعشده‪ ،‬حلفشت أنهششا ل تعلششم أنششه راجششع‪،‬‬
‫فتصدق‪ ،‬لن الصل عششدم الرجعششة قبلششه‪ .‬فلششو اتفقششا علششى وقششت الرجعششة‪ ،‬كيششوم الجمعششة‪ ،‬وقششالت‬
‫انقضت يوم الخميس‪ ،‬وقال بل انقضت يوم السبت‪ ،‬صدق بيمينه أنها مششا انقضشت يشوم الخميششس‪،‬‬
‫لتفاقهما على وقت الرجعة‪ ،‬والصل عدم انقضاء العدة قبله‪ .‬ا‍ه‪ .‬أي فيقششال هنششا أيضششا‪ ،‬إذا اتفقششا‬
‫على وقت العزل وقال الوكيل تصششرفت قبلششه‪ ،‬وقششال الموكششل بعششده‪ ،‬حلششف الموكششل أنششه ل يعلمششه‬
‫تصرف قبله‪ ،‬ويصدق‪ ،‬لن الصل عدمه لما بعده‪ ،‬أو اتفقا على وقشت التصشرف‪ ،‬وقشال عزلتشك‬
‫قبله‪ ،‬فقال الوكيل بل بعده حلف الوكيل أنه ل يعلم عزله قبله‪ ،‬ويصدق )قوله‪ :‬أو عامششل( أي فششي‬
‫القراض )قوله‪ :‬جاهل( أي بالعزل )قوله‪ :‬في عين مال موكله( متعلق بتصرف‪ :‬أي تصرف فششي‬
‫عين مال موكله‪ ،‬وكان المناسب أن يزيد‪ ،‬أو مقارضه‪ ،‬لنه ذكر العامششل‪ ،‬وهششو يلئم المقششارض‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بطل( أي تصرفه )قوله‪ :‬وضمنها( أي العيششن‪) .‬وقششوله‪ :‬إن سششلمها( أي العيششن للمتصششرف‬
‫منه‪ ،‬وهو قيد في الضششمان )قششوله‪ :‬أو فششي ذمتششه( معطششوف علششى فششي عيششن الششخ‪ :‬أي أو تصششرف‬
‫الوكيل أو العامل في ذمته‪ ،‬بششأن اشششترى بمششال فششي ذمتششه‪ ،‬ل بعيششن مششال الموكششل‪ ،‬أو المقششارض‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬انعقد( أي ذلك التصرف‪ ،‬وقوله له‪ :‬أي لمن ذكر‪ ،‬من الوكيل‪ ،‬والعامل )قوله‪ :‬فششروع( أي‬
‫ستة )قوله‪ :‬لو قال( أي الدائن لمدينه )قوله‪ :‬ففعل( أي المدين ما أمره به دائنششه )قششوله‪ :‬صششح( أي‬
‫الشراء )قوله‪ :‬وبرئ المدين( أي من الدين الذي عليه )قششوله‪ :‬وإن تلششف( أي مششا اشششتراه المششدين‪،‬‬
‫وهو العبد‪) .‬قوله‪ :‬على الوجه( متعلق بقوله صح‪ ،‬أي صح للموكل على الوجه‪ ،‬أي عند شيخه‬
‫ابن حجر‪ ،‬تبعا لما فششي فششي النشوار‪ ،‬والششذي اسششتوجهه غيششره‪ ،‬أنششه ل يقششع للموكششل‪ ،‬بششل للمششدين‪،‬‬
‫وعبارة ع ش‪) .‬فرع( وكل الدائن المدين أن يشتري له شيئا بما في ذمتششه‪ ،‬لششم يصششح‪ ،‬خلفششا لمششا‬
‫في النوار‪ ،‬لن ما في الذمة‪ ،‬ل يتعين إل بقبض صحيح‪ ،‬ولم يوجد‪ ،‬لنه ل يكون قابضا مقبضا‬
‫من نفسه‪ .‬ا‍ه‪ .‬سم‪ .‬على منهج‪ ،‬واعتمد ابن حجر ما في النوار‪ ،‬ومنشع كششونه مشن اتحششاد القششابض‬
‫والمقبض‪ ،‬فليراجع‪ .‬وقول سم لم يصح‪ :‬أي وإذا فعل وقع الشراء للمدين‪ ،‬ثم‬

‫] ‪[ 116‬‬

‫إن دفعه للدائن‪ ،‬رده‪ ،‬إن كان باقيا‪ ،‬وإل رد بدله‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬على ما قاله بعضهم( قال في‬
‫التحفة بعده أخذا مما يأتي في إذن المشؤجر للمسشتأجر فشي الصشرف فشي العمشارة‪ ،‬وإذن القاضشي‬
‫للمالك في هرب عامل المساقاة والجمال‪ ،‬ومما لو اختلع زوجته بألف وأذن لهششا فششي إنفششاقه علششى‬
‫ولدها‪ ،‬ومما نقله الذرعي عن الماوردي وغيره عن ابن سريج‪ ،‬أنه لو وكل مدينه في شراء كذا‬
‫من جملة دينه‪ ،‬صح‪ ،‬وبرئ الوكيل مما دفعه‪ ،‬ثم قال فيها‪ .‬ولك أن تقول هششذا كلششه ل دللششة فيششه‪،‬‬
‫لما قاله ذلك البعض‪ ،‬لن القابض في مسألتنا‪ ،‬ليس أهل للقبض‪ ،‬إذ اليتيم صغير‪ ،‬ل أب له‪ .‬الخ‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويوافقه( أي ما قاله بعضهم )قوله‪ :‬فتلف في يده( أي تلششف الطعششام فششي يششد المشششتري‪،‬‬
‫الذي هو المدين )قوله‪ :‬برئ( أي المدين من الدين )قوله‪ :‬بع هذه( أي العين )قشوله‪ :‬جششاز لشه( أي‬
‫للوكيل )قوله‪ :‬عند أمين( متلعق بإيداعها‪) ،‬وقوله‪ :‬من حاكم فغيره( بيان له )قوله‪ :‬إذ العمل غيششر‬
‫لزم له( أي للوكيل‪ ،‬وهو علة لجواز إيداعها )قوله‪ :‬ول تغرير منه( أي الوكيل )قوله‪ :‬ومن ثششم(‬
‫أي من أجل العمل غير لزم له )قوله‪ :‬ولو اشتراه( أي الوكيل القن‪) ،‬وقوله‪ :‬لششم يلزمششه رده( أي‬
‫إلى الوكيل )قوله‪ :‬بل له( أي للوكيل‪) .‬وقوله‪ :‬إيداعه( أي القن‪) ،‬وقوله‪ :‬عند مششن ذكششر( أي عنششد‬
‫أمين حاكم فغيره‪) .‬قوله‪ :‬وليس له رد الثمن الشخ( أي ليششس للوكيششل إذا بششاع العيششن أن يششرد ثمنهششا‬
‫للموكل‪ ،‬إل إذا وجدت قرينة قوية منه تدل على الرد‪ ،‬بأن قال له بع العين واشتر لي بثمنها قنششا‪،‬‬
‫وإذا لم تشتره‪ ،‬فل تبق الثمن عند أحد‪ ،‬فحينئذ يرد‪ ،‬ول يضششمن لششو تلششف )قششوله‪ :‬حيششث ل قرينششة‬
‫قوية( أي موجودة‪ ،‬فخبر ل محذوف‪ ،‬وقوية‪ ،‬بالنصب‪ ،‬صفة لقرينة )قوله‪ :‬لن المالششك لششم يششأذن‬
‫فيه( أي في رد الثمن‪ ،‬وهو علة لقوله وليس له رد )قوله‪ :‬فإن فعل( أي رد الثمن‪) ،‬وقوله‪ :‬فهششو(‬
‫أي الثمن في ضمانه‪ ،‬أي الوكيل )قوله‪ :‬لقبض ما على زيد من عين أو دين( استعمال على‪ ،‬فششي‬
‫العين‪ ،‬تغليب‪ ،‬وعبارة غيره‪ ،‬لقبض ما عليه من دين‪ ،‬أو عنده مششن عيشن‪ .‬ا‍ه‪) .‬قشوله‪ :‬لششم يلزمششه(‬
‫أي زيدا‪ ،‬وهو جواب من‪) .‬وقوله‪ :‬الدفع إليه( أي إلى مدعي الوكالة‪) ،‬وقوله‪ :‬إل ببينششة بوكششالته(‬
‫أي لحتمال أن الموكل ينكر فيغرمه‪ ،‬تحفة )قوله‪ :‬ولكن يجوز الخ( قال في شرح الششروض‪ :‬هششذا‬
‫مسلم في الدين‪ ،‬لنه يسلم ملكه‪ ،‬وأما في العين‪ ،‬فل‪ ،‬لما فيه من التصرف فششي ملششك الغيششر بغيششر‬
‫إذنه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله وأما في العين فل‪ ،‬محله إن لم يغلب على ظنه إذن المالك له فشي قبضشها بقرينشة‬
‫قوية‪ ،‬وإل فيجوز ذلك‪ ،‬كما في النهاية )قوله‪ :‬أو ادعى أنه محتال به( أي بما على زيد من الششدين‬
‫خاصة‪ ،‬لن الحوالة مختصة به‪ ،‬ومثل ذلك‪ ،‬ما إذا ادعى أنه وارث له مسششتغرق‪ ،‬أو وصششي‪ ،‬أو‬
‫موصى له منه‪) .‬قوله‪ :‬وصدقه( أي صدق المحششال عليششه المحتششال فششي دعششواه الحوالششة‪) ،‬وقششوله‪:‬‬
‫وجب الدفع( أي دفع المحال عليششه مششا عليششه‪) ،‬وقششوله‪ :‬لششه( أي للمحتششال‪) .‬وقششوله‪ :‬لعششترافه( أي‬
‫المحال عليه‪) ،‬وقوله‪ :‬بانتقال المششال إليششه( أي إلششى المحتششال‪ .‬وفششي البجيرمششي علششى الخطيششب مششا‬
‫نصه‪ ،‬وبقول الشارح لعترافه الخ‪ ،‬حصششل الفششرق بينششه وبيششن الول‪ ،‬حيششث يجششوز لششه الششدفع إذا‬
‫صدقه‪ ،‬ول يجب‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬وإذا دفششع( أي زيششد الششذي عليششه الحششق )قششوله‪ :‬فششأنكر( أي الوكالشة‪،‬‬
‫)وقوله‪ :‬المستحق( أي الذي له الحششق علششى زيششد )قششوله‪ :‬فششإن كششان المششدفوع عينششا‪ :‬اسششتردها( أي‬
‫المستحق‪ ،‬وعبارة الروض‬

‫] ‪[ 117‬‬

‫وشرحه‪ ،‬فإن كان عينا‪ ،‬وبقيت‪ ،‬أخششذها‪ ،‬أو أخشذها‪ ،‬الششدافع وسششلمها إليشه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قشوله‪ :‬وإل‬
‫غرم( أي وإن لم تبق‪ ،‬بأن تلفت‪ ،‬غرم المستحق من شاء منهما‪ ،‬أي من مشدعي الوكالشة‪ ،‬والششدافع‬
‫له )قوله‪ :‬ول رجوع للغارم على الخر( محله‪ ،‬إذا تلفت من غير تفريط من القششابض‪ ،‬فششإن كششان‬
‫بتفريط منه‪ ،‬فإن كان هو الغارم‪ ،‬فل يرجع على الدافع‪ ،‬وإن كان الدافع هو الغارم‪ ،‬رجششع عليششه‪.‬‬
‫وذلك لن القابض‪ ،‬وكيل في زعم الدافع‪ ،‬والوكيشل‪ ،‬يضشمن بالتقصشير‪ ،‬والمسشتحق‪ ،‬ظلشم الشدافع‬
‫بأخذ القيمة منه‪ ،‬وماله في ذمة القابض‪ ،‬فيستوفيه الدافع منشه حينئذ‪ ،‬فششي مقابلششة حقشه الشذي أخشذه‬
‫منه المستحق‪ ،‬ومحله أيضا‪ ،‬ما لم يشترط الضمان على القابض لو أنكر المالك‪ ،‬أو تلف بتفريششط‬
‫القابض‪ ،‬وإل فيرجع الدافع عليه حينئذ )قوله‪ :‬لنه مظلوم بزعمه( أي لن الغششارم مظلششوم بزعششم‬
‫نفسه لغيشر الخشر‪ ،‬بسشبب إنكشار المسشتحق الوكالشة‪ ،‬والمظلشوم ل يرجشع إل علشى ظشالمه‪ ،‬وهشو‬
‫المسشتحق‪ ،‬فضشمير لنشه بزعمشه‪ ،‬راجشع للغشارم‪ ،‬ومتعلشق مظلشوم‪ ،‬محشذوف‪ ،‬وعبشارة الشروض‬
‫وشرحه‪ ،‬وإن تلفت طالب بها من شاء‪ ،‬ثم ل يرجع أحدهما علششى الخششر‪ ،‬لعترافهمششا أن الظششالم‬
‫غيرهما‪ ،‬فل يرجع إل على ظالمه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي البجيرمششي علششى الخطيششب مششا نصششه‪) ،‬وقششوله‪ :‬لنششه‬
‫مظلوم( فل يرجع على غير ظششالمه‪ ،‬ويؤخششذ منششه حكششم الشششكية المعلومششة‪ ،‬وهششو‪ ،‬مششا لششو اشششتكى‬
‫شخص شخصا لذي شوكة‪ ،‬وغرمه مال‪ ،‬فإنه يرجع بششه عليششه‪ ،‬ول يرجششع علششى الشششاكي‪ ،‬خلفششا‬
‫للئمششة الثلثشة‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقشوله‪ :‬عليشه( أي علشى ذي الششوكة الشذي غرمشه‪ ،‬وقشوله ول يرجشع علششى‬
‫الشاكي‪ ،‬أي لنه غير ظالمه )قوله‪ :‬أو دينششا( أي أو إن كششان المششدفوع دينششا‪) ،‬وقششوله‪ :‬طششالب( أي‬
‫المستحق‪) ،‬وقوله‪ :‬الدافع فقط( أي ول يطالب القابض‪ ،‬لنه فضولي بزعم المستحق‪ ،‬والمقبوض‬
‫ليس حقه‪ ،‬وإنما هو مال المديون‪ .‬وإذا غرم الدافع‪ ،‬فإن بقي المدفوع عند القابض‪ ،‬فله اسششترداده‬
‫منه‪ ،‬وإن صار للمستحق في زعمه‪ ،‬لنه مال من ظلمه‪ ،‬وقد ظفر بششه‪ ،‬فششإن تلششف‪ ،‬فششإن كششان بل‬
‫تفريط منششه‪ ،‬لششم يغرمششه‪ ،‬وإل غرمششه‪ .‬ا‍ه‪ .‬ملخصششا مشن الششروض وشششرحه )قشوله‪ :‬أو إلششى مششدعي‬
‫الحوالة( معطوف على قوله إلى مدعي الوكالة‪ :‬أي وإذا دفع المحال عليه المحال به إلششى مششدعي‬
‫الحوالة )قوله‪ :‬أخذ( أي الدائن‪ ،‬وهو جششواب إذ المقششدرة‪ .‬وقششوله‪ :‬ممششن كششان عليششه‪ ،‬وهششو المششدين‬
‫المحال عليه )قوله‪ :‬ل يرجع المؤدي( أي وهو المحال عليه‪) .‬وقوله‪ :‬علششى مششن دفششع إليششه( وهششو‬
‫مدعي الحوالششة )قششوله‪ :‬لنششه( أي المششؤدي‪) ،‬وقششوله‪ :‬اعششترف بالملششك لششه( أي لششذي الحوالششة‪ .‬قششال‬
‫البجيرمي‪ ،‬فهو‪ ،‬أي المحال عليه‪ ،‬مظلوم بإنكار المحيل الحوالششة‪ ،‬فل يرجششع علششى غيششر ظششالمه‪،‬‬
‫وهو المحيل‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬وهو( أي ظالمه )قوله‪ :‬قال الكمشال الشدميري‪ :‬لشو قشال أنشا وكيشل الشخ(‬
‫عبارة الروض وشرحه‪ :‬ويجوز عقد البيع والنكاح ونحوهما بالمصادقة على الوكالة به‪ ،‬ثششم بعششد‬
‫العقد إن كذب الوكيل نفسه‪ ،‬بأن قال لم أكن مأذونا فيه‪ :‬لم يؤثر‪ ،‬وإن وافقه المششتري فشي مسشألة‬
‫البيع على التكذيب‪ ،‬لن فيه حقا للموكل‪ ،‬إل إن أقام المشتري بينة بإقراره أنه لم يكشن مأذونشا لشه‬
‫في ذلك العقد‪ ،‬فيششؤثر فيششه‪ ،‬وكالمشششتري‪ ،‬فشي ذلششك‪ ،‬كشل مشن وقششع العقشد لشه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قشوله‪ :‬ويصششح‬
‫قششراض( شششروع فششي القسششم الثششاني مششن الترجمششة‪ ،‬والقششراض‪ ،‬بكسششر القششاف‪ ،‬مصششدر قششارض‪،‬‬
‫كالمقارضة‪ ،‬كما قال ابن مالششك‪ :‬لفاعششل الفعششال والمفاعلششة‪ .‬ويقششال لشه المضششاربة‪ ،‬مشن الضششرب‪،‬‬
‫بمعنى السفر‪ ،‬قال تعالى‪) * :‬وإذا ضربتم في الرض( * )‪ (1‬أي سافرتم‪ ،‬لشتماله عليششه غالبششا‪،‬‬
‫والقراض والمقارضة‪ ،‬لغة أهل الحجاز‪ ،‬والمضاربة‪ :‬لغة أهل العراق‪ ،‬والصل فيششه‪ :‬الجمششاع‪،‬‬
‫والحاجة‪ ،‬لن صاحب المال‪ ،‬قد ل يحسن التصرف‪ ،‬ومن ل مال له يحسششنه‪ ،‬فيحتششاج الول إلششى‬
‫الستعمال‪ ،‬والثاني إلى العمل‪ .‬واحتششج لششه أيضششا بقششوله تعششالى‪) * :‬ليششس عليكششم جنششاح أن تبتغششوا‬
‫فضل من ربكم( * )‪ (2‬أي ليس عليكم حرج في أن تطلبوا زيادة من ربكم‪ ،‬وهي الربح‪ .‬والية‪،‬‬
‫وإن لم تكن نصا في المدعي‪ ،‬يصشح الحتجشاج بهشا مشن حيشث عمومهشا‪ ،‬إذ الفصشل فيهشا بمعنشى‬
‫الربح أعم‬

‫)‪ (1‬سورة النساء‪ ،‬الية‪ (2) .101 :‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪.198 :‬‬

‫] ‪[ 118‬‬

‫من أن يكششون حاصششل بششأموالهم أو بششأموال غيرهششم‪ ،‬ونظيرهششا قششوله تعششالى‪) * :‬وآخششرون‬
‫يضربون في الرض يبتغون من فضل ال( * )‪ (1‬واحتج له أيضا بششأنه )ص( ضششارب لخديجششة‬
‫بمالها إلى الشام‪ ،‬وأنفذت معه عبشدها ميسششرة‪ ،‬بفتشح السششين‪ ،‬وضششمها‪ ،‬واعششترض السشتدلل بمششا‬
‫ذكر‪ ،‬بأن سفره لخديجة كان على سبيل الستئجار‪ ،‬ل على سششبيل المضششاربة‪ ،‬لمششا قيششل مشن أنهششا‬
‫استأجرته بقلوصين‪ ،‬أي ناقتين‪ ،‬وأجيب باحتمال تعدد الواقعة‪ ،‬فمرة سافر على سبيل الستئجار‪،‬‬
‫ومرة على سبيل المضاربة‪ ،‬أو أن من عبر بالستئجار‪ ،‬تسمح بششه‪ ،‬فعششبر بششه عششن الهبششة‪ ،‬ووجششه‬
‫الدللة مما ذكره‪ ،‬أنه )ص( حكاه بعد البعثة مقررا له‪ ،‬فدل علششى جششوازه‪ ،‬وأركششانه سششتة‪ :‬مالششك‪،‬‬
‫وعامل‪ ،‬وعمل‪ ،‬ومال‪ ،‬وربح‪ ،‬وصيغة‪ .‬وحقيقته أن أوله‪ ،‬أي قبل ظهور الربح‪ ،‬وكالشة‪ ،‬وآخشره‪،‬‬
‫أي بعد ظهور الربح‪ ،‬جعالة )قوله‪ :‬وهو( أي القراض شرعا‪ ،‬وأما لغة‪ :‬فهو مشتق من القششرض‪،‬‬
‫وهو القطع‪ .‬وسمي المعنى الشرعي به‪ ،‬لن المالك قطع للعامل قطعشة مشن مشاله يتصشرف فيهشا‪،‬‬
‫وقطة من الربشح‪ ،‬ويسشتفاد مشن التعريشف المشذكور‪ ،‬أركششان القشراض السششتة‪ ،‬فالمالششك والصشيغة‪،‬‬
‫مأخوذان من قوله أن يعقد‪ ،‬وقوله‪ :‬لغيره هو العامششل‪ ،‬وقششوله ليتجششر‪ .‬فيششه اشششارة للعمششل‪ ،‬والمششال‬
‫والربح ظاهران )قوله‪ :‬علششى مششال يششدفعه( خششرج بششه‪ ،‬مششا لششو قارضششه علششى منفعششة كسششكنى داره‬
‫يؤجرها مرة بعد أخرى‪ ،‬وما زاد على أجرة لمثل يكون بينهما‪ ،‬أو على دين عليه‪ ،‬أو على غيره‬
‫يحصل ذلك ويتجر فيه‪ ،‬وما تحصل من الربح يكون بينهما‪ .‬وما لو قال بع هذا‪ ،‬وقارضتك علششى‬
‫ثمنه‪ ،‬فل يصح كل ذلك‪ .‬نعم‪ :‬البيع صحيح‪ ،‬وله أجرة مثششل العمششل إن عمششل )قششوله‪ :‬ليتجششر فيششه(‬
‫خرج به ما لو عامله على شراء بر يطحنه ويخبزه‪ ،‬أو على غزل ينسجه ويبيعه‪ ،‬فل يصح‪ ،‬لن‬
‫الطحن ومششا بعششده ل يسششمى تجششارة‪ ،‬بششل هششي أعمششال مضششبوطة يسششتأجر عليهششا‪ ،‬فل تحتششاج إلششى‬
‫القراض عليها‪ ،‬المشتمل علششى الجهالششة المغتفششرة للحاجششة )قششوله‪ :‬علششى أن يكششون الربششح مشششتركا‬
‫بينهما( خرج به اختصاص أحدهما به فل يصح )قوله‪ :‬في نقد الخ( متعلششق بيصششح‪ ،‬وأسششقط مششن‬
‫الشروط‪ ،‬كونه معلوما جنسا‪ ،‬وقدرا‪ ،‬وصفة‪ ،‬وكونه معينا‪ ،‬وكششونه بيششد العامششل‪ ،‬فل يصششح علششى‬
‫مجهول جنسا‪ ،‬وقدرا‪ ،‬وصفة‪ ،‬وعلى غير معيشن‪ ،‬كشأن قارضشه علشى مشا فشي الذمشة مشن ديشن أو‬
‫عين‪ ،‬نعم‪ :‬لو قارضه على نقد في ذمته‪ ،‬ثششم عينششه فششي المجلششس‪ ،‬صششح‪ .‬وكششذا لششو كششان فششي ذمششة‬
‫العامل‪ ،‬وعينه كذلك‪ ،‬ول على شرط كون المششال بيششد غيششر العامششل كالمالششك ليشوفي مششن ثمنششه مششا‬
‫اشتراه العامل‪ ،‬لنه قد ل يجده عند الحاجة )قوله‪ :‬لنششه الششخ( علششة لمحششذوف‪ ،‬أي ول يصششح فششي‬
‫غيره لنه الخ‪) .‬وقوله‪ :‬عقد غرر( أي عقد مشتمل علششى غششرر‪) ،‬وقششوله‪ :‬لعششدم انضششباط العمششل(‬
‫بيان للغرر‪ ،‬فهو علة العلة )قوله‪ :‬والوثوق بالربح( أي ولعدم الوثوق بالربح‪ ،‬فهو معطوف علشى‬
‫انضباط‪ .‬وإنما لم يكن موثوقا به‪ :‬لنه قد يحصل‪ ،‬وقد ل يحصل )قوله‪ :‬وإنما جششوز للحاجششة( أي‬
‫وإنما جوز القراض‪ ،‬مع كونه مشتمل على غرر‪ ،‬للحاجة )قوله‪ :‬فششاختص بمششا يششروج غالبششا( أي‬
‫في غالب الحوال‪ ،‬وعبارة فتح الجواد‪ ،‬وإنما جوز للحاجة‪ ،‬واختص بمششا يششروج بكششل حششال‪ ،‬أي‬
‫باعتبار الصل‪ ،‬إذ الوجه‪ ،‬جوازه بنقد خششالص ل يتعامششل بششه‪ ،‬أو أبطلششه السششلطان‪ ،‬أو مغشششوش‬
‫راج رواج الخالص في كشل مكششان‪ .‬ا‍ه‪ .‬وعبشارة شششيخ السشلم‪ :‬فششاختص بمششا يششروج بكشل حششال‪،‬‬
‫وتسهل التجارة به‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقشوله بكششل حششال‪ ،‬أي بحيششث ل يششرده أحششد‪ ،‬بخلف التششبر‪ ،‬والمغشششوش‪،‬‬
‫والفلوس‪ .‬وقوله‪ :‬وتسشهل التجشارة بشه‪ .‬أي بخلف العشرض‪ ،‬فشالعطف مغشاير‪ ،‬ويصشح أن يكشون‬
‫للتفسير‪ ،‬أو عطف لزم‪ .‬ا‍ه‪ .‬ش ق )قوله‪ :‬وهو( أي الذي يروج غالبا‪) ،‬وقوله‪ :‬النقد المضروب(‬
‫أي لنه ثمن الشياء )قوله‪ :‬ويجوز( أي القشراض‪) .‬وقشوله‪ :‬عليشه( أي علششى النقشد‪) .‬وقشوله‪ :‬وإن‬
‫أبطله( أي ذلك النقد‪ ،‬أي أو كان في ناحية ل يتعامل به فيها )قوله‪ :‬وخرج بالنقد‪ ،‬والعششرض( أي‬
‫كالنحاس‪ ،‬والقماش‪) .‬وقوله‪ :‬ولو فلوسا( أي جددا‪ ،‬فهي من العروض‪ ،‬لنها قطششع مششن النحششاس‪،‬‬
‫ومن جعلها من‬

‫)‪ (1‬سورة المزمل‪ ،‬الية‪.20 :‬‬

‫] ‪[ 119‬‬

‫النقد‪ ،‬أراد كونه يتعامل بها كالنقد‪ .‬قال ع ش‪ :‬وأخذه غاية للخلف فيه‪ .‬ا‍ه‪ .‬أي فهي للششرد‬
‫)قششوله‪ :‬وبالخششالص( أي وخششرج بالخششالص )قششوله‪ :‬وإن علششم قششدر غشششه( وعلششى هششذا ل يصششح‬
‫بالريالت الفرانسة ونحوها مما دخله النحاس‪ ،‬والغاية للرد‪ ،‬كالتي بعششدها )قششوله‪ :‬وبالمضششروب‪:‬‬
‫التبر( أي وخرج بالمضروب‪ :‬التبر )قوله‪ :‬وهو( أي التبر‪) .‬وقوله‪ :‬ذهب أو فضششة لششم يضششرب(‬
‫سواء في ذلك القراضة وغيرها‪ ،‬هذا باعتبار عرف الفقهاء‪ ،‬وإل فهو كسارة الذهب والفضششة إذا‬
‫أخذ من معدنهما قبل تنقيتهما )قشوله‪ :‬وقيشل يجشوز علشى المغششوش الشخ( اعتمشده م ر‪ .‬وقشوله إن‬
‫استهلك غشه‪ ،‬المششراد بشه‪ ،‬كمششا اسششتوجهه ع ش‪ ،‬عششدم تميششز النحششاس عششن الفضششة مثل فششي رأي‬
‫العين‪ ،‬وليس المراد به أن ل يتحصل منه شئ بالعرض على النار‪ ،‬وإل لما صح قششراض أصششل‬
‫)قشوله‪ :‬وقيشل إن راج( أي وإن لشم يسششتهلك‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع ش )قشوله‪ :‬وفششي وجشه ثششالث( لعلشه رابشع‪ ،‬أو‬
‫بالنسبة لما في زوائدها‪ .‬وقوله على كل مثلي‪ :‬أي كالحبوب والثمار‪ ،‬ومقتضاه أنششه ل يجششوز فششي‬
‫المتقوم‪ ،‬كالرقيق )قوله‪ :‬وإنما يصششح القششراض( دخششول علششى المتشن‪ ،‬فقششوله بصششيغة‪ ،‬متعلششق بششه‪،‬‬
‫وقدره لطول الكلم على ما مر )قوله‪ :‬من إيجاب( بيان للصيغة‪) ،‬وقوله‪ :‬مشن جهشة الشخ( متعلشق‬
‫بمحذوف صفة ليجاب‪ ،‬أي إيجاب حاصششل مششن جهششة رب المششال )قششوله‪ :‬كقارضششتك الششخ( أمثلششة‬
‫لليجاب )قوله‪ :‬أو بع أو اشتر( أو‪ :‬بمعنى الواو‪ ،‬المعبر بها في التحفة والنهايششة والمغنششي‪ ،‬وقششال‬
‫في المغني‪ ،‬فلو قال اشتر‪ ،‬ولم يذكر البيع‪ ،‬لم يصح في الصح ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬علششى أن الربششح بيننششا(‬
‫راجع لجميع الصششيغ المتقدمششة‪ ،‬كمششا نششص عليششه الرشششيدي‪ ،‬فلششو لششم يششذكره فيهششا‪ ،‬فسششد القششراض‪،‬‬
‫وللعامل أجرة المثل‪ ،‬كما سيصرح به المتن‪ ،‬إل فشي الصشيغة الخيشرة‪ ،‬فل ششئ لشه أصشل‪ ،‬كمششا‬
‫صرح به في التحفة‪ ،‬فيها‪ ،‬ونصها‪ .‬فإن اقتصر على بع أو اشتر‪ ،‬فسد ول شئ له لنششه لششم يششذكر‬
‫له مطمعا‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتب الرشيدي على قول النهاية‪ ،‬فلو اختصر على بع واشتر فسد‪ ،‬مششا نصششه‪ :‬أي‬
‫ول شئ له‪ ،‬كما في التحفة‪ ،‬وهذا حكمة النص على هذه‪ ،‬دون ما قبلها‪ ،‬وإل فالفساد قدر مشترك‬
‫بين الجميع‪ ،‬حيث لم يقل والربح بيننشا‪ ،‬فكشان علششى الششارح أن يشذكره‪ ،‬وقضششية مشا فشي التحفشة‪،‬‬
‫استحقاق العامل في مسألة اتجر فيها إذا لم يقل الربح بيننا‪ ،‬وانظر‪ :‬ما وجهه ؟ ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وقبول‬
‫فورا من جهة العامل لفظا( أي كالبيع‪ ،‬لنه عقد معاوضة يختص بمعين‪ ،‬بخلف الوكالششة‪ ،‬لنهششا‬
‫مجرد إذن والحوالة لنها ل تختص بمعيششن‪ .‬ا‍ه‪ .‬ششرح الشروض )قشوله‪ :‬وقيششل يكفشي فشي صشيغة‬
‫المر( أي فيما إذا صدر من رب المال صيغة المر‪ .‬وقوله القبول بالفعششل‪ ،‬فاعششل يكفششي‪ ،‬والبششاء‬
‫فيه للتصوير‪ ،‬أي القبول المصور بالفعششل‪ ،‬أي فعششل مششا أمششر بششه مششن غيششر لفششظ‪ ،‬وقششوله كمششا فششي‬
‫الوكالة‪ ،‬أي والجعالة‪ ،‬ورد بأنه عقد معاوضة يختص بمعين‪ .‬كما تقدم‪ ،‬فل يشبه ذينك ‪ -‬لكششن قششد‬
‫يشكل عليه قششوله بعششد قريبششا‪ .‬وشششرط المالششك والعامششل‪ ،‬كالموكششل والوكيششل‪ ،‬وقششول البهجششة‪ :‬عقششد‬
‫القراض يشبه التوكيل الخ‪ ،‬إل أن يقال‪ .‬المراد ل يشبه ذينك في هذا الحكم‪ ،‬أو من كششل الوجششوه‪،‬‬
‫بل من بعضها‪ ،‬أفاده سششم )قششوله‪ :‬كالموكششل والوكيششل( أي لن القششراض توكيششل وتوكششل بعششوض‪،‬‬
‫فيشترط أهلية التوكيل في المالك‪ ،‬وأهلية التوكل في العامل‪ ،‬فل يصح إذا كان أحششدهما محجششورا‬
‫عليه‪ ،‬أو عبدا أذن له في التجارة‪ ،‬أو كان العامل أعمى‪) ،‬وقششوله‪ :‬صششحة مباشششرتهما التصششرف(‬
‫خبر بعد خبر‪ ،‬لن الجار والمجرور قبله خبر‪ ،‬ول يخفى ما في ذكره من الركاكششة‪ ،‬فلششو اقتصششر‬
‫عليه أو على الجار والمجرور قبله‪ ،‬كما في المنهاج‪ ،‬أو قال فششي صششحة‪ ،‬بزيششادة الجششار‪ ،‬ويكششون‬
‫بيانا لوجه الشبه لكان أولى‪ ،‬فتأمل )قوله‪ :‬مع شرط ربح لهما( متعلق بيصح الذي قدره الشششارح‪،‬‬
‫أي وإنما يصح‬

‫] ‪[ 120‬‬

‫القراض مع شرط ربح لهما‪ ،‬ومحط الشرطية قوله لهما )قششوله‪ :‬فل يصششح( أي القششراض‪.‬‬
‫وقوله على أن لحدهما الربح‪ ،‬أي أو أن لغيرهما منه شششيئا لعششدم كششونه لهمششا‪ .‬قششال فششي الششروض‬
‫وشرحه‪ ،‬ولو قال قارضتك على أن نصف الربح لي ساكتا عششن نصششيب العامششل‪ ،‬لششم يصششح‪ ،‬لن‬
‫الربح فائدة رأس المال‪ ،‬فهو للمالك‪ ،‬إل ما ينسب منه للعامل‪ ،‬ولم ينسب له شئ منه‪ ،‬أو على أن‬
‫نصف الربح لك‪ ،‬صح‪ ،‬وتناصفاه‪ ،‬لن ما لم ينسبه للعامل‪ ،‬يكششون للمالششك بحكششم الصششل‪ ،‬سششواء‬
‫سكت عن نصيبه نفسه‪ ،‬أو قدر لنفسه أقل‪ ،‬كأن قال على أن لششك النصششف ولششي السششدس‪ ،‬وسششكت‬
‫عن الباقي‪ ،‬ولو قال قارضتك على النصف‪ ،‬أو على السدس‪ ،‬صح المشروط للعامل‪ ،‬لن المالك‬
‫يسششتحق بالملششك‪ ،‬ل بالشششرط‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬ويشششترط كشونه‪ ،‬أي الربششح معلومششا بالجزئيششة( لششو قششال‬
‫وبالجزئية‪ ،‬بزيادة الواو‪ ،‬لكان أولى‪ ،‬لن أصل العلم شرط‪ ،‬وكونه بالجزئية شرط آخششر‪ .‬وخششرج‬
‫بالول‪ ،‬ما لو لم يعلم أصل‪ ،‬كأن قال قارضتك على أن لك فيه شركة أو نصيبا‪ ،‬وخرج بالثششاني‪،‬‬
‫ما إذا علم‪ ،‬لكششن بالجزئيششة كششأن قششال قارضششتك علششى أن لششك عشششرة‪ ،‬أو ثمانيششة مثل‪ ،‬وسيصششرح‬
‫بمحترز الثاني )قوله‪ :‬كنصف وثلث( تمثيل للجزئية )قوله‪ :‬صح مناصششفة( أي علششى الصششح‪ ،‬إذ‬
‫المتبادر من ذلك عرفا‪ ،‬المناصفة‪ ،‬كما لو قال‪ :‬هذه الدار بيني وبين فلن‪ ،‬ومقابل الصح يقششول‪:‬‬
‫ل يصح‪ ،‬لحتمال اللفظ لغير المناصششفة‪ ،‬فل يكششون الجششزء معلومششا )قششوله‪ :‬أو علششى أن لششك ربششع‬
‫سدس العشر( أي أو قال قارضتك على أن لك ربع سدس العششر‪ ،‬وتعششبيره بمششا ذكششر‪ :‬أولشى مششن‬
‫تعبير بعضهم بسدس ربع العشر‪ ،‬لن تقديم أعظم الكسرين‪ ،‬أولى مششن تششأخيره‪) .‬وقششوله‪ :‬وإن لششم‬
‫يعلماه( أي قدر ربع ما ذكر‪) ،‬وقوله‪ :‬وهو( أي ربع ما ذكششر جشزء مششن مشائتين وأربعيشن جشزءا‪،‬‬
‫بيانه أن عشر المائتين وأربعين‪ ،‬أربعة وعشرون‪ ،‬وسدس العشششر أربعششة‪ ،‬وربششع سدسششه واحششدا‪،‬‬
‫وذلك كله مجرد مثال )قوله‪ :‬ولو شرط لحدهما عشرة( بفتحتين‪ ،‬أي والبششاقي للخششر‪ ،‬أو بينهمششا‬
‫)قوله‪ :‬أو ربح صنف( أي أو شرط له ربح صنف واحد‪) .‬وقوله‪ :‬كالرقيق( مثال للصنف )قششوله‪:‬‬
‫فسد القراض( أي لعدم العلم بالجزئية‪ ،‬ولنه قششد ل يربششح غيششر العشششرة‪ ،‬أو غيششر ذلششك الصششنف‪،‬‬
‫فيفوز أحدهما بجميع الربح‪ .‬ا‍ه‪ .‬شرح المنهششج )قششوله‪ :‬ولعامششل( خششبر مقششدم‪ ،‬وأجششرة مثششل‪ ،‬مبتششدأ‬
‫مؤخر )قوله‪ :‬في عقد قراض( الضافة للبيان‪ ،‬وقوله فاسد‪ ،‬أي بسبب فقششده شششرطا مششن الشششروط‬
‫المارة‪ ،‬ككون رأس المال غير نقد‪ ،‬أو شششرط أن الربششح لحششدهما )قششوله‪ :‬وإن لششم يكششن ربششح( أي‬
‫يوجد‪ ،‬فهو من كان التامة‪ ،‬وهو غاية في كونه له أجرة المثل )قوله‪ :‬لنششه( أي العامششل‪) ،‬وقششوله‪:‬‬
‫عمل طامعا في المسمى( أي وقد فات‪ ،‬فوجب رد عمله علششى عششامله‪ ،‬وهششو متعششذر‪ ،‬فرجششع إلششى‬
‫أجرة المثل )قوله‪ :‬ومن القراض الفاسد علششى مششا أفششتى بششه الششخ( وإنمششا كششان فاسششدا فششي الصششورة‬
‫المذكورة‪ :‬لعدم العلم بالجزئية‪ ،‬لنه قشد ل يربشح إل الشذي ششرط عليشه بشه‪ ،‬فيفشوز أحشدهما حينئذ‬
‫بالربح‪ ،‬ولشتراط أخذ الزيادة منه‪ ،‬ولو مع وجود الخسارة‪ ،‬ولعدم وجود صيغة القراض )قششوله‪:‬‬
‫ويده( أي العامل )قوله‪ :‬فإن قصر( أي في حفظ المال حتى تلف )قوله‪ :‬بششأن جششاوز المكششان الششخ(‬
‫تصوير لتقصيره‪ ،‬أي بأن تعدي العامل المكان المأذون له في التصرف فيه )قوله‪ :‬ضمن المششال(‬
‫جواب أن )قوله‪ :‬ول أجرة الخ( هذا تقييد للمتشن‪ :‬أي محشل كشون العامشل لشه أجشرة المثشل‪ ،‬إن لشم‬
‫يشرط الربح كله للمالك‪ ،‬وإن لم يعلم الفساد‪ ،‬وأنه ل أجرة له‪ ،‬ولو قدم هذا‬

‫] ‪[ 121‬‬

‫على قوله‪ ،‬ومن القشراض الفاسشد‪ ،‬لكشان أنسشب‪ ،‬وقشوله إن ششرط‪ ،‬يقشرأ بالبنشاء للمجهشول‬
‫)قوله‪ :‬لنه لم يطمع في شئ( أي فهو راض بالعمل مجانا‪ .‬قال في التحفشة‪ :‬نعششم‪ ،‬إن جهششل ذلششك‪،‬‬
‫بأن ظن أن هذا ل يقطع حقه من الربح أو الجرة‪ ،‬وشهد حاله بجهله لذلك اسشتحق أجششرة المثشل‪،‬‬
‫فيما يظهر‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ويتجه أنه ل يسشتحق ششيئا الشخ( أي لنشه لشم يطمشع فشي ششئ أيضشا‪ ،‬وفشي‬
‫النهاية يستحق ذلك‪ ،‬وإن علم الفساد‪ ،‬وظن أنه ل أجرة له‪) ،‬وقوله‪ :‬وأنه ل أجرة لششه( قششال سششم ‪-‬‬
‫قضيته‪ ،‬أن مجرد علم الفساد ل يمنع الستحقاق‪ ،‬ووجهه أنه حينئذ طامع فيما أوجبه الشارع مششن‬
‫أجششرة المثششل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬ويصششح تصششرف العامششل مششع فسششاد القششراض( أي نظششرا لبقششاء الذن‪،‬‬
‫كالوكالة‪ ،‬هذا إذا كان الفساد لفوات شرط ككونه غير نقد والحال أن المقارض مالك‪ ،‬أما إذا كان‬
‫لعدم أهلية العاقد أو المقارض ولي أو وكيل‪ ،‬فل ينفذ تصرفه‪ ،‬كذا في البجيرمششي )قششوله‪ :‬لكششن ل‬
‫يحل له( أي للعامل‪ :‬أي فيأثم بذلك‪) .‬وقوله‪ :‬القدام عليه( أي على التصرف‪ .‬وقششوله بعششد علمششه‪،‬‬
‫أي العامل بالفساد )قوله‪ :‬يتصرف العامل الخ( شروع في بيان بعض أحكام القراض‪ ،‬وقوله ولو‬
‫بعرض‪ ،‬أي وإن لم يأذن له المالك‪ ،‬إذ الغرض‪ ،‬الربح‪ ،‬وقد يكون فيه‪ ،‬وقشوله بمصشلحة أي لنشه‬
‫في الحقيقة وكيل‪ ،‬وهو متعلق بيتصرف )قوله‪ :‬ل بغبن فاحش( أي ل يتصرف بغبن فششاحش فششي‬
‫بيششع أو شششراء‪ ،‬وتقششدم بيششانه فششي الوكالششة‪ ،‬فل تغفششل‪ ،‬قششال ع ش‪ :‬وظششاهره أنششه يششبيع بغيششر الغبششن‬
‫الفاحش‪ ،‬ولو كان ثم من يرغب فيه بتمام قيمته‪ ،‬ولعله غير مراد‪ ،‬أخذا مما تقدم فشي الوكالششة‪ ،‬أن‬
‫محل الصحة‪ ،‬إذا لم يكن ثم راغب يأخذه بهذه الزيششادة‪ ،‬ا‍ه )قششوله‪ :‬ول بنسششيئة( أي ول يتصششرف‬
‫بنسيئة‪ ،‬أي بأجل في بيع أو شراء أيضا للغرر‪ ،‬ولنه قد يتلف رأس المال‪ ،‬فتبقى العهششدة متعلقششة‬
‫بالمالك‪ ،‬ا‍ه‪ .‬تحفة‪ .‬وقوله‪ :‬بل إذن فيهما‪ ،‬أي في الغبن والنسيئة‪ ،‬أما بششالذن‪ ،‬فيجششوز‪ ،‬لن المنششع‬
‫لحقه‪ ،‬وقد زال بإذنه‪ ،‬ويأتي في الششبيع نسششيئة مششا مششر فششي الوكالششة‪ ،‬مششن أنششه إن قششدر للعامششل مششدة‬
‫تعينت‪ ،‬فل يزيد عليها‪ ،‬ول ينقص‪ .‬وإن أطلق الجل‪ ،‬حمل على العرف‪ ،‬ومنه وجششوب الشششهاد‬
‫أيضا‪ ،‬فإن تركه‪ ،‬ضمن )قوله‪ :‬ول يسافر بالمال بل إذن( أي لن فيششه خطششرا وتعريضششا للتلششف‪،‬‬
‫قال في المغني‪ ،‬نعم‪ ،‬لو قارضه بمحل ل يصلح للقامة‪ ،‬كالمفازة‪ ،‬فالظاهر‪ ،‬كما قال الذرعششي‪:‬‬
‫أنه يجوز له السفر به إلى مقصده المعلوم لهما‪ ،‬ثم ليس لششه بعششد ذلششك أن يحششدث سششفرا إلششى غيششر‬
‫محل إقامته‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فيضمن به( أي فيضمن العامل بالسفر‪ ،‬أي يكون في ضششمانه‪ ،‬ولششو تلششف‬
‫بعد ذلك بل تقصير‪ ،‬كما تقدم )قششوله‪ :‬ومششع ذلششك( أي ومششع مششا ذكششر مششن الضششمان والثششم بسششبب‬
‫السفر‪ .‬القراض باق بحاله‪ ،‬أي ل ينفسخ‪ ،‬سواء سافر بعين المال‪ ،‬أو العروض التي اشتراها به‪،‬‬
‫ثم إذا باع فيما سافر إليه وهو أكثر قيمة مما سافر منششه أو اسششتويا‪ ،‬صششح الششبيع للقششراض‪ ،‬أو قششل‬
‫قيمة بما ل يتغابن به‪ ،‬لم يصح )قوله‪ :‬أمشا بشالذن‪ :‬فيجشوز( أي السشفر بشه )قشوله‪ :‬لكشن ل يجشوز‬
‫ركوب في البحر( أي المالح‪ ،‬ومثله النهار إذا زاد خطرها على خطر الششبر‪ .‬ا‍ه‪ .‬ح ل‪) .‬وقششوله‪:‬‬
‫إل بنص( أي من المالك عليخه‪ ،‬أي على ركوب البحششر‪ ،‬أي أو علششى بلششد ل يصششل لهششا إل منششه‪،‬‬
‫فإنه يجوز حينئذ ذلك )قوله‪ :‬ول يمون( أي العامل )قوله‪ :‬أي ل ينفق( تفسير بالخص‪) .‬وقششوله‪:‬‬
‫منه( أي من مال القراض‪) ،‬وقوله‪ :‬على نفسه( أي العامل‪ ،‬قال في الروض وشششرحه‪ ،‬وعليششه أن‬
‫ينفق على مال القراض منه‪ ،‬لنه من مصالح التجارة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لن له( أي للعامل نصششيبا مششن‬
‫الربح‪ ،‬أي شأنه ذلك‪ ،‬فل ينافي أنه قد ل يربح‪ ،‬قال سم‪ ،‬وأيضا قد تكون النفقة قدر الربح‪ ،‬فيفوز‬
‫به العامل‪ ،‬وقد تكون أكثر‪ ،‬فيؤدي إلى أن يأخذ جزءا من رأس المال‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فسد( أي العقد‪،‬‬
‫لن ذلك مخالف لمقتضاه )قوله‪ :‬وصدق عامل بيمينه في دعوى تلف( أي علششى التفصششيل التششي‬
‫في الوديعة‪ .‬وحاصله أنه إن لم يذكر سببا‪،‬‬

‫] ‪[ 122‬‬

‫أو ذكر سببا خفيا‪ ،‬كسرقة‪ ،‬أو ظاهرا‪ ،‬كحريق‪ ،‬عرف هششو دون عمششومه‪ ،‬أو عششرف‪ ،‬هششو‬
‫وعمومه‪ ،‬واتهم صدق بيمينه‪ ،‬فإن لم يتهم في الخيرة صدق بل يمين‪ ،‬أو جهل السششبب الظششاهر‪،‬‬
‫طولب ببينة بوجوده‪ ،‬ثم حلف يمينا أنه تلف‪ ،‬فالصور ست‪ ،‬وقد تقششدم هششذا التفصششيل فششي الوكالششة‬
‫)قوله‪ :‬في كل المال( متعلق بمحذوف صفة لتالف‪ .‬أي تلف حاصل في كشل المششال أو فششي بعضششه‬
‫)قوله‪ :‬لنه( أي العامل مأمون‪ ،‬وهو تعليل لتصديقه بيمينه )قوله‪ :‬نعم نص( أي الشششافعي )قشوله‪:‬‬
‫واعتمده( أي النص المذكور في البويطي )قوله‪ :‬أنه الخ( أي على أنه‪ ،‬فإن وما بعدها فششي تأويششل‬
‫مصدر مجرور بعلى مقدرة متعلقة بنص )قوله‪ :‬لو أخذ( أي العامل‪) ،‬وقوله‪ :‬مششا ل يمكنششه القيششام‬
‫به( أي العمل فيه كله )قوله‪ :‬فتلف بعضه( قال سم‪ ،‬أنظر مفهومه‪ ،‬ا‍ه‪ .‬وكتب الرشيدي ما نصه‪،‬‬
‫قوله فتلف بعضه‪ ،‬أي بعد عمله فيه‪ ،‬كما هو نص البويطي‪ ،‬ولفظه‪ ،‬وإذا أخذ مال ل يقششوى مثلششه‬
‫على عمله فيه ببدنه‪ ،‬فعمل فيه‪ ،‬فضاع‪ ،‬فهو ضامن‪ ،‬لنشه مضشيع‪ .‬ا‍ه )قشوله‪ :‬لنشه فشرط بأخشذه(‬
‫الصوب ما علل به الشافعي رضي ال عنه في نصه السابق من قوله لنه مضششيع‪ .‬ا‍ه‪ .‬رشششيدي‬
‫)قوله‪ :‬ويطرد ذلك( أي ما نص عليه في البويطي‪) ،‬وقوله‪ :‬في الوكيل والوديع( أي المودع عنده‬
‫والوصي‪ ،‬أي فيقال إذا أخذوا ما ل يمكنهم القيام به فتلف‪ ،‬ضمنوه )قوله‪ :‬ولو ادعى المالششك بعششد‬
‫التلف أنه قرض( أي ليلزم الخذ بدله‪ ،‬وخرج ببعد التلف‪ .‬ما لشو ادعشى المالششك عليشه ذلشك قبلشه‪،‬‬
‫فيصدق هو‪ ،‬لن العامل يدعي عليه الذن في التصششرف وحصششته مششن الربششح والصششل عششدمهما‬
‫)قوله‪ :‬والعامل أنه قراض( أي وادعى العامل أنه قراض‪ ،‬لئل يلزمه بدله )قوله‪ :‬حلششف العامششل(‬
‫أي صدق العامل بيمينشه‪ ،‬وكشان الولشى‪ ،‬التعشبير بشه وهشو جشواب لشو )قشوله‪ :‬لن الصشل( علشة‬
‫لتصديق العامل بيمينه )قوله‪ :‬خلفا لما رجحه الزركشي وغيره من تصديق المالك( جششرى علششى‬
‫هذا في النهاية‪ ،‬ولفظها‪ ،‬ولو ادعى المالك بعد تلف المال أنه قرض‪ ،‬والعامل أنه قراض‪ ،‬صششدق‬
‫المالك بيمينه‪ ،‬كما جزم به ابن المقري‪ ،‬وجرى عليه القمولي في جواهره‪ ،‬وأفتى به الوالد رحمه‬
‫ال‪ ،‬خلفا للبغوي‪ ،‬وابن الصلح‪ ،‬إذ القاعدة أن من كان القول قوله في أصل الشئ‪ ،‬فالقول قوله‬
‫في صفته‪ ،‬مشع أن الصشل عشدم الئتمششان الششدافع للضششمان‪ ،‬وقشال فششي الخششادم‪ ،‬إنششه الظشاهر‪ ،‬لن‬
‫القابض يدعي سقوط الضمان عنه‪ ،‬مع اعترافه بأنه قبض‪ ،‬والصل عدم السقوط‪ ،‬الششخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬قششال‬
‫فششي التحفششة‪ ،‬وجمششع بعضششهم بحمششل الول‪ ،‬أي تصششديق العامششل‪ ،‬علششى مششا إذا كششان التلششف قبششل‬
‫التصرف‪ ،‬لنهما حينئذ اتفقشا علشى الذن‪ ،‬واختلشف فشي ششغل الذمشة‪ ،‬والصشل براءتهشا‪ ،‬وحمشل‬
‫الثاني‪ ،‬أي تصديق المالك‪ ،‬على ما إذا كان بعد التصرف‪ ،‬لن الصششل فششي التصششرف فششي مالششك‬
‫الغير‪ ،‬أنه يضمن‪ ،‬ما لم يتحقق خلفه‪ ،‬والصل عدمه )قوله‪ :‬فإن أقاما بينة( أي أقامششا كششل واحششد‬
‫بينة‪) ،‬وقوله‪ :‬قدمت بينة المالك( وفي النهاية قدمت بينة العامل‪ ،‬وفي التحفة‪ ،‬وقال بعضهم الحق‬
‫التعارض‪ ،‬أي فيأتي فيه ما مر عند عدم البينة‪ .‬ا‍ه‪ .‬أي من تصششديق العامششل‪ ،‬إن كششان التلشف قبشل‬
‫التصرف‪ ،‬وتصديق المالك‪ ،‬إن كشان بعششده )قشوله‪ :‬لن معهشا زيشادة علششم( أي بانتقشال الملشك إلشى‬
‫الخر‪ ،‬فهي أثبت شغل الذمة‪ ،‬بخلف بينة العامل‪ ،‬فهي مستصحبة لصل البراءة‪ ،‬والبينة الناقلة‬
‫مقدمة على المستصحبة‪ ،‬أفاده البجيرمي )قشوله‪ :‬وفشي عششدم ربشح( معطششوف علشى فششي تلشف‪ ،‬أي‬
‫وصدق في دعوى عدم ربح‪) .‬وقوله‪ :‬وفي قدره( معطوف أيضا على في تلششف‪ ،‬أي وصششدق فششي‬
‫دعوى قدر ربح كعشرة )قوله‪ :‬عمل بالصل( وهو ما يعديه العامل‪) ،‬وقوله‪ :‬فيهما( أي في عدم‬
‫الربح وفي قدره )قوله‪ :‬وفي خسر( معطوف على في تلف أيضا‪ ،‬أي وصششدق فششي دعششوى خسششر‬
‫)قوله‪ :‬ممكن( أي محتمل‪ ،‬بأن عرض كساد فيما يتصرف فيه‪ ،‬فإن لششم يمكششن‪ ،‬ل يصششدق )قششوله‪:‬‬
‫لنه أمين( أي وصدق في ذلك‪ ،‬لنه‪،‬‬

‫] ‪[ 123‬‬

‫أي العامل‪ ،‬أمين‪ ،‬فهو تعليل لتصششديقه فششي دعشوى الخسشر )قشوله‪ :‬ولشو قشال( أي العامشل‪،‬‬
‫وقوله ربحت كذا‪ ،‬أي قدرا معينا‪ ،‬كألف‪) ،‬وقوله‪ :‬ثم قال غلطششت فششي الحسششاب أو كششذبت( أي أن‬
‫القدر الذي أخبرتكم بأني ربحته وقع مني غلطا‪ ،‬أو كذبت فيششه‪ ،‬فأنششا مششا ربحششت القششدر المششذكور‪،‬‬
‫وقوله لم يقبل‪ ،‬أي قوله إن غلطت أو كذبت‪ ،‬قال في التحفة بعده‪ ،‬نعم‪ ،‬له تحليف المالك‪ ،‬وإن لششم‬
‫يذكر شبهة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لنه( أي العامل أقر بحق لغيره‪ ،‬وهو المالك قوله فلم يقبل رجوعه عنششه‪،‬‬
‫أي عن إقراره )قوله‪ :‬ويقبل قوله بعد( أي بعد قوله ربحششت كششذا‪ ،‬وقششوله خسششرت‪ ،‬مقششول القششول‪،‬‬
‫وقوله إن احتمل‪ ،‬أي قوله المذكور‪ ،‬وقوله كأن عرض كساد‪ ،‬أي نقص في قيمششة السششلعة )قششوله‪:‬‬
‫وفي رد المال( معطوف على فششي تلششف أيضششا‪ ،‬أي وصششدق فششي دعششوى رد المششال علششى المالششك‪،‬‬
‫وقوله لنه‪ ،‬أي المالك ائتمنه‪ ،‬أي العامل‪ ،‬وقوله كالمودع‪ ،‬هو بفتششح الششدال‪ ،‬أي فششإنه يصششدق فششي‬
‫دعواه الرد علششى المششودع‪ ،‬بكسششرها )قششوله‪ :‬فششي قششدر رأس المششال( أي أو فششي جنسششه )قشوله‪ :‬لن‬
‫الصل عدم الزائد( أي عدم دفع زيادة إليششه‪ ،‬وهششو تعليششل لتصششديق العامششل فششي قششدر رأس المششال‬
‫)قوله‪ :‬وفي قوله اشتريت هذا لي( أي ويصدق العامل في قششوله اشششتريت هششذا لششي‪ ،‬أي وإن كششان‬
‫رابحا‪ ،‬وقوله أو للقراض‪ ،‬أي أو اشتريته للقراض‪ ،‬وإن كان خاسرا‪ ،‬وقوله والعقد في الذمة‪ ،‬أي‬
‫والحال أنه في الذمة‪ ،‬أي ذمة العامل‪ ،‬والظاهر أنه راجع للصورة الولى‪ ،‬أعنششي قششوله اشششتريت‬
‫هذا لي‪ ،‬بدليل المحترز )قوله‪ :‬لنه أعلم بقصده( أي بقصد نفسه‪ ،‬أي وهو مأمون )قوله‪ :‬وعليششه(‬
‫أي على ما قاله المام‪ ،‬من أنه إذا اشتراه بعين مال القراض‪ ،‬يقششع للقششراض‪ ،‬وقشوله فتسششمع بينششة‬
‫المالك‪ ،‬أي فيما إذا اختلفا فيما حصل الشراء به‪ ،‬هل هو مال القراض أو مال العامششل ؟ قششال فششي‬
‫التحفة‪ ،‬لما تقرر أنه مع الشراء بالعين ل ينظر إلى قصده وهو أحد وجهين في الرفعي من غيششر‬
‫ترجيح‪ ،‬ورجح جمع متقدمون مقابله‪ ،‬لنه قد يشتري به لنفسه متعديا‪ ،‬فل يصح البيع‪ ،‬وقد يجمع‬
‫بحمل ما قاله المام على ما إذا نوى نفسه‪ ،‬ولم يفسخ القراض‪ ،‬ومقابله على ما إذا فسششخ‪ ،‬وحينئذ‬
‫فالذي يتجه‪ :‬سماع بينة المالك‪ ،‬ثم يسأل العامل‪ ،‬فإن قال فسششخت‪ ،‬حكششم بفسششاد الشششراء‪ ،‬وإل فل‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬وقوله ورجح جمع متقدمون الخ‪ .‬استوجهه في النهاية‪) .‬قوله‪ :‬وفششي قششوله لششم تنهنششي الششخ( أي‬
‫كأن اشترى سلعة‪ ،‬فقال نهيتششك عشن شششرائها‪ ،‬فقششال العامششل لششم تنهنششي‪ ،‬فيصششدق العامششل‪ ،‬وتكشون‬
‫للقراض‪ ،‬لن الصل‪ ،‬عدم النهي‪ ،‬أما لو قال المالك‪ ،‬لم آذنششك فششي ششراء كشذا‪ ،‬فقششال العامشل بشل‬
‫أذنت لي‪ ،‬فالمصدق المالك‪ .‬ا‍ه‪ .‬نهاية‪) .‬قوله‪ :‬ولو اختلفا( أي المالششك والعامششل )قششوله‪ :‬فششي القششدر‬
‫المشروط له( أي للعامل من الربح‪ .‬وقوله تحالفا‪ ،‬أي لختلفهما فششي عششوض العقششد مششع اتفاقهمششا‬
‫علششى صششحته‪ ،‬فأشششبه اختلف المتبششايعين‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفششة‪ ،‬ول ينفسششخ العقششد بالتحششالف‪ ،‬وإنمششا ينفسششخ‬
‫بفسخهما‪ ،‬أو أحدهما‪ ،‬أو الحاكم )قوله‪ :‬وللعامششل الششخ( أي لتعششذر رجششوع عملششه إليششه‪ ،‬فششوجب لششه‬
‫قيمته‪ ،‬وهو الجرة‪) .‬قوله‪ :‬أو في أنه وكيل أو مقارض( أي أو اختلفا في ذلك‪ ،‬فقال المالششك أنششت‬
‫وكيل‪ ،‬وقال العامل أنا مقارض‪ ،‬وقوله صدق المالك بيمينششه‪ ،‬نعششم‪ .‬إن أقامششا بينششتين‪ ،‬قششدمت بينششة‬
‫العامل‪ ،‬لن معها زيادة علم بوجوب الجرة‪ .‬وال سبحانه وتعالى أعلم )قوله‪ :‬تتمة( أي في بيشان‬
‫أحكام الشركة‪ ،‬بكسر الشين‪ ،‬وإسكان الراء‪ ،‬وبفتح الشين مع كسر الراء وإسششكانها‪ ،‬وقششد أفردهششا‬
‫الفقهاء بباب مستقل‪ ،‬وذكرها بعد الوكالة‪،‬‬

‫] ‪[ 124‬‬

‫لنها من أفرادها‪ ،‬إذ كل من الشريكين‪ ،‬وكيل عن الخر‪ ،‬وموكل له‪ ،‬والصششل فيهششا قبششل‬
‫الجماع‪ ،‬خبر السائب أنه كان شريك النبي )ص( قبششل المبعششث‪ ،‬وافتخششر بشششركته بعششد المبعششث‪،‬‬
‫والخبر الصحيح القدسي‪ :‬يقول ال تعالى‪ :‬أنا ثالث الشريكين‪ ،‬ما لشم يخشن أحشدهما صشاحبه‪ ،‬فشإذا‬
‫خانه‪ ،‬خرجت من بينهما أي أنششا كالثششالث للشششريكين فششي إعانتهمششا وحفظهمششا وأنششزل البركششة فششي‬
‫أموالهما مدة عدم الخيانششة‪ ،‬فششإذا حصششلت الخيانششة‪ ،‬رفعششت البركششة والعانششة عنهمششا‪ ،‬وهششو معنششى‬
‫خرجششت مششن بينهمششا‪ ،‬وهششي لغششة‪ :‬الختلط شششيوعا‪ ،‬أو مجششاورة‪ ،‬بعقششد أو غيششره‪ .‬وشششرعا‪ ،‬عقششد‬
‫يقتضي ثبوت الحق فششي شششئ لكشثر مشن واحشد علشى جهشة الششيوع )قشوله‪ :‬الششركة نوعششان( أي‬
‫اللغوية‪ ،‬لن النوع الول‪ :‬ليس فيه عقد‪ ،‬والنوع الثاني‪ :‬قسمه إلى أربعة أقسام‪ ،‬بعضها صششحيح‪،‬‬
‫وبعضها باطل‪ ،‬والمعنى الشرعي‪ ،‬مختص بالصحيح‪ ،‬على ما قاله بعضهم )قششوله‪ :‬أحششدهما فيمششا‬
‫ملك( أي أحدهما ثابت بسبب ملك اثنين مشتركا‪ .‬ففي سببية‪ ،‬وما مصدرية‪ ،‬وقششوله مشششتركا‪ ،‬أي‬
‫مال مشتركا‪ ،‬أي مختلطا بحيث ل يتميز‪ .‬وهو مفعشول ملششك‪ ،‬ويحتمششل أن تكششون فششي باقيشة علششى‬
‫معناها‪ ،‬وما‪ ،‬موصول اسمي‪ ،‬وجملة ملك‪ ،‬صلة‪ ،‬والعائد عليها‪ ،‬محذوف‪ ،‬ومشششتركا‪ ،‬حششال‪ ،‬أي‬
‫أحدهما ثابت في المال الذي ملكاه حال كونه مشتركا‪ ،‬أي مختلطا‪ ،‬بحششث ل يتميششز تأمششل‪ .‬وقششوله‬
‫بإرث أو شراء‪ ،‬متعلق بملك‪ ،‬وهو يشير إلى أنه ل فششرق فششي ثبششوت الملششك لهمششا‪ ،‬بيششن أن يكششون‬
‫على جهة القهر‪ ،‬كالرث‪ ،‬أو الختيار‪ ،‬كالشراء )قوله‪ :‬والثاني أربعششة أقسششام( ل يحسششن مقششابلته‬
‫لما قبله فكان الولى أن يقششول‪ ،‬وثانيهمششا فيمششا عقششد عليششه اثنششان الشششركة‪ ،‬وعبششارة التحريششر‪ ،‬هشو‬
‫نوعان‪ ،‬أحدهما في الملك قهرا كان أو اختيار‪ ،‬كإرث وشراء‪ ،‬والثششاني بالعقششد لهششا‪ ،‬وهششي أنششواع‬
‫أربعة الخ‪ ،‬وهي ظاهرة )والحاصل( أن الشركة لها سببان‪ ،‬السبب الول‪ ،‬الملششك مششن غيششر عقششد‬
‫شركة‪ ،‬بأن يملك اثنان مال موروثا‪ ،‬أو مال مشترى‪ .‬والثاني‪ ،‬العقد‪ ،‬أي أن يعقد اثنان الشتراك‬
‫بينهما على مال أو غيره )قوله‪ :‬منها قسم صحيح( أي بالجماع‪ ،‬ويسششمى شششركة العنششان‪ ،‬بكسششر‬
‫العين‪ ،‬من عن الشئ‪ ،‬أي ظهر‪ ،‬فهي أظهر النواع‪ ،‬لظهورها بصحتها‪ ،‬أو لنشه ظهششر لكشل مشن‬
‫الشريكين مشال الخشر‪ ،‬أو مشن عنشان الدابشة‪ ،‬لسشتواء الششريكين فيهشا فشي نحشو الوليشة والربشح‬
‫والسلمة من الغرر‪ ،‬كاستواء طرفي العنان‪ ،‬أو لمنع كل منهما الخر لما يشششتهي‪ ،‬كمنششع العنششان‬
‫الدابة وأركانها خمسة‪ ،‬عاقدان‪ ،‬ومعقود عليه‪ ،‬وذكر عمل‪ ،‬وصششيغة‪ ،‬أو شششرط فششي العاقششدين مششا‬
‫شرط في الموكل والوكيششل‪ ،‬مشن صششحة التصششرف‪ ،‬وشششرط فششي المعقشود عليششه‪ ،‬أن يكششون مثليششا‪،‬‬
‫كالدراهم والدنانير‪ ،‬والبر‪ ،‬لنه إذا اختلط بجنسه‪ ،‬لم يتميز‪ ،‬بخلف المتقشوم وقششد تصششح فيششه بششأن‬
‫يكون مشتركا بينهما قبل العقد‪ ،‬كأن ورثاه‪ ،‬أو اشششترياه‪ ،‬أو بششاع أحششدهما بعششض عرضششه ببعششض‬
‫عرض الخر‪ ،‬كنصف بنصف‪ ،‬أو ثلششث بثلششثين‪ ،‬وأذن كششل لصششاحبه فششي لتصششرف بعششد القبشض‪،‬‬
‫وذلك لعدم تميز المالين حينئذ‪ ،‬وأن يتحدا المالن جنسا وصفة‪ ،‬بحيث لششو خلطششا‪ ،‬لششم يتميششزا كششل‬
‫منهما عن الخر‪ ،‬وأن يخلطا قبل العقد‪ ،‬لتحقششق معنششى الشششركة‪ .‬وأن يشششترطا الربششح والخسششران‬
‫على قدر المالين‪ ،‬عمل بقضية العقد‪ ،‬وقد ذكر شرط العمل بقوله‪ ،‬ويتسلط كل واحد منهمششا الششخ‪،‬‬
‫وشرط الصيغة بقوله‪ ،‬وشرط فيها لفظ الخ‪) .‬قوله‪ :‬وهو( أي القسم الصحيح‪ ،‬وقششوله‪ :‬أن يشششترط‬
‫اثنان‪ ،‬أي يصح التصرف منهما‪ ،‬كما علمت‪ ،‬وقوله من مال لهما‪ ،‬أي مثلي نقششد أو غيششره‪ ،‬علششى‬
‫ما عرفت )قوله‪ :‬وسشائر القسشام( أي باقيهششا‪ ،‬وهشو ثلثششة‪ ،‬شششركة البششدان‪ ،‬وشششركة المفاوضششة‪،‬‬
‫وشركة الوجوه‪ ،‬وقوله باطلة‪ ،‬أي لكثرة الغششرر فيهششا‪ ،‬ل سششيما شششركة المفاوضششة‪ ،‬ولخلوهششا عشن‬
‫المال المشترك‪ ،‬كما سششتعرفه )قشوله‪ :‬كششأن يشششترك اثنششان ليكشون كسششبهما بينهمششا( أي مكسششوبهما‬
‫ببدنهما خاصة‪ ،‬وإل كانت عين شركة المفاوضة التية‪ ،‬سواء اتفقا حرفششة‪ ،‬كخيششاطين‪ ،‬أو اختلفششا‬
‫فيها‪ ،‬كخياط ورفاء‪ ،‬وهذه تسمى شركة البدان‪ ،‬وهي باطلة‪ ،‬لعدم المال‪ ،‬فمن انفششرد بشششئ‪ ،‬فهششو‬
‫له‪ ،‬وما اشتركا فيه يوزع عليهما بنسبة أجرة المثل‪ ،‬بحسب الكسب‪ ،‬وجوزها أبششو حنيفششة رضششي‬
‫ال عنه مطلقا‪ ،‬ومالك وأحمد رضي ال عنهما مع اتحاد الحرفة )قوله‪ :‬بتساو أو تفششاوت( متعلششق‬
‫بمحذوف حال من الضمير فششي الخششبر‪ :‬أي حششال كششون الكسششب الكششائن بينهمششا حاصششل بتسششاو أو‬
‫تفاوت‪ ،‬أي بحسب ما شرطاه )قوله‪ :‬أو ليكون بينهما الخ(‬

‫] ‪[ 125‬‬

‫أي أو يشترك اثنان ليكون بينهما ربح ما يشتريانه فششي ذمتهمششا‪ ،‬أي يشششتريه وجيهششان فششي‬
‫ذمتهما‪ ،‬ومثل ذلك‪ ،‬ما إذا اشتراه وجيه في ذمته وفششوض بيعششه لخامششل والربششح بينهمششا‪ ،‬وأعطششى‬
‫خامل مشاله لشوجيه ليشس لشه مششال ليعمشل فيشه والربشح بينهمششا‪ ،‬وهشذه تسششمى شششركة الوجشوه‪ ،‬مشن‬
‫الوجاهة‪ ،‬أي العظمة‪ ،‬والصدارة‪ ،‬وهي باطلششة‪ ،‬إذ ليششس بينهمششا مششال مشششترك‪ ،‬فكششل مششن اشششترى‬
‫شيئا‪ ،‬فهو له‪ ،‬عليه خسره‪ ،‬وله ربحه )قوله‪ :‬أو ليكششون بينهمششا الشخ( أي أو يشششترك اثنششان ليكشون‬
‫بينهما كسبهما وربحهمششا ببششدنهما أو مالهمشا‪ :‬أي مشن غيشر خلشط‪ ،‬أو معشه‪ .‬وتفششارق حينئذ ششركة‬
‫العنان بالشرط المذكور بعد‪ ،‬أو‪ ،‬مانعة خلو‪ ،‬فتجوز الجمع‪ ،‬وقششوله وعليهمششا‪ ،‬أي المشششتركين مششا‬
‫يعرض من غرم‪ ،‬قيد في كل من كون الكسب والربح بالبدن‪ ،‬ومن كونهمششا بالمششال‪ ،‬وخششرج بششه‪،‬‬
‫بالنسبة للول‪ ،‬شركة البدان‪ ،‬وبالنسبة للثاني‪ ،‬شركة العنان‪ .‬والمشراد‪ ،‬غشرم ل بسشبب الششركة‪،‬‬
‫كغصب وغيره‪ ،‬وإل فالغرم بسببها موجود في شركة العنان‪ ،‬وفششي الكلم اكتفششاء‪ ،‬أي ولهمششا مششا‬
‫يحصل من غنم‪ ،‬وهذه تسمى شركة مفاوضة‪ ،‬من تفاوضا في الحديث‪ ،‬شرعا فيه جميعشا‪ ،‬قشال م‬
‫ر‪ :‬أو من قوم فوضى‪ ،‬بفتح الفاء‪ ،‬أي مستوين في المور‪ ،‬ومنه قشول الششاعر‪ :‬ل يصشلح النشاس‬
‫فوضى سراة لهم ول سراة إذا جهالهم سادوا وهي باطلة أيضا‪ ،‬لشتمالها على أنواع من الغرر‪،‬‬
‫ولعدم وجود المال في بعض صورها‪ ،‬فيختص حينئذ كل بما كسبه ببدنه‪ ،‬إن لششم يكششن مششال‪ ،‬فششإن‬
‫كان هناك مال من غير خلط‪ ،‬فظاهر أن مال كل له‪ ،‬ومع الخلط يكششون الششزائد بينهمششا علششى قششدر‬
‫المالين‪ ،‬ويرجع كششل علششى الخششر بششأجرة عملشه )قششوله‪ :‬وشششرط فيهششا( أي الشششركة‪ .‬وغيششره ذكششر‬
‫الركان المارة‪ ،‬ثم قال‪ :‬وشرط في الصيغة‪ ،‬فلو صنع كصنعه لكان أولى‪ .‬وقوله لفظ‪ :‬فشي معنشاه‬
‫ما مر‪ ،‬من الكتابة‪ ،‬وإششارة الخششرس‪ .‬وقشوله يشدل علششى الذن فشي التصششرف‪ ،‬أي بششأن يقشول ل‬
‫اشتركنا وأذنا في التصرف‪ .‬والمراد‪ ،‬الذن لمن يتصرف من كل منهمششا أو مششن أحششدهما‪ ،‬وقششوله‬
‫بالبيع والشراء‪ ،‬متعلق بالتصرف )قوله‪ :‬فلو اقتصر على اشتركنا( أي على قولهما ذلك قال سششم‪:‬‬
‫لو وقع هذا القول مششن أحششدهما مششع الذن فششي التصششرف‪ ،‬فينبغششي أن ل يكفششي‪ ،‬لنششه عقششد متعلششق‬
‫بمالهما‪ ،‬فل يكفي فيه اللفظ من أحد الجانبين‪ ،‬بل ل بششد معششه مششن وقششوعه مششن الخششر‪ ،‬أو قبششوله‪،‬‬
‫وفاقا للرملي‪ .‬ا‍ه‪ .‬بتصرف )قوله‪ :‬لم يكف عن الذن فيششه( أي فششي التصششرف لحتمششال أن يكششون‬
‫إخبارا عن حصول الشركة )قشوله‪ :‬ويتسشلط كشل واحشد منهمشا( أي الششريكين‪ ،‬وهشو ششروع فشي‬
‫شروط العمل )قوله‪ :‬بل ضرر( أي في المال المشترك‪ ،‬وهو متعلق بيتسششلط )قششوله‪ :‬بششأن يكششون(‬
‫تصوير لعدم وجود ضرر أصل‪ .‬ولششو قششال ويتسششلط كششل واحششد منهمششا بمصششلحة‪ ،‬لكششان أخصششر‪.‬‬
‫وعبارة المنهج‪ ،‬وشرط في العمل مصلحة‪ ،‬ثم قال في شرحه‪ ،‬وتعبيري بمصلحة‪ ،‬أولى من قوله‬
‫بل ضرر‪ ،‬لقتضائه جواز البيع بثمن المثل‪ ،‬مع وجود راغب بزيادة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ول يسافر بششه(‬
‫قال في فتح الجواد‪ :‬نعم‪ ،‬إن اشتركا بمفازة‪ ،‬سافر به لمقصده‪ ،‬ولو بل إذن‪ ،‬للقرينششة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪:‬‬
‫حيث لم يضطر إليشه( أي السشفر بشه‪ ،‬فشإن اضششطر إليشه‪ ،‬سشافر بشه‪ ،‬بششل يلزمشه فشي هشذه الحالشة‪،‬‬
‫كالوديع‪ ،‬وعبارة التحفة‪ ،‬ول يسافر به‪ ،‬حيث لم يعطه في السفر‪ ،‬ول اضطر إليه لنحششو قحششط أو‬
‫خوف‪ ،‬ول كان من أهل النجعة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله لنحو قحششط‪ ،‬أي فششي بلششده‪ ،‬وقششوله أو خششوف‪ ،‬أي مششن‬
‫حريق‪ ،‬أو نهب )قوله‪ :‬ول يبضعه( بضم التحتية فسكون الموحدة‪ ،‬أي يجعله بضاعة يشدفعه لمشن‬
‫يعمل لهما فيه‪ ،‬ولو متبرعا‪ ،‬لنه لم يرض بغير يده‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفة )قوله‪ :‬بغير إذنه( متعلق بكل مششن‬
‫يسافر ومن يبضع‪ ،‬وإن كان ظاهر عبارته تعلقه بالثاني فقط‪ ،‬أي ل يسافر بغير إذنه ول يبضعه‬
‫بغير إذنه‪ ،‬فإن كان بشإذنه‪ ،‬صشح‪ ،‬ول ضشمان‪ ،‬لكشن مجششرد الذن فشي السشفر‪ ،‬ل يتنشاول ركششوب‬
‫البحر‪ ،‬بل ل بد من النص عليه‪ ،‬أو تقوم عليه قرينة‬

‫] ‪[ 126‬‬

‫)قوله‪ :‬فإن سافر به( أي من غير إذنه‪ ،‬وقوله صح تصرفه‪ ،‬أي لبقاء الذن فيه )قششوله‪ :‬أو‬
‫أبضعه( معطوف علشى سشافر‪ ،‬أي أو إن أبضشعه‪ ،‬بشدفعه الشخ‪ .‬تصشوير للبضشاع‪ ،‬كمشا عرفشت‪،‬‬
‫وقوله بل إذن‪ ،‬متعلق بأبضعه‪ .‬وقشوله ضشمن أيضشا‪ ،‬جشواب أن المقشدرة بعشد أو )قشوله‪ :‬والربشح‬
‫والخسران بقدر المالين( أي باعتبار القيمة‪ ،‬ل الجزاء‪ ،‬فلو خلط قفيزا بمششائة‪ ،‬وقفيششزا بخمسششين‪،‬‬
‫فهي أثلث‪ ،‬لصاحب الول‪ ،‬ثلثان‪ ،‬ولصاحب الثاني ثلث‪) .‬قوله‪ :‬فششإن شششرطا خلفششه( أي خلف‬
‫ما ذكر‪ ،‬كأن شرطا تساوي الربح والخسران مع تفششاوت المششالين‪ ،‬أو شششرطا تسششاوي المششالين مششع‬
‫التفاوت في الربح والخسران‪ ،‬وقوله فسد العقد‪ ،‬أي لمخالفة ذلششك موضششوعها )قششوله‪ :‬فلكششل علششى‬
‫الخر أجرة عمله له( أي وإذا فسد العقد يكون لكل على الخر أجرة عمله بحسب ماله‪ ،‬فإذا كان‬
‫لحدهما ألفان‪ ،‬وللخر ألف‪ ،‬وأجرة عمل كل منهما مائة‪ ،‬فثلثا عمل الول في ماله‪ ،‬وثلثششه علششى‬
‫الثاني‪ ،‬وعمل الثاني بشالعكس‪ ،‬فللول عليشه ثلشث المشائة‪ ،‬ولشه علشى الول ثلثاهشا‪ ،‬فيقشع التقشاص‬
‫بثلثها‪ ،‬ويرجع على الول بثلثها‪ ،‬وقد يقع التقاص إن استويا في المال والعمشل‪ ،‬قشال فشي التحفشة‪،‬‬
‫نعم‪ ،‬إن تساويا مال‪ ،‬وتفاوتا عمل‪ ،‬وشرط القل للكثر عمل لم يرجع بششالزائد‪ ،‬إن علششم الفسششاد‪،‬‬
‫وأنه ل شئ في الفاسد‪ ،‬لنه عمل غير طامع في شئ‪ ،‬كما لو عمل أحششدهما فقششط فششي فاسششدة‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ونفذ التصرف منهما( أي من الشريكين‪ .‬وقوله مع ذلك‪ ،‬أي مششع فسششاد العقششد‪ ،‬أي ويكششون‬
‫الربح والخسران على قدر المالين بعد إخششراج أجششرة عمششل كششل منهمششا وقششوله للذن‪ ،‬أي لوجششود‬
‫الذن في التصرف‪ ،‬وهو علة لنفوذ التصرف )قوله‪ :‬وتنفسخ( أي الشركة‪ ،‬وذلك لنها عقد جائز‬
‫من الجانبين‪ ،‬فهي كالوكالة‪ .‬وقوله بموت أحدهما وجنونه‪ ،‬أي وإغمائه‪ ،‬والحجششر عليششه بسششفه أو‬
‫فلس )قوله‪ :‬ويصدق( أي الشريك في دعوى الرد إلى شششريكه‪ ،‬وذلششك لن يششده أمانششة‪ ،‬كششالمودع‪،‬‬
‫والوكيل‪ ،‬فيصدق في ذلك‪ ،‬وقوله في الخسران‪ ،‬أي وفي قدر الربح‪ ،‬وقوله والتلف‪ :‬أي ويصششدق‬
‫في التلف‪ ،‬لكن على التفصيل المتقدم بيانه )قوله‪ :‬وفي قوله اشتريته لي أو للشركة( أي ويصششدق‬
‫فيما إذا اشششترى الشششريك شششيئا‪ ،‬وقششال اشششتريته للشششركة أو لنفسششي‪ ،‬وكششذبه الخششر‪ ،‬لنششه أعششرف‬
‫بقصده‪ ،‬قال في التحفة‪ :‬نعم‪ ،‬لو اشترى شيئا فظهر عيبه‪ ،‬وأراد رد حصته‪ ،‬لششم يقبششل قششوله علششى‬
‫البائع أنه اشتراه للشركة‪ ،‬لن الظششاهر‪ ،‬أنششه اشششتراه لنفسششه‪ ،‬فليششس لشه تفريششق الصششفقة عليششه‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ل في قوله اقتسمنا الخ( أي ل يصدق في ذلك‪ ،‬لن الصل عدم القسمة‪ ،‬قال فششي التحفششة‪:‬‬
‫وإنما قبل قوله في الرد‪ ،‬مع أن الصل عدمه‪ ،‬لن من شأن المين قبول قوله فيششه توسششعة عليششه‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬شاركه الخر( أي لتحاد الجهة‪ ،‬وهي الرث )قوله‪ :‬ولششو بششاع شششريكان عبششدهما( أي‬
‫أو وكل أحدهما الخر فباعه )قوله‪ :‬لم يشاركه الخر( فرق في التحفة بين هذه والتي قبلهششا‪ ،‬بششأن‬
‫المشترك بنحو الشراء يتأتى فيه تعدد الصفقة المقتضي لتعدد العقد وترتب الملك‪ ،‬فكششان كششل مششن‬
‫الشريكين فيه كالمستقل‪ ،‬ولن حقه ل يتوقف وجوده على وجود غيره‪ ،‬فإذا قبششض قششدر حصششته‪،‬‬
‫أو بعضها‪ ،‬فاز به‪ ،‬بخلف نحو الرث‪ ،‬فإنه حششق يثبششت فششي الورثشة دفعششة واحشدة‪ ،‬مشن غيشر أن‬
‫يتصور فيه ترتب ول توقف‪ ،‬فكان جميعه كالحق الذي ل يمكن تبعيضه‪ ،‬فلم يختص قابض شششئ‬
‫منه به‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أفششتى النششووي ‪ -‬كششابن الصششلح ‪ -‬فيمششن غصششب نحششو نقششد الششخ( سششاق الفتششاء‬
‫المذكور في التحفة‪ ،‬ثم قال‪ :‬ويأتي لذلك تتمة قبيل الضششحية‪ ،‬ول بششأس بششذكرها‪ ،‬تتميمششا للفششائدة‪،‬‬
‫وهي ما نصه‪ ،‬لو اختلط مثلي حرام‪ ،‬كدرهم أو دهن‪ ،‬أو حب‬
‫] ‪[ 127‬‬

‫بمثله له‪ ،‬جاز له أن يعزل قدر الحششرام بنيششة القسششمة‪ ،‬ويتصششرف فششي البششاقي ويسششلم الششذي‬
‫عزله لصاحبه إن وجد‪ ،‬وإل فلناظر بيت المال‪ ،‬واستقل بالقسمة على خلف المقرر في الشششريك‬
‫للضرورة‪ ،‬إذ الفرض‪ ،‬الجهل بالمالك‪ ،‬فاندفع ما قيل يتعين الرفششع للقاضششي ليقسششمه عششن المالششك‪،‬‬
‫وفي المجموع‪ ،‬طريقه أن يصرف قدر الحرام إلى ما يجب صرفه فيه‪ ،‬ويتصرف في الباقي بمششا‬
‫أراد‪ ،‬ومن هذا‪ ،‬اختلط أو خلط نحو دراهم لجماعة‪ ،‬ولم يتميششز فطريقششه أن يقسششم الجميششع بينهششم‬
‫على قدر حقوقهم‪ ،‬وزعم العوام أن اختلط الحلل بالحرام يحرمه‪ ،‬باطل‪ .‬الششخ‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬بششأن‬
‫له الخ( متعلق بأفتى‪ .‬وقوله إفشراز‪ :‬أي فصشل وإخشراج‪ .‬والش سشبحانه وتعشالى أعلشم‪ .‬فصشل فشي‬
‫أحكام الشفعة أي في بيان بعشض أحكششام الشششفعة‪ ،‬وهشي بإسشكان الفششاء‪ ،‬وحكشي ضشمها‪ ،‬لغشة مشن‬
‫الشفع‪ ،‬ضد الوتر‪ ،‬فكأن الشفيع يجعل نفسه أو نصيبه ششفعا‪ ،‬بضششم نصشيب ششريكه إليشه‪ ،‬أو مشن‬
‫الشفاعة‪ ،‬لن الخذ بها كان جاهلية‪ .‬وشرعا‪ ،‬حق تملك قهري يثبت للشريك القديم على الحششادث‬
‫بسبب الشركة فيما ملك بعوض‪ .‬وشششرعت لششدفع الضششرر‪ :‬أي ضششرر مؤنششة القسششمة‪ ،‬واسششتحداث‬
‫المرافق في الحصة السائرة إليششه لششو قسششم‪ ،‬كالمصششعد‪ ،‬والمنششور‪ ،‬والبالوعششة‪ ،‬وغيششر ذلششك‪ ،‬وهششذا‬
‫الضرر كان يمكن حصوله قبل البيع‪ ،‬وكان من حق الراغشب فشي الشبيع أن يخلشص صشاحبه منشه‬
‫بالبيع له‪ ،‬فلما باع لغيره‪ ،‬سلطه الشارع على أخذه منه قهرا‪ ،‬والصل فيها خبر البخاري‪ :‬قضى‬
‫رسول ال )ص( بالشفعة فيما لم يقسم‪ ،‬فإذا وقعت الحدود وصرفت الطششرق‪ ،‬فل شششفعة أي حكششم‬
‫رسول ال )ص( بالشفعة بالمشترك الذي لم تقع فيه القسمة بالفعل‪ ،‬مع كششونه يقبلهششا لن الصششل‬
‫في النفي بلم‪ ،‬أن يكون في الممكن بخلفه بل‪ ،‬واستعمال أحدهما محشل الخشر‪ ،‬تجشوز‪ ،‬كمشا فشي‬
‫قوله تعالى‪) * :‬لم يلد‪ ،‬ولم يولد( * )‪ (1‬أي ل يلد‪ ،‬ول يولد‪ ،‬وكما فششي قششوله تعششالى‪) * :‬ل يمسششه‬
‫إل المطهرون( * )‪ (2‬أي لم يمسه‪ .‬وقوله فإذا وقعت الحدود وصرفت الطرق فل شفعة‪ ،‬أي فإذا‬
‫وقعت حدود القسمة بين الشريكين‪ ،‬وبينت الطرق‪ ،‬فل شفعة‪ ،‬وهذا كنايششة عششن حصششول القسششمة‪،‬‬
‫فكأنه قال‪ :‬فإذا قسم‪ ،‬فل شفعة‪ ،‬وأركانهششا ثلثشة‪ :‬ششفيع‪ ،‬وهشو الخشذ‪ ،‬ومشششفوع‪ ،‬وهشو المششأخوذ‪،‬‬
‫ومشششفوع منششه‪ ،‬وهششو المششأخوذ منششه‪ ،‬وشششرط فششي الشششفيع‪ ،‬أن يكششون شششريكا بخلطششة الشششيوع‪ ،‬ل‬
‫بالجوار‪ ،‬فل شفعة لجار الدار‪ ،‬ملصقا كان أو غيره‪ ،‬خلفا للمام أبي حنيفششة رضششي الش عنششه‪،‬‬
‫فإنه أثبتها للجار فلو قضى بها حنفي للجار‪ ،‬ولو شافعيا‪ ،‬لم ينقض حكمه‪ ،‬وشرط فششي المشششفوع‪،‬‬
‫أن يكون مما ينقسم‪ ،‬أي مما يقبل القسمة إذا طلبهشا الششريك‪ ،‬دون مشا ل ينقسشم‪ ،‬كحمشام صشغير‪،‬‬
‫وطاحون صغيرة‪ ،‬ودار‪ ،‬وحانوت‪ ،‬وساقية كذلك‪ ،‬والضابط في ذلك‪ ،‬أن ما يبطل نفعه المقصود‬
‫منه لو قسم‪ ،‬بحيث ل يمكن جعل الحمام حمامين‪ ،‬ول الطاحون طاحونين‪ ،‬وهكششذا‪ ،‬ل تثبششت فيششه‬
‫الشفعة‪ ،‬وما ل يبطل نفعه المقصود منه لو قسم‪ ،‬بل يكون بحيث ينتفع بششه بعششد القسششمة إذا طلبهششا‬
‫الشريك من الوجه الذي كان ينتفششع بششه قبلهششا‪ ،‬كطششاحون‪ ،‬وحمششام كششبيرين‪ ،‬بحيششث يمكششن جعلهمششا‬
‫طاحونين وحمامين‪ ،‬تثبت فيه الشفعة‪ ،‬وشرط فيه أيضا‪ ،‬أن يكون ممششا ل ينقششل مششن الرض‪ ،‬فل‬
‫شفعة فيما ينقل‪ ،‬وشرط في المشفوع منه‪ ،‬تأخر سبب ملكه عن سبب ملك الخذ‪ ،‬فيكفي فششي أخشذ‬
‫الشفيع بالشفعة‪ ،‬تقدم سبب ملكه عن سبب ملك المأخوذ منه‪ ،‬وإن تقدم ملكه على ملك الخذ‪ ،‬فلششو‬
‫باع أحد الشريكين نصيبه لزيد بشرط الخيار للبائع‪ ،‬أو لهما فباع الخر نصيبه لعمشرو فشي زمشن‬
‫الخيار بيع بت‪ ،‬فالشفعة للمشتري الول‪ ،‬وهو زيد‪ ،‬إن لم يشفع بائعه على المشتري الثاني‪ ،‬وهو‬
‫عمرو‪ ،‬لتقدم سبب ملك الول عن سبب ملك الثاني‪ .‬فلو اشترى اثنان دارا‪ ،‬أو بعضششها معششا‪ ،‬فل‬
‫شفعة لحدهما على الخر‪ ،‬لعدم السبق‪ ،‬وليست الصيغة ركنا فيها‪ ،‬لنها‪ ،‬كما تقدم‪ ،‬حششق تملششك‪،‬‬
‫أي استحقاقه‪ ،‬وهو ل يتوقف ثبوته على صيغة‪ ،‬نعم تجب في التملك‪ ،‬فل يملك الشششفيع الشششقص‪،‬‬
‫إل بلفظ يشعر به‪ ،‬كتملكت‪ ،‬أو أخذت بالشفعة‪ ،‬وسيذكره الشارح بقوله‪ ،‬ول يملك الشفيع إل‬

‫)‪ (1‬سورة الخلص‪ ،‬الية‪ (2) .3 :‬سورة الواقعة‪ ،‬الية‪.79 :‬‬


‫] ‪[ 128‬‬

‫بلفظ الخ )قوله‪ :‬إنما ثبت الشفعة لشريك( أي ولو كان مكاتبا‪ ،‬أو غيششر عاقششل‪ ،‬كمسششجد لششه‬
‫شقص لم يوقف باعه شريكه‪ ،‬فإنه يأخششذ لششه النششاظر بالشششفعة أو ذميششا‪ ،‬وقششوله ل جششار‪ ،‬أي لخششبر‬
‫البخاري المار‪ ،‬وما ورد فيه‪ ،‬محمول على الجار الشريك‪ ،‬جمعا بين الحششاديث‪ .‬وقششوله فششي بيششع‬
‫أرض‪ ،‬متعلق بثبت )قششوله‪ :‬مششع تابعهششا( أي إن كششان‪ ،‬فل يقششال مفهششومه أن الرض الخاليششة عششن‬
‫التابع ل شفعة فيها‪ ،‬والمراد بالتابع‪ ،‬ما يتبعها فششي مطلششق الششبيع مششن بنششاء‪ ،‬ومششا يتبعششه مششن بششاب‪،‬‬
‫ورف سمر‪ ،‬ومفتاح غلق مثبت‪ ،‬وكل منفصل توقف عليه نفع متصل )قوله‪ :‬كبناء( تمثيل للتابع‪.‬‬
‫وقوله وشجرا‪ ،‬أي رطب على الوجه‪ .‬ا‍ه‪ .‬فتح الجواد )قوله‪ :‬وثمر غيشر مشؤبر( أي عنشد الشبيع‪،‬‬
‫فيؤخذ بالشفعة‪ ،‬ولو لم يتفق الخذ حتى أبر‪ ،‬وعبارة م ر‪ ،‬غير مششؤبر‪ ،‬أي عنششد الششبيع‪ ،‬وإن كششان‬
‫مؤبرا عند الخذ‪ ،‬وكذا كل ما دخل في البيع ثششم انقطعششت تبعيتششه‪ ،‬فششإنه يأخششذه بالشششفعة‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومششا‬
‫المؤبر عنده‪ ،‬فل تثبت فيه الشفعة‪ ،‬لنتفاء التبعية )قوله‪ :‬فل شفعة في شجر أفرد الخ( عبارة فتح‬
‫الجواد مع الصل‪ ،‬فل تثبت في منقول غير تابع لما ذكششر‪ ،‬وإن بيششع مششع الرض‪ ،‬كششزرع يؤخششذ‬
‫دفعة واحدة‪ ،‬ول في تابع كبناء‪ ،‬أو غراس بيششع دون أرض‪ ،‬وكبنششاء علششى سششقف‪ ،‬ولششو مشششتركا‪،‬‬
‫لن المنقول‪ ،‬ل يدوم‪ ،‬فل يدوم ضرر الشركة فيه‪ ،‬والتابع إذا أفرد عششن متبششوعه‪ ،‬يشششبه المنقششول‬
‫ومن ثم‪ ،‬لو باعها مع الس أو المغرس فقط‪ ،‬لم تثبت أيضششا لن المششبيع مششن الرض هنششا‪ ،‬تششابع‪،‬‬
‫والمتبوع‪ ،‬وهو البناء والشجر‪ ،‬منقول‪ ،‬ول في شجر جاف شششرط دخششوله فششي بيششع أرض لنتفششاء‬
‫التبعية‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ول في بئر( عبارة الروض‪ :‬ولو باع نصيبه مششن أرض تنقسششم‪ ،‬وفيهششا بئر ل‬
‫تنقسم‪ ،‬ويسقي منها‪ ،‬ثبتت‪ ،‬أي الشفعة في الرض دونهششا‪ ،‬أي الششبئر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬مششع بششذل الثمششن‬
‫للمشتري( أي أو رضاه بكون الثمن يكون في ذمة الشفيع‪ ،‬أو قضششاء القاضششي لششه بهششا إذا حضششر‬
‫مجلسه وأثبت حقه فيها وطلبه‪ .‬تتمة‪ :‬الشفعة على الفور‪ ،‬لنهششا حششق ثبششت لششدفع الضششرر‪ ،‬فكششانت‬
‫كالرد بالعيب‪ ،‬بجامع أن كل شششرع لششدفع الضششرر‪ ،‬وحينئذ فليبششادر الشششفيع إذا علششم بيششع الشششقص‬
‫بأخذه‪ ،‬وتكون المبادرة على العادة‪ ،‬فل يكلف السراع على خلف العادة‪ ،‬بعدو‪ ،‬أو غيششره‪ ،‬ولششو‬
‫كان في الصلة أو في الحمام‪ ،‬أو في قضاء الحاجة‪ ،‬لم يكلف القطع‪ ،‬بششل لششه التششأخير إلششى فششراغ‬
‫ذلك‪ .‬وال سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫] ‪[ 129‬‬

‫باب في الجارة أي في بيان أحكامها‪ ،‬وشروطها‪ ،‬وهي بكسر الهمششزة أشششهر مششن ضششمها‬
‫وفتحها‪ ،‬من آجره‪ ،‬بالمد‪ ،‬يؤجره‪ ،‬إيجارا‪ ،‬ويقال أجره‪ ،‬بالقصر‪ ،‬يششأجره‪ ،‬بضششم الجيششم‪ ،‬وكسششرها‬
‫أجرا‪ ،‬والصل فيها قبل الجماع آيات‪ :‬كقوله تعالى‪) * :‬فإن أرضعن لكشم‪ ،‬فشآتوهن أجشورهن( *‬
‫ووجه الدللة منشه أن آتششوهن أجشورهن‪ :‬أمششر‪ ،‬والمششر للوجشوب‪ ،‬والرضششاع بل عقشد‪ ،‬تشبرع ل‬
‫يوجب أجرة‪ ،‬وإنما يوجبها‪ ،‬العقد‪ ،‬فتعين الحمل عليه‪ ،‬أي آتوهن أجورهن إذا أرضعن لكم بعقد‪،‬‬
‫وكقوله تعالى‪) * :‬وإن تعاسرتم فسترضع له أخرى( * وأخبار‪ :‬كخبر مسلم أنه )ص(‪ :‬نهشى عشن‬
‫المزارعة‪ ،‬وأمر بالمؤاجرة وكخبر البخاري أنه )ص( والصديق اسششتأجرا رجل مششن بنششي الششديل‬
‫يقال له عبد ال بن الريقط‪ ،‬أي ليدلهما على طريق المدينة لما هششاجرا مششن مكششة‪ ،‬لكونهمششا سششلكا‬
‫طريقا غيششر الجششادة‪ ،‬اختفششاء مششن المشششركين‪ ،‬وإسششناد السششتئجار للنششبي )ص( مجششاز عقلششي‪ ،‬لن‬
‫المستأجر‪ ،‬أبو بكر‪ ،‬وأقره عليه النبي )ص(‪ ،‬والمعنى فيها‪ ،‬أن الحاجة داعية إليها‪ ،‬إذ ليششس لكششل‬
‫أحد‪ ،‬مركوب‪ ،‬ومسكن‪ ،‬وخادم‪ ،‬وغير ذلك‪ .‬فجوزت لذلك‪ ،‬كما جوز بيع العيان وأركانها ثلثة‬
‫إجمال‪ ،‬ستة تفصيل عاقششد مكششر ومكششتر‪ ،‬ومعقششود عليششه أجششرة ومنفعششة وصششيغة إيجششاب وقبششول‪،‬‬
‫ويشترط في العاقدين ما مر في البائع والمشششتري‪ ،‬مششن الرشششد‪ ،‬وعششدم الكششراه بغيششر حششق‪ ،‬نعششم‪،‬‬
‫يصح استئجار كافر لمسلم‪ ،‬ولو إجارة عين‪ ،‬مع الكراهششة‪ ،‬لكششن ل يمكششن مششن اسششتخدامه مطلقششا‪،‬‬
‫لنه ل يجوز خدمه المسلم للكافر أبدا ويصح إيجار سفيه لما ل يقصششد مششن عملششه كالحششج لجششواز‬
‫تبرعه‪ ،‬ويشترط في الجرة والمنفعة ما سيذكره‪ ،‬من كون الجششرة معلومشة‪ ،‬ومشن كشون المنفعشة‬
‫متقومة معلومة‪ ،‬ويشششترط فششي الصششيغة جميششع مششا مششر فششي صششيغة الششبيع‪ ،‬إل عشدم التششأقيت‪ ،‬وقششد‬
‫استوفاها الشارح في التعريف‪ ،‬فقوله تمليك منفعشة‪ ،‬أي بعقشد يسشتفاد منشه الصشيغة‪ ،‬ومعلشوم أنهشا‬
‫تستلزم العاقد‪ ،‬وقوله منفعة مع قوله بعوض‪ ،‬هو المعقود عليه )قوله‪ :‬هي لغششة اسششم للجششرة( أي‬
‫سواء أخذت بعقد أم ل‪ ،‬وقيل لغة‪ ،‬اسم للثابة‪ ،‬يقال آجرته‪ ،‬بالمد‪ ،‬والقصر‪ ،‬إذا أثبتششه‪ .‬ول مششانع‬
‫من أن يكون لها معنيان في اللغة‪ .‬ا‍ه‪ .‬ش ق )قوله‪ :‬وشرعا‪ :‬تمليك منفعة( أي بعقد‪ ،‬وخششرج بششه‪،‬‬
‫عقد النكاح‪ ،‬لنه ل تملك به المنفعة‪ ،‬وإنما يملك به النتفاع‪ ،‬فيسشتحق الششزوج أن ينتفشع بالبضششع‪،‬‬
‫ول يستحق منفعة البضع‪ ،‬بدليل أنها لو وطئت بشبهة‪ ،‬كان المهر لها‪ ،‬ل له‪ ،‬فالعقششد علششى منفعششة‬
‫البضع ل يسمى إجارة‪ ،‬بل يسمى نكاحا‪ .‬وقوله بعوض‪ :‬متعلق بتمليك‪ ،‬وخرج بششه‪ ،‬هبششة المنششافع‬
‫والوصية بها وإعارتها‪ ،‬فل تسمى إجارة‪ ،‬لنها عقد على منفعة بل عوض‪ ،‬وقوله بشروط آتيششة‪،‬‬
‫خرج به المساقاة والجعالة‪ ،‬لن من الشروط التية‪ ،‬كون العوض معلوما‪ ،‬وهما ل يشترط فيهمششا‬
‫علم العوض‪ ،‬وإن كان قشد يكشون معلومشا‪ ،‬كمسشاقاة علشى ثمشرة موجشودة‪ ،‬وجعالشة علشى معلشوم‪،‬‬
‫فاندفع ما ورد على التعريف المذكور بأنه غير مانع‪ ،‬لصدقه على الجعالة وعلى المسششاقاة‪ ،‬نعششم‪،‬‬
‫يرد عليه بيع حق الممر‪ ،‬فإنه تمليك منفعة بعوض معلوم‪ ،‬وهو بيع‪ ،‬ل إجارة‪ ،‬وأجيب عنششه بششأنه‬
‫ليس بيعا محضا‪ ،‬بل فيه شوب إجارة‪ ،‬وإنما سمي بيعا‪ ،‬نظرا لصيغته فقششط‪ ،‬فهششو إجششارة معنششى‪،‬‬
‫وعلم من قوله تمليك منفعة‪ ،‬أن مورد الجارة‪ ،‬المنفعة‪ ،‬سواء وردت على العيششن‪ ،‬كآجرتششك هششذه‬
‫الدابة بدينار‪ ،‬أو على الذمة‪ ،‬كألزمت ذمتك‬

‫)‪ (1‬سورة الطلق‪ ،‬الية‪ (2) .6 :‬سورة الطلق‪ ،‬الية‪.6 :‬‬

‫] ‪[ 130‬‬

‫حملي إلى مكشة بشدينار‪ ،‬ول يجشب قبشض الجشرة فشي المجلشس فشي الشواردة علشى العيشن‪،‬‬
‫وتصح الحوالة بها‪ ،‬وعليها‪ ،‬والسشتبدال عنهشا‪ ،‬وأمشا الشواردة علششى الذمشة‪ ،‬فيشششترط فيهششا قبشض‬
‫الجشرة فشي المجلشس‪ ،‬ول تصشح الحوالشة بهشا‪ ،‬ول عليهشا‪ ،‬ول السشتبدال عنهشا‪ ،‬لنهشا سشلم فشي‬
‫المنافع‪ ،‬فتجري فيها أحكام السلم )قوله‪ :‬تصح إجارة بإيجاب( شروع في بيان الصيغة‪ ،‬وهي إما‬
‫صريحة‪ ،‬كآجرتك‪ ،‬أو أكريتك هذا‪ ،‬أو منافعه‪ ،‬أو ملكتكها سنة بكذا‪ ،‬فيقبششل المكششتري‪ ،‬أو كنايششة‪،‬‬
‫كجعلت لك منفعته سنة بكذا‪ ،‬أو اسكن داري شهرا بكذا‪ ،‬ومنها‪ ،‬الكتابشة‪ ،‬والصشح منشع انعقادهشا‬
‫بقوله بعتك أو اشتريت منفعتها‪ ،‬لن لفظ البيع والشراء موضوع لتمليك العيششن‪ ،‬فل يسششتعمل فششي‬
‫المنفعة‪ .‬وجرى م ر على أنه ليس صريحا ول كناية‪ ،‬وجرى حجر على أنه كناية‪ ،‬وما ذكره من‬
‫الصيغ‪ ،‬لجارة العين وإجارة الذمة‪ ،‬خلفا لمن خصها بإجارة العين‪ ،‬وتختص إجارة الذمة بنحو‬
‫ألزمت ذمتك‪ ،‬أو سلمت إليك هذه الدراهم في خياطة هذا‪ ،‬أو في دابة صفتها كششذا‪ ،‬أو فششي حملششي‬
‫إلى مكة )قوله‪ :‬سنة( ظرف لمقدر‪ ،‬أي وانتفع به سنة‪ ،‬فهو على حد قششوله تعششالى‪) * :‬فأمششاته ال ش‬
‫مائة عام( * )‪ (1‬أي وألبثه مائة عام‪ ،‬وليس ظرفا لجششر ومششا بعششده‪ ،‬لنششه إنشششاء‪ ،‬وهششو ينقضششي‬
‫بانقضاء لفظه‪ ،‬فل يبقى سنة مثل‪ ،‬قال في التحفة‪ :‬فإن قلت‪ :‬يصح جعله ظرفا لمنافعه المذكورة‪،‬‬
‫فل يحتاج لتقدير‪ ،‬وليس كالية كما هو واضح‪ .‬قلت‪ :‬المنافع أمر مرهوم الن‪ ،‬والظرفية تقتضي‬
‫خلف ذلك‪ ،‬فكان تقدير ما ذكر‪ ،‬أولى‪ ،‬أو متعينششا ا‍ه‪ .‬ومثلششه فششي النهايششة‪ .‬ونششازع فششي ذلششك سششم‪،‬‬
‫فليراجع وقوله بكذا‪ :‬أي بعشرة مثل‪ ،‬وأفهم كلمه أنه ل بد من التششأقيت‪ ،‬وذكششر الجششرة‪ ،‬لنتفششاء‬
‫الجهالة حينئذ‪ ،‬ول يشترط أن يقول من الن )قوله‪ :‬إن خلف المعاطاة يجري في الجششارة الششخ(‬
‫أي فالمعتمد أنها ل تصح فيها‪ ،‬ومقابله تصح‪ ،‬فلو أعطى مالششك الششدار الجششرة‪ ،‬وسششلم لششه المالششك‬
‫المفاتيح‪ ،‬وسكن فيها من غير صيغة‪ ،‬كانت إجارة صحيحة على هذا‪ ،‬وفاسدة على الول )قششوله‪:‬‬
‫وإنما تصح الجارة بأجر( قدر متعلق الجار والمجرور‪ ،‬لئل يلزم تعلق حرفي جر بمعنششى واحششد‬
‫بعامل واحد‪ ،‬وقوله بأجر‪ ،‬أي بعوض‪ ،‬وقوله صح كونه ثمنا‪ ،‬أي بأن يكششون طششاهرا منتفعششا بششه‪،‬‬
‫مقدورا على تسلمه‪ ،‬فل يصح جعل نجس العين والمتنجس الذي ل يمكن تطهيره‪ ،‬وغير المنتفششع‬
‫به‪ ،‬وغير المقدور على تسلمه‪ ،‬كالمغصوب‪ ،‬أجرا‪ ،‬أي عوضا‪ ،‬لن ل يصح جعلششه ثمنششا )قششوله‪:‬‬
‫معلوم للعاقدين( صفة ثانية لجر من الوصششف بشالمفرد بعشد الوصششف بالجملشة‪ .‬وقشوله قشدرا‪ ،‬أي‬
‫كعشرة‪ ،‬وقوله وجنسا‪ ،‬أي كذهب أو فضة‪ .‬وقوله وصفة أي كصحيح أو مكسر‪ ،‬ول يقال يشششكل‬
‫على اشتراط العلم‪ ،‬صحة الستئجار للحج بالنفقة‪ ،‬وهي مجهولة‪ ،‬كما جزم به في الروضة‪ ،‬لنششا‬
‫نقول ليس ذاك بإجارة‪ ،‬بل نوع جعالة‪ ،‬وهي يغتفر فيها الجهل بالجعل‪ ،‬وقيل إنه مستثنى توسششعة‬
‫في تحصيل العبادة‪ ،‬وقوله إن كان أي ذلك الجر في الذمة‪ ،‬أي الششتزم فششي الذمششة‪ ،‬وهششو قيششد فششي‬
‫اشتراط العلم في الجر )قوله‪ :‬وإل كفت معاينته( أي وإن لم يكن في الذمة بأن كان معينا أغنششت‬
‫معاينته‪ ،‬أي رؤيته‪ ،‬عن علم جنسه‪ ،‬وقدره‪ ،‬وصفته )قوله‪ :‬في إجارة العين أو الذمة( الظاهر أنه‬
‫متعلق بكل من معلوم ومن كفت معششاينته‪ ،‬والمعنششى‪ ،‬يشششترط فششي الجششر أي العششوض‪ ،‬أن يكششون‬
‫معلوما‪ ،‬إذا كان في الذمة‪ ،‬سواء كانت الجارة في العين‪ ،‬أو في الذمة‪ ،‬فششإن لششم يكششن الجششر فششي‬
‫الذمة‪ ،‬كفت معاينته‪ ،‬سواء كانت الجارة في العين‪ ،‬أو في الذمة أيضششا )قششوله‪ :‬فل يصششح إجششارة‬
‫دار ودابة الخ( أي للجهل في ذلك‪ ،‬قال في شرح المنهج‪ :‬فإن ذكر معلوما‪ ،‬وأذن له خشارج العقشد‬
‫في صرفه في العمارة أو العلف‪ ،‬صحت‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله خارج العقد‪ ،‬فإن كان في صلبه‪ ،‬فل يصح‪،‬‬
‫كآجرتكهششا بششدينار علششى أن تصششرفه فششي عمارتهششا أو علفهششا للجهششل بالصششرف‪ ،‬فتصششير الجششرة‬
‫مجهولة‪ ،‬فإن صرف وقصد‬

‫)‪ (1‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪.259 :‬‬

‫] ‪[ 131‬‬

‫الرجوع رجع‪ ،‬وإل فل‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي‪ ،‬وقوله بعمششارة لهششا‪ :‬أي للششدار‪ ،‬وهششو راجششع للول‪،‬‬
‫وقوله علف‪ ،‬بسكون اللم‪ ،‬وفتحها‪ ،‬وهو بالفتح‪ ،‬ما يعلف به‪ ،‬وهو راجع للثاني‪ ،‬فهو على اللششف‬
‫والنشر المرتب )قوله‪ :‬ول اسشتئجار لسششلخ( أي ول يصششح اسشتئجار لسشلخ شششاة بأخششذ الجلشد‪ ،‬ول‬
‫استئجار لطحن نحو بر بأخذ بعض الششدقيق‪ ،‬وذلششك للجهششل بثخانششة الجلششد‪ ،‬وبقششدر الششدقيق‪ ،‬ولعششدم‬
‫القدرة على الجرة حال‪ ،‬وخرج بقوله ببعض الدقيق‪ ،‬ما لو استأجره ببعض الششبر ليطحششن بششاقيه‪،‬‬
‫فل يمتنع‪ ،‬كما قاله ع ش )قوله‪ :‬منفعته( متعلق بتصح‪ :‬أي إنما تصح الجارة في منفعششة‪ ،‬وذكششر‬
‫لها أربعة شروط‪ :‬كونها متقومة‪ ،‬وكونها معلومة‪ ،‬وكونها واقعة للمكتري‪ ،‬وكونها غير متضمنة‬
‫استيفاء عين قصدا‪ ،‬وبقي عليه خامس‪ :‬وهو كونها مقدورة التسلم حسا وشرعا‪ ،‬فل يصح اكتراء‬
‫شخص لما ل يتعب ول مجهول‪ ،‬كأحد العبدين‪ ،‬ول آبق ومغصششوب وأعمششى لحفششظ‪ ،‬ول اكششتراء‬
‫لعبششادة تجشب فيهشا نيشة لهششا‪ ،‬أو لمتعلقهششا‪ ،‬كالصشلوات‪ ،‬وإمامتهششا‪ ،‬ول اكششتراء بسششتان لثمشره‪ ،‬لن‬
‫العيان ل تملك بعقد الجارة قصدا‪ ،‬بخلفها تبعشا‪ ،‬كمشا فشي الكشتراء للرضشاع )قشوله‪ :‬أي لهشا‬
‫قيمة( أي ليحسن بذل المال في مقابلتها‪ ،‬وإل بأن كانت محرمة أو خسيسة‪ ،‬كششان بششذل المششال فششي‬
‫مقابلتها سفها‪ ،‬وأفاد بهذا التفسير‪ ،‬أنه ليس المراد بالمتقوم مششا قابششل المثلششي‪ ،‬بششل كششل مششا كششان لششه‬
‫قيمة‪ ،‬ولو كان مثليا )قوله‪ :‬معلومة عينا( أي في إجشارة العيشن‪ .‬وقشوله وقشدرا‪ ،‬أي فيهمشا‪ .‬وقشوله‬
‫وصفه‪ ،‬أي في إجارة الذمة‪ .‬قال البجيرمي‪ :‬والمششراد بعلششم عيششن المنفعششة وقششدرها وصششفتها‪ ،‬علششم‬
‫محلها كذلك‪ ،‬بدليل تمثيله بعد‪ ،‬بأحد العبدين ا‍ه‪ .‬ثم التقدير للمنفعة‪ ،‬إما بالزمششان‪ ،‬كسششكنى الششدار‪،‬‬
‫وتعليم القرآن مثل سنة‪ ،‬أو بمحل عمششل‪ ،‬كركششوب الدابششة إلششى مكششة‪ ،‬وكخياطششة هششذا الثشوب‪ ،‬فلششو‬
‫جمعها‪ ،‬كأن استأجره ليخيط الثوب بياض النهار‪ ،‬لم يصح‪ ،‬لن المدة قششد ل تفششي بالعمششل )قششوله‪:‬‬
‫واقعة للمكتري( أي واقعة تلك المنفعة للمكتري أو المسششتأجر )قششوله‪ :‬غيششر متضششمن( الولششى أن‬
‫يقول غير متضمنة‪ ،‬بتاء التششأنيث‪ ،‬وتكششون غيششر صششفة لمنفعششة‪ ،‬أو حششال مششن ضششميرها‪ .‬وعبششارة‬
‫المنهج‪ :‬ل تتضمن‪ ،‬بالتاء الفوقية‪ ،‬وهي ظشاهرة‪ ،‬وقشوله بشأن ل يتضشمنه العقشد‪ ،‬مثلششه فشي ششرح‬
‫المنهج‪ ،‬وهو تصوير لعدم تضششمن المنفعشة‪ ،‬أي اسششتيفائها لسششتيفاء العيشن قصششدا )قشوله‪ :‬وخششرج‬
‫بمتقومة الخ( شروع في بيان المحترزات )قوله‪ :‬فل تصح اكتراء بياع( أي دلل‪ ،‬وقوله بمحض‬
‫كلمة انظر ما فائدة زيادة لفظ محض ؟ وفي المنهاج إسقاطه‪ ،‬وهو أولششى‪ ،‬قششال فششي فتششح الجششواد‪،‬‬
‫والفعل الذي ل تعب فيه‪ ،‬كالكلمة التي ل تعب فيها‪ ،‬نعشم‪ ،‬فشي الحيشاء يجشوز أخشذ الجشرة علشى‬
‫ضربة من مششاهر يصششلح بهششا اعوجششاج سششيف‪ ،‬أي وإن لششم يكششن فيهششا مشششقة‪ ،‬لن مششن شششأن هششذه‬
‫الصنائع‪ ،‬أن يتعب في تحصيلها بشالموال وغيرهششا‪ ،‬بخلف القشوال‪ .‬ا‍ه‪) .‬قشوله‪ :‬علششى الوجششه(‬
‫راجع للكلمات اليسيرة‪ .‬وقوله ولو إيجابا‪ ،‬أي ولو كانت تلك الكلمة أو الكلمات إيجابا وقبول‪ ،‬فل‬
‫يصح الستئجار عليها )قوله‪ :‬وإن روجششت( أي تلششك الكلمششات أو الكلمششات الصششادرة مششن البيششاع‪.‬‬
‫وفي القاموس‪ ،‬راج‪ ،‬رواجا‪ ،‬نفق وروجته ترويجا نفقته‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬إذ ل قيمة لها( أي الكلمششة أو‬
‫الكلمات اليسيرة‪ ،‬وهو علة لعدم صحة اكتراء من ذكر )قوله‪ :‬ومن ثم الخ( أي ومن أجل أن عدم‬
‫صحة اكتراء بياع للتلفظ بمحض كلمة أو كلمات يسيرة لنتفششاء كششونه لششه قيمششة اختششص هششذا‪ ،‬أي‬
‫عدم الصحة فيما ذكر‪ ،‬بمبيع مستقر القيمة في البلد‪ ،‬وفششي النهايششة خلفششه‪ ،‬ونصششها‪ ،‬وشششمل كلم‬
‫المصنف ما كان مستقر القيمة‪ ،‬وما لم يستقر‪ ،‬خلفا لمحمد بن يحيى‪ ،‬إل أن يحمششل كلمششه علششى‬
‫ما فيه تعب ا‍ه‪ .‬وقوله خلفا لمحمد بن يحيى‪ :‬أي حيث قال محل عدم صحة الجارة علششى كلمششة‬
‫ل تتعب‪ ،‬إذا كان المنششادي عليششه مسششتقر القيمششة‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع ش )قششوله‪ :‬بخلف نحشو عبشد وثشوب( أي‬
‫بخلف الكتراء على التلفظ بكلمة أو كلمات يسيرة‪ ،‬لجل بيشع نحششو عبششد أو ثششوب‪ ،‬فششإنه يصشح‪،‬‬
‫لنه ليس مستقر القيمة‪ ،‬وهذا يقتضي الصحة مع عدم التعب في ذلك‪ .‬وقششال سششم‪ :‬بخلفششه‪ ،‬وهششو‬
‫أنه إن كان فيه تعب‪ ،‬صح‪ ،‬وإل فل فرق‪ .‬ا‍ه‪ .‬بالمعنى وقوله مما يختلف‬

‫] ‪[ 132‬‬

‫الخ‪ ،‬بيان لنحو‪ .‬وقوله باختلف متعاطيه‪ ،‬أي مشتريه )قوله‪ :‬فيصششح اسششتئجاره عليششه( أي‬
‫على بيعه‪ .‬والمراد على التلفظ بكلمة أو كلمات يسيرة لجل بيعه‪ ،‬كما علمت‪ ،‬قال ع ش‪ :‬وكأنهم‬
‫اغتفروا جهالة العمل هنا للحاجة‪ ،‬فإنه ل يعلم مقدار الكلمات التي يششأتي بهششا‪ ،‬ول مقششدار الزمششان‬
‫الذي يصرف فيه التردد للنداء‪ ،‬ول المكنة التي يششتردد إليهششا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬وحيششث لششم يصششح( أي‬
‫اكتراء بياع الخ‪ :‬بأن كان على كلمة‪ ،‬أو كلمات ل تتعب‪ ،‬مع كششون الثمششن مسششتقر القيمششة‪ .‬وقششوله‬
‫فإن تعب‪ ،‬أي البياع‪ ،‬ول يخفى أن الصششورة مفروضششة فششي الكششتراء علششى مششا ل يتعششب حششتى ل‬
‫يصح‪ ،‬فيكون التعب هذا عارضا غير الذي انتفي من أصل العقد وبه يندفع ما يقال إن في كلمه‬
‫تنافيا‪ ،‬فتأمل )قوله‪ :‬فله أجرة المثل( أي وإن كان ذلك غير معقود عليه‪ ،‬لن المعقود لمششا لششم يتششم‬
‫إل به عادة‪ ،‬نزل منزلته‪ ،‬فلم يكن متبرعا به‪ ،‬لنه عمل طامعا فششي عششوض‪ ،‬وقششوله وإل فل‪ ،‬أي‬
‫وإن لم يتعب بما ذكر‪ ،‬فليس لششه أجششرة المثششل )قششوله‪ :‬إذ ل كلفششة فششي ذلششك( أي فششي مجششرد تلقيششن‬
‫الجواب‪ ،‬أي وما ل كلفة فيه ل يصح الستئجار عليه )قوله‪ :‬وسبقه( أي ابن زياد‪ .‬وقوله العلمة‬
‫عمر الفتى‪ ،‬بفتح التاء المخففة‪ ،‬وهو من العلماء المحققين‪ ،‬وله قبر مشهور‪ ،‬يزار في بيد‪ .‬وقشوله‬
‫بالفتاء بالجواز أي جواز أخذ القاضي الجرة )قوله‪ :‬إن لم يكن( أي القاضي ولي المرأة )قششوله‪:‬‬
‫فقال( أي العلمة عمر‪ ،‬وقوله إذا لقن‪ ،‬أي القاضي‪ ،‬وقوله صيغة النكاح‪ ،‬أي لقن الولي اليجاب‬
‫ولقن الزوج القبول )قوله‪ :‬فله( أي للقاضي‪ ،‬وقوله أن يأخذ ما أنفقا‪ ،‬أي القاضششي والمششذكور مششن‬
‫الولي والزوج‪ ،‬وقوله وإن كثر‪ ،‬أي ما اتفقا عليه )قوله‪ :‬وإن لم يكن لهششا( أي للمششرأة ولششي غيششره‬
‫أي القاضي )قوله‪ :‬لوجوبه( أي اليجاب عليه‪ ،‬أي القاضي‪) .‬وقوله‪ :‬حينئذ( أي حيششن إذ لششم يكششن‬
‫لها ولي غيره )قوله‪ :‬وفيه نظر( أي في الفتاء بالجواز بالقيششد المششذكور نظششر‪ ،‬وقششوله لمششا تقششرر‬
‫آنفا‪ ،‬أي من أنه ل كلفة في ذلك حتى يصح أخذ الجششرة عليششه )قششوله‪ :‬ول اسششتئجار دراهششم الششخ(‬
‫معطوف على إكتراء بياع‪ :‬أي ول يصشح اسشتئجار دراهشم ودنشانير‪) .‬وقشوله‪ :‬غيشر المعشراة( أي‬
‫المجعول فيها عرا‪ ،‬وسيذكر محترزه‪) .‬وقوله‪ :‬للتزيين( أي لجل التزيين بها‪ ،‬أي أو الششوزن بهششا‬
‫أو الضرب على سكتها‪ ،‬ولو قال لنحو التزيين‪ ،‬كما في العلة بعد‪ ،‬لكان أولششى )قششوله‪ :‬لن منفعششة‬
‫نحو التزيين بها( إضافة منفعة إلى مششا بعششده للبيششان‪ ،‬أي منفعششة هششي نحششو الششتزيين‪ ،‬والمششراد مششن‬
‫التزيين‪ ،‬التزين بها‪) ،‬وقوله‪ :‬ل تقابل بمال( أي فهششي غيششر متقومششة وعبششارة المغنششي‪ ،‬لن منفعششة‬
‫التزيين بالنقد غير مقومة‪ ،‬فل تقابل بمال‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وأما المعراة( مثلها المثقوبة‪ ،‬بناء على أنششه‬
‫يحل التزيين بها‪ ،‬أما على أنه ل يحل‪ ،‬فيحرم استئجارها‪ .‬قال سم‪ :‬والمعتمد حل التزيين بالمعراة‬
‫دون المثقوبة ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لنها( أي الدراهم أو الدنانير‪) ،‬وقوله‪ :‬حينئذ( أي حيششن إذ كششانت معششراة‬
‫)قوله‪ :‬بمعلومة( أي وخرج بمعلومة فهو معطوف على بمتقومه‪ ،‬وكذا يقال فيمششا بعششده‪) ،‬وقششوله‪:‬‬
‫استئجار المجهول( كان الولى إسششقاط المضششاف‪ ،‬علششى وفششاق مششا قبلششه ومششا بعششده )قشوله‪ :‬إحششدي‬
‫الدارين( أي أو الثوبين‪) ،‬وقوله‪ :‬باطل( خبر آجرتك )قوله‪ :‬وبواقعة للمكتري( أي وخرج بواقعة‬
‫للمكتري‪ ،‬أي المستأجر )قوله‪ :‬فل يصح الستئجار لعبادة الخ( وذلك لن القصد امتحان المكلششف‬
‫بها بكسر نفسه بالمتثال وغيره ل يقوم مقامه فيه‪ ،‬ول يستحق الجيشر ششيئا‪ ،‬وإن عمشل طامعشا‪،‬‬
‫كما يدل عليه قولهم كل ما ل يصح‬

‫] ‪[ 133‬‬

‫الستئجار له‪ ،‬ل أجرة لفاعله‪ ،‬وإن عمل طامعا‪ .‬ا‍ه‪ .‬نهاية‪ .‬قال ع ش‪ :‬ومن ذلششك مششا يقششع‬
‫لكثير من أرباب البيوت‪ ،‬كالمراء‪ ،‬أنهم يجعلون لمن يصلي بهم قدرا معلوما في كششل شششهر مششن‬
‫غير عقد إجارة‪ ،‬فل يستحقون معلوما‪ ،‬لن هذه إجارة فاسدة‪ ،‬وما كششن فاسششدا‪ ،‬لكششونه ليششس محل‬
‫للصحة أصل‪ ،‬ل شئ فيه للجير‪ ،‬وإن عمل طامعا‪ ،‬فطريق من يصششلي أن يطلششب مششن صششاحب‬
‫البيت أو غيره أن ينذر له شيئا معينا‪ ،‬ما دام يصلي‪ ،‬فيستحقه عليه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬تجششب فيهششا نيششة(‬
‫أي تجب في تلك العبادة نية‪ ،‬ول فرق بين أن تكون النية للعبادة نفسها أو لمتعلقها كالمامة‪ ،‬فششإن‬
‫النية‪ ،‬وإن لم تجب فيها‪ ،‬فهي واجبة في متعلقهششا‪ ،‬وهششو الصششلة )قششوله‪ :‬غيششر نسششك( بجششر غيششر‪،‬‬
‫صفة لعبادة‪ ،‬وبنصبه حال من ضمير فيها‪ ،‬وأما النسك‪ ،‬فيجوز الستئجار له سواء كان حجششا أو‬
‫عمرة‪ ،‬ويتبعهما صلة ركعتي نحششو الطششواف‪ ،‬لوقوعهمششا عششن المسششتأجر‪ ،‬ومثلششه‪ ،‬تفرقششه زكششاة‪،‬‬
‫وكفارة‪ ،‬وذبح‪ ،‬وتفرقه أضحية‪ ،‬وهدى‪ ،‬وصوم عن ميت‪ ،‬فيجوز الستئجار لها وإن توقفت على‬
‫النية‪ ،‬لما فيها من شششائبة المششال )قششوله‪ :‬لن المنفعششة الششخ( تعليششل لعششدم صششحة السششتئجار للعبششادة‬
‫المششذكورة‪) ،‬وقششوله‪ :‬فششي ذلششك( أي فششي العبششادة )قششوله‪ :‬والمامششة( معطششوف علششى كالصششلة‪ ،‬أي‬
‫وكالمامة‪ ،‬وفي البجيرمي ما نصه‪ :‬قال ح ل‪ ،‬ول يبعد أن تكون الخطبة كالمامة‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومششا يقششع‬
‫من أن النسان يستنيب من يصلي عنه إماما بعوض‪ ،‬فذاك من قبيل الجعالة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬كششالذان‬
‫والقامة( أي معا‪ ،‬أو الذان وحده‪ ،‬وتدخل القامة تبعا‪ ،‬وعبارة فتح الجششواد‪ ،‬وأذان وإقامششة أولشه‬
‫فتدخل تبعا‪ ،‬ل لها وحدها قالوا‪ :‬لعدم الكلفة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي البجيرمي‪ ،‬ويدخل فششي الذان القامششة‪ ،‬ول‬
‫تجوز الجارة لها‪ ،‬أي القامة وحدها‪ ،‬كششذا قششاله الرافعششي‪ ،‬ول يخلششو عششن وقفششة‪ .‬ا‍ه‪ .‬قششال ع ش‪:‬‬
‫وينبغي أن يدخل في مسمى الذان إذا استؤجر له ما جرت بششه العششادة مششن الصششلة والسششلم بعششد‬
‫ذلك في غير المغرب لنهمششا وإن لششم يكونششا مششن مسششماه شششرعا صششارا منششه بحسششب العششرف‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فيصح الستئجار عليه( الضمير يعود على ما‪ :‬أي فيصششح السششتئجار علششى مششا ل يحتششاج‬
‫لنية‪) .‬وقوله‪ :‬والجرة( مقابلة لجميعه الضمير يعود على ما أيضا‪ ،‬لكششن باعتبششار بعششض أفششراده‪،‬‬
‫وهو الذان‪ ،‬إذ أفراد ما ل يحتاج لنية كثيرة‪ ،‬ول يناسب منهما إل الذان‪ ،‬بدليل قوله مع رعايششة‬
‫الوقت )وقوله‪ :‬مع نحو رعايششة الششوقت( دخششل تحششت لفششظ نحششو كششل مششا لشه تعلششق بششالذان‪ ،‬كرفششع‬
‫الصششوت‪ ،‬وكالصششلة والسششلم بعششده فششي غيششر المغششرب‪ ،‬كمششا تقششدم‪ ،‬وعبششارة الششروض وشششرحه‪،‬‬
‫والجرة تؤخذ عليه بجميع صششفاته‪ ،‬ل علششى رفششع الصششوت‪ ،‬ول علششى رعايششة الششوقت‪ ،‬ول علششى‬
‫الحيعلتين‪ ،‬كما قيل بكل منها‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهي مخالفة لكلم الشارح‪ ،‬إل أن يكون مششراده‪ ،‬ل علششى رفششع‬
‫الصوت وحده الخ‪) .‬قوله‪ :‬وتجهيششز الميششت( معطششوف علششى الذان‪ ،‬أي وكتجهيششز الميششت )قشوله‪:‬‬
‫تعليم القرآن الخ( معطوف أيضا على الذان‪ ،‬أي وكتعليم القرآن‪ .‬وقشوله كلشه أو بعضشه‪ ،‬أي مششع‬
‫تعيين ذلك البعض‪ ،‬وإل فل يصح قال في الروض وشرحه‪ :‬لو استأجره ليعلمه عشششر آيششات مششن‬
‫سورة كذا‪ ،‬لم يصح‪ ،‬حتى يعينها‪ ،‬لتفاوتها في الحفظ والتعليم‪ ،‬صعوبة وسهولة‪ ،‬ولو عين سششورة‬
‫كاملة‪ :‬أغنى عن ذكر اليات‪ ،‬وحتى يكون المتعلم مسلما‪ ،‬أو كافرا يرجششى إسششلمه‪ ،‬إذ غيششره‪ :‬ل‬
‫يجوز تعليمه القرآن‪ ،‬فل تجوز الجارة له‪ ،‬ثم قال‪ :‬لو كان المتعلم ينسى ما يتعلمه‪ ،‬فهل عليه أي‬
‫الجير‪ ،‬إعادة تعليمه‪ ،‬أو ل‪ .‬يرجع فيه إلى العرف الغالب‪ ،‬فإن لششم يكشن عششرف غشالب‪ ،‬فشالوجه‬
‫اعتبار ما دون اليششة‪ ،‬فششإذا علمششه بعضششها فنسششيها قبششل أن يفششرغ مششن باقيهششا‪ ،‬لششزم الجيششر إعششادة‬
‫تعليمها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وإن تعين( أي التعليم على المعلم‪ ،‬بأن لم يوجد غيره‪ ،‬وهو غاية المقششدر‪ ،‬أي‬
‫ويصح الستئجار على تعليم القرآن‪ ،‬وإن تعين عليه‪) ،‬وقوله‪ :‬للخبر الصحيح( تعليل لذلك المقدر‬
‫)قوله‪ :‬أجرا( أي أجرة )قوله‪ :‬يصح الستئجار الخ( حاصل ما ذكره أربع صور‪ ،‬وإن كان قششوله‬
‫التي ومع ذكره في القلب صورة مستقلة‪ ،‬وهي القراءة عند القششبر‪ ،‬والقششراءة ل عنششده‪ ،‬لكششن مششع‬
‫الدعاء عقبها‪ ،‬والقراءة بحضرة المستأجر والقراءة مع ذكره في القلب‪ ،‬وخرج بششذلك‪ ،‬القششراءة ل‬
‫مع أحد‬

‫] ‪[ 134‬‬

‫هذه الربعة‪ ،‬فل يصح الستئجار لها‪ ،‬ولو استؤجر لها‪ ،‬فقرأ جنبا‪ ،‬ولو ناسيا‪ ،‬لم يسششتحق‬
‫شيئا‪ ،‬لن القصد بالستئجار لها‪ ،‬حصول ثوابها‪ ،‬لنه أقرب إلى نششزول الرحمششة‪ ،‬وقبششول الششدعاء‬
‫عقبها‪ ،‬والجنب‪ ،‬ل ثواب له على قراءتششه‪ ،‬بششل علششى قصششده فششي صششورة النسششيان‪ ،‬وقششوله لقششراءة‬
‫القرآن عند القبر‪ ،‬أي مدة معلومة‪ ،‬أو قدرا معلوما‪ ،‬وإن لم يعقبهششا بالششدعاء للميششت‪ ،‬أو لششم يجعششل‬
‫أجرها له‪ ،‬لعود منفعتها إليه بنزول الرحمة فششي محلهششا‪ .‬ا‍ه‪ .‬فتششح الجششواد )قششوله‪ :‬أو مششع الششدعاء(‬
‫معطوف عند القبر‪ ،‬وكذا قوله أو بحضرة مسششتأجر‪ ،‬أي أو عنششد غيششر القششبر مششع الششدعاء‪ ،‬وقششوله‬
‫بمثل ما حصل له‪ ،‬أي للقارئ وقوله من الجر‪ ،‬بيان لما‪ .‬وقوله له أو لغيره‪ ،‬تعميششم فششي المششدعو‬
‫له‪ ،‬وهو متعلق بالدعاء‪ ،‬أي أو مع الدعاء بمثل ما حصششل للقششاري مششن الجششر‪ ،‬سششواء كششان ذلششك‬
‫الدعاء للميت أو لغير‪ ،‬كالمستأجر‪ ،‬وعبارة التحفة فيها إسقاط له الولى‪ ،‬وإبدال اللم بالبششاء مششن‬
‫لغيره‪ ،‬ونصها‪ ،‬أو مع الدعاء بمثل ما حصل من الجر لششه أو بغيششره‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتششب سششم مششا نصششه‪:‬‬
‫قوله أو بغيره عطف على بمثل‪ ،‬والغير كالمغفرة‪ .‬ش‪ .‬ا‍ه‪ .‬فلعل في عبششارة شششارحنا تحريفششا مششن‬
‫النساخ‪ ،‬تأمل )قوله‪ :‬عقبها( أي القراءة وهو متعلق بالدعاء )قوله‪ :‬عين( أي المسششتأجر زمانششا أو‬
‫مكانا أو ل‪ .‬أي أنه يصح السششتئجار للقششراءة مششع الششدعاء عقبهششا‪ ،‬سششواء عيشن المسششتأجر للجيششر‬
‫زمانا‪ ،‬أو مكانا للقراءة أو ل )قوله‪ :‬وفيه الثواب له( أي نية القارئ جعششل ثششواب القششراءة لششه‪ .‬أي‬
‫للمدعو له وقوله من غير دعاء‪ ،‬أي عقبها‪ .‬وقوله لغو‪ :‬أي لن ثواب القراءة للقششارئ‪ ،‬ول يمكششن‬
‫نقله للمدعو له )قوله‪ :‬خلفا لجمع( أي قالوا إنه ليس بلغو‪ ،‬فعليه تصح الجارة ويستحق الجششرة‬
‫)قوله‪ :‬وإن اختار السبكي مششا قششالوه( عبششارة شششرح الششروض‪ .‬بعششد كلم‪ .‬قششال السششبكي تبعششا لبششن‬
‫الرفعة‪ ،‬بعد حمله كلمهم على ما إذا نوى القارئ أن يكون ثواب قراءته للميت بغير دعاء‪ ،‬على‬
‫أن الذي دل عليه الخبر بالستنباط‪ ،‬أن بعض القرآن إذا قصد به نفع الميت نفعششه‪ ،‬إذ قششد ثبششت أن‬
‫القارئ لما قصد بقراءته نفع الملدوغ نفعه‪ ،‬وأقر النبي )ص( ذلك بقوله‪ :‬وما يدريك أنهشا رقيشة ؟‬
‫وإذا نفعت الحي بالقصد‪ ،‬كان نفع الميت بها أولى‪ ،‬لنه يقع عنه من العبششادات بغيششر إذنششه‪ ،‬مششا ل‬
‫يقع عن الحي‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وكذا أهديت الخ( أي وكذلك مششا ذكششر لغششو‪ ،‬لعششدم الششدعاء )قششوله‪ :‬ومششع‬
‫ذكره في القلب حالتها( أي القراءة‪ ،‬وهو معطوف على بحضرة المستأجر‪ ،‬وهششو يفيششد أنششه ل بششد‬
‫من اجتماع المستأجر‪ ،‬وذكره في القلب‪ ،‬ول يكفي مجرد كششون القششراءة بحضششرة مششن ذكششر‪ ،‬وقششد‬
‫يقال قياس ما تقدم في القراءة عند القبر‪ :‬خلفه‪ ،‬فإن كان قوله ومع ذكره الخ وجها مسششتقل ليششس‬
‫من تتمشة مشا قبلشه‪ ،‬فل إششكال‪ .‬ا‍ه‪ .‬سشم‪ .‬بتصشرف )قشوله‪ :‬وذلشك لن موضشعها( أي وإنمشا صشح‬
‫الستئجار لقراءة القرآن مع أمر من هذه المور‪ ،‬لن موضعها أي القراءة‪ ،‬موضع بركششة‪ ،‬وهششو‬
‫علة لصحة الستئجار عند القبر‪ .‬وقوله والششدعاء بعششدها أقششرب إجابششة‪ ،‬علششة لصششحته مششع الششدعاء‬
‫عقبها‪ ،‬وقوله وإحضار الخ‪ .‬علة لصحته بحضششرة المسششتأجر‪ ،‬فهششو علششى اللششف والنشششر المرتششب‬
‫)قوله‪ :‬وألحق بها( أي بششالقراءة‪ .‬وقششوله والششدعاء عقبشه‪ ،‬معطششوف علششى محششض الششدعاء‪ ،‬والشواو‬
‫بمعنى مششع‪ ،‬أي السششتئجار بمحششض الششذكر مششع الششدعاء عقبششه‪ ،‬أي الششذكر )قششوله‪ :‬ول يلزمششه( أي‬
‫الجير )قوله‪ :‬ما بعده( أي المتروك )قوله‪ :‬وبأن( معطوف على بأنه‪ ،‬أي وأفتى بعضهم بأن مششن‬
‫استؤجر الخ )قوله‪ :‬أن ذلك( أي ما يقرؤه )قوله‪ :‬بل الشرط عدم الصارف( أي أن ل‬

‫] ‪[ 135‬‬

‫يصرف القراءة لغير ما استؤجر عنه )قوله‪ :‬صرحوا في النشذر( أي نشذر القشراءة‪ .‬وقشوله‬
‫أن ينوي‪ ،‬أي عند الشروع‪ ،‬وقوله أنها‪ ،‬أي القراءة‪ .‬وقوله عنه‪ ،‬أي عما نذره )قششوله‪ :‬قلششت هنششا(‬
‫أي في الستئجار للقراءة على القششبر )قششوله‪ :‬قرينششة صششارفة( أي وهششي كششونه عنششد القششبر )قششوله‪:‬‬
‫لوقوعهششا( متعلششق بصششارفه‪ ،‬والضششمير يعششود علششى القششراءة‪) ،‬وقششوله‪ :‬عمششا اسششتؤجر لششه( متعلششق‬
‫بوقوعها‪ ،‬وعن‪ :‬بمعنى اللم‪ ،‬أي أن هنا قرينشة تصششرف القشراءة لمشا اسشتؤجر لشه‪ .‬ا‍ه‪ .‬رشششيدي‪.‬‬
‫بتصرف )قوله‪ :‬ول كذلك ثم( أي وليس في النذر قرينة تصرف القراءة لما ذكر‪ ،‬وانظر‪ :‬لو نذر‬
‫القراءة عند القبر فمقتضاه أنه ل يحتاج لنية لوجود القرينة‪ .‬ثم رأيت سم كتب على قششول التحفششة‪،‬‬
‫قرينة صارفة‪ ،‬ما نصه‪ :‬إن كانت كونه عند القبر‪ ،‬فقد يرد ما نذر القراءة عنششده )قششوله‪ :‬ومششن ثششم‬
‫لو استأجر هنا الخ( أي ومن أجل أن عدم وجوب النية لوجود القرينة لو استؤجر لمطلق القششراءة‬
‫على القول بصحته احتشاج للنيششة‪ ،‬فيمششا يظهشر‪ ،‬لفقششد القرينشة )قشوله‪ :‬وصشححناه( أي قلنششا بصشحة‬
‫استئجار مطلق القراءة‪ ،‬أي على خلف ما مر من الحصر في الربششع‪ ،‬والمعتمششد عششدم الصششحة‪،‬‬
‫لن شرط الجارة‪ ،‬عود منفعتها للمستأجر‪ ،‬وليس هنا منفعة تعود عليه فيمششا إذا اسششتؤجر لقششراءة‬
‫مطلقة )قوله‪ :‬أو ل لمطلقها( أي أو استؤجر ل لمطلق القراءة‪) ،‬وقششوله‪ :‬كششالقراءة بحضششرته( أي‬
‫المقروء له‪ ،‬وقوله لم يحتج لها‪ ،‬أي النية )قوله‪ :‬فذكر القبر( أي في قششول بعضششهم‪ ،‬مششن اسششتؤجر‬
‫لقراءة على قبر‪) ،‬وقوله‪ :‬مثال( أي ل قيد‪ ،‬إذ المدار‪ ،‬على وجود القرينة الصارفة‪ ،‬سششواء كششانت‬
‫هي كونه عند القبر‪ ،‬أو كونه بحضرة المقروء له‪ ،‬أو غير ذلك‪ .‬تنبيه‪ :‬قال في التحفششة‪ ،‬مششا اعتيششد‬
‫في الدعاء بعد القراءة من‪ :‬اجعل ثواب ذلك‪ ،‬أو مثلششه مقششدما إلششى حضششرته )ص(‪ ،‬أو زيششادة فششي‬
‫شرفه‪ ،‬جائز‪ ،‬كما قاله جماعة من المتأخرين‪ ،‬بل حسن مندوب إليه‪ ،‬خلفششا لمششن وهششم فيششه‪ ،‬لنششه‬
‫)ص( أذن لنا بأمره بنحو سؤال الوسيلة له في كل دعاء له بما فيه زيادة تعظيمششه الششخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفششي‬
‫ع ش‪ :‬فائدة جليلة‪ :‬وقع السؤال عما يقع من الداعين عقب الختمات من قولهم‪ ،‬إجعل اللهم ثششواب‬
‫ما قرئ زيادة في شرفه )ص(‪ ،‬ثم يقول‪ ،‬واجعل مثششل ثششواب ذلششك‪ ،‬وأضششعاف أمثششاله‪ ،‬إلششى روح‬
‫فلن‪ ،‬أو في صحيفته‪ ،‬أو نحو ذلك‪ ،‬هل يجوز ذلك‪ ،‬أم يمتنع‪ ،‬لما فيه من إشششعار تعظيششم المششدعو‬
‫إليه بذلك‪ ،‬حيث اعتني به فدعا له بأضعاف مثل ما دعا به للرسششول )ص( ؟‪ .‬أقششول‪ :‬الظششاهر أن‬
‫مثل ذلك ل يمتنع‪ ،‬لن الداعي لم يقصد بذلك تعظيمششا لغيششره عليششه الصششلة والسششلم‪ ،‬بششل كلمششه‬
‫محمول على إظهار احتياج غيره للرحمة منه سبحانه وتعالى‪ ،‬فاعتناؤه بششه‪ ،‬للحتيششاج المششذكور‪،‬‬
‫وللشارة إلى أنه )ص(‪ ،‬لقرب مكانته من ال عزوجل‪ ،‬الجابة بالنسبة لششه محققششة‪ ،‬فغيششره‪ ،‬لبعششد‬
‫رتبته عما أعطيه عليه الصلة والسلم‪ ،‬ل تتحقق الجابة له‪ ،‬بل قششد ل تكششون مظنونششة ‪ -‬فناسششب‬
‫تأكيد الدعاء له‪ ،‬وتكريره رجاء الجابة‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وبغير متضمن الخ( معطوف علششى بمتقومششة‪،‬‬
‫أي وخرج بغير متضمن لستيفاء عين‪ ،‬ما تضمن استيفاءها‪ :‬أي استئجار منفعة تضششمن اسششتيفاء‬
‫عين‪ ،‬كاستئجار الشاة للبنهششا‪ ،‬وبركششة لسششمكها‪ ،‬وشششمعة لوقودهششا‪ ،‬وبسششتان لثمرتششه‪ ،‬فكششل ذلششك ل‬
‫يصح‪ .‬وهذا مما تعم به البلوى‪ ،‬ويقع كثيرا )قوله‪ :‬لن العيان ل تملك بعقد الجششارة قصششدا( أي‬
‫بخلفها تبعا‪ ،‬كما في اكتراء امرأة للرضاع‪ ،‬فإنه يصح‪ .‬لن استيفاء اللبن تششابع للمعقششود عليششه‪،‬‬
‫وبيششان ذلششك‪ :‬ان الرضششاع هششو الحضششانة الصششغرى‪ ،‬وهششي وضششعه فششي الحجششر وإلقششامه الثششدي‪،‬‬
‫وعصره له لتوقفه عليها‪ ،‬فهي المعقود عليه‪ ،‬واللبن تابع إذا بالجششارة موضششوعة للمنششافع‪ ،‬وإنمششا‬
‫العيان تتبع‬

‫] ‪[ 136‬‬

‫للضرورة‪ .‬ويشترط لصحة ذلك تعيين مدة الرضاع‪ ،‬ومحله‪ ،‬من بيته‪ ،‬أو بيت المرضعة‪،‬‬
‫وتعييششن الرضششيع بالرؤيششة‪ ،‬أو بالوصششف‪ ،‬لختلف الغششراض بششاختلف حششاله‪ ،‬وكمششا يصششح‬
‫الستئجار للرضاع الذي هو الحضانة الصغرى‪ ،‬يصح للحضانة الكبرى‪ ،‬ولهما معا والحضانة‬
‫الكبرى‪ :‬تربية صبي بما يصششلحه‪ ،‬كتعهششده بغسششل جسششده‪ ،‬وثيششابه‪ ،‬ودهنششه‪ ،‬وكحلششه‪ ،‬وربطششه فششي‬
‫المهد‪ ،‬وتحريكه لينام‪ ،‬ونحوها مما يحتاجه )قوله‪ :‬ونقل التاج السبكي الخ( ضعيف )قوله‪ :‬صششحة‬
‫إجششارة الششخ( مفعششول اختيششار المضششاف لفششاعله )قششوله‪ :‬وصششرحوا( أي الفقهششاء‪) .‬وقششوله‪ :‬بصششحة‬
‫استئجار قناة( عبارة الروض وشرحه‪ ،‬ويجوز للشخص استئجار القناة‪ ،‬وهششي الجششدول المحفششور‬
‫للزراعة‪ ،‬بمائها الجاري إليهششا مششن النهششر‪ ،‬ل إسششتئجار القششرار منهششا دون المششاء‪ ،‬بششأن اسششتأجرها‬
‫ليكون أحق بمائها الذي يحصل فيها بالمطر والثلج في المستقبل‪ ،‬لنه اسششتئجار لمنفعششة مسششتقبلة‪.‬‬
‫ا‍ه )قوله‪ :‬ويجب على مكر( يعني يتعين لدفع الخيار التي‪ ،‬وليس المراد أنه يأثم بذلك لو تركششه‪،‬‬
‫كما سيبينه‪) ،‬وقوله‪ :‬تسليم مفتاح دار( أي تسليم مفتاح ضبة دار‪ ،‬أي مع الدار‪ ،‬وقوله لمكتر‪ ،‬أي‬
‫مستأجر‪ ،‬وهو متعلق بتسليم‪ ،‬ويده على المفتاح يد أمانة‪ ،‬فإذا تلف بتقصششيره‪ ،‬ضششمنه‪ ،‬أو عششدمه‪،‬‬
‫فل )قوله‪ :‬ولشو ضششاع( أي المفتششاح‪) .‬وقشوله‪ :‬وجششب علششى المكشري تجديششده( أي ولشو ضششاع مشن‬
‫المكتري بتقصيره‪ ،‬لكن عليه القيمة في هذه الحالة‪ ،‬فششإن أبششى‪ ،‬لششم يجششبر‪ ،‬ولششم يششأثم‪ ،‬لكششن يتخيششر‬
‫المكتري )قوله‪ :‬والمراد بالمفتاح( أي الذي يجب على المكري )قوله‪ :‬الغلق المثبت( أي كالضششبة‬
‫المسمرة )قوله‪ :‬أما غيره( أي أما مفتاح غير الغلق المثبت‪ ،‬فل يجب تسليمه )قوله‪ :‬بل ول قفله(‬
‫بالجر‪ ،‬عطف على ضمير تسليمه‪ ،‬أي ول يجب تسليم قفلششه‪ ،‬ويجششوز فيششه الرفششع‪ ،‬علششى أنششه بعششد‬
‫حذف المضاف أقيم مقامه‪ ،‬فارتفع ارتفاعه‪ ،‬وعبارة الفتح مع الصل‪ ،‬وعلششى مكششر أيضششا مفتششاح‬
‫لغلق مثبت تبعا له‪ ،‬بخلف قفل منقول ومفتاحه‪ ،‬وإن اعتيد‪ ،‬وهو أمانة بيده‪ ،‬فل يضمنه بتلفه بل‬
‫تفريط‪ ،‬وجدده إذا ضاع أو تلف‪ ،‬ولو بتقصير‪ ،‬لكن له‪ ،‬مششع التقصششير‪ ،‬قيمتششه‪ .‬ا‍ه )قششوله‪ :‬كسششائر‬
‫المنقولت( أي التي في الدار كالبواب المقلوعة السرر‪ ،‬من كل ما ل يدخل في الدار إذا بيعششت‪،‬‬
‫والكاف للتنظير في عدم وجوب تسليمه على المكري )قوله‪ :‬وعمارتها( بششالرفع‪ :‬معطششوف علششى‬
‫تسليم‪ ،‬أي ويجب على المكري أيضا عمارة الدار )قوله‪ :‬كبناء( أي للخراب الذي في الدار‪ ،‬وهو‬
‫تمثيل للعمارة )قوله‪ :‬وتطيين سطح( أي وضع الطين فيه )قوله‪ :‬ووضع باب( أي انقلششع‪ ،‬ومثلششه‪،‬‬
‫وضع ميزاب‪ ،‬وإعادة رخام‪ ،‬سششواء قلعششه المكششري‪ ،‬أو غيششره‪ ،‬قششال فششي التحفششة‪ :‬ول نظششر لكششون‬
‫الفائت به مجرد الزينة‪ ،‬لنها غرض مقصود )قوله‪ :‬وإصلح منكسر( أي من الخشاب المغلقة‪،‬‬
‫أو غير الخشاب )قوله‪ :‬وليس المراد بكون ما ذكر( أي من تسليم مفتششاح الششدار‪ ،‬ومششن عمارتهششا‬
‫)قوله‪ :‬أنه( أي المكري‪) .‬وقوله‪ :‬يأثم بتركه( أي كما هششو تفسششير الوجششوب شششرعا )قششوله‪ :‬أو أنششه‬
‫يجبر عليه( أي على ما ذكر‪ ،‬فالضمير يعود على ما وليس عائدا علشى الشترك‪ ،‬كمششا هشو ظششاهر‪،‬‬
‫أي وليس المراد بكون ما ذكر واجبا‪ ،‬أنه يجبر عليه‪ .‬قال البجيرمي‪ :‬ومحل عدم وجوب العمارة‬
‫في حق من يؤجر مال نفسه‪ ،‬أما الوقف‪ ،‬فيجب على الناظر العمارة‪ ،‬حيث كان فيه ريششع ‪ -‬وفششي‬
‫معناه‪ :‬المتصرف بالحتياط ‪ -‬كولي المحجور عليه‪ ،‬بحيث لو لم يعمر‪ ،‬فسخ المستأجر الجششارة‪،‬‬
‫وتضرر المحجور عليه‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬بل إنه الخ( أي بل المراد بكون ما ذكر واجبا على المكششري‪،‬‬
‫أنه إن تركه ثبت الخيار للمكتري‪) .‬والحاصل( المراد بالوجوب‪ :‬التعين بالنسبة لدفع الخيار‪ ،‬كما‬
‫علمت )قوله‪ :‬كما بينته( أي هذا المراد )قوله‪:‬‬
‫] ‪[ 137‬‬

‫فإن بادر( أي المكري‪) .‬وقوله‪ :‬وفعل ما عليششه( أي وفعششل المششر الششذي وجشب عليششه‪ ،‬مششن‬
‫تسليم المفتاح وعمارة الدار‪ ،‬أي قبششل مضششي مششدة لمثلهششا أجششرة )قششوله‪ :‬فششذاك( أي واضششح‪ ،‬وهششو‬
‫جواب إن )قوله‪ :‬وإل( أي وإن لم يبادر بفعل ما عليه‪ ،‬فللمكتري خيار‪ ،‬أي فششإن شششاء فسششخ عقششد‬
‫الجارة‪ ،‬وإن شاء أمضاه )قوله‪ :‬إن نقصششته المنفعششة( أي بعششدم العمششارة وإصششلح الخلششل‪ ،‬وذلششك‬
‫لتضرره بنقصها‪ .‬قال في شرح المنهج‪ :‬نعم‪ ،‬إن كان الخلل مقارنا للعقد‪ ،‬وعلم به‪ ،‬فل خيار لششه‪.‬‬
‫ا‍ه )قششوله‪ :‬وعلششى مكششتر تنظيششف عرصششتها( معطششوف علششى قششوله علششى مكششر الششخ‪ ،‬مششن عطششف‬
‫المفردات‪ ،‬أي ويجب على مكتر ذلك‪ ،‬وليس المراد بالوجوب أنه يلزم المكتري نقله‪ ،‬بششل المششراد‬
‫أنه ل يلزم المؤجر ذلك‪) ،‬وقوله‪ :‬من كناسة وثلج( متعلق بتنظيف‪ ،‬أي يجب تنظيفها من الكناسششة‬
‫ومن الثلج‪ ،‬أما الكناسة‪ ،‬وهي ما تسقط من القشور‪ ،‬والطعام‪ ،‬ونحوهما‪ ،‬فلحصششولها بفعلششه‪ ،‬وأمششا‬
‫الثلج‪ ،‬فللتسامح بنقله عرفا‪ .‬وفششي البجيرمششي مششا نصشه‪) :‬والحاصششل( أن إزالشة الكناسشة كالرمشاد‪،‬‬
‫وتفريغ نحو الحش كالبالوعة‪ ،‬على المؤجر مطلقا‪ ،‬إل ما حصل منها بفعل المستأجر‪ ،‬فعليششه فششي‬
‫الدوام‪ ،‬وكذا بعد الفراغ في نحو الكناسة‪ ،‬لجريان العادة بنقلها شششيئا فشششيئا‪ ،‬وليششس المششراد بكششون‬
‫شئ من ذلك على المستأجر بمعنى نقله إلى نحو الكيمان‪ ،‬بل المشراد جمعشه فشي محشل مشن الشدار‬
‫معتاد له فيها‪ ،‬ويتبع في ربط الدوات‪ ،‬العادة‪ .‬ق ل‪ .‬قال م ر‪ :‬وبعده انقضاء المدة يجبر المكششتري‬
‫على نقل الكناسة‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬والعرصة الخ( عبارة المصباح‪ ،‬عرصة الدار‪ ،‬ساحتها‪ ،‬وهي البقعة‬
‫الواسعة التي ليششس فيهششا بنششاء‪ ،‬والجمششع عششراص‪ ،‬مثششل كلبششة‪ ،‬وكلب‪ ،‬وعرصششات‪ ،‬مثششل سششجدة‪،‬‬
‫وسجدات‪ ،‬وفي التهذيب‪ ،‬وسميت ساحة الدار عرصة لن الصبيان يعرصششون فيهششا‪ ،‬أي يلعبششون‬
‫ويمرحون‪ .‬ا‍ه بحذف )قوله‪ :‬وهو( أي المكتري أمين على العين المكتراة‪ ،‬أي سواء انتفع بهششا أم‬
‫ل‪ ،‬إذ ل يمكن استيفاء المنفعة بشدون وضشع يشده عليهشا‪ ،‬ومشع ذلشك لشو ادعشى علشى المشؤجر‪ ،‬لشم‬
‫يصششدق‪ ،‬إل ببينشة‪ ،‬لن القاعششدة‪ ،‬أن كشل أميشن ادعششى الشرد علشى مششن ائتمنشه‪ ،‬صشدق بيمينششه‪ ،‬إل‬
‫المرتهن‪ ،‬والمستأجر )قوله‪ :‬وكذا بعدها( أي وكذلك يكون أمينا فيها بعد مدة الجارة )وقوله‪ :‬مششا‬
‫لم يستعملها( قيد في كونه أمينا فيها بعد مدة الجارة وسيأتي محترزه )قوله‪ :‬استصحابا لما كان(‬
‫علة لقوله وكذا بعدها‪ ،‬أي وإنما يكون أمينا بعدها أيضا استصحابا لما كششان‪ ،‬أي مششن أمششانته قبششل‬
‫انقضائها )قوله‪ :‬ولنه ل يلزمه الرد( أي بعد انقضائها‪ ،‬أي وإذا لششم يلزمششه الششرد بعششد ذلششك‪ ،‬بقششي‬
‫على ما كان عليه من المانة‪ ،‬وقوله ول مؤنته‪ ،‬أي الرد )قوله‪ :‬بل لو شرط أحدهما( أي الرد أو‬
‫المؤنة في العقد‪) .‬وقوله‪ :‬عليه( أي على المكتري‪) ،‬وقوله‪ :‬فسششد العقششد( أي عقششد الجششارة‪ ،‬وهششو‬
‫جواب لو )قوله‪ :‬وإنما الذي عليه الخ( أي وإنما الششواجب عليششه‪ ،‬أي المكششتري‪) ،‬وقششوله‪ :‬التخليششة(‬
‫أي يخلي بينها وبين مالكها‪ ،‬بأن ل يستعملها‪ ،‬ول يحبسشها لشو طلبهشا )قشوله‪ :‬كشالوديع( أي نظيشر‬
‫الوديع‪ ،‬فإنه ل يلزمه الرد‪ ،‬وإنما يلزمه التخلية‪ ،‬وإذا كان المكتري كالوديع لزمه ما يلزمششه‪ ،‬مششن‬
‫دفع ضرر عن العين المؤجرة‪ ،‬من حريق‪ ،‬ونهب‪ ،‬وغيرهما‪ ،‬إذ قدر على ذلك‪ ،‬مششن غيششر خطششر‬
‫)قوله‪ :‬ورجح السبكي أنه كالمانة الشرعية( الضشمير يعشود علشى مشا ذكشر مشن العيشن المكشتراة‪،‬‬
‫ويصح رجوعه للمستأجر‪ ،‬ويقدر مضاف بعد الكاف‪ :‬أي أنه كذي المانة‪ ،‬وعبارة النهايششة‪ ،‬ومششا‬
‫رجحه السبكي‪ ،‬من أنها كالمانة الشرعية فعليه إعلم مالكها بهششا أو ردهششا فششورا‪ ،‬وإل ضششمنها‪،‬‬
‫غير معول عليه‪ ،‬لظهور الفرق بأن هذا وضع يده عليه بششإذن مششالكه ابتششداء‪ ،‬بخلف ذي المانششة‬
‫الشرعية‪ .‬ا‍ه‪ .‬ويعلم من الفرق المذكور‪ ،‬ضششابط المانشة الششرعية‪ ،‬والجعليششة‪ ،‬وأن الولشى‪ ،‬هششي‬
‫التي لم يأذن المالك في وضع اليد عليها ابتداء‪ ،‬وإنما أذن الشارع في ذلك حفظا‬

‫] ‪[ 138‬‬

‫لها‪ ،‬والثانية‪ :‬هي التي أذن المالك في ذلك ابتداء )قوله‪ :‬فيلزمه( أي المكتري‪ ،‬وهذا مفرع‬
‫على أنه كالمانة الشرعية‪) ،‬وقوله‪ :‬إعلم مالكها بها( أي بالعين‪ ،‬وانظر ما المراد بإعلمه بذلك‬
‫؟ ثم ظهر من كلمه بعد‪ ،‬أن المشراد إعلمششه بتفريغهشا مشن أمتعتششه )قشوله‪ :‬والمعتمشد خلفششه( أي‬
‫خلف ما رجحه السبكي‪ ،‬لما علمت من الفرق )قوله‪ :‬أنه( أي المكتري‪ ،‬والمصدر المششؤول بششدل‬
‫من الصح )قوله‪ :‬ليس عليه( أي بعد انقضاء المششدة‪ ،‬وقششوله إل التخليششة‪ ،‬أي بيششن العيششن ومالكهششا‬
‫)قوله‪ :‬فقضيته( أي قضية كونه ليس عليه إل التخلية )قوله‪ :‬لو طلبها( أي المالششك )قششوله‪ :‬وحينئذ‬
‫يلزم من ذلك الخ( أي وحين إذ كان ليس عليه إل التخلية‪ ،‬يلزم منه أنه ل فششرق فششي التخليششة بيششن‬
‫أن يغلق باب نحو الحانوت أو ل‪ ،‬ول تتوقف التخلية على عدم غلقه لبابه‪ ،‬وهذا مششا جششرى عليششه‬
‫في التحفة )قوله‪ :‬لكن قال البغوي إلخ( جرى عليه في النهاية‪ ،‬ونصها‪ ،‬وعلشى الول‪ ،‬الصشح ل‬
‫يلزم المكتري إعلم المكري بتفريغ العين‪ ،‬كما هو مقتضى كلمهم‪ ،‬بل الششرط أن ل يسشتعملها‪،‬‬
‫ول يحبسها‪ ،‬وإن لم يطلبها‪ ،‬فلو أغلق الدار‪ ،‬أو الحانوت بعد تفريغة‪ ،‬لزمته الجرة‪ ،‬فيما يظهر‪،‬‬
‫فقد صرح البغوي بأنه لو استأجر الششخ‪ .‬ا‍ه )قششوله‪ :‬قششال شششيخنا فششي شششرح المنهششاج( عبششارته بعششد‬
‫عبارة البغوي التي ذكرها الشارح‪ ،‬قال وقد رأيت الشيخ القفال قال‪ :‬لو أسششتأجر دابشة يومشا‪ ،‬فششإذا‬
‫بقيت عنده‪ ،‬ولم ينتفع بها‪ ،‬ول حبسها عن مالكها‪ ،‬ل تلزمه أجششرة المثششل لليششوم الثششاني‪ ،‬لن الششرد‬
‫ليس واجبا عليه‪ ،‬وإنما عليه التخلية إذا طلب مالكهششا‪ ،‬بخلف الحششانوت‪ ،‬لنششه فششي حبششه وعلقتششه‪،‬‬
‫وتسششليم الحششانوت والششدار ل يكششون إل بتسششليم المفتششاح‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومششا قششاله فششي الدابششة‪ ،‬واضششح‪ ،‬وفششي‬
‫الحانوت والدار‪ ،‬من توقف التخلية فيهما على عدم غلقه لبابهما‪ ،‬فيه نظر‪ .‬ول نسششلم لششه مششا علششل‬
‫به‪ ،‬لن التسليم لهما هنا يحصل وإن لم يدفع المؤجر له مفتاحهمششا‪ .‬نعششم‪ ،‬مششا ذكششره البغششوي‪ ،‬فششي‬
‫مسألة الغيبة‪ ،‬متجه لن التقصير حينئذ من الغائب‪ ،‬لن غلقه مع غيبتششه مششانع للمالششك مشن فتحششه‪،‬‬
‫لحتمال أن له‪ ،‬أي للغائب‪ ،‬فيه شيئا‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحذف )قوله‪ :‬ولو استعمل العين الخ( هذا محترز قششوله‬
‫ما لم يستعملها‪ .‬قال سم‪ :‬خرج باستعمالها‪ ،‬مجرد بقاء المتعة فيها‪ ،‬فل أجرة‪ ،‬كمششا قششدمته‪ ،‬وكششذا‬
‫مجرد بقاء البناء والغراس فيها‪ ،‬وقد شرط البقاء بعد المدة أو أطلق‪ ،‬فل أجرة‪ ،‬كمششا قششدمته عششن‬
‫الروض‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬بعد المدة( أي بعد انقضاء مششدة الجششارة‪) ،‬وقششوله‪ :‬لزمششه أجششرة المثششل( أي‬
‫بالنسبة لما بعد المدة‪ ،‬وتكون من نقد البلد الغالب في تلك المدة‪ ،‬وعليششه الضششمان )قششوله‪ :‬كششأجير‪:‬‬
‫فإنه أمين( أي على ما استؤجر لحفظه‪ ،‬أو للعمل فيه ‪ -‬كالراعي‪ ،‬والخيششاط‪ ،‬والصششباغ‪ ،‬شششوبرى‬
‫)قوله‪ :‬ولو بعد المدة( أي مدة الجارة إن قدرت بزمن‪ ،‬أي أو بعد تمام العمششل إن قششدرت بعمششل‪،‬‬
‫كخياطة وغيرها‪) ،‬وقوله‪ :‬أيضا( أي كالمكتري )قوله‪ :‬فل ضمان الخ( تفريع على كون المكتري‬
‫والجير أمينين‪) ،‬وقوله‪ :‬على واحد منهما( أي مشن المكشتري والجيشر )قشوله‪ :‬فلشو اكشترى الشخ(‬
‫تفريع على عدم تضمين واحد منهما‪ ،‬وهذا هو المكتري )قوله‪ :‬ولم ينتفع بها( هذا ليس بقيششد كمششا‬
‫في البجيرمي‪ ،‬بل مثله‪ .‬ما إذا انتفع بها‪ ،‬لكن النتفاع المششأذون لششه فيششه )قششوله‪ :‬فتلفششت( أي الدابششة‬
‫بآفة سماوية )قوله‪ :‬أو اكتراه( أي شخص‪ ،‬فالفاعل يعود على معلششوم مششن المقششام )قششوله‪ :‬لخياطششة‬
‫ثوب( أي أو لحراسة )قوله‪ :‬أو صبغه( بفتح أوله مصدرا‪ ،‬قششال فششي المصششباح‪ :‬وصششبغت الثششوب‬
‫صبغا‪ ،‬من بابي‪ ،‬نفع‪ ،‬وقتل‪ ،‬وفي لغة‪ ،‬من باب ضرب‪ .‬اه‍ )قوله‪ :‬فتلف( أي الثواب بآفة سماوية‬
‫)قوله‪ :‬فل يضمن( جواب لو والفاعل يعود على كل من المكتري ومن الجير المعبر عنه بقششوله‬
‫أو اكتراه‪ ،‬كما علمت‪ ،‬قال البجيرمي‪ :‬ومع عدم ضمان الجير هو‬

‫] ‪[ 139‬‬

‫ل يسششتحق الجششرة‪ ،‬لنششه لششم يسششلم العيششن كمششا تسششلمها‪ ،‬فلششو تعجلهششا‪ ،‬وجششب عليششه ردهششا‬
‫لصاحبها‪ ،‬ومنه ما يقع من دفششع كششراء المحمششول معجل‪ ،‬ثشم تغشرق السششفينة قبششل وصشولها مكشان‬
‫التسليم‪ ،‬فإنه يجب على المتعجل ردها‪ ،‬لتبين عدم اسششتحقاقها‪ .‬ا‍ه‪ .‬بتصششرف )قششوله‪ :‬سششواء انفششرد‬
‫الجير باليد( أي كأن عمل وحده )قوله‪ :‬كششأن قعششد الششخ( هششو ومششا بعششده مثششالن لمششا إذا لششم ينفششرد‬
‫بالعمل‪ .‬وقوله أو أحضره منزله‪ :‬أي وإن لم يقعد معه‪ ،‬أو حمل المتشاع ومششي خلفشه‪ ،‬لثبشوت يشد‬
‫المالك عليه حكما‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفة )قوله‪ :‬إل بتقصششير( مرتبششط بششالمتن‪ ،‬أي فل ضششمان علششى المكششتري‬
‫والجير إل إن حصل منهما تقصير حتى تلف ما تحت يدهما )قوله‪ :‬كأن ترك الخ( تمثيل لما إذا‬
‫حصل منهما تقصير في ذلك )قوله‪ :‬كانهدام سقف الخ( تمثيل للسبب في التلف‪) ،‬وقوله‪ :‬في وقت‬
‫لو انتفع الخ( المراد‪ ،‬كما في البجيرمي‪ ،‬ويؤخذ من عبارة سم أنه حصل النهدام في وقت جرت‬
‫العادة بالنتفاع بها فيه وتركه‪ ،‬وخرج به‪ ،‬ما لو حصل النهدام في وقت لم تجر العادة بالنتفششاع‬
‫بها فيه وتركه‪ ،‬فإنه ل يضمن‪ ،‬لنه ل يعد مقصرا بترك النتفاع فيه وهذا هو المششراد وإن كششانت‬
‫الجملة الشرطية ل تفيده‪ ،‬فتنبه‪ .‬قال سم‪ ،‬هششذا التفصششيل المششذكور‪ .‬فششي الدابششة ينبغششي جريششانه فششي‬
‫غيرها‪ ،‬كثوب استأجره للبسه‪ ،‬فإذا ترك لبسه وتلف‪ ،‬أو غصب في وقت لو لبسه سلم مششن ذلششك‪،‬‬
‫ضمنه‪ ،‬فليتأمل‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقال في فتح الجواد‪ ،‬والضششمان بششذلك‪ ،‬أي بالنهششدام‪ ،‬ضششمان جنايششة‪ ،‬ل يششد‬
‫على الوجه فلو لم يتلف‪ ،‬لم يضمن‪ .‬قال الزركشي‪ ،‬ويضمن لو سافر به في وقت لم يعتد السششير‬
‫فيه فتلف أو غصب ا‍ه‪ .‬وقوله سلمت‪ ،‬أي من التلف بذلك السششبب‪ .‬قششال البجيرمششي‪ :‬ووجششه كششونه‬
‫تعديا أنه لما نشأ النهدام عليها‪ ،‬من ترك النتفاع بها فيه‪ ،‬كان كأنه بفعله‪ ،‬ا‍ه‪ .‬ولو ترك النتفششاع‬
‫وتلفت بسبب غيره‪ ،‬كما لو لدغتها حية أو نحوها‪ ،‬لم يضمن‪ ،‬عند الرملي )قوله‪ :‬وكأن ضششربها(‬
‫عطف على كأن ترك‪ ،‬والمراد‪ :‬ضربها فوق العادة ومثله ما لو نخعها باللجام كششذلك‪ ،‬بخلف مششا‬
‫لو كان مثل العادة فيهما فل يضمن‪ ،‬وقوله أو أركبها أثقل منشه‪ ،‬أي أو حملهشا مشائة رطشل ششعير‬
‫بدل مائة رطل بر‪ ،‬أو عكسه‪ ،‬وذلك لجتماع مائة الششبر بسششبب ثقلهششا فششي محششل واحششد‪ ،‬والشششعير‬
‫لخفته يأخذ من ظهر الدابة أكثر‪ ،‬فتتضرر بششذلك‪ ،‬وضششررهما مختلششف )قششوله‪ :‬ول يضششمن أجيششر‬
‫الخ( أي لعدم تقصيره‪ ،‬لنه لم يسششلم إليششه المتششاع‪ ،‬وإنمششا هشو بمنزلششة حششارس سششكة سششرق بعششض‬
‫بيوتها‪ ،‬قال ش ق‪ :‬ويعلم منه أن خفراء السواق بمصر أو الدواب بالرياف‪ ،‬ل ضششمان عليهششم‪،‬‬
‫لعدم تقصيرهم‪ ،‬ول يلزمهششم إل إيقششاظ الملك بالنششداء‪ ،‬ل دفششع اللصششوص‪ ،‬فششإن قصشروا بنشوم أو‬
‫نحوه‪ ،‬ضمنوا‪ ،‬وإن لم يسلم لهم البهائم‪ ،‬لن ذلك ليس بشرط‪ ،‬ولو في أول ليلة‪ ،‬خلفا لبعضششهم‪،‬‬
‫بل الشرط‪ ،‬أن يعرفوا ما يحرسونه‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقششوله‪ :‬إذا أخششذ غيششره( أي غيششر الجيششر‪) .‬وقششوله‪ :‬مششا‬
‫فيها( أي الدكان‪ ،‬وعبارة المغني‪ :‬الجير لحفظ الدكان مثل ل ضمان عليه إذا أخذ مششا فيششه‪ ،‬لنششه‬
‫ل يدله على المال‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله ما فيه أي الدكان‪ .‬ويعلم من عبارتنا‪ ،‬مع عبارة المغني‪ ،‬أن الششدكان‬
‫يذكر ويؤنث‪ ،‬فانظره‪ .‬ثم رأيت البجيرمي كتب على قول المنهج‪ ،‬في آخر مبحث زكاة الماشششية‪،‬‬
‫ما نصه‪ ،‬قوله ودكان‪ ،‬بضم الدال المهملة‪ ،‬وهو الحانوت‪ ،‬وفي المصباح‪ ،‬أنه يذكر ويؤنث‪ ،‬وأنه‬
‫اختلف في نونه‪ :‬فقيل أصلية‪ ،‬وقيل زائدة‪ ،‬فعلى الول‪ ،‬وزنششه فعلل‪ ،‬وعلششى الثششاني‪ ،‬فعلن‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫فتفطن )قوله‪ :‬ل ضمان أيضا( أي كما ل ضمان على الجير لحفظ دكششان‪ .‬وقششوله علششى الخفيششر‪،‬‬
‫أي الحارس مطلقا في السواق‪ ،‬أو الرياف‪ ،‬كما علششم ممششا مششر )قششوله‪ :‬وكششأن اسششتأجره ليرعششى‬
‫دابته( عطف على قوله كأن ترك المكتري‪ .‬قال سم‪ :‬ظاهره ولششو ذمششة‪ ،‬ففششي الضششمان نظششر‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وقوله فيضمنها كل منهما أي من الجير الول‪ ،‬والجير الثاني‪ ،‬وقوله والقششرار علششى مششن تلفششت‬
‫بيده‪ ،‬أي حيث كان عالما‪ ،‬وإل فالقرار علششى الول‪ .‬شششرح م ر )قششوله‪ :‬وكششأن أسششرف خبششاز فششي‬
‫الوقود( أي حتى احترق الخبز‪ ،‬وهو معطوف‬

‫] ‪[ 140‬‬

‫أيضا على كأن ترك الخ‪ .‬والوقود‪ ،‬بفتح الواو‪ ،‬ما يوقد به قششال تعششالى‪) * :‬وقودهششا النششاس‬
‫والحجارة( * )‪ (1‬وبالضم‪ :‬الفعل )قوله‪ :‬أو مات الخ( معطوف على أسششرف‪ ،‬أو علششى تششرك‪ ،‬أي‬
‫وكأن مات المتعلم من ضرب المعلم‪ .‬قال ع ش‪ :‬وإن كان مثله معتادا للتعليم‪ ،‬لكن يشششكل وصششفه‬
‫حينئذ بالتعدي وقد يجاب عنه بما يأتي‪ ،‬من أن التأديب كان ممكنا بالقول‪ ،‬وظن عدم إفششادته إنمششا‬
‫يفيد القدام‪ ،‬وإذا مات تششبين أنششه متعششد بششه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وعبششارة الششروض وشششرحه‪ ،‬ولششو ضششرب الجيششر‬
‫الصبي للتأديب والتعليم فمات‪ ،‬فمتعد لن ذلك ممكن بغير الضرب‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ويصششدق الجيششر(‬
‫يعني لو اختلفا في التقصير وعدمه‪ ،‬صدق‪ ،‬الجير بيمينه في عدمه‪ ،‬لنه الصششل )قششوله‪ :‬مششا لششم‬
‫يشهد خششبيران بخلفششه( أي بخلف مششا ادعششاه الجيششر‪ .‬قششال ع ش‪ ،‬ومفهششومه أنشه ل يكفششي رجششل‬
‫وامرأتان‪ ،‬ول رجل ويمين‪ ،‬وهو ظاهر‪ ،‬لن الفعل الذي وقع التنازع فيه‪ ،‬ليس مال‪ ،‬وإن ترتششب‬
‫عليه الضمان‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ولو اكتري( أي شخص‪ .‬وقوله اليوم‪ ،‬أي يوم السششتئجار‪ ،‬وقششوله غششدا‪،‬‬
‫أي بعد يوم الستئجار )قوله‪ :‬فأقام( أي المكتري للدابة‪ .‬وقوله بها‪ :‬أي بالدابة )قوله‪ :‬ورجششع( أي‬
‫إلى محله‪ .‬وقوله في الثالث‪ ،‬أي اليوم الثالث )قوله‪ :‬ضمنها فيه( أي فششي الثششالث‪ ،‬قششال ع ش‪ ،‬أي‬
‫ضمان يد‪ ،‬أخذا من قوله الستعمال الخ‪ ،‬وعليه أجرة مثل اليوم الثالث‪ ،‬وأما الثاني‪ ،‬فيسششتقر فيششه‬
‫المسمى‪ ،‬لتمكنه من النتفاع فيه مع كون الدابة في يده‪ ،‬والكلم فيمششا إذا تششأخر‪ ،‬ل لنحششو خششوف‪،‬‬
‫وإل فل ضمان عليه‪ ،‬ول أجرة لليوم الثالث‪ ،‬لن الثاني ل يحسب عليه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله فقط‪ ،‬أي غير‬
‫الول والثاني )قوله‪ :‬لنه استعملها الخ( قال سششم‪ :‬انظششر لششو لششم يسششتعملها ؟ ا‍ه )قششوله‪ :‬ولششم يششبين‬
‫موضعه( أي العمل‪ ،‬كمحل العقد‪ ،‬أو غير‪ ،‬وقششوله فششذهب‪ ،‬أي المكششتري‪ ،‬وقششوله بششه‪ ،‬أي بالعبششد‪،‬‬
‫وقوله إلى آخر‪ ،‬أي إلى بلد آخر‪ ،‬أي غيشر بلششد العقششد )قشوله‪ :‬فششأبق( أي العبشد‪ ،‬أي هشرب )قشوله‪:‬‬
‫ضمنه( قال ع ش‪ :‬هذا قد يشكل على ما مر من جواز السفر بالعين‪ ،‬حيث ل خطر‪ ،‬فإن مقتضاه‬
‫عدم الضمان بتلفها في السفر‪ ،‬إل ان يصور ما هنا بمششا لششو اسششتأجر القششن لعمششل ل يكششون السششفر‬
‫طريقا لستيفائه‪ ،‬كالخياطة‪ ،‬دون الخدمة‪ ،‬وما مر‪ ،‬بما إذ استؤجرت العين لعمل يكون السفر من‬
‫طرق استيفائه كالركوب والحمل‪ ،‬فليراجع‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬مع الجششرة( أي أجششرة العبششد‪ ،‬وظششاهره‪،‬‬
‫ولو لم يستوف به العمل )قوله‪ :‬يجشوز لنحششو القصششار( هشو المششبيض للثيشاب‪ .‬قشال فشي القشاموس‪:‬‬
‫وقصرت الثوب قصرا بيضته‪ .‬والقصارة‪ ،‬بالكسر‪ ،‬الصناعة‪ .‬والفاعل قصار‪ .‬ا‍ه‪ .‬ويندرج تحت‬
‫لفظ نحو‪ :‬الخياط‪ ،‬والراعي‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬ومر أوائل المبيع قبل قبضه أن للمستأجر حبششس مششا‬
‫استؤجر عليه للعمل فيه ثم لستيفاء أجرته‪ ،‬ومحله‪ ،‬ما إذا لم يتعدد‪ ،‬وإل كاستأجرتك لكتابششة كششذا‬
‫كل كراس بكذا‪ ،‬فليس لششه حبششس كششراس علششى أجششرة آخششر‪ ،‬لن الكراريششس حينئذ بمنزلششة أعيششان‬
‫مختلفة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله حبس الثوب‪ ،‬أي عنده وقوله كرهنه أي الثوب‪ ،‬وظششاهره أن الكششاف للتنظيششر‪،‬‬
‫وأنه يجوز لنحو القصار أن يرهن الثوب عند غيره بأجرته مششن غيششر إذن مششالكه‪ ،‬وليششس كششذلك‪،‬‬
‫فالصواب‪ ،‬التعبير باللم‪ ،‬بدل الكششاف‪ ،‬والمعنششى‪ :‬يجششوز لنحششو القصششار حبششس الثششوب عنششده قبششل‬
‫استيفائه الجرة‪ ،‬لنه مرهون بأجرته‪ .‬ثم رأيت في التحفة‪ ،‬التعششبير بششاللم‪ ،‬فششي كتششاب المسششاقاة‪،‬‬
‫ونصها‪) :‬فرع( أذن لغيره في زرع أرضه فحرثها وهيأها للزراعة‪ ،‬فزادت قيمتهششا بششذلك‪ ،‬فششأراد‬
‫رهنها‪ ،‬أو بيعها مثل من غير إذن العامل‪ :‬لم يصح لتعذر النتفاع بها بدون ذلك العمششل المحششترم‬
‫فيها‪ ،‬ولنها صارت مرهونة في ذلك العمل الزائد بششه قيمتهششا‪ ،‬وقششد صششرحوا بششأن لنحششو القصششار‬
‫حبس الثوب لرهنه بأجرته حتى يستوفيها‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬حتى يستوفيها( أي نحو القصار الجرة من‬
‫المكتري )قوله‪ :‬ول أجرة لعمل الخ( في البجيرمي‪ :‬ومن هششذه القاعششدة مششا لششو جلششس إنسششان عنششد‬
‫طباخ‪،‬‬

‫)‪ (1‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪.24 :‬‬

‫] ‪[ 141‬‬

‫وقال أطعمني رطل من اللحم‪ ،‬ولم يسم ثمنا‪ ،‬فأطعمه‪ ،‬لم يستحق عليه قيمته‪ ،‬لنه بالتقديم‬
‫له‪ ،‬مسلط له عليه‪ ،‬وليس هذا من البيوع الفاسدة حتى يضمن بالتلف‪ ،‬لنه لم يذكر فيششه الثمششن‪.‬‬
‫والبيع إن صح أو فسد‪ :‬يعتبر فيه ذكر الثمن‪ .‬ا‍ه‪ .‬من القول التششام فششي آداب دخششول الحمشام‪ ،‬لبشن‬
‫العماد )قوله‪ :‬كحلق رأس الخ( تمثيل للعمششل )قشوله‪ :‬وقصششارته( أي الثششوب‪ ،‬وهشو بكسششر القششاف‪:‬‬
‫تبييضه )قوله‪ :‬وصشبغه( بفتشح الصشاد‪) .‬وقششوله‪ :‬بصشبغ( بكسشر الصششاد‪ ،‬مششا يصشبغ بشه‪ .‬قششال فششي‬
‫القاموس‪ .‬الصبغ‪ ،‬بكسر الصاد ‪ -‬والصبغة‪ ،‬والصششباغ أيضششا‪ :‬كلششه بمعنششى‪ ،‬وهششو مششا يصششبغ بششه‪،‬‬
‫ومنهم من يقول‪ ،‬الصباغ جمع صبغ‪ ،‬مثل بئر وبئار‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬بصبغ مالكه( أي مالك الثوب‪،‬‬
‫ومفاده أنه إذا كان صبغه بصبغ نفسه‪ ،‬استحق الجرة‪ ،‬فانظره‪ ،‬فإنه أطلق في التحفة والنهاية مع‬
‫الصل والروض وشرحه‪ ،‬ولم يقيدوا بصبغ مالكه‪ ،‬ول بصششبغ نفسششه )قششوله‪ :‬بل شششرط الجششرة(‬
‫وهو يحصل بذكرها‪ ،‬أو بذكر ما يقتضيها‪ .‬ولشو قشال بل ذكشر مشا يقتضشي الجششرة‪ ،‬لكششان أولششى‪،‬‬
‫ليوافق التفريع بعد )قوله‪ :‬فلو دفع الشخ( تفريشع علششى المنطششوف )قشوله‪ :‬ففعشل( أي مشن ذكششر مشن‬
‫الخياط والقصار والصباغ المأذون له فيه‪ ،‬وأفششرد الضششمير‪ ،‬مششع أن المرجششع جمششع‪ ،‬لن العطششف‬
‫بأو‪ ،‬وهي للحد الدائر‪ ،‬أو باعتبار تأويله بالمذكور )قوله‪ :‬ل ما يفهمها( أي لم يذكر أحششدهما مششا‬
‫يفهمها‪ ،‬أي الجرة‪ ،‬كأن قال اعمل وأنا أرضيك‪ ،‬أو ل أخيبك‪ ،‬أو ما ترى مني إل ما يسششرك‪ ،‬أو‬
‫اعمل وأنا أثيبك‪ ،‬ونحو ذلك‪ ،‬وفي هذه‪ ،‬يستحق أجرة المثل‪ ،‬كما سيذكره بقششوله‪ ،‬أمششا إذا عششرض‬
‫بها الخ )قوله‪ :‬فل أجرة لشه( جشواب لشو‪ ،‬وضشمير لشه‪ ،‬يعششود أيضشا علشى مششن ذكشر‪ .‬وفشي ششرح‬
‫الروض‪ :‬قال الذرعي‪ ،‬والشبه أن عدم اسششتحقاقه الجششرة‪ ،‬محلششه إذا كششان حششرا‪ ،‬مكلفششا‪ ،‬مطلششق‬
‫التصرف‪ ،‬فلو كان عبدا‪ ،‬أو محجورا عليه بسفه‪ ،‬أو نحششوه‪ ،‬اسششتحقها إذ ليسششوا مششن أهششل التششبرع‬
‫بمنافعهم المقابلة بالعواض‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬لنه متبرع( أي فهو لم يعمل طامعا )قوله‪ :‬ولنه لو قششال‬
‫الخ( عطف على قوله‪ ،‬لنه متبرع )قششوله‪ :‬ل يسششتحق عليششه( أي علششى سششكناه الششدار‪ .‬قششال ع ش‪،‬‬
‫ومثله ما جرت به العادة‪ ،‬من أنه يتفق أن إنسانا يتزوج امرأة ويسكن بها في بيت أهلها مدة‪ ،‬ولم‬
‫تجر بينهما تسمية أجرة ول ما يقوم مقام التسمية‪ ،‬لكن قول الشارح أسكني دارك شهرا الخ‪ ،‬يفهم‬
‫وجوب الجرة في هذه المسألة‪ ،‬وهو ظاهر‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وإن عرف بذلك العمششل بهششا( غايششة لقششوله‬
‫ول أجرة بل شرط‪ ،‬واسم الشارة عائد على عششدم الشششرط المفهششوم مششن قششوله بل شششرط‪ ،‬والبششاء‬
‫الداخلة عليه بمعنى مع‪ ،‬والعمل نائب فاعل عرف‪ ،‬والضمير في بها‪ ،‬عائد علششى الجششرة‪ ،‬أي ل‬
‫أجرة بل شرط‪ ،‬وإن عرف أن هذا العمل يكون بالجرة مع عششدم الشششرط‪ .‬قششال البجيرمششي‪ :‬وفششي‬
‫سم‪ ،‬قوله وإن عرف بذلك العمل‪ ،‬لكن أفتى الروياني باللزوم في المعروف بذلك‪ ،‬وقال ابشن عبشد‬
‫السلم‪ :‬هو الصح‪ ،‬وأفتى به خلق من المتأخرين‪ ،‬وعليه عمل الناس الن‪ ،‬ويعلم منها أن الغايششة‬
‫للرد‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬لعدم التزامها( علة لما تضمنته الغاية‪ ،‬أي ل أجرة له إذا كان معروفا عمله بهششا‪،‬‬
‫لعدم التزام الجرة في مقابلة عمله‪ ،‬وهي عين الولى‪ ،‬أعني قوله لنه متبرع‪ ،‬فلو اقتصششر علششى‬
‫إحداهما لكان أخصر )قوله‪ :‬ول يستثنى وجوبها( أي الجششرة مششن القاعششدة المششذكورة‪ ،‬أعنششي ول‬
‫أجرة لعامل بل شرط ‪ -‬إذ هو ليس من أفرادها‪ ،‬إذ العامششل فيهششا صششرف منفعتششه بنفسششه‪ ،‬وداخششل‬
‫الحمام أو راكب السفينة استوفاها من غير أن يصرفها صاحبها إليه )قوله‪ :‬أو راكب سشفينة( فشي‬
‫فتح الجواد‪ ،‬وكداخل الحمام‪ ،‬راكب السفينة‪ ،‬لكن بحثه ابن الرفعة أنه مششتى علششم بشه مالكهشا حيششن‬
‫سيرها‪ ،‬لم يستحق شيئا‪ ،‬كما لو وضع متاعه على دابة غيششره فسششيرها مالكهششا‪ ،‬فششإنه ل أجششرة لششه‬
‫)قوله‪ :‬بخلفه بإذنه( أي بخلف ما إذا كان دخول الحمام أو ركوب السفينة بإذن صششاحبها‪ ،‬فششإنه‬
‫صاحبها‪ ،‬فإنه ل أجرة عليه كالجير‪.‬‬

‫] ‪[ 142‬‬

‫)تنبيه( قشال فشي المغنشي‪ :‬مشا يأخشذه الحمششامي‪ ،‬أجششرة الحمشام واللشة‪ ،‬مششن سشطل‪ ،‬وإزار‪،‬‬
‫ونحوهما‪ ،‬وحفظ المتاع‪ ،‬ل ثمن الماء‪ ،‬كما مشرت الششارة إليشه‪ ،‬لنشه غيشر مضشبوط‪ ،‬فل يقابشل‬
‫بعوض‪ .‬فالحمامي مؤجر‪ ،‬أي لللة‪ ،‬وأجير مشترك في المتعششة‪ ،‬فل يضششمنها كسششائر الجششراء‪،‬‬
‫واللة غير مضمونة على الداخل‪ ،‬لنه مسششتأجر لهششا‪ ،‬ولششو كششان مششع الششداخل اللششة‪ ،‬ومششن يحفششظ‬
‫المتاع‪ ،‬كان ما يأخذه الحمامي أجرة الحمام فقط‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬أما إذا ذكر أجرة( محششترز قششوله ولششم‬
‫يذكر أحدهما أجرة )قوله‪ :‬فيسشتحقها( أي يسششتحق العامششل الجشرة‪ .‬وقشوله قطعشا‪ ،‬أي بل خشوف‪،‬‬
‫وقوله إن صح العقد‪ ،‬أي بأن استكمل الشروط المارة )قوله‪ :‬وإل فأجرة المثل( أي وإن لم يصششح‬
‫العقد فيستحق أجرة المثل‪ ،‬ل المسمى )قوله‪ :‬وأما إذا عرض بها( محششترز قششوله ول مششا يفهمهششا‪.‬‬
‫وقوله فيجب أجرة المثل‪ :‬أي لنه لم يعمل متبرعا )قوله‪ :‬وتقررت‪ :‬أي الجرة الخ( أي استقرت‬
‫كلها بمضي مدة الجارة‪ ،‬وقولهم تملك الجرة بالعقد معينة كانت أو في الذمة‪ ،‬معنششاه أنهششا تملششك‬
‫ملكا مراعى بمعنى أنه كلما مضى زمان على السلمة‪ ،‬بان أن المؤجر استقر ملكه منها على ما‬
‫يقابل ذلك إن قبض المكتري العيششن أو عرضششت عليششه فششامتنع فل تسششتقر كلهششا إل بمضششي المششدة‬
‫)قوله‪ :‬في الجارة المقدرة الخ( لو قال للجارة في المقدرة بوقت‪ ،‬لكان أولى لن المدة للجارة‪،‬‬
‫ولنه أنسب بقوله بعد في المقدرة بعمل‪ ،‬فإنه حذف منه لفظ الجارة )قوله‪ :‬وإن لم يستوف الششخ(‬
‫غاية لتقرر الجرة‪ :‬أي تتقرر الجرة بذلك على المستأجر‪ ،‬سواء استوفى المنفعة أم ل‪ ،‬كششأن لششم‬
‫يسكن الدار‪ ،‬ولم يركب الدابة )قوله‪ :‬لن المنافع تلفششت تحششت يششده( أي المسششتأجر‪ ،‬فهششو المقصششر‬
‫بششترك النتفشاع )قشوله‪ :‬وإن تششرك لنحششو مششرض( غايشة ثانيشة لمششا ذكشر‪ :‬أي تسششتقر الجشرة علشى‬
‫المكتري وإن ترك النتفاع بها لما ذكر )قششوله‪ :‬إذ ليششس الششخ( علششة لمششا تضششمنته الغايششة قبلششه‪ ،‬أي‬
‫وإنما استقرت الجرة إذا ترك النتفاع لنحو مرض أو خوف طريق‪ ،‬لنه ليس على المششؤجر إل‬
‫تمكين المستأجر من النتفششاع مششن العيششن المششؤجرة )قششوله‪ :‬وليششس لششه بسششبب ذلششك الششخ( أي ليششس‬
‫للمكتري بسبب المرض أو خوف الطريق أو نحوهما‪ :‬فسخ لعقد الجارة ول رد للعيششن المششؤجرة‬
‫إلى أن يتيسر له العمل فيها فيسترجعها منه‪ .‬مبحث انفساخ الجارة )قوله‪ :‬وتنفسخ الجارة الششخ(‬
‫شروع فيما يقتضي النفساخ للجارة وما يقتضي الخيششار )قششوله‪ :‬بتلششف مسششتوفى منششه( أي حسششا‬
‫كان ذلك التلف‪ ،‬كمثال للشششارح‪ ،‬أو شششرعا‪ ،‬كحيششض امششرأة اكششتريت لخدمششة مسششجد مششدة معينششة‪،‬‬
‫وقوله معين في العقد‪ ،‬سيذكر محترزه )قوله‪ :‬كموت نحو الخ( تمثيل للتلششف الحاصششل للمسششتوفي‬
‫منه‪ ،‬وقوله وأجير‪ ،‬معطوف على نحو‪ ،‬وهو من أفراده‪ ،‬فالعطف من عطف الخاص علششى العششام‬
‫)قوله‪ :‬وانهدام دار( أي وكانهدام دار‪ ،‬ومحل كشونه موجبشا للنفسشاخ‪ ،‬إذا كششان كلهشا‪ ،‬أمششا انهششدام‬
‫بعضها‪ ،‬فيثبت الخيار للمستأجر‪ ،‬ما لم يبادر المؤجر‪ ،‬ويصلحها قبششل مضششي زمششن ل أجششرة لششه‪،‬‬
‫ولششم يقيششد الششدار بكونهششا معينششة‪ ،‬لن إجششارة العقششار ل تكششون إل إجششارة عيششن )قششوله‪ :‬ولششو بفعششل‬
‫المستأجر( أي ولو كان التلف حاصل بفعل المستأجر‪ ،‬فإنه يكون موجبششا للنفسششاخ‪ ،‬ويكششون هششذا‬
‫مستثنى من قولهم‪ ،‬من استعجل بشئ قبل أوانه‪ ،‬عششوقب بحرمششانه‪ ،‬ويلزمششه بششإتلف نحششو الدابششة‪،‬‬
‫قيمتها‪ ،‬وبإتلف نحو الدار‪ ،‬أرش نقصها‪ ،‬ل إعادة بنائها‪ .‬قال في المغني‪:‬‬

‫] ‪[ 143‬‬

‫)فششإن قيششل( لششو أتلششف المشششتري المششبيع اسششتقر عليششه الثمششن‪ ،‬ول ينفسششخ الششبيع‪ ،‬فهل كششان‬
‫المستأجر كذلك ؟ )أجيب( بأن البيع ورد علشى العيشن‪ ،‬فشإذا أتلفهشا‪ ،‬صششار قابضشا لهشا‪ ،‬والجشارة‬
‫واردة على المنافع‪ ،‬ومنافع الزمن المستقبل معدومة‪ ،‬ل يتصور ورود التلف عليها‪ .‬ا‍ه )قششوله‪:‬‬
‫في زمان مستقبل( متعلق بتنفسخ‪ ،‬أي تنفسخ بالنظر للزمان المستقبل وقوله لفوات محل المنفعة‪،‬‬
‫وهو العين‪ ،‬وهو علة لكون الجارة تنفسخ بالنسبة للمستقبل‪ ،‬وقوله فيه‪ ،‬أي في المستقبل )قششوله‪:‬‬
‫ل في ماض( معطوف على في زمان مستقبل‪ ،‬أي ل تنفسخ بالنظر للزمن الماضشي‪ ،‬وقشوله بعششد‬
‫القبض‪ ،‬قيد في عدم النفساخ بالنظر لما مضى‪ ،‬أي ل تنفسخ بالنظر لذلك بشرط أن يكون التلف‬
‫حصل بعد القبض‪ ،‬وخرج به‪ .‬ما إذا كان التلف قبل القبض‪ ،‬فإنها تنفسخ في جميع ما مضى وما‬
‫يأتي‪ ،‬كما في المغني‪) ،‬وقوله‪ :‬إذا كان لمثله أجره( أي إذا كششان لمثششل الماضششي‪ ،‬أي لمثششل منفعششة‬
‫المستوفى منه في الزمان الماضي أجرة‪ ،‬وهو قيد في القيد ولو قال‪ ،‬كما في المغني‪ ،‬وكان لمثلششه‬
‫أجرة‪ ،‬لكان أولى‪ .‬وخرج به‪ ،‬ما إذا لم يكن لمثله أجرة‪ ،‬فإنها تنفسخ في الجميع‪ ،‬كما فششي المغنششى‬
‫وعبارته‪ :‬أما إذا كان قبل القبض‪ ،‬أو بعده ولم يكن لمثله أجرة‪ ،‬فإنه ينفسخ في الجميع‪ .‬ا‍ه )قوله‪:‬‬
‫لستقراره( أي الماضي‪ :‬أي أجرته‪) .‬وقوله‪ :‬بالقبض( أي قبض المنفعة‪ ،‬أي استيفائها وهششو علششة‬
‫لعدم النفساخ في الماضي )قوله‪ :‬فيسششتقر قسششطه( أي الماضششي‪) ،‬وقششوله‪ :‬مششن المسششمى( أي فششي‬
‫العقد‪) ،‬وقوله‪ :‬باعتبار أجرة المثل( أي لكل زمن بما يناسبه فتقوم منفعة المدة الماضية والباقيششة‪،‬‬
‫ويوزع المسمى على نسبة قيمتها وقت العقد‪ ،‬دون ما بعششده‪ ،‬ل علششى نسششبة المششدتين‪ ،‬إذ قششد تزيششد‬
‫أجرة شهر على شهور‪ ،‬فلو كانت مدة الجارة مثل سنة‪ ،‬ومضى نصفها‪ ،‬وكان المسمى ثلثيششن‪،‬‬
‫وأجرة مثل الماضي عشرون‪ ،‬وجب من المسششمى ثلثششاه‪ ،‬وهكششذا )قششوله‪ :‬وخششرج بالمسششتوفى منششه‬
‫غيره مما يأتي( وهو المستوفي‪ ،‬والمستوفى به‪ ،‬والمستوفى فيه‪ .‬وفشي البجيرمشي‪ ،‬أنظشر صشورة‬
‫المستوفى فيه ؟ ولعلها إذا حصل في الطريق خوف يمنع السشير فيهشا‪ .‬ا‍ه )قشوله‪ :‬وبشالمعين الشخ(‬
‫أي وخرج بالمستوفى منه المعين في القعشد‪ ،‬المسششتوفى منشه المعيششن عمششا فشي الذمششة‪ ،‬بششأن كششانت‬
‫الجارة ذمية‪ ،‬وسلم المؤجر للمستأجر مستوفى منه معينا عما فششي ذمتششه )قشوله‪ :‬فششإن تلفهمشا( أي‬
‫تلف غير المستوفى منه‪ ،‬وتلف المعين عما في الذمة )قوله‪ :‬بل يبدلن( أي غيششر المسششتوفى منششه‬
‫والمعين عما في الذمة‪ ،‬فيجوز إبدال المسششتوفي إذا تلششف بغيششره‪ ،‬كراكششب بششآخر‪ ،‬وسششاكن بششآخر‪،‬‬
‫والمستوفى به بغيره‪ ،‬كمحمول من طعام‪ ،‬وغيره‪ ،‬والمستوفى فيه‪ ،‬كالطريق بغيششره‪ ،‬لنششه يجششوز‬
‫مع السلمة كما سيذكره قريبا‪ ،‬فمع التلف أولى‪ ،‬ويجششوز إبششدال المعيششن عمششا فششي الذمششة إذا تلششف‬
‫بغيره‪ ،‬بل يجب‪ ،‬كما ستعرفه )قوله‪ :‬يثبت الخيار( أي في إجارة العين‪ ،‬كما يدل عليه قشوله بعششد‪،‬‬
‫ول خيار في إجارة الذمة الششخ‪ ،‬وقششوله علششى الششتراخي‪ ،‬أي لن الضششرر يتكششرر بتكششرر الزمششان‪،‬‬
‫وجعله في الروض على التراخي‪ ،‬في عيب يتوقع زواله‪ ،‬وإل فعلى الفور‪ ،‬وعبارته مع شششرحه‪:‬‬
‫وإن رضي المستأجر بعيب يتوقششع زوالششه لششم ينقطششع خيششاره‪ ،‬لن الضششرر يتجششدد ويتعششذر قبششض‬
‫المنفعة‪ ،‬فهو كما لو تركت المطالبة بعد مدة اليلء والفسخ بعد ثبوت العسار‪ ،‬لهششا العششود إليششه‪،‬‬
‫وإل بأن ل يتوقع زواله‪ ،‬انقطع خياره‪ ،‬لنه عيب واحد‪ ،‬وقد رضي به‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬على المعتمششد(‬
‫مقابله يقول إن الخيار على الفور )قوله‪ :‬بعيشب نحشو الدابشة( متعلشق بيثبششت‪ ،‬ونحششو الدابششة‪ ،‬العبششد‬
‫الجير‪ ،‬والدار )قوله‪ :‬المقارن( أي للعقد‪ ،‬وهو صفة لعيب‪) ،‬وقوله‪ :‬إذا جهله( أي المكتري‪ ،‬أمششا‬
‫إذا علمه‪ ،‬فل خيار )قوله‪ :‬والحارث( أي بعد العقد في يد المكتري )قوله‪ :‬لتضرره( أي المكتري‬
‫بذلك العيب‪ ،‬وهو علة لثبوت الخيار به )قوله‪ :‬وهو مششا أثششر الششخ( أي العيششب الششذي يثبششت الخيششار‬
‫وهو ما يؤثر في المنفعة أثرا يظهر له تفاوت في الجرة‪ ،‬ككونها تعثر‪ ،‬أو تتخلف عن القافلة‪ ،‬ل‬
‫كخشونة مشيها‪ ،‬كما جزم به الشيخان‪ ،‬وخالف ابن الرفعة‪ ،‬فجعله عيبا‪ ،‬وصوبه الزركشي‪ ،‬قال‪:‬‬
‫وبه جزم الرافعي في عيب‬

‫] ‪[ 144‬‬

‫المبيع‪ ،‬قال في المغني‪ ،‬وجمع بين ما هنا وبين ما هناك‪ ،‬بأن المراد هنا خشونة ل يخششاف‬
‫منها السقوط‪ ،‬بخلفه هناك‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله تفاوت أجرتها‪ ،‬أمشا القيمشة فليشس ظهشور التفشاوت معتشبرا‬
‫فيها‪ ،‬لن مورد العقد هنا‪ ،‬المنفعة‪ ،‬ل العين‪ ،‬حتى تعتبر القيمة )قوله‪ :‬ول خيار في إجارة الذمششة‬
‫الخ( هذا يدل على أن قوله أول ويثبت الخيار الخ مفروض في إجارة العين‪ ،‬كمششا علمشت‪ ،‬وقشول‬
‫بعيب الدابة‪ ،‬أي ونحوها‪ .‬ومثل العيب ‪ -‬بالولى‪ ،‬التلف )قوله‪ :‬بل يلزمششه( أي المكششري البششدال‪،‬‬
‫أي لن المعقود عليه في الذمة يثبت فيها بصششفة السششلمة‪ ،‬وهششذا غيششر سششليم‪ ،‬فششإذا لششم يششرض بششه‬
‫المكتري‪ ،‬رجع إلى مشا فشي الذمشة‪ ،‬فشإن عجشز المكشري عشن إبشدالها‪ ،‬تخيشر المكشتري‪ ،‬كمشا قشاله‬
‫الذرعي )قوله‪ :‬ويجوز في إجارة عين أو في ذمة استبدال الششخ( أي لنششه ل ضششرر فيششه‪ .‬وقششوله‬
‫المستوفي‪ ،‬بكسر الفاء‪ ،‬اسم فاعل‪ .‬وقوله كالراكب والساكن‪ ،‬أي واللبس )قوله‪ :‬والمستوفى بششه(‬
‫أي ويجوز إبدال ما تستوفى المنفعة به‪) .‬وقوله‪ :‬كالمحمول( أي من طعام أو غيره‪ ،‬أي وكالثوب‬
‫المعين للخياطة‪ ،‬والصششبي المعيششن للتعليششم أو الرتضششاع‪) ،‬وقشوله‪ :‬والمسششتوفى فيششه( أي ويجششوز‬
‫إبدال ما تستوفي فيه المنفعة‪ ،‬كالطريق )قوله‪ :‬بمثلها( أي المذكورات‪ ،‬وهو متعلق باسششتبدال‪ ،‬أي‬
‫يجوز اسششتبدال المسششتوفى بمثلششه‪ ،‬أي طششول‪ ،‬وقصششرا‪ ،‬وضششخامة‪ ،‬ونحافششة‪ ،‬وغيرهششا‪ ،‬واسششتبدال‬
‫المستوفى به بمثله كذلك‪ ،‬والمستوفى فيه بمثله‪ ،‬كطريق بمثله‪ ،‬ل بأصعب منششه‪ ،‬ول أطششول‪ ،‬ول‬
‫أخوف‪ ،‬وقششوله أو بششدون مثلهششا‪ ،‬هششذا مفهششوم بششالولى )قششوله‪ :‬مششا لششو يشششترط( أي المكششري علششي‬
‫المكتري عدم البدال‪ ،‬فإن اشترط عليه‪ ،‬اتبع‪) .‬وقوله‪ :‬في الخرين( أي المستوفى به والمستوفى‬
‫فيه‪ ،‬ول يجوز اشتراطه في الول‪ ،‬أي المستوفي‪ ،‬بكسر الفاء‪ .‬فإن شرطه‪ ،‬بطل العقششد‪ ،‬لمششا فيششه‬
‫من الحجر عليه من جهة أنه ل يؤجره لغيره‪ ،‬فأشبه منع بيع المبيع )قوله‪ :‬فرع( الولششى فرعششان‬
‫بصيغة التثنية )قوله‪ :‬للبس المطلق( أي غيششر المقيششد بليششل أو نهششار )قششوله‪ :‬وإن اطششردت عششادتهم‬
‫بذلك( أي بلبسه وقششت النششوم‪ ،‬وخششالف بعضششهم فقششال‪ :‬ل يلبسششه وقششت النششوم إن اعتيششد ذلششك بششذلك‬
‫المحل‪ ،‬وإل لم يجب نزعه مطلقا‪ ،‬وعبارة الروض وشرحه‪ ،‬ليس له النوم ليل في ثوب مستأجر‬
‫للبلس‪ .‬قال الرافعششي‪ ،‬عمل بالعششادة‪ ،‬نعششم‪ .‬ل يلزمششه نششزع الزار‪ ،‬كششذا قششاله المصششنف فششي شششرح‬
‫الرشاد‪ ،‬وقال الذرعي‪ :‬الظاهر أن المراد غير التحتاني‪ ،‬كما يفهمه تعليل الرافعي‪ ،‬ا‍ه‪ .‬وظاهر‬
‫كلم الصششحاب‪ :‬الول‪ ،‬وطريقششه‪ ،‬إذا أراد النششوم فيششه أن يشششرطه وينششام فيششه نهششارا‪ ،‬ولششو غيششر‬
‫القيلولة‪ ،‬ساعة أو ساعتين‪ ،‬ل أكثر النهشار‪ ،‬عمل بشالعرف‪ ،‬بشل ل فشي القميشص الفوقشاني‪ ،‬أي ل‬
‫ينام فيه‪ ،‬ول يلبسه كل وقت‪ ،‬بل إنمشا يلبسشه عنشد التجمشل فشي الوقشات الشتي جشرت العشادة فيهشا‬
‫بالتجمل‪ ،‬كحال الخروج إلى السششوق ونحششوه‪ ،‬ودخششول النششاس عليششه ا‍ه )قششوله‪ :‬ويجششوز لمسششتأجر‬
‫الدابة الخ( أي لنه استحق جميع منفعتها‪ ،‬فله أن يمنع المؤجر من التصرف فيه بما يزاحم حقششه‪،‬‬
‫وقوله مثل‪ :‬أي أو عبدا )وقششوله‪ :‬مششن حمششل شششئ عليهششا( قششال سششم‪ :‬أي كتعليششق مخلة عليهششا‪ .‬اه‍‬
‫)قوله‪ :‬قال شيخنا( أي في التحفششة‪ ،‬ولفظهششا‪ ،‬اقتضششى كلمهششم‪ ،‬وصششرح بششه بعضششهم‪ ،‬أن الطششبيب‬
‫الماهر‪ ،‬أي بأن كان خطؤه نادرا‪ ،‬وإن لشم يكشن مشاهرا فشي العلشم‪ ،‬فيمشا يظهشر‪ ،‬لنشا نجشد بعشض‬
‫الطباء استفاد من طول التجربة والعلج ما قل به خطؤه جدا‪ .‬وبعضششهم لعششدم ذلششك مششا كششثر بششه‬
‫خطؤه‪ ،‬فتعين الضبط بما ذكرته لو شرطت له‪ ،‬إلى آخر ما ذكششره الششارح )قشوله‪ :‬وأعطشى ثمشن‬
‫الدوية( أي زيادة على الجرة )قوله‪ :‬فعالجه بها( أي فعالج الطبيب المريض بالدوية التي أخذ‬

‫] ‪[ 145‬‬

‫ثمنها )وقوله‪ :‬فلم يبرأ( أي المريض بمعالجة الطبيب )قوله‪ :‬استحق المسمى( أي الجششرة‬
‫التي سميت في العقد )قوله‪ :‬إن صشحت الجشارة( كشأن قشدرت بزمشان معلشوم‪ .‬ع ش )قشوله‪ :‬وإل‬
‫فأجرة المثل( أي وإن لم تصح استحق أجرة المثل )قوله‪ :‬الرجوع عليه( أي على الطبيب )قششوله‪:‬‬
‫لن المستأجر عليه( بفتح الجيم‪ ،‬أي لن الشئ الذي استؤجر عليه هو المعالجة‪ ،‬ل الشفاء )قوله‪:‬‬
‫بل أن شرط( أي الشفاء في عقد الجارة )قوله‪ :‬لنه( أي الشفاء بيد ال تعششالى‪ .‬قششال فششي التحفششة‪:‬‬
‫نعم إن جاعله عليه‪ ،‬صح‪ ،‬ولم يستحق المسمى إل بعد وجوده‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬أمششا غيششر المششاهر( هششذا‬
‫مفهوم قوله الماهر‪) ،‬وقوله‪ :‬فل يستحق أجرة( في سم ما نصه‪ ،‬هل استئجاره صحيح أو ل ؟ إن‬
‫كان الول‪ :‬فقد يشكل الحكم الذي ذكره‪ ،‬وإن كان الثاني‪ ،‬فقد يقيد الرجوع بثمن الدويششة بالجهششل‬
‫بحاله‪ .‬م ر‪ .‬فليحرر‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال ع ش‪ :‬والظاهر الثاني‪ ،‬ول شئ له في مقابلة عملششه‪ ،‬لنششه ل يقابششل‬
‫بأجرة‪ ،‬لعدم النتفاع به‪ ،‬بل الغالب على عمل مثله الضرر‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬لتقصيره الخ( أي لتقصير‬
‫غير الماهر بسبب مباشرته للمر الششذي هششو لبششس بأهششل لششه‪ ،‬فجميششع الضششمائر تعششود علششى غيششر‬
‫الماهر‪ ،‬ما عدا ضمير له‪ ،‬فإنه يعود على ما )قوله‪ :‬ولو اختلفا الخ( عقد لششه فششي الششروض فصششل‬
‫مستقل‪ ،‬وما ذكره عين عبارته )قوله‪ :‬في أجرة( أي في قدرها‪ :‬هل هي خمسة دراهم‪ ،‬أو عشرة‬
‫مثل ؟ )قوله‪ :‬أو مدة( أي قدرها أيضا‪ ،‬هل هي شششهر أو سششنة ؟ )قششوله‪ :‬أو قششدر منفعششة( أي قششدر‬
‫النتفاع بالدابة مثل ؟ وقوله هل هي عشرة فراسخ أو خمسة‪ ،‬بيششان للختلف فششي قششدر المنفعششة‪،‬‬
‫أي هل النتفاع بالدابة يكون في عشرة فراسخ أو خمسشة ؟ )قشوله‪ :‬أو فشي قشدر المسشتأجر( بفتشح‬
‫الجيم‪ :‬أي أو اختلفا في الشئ الذي له استؤجر‪ ،‬هل هو كل الدار أو بعضها ؟ )قششوله‪ :‬تحالفششا( أي‬
‫المكري والمكتري‪ ،‬وهو جواب لو‪ :‬أي يحلف كل منهما يمينا يجمع نفيا لششدعوى صششاحبه وإثباتششا‬
‫لدعواه )قوله‪ :‬أجرة المثل لما استوفاه( أي من منفعة المستأجر‪ ،‬بفتح الجيم )قوله‪ :‬فششرع( الولششى‬
‫فرعان )قوله‪ :‬لو وجد الخ( يعني لو وجد المستأجر ما حمله على دابة المؤجر مششن نحششو الششبر أو‬
‫الشعير ناقصا عما شرطه عليه‪ ،‬كأن شرط عليه في عقد الجششارة حمششل عشششرة آصششع مثل‪ ،‬فمششا‬
‫حمل إل تسعة‪ ،‬فإن كان الذي كاله ناقصا عما ذكر هو المؤجر‪ ،‬وكانت الجارة ذمية‪ :‬حط قسششط‬
‫من الجرة قدر النقص‪ ،‬وهو عشرها في الصورة المذكورة‪ ،‬لنه لششم يششف بالمشششروط‪ .‬وإن كششان‬
‫الذي كاله ناقصا هو المستأجر نفسه‪ ،‬وأعطاه للمؤجر ليحمله‪ ،‬أو كانت الجارة عينية‪ ،‬بششأن كششان‬
‫استأجر دابته ليحمل عليها عشرة آصع‪ ،‬فما حمل عليها إل تسعة‪ ،‬لم يحط شئ من الجششرة‪ ،‬لنششه‬
‫هو الذي رضي على نفسه بالنقص وكان قادرا على الستيفاء‪ ،‬ومحله في الجارة العينية‪ ،‬ما إذا‬
‫علششم المسششتأجر بششالنقص‪ ،‬أمششا إذا لششم يعلششم بششه‪ ،‬بششأن أذن للمششؤجر فششي الكيششل‪ ،‬فكششان ناقصششا عششن‬
‫المشروط‪ ،‬فإنه يحط أيضا من أجرتششه بقششدر النقششص‪ ،‬وهششذا كلششه مصششرح بششه الششروض وشششرحه‪،‬‬
‫وعبارته‪) :‬فرع( وإن كان المحمول على الدابة ناقصا عن المشروط نقصا يؤثر‪ ،‬بششأن كششان فششوق‬
‫ما يقع به التفاوت بين الكيلين‪ ،‬أو الوزنين‪ ،‬وقد كاله المؤجر حششط قسششطه مششن الجششرة‪ ،‬إن كششانت‬
‫الجارة فششي الذمششة‪ ،‬لنششه لششم يششف بالمشششروط أول كششذلك‪ ،‬بششل كششانت إجششارة عيششن‪ ،‬لكششن لششم يعلششم‬
‫المستأجر النقص‪ ،‬فإن علمه لم يحط شئ من الجرة‪ ،‬لن التمكين من الستيفاء قد حصل‪ ،‬وذلششك‬
‫كاف في تقرير الجرة‪ ،‬فهو كما لو كال المستأجر بنفسه ونقص‪ .‬أما النقششص الششذي ل يششؤثر‪ ،‬فل‬
‫عبرة به‪ ،‬ا‍ه‪ .‬بقي ما لو كاله المؤجر أو المستأجر تاما‪ ،‬كما ششرط فشي العقشد‪ ،‬ثشم سشرق بعضشه‪،‬‬
‫فهل يضمن المؤجر النقص‬

‫] ‪[ 146‬‬

‫مع حط الجرة أو ل يضمن ؟ قياس ما مر من عدم الضمان إل بتقصششير فيمششا لششو اكششتراه‬
‫لخياطة ثوب فتلف انه هنا كذلك‪ ،‬فتنبه )قششوله‪ :‬ولششو اسششتأجر( أي شششخص‪ ،‬وقششوله سششفينة‪ ،‬أي أو‬
‫نحوها كسنبوك‪ ،‬أو مركب‪ ،‬أو بششابور )قشوله‪ :‬فششدخلها( أي السششفينة )قششوله‪ :‬فهششل هشو( أي السششمك‬
‫وقششوله لششه‪ ،‬أي للمسششتأجر )قششوله‪ :‬وجهششان( قششال فششي المغنششي‪ :‬حكاهمششا ابششن جماعششة فششي فروقششه‪،‬‬
‫أوجههما‪ ،‬أنه للمستأجر‪ ،‬لنه ملك منافع السفينة ويده عليها‪ ،‬فكان أحق به‪ .‬ا‍ه‪) .‬تتمششة( فششي بيششان‬
‫أحكام الجعالة التي تركها المؤلف وكان حقششه أن يششذكرها تبعششا لغيششره مششن الفقهششاء‪ ،‬واختلفششوا فششي‬
‫موضع ذكرها‪ ،‬فمنهم من ذكرها عقب الجارة‪ ،‬كالغزالي‪ ،‬وصاحب التنبيه‪ ،‬وتبعهم في الروضة‬
‫لشتراكهما في غالب الحكام‪ ،‬إذ الجعالة ل تخالف الجارة إل في خمسة أحكام‪ ،‬أحدها صششحتها‬
‫على عمل مجهول عسر علمه‪ ،‬كرد الضالة والبق‪ ،‬فششإن لششم يعسششر علمششه‪ ،‬اعتششبر ضششبطه‪ ،‬كمششا‬
‫سيأتي‪ ،‬إذ ل حاجة إلى احتمال الجهل حينئذ‪ .‬ثانيها‪ :‬صحتها مع غيشر معيشن‪ ،‬كشأن يقشول مشن رد‬
‫ضالتي فله علي كذا‪ .‬ثالثها‪ :‬كونها جائزة من الطرفين‪ ،‬طرف الجاعل‪ ،‬وطرف العامل‪ .‬رابعهششا‪:‬‬
‫العامل ل يستحق الجعالة إل بعد تمام العمل‪ .‬خامسها‪ :‬عشدم اششتراط القبشول‪ ،‬ومنهشم مشن ذكرهشا‬
‫عقب اللقطة‪ ،‬وهم الجمهور‪ ،‬وتبعهم النووي في منهاجه‪ ،‬نظرا إلى مشا فيهشا مشن التقشاط الضشالة‪،‬‬
‫وهي بتثليث الجيم لغة‪ ،‬ما يجعل للنسان على فعششل شششئ‪ ،‬سششواء كششان بعقششد‪ ،‬أو بغيششره‪ ،‬وشششرعا‬
‫التزام عوض معلوم على عمل معين أو مجهول عسر علمه‪ ،‬وأركانها إجمششال أربعششة‪ ،‬وكلهششا قششد‬
‫تضششمنها التعريششف المششذكور‪ ،‬الركششن الول‪ :‬العاقششد‪ ،‬وهششو الملششتزم للعششوض‪ ،‬ولششو غيششر المالششك‪،‬‬
‫والعامل‪ ،‬وشرط في الول‪ ،‬اختيار‪ ،‬وإطلق تصرف‪ ،‬فل تصح التزام مكره‪ ،‬وصبي‪ ،‬ومجنون‪،‬‬
‫ومحجور سفه‪ ،‬وفي الثاني‪ :‬ولو كان غير معين‪ ،‬علمه بشاللتزام‪ ،‬فلششو قشال إن رد آبقشي زيشد فلشه‬
‫كذا‪ ،‬فرده غير عالم بذلك‪ ،‬لم يستحق شيئا‪ ،‬والمثششال الول للمعيششن‪ ،‬والثششاني لغيششره‪ ،‬وشششرط فيششه‬
‫أيضا‪ ،‬إذا كشان معينشا‪ ،‬أهليشة العمشل‪ ،‬فيصشح ممشن هشو أهشل لشه‪ ،‬ولشو عبشدا‪ ،‬وصشبيا‪ ،‬ومجنونشا‪،‬‬
‫ومحجور سفه‪ ،‬بخلف صغير ل يقدر على العمل‪ ،‬لن منفعته معدومة‪ ،‬فالجعالة معه كاسششتئجار‬
‫أعمى للحفظ‪ ،‬وهو ل يصح‪ ،‬فكذلك هذا الركششن الثششاني‪ :‬الصششيغة‪ ،‬وهششي مششن طششرف الجاعششل‪ ،‬ل‬
‫العامل‪ ،‬فل يشترط قبول منه لفظا‪ ،‬بل يكفي العمل منه‪ ،‬وشرط فيها عدم التأقيت‪ ،‬لن التأقيت قد‬
‫يفوت الغرض‪ ،‬الركن الثالث‪ ،‬الجعل وشرط فيه ما شششرط فششي الثمششن‪ ،‬فمششا ل يصششح ثمنششا لكششونه‬
‫مجهول أو نجسششا‪ ،‬ل يصششح جعلششه جعل‪ ،‬ويسششتحق العامششل أجششرة المثششل فششي المجهششول والنجششس‬
‫المقصود‪ ،‬كخمر‪ ،‬وجلد ميتة‪ ،‬فششإن لششم يكششن مقصششودا‪ ،‬كششدم‪ ،‬فل شششئ لششه‪ .‬الركششن الرابششع‪ :‬العمششل‬
‫وشرط فيه كلفة‪ ،‬وعدم تعينه‪ ،‬فل جعل فيما ل كلفة فيه‪ ،‬كأن قال من دلني علششى مششالي فلششه كششذا‪،‬‬
‫فدله عليه‪ ،‬وهو بيد غيره‪ ،‬ول كلفة‪ ،‬ول فيما تعين‪ ،‬كأن قال من رد مالي فله كذا‪ ،‬فرده من تعين‬
‫عليه الرد لنحو غصب‪ ،‬لن ما ل كلفة فيه وما تعين عليه شرعا‪ ،‬ل يقابلن بعوض‪ ،‬ولششو حبششس‬
‫ظلما فبذل مال لمن يخلصه بجاهه أو غيره كعلمه ووليته‪ ،‬جاز‪ ،‬لن عدم التعين صششادق بكششون‬
‫العمل فرض كفاية‪ .‬ول فرق في العمل بين كونه معلوما‪ ،‬وكششونه مجهششول عسششر علمششه للحاجششة‪،‬‬
‫كما في القراض‪ ،‬فإن لم يعسر علمه‪ ،‬اشترط ضبطه‪ ،‬ففي بناء حششائط‪ ،‬يششذكر موضششعه‪ ،‬وطششوله‪،‬‬
‫وعرضه‪ ،‬وارتفاعه‪ ،‬وما يبنى به‪ ،‬وفي الخياطة‪ ،‬يعتبر وصفها ووصششف الثششوب‪ ،‬والصششل فيهششا‬
‫قبل الجماع‪ ،‬خبر أبي سعيد الخدري رضي ال عنه‪ ،‬وهو الراقي‪ ،‬وذلك أنه كان مع جماعة من‬
‫الصحابة في السفر‪ ،‬فمروا بحي من أحياء العرب‪ ،‬فاستضافوهم‪ ،‬فلم يضيفوهم‪ ،‬فبششاتوا بششالوادي‪،‬‬
‫فلدغ رئيس ذلك الحي‪ ،‬فأتوا له بكل دواء‪ ،‬فلم ينجششع‪ ،‬أي لششم ينفششع بشششئ‪ ،‬فقششال بعضششهم لبعششض‪،‬‬
‫سلوا هذا الحي الذي نزل عندكم‪ ،‬فسألوهم‪ ،‬فقالوا هل فيكم من راق‪ ،‬فإن سيد الحي لششدغ ؟ فقششالوا‬
‫نعم‪ ،‬ولكن ل يكون ذلك إل بجعل‪ ،‬لكونهم لم يضيفوهم‪ ،‬فجعلوا لهم قطيعا من الغنم‪،‬‬

‫] ‪[ 147‬‬

‫وكان ثلثين رأسا‪ ،‬وكانت الصششحابة كششذلك‪ ،‬فقششرأ عليشه أبششو سششعيد‪ ،‬الفاتحششة ثلث مششرات‬
‫فكأنما نشط من عقال وإنما رقاه بالفاتحة‪ ،‬دون غيرها‪ ،‬لنه )ص( قال‪ :‬فاتحة الكتاب شششفاء لكششل‬
‫داء‪ ،‬ثم توقفوا في ذلك فقالوا‪ ،‬كيف نأخذ أجرا على كتششاب الش تعششالى ؟ فلمششا قششدموا المدينششة أتششوا‬
‫النبي )ص( وسألوه عن ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬إن أحششق ‪ -‬وفششي روايششة إن أحسششن ‪ -‬مششا أخششذتم عليششه أجششرا‪،‬‬
‫كتاب ال تعالى زاد بعضهم‪ :‬اضربوا لي معكشم بسششهم وإنمششا قششال )ص( ذلشك تطييبشا لقلشوبهم‪ ،‬ل‬
‫طلبا لنصيب معهم حقيقة‪ ،‬وأيضا‪ ،‬الحاجة قد تدعوا إليها‪ ،‬فجازت كالجارة‪ ،‬لن القياس يقتضششي‬
‫جواز كل ما دعت إليه الحاجة‪ ،‬ويستأنس للجعالة بقوله تعالى‪) * :‬ولمشن جششاء بششه حمششل بعيششر( *‬
‫وكان الحمل معلوما عندهم‪ ،‬كالوسق‪ ،‬وإنما كان هذا استئناسا‪ ،‬ل دليل‪ ،‬لنه في شرع من قبلنششا‪،‬‬
‫وهو ليس شرعا لنا‪ ،‬وإن ورد في شرعنا ما يقرره علششى الراجشح‪ ،‬وقششد نظشم معظششم مشا مششر ابششن‬
‫رسلن في زبده فقال‪ :‬صحتها من مطلق التصرف بصيغة وهي بأن يشرط في ردود آبق وما قد‬
‫شاكله معلوم قدر حازه من عمله وفسخها قبل تمام العمل من جاعل عليه أجر المثل وال سبحانه‬
‫وتعالى أعلم )قوله‪ :‬تتمة( أي في بيان المساقاة‪ ،‬والمزارعة‪ ،‬والمخابرة‪ ،‬وقد أفردها الفقهاء بباب‬
‫مستقل‪ ،‬وذكرت عقب الجارة‪ ،‬لن كل استيفاء منفعة بعوض‪ ،‬ولشششتراط التششأقيت فيهششا‪ ،‬وغيششر‬
‫ذلك‪ ،‬والصل في المساقاة‪ ،‬خبر الصحيحين أنه )ص(‪ :‬عامل أهششل خيششبر علششى نخلهششا وأرضششها‬
‫على ما يخرج منها من ثمر أو زرع لنه لما فتحها ملك نخلها وزرعها‪ ،‬فصار الزرع مششن عنششد‬
‫المالك‪ ،‬فقششام مقششام البششذر‪ ،‬فكششانت مسششاقاة ومزارعششة‪ ،‬وهششي تصششح‪ ،‬تبعششا للمسششاقاة‪ ،‬كمششا سششيأتي‪،‬‬
‫والحاجة داعية إليها‪ ،‬لن مالك الشجار‪ ،‬قد ل يحسن العمل فيها‪ ،‬أو ل يتفششرغ لششه‪ ،‬ومششن يحسششن‬
‫ويتفرغ‪ ،‬قد ل يكون له أشجار فيحتاج ذاك إلى الستعمال‪ ،‬وهششذا إلششى العمششل‪ ،‬وأركانهششا‪ :‬مالششك‪،‬‬
‫وعامل‪ ،‬وعمل‪ ،‬ومورد‪ ،‬وثمر‪ ،‬وصيغة‪ .‬وكلها تعلم ممششا يششأتي )قششوله‪ :‬تجششوز المسششاقاة( أي مششن‬
‫جائز التصرف‪ ،‬وهو الرشيد المختار‪ ،‬دون غيره‪ ،‬كالقراض‪ ،‬وتصح لصششبي‪ ،‬ومجنششون‪ ،‬وسششفيه‬
‫ومن وليهم‪ ،‬عند المصلحة )قوله‪ :‬وهي الخ( أي شرعا‪ ،‬وأما لغة‪ ،‬فهي مششتقة مشن السشقي‪ ،‬بفتشح‬
‫السين‪ ،‬وسكون القاف‪ ،‬وتخفيف الياء‪ ،‬وإنما اشتققت منه‪ ،‬لحتياجها إليه غالبا‪ ،‬لنه أنفع أعمالهششا‬
‫وأكثرها مؤنة‪ ،‬لسيما في أرض الحجاز‪ ،‬فإنهم يسقون من البار‪ ،‬وقيل مشتقة من السقي‪ ،‬بكسر‬
‫القاف‪ ،‬وتشديد الياء‪ ،‬وهو صغار النخل‪ ،‬وعليه إنما اشتقت منششه‪ ،‬لنششه موردهششا‪ .‬والول أظهششر‪،‬‬
‫لن السقي عليه مصدر‪ ،‬والشتقاق منه ظاهر )قوله‪ :‬أن يعامل المالششك غيششره( أي بصششيغة‪ ،‬كمششا‬
‫يفيده قوله بعد معين في العقد‪ ،‬إذ هو يفيد أن المعاملة تكون بعقد‪ ،‬أي صيغة‪ ،‬نحششو سششاقيتك علششى‬
‫هذا النخل‪ ،‬أو العنب‪ ،‬أو أسلمته إليك لتتعهده بكشذا‪ ،‬وقشد اششتمل التعريشف المشذكور علشى أركشان‬
‫المساقاة‪ ،‬وهي ستة‪ :‬مالك‪ ،‬وعامل‪ ،‬وعمششل‪ ،‬وثمششر‪ ،‬وصششيغة‪ ،‬ومششورد‪ ،‬فقششوله معيششن فششي العقششد‪،‬‬
‫إشارة إلى الصيغة‪ ،‬وقوله المالك غيره‪ ،‬هما الركنان الولن‪) ،‬وقوله‪ :‬على نخششل أو شششجر( هششو‬
‫السادس‪ ،‬وقوله لتتعهده‪ ،‬هو الثالث‪ ،‬إذ التعهد عمل‪ .‬وقوله على أن الثمرة الخ‪ ،‬هو الرابع )قششوله‪:‬‬
‫على نخل أو شجر عنب(‪ ،‬متعلق بيعامل‪ ،‬وما ذكر‪ ،‬هو المورد‪ ،‬كما مششر )قششوله‪ :‬مغششروس الششخ(‬
‫صفة لكل من نخل وششجر‪ ،‬وذكششر ثلثشة شششروط للمششورد‪ ،‬وهششي‪ ،‬الغشرس‪ ،‬والتعييشن فشي العقشد‪،‬‬
‫والرؤية‪ .‬وبقي عليه شرطان‪ ،‬كونه بيد عامل‪ ،‬وكونه لم يبد صلح ثمره‪ ،‬سواء ظهششر أو ل‪ ،‬فل‬
‫تصح على غير مغروس‪ ،‬كودي‪ ،‬ليغرسه‪ ،‬ويتعهده‪ ،‬وتكون الثمششرة بينهمششا‪ ،‬كمششا لششو سششلمه بششذرا‬
‫ليزرعه‪ ،‬ولن الغرس ليس من عمل المساقاة فضمه إليه يفسده‪ ،‬ول على مبهم‪ ،‬كأحشد البسشاتين‪،‬‬
‫ول على غير مرئي لهما عند العقد‪ ،‬وذلك للجهل بالمعقود‬

‫)‪ (1‬سورة يوسف‪ ،‬الية‪.72 :‬‬

‫] ‪[ 148‬‬

‫عليه‪ ،‬ولنه عقد غرر من حيث أن العشوض معشدوم فشي الحشال‪ ،‬وهمشا جشاهلن بقشدر مشا‬
‫يحصل وبصفاته‪ ،‬فل يحتمل ضم غرر آخر‪ ،‬ول كونه بغير يد العامل كيد المالششك‪ ،‬ول علششى مششا‬
‫بدا صلح ثمره لفوات معظم العمال‪ ،‬وقششوله ليتعهششده بالسششقي والتربيششة‪ ،‬بيششان للعمششل المختششص‬
‫بالعامل‪ ،‬وذلك لن للعمل في المساقاة على ضربين‪ ،‬عمل يعود نفعه إلى الثمششرة‪ ،‬كسششقي النخششل‪،‬‬
‫وتلقيحه بوضع شئ من طلع الذكور في طلع الناث‪ ،‬وهذا مختصر بالعامل‪ ،‬وعمششل يعششود نفعششه‬
‫إلى الرض‪ ،‬كنصب الدولب‪ ،‬وحفر النهار‪ ،‬وبناء حيطان البستان‪ ،‬وهذا مختص بالمالششك‪ ،‬ول‬
‫يجوز أن يشترط على المالك أو العامل مششا ليششس عليششه‪ ،‬فلششو شششرط علششى العامششل أن يبنششي جششدار‬
‫الحديقة‪ ،‬أو على المالك تنقية النهششر‪ ،‬لششم يصششح‪ .‬وقشوله علششى أن الثمششرة الحادثششة‪ ،‬أي بعششد العقششد‪،‬‬
‫وقوله أو الموجودة‪ ،‬أي عنده‪ ،‬لكن بشرط أن ل يكون قد بدا صلحها‪ ،‬كما مر‪ ،‬وقوله لهمششا‪ ،‬أي‬
‫للمالك والعامل‪ ،‬أي مختصة بهما‪ ،‬فل يجوز بشرط بعضها لغيرهما‪ ،‬ول شرط كلها للمالششك‪ ،‬ول‬
‫يستحق في هذه العامل أجرة‪ ،‬لنه عمل غير طامع‪ ،‬كما في القراض‪ ،‬ول بد أيضا من أن يكششون‬
‫القدر الذي للعامل معلوما بالجزئيششة‪ :‬كربششع‪ ،‬وثلششث‪ ،‬بخلف مششا لشو كششان معلومششا بغيششر الجزئيششة‪:‬‬
‫كقنطار‪ ،‬أو قنطارين )قوله‪ :‬ول تجوز( أي المساقاة‪ ،‬والولششى التفريششع‪) .‬وقششوله‪ :‬فششي غيششر نخششل‬
‫وعنششب( أي للنششص علششى النخششل‪ ،‬وألحششق بششه العنششب‪ ،‬بجششامع وجششوب الزكششاة‪ ،‬وإمكششان الخششرص‬
‫وغيرهما ليس منصوصا عليه‪ ،‬ول في معناه‪ ،‬فلم تجز المساقاة عليه إل تبعا لهمششا‪ ،‬فتجششوز فيششه‪.‬‬
‫وعبارة م ر‪ :‬فتصح على أشجار مثمرة‪ ،‬تبعا للنخل والعنب‪ ،‬إذا كششانت بينهمششا‪ ،‬وإن كششثرت‪ ،‬وإن‬
‫قيدها الماوردي بالقليلة‪ ،‬وشرط الزركشي‪ ،‬بحثششا‪ ،‬تعششذر إفرادهششا بالسششقي‪ ،‬نظيششر المزارعششة‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وعليه حملت معاملة النبي )ص( على الزرع في الخبر‪ ،‬وهو أنه )ص( عامل أهل خيششبر بشششطر‬
‫ما يخرج منها من ثمر أو زرع‪ ،‬فالمراد بمعاملتهم‪ ،‬مسششاقاتهم‪ ،‬ومزارعتهششم‪ ،‬تبعششا‪ ،‬فششالواقع منششه‬
‫)ص(‪ ،‬مزارعة تابعشة للمسششاقاة‪) .‬قشوله‪ :‬وجوزهششا( أي المسشاقاة وقشوله فشي سشائر الشششجار‪ ،‬أي‬
‫كالخوخ‪ ،‬والتين‪ ،‬والتفاح‪ ،‬وذلششك لقششوله فششي الخششبر السششابق‪ :‬مششن ثمششر أو زرع ولعمششوم الحاجششة‪،‬‬
‫والجديشد‪ :‬المنشع‪ ،‬لنهششا رخصششة‪ ،‬فتختششص بموردهششا‪ ،‬ولنشه ل زكشاة فشي ثمرهشا‪ ،‬فأششبهت غيششر‬
‫المثمرة‪ ،‬ولنها تنمو من غير تعهد وفي البجيرمي‪) .‬فائدة( النخل والعنب يخالفان بقيششة الشششجار‬
‫في أربعة أمور‪ ،‬الزكاة‪ ،‬والخرص‪ ،‬وبيع العرايا‪ ،‬والمساقاة‪ .‬ا‍ه‪ .‬برماوي‪ .‬وأسقط خامسا‪ ،‬وهششو‪:‬‬
‫جواز استقراض ثمرتهششا لمكششان معرفتهششا بششالخرص فيهمششا‪ ،‬وتعششذر خرصششها فششي غيرهمششا‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫شوبري‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وبه( أي بجواز المساقاة في غير النخل وشجر العنب )قوله‪ :‬ولو سششاقاه علششى‬
‫ودي الخ( محترز قوله مغروس‪ ،‬وهو بفتشح الشواو‪ ،‬وكسشر الشدال‪ ،‬وتششديد اليشاء‪ ،‬صشغار النخشل‬
‫)قوله‪ :‬ويكون الششخ( بالنصششب‪ :‬معطششوف علششى يغرسششه‪ ،‬أي وليكششون الشششجر أو ثمرتششه إذا أثمششر‪،‬‬
‫للمالك وللعامل )قوله‪ :‬لم تجز( أي المساقاة‪ ،‬وهو جواب لششو )قششوله‪ :‬جوازهششا( أي المسششاقاة علششى‬
‫الودي المذكور )قوله‪ :‬والشجر لمالكه الخ( راجع للمنع‪ ،‬كما في سم‪ ،‬أي وعلى منع المساقاة فششي‬
‫الودي لو عمل العامل فيششه يكششون الشششجر لمالششك الششودي‪ ،‬وعليششه لصششاحب الرض أجششرة مثلهششا‪،‬‬
‫ومحل هذا‪ ،‬إذا كان مالك الودي العامل‪ ،‬فإن كان صاحب الرض‪ ،‬فالشششجر يكششون لششه‪ ،‬وللعامششل‬
‫أجرة عمله عليه‪ ،‬وعبارة الروض وشششرحه‪ ،‬وإن دفششع ذلششك‪ ،‬أي الششودي‪ ،‬وعمششل العامششل وكششانت‬
‫الثمرة متوقعة في المدة‪ ،‬فله الجرة‪ ،‬أي أجرة عمله‪ ،‬على المالششك‪ ،‬وإل فل‪ ،‬ل إن كششان الغششراس‬
‫للعامل‪ ،‬فل أجرة له‪ ،‬بل يلزمه للمالك أجرة الرض‪ ،‬فإن كششانت الرض للعامششل‪ ،‬اسششتحق أجششرة‬
‫عمله وأرضه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬والمزارعة( هي لغة‪ :‬مشتقة من الزرع‪ ،‬وشرعا‪ ،‬ما ذكره بقوله‪ ،‬هششي‬
‫أن يعامل‬

‫] ‪[ 149‬‬

‫الخ‪ .‬والمراد بالعقد كأن يقول له‪ ،‬عاملتك علششى الرض لتزرعهششا‪ ،‬والغلششة الحاصششلة بيننششا‬
‫نصفان )قوله‪ :‬ليزرعها( أي الرض ذلك الغير الذي هو العامل‪ ،‬وقوله بجششزء معلششوم‪ ،‬أي علششى‬
‫جزء معلوم‪ ،‬كربع‪ ،‬ونصف‪ ،‬وقوله مما يخششرج منهششا‪ ،‬متعلششق بمحششذوف صششفة لجششزء‪ ،‬أي جششزء‬
‫كائن مما يخرج من الرض‪ ،‬أي من الزرع الحاصل فيها )قوله‪ :‬والبذر من المالششك( أي والحششال‬
‫أن البذر كائن مشن المالششك‪ ،‬فالجملششة حاليششة )قشوله‪ :‬فهششي مخششابرة( الضششمير يعششود علششى المعاملششة‬
‫المفهومة من أن يعامل‪ ،‬أي فإن كان البذر من المالك فالمعاملة علششى الرض‪ ،‬وتسششمى مخششابرة‪.‬‬
‫ول يصح رجوعه للمزارعششة‪ ،‬كمششا هششو ظششاهر )قششوله‪ :‬وهمششا( أي المزارعششة والمخششابرة‪ ،‬وقششوله‬
‫باطلن‪ :‬أي استقلل فقط في المزارعششة‪ ،‬ومطلقششا فششي المخششابرة‪ .‬وقششد نظششم بعضششهم ذلششك بقششوله‪:‬‬
‫مزارعة بطلنها مستقلة مخابرة بطلنها مطلقا نقل وصاحب بششذر مالششك الرض فششي الششتي بششدأنا‬
‫وبذر في الخيرة من عمل قال في شرح المنهج‪ ،‬وإنما لم تصح المخابرة تبعا‪ ،‬كالمزارعة‪ ،‬لعدم‬
‫ورودها كششذلك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬للنهششي عنهمششا( أي عششن المزارعششة والمخششابرة فششي الصششحيحين‪ .‬قششال‬
‫البجيرمي‪ :‬صيغة النهي الواردة في المخابرة‪ ،‬كما في الدميري نقل عن سششنن أبششي داود‪ ،‬مششن لششم‬
‫يذر المخابرة‪ ،‬فليؤذن بحرب من ال ورسوله‪ .‬ا‍ه‪ .‬والمعنشى فشي المنشع فيهمشا أن تحصشيل منفعشة‬
‫الرض ممكنة بالجارة‪ ،‬فلم يجز العمل فيها ببعض ما يخرج منها‪ ،‬كالمواشي‪ ،‬بخلف الشششجر‪،‬‬
‫فإنه ل يمكن عقد الجارة عليه‪ ،‬فجشوزت المسشاقاة للحاجشة )قشوله‪ :‬واختشار السشبكي الشخ( عبشارة‬
‫شرح المنهج‪ ،‬واختار النووي من جهة الدليل صحة كل منهما مطلقا‪ ،‬تبعا لبششن المنششذر وغيششره‪.‬‬
‫قال‪ :‬والحاديث مؤولة على ما إذا شرط لواحد زرع قطعة معينششة ولخششر أخششرى‪ ،‬والمشذهب مششا‬
‫تقرر‪ .‬ويجاب عن الشدليل المجشوز لهمشا‪ ،‬بحملشه فشي المزارعشة علشى جوازهشا تبعشا أو بشالطريق‬
‫التي‪ .‬وفي المخابرة‪ :‬على جوازها بالطريق التي‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وعلى المرجح( هو عششدم الجششواز‬
‫)قوله‪ :‬فلو أفردت الرض بالمزارعة( التقييد بالفراد لخراج ما لو لم تفرد‪ ،‬بأن عقد عليها تبعا‬
‫للمساقاة‪ ،‬فإنه ل يقع المغل فيها للمالك‪ ،‬بل يكون بينهما‪ ،‬وقوله فالمغل للمالك‪ ،‬أي لن البذر لششه‪،‬‬
‫والزرع تابع له‪ .‬قال م ر‪ :‬فلو كان البذر لهما فالغلة لهما‪ ،‬ولكل على الخر أجرة ما صششرفه مششن‬
‫منافعه على حصة صاحبه )قوله‪ :‬وعليه للعامل أجرة عمله( أي وعلى المالك للعامل أجرة عملششه‬
‫ودوابه وآلته لبطلن العقد‪ ،‬ول يمكن إحباط عمله مجانا‪ ،‬ول فرق بين أن يسلم الزرع أو يتلششف‬
‫)قوله‪ :‬وإن أفردت الرض بالمخابرة( التقييد بالفراد هنا غيششر ظششاهر‪ ،‬لمششا مششر مششن أنهششا باطلششة‬
‫مطلقا‪ ،‬فكان الولى أن يقول فلو حصلت أو وجدت المخابرة في الرض وقوله فالمغششل للعامششل‪،‬‬
‫أي لنششه مالششك البششذر‪ ،‬وقششوله وعليششه‪ ،‬أي العامششل‪ ،‬وقششوله أجششرة مثلهششا‪ ،‬أي الرض‪ ،‬وإن زادت‬
‫الجرة على الخراج )قوله‪ :‬وطريق جعل الغلة لهما الخ( أشار بذلك لحيلة تسقط الجرة‪ ،‬وتجعل‬
‫الغلة مشتركة بين المالك والعامل في إفراد المزارعة وفي المخابرة وعبارة الروض مع شرحه‪،‬‬
‫فإن أراد صحة ذلك فليستأجر العامل من المالك نصششف الرض بنصششف منششافعه‪ ،‬ومنششافع آلتششه‪،‬‬
‫ونصف البذر إن كان منه‪ .‬قال في الصل‪ :‬أو يستأجره بنصف البذر‪ ،‬ويتبرع بالعمششل والمنششافع‪،‬‬
‫أو يقرض المالك نصف البذر‪ ،‬ويستأجر منه نصف الرض بنصف عمله وعمل آلته‪ .‬وإن كان‬
‫البذر من المالك استأجره‪ ،‬أي المالك‪ ،‬العامل بنصف البششذر ليششرزع لششه نصششف الرض‪ ،‬ويعيششره‬
‫نصف الرض الخر وإن شاء استأجره بنصف البذر ونصف منفعة تلك الرض ليزرع له باقيه‬
‫في باقيها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪:‬‬

‫] ‪[ 150‬‬

‫بنصف البذر( أي ويسلمه للمالك‪ ،‬لئل يتحد القابض والمقبض‪ ،‬وقوله ونصف عملششه‪ ،‬هششو‬
‫وما بعده معطوفان على نصف البذر‪ ،‬واغتفر الجهل في المور المذكورة‪ ،‬للضششرورة )قششوله‪ :‬أو‬
‫بنصف البذر( أي أو يكتري العامل نصف الرض بنصف البذر‪ ،‬ويتبرع بالعمل )قوله‪ :‬إن كششان‬
‫البذر منه( أي من العامل )قوله‪ :‬فإن كان( أي البذر من المالك‪ :‬أي مالك الرض‪ ،‬وهششذه طريششق‬
‫جعل الغلة بينهما في المزارعة‪ ،‬والولى للمخابرة وقوله اسششتأجره‪ ،‬أي اسششتأجر المالششك العامششل‪.‬‬
‫وقوله ويعيره نصفها‪ ،‬أي يعير العامشل نصشف الرض‪ ،‬فيكشون حينئذ لكشل منهمشا نصشف المغشل‬
‫شائعا‪) .‬واعلشم( أن الطريشق المششذكورة وغيرهششا تقلشب المزارعششة والمخششابرة إجششارة‪ ،‬فل بششد مشن‬
‫رعاية الرؤية وتقدير المدة وغيرهما من شروط الجارة‪ ،‬كما في التحفة‪ ،‬والمغني‪ ،‬وال سششبحانه‬
‫وتعالى أعلم‪.‬‬

‫] ‪[ 151‬‬

‫باب في العارية أي في بيان أحكامها وشششرائطها‪ ،‬وذكرهششا عقششب الجششارة لن كل منهمششا‬


‫استيفاء منفعة‪ ،‬ولتحاد شرط ما يؤجر وما يعار‪ ،‬ولذا قيل‪ ،‬كل ما جازت إجارته جازت إعارته‪.‬‬
‫واستثنى من ذلك بعض فروع‪ ،‬والصل فيها قبل الجماع‪ ،‬قوله تعششالى‪) * :‬وتعششاونوا علششى الششبر‬
‫والتقوى( * )‪ (1‬وفسر جمهور المفسرين‪ ،‬الماعون في قوله تعششالى‪) * :‬ويمنعششون المششاعون( * )‬
‫‪ (2‬بما يستعيره الجيران بعضهم من بعض‪ ،‬كالفأس‪ ،‬والدلو‪ ،‬والبرة‪ ،‬وفسششره بعضششهم بالزكششاة‪،‬‬
‫وخبر الصحيحين أنه )ص(‪ " :‬استعار فرسه من أبي طلحة فركبه‪ ،‬ودرعا من صفوان بششن أميششة‬
‫يوم حنين‪ ،‬فقال أغصب يا محمد أو عارية ؟ فقال بل عارية مضششمونة " قششال الرويششاني وغيششره‪:‬‬
‫وكانت واجبة أول السلم‪ ،‬للية السابقة‪ ،‬ثم نسخ وجوبهششا‪ ،‬فصششارت مسششتحبة‪ ،‬أي أصششالة‪ ،‬وإل‬
‫فقد تجب‪ ،‬كإعارة الثوب لدفع حر أو برد‪ ،‬وإعارة الحبششل لنقششاذ غريششق‪ ،‬والسششكين لذبششح حيششوان‬
‫محترم يخشى موته‪ ،‬وقد تحرم‪ :‬كإعارة الصششيد مششن المحششرم‪ ،‬والمششة مششن الجنششبي‪ ،‬وقششد تكششره‪،‬‬
‫كإعارة العبد المسلم من كافر‪ ،‬وقد تباح‪ ،‬كالعارة لغني‪ ،‬كأن استعار من له ثوب مستغن به مششن‬
‫صاحب ثياب ثوبا‪ ،‬وقولهم ما كان أصله السششتحباب ل تعششتريه الباحششة‪ ،‬أمششر أغلششبي‪ ،‬وأركانهششا‬
‫أربعة‪ :‬معير‪ ،‬ومسششتعير‪ ،‬ومعششار‪ ،‬وصششغية‪ .‬وشششرط المعيششر‪ :‬صششحة تششبرعه‪ ،‬واختيششاره‪ ،‬وشششرط‬
‫المستعير‪ :‬تعينه‪ ،‬فل يصح لغيششر معيششن‪ ،‬كششأعرت أحششدكما‪ ،‬وإطلق تصششرف‪ ،‬فل تصششح لصششبي‬
‫ومجنون وسفيه إل بعقد وليهم‪ ،‬إذا لم تكن العارية مضمونة‪ ،‬كأن اسششتعار مششن مسششتأجر‪ ،‬وشششرط‬
‫المعار‪ ،‬حل النتفاع به مع ملك منفعتششه‪ ،‬وبقششاء عينششه‪ .‬وشششرط الصششيغة‪ ،‬لفششظ يشششعر بششالذن فششي‬
‫النتفاع )قوله‪ :‬بتشديد الياء وتخفيفها( وفيها لغة ثالثة‪ ،‬وهي‪ :‬عارة‪ ،‬كناقة )قششوله‪ :‬وهششي اسششم لمششا‬
‫يعار‪ ،‬وللعقد( أي العارية شرعا‪ ،‬تطلق على المعار‪ ،‬وعلى العقد‪ ،‬فهي مشتركة بينهمششا‪ ،‬كششذا فششي‬
‫ع ش )قوله‪ :‬من عار( أي وهي مأخوذة من عار‪ ،‬أي على مذهب الكوفيين‪ ،‬أو من مصدره على‬
‫مذهب البصريين )قوله‪ :‬ذهب وجاء بسرعة( أي أن معنى عار في اللغة‪ :‬ذهششب وجششاء بسششرعة‪،‬‬
‫ومنه قيل للغلم الخفيف‪ ،‬عيار‪ ،‬بتشديد الياء‪ ،‬لكثرة ذهابه ومجيئه‪ ،‬وإنما أخذت العارية الشرعية‬
‫منه‪ ،‬لششذهابها ومجيئهششا بسششرعة لمالكهششا غالبششا‪ .‬وقيششل مششأخوذة مششن التعششاور‪ ،‬وهششو التنششاوب‪ ،‬لن‬
‫المستعير والمالك‪ ،‬يتناوبان في النتفاع بها )قوله‪ :‬ل مششن العششار( أي ليسششت مششأخوذة مششن العششار‪،‬‬
‫وهو العيب‪ .‬وقيل مأخوذة منه‪ ،‬لن طلبها عار وعيب‪ ،‬ورد بأن عين العارية‪ ،‬واو‪ ،‬وعين العششار‬
‫ياء‪ .‬وبأنه )ص( استعار فرسا ودرعا‪ ،‬كما مر‪ ،‬فلششو كششانت عيبششا لمششا وجششدت منششه )ص( )قششوله‪:‬‬
‫وهي( أي العارية‪ .‬وقوله مستحبة أصالة‪ ،‬أي أن الصل فيها الستحباب‪ ،‬وقد يعرض لها غيره‪،‬‬
‫من الوجوب‪ ،‬والحرمة‪ ،‬والكراهة‪) ،‬قوله‪ :‬لشدة الحاجة إليها( أي العارية )قششوله‪ :‬وقششد تجششب( أي‬
‫العارية‪ ،‬أي وقد تحرم‪ ،‬وقد تكره‪ ،‬وقد تباح‪ ،‬كما علمت )قوله‪ :‬كإعارة ثوب( أي كإعارة المالششك‬
‫الثوب‪ ،‬وهو تمثيل للوجوب‪) ،‬وقوله‪ :‬توقفت صحة الصلة عليه( أي على الثوب‪ ،‬والجملة صفة‬
‫الثوب‪ ،‬أي ثوب توقفت صحة الصلة عليه‬

‫)‪ (1‬سورة المائدة‪ ،‬الية‪ (2) .2 :‬سورة الماعون‪ ،‬الية‪.7 :‬‬

‫] ‪[ 152‬‬

‫بأن لم يوجد غيره‪ ،‬ومحل كون إعارته واجبة‪ ،‬حيث ل أجرة له لقلة الزمن‪ ،‬وإل لم يجب‬
‫بذله له بل أجرة فيما يظهششر‪ .‬ثششم رأيششت الذرعششي ذكششره‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفششة‪ ،‬بتصششرف )قششوله‪ :‬ومششا ينقششذ‬
‫غريقا( معطوف على ثوب‪ :‬أي وكإعارة ما ينقذ غريقا‪ ،‬كحبل‪ ،‬فإنها واجبة‪ ،‬وقوله أو يذبششح بششه‪،‬‬
‫معطوف على ينقذ‪ ،‬أي وكإعارة ما يذبششح بششه كسششكين‪ ،‬فإنهششا واجبششة أيضششا‪ ،‬قششال سششم‪ :‬ول ينششافي‬
‫وجوب العارة هنا أن المالك ل يجب عليه ذبحه‪ ،‬وإن كان فيه إضاعة مال‪ ،‬لنهشا بشالترك هنششا‪،‬‬
‫وهو غير ممتنع‪ ،‬لن عدم الوجوب عليه‪ ،‬ل ينافي وجوب إسعافه إذا أراد حفظ ماله‪ ،‬كمششا يجششب‬
‫الستيداع إن تعين وإن جاز للمالك العراض عنشه إلشى التلشف‪ ،‬وهشذا ظشاهر‪ ،‬وإن تشوهم بعشض‬
‫الطلبة المنافاة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬يخشى موته( الجملة صفة لحيوان محششترم‪ ،‬أي يخشششى مششوته لششو تششرك‬
‫ذبحه‪ ،‬فإعارة السكين لجل تذكيته‪ ،‬واجبة‪ ،‬لئل يصير ميتة‪ ،‬فل ينتفششع بششه )قششوله‪ :‬صششح مششن ذي‬
‫تبرع( أي مختار‪ ،‬وهو بيان للمعيششر‪ ،‬فل تصششح مششن صششبي ومجنششون ومكششاتب بغيششر إذن سششيده‪،‬‬
‫ومحجور سفه وفلس مكره بغير حق‪ .‬أما به‪ ،‬كما لو أكره على إعارة واجبة عليه‪ ،‬فتصح )قوله‪:‬‬
‫إعارة عين( أي لمستعير معين مطلق التصششرف‪) .‬وقششوله‪ :‬غيششر مسششتعارة( قيششد سششيأتي محششترزه‬
‫)قوله‪ :‬لنتفاع( متعلق بإعارة‪ :‬أي إعارتها لجل النتفاع بها )قوله‪ :‬مع بقششاء عينششه( أي المعششار‪،‬‬
‫فالضير يعود على معلوم من المقام‪ ،‬والظرف متعلق بمحششذوف صششفة لنتفششاع‪ :‬أي انتفششاع للعيششن‬
‫كائن مع بقائها‪ ،‬وهو قيد أيضا سششيأتي محششترزه )قششوله‪ :‬مملششوك( أي للمعيششر‪ ،‬وهششو بششالجر صششفة‬
‫لنتفاع‪ .‬وقوله ذلك النتفاع‪ ،‬بيان لنائب الفاعل المستتر‪ ،‬ل أنه ظهر‪ ،‬كمشا هشو ظشاهر‪ ،‬وعبشارته‬
‫صريحة في أن النتفششاع‪ ،‬هششو الششذي يوصششف بالملكيششة‪ ،‬وليششس كششذلك‪ ،‬بششل الششذي يوصششف بششذلك‪،‬‬
‫المنفعة‪ ،‬ل النتفاع‪ ،‬إذ هو وصف المستعير‪ ،‬ل المعير‪ ،‬وعبارة المنهاج‪ ،‬وملكششه للمنفعششة‪ ،‬وهششي‬
‫ظاهرة )قوله‪ :‬ولو بوصششية الششخ( غايششة فششي حصششول ملكيششه النتفششاع‪ ،‬أي ولششو كششان ملششك المعيششر‬
‫للنتفاع حاصشل بسششبب وصشية بششأن أوصشى للمعيششر بمنفعششة الشدار‪) .‬وقشوله‪ :‬أو إجششارة( أي بشأن‬
‫استأجر الدار‪) ،‬وقوله‪ :‬أو وقف( أي بأن وقفت عليه الدار‪ .‬ففي الجميع‪ ،‬يملك المنفعة‪ ،‬فيجوز لششه‬
‫إعارتها )قوله‪ :‬وإن لم يملك العين( غاية ثانية‪ :‬أي المدار علشى ملشك المنفعشة‪ ،‬سشواء ملشك العيشن‬
‫معها أم ل‪ ،‬ولو حذف لفظ‪ ،‬ولو من الغاية الولى‪ ،‬وأخر قوله بوصية الخ عن هذه الغاية‪ ،‬وجعله‬
‫تمثيل لملك المنفعة من غير ملك العين‪ ،‬بأن يقول كأن آلت إليه بوصية الخ‪ ،‬لكان أولى وأخصششر‬
‫)قوله‪ :‬لن العارية ترد على المنفعششة( تعليششل لمششا تضششمنته الغايششة الثانيششة مششع عششدم اشششتراط ملششك‬
‫العين‪ ،‬أي وإنما لم يشترط ملك العين‪ ،‬لن العارية إنما تششرد علششى المنفعششة‪ ،‬ل علششى العيششن حششتى‬
‫يشرط ملكها‪ .‬وقوله فقط‪ ،‬أي ل مع العين )قوله‪ :‬وقيد ابن الرفعة صحتها( أي العارية )قوله‪ :‬بما‬
‫إذا كان ناظرا( محل صحتها منه‪ ،‬كما يؤخذ من النهاية‪ ،‬والتحفة‪ ،‬إذا لم يشرط الواقف استيفاءها‬
‫بنفسه‪ ،‬وإل فل تصح‪ ،‬ومحل عدم صحتها من غير الناظر‪ ،‬إذا لم يأذن النششاظر لشه فششي العششارة‪،‬‬
‫فإن أذن له‪ ،‬صحت منه‪ ،‬كما يؤخذ من التحفة )قوله‪ :‬قال السنوي‪ :‬يجوز للمام إعارة مال بيت‬
‫المال( أي لنه إذا جاز له التمليك‪ ،‬فالعارة أولى‪ .‬قال في التحفة‪ ،‬ومثلششه فششي النهايششة‪ ،‬ورد بششأنه‬
‫إن أعاره لمن له حق في بيت المال‪ ،‬فهو إيصال حق لمستحقه‪ ،‬فل يسمى عارية‪ ،‬أو لمن ل حق‬
‫له فيه‪ ،‬لم يجز‪ ،‬لن المام فيه كالولي في مال موليه‪ ،‬وهو ل يجششوز لششه إعششارة شششئ منششه مطلقششا‬
‫الخ‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬مباح( صفة ثانية لنتفاع‪ ،‬وهو يصح وصفه بالباحة‪ ،‬فل اعتراض فيششه بالنسششبة‬
‫لهذا الوصف‪ ،‬وأما بالنسبة للوصف الول‪ ،‬فهو معترض‪ ،‬كما علمته )قوله‪ :‬فل يصح إعششارة مششا‬
‫يحرم النتفاع به( في البجيرمي ما نصه‪ :‬هششذا مسششلم عنششد م ر فششي آلششة اللهششو‪ ،‬وأمششا فششي السششلح‬
‫والفرس‪ ،‬فجرى فيهما في شرحه على صحة العارة مششع الحرمششة‪ .‬وجمششع ع ش‪ :‬بحمششل كلمششه‬
‫على ما إذا لم يعلم أو يظن أن الحربي يستعين بهما على قتالنا‪ ،‬وبحمل كلم شرح المنهج‪ ،‬علششى‬
‫ما إذا علم أو ظن ذلك‪ .‬ثم نظر في كلم م ر بعد حمله على ما ذكر‪ ،‬بأنه ل وجششه للحرمششة حينئذ‬
‫)قوله‪ :‬كآلة لهو( أي كالمزمار‪ ،‬والطنبور‪ ،‬والدربكة‪ .‬قال ع ش‪ :‬قضية التمثيل بما ذكر للمحرم‪،‬‬
‫أن ما يباح استعماله من الطبول‬

‫] ‪[ 153‬‬

‫ونحوها‪ ،‬ل يسمى آلة لهو‪ ،‬وهو ظاهر‪ ،‬وعليه‪ ،‬فالشطرنج تباح إعارته‪ ،‬بششل إجششارته‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وفرس وسلح لحربششي( أي أو لقششاطع طريششق )قششوله‪ :‬وكأمششة( معطششوف علششى كآلششة لهششو‪،‬‬
‫وانظر‪ :‬لم أعاد الكاف‪ ،‬ومثل المة‪ ،‬المرد الجميششل‪ ،‬فيحشرم إعششارته ؟ وقشوله مشششتهاة‪ ،‬قشال فشي‬
‫شرح المنهج‪ :‬أما غير مشششتهاة‪ ،‬لصشغر‪ ،‬أو قبششح‪ ،‬فصشحح فشي الروضشة‪ ،‬صشحة إعارتهششا‪ ،‬وفششي‬
‫الشششرح الصششغير‪ ،‬منعهششا‪ .‬وقششال السششنوي‪ :‬المتجششه الصششحة فششي الصششغيرة‪ ،‬دون القبيحششة‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وكالقبيحة‪ ،‬الكبيرة غير المششتهاة‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقشوله‪ :‬لخدمششة أجنشبي( خشرج بشه المحشرم‪ ،‬وفشي معنشاه‪،‬‬
‫المرأة‪ ،‬والممسوح‪ ،‬وزوج الجاريششة‪ ،‬ومالكهششا‪ ،‬كششأن يسششتعيرها مششن مسشتأجرها‪ ،‬أو الموصششى لشه‬
‫بمنفعتها‪ ،‬إذ ل محذور في ذلك‪ .‬ا‍ه‪ .‬شرح الروض )قوله‪ :‬وإنما تصشح العشارة مشن أهشل تشبرع(‬
‫دخول على المتن‪ ،‬ول حاجة إليه‪ ،‬لعدم طول العهد بمتعلقه المذكور‪ ،‬وهو قوله صح الششخ )قششوله‪:‬‬
‫بلفظ( أي أو ما في معناه‪ ،‬ككتابة‪ ،‬وإشارة أخرى مفهمة‪ ،‬وذلك لن النتفشاع بمشال الغيشر يتوقشف‬
‫على رضاه المتوقف على ذلك اللفظ أو نحوه‪ .‬قال في التحفة‪ :‬وقد تحصششل بل لفششظ ضششمنا‪ ،‬كششأن‬
‫فرش له ثوبا ليجلس عليه‪ ،‬كما جرى عليه المتولي واقتضى كلمهما اعتماده‪ ،‬وكأن أذن لششه فششي‬
‫حلب دابته واللبن للحالب‪ ،‬فهي مدة الحلب عارية تحت يده‪ ،‬وكأن سلمه البائع المبيع في ظششرف‪،‬‬
‫فهو عارية‪ .‬وكأن أكل الهدية من ظرفها المعتاد أكلها منه‪ ،‬وقبل أكلها هو أمانششة‪ ،‬وكششذا إن كششانت‬
‫الهدية عوضا‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي البجيرمي‪ :‬ويستثنى من اشتراط اللفظ‪ ،‬مششا إذا اشششترى شششيئا‪ ،‬وسششلمه لششه‬
‫البائع في ظرف‪ ،‬فالظرف معار‪ ،‬في الصح‪ ،‬وما لو أكل المهدي إليششه الهديششة فششي ظرفهششا‪ ،‬فششإنه‬
‫يجوز‪ ،‬إن جرت العادة بأكلها منه‪ ،‬كأكل الطعام من القصعة المبعوث فيها وهششو معششار‪ ،‬فيضششمنه‬
‫بحكم العارية‪ ،‬إل إذا كان للهدية عوض‪ ،‬وجرت العادة بالكششل منششه‪ ،‬فل يضششمنه بحكششم الجششارة‬
‫الفاسششدة‪ ،‬فششإن لششم تجششر العششادة بمششا ذكششر ضششمنه فششي الصششورتين‪ ،‬بحكششم الغصششب‪ .‬ا‍ه‪ .‬سششلطان‪.‬‬
‫)والحاصل( أن الظرف أمانة قبل الستعمال مطلقا‪ ،‬ومغصوب بالستعمال الغير المعتاد مطلقششا‪،‬‬
‫وعارية بالستعمال المعتاد إن لم يكن عششوض‪ ،‬وإل فمششؤجر إجششارة فاسششدة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬كأعرتششك‬
‫الخ( تمثيل للفظ الذي يشعر بالذن فيه‪ ،‬وقوله وأبحتك‪ ،‬الواو بمعنى‪ ،‬أو‪ .‬وقششوله منفعششة‪ ،‬تنششازعه‬
‫كل من أعرتك ومن أبحتك‪ ،‬وضميره يعود على المعار‪ .‬ومثله‪ ،‬أعرتك هذا )قوله‪ :‬وكاركب( أي‬
‫هذا‪ ،‬ومثلشه‪ :‬اركبنشي )قشوله‪ :‬وخشذه( أي أو خشذه‪ ،‬أي الثشوب مثل لتنتفشع بشه )قشوله‪ :‬ويكفشي لفشظ‬
‫أحدهما مع فعل الخر( فلو قال أعرني فأعطاه‪ ،‬أو قال له أعرتك فأخذ‪ ،‬صحت العارية‪ ،‬كما في‬
‫إباحة الطعام‪ ،‬ول يشترط اللفظ من جانب المعير‪ ،‬بخلفه في الوديعة‪ ،‬لنهششا أمانششة‪ ،‬فاحتيششج إلششى‬
‫لفظ من جانب المالك‪ ،‬ول يكفي الفعل من الطرفين إل فيما استثني‪ ،‬ول سكوت أحدهما من غيششر‬
‫فعل‪ ،‬ول يشششترط الفششور فششي القبشول‪ ،‬والمعتمششد أن العقششد يرتششد بششالرد‪ ،‬وكشون العاريششة مششن قبيششل‬
‫الباحة‪ ،‬إنما هو من حيث جششواز النتفششاع )قششوله‪ :‬ول يجششوز لمسششتعير إعششارة عيششن( أي لنششه ل‬
‫يملكها‪ ،‬وإنما يملك أن ينتفع بها )قوله‪ :‬بل إذن معير( متعلق بإعششارة‪ ،‬أي العششارة بل إذن معيششر‬
‫ل تجوز‪ ،‬أي أما بإذنه‪ ،‬فتجوز‪ .‬قال الماوردي‪ :‬ثم إن لم يسم المالك مششن يعيششر لششه‪ ،‬فششالول علششى‬
‫عاريته‪ ،‬وهو المعير للثاني‪ ،‬والضشمان بشاق عليشه‪ ،‬ولشه الرجشوع فيهشا‪ .‬وإن ردهشا الثشاني عليشه‪،‬‬
‫برئ‪ ،‬أي الثاني‪ ،‬وأما الول‪ ،‬فباق على الضمان‪ ،‬وإن سماه انعكست هذه الحكششام‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمششي‬
‫)قوله‪ :‬وله( أي للمستعير‪) .‬وقوله‪ :‬إنابة من يستوفي المنفعة له( أي للمسششتعير‪ ،‬أي لجششل قضششاء‬
‫حاجته‪ ،‬وإنما جازت النابة لذلك‪ ،‬لن النتفاع راجششع إليششه‪ .‬وخششرج بقششوله لششه‪ :‬مششا لششو أنششاب مششن‬
‫يستوفي المنفعة ل له بل للمستوفي فإنه ل يجوز )قوله‪ :‬كأن يركب( من أركب‪ ،‬فهو بضششم الول‬
‫وكسر الثالث‪) ،‬وقوله‪ :‬من هو مثله( مفعول يركب‪) .‬وقوله‪ :‬أو دونه( أشار به وبما قبلششه إلششى أن‬
‫له الستنابة إذا لم يكن فيها ضرر زائد على‬

‫] ‪[ 154‬‬

‫اسششتعمال المسششتعير‪ ،‬وفششي النهايششة قششال فششي المطلششب‪ ،‬وكششذا زوجتششه‪ ،‬أو خششادمه‪ ،‬لرجششوع‬
‫النتفاع إليه أيضا‪ ،‬قال الذرعي‪ :‬نعم‪ ،‬يظهر أنه‪ ،‬إذا ذكر لششه أنشه يركبهششا زوجتششه زينششب‪ ،‬وهششي‬
‫بنت المعير‪ ،‬أو أخته‪ ،‬أو نحوهما‪ ،‬لم يجز له إركاب ضرتها‪ ،‬لن الظششاهر‪ ،‬أن المعيششر ل يسششمح‬
‫بها لضرتها‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتب ع ش‪ :‬قوله لرجوع النتفاع إليه أيضا‪ ،‬يؤخذ منه أن محششل جششواز ذلششك‪،‬‬
‫فيما لو أركب زوجته أو خادمه لقضاء مصالحة‪ ،‬أما لو أركبهمششا لمششا ل تعششود منفعششة إليششه‪ ،‬كششأن‬
‫أركب زوجته لسفرها لحاجتها‪ ،‬لششم يجششز‪ .‬ا‍ه )قششوله‪ :‬لحششاجته( متعلششق بيركششب‪ ،‬أي يركبششه لجششل‬
‫قضاء حاجة المستعير‪ ،‬أما لو كان لجل حاجة الراكب‪ ،‬فل يجوز‪ ،‬كما مر‪ ،‬ول يجوز أيضششا إذا‬
‫كان من هو مثله أو دونه عدوا للمعير‪ ،‬كما في سم )قوله‪ :‬ول يصششح إعششارة مششا ل ينتفششع بششه مششع‬
‫بقاء عينه( أي ول يصح إعارة الشئ الذي ل ينتفع به مع بقاء عينه‪ ،‬بششل ينتفششع بششه مششع اسششتهلك‬
‫عينه‪ .‬فالنفي مسلط على القيد‪ ،‬أعني مع بقاء عينه‪ ،‬وهذا محششترز قششوله‪ ،‬النتفششاع مششع بقششاء عينششه‬
‫)قوله‪ :‬كالشمع( بفتح الميم‪ ،‬جمع شمعة بفتحها أيضا‪ ،‬وإن اشتهر علششى ألسششنة المولششدين سششكانها‪،‬‬
‫وقوله للوقود‪ ،‬متعلق بمحذوف‪ ،‬أي كإعارة الشمع للوقود وهو بضم الواو‪ ،‬لنه بالفتششح‪ ،‬اسششم لمششا‬
‫يوقد به‪ ،‬وليس مرادا هنا‪ .‬وكذلك إعارة المطعوم لكلششه‪ ،‬والصششابون للغسششل بششه‪ ،‬فل تصششح‪ ،‬لن‬
‫النتفاع بذلك‪ ،‬يحصل باستهلكه وفي البجيرمي‪ ،‬وهل ينزل الستقذار منزلة إذهششاب العيششن‪ ،‬فل‬
‫تصح إعارة الماء للغسل أو الوضوء‪ ،‬وإن لم يتنجس أو تصح‪ ،‬نظرا لبقششاء عينششه مششع طهششارته ؟‬
‫محل نظر‪ .‬وجرى ق ل على صحة إعارة ذلك‪ ،‬لكن تبعششا للظششرف‪ .‬ومشششى الرملششي فششي شششرحه‬
‫على جواز إعارة الماء للغسل والوضوء والتبرد‪ ،‬لنه يبقششى فششي ظرفششه‪ ،‬والجششزاء الذاهبششة منششه‬
‫بمنزلة ما يذهب من الثوب المعششار بالنمحششاق‪ .‬ا‍ه‪) .‬قشوله‪ :‬لسشتهلكه( علشة لعشدم صشحة إعششارة‬
‫الشمع للوقود ‪ -‬أي وإنما لم تصح‪ :‬لستهلك الشمع بالوقود )قوله‪ :‬ومن ثم الخ( أي ومن أجل أن‬
‫العلشة فششي عشدم صششحة إعششارة الششمع للوقششود اسشتهلكه‪ :‬صشحت إعششارة الششمع للشتزين بششه لعششدم‬
‫استهلكه )قوله‪ :‬كالنقد( الكاف للتنظير‪ :‬أي نظير صحة إعارة النقد للتزين به‪ .‬وعبششارة الششروض‬
‫وشرحه‪ :‬ول يعار النقدان ‪ -‬إذ مننفعة التزين بهما‪ ،‬والضرب على طبعهمششا‪ :‬منفعششة ضششعيفة قلمششا‬
‫تقصد‪ ،‬ومعظم منفعتهما في النفشاق والخششراج ‪ -‬إل للشتزيين‪ ،‬أو للضشرب علشى طبعهمششا ‪ -‬فيمششا‬
‫يظهر‪ :‬بأن صرح بإعراتهما لذلك‪ ،‬أو نواها فيما يظهر ‪ -‬فتصح‪ :‬لتخششاذ هششذه المنفعششة مقصششدا ‪-‬‬
‫وإن ضعفت‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وحيث لم تصح العاريششة( أي لفقششد ششرط مشن الششروط السشابقة‪ ،‬كشأن ل‬
‫يكون مملوكا لمعير‪ ،‬أو لم يكن النتفاع به مباحا‪ ،‬أو كان ينتفع بالمعقود عليه مع اسششتهلك عينششه‬
‫)قوله‪ :‬فجرت( أي العارية‪ :‬أي صورتها )قوله‪ :‬ضمنت( أي العارية بمعنششى المعششار‪ ،‬ففششي الكلم‬
‫استخدام )قوله‪ :‬لن للفاسد حكم صحيحه( علة للضمان‪ .‬قال في التحفة‪ :‬ويؤخذ من ذلك أنهششا مششع‬
‫اختلل ششرط أو ششروط ممشا ذكشروه‪ :‬تكشون فاسشدة مضشمونة ‪ -‬بخلف الباطلششة قبششل اسششتعمالها‬
‫والمستعير أهل للتبرع‪ ،‬وهي الششتي اختششل فيهششا بعششض الركششان‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتششب سششم مششا نصششه‪ :‬قششوله‬
‫ويؤخذ من ذلك الخ ‪ -‬كذا في شرح الرملي‪ ،‬وفيه نظر‪ ،‬والوجه الضمان ‪ -‬لن اليششد‪ :‬يششد ضششمان‪.‬‬
‫ثم رأيت م ر توقف فيه بعد أن كان وافقه‪ ،‬ثم ضرب على قوله وحيث لم تصششح العاريششة فجششرت‬
‫إلى هنا من شرحه‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وقيل ل ضمان‪ :‬لن ما جرى بينهما ليس بعارية( أسشقط ششيئا مشن‬
‫جملة التعليل ذكره في التحفة‪ :‬وهو من قبض مال غيره بإذنه ل لمنفعة‪ :‬كان أمانة‪ ،‬وإنما لم يكن‬
‫عارية أصل‪ :‬لن حقيقتها إباحة النتفاع بما يحل النتفاع به الخ‪ .‬وهذا ليس كذلك‪ ،‬لنشه فقشد قيشد‬
‫من القيود‪ ،‬فلم توجد تلك الحقيقة‪) .‬قوله‪ :‬ولششو قششال( أي مالششك أرض )قششوله‪ :‬فحفششر( أي المششأمور‬
‫)قوله‪ :‬لم يملكها( أي البئر الحافر لعدم شروط البيع‪ .‬وانظر‪ :‬هل تكششون عاريششة أو ل ؟ والظششاهر‬
‫الول‪ .‬وإعارة الرض لحفر بئر فيها‪ :‬صحيحة ‪ -‬كما في النهاية ‪ -‬ونصها‪ :‬وفي الروضة ‪ -‬عششن‬
‫البيان ‪ -‬لو أعاره أرضا لحفر بئر فيها‪ :‬صح‪ ،‬فإذا نبششع المششاء‪ :‬جششاز للمسششتعير أخششذه‪ ،‬لنششه مبششاح‬
‫بالباحة الخ‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ول أجرة له( أي للحافر في‬

‫] ‪[ 155‬‬

‫مقابلة حفره )قوله‪ :‬فإن قال( أي الحافر للمر‪) .‬وقوله‪ :‬أمرتني( أي بالحفر )قششوله‪ :‬فقششال(‬
‫أي المر‪) .‬وقوله‪ :‬مجانا( أي بل أجرة )قوله‪ :‬صدق المر( أي فششي أنششه أمششره بششالحفر مششن غيششر‬
‫أجرة )قوله‪ :‬ولو أرسل( أي شخص )قوله‪ :‬لم يصح( أي العشارة لشه بمعنششى العقششد‪ ،‬ولششذلك ذكششر‬
‫الضمير‪ ،‬لكن الولى لم تصح‪ ،‬بتاء الغائبة‪ ،‬وإنما لم تصح‪ :‬لنه يشترط في المستعير ما اشششترط‬
‫في المعير ‪ -‬من كونه أهل تبرع )قوله‪ :‬فلو تلشف( أي الششئ المعشار بآفششة‪) .‬وقشوله‪ :‬فشي يشده( أي‬
‫الصبي )قوله‪ :‬أو أتلفششه( أي أو كششان التلف بفعلششه )قششوله‪ :‬لششم يضششمنه هششو( أي الصششبي لتسششليط‬
‫المالك له‪ ،‬فهو مقصشر بششذلك‪ ،‬وحينئذ يكشون هشذا مسشتثنى مششن قشوله‪ :‬وحيششث لششم تصششح العاريشة‪،‬‬
‫فجرت‪ :‬ضمنت‪) .‬وقوله‪ :‬ول مرسششله( أي ولششم يضششمن مرسششل الصششبي‪ .‬قششال ع ش‪ :‬أي لنششه لششم‬
‫يدخل في يده )قوله‪ :‬كذا في الجششواهر( قششال فششي التحفششة بعششده‪ :‬ونظيششر غيششره فششي قششوله أو أتلفششه‪،‬‬
‫والنظر واضح إذ العارة ممن علم أنه رسششول ل تقتضششي تسششليطه علششى التلف‪ ،‬فليحمششل ذلششك‬
‫على ما لم يعلم أنه رسول‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتب سم ما نصه‪ :‬قوله فليحمل ذلك الخ‪) .‬أقول( فيه نظر أيضا‪،‬‬
‫لن العارة ل تقتضي تسليط المستعير على التلف ‪ -‬غاية المر أنها تقتضي المسامحة بالتلف‬
‫بواسطة الستعمال المأذون فيه‪ .‬فليتأمل‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقال ع ش‪ :‬ويمكن الجواب بأنهششا ‪ -‬وإن لششم تقتششض‬
‫التسليط بالتلف ‪ -‬لكنها اقتضته بالتسليط على العين المعارة بوجششوه النتفششاع المعتششاد‪ ،‬فأشششبهت‬
‫المبيع‪ .‬وقد صرحوا فيه بأن المقبوض بالشراء الفاسد من السفيه‪ :‬ل يضمنه إذا أتلفه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪:‬‬
‫ويجب على مستعير الخ( شروع فيما يترتب على العارية من الحكام )قوله‪ :‬ضششمان قيمششة( هششذا‬
‫في المتقوم أو ضمان مثله في المثلى على الوجشه ‪ -‬كمشا سيصشرح بششه قريبششا )قشوله‪ :‬يشوم تلششف(‬
‫متعلق بمحذوف صفة لقيمة‪ .‬أي قيمة كائنة له يوم تلفه‪ ،‬ل يوم قبضه ‪ -‬فإذا تلف المعار‪ :‬قوم يوم‬
‫تلفه ‪ -‬أي وقته‪ ،‬ل يوم قبض المستعير له من المعير‪ .‬وقوله للمعار‪ :‬متعلق بمحششذوف صششفة لكششل‬
‫من قيمة ومن تلف )قوله‪ :‬إن تلف( ل حاجة إليه بعد قوله تلف‪ ،‬فالولى حذفه‪ ،‬ويكون قششوله بعششد‬
‫كله توكيدا للمعار‪) .‬وقوله‪ :‬أو بعضه( معطوف عليه )قوله‪ :‬في يده( هكذا في فتح الجواد‪ ،‬والذي‬
‫في التحفة والنهاية‪ :‬عدم اشتراط كونه في يده‪ ،‬وعبارتهما‪ :‬ول يشترط في ضمان المستعير كون‬
‫العيششن فشي يشده‪ ،‬بشل وإن كششانت بيششد المالششك‪ ،‬كمشا صشرح بشه الصشحاب انتهششت‪ :‬أي كششأن أرسششل‬
‫المستعير مالكها معها )قوله‪ :‬ولو بآفة( أي ولو كان التلف بآفة )قوله‪ :‬من غير تقصير( من جملة‬
‫الغاية‪ ،‬ولو زادوا العطف‪ :‬لكان أولى أي ولو من غير تقصير‪ ،‬ول يغني عنه قوله بآفة‪ ،‬لنه قششد‬
‫يكون بها‪ ،‬لكن مع تقصير منه‪ ،‬بأن سافر بالمعار )قوله‪ :‬بدل( حال مششن قيمششة‪ :‬أي يجششب ضششمان‬
‫قيمة حال كونها بدل من المعار‪ ،‬وهذا إذا تلف كله‪) .‬وقوله‪ :‬أو أرشا( أي إذا تلششف بعضششه‪ ،‬وهششو‬
‫مقدار ما نقص من قيمته )قوله‪ :‬وإن شششرطا( أي أنششه يضششمن بششالتلف‪ ،‬وإن شششرط العاقششدان عششدم‬
‫ضمانه بذلك‪ ،‬ويلغو الشرط المذكور فقط‪ ،‬ول يفسد العقد بششه‪ .‬قششال فششي فتششح الجششواد‪ :‬ولششو شششرط‬
‫كونها أمانة‪ :‬لغا الشششرط فقششط‪ .‬ويششوجه بششأن فيششه زيششادة رفششق بالمسششتعير‪ ،‬فهششو كشششرط فيششه رفششق‬
‫بالمقترض‪ ،‬بجامع مع أن كل المقصود منه إرفاق الخد‪ .‬ا‍ه‪ .‬واعتمششد م ر‪ :‬فسششاد العقششد بالشششرط‬
‫المذكور )قوله‪ :‬لخبر أبي داود وغيره‪ :‬العارية مضمونة( هذا ليس لفظ الخبر‪ ،‬ولفظه‪ :‬روى أبي‬
‫داود وغيره بإسناد جيد أنه )ص( استعار درعا من صفوان بن أمية يوم حنين فقششال أغصششب‪ :‬يششا‬
‫محمد ؟ فقال‪ :‬بل عارية مضمونة )قوله‪ :‬أي بالقيمة الششخ( تفسششير مششراد للضششمان فششي الخششبر مششن‬
‫الشارح‪ ،‬ولو قدمه على الخبر وجعله تقييدا لضمان القيمة الذي فششي المتششن ‪ -‬ومحششل التقييششد قششوله‬
‫في المتقوم ‪ -‬لكان أولى )قوله‪ :‬يوم التلف( أي وقته )قوله‪ :‬ل يوم القبض( أي ل وقته‪ ،‬فل تعتششبر‬
‫بوقت القبض‪ :‬أي ول بأقصى القيم ‪ -‬أي أبعدها وأكثر من يوم القبض إلى يششوم التلششف‪ ،‬وإل لششزم‬
‫تضمين ما نقص بالستعمال المأذون فيششه )قششوله‪ :‬فششي المتقششوم( أي يضششمن بالقيمششة فششي المتقششوم‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬وبالمثل( معطوف على بالقيمة‬

‫] ‪[ 156‬‬

‫)قوله‪ :‬على الوجه( أي عند شيخه ابن حجر‪ ،‬ووافقششه الخطيششب فششي القنششاع‪ ،‬حيششث قششال‪:‬‬
‫وهذا هو الجاري على القواعد‪ ،‬فهو المعتمد )قوله‪ :‬وجزم فششي النششوار الششخ( اعتمششده م ر )قششوله‪:‬‬
‫كخشب وحجر( تمثيل للمثلي‪ ،‬كما في البجيرمي )قوله‪ :‬وشرط التلششف الششخ( دخششول علششى المتششن‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬المتضمن( بصيغة اسم الفاعل‪ ،‬فهو بكسر الميششم المشششددة )قششوله‪ :‬أن يحصششل( أي التلششف‬
‫وقوله باستعمال‪ :‬أي مأذون فيه‪ ،‬كما يدل عليه المفهوم )قششوله‪ :‬وإن حصششل( أي التلششف معششه‪ :‬أي‬
‫الستعمال المأذون فيه‪ ،‬كأن اسششتعار دابششة لسششتعمالها فششي سششاقية‪ ،‬فسششقطت فششي بئرهششا‪ ،‬فمششاتت‪:‬‬
‫فيضمنها المستعير‪ ،‬لنها تلفششت فششي السششتعمال‪ ،‬ل بششه )قششوله‪ :‬فششإن تلششف هششو الششخ( مفهششوم قششوله‬
‫باستعمال‪ ،‬قال البجيرمي‪ :‬حاصشله أن يقششال إن تلفشت بالسششتعمال المششأذون فيششه‪ :‬ل ضشمان‪ ،‬ولشو‬
‫بالتعثر من ثقل حمل مأذون فيه‪ ،‬وموت به‪ ،‬وإنمحاق ثوب بلبسششه‪ ،‬ل نومششة فيششه‪ ،‬حيششث لششم تجششر‬
‫العادة بذلك‪ ،‬بخلف تعثره بانزعاج‪ ،‬أو عثوره في وهدة‪ ،‬أو ربششوة‪ ،‬أو تعششثره ل فششي السششتعمال‬
‫المأذون فيه‪ :‬فإنه يضمن في هذه المور‪ .‬ومثله‪ :‬سقوطها في بئر حال السير ‪ -‬كمششا قششاله م ر‪ .‬اه‍‬
‫)قوله‪ :‬فل ضمان( جواب إن‪ .‬وقوله للذن فيه أي فششي السششتعمال )قششوله‪ :‬وكششذا ل ضششمان علششى‬
‫مستعير الخ( أي ل ضمان على مستعير الخ ‪ -‬مثل أنه ل ضمان على من تلف المعار تحششت يششده‬
‫بالستعمال المأذون فيه‪) .‬وقوله‪ :‬من نحو مستأجر إجارة صحيحة( قال في فتح الجواد ‪ -‬بخلف‬
‫المستعير من مستأجر آجارة فاسدة‪ ،‬لن معيره ضامن ‪ -‬كما جزم به البغوي وعلله بأنه فعششل مششا‬
‫ليس له ‪ -‬قال‪ :‬والقرار على المستعير‪ ،‬ول يقال حكم الفاسدة حكم الصحيحة في كل مششا تقتضششيه‪،‬‬
‫بل في سقوط الضمان بما يتناوله الذن فقششط‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقشوله بمششا يتنششاوله الذن فقششط‪ :‬أي والذن فششي‬
‫الفاسدة لم يتناول العارة‪ ،‬لن المستأجر فيها ل يملك المنفعة )قوله‪ :‬فل ضششمان عليششه( أي علششى‬
‫المستعير من المستأجر‪ ،‬ول حاجة إليه بعد قوله وكذا ل ضمان الخ )قششوله‪ :‬لنششه( أي المسششتعير‪.‬‬
‫وقششوله نششائب عنششه‪ :‬أي المسششتأجر )قششوله‪ :‬وهششو( أي المسششتأجر ل يضششمن‪ .‬وقششوله فكششذا هششو‪ :‬أي‬
‫المستعير )قوله‪ :‬وفي معنى المستأجر‪ :‬الموصى لششه بالمنفعششة‪ ،‬والموقششوف عليششه( أي فل ضششمان‬
‫على المستعير منهما )قوله‪ :‬وكذا مستعار الخ( أي ومثل المستعار مششن المسششتأجر والموصششى لششه‬
‫بالمنفعة والموقوف عليه‪ ،‬المستعار من المالك ليرهنه‪ ،‬فإنه ل ضمان إذا تلف في يد المرتهن‪ ،‬ل‬
‫على المستعير الذي هو الراهن‪ ،‬ول على المرتهن‪ ،‬لن الثششاني‪ ،‬أميشن‪ ،‬والول‪ ،‬لشم يسششقط الحشق‬
‫عن ذمته‪ ،‬كما مر للشارح في مبحث الرهن‪ ،‬أما إذا تلف في يد الراهن قبل الرهن‪ ،‬أو بعد فكشاك‬
‫الرهن‪ ،‬فالضمان عليه‪ ،‬لنه مستعير الن )قوله‪ :‬ل ضمان عليه( أي المرتهن‪ .‬وقششوله كششالراهن‪،‬‬
‫أي كما أنه ل ضمان على الراهن‪ ،‬وقد علمششت العلششة فششي ذلششك )قششوله‪ :‬وكتششاب موقششوف( بششالرفع‬
‫معطوف على مستعار‪ ،‬أي وكذا كتاب موقوف‪ ،‬فإنه ل ضمان على من استعاره إذا تلف‪ .‬وقششوله‬
‫على المسلمين‪ ،‬أي وهو أحدهم‪ .‬وقوله مثل‪ ،‬اندرج فيششه الموقشوف علششى العلمشاء أو السشادة وهشو‬
‫ممنهم )قوله‪ :‬استعاره فقيه( أي من الناظر )قششوله‪ :‬فتلششف فششي يششده مشن غيششر تفريششط( أي أمششا بششه‪:‬‬
‫فيضمن )قوله‪ :‬لنه الخ( تعليل لمحذوف‪ :‬أي فهو ل يضمنه‪ ،‬لنه من جملششة المسششلمين الموقششوف‬
‫عليهم )قششوله‪ :‬لشو اختلفشا( أي المعيششر والمسششتعير‪ ،‬صشدق المعيششر‪ ،‬أي بيمينششه‪ ،‬وجشرى م ر علشى‬
‫تصديق المستعير‪ ،‬لن الصل براءة ذمته‪ ،‬وعبارته‪ ،‬ولو اختلف في حصول التلششف بالسششتعمال‬
‫المأذون فيه أو ل‪ :‬صدق المستعير بيمينه‪ ،‬كما أفتى به الوالد رحمه ال تعالى‪ ،‬لعسر إقامة البينششة‬
‫عليه‪،‬‬

‫] ‪[ 157‬‬

‫ولن الصل براءة ذمته‪ ،‬خلفا لما عزى للجلل البلقيني من تصديق المعير‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪:‬‬
‫لن الصل الخ( علة لتصديق المعير‪) .‬وقوله‪ :‬حتى ينبت مسقطه( أي الضمان‪ ،‬وهو ما مر مششن‬
‫كون العارية تكون من مستأجر إجارة صحيحة‪ ،‬أو من المالك للرهن‪ ،‬ونحو ذلك )قششوله‪ :‬ويجششب‬
‫عليه‪ ،‬أي على المستعير مؤنة رد( أي للخششبر الصششحيح علششى اليششد مششا أخششذت حششتى تششؤديه ولنشه‬
‫قبضها لمنفعة نفسه‪ .‬قال في المغني‪ ،‬ويجب على المستعير الرد عند طلششب المالششك‪ ،‬إل إذا حجششر‬
‫على المالك المعير‪ ،‬فإنه ل يجوز الرد إليه‪ ،‬بل إلى وليه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬علششى المالششك( متعلششق بششرد‪،‬‬
‫أي رد‪ ،‬على المالك‪ ،‬أي أو نحششوه‪ ،‬مششن مكششتر‪ ،‬ومششا فششي معنششاه‪ ،‬كالموصششى لششه بالمنفعششة )قششوله‪:‬‬
‫وخرج بمؤنة الرد( هي أجرة حمله أو من يوصله إلى المالك )وقوله‪ :‬مؤنة المعار( أي مششن نفقششة‬
‫وكسوة ونحوهما )قوله‪ :‬وخالف القاضي( ضعيف )قوله‪ :‬وجاز لكل من المعير الخ( شششروع فششي‬
‫بيان أن العارية جائز مششن الطرفيششن‪ ،‬وإنمششا كششانت كششذلك لنهششا مششبرة مششن المعيششر‪ ،‬وارتفششاق مششن‬
‫المستعير‪ ،‬فل يليق بها اللزام منهما‪ ،‬أو من أحدهما‪) .‬واعلم( أن العقود التي يعتبر فيهششا عاقششدان‬
‫تنقسم ثلثة أقسام‪ :‬أحدها جائز من الطرفين‪ ،‬فلكل من العاقدين فسخه‪ ،‬وهششو العاريششة‪ ،‬والوكالششة‪،‬‬
‫والشركة‪ ،‬والقراض‪ ،‬والوديعة‪ ،‬والجعالة قبل الشروع في العمل‪ ،‬أو بعده وقبل تمامه‪ ،‬والوصششية‬
‫للغير بشئ من الموال‪ ،‬وغير ذلك‪ ،‬كششالرهن قبششل القبششض‪ ،‬والهبششة كششذلك‪ ،‬والثششاني لزم منهمششا‪،‬‬
‫فليس لحدهما فسخه بل موجب يقتضيه‪ ،‬كعيب وهو البيع‪ ،‬والسلم بعد انقضاء الخيار‪ ،‬والصلح‪،‬‬
‫والحوالة‪ ،‬والجارة‪ ،‬والمساقاة‪ ،‬والهبة بعد القبض‪ ،‬إل في حق الفرع والوصية بعد موت‪ ،‬وغير‬
‫ذلك‪ ،‬كالنكاح والخلع‪ ،‬والثالث‪ ،‬جائز من أحدهما‪ ،‬وهو الرهن بعد القبض بالذن‪ ،‬فإنه جائز مششن‬
‫جهة المرتهن‪ ،‬لزم من جهة الراهن والضمان‪ ،‬فإنه جائز من جهة المضمون له‪ ،‬لزم من جهششة‬
‫الضامن‪ .‬والكتابة‪ :‬فإنها جائزة من جهة المكاتب‪ ،‬لزمة من جهة السيد‪ ،‬وهبة الصل لرفعه بعششد‬
‫القبض بالذن‪ ،‬فإنها جائزة من جهة الصل‪ ،‬لزمة من جهة الفرع‪ ،‬وغير ذلك‪ ،‬كالجزيشة‪ ،‬فإنهشا‬
‫جائزة من جهة الكافر‪ ،‬لزمة من جهة المام‪ ،‬وقد نظمهششا بعضششهم فششي قششوله‪ :‬مششن العقششود جششائز‬
‫ثمانية وكالة‪ ،‬وديعة‪ ،‬وعاريششة وهبششة مششن قبششل قبششض‪ ،‬وكششذا شششركة‪ ،‬جعالششة قراضششية ثششم السششباق‬
‫ختمها‪ ،‬ولزم من العقود مثلها وها هيششه‪ :‬إجششارة‪ ،‬خلششع‪ ،‬مسششاقاة‪ ،‬كششذا وصششية‪ ،‬بيششع نكششاح الغانيششة‬
‫والصلح أيضا‪ ،‬والحوالة التي تنقل حق ذمة لثانيه وخمسة لزمة من جهة‪ :‬رهن‪ ،‬ضمان‪ ،‬جزية‪،‬‬
‫أمانيه كتابة‪ ،‬وهي ختام يا فتى فاسمع بأذن للصواب واعية وقوله ثمانية‪ ،‬ليششس القصششد الحصششر‪،‬‬
‫وإل فهي تزيد على ذلك‪ ،‬ومثله يقال في قششوله‪ ،‬ولزم مششن العقششود مثلهششا‪ ،‬وقششوله ثششم السششباق‪ ،‬أي‬
‫المسابقة‪ ،‬أي عقدها‪ ،‬وفيه أنها إن كانت من غير عوض من أحدهما‪ ،‬فهي لزمة مششن الطرفيششن‪،‬‬
‫وإن كانت بعوض من أحدهما‪ ،‬فهي جائزة في حق الخر‪ ،‬وقوله أمانيه‪ ،‬بتخفيف اليششاء‪ ،‬ومششراده‬
‫بها المان‪ ،‬فهو جائز من جهة الكافر‪ ،‬لزم من جهتنا‪ ،‬وزاد بعضهم فششي اللزمششة منهمششا‪ ،‬فقششال‪:‬‬
‫وهبة من بعد قبض يا فتى فإنها من بعد قبض لزمه واستثن أصل أن يهب لفرعه من بعد قبض‬
‫الفرع فهي جائزة‬

‫] ‪[ 158‬‬

‫)قوله‪ :‬حتى في العارة لدفن ميت( أي ل يجوز الرجوع‪ ،‬حتى فششي العششارة لششدفن ميششت‪.‬‬
‫وقوله قبل مواراته‪ ،‬متعلق برجوع‪ ،‬أو بجششاز )قششوله‪ :‬ولششو بعششد وضششعه فششي القششبر( غايششة لجششواز‬
‫الرجوع قبل المواراة‪ .‬قال سم‪ :‬المتجه عدم الرجوع بمرجد إدلئه‪ ،‬أي وإن لششم يصششل إلششى أرض‬
‫القبر‪ ،‬لن في عوده من هواء القبر بعد إدلئه‪ ،‬إذراء بششه‪ .‬ا‍ه‪ .‬قششال ع ش‪ :‬وقششوله بمجششرد إدلئه‪،‬‬
‫أي أو بعضه‪ ،‬فيما يظهر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ل بعد المواراة( أي ليس له الرجوع بعششد المششواراة‪ ،‬وقششوله‬
‫حتى يبلى‪ ،‬أي يندرس قال سم‪ ،‬قضيته امتناع الرجوع مطلقا فيمن ل يندرس‪ ،‬كششالنبي‪ ،‬والششهيد‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬وقوله كالنبي الشهيد‪ ،‬أو ونحوهما من كل من ل تأكششل الرض جسششده‪ .‬وقششد نظمهششم بعضششهم‬
‫بقوله‪ :‬ل تأكل الرض جسما للنبي ول لعالم‪ ،‬وشششهيد قتششل معششترك ول لقششارئ قششرآن‪ ،‬ومحتسششب‬
‫أدانه‪ ،‬ل له مجرى الفلك ونظمهششم الشششمس البرلسششي بقششوله‪ :‬أبششت الرض أن تمششزق لحمالشششهيد‪،‬‬
‫وعالم‪ ،‬ونبي وكذا قارئ القرآن‪ ،‬ومن أذن ل حسبة دون شي )قششوله‪ :‬ول رجششوع لمسششتعير الششخ(‬
‫شروع في ذكر مسائل مستثناة من جواز الرجوع لهما‪ ،‬ومما استثنى أيضا منه غير الذي ذكششره‪،‬‬
‫ما إذا أعار كفنا وكفن فيه ميت‪ ،‬وإن لم يدفن‪ ،‬فل رجشوع لشه‪ ،‬لن فششي أخشذه إزراء بشالميت بعششد‬
‫الوضع‪ .‬قال ع ش‪ :‬ويتجه عدم الفرق فششي المتنششاع بيششن الثششوب الواحششد والثلث‪ ،‬بششل والخمششس‪،‬‬
‫بخلف ما زاد‪ .‬ومنه‪ ،‬ما لو قال أعيروا داري بعد موتي شهرا‪ ،‬لم يكششن للششوارث الرجششوع قبلششه‪،‬‬
‫إن خرجت أجرته من الثلث ومنه‪ ،‬ما لو أعار دابة أو سلحا للغششزو‪ ،‬فششالتقى الصششفان‪ ،‬فليششس لششه‬
‫الرجوع في ذلك‪ ،‬حتى ينكشف القتال ومنه‪ ،‬لو أعاره السترة للصلة فل يجوز الرجوع فيها‪ ،‬إذا‬
‫كانت الصلة فرضا‪ ،‬وشرع فيها‪ ،‬بل هي لزمة من جهتهما‪ ،‬فإن كششانت الصششلة نفل أو فرضششا‬
‫ولم يحرم بها‪ ،‬جاز للمعير الرجوع فيها‪ .‬ومنه‪ ،‬ما لو أعار مششا يششدفع بششه عمششا يجششب الششدفع عنششه‪،‬‬
‫كسلح أو ما بقي نحو برد مهلك‪ ،‬أو ما ينقذ به غريقا‪ .‬ومنه ما لو أعششار أرضششا للششزرع‪ ،‬فيمتنششع‬
‫الرجوع حتى يبلغ أوان قلعه‪ ،‬إن لم يقصر بتأخيره‪ ،‬فإن قصر‪ ،‬فله الرجوع‪ ،‬حتى لو عيششن مششدة‪،‬‬
‫ولم يدرك فيها الزرع‪ ،‬لتقصير من المستعير قلعه المعيششر مجانشا )قشوله‪ :‬حيششث تلزمششه السشتعارة‬
‫كإسكان معتدة( أي فلو استعار دارا لسكن معتدة‪ ،‬فليس له الرد‪ ،‬لنهششا لزمششة مششن جششانبه )قششوله‪:‬‬
‫ول لمعير في سفينة الخ( أي ول رجوع لمعير في سفينة أعارها لوضع متاع فيها قبششل وصششولها‬
‫للشط )قوله‪ :‬وبحشث ابشن الرفعشة أن لشه( أي للمعيشر الجشرة فيهشا‪ :‬أي مشن حيشن الرجشوع‪ .‬وفشي‬
‫البجيرمششي‪ :‬ومقتضششى لششزوم الجششرة أنششه يصششح رجششوعه‪ .‬ومقتضششى كلم الشششارح أنششه ل يصششح‬
‫رجوعه إل بعد وصولها للشط‪ ،‬إل أن يراد بالرجوع في كلمه‪ ،‬تفريششغ المششال منهششا‪ ،‬ل الرجششوع‬
‫بالقول‪ .‬وضعف س ل كلم الشرح‪ ،‬وقال‪ ،‬الصحيح أنه له الرجوع قبل الشط‪ ،‬ويسششتحق الجششرة‬
‫ا‍ه‪ .‬وفي سم ما نصه‪ ،‬وظاهر هذه العبارة المذكورة في هذا المقام أنه حيث قيل بوجوب الجرة‪:‬‬
‫ل يتوقف وجوبها على عقد‪ ،‬بل حيث رجع‪ :‬وجب له أجرة مثششل كششل مششدة مضششت‪ ،‬ول يبعششد أنششه‬
‫حيث وجبت الجرة صارت العين أمانة‪ ،‬لنها وإن كانت عارية صار لها حكششم المسششتأجرة الششخ‪.‬‬
‫ا‍ه )قوله‪ :‬ول في جذع الخ( أي رجوع لمعير في جذع أعاره لدعم جدار‪ ،‬أي لسناد جدار مششائل‬
‫بعد استناده به )قوله‪ :‬وله الجرة( أي ويستحق الجرة من حين الرجوع في الجششذع‪ .‬وفششي ع ش‬
‫ما نصه‪) .‬فائدة( كل مسألة امتنع على المعير الرجوع فيهشا‪ ،‬تجشب لشه الجشرة إذا رجشع‪ ،‬إل فشي‬
‫ثلث مسائل‪ :‬إذا أعار أرضا للدفن فيهششا‪ ،‬فل رجششوع لششه قبششل انششدراس الميششت‪ ،‬ول أجششرة لششه إذا‬
‫رجع‪ ،‬ومثلها‪ :‬إعارة الثوب للتكفين فيه‪ ،‬لعدم جريان‬

‫] ‪[ 159‬‬
‫العادة بالمقابل‪ .‬وإذا أعار الثوب لصلة الفرض‪ ،‬فليس له الرجوع بعد الحرام‪ ،‬ول أحرة‬
‫له أيضا‪ ،‬وإذا أعار سيفا للقتال‪ ،‬فشإذا التقشى الصشفان‪ :‬امتنشع الرجشوع‪ ،‬ول أجشرة لشه‪ ،‬لقلشة زمنشه‬
‫عادة‪ :‬كما يفيد ذلك كلم سم علشى المنهشج‪ ،‬ونقشل اعتمشاد م ر فيشه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قشوله‪ :‬ولشو اسشتعار( أي‬
‫أرضا‪ ،‬وكان الولى إفراد هذه المسألة بتتمة‪ ،‬لعدم ارتباطها بما قبلهششا‪ ،‬وذكرهششا فششي التحفششة بعششد‬
‫كلم يناسب ارتباطها به‪ ،‬ونص عبارته مع الصل‪ ،‬وإذا اسشتعار لبنشاء أو غشراس‪ ،‬فلشه الشزرع‪،‬‬
‫لنه أخف‪ ،‬ول عكس‪ ،‬لن ضررهما أكثر‪ ،‬والصحيح أنه ل يغرس مستعير لبناء‪ ،‬وكذا العكس‪،‬‬
‫لختلف الضرر‪ ،‬فإن ضشرر البنشاء فشي ظشاهر الرض أكشثر مشن باطنهشا‪ ،‬والغشراس بشالعكس‪،‬‬
‫لنتشار عروقه‪ ،‬وما يغرس للنقل في عامه‪ ،‬ويسششمى الشششتل‪ ،‬كششالزرع‪ ،‬وإذا اسششتعار لواحششد ممششا‬
‫ذكر ففعله ثم مات‪ ،‬أو قلعه ولم يكن قششد صششرح لششه بالتجديششد مششرة بعششد أخششرى‪ :‬لششم يجششز لششه فعششل‬
‫نظيره‪ ،‬ول إعادته مرة ثانية إل بإذن جديد‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬لم يجز له‪ :‬أي للمستعير‪ ،‬وقوله ذلك‪ ،‬أي‬
‫البناء‪ ،‬أو الغراس )قوله‪ :‬فلو قلع الخ( تفريع على المفهوم‪ .‬وقوله أو غرسه‪ ،‬معطوف على بنششاه‪،‬‬
‫أي أو قلع ما غرسه‪) ،‬وقوله‪ :‬إل بإذن جديد( أي من المعير )قوله‪ :‬إل إذا صرح( أي المعير لششه‪:‬‬
‫أي للمسششتعير‪) ،‬وقششوله‪ :‬بالتجديششد( أي بتجديششد البنششاء أو الششزرع مششرة أخششرى )قششوله‪ :‬فششروع( أي‬
‫خمسة‪ ،‬أحدها قوله لو اختلف الشخ‪ ،‬ثانيهشا‪ ،‬قشوله ولشو أعطشى رجل الششخ‪ ،‬ثالثهششا‪ ،‬ولشو أخششذ الشخ‪،‬‬
‫رابعها‪ ،‬ولو استعار حليا الخ‪ ،‬خامسها‪ ،‬ومن سكن الخ )قوله‪ :‬لو اختلف الخ( أي ولششم تكششن بينششة‪،‬‬
‫كما هو ظاهر وقوله مالك عين‪ ،‬أي كدابة أو ثوب‪) ،‬وقوله والمتصرف فيها(‪ ،‬أي في تلك العيششن‬
‫بركوب أو لبس أو نحوهما )قوله‪ :‬كأن قال الششخ( تمثيششل للختلف بينهمششا )وقششوله أعرتنششي(‪ ،‬أي‬
‫الدابة أو الثوب أو نحوهما )قوله‪ :‬صدق المتصرف بيمينه( قال في شششرح الششروض‪ :‬أي لنششه لششم‬
‫يتلف شيئا حتى نجعله مدعيا لسقوط بدله ويحلف ما آجرتني لتسقط عنه الجرة‪ ،‬ويرد العين إلى‬
‫مالكها‪ ،‬فإن نكل‪ ،‬حلف المالششك يميششن الشرد‪ ،‬واسشتحق الجششرة‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقشوله‪ :‬إن بقيششت العيشن ولششم‬
‫يمض مدة لها أجرة( قيششدان فششي تصششديق المتصششرف بيمينششه‪ ،‬فلششو انتفيششا معششا‪ ،‬بششأن تلفششت العيششن‪،‬‬
‫ومضت مدة لمثلها أجرة‪ ،‬فمدعي العارية مقشر بالقيمشة لمنكشر لهشا يشدعي الجشرة‪ ،‬وهشو المالشك‪،‬‬
‫فيعطي‪ ،‬الجرة للمالك بل يمين‪ ،‬لتوافقهما عليها في ضمن القيمة‪ ،‬هشذا إن لشم تشزد الجشرة علشى‬
‫القيمة‪ ،‬فإن زادت عليها‪ ،‬حلف المالك‪ ،‬لخذ الزائد فقط‪ ،‬فيقول‪ ،‬وال ما أعرتك‪ ،‬بششل آجرتششك‪ ،‬أو‬
‫انتفى القيد الول فقط‪ ،‬بششأن تلفششت العيششن ولششم تمششض مششدة لمثلهششا أجششرة‪ ،‬فهششو مقششر بالقيمششة أيضششا‬
‫لمنكرها‪ ،‬وحينئذ تبقى في يده إلى أن يعترف المالك بالعارية‪ ،‬فيششدفعها إليششه بعششد إقششراره لششه بهششا‪،‬‬
‫قياسا على ما لو أقر شخص لخر فأنكره‪ ،‬أو انتفى القيد الثاني فقط‪ ،‬بأن مضت مدة لمثلها أجرة‬
‫وبقيت العين‪ ،‬صدق المالك بيمينه واستحق الجرة‪ .‬وهذه الصورة‪ ،‬هششي الششتي ذكرهششا بقششوله وإل‬
‫إلخ )قوله‪ :‬وإل حلف المالك( راجع للقيششد الثشاني فقششط‪ ،‬كمشا عرفشت‪ ،‬أي وإل لششم تمشض مششدة لهشا‬
‫أجرة‪ ،‬بأن مضت مدة لها أجرة مع بقاء العين‪ ،‬حلف المالك‪ ،‬واستحق الجششرة‪) .‬وقششوله‪ :‬كمششا لششو‬
‫أكل طعام غيره الخ( الكاف للتنظير‪ ،‬أي وما ذكر من تصشديق المالشك‪ ،‬نظيشر مشا لشو أكشل طعشام‬
‫غيره وقال كنششت أبحششت لششي الكششل مششن طعامششك وأنكششر المالششك ذلششك‪ ،‬فالمصششدق المالششك بيمينششه‪،‬‬
‫ويستحق بدل الطعام‪ .‬قال في شرح الروض‪ ،‬عاطفا على قوله كما لو أكل الخ‪ ،‬ولنه إنمششا يششؤذن‬
‫في النتفاع غالبا بمقابل‪ ،‬وفرقوا بين هذه وبين ما لو قال الغسال أو الخياط فعلت بالجرة ومالك‬
‫الثوب مجانا‪ ،‬حيث ل يصدق مالك المنفعة بشل مالشك الثشوب‪ ،‬بشأن العامشل فشوت منفعشة نفسشه ثشم‬
‫ادعى عوضا على الغير والمتصرف فوت منفعة مال غيره وطلب إسقاط الضمان عن نفسششه فلشم‬
‫يصدق‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أو عكسه( بالجر معطوف على المصدر‬

‫] ‪[ 160‬‬

‫المؤول من أن وقال‪ :‬أي وكعكس ذلك‪ ،‬أو بالنصب عطف على مقششول القششول‪ ،‬أي أو قششال‬
‫كل منهما عكس ما مر‪ .‬وقوله بأن قال الخ‪ :‬تصوير للعكس )قوله‪ :‬والعين باقية( فلششو اختلفششا بعششد‬
‫تلفها وبعد مضي‪ ،‬مدة لها أجرة‪ ،‬فالمالك يدعي القيمة‪ ،‬وينكشر الجشرة‪ ،‬والخشر بشالعكس‪ ،‬فيأخشذ‬
‫المتفق عليه بل يمين‪ ،‬وهو الجرة‪ ،‬فإن زادت الجرة على القيمة‪ ،‬حلف عليه‪ ،‬وأخذه‪ ،‬كما تقدم‪،‬‬
‫فإن لم تمض تلك المدة‪ ،‬حلف المالك‪ ،‬وأخذ القيمة‪ ،‬لن الصل‪ ،‬عششدم مسششقطها‪) .‬وقششوله‪ :‬صششدق‬
‫المالك بيمينه( الولى فيصدق المالك بيمينه‪ ،‬بفاء التفريع‪ ،‬أي يصششدق فششي نفششي الجششارة بيمينششه‪،‬‬
‫لن الخر يششدعي اسششتحقاق المنفعششة عليششه‪ ،‬والصششل عششدمه‪ ،‬ثششم يسششترد العيششن‪ ،‬فششإن نكششل حلششف‬
‫المتصرف‪ ،‬واستوفى المدة‪ ،‬ويكون مقرا له بأجرة ينكرها‪ ،‬فتبقى في يده إلششى إقششرار المالششك كمششا‬
‫تقدم قريبا )قوله‪ :‬ولو أعطى رجل حانوتا الششخ( عبششارة الششروض مششع شششرحه‪) .‬فششرع( لششو أعطششاه‬
‫حانوتا ودراهم‪ ،‬أو أرضا وبذرا‪ ،‬وقال اتجر بالششدراهم فيششه‪ ،‬أي الحششانوت‪ ،‬أو ازرعششه‪ ،‬أي البششذر‬
‫فيها‪ :‬أي الرض‪ ،‬لنفسك‪ ،‬فالرض في الثانية‪ ،‬والحانوت فششي الولششى عاريششة‪ .‬وهششل الششدراهم أو‬
‫البذر قرض أو هبة ؟ وجهان‪ ،‬قياس ما مر في الوكالة‪ ،‬من أن لو قال‪ :‬اشتر لي عبد فلن بكششذا‪،‬‬
‫ففعل‪ ،‬ملكه المر‪ ،‬ورجع عليه المأمور ببدل ما دفعه ترجيع الول‪ .‬ثم رأيششت الشششيخ ولششي الششدين‬
‫العراقي نبه على ذلك‪ ،‬وزاد في النوار بعد قوله فيه وجهان‪ ،‬والقول قوله في القصد‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪:‬‬
‫وقال اتجر( أي بالدراهم في الحانوت‪ ،‬فخذف معموله لدللة ما بعده عليه‪) .‬وقششوله‪ :‬أو ازرعششه(‬
‫أي البذر فيها‪ ،‬أي في الرض‪) ،‬وقوله‪ :‬لنفسك( متعلق بكل من اتجر‪ ،‬أو ازرعه )قوله‪ :‬فالعقار(‬
‫أي من الرض والحانوت )قوله‪ :‬وغيره( أي غير العقار من الدراهم والبذر‪ ،‬وقششوله قششرض‪ :‬أي‬
‫حكمي )قوله‪ :‬خلفا لبعضهم( أي في جعله غير العقار هبة )قوله‪ :‬ويصدق في قصششده( يعنششي إذا‬
‫اختلفا‪ ،‬فقال المالك قصدت القرض‪ ،‬وقال الخر قصدت الهبة‪ ،‬فششإنه يصششدق المالششك فيمششا قصششده‬
‫)قوله‪ :‬ولو أخشذ كشوزا مشن سشقاء الشخ( قشد أوضشح هشذه المسشألة ابشن العمشاد فشي أحكشام الوانشي‬
‫والظروف وما فيها من المظروف كما نقلها البجيرمي عنششه وعبششارته‪) .‬فششرع( قششال المتششولي‪ :‬إذا‬
‫قال للسقاء اسقني‪ ،‬فناوله الكوز‪ ،‬فوقع من يده‪ ،‬فانكسر قبل أن يشرب الماء‪ ،‬فششإن كششان قششد طلششب‬
‫أن يسقيه بغير عوض‪ ،‬فالماء غير مضمون عليه‪ ،‬لنششه حصشل فشي يشده بحكششم الباحششة‪ ،‬والكشوز‬
‫مضمون عليه‪ ،‬لنه عارية في يده وأما إذا شرط عليششه عوضششا‪ ،‬فالمششاء مضششمون عليششه بالشششراء‬
‫الفاسد‪ ،‬والكوز غيششر مضششمون‪ ،‬لنششه مقبششوض بالجششارة الفاسششدة‪ .‬وإن أطلششق فششالطلق يقتضششي‬
‫البدل‪ ،‬لجريان العرف به‪ ،‬فإن انكسر الكوز بعد الشرب‪ ،‬فإن لم يكن قد شششرط العششوض‪ ،‬فششالكوز‬
‫مضمون‪ ،‬والماء غير مضششمون وإن كشان قششد شششرط العشوض‪ ،‬لششم يضششمن الكشوز ول بقيشة المشاء‬
‫الفاضل في الكوز‪ ،‬لن المأخوذ علشى سشبيل العشوض‪ ،‬القشدر الشذي يششربه‪ ،‬دون البشاقي‪ ،‬فيكشون‬
‫الباقي‪ ،‬أمانة في يده‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثل الكوز‪ ،‬في التفصيل المذكور‪ ،‬فنجان القهوة المأخوذ بها لشششربها‪،‬‬
‫وقنينة الفقاع‪ ،‬أي قزازة الزبيب‪ ،‬المأخوذة به لشربه‪) .‬قوله‪ :‬فإن طلبه( أي طلششب الخششذ السششقاء‪،‬‬
‫أي أن يسقيه بأن قال له اسقني‪ ،‬فمفعول طلب الثاني محذوف‪ .‬وقششوله مجانششا‪ ،‬أي بغيششر عششوض‪،‬‬
‫)وقوله‪ :‬ضمنه( أي الكشوز‪ ،‬لنششه فششي حكششم العاريششة‪) .‬وقششوله‪ :‬دون المششاء( أي فل يضششمنه‪ ،‬لنششه‬
‫مأخوذ بطريق الباحة )قوله‪ :‬أو بعوض( معطوف على مجانا‪ :‬أي أو طلبه بعوض بششأن قششال لششه‬
‫اسقني بكذا‪ .‬و )وقوله‪ :‬والمشاء قششدر كفشايته( أي والحششال أن المششاء الشذي فشي الكشوز قشدر كفششايته‪،‬‬
‫وخرج به‪ ،‬ما لو زاد عليها‪ ،‬فإنه يضمن قدر الكفاية دون الزائد لن‬

‫] ‪[ 161‬‬

‫المأخوذ بالعوض‪ ،‬هو الول‪ ،‬دون الثاني‪ ،‬فهو أمانة في يده‪ ،‬كما تقدم آنفا‪ ،‬وقوله فعكسه‪،‬‬
‫أي فالمضمون عكسه‪ ،‬وهو المششاء‪ ،‬لنششه مشأخوذ بطريششق الششبيع الفاسشد دون الكشوز‪ ،‬لنششه مشأخوذ‬
‫بطريق الجارة الفاسدة‪ ،‬وفاسد كل عقششد كصششحيحه )قششوله‪ :‬ولششو اسششتعار( أي شششخص مششن مالششك‬
‫الحلي )قوله‪ :‬ثم أمر( أي المستعير بعد نزعه من بيته‪) ،‬وقشوله‪ :‬غيششره( أي شخصششا آخششر غيششره‪،‬‬
‫)وقوله‪ :‬بحفظه( أي الحلى‪) ،‬وقوله‪ :‬في بيته( أي ذلك الغير‪) .‬وقوله‪ :‬ففعل( أي أخذه ذلششك الغيششر‬
‫وحفظه في بيته‪) .‬وقوله‪ :‬فسرق( أي ذلك الحلى )قوله‪ :‬غششرم( بتشششديد الششراء‪ :‬جششواب لششو )قششوله‪:‬‬
‫ويرجع( أي المستعير‪) ،‬وقوله‪ :‬على الثاني( أي المششأمور بحفظششه‪) ،‬وقششوله‪ :‬إن علششم( أي الثششاني‪،‬‬
‫وهو قيد في الرجوع‪ ،‬وإنما رجع عليه حينئذ‪ ،‬لنه إذا علششم بشذلك‪ ،‬كشان عليشه أن يعتنششي بحفظشه‪،‬‬
‫فهو ينسب إلى تقصير إذا سرق من عنده )قوله‪ :‬وإن لم يكن( أي الثاني تصريح بالمفهوم )قششوله‪:‬‬
‫بل ظنه للمر( أي ملكا له )قوله‪ :‬لم يضمن( جواب إن )قوله‪ :‬بششإذن مالششك أهششل( أي للذن‪ ،‬بششأن‬
‫كان رشيدا )قوله‪ :‬ولم يذكر( أي المالك له أي للساكن‪ ،‬أي لم يشرط عليه أجرة )قوله‪ :‬لم تلزمشه(‬
‫أي لم تلزم الساكن الجرة‪ ،‬أي لن المالك متبرع بالسكنى‪ .‬قال ع ش‪ :‬في بششاب الجششارة‪ ،‬ومثششل‬
‫ذلك‪ ،‬أي في عدم لزوم الجرة‪ ،‬ما جرت به العادة‪ ،‬من أنه يتفق أن إنسانا يتزوج امرأة‪ ،‬ويسششكن‬
‫بها في بيت أهلها مدة‪ ،‬ولم تجر بينهما تسمية أجرة‪ ،‬ول ما تقششوم مقششام التسششمية‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬قششال‬
‫شيخنا الخ( عبارته‪) .‬فرع( قال العبادي وغيره‪ ،‬واعتمششدوه فششي كتششاب مسششتعار‪ ،‬أي فيششه خطششأ ل‬
‫يصلح إل المصحف‪ ،‬فيجب‪ ،‬ويوافقه إفتاء القاضششي‪ ،‬بششأنه ل يجششوز رد الغلششط فششي كتششاب الغيششر‪،‬‬
‫وقيده الريمي بغلط ل يغير الحكم‪ ،‬وإل رده‪ ،‬وكتب الوقف أولى‪ ،‬وغيره‪ ،‬بما إذا تحقق ذلك دون‬
‫ما ظنه‪ ،‬فليكتب‪ ،‬لعله كذا ورد بأن كتابه لعله‪ ،‬إنما هي عنششد الششك فشي اللفشظ‪ ،‬ل الحكششم‪ ،‬والشذي‬
‫يتجه‪ ،‬أن المملوك غير المصحف ل يصلح فيه شيئا مطلقا إل إن ظن رضا مالكه به‪ .‬وأنه يجششب‬
‫إصلح المصحف‪ ،‬لكشن إن لشم ينقصشه خطشه‪ ،‬لرداءتشه‪ ،‬وأن الوقشف يجشب إصشلحه‪ ،‬وإن تيقشن‬
‫الخطأ فيه‪ ،‬وكان خطه مستصلحا‪ ،‬سواء المصحف وغيره‪ ،‬وأنه متى تردد في عين لفظ‪ ،‬أو فششي‬
‫الحكم‪ ،‬ل يصلح شيئا‪ ،‬وما اعتيد من كتابة‪ ،‬لعله كذا‪ ،‬وإنما يجششوز فششي ملششك الكششاتب‪ .‬ا‍ه‪ .‬قششال ع‬
‫ش‪ :‬أقول قول حجر إن لم ينقصه خطه الخ‪ :‬ينبغي أن يدفعه لمن يصلحه‪ ،‬حيث كان خطه مناسبا‬
‫للمصحف‪ ،‬وغلب على ظنه إجابة المدفوع إليه‪ ،‬ولم تلحقه مشقة في سؤاله‪) ،‬وقوله‪ :‬وكان خطششه‬
‫مستصلحا( أي وخرج بذلك كتابة الحواشي بهامشششه‪ ،‬فل يجششوز‪ ،‬وإن احتيشج إليهششا‪ ،‬لمشا فيششه مشن‬
‫تغيير الكتاب عن أصله‪ ،‬ول نظر لزيادة القيمة بفعلها‪ ،‬للعلة المذكورة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬إن المملششوك(‬
‫أي الكتاب المملوك )قوله‪ :‬إل إن ظن رضا مالكه( أي فششإنه يجششوز‪) .‬وقششوله‪ :‬بششه( أي بالصششلح‬
‫)قوله‪ :‬وأن الوقف( أي الكتاب الموقوف‪ ،‬وهو معطوف على أن المملششوك ومقابششل لششه )قششوله‪ :‬إن‬
‫تيقن الخطأ فيه( أي وكان خطه مستصلحا‪ .‬وال سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫] ‪[ 162‬‬

‫فصل في بيان أحكام الغصب أي فششي بيششان أحكششام الغصششب‪ ،‬كوجششوب رده‪ ،‬ولششزوم أرش‬
‫نقصه‪ ،‬وأجرة مثله‪ ،‬إلى غير ذلك والمعتمد أنه كبيرة مطلقا‪ ،‬وقيل كبيرة إن كان المغصوب مال‬
‫بلغ نصاب سرقة‪ ،‬وإل فصغيرة‪ ،‬كالختصاص ونحوه‪ .‬والصل في تجريمه قبل الجماع آيششات‪:‬‬
‫كقششوله تعششالى‪) * :‬ول تششأكلوا أمششوالكم بينكششم بالباطششل( * )‪ (1‬أي ل يأكششل بعضششكم مششال بعششض‬
‫بالباطل‪ ،‬وقوله تعالى‪) * :‬ويل للمطففين( * )‪ (2‬وأخبار كخبر إن دمشاءكم وأمشوالكم وأعراضشكم‬
‫حرام عليكم وخبر من ظلم شبرا من الرض طششوقه مششن سششبع أرضششين رواهمششا الشششيخان‪ ،‬وفششي‬
‫رواية لهما‪ :‬من غصب قيد شبر من أرض‪ :‬طوقه من سبع أرضين يوم القيامة وقيد بكسر القاف‬
‫وسكون الياء‪ :‬بمعنى قدر‪ .‬وطوقه‪ ،‬بضم أوله‪ ،‬وكسر الواو المشددة‪ ،‬يحتمل أنه على حقيقته‪ ،‬بأن‬
‫يجعل كالطوق في عنقه‪ ،‬ويطول عنقه جدا حتى يسع ذلششك‪ ،‬ويحتمششل أنششه كنايششة عششن شششدة عششذابه‬
‫ونكاله )قوله‪ :‬الغصب الخ( أي شرعا‪ ،‬أما لغة‪ ،‬فهو أخشذ الششئ ظلمشا مجشاهرة وقيشل أخشذ الششئ‬
‫ظلما مطلقا‪ ،‬ودخششل فششي الشششئ‪ ،‬المششال‪ ،‬وإن لششم يتمششول‪ ،‬كحبششة بششر‪ ،‬والختصششاص‪ ،‬كالسششرجين‪،‬‬
‫والخمر المحترمة‪ ،‬وخرجت السرقة على القول الول‪ ،‬ودخلت على القول الثاني‪ ،‬فتسمى غصبا‬
‫لغة )قوله‪ :‬استيلء على حق غير( استيلء‪ ،‬مصدر استولى يقال استولى على كششذا إذا صششار فششي‬
‫يده قال البجيرمي‪ :‬والمراد به ما يشمل منع الغير مششن حقشه‪ ،‬وإن لششم يسششتول عليششه‪ ،‬بششدليل قششوله‪:‬‬
‫كإقامة من قعد بمسجد فهو استيلء حكما‪ .‬ا‍ه‪ .‬وتعبيره بقوله على حق‪ ،‬غير أعم مششن قششول غيششره‬
‫على مال الغير‪ ،‬لنه يدخل في الحق‪ ،‬الختصاص‪ ،‬والمنششافع‪ ،‬بخلف المششال‪ ،‬فل يششدخل فيششه مششا‬
‫ذكر وفي شرح الروض‪ ،‬ول يصح قول من قال هششو السششتيلء علششى مششال الغيششر‪ ،‬لنششه يخششرج‪،‬‬
‫الكلب‪ ،‬والخنزير والسرجين‪ ،‬وجلد الميتة‪ ،‬وخمر الذمي‪ ،‬وسائر الختصاصات‪ ،‬وحششق التحجششر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ولو منفعة( أي‪ :‬ولو كان ذلك الحق منفعة‪ ،‬وقوله كإقامة من قعد بمسجد أو سوق‪ ،‬زاد في‬
‫التحفة بعده‪ ،‬والجلوس محله‪ ،‬ولم يزده في النهاية‪ .‬وكتب البجيرمي‪ :‬قششوله مششن قعششد بمسششجد‪ ،‬أي‬
‫وإن لم يستول على محله‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهو يوافق تعريفه السششابق للسششتيلء‪ ،‬أي فششإذا أقششام مششن قعششد فششي‬
‫مسجد أو سوق‪ ،‬أي أو موات‪ ،‬أو منعشه مشن سشكنى بيشت ربشاط مشع اسشتحقاقه لشه‪ ،‬فهشو غاصشب‬
‫)قوله‪ :‬بل حق( متعلق باستيلء‪ ،‬وكان الولى تقديمه علششى المثششال‪ ،‬لتنضششم القيششود إلششى بعضششها‪،‬‬
‫والمثل إلى بعضها‪ ،‬ولن ظاهر عبارته يقتضي أنه متعلق بإقامششة‪ ،‬مششع أنششه مششن تتمششة التعريششف‪،‬‬
‫فهو متعلق باستيلء‪ .‬وخرج به‪ :‬العارية‪ ،‬والسوم‪ ،‬ونحوهما‪ ،‬كالبيع‪ ،‬فإن في ذلششك اسششتيلء علششى‬
‫حق الغير‪ ،‬لكن بحق‪ .‬ودخل فيه‪ ،‬ما لو أخذ مال غيره يظنه ماله‪ ،‬فإنه غصب‪ ،‬والتعبير به أولى‬
‫من قول غيره عدونا‪ ،‬لنه يخرج بششه مششا ذكششر‪ ،‬فيقتضششي أن ذلششك ليششس غصششبا‪ ،‬مششع أنششه غصششب‬
‫حقيقة‪ ،‬على المعتمد خلفا لقول الرافعي‪ ،‬إن الثابت في هذه حكم الغصب‪ ،‬ل حقيقته‪ ،‬وهو ناظر‬
‫إلى أن الغصب يقتضي الثم مطلقا‪ ،‬وليس كذلك‪ ،‬بل هو غشالب فقششط‪) .‬والحاصششل( أن الغصششب‪،‬‬
‫إما أن يكون فيه الثم والضمان‪ ،‬كما إذا استولى على مال غيره المتمششول عششدوانا‪ ،‬أو الثششم دون‬
‫الضمان‪ ،‬كما إذا استولى على اختصاص غيره‪ ،‬أو ماله الذي ل يتمول عدوانا‪ ،‬أو الضششمان دون‬
‫الثم‪ ،‬كما إذا استولى على مال غيره المتمول يظنه ماله‪ ،‬فهذه ثلثة أقسششام‪ ،‬وزاد بعضششهم قسششما‬
‫رابعا‪ :‬هو ما انتفى فيه الثم والضمان‪ ،‬كأن أخذ اختصاص غيره يظنششه اختصاصششه‪) .‬تنششبيه( لششو‬
‫أخذ مال غيره بالحياء‪ ،‬كان له حكم الغصب‪ ،‬فقد قال الغزالي‪ :‬من طلب من غيره مال في المل‪،‬‬
‫أي‬

‫)‪ (1‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪ (2) .188 :‬سورة المطففين‪ ،‬الية‪.1 :‬‬

‫] ‪[ 163‬‬

‫الجماعة من الناس‪ ،‬فدفعه إليه لباعث الحياء‪ ،‬لم يملكه‪ ،‬ول يحل لشه التصشرف فيشه‪ .‬وهشو‬
‫من باب أكل أموال الناس بالباطل‪) .‬قوله‪ :‬كجلوسه علششى فششراش غيششره( معطششوف علششى كإقامششة‪،‬‬
‫بحذف العاطف‪ ،‬ولعله سقط من النساخ‪ ،‬كما هششو ظششاهر‪ ،‬أي وكجلوسششه علششى فششراش غيششره‪ ،‬أي‬
‫بغير إذنه‪ ،‬فهو غاصب له وإن لم ينقله‪ .‬ثم إن كان الفراش صغيرا‪ ،‬ضمنه كله‪ ،‬وإن كان كششبيرا‪،‬‬
‫ضمن ما يعد مستوليا عليه منه‪ ،‬ل جميعه‪ ،‬ولو جلس عليه آخر بعد قيام الول‪ ،‬فهو غاصب لششه‪،‬‬
‫ويضمنه أيضا‪ .‬وقرار الضمان على من تلف تحت يده‪ .‬فإن تلف بعد انتقال كل منهما عنه‪ ،‬فعلى‬
‫كل القرار‪ ،‬بمعنى أن من غرم منهما‪ ،‬ل يرجع على صاحبه‪ ،‬ل أن المالك يغرم كل منهمششا بششدل‬
‫كل المغصوب‪ ،‬كما هو ظاهر )قوله‪ :‬وإزعششاجه عشن داره( معطششوف علششى جلوسششه علششى فششراش‬
‫غيششره‪ :‬أي وكإزعششاجه‪ ،‬أي إخراجششه منهششا‪ ،‬ومثلششه‪ ،‬منعششه مششن دخولهششا‪ ،‬وإن لششم يششدخلها )قششوله‪:‬‬
‫وكركوب دابة غيره( أي من غير إذنه‪ ،‬وإن كان مالكها حاضرا وسيرها‪ ،‬بخلف مششا لششو وضششع‬
‫عليها متاعا من غير إذنه بحضوره فسيرها المالك‪ ،‬فإنه يضمن المتاع‪ ،‬ول يضمن مالكه الدابششة‪،‬‬
‫إذ ل استيلء منششه عليهششا‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفششة‪ ،‬ونهايششة )قششوله‪ :‬واسششتخدام عبششده( أي الغيششر‪ :‬أي بغيششر إذنششه‬
‫وعبارة فتح الجواد‪ ،‬وألحق بها‪ ،‬أي الدابة‪ ،‬ابن كج‪ :‬استخدام العبد‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهذه المثل كلها من قوله‬
‫كإقامة من قعد الخ للستيلء علششى المنششافع )قششوله‪ :‬وعلششى الغاصششب رد( أي للمغصششوب فيمششا إذا‬
‫بقي‪ ،‬وهذا شروع فيما يلزم الغاصب بغصششبه‪ ،‬فششذكر أنشه يلزمشه الشرد والضششمان‪ ،‬ويلزمششه أيضشا‬
‫التعزير لحق ال تعالى‪ ،‬يستوفيه منه المام أو نششائبه‪ ،‬وإن أبششرأه المالششك‪ ،‬والششرد علششى الفششور فششي‬
‫المتمول وغيره عند التمكن‪ ،‬وإن عظمت المؤنة في رده وله اسششتئجار المالششك فششي رده‪) ،‬وقششوله‪:‬‬
‫وضمان متمول( أي محترم‪ ،‬وهو بفتح الواو‪ ،‬أخذا من قول المصباح‪ ،‬تمول‪ :‬اتخذ مششال‪ ،‬ومششوله‬
‫غيششره‪ .‬ع ش وخششرج بششالمتمول‪ :‬غيششره‪ ،‬كحبششة بششر‪ ،‬وكلششب‪ ،‬وزبششل‪ ،‬وسششائر الختصاصششات‪ ،‬فل‬
‫ضمان فيه‪ ،‬حشتى لشو كشان صشاحب اليشد قشد تكلشف علشى نقشل الجلشود والسشرجين أمشوال كشثيرة‪.‬‬
‫وبالمحترم‪ ،‬غيره كمرتد‪ ،‬وزان محصن‪ ،‬وقاطع طريق‪ ،‬وتششارك صششلة‪ ،‬فل ضششمان فيششه أيضششا‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬تلششف( أي بآفششة أو بششإتلف )قششوله‪ :‬بأقصششى قيمششة( متعلششق بضششمان‪ ،‬أي وعلششى الغاصششب‬
‫ضمان متمول تلف بأقصى قيمة‪ ،‬أي أبعدها وأكثرها من حين غصب إلى حين تلششف‪ .‬وهششذا يفيششد‬
‫أن المتمول هو المتقوم‪ ،‬لنه هششو الششذي يضششمن بأقصششى القيششم‪ ،‬وليششس كششذلك‪ ،‬بششل هششو شششامل لششه‬
‫وللمثلي‪ .‬وعبارة المنهج‪ ،‬وعلى الغاصب رد وضمان متمول تلششف‪ ،‬ثششم قشال‪ :‬ويضشمن مغصششوب‬
‫متقوم تلف بأقصى قيمة من غصب إلى تلف الخ‪ ،‬فل بد من تأويل في كلمه بحمل المتمول على‬
‫خصوص المتقوم‪ ،‬أو بتقدير متعلق‪ :‬أي ويضمن متقوم بأقصى الخ ومثلي بمثله‪ ،‬ثششم إنششه يضششمنه‬
‫بذلك‪ ،‬وإن زاد على دية الحر‪ ،‬لتوجه الرد عليششه حششال الزيششادة‪ ،‬فيضششمن الششزائد )قششوله‪ :‬ويضششمن‬
‫مثلي( أي مغصوب مثلششي )قششوله‪ :‬وهششو( أي المثلششي‪) .‬وقششوله‪ :‬مششا حصششره كيششل أو وزن( أي مششا‬
‫ضبطه شرعا كيل أو وزن‪ ،‬بمعنى أنه يقدر شرعا بالكيل أو الوزن‪ ،‬وليس المراد مششا أمكششن فيششه‬
‫ذلك‪ ،‬فإن كل شئ يمكن وزنه‪ ،‬حتى الحيوان‪ ،‬فخرج بذلك‪ ،‬ما يعد كالحيوان‪ ،‬أو يششذرع كالثيششاب‪.‬‬
‫وقوله وجاز السلم فيه‪ ،‬خرج به الغالية والمعجون ونحوهما‪ ،‬لن المانع من ثبوت ذلك في الذمششة‬
‫بعقد السلم‪ ،‬مانع من ثبوته بالتلف والتلف‪ ،‬وشمل التعريف الردئ نوعا‪ .‬أما الردئ عيبا‪ ،‬فليس‬
‫بمثلي‪ ،‬لنه ل يجوز السلم فيه‪ .‬قششال فششي ششرح الشروض‪ ،‬وأورد السشنوي عليششه القمشح المختلششط‬
‫بالشعير‪ ،‬فإنه ل يجوز السلم فيه‪ ،‬مع أن الواجب فيه المثل‪ ،‬فيخرج القدر المحقق منهما‪ ،‬ويجششاب‬
‫بأن إيجاب رد مثله ل يستلزم كونه مثليا‪ ،‬كما في إيجاب رد مثل المتقوم في القرض‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقششوله‬
‫فيخرج القدر المحقق منهما‪ ،‬أي من البر والشعير‪ ،‬ويتصور ذلك بإخراج أكثر من الواجب‪ ،‬فششإذا‬
‫كان الواجب أردبا مثل‪ ،‬وبعضه بر وبعضه شعير‪ ،‬وشك‪ ،‬هل البر نصف أو ثلث ؟ فيخرج مششن‬
‫البر نصفا‪ ،‬ومن الشعير ثلثين‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬معناه أنا إن تحققنا قششدر كششل منهمششا‪ :‬أخرجنششا‪ ،‬وإل‬
‫عدلنا إلى القيمة‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي‪) ،‬وقوله‪ :‬ويجاب الخ( حاصل هذا الجششواب‪ ،‬منششع كششونه مثليششا‪ ،‬بششل‬
‫هو‬

‫] ‪[ 164‬‬

‫متقوم وإن وجب رد مثله‪ ،‬فهو جواب بالمنع )قوله‪ :‬كقطن( أي وإن لشم ينشزع حبشه‪ ،‬وهشو‬
‫تمثيل لما حصره وزن‪) .‬وقوله‪ :‬ودقيق وماء( مثالن لما حصره كيل وما حصره وزن‪ ،‬لن كل‬
‫منهما يقدر بكيل وبوزن قال البجيرمي‪ :‬ول فرق في الماء بين أن يكون عذبا أو ملحا مغلششي‪ ،‬أو‬
‫ل‪ ،‬على المعتمد هنا وفي الربشا‪ ،‬ومشن المثلشي‪ :‬الخلشول مطلقشا سشواء كشان فيهشا مشاء أم ل‪ ،‬علشى‬
‫المعتمد‪ ،‬خلفا لمن قيدها بالتي ل ماء فيها‪ ،‬لن الماء من ضرورياتها‪ ،‬ومثلهششا سششائر المائعششات‪،‬‬
‫سواء أغليت أم ل‪ ،‬على المعتمد أيضا‪ .‬ع ش‪ .‬بنوع تصرف‪) .‬وقوله‪ :‬على المعتمد( أي عند م ر‬
‫والخطيب‪ ،‬والذي جرى عليه شششيخ السششلم وابششن حجششر‪ ،‬أن المششاء المغلششي متقششوم وليششس بمثلششي‬
‫)قوله‪ :‬ومسك( مثال لما حصششره وزن فقششط وذلششك لن ليسششيره المختلششف بالكيششل والششوزن‪ ،‬ماليششة‬
‫كثيرة‪ ،‬ومثل المسك‪ ،‬ما بعده من النحاس‪ ،‬والدراهم‪ ،‬والدنانير‪ :‬فإنهششا لمششا حصششره الششوزن‪ .‬وأمششا‬
‫التمر وما بعده‪ ،‬إلى آخر المثلة‪ ،‬فهي تقدر بالكيل وبالوزن‪ ،‬فتكون أمثلة لما حصره كيششل‪ ،‬ولمششا‬
‫حصره وزن )قوله‪ :‬ولو مغشوشا( أي ولو كان كل من الدراهم والدنانير مغشوشا‪ :‬أي أو مكسرا‬
‫)قوله‪ :‬وحب جاف( هكذا قيد به في شرح الروض‪ ،‬ولم تقيشد بشه فشي التحفشة‪ ،‬وفشي فتشح الجشواد‪،‬‬
‫وحب صاف‪ ،‬بالصاد المهملة‪ ،‬واحششترز بشه عششن المختلششط بالشششعير‪ ،‬فششإنه متقششوم‪ ،‬وإن وجشب رد‬
‫مثله‪ ،‬كما مر )قوله‪ :‬بمثله( متعلششق بيضششمن‪ ،‬أي يضششمن مثلششي تلششف بمثلششه‪ ،‬وذلششك ليششة * )فمششن‬
‫اعتدى عليكم( * )‪ (1‬ولنه أقرب إلششى التششالف‪ ،‬ولن المثششل‪ ،‬كششالنص‪ ،‬لنششه محسششوس‪ ،‬والقيمششة‪:‬‬
‫كالجتهاد‪ ،‬ول نظر إلى الجتهاد إل عند فقد النص‪ ،‬ويشششترط لضششمانه بالمثششل‪ ،‬شششروط خمسششة‪.‬‬
‫الول‪ :‬أن يكون له قيمة في محل المطالبة‪ ،‬فلو فقدت قيمته فيه كأن أتلف ماء بمفازة‪ ،‬ثششم اجتمششع‬
‫بمحل ل قيمة للماء فيه أصل‪ .‬لزمه قيمتششه بمحششل التلف‪ ،‬الثششاني‪ :‬أن ل يكششون لنقلششه مششن محششل‬
‫المطالبة إلى محل الغصب مؤنة‪ ،‬فإن كان لنقله من ذلك‪ ،‬غرمه قيمته بمحل التلف‪ ،‬الثالث‪ :‬أن ل‬
‫يتراضيا على القيمة‪ ،‬الرابع‪ :‬أن ل يصير المثلششي متقومششا أو مثليششا آخششر‪ .‬والول‪ ،‬كجعششل الششدقيق‬
‫خبزا‪ ،‬والثاني‪ ،‬كجعل السمسم شيرجا‪ ،‬فإن صار كذلك‪ ،‬فإن كششان الششذي صششار إليششه المثلششي أكششثر‬
‫قيمة‪ ،‬فيضمن بقيمته في الولى‪ ،‬ويتخير المالك بمطششالبته بششأي المثليششن فشي الثانيششة‪ ،‬وإن لششم يكششن‬
‫كذلك‪ ،‬ضمن المثششل فيهمششا مطلقششا سششواء سششاوت قيمتششه الخششر‪ ،‬أو زادت عليشه‪ .‬الخششامس‪ :‬وجششود‬
‫المثل‪ ،‬فإن فقد‪ ،‬عدل عنه إلى القيمة‪ .‬وقوله في أي مكان حل به المثلششي‪ ،‬متعلششق بيضششمن أيضششا‪،‬‬
‫والمراد بالضمان‪ ،‬المطالبة‪ ،‬أي يطالب بمثله في أي مكان نقل الغاصب المغصششوب المثلششي إليششه‬
‫)قوله‪ :‬فإن فقد المثل( أي حسا أو شرعا‪ :‬كأن لم يوجد بمكان الغصب ول حواليه‪ ،‬أو وجد بشأكثر‬
‫من ثمن مثله )قوله‪ :‬فيضمن بأقصى قيم( أي قيم المكان الذي حل به المثلي‪) .‬وقوله‪ :‬من غصششب‬
‫إلى فقد( أي من حين غصب إلى حين فقد للمثل‪ .‬وفي التحفة ما نصه‪ :‬هل المعتبر قيمة المثشل أو‬
‫المغصوب ؟ وجهان‪ ،‬رجح السبكي وغيره‪ ،‬الول‪ ،‬قالوا‪ :‬لنه الواجب‪ ،‬وإن كان المغصوب هششو‬
‫الصل الخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي البجيرمي‪ ،‬بعد كلم‪ ،‬وإنما قلنا المضششمون هششو المثششل ل المثلششي‪ ،‬لئل يلششزم‬
‫تقويم التالف‪ ،‬فلو غصب زيتششا فششي رمضششان فتلششف فششي شششوال‪ ،‬وفقششد مثلشه فششي المحششرم‪ ،‬طششولب‬
‫بأقصى قيمة المثل من رمضان إلى المحششرم‪ ،‬فششإن كششانت قيمتششه فششي الحجششة أكششثر‪ ،‬اعتششبرت‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ولو تلف المثلي الخ( صنيعه يقتضي أن المثلي في قوله ويضمن مثلي بمثله الخ لم يكن قد‬
‫تلف‪ ،‬وأن القيششدين التييششن‪ ،‬أعنششي قششوله إن لششم يكششن لنقلششه مؤنششة‪) ،‬وقشوله‪ :‬وأمششن الطريششق( ليسششا‬
‫راجعين إليه‪ ،‬وليس كذلك‪ ،‬فكان الولى والخصر أن يحذف قوله ولو تلف المثلششي‪ ،‬ويقششول ولششه‬
‫مطالبته به في غير المكان الذي حل به المثلششي‪ .‬والمعنششى أنششه يضششمن المثلششي بمثلششه‪ ،‬أي يطششالب‬
‫بمثله في أي مكان حل به المثلي‪ ،‬وله أن يطالب بمثله في غير المكان المشذكور‪ ،‬ويكشون القيشدان‬
‫راجعين لقوله ويضمن الخ‪ ،‬ولقوله وله أن يطالب الخ‪ ،‬أي‬

‫)‪ (1‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪.194 :‬‬

‫] ‪[ 165‬‬

‫يضمن في أي مكان حل به المثلي إن لم يكن لنقله من محل المطالبة إلششى مكششان الغصششب‬
‫مؤنة‪ ،‬وكان الطريق آمنا‪ .‬وله أن يطششالب فششي غيششر المكششان المششذكور‪ ،‬إن لششم يكششن كششذلك‪ ،‬وكششان‬
‫الطريق كذلك‪ ،‬فتنبه‪ .‬وقوله في غير المكان الذي حل به المثلي‪ ،‬سواء كان المكان الششذي حششل بششه‬
‫هو الذي تلف فيه‪ ،‬أو كان مكانا آخر‪ .‬بجيرمي )قوله‪ :‬إن لم يكن لنقله الخ( أي إن لم يكششن لنقلششه‪،‬‬
‫أي من بلد الغصب أو التلف إلى البلد الخر الذي ظفر به فيه مؤنة‪ ،‬وكششان الطريششق بيششن البلششدين‬
‫آمنا‪ ،‬إذ ل ضرر حينئذ على واحد منهما‪ .‬قال في التحفة‪ :‬وقضيته بل صريحه‪ ،‬وصريح مششا مششر‬
‫في السلم والقرض‪ ،‬أن ماله مؤنة وتحملها المالك‪ ،‬كما ل مؤنة له‪ ،‬بل هششو داخششل فيششه‪ ،‬لنششه بعششد‬
‫التحمل‪ ،‬يصدق عليه أنه ل مؤنة له‪ ،‬ول ينافيه قوله لو تراضيا على المثل لم يكن له تكليفه مؤنة‬
‫النقل‪ ،‬ول قول السبكي والقمولي كالبغوي لو قال له الغاصب خذه وخذ مؤنة حمله‪ ،‬لم يجبر‪ ،‬أما‬
‫الول‪ :‬فلن على الغاصب ضشررا فشي أخشذ المثشل‪ ،‬ومؤنشة النقشل منشه‪ .‬وأمشا الثشاني‪ :‬فلن علشى‬
‫المالك ضررا في تكليفه حمله إلى بلده‪ ،‬وإن أعطاه الغاصب مؤنة‪ ،‬وأما صورتنا فل ضرر فيهشا‬
‫على واحد منهما‪ ،‬لن المالك إذا رضي بأخذ المثل‪ ،‬ودفششع مؤنشة حملشه‪ ،‬لشم يكششن علششى الغاصششب‬
‫ضرر بوجه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي البجيرمي‪ ،‬قششوله إن لششم يكششن لنقلشه مؤنشة‪ ،‬أي علششى المالششك‪ ،‬أو الغاصششب‪.‬‬
‫وقوله وأمن‪ ،‬أي كل من المالك والغاصب‪ ،‬وهذان في الحقيقة شششرطان لجبششار المالششك الغاصششب‬
‫على دفع المثششل‪ ،‬ولجبششار الغاصششب المالششك علششى أخششذه‪ ،‬فقششوله فل يطششالب بالمثششل‪ ،‬أي ل يجششبر‬
‫الغاصب على دفع المثل إن كان على الغاصششب مؤنششة فششي نقششل المغصششوب إلششى هششذا المكششان‪ ،‬أو‬
‫خاف الطريق‪ ،‬كأن غصب برا بمصر وتلف بها‪ ،‬ثم طالبه بمكة ل يجب هناك دفع المثل‪ ،‬وقوله‬
‫ول للغاصب الششخ‪ ،‬أي إن كششان علششى المالششك مؤنششة فششي رد المثششل إلششى مكششان الغصششب‪ ،‬أو خششاف‬
‫الطريق‪ ،‬كما لو غصب برا بمكة وتلف فيها‪ ،‬ثم لقي المالك بمصر‪ ،‬ليس له تكليفششه قبششول المثششل‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وإل( أي بأن كان لنقله مؤنة‪ ،‬ولم يتحملها المالك‪ ،‬أخذا مما تقرر‪ ،‬أو خششاف الطريششق‪،‬‬
‫)وقوله‪ :‬فبأقصشى قيشم المكشان( أي فيضشمنه بأقصششى قيشم المكشان الشذي حشل بشه المثلشي‪ ،‬وعبشارة‬
‫المنهاج‪ ،‬وإل فل مطالبة بالمثل‪ ،‬بششل يغرمششه قيمششة بلششد التلششف قششال فششي التحفشة‪ ،‬سششواء كششانت بلششد‬
‫الغصب أم ل‪ ،‬هذا إن كششانت أكششثر قيمششة مششن المحششال الششتي وصششل إليهششا المغصششوب‪ ،‬وإل فقيمششة‬
‫القصى من سافر البقاع التي حل بها المغصوب‪ ،‬وذلك لن تعذر الرجوع للمثل كفقششده‪ ،‬والقيمششة‬
‫هنا للفيصولة‪ ،‬فإذا غرمها‪ ،‬ثم احتمعا في بلد المغصوب‪ ،‬لم يكن للمالك ردها وطلششب المثششل‪ ،‬ول‬
‫للغاصب استردادها وبذل المثل‪ .‬ا‍ه )قشوله‪ :‬ويضششمن متقشوم أتلششف( هشذا يغنششي عنشه قششوله سششابقا‪،‬‬
‫وضمان متمششول تلششف بأقصششى قيمششة الششخ‪ .‬إل أن يحمششل مششا هنششا علششى غيششر المغصششوب‪ ،‬ويؤيششده‬
‫التصريح به في عبارة المنهج ونصها‪ :‬ويضمن متقوم أتلف بل غصب بقيمة وقششت تلششف‪ .‬وكتششب‬
‫البجيرمي‪ :‬هذا محترز قوله متقوم مغصوب‪ .‬ا‍ه‪ .‬فلو صنع المؤلف كصشنيع المنهشج‪ ،‬لكشان أولشى‬
‫)قوله‪ :‬كالمنافع والحيوان( تمثيل للمتقوم‪ ،‬وصورة تلف المنافع المغصششوبة أن يسششكن دار غيششره‪،‬‬
‫أو يركب الدابة‪ ،‬فتلزمه القيمة‪ ،‬وهي هنا أجرة المثل‪ ،‬وصششورة تلششف غيششر المغصششوبة‪ ،‬أن يعيششر‬
‫المستعير الدار التي استعارها من غير إذن مالكها‪ ،‬فالمالشك يضشمن المسشتعير‪ ،‬وهشو يرجشع إلشى‬
‫الساكن بالقيمة وهي ما مر )قوله‪ :‬بالقيمة( متعلق بيضششمن‪ ،‬أي يضششمن بالقيمششة‪ ،‬أي وقششت التلششف‬
‫فقط‪ ،‬إن حمل قوله ويضمن متقوم على غير المغصوب‪ ،‬كما علمت‪ ،‬فإن حمل على المغصششوب‪،‬‬
‫كما هو ظاهر صنيعه‪ ،‬فيضمن بأقصى القيم من حين الغصب إلى حين التلف )قوله‪ :‬ويجوز أخذ‬
‫القيمة الخ( الولى تقديمه هو وما بعده على قوله ويضمن متقوم الخ )قوله‪ :‬وإذا أخذ منه( أي من‬
‫الغاصب‪ ،‬وهو مرتبط بقوله ويجوز أخذ القيمة على المثلي وجعلششه شششرح المنهششج مرتبطششا بقششوله‬
‫وإل فبأقصى قيم المكان‪ ،‬والمعنى إذا أخذ منه القيمة في غيششر المكششان الششذي حششل بششه المثلششي‪ ،‬ثششم‬
‫اجتمعا في بلد الغصب أو التلف‪ :‬لم يرجعا إلى المثل‪ ،‬فهي للفيصولة )قششوله‪ :‬وحيششث وجششب مثششل‬
‫الخ( عبارة الششروض وشششرحه‪ :‬وحيششث وجششب المثششل‪ ،‬فحشدث فيشه غلء أو رخششص لششم يشؤثر فششي‬
‫استحقاق المالك له‪ ،‬فلو أتلف مثليا في وقت الرخص فله طلب المثل في وقششت الغلء‪ ،‬ولششو أتلفششه‬
‫في وقت الغلء وأتى به في وقت الرخص لزمه القيمة‪ .‬نعم‪:‬‬

‫] ‪[ 166‬‬

‫إن أخرج المثل عن أن يكون له قيمة أصل‪ ،‬لزمه قيمة المثل‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحششذف )قشوله‪ :‬فششروع(‬
‫أي خمسة‪ ،‬وكلها استطرادية‪ ،‬ما عدا الرابع‪ ،‬والخامس‪ ،‬وهما قوله ويششبرأ الغاصششب الششخ‪ ،‬وقششوله‬
‫ولو خلط الخ‪ .‬ومحلها‪ ،‬في الجنايات‪ ،‬ومناسبتها للغصب‪ ،‬من حيث الضمان )قوله‪ :‬لو حل ربششاط‬
‫سفينة( أي فك رباطها )قششوله‪ :‬فغرقششت( أي السششفينة‪ ،‬وقششوله بسششببه‪ :‬أي الحششل )قششوله‪ :‬أو بحششادث‬
‫ريح( أي أو غرقت ل بسبب الحل‪ ،‬بل بسبب ريح حادث أو غيره‪ .‬وقوله‪ :‬فل‪ ،‬أي فل يضششمنها‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وكذا إن لم يظهر سبب( أي وكذلك ل ضمان إن لم يظهر سششبب للغششرق‪ ،‬أي مششن ريششح أو‬
‫غيره‪ ،‬عبارة الروض‪) .‬فرع( حل رباط سفينة فغرقت بحله‪ :‬ضمن‪ ،‬أو بحادث ريششح‪ ،‬فل ‪ -‬فششإن‬
‫لششم يظهششر حششادث‪ :‬فوجهششان قششال فششي شششرحه‪ :‬أحششدهما المنششع‪ ،‬أي مششن الضششمان‪ ،‬كالزقششاق‪ ،‬قششال‬
‫الزركشي‪ :‬وهو القرب‪ ،‬للشك في الموجب‪ .‬والثاني‪ :‬يضمن‪ ،‬لن الماء أحد المتلفات‪ .‬ا‍ه )قوله‪:‬‬
‫ولو حل وثاق بهيمة( أي رباطها )قوله‪ :‬أو عبد ل يميز( أي أو حل وثاق عبششد غيششر مميششز‪ ،‬بششأن‬
‫كان مجنونا‪ ،‬أو صغيرا‪ ،‬أما إذا كان مميزا‪ ،‬فل ضمان بحل وثاقه‪ ،‬كما يأتي قريبا )قوله‪ :‬أو فتح‬
‫الخ( معطوف على حل )قوله‪ :‬فخرجوا( أي ذهبوا‪ ،‬بأن هربت البهيمة‪ ،‬وأبق العبد‪ ،‬وطار الطير‬
‫)قوله‪ :‬ضمن( جواب لو )قوله‪ :‬إن كان بتهييجه الخ( هذا وما بعده إنما يلئم الخيشر‪ ،‬أعنششي فتششح‬
‫القفص عن الطير‪ ،‬وعبارة الروض وشرحه‪) .‬فرع( لو فتح قفصا عن طائر‪ ،‬فطششار فششي الحششال‪،‬‬
‫وإن لم يهيجه‪ ،‬ضمن‪ ،‬لن طيرانه في الحال يشعر بتنفيره‪ ،‬وإل بأن وقف ثم طشار‪ ،‬فل يضشمنه‪،‬‬
‫لن طيرانه بعد الوقوف‪ ،‬يشعر باختيششاره وإن أخششذته هششرة بمجششرد الفتششح وقتلتششه‪ ،‬وإن لششم تششدخل‬
‫القفص‪ ،‬أو لم يعهد ذلك منها‪ ،‬فيما يظهر‪ ،‬أو طششار فصششدمه جششدار فمششات‪ ،‬أو كسششر فششي خروجششه‬
‫قارورة‪ ،‬أو القفص‪ ،‬ضمن ذلك‪ ،‬لنه ناشئ من فعله‪ ،‬ولن فعلششه فششي الولششى‪ ،‬فششي معنششى إغششراء‬
‫الهرة وحل رباط البهيمة‪ ،‬والعبد المجنون‪ ،‬وفتح باب مكانهما كفتح القفص فيما ذكر وفششي معنششى‬
‫المجنون‪ :‬الصبي الذي ل يميز‪ ،‬ل العبد العاقل‪ ،‬ولو كان آبقا‪ ،‬لنه صحيح الختيششار‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحششذف‬
‫)قوله‪ :‬وكذا إن اقتصر الخ( أي وكذلك يضمن إن اقتصر علششى الفتششح‪ ،‬ولششم يهيجششه‪ ،‬لكششن بشششرط‬
‫خروجه من القفص حال‪ ،‬وإن فل ضمان )قوله‪ :‬ل عبششدا عشاقل الشخ( أي ل يضشمن عبششدا عشاقل‬
‫حل وثاقه فأبق‪ ،‬لنه صحيح الختيار‪ ،‬فخروجه عقب ما ذكر‪ ،‬يحال عليه‪ .‬وهذا محترز قششوله ل‬
‫يميز‪ ،‬وكان المناسب والخصر‪ ،‬ل عبد مميز ‪ -‬بالجر ‪ -‬وبإبدال عاقل بمميز‪ ،‬وحذف قششوله حششل‬
‫قيده الخ‪ ،‬ولعله إنما غير السلوب‪ ،‬لجل الغاية بعده )قوله‪ :‬ويبرأ الغاصششب بششرد العيششن( مرتبششط‬
‫بقوله وعلى الغاصب رد‪ ،‬فكان الولى‪ ،‬تقديمه هو وما بعدده على الفروع )قوله‪ :‬ويكفي( أي في‬
‫الرد وقوله وضعها‪ :‬أي العين‪ .‬وقوله عنده أي المالك )قوله‪ :‬ولو نسيه( أي نسي الغاصب المالك‬
‫برئ‪ .‬أي الغاصب بالرد إلى القاضي )قوله‪ :‬ولو خلط( أي الغاصب‪ ،‬أي أو اختلط فنفسششه عنششده‪،‬‬
‫قال في التحفة‪ :‬وخرج بخلط‪ ،‬أو اختلط عنده‪ ،‬الختلط‪ ،‬حيث ل تعدى‪ ،‬كأن انثال بر على مثله‪،‬‬
‫فيشترط مالكاهما بحبسهما‪ ،‬فإن استويا قيمة فبقدر كيلهما‪ ،‬فششإن اختلفششا قيمششة‪ ،‬بيعششا‪ ،‬وقسششم الثمششن‬
‫بينهما بحسب قيمتهمششا‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقششوله‪ :‬مثليششا( أي مغصششوبا مثليششا‪ ،‬وقششوله أو متقومششا‪ ،‬أي أو اختلششط‬
‫مغصوبا متقوما‪ ،‬وفي البحيرمي ما نصه‪ :‬قوله كزيششت بزيششت‪ ،‬وكششالزيت كششل مثلششي‪ ،‬كششالحبوب‪،‬‬
‫والدراهم‪ ،‬على المعتمد‪ ،‬بخلف المتقوم‪ ،‬فل يأتي فيه ذلششك‪ ،‬بششدليل وجششوب الجتهششاد فششي اشششتباه‬
‫شاته بشاة غيره‪ ،‬وفشي اختلط حمشام الشبرجين‪ ،‬قشاله ششيخنا م ر ق ل‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقشوله بمشا ل يتميشز‪،‬‬
‫متعلششق بخلششط‪ ،‬والصششلة جاريششة علششى غيششر مششن هششي لششه وعششائد الموصششول محششذوف‪ ،‬أي خلششط‬
‫المغصوب مثليا أو متقوما بالذي ل يتميز ذلك منه‪ ،‬والمراد بما يتعذر تمييزه منه‪ ،‬بعد خلطه‬

‫] ‪[ 167‬‬

‫فيه‪ ،‬وعبارة المنهج‪ :‬ولو خلط مغصوبا بغيره‪ ،‬وأمكن تمييزه منه‪ ،‬لزمه‪ ،‬وإل فكتالف‪ .‬اه‍‬
‫)قوله‪ :‬كدهن الخ( أي كخلط دهن‪ ،‬وقوله بجنسه‪ ،‬متعلششق بالمضششاف المقششدر‪ ،‬وذلششك كخلششط سششمن‬
‫بسمن‪ ،‬أو زيت بزيت وقوله أو غيره‪ ،‬كسششمن بزيششت‪ ،‬ومثششل لخلششط‪ ،‬المثليششات‪ ،‬ولششم يمثششل لخلششط‬
‫المتقومات‪ ،‬وهو يؤيد ما في البجيرمي )قوله‪ :‬وتعذر التمييز( خرج به‪ :‬ما إذا أمكن التمييششز كششبر‬
‫أبيض بأحمر‪ ،‬أو بشعير‪ ،‬فإنه يلزمه‪ ،‬وإن شق عليه‪) ،‬قوله‪ :‬صار هالكششا( جششواب لششو‪ ،‬أي صششار‬
‫المغصوب المختلط بغيره كالهالك‪ ،‬أي التالف )قوله‪ :‬ل مشتركا( أي ل يصير المششال المغصششوب‬
‫المختلط مع مال الغاصب مشتركا بينه وبين المغصششوب منشه )قششوله‪ :‬فيملكششه الغاصششب( قششال فششي‬
‫التحفة‪ :‬إن قبل التملششك‪ ،‬وإل كششتراب أرض موقوفششة خلطششه بزبششل وجعلشه آجششرا‪ ،‬غششرم مثلششه‪ ،‬أي‬
‫الششتراب‪ ،‬ورد الجششر للنششاظر‪ ،‬ول نظششر لمششا فيششه مششن الزبششل‪ ،‬لنششه اضششمحل بششالتراب‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفششي‬
‫البجيرمي ما نصه‪) :‬واعلم( أي السبكي اعترض القول بجعله تالفا واستشكله‪ ،‬وقال‪ :‬كيف يكششون‬
‫التعدي سببا للملك ؟ وساق أحاديث جمة‪ ،‬واختار أن ذلك شركة بينهما‪ ،‬كالثوب المصبوغ‪ ،‬قششال‪:‬‬
‫وفتح هذا الباب فيه تسلط الظلمة على ملك الموال بخلطها قهرا على أربششاب المششوال زي ومششع‬
‫ذلك‪ ،‬فهو ضعيف‪ ،‬كما في شششرح م ر ‪ -‬وعبششارته‪ ،‬ولهششذا صششوب الزركشششي قششول الهلك‪ ،‬قششال‪:‬‬
‫ويندفع المحذور بمنع الغاصب من التصرف فيه‪ ،‬وعدم نفوذه منه‪ ،‬حتى يدفع البششدل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪:‬‬
‫لكن الوجه الخ( استدراك على كونه يملكه الغاصب دفع به ما يتوهم مششن جششواز التصششرف قبششل‬
‫إعطاء البدل‪ ،‬وقوله أنه‪ ،‬أي الغاصب وقوله محجششور عليششه الششخ‪ ،‬أي ممنششوع مششن التصششرف فششي‬
‫المشال المختلشط فيشه المغصشوب‪ ،‬وقشوله حشتى يعطشى بشدله‪ ،‬أي المغصشوب‪ ،‬ولشه أن يعطيشه مشن‬
‫المخلوط إن خلطه بمثله‪ ،‬أو بأجود‪ ،‬دون الردأ‪ ،‬إل أن يرضى به‪ ،‬ول أرش وله أن يعطيششه مششن‬
‫غيره‪ ،‬إن لم يرض‪ ،‬لن الحق انتقل إلى ذمة الغاصب‪ ،‬وانقطع تعلق المالك بعين المخلششوط‪ .‬قششال‬
‫في التحفة‪ :‬ويكفي كما في فتاوى المصنف‪ ،‬أن ينعششزل مششن المخلششوط‪ :‬أي بغيششر الردإ قششدر حششق‬
‫المغصوب منه ويتصرف في الباقي‪ ،‬وال سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫] ‪[ 168‬‬

‫باب في الهبششة أي فششي بيششان أحكامهششا‪ :‬كجوازهششا‪ ،‬وعششدم لزومهششا إل بششالقبض‪ ،‬وهششي لغششة‬
‫مأخوذة من هبوب الريح‪ ،‬أي مروره‪ ،‬لمرورها من يد إلى أخرى‪ ،‬أو من مصدر هب مششن نششومه‬
‫بمعنى استيقظ‪ ،‬لن فاعلها استيقظ للحسان بعد أن كان غافل عنه‪ .‬وشرعا‪ ،‬تطلق علششى مششا يعششم‬
‫الصدقة والهدية والهبة ذات الركان‪ ،‬أي على معنى عام يشمل الثلثششة‪ ،‬وهششو تمليششك تطششوع فششي‬
‫حياة‪ ،‬وتطلق على ما يقابلهما‪ ،‬وهو تمليك تطوع في حياة‪ ،‬ل لكرام‪ ،‬ول لجل ثواب أو احتياج‬
‫بإيجاب وقبول‪ ،‬وهششذا هششو معنششى الهبششة ذات الركششان‪ ،‬وهششو المششراد عنششد الطلق‪ ،‬فكششل صششدقة‬
‫وهدية‪ ،‬هبة‪ ،‬ول عكس ‪ -‬لنفرادها في ذات الركان والصل فيها‪ ،‬بالمعنى العم‪ ،‬قبل الجمششاع‬
‫آيات‪ ،‬كقوله تعالى‪) * :‬وتعاونوا على البر والتقوى( * )‪ (1‬أي ليعن بعضكم بعضا علششى مششا فيششه‬
‫بر وتقوى‪ ،‬وقوله تعالى‪) * :‬وآتى المال على حبه( * )‪ (2‬أي مع حب المال أو لجششل حششب الشش‪،‬‬
‫فالضمير عائد على المال‪ ،‬وعلى‪ ،‬بمعنى مع‪ ،‬أو ل‪ .‬وعلشى بمعنشى لم التعليشل‪ ،‬وأخبشار‪ :‬كخشبر‬
‫الصحيحين ل تحقرن جارة لجارتها‪ ،‬ولو فرسن شاة أي ل تحقرن جارة مهدية لجارتهششا المهششدى‬
‫إليها‪ ،‬أو بالعكس‪ ،‬ولو ظلف شاة مشويا‪ .‬وهو مبالغة فششي القلششة‪ ،‬أي ولششو شششيئا قليل‪ ،‬ويششروى أن‬
‫عائشة رضي ال عنها أعطت سائل حبة عنب‪ ،‬فأخذ يقلبها بيده استحقارا لها‪ ،‬فقالت زجششرا‪ ،‬كششم‬
‫في هذه من مثقال ذرة ؟ وال تعالى يقول‪) * :‬فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره( * )‪ .(3‬وأركانهششا‪،‬‬
‫بالمعنى الخاص‪ ،‬أركان البيع‪ ،‬فهي ثلثة إجمال‪ ،‬عاقد‪ ،‬وموهوب‪ ،‬وصيغة‪ ،‬وشششرط فششي العاقششد‪،‬‬
‫بمعنى الواهب‪ ،‬أهلية أن يتبرع‪ ،‬وبمعنى الموهوب له أهلية أن يتبرع عليه‪ ،‬فل تصح من مكاتب‬
‫بغير إذن سيده‪ ،‬ول من ولي في مال موليه‪ ،‬ول لحمشل‪ ،‬ول لبهيمشة‪ ،‬ول لنفشس الرقيشق‪ ،‬وششرط‬
‫في الموهوب‪ ،‬صحة جعله عوضا‪ ،‬إل نحو حبة بر‪ ،‬فتصح هبتها‪ ،‬وإن لم يصح بيعها‪ ،‬فنقل اليششد‬
‫عن الختصاص‪ ،‬ل يسمى هبة‪ ،‬وإل هبة موصوف في الذمة‪ ،‬كأن يقول وهبتك كششذا فششي ذمششتي‪،‬‬
‫فل يصح‪ ،‬لن الهبة إنما ترد على العيان‪ ،‬ل على ما في الذمة‪ ،‬بخلف البيع‪ ،‬فإنه يرد عليهمششا‬
‫وشرط في الصيغة ما شرط في صيغة البيع‪ ،‬ومنه توافق اليجاب والقبول‪ ،‬فلو وهب له شششيئين‪،‬‬
‫فقبل أحدهما‪ ،‬أو شيئا واحدا‪ ،‬فقبل بعضه‪ ،‬لم يصح‪ ،‬وقيل بالصحة‪ .‬وفرق بين الهبة والبيع‪ ،‬بششأنه‬
‫معاوضة‪ ،‬فضيق فيه‪ ،‬بخلفها )قوله‪ :‬أي مطلقها الشامل للصدقة والهدية( أي المششراد بالهبششة فششي‬
‫الترجمة‪ ،‬ما يشمل الصدقة والهدية‪ ،‬ل ما يقابلهمششا‪ ،‬وفيشه أن التعريششف المششذكور خششاص بالثششاني‪،‬‬
‫فيلزم عليه أنه ترجم لشئ ولم يذكره‪ ،‬وهو معيب )قوله‪ :‬الهبششة تمليششك عيششن( خششرج بهششا المنششافع‪،‬‬
‫وسيأتي ما فيها‪ ،‬قال في التحفة‪ :‬وخرج بالتمليك‪ ،‬العاريششة والضششيافة‪ ،‬فإنهششا إباحششة‪ ،‬والملششك إنمششا‬
‫يحصل بالزدراد والوقف‪ ،‬فإنه تمليك منفعة ل عين‪ ،‬كذا قيل‪ .‬والوجه أنششه ل تمليششك فيششه‪ ،‬وإنمششا‬
‫هو بمنزلة الباحة‪) .‬وقوله‪ :‬يصح بيعها غالبا( أشار بذلك لقاعششدة‪ ،‬وهششي أن كششل مششا صششح بيعششه‪،‬‬
‫صحت هبته‪ ،‬وما ل يصح بيعه‪ ،‬ل تصح هبته‪ .‬واسششتثنى مششن المنطششوق‪ ،‬مسششائل منهششا‪ :‬الجاريششة‬
‫المرهونة إذا استولدها الراهن المعسر أو أعتقها‪ ،‬فإنه يجوز بيعها‪ ،‬للضرورة‪ ،‬ول يجوز هبتهششا‪،‬‬
‫ومنها المكاتب‪ ،‬يجوز بيع‬

‫)‪ (1‬سورة المائدة‪ ،‬الية‪ (2) .2 :‬سورة االبقرة‪ ،‬الية‪ (3) .177 :‬سورة الزلزلة‪ ،‬الية‪.7 :‬‬
‫] ‪[ 169‬‬

‫ما في يده‪ ،‬ول تصح هبته‪ .‬ومنهشا المنشافع‪ ،‬يجشوز بيعهشا بالجشارة‪ ،‬وفشي هبتهششا وجهششان‪:‬‬
‫أحدهما ل تصح‪ ،‬لنها ليست بتمليك‪ ،‬بناء على أن ما وهبت منافعه عارية‪ ،‬وثانيهما تصح‪ ،‬لنها‬
‫تمليك‪ ،‬بناء على أن ما وهبت منششافعه أمانششة‪ ،‬وهششو مششا رجحششه ابششن الرفعششة والسششبكي وغيرهمششا‪،‬‬
‫واستثني من المفهوم أيضا مسائل‪ ،‬منها ما سشيذكره الششارح بقشوله‪ :‬وقشد تصشح الهبشة دون الشبيع‬
‫كهبة حبتي بر ونحوهما الخ‪ ،‬ومنها‪ .‬حق التحجر كأن نصب علمات على موات ولم يحيه‪ ،‬فإنه‬
‫يثبت له فيه حق التحجر‪ ،‬فيجوز هبته‪ ،‬ول يجوز بيعشه ومنهشا‪ :‬صشوف الششاة المجعولشة أضشحية‬
‫ولبنها وجلدها‪ .‬ومنها الثمار قبل بدو الصلح‪ ،‬فتجوز هبتها من غير شرط القطششع‪ ،‬بخلف الششبيع‬
‫ومنها اختلط حمام أحشد الشبرجين بشالخر‪ ،‬أو بششره أو مششائعه بشبر آخشر أو مششائعه فشانه إذا وهششب‬
‫أحدهما نصشيبه للخشر صشحت هبتشه‪ ،‬وإن جهشل قششدره وصشفته دون بيعشه‪ ،‬وقشد أشششار إلشى هششذه‬
‫المستثنيات بقوله‪ :‬غالبا )قوله‪ :‬أو دين( معطوف على عين‪ ،‬أي أو تمليك دين‪ ،‬أي لغيششر مششن هشو‬
‫عليه‪ ،‬وأما لمن هو عليه‪ ،‬فإبراء ل يحتاج إلى قبول‪ ،‬كما سيصرح بششه المؤلششف )قششوله‪ :‬مششن أهششل‬
‫تبرع( متعلق بتمليك‪ ،‬أو بمحذوف حال منه‪ :‬أي حال كششونه كائنششا مششن أهششل تششبرع‪ ،‬فهششو قيششد فششي‬
‫صحة الهبة‪ .‬وتقيد أيضا بششأن تكششون علششى مشن هششو أهششل لن يتششبرع عليشه‪ ،‬كمششا تقششدم )قشوله‪ :‬بل‬
‫عوض( أي بل أخذ عوض من الموهوب له‪ ،‬وهو أيضا متعلششق بتمليشك‪ ،‬أو بمحششذوف حششال منشه‬
‫)قوله‪ :‬واحشترز( فعشل مشاض مبنششي للمجهشول‪ .‬ويحتمشل أن يكشون فعل مضششارعا مبشدوء بهمششزة‬
‫المتكلم‪ ،‬وهو الولى‪ ،‬وقوله عن البيع‪ ،‬أي فهو ليس بهبة‪ ،‬لنه تمليك عين بعوض‪ ،‬وقوله والهبة‬
‫بثواب‪ ،‬أي وعششن الهبششة بثششواب‪ ،‬أي عششوض‪ ،‬كقششوله وهبتششك هششذا علششى أن تششثيبني عليششه‪ ،‬فيقبلششه‪.‬‬
‫ومقتضششى عبششارته أن الهبششة بثششواب ل يطلششق عليهششا اسششم الهبششة لوجششود العوضششية‪ ،‬وبششه صششرح‬
‫الزبيري‪ ،‬كما في المغني )قشوله‪ :‬فإنهشا( أي الهبشة بثشواب بيشع حقيقشة‪ ،‬أي بشالنظر للمعنشى‪ ،‬وهشو‬
‫وجود العوض‪ ،‬فيجري فيها حينئذ أحكام البيع من الخيارين والشفعة وحصششول الملششك بالعقششد‪ ،‬ل‬
‫بالقبض‪ ،‬ومنع قبول بعض الموهوب ببعض الثواب أو كله‪ ،‬لشتراط المطابقة في البيع‪ ،‬بخلف‬
‫التي بل ثواب‪ ،‬فإنه ل يضر فيها قبول بعششض الموهشوب علششى مششا تقششدم )قشوله‪ :‬بإيجششاب( متعلششق‬
‫بتمليك‪ ،‬أو حال منه‪ ،‬على نحو ما مر‪ ،‬والمراد لفظا في حق الناطق‪ ،‬وإشارة فششي حششق الخششرس‬
‫)وقوله‪ :‬كوهبتك هذا الخ( دخل تحت الكاف‪ ،‬أكرمتك‪ ،‬وعظمتك ونحلتك‪ ،‬وكذا أطعمتك ولو فششي‬
‫غير طعام‪ ،‬كما نشص عليشه )قشوله‪ :‬وقبشول( أي لفظشا أو إششارة أيضشا‪) ،‬وقشوله‪ :‬متصشل بشه( أي‬
‫باليجاب‪ ،‬فيضر الفصل بينهما بأجنبي‪ .‬قال في النهاية‪ ،‬والوجه‪ ،‬كما رجحه الذرعششي‪ ،‬اغتفششار‬
‫قوله بعد وهبتك وسلطتك على قبضه‪ ،‬فل يكون فاصل مضرا لتعلقه بالعقششد‪ ،‬ا‍ه )قششوله‪ :‬وتنعقششد(‬
‫أي الهبة‪ .‬وقوله بالكناية‪ ،‬أي مع النية‪ ،‬ومنها الكتابة )قوله‪ :‬كلك هذا( قال ع ش‪ :‬ومنه ما اشششتهر‬
‫من قولهم في العطاء بل عوض جبي‪ ،‬فيكون هبة حيث نواهششا بششه‪ .‬ا‍ه )قششوله‪ :‬أو كسششوتك هششذا(‬
‫ظاهره ولو في غير الثياب‪ ،‬ويكون بمعنى نحلتك‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع ش )قششوله‪ :‬وبالمعاطششاة علششى المختششار(‬
‫أي وتنعقد بالمعاطاة على قول اختير‪ ،‬كما عششبر بششه فششي التحفششة‪ ،‬وفششي النهايششة‪ :‬وبالمعاطششاة علششى‬
‫القول بها‪ ،‬ا‍ه‪ .‬وكان الولى‪ :‬التعبير بذلك لما ل يخفى ما في عبارته مششن اليهششام )قششوله‪ :‬وقششد ل‬
‫تشترط الصيغة( أي التصريح بها‪ ،‬وإل فهي معتبرة تقديرا‪ ،‬كما قاله المحلشي فشي أول الشبيع‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫ع ش )قوله‪ :‬كما لو كانت( أي الهبة‪ ،‬وقوله ضمنية‪ :‬أي مندرجة في ضمن غيرها )قوله‪ :‬كأعتق‬
‫عبدك عني( أي فكأنه قال له هبني عبدك وأعتقه عنششي‪ ،‬وقششوله فششأعتقه‪ ،‬أي المالششك عنششه‪ ،‬فحينئذ‬
‫يدخل العبد في ملك المر هبة‪ ،‬ويعتقق عليشه‪ ،‬ول يحتششاج للقشول )قشوله‪ :‬وإن لششم يقشل مجانششا( أي‬
‫تصح الهبة الضمنية من غير صيغة بقوله أعتق الخ‪ :‬سواء قال له أعتق عبششدك عنششي مجانششا‪ ،‬أي‬
‫بل عوض‪ ،‬أو لم يقل ذلك‪ ،‬فالغاية المقدر )قوله‪ :‬وكما لو زين ولده الصغير( أي فإنه يكون ملكششا‬
‫له‪ ،‬ول يحتاج إلى صيغة‪ ،‬وهو عطف على قوله كما لو كششانت ضششمنية )قششوله‪ :‬بخلف زوجتششه(‬
‫أي فإن تزيينه لها بحلى ل يكون‬
‫] ‪[ 170‬‬

‫تمليكا لها )قوله‪ :‬لنه قادر على تمليكه( علة لمقدر‪ ،‬أي وإنما كان تزيينه لولده تملكششا لششه‪،‬‬
‫بخلف تزيين الزوجة‪ ،‬لنه قادر على تمليك ولده بتولي الطرفيششن‪ ،‬بخلف الزوجششة‪ .‬قششال ع ش‪:‬‬
‫ويؤخذ منه‪ ،‬أي من التعليل المششذكور‪ ،‬أي غيششر الب والجششد إذا دفششع إلششى غيششره شششيئا‪ ،‬كخششادمه‪،‬‬
‫وبنت زوجته‪ ،‬ل يصير ملكا له‪ ،‬بل ل بد من إيجاب وقبول من الخادم إن تأهل للقبششول‪ ،‬أو وليششه‬
‫إن لم يتأهل له‪ .‬فليتنبه له‪ ،‬فإنه يقع كثيرا بمصرنا‪ .‬نعم‪ ،‬إن دفشع ذلشك لمشن ذكشر لحتيشاجه لشه أو‬
‫قصد ثواب الخرة‪ ،‬كان صدقة‪ ،‬فل يحتاج إلى إيجاب ول قبول‪ .‬ول يعلم ذلك إل منه‪ ،‬وقد تششدل‬
‫القرائن الظاهرة على شئ فيعمل به‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬قاله القفال( أي قال ما ذكر‪ :‬مششن أن تزييششن الب‬
‫ولده الصغير بحلى تمليك له )قوله‪ :‬اعترض( أي اعترض جمع من الفقهاء ما قاله القفال‪ ،‬وأقره‬
‫عليه جمع‪ ،‬من أن تزيين الب لولده الصغير تمليك لششه )قششوله‪ :‬حيششث الششخ( بيششان لششوجه المخالفششة‬
‫)قوله‪ :‬بإيجاب وقبششول( البششاء للتصششوير‪ ،‬أي الطرفيششن المصششورين باليجششاب والقبششول‪ ،‬كمششا هششو‬
‫ظاهر‪ ،‬قال ع ش‪ :‬أي فل فرق بين الزوجة والولد وغيرهما في أن الششتزيين ل يكششون تمليكششا‪ .‬اه‍‬
‫)قوله‪ :‬وهبة ولي غيره أن يقبلها الحاكم( أي وحيث اشترطا في هبة ولي غير الصل قبول الهبة‬
‫من الحكم أو نائبه فهبة‪ ،‬مجرور معطوف على هبة الصل‪ ،‬وهو مضششاف إلششى مششا بعششده‪ ،‬وولششي‬
‫يقرأ بالتنوين وغيره بدل منه‪ ،‬والضمير فيه يعود على الصل‪ ،‬والمصدر المؤول من أن ويقبلها‬
‫منصوب مفعول لشترطا مقدر )قوله‪ :‬ونقلوا عن العبشادي الشخ( هشذا تأييششد للعششتراض‪ :‬أي نقششل‬
‫المعترضون عن العبادي‪ ،‬وأقروه أنه‪ ،‬أي الصل‪ ،‬لو غرس أشجارا‪ ،‬وقال عند الغرس اغرسها‬
‫لبني مثل‪ ،‬لم يكن إقرارا له‪ .‬قال ع ش‪ :‬أي ول يكون تمليكا للبششن‪ .‬وفششي التحفششة‪ ،‬والفششرق بششأن‬
‫الحلي صار في يد الصبي دون الغرس‪ ،‬ل يجدي‪ ،‬لن صيرورته في يده بغير لفظ تملك‪ ،‬ل يفيد‬
‫شيئا‪ ،‬على أن كون هذه الصيرورة تفيد الملك هو محل النزاع‪ ،‬فل فرق‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬بخلف الششخ(‬
‫خبر مبتدأ محذوف‪ ،‬أي وهو متلبس بخلف الخ‪ .‬وقوله ما لو قال‪ ،‬أي الصل )قوله‪ :‬فإنه إقرار(‬
‫أي فإن قوله المذكور إقرار بالعين لبنه ولو رشششيدا أو للجنششبي‪ .‬قششال ع ش‪ :‬وذلششك لحتمششال أن‬
‫يكون الجنبي وكله مثل في شرائها له ومثله ولده الرشيد‪ ،‬وأن يكششون تملكهششا لغيششر الرشششيد مششن‬
‫مال نفسه أو مال المحجششور عليششه ا‍ه )قششوله‪ :‬ولششو قششال جعلششت هششذا لبنششي الششخ( عبششارة الششروض‬
‫وشرحه‪ ،‬فإن غرس شجرا وقال عنده‪ ،‬أي عند غرسه‪ ،‬اغرسه لطفلي‪ ،‬لم يملكه‪ ،‬ولو قال جعلتششه‬
‫له‪ ،‬صار ملكه‪ ،‬لن هبته له‪ ،‬ل تقتضي قبول‪ ،‬بخلف مشا لشو جعلشه لبشالغ‪ ،‬هششذا إن اكتفينششا بأحششد‬
‫الشفين من الوالد‪ ،‬فإن لم نكتف به‪ ،‬وهو الصششح‪ ،‬لششم يصششرح ملكششه‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقششوله‪ :‬لششم يملكششه( أي‬
‫البن‪ .‬وينبغي أن يكون كناية‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع ش‪) .‬وقوله‪ :‬إل إن قبض له( أي بعد القبول له‪ ،‬كششأن يقششول‬
‫قبلت له‪ ،‬ثم يقبض‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬إل إن قبل وقبض له‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وضششعف السششبكي الششخ( هششذا‬
‫تأييد للعتراض أيضا‪ ،‬وساقه في التحفة عقب قوله فل فرق في الفرق الذي نقلته عنها بلفششظ ثششم‬
‫رأيت الذرعي قال إنه ل يتمشى على قواعد المذهب والسبكي والذرعي وغيرهما ضعفوا قول‬
‫الخوارزمي وغيره أن إلباس الخ ثم رأيت آخرين نقلوا عن القفال نفسه أنه لششو جهششز الششخ )قششوله‪:‬‬
‫أن إلباس الب الخ( هو عين التزيين المار‪ ،‬بل أخص منه‪ ،‬فلذلك سششاقه تأييششدا للعششتراض‪ ،‬كمششا‬
‫علمت )قوله‪ :‬ونقل الخ( تأييد أيضا للعتراض‪ ،‬كما يشير إليشه قشوله‪ ،‬وهشذا صششريح الشخ )قشوله‪:‬‬
‫أنه( أي الصل لو جهز بنته‪ ،‬أي بعثها إلى بيت زوجها مع أمتعة‪ ،‬وقوله بل تمليك‪ ،‬أي من غير‬
‫أن يصدر منه صيغة تمليك )قشوله‪ :‬يصشدق( أي الصشل‪ ،‬وهشو جشواب لشو )قشوله‪ :‬فشي أنشه الشخ(‬
‫متعلق بيصدق‪) .‬وقوله‪ :‬إن ادعته(‬

‫] ‪[ 171‬‬
‫أي التمليك )قوله‪ :‬وهذا صريح الخ( أي ما نقله جماعة من القفال نفسه‪ :‬صريح في رد ما‬
‫سبق منه‪ ،‬من أنه لو زين ولشده الصشغير‪ ،‬يكششون تمليكششا‪ ،‬وكتشب الرشششيدي مششا نصشه‪ ،‬قششوله وهشو‬
‫صريح في رد الخ‪ ،‬فيه نظر إذ ذاك في الطفل كمشا مشر‪ ،‬بخلف مشا هنشا‪ ،‬فشإنه فشي البالغشة‪ ،‬كمشا‬
‫يرشد إليه قوله‪ ،‬إن ادعته‪ ،‬نعم إن كانت البنت صغيرة‪ ،‬أتى فيها ما مر في الطفل‪ ،‬كما ل يخفى‪.‬‬
‫ا‍ه )قوله‪ :‬وجهازهششا( بكسششر الجيششم وفتحهششا‪ ،‬أي أمتعتهششا )قششوله‪ :‬فهششو( أي الجهششاز ملششك لهششا‪ ،‬أي‬
‫مؤاخذة بإقراره )قوله‪ :‬وإل فهو عارية( أي وإن لم يقل هذا جهاز بنتي‪ ،‬فهو عارية عندها‪ .‬وفششي‬
‫ع ش‪ :‬قال سم كذك يكون عارية فيما يظهر إذا قال جهزت ابنتي بهذا‪ ،‬إذ ليس هذا صيغة إقششرار‬
‫بملك‪ .‬م ر‪ .‬ا‍ه‪ .‬والفرق بين هذه ومسألة القاضي‪ ،‬أي الشتي نقلهشا المؤلشف‪ ،‬أن الضشافة إلشى مشن‬
‫يملك‪ ،‬تقتضي الملك‪ ،‬فكان ما ذكره في مسألة القاضي‪ :‬إقرارا بالملك‪ ،‬بخلف ما هنا‪ .‬ا‍ه )قششوله‪:‬‬
‫ويصدق بيمينه( أي فيما إذا تنازعا في القول المذكور بأن ادعت أنه قال هذا جهاز بنشتي‪ ،‬وأنكشر‬
‫هو ذلك‪ ،‬فيصدق بيمينه في أنه ما قال ذلك )قوله‪ :‬وكخلع الملوك( عطف على قوله السابق‪ :‬كمششا‬
‫لو كانت ضمنية ‪ -‬وهي بكسر الخاء‪ ،‬وفتح اللم‪ ،‬جمع خلعة‪ ،‬الكسششوة الششتي تخلششع علششى المششراء‬
‫وغيرهم‪ ،‬من نحو مشايخ البلد‪ ،‬فإنها هبة‪ ،‬ول تحتاج إلى صششيغة‪ ،‬وقششال بعضششهم‪ ،‬إنهششا هديششة‪ ،‬ل‬
‫هبة‪ ،‬لن القصد فيها الكرام )قوله‪ :‬لعتياد الخ( تعليل لصحة هبة خلع الملوك من غير صششيغة‪،‬‬
‫أي وإنما صحة الهبة فيها من غير صيغة‪ ،‬لن العادة جرت بعدم اللفظ فيها )قوله‪ :‬انتهى( أي ما‬
‫قاله شيخه في شرح المنهاج‪ ،‬لكن بتصرف وحذف‪ ،‬كما يعلم بالوقوف على عبارته )قوله‪ :‬ونقششل‬
‫شيخنا الخ( هذا ل يلئم ما قبله‪ ،‬فإنه في الهبة التي تحتاج إلى صششيغة‪ ،‬وهشذا فشي الهشدايا الششتي ل‬
‫تحتاج إلى صيغة‪ ،‬كما هو صريح قوله إذا أهدى الخ )قوله‪ :‬بعد العقد( يفيد أنه إذا كان قبل العبششد‬
‫ل تملكه إل بإيجاب وقبول‪ ،‬لكن قد علمت أن قوله أهدي‪ ،‬يقتضي أنه هدية‪ ،‬وعليه فل فرق على‬
‫أنه سيأتي آخر الباب أن من دفع لمخطوبته طعاما أو غيره ليتزوجها فرد قبل العقد‪ ،‬رجششع علششى‬
‫من أقبضه‪ .‬فيقتضي حينئذ أنه إذا لم يرد‪ ،‬ل يرجع فيه‪ ،‬فهي تملك ما دفع لها قبل العقد لجله من‬
‫غير صيغة‪ ،‬وقوله بسببه‪ ،‬أي العقد يفيد أيضا أنه إذا كان ل بسببه ل تملكششه إل بإيجششاب وقبششول‪.‬‬
‫وقد علمت ما فيه )قوله‪ :‬ومن ذلك( أي مما ل يحتاج إلى إيجششاب وقبششول‪ ،‬مششا يششدفعه الرجششل الششخ‬
‫)قوله‪ :‬فإن ذلك( أي المدفوع إليها‪) .‬وقوله‪ :‬تملكه المرأة بمجرد الدفع إليها( أي من غيششر احتيششاج‬
‫إلى صيغة )قوله‪ :‬ول يشترط اليجاب والقبول الشخ( شششروع فششي بيشان الصششدقة‪ .‬والهديشة )قشوله‪:‬‬
‫قطعا( أي بخلف )قوله‪ :‬وهي ما أعطاه محتاجا الخ( فإن كان ذلك بل صيغة‪ ،‬فهي صدقة فقششط‪،‬‬
‫وإن كششان معهشا‪ ،‬فهششي صشدقة وهبششة‪ ،‬ومثلشه‪ ،‬يقشال فششي الهديششة‪) .‬والحاصشل( أنشه إن ملششك لجشل‬
‫الحتياج أو لقصد الثواب مع صيغة‪ ،‬كان هبة وصدقة‪ ،‬وإن ملك بقصد الكرام مع صيغة‪ ،‬كششان‬
‫هبششة وهديششة‪ ،‬وإن ملششك ل لجششل الثششواب ول الكششرام بصششيغة‪ ،‬كششان هبششة فقششط‪ .‬وإن ملششك لجششل‬
‫الحتياج أو الثواب من غير صيغة‪ ،‬كان صدقة فقط‪ ،‬وإن ملك لجشل الكشرام مشن غيشر صشيغة‪،‬‬
‫كان هدية فقط‪ ،‬فبين الثلثة عموم وخصوص من وجه )قوله‪ :‬أو غنيششا لجششل ثششواب الخششرة( أي‬
‫أو أعطاه غنيا لجل ثواب الخرة‪ ،‬وهو يفيد أنه إن أعطاه غنيا ل لجل ثشواب الخشرة‪ ،‬لششم يكشن‬
‫صدقة وهو ظاهر )قوله‪ :‬ول في الهدية( أي ول يشترط اليجاب والقبششول فششي الهديششة‪ ،‬وظششاهره‬
‫أن ذلك قطعا‪ ،‬لنه معطوف على قوله في الصدقة المسلط عليششه‪ ،‬ول يشششترط اليجششاب والقبششول‬
‫قطعا‪ ،‬وليس كذلك‪ ،‬بل هو على‬

‫] ‪[ 172‬‬

‫الصحيح‪ ،‬كما صرح به في متن المنهاج‪ ،‬وعبارته‪ :‬ول يشترطان‪ ،‬أي اليجاب والقبششول‪،‬‬
‫في الهدية على الصحيح‪ ،‬بل يكفي البعث من هذا والقبض من ذلك‪ ،‬قال في المغنششي‪ ،‬كمششا جششرى‬
‫عليه الناس في العصار‪ ،‬وقد أهدى الملوك إلى رسول ال )ص( الكسششوة والششدواب والجششواري‪.‬‬
‫وفي الصحيحين‪ :‬كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة رضي ال عنها وعن أبويها ولششم ينقششل‬
‫إيجاب ول قبول‪ .‬ا‍ه‪) .‬لطيفة(‪ :‬قال بعضهم ست كلمششات جوهريششة ل يحويهششا إل العقششول الذكيششة‪،‬‬
‫أصل المحبة‪ ،‬الهدية‪ ،‬وأصل البغضة‪ ،‬السية‪ ،‬وأصششل القششرب‪ ،‬المانششة‪ ،‬وأصششل البعششد‪ ،‬الخيانششة‪.‬‬
‫وأصل زوال النعمة‪ ،‬البطر‪ ،‬وأصل العفة‪ ،‬غشض البصشر )قشوله‪ :‬ولشو غيشر مشأكول( غايشة لعششدم‬
‫اشتراط اليجاب والقبول في الهدية‪ .‬ولفظ غير‪ ،‬منصوب بإسقاط الخافض‪ ،‬أي ولو كانت الهديششة‬
‫بغير مأكول‪ ،‬أي من كل ما ينقل‪ ،‬كالثياب‪ ،‬والعبيد‪ ،‬وأما غيششر المنقششول‪ ،‬كالعقششار‪ ،‬فل يقششع عليششه‬
‫اسم الهدية‪ ،‬كما يفيده قوله بعد‪ ،‬وهي ما نقله الخ‪ .‬قال في شششرح الششروض‪ ،‬واستششكل ذلشك بشأنهم‬
‫صرحوا في باب النذر بما يخالفه‪ ،‬حيث قالوا‪ ،‬لو قال ل علي أن أهدي هششذا الششبيت‪ ،‬أو الرض‪،‬‬
‫أو نحوهما‪ ،‬مما ل ينقل‪ ،‬صح‪ ،‬وباعه‪ ،‬ونقششل ثمنششه‪ .‬ويجششاب بششأن الهششدي‪ ،‬وإن كششان مششن الهديششة‪،‬‬
‫لكنهم تواسعوا فيه بتخصيصه بالهداء إلى فقراء الحرم‪ ،‬وبتعميمه في المنقول وغيره‪ ،‬ولهذا لششو‬
‫نذر الهدي‪ ،‬انصرف إلى الحرم‪ ،‬ولم يحمل على الهدية إلى فقير‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬وهششي( أي الهديششة‪،‬‬
‫وقوله ما نقله‪ :‬أي تمليك ما نقله المهدي‪ ،‬ومثله‪ :‬ما لششو بعثششه‪ .‬وقششد عششبر بشه بعضششهم )قششوله‪ :‬إلششى‬
‫مكان الموهوب له( المناسب المهدي إليه‪ ،‬كما هو ظاهر )قوله‪ :‬إكراما( أي لجششل الكششرام‪ ،‬قششال‬
‫السبكي‪ ،‬والظاهر أن الكرام ليس شرطا‪ ،‬والشرط‪ ،‬هو النقل‪ .‬قال الزركشي‪ ،‬وقد يقال احترزوا‬
‫به عن الرشوة )قوله‪ :‬بل يكفي الخ( إضراب انتقالي من قوله ول فششي الهديششة‪ ،‬أي ول يشششترطان‬
‫في الهدية بل يكفي فيها الخ‪ .‬وقوله البعث‪ .‬النسششب بمششا قبلششه النقششل بششدله‪) ،‬وقششوله‪ :‬مششن هششذا( أي‬
‫المهدي‪ ،‬فالبعث منه بمنزلة اليجاب منه‪) ،‬وقوله‪ :‬القبششض مششن ذاك( أي المهششدى إليششه‪ ،‬أي وهششو‬
‫بمنزلة القبول منه‪ .‬قال سم‪ :‬هل يشترط الوضع بين يششديه كمششا فششي الششبيع ؟ ثششم رأيششت فششي تجريششد‬
‫المزجد ما نصه‪ :‬في فتاوى البغوي يحصل ملك الهدية بوضششع المهششدي بيششن يششديه إذا أعلمششه بششه‪،‬‬
‫ولو أهدى إلشى صششبي ووضششعه بيششن يشديه أو أخشذه الصششبي ل يملكشه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهشو يفيششد ملشك البشالغ‬
‫بالوضششع بيششن يششديه‪ ،‬وقششد جعلششوا ذلششك قبضششا فششي الششبيع‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬وكلهششا مسششنونة( أي الهبششة‪،‬‬
‫والصدقة‪ ،‬والهدية‪) ،‬وقوله‪ :‬وأفضلها الصدقة( أي لنها في الغششالب تعطششى للمحتششاجين‪ .‬قششال فششي‬
‫الروض وشرحه‪ ،‬والكل مستحب‪ ،‬وإن كانت الصدقة أفضششل‪ ،‬وصششرفه إلششى الجيششران والقششارب‬
‫أفضل منه إلى غيرهششم‪ .‬ول يحتقششر المهششدي ول المهششدى إليششه القليششل‪ ،‬فيمتنششع الول مششن إهششدائه‪،‬‬
‫والثاني من قبوله‪ ،‬لخبر‪ :‬ل تحقرن جارة لجارتها‪ ،‬ولو فرسن شاة ويستحب أن يدعو كششل منهمششا‬
‫للخر بالبركة ونحوها‪ ،‬بأن يدعو المهدى إليه للمهدي‪ ،‬ثم يدعو له الخر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وأما كتاب‬
‫الرسالة الخ( الولى حذف أما‪ ،‬لعششدم تقششدم مششا يقابلهششا‪ ،‬وذكشر هشذه المسشألة فششي التحفشة بعشد كلم‬
‫يلئمها‪ ،‬ونصها مع الصل‪ ،‬ولو بعث هدية في ظرف‪ ،‬فإن لم تجر العادة برده‪ ،‬كقوصششرة تمششر‪،‬‬
‫أي وعائه‪ ،‬فهو هدية أيضا‪ ،‬كالذي في الظرف‪ ،‬تحكيما للعرف المطرد‪ ،‬وكتاب الرسالة الخ‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫بتصرف‪ .‬فلو صنع الشارح كصنيع شيخه‪ ،‬لكان أولى )قوله‪ :‬الذي لم تدل قرينة على عوده( قال‬
‫ع ش‪ :‬كأن كتب له فيه رد الجواب على ظهره )قوله‪ :‬فقد قال المتولي الخ( قال في النهايششة‪ ،‬هششو‬
‫أوجه من قول غيره )قوله‪ :‬وقال غيره( أي غير المتولي )قوله‪ :‬هو( أي الكتاب المرسششل )قششوله‪:‬‬
‫وللمكتوب إليه النتفاع به( أي بأن يتعلم على الخطر الذي فيه أو يحفظ ما فيه ليكتب نظيره إلششى‬
‫صاحبه‪ ،‬وانظر‪ ،‬هل يجوز أن يكتب في ظهره‬

‫] ‪[ 173‬‬

‫مسائل يتحفظها أم ل ؟ مقتضى إطلقه‪ ،‬جواز النتفششاع الول )قششوله‪ :‬وتصششح الهبشة الششخ(‬
‫دخول على المتن‪) ،‬وقوله‪ :‬باللفظ المذكور( أي وهو كوهبتك هذا في اليجاب‪ ،‬وكقبلت ورضيت‬
‫في القبول )قوله‪ :‬بل تعليششق( متعلششق بتصششح )قششوله‪ :‬فل تصششح مششع تعليششق( مفششرع علششى المفهششوم‬
‫)قوله‪ :‬ول مع تأقيت( زائد على المفهوم‪ ،‬فكان الولى أن يفرده عما قبلششه بششأن يقششول‪ :‬ول تصششح‬
‫مع تأقيت أيضا‪) .‬قوله‪ :‬بغير عمرى ورقبى( أي أما التأقيت بهما‪ ،‬فل يضششر‪ ،‬ول يخفششى أن لفششظ‬
‫العمرى والرقبى من ألفاظ الهبة‪ ،‬لكنه صيغة مخصوصة‪ ،‬فالعمري‪ :‬من العمر‪ ،‬لذكر لفظ العمششر‬
‫فيها‪ .‬والرقبى‪ ،‬من الرقوب‪ ،‬لن كل منهما يرقب موت صاحبه )قششوله‪ :‬فششإن أقششت الششواهب الهبششة‬
‫بعمر المتهب( أي أو أرقبه إياها‪ ،‬كقوله أرقبتك هذه الدار وجعلتها لك رقششبى‪ ،‬أي إن مششت قبلششي‪،‬‬
‫عادت إلي‪ ،‬وإن مت قبلششك‪ ،‬اسششتقرت لششك‪ ،‬فقبششل وقبششض‪ ،‬صششحت‪ ،‬وتكششون مؤبششدة )قششوله‪ :‬أو مششا‬
‫عشت( أي أو وهبت لك هذا ما عشت‪ ،‬بتاء المخاطب )قششوله‪ :‬صششحت( أي الهبششة )قششوله‪ :‬وإن لششم‬
‫يقل الخ( غاية في الصحة‪ ،‬أي صحت الهبة‪ ،‬وإن لم يقل الواهب بعد قوله وهبت لك هذا عمششرك‬
‫فإذا مت‪ ،‬بفتح التاء‪ ،‬فهي لورثتششك )قشوله‪ :‬وكشذا إن ششرط الشخ( أي وكششذا تصشح الهبششة إن شششرط‬
‫عودها إلى الواهب‪ ،‬بأن قال له أعمرتك هذه الدار‪ ،‬فإت مت‪ ،‬عادت إلشي أو إلشى ورثشتي )قشوله‪:‬‬
‫فل تعود إليششه الششخ( أي وإذا شششرط ذلششك‪ ،‬فل تعششود إلششى الششواهب ول إلششى وارثششه‪ ،‬فيلغششو الشششرط‬
‫المذكور‪ ،‬كما سيصرح به )قوله‪ :‬للخششبر الصشحيح( دليششل لكشون التششأقيت بهمشا ل يضشر‪ ،‬وهشو ل‬
‫تعمروا ول ترقبوا‪ ،‬فمن أعمر شيئا أو أرقبه‪ ،‬فهو لورثته أي ل تعمروا ول ترقبوا طمعا فششي أن‬
‫يعود إليكم‪ ،‬فششإن مصششيره الميششراث لورثششة المعمششر والمرقششب‪ ،‬بلفششظ اسششم المفعششول فيهمششا )قششوله‪:‬‬
‫وتصششح( أي الهبششة‪ ،‬يغنششي عنششه قششوله صششحت )قششوله‪ :‬ويلغششو الشششرط المششذكور( أي فششي العمششرى‬
‫والرقبى‪ ،‬والمراد المذكور ولو بحسب القششوة‪ ،‬ليشششمل مششا إذا لششم يصششرح بالشششرط فششإنه يفهششم مششن‬
‫اللفظ‪) .‬فائدة( ليس لنا موضع يصح فيه العقد ويلغو فيه الشرط الفاسد المنششافي لمقتضششاه‪ ،‬إل هششذا‬
‫)قوله‪ :‬فإذا أقت بعمر الواهب الخ( محترز قوله بعمر المتهششب‪ ،‬وكششان المناسششب أن يظهششر فاعششل‬
‫أقت‪ ،‬ويضمر المضاف إليه عمر‪ ،‬بأن يقول‪ ،‬فإذا أقت الواهب بعمره‪ ،‬أي عمر نفسششه )قششوله‪ :‬لششم‬
‫تصح( أي الهبة‪ ،‬وذلك لن فيهما تأقيت الملك‪ ،‬لن الواهب أو زيدا قد يموت أول‪ ،‬وإنمششا اغتفششر‬
‫الول‪ ،‬مع أن فيه تأقيت‪ ،‬لنه تصريح بالواقع‪ ،‬لن النسان ل يملششك إل مششدة حيششاته )قششوله‪ :‬ولششو‬
‫قال لغيره الخ( انظر‪ ،‬ما مناسبة ذكر هذه المسألة هنا ؟ فإن الكلم في الهبة‪ ،‬ل في الباحشة الشتي‬
‫تضمنتها هذه المسألة‪ ،‬إل أن يقال إنها صورة هبة‪ .‬وذكر في التحفة والنهاية والمغني في ضششمن‬
‫مستثنيات من مفهوم الشرط التي‪ ،‬وهو قششوله وشششرط الموهششوب كششونه عينششا يصششح بيعهششا‪ ،‬لكششن‬
‫صنيع الشارح أولى من صنيعه‪ ،‬إذ ل وجه للسششتثناء‪ ،‬كمششا نششص عليششه سششم‪ ،‬وع ش )قششوله‪ :‬فلششه‬
‫الكل فقط( قال سم‪ :‬ما قدره‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال ع ش‪ :‬أقول ينبغي أن يأكل قدر كفايته‪ ،‬وإن جاوز العششادة‪،‬‬
‫حيث علم المالك بحاله‪ ،‬وإل امتنع أكل ما زاد على ما يعتاده مثلششه غالبششا لمثلششه‪ ،‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬لنششه‬
‫إباحة( تعليل لصل حل الكششل‪ ،‬ل لمتنششاع غيششره‪ .‬ا‍ه‪ .‬رشششيدي‪ .‬وقششوله وهششي‪ ،‬أي الباحششة دون‬
‫الهبة‪ ،‬وقوله تصح بمجهول‪ ،‬أي كما في هذه المسششألة )قششوله‪ :‬بخلف الخششذ والعطششاء( محششترز‬
‫قوله فقط‪ ،‬أي له الكل‪ ،‬ل الخذ‪ ،‬والعطاء‪ ،‬لن الول‪ ،‬إباحة دونهما )قوله‪ :‬صحت( أي الهبة‪.‬‬
‫وقوله إن كان المال‪ :‬أي كله في الصورة الولى‪ ،‬وقوله أو نصفه‪ ،‬أي في الصورة الثانية‪ ،‬وقوله‬
‫معلوما لهما‪،‬‬

‫] ‪[ 174‬‬

‫أي الواهب والمتهب )قوله‪ :‬وإل فل( أي وإن لم يكن معلوما لهمششا فل تصششح‪ ،‬لن هششذا ل‬
‫يصح بيعه‪ ،‬وما ل يصح بيعه‪ ،‬ل تصح هبته )قوله‪ :‬من العنب( بيان لما الولششى والثانيششة )قششوله‪:‬‬
‫فله أكله( أي ما في الدار أو الكرم )قوله‪ :‬دون بيعه وحمله وإطعامه لغيره( أي لنه إباحة‪ ،‬وهي‬
‫خاصة بما يأكله هو )قوله‪ :‬على الموجود( أي على أكل العنب الموجود‪) ،‬وقوله‪ :‬أي عندها( أي‬
‫الباحة )قوله‪ :‬في الدار أو الكرم( متعلق بالموجود )قوله‪ :‬ولو قال أبحت لك جميع ما في داري(‬
‫أي من عنب وغيره )قوله‪ :‬أكل واستعمال( منصوبان على التمييششز المحششول عششن المضششاف‪ ،‬أي‬
‫أبحت لك أكل جميع ما في داري واستعماله )قوله‪ :‬ولششم يعلششم المبيششح الجميششع( أي جميششع مششا فششي‬
‫الدار )قوله‪ :‬لم تحصل الباحة( أي فيمتنع عليه أخذ شئ مما لششم يعلمشه المبيششح‪ .‬قشال فشي التحفشة‪:‬‬
‫وهذا ل ينافي ما مر من صحة الباحة بالمجهول‪ ،‬لن هذا مجهول مششن كششل وجششه‪ ،‬بخلف ذاك‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬وكتب سم ما نصه‪ :‬في كونه كذلك وكون ما مر ليس كذلك نظر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وجششزم بعضششهم‬
‫أن الباحة ل ترتد بالرد( يعني أن المباح له لو رد المباح للمبيح‪ :‬ل يرتد‪ ،‬فلششه العششود بعششد الششرد‪.‬‬
‫)واعلم( أن التبرع خمسة أنشواع‪ :‬وصششية‪ ،‬وعتششق‪ ،‬وهبششة‪ ،‬ووقشف‪ ،‬وإباحشة‪ ،‬وهششي كإباحشة الششاة‬
‫لشرب لبنها‪ ،‬والطعام للفقراء‪ ،‬وهي ل يتصرف فيها المباح له تصرف الملك‪ ،‬بل يقتصششر فيهششا‬
‫على ما يأكله أو يشربه‪ ،‬ول يجوز له أن يتصدق أو يبيع منششه‪) .‬قششوله‪ :‬وشششرط الموهششوب‪ ،‬كششونه‬
‫عينا( هذا يفيشد أن الموهشوب ل بشد أن يكشون عينشا‪ ،‬وقششد تقشدم فشي كلمشه جشواز هبشة الشدين فششي‬
‫التعريف السابق أول الباب‪ ،‬وسيأتي التصريح في كلمه‪ ،‬بأن هبة الشدين للمشدين إبشراء لشه عنشه‪،‬‬
‫ولغيره هبة صحيحة‪ ،‬وقوله يصح بيعها‪ ،‬هذا يغنششي عنششه قششوله فششي التعريششف السششابق أول البششاب‬
‫يصح بيعها‪ ،‬فكان الولى والخصر‪ ،‬أن يقول‪ ،‬كعادته‪ ،‬واحترز بقوله يصح بيعها عمششا ل يصششح‬
‫بيعه كالمجهول‪ .‬وقد علمت ما استثني من منطوق ما ذكر ومفهومه‪ ،‬فل تغفششل )قششوله‪ :‬فل تصششح‬
‫هبة المجهول( أي كوهبتششك أحششد العبششدين أو الثششوبين‪ ،‬وقششوله كششبيعه‪ ،‬أي كعششدم صششحة بيعششه‪ ،‬أي‬
‫المجهول )قوله‪ :‬قد مر آنفا بيانه( أي بيان عدم صحة هبة المجهول في قوله‪ :‬ولو قال وهبت لششك‬
‫جميع مالي الخ‪ ،‬ومحل البيان قوله وإل فل )قوله‪ :‬بخلف هديته وصششدقته( أي المجهششول )قششوله‪:‬‬
‫وتصح هبة المشاع( أي كدار أو أرض مشتركة بين اثنين‪ ،‬وقوله كبيعه‪ ،‬أي كصحة بيع المشششاع‬
‫)قوله‪ :‬ولو قبل القسمة( أي ولو حصلت الهبة قبل قسمة الدار‪ ،‬وهو يفيد أنه بعدها يكون مشششاعا‪.‬‬
‫وفيه نظر‪ .‬وعبارة الروض وشرحه‪ ،‬وتجوز هبششة مشششاع‪ ،‬وإن كششان ل ينقسششم‪ ،‬كعبششد‪ ،‬ا‍ه‪ .‬وهششي‬
‫ظاهرة )قوله‪ :‬سواء الخ( تعميم في صحة الهبة‪ ،‬أي تصح مطلقا‪ ،‬سواء وهبششه الشششريك لشششريكه‪،‬‬
‫أم لغيره )قوله‪ :‬وجلد نجس( أي وكجلد نجس‪ ،‬فتصح هبته دون بيعه‪ ،‬وقوله على تناقض فيه في‬
‫الروضة‪ ،‬أي مع وجود تناقض في كلم الروضة في صحة هبة الجلششد النجششس‪ ،‬أي اختلششف كلم‬
‫الروضة فيها‪ ،‬ففي باب الواني‪ ،‬قال بالصحة‪ ،‬وفي باب الهبة‪ ،‬قال بعدمها‪ ،‬وجمع بينهما بحمششل‬
‫الصحة على نقل اليد وعشدمها علشى الملشك الحقيقشي )قشوله‪ :‬وكشذا دهشن متنجشس( أي مثشل الجلشد‬
‫النجس في صحة هبتشه دون بيعشه‪ ،‬الشدهن المتنجشس )قشوله‪ :‬وتلشزم الشخ( ظشاهره أن الهبشة تملشك‬
‫بالعقد‪ ،‬ول تلزم إل بالقبض‪ ،‬وليششس كششذلك‪ ،‬بششل ل تملششك ول تلششزم إل بششالقبض‪ ،‬وفششي البجيرمششي‬
‫عبارة سششم‪ ،‬ول تلششزم الهبششة الشششاملة للهديششة والصششدقة‪ ،‬ول يحصششل الملششك فيهششا إل بششالقبض مششن‬
‫الواهب أو نائبه أو بإذنه فيه‪ ،‬فتلششزم‪ ،‬ويحصششل الملششك الششخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬ولششذلك فسششر فششي القنششاع اللششزوم‬
‫بالملك حيث قال‪ :‬ول تلزم‪ ،‬أي ل تملك‪ ،‬ا‍ه‪ .‬والكلم في الهبة الصحيحة غير الضمنية‪ ،‬وغير‬

‫] ‪[ 175‬‬

‫ذات الثواب‪ ،‬فخرج بالصحيحية‪ ،‬الفاسدة‪ ،‬فل تملك أصل‪ ،‬ولو بالقبض‪ .‬وبغيششر الضششمنية‬
‫الهبة الضمنية‪ ،‬كما لو قال أعتق عبدك عني مجانا‪ ،‬فأعتقه عنه‪ ،‬فإنه يسقط القبض فيهششا‪ ،‬وبغيششر‬
‫ذات الثواب‪ ،‬الهبة ذات الثواب‪ ،‬فإنها تملك وتلزم بالعقد بعد انقضاء الخيار‪ ،‬لنها بيششع‪) .‬وقششوله‪:‬‬
‫بأنواعها الثلثة( أي الصششادقة بأنواعهششا‪ ،‬وهششي الصششدقة‪ ،‬والهديششة‪ ،‬والهبششة ذات الركششان )قششوله‪:‬‬
‫بقبض( أي كقبض المبيع فيما مر بتفصيله‪ .‬نعم‪ ،‬ل يكفي هنا التخلية‪ ،‬ول الوضع بيششن يششديه‪ ،‬ول‬
‫التلف‪ ،‬لنه غير مستحق للقبض‪ ،‬قال في الروض وشرحه‪) .‬فرع( ليششس التلف مششن المتهششب‬
‫للموهوب قبضا‪ ،‬بخلف المشششتري إذا أتلششف المششبيع‪ ،‬إل أن يششأذن لششه فششي الكششل أو العتششق عنششه‪،‬‬
‫فيكون قبضششا‪ ،‬وتقششدر أنششه ملكششه قبششل الزدراد والعتششق‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحششدف )قششوله‪ :‬فل تلششزم بالعقششد‪ ،‬بششل‬
‫بالقبض( تصريح بما صرح به أول )قوله‪ :‬على الجديد( لم يقيد به في المنهاج )قوله‪ :‬لخبر الششخ(‬
‫دليل على أنها إنما تلزم بالقبض‪ ،‬ومحل الستدلل‪ ،‬قوله فقسمه الششخ‪ ،‬أي فششرده )ص(‪ ،‬ثششم قسششمه‬
‫بين نسائه‪ ،‬لكون النجاشي مات قبل القبض‪ ،‬فيعلم منه أنها ل تلزم قبل القبض‪ ،‬إذ لششو لزمششت لمششا‬
‫ردها )ص( )قوله‪ :‬أهدى للنجاشي( بفتح النون‪ ،‬ونقل كسرها‪ ،‬وآخششره يششاء سششاكنة‪ ،‬وهششو الكششثر‬
‫رواية‪ ،‬ونقل ابن الثير تشديدها‪ ،‬ومنهم من جعله غلطا وهو لقب لكل من ملششك الحبشششة‪ ،‬واسششمه‬
‫أصحمة‪ ،‬ومعناه بالعربية‪ .‬عطية‪ ،‬وهو الشذي هشاجر إليشه المسشلمون فشي رجششب سششنة خمششس مشن‬
‫النبوة‪ ،‬فآمن وأسلم بكتاب النبي )ص(‪ ،‬وتوفي سنة تسششع مششن الهجششرة‪ ،‬ونعششاه‪ ،‬أي أخششبر بمششوته‪،‬‬
‫وذكر محاسنه‪ ،‬النبي )ص(‪ ،‬وصورة الكتاب‪ .‬بسششم الش الرحمششن الرحيششم مششن محمششد رسششول الش‬
‫)ص( إلى النجاشي ملك الحبشة‪ .‬أمشا بعشد‪ :‬فشإني أحمشد الش الشذي ل إلشه إل هشو‪ ،‬الملشك القشدوس‬
‫السلم‪ .‬وأشهد أن عيسى ابن مريم روح ال‪ ،‬وكلمتششه ألقاهششا إلششى مريششم البتششول الطيبششة الحصششينة‬
‫فحملت بعيسى فخلقه من روحه ونفخه‪ ،‬كما خلق آدم بيده‪ ،‬وإني أدعوك إلى ال وحده‪ ،‬ل شريك‬
‫له‪ ،‬والموالة على طاعته‪ ،‬وأن تتبعني وترضى بالذي جاءني‪ ،‬فششإني رسششول الشش‪ ،‬وإنششي أدعششوك‬
‫وجندك إلى ال تعالى‪ ،‬وقد بلغت ونصحت‪ ،‬فاقبلوا نصيحتي‪ ،‬قد بعثت إليكششم ابششن عمششي جعفششرا‪،‬‬
‫ومعه نفششر مششن المسششلمين‪ ،‬والسششلم علششى مششن اتبششع الهششدى‪ .‬وبعششث الكتششاب مششع عمششرو بششن أميششة‬
‫الضمري‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمششي )قششوله‪ :‬فمششات( أي النجاشششي‪) .‬وقششوله‪ :‬قبششل أن يصششل( أي المهششدي إلششى‬
‫النجاشي‪ .‬وفي بعض النسخ‪ ،‬تصل ‪ -‬بالتاء ‪ -‬والملئم بقوله بعد فقسمه الول‪ .‬وفششي المغنششي بششدل‬
‫قوله فمات الخ‪ ،‬ثم قال لم سلمة إني لرى النجاشي قد مات‪ ،‬ول أرى الهديششة الششتي أهششديت إليششه‬
‫إل سترد‪ ،‬فإذا ردت إلي‪ ،‬فهي لك‪ ،‬فكان كذلك‪ ،‬أي موت النجاشي‪ ،‬ورد الهدية‪ ،‬لكششن لمششا ردت‪،‬‬
‫قسمها )ص( بين نسائه‪ ،‬ولم يخص بهششا أم سششلمة‪) ،‬وقششوله‪ :‬بيششن نسششائه( أي النششبي )ص( )قششوله‪:‬‬
‫ويقاس بالهدية( أي في الخبر‪) ،‬وقوله‪ :‬الباقي( هو الهبة والصدقة )قوله‪ :‬وإنما يعتد بششالقبض( أي‬
‫في لزوم الهبة )قشوله‪ :‬إن كشان( أي القبشض‪) .‬وقشوله‪ :‬بإقبشاض الشواهب( أي الموهشوب للمتهششب‪،‬‬
‫فالضافة من إضافة المصدر لفاعله وحذف معمشوله )قشوله‪ :‬أو بشإذنه( أي الشواهب‪ ،‬أي أو كشان‬
‫القبض حصل بششإذن الششواهب )قششوله‪ :‬أو إذن وكيلششه( أي وكيششل الششواهب‪ .‬وقششوله فيششه‪ ،‬أي القبششض‬
‫)قوله‪ :‬يحتاج إلى إذنه( أي الششواهب فيششه‪ ،‬أي القبششض‪ .‬وكششان الولششى الخصششر‪ ،‬القتصششار علششى‬
‫الغاية بعده‪ ،‬وحذف هذا‪ ،‬وذلك لن قوله وإنما يعتد بالقبض المسلط على قوله أو بإذنه الخ‪ ،‬يغني‬
‫عنه‪ .‬ول بد من أن يكون الذن بعد تمام الصيغة‪ ،‬فلو قال‪ :‬وهبتك هششذا‪ ،‬وأذنششت لششك فششي قبضششه‪،‬‬
‫فقال‪ :‬قبلت‪ .‬لم يكف )قوله‪ :‬ول يكفششي هنششا( أي فششي الهبششة )قششوله‪ :‬الوضششع( أي وضششع الموهششوب‬
‫)قوله‪ :‬بل إذن فيه( أي في القبض )قوله‪ :‬لن قبضه( أي المتهششب‪ ،‬أو الموهششوب‪ ،‬فالضششافة مششن‬
‫إضافة المصدر لفاعله أو مفعوله‪) ،‬وقوله‪ :‬غير مستحق له( بصيغة‬

‫] ‪[ 176‬‬

‫اسم المفعول‪ ،‬وضمير لشه يعشود علشى المتهشب‪ .‬وإنمشا لشم يكشن مسشتحقا لشه‪ ،‬لن الملشك ل‬
‫يحصل إل بالقبض‪) ،‬وقوله‪ :‬فاعتبر تحققه( أي القبض‪ ،‬ول يكون إل بالذن )قششوله‪ :‬بخلفششه فششي‬
‫المبيع( محترز قوله هنا‪ ،‬أي بخلف الوضع المذكور في المبيع‪ ،‬فإنه كاف‪ ،‬لن قبضششه مسششتحق‬
‫له‪ .‬وعبارة شرح الششروض‪ :‬لنششه غيششر مسششتحق القبششض‪ ،‬فششاعتبر تحققششه‪ ،‬بخلف المششبيع‪ ،‬فجعششل‬
‫التمكين منه قبضا )قوله‪ :‬فلو مات أحششدهما( أي الشواهب‪ ،‬أو المتهششب‪) ،‬وقشوله‪ :‬قبششل القبششض( أي‬
‫بإقبششاض أو إذن فيششه )قششوله‪ :‬قششام مقششامه( أي الميششت‪ ،‬ول ينفسششخ العقششد‪ ،‬لنششه آيششل إلششى اللششزوم‪،‬‬
‫وكششالموت‪ :‬الجنششون‪ ،‬والغمششاء ا‍ه‪ .‬ش ق )قششوله‪ :‬فششي القبششض( أي إن كششان الميششت هششو المتهششب‪،‬‬
‫)وقوله‪ :‬والقباض( أي إن كان هو الواهب )قوله‪ :‬ولو قبضه( أي بالذن بششدليل مششا بعششده )قششوله‪:‬‬
‫فقال الخ( أي فاختلف الواهب والمتهب في الرجششوع عششن الذن قبششل القبششض فقششال الششخ‪) .‬وقششوله‪:‬‬
‫قبله( أي قبل القبض‪ ،‬فيكون غير صحيح‪ ،‬فل تلزم الهبة )قوله‪ :‬وقششال المتهششب بعششد( أي رجعششت‬
‫بعد القبض‪ ،‬فهو صحيح والهبة لزمة )قوله‪ :‬صدق الواهب( جواب لو )قوله‪ :‬لكن ميششل شششيخنا(‬
‫أي في شرح المنهاج‪ ،‬وعبارته‪ ،‬ولو قبضه فقال الواهب رجعت عششن الذن قبلششه‪ ،‬وقششال المتهششب‬
‫بعده‪ ،‬صدق الواهب‪ ،‬على ما استظهره الذرعششي مشن تششردد لششه فششي ذلششك‪ ،‬ول احتمششال بتصششديق‬
‫المتهب‪ ،‬لن الصل عدم الرجوع قبله‪ ،‬وهو قريب‪ ،‬ثم رأيت أن هذا هو المنقول‪ ،‬كما ذكرته في‬
‫شرح الرشششاد‪ ،‬ا‍ه )قششوله‪ :‬لن الصششل عششدم الرجششوع( قششال ع ش‪ :‬ظششاهره إن اتفقششا علششى وقششت‬
‫الرجوع واختلفا في وقت القبض‪ ،‬ولو قيل بمجئ تفسير الرجعة فيه‪ ،‬لم يبعد‪ ،‬فيقال إن اتفقا علشى‬
‫وقت القبض‪ ،‬واختلفا في وقت الرجوع‪ ،‬صدق المتهب‪ .‬وفي عكسه‪ ،‬يصدق الواهب وفيما إذا لم‬
‫يتفقا على شئ‪ ،‬يصدق السابق بالدعوى‪ ،‬وإن ادعيا معا‪ ،‬صدق المتهب‪ .‬ا‍ه )قششوله‪ :‬وهششو قريششب(‬
‫صنيعه يفيد أنه من كلمه‪ ،‬وليس كذلك‪ ،‬بل هشو مششن كلم شششيخه‪ ،‬كمششا يعلششم مششن عبششارته المشارة‬
‫)قوله‪ :‬ويكفي( أي في لزوم الهبة القرار بالقبض‪ ،‬بخلف القرار بالهبة فقششط )قششوله‪ :‬كششأن قيششل‬
‫له( أي للواهب‪) ،‬وقوله‪ :‬وهبت كذا( بتاء المخاطب‪) ،‬وقششوله مششن فلن( أي عليششه‪ ،‬فمششن‪ :‬بمعنششى‬
‫على )قوله‪ :‬فقال( أي الواهب‪) ،‬وقوله‪ :‬نعم( أي وهبته‪ ،‬وأقبضته )قوله‪ :‬وأما القرار أو الشششهادة‬
‫الخ( قال في الروض وشرحه‪ :‬وليس القرار بالهبة ولششو مششع الملششك إقششرارا بششالقبض للموهششوب‪،‬‬
‫لجواز أن يعتقد لزومها بالعقد‪ ،‬والقرار يحمششل علششى اليقيشن‪ .‬ا‍ه )قششوله‪ :‬فل يسششتلزم القبششض( أي‬
‫ويترتب عليه عدم لزوم الهبة به )قوله‪ :‬نعم يكفي عنه الخ( ل محل للستدراك هنا‪ ،‬فكان الولى‬
‫أن يقول‪ ،‬ويكفي عنه الخ‪ .‬والمشراد أنشه يقشوم مقشام إقشراره بشالقبض فيمشا إذا قيشل لشه وهبشت هشذا‬
‫وأقبضته قد ملكها ملكا لزما‪ ،‬فقوله المذكور‪ ،‬بدل قوله نعم وهبته وأقبضته‪ .‬قال ع ش‪ :‬وينبغششي‬
‫أن يأتي مثله فيما لو قال لشاهد أشهد أنه ملكه ملكا لزما فيغني ذلك عن قوله وهبه وأقبضه‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وليس للحاكم سؤال الشاهد عنه( قال ع ش‪ :‬أي عن القبض‪ .‬ا‍ه‪ .‬والمراد أنه إذا شهد عنششد‬
‫الحاكم بمجرد الهبة‪ ،‬فليس للحاكم أن يسأل الشاهد ويقول له تشششهد أنششه أقبضششه‪ ،‬وذلششك لئل يتنبششه‬
‫الشاهد لذلك‪ ،‬فيشهد به‪ ،‬بل يحكم بعد لزوم الهبة‪ ،‬لما علم أن القرار أو الشهادة بمجرد الهبة‪ ،‬ل‬
‫يستلزم القبض )قششوله‪ :‬ولصششل الششخ( أي لخششبر ل محششل لرجششل أن يعطششي عطيششة‪ ،‬أو يهششب هبششة‬
‫فيرجع فيها‪ ،‬إل الوالد فيما يعطي ولده واختص بذلك‪ ،‬لنتفاء التهمششة فيششه‪ ،‬إذ مششا طبششع عليششه مششن‬
‫إيثاره لولده على نفسه‪ ،‬يقضي بأنه إنما رجع لحاجة‪ ،‬أو مصلحة )قوله‪ :‬ذكر أو أنثى الخ( تعميششم‬
‫فششي الصششل‪ ،‬وهششو بششدل منششه‪) ،‬وقششوله‪ :‬مششن جهششة الب أو الم( الجششار والمجششرور خششبر لمبتششدأ‬
‫محذوف‪ ،‬أو متعلق بمحذوف صفة لكل من ذكر ومشن أنشثى‪ .‬ول يصشح أن يكشون صشفة لصشل‪،‬‬
‫لن البدل ل يتقدم عليها إذا اجتمعا‪) .‬وقوله‪ :‬وإن عل( أي‬

‫] ‪[ 177‬‬

‫كل منهما‪ ،‬فالضمير المسشتتر يعششود إلشى المششذكور‪ ،‬ويصشح أن يعشود إلششى الصشل )قشوله‪:‬‬
‫رجوع الخ( أي بشروط ثلثة‪ :‬أن يكون الفرع حرا‪ ،‬وأن يبقى الموهوب في سلطنته‪ ،‬وأن يكششون‬
‫عينا ل دينا وقد أشار إلى الخير بقوله ل فيما أبرأ‪ ،‬وصرح بالثاني بقوله إن بقي الخ‪ ،‬وقششال فشي‬
‫النهاية‪ :‬ول يتعين الفور‪ ،‬أي في الرجوع‪ ،‬بل له ذلك متى شاء‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ل فيما أبششرأ( أي ليششس‬
‫له رجوع فيما أبرأ به ولده‪ ،‬كأن كان له على ولده دين فأبرأه منه‪ ،‬فيمتنع الرجوع جزمششا‪ ،‬سششواء‬
‫قلنا إنه تمليك‪ ،‬أم إسقاط‪ ،‬إذ ل بقاء للدين‪ ،‬فأشبه مشا لشو وهبشه ششيئا فتلشف )قشوله‪ :‬لفشرع( متعلشق‬
‫بوهب وما بعده‪ ،‬ويكون متعلق رجوع محذوفا‪ ،‬أي عليه )قوله‪ :‬وإن سششفل( أي الفششرع كششابن ابشن‬
‫ابنه )قوله‪ :‬إن بقي الموهوب( أي أو المتصدق به أو المهدى به )قوله‪ :‬فششي سششلطنته( أي الفششرع‪.‬‬
‫قال البجيرمي‪ :‬هي عبارة عن جواز التصرف‪ ،‬وليس المراد بها الملك‪ ،‬بدليل شمول زوالهششا لمشا‬
‫لو جنى الموهوب أو أفلس المتهب وحجر عليه‪ ،‬أو رهن الموهوب وأقبضششه‪ ،‬فششإن هششذه ل تزيششل‬
‫الملك‪ ،‬لكنها تزيل جواز التصرف‪ ،‬وعبارة م ر على التحرير‪) ،‬قوله‪ :‬في سلطنته( أي استيلئه‪،‬‬
‫وهي أولى من التعبير ببقاء الملك‪ ،‬لشمولها ما لو كانت العطية عصيرا فتخمر‪ ،‬ثم تخلل‪ ،‬فإن لششه‬
‫الرجوع‪ ،‬لبقاء السلطنة‪ ،‬وإن لم يبق الملك‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬بل استهلك( أي بأن تبقششى عينشه‪ .‬وسشيأتي‬
‫محترزه )قوله‪ :‬وإن غرس الرض الخ( غاية في جششواز رجششوع الصششل‪ ،‬أي لششه الرجششوع‪ ،‬وإن‬
‫غرس‪ ،‬أي الفرع‪ ،‬الرض الموهوبة‪ ،‬أو بنى فيها الششخ‪) .‬وقششوله‪ :‬أو تخلششل عصششير موهششوب( أي‬
‫بعد تخمره‪ ،‬وعبارة الرشاد وشرحه‪ ،‬وإن تخمر‪ ،‬ثم تخلل عصير موهششوب‪ ،‬لن المالششك الثششابت‬
‫في الخل‪ :‬سببه ملك العصير‪ ،‬فكأنه الملششك الول بعينششه )قششوله‪ :‬أو آجششره( عبششارة المنهششاج‪ :‬وكششذا‬
‫الجششارة علششى المششذهب‪ ،‬قششال م ر‪ :‬لبقششاء العيششن بحالهششا‪ ،‬ومششورد الجششارة المنفعششة‪ ،‬فيسششتوفيها‬
‫المستأجر‪ ،‬ومقابل المذهب‪ :‬قول المام إن لم يصح بيع المؤجر‪ ،‬ففي الرجوع تششردد‪ .،‬ا‍ه )قششوله‪:‬‬
‫أو علق عتقه( أي العبد الموهوب )قوله‪ :‬أو رهنشه( أي رهشن الفشرع الموهشوب عنشد غيشره بشدين‬
‫أخذه منه‪) ،‬وقوله‪ :‬أو وهبه( أي لخر )قوله‪ :‬بل قبض فيهما( أي فششي الرهششن والهبششة‪ ،‬بخلفهمششا‬
‫بعده‪ ،‬فليس له الرجوع‪ ،‬كما سيصرح به )قوله‪ :‬لبقائه( أي المذكور من الرض التي غرسششها أو‬
‫بنى فيها‪ ،‬ومن العصير الذي تخلل الخ هو تعليل لجواز الرجوع فششي الجميششع )قششوله‪ :‬فل رجششوع‬
‫الخ( مفرع على مفهوم قوله إن بقي الموهوب في سلطنته )قوله‪ :‬إن زال ملكششه( النسششب بسششابقه‬
‫إن زالت سلطنته )قوله‪ :‬وإن كششانت الهبشة مششن البششن( أي الموهششوب لشه لبنششه‪ ،‬وهششو غايششة لعششدم‬
‫الرجوع‪ ،‬أي ل يرجع الصل على فرعه بعد أن وهشب الفشرع وأقبششض‪ ،‬وإن كشان الموهشوب لشه‬
‫فرعا أيضا للصل بأن وهب البن لبن أخيه من أبيه لزالة الملك عن فرعه الذي وهب له ذلك‬
‫الصل )قوله‪ :‬أو لخيه لبيه( أي أو الشقيق‪ ،‬وقيد بالب‪ ،‬لخراج الخ للم‪ ،‬فإنه ل يتششوهم فيششه‬
‫الرجوع‪ ،‬لنه أجنبي بالنسبة لذلك الصل )قوله‪ :‬أو ببيع( معطوف علي بهبة‪ ،‬أي ول رجوع إن‬
‫زال ملكه ببيع )قوله‪ :‬ولو من الواهب( أي ولو كان البيع مششن الششواهب نفسششه الششذي هششو الصششل‪،‬‬
‫فإنه ل رجوع له‪ ،‬وعبارة شرح الروض‪ :‬وقضية كلمهم امتناع الرجوع بالبيع‪ ،‬وإن كششان الششبيع‬
‫من أبيه الواهب‪ ،‬وهو ظاهر‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي التحفة‪ ،‬يمتنع الرجوع‪ ،‬وإن كان الخيار باقيششا للولششد‪ ،‬كمششا‬
‫اقتضاه إطلقهم‪ ،‬لكن بحث الذرعي جوازه إن كان البيع مششن أبيششه الششواهب وخيششاره بششاق‪ ،‬وهششو‬
‫ظششاهر‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقششوله‪ :‬علششى الوجششه( هكششذا فششي فتششح الجششواد‪ ،‬وانظششر مقششابله‪ ،‬فششإن كششان مششا بحثششه‬
‫الذرعي‪ ،‬فقد استظهره في التحفة‪ ،‬وفششي النهايششة أيضششا‪ .‬وإن كششان الجششواز مطلقششا‪ ،‬ولششو لششم يكششن‬
‫الخيار باقيا‪ ،‬فهو ظاهر‪ ،‬لكن لم أقف عليه في الكتب التي بأيدينا )قوله‪ :‬أو بوقف( معطوف على‬
‫بهبة أيضا‪ ،‬أي ول رجوع أيضا إذا زال الملك عن الفرع بوقفه الموهششوب‪ .‬قششال فششي التحفششة‪ :‬أي‬
‫مع القبول من الموقوف عليه إن شرطناه‪ ،‬فيما يظهر‪ ،‬لنه قبله لم يوجد عقد يفضي إلى خروجه‬
‫عن ملكه‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ويمتنع الرجوع الخ( لو حذفه وجعلششت الغايششة لقششوله فل رجششوع لكششان أولششى‬
‫)قوله‪ :‬وإن عاد‬

‫] ‪[ 178‬‬

‫إليه( غاية في امتناع الرجششوع بششزوال الملششك‪ ،‬وهششي للششرد‪ ،‬أي يمتنششع الرجششوع‪ ،‬وإن عششاد‬
‫الموهوب إلى الفرع بعد زوال الملك عنه‪ ،‬فيكون الزوال الزائل العشائد هنشا كالشذي لشم يعشد‪ ،‬وقشد‬
‫نظم ذلك بعضهم بقوله‪ :‬وعائد كزائل لم يعد في فلس مع هبة للولد في فششي الششبيع والقششرض وفششي‬
‫الصداق بعكس ذاك الحكم باتفاق )قوله‪ :‬ولو بإقالشة( أي ولشو كشان العشود بسشبب إقشالته للمششتري‬
‫البيع‪ ،‬أو بسبب رد المبيع عليه بعيب )قوله‪ :‬لن الملك الخ( تعليل لمتنششاع الرجششوع بعششد العششود‪،‬‬
‫أي وإنما امتنع الرجوع بعششد العششود‪ ،‬لن الملششك‪ ،‬أي الن غيششر مسششتفاد مششن الصششل حششتى يزيلششه‬
‫بالرجوع فيه‪) ،‬وقوله‪ :‬حينئذ( أي حين إذ زال الملك وعشاد )قشوله‪ :‬ثششم رجششع( أي الفشرع الشواهب‬
‫)وقوله‪ :‬فيه( أي الموهوب )قوله‪ :‬ففي رجوع الخ( جواب لشو‪) ،‬وقشوله‪ :‬الب( لشو عشبر بالصشل‬
‫لكان أولى )قوله‪ :‬والوجه منهما( أي من الوجهين )وقوله‪ :‬عدم الرجوع( قال في التحفششة‪ :‬سششواء‬
‫قلنا إن الرجوع‪ ،‬أي من الفرع‪ ،‬إبطال للهبة أم ل‪ ،‬لن القائل بالبطششال لششم يششرد بششه حقيقتششه‪ ،‬وإل‬
‫لرجع في الزيششادة المنفصششلة‪ .‬ا‍ه )قششوله‪ :‬لششزوال ملكششه ثششم عششوده( أي وهششو بمنزلششة العششدم )قششوله‪:‬‬
‫ويمتنع( أي الرجوع‪ ،‬وقوله أيضا‪ :‬أي كما يمتنع فيما إذا زال ملكه عنه )قوله‪ :‬إن تعلق بششه( أي‪:‬‬
‫بالموهوب )قوله‪ :‬كأن رهنه لغير أصل( فإن كان لشه‪ :‬فلشه الرجشوع‪ ،‬قشال الزركشششي‪ :‬لن المشانع‬
‫منه‪ ،‬أي الرجوع‪ ،‬في صورة الجنبي‪ ،‬وهو إبطال حقششه‪ ،‬منتششف هنششا‪ .‬ولهششذا صششححوا بيعششه مششن‬
‫المرتهن دون غيره‪ .‬ا‍ه‪ .‬شرح الروض )قوله‪ :‬وأقبضششه( قيششد أول‪ ،‬خششرج بششه مششا إذا لششم يقبضششه‪،‬‬
‫فللصل الرجوع فيه‪ ،‬ما مر‪ ،‬لبقاء سلطنة الوالد عليه )قوله‪ :‬ولم ينفك( أي المرهششون‪ ،‬وهششو قيششد‬
‫ثان‪ ،‬خرج به‪ ،‬ما إذا انفك‪ ،‬فلشه الرجشوع )قشوله‪ :‬وكشذا إن اسشتهلك( أي وكشذا يمتنشع الرجشوع إن‬
‫استهلك الموهوب‪ ،‬بأن لم تبق عينه‪ ،‬وهو محترز قوله بل استهلك )قششوله‪ :‬كششأن تفششرخ الششبيض(‬
‫أي صششار الششبيض الموهششوب فراخششا )قششوله‪ :‬أو نبششت الحششب( أي بششأن زرعششه ونبششت )قششوله‪ :‬لن‬
‫الموهوب صار مستهلكا( علة لمقدر‪ :‬أي فيمتنع الرجوع في البيض الذي تفرخ‪ ،‬وفي الحب الذي‬
‫نبت‪ ،‬لن الموهوب صار مستهلكا‪ .‬قال في النهاية‪ :‬ويفرق بينه وبين نظيششره فششي الغصششب حيششث‬
‫يرجع المالك فيششه‪ ،‬وإن تفششرخ ونبششت‪ ،‬بششأن اسششتهلك الموهششوب يسششقط بششه حششق الششواهب بالكليششة‪،‬‬
‫واستهلك المغصوب ونحوه ل يسقط به حق مالكه‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ويحصل الرجششوع بنحششو رجعششت(‬
‫أفاد به أنه ل بد من لفظ يدل علشى الرجشوع )قشوله‪ :‬كنقضشتها الشخ( تمثيشل لنحشو رجعشت‪ ،‬ومثلشه‬
‫ارتجعت الموهوب واسترددته )قوله‪ :‬وكذا بكناية( أي وكذا يحصل الرجوع بكناية‪) .‬وقششوله‪ :‬مششع‬
‫النية( أي نية الرجوع )قوله‪ :‬ل بنحو بيع( أي ل يحصل الرجوع بنحو بيع‪ ،‬أي مششن الصششل مششع‬
‫كونه في يد الفرع‪ ،‬لن ما هو في ملك الغير ل ينتقل عنه بتصرف غيره فيه‪ ،‬وهششذه التصششرفات‬
‫باطلة‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي‪ .‬وعبارة الروض وشرحه‪ ،‬فلو باع الوالد أو أتلف أو وهب أو وقف أو أعتق‬
‫أو وطئ أو استولد الموهوب‪ ،‬لم يكن رجوعا‪ ،‬لنه ملك للولد بدليل نفوذ تصرفاته فيششه‪ ،‬ول ينفششذ‬
‫فيه تصرف الوالد‪ .‬ويخالف المبيع في زمن الخيار‪ ،‬بأن الملششك فيششه ضششعيف‪ ،‬بخلف ملششك الولششد‬
‫للموهششوب‪ ،‬فيلزمششه بششالتلف والسششتيلد‪ :‬القيمششة‪ ،‬وبششالوطئ‪ ،‬المهششر‪ ،‬وتلغششو البقيششة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪:‬‬
‫وإعتاقه( الولى كإعتاق‪ ،‬ويكون تمثيل لنحو البيع‪) .‬وقوله‪ :‬وهبة لغيره( أي الفرع الموهوب لششه‬
‫أول )قوله‪ :‬ووقف( أي من الصل للموهوب‪ ،‬ول يصح وقفه كإعتاقه )قوله‪ :‬لكمال ملك الفششرع(‬
‫تعليل لعدم حصول الرجوع بما ذكر‪ ،‬أي ل يحصل الرجوع بما ذكر لكمال ملك الفرع‪ .‬قشال فشي‬
‫التحفة‪ ،‬فلم يقو الفعل على إزالته‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ول يصح تعليق الرجوع بشرط( أي بوصف‪ ،‬كإذا‬

‫] ‪[ 179‬‬

‫جاء رأس الشهر فقد رجعت‪ ،‬وذلك لن الفسوخ ل تقبل التعليق‪ ،‬كالعقود )قششوله‪ :‬ولششو زاد‬
‫الموهوب( أي عند الفششرع )قششوله‪ :‬رجششع( أي الصششل‪ ،‬ومتعلششق الفعششل محششذوف‪ :‬أي فيششه )قششوله‪:‬‬
‫بزيادته المتصلة( أي مع زيادة الموهوب المتصلة‪ .‬فالباء بمعنششى مششع‪ ،‬وذلششك لنهششا تتبششع الصششل‬
‫)قوله‪ :‬كتعلم الصنعة( تمثيل للزيادة المتصلة‪ ،‬والمششراد‪ :‬التعلششم الششذي ل معالجششة للسششيد فيششه‪ .‬قششاله‬
‫زي‪ .‬والمراد بالسيد‪ :‬الولد الموهوب له‪ ،‬ومفهومه أن التعلششم إن كششان فيششه معالجششة تقابششل بششأجرة‪،‬‬
‫دفعها الواهب لبنه إن طلبها‪ .‬تأمل‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمششي )قششوله‪ :‬ل المنفصششلة( أي ل الزيششادة المنفصششلة‬
‫عن الموهوب‪ ،‬فل يرجع الصل فيها )قوله‪ :‬كالجرة( تمثيششل للزيششادة المنفصششلة‪ .‬وقششوله والولششد‪،‬‬
‫أي الحادث الحمل به بعد القبض‪ ،‬بخلف القديم‪ ،‬فيرجع فيه‪ ،‬لنه من جملة الموهوب‪ ،‬بناء على‬
‫أن الحمل يعلم )قوله‪ :‬الحمل الحادث( معطوف على الجرة‪ ،‬ومقتضاه أنه من الزوائد المنفصلة‪،‬‬
‫وليس كذلك‪ ،‬بل هو من الزوائد المتصلة‪ ،‬وألحق بالزوائد المنفصلة في عششدم الرجششوع فيششه‪ ،‬ولششو‬
‫قال ‪ -‬كما في شرح المنهج ‪ -‬وكذا حمششل حششادث‪ ،‬لكششان أولششى‪ ،‬وقششوله علششى ملششك فرعششه‪ ،‬متعلششق‬
‫بالحادث‪ ،‬أي الذي حدث على ما هو ملك للفرع‪ ،‬وهششو الم‪ ،‬ويلششزم منششه أن يكششون بعششد القبششض‪،‬‬
‫وعبارة شرح المنهج‪ :‬لحدوثه على ملك الفرع‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهشي أولشى‪ ،‬لنهشا أفشادت علشة كشون الحمشل‬
‫الحادث ل يرجع الصل فيه‪ ،‬بل إنما يرجع فششي أمششه فقششط )قششوله‪ :‬ويكششره للصششل‪ :‬الرجششوع فششي‬
‫عطية الفرع الخ( شروع في بيان حكم الرجوع )قوله‪ :‬إل لعذر( أي فل يكششره )قششوله‪ :‬كششأن الششخ(‬
‫تمثيل للعذر‪ ،‬وعبارة التحفة‪ ،‬كأن كان الولد عاقا أو يصرفه في معصية فلينذره بششه‪ ،‬فششإن أصششر‪.‬‬
‫لم يكره ‪ -‬كما قششاله ‪ -‬وبحششث السششنوي نششدبه فششي العاصششي وكراهتششه فششي العششاق إن زاد عقششوقه‪،‬‬
‫وندبه‪ ،‬إن أزاله‪ ،‬وإباحته‪ ،‬إن لم يفد شيئا‪ .‬والذرعي عششدم كراهتششه‪ ،‬إن احتششاج الب لششه لنفقششة أو‬
‫دين‪ ،‬بل ندبه إن كان الولد غنيا عنه‪ ،‬ووجوبه في العاصي إن تعين طريقا في ظنه إلى كفششه عششن‬
‫المعصية‪ ،‬والبلقيني‪ :‬امتناعه في صدقة واجبة‪ ،‬كزكششاة‪ ،‬ونششذر‪ ،‬وكفششارة‪ ،‬وكششذا فششي لحششم أضششحية‬
‫تطوع‪ ،‬لنه إنما يرجع‪ ،‬ليستقل بالتصرف‪ ،‬وهو فيه ممتنع‪ ،‬وبما ذكره‪ ،‬أفتى كثيرون ممن سششبقه‬
‫وتأخر عنه‪ ،‬وردوا على من أفتى بجواز الرجوع في النذر‪ ،‬بكلم الروضشة وغيرهششا‪ .‬ا‍ه )قشوله‪:‬‬
‫وبحث البلقيني امتناعه( أي الرجوع )قوله‪ :‬كزكششاة الششخ( تمثيششل للصششدقة الواجبششة‪ .‬قششال ع ش‪ :‬ل‬
‫يقال كيف يأخذ الزكاة أو النذر‪ ،‬مع أنه إذا كان فقيرا فنفقته واجبة على أبيه فهو غني بماله‪ ،‬وإن‬
‫كان غنيا فليس له أخذ الزكاة من أصلها‪ ،‬لنششا نقششول‪ :‬نختششار الول‪ ،‬ول يلششزم مششن وجششوب نفقتششه‬
‫على أبيه‪ ،‬غناه‪ ،‬لجواز أن يكون له عائلة كزوجشة‪ ،‬ومسشتولدة يحتشاج للنفقشة عليهمشا‪ ،‬فيأخشذ مششن‬
‫الزكاة ما يصرفه في ذلك‪ ،‬لنه إنه يجب على أصله نفقته‪ ،‬ل نفقة عياله‪ ،‬فيأخذ مششن صششدقة أبيششه‬
‫ما زاد على نفقة نفسه‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وبما ذكره( أي البلقيني من امتناع الرجوع )قوله‪ :‬ممششن سششبقه(‬
‫أي تقدم عليه في الزمن‪) ،‬وقششوله‪ :‬وتششأخر عنششه( أي فيششه )قششوله‪ :‬ولششه الرجششوع الششخ( أي للصششل‬
‫الرجوع في المال الذي أقر ذلك الصل بأنه لفرعششه )قششوله‪ :‬عششن أبيششه( أي نقل عششن أبيششه )قششوله‪:‬‬
‫وفششرض ذلششك( أي فششرض كششونه لششه الرجششوع فيمششا أقششر بششه إن لفرعششه )قششوله‪ :‬فيمششا الششخ( الجششار‬
‫والمجرور خبر فرض‪ ،‬أي كائن فيما إذا فسر ما أقر به له بهبشة‪ .‬قششال سششم‪ ،‬قضشيته أنشه ل يكفششي‬
‫ترك التفسير مطلقا‪ ،‬وفيه نظر‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وهو فرض( أي فرض الرجوع فششي المقششر بششه بمششا إذا‬
‫فسره بهبة فرض ل بد منه‪ ،‬أي ل غنى عنه )قوله‪ :‬لشو وهشب( أي المالششك لغيششره شششيئا‪) .‬وقششوله‪:‬‬
‫وأقبض( أي الموهوب للمتهب‪) .‬وقوله‪ :‬ومات( أي الواهب بعد القباض )قوله‪ :‬فششادعى الششوارث‬
‫كونه( أي ما ذكشر مشن الهبشة والقبشاض واقعشا فشي المشرض‪ :‬أي لجشل أن يعشد مشن الثلشث‪ ،‬لن‬
‫التصرفات الكائنة في مرض الموت تحسب منه )قوله‪ :‬والمتهب( أي وادعى‬

‫] ‪[ 180‬‬

‫المتهب أن ما ذكر واقع في الصحة‪ ،‬لجل أن يأخذه بتمامه من رأس المال )قوله‪ :‬صدق(‬
‫أي المتهب بيمينششه‪ ،‬لن العيششن فششي يششده‪ ،‬والصششل دوام الصششحة )قششوله‪ :‬ولششو أقامششا( أي الششوارث‬
‫والمتهب‪) ،‬وقوله‪ :‬بينتين( أي تشهد بينة كل بما ادعاه )قوله‪ :‬قدمت الششخ( جششواب لششو )قششوله‪ :‬لن‬
‫معها( أي بينة الوارث وقوله زيادة علم‪ ،‬أي بالمرض الذي هو خلف الصششل‪) .‬تنششبيه( قششال فششي‬
‫المغني‪ :‬لو وهب لولده عينا‪ ،‬وأقبضه إياها في الصحة‪ ،‬فشهدت بينة لبشاقي الورثشة أن أبشاه رجشع‬
‫فيما وهبه له‪ ،‬ولم تذكر ما رجع فيه‪ :‬لم تسمع شهادتها‪ ،‬ولم تنزع العين منه‪ ،‬لحتمال أنها ليسششت‬
‫من المرجوع فيه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وهبة دين( أي أو التصدق به‪) ،‬وقوله‪ :‬الششدين( متعلششق بهبشة )قشوله‪:‬‬
‫إبراء( أي صريحا‪ ،‬خلفا لما في الذخائر من أنه كناية‪ ،‬نعم‪ ،‬إن كان بلفشظ الشترك كشأن يقشول لشه‬
‫تركته‪ ،‬أو ل آخذه منك‪ ،‬فهو كنايششة إبششراء‪ ،‬وقششوله لششه‪ ،‬أي للمششدين‪ .‬وقششوله عنششه‪ ،‬أي عششن الششدين‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فل يحتاج إلى قبول( مفرع على كونه إبراء )قششوله‪ :‬نظششرا للمعنششى( هششو كششون هششذه الهبششة‬
‫إبراء )قوله‪ :‬ولغيره( معطوف على للمدين أي وهبة دين لغير المدين‪ ،‬كأن كان الدين على زيششد‪،‬‬
‫فوهبه لعمرو )قوله‪ :‬هبة صحيحة( خبر المبتدأ المقدر قبل الجار والمجششرور‪ ،‬أعنششي قششوله لغيششره‬
‫)قوله‪ :‬إن علما( أي الواهب والمتهب قدره‪ ،‬أي الدين‪ ،‬فإن لم يعلما قدره‪ ،‬فهي باطلة‪ ،‬لما مر من‬
‫أن شرط صحة الهبشة علشم المتعاقشدين بشالموهوب )قشوله‪ :‬كمشا صشححه الشخ( مرتبشط بقشوله هبشة‬
‫صحيحة )قوله‪ :‬خلفا لما صححه المنهاج( أي من البطلن‪ ،‬وعبارته‪ ،‬وهبة الدين للمدين إبراء‪،‬‬
‫ولغيره باطلة في الصح‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال في النهاية‪ :‬لنه غير مقدور على تسششليمه‪ ،‬لن مششا يقبششض مششن‬
‫المدين‪ ،‬عين‪ ،‬ل دين‪ ،‬وظاهر كلم جماعة‪ ،‬واعتمده الوالد رحمششة الش تعششالى‪ ،‬بطلن ذلششك‪ ،‬وإن‬
‫قلنا بما مر من صحة بيعه لغير من هو عليه بشروطه السابقة‪ ،‬وهو كششذلك‪ ،‬ويؤيششده مششا مششر مششن‬
‫صحة بيع الموصوف دون هبته‪ ،‬والدين مثله‪ ،‬بل أولششى‪ ،‬الششخ‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬تنششبيه الششخ( ذكششره فششي‬
‫المنهاج والمنهج في باب الضمان‪ ،‬ولم يذكره المؤلف هناك‪ ،‬وذكششره هنششا‪ ،‬لنششه لمششا بيششن أن هبششة‬
‫الدين للمدين إبراء‪ ،‬ناسب أن يذكر ما يتعلق بالبراء )قوله‪ :‬ل يصح البششراء مششن المجهششول( أي‬
‫الذي ل تسهل معرفته‪ ،‬بخلف ما تسهل معرفته‪ ،‬كإبرائه من حصته من تركة مورثه‪ ،‬لنه‪ ،‬وإن‬
‫جهل قدر حصته‪ ،‬لكن يعلم قدر تركته‪ ،‬فتسهل معرفشة الحصشة‪ ،‬وعشدم صششحة مشا ذكشر‪ ،‬بالنسشبة‬
‫للدنيا‪ .‬وأما في الخرة‪ :‬فتصح‪ ،‬لن المبرئ راض بذلك ول يصح أيضششا البششراء المششؤقت‪ ،‬كششأن‬
‫يقول أبرأتك مما لي عليك سنة‪ ،‬والمعلق بغير الموت‪ .‬أما المعلق به‪ ،‬كإذا مت فأنت بششرئ‪ ،‬فهششو‬
‫وصية‪ ،‬فيجري فيه تفصيلها )قوله‪ :‬للدائن( متعلق بالمجهول )قششوله‪ :‬أو المششدين( أي أو المجهششول‬
‫للمدين‪) ،‬وقوله‪ :‬لكن فيما فيششه معاوضششة( راجششع للمششدين‪ ،‬ل للششدائن‪ ،‬كمششا فششي البجيرمششي‪ ،‬ونششص‬
‫عبارته‪ ،‬فل بد من علم المبرئ مطلقا وأما المدين‪ ،‬فإن كان البراء في معاوضششة‪ ،‬كششالخلع‪ ،‬بششأن‬
‫أبرأته مما عليه في مقابلة الطلق‪ ،‬فل بد من علمه أيضا‪ ،‬لتصح الششبراءة‪ ،‬وإل فل يشششترط الششخ‪.‬‬
‫ا‍ه )قوله‪ :‬ل فيما عدا ذلك( أي ل تنتفي الصحة فيما عدا ما فيه معاوضة‪ ،‬فيصح إبراء المجهول‬
‫للمدين في غير الذي فيه معاوضة‪ ،‬كششدين ثبشت عليشه‪ ،‬وهشو جاهششل بشه فششأبرأه منششه الششدائن العشالم‬
‫بقدره‪) ،‬وقوله‪ :‬على المعتمد( مرتبط بهذا فقششط )قششوله‪ :‬وفششي القششديم الششخ( أفششاد بششه أن الول‪ ،‬هششو‬
‫القول الجديد‪ ،‬وهو كذلك‪ ،‬كما صرح به في المنهاج‪ ،‬وعبارته‪ :‬والبراء من المجهول باطششل فششي‬
‫الجديد‪ ،‬قال في المغنشي‪ ،‬لن الشبراءة متوقفشة علششى الرضششا‪ ،‬ول يعقشل مششع الجهالشة‪ ،‬والقششديم أنششه‬
‫صحيح‪ ،‬لنه إسقاط محض‪ ،‬كالعتناق‪ ،‬ومأخذ القولين إنه تمليك أو إسقاط‪ ،‬فعلى الول‪ ،‬يشترط‬
‫العلم بالمبرأ‪ ،‬وعلى الثاني‪ ،‬ل يصح‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬يصششح( أي البششراء‪) .‬وقششوله‪ :‬مطلقششا( أي فيمششا‬
‫فيه معاوضة‬

‫] ‪[ 181‬‬

‫وفي غيره )قوله‪ :‬ولو أبرأ( أي الدائن )قوله‪ :‬ثم ادعششى الجهششل( أي فيمششا أبششرأه )قشوله‪ :‬لششم‬
‫يقبل( أي ما ادعاه‪ .‬وقوله ظاهرا أي بالنسبة للدنيا‪ ،‬وقوله بل باطنا‪ ،‬أي بششل يقبششل باطنششا ويششترتب‬
‫عليه أنه ل يحل للمدين‪ ،‬وأنه في الخرة يطالب به )قوله‪ :‬ذكره الرافعي( في التحفششة بعششده‪ ،‬لكششن‬
‫في النوار أنه إن باشر سبب الدين لم يقبل‪ ،‬وإل كدين ورثه قبل‪ .‬وفي الجواهر نحششوه‪ ،‬فليخششص‬
‫به كلم الرافعي‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬تصدق الصغيرة الخ( ظاهره أنها تصدق بيمينها فششي حششال صششغرها‪،‬‬
‫وليس كذلك‪ ،‬بل بعد بلوغها‪ ،‬ولو قال تصدق المزوجة صغيرة الخ‪ ،‬لفاد ذلششك‪ ،‬إذ يكششون المششراد‬
‫عليه تصدق بعد بلوغها‪ ،‬وعبارة التحفة‪ ،‬في باب الخلع‪ ،‬ولو أبرأت‪ ،‬ثم ادعت الجهل بقدره‪ ،‬فإن‬
‫زوجت صغيرة‪ ،‬صدقت بيمينها‪ ،‬أو بالغة ودل الحال على جهلها به‪ ،‬ككونها مجبرة‪ ،‬لم تستأذن‪،‬‬
‫فكذلك‪ ،‬وإل صدق بيمينه‪ ،‬وإطلق الزبيلي تصديقه فششي البالغششة‪ ،‬محمششول علششى ذلششك ا‍ه‪ .‬ومثلهششا‬
‫عبارة مؤلفنا هناك‪ ،‬وقوله المزوجة إجبارا‪ ،‬أي بالجبار لها مششن أبيهششا أو جششدها وقششوله بيمينهششا‪،‬‬
‫متعلق بتصدق‪ ،‬وكذلك قوله في جهلها بمهرها )قوله‪ :‬وكذا الكبيرة الخ( أي وكذا تصشدق الكشبيرة‬
‫المزوجة إجبارا‪) ،‬وقوله‪ :‬إن دل الحال على جهلها( أي إن دلت القرينة على جهلهششا بششه‪ ،‬ككونهششا‬
‫لم تستأذن )قوله‪ :‬وطريق البراء من المجهول( أي الحيلة في صحة البراء من المجهول )قوله‪:‬‬
‫أن يبرئه( أي يبرئ الدائن مدينة‪) ،‬وقوله مما يعلم الخ( أي من قششدر يعلششم المششبرئ أنششه ل ينقششص‬
‫عن الدين الذي له‪ ،‬كأن يبرئه من ألف وهو يعلم أن دينه ل يزيد عليها‪ ،‬بل شك‪ ،‬هششل يبلغهششا‪ ،‬أو‬
‫ينقص عنها ؟ )قوله‪ :‬ولو أبرأ الخ( يعني لو أبرأ شخص شخصا من دين معين كمائة ريششال حششال‬
‫كون المبرئ‪ ،‬بكسر الراء‪ ،‬معتقدا أنه ل يستحقها‪ ،‬فتبين بعد ذلك أنه يستحقها وقت البششراء‪ ،‬بششأن‬
‫مات مورثه وله مائة ريال عند المبرأ‪ ،‬بفتح الراء‪ ،‬فيبرأ منها‪ ،‬لن العبرة بالواقع‪) .‬فششائدة( يكفششي‬
‫في الغيبة التوبة والستغفار للمغتاب بأن يقول اللهم اغفر له إن لم تبلغه وإل فل بششد مششن تعيينهششا‬
‫بل وتعيين حاضرها إن اختلف به الغرض ثم ان أبرأه منها مطلقا أو فششي الششدنيا والخششرة أو فششي‬
‫الدنيا فقط سقطت وإل فل ومحله ما لم تكشن كشبيرة فشإن كشانت كشبيرة بشأن كشانت فشي أهشل العلشم‬
‫والقرآن فل بد من التوبة المعتبرة في الكبائر )قوله‪ :‬ويكره لمعط الخ( وذلك لخبر البخاري اتقششوا‬
‫ال وأعدلوا بين أولدكم وخبر أحمد أنه )ص( قال‪ :‬لمن أراد أن يشهد على عطية لبعششض أولده‬
‫ل تشهدني على جور لبنيك عليك من الحق أن تعدل بينهم )وقوله في عطية فششروع( أفهششم أنششه ل‬
‫يكره التفضيل في غيرها كالتودد بالكلم وغيره لكن وقع في بعششض نسششخ الششدميري ل خلف أن‬
‫التسوية بينهم مطلوبة حتى في التقبيل وله وجه وافهم قوله‪ :‬فششروع أن هششذا الحكششم ل يحششري فششي‬
‫الخوة وغيرهم وهو كذلك‪) ،‬قوله‪ :‬وإن سفلوا( أي الفروع أي نزلوا )قوله‪ :‬ولو الحفاد( أي ولو‬
‫كانوا أحفادا فإنه يكره التفضيل بينهم وهم أولدا لولد وفي القاموس أحفاد الرجل بناته أو أولد‬
‫أولده‪ .‬ا‍ه وقوله مع وجود الولد ليس بقيد كما هو ظششاهر )قششوله‪ :‬علششى الوجششه( راجششع للغايششة‬
‫ومقابله يخصص كراهة ذلك بالولد وعبارة التحفة ولو الحفاد مع وجود الولد علششى الوجششه‬
‫وفاقا لغير واحد وخلفا لمن خصص الولد‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬سواء الششخ( تعميششم فششي العطيششة وقششوله أم‬
‫وقفا أي أم تبرعا آخر كالباحة )قشوله‪ :‬أو أصشول( بشالجر عطششف علششى فششروع أي ويكششره أيضشا‬
‫التفضيل في عطية أصول )قوله‪ :‬وإن بعدوا( أي الصول )قوله‪ :‬سواء الذكر وغيره( أي سواء‬

‫] ‪[ 182‬‬

‫في كراهة التفضيل الذكر منهم والنثى )قوله‪ :‬إل لتفاوت الخ( راجع لقششوله يكششره بالنسششبة‬
‫للصنفين الفروع والصول أي يكره ما ذكر إل لتفاوت في الحاجة أو الفضل فل يكره والحاصل‬
‫محل الكراهة عند السششتواء فششي الحاجششة وعششدمها وفششي الششدين وقلتششه وفششي الششبر وعششدمه وإل فل‬
‫كراهة وعلى ذلك يحمل تفضيل الصحابة بعض أولدهم كالصششديق رضششي الش عنشه فششإنه فضششل‬
‫السيدة عائشة على غيرها من أولده كسيدنا عمر فإنه فضل ابنه عاصما بشئ وكسششيدنا عبششد الش‬
‫بن عمر فإنه فضل بعض أولده على بعضهم رضششي الش عنهششم أجمعيششن )قششوله‪ :‬علششى الوجششه(‬
‫متعلق ببكره أيضا أي يكره ذلك على الوجششه ومقابلششة مششا ذكششر بعششد قششوله قششال‪ :‬جمششع يحششرم أي‬
‫التفضيل وعبارة التحفة فإن لم يعدل لغيششر عششذر كششره عنششد أكششثر العلمششاء وقششال‪ :‬جمششع يحششرم‪ .‬اه‍‬
‫)قوله‪ :‬ونقل( بصيغة المبني للمعلوم وفاعله يعود على النووي ومفعوله الجملة بعده فهي المنقولة‬
‫وساقه في التحفة مستدركا به على كراهة تفضيل الصول ونصها فإن فضل كره خلفا لبعضهم‬
‫نعم في الروضة فإن فضل فالولى أن يفضل الم الخ‪ .‬ثم قال‪ :‬وقضيته عدم الكراهششة إذ ل يقششال‬
‫في بعض جزئيات المكروه أنه أولى مشن بعشض ا‍ه‪ .‬وسشياق عبشارة الششارح يفيشد أنشه إذ أراد أن‬
‫يفضل مع ارتكابه للكراهة أو للحرمة على القولين فليفضل الم مع أنه ليس كششذلك فكششان الولششى‬
‫له أن يسلك ما سلكه شيخه ليسلم من ذلك فتنبه )قوله‪ :‬فإن فضل( أي أراد ذلك وقوله في الصشل‬
‫أي في أصوله وهذا ليس في عبارة التحفة فهو مشن زيشادته فكشان الولششى أن يزيشد أي التفسششيرية‬
‫)قوله‪ :‬بل في شرح مسلم( الضراب انتقالي )قوله‪ :‬الجمششاع علششى تفضششيلها فششي الششبر( قششال فششي‬
‫التحفة وإنما فضل عليها في الرث لما يأتي أن ملحظه العصوبة والعاصب أقوى من غيره ومششا‬
‫هنا ملحظه الرحم وهي فيه أقوى لنها أحوج ا‍ه‪) .‬واعلم أن أفضل البر‪ ،‬بر الوالدين‪ ،‬بالحسششان‬
‫إليهما‪ ،‬وفعل ما يسرهما من الطاعات ل تعالى وغيرهما ممششا ليششس بمنهششي عنششه‪ .‬قششال تعششالى‪* :‬‬
‫)وقضى ربك أن ل تعبدوا إل إياه‪ ،‬وبالوالدين إحسانا( * )‪ (1‬الية‪ ،‬وقال ابششن عمششر رضششي ال ش‬
‫عنهما‪ :‬كان تحتي امرأة‪ ،‬وكنت أحبها‪ ،‬وكان عمر يكرهها‪ ،‬فقال لي طلقهششا‪ ،‬فششأبيت‪ ،‬فششأتى عمششر‬
‫النششبي )ص(‪ ،‬فششذكر ذلششك‪ ،‬فقششال لششي النششبي )ص(‪ :‬طلقهششا رواه الترمششذي وحسششنه‪ ،‬ومششن برهمششا‪:‬‬
‫الحسان إلى صديقهما‪ ،‬لخبر مسلم‪ :‬إن من أبر البر أن يصل الرجل أهل ود أبيششه ومششن الكبششائر‪:‬‬
‫عقوق الوالدين‪ ،‬وهو أن يؤذيهما أذى ليس بالهين ‪ -‬ما لم يكن أذاهما به واجبا وصلة الرحششم‪ ،‬أي‬
‫القرابة مأمور بها أيضشا‪ ،‬وهشي فعلشك مشع قريبشك مشا تعشد بشه واصشل‪ ،‬وتكشون بالمشال‪ ،‬وقضشاء‬
‫الحوائج‪ ،‬والزيارة‪ ،‬والمكاتبة‪ ،‬والمراسلة بالسلم‪ ،‬ونحو ذلك‪ .‬روي عن أنس بن مالك رضي ال‬
‫عنه قال‪ :‬قال رسول ال )ص(‪ :‬ثلثة في ظل العرش يوم القيامششة‪ :‬واصششل الرحششم‪ ،‬وامششرأة مششات‬
‫زوجها وترك أيتاما فتقوم عليهم حتى يغنيهم ال أو يموتوا‪ ،‬ورجل اتخذ طعاما ودعا إليه اليتامى‬
‫والمساكين وقششال )ص(‪ :‬رأيشت فششي الجنشة قصشورا مشن در ويشاقوت وزمشرد‪ ،‬يشرى باطنهششا مشن‬
‫ظاهرها‪ ،‬وظاهرها من باطنها‪ ،‬فقلت يا جبريششل‪ :‬لمششن هششذه المنششازل قششال‪ :‬لمشن وصششل الرحششام‪،‬‬
‫وأفشى السلم‪ ،‬وأطعم الطعام‪ ،‬ورفق باليتام‪ ،‬وصلى بالليل والناس نياهم ويتأكد أيضا اسششتحباب‬
‫وفاء الوعد‪ ،‬قال تعالى‪) * :‬وأوفوا بعهد الش إذا عاهششدتم( * )‪ ،(2‬وقششال‪) * :‬يششا أيهششا الششذين آمنششوا‬
‫أوفوا بالعقود( * )‪ ،(3‬وقششال‪) * :‬وأوفششوا بالعهششد إن العهششد كششان مسششؤول( * )‪ (4‬ويتأكششد كراهششة‬
‫إخلف الوعد‪ .‬قال تعالى‪) * :‬يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مال تفعلششون ؟ كششبر مقتششا عنششد الش أن‬
‫تقولوا ما ل تفعلون( * )‪ (5‬وروى الشيخان خبر‪ :‬آية المنششافق ثلث‪ :‬إذا حششدث كششذب‪ ،‬وإذا وعششد‬
‫أخلف‪ ،‬وإذا ائتمن خان زاد مسلم‬

‫)‪ (1‬سورة السراء‪ ،‬الية‪ (2) .23 :‬سورة النحل‪ ،‬الية‪ (3) .91 :‬سورة المائدة‪ ،‬الية‪ (4) .1 :‬سورة السشراء‪ ،‬اليشة‪:‬‬
‫‪ (5) .34‬سورة الصف‪ ،‬الية‪.3 ،2 :‬‬

‫] ‪[ 183‬‬

‫في رواية‪ :‬وإن صام وصلى اللهم بجاه سيدنا محمد )ص( اهششدنا لحسششن الخلق فششإنه ل‬
‫يهدي لحسنها إل أنت‪ ،‬واصرف عنا سيئها فششإنه ل يصششرف عنششا سششيئها إل أنششت‪ ،‬آميششن )قششوله‪:‬‬
‫فروع( أي خمسة‪ ،‬الولى‪ :‬قوله الهدايا الخ الثاني‪ :‬قوله ولو أهششدى الششخ‪ ،‬الثششالث‪ :‬قششوله ولششو قششال‬
‫خذها الخ‪ ،‬الرابع‪ :‬قوله ومن دفع الخ‪ ،‬الخامس قوله ولو بعث هدية الخ )قوله‪ :‬الهشدايا المحمولشة(‬
‫أي إلى أب المختون )قوله‪ :‬ملك للب( خشبر المبتشدأ‪ ،‬وهشو الهششدايا‪ .‬وصشح ذلششك‪ ،‬مشع أن المبتشدأ‬
‫جمع‪ ،‬والخبر مفرد‪ ،‬لن لفظ ملك مصدر‪ ،‬وهو يخششبر بششه عششن المثنششى والجمششع والمفششرد )قششوله‪:‬‬
‫وقال جمع للبن( أي أنها مالك للبن‪ ،‬ل للي )قوله‪ :‬فعليششه( أي علششى القششول الثششاني‪ ،‬وهششو أنهششا‬
‫للبن‪ ،‬وقوله يلزم الب قبولها‪ ،‬أي عند انتفاء المحذور‪ ،‬كما ل يخفى‪ ،‬ومنه قصششد التقششرب للب‬
‫وهو نحو قاض‪ ،‬فيمتنع عليه القبول‪ ،‬كمششا بحثششه بعششض الششراح‪ ،‬وهشو ظششاهر‪ .‬ا‍ه‪ .‬نهايششة وتحفشة‬
‫)قوله‪ :‬ومحل الخلف( أي بين كونها للب أو للبن )قوله‪ :‬إذا أطلق المهدي( بكسر الششدال‪ :‬اسششم‬
‫فاعل‪) .‬وقوله‪ :‬فلم يقصد الخ( مفرع على الطلق‪ ،‬ولو قال‪ :‬أي لم يقصشد‪ ،‬بشأداة التفسشير‪ ،‬لكشان‬
‫أولى‪ ،‬إذ هو عين الطلق‪ ،‬ل مرتب عليه )قوله‪ :‬وإل( أي وإن لم يطلق المهدي‪ ،‬بأن وجششد منششه‬
‫قصد )قوله‪ :‬فهي( أي الهدايا‪ ،‬وقوله لمن قصششده‪ ،‬أي مشن الب‪ ،‬أو مششن البششن‪ ،‬أو منهمشا )قشوله‪:‬‬
‫ويجري ذلك( أي التفصيل بين حالة الطلق وحالة القصد‪ .‬والمراد يجري بعض ذلك‪ ،‬لنشه فششي‬
‫حالة الطلق هنا ل خلف فشي أنشه للخشادم‪ ،‬بخلفشه هنشاك‪ ،‬فشإن فيشه خلفشا بيشن كشونه للب أو‬
‫للبن‪ ،‬بدليل التفريع بعده )قوله‪ :‬فهو( أي ما يعطشي للخشادم‪) ،‬وقشوله‪ :‬لشه( أي ملشك لشه‪) .‬وقشوله‪:‬‬
‫فقششط( أي ل لششه معهششم‪) ،‬وقششوله‪ :‬عنششد الطلق( أي إطلق المعطششي‪ ،‬بكسششر الطششاء‪) ،‬وقششوله‪ :‬أو‬
‫قصده( أي أو عند قصده‪ ،‬أي الخادم‪ ،‬والضافة من إضافة المصدر لمفعوله بعششذ حششذف الفاعششل‪،‬‬
‫أي عند قصد المعطى إياه )قوله‪ :‬ولهم( أي وهو ملك لهم‪ ،‬أي الصوفية‪) ،‬وقششوله‪ :‬عنششد قصششدهم(‬
‫أي قصد المعطي إياهم فقط )قشوله‪ :‬ولششه ولهششم( أي وهشو ملششك للخششادم والصششوفية‪) ،‬وقششوله‪ :‬عنششد‬
‫قصدهما( أي قصد المعطي إياهما معا )قوله‪ :‬أي يكون له النصف( يعنششي إذا قصششدهما المعطششي‬
‫بالعطية‪ ،‬يكون له هو النصف‪ ،‬ولهم النصف الخر‪ .‬قششال فششي التحفششة بعششده‪ ،‬أخششذا ممششا يششأتي فششي‬
‫الوصية لزيد الكاتب والفقراء‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال سم‪ :‬كذا فششي شششرح م ر‪ ،‬وقششد يفششرق‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬وقضششية‬
‫ذلك( أي ما ذكر من جريان التفضيل فيما يعطاه خادم الصوفية )قوله‪ :‬بين يدي صششاحب الفششرح(‬
‫أي ختانا كان أو غيره )قوله‪ :‬ليضع الناس فيها( أي في الطاسة )قوله‪ :‬ثم يقسم( أي ما ذكششر مششن‬
‫الدراهم‪ ،‬والولى تقسم‪ :‬بالتاء‪ ،‬كما في التحفة‪) ،‬وقششوله‪ :‬أو نحوهمششا( أي كششالمعينين لهمششا )قششوله‪:‬‬
‫يجري الخ( الجملة خبر أن‪) .‬وقوله‪ :‬ذلك التفصيل( أي الكائن فيما يعطاه الخادم‪ ،‬والمراد يجششري‬
‫نظيره )قوله‪ :‬فإن قصد الخ( بيان للتفصششيل‪ ،‬وقششوله ذلششك‪ ،‬أي المششذكور مششن الحششالق أو الخششاتم أو‬
‫نحوهما )قوله‪ :‬أو مع نظرائه المعاونين له( قال سم‪ :‬هل يقسم بينه وبين المعششاونين لششه بالسششوية‪،‬‬
‫أو بالتفاوت ؟ وما ضشابطه ؟ ول بشد مشن اعتبشار العشرف فشي ذلشك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قشوله‪ :‬وبهشذا يعلشم( أي‬
‫ويجريان التفصيل في هذه المسائل الثلث‪ ،‬وقوله هنا‪ ،‬أي في هذه المسششائل‪ ،‬وقششوله للعششرف‪ :‬أي‬
‫العادي )قوله‪ :‬أما مع قصد خلفه( أي العرف‪ .‬وقوله فواضح‪ ،‬خبر لمبتدأ محذوف‪ ،‬أي فهو‪ ،‬أي‬
‫عدم النظر للعرف‪ ،‬واضح )قوله‪ :‬وأما مع الطلق( أي عششدم القصششد رأسششا )قششوله‪ :‬فلن حملششه(‬
‫أي العطاء‪ :‬أي تخصيصه بمن ذكر‪ ،‬وقوله من‬

‫] ‪[ 184‬‬

‫الب‪ ،‬أي بالنسششبة للصششورة الولششى‪) ،‬وقششوله‪ :‬والخششادم( أي بالنسششبة للثانيششة‪) ،‬وقششوله‪:‬‬
‫وصاحب الفرح( أي بالنسبة للثالثة‪) ،‬قوله‪ :‬أن كل إلخ( أن وما بعدها في تأويل مصششدر مجششرور‬
‫بمن مقدرة بيانا للغالب )قوله‪ :‬هو المقصود( خبر أن الثانية )قوله‪ :‬هششو عششرف الشششرع( خششبر أن‬
‫الولى‪ ،‬أي أن الحمل المذكور نظرا للغالب هو عرف الشرع )قشوله‪ :‬فيقشدم( أي عشرف الششرع‪،‬‬
‫)وقوله‪ :‬على العرف( أي العادي‪) .‬وقوله‪ :‬المخالف له( أي لعششرف الشششرع )قششوله‪ :‬بخلف الششخ(‬
‫خبر لمبتدأ محذوف‪ ،‬أو حال مما قبله‪ ،‬كمششا تقششدم غيششر مششرة‪) .‬قششوله‪ :‬فششإنه تحكششم فيششه العششادة( أي‬
‫العرف العادي‪ ،‬والسناد فيه من قبيششل المجششاز العقلششي‪ ،‬وفششي بعششض نسششخ الخششط فششإنه يحكششم فيششه‬
‫بالعادة )قوله‪ :‬ومن ثم الخ( أي من أجل أن ما ليس للشرع فيه عرف تحكم العادة فيه‪) .‬قوله‪ :‬ولو‬
‫نذر( أي من ينعقد نذره‪ ،‬وهو والمسلم المكلف )قوله‪ :‬ميت( صفة لولي )قوله‪ :‬بمال( متعلق بنذر‬
‫)قوله‪ :‬فإن قصد( أي الناذر‪ ،‬وقوله أنه‪ ،‬أي الولي الميششت‪) ،‬وقششوله‪ :‬يملكششه( أي المششال بنششذره لششه‪،‬‬
‫)وقوله‪ :‬لغا( أي النذر‪ ،‬لنه ليس أهل للملك )قوله‪ :‬وإن أطلق( أي لم يقصد شيئا )قوله‪ :‬فإن كان‬
‫الخ( أي في ذلك تفضيل‪ ،‬فإن كان الخ )قوله‪ :‬ما يحتاج للصششرف فششي مصششالحه( أي شششئ يحتششاج‬
‫لن يصرف المنذور في مصالحه‪ ،‬كقناديل معلقة عليه فيحتششاج لشششراء زيششت للسششراج بششه فيهششا‪،‬‬
‫وتقدم‪ ،‬في مبحث النذر‪ ،‬أن النتفاع به شرط‪ ،‬فلو لم يوجد هناك من ينتفع به مششن مصششل أو نششائم‬
‫أو نحوهما‪ ،‬لم يصح النذر‪) .‬قوله‪ :‬وإل( أي وإن لم يكن على قبره ما يحتاج للصرف فيه )قششوله‪:‬‬
‫فإن كان عنده( أي عند قبر الولي الميت‪) ،‬وقوله‪ :‬اعتيد قصدهم بالنذر( أي اطردت العششادة بششأنهم‬
‫يقصدون بالنذر لذلك الولي )قوله‪ :‬صرف لهم( أي صرف ذلك لهؤلء القوم الذين اعتيد صششرف‬
‫النذر لهم‪ ،‬عمل بالعادة المطردة‪ ،‬ولم يذكر حكم ما إذا لم يكن هناك شئ يحتاج للصرف فيه ولششم‬
‫يكن قوم هناك يعتاد صرف النذر إليهم‪ .‬وقد تقدم في مبحث النذر فششي صششورة مششا إذا خششرج أحششد‬
‫من ماله للكعبة والحجرة الشريفة والمساجد الثلثة ما نصه‪ :‬أنششه إن اقتضششى العششرف صششرفه فششي‬
‫جهة من جهاتها‪ ،‬صرف إليها واختصت به‪ ،‬فإن لم يقتض العرف شيئا‪ ،‬فالششذي يتجششه أنششه يرجششع‬
‫في تعيين المصرف لرأي ناظرها‪ .‬ا‍ه‪ .‬بتصرف‪ .‬ويمكن أن يقششال هنششا كششذلك‪ ،‬وهششو أنششه إذا كششان‬
‫لقبر ذلك الولي ناظر‪ ،‬فيكون الرأي فيه له‪ ،‬ول يلغو النذر‪ ،‬ويمكن خلفه‪ .‬فليراجششع )قششوله‪ :‬ولششو‬
‫أهدى لمن خلصه من ظالم الخ( عبارة المغني‪ :‬ولو خلص شخص آخر من يد ظالم‪ ،‬ثم أنفششذ إليششه‬
‫شيئا‪ ،‬هل يكون رشوة أو هدية ؟ قال القفال في فتاويه‪ :‬ينظر‪ ،‬إن كان أهدى إليه مخافة أنه ربمششا‬
‫لو لم يبره بشئ لنقض جميع ما فعلشه‪ ،‬كشان رششوة‪ ،‬وإن كشان يشأمن خيشانته‪ ،‬بشأن ل ينقشض ذلشك‬
‫بحال‪ ،‬كان هبة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لئل ينقض( أي المهدى إليه‪) ،‬وقوله‪ :‬ما فعله( أي مششن تخليصششه مششن‬
‫ظالم )قوله‪ :‬لم يحل له قبوله( أي لنه إنما أعطاه خوفا من أن ينقض ما فعله‪ ،‬فهششو رشششوة‪ ،‬وفششي‬
‫التحفة‪ ،‬ولو شكا إليه أنه لم يعرف أجرته كاذبا‪ ،‬فأعطاه درهما أو أعطاه بظششن صششفة فيششه أو فششي‬
‫نسبه فلم يكن فيه باطنا‪ ،‬لم يحل له قبوله ولم يملكه‪ ،‬ويكتفي في كششونه أعطششى لجششل تلششك الصششفة‬
‫بالقرينة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وإل حل( أي وإن لم يهد إليه‪ ،‬لئل ينقض ما فعله‪ ،‬بل أهدى إليه ل لما ذكر‪،‬‬
‫حل قبوله‪ ،‬وقوله إن تعين عليه تخليصه‪ ،‬بأن لم يكن هناك من يخلصه إل هو‪ ،‬وهذا مبنششي علششى‬
‫الصح‪ ،‬أنه يجوز أخذ العوض على الواجب العيني إذا كان في كلفة )قوله‪ :‬ولو قال( أي شخص‬
‫لخر )قوله‪ :‬خذ هذا( أي الدرهم أو الدينار )قوله‪ :‬تعين( أي الشراء المأمور به‪) .‬وقششوله‪ :‬مششا لششم‬
‫يرد( أي بقوله واشتر كذا‪) ،‬وقوله‪ :‬التبسط( أي التوسع وعدم تعيين مششا أمششره بشششرائه‪ ،‬وقششوله أو‬
‫تدل قرينة حاله‪ ،‬الضافة للبيان‪ .‬وقوله عليه‪ ،‬أي على التبسط‪ .‬قال فششي التحفششة‪ :‬لن القرينششة هنششا‬
‫محكمة‪ ،‬ومن ثم قالوا لو‬

‫] ‪[ 185‬‬

‫أعطى فقيرا درهما بنية أن يغسل به ثوبه‪ ،‬أي وقششد دلششت القرينششة عليششه‪ ،‬تعيششن لششه )قششوله‪:‬‬
‫ومن دفع لمخطوبته الخ( هذه المسألة سيذكرها الشششارح فششي أواخششر بششاب الصششداق‪ ،‬ونصششها‪ :‬لششو‬
‫خطب امرأة‪ ،‬ثم أرسل أو دفشع إليهشا‪ ،‬بل لفشظ مشال قبشل العقشد‪ ،‬أي ولشم يقصشد التشبرع‪ ،‬ثشم وقشع‬
‫العراض منها أو منه‪ ،‬رجع بما وصششلها منششه‪ .‬ا‍ه‪ .‬قششال فششي التحفششة هنششاك‪ ،‬أي لن قرينششة سششبق‬
‫الخطبة تغلب على الظن أنه إنما بعث أو دفع إليها لتتم تلك الخطبة‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬فرد قبل العقد( أي‬
‫لم يقبل‪ ،‬وقوله رجع على من أقبضه‪ ،‬أي لنه إنما دفع إليها ما ذكر لجل التزويششج‪ ،‬ولششم يوجششد‪،‬‬
‫وفي حاشية الجمل‪ ،‬في باب النكاح‪ ،‬ما نصه‪) .‬سئل م ر( عمن خطب امرأة‪ ،‬ثم أنفق عليهششا نفقششة‬
‫ليتزوجها‪ ،‬فهل له الرجوع بما أنفقه أم ل ؟‪) .‬فأجاب( بأن له الرجوع بما أنفقه على من دفششع لششه‪،‬‬
‫سواء كان مأكول‪ ،‬أو مشروبا‪ ،‬أم ملبسا‪ ،‬أم حلوا‪ ،‬أم حليا‪ ،‬وسواء رجع هو‪ ،‬أم مجيبششه‪ ،‬أم مششات‬
‫أحدهما‪ ،‬لنه إنما أنفقه لجل تزوجها‪ ،‬فيرجع به إن بقي‪ ،‬وببدله إن تلششف‪ ،‬وظشاهر أنشه ل حاجششة‬
‫إلى التعرض لعدم قصده الهدية ل لجل تزوجه بها‪ ،‬لنه صورة المسألة‪ ،‬إذ لششو قصششد ذلششك‪ ،‬أي‬
‫الهدية‪ ،‬ل لجل تزوجه بهشا‪ ،‬لششم يختلششف فشي عشدم الرجششوع‪ .‬ا‍ه‪) .‬قشوله‪ :‬ولشو بعشث( أي شششخص‬
‫)قوله‪ :‬فمات المهدى إليه( أي الشخص الذي أهدي إليه )قوله‪ :‬قبششل وصششولها( أي الهديششة )قششوله‪:‬‬
‫بقيت على ملك المهدي( أي لما تقدم أن الهبة بأنواعها الثلثة ل تملك إل بالقبض بششدليل أنششه لمششا‬
‫مات النجاشي قبل وصول ما أهداه رسول ال )ص(‪ ،‬رد له وقسمه بين زوجاته )قوله‪ :‬فإن مات‬
‫المهدي( أي قبل وصول ما أهداه للمهدى إليه‪) ،‬وقوله‪ :‬لم يكن للرسول الخ( أي ل يجوز له ذلششك‬
‫إل بإذن الوارث‪ .‬وعبارة الروض وشرحه‪) .‬فرع( وإن مات المهدي أو المهدى إليه قبل القبض‪:‬‬
‫فليس للرسول إيصالها‪ ،‬أي الهدية‪ ،‬إلى المهدى إليه‪ ،‬أو وارثه‪ ،‬إل بإذن جديد‪ .‬ا‍ه‪ .‬وال ش سششبحانه‬
‫وتعالى أعلم‪.‬‬

‫] ‪[ 186‬‬

‫باب في الوقف )أي في بيان أحكام الوقف( وهو ليس من خصائص هششذه المششة‪ ،‬كمششا فششي‬
‫شرح م ر‪ .‬وقال الحافظ‪ ،‬في الفتح‪ ،‬وأشار الشافعي‪ :‬إلى أن الوقف من خصششائص أهششل السششلم‪:‬‬
‫أي وقف الرض والعقار‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال الرشيدي‪ ،‬وعبارة الشافعي رضي ال عنششه‪ :‬ولششم يحبششس أهششل‬
‫الجاهلية‪ ،‬فيما علمته‪ ،‬دارا ول أرضا‪ ،‬وإنما حبس أهل السلم‪ .‬انتهت‪ .‬وأركانه أربعششة‪ :‬واقششف‪،‬‬
‫وموقوف عليششه‪ ،‬وموقششوف‪ ،‬وصششيغة‪ .‬وشششرط الواقششف أهليششة التششبرع‪ ،‬فل يصششح وقششف المجنششون‬
‫والصبي والمكره والمحجور عليه والمكاتب‪ .‬وشرط الموقوف عليه إن كان معينا‪ ،‬إمكششان تملكششه‬
‫للموقوف حال الوقف عليه‪ ،‬فل يصح الوقف على جنين‪ ،‬لعدم صحة تملكه‪ ،‬ول وقف عبد مسششلم‬
‫أو مصحف على كافر‪ ،‬وشرط الموقششوف أن يكششون عينششا معينششة مملوكششة‪ ،‬إلششى آخششر مششا سششيأتي‪،‬‬
‫وشرط الصيغة‪ ،‬لفظ يشعر بالمراد صريحا‪ :‬كوقفت‪ ،‬وسششبلت‪ ،‬وحبسششت كشذا علششى كششذا‪ ،‬وكنايششة‪:‬‬
‫كحرمت‪ ،‬وأبدت هذا للفقراء‪ ،‬وكتصدقت به على الفقراء‪ ،‬ويشترط فيها عدم التعليق‪ ،‬فلو قال إذا‬
‫جاء رأس الشهر فقد وقفت كذا على الفقراء‪ ،‬لم يصح‪ ،‬وعدم التأقيت‪ :‬فلششو قششال وقفششت كششذا علششى‬
‫الفقراء سنة‪ ،‬لم يصح‪ ،‬وسيذكر الشارح معظم ذلك )قوله‪ :‬هو لغة الحبششس( يقششال وقفششت كششذا‪ :‬أي‬
‫حبسته‪ .‬قال الرشيدي‪ :‬أنظر ما المراد بششالحبس فششي اللغشة ؟ ا‍ه‪) .‬قشوله‪ :‬وششرعا‪ :‬حبششس الشخ( قششد‬
‫اشتمل هذا التعريف على الركان الربعة‪ ،‬وعلى معظم الشروط‪ ،‬فقوله حبس‪ ،‬يتضششمن حابسششا‪،‬‬
‫وهو الواقف‪ ،‬ويتضمن صيغة‪) .‬وقوله‪ :‬مال( هو الموقوف‪) ،‬وقوله‪ :‬يمكن النتفاع به الششخ( بيششان‬
‫لمعظم الشروط‪ ،‬والمراد بالمال‪ ،‬العين المعينششة بشششرطها التششي‪ ،‬غيششر الششدراهم والششدنانير‪ ،‬لنهششا‬
‫تنعدم بصرفها‪ ،‬فل يبقى لها عيشن موجشودة‪) ،‬وقششوله‪ :‬بقطششع التصششرف( متعلششق بحبششس‪ .‬والمششراد‬
‫بالقطع‪ ،‬المنع والباء للملبسة‪ ،‬أو التصوير‪ ،‬يعني أن الحبس مصششور بقطششع الششخ‪ ،‬أو متلبششس بششه‪،‬‬
‫)وقوله‪ :‬في رقبته( أي ذاته متعلق بالتصرف‪) ،‬وقوله‪ :‬على مصرف( متعلق بحبششس أيضششا وهششو‬
‫الموقوف عليه‪) .‬وقوله‪ :‬مباح( خرج به المحرم‪ ،‬فل يصح الوقف عليه‪) .‬وقوله‪ :‬وجهة( قال فششي‬
‫فتح الجواد‪ :‬كذا عبر بشه بعضششهم‪ ،‬والولششى حششذف آخريششن لجهشة‪ ،‬ليهششامه وعششدم الحتيششاج إليششه‬
‫لشمول ما قبله له‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬والصل فيه خبر مسلم الششخ( أي وقششوله تعششالى‪) * :‬لششن تنششالوا الششبر‬
‫حتى تنفقوا مما تحبون( * )‪ (1‬ولما سمعها أبو طلحة رضي ال عنشه رغشب فشي وقشف بيرحشاء‪،‬‬
‫وكانت أحب أمواله إليشه‪ ،‬وهشي حديثشة مششهورة‪ ،‬مشأخوذة مشن الشبراح‪ ،‬وهشو الرض الظشاهرة‪،‬‬
‫واستشكل هذا بأن الذي في حديث أبي طلحة‪ :‬وإن أحششب أمششوالي إلششي بيرحششاء‪ ،‬وأنهششا صششدقة لش‬
‫تعالى عزوجل وهذه الصيغة ل تفيد الوقف لشيئين‪ :‬أحدهما أنها كناية‪ ،‬فتتوقششف علششى العلششم بششأنه‬
‫نوى الوقف بها‪ ،‬لكن قد يقال سياق الحديث دال على أنششه نششواه بهششا‪ ،‬ثانيهمششا‪ ،‬وهششو العمششدة‪ ،‬أنهششم‬
‫شرطوا في الوقف بيان المصرف‪ ،‬فل يكفي قوله ل ش عزوجششل عنششه‪ ،‬وحينئذ فكيششف يقولششون إنششه‬
‫وقفها ؟ أفاده حجر )قوله‪ :‬إذا مات المسلم( وفششي روايششة ابششن آدم وقششوله انقطششع عملششه‪ ،‬أي ثششواب‬
‫عمله‪ ،‬وقوله إل من ثلث‪ :‬هذا العدد ل مفهششوم لششه‪ ،‬فقششد زيششد علششى ذلششك أشششياء‪ ،‬نظمهششا العلمششة‬
‫السيوطي ‪ -‬فقال‪:‬‬

‫)‪ (1‬سورة آل عمران‪ :‬الية ‪.92‬‬

‫] ‪[ 187‬‬

‫إذا مات ابن آدم ليس يجري عليه من خصال غير عشر علوم بثها‪ ،‬ودعاء نجل‪ ،‬وغششرس‬
‫النخل‪ ،‬والصششدقات تجششري وراثششة مصششحف‪ ،‬وربششاط ثغششر‪ ،‬وحفششر الششبئر‪ ،‬أو إجششراء نهششر وبيششت‬
‫للغريب بناه يأوي إليه‪ ،‬أو بناء محل ذكر وزاد بعضهم‪ :‬وتعليم لقرآن كريششم فخششذها مششن أحششاديث‬
‫بحصر وقوله علوم بثها‪ ،‬أي بتعليم‪ ،‬أو تأليف‪ ،‬أو تقييد بهوامش )قوله‪ :‬أو علم ينتفششع بششه( بالبنششاء‬
‫للفاعل‪ ،‬أو للمفعول )قوله‪ :‬أو ولد( فائدة التقييد به‪ ،‬مع أن دعاء الغير ينفعه‪ ،‬تحريض الولد علششى‬
‫الدعاء لصله‪ .‬وقشوله أي مسشلم‪ ،‬أي أن المشراد بالصشالح‪ :‬المسشلم‪ ،‬فشأطلق الخشاص وأراد العشام‪.‬‬
‫وعبارة المغني‪ ،‬والولد الصالح هو القائم بحقوق ال وحقوق العباد‪ ،‬ولعل هذا محمول على كمال‬
‫القبول‪ ،‬وأما أصله فيكفي فيه أن يكون مسلما‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬يدعو له( أي لبيه بنفسششه‪ ،‬أو بتسششبب‬
‫في دعاء الغير لبيه‪ .‬فدعاؤه له مستعمل في حقيقتششه وفششي مجششازه‪ ،‬وهششو التسششبب )قششوله‪ :‬وحمششل‬
‫العلماء( أي العارفون بالكتاب والسنة‪ ،‬وورد في الحديث أنه )ص(‪ :‬خطب للناس يوما‪ ،‬فقال‪ :‬يششا‬
‫أيها الناس اتبعوا العلماء‪ ،‬فإنهم سرج الدنيا‪ ،‬ومصابيح الخششرة‪ ،‬وورد ثلثششة تضششئ فششي الرض‬
‫لهل السماء‪ ،‬كما تضئ النجوم في السماء لهل الرض‪ ،‬وهششي المسششاجد‪ ،‬وبيششت العششالم‪ ،‬وبيششت‬
‫حافظ القرآن )قوله‪ :‬على الوقف( قال في المغني‪ :‬والصدقة الجاريششة محمولششة عنششد العلمششاء علششى‬
‫الوقف‪ ،‬كما قاله الرافعي‪ ،‬فإن غيره من الصدقات ليست جارية‪ ،‬بل يملك المتصدق عليه أعيانها‬
‫ومنافعها ناجزا‪ .‬وأمششا الوصششية بالمنششافع‪ ،‬وإن شششملها الحششديث‪ ،‬فهششي نششادرة‪ ،‬فحمششل الصششدقة فششي‬
‫الحديث على الوقف أولى‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقال البجيرمي‪ :‬ما المانع مششن حمششل الصششدقة الجاريششة علششى بقيششة‬
‫العشرة التي ذكروا أنها ل تنقطع بموت ابششن آدم ؟ ولعششل الشششارح تششبرأ مششن حملهششا علششى الوقششف‬
‫بخصوصه بقوله محمولة عند العلماء إشارة إلى أنه يمكن حملها علششى جميعهششا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬دون‬
‫نحو الوصية بالمنافع( أي فإنهم لم يحملوا الصدقة الجارية في الحديث عليهششا وإن كششانت مؤبششدة‪،‬‬
‫وقد علمت أنه يكون ذلك نادرا‪ ،‬ويندرج تحت نحو النذر‪ :‬الهبة‪ ،‬بناء على جوازهششا فششي المنششافع‪،‬‬
‫فيملكها المتهب‪ ،‬وهذا مبني أيضا على أن ما يوهب منافعه أمانة )قوله‪ :‬وقف عمر الششخ( بصششيغة‬
‫الفعل‪ ،‬وهو دليل آخر‪ .‬ويصح قراءته بصيغة المصدر عطف على خبر مسلم‪ ،‬أي والصششل فيششه‬
‫أيضا وقف الخ )قوله‪ :‬أرضا أصابها( أي جششزءا مشششاعا مششن أرض أصششابها غنيمششة‪ .‬قششال الجلل‬
‫المحلي‪ :‬وقف مائة سششهم مششن خيششبر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قشوله‪ :‬وششرط( أي عمشر رضششي الش عنشه فششي صشيغة‬
‫الوقف‪ .‬وقوله فيها‪ ،‬أي في الرض التي وقفها )قششوله‪ :‬منهششا( أي الشششروط‪) .‬وقششوله‪ :‬أصششلها( أي‬
‫رقبتها‪ ،‬أي أصل هو هي‪ ،‬فالضافة للبيان )قوله‪ :‬وأن مشن وليهشا( أي تشولي أمرهشا‪ ،‬أي الرض‬
‫الموقوفة )قوله‪ :‬يأكل منهششا بششالمعروف( قششال النشووي فششي شششرح مسششلم‪ :‬معنششاه يأكششل المعتششاد ول‬
‫يتجاوزه‪ ،‬ويطعم‪ ،‬أي غيره‪ ،‬فهو من الطعام‪) .‬وقوله‪ :‬غير متمول( حال من فاعل يطعم‪ .‬قال ع‬
‫ش‪ :‬لعل المراد غير متصرف فيه تصرف ذي الموال‪ ،‬ول يحسن حملششه علششى الفقيششر‪ ،‬لنششه لششو‬
‫كان مرادا‪ ،‬لم يتقيد بالصششديق ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬رواه الشششيخان( أي بلفششظ‪ :‬أنبششأني نششافع عششن ابششن عمششر‬
‫رضي ال عنهما أن عمر بن الخطاب أصاب أرضا بخير‪ ،‬فأتى النبي )ص( يستأمره فيها‪ ،‬فقششال‬
‫يا رسول ال إني أصبت أرضا بخيبر لم أصب مال قط أنفس عندي منه‪ ،‬فمشا تشأمرني بشه ؟ قشال‬
‫إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها‪ ،‬قال فتصدق بها عمر أنششه ل يبششاع ول يششوهب ول يششورث‪،‬‬
‫وتصدق بها في الفقراء وفي القربى وفي الرقاب وفي سبيل ال وابن السبيل والضششيف‪ ،‬ل جنششاح‬
‫على من وليها أن‬

‫] ‪[ 188‬‬

‫يأكل منها بالمعروف‪ ،‬ويطعم صديقا غيششر متمششول وقششوله فششي الحششديث أنششه الششخ المصششدر‬
‫المؤول مجرور بعلى مقدرة‪ ،‬والضمير يعود على أصلها‪ ،‬أي فتصدق بها عمششر علششى أن أصششلها‬
‫ل يباع الخ )قوله‪ :‬وهو( أي عمر رضي ال عنه )قوله‪ :‬وعششن أبششي يوسششف( أي ونقششل عششن أبششي‬
‫يوسف )قوله‪ :‬أنه( أي أبا يوسف )قوله‪ :‬أنه ل يباع أصلها( بدل من خبر عمر بدل بعض من كل‬
‫)قوله‪ :‬ببيع الوقف( أي بصحة بيعه‪ ،‬أي الستبدال به )قوله‪ :‬وقال لششو سششمعه لقششال بششه( أي وقششال‬
‫أبو يوسف لو بلغ هذا الخبر أبا حنيفة لقال به‪ ،‬أي بما تضمنه‪ ،‬من عدم صششحة بيششع الوقششف‪ ،‬قششال‬
‫في التحفة بعده‪ ،‬إنما يتجه الرد به على أبي حنيفششة إن كششان يقششول بششبيعه‪ ،‬أي السششتبدال بششه‪ ،‬وإن‬
‫شرط الواقف عدمه‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال سم‪ :‬أي لن عمر رضي ال عنه شششرط عششدم الششبيع‪ ،‬فهششو إنمششا يششدل‬
‫على عدم البيع عند شرطه‪ ،‬ل عند عدمه‪ .‬ثم قال‪ :‬وقد يقال إنما شرط عمر ذلك ليبين عدم جواز‬
‫بيع الوقف‪ ،‬فليتأمل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬صح الوقف الخ( شروع في بيان شروط الموقوف‪ .‬فقششوله عيششن‪،‬‬
‫احترز به عن المنفعة‪ ،‬وقوله معينة‪ ،‬احترز به عمششا فششي الذمششة عشن المبهششم‪ ،‬كواحشد مشن عبشديه‪.‬‬
‫وقوله مملوكة‪ ،‬احترز بشه عشن الشذي ل يملشك‪ ،‬كمكشتري‪ ،‬وموصشى بمنفعتشه لشه‪ ،‬وحشر‪ ،‬وكلشب‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬يقبل النقل( أي من ملك شخص إلى ملك شخص آخر‪ ،‬واخترز بشه عشن أم ولششد ومكششاتب‬
‫لنهما ل يقبلن النقل‪ ،‬لنهما قششد حلهمششا حرمششة العتششق‪ ،‬فالتحقششا بششالحر‪) ،‬وقشوله‪ :‬تفيششد فششائدة( أي‬
‫يحصل منها فائدة‪ ،‬واحترز به‪ :‬عما ل يفيد‪ ،‬كزمششن ل يرجششى زوال زمششانته‪) ،‬وقششوله‪ :‬حششال( أي‬
‫كثمرة بستانه الحاصلة‪) ،‬وقوله‪ :‬أو مآل( أي كعبد وجحش صغيرين‪ ،‬فيصح وقفهما‪ ،‬وإن لم تكن‬
‫الفائدة موجودة في الحال‪) .‬وقوله‪ :‬أو منفعة( بالنصب‪ ،‬عطششف علششى فششائدة‪ ،‬مشن عطششف الخششاص‬
‫على العام إن أريد بالفائدة ما يشمل الحسششية والمعنويششة‪ .‬وإن خصششت بالحسششية‪ ،‬كششان مششن عطششف‬
‫المغاير‪) .‬وقوله‪ :‬يستأجر لها( الجار والمجرور نائب فاعل‪ ،‬والتقدير أو منفعة يسششتأجر الشششخص‬
‫العين لجلها‪ .‬واحترز به عن ذي منفعة ل يستأجر لها‪ ،‬كآلة لهششو‪ ،‬وطعششام‪) ،‬وقششوله‪ :‬غالبششا( قششال‬
‫في شرح الروض احترز به عن الريششاحين ونحوهششا فششإنه ل يصششح وقفهششا‪ ،‬كمششا سششيأتي مششع أنهششا‬
‫تستأجر‪ ،‬لن استئجارها نادر‪ ،‬ل غالب‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله الرياحين‪ :‬أي المحصودة‪ ،‬ل المزروعة‪ ،‬كما‬
‫سيأتي ‪ -‬واحترز به أيضا عن فحل الضراب‪ ،‬فإنه يصح وقفششه لششه‪ ،‬وإن لششم تجششز إجششارته لششه‪ ،‬إذ‬
‫يغتفر في القربة ما ل يغتفر في المعاوضة‪) .‬وقوله‪ :‬وهي باقية( أي تفيششد مششا ذكششر‪ ،‬والحششال أنهششا‬
‫باقية‪ ،‬واحترز به عما يفيششد‪ ،‬لكششن باسششتهلكه‪ ،‬كالمطعومششات‪ ،‬فجميششع هششذه المحششترزات ل يصششح‬
‫وقفها )قوله‪ :‬لنه( أي الوقف‪ ،‬وهو علة لشتراط كششون العيششن تفيششد فششائدة وهششي باقيششة‪ ،‬أي وإنمششا‬
‫اشترط ذلك لكون الوقف إنما شرع ليكون صدقة جارية‪ ،‬ول يكون كشذلك إل إن حصشل النتفشاع‬
‫بالعين مع بقائها‪) .‬قوله‪ :‬وذلك( اسم الشارة يحتمل عوده علششى وقششف فششي قششوله صششح وقششف‪ ،‬أي‬
‫وذلك الوقف الصحيح بسبب استكمال القيود كائن كوقف شحر الششخ‪ ،‬ويحتمششل عششوده علششى العيششن‬
‫المستكملة لما ذكر وتذكير اسم الشارة على تأويلها بالمذكور‪ ،‬أي وذلك المذكور من العين الششتي‬
‫يصح وقفها كائن كوقف الخ‪ .‬لكن ل بد عليششه مششن تأويششل وقششف بموقششوف‪ ،‬وتكششون الضششافة مششن‬
‫إضافة الصفة للموصوف‪ ،‬أي كشششجر وقششف لريعششه الششخ‪ .‬فتنبششه )قشوله‪ :‬لريعششه( أي نمششائه متعلششق‬
‫بوقف‪ ،‬أي وقفه لجل تحصيل ريعه )قوله‪ :‬وحلي للبس( أي وكوقشف حلشي للبسشه )قشوله‪ :‬ونحشو‬
‫مسك( معطوف على شجر‪ :‬أي وكوقف نحو مسك كعنبر لجل شمه‪ ،‬وقوله لشم‪ ،‬خرج به ما إذا‬
‫كان للكل‪ ،‬فل يصح وقفه‪ .‬قال في شرح الروض‪ ،‬قال الخوارزمي وابن الصششلح يصششح وقششف‬
‫المشموم الدائم نفعه‪ ،‬كالعنبر والمسك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وريحان مزروع( معطششوف علششى نحششو مسششك‪،‬‬
‫من عطف الخاص على العام‪ ،‬أي وكوقف ريحان مزروع لجل شمه‪ ،‬فيصششح‪ ،‬لنششه يبقششى مششدة‪.‬‬
‫وفيه أيضا نفع آخر‪ ،‬وهو التنزه‪ ،‬ول بد أن يكون للشم‪ ،‬ل للكل‪ ،‬وإل فل يصح أيضا‪ .‬واحششترز‬
‫بالمزروع‪ ،‬عن المحصود‪ ،‬فل يصح وقفه‪ ،‬لسرعة فسششاده )قششوله‪ :‬بخلف عششود البخششور( أي فل‬
‫يصح وقفه‪.‬‬

‫] ‪[ 189‬‬

‫)وقوله‪ :‬لنه الخ( علة لمقدر‪ ،‬أي وإنما لم يصح وقفه‪ ،‬لنه ل ينتفع به إل باسششتهلكه‪ ،‬أي‬
‫بزوال عينه )قوله‪ :‬والمطعوم( أي وبخلف المطعوم‪ ،‬فهو معطوف على عود البخششور‪) .‬وقششوله‪:‬‬
‫لن نفعه الخ( علة لمقدر أيضا‪ ،‬أي فل يصح وقف المطعوم‪ ،‬لن النفع به إنما يكون في إهلكه‪.‬‬
‫وهذه العلة عين العلة المارة‪ ،‬فلو حذف تلك‪ ،‬وجعل هذه علة للمعطوف والمعطشوف عليشه‪ ،‬لكشان‬
‫أخصر )قوله‪ :‬وزعم ابن الصلح الخ( مبتدأ‪ .‬وقوله اختيار له‪ ،‬أي لبن الصلح‪ ،‬خبره‪ :‬أي وإذا‬
‫كان مجرد اختيار له فقط‪ ،‬فل يعترض به على عدم صحة وقف المطعششوم )قششوله‪ :‬ويصششح وقششف‬
‫المغصوب( أي ويصح للمالك أن يوقف العين التي غصبت عليه‪ ،‬لنها ليس فيها إل العجششز عششن‬
‫صرف منفعتها إلى جهة الوقف في الحال‪ ،‬وذلك ل يمنع الصحة‪) .‬قوله‪ :‬وإن عجز( أي الواقف‪،‬‬
‫)وقوله‪ :‬عن تخليصه( أي المغصوب من الغاصب )قوله‪ :‬ووقف العلششو( أي ويصششح وقششف العلششو‬
‫فقط من دار أو نحوها‪ ،‬دون سفلها‪) ،‬وقوله‪ :‬مسجدا( عبارة الفتح‪ :‬ولو مسششجدا‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهششي أولششى‪،‬‬
‫لفادتها التعميم )قوله‪ :‬والوجه صحة وقف المشششاع( أي كجششزء مششن دار أو مششن أرض‪ .‬ويصششح‬
‫وقفه‪ ،‬وإن جهل قدر حصته أو صفتها‪ ،‬لن وقف عمر السابق‪ ،‬كان مشاعا‪ ،‬ول يسششري للبششاقي‪،‬‬
‫ولو كان الواقف موسرا‪ ،‬بخلف العتق‪) .‬وقوله‪ :‬وإن قل( أي المشاع الموقوف مسششجدا‪ ،‬والغايششة‬
‫للرد‪ ،‬كما تفيده عبارة النهاية‪ ،‬ونصها‪ ،‬ول فششرق فيمششا مششر بيششن أن يكششون الموقششوف مسششجدا هششو‬
‫القل أو الكثر‪ ،‬خلفا للزركشي ومن تبعه ا‍ه‪ .‬ولو أخرها عن قششوله ويحششرم المكششث الششخ‪ ،‬لكششان‬
‫أولى‪ ،‬لن مراد النهاية بقوله فيما مر‪ ،‬حرمة المكث‪) ،‬وقوله‪ :‬مسجدا( مفعول وقف‪ ،‬والولى أن‬
‫يأخذه غاية‪ ،‬بأن يقول‪ :‬ولو مسششجدا‪ ،‬كمششا يفيششده إطلق المنهششاج‪ ،‬وعبششارته‪ :‬ويصششح وقششف عقششار‬
‫ومنقول ومشاع‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال في النهاية‪ :‬وشمل كلمه ما لو وقف المشاع مسجدا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويحششرم‬
‫المكث فيه( أي في المشاع الموقوف مسجدا‪ ،‬وفي شرح الروض‪ ،‬وأفتى البارزي بجواز المكششث‬
‫فيه‪ ،‬ما لم يقسم‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي النهاية‪ :‬وتجب قسمته لتعينها طريقا‪ ،‬ومششا نششوزع بششه مششردود‪ ،‬وتجششويز‬
‫الزركشي المهايأة هنا بعيد‪ ،‬إذ ل نظير لكونه مسجدا في يششوم وغيششر مسششجد فششي آخششر‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفششي‬
‫البجيرمي‪ :‬وتصح فيه التحية دون العتكاف‪ ،‬لن العتكاف‪ ،‬ل يصح إل في المسششجد الخششالص‪،‬‬
‫ول يجوز فيه التباعد عن المام أكثر من ثلثمائة ذراع بين المصلين‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬تغليبششا للمنششع(‬
‫أي منع المكث الذي هو مقتضى الوقف به على جواز المكث الذي هو مقتضى الملششك‪ .‬ولششو قششال‬
‫تغليبا للوقف على الملك‪ ،‬أي للجزء الموقوف على الجزء المملوك‪ ،‬لكان أولى‪ .‬قال فششي المغنششي‪:‬‬
‫)فإن قيل( ينبغي عدم حرمة المكث فيما إذا كان الموقوف مسششجدا أقششل‪ ،‬كمششا أنششه ل يحششرم حمششل‬
‫التفسير إذا كان القرآن أقل على المحدث‪) .‬أجيب( بششأن المسششجدية هنششا شششائعة فششي جميششع أجششزاء‬
‫الرض‪ ،‬غير متميزة في شئ منها‪ ،‬فلم يمكششن تبعيششة القششل للكششثر‪ ،‬إذ ل تبعيششة إل مششع التمييششز‪،‬‬
‫بخلف القرآن‪ ،‬فإنه متميز عن التفسير‪ ،‬فاعتبر الكثر‪ ،‬ليكون البششاقي تابعششا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬ويمتنششع‬
‫اعتكاف الخ( عبارة التحفة‪ ،‬ومر في مبحث خيار الجارة أنه يتصششور لنششا مسششجد تملششك منفعتششه‪،‬‬
‫ويمتنع نحو اعتكاف وصلة فيه من غير إذن مالك المنفعة ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬ومر الخ( عبارته هنششاك‪،‬‬
‫ومما يتخير به أيضا ما لو استأجر محل لدوابه فوقفه المؤجر مسجدا‪ ،‬فيمتنع عليه تنجيسششه وكششل‬
‫مقذر له من حينئذ‪ ،‬ويتخير‪ ،‬فإن اختار البقاء‪ ،‬انتفع بشه إلششى مضشي المششدة‪ ،‬وامتنشع علششى الواقششف‬
‫وغيره الصلة ونحوها فيه بغير إذن المستأجر‪ ،‬وحينئذ‪ ،‬يقال لنا مسجد منفعتششه مملوكششة الششخ ا‍ه‪.‬‬
‫إذا علمت ذلك‪ ،‬تعلم أن عبارة الشارح سقطا من النساخ )قوله‪ :‬بششوقفت الششخ( متعلششق بقششوله صششح‬
‫وقف عين‪ ،‬وهو شرع في بيان الصيغة‪ ،‬وقششد تقششدم بيششان شششروطها‪ ،‬فل تغفششل‪) .‬وقششوله‪ :‬وسششبلت‬
‫وحبست( بتشديد الباء فيهما‪ ،‬وهما من الصرائح‪ ،‬على الصحيح‪ ،‬لشتهارهما فيه شرعا وعرفششا‪.‬‬
‫أما الول‪ ،‬وكل ما كان مشتقا من لفظ الوقف فصريح قطعا‬

‫] ‪[ 190‬‬

‫)قوله‪ :‬كذا على كذا( متعلقان بكل من وقفت وما بعده‪ .‬قال في المغني‪ ،‬فششإن لششم يقششل علششى‬
‫كذا‪ ،‬لم يصح‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أو أرضي موقوفه أو وقف عليه( أي أو قال ذلششك‪ ،‬وهششو مششن الصششريح‬
‫بل خلف‪ ،‬كما علمت )قوله‪ :‬فصريح في الصح( تصريحه بالصراحة هنا وعدم تصششريحه بهششا‬
‫فيما سبق‪ ،‬يفيد أن جميع ما سبق متفق على صراحته‪ ،‬مع أنه ليس كذلك‪ ،‬لن بعضه متفق عليششه‬
‫وهو ما كان مشتقا من لفظ الوقف‪ ،‬وبعضه مختلف فيه وهو ما عداه‪ ،‬كمششا تقششدم‪ ،‬فكششان عليششه أن‬
‫ينص على ذلك‪ ،‬وإنما كان ما ذكر صريحا فششي الصششح‪ ،‬لن لفششظ التصششدق مششع هششذه القششرائن ل‬
‫يحتمل غير الوقف )قششوله‪ :‬ومششن الصششرائح الششخ( أي علششى الصششح )قششوله‪ :‬فيصششير( أي المكششان‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬به( أي بقوله جعلت الخ )قشوله‪ :‬وإن الشخ( غايشة فششي صشيرورته مسشجدا بقشوله المششذكور‬
‫)قوله‪ :‬ول أتي بشئ مما مر( أي‪ :‬مشن قشوله ل يبشاع ول يشوهب ول يشورث )قشوله‪ :‬لن المسشجد‬
‫الخ( علة لصيرورته مسجدا بذلك‪ ،‬أي أنه يصير مسجدا بمجرد قوله جعلته مسجدا‪ ،‬لن المسششجد‬
‫ل يكون إل وقفا‪ ،‬فأغنى لفظه عن لفظ الوقف ونحشوه )قشوله‪ :‬ووقفتشه للصشلة الشخ( أي وإذا قشال‬
‫الواقف وقفت هذا المكان للصلة فهو صششريح فششي مطلششق الوقفيششة )قششوله‪ :‬وكنايششة فششي خصششوص‬
‫المسجدية‪ ،‬فل بد من نيتها( فإن نوى المسجدية‪ ،‬صار مسجدا‪ ،‬وإل صار وقفا على الصلة فقط‪،‬‬
‫وإن لم يكن مسجدا‪ ،‬كالمدرسة )قوله‪ :‬في غير الموات( ل يظهششر تعقلششه بمششا قبلششه‪ ،‬فكششان الولششى‬
‫إسقاطه‪ ،‬أو تأخيره وذكره بعد قوله فلو بنى بناء علششى هيئة مسششجد الششخ‪ ،‬كمششا فششي التحفششة‪ ،‬وفتششح‬
‫الجواد‪ ،‬وعبارة الثاني‪ ،‬ووقفته للصلة صريح في الوقفية‪ ،‬وكناية فششي خصششوص المسششجدية‪ ،‬فل‬
‫بد من نيتها‪ ،‬بخلف البناء علششى هيئة المسششجد‪ ،‬فششإنه غيششر كنايششة‪ ،‬وإن أذن فششي الصششلة فيششه‪ ،‬إل‬
‫بموات‪ ،‬فيصير مسجدا بمجرد البناء مع النية‪ ،‬خلفا للفارقي‪ ،‬لن اللفظ إنما احتيج إليششه لخششراج‬
‫ما كان في ملكه عنه‪ ،‬وهذا لم يدخل في ملك من أحياه مسجدا‪ ،‬فلم يحتج للفظ‪ ،‬وصار للبناء حكم‬
‫المسجد تبعا‪ ،‬ومن ثم اتجه جريان ذلك في بناء مدرسة أو ربششاط أو حفششر بئر وإحيششاء مقششبرة فششي‬
‫الموات بقصد التسبيل‪ .‬ا‍ه‪ .‬ويحتمل على بعد أنه مرتبط بكلم المتن فيكون خبرا لمبتدأ محذوف‪،‬‬
‫أي ما ذكر من كون صحة الوقف بوقفت الخ في غيششر المششوات‪ ،‬أمششا فششي المششوات‪ ،‬وهششو الرض‬
‫التي لم تعمر قط‪ ،‬أو عمرت جاهلية‪ ،‬فيصح الوقف من غير ذلك )قوله‪ :‬مششن أنششه الششخ( الصششواب‬
‫إسقاط لفظ من‪ ،‬ول يصح جعلها زائدة‪ ،‬لنها ل تزاد في الثبششات إل علششى رأي ضششعيف‪ ،‬وقششوله‬
‫لو عمر‪ ،‬بتخفيف الميم‪ ،‬من العمارة‪ ،‬أما بالتشديد‪ ،‬فمن التعمير في السن‪ ،‬أي طول الجل‪ ،‬ومششن‬
‫الول‪ ،‬قوله تعالى‪) * :‬إنما يعمر مساجد ال( * )‪ (1‬ومن الثاني‪ ،‬قوله تعالى‪) * :‬يششود أحششدهم لششو‬
‫يعمر ألف سنة( * )‪) * ،(2‬أو لم نعمركم( * )‪ (3‬الية‪ .‬ا‍ه‪ .‬ش ق‪) .‬وقوله‪ :‬ولششم يقششف آلتششه( أي‬
‫التي حصلت العمارة بها‪ ،‬من خشب‪ ،‬وحجر‪ ،‬ونحوهما‪ ،‬وضميره يعود علششى الشششخص المعمششر‪،‬‬
‫كضمير الفعل قبله )قوله‪ :‬كانت( أي اللت‪ ،‬وهششو جششواب لششو‪) .‬وقششوله‪ :‬عششارة لششه( أي للمسششجد‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬يرجع الخ( بيان لحكم العارية‪ .‬وفي النهاية‪ :‬وقششول الرويششاني لششو عمششر الششخ يمكششن حملششه‬
‫على ما إذا لم يبن بقصد المسجد‪ ،‬والقول بخلفه على ما إذا بني بقصد ذلششك‪ .‬وفششي كلم البغششوي‬
‫ما يرد كلم الروياني‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله وفي كلم البغششوي‪ ،‬هششو مششا سششيذكره الشششارح قريبششا بقششوله قششال‬
‫البغوي في فتاويه الخ‪ ،‬كما في التحفة )قوله‪ :‬لما أضيف( أي للمسجد‪،‬‬

‫)‪ (1‬سورة المائدة‪ ،‬الية‪ (2) .18 :‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪ (3) .96 :‬سورة الفاطر‪ ،‬الية‪.37 :‬‬

‫] ‪[ 191‬‬

‫والجار والمجرور متعلق بيثبت‪) .‬وقوله‪ :‬من الرض( بيشان لمششا‪) .‬وقشوله‪ :‬حشوله( متعلشق‬
‫بأضيف‪ ،‬أي أضيف حول المسجد )قوله‪ :‬إذا احتيج إلى توسعه( أي المسششجد‪ ،‬أي ولششم يوقششف مششا‬
‫أضيف له مسجدا أيضا‪ ،‬وإل ثبت له حكم المسجد‪ ،‬كما هو ظاهر )قوله‪ :‬وعلم ممشا مشر( أي مشن‬
‫قول المصنف صح وقف بوقفت الخ )قشوله‪ :‬ول يشأتي فيشه( أي الوقشف خلف المعاطشاة‪ ،‬وفشارق‬
‫نحو البيع بأنها عهشدت فيششه جاهليشة‪ ،‬فشأمكن تنزيشل النششص عليهششا‪ ،‬ول كششذلك الوقشف‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفشة‪.‬‬
‫والنص هو قوله‪ :‬إنما البيع عن تراض‪ ،‬فحمل على البيع المعروف لهم‪ ،‬ولو بالمعاطاة عقششد مششن‬
‫يقول بها‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع ش )قوله‪ :‬فلو بنى الخ( مفششرع علششى قششوله ول يششأتي فيششه الششخ )قشوله‪ :‬لششم يخششرج‬
‫بذلك( أي بما ذكر من البناء على هيئة المسجد والذن بإقامة الصلة فيه عن كونه ملكا له‪ ،‬وهذا‬
‫في غير الموات‪ ،‬أما فيه فل يحتاج إلى لفظ‪ ،‬كما مر آنفا )قوله‪ :‬كما إذا الخ( الكاف للتنظيششر‪ :‬أي‬
‫وهذا نظير ما لو بنى مكانا على هيئة مقبرة وأذن في الدفن‪ ،‬فإنه ل يخرج بذلك عن ملكه )قوله‪:‬‬
‫بخلف ما لو أذن في العتكاف( أي بخلف ما لو بنى على هيئة مسجد وأذن في العتكاف فيششه‬
‫فإنه يصير مسجدا بذلك‪ ،‬قال في التحفة‪ :‬ويوجه ما فيه بأن العتكاف يستلزم المسششجدية‪ ،‬بخلف‬
‫نحو الصلة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتب سم ما نصه‪ :‬المتجه أن مجرد الذن في العتكاف فيه ليس إنشششاء لششوقفه‬
‫مسجدا‪ ،‬بل متضمن للعتراف بذلك‪ ،‬فل يصير مسشجدا فششي نفششس المشر بمجشرد ذلششك‪ .‬م ر‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬لو قال( أي مالك أرض )قوله‪ :‬لقيم المسجد( أي للقائم على عمارته )قششوله‪ :‬صششار لششه( أي‬
‫اللبن )قوله‪ :‬وليس له( أي للقائل لقيم المسشجد مششا ذكشر‪) .‬وقشوله‪ :‬نقضشه( بفتشح النشون‪ ،‬أي هشدمه‬
‫وأخذ لبنه‪ ،‬ويحتمل أنه بكسر النون بمعنى المنقوض‪ ،‬أي ليششس لششه إذا خششرب المسششجد منقوضششه‪،‬‬
‫والمراد اللبن الذي قطع من أرضه‪ ،‬بل حكمه حكم بقية آلت المسجد‪ .‬قال في القششاموس‪ :‬النقششض‬
‫للبناء‪ ،‬والحبل والعهد ضد البرام‪ ،‬كالنتقاض‪ ،‬والتناقض‪ ،‬وبالكسر‪ :‬المنقوض‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وله(‬
‫أي للقائل ما مر‪) .‬وقوله‪ :‬استرداده( أي اللبن‪ ،‬أي الرجوع فيه‪) ،‬وقوله‪ :‬قبل أن يبني به( أي قبل‬
‫أن يبني المسجد بذلك اللبن )قششوله‪ :‬وألحششق البلقينششي بالمسششجد فششي ذلششك( لششم يتقششدم لسششم الشششارة‬
‫مرجع‪ ،‬فلعل في العبارة سقطا من الناسخ يعلم من عبارة التحفشة ونصششها‪ :‬نعششم بنشاء المسششجد فشي‬
‫الموات تكفي فيششه النيششة‪ ،‬ثششم قششال‪ :‬وألحششق السششنوي بالمسششجد فششي ذلششك نحششو المششدارس والربششط‪،‬‬
‫والبلقيني أخذ منه أيضا البئر المحفورة للسبيل والبقعة المحياة مقبرة الششخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثلششه فششي النهايششة‬
‫ومغني الخطيب‪ .‬وكتب ع ش‪ :‬قوله في ذلك‪ ،‬أي أنه يصير وقفا بنفس البناء‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فيصششير‬
‫كذلك( أي وقفا بمجرد بنائه )قوله‪ :‬وضششعفه بعضششهم( أي ضششعف مششا قششاله الشششيخ‪ .‬وفششي التحفششة‪،‬‬
‫واعترض بعضهم ما قاله الشيخ بأنه قرعه على طريقة ضششعيفة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قشوله‪ :‬ويصششح وقششف بقششرة‬
‫على رباط ليشرب لبنها من نزله‪ ،‬أو ليباع نسلها لمصالحه( قال في الروض وشرحه‪ :‬وإن أطلق‬
‫فل يصح‪ ،‬وإن كنا نعلم أنه يريد ذلك‪ ،‬لن العتبار باللفظ ذكره في الروضة عششن القفششال‪ ،‬ونقلششه‬
‫عن الرافعي أواخر الباب مع نظيره فيما لو وقف شيئا على مسجد كششذا ولششم يششبين جهششة مصششرفه‬
‫لكنه قال عقبهما‪ ،‬ومقتضى إطلق الجمهور الصحة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وشرط له الخ( شروع فششي ذكششر‬
‫شروط الوقف‪ ،‬وذكر ثلثة منها‪ ،‬وهي التأبيد‪ ،‬والتنجيز‪ ،‬وإمكان التمليك‪ .‬والثاني في الحقيقة من‬
‫شروط الصيغة‪ ،‬والثالث‬

‫] ‪[ 192‬‬

‫للموقوف عليه‪ ،‬كما تقدم بيانه أول البششاب )قشوله‪ :‬تأبيششد( قششال البجيرمششي‪ ،‬معنشى تأبيششده أن‬
‫يقف على ما ل ينقرض عادة‪ ،‬كالفقراء والمساجد‪ ،‬أو على من ينقرض ثم على مششن ل ينقششرض‪،‬‬
‫كأولد زيد‪ ،‬ثم الفقراء )قوله‪ :‬فل يصح تششأقيته( أي لفسششاد الصششيغة بششه‪ ،‬إذ وضششعه علششى التأبيششد‪،‬‬
‫وسواء في ذلك طويل المدة وقصيرها‪ .‬نعم‪ ،‬ينبغي أن يقال لششو وقفششه علششى الفقششراء ألششف سششنة أو‬
‫نحوها مما يبعد بقاء الدنيا إليه‪ ،‬صح‪ ،‬كما بحثششه الزركشششي‪ ،‬كششالذرعي‪ ،‬لن القصشد منشه التأبيششد‬
‫دون حقيقة التأقيت‪ ،‬ومحل فساد الصيغة به فيما ل يضاهي التحرير‪ ،‬أي يشابهه‪ ،‬في انفكاكه عن‬
‫اختصاص الدميين‪ ،‬أما فيما يضاهيه‪ ،‬كالمسجد والربشاط والمقشبرة‪ :‬كقشوله جعلتشه مسشجدا سشنة‪،‬‬
‫فإنه يصح مؤبد ويلغو التأقيت‪ ،‬كما لو ذكر فيه شرطا فاسدا )قوله‪ :‬كوقفته على زيد سنة( تمثيششل‬
‫للمؤقت‪ .‬قال في شرح الروض‪ :‬نعم إن عقبه بمصرف آخر‪ ،‬كأن وقف على أولده سنة‪ ،‬ثم على‬
‫الفقراء‪ ،‬صح‪ .‬وروعي فيه شرط الواقف‪ .‬نقله الخوارزمي‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وتنجيششز( معطششوف علششى‬
‫تأبيد‪ :‬أي وشرط له تنجيز )قوله‪ :‬فل يصح تعليقه( أي الوقف‪ ،‬لنه عقد يقتضي إزالة الملششك فششي‬
‫الحال‪ ،‬ومحله أيضا فيما ل يضاهي التحرير‪ ،‬فلو قال إذا جشاء رمضششان فقششد جعلششت هشذا المكشان‬
‫مسجدا‪ ،‬صح‪ ،‬كما ذكره ابن الرفعة‪ ،‬ول يصير مسجدا إل إذا جاء رمضان‪ .‬وأفهم كلمه أنه لششو‬
‫نجز الوقف وعلق العطاء‪ ،‬صح‪ ،‬كوقفته على زيششد‪ ،‬ول يصششرف إليششه إل أول شششهر كششذا مثل‪،‬‬
‫وهو كذلك‪ ،‬كما نقله البجيرمي‪ ،‬عن الزركشي‪ ،‬عن القاضي حسششين‪) ،‬قششوله‪ :‬نعششم يصششح( تعليقششه‬
‫بالموات استثناء من عدم صحة التعليششق‪ ،‬والمششراد بششه مطلششق الربششط‪ ،‬ولششو لششم يكششن بواسششطة أداة‬
‫الشرط‪ ،‬كمثاله المذكور بعد‪ ،‬ومثال ما كان بواسطة الداة‪ ،‬إذا مت فداري وقف على كذا أو فقششد‬
‫وقفتها‪ ،‬بخلف إذا مت وقفتها فإنه ل يصح‪ ،‬كما في التحفة ونصششها‪ ،‬نعششم يصششح تعليقششه بششالموت‬
‫كإذا مت فداري وقف على كذا أو فقد وقفتها‪ ،‬إذ المعنى فاعلموا أني قششد وقفتهششا‪ ،‬بخلف إذا مششت‬
‫وقفتها‪ .‬والفرق أن الول إنشاء تعليق‪ ،‬والثاني تعليق إنشاء‪ ،‬وهو باطل‪ ،‬لنه وعد محض‪ .‬ذكششره‬
‫السبكي‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬قال الشيخان وكأنه وصية( أي وكأن المعلق بالموت وصية‪ ،‬أي في حكمهششا‪.‬‬
‫وفي الرشيدي ما نصه‪ :‬قال الشارح في شرحه للبهجة‪) .‬والحاصل( أنه يصح ويكون حكمه حكم‬
‫الوصايا في اعتباره من الثلششث‪ ،‬وفششي جششواز الرجششوع عنششه‪ ،‬وفششي عششدم صششرفه للششوارث‪ ،‬وحكششم‬
‫الوقاف في تأبيده‪ ،‬وعدم بيعه وهبته وارثه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لقول القفال الشخ( تعليشل لكشونه فششي حكشم‬
‫الوصية‪ ،‬أي وإنما كان في حكمها لقول القفشال أنشه لشو عرضششها‪ ،‬أي الششدار‪ ،‬المعلششق وقفهشا علششى‬
‫الموت للبيع‪ ،‬كان عرضه المششذكور رجوعششا عششن الوقششف المششذكور‪ ،‬كالوصششية‪ ،‬فششإنه لششو عششرض‬
‫الموصي ما أوصى به للبيع‪ ،‬كان رجوعا‪ .‬ويفرق بينه وبين المدبر‪ ،‬حيث كان العرض فيه ليششس‬
‫رجوعا‪ ،‬بل ل بد من البيع بالفعل‪ ،‬بأن الحق المتعلق به‪ ،‬وهو العتششق‪ ،‬أقشوى‪ ،‬فلششم يجشز الرجشوع‬
‫عنه إل بنحو البيع دون العرض عليه‪ ،‬كذا في التحفة والنهايششة )قششوله‪ :‬وإمكششان تمليششك( معطششوف‬
‫على تأبيد‪ ،‬أي وشرط له إمكان تمليك الواقف للموقششوف عليشه العيشن الموقوفشة‪ ،‬ففاعشل المصششدر‬
‫محششذوف‪ ،‬والعيششن مفعششوله‪ .‬والولششى‪ :‬وإمكششان تملكششه ‪ -‬كمششا عششبر بششه فششي المنهششج ‪ -‬وشششرط فششي‬
‫الموقوف عليه عدم المعصية‪ ،‬فلو قال وقفت علششى زيششد ليقتششل مششن يحششرم قتلششه أو علششى مرتششد أو‬
‫حربي‪ ،‬لم يصح )قوله‪ :‬إن وقف على معين( قيد في هذا الشرط‪ ،‬وخششرج بششه‪ ،‬مششا إذا وقششف علششى‬
‫جهة فيصح الوقف بدون هذا الشششرط‪ ،‬أعنششي إمكششان تمليكششه‪ ،‬نعششم‪ ،‬يشششترط فيهششا عششدم المعصششية‪.‬‬
‫وعبارة المنهج مع شرحه‪ ،‬وشرط في الموقشوف عليشه إن لشم يتعيششن‪ ،‬بشأن كششان جهششة عشدم كشونه‬
‫معصية فيصح الوقف على فقراء وعلى أغنياء‪ ،‬وإن لم تظهر فيهشم قربشة‪ ،‬نظشرا إلشى أن الوقشف‬
‫تمليك‪ ،‬كالوصية‪ ،‬ل على معصية‪ ،‬كعمارة كنيسة للتعبد‪ .‬وشرط فيه‪ ،‬إن تعين مع ما مر‪ ،‬إمكششان‬
‫تملكه للموقوف عليه من الواقف‪ ،‬لن الوقف تمليك للمنفعة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬واحد أو جمششع( بششدل مششن‬
‫معين أو صفة له )قوله‪ :‬بأن يوجد الخ( تصوير لمكان التمليك‪ .‬أي أنه مصور بوجود الموقششوف‬
‫عليه حال الوقف خارجا متأهل للملك‬

‫] ‪[ 193‬‬

‫)قوله‪ :‬فل يصح الوقف على معدم( أي لعدم وجششوده خارجششا حششال الوقششف‪ ،‬فهششو ل يمكششن‬
‫تمليكه )قوله‪ :‬كعلى مسجد سيبني( أي كأن يقول‪ :‬وقفت هذا على مسجد‪ ،‬وهشو معشدوم )قشوله‪ :‬أو‬
‫على ولده ول ولد له( أي أو قال وقفششت هششذا علششى أولدي‪ ،‬والحششال أنششه ل أولد لششه‪ ،‬فل يصششح‪،‬‬
‫ومحله إن لم يكن له ولد ولد‪ ،‬وإل حمل عليه قطعا‪ ،‬صيانة للفظ عن اللغشاء‪ ،‬فلششو حشدث لشه ولشد‬
‫بعد ذلك‪ ،‬فالظاهر الصرف إليه‪ ،‬لوجود الحقيقة‪ ،‬وأنه يصششرف لولششد الولششد معششه فل يحجبششه‪ ،‬بششل‬
‫يشتركان‪ .‬أفاده م ر‪ .‬ا‍ه‪ .‬ش ق )قوله‪ :‬أو على من سيولد لي( أي أو قال وقفششت علششى مششن سششيولد‬
‫لي )قوله‪ :‬ثم الفقراء( راجع للجميع‪ ،‬ويحتمل رجوعه للخير فقط‪) .‬وقوله‪ :‬لنقطششاع أولششه( علششة‬
‫لعدم الصحة في الجميع‪ ،‬أي ل يصح الوقف على مسششجد سششيبني‪ ،‬أو علششى ولششده ول ولششد لششه‪ ،‬أو‬
‫على من سيولد له‪ ،‬لنقطاع أوله‪ ،‬والوقف المنقطع الول باطل‪ ،‬لتعذر الصرف إليه حششال‪ ،‬ومششن‬
‫بعده فرعه‪ ،‬ولو لم يذكر بعد الول مصرفا‪ ،‬فهو باطل بالولى‪ ،‬لنه منقطششع الول والخششر كمششا‬
‫سيأتي )قوله‪ :‬أو على فقراء أولده( أي أو قال وقفششت هششذا علششى فقششراء أولدي )قششوله‪ :‬ول فقيششر‬
‫فيهم( أي والحال أنه ل فقير في أولده موجود حال الوقف‪ ،‬فإن كان فيهششم فقيشر صشح‪ ،‬وصششرف‬
‫للحادث فقره‪ ،‬لصحته على المعدوم تبعا‪ ،‬كما سيأتي‪ ،‬ومثله ما لو وقف على أولده وليششس عنششده‬
‫إل ولد واحد‪ ،‬فإنه يصح‪ ،‬ويصرف للحادث وجوده )قوله‪ :‬أو علشى أن يطعشم( بالبنشاء للمجهشول‪،‬‬
‫وهو يطلب مفعولين‪ :‬فالمساكين نائب فاعل‪ ،‬وهو مفعوله الول‪ ،‬وريعه مفعششوله الثششاني‪ ،‬ويصششح‬
‫العكس‪ ،‬عمل بقول ابن مالك‪ :‬وباتفاق قد ينوب الثان من باب كسا فيما التباسه أمن )وقشوله علشى‬
‫رأس قبره( أي قبر نفسه والحال أنه حي‪ .‬وإنما لم يصح الوقف على ما ذكر‪ ،‬لنششه حينئذ منقطششع‬
‫الول‪ ،‬لنهم ل يطعمون من ريعه على قبره وهو حششي‪ ،‬وكتششب سششم مششا نصششه‪ :‬قششوله أو علششى أن‬
‫يطعم المساكين ريعه‪ ،‬كيف يصدق هنا المعيشن حشتى يحتشاج إلشى إخراجشه بإمكشان تمليكشه بشدليل‬
‫جعله في حيز التفريع ؟ ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بخلف قبر أبيه الميت( أي بخلف ما لو وقف على أن يطعم‬
‫المساكين ريعه على قبر أبيه الميت فإنه يصح‪ ،‬وذلك لعدم انقطاع الول‪ ،‬لبيششان المصششرف أو ل‬
‫)قوله‪ :‬وأفتى ابن الصلح بأنه( أي الواقف )قوله‪ :‬على قششبره( أي قششبر نفسششه )قششوله‪ :‬بعششد مششوته(‬
‫متعلق إما بيقرأ فتكون هذه الصورة الوقف فيها منجز وإل عطاء معلق على القراء ببعد الموت‪،‬‬
‫أو بوقف فيكون الوقف فيها معلقششا ببعشد المشوت‪ .‬وحينئذ فيكششون مشا أفششتى بشه ابشن الصششلح عيشن‬
‫الصورتين اللتين سيذكرهما الشارح بقوله بخلف وقفته الن أو بعد مشوتي علششى مشن يقششرأ علشى‬
‫قبري الخ‪ .‬فتنبه )قوله‪ :‬فمات ولم يعرف له قبر( أي والحال أنه لم يعششرف قششبره‪ ،‬فششإن عششرف لششه‬
‫قبر‪ :‬لم يبطل‪ ،‬كما سيذكره الشارح‪) ،‬وقوله‪ :‬بطل( أي الوقف‪ .‬قال في التحفة‪ ،‬وكششأن الفششرق‪ ،‬أي‬
‫بين مسألة الطعام ومسششألة القششراءة‪ ،‬أن القششراءة علششى القششبر مقصششودة شششرعا‪ ،‬فصششحت‪ ،‬بشششرط‬
‫معرفته‪ ،‬ول كذلك الطعام عليه‪ ،‬على أنه يأتي تفصيل في مسألة القراءة على القبر‪ ،‬فششاعلمه ا‍ه‪.‬‬
‫وذلك التفصيل‪ ،‬هو ما سيذكره الشارح )قوله‪ :‬ويصح( أي الوقف‪ ،‬وهذا كالتقييد لقششوله فل يصششح‬
‫على معدوم‪ ،‬أي محله ما لم يكن تبعا للموجود الموقوف عليششه‪ ،‬وإل صششح )قششوله‪ :‬ول علششى أحششد‬
‫هذين( معطوف على قوله معدوم‪ ،‬أي ول يصح الوقششف علششى أحششد هششذين‪ ،‬أي لبهششامه‪ ،‬والمبهششم‬
‫غير صالح للملك‪ .‬وزاد في التحفة شرط التعيين لخراج هذا )قوله‪ :‬ول على عمارة مسششجد( أي‬
‫ول يصح على عمارة مسجد مبهم لبهامه‪) .‬وقوله‪ :‬إن لم يبينه( أي المسجد فششي صششيغة الوقششف‪،‬‬
‫فإن بينه‪ ،‬بأن قال‪ ،‬وقفت هذا على عمارة المسجد الفلني‪ ،‬صح‬

‫] ‪[ 194‬‬

‫)قوله‪ :‬ول على نفسه( أي ول يصح الوقف على نفسه‪ ،‬أي في الصششح‪ ،‬ول يصششح أيضششا‬
‫على جنين‪ ،‬ول على العبد لنفسه‪ ،‬لنه ليس أهل للملك‪ .‬فإن أطلق الوقششف عليششه‪ ،‬فهششو لسششيده‪ ،‬إن‬
‫كان غير الواقف‪ ،‬وإل فل يصح أيضا‪ ،‬ول على بهيمة مملوكششة لنهششا ليسششت أهل للملششك‪ ،‬إل ان‬
‫قصد مالكها فهو وقف عليه‪ .‬وخرج بالمملوكة‪ :‬الموقوفة‪ ،‬كالخيل المسششبلة فششي الثغششور ونحوهششا‪،‬‬
‫فيصح الوقف عليها‪ .‬وكذلك الوقف على الرقاء الموقوفين على خدمششة الحششرم والكعبششة المشششرفة‬
‫والروضة المنيفة‪ ،‬فإنه يصح )قوله‪ :‬لتعششذر تمليشك النسشان الشخ( علشة لعشدم صشحة الوقشف علشى‬
‫نفسه‪ ،‬أي وإنما لم يصح ذلك لتعذر أن يملك النسان ملكه أو المنافع لنفسششه‪ ،‬وذلششك لنششه حاصششل‬
‫ويمتنع تحصيل الحاصل‪ ،‬وعلى مقابل الصح يصح‪ ،‬لختلف الجهة‪ ،‬لن استحقاقه ملكششا غيششره‬
‫وقفا‪ .‬ورده في التحفة بأن اختلف الجهة ل يقوى على دفع ذلشك التعشذر‪ ،‬ثشم إن الشتردد المسشتفاد‬
‫من أو‪ ،‬في قوله أو منافع ملكه‪ ،‬مبني على القولين في كون الوقف تمليششك العيششن للموقششوف عليششه‬
‫والمنفعة فقط‪ ،‬والمعتمد الثاني‪ ،‬وأما العين فهي تنتقل ل تعالى‪ ،‬بمعنى أنها تنفك عششن اختصششاص‬
‫الدميين‪ ،‬كما سيأتي‪) ،‬قوله‪ :‬ومنه( أي ومششن الوقششف علششى نفسششه الباطششل )قششوله‪ :‬أن يشششرط( أي‬
‫الواقف‪ ،‬ويبطل الوقف بهذا الشرط‪) .‬وقوله‪ :‬نحو قضاء دينه( دخل تحت نحو أخذه من ريعه مع‬
‫الفقراء‪ ،‬فهو باطل‪ ،‬كما في المغني )قوله‪ :‬أو انتفاعه به( أي أو يشرط انتفاعه بششه‪ ،‬أي بمششا وقفششه‬
‫بنحو سكناه فيه‪ .‬قال ابن حجر‪ :‬أي ولو بالصلة فيمششا وقفششه مسششجدا‪ .‬ا‍ه‪ .‬أي فيبطششل الوقششف بهششذا‬
‫الشرط‪ ،‬قال ع ش‪ :‬ومثل ذلك في البطلن ما وقع السؤال عنه من أن شخصششا وقششف نخيل علششى‬
‫مسجد بشرط أن تكون ثمرتها له‪ ،‬والجريد والليف والخشششب ونحوهمششا للمسششجد )قششوله‪ :‬ل شششرط‬
‫الخ( معطوف على المصدر المؤول من أن ويشرط‪ ،‬أي ل من الوقششف علششى نفسششه أن يشششرط أن‬
‫يشرب من البئر التي وقفها‪ ،‬أو أن يطالع في الكتاب الذي وقفه‪ ،‬أي فل يبطل الوقششف بششه )قششوله‪:‬‬
‫كذا قاله بعض شراح المنهاج( قال في التحفة بعده‪ ،‬وليس بصحيح‪ ،‬وكأنه توهمه من قول عثمان‬
‫رضي ال عنه في وقف بئر رومة بالمدينششة دلششوي فيهششا كششدلء المسششلمين‪ ،‬وليششس بصششحيح‪ ،‬فقششد‬
‫أجابوا عنه بأنه لم يقل ذلك على سبيل الشرط‪ ،‬بل على سبيل الخبار بأن للواقف أن ينتفع بششوقفه‬
‫العام‪ ،‬كالصلة بمسجد وقفه‪ ،‬والشرب من بئر وقفها‪ ،‬ثم رأيت بعضهم جزم بأن شرط نحو ذلششك‬
‫يبطل الوقف‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولو وقششف علششى الفقششراء مثل( أي أو العلمششاء‪ ،‬أو الغششزاة‪ ،‬أو نحششو ذلششك‬
‫)قوله‪ :‬ثم صار( أي الواقف )قوله‪ :‬جاز له الخذ منه( أي من وقفه ويكون كأحششد الفقششراء‪ ،‬وهششذا‬
‫كالستثناء من عششدم صششحة الوقششف علششى نفسششه‪ .‬وذكششر فششي المغنششي مسششائل كششثيرة مسششتثناة منششه‪،‬‬
‫وعبارته‪ ،‬ويستثنى من عدم صحة الوقششف علششى نفسششه مسششائل‪ ،‬منهششا مششا لششو وقششف علششى العلمششاء‬
‫ونحوهم كالفقراء واتصف بصفتهم‪ ،‬أو على الفقراء ثم افتقر‪ ،‬أو على المسلمين كششأن وقششف كتابششا‬
‫للقراءة أو نحوها أو قدرا للطبخ فيه أو كيزانا للشرب بها ونحو ذلك‪ ،‬فله النتفاع معهم‪ ،‬لنششه لششم‬
‫يقصد نفسه‪ ،‬ومنها ما لو وقف على أولد أبيه الموصوفين بكذا‪ ،‬وذكر صفات نفسه‪ ،‬فإنه يصح‪،‬‬
‫كمششا قششاله القاضششي الفششارقي‪ ،‬وابششن يششونس‪ ،‬وغيرهمششا‪ ،‬واعتمششده ابششن الرفعششة‪ ،‬وإن خششالف فيششه‬
‫الماوردي‪ ،‬ومنها ما لو شرط النظر لنفسه بأجرة المثل‪ ،‬لن استحقاقه لها من جهة العمششل ل مششن‬
‫جهة الوقف‪ ،‬فينبغي أن ل تستثنى هذه الصورة‪ ،‬فإن شرط النظر بأكثر منهشا‪ ،‬لششم يصششح الوقششف‪،‬‬
‫ومنها أن يؤجر ملكه مدة يظن أن ل يعيش فوقها ثم يقفه بعد على ما يريششد‪ ،‬فششإنه يصششح الوقششف‪،‬‬
‫ويتصرف هو في الجرة‪ ،‬كما أفتى به ابن الصششلح وغيششره‪ ،‬ومنهششا أن يرفعششه إلششى حششاكم يششرى‬
‫صحته‪ ،‬كما عليه العمل الن‪ ،‬فإنه ل ينقض حكمه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقد ذكر الشارح بعض هششذه المسششتثنيات‬
‫)قوله‪ :‬وكذا لو كان الخ( أي وكذلك يجوز له الخذ منه لو كان فقيرا حال الوقف )قششوله‪ :‬ويصششح‬
‫شرط النظر لنفسه( أي بأن يقول وقفت داري هذه على الفقراء مثل بشرط النظر لي )قوله‪ :‬ولششو‬
‫بمقابل( أي ولشرط النظر بمقابل‪ ،‬أي بأجرة‪ ،‬فإنه يصح‪) ،‬وقوله‪ :‬إن كششان الششخ( قيششد فششي صششحته‬
‫بمقابل‪ ،‬أي ويصح به إن كان ذلك المقابل بقدر أجشرة مثشل فأقشل‪ ،‬وإل بطشل الوقشف‪ ،‬لنشه وقشف‬
‫على نفسه‪ ،‬كما تقدم‪،‬‬

‫] ‪[ 195‬‬

‫وكما في شششرح الششروض‪) ،‬قششوله‪ :‬ومششن حيششل الششخ( وهششذا مششن المسششتثنيات المششارة )قششوله‪:‬‬
‫ويذكر( أي الواقف في صيغة الوقف صفات نفسه‪ ،‬بأن يقول‪ :‬علي أعلششم أولد زيششد‪ ،‬أو أعقلهششم‪،‬‬
‫أو أزهدهم‪ ،‬وكان هو المنفرد بذلك الوصف من بين إخوته )قوله‪ :‬فيصح( أي الوقف )قوله‪ :‬كمششا‬
‫قاله جمع متششأخرون الششخ( خششالف فيششه السششنوي وغيششره تبعششا للغزالششي وللخششوارزمي فششأبطلوه إن‬
‫انحصرت الصفة فيه‪ ،‬والصح لغيره‪ .‬قششال السششبكي‪ :‬وهششو أقششرب‪ ،‬لبعششده عششن قصششد الجهششة‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫تحفة‪) .‬وقوله‪ :‬لبعده إلخ( تعليششل لمششا قبشل قشوله والصششح )قشوله‪ :‬وكشان( أي ابشن الرفعششة‪ ،‬وقشوله‬
‫يتناوله‪ ،‬أي يأخذ غلة ما وقفه على الفقه من بني الرفعة )قوله‪ :‬ويبطل الوقششف الششخ( النسششب أن‬
‫يذكر مقابل قوله سابقا إن وقف على معين‪ :‬يأن يقول فإن وقف على جهة اشترط فيه عدم كونهششا‬
‫معصية فقط‪ ،‬كعلى الفقراء‪ ،‬فإن كانت معصية‪ ،‬بطل )قوله‪ :‬كعمارة الكنششائس( أي كششالوقف علششى‬
‫عمشارة الكنشائس إنششاء وترميمشا‪ ،‬ومحلشه إذا كشان للتعبشد فيهشا‪ ،‬بخلف كنيسشة تنزلهشا المشارة أو‬
‫موقوفة على قشوم يسشكنونها‪ ،‬فيصشح الوقشف علشى عمارتهشا )قشوله‪ :‬وكوقشف سشلح علشى قطشاع‬
‫طريق( أي فهو باطل‪ ،‬لنه إعانشة علشى معصشية‪ ،‬والوقشف إنمشا ششرع للتقشرب‪ ،‬فهمشا متضشادان‬
‫)قوله‪ :‬ووقف على عمارة الخ( أي وكوقف على عمارة قبور غير النبياء والعلمششاء والصششالحين‬
‫فششإنه باطششل‪ ،‬لنششه معصششية للنهششي عنهششا‪ .‬أمششا قبششور مششن ذكششر‪ ،‬فششالوقف علششى عمارتهششا صششحيح‪،‬‬
‫لستثنائها‪ .‬وعبارة الروض وشرحه‪ ،‬ويصح الوقششف علششى المششؤن الششتي تقششع فششي البلششد مششن جهششة‬
‫السلطان أو غيره‪ ،‬ل على عمارة القبور‪ ،‬لن الموتى صائرون إلى البلى‪ ،‬ول تليق بهم العمارة‪.‬‬
‫نعم‪ ،‬ينبغي استثناء قبور النبياء والعلمششاء والصششالحين‪ ،‬كنظيششره فششي الوصششية‪ ،‬ذكششره السششنوي‪.‬‬
‫وينبغي حمله على ما حمله عليه صاحب الذخائر‪ ،‬ثم من عمارتها ببنششاء القبششاب والقنششاطر عليهششا‬
‫علششى وجششه مخصششوص يششأتي‪ ،‬ثششم ل ببنائهششا نفسششها للنهششي عنششه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬يقفششون أمششوالهم فششي‬
‫صحتهم( أي في حال صحتهم‪ ،‬أي أو في حال مرضهم‪ ،‬بل عدم صششحة الوقششف فيششه أولششى‪ ،‬بنششاء‬
‫على الفتاء المذكور‪ ،‬وإذا جرينا على صحة الوقف المذكور‪ ،‬كما هو الوجه‪ ،‬ووقششف فششي حششال‬
‫مرضه‪ ،‬فل يصح إل بإجازة الناث‪ ،‬لن التبرع في مرض المشوت علشى بعششض الورثششة يتوقشف‬
‫على رضا الباقين )قوله‪ :‬على ذكور أولدهششم( متعلششق بيقفششون )قششوله‪ :‬قاصششدين بششذلك( منصششوب‬
‫على الحال‪ ،‬أي حال كونهم قاصدين بالوقف على ذكششور أولدهششم حرمششان إنششاثهم مششن الموقششوف‬
‫)قوله‪ :‬ببطلن الوقف حينئذ( أي حين إذ قصدوا حرمان أناثهم )قوله‪ :‬قششال شششيخنا‪ ،‬كالطنبششداوي‪،‬‬
‫فيه نظر ظاهر( أي في بطلن الوقف نظر ظاهر‪ ،‬وعبارة شيخه‪ ،‬وفيه نظر ظاهر‪ ،‬بششل الوجششه‬
‫الصحة‪ ،‬أما أول‪ ،‬فل نسلم أن قصد الحرمان معصية‪ ،‬كيف وقد اتفق أئمتنا‪ ،‬كأكثر العلماء‪ ،‬على‬
‫أن تخصيص بعض الولد بماله كله أو بعضه هبة أو وقفا أو غيرهما ل حرمة فيششه‪ ،‬ولششو لغيششر‬
‫عذر‪ .‬وهذا صريح في أن قصد الحرمان ل يحشرم‪ ،‬لنشه لزم للتخصشيص مشن غيشر عشذر‪ ،‬وقشد‬
‫صرحوا بحله‪ ،‬كما علمت‪ ،‬وأمشا ثانيشا‪ :‬فبتسشليم حرمتشه هشي معصشية خارجشة عشن ذات الوقشف‪،‬‬
‫كشراء عنب بقصد عصره خمرا‪ ،‬فكيف يقتضششي إبطششاله ؟ ا‍ه‪) .‬وقشوله‪ :‬بششل الششوجه الصششحة( أي‬
‫صحة الوقف حينئذ‪ .‬قال ع ش‪ ،‬أي مع عدم الثم أيضا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ل قبول( معطوف على تأبيششد‬
‫)قوله‪ :‬ولو من معين( غاية في عدم الشتراط‪ ،‬أي ولو من موقوف عليه معين )قوله‪ :‬نظرا الخ(‬
‫علة لعدم الشتراط‪ ،‬أي وإنما لم يشترط ذلك نظرا لكون الوقف قربة‪ ،‬وهي ل يشترط فيهششا ذلششك‬
‫)قوله‪ :‬بل الشرط عدم الرد( أي‬
‫] ‪[ 196‬‬

‫عدم رد الموقوف عليه المعين العين الموقوفة )قوله‪ :‬وما ذكرته في المعين( أي مششن عششدم‬
‫اشتراط قبوله )قوله‪ :‬ونقله في شرح الوسيط عن نص الشافعي( قال في التحفة بعده وانتصششر لششه‬
‫جمشع‪ ،‬بشأنه الشذي عليشه الكشثرون واعتمشدوه‪ ،‬بشل قشال المتشولي محشل الخلف إن قلنشا إنشه ملشك‬
‫للموقوف عليه‪ ،‬أما إذا قلنا إنه ل تعالى‪ ،‬فهو كالعتاق‪ .‬واعترض بششأن العتششاق ل يرتششد بششالرد‪،‬‬
‫ول يبطله الشرط الفاسد‪ .‬ويرد بأن التشبيه به في حكم ل يقتضي لحوقه به في غيره )قوله‪ :‬وقيل‬
‫يشترط من المعين القبول( أي فورا‪ ،‬كالبيع‪ ،‬وعليه ل يشششترط قبششول مششن بعششد البطششن الول‪ ،‬بششل‬
‫الشرط عدم ردهششم‪ ،‬وإن كششان الصششح أنهششم يتلقششونهم عششن الواقششف‪ ،‬فششإن ردوا‪ ،‬فمنقطششع الوسششط‪.‬‬
‫واستحسن في التحفة اشتراط قبولهم‪ ،‬وفي النهاية يشششترط قبششوله إن كششان أهل‪ ،‬وإل فقبششول وليششه‬
‫عقب اليجاب أو بلوغ الخبر‪ ،‬كالهبة‪ ،‬والوصية‪ ،‬إذ دخول عيششن أو منفعششة فششي ملكششه قهششرا بغيششر‬
‫الرث بعيد‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وهو ما رجحششه فششي المنهششاج( عبششارته‪ :‬والصششح أن الوقششف علششى معيششن‬
‫يشترط فيه قبوله‪ .‬ا‍ه‪ .‬واعتمششد هششذا أيضششا فششي النهايششة وفششي المغنششي‪ ،‬وعبششارة الخيششر‪ :‬وبالجملششة‬
‫فششالول هششو المعتمششد‪ ،‬وإلحششاق الوقششف بششالعتقف ممنششوع‪ ،‬لن العتششق ل يرتششد بششالرد‪ ،‬ول يبطششل‬
‫بالشروط الفاسدة‪ ،‬بخلف الوقف‪ .‬ا‍ه‪ .‬ولششم يرجششح واحششدا منهمششا فششي التحفششة‪ ،‬فانظرهششا‪) .‬وقششوله‪:‬‬
‫كأصله( أي المنهاج وهو المحرر للرافعششي )قششوله‪ :‬فششإن رد المعيششن( أي الموقششوف عليششه المعيششن‬
‫البطن الول‪ ،‬أو من بعده جميعهششم أو بعضششهم‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفششة‪) .‬وقششوله‪ :‬بطششل حقششه( أي مششن الوقششف‪.‬‬
‫وخرج بحقه‪ :‬أصشل الوقشف‪ ،‬فشإن كشان الشراد البطشن الول‪ ،‬بطشل الوقششف‪ ،‬أو مشن بعشده فمنقطششع‬
‫الوسط‪ ،‬وفششي سششم مششا نصششه‪ :‬قششوله‪ :‬بطششل حقشه‪ ،‬قششال العراقششي فششي النكششت‪ ،‬أي مشن الوقششف‪ ،‬كمششا‬
‫صححوه‪ .‬وقشال المشاوردي‪ :‬مشن العلشة‪ ،‬فعلشى الول إن كشان البطشن الول صشار منقطشع الول‪،‬‬
‫فيبطل كله على الصحيح‪ ،‬أو الثاني‪ ،‬فمنقطع الوسط‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬سواء شرطنا قبوله أم ل( تعميششم‬
‫في بطلن حقه بالرد‪ ،‬أي يبطل حقه على كل القولين في اشتراط القبول وعششدمه )قششوله‪ :‬نعششم لششو‬
‫وقف الخ( استثناء من بطلن حق المعين برده‪ .‬قال سم‪ :‬وكأن وجه الستثناء أن للنسان غرضا‬
‫تاما في دوام نفع ورثته‪ ،‬فوسع له في إلزام الوقف عليهم قهرا ليتم له ذلك الغرض‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقششوله‪:‬‬
‫على وارثه الحائز( أي واحدا كان أو أكثر‪ ،‬كولده‪ ،‬أو ولديه‪ ،‬أو ولده وبنته وكان الوقششف بحسششب‬
‫نصيبهما‪ ،‬كأن وقف على البنت الثلث‪ ،‬وعلششى الولششد الثلششثين‪ .‬وخششرج بالحششائز‪ ،‬أي للتركششة كلهششا‪،‬‬
‫غيره‪ ،‬كأن وقف على بنته فقط داره‪ ،‬فإنه ل يلزم إذا ردته وإذا لم ترده يلزم‪ ،‬لكن محله إذا كششان‬
‫في مرض الموت أن يجيز باقي الورثة‪ ،‬وإل فل يلزم‪ ،‬كما تقدم )قوله‪ :‬لزم( أي الوقف‪) ،‬وقوله‪:‬‬
‫وإن رده‪ (،‬قال في التحفة‪ :‬أي لن القصد من الوقف دوام الجر للواقف‪ ،‬فلم يملك الششوارث رده‪،‬‬
‫إد ل ضرر عليه فيه‪ ،‬ولنه يملك إخراج الثلث عن الوارث بالكلية‪ ،‬فوقفه عليه أولى‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪:‬‬
‫وخرج بشالمعين( أي فشي قشوله وقيشل يششترط مشن المعيشن‪) .‬وقشوله‪ :‬الجهشة العامشة( أي كشالفقراء‬
‫والمساكين‪) ،‬وقوله‪ :‬وجهة التحرير( أي الجهة التي تشششبه التحريششر‪ ،‬أي العتششق فششي انفكششاكه عششن‬
‫اختصاص الدميين‪) .‬وقوله‪ :‬كالمسجد( أي والرباط والمدرسة والمقبرة‪) ،‬وقوله‪ :‬فل قبششول فيششه(‬
‫أي فيما ذكر من الجهة العامة وجهة التحرير‪ ،‬أي فلششو وقششف علششى نحششو مسششجد‪ ،‬لششم يشششترط فيششه‬
‫القبول‪ .‬قال في التحفة‪ :‬ولم ينب المام عن المسلمين فيه‪ ،‬بخلفه في نحو القود‪ ،‬لن هذا ل بد له‬
‫من مباشر‪ ،‬ول يشترط قبول ناظر المسجد ما وقف عليه‪ ،‬بخلف مششا وهششب لششه ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬ولششو‬
‫وقف( أي مالك الدار مثل‪) ،‬وقوله‪ :‬على اثنين معينين( أي كزيد وعمششرو‪) ،‬وقششوله‪ :‬ثششم الفقششراء(‬
‫أي بأن قال وقفت هذه الدار على زيد وعمرو ثم على الفقراء )قوله‪ :‬فنصيبه( أي الميششت‪ .‬وقششوله‬
‫يصرف للخر‪ .‬قال في النهاية‪ :‬ومحله ما لم يفصل‪ ،‬وإل بأن قال وقفت على كششل منهمششا نصششف‬
‫هذا‪ ،‬فهما وقفان‪ ،‬كما ذكره السبكي‪ ،‬فل يكون نصيب الميششت منهمششا للخششر‪ ،‬بششل القششرب انتقششاله‬
‫للفقراء إن قال ثم على الفقراء‪ ،‬فإن قال ثم من بعدهما على الفقراء‪ ،‬فالقرب انتقاله للقرب‬

‫] ‪[ 197‬‬
‫إلى الواقف‪ ،‬ولو وقف عليهم وسششكت عمششن يصششرف لششه بعششدهما‪ ،‬فهششل نصششيبه للخششر أو‬
‫لقربششاء الواقششف ؟ وجهششان‪ ،‬أوجههمششا‪ ،‬كمششا أفششاده الشششيخ‪ ،‬الول‪ ،‬وصششححه الذرعششي‪ ،‬ولششو رد‬
‫أحدهما أو بان ميتا‪ ،‬فالقياس‪ ،‬على الصششح‪ ،‬صششرفه للخششر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬لنششه شششرط( أي ضششمنا‬
‫بتعششبيره بثششم المفيششدة للششترتيب ل صششراحة‪ ،‬كمششا هششو ظششاهر‪) .‬وقششوله‪ :‬انقراضششهما( أي الثنيششن‬
‫المعينين‪) ،‬وقوله‪ :‬ولم يوجد( أي الشرط‪ ،‬وهو انقراضهما معا )قوله‪ :‬ولو انقششرض الششخ( شششروع‬
‫في بيان الوقف المنقطع الخر‪) .‬واعلم( أن الوقف باعتبار النقطاع ثلثة أقسششام‪ :‬منقطششع الول‪،‬‬
‫كوقفته على من سيولد لي‪ .‬ومنقطع الوسط‪ :‬كوقفته علشى أولدي ثشم رجشل ثشم الفقشراء‪ ،‬ومنقطشع‬
‫الخر‪ ،‬كوقفته على أولدي ويصح فيما عدا منقطع الول‪ ،‬ويصرف في منقطشع الخشر‪ ،‬لقشرب‬
‫الناس إليه رحما‪ .‬وفي منقطع الوسط يصششرف للمصششرف الخششر كششالفقراء إن لششم يكششن المتوسششط‬
‫معينا‪ ،‬فإن كان معينا‪ ،‬كالدابة‪ ،‬فمصششرفه مششدة حيششاته كمنقطششع الخششر )قشوله‪ :‬أي الموقششوف عليششه‬
‫المعين( بيان للفاعل المستتر‪ ،‬فهو حل معنى ل حل إعراب‪ ،‬لنه ل يصح حذف الفاعل‪ ،‬كما مر‬
‫غير مرة )قوله‪ :‬فشي منقطشع آخشر( أي فشي وقشت منقطشع المصشرف الخشر‪ ،‬فشالتركيب المشذكور‬
‫إضافي‪) .‬قوله‪ :‬كأن قال الخ( تمثيل لمنقطع الخر )قوله‪ :‬ولم يذكر أحدا( أي ممن يصششرف إليشه‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬بعد( أي بعد قوله أولدي‪ ،‬ولو أخر هذا عن قوله أو على زيد ثم نسله‪ ،‬لكان أولى‪ ،‬لنششه‬
‫لم يزد فيه شيئا بعده أيضا )قوله‪ :‬أو على زيد ثم نسله( أي أو كأن قال وقفت على زيد ثششم نسششله‪.‬‬
‫ويدخل في الوقف على الذرية والنسششل والعقششب‪ ،‬أولد البنششات‪ ،‬لصششدق اللفششظ بهششم‪ ،‬كمششا سششيأتي‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ونحوهما( أي نحو الولد في المثال الول‪ ،‬ونحو زيد ونسله في المثال الثششاني‪) ،‬وقششوله‪:‬‬
‫مما ل يدوم( بيان لنحوهما‪ :‬كأن يقول وقفت على زيد‪ ،‬ثم عمرو‪ ،‬ثم رجل )قشوله‪ :‬فمصششرفه( أي‬
‫الوقف بمعنى الموقوف‪ ،‬والمراد به ريعه وغلته )قوله‪ :‬القرب رحمششا ل إرثششا( أي القششرب مششن‬
‫جهششة الرحششم‪ ،‬ل مششن جهششة الرث‪ ،‬فششالمراد بششالقرب‪ ،‬قششرب الدرجششة والرحششم‪ ،‬ل قششرب الرث‬
‫والعصوبة‪ .‬فيقدم ابن البنت على ابن العم‪ ،‬ويستوفي العششم والخششال‪ ،‬لسششتوائهما درجششة‪ ،‬قششال فششي‬
‫المغني‪) .‬فإن قيل( الزكاة وسائر المصارف الواجبة عليه شششرعا ل يتعيششن صششرفها ول الصششرف‬
‫منها إلى القارب‪ ،‬فهل كان الوقف كذلك ؟ )أجيب( بأن القششارب ممششا حششث الشششارع عليهششم فششي‬
‫تحبيس الوقف‪ ،‬لقوله )ص( لبي طلحة‪ :‬أرى أن تجعلها في القربيششن فجعلهششا فششي أقششاربه وبنششي‬
‫عمه‪ .‬وأيضا الزكاة ونحوها من المصارف الواجبة لها‪ ،‬مصرف متعين فلم تتعين القارب‪ ،‬وهنا‬
‫ليس معنا مصرف متعين‪ .‬والصرف إلى القارب أفضل‪ .‬فعيناه‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال س ل‪ ،‬ولو كشان الفقيشر‬
‫متعددا في درجة فهل تجب التسوية ؟ الظاهر‪ ،‬نعم‪ .‬وهو أحد احتمالين لوالد الروياني‪ .‬وثانيهمششا‪:‬‬
‫المر إلى رأي الحاكم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬إلششى الواقششف( متعلششق بششالقرب‪) .‬قششوله‪ :‬يششوم انقراضششهم(‪ ،‬أي‬
‫الموقوف عليهم‪ ،‬والولى انقراضه‪ ،‬بششإفراد الضششمير‪ ،‬لن مرجعششه مفششرد‪ ،‬وهششو الموقششوف عليششه‬
‫المعيششن )قششوله‪ :‬كششابن البنششت( تمثيششل للقششرب رحمششا ل إرثششا )قششوله‪ :‬وإن كششان هنششاك الششخ( غايششة‬
‫لمحذوف‪ ،‬أي يعطي ابن البنت‪ ،‬وإن كان هناك ابن أخ فششابن البنششت مقششدم عليششه‪ ،‬وإن كششان الول‬
‫غير وارث‪ ،‬والثاني وارث‪) .‬وقوله‪ :‬مثل( أدخل ابن العم )قوله‪ :‬لن الصدقة الششخ( تعليششل لكششونه‬
‫يعطى للقرب بعد انقراض الموقوف عليه‪ ،‬أي وإنما أعطى للقرب لن الصدقة علششى القششارب‬
‫أفضل لما فيه من صلة الرحم )قوله‪ :‬وأفضل منه( أي من هشذا الفضشل‪) .‬وقشوله‪ :‬الصشدقة علشى‬
‫أقربهم( أي أقرب القارب‪ ،‬كأن اجتمع ابن بنت وابن بنت بنت فالصدقة على الول‬

‫] ‪[ 198‬‬

‫أفضل منها على الثاني‪) .‬وقوله‪ :‬أفقرهم( أي أشدهم فقرا واحتياجا‪) .‬قوله‪ :‬ومششن ثششم الششخ(‬
‫أي ومن أجل أنه إنما يصرف على القرباء لكون الصدقة عليهم أفضل يجب اختصششاص الوقششف‬
‫بالفقير منهم لن الصدقة غالبا إنما تكون له )قوله‪ :‬فإن لم يعرف أربششاب الوقششف( أي جهششل أهلششه‬
‫المستحقون لريعه وصريح عبارته‪ ،‬أنششه فششي هششذه الحالششة يصششرف لمصششالح المسششلمين‪ .‬وصششريح‬
‫التحفة والنهاية وشرح الروض والمنهشج‪ ،‬أنشه يصشرف للقشرب إلشى الواقشف كمشا إذا انقرضشوا‪.‬‬
‫وعبارة المنهاج مع التحفة‪ ،‬فإذا انقرض المذكور‪ ،‬ومثله ما لو لم تعرف أرباب الوقف‪ ،‬فششالظهر‬
‫أنه يبقى وقفا‪ ،‬وأن مصرفه أقرب الناس رحما‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬أو عرف( الصششواب‪ :‬عرفششوا‪ ،‬بششواو‬
‫الجمع لن المرجع جمع وهو أرباب ومقاد هذا أن أرباب الوقف إذا عرفشوا ولشم يكشن لشه أقشارب‬
‫فقراء يصرف للمصالح‪ .‬وفيه نظر‪ ،‬لنهم حينئذ هم المسششتحقون لششه مطلقششا‪ .‬وعبششارة التحفششة ولششو‬
‫فقدت أقاربه أو كانوا كلهم أغنياء على المنقول صرفه المام في مصالح المسلمين الخ ا‍ه‪ .‬وهششي‬
‫ظاهرة‪ .‬ولو قال‪ ،‬فإن لم يكن له أقارب فقراء بل كانوا أغنياء صرفه المام في مصالح المسلمين‬
‫لكان أولى وأخصر )قوله‪ :‬وهم( أي الغنياء‪) ،‬وقوله‪ :‬من حرمت عليه الزكاة( والغني فششي بششاب‬
‫الزكاة هو من عنده مال يكفيه العمر الغالب أو كسب يليق به )قوله‪ :‬صششرفه المششام الششخ( جششواب‬
‫فإن‪) .‬وقوله‪ :‬في مصالح المسلمين( أي كسد الثغور وعمارة الحصون وأرزاق القضششاة والعلمششاء‬
‫والئمة والمؤذنين )قوله‪ :‬وقال جمع الخ( مقابل قوله فمصرفه القرب رحمششا إلششى الواقششف‪ ،‬فهششو‬
‫مرتبط بالمتن‪ .‬وعبارة المنهششاج‪ ،‬والظهششر أنشه يبقششى وقفششا وأن مصششرفه القششرب‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقششال فششي‬
‫المغني‪ ،‬والثاني‪ :‬أي مقابل الظهر‪ ،‬يصرف إلى الفقراء والمساكين لن الوقشف يشؤول إليهشم فشي‬
‫النتهاء )قوله‪ :‬أي ببلد الموقوف( أي أن المششراد بششالفقراء والمسششاكين مششن كششانوا ببلششد الموقششوف‪،‬‬
‫ومثله في شرح الروض وعبارته‪ ،‬وقياس اعتبار بلد المشال فشي الزكشاة اعتبشار بلشد الوقشف حشتى‬
‫يختص بفقرائه ومساكينه‪ .‬قاله الزركشي‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي النوار خلفه‪ ،‬وهو أنه ل يختص بفقراء بلششد‬
‫الموقوف‪ ،‬بخلف الزكاة‪ ،‬كذا النهاية‪) .‬قوله‪ :‬ول يبطل الوقف على كل حششال( أي سششواء قلنششا إن‬
‫مصرفه القرب رحما أو الفقراء والمساكين )قوله‪ :‬بل يكون مستمرا عليه( يقرأ مستمرا بصششيغة‬
‫اسم المفعول وعليه نائب فاعله والضمير المستتر في يكون وفيه عليه يعود على الوقف‪ ،‬أي بششل‬
‫يكون الوقف مجري عليه دائما )قوله‪ :‬إل فيما لششم يششذكر المصششرف( أي إل فششي حالششة عششدم ذكششر‬
‫المصرف رأسا فيبطل‪ .‬فما مصدرية ومششا بعششدها مششؤول بالمصششدر والسششتثناء منقطششع‪ ،‬إذ الكلم‬
‫الذي قبل الستثناء مخصوص بمنقطع الخر‪ ،‬وهذا ليس كذلك‪ ،‬ويحتمل جعل السششتثناء متصششل‬
‫لكن يجعل المراد بقوله السابق في كل حال منقطع الول ومنقطع الوسط ومنقطع الخر‪ ،‬وما لششم‬
‫يذكر المصرف رأسا فيكون المستثنى منه شامل للمستثنى ثم أخرج المستثنى عنه بأداة الستثناء‬
‫لكن عليه ل يلئم قوله ول يبطل الوقف إلى آخششر مششا قبلششه‪ ،‬فيصششير مسششتأنفا )قششوله‪ :‬وإنمششا صششح‬
‫أوصيت بثلثي( أي مع عدم ذكر الموصى له‪ ،‬وهذا جواب عن سششؤال وارد علششى بطلن الوقششف‬
‫حين عدم الموقوف عليه‪ ،‬وحاصله أنه كيف يبطل الوقف حينئذ مع أن الوصية تصح بدون ذكششر‬
‫الموصى له ؟ فهل كان الوقف كذلك ؟ وحاصشل الجشواب أنشه فشرق بينهمشا‪ :‬لن غشالب الوصششايا‬
‫للمساكين‪ ،‬فحمل الطلق عليه‪ ،‬بخلف الوقف )قوله‪ :‬لن غالب الششخ( أي ولبنششاء الوصششية علششى‬
‫المساهلة لصحتها حتى بالمجهول والنجشس‪ ،‬بخلف الوصشف فيهمشا )قشوله‪ :‬فحمشل الطلق( أي‬
‫فحملت الوصية حال إطلقهشا‪ :‬أي عشن ذكشر الموصشى لشه‪) .‬وقشوله‪ :‬عليهشم( أي علشى المسشاكين‬
‫)قوله‪ :‬وإل في منقطع الول( أي وإل في حالة عدم ذكر‬

‫] ‪[ 199‬‬

‫المصرف الول فيبطل لتعذر الصرف إليه حال )قوله‪ :‬كوقفته على من يقرأ علششى قششبري‬
‫الخ( أي ثم على الفقراء‪ ،‬لنه تمثيل لمنقطع الول فقط‪ ،‬وإل كان منقطع الول والخششر‪ ،‬ومثلششه‪،‬‬
‫وقفته على ولدي ثم الفقراء‪ ،‬ول ولد له‪ ،‬وقوله بعد موتي‪ ،‬الصششواب إسششقاطه‪ ،‬وإل لسششاوت هششذه‬
‫الصورة صورة وقفته الن على من يقرأ على قبري بعد موتي‪ ،‬إن جعشل الظشرف متعلقشا بيقشرأ‪،‬‬
‫وصورة وقفته بعد موتي على من يقرأ على قبري‪ ،‬إن جعششل متعلقششا بششوقفت‪ ،‬مششع أن الصششورتين‬
‫صحيحتان‪ ،‬كما سيصرح به قريبا‪ ،‬ثم رأيته سشاقطا مشن عبشارة التحفشة‪ ،‬فلعلشه زائد مشن الناسشخ‪،‬‬
‫)وقوله‪ :‬أو على قبر أبي وهو حي( أي أو قال وقفته على من يقرأ على قبر أبي‪ ،‬والحال أن أبششاه‬
‫حي )قوله‪ :‬فيبطل( أي الوقف لعدم ذكر المصرف أول‪ ،‬إذ ل قبر لهما حال حياتهما‪ ،‬فضشل عشن‬
‫كونه يقرأ عليه‪) .‬قوله‪ :‬بخلف وقفته الن الخ( ذكر صورتين‪ ،‬صورة فيها تنجيز الوقف وتعليق‬
‫العطاء ببعد الموت‪ ،‬وصورة فيها تعليق الوقف ببعد الموت‪ .‬ويصح الوقف في كل الصورتين‪،‬‬
‫إل أنه يكون منجششزا فششي الصششورة الولششى ومنششافعه تكششون للواقششف مششدة حيششاته‪ ،‬وإذا مششات تنتقششل‬
‫الموقوف عليه‪ ،‬ومعلقا في الصورة الثانية بالموت )قشوله‪ :‬فشإنه وصششية( راجششع للصششورة الثانيششة‪،‬‬
‫لنها هي التي الوقف فيها معلق بالموت‪ ،‬أو المراد‪ ،‬كما تقدم‪ ،‬أنه في حكم الوصششية فششي اعتبششاره‬
‫من الثلث‪ ،‬وجواز الرجوع عنه وعدم صرفه للوارث وحكم الوقاف في تأييده وعدم بيعه وهبتشه‬
‫وإرثه بعد موته )قوله‪ :‬فإن خرج( أي الموقوف من الثلث‪ ،‬أي وفى به الثلث ولم يزد عليه‪ ،‬وهو‬
‫تفريع على كونه وصية‪ ،‬أي في حكمها‪) ،‬وقوله‪ :‬أو أجيز( أي أو لم يخرج من الثلث‪ ،‬أي لم يف‬
‫به الثلشث بششل زاد عليشه‪ ،‬ولكشن أجيششز ذلشك الششزائد‪ ،‬أي أجشازه الورثشة )قشوله‪ :‬وعششرف قشبره( أي‬
‫الواقف‪ ،‬ومثله قبر أبيه‪ .‬وقيد به عمل بمفهوم إفتاء ابن الصلح المششار بششأنه إذا جهششل قششبره بطششل‬
‫الوقف )قوله‪ :‬صحت( أي الوصية‪ .‬وعبارة التحفة‪ ،‬صح‪ ،‬أي الوقف‪ ،‬ا‍ه‪ .‬وهي أولى‪ ،‬لن الكلم‬
‫في الوقف وإن كان في حكم الوصية‪) ،‬وقوله‪ :‬وإل( أي بأن لم يخرج من الثلث بل زاد عليه ولم‬
‫يجز الورثة‪ ،‬وبأن لم يعرف قبره‪) ،‬وقوله‪ :‬فل( أي ل تصح الوصية على عبارته أو الوقف على‬
‫عبارة التحفة‪ .‬ثم إن ظاهره عدم الصحة مطلقا في الصورة الولى المندرجة تحت وإل‪ ،‬وهي ما‬
‫إذا زاد على الثلث ولم تجز الورثة الزائد مع أنه إنما يظهر في الزائد فقط‪ ،‬فتنبششه )قششوله‪ :‬وحيششث‬
‫صححنا الوقف أو الوصية( فيه أنه لم يتقدم منه خلف في كونه وصية أو وقف حتى يصششح هششذا‬
‫التردد منه‪ ،‬بل جزم بأنه وقف في حكم الوصية على مشا بينتششه )قشوله‪ :‬كفششى( جشواب حيششث علشى‬
‫القول بأنها تتضمن معنى الشرط‪ ،‬ولو لم تدخل ما الزائدة عليهششا )قششوله‪ :‬بل تعييششن( أي للقششراءة‪،‬‬
‫أي ل يشترط ذلك‪ ،‬بل يكفي قراءة أي سششورة )قششوله‪ :‬وإن كششان غششالب قصششد الواقششف( أي بقششوله‬
‫وقفت هذا على من يقششرأ علششى قششبر أبششي مثل‪ ،‬وهششو غايششة للكتفششاء بقششراءة أي شششئ مششن القششرآن‬
‫)وقوله‪ :‬ذلك( أي قراءة سورة يس )قوله‪ :‬هذا( أي ما ذكر من الكتفاء بقراءة شئ من القرآن بل‬
‫تعيين الخ )قوله‪ :‬في البلد( الذي يظهر أن المراد بلد الواقف‪ .‬فانظره )قوله‪ :‬بقششراءة قششدر معلششوم(‬
‫أي من القرآن‪ ،‬سواء كان سورة أو بعض سورة يس أو غيرهششا‪ ،‬فهششو أعششم ممششا بعششده )قششوله‪ :‬أو‬
‫سورة معينة( أي أو بقشراءة سشورة معينشة‪ ،‬كيشس أو غيرهشا‪ ،‬وعطفشه علشى مشا قبلشه مشن عطشف‬
‫الخاص على العام )قوله‪ :‬وعلمه( أي علشم ذلششك العششرف المطشرد فششي البلشد )قششوله‪ :‬وإل( أي بششأن‬
‫أطرد عرف في البلد علمه الواقف‪) .‬وقوله‪ :‬فل بد منه( أي مما اطرد به العرف من قششراءة قششدر‬
‫معلوم أو سورة معينة )قوله‪ :‬إذ عشرف البلششد الشخ( تعليشل لكشونه ل بشد مششن العمشل بمششا اطششرد بشه‬
‫العرف‪) .‬وقوله‪ :‬في زمنه( أي الواقف‪) ،‬وقوله‪ :‬بمنزلة شششرطه( الجششار والمجششرور خششبر عششرف‬
‫)قوله‪ :‬ولو شرط الخ( شروع في ذكر بعض الشروط التي ل تبطل الوقششف‪ ،‬وقششوله شششئ يقصششد‪،‬‬
‫لعل المراد به‬

‫] ‪[ 200‬‬

‫الذي ل ينافي الوقف‪ ،‬ثم رأيت في فتح الجواد ما يؤيده‪ ،‬وعبارته‪ ،‬وتبع شششرطه حيششث لششم‬
‫يناف الوقف‪ .‬ا‍ه‪ .‬والشرط الذي ينافيه‪ ،‬كشرط الخيار لنفسه في إبقاء وقفه الرجوع فيه متى شششاء‬
‫أو شرط أن يبيعه وأن يزيد فيه أو ينقص من شششاء وغيششر ذلششك مبطششل للوقششف‪ ،‬إذ وضششع الوقششف‬
‫على اللزوم )قوله‪ :‬كشرط أن ل يؤجر( أي الموقوف‪ ،‬وحيئنذ ينتفع به الموقوف عليه بنفسششه ول‬
‫يؤجره )قوله‪ :‬مطلقا( أي عن التقييد بسنة أو غيرها )قوله‪ :‬أو إل كذا( أي أو كشرط أن ل يؤجر‬
‫إل كذا‪ ،‬كسنة وسنتين )قوله‪ :‬أو أن يفضل بعض الموقوف عليهم على بعششض( أي أو كشششرط أن‬
‫يفضل الخ‪ ،‬كأن يصرف لزيد مائة ولعمرو خمسون‪) ،‬وقوله‪ :‬أي يسوي بينهم( كأن يصرف لكل‬
‫واحد منهم مائة درهم )قوله‪ :‬أو اختصاص الخ( أي أو كشششرط اختصششاص نحششو مسششجد بطائفششة‪،‬‬
‫كشافعية‪ ،‬فل يصلي ول يعتكف به غيرهششم‪ ،‬رعايشة لغرضششه‪ ،‬وإن كششره هششذا الشششرط‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفششة‪.‬‬
‫وفي سم ما نصه‪ ،‬في فتاوى السيوطي المسجد الموقوف على معينين‪ :‬هل يجوز لغيرهششم دخششوله‬
‫والصلة فيه والعتكاف بإذن الموقشوف عليهشم ؟ نقشل السشنوي فشي اللغشاز أن كلم القفشال فشي‬
‫فتاويه يوهم المنع‪ ،‬ثم قال السنوي من عنده‪ :‬والقياس جششوازه‪ ،‬وأقششول الششذي يترجششح‪ :‬التفصششيل‪،‬‬
‫فإن كان موقوفا على أشخاص معينة‪ ،‬كزيد وعمششرو وبكششر مثل‪ ،‬أو ذريتششه أو ذريششة فلن‪ ،‬جششاز‬
‫الدخول بإذنهم‪ ،‬وإن كان على أجناس معينة‪ ،‬كالشششافعية والحنفيششة والصششوفية لششم يجششز لغيششر هششذا‬
‫الجنس الدخول‪ ،‬ولو أذن لهم الموقوف عليهم‪ ،‬فإن صرح الواقف بمنع دخول غيرهم‪ ،‬لم يطرقششه‬
‫خلف ألبتة‪ ،‬وإذا قلنا بجواز الدخول بالذن في القسم الول في المسجد والمدرسة والرباط‪ ،‬كان‬
‫لهم النتفاع على نحشو مششا شششرطه الواقشف للمعينيشن‪ ،‬لنهششم تبشع لهششم‪ ،‬وهشم مقتششدون بمششا شششرطه‬
‫الواقف‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬اتبع شششرطه( أي الواقششف‪ ،‬وهشو جششواب لششو‪ ،‬وإنمششا اتبششع شششرطه‪ ،‬مششع خششروج‬
‫الموقوف عن ملكه‪ ،‬نظرا للوفاء بغرضه الذي مكنه الشششارع فيششه‪ ،‬فلششذلك يقولششون شششرط الواقششف‬
‫كنص الشارع )قوله‪ :‬في غير حالة الضششرورة( متعلششق بششاتبع‪ ،‬وسششيذكر محششترزه )قششوله‪ :‬كسششائر‬
‫شروطه( أي الواقف‪ ،‬فإنه يجب اتباعها )قوله‪ :‬وذلك الخ( أي اتباع شرط الواقف ثابت‪ ،‬لمششا فيششه‬
‫من وجوه المصلحة العائدة على الواقف‪ ،‬وعبارة النهاية‪ :‬من وجود ‪ -‬بالدال بدل الهاء )قوله‪ :‬أما‬
‫ما خالف( أي أما الشرط الذي يخالف الشرع‪) .‬قششوله‪ :‬فل يصششح( أي الششرط المششذكور‪ .‬قششال فششي‬
‫التحفة‪ :‬كما أفتى به البلقيني‪ ،‬وعلله بأنه مخالف للكتاب والسنة والجمششاع‪ :‬أي مششن الحششض علششى‬
‫التزوج وذم العزوبة‪ .‬ويؤخذ من قوله ل يصح المستلزم لعدم صحة الوقششف‪ ،‬عششدم صششحته أيضششا‬
‫فيما لو وقف كافر على أولده إل من يسلم منهم‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتب سم ما نصششه‪ ،‬قششوله فلر يصششح كمششا‬
‫أفتى الخ‪ ،‬الوجه الصحة‪ .‬م ر‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وخرج بغير حالة الضرورة الخ( قال ع ش‪ :‬يؤخذ منششه‬
‫أنه لو وجد من يأخذ بأجرة المثل ويستأجر على ما يوافق شرط الواقف ومن يطلبه بزيششادة علششى‬
‫أجرة المثل في إجارة تخالف شرط الواقف عدم الجواز‪ ،‬فليتنبه له‪ .‬وأنه لو وجد من يأخششذ بششدون‬
‫أجرة المثل ويوافق شرط الواقف في المدة‪ ،‬ومن يأخذ بأجرة المثل ويخالف شرط الواقششف‪ ،‬عششدم‬
‫الجواز أيضشا‪ ،‬رعايشة لششرط الواقشف فيهمشا‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقشوله أول عشدم الجشواز‪ ،‬نشائب فاعشل يؤخشذ‪،‬‬
‫والمصدر المؤول من أن والفعل مجرور بحششرف جشر مقشدر‪ ،‬أي يؤخششذ منشه فششي هشذه الصشورة‪،‬‬
‫ومثله يقال في قوله ثانيا عدم الجواز فتنبه )قوله‪ :‬ما لم الخ( ما مصدرية‪ ،‬والمصدر المؤول منها‬
‫ومما بعدها فاعل خرج‪ ،‬أي وخرج عدم وجود غير المستأجر الول الخ‪ ،‬ولو قششال وخششرج بغيششر‬
‫حالة الضرورة حالة الضرورة كأن لم يوجد الخ‪ ،‬لكششان أولششى وأنسششب‪ .‬ويوجششد فششي بعششض نسششخ‬
‫الخط زيادة لو بعد ما وقبل لم‪ .‬وعليه‪ :‬فهي إمششا زائدة‪ ،‬وإمششا مصششدرية‪ ،‬أو بششالعكس )قششوله‪ :‬وقششد‬
‫الخ( أي والحال أن الواقف قد شرط أن ل يؤجر الموقوف لنسششان أكششثر مششن سششنة )قششوله‪ :‬أو أن‬
‫الطالب الخ( يتعين أن يكون المصدر المؤول نائب فاعل محذوف معطوف على مدخول‬

‫] ‪[ 201‬‬

‫ما‪ ،‬أي‪ :‬وخرج ما لو ششرط أن الطشالب‪ ،‬أي للعلشم مثل‪ ،‬ول يجششوز عطفشه علششى مشدخول‬
‫شرط‪ ،‬وإن كان هو ظاهر صينعه‪ ،‬لن ذلك في مبحث الجششارة‪ ،‬وهششذا فشي الطششالب السششاكن فشي‬
‫مدرسة أو نحوها‪ .‬وقوله ل يقيم‪ ،‬أي في مدرسة ونحوها‪ .‬وقوله ولم يوجد غيره‪ ،‬أي والحال أنششه‬
‫لم يوجد غير هذا الطالب الذي سكن في السنة الولى‪ .‬وقوله في السششنة الثانيششة‪ ،‬متعلششق بكششل مششن‬
‫يوجد الول ويوجد الثاني‪ ،‬أي لم يوجد غير المستأجر الول في السنة الثانية‪ ،‬أو لششم يوجششد غيششر‬
‫الطالب الول في السنة الثانية )قوله‪ :‬فيهمل شرطه( أي الواقف حينئذ‪ ،‬أي حين إذ لم يوجد غيششر‬
‫المستأجر الول في السنة الولى وغيشر الطشالب الول فيهشا‪ .‬ومثشل ذلشك‪ ،‬مشا لشو انهشدمت الشدار‬
‫المشروط عدم إجارتها إل مقششدار كششذا ولشم يمكششن عمارتهشا إل بإجارتهششا أكششثر مششن ذلشك‪ ،‬فيهمششل‬
‫شرطه‪ ،‬وتؤجر بقدر ما يفي بالعمارة فقط‪ ،‬وإنما أهمل الشرط المذكور‪ ،‬لن الظششاهر أن الواقششف‬
‫ل يريد تعطيل وقفه‪ ،‬فيراعي مصلحة الواقف )قوله‪ :‬فائدة( أي فششي بيششان أحكششام الوقششف المتعلقششة‬
‫بلفظ الواقف )قوله‪ :‬الواو العاطفة( أي المذكورة في صيغة الواقششف )قششوله‪ :‬للتسششوية الششخ( الجششار‬
‫والمجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ‪ ،‬وهو الواو العاطفة‪ :‬أي الواو العاطفة كائنة للتسوية بيششن‬
‫المتعاطفششات فشي السشتحقاق‪ ،‬لن الشواو لمطلششق الجمشع‪ ،‬ل للششترتيب‪ ،‬ول فششرق فيهششا بيشن الشذكر‬
‫والنششثى والخنششثى )قششوله‪ :‬كششوقفت هششذا علششى أولدي وأولد أولدي( أي فيكششون الوقششف عليهششم‬
‫بالسوية‪ .‬قال في شرح الروض‪ :‬ول يدخل فيهم من عداهم من الطبقة الثالثششة فمششن دونهششا‪ ،‬إل أن‬
‫يقول أبدا أو ما تناسلوا أو نحوه )قوله‪ :‬وثم والفاء للترتيب( أي بين المتعاطفشات‪ ،‬وذلشك‪ ،‬كشوقفت‬
‫هذا على أودلي ثم أولد أولدي أو فأولد أولدي‪ ،‬فل يصرف الوقششف علششى الطبقششة الثانيششة إل‬
‫بعد انقراض الولى‪ ،‬للترتيب المستفاد من الداة‪ .‬قال في شرح المنهج‪ :‬ثم إن ذكر معششه‪ ،‬أي مششع‬
‫التيان بثم‪ ،‬ما تناسلوا أو نحشوه‪ ،‬لشم يختشص الشترتيب بهمشا‪ ،‬أي بشالبطنين‪ ،‬وإل اختشص‪ ،‬وينتقشل‬
‫الوقف بانقراض الثاني لمصرف آخر‪ ،‬إن ذكره‪ ،‬وإل فمنقطع الخر‪ .‬ا‍ه‪ .‬واستشكل ذلك بششأن ثششم‬
‫أو الفاء أتى بها بين البطن الول وما بعده فقط‪ ،‬ولم يوجد حرف مرتششب بعششد ذلششك‪ .‬وأجيششب بششأن‬
‫الترتيب في المذكور أول قرينة على الترتيب فيما يتنششاوله مششا بعششده‪ ،‬وهششو مششا تناسششلوا أو نحششوه‪،‬‬
‫أفاده سم )قوله‪ :‬ويدخل أولد بنات في ذرية الخ( يعني إذا قال وقفششت هششذا علششى ذريششتي أو علششى‬
‫نسلي أو على عقبي‪ ،‬دخل أولد البنات فيهششم لصششدق هششذه اللفششاظ بهششم‪ ،‬أمششا فششي الذريششة‪ ،‬فلقششوله‬
‫تعشالى‪) * :‬ومشن ذريتشه داود وسشليمان( * )‪ (1‬إلشى أن ذكشر عيسشى‪ ،‬وليشس هشو إل ولشد البنشت‪،‬‬
‫والنسل والعقب في معنى الذرية‪) .‬وقوله‪ :‬وأولد أولد( بشالجر عطشف علشى المجشرور قبلشه‪ ،‬أي‬
‫ويدخل أولد بنات في أولد الولد فيما إذا قال وقفت هذا على أولد أولدي‪ ،‬لصدق اللفششظ بهششم‬
‫أيضا‪ ،‬لن الولد يشمل الذكر والنثى )قوله‪ :‬إل أن قششال الشخ( مسششتثنى مششن دخشول مششن ذكششر فششي‬
‫الوقف على الذرية أو النسب أو العقب أو أولد الولد‪ ،‬أو يدخلون فيها‪ ،‬إل أن قال الواقششف فششي‬
‫صيغة الوقف عقب كل منهما من ينسب إلي منهم‪ ،‬بأن قال وقفت هذا على ذريتي من ينسب إلششي‬
‫منهششم‪ ،‬وهكششذا‪ ،‬فل يششدخلون‪ ،‬لن أولد البنششات ل ينسششبون إل لبششائهم‪ ،‬قششال تعششالى‪) * :‬ادعششوهم‬
‫لبائهم( * )‪ (2‬وأما خبر إن ابني هذا سيد في حق الحسن بن علي رضي ال عنهمشا‪ .‬فجشوابه أن‬
‫من خصائصه )ص( أن تنسب أولد بناته إليه ومحل عدم الشدخول‪ ،‬إن كشان الواقشف رجل‪ ،‬فشإن‬
‫كان امرأة‪ ،‬دخل أولد بناتها في وقفها‪ ،‬ويجعل النتساب في صيغتها لغويششا‪ ،‬ل شششرعيا‪ ،‬لنششه ل‬
‫نسب فيها شرعي‪ ،‬للية السابقة‪ ،‬ويكون تقييدها بقولها على من ينسب إلي منهم‪ ،‬لبيان الواقع‪ ،‬ل‬
‫للخراج‪ ،‬لن كل فروعها ينسبون إليها بالمعنى اللغوي‪.‬‬

‫)‪ (1‬سورة النعام‪ ،‬الية‪ (2) .84 :‬سورة الحزاب‪ ،‬الية‪.5 :‬‬

‫] ‪[ 202‬‬

‫)واعلم( أن أولد الولد ل يدخلون فششي الولد‪ ،‬لنششه ل يقششع عليهششم اسششم الولد حقيقششة‪،‬‬
‫ولهذا صح أن يقال ما هو ولدي‪ ،‬بششل ولششد ولششدي‪ .‬نعششم‪ ،‬يحمششل عليهششم الوقششف عنششد عششدم الولد‪،‬‬
‫صيانة للفظ عن اللغاء‪ ،‬ثم إذا وجدوا‪ ،‬شششاركوهم‪) .‬تنششبيه( قششال فششي المغنششي‪ ،‬يششدخل الخنششثى فششي‬
‫الوقف على البنين والبنات‪ ،‬لنه ل يخرج عنهم‪ ،‬والشتباه إنما هو في الظاهر‪ ،‬نعم‪ ،‬إنمششا يعطششي‬
‫المتيقن إذا فاضل بيشن البنيشن والبنشات‪ .‬ويوقشف البشاقي إلشى البيشان‪ ،‬ول يشدخل فشي الوقشف علشى‬
‫أحدهما الحتمال أنه من الصنف الخر وظاهر هذا‪ ،‬كما قششال السششنوي‪ ،‬أن المششال يصششرف إلششى‬
‫من عينه من البنين أو البنات‪ ،‬وليس مرادا‪ ،‬لنا لم نتيقن استحقاقهم لنصششيب الخنششثى‪ ،‬بششل يوقششف‬
‫نصيبه إلى البيان‪ ،‬كما في الميراث‪ ،‬وقد صرح به ابن المسلم ول يدخل في الواقف علششى الولد‬
‫المنفي باللعان على الصحيح‪ ،‬لنتفاء نسبه عنه فلو استلحقه بعد نفيه‪ ،‬دخششل جزمششا‪ ،‬والمسششتحقون‬
‫في هذه اللفاظ لو كان أحدهم حمل عند الوقف لششم يششدخل علششى الصششح‪ ،‬لنششه قبششل النفصششال ل‬
‫يسمى ولدا‪ ،‬فل يستحق غلة مدة الحمل‪ .‬فلو كان الموقشوف نخلشة‪ ،‬فخرجشت ثمرتهشا قبشل خشروج‬
‫الحمل‪ ،‬ل يكون له من تلششك الثمششرة شششئ‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقششوله ابششن المسششلم‪ ،‬ضششبطه الشششرقاوي‪ ،‬فششي بششاب‬
‫النكاح‪ ،‬بكسر اللم المشددة‪ .‬فتنبه‪ .‬وقوله مدة الحمل‪ ،‬أفهم أنه بعد انفصشاله يسشتحق مشن غلشة مشا‬
‫بعده‪ ،‬وهو كذلك‪ ،‬كما صرح به في التحفة‪) .‬قششوله‪ :‬والمششولى( أي المششذكور فششي صششيغة الواقششف‪،‬‬
‫كأن قال وقفت هذا على أولدي مثل ثم على مولي‪) .‬وقوله‪ :‬يشمل معتقا وعتيقششا( أي فيششدخلن‬
‫فيه فلو اجتمعا‪ ،‬اشششتركا سششوية‪ ،‬والششذكر كششالنثى‪ ،‬فششإن وجششد أحششدهما‪ ،‬اختششص بششه‪ ،‬ول يشششاركه‬
‫الخر‪ ،‬ولو وجد بعد‪ ،‬وفارق ما تقدم في أولد الولد‪ ،‬بأن إطلق المولى على كششل منهمششا علششى‬
‫سبيل الشتراك اللفظي‪ ،‬وقد دلت القرينة على إرادة أحد معنييه‪ ،‬وهي النحصار فششي الموجششود‪،‬‬
‫فصار المعنى الخر غير مراد )قوله‪ :‬حيششث أجمششل الواقششف شششرطه( أي جعلششه مجمل‪ ،‬أي غيششر‬
‫واضح الدللة‪ ،‬كما إذا قال وقفت هذا على من يقرأ علششى قششبر أبششي الميششت‪ ،‬وأطلششق القششراءة ولششم‬
‫يعينها بقدر معلوم ول بسورة معينة‪ ،‬فيعمل بالعرف المطرد في زمنه‪ ،‬كما تقدم )قوله‪ :‬اتبع فيشه(‬
‫أي في شرطه المجمل أو في الوقف‪ ،‬فالضمير يصح رجوعه للول وللثششاني‪ ،‬وقششوله فششي زمنششه‪،‬‬
‫أي الواقف‪ .‬وفي التحفة‪ ،‬وظاهر كلم بعضهم اعتبار العرف المطششرد الن فششي شششئ فيعمششل بششه‪،‬‬
‫لن الظاهر وجوده في زمن الواقف‪ ،‬وإنما يقرب العمشل بشه‪ ،‬حيشث انتفشى كشل مشن الوليشن‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫والمراد بالولين‪ ،‬العرف المطرد في زمنه‪ ،‬وما كان أقرب إلى مقاصد الواقفين )قوله‪ :‬لنششه( أي‬
‫العرف المطرد في زمنه‪) ،‬وقوله‪ :‬بمنزلة شرطه( أي الواقف )قوله‪ :‬ثم ما كان أقرب الخ( أي ثم‬
‫إذا فقد العرف المطرد‪ ،‬اتبع ما كان أقرب إلى مقاصد الواقفين )قوله‪ :‬ومن ثم امتنع الخ( أي مششن‬
‫أجل أنه يتبع ما كان أقرب إلى مقاصد الواقفين إذا فقد العرف المطرد‪ :‬امتنششع فششي السششقايات‪ ،‬أي‬
‫التي لم يعلم فيها قصد الواقف غيشر الششرب‪ ،‬وامتنشع نقشل المشاء منهششا‪ ،‬ولشو للششرب‪ ،‬وذلشك لن‬
‫القرب إلى قصد الواقفين‪ ،‬الشرب فيها فقط )قوله‪ :‬وبحث بعضششهم حرمششة الششخ( أي لن العششرف‬
‫اطرد في أن مثل هذا من كل ما يقذر يلقى خارج الماء‪ ،‬ل فيه‪ ،‬لئل يقع النتفششاع بششه‪ .‬ولعششل هششذا‬
‫هو وجه مناسبة ذكر هذا البحث هنا‪) .‬وقوله‪ :‬في ماء مطهشرة المسشجد( متعلشق بكشل مشن بصشاق‬
‫وغسل وسخ‪ ،‬ومفهومه بالنسبة للثاني أنه لو غسل الوسخ بالماء‪ ،‬ل فيه‪ ،‬وألقى الوسخ خارجا‪ ،‬ل‬
‫يحرم‪ ،‬وهو محمول على ما إذا اطرد عرف بذلك أيضا‪ ،‬كما سيذكره بعششد )قششوله‪ :‬وإن كششثر( أي‬
‫الماء‪ .‬قال في التحفة بعده‪ :‬وبحث بعضهم أيضا أن ما وقف للفطر به في رمضان‪ ،‬وجهششل مششراد‬
‫الواقف‪ ،‬ول عرف له‪ ،‬يصرف لصوامه في المسجد‪ ،‬ولو قبل الغروب‪ ،‬ولو أغنياء وأرقششاء‪ ،‬ول‬
‫يجوز الخروج به منه‪ ،‬وللناظر التفضيل والتخصيص‪ .‬ا‍ه‪ .‬والوجه أنه ل يتقيد بمن في المسششجد‪،‬‬
‫لن القصد حيازة فضل الفطار‪ ،‬وهو ل يتقيد‬

‫] ‪[ 203‬‬

‫بمحل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وسئل العلمة الطنبداوي عن الجوابي والجششرار( أي عششن اسششتعمال مششا‬
‫فيهما من الماء استعمال عاما للشرب والوضوء وغسل النجاسشة ونحشو ذلشك‪ ،‬هشل يجشوز أم ل ؟‬
‫فالمسؤول عنه مقدر يدل عليه سياق الكلم‪ .‬والجوابي‪ ،‬حفر يوضع فيهششا المششاء‪ ،‬والجششرار‪ ،‬أوان‬
‫من الخزف )قوله‪ :‬التي عند المسششاجد( الولششى اللششتين‪ ،‬بصششيغة التثنيششة‪ ،‬إذ الموصششوف‪ :‬الجششوابي‬
‫والجرار‪ ،‬وهما اثنان‪ .‬وقوله فيها الماء‪ ،‬الجملة من المبتششدأ والخششبر حششال منهمششا‪ ،‬والولششى أيضششا‬
‫فيهما بضمير المثنى‪) .‬وقوله‪ :‬إذا لم يعلم أنها( أي الجششوابي والجششرار‪ ،‬والولششى أنهمششا‪ ،‬كمششا فششي‬
‫الذي قبله‪) ،‬وقوله‪ :‬موقوفة( أي موقوف ما فيهما من الماء معهما )قوله‪ :‬فأجششاب( أي الطنبششداوي‬
‫)قوله‪ :‬إنه( أي الحال والشأن‪) .‬وقوله‪ :‬إذا دلت قرينة( مفهومه أنها إذا لششم تششدل قرينششة علششى ذلششك‬
‫يمتنع التعميم )قوله‪ :‬موضششوع( أي فششي الجششوابي والجششرار‪ ،‬أي وضششعه الواقششف فيهمششا‪) .‬وقشوله‪:‬‬
‫لتعميم النتفاع( أي للنتفاع به العام‪ ،‬أي مطلقا من غير تخصيص بوضوء أو غسشل أو نحوهمششا‬
‫)قوله‪ :‬جاز جميع ما ذكر( جواب إذا )وقوله‪ :‬من الشرب الشخ( بيشان لمشا‪) .‬وقشوله‪ :‬وغيرهشا( أي‬
‫كغسششل الوسششخ الظششاهر )قششوله‪ :‬جريششان النششاس( أي ذهابهششا واسششتمرارهم‪) .‬وقششوله‪ :‬علششى تعميششم‬
‫النتفاع( أي بالماء المذكور‪) .‬وقوله‪ :‬من غير نكير( أي انكار‪) .‬وقوله‪ :‬من فقيه( متعلششق بنكيششر‪.‬‬
‫وقوله انهم الخ‪ ،‬ظاهر صنيعه أن الضمير يعود على الناس‪ ،‬وهو ل يصح‪ ،‬لنه يلزم عليه تعليل‬
‫الشئ بنفسه‪ ،‬إذ المعنى عليه‪ ،‬ومثال القرينة جريان الناس الخ‪ ،‬لن الناس أقششدموا الششخ‪ .‬ول فششائدة‬
‫في ذلك‪ ،‬فيتعين إرجاعه إلى معلوم من السياق‪ ،‬وهو الواقفون‪ .‬وقششوله أقششدموا‪ ،‬أي رضششوا‪ ،‬كمششا‬
‫في المصباح‪ ،‬وعبارته‪ ،‬وأقدم على العيب إقداما‪ ،‬كناية عشن الرضشا بشه‪ .‬ا‍ه‪ .‬والمشراد أن جريشان‬
‫الناس على عموم النتفاع به قرينة دالة على أن الواقف راض بششه‪ .‬فتنبششه )قششوله‪ :‬فمثششل هششذا( أي‬
‫الذي جرى الناس على عميم النتفاع به‪ .‬وقوله إيقاع‪ :‬أي وقششوع وحصششول بالفعششل‪ ،‬وفششي بعششض‬
‫نسخ الخط‪ ،‬فمثل هذا يقال بالجواز فيه‪ ،‬بإسقاط لفظ إيقاع‪ ،‬وقوله يقششال بششالجواز‪ ،‬أي يحكششم عليششه‬
‫بالجواز )قوله‪ :‬وقال( أي العلمة الطنبداوي‪ ،‬وقوله يوافق ما ذكره‪ ،‬أي العلمة المذكور‪ ،‬وكششان‬
‫المناسب توافق‪ ،‬بالتاء‪ ،‬لن فاعله عائد على الفتوى )قوله‪ :‬وتبعششوه( أي تبششع القفششال الفقهششاء فيمششا‬
‫قاله )قوله‪ :‬ويجوز شرط رهن الخ( أي يجوز لواقف كتاب أن يشششترط رهنششا علششى مششن يسششتعيره‬
‫ليرده‪ ،‬ومثله شرط ضامن‪ .‬قال في التحفة‪ :‬وليس المراد منهما حقيقتهما‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله من مستعير‪،‬‬
‫متعلق برهن‪ ،‬وهو مضاف إلى كتاب المضاف إلى وقف‪ .‬وقوله يأخذه‪ ،‬أي الرهشن‪ .‬وقشوله منشه‪،‬‬
‫أي المستعير‪ .‬وقوله ليحمله‪ :‬الفاعل يعششود علششى الرهششن‪ ،‬والمفعششول يعششود علششى المسششتعير‪ ،‬وهششو‬
‫تعليل لجواز شرط الرهن )قوله‪ :‬وألحق به( أي شرط الرهن في الجششواز )قششوله‪ :‬وأفششتى بعضششهم‬
‫في الوقف على النبي )ص( أو النذر له‪ ،‬بأنه يصرف لمصالح حجرته الشريفة فقششط( قششد تقششدمت‬
‫هذه المسألة للشارح في مبحث النذر بأبسط مما هنا‪ ،‬ولنسق عبارته هنا‪ ،‬تكميل للفششائدة‪ ،‬فنصششها‪:‬‬
‫ويصح النذر للجنين كالوصية له‪ ،‬ل للميت‪ ،‬إل لقبر الشيخ الفلني وأراد بششه قربششة‪ ،‬ثششم كإسششراج‬
‫ينتفع به‬

‫] ‪[ 204‬‬

‫أو اطرد عرففيحمل النذر لششه علششى ذلششك‪ ،‬ويقششع لبعششض العششوام‪ ،‬جعلششت هششذا للنششبي )ص(‬
‫فيصح‪ ،‬كما بحث لنه اشتهر في عرفهم للنذر‪ ،‬ويصرف لمصالح الحجرة الشريفة‪ .‬قال السبكي‪:‬‬
‫والقرب عندي‪ ،‬في الكعبة والحجرة الشريفة والمساجد الثلثة‪ ،‬أن من خرج من مششاله عششن شششئ‬
‫لها واقتضى العرف صرفه في جهة من جهاتها‪ ،‬صرف إليها واختصت به‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال شيخنا‪ :‬فششإن‬
‫لم يقتض العرف شيئا فالذي يتجه أنه يرجع في تعيين المصرف لرأي ناظرها‪ ،‬وظاهر أن الحكم‬
‫كذلك في النذر إلى مسجد غيرها‪ ،‬خلفا لما يوهمه كلمه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أو على أهل بلد( معطششوف‬
‫على قوله على النبي‪ ،‬أي وأفتى بعضهم في الوقف على أهل بلد‪ .‬وقوله أعطي الخ‪ :‬المناسب في‬
‫التعبير أن يزيد لفظ بأنه‪ ،‬ويعبر بصيغة المضارع‪ ،‬بأن يقول بششأنه يعطششي‪ ،‬أي أفششتى فششي الوقششف‬
‫عليهم بأنه يعطي‪ ،‬فتنبه‪ .‬وقوله مقيم بها‪ ،‬أي بالبلد‪ ،‬أي حاضششر فيهششا بششدليل المقابلششة‪) .‬وقششوله‪ :‬أو‬
‫غائب عنها( أي عن البلد‪) ،‬وقوله‪ :‬غيبة ل تقطع نسبته إليها عرفا( أي ل تقطع تلك الغيبششة نسششبة‬
‫ذلك الغائب إلى تلك البلد في العرف‪ ،‬بأن سافر وترك ماله وأمتعتششه فيهششا ولششم يسششتوطن غيرهششا‪،‬‬
‫وخرج بذلك ما لو كانت الغيبة تقطع نسبته إليها فيه بأن استوطن بلدا غيرهششا فششإنه تنقطششع نسششبته‬
‫بالستيطان‪ ،‬ولو كان يتردد إلشى بلشدته الشتي كشان فيهشا‪ .‬ومشا ذكرتشه‪ ،‬مشن ضشبط انقطشاع النسشبة‬
‫وعدمه بما تقرر‪ ،‬يستفاد من فتاوي ابن حجر في بششاب الجمعششة )قششوله‪ :‬فششروع( أي سششبعة‪ ،‬وهششي‬
‫قوله قال التاج الخ‪ ،‬وقوله ولو قال ليتصدق الخ‪ ،‬وقوله وأفتى غيششر واحششد الششخ‪ ،‬وقششوله ولششو قششال‬
‫الواقف‪ ،‬وقوله ولو وقف أو أوصى للضيف الخ‪ ،‬وقوله وسئل الخ‪ ،‬وقوله وقال ابششن عبششد السششلم‬
‫الخ‪ .‬وكلها‪ ،‬ما عدا السادس‪ ،‬في التحفة لشيخة )قوله‪ :‬من شرط قراءة جزء مششن القششرآن الششخ( أي‬
‫بأن قال مثل وقفت هذا على فلن بشرط أن يقرأ كل يوم جزءا من القرآن‪ ،‬ولم يقيده بكونه غيششر‬
‫مفرق أو بكونه عن ظهر غيب )قوله‪ :‬كفاه الخ( جششواب مششن‪ .‬وقششوله قششدر جششزء‪ ،‬أي قششراءة قششدر‬
‫جزء‪ .‬وقوله ولو مفرقا‪ ،‬أي ولو كان ذلك القدر مفرقا‪ ،‬بأن كششان مششن سششور متعششددة‪ ،‬فششإنه يكفيششه‪.‬‬
‫وقوله ونظرا‪ ،‬أي ولو كان نظرا‪ ،‬أي يقرؤه نظرا‪ ،‬أي ل عن ظهر غيب‪ .‬فإنه يكفيه )قوله‪ :‬وفي‬
‫المفرق نظر( أي وفي الكتفاء بقراءة المفرق‪ ،‬نظر‪ .‬ولعل وجهه أن القرب إلى قصششد الششواقفين‬
‫غير المفرق‪ ،‬لجريان العادة بإطلق الجزء على ما كان على نسق واحد )قوله‪ :‬ولو قال ليتصدق‬
‫الخ( أي ولو قال الواقف وقفت كذا ليتصدق بغلته فششي رمضششان أو عاشششوراء‪ .‬وقششوله ففششات‪ ،‬أي‬
‫مضى المذكور من رمضششان أو عاشششوراء ولششم يتصششدق فيششه‪ ،‬وقششوله تصششدق بعششده أي بعششد ذلششك‬
‫الفائت‪ ،‬وهو ما بعد شهر رمضان أو بعد يوم عاشوراء )قششوله‪ :‬ول ينتظششر مثلششه( أي ول ينتظششر‬
‫مجئ رمضان آخر مثله أو عاشوراء مثله من السنة التية ويتصدق فيه )قوله‪ :‬نعم إن قششال إلششخ(‬
‫أي نعم إن قيد الواقف التصدق فيما ذكر‪ ،‬بقوله فطرا لصوامه‪ ،‬انتظر مجئ المثششل‪ ،‬عمل بشششرط‬
‫الواقف )قوله‪ :‬بأنه( أي الواقف‪ ،‬وهو متعلق بأفتى )قوله‪ :‬لو قال على من يقرأ على قبر أبي( أي‬
‫لو قال وقفت هذا على من يقرأ على قبر أبي كل جمعة يس )قوله‪ :‬بأنه الخ( متعلق بششأفتى‪ ،‬وفيششه‬
‫أنه يلزم عليه تعلق حرفي جر متحدي اللفشظ والمعنشى بعامشل واحشد‪ ،‬وهشو ل يجشوز‪ ،‬ويمكشن أن‬
‫يقال أن الباء الولى بمعنى في‪ ،‬فل اتحاد )قششوله‪ :‬إن حششد القششراءة بمششدة معينششة( أي خصششها بمششدة‬
‫معينة‪ ،‬كسنة )قوله‪ :‬أو عين لكل سنة غلة( أي بأن قال مثل‪ :‬وقفت هذا المصحف على مششن يقششرأ‬
‫على قبر أبي كل جمعة سورة يس وله في كل سنة من غلة أرضى أو نحوها عششرة دراهشم مثل‬
‫)قوله‪ :‬اتبع( أي شرطه )قوله‪ :‬وإل( أي بأن لم يحششد القششراءة أو لششم يعيششن لكششل سششنة غلششة‪ .‬وقششوله‬
‫بطل‪ ،‬أي الوقف )قوله‪ :‬نظير ما قالوه( أي وما ذكر من بطلن الوقششف هششو نظيششر مششا قششالوه الششخ‬
‫)قوله‪ :‬من بطلن الوصية( بيان لما‪ ،‬ووجه بطلنها فيما ذكر‪ ،‬أنها ل تنفذ إل في الثلششث ومعرفششة‬
‫مساواة هذه الوصية له وعدمها‪ ،‬أي المساواة متعذرة‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفة )قوله‪ :‬وإنما يتجه إلحششاق الوقششف‬
‫بالوصية( أي في البطلن‬

‫] ‪[ 205‬‬

‫)قوله‪ :‬إن علق( أي الوقف بالموت )قوله‪ :‬لنه( أي الوقف‪ .‬وقوله حينئذ‪ ،‬أي حين إذ علق‬
‫بالموت )قوله‪ :‬وأما الوقف الذي ليس كالوصية( وهو غيششر المعلششق بششالموت )قشوله‪ :‬فالششذي يتجششه‬
‫صحته( أي الوقف‪ .‬قال في التحفة‪ :‬وعجبت تششوهم أن هششذه الصششورة كالوصششية‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬إذ ل‬
‫إلخ( علة لتجاه صحته‪) .‬وقوله‪ :‬عليه( أي على الوقف‪ ،‬أي على صحته )قوله‪ :‬لن الناظر الششخ(‬
‫علة لعدم ترتب محذور على صحته‪) ،‬وقوله‪ :‬من يقرأ كذلك( أي كل جمعة يس )قششوله‪ :‬اسششتحق(‬
‫أي القارئ‪ .‬وقوله ما شرط‪ :‬أي له )قوله‪ :‬ما دام يقرأ( متعلق باستحق‪ ،‬أي استحق ذلك مششدة دوام‬
‫قراءته )قوله‪ :‬فإذا مات مثل( أي أو غاب )قوله‪ :‬قرر الناظر غيره( أي غير القارئ الول الششذي‬
‫مات أو غاب )قوله‪ :‬وهكذا( أي إذا مات الثاني أيضا قرر غيره‪ ،‬فالمششدار علششى حصششول القششراءة‬
‫على القبر من أي شخص كان )قوله‪ :‬ولششو قششال الواقششف‪ :‬وقفششت هششذا علششى فلن ليعمششل كششذا( أي‬
‫ليتعلششم‪ ،‬أو يقششرأ‪ ،‬أو نحوهمششا )قششوله‪ :‬احتمششل أن يكششون( أي قششوله ليعمششل كششذا‪) ،‬وقششوله‪ :‬شششرطا‬
‫للستحقاق( أي لستحقاق الموقوف‪ ،‬أي لكون الموقوف عليه يستحقه‪ ،‬فلششو لششم يوجششد ل يسششتحقه‬
‫)قوله‪ :‬وأن يكششون توصششية( أي ويحتمششل أن يكشون قششوله المششذكور توصششية لشه للعمششل‪ ،‬أي عليشه‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬لجل وقفه( أي لجل صلح وقفه )قوله‪ :‬فإن علم مراده( أي الواقف مششن كشونه أتششى بششه‬
‫على وجه أنه شرط أو توصية )قوله‪ :‬اتبع( أي مراده )قوله‪ :‬وإن شك( أي في مراده‪) .‬وقوله‪ :‬لم‬
‫يمنع( أي الموقوف عليه من الستحقاق‪ ،‬أي فل يحمل على الشرطية‪ ،‬وإنما يحمل على التوصية‬
‫)قوله‪ :‬وإنما يتجه( أي ما قاله ابن الصلح من التفصيل المذكور‪) .‬وقوله‪ :‬فيما ل يقصد الخ( أي‬
‫في العمل الذي ل يقصد صرف الغلة فششي مقششابلته‪ ،‬كنحششو كلمشة أو كلمشتين مشن كششل مشا ل يتعشب‬
‫)قوله‪ :‬وإل( أي بأن كان يقصد فيه ما ذكر‪) .‬وقوله‪ :‬كلتقرأ أو تتعلششم( أي بششأن قششال وقفششت عليششك‬
‫كذا لتقرأ أو لتتعلم‪) ،‬وقوله‪ :‬فهششو شششرط للسششتحقاق( أي فقششوله المششذكور شششرط للسششتحقاق‪ ،‬ول‬
‫يحمل على الوصية )قششوله‪ :‬ولششو وقششف أو أوصششى( أي وقششف ثمششرة شششجرة مثل أو أوصششى بهششا‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬للضيف( أي لكرامه )قوله‪ :‬صرف( أي الموقوف أو الموصى به وقوله للوارد‪ ،‬أي في‬
‫محل الموقوف أو الموصى به‪ ،‬قال ع ش‪ :‬سواء جاء قاصدا لمن نزل عليه أو اتفق نزولششه عنششده‬
‫لمجرد مروره على المحل واحتياجه لمن يأمن فيه على نفسه‪) .‬قوله‪ :‬ول يزاد علششى ثلثششة أيششام(‬
‫أي ل يزاد في ضيافته من الموقوف أو الموصى به فوق ثلثششة أيششام‪) .‬وقششوله‪ :‬مطلقششا( أي سششواء‬
‫عرض له مششا يمنعششه مششن السششفر‪ ،‬كمششرض أو خششوف‪ ،‬أو ل‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع ش )قششوله‪ :‬ول يششدفع لششه( أي‬
‫للضيف‪) .‬وقوله‪ :‬إل إن شرطه الواقف( أي ششرط إعطشاءه حبشا‪ ،‬أي فيتبشع ششرطه ويعطشى حبشا‬
‫)قوله‪ :‬وهل يشترط فيششه( أي الضششيف )قششوله‪ :‬الظششاهر ل( أي ل يشششترط فيششه الفقششر‪ .‬قششال ع ش‪:‬‬
‫ويجب على الناظر رعاية المصلحة لغرض الواقف‪ ،‬فلو كان البعض فقراء والبعض أغنياء ولششم‬
‫تف الغلة الحاصلة بهما قدم الفقير‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وسئل شيخنا الزمزي عما وقف( أي من أششجار أو‬
‫عقششار أو نحوهمششا )قششوله‪ :‬ليصششرف الششخ( اللم بمعنششى علششى‪ ،‬أي وقششف علششى أن تصششرف غلششة‬
‫الموقوف‪) .‬وقوله‪ :‬للطعام عن رسول ال )ص(( أي في إطعششام مششن ينششزل فششي محششل الموقششوف‬
‫بقصد جعل ثوابه عن رسول ال )ص(‪،‬‬

‫] ‪[ 206‬‬

‫والمراد في شهر المولد‪ ،‬كما سيأتي‪) ،‬قوله‪ :‬فهششل يجششوز للنششاظر الششخ( هششذا محششل السششؤال‬
‫)قوله‪ :‬من نزل به( أي بالناظر‪ :‬أي بمحله )قوله‪ :‬في غير شهر المولد( متعلق بنزل‪ ،‬وهششذا يششدل‬
‫على أن المراد في صدر السؤال بقوله للطعام الخ‪ ،‬أي في شهر المولد )قوله‪ :‬بذلك القصششد( أي‬
‫قصد الطعام عن رسول ال )ص(‪ ،‬وهو متعلق بيطعم )قوله‪ :‬أو ل( أي أو ل يجششوز للنششاظر أن‬
‫يطعمها من نزل به في غير شهر المولد‪ ،‬وهو يفيد أنه يجوز ذلك في شششهر المولششد )قششوله‪ :‬وهششل‬
‫يجوز للقاضي الخ( معطوف على جملة فهل يجوز الخ‪) .‬وقوله‪ :‬أن يأكل من ذلششك( أي مششن ذلششك‬
‫الطعام المشتري من غلة الوقف المششذكور‪ ،‬أو الششذي هششو عيششن الغلششة‪ .‬وقششوله إذا لششم يكششن لششه‪ ،‬أي‬
‫للقاضي )قوله‪ :‬في إطعام من ذكر( أي من نزل به مششن الضششيفان فششي غيششر شششهر المولششد )قششوله‪:‬‬
‫ويجوز للقاضي الخ( أي بالتفصيل التي قريبا‪ ،‬وقوله الكل منها‪ ،‬أي من الغلة‪ .‬وقوله لنها‪ ،‬أي‬
‫الغلة )قوله‪ :‬والقاضي الخ( قصده بهذا بيان ما اتفقوا عليه في جششواز أخششذ القاضششي للصششدقة ومششا‬
‫اختلفوا فيه‪ .‬وحاصله أن المتصدق إذا لم يعرف أن المتصدق عليششه هششو القاضششي وهششو أيضششا لششم‬
‫يعرف المتصدق‪ ،‬يجوز له الخذ اتفاقا‪ ،‬وإل كان فيه خلف )قشوله‪ :‬وبقشوله( أي السشبكي )قشوله‪:‬‬
‫لنتفاء المعنى المانع( أي من جواز الخذ وهو ميل قلبه إلى من يتصششدق عليششه )قششوله‪ :‬وإل( أي‬
‫بأن عرفه المتصشدق وكشان القاضشي عارفشا بشه )قشوله‪ :‬كالهديشة( أي وهشي يحشرم علشى القاضشي‬
‫أخذها‪ ،‬للخبار الصحيحة بتحريم هدايا العمال‪ ،‬ولحرمة قبوله الهدية شششروط‪ :‬أن يكششون المهششدي‬
‫ممن ل عادة له بها قبل وليته‪ ،‬وأن يكون في محل وليته‪ ،‬أو يكششون لششه خصششومة عنششده )قششوله‪:‬‬
‫ويحتمل الفرق( أي بين الصدقة والهدية‪ ،‬والوجه عدم الفرق‪ ،‬كما تدل عليه عبشارة الششارح فشي‬
‫باب القضاء ونصها‪ ،‬وكالهدية والهبة والضيافة‪ ،‬وكذا الصدقة‪ ،‬على الوجه‪ ،‬وجوز لششه السششبكي‬
‫في حلبياته قبول الصدقة ممن ل خصومة لشه ول عشادة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قشوله‪ :‬بششأن المتصشدق الششخ( متعلششق‬
‫بالفرق‪ ،‬والباء للتصوير‪ ،‬أي الفرق المصور بأن المتصششدق إنمششا ينششوي بصششدقته ثششواب الخششرة‪،‬‬
‫وهذا القصد ل يختلف بإعطائها للقاضي أو غيره‪ ،‬بخلف الهدية‪) .‬قوله‪ :‬وقششال ابششن عبششد السششلم‬
‫الخ( في سم ما نصه‪) :‬فرع( في فتاوي السيوطي مسألة رجل وقف مصششحفا علششى مششن يقششرأ فيششه‬
‫كل يوم حزبا ويدعو له‪ ،‬وجعل له علششى ذلششك معلومششا مششن عقششار وقفشه لششذلك‪ ،‬فأقششام القششارئ مششدة‬
‫يتناول المعلوم ولم يقرأ شيئا‪ ،‬ثم أراد التوبة‪ :‬فما طريقه ؟ الجواب طريقه أن يحسب اليششام الششتي‬
‫لم يقرأ فيها‪ ،‬ويقرأ عن كل يشوم حزبشا‪ ،‬ويششدعو عقشب كشل حششزب للواقششف حشتى يشوفي ذلشك‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وظاهره أنه إذا فعل هذا الطريششق‪ ،‬اسششتحق مششا تنششاوله فششي اليششام الششتي عطلهششا‪ ،‬وظششاهر مششا نقلشه‬
‫الشارح عن ابن عبششد السششلم وعششن المصششنف خلف ذلششك‪ .‬فليحششرر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬ول يسششتحق ذو‬
‫وظيفة( أي من غلة الموقوف على من يقرأ كل يوم مثل جزء من القرآن )قشوله‪ :‬كقشراءة( تمثيشل‬
‫للوظيفة )قوله‪ :‬أخل بهشا( أي بالوظيفشة‪ ،‬والجملشة فشي محشل جشر لوظيفشة )قشوله‪ :‬وقشال النشووي(‬
‫حاصله التفصيل‪ ،‬وهو أنه إن أخل لغير عذر‪ ،‬لم يستحق شششيئا مششدة الخلل فقششط ويسششتحق فيمششا‬
‫عداها وإن أخل لعذر واستناب‪ ،‬فيستحق مدة الخلل وغيرها‪ ،‬بخلف ما قاله ابشن عبشد السشلم‪،‬‬
‫فإنه عنده ل يستحق مطلقا شيئا‪ ،‬سواء كان الخلل لعششذر أو لغيششره )قششوله‪ :‬لعششذر( متعلششق بأخششل‬
‫)قوله‪ :‬كمرض أو حبس( تمثيل للعذر )قوله‪ :‬بقي استحقاقه( أي مطلقا في مدة الخلل وغيرهششا‪،‬‬
‫وهو جواب إن )قوله‪ :‬وإل لم يستحق( صادق بما إذا أخل لغيره عذر واستناب‪ ،‬وبما إذا‬

‫] ‪[ 207‬‬

‫أخششل لعشذر ولشم يسششتنب‪) ،‬وقشوله‪ :‬لمشدة السششتنابة( الولشى أن يقشول لمشدة الخلل سششواء‬
‫استناب أم ل‪ ،‬ويمكن أن يقال المراد لمدة إمكانها‪ .‬سواء استناب بالفعل أو ل‪) .‬قششوله‪ :‬فششأفهم( أي‬
‫قوله لم يستحق لمدة الستنابة‪) .‬وقشوله‪ :‬أثششر اسششتحقاقه( الضشافة للبيششان‪ ،‬أي أثشر هشو اسشتحقاقه‪.‬‬
‫وقوله لغير مدة الخلل‪ ،‬هذا يؤيد مششا قلنششا سششابقا مششن أولويششة التعششبير هنششاك بمششدة الخلل فتنبششه‬
‫)قوله‪ :‬وهو( أي ما قاله النووي‪) ،‬وقوله‪ :‬ما اعتمده السبكي( في ع ش وما قاله ابن عبششد السششلم‬
‫قال السبكي إنه في غاية الضيق ويششؤدي إلششى محششذور‪ ،‬فششإن أحششدا ل يمكنششه أن ل يخششل بيششوم ول‬
‫بصلة إل نادرا‪ ،‬ول يقصد الواقفون ذلك‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬في كل وظيفة( متعلق باعتمد‪) .‬وقوله‪ :‬تقبل‬
‫النابة( خرج به ما ل تقبل النابة‪ ،‬كالتعلم‪) ،‬قوله‪ :‬كالتدريس والمامة( تمثيل للتي تقبل النابششة‪،‬‬
‫قال في التحفة‪ :‬قيل ظاهر كلم الكثر جواز استنابة الدون لكن صششرح بعضششهم بششأنه ل بششد مششن‬
‫المثل )قوله‪ :‬ولموقوف عليه الخ( شروع في بيان أحكام الوقف المعنوية‪ .‬وقوله عين نائب فاعششل‬
‫موقششوف‪ .‬وقششوله مطلقششا‪ ،‬أو وقفششا مطلقششا‪ ،‬أي عششن التقييششد بكششونه لسششتغلل أو غيششره‪ ،‬وقششوله أو‬
‫لستغلل ريعها‪ ،‬الجار والمجرور متعلق بمحذوف معطوف على اسم المفعششول‪ ،‬أي أو موقششوف‬
‫عليه عين لستغلل ريعها‪ ،‬كأن قال وقفت هذه الدار لتستغل ويعطشي غلتهششا لفلن‪) .‬واعلششم( أنشه‬
‫إذا كان الوقف للستغلل لم يتصشرف فيشه سششوى نشاظره الخشاص أو العشام‪ ،‬وإذا كششان لينتفشع بشه‬
‫الموقوف عليه وأطلق أو قال كيف شاء‪ ،‬فللموقوف عليه اسششتيفاء المنفعششة بنفسششه وبغيششره )قششوله‪:‬‬
‫لغير نفع خاص منها( أي من العين‪ ،‬وهو متعلق بقوله موقششوف عليششه‪ ،‬وسششيأتي محششترزه )قششوله‪:‬‬
‫ريع( مبتدأ‪ ،‬خبره الجششار والمجششرور قبلششه‪ ،‬أي ريششع الموقششوف ملششك للموقششوف عليششه‪ ،‬وأمششا ملششك‬
‫رقبته‪ ،‬فهو ما سيذكره بقوله واعلم الخ )قوله‪ :‬وهو( أي الريع )قوله‪ :‬كأجرة( أي للموقوف‪ ،‬وهو‬
‫تمثيل للفوائد‪ .‬قال في المعني‪) :‬تنبيه( قد يفهم هذا أن الناظر لو أجر الوقف سششنين بششأجرة معجلششة‬
‫أن له صرفها إليه في الحال )قوله‪ :‬ودر( هو بفتح الدال اللبن )قوله‪ :‬وولد حادث بعد الوقف( أي‬
‫حدث حمل أمه به بعد الوقف‪ ،‬وليس المراد بشه انفصششاله بعششد الوقششف سششواء حملششت أمشه بششه قبششل‬
‫الوقف أو حالته أو بعده‪ ،‬كما هو ظاهر‪ ،‬وخرج به‪ ،‬ما إذا حدث الحمل به قبل الوقششف فهششو ملششك‬
‫للواقف‪ ،‬وما إذا قارن الوقف فهو وقف‪ ،‬كما سيصرح بهذا قريبششا‪) ،‬قششوله‪ :‬وثمششر( أي حششدث بعششد‬
‫الوقف‪ ،‬أما الثمر الموجود حال الوقف فهو للواقف إن تأبر‪ ،‬وإل شششمله الوقششف‪ ،‬كششذا فششي التحفششة‬
‫والنهاية‪ ،‬وقال الخطيب في مغنيه‪ ،‬ينبغششي أن يكششون للموقششوف عليششه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬وغصششن يعتششاد‬
‫قطعه( خرج به ما ل يعتاد قطعه‪ ،‬فل يكشون للموقشوف عليشه‪ .‬وعبشارة الشروض وششرحه‪ ،‬وهشي‬
‫كالدر والصوف والثمرة‪ ،‬ل الغصشان‪ ،‬فليسشت لشه إل الغصشان مشن ششجر خلف ونحشوه ممشا‬
‫يعتششاد قطعششه‪ ،‬لنهششا كششالثمرة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقششوله أو شششرط‪ ،‬أي قطعششه‪) .‬وقششوله‪ :‬لششم يششؤد الششخ( قيششد فششي‬
‫الصورتين‪ ،‬كما في سم‪ ،‬وعبارته‪ :‬وقوله ولم يؤد الخ‪ :‬ظاهره رجوعه إلششى أو شششرط أيضششا‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫قششال ع ش‪ :‬وهشو ظشاهر‪ ،‬لن العمششل بالشششرط إنمشا يجشب حيششث لششم يمنشع منشه مشانع‪ .‬ا‍ه‪) .‬قشوله‪:‬‬
‫فيتصرف( أي الموقوف عليه‪ ،‬وهو تفريع على قوله ولموقوف عليه ريع )قوله‪ :‬بنفسه( أي كششأن‬
‫يركب الدابة )قوله‪ :‬وبغيششره( أي بإجششارة أو إعششارة إن كششان لششه النظششر‪ ،‬وإل لششم يتعششاط ذلششك إلششى‬
‫الناظر أو نائبه )قوله‪ :‬ما لم يخالف شرط الواقف( أي أن محل كونه يتصرف فيششه كمششا ذكششر‪ :‬إذا‬
‫لشم يخشالف تصشرفه ششرط الواقشف‪ ،‬وإل فليشس لشه ذلشك‪ .‬فشإذا وقشف داره علشى أن يسشكنها معلشم‬
‫الصبيان‪ ،‬أو الموقوف عليهم‪ ،‬أو على أن يعطي أجرتها‪ ،‬فيمتنع في الولى غير سكناه‪ .‬وما نقششل‬
‫عن المام النووي‪ ،‬أنه لما ولي دار الحديث وبها قاعة للشيخ أسكنها غيره‪ ،‬اختيار له‪ ،‬ولعلششه لششم‬
‫يثبت عنده أن الواقف‬

‫] ‪[ 208‬‬

‫نص على سكنى الشيخ‪ ،‬ويمتنع في الثانية غير استغللها )قوله‪ :‬لن ذلك( أي كون الريششع‬
‫للموقوف عليه هو المقصود من الوقف‪ ،‬وهو تعليل للمتن‪ ،‬أي وإنما كششان الريششع للموقششوف عليششه‬
‫لن الريع هو المقصود من الوقف‪) ،‬قوله‪ :‬وأما الحمششل المقششارن( أي للوقششف‪ ،‬وهششو مقابششل قششوله‬
‫وولده حادث‪ ،‬ولكن المقابلة ل تحسن إل إن قال فيما سبق وحمل حادث‪ ،‬وكان الولششى أن يسششقط‬
‫لفظ أما‪ ،‬إذ ل بد لها من مقابل‪ ،‬ويقول والحمل المقارن الخ‪ ،‬أو يقول وخششرج بالحششادث المقششارن‪،‬‬
‫وعبارة الروض وشرحه‪ ،‬والحمل المقارن للوقف كالم في كونه وقفا مثلها بناء علششى أن الحمششل‬
‫يعلم‪ ،‬والحمل الحشادث كالشدر فيكشون للموقشوف عليشه‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحشذف )قشوله‪ :‬فوقشف تبعشا لمشه( أي‬
‫فيكون ريعه أيضا للموقوف عليه )قوله‪ :‬أما إذا وقفت الخ( محترز قوله لغيششر نفششع خششاص منهششا‪،‬‬
‫وكان الولى أن يقول‪ ،‬كعادته‪ ،‬وخرج بقولي لغير نفع خاص‪ ،‬ما إذا الخ‪ .‬وقوله لنفع خاص‪ ،‬أي‬
‫كركوب وسكنى وتعليم )قوله‪ :‬كدابة للركوب( أي كوقف دابة ليركبها فلن )قوله‪ :‬ففوائدهششا( أي‬
‫العين الموقوفة لنفع خاص )قوله‪ :‬للواقف( أي ملك له ومؤنها عليششه أيضششا‪ ،‬لنششه لششم يجعششل منهششا‬
‫للمستحق إل الركوب‪ ،‬فكأنها باقية على ملكه ا‍ه‪ .‬ع ش )قوله‪ :‬ول يجوز وطئ أمششة الششخ( عبششارة‬
‫الروض وشرحه‪ :‬ووطؤها من الواقف والموقوف عليه والجنبي حرام لعدم ملكهم‪ ،‬أو لن ملششك‬
‫الولين ناقص‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬بل يحدان( أي الواقف والموقوف عليه‪ .‬قال في فتح الجواد‪ :‬وكأنهم لششم‬
‫ينظروا للقول بملكهما لضعفه‪ ،‬ول يخلو عن نظر ول مهر علششى الموقششوف عليششه‪ ،‬إذ لششو وجششب‪،‬‬
‫وجب له ول قيمة ولدها الحادث‪ ،‬لنه ملكه‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومحل حدهما‪ ،‬حيششث ل شششبهة‪ ،‬وإل فل )قششوله‪:‬‬
‫ويزوجها قاض( أي بالولية العامشة‪ ،‬لن الملشك فيهشا لش تعشالى‪ .‬وخشرج بالقاضشي‪ ،‬النشاظر‪ ،‬فل‬
‫يزوجها‪ ،‬وإن شرط نظيره حال الوقف‪ .‬وإذا زوجها القاضي‪ ،‬يستحق المهر الموقوف عليه‪ ،‬لنه‬
‫من جملة الفوائد‪ .‬ومثله في استحقاقه المهر‪ ،‬ما إذا وطئت بشبهة منها‪ ،‬كأن أكرهششت أو طششاوعته‬
‫وهي نحو صغيرة أو معتقدة الحل وعذرت )قششوله‪ :‬بششإذن الموقششوف عليششه( متعلششق بيزوجهششا‪ ،‬أي‬
‫يزوجها القاضي بشرط أن يأذن الموقوف عليه فيه لتعلششق حقششه بهششا‪ .‬وعبششارة الششروض وشششرحه‪:‬‬
‫وإذن الموقوف عليه له شرط في صحة تزويجها لتعلق حقه بهشا‪ ،‬ول يلزمشه الذن فششي تزويجهشا‬
‫وإن طلبته منه‪ ،‬لن الحق له‪ ،‬فل يجبر عليششه‪ .‬وليششس لحششد إجبارهششا عليششه أيضششا‪ ،‬كالعتيقششة‪ ،‬ا‍ه‪.‬‬
‫ومحل اشتراط ما ذكر‪ ،‬إذا تأتى إذنه‪ ،‬فإن كان الموقششوف عليششه جهششة‪ ،‬فينبغششي أن يسششتقل الحششاكم‬
‫بالتزويج ح ل‪ .‬وقال البرماوي‪ :‬يزوجها الناظر حينئذ )قوله‪ :‬ل له الخ( أي ل يزوجها للموقششوف‬
‫عليه ول للواقف‪ ،‬مراعاة للقولين الضعيفين‪ ،‬وهما‪ :‬أنها ملك للموقوف عليه أو للواقشف‪ ،‬وعبشارة‬
‫فتح الجواد‪ :‬وإنما لم يجز لهما احتياطا‪ ،‬ومن ثم لششو وقفششت عليششه زوجتششه‪ ،‬انفسششخ نكششاحه إن قبششل‬
‫وشرطنا القبول‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬واعلم أن الملك في رقبة الموقوف( أي ذاته‪ ،‬وهذا كالمقابششل لمششا فششي‬
‫المتن‪ ،‬فكأنه قال‪ :‬وأما ملك الرقبة الخ )قوله‪ :‬ينتقل إلى الش تعششالى( أي فل يكششون للواقششف‪ ،‬وفششي‬
‫قول يكون له‪ ،‬كما هو مذهب المام مالك‪ ،‬ول للموقوف عليه‪ ،‬وفششي قششول يكششون لششه‪ ،‬كالصششدقة‪،‬‬
‫كما هو مذهب المششام أحمششد‪ ،‬ومحششل الخلف فيمششا يقصششد بششه تملششك ريعششه‪ ،‬بخلف مششا هششو مثششل‬
‫التحرير نصا‪ ،‬كالمسجد والمقبرة والرباط والمدرسة‪ ،‬فإنه ينتقل ل تعالى باتفاق )قوله‪ :‬أي ينفششك‬
‫الخ( تفسير مراد لمعنى انتقاله إلى ال‪ ،‬وهو دفع لما استشكل من أن الموجودات بأسرها ملك ل ش‬
‫تعالى في جميع الحالت بطريق الحقيقة وغيره‪ ،‬وإن سمي ملكا‪ ،‬فإنما هششو بطريششق التوسششع‪ ،‬فل‬
‫معنى لتخصيص الموقوف من بين سائر الموجودات بششذلك‪ .‬وحاصششل الششدفع أن المششراد بالنتقششال‬
‫إلى ال تعالى‪ ،‬انفكاك الموقوف عن اختصاص الدمشي‪ ،‬بخلف غيشره‪ ،‬فشإنه لشم ينفشك عشن ذلشك‬
‫)قوله‪ :‬فلو شغل المسجد الخ( ل‬

‫] ‪[ 209‬‬

‫يظهر تفريعه على ما قبله‪ .‬وعبارة الروض وشرحه‪ :‬وينتقل ملك الموقوف إلى ال تعشالى‬
‫وجعل البقعة مسجدا أو مقبرة تحريرا لها كتحرير الرقبة في أن كل منهما ينتقل إلى ال ش تعششالى‪،‬‬
‫وفي أنهما يملكان كالحر‪ ،‬وفي أنهما لو منع أحد المسلمين منهما بغلق أو غيره ولم ينتفع بهمششا ل‬
‫أجرة عليه‪ .‬ا‍ه‪ .‬باختصار‪ .‬وعبارة المنهاج وشرحه لبن حجر‪ ،‬والصح أنه إذا شرط فششي وقششف‬
‫المسجد اختصاصه بطائفة‪ ،‬كالشافعية‪ ،‬اختص بهم‪ ،‬فل يصششلي ول يعتكششف فيششه غيرهششم‪ .‬وبحششث‬
‫بعضهم أن من شغله بمتاعه لزمه أجرته لهم‪ ،‬وفيششه نظششر‪ ،‬إذ الششذي ملكششوه هششو أن ينتفعششوا بششه ل‬
‫المنفعة‪ ،‬كما هو واضح‪ ،‬فالوجه صرفها لمصششالح الموقششوف‪ .‬ا‍ه‪ .‬إذا علمششت ذلششك فكششان الولششى‬
‫للمؤلف أن يذكر قبل التفريع ما يتفرع عليه بأن يقول‪ ،‬وجعل البقعة مسجدا تحريششر لهششا كتحريششر‬
‫الرقبة فيملك كالرقبة المحررة‪ ،‬ثم يفرع عليه ويقول‪ :‬فلو شغل المسجد الخ )قوله‪ :‬وجبت الجرة‬
‫له( أي للمسجد‪ ،‬لنه يملك‪ .‬وقوله فتصرف لمصشالحه‪ ،‬هشذا معنشى وجشوب الجشرة لشه‪) .‬وقشوله‪:‬‬
‫على الوجه( متعلق بوجبت‪ ،‬ومقابله يقول تجب الجرة لمن خصه الواقششف بالمسششجد‪ ،‬كمششا يعلششم‬
‫من عبارة ابن حجر المششارة آنفششا )قششوله‪ :‬فششائدة الششخ( هششذه الفششائدة ذكرهششا الفقهششاء فششي بششاب إحيششاء‬
‫الموات‪ ،‬والمؤلف‪ ،‬بسبب عدم ذكره هذا الباب‪ ،‬ذكرها هنا‪ ،‬لما بينها وبين ما هنششا مششن المناسششبة‪،‬‬
‫وهي أن المسجد موقوف‪ ،‬فلما ذكر ناسب أن يذكر ما هو متعلق به )قوله‪ :‬ومن سششبق إلششى محششل‬
‫من مسجد الخ( يجري هذا التفصيل فيمن سبق إلى مكان من الشارع للرتفاق بالجلوس فيه لنحو‬
‫معاملة )قوله‪ :‬لقراء قرآن( منه تعليم القرآن لحفظه في اللواح‪ ،‬وخرج به‪ :‬ما إذا جلششس لقششراءة‬
‫ما يحفظه من القرآن‪ ،‬فسيأتي أنه كالجلوس للصلة )قوله‪ :‬أو حديث( أي أو لقراء حديث )قوله‪:‬‬
‫أو علم شششرعي( عطفششه علششى حششديث مششن عطششف العششام علششى الخششاص‪ ،‬إذ هششو صششادق بالحششديث‬
‫وبغيره‪ ،‬كالفقه والتفسير )قوله‪ :‬أو آلة له( أي للعلم الشرعي‪ ،‬كالنحو والصششرف )قششوله‪ :‬أو لتعلششم‬
‫ما ذكر( أي من القرآن وما بعده )قوله‪ :‬بين يدي مدرس( أي إن أفاد أو استفاد‪ ،‬كما فششي التحفششة‪،‬‬
‫)قوله‪ :‬وفارقه( أي محل جلوسه‪ ،‬ولو بل عذر‪ ،‬وبششه فششارق مسششألة الصششلة التيششة )قششوله‪ :‬ليعششود‬
‫إليه( قال في التحفة‪ :‬وألحق به ما لو فارقه بل قصد عود وعدمه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وخرج بذلك‪ :‬ما لشو فشارقه‬
‫ل ليعود إليه‪ ،‬فإنه يبطل حقه بمفارقته )قوله‪ :‬ولم تطل مفارقته( أي ولو لعذر‪ ،‬وإن ترك فيه نحو‬
‫متاعه‪) .‬وقوله‪ :‬بحيث انقطع الخ( تصوير للطول المنفي‪ .‬واللفة جمششع آلششف‪ ،‬كششبررة جمششع بششار‪،‬‬
‫وكملة جمع كامل‪ .‬وفي بعض نسخ الخط‪ ،‬ألفه‪ ،‬وهو أيضا جمع آلف‪ ،‬كعششذل جمششع عششاذل‪ .‬قششال‬
‫سم‪ :‬ينبغي أن يكششون المششراد أن تمضششي مششدة مشن شششأنها أن تنقطششع ألفششه فيهششا‪ ،‬وإن لششم ينقطعششوا‬
‫بالفعل‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي البجيرمي ما نصه‪ :‬وليس من الغيبة تششرك الجلششوس فيششه فششي اليششام الششتي جششرت‬
‫العادة ببطلنها ولو شهرا‪ ،‬كما هو العادة في قراءة الفقه في الجامع الزهششر‪ ،‬وممششا ل ينقطششع بشه‬
‫حقه أيضا‪ ،‬ما لو اعتاد المدرس قراءة الكتاب في سنتين وتعلششق غششرض بعششض الطلبششة بحضششور‬
‫النصف الول في سنة‪ ،‬فل ينقطع حقه بغيبته في الثاني‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع ش على م ر‪ .‬وقششرره ح ف‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فحقه باق( جواب من‪ ،‬وذلك لخبر مسلم‪ :‬من قام من مجلسه ثم رجع إليه فهو أحق به لكن‬
‫لغيره الجلوس فيه مششا دام غائبششا‪ ،‬لئل تتعطششل منفعششة الموضششع فششي الحششال‪ ،‬قششال م ر‪ :‬وكششذا حششال‬
‫جلوسه لغير القراء والفتاء‪ ،‬فيما يظهشر‪ ،‬لنشه إنمششا اسششتحق الجلشوس فيشه لششذلك‪ ،‬ل مطلقششا‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬لن له غرضا الخ( علة لبقاء حقه عند مفارقته‪ ،‬أي وإنما بقششي حششق مششن سششبق إلششى محششل‬
‫الخ‪ ،‬لن له قصدا في ملزمة ذلك الموضششع‪ ،‬لجششل أن يششألفه النششاس ويششترددون إليششه لجششل دوام‬
‫النفع به والنتفاع‪ ،‬وهذه العلة إنما تظهر بالنسبة لمن سبق‪ ،‬لقراء قرآن أو للتعليششم‪ ،‬أمششا بالنسششبة‬
‫للتعلم أو سماع درس‪ ،‬فل تظهر‪ ،‬لنه ل معنى لكون هذا يألفه النششاس )قششوله‪ :‬وقيششل يبطششل حقششه(‬
‫أي من سبق إلى محل من المسجد ثم فارقه )قوله‪ :‬وأطالوا الخ( أي أطال الفقهاء في ترجيح هششذا‬
‫القيل من جهة أنه هو المنقول عن المذهب ومن جهة المعنى‪ ،‬وعبارة شرح الششروض‪ :‬فل يبطششل‬
‫حقه بمفشارقته الموضشع‪ ،‬وهشذا مششا نقلشه الصشل عشن أبششي عاصششم العبششادي والغزالششي ونقششل عشن‬
‫الماوري أنه يبطل حقه بذلك‪ :‬لقوله‬

‫] ‪[ 210‬‬

‫تعالى‪) * :‬سواء العاكف فيه والباد( * )‪ (1‬زاد النووي‪ :‬قلت وهششو مششا حكششاه فششي الحكششام‬
‫السلطانية عن جمهور الفقهاء‪ ،‬وعن مالك أنه‪ ،‬أي من سبق ثم فارق‪ ،‬أحششق‪ ،‬فمقضششتى كلمششه أن‬
‫الشافعي وأصحابه من الجمهور‪ ،‬زاد الذرعي وقال‪ :‬يعني الماوردي‪ ،‬أن القول بششأنه أحششق ليششس‬
‫بصحيح‪ ،‬وقال في البحر إنه غلط‪ ،‬والظاهر أن ما حكاه الماوردي هو المذهب المنقول‪ ،‬وهو مششا‬
‫ارتضاه المام كأبيه‪ ،‬قال‪ :‬وقول النووي في شششرح مسششلم‪ ،‬إن أصشحابنا قشالوا إنشه أحششق بشه‪ ،‬وإذا‬
‫حضر لم يكن لغيره أن يقعد فيه الظاهر أنه أخذه من كلم الرافعي مسلما‪ ،‬والمنقششول مششا قششدمناه‪.‬‬
‫وما قاله العبادي والغزالي تفقه‪ ،‬ل نقل‪ .‬ا‍ه‪ .‬والماوردي مخالف في مجالس السواق أيضششا‪ ،‬كمششا‬
‫نبه عليه السنوي‪ ،‬والوجه خلف قوله في الموضعين وهششو مششا جششزم بششه المنهششاج كأصششله‪ ،‬ا‍ه‪.‬‬
‫بحذف‪ ،‬وعبارة فتح الجواد‪ ،‬وما ذكره فشي المسششجد هشو المعتمششد‪ ،‬وإن انتصششر الذرعشي وغيششره‬
‫لمقابله بأنه المنقول‪ ،‬وأن الول غلط‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أو للصلة( معطوف على لقراء قششرآن‪ ،‬أي أو‬
‫سبق إلى محل من المسجد للصلة‪ .‬وإنما فصل هشذه المسشألة عشن الششتي قبلهشا‪ ،‬لن بينهمشا فرقششا‪.‬‬
‫وحاصله أن تلك شرط في بقاء حقه فيهشا أن ينشوي العشود عنششد المفارقشة ولشو لغيششر عششذر‪ ،‬وهششذه‬
‫يشترط فيها العذر ولو لشم ينشو المفارقشة )قشوله‪ :‬ولشو قبشل دخشول وقتهشا( فشي البجيرمشي‪ ،‬وششمل‬
‫الجلوس للصلة من لم يكن أهل لذلك المحل لعدم صحة استخلفه‪ ،‬وهو كذلك‪ ،‬وما لو جلس قبل‬
‫دخول وقتها وهو كذلك إن عد منتظرا لها عرفا‪ ،‬ل نحو بعد صبح لنتظار ظهششر‪ ،‬وهششو ظششاهر‪،‬‬
‫إل إن استمر جالسا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أو قراءة أو ذكر( معطوف على للصلة‪ ،‬أي أو سبق إلششى محششل‬
‫من المسجد لقراءة أو ذكر أو نحوهما من كل عبادة قاصر نفعها عليششه وعبششارة المغنششي‪ ،‬ويلحششق‬
‫بالصلة الجلوس في المسجد لسماع وعظ أو حديث‪ ،‬أي أو قراءة في لوح مثل‪ ،‬وكذا من يطششالع‬
‫منفردا‪ ،‬بخلف من يطالع لغيره‪ ،‬ولم أر من تعرض لذلك‪ .‬وهو ظاهر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وفارقه بعذر(‬
‫أي وفارق ذلك المحل الذي جلس فيه للصلة أو القراءة أو الذكر بعذر ولو لم ينو العود‪ .‬قال في‬
‫فتح الجواد‪ :‬فإن فارقه لغير عذر بطل حقه‪ ،‬وإن نوى العود أو فارقه بعذر ل ليعود‪ ،‬بطششل حقششه‪،‬‬
‫لن الصلة ببقاع المسجد ل تختلف‪ ،‬ول نظر لزيادة ثوابها في الصف الول‪ ،‬لنششه لششو تششرك لششه‬
‫موضعه منه وأقيمت الصششلة لششزم إدخششال نقششص علششى أهششل الصششف بعششدم اتصششاله‪ ،‬فششإنه مكششروه‬
‫ومجيئه أثناءها ل يجبر خلل أولها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬كقضاء حاجة الخ( تمثيل للعذر )قوله‪ :‬فحقه بششاق(‬
‫جواب الشرط المقدر قبل قوله للصلة‪ ،‬أي أو من سبق للصلة وما بعدها وفارقه بعذر فحقه باق‬
‫للحديث المار )قوله‪ :‬ولو صبيا في الصشف الول( غايشة فشي بقشاء حقشه أي يبقشى حشق مشن سشبق‬
‫للصلة ولو كان صششبيا وجلششس فششي الصششف الول‪ ،‬وهششي للششرد‪ ،‬كمششا يششدل عليهششا عبششارة المغنششي‬
‫ونصها‪ ،‬وشمل ما لو كان الجالس صبيا‪ ،‬وهو الصح‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬في تلك الصلة( متعلق ببششاق‪،‬‬
‫أي حقه باق بالنسبة لتلك الصلة‪ ،‬أي وما ألحق بها ممششا اعتيششد فعلششه بعششد الصششلة مششن الشششتغال‬
‫بالذكار‪ ،‬أما بالنسبة لغير تلك الصلة فل حق له فيه )قوله‪ :‬وإن لم يترك رداءه فيه( غايشة ثانيششة‬
‫لبقاء حقه‪ ،‬أي يبقى حقه وإن لم يترك رداءه في ذلك المحششل الششذي قششام منششه )قششوله‪ :‬فيحششرم الششخ(‬
‫مفرع على ثبوت بقاء حق من سشبق إلشى مسشجد بالنسشبة للصشور كلهشا‪ ،‬أي وإذا كشان حقشه باقيشا‬
‫فيحرم على شخص غيره عالم ببقاء الحق لمن سبق الجلوس في محله إن كان بغير إذنشه أو ظشن‬
‫رضاه‪ .‬قال سم‪ :‬وينبغي أن المراد الجلوس على وجه منعه منه إذا جاء‪ ،‬أما إذا جلس علشى وجشه‬
‫إذا جاء له قام عنه فل وجه لمنعه من ذلك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬نعم الشخ( اسششتدراك علششى حرمششة الجلششوس‬
‫في مكان من سبق بالنسبة لبعض الصور‪ ،‬وهو من سششبق للصششلة‪) .‬وقششوله‪ :‬فششي غيبتششه( أي مششن‬
‫سبق )قوله‪ :‬واتصلت الصفوف( أي إل الصف الذي فارقه من سبق إلششى موضششع منششه‪ ،‬كمششا هششو‬
‫ظاهر‪) ،‬قوله‪ :‬فالوجه الخ( جواب إن )قوله‪ :‬مكانه( بالجر بدل من الصف بششدل بعششض مششن كششل‪،‬‬
‫ولو قال سد مكانه من الصف‪ ،‬لكان أولى )قوله‪ :‬لحاجة إتمششام( الضششافة للبيششان‪ ،‬أي لحاجششة هششي‬
‫إتمام الصفوف‪ ،‬وهو تعليل‬

‫)‪ (1‬سورة الحج‪ ،‬الية‪.25 :‬‬

‫] ‪[ 211‬‬

‫لكون الوجه سد ذلك )قوله‪ :‬فلو كان له( أي لمن سبق ثم فارق الصف‪) .‬وقوله‪ :‬سششجادة(‬
‫بفتح السين‪ .‬وقوله فيه‪ ،‬أي في الصف )قششوله‪ :‬فينحيهششا برجلششه( أي يزيلهششا مششن أراد سششد الصششف‬
‫برجله )قوله‪ :‬من غيششر أن يرفعهششا( أي السششجادة‪ .‬وقششوله بهششا‪ ،‬أي برجلششه )قششوله‪ :‬لئل تششدخل فششي‬
‫ضمانه( علة لكونه ل يرفعها برجله‪ .‬وعبششارة فتششح الجششواد‪ ،‬ولغيششره تنحيتهششا بمششا لششم يششدخلها فششي‬
‫ضمانه بأن لم تنفصل على بعض أعضائه‪ ،‬كما هو ظاهر‪ ،‬ويتجه في فرشها خلششف المقششام بمكششة‬
‫وفي الروضة المكرمة حرمته‪ ،‬لن فيششه تحجششر المحششل الفاضششل‪ ،‬إذ النششاس يهششابون تنحيتهششا وإن‬
‫جازت لغلبة وقوع الخصام فيه حينئذ‪ ،‬وفي الجلوس خلف المقام لغير دعاء مطلوب وصلة أكثر‬
‫من سنة الطواف حرمتهما أيضا إن كان وقششت احتيششاج النششاس للصششلة‪ ،‬ثششم لن فيششه ضششررا لهششم‬
‫لمنعهم من المحل الفاضل لغير عذر‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي مناسك البطاح‪ .‬ويحششرم بسششط السششجادة والجلششوس‬
‫في المحل الذي كثر طروق الطائفين له‪ ،‬ويزعج من جلس في ذلششك علششى وجششه يمنششع غيششره مششن‬
‫الصلة خلفه‪ ،‬حيث كان عالما عامدا‪ ،‬وينحي السجادة بنحو رجله‪ .‬ومثل المقام‪ ،‬تحششت الميششزاب‪،‬‬
‫والصف الول‪ ،‬والمحراب عند إقامة الصلة وحضشور المشام‪ .‬ومثشل ذلشك‪ ،‬الروضشة الششريفة‪،‬‬
‫لن فيه تحجيرا للبقعة الفاضلة المطلوب فيها الصلة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬أمششا جلوسششه لعتكششاف( مقابششل‬
‫المور المارة من القراء والصلة والقراءة والذكر )قوله‪ :‬فششإن لششم ينششو مششدة الششخ( أي بششأن نششوى‬
‫العتكاف مطلقا‪ .‬قال سم‪ :‬قد يؤخذ من هذا التفصيل في العتكاف أنه لو جلس لقراءة مثل‪ ،‬فششإن‬
‫لم ينو قدرا بطل حقه بمفارقته‪ ،‬وإل لم يبطل بذلك‪ ،‬بششل يبقشى حقشه إلششى التيششان بمشا قصشده‪ ،‬وإن‬
‫خرج لحاحة وعاد‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتب ع ش‪ :‬أقول وقد يمنع الخذ بأن المسجد شرط للعتكاف‪ ،‬بخلف‬
‫القراءة‪ ،‬إل أن يقال‪ :‬العتكاف كما يصح في المحل الذي فارقه يصح في غيششره‪ ،‬فبقششاع المسششجد‬
‫بالنسبة للعتكاف مستوية‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وإل( أي بأن نوى مشدة لششم يبطشل حقشه بخروجشه‪ ،‬وعبششارة‬
‫الروض وشرحه‪ :‬ولو نوي اعتكاف أيام في المسجد فخرج لما يجوز الخروج لششه فششي العتكششاف‬
‫عاد لموضعه‪ .‬والمراد أنه أحق به‪ ،‬والظاهر أن خروجه لغير ذلك ناسيا كذلك‪ ،‬وإن نوى اعتكافا‬
‫مطلقا فهو أحق بموضعه ما لم يخرج مششن المسششجد صششرح بششه فششي الروضششة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬وأفششتى‬
‫القفال بمنع تعليم الصبيان( قال فششي التحفششة‪ :‬لن الغششالب إضششرارهم بششه‪ ،‬وكششأنه فششي غيششر كششاملي‬
‫التمييز إذا صانهم المعلم عما ل يليق بالمسجد‪ .‬ا‍ه‪) .‬تنبيه( قال في المغني‪ :‬ويندب منع من يجلس‬
‫في المسجد لمبايعة وحرفة‪ ،‬إذ حرمته تأبى اتخاذه حانوتا‪ ،‬وتقدم فششي بششاب العتكششاف أن تعششاطي‬
‫ذلك فيه مكروه‪ ،‬ول يجوز الرتفاق بحريم المسجد إذا أضر بأهله‪ ،‬ول يجششوز للمششام الذن فيششه‬
‫حينئذ‪ ،‬وإل جاز‪ ،‬ويندب منع الناس مشن اسششتطراق حلششق القششراء والفقهشاء فششي الجوامششع وغيرهشا‬
‫توقيرا لهم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ول يباع موقوف( أي ول يوهب للخبر المار أول الباب‪ ،‬وكما يمتنع بيعه‬
‫وهبته‪ ،‬يمتنع تغيير هيئته جعل البستان دارا‪ .‬وقال السبكي يجوز بثلثة شروط‪ :‬أن يكششون يسششيرا‬
‫ل يغيره مسماه‪ ،‬وعدم إزالة شئ من عينه بل ينقله من جانب إلى آخر‪ ،‬وأن يكششون فيششه مصششلحة‬
‫للوقف‪ .‬أفاده م ر )قوله‪ :‬وإن خرب( أي الموقوف وخالف في هذا المششام أبششو حنيفششة فأجششاز بيششع‬
‫المحل الخراب بشرط أن يكون قد آل إلى السقوط ويبدل بمحل آخر أحسن منششه‪ ،‬وأن يكششون بعششد‬
‫حكم حاكم يرى صحته )قوله‪ :‬فلو الخ( تفريع على عدم جششواز بيششع الموقششوف الخششراب‪) .‬وقششوله‪:‬‬
‫انهدم مسجد( أي أو تعطل بخراب البلد مثل )قوله‪ :‬وتعذرت إعششادته( أي لششم يمكششن إعششادته حششال‬
‫لعدم وجود ما يصرف في عمارته )قوله‪ :‬لم يبع( جواب لو‪) .‬وقوله‪ :‬ول يعود( أي هششذا المسششجد‬
‫المنهدم ملكا بحال‪ ،‬أي أصل‪ ،‬والمراد ل يعود ملكششا‪ ،‬ول فششي حششال مششن الحششوال‪ .‬وعطفشه علششى‬
‫قوله لم يبع‪ :‬من عطف الملزوم على لزمه‪ ،‬إذ يلزم من عدم عوده ملكششا‪ ،‬عششدم صششحة بيعششه‪ ،‬أي‬
‫وهبته‪ ،‬إذ ل يباع ويوهب إل الذي دخل في الملك )قوله‪ :‬لمكان الصلة الخ( تعليل لعششدم صششحة‬
‫بيعه وعدم عوده ملكا‪ ،‬أي ل يصح ذلك لمكان النتفاع‬

‫] ‪[ 212‬‬

‫به حال بالصلة والعتكاف في أرضه‪ ،‬وبه فارق ما لو وقف فرس على الغزو فكبر ولم‬
‫يصلح حيث جاز بيعه لعدم إمكان النتفاع به حال )قوله‪ :‬أو جف الشجر( معطوف علششى انهششدم‪،‬‬
‫فهو داخل في حيز التفريع )قوله‪ :‬أو قلعه ريح( أي وإن لم يمكن إعادته إلى مغرسششه قبششل جفششافه‬
‫)قوله‪ :‬ولم يبطل الوقف( أي وإن امتنع وقفه ابتداء لقوة الدوام‪ ،‬وذلك لبقاء عين الموقوف )قوله‪:‬‬
‫فل يباع ول يوهب( تفريع على عدم بطلن الوقف )قوله‪ :‬بل ينتفع الموقوف عليششه( أي بالشششجر‬
‫الجاف أو المقلوع بريح )قوله‪ :‬ولو بجعله أبوابا( غاية للنتفاع‪ ،‬أي ينتفع بششه انتفاعششا عامششا‪ ،‬ولششو‬
‫بتقطيعه وجعله أبوابا )قوله‪ :‬إن لم يمكنه إجارته الشخ( قيششد فشي الغايشة‪ ،‬أي محششل النتفشاع بجعلشه‬
‫أبوابا إن لم يمكن إجارته حال كونه خشبا باقيا بحششاله‪ ،‬فششإن أمكششن ذلششك ل يجشوز النتفششاع بغيششره‬
‫)قوله‪ :‬فإن تعذر النتفاع به( أي مع بقاء عينه‪) ،‬وقششوله‪ :‬إل باسششتهلكه( أي إل بششزوال عينششه فل‬
‫يتعذر النتفاع به‪ .‬وفي سم ما نصه‪ :‬لو أمكن والحالة هذه بيعهششا وأن يشششتري بثمنهششا واحششدة مششن‬
‫جنسها أو شقصا‪ ،‬اتجه وجوب ذلك‪ ،‬ل يقال الفرض تعشذر النتفشاع فل يصشح بيعهشا‪ ،‬لنشا نقشول‬
‫هي منتفع بها باستهلكها‪ ،‬فيصح بيعها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬كششأن صششار( أي الشششجر‪ ،‬وهششو تمثيششل لتعششذر‬
‫النتفاع إل باستهلكه‪) ،‬وقوله‪ :‬إل بالحراق( أي إحراق الشششجر‪ ،‬أي لليقششاد بششه أو جعلششه فحمششا‬
‫)قوله‪ :‬انقطع الوقف( جواب أن )قوله‪ :‬أي ويملكه الخ( الولى حذف أي التفسيرية‪ ،‬كما مر غير‬
‫مرة‪ ،‬وما ذكره الشارع من انقطاع الوقف وعوده إلى ملكه‪ ،‬تبع فيه شيخه ابن حجر‪ ،‬ولششم يششذكر‬
‫في شرح الروض النقطاع‪ ،‬بل اقتصر علشى صشيرورته ملكشا‪ ،‬واستششكل ذلشك مشع عشدم بطلن‬
‫الوقف‪ ،‬ونص عبارته مع المتن‪ ،‬وإل بأن لم يمكن النتفاع بها إل باسششتهلكها بششإحراق أو نحششوه‬
‫صارت ملكا للموقوف عليه‪ ،‬لكنها ل تباع ول توهب‪ ،‬بل ينتفع بعينها كأم الولد ولحم الضششحية‪،‬‬
‫وهذا التفصيل صححه ابن الرفعة والقمششولي‪ ،‬ونقلششه الصششل عششن اختيششار المتششولي وغيششره‪ ،‬لكششن‬
‫اقتصر المنهاج كأصششله‪ ،‬والحششاوي الصششغير‪ ،‬علششى قششوله وإن جفششت الشششجرة لششم ينقطششع الوقششف‪.‬‬
‫وقضيته أنه ل يصير ملكا بحال‪ ،‬وهو المعتمشد الموافشق للشدليل‪ ،‬وكلم الجمهشور علشى أن عشوده‬
‫ملكا مع القول بأنه ل يبطششل الوقششف‪ ،‬مشششكل‪ .‬ا‍ه‪ .‬وأجششاب فششي النهايششة عششن إشششكاله المششذكور بمششا‬
‫حاصله‪ :‬أن معنى عود ملكا أنه ينفتششع بششه ولششو باسششتهلك عينشه كششالحراق‪ ،‬ومعنششى عششدم بطلن‬
‫الوقف أنه ما دام باقيا ل يفعل به ما يفعششل بسششائر الملك مششن بيششع ونحششوه كمششا مششر‪ .‬ا‍ه‪ .‬والششذي‬
‫يظهر من كلمهم أن الخلف لفظي فمن عبر ببطلن الوقف وعوده ملكا‪ .‬مراده به جواز النتفاع‬
‫به بأي شئ‪ ،‬ولو باستهلك عينه إل بالبيع والهبة فل يجوز‪ .‬ومن عبر بعدم بطلنه مراده به أنششه‬
‫ل يتصرف فيه تصرف الملك مطلقا حتى بالبيع والهبة‪ ،‬بل يتصرف فيه بغير ذلك من إحراق‬
‫ونحوه )قوله‪ :‬فينتفع بعينه( أي بأي انتفاع‪ ،‬ولو بالستهلك‪ ،‬كما علمت )قوله‪ :‬ول يبيعه( هششذا ل‬
‫يظهر تفريعه على ما قبله‪ ،‬فكان الولى أن يدخل عليه أداة الستدراك بأن يقول‪ ،‬كمشا فشي ششرح‬
‫الروض‪ ،‬ولكن ل يبعيه‪ ،‬أي ول يوهبه )قوله‪ :‬ويجوز بيع حصر المسجد الششخ( قششال فششي التحفششة‪،‬‬
‫أي لئل تضيع فتحصيل يسير من ثمنها يعود على الوقف أولى من ضياعها‪ ،‬واسششتثنيت مششن بيششع‬
‫الوقف‪ ،‬لنها صارت كالمعدومة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بأن ذهب جمالها ونفعها( أي مع بقششاء عينهششا‪ ،‬وهششو‬
‫تصوير لبلئها )قوله‪ :‬وكانت المصلحة( أي للوقف‪) .‬وقوله‪ :‬في بيعها( أي الحصر )قششوله‪ :‬وكششذا‬
‫جذوعه الخ( أي ومثل الحصر‪ ،‬الجذوع‪ ،‬فيجوز بيعها إذا انكسرت‪ .‬وجذع النخلة ما بيششن أصششلها‬
‫الذي في الرض ورأسها‪ ،‬كمششا فششي تفسششير الخطيششب‪) ،‬وقشوله‪ :‬المنكسششرة( أي أو المشششرفة علششى‬
‫النكسار‪ .‬وزاد في متن المنهاج‪ ،‬ولم تصششلح إل للحششراق‪ .‬قششال فششي التحفششة‪ ،‬وخششرج بقششوله ولششم‬
‫تصلح الخ‪ :‬ما إذا أمكن أن يتخذ منه نحو ألواح‪ ،‬فل تباع قطعا‪ ،‬بل يجتهد الحاكم ويسششتعمله فيمششا‬
‫هو أقرب لمقصود الواقف‪ .‬قال السششبكي‪ :‬حششتى لششو أمكششن اسششتعماله بششإدراجه فششي آلت العمششارة‪،‬‬
‫امتنع بيعه فيما يظهر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬خلفا لجمع فيهما( أي في الحصر والجذوع صححوا‬

‫] ‪[ 213‬‬

‫عدم جواز بيعهما بصفتهما المذكور وإدامة للوقف في عينهما‪ ،‬ولنه يمكن النتفششاع بهمششا‬
‫في طبخ جص أو آجر‪ .‬قال السبكي‪ ،‬وقد تقوم قطعة من الجششذوع مقششام أجششرة‪ ،‬كششذا فششي المغنششي‪،‬‬
‫وفيه أيضا‪ ،‬وأجاب الول‪ ،‬أي القششائل بصشحة الششبيع‪ ،‬بشأنه ل نظششر إلشى إمكشان النتفششاع فششي هششذه‬
‫المور‪ ،‬لن ذلك نادر لندرة اصطناع هذه الشياء لبعض المسششاجد‪ .‬ا‍ه‪ .‬وعبششارة شششرح المنهششج‪،‬‬
‫وما ذكرته فيها‪ ،‬أي مششن عششدم جششواز الششبيع بصششفتهما المششذكورة‪ ،‬هششو مششا اقتضششاه كلم الجمهششور‬
‫وصرح به الجرجاني والبغوي والروياني وغيرهم‪ ،‬وبه أفتيت‪ ،‬وصحح الشيخان تبعا للمام أنششه‬
‫يجششوز بيعهمششا لئل يضششيعا ويشششتري بثمنهمششا مثلهمششا‪ ،‬والقششول بششه يششؤدي إلششى مششوافقه القششائلين‬
‫بالستبدال‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويصرف ثمنهما( أي الحصر والجذوع إذا بيعا )قوله‪ :‬إن لم يمكششن شششراء‬
‫حصشير أو جشذع بشه( أي بشالثمن‪ ،‬فشإن أمكشن اششتري بشه ول يصشرف لمصشالح المسشجد )قشوله‪:‬‬
‫والخلف( أي بيششن جششواز الششبيع وعششدمه‪) ،‬وقششوله‪ :‬فششي الموقوفششة( أي فششي الحصششر الموقوفششة أو‬
‫الجذوع كذلك )قوله‪ :‬ولو بأن اشتراها الناظر ووقفها( غاية في الموقوفة‪ ،‬أي ولو كانت الموقوفة‬
‫اشتراها الناظر من غلشة الوقششف ووقفهشا علشى المسشجد‪ ،‬فشإن الخلف يجشري فيهششا أيضشا )قشوله‪:‬‬
‫بخلف الموهوبة الخ( أي بخلف المملوكة للمسجد بهبة أو شراء‪ .‬وهذا محششترز قششوله الموقوفششة‬
‫)قششوله‪ :‬والمشششتراة( أي ولششو مششن غلششة الوقششف حيششث لششم يقفهششا النششاظر‪ .‬وقششوله للمسششجد‪ ،‬متعلششق‬
‫بالوصفين قبله )قوله‪ :‬فتباع جزما( أي بل خلف‪ ،‬وتصششرف علششى مصششالح المسششجد‪ ،‬ول يتعيششن‬
‫صرفها في شراء حصر بدلها‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع ش )قوله‪ :‬وإن لششم تبششل( أي الموهوبششة أو المشششتراة‪ ،‬وهششذا‬
‫بالنسبة للحصر‪ ،‬وقياسه‪ ،‬بالنسبة للجذوع‪ ،‬أن يقال‪ ،‬وإن لم تنكسر )قوله‪ :‬وكذا نحو القناديششل( أي‬
‫مثل الحصر والجذوع في التفصيل المذكور‪ ،‬نحو القناديل‪ ،‬أي فإذا كششانت موقوفششا علششى المسششجد‬
‫وانكسرت‪ ،‬جرى الخلف فيها بين جشواز الشبيع وعشدمه‪ ،‬أو مملوكشة‪ ،‬جشاز بيعهشا جزمشا لمجشرد‬
‫المصلحة‪ ،‬وإن لم تنكسششر‪) ،‬قششوله‪ :‬ولششو اشششترى النششاظر( أي مششن غلششة الموقششوف علششى المسششجد‪،‬‬
‫)وقوله‪ :‬أخشابا للمسجد( أي أخشابا تحفظ وتهيششأ لمششا يحششدث فششي المسششجد مششن خششراب )قششوله‪ :‬أو‬
‫وهبت( أي الخشاب‪ ،‬وقوله له أي للمسجد )قوله‪ :‬وقبلها النشاظر( قيشد فششي الهبششة‪ ،‬فششإن لشم يقبلهشا‬
‫الناظر ل تصح الهبة له‪ ،‬بخلف الوقف له‪ ،‬فإنه يصح‪ ،‬ولو لم يقبل الناظر‪ ،‬كما مر )قوله‪ :‬جششاز‬
‫بيعها( أي الخشاب التي اشتراها الناظر أو وهبت له )قوله‪ :‬لمصلحة( أي تعود للمسششجد )قششوله‪:‬‬
‫كأن خاف الخ( تمثيل للمصلحة )قوله‪ :‬ل إن كششانت موقوفششة( أي فل يجششوز بيعهششا‪) .‬وقششوله‪ :‬مششن‬
‫أجزاء المسجد( أي من جملة أجزائه الموقوفة )قوله‪ :‬بل تحفظ( إضراب من مقدر‪ ،‬أي فل يجوز‬
‫بيعها بل تحفظ له وجوبا‪ ،‬وهذا مفروض في أخشششاب سششليمة لششم يسششقف بهششا المسششجد‪ ،‬بششل وقفششت‬
‫لتسششقيف المسششجد بهششا إذا خششرب أو زادت مششن عمششارة المسششجد‪ ،‬فل ينششافي مششا مششر فششي الجششذوع‬
‫المنكسرة من جريان الخلف فيها بين جواز البيع وعدمه )قوله‪ :‬ول ينقض المسجد( أي المنهششدم‬
‫المتقدم ذكره في قوله فلو انهدم مسششجد‪ .‬ومثششل المنهششدم‪ :‬المتعطششل‪) .‬والحاصششل( أن هششذا المسششجد‬
‫الذي قد انهدم‪ ،‬أي أو تعطل بتعطيل أهل البلد له‪ ،‬كما مششر‪ ،‬ل ينقششض‪ ،‬أي ل يبطششل بنششاؤه بحيششث‬
‫يتمم هدمه في صورة المسجد المنهدم‪ ،‬أو يهدم من أصشله فششي صشورة المتعطشل‪ ،‬بشل يبقششى علشى‬
‫حاله من النهدام أو التعطيل‪ ،‬وذلك لمكان الصلة فيه وهو بهذه الحالة ولمكان عوده كما كششان‬
‫)قششوله‪ :‬إل إذا خيششف علششى نقضششه( هششو بكسششر النششون أو ضششمها بمعنششى منقوضششه مششن الحجششارة‬
‫والخشاب‪ ،‬وعبارة المصباح‪ ،‬نقضت البناء نقضا من باب قتل‪،‬‬

‫] ‪[ 214‬‬

‫والنقض مثل قفل وحمل بمعنى المنقوض واقتصر الزهري على الضم‪ ،‬قال‪ :‬النقض اسم‬
‫البناء المنقوض إذا هدم‪ ،‬وبعضهم يتقصر على الكسر ويمنع الضم‪ ،‬والجمششع نقششوض‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقششوله‬
‫فينقض‪ ،‬أي يبطششل بنششاؤه بالحيثيششة السششابقة‪ .‬وقششوله ويحفششظ‪ ،‬أي نقضششه‪ .‬وقششوله أو يعمششر بششه‪ ،‬أي‬
‫بالنقض‪ .‬وقوله إن رآه الحاكم‪ ،‬أي رأى تعمير مسجد آخر به أصلح )قوله‪ :‬والقرب إليششه أولششى(‬
‫أي وعمارة المسجد القرب إلى المنهدم أولى من غير القرب‪ .‬قال ع ش‪ :‬وبقي مششا لششو كششان ثششم‬
‫مساجد متعددة واستوى قربه من الجميع‪ ،‬هل يوزع علششى الجميششع أو يقششدم الحششوج ؟ فيششه نظششر‪.‬‬
‫والقرب الثاني‪ ،‬فلو استوت الحاجة والقرب‪ ،‬جاز صرفه لواحد منهششا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬ول يعمششر بششه‬
‫غير جنسه( أي ول يعمر بالنقض ما هو من غير جنس المسجد‪ .‬وقوله كرباط وبئر‪ ،‬تمثيل لغيشر‬
‫جنس المسجد‪ ،‬وقوله كالعكس‪ :‬هو أن ل يعمر بنقض الرباط والبئر غير الجنس كالمسجد )قوله‪:‬‬
‫إل إذا تعذر جنسه( أي فإنه يعمر به غير الجنس )قوله‪ :‬والشذي يتجشه ترجيحشه الشخ( فشي سشم مشا‬
‫نصه‪ ،‬الذي اعتمده شيخنا الشهاب الرملي أنه إن توقع عوده حفظ‪ ،‬وإل صرفه لقرب المسششاجد‪،‬‬
‫وإل فللقرب إلى الواقف‪ ،‬وإل فللفقراء والمساكين أو مصالح المسششلمين‪ .‬وحمششل اختلفهششم علششى‬
‫ذلك‪ .‬ا‍ه‪) .‬واعلم( أن الوقف على المسجد إذا لم يذكر له مصرف آخششر بعششد المسششجد مششن منقطششع‬
‫الخر‪ ،‬كما قال في الروض‪ ،‬وإن وقفها‪ ،‬أي الدار على المسششجد صششح‪ ،‬ولششو لششم يششبين المصششرف‬
‫وكان منقطع الخر إن اقتصر عليه ويصرف في مصالحه ا‍ه‪ .‬وقد تقرر فششي منقطششع الخششر أنششه‬
‫يصرف إلى أقرب الناس إلى الواقف‪ ،‬فقولهم هنا إنه إذا لم يتوقع عوده يصرف إلى مسششجد آخششر‬
‫أو أقرب المساجد‪ ،‬يكون مستثنى من ذلك‪ .‬فليتأمل‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬وقف المنهدم( أي فششي الموقششوف‬
‫على المسجد المنهدم‪ .‬قال في التحفة‪ :‬أما غير المنهدم فما فضل من غلة الموقوف على مصششالحه‬
‫فيشتري له بها عقار ويوقف عليه‪ ،‬بخلف الموقوف على عمارته يجششب ادخششاره لجلهششا‪ ،‬أي إن‬
‫توقعت عن قرب‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله إنه‪ ،‬أي المنهدم‪ .‬وقوله إن توقع عوده‪ ،‬أي ترجى أنششه يعششود ويعمششر‬
‫كما كان‪ .‬وقوله حفظ‪ ،‬أي الريع‪ ،‬وهو جواب إن‪ .‬وقوله له‪ ،‬أي للمنهشدم بعششد عشوده )قششوله‪ :‬وإل(‬
‫أي وإن لم يتوقع عوده‪ ،‬وقوله صرف‪ ،‬أي ذلك الريع‪ .‬وقوله لمسجد آخر‪ ،‬والقششرب أولششى‪ ،‬كمششا‬
‫علمت‪) ،‬قوله‪ :‬فإن تعذر( أي صرفه لمسجد آخر )قوله‪ :‬صرف للفقراء( أي فقراء محل المسششجد‬
‫المنهدم )قوله‪ :‬كما يصرف النقض لنحو رباط( أي كما يصشرف نقشض المسشجد إذا تعشذر تعميشر‬
‫مسجد آخر لنحو رباط كبئر‪ ،‬والتشبيه في كششون الريششع صششرف لغيششر الجنششس عنششد تعششذر صششرفه‬
‫للجنس )قوله‪ :‬وسئل شيخنا عما إذا عمششر مسششجد( مششا واقعششة علششى مسششجد‪ ،‬وحينئذ فكششان الولششى‬
‫حذف قوله مسجد‪ ،‬لنه على ثبوته يصير المعنى سئل عن المسشجد الشذي إذا عمشر مسشجد‪ ،‬وفيشه‬
‫ركاكة ل تخفى‪ .‬وفي بعض النسخ عما إذا عمر مسجدا‪ ،‬بنصب مسجدا‪ ،‬وعليه فيلزم وقششوع مششا‪،‬‬
‫على من يعقل‪ ،‬ويلزم جعل السؤال عن الشخص‪ ،‬ل عن المسجد‪ ،‬فلو قال عن مسجد عمر بآلت‬
‫الخ‪ ،‬لكان أولى وأخصر‪ .‬وتقدم أن عمر‪ ،‬في مثل هذا المحل‪ ،‬يقرأ بالتخفيف من العمارة‪ ،‬بخلفه‬
‫في مثل عمر فلن‪ ،‬فهو بالتشديد‪ ،‬من التعمير في السن‪ ،‬بمعنششى طششول الجششل‪ ،‬فل تغفششل )قششوله‪:‬‬
‫بآلت جدد( أي لعمارة المسجد‪ ،‬وهي كالخشب والحجر والحديد )قوله‪ :‬وبقيت آلته القديمششة( أي‬
‫لم يعمر بها )قوله‪ :‬فهل يجششوز عمششارة مسششجد آخششر قششديم بهششا( أي بششآلت المسششجد الول القديمششة‬
‫)قوله‪ :‬أو تباع( أي تلك اللت )قشوله‪ :‬ويحفششظ ثمنهششا( أي للمسششجد الشذي كشانت تلششك اللت فيششه‬
‫)قوله‪ :‬فأجاب( أي شيخه )قوله‪ :‬بأنه( أي الحال والشأن‪) ،‬وقوله‪ :‬يجوز عمششارة مسششجد قششديم( أي‬
‫قد خرب‪) ،‬وقوله‪ :‬وحادث( أي بأن‬

‫] ‪[ 215‬‬

‫ينشأ بتلك اللت مسجد )وقوله‪ :‬بها( أي بآلت المسجد الذي كانت فيه )قوله‪ :‬حيشث الششخ(‬
‫قيد في الجواز‪ ،‬فإذا فقد‪ ،‬بأن احتيج إلى تلك اللت قبل فنائها لعمارة المسجد الذي كششانت فيششه ل‬
‫يجوز عمارة مسجد آخر بها )قوله‪ :‬بعدم احتياج ما هي منه( أي بعدم احتياج المسجد الذي هششي‪،‬‬
‫أي تلك اللت‪ ،‬منه‪ .‬وقوله إليها‪ ،‬أي إلششى اللت‪ ،‬وهششو متعلششق باحتيششاج‪ .‬وقششوله قبششل فنائهششا أي‬
‫اللت وهو متعلق أيضا باحتياج )قوله‪ :‬ول يجوز بيعه( الولى بيعها بتأنيث الضمير العائد إلششى‬
‫اللت )قوله‪ :‬ونقششل( مبتششدأ خششبره الجششار والمجششرور بعششده‪) .‬وقششوله‪ :‬نحششو حصششير المسششجد( أي‬
‫كفرشه غير الحصير‪) .‬وقوله‪ :‬كنقل آلته( أي في أنششه إن لششم يحتششج المسششجد إليششه جششاز نقلششه إلششى‬
‫مسجد آخر‪ ،‬وإل فل يجوز‪ .‬وتقدم آنفشا أنشه يجشوز بيشع نحشو الحصشر الموقوفشة إذا بليشت وكشانت‬
‫المصلحة في بيعها‪ .‬وخالف جمع فشي ذلشك‪ ،‬وأن المملوكشة يجشوز بيعهشا لمصشلحة مطلقشا )قشوله‪:‬‬
‫ويصرف ريع الموقوف على المسجد مطلقا( أي وقفا مطلقا‪ ،‬أي مششن غيششر تقييششد بكششونه لعمششارته‬
‫)قوله‪ :‬أو على عمارته( معطوف علششى قشوله علششى المسششجد‪ ،‬أي ويصششرف ريشع الموقششوف علشى‬
‫عمارته )قوله‪ :‬في البناء( متعلق بيصرف‪) .‬وقشوله‪ :‬ولشو لمنشارته( أي ولشو كشان البنشاء لمنشارته‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬وفي التجصيص( معطوف على قشوله فشي البنشاء‪ ،‬أي ويصشرف فشي التجصشيص‪ ،‬ومنشه‬
‫البياض المعروف )قوله‪ :‬والسلم( أي وفي السلم‪ ،‬أي الذي يحتاج إليه في المسششجد )وقششوله‪ :‬وفششي‬
‫أجرة القيم( أي لنه يحفظ العمارة )قوله‪ :‬ل المؤذن الخ( أي ل يصرف لهذه المششذكورات )قششوله‪:‬‬
‫إل إن كششان الوقششف لمصششالحه( أي إل إن كششان الوقششف كائنششا علششى مصششالح المسششجد‪ ،‬والسششتثناء‬
‫منقطع‪ ،‬إذ المستثنى منه ريع الموقوف على المسجد مطلقا‪ ،‬أو مقيدا بالعمارة‪ ،‬والمسنثنى الوقششف‬
‫على المصالح )قوله‪ :‬فيصرف( أي ريعه‪) ،‬وقوله‪ :‬في ذلششك( أي المششذكورة مششن المششؤذن والمششام‬
‫والحصر والدهن‪ ،‬وذلك لنها من المصال )قوله‪ :‬ل في التزويق والنقش( أي ل يصششرف فيهمششا‪،‬‬
‫بل لو وقف عليهما ما يصح‪ ،‬لنه منهي عنه )قوله‪ :‬وما ذكرته( مبتدأ‪ ،‬خششبره قششوله هششو مقتضششى‬
‫الخ‪) .‬وقوله‪ :‬من أنه( بيان لما‪ ،‬وضمير أنه يعود على الربيع )قوله‪ :‬لكنه( أي النووي )قوله‪ :‬نقل‬
‫بعده( أي بعد نقله عن البغوي )قوله‪ :‬إنششه يصششرف لهمششا( أي المششؤذن والمششام‪ .‬قششال فششي النهايششة‪:‬‬
‫ويتجه إلحاق الحصر والدهن بهما‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬كما في الوقف على مصالحه( أي وكما في نظيره‬
‫من الوصية للمسجد‪) .‬قوله‪ :‬ولو وقف على دهن الخ( مثله فشي الششروض وشششرحه ونصششهما‪ ،‬فلششو‬
‫وقف على دهن لسراج المسجد به أسرج كل الليل إن لم يكن مغلقا مهجششورا بششأن ينتفششع بششه مششن‬
‫مصل ونائم وغيرهما‪ ،‬لنه أنيط له‪ ،‬فإن كان مغلقا مهجششورا لششم يسششرج‪ ،‬لنششه إضششاعة مششال‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬لم يسرج( أي رأسا ول في جزء من الليل‪ ،‬بدليل العلة بعده )قوله‪ :‬وأفششتى الششخ( مخششالف‬
‫لما قبله )قوله‪ :‬فيه( أي المسجد‪ .‬وقوله ليل أما نهارا فيحرم مطلقا للسراف ولما فيه مششن التشششبه‬
‫بالنصارى )قوله‪ :‬احتراما( أي تعظيما للمسجد )قوله‪ :‬مع خلوه( متعلق بجواز )قوله‪ :‬وجششزم فششي‬
‫الروضة بحرمة إسراج الخالي( أي مطلقا‪ ،‬فهو مؤيششد لمششا قبششل إفتششاء ابششن عبششد السششلم‪ ،‬وعبششارة‬
‫التحفة‪ ،‬وفي الروضة يحرم إسراج الخالي‪ ،‬وجمع بحمل هذا على ما إذا أسرج من وقف المسجد‬
‫أو ملكه‪ ،‬والول على ما إذا تبرع به من يصح تبرعه‪ ،‬وفيه نظر‪ ،‬لنه إضششاعة مششال‪ ،‬بششل الششذي‬
‫يتجه الجمع بحمل الول على ما إذا توقع ولو على ندور احتياج‬

‫] ‪[ 216‬‬
‫أحد لما فيه من النور‪ ،‬والثاني على ما إذا لم يتوقع ذلششك‪ .‬ا‍ه )قششوله‪ :‬يحششرم أخششذ شششئ مششن‬
‫زيته وشمعه( أي للمسجد‪ ،‬أي المختص به‪ ،‬بأن يكون موقوفا عليه أو مملوكا لششه بهبششة أو شششراء‬
‫من ريع موقوف على مصالحه وإذا أخذ منه ذلك وجب رده‪) .‬وقششوله‪ :‬كحصششاة وترابششه( أي كمششا‬
‫يحرم أخذ حصي المسجد وترابه‪ .‬قال النووي في إيضاحه‪ :‬ول يجوز أخذ شئ من طيششب الكعبششة‬
‫ل للتبرك ول لغيره‪ ،‬ومن أخذ شيئا من ذلك لزمششه رده إليهششا‪ ،‬فششإن أراد التششبرك أتششى بطيششب مششن‬
‫عنده فمسحها به ثم أخذه‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ثمر الشجر النابت بالمقبرة المباحة( أي لدفن المسششلمين فيهششا‬
‫بأن كانت موقوفة أو مسبلة لذلك‪ .‬وخرج بهششا‪ :‬المملوكششة‪ ،‬فششإن ثمششر الشششجر النششابت فيهششا مملششوك‬
‫أيضا‪ ،‬وقوله مباح‪ ،‬خبر ثمر‪ ،‬أي فيجوز لكل أحد الكل منه )قوله‪ :‬وصرفه( أي الثمر‪) .‬وقوله‪:‬‬
‫لمصالحها( أي المقبرة كتعميرها‪) .‬وقوله‪ :‬أولى( أي من تبقيته للناس‪ ،‬وعبارة الروض وشرحه‪،‬‬
‫ولو نبتت شجرة بمقبرة فثمرتها مباحة للناس تبعا للمقبرة‪ ،‬وصششرفها إلششى مصششالح المقششبرة أولششى‬
‫من تبقيتها للناس‪ ،‬ل ثمرة شجرة غرست للمسجد فيششه‪ ،‬فليسششت مباحششة بل عششوض‪ ،‬بششل يصششرف‬
‫المام عوضها لمصالحه‪ ،‬أي للمسجد‪ ،‬وتقييده بالمام من زيششادته‪ ،‬وظششاهر أن محلششه إذا لششم يكششن‬
‫ناظر خاص‪ ،‬وإنما خرجت الشجرة عن ملك غارسها هنا بل لفظ‪ ،‬كما اقتضششاه كلمهششم‪ ،‬للقرينششة‬
‫الظاهرة‪ .‬وخششرج بغرسشها للمسشجد‪ ،‬غرسشها مسشبلة للكششل‪ ،‬فيجشوز أكلهشا بل عشوض‪ ،‬وكشذا إن‬
‫جهلت نيته حيث جرت العادة به‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وثمر المغروس( أي الشجر المغروس فششي المسششجد‪.‬‬
‫وقوله ملكه‪ ،‬أي المسجد بمعنى أنه يصرف في مصالحه‪ ،‬كما يفيششده التفريششع بعششده‪ ،‬وليششس مباحششا‬
‫للناس )قوله‪ :‬إن غرس له( أي للمسجد بقصده ل للناس )قوله‪ :‬فيصرف( أي الثمر‪ ،‬وهششو تفريششع‬
‫على كونه ملكشه )قشوله‪ :‬وإن غشرس( أي الششجر‪ .‬وقشوله ليؤكشل‪ ،‬أي الششجر‪ ،‬وهشو علشى حشذف‬
‫مضاف‪ ،‬أي ثمره‪ .‬والمراد غرس بقصد إباحته للناس )قوله‪ :‬أو جهل الحال( أي لم يدر‪ ،‬هل هو‬
‫غرس للمسجد أو ليؤكل ؟ )قوله‪ :‬فمباح( أي فثمره مباح‪ ،‬لنه الظاهر فشي الصشورة الجهشل‪ ،‬أنشه‬
‫إنما غرس لعموم المسلمين )قوله‪ :‬ليس للمام الخ( أي فيحششرم عليششه ذلششك‪) .‬وقششوله‪ :‬إذا اندرسششت‬
‫مقبرة( أي بليت وخفيت آثارها‪ .‬قال في المصباح‪ :‬درس المنزل دروسا‪ ،‬عفا وخفيششت آثششاره‪ ،‬ا‍ه‪.‬‬
‫وحنيئذ فقوله بعد ولم يبق بها أثر‪ ،‬تفسير له )قوله‪ :‬إجارتها( اسششم ليششس مششؤخر‪ .‬وقششوله أي مثل‪،‬‬
‫راجع للزراعة‪ ،‬أي أو للبناء فيها )قششوله‪ :‬وصششرف غلتهششا( عطششف علششى إجارتهششا‪ ،‬أي وليششس لششه‬
‫صرف غلتهششا‪) .‬وقششوله‪ :‬للمصششالح(‪ :‬أي مصششالح المسششلمين )قشوله‪ :‬وحمششل( أي مششا فششي النششوار‪،‬‬
‫)وقوله‪ :‬على الموقوفة( أي على المقبرة الموقوفة لدفن الموات فيها )قششوله‪ :‬فالمملوكششة لمالكهششا(‬
‫أي فأما المقبرة المملوكة فأمرها مفوض لمالكها إن عرف‪ ،‬فيجوز لششه أن يتصششرف فيهششا بإجششارة‬
‫وبإعارة وبغير ذلك‪ ،‬لنها ملكه )قششوله‪ :‬وإل( أي وإن لششم يعششرف )قششوله‪ :‬فمششال ضششائع( أي فهششي‬
‫كالمال الضائع‪) .‬وقوله‪ :‬أي إن أيس من معرفته( الولى حذف أي التفسيرية‪ ،‬كمششا مششر فششي مثششل‬
‫هذا‪) ،‬قوله‪ :‬يعمل فيه المام بالمصلحة( بيان لحكم المال الضائع‪ ،‬أي أن حكششم المششال الضششائع أن‬
‫المام يعمل فيه بالمصلحة )قوله‪ :‬وكذا المجهولة( أي مثل المملوكة التي أيس من معرفششة مالكهششا‬
‫المقبرة المجهولة‪ ،‬أي التي ل يدري أنها مملوكة أو موقوفة‪ ،‬فإنها كالمال الضششائع )قششوله‪ :‬وسششئل‬
‫العلمة الطنبداوي في شجرة نبتت بمقبرة الخ( لم يتعرض للشجرة النابتششة فششي المسششجد‪ ،‬وفششي ع‬
‫ش ما نصه‪ :‬وقع السؤال في الدرس عما يوجد من الشجار فششي المسششاجد ولششم يعششرف‪ ،‬هششل هششو‬
‫وقف أو ل ؟ ماذا يفعل فيه إذا جف ؟ والجواب أن الظاهر من غرسه في المسششجد أنششه موقششوف‪،‬‬
‫لما صرحوا به في الصلح من أن محل‬

‫] ‪[ 217‬‬

‫جواز غرس الشجر في المسجد إذا غرسه لعموم المسلمين‪ ،‬وانه لو غرسه لنفسه لم يجز‪،‬‬
‫وإن لم يضر بالمسجد‪ ،‬وحيث عمل على أنه لعموم المسلمين فيحتمل جواز بيعششه وصششرف ثمنششه‬
‫على مصالح المسلمين‪ ،‬وإن لم يمكن النتفاع بششه جافششا‪ ،‬ويحتمششل وجششوب صششرف ثمنششه لمصششالح‬
‫المسجد خاصة‪ ،‬ولعل هذا الثاني أقرب‪ ،‬لن واقفه إن وقفه مطلقششا وقلنششا بصششرف ثمنششه لمصششالح‬
‫المسلمين‪ ،‬فالمسجد منها‪ ،‬وإن كششان وقفشه علششى خصششوص المسششجد‪ ،‬امتنششع صششرفه لغيششره‪ .‬فعلششى‬
‫التقديرين جششواز صششرفه لمصششالح المسششجد محقششق‪ ،‬بخلف صششرفه لمصششالح غيششره مشششكوك فششي‬
‫جوازه‪ ،‬فيترك لجل المحقق‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬نبتت بمقبرة مسبلة( أي غير مملوكة )قوله‪ :‬ولم يكن لها‬
‫ثمر ينتفع به( خرج به ما إذا كان لها ذلششك فششإنه ل يجششوز قطعهششا وبيعهششا )قششوله‪ :‬إل أن بهششا( أي‬
‫بالشجرة‪) .‬وقوله‪ :‬أخشابا كثيرة( أي فروعا كثيرة‪) ،‬وقوله‪ :‬تصلح( أي تلششك الخشششاب‪) .‬وقششوله‪:‬‬
‫للبناء( أي بتلك الخشاب بأن توضع سششقفا للبنيشان )قشوله‪ :‬ولششم يكشن لهششا( أي للمقشبرة )قشوله‪ :‬أي‬
‫القاضي( تفسير للناظر العام‪ ،‬وكان الولششى أن يقششول‪ ،‬أي المششام أو نششائبه وهششو القاضششي )قششوله‪:‬‬
‫فأجاب( أي العلمة الطنبداوي )قوله‪ :‬نعم للقاضشي فشي المقشبرة العامشة( أي فشي ششجرتها النابتشة‬
‫فيها‪ .‬وقوله بيعها‪ ،‬أي تلك الشجرة )قوله‪ :‬وصرف ثمنها في مصالح المسلمين( فششي بعششض نسششخ‬
‫الخط في مصالح المقبرة‪ ،‬وعليه يكون مكششررا مششع قششوله بعششد فششإن صششرفها فششي مصششالح المقششبرة‬
‫أولى‪ ،‬فما في النسخ التي بأيدينا أولى )قوله‪ :‬كثمرة الشجرة التي لها ثمر( أي فإن للقاضششي بيعششه‬
‫وصرف ثمنه في مصالح المسلمين على ما في النسخة التي بأيدينا‪ ،‬أو في مصالح المقششبرة علششى‬
‫ما في بعض النسخ )قوله‪ :‬فإن صرفها في مصالح المقبرة أولى( الظاهر أن إن شششرطية‪ ،‬وأولششى‬
‫خبر لمبتششدأ محششذوف‪ ،‬والجملششة مششن المبتششدأ المحششذوف والخششبر جششواب الشششرط‪ ،‬والولششى تششذكير‬
‫الضمير من صرفها‪ ،‬لن مرجعه مذكر‪ ،‬وهو الثمن‪ ،‬ويوجد في بعض نسخ الخط‪ ،‬وإن صرفها‪،‬‬
‫بواو العطف‪ ،‬وعليه تكون إن هي الناصبة للسم‪ ،‬الرافعة للخبر‪ ،‬والجملششة معطوفششة علششى جملششة‬
‫وصرف ثمنها في مصالح المسلمين )قوله‪ :‬هذا( أي ما ذكشر مشن جشواز بيعهشا‪ ،‬وصشرف ثمنهشا‪،‬‬
‫)وقوله‪ :‬عند سقوطها( أي الشجرة النابتة في المقبرة‪) .‬وقوله‪ :‬بنحو ريح( أي كسيل )قششوله‪ :‬وأمششا‬
‫قطعها الخ( محترز قوله عند سقوطها بنحو ريح‪ ،‬وهو في الحقيقة جواب الطرف الثاني من قول‬
‫السائل‪ ،‬وما قبله جواب الطشرف الول منشه وقشوله مشع سشلمتها‪ ،‬أي الششجرة أي عشدم سشقوطها‬
‫)قوله‪ :‬فيظهر إبقاؤها( أي الشجرة‪ ،‬وهو جواب أمشا )قشوله‪ :‬للرفشق الشخ( أي لنفشع الشزائر للقبشور‬
‫والمشيع للجنازة بظلها )قوله‪ :‬ولو شرط واقف الخ( شروع في بيان النظر على الوقشف وششروط‬
‫الناظر )قوله‪ :‬نظرا له( مفعول شرط‪ ،‬أي شرط في صيغة الوقف النظر لنفسششه أو لغيششره )قششوله‪:‬‬
‫اتبع( أي شرطه‪ ،‬أي عمل به‪ ،‬وذلك لخبر البيهقي المسلمون عند شروطهم ولمششا روي أن سششيدنا‬
‫عمر رضي ال عنه ولي أمر صدقته‪ ،‬ثم جعله لحفصة مشا عاششت‪ ،‬ثشم لولشى الشرأي مشن أهلهشا‬
‫)قوله‪ :‬كسائر شروطه( أي الواقف‪ ،‬فإنها تتبع ويعمل بها‪ ،‬كمششا تقششدم ذلششك )قششوله‪ :‬وقبششول( مبتششدأ‬
‫خبره الجار والمجرور‪ ،‬أي وقبول الناظر الذي شرط الواقف له النظر كائن كقبششول الوكيششل‪ ،‬أي‬
‫في أنه ل يشترط فيه التلفظ‪ ،‬بل عدم الرد فقط‪ .‬وعبارة الروض وشرحه‪ :‬ولقبوله‪ ،‬أي المشششروط‬
‫له النظر‪ ،‬حكم قبول الوكيل بجامع اشششتراكهما فششي التصششرف‪ ،‬وفششي جششواز المتنششاع منهمششا بعششد‬
‫قبولهما ول يشترط قبوله لفظا‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال سم‪ :‬وظاهر أن من لم يشرط له النظششر‪ ،‬بششل فوضششه إليششه‬
‫الواقف حيث كان له النظر أو الحاكم حكم قوله كقبول الوكيل أيضا‪ ،‬وإنمششا خششص مششن شششرط لششه‬
‫النظر‪ ،‬لئل يتوهم أنه كالموقوف عليه المعين‪ ،‬كما أشار‬

‫] ‪[ 218‬‬

‫له بقوله بعد‪ ،‬ل الموقوف عليه‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬على الوجه( مقابله يقول إنه كقبششول الموقششوف‬
‫عليه المعين‪ ،‬فيشترط القبول لفظا فورا‪ .‬وعبارة التحفة‪ ،‬كقبول الوكيل على الوجه‪ ،‬ل الموقوف‬
‫عليه‪ ،‬إل أن يشرط له شئ من مال الوقف على مششا بحششث‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬وليششس لششه عششزل الششخ( أي‬
‫ليس للواقف أن يعزل من شرط النظر له حالة الوقف‪ .‬ومثل شرط النظر‪ ،‬شششرط التششدريس حالششة‬
‫الوقف‪ .‬قال في التحفة‪ ،‬بأن يقول وقفت هذا مدرسششة‪ ،‬بشششرط أن فلنششا ناظرهششا أو مدرسششها‪ ،‬وإن‬
‫نازع فيه السنوي‪ ،‬فليس له كغيره عزله من غير سبب يخل بنظره‪ ،‬لنه ل نظر له بعششد شششرطه‬
‫لغيره‪ ،‬ومن ثم لو عزل المشروط له نفسه لم ينصب له بدله إل الحاكم‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ولو لمصششلحة(‬
‫غاية في عدم جواز عزله‪ ،‬أي ل يجوز عزله‪ ،‬ولو كان لمصلحة )قششوله‪ :‬وإل يشششترط لحششد( أي‬
‫وإن ل يشترط الواقف النظر لحد‪ .‬قال ع ش‪ :‬بأن لم يعلم شرطه لحد‪ ،‬سواء علششم عششدم شششرطه‬
‫أو جهل الحال‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬فهو( أي النظر لقششاض‪ ،‬والجملششة جششواب إن الشششرطية المدغمششة فششي ل‬
‫النافية )قوله‪ :‬بالنسبة لحفظه وإجارته( قال البجيرمي‪ :‬أي ونحوهما‪ .‬ا‍ه‪ .‬وانظر ما هو هذا النحو‬
‫؟ ولعلشه العمشارة والشترميم‪ ،‬وقشوله لمشا عشدا ذلشك‪ ،‬أي الحفشظ والجشارة‪ ،‬وذلشك كتحصشيل الغلشة‬
‫وقسمتها على مستحقيها وتنميته‪ ،‬كما في مال اليتيم‪ ،‬قال البيجيرمي‪ :‬وليس لحشد القاضشيين فعشل‬
‫ما ليس له‪ .‬قاله شيخنا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬على المذهب( مرتبط بالمتن‪ ،‬أي فهششو لقششاض علششى المششذهب‪،‬‬
‫ومقابل المذهب يقول إن النظر مرتب علشى أقشوال الملشك‪ ،‬أي فشإن قيشل إن الملشك فشي الموقشوف‬
‫للواقف‪ ،‬كان النظر له‪ ،‬أو للموقوف عليه كان النظر له‪ ،‬وإن قيل ل تعالى‪ ،‬كان النظششر للقاضششي‬
‫)قوله‪ :‬لنه الخ( تعليل لكونه للقاضي على المذهب‪ ،‬أي وإنما كان النظر للقاضششي علششى المششذهب‬
‫إذا لم يشرط لحد‪ ،‬لنه صاحب النظششر العششام‪) ،‬وقششوله‪ :‬فكششان( أي القاضششي‪) ،‬وقششوله‪ :‬أولششى مشن‬
‫غيره( أي أحق بالنظر من غيره )قوله‪ :‬ولو واقفا( أي ولو كان ذلششك الغيششر واقفششا )قششوله‪ :‬وجششزم‬
‫الخوارزمي( مبتدأ خبره ضعيف‪ ،‬وعبارة التحفة‪ :‬وجزم الماوردي بثبوته للواقششف بل شششرط فششي‬
‫مسجد المحلة‪ ،‬والخوارزمي فششي سششائر المسششاجد‪ .‬وزاد أن ذريتششه مثلششه ضششعيف‪ .‬ا‍ه )قششوله‪ :‬قششال‬
‫السبكي ليس للقاضي أخذ ما شرط للناظر( أي ليس للقاضي أن يأخذ مششا شششرطه الواقششف للنششاظر‬
‫من الغلة فيما إذا فسق الناظر مثل وانتقل النظر للقاضي )قوله‪ :‬إل إن صرح الواقف بنظره( أي‬
‫إل إن صرح الواقف في حال الوقف بأن النظر يكون للقاضي‪ ،‬فإنه يصح له أخذ ما شرط للنظر‬
‫)قوله‪ :‬كما أنه ليس الخ( الكاف للتنظير‪ ،‬أي نظير أنشه ليششس للقاضشي أخششذ ششئ مشن سششهم عامششل‬
‫الزكاة‪ ،‬وذلك لن رزق القاضي في سهم المصالح )قوله‪ :‬قال ابنه( أي السششبكي‪ .‬وقششوله ومحلششه‪،‬‬
‫أي محل عدم جواز أخذ ما شرط للناظر إذا لم يصرح الواقف بالنظر له‪ .‬وقوله في قاض له قدر‬
‫كفايته‪ :‬أي من بيت مال المسلمين )قوله‪ :‬ويحث بعضهم أنه( أي الحال والشأن‪ .‬وقوله لو خشششي‪،‬‬
‫بالبناء للمجهول‪ ،‬أي خيف وقوله أكل الوقف‪ ،‬أي غلتششه‪ ،‬وقششوله لجششوره‪ ،‬أي القاضششي‪ ،‬أي خيششف‬
‫منه ذلك لكونه جائرا‪ ،‬أي ظالما )قوله‪ :‬جاز الخ( جواب لو‪ .‬وقششوله لمششن هششو بيششده‪ ،‬أي للشششخص‬
‫الذي ذلك الوقف تحت يده‪ ،‬وقوله صرفه‪ ،‬أي الوقف‪ ،‬وهو فاعل جاز‪ ،‬وقوله فششي مصششارفه‪ ،‬أي‬
‫الوقف كالفقراء )قوله‪ :‬إن عرفها( أي إن عرف من هو تحت يده مصششارفه )قشوله‪ :‬وإل( أي وإن‬
‫لم يعرفها )قوله‪ :‬فوضه( أي الصرف‪ .‬وقوله الفقيه عارف بها‪ ،‬أي بالمصارف )قشوله‪ :‬أو سششأله(‬
‫أي سأل الفقيه العارف بها عن المصارف‪ .‬وقوله وصرفها‪ ،‬الولى وصرفه‪ ،‬لن الضششمير عششائد‬
‫على الوقف‪ ،‬ويحتمل أن المراد وصرفها‪ ،‬أي غلته المعلومششة مششن المقششام )قششوله‪ :‬وشششرط النششاظر‬
‫الخ( لم يبين وظيفته‪ ،‬وكان حقه أن يبينها كما بين الشروط‪.‬‬

‫] ‪[ 219‬‬

‫)والحاصل( أن وظيفته عمارة وإجارة وحفظ أصششل وهششو الموقششوف وغلششة وهششي الجششرة‬
‫التي تستغل منه وجمعها وقسمتها على مستحقيها‪ ،‬فإن فوض له بعض هذه المور‪ ،‬لم يتجششاوزه‪.‬‬
‫ونفقة الموقوف ومؤنة تجهيزه إذا كان عبدا وعمارته من حيث شرطها الواقف من مششاله أو مششال‬
‫الوقف‪ ،‬وإل فمن منافع الموقوف‪ ،‬ككسب العبد‪ ،‬وغلة العقار‪ ،‬فإذا انقطعت منافعه‪ ،‬فالنفقة ومؤنة‬
‫التجهيز من بيت المال‪ ،‬صيانة لروحه في الولى‪ ،‬ولحرمته فششي الثانيششة‪ .‬أمششا العمششارة‪ :‬فل تجششب‬
‫في بيت المال )قوله‪ :‬واقفا كان( أي الناظر‪ .‬وقوله أو غيره‪ ،‬أي غير واقف‪ ،‬وفي حاشية الجمششل‬
‫ما نصه‪ :‬إطلق المصنف يتناول العمى والبصششير‪ .‬ا‍ه‪ .‬زي‪ .‬ويتنششاول المششرأة أيضششا‪ .‬ا‍ه )قششوله‪:‬‬
‫العدالة( قال البجيرمششي نقل عششن شششيخه‪ :‬محششل اشششتراطها مششا لششم يكششن النششاظر القاضششي‪ ،‬وإل فل‬
‫يشترط عدالته‪ ،‬لن تصرفه بالولية العامششة‪ .‬وأمشا منصشوبه فل بشد فيششه مشن العدالششة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وبحشث‬
‫بعضهم اشتراط العدالة الباطنة في منصوب القاضي والكتفاء بالظاهرية فيمن شرطه الواقف أو‬
‫استنابه‪ .‬ا‍ه‪ .‬واعتمد م ر وابن حجر اعتبار العدالة الباطنية فشي الجميشع‪ ،‬حشتى الواقشف إذا ششرط‬
‫النظر لنفسه‪ .‬ا‍ه‪ .‬والعدالة الباطنة هي التي يرجع فيها إلى قول المزكين‪ ،‬والظاهرة هششي الششتي لششم‬
‫يعرف لصاحبها مفسق )قوله‪ :‬والهتداء إلى التصرف( أي القوة والقدرة على التصرف فيما هششو‬
‫ناظر فيه‪) .‬تنبيه( عبر في المنهج بالكفاية بدل الهتداء وجمع في المنهاج بينهمششا فقششال‪ :‬وشششرطه‬
‫الكفاية والهتششداء إلششى التصشرف‪ .‬وكتششب الخطيشب فشي مغنيششه الكفايشة فسشرها فشي الشذخائر بقشوة‬
‫الشخص وقدرته على التصرف فيما هو ناظر فيه‪ ،‬ثششم قششال‪ :‬وفششي ذكششر الكفايششة كفايششة عششن قششوله‬
‫والهتداء إلى التصرف‪ ،‬ولذلك حذفه من الروضة كأصلها‪ ،‬وحينئذ فعطف الهتداء على الكفايششة‬
‫من عطف التفسير‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬المفوض إليه( صفة للتصرف‪ ،‬والضمير يعود على النششاظر‪ ،‬أي‬
‫التصرف الذي فوضه الواقف إلى الناظر )قوله‪ :‬ويجوز للناظر ما ششرط لشه( أي أخششذ مشا ششرط‬
‫له‪) ،‬وقوله‪ :‬من الجرة( بيان لما )قوله‪ :‬وإن زاد( أي ما شرط له‪ ،‬وهو غاية للجششواز )قششوله‪ :‬مششا‬
‫لم يكن الواقف( أي ما لم يكن الناظر هو الوقف‪ ،‬وهو قيد في الغاية أي أن جواز أخششذ الششزائد مششا‬
‫لم يكن الناظر هو الواقف‪ ،‬فإن كان هو فل يجوز أن يأخذ إل أجرة المثل أو أقل‪ ،‬وفششي الششروض‬
‫وشرحه‪ ،‬وللناظر من غلة الوقف ما شرطه الواقف وإن زاد على أجرة المثششل وكششان ذلششك أجششرة‬
‫عمله‪ .‬نعم‪ ،‬إن شرطه لنفسه تقيد ذلك بأجرة المثل‪ ،‬كما مر‪ ،‬فإن عمل بل شششرط فل شششئ لششه‪ .‬اه‍‬
‫)فإن لم يشرط له( أي للناطر‪) ،‬وقوله‪ :‬فل أجرة له( أي لنه إنمشا عمشل مجانشا )قشوله‪ :‬نعشم الشخ(‬
‫استثناء من عدم ثبوت أجرة له إذا لم يشرط له شئ‪ :‬أي ل يثبت له أجرة إل إن رفششع المششر إلششى‬
‫الحاكم وطلب منه أن يقرر له القل من نفقته أو أجرة مثله‪ ،‬فإنه إذا قرره فيه يستحقه ويثبششت لششه‬
‫)قوله‪ :‬كولي اليتيم( أي فإنه إذا تبرع بحفظ مال الطفل ورفع المر إلى القاضي ليثبششت لششه أجششرة‬
‫فإنه يستحقها إذا قررها له )قوله‪ :‬وأفششتى ابششن الصششباغ بششأن لششه( أي للنششاظر‪) ،‬وقششوله‪ :‬السششتقلل‬
‫بذلك( أي بأخذ القل من نفقته وأجرة مثله )قوله‪ :‬وينعزل الناظر بالفسشق( عبشارة النهايشة‪ :‬وعنشد‬
‫زوال الهلية يكون النظر للحاكم‪ ،‬كما رجحه السبكي‪ ،‬ل لمشن بعششده مششن الهششل بشششرط الواقششف‪،‬‬
‫خلفا لبن الرفعة‪ ،‬لنه لم يجعل للمتأخر نظر إل بعد فقد المتقششدم‪ ،‬فل سششبب لنظششره بغيششر فقششده‪،‬‬
‫وبهذا فارق انتقال ولية النكاح للبعد بفسق القرب لوجود السبب فيه‪ ،‬وهششو القرابششة‪ .‬ا‍ه )قششوله‪:‬‬
‫وللواقف( أي يجوز للواقف عزل الناظر الذي وله النظر كالموكل‪ ،‬فإنه يجوز لششه عششزل وكيلششه‪.‬‬
‫)تنبيه( قال في المغني‪ :‬قد يقتضي كلمه أن له العزل بل سبب‪ ،‬وبه صرح السبكي فششي فتششاويه‪،‬‬
‫فقال إنه يجوز للواقف وللناظر الذي من جهته عششزل المشدرس ونحشوه إذا لششم يكشن مشششروطا فشي‬
‫الوقف لمصلحة ولغير مصلحة‪ ،‬لنه كالوكيل‬

‫] ‪[ 220‬‬

‫المأذون له في إسكان هذه الدار لفقيششر‪ ،‬فلششه أن يسششكنها مششن شششاء مششن الفقيششر‪ ،‬وإذا سششكنها‬
‫الفقير مدة فله أن يخرجه ويسكن غيره لمصلحة ولغير مصلحة‪ ،‬وليشس تعينشه لشذلك يصشير كشأنه‬
‫مراد الواقف حتى يمتنع تغييره‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬إل إن شرط نظششره حششال الوقشف( أي فل يعزلششه‪ ،‬وقشد‬
‫تقدم الكلم عليششه )قششوله‪ :‬كتششاب الوقششف( أي الكتششاب المكتششوب فيششه وقفيششة الشششئ المكتششوب‪ ،‬وهششو‬
‫المسمى عند أهل الحجاز بالحجة‪) .‬خاتمة( نسأل ال حسن الختام‪ .‬فششي الششدميري فششي آخششر كتششاب‬
‫الوقف ما نصه‪ :‬قال الشيخ السكبي قال لي ابشن الرفعششة أفششتيت ببطلن وقشف خزانششة كتششب وقفهششا‬
‫واقفها لتكون في مكان معين في مدرسة الصلحية‪ ،‬لن ذلك المكان مستحق لغيششر تلششك المنفعششة‪.‬‬
‫قال الشيخ‪ :‬ونظيره إحداث منبر في مسجد لشم يكشن فيشه جمعشة فل يجشوز‪ ،‬وكشذا إحشداث كرسشي‬
‫مصحف مؤبد يقرأ فيه‪ ،‬كما يفعل بالجامع الزهر‪ ،‬فل يصح وقفه‪ ،‬ويجب إخراجه من المسششجد‪،‬‬
‫لما تقرر من استحقاق تلك المنفعة لغير هذه الجهة‪ .‬والعجب من قضاة يثبتون وقف ذلك شرعا *‬
‫)وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا( * )‪ .(1‬ا‍ه‪ .‬وال سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫)‪ (1‬سورة الكهف‪ ،‬الية‪.104 :‬‬

‫] ‪[ 221‬‬

‫باب في القرار أي في بيان أحكام القرار‪ ،‬من كونه ل يصح الرجوع عنه إذا كان لحششق‬
‫آدمي‪ .‬والصل فيه قبل الجماع‪ ،‬قششوله تعششالى‪) * :‬أأقررتششم وأخششذتم علششى ذلكششم إصششري ؟( * أي‬
‫عهدي‪) * ،‬قالوا أقررنششا( * )‪ (1‬وقششوله تعششالى‪) * :‬كونششوا قششوامين بالقسششط شششهداء لش ولششو علششى‬
‫أنفسكم( * )‪ (2‬وفسرت شهادة المرء على نفسه بششالقرار‪ ،‬وقششوله تعششالى‪) * :‬وليملششل الششذي عليشه‬
‫الحق( * إلى قوله * )فليملل وليه بالعششدل( * )‪ (3‬أي فليقششر بششالحق‪ ،‬دل أولشه علششى صششحة إقششرار‬
‫الرشيد على نفسه‪ ،‬وآخره على صحة إقرار الولي على موليه‪ ،‬وخبر الصششحيحين اغششد يششا أنيششس‬
‫إلى امرأة هذا فششإن اعششترفت فارجمهششا‪ ،‬فششذهب إليهششا‪ ،‬فششاعترفت‪ ،‬فرجمهششا وأجمعششت المششة علششى‬
‫المؤاخذة به‪ .‬وأركانه أربعة‪ :‬مقر‪ ،‬ومقر له‪ ،‬ومقر به‪ ،‬وصيغة‪ .‬وشرط فيها لفظ يشعر باللتزام‪،‬‬
‫وفي معناه الكتابة مع النية وإشارة الخرس المفهمة‪ ،‬كلزيد علي أو عندي كذا‪ ،‬فلششو حششذف علششي‬
‫أو عندي لم يكن إقرارا‪ ،‬كما سيأتي‪ ،‬وشرط في المقر له أن يكون معينا نوع تعيين‪ ،‬بحيث يتوقع‬
‫منه الدعوى والطلب‪ ،‬حتى لو قال لحد هؤلء الثلثة علي كذا‪ ،‬صح إقراره‪ ،‬بخلف ما لشو قشال‬
‫لواحد من أهل البلد علي كذا‪ ،‬وأن يكون أهل لستحقاق في المقر بششه ولصششحة إسششناده إليششه‪ .‬فلششو‬
‫قال لهذه الدابة علي كذا لم يصح‪ ،‬لنها ليست أهل لذلك‪ ،‬إل إن قال علي بسببها لفلن كششذا حمل‬
‫على أنه جنى عليها أو استعملها تعديا أو اكتراها من مالكها‪ .‬ومحل البطلن في الدابة المملوكة‪،‬‬
‫بخلف غيرها‪ ،‬كالخيل المسبلة‪ ،‬فالشبه‪ ،‬كما قاله الذرعي‪ ،‬الصحة‪ .‬ويحمل على أنششه مششن غلششة‬
‫وقف عليها أو وصية لها‪ .‬وأن يكون غير مكذب للمقر‪ ،‬فلو كذبه في إقراره له بمال ترك في يششد‬
‫المقر‪ ،‬لنها تشعر بالملك‪ ،‬وسقط القرار بمعارضة النكار‪ ،‬فلو رجع عن التكذيب لم يعد لششه إل‬
‫بإقرار جديد‪ ،‬وشرط في المقر إطلق تصرف واختيار‪ .‬وشرط فششي المقششر بششه أن ل يكششون ملكششا‬
‫للمقر حين يقر‪ .‬فقوله ديني أو داري لعمرو لغو‪ ،‬لن الضافة إليه تقتضي ملكه‪ ،‬فتنافي القششرار‬
‫لغيره في جملة واحدة‪ ،‬وأن يكون بيد المقر‪ ،‬ولو مآل‪ ،‬فلو لم يكن بيده حششال ثششم صششار بهششا عمششل‬
‫بمقتضى إقراره‪ ،‬وغالب ما ذكر يستفاد من كلم المؤلف )قوله‪ :‬هششو( أي القششرار‪) .‬وقششوله‪ :‬لغششة‬
‫الثبات( أي فهو مأخوذ من أقر بمعنى أثبت يقر إقرارا‪ ،‬فهو مقر‪ ،‬فقولهم مأخوذ من قر‪ ،‬بمعنششى‬
‫ثبت فيه تجوز )قوله‪ :‬وشرعا الخ( قال ع ش‪ :‬بين المعنى اللغوي والشرعي التبششاين‪ ،‬لن إخبششار‬
‫الشخص الخ غير الثبات‪ ،‬وبينهما التناسب بحسب الول‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬بحق عليه( أي بحق على‬
‫المقر لغيره‪ ،‬فخرجت الشهادة‪ ،‬لنها إخبار يحق للغير على الغير‪ ،‬والششدعوى أيضششا لنهششا إخبششار‬
‫بحق له على غيره‪ ،‬وهذا كله في المور الخاصة‪ ،‬وأمششا المششور العامششة‪ ،‬أي الششتي تقتضششي أمششرا‬
‫عاما لكل أحد‪ ،‬فإن أخبر فيها عن محسوس كإخبار الصحابي أن النبي )ص( قال‪ :‬إنمششا العمششال‬
‫بالنيات فرواية‪ ،‬وإن أخبر عن أمر شرعي‪ ،‬فإن كان فيه إلششزام فحكششم‪ ،‬وإل ففتششوى‪ .‬فتحصششل ان‬
‫القسام ستة )قوله‪ :‬أيضا بحق عليه( كان ينبغي أن يزيد أو عنده‪ ،‬ليشمل القرار بششالعين‪ .‬ا‍ه‪ .‬ش‬
‫ق )قوله‪ :‬ويسمى( أي مذلول القرار لغششة‪ ،‬أو شششرعا‪) ،‬وقششوله‪ :‬اعترافششا( أي كمششا يسششمى إقششرارا‬
‫)قوله‪ :‬يؤخذ بإقرار مكلف( يصح في إعراب هذا التركيب‬

‫)‪ (1‬سورة آل عمران‪ ،‬الية‪ (2) .81 :‬سورة النساء‪ ،‬الية‪ (3) .135 :‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪.282 :‬‬

‫] ‪[ 222‬‬

‫أن يكون الجار والمجششرور نششائب فاعششل يؤاخششذ‪ ،‬ومكلششف مجششرور بالضششافة‪ ،‬وأن يكششون‬
‫مكلف نائب فاعل‪ ،‬ويفسر الفعل على الول بيعمل‪ ،‬وعلى الثاني بيلزم‪ .‬والول هو القششرب إلششى‬
‫كلمه‪ ،‬والمراد بالمكلف‪ ،‬البالغ بإمناء أو حيض أو سن العاقششل‪ ،‬ول بششد أيضششا أن يكششون رشششيدا‪،‬‬
‫ولو حكمششا‪ ،‬كالسششفيه المهمششل إن كششان المقششر بششه مششال أو اختصاصششا أو نكاحششا ولششو عششبر بمطلششق‬
‫التصرف‪ ،‬كما عبر به في المنهششاج‪ ،‬لكششان أولششى )قششوله‪ :‬فل يؤاخششذ الششخ( الولن مفرعششان علششى‬
‫مفهوم التكليف‪ ،‬والثالث مفرع على مفهوم الختيار‪ .‬وقوله بإقرار صبي‪ :‬أي ولو كان مراهقا أو‬
‫بإذن وليه‪ ،‬وقوله ومجنون‪ ،‬ومثله المغمي عليه وزائل العقل بما يعذر فيه‪ ،‬فإن لم يعذر بششه‪ ،‬بششأن‬
‫تعدى به‪ ،‬فإقراره صحيح‪ ،‬كبقية تصرفاته‪) ،‬قوله‪ :‬ومكره( أي فل يصح إقراره بما أكششره عليششه‪،‬‬
‫وذلك لقوله تعالى‪) * :‬إل من أكره وقلبه مطمئن باليمان( * )‪ (1‬جعششل سششبحانه وتعششالى الكششراه‬
‫مسقطا لحكم الكفر‪ ،‬فبالولى ما عداه‪) .‬وقوله‪ :‬بغير حق( خرج به المكري بحق‪ ،‬فيصح إقراره‪،‬‬
‫وفي البجيرمي‪ ،‬قال سم انظر ما صورة الكراه بحق ؟ قال شيخنا‪ :‬ويمكن تصششويره بمشا إذا أقشر‬
‫بمبهم وطولب بالبيان فامتنع‪ ،‬فللقاضي إكراهه على البيان‪ ،‬وهو إكششراه بحششق‪ .‬ا‍ه‪ .‬أ ج‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفيششه‬
‫أن هذا إكراه على التفسير‪ ،‬ل عليه القرار‪ .‬وقوله على القرار‪ ،‬متعلق بمكششره‪ ،‬أي مكششره علششى‬
‫القرار )قوله‪ :‬بأن ضرب ليقر( تصوير للكراه بغير حق‪ ،‬والضرب في هذا وفيما بعده حششرام‪،‬‬
‫خلفا لمن توهم حله في الثاني‪ .‬أفاده سم )قوله‪ :‬أما مكره على الصدق( أي على أن يصدق‪ ،‬إمششا‬
‫بنفي أو إثبات )قوله‪ :‬كأن ضرب ليصدق الخ( أي بأن يسئل عششن قضششية فل يجيششب بشششئ ل نفيششا‬
‫ول إثباتا‪ ،‬فيضرب حينئذ ليتكلم بالصدق )قوله‪ :‬فيصح( أي إقراره )قوله‪ :‬على إشكال قوي فيششه(‬
‫أي في صحة إقراره حال الضرب أو بعده‪ ،‬وعبارة الروض وشششرحه‪ :‬فلششو ضششرب ليصششدق فششي‬
‫القضية فأقر حال الضرب أو بعده لزمه ما أقر به‪ ،‬لنه ليس مكرها‪ ،‬إذ المكره‪ ،‬مششن أكششره علششى‬
‫شئ واحد‪ ،‬وهذا إنما ضرب ليصدق‪ ،‬ول ينحصر الصدق في القرار‪ ،‬ولكن يكششره إلزامششه حششتى‬
‫يراجع ويقر ثانيا‪ .‬نقل في الروضة ذلك عشن المشاوردي‪ ،‬ثشم قشال‪ :‬وقبشول إقشراره حشال الضشرب‬
‫مشكل‪ ،‬لنه قريب من المكره‪ ،‬ولكنه ليس مكرها‪ ،‬وعلله بما قدمته‪ ،‬ثششم قششال وقبششول إقششراره بعششد‬
‫الضرب فيه نظر إن غلب علششى ظنششه إعششادة الضشرب إن لششم يقشر‪ .‬قشال الزركششي‪ :‬والظششاهر مشا‬
‫اختاره النووي من عدم قبول إقراره في الحالين‪ ،‬وهو الذي يجب اعتماده في هذه العصششار مششع‬
‫ظلم الولة وشدة جرأتهم على العقوبات‪ ،‬وسبقه إليه الذرعي وبالغ‪ ،‬وقششال الصششواب إنششه إكششراه‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬وقوله وسبقه إليه الذرعي الخ‪ :‬نقل لفظه في المغني ونصه‪ ،‬قال الذرعي والولة في زماننا‬
‫يأتيهم من يتهم بسرقة أو قتل أو نحوهما فيضربونه ليقر بالحق‪ ،‬ويراد بششذلك القششرار بمششا ادعششاه‬
‫خصمه‪ ،‬والصواب أن هذا إكراه سواء أقر في حال ضربه أم بعده‪ .‬وعلم أنه إن لم يقششر لضششرب‬
‫ثانيا‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهذا متعين‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬سيما( أي خصوصا‪ ،‬وهي تششدل علششى إثبششات مششا بعششدها وأوليتششه‬
‫بحكم ما قبلها‪ .‬وقوله إن علم‪ ،‬أي المكره الذي يضرب‪ ،‬وقششوله ل يرفعششون الضششرب إل بأخششذت‪،‬‬
‫أي إل بإقراره بقوله أخذت )قوله‪ :‬ولشو ادعشى صشبا الشخ( أي وقشت القشرار لجشل أن ل يصشح‪.‬‬
‫وقوله أمكن أي الصبا بأن ل يكذبه الحس بأن كان الكبر ظششاهرا فيششه وادعششى الصششغر )قششوله‪ :‬أو‬
‫نحو جنون( أي كإغماء‪ .‬وقوله عهد‪ ،‬أي نحو الجنون قبل إقراره‪ .‬قال ع ش‪ :‬ولو عهد منه مرة‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أو إكراها( أي أو ادعى إكراها )قوله‪ :‬وثم أمارة( أي وكان هناك قرينة علششى الكششراه‬
‫)قوله‪ :‬كحبس الخ( تمثيل للمارة عى الكراه )قوله‪ :‬أو ترسيم( أي تضييق عليه من الحاكم كششأن‬
‫يوكل الحاكم من يلزمه حتى يأمن من هربه قبل فصل لخصومة )قوله‪ :‬وثبت ببينة( أي ثبت ما‬
‫ذكر من الحبس أو الترسيم‪ ،‬ولو قال ثبتت‪ :‬أي المارة‪ ،‬كما في‬

‫)‪ (1‬سورة النحل‪ ،‬الية‪106 :‬‬

‫] ‪[ 223‬‬

‫البجيرمي‪ ،‬لكان أولى وعبارته‪ ،‬ول تجوز الشهادة على إقرار نحو محبششوس وذي ترسششيم‬
‫لوجود أمارة الكراه‪ ،‬وثبت المارة بإقرار المقر له‪ ،‬وبالبينة بها وبششاليمين المششردودة ا‍ه‪) .‬قششوله‪:‬‬
‫أو بيمين مردودة( أي من المقر له بأن طلب منه مدعي الكراه يمينششا علششى أنششه مششا حبسششه أو مششا‬
‫ضيق عليه‪ ،‬فأبى أن يحلف‪ ،‬فحلف المقر بذلك اليمين المردودة )قوله‪ :‬صدق بيمينه( جششواب لششو‪.‬‬
‫قال البجيرمي‪ :‬لكن تؤخر يمين الصبي لبلوغه فيما يظهر‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفصل في البششاجوري بيششن مششا إذا‬
‫ادعاه قبل ثبوت بلوغه فيصدق بل يمين‪ ،‬وبين ما إذا ادعاه بعد ثبوته فيصششدق بيميششن‪ ،‬وعبششارته‪:‬‬
‫ولو ادعى صباه صدق‪ ،‬ول يحلف‪ ،‬ولو بعد بلششوغه إن ادعششاه قبششل ثبششوت بلششوغه‪ ،‬وإل حلششف إن‬
‫أمكن‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ما لم تقم بينة بخلفه( قيد فششي تصششديقه بيمينششه‪ ،‬أي محششل تصششديقه بهششا بالنسششبة‬
‫للصور الثلث إذا لم تقم بينة‪ ،‬بخلف ما ادعاه‪ ،‬فإن قامت البينة بذلك‪ ،‬كأن شششهدت بكششونه وقششت‬
‫إقراره بالغا أو عاقل أو مختشارا فل يصشدق‪ ،‬لمششا فيشه مششن تكشذيب البينشة )قشوله‪ :‬وأمشا إذا ادعشى‬
‫الصبي بلوغا الخ( قال ع ش‪ :‬أي ليصح إقراره أو ليتصرف في أمواله‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهذه المسألة ذكرها‬
‫الشارح مقابلة لقوله ولو ادعى صبا أمكن الخ‪ ،‬وذكرها في المنهاج والمنهج مفرعة على قولهمششا‬
‫إن إقرار الصبي والمجنون لغ‪ .‬والمناسبة ظششاهرة فششي الكششل‪ ،‬ومثششل الصششبي الصششبية إذا ادعششت‬
‫البلوغ بالحيض )قوله‪ :‬بإمناء ممكن( أي بأن بلغ تسع سنين قمرية )قوله‪ :‬فيصششدق فششي ذلششك( أي‬
‫فيما ادعاه من البلوغ بالمناء‪ ،‬لنشه ل يعشرف إل مشن جهتشه‪ ،‬وقشوله ول يحلشف عليشه‪ ،‬أي علشى‬
‫ادعاه من البلوغ بالمناء وإن فرضت خصومة‪ ،‬لنه إن كششان صششادقا فل حاجششة إلششى يميششن‪ ،‬وإل‬
‫فل فائدة فيها‪ ،‬لن يمين الصبي غير منعقدة )قوله‪ :‬أو بسن( معطوف على بإمنششاء‪ ،‬أي أو ادعششى‬
‫بلوغا بسن بأن قال استكملت خمس عشر سنة‪ .‬وفي البجيرمي‪ :‬ولششو ادعششى بلوغششا وأطلششق حمششل‬
‫على الحتلم‪ ،‬ول يحتاج إلى استفسار‪ ،‬خلفا للذرعي حيث قال‪ :‬يحتاج إليه‪ ،‬ووافقه ابن حجششر‬
‫وقال‪ ،‬فإن تعذر استفساره بأن مششات لغششا إقششراره‪ ،‬لن الصششل الصششبا‪ .‬ا‍ه )قششوله‪ :‬كلششف الششخ( أي‬
‫طولب ببينة تخبر بسنه‪ ،‬وذلك لمكانها‪ .‬قال في التحفة‪ :‬ويشترط فيه إذا تعرضت البينة للسن أن‬
‫تبينه للختلف فيه‪ .‬نعم‪ ،‬ل يبعد الطلق من فقيه موافق للحاكم فششي مششذهبه‪ ،‬لن هششذا ظششاهر ل‬
‫اشتباه فيه ول خلف فيه عندنا‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتب سم ما نصه‪ .‬قوله للختلف فيه‪ ،‬ل يقششال إنمششا يظهششر‬
‫هذا إن كان ذهب أحد إلى أنه أقل من خمسة عشر‪ ،‬ويحتمل أن المر كشذلك علشى أنشه يكفشي فشي‬
‫التعليل أن الشاهد قد يظن كفاية دون الخمسة عشر‪ ،‬لنا نقول منهم من ذهب إلششى أنششه أكششثر مششن‬
‫خمسة عشر‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وإن كان غريبششا ل يعششرف( غايششة لتكليفششه التيششان ببينششة علششى السششن‪ ،‬أي‬
‫يكلف من ادعى البلوغ بالسن التيان بالبينة وإن كان غريبا ل يعرفه أحد في البلد لمكانه‪ .‬وقششال‬
‫في التحفة‪ :‬لسهولة إقامتها في الجملة )قوله‪ :‬وهششي( أي البينشة هنششا‪ .‬وقشوله رجلن‪ ،‬أي فقششط‪ ،‬فل‬
‫يكفي رجل وامرأتان‪ ،‬وذلك لن مششا يظهشر للرجششال غالبششا وليشس بمششال ول المقصششود منشه مششال‪،‬‬
‫يشترط فيه رجلن )قوله‪ :‬نعم إن الخ( استدراك على ما يقتضيه قوله وهي رجلن من أن البلوغ‬
‫بالسن ل يثبت بغيرهما‪ .‬وقوله أربع نسوة‪ ،‬أي أو رجل وامرأتان‪ ،‬لن ما ذكششر يكفششي فششي إثبششات‬
‫الولدة ونحوها مما يظهر للنسشاء غالبشا‪ ،‬كشالحيض والنكشارة‪ ،‬وقشوله بشولدته‪ :‬أي الصشبي الشذي‬
‫ادعى البلوغ بالسن وليس عنده بينة عليه‪ .‬وقوله يوم كذا‪ ،‬أي وشششهر كششذا‪ ،‬أي وسششنة كششذا‪ ،‬حششتى‬
‫يعلم قدر سنه أنه خمس عشر سنة‪ .‬وقوله أقبلن‪ ،‬أي النسوة التي شهدن بولدته‪ ،‬لنهن يقبلن فيما‬
‫يظهر للنساء‪ ،‬كما علمت )قوله‪ :‬ويثتت بهن( أي بالنسوة الربششع اللتششي شششهدن بششالولدة‪ .‬وقششوله‬
‫تبعا‪ ،‬أي للولدة )قوله‪ :‬كما قاله شيخنا( أي في التحقة ومثله في النهاية )قوله‪ :‬وشششرط فيششه الششخ(‬
‫شروع في بيان الصيغة التي هي أحد الركان الربعششة‪ .‬وقششوله أي القششرار‪ ،‬أي صششحته‪ .‬وقششوله‬
‫لفظ‪ ،‬مثله الكتابة مع النية أو إشارة أخرس‪ ،‬كما تقدم‪ .‬وقوله بالتزام بحق‪ ،‬أي على المقشر )قشوله‪:‬‬
‫كعلي أو عندي‪ .‬كذا لزيد( تمثيل للفظ الذي يشعر باللتزام بحق )قوله‪ :‬ولو زاد( أي في الصششيغة‬
‫المذكورة‪ ،‬بأن قال علي لزيد كذا فيما أظن أو أحسب‪ ،‬أو عندي كذا لزيششد فيمششا أظششن أو أحسششب‪،‬‬
‫وقوله لغا‪ ،‬أي قوله المذكور‪ ،‬ول يكون‬

‫] ‪[ 224‬‬
‫إقرارا‪ ،‬وذلك لعدم إشعاره باللتزام‪ ،‬بخلف ما لو قال له علي ألف فيما أعلششم‪ ،‬أو أشششهد‪،‬‬
‫أو علمي‪ ،‬أو شهادتي‪ ،‬فإنه إقرار‪ ،‬لنه التزام )قشوله‪ :‬ثششم إن كششان الششخ( مسششتأنف‪ ،‬لنششه ل يظهششر‬
‫ترتيبه على ما قبله‪ ،‬وذكره في التحفششة بعششد قششول المنهششاج لزيششد كششذا صششيغة إقششرار وترتبششه عليششه‬
‫ظاهر‪) .‬وقوله‪ :‬كلزيد هذا الثوب( تمثيل للمقر به المعين‪ .‬وقشوله أو خشذ بشه‪ ،‬أي ألشزم بشه‪ ،‬فيلششزم‬
‫تسليمه للمقر له إن كان في يده حال القرار أو انتقل إليه )قوله‪ :‬أو غيره( معطوف علششى معينششا‪،‬‬
‫أي أو كان المقر به غير معين‪ .‬وقوله كله ثوب أو ألششف‪ ،‬تمثيششل للمقششر بششه الغيششر المعيششن )قششوله‪:‬‬
‫اشترط أن يضم إليه الخ( قال فشي النهايشة‪ :‬لنشه مجشرد خشبر ل يقتضشي لشزوم ششئ للمخشبر‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وقوله شئ مما يأتي كعندي أو علي‪ ،‬فيه أن هذا ذكره متقدما أيضا‪ ،‬كما أنه ذكششره متششأخرا بقششوله‬
‫علي أو في ذمتي الخ‪ ،‬فالخصر والولى أن يقول‪ ،‬أن يضم إليه لفظ عندي أو علي أو نحوهمششا‪،‬‬
‫كفي ذمتي ومعي‪) ،‬قوله‪ :‬وقوله علي أو فششي ذمششتي للششدين( أي يششأتي بهمششا للقششرار بالششدين‪ ،‬لنششه‬
‫المتبادر منهما عرفا‪ ،‬فإن ادعى إرادته العين قبل في علي فقط لمكانه‪ ،‬أي علششي حفظهششا )قششوله‪:‬‬
‫ومعي‪ .‬أو عندي( مثلهما لدي‪ ،‬بتشديد الياء‪ ،‬وقوله للعين‪ ،‬أي يششؤتى بهمششا للقششرار بششالعين‪ ،‬وأمششا‬
‫قبلي‪ ،‬بكسر ففتح‪ ،‬فهو صالح للقرار بهما‪ .‬وقد نظم ذلك بعضهم بقوله‪ :‬علي أو في ذمتي للششدين‬
‫معي وعندي يا فتي للعين وقبلي إن قلته فمحتمل للدين مع عيششن كمششا عنهششم نقششل )قششوله‪ :‬ويحمششل‬
‫العين الخ( يعني أنه عند إطلق العين المقر بها بأن قال عندي ثوب لزيد ولم يذكر أنه وديعششة أو‬
‫مغصوب تحمل على أدنى المراتب في جعلهششا عنششده وهشو كونهشا مودعشة عنشده ل مغصشوبه ول‬
‫معارة‪ .‬قال في شرح الروض‪ :‬وقول الزركشي ل معنى لقتصششاره علششى التفسششير بالوديعششة‪ ،‬بششل‬
‫التفسير بالمغصوبة كذلك لششم يقششع فششي محلششه‪ :‬إذ ليششس الكلم فششي التفسششير‪ ،‬بششل فششي أن ذلششك عنششد‬
‫الطلق يحمل على ما إذا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فيقبل قوله الخ( مفرع على محذوف‪ ،‬أي فلو ادعششى أدنششى‬
‫المراتب وهو الوديعة قبل قوله في ردها على مالكهششا أو فششي أنهششا تلفششت بيمينششه لنششه أميششن‪ .‬قششال‬
‫البجيرمي‪ :‬فإن غلظ على نفسه كأن ادعى أنها مغصوبة أو فسره بالدين قبل من غيششر يميششن‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وكنعم الخ( عطف على قوله كعلي أو عندي كذا‪ ،‬ومثششل نعششم‪ :‬جيششر‪ ،‬وأجششل‪ ،‬وإي )قششوله‪:‬‬
‫وأبرأتني منه( لو حذف لفظ منه لم يكن إقشرار لحتمشال الشبراءة مشن الشدعوى )قشوله‪ :‬أو أبرئنشي‬
‫منه( بصيغة المر )قوله‪ :‬وقضيته( أي أديته لك )قوله‪ :‬لجواب الخ( متعلششق بمحششذوف حششال مششن‬
‫جميع ما قبله من لفظ نعم وما بعده‪ ،‬أي حال كونها مقولة لجواب الخ‪ .‬ولول زيادة الشارح كششاف‬
‫الجر قبل نعم‪ ،‬لكانت نعم وما عطف عليها مبدأ ويكون الجار والمجرور خبره‪ .‬والمعنششى أنششه إذا‬
‫أتى المقر بنعم‪ ،‬أو ما بعده جوابا لقول المدعي أليس لشي عليشك كشذا‪ ،‬بشأداة السشتفهام‪ ،‬كشان ذلشك‬
‫إقرارا‪ .‬قال البجيرمي‪ :‬فلو حذف أداة الستفهام وقال ليشس لشي عليشك ألشف‪ ،‬فشإن قشال بلشى‪ ،‬كشان‬
‫مقرا‪ ،‬لن بلى‪ :‬لرد النفي‪ ،‬ونفي النفي إثبششات‪ .‬وإن قششال نعششم‪ ،‬لشم يكشن إقشرارا‪ ،‬لن نعششم‪ ،‬لتقريشر‬
‫النفي‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقد نظم الجهوري معنى ذلك في قوله‪ :‬نعم‪ :‬جواب للذي قبله إثباتا أو نفيا كذا قرروا‬
‫بلى‪ :‬جواب النفي‪ ،‬لكنه يصير إثباتششا‪ ،‬كششذا حششروروا )قششوله‪ :‬أو قششال لششه الشخ( الولششى حششذف قششال‬
‫ومتعلقه لعدم وجود ما يعطف عليه وزيششادة الجششواب بعششد أو العاطفششة‪ ،‬بششأن يقشول أو لجششواب لششي‬
‫عليك كذا‪ .‬وعبارة فتح الجواد‪ ،‬لجواب من قال له أليس لي عليك ألف مثل أو قششال لششه لششي عليششك‬
‫ألف‪ ،‬وهي ظاهرة لوجود ما يعطف عليه فيها )قوله‪ :‬لن المفهوم من ذلك( أي من قوله نعم وما‬
‫بعده‪ ،‬وهو علة لمقدر‪ ،‬أي وإنما‬

‫] ‪[ 225‬‬

‫كانت هذه المذكورات إقرارا لن المفهوم‪ ،‬أي المتبادر منها عرفا‪ ،‬ذلك‪ ،‬لكن هذه العلة ل‬
‫تظهر إل في الثلثة الول‪ ،‬أعني نعم وبلى وصدقت‪ ،‬ل فيما عششداها‪ ،‬أعنششي أبرأتنششي ومششا بعششده‪،‬‬
‫فكان عليه أن يزيد بعد هششذه العلششة ولن دعششوى البششراء أو القضششاء اعششتراف بالصششل‪ ،‬وعبششارة‬
‫المغني‪ :‬أما الثلثة الول فلنها ألفششاظ موضششوعة للتصششديق‪ ،‬وفششي معناهششا مششا ذكششر معهششا‪ ،‬وأمششا‬
‫دعوى البراء والقضاء‪ ،‬فلنه قششد اعششترف بالشششغل وادعششى السششقاط والصششل عششدمه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفششي‬
‫النهاية ما نصه‪ :‬وفي نعم‪ ،‬بالنسبة لقوله أليس لي عليك ألف‪ ،‬وجه أنها ليست بششإقرار‪ ،‬لنهششا فششي‬
‫اللغة تصديق للنفي المستفهم عنه‪ ،‬بخلف بلى‪ ،‬فإنها رد له‪ ،‬ونفي النفي إثبششات‪ ،‬ولهششذا جششاء عششن‬
‫ابن عباس في آية‪) * :‬ألست بربكم( * )‪ (1‬لششو قششالوا نعششم لكفششروا ورد هششذا الششوجه بششأن القششارير‬
‫ونحوها مبنية على العرف المتبادر من اللفظ‪ ،‬ل على دقائق العربية‪ ،‬وعلم منه عششدم الفششرق بيششن‬
‫النحوي وغيره خلفا للغزالي ومن تبعه‪ .‬ا‍ه‪ .‬بتصرف )قوله‪ :‬ولو قال( أي المدعي‪ ،‬وقوله اقض‬
‫اللف الذي لي عليك‪ ،‬أي أد اللف التي أستحقها فششي ذمتششك )قششوله‪ :‬أو أخششبرت الششخ( أي أو قششال‬
‫أخبرت أن لي عليك ألفا‪ ،‬والفعل يقشرأ بصشيغة المجهشول )قشوله‪ :‬فقشال( أي المشدعى عليشه جوابشا‬
‫لقول المدعي ما مر‪ .‬وقوله نعم‪ .‬أو أمهلني‪ ،‬أي أو أقضي غدا‪ ،‬كما في المنهاج‪ ،‬قال في التحفششة‪.‬‬
‫)تنبيه( ظاهر كلمهم‪ ،‬أو صريحه‪ ،‬أنه ل يشترط نحو ضمير أو خطاب فششي أقضششي أو أمهلنششي‪.‬‬
‫ويشكل عليه اشتراطه في أبرأتني وأبرئني أو أنا مقر‪ .‬ومن ثم قششال السششنوي فششي أقضششي‪ :‬ل بششد‬
‫من نحو ضمير‪ ،‬لحتماله للمذكور وغيره على السواء‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أو ل أنكششر مششا تششدعيه( أي أو‬
‫قال جوابا له ل أنكر ما تدعيه )قوله‪ :‬أو حتى أفتح الخ( أو داخله عشن مقشدر‪ ،‬أي أو قششال أمهلنششي‬
‫حتى أفتح الكيس أو أجد المفتاح أو الدراهم )قوله‪ :‬فإقرار( أي فهششو إقششرار‪ ،‬والجملشة جششواب لشو‪.‬‬
‫وإنما كانت إقرارا لنه هو المفهوم من هذه اللفاظ عرفا‪ ،‬وهذا هو الصح‪ .‬ومقابله يقول ليسششت‬
‫بإقرار‪ ،‬لنها ليست صريحة في اللتزام )قششوله‪ :‬حيششث ل اسششتهزاء( أي مقششترن بواحششد مششن هششذه‬
‫اللفاظ‪ ،‬والحسن جعل الظرف متعلقا بمحذوف‪ ،‬ل بلفظ إقرار الواقع قبله‪ ،‬وإن كان هششو ظششاهر‬
‫صنيعه‪ ،‬وتقدير ذلك المحذوف‪ ،‬ومحل كون الجواب بجميع هششذه اللفششاظ نعششم ومششا بعششده إقششرارا‪،‬‬
‫حيث ل استهزاء موجود‪ ،‬وإل فل يكون إقرارا )قششوله‪ :‬فششإن اقششترن الششخ( مفهششوم القيششد المششذكور‪.‬‬
‫وقوله بواحد مما ذكر‪ ،‬أي قوله نعم وما بعده على ما ذكرتششه‪ ،‬وقششوله قرينششة اسششتهزاء‪ ،‬أي قرينششة‬
‫تششدل علششى السششتهزاء )قششوله‪ :‬كششإيراد كلمششه( أي كلم نفسششه‪ ،‬وهششو تمثيششل للقرينششة الدالششة علششى‬
‫الستهزاء )قوله‪ :‬مما يدل الخ( بيان لنحو الضحك )قششوله‪ :‬أي وثبششت ذلششك( أي قرينششة السششتهزاء‬
‫المذكور‪ ،‬أي ببينة أو بإقرار المقر له أو يمين مردودة )قوله‪ :‬لم يكن به مقششرا علششى المعتمششد( أي‬
‫عند الرافعي من احتمالين له‪ ،‬وجزم به الرملي‪ ،‬ورجح ابن حجر والخطيب مقابله‪ ،‬وهششو صششحة‬
‫القرار‪ ،‬وعبارة فتح الجواد لبن حجر‪ ،‬وإنما يتضمن كل من هذه اللفاظ القششرار إن صششدر بل‬
‫قرينة استهزاء‪ ،‬وإل كتحريك الرأس تعجبا أو إنكشارا لشم يكشن إقشرارا لكشن علشى أحشد احتمشالين‪،‬‬
‫ذكرهما الرافعي وميله إليه‪ ،‬لكن الوجه‪ ،‬كما قاله السنوي وغيششره مقششابله لضششعف القرينششة‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وطلب البيع( أي كأن قال المدعى عليه للمدعي يعني ما تدعيه علي‪ .‬وقوله إقرار بالملك‪،‬‬
‫أي متضمن للقرار لشه بشأنه ملكشه‪ ،‬وإل لمشا طلشب ششراءه منشه )قشوله‪ :‬والعاريشة والجشارة( أي‬
‫وطلبهما كأن يقول المدعى عليه له أعرني ما تششدعيه أو أجرنششي إيششاه‪ ،‬وقششوله بملششك المنفعششة‪ ،‬أي‬
‫إقرار بملكها‪ ،‬أي ل العين )قوله‪ :‬لكن تعينها( أي المنفعة في صورة طلب العارية وصورة طلب‬
‫الجارة‪ .‬قال العلمة الرشيدي‪ :‬وظاهر أن المراد‬

‫)‪ (1‬سورة العراف‪ ،‬الية‪172 :‬‬

‫] ‪[ 226‬‬

‫تعيين جهة المنفعة من وصية أو إجارة أو غيرهما حتى لو عينهششا بإجششارة يششوم مثل قبششل‪،‬‬
‫وهذا ظاهر‪ .‬فليراجع‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله إلى المقر‪ ،‬أي موجه إليه )قوله‪ :‬وأمششا قششوله ليششس لششك الششخ( فششي‬
‫التحفة لو قال لزيد علي أكثر مما لك‪ ،‬بفتششح اللم‪ ،‬لششم يكششن إقششرارا لواحششد منهمششا‪ ،‬بخلف مششا لششو‬
‫كسرها فإنه إقرار لزيد‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال سم‪ :‬ويقبل تفسششيره بمششا قششل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬أو نتحاسششب( معطششوف‬
‫على الجملة الولى‪ :‬أي أو قوله نتحاسب‪ ،‬جوابا لقوله لي عليك ألف‪ ،‬ولو قدم هذا وما بعده على‬
‫قوله جوابا‪ ،‬لكان أولى )قششوله‪ :‬فليششس بششإقرار( جششواب أمششا‪ ،‬وذلششك لن نفششي الششزائد فششي الصششورة‬
‫الولى على المدعى به ل يوجب إثباته ول إثبات ما دونه‪ ،‬ولنه في الصورة الثانيششة لششم يعششترف‬
‫له بشئ وفي الصورة الثالثة إنما أمر بالكتابة فقط‪ ،‬وهي ليست إقرارا بل لفظ‪ ،‬ومحله إن لم ينششو‬
‫القرار بها‪ ،‬وإل فهي إقرار‪ ،‬وفي الصورة الرابعة إنمششا أذن بالشششهادة عليششه‪ ،‬وهششو ليششس بششإقرار‬
‫)قوله‪ :‬بخلف أشهدكم مضافا لنفسه( أي بخلف أشششهدكم بششأن لزيششد علششي ألششف درهششم مثل فششإنه‬
‫إقرار‪ .‬قال فشي التحفشة‪ ،‬وفشي الفشرق بيشن أششهدكم واششهدوا علشي‪ ،‬نظشر ظشاهر‪ .‬ثشم رأيشت كلم‬
‫الغزالي صريحا في أن اشهدوا علي بكذا‪ ،‬إقرار أيضششا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬وقششوله( مبتششدأ خششبره إقششرار‪.‬‬
‫وجملة هو عدل فيما شهد به مقول القشول )قشوله‪ :‬كشإذا ششهد الشخ( أي كقشوله إذا ششهد علشي فلن‬
‫كزيد بمائة أو قا ذلك‪ ،‬أي قال فلن إن علي مششائة )قششوله‪ :‬فهششو( أي فلن الششذي شششهد علششي بمششائة‬
‫لزيد أو الذي قال ذلك‪ ،‬وقوله صادق‪ ،‬أي فيما شهد به أو قاله‪ .‬ولو قال بدل فهششو صششادق صششدقته‬
‫ل يكون إقرارا لن ذلك وعد وغير الصادق قد يصدق )قوله‪ :‬فإنه إقرار( أي فإن قششوله إذا شششهد‬
‫الخ إقرار‪ .‬قال في فتح الجواد‪ :‬ويوجه بأن فهو صادق كالصريح في أن اللف ل زمة له‪ ،‬فلذا لم‬
‫ينظر للتعليق في قوله إذا أو إن شششهد‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقشوله وإن لشم يششهد‪ ،‬أي فلن بمشا ذكشر‪ ،‬وهشو غايشة‬
‫لكون القول المذكور يثبت به القرار )قوله‪ :‬وشرط في مقر به الخ( شروع في بيان شرط المقششر‬
‫به الذي هو أحد الركان أيضا )قوله‪ :‬أن ل يكون ملكا الخ( قال ع ش‪ :‬لعل المراد من هذا أن ل‬
‫يأتي في لفظه‪ ،‬أي القرار‪ ،‬بما يدل على أنه ملك للمقر‪ ،‬وليست صحة القرار وبطلنششه دائريششن‬
‫على ما في نفس المر‪ ،‬لنه ل اطلع لنا عليه حتى نرتب الحكم عليه‪ .‬نعششم‪ ،‬فششي البششاطن العششبرة‬
‫بما في نفس المر‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال البجيرمي‪ :‬وحين إذ كان هذا هو المراد فحششق هششذا الشششرط أن يكششون‬
‫من شروط الصيغة‪ ،‬أي من شروط صراحتها‪ ،‬كما يشير له قول الشارح‪ ،‬قال البغوي‪ :‬فششإن أراد‬
‫به القرار قبل منه‪ .‬ا‍ه‪ .‬بتصرف‪ .‬وقوله حين يقر‪ ،‬ظششرف للنفششي أو ظششرف للمكششان‪ ،‬أي الشششرط‬
‫انتفاء ملكه في حالة القرار‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمششي )قششوله‪ :‬لن القششرار الششخ( علشة للشششرط المششذكور‪ ،‬أي‬
‫وإنما اشترط ما ذكر لن القرار ليس نقل ملك شخص لشخص آخر حتى يصح أن يكششون المقششر‬
‫به ملكا للمقر ثم ينقله لغيره‪ ،‬وإنما هو إخبار عن كونه مملوكششا للغيششر‪ ،‬فل بششد مششن تقششديم المخششبر‬
‫عنه على الخششبر‪ ،‬وقشوله إذا لشم يكششذبه‪ :‬هشو سشاقط مشن عبشارة التحفشة والمغنشي وغيرهمششا‪ ،‬وهشو‬
‫الولى‪ ،‬لن القرار‪ ،‬الخبار المذكور مطلقا سواء كذبه المقششر لششه أم ل‪ .‬نعششم‪ ،‬هششو شششرط ثبششوت‬
‫الملك بالقرار للمقر له‪ ،‬كما تقدم )قوله‪ :‬فقوله الخ( مبتششدأ خششبره لغششو‪ ،‬وهششو مفششرع علششى مفهششوم‬
‫الشرط‪ .‬وقال ع ش‪ :‬محل كونه لغوا ما لم يرد به القرار بمعنى أن الدار التي كشانت ملكشي قبشل‬
‫هششي لزيششد الن‪ ،‬غششايته أنششه أضششافها لنفسششه باعتبششار مششا كششان مجششازا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬أو داري الششتي‬
‫اشتريتها لنفسي( قال ع ش‪ :‬قياسه أن مثل ذلك ما لو قال مششالي الششذي ورثتششه مششن أبششي لزيششد‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬لزيد( مرتبط بجميع ما قبله‪ ،‬أي داري لزيد أو ثوبي لزيد‪ ،‬أو داري التي اشتريتها لنفسششي‬
‫لزيد‪ ،‬وهو خبر عن واحد منها مع حذف خبر غيره لششدللته عليششه‪ .‬وقششوله أو دينششي الششخ‪ ،‬الجملششة‬
‫معطوفة على جملة قوله داري الخ‪ ،‬فهي مسششلط عليهششا القششول‪ ،‬أي وقششوله دينششي الششذي علششى زيششد‬
‫لعمرو )قوله‪:‬‬

‫] ‪[ 227‬‬

‫لن الضافة الخ( أي إضافة المقر به لنفسه‪ ،‬وهو علة لكونه لغوا‪ ،‬وقوله تقتضشي الملشك‪،‬‬
‫أي حيث لم يكن المضاف مشتقا ول في حكمه‪ ،‬فإن كان كذلك اقتضششى الختصششاص بششالنظر لمششا‬
‫دل عليه مبدأ الشتقاق‪ .‬فمن ثم كان قوله داري أو دينششي لعمششرو‪ ،‬لغششوا‪ ،‬لن المضششاف فيششه غيششر‬
‫مشتق‪ ،‬فأفادت الضافة الختصاص مطلقا ومن لزمششه الملششك‪ ،‬بخلف مسششكني وملبوسششي‪ ،‬فششإن‬
‫إضافته إنما تفيد الختصاص من حيششث السششكنى واللبششس‪ ،‬ل مطلقششا‪ ،‬لشششتقاقه‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع ش‪ :‬وهششذا‬
‫التفصيل مستفاد من كلم المؤلف‪ ،‬لنه ذكر أن من قال داري الخ لعمرو يكون لغوا‪ ،‬وسيذكر أن‬
‫من قال مسكني أو ملبوسي لعمرو يكون إقرارا‪ ،‬وفي البجيرمي‪) .‬والحاصششل( أن المضششاف إلششى‬
‫المقر تارة يكون جامدا وتارة يكون مشتقا‪ ،‬فإن كان جامدا‪ ،‬كما في مثاله‪ ،‬اقتضششى عششدم الصششحة‬
‫لنه يقتضي الختصاص من جميع الوجوه‪ ،‬وهو يفيد الملك‪ .‬وأما إذا كششان مشششتقا‪ ،‬كششان إقششرارا‪،‬‬
‫كمسششكني أو ملبوسششي‪ ،‬إذ هششو يقتضششي الختصششاص بمششا منششه الشششتقاق وهششو السششكنى واللبششس‬
‫والختصاص من بعض الوجوه ل يستلزم الملك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فتنافي( أي الضافة‪ .‬وقوله بششه‪ ،‬أي‬
‫بالملششك )قششوله‪ :‬إذ هششو( أي القششرار‪ ،‬وهششو علششة المنافششاة‪ ،‬أي وإنمششا حصششلت المنافششاة بالضششافة‬
‫المذكورة لن الضافة تقتضي ثبوت الملك له‪ ،‬والقرار يفيد ثبوته للغير‪ ،‬وهما متنافيشان‪ ،‬فشألغى‬
‫القرار‪ ،‬وقوله إقرار بحق سابق‪ ،‬المناسب أن يقول إخبار بحق سششابق‪ ،‬كمششا عششبر بششه فششي شششرح‬
‫المنهج والمغني‪) ،‬قوله‪ :‬ولو قال مسكني أو ملبوسي لزيششد فهششو إقششرار( أي أنششه ل منافششاة‪ ،‬إذ هششو‬
‫يقتضي الختصاص بما منه الشتقاق الذي هو السكنى أو اللبس كما تقدم )قوله‪ :‬لنششه قششد يسششكن‬
‫الخ( أي فل منافاة بالضافة المذكورة )قوله‪ :‬ولشو قشال الشدين الشذي كتبتشه( أي لنفسشي )قشوله‪ :‬أو‬
‫بإسمي( متعلق بمحذوف معطوف على الجملة الفعليششة‪ ،‬أي أو الششدين الششذي أثبتششه باسششمي‪ .‬وقششوله‬
‫على زيد‪ ،‬متعلق بكل من الفعلين الظاهر والمقدر‪ .‬وقوله لعمرو‪ ،‬خبر المبتدأ‪ ،‬أي الدين الذي في‬
‫ذمة زيد هو لعمرو‪ ،‬ل لي‪ ،‬وإن كان مكتوبا باسمي‪ ،‬وقوله صح‪ ،‬أي لعدم المنافاة بين كون كتبششه‬
‫له أو كونه باسمه وبين إقراره بأنه لغيره لحتمال أن يكون وكيل عنه‪ ،‬كما في شششرح الششروض‪،‬‬
‫وعبارته‪ :‬ولعلشه كششان وكيل عنشه‪ ،‬أي عشن عمششرو‪ ،‬فششي المعاملشة الششتي أوجبشت الششدين‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفششي‬
‫المغني‪ ،‬فلو طالب عمرو زيدا فأنكر‪ ،‬فإن شاء عمرو أقام بينة بإقرار المقر أن الدين الششذي كتبششه‬
‫على زيد له ثم يقيم بينته عليه بالمقر بششه‪ ،‬وإن شششاء أقششام بينتششه بششالمقر بششه ثششم بينششة بششالقرار‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أو الدين الخ( أي أو قال الدين الذي لي على زيد لعمرو )قوله‪ :‬لم يصح( أي لمششا مششر فششي‬
‫قوله داري أو ثششوبي لزيششد مششن الضششافة تقتضششي الملششك‪ .‬وقششوله إل إن قششال واسششمي فششي الكتششاب‬
‫عارية‪ ،‬أي فإنه يصح‪ ،‬ويحمل حينئذ قوله لي‪ ،‬على التجوز‪ ،‬وإن المشراد الشذي باسشمي‪ .‬قشال فشي‬
‫النهاية‪ ،‬عقب قوله إل إن قال الخ‪ ،‬وكذا يصح إن أراد القرار فيمشا يظهشر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قشوله‪ :‬ولشو أقشر‬
‫بحرية الخ( مرتب على شرط للمقر به لم يذكره المؤلف‪ ،‬وذكره في متن المنهششاج وغيششره‪ ،‬وهششو‬
‫أن يكون المقر به بيد المقر وتصرفه ولو مآل‪ ،‬فلو لم يكن بيده حال ثم صار بها‪ ،‬عمل بمقتضى‬
‫إقراره‪ .‬فلو أقر بحرية عبد غيره ثم اشتراه‪ ،‬حكم بها عليه‪ ،‬وكششان شششراؤه افتششداء لششه مششن جهتششه‪،‬‬
‫وبيعا من جهة البائع‪ ،‬فله الخيار‪ ،‬دون المشتري )قوله‪ :‬عبد معين( خششرج بشه مششا لشو أقشر بحريششة‬
‫عبد مبهم‪ ،‬ثم اشترى عبدا‪ ،‬فل يحكم بحريته‪ ،‬لحتمال أن الذي اشتراه غير الذي أقشر بشه )قشوله‪:‬‬
‫أو شهد بها( أي بالحرية والشهادة بها إقرار بها )قوله‪ :‬ثم اشتراه( أي العبد الذي أقششر بحريتششه أو‬
‫شهد بها‪ ،‬وهذا الشراء صوري‪ ،‬والقصشد منشه الفتشداء‪ ،‬لن العشتراف بالحريشة‪ ،‬يشوجب بطلن‬
‫الشراء وقوله لنفسه‪ ،‬قال في النهاية‪ :‬فلو اشتراه لموكله لم يحكششم بحريتششه‪ ،‬لن الملششك يقششع ابتششداء‬
‫للموكل‪ ،‬وكما لو اشترى أباه بالوكالة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أو ملكه( أي العبششد الششذي أقششر بحريتششه أو شششهد‬
‫بها‪ .‬وقوله‬

‫] ‪[ 228‬‬

‫بوجه آخر‪ ،‬أي غير الشراء‪ ،‬كهبة أو وصية‪) ،‬قوله‪ :‬حكششم بحريتششه( أي بعششد انقضششاء مششدة‬
‫خيار البائع‪ ،‬وإذا حكم بها بعد ذلك فترفع يد المشتري عنه‪ .‬قال ع ش‪ :‬وينبغي أن يأتي مثل ذلششك‬
‫في كتب الوقف‪ ،‬فإذا علم بوقفيتها ثم اشتراها‪ ،‬كان شراؤه اقتداء‪ ،‬فيجب عليه ردها لمن له ولية‬
‫حفظها‪ ،‬إن عرف‪ ،‬وإل سلمها لمن يعرف المصلحة‪ ،‬فإن عرفها هو وأبقاها في يده‪ ،‬وجب عليششه‬
‫العارة‪ ،‬كما جرت به العادة‪ ،‬وليس من العلم بوقفيتها‪ ،‬ما يكتب بهوامشششها مششن لفششظ‪ ،‬وقششف‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫بزيادة )قوله‪ :‬ولو أشهد أنه سيقر بما ليس عليه( أي سيقر لغيره بما ليس عليششه )قششوله‪ :‬فششأقر( أي‬
‫بعد أن أشهد )قوله‪ :‬لزمه( أي ما أقششر بشه مؤاخششذة بششإقراره )قششوله‪ :‬ولششم ينفعشه ذلششك الشششهاد( أي‬
‫الواقع قبل القرار )قوله‪ :‬وصح إقرار مشن مريشض( أي كمشا يصشح مشن غيشر المريشض‪ .‬وقشوله‬
‫مرض موت‪ ،‬أي مرضشا يتولششد المشوت مشن جنسششه‪ ،‬كإسششهال دائم‪ ،‬ودق‪ ،‬بكسشر أولشه‪ ،‬وهشو داء‬
‫يصيب القلب‪ ،‬ونحوهما )قوله‪ :‬ولو لوارث( غاية في الصحة‪ ،‬أي صح إقراره ولو كان لششوارث‪:‬‬
‫أي على المذهب‪ .‬ومقابله طريقان‪ ،‬الطريق الول عدم الصششحة‪ ،‬وهششو مششا سيصششرح بششه الشششارح‬
‫بقوله واختار الخ‪ .‬والطريق الثاني‪ ،‬القطع بالقبول‪ ،‬والغاية للرد على الطريق الول وعلى الئمة‬
‫الثلثة‪ ،‬لنهم يقولون بعدم الصحة‪ ،‬كما في ق ل‪ ،‬والعتبار في كششونه وارثششا بحششال المششوت‪ ،‬فلششو‬
‫أقر لزوجته ثم أبانها ومات‪ ،‬لم يعمل بإقراره‪ ،‬ولو أقر لجنبية ثم تزوجها‪ ،‬عمل بششإقراره )قششوله‪:‬‬
‫بدين أو عين( متعلق بإقرار‪ ،‬أي صح إقششرار المريششض بششدين أو عيششن )قششوله‪ :‬فيخششرج مششن رأس‬
‫المال( مفرع على صحة القرار من المريض‪ ،‬أي فيحسب مششا أقششر بششه مششن رأس المششال‪ ،‬ل مششن‬
‫الثلث )قوله‪ :‬وإن كذبه( أي كذب المريض المقر بقية الورثة‪ .‬وهو غاية بالنسبة لقششراره لششوارث‬
‫)قوله‪ :‬لنه انتهى إلى حالة الخ( علة لصحة إقرار المريض ولو لوارث )قوله‪ :‬فالظششاهر صششدقه(‬
‫أي صدق المريض فيما أقر به )قوله‪ :‬لكن للوارث الخ( هشذا السشتدراك يظهشر بالنسشبة لقشراره‬
‫لجنبي‪ ،‬لنه هو الذي خالف فيه القفال وغيره‪ ،‬كابن الملقن‪ ،‬وأما بالنسششبة لقششراره لشوارث‪ ،‬فبل‬
‫خلف تحلف بقية الورثة الوارث المقر له‪ ،‬فإن نكل‪ ،‬حلفوا‪ ،‬وقاسموه‪ ،‬وبدل عليه صنيع شششيخه‪،‬‬
‫فإنه ذكر هذا الستدراك بعينه بعد قول المنهاج ويصح إقرار المريششض مششرض المششوت لجنششبي‪،‬‬
‫وذكر بعد قوله أيضا وكذا يصح إقراره لوارث ما نصه‪ ،‬ولبقية الورثة تحليفششه أنشه أقششر لششه بحششق‬
‫لزم يلزمه القرار به الخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثله في النهاية‪ ،‬وحينئذ فكان الولى للشارح أن يذكر لكششل مششن‬
‫إقرار لجنبي والقرار لوارث ما يناسبه‪ ،‬لن صنيعه يقتضي أن السششتدراك الششذي ذكششره راجششع‬
‫لكل من القرار لجنبي والقرار لوارث‪ ،‬وليس كذلك‪ ،‬كما علمت‪) ،‬قوله‪ :‬خلفا للقفال( أي فإنه‬
‫قال ليس للوارث تحليف المقر له الجنبي على الستحقاق‪ ،‬ووافقشه فشي المغنشي حيشث قشال‪ :‬ولشو‬
‫أراد الوارث تحليف المقر له على الستحقاق لم يكن له ذلششك‪ ،‬كمششا حكششاه ابششن الملقششن وأقششره‪ ،‬ثششم‬
‫فرق بين هذا وبين ما لو أراد بقية الورثة أن تحلف الوارث المقر له‪ ،‬فإن لهم ذلك‪ ،‬ويجب علششى‬
‫المقر له أن يحلف بأن التهمة في الوارث أشد منها في الجنبي )قششوله‪ :‬ولششو أقششر بنحششو هبششة( أي‬
‫أقر المريض للوارث بنحو هبة‪ ،‬كهدية وصدقة وإبراء‪ .‬وقوله مع قبض‪ ،‬متعلق بمحششذوف صششفة‬
‫لنحو هبة‪ ،‬أي نحو هبة مصحوب بقبضه للمقر له وقوله في الصحة‪ ،‬متعلق بقبض‪ ،‬أو بمحذوف‬
‫صفة‪ ،‬أي قبض كائن في حال صحته‪ .‬وخرج به‪ ،‬ما لو أقر بأنه أقبضه في حال مرضه‪ ،‬فإنه ل‬
‫يصح إل بإجازة بقية الورثة‪ ،‬كما سيصرح به‪ ،‬وقوله قبل‪ ،‬أي إقراره‪ .‬قال فششي شششرح الششروض‪:‬‬
‫فتحصل البراءة بتقدير صدقه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وإن أطلق( أي لم يقيد القبض بكششونه فششي الصششحة بششأن‬
‫قال في حال مرضه وهبت لوارثي كذا وكذا وأقبضته إياه‪ ،‬ولم يقل فششي حششال صششحتي )قششوله‪ :‬أو‬
‫قال( أي المريض‪ ،‬ومقوله جملة هذه ملك لوارثي )قوله‪ :‬نزل‬

‫] ‪[ 229‬‬

‫الخ( جواب إن‪ ،‬أي حمل ما ذكر من الهبششة مششع القبششض‪ .‬وقششوله علششى حالششة المششرض‪ ،‬أي‬
‫على أنه صدر منه حالة المرض )قوله‪ :‬فيتوقف على إجازة بقية الورثة( أي يتوقف نفوذ ما أقششر‬
‫به على إجازة بقية الورثة )قوله‪ :‬كما لو قال الخ( الكاف للتنظير‪ ،‬وهو مفهوم قوله مع قبض فششي‬
‫الصحة‪ ،‬أي نظير ما لو قال المريض وهبته‪ ،‬أي وأقبضته في حال مرضي‪ ،‬فششإنه يتوقششف نفششوذه‬
‫على إجازة بقية الورثة )قششوله‪ :‬واختششار جمششع الششخ( هششذا مقابششل مششا فششي المتششن مششن صششحة إقششرار‬
‫المريض‪ ،‬لكن بالنسبة لما إذا كان للوارث‪ ،‬فهو مرتبط به‪ .‬وفي المغني ما نصه‪) .‬تنبيه( الخلف‬
‫في الصحة‪ ،‬وأما التحريم‪ ،‬فعند قصد الحرمان ل شك فيه‪ ،‬كما صرح به جمع‪ ،‬منهششم القفششال فششي‬
‫فتاويه وقال ل يحل للمقر له أخذه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله عدم قبوله‪ ،‬أي القرار للوارث‪ ،‬في حششال مرضششه‪.‬‬
‫وقوله إن اتهم‪ ،‬أي المقر بأن قصده حرمان بقية الورثة‪ .‬وقوله لفساد الزمان‪ ،‬علة لمحششذوف‪ ،‬أي‬
‫والتهمة حاصلة الن لفساد الزمان )قوله‪ :‬بششل قششد تقطششع الششخ( إضششراب إبطششالي‪ ،‬أي بششل قششد تفيششد‬
‫القرائن كذب المقر في إقراره قطعا‪ ،‬أي يقينا )قوله‪ :‬فل ينبغي( مفرع على ما إذا قطعت القرائن‬
‫بكذبه‪ ،‬أي وإذا قطعت القرائن بذلك‪ ،‬فل يليق بمن يخشى ال‪ ،‬من القاضي أو المفتي‪ ،‬أن يقضششي‬
‫أو يفتي بصحة إقراره )قوله‪ :‬بالصحة( أي صحة القرار )قوله‪ :‬ول شك فيه( في عبارة النهايششة‬
‫والتحفة قبل قوله فل ينبغي زيادة لفظ قال الذرعي‪ ،‬ثم قال ول شك فيه‪ .‬قال ع ش‪ :‬أي في قول‬
‫الذرعي‪ .‬وحينئذ فيؤخذ منه أن ضمير فيه‪ ،‬في عبارتنا‪ ،‬عائد على عشدم انبغشاء مشا ذكشر‪ ،‬وكشان‬
‫المناسب للشارح أن يريد تلك الزيادة مثلهما‪ ،‬وذلك لنه إذا كان قوله فل ينبغي الششخ مششن كلمششه‪،‬‬
‫فل فائدة في قوله ول شك فيششه‪ ،‬لن ذاك مجششزوم بششه‪ ،‬ول يقششال إن قششوله فل ينبغششي ممششا اختششاره‬
‫جمع‪ ،‬فهو من كلمهم‪ ،‬وقوله ول شك من كلم نفسه‪ ،‬لنا نقول ل يصح ذلك‪ ،‬لن مختار الجمع‬
‫انتهى بقوله لفساد الزمان‪ ،‬كما يدل عليه اعششتراض الرشششيدي علششى صششاحب النهايششة فششي تششأخيره‬
‫لفظ‪ ،‬قال الذرعي‪ ،‬عن قوله بل قد تقطع الخ‪ ،‬قال‪ :‬كان الولى تقديمه‪ ،‬لنه من كلم الذرعششي‪.‬‬
‫فتنبه‪ .‬وقوله إذا علم‪ ،‬أي من يخشى ال من القاضي أو المفتي إن قصد المقر حرمان بقية الورثة‬
‫)قوله‪ :‬وقد صرح جمع بالحرمة( أي حرمشة إقششراره‪ .‬وقشوله حينئذ‪ ،‬أي حيشن إذ قصششد الحرمشان‪.‬‬
‫وعبارة فتح الجواد‪ :‬وصرح جمع بتأثيمه إن قصد الحرمان‪ ،‬وليششس بقيششد إل لمزيششد الثششم‪ ،‬لثمششه‬
‫بالكذب‪ ،‬وإن لم يقصد حرمانا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وأنه ل يحل للمقر له أخذه( في الرشيدي‪ :‬ل يخفششى أن‬
‫حل الخذ وعدمه منوط بما في نفس المر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ول يقدم إقرار صحة على إقرار مرض(‬
‫يعني لو أقر في حال صحته بدين لنسان وفي مرضه بدين لخر‪ ،‬لم يقدم الول‪ ،‬بششل يتسششاويان‪،‬‬
‫كما لو ثبتا بالبينة‪ ،‬ولو أقر المريض لنسان بدين‪ ،‬ولو متفرقا‪ ،‬ثم أقر لخر بعين أو عكسه‪ ،‬قششدم‬
‫صاحبها‪ ،‬لن القرار بالدين ل يتضمن حجرا في العين )قوله‪ :‬وصح إقششرار بمجهششول( قششال فششي‬
‫النهاية‪ :‬إجماعا‪ ،‬ابتداء كان أو جوابا لدعوى‪ ،‬لنه إخبار عن حق سششابق‪ ،‬فيقششع مجمل ومفصششل‪.‬‬
‫وأراد به ما يعم المبهم‪ ،‬كأحد العبدين‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬كشئ أو كششذا( تمثيششل للمجهششول )قششوله‪ :‬فيطلششب‬
‫من المقر تفسيره( أي للمجهول المقر بششه‪ ،‬فششإن امتنششع منششه فالصششحيح أنششه يحبششس‪ ،‬لمتنششاعه مششن‬
‫واجب عليه‪ ،‬فإن مات قبل التفسير‪ ،‬طولب وارثه به‪ ،‬ووقف جميع التركة )قششوله‪ :‬فلششو قششال الششخ(‬
‫مفرع على محذوف‪ ،‬أي ويقبل تفسيره بما يقرب فهمه من اللفظ في معرض القرار فلو قال الخ‬
‫)قوله‪ :‬علي شئ الخ( خرج به‪ ،‬ما لو قال له عندي شئ‪ ،‬فإنه يقبل تفسيره بنجشس ل يقتنشى‪ ،‬لنشه‬
‫ل يشعر بالوجوب‪ .‬وقوله أو كذا‪ ،‬أي أو قال له علي كذا‪ ،‬وهي مركبة مششن اسششم الشششارة وكششاف‬
‫التشبيه‪ ،‬ثم نقلت عن ذلك وصار يكنى بها عن المبهم وغيره من العدد‪ .‬وقوله قبششل تفسششيره بغيششر‬
‫عبادة الخ‪ ،‬أي مما هو مال وإن لم يتمول‪ ،‬كفلس وحبشة بششر‪ ،‬أو غيششر مششال‪ ،‬كقشود‪ ،‬وحششق شششفعة‪،‬‬
‫وحد قذف‪ ،‬ونجس يقتنى‪ ،‬ككلب معلم‪ ،‬وزبل‪ ،‬وذلك لصدق اسم الشئ على ما ذكر‪ .‬وخرج‬

‫] ‪[ 230‬‬

‫بذلك‪ ،‬تفسيره بشئ من الثلثة المذكورة‪ ،‬فل يقبل‪ ،‬لبعد فهمها في معششرض القششرار‪ ،‬إذ ل‬
‫يطالب بها أحد‪ ،‬مع أن شرط المقر به أن يكون مما تجوز به المطالبة )قششوله‪ :‬ولششو قششال لششه علششي‬
‫مال( أفاد به وبالمثال السابق أن المجهول تارة يكون مجهول من كششل الوجششوه‪ ،‬أي جنسششا وقششدرا‬
‫وصششفة‪ ،‬كالمثششال السششابق‪ ،‬أو مششن بعضششها‪ ،‬أي قششدرا وصششفة‪ ،‬كهششذا المثششال‪ ،‬وقششوله قبششل تفسششيره‬
‫بمتمول‪ ،‬أي مما يقابل بمال يسد مسدا ويقع موقعا‪ ،‬وضد غير المتمول وإن كان يسمى مال فكششل‬
‫متمول مال‪ ،‬ول عكس‪ ،‬كحبة بر‪ ،‬وقوله وإن قل‪ ،‬أي ذلك المتمول كفلس فإنه يقبل تفسششير المششال‬
‫به‪ ،‬ول فرق في قبول تفسير المال بما قل بين أن يطلق المال أو يصفه بنحو عظيم‪ ،‬كقششوله مششال‬
‫عظيم أو كبير أو كثير‪ ،‬ويكون وصفه بالعظيم من حيث إثم غاضبه وكفششر مسششتحله‪ .‬قششال المششام‬
‫الشافعي‪ ،‬رضي ال عنه‪ ،‬أصل ما أبني عليه القرار‪ ،‬أن ألزم اليقين وأطرح الشك‪ ،‬ول أستعمل‬
‫الغلبة‪ ،‬أي ل أعششول علششى الغششالب‪ ،‬أي ل أبنششي عليهششا الحكششام الشششرعية‪ ،‬كالمثششال السششابق‪ ،‬فششإن‬
‫الغالب فيه أنه مال له وقع‪ ،‬فقبول تفسيره بما قل فيه عدم التعويل على الغالب‪ .‬وقوله ل بنجششس‪،‬‬
‫أي ل يقبل تفسيره به‪ ،‬سواء كان يقتنى‪ ،‬كزبل وكلب معلم‪ ،‬أو ل‪ ،‬كخنزير‪ ،‬وذلك لنتفشاء صششدق‬
‫المال عليه )قوله‪ :‬ولو قال( أي المقر‪ ،‬وقوله ومششا فيهشا‪ ،‬أي فششي الششدار مشن أثشاث ونحشوه‪ .‬وقشوله‬
‫لفلن‪ ،‬خبر المبتدأ )قوله‪ :‬صح( أي إقراره )قوله‪ :‬واستحق( أي فلن المقر له‪ .‬وقششوله جميششع مششا‬
‫فيها‪ ،‬في العبارة حذف‪ ،‬أي الدار وجميع ما فيها‪ .‬وقوله وقت القرار‪ ،‬الظرف متعلششق بمششا تعلششق‬
‫به الجار والمجرور قبله‪ ،‬أي استحق جميع مششا كششان فيهششا وقششت القششرار )قششوله‪ :‬فششإن اختلفششا( أي‬
‫المقر والمقر له‪ .‬وقششوله فششي شششئ أهششو بهششا وقتششه‪ ،‬أي وذلششك الشششئ بالششدار وقششت القششرار أو ل ؟‬
‫فالمقابل محذوف‪ ،‬والول دعوى المقر له‪ ،‬والثاني دعوى المقر )قوله‪ :‬صدق المقر( أي حيث ل‬
‫بينة‪) .‬وقوله‪ :‬وعلى المقر له البينة( أي فإذا أتى بها صدق )قوله‪ :‬وصح إقرار بنسب( وهششو مششع‬
‫الصدق واجب‪ ،‬ومع الكذب في ثبوته أو نفيه حرام من الكبائر‪ ،‬وما صح في الخبر من أنه كفششر‪،‬‬
‫محمول على مستحله‪ ،‬أو على كفر النعمة‪ ،‬فإن حصول الولد لششه نعمششة مششن الشش‪ ،‬فإنكارهششا جحششد‬
‫لنعمته تعالى‪ .‬وشرط في المقر أن يكون بالغا عاقل‪ ،‬ولو سكران‪ ،‬ذكرا مختارا‪ ،‬ولششو سششفيها‪ ،‬أو‬
‫كافرا أو قنا‪) ،‬قوله‪ :‬ألحقه بنفسه( أي من غير واسطة‪ .‬وإن ألحقه بغيره ممن يتعدى النسششب منششه‬
‫إليه‪ ،‬كهذا أخي أو عمي‪ ،‬شرط فيه‪ ،‬زيادة على ما ذكره من شروط اللحاق بنفسه‪ ،‬كون الملحق‬
‫به رجل‪ ،‬كالب والجد‪ ،‬بخلف المرأة‪ ،‬لن استلحاقها ل يقبل‪ ،‬فبالولى استلحاق وارثها‪ .‬وكونه‬
‫ميتا‪ ،‬بخلف الحي‪ ،‬ولو مجنونا‪ ،‬لستحالة ثبوت نسب الصل مششع وجششوده بششإقرار غيششره وكششون‬
‫المقر ل ولء عليه‪ ،‬فلو أقر من عليه ولء بأب أو أخ‪ ،‬لم يقبل‪ ،‬لتضرر من له الولئ بذلك‪ ،‬لن‬
‫عصبة النسب مقدمة على عصبة الششولء‪ .‬وكششونه وارثششا‪ ،‬بخلف غيششره‪ ،‬كقاتششل ورقيششق‪ ،‬وكششونه‬
‫حائزا لتركة الملحق بششه‪ ،‬واحششدا كششان أو أكششثر‪ ،‬كششابنين أقششر بثششالث‪ ،‬فيثبششت نسششبه‪ ،‬ويششرث منهمششا‬
‫ويرثان منه‪) .‬قوله‪ :‬كأن قال هذا ابني( ومثله أنا أبششوه‪ ،‬لكشن الولششى أولششى‪ ،‬إذ الضششافة فيششه إلششى‬
‫المقر )قوله‪ :‬بشرط إمكان فيششه( أي فششي إلحششاقه بششه )قششوله‪ :‬بششأن ل يكششذبه الششخ( تصششوير للمكششان‬
‫المذكور )قوله‪ :‬بأن يكون( أي المستلحق بالفتح دونه‪ ،‬أي المستلحق بالكسششر‪ ،‬وبششأن يكششون أيضششا‬
‫غير ممسوح‪ ،‬وإل لم يلحقه‪ ،‬لن الحس يكذبه )قوله‪ :‬وبأن ل يكون الخ( تصوير للشششرعي‪ ،‬ومششا‬
‫قبله للحسي‪ ،‬فهو على اللف والنشر والمشوش‪ ،‬فإن كان معروف النسششب بغيششر المقششر‪ ،‬فل يثبششت‬
‫الستلحاق‪ ،‬وإن صدقه المقر به‪ ،‬لن النسب الثابت من شخص ل ينتقل لغيره‪ .‬قششال فششي النهايششة‪.‬‬
‫)واعلم( أن اشتراط عدم تكذيب المقر الحس والشرع‪ ،‬غير مختص بما هنا‪ ،‬بل هو شامل لسششائر‬
‫القارير‪ .‬كما علم مما مر أنه يشترط في المقر له أهلية استحقاق المقر به حسا وشرع‪ ،‬كما أفتى‬
‫به الوالد رحمه ال تعالى‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ومع تصديق( الولى إسقاط لفظ مع‪ .‬وقوله مستلحق‪ ،‬بفتششح‬
‫الحاء‪ ،‬أي غير منفي بلعان عن فراش‪ ،‬نكاح صحيح‪ ،‬فإن‬

‫] ‪[ 231‬‬

‫كان كذلك‪ ،‬لم يصح لغير النافي استلحاقه‪ .‬وقوله أهششل لششه‪ ،‬أي للتصششديق‪ ،‬بششأن كششان بالغششا‬
‫عاقل حيا‪ ،‬وخرج به غيره‪ ،‬كصبي ومجنون وميت‪ ،‬فل يشترط تصديقه‪ ،‬بل لو بلغ الصبي بعششد‬
‫استلحاقه فكذب المستلحق له لم يبطل نسبه‪ ،‬لن النسب يحتاط له‪ ،‬فل يبطل بعد ثبوته )قوله‪ :‬فإن‬
‫لم يصدقه( أي بأن كذبه‪ .‬وقوله أو سكت‪ ،‬أي لششم يصششدقه ولششم يكششذبه )قششوله‪ :‬لششم يثبششت نسششبه( أي‬
‫المستلحق‪ ،‬بفتشح الحشاء‪ ،‬وقشوله إل ببينشة‪ ،‬فشإن لشم توجشد حلشف المسشتلحق‪ ،‬بالكسشر‪ ،‬المسشتلحق‪،‬‬
‫بالفتح‪ ،‬فإن حلف‪ :‬سقطت دعواه‪ ،‬وإن نكل‪ ،‬حلف الول وثبت نسشبه‪ ،‬ولشو تصشادقا ثشم رجعشا لشم‬
‫يسقط النسب )قوله‪ :‬ولو أقر ببيع( أي بأن قال قد بعت عبدي من فلن )قوله‪ :‬أو هبة وقبض( أي‬
‫مع قبض‪ ،‬أي بأن قال وهبت عبدي لفلن وقد قبضه بششإذني‪ .‬وقششوله وإقبششاض‪ ،‬الششواو بمعنششى أو‪،‬‬
‫ولو اقتصر على الول لكان أخصر‪ ،‬إذ القبض إما بششالذن مششن الششواهب‪ ،‬أو بإقباضششه لششه )قششوله‪:‬‬
‫بعدها( أي الهبة‪ ،‬ول يشترط القرار بالقبض أو القبششاض بعششد الششبيع‪ ،‬إذ حكمششه باعتبششار اللششزوم‬
‫وعدمه ل يختلف بالنسبة إليه‪ ،‬بخلف الهبة‪ ،‬فإنه يختلف‪ ،‬ولذا اشترط فيها القششرار بششذلك بعششدها‬
‫)قوله‪ :‬فادعى فساده( أي ما أقر به من البيع أو الهبة‪ ،‬وقال أقررت لظني صشحة ذلششك )قشوله‪ :‬لشم‬
‫يقبل( أي المدعي‪ .‬وقوله في دعواه فساد‪ ،‬متعلق بيقبل )قوله‪ :‬لن السم( أي اسششم المقششر بششه مششن‬
‫البيع أو الهبة‪ ،‬أي لفظه‪ ،‬وهو علة لعدم قبششول الفسششاد منششه‪ .‬وقششوله عنششد الطلق‪ ،‬أي عنششد التقيششد‬
‫بكونه فاسدا‪ .‬وقوله يحمل علششى الصششحيح‪ ،‬أي علششى العقششد الصششحيح )قششوله‪ :‬نعششم‪ :‬إن قطششع الششخ(‬
‫استدراك على عدم قبول ذلك منه‪ .‬وقوله ظششاهر الحششال‪ ،‬أي حششال المششدعي لششذلك )قششوله‪ :‬كبششدوي‬
‫جلف( تمثيل للذي قطع ظاهر الحال بصدقه‪ .‬وفي المصباح‪ :‬الجلشف العربشي الجشافي‪ .‬ونقشل ابشن‬
‫النباري أن الجلف‪ :‬جلد الشاة والبعير‪ ،‬وكأن المعنى العربي بجلده لششم يششتزي بششزي الحضششر فششي‬
‫رقتهم ولين أخلقهم‪ ،‬فإنه إذا تزيى بزيهم وتخلششق بششأخلقهم‪ ،‬كششأنه نششزع جلششده ولبششس غيششره‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫والذي يظهر‪ ،‬أن المراد به هنا الجاهل الذي ل يميشز بيششن الصشحيح والفاسشد‪ ،‬فظششن الصششحة أول‬
‫فيما أقر به‪ ،‬ثم أخبره بأنه فاسد‪ ،‬فادعى فساده )قوله‪ :‬فينبغي قبول قششوله( جششواب إن‪ .‬وقششوله كمششا‬
‫قاله شيخنا‪ :‬مثله في النهاية )قوله‪ :‬وخرج بإقباض( كان الولى أن يقول وخرج بقبض وإقباض‪،‬‬
‫لنه ذكرهما في المتششن‪) .‬وقششوله‪ :‬مششا لششو اقتصششر علششى الهبششة( أي بششأن قششال وهبتششه كششذا ولششم يقششل‬
‫وأقبضته )قوله‪ :‬فل يكون الخ( تفريع على ما لو اقتصر على ذلك‪ .‬وقوله مقرا بإقباض يقال فيه‪،‬‬
‫وفيما سيأتي‪ ،‬مثل ما قيل فيما مر آنفا )قوله‪ :‬فإن قال( أي المقتصر علششى الهبششة‪) .‬وقششوله‪ :‬ملكهششا‬
‫ملكا لزما( أي بأن قال وهبت دابتي له وملكها ملكا لزما )قششوله‪ :‬وهششو يعششرف معنششى ذلششك( أي‬
‫معنى قوله ملكها ملكا لزما‪ :‬أي ما يترتب على ذلك‪ ،‬وهو أن المتهب له أن يتصرف كيف شششاء‬
‫في الموهوب‪ ،‬وليششس للششواهب الرجششوع فيششه‪ ،‬وذلششك ل يكششون إل بعششد القبششض‪ ،‬فلششذلك كششان قششوله‬
‫المذكور‪ ،‬بمنزلة قوله وأقبضته إياه )قوله‪ :‬كان( أي القائل ذلششك فششي صششيغة القششرار )قششوله‪ :‬ولششه‬
‫تحليف المقر له( أي ومع عدم قبول دعوى الفساد منه له أن يحلف المقر له بشأن مشا أقشر بشه مشن‬
‫البيع والهبة ليس فاسدا‪) .‬وقوله‪ :‬لمكان ما يدعيه( أي لحتمال ما يدعيه‪ ،‬أي وقششد يخفششى المفسششد‬
‫أو يغفل عنه )قوله‪ :‬ول تقبل ببينته( أي مدعي الفساد‪) .‬وقششوله‪ :‬لنششه كششذبها( أي البينششة‪) .‬وقششوله‪:‬‬
‫بإقراره( أي المقتضي لصحة ما أقر به )قوله‪ :‬فإن نكل( أي امتنع المقر له من الحلف على عششدم‬
‫الفساد )قوله‪ :‬حلف المقر أنه( أي ما ذكر من البيع والهبة )قوله‪ :‬وبطل( أي حكم ببطلنه‪ .‬وقوله‬
‫البيع أو الهبة‪ ،‬المحل للضمار )قوله‪ :‬لن اليمين المردودة الخ( علة للبطلن‪ .‬وقششوله كششالقرار‪،‬‬
‫أي من المقر له‪ ،‬أي كأنه‬

‫] ‪[ 232‬‬

‫أقر بالفساد‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي )قوله‪ :‬ولو قال( أي المقشر‪ .‬وقشوله هشذا‪ ،‬أي الثشوب أو الشبيت أو‬
‫نحوه )قوله‪ :‬بل لعمرو( أي أو ثم لعمرو )قوله‪ :‬أو غصبت الششخ( أي أو قششال غصششبت هششذا الشششي‬
‫من زيد بل من عمرو )قوله‪ :‬سلم( أي المقر به لزيد لسبق الصرار له )قششوله‪ :‬سششواء قششال ذلششك(‬
‫أي ما ذكر من قوله بل لعمرو في الصورة الولى‪ ،‬ومن قوله بل من عمرو في الصورة الثانيششة‪،‬‬
‫وهو تعميم في تسليمه لزيد )قوله‪ :‬وإن طال الزمن( غاية في المنفصل )قششوله‪ :‬لمتنششاع الرجششوع‬
‫الخ( علة لتسليمه لزيد‪ ،‬أي وإنما سلم لزيد ولم يسلم لعمرو لمتناع الششخ )قششوله‪ :‬وغششرم بششدله( أي‬
‫بدل ما سلم لزيد‪ ،‬أي من مثل في المثلي وقيمة في المتقوم عند ابششن حجششر‪ ،‬أو مششن القيمششة مطلقششا‬
‫عند الرملي‪ ،‬وذلك لحيلولته بينه وبين ملكه بإقراره الول )قوله‪ :‬ولو أقر بشششئ ثششم أقششر ببعضششه(‬
‫كأن أقر بألف ثم بخمسائة‪) .‬وقوله‪ :‬دخل القل في الكثر( أي لنه يحتمل أنه ذكر بعض ما أقششر‬
‫به‪ ،‬ولو أقر بألف ثم أقر لشه بشألف‪ ،‬ولشو فشي يشوم آخشر‪ ،‬لزمشه ألشف فقشط‪ ،‬وإن كتشب بكشل وثيقشة‬
‫محكوما بها‪ ،‬لنه ل يلزم من تعدد الخبر تعدد المخبر عنه‪ .‬ولو وصفها بصفتين‪ ،‬كششألف صششحاح‬
‫وألف مكسرة‪ ،‬أو أسندهما إلى جهتين‪ ،‬كثمن مبيع مرة وبدل قرض أخششرى‪ ،‬لششزم القششدران لتعششذر‬
‫اتحادهما حينئذ‪ .‬ومثل ذلك‪ ،‬ما لو قال قبضت منه يوم السششبت عشششرة‪ ،‬ثششم قششال قبضششت منششه يششوم‬
‫الحد عشرة‪ ،‬فيلزمه القدران )قوله‪ :‬ولو أقر بدين( أي بأن قششال فششي ذمششتي لفلن كششذا )قششوله‪ :‬ثششم‬
‫ادعى( أي المقر‪ .‬وقوله أداء‪ ،‬أي الدين إليه‪ .‬وقوله وإنه نسششي ذلششك حالشة القششرار‪ ،‬أي نسششي أنششه‬
‫أدى الدين فأقر به ظانا أنه لم يؤده )قوله‪ :‬سمعت دعواه للتحليف( أي بالنسششبة لتحليششف المقششر لششه‬
‫على نفي الداء رجاء أن ترد اليمين عليه فيحلف المقر ول يلزمه شئ‪ ،‬فإن حلف المقر لششه علششى‬
‫نفي الداء‪ ،‬لزمه المقر بششه‪ ،‬مششا لششم تقششم بينششة علششى الداء فل يلزمششه‪ ،‬وقششوله فقششط‪ ،‬أي ل بالنسششبة‬
‫لسقوط المقر به عنه بنحو دعواه )قوله‪ :‬فإن أقام( أي مدعي الداء )قوله‪ :‬قبلت( أي البينششة‪ ،‬ولششو‬
‫حلف المقر له )قوله‪ :‬على ما أفتى به بعضهم( مثله في التحفة‪ ،‬وظاهره التبري منه‪ ،‬ولكن كتششب‬
‫سم عليه ما نصه‪ :‬اعتمده م ر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لحتمال ما قاله( أي من ادعاء الداء‪ .‬قال فششي التحفششة‬
‫بعده‪ :‬فل تناقض )قوله‪ :‬كما لو قال ل بينة لي ثم أتى ببينة تسمع( أي فإنها تقبل‪ .‬قال فششي التحفششة‬
‫عقبه‪ :‬وفيه‪ ،‬أي في القياس على ما ذكر‪ ،‬نظر‪ ،‬والفرق ظاهر‪ ،‬إذ كششثيرا مشا يكششون للنسششان بينشة‬
‫ول يعلم بها‪ ،‬فل ينسب لتقصير‪ ،‬بخلف مسألتنا ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولو قال ل حق لي الخ( في الششروض‬
‫وشرحه‪ ،‬وإن قال زيد ل حق لي فيما في يد عمرو‪ ،‬ثم قال زيد‪ ،‬وقد ادعى عينا فششي يششد عمششرو‪،‬‬
‫لم أعلم كون هذه العين في يده حين القرار صششدق بيمينششه‪ ،‬لحتمششال مششا قششاله‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهششي ل تفيششد‬
‫التفصيل الذي ذكره الشارح )قوله‪ :‬ففيه خلف( في عبارته حذف قبل هذا‪ ،‬وهو ثم ادعششى أن لششه‬
‫حقا عنده‪ ،‬وكان الولى ذكره )قوله‪ :‬والراجح منه( أي من الخلف‪ .‬وقوله أنششه إن قششال‪ ،‬أي بعششد‬
‫قوله أول ل حق لي‪ .‬وقوله ثم أقام‪ ،‬أي المقر أول بششأنه ل حششق لششه علششى فلن )قششوله‪ :‬قبلششت( أي‬
‫البينة‪ ،‬وهو جواب إن )قوله‪ :‬وإن لم يقششل ذلششك( أي المششذكور مششن قششوله فيمششا أظششن أو فيمششا أعلششم‬
‫)قوله‪ :‬لم تقبل بينته( أي لنها تناقض إقراره‪ ،‬وإنما لم يوجد التناقض فيما إذا قششال ذلششك‪ ،‬لنششه ل‬
‫يلزم من نفي علمه أو ظنه بأن له عند فلن كذا أنه ليس لششه ذلششك فششي الواقششع‪ ،‬فقششد يكششون لششه فششي‬
‫الواقع شئ‪ ،‬مثل‪ ،‬وهو لم يعلم به‪ ،‬فيقر بأنه ليس له كذا عند فلن ثم يعلم به ويششدعيه ويقيششم بينششة‬
‫عليه )قوله‪ :‬إل إن اعتذر بنحششو نسشيان( أي نسششيان لمششا ادعشى بشه أنشه عنششد فلن وقشوله أو غلشط‬
‫ظاهر‪ ،‬أي في قوله ل حق لي‪ ،‬بأن قال مثل أردت أن أقول لي عنده كششذا فغلطششت وقلششت ل حششق‬
‫لي عنده‪.‬‬

‫] ‪[ 233‬‬

‫)تتمة( يصح الستثناء بإل أو إحدى أخواتهششا فششي القششرار كغيششره بشششروط‪ ،‬الول وصششل‬
‫المستثني بالمستثنى منه عرفششا‪ ،‬فل يضششر سششكتة تنفششس وعششي وانقطششاع صششوت‪ ،‬بخلف الفصششل‬
‫بسكوت طويل وكلم أجنبي‪ ،‬ولو يسيرا‪ ،‬الثاني أن ينويه قبل فراغه من المستثنى منه‪ ،‬وإل لششزم‬
‫رفع القرار بعد لزومه‪ .‬الثالث عدم استغراق المسششتثني للمسششتثنى منششه‪ ،‬فششإن اسششتغرقه‪ ،‬نحششو لششه‬
‫علي عشرة إل عشرة‪ ،‬لم يصح‪ ،‬ما لم يتبعه باستثناء آخر غير مستغرق نحو له علششي عشششرة إل‬
‫عشرة إل خمسة‪ ،‬فيصششح‪ ،‬ويلزمششه خمسششة‪ .‬ثششم إنششه ل فششرق فششي صششحة السششتثناء بيششن أن يكششون‬
‫متصل‪ ،‬نحو له علي عشرة إل خمسة‪ ،‬أو منقطعا‪ ،‬نحو لشه علشي ألشف إل ثوبشا‪ ،‬ول فشرق أيضشا‬
‫بين تأخير المستثني عن المستثنى منه أو تقديمه عليه‪ ،‬نحششو لششه علششي إل عشششرة مششائة‪ ،‬ول فششرق‬
‫أيضا بين الثبات والنفي‪ .‬فلو قال ليس له علي شئ إل عشرة‪ ،‬لزمششه عشششرة‪ .‬ولششو قششال ليششس لششه‬
‫علي عشرة إل خمسة‪ ،‬لم يلزمه شئ‪ ،‬لن العشرة إل خمسة‪ ،‬عبارة عن خمسة‪ ،‬فكشأنه قشال ليشس‬
‫له علي خمسة‪ .‬وإذا تكرر الستثناء بعطف‪ ،‬فالكل من الول‪ ،‬نحو له علي عشششرة إل ثلثششة وإل‬
‫الربعة‪ ،‬فمجموع المستثنى سبعة‪ ،‬وهو مستثنى من العشرة‪ ،‬فيلزمه ثلثة أو بغيششر عطششف‪ ،‬فكششل‬
‫واحد مستثنى مما قبله‪ ،‬فلو قال علي عشرة إل تسششعة إل ثمانيششة إل سششبعة إل سششتة إل خمسششة إل‬
‫أربعة إل ثلثة إل اثنين إل واحدا‪ ،‬لزمه خمسة‪ .‬وطريق معرفة ذلك‪ ،‬أن تخرج المستثنى الخير‬
‫مما قبله‪ ،‬ثم تخرج ما بقي مما قبله‪ ،‬وهكذا‪ ،‬ففي هذا المثال تخرج الواحششد مششن الثنثششن ومششا بقششي‬
‫من الثلثة وما بقي من الربعة‪ ،‬وهكذا حتى تنتهي إلى الول‪ ،‬فما بقي‪ ،‬فهو المقششر بششه‪ .‬ولششك أن‬
‫تخرج الواحد من الثلثة‪ ،‬وما بقي من الخمسة‪ ،‬وهكذا مقتصشرا علشى الوتششار‪ .‬وهشذا أسشهل مششن‬
‫الول ومحصل للمطلوب‪ .‬ولك طريق أخرى‪ ،‬وهي أن الستثناء مششن الثبششات نفششي‪ ،‬ومشن النفششي‬
‫إثبات‪ ،‬فالمعنى له علي عششرة تلشزم إل تسشعة ل تلشزم إل ثمانيشة تلشزم‪ ،‬وهكشذا‪ .‬فتجمشع العشداد‬
‫المثبتة‪ ،‬وكذلك المنفية‪ ،‬ثم تسقط مجموع المنفية من مجموع المثبتة‪ ،‬فالعداد المثبتة‪ ،‬في المثششال‬
‫المذكور‪ ،‬ثلثون‪ ،‬والمنفية خمسة وعشرون‪ ،‬فإذا أسقطت المجموع من المجمششوع‪ ،‬بقششي خمسششة‪،‬‬
‫وهي المقر به‪) .‬ظريفة(‪ :‬قال السيوطي‪ :‬دخل أبششو يوسششف علششى الخليفششة هششارون الرشششيد وعنششده‬
‫الكسائي فقال أبو يوسف له‪ :‬لو تفقهت لكان أنبل لك‪ .‬فقال يا أبا يوسف‪ :‬ما تقششول فششي رجششل أقششر‬
‫لفلن بلفظ علي مائة درهم إل عشرة دراهم إل درهما واحدا‪ ،‬كم ثبت عليه من القششرار ؟ فقششال‪:‬‬
‫تسعة وثمانون‪ .‬فقال الكسائي له‪ ،‬أخطشأت‪ .‬فقشال ولشم ؟ قشال‪ :‬لن الش تعشالى يقشول‪) * :‬قشالوا إنشا‬
‫أرسلنا إلى قوم مجرمين إل آل لوط إنا لمنجوهم أجمعين إل امرأته قدرنا إنهششا لمششن الغششابرين( *‬
‫فهل كانت المرأة مستثناة مشن الل أو مشن القششوم ؟ قششال مششن الل‪ .‬قششال كششم ثبششت حينئذ عليششه مششن‬
‫القرار ؟ فقال‪ :‬أحد وتسعون‪ .‬ا‍ه‪ .‬وال سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫)‪ (1‬سورة الحجر‪ ،‬الية‪58 :‬‬

‫] ‪[ 234‬‬

‫باب في الوصية أي في بيان أحكامها‪ .‬وقدمها على الفرائض لنه هو النسب‪ ،‬إذ النسان‬
‫يوصي ثم يموت ثم تقسم تركته‪ .‬وأكثرهم أخرها عنها لن قبولها وردها ومعرفة قدر الثلث ومن‬
‫يكون وارثا متأخر عن الموت‪ ،‬ولن الفرائض أقوى وأهششم منهششا‪ ،‬إذ هششي ثابتششة بحكششم الشششرع ل‬
‫تصرف للميت فيها‪ ،‬وهذه عارضة فقد توجد وقششد ل توجششد‪ ،‬والصششل فيهششا قبششل الجمششاع‪ ،‬قششوله‬
‫تعالى‪ ،‬في أربعة مواضع‪) * ،‬من بعد وصشية يوصشي بهشا أو ديشن( * )‪ (1‬وتقشديمها علشى الشدين‬
‫للهتمام بشأنها‪ ،‬ولن النفس قد ل تسمح بها لكونها تبرعا‪ ،‬وإل فهو مقدم عليها شرعا بعد مششؤن‬
‫التجهيز‪ .‬وأخبار‪ ،‬كخبر ابن ماجه‪ :‬المحروم من حرم الوصية‪ ،‬من مات على وصششية مششات علششى‬
‫سبيل وسنة وتقى وشهادة ومات مغفورا لشه وكشالخبر الششذي سششاقه الشششارح‪ .‬وكشانت أول السشلم‬
‫واجبة بكل المال للوالدين والقربين‪ ،‬لقوله تعششالى‪) * :‬كتششب عليكششم إذا حضششر أحششدكم المششوت إن‬
‫ترك خيرا الوصية للوالدين والقربين بالمعروف حقا على المتقين( * )‪ (2‬ثم نسخ بوجوبها بآيششة‬
‫المواريث‪ ،‬وبقششي اسششتحبابها فششي الثلششث فأقششل لغيششر الششوارث‪ ،‬وإن قششل المششال وكششثر العيششال‪ ،‬قششال‬
‫الدميري‪ ،‬رأيت بخط ابن الصلح أبي عمرو‪ ،‬أن من مات بغير وصية ل يتكلم في مدة البرزخ‪،‬‬
‫وأن الموات يتزاورون في قبورهم سواه‪ ،‬فيقول بعضهم لبعض‪ ،‬ما بال هششذا ؟ فيقششال مششات مششن‬
‫غير وصية ا‍ه‪ .‬قال ع ش‪ :‬ويمكن حمل ذلك على ما إذا مات من غير وصية واجبة‪ ،‬بأن نذرها‪،‬‬
‫أو خرج مخرج الزجر‪ .‬ا‍ه‪ .‬وأركانها أربعة‪ :‬موص‪ ،‬وموصى له‪ ،‬وموصى به‪ ،‬وصشيغة‪ .‬وكلهشا‬
‫بشرائطها تعلم من كلمه )قوله‪ :‬هي لغة اليصال( أي أنششه الوصششية فششي اللغششة معناهششا اليصششال‬
‫)قششوله‪ :‬مششن وصششى( أي أن الوصششية مششأخوذة مشن وصششى‪ ،‬وهشو بششالتخفيف‪ ،‬كشوعى‪ ،‬ومشن قششرأه‬
‫بالتشديد فقد صحفه )قوله‪ :‬لن الموصي الخ( كان النسششب تششأخيره عششن المعنششى الشششرعي‪ ،‬لنششه‬
‫توجيه لتسميته وصية‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي )قوله‪ :‬وصل خير دنيششاه بخيششر عقبششاه( الضششافة فيهمششا علششى‬
‫معنى في‪ :‬أي وصل الخير المنجز الواقع منه في الدنيا‪ ،‬وهو الطاعات الواقعششة منششه حششال حيششاته‬
‫التي من جملتها التيان بصيغة الوصششية بشالخير الواقشع فشي آخرتشه المسشبب عمششا قبلشه فششي حشال‬
‫حياته‪ ،‬فإذا قال أوصيت له بكذا‪ ،‬أو أوصشيت بعتشق هشذا العبشد‪ ،‬فهشذا خيشر واقشع منشه فشي دنيشاه‪،‬‬
‫وإعطاء الموصى له الوصششية بعششد المششوت أو إعتششاق الششوارث بعششده خيششر عقبششاه‪ ،‬ل يقششال القربششة‬
‫الصادرة من الموصي ليست إل الوصية وهي في حياته‪ ،‬والواقع بعششد مششوته إنمششا هشو أثششر ذلششك‪،‬‬
‫وهو وصول الموصي به للموصى له أو إعتاق العبد‪ ،‬وهذا الثر ليس فعل الموصي‪ ،‬لنششا نقششول‬
‫إنما نسب ذلك إليه لتسببه فيه‪ ،‬كما أشرنا إليه‪ ،‬فقد حصل له بإيصائه خير بعد موته‪ ،‬وصدر منشه‬
‫في حياته خير‪ ،‬وقد وصل أحدهما بالخر‪ ،‬ويحتمل أن المراد أنه وصل خير دنياه‪ ،‬أي تمتعه في‬
‫الدنيا بالمال‪ ،‬بخير عقباه‪ ،‬أي انتفاعه بالثواب الحاصل بالوصية بالمال‪ ،‬وعلى كل‪ ،‬ففششي العبششارة‬
‫قلب‪ ،‬والصل وصل خير عقباه بخير دنياه‪ ،‬لن الوصلة تقع بعششده فالششذي يوصششل هششو المتششأخر‪،‬‬
‫وقد يقال ل حاجة لذلك لن اليصال أمر نسششبي‪ ،‬فكششل منهمششا متصششل بششالخر‪ .‬ا‍ه‪ .‬ش ق )قششوله‪:‬‬
‫وشرعا( عطف على لغة )قوله‪ :‬مضاف( بالرفع صفة لتبرع‪ ،‬وبالجر صفة لحق‪ ،‬وهو‬

‫)‪ (1‬سورة النساء‪ ،‬الية‪ (2) .11 :‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪180 :‬‬

‫] ‪[ 235‬‬

‫الولى‪ ،‬لن التبرع في الحال‪ ،‬والحق إنما يعطى للموصى له بعد الموت‪ ،‬فهششو المضششاف‬
‫لما بعد الموت‪ ،‬ل التبرع‪ ،‬ثم إن إضافته لما بعد الموت‪ :‬إما حقيقة‪ :‬كأعطوه كششذا بعششد مششوتي‪ ،‬أو‬
‫تقديرا‪ :‬كأوصيت له بكذا‪ ،‬فكأنه قال‪ :‬بعد موتي‪ ،‬لن الوصية ل تكون إل بعد الموت‪ .‬وزاد شششيخ‬
‫السلم وغيره في التعريف‪ :‬ليس بتدبير ول تعليق عتق بصفة‪ ،‬لن كل منهما ليس بوصية وإن‬
‫التحقا بها حكما من حيششث العتبششار مشن الثلشث بششدليل أنهمششا ل يتوقفششان علششى القبشول‪ ،‬ول يقبلن‬
‫الرجوع بالقول‪ ،‬وإن قبل الرجوع بالفعل‪ ،‬كبيع ونحوه ولو كانا من قبيل الوصية لصح الرجششوع‬
‫عنهما بالقول )قوله‪ :‬وهي سنة مؤكدة إجماعا( وقد تبشاح‪ ،‬كالوصششية للغنيششاء وللكشافر والوصششية‬
‫بما يحل النتفاع به من النجاسات‪ ،‬وعليه حمل قول الرافعي إنها ليسششت عقششد قربششة‪ .‬وقششد تجششب‪،‬‬
‫كما إذا نذرها‪ ،‬أو ترتب على تركها ضياع حق عليه أو عنده‪ .‬وقد تحرم كما إذا غلب على ظنششه‬
‫أن الموصى له يصرف الموصى به فششي معصششية‪ ،‬وكمششا إذا قصششد حرمششان ورثتششه بششالزائد علششى‬
‫الثلث‪ .‬وقد تكره‪ ،‬كما إذا لششم يقصششد حرمششان ورثتششه بششالزائد علششى الثلششث‪ ،‬وسششيذكرهما‪ ،‬فتعتريهششا‬
‫الحكشام الخمسشة )قشوله‪ :‬وإن كشانت الشخ( غايشة فشي تأكشد الوصشية‪ ،‬أي هشي مؤكشدة‪ ،‬وإن كشانت‬
‫الصدقة المنجزة في حال صحته ثم في حال مرضششه أفضششل مششن الوصششية‪ .‬وقششوله فمششرض‪ ،‬أفششاد‬
‫بالفاء الترتيب في الفضل‪ ،‬فهي في حال الصحة أفضل منها في حال المرض‪ ،‬لخبر الصحيحين‪:‬‬
‫أفضل الصدقة أن تتصدق وأنت صحيح شحيح‪ ،‬تأمل الغنششى وتخشششى الفقششر‪ ،‬ول تمهششل حششتى إذا‬
‫بلغت الحلقوم قلت لفلن كذا ولفلن كششذا )قششوله‪ :‬فينبغششي أن ل يغفششل عنهششا( أي الوصششية‪ .‬وقششوله‬
‫ساعة‪ :‬أي وقتا ما )قوله‪ :‬كما صرح به( أي بالنبغششاء المششذكور )قششوله‪ :‬مششا حششق امششرئ الششخ( مششا‬
‫نافية‪ ،‬وحق مبتدأ خبره ما بعد إل‪ ،‬وجملة له شئ‪ ،‬صفة لمرئ‪ ،‬وجملة يوصي فيه‪ ،‬صفة لشئ‪،‬‬
‫وجملة ببيت‪ ،‬صفة ثانية لمرئ‪ ،‬وهي من بات التامة‪ .‬ويحتمل أنها هي خبر المبتدأ‪ ،‬وما بعد إل‬
‫حششال‪ ،‬وهششو الولششى‪ ،‬لن الخششبر ل يقششترن بششالواو‪ ،‬وإن كششان الول هششو مقتضششى حششل الشششارح‪.‬‬
‫والمعنى عليه‪ :‬ما الحزم والرأي حقه أن يبيت ليلة أو ليلتين إل في هششذه الحالششة المششذكورة ل فششي‬
‫غيرها والليلة والليلتان ليستا للتقييد‪ ،‬فالمراد أنه ل يمضي عليه زمن إل فششي هشذه الحالشة‪ ،‬وقشوله‬
‫مكتوبة عند رأسه‪ ،‬أي مششع الشششهاد عليهششا لن الكتابششة بل إشششهاد ل عششبرة بهششا‪ ،‬لمششا ذكششروه فششي‬
‫الوديعة أنه ل عبرة بخط ميت على شئ أن هششذا وديعششة فلن أو فششي دفششتره أن لفلن عنششدي كششذا‬
‫وديعة‪ ،‬لحتمال التلبيس‪ .‬ولو اقتصر على الشهاد كفى‪ ،‬ولكن السنة الجمع بين الكتابة والشششهادة‬
‫)قوله‪ :‬أي ما الحزم الخ( تفسير لحاصششل معنششى الخششبر‪ .‬والحششزم هششو الششرأي السششديد‪) .‬وقششوله‪ :‬أو‬
‫المعروف( أي المطلوب‪) .‬وقوله‪ :‬إل ذلك( أي أن يبيت ووصيته مكتوبة عنششد رأسششه )قششوله‪ :‬لن‬
‫النسان الخ( علة لكون الحزم والمعروف شرعا ذلك‪ ،‬أي وإنمششا كششان الحششزم والمعششروف شششرعا‬
‫للنسان ذلك‪ ،‬لنه ل يدري متى يفجؤه الموت‪ ،‬ول يخلو غالبا من أن يكششون لششه أو عليششه حقششوق‬
‫فتضيع ورثته أو يضيع أرباب الحقوق من حقهم الذي عنده إذا لم يكن بينة‪ .‬وينبغي لششه أن يعششدل‬
‫في وصيته لما روى المام أحمد والدارقطني أن رسول ال )ص( قشال‪ :‬إن الرجشل ليعمشل بعمشل‬
‫أهل الجنة‪ ،‬فإذا جار في وصيته‪ ،‬فيختم له بسوء عمله فيدخل النار‪ ،‬وإن الرجل ليعمل بعمل أهل‬
‫النار سبعين سنة فيعدل في وصيته‪ ،‬فيختم له بخير عمله فيدخل الجنة )قوله‪ :‬وتكره الزيادة الششخ(‬
‫المناسب تأخير هذه المسألة وذكرها بعد قوله وينبغي لمن ورثتشه أغنيشاء أو فقشراء أن ل يوصشي‬
‫بزائد على الثلث الخ‪ ،‬وإذا كرهت الزيادة على الثلث‪ .‬قال سششم‪ :‬فل يقششال فلتبطششل الوصششية حينئذ‪،‬‬
‫لن الوصية بالمكروه هنا وقعت تابعة للوصية بالصل الششتي هششي غيششر مكروهششة‪ ،‬بششل مطلوبششة‪،‬‬
‫ويغتفر في التابع ما ل يغتفر في غيششره‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬وإل حرمششت( أي وإن قصششد حرمششان ورثتششه‬
‫حرمت‪ ،‬وضعف الحرمة في التحفة‪ ،‬واعتمد الكراهة مطلقا‪ ،‬وعبارتها‪ ،‬بعد قول المنهششاج ينبغششي‬
‫أن ل يوصي بأكثر من ثلث‪ ،‬ومن ثم صرح جمشع بكراهشة الزيشادة عليشه‪ ،‬وأمشا تصشريح آخريشن‬
‫بحرمتها فهو ضعيف وإن قصد بذلك حرمان ورثتششه‪ ،‬كمششا علششم ممششا قششدمته فششي شششرح قششوله فششي‬
‫الوقف كعمارة الكنائس فباطل‪ ،‬وأيضا فهو ل حرمان منه أصل‪ ،‬أما‬

‫] ‪[ 236‬‬

‫الثلث‪ ،‬فلن الشارع وسع له في ثلثه ليتدارك به ما فرط منششه‪ ،‬فلششم يششؤثر قصششده بششه ذلششك‪.‬‬
‫وأما الزائد عليه‪ ،‬فهو إنما ينفذ إن أجازوه‪ ،‬ومششع إجششازتهم ل ينسششب إليششه حرمششان‪ ،‬فهششو ل يششؤثر‬
‫قصده‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله كما علم مما قدمته الخ‪ :‬عبارته هناك‪) .‬فرع( يقع لكثيرين أنهشم يقفشون أمشوالهم‬
‫في صحتهم على ذكور أولدهم قاصدين بذلك حرمان إناثهم‪ ،‬وقد تكرر‪ ،‬من غير واحشد‪ ،‬الفتشاء‬
‫ببطلن الوقف حينئذ‪ ،‬وفيه نظر ظاهر‪ ،‬بل الوجه‪ ،‬الصحة‪ .‬أما أول فلم نسلم أن قصششد الحرمششان‬
‫معصية‪ ،‬كيف وقد اتفق أئمتنا‪ ،‬كششأكثر العلمششاء‪ ،‬علششى أن تخصششيص بعششض الولد بمششاله كلششه أو‬
‫بعضه هبة أو وقفا أو غيرهما ل حرمة فيه ولو لغير عذر ؟ وهذا صريح في أن قصششد الحرمششان‬
‫ل يحرم الخ‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬تصششح وصششية الششخ( شششروع فششي بيششان شششروط الموصششي الششذي هشو أحششد‬
‫الركان الربعة )قوله‪ :‬مكلف حر مختار( أي وإن كان مفلسا أو سفيها لم يحجششر عليششه أو حجششر‬
‫عليه على المذهب لصحة عبارته أو كان كافرا ولو حربيا )قشوله‪ :‬عنشد الوصششية( قيششد فشي الكشل‪،‬‬
‫فالعبرة باستكمال الشروط عند الوصية )قوله‪ :‬فل تصح من صششبي الششخ( شششروع فششي محششترزات‬
‫القيود‪ ،‬وإنما تصح منهم لعدم صحة عبارتهم ولعدم ملششك الرقيششق أو ضششعفه‪ .‬وقششوله ورقيششق‪ ،‬أي‬
‫كله‪ ،‬وأما المبعض فتصح منه بما ملكه ببعضه الحر لوجود أهليته والقول بعدمها‪ ،‬لنششه يسشتعقب‬
‫الولء وهو من غير أهله ممنوع‪ ،‬لنه إن عتق قبل موته فذاك‪ ،‬وإل فقد زال رقه بموته‪ .‬أفششاده م‬
‫ر‪ .‬وقوله ولو مكاتبا‪ ،‬أي ولو كان الرقيق مكاتبا‪ .‬وقوله لم يأذن له السشيد‪ ،‬أمشا إذا أذن لشه فتصشح‬
‫منه )قوله‪ :‬ول من مكره( أي ول تصح من مكره كسائر العقود )قوله‪ :‬والسكران( أي المتعششدي‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬سم‪ .‬وقوله كالمكلف‪ ،‬أي فتصح وصيته )قوله‪ :‬وفي قول تصح من صبي مميز( أي لنهششا ل‬
‫تزيل الملك حال‪ ،‬ويجاب بأنه ل نظشر لشذلك مشع فسشاد عبشارته حشتى فشي غيشر المشال‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفشة‬
‫)قوله‪ :‬لجهة حل( متعلق بوصية‪ ،‬وهو شروع في بيان الموصى له‪ .‬وأفاد بالضافة اشتراط عدم‬
‫معصية في الوصية له إذا كان جهة‪ ،‬ومثلها ما إذا كان غير جهة‪ ،‬وإن كان ظاهر صششنيعه يششوهم‬
‫خلفه‪ ،‬فيتشرط فيه عدم المعصية أيضا‪ .‬وشرط فيه أيضا كونه موجشودا معينششا أهل للملششك حيششن‬
‫الوصية‪ ،‬فل تصح لكافر بنحو مسلم أو مصحف‪ ،‬ول لحمل سيحدث لعدم وجوده‪ ،‬ول لميت لنه‬
‫ليس أهل للملك‪ ،‬ول لحد هذين الرجلين لبهامه‪ ،‬كما سيذكره‪ ،‬ول فرق في جهة الحششل بيششن أن‬
‫تكون قربة‪ ،‬كالفقراء وبناء المساجد وعمارة قبور النبياء عليهم الصلة والسلم‪ ،‬وألحششق الشششيخ‬
‫أبو محمد بها قبور العلماء والصالحين لمششا فيششه مششن إحيششاء الزيششارة أو التششبرك بهششا‪ ،‬أو مباحششة ل‬
‫تظهر فيها القربة كالوصية للغنياء‪ ،‬وفك أسششارى الكفششار مششن المسششلمين )قششوله‪ :‬كعمششارة مسششجد‬
‫الشخ( تمثيشل لجهشة الحشل‪ ،‬أي كشأن قشال أوصشيت بمشالي هشذا ليعمشر بشه المسشجد الفلنشي )قشوله‪:‬‬
‫ومصالحه( أي المسجد‪ ،‬وهو عطف عام على خاص )قوله‪ :‬وتحمل( أي الوصية‪ .‬وقوله عليهما‪،‬‬
‫أي على العمارة وعلى المصالح )قوله‪ :‬عند الطلق( أي إطلق الوصية وعششدم تقييششدها بعمششارة‬
‫أو مصالح‪ .‬وقوله بأن قششال الششخ‪ :‬تصششوير للطلق )قششوله‪ :‬ولششو غيششر ضششرورية( أي ولششو كششانت‬
‫المصالح الشاملة للعمارة غير ضشرورية‪ :‬أي لزمشة لنحشو المسشجد )قشوله‪ :‬عمل بشالعرف( علشة‬
‫للحمل عليهما عند الطلق )قشوله‪ :‬ويصششرفه النششاظر( أي يصششرف الموصششى بشه للمسششجد للهششم‬
‫والصلح من المصالح‪ .‬قال ع ش‪ :‬فليس للوصي الصرف بنفسه‪ ،‬بل يششدفعه للنششاظر أو لمششن قششام‬
‫مقام الناظر‪ .‬ومنه ما يقششع الن مششن النششذر لمامنششا الشششافعي رضششي الش عنششه أو غيششره مششن ذوي‬
‫الضرحة المشهورة‪ ،‬فيجب على الناظر صرفه لمتولي القيام بمصالحه‪ ،‬وهو يفعل ما يراه فيششه‪.‬‬
‫ومنه أن يصنع بذلك طعاما أو خبزا لمن يكون بالمحل المنذور عليه التصششدق مششن خششدمته الششذين‬
‫جرت العادة بالنفاق عليهم لقيامهم بمصالحه ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وهششي( أي الوصششية‪ .‬وقششوله للكعبششة‪ ،‬أي‬
‫بششأن قششال أوصششيت بمششالي للكعبششة‪ .‬وقششوله وللضششريح النبششوي‪ ،‬أي القششبر النبششوي‪ .‬وقششوله تصششرف‬
‫لمصششالحهما‪ ،‬أي الكعبششة والضششريح النبششوي‪ .‬وفششي ع ش‪ :‬لششو أوصششى بششدراهم لكسششوة الكعبششة أو‬
‫الضريح النبوي وكانا غير محتاجين لذلك حال وفيما ششرط مشن وقفشه لكسشوتهما مشا يفشي بشذلك‪،‬‬
‫فينبغي أن يقال بصحة الوصية‪ ،‬ويدخر ما أوصى به أو تجدد به كسوة أخرى‪ ،‬لما‬

‫] ‪[ 237‬‬

‫في ذلك من التعظيم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬كترميم ما وهى من الكعبشة( أي سشقط منهشا‪ ،‬وهشو تمثيشل‬
‫للمصالح الخاصة بالكعبة‪ .‬وكان المناسب أن يزيششد‪ ،‬ومششن البنششاء الكششائن علششى الضششريح النبششوي‪،‬‬
‫حتى يصير تمثيل للمصالح الخاصة بالضريح النبوي أيضا )قششوله‪ :‬دون بقيششة الحششرم( أي أرض‬
‫الحرم‪ ،‬فل يصرف في مصالحه‪ .‬ويقال بالنسبة للضريح النبوي دون الستار الخارجة عنه‪ .‬ولو‬
‫أوصى للحرم ويصرف في مصالح الكعبة وبقية الحرم )قششوله‪ :‬وقيششل فششي الولششى( هششي الوصششية‬
‫للكعبة‪ .‬وقوله لمساكين مكة‪ ،‬أي يصرف لهم )قوله‪ :‬قال شيخنا( عبارته‪ .‬ويظهر أخذا مما تقرر‪،‬‬
‫أي من صحة الوصية للضريح النبوي وللكعبة‪ ،‬ومما قششالوه فششي النششذر للقششبر المعششروف بجريششان‬
‫صحتها كالوقف لضريح الشيخ الفلني‪ ،‬ويصرف في مصشالح قشبره‪ ،‬والبنشاء الجشائز عليشه ومشن‬
‫يخدمونه أو يقرؤون عليه‪ .‬ويؤيد ذلك ما مر آنفا من صحتها ببناء قبة على قبر ولي‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪:‬‬
‫صحة الوصية( فاعل يظهر‪ .‬وقوله كالوقف‪ ،‬أي كصتحه )قوله‪ :‬لضريح الشششيخ الفلنششي( متعلششق‬
‫بكشل مشن الوصشية ومشن الوقشف )قشوله‪ :‬وتصشرف( أي الوصشية بمعنشى الموصشى بشه‪ .‬ولشو قشال‬
‫ويصرف‪ ،‬بالياء‪ ،‬كما في التحفة‪ ،‬لكان أولششى‪) .‬وقششوله‪ :‬فششي مصششالح قششبره( أي كششترميم وإسششراج‬
‫ونحوهما )قوله‪ :‬والبناء الجائز عليه( أي على القبر‪ ،‬كقبة‪ ،‬والعطف مششن عطششف المغششاير‪ ،‬إن لششم‬
‫تجعل المصالح شاملة له‪ ،‬وإل كان من عطف الخششاص‪ ،‬والبنششاء الجششائز هششو أن يكششون فششي غيششر‬
‫مسبلة‪ ،‬كما سيأتي )قوله‪ :‬ومشن يخشدمونه( أي وتصشرف لمشن يخشدمون الضشريح بكنسشه وخدمشة‬
‫الزوار وإسراج المصشابيح فيشه المحتششاج إليهششا‪ .‬وفششي سشم‪ ،‬هشل يجشري هششذا فششي الوصشية للكعبششة‬
‫والضريح النبوي كما هو قياسه ؟ ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أو يقرؤون عليه( أي ولمن يقرؤون على الضششريح‪.‬‬
‫قششال ع ش‪ :‬هششل المششراد مششن اعتششاد القششراءة عليششه كالسششباع الششتي اعتيششد قراءتهششا فششي أوقششات‬
‫مخصوصة‪ ،‬أو لكل من اتفقت قراءته عليه وإن لم يكن له عادة بها ؟ فيه نظششر‪ .‬ول يبعششد الول‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أما إذا قال للشيخ الفلني( أي أوصيت به للشيخ الفلني أو أوقفته عليه )قوله‪ :‬ولم ينو‬
‫ضريحه( أي صرفه لمصالح ضريحه‪ ،‬وتعلم النية بإخباره‪ .‬قال ع ش‪ :‬وشمل قوله ولم ينششو‪ ،‬مششا‬
‫لو أطلق وقياس الصحة عند الطلق في الوقف على المسجد الصحة هنا‪ ،‬ويحششل علششى عمششارته‬
‫ونحوها‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله ونحوه‪ ،‬أي ولم ينو نحو الضريح‪ ،‬أي صششرفه لنحششوه‪ ،‬كالبنششاء عليششه‪ ،‬أو مششن‬
‫يخدمونه‪ ،‬أو يقرؤون عليه )قوله‪ :‬فهي( أي الوصششية لمششا ذكششر‪ .‬وقششوله باطلششة‪ ،‬أي لنهششا تمليششك‪،‬‬
‫وتمليك المعششدوم ممتنششع )قششوله‪ :‬ولششو أوصششى لمسششجد سششيبني( أي بششأن قششال أوصششيت بهششذا المششال‬
‫ليصرف في مصالح المسجد الذي سيبني )قشوله‪ :‬لشم تصششح( أي الوصششية‪ ،‬لمشا مششر آنفششا مشن أنهششا‬
‫تمليك‪ ،‬وتمليك المعدوم ممتنع )قوله‪ :‬إل تبعا( أي للموجود‪ ،‬فإنها تصح‪ :‬كأوصششيت لمسششجد فلن‬
‫وما سيبني من المساجد )قوله‪ :‬وقيل تبطل الخ( مرتبط بقوله وتحمل عليهمششا عنششد الطلق‪ ،‬بششأن‬
‫قال أوصيت به للمسشجد‪ ،‬فكشان الولشى ذكشره عقبشه‪ ،‬وليشس مرتبطشا بقشوله ولشو أوصشى لمسشجد‬
‫سيبني‪ ،‬كما هو ظاهر‪ ،‬وعبارة المنهج وشرحه‪ ،‬وتحمل عند الطلق عليهما عمل بالعرف‪ .‬فإن‬
‫قال أردت تمليكه‪ ،‬فقيل تبطل الوصية‪ .‬وبحث الرافعي صحتها بأن للمسجد ملكا وعليه وقفا‪ .‬قال‬
‫النووي‪ :‬هذا هو الفقه الرجششح‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثلهششا عبشارة المغنششي ونصششها بعشد قشول المنهشاج وكششذا إن‬
‫أطلقت على الصح‪ ،‬ويحمل على عمارته ومصالحه‪) .‬تنبيه( سكت المصنف عما إذا قششال أردت‬
‫تمليك المسجد‪ ،‬ونقل الرافعشي عشن بعضششهم أن الوصشية باطلششة‪ ،‬ثشم قشال ولششك أن تقشول سشبق أن‬
‫للمسجد ملكا وعليه وقفا‪ ،‬وذلك يقتضي صحة الوصية‪ .‬قال المصنف‪ ،‬وهو الفقه الرجح‪ .‬وقششال‬
‫ابن الرفعة‪ :‬في كلم الرافعي في اللقطة مششا يفهششم جششواز الهبششة للمسششجد‪ .‬وقششال ابششن الملقششن‪ ،‬وبششه‬
‫صرح القاضي في تعليقه‪،‬‬

‫] ‪[ 238‬‬

‫والكعبة في ذلك كالمسجد‪ ،‬كما صرح في البيان نقل عن الشيخ أبي علي‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقششوله بششأن‬
‫للمسجد ملكا وعليه وقفا‪ ،‬أي بأن اللفظ المشتمل على قششوله للمسششجد يكششون ملكششا والمشششتمل علششى‬
‫قوله عليه يكون وقفا‪ ،‬فالتعبير باللم يفيد الملك‪ ،‬وبعلى يفيد الوقف )قوله‪ :‬وكعمارة( عطف على‬
‫كعمارة مسجد‪ .‬وقوله نحو قبة‪ ،‬أي كقنطرة‪ .‬وقوله علششى قششبر نحششو عششالم‪ ،‬كنششبي وولششي‪ .‬وعبششارة‬
‫النهاية‪ :‬وشمل عدم المعصية القربة كعمششارة المسششاجد ولششو مششن كششافر‪ ،‬وقبششور النبيششاء والعلمششاء‬
‫والصالحين لما في ذلك من إحياء الزيارة والتبرك بها‪ .‬ولعل المششراد بششه‪ ،‬أي بتعميششر القبششور‪ ،‬أن‬
‫تبنى على قبورهم القباب والقناطر‪ ،‬كما يفعل في المشاهد‪ ،‬ل بناء القبور نفسها‪ ،‬للنهي عنششه‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫باختصار‪ .‬وقوله في غير مسبلة‪ ،‬متعلق بعمششارة‪ ،‬أي عمششارة ذلششك فششي غيششر مقششبرة مسششبلة‪ ،‬بششأن‬
‫كانت مملوكة لنحو ذلك الولي أو لمن دفنه فيها‪ ،‬فإن كانت مسبلة أو موقوفة‪ ،‬حرم ذلششك لمششا فيششه‬
‫من التضييق )قوله‪ :‬ووقع( أي وجد‪ .‬وقوله ولو أوصى الخ‪ :‬فاعل الفعل )قوله‪ :‬بطلششت الوصششية(‬
‫قال في التحفة‪ :‬ولعله بناه على أن الدفن في البيت مكروه‪ ،‬وليس كذلك ومثله فششي النهايششة )قششوله‪:‬‬
‫وخرج بجهة حل جهة المعصية( أي فالوصية لها باطلة‪ ،‬وذلك لن القصد منهششا تششدارك مششا فششات‬
‫في حال الحياة من الحسان‪ ،‬فل يجوز أن يكون معصششية )قششوله‪ :‬كعمششارة كنيسششة( أي كالوصششية‬
‫لعمارة كنيسة‪ ،‬أي لجل التعبد فيها فل يجوز‪ ،‬لنها معصية‪ .‬أما كنيسة تنزلها المارة‪ ،‬أو موقوفة‬
‫على قوم يسكنونها‪ ،‬أو تحمل أجرتها للنصارى‪ ،‬فتجوز‪ .‬وحكششى المششاوردي وجهششا إنششه إن خششص‬
‫نزولها بأهل الذمة حرم‪ ،‬واختاره السبكي‪ .‬ولو وصي ببنائها لنزول المارة والتعبد معا‪ ،‬لم يصششح‬
‫في أحد وجهين‪ .‬ويظهر ترجيحه تغليبا للحرمة‪ ،‬وسواء أوصى لما ذكر مسلم أو كششافر‪ ،‬بششل قيششل‬
‫إن الوصية ببناء الكنيسة من المسلم ردة‪ ،‬ول تصح أيضا الوصية ببناء موضع لبعض المعاصي‬
‫كالخمارة‪ ،‬وقوله وإسراج فيها‪ ،‬أي وكالوصية لسشراج فشي الكنيسشة فل تجشوز‪ ،‬ومحلشه إذا كشان‬
‫ذلك بقصد تعظيمها‪ ،‬أما إذا قصد انتفاع المقيمين والمجاورين بضوئها فهششي جششائزة‪ ،‬وإن خششالف‬
‫في ذلك الذرعي‪ .‬أفاد ذلك كله في المغني )قوله‪ :‬وكتابة نحو توراة( أي وكالوصية لكتابششة نحششو‬
‫توراة كإنجيل فل يجوز‪ ،‬ومثل الكتابة القراءة‪ .‬قال ع ش‪ :‬أي ولو غير مبدلين‪ ،‬لن فيششه تعظيمششا‬
‫لهم‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وعلم محششرم( أي وكتابششة علششم محششرم كأحكششام شششريعة اليهششود والنصششارى وكتششب‬
‫النجوم والفلسفة‪ ،‬ومثل الكتابة القراءة‪ ،‬فالوصية لها باطلة أيضا )قوله‪ :‬وتصششح لحمششل الششخ( هششذا‬
‫مرتب على ما إذا كان الموصى له غير جهة الذي هو عديل قوله لجهة‪ ،‬فكان الولى والخصششر‬
‫أن يأتي به وشرطه‪ ،‬ثم يفرع عليه ما ذكر‪ ،‬كأن يقول مثل ولغير جهة بشرط أن يكششون موجششودا‬
‫حال الوصية يقينا فتصح لحمل الخ‪ ،‬كما صنع في المنهششاج‪ ،‬وعبششارته‪ ،‬وإذا أوصششى لجهششة عامشة‬
‫فالشرط أن ل تكون معصية‪ ،‬أو لشخص فالشرط أن يتصور له الملشك‪ ،‬فتصشح لحمشل‪ ،‬وتنفشذ إن‬
‫انفصل حيا وعلم وجوده عندها‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬موجشود( أي معيشن‪ ،‬وسشيبين محشترزه )قشوله‪ :‬فتصشح‬
‫لحمل( أي حرا كان أو رقيقا من زوج أو شبهة أو زنا‪ ،‬وهو مفششرع علششى وجششوده حششال الوصششية‬
‫يقينا‪ ،‬وكان الولى‪ ،‬والخصر أن يحششذف هشذه الجملشة ويقتصشر علشى مششا بعششدها ويششذكر بعنششوان‬
‫التصوير‪ ،‬كأن يقول بأن انفصل الخ ويكون عليه قوله التي ل لحمل سيحدث معطوفا على قششوله‬
‫لحمل في المتن‪ .‬فتنبه‪ .‬وقوله انفصل‪ ،‬أي وتنفذ إن انفصل‪ ،‬كما يعلم مششن عبششارة المنهششاج المششارة‬
‫آنفا‪ ،‬وقوله وبه حيشاة مسشتقرة‪ ،‬أي والحشال أن فيشه حيشاة مسشتقرة‪ ،‬فشإن انفصشل وليسشت فيشه‪ ،‬لشم‬
‫يستحق شيئا )قوله‪ :‬لدون ستة أشهر( أي وإن كانت فراشا لزوج أو سيد‪ ،‬لنها أقششل مششدة الحمششل‪،‬‬
‫فيعلم أنه كان موجودا عندها‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفة )قوله‪ :‬أو لربع سنين( أي أو انفصل لربششع سششنين‪ ،‬فششإن‬
‫انفصل لكثر من أربع سنين ل يستحق شششيئا‪ ،‬للعلششم بحششدوثه بعششدها‪ .‬وقششوله فأقششل‪ ،‬أي مششن أربششع‬
‫سنين صادق بما إذا انفصل لدون ستة أشهر‪ ،‬وليس مرادا‪ ،‬لنه قد صرح به فيما قبله‪ ،‬بل المراد‬
‫ما انفصل لستة أشهر فأكثر إلى أربع سنين )قوله‪ :‬ولم تكن المرأة فراشا لزوج أو سششيد( قيششد فششي‬
‫المعطوف‪ ،‬أعني قوله انفصل لربع سنين فأقل فقط‪ ،‬لما علمت من التحفة أنششه إذا انفصششل لششدون‬
‫ستة أشهر ل فرق فيه بين أن تكون‬

‫] ‪[ 239‬‬

‫فراشا وبين أن ل تكون كذلك‪ .‬وخرج بششه مششا إذا كششانت فراشششا لمشن ذكششر فششإنه ل يسششتحق‬
‫شيئا‪ ،‬لحتمششال حششدوثه مششن ذلششك الفششراش بعششد الوصششية‪ .‬وفششي البجيرمششي نقل عششن ق ل‪ ،‬المششراد‬
‫بالفراش وجود وطئ يمكن كون الحمل منه بعد وقت الوصية‪ ،‬وإن لم يكن من زوج أو سششيد بششل‬
‫الوطئ ليس قيدا إذ المدار على ما يحال عليه وجود الحمل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وأمكن كون الحمششل منششه(‬
‫الجملة حال من فراشا أي فراشا حال كونه يمكن أن يكون ذلك الحمل المنفصل لربع سنين فأقل‬
‫منه‪ .‬وعبارة شرح المنهج أمكن‪ ،‬بإسقاط الواو وهو الولششى‪ ،‬وعليهششا فالجملششة صششفة لفراشششا‪ ،‬أي‬
‫فراشا موصوفا بإمكان كون الحمل منه‪ ،‬فإن كانت فراشا له لكن ل يمكششن أن يكششون ذلششك الحمششل‬
‫منه‪ ،‬بأن يكون ذو الفراش ممسوحا‪ ،‬كان كالعدم واستحق الموصى به )قششوله‪ :‬لن الظششاهر الششخ(‬
‫علة لصحة الوصية للحمل بالنسبة لما إذا انفصششل لربششع سششنين فأقششل‪ .‬وقششوله وجششوده أي الحمششل‬
‫عندها أي الوصية )قوله‪ :‬لندرة وطئ الشبهة( علة للعلة‪ .‬قال البجيرمششي‪ :‬أي مششن غيششر ضششرورة‬
‫تدعو إلى ذلك فل يرد ما إذا ولدته لدون ستة أشششهر ولششم تكششن فراشششا فيتعيششن حملششه علششى وطششئ‬
‫الشبهة أو الزنا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬نعششم‪ :‬لششو لششم تكششن فراشششا قششط( أي ل قبششل الوصششية ول بعششدها‪ .‬وفششي‬
‫البجيرمي ما نصه‪ :‬هذا الستدراك خرج مخششرج التقييششد لمششا سششبق كششأنه قششال هششذا إذا عششرف لهششا‬
‫فراش سابق ثم انقطع‪ ،‬فإن لم يكن لها فراش أصل لم تصح الوصية لنتفششاء الظهششور وانحصششار‬
‫الطريق في وطئ الشبهة أو الزنا‪ .‬ح ل‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله لم تصح الوصية قطعشا‪ ،‬أي لحتمشال وجشوده‬
‫معها أو بعدها من وطئ شبهة أو زنا‪ ،‬ول يرد ما تقدم من أن وطئ الشبهة نادر وفي تقدير الزنا‬
‫إساءة ظن‪ ،‬لن محل ذلك ما لم يضششطر إليششه‪ ،‬كمششا تقششدم آنفششا عششن البجيرمششي ‪) -‬قششوله‪ :‬ل لحمششل‬
‫سيحدث( معطوف على الحمل‪ ،‬أي ل تصح الوصشية للحمششل الششذي سششيوجد‪ ،‬وهششذا محشترز قششوله‬
‫موجود )قوله‪ :‬وإن حدث الخ( غايششة فششي عششدم صششحة الوصششية للششذي سششيحدث )قششوله‪ :‬لنهششا( أي‬
‫الوصية‪ ،‬وهو علة لعدم صحتها للحمل الذي سيحدث‪ .‬وقوله وتمليك المعششدوم ممتنششع‪ ،‬مششن جملششة‬
‫العلة )قوله‪ :‬فأشبهت( أي الوصية‪) .‬وقوله‪ :‬الوقف على من سيولد له( أي فإنه ل يصح عليه لنه‬
‫معدوم )قوله‪ :‬نعم الخ( إستدراك على عدم صحة الوصية للمعدوم‪) .‬وقوله‪ :‬إن جعل المعدوم تبعا‬
‫للموجود( أي في الوصية‪ .‬وقوله كأن أوصى الخ تمثيل لجعل المعدوم تبعا له )قوله‪ :‬صحت( أي‬
‫الوصية قال في التحفة‪ :‬كما هو قياس الوقف‪ ،‬إل أن يفرق بأن مششن شششأن الوصششية أن يقصششد بهششا‬
‫معين موجود‪ ،‬بخلف الوقف‪ ،‬لنه للدوام المقتضشي لششموله للمعشدوم ابتشداء‪ .‬ثشم رأيشت بعضشهم‬
‫اعتمد القياس وأيده الخ‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ول لغير معين( أي ول تصح لغيششر معيششن‪ ،‬أي لمبهششم‪ ،‬وهششذا‬
‫محترز قيد ملحششوظ فششي كلمششه وهششو كششونه معينششا‪ ،‬كمششا علمششت‪) .‬قششوله‪ :‬فل تصششح لحششد هششذين(‬
‫الخصر أن يجعله تمثيل بأن يقول‪ :‬كأحد هذين )قوله‪ :‬هذا الششخ( أي مششا ذكششر مششن عششدم صششحتها‬
‫لحد هذين‪ .‬وقوله إذا كان بلفششظ الوصششية‪ ،‬اسششم كششان يعششود علششى الموصششي‪ ،‬والجششارو المجششرور‬
‫خبرها‪ ،‬إل أنه يقدر المتعلق خاصا بدللششة المقششام‪ ،‬أي إذا كششان الموصششي معششبرا عمششا ذكششر بلفششظ‬
‫الوصية‪ ،‬بأن قال أوصيت لحد هذين )قوله‪ :‬فإن كان بلفظ أعطوا( أي فإن كان الموصي معششبرا‬
‫عنه بلفظ أعطوا أحد هذين‪ :‬صح )قوله‪ :‬لنه وصية بالتمليك من الموصى إليه( علششة للصششحة إذا‬
‫كان التعبير بلفظ العطاء‪ ،‬أي وإنما صح حينئذ لنه وصية بالتمليك الصادر مششن الموصششى إليششه‬
‫وتمليكه ل يكون إل لمعين‪ ،‬بخلف ما إذا كان بلفظ الوصية فإنه تمليك من الموصى وهششو لغيششر‬
‫معين فل يصح‪) .‬والحاصل( أن قصده بهذه العلة بيان الفرق بين ما إذا عشبر بلفششظ الوصششية ومششا‬
‫إذا عبر بلفظ العطاء وحاصله أنه فششي الولششى تمليششك لغيششر معيششن وهششو ل يصششح‪ ،‬وفششي الثانيششة‬
‫فوض التمليك للموصى إليه والتمليك منه ل يكون إل لمعين منهما فصح ذلك كما إذا قال الموكل‬
‫للوكيل بعه لحد هذين فإنه يصح‪ ،‬والوكيل يعين أحدهما )قوله‪ :‬وتصح للوارث للموصي‬

‫] ‪[ 240‬‬

‫مع إجازة الخ( قيده شيخ السلم‪ ،‬وتبعه الخطيب في مغنيه بالخاص واحترز به عن العام‬
‫كما لو أوصى لنسان من المسلمين معين بالثلث فأقل وكششان وارثششه بيششت المششال فإنهششا تصششح ول‬
‫تتوقف على إجششازة المششام‪ ،‬ورده فششي التحفششة والنهايششة بششأن الششوارث جهششة السششلم ل خصششوص‬
‫الموصى له فل يحتاج للحتراز عنه لنه ليس بششوارث فالوصششية وصششية لغيششر وارث‪ ،‬وهششي إذا‬
‫خرجت من الثلث ل تتوقف على إجازة‪ .‬والعبرة بكونه وارثا وقششت المششوت دون وقششت الوصششية‪.‬‬
‫فلو أوصى لخيه ول ابن له فحدث له ابن قبل مششوته تششبين أنهششا وصششية لغيششر وارث‪ ،‬أو أوصششى‬
‫لخيه وله ابن فمات البششن قبششل مششوت الموصششي‪ .‬فهششي وصششية لششوارث‪ .‬وقششوله بقيششة ورثتششه‪ ،‬أي‬
‫المطلقين التصرف‪ ،‬فلو لم يجيزوا بطلت‪ .‬وكذلك تبطل فيما إذا لم يكن لشه وارث غيششر الموصشى‬
‫له‪ ،‬لتعذر إجازته لنفسه‪ .‬وإذا كان فيهم محجور عليه بسفه أو صغر أو جنون فل تصح إجششازته‪،‬‬
‫بل إن توقعت أهليته انتظرت‪ ،‬وإل بطلت‪ .‬قال في فتح الجواد‪ .‬وإجششازتهم هنششا وفيمششا يششأتي تنفيششذ‬
‫لصحة الوصية لكونها غير لزمة رعاية لهم‪ ،‬ل ابتداء تمليشك‪ ،‬فل رجشوع لهشم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قشوله‪ :‬بعشد‬
‫مشوت الموصشي( متعلشق بإجشازة‪ :‬أي وإنمشا تعتشبر الجشازة‪ ،‬أي أو الشرد‪ ،‬بعشد مشوت الموصشي‪،‬‬
‫وسيأتي محترزه )قوله‪ :‬وإن كششانت الوصششية ببعششض الثلششث الششخ( غايششة فششي اشششتراط إجششازة بقيششة‬
‫الورثة‪ ،‬أي ل بد من إجازتهم ولو كانت الوصية ببعض الثلث‪ ،‬وإن قل جشدا‪ ،‬وذلشك لقشوله )ص(‬
‫ل وصية لوارث إل أن تجيز الورثة رواه البيهقي )قوله‪ :‬ول أثر لجازتهم فششي حيششاة الموصششي(‬
‫هو محترز قوله بعد موت الموصي )قوله‪ :‬إذ ل حق لهم حينئذ( علة لكونه ل أثر لجششازتهم قبششل‬
‫موته‪ ،‬أي وإنما كان ل أثر لذلك لنهم لحق لهم حين إذ كان الموصى حيا‪ ،‬وذلك لحتمال بششرئه‬
‫وموته )قوله‪ :‬والحيلة في أخذه الخ( يعني إذا أراد المورث أن يخص أحد أولده بشئ بعششد مششوته‬
‫ويأخذه من غير توقف على إجازة بقية الورثة‪ ،‬فليوص لجنبي ويعلق الوصية على تبرعه لولده‬
‫بشئ فإذا مات الموصي وقبل الجنبي الوصية وتششبرع لولششده‪ ،‬صششحت الوصششية‪ ،‬وأخششذ الولششد مششا‬
‫تبرع به عليه من غير توقف على الجازة‪ ،‬فهذه حيلة وطريق لخذ الولد الوارث المال من غير‬
‫توقف على الجازة‪ ،‬لنه في الظاهر ليس من مال المورث‪ ،‬وإنما هششو مششن مششال الجنششبي‪ .‬وفششي‬
‫الحقيقة هو من مال مورثه‪ ،‬لنه لو لم يوص للجنبي لما تبرع ذلك الجنبي على ولششد الموصششي‬
‫)قوله‪ :‬أن يوصي لفلن( أي الجنششبي )قششوله‪ :‬أي وهششو( أي اللششف ثلثششه أي ثلششث مششال الموصششى‬
‫فأقل‪ ،‬أي أو أكثر‪ ،‬لكنه يتوقف على الجازة في الزائد )قوله‪ :‬إن تبرع( أي فلن الجنبي‪ ،‬وقوله‬
‫لولده‪ :‬أي ولد الموصي )قوله‪ :‬كما هو ظاهر( راجع لقوله أو بألفين‪ ،‬أي ل فرق في الذي يتششبرع‬
‫به فلن بين أن يكون أقل من الموصى به له أو أكثر )قوله‪ :‬أخذ الوصية( أي الموصششى بششه ولششم‬
‫يشارك بقية الورثة البن‪ .‬قال في التحفة بعده‪ :‬ويوجه بأنه لم يحصل له من مال الميت شئ تميز‬
‫به حتى يحتاج لجازة بقية الورثة‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال البجيرمي‪ ،‬بعششد نقلشه مششا ذكششر‪ :‬وعليشه فل يكشون مشن‬
‫الوصية لوارث إل أن يقال إنه لما علق وصيته لزيشد علشى مشا ذكشر جعشل كشأنه وصشية لشوارث‪.‬‬
‫تأمل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ومن الوصية له الخ( أي ومن معنى الوصية للوارث إبراؤه مششن ديششن لششه عليششه‬
‫وهبته شيئا والوقف عليه‪ ،‬فيتوقف صحة ذلك علشى إجشازة بقيشة الورثشة‪ .‬قشال ع ش‪ :‬والكلم فشي‬
‫التبرعات المنجزة في مرض الموت أو المعلقة به‪ .‬أما ما وقع منه في الصششحة فينفششذ مطلقششا‪ ،‬ول‬
‫حرمة‪ ،‬وإن قصد به حرمان الورثة‪ ،‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬نعم‪ ،‬لششو وقششف الششخ( هششذه الصششورة مسششتثناة مششن‬
‫الوقف‪ .‬وقوله عليهم‪ ،‬أي على الورثة‪ ،‬وقوله على قدر نصيبهم‪ ،‬متعلق بوقف أي وقف ذلك على‬
‫قدر نصيبهم‪ ،‬وذلك كمن له ابن وبنت وله دار تخرج من ثلثه فوقف ثلثيها على البن وثلثها على‬
‫البنت )قوله‪ :‬نفذ( أي الوقف‪ .‬وقوله من غير إجازة‪ ،‬أي من غير احتياج إلى إجازة بعض الورثة‬
‫لبعضهم‪ ،‬لنه لما لم يضر أحد الورثة لم تتوقششف الصششحة علششى الجششازة‪ ،‬ولنششه لششو وقفهششا علششى‬
‫أجنبي لم تتوقف على إجازتهم‪ ،‬فكذا عليهم )قوله‪:‬‬

‫] ‪[ 241‬‬

‫فليس لهم( أي للورثة الموقوف عليهم‪ .‬وقوله نقضششه‪ :‬أي إبطششاله‪ ،‬أي الوقششف‪ ،‬ول إبطششال‬
‫شئ منه‪ ،‬لنه تصرفه في ثلث ماله نافذ )قوله‪ :‬والوصية( مبتششدأ خششبره لغششو‪ .‬وقششوله لكششل وارث‪،‬‬
‫يخرج به البعض‪ ،‬كما لو كان له ثلثة بنين فأوصى لواحد منهم معين بثلث ماله فتصح الوصية‪،‬‬
‫لكن تتوقف على إجازة الباقين‪ ،‬فإن أجازها قاسمها فششي الثلششثين البششاقيين كمششا هششو ظششاهر ا‍ه‪ .‬سششم‬
‫وقوله بقدر حصته‪ ،‬أي مشاعا‪ .‬وقشوله كنصشف أو ثلشث‪ ،‬كشأن مششات عشن أخششت وأم فششالولى لهششا‬
‫النصف والثانية لها الثلث‪ ،‬فلو وقف داره عليهما بقدر حصتهما صح ذلك )قوله‪ :‬ول يششأثم بششذلك(‬
‫أي بالوصية المذكورة‪ .‬قال في التحفة‪ :‬لنه مؤكد للمعنى الشرعي ل مخالف له‪ ،‬بخلف تعششاطي‬
‫العقد الفاسد‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وبعين( معطوف على بقدر حصته‪ ،‬أي والوصية لكششل وارث بعيششن هششي‬
‫قدر حصته‪ .‬قال سم‪ :‬فخرج بعض الورثة‪ ،‬لكن حكمه كالكل بشالولى‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفشي المغنشي‪ :‬والشدين‬
‫كالعين فيما ذكر‪ ،‬كما بحثه بعضهم‪ ،‬ا‍ه )قوله‪ :‬صحيحة( خشبر المبتشدأ المقشدر‪ .‬وقشوله إن أجشازا‪،‬‬
‫أي أجاز كل منهما صاحبه‪ ،‬وإنما توقفت صحتها على الجازة لختلف الغراض فششي العيششان‬
‫)قوله‪ :‬ولو أوصى للفقراء بشئ لم يجز للوصي الخ( وإنما جاز أخذ الواقف الفقير مما وقفه على‬
‫الفقراء لن الملك ثم ل فلم ينظر إل لمن وجد فيه الشرط‪ ،‬وهنا ألحششق لبقيشة الورثشة وللميشث فلششم‬
‫يعط وارثه‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفة )قوله‪ :‬كما نص عليه في الم( أي حيث قال في قول الموصششى ثلششث مششالي‬
‫لفلن يضعه حيث يراه ال تعالى‪ ،‬أي أو حيث يراه هو أنه ل يأحششذ منششه لنفسششه شششيئا ول يعطششي‬
‫منه وارثا للميث‪ ،‬لنه إنما يجوز له ما كان يجوز للميث بل يصرفه فششي القششرب الششتي ينتفششع بهششا‬
‫الميت‪ ،‬وليس له حبسه عنده ول إيداعه لغيره‪ ،‬ول يبقى منه في يده شيئا يمكنه أن يخرجه ساعة‬
‫من نهار‪ ،‬وفقراء أقاربه أولى‪ ،‬ثم أحفاده‪ ،‬ثششم جيرانششه‪ ،‬والشششد تعففششا وفقششرا أولششى‪ .‬ا‍ه‪ .‬ملخصششا‪.‬‬
‫وكأنه أراد بأحفاده محارمه من الرضاع لينتظم الترتيب‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفة )قششوله‪ :‬وإنمششا تصششح الوصششية‬
‫الخ( شروع في بيان الصيغة التي هي أحد الركان‪ ،‬وهي كل لفظ أشعر بالوصششية‪ ،‬وهششي تنقسششم‬
‫إلى صريح‪ ،‬وهو ما ذكششره بقششوله أعطششوه كششذا الششخ‪ ،‬وإلششى كنايششة‪ ،‬وهششي مششا ذكششره بقششوله وتنعقششد‬
‫بالكناية‪ ،‬كقوله عينت هذا له الخ )قوله‪ :‬بأعطوه كذا( أي أو ادفعوا إليه كششذا‪) .‬قششوله‪ :‬وإن لششم يقششل‬
‫من مالي( غاية في صحة الوصية بشأعطوه كشذا‪ ،‬أي تصششح الوصشية بقشوله أعطشوه كشذا‪ ،‬وإن لششم‬
‫يضف إليه من مالي )قوله‪ :‬أو وهبته الخ( معطوف على أعطوه كششذا‪ .‬ومثلششه حبششوته أو ملكتششه أو‬
‫تصدقت عليه )قوله‪ :‬أو هو( أي هذا المال مثل له‪ ،‬أي لزيد مثل )قوله‪ :‬بعد موتي فششي الربعششة(‬
‫أي هو قيد في اللفاظ الربعة‪ ،‬أعني قوله أعطششوه كششذا الششخ‪ ،‬ومثششل قششوله بعششد مششوتي‪ ،‬قششوله بعششد‬
‫عيني‪ ،‬أو إن قضى ال علي‪ ،‬وأراد الموت‪) ،‬قششوله‪ :‬وذلششك لن إضششافة كششل منهششا الششخ( أي وإنمششا‬
‫صحت بهذه اللفاظ المذكورة‪ ،‬مع أنها ليسششت مششن مششادة الوصششية‪ ،‬لن إضششافة كششل منهششا للمششوت‬
‫صيرتها بمعنى الوصية‪ ،‬فاسم الشارة عائد على كونها صحت بهذه اللفششاظ‪ .‬ولششو زاد قبششل إسششم‬
‫الشارة وهذه الربعة من الصريح في الوصية وجعل اسم الشارة عائدا إليه لكششان أولششى )قشوله‪:‬‬
‫وبأوصيت الخ( معطوف على قوله بأعطوه‪ ،‬أي وتصح الوصية بأوصيت له بكذا‪ ،‬وإن لشم يضشم‬
‫إليه بعد موتي‪) ،‬قوله‪ :‬لوضعها شرعا لذلك( أي لما كان بعششد المششوت‪ ،‬أي للتمليششك الحاصششل بعششد‬
‫الموت‪ ،‬وهو تعليل للغاية‪ ،‬أي وإنما صحت بأوصيت مع عدم انضششمام بعششد مششوتي إليششه لن هششذه‬
‫الصيغة موضوعة في الشرع لما ذكر )قوله‪ :‬فلو اقتصر الخ( محترز تقييد الربعة اللفاظ الول‬
‫ببعد الموت‪ .‬وقوله على نحو وهبتشه‪ ،‬أي كحبشوته وملكتشه‪ .‬وقشوله فهشو هبشة نشاجزة‪ ،‬أي وليسشت‬
‫وصية‪ ،‬وإن نواها‪ ،‬وذلك لنه وجد نفاذا في موضوعه‪ ،‬وهو التمليك المنجز في حال الحيششاة‪ ،‬فل‬
‫يكون كناية في غيره‪ ،‬وهو الوصية‪ .‬ثم إن كان في مرض الموت حسششب مششن الثلششث‪ ،‬كالوصششية‪،‬‬
‫وإن كان في الصحة أو مرض لم يمت فيه فمن رأس المال )قششوله‪ :‬أو نحششو علششى ادفعششوا( أي أو‬
‫اقتصر‬

‫] ‪[ 242‬‬

‫على نحو ادفعوا إليه من مالي كذا والمناسب أن يحشذف هشذا ويقتصشر علشى نحشو أعطشوه‬
‫كذا‪ ،‬لنه هو المذكور في كلمه‪ .‬وأما نحو ادفعوا فلم يذكره رأسششا‪ ،‬ولعلششه سششرى لششه مششن عبششارة‬
‫شيخه في التحفة )قوله‪ :‬فتوكيل( أي فهو توكيل‪ ،‬والفاء واقعة في جواب لششو مقششدرة قبششل قششوله أو‬
‫على نحو ادفعوا الخ‪ :‬أي أو لو اقتصر علششى الششخ فهششو توكيششل‪ .‬وقششوله يرتفششع‪ :‬أي التوكيششل بنحششو‬
‫الموت‪ ،‬كالجنون‪ ،‬فإذا أعطى الوكيل قبل موته صح‪ ،‬وإن كان بعد مششوته ل يصششح‪ ،‬لنششه ينعششزل‬
‫بموت الموكل )قوله‪ :‬وليست الخ( أي وليست هذه اللفاظ الثلث‪ ،‬أعني وهبته لششه‪ ،‬وادفعششوا لششه‪،‬‬
‫وأعطوه كذا‪ ،‬من غير تقييدها ببعد الموت‪ ،‬كناية وصششية‪ ،‬وذلششك لنهششا مشن الصششرائح فششي بابهششا‪،‬‬
‫أعني باب الهبة‪ ،‬ووجدت طريقا في استعمالها فششي موضششوعها‪ ،‬فل تحمششل علششى أنهششا كنايششة فششي‬
‫غيره‪ ،‬نظير ما سيأتي في قوله‪ ،‬أو على قوله فإقرار‪) ،‬قشوله‪ :‬أو علشى جعلتشه لشه( أي أو اقتصشر‬
‫على جعلته له‪) .‬وقوله‪ :‬احتمل الوصية والهبة( أي فهو صالح لن يكون وصية وأن يكشون هبششة‪.‬‬
‫وجعل الحاوي له من صرائح الوصششية غلششط )قششوله‪ :‬فششإن علمششت نيتششه لحششدهما( أي الوصششية أو‬
‫الهبة‪ ،‬وجواب إن محذوف‪ ،‬أي فيعمل به )قوله‪ :‬وإل بطششل( أي وإن لششم تعلششم نيتششه لواحششد منهمششا‬
‫بطل اللفظ المذكور )قوله‪ :‬أو على ثلث مششالي للفقششراء( أي أو لششو اقتصششر علششى قششوله ثلششث مششالي‬
‫للفقراء‪ .‬والمناسب حذف هذا أيضا‪ ،‬لنه لم يذكر فششي كلمششه سشابقا مقيشدا حششتى يصشح قششوله فششإن‬
‫اقتصر عليه‪ ،‬أي ذكره من غير تقييد بقوله بعد موتي‪ ،‬ولعله سششرى لششه مششن عبششارة شششيخه أيضششا‬
‫)قوله‪ :‬لم يكن إقرارا( أي للفقراء بثلث ماله‪ .‬قال في التحفة‪) .‬فإن قلت( لششم لششم يكششن إقششرارا بنششذر‬
‫سابق ؟ )قلت( لن قوله مالي الصريح في بقائه كله على ملكه ينفي ذلك‪ ،‬وإن أمكن تأويله‪ ،‬إذ ل‬
‫إلزام بالشك‪ .‬ومن ثم لو قال ثلث هذا المششال للفقششراء لششم يبعششد حملششه علششى ذلششك ليصششح‪ ،‬لن كلم‬
‫المكلف متى أمكن حمله على وجه صحيح من غير مششانع فيششه لششذلك حمششل عليششه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬ول‬
‫وصية( أي ولم يكن وصية‪ ،‬أي لنه ليس من ألفاظهششا الصششريحة ول الكنايششة )قششوله‪ :‬ول وصششية‬
‫للفقراء( أي صريحة )قوله‪ :‬قال شيخنا ويظهر أنه كناية وصية( مثله في النهاية )قششوله‪ :‬أو علششى‬
‫هو له( أي أو لو اقتصر على قوله هو‪ ،‬أي العبد مثل‪ ،‬له‪ .‬وقوله فإقرار‪ ،‬أي لنشه مشن صشرائحه‬
‫ووجد نفاذا في موضششوعه‪ ،‬أي طريقشا فششي اسششتعماله فششي موضششوعه‪ ،‬فل يحمشل علششى أنشه كنايششة‬
‫وصية‪ .‬ومثله ما لو اقتصر على قوله هو صدقة أو وقف علششى كششذا فينجششز مششن حينئذ‪ ،‬وإن وقششع‬
‫جوابا ممن قيل له أوص‪ ،‬لن وقوعه كذلك ل يفيد في صرفه عششن كششونه صششدقة أو وقفششا )قششوله‪:‬‬
‫فإن زاد من مالي( أي بأن قال هو له من مالي )قوله‪ :‬فكناية وصية( أي لحتمال الوصية والهبششة‬
‫الناجزة فافتقر للنية‪ ،‬فلو مات ولم تعلم نيته بطلت‪ ،‬لن الصل عدمها‪ .‬قال في التحفششة‪ :‬والقششرار‬
‫هنا غير متأت لجل قوله مالي‪ ،‬نظير ما مر‪ ،‬ا‍ه )قوله‪ :‬وصشرح جمشع متشأخرون بصشحة قشوله(‬
‫أي الدائن‪ ،‬وهو حينئذ وصية‪ ،‬لنه علقه بالموت )قششوله‪ :‬ول يقبششل قششوله( أي المششدين‪ .‬وقششوله فششي‬
‫ذلك‪ ،‬أي أن الدائن قال له أعط الدين لفلن أو فرقة للفقراء‪) .‬وقوله‪ :‬بششل ل بششد مششن بينششة بششه( أي‬
‫بقول الدائن له ما ذكر نظير ما لو اعترف أن عنده مششال لفلن الميششت‪ ،‬وادعششى أنششه قششال لششه هششذا‬
‫لفلن أو أنت وصيي في صرفه في كذا‪ ،‬فإنه ل يصدق إل ببينة ‪ -‬كما رجحششه الغششزي وغيشره ‪.-‬‬
‫)تنبيه( قال في السني‪ :‬لو قال كل من ادعى بعد مششوتي شششيئا فششأعطوه لششه ول تطششالبوه بالحجششة‪،‬‬
‫فادعى اثنان بعد موته بحقين مختلفي القدر ول حجة‪ ،‬كان كالوصية تعتبر من الثلث‪ ،‬وإن ضششاق‬
‫على الوفاء قسم بينهما على قدر حقيهما‪ .‬قاله‬

‫] ‪[ 243‬‬

‫الروياني‪ .‬وفي الشراف‪ :‬لو قال المريض ما يدعيه فلن فصدقوه فمات‪ ،‬قششال الجرجششاني‬
‫هذا إقرار بمجهول وتعيينه للورثة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله إقششرار بمجهششول‪ ،‬قششال فششي التحفششة‪ :‬فيششه نظششر‪ ،‬لن‬
‫قوله يدعيه تبرؤ منه‪ ،‬ولن أمره لغيره بتصديقه ل يقتضي أنه هو مصدقه‪ ،‬فلو قيششل إنششه وصششية‬
‫أيضا لم يبعد‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي سم ما نصه‪ :‬في فتششاوى السششيوطي رجششل لششه مسششاطير علششى غرمششاء مششن‬
‫عشرين سنة وأكثر وأقل‪ ،‬وأوصى أن من أنكر شيئا ممششا عليششه أو ادعششى وفششاءه يحلششف ويششترك‪،‬‬
‫فهل يعمل بذلك والحال أن في الورثة أطفال ؟ )الجواب( نعم‪ ،‬يعمل به خصوصا إذا لم تكن بينة‬
‫تششهد بمشا فشي المسشاطير فإنهشا ل تقشوم بهشا حجشة الشخ‪ .‬اه‍ )قشوله‪ :‬وتنعقشد( أي الوصشية‪ .‬وقشوله‬
‫بالكناية‪ ،‬هي التي تحتمل الوصية وغيرها‪ ،‬ومعلوم أن الكناية تفتقر إلششى النيششة‪ .‬قششال ع ش‪ :‬وهششل‬
‫يكتفي في النية باقترانها بجزء من اللفظ أو ل بد من اقترانها بجميششع اللفششظ كمششا فششي الششبيع ؟ فيششه‬
‫نظر‪ ،‬والقرب الول‪ .‬ويفرق بينهما بأن البيع لما كان في مقابلة عششوض احششتيط لششه‪ ،‬بخلف مششا‬
‫هنا‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬كقوله الخ( تمثيل للكناية‪ .‬وقوله عينت هذا له أو ميزته له‪ ،‬إنما كان ما ذكر كنايششة‬
‫في الوصية لشمول التمييز والتعيين للتمليك بالوصية ولغيره كالعارة )قوله‪ :‬أو عبششدي هششذا لششه(‬
‫إنما كان كذلك لحتمال أن يكون المراد موصى به لششه أو عاريششة لششه )قششوله‪ :‬والكتابششة كنايششة( أي‬
‫الوصية بالكتابة كناية‪ ،‬وإن كان المكتوب صششريحا )قششوله‪ :‬فتنعقششد( أي الوصششية‪ .‬وقششوله بهششا‪ ،‬أي‬
‫الكتابة‪ .‬وقوله مع النية‪ ،‬أ ي نية الوصية‪ ،‬فإذا كتب لزيد كذا ونوى به الوصششية صششح ذلششك وكششان‬
‫وصية )قوله‪ :‬ولو من ناطق( غاية للنعقاد بالكتابة مع النية )قوله‪ :‬إن اعترف الخ( قيششد للنعقششاد‬
‫بها من الناطق‪ ،‬أي ل تنعقد بها منه إل إن اعترف بالنية نطقا‪ ،‬بأن قال نويت بها الوصية لفلن‪،‬‬
‫وخرج بالناطق‪ ،‬غيره‪ ،‬كمن اعتقل لسانه‪ ،‬فل يشترط العتراف منه بذلك‪ ،‬لتعذه‪ ،‬بل يكفششي منششه‬
‫‪ -‬في صحة الوصية ‪ -‬الكتابة مع النية الشارة أيضا كالبيع‪ .‬وروي أن أمامة بنششت أبششي العاصششي‬
‫أصمتت‪ ،‬فقيل لها لفلن كذا ولفلن كذا ؟ فاشارت أن نعم‪ .‬فجعل ذلك وصششية )قشوله‪ :‬ول يكفششي(‬
‫أي عن العتراف بالنية نطقا هذا خطي وما فيششه وصششيتي‪ ،‬إذ مجششرد الكتابششة ل يلششزم منششه النيششة‪.‬‬
‫وفي الروض وشرحه‪ ،‬فلو كتب أوصيت لفلن بكذا وهو ناطق وأشششهد جماعشة أن الكتابششة خطششه‬
‫وما فيه وصية ولم يطلعهم عليه‪ ،‬أي على ما فيه‪ ،‬لم تنعقد وصيته‪ ،‬كما لو قيل له أوصششيت لفلن‬
‫بكذا ؟ فأشار أن نعم‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وتصح( أي الوصية‪ ،‬وهو دخول علششى المتششن‪) .‬وقششوله‪ :‬باللفششاظ‬
‫المششذكورة( أي الصششريحة والكنايششة‪) .‬وقششوله‪ :‬مششن الموصششي( متعلششق بمحششذوف صششفة لللفششاظ‬
‫المذكورة‪ ،‬أي اللفاظ الصادرة من الموصي )قوله‪ :‬مع قبول موصششى لششه( أي بششاللفظ‪ ،‬ول يكفششي‬
‫الفعل‪ ،‬وقيل يكفي‪ .‬وعبارة التحفة‪ ،‬قال الزركشي ظاهر كلمهم أن المراد القبول اللفظي‪ ،‬ويشبه‬
‫الكتفاء بالفعل‪ ،‬وهو الخذ‪ ،‬كالهداية‪ .‬ا‍ه‪ .‬وسبقه إليه القمشولي فقششال فششي الرهششن يكفششي التصششرف‬
‫بالرهن ونحششوه‪ ،‬وكلهمششا ضششعيف‪ .‬والفششرق بيششن هششذا والهدايششة ونحششو الوكيششل واضششح‪ ،‬إذ النقششل‬
‫للكرام الذي استلزمته الهدية عادة يقتضي عدم الحتياج للفظ في القبول‪ ،‬ول كششذلك هنششا‪ .‬ونحششو‬
‫الوكالة ل يقتضي تملك شئ فل يشبه ما هنا‪ ،‬وإنما يشبهه‪ ،‬أي ما هنا‪ ،‬الهبة‪ ،‬وهي ل بد فيها من‬
‫القبول لفظا‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬معين( خرج به الجهة‪ ،‬كالفقراء والمساكين‪) .‬وقوله‪ :‬محصور( خششرج بششه‬
‫المعين غير المحصور‪ ،‬كالعلويين‪ ،‬فل يشترط القبول منهم فيما إذا أوصى لهم )قششوله‪ :‬إن تأهششل(‬
‫أي إن كان أهل للقبول )قششوله‪ :‬وإل فنحششو وليششه( أي وإن لششم يتأهششل بششأن كششان صششبيا أو مجنونششا‪،‬‬
‫فالمعتبر قبول نحو وليه كسيده أو ناظر المسجد على الوجه‪ ،‬بخلف نحو الخيل المسبلة بالثغور‬
‫ل تحتاج لقبول لنها تشبه الجهة العامة‪ .‬ولشو كششانت الوصششية للمعيششن بششالعتق‪ ،‬كششاعتقوا هششذا بعششد‬
‫موتي‪ ،‬سواء قال عني أم ل‪ ،‬لم يشترط قبوله‪ ،‬لن فيه حق مؤكدا ل تعالى‪ ،‬فكان كالجهة العامة‪،‬‬
‫وكذا المدبر‪ ،‬بخلف أوصيت له برقبته‪ ،‬لقتضاء هذه الصفة القبول‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفة )قوله‪ :‬بعششد مشوت‬
‫موص( متعلق بمحذوف‬

‫] ‪[ 244‬‬

‫صفة لقبول‪ ،‬أي قبول كائن بعد موت الموصي‪ ،‬فالمعتبر في القبول أن يكون بعششد المششوت‬
‫فل عبرة به قبله‪ ،‬كما سيذكره‪ ،‬قال فششي المنهششج وشششرحه‪ ،‬فششإن مششات الموصششى لششه ل بعششد مششوت‬
‫الموصي‪ ،‬بأن مات قبله أو معه‪ ،‬بطلت الوصية‪ ،‬لنها ليسششت لزمششة ول آيلششة إلششى اللششزوم‪ .‬ولششو‬
‫مات بعده وقبل القبول أو الرد خلفه الوارث في ذلك‪ .‬ا‍ه )قششوله‪ :‬ولششو بششتراخ( غايششة فششي اشششتراط‬
‫القبول بعد موت الموصي‪ :‬أي يشترط القبول بعده ولو مع تراخ‪ ،‬وإنمششا لششم يشششترط الفششور‪ ،‬لنششه‬
‫إنما يشترط في العقود التي يشترط فيها ارتباط القبول باليجاب‪ .‬قال في التحفة‪ :‬نعم يلششزم الششولي‬
‫القبول أو الرد فورا بحسب المصلحة‪ ،‬فإن امتنع مما اقتضته المصلحة عنششادا انعششزل‪ ،‬أو متششأول‬
‫قام القاضي مقامه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقال سم‪ :‬حاصل ما في شرح البهجة وغيره عن الرافعي‪ ،‬وهششو المعتمششد‬
‫عند م ر‪ ،‬فيما لو أوصي لصبي أو وهب له فلم يقبل الولي أن للصبي إذا بلغ قبوله الوصششية دون‬
‫الهبة‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬فل يصح القبششول الششخ( محششترز قششوله بعششد مششوت مششوص‪ .‬وقششوله كششالرد‪ ،‬الكششاف‬
‫للتنظير )قوله‪ :‬قبل مششوت الموصششى( أي ول معششه )قششوله‪ :‬لن للموصششي الششخ( علششة لعششدم صششحة‬
‫القبول كالرد قبل موت الموصي‪ ،‬أي وإنما لم يصح حينئذ لن للموصي الرجوع في وصششيته مششا‬
‫دام حيا فل يكون للموصى له حق حينئذ )قوله‪ :‬فلمن رد قبل الموت القبول بعده( ومثله العكششس‪،‬‬
‫فلمن قبل قبل الموت الرد بعده )قوله‪ :‬ول يصح الرد بعد القبول( عبارة التحفة‪ :‬نعششم القبششول بعششد‬
‫الرد ل يفيد‪ ،‬وكذا الرد بعد القبول قبل القبض أو بعده على المعتمد‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ومن صريح الششرد‬
‫الخ( مرتب على محذوف‪ ،‬وهو أنشه ل بشد فشي الشرد مشن لفشظ يشدل عليشه صششريح أو كنايشة ومشن‬
‫الصريح كذا الخ‪) .‬وقوله‪ :‬رددتها أو ل أقبلهششا( أي أو أبطلتهششا أو ألغيتهششا )قششوله‪ :‬ومششن كنششايته ل‬
‫حاجة لي بها( أي أو هذه ل تليق بي‪ ،‬فإن نوى الركد بها ثبت وإل فل‪) .‬قوله‪ :‬ول يشترط القبول‬
‫في غير معين( أي بأن كان جهة‪ ،‬أي أو معين لكنه غيششر محصششور كششالعلويين كمششا تقششدم‪ ،‬وذلششك‬
‫لتعذره منهم‪ .‬ومن ثم لو قال لفقراء محل كذا وانحصششروا‪ ،‬بششأن سششهل عششادة عششدهم تعيششن قبششولهم‬
‫ووجب التسوية بينهم )قوله‪ :‬بل تلزم بالموت( أي بل تلزم الوصية بموت الموصي‪ ،‬والضششراب‬
‫انتقششالي‪ ،‬وهششو يفهششم أن غيششر المحصششورين لششو ردوا لششم تششرد للزومهششا بششالموت )قششوله‪ :‬ويجششوز‬
‫القتصششار علششى ثلثششة منهششم( أي مششن الفقششراء‪ ،‬أي لكششونهم غيششر محصششورين‪ .‬قششال ع ش‪ :‬أمششا‬
‫المحصورون فيجب استيعابهم والتسوية بينهم‪ .‬ومنه ما وقع السؤال عنه فششي الوصششية لمجششاوري‬
‫الجامع الزهر فتجب التسوية بينهم لنحصارهم لسهولة عدهم‪ ،‬لن أسماءهم مكتوبششة مضششمونة‪،‬‬
‫فيما يظهر‪ ،‬ويحتمل خلفه‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وإذا قبل الوصي له بعد الموت بششأن الششخ( أي وإن رد بششان‬
‫أنه ملك للوارث‪ ،‬فإن لم يقبل ولم يرد خيره الحاكم بينهما‪ ،‬فإن أبى حكم عليه بالبطال‪ :‬كمتحجر‬
‫امتنع من الحيششاء‪ .‬وعبششارة متششن المنهششاج مششع شششرح الرملششي‪ :‬وهششل يملششك الموصششى لششه المعيششن‬
‫الموصى به الذي ليس بإعتاق بموت الموصي أم بقبششوله أم الملششك موقششوف‪ .‬ومعنششى الوقششف هنششا‬
‫عدم الحكم عليه عقب الموت بشئ‪) .‬فإن قيل( بان أنه ملك بالموت‪ ،‬وإل بأن لم يقبل بأن رد بششان‬
‫أنه ملك للوارث من حين الموت ؟ أقششوال‪ ،‬أظهرهششا الثششالث‪ ،‬لنششه ل يمكششن جعلششه للميششت فششإنه ل‬
‫يملك‪ ،‬ول للوارث فإنه ل يملك إل بعد الوصششية والششدين‪ ،‬ول للموصششى لششه‪ ،‬وإل لمششا صششح رده‪،‬‬
‫كالرث‪ ،‬فتعين وقفه‪ .‬وعليها‪ ،‬أي علشى القشوال الثلثشة‪ ،‬تبنشى الثمشرة وكسشب عبشد حصشل بيشن‬
‫الموت والقبول‪ ،‬وكذا بقية الفششوائد الحاصششلة حينئذ ونفقتششه وفطرتششه وغيرهمششا مششن المششؤن‪ ،‬فعلششى‬
‫الول له الولن وعليه الخران‪ ،‬وعلى الثاني ل‪ ،‬ول قبشل القبشول‪ ،‬بشل للشوارث‪ ،‬وعليششه وعلشى‬
‫المعتمد هي موقوفة‪ ،‬فإن قبل فله الولن وعليه الخران‪ ،‬وإل فل‪ ،‬وإذا رد فالزوائد بعد المششوت‬
‫للوارث‪ ،‬وليست من التركة‪ ،‬فل يتعلق بها دين‪ ،‬ويطالب الموصى له بالنفقة إن توقف فششي قبششوله‬
‫ورده‪ .‬ا‍ه‪ .‬بتصرف‪ .‬وقوله أي بالقبول‪ ،‬تفسير للضمير‪ ،‬ولو قال بان بالقبول لكان أخصر‪ .‬وقوله‬
‫الملك‪ ،‬فاعل بان‪ .‬وقوله له‪ ،‬أي للموصى له‪ .‬وقوله في الموصى به‪ ،‬ظرف لغو متعلق بالملك أو‬
‫مستقر متعلق بمحذوف صفة له‪ ،‬أي‬

‫] ‪[ 245‬‬

‫الملك الثابت في الموصى به‪ .‬وقوله من الموت متعلق بالملك )قششوله‪ :‬فيحكششم الششخ( مرتششب‬
‫على تبين الملك من الموت‪ ،‬أي وإذا تبين ملكه للموصى به فيتبعه الفوائد الحاصشلة منشه كشالثمرة‬
‫والكسب فيملكها الموصى له‪ ،‬وعليششه المششؤن والفطششرة‪) .‬قششوله‪ :‬بششترتب أحكششام الملششك( أي عليششه‪،‬‬
‫فالمتعلق محذوف‪ .‬وقوله حينئذ‪ ،‬أي حيشن إذ بششان الملشك لشه )قشوله‪ :‬مشن وجشوب نفقشة الشخ( بيششان‬
‫لحكام الملك )قوله‪ :‬والفوز الخ( أي ومن الفوز بالفوائد الحاصلة من الموصى به حيششن المششوت‪،‬‬
‫ككسب وثمرة )قوله‪ :‬وغير ذلك( أي من بقية المؤن ككسوة وثمن دواء )قوله‪ :‬ل تصششح الوصششية‬
‫الخ( شروع في بيان حكم الوصية بالزائد على الثلث وحكششم التبرعششات فششي المششرض )قششوله‪ :‬فششي‬
‫وصية( الولى القتصار على ما قبله وحذف هذا‪ ،‬لن ذكره يششورث ركاكششة‪ ،‬إذ المعنششى عليششه ل‬
‫تصح الوصية في وصية الخ )قوله‪ :‬وقعت في مرض مخوف( التقييد به يقتضي صششحة الوصششية‬
‫في الزائد على الثلث في غير المرض المخوف وإن رده وارث خاص‪ ،‬وليس كشذلك‪ ،‬إذ ل فشرق‬
‫في عدم الصحة حينئذ بين أن يوصي في حالة الصششحة أو فششي حالششة المششرض المخششوف وغيششره‪.‬‬
‫وعبارة المنهج والمنهاج‪ ،‬ليس فيها التقييد بما ذكر‪ ،‬فالصواب إسقاطه )قوله‪ :‬لتولد الموت( بيششان‬
‫لضابط كونه مخوفا‪ ،‬وسيبين أفراده‪ .‬وقوله عن جنسه‪ ،‬أي ذلك المرض‪ .‬وقوله كثيرا‪ ،‬أي بأن ل‬
‫يندر تولد الموت عنه‪ ،‬وإن لم يغلب الموت به‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع ش )قوله‪ :‬إن رده( أي الزائد‪ ،‬وهو قيد في‬
‫عدم الصحة‪ .‬وقوله وارث خاص‪ ،‬أي حائز‪ ،‬فان لم يكن الوارث خاصششا‪ ،‬بششل كششان عامششا‪ ،‬كششبيت‬
‫المال‪ ،‬بطلت ابتداء في الزائد لعدم تشأتي الجشازة منشه لن الحشق فيشه لجميشع المسشلمين‪ ،‬أو كشان‬
‫خاصا لكنه غير حائز‪ ،‬كأخوين رد أحدهما وأجاز الخر‪ ،‬بطلت في قدر حصته من الششزائد‪ ،‬كمشا‬
‫سيصرح به في قوله ولو أجشاز بعشض الورثشة الشخ‪) .‬قشوله‪ :‬مطلشق التصشرف( أي بشأن ل يكشون‬
‫محجورا عليه بسفه أو صغر أو جنون )قوله‪ :‬لنه حقه( أي لن الزائد حششق الششوارث‪ ،‬وهششو علششة‬
‫لعدم الصحة عند الرد‪ ،‬أي وإنمشا لشم تصشح الوصشية فشي الشزائد إن رده وارث خشاص‪ ،‬لن ذلشك‬
‫الزائد حقه‪ ،‬أي مستحق له‪ ،‬فله أن يرد وله أن يجيز )قوله‪ :‬فإن كان( أي ذلشك الشوارث الخشاص‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬غير مطلق التصرف( أي بأن كان صغيرا أو مجنونا أو محجشورا عليشه بسشفه‪) .‬وقشوله‪:‬‬
‫فإن توقعت أهليته( أي بالبلوغ أو الفاقة أو الرشد‪) .‬وقوله‪ :‬عن قرب( قيد به في فتح الجواد ولم‬
‫يقيد به في التحفة والنهاية والمغني وغيرها من الكتششب الششتي بأيششدينا‪ ،‬بششل اقتصششرروا علششى توقششع‬
‫الهلية‪ .‬وعبارة المغني‪ :‬ومقتضى إطلقهم أن المر يوقف علشى تأهشل الشوارث‪ ،‬وهشو كشذلك إن‬
‫توقعت أهليته‪ ،‬وإن خالف في ذلك بعض المتأخرين‪ .‬قال شيخي رحمه ال‪ :‬لن يد الوارث عليه‪،‬‬
‫فل ضرر عليه في ذلك‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله وقف‪ ،‬أي ذلششك الششزائد‪ ،‬أي الحكششم فيششه‪ .‬وقششوله إليهششا أي إلششى‬
‫الهلية )قوله‪ :‬وإل( أي وإن لم تتوقع أهليته عن قرب‪ ،‬بأن لم تتوقع أهليته رأسا كمششن بششه جنششون‬
‫مستحكم أيس من برئه بغلبة الظن بأن شهد بها خبيران‪ ،‬أو توقعت ل عن قششرب‪ .‬وقششوله بطلششت‪،‬‬
‫أي الوصية في الزائد فقط‪ ،‬فإن برئ وأجاز بششان نفوذهششا )قشوله‪ :‬ولششو أجششاز بعششض الورثششة الشخ(‬
‫محترز قيد ملحوظ في المتن‪ ،‬وهو كونه حائزا‪ ،‬كما أشرت إليه‪) ،‬قوله‪ :‬صششح( أي المششذكور مششن‬
‫الوصية‪ ،‬ولو قال صحت‪ ،‬بالتاء‪ ،‬لكان أولى )قوله‪ :‬وإن أجاز الخ( مقابل قوله فششي المتششن إن رده‬
‫وارث‪ ،‬والنسب التفريع وتقديمه على قوله ولو أجاز بعض الورثة‪) .‬وقوله‪ :‬الوارث الهششل( أي‬
‫للتصرف‪ ،‬والمقام للضمار‪ ،‬إل أنه أظهر لئل يعود الضمير لو أضمر على أقرب مذكور‪ ،‬وهو‬
‫بعض الورثة‪) ،‬قوله‪ :‬فإجازته الخ( النسب بالمقابلة أن يقول فتصح الوصية في الششزائد ثششم يقشول‬
‫وإجازته الششخ‪) .‬وقششوله‪ :‬تنفيششد للوصششية بششالزائد( أي إمضششاء للششزائد الششذي تصششرف فيششه الموصششي‬
‫بالوصية‪ ،‬إذ تصرفه صحيح بشرط الجازة‪ .‬فإذا وجدت كانت إمضاء فقط‪ ،‬نظير بيششع الشششخص‬
‫المشفوع فإنه صحيح بشرط إجازة الشفيع‪ ،‬فإذا أجاز كانت إجازته إمضاء لتصرف‬

‫] ‪[ 246‬‬

‫الشريك في الشخص وهشذا هشو الصششح‪ .‬ومقششابله يقشول إنهششا عطيشة مبتششدأة مشن الشوارث‪،‬‬
‫والوصية بالزائد لغو‪ ،‬لنهيه )ص( سعد بشن أبششي وقششاص عشن الوصشية بالنصششف وبشالثلثين‪ .‬رواه‬
‫الشيخان‪ .‬ويترتب على الخلف المذكور أنه إن قلنا بالول فليس للمجيز الرجوع قبل القبض ول‬
‫يحتاج إلى لفظ هبة ول تجديد قبول وقبض وتنفذ من المفلس‪ ،‬وإن قلنا بالثششاني كششان لششه الرجششوع‬
‫في الزائد قبل القبض ويحتاج إلى مششا ذكشر مشن لفشظ الهبشة وتجديشد وقبشول وقبشض ول تنفشذ مشن‬
‫المفلس‪ ،‬ويترتب على ذلك أيضا أن الزوائد الحاصلة بعد الموت تكون للموصششى لششه علششى الول‬
‫ل للوارث‪ ،‬وعلى الثاني بالعكس‪ .‬ويترتب عليهما أنه ل بد من معرفة الوارث قششدر الششزائد علششى‬
‫الثلث وقدر التركة إن كانت الوصية بمشاع‪ ،‬ل معين فلو جهل أحدهما لم يصششح ‪ -‬كششالبراء مششن‬
‫المجهول ‪ -‬ومن ثم لو أجاز وقال ظننت قلة المال أو كثرته ولم أعلشم كميتشه وهشي بمششاع حلشف‬
‫أنه ل يعلم ونفذت فيما ظنه فقط‪ ،‬أو بمعني لم يقبل‪ :‬أفششاده ابششن حجششر )قششوله‪ :‬والمخششوف الششخ( إن‬
‫كان مراده بهذا تعداد أفراد المرض المخوف المذكور آنفا في كلمشه فل يناسشب ذلشك ذكشره مشن‬
‫جملة ذلك طلق الحامل والتحام القتال وما بعده‪ ،‬لن مششا ذكششر ليششس مششن المششرض المخششوف‪ .‬وإن‬
‫كان مراده تعداد أفراد المخوف مطلقا كان سواء مرضا أو غيره‪ ،‬فل يناسب تقييده المرض فيمشا‬
‫سبق بالمخوف‪ ،‬إذ علمت ذلك فكان الولى أن يعد أفراد المرض المخوف ثم يقول ويلحششق بششذلك‬
‫ترك الحامل وحالة التحام القتال ونحوهما‪ ،‬كما في المنهاج‪ ،‬فتنبه )قوله‪ :‬كإسششهال الششخ( لششم يششذكر‬
‫حد المخوف لطول الختلف فيه بين الفقهاء‪ ،‬فقيل هو كل ما يستعد بسببه للموت بالقبششال علششى‬
‫العمل الصالح‪ ،‬وقيل كل ما اتصل به الموت‪ ،‬وقال الماوردي وتبعاه كل ما ل يتطششاول بصششاحبه‬
‫معه الحياة‪ ،‬وقال عن المام وأقراه ول يشترط في كونه مخوفا غلبة حصول الموت به بششل عششدم‬
‫ندرته‪ ،‬كالبرسام الذي هو ورم في حجاب القلب أو الكبد يصعد أثره إلى الششدماغ‪ ،‬وهششو المعتمششد‪،‬‬
‫وإن نازع فيه ابن الرقعة‪ ،‬فعلم أنه ما يكثر عنه الموت عاجل وإن خالف المخوف عند الطبششاء‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬تحفة‪ .‬وقوله متتابع‪ ،‬أي أياما‪ ،‬لنه حينئذ ينشف رطوبشات البشدن‪ ،‬وكشذا نحشو يشومين وانضشم‬
‫إليه إعجال ومنششع نشوم أو عشدم استمسششاك أو خششروج طعشام غيششر مسشتحيل أو معشه وجشع وششدة‪،‬‬
‫ويسمى الزحيشر أو دم مشن عضشو شششريف ككبششد‪ .‬ا‍ه‪ .‬فتششح الجشواد‪) .‬قشوله‪ :‬وخششروج طعششام الشخ(‬
‫معطوف على إسهال‪ ،‬أي وكخروج طعام بشدة ووجع أو مع دم فهو من المخوف ولو لم يصحبه‬
‫إسهال‪ ،‬كما صرح به الطباء‪ ،‬لكن بشرط أن يتكرر تكرارا يفيششد سششقوط القششوة‪ .‬وذهششب بعضششهم‬
‫إلى أنه يشترط أن يصحبه إسهال ولو غير متواتر‪ ،‬ونظششر فيششه فششي التحفششة والنهايششة )قششوله‪ :‬مششن‬
‫عضو شريف( متعلق بمحذوف صفة لدم‪ ،‬أي دم كائن من عضششو شششريف‪ .‬وقششوله كالكبششد تمثيششل‬
‫للعضششو الشششريف )قشوله‪ :‬دون البواسششير( أي دون خروجششه مششن البواسششير‪ ،‬أي فل يكشون مخوفششا‬
‫)قوله‪ :‬أو بل استحالة( معطوف علششى قششوله بشششدة‪ ،‬أي أو خششروج الطعششام بل اسششتحالة‪ ،‬أي غيششر‬
‫مستحيل لزوال القوة الماسكة‪ ،‬فيكون مخوفششا )قشوله‪ :‬وحمششى( عطششف علششى إسششهال‪ ،‬أي وكحمششى‬
‫مطبقة‪ ،‬بكسر الباء أشهر من فتحها‪ ،‬وهي الملزمة التي ل تبرح لن إطباقها يششذهب القششوة الششتي‬
‫هي قوام الحياة‪ .‬قال في شرح الروض‪ ،‬ومحل كونها مخوفة إذا زادت علششى يششوم أو يششومين‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وكالحمي المطبقة حمى الورد‪ ،‬بكسر الواو‪ ،‬وهي التي تأتي كل يوم‪ ،‬وحمى الثلث‪ ،‬بكسر الثششاء‪،‬‬
‫وهي التي تأتي يومين وتقلع يوما‪ ،‬ل حمششى الربششع‪ ،‬بكسششر الششراء‪ ،‬وهششي الششتي تششأتي يومششا وتقلششع‬
‫يومين‪ ،‬لن المحمول يأخذ قوة في يومي القلع )قشوله‪ :‬وكطلشق حامشل( عطشف علشى كإسشهال‪،‬‬
‫وأعاد العامل إشارة إلى أنه نوع آخر من المخوف غير الذي تقدم‪ .‬وخرج بالطلق‪ ،‬نفس الحمششل‪،‬‬
‫فليس بمخوف ول أثر لتولد الطلق المخوف منه‪ ،‬لنه ليس بمرض‪ .‬قششال فششي الششروض وشششرحه‪:‬‬
‫ويمتد خوفه‪ ،‬أي الطلق‪ ،‬إلى انفصال المشيمة‪ ،‬وهي التي تسميها النسششاء الخلص‪ ،‬أو إلششى زوال‬
‫ما حصل بالولدة فيما لو انفصلت‪ ،‬أي المشيمة‪ ،‬وحصل من الولدة جششرح أو ضششربان شششديد أو‬
‫ورم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وإن تكررت ولدتها( غاية المقششدر‪ ،‬أي هششو مششن المخششوف‪ ،‬وإن تكششررت ولدة‬
‫صاحبة الطلق )قوله‪ :‬لعظم خطره( أي الطلق‪ ،‬وهو علة لذلك المقدر المار آنفا )قوله‪ :‬ومششن ثششم(‬
‫أي من أجل عظم خظره كان موتها من الطلق يعد شهادة )قوله‪ :‬وبقاء‬

‫] ‪[ 247‬‬

‫مشيمة( معطوف على طلق‪ ،‬أي وكبقاء مشيمة ‪ -‬وهي المسماة بالخلص ‪ -‬إلششى الوضششع‪،‬‬
‫فإذا انفصلت زال الخوف ما لم يبق بعده جرح أو ضربان شديد أو ورم‪ ،‬وإل فل يششزول الخششوف‬
‫إل بعد زواله‪ .‬ومثله مشوت الجنيشن فشي جوفهشا )قشوله‪ :‬والتحشام قتشال( معطشوف علشى طلشق‪ ،‬أي‬
‫وكالتحام قتال‪ ،‬فهو من المخوف‪ ،‬وعبارة المنهششاج‪ ،‬والمششذهب‪ ،‬أنششه يلحششق بششالمخوف أسششر كفششار‬
‫اعتادوا قتل السرى والتحام قتال بين متكششافئين وتقششديم لقصششاص أو رجششم واضششطراب وهيجششان‬
‫موج في راكب سفينة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وخرج بالتحام‪ ،‬قتال ليس فيه التحام‪ ،‬وإن تراميا بالنشششاب‪ ،‬فهششو ليششس‬
‫من المخوف‪) .‬وقوله‪ :‬بين متكافئين( أي بيششن اثنيششن أو حزبيششن متكششافئين‪ ،‬أي أو حزبششي التكششافؤ‪.‬‬
‫وخرج به ما إذا عدم التكافؤ‪ ،‬كمسلمين وكافر‪ ،‬فل يكون التحام القتال فيششه مششن المخششوف )قششوله‪:‬‬
‫واضطراب ريح( يلزم منه هيجشان المشوج‪ ،‬فمشن جمشع بينهمشا‪ ،‬كالمنهشاج‪ ،‬أراد التأكيشد‪ .‬وعبشارة‬
‫الروض وشرحه‪ ،‬وهيجان البحر بالريح‪ ،‬بخلف هيجششانه بل ريششح‪ .‬ا‍ه )قششوله‪ :‬وإن أحسششن الششخ(‬
‫غاية المقدر‪ :‬أي أن اضطراب الريح من المخوف فششي حششق راكششب السششفينة وإن أحسششن السششباحة‬
‫وقرب من البر‪ .‬ومحله حيث لم يغلب على ظنه السلمة والنجاة من ذلك‪ .‬كما في النهايششة )قششوله‪:‬‬
‫وأما زمن الخ( الولى حذف أما وعطف ما بعدها على طلق حامل‪ ،‬إذ ليششس لهششا مقابششل ومحمششل‬
‫في كلمه‪ ،‬وعبارة النهاية‪ ،‬ويلحق بشالمخوف أششياء كالوبشاء والطشاعون‪ ،‬أي زمنهمشا‪ ،‬فتصشرف‬
‫الناس كلهم فيه محسوب من الثلث‪ ،‬لكن قيده في الكافي بما إذا وقع في أمثاله‪ .‬وهششو حسششن‪ ،‬كمششا‬
‫قاله الذرعي‪ ،‬وهل يقيد به إطلقهم حرمة دخول بلد الطاعون أو الوباء أو الخششروج منهششا لغيششر‬
‫حاجة‪ ،‬أو يفرق ؟ فيه نظر‪ ،‬وعدم الفرق أقرب‪ ،‬وعموم النهي يشششمل التحريششم مطلقششا ا‍ه‪ .‬وقششوله‬
‫وعدم الفرق‪ ،‬أي بين تقييد حرمة الخروج بمن وقع في أمثششاله وبيششن تقييششد إلحششاق المخششوف بمششن‬
‫وقع في أمثاله‪ .‬وقوله أقرب‪ ،‬أي فيقيد بما إذا وقع في أمثاله‪) .‬وقوله‪ :‬يشششمل التحريششم مطلقششا( أي‬
‫فيشمل أمثاله وغيرهم‪ ،‬لكن التقييد أقرب كمششا قششدمه‪ ،‬ا‍ه‪ .‬ع ش‪ .‬وفششي شششرح الششروض‪ ،‬قششال ابششن‬
‫الثير‪ :‬الطاعون المرض العام‪ ،‬والوباء يحصل بفساد الهواء فتفسششد منششه المزجششة فجعششل الوبششاء‬
‫قسما من الطاعون‪ ،‬وبعضهم فسر الطاعون بغير ذلك‪ ،‬ولعله أنواع‪ ،‬وقيل الوباء المرض العششام‪،‬‬
‫وقيل الموت الذريع‪ ،‬أي السريع‪ ،‬ا‍ه )قوله‪ :‬وينبغي لمن ورثته الششخ( أي يطلششب ذلششك علششى سششبيل‬
‫الندب على المعتمد من كراهة الوصية بالزائد‪ ،‬وعلى سشبيل الوجشوب علشى مقشابله‪ ،‬وإنمشا طلشب‬
‫ذلك لقوله )ص( لسعد بن أبي وقاص رضي الش عنشه حيششن عشاده فششي مرضشه وقشال لشه أوصشي‬
‫بمالي كله ؟ قال‪ .‬ل‪ .‬قال بثلثيه ؟ قال‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬بثلثششه ؟ قششال‪ :‬الثلششث‪ ،‬والثلششث كششثير‪ ،‬إنششك أن تششذر‬
‫ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس ويجششوز فششي الثلششث الول الرفششع علششى أنششه‬
‫مبتدأ خبره محذوف‪ ،‬أي كافيك‪ ،‬أو على أنه فاعل لفعل محذوف‪ ،‬أي يكفيك‪ ،‬والنصشب علشى أنشه‬
‫مفعول لفعل محذوف‪ ،‬أي أعط الثلث‪ .‬وأما الثلث الثاني فيتعين رفعه‪ ،‬لنه مبتدأ خبره كثير‪ .‬وأن‬
‫تذر‪ ،‬بفتح الهمزة‪ ،‬على أنه مؤول بمصدر من معناه مبتدأ خبره خير‪ ،‬والجملة خبر إن‪ ،‬والتقشدير‬
‫إنك تركك ورثتك أغنياء خيششر مشن تركشك إيششاهم عالشة‪ ،‬أي فقشراء لن العالششة جمشع عششائل‪ ،‬وهشو‬
‫الفقير‪ ،‬ومعنى يتكففون الناس يمدون أكفهم لسؤال الناس‪ .‬ولقوله عليششه الصششلة والسششلم‪ :‬إن ال ش‬
‫تعالى تصدق عليكم عنششد وفشاتكم بثلششث أمشوالكم زيششادة لكششم فششي أعمشالكم رواه ابشن ماجشة‪ .‬ثششم إن‬
‫العتبار في كون الموصى به ثلث المال بيوم المششوت ل بيششوم الوصششية‪ ،‬فلششو أوصششى بثلششث مششاله‬
‫وتلف ثم كسب مال أو لم يكن له مال ثم كسبه لزم الششوارث إخششراج الثلششث‪ ،‬ول تنفششذ الوصششية إل‬
‫في الثلث الفاضل بعد وفاء الدين أو سقوطه عنه‪ ،‬فلو كان عليه دين مستغرق لم تنفذ الوصية في‬
‫شئ‪ ،‬لكنها تنعقد حتى لو أبرأه الغريم أو قضى عنه الدين من أجنبي أو من وارث نفذت الوصششية‬
‫في الثلث‪ ،‬كما جزم به الرافعي وغيره‪ ،‬ولو أوصى بالثلث وله عين ودين دفع للموصى لششه ثلششث‬
‫العين‪ ،‬وكلما نص من الدين شئ دفع له ثلثه‪ .‬ولو أوصشى بشششئ هشو ثلششث مشاله وبشاقيه غششائب لشم‬
‫يتسلط الموصى لشه علششى ششئ منشه حششال لحتمششال تلششف الغششائب ل يقششال كشان يتسشلط علششى ثلشث‬
‫الحاضر‪ ،‬لنه يستحقه‪ ،‬سواء تلششف الغششائب أم ل‪ ،‬لنشا نقشول تسششلط الموصششى لشه علششى ششئ مشن‬
‫الوصية متوقف على تسلط الوارث على‬

‫] ‪[ 248‬‬

‫مثليه‪ ،‬والوارث ل يتسلط على ثلثي الحاضر‪ ،‬لحتمال سلمة الغائب )قوله‪ :‬والحسن أن‬
‫ينقششص منششه شششيئا( أي خروجششا مششن خلف مششن أوجششب ذلششك ولنششه )ص( اسششكثر الثلششث‪ ،‬وهششذا‬
‫كالستدراك على مفهوم مقابله‪ ،‬إذ مفهومه استواء الوصية لثلث فأقششل فششي الحسششن‪ ،‬فششدفعه بقششوله‬
‫والحسن الخ‪ .‬قال زي قوله والحسن‪ ،‬هذا ما رجحششه فششي الروضششة لكششن قششال فششي الم إذا تششرك‬
‫ورثته أغنياء اخترت أن يستوعب الثلث‪ ،‬وإذا لم يشدعهم أغنيششاء كرهشت لشه أن يسششتوعب الثلششث‪.‬‬
‫ونقله في شرح مسلم عن الصحاب‪ .‬ا‍ه‪ .‬اسعاد‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ويعتبر منه أي الثلششث أيضششا( أي كمششا‬
‫تعتبر الوصية منه‪ ،‬وفيه انه لم يتقدم منه أن الوصية تعتبر مششن الثلششث حششتى يحيششل عليششه مششا هنششا‬
‫بقوله أيضا ويمكن أن يقال إنه تقدم منه ذلك بطريق المفهوم‪ :‬إذ قوله ل تصششح الوصششية فششي زائد‬
‫على ثلث يفهم أنها تصح في الثلث وتعتبر منه‪ .‬تأمل‪) .‬واعلم( أنششه إذا اجتمعششت تبرعششات متعلقششة‬
‫بالثلث وضاق عنها الثلث‪ ،‬فإن تمحضت عتقا‪ ،‬سواء كانت منجزة أو معلقة بششالموت‪ ،‬فششإن كششانت‬
‫مرتبة فيهما‪ ،‬كأن قال في الولى أعتقت سالما فغانما فبكرا‪ ،‬أو قال في الثانية إذا مت فسششالم حششر‬
‫ثم غانم ثم بكر‪ ،‬أو قال اعتقوا بعد موتي سالما ثم غانما ثم بكرا قدم أول فششأول إلششى تمششام الثلششث‪،‬‬
‫وما زاد يتوقف على إجازة الورثة‪ ،‬وإن لم تكن مرتبششة‪ ،‬كششأن قششال فششي المنجششزة أعتقتكششم أو أنتششم‬
‫أحرار أو قال في المعلقة إذا مت فأنتم أحرارا أو فسششالم وغششانم وبكشر أحشرار أقششرع بينهشم‪ ،‬فمشن‬
‫خرجت قرعته عتششق منششه مششا يفششي بششالثلث ول يعتششق مششن كششل بعضششه حششذرا مششن التشششقيص‪ ،‬لن‬
‫المقصود من العتق تخليص الرقبة من الرق‪ .‬وإن كان منجزا والبعششض معلقششا قششدم المنجششز علششى‬
‫المعلق‪ ،‬لن المنجز لزم ل يمكن الرجوع فيه‪ ،‬بخلف المعلق وإن تمحضششت غيششر عتششق سششواء‬
‫كانت منجزة أو معلقة بالموت أيضا‪ .‬فإن كانت مرتبة فيهما‪ ،‬كأن قال فششي الولششى تششبرعت لزيششد‬
‫بكذا ثم تبرعت لعمرو بكذا وهكذا‪ ،‬أو قال في الثانية اعطوا لزيد كذا بعد موتي ثم اعطششوا عمششرا‬
‫كذا بعد موتي وهكذا قدم أول فأول إلى تمششام الثلششث‪ ،‬ويتوقششف مششا زاد علششى إجششازة الورثششة‪ ،‬وإن‬
‫وجدت دفعة منه أو من وكلئه كأن قال في المنجزة لجمع عليهم ديون له أبرأتكم أو تصدق أحششد‬
‫وكلئه ووهب آخر ووقف آخر كلهم معا‪ ،‬وكأن قال في المعلقة أوصيت لزيد بكذا ولعمششرو بكششذا‬
‫ولبكر بكذا‪ ،‬أو إن مت فأعطوا زيدا كذا وعمرا كذا وبكرا كذا قسط الثلث على الجميع كما تقسط‬
‫التركة بين أرباب الديون عنششد ضششيقها عششن الوفششاء بهششا كلهششا‪ ،‬فششإذا أوصششى لزيششد بمششائة ولعمششرو‬
‫بخمسين ولبكر بخمسين وثلث المششال مششائة فقششط فلزيششد خمسششون ولكششل مششن عمششرو وبكششر خمسششة‬
‫وعشرن وإن كان البعض منجششزا والبعششض معلقششا قششدم المنجششز علششى المعلششق )قششوله‪ :‬عتششق علششق‬
‫بالموت( أي ولو مع غيره‪ ،‬كأن قال إن مت ودخلت الدار فأنت حر فيشترط دخوله بعششد المششوت‪،‬‬
‫إل أن يريد الدخول قبله فيتبع‪ ،‬وقيل ل فرق بين تقدم الششدخول وتششأخره‪ ،‬والول أصششح‪ ،‬كمششا فششي‬
‫شرح م ر في كتاب التدبير )قوله‪ :‬في الصحة أو المرض( متعلق بعلق‪ ،‬وهو تعميم في التعليششق‪،‬‬
‫أي ل فرق فيه بين أن يقع في حال الصحة أو المرض )قوله‪ :‬وتبرع الخ( معطوف علششى عتششق‪،‬‬
‫أو ويعتبر من الثلث تبرع نجز في مرضه‪ ،‬أي الموت‪ ،‬ثم إن الموجود في النسخ الواو من قوله‬
‫وتبرع من المتن‪ ،‬وقوله تبرع‪ ،‬أي كوقف مششن الشششرح‪ ،‬وهششو ل يصششح‪ ،‬فإمششا أن يكششون كلششه مششن‬
‫المتن‪ ،‬كما في المنهج‪ ،‬أو كله من الشرح ويكون دخول على المتن )قوله‪ :‬كوقف الخ( أي وعتق‬
‫لغير مستولدته‪ ،‬أما لها فهو من رأس المال‪ ،‬كما سيذكره‪ ،‬وكعارية عين سششنة مثل وتأجيششل ثمششن‬
‫مبيع كذلك‪ ،‬فيعتبر من الثلث أجششرة الولششى وثمششن الثانيششة وإن باعهششا بأضششعاف ثمششن مثلهششا‪ ،‬لن‬
‫تفويت يدهم كتفويت ملكهم‪ .‬أفاده في التحفة والنهاية )قوله‪ :‬وهبة( أي كأن وهب عينا عنده لخر‬
‫في مرض موته فتعتبر من الثلث )قوله‪ :‬وإبراء( أي كأن أبرأ الدائن في مرض موته المدين مششن‬
‫الدين الذي عليه فيعتبر من الثلث )قوله‪ :‬ولو اختلف الوارث الخ( هذا مندرج في قوله التي ولششو‬
‫اختلف في وقوع التصرف في الصحة أو في المششرض الششخ‪ ،‬فالمناسششب والولششى أن يششؤخره عششن‬
‫قوله ولو وهب في الصحة وأقبض في المرض‪ ،‬ويزيد لفظ أقبض بعد أداة الستفهام‪ ،‬بششأن يقششول‬
‫هل أقبض في الصحة أو في المرض ؟ كما هو صريح في فتح‬

‫] ‪[ 249‬‬

‫الجواد‪ ،‬وعبشارته مشع الصشل‪ ،‬وإقبشاض هبشة‪ ،‬أي موهشوب فشي المشرض وإن وهشب فشي‬
‫الصحة اعتبارا بحالة القبض لتوقف الملك عليه‪ ،‬ولو اختلف الشوارث والمتهششب‪ ،‬هشل أقبشض فشي‬
‫الصحة أو المرض ؟ صدق المتهب بيمينه‪ ،‬لن العيشن فشي يشده‪ .‬وقضشيته أنهشا لشو كشانت فشي يشد‬
‫الوارث صدق‪ ،‬وهو محتمل‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثله في التحفة إل أن فيها زيشادة قشوله التشي ولشو اختلفششا فشي‬
‫وقوع التصرف الخ‪ ،‬ونصها‪ ،‬وهبة في صحة وإقباض في مرض باتفشاق المتهشب والشوارث وإل‬
‫حلف المتهب‪ ،‬لن العين في يده الخ )قوله‪ :‬هل الهبة( أي المقبوضة بدليل مششا بعششده )وقششوله‪ :‬فششي‬
‫الصحة( أي وقعششت فششي حششال الصششحة‪ ،‬وهششذه دعششوى المتهششب لجششل حسششبانها مششن رأس المششال‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬أو في المرض( أي أو وقعت في حال المرض‪ ،‬وهذه دعوى الوارث لجل حسبانها مششن‬
‫الثلث )قوله‪ :‬وصدق المتهب( أي في أنها وقعت الهبة في حال الصحة )قوله‪ :‬لن العين في يده(‬
‫أي المتهب‪ ،‬وهو تعليل لتصديق المتهب‪ .‬قال فششي التحفششة‪ ،‬ومثلششه فششي النهايششة‪ ،‬وقضششيته أنهششا لششو‬
‫كانت بيد الوارث وادعى المتهب أنه ردها إليه أو إلى مورثه وديعششة أو عاريششة صششدق الششوارث‪،‬‬
‫وهو محتمل‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ولو وهب في الصحة وأقبض في المششرض( هششذه الصششورة غيششر صششورة‬
‫المتن‪ ،‬لن تلك وقع فيها الهبة والقبض في حال المرض )قوله‪ :‬اعتبر مششن الثلششث( أي اعتششبر مششا‬
‫أقبضه في حال المرض من الثلث كصورة المتن‪ ،‬لن الهبة ل تملششك إل بششالقبض‪ ،‬فل أثششر لتقششدم‬
‫الهبة )قوله‪ :‬أما المنجز في صحته الخ( محترز قوله نجز في مرضه‪) .‬وقوله‪ :‬فيحسب من رأس‬
‫المال( أي ل من الثلث فقط )قوله‪ :‬كحجة السلم( الكاف للتنظير‪ ،‬أي نظير حجة السلم‪ ،‬فإنهششا‬
‫تحسب من رأس المششال‪ .‬سششواء أوصششى بهششا أم ل‪ ،‬إل إن قيششد بششالثلث فمنششه عمل بتقييششده وفششائدته‬
‫مزاحمة الوصايا )قوله‪ :‬وعتق المستولدة( أي وكعتق المستولدة فإنه يحسششب مششن رأس المششال لششو‬
‫نجز في مرض الموت ويكون حينئذ مستثنى من التبرع المنجز فششي المششرض‪ .‬وفششي المغنششي بعششد‬
‫قول المنهاج ويعتبر من الثلث تبرع نجز في مرضه ما نصه‪ ،‬وخرج بتششبرع مششا لششو اسششتولد فششي‬
‫مرض موته‪ ،‬فإنه ليس تبرعا‪ ،‬بل إتلف واستمتاع‪ ،‬فهو من رأس المششال‪ ،‬وبمرضششه تششبرع نجششز‬
‫في صحته‪ ،‬فيحسب من رأس المال‪ ،‬لكن يستثنى من العتق في مشرض المششوت عتششق أم الولشد إذا‬
‫أعتقها في مرض موته فإنه ينفذ من رأس المال‪ ،‬كما سيأتي في محلششه‪ ،‬مششع أنششه تششبرع نجششز فششي‬
‫المرض‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولو ادعى الوارث الخ( أي لو اختلف الوارث والمتبرع عليششه فششي أنششه مششات‬
‫المتبرع في المرض الذي تبرع فيششه أو فششي غيششره مششع اتفاقهمششا علششى أن التششبرع واقششع فششي حششال‬
‫مرض‪ ،‬فقال الوارث إنه مات في مرض التبرع‪ ،‬وقال المتبرع عليه إنه شفي مششن مرضششه الششذي‬
‫تبرع فيه ومات من مرض آخر أو فجأة‪ ،‬ففيه تفصيل‪ ،‬فإن كان المرض الشذي تشبرع فيششه مخوفششا‬
‫صدق الششوارث‪ ،‬وإل فالثششاني )قشوله‪ :‬أو فجششأة( عطششف علششى قششوله مششن مششرض آخششر )قشوله‪ :‬وإل‬
‫فالخر( أي وإن لم يكن مخوفا صدق المتشبرع عليشه‪ ،‬وذلشك لن غيشر المخشوف بمنزلشة الصشحة‬
‫)قوله‪ :‬ولو اختلفا( أي الوارث والمتبرع عليه‪ ،‬وعبارة التحفة‪ ،‬عقششب قششوله وإل فششالخر‪ ،‬أي لن‬
‫غير المخوف بمنزلة الصحة‪ ،‬وهما لو اختلفا فششي وقششوع التصششرف فيهششا أو فششي المششرض صششدق‬
‫المتبرع عليه‪ ،‬لن الصل دوام الصحة‪ .‬ا‍ه‪ .‬فلو صنع المؤلششف مثششل صششنعها لكششان أولششى )قششوله‪:‬‬
‫لن الصششل دوام الصششحة( أي اسششتمرار الصششحة‪ ،‬فالتصششرف واقششع فيهششا )قششوله‪ :‬فششإن أقامششا( أي‬
‫الوارث والمتبرع عليه‪) .‬وقوله‪ :‬بينتين( أي تشهد كل بينة بمدعى من أقامهششا )قششوله‪ :‬قششدمت بينششة‬
‫المرض( أي لنها ناقلة وبينة الصحة مستصحبة‪ ،‬وتلك مقدمة عليها )قوله‪ :‬فرع( الولششى فششروع‬
‫)قوله‪ :‬لو أوصششى لجيرانششه( أي أو لجيششران المسششجد )قششوله‪ :‬فلربعيششن دارا مششن كششل جششانب( أي‬
‫فتعطى الوصية لربعين دارا من كل جانب من الجهات الربع‪ ،‬وذلك لخبر حق الجوار أربعون‬
‫دارا هكذا وهكذا‬

‫] ‪[ 250‬‬

‫وهكذا وهكذا ‪ -‬وأشار قششداما وخلفششا‪ ،‬ويمينششا وشششمال رواه أبشو داود وغيششره مرسششل‪ ،‬ولششه‬
‫طرق تقويه فجملة ذلك مائة وستون دارا وفي سم ما نصه‪ :‬الوجه الوجيه الذي ل يتجه غيششره أن‬
‫هذا جرى على الغالب من أن للدار جوانب أربعا‪ ،‬وأن ملصق كل جانب دار واحدة‪ ،‬فلو كششانت‬
‫الدار مثمنة مثل ولصق كل ثمن دار اعتشبر أربعشون مشن كشل ثمشن‪ ،‬ولشو لشم يلصشق إل داران‬
‫فقط‪ ،‬بأن اتسعت مسافة الملصق فعمت إحششدى الششدارين جهششتين مششن جهاتهششا الربششع‪ ،‬والخششرى‬
‫الجهتين الباقيتين‪ ،‬اعتبر أربعون من أحد الملصقتين وأربعششون أخششرى مششن الملصششقة الخششرى‬
‫فتكون الجملة ثمانين فقط‪ ،‬كما ذكر‪ ،‬لكن لو لصق كل دار من هشاتين الشدارين دور كشثيرة‪ ،‬بشأن‬
‫اتسعت مسافة الدارين وضاقت مسافة ملصقهما من الدور فهل يعتبر مع كل واحدة من الششدارين‬
‫تسعة وثلثون على المتداد من كل ملصقة لها‪ ،‬أو ل يعتبر إل تسعة وثلثون فقط مما بعد كششل‬
‫من المتبعتين على المتداد ؟ فيه نظششر‪ .‬والمتجششه الول‪ .‬ا‍ه‪ .‬ملخصششا‪ .‬وقششال فششي التحفششة‪ :‬ويجششب‬
‫استيعاب المائة والستين إن وفى بهم بأن يحصل لكل أقششل متمششول‪ ،‬وإل قششدم القششرب‪ .‬ا‍ه )قششوله‪:‬‬
‫فيقسم حصة كل دار على عدد سكانها( في العبارة حذف‪ ،‬وهو‪ ،‬فيقسم المال على عدد الدور‪ ،‬ثششم‬
‫يقسم حصة كل دار على عدد سكانها‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬ويقسم المال على عدد الدور‪ ،‬ثم ما خششص‬
‫كل دار على عدد سكانها‪ ،‬أي يحق عند الموت فيما يظهر فيهما‪ ،‬سواء فششي ذلششك المسششلم والغنششي‬
‫والحر والمكلف وضدهم ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أو للعلماء( عطف على قوله لجيرانه‪ ،‬أي أو أوصى للعلمششاء‬
‫وهششم الموصششوفون بششأنهم أصششحاب علششوم الشششرع يششوم المششوت‪ ،‬ل وقششت الوصششية‪ ،‬وهششي ثلثششة‪:‬‬
‫الحديث‪ ،‬والتفسير‪ ،‬والفقه‪ .‬فلو عين علماء بلدة مثل ول عالم فيهششم يششوم المششوت بطلششت الوصششية‪،‬‬
‫لكن قال سم‪ :‬قد يتجه أن محله ما لم يوجد بتلك البلد علماء بغير العلوم الثلثة‪ ،‬وإل حمل عليهم‪،‬‬
‫كما لو أوصى بشششاة ول شششاة لششه وعنششده ظبششاء تحمششل الوصششية عليهششا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬فلمحششدث( أي‬
‫فيصرف الموصى به لمحدث وقوله يعرف الخ‪ ،‬بيان لضابط المحدث‪ .‬قال في المغنششي‪ ،‬والمششراد‬
‫به أي بعلم الحديث‪ ،‬معرفة معانيه ورجاله وطرقه وصحيحه وعليلششه وسششقيمه ومششا يحتششاج إليششه‪،‬‬
‫وهو من أجل العلوم بعد القرآن‪ ،‬فالعالم به من أجل العلماء‪ ،‬وليس من علمشائه مشن اقتصشر علشى‬
‫السماع المجرد‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله قوة‪ :‬منصوب على التمييز‪ :‬أي من جهششة القششوة‪ .‬وقششوله أو ضششدها أي‬
‫ضد القوة وهو الضعف‪ .‬وقوله والمروي‪ ،‬معطوف على الراوي أي ويعرف حششال المششروي مششن‬
‫جهة الصحة وضدها )قوله‪ :‬ومفسر( معطوف على محدث‪ ،‬أي ويصرف أيضا لمفسر‪ .‬قششال فششي‬
‫المغني‪ :‬التفسير لغة بيان معنى اللفظ الغريب‪ ،‬وشرعا معرفة الكتاب العزيز وما أريد بششه‪ ،‬وهششذا‬
‫بحر ل ساحل له‪ ،‬وكل عالم يأخذ منه على قششدره‪ .‬ا‍ه‪) .‬قشوله‪ :‬يعشرف معنششى كششل آيشة( قشال اسشم‪:‬‬
‫ظاهره اعتبار معرفة الجميع‪ ،‬وقد يتوقف فيه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وما أريششد بهششا( أي باليششة مشن الحكشام‬
‫نقل في التوقيفي‪ ،‬واستنباطا في غيره‪ ،‬ومن ثم قال الفارقي‪ :‬ل يصرف لمشن علششم تفسشير القششرآن‬
‫دون أحكامه‪ ،‬لنه كناقل الحديث‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفة )قوله‪ :‬وفقيه( معطششوف علششى محششدث‪ ،‬أي ويصششرف‬
‫الموصى به أيضا الفقيه‪ .‬وقوله يعرف الحكام الشرعية نصا واستنباطا‪ ،‬هذا بيان لضششابط الفقيششه‬
‫المبحوث عنه في فن أصول الفقه‪ ،‬وهو المجتهششد‪ ،‬وهششذا ليششس مششرادا هنششا‪ ،‬أي فششي الوصششية‪ ،‬بششل‬
‫المراد به ما أفاده الشارح بقوله بعد والمشراد بشه الشخ‪) .‬وقشوله‪ :‬مشن حصشل ششيئا مشن الفقشه الشخ(‬
‫المراد من عرف من كل باب من أبواب الفقه طرفا صالحا يهتدي به إلى معرفة باقيشة‪ ،‬دون مششن‬
‫عرف طرفشا أو طرفيشن منششه فقشط‪ ،‬كمششن عشرف أحكشام الحيشض أو الفشرائض فقششط‪ ،‬وإن سششماها‬
‫الشارع نصف العلم‪ .‬وقال ع ش‪ :‬المراد به في زماننا العارف بمششا اشششتهر الفتششاء بششه‪ ،‬فهششو يعششد‬
‫فقيها‪ ،‬وإن لم يستحضر من كل باب ما يهتدي به إلى باقيه‪ .‬ا‍ه‪ .‬بالمعنى‪ .‬وفي المغنششي مششا نصششه‪:‬‬
‫قال الماوردي‪ :‬لو أوصي لعلم الناس صرف للفقهششاء‪ ،‬لتعلششق الفقشه بششأكثر العلششوم‪ .‬وقششال شششارح‬
‫التعجيز‪ :‬أولى الناس بالفقه في الدين نور يقذف هيئته في القلب‪ ،‬أي من قدف في قلبه ذلك‪ ،‬وهذا‬
‫القدر قد يحصل لبعض أهل العنايات موهبة من ال تعشالى‪ ،‬وهشو المقصشود العظشم‪ ،‬بخلف مشا‬
‫يفهمه أكثر أهل الزمان‪ ،‬فذلك صناعة‪.‬‬

‫] ‪[ 251‬‬

‫)وسئل( الحسن البصري عن مسألة‪) .‬فأجاب( فقيل إن فقهاءنا ل يقولون ذلك‪ ،‬فقال وهششل‬
‫رأيتم فقيها قط ؟ الفقيششه هششو القششائم ليلششه‪ ،‬الصششائم نهششاره‪ ،‬الزاهششد فششي الششدنيا‪ ،‬الششذي ل يششداري ول‬
‫يماري‪ ،‬ينشر حكمة ال‪ ،‬فإن قبلت منه حمد ال تعالى‪ ،‬وفقه عن ال أمره ونهيه‪ ،‬وعلشم مشا يحبششه‬
‫وما يكرهه‪ ،‬فذلك هو العالم الذي قيل فيه من يرد ال به خيرا يفقهه في الشدين فششإذا لششم يكششن بهششذه‬
‫الصفة فهو من المغرورين‪ .‬واختلف في الراسششخ فششي العلششم‪ ،‬فقيششل هششو مششن جمششع أربششع خصششال‪:‬‬
‫التقوى فيما بينه وبيششن الشش‪ ،‬والتواضششع فيمششا بينششه وبيششن النششاس‪ ،‬والزهششد فيمششا بينششه وبيششن الششدنيا‪،‬‬
‫والمجاهدة فيما بينه وبين نفسه‪ ،‬والصح أنه العالم بتصاريف الكلم‪ ،‬ومششوارد الحكششام‪ ،‬ومواقششع‬
‫المواعط‪ ،‬لن الرسوخ الثبوت فششي الشششئ‪ .‬ا‍ه‪ .‬ملخصششا‪) .‬قششوله‪ :‬وليششس منهششم الششخ( أي ليششس مششن‬
‫العلماء الذين تصرف الوصية لهم نحوي وصرفي ولغوي‪ ،‬أي عارف بعلم النحو أو الصرف أو‬
‫اللغة أي أو المعاني والبيان والبديع أو العروض أو القوافي وغيرها من بقية علوم الدب الثنششي‬
‫عشر علما عمل بالعرف المطرد عليه غالب الوصايا‪ ،‬فإنه حيث أطلششق العششالم ل يتبششادر منششه إل‬
‫أصحاب علوم الشرع الثلثة‪ :‬أعني الحديث‪ ،‬والتفسششير‪ ،‬والفقششه‪ .‬وقششوله ومتكلششم‪ ،‬عبششارة المنهششاج‬
‫وكذا متكلم عند الكثرين‪ .‬قال في المغني‪ ،‬أي فهو ليس منهم‪ ،‬لما ذكر‪ .‬ونقله العبادي في زيششادته‬
‫عن النص‪ .‬وقيل يدخل‪ ،‬وبه قال المتولي‪ ،‬ومال إليه الرافعي‪ ،‬وقششال السششبكي‪ :‬إن أريششد بششه العلششم‬
‫بال وصفاته وما يستحيل عليه ليرد على المبتدعة ويميز بين العتقاد الصحيح والفساد فذاك من‬
‫أجل العلوم الشرعية‪ ،‬وقد جعلوه في كتب السير من فروض الكفايات‪ ،‬وإن أريد بششه التوغششل فششي‬
‫شبهه والخوض فيه على طريق الفلسفة فل‪ .‬وهذا القسم هو الذي أنكره الشافعي‪ ،‬وقال‪ :‬لن يأتي‬
‫العبد ربه بكل ذنب ما خل الشرك خير له من أن يلقاه بعلششم الكلم‪ .‬ا‍ه‪ .‬بتصششرف )قششوله‪ :‬ويكفششي‬
‫ثلثة من أصحاب الخ( أي من كششل صششنف مششن أصششحاب العلشوم الثلثشة أو بعضششها‪ ،‬ول يجششزئ‬
‫واحد من كل صنف‪ ،‬كما في فتح الجششواد‪ ،‬ونششص عبششارته‪ :‬والمششراد بمحششدث ومششا بعششده الجنششس‪،‬‬
‫فيكفي ثلثة فقهاء‪ ،‬ول يجزئ واحد من كل صنف‪ .‬ا‍ه‪ .‬وعبارة الششروض وشششرحه‪ ،‬وإن أوصششى‬
‫للفقراء والمساكين وجشب لكشل منهمششا النصشف‪ ،‬ول يقسششم ذلششك علشى عششدد رؤوسششهم‪ ،‬أو أوصششى‬
‫لحدهما دخل فيه الخر‪ ،‬فيجوز الصرف إليهما‪ ،‬أو أوصى للرقاب أو غيرهم مششن الصششناف أو‬
‫العلماء لم يجب الستيعاب‪ ،‬بل يستحب عند المكان‪ ،‬كمششا فششي الزكششاة‪ ،‬إذا فرقهششا المالششك ويكفششي‬
‫ثلثة من كل صنف‪ ،‬أي القتصار عليها‪ ،‬لنها أول الجمع‪ ،‬ول تجب التسششوية بينهششم ا‍ه‪ .‬ومحششل‬
‫الكتفاء بثلثة من كل صنف‪ ،‬حيث لم يقيدوا بمحل أو قيدوا وهششم غيششر محصششورين‪ ،‬فششإن قيششدوا‬
‫بمحل‪ ،‬كأن قال لعلماء بلد كذا وهم محصورون وجب التعميم والتسوية‪ ،‬بل والقبول‪ .‬فإن لم يكن‬
‫بها عالم بطلت الوصية )قوله‪ :‬اختص بالفقهاء الخ( أي لتعلق الفقششه بكششثير مششن العلششوم‪ ،‬كمششا مششر‬
‫)قوله‪ :‬أو للقراء( أي أو أوصى للقراء )قوله‪ :‬عن ظهر قلب( أي عرفا‪ ،‬فل يضر غلط يسير ول‬
‫لحن كذلك فيما يظهر‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع ش )قوله‪ :‬أو لجهل النششاس( أي أو أوصششى لجهششل النششاس‪ .‬وقششوله‬
‫صرف لعباد الوثن‪ ،‬قال في شرح الروض‪ ،‬قال الزركشي‪ :‬وقضية كلمهم صحة الوصششية وهششو‬
‫ل يلئم قولهم إنه يشترط للوصية للجهة عدم المعصية وقد تفطن لذلك صاحب الستقصاء فقشال‪:‬‬
‫وينبغي عدم صحتها لما فيها من المعصية‪ ،‬كما ل تصح لقاطع الطريق‪ .‬ا‍ه‪ .‬وأجششاب فششي التحفششة‬
‫عن ذلك ولفظها‪ .‬واستشكلت صحة الوصية بأنها معصية‪ ،‬ويجاب بأن الضار ذكر المعصششية‪ ،‬ل‬
‫ما قد يستلزمها أو‬

‫)‪ (1‬قوله الثنى عشر علما‪ :‬أي المنظومة في قول بعضهم‪ :‬صرف بيان معاني النحو قافيششة شششعر عششروض اشششتقاق الخششط‬
‫انشاء محاضرات وثاني عشرها لغة تلك العلوم لها الداب أسماء‬

‫] ‪[ 252‬‬

‫يقارنها‪ ،‬كما هنا‪ ،‬ومن ثم ينبغششي‪ ،‬بششل يتعيششن بطلنهششا لششو قششال لمششن يعبششد الششوثن أو يسششب‬
‫الصحابة‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬فإن قال من المسلمين( أي وإن أوصششى لجهششل النششاس‪ ،‬وقيششدهم بالمسششلمين‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬فمن يسب الصحابة( أي فتصرف لمن يسبهم‪ ،‬لنهششم أجهششل المسششلمين‪ ،‬وقيششل للمجسششمة‪.‬‬
‫وقيل لمرتكبي الكبائر من المسلمين‪ ،‬إذ ل شبهة لهم )قوله‪ :‬ويدخل في وصية الفقراء الخ( وذلششك‬
‫لنطلق كل على ما يشمل الخر عند النفراد‪ ،‬وأمشا عنشد الجتمشاع فيطلشق كشل علشى مشا يقابشل‬
‫الخر‪ ،‬كما مر في قسم الصدقات‪) ،‬قوله‪ :‬وعكسه( هو أن يدخل فششي وصششية المسششاكين والفقششراء‬
‫)قوله‪ :‬ويدخل في أقارب زيد الخ( أي في الوصية لقارب زيد‪) .‬وقششوله‪ :‬كششل قريششب( أي مسششلما‬
‫كان أو كافرا‪ ،‬ذكرا أو أنثى أو خنثى‪ ،‬فقيرا‪ ،‬أو غنيا‪ ،‬ويدخل أيضا الجششداد والجششدات والحفششاد‪،‬‬
‫وذلك لن هذا اللفظ يذكر عرفا ششائعا لرادة جهششة الغرابششة فعمششم )قشوله‪ :‬ل أصششل( أي ل يشدخل‬
‫أصل فقط‪ .‬وقوله وفرع‪ ،‬أي ولد فقط‪ ،‬وإنما لم يقل أصول وفروع لما علمت من دخششول الجششداد‬
‫والجششدات والحفششاد‪ ،‬وإنمششا لششم يششدخل الصششل والفششرع لنهمششا ل يسششميان أقششارب عرفششا بالنسششبة‬
‫للوصية‪ ،‬وإن كانا يسششميان أقششارب بالنسششبة لغيرهششا )قشوله‪ :‬ول تشدخل فشي أقشارب نفسشه( أي ول‬
‫تدخل في الوصية لقارب نفسه وورثته اعتبارا بعرف الشرع‪ ،‬ل بعموم اللفظ‪ ،‬ولن الششوارث ل‬
‫يوصى له عادة‪ ،‬وقيل يدخلون لوقوع السم عليهششم ثششم يبطششل نصششيبهم لتعششذر إجششازتهم لنفسششهم‪،‬‬
‫ويصح الباقي لغيرهم‪ .‬أفاده في شرح الروض‪) .‬قوله‪ :‬وتبطل الوصية الخ( شروع في بيان حكششم‬
‫الرجوع عن الوصية وما يحصل به )قوله‪ :‬المعلقة بالموت( أي المضافة لمششا بعششد المششوت لفظششا‪،‬‬
‫كما إذا كانت الصيغة من غير مادة الوصية‪ ،‬ومعنى كما إذا كانت من مادتها لما تقششدم أن التقييششد‬
‫بقوله بعد موتي لزم في غير أوصيت من الصيغ كأعطوا أو ادفعوا‪ ،‬وأما في أوصيت فل يلششزم‬
‫لوضعه شرعا لذلك )قوله‪ :‬ومثلها تششبرع علششق بششالموت( فيششه أن هششذا وصششية ل مثلهششا‪ ،‬فهششو ممششا‬
‫يندرج تحت قوله المعلقششة بششالموت‪ ،‬إل أن يحمششل قششوله المعلقششة بششالموت علششى مششا إذا كششان اللفششظ‬
‫المشتمل على التعليق من مادة الوصية‪ .‬وقوله تبرع علق بالموت‪ ،‬علششى مششا إذا كششان مششن غيرهششا‬
‫فل يكون مندرجا‪ ،‬بل يكون قسيما‪ ،‬لكن يبقى اليراد في الحكم عليه بالمثلية مششع أنششه نششوع منهششا‪،‬‬
‫فلو اقتصر المؤلف على قوله وتبطل الوصية برجوع بنحو نقضتها كأبطلتها أو رددتها أو أزلتها‬
‫الخ‪ ،‬وأسقط ما بعد قوله وتبطل مما ذكره فششي الشششرح لكششان أولششى وأخصششر وأسششلم مشن الركاكششة‬
‫الحاصلة في عبششارته‪ ،‬وعبششارة المنهششاج لششه الرجششوع عششن الوصششية وعششن بعضششها بقششوله نقضششت‬
‫الوصية أو أبطلتها أو رجعت فيها أو فسختها‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال في التحفة‪ ،‬إجماعا‪ ،‬وكالهبششة قبششل القبششض‬
‫بل أولى‪ ،‬ومن ثم لم يرجع في تبرع نجز في مرضه‪ ،‬وإن اعتبر مشن الثلشث‪ ،‬لنشه عقشد تشام‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فللموصي الرجوع فيهششا( أي يجششوز لششه‪ ،‬وينبغششي أن يششأتي فيششه مششا تقششدم فششي الوصششية مششن‬
‫الحكام‪ ،‬فيقال هنا بعد حصول الوصية وإن كانت مطلوبة حين فعلها إذ عرض للموصى لششه مششا‬
‫يقتضي أنه صرفها في محرم وجب الرجوع‪ ،‬أو في مكششروه نششدب الرجششوع‪ ،‬أو فششي طاعششة كششره‬
‫الرجوع )قوله‪ :‬كالهبة قبل القبض( الكاف للتنظير في جواز الرجوع في الهبة قبل قبضها‪ ،‬لنهششا‬
‫حينئذ غير لزمة )قوله‪ :‬بل أولى( أي بل الرجوع عن الوصية أولى من الرجوع عن الهبة لعششدم‬
‫تنجيزها‪ ،‬بخلف الهبة )قوله‪ :‬ومن ثم الخ( أي ومن أجل أن الرجوع جششائز فششي الوصششية لكونهششا‬
‫كالهبة غير المقبوضة‪ ،‬بل أولى‪ ،‬لششم يرجششع فششي تششبرع نجششزه فششي مرضششه‪ ،‬كوقششف وعتششق وهبششة‬
‫مقبوضة‪ ،‬لنه حينئذ ليس كالهبة غير المقبوضة‪ .‬وفي شرح الروض‪ ،‬وإنما يرجششع فششي المنجششز‪،‬‬
‫وإن كان معتبرا من الثلث‪ ،‬حيث جرى في المرض كالمعلق بالموت‪ ،‬لن المقتضي للرجوع فششي‬
‫الوصية كون التمليك لم يتم لتوقفه على القبششول بعششد المششوت‪ ،‬والتششبرع المنجششز عقششد تششام بإيجششاب‬
‫وقبول‪ ،‬فأشبه البيع من وجه‪ .‬وقوله وإن اعتبر من الثلث‪ ،‬غاية في عدم الرجوع )قوله‪ :‬برجششوع‬
‫عن الوصية( متعلق بتبطل‪ ،‬ولو ادعششى الششوارث رجششوع المششوروث عنهششا فل تقبششل بينتششه‪ ،‬إل إن‬
‫تعرضت‬

‫] ‪[ 253‬‬

‫لصدوره منه بعد الوصية‪ .‬ول يكفي عن التعرض قولها رجع عن جميع وصششاياه‪) .‬قشوله‪:‬‬
‫بنحششو نقضششتها( أي ويحصششل الرجششوع بنحششو نقضششتها كأبطلتهششا الششخ‪ :‬أي وكفسششختها‪ ،‬ورفعتهششا‪،‬‬
‫ورجعت فيها‪ .‬وهذه كلها صرائح‪ :‬كهو حرام علششى الموصششى لششه )قششوله‪ :‬والوجششه صششحة تعليششق‬
‫الرجوع فيها على شرط( أي كإذا قدم فلن فقد رجعت في وصيتي )قشوله‪ :‬لجشواز التعليشق فيهشا(‬
‫أي في الوصية نفسها )قوله‪ :‬فأولى في الرجوع عنها( أي فجواز التعليق في الرجوع عنها أولششى‬
‫من جوازه في نفسشها )قشوله‪ :‬وبنحشو هشذا لشوارثي( معطشوف علشى بنحشو نقضشتها‪ ،‬أي ويحصشل‬
‫الرجوع عن الوصية بقول الموصي هذا لوارثي أو ميراث عني حال كونه مشيرا إلشى الموصششى‬
‫به‪ ،‬وذلك لنه ل يكون لوارثه إل وقد أبطل الوصية فيه فصار كقششوله رددتهششا‪ .‬قششال فششي التحفششة‪:‬‬
‫ويفرق بينه وبين ما لو أوصى بشئ لزيد ثم به لعمرو فإنه يشرك بينهما لحتمال نسيانه للولى‪،‬‬
‫بأن الثاني هنا لما ساوى الول في كونه موصى له وطارئا استحقاقه لم يمكن ضمه إليه صريحا‬
‫فششي رفعششه‪ ،‬فششأثر فيششه احتمششال النسششيان وشششركنا‪ ،‬إذ ل مرجششح‪ ،‬بخلف الششوارث فششإنه مغششاير لششه‬
‫واستحقاقه أصلي‪ ،‬فكان ضمه إليه رافعا لقوته‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬سششواء أنسششي الششخ( تعميششم فششي حصششول‬
‫الرجوع بقوله المذكور )قوله‪ :‬وسئل شيخنا الششخ( السششؤال والجششواب فششي التحفششة )قششوله‪ :‬عمششا لششو‬
‫أوصي له بثلث ماله إل كتبه( أي بأن قال أوصيت لزيد بثلث مالي إل كتبي‪ ،‬فاستثنى الكتب مششن‬
‫دخولها في الوصية )قوله‪ :‬ثم بعد مدة( أي من الوصية الولى‪) .‬وقوله‪ :‬أوصى له( أي للموصششى‬
‫له أول )قوله‪ :‬ولم يستثن( أي الكتب )قوله‪ :‬هل يعمل بالولى( أي بالوصية الولششى‪ ،‬وهششي الششتي‬
‫استثنى فيها الكتب‪ .‬وقوله أو بالثانية‪ :‬أي بالوصية الثانية‪ ،‬وهي التي لم يستثن فيهششا شششيئا )قششوله‪:‬‬
‫فأجاب بأن الذي يظهر العمل بالولى( وهي التي استثنى فيها الكتششب‪ ،‬قششال سششم‪ :‬ويحتمششل العمششل‬
‫بالثانية‪ ،‬كما لو أوصى له بخمسين ثم بمائة )قوله‪ :‬لنها( أي الولى‪ ،‬وقوله نص‪ ،‬أي صريح في‬
‫إخراج الكتب )قوله‪ :‬والثانيششة محتملششة الششخ( أي وأمششا الوصششية الثانيششة فهششي محتملششة لكششونه تششرك‬
‫الستثناء فيها لتصريحه بالستثناء في الولى‪ ،‬فتكون الكتب مستثناة تقديرا‪ ،‬ول تدخل في الثلششث‬
‫)قوله‪ :‬وأنه تركه الخ( أي ومحتملة أنه ترك الستثناء إبطال له‪ ،‬فل تكون الكتب مستثناة وتدخل‬
‫في الثلث )قوله‪ :‬والنص مقدم على المحتمل( قال في التحفة بعشده‪ ،‬وأيضشا فقاعشدة حمشل المطلشق‬
‫على المقيد‪ ،‬تقدم المقيد أو تأخر‪ ،‬تصرح بذلك‪) ،‬قوله‪ :‬وبنحشو بيشع( أي ويحصشل الرجشوع بنحشو‬
‫بيع الموصى به‪ .‬وانششدرج تحششت نحششو‪ :‬إعتششاقه‪ ،‬وإيلده وكتششابته‪ ،‬وإصششداقه‪ ،‬وكششل تصششرف لزم‬
‫نششاجز‪ :‬كهبششة مقبوضششة )قششوله‪ :‬ورهششن( معطششوف علششى نحششو بيششع‪ ،‬أي ويحصششل الرجششوع برهششن‬
‫للموصى به لتعريضة للبيع )قشوله‪ :‬ولشو بل قبششول( راجششع للششبيع والرهشن‪ ،‬وذلشك لششدللتهما علششى‬
‫العراض )قوله‪ :‬وعرض عليه( أي ويحصل الرجوع بعرض الموصششى بششه علششى مششا ذكششر مششن‬
‫نحششو الششبيع والرهششن‪) .‬وقششوله‪ :‬وتوكيششل فيششه( أي فيمششا ذكششر أيضششا‪ ،‬وذلششك لن كل مششن العششرض‬
‫والتوكيل وسيلة إلى ما يحصل به الرجوع )قوله‪ :‬ونحو غراس( معطوف على نحو نقضتها‪ ،‬أي‬
‫ويحصل الرجوع بنحو غراس كبناء )وقوله‪ :‬بخلف زرعه بها( أي بالرض الموصى بهششا‪ ،‬فل‬
‫يحصل الرجوع به والفششرق بينششه وبيششن نحششو الغششراس أن كل مششن الغششراس ونحششوه كالبنششاء يششراد‬
‫للدوام‪ ،‬بخلف زرعه‪ ،‬لنه ليس للدوام‪ ،‬فأشبه لبس الثوب ومما يحصل به الرجوع أيضا خلطششه‬
‫برا معينا أوصى به ببر مثله أو أجود أو أراد منه لنه أخرجه بذلك عن إمكششان التسششليم‪ ،‬وخلطششه‬
‫صبرة أوصى بصاع منها بأجود منها‪ ،‬لنه أحدث بالخلط زيادة‬

‫] ‪[ 254‬‬

‫لم يرض تسليمها‪ ،‬ول يمكن بدونها‪ ،‬بخلف ما لو خلطها بمثلها فل يحصل الرجششوع بششه‪،‬‬
‫لنه لم يحدث تعييب‪ ،‬إذ ل فرق بين المثلين‪ .‬وكذا لو خلطها بأردأ منها في الصششح‪ ،‬قياسششا علششى‬
‫تعييب الموصى به‪ ،‬وهو ل يؤثر‪ .‬ومما يحصشل بشه الرجشوع طحنشه الشبر الموصشى بشه‪ ،‬وعجشن‬
‫الدقيق الموصى به‪ ،‬وغششزل القطششن الموصششى بششه‪ .‬لشششعار ذلششك كلششه بششالعراض عششن الوصششية‪.‬‬
‫)تنبيه( قال في المغني‪ :‬هذا كله في وصية بمعين‪ ،‬فإن أوصى بثلث ماله ثم هلك أو تصششرف فششي‬
‫جميعه ببيع أو غيره لم يكن رجوعا‪ ،‬لن الثلث مطلششق ل يختششص بمششا ملكششه وقششت الوصششية‪ ،‬بششل‬
‫العششبرة بمششا ملكششه عنششد المششوت ‪ -‬زاد أو نقششص أو تبششدل ‪ -‬كمششا جششزم بششه فششي الروضششة وأصششلها‬
‫وغيرهمششا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬ولششو اختششص نحششو الغششراس( أي كالبنششاء‪) .‬وقششوله‪ :‬ببعششض الرض( أي‬
‫الموصى بكلها )قوله‪ :‬اختص الرجوع بمحله( أي محششل الغششراس فقششط ول يحصششل الرجششوع فششي‬
‫جميعها )قوله‪ :‬وليس من الرجوع إنكار الموصي الوصية( ظششاهره وإن لششم يكششن النكششار جششواب‬
‫سؤال‪ ،‬وهو ظاهر‪ ،‬لن الموصي قد يكون له غرض في إنكارها مطلقا‪ ،‬ولكن قيششده م ر وحجششر‬
‫في شرحيهما بذلك‪ ،‬ولم يذكرا مفهومه‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي )قوله‪ :‬إن كششان لغششرض( كخششوف مششن نحششو‬
‫ظالم عليه‪ ،‬وإل فيكون رجوعا‪ .‬وهذا التفصيل هو المعتمد‪ .‬وقيششل إنششه رجششوع مطلقششا‪ .‬وقيششل إنششه‬
‫ليس برجوع مطلقا‪ ،‬كما في المغني‪ ،‬وعبارته‪ :‬ولو سئل عن الوصية فأنكرها قششال الرافعششي فهششو‬
‫على ما مر في جحشد الوكالشة‪ ،‬أي فيفشرق فيشه بيشن أن يكشون لغشرض‪ ،‬فل يكشون رجوعشا‪ ،‬أو ل‬
‫لغرض فيكون رجوعا‪ ،‬وهذا هو المعتمد‪ .‬ووقع في أصل الروضة أنه رجوع‪ ،‬وفششي التششدبير أنشه‬
‫ليس برجوع‪ ،‬ويمكن حمل ذلك على ما مر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قشوله‪ :‬ولششو أوصششى بشششئ( أي معيششن مششن مششاله‬
‫)قوله‪ :‬ثم أوصى به( أي بذلك الشئ الذي أوصى به لزيد )قششوله‪ :‬فليششس رجوعششا( لحتمششال إرادة‬
‫التشريك فيشرك بينهما‪ ،‬كما لو قال دفعة واحدة أوصيت بها لكما لكن لو رد أحدهما الوصية فششي‬
‫الولى كان الكل للخر‪ ،‬بخلفه في الثانية‪ ،‬فششإنه يكششون لششه النصششف فقششط‪ ،‬لنششه الششذي أوجبششه لششه‬
‫الموصي صريحا‪ ،‬بخلفه في الولششى‪ .‬ا‍ه‪ .‬مغنششي‪ .‬وقششد تقششدم عشن حجششر الفششرق بينششه وبيشن قششول‬
‫الموصي في الموصى به هذا الوارثي‪ ،‬فل تغفششل )قششوله‪ :‬بششل يكششون بينهمششا نصششفين( إل إذا كششان‬
‫الموصي عالما بالوصية الولى أو قال أوصيت لزيد بما أوصيت به لعمششرو فيكششون رجوعششا ا‍ه‪.‬‬
‫بجيرمي )قوله‪ :‬ولو أوصى به( أي بهذا الشئ الذي أوصششى بششه أول لزيششد وثانيششا لعمششرو‪ .‬وقششوله‬
‫لثششالث‪ ،‬أي لشششخص ثششالث كبكششر‪ .‬وقششوله كششان‪ ،‬أي الموصششى بششه‪ .‬وقششوله بينهششم‪ ،‬أي بيششن الثلثششة‬
‫الموصى له أول‪ ،‬والموصى له ثانيا‪ ،‬والموصى له ثالثا‪ .‬وقوله وهكذا‪ ،‬أي فلو أوصى بششه لرابششع‬
‫غير الثلثة كان بينهم أرباعا )قوله‪ :‬قاله الشيخ زكريا( أي قششال مششا ذكششر مششن قششوله ولششو أوصششى‬
‫بشئ لزيد ثم أوصى به لعمرو الخ )قوله‪ :‬ثششم بخمسششين( أي ثششم بعششد الوصششية الولششى أوصششى لششه‬
‫بخمسين )قوله‪ :‬فليس له إل خمسون الخ( فرق في التحفة بينه وبين ما تقدم فيما لو أوصى بثلششث‬
‫ماله إل كتبه ثم أوصى بثلث ماله ولم يستثن شيئا‪ ،‬حيث عمل بالولى هناك وعمل بالثانيششة هنششا‪،‬‬
‫بأنها هنا صريحة في مناقضة الولى وإن قلنا إن مفهشوم العشدد ليشس بحجشة‪ ،‬لن محلشه حيشث ل‬
‫قرينة كما هو معلوم من محله‪ ،‬وهنا القرينة المناقضة فعمل بالثانية لنها المتيقنة‪ ،‬بخلف الثانية‬
‫هناك فإنها ليست صريحة في مناقضة الولى‪ ،‬بل هي محتملة لن يراد فيها ما أريد فششي الولششى‬
‫من الستثناء‪ .‬ومحتملة لبطال ما أريد في الولى‪ ،‬فلششم يعمششل هنششاك بالثانيششة‪ ،‬بششل عمششل بششالولى‬
‫المتيقنة‪ ،‬بعكس ما هنا‪ .‬ول يتأتى هنا اعتبارهم احتمال نسششيان الولششى‪ ،‬لنهششم إنمششا اعتششبروه فششي‬
‫الوصية لثنيششن‪ ،‬فقششالوا فيهششا بالتشششريك‪ ،‬بخلف الوصششيتين لواحششد‪ ،‬فششإن الثانيششة مبطلششة للولششى‪،‬‬
‫فاحتيط لها باشتراط تحقق مناقضتها للولى ا‍ه‪ .‬بتصرف‪ .‬مطلب في اليصاء وهو قول المحشي‬

‫] ‪[ 255‬‬

‫)تتمة( تعرض للوصية ولم يتعرض لليصاء‪ ،‬وقد ترجم له الفقهاء بفصل مستقل‪ ،‬ول بششد‬
‫من التعرض له تكميل للفائدة ‪ -‬فأقول‪ :‬حاصل الكلم عليه أن اليصاء لغة اليصال‪ ،‬كالوصششية‪.‬‬
‫وشرعا إثبات تصرف مضاف لما بعد الموت ولو تقديرا وإن لم يكن فيه تبرع‪ ،‬كاليصاء بالقيام‬
‫على أمر أطفاله‪ ،‬ورد ودائعه‪ ،‬وقضاء ديونه‪ ،‬فإنه ل تبرع في شئ من ذلك بخلف الوصية فإنه‬
‫ل بد فيها من التبرع وأركششانه أربعششة‪ :‬موصششي‪ ،‬ووصششي‪ ،‬وموصششى فيششه‪ ،‬وصششيغة‪ .‬وشششرط فششي‬
‫الموصي بقضاء الحقوق التي عليه وتنفيذ الوصايا ورد الششودائع ونحوهششا مششا تقششدم فششي الموصششي‬
‫بمال‪ ،‬من كونه مالكا بالغا عاقل حرا مختششارا‪ .‬وشششرط فششي الموصششي بنحششو أمششر طفششل ومجنششون‬
‫ومحجور عليه بسفه‪ ،‬مع ما مر مششن الشششروط‪ ،‬أن يكششون لششه وليششة عليششه ابتششداء مششن الشششرع‪ ،‬ل‬
‫بتفويض‪ ،‬فل يصح اليصاء من صبي ومجنون ورقيق ومكششره‪ ،‬ول مششن أم وعششم‪ ،‬لعششدم الوليششة‬
‫عليهما‪ ،‬ول من الوصي‪ ،‬لن وليته ليست شرعية ابتداء‪ ،‬بل جعلية بتفويض الب أو الجششد إليششه‬
‫إل إن أذن له فيه‪ ،‬كأن قال أوص عني‪ ،‬فأوصى عن الولي‪ ،‬ل عن نفسه‪ ،‬ول يصح اليصاء من‬
‫أب على ولده والجد بصفة الولية‪ ،‬لن وليته ثابتة شرعا ابتداء‪ ،‬بخلف الوصي‪ ،‬كمششا علمششت‪،‬‬
‫وشرط في الوصي‪ :‬السلم والبلوغ والعقششل والحريششة والعدالششة والهتششداء إلششى التصششرف وعششدم‬
‫عداوة منه للمولى عليه وعدم جهالششة‪ ،‬فل يصششح اليصششاء إلششى مشن فقششد شششيئا مششن ذلششك‪ ،‬كصششبي‬
‫ومجنون وفاسق ومن به رق أو عداوة وكافر على مسلم‪ ،‬ومششن ل يكفششي فششي التصششرف لهششرم أو‬
‫سفه‪ .‬وتعتبر الشروط المذكورة عند الموت‪ ،‬ل عند اليصاء‪ ،‬ول بينهما‪ ،‬لنه وقت التسلط علششى‬
‫القبول حتى لو أوصى لمن خل عن الشروط أو بعضها كصبي ورقيق ثم اسششتكلمها عنششد المششوت‬
‫صح‪ ،‬ول يضر عمى‪ ،‬لن العمى متمكن من التوكيل فيمششا ل يتمكششن منششه‪ ،‬ول أنوثششة‪ ،‬لمششا فششي‬
‫سنن أبي داود أن عمر رضي ال عنه أوصى إلى حفصة رضي ال عنها‪ ،‬وإذا جمعت أم الطفل‬
‫الششروط المشذكورة فهشي أولشى مشن غيرهشا‪ ،‬لوفشور ششفقتها‪ .‬واسشتجماعها للششروط معتشبر عنشد‬
‫اليصاء‪ .‬قال في التحفة‪ :‬وقول غير واحد عنششد المشوت عجيششب‪ ،‬لن الولويششة إنمششا يخششاطب بهششا‬
‫الموصي‪ ،‬وهو ل علم بما عند الموت‪ .‬ا‍ه‪ .‬ويشترط في الموصى فيه كونه تصششرفا ماليششا مباحششا‪،‬‬
‫فل يصح اليصاء في تزويج نحو بنته أو ابنه‪ ،‬لن هذا ل يسمى تصرفا ماليا‪ ،‬وأيضا غير الب‬
‫والجد ل يزوح الصغيرة والصغير‪ ،‬ول في معصية‪ ،‬كبناء كنيسة للتعبششد‪ ،‬لكشون اليصشاء قربشة‪،‬‬
‫وهو تنافي المعصية‪ .‬ويشترط فشي الصشيغة‪ ،‬لفششظ يششعر باليصششاء‪ ،‬كأوصششيت إليششك‪ ،‬أو جعلتششك‬
‫وصيا‪ ،‬أو أقمتك مقامي بعد موتي‪ ،‬فيما عدا أوصيت‪ ،‬على قياس ما مر في الوصية‪ ،‬ول بد مششن‬
‫بيان ما يوصى فيه‪ .‬فلو اقتصر على نحو أوصيت إليك كان لغوا‪ ،‬ويجوز فيه التششأقيت والتعليششق‪:‬‬
‫كأوصيت إليك إلى بلوغ ابني أو قدوم زيد‪ ،‬وكششإذا مششت أو إذا مششات وصششيي فقششد أوصششيت إليششك‪.‬‬
‫ويشترط القبششول بعششد المششوت‪ ،‬ولشو بششتراخ‪ ،‬ويكتفششي فيششه بالعمششل كالوكالشة‪ ،‬ولكششل مششن الموصششي‬
‫والوصي رجوع متى شاء لنه عقد جائز إل إن تعين الوصي وغلب على ظنه استيلء ظالم مششن‬
‫قاض وغيره عليه فليس له الرجوع‪ .‬ولو خاف الوصي على مال اليتيم ونحوه من استيلء الظالم‬
‫عليه فله تخليصه بشئ منه فيبذل شيئا القاضي السوء الذي لو لم يبذل له شيئا لنتزع المششال منششه‬
‫وسلمه لبعض خونته وأدى ذلك إلى استئصاله‪ .‬وكذا يجوز للوصي تعييب مال اليتيم ونحوه‪ .‬كما‬
‫قاله ابن عبد السلم‪ ،‬إذا خاف عليه الغصب لجل حفظه‪ ،‬كمششا فششي قصششة الخضششر عليششه السشلم‪،‬‬
‫وقد حكاها ال تعالى بقوله‪) * :‬أما السفينة فكانت لمساكين يعملون فششي البحششر فششأردت أن أعيبهششا‬
‫وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا( * )‪ (1‬وقد نظم ابن رسلن في زبده معظم مششا يتعلششق‬
‫باليصاء بقوله‪ :‬سن لتنفيذ الوصا ووفاديونه إيصششاء حششر كلفششا ومششن ولششي ووصششي أذنششافيه علششى‬
‫الطفل ومن تجننا إلى مكلف يكون عدلوأم الطفال بهذا أولى‬

‫)‪ (1‬سورة الكهف‪ ،‬الية‪79 :‬‬

‫] ‪[ 256‬‬

‫وقوله من ولي‪ ،‬أي وسن اليصاء من ولي وقششول ووصششي‪ ،‬أي ومششن وصششي لكششن يقيششدنا‬
‫بإذن الولي له في اليصاء عن نفسشه أن عشن الموصشي‪ ،‬وإل فل يصشح إيصشاء الوصشي‪ .‬وقشوله‬
‫أذنا‪ ،‬يقرأ بالبناء للمجهول‪ ،‬وألفششه للطلق‪ ،‬أي أذن الششولي للوصششي فششي اليصششاء‪) .‬وقششوله‪ :‬إلششى‬
‫مكلف( متعلق بإيصاء‪ ،‬أي سن إيصاء من ذلك إلى مكلف ‪ -‬والحسششن جعششل إلششى زائدة‪ ،‬إذ فعششل‬
‫اليصاء يتعدى بنفسه‪ .‬فتنبه‪ .‬مطلب ما ينفع الميت )قوله‪ :‬وتنفششع ميتششا الششخ( جششرت عششادة الفقهششاء‬
‫يذكرون هذه المسألة في باب الوصية‪ ،‬ولها ارتباط بششه‪ ،‬إذ الوصششية صششدقة معلقششة بششالموت‪ ،‬كمششا‬
‫يؤخذ من حدها المار‪) .‬قوله‪ :‬من وارث وغيره( متعلق بمحذوف حال ممشا بعششده‪ ،‬أي حشال كشون‬
‫الصدقة أو الدعاء كائنين من وارث وغيره‪ ،‬وهو تعميم فيه )قوله‪ :‬صدقة عنششه( أي عششن الميششت‪،‬‬
‫سواء كان المتصدق هو في حياته أو غيره‪ ،‬فقوله التششي منششه فششي حيشاته أو مشن غيشره عنشه بعشد‬
‫موته راجع لهذا وما بعده‪ .‬ا‍ه‪ .‬رشيدي )قوله‪ :‬ومنها( أي الصششدقة‪) .‬وقششوله وقششف لمصششحف( أي‬
‫عن الميت‪) .‬وقوله وغيره( بالجر عطف على مصحف‪ ،‬أو وقشف لغيشر المصشحف كششدار )قشوله‪:‬‬
‫وبناء مسجد الخ( أي وإجراء نهر وبيت بناه للغريب ليأوي فيه‪ ،‬أو بناه للذكر‪ ،‬وقد تقدم‪ ،‬في باب‬
‫الوقف‪ ،‬بيان العشرة التي يبقى ثوابها له بعد موته‪ ،‬ول ينقطع منها مششا ذكششر ومنهششا مششا هششو غيششر‬
‫صدقة‪ ،‬كدعاء ولد له‪ ،‬وكعلم ينتفع به‪ .‬وقد تقدم هناك أيضششا نظمهششا للجلل السششيوطي‪ ،‬ول بششأس‬
‫بإعادته هنا وهو هذا‪ :‬إذا مات ابن آدم ليس يجري عليه من خصال غير عشر علوم بثها ودعششاء‬
‫نجل وغرس لنخل والصدقات تجري وراثششة مصششحف وربششاط ثغششر وحفششر الششبئر أو إجششراء نهششر‬
‫وبيت للغريب بناه يأوي إليه أو بناء محل ذكر وتعليششم لقشرآن كريششم فخشدها مششن أحشاديث بحصشر‬
‫)قوله‪ :‬منه في حياته الخ( متعلق بمحذوف صفة لصدقة ولما بعدها من قششوله وقششف وبنششاء وحفششر‬
‫وغرس‪ ،‬أو حال منها كلها‪ ،‬أي الصادارت منه حال كونه حيا‪ ،‬أو حششال كونهششا صششادرة منششه فششي‬
‫حال كونه حيا‪ .‬وقوله أو من غيره‪ ،‬معطوف على منه‪ ،‬أي أو الصادرات من غيره‪ .‬وقوله عنشه‪،‬‬
‫متعلق بمحذوف حال من متعلق الجار والمجرور‪ :‬أي حال كون هذه المور الصادرة مششن غيششره‬
‫مجعولة عنه‪ .‬والمراد أن من صدرت منه جعل ثوابها لذلك الميت‪ .‬وقوله بعد مششوته‪ ،‬متعلششق بمششا‬
‫تعلق به الجار والمجرور‪ ،‬أي الصادرات بعد مشوته )قشوله‪ :‬ودعششاء( معطششوف علشى صشدقة‪ ،‬أي‬
‫وينفعه أيضا دعاء له من وارث وغيره‪ ،‬ولو أخر قوله أول من وراث وغيششره عنششه لكششان أولششى‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬إجماعا( دليل لكل من الصدقة ومن الدعاء )قششوله‪ :‬وصششح فششي الخششبر الششخ( دليششل للششدعاء‪،‬‬
‫ومما يدل له أيضا قوله تعالى‪) * :‬والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولخواننا الششذين‬
‫سبقونا باليمان( * )‪ (2‬فأثنى عليهم بالدعاء للسابقين‪ .‬ومما يدل للصدقة‪ ،‬خششبر سششعد بششن عبششادة‪:‬‬
‫قال‪ :‬يا رسول ال إن أمي ماتت أفأتصدق عنها ؟ قال نعم‪ :‬قششال أي الصششدقة أفضششل ؟ قششال سششقي‬
‫الماء رواهما مسلم وغيره‪ :‬ومما يدل لهما خبر‪ :‬إذا مات ابن آدم الخ )قششوله‪ :‬باسششتغفار ولششده لششه(‬
‫أي بأن يقول‪ :‬أستغفر ال لوالدي‪ ،‬أو اللهم اغفر له‪ .‬وفي المغني بعد قششوله فششي الجنششة‪ ،‬فيقششول يششا‬
‫رب أنى لي هذا ؟ فيقال باستغفار ولدك لك )قوله‪ :‬وقوله تعالى( مبتدأ خبره عام‪ ،‬والقصد بششإيراد‬
‫هذه الية دفع إيراد من تمسك بظاهرها‪ ،‬وقال ل ينفششع النسششان إل مششا حصششله بنفسششه‪ ،‬ول ينفعششه‬
‫دعاء الغير له‪ ،‬ول الصدقة عنه * )الهامش( )‪ (2‬سورة الحشر‪ ،‬الية‪10 :‬‬

‫] ‪[ 257‬‬

‫وحاصل الدفع أن مفهوم الية مخصوص بغير الصدقة والدعاء‪ .‬وفششي البجيرمششي العمششوم‬
‫فششي مفهششومه وهشو أنشه ليشس لشه شششئ فششي غيششر سششعيه فيخشص بغيشر الصششدقة والشدعاء‪) .‬وقشوله‪:‬‬
‫مخصوص بذلك( أي بما ذكر مششن الجمششاع وغيششره‪ .‬وعبششارة التحفششة‪ :‬وهمششا مخصصششان‪ ،‬وقيششل‬
‫ناسخان لقوله تعالى‪) * :‬وأن ليس للنسان إل ما سعى( * إن أريد ظششاهره‪ ،‬وإل فقششد أكششثروا فششي‬
‫تأويله‪ ،‬ومنه أنه محمول على الكافر‪ ،‬أو أن معناه ل حق له إل فيما سعى‪ ،‬وأما ما فعل عنه فهو‬
‫محض فضل ل حق له فيه‪ .‬وظاهر مما هشو مقشرر فشي محلشه أن المشراد بشالحق هنشا نشوع تعلشق‬
‫ونسبة إذ ل يستحق أحد على ال ثوابا مطلقا‪ ،‬خلفا للمعتزلة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ومعنى نفعه( أي الميت‬
‫بالصدقة‪) .‬وقوله‪ :‬أنه يصير كأنه تصدق( قال في التحفة‪ :‬واستبعاد المام له بأنه لم يششأمر بششه ثششم‬
‫تأويله بأنه يقع عن المتصدق وينال الميت بركته‪ ،‬رده ابن عبد السلم بأن مششا ذكشروه مشن وقشوع‬
‫الصدقة نفسها عن الميت حتى يكتب له ثوابها هو ظششاهر السششنة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬وواسششع فضششل الشش(‬
‫النسب نصب واسع بإسقاط الخافض‪ ،‬وإضافته لما بعده من إضافة الصفة للموصوف‪ ،‬أي ومن‬
‫فضل ال الواسع إثابة ال المتصدق أيضا كما يثيب الميت المتصدق عنه )قوله‪ :‬ومن ثم الخ( أي‬
‫ومن أجل أن المتصدق يثاب أيضا‪ ،‬كما قال المام‪ ،‬قال أصحابنا‪ :‬يسن لمششن أراد أن يتصششدق أن‬
‫ينوي الصدقة عن أبويه ول يقتصر على نية نفسه بها‪ .‬وقوله مثل‪ ،‬راجع للبششوين‪ ،‬أي البششوين‪،‬‬
‫أي أو غيرهما‪ :‬كالخوين )قوله‪ :‬فإنه تعالى الخ( ل حاجة إليه بعد قوله ومن ثشم )قشوله‪ :‬يثيبهمشا(‬
‫أي البوين مثل‪) .‬وقوله‪ :‬ول ينقص من أجره( أي المتصششدق )قششوله‪ :‬ومعنششى نفعششه( أي الميششت‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬بالدعاء( أي دعاء الغير له‪) .‬وقوله‪ :‬حصول المدعو به له( أي حصول الشئ الذي دعي‬
‫به للميت‪ ،‬كالمغفرة والرحمة‪) ،‬وقوله‪ :‬إذا اسششتجيب( أي الششدعاء )قشوله‪ :‬واسششتجابته( أي الششدعاء‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬محض فضل من ال تعششالى‪ ،‬أي ليششس بششواجب عليششه‪ ،‬خلفششا للمعتزلششة )قششوله‪ :‬أمششا نفششس‬
‫الدعاء( وهو الطلب الصادر منه‪ ،‬كقوله مثل اللهم اغفر لوالدي وللمسلمين‪) .‬وقوله‪ :‬ونششوابه( أي‬
‫الدعاء ل معنى لكون الدعاء نفسه للداعي إل كون ثوابه له‪ ،‬فيكون عطفه على ما قبله مششن قبيششل‬
‫عطف التفسير )قوله‪ :‬لنه( أي الدعاء للميشت شششفاعة‪) .‬وقشوله‪ :‬ومقصششودها( أي الششفاعة‪ ،‬وهشو‬
‫المدعو به‪) .‬وقوله‪ :‬للمشفوع له( هو الميششت‪) .‬والحاصششل( إذا طلششب لوالششديه المغفششرة مثل فنفششس‬
‫الطالب يثاب عليه الداعي لنه شفاعة الخ‪ ،‬ونفس المطلوب‪ ،‬وهو المغفششرة‪ ،‬يكششون للميششت‪ ،‬وهششذا‬
‫هو المراد من انتفاع الميت بالدعاء )قوله‪ :‬نعم‪ ،‬دعاء الولد الششخ( اسششتدراك علششى قششوله أمششا نفششس‬
‫الدعاء وثوابه فهو للداعي‪) .‬وقششوله‪ :‬يحصششل ثششوابه( أي الششدعاء‪) .‬وقششوله‪ :‬نفسششه( بششالرفع‪ ،‬توكيششد‬
‫لثواب‪ .‬وقوله للولد الميت‪ ،‬قال ع ش‪ :‬ومثلششه الحششي‪ ،‬للعلششة المششذكورة‪ ،‬ا‍ه‪ .‬وانظششر‪ ،‬هششل يحصششل‬
‫للولد ثواب أيضا أو ل ؟ والظاهر أنه ل مانع من حصول الثواب له أيضا‪ ،‬إذ فضششل ال ش واسششع‪،‬‬
‫وإن كان ظاهر العبارة يقتضي خلفه‪) .‬قوله‪ :‬لن عمل ولده الخ( تعليل لحصول الثششواب للوالششد‪.‬‬
‫وقوله لتسببه‪ ،‬أي الوالد في وجوده‪ ،‬أي الولد‪ ،‬وهو علة لكونه من جملة عمله‪ ،‬فهششو علششة تقششدمت‬
‫على معلولها‪ .‬وقوله من )وقوله‪ :‬جملة عمله( أي الوالد‪ ،‬وهو خبر أن )قوله‪ :‬كما صرح بششه( أي‬
‫بما ذكر من أن عمل الولد من جملة عمل الوالد )قوله‪ :‬ينقطع عمل ابن آدم الششخ( أي ثششوابه‪ ،‬كمششا‬
‫تقدم في باب الوقف‪ ،‬وقوله ثم قال الخ‪ ،‬عطف‬
‫)‪ (1‬سورة النجم‪ ،‬الية‪39 :‬‬

‫] ‪[ 258‬‬

‫على مقدر‪ ،‬أي وعد الولى والثانية من الثلث‪ ،‬ثششم قششال فششي بيششان الثالثششة أو ولششد صششالح‪،‬‬
‫والمراد مسلم‪ ،‬لن السلم يستلزم قبول أصل الدعاء‪ ،‬والصلح إنما هو شرط كماله‪ ،‬كما تقششدم‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬جعل( أي النبي )ص( دعاءه‪ :‬أي الولد من عمل الوالد‪ ،‬وذلششك لن معنششى الحششديث ينقطششع‬
‫عمله إذا مات إل من ثلث‪ ،‬فل ينقطع عمله منها‪ ،‬ومششن جملشة الثلثششة دعششاء الولششد لشه‪ .‬قششال فششي‬
‫التحفة بعده‪ :‬وإنما يكون منه‪ ،‬ويستثنى من انقطاع العمل إن أريد نفس الدعاء‪ ،‬ل المدعو به‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أما القراءة الخ( لم يذكر في سابقه مجمل ول مقابل لما‪ ،‬فكان المناسب أن يذكرهما أول‬
‫كأن يقول وينفع الميشت أشششياء‪ ،‬أمشا الصشدقة والششدعاء فبالجمشاع‪ ،‬ثششم يقشول‪ :‬وأمششا القشراءة ففيهشا‬
‫خلف‪ .‬أو يعدل عن تعبيره هذا ويقول وما ذكرته‪ ،‬من أنه ينفع الميت الصدقة والدعاء فقط‪ ،‬هششو‬
‫ما ذكره في المنهاج‪ ،‬وأفهم أنه ل ينفعه غيرهما من سائر العبادات‪ ،‬ولو قراءة وفيهششا خلف فقششد‬
‫قال النووي الخ‪ .‬وعبارة المغني‪) :‬تنبيه( كلم المصنف قد يفهم أنه ل ينفعه ثواب غير ذلششك‪ ،‬أي‬
‫الصششدقة والششدعاء كالصششلة عنششه قضششاء أو غيششره وقششراءة القششرآن وهششو المشششهور عنششدنا‪ ،‬ونقلششه‬
‫المصنف في شرح مسلم والفتاوى عن الشششافعي رضششي الش عنششه والكششثرين‪ ،‬واسششتثنى صششاحب‬
‫التلخيص من الصلة ركعتي الطواف وقال‪ :‬يأتي بهما الجير عن المحجور عنه تبعششا للطششواف‪،‬‬
‫وصححاه‪ ،‬وقال ابن عبد السلم في بعض فتاويه‪ :‬ل يجوز أن يجعل ثواب القششراءة للميششت‪ ،‬لنششه‬
‫تصرف في الثواب من غير إذن الشارع فيه‪ .‬وحكى القرطبي فششي التششذكرة أنششه رؤي فششي المنششام‬
‫بعد وفاته‪ ،‬فسئل عن ذلك‪ ،‬فقال كنت أقول ذلك في الدنيا‪ ،‬والن بأن لي أن ثششواب القششراءة يصششل‬
‫إلى الميت‪ .‬وحكى المصنف في شرح مسلم والذكار وجها أن ثواب القششراءة يصششل إلششى الميششت‪،‬‬
‫كمذهب الئمة الثلثة‪ ،‬واختاره جماعة من الصششحاب‪ ،‬منهششم ابششن الصششلح‪ ،‬والمحششب الطششبري‪،‬‬
‫وابن أبي الدم‪ ،‬وصاحب الذخائر‪ ،‬وابن أبي عصرون‪ .‬وعليششه عمششل النششاس‪ .‬ومششا رآه المسششلمون‬
‫حسنا فهو عند ال حسن‪ .‬وقششال السشبكي‪ .‬الشذي دل عليشه الخشبر بالسشتنباط أن بعشض القشرآن إذا‬
‫قصد به نفع الميت وتخفيف ما هو فيه‪ ،‬نفعه‪ ،‬إذ ثبت أن الفاتحة لما قصد بها القارئ نفع الملدوغ‬
‫نفعته‪ ،‬وأقره النبي )ص( بقوله‪ :‬وما يدريك أنها رقية ؟ وإذا نفعت الحي بالقصد كان نفششع الميششت‬
‫بها أولى ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ل يصل ثوابها إلى الميت( ضعيف‪) .‬وقششوله‪ :‬وقششال بعششض أصششحابنا يصششل(‬
‫معتمد‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي )قوله‪ :‬بمجرد قصده( أي الميت بها‪ :‬أي بالقراءة‪ .‬وقوله ولو بعدها‪ ،‬أي ولو‬
‫وقع القصد بعد القراءة )قوله‪ :‬وعليه( أي على وصول ثوابها للميت‪ ،‬الئمة الثلثة‪ ،‬وفشي التحفشة‬
‫بعده على اختلف فيه عن مالك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬واختششاره( أي اختششار القششول بوصششول ثششواب القششراءة‬
‫للميث كثيرون من أئمتنا‪ ،‬ول حاجة إلى هذا بعشد قشوله وقشال بعشض أصشحابنا الشخ‪ .‬وفشي التحفشة‬
‫القتصار على الثاني‪ ،‬ولم يذكر الول‪ ،‬أعني قوله وقال بعشض أصشحابنا ونصشها‪ ،‬وفشي القشراءة‬
‫وجه‪ ،‬وهو مذهب الئمة الثلثة‪ ،‬واختاره كثيرون من أئمتنششا الششخ‪ .‬وفششي فتششح الجششواد‪ :‬القتصششار‬
‫على الول‪ ،‬وعبارته‪ ،‬وقال بعض أصحابنا يصل ثوابها للميت مطلقا‪ ،‬واعتمششده السششبكي وغيششره‬
‫وبين أن الذي دل عليه الخبر بالستنباط أن بعض القرآن إذا قصد به نفششع الميشت نفعشه‪ ،‬علشى أن‬
‫جماعات من العلماء ذهبوا إلى أنه يصل إليه ثواب جميع العبادات من صلة‪ ،‬وصششوم‪ ،‬وقششراءة‪،‬‬
‫وغيرها‪ .‬ا‍ه‪ .‬فأنت تراه لفق بين العبشارتين‪ ،‬فكشان الولشى القتصشار علشى أحشدهما فتنبشه )قشوله‪:‬‬
‫فقال( أي السبكي‪ ،‬والذي دل عليه الخبر‪ ،‬أي خبر الملدوغ‪ .‬وقششوله أن بعششض القششرآن‪ ،‬مثلششه كلششه‬
‫بالولى )قوله‪ :‬وبين ذلك( أي بين السبكي ذلك‪ ،‬أي دللة الخبر بالستنباط على ما ذكر‪ ،‬فقششال إذ‬
‫قد ثبت أن القارئ لما قصد بقراءته نفع الملدوغ نفعته‪ ،‬وأقر ذلك )ص( بقشوله‪ :‬ومشا يششدريك أنهشا‬
‫رقية ؟ وإذا نفعت الحي بالقصد كان نفع الميت بها أولى ا‍ه‪ .‬ولك رده بأن الكلم ليس في مطلششق‬
‫النفع‪ ،‬بل في حصول ثوابها له‪ ،‬وهذا ل يدل عليه حديث الملدوغ‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفة )قششوله‪ :‬وحمشل جمششع‬
‫عدم‬
‫] ‪[ 259‬‬

‫الوصول الخ( أي وحملوا الوصول على القراءة بحضرة الميت‪ ،‬أو على نية القراءة له أو‬
‫على الدعاء عقبها‪ ،‬كما في سم‪ ،‬وعبارته‪) .‬والحاصل( أنه إذا نوى ثواب قراءة له أو دعا عقبهششا‬
‫بحصول ثوابها له أو قرأ عند قبره حصل له مثل ثواب قراءته‪ ،‬وحصششل للقششارئ أيضششا الثششواب‪.‬‬
‫فلو سقط ثواب القارئ لمسقط‪ ،‬كأن غلب الباعث الدنيوي‪ ،‬بقراءتششه بششأجرة‪ ،‬فينبغششي أن ل يسششقط‬
‫مثله بالنسبة للميت‪ .‬ولو استأجر للقراءة للميت ولم ينوه ول دعا له بعدها ول قرأ عند قششبره علششم‬
‫يبرأ من واجب الجارة‪ .‬وهل تكفي نية القراءة في أولها وإن تخلل فيها سكوت ؟ ينبغي نعششم‪ ،‬إذا‬
‫عد ما بعد الول من توابعه‪ .‬م ر‪ .‬ا‍ه‪ .‬لكن ظاهر كلم الشارح‪ ،‬كالتحفة وشرح المنهششج‪ ،‬يفيششد أن‬
‫القراءة بحضرة الميت من غير نية ثواب القراءة له أو القراءة ل بحضشرة الميششت مشع النيششة فقششط‬
‫من غير دعاء عقبها ل يحصل ثوابها لميت‪ ،‬فل بد في الولى من النيششة وفششي الثانيششة مششن الجمششع‬
‫بين النية والدعاء )قوله‪ :‬أو نواه( أي ثواب القراءة للميت‪ .‬وقوله ولم يششدع قضششيته‪ ،‬كمششا علمششت‪،‬‬
‫أنه ل بد من الجمع بيشن النيشة والشدعاء ول يغنشي أحشدهما عشن الخشر‪ .‬وقشال سشم‪ ،‬واعتمشد م ر‪:‬‬
‫الكتفاء بنية جعل الثواب له‪ ،‬وإن لم يدع‪) ،‬قوله‪ :‬وقد نص الشافعي الششخ( هششذا ذكششره فششي التحفششة‬
‫تأييد الكلم ساقط من عبارة الشارح ونصها بعد وحمل جمشع عشدم الوصشول علشى مشا إذا قشرأ ل‬
‫بحضشرة الميشت إلشى آخشر مشا ذكشره المؤلشف‪ ،‬أمشا الحاضشر ففيشه خلف منششؤه الخلف فشي أن‬
‫الستئجار للقراءة على القبر يحمل على مششاذا ؟ فالششذي اختششاره فششي الروضششة أنششه كالحاضششر فششي‬
‫شمول الروضة النازلة عند القراءة له‪ ،‬وقيل محملها أن يعقبها بالدعاء له‪ ،‬وقيل أن يجعششل أجششره‬
‫الحاصل بقراءته للميت‪ ،‬وحمل الرافعي على هششذا الخيششر الششذي دخششل عليششه عمششل النششاس‪ .‬وفششي‬
‫الذكار أنه الختيار قول الشالوشي إن قشرأ ثشم جعشل الثشواب للميشت لحقشه‪ .‬وأنشت خشبير أن هشذا‬
‫كالثاني صريح في أن مجرد نية وصول الثواب للميت ل يفيد ولششو فششي الحاضششر‪ ،‬ول ينششافيه مششا‬
‫ذكره الول‪ ،‬وهو أنه كالحاضر‪ ،‬لن كون مثله فيما ذكر إنما يفيده مجرد نفع‪ ،‬ل حصول ثششواب‬
‫القراءة الذي الكلم فيه‪ ،‬وقد نص الشافعي والصششحاب علششى نششدب قششراءة مششا تيسششر عنششد الميششت‬
‫والدعاء عقبها الخ‪ ،‬فكان المناسب للمؤلف أن يذكر مششا قبششل قششوله وقششد نششص الشششافعي أو يحششذف‬
‫الكل‪ .‬فتنبه )قوله‪ :‬لنه( أي الدعاء‪ .‬وقوله حينئذ‪ ،‬أي حين إذ كششان الششدعاء عقششب القششراءة‪ .‬وقششوله‬
‫أرجى للجابة‪ ،‬أي أقرب إليها‪ ،‬لن موضع القراء موضع بركة‪ .‬وقوله ولن الميششت تنششاله بركششة‬
‫القراءة‪ .‬أي ل ثوابها‪ ،‬وهذا هو محط التأييد الذي ساق في التحفة قششوله وقششد نششص الشششافعي الششخ‪،‬‬
‫لجله‪ ،‬وبيان ذلك أنه ادعى أن مجرد النية من غير دعششاء ل يفيششد‪ ،‬أي ل يحصششل ثشواب القششراءة‬
‫للميت‪ ،‬وإن كان يحصل له منها نفع مجرد‪ ،‬وأيد ذلك بما نص عليششه الشششافعي وأصششحابه مششن أن‬
‫الميت يناله بركة القراءة‪ ،‬وهي غير ثوابها‪ .‬فتنبه‪ .‬وقوله كالحي الحاضر‪ ،‬أي فششي محششل القششراءة‬
‫فإنه تناله بركة القراءة قال في التحفة بعده‪ :‬ل المستمع‪ ،‬لن الستماع يستلزم القصد‪ ،‬فهو عمل‪،‬‬
‫وهو منقطع بالموت‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬قال ابن الصلح الخ( عبارة المغني‪ ،‬وقال ابن الصشلح وينبغشي‬
‫أن يقول اللهم أوصل ثواب ما قرأنا لفلن‪ ،‬فيجعله دعاء‪ ،‬ول يختلششف فششي ذلششك القريششب والبعيششد‪.‬‬
‫وينبغي الجزم بنفع هذا لنه إذا نفع الدعاء وجاز بما ليس للداعي فلن يجوز بمششاله أولششى‪ ،‬وهششذا‬
‫ل يختص بالقراءة‪ ،‬بل يجري في سائر العمال‪ .‬وكان الشيخ برهان الدين الفزاري ينكششر قششولهم‬
‫اللهم أوصل ثواب ما تلوته إلى فلن خاصة وإلششى المسششلمين عامششة‪ ،‬لن مششا اختششص بشششخص ل‬
‫يتصور التعميم فيه‪ ،‬كما لو قال خصصتك بهذه الدراهم ل يصح أن تقول وهي عاملة للمسششلمين‪.‬‬
‫قال الزركشي‪ :‬والظاهر خلف ما قششاله‪ ،‬فششإن الثششواب قششد يتفششاوت‪ ،‬فششأعله مششا خششص زيششدا مثل‪،‬‬
‫وأدناه ما كان عاما‪ ،‬وال تعالى يتصرف فيما يعطيه من الثواب بما يشاء‪ .‬وقد أشار الروياني في‬
‫أول الحلية إلى هذا فقال صلة ال على نبينا محمد )ص( خاصة وعلششى النششبيين عامششة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وأمششا‬
‫ثواب القراءة إلى سيدنا رسول ال )ص( فمنع الشيخ تاج الدين الفزاري منه وعلله بأنه ل يتجرأ‬
‫على الجناب الرفيع إل بما أذن فيه‪ ،‬ولم يأذن إل في الصششلة عليششه )ص( وسششؤال الوسششيلة‪ .‬قششال‬
‫الزركشي‪ ،‬ولهذا اختلفوا في جواز الدعاء بالرحمة‪ ،‬وإن كانت بمعنى الصلة لما‬

‫] ‪[ 260‬‬

‫فششي الصششلة مششن معنششى التعظيششم‪ ،‬بخلف الرحمششة المجششردة‪ ،‬وجششوزه بعضششهم‪ ،‬واختششاره‬
‫السبكي‪ ،‬واحتج بأن ابن عمر رضي ال عنهما كان يعتمر عن النبي )ص( عمششر بعششد مششوته مششن‬
‫غير وصية‪ .‬وحكى الغزالي في الحياء عن علي ابن الموفق‪ .‬وكان مششن طبقششة الجنيششد‪ .‬أنششه حششج‬
‫عن النبي )ص( حججا وعدها القاضي ستين حجة‪ ،‬وعن محمد بن إسحاق النيسششابوري أنششه ختششم‬
‫عن النبي )ص( أكثر من عشششرة آلف ختمششة‪ ،‬وضششحى عنششه مثششل ذلششك‪ .‬ا‍ه‪ .‬ولكششن هششؤلء أئمششة‬
‫مجتهدون‪ ،‬فإن مششذهب الششافعي‪ ،‬أن التضشحية عشن الغيششر بغيششر إذنشه ل تجششوز‪ ،‬كمشا صششرح بشه‬
‫المصنف فششي بشاب الضششحية‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثلهشا الحشج والعمششرة‪ ،‬كمشا هشو ظششاهر‪ ،‬وقششد تقششدم فششي بششاب‬
‫الجارة‪ ،‬كلم يتعلق بما هنا‪ ،‬فارجع إليه إن شئت )قوله‪ :‬فهو( أي المثششل المششراد‪ .‬وقششوله وإن لششم‬
‫يصرح به‪ ،‬أي بالمثل في العبارة‪ ،‬وهششو غايششة لكششونه هششو المششراد )قششوله‪ :‬لفلن( متعلششق بأوصششل‬
‫)قوله‪ :‬لنه الخ( تعليل لنبغاء الجزم بنفع الميت بمششا ذكششر )قششوله‪ :‬بمششا ليششس للششداعي( أي بالشششئ‬
‫الذي لم يجعله الداعي لنفسه‪ ،‬أي لم ينوه به نفسه كالقراءة بقصد الميششت‪ .‬وقششوله فمششاله أولششى‪ ،‬أي‬
‫فنفعه بما قصد به الداعي نفسه‪ ،‬كأن قرأ القرآن بقصد الثواب له أولى مششن ذلششك )قششوله‪ :‬ويجششري‬
‫هذا في سائر العمال( ظاهره أن الشارة راجعة لقول ابن الصلح وينبغي الجزم الخ‪ ،‬ويحتمششل‬
‫أنه من كلم ابن الصلح أيضششا‪ ،‬وحينئذ فهششو صششريح أن النسششان إذا صششلى أو صششام مثل وقششال‬
‫اللهم أوصل ثواب هذا لفلن يصل إليه ثواب ما فعله من الصلة أو الصوم مثل‪ .‬فتنبششه وراجششع‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬رشيدي‪ .‬وقوله فتنبه وراجع‪ ،‬قد تقدم لشارحنا في باب الصوم ما نصه‪ :‬قال المحشب الطشبري‬
‫يصل للميت كل عبادة تفعل عنه واجبة أو مندوبة‪ .‬وفي شرح المختار لمؤلفه مذهب أهل السششنة‪،‬‬
‫إن للنسان أن يجعل ثواب عمله وصلته لغيره ويصله‪ .‬ا‍ه‪ .‬وال سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫] ‪[ 261‬‬

‫باب الفرائض أخره عن العبادات والمعاملت لضطرار النسان إليهما‪ ،‬أو إلى أحششدهما‪،‬‬
‫من حين ولدته دائما‪ ،‬أو غالبا‪ ،‬إلى موته‪ ،‬ولنهما معلقششان بإدامششة الحيششاة السششابقة علششى المششوت‪.‬‬
‫ولما كان نصف العلم ناسب ذكره فششي نصششب الكتششاب والصششل فيهششا آيششات المششواريث‪ ،‬وأخبششار‪،‬‬
‫كخبر الصحيحين‪ :‬ألحقوا الفرائض بأهلها‪ ،‬فمششا بقششي فلولششى رجششل ذكششر وورد فششي الحششث علششى‬
‫تعلمها وتعليمها من الخبار والثار أشششياء كششثيرة‪ ،‬فمششن الول خششبر تعلمششوا الفششرائض وعلموهششا‬
‫الناس‪ ،‬فإني امرؤ مقبوض‪ ،‬وإن العلم سيقبض‪ ،‬وتظهر الفتن حتى يختلششف اثنششان فششي الفريضششة‪،‬‬
‫فل يجدان من يقضي بينهما رواه الحاكم وصحح إسناده‪ ،‬وخبر من علم فريضة كششان كمششن عتششق‬
‫عشر رقاب‪ ،‬ومن قطع ميراثا قطع ال ميراثه من الجنة‪ ،‬وخبر تعلموا الفرائض فإنها من دينكم‪،‬‬
‫وإنه نصف العلم‪ ،‬وإنه أول علم ينششزع مشن أمششتي رواه ابششن ماجششة وغيششره‪ .‬وسششمي نصششفا لتعلقششه‬
‫بالموت المقابل للحياة‪ ،‬وقيل النصف بمعنى الصنف كقول الشاعر‪ :‬إذا مت كششان النششاس نصششفان‪:‬‬
‫شامت‪ ،‬وآخر مثن بالذي كنت أصنع فششإن المششراد بالنصششفين الصششنفان‪ ،‬أي النوعششان‪ ،‬وقيششل غيششر‬
‫ذلك‪ .‬ومن الثاني ما روي عن عمر رضي ال عنه أنه قششال‪ :‬إذ تحششدثتم فتحشدثوا بششالفرائض‪ ،‬وإذا‬
‫لهششوتم فششالهوا بششالرمي واعلمششوا أن علششم الفششرائض يعششرف بششأنه فقششه المششواريث‪ ،‬وعلششم الحسششاب‬
‫الموصل إلى معرفة ما يخص كل ذي حق من التركة‪ .‬فحقيقته مركبششة مششن فقششه المشواريث وعلششم‬
‫الحساب الموصل إلى ما ذكر‪ .‬والمراد بفقه المواريث فهم مسائل قسمة التركات‪ ،‬وبعلم الحسششاب‬
‫إدراك مسائل الحساب‪ ،‬وموضوعه التركات‪ ،‬وغايته معرفة ما يخص كل ذي حششق مششن التركششة‪،‬‬
‫والتركة ما خلفه الميت من مال أو حق‪ ،‬ويتعلق بها خمسششة حقششوق مرتبششة‪ ،‬أولهششا الحششق المتعلششق‬
‫بعيششن التركششة‪ ،‬كالزكششاة‪ ،‬والجنايششة‪ ،‬والرهششن‪ .‬ثانيهششا‪ :‬مششؤن التجهيششز بششالمعروف‪ .‬ثالثهششا‪ :‬الششديون‬
‫المرسلة في الذمة‪ .‬رابعها‪ :‬الوصايا بالثلث فما دونه لجنبي‪ .‬خامسها‪ :‬الرث‪ .‬وقد نظم ذلك ابششن‬
‫رسلن في زبده بقوله‪ :‬يبدأ من تركة الميت بحق كالرهن والزكاة بششالعين اعتلششق فمششؤن التجهيششز‬
‫بالمعروف فدينه ثم الوصايا توفى من ثلث بششاقي الرث الششخ‪ .‬وصششورة الرهششن أن تكششون التركششة‬
‫مرهونة بدين على الميت فيقتضي بها دينه مقدما على مششؤن التجهيششز وسششائر الحقششوق‪ ،‬وصششورة‬
‫الزكششاة أن تتعلششق الزكششاة‪ ،‬فالنصششاب ويكششون النصششاب باقيششا‪ ،‬فتقششدم الزكششاة علششى سششائر الحقششوق‬
‫والديون‪ ،‬فإن كان النصاب تالفشا كشانت مشن جملشة الشديون المرسشلة فشي الذمشة‪ ،‬وللرث أركشان‪،‬‬
‫وشروط‪ ،‬وأسباب‪ ،‬وموانع‪ .‬فأركانه ثلثة‪ :‬وارث‪ ،‬ومششورث‪ ،‬وحششق مششوروث‪ ،‬وشششروطه ثلثششة‪:‬‬
‫تحقق حياة الوارث‪ ،‬وتحقق مششوت المششورث‪ ،‬والعلششم بجهششة الرث‪ .‬وأسششبابه ثلثششة‪ :‬وهششي نكششاح‪،‬‬
‫وولء‪ ،‬ونسب‪ ،‬كما قال في الرحبية‪ :‬أسباب ميراث الورى ثلثة كل يفيد ربه الوراثة وهي نكاح‬
‫وولء ونسب ما بعدهن للمواريث سبب فالنكاح عقد الزوجية الصحيح وإن لم يحصل وطششئ ول‬
‫خلوة‪ .‬والولء عصوبة سببها نعمة المعتق على رقيقه‪.‬‬

‫] ‪[ 262‬‬

‫والنسب وهو القرابة‪ ،‬وهي البوة‪ ،‬والبنوة‪ ،‬والدلء بأحدهما‪ .‬وموانعه ثلثة‪ :‬قتل‪ ،‬ورق‪،‬‬
‫واختلف دين‪ ،‬كما قال في الرحبية‪ :‬ويمنع الشخص من الميراث واحدة من علل ثلث رق وقتل‬
‫واختلف دين فافهم فليس الشك كاليقين فل يرث القاتل من مقتوله ولو بحق‪ ،‬والقاتل من له دخل‬
‫في القتل‪ ،‬ولو بوجه‪ ،‬والرق مانع من الجانبين‪ :‬أي جششانب الرقيششق وجششانب قريبششه‪ ،‬فل يششرث ول‬
‫يورث‪ .‬واختلف الدين بالسلم والكفر‪ ،‬فل توارث بين مسلم وكافر‪ ،‬لخبر الصحيحين‪ :‬ل يرث‬
‫المسلم الكافر‪ ،‬ول الكافر المسلم‪) .‬فائدة( كان في الجاهليششة يورثششون الرجششال الكبششار دون النسششاء‬
‫والصغار‪ ،‬ثم كان في أول السلم بالتحالف والنصرة‪ ،‬ثم نسخ إلى التوارث بالسششلم والهجششرة‪،‬‬
‫ثم نسخ إلى وجوب الوصية‪ ،‬ثم نسخ بآيات المواريث‪) .‬فائدة أخششرى( النششاس فششي الرث وعششدمه‬
‫على أربعة أقسام‪ :‬قسم يرث ويورث‪ ،‬وقسم يرث ول يورث‪ ،‬وقسششم يششورث ول يششرث‪ ،‬وقسششم ل‬
‫يرث ول يورث‪ .‬فالول كثير‪ ،‬كالخوين والصل مع فرعه والزوجين‪ .‬والثاني‪ :‬كالنبياء عليهم‬
‫الصلة والسلم‪ ،‬فإنهم ل يورثون لقوله )ص(‪ :‬نحن معاشر النبياء نرث ول نورث‪ ،‬مششا تركنششاه‬
‫صدقة‪ .‬والثالث‪ :‬المبعض فإنه ل يرث عندنا ويورث عنه جميع ما مكله ببعضه الحششر‪ ،‬لنششه تششام‬
‫الملك‪ .‬والرابع‪ :‬كششالرقيق والمرتششد‪ ،‬فل يرثشان ول يورثشان )قشوله‪ :‬أي مسششائل قسششمة المششواريث(‬
‫تفسير مراد‪ ،‬أي أن المراد بالفرائض في الترجمة مسائل قسششمة المششواريث‪ ،‬أي التركششات‪ ،‬سششواء‬
‫كانت بالفرض أو بالتعصيب‪ ،‬وليس المراد بها النصباء المقدرة فقط‪ ،‬فل يرد أنششه كششان حقششه أن‬
‫يقول باب الفرائض والتعصيب‪) .‬وقوله‪ :‬جمع فريضة الخ( بيان لمعناه الصلي )قوله‪ :‬والفششرض‬
‫لغة التقدير( قال تعالى‪) * :‬فنصف مشا فرضشتم( * )‪) (1‬قشوله‪ :‬وشششرعا هنشا( أي فششي هششذا البششاب‬
‫بخصوصه‪ ،‬فل ينافي أن الفرض شرعا يطلق على ما قابششل الحششرام والمنششدوب ونحوهمششا‪ .‬وهششو‬
‫المطلوب فعله طلبا جازما وإن شئت قلت هو ما يثششاب علششى فعلششه ويعششاقب علششى تركششه )وقششوله‪:‬‬
‫نصيب مقدر للوارث( أي كنصف وربع وثمن‪ .‬وخرج بالمقدر‪ ،‬التعصيب فإنه ليششس مقششدرا‪ ،‬بششل‬
‫يأخذ العاصب جميع التركة إن انفرد‪ ،‬وما أبقت الفروض إن لم تستغرق التركة )قوله‪ :‬وهو( أي‬
‫الوارث‪) .‬وقوله‪ :‬من الرجال( أي حال كشونه مششن الرجششال‪ ،‬وسششيذكر مقششابله بقشوله ومشن النسشاء‪.‬‬
‫وقوله عشرة‪ ،‬أي بطريق الختصار‪ ،‬أما بطريق البسط فخمسة عشششر‪ :‬البششن‪ ،‬وابششن البششن‪ ،‬وإن‬
‫سششفل‪ ،‬والب‪ ،‬والجششد‪ ،‬وإن عل‪ ،‬والخ الشششقيق‪ ،‬والخ للب‪ ،‬والخ للم‪ ،‬وابششن الخ الشششقيق‪،‬‬
‫وابششن الخ للب‪ ،‬والعششم الشششقيق‪ ،‬والعششم للب‪ ،‬وابششن العششم الشششقيق‪ ،‬وابششن العششم للب‪ ،‬والششزوج‪،‬‬
‫والمعتق‪ ،‬وقد نظمها بالطريق الول صاحب الرحبية فشي قشوله‪ :‬والوارثشون مشن الرجشال عششرة‬
‫أسماؤهم معروفة مشتهره البن‪ ،‬وابن البن‪ ،‬مهما نششزل والب‪ ،‬والجششد لششه‪ ،‬وإن عل والخ مششن‬
‫أي الجهات كانا قد أنزل ال به القرآنا وابن الخ المدلي إليه بششالب فاسششمع مقششال ليششس بالمكششذب‬
‫والعم‪ ،‬وابن العم من أبيه فاشكر لذي اليجاز والتنبيه والزوج‪ ،‬والمعتق ذو الولء فجملة الششذكور‬
‫هؤلء‬

‫)‪ (1‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪237 :‬‬

‫] ‪[ 263‬‬

‫)واعلم( أنه لو اجتمع جميع الرجال فقط ورث منهم ثلثة‪ :‬الب‪ ،‬والبششن والششزوج‪ ،‬لنهششم‬
‫ل يحجبون والباقي محجشوب‪ ،‬فشابن البشن بشالبن والجشد بشالب‪ ،‬والبشاقي مشن الخشوة والعمشام‬
‫محجوب بهما‪ ،‬ول يكون الميت في هذه الصورة إل امرأة‪ ،‬وهششي الزوجششة‪ ،‬ومسششألتهم مششن اثنششي‬
‫عشر‪ ،‬لن فيها ربعا للزوج وسدسا للب‪ ،‬وكل مسألة فيها ربع وسششدس‪ ،‬فهششي مششن اثنششي عشششر‪،‬‬
‫للب السدس اثنان‪ ،‬وللزوج الربع ثلثة‪ ،‬وللبن الباقي وهو سبعة )قوله‪ :‬ومن النساء( معطششوف‬
‫على قوله من الرجال‪ ،‬أي وللوارث من النساء‪) .‬وقوله‪ :‬سبع( أي بطريق الختصار أيضششا‪ ،‬أمششا‬
‫بطريق البسط فعشر‪ ،‬البنت‪ ،‬وبنت البن‪ ،‬وإن نزل‪ ،‬الم‪ ،‬والجدة من جهة الم‪ ،‬والجدة من جهشة‬
‫الب‪ ،‬والخششت الشششقيقة‪ ،‬والخششت للب‪ ،‬والخششت للم‪ ،‬والزوجششة‪ ،‬والمعتقششة‪ .‬وقششد نظششم ذلششك‬
‫بالطريق الول أيضا صاحب الرحبية بقوله‪ :‬والوارثات من النسششاء سششبع لششم يعششط أنششثى غيرهششن‬
‫الشرع بنت‪ ،‬وبنت ابن‪ ،‬وأم مشفقة وزوجة‪ ،‬وجدة‪ ،‬ومعتقة والخت من أي الجهشات كشانت فهشذه‬
‫عدتهن بانت وقوله وجدة‪ ،‬ل فرق فيها بين أن تكون من جهة الم‪ ،‬كأم الم‪ ،‬أو مششن جهششة الب‪،‬‬
‫كأم الب‪ ،‬بشرط أن ل تدلي بذكر بين أنثيين‪ ،‬بأن تدلي بمحض النششاث‪ ،‬أو بمحششض الشذكور‪ ،‬أو‬
‫بمحض الناث إلى مخص الذكور‪ ،‬فإن أدلت بذكريين أنثيين‪ ،‬كأم أبي الم‪ ،‬فل ترث‪ ،‬لنهششا مششن‬
‫ذوي الرحام‪ ،‬وتسمى الجدة الفاسدة‪) .‬واعلم( أيضا أنه لو اجتمع جميع الناث فقششط ورث منهششن‬
‫خمس‪ :‬البنت‪ ،‬وبنت البن‪ ،‬والم‪ ،‬والزوجششة‪ ،‬والخششت الشششقيقة‪ ،‬والبششاقي منهششن محجششوب الجششدة‬
‫بالم والخت للم بالبنت‪ ،‬وكل من الخت للب والمعتقة بالشقيقة لكونها مع البنت‪ ،‬وبنت البن‬
‫عصبة تأخذ الفاضل عن الفروض‪ ،‬ول يكون الميت في هذه إل رجل‪ ،‬وهششو الششزوج‪ ،‬ومسششألتهن‬
‫من أربعة وعشرين‪ ،‬لن فيها سدسا وثمنا‪ ،‬والسدس من ستة‪ ،‬والثمن من ثمانية‪ ،‬وهما متوافقششان‬
‫بالنصف‪ ،‬فيضرب نصف أحدهما في كامل الخر‪ ،‬فيتحصششل أربعششة وعشششرون‪ ،‬للبنششت النصششف‬
‫إثنا عشر‪ ،‬ولبنت البن السدس تكملة الثلثين أربعة‪ ،‬وللم السدس أربعة أيضششا‪ ،‬وللزوجششة الثمششن‬
‫ثلثة‪ ،‬وللخت الباقي‪ ،‬وهو واحد‪ ،‬ولو اجتمع كل الذكور وكل الناث إل الزوجششة فإنهششا الميتششة‪،‬‬
‫أو كل الناث وكشل الشذكور إل الشزوج فشإنه الميشت ورث فشي المسششألتين خمسششة البشوان والبششن‬
‫والبنت وأحد الزوجيششن وهششو الششزوج حيششث كششان الميششت الزوجششة‪ ،‬أو الزوجششة حيششث كششان الميششت‬
‫الزوج‪ ،‬والباقي محجوبون بهم‪ ،‬ومسألة الزوج من اثني عشر‪ ،‬للبوين السدسان أربعة‪ ،‬وللششزوج‬
‫الربع ثلثة‪ ،‬والباقي‪ ،‬وهو خمسة‪ ،‬بين البن والبنت أثلثا‪ ،‬لن البن برأسين‪ ،‬والبنت برأس ول‬
‫ثلث لها صحيح‪ ،‬فحصل الكسر على ثلثة رؤوس‪ ،‬فتضرب ثلثة في أصششل المسششألة‪ ،‬وهششو اثنششا‬
‫عشر‪ ،‬بستة وثلثين‪ ،‬ومنها تصح فتقول من له شئ من أصلها أخذه مضششروبا فششي جششزء سششهمها‬
‫وهو ثلثة‪ ،‬فللبوين أربعة في ثلثة باثني عشر لكل منهما ستة وللزوج ثلثششة فششي ثلثششة بتسششعة‬
‫يبقى خمسة عشششر‪ ،‬للبشن منهششا عشششرة وللبنششت خمسششة‪ .‬ومسششألة الزوجشة مششن أربعششة وعشششرين‪،‬‬
‫للبوين السدسان ثمانية وللزوجة الثمششن ثلثششة‪ ،‬والبششاقي‪ ،‬وهششو ثلثششة عشششر‪ ،‬بيششن البششن والبنششت‬
‫أثلثا‪ ،‬لما علمت‪ ،‬ول ثلث لها صحيح‪ ،‬فحصل الكسششر علششى ثلثششة رؤوس‪ ،‬فتضششرب ثلثششة فششي‬
‫أصل المسألة‪ ،‬وهو أربعة وعشرون‪ ،‬باثنين وسبعين‪ .‬ومنها تصح فتقول من له شششئ مشن أصششلها‬
‫أخذه مضروبا في جزء سهمها وهو ثلثة فللبوين ثمانية في ثلثة بأربعة وعشششرين لكششل منهمششا‬
‫اثنا عشر‪ ،‬وللزوجة ثلثة في ثلثة بتسعة يبقى تسعة وثلثون للبن ستة وعشرون وللبنت ثلثة‬
‫عشر )قوله‪ :‬ولو فقد الورثة كلهم فأصل المذهب أنششه ل يششورث ذوو الرحششام( أي لمششا صششح أنششه‬
‫)ص(‪ :‬لما استفتى فيمن ترك عمته وخالته ل غير‪ ،‬رفع رأسه إلى السماء فقال‪ :‬اللهم رجل تششرك‬
‫عمته وخالته ل وارث له غيرهما‪ ،‬ثم قال أين السائل ؟ قال‪ :‬ها أنا ذا‪ .‬قال ل ميراث لهما )قوله‪:‬‬
‫ول يرد على أهل الفرض فيما إذا‬

‫] ‪[ 264‬‬

‫وجد بعضهم( أي ولم يستغرق‪ ،‬كبنت أو أخت )قوله‪ :‬بل المال( وهو الكل فيمششا إذا فقششدوا‬
‫كلهم‪ ،‬أو البعض فيما إذا فقد البعض لبيت المال )قوله‪ :‬ثم إن لم ينتظم الخ( عبارته غير منتظمششة‬
‫لقتضائها أن ما تقدم من كون أصل المذهب ما ذكر مقيد بما إذا انتظم‪ ،‬وليس كششذلك‪ ،‬بششل أصششل‬
‫المذهب ما تقدم مطلقا‪ ،‬انتظم أو ل‪ ،‬وإنمشا اختشار المتششأخرون عنششد عشدم النتظشام أن يششرد لششذوي‬
‫الفروض فإن فقدوا فلذوي الرحام‪ .‬ويششدل علششى ذلششك عبششارة المنهششاج ونصششها‪ :‬ولششو فقششدوا كلهششم‬
‫فأصل المذهب أنه ل يرث ذوو الرحام ول يرد على أهل الفرض‪ ،‬بل المال لبيت المال‪ ،‬وإن لم‬
‫ينتظم‪ ،‬وأفتى المتأخرون إذا لم ينتظم أمر بيت المال بالرد على أهل الفرض‪ ،‬غير الزوجين‪ ،‬مششا‬
‫فضل عن فروضهم بالنسبة‪ ،‬فإن لششم يكونششوا صششرف إلششى ذوي الرحششام‪ .‬ا‍ه‪ .‬بزيششادة يسششيرة مششن‬
‫التحفة‪ .‬وقوله رد ما فضل عنهم‪ ،‬أي زاد على فروضهم المقدرة‪ .‬وقوله عليهم‪ ،‬متعلششق بششرد‪ ،‬أي‬
‫رد عليهم‪ .‬وقوله غير الزوجين‪ ،‬أما هما فل يرد عليهما )قوله‪ :‬بنسبة الفروض( متعلق بششرد‪ ،‬أي‬
‫رد بنسبة فرض كل من يرد عليه إلى مجموع ما أخذ من فرضه وفرض رفقتششه‪ ،‬ففششي أم وأخششت‬
‫منها يبقى بعد إخراج فرضيهما ثلثة من ستة‪ ،‬فيرد بالنسبة لمجموع ما أخذ‪ ،‬وهو ثلثششة‪ ،‬فنسششبة‬
‫السهمين نصيب الم لذلك ثلثان فلها ثلثا الباقي‪ ،‬وهو سهمان‪ ،‬ونسششبة نصششيب الخششت لششذلك ثلششث‬
‫فلها ثلث‪ ،‬وهو سهم‪ ،‬فللم أربعة وللخت اثنان‪ ،‬وترجع بالختصار إلى ثلثة‪ .‬ا‍ه‪ .‬ش ق )قوله‪:‬‬
‫ثم ذوي الرحام( أي ثم إن لم يوجد أصحاب الفروض الششذين يششرد عليهششم بششأن لششم يكششن أحششد مششن‬
‫الورثة أصل‪ ،‬أو كان هناك أحد من أهل الفروض الذين ل يرد عليهششم كأحششد الزوجيششن‪ ،‬صششرف‬
‫المال كله في الولششى أو الفاضششل فششي الثانيششة لششذوي الرحششام‪ .‬هكششذا يتعيششن حششل العبششارة‪ ،‬ل كمششا‬
‫يقتضيه ظاهرها‪ ،‬لنه فاسد‪ .‬وذوو الرحام كل قريب غير من تقدم من المجمع على إرثهم‪ ،‬فششإن‬
‫لم يوجد أحد من ذوي الرحام فحكمه‪ ،‬كما قال العز بن عبد السلم‪ ،‬إنششه إذا جششارت الملششوك فششي‬
‫مال المصالح وظفر بالمال الذي لم يوجد له وارث ولو من ذوي الرحششام أحششد يعششرف المصششالح‬
‫أخذه وصرفه فيها كما يصرفه المام العادل وهو مأجور على ذلك قال‪ :‬والظاهر وجششوبه بشششرط‬
‫سلمة العاقبة‪ ،‬وإن كان يستحقه في بيت المال جاز له أن يأخششذ منششه لنفسششه وعيششاله مششا يحتششاجه‪،‬‬
‫والعبرة بالعمر الغالب )قوله‪ :‬وهم أحد عشر( أي صنفا‪ ،‬وترجع بالختصار إلى أربعة أصششناف‪:‬‬
‫الول من ينتمي إلى الميت‪ ،‬أي ينتسب إليه لكونه أصششله‪ ،‬وهششم أولد البنششات وأولد بنششات البششن‬
‫وإن نزلوا‪ .‬الثاني‪ :‬من ينتمي إليهم الميت لكونهم أصوله‪ ،‬وهم الجششداد والجششدات السششاقطون وإن‬
‫علوا‪ .‬الثالث‪ :‬من ينتمي إلى أبو الميت‪ :‬وهم أولد الخوات وبنات الخوة وبنو الخوة للم ومن‬
‫يدلي إلى الميت بهم‪ .‬الرابع‪ :‬من ينتمي إلششى أجششداد الميششت وجششداته‪ ،‬وهششم العمششام مششن جهششة الم‬
‫والعمات مطلقا وبنات العمام مطلقا وإن تباعدوا وأولدهم وإن نزلوا‪ ،‬ثم إنه ل خلف عند مششن‬
‫ورث ذوي الرحام أن من انفرد منهم حاز جميع المال‪ ،‬وإنما الخلف عند الجتمششاع فششي كيفيششة‬
‫إرثهم‪ ،‬وفي ذلك مذهبان‪ ،‬أصحهما مذهب أهل التنزيل‪ ،‬ومحصله أنه ينزل كل منهششم منزلششة مششن‬
‫يدلي به إلى الميت‪ ،‬فكل فرع ينزل منزلة أصله‪ ،‬وينزل أصله منزلة أصله‪ .‬وهكذا درجة درجششة‬
‫إلى أن يصل إلى أصل وارث بالفرض أو التعصيب‪ ،‬وكل من نزل منزلة شخص يأخششذ مششا كششان‬
‫يأخذه ذلك الشخص فيفرض موت ذلك الشخص‪ ،‬وإن هذا المنزل منزلته وارثه‪ ،‬وهششذا فششي غيششر‬
‫الخوال والخالت‪ .‬أما هم فينزلون منزلة الم ل منزلشة مشن أدلشوا بشه وهشم الجشداد‪ ،‬وفشي غيشر‬
‫العمام من جهة الم والعمات وبنات العمام‪ .‬أما هم فينزلون منزلششة الب‪ ،‬ل منزلششة مششن أدلششوا‬
‫به‪ ،‬وهم الجداد‪ ،‬والثاني مششذهب أهششل القرابششة ومحصششلة تقششديم القششرب منهششم إلششى الميششت فيقششدم‬
‫الصنف الول على الثاني‪ ،‬وهو على الثالث‪ ،‬وهكذا‪ ،‬ففي بنت بنت وبنشت بنشت ابشن المشال علشى‬
‫المذهب الثاني لبنت البنت لقربها إلى الميت‪ ،‬وعلى الول بينهما أرباعا‪ .‬ووجهششه أن بنششت البنششت‬
‫تنزل منزلة البنت فلها النصف وبنت بنت البن تنزل منزلة بنت البن فلها السدس تكملة الثلثين‪،‬‬
‫فمسألتهما من ستة لدخول النصف في السدس‪ ،‬يبقى اثنان يقسمان عليهما ردا باعتبار نصششيبهما‪،‬‬
‫فلبنت البنت واحد ونصف‪ ،‬ولبنت بنت البن نصف‪ ،‬فحصل الكسر على مخششرج النصششف‪ ،‬وهششو‬
‫اثنان‪ ،‬فيضرب في أصل المسألة‪ ،‬وهو ستة‪ ،‬يخرج اثنا‬

‫] ‪[ 265‬‬

‫عشششر‪ ،‬لبنشت البنششت تسشعة فرضششا وردا‪ ،‬ولبنشت بنششت البشن ثلثششة فرضشا وردا‪ .‬وترجششع‬
‫بالختصار إلى أربعة‪ .‬فأصل المسألة من ستة‪ ،‬وتصح من اثني عشر‪ ،‬وترجششع بالختصششار إلششى‬
‫أربعة )قوله‪ :‬الفروض الخ( شرع في بيان الفروض وأصحابها‪ ،‬وبيان قدر ما يستحقه كششل منهششم‬
‫)قوله‪ :‬المقدرة( اعترض بشأن فشي ذكششره بعشد الفشروض تكشرارا لن معنششى الفششروض‪ :‬النصششباء‬
‫المقدرة‪ ،‬فكأنه قال‪ :‬النصشباء المقشدرة المقشدرة‪ .‬وأجيشب بارتكشاب التجريشد فيهشا بشأن يشراد منهشا‬
‫النصباء فقط وقوله في كتاب ال‪ ،‬أي المنصوص عليها في كتاب ال‪ ،‬وهو القرآن العظيم‪ .‬وقيد‬
‫به لجل قوله بعد ستة لنهششا هششي الثابتششة فششي كتششاب الش وإل ورد عليششه أنهششا سششبعة ل سششتة فقششط‬
‫والسابع ثبت بالجتهاد‪ ،‬وهو ثلث الباقي في مسائل الجد والخوة حيث كشان مشع الجشد ذو فشرض‬
‫وزادت الخوة على مثليه‪ .‬وذلك كأم وجد وخمسششة إخششوة أصششلها مششن سششتة‪ ،‬وتصششح مشن ثمانيشة‪،‬‬
‫وقيل من ثمانية عشر تأصيل‪ ،‬لن فيها سدسا‪ ،‬وثلث الباقي ثلثة وللجد ثلث الباقي خمسة‪ ،‬ولكل‬
‫أخ اثنان من العشرة الباقية‪ .‬ومثله ثلث ما يبقي في الغرار سميا بذلك لشهرتهما‪ ،‬فهمششا كششالكوكب‬
‫الغر‪ :‬أي النير المضئ‪ ،‬وكما يسميان بالغواوين يسميان أيضا بالعمريتين‪ :‬لقضششاء سششيدنا عمششر‬
‫فيهما بذلك‪ ،‬وبالغريبتين‪ :‬لغرابتهما ومخالفتهما للقواعد‪ ،‬وهما أب وأم وزوج أو زوجة بأن ماتت‬
‫الزوجة في المسألة الولى عن أبيها وأمها وزوجها فللزوج النصف واحد لنها من اثنين مخششرج‬
‫النصف وللم ثلث الباقي وهو واحد‪ ،‬فانكسرت على مخرج الثلث‪ :‬تضرب ثلثة في اثنين بستة‪،‬‬
‫فهي من ستة تصحيحا‪ ،‬وقيل تأصيل‪ ،‬لن فيها نصفا وثلث البششاقي فللششزوج النصششف ثلثششة وللم‬
‫ثلث الباقي واحد وللب اثنان‪ ،‬أو مات الزوج في المسألة الثانية عن أبيه وأمه زوجتششه فللزوجششة‬
‫الربع واحد لنها من أربعة مخرج الربع وللم ثلث الباقي واحد وللب اثنان‪ ،‬وأما السبع والتسع‬
‫في مسائل العول فمذكوران في كتاب ال تعالى‪ :‬لن الول سدس عائل‪ ،‬والثاني ثمن عائل‪ ،‬كمششا‬
‫سيأتي بيانه )قوله‪ :‬ستة( أي مقدارا وعددا‪ ،‬وخمسة مخرجا‪ :‬لن مخرج الثلث والثلثين من ثلثششة‬
‫)قوله‪ :‬ثلثان الخ( أعلم أن لهم في عد الفروض طرقا ثلثا‪ :‬الولى طريقة التدلي‪ ،‬وهي أن تششذكر‬
‫أول الكسر العلى‪ ،‬ثم تنزل إلى ما تحته وهكذا‪ :‬كأن تقول الثلثان والنصف ونصف كل ونصف‬
‫نصفه‪ ،‬وعبارة الشارح قريبة مششن هششذا‪ ،‬أو تقششول الثلثششان ونصششفهما وربعهمششا والنصششف ونصششفه‬
‫وربعه‪ .‬والثانية طريقة الترقي‪ ،‬وهي أن تذكر أول الكسر الدق ثم مششا فششوقه وهكششذا‪ ،‬كششأن تقششول‬
‫الثمن والسدس وضعفهما وضعف ضعفهما‪ ،‬أو تقششول الثمششن وضششعفه وضششعف ضششعفه والسششدس‬
‫وضعفه وضعف ضعفه‪ .‬والثالثة طريقششة التوسششط‪ ،‬وهششي أن تششذكر أول الكسششر الوسششط ثششم تنششزل‬
‫درجة وتصعد درجة‪ ،‬كأن تقول الربع والثلث ونصف كل وضعف كل‪ ،‬أو تقششول الربششع ونصششفه‬
‫وضعفه والثلث ونصفه وضعفه‪ .‬والمقصود من العبششارات واحششد‪ ،‬فهششو تفنششن فششي التعششبير )قششوله‪:‬‬
‫فالثلثان( بدأ بهما اقتداء بالقرآن‪ ،‬ولنه نهاية ما ضوعف )قوله‪ :‬فرض أربعة( أي من الصناف‪.‬‬
‫ولو قال لربعة لكان أولى‪ ،‬لجل أن يناسب قوله بعد لثنين‪ ،‬ومثله يقال فيما يأتي )قوله‪ :‬لثنيششن‬
‫فأكثر( خبر لمبتدأ محذوف‪ :‬أي وهما لثنين فأكثر‪ ،‬ولو عششبر بمششا جعلتششه أولششى لكششان بششدل منششه‪،‬‬
‫وقوله من بنت‪ :‬بيان لسم العدد‪ ،‬أعني الثنين‪ ،‬أي حالة كون الثنين فششأكثر مششن صششنف البنششات‪،‬‬
‫وقوله وبنت ابن‪ ،‬الواو بمعنى أو‪ ،‬ومثله يقال فيما بعششده‪ ،‬أي أن الثلششثين فششرض اثنيششن فششأكثر مششن‬
‫البنات‪ ،‬وفرض اثنين فأكثر من بنات البن‪ ،‬وفرض اثنين فأكثر من الخششوات لبششوين‪ ،‬وفششرض‬
‫اثنين فأكثر من الخوات لب‪ ،‬قال تعالى في البنات * )فإن كن نسششاء فششوق اثنششتين فلهششن ثلثششا مششا‬
‫ترك( * )‪ (1‬وبنات البن كالبنات والبنتان وبنتا البن مقيسششتان علششى الخششتين‪ .‬وقششال تعششالى فششي‬
‫الختين فأكثر‪) * :‬فإن كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما ترك( * )‪ (2‬إنزلت فشي سشبع أخشوات لجشابر‬
‫رضي ال عنه حين مرض وسأل عشن إرثهششن منششه‪ ،‬فششدل علششى أن المششراد منهششا الختششان فششأكثر‪.‬‬
‫ويشترط لستحقاق البنات الثلثين أن ل يكون لهششن معصشب‪ ،‬ولسششتحقاق بنششات البششن لهمشا عششدم‬
‫أولد الصلب‪ ،‬وأن ل يكون معصب‪ ،‬ولستحقاق‬

‫)‪ (1‬سورة النساء‪ ،‬الية‪ (2) .11 :‬سورة النساء‪ ،‬الية‪.176 :‬‬

‫] ‪[ 266‬‬

‫الخوات لبوين أن ل يكون ولد صلب‪ .‬ول ولد ابن ول معصششب‪ ،‬ولسششتحقاق الخششوات‬
‫لب أن ل يكون ولد صلب ول ولد ابن ول أحشد مشن الششقاء ول معصشب )قشوله‪ :‬وعصشب كل‬
‫الخ(‪) .‬اعلم( أن العصبة ثلثة أقسام‪ :‬عصبة بالنفس‪ :‬وهم الششذين سششيذكرهم المؤلششف بقششوله وهششي‬
‫ابن وابنة الخ‪ ،‬ومعنى ذلك أن من انفرد منهم يأخششذ جميششع المششال ويسششقط إذا اسششتغرقت أصششحاب‬
‫الفروض التركة إل في المسألة المشركة‪ ،‬وهي زوج وأم وإخوة لم وأخ شقيق فللششزوج النصششف‬
‫وللم السششدس وللخششوة للم الثلششث‪ ،‬ويشششاركهم الخ الشششقيق‪ .‬وعصششبة بششالغير‪ :‬كالبنششات بششالبنين‬
‫والخوات بالخوة‪ ،‬وهم الذين ذكرهم بقششوله هنششا وعصششب كل أخ الششخ‪ ،‬ومعنششى ذلششك أنششه يكششون‬
‫للذكر مثل حظ النثيين إجماعا لقوله تعالى‪) * :‬يوصيكم ال في أولدكم للذكر مثل حظ النثيين(‬
‫* )‪ .(1‬وعصبة مع الغير‪ :‬كالخوات مع البنات أو بنات البن‪ ،‬وهم الذين ذكرهم بقوله وعصب‬
‫الخريين الوليان‪ ،‬ومعنى ذلك أن للبنت أو بنت البن النصششف فرضششا وللبنششات أو لبنششات البششن‬
‫الثلثين كذلك‪ ،‬وما فضل فهو للخت أو للخششوات المتسششاويات بالعصششوبة )قششوله‪ :‬أخ سششاوى لششه(‬
‫اللم زائدة والضمير يعود على كل من البنت الششخ‪ .‬وقششوله فششي الرتبششة‪ ،‬أي فششي الدرجششة‪ ،‬متعلششق‬
‫بساوي‪ ،‬أي ساوى ذلك الخ كل من البنت وما بعدها‪ .‬وخرج به مشن هشو أعلششى فششي الدرجششة فل‬
‫يعصب من هي تحته فيها‪ ،‬بل يسقطها كالبن مع بنت البن‪ ،‬ومن هو أنزل فيها فل يعصب مششن‬
‫هي أعلى منه‪ ،‬بل تأخذ فرضها وهو يأخذ الباقي كالبنت مع ابن البن‪ .‬نعم‪ :‬بنشت البشن يعصشبها‬
‫الذكر النازل عنها درجة من أولد البن إن لم يكن لها شئ من الثلثين‪ ،‬كبنتي صششلب وبنششت ابششن‬
‫وابن ابن ابن‪ ،‬فإن كان لها شئ من الثلثين لم يعصبها‪ :‬كبنت وبنت ابن وابن ابشن ابشن‪ ،‬بشل لبنشت‬
‫الصلب النصف‪ ،‬ولبنت البشن السشدس تكملشة الثلشثين والبشاقي لشه‪ ،‬لن لهشا فرضشا اسشتغنت عشن‬
‫تعصيبه‪ .‬قال ابن رسلن في زبده‪ :‬وعصب الخت أخ يماثل وبنت البششن مثلهششا والنششازل وقششوله‬
‫والدلء هو معطوف على الرتبة‪ ،‬أي وساواه في الدلء أي النتماء والقرب للميششت )قششوله‪ :‬فل‬
‫يعصب الخ( تفريع على مفهوم قوله ساوي له بالنسبة للرتبة‪ .‬وقوله التي ول يعصب الخ الششخ‪،‬‬
‫تفريع على مفهومه بالنسبة للدلء‪ .‬وقوله إبن البشن البنشت‪ :‬وإنمشا لشم يعصشبها لنشه أنشزل منهشا‬
‫درجة‪ ،‬كما علمت )قوله‪ :‬ول ابن ابن البن بنت ابن( أي ول يعصب ابن ابن البن بنت ابن لنه‬
‫أنزل منها أيضا‪ .‬هذا إن كان لها شئ من الثلثين‪ ،‬وإل عصبها‪ ،‬كما علمت )قوله‪ :‬لعششدم المسششاواة‬
‫في الرتبة( علة لعدم تعصيب ابن البن البنت وابن ابششن ابششن بنششت ابششن )قششوله‪ :‬ول يعصششب الخ‬
‫لبوين الخت لب( أي بل يحجبهشا )قشوله‪ :‬ول الخ لب الخشت لبششوين( أي ول يعصشب الخ‬
‫لب الخت لبشوين‪ ،‬بشل يفشرض لهشا معشه ويأخشذ البشاقي بالتعصشيب )قشوله‪ :‬لعشدم المسشاواة فشي‬
‫الدلء( هششو علششة لعششدم تعصششيب الخ لبششوين الخششت لب‪ ،‬وعششدم تعصششيب الخ لب الخششت‬
‫لبوين‪ :‬أي وإنما لم يعصبها في الصورة الولى لعدم مساواتها له في الدلء إلى الميت‪ ،‬إذ هششي‬
‫تدلي بالب فقششط‪ ،‬وهشو يششدلي بششالب والم‪ ،‬بششل تسششقط‪ ،‬ولششم يعصششبها فششي الصششورة الثانيششة لعششدم‬
‫المساواة أيضا في الدلء لنها أدلت إلى الميت بالبوين وهو بالب فقط‪ ،‬بل تأخذ نصف التركة‬
‫فرضا‪ ،‬وهو يأخذ الباقي تعصيبا )قوله‪ :‬وإن تساويا في الرتبة( غاية في عششدم تعصششيب الخ الششخ‬
‫)قوله‪ :‬وعصب الخريين الخ( قال في الرحبية‪ :‬والخوات إن تكن بنات فهن معهن معصبات‬

‫)‪ (1‬سورة النساء‪ ،‬الية‪.11 :‬‬

‫] ‪[ 267‬‬

‫وإنما كانت الخوات مع البنات عصبات لنه إذا كان فشي المسشألة بنتشان فصشاعدا أو بنتشا‬
‫ابن وأخوات وأخذت البنات الثلثين فلششو فرضششنا للخششوات وأعلنششا المسششألة نقششص نصششيب البنششات‬
‫فاستبعدوا أن يزاحم أولد الب الولد وأولد البن ولم يمكن إسقاط أولد الب فجعلن عصبات‬
‫ليدخل النقص عليهن خاصة قاله إمام الحرمين‪ .‬ا‍ه‪ .‬من حاشية البقري )قوله‪ :‬أي الخت لبوين(‬
‫تفسير للخريين‪ .‬وقوله أو لب‪ ،‬الولى أن يقول والخت للب )قششوله‪ :‬الوليششان( فاعششل عصششب‬
‫الذي قدره الشارح )قوله‪ :‬وهما( أي الوليان )قوله‪ :‬والمعنى( أي معنى كششون الولييششن يعصششبان‬
‫الخريين‪ .‬وقوله مع البنت أو بنت البن‪ ،‬الظرف متعلق بمحذوف حال من الخت‪ ،‬والمعنششى أن‬
‫الخت حالة كونها مجتمعة مع البنت أو بنت لبن‪) .‬وقوله‪ :‬تكون عصبة( أي فتأخذ ما زاد علششى‬
‫فرض البنت أو بنت البن )قوله‪ :‬فتسقط أخت الخ( تفريع على كون الخت تكششون عصششبة‪ ،‬لكششن‬
‫بالنسبة للشقيقة‪ ،‬أي وحيث كانت عصبة فتسقط أخت لبوين اجتمعت مشع بنشت أو بنشت ابشن أخشا‬
‫لب‪ ،‬وذلك لنها صارت كالخ الشقيق‪ ،‬فتحجب الخوة لب‪ ،‬ذكورا كانوا أو إناثا‪ ،‬ومن بعششدهم‬
‫من العصبات‪ ،‬واقتصر على الخت لبوين‪ ،‬ومثلها الخت لب‪ ،‬حيث صشارت عصشبة فتحجشب‬
‫بني الخوة مطلقا ومن بعدهم من العصبات‪ ،‬كالخ للب فإنه يحجب بني الخششوة مطلقششا‪ .‬وقششوله‬
‫أخا لب‪ ،‬مفعول تسقط‪ .‬ولو قال ولد أب لكان أولى‪ ،‬لشششموله الششذكر والنششثى )قششوله‪ :‬كمششا يسششقط‬
‫الخ( تنظير‪ .‬وقوله الخ‪ ،‬أي الشقيق )قوله‪ :‬ونصف( معطوف على ثلثان في المتن‪ ،‬وكششان عليششه‬
‫أن يزيد في الشرح أل المعرفة‪ ،‬كما زادها في المعطوف عليه‪ ،‬وقوله فرض خمسة‪ ،‬خبر لمبتششدأ‬
‫محذوف‪ ،‬أي وهو فرض خمسة وهي الزوج والبنت وبنت البن والخت الشقيقة والخششت لب‪،‬‬
‫ولكل في استحقاقه النصف شروط‪ ،‬فالزوج يستحقه بشرط واحد‪ ،‬وهو أن ل يكون للزوجة فششرع‬
‫وارث‪ ،‬وبنت الصلب تستحقه بشرطين‪ ،‬وهما أن ل يكون لها معصششب ول مماثششل‪ ،‬وبنششت البششن‬
‫تستحقه بثلثة شروط‪ ،‬وهي أن ل يكون ولششد صششلب ول معصششب ول مماثششل‪ ،‬والخششت للبششوين‬
‫تستحقه بأربعة شروط‪ ،‬أن ل يكون ولششد صششلب ول ولششد ابششن ول معصششب ول مماثششل‪ ،‬والخششت‬
‫للب تسششتحقه بخمسششة شششروط‪ ،‬أن ل يكششون ولششد صششلب ول ولششد ابششن ول أحششد مششن الشششقاء ول‬
‫معصب ول مماثل )قوله‪ :‬منفردات عن أخواتهن( فإن لم ينفردن عنششه ثبششت لهششن الثلثششان‪ .‬وقششوله‬
‫وعن معصبهن‪ ،‬فإن لم ينفششردن عنششه كششان للششذكر معهششن مثششل حششظ النششثيين‪ ،‬ويشششترط أيضششا أن‬
‫ينفردن عمن يحجبهن حرمانا في غير البنششات‪ ،‬لنهششن ل يحجبششن حرمانششا أصششل )قششوله‪ :‬ولششزوج‬
‫ليس لزوجته فرع وارث( أي لقوله تعالى‪) * :‬ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولششد(‬
‫* )‪ (1‬وولد البن كولد الصلب في حجب الزوج من النصف إلى الربع إجماعا‪ ،‬إما لصدق الولد‬
‫به مجازا فيكون مأخوذا من الية على هذا‪ ،‬أو لقياسه عليششه فششي ذلششك بجششامع الرث والتعصششيب‬
‫فيكون بطريق القياس على هذا‪ .‬وعدم فرعها المذكور صادق بأن ل يكون لها فرع أصل أو لهششا‬
‫فرع غير وارث كرقيق وقاتل أو مختلف دين‪ .‬وقوله ذكرا كان أو أنثى‪ ،‬تعميم في الفرع )قششوله‪:‬‬
‫وربع( معطوف على ثلثان أيضا ويجري فيه ما تقدم‪ .‬وقوله فرض اثنين‪ ،‬خشبر لمبتشدأ محشذوف‪.‬‬
‫وقوله له الجار والمجرور‪ ،‬خبر لمبتدأ محذوف‪ ،‬أي وهو كائن له )قوله‪ :‬ومعه( أي مششع فرعهششا‪،‬‬
‫أي ذكرا كان أو غيره سواء كان منه أيضا أم ل قال تعالى‪) * :‬فإن كان لهن ولد فلكم الربع ممششا‬
‫تركن( * )‪ (2‬وجعل له في حالتيه ضعف ما للزوجة في حالتيها لن فيه ذكششورة‪ ،‬وهششي تقتضششي‬
‫التعصيب‪ ،‬فكان معها كالبن مع البنت‪ .‬ا‍ه‪ .‬شرح المنهششج )قششوله‪ :‬وربششع لهششا الششخ( ل حاجششة إلششى‬
‫زيادة لفظة وربع‪ ،‬وذلك لقوله تعالى‪) * :‬ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد( * )‪ (3‬وقوله‬
‫فأكثر‪ ،‬أي من زوجة كاثنتين وثلث وأربع‪ ،‬فالربع تشتركن في الربع‪ ،‬كمن‬

‫)‪ (1‬سورة النساء‪ ،‬الية‪ (2) .12 :‬سورة النساء‪ ،‬الية‪ (3) .12 :‬سورة النساء‪ ،‬الية‪12 :‬‬

‫] ‪[ 268‬‬

‫دونهن‪ ،‬وقوله أي دون فرع له‪ ،‬ل فرق فيششه بيششن الششذكر وغيششره‪ ،‬وبيششن أن يكششون فرعهششا‬
‫أيضا أو ل )قوله‪ :‬وثمن( معطوف على ثلثان أيضا‪ .‬وقوله لها معه‪ ،‬أي وهو فرض للزوجة فششي‬
‫حال كونها كائنة مع فرع وارث لزوجها‪ ،‬سواء كان منها أم ل‪ ،‬وكششان المناسششب لسششابقه ولحقششه‬
‫أن يقول هنا وهو فرض واحدة‪ ،‬وإنما كان فرضها معه الثمن لقوله تعالى‪) * :‬فإن كششان لكششم ولششد‬
‫فلهن الثمن مما تركتم( * )‪ (1‬قال في التحفة‪ :‬وجعل له‪ ،‬أي للزوج‪ ،‬في حالتيه ضعف ما لها في‬
‫حالتيها لن فيه ذكورة‪ ،‬وهي تقتضي التعصيب‪ ،‬فكان معها كششالبن مشع البنشت‪ .‬ا‍ه‪ .،‬وتقشدم مثلشه‬
‫عن شرح المنهج‪) .‬واعلم( أنه ل يجتمع الثمن مع الثلث ول الربع في فريضششة واحششدة‪ .‬قششال ابششن‬
‫الهائم‪ :‬والثمن للميراث ل يجامع ثلثا ول ربعا وغير واقع ووجه ذلك أن شرط إرث الثمن وجود‬
‫الفرع الوارث‪ ،‬وشرط إرث الثلث عششدمه‪ .‬والشششرطان متباينششان‪ ،‬فيلششزم منششه تبششاين المشششروطين‪،‬‬
‫وكذا يقال في عدم اجتماع الثمن مع الربع للزوجششة والزوجششات‪ ،‬فششإن شششرط الول وجششود الفششرع‬
‫الوارث‪ ،‬والثاني عدمه‪ .‬وأما عدم اجتماع الثمن مع الربع للزوج‪ ،‬مع أن شرط كل وجششود الفششرع‬
‫الوارث‪ ،‬فلنه ل يمكن اجتماع الزوج والزوجة في فريضة واحدة )قوله‪ :‬وثلث( معطششوف علششى‬
‫ثلثان أيضا‪ .‬وقوله فرض اثنين‪ ،‬خبر لمبتدأ محذوف )قوله‪ :‬لم( أي وهو لم )قوله‪ :‬ليششس لميتهششا‬
‫فرع وارث( أي بالقرابة الخاصة‪ ،‬بأن لششم يكششن لششه فششرع أصششل‪ ،‬أولششه فششرع غيششر وارث كرقيششق‬
‫وقاتل‪ ،‬أو فرع وارث بالقرابة العامة كابن بنت‪ ،‬فالنفي داخل على مقيد بقيدين‪ ،‬فيصششدق بنفيهمششا‬
‫ونفي أحدهما )قوله‪ :‬ول عدد اثنان فأكثر من إخوة( أي سواء كانوا أشششقاء أو لب أو لم‪ ،‬وذلششك‬
‫لقوله تعالى‪) * :‬فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلمه الثلث‪ ،‬فإن كان له إخوة فلمه السدس( * )‬
‫‪ (2‬قال في الرحبية‪ :‬والثلث فرض الم حيث ل ولدول من الخوة جمع ذو عدد كاثنين أو ثنششتين‬
‫أو ثلث حكم الذكور فيه كالناث وقد ل ترث الم الثلث وليس هنششاك فششرع وارث ول عششدد مششن‬
‫الخوة والخوات‪ ،‬كما في الغراوين‪ ،‬بل تأخذ السدس أو الربع‪ ،‬ويقال له ثلث الباقي‪ ،‬كمششا تقششدم‪،‬‬
‫وسيأتي أيضا في قوله وثلث باقي الم الخ )قششوله‪ :‬ولولششديها( معطششوف علششى قششوله لم‪ ،‬أي وهششو‬
‫لولدي الم‪ .‬وقوله فأكثر‪ ،‬أي من ولدين كثلثة وأربعة‪ ،‬وذلك لقوله تعالى‪) * :‬فإن كانوا أكثر من‬
‫ذلك فهم شركاء في الثلث( * )‪ (3‬قال في الرحبية‪ :‬وهو لثنين أو اثنتين من ولششد الم بغيششر ميششن‬
‫وهكذا إن كثروا أو زادوا فما لهم فيما سواه زادوا )قوله يستوي فيه( أي الثلششث‪ :‬الششذكر والنششثى‪.‬‬
‫قال في الرحبية‪ :‬ويستوي الناث والذكور فيه كما قد أوضح المسطور أي المكتوب‪ ،‬وهو القرآن‬
‫العظيم في قوله تعالى‪) * :‬فهم شركاء فششي الثلششث( * فششإن التشششريك إذا أطلششق يقتضششي المسششاواة‪،‬‬
‫وهذا مما خالف فيه أولد الم غيرهم‪ ،‬فششإنهم خششالفوا غيرهششم فششي أشششياء ل يفضششل ذكرهششم علششى‬
‫أنثاهم اجتماعا ول انفرادا‪ ،‬ويرثون مع من أدلوا بشه ويحجشب بهششم نقصششانا وذكرهششم أدلشى بشأنثى‬
‫ويرث )قوله‪ :‬وسدس( معطوف أيضا على ثلثان‪ ،‬وقششوله فششرض سششبعة‪ ،‬أي وهششو فششرض سششبعة‪،‬‬
‫فهو خبر لمبتدأ محذوف‪ ،‬على نسق ما تقدم‪) ،‬قوله‪ :‬لب وجد( أي‬
‫)‪ (1‬سورة النساء‪ ،‬الية‪ (2) .12 :‬سورة النساء‪ ،‬الية‪ (3) .11 :‬سورة النساء‪ ،‬الية‪12 :‬‬

‫] ‪[ 269‬‬

‫لقوله تعالى‪) * :‬ولبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان لششه ولششد( * )‪ (1‬والجششد‬
‫كالب‪ ،‬والمراد جد لم يدل بأنثى‪ ،‬وإل فل يرث بخصوص القرابة‪ ،‬لنه من ذوي الرحام‪ .‬وفششي‬
‫البجيرمي ما نصه‪) .‬فإن قيل( ل شك أن حق الوالدين أعظم من حششق الولششد لن الش تعششالى قششرن‬
‫طاعته بطاعتهما‪ ،‬فقال تعالى‪) * :‬وقضى ربششك أن ل تعبششدوا إل إيششاه وبالوالششدين إحسششانا( * )‪(2‬‬
‫فإذا كان كذلك‪ ،‬فما الحكمة في أنشه جعشل نصشيب الولد أكشثر ؟ )وأجشاب( عنشه المشام الشرازي‬
‫حيث قال‪ :‬الحكمة أن الوالدين ما بقشي مشن عمرهمشا إل القليشل‪ ،‬أي غالبشا‪ ،‬فكشان احتياجهمشا إلشى‬
‫المال قليل‪ ،‬وأما الولد فهم في زمن الصبا‪ ،‬فكان احتياجهم إلى المال كثيرا‪ ،‬فظهر الفششرق‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وقوله لميتهما فرع وارث‪ ،‬فإن لم يكن لششه فششرع وارث كانششا عصششبة فيسششتغرقان جميششع المششال إن‬
‫انفردا‪ ،‬فإن لم ينفردا أخذا ما بقي بعد الفروض‪ .‬نعم‪ ،‬قد يفرض للجششد السششدس حينئذ‪ ،‬وذلششك كمششا‬
‫إذا كان مع الخة وكان هناك ذو فرض وكان السدس أوفر لششه مششن ثلششث البششاقي‪ ،‬ومششن المقاسششمة‬
‫كزوج وأم وجد وثلثة إخوة للزوج النصف وللم السدس والوفر للجد السدس لنه سهم كامششل‪،‬‬
‫فإن المسألة من ستة‪ ،‬ولو قاسم أو أخذ ثلث الباقي لخذ أقل من ذلك‪) .‬قوله‪ :‬وأم( بالجر معطوف‬
‫على أب‪ ،‬أي ولم‪ .‬وقوله لميتها ذلشك‪ ،‬أي فشرع وارث‪ .‬وقشوله أو عشدد مشن إخشوة وأخشوات‪ ،‬أي‬
‫سواء كانوا أشقاء أو لب أو لم أو كان البعض أشقاء والبعض غير أشقاء حتى لشو كشان لوجشود‬
‫الخوين احتمال كان للم السدس على الراجح‪ ،‬كأن وطئ اثنان امرأة بشبهة وأتت بولششد واشششتبه‬
‫الحال‪ ،‬ثم مات هذا الولد عن أمه قبل لحوقه بأحدهما‪ ،‬وكان هناك ولششدان لحششدهما‪ ،‬فتعطششى الم‬
‫السدس لحتمال أن يكونا أخوين للميت )قوله‪ :‬وجدة( بالجر عطششف علشى أب‪ ،‬أي ولجششدة واحششدة‬
‫أو أكثر فيشتركن في السدس لنششه )ص( أعطششى الجششدة السششدس رواه أبششو داود وغيششره‪ ،‬وقضششى‬
‫للجدتين في الميراث بالسدس بينهما‪ .‬رواه الحاكم وصححه على شرط الشيخين‪ ،‬ومحل إعطائهششا‬
‫السدس عند عدم الم‪ ،‬أما عند وجودها فتسقط بالجماع‪ ،‬فإنها إنما تششرث بالمومششة‪ ،‬والم أقششرب‬
‫منها‪ .‬وقوله أم أب وأم أم‪ :‬أي ل فرق في الجدة بين أن تكون من جهششة الب‪ ،‬كششأم الب‪ ،‬أو مششن‬
‫جهة الم‪ ،‬كأم الم‪ ،‬أو من الجهتين معا‪ ،‬كأم أم وأم أب‪ ،‬ومثال الجهتين‪ ،‬تزوج ابن ابن هند بنششت‬
‫بنتها فولد لهما زيد‪ ،‬فهند جدته لمه وأبيششه‪ :‬إذ هششي أم أم أمششه‪ ،‬وأم أبششي أبيششه‪ .‬قششال فششي الرحبيششة‪:‬‬
‫والسدس فرض جدة في النسب واحدة كانت لم وأب )قششوله‪ :‬سششواء كششان معهششا ولششد أم أم ل( أي‬
‫السدس فرضها مطلقا‪ ،‬سواء كان وجد معها ولشد أم أم ل )قشوله‪ :‬هششذا إن لشم تششدل الشخ( أي محشل‬
‫كونها لها السدس إن لم تدل على الميت بذكر بين أنثيين‪ ،‬بأن أدلت بمحض ذكور كأم أبي الب‪،‬‬
‫أو إناث‪ ،‬كأم أم الم‪ ،‬أو بمحض إناث إلى ذكور‪ ،‬كأم أم أب اوب )قوله‪ :‬فإن أدلت بشه( أي بشذكر‬
‫بين أنثيين )قوله‪ :‬لم ترث بخصوص القرابة( أي لدلئها لمن ل يرث‪ .‬وقششوله لنهششا‪ ،‬أي الجششدة‪،‬‬
‫وقوله من ذوي الرحام‪ ،‬المناسب من ذوات الرحام‪ ،‬وهششن سششبع‪ ،‬كمششا يؤخششذ ممششا تقششدم‪ ،‬وهششن‪:‬‬
‫العمة‪ ،‬والخالة‪ ،‬وبنت البنت‪ ،‬وبنت العم‪ ،‬وبنت الخ‪ ،‬وبنت الخت‪ ،‬وهذه الجدة‪) .‬فائدة( حاصششل‬
‫القول أن الجدات عندنا على أربعة أقسام‪ :‬القسم الول من أدلت بمحض إناث‪ ،‬كأم الم وأمهاتهششا‬
‫المدليات بإناث خلص‪ ،‬والقسم الثاني من أدلت بمحض الذكور‪ ،‬كأم الب وأم أبششي الب وأم أبششي‬
‫أبي الب وهكذا بمحض الذكور‪ .‬والقسم الثالث من أدلت بإناث إلى ذكشور‪ ،‬كشأم أب أو كشأم أم أم‬
‫أبي أب وهكذا‪ ،‬والقسم الرابع عكس‬

‫)‪ (1‬سورة النساء‪ ،‬الية‪ (2) .11 :‬سورة النساء‪ ،‬الية‪23 :‬‬

‫] ‪[ 270‬‬
‫الثالث‪ ،‬وهي من أدلت بذكر غير وارث‪ ،‬كأم أبي الم وهي الجششدة الفاسششدة )قششوله‪ :‬وبنششت‬
‫ابن( بالجر عطف على أب أيضا‪ ،‬أي وهو‪ ،‬أي السدس‪ ،‬لبنت ابن واحدة فأكثر مع البنت‪ ،‬وذلششك‬
‫لقضائه )ص( بالسدس في الواحدة‪ .‬رواه البخاري‪ .‬وقيس به الكثر قال في الرحبية‪ :‬وبنت البن‬
‫تأخذ السدس إذا كانت مع البنت مثال يحتذي )قوله أو بنت ابن أعلى منهششا( أي أو مششع بنششت ابششن‬
‫أعلى منها‪ ،‬وذلك كبنت ابن ابن مع بنت ابن‪ ،‬فالثانية تأخذ النصف‪ ،‬والولى تأخذ السششدس تكملششة‬
‫الثلثين‪ .‬وخرج بقوله مع بنت أو بنت ابن بالفراد‪ ،‬ما لو كانت مع بنتين فأكثر فششإنه ل شششئ لهششا‪،‬‬
‫إل أن يكون معها ذكر يعصبها‪ ،‬سواء كان أخاها أو ابن عمها أو أنزل منها )قشوله‪ :‬وأخشت الشخ(‬
‫بالجر أيضا عطف على أب‪ ،‬أي وهو لخت واحدة فأكثر لب مع أخت لبوين‪ ،‬أي كما في بنت‬
‫البن مع البنت‪ ،‬فللخت للبششوين النصششف‪ ،‬وللولششى السششدس تكملششة الثلششثين‪ .‬قششال فششي الرحبيششة‪:‬‬
‫وهكذا الخت مع الخت التي بالبوين يا أخي أدلت وخرج بقوله مع أخت بالفراد‪ ،‬ما لو كششانت‬
‫مع أختين لبوين‪ ،‬فإنه ل شئ لها‪ ،‬ما لششم يكششن لهششا أخ‪ ،‬فششإن كششان لهششا أخ عصششبها‪ ،‬ويسششمى الخ‬
‫المبارك‪ ،‬إذ لوله لسقطت )قوله‪ :‬وواحد من ولد أم( بششالجر معطششوف علششى أب‪ ،‬أي وهششو لواحششد‬
‫من أولد الم لقوله تعالى‪) * :‬وله أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس( * )‪ (1‬أي أخ مششن أم أو‬
‫أخت منها قال في الرحبية‪ :‬وولد الم له إذا انفرد سدس جميع المال نصششا قششد ورد )قششوله‪ :‬وثلششث‬
‫باق الخ( هذا مستأنف وليس معطوفا على ما قبله‪ ،‬وهو القسم السابع الثابت بالجتهاد وليششس فششي‬
‫كتاب ال تعالى‪) .‬قوله‪ :‬بعد فرض الخ( الظرف متعلق بباق )قوله‪ :‬لم( الجششار والمجششرور خششبر‬
‫المبتدأ )قوله‪ :‬مع أحد زوجيشن وأب( الظشرف متعلشق بمحشذوف صشفة لم‪ :‬أي أم كائنشة مشع أحشد‬
‫زوجين ومع أب‪ .‬وخرج بالب الجد فللم معه الثلث كامل‪ ،‬ل ثلث الباقي‪ ،‬لنششه ل يسششاويها فششي‬
‫الدرجة )قوله‪ :‬ل ثلث الجميع( معطوف على ثلث بششاق‪ ،‬أي لهششا ثلششث البششاقي فقششط ل ثلششث جميششع‬
‫المال )قوله‪ :‬ليأخذ الب( علة لخششذها ثلششث البششاقي‪ ،‬ل ثلششث الجميششع‪ ،‬أي وإنمششا أخششذت الم ثلششث‬
‫الباقي ولم تأخذ ثلث الجميع‪ ،‬مع عدم وجود فرع وارث ول عدد مششن الخششوة والخششوات‪ ،‬لجششل‬
‫أن يأخذ الب مثلي ما تأخذه الم‪ ،‬وذلك لنا لو أعطينا الم الثلث كامل لزم إما تفضيل الم على‬
‫الب في صورة الزوج‪ ،‬وما أنه ل يفضل عليها التفضيل المعهود‪ ،‬وهو كونه مثليها فششي صششورة‬
‫الزوجة مع أن الب والم في درجشة واحششدة‪ .‬والصشل فشي اجتمششاع الششذكر مشع النششثى المتحشدي‬
‫الدرجة من غير أولد الم‪ ،‬أن يكون له ضعف ما لها )قششوله‪ :‬فششإن كششانت( أي الم‪) .‬وقششوله‪ :‬مششع‬
‫زوج وأب( أي كائنة مع زوج للميتة وأب لها )قوله‪ :‬فالمسألة من ستة( أي تصششحيحا‪ ،‬لنهششا مششن‬
‫اثنين مخرج النصف للزوج واحد وللم ثلث الباقي‪ ،‬فانكسرت على مخششرج الثلششث‪ ،‬وهششو ثلثششة‪،‬‬
‫فتضرب ثلثة في اثنين بستة‪ ،‬وقيل تأصيل‪ ،‬لن فيها نصفا وثلث الباقي )قششوله‪ :‬وإن كششانت( أي‬
‫الم‪) .‬وقوله‪ :‬مع زوجة وأب( أي كائنة مع زوجة للميت وأب له‪) .‬وقوله‪ :‬فالمسششألة مششن أربعششة(‬
‫أي لن فيها ربعا‪ .‬وهذه المسألة والتي قبلها تلقبان بششالغراوين تشششبيها لهمششا بششالكوكب الغششر‪ ،‬أي‬
‫النير المضئ‪ ،‬وبالعمريتين‪ ،‬لقضاء عمر بهما‪ ،‬وبالغريبتين‪ ،‬لغرابتهما ومخالفتهما القواعششد‪ ،‬وقششد‬
‫أشار إليهما في الرحبية بقوله‪:‬‬

‫)‪ (1‬سورة النساء‪ ،‬الية‪12 :‬‬

‫] ‪[ 271‬‬

‫وإن يكن زوج وأم وأب فثلث الباقي لها مرتب وهكششذا مششع زوجششة فصششاعدا فل تكششن عششن‬
‫العلوم قاعدا )قوله‪ :‬استبقوا( أي الفرضيون‪ .‬وقوله فيهما‪ ،‬أي في المسششألتين‪ ،‬وقششوله لفششظ الثلششث‪،‬‬
‫أي دون معناه فإنه ليس بثلث حقيقة‪ .‬وقوله محافظة على الدب‪ ،‬أي على حصششول الدب‪ ،‬وهششو‬
‫علة لستبقوا‪ ،‬وقوله في موافقة متعلق بالدب‪ ،‬وفي بمعنششى البششاء‪ ،‬أي الدب الحاصششل بالموافقششة‬
‫)قوله‪ :‬وإل( أي وإل يكن القصد المحافظة على حصول الدب بالموافقششة فل يصششح ذلششك لن مششا‬
‫تأخذه الم في الحقيقة في المسألة الولى‪ ،‬وهي ما إذا كان الميششت الزوجششة سششدس‪ ،‬وفششي المسششألة‬
‫الثانية‪ ،‬وهي ما إذا كان الميت الزوج‪ ،‬ربع‪) .‬تنبيه( علشم ممششا تقششدم أن أصشحاب الفشروض ثلثشة‬
‫عشر‪ ،‬أربعة من الذكور‪ ،‬الزوج‪ ،‬والخ للم‪ ،‬والب‪ ،‬والجد‪ ،‬وقد يششرث الب والجششد بالتعصششيب‬
‫فقط‪ ،‬وقد يجمعان بينهما‪ ،‬كما إذا كان مع أحدهما بنت أو بنت ابن أو هما أو بنتا ابن فله السششدس‬
‫فرضا والباقي بعد فرضه وفرض البنت أو بنت البنت أو همششا بالعصششوبة )قششوله‪ :‬ويحجششب الششخ(‬
‫شروع في بيان الحجب‪ ،‬وهو لغة المنع‪ ،‬ومنه قول الشاعر‪ :‬له حاجب في كل أمر يشششينه وليششس‬
‫له عن طالب العرف حاجب قال بعضهم‪ :‬يعني به النبي )ص(‪ ،‬أي له )ص( مانع عششن كششل أمششر‬
‫يشينه‪ ،‬وليس له مانع عن طالب المعروف والحسان‪ .‬وشرعا‪ ،‬منع من قام به سششبب الرث مششن‬
‫الرث بالكليششة أو مششن أوفششر حظيششة ويسششمى الثششاني حجششب نقصششان‪ ،‬وقششد تقششدم فششي ضششمن بيششان‬
‫الفروض‪ ،‬كحجب الزوج بالفرع من النصف إلى الربع‪ ،‬وحجب الم به من الثلششث إلششى السششدس‪،‬‬
‫ويسمى الول حجب حرمان‪ ،‬وهو قسمان‪ ،‬حجششب بالشششخص أو بالسششتغراق‪ ،‬وهششذا هششو المششراد‬
‫هنا‪ ،‬وحجب بالوصف‪ ،‬كأن قام به مانع من الموانع المتقدمة‪ .‬ول يدخل الحجب المراد هنششا علششى‬
‫البوين والزوجين وولد الصلب‪ ،‬ويدخل على من عداهم‪ .‬وبيان ذلك أن ابن البششن يحجبششه البششن‬
‫أو ابن ابن أقرب منه‪ ،‬والجشد يحجبششه الب أو جششد أقششرب منششه والخ الشششقيق يحجبششه ثلثشة الب‬
‫والبن وابن البن‪ ،‬والخ للب يحجبه أربعة وهم من قبله والخ الشقيق‪ ،‬والخ للم يحجبه ستة‬
‫الب والجد والبن والبنت وابن البن وبنت البن وإن سفل وابن الخ الشقيق يحجبه ستة أيضا‪:‬‬
‫الب والجد والبن وابن البن والخ الشقيق والخ للب‪ ،‬وابن الخ للب يحجبششه سششبعة هششؤلء‬
‫الستة وابن الخ الشقيق‪ ،‬والعم الشقيق يحجبه ثمانية وهم من قبلششه وابششن الخ للب‪ ،‬والعششم للب‬
‫يحجبه تسعة وهم من قبله والعم الشقيق‪ ،‬وابن العششم الشششقيق يحجبششه عششرة وهشم مششن قبلشه والعشم‬
‫للب‪ ،‬وابن العم للب يحجبه أحد عشر وهم من قبله وابن العم الشقيق‪ ،‬والمعتق يحجبششه عصششبة‬
‫النسب‪ ،‬وبنت البن يحجبها البن أو بنتان إذا لم يكن معها مششن يعصششبها وإل أخششذت معششه الثلششث‬
‫الباقي تعصيبا‪ ،‬والجدة تحجب بالم‪ ،‬سواء كانت من جهششة الب كششأم الب أو مششن جهششة الم كششأم‬
‫الم‪ ،‬كما قال في الرحبية‪ :‬وتسقط الجدات من كل جهة بششالم فششاحفظه وقششس مششا أشششبهه وتحجششب‬
‫الجدة من جهة الب بالب أيضا لنها تدلي بششه‪ ،‬بخلف الجششدة مششن جهششة الم فل تحجششب بششالب‬
‫والجدة القربى من كل جهة تحجب البعدي من تلك الجهة‪ ،‬فل ترث البعدي مع وجود القربى مششع‬
‫اتحاد الجهة ‪ -‬وإن لم تدل بها ‪ -‬كأم أبي أب وأم أب فل تششرث الولششى مششع الثانيششة‪ ،‬والقربششى مششن‬
‫جهة الم كأم أم تحجب البعششدي مششن جهششة الب كششأم أم أب‪ ،‬والقربششى مششن جهششة الب كششأم أب ل‬
‫تحجب البعدي من جهة الم كأم أم أم‪ .‬قال في الرحبية‪:‬‬

‫] ‪[ 272‬‬

‫وإن تكن قربى لم حجبت أم أب بعدي وسدسا سلبت وإن تكن بالعكس فالقولن في كتششب‬
‫أهل العلم منصوصان ل تسقط بالبعدي على الصحيح واتفق الجل علششى التصششحيح والخششت مششن‬
‫الجهات كلها كالخ منها‪ ،‬فيحجبها من يحجبه‪ ،‬فتحجب الخت لبوين بالب والبششن وابششن البششن‬
‫كالخ لبوين والخت لب بهؤلء وأخ لبوين كالخ لب والخت لم بششأب وجششد وفششرع وارث‬
‫كالخ لم‪ .‬نعم الشقيقة أو التي لب ل يحجبها فروض مستغرقة بل يفرض لها وفتعششول المسششألة‬
‫كما إذا ماتت امرأة عن زوج وأم وأختين لم وأخشت ششقيقة أو لب‪ ،‬فالمسشألة مشن سشتة‪ :‬للشزوج‬
‫النصف ثلثة‪ ،‬وللم السدس واحد‪ ،‬وللختين للم الثلث اثنان‪ ،‬فتعول المسألة إلى تسششعة بفششرض‬
‫الخت الشقيقة أو لب‪ ،‬وهو النصف ثلثة والخت الششتي لب لهششا السششدس مششع الشششقيقة‪ ،‬بخلف‬
‫الخ الشقيق أو لب فإنه يحجبه أصحاب الفروض المستغرقة‪ ،‬والخوات الخلص لب يحجبهششن‬
‫أيضا شقيقة مع بنت أو بنت ابششن أو شششقيقتان لنششه لششم يبششق مششن الثلششثين شششئ‪ ،‬والمعتقششة كششالمعتق‬
‫فيحجبها عصبة النسب‪) .‬واعلم( أن شرط الحجب في كل ما مر‪ ،‬الرث‪ ،‬فمن لم يرث لمانع قششام‬
‫به ل يحجب غيره‪ ،‬ومثله من لم يرث لكونه محجوبا فإنه ل يحجب غيره حرمانششا أو نقصششانا إل‬
‫في صور‪ ،‬كالخوة مع الب يحجبون به ويردون الم مشن الثلشث إلشى السشدس‪ ،‬وولشدي الم مشع‬
‫الجد يحجبان به ويردانها إلى السدس‪ ،‬ففي زوج وشقيقة وأم وأخ لب ل شئ للخ‪ ،‬مششع أنششه مششع‬
‫الشقيقة يردان الم إلى السدس )قوله‪ :‬ولد ابششن( أي وإن سششفل‪) .‬وقششوله‪ :‬بششابن( أبششا كششان أو عمششا‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬أو ابن ابن الخ( بالجر عطف على ابن‪ ،‬أي ويحجب ولد ابن بابن ابششن أقششرب منششه كششابن‬
‫ابن ابن وابن ابن ابن ابن‪ ،‬فالثاني يحجب بالول‪ :‬لنه أقرب منه درجة‪ ،‬وكما يحجب ابششن البششن‬
‫بمن ذكر يحجب بأصحاب فروض مستغرقة‪ ،‬كما إذ اجتمع مع أبوين وبنتين )قوله‪ :‬ويحجب جششد‬
‫بأب( أي بذكر متوسط بينه وبين الميت‪ ،‬لن كل من أدلى للميت بواسششطة حجبتششه إل أولد الم‪،‬‬
‫وخرج بذكر من أدلى بأنثى فإنه ل يرث أصل فل يسمى حجبا‪ ،‬كما علم من جده السابق‪) ،‬قوله‪:‬‬
‫وتحجب جدة لم( أي جدة الميت من جهة أمه كأم أمه‪ .‬وقوله بششأم‪ ،‬أي فقششط‪ ،‬فل تحجششب بششالب‪،‬‬
‫كما تقدم‪ ،‬وقوله لنها‪ ،‬أي الجدة‪ .‬وقوله أدلت بها‪ ،‬أي انتسبت وتوصلت الجدة بالم )قوله‪ :‬وجدة‬
‫الخ( أي وتحجب جدة لب بأب لدلئها به‪ ،‬خلفا لجمع ذهبوا إلى عدم حجبه لهششا‪ ،‬لحششديث فيششه‪،‬‬
‫لكن ضعفه عبد الحق وغيره‪ .‬ا‍ه‪ .‬نهاية )قششوله‪ :‬وأم( بششالجر عطششف علششى أب‪ ،‬أي وتحجششب جششدة‬
‫لب بالم أيضا‪) .‬وقوله‪ :‬بالجماع( أي ولنها أقرب منها فششي المومششة الششتي بهششا الرث )قششوله‪:‬‬
‫ويحجب أخ لبوين بأب وابن وابنه( قال في السني‪ :‬للجماع‪ ،‬ولتقدم جهتي البنوة والبوة علششى‬
‫غيرهما‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله وإن نزل‪ ،‬أي ابن البششن‪ ،‬فششإنه يحجششب الخ )قششوله‪ :‬ويحجششب أخ لب بهمششا(‬
‫الولى بهشم‪ ،‬أي بهشؤلء الثلثشة‪ ،‬لن المرجشع ثلثشة‪ :‬وهشم الب والبشن وابنشه‪ ،‬ولعلشه تشوهم أن‬
‫المرجع اثنان‪ ،‬بدليل اقتصاره في التفسير عليهما‪ ،‬وهما الب والبن‪ .‬وعبششارة المنهششاج ويحجششب‬
‫الخ لب بهؤلء‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال في التحفة‪ :‬لنهششم حجبششوا الشششقيق‪ ،‬فهششو أولششى‪ ،‬وقششوله وبششأخ لبششوين‪،‬‬
‫معطوف على بهمشا‪ ،‬أي ويحجششب الخ لب أيضشا بششأخ لبشوين‪ ،‬وذلششك لنشه أقشوى وأقششرب منششه‬
‫)قوله‪ :‬وبأخت لبوين الخ( معطوف على بهما‪ ،‬أي ويحجب أخ لب أيضششا بششأخت لبششوين معهششا‬
‫بنت لما تقدم من أنها تعصب بالبنت وأنها تصير بمنزلة الخ الشششقيق فتحجششب الخ لب‪ .‬وقششوله‬
‫كما سيأتي صوابه كما تقدم‪ ،‬أي في قوله فتسقط أخت لبوين اجتمعت مع بنشت أو بنشت ابشن أخشا‬
‫لب )قوله‪ :‬ويحجب أخ لم بأب الخ( للخبر الصحيح أنه )ص( فدسر الكللة في الية الششتي فيهششا‬
‫إرث ولد الم‪ ،‬بأنه من لم يخلف ولدا ول والدا‪ ،‬فافهم تفسيرها بما ذكر أنه إن خلف ولدا أو والدا‬
‫فل يرثه أخوه لمه‪ ،‬بل يسقط‪ .‬وقوله‬

‫] ‪[ 273‬‬

‫وفرع وارث‪ ،‬بالجر عطف على أب‪ ،‬أي ويحجب بفرع وارث للميششت‪ .‬وقششوله وإن نششزل‪،‬‬
‫أي الفرع كابن ابن ابن البن‪ .‬وقوله ذكرا كان أي الفرع‪ .‬وقوله أو غيره‪ ،‬أي غير ذكر من أنثى‬
‫وخنثى‪) .‬والحاصل( أن ولد الم يحجب بستة‪ ،‬بالبن‪ ،‬وابن البن‪ ،‬والبنت‪ ،‬وبنت البن‪ ،‬والب‪،‬‬
‫والجد )قوله‪ :‬ويحجب ابن أخ لبوين بأب( أي لنه أقششرب منششه‪ .‬وقششوله وجششد‪ ،‬أي وإن عل‪ ،‬قششال‬
‫في التحفة‪ :‬لنه أقوى منه‪ ،‬وقيل يقاسم‪ ،‬أي ابششن الخ‪ ،‬أبششا الجششد‪ ،‬لسششتواء درجتهمششا‪ ،‬كششالخ مششع‬
‫الجد‪ ،‬ورد‪ ،‬بأن هذا خارج عن القياس‪ ،‬فل يقاس عليه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله وابن وابنه‪ ،‬وأي ويحجب ابششن‬
‫أخ لبوين بابن وابنه لنهما أقرب منه وأقوى‪ .‬وقوله وأخ لبششوين أو لب‪ ،‬أي ويحجششب ابششن أخ‬
‫لبوين بأخ لبوين أو لب‪ ،‬لنه أقرب منه )قوله‪ :‬ويحجب ابن أخ لب بهؤلء الستة( هو الب‪،‬‬
‫والجد‪ ،‬والبن‪ ،‬وابنه والخ الشقيق‪ ،‬والخ للب‪ .‬وقوله وبابن أم لبوين‪ ،‬أي ويحجب أيضا ابششن‬
‫االخ لب بابن أخ لبوين‪ .‬وقوله لنه‪ ،‬أي ابن الخ لبوين‪ .‬وقوله أقوى منشه‪ ،‬أي مشن ابشن الخ‬
‫لب لدلئه إلى الميت بجهتين )قوله‪ :‬ويحجب عم لبوين( هو أخششو أبششي الميششت الشششقيق‪ .‬وقششوله‬
‫بهؤلء السبعة‪ :‬هم الب‪ ،‬والجد‪ ،‬والبششن‪ ،‬وابنششه‪ ،‬والخ الشششقيق‪ ،‬والخ لب وابششن الخ الشششقيق‬
‫وقوله وبابن أخ لب‪ ،‬أي ويحجب زيادة على هؤلء السبعة بابن أخ لب )قششوله‪ :‬وعششم لب( أي‬
‫ويحجب عم لب‪ ،‬وهو أخو أبي الميت من أبيه‪ .‬وقوله بهؤلء الثمانية‪ :‬هم السبعة المارة وزيششادة‬
‫ابن أخ لب‪ .‬وقوله وبعم لبششوين‪ ،‬أي ويحجششب بعششم لبششوين أيضششا زيششادة علششى الثمانيششة‪ ،‬فيكششون‬
‫المجموع تسعة )قوله‪ :‬وابن عم لبوين( أي ويحجب ابن عم لبوين‪ ،‬وقوله بهؤلء التسششعة وبعششم‬
‫لب‪ ،‬أي فيكون المجموع عشرة )قوله‪ :‬وابن عم لب( أي ويحجب ابن عم لب‪ .‬وقششوله بهششؤلء‬
‫العشرة وبابن عم لبوين‪ ،‬أي فيكون المجموع أحد عشر )قوله‪ :‬لنششه( أي ابششن الخ لب‪ .‬وقششوله‬
‫أقرب منه‪ ،‬أي من ابن ابن الخ لبوين‪) .‬واعلم( أن طريقششة الفرضششيين أنششه إن اختلفششت الدرجششة‬
‫عللوا بأنه أقرب منه‪ ،‬كششابن أخ لبشوين وأخ لب‪ ،‬وإن اتحششدت عللشوا بشأنه أقششوى منشه‪ ،‬كالششقيق‬
‫والخ لب )قوله‪ :‬وبنات البن بابن( أي وتحجب بنات البن بششابن مطلقششا‪ ،‬لنششه إمششا أب أو عششم‪،‬‬
‫فهو أقوى وأقرب منهن‪ .‬وقوله أو بنتين فأكثر للميت‪ ،‬أي وتحجب بنات البن أيضا بهما‪ ،‬لنه لم‬
‫يبق من الثلثين شئ‪ ،‬وقوله إن لم يعصب أخ أو ابن عششم أي محششل حجبهششن بششالبنتين فششأكثر إن لششم‬
‫يوجد من يعصبهن‪ ،‬فإن وجد كأخ لهن أو ابن عم‪ ،‬أخذن معه الثلششث البششاقي تعصششيبا )قششوله‪ :‬فششإن‬
‫عصبت( أي البنات‪ ،‬وكان الولى عصبن‪ ،‬بنون النسوة‪ ،‬وقوله به‪ :‬أي بالمذكور مششن الخ وابششن‬
‫العم )قوله‪ :‬والخواب لب الخ( أي وتحجب الخوات لب بأختين لبوين لنهما استغرقا الثلثين‬
‫فلم يبق لهما شئ )قششوله‪ :‬إل أن يكششون معهششن ذكششر( المششراد بششه خصششوص الخ‪ ،‬لنششه الخششت ل‬
‫يعصبها إل أخوها‪ ،‬بخلف بنات البن فإنه يعصبهن من في درجتهن أو أسششفل )قششوله‪ :‬ويحجبششن‬
‫الخ( أي الخوات لب وقوله بأخت لبوين معها بنت أو بنششت ابششن‪ ،‬وإنمششا حجبنششا الخششوات لب‬
‫لستغراقهما التركة‪ ،‬إذ الخت عصبة مع البنت‪ ،‬فكل منهما يأخذ‬

‫] ‪[ 274‬‬

‫النصف )قوله‪ :‬واعلم أن ابن البن كالبن( أي في أنه يستغرق المال بالعصوبة إذا انفششرد‬
‫ويعصب بنت البن ويحجب الخوة والخوات ونحوهم من كل مائة ما تقدم مما يحجششب بششالبن‪.‬‬
‫وقوله إل أنه ليس له مع البنت‪ ،‬أي بنت الصلب مثلها‪ ،‬بل تأخذ هي النصف فرضها وهو يأخششذ‬
‫الباقي بطريق العصوبة‪ ،‬وذلك لعدم المساواة في الرتبة‪ ،‬كما تقدم‪) ،‬قوله‪ :‬والجشدة كشالم( أي فشي‬
‫أنها ترث ول تحجب إل بالم‪ ،‬وإن كانت من جهتها‪ ،‬وتحجب بالب أيضششا إن كششانت مششن جهتششه‬
‫)قوله‪ :‬بل فرضها دائمششا السششدس( أي لنششه )ص( أعطاهششا السششدس‪ ،‬وقضششى بششه للجششدتين )قششوله‪:‬‬
‫والجد كالب( أي في أنه يستغرق المال بالعصوبة إذا انفرد‪ ،‬وفي أنه يحجب من يحجبون بالب‬
‫ما عدا الخوة الشقاء أو لب‪) .‬واعلم( أن الجد مع الخوة لم يرد فيهم شئ من الكتششاب ول مششن‬
‫السنة‪ ،‬وإنما ثبت حكمهم باجتهاد الصحابة رضي الش عنهششم‪ :‬فمششذهب المششام أبششي بكششر الصششديق‬
‫وابن عباس رضي ال عنهم وجماعة من الصحابة والتابعين ومششن تبعهششم كششأبي حنيفششة‪ ،‬ان الجششد‬
‫كالب مطلقا‪ ،‬فيحجب الخوة‪ .‬ومذهب المام علي بن أبي طالب رضي ال عنه وزين بن ثششابت‬
‫رضي ال عنه وابن مسعود رضي ال عنه أنهششم يرثششون‪ ،‬وهششو مششذهب الئمششة الثلثششة‪ :‬الشششافعي‬
‫ومالك وأحمد بن حنبل رضي ال عنهم أجمعين‪ .‬وحاصل الكلم فيششه علششى هششذا المششذهب أنششه إذا‬
‫اجتمع جد وإخوة وأخوات لبوين أو لب‪ ،‬فإن لم يكن معهششم ذو فششرض فلششه حششالن المقاسششمة أو‬
‫ثلث المال‪ ،‬والمقاسمة أولى له في خمس صور‪ ،‬وضابطها أن تكون الخوة أقل من مثليششه وهششي‬
‫جد وأخ جد وأخت جد وأختان وثلث أخوات جد وأخ وأخت‪ ،‬وإنما كانت أولى لنه في الصورة‬
‫الولى يخصه نصف المال وهو أكثر من الثلث‪ ،‬وفي الصورة الثانية يخصه الثلثششان وهمششا أكششثر‬
‫من الثلث‪ ،‬وفي الصورة الثالثة يخصه النصف‪ ،‬إذ هو له مثل ما للنثى‪ ،‬وفششي الصششورة الرابعششة‬
‫يخصه الخمسان وهما أكثر من الثلششث‪ ،‬لن العششدد الجششامع للكسششرين خمسششة عشششرة فثلثششه خمسششة‬
‫وخمساه ستة‪ ،‬وهي أكثر من الخمسة بواحد‪ ،‬ومثلها الصورة الخامسششة وتسششتوي المقاسششمة وثلششث‬
‫المال في ثلث صور‪ .‬وضابطها أن تبلششغ الخششوة مثليششه وهششي جششد وأخششوان جششد وأخ وأختششا جششد‬
‫وأربع أخوات‪ ،‬وإن كان معهم ذو فرض فله بعد الفرض ثلث حشالت الكشثر مشن سشدس جميشع‬
‫المال أو ثلث الباقي أو المقاسمة‪ ،‬فالسدس خير له في زوجة وبنتين وجد وأخ وثلث البششاقي خيششر‬
‫له في جدة وجد وخمسة إخشوة‪ ،‬والمقاسشمة خيشر لشه فشي جشدة وجشد وأخ‪ ،‬وقشد ل يبقشى ششئ بعشد‬
‫أصحاب الفروض كبنتين وزوج وأم وجد‪ ،‬فيفرض له سدس ويزاد فششي العششول‪ ،‬فأصششل مسششألتهم‬
‫من اثني عشر‪ ،‬لن فيها ربعا وسدسا وتعال إلى ثلثة عشر ثم يزاد في العششول للجششد اثنششان‪ ،‬وقششد‬
‫يبقى دون سدس كبنتين وزوج وجد فيفرض له وتعال‪ ،‬وقد يبقى سدس كبنتين وأم وجد فيفوز به‬
‫الجد‪ ،‬وتسقط الخوة والخوات في هذه الحوال لنهم عصبة ولم يبق بعششد الفششروض شششئ‪ ،‬ولششو‬
‫كان مع الجد إخوة أشقاء وإخوة لب فالحكم فيه مششا سششبق ويعششد الشششقاء عليششه الخششوة للب فششي‬
‫القسمة فيدخلونهم معهم فيها إذا كانت خيرا له‪ ،‬فإذا أخذ حقه فإن كششان فششي الشششقاء ذكششر فالبششاقي‬
‫لهم وتسقط الخوة لب كما في جد وأخ شقيق وأخ لب‪ ،‬فان لم يكن فيهم ذكر فتأخذ الشقيقة إلى‬
‫النصف والباقي للخوة للب كما في عشرية زيد‪ ،‬وهي جد وشقيقة وأخ لب أصل مسألتهم مششن‬
‫خمسة‪ ،‬وتصح من عشرة لن فيها نصفا ومخرجه اثنان فيضربان في عدد رؤوسهم وهو خمسة‬
‫بعشرة للخت النصف خمسة وللجد أربعششة يبقششى واحششد للخ مششن الب‪ ،‬ومثلهششا عشششرينية‪ ،‬زيششد‬
‫وهي جد وشقيقة وأختان من الب هي من خمسة وتصح من عشرين وتأخششذ الشششقيقتان فصششاعدا‬
‫إلى الثلثين كجد وشقيقتين وأخ لب هي من ستة ول شئ للخ للب لنششه ل يفضششل عششن الثلششثين‬
‫شئ والجد مع الخوات كأخ‪ ،‬فل يفرض لهن معه إل في الكدريشة وهشي زوج وأم وجشد وأخشت‬
‫لبوين أو لب‪ ،‬فللزوج النصف وللم الثلث وللجد السدس وللخت النصف‪ :‬إذ ل مسقط لها ول‬
‫معصب فتعول المسألة بنصيبها من ستة إلشى تسشعة‪ .‬وتصشح مشن سشبعة وعششرين للشزوج تسشعة‬
‫وللم ستة وللجد والخت اثنا عشر أثلثا له الثلثان ثمانية ولها الثلششث أربعششة )قششوله‪ :‬إل أنششه( أي‬
‫الجششد وقششوله ل يحجششب الخششوة لبششوين أو لب‪ ،‬أي بششل يشششاركونه‪ ،‬بخلف الب فششإنه يسششقطهم‬
‫)قوله‪ :‬وبنت البن كالبنت( أي فعند فقدها لها النصف وعند وجودها لهششا السششدس تكملششة الثلششثين‪.‬‬
‫وقوله إل أنها‪ ،‬أي بنت البن‪ .‬وقوله‬

‫] ‪[ 275‬‬

‫تحجب بالبن‪ ،‬بخلف بنت الصششلب فإنهششا ل تحجششب بششه بششل يعصششبها )قششوله‪ :‬والخ لب‬
‫كالخ لبوين( أي في أنه إذا انفرد يجششوز جميششع المششال‪ ،‬وإذا لششم ينفششرد حششاز البششاقي بعششد أربششاب‬
‫الفروض‪ ،‬إن لم يكن فيهم حاجب‪ ،‬وإل سشقط )قشوله‪ :‬إل أنشه( أي الخ لب‪ ،‬قشال ش ق‪ :‬أي وإل‬
‫أنه يحجب في المشتركة وهششي زوج وأم وإخشوة لم وأخ ششقيق‪ ،‬فلشو وجشد بششدل الشششقيق أخ لب‬
‫سقط‪ ،‬وفي اجتماع الخت الشششقيقة مششع البنششت أو بنششت البششن‪ ،‬وفششي اجتمششاع الششزوج مششع الخششت‬
‫الشقيقة فل شششئ للخ للب فيمششا ذكششر‪ .‬وقششوله ليششس لششه مششع الخششت لبششوين مثلهششا‪ ،‬أي لنششه ل‬
‫يعصبها‪ ،‬فتأخذ النصششف حينئذ فرضششا‪ ،‬ويأخششذ البششاقي تعصششيبا )قششوله‪ :‬ومششا فضششل الششخ( مششا اسششم‬
‫موصول مبتدأ‪) .‬وقوله‪ :‬أو الكل( بالرفع عطف على ما‪) .‬وقوله‪ :‬لعصبة( خبره‪ ،‬وهو شروع في‬
‫بيان الرث بالتعصيب‪ .‬قال في الرحبية‪ :‬فكل من أحرز كششل المششال مششن القرابششات أو المششوالي أو‬
‫كان ما يفضل بعد الفرض له فهو أخو العصوبة المفضلة وتقشدم أنهشا علشى ثلثشة أقسشام‪ :‬عصشبة‬
‫بالنفس‪ ،‬وعصبة بالغير‪ ،‬وعصبة مع الغير‪ .‬وقتششدم معنششى كششل‪ .‬فل تغفششل‪ .‬وفششي البجيرمششي‪ :‬لفششظ‬
‫عصبة إما اسم جنس يصدق على الواحششد والمتعششدد والششذكر والنششثى‪ ،‬أو جمششع عاصششب كطششالب‬
‫وطلبة‪ ،‬وعلى الثاني فيكون عصبات جمع الجمع ا‍ه‪ .‬بالمعنى )قوله‪ :‬تسقط عنششد السششتغراق( أي‬
‫أن حكم العصبة أنها تسقط إذا استغرقت الفروض التركة‪ ،‬كزوج وأم وولد أم وعم‪ ،‬فل شئ للعم‬
‫للستغراق )قوله‪ :‬وهي( أي العصبة )قوله‪ :‬فبعده ابنه( أي فبعد البن ابنششه‪ ،‬فهششو عاصششب بعششده‪.‬‬
‫وإنما قدم على الب لنه أقوى منه‪ :‬إذ له معه السدس فقط )قوله‪ :‬فأب( أي فبعد البن وابنه أب‪،‬‬
‫فهو ل يرث بالتعصيب إل إذا فقدا‪ .‬أما إذا وجدا أو أحدهما ورث السدس فرضا‪ ،‬وقد يرث الب‬
‫بهما معا فيما إذا كان للميت بنت أو بنت ابن فيأخذ السدس فرضا والباقي بعد فرضيهما تعصيبا‪،‬‬
‫والجد كالب في ذلك )قوله‪ :‬فأخ لبوين الخ( أي فبعد البن وابنششه والب والجششد أخ لبششوين وأخ‬
‫لب وبنوهما‪ ،‬فإذا فقدوا‪ ،‬بأن مشات الميشت ولشم يخلشف أصشل ول فرعشا‪ ،‬كشانت الخشوة وبنشوهم‬
‫عصبة‪ ،‬وهم مرتبون‪ :‬فالخ الشششقيق مقششدم علششى الخ لب وهكششذا فششي بنيهمششا‪ .‬وقششوله وأخ لب‪،‬‬
‫المناسب فأخ لب‪ ،‬بالفاء‪ ،‬ول بد من الترتيب بينهما‪ ،‬كما علمت )قوله‪ :‬فبنوهما( أي الخ لبوين‬
‫والخ لب وقوله كذلك‪ ،‬أي على هذا الترتيب‪ ،‬فيقدم ابن الخ لبوين على ابن الخ لب )قششوله‪:‬‬
‫فعم الخ( أي ثم بعد بني الخوة عم لبوين ثششم عششم لب )قششوله‪ :‬فبنوهمششا( أي العششم لبششوين والعششم‬
‫لب‪ .‬وقوله كذلك‪ ،‬أي على هذا الترتيب فيقدم ابن العم لبوين على ابن العم لب )قششوله‪ :‬ثششم عششم‬
‫الب الخ( أي ثم بعد أعمام الميت وبنيهم يعصب عم أبي الميت وهو أخششو أبششي أبششي الميششت‪ .‬ول‬
‫فرق فيه أيضا بين أن يكون لبوين أو لب )قوله‪ :‬ثم بنوه( أي ثشم بنشو عشم الب لبشوين أو لب‬
‫)قوله‪ :‬ثم عم الجد( أي ثم بعد بني عم الب يعصب عم جد الميت وهو أخو أبي أبي أبي الميششت‪.‬‬
‫ول فرق فيه أيضا بين أن يكون لبوين أو لب )قوله‪ :‬ثم بنوه( أي ثم بنو عم جد الميششت لبششوين‬
‫أو لب )قوله‪ :‬وهكذا( أي ثم عم أبي الجد ثم بنوه ثم عم جد الجد ثم بنوه وهكشذا يقشدم البعيشد مشن‬
‫الجهة المقدمة على القريب من الجهة المؤخرة‪) .‬والحاصل( جهات العصوبة عندنا سبع‪ :‬البنششوة‪،‬‬
‫ثم البوة‪ ،‬ثم الجدودة والخوة‪ ،‬ثم بنو الخوة‪ ،‬ثم العمومة‪ ،‬ثم الولء‪ ،‬ثم بيت المشال‪ .‬وقششد نظمهشا‬
‫بعضهم بقوله‪ :‬بنوة أبوة أخوة جدودة بنو كذا الخوة عمومة ول بيششت المششال سششبع لعاصششب علششى‬
‫التوالي‬

‫] ‪[ 276‬‬

‫والخوة والجدودة في مرتبششة واحششدة لسششتوائهما فششي الدلء إلششى الميششت‪ ،‬لن كل منهمششا‬
‫يدلي إليه بالب‪ .‬وإذا علمت ذلك فإذا اجتمعت عصبات‪ ،‬فمن كانت جهته مقدمة فهو مقدم‪ ،‬كششابن‬
‫وأب وأخ وهكذا‪ .‬فالول مقدم على الثاني‪ ،‬والثشاني مقششدم علشى الثششالث‪ ،‬وهكششذا‪ .‬والمقششدم يحجششب‬
‫المؤخر‪ .‬هذا إذا اختلفت الجهة‪ ،‬فإذا اتحدت قدم بالقرب في الدرجششة‪ ،‬كششالبن وابششن البششن وكششابن‬
‫الخ ولو لب وابن ابن الخ ولو شقيقا‪ ،‬فيقدم الول على الثاني لقربه في الدرجششة مششع اتحادهمششا‬
‫في الجهة‪ ،‬وإذا استويا قربا قدم بالقوة كأخ شقيق وأخ لب‪ ،‬وكعششم شششقيق وعششم لب فيقششدم الول‬
‫منهما على الثاني لقوته عنه‪ ،‬فإن الول أدلشى بأصشلين‪ ،‬والثششاني أدلششى بأصششل واحششد‪ ،‬وإلششى ذلشك‬
‫أشار الجعبري بقوله‪ :‬فبالجهة التقديم ثم بقربه وبعدهما التقديم بششالقوة اجعل )قششوله‪ :‬فبعششد عصششبة‬
‫النسب الخ( والحاصل أن من ل عصبة له بنسب وله معتق فله ماله كله أو الفاضل بعد الفروض‬
‫أو الفرض‪ ،‬سواء كان المعتق رجل أو امرأة‪ ،‬فإن لم يوجد فالمال لعصبته المتعصششبين بأنفسششهم‪،‬‬
‫وترتيبهم هنا كترتيبهم في النسب‪ ،‬فيقدم عند موت العتيق ابشن فشابنه وإن سشفل القشرب فشالقرب‬
‫فأب فجد‪ ،‬وإن عل‪ ،‬فبقية الحواشي‪ ،‬إل أن أخا المعتق وابن أخيه يقدمان على جده هنششا‪ ،‬فششإن لششم‬
‫يكن له عصبة فلمعتق المعتق ثم عصبته كذلك‪ ،‬ول ترث امرأة بولء إل معتقها‪ ،‬بفتششح التششاء‪ ،‬أو‬
‫منتميا إليه بنسب أو ولء‪ .‬وقوله عصبة الششولء‪ ،‬الضششافة فيششه مششن إضششافة المسششبب للسششبب‪ ،‬أي‬
‫عصبة سببها الولء )قوله‪ :‬وهو( أي العصبة‪ ،‬وذكر الضمير مراعششاة للخششبر‪ .‬وقششوله معتششق‪ ،‬أي‬
‫بأي وجه كان‪ ،‬ولو كان العتق بعوض‪ ،‬كما في الكتابة وغيرهشا‪ ،‬كشأنت حشر علشى ألشف أو بعتشك‬
‫نفسك بألف‪ ،‬وإنما ثبت بالولء العصششوبة كمششا ثبتششت بالنسششب لقششوله )ص(‪ :‬الششولء لحمششة كلحمششة‬
‫النسب‪) .‬واعلم( أن الرث به ثابت من جهة المعتق خاصة‪ ،‬لن النعام من جهته فقط‪ ،‬فششاختص‬
‫الرث به‪ ،‬فل يرث العتيق معتقه )قوله‪ :‬ذكرا كششان أو أنششثى( تعميششم فششي المعتششق‪ ،‬وذلششك لطلق‬
‫قوله )ص(‪ :‬إنما الولء لمن أعتق وليس لنا عصبة من النساء إل المعتقة‪ ،‬كما قال فششي الرحبيششة‪:‬‬
‫وليس في النساء طرا عصبة إل التي منت بعتق الرقبة )قوله‪ :‬فبعد المعتق الششخ( أي ثششم العصششبة‬
‫بعد المعتق ذكور عصبته‪ ،‬أي من النسب‪ ،‬وذلك لن العتيق لو كان رقيقا لستحقوه وكذا ميراثه‪.‬‬
‫وقوله دون إناثهم‪ ،‬أي إناث عصبته‪ ،‬أي بالغير‪ ،‬كالبنت مع البششن‪ ،‬أو مششع الغيششر كششالخوات مششع‬
‫البنات‪ ،‬فل ترث بنت المعتق ول أخته ول جدته‪ .‬ولو قال دون الناث‪ ،‬مششن غيششر إضششافة‪ ،‬لكششان‬
‫أولى‪ ،‬ليشمل إناث العصبة وغيرهن‪ ،‬كالم والجدة والزوجة )قوله‪ :‬ويششؤخر هنششا( أي فششي الرث‬
‫بالولء‪ ،‬واحترز به عن النسب فإنه ل يؤخر فيه الجد عنهما‪ ،‬بل يشارك الخ ويسششقط ابششن الخ‪.‬‬
‫وقوله عن الخ‪ ،‬متعلق بيؤخر‪ ،‬وإنما أخششر الجششد عنششه لن تعصششيب الخ يشششبه تعصششيب البششن‪،‬‬
‫لدلئه بالبنوة‪ ،‬وهي مقدمة على البوة‪ .‬وكان قياس ذلك أنشه فششي النسششب كششذلك‪ ،‬لكششن صششد عنششه‬
‫الجماع‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفة‪ .‬وقوله وابنه‪ ،‬بالجر عطف على الخ‪ ،‬وضميره يعود عليه‪ ،‬وإنما أخششر الجششد‬
‫عنه أيضا لقوة البنوة كما يقدم إبن البن على الب‪ ،‬ويجري ذلك في عم المعتق أو ابنه مششع أبششي‬
‫جده فيقدم عمه أو ابن عمه عليه )قششوله‪ :‬فمعتششق المعتششق( أي فبعششد ذكششور عصششبة المعتششق يكششون‬
‫العصبة معتق المعتق‪ .‬وقوله فعصبته‪ ،‬أي فبعد معتششق المعتششق عصششبته أي وبعششد عصششبته معتششق‬
‫معتق المعتق فعصبته‪ ،‬وهكذا‪) .‬تنبيه( كلم المؤلف كالصريح في أن الولء ل يثبت للعصبة فششي‬
‫حياة المعتق‪ ،‬بل إنما يثبت بعده‪ ،‬وليس بمراد‪ ،‬بل الولء ثابت لهم في حياة المعتق على المششذهب‬
‫المنصوص في الم‪ ،‬إذ لو لم يثبت لهم الولء إل بعد موته لم يرثوا وقال‬

‫] ‪[ 277‬‬

‫السبكي‪ ،‬تلخص للصحاب فيه وجهان‪ ،‬أصحهما أنه لهم معه‪ ،‬لكن هو المقدم عليهم فيمششا‬
‫يمكن جعله له كإرث المال ونحوه كالصلة عليه وولية تزويجه إذا كان المعتق ذكرا‪ ،‬أما مششا ل‬
‫يمكن جعله له كغسله إذا كان أنثى والمعتق ذكرا فيقدم غيره عليه‪ .‬قال في فتح الجواد مع المتن‪،‬‬
‫ثم الولء إما ولء مباشششرة علششى مششن مسششه رق‪ ،‬أو سششراية علششى عتقششاء العششتيق و عتقششاء عتقششائه‬
‫والعصبة فيه من ذكر أو ولء استرسال وسراية وهو الذي يثبت على أولد العتيق وأحفاده تبعا‪،‬‬
‫والعصبة فيه معتق أصل أب أو أم بالنسبة لمن رق أحد آبائه‪ ،‬أي أصوله‪ ،‬من جهششة الب دونششه‪،‬‬
‫فيرثه معتق ذلك الصل باسترسال الولء منه إليششه‪ ،‬لن النعمششة عليششه نعمششة علششى فرعششه‪ .‬وأفهششم‬
‫كلمه أن شرط هذا أن يمس الرق أحد آبائه‪ ،‬فل يكفي مسه لمه وحدها‪ ،‬فل ولء عليه لمواليهششا‬
‫لن النتساب إلى الب وهو حر مستقل ل ولء عليشه فليكشن الولشد مثلشه‪ ،‬وأن ل يمسشه رق وإل‬
‫كان ولؤه لمعتقه فعصبة معتقه فمعتق معتقه فعصبته لن ولء المباشششرة أقششوى‪ .‬ا‍ه )قششوله‪ :‬فلششو‬
‫اجتمع الخ( ل يظهر التفريع‪ ،‬فكان الولى التعبير بالواو‪ .‬وعقد في منهج والمنهاج لهششذه المسششألة‬
‫فصل مستقل وذكر قبلها كلما يناسبها‪ .‬وعبارة الول مع شرحه‪ ،‬فصل فششي كيفيششة إرث الولد‬
‫أولد البن انفرادا واجتماعا‪ ،‬لبن فأكثر التركة إجماعا ولبنت فأكثر ما مر في الفروض مششن أن‬
‫للبنت النصف وللكثر الثلثين‪ ،‬ولو اجتمعا‪ ،‬أي البنششون والبنششات‪ ،‬فالتركششة لهششم‪ ،‬للششذكر مثششل حششظ‬
‫النثيين الخ‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬فالتركة لهم للذكر مثل حظ النثيين( أي لقوله تعالى‪) * :‬يوصيكم ال فششي‬
‫أولدكم للذكر مثل حظ النثيين( * )‪ (1‬أي مثل نصيبهما )قوله‪ :‬وفضل الششذكر( أي علششى النششثى‬
‫وقوله بذلك‪ ،‬أي بأخذ مثل حظ النثيين )قوله‪ :‬لختصاصه( أي الذكر‪ .‬وقششوله بلششزوم مششا ل يلششزم‬
‫النششثى‪ ،‬عبششارة التحفششة‪ ،‬وفضششل الششذكر لختصاصششه بنحششو النصششرة‪ ،‬وتحمششل العقششل والجهششاد‪،‬‬
‫وصلحيته للمامة والقضاء وغيرها‪ .‬وجعل له مثلهششا لن لششه حششاجتين‪ :‬حاجششة لنفسششه‪ ،‬وحاجششة‬
‫لزوجته‪ .‬وهي لها الولى‪ ،‬بل قد تستغنى بالزوج‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وولد ابن( أي وإن نزل‪) .‬قوله‪ :‬فيما‬
‫ذكر( أي في نظير ما ذكر في البنين مع البنات والخوة مع الخوات‪ ،‬فإذا اجتمع ولشد البششن مشع‬
‫أنثى في درجته كأخته أو بنت عمه أو اجتمع أخ لب مع أخته من أبيه فالتركة لهششم‪ ،‬للششذكر مثششل‬
‫حظ النثيين‪ ،‬وكذا يعصب ابن البن من هي فوقه كإبن ابن ابششن مششع بنششت البششن‪ ،‬ومحلششه إن لششم‬
‫يكن لها سدس كبنت وبنت إبن وابن ابن ابن‪ ،‬وإل فل يعصبها‪ .‬وعبارة المنهج مششع شششرحه‪ ،‬ولششد‬
‫البن‪ ،‬وإن نزل‪ ،‬كالولد فيما ذكر إجماعا‪ ،‬فلو اجتمعا والولد ذكر أو ذكشر معشه أنشثى حجشب ولشد‬
‫البن إجماعا‪ ،‬أو أنثى وإن تعدت فله‪ ،‬أي لولد البن‪ ،‬ما زاد على فرضها من نصف أو ثلثين إن‬
‫كانوا ذكورا أو ذكورا وإناثا‪ ،‬ويعصب الذكر في الثانية من في درجته كأخته وبنششت عمششه‪ ،‬وكششذا‬
‫من فوقه كعمته وبنت عم أبيه إن لم يكن لها سدس‪ ،‬وإل فل يعصبها‪ ،‬فششإن كششان ولششد البششن أنششثى‬
‫وإن تعددت فلها مع بنت سدس‪ ،‬كما مر‪ ،‬تكملة الثلشثين‪ ،‬ول ششئ لهشا مشع أكشثر منهشا‪ ،‬كمشا مشر‪،‬‬
‫بالجماع‪ .‬وكذا كل طبقتين منهم‪ :‬أي من ولد البن‪ ،‬فولد ابن البن مع ولد البن كولد البششن مششع‬
‫الولد فيما تقرر‪ .‬ا‍ه‪ .‬وال سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫)‪ (1‬سورة النساء‪ ،‬الية‪11 :‬‬

‫] ‪[ 278‬‬

‫فصل في بيان أصول المسشائل أي فششي بيششان مشا يعشول منهشا ومشا يتبششع ذلششك‪ ،‬ككشون أحششد‬
‫العددين موافقا للخر أو مباينا‪ .‬والصول جمع أصل‪ ،‬وهو لغة‪ ،‬ما بنى عليه غيره‪ .‬وعرفا هنششا‪،‬‬
‫عدد مخرج فرض المسألة أو فروضها أو عدد رؤوس العصبة إن لم يكن فيها فرض‪ ،‬وتقششدم أن‬
‫علم الفرائض اسم لمجموع فقه المواريث وعلم الحساب الموصل إلى معرفة مششا يخششص كششل ذي‬
‫حق من التركة‪ .‬ولما أنهى الكلم على الجزء الول‪ ،‬أعني فقه المواريث‪ ،‬أي فهم قسمة التركششة‪،‬‬
‫كقولنا للزوج النصف وهكذا‪ ،‬شرع يتكلم على الجزء الثاني‪ ،‬أعني علم الحسششاب‪ ،‬وهششو المسششائل‬
‫التي يعرف بها تأصيل المسألة وتصحيحها‪ ،‬كقولنا كل مسألة فيها سدس فهي من ستة‪ ،‬وكل سهم‬
‫انكسر على فريق وباينته سششهامه يضششرب عششدد رؤوسششه فششي أصششل المسششألة‪ .‬وحاصششل الصششول‬
‫سبعة‪ :‬اثنان‪ ،‬وثلثة‪ ،‬وأربعة‪ ،‬وسشتة‪ ،‬وثمانيشة‪ ،‬وإثنشا عششر‪ ،‬وأربعشة وعششرون‪ ،‬وهشي مخشارج‬
‫الفروض‪ .‬فالثنان مخششرج النصششف‪ ،‬والثلثششة مخششرج الثلششث والثلششثين‪ ،‬والربعششة مخششرج الربششع‪،‬‬
‫والستة مخرج السدس‪ ،‬والثمانية مخرج الثمن‪ ،‬والثنششا عشششر مخششرج السششدس والربششع‪ ،‬أو الثلششث‬
‫والربع‪ ،‬والربعة والعشرون مخرج السدس والثمن‪ .‬وزاد بعض المتأخرين عليها أصلين آخرين‬
‫في مسائل الجد والخوة وهما ثمانية عشر وستة وثلثون‪ ،‬فأولهما كأم وجد وخمسششة إخششوة لغيششر‬
‫أم لن فيها سدسا وثلث الباقي وثانيهمششا كزوجششة وأم وجششد وسششبعة إخششوة لغيششر أم لن فيهششا ربعششا‬
‫وسدسا صحيحين وثلث الباقي‪ .‬والذي يعول من الصول ثلثة‪ ،‬الستة تعششول إلششى سششبعة‪ :‬كششزوج‬
‫وأختين لغير أم‪ ،‬وإلى ثمانية‪ :‬كهم وأم‪ ،‬وإلى تسعة‪ :‬كهششم وأخ لم‪ ،‬وإلششى عشششرة‪ :‬كهششم وأخ آخششر‬
‫لم‪ .‬والثنا عشر‪ :‬تعول إلى ثلثة عشر‪ :‬كزوجة وأم وأختين لغيششر أم‪ ،‬وإلششى خمسششة عشششر كهششم‬
‫وأخ لم‪ ،‬وإلى سبعة عشر‪ :‬كهم وأخ آخر لم‪ ،‬والربعة والعشرون تعول إلششى سششبعة وعشششرين‪:‬‬
‫كبنتين وأم وأب وزوجة )قوله‪ :‬أصل المسألة عدد الرؤوس( أي بعد تقدير الذكر برأسين إذا كان‬
‫معه أنثى‪ ،‬كما سيصرح به بقوله وقدر الذكر الخ )قششوله‪ :‬إن كششانت الورثششة عصششبات( أي وتقسششم‬
‫التركة عليهم بالسوية إن تمحضوا ذكورا كبنين أو إناثا كثلث نسششوة أعتقششن رقيقششا بالسششوية‪ ،‬ول‬
‫يتصور في غيرهن كما تقدم )قششوله‪ :‬كثلثششة بنيششن أو أعمششام( هششو تمثيششل لكششون الورثششة عصششبات‬
‫)قوله‪ :‬فأصلها( أي المسألة‪ .‬وقششوله ثلثششة‪ .‬بعششدد رؤوسششهم )قششوله‪ :‬وقششدر( فعششل أمششر بمعنششى عششد‬
‫واحسب‪ ،‬فهو يتعدى إلى مفعولين‪ :‬الول قششوله الششذكر‪ ،‬والثششاني قششوله أنششثيين‪ .‬ويحتمششل أن يكششون‬
‫ماضيا مبنيا للمجهول‪ ،‬والذكر نائب فاعله‪ .‬وفي ش ق‪ :‬إنما لم يقدر النثيان بذكر لنه ل يطششرد‪،‬‬
‫إذ قد تكون الورثة ثلث بنات وأخا‪ ،‬ولو قدر النثيان بذكر لبقيت واحششدة‪ ،‬بخلف العكششس‪ ،‬فششإنه‬
‫مطرد في كل صورة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أي الصنفان( تفسير لضمير اجتمعا‪ ،‬وهما ذكور وإناث )قشوله‪:‬‬
‫من نسب( حال من الصنفان‪ ،‬أي حال كون الصنفين كائنين من النسب‪ .‬وخرج به ما إذا كانا من‬
‫الولء فإن الرث حينئذ ل بعدد الرؤوس‪ ،‬بل بحسب الشركة في العتق إن كانا معتقين‪ ،‬فإن كانششا‬
‫ورثة معتق فالرث للذكر دون الناث‪ ،‬كما تقدم )قوله‪ :‬ففي ابن وبنت( تفريع على تقششدير الششذكر‬
‫أنثيين عند اجتماع الصنفين‪ ،‬ولو جعله تمثيل لذلك لكان أولى )قوله‪ :‬يقسم المتروك( أي ما تركه‬
‫الميت وخلفه‪ ،‬وهو التركة‪ ،‬سواء كانت مال أو حقا )قوله‪ :‬ومخارج الخ( كان المناسب أن يششذكر‬
‫قبله ما يقابل المتن‪ ،‬كأن يقول‪ :‬فإن كانت الورثششة أصششحاب فششروض أو بعضششهم صششاحب فششرض‬
‫وبعضششهم تعصششيب فأصششلها مششن مخششرج ذلششك الفششرض‪ .‬والفششرض هششو الكسششر‪ ،‬كششالثمن والربششع‬
‫والنصف‪ .‬ومخرج العدد‪ ،‬كالثمانية والربعة والثنين‪ .‬قال م ر‪ :‬وكلها‪ ،‬أي الفروض‪ ،‬مشتقة من‬
‫اسم العدد‪ ،‬إل النصف فإنه من المناصفة‪،‬‬

‫] ‪[ 279‬‬

‫لتناصف القسمين واستوائهما‪ .‬ولو أريد ذلك لقيل ثني‪ ،‬بضششم أولششه‪ ،‬كثلششث ومششا بعششده‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وقوله لقيل ثنى‪ ،‬أي يعبر عن النصف بثنى ليكون مشتقا من العششدد‪ ،‬وهششو اثنششان‪ .‬ا‍ه‪ .‬سششم )قششوله‪:‬‬
‫فإن كان في المسألة الخ( كأنه قال هششذا إذا كششان فششي المسششألة فششرض واحششد فقششط‪ ،‬فششإن كششان فيهششا‬
‫فرضان الخ‪ .‬وحاصل الكلم على ذلك أنه إذا كان في المسألة فرضان فششأكثر أي عششددان فششأكثر‪،‬‬
‫فإمشا أن يكشون بينهمشا تماثشل أو تشدخل أو توافشق أو تبشاين‪ ،‬فأمشا التماثشل‪ ،‬فبشأن يكشون عشدد أحشد‬
‫المتماثلين مثل عدد الخر‪ ،‬وأما التداخل‪ ،‬فبأن يفنى الكثر بالقل مرتين فأكثر كثلثة مع ستة أو‬
‫تسعة‪ ،‬وأما التوافق‪ ،‬فبأن يكون بين العددين توافق في جزء من الجشزاء‪ ،‬وأمشا التبشاين‪ ،‬فبشأن ل‬
‫يحصل توافق بينهما في جزء من الجزاء‪ .‬ثم إن الحكم في المتمششاثلين أن تأخششذ أحششدهما وتكتفششي‬
‫به عن الخر‪ ،‬وفي المتداخلين أن تأخذ العدد الكبر‪ ،‬وفششي المتششوافقين أن تضششرب وفششق أحششدهما‬
‫في كامل الخر‪ ،‬وفي المتباينين أن تضرب أحدهما كامل في الخر كششذلك‪ .‬ثششم إن الشششارح ذكششر‬
‫هذه النسب الربع في تأصيل المسائل فقط‪ ،‬وهو تحصيل مخششرج فروضششها‪ ،‬وتجششري أيضششا فششي‬
‫تصحيح المسائل وهو تحصيل أقل عششدد يخششرج منششه نصششيب كششل وارث صششحيحا‪ ،‬وسششمي بششذلك‬
‫لكون القصد منه سلمة الحاصل لكل وارث مشن الكسششر‪ ،‬وهشو ناششئ عشن التأصشيل غالبشا‪ .‬وقششد‬
‫يتحدان‪ ،‬كما في مسألة زوج وأبوين التي هي إحدى الغراوين‪ ،‬وبيان ذلك أنششك إذا عرفششت أصششل‬
‫المسألة فإن انقسمت السهام فذاك واضح‪ ،‬وإن انكسرت السهام على صنف فقابششل سششهامه بعششدده‪،‬‬
‫فإما أن يتباينا أو يتوافقا‪ ،‬فإن تباينا فاضرب عششدده فششي المسششألة بعولهششا إن عششالت‪ ،‬ومنششه تصششح‪،‬‬
‫كزوجة وأخوين لهما ثلثة منكسرة‪ ،‬فيضرب اثنان عددهما في أربعة أصل المسألة تبلغ ثمانيششة‪،‬‬
‫ومنها تصح‪ ،‬وإن توافقا فاضرب وفق عدد الصنف في المسألة بعولها إن عالت‪ ،‬فما بلغ صششحت‬
‫منه‪ ،‬كأم وأربعة أعمام لهم سهمان يوافقان عددهما بالنصف فتضرب اثنين في ثلثششة تبلششغ سششتة‪،‬‬
‫ومنها تصح‪ .‬وإن انكسرت على صنفين فقابل سهام كل صنف بعدده أيضا‪ ،‬فششإن توافقششا رد عششدد‬
‫رؤوس الصنف الموافق إلى وفقه‪ ،‬وإن تباينا فششاترك عششدد كششل فريششق بحششاله ثششم انظششر بيششن عششدد‬
‫رؤوسهما‪ ،‬فإن تماثل فاضرب أحدهما في أصل المسششألة بعولهششا إن كششان‪ ،‬وإن تششداخل فاضششرب‬
‫أكثرهما في أصل المسألة كذلك‪ ،‬وإن توافقا فاضرب وفششق أحششدهما فششي الخششر ثششم الحاصششل فششي‬
‫أصل المسألة بعولها إن كان‪ ،‬وإن تباينا فاضرب أحدهما في الخر ثم الحاصل في أصل المسألة‬
‫كذلك‪) .‬والحاصل( تنظر أول بين السهام والرؤوس وتحفظ عدد الفريق الذي باينته سهامه ووفق‬
‫الفريق الذي وافقته سهامه‪ ،‬ثم تنظر ثانيا في هذين المحفوظين‪ ،‬فإن كانا متمششاثلين فخششذ أحششدهما‪،‬‬
‫وإن كانا متداخلين فخذ الكثر‪ ،‬وإن كانا متوافقين فاضرب وفق أحششدهما فششي جميششع الخششر‪ ،‬وإن‬
‫كانا متباينين فاضرب جميع أحدهما في جميع الخر‪ ،‬ثم بعد ذلك تأخذ الحاصل في كل حالة مششن‬
‫هذه الحالت الربع‪ ،‬ويسمى جزء منهم المسألة‪ ،‬وتضربه في أصششل المسششألة بعولهششا إن عششالت‪،‬‬
‫ولنمثل لك لبعضها فنقول‪ ،‬مثال المحفوظين المتماثلين مع تباين السهام للرؤوس أم وخمسة إخوة‬
‫لن وخمسة أعمام‪ ،‬فأصل المسألة من ستة للم السدس واحد وللخوة للم الثلث اثنان‪ ،‬منكسششرة‬
‫عليهم‪ ،‬وللخمسة أعمام ثلثة منكسرة عليهم أيضا‪ ،‬وبيششن الششرؤوس تماثششل فتأخششذ أحششد المتمششاثلين‬
‫وتضربه في أصل المسألة بثلثين ومنها تصح‪ ،‬ومثالهما مع توافق السششهام للششرؤوس أم وعشششرة‬
‫إخوة لم وخمسة عشرة عما‪ ،‬فأصل المسألة من ستة أيضا‪ ،‬للم السدس واحششد وللعشششرة الخششوة‬
‫اثنان الثلث وهما موافقان لرؤوسهم بالنصف فترد الرؤوس لوفقها وهششو خمسششة وللخمسششة عشششر‬
‫عما ثلثة وهي موافقة للرؤوس بالثلث‪ ،‬فترد الرؤوس لوفقها وهو خمسششة وبيششن الششوفقين تماثششل‪،‬‬
‫فتأخذ أحدهما‪ ،‬وهو خمسة‪ ،‬وتضربه في أصل المسألة‪ ،‬وهو ستة بثلثيششن‪ ،‬ومنهششا تصششح‪ ،‬وقششس‬
‫على ذلك أمثلة بقية الحوال الربعة‪ ،‬وقس أيضششا علششى النكسششار علششى صششنفين النكسششار علششى‬
‫ثلثة وعلى أربعة‪ ،‬وبيان ذلك كله مبسوط في محلششه‪ ،‬فششاطلبه إن شششئت )قششوله‪ :‬كنصششفين( أي أو‬
‫نصف‪ ،‬وما بقي كزوج وعششم‪ ،‬كمششا سششيأتي‪ ،‬وقششوله فششي مسششألة زوج وأخششت‪ ،‬أي شششقيقة أو لب‪،‬‬
‫وهذه المسألة تلقب باليتيمة‪ ،‬إذ ليششس لنششا شخصششان يرثششان المششال مناصششفة فرضششا سششواهما‪ ،‬فهششي‬
‫كالدرة اليتيمة‪ ،‬أي التي ل نظير لها )قوله‪ :‬فهي( أي هذه المسألة‪ .‬وقوله من الثنيششن‪ ،‬أي أصششلها‬
‫من الثنين‪ ،‬والول حذف أل )قوله‪ :‬وعند تداخلهما بأكثرهما( أي ويكتفي عند‬

‫] ‪[ 280‬‬

‫تداخل المخرجين بأكثرهما‪ ،‬فالظرف معطوف على الظرف الول‪ ،‬فهو متعلق بمششا تعلششق‬
‫به )قوله‪ :‬كسدس وثلث( فالول من ستة‪ ،‬والثاني من ثلثة‪ ،‬وبينها تداخل‪ ،‬فيكتفشي بششالكثر وهشو‬
‫الستة )قوله‪ :‬وولديها( أي الم‪ ،‬وهما أخو الميت من الم )قوله‪ :‬فهي من سششتة( أي فالمسششألة مششن‬
‫ستة‪ ،‬للم واحد سدسها‪ ،‬ولولديها اثنان ثلثها‪ ،‬والباقي‪ ،‬وهو ثلثششة‪ ،‬للخ الشششقيق أو للب )قششوله‪:‬‬
‫وكذا يكتفي الخ( فصله بكذا‪ ،‬لنه ليس فيه تداخل‪ ،‬إذ ثلث الباقي ليس داخل في الربعة‪ ،‬مع أنششه‬
‫يكتفي بالكثر‪ ،‬وهو الربع‪ ،‬عن الصغر‪ ،‬وهو ثلث الباقي‪ ،‬فتكون من أربعة تأصيل‪ .‬ا‍ه‪ .‬ش ق‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬في زوجة وأبوين( فالزوجة لها الربع والم لها ثلث الباقي‪ ،‬وما بقي للب‪ .‬فالمسألة مششن‬
‫أربعة‪ :‬للزوجة واحد من أربعة‪ ،‬والم لها واحد من ثلثة‪ ،‬والباقي للب )قشوله‪ :‬وعنششد توافقهمشا(‬
‫معطوف على عنششد تماثششل المخرجيششن‪ :‬أي واكتفشى عنششد توافشق المخرجيششن‪) .‬وقشوله‪ :‬بمضششروب‬
‫أحدهما في الخر( أي بحاصل ذلك )قوله‪ :‬كسدس وثمن( فالول من سششتة‪ ،‬والثششاني مششن ثمانيششة‪،‬‬
‫وبينهما توافق‪ ،‬إذ كل منهما له نصف صششحيح‪ ،‬فيضشرب نصشف السششتة‪ ،‬وهشو ثلثشة‪ ،‬فشي كامشل‬
‫الخر‪ ،‬وهو ثمانية‪ ،‬بأربعششة وعششرين‪ .‬وقشوله فشي مسششألة أم وزوجشة وابشن‪ ،‬فشالم لهششا السششدس‪،‬‬
‫والزوجة لهششا الثمشن‪ ،‬ومشا بقششي للبشن )قشوله‪ :‬وعنشد تباينهمشا( معطشوف أيضشا علشى عنششد تماثشل‬
‫المخرجين‪ ،‬أو واكتفى عند تباين المخرجين‪) .‬وقوله‪ :‬بمضروب الخ( أي بحاصششله )قششوله‪ :‬كثلششث‬
‫وربع( فالول من ثلثة‪ ،‬والثاني من أربعششة‪ .‬وقششوله فششي مسششألة أم وزوجشة وأخ لبششوين أو لب‪،‬‬
‫فالم لها الثلث والزوجة لها الربششع‪ ،‬ومششا بقششي فللخ المششذكور )قششوله‪ :‬فهششي( أي المسششألة‪ .‬وقششوله‬
‫حاصل الخ‪ ،‬بدل من اثني عشر )قوله‪ :‬وأصل مسألة كل فريضة الششخ( ل يخفششى مششا فششي عبششارته‬
‫متنا وشرحا من عدم اللتئام والرتباط‪ ،‬فكان المناسب أن يذكر أول مفهوم القيد‪ ،‬أعني‪ ،‬قوله إن‬
‫كانت الورثة عصبات‪ ،‬ويذكر ما هو مرتب عليه‪ ،‬كما نبهت عليه‪ ،‬كأن يقول فششإن كششانت الورثششة‬
‫أصحاب فروض كلهم أو بعض فأصل المسألة مخرج فرضها‪ ،‬ثم يعد مخارج الفششروض السششبعة‬
‫التي ذكرها‪ ،‬ثم يرتب عليها قوله وأصل كل مسألة الخ‪ ،‬ويقدم ذلك كلششه علششى قششوله فششي الشششرح‪،‬‬
‫فإن كان في المسألة فرضان الخ‪ ،‬ويذكر قوله المذكور كالتعليل لما ذكره بقوله وأصل كل مسألة‬
‫الخ‪ ،‬كأن يقول وذلك لنه إن كان فششي المسششألة الششخ‪ .‬فتنبششه‪ .‬وقششوله كششل فريضششة‪ ،‬أي‪ :‬كششل مسششألة‬
‫مشتملة على فريضة بمعنى مفروضة‪ ،‬أي سهام مقدرة‪ ،‬ول يخفششى مشا فشي عبشارته مششن الركاكشة‬
‫الحاصلة بزيادته لفظة مسألة قبل لفظة كل‪ ،‬لن المعنيس عليه وأصل مسألة كل مسألة الخ‪ .‬ولششو‬
‫أخر لفظة مسألة عن لفظة كل‪ ،‬كأن قال وأصل كل مسألة فريضة الخ‪ ،‬أي مسششألة مشششتملة علششى‬
‫سهام مفروضة‪ ،‬لسلمت منها‪ .‬وقوله فيها نصفان‪ ،‬الجملة صششفة لفريضششة‪ ،‬أي فريضششة موصششوفة‬
‫بأن فيها نصفين‪ .‬ول يخفى أيضا ما فيه من ظرفية الشئ في نفسه‪ ،‬إذ الفريضة هي النصششفان أو‬
‫النصف وما بقي‪ .‬وهكذا إل أن يقال من ظرفية المفصل في المجمل‪ .‬فتنبه )قوله‪ :‬كششزوج وأخششت‬
‫لب( تمثيل للفريضششة الششتي فيهشا نصششفان‪ ،‬وذلششك لن الشزوج لشه النصشف والخشت لب ‪ -‬أي أو‬
‫شقيقة ‪ -‬لها النصف )قوله‪ :‬أو نصف وما بقي( أي مششع مششا بقششي مششن التركششة‪ .‬وقششوله كششزوج وأخ‬
‫لب‪ ،‬أي أو شقيق بالولى‪ ،‬فالزوج له النصف والخ له ما بقي لنه عصبة )قششوله‪ :‬اثنششان( خششبر‬
‫أصل‪ .‬وقوله مخرج النصف‪ ،‬أي وهما مخرج النصف )قوله‪ :‬أو فيهششا ثلثششان( قششدر الشششارح لفششظ‬
‫فيها إشارة إلى أن ثلثان معطوف على نصفان‪ .‬وقوله وثلششث‪ ،‬أي مششع ثلششث‪ .‬وقششوله كششأختين لب‬
‫وأخششتين لم تمثيششل للفريضششة الششتي فيهششا ثلثششان وثلششث‪ ،‬فالختششان لب أو لب ولم لهمششا الثلثششان‪،‬‬
‫والختان لم لهما الثلث‪ .‬وقوله أو ثلثان وما بقي معطوف أيضا على نصششفان‪ ،‬أي أو فيهششا ثلثششان‬
‫وما بقي )قوله‪ :‬كبنتين وأخ لب( تمثيل للفريضة التي فيها ثلثان وما بقي‪ ،‬إذ البنتان لهما الثلثان‬

‫] ‪[ 281‬‬

‫والخ لب له الباقي لنه عصبة )قوله‪ :‬أو ثلث وما بقششي( معطشوف أيضشا علشى نصششفان‪،‬‬
‫أي أو فيها ثلث وما بقي‪ .‬وقوله كأم وعم‪ ،‬تمثيل له‪ ،‬إذ الم لها الثلث والعم له الباقي لنه عصششبة‬
‫)قوله‪ :‬ثلثة( خبر أصل المقدر قبل فيها ثلثان‪ ،‬أي وأصل الفريضة الششتي فيهششا ثلثششان الششخ ثلثششة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬مخرج الثلث( بدل من ثلثة أو خبر لمبتدأ محذوف‪ ،‬أي وهي مخرج الثلث )قوله‪ :‬أو فيها‬
‫ربع( معطوف على فيها نصفان‪ ،‬أي وأصل كل فريضة فيها ربع وما بقي‪ .‬وقوله كزوجششة وعششم‬
‫تمثيل له‪ ،‬إذ الزوجة لها الربع والعم له الباقي لنه عصبة‪ .‬وقوله أربعة‪ ،‬خبر المبتدأ المقدر قبششل‬
‫قوله فيها ربع‪ .‬وقوله مخرج الربع‪ ،‬بدل‪ ،‬أو خبر لمبتدأ محذوف‪ ،‬أي وهي مخرج الربع‪) .‬قشوله‪:‬‬
‫أو فيها سدس وما بقي الخ( معطوف أيضا على فيها نصفان‪ .‬وقوله كأم وابن‪ ،‬تمثيششل لششه‪ :‬إذ الم‬
‫لها السدس والبن له الباقي لنه عصبة‪ .‬وقوله أو سدس وثلث‪ ،‬أي أو فيها سششدس وثلششث‪ ،‬وقششوله‬
‫كأم وأخوين لم‪ ،‬تمثيل له‪ ،‬إذ الم لها السدس والخوان لم لهما الثلث‪ .‬وقوله أو سششدس وثلثششان‪،‬‬
‫أي أو فيها سدس وثلثان‪ .‬وقوله كأم وأختين لب‪ ،‬تمثيششل لششه‪ .‬إذ الم لهششا السششدس والختششان لهمششا‬
‫الثلثان )قوله‪ :‬أو سدس ونصف( أي أو فيها سدس ونصف‪ .‬وقوله كأم وبنت تمثيل له‪ :‬إذ الم لها‬
‫السدس والبنت لها النصف‪ .‬وقوله ستة‪ ،‬خبر المبتدأ المقشدر‪ ،‬وهشو راجشع للربشع صشور‪ .‬وقشوله‬
‫مخرج السدس‪ ،‬يقال فيه ما تقدم )قوله‪ :‬وفيها ثمن وما بقي( معطشوف أيضشا علشى فيهشا نصشفان‪،‬‬
‫أي والصل في كل فريضة فيها ثمن مع ما بقي‪ .‬وقوله كزوجة وابن‪ ،‬تمثيل لشه‪ ،‬إذ الزوجشة لهشا‬
‫الثمن والبن له الباقي‪ .‬وقوله أو ثمن ونصف وما بقششي‪ ،‬أي أو فيهششا ثمششن ونصششف مششع مششا بقششي‪.‬‬
‫وقوله كزوجة وبنت وأخ لب‪ ،‬تمثيل له‪ ،‬إذ الزوجة لها الثمن والبنششت لهششا النصششف والخ للب‪،‬‬
‫أي الشقيق له الباقي لنه عصبة )قوله‪ :‬ثمانية( خبر المبتدأ المقدر‪ ،‬وهو راجع للمسألتين‪ .‬وقششوله‬
‫مخرج الثمن‪ ،‬يقال فيه ما تقدم )قوله‪ :‬أو فيها ربع وسششدس( معطششوف أيضششا علششى فيهششا نصششفان‪.‬‬
‫وقوله كزوجة وأخ لم‪ ،‬تمثيل له‪ ،‬إذ الزوجة لها الربع والخ للم له السدس‪ .‬وقششوله اثنششا عشششر‪،‬‬
‫خبر المبتدأ المقدر أيضا‪ .‬وقوله مضروب الخ‪ ،‬بدل أو خبر لمبتدأ محذوف‪ ،‬أي وهي مضروب‪،‬‬
‫أي حاصل مضروب وفق أحد المخرجين في الخر‪ ،‬إذ بينهما موافقة بالنصششف‪ .‬والقاعششدة أنهمششا‬
‫إذا كانا كذلك يضرب وفق أحدهما فششي كامشل الخششر‪ ،‬فيضششرب نصششف السشتة‪ ،‬وهشو ثلثششة‪ ،‬فششي‬
‫الربعة‪ ،‬أو نصف الربعة‪ ،‬وهو اثنان‪ ،‬في الستة فيكون الحاصل اثني عشر )قوله‪ :‬أو فيها ثمششن‬
‫وسدس( أي وما بقي‪ .‬وكان عليه أن يزيده وهو معطوف على فيها نصششفان أيضششا‪) .‬واعلششم( أنششه‬
‫ذكر عند كل أصل من الصول التي عدها لفظ فيها إشارة إلى أن ما دخلت عليه أصششل‪ ،‬فششإن لششم‬
‫يكن أصل‪ ،‬كالمسائل المندرجة تحت الصل‪ ،‬لم يذكر فيها ذلك إشارة إلى أنه ليس بأصل‪ .‬فتنبه‪.‬‬
‫وقوله أربعة وعشرون‪ ،‬خبر المبتدأ المقدر‪ ،‬وهو لفظ أصل‪ .‬وقوله مضششروب وفششق أحششدهما فششي‬
‫الخر‪ ،‬يقال فيه ما تقدم‪ ،‬فالربعة والعشرون حاصل مضروب وفق أحد المخرجين فششي الخششر‪،‬‬
‫وذلك لن بين الثمانية والستة توافقا بالنصف فيضرب نصف أحدهما في كامل الخر يبلغ أربعة‬
‫وعشرين‪ ،‬وهذا آخر عدد أصول المسائل‪ ،‬وحاصلها سبعة‪ ،‬اثنان وثلثة وأربعششة وسششتة وثمانيششة‬
‫واثنا عشر وأربعة وعشرون‪ ،‬وهذه هي المتفق عليهششا‪ .‬وأمششا المختلششف فيششه فثمانيششة عشششر وسششتة‬
‫وثلثون‪ ،‬ول يكونان إل في مسائل الجد والخوة حيث كان ثلث الباقي خيرا له‪ .‬والراجششح أنهمششا‬
‫أصلن‪ ،‬ل تصحيحان‪ ،‬وذلك لن ثلث البشاقي فشرض مضشموم لفشرض آخشر أو لفرضشين فيجشب‬
‫اعتباره‪ ،‬وأقل عدد يخرج منه السدس وثلث الباقي صحيحا ثمانية عشر كما في أم وجشد وخمسشة‬
‫إخوة لغير أم فللم ثلثة وهي السدس وللجد ثلث الباقي خمسة ولكل أخ اثنان من العششرة الباقيشة‬
‫وأقل عدد يخرج‬

‫] ‪[ 282‬‬

‫منه السدس والربع وثلث الباقي صششحيحا سششتة وثلثششون وذلششك كمششا فششي أم وزوجششة وجششد‬
‫وسبعة إخوة لغير أم للم السدس ستة وللزوجة الربع تسعة وللجششد ثلششث البششاقي سششبعة‪ ،‬ولكششل أخ‬
‫اثنان من الربعة عشر الباقية وهذا ما عليه المحققون‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬تصحيح ل تأصيل‪ ،‬فأصششل‬
‫الولى من ستة مخرج السدس ول ثلث صششحيح للبششاقي بعششد سششدس الم تضششرب ثلثششة فششي سششتة‬
‫بثمانية عشر‪ ،‬وقد علمت قسمتها‪ .‬وأصل الثانية من اثني عشر مخششرج السششدس والربششع ول ثلششث‬
‫صحيح للباقي بعد سدس الم وربع الزوجة تضششرب ثلثششة فششي اثنششي عشششر بسششتة وثلثيششن‪ ،‬وقششد‬
‫علمت قسمتها )قوله‪ :‬وتعول الخ( اعلم أن العول لغة الرتفاع والزيادة‪ ،‬وفششي الصششطلح زيششادة‬
‫ما يبلغه مجموع السهام المششأخوذ مشن الصششل عنششد ازدحششام الفششروض عليششه ومششن لزمششه دخششول‬
‫النقص على أهلها بحسب حصصهم‪ .‬ولم يقع العول في زمن النبي )ص( ول في زمن أبششي بكششر‬
‫رضي ال عنه‪ ،‬وإنما وقع في زمن عمر رضي ال عنه‪ .‬وقد روي عشن ابشن عبشاس رضشي الش‬
‫عنهما أنه قال‪ :‬أول من عال الفرائض عمر رضي الش عنششه‪ ،‬لمششا التششوت عليششه الفششرائض ودافششع‬
‫بعضها بعضا‪ ،‬وقال ما أدري أيكم قدم ال ول أيكم أخر‪ ،‬وكان امرءا ورعا‪ ،‬فقششال مششا أجششد شششيئا‬
‫أوسع لي من أن أقسم التركة عليكم بالحصص‪ ،‬وأدخل على كل ذي حق ما أدخل عليه من عول‬
‫الفريضة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وروي أن أول فريضة عششالت فششي السششلم زوج وأختششان‪ ،‬فلمششا رفعششت إلششى عمششر‬
‫رضي ال عنه قال إن بدأت بالزوج أو بالختين لم يبق للخششر حقششه‪ ،‬فأشششيروا علششي‪ ،‬فششأول مششن‬
‫أشار بالعول العباس رضي ال عنه على المشهور‪ ،‬وقيل علشي رضشي الش عنشه‪ ،‬وقيشل زيشد بشن‬
‫ثابت رضي ال عنه‪ ،‬والظاهر‪ ،‬كما قال السبكي رحمه ال‪ ،‬أنهم كلهم تكلموا في ذلششك لستشششارة‬
‫عمر رضي ال عنه إياهم واتفقوا على العول‪ .‬فلما انقضى عصشر عمشر رضشي الش عنشه أظهشر‬
‫ابن عباس رضي ال عنهما الخلف في المباهلة‪ ،‬فقيل له ما بالك لم تقل هششذا لعمششر ؟ فقششال كششان‬
‫رجل مهابا‪ .‬وقوله ثلثة‪ ،‬ضابطها الستة وضعفها وضعف ضعفها‪ .‬قال في الرحبية‪ :‬فإنهن سبعة‬
‫أصول ثلثة منهششن قششد تعشول وبعششدها أربعششة تمششام ل عششول يعروهششا ول انثلم )قششوله‪ :‬سششتة إلششى‬
‫عشرة( أي تعول الستة أربع مرات على توالي العداد إلى أن تبلغ عشرة )قوله‪ :‬كزوج وأخششتين‬
‫لغير أم( أي فمسألتهم من ستة‪ ،‬لن فيها نصفا وثلششثين‪ ،‬فللششزوج ثلثششة وللخششتين الثلثششان أربعششة‪،‬‬
‫ومجموعهما سبعة‪ ،‬فيقسم المال بينهما أسباعا‪ ،‬للزوج نصف عائل‪ ،‬وهو ثلثة أسششباع‪ ،‬ولخششتين‬
‫ثلثان عائلن‪ ،‬وهما أربعة أسباع‪) .‬قوله‪ :‬وإلى ثمانية( معطوف على قوله إلى سبعة‪ ،‬أي وعولها‬
‫إلى ثمانيششة‪ .‬وقششوله كهششم‪ ،‬أي زوج وأخششتين لغيششر أم‪ .‬وقششوله وأم‪ ،‬أي وزيششادة أم عليهششم‪ ،‬فللششزوج‬
‫النصف ثلثة‪ ،‬وللختين الثلثان أربعة‪ ،‬وللم السدس واحد‪ ،‬ومجموع ذلك ثمانية فيصششير للششزوج‬
‫ربع وثمن‪ ،‬وللم ثمن وللختين نصششف‪ .‬ومثششل ذلششك المباهلششة‪ ،‬وهششي زوج وأم وأخششت شششقيقة أو‬
‫لب‪ ،‬فللششزوج النصششف وللم الثلششث وللخششت النصششف ومجموعهششا ثمانيششة‪ ،‬وهششذا هششو مششذهب‬
‫الجمهور‪ .‬وعند ابن عباس رضي ال عنهما للزوج النصف وللم الثلث والبششاقي للخششت‪ ،‬وعنششه‬
‫قول آخر هو أن للزوج النصف والباقي بين الم والخت وإنما لقبت بالمباهلشة لقشول ابشن عبشاس‬
‫رضي ال عنهما‪ :‬إن شاءوا فلندع أبناءنا وأبناءهم ونساءنا ونساءهم وأنفسششنا وأنفسششهم ثششم نبتهششل‬
‫فنجعل لعنة ال على الكاذبين‪ .‬والبتهال مأخوذ من قولهم بهله ال‪ ،‬أي لعنه وأبعششده مشن رحمتششه‪،‬‬
‫أو من قولك أبهلته‪ ،‬إذا أهملته‪ .‬وأصل البتهال ما ذكر‪ ،‬ثم استعمل في كل دعاء يجتهد فيشه‪ ،‬وإن‬
‫لم يكن التعانا‪) ،‬قوله‪ :‬وإلى تسعة( معطوف على قوله إلى سبعة‪ ،‬أي وعولهشا إلشى تسششعة‪ .‬وقشوله‬
‫كهششم وأخ لم‪ ،‬أي كششزوج وأخششتين لغيششر أم وأم وزيششادة أخ لم عليهششم‪ ،‬فللششزوج النصششف ثلثششة‬
‫وللختين الثلثان أربعة وللم السدس واحد وللخ للم السدس كششذلك ومجموعهششا تسششعة‪ ،‬فيصششير‬
‫للزوج ثلثة أتساع وللختين أربعة أتساع وللم تسع وللخ كذلك )قوله‪:‬‬

‫] ‪[ 283‬‬

‫وإلى عشرة( معطوف على قوله إلى سبعة‪ ،‬أي وعولها إلى عشششرة‪ ،‬وتلقششب مسششألتهم بششأم‬
‫الفروخ‪ ،‬لنها شبهت بطائر وحششوله أفراخششه‪ ،‬وبالشششريحية لن القاضششي شششريحا أول مششن جعلهششا‬
‫عشرة‪ .‬وقوله كهم وأخ آخر لم‪ ،‬أي كزوج وأختين لغير أم وأم وأخ لها زيادة أخ آخر لها أيضا‪،‬‬
‫فللششزوج النصششف ثلثششة وللخششتين الثلثششان أربعششة وللم السششدس واحششد وللخششوين الثلششث اثنششان‬
‫ومجموعها عشرة فيصير للزوج ثلثة أعشار وللخششتين أربعششة وللم عشششر وللخششوين عشششران‬
‫)قوله‪ :‬وتعول اثنا عشر إلى سبعة عشر وترا( أي تعول ثلث مرات وترا فقششط‪ :‬أي علششى تششوالي‬
‫الفراد )قوله‪ :‬فعولها( أي الثني عشر إلى ثلثة عشر )قوله‪ :‬كزوجششة وأم وأخششتين لغيششر أم( أي‬
‫فمسششألتهم مششن اثنششي عشششر لن فيهششا ربعششا وسدسششا‪ ،‬فللزوجششة الربششع ثلثششة وللم السششدس اثنششان‬
‫وللختين الثلثان ومجموعها ثلثة عشر )قوله‪ :‬وإلى خمسة عشر( أي وعولها إلى خمسة عشششر‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬كهم وأخ لم‪ ،‬أي كزوجة وأم وأختين لغير أم وزيادة أخ لم فيششزاد لششه اثنششان‪ ،‬فششإذا ضششما‬
‫إلششى الثلثشة عشششر يصششير المجمششوع خمسششة عشششر فيصششير للششزوج ثلثشة أخمششاس وللم خمسششان‬
‫وللخت ثمانية أخماس وللخ للم خمسان )قوله‪ :‬وإلى سبعة عشر( أي وعولها إلى سبعة عشر‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬كهم وأخ آخر لم( أي وزيادة أخ آخر لم فيزداد له اثنان فإذا ضششما إلششى الخمسششة عشششر‬
‫يصير المجموع سبعة عشر‪ .‬ومثلهششا فششي ذلششك أم الرامششل وهششي جششدتان وثلث زوجششات وأربششع‬
‫أخششوات لم‪ ،‬وثمششان أخششوات لبششوين أو لب‪ ،‬فللجششدتين السششدس اثنششان وللزوجششات الربششع ثلثششة‬
‫وللخوات للم الثلث أربعة وللخوات للبوين الثلثان ثمانية ومجمششوع ذلششك سششبعة عشششر‪ ،‬وكمششا‬
‫تلقب بذلك تلقب بأم الفروج‪ ،‬بالجيم‪ ،‬لنوثة الجميع‪ ،‬وبالدينارية لن الميت لو تششرك سششبعة عشششر‬
‫دينارا خص كل دينار )قوله‪ :‬وتعول أربعة وعشرون لسبعة وعشرين فقط( أي فعولها إلششى ذلششك‬
‫مرة واحدة‪ .‬وتلقب هذه المسألة بالبخيلة لقلة عولها‪ .‬وقد نظمها وما قبلها في الرحيبة بقوله‪ :‬فتبلغ‬
‫الستة عقد العشرة في صورة معروفة مشتهرة وتلحق التي تليها في الثر بالعول أفرادا إلى سششبع‬
‫عشر والعدد الثششالث قششد يعششول بثمنششه فاعمششل بمششا أقششول )قشوله‪ :‬كبنششتين وأبششوين وزوجششة( فأصششل‬
‫مسألتهم من أربعة وعشرين لن فيها ثمنا للزوجة وثلثين للبنتين وبينهما تبششاين فيضششرب مخششرج‬
‫أحدهما وهو ثلثة مثل في كامل مخرج الخر‪ ،‬وهو ثمانيششة‪ ،‬يكششون الحاصششل أربعششة وعشششرين‪،‬‬
‫فللبنتين الثلثان ستة عشر وللبوين الثلث ثمانية وللزوجة الثمن ثلثة فتعال المسألة بها إلى سبعة‬
‫وعشرين )قوله‪ :‬وتسمى( أي هذه المسألة العائلة إلى سبعة وعشرين )قوله‪ :‬لن الخ( بيان لسششبب‬
‫تسميتها بالمنبرية )قوله‪ :‬فقال ارتجال( أي من غير تأمل )قوله‪ :‬صار ثمن المرأة تسششعا( أي لن‬
‫الثلثة تسع السبعة والعشرين )قوله‪ :‬ومضى في خطبته( أي كمل خطبته )قوله‪ :‬وإنما عالوا( أي‬
‫الفرضيون هذه الصول الثلثشة )قشوله‪ :‬ليشدخل النقششص علششى الجميشع( أي جميشع الورثششة )قشوله‪:‬‬
‫كأرباب الخ( تنظير‪ .‬وال سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫] ‪[ 284‬‬

‫فصل في بيان أحكام الوديعة أي في بيان أحكام الوديعة‪ .‬وهي مناسبة للفششرائض لن مششال‬
‫الميت بل وارث يصير كالوديعة في بيت مال المسلمين‪ ،‬والصششل فيهششا قششوله تعششالى‪) * :‬إن ال ش‬
‫يأمركم أن تؤدوا المانات إلى أهلهششا( * )‪ (1‬أي يششأمر كششل مششن كششان عنششده أمانششة أن يردهششا إلششى‬
‫صاحبها إذا طلبها‪ ،‬وهي وإن نزلت فششي مفتششاح الكعبششة فهششي عامششة‪ ،‬لن العششبرة بعمششوم اللفششظ ل‬
‫بخصوص السبب‪ .‬وخبر أد المانة إلى من ائتمنك‪ ،‬ول تخن من خانك وروى البيهقي عن عمششر‬
‫رضي ال عنه أنه قال وهو يخطب ل يعجبنكم من الرجل طنطنته‪ ،‬ولكن من أدى المانششة وكششف‬
‫عن أعراض الناس فهو الرجل وهي لغة ما وضع عنششد غيششر مششالكه لحفظششه‪ ،‬مششن ودع يششدع‪ ،‬إذا‬
‫سكن‪ ،‬لنها ساكنة عند الوديع‪ .‬وقيل من الدعة أي الراحة لنها تحت راحته ومراعششاته‪ .‬وشششرعا‬
‫العقد المقتضي للستحفاظ أو العين المستحفظة‪ ،‬فهي حقيقة فيهما‪ ،‬ثم عقششدها فششي الحقيقششة توكيششل‬
‫من جهة المودع‪ ،‬وتوكل من جهة الوديع في حفظ مال أو اختصاص كنجس منتفع بششه‪ ،‬فخرجششت‬
‫اللقطة والمانة الشرعية‪ ،‬كأن طير نحو ريح شيئا إليه أو إلى محلششه وعلششم بششه‪ .‬وأركانهششا بمعنششى‬
‫العقد أربعة‪ :‬وديعة بمعنى العين المودوعة‪ ،‬وشرط فيها كونه محترمة وإن لششم تكششن متمولششة ولششو‬
‫نجسة نحو حبة بر وكلب ينفع‪ ،‬بخلف غير المحترمة نحو كلب ل ينفع وآله لهو‪ .‬ومودع‪ ،‬بكسر‬
‫الدال‪ ،‬ومودع بفتحها‪ ،‬وإن شئت قلت ووديع‪ ،‬وشرط فيهما ما مر في موكل ووكيل‪ ،‬وهو إطلق‬
‫تصرف لن اليداع استنابة في الحفظ‪ .‬فلو أودع ناقص نحو صبي ناقصا مثلششه أو كششامل ضششمن‬
‫كل منهما ما أخذه منه لن اليداع باطل ولششو أودع كامششل ناقصششا لششم يضششمن إل بششإتلفه لنششه لششم‬
‫يسلطه علششى إتلفششه‪ ،‬ول يضششمن بغيششر التلف ولششو بششالتفريط لتقصششيره باليششداع عنششده‪ .‬وبقيششت‬
‫صورة رابعة وهششي أن يششودع كامششل كششامل ول ضششمان حينئذ إل بششالتفريط‪ ،‬وهششذه الصششورة هششي‬
‫مقصود الباب‪ .‬وصيغة‪ ،‬وشرط فيها ما مر في الوكالة‪ ،‬وهو اللفظ من أحد الجانبين‪ ،‬وعششدم الششرد‬
‫من الخر حتى لو قال الوديع أودعنيها فدفعها له ساكتا صح‪ .‬واليجششاب إمششا صششريح‪ :‬كأودعتششك‬
‫هذا أو استحفظتك‪ ،‬أو كناية مع النية‪ :‬كخذه )قوله‪ :‬صح إيداع محترم( أي وضع شئ محترم ولو‬
‫اختصاصا‪ ،‬أما غيره‪ ،‬ككلب ل ينفع‪ ،‬وآلة لهو‪ ،‬فل يصح إيششداعهما‪ ،‬كمششا تقششدم )قششوله‪ :‬بأودعتششك‬
‫الخ( متعلق بإيداع‪ ،‬وهو بيان للصيغة‪ .‬والمثالن الولن لليجاب الصريح‪ ،‬والثالث للكناية‪ ،‬كما‬
‫تقدم أيضا )قوله‪ :‬وحرم على عاجز عن حفظ الوديعة أخذها( وذلك لنه يعرضها للتلف‪ ،‬قال في‬
‫المغني‪ :‬واليداع صحيح مع الحرمة وأثر التحريم مقصششور علششى السششم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬وكششره( أي‬
‫أخذ الوديعة‪ .‬وقوله على غير واثق بأمانته‪ ،‬أي على غير من يثق بأمانششة نفسششه‪) .‬والحاصششل( إن‬
‫قدر على حفظها ووثق بنفسه حال ومآل ولم تتعين عليه بأن لم يوجششد غيشره اسششتحب لشه أخششذها‪،‬‬
‫فإن عجز عنه حرم أو لم يثق بأمانة نفسه كره له إن لم يعلم به المالك في الصششورتين‪ ،‬فششإن علششم‬
‫به فل حرمة في الصورة الولى‪ ،‬ول كراهة في الصششورة الثانيششة ويكشون مباحششا‪ ،‬أو تعيشن عليشه‬
‫بأن لم يوجد غيره وجب‪ .‬فتعتريها الحكام الخمسة )قوله‪ :‬ويضمن وديشع الشخ( ششروع فشي ذكشر‬
‫أسباب تعرض للوديعة موجبة للضمان‪ ،‬وإل فهشي أصشلها المانشة بمعنشى أنهشا متأصشلة فيهشا‪ ،‬ل‬
‫تبع‪ ،‬كالرهن‪ ،‬لن ال تعالى سششماها أمانششة بقششوله‪) * :‬فليشؤد الششذي اؤتمششن أمششانته( * )‪ (2‬وعبششارة‬
‫المنهج وأصلها‪ ،‬المانة‬

‫)‪ (1‬سورة النساء‪ ،‬الية‪ (2) 58 :‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪283 :‬‬

‫] ‪[ 285‬‬

‫وقد تصير مضمونة بعوارض الخ‪ .‬وحاصل تلك السباب التي تعششرض للوديعششة الموجبششة‬
‫للضمان عشرة نظمها الدميري بقوله‪ :‬عوارض التضششمين عشششر ودعهششا وسششفر ونقلهششا وجحششدها‬
‫وترك إيصاء ودفع مهلك ومنع ردها وتضييع حكي والنتفاع وكذا المخالفة في حفظها إن لم يزد‬
‫ما خالفه وقد ذكر معظهما الشارع رحمه ال تعالى‪ .‬وقششوله ودعهششا‪ ،‬بفتششح الششواو وسششكون الششدال‪،‬‬
‫يعني إيداعها لغيره بل إذن من المالك ول عذر من الوديع ولو كان ذلك الغير قاضيا أو ولششده أو‬
‫زوجته أو خادمه‪ ،‬فما يقع كثيرا من أن الوديع يعطي الوديعة لولده أو زوجته أو خادمه ليحفظهششا‬
‫كل منهم في حرزه موجب للضمان‪ ،‬لن المودع لم يرض بذلك‪ .‬نعم‪ ،‬له السششتعانة بمششن يحملهششا‬
‫لحرز أو يعلفها أو يسقيها لن العادة جرت بذلك‪ .‬وقوله وسفر‪ ،‬يعني السفر بها مششع القششدرة علششى‬
‫ردها‪ ،‬لنه عرضها للضياع‪ ،‬إذ حرز السفر دون حرز الحضر‪ .‬وقشوله ونقلهششا‪ ،‬يعنشي نقلهشا مشن‬
‫محلة أو دار إلى أخرى دونها في الحششرز‪ ،‬أي دون المحلششة أو الششدار الولششى فششي الحششرز‪ .‬وقششوله‬
‫وجحدها‪ ،‬أي بل عذر بعد طلب من مالك لها‪ ،‬بخلف ما لو جحدها بعذر كدفع ظالم عشن مالكهشا‬
‫أو جحدها بل طلب من مالكها ولو بحضرته‪ ،‬لن إخفاءها أبلغ في حفظها‪ .‬وقوله وترك إيصاء‪،‬‬
‫أي أن يترك اليصاء بالوديعة عند المرض أو السفر للقاضي أو المين عنششد فقششد القاضششي‪ ،‬فششإن‬
‫اليصاء بها لمن ذكر يقوم مقام ردها إليه‪ ،‬فهو مخير عند فقد المالك ووكيله بيششن ردهشا للقاضشي‬
‫واليصاء بها إليه‪ ،‬وعند فقد القاضي بين ردها للمين واليصاء بها إليه‪ .‬والمراد باليصاء بهششا‬
‫العلم بها مع وصفها بما تتميز به إن كانت غائبة‪ ،‬أو الشارة لعينها إن كانت حاضرة‪ ،‬والمر‬
‫بردها‪ ،‬فإن لم يفعل ما ذكر كما ذكر ضششمن إن تمكشن مشن ردهششا أو اليصشاء بهششا لنشه عرضششها‬
‫للفوات‪ ،‬إذ الوارث يعتمد ظششاهر اليششد ويششدعيها لنفسششه‪ .‬وقششوله ودفششع مهلششك‪ ،‬بششالجر عطششف علششى‬
‫إيصاء‪ ،‬أي وترك دفع مهلك‪ ،‬كترك تهويششة ثيششاب صششوف وتششرك لبسششها عنششد حاجتهششا لششذلك وقششد‬
‫علمها فيلزمه تهويتها أو لبسها عند حاجتها لذلك وعلمه بهششا وباحتياجهششا لششذلك وتمكنششه منششه بششأن‬
‫أعطاه المفتاح لن الدود يفسدها وكل من الهواء وعبوق رائحة الدمي بهششا يششدفعه‪ .‬وقششوله ومنششع‬
‫ردها‪ ،‬أي بل عذر بعششد طلششب مالكهششا لهششا‪ ،‬بخلف مششا لششو كششان بعششذر كصششلة وأكششل ونحوهمششا‪.‬‬
‫والمراد بردها التخلية بينها وبين المالك‪ ،‬وأما حملها إليه فل يلزمه‪ .‬وقوله وتضييع‪ :‬أي لهششا‪ ،‬أي‬
‫يتسبب في ضياعها كأن يضعها في غير حرز مثلها أو ينساها أو يدل عليها ظالمششا معينششا محلهششا‬
‫أو يسلمها له ولو مكرها ويرجع الوديع إذا غرم بهششا علششى الظششالم لن قششرار الضششمان عليششه فششإن‬
‫المستولي على المال عدوانا‪ .‬ولو أخذها الظالم من يده قهرا عليه فل ضمان علششى الوديششع‪ ،‬وكششذا‬
‫لششو أعلمششه بأنهششا عنششده مششن غيششر تعييششن مكانهششا فل يضششمن بششذلك وإن كششان يجششب عليشه إنكارهششا‬
‫والمتناع من العلم بها جهده‪ ،‬وله أن يحلف على ذلك لمصلحة حفظها‪ ،‬ويجب عليه أن يوري‬
‫في يمينه إن عرف التورية وأمكنته‪ ،‬فإن لم يور كفر عن يمينه إن حلف بشال‪ ،‬لنششه كشاذب فيهششا‪،‬‬
‫فإن حلف بالطلق أو العتق حنث لنه فدى الوديعة بزوجته أو رقيقشه‪ .‬وقشوله والنتفششاع‪ :‬أي بهشا‬
‫كأن يلبس الثشوب ويركشب الدابشة بل عشذر‪ ،‬بخلف مشا إذا كشان لعشذر كلبشس الثشوب لشدفع الشدود‬
‫وركوب الدابة لدفع الجمششاح فل ضششمان بششذلك لنششه لمصششلحة المالششك‪ .‬وقششوله وكششذا المخالفششة فششي‬
‫حفظها‪ ،‬كقوله ل ترقد على الصندوق الذي فيه الوديعة فرقد وانكسر بثقله وتلف ما فيه بانكساره‬
‫فيضمن بذلك لمخالفته المؤدية للتلف‪ ،‬ل إن تلف بغير ذلك‪ ،‬كسرقة فل يضمن‪ .‬وقوله إن لم يششزد‬
‫ما خالفه‪ ،‬أي لم يزد في الحفظ الذي خالفه‪ ،‬كأن قال ل تقفل عليه فأقفل )قوله‪ :‬بإيشداع غيشره( أي‬
‫بوضع الوديعة عند غيره‪ ،‬ومعنى كونه يضمن بإيداع غيره أنه يصششير طريقششا فششي الضششمان لن‬
‫للمالك أن يضمن من شششاء الول أو الثششاني‪ ،‬فششإن ضششمن الثششاني وهششو جاهششل بالحششال رجششع علششى‬
‫الول‪ ،‬وإن ضمن الول رجع على الثششاني إن علشم‪ ،‬ل إن جهشل‪ ،‬كششذا فشي المغنششي )وقشوله‪ :‬ولشو‬
‫قاضيا( أي ولو كان ذلك الغير قاضيا فإنه يضمن بإيداعه إياه‪ ،‬والغايششة للششرد علششى مششن يقششول إن‬
‫أودع القاضي لم يضمن لنه نائب الشرع‪) .‬وقوله‪ :‬بل إذن من المالك( متعلق بإيششداع‪ ،‬وهششو قيششد‬
‫في الضمان‪ .‬وخرج به ما لو أذن له في أن يودعها غيششره فالثشاني وديششع أيضشا ول يخشرج الول‬
‫عن اليداع إل إن ظهر من المالك قرينة على إستقلل‬

‫] ‪[ 286‬‬

‫الثاني به لجواز استنابة اثنين فأكثر فششي حفظهششا‪ .‬ثششم إن صششرح المالششك باجتماعهمششا علششى‬
‫حفظها تعين فيضعانها في حرز واحد لهما بأن يكون لكل منهما اليششد عليششه بملششك أو إجششارة اتفقششا‬
‫في ذلك أو اختلفا فيه ولكل منهما مفتاح عليه‪ ،‬فلو انفرد أحدهما بحفظها مع رضششا الخششر ضششمن‬
‫كل منهما وعلى كل منهما قرار النصف‪ ،‬وإن لششم يكشن مششع رضشا الخششر اختششص المنفشرد وحشده‬
‫ضمانا وقرارا وإن لم يصرح المالك باجتماعهما على حفظها جاز النفراد زمانا ومكانا مناوبششة‪،‬‬
‫كأن يحفظها كل منهما في حرزه يوما أو نحشوه )قشوله‪ :‬ل إن كشان لعششذر( أي ل يضششمن بإيششداعه‬
‫للغير إن كان لعذر‪ ،‬ومحله إذا تعذر ردها لمالكها أو وكيله ويجب عند فقدهما وضعها عند قاض‬
‫ثم أميشن والمشراد بشه مسشتور العدالشة ول يكلشف تشأخير السششفر لمششا فششي ذلششك مشن المشششقة )قشوله‪:‬‬
‫كمرض( أي للمودع‪ ،‬وهو تمثيل للعذر‪ .‬وقوله وسفر‪ ،‬أي مباح فل يجوز إيداعه للغير إذا سششافر‬
‫إل إذا كان السفر مباحا لن إيداعها للغير رخصة فل يبيحها سفر المعصية )قوله‪ :‬وخششوف الششخ(‬
‫أي للوديعة لوجود حريق في البقعة التى هي فيها )قوله‪ :‬وإشششراف حششرز علششى خششراب( أي ولششم‬
‫يجد حرزا ينقلهششا إليششه )قشوله‪ :‬وبوضششع فششي غيششره حششرز مثلهششا( عطششف علششى بإيششداع غيششره‪ ،‬أي‬
‫ويضمنها بوضعها في غير ذلك‪ ،‬وعبر غيره عن هذا السبب بتضييعها وهششو أولششى لنششه صششادق‬
‫بما إذا وضعها في غير حرز مثلها وبنسيانها وبدللة ظالم عليها معينا محلها له‪ ،‬كما تقدم )قوله‪:‬‬
‫وبنقلها( عطف بإيداع أيضا‪ ،‬أي ويضمنها أيضا بنقلها إلى دون حرز مثلها‪ ،‬أي بنقلها من محلها‬
‫الذي هو حرز مثلها إلى ما هو دونه في الحشرز ولشو كشان ذلشك الشدون حششرز مثلهشا‪ ،‬وذلششك لنشه‬
‫عرضها للتلف بذلك‪ ،‬أما إذا تساويا أو كان المنقول إليه أحرز فل يضمن لعدم التفريط مششن غيششر‬
‫مخالفة‪ ،‬لكن محله ما لم ينهه المالك عن نقلها وإل ضششمن مطلقششا‪ .‬إن نقلهششا بظششن أنهششا ملكششه ولششم‬
‫ينتفع بها لم يضمن )قوله‪ :‬وبترك دفع متلفاتها( عطششف علششى بإيششداع أيضششا‪ :‬أي ويضششمنها أيضششا‬
‫بترك دفع متلفاتها التي يتمكن من دفعها على العادة لنه مششن أصششول حفظهششا‪ .‬فعلششم إنششه لششو وقششع‬
‫بخزانته حريق فبادر لنقل أمتعته فاحترقت الوديعة لم يضشمنها مطلقششا‪ .‬ووجهشه ابششن الرفعشة بشأنه‬
‫مأمور بالبتداء بنفسه‪ .‬ونظر الذرعي فيما لو أمكنه إخراج الكل دفعة من غير مشششقة ل تحتمششل‬
‫لمثله عادة‪ ،‬كما هو ظاهر‪ ،‬أو كانت فوق فنحاها وأخرج ماله الذي تحتها‪ ،‬والضمان فششي الولششى‬
‫متجه وفي الثانية محتمل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬كتهوية الخ( تمثيل للدفع المتروك‪ ،‬والولى أن يقول كششترك‬
‫تهوية تمثيل لترك دفع وليلئم ما بعششده‪ .‬وقششوله أو تششرك لبسششها‪ ،‬أي ثيششاب الصششوف‪ .‬وقششوله عنششد‬
‫حاجتها‪ :‬متعلق بتهوية أو بترك المقدر قبلها أو بترك لبسها وهنا متعلق محذوف‪ ،‬أي عنششد حاجششة‬
‫ثياب الصوف لما ذكر‪ ،‬أي لكل من التهوية واللبس‪ .‬وفي التحفة‪ :‬وظاهر كلمهششم أنششه ل بششد مششن‬
‫نية نحو اللبس لجل ذلك وإل ضمن بششه‪ ،‬ويششوجه فششي حششال الطلق لن الصششل الضششمان حششتى‬
‫يوجد صارف له‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي النهاية مع الصل‪ :‬وكذا عليه لبسها لنفسه إن لق به عند حاجتها بأن‬
‫تعين طريقا لدفع الدود بسبب عبق ريح الدمي لها‪ .‬نعم‪ ،‬إن لم يلق به لبسها ألبسها مششن يليششق بششه‬
‫بهذا القصد قدر الحاجة مع ملحظته‪ ،‬كما قاله الذرعي‪ ،‬فإن ترك ذلك ضمن ما لششم ينهششه‪ .‬نعششم‪،‬‬
‫لو كان ممن ل يجوز له لبسها كثوب حرير ولم يجد من يلبسه ممن يجوز له لبسه أو وجششده ولششم‬
‫يرض إل بأجرة فالوجه الجواز‪ ،‬بل الوجوب‪ .‬ولو كانت الثياب كثيرة بحيث يحتششاج لبسششها إلششى‬
‫مضي زمن يقابل بأجرة فالقرب أن له رفع المر للحاكم ليفرض له أجرة فششي مقابلششة لبسششها‪ ،‬إذ‬
‫ل يلزمه أن يبذل منفعته مجانا كالحرز‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وبعدول عن الحفظ المأمور به( عطششف علششى‬
‫بإيداع أيضا‪ ،‬أي ويضمنها أيضا إذا تلفت بسبب عدوله عن الحفظ المأمور به لتعديه‪ ،‬فلو قال له‬
‫ل ترقد على الصندوق فرقد عليه وانكسر بثقلششه فتلششف مشا فيشه ضششمن لحصشول التلششف مششن جهشة‬
‫مخالفته وتقصيره‪ ،‬بخلف ما لو تلف بغير ذلششك كسششرقة فل يضششمن لن رقششاده عليششه زيششادة فششي‬
‫الحفظ‪ .‬نعشم‪ ،‬إن كشان الصشندوق فشي نحشو المحشراب فسشرق مشن جشانبه الشذي لشو لشم يرقشد علشى‬
‫الصندوق لرقد فيه ضمن‪ ،‬ومثله ما لو أمره بالرقاد أمامه فرقد فوقه فسرق من أمامه‪ .‬وقوله من‬
‫المالك‪ :‬متعلق بالمأمور‪ ،‬ولو أسقطه لكان أولى ليشمل المر الشرعي فيما إذا أعطاه دراهششم ولششم‬
‫يبين له وجه الحفظ‪ ،‬فإنه إن ربطها في كمه وأمسششكها بيششده أو جعلهششا فششي جيبششه ولشو الششذي علششى‬
‫وركه وليس واسعا أو واسعا وزره لم يضمن‪ ،‬فإن لم‬

‫] ‪[ 287‬‬

‫يمسكها بيده‪ ،‬فإن كان فوق ما ربطهششا فيششه ثششوب آخششر لششم يضششمن مطلقششا‪ ،‬وإل فششإن جعششل‬
‫الخيط المربوط به من خارج فضاعت بأخذ طرار‪ ،‬بفتح المهملتين وتشششديد الثانيششة‪ :‬أي شششرطي‪،‬‬
‫ضمن لنه خالف المر الشرعي بإبرازها له حتى صششير قطعهششا سششهل عليششه )قششوله‪ :‬وبجحششدها(‬
‫معطوف على بإيداع أيضا‪ :‬أي ويضمن أيضا بجحششد المششودع الوديعششة‪ .‬وقششوله وتششأخير تسششليمها‪،‬‬
‫الواو بمعنى أو‪ ،‬أي ويضمن أيضششا بتششأخير تسششليمها‪ .‬وقششوله بل عششذر بعششد طلششب مالكهششا‪ :‬قيششدان‬
‫للضمان بالنسبة للجحود وللتأخير‪ ،‬وذلك كأن قال له أعطني وديعتي فقال له لم تششودعني شششيئا أو‬
‫ليس لك عندي وديعة ثم أقر أو أثبتها المالك ببينة أو قال له ذلك وماطله بتسليمها ثم ادعى تلفها‪،‬‬
‫فيضمنها لن جحودها خيانة‪ .‬وخرج بقوله بل عذر بالنسبة للجحود ما لو كان بعذر كششأن طششالب‬
‫المالك بها ظالم فطالب المالك الوديع بها فجحدها دفعا للظالم ابتداء أو جوابا بالسؤال غير المالك‬
‫ولو بحضرته أو لقول المالك لي عندك وديعة‪ ،‬ل وديعة لحد عنششدي فل يضششمن أيضششا لششو تلششف‬
‫بعد ذلك لن إخفاءها أبلغ في حفظها‪ .‬وخرج بالول أيضشا بالنسشبة للتشأخير مشا لشو كشان التشأخير‬
‫بعذر كأن كان في صلة‪ ،‬وبالثاني بالنسبة له أيضششا مششا لشو كششان بغيششر طلششب مششن مالكهششا فششإنه ل‬
‫يضمن لعدم تقصيره )قوله‪ :‬وبانتفاع بها( عطف على بإيداع أيضشا‪ ،‬أي ويضشمن أيضشا بانتفشاعه‬
‫بها لتعديه‪ ،‬وفي ش ق يضمن وإن جهل أنها الوديعة أو ظن أنها ماله‪ ،‬والتعليل بالتعششدي أغلششبي‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬وقوله كلبس وركوب‪ ،‬تمثيل للنتفاع بها )قوله‪ :‬بل غرض المالك( قيد في ضمانه بالنتفاع‪،‬‬
‫وخرج به ما إذا لبس الثوب أو ركب الدابششة لغششرض المالششك‪ ،‬أي مصششلحته‪ ،‬كلبسششه لشه لششدفع دود‬
‫وكركوبه لها لجماح فل يضمن بذلك‪ ،‬كما تقدم‪) ،‬قوله‪ :‬وبأخذ درهششم الششخ( معطششوف أيضششا علششى‬
‫قوله بإيداع‪ :‬أي ويضمن أيضا بأخذ بعض الوديعة كأخذ درهم من كيس فيه دراهم‪ .‬وحاصله أنه‬
‫إذا أخذه ثم رده بعينه ضمنه فقط سواء تميششز عششن البششاقي أم لششم يتميششز‪ ،‬وإن رد بششدله‪ ،‬فششإن تميششز‬
‫بعلمة ضمنه فقط أيضا‪ ،‬وإن لم يتميز ضمن جميع الوديعة‪ .‬لكن محل ضششمان الششدرهم فقششط فششي‬
‫الصورتين إذا لم يفض ختما أو يكسر قفل‪ ،‬وإل ضمن الجميشع )قشوله‪ :‬وإن رد إليشه مثلشه( الشواو‬
‫للحال‪ ،‬وإن زائدة‪ ،‬أي والحال أنه رد إليه مثلششه‪ .‬وسششيذكر محششترزه )قششوله‪ :‬فيضششمن الجميششع( أي‬
‫جميع ما في الكيس من الشدراهم لشو تلشف ل الششدرهم الششذي أخششذه ورد مثلشه فقششط‪) .‬وقشوله‪ :‬إذا لششم‬
‫يتميز( أي الدرهم المردود عن بقية الدراهم التي في الكيس‪ ،‬والمراد إذا عسر تمييزه عنها‪ :‬كششأن‬
‫كانت السكة واحدة )قوله‪ :‬لنه خلطها الخ( تعليل لضمان الجميع‪ ،‬أي وإنما ضمن الجميع إذا أخذ‬
‫درهما ورد مثله ولم يتميز لنه خلط الوديعة التي هي مال الغير بمال نفسه عمدا وعسششر تمييششزه‬
‫من غير رضا ذلك الغير بذلك الخلط فهو مقصر بذلك والضمان المذكور ضمان الغصوب‪ ،‬فهششو‬
‫قيمة المتقوم ومثل المثلي لن المالك لم يرض بذلك‪ .‬وقوله بمال نفسه‪ ،‬أي وهو المثششل الششذي رده‬
‫إلى الكيس‪ ،‬وإنما كان ماله‪ ،‬مع أنه قد أخذ نظيره من الكيس‪ ،‬لن المالك ل يملك المثششل إل بششدفع‬
‫إليه وهو لم يدفعه إليه‪ ،‬وإنما وضعه في الكيس بدل الذي أخششذه‪ .‬وقششوله بل تمييششز‪ ،‬أي مششن عششدم‬
‫التمييز بين الدرهم المردود والدراهم التي في الكيس )قششوله‪ :‬فهششو( أي المششودع وقششوله متعششد‪ ،‬أي‬
‫بأخذ درهم خلط مثله من غير رضا المالك )قوله‪ :‬فإن تميز( أي الدرهم المششردود‪ ،‬وهششو محششترز‬
‫قوله إذا لم يتميز‪ .‬وقوله بنحو سكة‪ ،‬كأن خالفت سكة الدرهم المردود سكة بقية الدراهم‪ .‬واندرج‬
‫تحت نحو‪ ،‬السواد والبياض‪ .‬قال سم‪ :‬قد يقال إن مجرد السكة ل تقتضششي التمييششز لن المششراد بشه‬
‫سهولته وقد تختلف السكة ويعسر التمييز لكثرة المختلط‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أو رد إليه( أي إلششى الكيششس‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬عين الدرهم( هذا محترز قوله وإن رد مثله )قوله‪ :‬ضمنه( أي الششدرهم المششردود‪ .‬وقششوله‬
‫فقط‪ :‬أي ول يضمن الجميع‪) .‬واعلم( أنه لم يتعرض لمششا إذا أخششذه مششن الكيشس ولشم يشرده أصششل‪.‬‬
‫وحكمه أنه يضمن فقط‪ ،‬كمشا هشو صشريح التحفشة‪ ،‬ونصشها‪ ،‬وخشرج بقشوله الشدراهم أخشذ بعضشها‬
‫كدرهم فيضمنه فقط ما لم يفض ختما أو يكسر قفل‪ ،‬فإن رده لم يزل ضمانه حتى لششو تلششف الكششل‬
‫ضمن درهما أو النصف ضمن نصف درهم ول يضمن الباقي بخلطه به لم وإن يتميششز ‪ -‬بخلف‬
‫رد بدله‬

‫] ‪[ 288‬‬
‫الخ‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وصدق وديع( كوكيل وشريك وعامل قراض‪ :‬أي لنهم أمناء‪ ،‬وكششل أميششن‬
‫ادعى الرد على من ائتمنه يصدق بيمينششه‪ ،‬مششا عششدا المرتهششن والمسششتأجر فإنهمششا ل يصششدقان فششي‬
‫دعوى الرد وإن صدقا في دعوى التلف‪ .‬وخرج بالمين الضامن كالغاصب والمستعير والمسششتام‬
‫فإنه ل يصدق في دعوى الرد إل ببينة‪ ،‬وبمن ائتمنه وارث أحدهما مع الخر‪ ،‬بأن ادعششى وارث‬
‫الوديع أنه ردها على المودع‪ ،‬أو ادعششى الوديششع أنششه ردهششا علششى وارث المالششك‪ ،‬أو ادعششى وارث‬
‫الوديع أنه ردها علشى وارث المشودع فشإنه ل يصشدق إل ببينشة )قشوله‪ :‬وفشي قشوله مشا لشك عنشدي‬
‫وديعة( أي يصدق بيمينه في قوله ليس عندي لك وديعة )قوله‪ :‬وفي تلفها مطلقا( أي ويصدق في‬
‫دعوى تلفها مطلقا‪ ،‬أي من غير تقييد بسبب ول يلزمه بيان السبب‪ .‬نعم‪ ،‬يلزمه الحلف أنها تلفششت‬
‫بغير تفريط منه )قوله‪ :‬أو بسبب خفششي( أي أو ادعششى تلفهششا بسششبب خفششي‪ .‬وقشوله كسششرقة‪ ،‬تمثيششل‬
‫للسبب الخفي‪ ،‬ومثلهششا الغضششب إذا ادعششى وقششوعه فششي خلششوة‪ ،‬وإل طششولب ببينششة عليششه‪ ،‬كمششا فششي‬
‫النهاية‪) ،‬قوله‪ :‬أو بظاهر( أي أو ادعى تلفها بسبب ظاهر‪ .‬وقوله كحريق‪ :‬تمثيل للسبب الظششاهر‪.‬‬
‫وقوله عرف دون عمومه‪ ،‬أي للبقعة التي الوديعة فيها‪ ،‬وإنمششا صششدق بيمينششه لحتمششال مششا ادعششاه‬
‫)قوله‪ :‬فإن عرف عمومه( عبارة المنهاج‪ :‬فششإن عششرف الحريششق وعمششومه‪ ،‬بششالواو‪ ،‬وهششي أولششى‪،‬‬
‫فلعل الواو ساقطة من الناسخ‪ .‬فإن لم يعرف هشو ول عمشومه طشولب ببينشة علشى وجشوده وحلشف‬
‫على تلفها به )قوله‪ :‬حيث ل تهمة( فإن كان هناك تهمة بأن عشم ظشاهرا ل يقينششا فحلششف لحتمشال‬
‫سلمتها )قوله‪ :‬فائدة( لما كان لها تعلق بالوديعة باعتبار بعض أحوالها ذكرها فيها )قوله‪ :‬الكذب‬
‫حرام( أي سواء أثبت به منفيا‪ ،‬كأن يقول وقع كذا لما لم يقع‪ ،‬أو نفى به مثبتا‪ ،‬كأن يقول لششم يقششع‬
‫لما وقع‪ ،‬وهو مناقض لليمان معرض صاحبه للعنة الرحمن لقوله تعالى‪) * :‬إنما يفتري الكششذب‬
‫الذين ل يؤمنون بآيات ال وأولئك هو الكاذبون( * )‪ (1‬وقول النبي )ص(‪ :‬إن الصدق يهدي إلى‬
‫البر والبر يهدي إلى الجنة‪ ،‬والكشذب يهششدي إلشى النشار وقشول سشيدنا عمشر رضشي الش عنشه‪ :‬لن‬
‫يضعني الصدق وقلما يفعل أحب إلي من أن يرفعني الكذب وقلمشا يفعشل )قشوله‪ :‬وقشد يجشب الشخ(‬
‫قال في الحياء‪ ،‬والضابط في ذلك أن كل مقصود محمود يمكن التوصششل إليششه بالصششدق والكششذب‬
‫جميعا‪ ،‬فالكذب فيه حرام أو بالكذب وحششده فمبششاح إن أبيششح تحصششيل ذلششك المقصششود‪ .‬وواجششب إن‬
‫وجب‪ ،‬كما لو رأى معصوما اختفى من ظالم يريد قتله أو إيششذاءه لوجششوب عصششمة دمششه أو سششأله‬
‫ظالم عن وديعة يريد أخذها فإنه يجب عليه إنكارها‪ ،‬وإن كذب‪ ،‬بششل لششو اسششتحلف لزمششه الحلششف‪،‬‬
‫ويوري‪ ،‬وإل حنث‪ ،‬ولزمته الكفارة‪ ،‬وإذا لم يتم مقصود حرب أو إصلح ذات الششبين أو اسششتمالة‬
‫قبل مجنى عليه إل بكذب أبيح‪ ،‬ولو سأله سلطان عن فاحشة وقعت منه سرا‪ ،‬كزنا وشرب خمر‪،‬‬
‫فله أن يكذب ويقول ما فعلت‪ ،‬وله أن ينكر سر أخيه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وله الحلششف عليششه( أي النكششار‪.‬‬
‫وقوله مع التورية‪ :‬أي بأن يقصد غير ما يحلف عليه‪ ،‬كأن يقصد بالثوب في قوله وال ما عنششدي‬
‫ثوب‪ ،‬الرجوع‪ ،‬من ثاب إذا رجع‪ ،‬وبششالقميص فششي قششوله مششا عنششدي قميششص غشششاء القلششب‪ ،‬وهششي‬
‫واجبة عليه تخلصا من الكذب إن أمكنه وعرفهششا‪ ،‬وإل فل )قششوله‪ :‬وإذا لششم ينكرهششا( أي الوديعششة‪،‬‬
‫والمقام للتفريع‪ .‬وقوله ولم يمتنع الخ‪ ،‬عطف لزم على ملششزوم‪ .‬وقششوله مششن إعلمششه‪ ،‬أي الظششالم‪،‬‬
‫وقوله بها‪ ،‬أي بالوديعة‪ .‬وقوله جهشده‪ ،‬أي وسشعه وطشاقته )قشوله‪ :‬ضشمن( أي الوديعشة إذا أخشذها‬
‫الظالم منه‪ ،‬لنه تسبب في ضياعها )قوله‪ :‬وكذا لو رأى معصوما( أي وكذلك يجب الكششذب فيمششا‬
‫لو رأى معصوما قصده ظالم يريد قتله وهو‬

‫)‪ (1‬سورة النحل‪ ،‬الية‪105 :‬‬

‫] ‪[ 289‬‬

‫قد اختفى منه وقد سأله ذلك الظالم عنه )قوله‪ :‬وقد يجوز( أي الكذب )قوله‪ :‬كما إذا كششان(‬
‫أي الحال والشأن‪ .‬وقوله ل يتم مقصود حشرب‪ ،‬أي وهشو النصشرة علشى العشدو‪ .‬وقشوله وإصشلح‬
‫ذات البين‪ ،‬أي ول يتم إصلح ذات البين‪ ،‬أي الحالة الواقعششة بيششن القششوم مششن الفتنششة والخصششومة‪:‬‬
‫وقوله وإرضاء زوجته‪ :‬أي ول يتم إرضاء زوجته‪ ،‬وقوله إل بالكذب‪ ،‬متعلق بيتم‪ :‬أي ل يتم كل‬
‫من الثلثة إل به )قوله‪ :‬فمباح( يغني عنه قوله وقد يجوز‪ ،‬فالصواب إسقاطه )قششوله‪ :‬ولششو كششانت‬
‫تحت يده( أي إنسان‪) .‬وقوله‪ :‬لم يعرف صاحبها( أي بأن لم يعرف حاله بأن غششاب غيبششة طويلششة‬
‫وانقطع خبره )قوله‪ :‬وأيس مششن معرفتششه( أي ومعرفششة ورثتششه‪ ،‬ويمكششن أن يحمششل صششاحبها علششى‬
‫المالك لها مطلقا سششواء كششان المشوروث أو الشوارث‪ ،‬وقشوله بعششد البحششث التشام‪ .‬أي عشن صشاحبها‬
‫)قوله‪ :‬صرفها( أي الوديعة‪ ،‬وهو جواب لو‪) .‬وقوله‪ :‬فيما يجب على المام الصرف فيه( أي من‬
‫مصششالح المسششلمين )قششوله‪ :‬وهششو( أي مششا يجششب علششى المششام الصششرف فيششه‪ .‬وقششوله أهششم مصششالح‬
‫المسلمين‪ .‬وهي كسد الثغور وأرزاق القضاة والعلماء وأهل الضرورات والحاجششات‪ ،‬ولششو حششذف‬
‫لفظ أهم لكان أولى لن قوله بعد مقدما الخ يغني عنه إذ هو الهم مطلقا‪ ،‬لكن في البجيرمي‪ ،‬فششي‬
‫باب قسم الصدقات‪ ،‬أن الهم مطلقا سد الثغور‪ ،‬لن فيه حفظا للمسلمين )قوله‪ :‬ل فششي بنششاء نحششو‬
‫مسجد( أي ل يصرفها في ذلك )قوله‪ :‬فإن جهل( أي من تحت يده الوديعة‪ .‬وقوله ما ذكر‪ .‬أي ما‬
‫يجب على المام الصرف فيه من المصالح )قوله‪ :‬دفعه الخ( أي أو يسأل عن ذلك من ذكر وهششو‬
‫يفرقها بنفسه‪) .‬خاتمة( نسأل ال حسن الختام‪ .‬قال في المغني‪ :‬لو تنازع الوديعة اثنان بأن ادعششى‬
‫كل منهما أنها ملكه فصدق الوديع أحدهما بعينه فللخر تحليفه‪ ،‬فإن حلف سقطت دعوى الخششر‪،‬‬
‫وإن نكل حلف الخر وغرم له الوديع القيمة‪ ،‬وإن صششدقهما فاليششد لهمششا والخصششومة بينهمششا‪ ،‬وإن‬
‫قال هي لحدكما وأنسيته وكذباه في النسيان ضششمن‪ ،‬كالغاصششب‪ ،‬والغاصششب إذا قششال المغصششوب‬
‫لحدكما وأنسيته فحلف لحدهما على البت أنه لم يغصبه تعين المغصششوب للخششر بل يميششن‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وال سبحانه وتعالى أعلم‪ .‬فصل أي في بيان أحكام اللقطة‪ ،‬وذكرها عقب الوديعة لما بينهمششا مششن‬
‫المناسبة من حيث أن في اللقط معنى المانة والولية عليه‪ ،‬فششالملتقط أميششن فيمششا لقطششه والشششارع‬
‫وله حفظه‪ ،‬ومن حيث مشاركتهما لها في كثير من الحكام كاستحباب لقطها عند الوثششوق بنفسششه‬
‫وعدمه عند عدم الوثوق بأمانة نفسه‪ .‬ويباح له أخذه في هذه الحالششة إن لششم يكششن فاسششقا‪ ،‬وإل كششره‬
‫تنزيها وقيل تحريما‪ ،‬والصل فيها قبل الجماع اليات المرة بالبر والحسان‪ ،‬كقششوله تعششالى‪* :‬‬
‫)وتعاونوا على البر والتقوى( * )‪ (1‬وفي أخذها لحفظها على مالكها وردها عليها بششر وإحسششان‪.‬‬
‫والخبار الواردة في ذلك‪ :‬كخبر مسلم‪ :‬وال في عون العبد ما دام العبد في عششون أخيششه أي وال ش‬
‫معين للعبد إعانة كاملة ما دام العبد معينا لخيه‪ ،‬فل يرد أن ال في عون كل أحد دائمششا‪ ،‬وكخششبر‬
‫الصحيحين‪ ،‬عن زيد بن خالد الجهني أن النبي )ص( سششئل عششن لقطششة الششذهب أو الششورق‪ .‬فقششال‪:‬‬
‫اعرف‬

‫)‪ (1‬سورة المائدة‪ ،‬الية‪2 :‬‬

‫] ‪[ 290‬‬

‫عفاصها ووكاءها ثم عرفها سنة فإن لم تعرف فاستنفقها ولتكششن وديعششة عنششدك‪ ،‬فششإن جششاء‬
‫صاحبها يوما من الدهر فأدها إليه‪ ،‬وإل فشأنك بها‪ .‬وسأله عن ضالة البل ؟ فقال‪ :‬ما لك ولهششا ؟‬
‫دعها‪ ،‬فإن معها حذاءها وسقاءها‪ ،‬ترد الماء وتأكل الشجر حششتى يلقاهششا ربهششا‪ .‬وسششأله عشن الشششاة‬
‫فقال‪ :‬خذها‪ ،‬فإنما هي لك أو لخيك أو للذئب وقشوله فششي الحششديث فششإن لششم تعششرف‪ :‬أي صششاحبها‪.‬‬
‫وقوله فاستنفقها‪ :‬السين والتاء زائدتان‪ ،‬أي أنفقها‪ ،‬وهو عطف على مقدر‪ ،‬أي فتملكهششا ثششم أنفقهششا‬
‫بعد التملك‪ ،‬فهو على حد * )اضرب بعصششاك الحجششر فششانفجرت( * )‪ (1‬أي فضششرب فششانفجرت‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬ولتكن وديعة عنششدك( أي إن لششم تنفقهششا بعششد التملششك‪ ،‬أمششا إذا أنفقتهششا فهششي مضششمونة كمششا‬
‫سيأتي‪) .‬وقوله‪ :‬فإن جاء صاحبها( تفريع على الشششقين‪ ،‬أي سششواء أنفقتهششا أم لششم تنفقهششا‪) .‬وقششوله‪:‬‬
‫فأدها إليه( أي إن بقيت عندك‪ ،‬وإل فبدلها الشرعي من مثل أو قيمة‪ ،‬كما سيأتي‪ ،‬وأركانها ثلثة‪:‬‬
‫لقط‪ ،‬وملقوط‪ ،‬ولقط‪ .‬وكلها تعلم من كلمه )قوله‪ :‬ولو التقط شيئا ل يخشى فساده الششخ( إعلششم أن‬
‫اللقطة تنقسم إلى أربعة أقسام‪ :‬أحدها ما يبقى علششى الششدوام‪ ،‬كششذهب وفضششة ونحششاس‪ ،‬وحكمششه أن‬
‫يعرفه سنة على أبواب المساجد عند خروج الناس من الجماعة وفي الموضع الذي وجد فيه وفي‬
‫السواق ونحوها من مجامع الناس‪ ،‬ويكون التعريف على العادة زمانا ومكانا‪ ،‬وابتداء السنة مششن‬
‫وقت التعريف‪ .‬ل اللتقاط‪ ،‬ول يجب استيعاب السنة بالتعريف‪ ،‬بل يعششرف أول كششل يششوم مرتيششن‬
‫طرفي النهار‪ ،‬ل ليل ول وقت القيلولة‪ ،‬ثم يعرف كل يوم طرقه أسبوعا أو أسبوعين‪ ،‬ثم يعششرف‬
‫كل أسبوع مرة أو مرتين إلى أن تتم سبعة أسابيع‪ ،‬ثم يعرف كل شهر مششرة أو مرتيششن إلششى آخششر‬
‫السنة‪ .‬فالمراتب أربعة وإن احتاج التعريف إلى مؤنة فإن أخششذ اللقطششة ليحفظهششا علششى مالكهششا لششم‬
‫تلزمه‪ ،‬بل يرتبها القاضي من بيت المال أو يقترضها على المالك‪ ،‬وإن أخذها ليتملكها لزمتششه ثششم‬
‫بعد تعريفها سنة إن وجد صاحبها فذاك واضح‪ ،‬فإن لم يجده فهششو مخيششر بيششن أن يتملكهششا بشششرط‬
‫الضمان وبين أن يحفظها علشى الشدوام فششي حششرز مثلهشا‪ .‬ول بششد فششي التملششك مششن لفششظ يششدل عليششه‬
‫كتملكت‪ ،‬ثم بعده إن ظهر المالك وهي باقية واتفقا فششي رد العيشن أو البشدل‪ ،‬فششالمر واضششح‪ ،‬وإن‬
‫تنازعا فطلب المالك العين وأراد الملتقط العدول إلى البدل‪ ،‬أجيششب المالشك‪ ،‬وإن تلششف بعششده غشرم‬
‫الملتقط المثل إن كانت مثلية أو القيمة إن كانت متقومة يوم التملك‪ ،‬وهذا كله في غير الحششرم أمششا‬
‫هي فل يجوز لقطها إل لحفظ ويجب تعريفها أبدا‪ ،‬لخبر إن هذا البلد حرمه ال ل يلتقط لقطته إل‬
‫من عرفها وفي رواية البخاري‪ :‬ل تحل لقطته إل لمنشد معرف‪ .‬والمعنى على الدوام وإل فسائر‬
‫البلد كذلك‪ ،‬فل تظهر فائدة للتخصيص‪ .‬قال ع ش‪ :‬فإن أيس من معرفة مالكه فينبغششي أن يكششون‬
‫مال ضائعا أمره لبيت المال‪ ،‬وثانيها ما ل يبقى على الدوام ول يقبل التجفيف بششالعلج كششالرطب‬
‫الذي ل يتتمر والعنب الذي ل يتزبب وحكمه أنه يتخير بيششن تملكششه فششي الحششال أو أكلششه أو شششربه‬
‫وغرم بدله من مثل أو قيمة وبيعه بثمن مثله وحفظ ذلششك الثمششن ويعرفششه ليتملششك الثمششن المششذكور‪.‬‬
‫وثالثها ما يبقى بالعلج كالرطب الذي يتتمر والعنب الذي يتزبب‪ .‬وحكمششه أنششه يتخيششر بيششن بيعششه‬
‫بثمن مثله وحفظ ذلك الثمن‪ ،‬كما مر‪ ،‬وبين تجفيفه وحفظه لمالكه‪ .‬ورابعهششا مششا يحتششاح إلششى نفقششة‬
‫كالحيوان‪ .‬وحكمه أنه إن كان ل يمتنع من صغار السباع فهو مخير فيه بيششن تملكششه ثششم أكلششه فششي‬
‫الحال وغرم قيمته إن وجده في المفازة‪ .‬وإن وجشده فشي العمشران امتنعشت هشذه الخصشلة لسشهولة‬
‫البيع فيه دون المفازة‪ ،‬وبين تركه بل أكل بل يمسششكه عنششده فيتطششوع فششي النفششاق عليششه‪ ،‬فششإن لششم‬
‫يتطوع فلينفق بإذن الحاكم إن وجده وإل أشهد‪ ،‬وبين بيعه بثمن مثله وحفظ ذلك الثمن ويعرفه ثم‬
‫يتملك الثمن المذكور‪ .‬وإن كان يمتنع من صغار السباع‪ ،‬فإن وجشده فشي الصشحراء المنشة امتنشع‬
‫أخذه للتملك وجاز أخذه للحفظ‪ ،‬وإن وجده في صحراء غير آمنة بأن كان الزمن زمن نهب جششاز‬
‫أخذه للتملك وللحفظ أيضا‪ ،‬وإن وجده في الحضر تخير بين إمساكه والنفاق عليه وبيعششه وحفششظ‬
‫ثمنه وامتنع أكله كما تقدم )قوله‪ :‬بعمارة( متعلق بالتقط‪ ،‬والباء بمعنى من‪ :‬أي التقطة من عمارة‪:‬‬
‫أي مكششان عششامر‪ ،‬قششال شششيخ السششلم فششي شششرح التحريششر‪ :‬والمششراد بالعمششارة الشششارع والمسششجد‬
‫ونحوهما لنها مع الموات محل اللقطة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتب ش ق ما نصه‪ :‬قوله ونحوهما‪ ،‬أي كالمدارس‬
‫والربط‪ ،‬فإن وجد في ملك شخص فله‬

‫)‪ (1‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪60 :‬‬

‫] ‪[ 291‬‬

‫وإن لم يدعه فلذي اليد قبله‪ ،‬وهكذا حتى ينتهي للمحيي‪ ،‬فإن لم يدعه فلقطة‪ ،‬كما تقدم عششن‬
‫م ر وظاهره أنه يكون لقطة بمجرد عدم دعواه‪ .‬وقال سم‪ :‬ل بد من نفيه ذلك عن نفسه‪) .‬وقششوله‪:‬‬
‫لنها أي المذكورات مع الموات( أي الرض التي ل مالك لها من العمششارة‪ ،‬وحينئذ فششالمراد بهششا‬
‫ما عدا المفازة وملششك الغيششر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬أو مفششازة( هششي الرض المخوفششة‪ ،‬وتسششميتها بششذلك مششن‬
‫تسمية الشئ بضده تفاؤل بالفوز‪ :‬أي النجاة )قوله‪ :‬عرفششه سششنة( أي إذ لشم يكشن حقيشرا‪ ،‬كمشا يششدل‬
‫عليه قوله بعد ويعرف حقير الخ‪ .‬والحكمة فششي اعتبششار السششنة أن القوافششل ل تتششأخر عنهششا غالبششا‪،‬‬
‫ولنه لو لم يعرف سنة لضاعت الموال على أربابها‪ ،‬ولو جعل التعريف أبدا لمتنع النششاس مششن‬
‫التقاطها‪ ،‬فكان في اعتبار السنة نظر للفريقين معا‪ .‬قال الخطيب‪ :‬وقد يتصششور التعريششف سششنتين‪،‬‬
‫وذلك إذا قصد الحفظ فعرفها سنة ثششم قصششد التملششك‪ ،‬فشإنه ل بششد مششن تعريفششه سششنة مششن حينئذ‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫ويجب عليه قبل التعريف أن يعرف وعاءها من جلد أو خرقة‪ ،‬ووكاءها‪ ،‬أي الخيشط الشذي تربشط‬
‫به‪ ،‬وجنسها من ذهب أو فضة‪ ،‬وعددها أو وزنها‪ ،‬وأن يحفظها حتما في حرز مثلها )قششوله‪ :‬فششي‬
‫السواق( متعلق بقوله عرفه ومثلها القهاوي ونحوها من كل ما يجتمع فيه الناس )قوله‪ :‬وأبششواب‬
‫المساجد( أي وفي أبواب المساجد عند خروج النششاس مششن الجماعششة‪ .‬وعلششم مششن قششوله فششي أبششواب‬
‫المساجد أنه ل يعرف في المساجد‪ ،‬فيحرم إن شوش‪ ،‬وإل كره‪ .‬وبهذا يجمششع بيششن قششول مششن قششال‬
‫بأنه يكره التعريف فيها‪ ،‬وقول من قال بأنه يحرم التعريف فيهششا إل المسششجد الحششرام لنششه مجمششع‬
‫الناس فيعرف فيه‪ .‬ويعرف أيضا في الموضع الذي وجدها فيه لن طلب الشششئ فيششه أكششثر إل أن‬
‫يكون مفازة ونحوها من الماكن الخالية فل يعرف فيها‪ ،‬إذ ل فائدة في التعريف فيها‪ ،‬فإن مششرت‬
‫به قافلة تبعها وعرف فيها إن أراد ذلك‪ ،‬فإن لم يرد ذلك ففي بلد يقصششدها ولشو بلششدته الششتي سششافر‬
‫منها‪ ،‬فل يكلف العدول عنها إلى أقرب البلد إلى ذلك المكان‪ ،‬خلفا لبعضهم )قششوله‪ :‬فششإن ظهششر‬
‫مالكه( أي أعطاه إياه‪ ،‬فجواب الشرط محذوف )قوله‪ :‬وإل تملكه( أي وإن لم يظهر مالكه تملكه‪:‬‬
‫أي إن شاء بدليل ما بعد‪ ،‬لكن بشرط الضمان )قوله‪ :‬بلفظ تملكت( أي أنششه ل بششد فششي التملششك مششن‬
‫لفظ يدل على التملك إما صريح‪ :‬كتملكت‪ ،‬أو كناية مع النية‪ :‬كأخذته‪ ،‬أي لنه تملك بيششدل فششافتقر‬
‫إلى ذلك كالشراء‪ .‬قال في المغني‪ :‬وهذا فيما يملك‪ ،‬وأما غيره‪ ،‬كالكلب والخمر‪ ،‬فل بششد فيششه مششن‬
‫اختيار نقل الختصاص الذي كان لغيره لنفسه كما قاله ابششن الرفعششة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬وإن شششاء بششاعه‬
‫وحفظ ثمنه( مثله في شرح التحرير‪ .‬والذي صرح به سم والخطيب على أبي شجاع أنششه ل يبششاع‬
‫في هذه الحالة‪ ،‬بل هو مخير بين تملكه وبين حفظه علشى الشدوام‪ ،‬وصشرح بششه البششاجوري أيضشا‪.‬‬
‫وعبارة الخطيب مع الصل‪ .‬واللقطة على أربعة أضرب‪ :‬أحدها مششا يبقششى علششى الششدوام كالششذهب‬
‫والفضة فهذا‪ ،‬أي ما ذكرناه في الفصل قبله من التخيير بين تملكها وبين إدامه حفظها إذا عرفهششا‬
‫ولم يجد مالكها‪ ،‬هو حكمه‪ ،‬أي هذا الضرب‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أو ما يخشى فساده( مششا نكششرة موصششوفة‬
‫معطوفة على شيئا‪ ،‬أي أو التقط شيئا يخشى فساده‪ :‬أي بالتأخير )قوله‪ :‬كهريسة الخ( عششدد المثششل‬
‫إشارة إلى أنه ل فرق بين المتقوم كالهريسة‪ ،‬والمثلششي كششالرطب‪ .‬وقششوله ل يتتمششر‪ :‬الجملششة صششفة‬
‫لرطب وخرج به ما إذا كان يتتمر فإنه يتخير فيه بين بيعه وحفظ ثمنه‪ ،‬أو تتميششره وحفظششه‪ ،‬كمششا‬
‫مر )قوله‪ :‬فيتخير الخ( التخيير ليس بحسب التشهي‪ ،‬بل بحسب المصلحة لنه يجب عليه الحششظ‬
‫للمالك‪ .‬وعبارة م ر‪ :‬ويتعين فعل الحظ منهما والقرب أن ل يستقل بفعل الحششظ فششي ظنششه‪ ،‬بششل‬
‫يراجع الحاكم ويمتنع إمساكه لتعذره‪ .‬ا‍ه‪ .‬باختصار‪ .‬ا‍ه‪ .‬ش ق‪ .‬وقوله بين أكله‪ ،‬حششال‪ ،‬ول فششرق‬
‫فيه بين الصحراء والعمران لسرعة فساده )قوله‪ :‬متملكا له( حال من فاعششل المصششدر المقششدر أي‬
‫أكل الملتقط إياه حال كونه متملكا له‪ ،‬وهي تفيد أن التملك واقع حال الكششل‪ ،‬وهششو ل يصششح‪ ،‬لن‬
‫شرطه أن يكون قبله‪ ،‬وإل كان غاصبا يلزمه أقصى القيم‪ .‬ويمكن أن يقال إن الحال هنا ماضششية‪،‬‬
‫وهي قد أثبتها ابن هشام في مغنيه ومثل لها بقوله جاء زيد أمس راكبا وسماها محكية‪ ،‬لكن نظر‬
‫فيها الشموني‪ .‬فانظره‪ .‬ولو قال بعد تملكه لكان أولى )قوله‪ :‬وبين بيعه( أي ويتخيششر بيششن بيعششه‪،‬‬
‫لكن بإذن الحاكم إن وجده ولم يخف منه‪ ،‬وإل استقل به )قوله‪ :‬ويعرفه( أي المبيع الملتقط )قوله‪:‬‬
‫ليتملك ثمنه بعد‬

‫] ‪[ 292‬‬
‫التعريف( أي ول يعرف الثمن )قوله‪ :‬فإن ظهر مالكه( أي بعد أكله في الصششورة الولششى‪،‬‬
‫أو بعد تعريفه الكائن بعد بيعه في الثانية‪ .‬وقششوله أعطششاه قيمتششه‪ ،‬والمششراد بهششا مطلششق البششدل وهششو‬
‫المثل في المثلى والقيمة في المتقوم )قوله‪ :‬أو ثمنه( أي أو أعطاه ثمنه )قوله‪ :‬وفي التعريششف( أي‬
‫تعريف الذي يخشى فساده بعد أكله )قوله‪ :‬أصحهما( أي الوجهين )قوله‪ :‬في العمارة( متعلق بمششا‬
‫بعده وهو وجوبه‪ ،‬أي وجوب التعريف في العمارة )قوله‪ :‬وفي المفازة( الششذي يظهششر أنششه متعلششق‬
‫بمبتدأ محذوف خبره الجملة بعده‪ :‬أي وتعريفه في المفازة‪ .‬قال المام الخ‪ .‬وقششوله الظششاهر أنششه ل‬
‫يجب قال شيخ السلم في شرح التحرير وفيه نظر‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتب ش ق قشوله وفيشه نظشر‪ ،‬أي بنشاء‬
‫على أن معنى كلم المام عدم وجوب التعريف بعد الكل مطلقا‪ ،‬أما لو حمل على مششا مششر‪ ،‬مششن‬
‫أنه ل يجب ما دام في المفازة فإذا وصل إلى العمران وجب‪ ،‬فل نظر في كلمه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لنه‬
‫ل فائدة فيه( أي في التعريف في المفازة لعدم من يسمعه‪ ،‬وهذا تعليل لعدم وجوب التعريف فيها‪.‬‬
‫ومفهومه أنه لو كشان فيشه فشائدة بشأن كشان فيهشا أحشد يسشمع التعريشف وجشب‪ .‬لكشن عبشارة التحفشة‬
‫صريحة في أنه ل يجب التعريف في المفازة مطلقا عند المام وعبارتهششا‪ :‬ول يجششب تعريفششه فششي‬
‫هذه الخصلة على الظاهر عند المام‪ ،‬وعلل ذلك بأن التعريف إنما يراد للتملك وهو قد وقششع قبششل‬
‫الكل واستقر به بدله في الذمة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولو وجد ببيته الخ( النسششب تقششديم هششذه المسششألة ومششا‬
‫بعدها إلى قوله ومن رأى لقطة الخ على قوله أو ما يخشى فسششاده لنششه مششن فششروع مششا ل يخشششى‬
‫فساده )قوله‪ :‬وجوز( أي ظن‪ .‬وقوله أنه أي الدرهم‪ .‬وقوله لمن يدخلونه‪ ،‬أي البيت‪ .‬وقوله عرفه‬
‫لهم‪ :‬أي لمن يدخلونه‪ .‬والظاهر أن التعريف خششاص بهشم‪ .‬وقشوله كاللقطششة يفيشد التشششبيه أنشه ليششس‬
‫بلقطه حقيقة‪ ،‬بل في حكمها‪ ،‬وليس كذلك‪ ،‬بل هو لقطة حقيقة‪ ،‬كما يؤخذ مما نقلته عن ش ق عند‬
‫قوله بعمارة‪ ،‬فتنبه )قوله‪ :‬ويعرف حقير الخ( أي في الصح‪ ،‬وقيل إنه كغير الحقير في جميع ما‬
‫تقدم‪ .‬وقوله ل يعشرض عنشه‪ ،‬قيشد‪ ،‬وسشيذكر محشترزه )قشوله‪ :‬وقيشل هشو( أي الحقيشر‪ ،‬ولعشل فشي‬
‫العبارة سقطا من النساخ يعلم من عبارة التحفة ونصها‪ :‬قيششل هشو‪ ،‬أي الحقيششر‪ ،‬دينششار‪ ،‬وقيششل هشو‬
‫درهم‪ ،‬وقيل وزنه‪ ،‬وقيل دون نصاب السرقة‪ ،‬والصح عندهما‪ ،‬أي الشيخين‪ ،‬أنشه ل يتقشدر‪ ،‬بشل‬
‫ما يظن أن صاحبه ل يكثر أسفه عليه ول يطول طلبه له غالبا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬زمنششا( ظششرف متعلششق‬
‫بيعرف‪ .‬وقوله يظن أن فاقده‪ ،‬أي ذلك الحقير )قوله‪ :‬يعرض عنه بعده( أي بعد ذلك الزمن الششذي‬
‫حصل التعريف فيه )قوله‪ :‬ويختلف ذلششك( أي الزمششن الششذي يعششرف فيششه الحقيششر‪ ،‬والمششراد قششدره‪.‬‬
‫وقوله باختلف المال‪ :‬أي قلته وكثرته )قوله‪ :‬فدانق الفضة حال( أي يعرف حال‪ ،‬أي مدة يسيرة‬
‫من لقطه‪ .‬وقوله والذهب الخ‪ :‬أي ودانق الذهب يعرف ثلثة أيام )قوله‪ :‬أما ما يعششرض عنششه( أي‬
‫أما الحقير الذي يعرض عنه في الغالب‪ ،‬وهو محترز قوله ل يعرض عنه‪ .‬وقششوله كحبششة زبيششب‪:‬‬
‫تمثيل لما يعرض عنه غالبا )قوله‪ :‬استبد به واجده( أي استقل به‪ .‬ولو في حششرم مكششة ول يعرفششه‬
‫رأسا‪ .‬وروي عن سيدنا عمر رضي ال عنه أنه رأى رجل يعرف زبيبة فضربه بالدرة‪ ،‬وكانت‬
‫من نعل رسول ال )ص(‪ ،‬وقال‪ :‬إن من الورع ما يمقت ال عليه )قوله‪ :‬ومن رأى لقطة فرفعهششا‬
‫برجله ليعرفها وتركها لم يضمنها( فيه أنه تقدم للشارح في باب الوقف مششا يقتضششي أنششه لششو رفششع‬
‫السجادة من الصف برجله ضمن‪ ،‬ونص عبارته هناك‪ :‬فلو كان له سجادة فيه فينحيها برجله مششن‬
‫غير أن يرفعها بها عن الرض لئل تدخل في ضششمانه‪ .‬ا‍ه‪ .‬ثششم رأيششت فششي الششروض وشششرحه مششا‬
‫نصه‪ :‬وإن رآها مطروحة فدفعها برجله مثل ليعرفهششا جنسششا أو قششدرا وتركهششا حششتى ضششاعت لششم‬
‫يضمنها لنها لم تحصل في يششده‪ .‬وقضششيته عششدم ضششمانها وإن تحششولت مششن مكانهششا بالششدفع‪ .‬وهششو‬
‫ظاهر‪ .‬ا‍ه‪ .‬فلعل في عبارة المؤلششف تحريششف دفعهششا‪ ،‬بالششدال‪ ،‬برفعهششا بششالراء مششن النسششاخ )قششوله‪:‬‬
‫ويجوز أخذ‬

‫] ‪[ 293‬‬
‫نحو سنابل الخ( عبارة التحفة‪ ،‬ويجوز أخذ نحو سنابل الحصشادين الشتي اعتيشد العشراض‬
‫عنها‪ .‬وقول الزركشي ينبغي تخصيصه بما ل زكاة فيه أو بمن تحششل لششه كششالفقير‪ ،‬معششترض بششأن‬
‫الظاهر اغتفار ذلك‪ ،‬كما جرى عليه السلف والخلف‪ ،‬وبحث غيره تقييده بما ليس فيه حق بمن ل‬
‫يعبر عن نفسه اعترضه البلقيني بأن ذلك إنما يظهر في نحو الكسرة مما قششد يقصششد وسششبقت اليششد‬
‫عليه‪ ،‬بخلف السنابل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وكذا برادة( أي وكششذا يجششوز أخششذ بششرادة الحششدادين‪ ،‬أي القطششع‬
‫الصغار التي تسقط عند برد الحديد )قوله‪ :‬وكسرة خبز( أي يجوز أخششذ كسششرة خششبز‪ .‬وقششوله مششن‬
‫رشيد‪ :‬راجع للخير بدليل عبارة التحفة المارة آنفا‪ .‬وخرج به غير الرشيد فل يجوز أخششذها منششه‬
‫)قوله‪ :‬ونحو ذلك( أي المذكور من السنابل والبرادة وكسرة الخششبز )قششوله‪ :‬فيملكششه آخششذه( أي مششا‬
‫ذكر مما مر )قوله‪ :‬وينفذ تصرفه( أي الخذ ببيع وهبة ونحوهما )قوله‪ :‬ويحرم أخذ ثمر تسششاقط(‬
‫أي من أشجاره كرطب وعنب وخوخ ومشمش وغيرها من بقية الثمار )قششوله‪ :‬إن حششوط عليششه(‬
‫أي على ذلك الثمر‪ ،‬والمراد على أشششجاره )قششوله‪ :‬وسششقط داخششل الجششدار( فششي التحفششة فششي كتششاب‬
‫الصيد ما نصه‪ :‬وكذا إن لم يحوط عليه أو سقط خارجه لكن لم تعتد المسامحة بأخذه‪ .‬وقوله قششال‬
‫في المجموع الخ‪ :‬ساقه في التحفة تأييششدا لكلمششه المششار‪ ،‬وهششو أنسششب مششن صششنيع المؤلششف‪ .‬فتنبششه‬
‫)قوله‪ :‬ما سقط خارج الجدار( أي المحوط علشى الششجار )قشوله‪ :‬إن لشم يعتشد إبشاحته( أي إباحشة‬
‫المالك له‪ .‬وقوله حرم‪ :‬أي أخذه )قوله‪ :‬وإن اعتيدت( أي الباحة‪ .‬وقوله حل‪ :‬أي أخششذه‪ .‬قششال فششي‬
‫التحفة كما تحل هدية أوصلها مميز‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬عمل الخ( علة للحششل‪ .‬وقششوله بالعششادة المسششتمرة‪:‬‬
‫أي المطردة‪ .‬وقوله المغلبة‪ :‬أي تلك العادة المطردة‪ .‬وقششوله علششى الظششن‪ :‬أي ظششن النششاس‪ .‬وقششوله‬
‫إباحتهم‪ :‬أي الملك‪ .‬وقوله له‪ :‬أي لخذه‪) .‬لطيفة( كان في زمن النبي )ص( رجششل يقششال لششه أبششو‬
‫دجانة‪ ،‬فكان إذا صلى الفجر خرج مستعجل ول يصبر حتى يسمع دعششاء النششبي )ص(‪ ،‬فقششال لششه‬
‫يوما‪ :‬أليس لك إلى ال حاجة ؟ فقال‪ :‬بلى فقال فلم ل تقف حتى تسمع الدعاء ؟ فقال‪ :‬لي عششذر يششا‬
‫رسول ال‪ .‬قال وما عذرك ؟ فقال إن داري ملصقة لدار رجل‪ ،‬وفي داره نخلششة‪ ،‬وهششي مشششرفة‬
‫على داري‪ ،‬فإذا هب الهواء ليل يقع من رطبها في داري‪ ،‬فإذا انتبشه أولدي‪ ،‬وقشد مسشهم الضششر‬
‫من الجوع فما وجدوه أكلششوه‪ ،‬فأعجششل قبششل انتبششاههم‪ ،‬وأجمششع مششا وقششع وأحملششه إلششى دار صششاحب‬
‫النخلة‪ ،‬ولقد رأيت ولدي يوما قد وضع رطبة في فمه فأخرجتها بأصبعي من فيه وقلت له يا بني‬
‫ل تفضح أباك في الخرة‪ ،‬فبكى لفرط جوعه‪ .‬فقلت له‪ :‬لو خرجت نفسششك لششم أدع الحششرام يششدخل‬
‫إلى جوفك‪ ،‬وحملتها مششع غيرهششا إلششى صششاحبها‪ .‬فششدمعت عينششا النششبي )ص( وسششأل عششن صششاحب‬
‫النخلة‪ ،‬فقيل له فلن المنافق‪ ،‬فاستدعاه وقشال لشه‪ :‬بعنشي تلشك النخلشة الشتي فشي دارك بعششرة مشن‬
‫النخل‪ :‬عروقها من الزبرجد الخضر‪ ،‬وساقها من الذهب الحمر‪ ،‬وقضبانها من اللؤلؤ البيض‪،‬‬
‫ومعها من الحور العين بعدد ما عليها من الرطب‪ .‬فقال له المنافق‪ :‬ما أنششا تشاجر أبيششع بنسششيئة‪ ،‬ل‬
‫أبيع إل نقدا ل وعدا‪ ،‬فوثب أبو بكر الصديق رضي ال تعالى عنه وقال‪ :‬هي بعشرة مششن النخيششل‬
‫في الموضع الفلني‪ ،‬وليس فششي المدينششة مثششل تلششك النخيششل‪ ،‬ففششرح المنششافق وقششال بعتششك‪ .‬قششال قششد‬
‫اشتريت‪ ،‬ثم وهبها لبي دجانة‪ ،‬فقششال النششبي )ص( قششد ضششمنت لششك يششا أبششا بكششر عوضششها‪ ،‬ففششرح‬
‫الصديق‪ ،‬وفرح أبو دجانة رضي ال عنهما‪ ،‬ومضى المنافق إلى زوجته يقششول قششد ربحششت اليششوم‬
‫ربحا عظيما‪ ،‬وأخبرها بالقصة وقال قد أخذت عشرة من النخيل‪ ،‬والنخلة التي بعتها مقيمة عندي‬
‫في داري أبدا نأكل منها ول نوصل منها شيئا إلى صاحبها‪ ،‬فلما نام تلك الليلششة وأصششبح الصششباح‬
‫وإذا بالنخلة قد تحولت بالقدرة إلى دار أبي دجانة كأنها لششم تكششن فششي دار المنششافق‪ ،‬فتعجششب غايششة‬
‫العجب‪ .‬وهذه معجزة سيدنا رسول ال )ص( وفي قدرة ال تعالى ما هو أعظم من ذلك‬

‫] ‪[ 294‬‬

‫)تتمة( تعرض المصشنف للقطشة ولشم يتعشرض للقيشط‪ ،‬وحاصشل الكلم عليشه أنشه إذا وجشد‬
‫لقيط‪ ،‬أي صغير‪ ،‬ضائع ل يعلم لششه كافششل مششن أب أو جششد أو مششن يقششوم مقامهمششا أو مجنششون بششالغ‬
‫بقارعة الطريق فأخذه وكفالته وتربيته واجبة على الكفايششة لقششوله تعششالى‪) * :‬ومششن أحياهششا فكأنمششا‬
‫أحيا الناس جميعا( * )‪ (1‬ولنه آدمي محششترم فششوجب حفظششه كالمضششطر إلششى طعششام غيششره‪ ،‬فششإذا‬
‫التقطه بعض من هو أهل لحضانة اللقيط الثم عن الباقي‪ ،‬فإن لششم يلتقطشه أحششد أثششم الجميششع‪ ،‬ولشو‬
‫علم به واحد فقط تعين عليه‪ ،‬ويحب الشهاد على التقاطه خوفا من أن يسترقه اللقط‪ ،‬ولششو كششان‬
‫ظاهر العدالة‪ ،‬وفارق الشهاد على التقاط اللقطة حيث لشم يجششب بشأن الغششرض منهشا المششال غالبششا‬
‫والشهاد في التصرف المالي مستحب ولن الغششرض منششه حفششظ حريتششه ونسششبه فششوجب الشششهاد‬
‫عليه‪ ،‬كافي النكاح‪ ،‬فإنه يجب الشهاد عليه لحفظ نسب الولد لبيه وحريتششه‪ ،‬وبششأن اللقطششة يشششيع‬
‫أمرها بالتعريف ول تعريف في اللقيط‪ .‬ويجب الشهاد على ما معه من المال تبعا لششه‪ ،‬وإن كششان‬
‫ل يجب الشهاد على المال وحده‪ ،‬فلو ترك الشهاد لم تثبشت لشه وليشة الحفشظ‪ ،‬بشل ينزعشه منشه‪،‬‬
‫وجوبا‪ ،‬الحاكم دون الحاد‪ ،‬ثم إن لم يوجد له مال فنفقته في بيت المال من سهم المصالح‪ ،‬فإم لششم‬
‫يكن في بيت المال مال أو كان ثم ما هو أهم منششه اقششترض عليششه الحششاكم‪ ،‬فششإن عسششر القششتراض‬
‫وجب على موسرينا قرضا عليه إن كان حششرا‪ ،‬وإل فعلششى سششيده‪ .‬وقششد نظششم ابششن رسششلن مبحششث‬
‫اللقيط في زبده فقال‪ :‬للعدل أن يأخذ طفل نبذافرض كفاية وحضنه كذا وقوته من ماله بمن قضى‬
‫لفقده أشهد ثم اقترضا وعليه إذ يفقد بيت المال والقرض خذ منه لشذي الكمشال )واعلشم( أن اللقيشط‬
‫في دار السلم‪ ،‬أو ما ألحق بها‪ ،‬مسلم تبعا للدار إل إن أقام كافر بينشة بنسشبه فيتبعشه فشي النسشب‬
‫والدين فيكون كافرا تبعا لششه‪ ،‬بخلف مششا إذا اسششتلحقه بل بينششة لنششه قششد حكششم بإسششلمه تبعششا لششدار‬
‫السلم أو ما ألحق بها وهي دار الكفر الششتي بهششا مسششلم يمكششن كشونه منشه ولشو أسششيرا منتششرا أو‬
‫تاجرا‪ ،‬ول يكفي اجتيازه بدار الكفر‪ ،‬بخلفه بدار السلم فإنه يكفي اجتيششازه بهششا لحرمتهششا‪ .‬ولشو‬
‫وجد اللقيط بدار الكفر التي ل مسلم بها فهو كافر وهشو حشر وإن ادعشى رقششه لقششط أو غيشره لن‬
‫غالب الناس أحرار إل أن تقام برقه بينة متعرضة لسبب الملك كإرث أو شششراء‪ :‬كششأن تشششهد أنششه‬
‫رقيق لفلن ورثه من أبيه أو اشتراه‪ ،‬وإل إن أقر بالرق بعد كماله لشخص ولم يكششذبه المقششر لششه‪،‬‬
‫بأن صدقه أو سكت ولم يسبق منه قبل إقراره بالرق بعد كماله إقرار بحرية‪ ،‬أما إذا كششذبه المقششر‬
‫له فل يقبل إقراره بالرق له‪ ،‬وإن عاد المكذب وصدقه لنه لمششا كششذبه حكششم بحريتششه بالصششل فل‬
‫يعود رقيقا‪ ،‬وكذا لو سبق منه قبل إقراره بالرق بعد كماله إقششرار بحريششة لنششه لمششا حكششم بحريتششه‬
‫بإقراره السابق لم يقبل إقراره بالرق بعد ذلك‪ .‬وال سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫)‪ (1‬سورة المائدة‪ ،‬الية‪32 :‬‬

‫] ‪[ 295‬‬

‫باب النكاح هذا هو الربع الثالث من الفقه‪ .‬وإنما قدموا العبادات لنها أهشم‪ ،‬ثشم المعشاملت‬
‫لن الحتياج إليها أهم‪ ،‬ثم ذكروا الفرائض في أول النصف الثاني للشارة إلى أنها نصف العلم‪،‬‬
‫ثم النكاح لنه إذا تمت شهوة البطششن يحتشاج لششهوة الفشرج‪ ،‬ثشم الجنايشات لن الغشالب أن الجنايشة‬
‫تحصل بعد استيفاء شهوتي البطن والفرج‪ ،‬ثم القضششية والشششهادات لن النسششان إذا وقعششت منششه‬
‫الجنايات رفعوه للقاضي واحتاجوا للشهادة عليه‪ ،‬ثم ختموا بالعتق رجاء أن يختم ال لهششم بششالعتق‬
‫من النار‪ .‬والنكاح من الشرائع القديمة‪ ،‬فإنه شششرع مششن لششدن آدم عليشه السششلم واسششتمر حششتى فششي‬
‫الجنة‪ ،‬فإنه يجوز للنسان النكاح في الجنة‪ ،‬ولو لمحارمه‪ ،‬ما عدا الصششول والفششروع‪ ،‬فل ينكششح‬
‫أمه ول بنته فيها‪ .‬قال الطباء‪ :‬ومقاصد النكاح ثلثشة‪ :‬حفشظ النسشل‪ ،‬وإخشراج المشاء الشذي يضشر‬
‫احتباسه بالبدن‪ ،‬ونيل اللذة‪ .‬وهذه الثالثة هي التي تبقى في الجنة‪ ،‬إذ ل تناسل هناك ول احتبششاس‪،‬‬
‫والصل فيه الكتاب والسنة والجمششاع‪ ،‬فمششن الول قششوله تعششالى‪) * :‬فششانكحوا مششا طششاب لكششم مششن‬
‫النساء مثنى وثلث ورباع( * )‪ (1‬وقوله تعالى‪) * :‬وأنكحوا اليامى منكشم( *‪ (2) .‬ومشن الثشاني‬
‫قوله )ص(‪ :‬من أحب فطرتي فليستسن بسنتي‪ ،‬ومن سنتي النكاح وفششي روايششة‪ :‬فمششن رغششب عششن‬
‫سنتي فمات قبل أن يتزوج صرفت الملئكة وجهششه عششن حوضششي يششوم القيامششة وقششال )ص(‪ :‬مششن‬
‫ترك التزويج مخافة العالة )‪ (3‬فليس مني وأخرج المام أحمد ومسلم عن ابن عمششر‪ :‬الششدنيا كلهششا‬
‫متاع‪ ،‬وخير متاعها المرأة الصالحة وابن ماجة عن أبي أمامة‪ :‬ما استفاد المؤمن بعششد تقششوى ال ش‬
‫خيرا له من زوجة صالحة‪ :‬إن أمرها أطاعته‪ ،‬وإن نظر إليها سرته‪ ،‬وإن أقسم عليها أبرته‪ ،‬وإن‬
‫غاب عنها نصحته في نفسها وماله والطبراني عن ابشن مسشعود تزوجشوا البكشار‪ ،‬فششإنهن أعشذب‬
‫أفواها‪ ،‬وأنتق أرحاما‪ ،‬وأرضى باليسر والبيهقي عن أبي سعيد وابن عباس رضي ال عنهم قال‪:‬‬
‫قال رسول ال )ص(‪ :‬من ولد له ولد فليحسن اسمه وأدبه‪ ،‬وإذا بلغ فليزوجه‪ ،‬فإن بلغ ولم يزوجه‬
‫فأصاب إثما فإنما إثمه على أبيه وروي أنه‪ :‬دخل رجل على النبي )ص( يقال له عكاف‪ ،‬فقال له‬
‫النبي )ص( يا عكاف ألك زوجة ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬قال ول جارية ؟ قششال ول جاريششة‪ .‬قششال وأنششت بخيششر‬
‫موسر ؟ قال وأنا بخير موسر‪ .‬قال أنت من إخوان الشياطين‪ .‬لو كنششت مششن النصششارى كنششت مششن‬
‫رهبانهم‪ .‬إن من سنتي النكاح‪ :‬شراركم عزابكششم‪ ،‬أراذل أمششواتكم عزابكششم رواه المششام أحمششد فششي‬
‫مسنده‪ .‬وقد نظم ابن العماد هذا المعنششى فششي قششوله‪ :‬شششراركم عزابكششم جششاء الخششبرأراذل المششوات‬
‫عزاب البشر وفي المجالس السنية للفشني ما نصه‪ :‬قال بعض الشراح إنما كان من ل يششتزوج أو‬
‫يتسرى مع القدرة عليه من شرار المة في الحياء وأراذلها في الموات لمخالفته ما أمر الش بششه‬
‫ورسوله وحث عليه‪ ،‬وسمي من شرار الخلق لعدم غششض بصششره وتحصششين فرجششه‪ ،‬ولعششدم سششتر‬
‫شطر دينه‪ ،‬للخبار الواردة في ذلك عن النبي )ص( بقوله‪ :‬من تزوج فقد ستر شطر دينه‪ ،‬فليتق‬
‫ال في الشطر الخر وأيضا فإن مثششل هششذا ل يششؤمن غالبششا علششى النسششاء ول علششى المجششاورة فششي‬
‫السكنى وغيرها‪ .‬فربما تسلط الشيطان فيقع الفساد‪ .‬ا‍ه‪.‬‬

‫)‪ (1‬سورة النساء‪ ،‬الية‪ (2) .3 :‬سورة النور‪ ،‬الية‪ (3) .32 :‬لعلها العلية‬

‫] ‪[ 296‬‬

‫)وحكي( أبو العباس أحمد بن يعقوب أنه رؤي معروف الكرخششي فششي النششوم‪ ،‬فقيششل لششه مششا‬
‫صنع ال بك ؟ قال أباحني الجنة‪ ،‬غير أن في نفسي حسرة‪ :‬إنشي خرجشت مشن الشدنيا ولشم أتشزوج‬
‫)وحكي( أن بعض الصالحين كان يعرض عليه التزوج فيأبى برهة من دهششره‪ ،‬فششانتبه مششن نششومه‬
‫ذات يوم وقال زوجوني‪ ،‬فزوجوه‪ ،‬فسئل عن ذلك‪ :‬فقال لعل ال يرزقني ولدا ويقبضه فيكون لشي‬
‫مقدمة في الخرة‪ .‬ثم قال رأيت في المنام كششأن القيامششة قششد قششامت وكنششت مششن جملششة الخلئق فششي‬
‫الموقششف وبششي مششن العطششش والكششرب مششا كششاد أن يقطششع عنقششي‪ ،‬وكششذا الخلئق فششي شششدة العطششش‬
‫والكرب‪ ،‬فنحن كذلك إذ ولدان قد ظهروا وبأيديهم أباريق من فضة مغطاة بمناديل من نور وهششم‬
‫يتخللون الجموع ويتجاوزون أكثر الناس ويسششقون واحششدا بعششد واحششد‪ ،‬فمششددت يششدي إليهششم وقلششت‬
‫لبعضهم اسقني فقد أجهدني العطش‪ ،‬فنظر إلي وقال ليس لك ولد فينا‪ ،‬إنما نسقي آباءنا وأمهاتنششا‪.‬‬
‫فقلت من أنتم ؟ فقششالوا‪ :‬نحششن أطفششال المسششلمين وأركششان النكششاح خمسششة‪ :‬زوج‪ ،‬وزوجششة‪ ،‬وولششي‪،‬‬
‫وشاهدان‪ ،‬وصيغة )قوله‪ :‬وهو لغة الضم والجتماع( عطششف الجتمششاع علششى الضششم مششن عطششف‬
‫العام على الخاص‪ .‬وعبارة شيخ السلم والتحفة والنهاية‪ ،‬هو لغششة الضششم والششوطئ‪ .‬ا‍ه‪ .‬فأفششادت‬
‫أنه يطلق لغة على الوطئ كما يطلق على الضم والجتماع‪ .‬وعبارة الخطيب‪ :‬والعششرب تسششتعمله‬
‫بمعنى العقد والوطئ جميعا‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتب البجيرمي‪ :‬عليهشا‪ ،‬أي يطلشق علشى كششل منهمشا‪ ،‬فهشو مششن‬
‫قبيل المشترك‪ ،‬فيكون حقيقة فيهما‪ .‬ا‍ه‪ .‬ونقل الباجوري عن النووي في شششرح مسششلم مثلششه فقششال‪:‬‬
‫قال النووي في شرح مسششلم‪ :‬هششو لغشة الضششم والششوطئ‪ .‬ثششم قششال‪ :‬قششال الواحششدي‪ :‬قششال أبششو القاسششم‬
‫الزجاجي النكاح في كلم العرب بمعنى العقد والوطئ‪ ،‬ثم قششال وقششال أبششو علششي الفارسششي فرقششت‬
‫العرب بينهما فرقا لطيفا‪ :‬فإذا قالوا نكح فلنة أو بنششت فلنششة أرادوا عقششد عليهششا‪ ،‬وإذا قششالوا نكششح‬
‫امرأته أو زوجته أرادوا وطئها‪ .‬ا‍ه‪ .‬بتصرف‪ .‬وأورد البرماوي علششى هششذا بششأن فيششه تسششاهل لن‬
‫الوطئ والعقد من معناه الشرعي‪ ،‬وهو كما قال‪ ،‬وإن رده الباجوري‪ .‬فتنبه )قوله‪ :‬ومنه( أي مششن‬
‫النكاح بمعناه اللغوي الذي هو الضم والجتماع‪ ،‬وقوله قولهم‪ :‬أي العرب‪ .‬وقوله إذا تمايلت الششخ‪:‬‬
‫أي تقول ذلك إذا تمايلت الشجار وانضم بعضها إلى بعض‪ ،‬وهذا هششو محششل السششتدلل‪ .‬وسششمي‬
‫المعنى الشرعي بذلك لما فيه من ضم أحد الوجهين إلى الخر )قوله‪ :‬وشرعا عقد الخ( اعلششم أنششه‬
‫اختلف في كون عقد النكاح عقد إباحة أو تمليك على وجهيششن‪ :‬أوجههمششا أنششه عقششد إباحششة‪ ،‬وعليششه‬
‫التعريف المذكور‪ .‬ويظهر أثر الخلف فيما لو حلششف ل يملششك شششيئا ولششه زوجششة‪ ،‬فعلششى الول ل‬
‫يحنث‪ ،‬وعلى الثاني يحنث‪ .‬قال في المغني‪ :‬واختار المصنف عدم الحنث إذا لم يكششن لششه فيششه‪ ،‬إذ‬
‫ل يفهم منه الزوجية‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله واختار عدم الحنث‪ :‬أي حتى على أنه تمليك بدليل التعليل‪ ،‬وقال‬
‫فيه أيضا‪ :‬ويظهر أثر الخلف فيما لو طئت بشششبهة إن قلنششا إنششه ملششك فششالمهر لششه‪ ،‬وإل فلهششا‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وهذا مبني على أن المراد بالملك ملك المنفعة‪ ،‬والمعتمد أن المراد به ملك النتفششاع فعليششه المهششر‬
‫لها مطلقا‪ .‬وفي حاشية الجمل منا نصه‪) .‬فرع( المعقود عليه فششي النكششاح‪ :‬حششل السششتمتاع اللزم‬
‫المؤقت بموت أحد الزوجين‪ .‬ويجوز رفعه بششالطلق وغيششره‪ ،‬وقيششل المعقشود عليششه عيشن المششرأة‪،‬‬
‫وقيل منافع البضع‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله يتضششمن إباحششة وطششئ‪ :‬أي يسششتلزمها‪ ،‬وقششوله بلفششظ إنكششاح‪ :‬متعلششق‬
‫بمحذوف‪ ،‬أي عقد يحصل بلفظ إنكاح الخ‪ :‬أي بلفظ مشتق إنكاح أو مشتق تزويج‪ .‬وخرج به بيششع‬
‫المة فإنه عقد يتضمن إباحة وطئ‪ ،‬لكن ل بلفظ إنكاح أو تزويج‪ ،‬وإنما قلنا أي بلفشظ مششتق الشخ‬
‫لنهما مصدران‪ ،‬والمصدر كناية ل ينعقد به النكاح‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي )قوله‪ :‬وهششو( أي لفششظ النكششاح‪.‬‬
‫وقوله حقيقة في العقد مجاز في الوطئ‪ :‬ل يرد عليه قوله تعالى‪) * :‬حششتى تنكششح زوجششا غيششره( *‬
‫لن المراد به فيه العقد‪ .‬وأما الوطئ فهو مستفاد من خبر حتى تذوقي عسيلته ويذوق‬

‫)‪ (1‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪230 :‬‬

‫] ‪[ 297‬‬

‫عسيلتك فالعقد مستفاد من الكتاب‪ ،‬والوطئ مستفاد من السنة‪ .‬والمراد به في ذلششك الششوطئ‬
‫مجازا مرسل‪ :‬من إطلق اسم السبب على المسبب بقرينة الخبر المذكور‪ .‬وقوله على الصششحيح‪:‬‬
‫مقابله قولن أحدهما أنه حقيقة في الوطئ مجاز في العقد‪ ،‬وبه قال أبششو حنيفششة رضششي ال ش عنششه‪،‬‬
‫وثانيهما أنه حقيقة فيهما بالشتراك كعيشن‪ ،‬وعليشه حمشل النهشي فشي قشوله تعشالى‪) * :‬ول تنكحشوا‬
‫المشركات حتى يؤمن( * )‪ (1‬فإن المراد النهي عن العقد وعششن الششوطئ بملششك اليميششن معششا علششى‬
‫استعمال المشترك في معنييه‪ .‬قشال فشي المغنشي‪ :‬وتظهشر فشائدة الخلف فيمشن زنشى بشامرأة فإنهشا‬
‫تحرم على والده وولده عندهم ل عندنا‪ .‬قاله الماوردي والروياني‪ .‬وفيمششا لششو علششق الطلق علششى‬
‫النكاح فإنه يحمل على العقد عندنا‪ ،‬ل بالوطئ‪ ،‬إل إن نششوى‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقششوله عنششدنا‪ :‬أي وأمششا عنششدهم‬
‫فيحمل على الوطئ‪ ،‬ويفرق بينهما بالقرائن )قوله‪ :‬سن الخ( ذكر له أربعششة أحكششام‪ :‬السششنية لتششائق‬
‫قادر علششى المششؤن وخلف الولششى لتششائق غيششر قششادر عليهششا‪ ،‬والكراهششة لغيششر قششادر وغيششر تششائق‪،‬‬
‫والوجوب لناذر له حيث ندب في حقه‪ .‬وبقي الحرمة‪ ،‬وهي في حق من لم يقششم بحقششوق الزوجيششة‬
‫)قوله‪ :‬أي النكاح( تفسير للضمير المستتر‪ ،‬ويتعين أن يراد به التزوج‪ ،‬وهو القبول‪ ،‬إذ هو الششذي‬
‫من طرف الزوج‪ .‬ففي كلم المصنف شبه استخدام حيث ذكششر النكششاح أول فششي الترجمششة بمعنششى‬
‫العقد المركب من اليجاب والقبول‪ ،‬وذكره ثانيا بمعنى آخر وهو القبول الششذي هششو أحششد طرفيششه‪.‬‬
‫وأما اليجاب الذي هو الطرف الخر فمتعلق بالولي فل قدرة للزوج عليه‪ ،‬وهششو أيضششا مسششتحق‬
‫إن كانت المرأة تائقة‪ ،‬فيستحب لها النكاح بمعنى التزوج الذي هو اليجاب لكشن بواسشطة الشولي‪.‬‬
‫وفي معنى التائقة المحتاجة للنفقة والخائفة من اقتحام الفجششرة‪ ،‬بششل إن لششم تنششدفع الفجششرة عنهششا إل‬
‫بالنكاح وجب‪ ،‬فإن لم تكن تائقة ول محتاجششة ول خائفششة كششره لهششا لنهششا يخشششى منهششا أن ل تقشوم‬
‫بحقوق الزوجية مع عدم السبب المقتضي للنكاح‪ .‬وقوله لتششائق‪ :‬متعلششق بسششن‪ ،‬وقششوله أي محتششاج‬
‫للوطئ‪ :‬تفسير مراد له )قوله‪ :‬وإن اشتغل بالعبادة( غاية في سنيته لمن ذكر‪ .‬والمناسب تأخيرهششا‬
‫عن القيد الثاني‪ .‬أعني قوله قادر الخ‪ ،‬أي سن لشه ذلشك مطلقشا سشواء كشان مششتغل بالعبشادة أم ل‪.‬‬
‫وذلك لوجود التوقان مع القدرة‪ ،‬بخلف غير التائق القادر على المؤنة‪ .‬فششإن كششان يتخلششى للعبششادة‬
‫فهي أفضل‪ ،‬وإل فهو أفضل لئل تفضي به البطالة إلى الفواحش‪ ،‬كمششا قششال بعضششهم‪ :‬إن الشششباب‬
‫والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة )قشوله‪ :‬قششادر علششى مؤنششة( أي متعلقششة بالنكششاح زائدة عششن‬
‫مسكنه وخادمه ومركوبه وملبوسه )قوله‪ :‬من مهر الخ( بيان للمؤنششة‪ ،‬والمششراد بششه الحششال‪ .‬وقششوله‬
‫وكسوة فصل تمكين‪ :‬أي الفصل الذي حصل التمكين فيه‪ .‬وقشوله ونفقشة يشومه‪ :‬أي يشوم التمكيششن‪،‬‬
‫أي وليلته‪ ،‬وعبر في جانب الكسششوة بالفصششل وفششي جششانب النفقششة بششاليوم‪ :‬لن العششبرة فششي الكسششوة‬
‫بفصل التمكين‪ ،‬كفصل الشتاء أو الصيف‪ ،‬وفي النفقة بيششوم التمكيششن‪ ،‬أي وليلتششه )قششوله‪ :‬للخبششار‬
‫الثابتة في السنن( هو تعليل لسنيته لمن ذكر )قوله‪ :‬وقد أوردت حملة منها( أي من الخبار‪ ،‬وقششد‬
‫علمت في أول الباب معظم ذلك‪ ،‬ومنها غير ما تقدم قوله )ص(‪ :‬يا معشر الشباب‪ :‬مششن اسششتطاع‬
‫منكم الباءة فليتزوج‪ ،‬فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج‪ .‬ومن لم يسششتطع فعليششه بالصششوم فششإنه لششه‬
‫وجاء أي قاطع لتوقانه والباءة‪ ،‬بالمد‪ ،‬لغة الجماع‪ ،‬والمراد بها هششو مششع المؤنشة لروايششة مشن كششان‬
‫منكم ذا طول فليتزوج )قوله‪ :‬إحكام أحكام النكاح( الولى بكسششر الهمششزة‪ :‬مصششدر بمعنششى إتقششان‪،‬‬
‫والثانية بالفتح جمع حكم‪ .‬وفي بعض نسخ الخط إسقاط الولى )قوله‪ :‬ولما فيه( أي النكاح‪ ،‬وهششو‬
‫معطوف على للخبار )قوله‪ :‬وأما التائق العاجز عن المؤن( هذا مفهوم قششوله قششادر علششى مؤنششة‪،‬‬
‫والنسشب أن يقشول وخشرج بقشولي قششادر العششاجز )قشوله‪ :‬فشالولى لشه تركشه( أي لقشوله تعشالى‪* :‬‬
‫)وليستعفف الذين ل يجدون نكاحا حتى يغنيهم ال من فضله( * ولمفهوم حديث من اسششتطاع الششخ‬
‫)قوله‪ :‬وكسر‬

‫)‪ (1‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪ (2) .221 :‬سورة النور‪ ،‬الية‪33 :‬‬

‫] ‪[ 298‬‬

‫حاجته الخ( معطوف على تركه‪ :‬أي والولى له كسر حاجته‪ :‬أي شهوته بالصوم لحششديث‬
‫من استطاع المار والمراد الصوم الدائم لنه يثير الحششرارة والشششهوة فششي ابتششدائه‪ ،‬ول تنكسششر إل‬
‫بدوامه‪ .‬وفي البجيرمي‪ :‬قال العلماء الصوم يثير الحركة والشهوة أول‪ ،‬فإذا داوم سكنت‪ .‬قال ابن‬
‫حجر‪ :‬ول دخل للصوم في المرأة‪ ،‬لنه ل يكسر شهوتها‪ .‬قال سم‪ :‬فششي إطلقششه نظششر‪ :‬مششا المششانع‬
‫أنها كالرجل إذا كانت حاجتها الشهوة فتكسششرها بالصششوم ؟ فليراجششع‪ .‬وفيشه أن هششذا أمششر طششبي ل‬
‫دخل للفقهاء فيه‪ .‬فكيف يقول ما المانع ؟ ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬ل بالششدواء( معطششوف علششى بالصششوم‪ :‬أي ل‬
‫كسر حاجته بالدواء ككافور‪ ،‬بل يتزوج ويتوكل على ال‪ ،‬فإن ال تكفل بششالرزق للمششتزوج بقصششد‬
‫العفاف‪ ،‬فإن كسرها به‪ ،‬فإن قطع الشهوة بالكلية حرم‪ ،‬وإن لشم يقطعهشا بالكليشة بشل يفترهشا كشره‪.‬‬
‫ومثل هذا التفصيل يجري في استعمال المرأة شيئا يمنع الحبل‪ ،‬فإن كان يقطع مششن أصششله حششرم‪،‬‬
‫وإل بأن كان يبطئه كره‪ .‬وفي البجيرمي ما نصه‪ :‬واختلفوا في جششواز التسششبب فششي إلقششاء النطفششة‬
‫بعد استقرارها في الرحم فقال أبو إسحاق المروزي يجوز إلقاء النطفشة والعلقشة‪ ،‬ونقشل ذلشك عشن‬
‫أبي حنيفة رضي ال عنه‪ .‬وفي الحياء‪ ،‬في مبحث العزل‪ ،‬ما يدل على تحريمششه‪ ،‬وهششو الوجششه‪،‬‬
‫لنها بعد الستقرار آيلة إلى التخلق المهيأ لنفخ الروح‪ ،‬ول كذلك العزل‪ .‬ا‍ه‪ .‬ابن حجر‪ .‬والمعتمد‬
‫أنه ل يحرم إل بعد نفخ الروح فيه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وسيذكره الشارح في آخر باب الجناية )قوله‪ :‬وكششره( أي‬
‫النكاح بمعنى التزوج الذي هو القبول‪ ،‬كما تقدم‪ .‬وقوله لعاجز عن المؤن غير تشائق‪ ،‬هشذا مفهشوم‬
‫قوله تائق‪ ،‬فهو على اللف والنشر المشششوش‪ .‬والنسششب هنششا أيضششا أن يقشول وخششرج بقششولي تششائق‬
‫غيره فيكره إن عجز عن المؤنة‪ .‬وعبارة المنهج وشرحه‪ ،‬وكشره النكشاح لغيشره‪ ،‬أي غيشر التشائق‬
‫له‪ ،‬لعلة أو غيرها إن فقدها‪ ،‬أي أهبته‪ ،‬أو وجدها وكان به علة كهرم وتعنين لنتفاء حششاجته إليششه‬
‫مع التزام فاقد الهبة ما ل يقدر عليه وخطر القيام بواجبه فيمن عداه‪ ،‬وإل بششأن وجششدها ول علششة‬
‫به فتخل لعبادة أفضل‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ويجب بالنذر حيث ندب( أي إذا نذر النكاح وجب عليه إن ندب‬
‫في حقه بأن كان تائقا قادرا على المؤنة‪ ،‬وهذا مششا جششرى عليششه ابششن حجششر‪ ،‬ونششص عبششارته‪ :‬نعششم‬
‫حيث ندب لوجود الحاجة والهبة وجب بالنذر على المعتمد الذي صرح به ابششن الرفعششة وغيششره‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬والذي اعتمده م ر خلفه‪ ،‬ونص عبارته‪ :‬ول يلزم بالنذر مطلقا‪ ،‬وإن استحب‪ ،‬كمششا أفششتى بششه‬
‫الوالد رحمه ال تعالى‪ ،‬خلفششا لبعششض المتششأخرين‪ .‬ا‍ه‪ .‬وعششدم النعقششاد عنششده نظششرا لكششون أصششله‬
‫الباحة‪ ،‬والستحباب فيه عارض‪ .‬نعم‪ :‬قشد يجشب بغيشر النشذر فيمششا لشو خششاف علششى نفسشه العنششت‬
‫وتعين طريقا لدفعه مع قدرته‪ .‬وبحشث بعضشهم أيضشا وجشوبه فيمشا لشو طلشق مظلومشة فشي القسشم‬
‫ليوفيها حقها من نوبة المظلوم لها )قوله‪ :‬وسن نظر الخ( وذلك لمششا روي عششن جششابر رضششي الش‬
‫عنه أن النبي )ص( قال‪ :‬إذا خطب أحدكم المرأة‪ ،‬أي أراد خطبتها‪ - :‬بدليل روايششة أخششرى ‪ ،-‬فل‬
‫جناح عليه أن ينظر إليها وإن كانت ل تعلم رواه أبو داود والطبراني وأحمد‪ .‬وأخرج ابن النجار‬
‫وغيره عن المغيرة بن شعبة قال‪ :‬خطبت جارية من النصار فذكرت ذلك للنبي )ص(‪ ،‬فقال لششي‬
‫رأيتها ؟ فقلت ل‪ .‬قال فانظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكمششا‪ ،‬أي تششدوم المششودة واللفششة‪ ،‬فششأتيتهم‬
‫فذكرت ذلك إلى والديها‪ ،‬فنظر أحدهما إلى صاحبه فقمت فخرجت‪ ،‬فقالت الجارية علي بالرجل‪،‬‬
‫فوقفت ناحية خدرها‪ ،‬فقالت إن كان رسول ال )ص( أمرك أن تنظر إلي فانظر‪ ،‬وإل فأنا أحرج‬
‫عليك أن تنظر فنظرت إليها‪ ،‬فتزوجتها‪ ،‬فما تزوجت امرأة قششط أحششب إلششي منهششا ول أكششرم علششي‬
‫منها‪ ،‬وقد تزوجت سبعين امرأة )قوله‪ :‬بعد العزم على النكاح( متعلق بسن أو بنظششر‪ .‬وخششرج بششه‬
‫ما إذا كان قبل العزم فل يسن‪ ،‬بل يحرم لنه ل حاجة إليه قبله )قوله‪ :‬وقبل الخطبة( خرج به مششا‬
‫إذا كان بعدها فل يسن النظر‪ .‬نعم‪ ،‬يجوز‪ ،‬كما في التحفة‪ ،‬ونصها‪ :‬وظاهر كلمهم انششه ل ينششدب‬
‫النظر بعد الخطبة لنه قد يعرض فتتششأذى هششي أو أهلهششا وأنششه مششع ذلششك يجششوز لن فيششه مصششلحة‬
‫أيضا‪ ،‬فما قيل يحتمل حرمته لن إذن الشارع لم يقع إل فيما قبل الخطبة يرد بأن الخبر مصششرح‬
‫بجوازه بعدها فبطل حصره‪ ،‬وإنما أولوه بالنسبة للولوية‪ ،‬ل الجواز‪ ،‬كما هو واضح‪ .‬ا‍ه )قششوله‪:‬‬
‫الخر( مفعول المصدر المضاف لفاعله وهو نظر‪ :‬أي سن أن ينظر كل الخر‪ ،‬وهو قيششد خششرج‬
‫به النظر إلى نحو ولد المخطوبة المرد‪ ،‬فل يجوز له نظره وإن‬

‫] ‪[ 299‬‬

‫بلغه استواؤهما في الحسن‪ ،‬خلفا لمن وهم فيه وزعششم أن هششذا حاجشة مجششوزة ممنشوع‪ :‬إذ‬
‫الستواء في الحسن المقتضي لكون نظره يكفي عن نظرها فشي كشل مشا هشو المقصشود منشه يكشاد‬
‫يكون مستحيل‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفة )قوله‪ :‬غير عورة( منصوب على الستثناء أو على البدلية مششن الخششر‪.‬‬
‫وقوله مقررة في شروط الصلة‪ :‬وهي للرجل والمة ما بين السرة والركبة‪ ،‬وللحرة جميع بششدنها‬
‫ما عدا وجهها وكفيها )قوله‪ :‬فينظر من الحرة وجهها الششخ( أي ولششو بشششهوة أو خششوف فتنششة‪ ،‬كمششا‬
‫قاله المام والروياني‪ ،‬وإن قال الذرعي في جواز نظششره بشششهوة نظششر‪ ،‬والمعتمششد الجششواز‪ ،‬ولششو‬
‫بشهوة‪ ،‬وله تكريره إن احتاج إليه‪ ،‬ولو فوق الثلث‪ ،‬حتى يتششبين لششه هيئتهششا‪ ،‬فششإن لششم يحتششج إليششه‬
‫لكونه تبين له هيئتها بنظرة حشرم مشا زاد عليهشا‪ ،‬لن الضشابط فشي ذلشك الحاجشة‪ .‬وإذا لشم تعجبشه‬
‫سكت ول يقول ل أريدها‪ ،‬ول يترتب على سششكوته منششع خطبتهششا لن السششكوت إذا طششال وأشششعر‬
‫بالعراض جازت‪ ،‬وضششرر الطششول دون ضششرر ل أريششدها‪ .‬فاحتمششل‪ .‬أفششاده م ر )قششوله‪ :‬ليعششرف‬
‫جمالها( علة لنظره وجهها )قوله‪ :‬وكفيها( معطوف على وجهها‪ :‬أي وينظر كفيها‪ .‬وقوله لعيرف‬
‫خصوبة بدنها‪ :‬علة له‪ ،‬والخصوبة النعومة‪ .‬وفي الخطيب‪ ،‬والحكمة فششي القتصششار علششى الششوجه‬
‫والكفين أن في الوجه ما يستدل به على الجمال‪ ،‬وفي اليدين ما يستدل به على خصب البدن‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وكتب البجيرمي ما نصه‪ :‬قد يقال هذه الحكمة توجد في المة‪ ،‬فمقتضاها أنه ل ينظر مششن المششة‬
‫إل الوجه والكفين‪ ،‬كالحرة‪ ،‬للحكمة المذكورة‪ ،‬وأجيب بأن الحكمة ل يلششزم اطرادهششا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪:‬‬
‫وممن الخ( معطوف على من الحرة‪ ،‬أي وينظر من المرأة التي قام بها الرق‪ ،‬أي اتصفت به كل‬
‫أو بعضا‪ ،‬ما عدا ما بين السرة والركبة‪ .‬قال في التحفة‪ :‬ول يعارضه مششا يششأتي أنهششا كششالحرة فششي‬
‫نظر الجنبي إليها لن النظر هنا مأمور به‪ ،‬ولو مع خوف الفتنة‪ ،‬فأنيط بما عدا عششورة الصششلة‪.‬‬
‫وفيما يأتي منوط بخوف الفتنة‪ ،‬وهو جار فيما عدا الوجه والكفيشن مطلقششا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قشوله‪ :‬وهمششا( أي‬
‫الحرة والمة‪ .‬وقوله تنظران منه‪ ،‬أي الرجل الخاطب إذا أرادتا تزوجه لنهمشا يعجبهمشا منشه مشا‬
‫يعجبه منهما‪ .‬وقوله ذلك‪ :‬أي ما عدا ما بين السرة والركبة‪ ،‬وقيل الحرة تنظر منه ما ينظر منهششا‬
‫فقط‪ ،‬وهو الوجه والكفان )قوله‪ :‬ول بد في حل النظر الخ( ذكر لحششل النظششر قيششدين‪ :‬تيقششن الخلششو‬
‫من نكاح وعدة‪ ،‬وغلبة ظنه أنه يجاب‪ .‬وتقدم قيد أيضا له وهو العزم على النكاح‪ ،‬فلو انتفى أحششد‬
‫هذه القيود حرم عليه النظر لعدم وجود مسوغ‪ ،‬وقوله مششن تيقششن خلوهششا مششن نكششاح‪ ،‬قششال سششم‪ :‬أو‬
‫ظنه‪ .‬وقوله وعدة‪ ،‬أي وخلوها من عدة‪ .‬أي تحششرم التعريششض‪ ،‬كالرجعيششة‪ ،‬فششإن لششم تحرمششه جششاز‬
‫النظر وإن علمت به لن غايته أنه كالتعريض‪ ،‬فإطلق بعضهم حرمته في العششدة إذا كشان بإذنهششا‬
‫أو مع علمها بأنه لرغبته في نكاحها ينبغي حمله على ما ذكرتششه‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفششة )قشوله‪ :‬وأن ل يغلششب‬
‫على ظنه الخ( المصدر معطوف على تيقن‪ ،‬أي ول بد من عدم غلبششة عششدم الجابششة علششى الظششن‪.‬‬
‫وقوله أنه أي الخاطب‪ .‬وقششوله ليجششاب‪ :‬أي ل يقبششل إذا خطششب )قششوله‪ :‬ونششدب لمششن ل يتيسششر لششه‬
‫النظر( أي أو ل يريده بنفسه‪ .‬وقوله أن يرسل الخ‪ :‬وذلك لمششا روى المششام أحمششد فششي المسششند أن‬
‫النبي )ص( بعث امرأة تخطب له امرأة‪ ،‬فقال انظششري إلششى وجههششا وكفيهششا وعراقيبهششا‪ ،‬وتسششمى‬
‫عوارضها وقوله نحو امرأة‪ :‬أي كمحرم لها وممسششوح‪ .‬وقششوله ليتأملهششا‪ ،‬الضششمير المسششتتر يعششود‬
‫على نحو المرأة‪ ،‬والبارز يعود على المخطوبة‪ .‬وقوله ويصفها له‪ ،‬أي للمرسل الخاطب‪ ،‬ويجوز‬
‫أن يصف له زائد على ما ل يحششل لششه نظششره‪ .‬فيسششتفيد بالرسششال مششا ل يسششتفيد بششالنظر‪ .‬قششال فششي‬
‫التحفة‪ :‬وهذا لمزيد الحاجة إليه مستثنى من حرمة وصف امرأة لرجل‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وخرج بششالنظر‬
‫المس فيحرم( أي ولو لعمى فل يجوز له المس‪ ،‬بل يوكل من ينظر له‪ .‬وقوله إذ ل حاجة إليششه‪:‬‬
‫أي إلى المس‪ ،‬وهو تعليل لحرمته )قوله مهمة( أي في بيان النظر المحرم والجششائز وغيششر ذلششك‪.‬‬
‫وحاصله أنه إما أن يمتنع مطلقا‪ ،‬وذلك في الجنبية‪،‬‬

‫] ‪[ 300‬‬

‫وإما أن يجوز مطلقا‪ ،‬وذلك في الزوجة والمششة‪ ،‬وإمششا أن يجششوز لمششا عششدا مششا بيششن السششرة‬
‫والركبة‪ ،‬وذلك في المحارم والمة المزوجة والمعتدة‪ ،‬وإما أن يجوز لجل الخطبة‪ ،‬وذلك للوجه‬
‫والكفين في الحرة‪ ،‬وما عدا ما بينالسرة والركبة في المة‪ ،‬وإما أن يجوز لجشل المشداواة‪ ،‬وذلشك‬
‫في محل الحاجة‪ ،‬وإما للمعاملة والشهادة‪ ،‬وذلك للوجه فقط‪ .‬فإن كن للشهادة على رضاع أو زنششا‬
‫فبالنظر لذلك المحل وإما أن يكون لتقليب أمة يريد شراءها‪ ،‬وذلك إلى المواضع التي يحتاج إلششى‬
‫تقليبها من البدن ما عدا ما بين السرة والركبة‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي بتصرف )قوله‪ :‬يحششرم علششى الرجششل‬
‫الخ( وذلك لقوله تعالى‪) * :‬قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظششوا فروجهششم( * )‪ (1‬وقششوله‬
‫)ص(‪ :‬النظرة سهم مسموم من سهام إبليس المرجوم‪ ،‬لنها تدعو إلى الفكششر‪ ،‬والفكششر يششدعو إلششى‬
‫الزنا وقوله عليه السلم‪ :‬العيشن تزنشي‪ ،‬والقلشب يصشدق ذلشك أو يكشذبه ولشذلك قشال بعضشهم‪ :‬كشل‬
‫الحوادث مبداها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر والمششرء مششا دام ذا عيششن يقلبهششا فششي‬
‫أعين الغيد موقوف على الخطر يسر نششاظره مششا ضششر خششاطره ل مرحبششا بسششرور عششاد بالضششرر‬
‫والمراد بالرجل‪ :‬الذكر البالغ‪ ،‬ولو احتمال‪ ،‬فدخل الفحل وهو الذي بقي ذكره وأنثيششاه‪ ،‬والخصششي‬
‫وهو من قطع أنثياه وبقي ذكره‪ ،‬والمجبوب وهو من قطع ذكره وبقيششت أنثيششاه‪ ،‬والخنششثى المشششكل‬
‫لحتمال ذكورته‪ .‬وأما الممسوح فهو مع النساء الجششانب كششالمحرم‪ ،‬وأمششا المجنششون فل يوصششف‬
‫بتحريم ول تحليل كالبهيمة‪ ،‬لكن يلزم المرأة الحتجاب عنه‪ .‬وخرج بالذكر النثى فيحششل نظرهششا‬
‫لمثلها‪ ،‬وبالبالغ الصبي‪ ،‬لكن المراهق كالبالغ على الصح‪ .‬ومعنى حرمة النظر فيه‪ ،‬مع أنه غير‬
‫مكلف‪ ،‬أنه يحرم على وليه تمكينه منه‪ ،‬ويحرم على المرأة أن تنكشششف عليششه )قششوله‪ :‬ولششو شششيخا‬
‫هما( غاية في حرمة نظر الرجل‪ ،‬والهم‪ ،‬بكسر الهاء وتشديد الميششم‪ ،‬الشششيخ الفششاني )قششوله‪ :‬تعمششد‬
‫نظر الخ( فاعل يحرم‪ .‬وخرج به ما إذا حصل النظر اتفاقا فل يحرم‪ .‬وقوله شئ من بدن أجنبية‪:‬‬
‫أي ولو الوجه والكفين فيحرم النظر إليهما‪ .‬ووجه المام باتفاق المسششلمين علششى منششع النسششاء مششن‬
‫الخروج سافرات الوجوه‪ ،‬وبششأن النظششر مظنششة الفتنششة ومحششرك للشششهوة‪ ،‬وقششد قششال تعششالى‪) * :‬قششل‬
‫للمؤمنين يغضوا مشن أبصششارهم( * )‪ (2‬واللئق بمحاسششن الشششريعة سششد البششاب والعششراض عشن‬
‫تفاصيل الحوال كالخلوة بالجنبية‪ .‬قال في فتح الجواد‪ :‬ول ينافيه‪ ،‬أي ما حكاه المام مششن اتفششاق‬
‫المسلمين على المنع‪ ،‬ما نقله القاضي عياض عن العلماء أنه ل يجب على المرأة ستر وجهها في‬
‫طريقها‪ ،‬وإنما ذلك سنة‪ ،‬وعلى الرجال غض البصر لن منعهن مششن ذلششك ليششس لوجششوب السششتر‬
‫عليهن‪ ،‬بل لن فيه مصلحة عامة بسششد بششاب الفتنششة‪ .‬نعششم‪ ،‬الششوجه وجششوبه عليهششا إذا علمششت نظششر‬
‫أجنبي إليها أخذا من قولهم يلزمهششا سششتر وجههششا عششن الذميششة‪ ،‬ولن فششي بقششاء كشششفه إعانششة علششى‬
‫الحرام‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقال في النهاية‪ :‬حيث قيل بالتحريم وهو الراجشح حششرم النظشر إلشى المنتقبشة الششتي ل‬
‫يبين منها غير عينيها ومحاجرها‪ ،‬كما بحثه الذرعي‪ ،‬ل سيما إذا كانت جميلة فكم في المحششاجر‬
‫من خناجر‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله المحاجر‪ :‬جمع محجر‪ ،‬كمجلس‪ ،‬وهو ما يبدو من النقاب‪ .‬وفي القششاموس‪:‬‬
‫المحجر من العين ما دار بها وبدا من البرقع أو ما يظهر من نقابهششا‪ ،‬كششذا فششي ع ش‪ ،‬وقشوله مشن‬
‫خناجر‪ :‬جمع خنجر‪ ،‬وهو من آلت القتل‪ ،‬فشششبه مششا يبششدو مششن الششبرقع بششالخنجر بجششامع حصششول‬
‫الهلك بكل وإن كان في المشبه به حسيا وفي المشبه معنويا )قوله‪ :‬حرة أو أمة( بدل من أجنبية‪،‬‬
‫وهو تعميم فيها )قششوله‪ :‬بلغششت( أي الجنبيششة‪) .‬وقشوله‪ :‬تشششتهي فيششه( أي فششي ذلششك الحششد‪ ،‬والمششراد‬
‫تشتهي لذوي الطباع السليمة لو سلمت من مشوه بها‪ .‬وخرج به الصششغيرة الششتي ل تشششتهي فيحششل‬
‫النظر إليها لنها ليست مظنة الشهوة إل الفرج فيحششرم النظششر إليششه إل لنحششو الم زمششن الرضششاع‬
‫والتربية فل يحرم‪ ،‬كما سيأتي )قوله‪ :‬ولو شوهاء أو عجوزا( غاية فششي حرمششة النظششر للجنبيششة‪،‬‬
‫أي يحرم النظر إلى الجنبية ولو كانت شوهاء‪ ،‬أي قبيحة المنظر أو عجوزة ولو مع أمن الفتنة‪،‬‬
‫إذ ما من ساقطة إل ولها لقطة‪ .‬وما أحسن ما قيل في هذا المعنى‪:‬‬

‫)‪ (1‬سورة النور‪ ،‬الية‪ (2) .30 :‬سورة النور‪ ،‬الية‪30 :‬‬

‫] ‪[ 301‬‬

‫لكل ساقطة في الحششي لقطششة وكششل كاسششدة يومششا لهششا سششوق )قششوله‪ :‬وعكسششه( فاعششل لفعششل‬
‫محذوف‪ :‬أي ويحرم عكسه‪ ،‬وهو تعمل نظر الجنبية لشئ من بدن أجنبي وإن لم تخف فتنة ولششم‬
‫تنظر بشهوة‪ ،‬وذلك لقوله تعالى‪) * :‬وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظششن فروجهششن(‬
‫* )‪ ،(1‬ولنه )ص( أمر ميمونة وأم سلمة‪ ،‬وقد رآهما ينظران لبن أم مكتوم‪ ،‬بالحتجششاب منششه‪،‬‬
‫فقالت له أم سلمة‪ :‬أليس هششو أعمششى ل يبصششر ؟ فقششال ألسششتما تبصششرانه ؟ )قششوله‪ :‬خلفششا للحششاوي‬
‫كالرافعي( راجع لصورة العكس فقط فإنهما خالفا في ذلك حيث قال بجواز نظر المرأة إلششى بششدن‬
‫الجنبي‪ ،‬واستدل بنظر عائشة رضي ال عنها إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد والنبي )ص(‬
‫)ص( يراها‪ ،‬ورد بأنه ليس في الحديث أنها نظرت إلى وجوههم وأبشدانهم‪ ،‬وإنمشا نظشرت لعبهشم‬
‫وحرابهم‪ .‬ول يلزم منه تعمد نظر البدن‪ ،‬وإن وقع بل قصششد صششرفته حششال أو أن ذلششك كششان قبششل‬
‫نزول آية الحجاب‪ ،‬أو أنها كانت لشم تبلشغ مبلششغ النسششاء‪ .‬وعبششارة المنهشاج‪ :‬والصشح جشواز نظششر‬
‫المرأة إلى بدن أجنبي سوى ما بين سرته وركبته إن لم تخششف فتنششة‪ .‬قلششت الصششح التحريششم كهششو‬
‫إليها‪ .‬وال أعلم‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله أول والصح‪ ،‬أي عند الرافعي )قوله‪ :‬وإن نظششر بغيششر شششهوة( غايششة‬
‫في حرمة تعمد نظر الرجل‪ ،‬ولو قدمها على قوله وعكسه ثم قال ومثلششه العكششس لكششان أولششى‪ :‬أي‬
‫يحرم تعمد النظر وإن نظر بغير شهوة وهي التلذذ بالنظر‪ .‬وقششوله أو مششع أمششن الفتنششة‪ :‬هششي ميششل‬
‫النفس ودعاؤها إلى الجماع‪ .‬وقوله على المعتمد‪ :‬مقابله يقول بحل النظر مع عششدم الشششهوة وأمششن‬
‫الفتنة‪ ،‬لكن في خصوص الوجه والكفين )قوله‪ :‬ل في نحو مرآة( أي ل يحرم نظره لها فششي نحششو‬
‫مرآة كماء وذلك لنه لم يرها فيها وإنما رأى مثالها‪ .‬ويؤيده قششولهم لشو علششق طلقهششا برؤيتهششا لششم‬
‫يحنث برؤية خيالها والمرأة مثله فل يحرم نظرها له في ذلك‪ .‬قال في التحفة‪ :‬ومحششل ذلششك‪ ،‬كمششا‬
‫هو ظاهر‪ ،‬حيص لم يخش فتنة ول ششهوة‪ .‬ا‍ه )قشوله‪ :‬كمشا أفشتى بشه غيشر واحششد( مرتبشط بششالنفي‬
‫)قوله‪ :‬وقول السنوي( مبتدأ خششبره ضششعيف‪ .‬وقششوله الصششواب حششل النظششر إلششى الششوجه والكفيششن‪:‬‬
‫استدل عليه بقوله تعالى‪) * :‬ول يبدين زينتهن إل مششا ظهششر منهششا( * )‪ (2‬أي مششا غلششب ظهششوره‪،‬‬
‫وهو مفسششر بششالوجه الكفيششن‪ .‬ورد بششأن اليششة واردة فششي خصششوص الصششلة )قششوله‪ :‬وكششذا اختيششار‬
‫الذرعي قول جمع يحل( أي الية * )والقواعد من النساء اللتي ل يرجون نكاحشا فليشس عليهشن‬
‫جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة( * )‪ (3‬ويرده ما مر من سد الباب وأن لكل ساقطة‬
‫لقطة‪ ،‬ول دللة في الية‪ ،‬كما هو جلي‪ ،‬بل فيها إشارة للحرمة بالتقييششد بغيششر متبرجششات بزينششة‪،‬‬
‫واجتماع أبي بكر وأنس بأم أيمن وسفيان وأضششرابه برابعششة رضششي الش عنهششم ل يسششتلزم النظششر‬
‫على أن مثل هؤلء ل يقاس بهم غيرهم‪ ،‬ومن ثم جوزوا لمثلهم الخلوة‪ ،‬كما يأتي قبيل السششتبراء‬
‫إن شاء ال تعالى ‪ -‬ا‍ه تحفششة‪ .‬وقشوله بششل فيهششا إشششارة الشخ قششال ع ش يتأمششل وجششه الشششارة‪ ،‬فششإن‬
‫ظاهرها جواز النظر إن لم تتبرج بالزينشة‪ ،‬ومفهومهشا الحرمشة إذا تزينشت‪ ،‬وهشو عيشن مشا ذكشره‬
‫الذرعي‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ول يحل النظر إلشى عنشق الحشرة ورأسشها قطعشا( أي بل خلف‪ ،‬وذلشك لن‬
‫الخلف في الحل وعدمه إنما هو في غير عورة الصلة وهما من العششورة‪ ،‬وإنمششا نششص عليهمششا‪،‬‬
‫مع أن غيرهما من سائر أجزاء البدن غير الوجه والكفين كذلك‪ ،‬لئل يتوهم أنهما كالوجه لقربهما‬
‫منه‪ .‬هكذا ظهر )قوله‪ :‬وقيل يحل الخ( مقابل التعميم السابق بقوله حرة أو أمة‪ .‬وعبارة المنهششاج‪:‬‬
‫والصح عند المحققين أن المة كالحرة وال أعلم‪ .‬ا‍ه‪ :‬أي لشتراكهما في النوثة وخوف الفتنة‪،‬‬
‫بل كثير من الماء يفوق أكثر الحرائر جمال‪ ،‬فخوفها فيهن أعظم‪ ،‬وضرب عمر رضي ال عنه‬
‫لمة استترت كششالحرة وقششال أتتشششبهين بششالحرائر يششا لكششاع ؟ ل يششدل للحششل لحتمششال أنششه ليششذائها‬
‫الحرائر بظن أنهن هي‪ :‬إذ الماء كن يقصدن للزنا‪،‬‬

‫)‪ (1‬سورة النور‪ ،‬الية‪ (2) .31 :‬سورة النور‪ ،‬الية‪ (3) .31 :‬سورة النور‪ ،‬الية‪60 :‬‬

‫] ‪[ 302‬‬

‫والحرائر كششن يعرفششن بالسششتر‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفششة‪ .‬وقشوله النظششر الششخ‪ :‬فاعششل يحششل وخششرج بالمششة‬
‫المبعضة‪ ،‬فهي كالحرة قطعا‪ .‬وقيل على الصح‪ .‬وقوله إل ما بين السرة والركبششة‪ :‬أي فل يحششل‪.‬‬
‫وقوله لنه‪ :‬أي ما بين السرة والركبة‪ ،‬وهو تعليل لعدم حل نظر ما بين سرتها وركبتها وحل مششا‬
‫عداه )قوله‪ :‬وليس من العورة الصوت( أي صوت المرأة‪ ،‬ومثله صوت المرد فيحل سماعه مششا‬
‫لم تخش فتنة أو يلتذ به وإل حرم )قوله‪ :‬فل يحرم سماعه( أي الصوت‪ .‬وقوله إل إن خششي منشه‬
‫فتنة أو التذ به‪ :‬أي فإنه يحششرم سششماعه‪ ،‬أي ولششو بنحششو القششرآن‪ ،‬ومششن الصششوت‪ :‬الزغاريششد‪ .‬وفششي‬
‫البجيرمي‪ :‬وصوتها ليس بعورة على الصح‪ ،‬لكن يحرم الصششغاء إليششه عنششد خششوف الفتنششة‪ .‬وإذا‬
‫قرع باب المرأة أحد فل تجيبه بصوت رخيششم‪ ،‬بششل تغلششظ صششوتها‪ ،‬بششأن تأخششذ طششرف كفهششا بفيهششا‬
‫وتجيب‪ .‬وفي العباب‪ :‬ويندب إذا خافت داعيا أن تغل صوتها بوضششع ظهششر كفهششا علششى فيهششا‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وأفتى بعض المتأخرين بجواز نظر الصغير( إن كان مراده بهذا بيان مفهوم تقييد الحرمة‬
‫بالرجل الذي هو الذكر البششالغ فل معنششى لتخصششيص الجششواز ببعششض المتششأخرين ول لتخصيصششه‬
‫بالولئم والفراح‪ ،‬وأيضا هو ليس بمسلم لنه يقتضي أن الصغير مطلقا يجوز له النظر مششع أنششه‬
‫مختص بغير المراهق وإن كان ليس مراده ذلك وإنمششا مششراده بيششان أن الصششغير كالرجششل البششالغ‪.‬‬
‫ولكن أفتى بعض المتأخرين بجواز نظره‪ .‬فصنيع عبارته ل يفيده‪ ،‬وأيضششا هششو ليششس بمسششلم لن‬
‫الصغير ليس كالبالغ مطلقا‪ ،‬بل إذا كان مراهقا فقط‪ ،‬وهو من قارب الحتلم باعتبار غالب سششنه‬
‫وهو قريب خمس عشرة سشنة‪ ،‬وأمشا إذا لشم يكشن مراهقشا فيحشل نظشره بالتفشاق‪ .‬وكشان المناسشب‬
‫والولى أن يبين حكم غير الرجل‪ ،‬كأن يقول وخرج بالرجل الذي هو الذكر البششالغ النششثى فيحششل‬
‫نظرها لكن لمثلها والصغير فيحل نظره إذا كان غير مراهق‪ .‬وأما إذا كان مراهقششا فهششو كششالكبير‬
‫أو يقول كالمنهاج‪ :‬والمراهق كالبالغ على الصح )قوله‪ :‬والمعتمد عند الشيخين( عبششارة المنهششاج‬
‫مع المغني‪ :‬والصح حل النظر إلى صغيرة ل تشتهي إل الفرج‪ ،‬فل يحل نظششره‪ .‬قششال الرافعششي‪،‬‬
‫كصاحب العمدة‪ ،‬اتفاقا‪ .‬ورده في الروضة بأن القاضي جوزه جزما‪ ،‬فليششس ذلششك اتفاقششا‪ ،‬بششل فيششه‬
‫خلف‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحدف )قوله‪ :‬وصحح المتولي حل نظر فرج الصغير( أي قبله‪ ،‬كمششا هششو ظششاهر‪ ،‬ا‍ه‬
‫سم‪ .‬والفرق بين فرج الصغير ‪ -‬حيث حل النظر إليه ‪ -‬وفرج الصغيرة ‪ -‬حيث حرم النظششر إليششه‬
‫‪ -‬أن فرجها أفحش )قوله‪ :‬وقيل يحرم( قال في التحفة‪ :‬ويدل له خبر الحاكم أن محمد بن عيششاض‬
‫قال‪ :‬رفعت إلى رسول الش )ص( فشي صشغري وعلشي خرقشة وقشد كششف عشورتي‪ ،‬فقشال غطشوا‬
‫عورته‪ ،‬فإن حرمة عورة الصغير كحرمة عورة الكششبير‪ ،‬ول ينظششر الش إلششى كاشششف عششورته ا‍ه‬
‫)قوله‪ :‬ويجوز لنحو الم( أي من كل من يتولى الرضاع والتربية‪ ،‬ولو أجنبيششة أو ذكششرا‪ .‬وقششوله‬
‫نظر فرجيهما‪ :‬أي الصغير والصغيرة )قوله‪ :‬ومسه( الولى ومسهما‪ :‬أي الفرجيششن )قششوله‪ :‬زمششن‬
‫الرضاع( متعلق بيجوز‪ :‬أي يجوز ذلك من الرضاع‪ ،‬أي مششدة الرضششاع سششنتين أو أكششثر أو أقششل‪.‬‬
‫وقوله والتربية‪ :‬أي وزمن التربيششة‪ ،‬أي التعهششد والصششلح )قششوله‪ :‬للضششرورة( علششة الجششواز‪ :‬أي‬
‫وإنما جاز ذلك لن الضرورة داعية إليه‪ ،‬إذ تحتاج الم ونحوها إلششى غسششل الفششرج مششن النجاسششة‬
‫ودهنه للتداوي وغير ذلك )قوله‪ :‬وللعبد العدل الششخ( أي ويجششوز للعبششد العششدل النظششر الششخ‪ ،‬وذلششك‬
‫لقوله تعالى‪) * :‬أو ما ملكت أيمانهن( * )‪ (1‬ولقششوله )ص( لفاطمششة رضششي الش عنهششا وقششد أتاهششا‬
‫ومعه عبد قد وهبه لها وعليها ثوب إذا قنعت به رأسها لم يبلغ رجلها‪ ،‬وإذا غطششت بششه رجلهششا لششم‬
‫يبلغ رأسها‪ ،‬فلما رأى النبي )ص( ما تلقى قال إنه ل بأس عليششك إنمششا هششو أبشوك وغلمششك‪ .‬رواه‬
‫أبو داود‪ .‬وخششرج بالعششدل الفاسششق فل يجششوز نظششره إليهششا ول نظرهششا إليششه‪ .‬والمششراد بالعبششد غيششر‬
‫المشترك وغير المبعض وغير‬

‫)‪ (1‬سورة النساء‪ ،‬الية‪3 :‬‬

‫] ‪[ 303‬‬

‫المكاتب‪ .‬قال سم‪ :‬أما هم فل يجوز نظر واحشد منهشم إياهشا‪ ،‬كمشا ل يجشوز نظرهشا لواحشد‬
‫منهم‪ ،‬كما صرح به في شرح الرشاد‪ ،‬وصرح فيه أيضا بأن سششيد المشششتركة والمبعضششة يجششوز‬
‫نظره إلى ما عدا ما بين سرتها وركبتها وقد يفرق بأن نظر الرجل أقوى لن التمتع له بالصشالة‬
‫فجاز له من النظر ما لم يجز للمرأة‪ ،‬ولقششة جششانبه جششاز النظششر إليششه تبعششا‪ .‬وفششي شششرح الششروض‪:‬‬
‫وسيأتي أنه يبشاح نظشر الرجشل إلشى مكشاتبته‪ .‬ا‍ه‪ .‬فشانظر عكسشه‪ .‬ا‍ه‪ .‬بتصشرف‪ .‬وقشوله المتصشفة‬
‫بالعدالة‪ ،‬خرج به غيرها‪ ،‬فل يجوز نظره لها ول نظرها له خوفا مشن الفتنششة )قشوله‪ :‬مششا عششدا مششا‬
‫بين السرة والركبة( أما ما بيششن السششرة والركبششة فل يجششوز النظششر إليششه‪ ،‬ويلحششق بششه نفششس السششرة‬
‫والركبة احتياطا‪ ،‬كما في التحفة‪) ،‬قوله‪ :‬كهي( أي كما أنه يجششوز لهششا هششي أن تنظششر إلششى عبششدها‬
‫العدل ما عدا ذلك )قوله‪ :‬ولمحرم( أي ويجوز لمحرم بنسب أو رضاع أو مصاهرة‪ .‬وقوله نظششر‬
‫ما وراء سرة وركبة أي نظر غير السرة والركبة‪ ،‬أي وغير الذي بينهما أيضا بالولى‪ ،‬فل يقال‬
‫إن ما وراءهما صادق بكل البدن حتى ما بينهما‪ .‬وانظر لم عبر فيما قبله بما عدا مششا بيششن السششرة‬
‫والركبة وهنا بما وراء ذلك مع أن الحكم واحشد فيهمشا ؟ وعبششارة الرششاد التعششبير فشي الكششل بمشا‬
‫وراء السرة والركبة ونصها‪ :‬ول نظششر ممسششوح وعبششدها ومحششرم وراء سششرة وركبششة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهششي‬
‫ظاهرة‪ .‬وقال في فتح الجواد‪ :‬وما أفادته عبارته‪ ،‬من حرمة نظر السرة والركبة في هششذه واللششتين‬
‫قبلها متجه لنه الحوط‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله منها‪ :‬أي من قريبته المحرم )قوله‪ :‬كنظرها إليه( أي كجششواز‬
‫نظرها إلى ما وراء سرة وركبة من محرمها )قوله‪ :‬ولمحرم ومماثل( أي امرأة مع امرأة ورجل‬
‫مع رجل‪ .‬وقوله مس ما وراء السرة والركبة‪ ،‬أي لنه يحل نظره‪ ،‬وما حل نظره حل مسه‪ ،‬كمششا‬
‫يفهم من قوله بعد وحيث حرم نظره حرم مسششه وكششان الولششى ذكششر هششذا عقبششه لنششه منششدرج فششي‬
‫مفهومه )قوله‪ :‬نعم مس ظهر أو ساق محرمة( استدرك من جوازه مس ما وراء السششرة والركبششة‬
‫من المحرم أو المماثل‪ .‬وعبارة م ر‪ :‬وقد يحرم مس ما حل نظششره مششن المحششرم كبطنهششا ورجلهششا‬
‫وتقبيلها بل حائل لغيشر حاجشة ول ششفقة‪ ،‬بشل كيشدها‪ ،‬علشى مقتضشى عبشارة الروضشة‪ ،‬لكشن قشال‬
‫السنوي‪ :‬إنه خلف إجماع المة‪ .‬ا‍ه )قششوله‪ :‬وعكسششه( أي مششس المحششرم كششأمه وبنتششه لظهششره أو‬
‫ساقه )قوله‪ :‬ل يحل( أي احتياطا كنفس السرة والركبة‪ .‬وفارق النظر بأنه أبلغ فششي اللششذة وحاجششة‬
‫النظر أعم‪ ،‬فسومح فيه ما لم يسامح في المس‪ .‬ا‍ه‪ .‬فتح الجواد )قششوله‪ :‬وحيششث حششرم نظششره حششرم‬
‫مسه( أي كل موضع حرم نظره حرم مسه فحرم مس المرد كما يحرم نظره ومس العورة كمششا‬
‫يحرم نظرها‪ .‬وقد يحرم النظر دون المس كأن أمكن الطبيب معرفة العلة بالمس فقط‪ ،‬وقد يحرم‬
‫المس دون النظر كمس بطن المحرم أو ظهرها‪ .‬كما علمت‪ .‬إذا علمششت ذلششك فالقاعششدة المششذكورة‬
‫منطوقا ومفهوما أغلبية )قوله‪ :‬بل حائل( قال في التحفة وكذا معششه إن خششاف فتنششة بششل وإن أمنهششا‬
‫على ما مر‪ ،‬بل المس أولى‪ ،‬ا‍ه )قوله‪ :‬لنه الخ( علة لترتب حرمة المس علششى حرمششة النظششر أو‬
‫لمقدر‪ :‬أي حرم مس بالولى لنه الخ‪ .‬وقوله أبلغ في اللذة‪ :‬أي وإثارة الشهوة وإنما كان أبلغ‪ :‬أي‬
‫من النظر لنه لو أنزل به أفطر‪ ،‬بخلف ما لششو أنششزل بششالنظر فل )قششوله‪ :‬نعششم يحششرم مششس وجششه‬
‫الجنبية مطلقا( أي وإن حل نظره لنحو خطبششة أو تعليششم أو شششهادة‪ .‬وعبششارة التحفششة‪ ،‬ومششا أفهمششه‬
‫المتن أنه حيث حل النظر حل المس أغلششبي أيضششا‪ ،‬فل يحششل لرجششل مششس وجششه أجنبيششة وإن حششل‬
‫نظره لنحو خطبة أو شهادة أو تعليم‪ ،‬ول لسيدة مس شئ من بدن عبدها وعكسه‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وكششل‬
‫ما حرم نظره الخ( أي وكل جزء حرم نظره حال كون ذلك الجششزء المنظششور إليششه متصششل حششرم‬
‫النظر إليه حال كونه منفصل‪ .‬وقوله منه أو منها‪ ،‬تعميم في النظر‪ :‬أي ل فششرق فششي ذلششك النظششر‬
‫بين أن يكون واقعا منه‪ ،‬وهذا بالنسبة لما إذا كان المنظور إليه منها أو واقعا منها‪ ،‬وهذا بالنسششبة‬
‫لما إذا كان المنظور إليه منه )قوله‪ :‬كقلمة يشد الشخ( تمثيشل للجشزء المنفصشل‪ .‬قشال ع ش‪ :‬ومثشل‬
‫قلمة النظر دم الفصد والحجامة لنها أجزاء دون البول لنه ليس جزءا‪ .‬وقال الشششوبري‪ :‬الششذي‬
‫يظهر أن نحو الريق والدم ل يحرم نظششره لنششه ليششس مظنششة للفتنششة برؤيتششه عنششد أحششد‪ .‬ا‍ه )قششوله‪:‬‬
‫فيجب‬

‫] ‪[ 304‬‬

‫مواراتهما( الولى مواراتها‪ :‬أي القلمة والشعر والعانششة‪ ،‬كمششا فششي النهايششة‪ ،‬وإنمششا وجششب‬
‫ذلك لئل ينظر إليها )قوله‪ :‬وتحتجب وجوبا مسلمة عن كافرة( أي لنه يحرم نظششر الكششافرة إليهششا‬
‫على الصح‪ ،‬وإذا حرم ذلك حرم على المسششلمة تمكينهششا منشه لنهششا تعينهششا علششى محششرم فيلزمهششا‬
‫الحتجششاب منهششا‪ .‬ويجششوز للمسششلمة النظششر إلششى الكششافرة لعششدم محششذور فيششه‪ ،‬ول ينششافيه وجششوب‬
‫الحتجاب منها لنه ل يلزم من وجوبه حرمة نظرها إلى الكافرة‪ ،‬وإنما حرم النظر عليهششا لقششوله‬
‫تعالى‪) * :‬أو نسائهن( * )‪ (1‬أي المؤمنششات‪ ،‬والكششافرة ليسششت مششن نسششاء المؤمنششات ولنهششا ربمششا‬
‫تحكيها للكافر فلو جاز لها النظر لم يبق للتخصيص فائدة‪ .‬ثم المحرم إنما هو النظششر لمششا ل يبششدو‬
‫عند المهنة أما لما يبشدو فيحششل علشى المعتمشد‪ ،‬كمشا فشي التحفشة والنهايششة والخطيششب‪ ،‬ثششم إن كششون‬
‫الحرمة على الكافرة مبني على أن الكافر مخاطبون بفروع الشريعة وهو الصح ومحل ذلك كله‬
‫في كافرة غير محرم للمسلمة وغير مملوكة لها أما همششا فيجششوز لهمششا النظششر إليهششا )قششوله‪ :‬وكششذا‬
‫عفيفة( أي وكذا يجب أن تحتجب عفيفة عن فاسقة‪ :‬أي لنها تعينها على مششا يخشششى منششه مفسششدة‪.‬‬
‫وقوله بسحاقة‪) .‬اعلم( أن تساحق النساء حرام ويعزرن بذلك‪ .‬قال القاضي أبو الطيب‪ :‬وإثم ذلششك‬
‫كإثم الزنا وروي عنه‪ :‬إذا أتت المرأة المرأة فهما زانيتان )قوله‪ :‬ويحرم مضاجعة الخ( أي لخششبر‬
‫مسلم‪ .‬ل يفضي الرجل إلى الرجل في الثوب الواحد‪ ،‬ول المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد قال‬
‫ع ش وكالمضاجعة ما يقع كثيرا في مصرنا من دخول اثنيششن فششأكثر مغطششس الحمششام‪ .‬فيحششرم إن‬
‫خيف النظر أو المس من أحدهما لعورة الخر‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله رجلين أو امرأتين‪ ،‬فششي التعششبير بششذلك‬
‫اشارة إلى اشتراط بلوغ الششهوة‪ ،‬وهشو مجشاوزة تسشع سشنين‪ ،‬أي ببلشوغ أول العششرة‪ ،‬قشاله م ر‪.‬‬
‫خلقا للزركشي حيث اكتفى بمضي تسع سنين ول فرق في ذلششك بيششن الجششانب والمحششارم‪ ،‬ولششذا‬
‫قال م ر‪ :‬ولو أبا وابنه‪ ،‬وأما وبنتها وأخا وأخاه وأختا وأختها‪ ،‬فإذا كشان مشع التحشاد حرامشا فمشع‬
‫عدم التحاد أولى‪ :‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي‪ ،‬وقوله عاريين خرج به إذا لششم يكونششا كششذلك فيجششوز نومهمششا فششي‬
‫فراش واحد ‪ -‬ولو متلصقين ‪ -‬وظاهره ولو انتفى التجرد من أحدهما‪ ،‬وهششو محتمششل‪ .‬بجيرمششي‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬في ثوب واحد( ومثله بالولى ما إذا لم يكونا في ثوب أصل وقششوله مششع اتحششاد الفششراش‪،‬‬
‫أي مع كونهما في فراش واحد إل أن أحدهما في جانب والخر في جششانب آخششر‪) .‬وقشوله‪ :‬خلفششا‬
‫للسبكي( أي فإنه يجششوز ذلششك مششع تباعششدهما وإن اتحششد الفششراش )قششوله‪ :‬وبحششث اسششتثناء الششخ( أي‬
‫والكلم مع العري‪ ،‬كما هششو صششريح الصششنيع‪ ،‬ا‍ه سششم‪ .‬وقششوله لخششبر فيششه‪ :‬وهششو ل تباشششر المششرأة‬
‫المرأة‪ ،‬ول الرجل الرجل‪ :‬إل الوالد لولده وفششي روايششة إل ولششد أو والششد رواه أبششو داود والحششاكم‪،‬‬
‫وقال إنه على شرط البخاري‪ .‬قال في شرح الروض فهذه الزيششادة تخصششص خششبر مسششلم السششابق‬
‫ووجه ذلك قوة المحرمية بينهما وبعد الشهوة وكمال الحتشام‪ :‬وظاهر أن محله في مباشرة غيششر‬
‫العورة وعنششد الحاجششة علششى أنششه يحتمششل حمششل ذلششك علششى الولششد الصششغير‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقششال فششي التحفشة‪.‬‬
‫وبفرض دللة الخبر لذلك يتعين تأويله بما إذا تباعدا بحيث يؤمن تماس وريبة قطعششا‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقششوله‬
‫بعيد جدا خبر بحث الواقع مبتشدأ )قشوله‪ :‬ويجششب التفريشق الشخ( قشال فشي ششرح الشروض‪ :‬واحتششج‬
‫الرافعي بخبر مروا أولدكم بالصلة وهم أبناء سبع‪ ،‬واضربوهم عليها وهم أبناء عشر‪ ،‬وفرقششوا‬
‫بينهم في المضاجع ول دللة فيششه‪ ،‬كمششا قششاله السششبكي وغيششره‪ ،‬علششى التفريششق بينهششم وبيششن آبششائهم‬
‫وأمهاتهم‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله بين ابن عشر سنين‪ :‬قال في شششرح الششروض‪ :‬فششازع فيششه الزركشششي وغيششره‬
‫فقالوا بل المعتبر السبع لخششبر إذا بلششغ أولدكششم سششبع سششنين ففرقششوا بيششن فرشششهم رواه الششدارقطني‬
‫والحاكم‪ ،‬وقالوا أنه صحيح على شرط مسلم وهذا يدل على أن قوله في الخبر المشششهور وفرقششوا‬
‫بينهم في المضاجع راجع إلى أبناء سبع وأبنششاء عشششر جميعششا‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقششوله وإخششوته‪ :‬أي الشششاملين‬
‫للخوات عرفا )قوله‪ :‬وإن نظر‬

‫] ‪[ 305‬‬

‫فيه( أي في وجوب التفريق بالنسبة للب والم وذلك لستثنائهما في الخششبر السششابق الششذي‬
‫رواه أبو داود والحاكم‪ ،‬والمعتمد عدم استثنائهما‪ ،‬كما قاله الشيخان‪ ،‬قال في التحفة‪ :‬وقد يوجه ما‬
‫قاله بأن ضعف عقل الصغير مششع إمكششان احتلمششه قششد يششؤدي إلششى محظششور ولششو بششالم‪ ،‬وقضششية‬
‫إطلقهما حرمة تمكينها من التلصق‪ ،‬ولو مع عدم التجرد‪ ،‬ومششن التجششرد‪ ،‬ولششو مششع البعششد‪ ،‬وقششد‬
‫جمعهما فراش واحد‪ ،‬وليس ببعيششد لمششا قررتششه وإن قششال السششبكي يجشوز مششع تباعششدهما وإن اتحششد‬
‫الفراش‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله ولو مع عدم التجششرد‪ :‬الششذي فششي النهايششة خلفششه‪ ،‬ونصششها‪ :‬يجششوز نومهمششا فششي‬
‫فراش واحد مع عدم التجرد ولو متلصقين فيما يظهر‪ ،‬ويمتنع مع التجرد في فششراش واحششد وإن‬
‫تباعدا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويستحب تصافح الخ( أي لخبر ما من مسلمين يلتقيان يتصافحان إل غفر لهما‬
‫قبل أن يتفرقا وتكره المعانقة والتقبيل في الششرأس إل لقششادم مششن سششفر أو تباعششد لقششاء عرفششا فسششنة‬
‫للتباع‪ .‬ويسن تقبيل يد الحي لصلح أو نحوه من المور الدينية‪ ،‬كعلم وزهد‪ ،‬ويكره ذلششك لغنششي‬
‫أو نحشوه مشن المشور الدنيويشة‪ ،‬كششوكة ووجاهشة‪ ،‬ويسشن القيشام لهشل الفضشل إكرامشا‪ ،‬ل ريشاء‬
‫وتفخيما‪ .‬ا‍ه‪ .‬إقناع‪ .‬وكتب البجيرمي‪ :‬قوله ويسن القيام لهل الفضل‪ :‬ل ينافي ذلششك قششوله )ص(‪:‬‬
‫من أحب أن يتمثل الناس بين يديه قياما فليتبوأ مقعده من النشار لنشه محمشول علشى مشن أحشب أن‬
‫يقام له‪ ،‬وقد روي عنه عليه الصلة والسلم أنه أمر أصحابه أن ل يقوموا إذا مر بهم‪ ،‬فمر يوما‬
‫بحسان رضي ال عنه فقام وأنشد‪ :‬قيامي للعزيششز علششي فششرض وتششرك الفششروض مششا هششو مسششتقيم‬
‫عجبت لمن له عقل وفهم يرى هذا الجمال ول يقوم ! وقد أقره المصطفى )ص( على ذلك‪ .‬وفيششه‬
‫حجة لمن قال‪ :‬إن مراعاة الدب خيششر مششن امتثششال المششر‪ .‬ا‍ه )قششوله‪ :‬ويحششرم مصششافحة المششرد(‬
‫وذلك لنه أشد فتنة من النساء‪ .‬قال بعض التابعين‪ :‬ما أنا بأخوف على الشششاب الناسششك مششن سششبع‬
‫ضار من الغلم المرد يقعد إليه‪) .‬والحاصل( أقاويل السلف في التنفير عن المرد والتحششذير مششن‬
‫رؤيتهم ومن الوقوع في فتنتهم ومخالطتهم أكششثر مشن أن تحصششر‪ ،‬وكششانوا‪ ،‬رضششوان الش عليهششم‪،‬‬
‫يسمون المرد النتان والجيف‪ ،‬لن الشرع الشريف استقذر النظششر إليهششم‪ ،‬ومنششع مششن مخششالطتهم‪.‬‬
‫ول در من قال‪ :‬ل تصحبن أمردا يا ذا النهي واترك هواه وارتجع عن صحبته فهو محل النقص‬
‫دوما والبلكل البلء أصله من فتنته )ويحكى( أن سفيان الثوري رضي ال عنشه دخشل عليشه فشي‬
‫الحمام أمرد حسن الوجه‪ ،‬فقال أخرجوه عني‪ ،‬فإني أرى مع كل امششرأة شششيطانا‪ ،‬ومششع كششل أمششرد‬
‫سبعة عشر شيطانا‪ .‬والمرد هو الشاب الذي لم تنبت لحيته‪ .‬ول يقال لمن أسن ول شعر بششوجهه‬
‫أمرد‪ ،‬بل يقال له ثط‪ ،‬بالثاء والطاء المهملة‪) ،‬قوله‪ :‬الجميل( أي بالنسششبة لطبششع النششاظر عنششد ابششن‬
‫حجر وقال‪ .‬م ر‪ :‬الجمال هو الوصششف المستحسششن عرفششا لششذوي الطبششاع السششليمة‪ .‬وقششوله كنظششره‬
‫بشهوة‪ :‬أي كحرمة نظر المرد بشهوة‪ .‬وضابط الشهوة‪ ،‬كما في الحياء‪ ،‬إن كل من تأثر بجمال‬
‫صورة المرد بحيث يظهر من نفسه الفرق بينه وبين الملتجي فهو ل يحل له النظر‪ ،‬ولششو انتفششت‬
‫الشهوة وخيف الفتنة حرم النظر أيضا‪ .‬قال ابن الصلح‪ :‬وليس المعنى بخوف الفتنة غلبششة الظششن‬
‫بوقوعها‪ ،‬بل يكفي أن ل يكون ذلك نادرا‪ .‬وما ذكره مششن تقييششد الحرمششة‪ ،‬بكششونه بشششهوة‪ ،‬هششو مششا‬
‫عليه الرافعي‪ ،‬والمعتمد ما عليه النووي من حرمة النظر إليه مطلقا سواء كان بشششهوة أو خششوف‬
‫فتنة أم ل‪ .‬قال في فتح الجواد‪ :‬والخلوة بششه وإن تعششدد أو مششس شششئ مششن بششدنه حششرام‪ ،‬حششتى علششى‬
‫طريقة الرافعي‪ ،‬لنهما أفحش‪ ،‬والكلم في غير المحرم بنسب وكذا رضاع‪ ،‬كمششا هششو ظششاهر‪ ،‬ل‬
‫مصاهرة فيما يظهر‪ .‬والمملوك كله الناظر بشرط كون كل منهما ثقة فيما يظهر أخذا مما مر في‬
‫نظر العبد لسيدته‬

‫] ‪[ 306‬‬

‫أو عكسه‪ .‬وبه علم حل نظر عبد لسيده المرد‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ويجوز نظر وجششه المششرأة( قششال‬
‫سم‪ :‬أي بل شهوة ول خوف فتنة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وخرج الوجه غيره فل يجوز النظر إليه عند المعاملة ببيع‬
‫وغيره‪ ،‬أي كرهن وحوالشة وقشراض‪ ،‬فشإذا بشاع مثل لمشرأة ولشم يعرفهشا نظشر لوجههشا خاصشة‪.‬‬
‫ويجوز أيضا لها أن تنظر لوجهه‪ .‬وقوله للحاجة إلى معرفتها‪ :‬علة للجواز‪ ،‬أي وإنمششا جششاز ذلششك‬
‫للحتياج إلى معرفتها لنه ربمششا ظهشر عيشب فششي المششبيع فيششرده عليهششا‪ ،‬وهششي أيضششا تحتششاج إلششى‬
‫معرفته لنه ربما ظهر عيب في الثمن فترده إليه )قوله‪ :‬وتعليم الخ( معطوف على المعاملششة‪ :‬أي‬
‫ويجوز نظر وجه المرأة عند تعليمها ما يجب تعلمه كالفاتحة‪ .‬وأقل التشهد‪ ،‬ومشا يتعيشن فيششه ذلشك‬
‫من الصنائع المحتاج إليها‪ .‬قال فششي النهايششة‪ :‬ومحششل جششواز ذلششك عنششد فقششد جنششس ومحششرم صششالح‬
‫وتعذره من وراء حجاب ووجود مانع خلوة‪ ،‬أخذا مما مر في العلج‪ ،‬ا‍ه‪ .‬وكما يجوز النظر لهششا‬
‫لذلك يجشوز النظشر للمشرد لشذلك‪ ،‬إل أن الوجشه عشدم اعتبشار الششروط السشابقة فيشه‪ ،‬كمشا عليشه‬
‫الجماع الفعلي‪ ،‬ويتجه اشتراط العدالة فيه وفي معلمه كالمملوك بل أولى‪ .‬وقوله كالفاتحة‪ :‬تمثيل‬
‫لما يجب تعلمه )قوله‪ :‬دون ما يسن( أي فل يجوز نظر وجششه المششرأة عنششد تعليششم مششا يسششن تعلمششه‬
‫كالسورة‪ .‬وقوله على الوجه‪ :‬أي عند ابن حجر‪ ،‬والذي اعتمده م ر والخطيششب التعميششم‪ .‬وعبششارة‬
‫الخير‪ ،‬والمعتمد أنه يجوز النظر للتعليم للمرد وغيششره واجبششا كششان أو منششدوبا‪ ،‬وإنمششا منششع مششن‬
‫تعليم الزوجة المطلقة لن كل من الزوجين تعلقت آماله بالخر‪ ،‬فصار لكششل منهمششا طماعيششة فششي‬
‫الخر‪ ،‬فمنع من ذلك‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬والشهادة( معطوف على المعاملة أيضا‪ :‬أي ويجوز نظر وجهها‬
‫عند الشهادة‪ .‬وقوله تحمل وأداء‪ :‬منصوبان على التمييز‪ ،‬أي من جهة التحمل ومششن جهششة الداء‪.‬‬
‫وقوله لها أو عليها‪ :‬راجع لكل منهما‪ ،‬والمراد بتحمششل الشششهادة لهششا أن يشششهد أنهششا أقرضششت مثل‬
‫فلنا كذا وكذا‪ ،‬وبتحملها عليها أن يشهد أنها اقترضششت مثل مششن فلن كششذا وكششذا‪ .‬والمششراد بششأداء‬
‫الشهادة لها أو عليها أداؤها عند القاضي‪ .‬وإذا نظر إليها وتحمل الشهادة كلفت الكشف عند الداء‬
‫إن لم يعرفها في نقابها‪ .‬وكما يجوز نظر وجهها للشهادة يجوز نظر فرجهششا للشششهادة علششى الزنششا‬
‫تحمل ل أداء‪ ،‬ونظر ثدييها للشهادة على الرضاع‪ .‬وهششذا كلشه إذا لششم يخششف فتنششة‪ ،‬فششإن خافهششا لششم‬
‫ينظر إل إن تعينت عليه بأن لم يوجد غيره لكن في غير الزنا‪ ،‬لنه ل يتصور التعيششن فيششه‪ ،‬لنششه‬
‫يسن للشاهد التستر‪ ،‬لقوله عليه الصلة والسلم‪ :‬إن ال ستير يحششب مششن عبششاده السششتيرين فينظششر‬
‫ويضبط نفسه‪ .‬قال م ر‪ :‬قال السبكي ومع ذلك‪ ،‬أي تعينهششا عليششه‪ ،‬يششأثم بالشششهوة‪ ،‬وإن أثيششب علششى‬
‫التحمل لنه فعل ذو وجهين‪ ،‬لكن خالفه غير فبحث الحل مطلقا لن الشهوة أمر طششبيعي ل ينفششك‬
‫عن النظر‪ ،‬فل يكلف الشششاهد بإزالتهششا ول يؤاخششذ بهششا‪ ،‬كمشا ل يؤاخششذ الششزوج بميششل قلبششه لبعشض‬
‫نسوته‪ ،‬والحاكم بميل قلبه لبعض الخصششوم‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقششوله فعششل ذو وجهيششن‪ :‬همششا الثششواب مشن جهششة‬
‫الشهادة‪ ،‬والعقاب من جهة النظر بشهوة )قوله‪ :‬وتعمد النظر للشششهادة ل يضششر( أي ل يحششرم فل‬
‫يفسق به‪ .‬وخرج بقوله للشششهادة مششا إذا تعمششد النظششر لغيششر الشششهادة فششإنه يحششرم ويفسششق بشه وتششرد‬
‫شهادته‪ ،‬لكن إن لم تغلب طاعته على معاصيه‪ ،‬فإن غلبت عليها لم يفسق ولششم تششرد شششهادته‪ ،‬لن‬
‫ذلك صغيرة‪ ،‬والصغيرة ل يفسق بها إل حينئذ )قوله‪ :‬وإن تيسر وجود نساء أو محارم( غاية في‬
‫عدم الضرر‪ .‬قال في التحفة‪ :‬ويفرق بينه وبين ما مر في المعالجششة بششأن النسششاء ناقصششات وقششد ل‬
‫يقبلشن‪ ،‬والمحشارم ونحشوهم قششد ل يششهدون‪ .‬ثشم رأيشت بعضشهم أجششاب بشأنهم وسششعوا هنششا اعتنشاء‬
‫بالشهادة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله ما مر في المعالجة‪ :‬وهو أنه ل يباح النظر لجل المعالجة عند وجشود امشرأة‬
‫أو محرم‪) .‬قوله‪ :‬ويسن خطبة( أي لخبر أبششي داود وغيششره كششل أمششر ذي بششال‪ ،‬وفششي روايششة‪ :‬كششل‬
‫كلم‪ ،‬ل يبدأ فيه بحمد ال فهو أقطع أي عشن البركشة‪ .‬والخطبشة كلم مفتتشح بحمششد مختتششم بشدعاء‬
‫ووعظ‪ ،‬كأن يقول ما روي عن ابن مسعود رضي ال عنه مرفوعا إن الحمد ل نحمده ونسششتعينه‬
‫ونستغفره‪ ،‬ونعوذ بال من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا‪ .‬من يهد ال فل مضل لششه‪ ،‬ومششن يضششلل‬
‫فل هادي له‪ .‬وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له‪ ،‬وأشهد أن سششيدنا محمششدا عبششده ورسششوله‬
‫)ص(‪ ،‬وعلى‬

‫] ‪[ 307‬‬

‫آله وأصحابه‪) * .‬يا أيها الذين آمنوا اتقوا ال حق تقاته ول تموتن إل وأنتم مسششلمون( * )‬
‫‪) * .(1‬يا أيها النششاس اتقشوا ربكششم الششذي خلقكششم مششن نفششس واحششدة( * إلششى قششوله * )رقيبششا( * )‪(2‬‬
‫وتسمى هذه الخطبة خطبة الحاجة‪ .‬وكان القفال يقول بعدها‪ ،‬أما بعششد‪ :‬فششإن المشور كلهششا بيششد الش‬
‫يقضي فيها ما يشاء ويحكم ما يريد‪ ،‬ل مؤخر لما قدم ول مقششدم لمششا أخششر‪ ،‬ول يجتمششع اثنششان ول‬
‫يفترقان إل بقضاء وقدر‪ ،‬وكتاب من ال قد سبق‪ ،‬وإن مما قضششى الش وقششدر أن خطششب فلن بششن‬
‫فلن فلنة بنت فلن على صداق كذا‪ .‬أقول قولي هذا وأستغفر ال لي ولكششم ولجميششع المسششلمين‪.‬‬
‫وفي ق ل على الجلل‪) .‬فائدة( في ذكر خطبة النبي )ص( حين زوج بنته فاطمة لعلي ابشن عمشه‬
‫أبي طالب ولفظها الحمد ل المحمود بنعمته‪ ،‬المعبشود بقشدرته‪ ،‬المطشاع بسشلطانه‪ ،‬المرهشوب مشن‬
‫عذابه وسطوته‪ ،‬النافذ أمره فششي سششمائه وأرضششه‪ ،‬الششذي خلششق الخلششق بقششدرته‪ ،‬وسششيرهم بأحكششامه‬
‫ومشيئته‪ ،‬وجعل المصاهرة سببا لحقا‪ ،‬وأمرا مفترضا‪ ،‬أو شج‪ ،‬أو ششبك‪ ،‬بشه النشام‪ ،‬وأكشرم بشه‬
‫الرحام‪ ،‬فقال عز من قائل‪) * :‬وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسششبا وصششهرا وكششان ربششك‬
‫قديرا( * )‪ ،(3‬ولكل قدر أجل‪) * ،‬ولكل أجل كتاب( * )‪) * ،(4‬يمحو ال ما يشاء ويثبشت وعنشده‬
‫أم الكتاب( * )‪ .(5‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بضم الخاء( احتراز من الخطبة بكسر الخاء‪ ،‬وهي التماس النكششاح‬
‫من جهة المخطوبة‪ ،‬وستأتي )قوله‪ :‬من الولي( الجار والمجرور صششفة لخطبششة‪ :‬أي خطبششة كائنششة‬
‫من الولي‪ ،‬أي أو الزوج أو الجنبي‪ ،‬فشالولي ليشس بششرط )قشوله‪ :‬لشه( أي لجلشه‪ ،‬فشاللم تعليليشة‬
‫)قوله‪ :‬الذي هو( أي النكاح‪ ،‬وقوله العقد‪ :‬أي بمعنى العقد )قوله‪ :‬بأن تكون( أي الخطبة المسنونة‬
‫قبل إيجابه‪ :‬أي التلفظ به‪ ،‬وما ذكر تصوير لسنها للنكاح بمعنى العقد‪ .‬وأفاد بششه أن المششراد بالعقششد‬
‫خصوص اليجششاب‪ ،‬ل هشو مشع القبشول )قشوله‪ :‬فل تنشدب الشخ( تفريششع علشى مفهشوم التقييشد بقبشل‬
‫اليجاب )قوله‪ :‬كمششا صششححه فششي المنهششاج( عبششارته‪ :‬ولششو خطششب الششولي فقششال الششزوج الحمششد لش‬
‫والصلة على رسول ال قبلت صح النكاح علششى الصششحيح‪ ،‬بششل يسششتحب ذلششك‪ .‬قلششت الصششحيح ل‬
‫يستحب وال أعلم‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬صح النكاح( أي لنها مقدمشة القبشول‪ ،‬فل تقطشع الشولء كالقامشة‬
‫وطلب الماء والتيمم بين صلتي الجمع‪ ،‬لكن محل ذلك إذا كانت قصيرة عرفا‪ ،‬أما إذا طششالت لششم‬
‫يصح لشعاره بالعراض‪ .‬وضبط القفال الطول بأن يكون زمنه لو سكتا فيه لخرج الجواب عن‬
‫كونه جوابا‪ ،‬والولى ضبطه )قششوله‪ :‬بششل يسششتحب تركهششا( أي الخطبششة قبششل القبششول‪ ،‬والضششراب‬
‫انتقالي‪ .‬وقوله من أبطل‪ :‬أي النكاح‪ ،‬وعلله بأنها غير مشششروعة فأشششبهت الكلم الجنششبي )قششوله‪:‬‬
‫كما صرح به( أي باستحباب تركها )قوله‪ :‬لكن الذي في الروضششة وأصششلها نششدبها( وعليششه فيسششن‬
‫في النكاح أربع خطب‪ :‬خطبتان للخطبة‪ ،‬بكسر الخاء‪ ،‬واحدة من الخاطب‪ ،‬وواحدة مششن المجيششب‬
‫له‪ ،‬وخطبتان للعقد‪ ،‬وواحدة قبل اليجاب‪ ،‬وأخرى قبل القبشول )قشوله‪ :‬وتسششن خطبشة أيضششا الشخ(‬
‫واعلم أني وجدت لبعض الفاضل صورة الخطبة الكائنششة قبششل الخطبششة‪ ،‬بكسششر الخششاء‪ ،‬وصششورة‬
‫الخطبة الكائنة قبل الجابة لها‪ ،‬وصورة أيضا للخطبة الكائنة قبل العقد غير ما تقدم‪ ،‬والثلث في‬
‫غاية من البلغة‪ .‬ول بأس بإيرادها هنا لتحفظ‪ .‬فصورة الولى‪) :‬بسم ال الرحمن الرحيم‪ .‬الحمد‬
‫ل الذي هدانا لتباع الملة الحنيفية السمحة الزهششراء‪ ،‬وأرشششدنا لقتفششاء أوامرهششا المنيفششة الغششراء‪.‬‬
‫أحمده سبحانه وتعالى حمدا أورد به موارد الفضل والحسان‪ .‬وأرقى به إلى الحور المقصورات‬
‫في بحبوحة الجنان‪ .‬وأشكره شكرا أستمطر به سحائب الكرم والمتنان‪ .‬وأستفيد به ترادف المنن‬
‫من فيض كرم المنعم الديان‪ .‬وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له المحسن لقاصد فضله‬

‫)‪ (1‬سورة ال عمران‪ ،‬الية‪ (2) .102 :‬سورة النساء‪ ،‬اليشة‪ (3) .1 :‬سشورة الفرقشان‪ ،‬اليشة‪ (4) .54 :‬سشورة الرعشد‪،‬‬
‫الية‪ (5) .38 :‬سورة الرعد‪ ،‬الية‪39 :‬‬

‫] ‪[ 308‬‬

‫بتبليغ المل‪ .‬والممتن علششى الواقششف ببششاب جششوده بقبششول صششالح العمششل‪ .‬وأشششهد أن سششيدنا‬
‫محمدا )ص( عبده ورسوله المخصوص بالخلق العظيم‪ ،‬والمخطوب إلى مناجاة حضششرة السششميع‬
‫العليم‪) .‬ص( وعلى آله الغر الكرام‪ ،‬وأصحابه نجششوم الهدايششة ومصششابيح الظلم‪ ،‬صششلة وسششلما‬
‫دائمين متلزمين ما فاح عرف طيب وند‪ .‬وفاه خطيششب بأمششا بعششد‪ .‬فقششد قادتنششا أزمششة قششدرة الملششك‬
‫العلم‪ .‬وجذبت أفئدتنا جواذب العناية كاشفة عن محياهششا اللثششام‪ ،‬وسششاعدتنا أنظششار عيششن الرعايششة‬
‫ساحبة ذيل المان والمرام إلى فسيح هذه الديار العششامرة عاليشة الششذرا والمقشام‪ ،‬خششاطبين عششروس‬
‫فخركم عزيزة الجناب‪ .‬راغبين في اجتلء ضوء نورها الغني عن المدح والطناب‪ .‬وها نحن قد‬
‫حللنا بناديكم الرحيب وأنخنا مطايا المال في وسيع رحيبكششم الرطيششب‪ ،‬بششالمهر الششذي وقششع عليششه‬
‫الرضا والتفاق‪ ،‬راجين لهما من ال حسن الوفاق‪ ،‬فتفضلوا بقبوله قبول جميل‪ ،‬وباليمن والبركة‬
‫والهنا والسرور بكرة وأصيل‪ .‬وصلى ال على سيدنا محمد أفضل الصششلة والسششلم‪ .‬وعلششى آلششه‬
‫وأصحابه الئمة العلم‪ .‬دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلم‪ .‬وآخر دعواهم أن الحمد‬
‫ل رب العالمين( وصورة الثانية‪) :‬إن أعذب ما رشفته أفواه المسامع من كؤوس الشششفاه‪ .‬وأعبششق‬
‫ما تعطرت معاطر الذان بطيب نشره وشميم رياه‪ .‬حمد الش المجيشب دعشاء مشن أخلشص لشه فشي‬
‫سره وإعلنه المعطي سائل من فيض جوده وفسيح امتنانه‪ .‬أحمده حمدا هبت نسمات قبوله علششى‬
‫أغصان التهاني‪ .‬وأشكره شكر عبد تبلج بشر سؤله في أفق نيل الماني‪ .‬وأشهد أن ل إله إل الشش‬
‫وحده ل شريك له الذي شرف مقام أحمشد الخلشق فشي المل العلشى‪ .‬وحله بمفشاخر حلشى العبشادة‬
‫العز الغلى شهادة يرتع قائلها في نيل مطلششوبه‪ .‬وينشششده بلبششل الفششراح قششائل هنيئا لمششن أمسششى‬
‫سمير حبيبه‪ .‬وأشهد أن سيدنا محمدا عبششده ورسششوله وصششفيه وحششبيبه وخليلششه الششذي عنششت لجلل‬
‫نبوته الوجوه‪ ،‬فنالت ببركته الشاملة كل ما تؤمله من فضل ال وترجششوه‪ .‬صششلى الش عليششه وسششلم‬
‫وعلى آله الذين من تمسك بولئهم فقد ظفر ونجا‪ .‬وأصحابه الذين نالوا بشرف صحبته كل مؤمل‬
‫ومرتجى‪ .‬صلة وسلما يقترنان اقششتران القبششول لليجششاب وينجلششي بهمششا غيششم الغششي عششن مطششالع‬
‫الهدى وينجاب‪ .‬أما بعد لما كان التماس الكفاء من أجل المطلوبات‪ .‬وآكد المندوبات‪ .‬ل سيما إذا‬
‫كان الخاطب متصفا بالصدق والمانة‪ .‬ومتحليا بالصلح والديانششة‪ .‬أجبنششا لمششا نقلتششم إليششه أقششدامكم‬
‫أيها السادة المجاد‪ ،‬بالبشر والهناء والقبول والنجاد من خطبتكششم ذخيششرة فخرنششا وعقيلششة خششدرنا‬
‫المرتضعة ثدي الصيانة في حجور الدلل‪ .‬الرافلششة فششي حلششل العفشاف والكمششال‪ .‬فأجبنششا خطبتكشم‪،‬‬
‫ولبينا دعوتكم‪ .‬امتثال لقوله تعالى عز من كريم غافر‪) * .‬فل تعضلوهن أن ينكحن أزواجهششن إذا‬
‫تراضوا بينهم بالمعروف ذلك يوعظ به من كشان منكشم يشؤمن بشال واليشوم الخشر( * )‪ (1‬وقشوله‬
‫)ص( في الحديث الشهير‪ :‬إذا خاطبكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إل تفعلوه تكن فتنششة فششي‬
‫الرض وفسشاد كشبير والش المسشؤول أن يجعشل منهمشا الطيشب الكشثير‪ .‬إنشه علشى مشا يششاء قشدير‬
‫وبالجابة جدير‪ .‬ويشكر ال إحسان من حضر هشذا المحفشل المنيشف ويبلغهشم المشآرب والمطشالب‬
‫ويحسن للجميع بمنه وكرمه العواقب‪ .‬والحمد ل الذي بنعمته تتششم الصششالحات‪ .‬وصششلى الش علششى‬
‫سيدنا محمد سيد السادات وآله وصحبه الكرام في المبدإ والختام( وصورة الثالثة‪) :‬الحمد ل الذي‬
‫جعل سيدنا محمدا )ص( عروس المملكة في السماء وأفضل البشششر فششي الرض‪ .‬وبعششث الرسششل‬
‫قبله وفضل بعضهم على بعض‪ .‬فمنشح إبراهيشم الخلشة وموسشى المناجشاة عنشد تمشام وعشده‪ .‬وأتشى‬
‫سليمان ملكا ل ينبغششي لحششد مششن بعششده ومنششح مششن شششاء مششن سششائر أنبيششائه ورسششله‪ ،‬مششا شششاء مششن‬
‫خصوصيات كرمه وفضله‪ .‬أحمده حمدا هبت نسمات قبوله على أغصان التهاني‪ .‬وأشكره شكرا‬
‫تبلغ بشر سؤله في أفق نيل الماني‪ .‬وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له ول ضد له ول ند‬
‫له الذي ل تنفك أفعاله وأقواله عن مصالح وحكم‪ .‬ول يسئل عمششا فعششل ول أمششر بششه وحكششم‪ .‬فمششن‬
‫حكمته الباهرة للعقول استباحة محرمات الفروج بشاهدي عدل وإيجاب وقبول‪ .‬وأشششهد أن سششيدنا‬
‫محمدا عبده ورسوله‪ .‬وصفيه وحبيه وخليله‪ .‬الحاث على التمسك به والئتسششاء بقششوله حبششب إلششي‬
‫من دنياكم الطيب والنساء )ص( وعلى آله الششذين مششن تمسششك بششولئهم فقششد ظفششر ونجششا‪ ،‬وصششحبه‬
‫الذين نالوا بشرف صحبته كل مؤمل ومرتجى‪ .‬ما فاح عرف طيب وند‪ .‬وفاه خطيب بأما‬

‫)‪ (1‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪232 :‬‬

‫] ‪[ 309‬‬

‫بعد‪ .‬فإيبن النكاح جنة يتقششى بهششا مششن الفتنششة وجنششة يتلششى علششى متفيششئ ظللهششا أسششكن أنششت‬
‫وزوجك الجنة تثمر رياض الرحمة بين الزوجين والشوداد‪ .‬وتطلشع زينشة الحيشاة الشدنيا إذا حملشت‬
‫غرائسه ثمرة الفؤاد وناهيك مششا ورد فيششه مششن اليششات والحششاديث الثابتششة بصششحيح الروايششة فمششن‬
‫اليات الشريفة قوله تعالى عز من قائل‪) * :‬يا أيها الناس إن خلقناكم مششن ذكششر وأنششثى وجعلنششاكم‬
‫شعوبا وقبائل( * )‪ (1‬وقوله تعالى في كتابه المصون * )هم وأزواجهششم فششي ظلل علششى الرائك‬
‫متكئون( * )‪ (2‬وقال تعالى معلنا بأن الفقشر ليشس عششذرا عشن اجتنشاء وصششله وأن المعمششول علششى‬
‫فضله العميم * )وأنكحوا اليامي منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم ال‬
‫من فضله وال واسع عليم( * )‪ (3‬ومن الحاديث الشريفة قوله )ص( ناهيا عششن التبتششل والتششأني‪:‬‬
‫أما وال إني لخشاكم من ال وأتقاكم‪ ،‬ولكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النسششاء‪ ،‬فمششن‬
‫رغب عن سنتي فليس منشي‪ .‬وقشوله )ص( منبهشا علشى مزيششة البكششار وفضشلهن الكششثير تزوجشوا‬
‫البكار‪ ،‬فإنهن أعششذب أفواهشا وأنتشق أرحامشا وأرضشى باليسششير وقشوله )ص( مرششدا إلششى أقشوى‬
‫المسالك خير النساء من تسرك إذا أبصرت‪ ،‬وتطيعك إذا أمرت‪ ،‬وتحفظ غيبك في نفسششها ومالششك‬
‫وقوله )ص( محرضا على النكاح ومنفرا عن الطلق لمششا فيششه مششن الرش تزوجششوا ول تطلقششوا‪،‬‬
‫فإن الطلق يهتز منه العرش‪ .‬هذا وقد ورد عن سيدنا رسششول الش )ص( حيششن زوج سششيدنا عليششا‬
‫بسيدتنا فاطمة رضي ال عنهما أنه خطب فقال‪ .‬ونطق بأفصح مقال‪ :‬الحمد ل المحمششود بنعمتششه‪.‬‬
‫المعبود بقدرته‪ .‬المطاع بسلطانه المرهوب من عذابه وسطوته النافششذ أمششره فششي سششمائه وأرضششه‪.‬‬
‫الذي خلق الخلق بقدرته وميزهم بأحكامه وأعزهم بدينه وأكرمهم بنبيه )ص( إن ال تبارك اسمه‬
‫وتعالت عظمته جعل المصاهرة سببا لحقا وأمرا مفترضا أوشج به الرحام‪ .‬وألزم النششام‪ .‬فقششال‬
‫عز من قائل‪) * :‬وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكششان ربششك قششديرا( * )‪.(4‬‬
‫فأمر ال يجري على قضائه وقضاؤه يجري إلى قدره ولكل قضاء قدر ولكل قدر أجل ولكل أجل‬
‫كتاب يمحو ال ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب‪ ،‬إن الحمد ل نحمده ونسششتعينه ونسششتغفره ونعششوذ‬
‫بال من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهد ال فل مضل له ومن يضلل فل هادي لششه‪ ،‬وأشششهد‬
‫أن ل إله إل الش وحششده ل شششريك لششه وأشششهد أن سششيدنا محمششدا عبششده ورسششوله )ص( وعلششى آلششه‬
‫وأصحابه * )يا أيها الذين آمنوا اتقوا ال حق تقششاته ول تمششوتن إل وأنتششم مسششلمون( * )‪) * (5‬يششا‬
‫أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجهششا وبششث منهمششا رجششال كششثيرا‬
‫ونساء واتقوا ال الذي تساءلون به والرحام إن الش كششان عليكششم رقيبششا( * )‪) * (6‬يشا أيهشا الششذين‬
‫آمنوا اتقوا ال وقولوا قول سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع ال ورسوله فقد‬
‫فاز فوزا عظيما( * )‪ (7‬أما بعد فإن المور كلها بيد ال يقضي فيها ما يشاء ويحكششم مششا يريششد ل‬
‫مؤخر لما قدم ول مقدم لما أخر ول يجتمع اثنان ول يفترقان إل بقضاء وقدر وكتاب من ال ش قششد‬
‫سششبق‪ .‬أقششول قششولي هششذا وأسششتغفر الش العظيششم لششي ولكششم ولوالششدي ولمشششايخي ولسششائر المسششلمين‬
‫فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم‪) .‬قوله‪ :‬وقبل الخطبة( هي بكسر الخاء‪ :‬التماس الخاطب النكاح‬
‫من جهة المخطوبة )قوله‪ :‬وكذا قبششل الجابششة( أي وكششذا تسششن قبششل الجابششة مششن جهششة المخطوبششة‬
‫)قوله‪ :‬فيبدأ كل( أي من الخاطب والمجيب له‪ .‬وقوله ثم يقول‪ :‬أي أحدهما‪ :‬وهو الخاطب )قششوله‪:‬‬
‫في كريمتكم( أي أختكم وقوله أو فتاتكم‪ :‬هي الشابة‪ .‬ع ش )قوله‪ :‬فيخطب الولي أو نششائبه كششذلك(‬
‫أي خطبة مشتملة علشى الحمشد والصشلة والسشلم علشى رسشول الش صشلى الش عليشه وآلشه وسشلم‬
‫والوصية‬

‫)‪ (1‬سورة الحجرات‪ ،‬الية‪ (2) .13 :‬سورة يس‪ ،‬الية‪ (3) .56 :‬سورة النور‪ ،‬الية‪ (4) .32 :‬سورة الفرقششان‪ ،‬اليششة‪:‬‬
‫‪ (5) .54‬سورة آل عمران‪ ،‬الية‪ (6) .102 :‬سورة النساء‪ ،‬الية‪ (7) .1 :‬سورة الحزاب‪ ،‬الية‪70 :‬‬

‫] ‪[ 310‬‬

‫بالتقوى‪ ،‬ويغني عما ذكر قوله فيبدأ كل الخ‪ ،‬فكششان الخصششر أن يقششول ويقششول الششولي فششي‬
‫خطبة الجابة لست بمرغوب عنك )قوله‪ :‬ويستحب أن يقششول( أي الششولي‪ .‬قششال ع ش‪ :‬فل يطلششب‬
‫ذلك من غيره وعليه فلو أتى به أجنبي ل تحصل السشنة ول يكشون جهشل الشولي بشذلك عشذرا فششي‬
‫الكتفاء به من الغير‪ ،‬بل ينبغي للعالم تعليمه ذلك حيث جهله‪ .‬ا‍ه‪ .‬ويستحب أيضا الششدعاء للششزوج‬
‫عقب العقد ببارك ال لك وبارك عليك وجمع بينكمششا فششي خيششر )قششوله‪ :‬فششروع( أي خمسششة‪ :‬أولهششا‬
‫قوله يحرم التصريح الخ‪ ،‬ثانيها قوله ويجوز التعريض الششخ‪ ،‬ثالثهششا قششوله ول يحششل الششخ‪ ،‬رابعهششا‬
‫قوله يحرم الخ‪ ،‬خامسها قوله ومن استشير الخ )قوله‪ :‬يحرم التصريح بخطبة الخ( هششو مششا يقطششع‬
‫بالرغبة في النكاح‪ ،‬كأريد نكاحك وإذا انقضت عدتك نكحتك‪ ،‬ومثل التصريح بها النفقة في زمششن‬
‫العدة‪ ،‬كما يقع كثيرا‪ ،‬فهو حرام‪ .‬ولو أنفق على المخطوبة ولششم يتزوجهششا رجششع بمششا أنفقششه‪ ،‬حششتى‬
‫بالملح‪ ،‬ولو كان الترك منه أو بموتها‪ .‬وفششي حاشششية الجمششل مششا نصششه‪) :‬سششئل م ر( عمششن خطششب‬
‫امرأة وأنفق عليها ليتزوجها ولم يحصل التزوج بها فهل لها الرجوع بما أنفقه لجل ذلك أم ل ؟‪.‬‬
‫)فأجاب( بأن له الرجوع بما أنفقه على من دفعه له سواء كان مأكل أم مشربا أم ملبسششا أم حليششا‪،‬‬
‫وسواء رجع هو أم مجيبة أم مات أحدهما لنه إنما أنفق لجل تزوجها فيرجع به إن بقششي وببششدله‬
‫إن تلف‪ .‬ا‍ه‪ .‬ببعض تصرف‪ .‬ومحل رجوعه حيث أطلق أو قصد الهدية لجل النكاح‪ ،‬فإن قصششد‬
‫الهدية‪ ،‬ل لجل ذلك فل رجوع وإنما حرم التصريح بها لنها ربما تكذب فششي انقضششاء العششدة إذا‬
‫تحققت رغبته فيها لما عهد على النسششاء مششن قلششة الديانششة وتضششييع المانششة فششإنهن ناقصششات عقششل‬
‫ودين‪) .‬وقوله‪ :‬المعتدة من غيره( خششرج بشه مشا إذا كشانت معتشدة منششه فشإنه يجششوز لشه أن يصششرح‬
‫بالخطبة‪ ،‬كما له أن يعرض بهششا إن حشل لشه نكاحهششا‪ ،‬كششأن خالعهششا وششرعت فشي لعششدة فيحششل لشه‬
‫التعريض والتصريح لنه يجوز له نكاحهششا‪ ،‬فششإن كششان طلقششه لهششا رجعيششا لششم يكششن لشه التصششريح‬
‫والتعريض بخطبتها لنه ليس له نكاحها وإنما له مراجعتها‪ .‬نعم‪ ،‬إن نوى بنكاحها الرجعششة صششح‬
‫لنه كناية فيها‪ ،‬فإن نواها به حصلت وإل فل‪ .‬وأما مشن ل يحشل لشه نكاحهشا كشأن طلقهشا بائنشا أو‬
‫رجعيا ثم وطئت بشبهة وحملت من وطئ الشبهة‪ ،‬فإن عدة وطئ الششبهة تقشدم إذا كشانت بالحمشل‬
‫ويبقى عليها بقية كعدة الطلق فل يحل لصاحب عدة الششبهة أن يخطبهشا مشع أنشه صشاحب العشدة‬
‫لنه ل يجوز له العقد عليها حينئذ لما بقي عليهششا مششن عششدة الطلق ا‍ه‪ .‬بششاجوري‪ .‬وقششوله رجعيششة‬
‫كانت‪ :‬أي المعتدة من غيره‪ .‬وقوله أو بائنا‪ :‬أي أو كانت بائنا‪ .‬وقوله بطلق‪ :‬الباء سششببية متعلقششة‬
‫ببائنا‪ ،‬أي بائنا بسبب طلق‪ ،‬أي بالثلث‪ .‬وقوله أو فسخ‪ ،‬أي أو بسبب فسشخ حاصشل منهشا بعيبشه‬
‫أو منه بعيبها‪ ،‬أي أو انفساخ كما في الرضاع )قوله‪ :‬ويجوز التعريض( أي لقوله تعششالى‪) * :‬ول‬
‫جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء( * )‪ (1‬والتعريشض هشو مشا ل يقطشع بالرغبشة فشي‬
‫النكاح‪ ،‬بل يحتملها كما يحتمل عدمها )قوله‪ :‬في عدة غير رجعية( خرج به ما إذا كانت في عششدة‬
‫طلق رجعي‪ ،‬فل يحل التعريض له كالتصريح لنها في حكم الزوجة‪ ،‬ومعلوم أن الزوجة يحرم‬
‫فيها ذلك )قوله‪ :‬وهو( أي التعريض )قوله‪ :‬ول يحل خطبة المطلقة منه( هذا مفششرع علششى مفهششوم‬
‫قوله المعتدة من غيره‪ ،‬فكان عليه أن يذكر المفهوم أول بأن يقول أما معتدته فلششه خطبتهششا فيحششل‬
‫له التصريح والتعريض إن حل له نكاحها وإل فل‪ ،‬ثم يقول فل يحل خطبشة المطلقشة الشخ )قشوله‪:‬‬
‫وتنقضي الخ( أي وحتى تنقضي عدة المحلل‪ .‬وقوله إن طلق‪ :‬أي المحلل وهششو قيششد فششي اشششتراط‬
‫انقضاء عدة المحلل )قوله‪ :‬وإل( أي وإن لم يطلق رجعيا بأن طلقها بائنا‪ .‬وقوله جاز التعريششض‪:‬‬
‫أي لما تقدم آنفا من جواز التعريض في عدة غير رجعية )قشوله‪ :‬ويحشرم علشى عشالم الشخ( وذلششك‬
‫لخبر الشيخين ل يخطب‬

‫)‪ (1‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪235 :‬‬

‫] ‪[ 311‬‬

‫الرجل على خطبة أخيه حتى يترك الخاطب قبله أو يأذن له الخاطب في ذلك والحكمة في‬
‫ذلك اليذاء‪ ،‬ولكن ل يحرم ذلك إل بشروط ذكر منها الشارح أربعة‪ :‬وهي علمششه بخطبششة الغيششر‪،‬‬
‫وبإجشابته لشه‪ ،‬وقششد صشرح لفظشا بالجابشة‪ ،‬وأن تكششون خطبششة الخشاطب الول جششائزة‪ .‬وبقشي مششن‬
‫الشروط‪ :‬علمه بحرمة الخطبة على الخطبة‪ ،‬وبصراحة الجابة‪ ،‬فخرج بما ذكششر مششا إذا لششم تكششن‬
‫خطبششة أصشل‪ ،‬أو لششم يجشب الخششاطب الول‪ ،‬أو أجيشب تعريضشا ل تصشريحا‪ ،‬أو لشم يعلششم الثشاني‬
‫بالخطبة‪ ،‬أو علم بها ولم يعلشم بالجابشة‪ ،‬أو علشم بهشا ولشم يعلشم كونهشا بالصشريح‪ ،‬أو علشم كونهشا‬
‫بالصريح ولم يعلم بالحرمة‪ ،‬أو علم بجميع ما ذكر لكن كانت الخطبة محرمة كأن خطب في عدة‬
‫غيره فل حرمة في جميع ما ذكر‪ .‬وقوله والجابة له‪ :‬أي وعششالم بالجابششة لششه وهششي تكششون ممششن‬
‫تعتبر إجابته وهو الولي إن كانت الزوجة مجبرة‪ ،‬ونفس الزوجة إن كانت غير مجبرة‪ ،‬وهي مع‬
‫الولي إن كان الخاطب غير كف ء لن الكفاءة حق لهما معا‪ ،‬والسيد إن كانت أمششة غيششر مكاتبششة‪،‬‬
‫وهو مع المة إن كانت مكاتبة‪ ،‬والسلطان إن كانت المرأة مجنونة بالغة ول أب لها ول جد لهششا‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬على خطبة مشن الشخ( إظهششار فششي مقششام الضششمار‪ ،‬فالمناسشب والخصشر أن يقشول علششى‬
‫خطبته إن جازت ويكشون الضشمير فشي خطبتشه عشائدا علشى الغيشر المتقشدم ذكشره‪ .‬وقشوله جشازت‬
‫خطبته‪ :‬أي بأن كانت المخطوبة خالية من الموانع‪ .‬وخرج به من حرمت خطبته كأن خطبها فششي‬
‫عدة غيره أو فششي نكششاحه فل تحششرم لنششه لحششق للول‪ .‬وقششوله وإن كرهششت‪ ،‬أي الخطبششة الولششى‬
‫الجائزة بأن كان عاجزا عن المؤن وغير تائق‪ .‬وقوله وقد صرح لفظا بإجابته‪ ،‬الششواو للحششال‪ :‬أي‬
‫والحال أنه قد صرح لفظشا بإجشابته‪ ،‬أي الخششاطب‪ ،‬الول‪ ،‬فلششو لشم يصششرح بهشا لفظششا‪ ،‬بششأن رد أو‬
‫سكت عنه‪ ،‬لم تحرم‪ .‬وعبارة المنهاج مع المغني‪ :‬فإن لم تجب ولم يرد بأن سكت عششن التصششريح‬
‫بإجابة أو رد والساكت غير بكر يكفي سكوتها أو ذكر ما يشعر بالرضششا نحششو ل رغبششة عنششك لششم‬
‫تحرم في الظهر‪ ،‬لن فاطمة بنت قيس قالت للنبي )ص(‪ :‬إن معاوية وأبششا جهششم خطبششاني‪ ،‬فقششال‬
‫رسول ال )ص(‪ :‬أما أبو جهم فل يضع العصا عشن عشاتقه‪ ،‬وأمشا معاويشة فصشعلوك ل مشال لشه‪،‬‬
‫انكحي أسامة بن زيد وجه الدللة أن أبا جهم ومعاوية خطباها‪ ،‬وخطبها النبي )ص( لسامة بعششد‬
‫خطبتهما لنها لم تكن أجشابت واحشدا منهمشا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قشوله‪ :‬إل بشإذنه لشه( متعلشق بيحشرم‪ :‬أي يحشرم‬
‫الخطبة المذكورة إل إن أذن الخاطب الول للخششاطب الثششاني فإنهششا حينئذ ل تحششرم‪) .‬وقششوله‪ :‬مششن‬
‫غير خوف ول حياء( أي حال كون الذن واقعا منه بنحو خوف‪ ،‬أي من الخاطب الثاني أو حياء‬
‫منه فإن وقع مع خوف أو حياء لم ترتفع الحرمة )قوله‪ :‬أو بإعراضه( معطششوف علششى بششإذنه‪ ،‬أي‬
‫وإل بإعراضه‪ ،‬أي الخاطب الول فإنها ل تحرم‪ .‬قال في المغني‪ :‬وإعراض المجيششب كششإعراض‬
‫الخاطب‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثله في التحفة والنهاية )قوله‪ :‬كأن طال الخ( تمثيل للعششراض‪ .‬وعبششارة التحفششة‪:‬‬
‫كششأن يطششول الزمششن بعششد إجششابته حششتى تشششهد قششرائن أحششواله بإعراضششه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬ومنششه( أي‬
‫العراض‪ :‬أي مما يفيده‪ .‬وقوله سفره البعيد‪ :‬أي المنقطع‪ ،‬كما في التحفة والنهاية‪ .‬وكتب ع ش‪:‬‬
‫يظهر أن المراد بالنقطاع انقطاع المراسلة بينششه وبيششن المخطوبششة ل انقطششاع خششبره بالكليششة‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وفي البجيرمي‪ :‬ومنه‪ ،‬أي العراض‪ ،‬أن يتزوج من يحرم الجمع بينها وبين مخطششوبته أو تطششرأ‬
‫ردته‪ ،‬لن الردة‪ ،‬والعياذ بال‪ ،‬قبل الوطئ تفسخ العقد‪ ،‬فالخطبششة أولششى‪ ،‬أو يعقششد علششى أربششع مششن‬
‫خمس خطبهن معا أو مرتبا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ومن استشير في خاطب( أي هل يصششلح أم ل )قششوله‪ :‬أو‬
‫نحو عالم( أي أو استشير في نحو عالم كتاجر‪ ،‬وقوله يريد الجتمشاع بشه‪ :‬أي أو معشاملته )قششوله‪:‬‬
‫ذكر( أي المستشار‪ .‬وقوله وجوبا‪ :‬محله إذا لم ينششدفع إل بششذكر العيششوب‪ ،‬فششإن انششدفع بششدونه‪ ،‬بششأن‬
‫اكتفى بقوله له هو ل يصلح‪ ،‬أو احتيج لذكر البعض دون البعض‪ ،‬حرم ذكر شئ منها فششي الول‬
‫وشئ من البعض الخر في الثاني‪ .‬وقوله مسششاويه‪ ،‬بفتششح الميششم‪ ،‬أي عيششوبه الشششرعية والعرفيششة‪،‬‬
‫كالفقر والتقتير‪ .‬وذلك للحديث المار إن فاطمة بنت قيس استشارت النشبي )ص( فشي تزويشج أبشي‬
‫جهم أو معاوية‪ ،‬فقال لها النبي )ص( أما أبو جهم فل يضع العصا عشن عششاتقه‪ ،‬كنايششة عشن كششثرة‬
‫الضرب‪ ،‬قيل أو السفر‪ ،‬وأما معاوية فصعلوك أي فقير ل مال له‪ .‬وفي‬

‫] ‪[ 312‬‬

‫البجيرمي‪ :‬قال البارزي ولو استشير في أمر نفسه فششإن كششان فيششه مششا يثبششت الخيششار وجششب‬
‫ذكره للزوجة‪ .‬وإن كان فيه ما يقلل الرغبة فيه ول يثبشت الخيشار كسشوء الخلشق والششح اسشتحب‪.‬‬
‫وإن كان فيه شئ من المعاصي وجب عليه التوبة في الحال وستر نفسه ول يذكره‪ .‬وإن استشششير‬
‫في ولية فإن علم من نفسه عدم الكفاية أو الخيانة وأن نفسه ل تطاوعه على تركهششا وجششب عليششه‬
‫أن يبين ذلك أو يقول لست أهل للولية‪ .‬ا‍ه‪ .‬ووجوب التفصيل بعيد‪ .‬والوجه دفششع ذلششك بنحششو ل‬
‫أصلح لكم‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله ولو استشير في أمر نفسه‪ ،‬أي استشارت الزوجة خاطبها في أمر نفسه هل‬
‫يصلح لها أم ل ؟‪) .‬واعلم( أن ذكر المستشار العيوب ليس من الغيبة المحرمة‪ ،‬بل هششو مششن بششاب‬
‫النصيحة‪ ،‬كما أنه ليس من الغيبة أيضا ما إذا كششانت الغيبششة فششي فاسششق متجششاهر‪ ،‬لكششن بشششرط أن‬
‫تغتابه بما فسق به‪ ،‬وأن تقصد زجره بذلك إذا بلغته‪ ،‬وما إذا كانت على وجه التظلششم‪ ،‬كششأن تقششول‬
‫فلن ظلمنششي‪ ،‬أن علششى وجششه التحششذير‪ :‬كششأن تقششول فلن فعششل كششذا فل تصششحبه‪ ،‬أو علششى وجششه‬
‫الستعانة‪ :‬كأن تقول فلن فعل كذا فأعني عليه‪ ،‬أو على وجه الستفتاء‪ :‬كأن تقول فلن فعل كذا‬
‫فهل يجوز له ذلك أم ل ؟‪ .‬وقد حصر بعضهم ما ل يعد غيبة في سششتة أشششياء ونظمهششا فششي قششوله‪:‬‬
‫القدح ليس بغيبة في ستة‪ :‬متظلم ومعرف ومحذر ولمظهر فسقا ومستفت ومن طلب العانششة فششي‬
‫إزالة منكر وقوله ومعرف هو المستشار‪ .‬وذلك لنه يعرف المستششير عيشوب مشن استششير فيشه‪،‬‬
‫ويصدق التعريف أيضا بقوله فلن العمش أو العرج )قوله‪ :‬بصدق( متعلق بششذكر‪ :‬أي ذكرهششا‬
‫بصدق بأن يكون ما ذكره موجودا في المستشار فيه‪ .‬وقوله بذل للنصيحة‪ :‬فيه إشارة إلششى أنششه ل‬
‫بد من قصد النصيحة‪ ،‬ل الوقيعة‪ ،‬أي الخوض في عرضه‪ .‬ويشششترط ذكششو العيششوب المتعلقششة بمششا‬
‫حصلت الستشارة من أجله‪ ،‬فإذا استشير في نكاح ذكر العيششوب المتعلقششة بششه‪ ،‬ل المتعلقششة بششالبيع‬
‫مثل وهكذا )قوله‪ :‬ودينه( هو وما عطف عليه مبتدأ وخبره قوله في المتن أولششى‪ .‬والشششارح قششدر‬
‫لكل خبرا )قوله‪ :‬أي نكاح الخ( أفاد به أن في الكلم تقدير مضاف قبل المبتششدأ وهششو الششذي يحكششم‬
‫عليه بالولوية‪ .‬وقوله التي وجدت الخ‪ :‬الولشى زيششادة أي التفسششيرية‪ :‬لنششه تفسششير للدينشة‪ .‬وقشوله‬
‫صفة العدالة‪ :‬هي فقد ارتكاب كبيرة وإصرار على صغيرة‪ .‬وأفششاد بمششا ذكششر أن العفشة عشن الزنششا‬
‫فقط ل تكفي‪ ،‬وقد صرح به في التحفة‪ .‬وقوله أولى من نكاح الفاسقة‪ ،‬هي من ارتكبششت كششبيرة أو‬
‫أصرت على صغيرة‪) .‬وقوله‪ :‬ولو بغير نحو زنا( أي‪ :‬ولو كان فسقها بغير نحو زنا‪ ،‬فإن الدينششة‬
‫أولشى منهشا‪ .‬ونحشو الزنشا كشل كشبيرة كششرب الخمشر وغيشر ذلشك مشن الصشغائر كالغيبشة‪ ،‬بششرط‬
‫الصرار عليها‪) ،‬قوله‪ :‬للخبر المتفق عليه فشاظفر الشخ( هشو بعشض الخشبر‪ ،‬ولفظشه بتمشامه تنكشح‬
‫المرأة لربع‪ :‬لمالها وجمالها‪ ،‬ولحسششبها‪ ،‬ولششدينها‪ ،‬فششاظفر بششذات الششدين تربششت يششداك أي التصششقتا‬
‫بالتراب‪ :‬كناية عن الفقر إن لم تفعل‪ ،‬واسششتغنيت إن فعلششت‪ .‬قششال فششي التحفششة‪ :‬وتششردد فششي مسششلمة‬
‫تاركة للصلة‪ ،‬وكتابية‪ ،‬فقيل هذه أولى للجماع على صحة نكاحها‪ ،‬ولبطلن نكاح تلك‪ ،‬لردتهششا‬
‫عند قوم‪ .‬وقيل تلك لن شرط نكاح هششذه أي الكتابيششة مختلششف فيششه‪ ،‬ورجششح بعضششهم الول‪ ،‬وهشو‬
‫واضح‪ ،‬في السرائيلية لن الخلف القوي إنما هو في غيرهششا‪ ،‬ولششو قيششل الولششى لقششوى اليمششان‬
‫والعلم هذه لمنه من فتنتها وقرب سياسته لها إلى أن تسلم ولغيره تلك لئل تفتنه هذه لكان أوجششه‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أي معروفة الخ( تفسير لنسيبة‪ ،‬وكان الملئم لما قبلششه أن يقشول أي نكششاح النسششيبة‪ :‬أي‬
‫معروفة الصل فيقدر مضافا كما قدره فيما قبله‪ .‬وقوله وطيبته‪ :‬أي الصل )قوله‪ :‬لنسششبتها الششخ(‬
‫علة للطيب‪ ،‬أي طيبها حاصل لجل نسبتها إلى العلمششاء والصششلحاء‪ ،‬أي أو الشششراف أو العششرب‬
‫)قوله‪ :‬أولى( خبر نسيبة لما علمت أن الشارح قدر عند كل معطوف خششبرا‪ .‬وقششوله مششن غيرهششا‪:‬‬
‫أي غير النسيبة )قوله‪ :‬لخبر تخيروا لنطفكم الشخ( قششال فششي المغنششي‪ :‬قشال أبشو حشاتم الشرازي هششذا‬
‫الخبر ليس له أصل‪ ،‬وقشال ابشن الصشلح لشه أسشانيد فيهشا مقشال‪ ،‬ولكشن صشحة الحشاكم‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفشي‬
‫البجيرمي ورد‪ :‬تخيروا لنطفكم‪ ،‬فإن العرق دساس وورد وإياكم وخضراء الدمن‪ .‬قالوا مششن هششي‬
‫يا رسول ال ؟ قال المرأة الحسناء في المنبت السوء فشبه المرأة التي أصلها ردئ‬

‫] ‪[ 313‬‬

‫بالقطعة الزرع المرتفعة على غيرها التي منبتها موضع روث البهائم‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله تخيششروا‬
‫لنطفكم‪ .‬قال في لطائف الحكم شششرح غششرائب الحششاديث‪ ،‬أي تكلفشوا طلششب مششا هشو خيششر المناكششح‬
‫وأزكاها وأبعدها عن الخبث والفجور‪ ،‬ول تضششعوا نطفكششم إل فششي أصششل ظششاهر‪ .‬وأصششل النطفششة‬
‫الماء القليل‪ .‬والمراد هنا المنششي‪ :‬سششمي نطفششة لن النطششف القطششر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬وتكششره بنششت الزنششا‬
‫والفاسق( وذلك لنه يعير بهششا لششدناءة أصششلها‪ ،‬وربمششا اكتسششبت مششن طبششاع أبيهششا‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع ش‪ .‬قششال‬
‫الذرعي‪ :‬ويشبه أن يلحق بهما اللقيطة‪ ،‬ومن ل يعرف لها أب‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬وجميلششة( أي بحسششب‬
‫طبعه ولو سوداء عند حجر أو بحسب ذوي الطباع السليمة عند م ر‪ .‬وتكره بارعة الجمال لنهششا‬
‫إما أن تزهو‪ ،‬أي تتكبر‪ ،‬لجمالها‪ ،‬أو تمتد العين إليها )قوله‪ :‬لخبر الششخ( دليششل الولويششة الجميلششة‬
‫على غيرها‪ .‬وقوله إذا نظرت‪ :‬للبناء للمجهششول‪ ،‬والتششاء فيششه للتششأنيث‪ .‬وتمششام الحششديث وتطيششع إذا‬
‫أمرت‪ ،‬ول تخالف في نفسها ومالها )قوله‪ :‬قرابة( أي يقرأ بالتنوين‪ ،‬وما بعده صفة‪ .‬وفششي الكلم‬
‫حذف‪ :‬أي ونكاح ذات قرابة بعيدة أولى من نكاح ذات قرابششة قريبششة أو أجنبيششة )قششوله‪ :‬ممششن فششي‬
‫نسبه( الولى إسقاط لفظ ممن‪ ،‬والقتصار على قوله في نسبه‪ ،‬ويكون الجششار والمجششرور متعلقششا‬
‫ببعيدة‪ :‬أي بعيدة عنه في النسب‪ ،‬كما صنع في فتح الجواد‪ ،‬وذلك لنه على إبقششائه يصششير الجششار‬
‫والمجرور صفة للقرابة‪ ،‬أو حال على قول‪ ،‬ويكون المعنى حينئذ قرابة كائنة مششن القششارب الششتي‬
‫في نسبه أو حال كونها منهم‪ ،‬ول معنى لذلك )قوله‪ :‬وأجنبية( معطوف على قرابششة قريبششة‪ ،‬وهششذا‬
‫يعين تقدير المضاف المار لنه ل معنى لكون القرابة البعيدة أولى من الجنبية‪ ،‬إذ التفضيل بيششن‬
‫الذوات ل بين الوصف والششذات )قششوله‪ :‬لضششعف الشششهوة الششخ( تعليششل لولويششة غيششر ذات القرابششة‬
‫القريبة عليها‪ .‬وفي حاشية الجمل ما نصه‪ :‬قوله والبعيدة أولششى مششن الجنبيششة‪ ،‬قششالوا لن مقصششود‬
‫النكاح اتصال القبائل لجل اجتمششاع الكلمشة‪ ،‬وهششذا مفقشود فشي نكشاح القريبششة‪ ،‬لن التصششال فيهشا‬
‫موجود‪ ،‬والجنبية ليست من قبائله حتى يطلششب اتصششالها‪ .‬ا‍ه‪ .‬ح ل )قششوله‪ :‬والقريبششة( المششراد بششه‬
‫المرأة القريبة‪ ،‬ل المتقدمة في الذكر‪ ،‬لن تلششك صششفة القرابششة )قششوله‪ :‬مششن هششي فششي أول درجششات‬
‫العمومة والخؤولة( أي كبنت العم وبنت الخال وبنت العمة وبنت الخالة‪ ،‬والمششرأة البعيششد بضششدها‬
‫وهي التي ل تكون في أول درجات ما ذكر‪ :‬كبنت ابن العم أو بنت ابن الخال أو بنت ابششن العمششة‬
‫أو بنت ابن الخالة‪) .‬قوله‪ :‬والجنبية أولى من القرابة القريبة( أي أولى مششن ذات القرابششة القريبششة‬
‫لما مر )قوله‪ :‬ول يشكل ما ذكر( أي من أن ذات القرابة البعيششدة أولششى مششن ذات القرابششة القريبششة‬
‫ومن الجنبيششة‪ ،‬وأن الجنبيششة أولششى مششن ذات القرابششة القريبششة )قشوله‪ :‬بششتزوج النششبي الششخ( متعلششق‬
‫بيشكل‪ .‬وقوله زينب‪ :‬أي بنت جحش رضي ال عنها‪ ،‬وهي المعنية بقوله تعششالى‪) * :‬فلمششا قضششى‬
‫زيد منها وطرا زوجناكها( * )‪ (1‬أي فلما طلقها وانقضت عدتها زوجناكها وكششانت تفتخششر علششى‬
‫نسائه )ص( تقول‪ :‬إن آباءكن أنكحوكن وإن ال تعالى أنكحني إياه من فوق سبع سششموات‪ .‬وفيهششا‬
‫نزل الحجاب‪ ،‬وغضب عليها رسول ال )ص( لقولها في صفية بنت حيي تلك اليهودية‪ ،‬فهجرها‬
‫في ذي الحجة والمحرم وبعض صفر‪ ،‬وهي أول نسائه وفاة ولحوقا به )ص(‪ .‬ففي حديث مسششلم‪:‬‬
‫عن عائشة أن بعض أزواج النبي )ص( قلن له أينا أسرع بك لحوقا ؟ قال‪ :‬أسششرعكن لحوقششا بششي‬
‫أطولكن يدا‪ ،‬فكان أسرعهن لحوقا به زينب بنت جحش قيل إن طول يدها بسبب أنها كانت تعمل‬
‫وتتصدق كثيرا توفيت سنة عشرين‪ ،‬وفيها فتحت مصر‪ ،‬وقيل إحدى وعشرين‪ ،‬وقد بلغششت ثلثششا‬
‫وخمسين سنة‪ ،‬ودفنت بالبقيع‪ ،‬وصلى عليها عمششر بششن الخطششاب وكششانت عائشششة تقششول هششي الششتي‬
‫تساويني في المنزلة عنششده )ص(‪ ،‬ومششا رأيششت امششرأة قششط خيششرا فششي الششدين مششن زينششب وأتقششى لش‬
‫وأصدق حديثا وأوصل للرحم وأعظم صدقة‪ .‬وقوله مششع أنهششا أي زينششب‪ .‬وقششوله بنششت عمتششه‪ :‬أي‬
‫النبي )ص( )قوله‪ :‬لنه تزوجها بيانا للجواز( أي جواز نكاح زوجششة المتبنششي لنهششا كششانت تحششت‬
‫زيد بن حارثة الذي‬

‫)‪ (1‬سورة الحزاب‪ ،‬الية‪37 :‬‬

‫] ‪[ 314‬‬

‫تبناه النبي )ص( )قوله‪ :‬ول بتزوج الخ( أي ول يشكل بتزوج لي رضي الش عنششه سششيدتنا‬
‫فاطمة رضي ال عنها مع أنها من القارب لنها ذات قرابة بعيدة ل قريبة )قوله‪ :‬للمر بششه( أي‬
‫بتزوج البكر‪ .‬وقوله في الخبار الصحيحة‪ :‬منها قوله عليه السششلم‪ :‬هل بكششرا تلعبششك وتلعبهششا‬
‫ومنها عليكم بالبكار فإنهن أعذب أفواهششا وأنتششق أرحامششا وأرضششى باليسششير ومعنششى أنتششق‪ :‬أكششثر‬
‫أولدا‪ ،‬يقال للمرأة الكثيرة الولد‪ :‬ناتق‪ .‬قششال البجيرمششي‪ :‬وفششي البكششارة ثلث فششوائد‪ :‬إحششداها أن‬
‫تحب الزوج الول وتألفه‪ ،‬والطباع مجبولة على النس بأول مأولف‪ ،‬وأما التي مارست الرجششال‬
‫فربما ل ترضى ببعض الوصاف التي تخالف ما ألفتششه فتكششره الششزوج الثششاني‪ .‬الفششائدة الثانيششة أن‬
‫ذلك أكمل في مودته لها‪ .‬الثالثة‪ :‬ل تحن إل للزوج الول‪ .‬ولبعضهم‪ :‬نقل فؤادك حيث شششئت مششن‬
‫الهوى ما الحب إل للحبيب الول كم منزل في الرض يألفه الفتى وحنينه أبدا لول منششزل ؟ ا‍ه‪.‬‬
‫وفي المغني‪) :‬روى( أبو نعيم عن شجاع بشن الوليششد قششال‪ :‬كششان فيمششن كششان قبلكششم رجششل حلششف ل‬
‫يتزوج حتى يستشير مائة نفس وأنه استشار تسعة وتسعين رجل واختلفوا عليه‪ ،‬فقال بقششي واحششد‬
‫وهو أول من يطلع من هذا الفج وآخذ بقوله ول أعدوه‪ ،‬فبينما هو كذلك إذ طلع عليه رجل راكب‬
‫قصبة فأخبره بقصته‪ ،‬فقال النساء ثلث‪ :‬واحششدة لششك‪ ،‬وواحششدة عليششك وواحششدة ل لششك ول عليششك‪.‬‬
‫فالبكر لك‪ ،‬وذات الولد من غيرك عليك‪ ،‬والثيب ل لك ول عليك‪ .‬ثم قال أطلق الجششواد‪ ،‬فقششال لششه‬
‫أخبرني بقصتك‪ .‬فقال أنشا رجشل مشن علمشاء بنشي إسشرائيل مشات قاضشيهم‪ ،‬فركبشت هشذه القصشبة‬
‫وتباهلت لخلص من القضاء‪ .‬قال في الحياء‪ :‬وكما يستحب نكاح البكر يسن أن ل يزوج الششولي‬
‫ابنته إل من بكر لم يتزوج قط لن النفوس جبلت على الينشاس بشأول مشألوف‪ ،‬ولهشذا قشال )ص(‬
‫في خديجة إنها أول نسائي )قوله‪ :‬إل لعذر‪ :‬كضعف آلته عن الفتضاض( أي إزالشة البكششارة‪ :‬أي‬
‫وكاحتياجه لمن يقوم على عياله‪ .‬ومنه ما اتفق لجابر رضي ال عنه‪ ،‬فإنه لما قال له النبي )ص(‬
‫هل بكرا تلعبها وتلعبك ؟ اعتذر له فقال‪ :‬إن أبي قتل يوم أحد وترك تسششع بنششات‪ ،‬فكرهششت أن‬
‫أجمع إليهن جارية خرقاء مثلهن‪ ،‬ولكن امرأة تمشطهن وتقوم عليهن‪ .‬فقال )ص( أصبت )قششوله‪:‬‬
‫وولود وودود أولى( أي من غير الولود والششودود )قششوله‪ :‬للمششر بهمششا( أي بششالولود والششودود‪ :‬أي‬
‫بنكاحهما في قوله عليه السلم‪ :‬تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم المم يوم القيامة رواه أبششو‬
‫داود والحاكم وصحح إسناده‪ .‬وروي سوداء ولود خير من حسناء عقيم )قوله‪ :‬ويعرف ذلششك( أي‬
‫كونها ولودا )قوله‪ :‬والولى أيضا أن تكون وافرة العقل وحسنة الخلششق( قششال بعضششهم‪ :‬ينبغششي أن‬
‫تكون المرأة دون الرجل بأربع وإل استحقرته‪ :‬بالسن‪ ،‬والطششول‪ ،‬والمششال‪ ،‬والحسششب‪ ،‬وأن تكششون‬
‫فوقه بأربع‪ :‬بالجمال‪ ،‬والدب‪ ،‬والخلق‪ ،‬والورع‪ .‬قششال فششي المغنششي‪ :‬وهششذه الصششفات كلهششا قششل أن‬
‫يجدها الشخص في نساء الدنيا‪ ،‬وإنما توجد في نساء الجنان‪ .‬فنسأل ال تعالى أن ل يحرمنا منهن‬
‫)قوله‪ :‬وأن ل تكون الخ( أي والولى أن ل تكون ذات ولد من رجل غيره‪ .‬وقششوله إل لمصششلحة‪:‬‬
‫أي كتربية أولده‪ ،‬كما في حديث جابر المار‪ ،‬ولنه تزوج النبي )ص( أم سلمة ومعهششا ولششد أبششي‬
‫سلمة للمصلحة )قوله‪ :‬وأن ل تكون شقراء( قال في التحفة‪ :‬قيل الشقرة بياض ناصع يخالفه نقششط‬
‫في الوجه لونها غير لونه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكأنه أخذ ذلك من العرف لن كلم أهل اللغة مشكل فيه‪ :‬إذ الذي‬
‫في القاموس الشقر من الناس من يعلو بياضه حمرة‪ .‬ا‍ه‪ .‬ويتعين تأويله بما يشير إليه قوله يعلوه‬
‫بأن المراد أن الحمششرة غلبششت البيششاض وقهرتششه بحيششث تصششير كلهششب النششار الموقششدة‪ ،‬إذ هششذا هششو‬
‫المذموم‪ ،‬بخلف مجرد تشرب البياض بالحمرة فإنه أفضششل اللششوان فششي الششدنيا لنششه لششونه )ص(‬
‫الصلي‪ ،‬كما بينته في شرح الشمائل‪ ،‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ول‬

‫] ‪[ 315‬‬

‫طويلة مهزولة( أي والولى أن ل تكون طويلة مهزولة )قوله‪ :‬للنهششي عششن نكاحهششا( دليششل‬
‫لولويششة عششدم كونهششا ذات ولششد الششخ‪ ،‬فالضششمير فششي نكاحهششا راجششع للثلث ذات الولششد والشششقراء‬
‫والطويلة المهزولة‪ ،‬والولى أن يأتي بنشون النسشوة‪ ،‬كمشا تقشدم غيشر مشرة‪ ،‬والنهشي المشذكور فشي‬
‫حديث زيد بن حارثة وهشو قشوله )ص( لشه ل تشتزوج خمسششا‪ :‬شششهبرة وهشي الزرقششاء البذيششة‪ ،‬ول‬
‫الهبرة وهشي الطويلشة المهزولشة‪ ،‬ول نهششبرة وهششي العجششوز المشدبرة‪ ،‬ول هنششدرة وهششي القصشيرة‬
‫الذميمة‪ ،‬ول لفوتا وهي ذات الولد من غيرك )قوله‪ :‬ومحل رعاية جميع ما مر( أي من الصفات‬
‫من كونها دينة جميلة نسيبة بكرا ولودا )قوله‪ :‬حيث لم تتوقف العفة علششى غيششر متصششفة بهششا( أي‬
‫بالصفات السابقة‪ :‬أي ما عدا الوصششف الول‪ ،‬بششأن وجششدت العفششة فششي غيششر المتصششفة بالصششفات‪.‬‬
‫وكان الملئم بتعبيره أول بدينة أن يقول‪ :‬حيث لم تتوقف الديانة التي هي العدالة )قوله‪ :‬وإل( أي‬
‫بأن توقفت على غير متصفة بها بأن وجدت العفة في غير متصشفة بهشا‪ .‬وقشوله فهشي‪ :‬أي العفشة‪،‬‬
‫أي رعايتها‪ ،‬وقوله أولى‪ :‬أي من بقية الصفات‪ :‬أي رعايتها‪ :‬فعفيفة غير متصششفة ببقيششة الصششفات‬
‫أولى من متصفة ببقية الصفات غير عفيفة‪ .‬لخبر‪ :‬فاظفر بذات الدين )قوله‪ :‬قال شيخنا الششخ( هششذا‬
‫تقوية لقوله ومحل رعاية جميع الخ‪) .‬قوله‪ :‬ولو تعارضت تلك الصفات( أي بأن وجد بعضها في‬
‫بعض الحاد من النساء وبعضها في بعض آخر ولم تجتمع كلها بشأن وجشد الدينشة غيشر عاقلشة أو‬
‫عاقلة غير دينة فالمقدم الولى‪ ،‬أو وجدت عاقلة حسنة الخلق غير ولود وولود غير عاقلة حسششنة‬
‫الخلق مع عدم الديانة فيهما فالمقدم الولى‪ ،‬أو وجدت ولود غير نسيبة ونسيبة غير ولود مع فقششد‬
‫باقي الصفات فيهما فالمقدم الولى‪ ،‬أو وجدت بكر غير جميلة وجميلة غير بكر مع فقششد مششا ذكششر‬
‫أيضا فيهما فالمقدم الولى‪ ،‬فششإذا فقششدت هششذه الصششفات ولششم توجششد صششفة منهششا فششي النسششاء راعششى‬
‫الخاطب ما فيه المصلحة له بحسب اجتهاده‪ .‬وقوله يقدم الدين مطلقششا‪ :‬أي تقششديما مطلقششا أي علششى‬
‫سائر الصفات )قوله‪ :‬وجزم في شرح الرشاد( عبارته‪ :‬وعند تعارضها يقدم ما يرجع إلى الششدين‬
‫والعفة‪ ،‬ثم إلى النسل‪ ،‬ثم إلى العقل‪ ،‬ثم يتخير‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وندب للولي عششرض مشوليته الشخ( قشال‬
‫في المغني‪ :‬كما فعل شعيب بموسى عليهما الصلة والسلم‪ ،‬وعمر بعثمان وبأبي بكر رضي ال‬
‫عنهم‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله كما فعل شعيب بموسى‪ :‬أي حيث قال له‪) * :‬إني أريد أن أنكحششك إحششدى إبنششتي‬
‫هاتين( * )‪ (1‬قال بعض المفسرين ما نصه‪ :‬فيه مشروعية عرض ولي المششرأة لهششا علششى رجششل‪،‬‬
‫وهذه سنة ثابتة في السلم‪ ،‬كما ثبت من عرض عمششر لبنتششه حفصششة علششى أبششي بكششر وعثمششان‪،‬‬
‫والقصة معروفة‪ ،‬وغير ذلك مما وقع في أيام الصحابة وأيام النبوة‪ ،‬وكذلك ما وقششع مششن عششرض‬
‫المرأة لنفسها علششى رسششول الش )ص(‪ .‬ا‍ه‪) .‬قشوله‪ :‬ويسشن أن ينشوي بالنكششاح السشنة( أي اتباعهشا‪.‬‬
‫وقوله وصون دينه‪ :‬أي وينوي حفظ دينه‪ ،‬أي والنسل الصالح‪ ،‬وتكثير أتباع النششبي )ص( )قششوله‪:‬‬
‫وإنما يثاب الخ( هذا يغني عنه قوله ويسن أن ينششوي الششخ‪ ،‬فالمناسششب والخصششر أن يجعلششه تعليل‬
‫لما قبله بأن يقول لنه إنما يثاب عليه بالنية‪ .‬وفي فتح الجواد‪ :‬القتصششار علششى قششوله وإنمششا يثششاب‬
‫الخ وعدم ذكر قوله ويسن الخ‪ ،‬وهو ظششاهر‪ .‬وإنمشا لشم يثشب عليشه‪ ،‬أي النكشاح‪ ،‬إل بمششا ذكششر لن‬
‫أصله الباحة‪ ،‬كما مر‪ ،‬والمباح ينقلب طاعة بالنية‪ ،‬كما قال ابن رسلن في زبده‪ :‬لكششن إذا نششوى‬
‫بأكله القوى لطاعة ال‪ :‬له ما قد نوى )قوله‪ :‬وأن يكون الخ( معطوف على ينششوي‪ :‬أي ويسششن أن‬
‫يكون العقد في المسجد‪ .‬قال في التحفة‪ :‬للمر به في خبر الطبراني‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهو أعلنوا هذا النكاح‪،‬‬
‫واجعلوه في المساجد‪ ،‬واضربوا عليششه بالششدفوف‪ ،‬وليششولم أحششدكم ولششو بشششاة‪) * ،‬الهششامش *( )‪(1‬‬
‫سورة القصص‪ ،‬الية‪27 :‬‬

‫] ‪[ 316‬‬

‫وإذا خطب أحدكم امرأة وقد خضب بالسواد فليعلمهششا ول يغرنهششا ا‍ه‪ .‬غششرائب الحششاديث‪.‬‬
‫وقال في شرحه‪ :‬قوله أعلنوا هذا النكاح‪ ،‬أي أظهشروه إظهشار السشرور‪ .‬وفرقشا بينشه وبيشن غيشره‬
‫واجعلوه في المساجد مبالغة في إظهشاره واشششتهاره‪ ،‬فششإنه أعظششم محافشل الخيشر والفضششل‪ .‬وقشوله‬
‫واضربوا عليه بالدفوف‪ :‬جمع دف‪ ،‬بالضم‪ ،‬ويفتح‪ ،‬ما يضششرب بششه لحششادث سششرور‪) .‬فششإن قلششت(‬
‫المسجد يصان عشن ضشرب الشدف‪ :‬فكيشف أمشر بشه ؟ )قلشت( ليشس المشراد أنشه يضشرب فيشه‪ ،‬بشل‬
‫خارجه‪ ،‬والمر فيه إنما هو في مجرد العقد‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬ويششوم الجمعششة( أي وأن يكششون فششي يششوم‬
‫الجمعة لنه أشرف اليام وسيدها‪ .‬وقوله أول النهار‪ :‬أي وأن يكون في أول النهششار‪ :‬لخششبر اللهششم‬
‫بارك لمتي في بكورها حسنه الترمذي )قوله‪ :‬وفي شوال( أي ويسن أن يكشون العقشد فشي ششوال‬
‫وقوله‪ .‬وأن يدخل فيه‪ :‬أي ويسن أن يدخل على زوجته في شوال أيضا‪ ،‬والدليل عليششه وعلششى مششا‬
‫قبله خبر عائشة رضي ال عنها قالت‪ :‬تزوجنششي رسششول الش )ص( فششي شششوال ودخششل فيششه‪ ،‬وأي‬
‫نسائه كان أحظى عنده مني وفيه رد على من كره ذلك‪) .‬تتمة( يسن لمن حضششر العقششد مششن ولششي‬
‫وغيره الدعاء للزوج عقبه‪ :‬ببارك ال لك‪ ،‬أو بارك عليك‪ ،‬وجمع بينكما فشي خيششر لصششحة الخشبر‬
‫به‪ .‬ويدعو لكل منهما ببارك ال لكل واحد منكما في صاحبه وجمع بينكما في خير‪ .‬ويسن للزوج‬
‫الخذ بناصيتها أول لقائها‪ ،‬وأن يقول بارك ال لكل منا فششي صششاحبه‪ ،‬ثششم إذا أراد الجمششاع تغطيششا‬
‫بثوب وقدما قبيله التنظف والتطيب والتقبيل ونحو ذلشك ممشا ينششط‪ .‬قشال ابشن عبشاس رضشي الش‬
‫عنهما‪ :‬إني لحب أن أتزين لزوجتي كما أحب أن تتزين لي‪ .‬وقال كل منهما‪ ،‬ولو مع اليأس مششن‬
‫الولد‪ :‬بسم ال‪ .‬اللهم جنبنا الشيطان‪ ،‬وجنب الشيطان ما رزقتنا‪ .‬وليتحر استحضششار ذلششك بصششدق‬
‫من قلبه عند النزال‪ .‬فإن له أثرا بينا في صلح الولد وغيره‪ .‬وفي المغني قال في الحياء‪ :‬يكره‬
‫الجماع في الليلة الولى من الشهر‪ ،‬والخيرة منه‪ ،‬وليلة النصف منه‪ .‬فيقال‪ :‬إن الشيطان يحضر‬
‫الجماع في هذه الليالي‪ .‬ا‍ه‪ .‬ورده في التحفة والنهاية بعششدم ثبششوت شششئ مششن ذلششك‪ .‬قششال‪ :‬وبفششرض‬
‫ثبوته‪ :‬الذكر الوارد يمنعه‪ .‬ا‍ه‪ .‬ويسن للزوج إذا سبق إنزاله أن يمهلها حتى تنزل هششي ويسششن أن‬
‫يتحرى بالجماع وقت السحر لنتفاء الشبع والجوع المفرطين حينئذ * إذ هششو مششع أحششدهما مضششر‬
‫غالبا كما أن الفراط فيه مضر مع التكلف‪ ،‬وضبط بعشض الطبشاء النشافع مشن الشوطئ بشأن يجشد‬
‫داعية من نفسه‪ ،‬ل بواسطة تفكر ونحوه‪ ،‬ويسن أيضا أن يكون ليلة الجمعة ويومها قبششل الششذهاب‬
‫إليها‪ ،‬وأن ل يتركه عند قدومه من سفر‪ .‬وينششدب التقششوي لششه بأدويششة مباحششة مششع رعايششة القششوانين‬
‫الطبية ومع قصد صالح‪ ،‬كعفة ونسل‪ ،‬لنه وسيلة لمحبوب فليكن محبوبا‪ ،‬وكثير من الناس يترك‬
‫التقوي المذكور فيتولد من الوطئ مضار جدا‪ .‬ووطئ الحامل والمرضششع منهششي عنششه‪ ،‬فيكششره إن‬
‫خشي منه ضرر الولد‪ ،‬بل إن تحققه حرم‪ .‬ومن أطلق عدم كراهتششه مششراده مششا إذا لششم يخششش منششه‬
‫ضرر‪ .‬وسيذكر الشارح بعض ما ذكرته في آخر فصل الكفاءة )قوله‪ :‬أركانه‪ :‬أي النكاح( فيه أن‬
‫النكاح معناه حقيقة العقد المركب من اليجاب والقبول‪ .‬وهذه المور التي ذكرها لم تتركب منهششا‬
‫ماهيته‪ ،‬كما هو مقتضى التعبير بالركان‪ ،‬لن الركن ما تششتركب منششه الماهيششة كأركششان الصششلة‪.‬‬
‫ويجاب بأن المراد بالركان ما ل بد منه فيشمل المششور الخارجششة‪ ،‬كمششا هنششا‪ ،‬كالشششاهدين فإنهمششا‬
‫خارجان عن ماهية النكاح‪ ،‬ومن ثم جعلهمششا بعضششهم شششرطين‪ .‬أفششاده البجيرمششي‪ .‬وقششوله خمسششة‪:‬‬
‫جعلها في التحفة أربعة بعد الزوجين ركنا واحدا )قوله‪ :‬زوجة( بدل من خمسة )قوله‪ :‬وشاهدان(‬
‫عدهما ركنا واحدا لعدم اختصاص أحدهما بشرط دون الخر‪ ،‬بخلف الزوجيشن فشإنه يعتشبر فششي‬
‫كل منهما ما ل يعتبر في الخر )قوله‪ :‬وصيغة( هي إيجاب وقبول ولو من هازل )قوله‪ :‬وشششرط‬
‫فيها الخ( شروع في بيششان شششروط الركششان الخمسششة وبششدأ بشششروط الصششيغة لمزيششد الخلف فيهششا‬
‫وطول الكلم عليها‪ .‬ول يضر أن كثيرا ما يعللششون تقششديم الشششئ بقلششة الكلم عليششه لن النكششات ل‬
‫تتزاحم )قوله‪ :‬إيجاب من الولي( أي أو نائبه )قوله‪ :‬وهو( أي اليجاب )قوله‪ :‬كزوجتك الششخ( لششو‬
‫حذف الكاف لكان أولى ليظهر تفريشع الحصشر عليشه بقشوله بعشد فل يصشح اليجشاب الشخ‪ .‬وقشوله‬
‫موليته‪ :‬تنازعه كل من زوجتك وأنكحتك‪ .‬وقوله فلنة‪ :‬أي ويعينها باسمها‪ ،‬أو صفتها‪ ،‬أو‬

‫] ‪[ 317‬‬

‫الشارة إليها‪ ،‬كما سيذكره‪) ،‬قوله‪ :‬فل يصح الخ( قد عرفت أنششه ل يظهششر التفريششع إل لششو‬
‫حذف الكاف الداخلة على زوجتك‪ ،‬وإن كان يمكن أن يقال إنها استقصائية‪ .‬وقوله إل بأحد هششذين‬
‫اللفظين‪ :‬هو زوجتك‪ ،‬أو أنكحتك )قوله‪ :‬لخبر مسلم الخ( دليل الحصر‪ ،‬ومحطششة قششوله بكلمششة الش‬
‫)قششوله‪ :‬بأمانششة الشش( أي بجعلهششن تحششت أيششديكم كالمانششات الشششرعية‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع ش‪ .‬قششال البجيرمششي‪:‬‬
‫ويصح أن يراد بالمانة الشرعية‪ ،‬أي شريعة ال‪ ،‬ويكون قوله واستحللتم الخ من عطف الخششاص‬
‫على العام‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وهي( أي كلمة ال‪ ،‬وهذا ليس من الحديث‪ .‬وقوله مششا ورد فششي كتششابه‪ :‬أي‬
‫من قوله تعالى‪) * :‬فانكحوا ما طاب لكم من النساء( * )‪ (1‬وقوله تعالى‪) * :‬فلما قضى زيد منها‬
‫وطرا زوجناكها( * )‪) (2‬قوله‪ :‬ولم يرد فيه( أي في كتاب الشش‪ .‬وقششوله غيرهمششا‪ :‬أي غيششر هششذين‬
‫اللفظين‪ ،‬وهما التزويج والنكاح‪ ،‬والقياس ممتنع‪ .‬لن فششي النكششاح ضششربا مششن التعبششد‪ ،‬فل يصششح‬
‫بنحو لفظ إباحة وتمليك وهبة‪ .‬أما جعله تعالى النكاح بلفظ الهبة في قوله تعالى‪) * :‬وامرأة مؤمنة‬
‫إن وهبت نفسها للنبي( * )‪ (3‬الية‪ .‬فهو خصوصية له )ص( لقششوله تعششالى‪) * :‬خالصششة لششك مششن‬
‫دون المؤمنين( * )‪ (4‬قال في شرح الروض‪ :‬وما في البخاري من أنه )ص( زوج امششرأة فقششال‪:‬‬
‫ملكتكها بما معك من القرآن فقيل وهم من الراوي بدليل رواية الجمهور زوجتكها‪ .‬قششال الششبيهقي‪:‬‬
‫والجماعة أولى بالحفظ من الواحد‪ .‬وقيل إنه )ص( جمع بين اللفظيشن‪ .‬ا‍ه‪ .‬بتصشرف ول يشرد مشا‬
‫سيأتي مشن صشحة النكشاح بالترجمشة لوجشود معنشى الشوارد فيهشا )قشوله‪ :‬ول يصشح( أي اليجشاب‬
‫بأزوجك وأنكحك‪ :‬أي لعدم الجزم بهما‪ .‬وقوله على الوجه‪ :‬مقابله جزم بالصششحة فيهمششا إن خليششا‬
‫عن نية الوعد‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬وجزم بعضهم بأن أزوجك وأنكحك كذلك إن خل عن نية الوعششد‪،‬‬
‫وظاهره الصحة مع الطلق إن ذكرت قرينة تدل على ذلك كلفظ الن‪ ،‬أول‪ .‬وفيه نظر‪ .‬ثم قششال‬
‫رأيت البلقيني أطلق عنهم عدم الصحة فيهما‪ ،‬ثم بحث الصشحة إذا انسشلخ عشن معنشى الوعشد بشأن‬
‫قال الن وهو صششريح فيمششا ذكرتشه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقشوله وهشو صششريح فيمششا ذكرتشه‪ .‬أي مشن أنشه ل يكفششي‬
‫الطلق بل ل بد من زيادة لفظ الن‪ ،‬وذلك لنه قيد بالبلقيني الصحة بقوله‪ :‬بأن قال الن )قوله‪:‬‬
‫ول بكناية( أي ول يصح اليجاب بكناية‪ ،‬وذلك لنها تحتاج إلى نية‪ ،‬والشششهود ركششن فششي صششحة‬
‫النكاح ول إطلع لهم على النية‪ ،‬ولنها ل تتأتى في لفظ التزويج والنكاح‪ ،‬والنكششاح ل ينعقشد إل‬
‫بهما‪ .‬وفي البجيرمي‪ :‬ويسششتثنى مششن عششدم الصششحة بالكنايششة كتابششة الخششرس‪ ،‬وكششذا إشششارته الششتي‬
‫اختص بفهمها الفطن‪ ،‬فإنهما كنايتان وينعقد بهما النكاح منه تزويجا وتزوجا‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال في التحفة‪:‬‬
‫وتصح الكناية في المعقود عليه‪ ،‬كما قال أبششو بنششات زوجتششك إحششداهن أو بنششتي أو فاطمششة‪ ،‬ونويششا‬
‫معينة‪ ،‬ولو غير المسماة‪ ،‬فإنه يصح‪ .‬ويفرق بششأن الصششيغة هششي المحللششة‪ ،‬فششاحتيط لهششا أكششثر‪ ،‬ول‬
‫يكفي زوجت بنتي أحدكما مطلقا‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال سم‪ :‬أي وإن نويا معينا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬كأحللتششك ابنششتي أو‬
‫عقدتها لك( مثالن للكناية‪ ،‬ومثلهما زوجك ال ابنتي )قوله‪ :‬وقبول( معطوف على إيجاب‪ .‬وقوله‬
‫متصل به‪ :‬سيذكر محترزه )قوله‪ :‬من الزوج( أي قبشول صششادر مشن الشزوج‪ :‬أي أو مشن وليششه أو‬
‫وكيله )قوله‪ :‬وهو( أي القبششول )قششوله‪ :‬كتزوجتهششا أو نكحتهششا( أي أو تزوجششت أو نكحششت هششذه أو‬
‫فلنة‪ ،‬ويعينها باسمها )قوله‪ :‬فل بد الخ( تفريع على ذكر الضمير المفعول العشائد علشى الزوجشة‪،‬‬
‫وكان حقه أن يذكر قبله أيضا اسم الشارة واسمها‪ ،‬كما ذكرته ليتم التفريع عليه‪ .‬وقششوله مششن دال‬
‫عليها‪ :‬أي من لفظ دال على المخطوبة‪ .‬وقوله من نحو اسم الخ‪ :‬بيان للدال عليها‪ ،‬والمشراد بنحشو‬
‫ذلك الوصف‪ ،‬كما سيأتي‪ ،‬كزوجتك التي في الدار‪ ،‬ولكششن ليششس فيهششا غيرهششا )قششوله‪ :‬أو قبلششت أو‬
‫رضيت( معطوف على تزوجتها‬

‫)‪ (1‬سورة النساء‪ ،‬الية‪ (2) .3 :‬سورة الحزاب‪ ،‬الية‪ (3) .37 :‬سورة الحشزاب‪ ،‬اليشة‪ (4) .50 :‬سشورة الحشزاب‪،‬‬
‫الية‪50 :‬‬

‫] ‪[ 318‬‬

‫أي كقبلت ورضيت )قوله‪ :‬على الصح( راجع لرضيت فقط‪ ،‬خلفششا لمششا يششوهمه صششنيعه‬
‫من رجوعه لقبلت أيضا‪ .‬ويدل على ما ذكرته عبارة المغنششي ونصششها‪ :‬ورضششيت نكاحهششا كقبلششت‬
‫نكاحها‪ ،‬كما حكاه ابن هبيرة الوزير عن إجماع الئمة الربعة‪ ،‬وإن توقششف فيششه السششبكي‪ ،‬ومثلششه‬
‫أردت‪ ،‬أو أحببت‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثلها عبارة فتششح الجششواد ونصششها‪ :‬أو رضششيت نكاحهششا‪ ،‬والتوقششف فيششه ل‬
‫وجه له‪ ،‬إذ ل فرق بينه وبين قبلت نكاحها‪ ،‬بل هذا أولششى لنششه صششريح فششي الرضششا‪ ،‬وقبلششت دال‬
‫عليه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ل فعلت( أي ل يكفي فعلت نكاحها بدل قبلت أو رضيت‪ .‬قال سم‪ :‬وذلك لنه ل‬
‫بد من ذكر النكاح فيقع معمول لفعلت وهو غير منتظم‪ ،‬سواء أريد بالنكاح اليجاب أو العقد‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬نكاحها( مفعول لكل من قبلت ورضيت‪ ،‬والمراد به إنكاحهششا ليطششابق الجششواب ولسششتحالة‬
‫معنى النكاح‪ ،‬إذ هو المركب من اليجاب والقبول‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفة‪ .‬وكتششب سششم‪ :‬قششال الزركشششي‪ :‬نعششم‪،‬‬
‫صرح جماعة من اللغويين أن النكاح مصدر كالنكاح‪ ،‬وعليششه فيخششرج كلم الفقهششاء‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪:‬‬
‫أو قبلت النكاح أو التزويج على المعتمد( قال في التحفة‪ :‬ول نظر ليهام نكاح سابق حششتى يجششب‬
‫هذا أو المذكور‪ ،‬خلفا لمن زعمه‪ ،‬لن القرينة القطعية بأن المراد قبول ما أوجب لششه تغنششي عششن‬
‫ذلك‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله حتى يجششب هششذا‪ :‬أي لفششظ هششذا بششأن يقششول هششذا النكششاح أو النكششاح هششذا‪ .‬وقششوله أو‬
‫المذكور‪ .‬بأن يقول النكاح المذكور )قوله‪ :‬ل قبلت ول قبلتهششا( أي ل يكفششي قبلششت فقششط مششن غيششر‬
‫ذكر نكاحها أو تزويجها‪ ،‬ول قبلتها بالضمير العائد على الزوجة فقط من غير ذكر لفشظ نكشاح أو‬
‫تزويج قبله‪ .‬وقوله مطلقا‪ ،‬انظر ما معنى الطلق في كلمه ؟ وفي التحفششة بعششد قششوله ول قبلتششه‪:‬‬
‫زيادة إل في مسألة المتوسط‪ ،‬فيكون المراد بالطلق في عبشارة التحفشة أنشه ل فشرق بيشن مسشألة‬
‫المتوسط وغيرها في قبلت وقبلتها فيعلشم منهشا تفسشير الطلق فشي عبارتنشا بمشا ذكشر ونصشها ل‬
‫قبلت ول قبلتها مطلقا ول قبلته إل في مسششألة المتوسششط علششى مششا فششي الروضششة‪ ،‬لكششن ردوه‪ ،‬ول‬
‫يشترط فيها أيضا تخاطب‪ .‬فلو قال للولي زوجته ابنتك فقال زوجت على ما اقتضاه كلمهما لكن‬
‫جزم غير واحد بأنه ل بد من زوجته أو زوجتها‪ ،‬ثم قال للزوج قبلت نكاحها فقال قبلته علششى مششا‬
‫مر أو تزوجتها فقال تزوجتها صح‪ .‬ول يكفي هنششا نعششم‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقششوله لكششن ردوه‪ :‬أي بششأن الهششاء ل‬
‫تقوم مقام نكاحها‪ .‬وقوله ول يشترط فيها‪ :‬أي في مسألة المتوسششطة )قششوله‪ :‬ول قبلتششه( أي النكششاح‬
‫كان الولى أن يزيد بعده الستثناء السابق في عبارة التحفة‪ ،‬وهو إل فششي مسششألة المتوسششط‪ .‬لعلششم‬
‫معنى الطلق السابق في كلمه‪ .‬ولعله سقط مششن النسششاخ )قششوله‪ :‬والولششى الششخ( أي الولششى فششي‬
‫القبول من تزوجتها ونكحتها ورضيت نكاحها أن يقول قبلت نكاحها‪ .‬وقوله لنه القبول الحقيقششي‪،‬‬
‫مقتضاه أن ما عداه من ألفاظ القبول ليس قبول حقيقيا وليس كذلك بل الكل قبششول حقيقششي شششرعا‪،‬‬
‫بل الوارد كما روي الجري أن الواقع من علي فششي فاطمششة رضششي الش عنهمششا رضششيت نكاحهششا‬
‫)قوله‪ :‬وصح النكاح بترجمة( قال في شرح الششروض‪ :‬اعتبششارا بششالمعنى‪ ،‬لنششه لفششظ ل يتعلششق بششه‬
‫إعجاز‪ ،‬فاكتفى بترجمته‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أي ترجمة أحد اللفظين( أي اليجاب والقبول‪ ،‬ومثله ترجمة‬
‫اللفظين معا‪ ،‬فقوله أحد ليس بقيد )قوله‪ :‬بأي لغة( أي من لغة العجم‪ ،‬والمراد بها ما عدا العربيششة‬
‫)قوله‪ :‬ولو ممن يحسن العربية( غاية في الصحة‪ :‬أي صحة النكاح بترجمته بما عدا لغة العرب‪،‬‬
‫ولو ممن يحسن العربية‪ .‬وهي للرد‪ ،‬كما يفيده عبارة المغني ونصها بعششد قششول المنهششاج‪ :‬ويصششح‬
‫بالعجمية في الصح‪ ،‬والثاني ل تصح اعتبارا باللفظ الوارد‪ ،‬والثالث إن عجز عن العربية صح‪،‬‬
‫وإل فل‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثله في النهاية )قوله‪ :‬لكن يشترط الخ( لمششا كششان إطلق صششحة النكششاح بالترجمششة‬
‫يوهم عدم الفرق فيها بين التيان بالكناية أو بالصششريح دفعششة بقششوله لكششن يشششترط الششخ‪ .‬وقششوله أن‬
‫يأتي الخ‪ :‬يعني يشترط في الكتفاء بالترجمة أن تكون صريحة في النكاح في تلك اللغة‪ ،‬ل كناية‬
‫فيه‪ ،‬إذ الكناية ل تدخل في صيغة النكاح باللفظ العربي‪ ،‬وبالولى ل تششدخل فيهششا بششاللفظ العجمششي‬
‫)قوله‪ :‬هذا إن فهم الخ( أي محل صحته بالترجمة إن فهم كل من العاقدين كلم‬

‫] ‪[ 319‬‬

‫نفسه وكلم الخششر‪ :‬سشواء اتفقششت لغتهمششا أم اختلفششت‪ ،‬فششإن فهمهششا ثقششة دونهمششا وأخبرهمششا‬
‫بمعناها‪ :‬فإن كان بعد التيان بها لم يصح‪ ،‬أو قبله صح‪ ،‬إن لم يطل الفصل‪ ،‬على الوجه )قششوله‪:‬‬
‫والشاهدان( معطوف على كششل‪ ،‬أي وفهمهششا الشششاهدان أيضششا‪ ،‬لمششا سششيذكره أنششه ل بششد فيهمششا مششن‬
‫معرفة لسان المتعاقدين )قوله‪ :‬وقال العلمة التقي السبكي الخ( هذا تقوية للستدراك الذي ذكره‪،‬‬
‫إذ هو يفيد مفاده )قوله‪ :‬ولو تواطأ أهششل قطششر( أي اتفششق أهششل جهششة علششى لفششظ‪ ،‬وقششوله فششي إرادة‬
‫النكاح‪ .‬الولى أن يقول للنكاح ويحذف لفظ الجار والمجرور‪ .‬وقوله مشن غيشر صشريح ترجمتشه‪،‬‬
‫حال من لفظ‪ :‬أي حال كون ذلك اللفظ الذي تواطأ عليه كائنششا مششن غيششر صششريح ترجمششة النكششاح‪.‬‬
‫وهو صادق بما إذا كان كناية فيه وبغيره )قوله‪ :‬لم ينعقد النكاح( جواب لو‪ .‬وقوله به‪ :‬أي بششاللفظ‬
‫الذي تواطأوا عليه )قوله‪ :‬والمراد بالترجمششة( أي الششتي يصششح بهششا النكششاح‪ .‬وقششوله ترجمششة معنششاه‬
‫اللغوي‪ :‬أي ترجمة تفيد المعنى اللغوي للفظ النكاح وهو الضم‪ ،‬فلو أتي بترجمششة للنكششاح ل تفيششده‬
‫لم ينعقد بها النكاح‪ .‬وحاصل توضيح هذا المقام أن اليجاب والقبول كما يصحان بششاللفظ العربششي‬
‫يصحان أيضا باللفظ العجمي‪ ،‬لكن يشترط في اللفظ العجمششي المششترجم بششه أن يفيششد معنششى النكششاح‬
‫اللغوي الذي أفاده ذلك اللفظ العربي‪ ،‬وهو الضم والوطئ‪ ،‬فإذا أتى بترجمششة زوجتششك أو أنكحتششك‬
‫مثل اشترط فيها أن تكون مفيدة لمعنى الضم والوطئ‪ ،‬فإن لم تفد ذلك المعنى فششي تلششك اللغششة لششم‬
‫ينعقد بها النكاح ولو تواطأوا عليها )قوله‪ :‬فل ينعقد( أي النكاح وهشو تفريشع علشى مفهشوم المشراد‬
‫المكذور‪ .‬وقوله بألفاظ‪ :‬أي ليست مفيدة لمعنى النكاح اللغوي‪ .‬وقوله اشتهرت في بعض القطششار‬
‫للنكاح‪ :‬أي للتزويج‪ ،‬أي لستعمالها في ذلك )قوله‪ :‬ولو عقد القاضي النكششاح بالصششيغة العربيششة(‬
‫أي عبر عن النكاح بالصيغة العربية ل العجمية‪ .‬وقوله لعجمي‪ ،‬متعلششق بعقششد‪ .‬وقششوله ل يعششرف‪:‬‬
‫أي ذلك العجمشي‪ .‬وقشوله معناهشا‪ :‬أي معنشى الصشيغة العربيشة‪ ،‬وقشوله الصشلي‪ :‬الشذي يظهشر أن‬
‫المراد به اللغوي‪ ،‬ل الشرعي‪ ،‬الذي هو إنشاء اليجاب أو القبششول‪ ،‬وإل لمششا صششح قششوله بعششد بششل‬
‫يعرف أنها موضوعة لعقد النكاح‪ ،‬لن المراد بعقد النكاح اليجششاب والقبششول‪ ،‬فششإذا عرفششه عششرف‬
‫المعنى الشرعي فحينئذ ل يصح قوله لم يعرف معناها الصلي ‪ -‬أي الشششرعي ‪ -‬فتنبششه )قششوله‪ :‬ل‬
‫يضر لحن العامي( خرج به العارف فيضر لحنه‪ .‬هذا ما جرى عليه ابن حجر‪ ،‬وجرى م ر على‬
‫عدم الضششرر منششه أيضششا‪ .‬والمششراد بششاللحن تغييششر هيئة الحششرف‪ ،‬وهششو الحركششة‪ ،‬أو تغييششره نفششس‬
‫الحرف بأن يبدل بآخر‪ ،‬كما يدل عليششه تمششثيله‪) ،‬قشوله‪ :‬كفتششح تششاء المتكلششم الشخ( أي مششن الجيششاب‬
‫والقبول‪ ،‬ول ينافي عدم الضرر به هنششا عششدهم أنعمششت‪ ،‬بضششم التششاء أو بكسششرها‪ ،‬ممششا يضششر فششي‬
‫الصلة لن المدار في الصيغة على المتعارف في محششاورات النششاس‪ ،‬ول كششذلك القششراءة )قششوله‪:‬‬
‫وإبدال الخ( معطوف على فتح‪ ،‬أي وكإبدال الجيم زايا‪ ،‬بأن يقول زوزتششك‪ .‬وقششوله أو عكسششه‪ ،‬أو‬
‫إبدال الشزاي جيمشا‪ ،‬بشأن يقشول جوجتشك‪ ،‬قشال فشي التحفشة‪ ،‬وفشي فتشاوى بعشض المتقشدمين يصشح‬
‫أنكحتك‪ ،‬كما هشو لغشة قششوم مشن اليمشن‪ ،‬والغزالشي ل يضشر زوجششت لشك أو إليشك لن الخطششأ فششي‬
‫الصيغة إذا لم يخل بالمعنى ينبغي أن يكون كالخطأ في العراب والتذكير والتأنيث‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقششوله‪:‬‬
‫والغزالي( أي وفتاوى الغزالي‪ ،‬فهو عطف على بعض )قوله‪ :‬وينعقد( أي النكاح‪ .‬وقوله بإشششارة‬
‫أخرس مفهمة‪ ،‬عبارة التحفة وينعقد نكاح الخرس بإشارته التي ل يختص بفهمهششا الفطششن‪ ،‬وكششذا‬
‫بكتابته بل خلف على ما في المجموع‪ ،‬لكنه معترض بأنه يرى أنها فششي الطلق كنايششة والعقششود‬
‫أغلظ من الحلول‪ ،‬فكيف يصح النكاح بها فضل عن كونه بل خلف ؟ وقد يجششاب بحمششل كلمششه‬
‫على ما إذا لم تكن له إشارة مفهمششة وتعششذر تششوكيله لضششطراره حينئذ‪ ،‬ويلحششق بكتششابته فششي ذلششك‬
‫إشارته التي يختص بفهمها الفطن‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪:‬‬

‫] ‪[ 320‬‬

‫وقيل ل ينعقد الخ( مقابشل مششا فششي المتششن‪ ،‬وكششان المناسششب أن يزيشد فششي المتشن قشوله علششى‬
‫الصح كالمنهاج‪ ،‬ثم يحكي المقابل‪ .‬وقوله إل بالصيغة العربية‪ .‬قال في المغنششي‪ :‬اعتبششارا بششاللفظ‬
‫الوارد‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فعليه( أي على هششذا القيششل‪ .‬وقششوله يصششبر‪ :‬أي مششن ل يحسششن العربيششة )قششوله‪:‬‬
‫وحكي هذا( أي القيل )قوله‪ :‬وخرج بقولي متصل الخ( لو قدمه على قششوله وصششح بترجمششة لكششان‬
‫أنسب )قوله‪ :‬مشاذا تخلشل لفشظ( أي أو سشكوت لكشن إن طشال لششعاره بشالعراض أيضشا‪ .‬وقشوله‬
‫أجنبي عن العقد‪ :‬أي بأن يكون ليس من مقتضياته‪ .‬وخرج به ما إذا لم يكن أجنبيا عنه بأن يكون‬
‫من مقتضياته‪ ،‬فإن طال ضر‪ ،‬وإن قصر لم يضر‪ ،‬وقوله وإن قل‪ :‬أي ذلك اللفظ المتخلل )قششوله‪:‬‬
‫كأنكحتك الخ( تمثيل للفظ الجنبي المتخلل‪ .‬ومحله قوله فاستوص بها خيرا‪ ،‬ل كل الصيغة‪ ،‬كمششا‬
‫هو ظاهر‪ .‬والمؤلف وافق العلمة الرملي فششي القششول بالضششرر بششاللفظ المششذكور‪ ،‬وخششالف شششيخه‬
‫العلمة ابن حجر في القول بعدم الضرر به‪ ،‬ووهم من قال بالضرر‪ ،‬ونص عبارته‪ :‬ويؤخذ ممششا‬
‫مر في البيع أن الفصل بأجنبي ممششن طلششب جششوابه يضششر‪ ،‬وإن قصششر‪ ،‬وممششن انقضششى كلمششه ل‬
‫يضر‪ ،‬إل إن طال‪ ،‬فقول بعضهم‪ :‬لو قال زوجتك فاستوص بها خيرا‪ ،‬لم يصح‪ ،‬وهم‪ .‬ا‍ه‪ .‬ونص‬
‫عبارة م ر‪ :‬وقول بعضهم لو قال زوجتك فاستوص بها فقبشل لشم يصشح صشحيح‪ ،‬والمنازعشة فيشه‬
‫بأنه وهم مفرع على أن الكلمة في البيع ممن انقضى كلمه ل تضر‪ ،‬وقد علمت رده‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪:‬‬
‫ول يضر تخلل خطبة خفيفة( أي غير طويلة بأن تشتمل على حمد وصلة ووصية بالتقوى‪ ،‬أمششا‬
‫إذا طالت فيضر لشعاره بالعراض‪ ،‬وضبط القفال الطول بأن يكون زمنه لو سششكتا فيششه لخششرج‬
‫الجواب عن كونه جوابا‪ ،‬والولى ضبطه بالعرف‪ .‬وقوله من الششزوج‪ :‬أي صششادرة منششه بششأن قششال‬
‫قبل القبول‪ ،‬الحمد ل والصلة والسلم على رسول ال‪ .‬أوصيكم بتقوى ال قبلت نكاحها‪ .‬وخرج‬
‫به الخطبة الصادرة من الولي قبل اليجاب فهي ل تضر مطلقا‪ ،‬ولو طالت‪ ،‬لنها ل تعششد فاصششل‬
‫)قوله‪ :‬وإن قلنا بعدم استحبابها( أي الخطبة من الزوج قبل القبول‪ ،‬وهو غايششة فششي عششدم الضششرر‬
‫)قوله‪ :‬خلفا للسبكي وابن أبي الشريف( أي القائلين بضرر تخلل ذلششك‪ ،‬وعلله بششأنه أجنششبي مششن‬
‫العقد )قوله‪ :‬ول فقل الخ( أي ول يضر قول العاقد للزوج فقل قبلت نكاحهششا فهششو معطششوف علششى‬
‫مدخول يضر‪ .‬ونقل في حاشية الجمل عن شيخه الضرر به ونصها‪ :‬والظاهر أنه يضششر الفصششل‬
‫بقوله قششل قبلششت‪ ،‬قياسششا علششى الششبيع بششالولى‪ ،‬لن النكششاح يحتششاط لششه‪ .‬ا‍ه‪ .‬شششيخنا‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثلششه فششي‬
‫البجيرمي )قوله‪ :‬لنه من مقتضى العقد( تعليل لعدم الضرر بتخلل الخطبة الخفيفششة‪ ،‬وبقششوله فقششل‬
‫قبلت نكاحها فضمير أنه عائد على المذكور منهما وليس عائدا على الثاني فقط‪ ،‬وإن كان يششوهمه‬
‫صنيعه‪) .‬قوله‪ :‬فلو أوجب الخ( مفرع على مقدر ملحوظ في كلمه وهو أنه إذا أتى أحد العاقدين‬
‫بأحد شقي العقد فل بد من إصراره عليه وبقاء أهليته حتى يوجد الشششق الخششر‪ ،‬وكششذا الذنششة فششي‬
‫تزويجها حيث يعتبر إذنها‪ ،‬وكان الولى التصريح بهذا المقدر‪ .‬وقوله ثم رجع عن إيجابه‪ :‬أي أو‬
‫جن أو أغمي عليه أو ارتد )قوله‪ :‬امتنع القبول( أي لم يصح ولو أتى بششه )قششوله‪ :‬لششو قششال الششولي(‬
‫أي للزوج ومثل الولي نائبه‪ .‬وقوله زوجتكها‪ :‬أي موليتي‪ .‬وقوله بمهر كذا‪ .‬أي بمهر مقداره كششذا‬
‫وكذا كمائة )قوله‪ :‬فقال الزوج( مثله وليه أو وكيله‪ .‬وقوله قبلت نكاحها‪ ،‬أي فقط )قوله‪ :‬ولششم يقششل‬
‫على هذا الصداق( أي أو نفاه )قوله‪ :‬صح النكاح( جواب لششو )قششوله‪ :‬خلفششا للبششارزي( أي القششائل‬
‫بعدم صحة النكاح حينئذ لعدم التوافق بين اليجاب والقبول‪ ،‬وهو ضعيف‪ ،‬لن التوافق‬

‫] ‪[ 321‬‬

‫حاصل والصداق ليس بركن حتى يحتاج إلى التوافق فيه كالثمن فششي الششبيع‪ .‬نعششم‪ ،‬يشششترط‬
‫للزومه ذكره في شقي العقد مع توافقهما فيه )قوله‪ :‬ل يصح النكاح مع تعليق( أي ولششو بششإن شششاء‬
‫ال إن قصد التعليق أو أطلق‪ ،‬فإن قصششد التششبرك أو أن كششل شششئ بمشششيئته تعششالى صششح‪ ،‬كمششا فششي‬
‫النهاية‪) .‬قوله‪ :‬كالبيع( أي نظير الششبيع‪ ،‬فششإنه ل يصششح التعليششق فيششه‪ ،‬فالكششاف للتنظيششر )قششوله‪ :‬بششل‬
‫أولى( أي بششل النكششاح أولششى بعششدم صششحته بششالتعليق )قششوله‪ :‬لختصاصششه( أي النكششاح‪ ،‬وهششو علششة‬
‫الولوية‪ .‬وقوله بمزيد الحتياط‪ :‬أي بزيادة احتياط على غيره لجل حفظ البضاع‪ ،‬والدليل عليه‬
‫اشتراط الشهاد فيه دون غيره )قوله‪ :‬كأن يقول الب الخ( تمثيل ما دخله التعليق‪ ،‬وقوله للخر‪:‬‬
‫المناسب حذف أل‪ ،‬بأن يقول لخر‪ ،‬وهو الزوج‪ ،‬أو وليه‪ ،‬أو وكيله )قوله‪ :‬إن كانت بنتي طلقششت‬
‫الخ( مثله ما لو بشر بولد‪ ،‬فقال إن كان أنثى فقد زوجتكها فقبل وبانت أنثى )قوله‪ :‬فقبل( أي ذلك‬
‫الخر‪ .‬وقوله ثم بان انقضشاء الشخ‪ :‬أي ثشم بشان طلقهششا وانقضششاء عششدتها الشخ‪ .‬ففشي الكلم حششذف‬
‫المعطوف عليه‪ ،‬وقوله وأنها أذنت له‪ :‬أي وبان أنها أذنت لبيها في نكاحها‪ ،‬وإنما ذكر هششذا ومششا‬
‫قبله لن القصد ترتيب عدم الصحة على التعليق فقط لنه إذا لم يتبين ما ذكر من طلقهششا وإذنهششا‬
‫لوليها في النكاح يكون عدم الصحة مرتبا على هذا أيضا )قششوله‪ :‬فل يصششح( أي التزويششج بششالقول‬
‫المذكور‪ .‬وقوله لفساد الصيغة بالتعليق‪ :‬علة لعدم الصحة‪ ،‬ويرد عليه أنهم ذكروا فششي بششاب الششبيع‬
‫أنه لو قال البائع إن كان هذا ملكي فقد بعتكه ثم تبين أنه ملكه فإنه يصششح‪ .‬فمششا الفششرق ؟ قششال فششي‬
‫التحفة‪ :‬والوجه الفرق بمزيد الحتيششاط هنششا )قششوله‪ :‬وبحششث بعضششهم الصششحة فششي إن كششانت فلنششة‬
‫موليتي فقد زوجتكها( قال في التحفة‪ :‬ويتعين حمله على مشا إذا علشم أو ظشن أنهشا مشوليته )قشوله‪:‬‬
‫وفي زوجتك إن شئت( قال في التحفة‪ :‬يتعين حمله على ما إذا لم يششرد التعليششق‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬إذ ل‬
‫تعليق في الحقيقة( تعليل لبحث بعضهم الصشحة فشي الصشورتين‪ ،‬وهشو علشى حشد قشوله تعشالى‪* :‬‬
‫)وخافون إن كنتم مؤمنين( * )‪ (1‬وقولك‪ :‬إن كنت زوجتي فأنت طالق‪ .‬وهذا التعليل مبنششي علششى‬
‫حمل التحفة السابق فيهما )قوله‪ :‬ول مع تأقيت( معطوف على مششع تعليششق‪ :‬أي ول يصششح النكششاح‬
‫مع توقيته‪ .‬قال ع ش‪ :‬أي حيث وقع ذلك في صلب العقد‪ ،‬أما لو توافقا عليه قبل ولم يتعرضا لششه‬
‫في العقد لم يضر‪ ،‬لكن ينبغي كراهته‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بمدة معلومة( أي كسنة‪ .‬وقوله أو مجهولة‪ :‬أي‬
‫كزمن وحين )قوله‪ :‬فيفسد( ل حاجة إليه بعد قوله ول مع تأقيت‪ ،‬لمشا علمششت أنشه معطشوف علششى‬
‫مع تعليق‪ ،‬وأن التقدير ول يصح النكاح مع تعليق وعدم الصحة هو الفساد )قوله‪ :‬لصششحة النهششي‬
‫عن نكاح المتعة( قال في التحفة‪ :‬وجاز أول رخصة للمضطر‪ ،‬ثم حرم عام خيبر‪ ،‬ثششم جششاز عششام‬
‫الفتح وقبل حجة الوداع‪ ،‬ثم حرم أبشدا بشالنص الصشريح‪ .‬وفشي البجيرمشي‪) :‬والحاصشل( إن نكشاح‬
‫المتعة كان مباحا‪ ،‬ثم نسخ يوم خيبر‪ ،‬ثم أبيح يوم الفتح‪ ،‬ثم نسخ في أيام الفتشح‪ ،‬واسشتمر تحريمشه‬
‫إلى يوم القيامة‪ .‬وكان فيه خلف في الصدر الول‪ ،‬ثم ارتفع وأجمعوا على تحريمه‪ .‬قششال بعششض‬
‫الصحابة‪ :‬رأيت رسول ال )ص( قائما بين الركن والباب‪ ،‬وهو يقول‪ :‬أيها الناس إني كنت أذنت‬
‫لكم في الستمتاع‪ .‬أل وإن ال حرمها إلى يوم القيامة‪ ،‬فمن كان عنده منهشن شششئ فليخششل سشبيلها‪،‬‬
‫ول تأخذوا مما آتيتموهن شيئا وقد وقعت مناظرة بين القاضششي يحيششى بششن أكثششم وأميششر المششؤمنين‬
‫المأمون فإن المأمون نادى بإباحة المتعة‪ ،‬فدخل يحيى بن أكثششم وهششو متغيششر بسششبب ذلششك وجلششس‬
‫عنده‪ ،‬فقال له المأمون ما لي أراك متغيرا ؟ قال لمشا حشدث فششي السشلم‪ .‬قشال ومششا حششدث ؟ قشال‬
‫النداء بتحليل الزنا‪ .‬قال المتعة زنا ؟ قال نعم‪ .‬قال ومن أين لك هششذا ؟ قششال مششن كتششاب الش وسششنة‬
‫رسوله‪ :‬أما الكتاب فقد قال ال تعالى‪) * :‬قد أفلح‬

‫)‪ (1‬سورة آل عمران‪ ،‬الية‪175 :‬‬

‫] ‪[ 322‬‬

‫المؤمنون( * إلى قوله * )والذين هو لفروجهم حافظون‪ ،‬إل علششى أزواجهششم أو مششا ملكششت‬
‫أيمانهم فإنهم غير ملومين‪ ،‬فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هششم العششادون( * )‪ (1‬يششا أميششر المششؤمنين‬
‫زوجة المتعة ملك يمين ؟ قال ل‪ .‬قال فهي الزوجة التي عند ال ترث وتورث ؟ قال ل‪ .‬قششال فقششد‬
‫صار متجاوز هذين من العادين‪ .‬وأما السنة فقد روى الزهشري بسششنده إلششى علشي بششن أبششي طششالب‬
‫رضي ال عنه أنه قال‪ :‬أمرني رسول ال )ص( أن أنادي بالنهي عششن المتعششة وتحريمهششا بعششد أن‬
‫كان أمر بها‪ ،‬فالتفت المأمون للحاضرين وقال‪ :‬أتحفظون هذا مششن حششديث الزهششري ؟ قششالوا نعششم‪.‬‬
‫فقال المأمون‪ :‬استغفر ال نادوا بتحريم المتعة‪ .‬ا‍ه‪ .‬ملخصا‪) .‬قوله‪ :‬وهو( أي نكاح المتعة‪ .‬وقوله‬
‫المؤقت الخ‪ :‬هذا ضابطه عند الجمهور‪ ،‬وأما عند ابن عباس فهو الخالي من الولي والشهود‪ ،‬كذا‬
‫في شرح التحرير‪ ،‬قال ش ق عليه‪ .‬وعلى كل فهو حرام‪ ،‬ول حد فيه مطلقا للشبهة‪ ،‬وقال أيضا‪:‬‬
‫إنما سمي بذلك لن الغرض منه مجرد التمتع ل التوالد والتوارث اللششذان همششا الغششرض الصششلي‬
‫من النكاح المقتضيان للدوام‪ .‬قال‪ :‬ولكششن هششذا ل يظهششر علششى الضششابط الثششاني‪ ،‬إل أن يقششال شششأن‬
‫الصادر بل ولي ول شهود أن يكون الغرض منه مجرد التمتع‪ :‬إذ لششو أراد الششدوام لعقششد بحضششرة‬
‫ولي وشهود‪ .‬ا‍ه‪ .‬بتصرف )قوله‪ :‬وليس منه( أي مششن المششؤقت‪ ،‬والمششراد الباطششل‪ ،‬وإل فل يمكششن‬
‫نفي التأقيت رأسا لنه موجود في العبارة‪ .‬وقوله ما لو قال زوجتكهششا مشدة حياتشك أو حياتهشا‪ ،‬أي‬
‫ما لو أقت النكاح بمدة حيششاته أو حياتهششا‪ .‬وقشوله لنششه‪ ،‬الضششمير يعششود علششى التششأقيت بمششدة الحيششاة‬
‫المفهوم من المثال‪ .‬وقوله مقتضى العقد‪ ،‬أي وهو بقاء المعقود عليه إلى المششوت‪ ،‬أي والتصششريح‬
‫بمقتضاه ل يضر‪ ،‬كنظيره فيما لو قال وهبتك أو أعمرتك هذه الدار مدة حياتك أو عمرك كذا في‬
‫شرح الروض‪ ،‬وجرى عليه حجر في فتح الجواد ولم يرتضه في التحفة ونصها‪ :‬وبحث البلقينششي‬
‫صحته إذا أقت بمدة عمره أو عمرها لنه تصريح بمقضى الواقع‪ ،‬وقد ينازع فيه بششأن المششوت ل‬
‫يرفع آثار النكاح كلها‪ ،‬فالتعليق بالحياة المقتضشي لرفعهششا كلهششا بششالموت مخششالف لمقتضشاه حينئذ‪،‬‬
‫وبه يتأيد إطلقهم‪ .‬ويعلم الفرق بين هششذا ووهبتششك أو أعمرتششك مششدة حياتششك بششأن المششدار ثششم علششى‬
‫صحة الحديث به‪ ،‬فهو إلى التعبد أقرب‪ ،‬على أنه يكفي طلب مزيد الحتياط هنا فارقا بينشه وبيشن‬
‫غيره‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثله في النهاية ونصها‪ :‬وبحث البلقيني صحته عند توقيته بمدة عمره أو عمرها لنه‬
‫تصريح بمقتضى الواقع ممنوع‪ ،‬فقد صرح بالصحاب في البيع بأنه إذا قال بعتك هذا حياتششك لششم‬
‫يصح البيع‪ ،‬فالنكاح أولى‪ ،‬ولن المششوت ل يرفششع آثششار النكششاح كلهششا‪ ،‬فششالتعليق بالحيششاة المقتضششي‬
‫لرفعها بالموت مخالف لمقتضاه حينئذ‪ ،‬وبه يتأيد إطلقهم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بل يبقى أثششره( أي النكششاح‪:‬‬
‫أي وهو الغسل والرث‪ .‬وانظر في هذا الضراب فإنه ينافي التأقيت بمدة الحياة وينششافي التعليششل‬
‫الذي ذكره‪ ،‬وذلك لنهما يقتضششيان عششدم بقششاء أثششر النكششاح بعششد المشوت‪ ،‬ولششذلك نششازع ابشن حجششر‬
‫والرملي‪ ،‬القائلن بعدم الصششحة‪ ،‬البلقينششي القششائل بالصششحة‪ ،‬ولششو اقتضششيا بقششاء الثششر لمششا نازعششاه‬
‫ولوافقاه في الصحة‪ ،‬ولعل شارحنا لششم ينظششر لمششا اقتضششاه التششأقيت والتعليششل الناشششئ عنششه النششزاع‬
‫المذكور‪ ،‬فلذلك أثبت الصحة القائل بها البلقيني‪ ،‬وأثبت ما هو محل نزاعهما للبلقيني بالضششراب‬
‫المذكور‪ .‬فتنبه )قوله‪ :‬ويلزمه في نكاح المتعة( أي ويلزم الواطئ بوطئه في نكاح المتعششة‪ .‬وقششوله‬
‫المهر‪ :‬أي مهر مثل بكر إن كانت بكرا وثيششب إن كششانت ثيبششا ول يلزمششه المسششمى لفسششاد النكششاح‪.‬‬
‫وقوله والنسب‪ :‬أي ويلزمه النسب‪ :‬أي لو حملت منه وأتت بمولود فإنه ينسب إليه‪ ،‬وقوله والعششدة‬
‫ل معنى لعطفه على ما قبله‪ ،‬إذ يصير المعنى ويلزمه العدة وهششو ليششس عليششه عششدة فيتعيششن جعلششه‬
‫فاعل لفعل محذوف‪ ،‬أي ويلزمها العدة ولو لم يذكر ضمير يلزم البارز لصح العطششف المششذكور‪،‬‬
‫ولكن يقدر المفعول بالنسبة للولين ضميرا مذكرا‪ ،‬وبالنسبة للعدة ضميرا مؤنثششا )قششوله‪ :‬ويسششقط‬
‫الحد( أي لشبهة اختلف العلماء فيه‪ .‬وعبارة متن الروض‪ ،‬نكششاح المتعششة‪ ،‬وهششو المششؤقت‪ ،‬باطششل‬
‫يسقط به الحد‪ ،‬وإن علم فساده لشبهة اختلف العلماء‪ ،‬ول يجوز تقليده فيششه‪ ،‬وينقششض الحكششم بششه‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬بزيادة )قوله‪ :‬إن عقد بولي وشاهدين( مثله ما لو عقد بشاهدين من غير ولشي فشإنه يلزمششه مشا‬
‫ذكر ويسقط عنه الحد‪ ،‬لكن بشرط أن ل يحكم حاكم‬

‫)‪ (1‬سورة المؤمنون‪ ،‬الية‪7 - 1 :‬‬

‫] ‪[ 323‬‬

‫ببطلنه‪ ،‬وإل وجب الحد )قوله‪ :‬فإن عقد بينه وبين امشرأة( أي مشن غيشر ولششي وششاهدين‪.‬‬
‫وقوله وجب الحد‪ :‬أي لنه زنا )قوله‪ :‬وحيث وجب الحد( أي بأن كان النكاح بل ولي ول شهود‪.‬‬
‫وقوله لم يثبت المهر الخ‪ :‬أي لنه زنششا‪ .‬وقششوله ول مششا بعششده‪ :‬هششو النسششب والعششدة )قششوله‪ :‬وينعقششد‬
‫النكاح الخ( ذكر هذا هنا‪ ،‬وإن كشان سيصشرح بشه فشي الصشداق‪ ،‬لمناسشبته للصشيغة مشن حيشث إن‬
‫تسمية المهر إنما يكون فيها‪ .‬فهو استطراد )قوله‪ :‬بل يسن الشخ( الضشراب انتقششالي‪ ،‬والولششى أن‬
‫يقول ويسن‪ ،‬بالواو بدل أداة الضراب‪ ،‬وسيذكر في باب الصداق أنشه قششد يجششب ذكشره لعشارض‪،‬‬
‫كأن كانت المرأة غير جائزة التصرف لصغر أو جنون أو سششفه )قششوله‪ :‬وكششره إخلؤه( أي العقششد‬
‫وقوله عنه‪ :‬أي عن ذكر الصداق )قوله‪ :‬نعم لو زوج أمته بعبده لم يستحب( أي ذكره فششي العقششد‪،‬‬
‫إذ ل فائدة فيه فإنه ل يثبت للسيد على عبده شئ‪ ،‬فل حاجة إلى ذكره‪ .‬ومحله حيث ل كتابششة وإل‬
‫بأن كان أحدهما أو كلهما مكاتبا استحب‪ ،‬إذ المكاتب كالجنبي )قوله‪ :‬وشرط في الزوجششة الششخ(‬
‫لما أنهى الكلم على شششروط الصششيغة شششرع فششي بيششان شششروط الزوجششة الششتي هششي أحششد الركششان‬
‫الخمسة‪ ،‬وذكر أربعشة ششروط‪ :‬ثلثشة متنشا‪ ،‬وهشي خلوهشا مشن نكشاح وعشدة‪ ،‬وتعييشن لهشا‪ ،‬وعشدم‬
‫محرمية‪ .‬وواحد شرحا‪ :‬وهو ما سيذكر في التنبيه من اشتراط أن تكون مسلمة أو كتابيششة )قششوله‪:‬‬
‫أي المنكوحة( أي الششتي يريششد أن ينكحهششا‪ ،‬ولشو قششال أي المخطوبششة لكششان أولششى‪ ،‬ليفيششد أن المششراد‬
‫بالزوجة في عبشارته ليشس حقيقتهشا‪ ،‬وإنمشا المشراد بهشا المخطوبشة وإطلق الزوجشة عليهشا يكشون‬
‫باعتبار ما تؤول إليه )قوله‪ :‬خلو من نكاح وعدة( أي ولو بادعائها فيجوز تزويجها ما لششم يعششرف‬
‫لها نكاح سابق‪ ،‬فإن عرف لها وادعت أن زوجها طلقهششا أو مششات وانقضششت عششدتها‪ ،‬جشاز لوليهششا‬
‫الخاص تزويجها )‪ ،(1‬ول يزوجها الولي العام‪ ،‬وهو الحاكم‪ ،‬إل بعد ثبوت ذلك عنده‪،‬‬

‫)‪ (1‬قوله‪ :‬جاز لوليها الخاص تزويجها( محله ما لم ينكر زوجها الول طلقها ولم تقم بينة علششى طلقهششا‪ ،‬وال فل يصششح‪.‬‬
‫وقد رفع سوال لمفتي السادة الشافعية شيخنا واستاذنا المرحوم بكرم ال مولنا السيد احمد بشن زينشى دحلن فشي خصشوص‬
‫هذه القضية واجاب عنه رحمه ال خالق البرية‪ .‬وصورة السؤال ما قولكم دام فضلكم في امراة خرجت من بيت زجها الششى‬
‫بيت وليها هاربة ثم بعد مدة ذهبت الى القاضى وادعت ان زوجهششا طلقهششا وانهششا انقضششت عششدتها وطلبششت منششه ان يزوجهششا‬
‫فطلب منها القاضى بينة الطلق فلم تقمها‪ ،‬ثم ان الحاكم حكم عليها ان ترجع الى بيت زجها فابت وهربت الششى محششل ثششان‪،‬‬
‫فجاء بعض علماء ذلك المحل وقال لوليها الخاص انششك إذا صشدقت قشول موليتشك فشي الطلق وانقضششاء العشدة جششاز لششك ان‬
‫تزوج موليتك‪ ،‬فاغتر بقوله‪ ،‬وزوج موليته‪ ،‬ثم ان الزوج الول جاء الى الزوج الثاني وقال له ان نكاحك باطل لنك عقدت‬
‫عليها وهى في عصمتي وانا لم اطلقها‪ ،‬فهل ما قاله الزوج الول صحيح ويترتب عليه انها تنزع من الزوج الثششاني وتسششلم‬
‫له ام ل ؟ افتونا بالنص‪ ،‬فان المسالة وقع فيها خلف عندهم بيشن علمششاء ذلششك المحشل‪ ،‬فمنهششم مشن قشال نعششم ل يصشح نكشاح‬
‫الزوج الثاني وتنزع منه وتسلم للول‪ ،‬ومنهم من قال يصح نكاح الثاني ولتنزع منه متمسكا بقولهم ان الششولى الخششاص إذا‬
‫صدق قول موليته ان زوجها طلقها وانها انقضت عدتها له تزويجها ومتمسكا بما في التحفة في بال الرجعة ومششا كتبششه سششم‬
‫عليه ونص التحفة‪ :‬ولو ادعى على مزوجة انها زوجته وقالت كنت زوجتششك فطلقتنششي جعلششت زوجششة لششه لقرارهششا لششه كششذا‬
‫اطلقه‪ ،‬واطال الذرعى في رده نقل وتوجيها ثم حمله على مزوجة انها زوجته وقالت كنت زوجتك فطلقني جعلششت زوجششة‬
‫له لقرارها له كدا اطلقه‪ ،‬واطال الذرعى في رده نقل وتوجيها ثم حمله على ما إذا لم تعترف للثاني ول مكنته ول اذنششت‬
‫في نكاحها‪ .‬انتهى‪ .‬ونص ما كتبه سم‪ :‬قوله ثم حمله الخ‪ .‬في شرح الروض نحو هذا التقييششد عششن البغششوي والبلقينششي‪ ،‬فقششال‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬ان اقرت اول بالنكاح للثاني أو اذنت فيه لم تنزع منه ذكره البغوي‪ ،‬واشششار إليششه القاضششى وكششذا البلقينششى فقششال‪ :‬يجششب‬
‫تقييده بما إذا لم تكن المراة اقرت النكاح لمن هي تحت يده ول يثبت ذلك بالبينشة‪ ،‬فشان وجششد احششدهما لشم تنششزع منششه جزمشا‪.‬‬
‫انتهى‪ .‬فقال البعض المذكور قول التحفة ثم حمله يدل على ما قلناه من ان نكاح الثاني صحيح وانها ل تنزع منه‪ ،‬وكششذا مششا‬
‫نقله سم في شرح الروض عن البغوي والباقينى هذا حجته ودليله‪ ،‬فبينوا لنششا ذلششك فششانكم لششو لششم تشبينوا ذلششك لنششا عمشل بهششذه‬
‫المسالة في ارضنا و حصل من ذلك ضرر عظيم‪ ..‬لكم الجر والثواب‪= .‬‬

‫] ‪[ 324‬‬

‫= الحمد ل وحده وصلى ال على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والسالكين نهجهم بعششده‪.‬‬
‫اللهم هداية للصواب‪ .‬ان لم تقم المراة المذكورة ببينة عادلة على طلقها من زوجهششا الول علششى‬
‫عدم الطلق نزعت من زوجها الثاني لتبين فساد العقششد‪ ،‬ثششم بعششد عششدتها مششن وطئه ان كششان تسششلم‬
‫لزوجها الول‪ ،‬لن المراة المششذكورة فششي صششورة السششؤال قششد علمششت زوجيتهششا للول باعترافهششا‬
‫السابق على تزوجها بالثاني‪ .‬ومثله لو كانت زوجيتها له معلومة من غير اعترافها‪ .‬قششال العلمششة‬
‫ابن المقرى في متن الرشاد من باب العدد ما نصه‪ :‬معلوما وادعت طلقا وتزوجت برجل آخششر‬
‫وادعى الزوج الول بقاء النكاح وانه لم يطلقها فالقول قوله وقد ذكر فششي الحششاوى مسششالة غيرهششا‬
‫فقال ما معناه‪ :‬إذا تزوجت امراة برجل اخر فجاء اخر وادعاها زوجة فقالت لششه‪ :‬طلقنششي فششانكر‪:‬‬
‫حكم بانها زوجته لعترافها له بالنكاح‪ ،‬ويحلف انه ما طلقها ويستحقها‪ .‬قال في المهمات‪ :‬وكيف‬
‫يستقيم ذلك‪ ،‬يعنى تسليمها الى من اعترفت بنكاحه وادعششت طلقششه‪ ،‬وقششد تعلششق بهششا حششق الششزوج‬
‫الثاني ؟ وقد صحح الرافعى فيما إذا باع شيئا ثم اعترف بعششد الششبيع بششانه كششان ملكششا لغيششره انشه ل‬
‫يقبل منه لنهما قد بتواطان على ذلك‪ .‬قال‪ :‬ولعل المساله مصورة بمششا إذا ثبششت نكششاح الول‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫ملخصا‪ .‬وفي فتح الجواد ما نصه‪ :‬وان تزوجت امراة كانت في حبشاله زوج بشان ثبشت ذلشك ولشو‬
‫باقرارها به قبل نكاح الثاني فادعى عليها الول بقاء نكاحه وانه يطلقها فسئلت‪ ،‬الجواب فإذا هي‬
‫مدعية انه طلقها وانقضت عدتها منه قبل ان تنكح الثاني ول بينة بالطلق فحلششف انششه لششم يطلقهششا‬
‫اخذها من الثاني لنها اقششرت لششه بالزوجيششة وهششو اقششرار صششحيح‪ :‬إذا لششم يتفقششا علششى الطلق‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)والحاصل( ان المراة إذا تزوجت فجاء رجل وادعى عليها انها زجته فأجابته بانششك طلقنششي ولششم‬
‫تات ببينة على الطلق‪ ،‬كان لها في هذه الحالة صورتان‪ :‬احدهما ان تكششون زوجيتهششا مششن الول‬
‫المدعى معلومة ببينة أو باقرارها أو بغير ذلك‪ ،‬ففى هذه الصورة يحلششف زوجهششا الول المششدعى‬
‫على عدم الطلق ويأخذها من الثاني‪ .‬وهذه هي مسالة السؤال ومسالة متن الرشاد‪ ،‬ولذا قيد في‬
‫التمشية مسالة متنه بقوله‪ :‬وقد اعترف بنكاح أو كششان معلومششا كمششا تقششدم انفششا‪ .‬وقيششد الشششهاب ابششن‬
‫حجر في فتح الجواد ايضا بقوله‪ :‬كانت في حبالة زوج بان ثبت ذلك ولو باقرارها بشه قبششل نكششاح‬
‫الثاني‪ ،‬كما تقدم انفا ايضا ثانيتهما‪ :‬ان تكون المراة مبهمة الحال‪ :‬أي لم يعرف انها كانت زوجششة‬
‫المدعى وانه طلقها وفى هذه الصورة ينظر‪ ،‬فششان كششانت قششد اذنششت فششي نكاحهششا بالثششاني أو مكنتششه‬
‫بقيت عنده ولتنزع منه‪ ،‬وان لم تكن اذنت في النكاح منه ول مكنته حلف زوجها الول ونزعت‬
‫من الثاني وردت إليه وهذه الصورة الثانية مع ما فيها من التفصيل من كون المششراة المجيبششة بمششا‬
‫ذكر قد اذنت في نكاحها بالثاني أو مكنته أو لم تأذن ولم تمكنه هي مسالة التحفة وكلم ابن قاسششم‬
‫وشرح الروض فيها‪ .‬إذا تبين ذلك علمت انه ل يصح التمسك بما في التحفة والستدلل به علششى‬
‫مسالة السؤال‪ .‬وال سبحانه وتعالى اعلم‪ .‬امر برقمه المرتجى من ربه الغفششران احمششد بششن زينششى‬
‫دحلن‪ .‬مفتى الشششافعية‪ ،‬فششي مكششة المحميششة‪ ،‬غفششر الش لششه ولوالششديه ومشششايخه والمسششلمين آميششن‪.‬‬
‫)واجاب( عنه ايضا شيخنا مؤلف هذه الحاشية المذكورة فقال‪ :‬اللهم هداية للصواب‪ .‬نعم‪ ،‬النكششاح‬
‫الثاني باطل لن الصل عدم الطلق وبقاء العصمة فتنزع من الزوج وتسششلم للول كرهششا‪ ،‬لكششن‬
‫محله إذا لم تقم بينة على الطلق وحلف الزوج الول على عششدم الطلق‪ ،‬كمششا صششرح بششذلك فششي‬
‫متن الرشاد في باب العدة‪ ،‬ونص عبارته‪ :‬وان تزوجت مدعية انه طلقها فحلف اخذها‪ .‬ا‍ه‪ .‬قششال‬
‫محشيه التزيلى اليمني‪ :‬يعنى إذا ادعت امراة ان زوجها طلقهشا ثششم تزوجششت بشاخر فششانكر الششزوج‬
‫الول الطلق فانه يحلف وتسلم إليشه المششراة ويلغششو نكششاح الثششاني‪ ،‬لن الصششل عششدم الطلق‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫ومثله في شرح ابن حجر في فتششح الجششواد وعبششارته‪ :‬وان تزوجششت امششراة كششانت فششي مدعيششة انشه‬
‫طلقها وانقضت عدتها منه قبل ان تنكح الثاني ول بينة بالطلق فحلف انه لششم بطلقهششا اخششذها مششن‬
‫الثاني‪ ،‬لنها اقرت له بالزوجية‪ ،‬وهو اقرار صحيح‪ .‬إذا لم يتفقشا علشى الطلق ا‍ه‪ .‬ويؤيششده ايضشا‬
‫عبارة الروض وشرحه في الباب السادس في مسششائل منثششورة تتعلششق بششاداب القضششاء والشششهادات‬
‫والدعاوى ونصها‪ :‬فصل في فتاوي البغوي‪ ،‬انها لو اقرت لرجل بنكاح من سنة واثبت اخششر‪ ،‬أي‬
‫اقام بينة بنكاحها من شهر‪ ،‬حكم للمقر لششه‪ ،‬لنششه قششد ثبششت باقرارهششا النكششاح للول‪ ،‬فمششا لششم يثبششت‬
‫الطلق ل حكم للنكاح الثاني‪ .‬ا‍ه‪ .‬فقوله فما لم يثبت الخ‪ :‬نص في المسالة‪) .‬فان قلت( فما تصششنع‬
‫في صورة التحفة السابقة فانها عين الصورة المسؤول عنها والحال ان الذرعى حملها علششى مششا‬
‫إذا لم تعترف للثاني ولمكنته ول اذنت في نكاحه ؟ ومفهومه انها إذا اعششترفت للثششاني بالزوحيششة‬
‫ومكنته أو اذنت في نكاحها ل تجعل زوجة للول تبقى زوجة للثاني‪ ،‬ومثله مششا كتبششه ابششن قاسششم‪،‬‬
‫فان ذلك كله يناقض ما نقلته عششن الرشششاد‪ .‬ومششا كتششب عليششه‪ .‬قلششت‪ :‬ليسششت صششورة التحفششة عيششن‬
‫الصورة المسؤول عنها ول تناقض بينهما‪ .‬وبيان ذلك ان الصورة المسؤول عنها مفروضششة فششي‬
‫امراة علم قبل النكاح الثاني لها بالبينشة وباقرارهششا انهششا زوجشة فلن وادعشت الطلق ولششم تثبششت‪.‬‬
‫وصورة التحفة مفروضة في امرأة مستبهمة‪ ،‬أي لم يعلم قبل نكاح الثاني لها أنها مزوجة بل هي‬
‫كانت تحت حبالة الثاني فجاء رجل آخر وادعى انهششا زوجتششه‪ ،‬فهششذه الصششور فيهششا تفصششيل‪ ،‬فششان‬
‫اقرت للول بازوجية ولم تقر للثاني ولم تمكنه من الوطء ولم تأذن له في النكششاح فيأخششذها الول‬
‫وتكون زوجة له‪ ،‬واما ان اقرت للثاني بالزوجية أو اقامت بينة عليها فهي زوجته ولم تنزع منه‪.‬‬
‫ويدل لكون صورة التحفة المذكورة مفروضة في المبهمة‪ ،‬أي التى لم يعلم قبل نكاح الثششاني انهششا‬
‫كانت مزوجة صريح عبارة فتح الجواد ونصه بعدما نقلته عنه آنفا‪ :‬والحق الحششاوى‪ ،‬كالشششيخين‪،‬‬
‫بذلك ما لو استبهمت بان لم يعلم نكاح احشد لهشا وانمشا هشي تحشت حبالشة رجشل فشادعى آخشر انهشا‬
‫زوجته فقالت طلقني وانكر فيحلف ويأخذها ايضا‪ .‬نعم‪ ،‬ان اقرت اول بالنكاح للثاني أو اذنت فيه‬
‫لم تنزع منه‪ ،‬كما قاله القاضي وغيره‪ ،‬واعتمده الدرعى وغيره‪ ،‬كما لو نكحت باذنها ثم ادعششت‬
‫رضاعا محرما ل يقبل‪ .‬قال الباقينى‪ :‬وكذا لو ثبت نكاح الثاني بالبينة‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثلها عبششارة البهجششة‬
‫وشرحها ونصها بعد كلم‪ :‬ال إذا ادعى على مستبهمة أي لم يعرف انهششا كششانت زوجتششه وطلقهششا‬
‫تحت امرئ زوجية مقدمة على نكاحه‪ ،‬فان تقل في الجواب كنت زوجتك لكششن طلقنششي وهششو‪ ،‬أي‬
‫الزوج‪ ،‬نفى هذا‪ ،‬أي طلقهششا‪ ،‬تكششن زوجتششه ان حلششف انششه لششم يطلششق‪ ،‬لن الصششل عششدم الطلق‪،‬‬
‫بخلف الولى فانهما اتفقا على الطلق والصل عدم الرجعة‪ .‬نعم‪ :‬ان اقرت اول بالنكاح للثششاني‬
‫أو أذنت فيه لم تنزع منه‪ ،‬كما لو نكحششت رجل باذنهششا ثششم اقششرت برضششاع محششرم بينهمششا ل يقبششل‬
‫اقرارها‪ ،‬وكما لو باع شيئا ثم اقر انه كان ملك فلن ل يقبل اقششراره‪ .‬ذكششره البغششوي واشششار إليششه‬
‫القاضي‪ ،‬وكذا البلقينى بحثا‪ .‬فقال‪ :‬يجب تقييده بما إذا لم تكن المراة اقرت بالنكاح لمن هي تحششت‬
‫يده ول ثبت ذلك بالبينة‪ ،‬فان وجد احدهما لششم تنششزع منششه جزمششا‪ .‬ا‍ه‪ .‬والش سششبحانه وتعششالى اعلششم‬
‫بالصواب‪ ،‬واليه المرجع و الماب‬

‫] ‪[ 325‬‬

‫كما قال ز ي‪ ،‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي بتصرف‪ .‬وقوله من غيره‪ :‬الجار والمجششرور صششفة لعششدة‪ :‬أي‬
‫عدة حاصلة لها من غير الزوج‪ .‬وخرج به المعتدة منه‪ ،‬ففيها تفصششيل‪ ،‬فششإن كششان الطلق رجعيششا‬
‫أو بائنششا بششدون الثلث واللعششان صششح النكششاح فششي العششدة‪ ،‬وإل فل‪ .‬ومعنششى صششحته فششي الرجعيششة‬
‫رجوعها من غير عقد )قوله‪ :‬وتعيين( بالرفع عطف علششى خلششو‪ ،‬أي وشششرط تعييششن للزوجششة بمششا‬
‫يذكره حاصل من وليهششا )قششوله‪ :‬فزوجتششك إحششدى بنششاتي باطششل( أي مششا لششم ينويششا معينششة‪ ،‬وإل فل‬
‫يبطل‪ ،‬لما تقدم أن الكناية في المعقشود عليششه تصششح )قشوله‪ :‬ولششو مششع الشششارة( أي للبنششات اللتششي‬
‫المزوجة إحداهن‪ ،‬بأن قال زوجتك إحدى بناتي هؤلء أو إحدى هؤلء البنات فإنه باطششل للجهششل‬
‫يعين المزوجة‪ ،‬ل للمزوجة التي هي إحدى البنات‪ ،‬وإل لنافى قوله بعد ويكفششي التعييششن بوصششف‬
‫أو إشارة‪ .‬تأمل )قوله‪ :‬ويكفي التعيين بوصف( ليس المراد به الوصف الصطلحي‪ ،‬وهو ما دل‬
‫على معنى وذات‪ :‬كقائم وضارب‪ ،‬بل المراد به المعنى القائم بغيره‪ ،‬سواء دل على ذات قائم بها‬
‫ذلك المعنى أم ل‪ ،‬فهو أعم من الصشطلحي )قشوله‪ :‬كزوجتششك بنششتي( تمثيششل للتعييششن بالوصشف‪،‬‬
‫ومثله الذي بعده )قوله‪ :‬وليس له غيرها( قيد ل بد منه‪ ،‬فلو كششان لششه بنششت غيرهششا ل يكششون قششوله‬
‫بنتي تعيينا فيكون باطل )قوله‪ :‬أو التي في الدار( أي أو قال زوجتك التي في الدار‪ .‬وقوله وليس‬
‫فيه‪ ،‬أي في الدار غيرها أي غير بنته‪ ،‬وهو قيد أيضا‪ .‬فلو كان في الششدار بنششت أخششرى غيششر بنتششه‬
‫وقال زوجتك التي فششي الششدار ل يكششون تعيينششا فيكششون بششاطل للبهششام )قششوله‪ :‬أو هششذه( أي أو قششال‬
‫زوجتك هذه وهي حاضرة )قوله‪ :‬وإن سماها( أي المعينة بما ذكر‪ ،‬وهو غايشة للكتفششاء بششالتعيين‬
‫بما ذكر‪ :‬أي يكفي التعيين بما ذكر وإن سماها بغير اسمها‪ ،‬كأن قال زوجتك بنتي مريششم والحششال‬
‫أن اسمها خديجة‪ ،‬أو قال زوجتك عائشة التي في الدار والحال أن اسمها فاطمة‪ ،‬أو قال زوجتششك‬
‫فاطمة هذه والحال أن اسمها زينب مثل‪ .‬وإنما اكتفى بالتعيين بما ذكر مششع تغييششر السششم لن كل‬
‫من البنتية والكينونة في الدار في المثالين الولين وصف مميز‪ ،‬فاعتبر ولغا السم‪ ،‬ولن العششبرة‬
‫بالشارة في الثالث‪ ،‬ل بالسم‪ ،‬فكان كالعدم )قشوله‪ :‬بخلف زوجتشك فاطمشة( أي بخلف التعييشن‬
‫بالسم فقط‪ :‬كزوجتك فاطمة من غيششر أن تقششول بنششتي‪ ،‬فل يكفششي لكششثرة الفششواطم‪ ،‬وإن كششان هششذا‬
‫السم هو اسمها في الواقع‪ .‬وقوله إل إن نوياها‪ ،‬أي نوى العاقدان بفاطمشة بنتشه فيكفشي عمل بمشا‬
‫نوياه‪ .‬قال في المغني‪) .‬فإن قيل( يشترط في صحة العقد الشششهاد والشششهوتد ل اطلع لهششم علششى‬
‫النية‪) .‬أجيب( بأن الكناية مغتفرة في ذلك‪ ،‬على أن الخوارزمي اعتشبر فشي مثشل ذلشك أيضشا علشم‬
‫الشهود بالمنويه‪ .‬وعليه ل‬

‫] ‪[ 326‬‬

‫سششؤال‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬ولششو قششال( أي مششن لششه ابنتششان‪ .‬صششغرى وكششبرى )قششوله‪ :‬وسششماها( أي‬
‫الكبرى )قوله‪ :‬صششح( أي النكششاح )قششوله‪ :‬لن الكششبر صششفة قائمششة بششذاتها( أي فششاكتفى بهششا )قششوله‪:‬‬
‫بخلف السم( أي فليس وصفا قائما بذاتها )قوله‪ :‬فقدم( أي الكبر الذي هششو صششفة‪ .‬وقششوله عليششه‪:‬‬
‫أي على السم‪ .‬قال في شرح الروض‪ .‬ولو قال زوجتك بنتي الصغيرة الطويلششة وكششانت الطويلششة‬
‫الكبيرة فالتزويج باطل لن كل الوصفين لزم‪ ،‬وليس اعتبار أحدهما في تمييششز المنكوحششة أولششى‬
‫من اعتبار الخر وصششارت مبهمششة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬ولششو قششال( أي الششولي للششزوج )قششوله‪ :‬فبششانت( أي‬
‫خديجة المسماة في العقشد بنشت ابنشه ل بنتشه )قشوله‪ :‬صشح( أي العقشد‪ .‬وقشوله إن نوياهشا‪ :‬أي نويشا‬
‫بخديجة بنت ابنه‪ ،‬ويشأتي فيشه السششؤال والجشواب السششابقان فشي ششرح الشروض‪ ،‬وقشوله أو عينهششا‬
‫بإشارة‪ ،‬أي بأن قال زوجتك بنتي خديجة هششذه وأشششار لبنششت البششن‪ ،‬وقششوله أو لششم يعششرف لصششلبه‬
‫غيرها‪ ،‬أي لم يعرف أن له بنتا من صلبه غير بنت البشن‪ ،‬وفيشه أن هشذا يقتضشي أن بنشت البشن‬
‫يصدق عليها أنها من صلبه‪ ،‬وليس كذلك‪ ،‬بل هي من صلب البششن‪ ،‬إل أن يقشال إنشه علشى سشبيل‬
‫التجوز )قوله‪ :‬وإل فل( أي وإن لم ينوياهششا ولششم تتعيششن بإشششارة وعششرف لصششلبه بنششت غيرهششا فل‬
‫يصح العقد‪ .‬وفي الروض وشرحه‪ :‬ولو ذكر الولي اسم واحدة من بنتيه وقصدهما الخرى صششح‬
‫التزويج فيما قصشداها ولغشت التسشمية‪ ،‬وفيشه الششكال السشابق‪ .‬ويشأتي فيشه مشا تقشدم فشإن اختلشف‬
‫قصدهما لم يصح التزويج‪ ،‬لن الزوج قبل غير ما أوجبه الولي‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وشرط فيها( أي فششي‬
‫الزوجة‪ .‬وقوله أيضا‪ ،‬أي كما شرط فيها ما تقدم من الخلو من النكاح والعدة ومن التعيين )قششوله‪:‬‬
‫عششدم محرميششة( أي انتفششاء محرميششة‪ ،‬وهششي وصششف يقتضششي تحريششم المناكحششة‪ .‬وقششوله بينهششا‪ ،‬أي‬
‫المخطوبة‪ ،‬والظرف متعلق بمحذوف صفة لمحرمية )قوله‪ :‬بنسب( الباء سببية متعلقة بمحرمية‪،‬‬
‫أي محرمية سببها نسب أو رضاع أو مصاهرة )قوله‪ :‬فيحرم الخ( تفريششع علششى المفهششوم‪ .‬وقششوله‬
‫به‪ :‬أي بالنسب والولى بها‪ ،‬أي المحرمية الكائنة بسبب النسب‪) .‬واعلم( أن للمحرمششات بالنسششب‬
‫ضابطين‪ ،‬الول ما ذكره المصنف‪ :‬وهو تحريم نساء القرابة إل من دخلت تحت ولد العمومة أو‬
‫ولد الخؤولة كبنت العم والعمة وبنت الخال والخالة‪ .‬والثاني يحرم على الرجل أصششوله وفصششوله‬
‫وفصول أول أصوله وأول فصل من كل أصل بعد الصل الول‪ ،‬فالصول المهات وإن علت‪،‬‬
‫والفصول البنات وإن سفلت‪ ،‬وفصول أول الصول الخوات وبنات الخ وبنششات الخششت وبنششات‬
‫أولدهم‪ ،‬لن أول الصول الباء والمهات وفصولهم الخوة والخوات وأولدهششم‪ ،‬وأول فصششل‬
‫من كل أصل بعد الصل الول هو العمات والخالت‪ ،‬لن كل أصل بعششد الصششل الول الجششداد‬
‫والجدات وإن علوا وخرج بأول فصل ثاني فصل وهششو أولد العمششام والعمششات وأولد الخششوال‬
‫والخالت‪ ،‬وثالث فصل‪ ،‬وهكذا‪ .‬وهذا هو الضابط للشيخ أبي إسحاق السفرايني‪ ،‬والول لتلميذه‬
‫الشيخ أبي منصور البغدادي وهو أولى ليجازه ونصه على الناث )قوله‪ :‬لية حرمت الخ( دليل‬
‫للتحريم‪ ،‬ولو أخره عن الفاعششل لكششان أولششى )قششوله‪ :‬نسششاء الششخ( فاعششل يحششرم‪ ،‬ول بششد مششن تقششدير‬
‫مضاف قبله لن التحريم كغيره من الحكام ل يتعلق بالششذوات وإنمششا يتعلششق بالفعششال‪ :‬أي يحششرم‬
‫نكاحن أو وطؤهن‪ ،‬وقوله غير بالرفع صفة لنساء‪ ،‬وبالنصب علششى السششتثناء أو الحاليششة )قششوله‪:‬‬
‫حينئذ يحرم( أي فحين إذ كان المحرم غير ما دخل في ولد العمومة والخؤولة مششن نسششاء القرابششة‬
‫يحرم نكاح أم‪ ،‬وكان الولى والخصر أن يقول كأم الخ تمثيل لنساء القرابة ويحذف قوله فحينئذ‬
‫يحرم نكاح‪ ،‬إذ هو عين قوله فيحرم نساء قرابة )قوله‪ :‬وهي( أي الم‪ .‬وقوله من ولدتك أو ولدت‬
‫من ولدك بتاء التأنيث فيهما‪ ،‬وهذا ضابط للم‪ .‬وإن شئت فقل في ضابطها هششي كششل أنششثى يصششل‬
‫إليها‬

‫] ‪[ 327‬‬

‫نسبك بواسطة أو غيرها‪ ،‬ولكن إطلق الم على الثاني مجاز‪ .‬وقوله ذكرا كششان أو أنششثى‪،‬‬
‫تعميم في من الثانية )قوله‪ :‬وهي الجدة( أي من ولدت من ولدك تسمى بالجدة حقيقة‪) .‬وقوله‪ :‬من‬
‫الجهتين( أي جهة الم وجهة الب )قوله‪ :‬وبنت( بالجر عطششف علششى أم‪ ،‬أي ويحششرم نكششاح بنششت‬
‫أيضا‪ .‬قال في التحفة‪ :‬ولو احتمال‪ ،‬كالمنفية باللعان‪ ،‬ومن ثم لو كذب نفسه لحقتششه ومششع النفششي ل‬
‫يثبت لها من أحكام البنت سوى تحريم نكاحها على الوجه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وهششي( أي البنششت‪ .‬وقششوله‬
‫من ولدتها‪ ،‬بفتح تاء الفاعل‪ ،‬وهذا ضابط للبنت‪ ،‬وإن شئت فقل هي كل أنششثى ينتهششي إليششك نسششبها‬
‫بواسطة أو غيرها‪ .‬وقوله أو ولدت من ولششدها‪ ،‬إطلق البنششت علششى هششذه مجششاز ل حقيقششة )قششوله‪:‬‬
‫ذكرا كان أو أنثى( تعميم في من الثانية أيضا )قوله‪ :‬ل مخلوقة من ماء زناه( أي ل يحششرم نكششاح‬
‫مخلوقه من ماء زناه‪ :‬إذ ل حرمة لماء الزنشا لكشن يكشره نكاحهشا خروجشا مشن خلف المشام أبشي‬
‫حنيفة رضي ال عنه‪ .‬ومثل المخلوقة من ماء الزنا المخلوقة مششن مششاء اسششتمنائه بغيششر يششد حليلتششه‬
‫والمرتضعة بلبن الزنا‪ ،‬وإن أرضعت المرأة بلبن زنا شخص بنتششا صششغيرة حلششت لششه‪ ،‬ول يقششاس‬
‫على ذلك المرأة الزانية‪ ،‬فإنها يحرم عليها ولدها بالجماع‪ .‬والفرق أن البنت انفصلت من الرجل‬
‫وهي نطفة قذرة ل يعبأ بها‪ ،‬والولد انفصل من المرأة وهششو إنسششان كامششل )قششوله‪ :‬وأخششت( بششالجر‬
‫معطوف أيضا على أم‪ ،‬أي ويحرم نكاح أخت شششقيقة كششانت أو لب أو لم‪ .‬وضششابطها كشل أنششثى‬
‫ولدها أبواك أو أحدهما )قوله‪ :‬وبنت أخ( معطوف أيضا على أم‪ :‬أي ويحششرم نكششاح بنششت أخ مششن‬
‫جميع الجهات وإن نزلت )قوله‪ :‬وأخت( بالجر معطوف على أخ‪ ،‬أي وبنت أخت فيحششرم نكاحهششا‬
‫أيضا )قوله‪ :‬وعمة( بالجر معطششوف علششى أم‪ :‬أي ويحششرم نكششاح عمششة )قششوله‪ :‬وهششي( أي العمششة‪.‬‬
‫وقوله أخت ذكر ولدك‪ :‬أي بواسطة أو بغيرها‪ ،‬فالتي بغير واسطة كأخت أبيك وهي عمة حقيقة‪،‬‬
‫والتي بواسطة كعمة أبيك وعمة أمك وهي عمة مجازا )قوله‪ :‬وخالة( بالجر أيضا عطفا على أم‪:‬‬
‫أي ويحرم نكاح خالة )قوله‪ :‬وهي( أي الخالة‪ .‬وقوله أخت أنثى ولدتك‪ :‬أي بواسششطة أو بغيرهششا‪،‬‬
‫فالولى كأخت أمك وهي خالة حقيقة‪ ،‬والثانية كخالة أبيك وخالة أمك وهششي خالششة مجششازا )قششوله‪:‬‬
‫لو تزوج مجهولة النسب( أي ل يدري إلى مششن تنتسشب كلقيطشة )قشوله‪ :‬فاسشتلحقها أبششوه( أي أبشو‬
‫الششزوج‪ ،‬أي ادعششى أنهشا بنتشه‪ .‬وقشوله ثبشت نسششبها‪ ،‬أي إن وجشد شششرط السشتلحاق وهشو المكششان‬
‫وتصديقها له إن كبرت )قوله‪ :‬ول ينفسخ النكاح إن كذبه الزوج( خرج بشه مشا لشو صشدقه الشزوج‬
‫فإنه ينفسخ النكاح )قوله‪ :‬ومثله عكسه( أي ومثل استلحاق أبي زوجها لها عكسششه وهششو اسششتلحاق‬
‫أبيها لزوجها فيثبت النسب به ول ينفسخ النكاح‪ .‬وقد ذكر مسألة العكس وما قبلها بغاية اليضششاح‬
‫في النهاية ونصها‪ :‬نعم‪ ،‬لو زوجه الحاكم مجهولة النسب ثم اسششتلحقها أبشوه بشششرطه ولشم يصشدقه‬
‫هو ثبتت أخوتها له وبقي نكاحه كما نص عليه وجرى عليه العبادي والقاضششي غيششر مششرة قششالوا‪:‬‬
‫وليس لنا من يطأ أخته فششي السششلم غيشر هششذا‪ .‬ولشو مششات الشزوج فينبغششي أن تشرث منششه زوجتشه‬
‫بالزوجية ل بالختية‪ ،‬لن الزوجية ل تحجب‪ ،‬بخلف الختية فهششي أقششوى السششببين‪ ،‬فششإن صششدقة‬
‫الزوج والزوجة انفسخ النكاح‪ .‬ثم إن كان قبل الدخول فل شئ لها أو بعده فلها مهر المثل‪ .‬وقيس‬
‫بهذه الصورة ما لو تزوجت بمجهول النسب فاستلحقه أبوها ثبت نسبه‪ .‬ول ينفسششخ النكششاح إن لششم‬
‫يصدقه الزوج‪ .‬وإن أقام الب بينة في الصورة الولى ثبت النسب وانفسخ النكاح‪ ،‬وحكششم المهششر‬
‫ما مر‪ .‬وإن لم تكن بينة وصدقته الزوجة فقط لم ينفسخ النكاح لحششق الزوجششة‪ ،‬لكششن لششو أبانهششا لششم‬
‫يجز له بعد ذلك تجديد نكاحها‪ ،‬لن إذنها شرط‪ ،‬وقد اعتقت بالتحريم‪ ،‬وأما المهر فلزم للششزوج‪،‬‬
‫لنه يدعي ثبوته عليه لكنها تنكره‪ ،‬فإن كان قبل الدخول فنصف المسمى‪ ،‬أو بعده فكله‪ .‬وحكمهششا‬
‫في قبضه كمن أقر لشخص بشئ وهو ينكره‪ ،‬ومر حكمه في القرار‪ .‬ولششو وقششع السششتلحاق قبششل‬
‫التزويج لم يجز للبن نكاحها‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقول بشرطه‪ :‬قال ع ش‪ :‬هو المكان‬

‫] ‪[ 328‬‬

‫وتصديقها إن كبرت‪ .‬وقوله فإن صدقه الزوج والزوجة‪ :‬قال الرشيدي أو الزوج فقط‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬ومر حكمه في القرار( قال ع ش‪ :‬هو أنه يبقى في يده من هو بيده حتى يرجششع المنكششر‬
‫ويعترف‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولم تصدقه( يفيد أنها إذا صدقته ينفسخ النكاح‪ ،‬ولو لم يصدقه الزوج‪ ،‬وهذا‬
‫خلف ما في عبارة النهاية المارة وخلف ما في التحفة أيضا‪ .‬فتنبششه )قششوله‪ :‬أو رضششاع( عطششف‬
‫على نسب‪ :‬أي وشرط عدم محرمية برضاع )قوله‪ :‬فيحرم الخ( تفريع على المفهوم أيضا‪ .‬وقوله‬
‫به‪ :‬أي بالرضاع‪ ،‬والولى بها‪ ،‬أي بالمحرمية الكائنة بسبب الرضاع‪ ،‬كما تقدم )قوله‪ :‬من يحششرم‬
‫بنسب( أي نكاح نظير من يحرم بالنسب‪ ،‬فل بد من تقدير مضششافين‪ .‬أمششا الول فلمششا تقششدم‪ ،‬وأمششا‬
‫الثاني فلن المحرم نكاحه بالرضاع ليس عين من يحرم بالنسشب‪ ،‬كمششا هشو ظششاهر‪ ،‬والمحرمشات‬
‫بالنسب سبع‪ ،‬كما تقدم‪ ،‬الم والبنت والخت وبنششت الخ وبنششت الخششت والعمششة والخالششة‪ ،‬فتكششون‬
‫المحرمات بالرضاع كذلك‪ ،‬فجملة المحرمات بالنسب والرضاع أربع عشرة‪ ،‬ويزاد عليهششا أربششع‬
‫بالمصاهرة‪ .‬فالجملة ثمان عشرة‪ .‬وهذه هي الشتي تحريمهشا علشى التأبيشد‪ ،‬وأمشا الشتي تحريمهشا ل‬
‫على التأبيد بل من جهة الجمع فثلث‪ :‬أخت الزوجة وعمتها وخالتها‪ ،‬وعششد بعضششهم مششن أسششباب‬
‫التحريم اختلف الجنس فل يجوز للدمي نكاح جنية‪ ،‬وبالعكس‪ .‬قاله العماد بن يونس‪ ،‬وأفتى بششه‬
‫ابن عبد السلم وتبعه شيخ السلم واعتمششده ابششن حجششر‪ ،‬قششال لن الش تعششالى امتششن علينششا بجعششل‬
‫الزواج من أنفسنا ليتم التآنس بها‪ .‬أي في قوله تعششالى‪) * :‬ومششن آيششاته أن خلششق لكششم مششن أنفسششكم‬
‫أزواجا( * )‪ (1‬وجواز ذلك يفوت المتنان‪ ،‬وفي حديث‪ :‬نهى رسول ال )ص( عششن نكششاح الجششن‬
‫وخالف القمولي فجوز ذلك واعتمده العلمة الرملي‪ ،‬وأجيششب عششن اليششة بششأن المتنششان فششي اليششة‬
‫بأعظم لمرين وهو ل ينافي جواز الخر‪ ،‬والنهي في الحديث للكراهة‪ ،‬ل للتحريم )قوله‪ :‬للخششبر‬
‫المتفق عليه( أي وللنص علششى المهششات والخششوات فششي اليششة‪ ،‬وبعششض المفسششرين يجعششل السششبع‬
‫مأخوذة من الية الشريفة‪ .‬قال‪ :‬لن تحريم السبع لجل الولدة له أو منه أو لجل الخوة له ولششو‬
‫بواسششطة أو لحششد أصششوله‪ ،‬فأشششير للول بقششوله تعششالى‪) * :‬وأمهششاتكم اللتششي أرضششعنكم( * )‪(2‬‬
‫فالتحريم لجل الولدة الذي علم من ذلك يشمل تحريم الم وتحريششم البنششت‪ ،‬وأشششير للثششاني بقششوله‬
‫تعالى‪) * :‬وأخواتكم مششن الرضششاعة( * )‪ (3‬فششالتحريم لجششل الخششوة لششه ولششو بواسششطة‪ ،‬أو لحششد‬
‫أصوله الذي علم من ذلك يشمل تحريششم الخششت والخالششة والعمشة وبنششت الخ وبنششت الخششت‪ ،‬لن‬
‫تحريم الخت لجل الخوة له بغير واسطة وتحريشم الخالشة والعمشة لجشل الخشوة لحشد أصشوله‬
‫الذي هو الم في الولى والب في الثانية‪ ،‬وتحريم بنت الخ وبنت الخت للخششوة لششه بواسششطة‪،‬‬
‫ول يخفى ما في ذلك من الخفاء‪ .‬ا‍ه‪ .‬باجوري )قوله‪ :‬فمرضعتك( مبتدأ‪ ،‬خششبره أمششك‪ ،‬وهششو بيششان‬
‫لضابط الم من الرضاع )قوله‪ :‬ومرضعتها( أي مرضعة مرضعتك‪ ،‬وهذه كششالتي بعششدها إطلق‬
‫الم عليها مجاز لنها جدة )قوله‪ :‬ومرضعة من ولدك( أي مرضعة أمك التي ولدتك‪ .‬وقشوله مشن‬
‫نسب أو رضاع‪ :‬تعميم في من ولدك‪ ،‬وهششو غيششر ظششاهر‪ ،‬لن الششولدة مختصششة بالنسششب‪ ،‬وعلششى‬
‫تسليم أن المراد بمن ولدك أمك مطلقا بطريششق التجششوز يظهششر التعميششم ويكششون الشششق الثششاني مششن‬
‫التعميم‪ ،‬وهو قوله أو رضاع‪ ،‬مكررا مششع قششوله أول ومرضششعتها‪ ،‬وبيششانه أن مرضششعة أمششك مششن‬
‫الرضاع هي عين مرضعة مرضعتك‪ .‬وإذا علمت ذلك فالولى إسقاطه‪ ،‬كمششا فششي التحفششة )قششوله‪:‬‬
‫وكل من ولدت مرضعتك( معطوف علششى فمرضششعتك )قششوله‪ :‬أو ذا لبنهششا( أي أو ولششدت ذا لبنهششا‬
‫وهو الفحل الذي هو حليل المرضعة الذي له اللبششن‪ .‬واحششترز بقششوله ذا لبنهششا عمششا لششو كششان اللبششن‬
‫لغيره كأن تزوج امرأة ترضع فإن الزوج المذكور ليس صاحب اللبن‪ ،‬فأم من ولدته ليسششت أمششك‬
‫)قوله‪ :‬أمك من رضاع( أي بشرط أن تبلغ تسع سنين تقريبششا وإل فلبنهششا ل يحششرم‪ ،‬كمششا سششيذكره‬
‫)قششوله‪ :‬والمرتضششعة بلبنششك( مبتششدأ خششبره بنتششك‪ ،‬وهششو بيششان لضششابط البنششت‪ .‬ول فششرق فششي هششذه‬
‫المرتضعة بين أن‬

‫)‪ (1‬سورة الروم‪ ،‬الية‪ (2) .21 :‬سورة النساء‪ ،‬الية‪ (3) .23 :‬سورة النساء‪ ،‬الية‪23 :‬‬

‫] ‪[ 329‬‬

‫تكون مرضعتها زوجة أو أمة أو موطوءة بشششبهة )قششوله‪ :‬ولبششن فرعششك( أي والمرتضششعة‬
‫بلبن فرعك‪) .‬وقوله‪ :‬نسبا أو رضاعا( تعميم في الفرع )قوله‪ :‬وبنتها( أي بنت المرتضعة‪ .‬وقوله‬
‫كذلك‪ :‬أي نسبا أو رضاعا )قوله‪ :‬وإن سفلت( أي بنت المرتضعة بلبنك‪ ،‬فهي بنتك أيضششا )قششوله‪:‬‬
‫والمرتضعة( مبتدأ خبره قوله أختك‪ .‬وهو بيان لضابط الخت‪) .‬واعلم( أن من ارتضع من امرأة‬
‫صار جميع بناتها أخوات له من الرضاع سواء الششتي ارتضششع عليهششا والششتي قبلهششا والششتي بعششدها‪،‬‬
‫وإنما نبهنا على ذلك‪ ،‬مع وضوحه‪ ،‬لن جهلة العوام يسألون عن ذلك كثيرا ويظنششون أن الخششت‬
‫من الرضاع هي التي ارتضع عليها دون غيرها )قوله‪ :‬وقس على هذا( أي في التصششوير ل فششي‬
‫الحكم‪ :‬إذ هو ثابت بالحديث‪ .‬وقوله بقية الصناف المتقدمة‪ :‬أي في النسب وهي بنت الخ وبنششت‬
‫الخت والعمة والخالة‪ ،‬فالمرتضعة من أختك أو من لبن أخيك نسبا أو رضاعا بنت أخت أو أخ‪،‬‬
‫وأخت ذي اللبن عمة رضاع‪ ،‬وأخت المرضعة خالة الرضاع )قششوله‪ :‬ول يحششرم عليششك برضششاع‬
‫من أرضعت أخاك الخ( شروع في أربع مسائل استثناها بعضهم من قاعدة يحرم من الرضاع ما‬
‫يحرم من النسب فهي تحرم من النسب ول تحرم من الرضاع‪ ،‬والمحققششون‪ ،‬كمششا فششي الروضششة‪،‬‬
‫على أنها ل تستثنى لعدم دخولها في القاعدة لنهن إنما يحرمن في النسب لمعنششى ل يوجششد فيهششن‬
‫في الرضاع‪ .‬وذلك المعنى هو المومة والبنتية والختية‪ ،‬كما سيأتي تقريره‪ ،‬وقد نظمها بعضهم‬
‫فقال‪ :‬مرضعة الخ أو الخت تحل أو ولد الولششد ولشو أنششثى جعششل كششذاك أم مرضششع للولششد وبنتهشا‬
‫وهي ختام العدد )قوله‪ :‬من أرضعت أخاك( أي أو أختك ولو كانت هذه أم نسششب لحرمششت عليششك‬
‫لنها أمك إن كان الخ والخت شقيقين لك أو لم أو موطوءة أبيك إن كان لب‪) .‬وقوله‪ :‬أو ولد‬
‫ولدك( بنصب ولد الول معطوفا على أخاك‪ :‬أي ول يحرم عليك من أرضششعت ولششد ولششدك‪ ،‬ولششو‬
‫كانت أم نسب لحرمت عليك لنها إما بنتك إن كان ولششدك أنششثى أو موطششوءة ابنششك إن كششان ذكششرا‬
‫)قوله‪ :‬ول أم مرضعة الخ( بالرفع عطف على مششن‪ :‬أي ول يحششرم عليششك أم مرضششعة ولششدك ول‬
‫بنت مرضعته ولو كانت المرضعة أم نسب كشانت موطوءتشك فيحششرم عليشك أمهشا وبنتهششا )قشوله‪:‬‬
‫وكذا أخت أخيك الخ( أي وكذا ل يحرم عليك أخت أخيك ول بد من قطع النظر عن متعلق قششوله‬
‫أول ول يحرم وهو برضاع وإل لما صح التعميم بقوله بعد من نسب أو رضاع‪ .‬وقوله من نسب‬
‫أو رضاع‪ :‬تعميم في الخ وفي الخت‪ ،‬أي ول يحرم عليك أخت أخيك الذي مششن النسششب أو مششن‬
‫الرضاع سواء كشانت هشي أيضشا مشن النسشب‪ ،‬كشأن كشان لزيشد أخ لب وأخشت لم فلخيشه لبيشه‬
‫نكاحها‪ ،‬أم من الرضاع‪ :‬كأن ترضع امرأة زيد أو صغيرة أجنبية فلخيه لبيششه نكاحهششا‪ ،‬وسششواء‬
‫كانت الخت أخت أخيك من أبيك لمه كما مثلنا أم أخت أخيك من أمك لبيششه‪ .‬مثششاله فششي النسششب‬
‫أن يكون لبي أخيك من أمك بنت من غير أمك فلك نكاحها‪ ،‬وفششي الرضششاع أن ترضششع صششغيرة‬
‫بلبن أبي أخيك لمك فلك نكاحها )قوله‪ :‬تنبيه( أي في بيان شروط الرضششاع المحششرم‪ .‬وقششد أفششرده‬
‫الفقهاء بباب مستقل‪ ،‬ويذكرونه عقب العقدة‪ ،‬والمصنف خالفهم وذكره هنا لنه لما ذكر الرضششاع‬
‫المحرم ناسب أن يذكر شروطه معه‪ .‬فما أحسن صششنيعه‪) .‬واعلششم( أن الرضششاع لغششة اسششم لمششص‬
‫الثدي وشرب لبنه‪ .‬وشرعا ما ذكره الشارح‪ .‬وأركانه ثلثة‪ :‬مرضع‪ ،‬ورضيع‪ ،‬ولبن‪ ،‬وكلها تعلم‬
‫من كلمه )قوله‪ :‬الرضاع( بكسر الراء وفتحها وبالضاد المعجمة وقد تبدل تاء‪ .‬وقششوله المحششرم‪،‬‬
‫بكسر الراء المشددة‪ :‬أي للنكاح )قوله‪ :‬وصول الخ( سشواء كشان بمشص الثششدي أم بغيشره‪ ،‬كمششا إذا‬
‫حلب منها ثم صب في فم‬

‫] ‪[ 330‬‬

‫الرضيع‪ .‬وقوله لبن‪ :‬أي ولو مخيضا‪ ،‬ومثل الزبد والجبن والقششط والقشششطة لن مششا ذكششر‬
‫في حكم اللبن‪ ،‬بخلف السمن الخالص من اللبن‪ .‬والمصل‪ ،‬وهو الذي يسيل مششن الجبششن والقششط‪،‬‬
‫واعتمد بعضهم التحريم بالسمن الخالص لما فيه من الدسم‪ .‬وقوله آدميششة‪ :‬أي حيششة حيششاة مسششتقرة‬
‫في حال انفصال اللبن منها وإن لم يشربه إل بعد موتها‪ .‬وخرج بالدمية الرجل فل تثبششت حرمششة‬
‫بلبنه على الصحيح لنه ليس معدا للتغذية‪ ،‬فأشبه غيره من المائعات‪ ،‬لكن يكره له ولفرعه نكششاح‬
‫من ارتضعت بلبنه‪ .‬وخرج أيضا الخنثى المشكل والمذهب أنه يوقف المر فيه إلششى البيششان‪ ،‬فششإن‬
‫بان أنثى حرم لبنه وإل فل‪ .‬فلو مات قبله لم يثبت التحريم‪ ،‬فللششذي ارتضششع منششه نكششاح أم الخنششثى‬
‫ونحوها والبهيمة‪ .‬فلو ارتضع صغيران من شاة مثل لم تحرم مناكحتهما والجنية بناء علششى عششدم‬
‫صحة مناكحتنا للجن‪ .‬أمششا علششى صششحة ذلششك فهششم كششالدميين‪ .‬فلششو أرضششعت جنيششة صششغيرا ثبششت‬
‫التحريم وإن لم تكن على صورة الدمية أو كان ثديها في غير محله المعتاد‪ .‬وخرج بقششولي حيششة‬
‫الميتة فل يثبت الرضاع بلبنها لنه منفصل من جثة منفكة عن الحل والحرمششة كالبهيمششة‪ .‬وبحيششاة‬
‫مستقرة من انتهت إلى حركة المذبوح فل يثبت الرضاع بلبنها أيضا )قششوله‪ :‬بلغششت سششن حيششض(‬
‫الجملة صفة لدمية‪ .‬أي آدمية موصوفة بكونها بلغت سششن الحيششض‪ ،‬أي ولششو كششانت بكششرا خليششة‪.‬‬
‫وسن الحيض هو تسع سنين قمرية‪ ،‬ويكفي كون التسع تقريبية‪ ،‬على المعتمد‪ :‬كمششا فششي الحيششض‪،‬‬
‫ول يشترط أن تكون تحديدية‪ .‬فلو انفصل اللبن منها قبل التسع بما ل يسع حيضششا وطهششرا‪ ،‬وهششو‬
‫أقل من ستة عشر يوما‪ ،‬كان محرما‪ .‬وخرج بذلك من لم تبلغ سن حيض بششأن انفصششل منهششا قبششل‬
‫التسع بما يسع حيضا وطهرا‪ ،‬وهو ستة عشر يوما فأكثر‪ ،‬فل يؤثر‪ ،‬وذلك لنها ل تحتمششل حينئذ‬
‫الولدة واللبن فرعها )قوله‪ :‬ولو قطرة( غاية في اللبن المحرم وصوله‪ :‬أي يحششرم وصششول اللبششن‬
‫ولو كان قطرة‪ ،‬والمششراد فششي كششل رضششعة )قششوله‪ :‬أو مختلطششا بغيششره( غايششة ثانيششة‪ :‬أي ولششو كششان‬
‫مختلطا بغيره مائعا كان أو جامدا فإنه يحرم‪ .‬وقوله وإن قل أي اللبن المخلوط مششع غيششره‪ .‬ثششم إن‬
‫كان اللبن المخلوط غالبا بأن بقي طعمه أو لونه أو ريحه أثر التحريم مطلقا‪ ،‬سواء شرب البعض‬
‫أو الكل‪ ،‬وإن كان مغلوبا بأن زال طعمه أو لونه أو ريحه حسا وتقديرا بالشد‪ ،‬فإن شششرب الكششل‬
‫أثر التحريم لتيقن شرب اللبن‪ ،‬وإل فل )قوله‪ :‬جوف( بالنصب على الظرفية متعلق بوصول‪ :‬أي‬
‫وصوله في جوفه‪ ،‬أي معدته أو دمششاغه‪ .‬فششالمراد بششالجوف مششا يحيششل الغششذاء أو الششدواء‪ .‬والمششراد‬
‫الوصول مطلقا‪ ،‬ولو بإسعاط‪ ،‬بأن يصب اللبن في أنفه فيصل إلى دماغه‪ ،‬ل بحقنششة‪ ،‬بششأن يصششب‬
‫اللبن في دبره فيصل إلى معدته أو بتقطير في قبل أو أذن لعدم التغذي بذلك‪ .‬ومن هنا يظهر أنششه‬
‫ل أثر لوصوله لما عدا المعدة والدماغ وإن وصل إلى حد الباطن المفطر للصائم‪ .‬وقوله رضيع‪:‬‬
‫أي حي حياة مستقرة‪ ،‬فل أثر لوصوله جوف مششن حركتششه حركششة مششذبوح أو ميششت اتفاقششا لنتفششاء‬
‫التغذي )قوله‪ :‬لم يبلغ حولين( الجملة صفة لرضيع‪ :‬أي رضيع موصششوف بكششونه لششم يبلششغ عمششره‬
‫حولين‪ ،‬أي بالهلششة إن وقششع انفصششال الرضششيع أول الشششهر الول‪ ،‬فششإن انكسششر الشششهر بششأن وقششع‬
‫انفصاله في أثنائه تمم العدد من الخامس والعشرين شهرا ثلثين يوما‪ .‬وخرج بلم يبلغ حولين مششا‬
‫لو بلغهما فل يؤثر ارتضاعه تحريما‪ .‬وذلك لخبر الدارقطني ل رضاع إل ما كششان فششي الحششولين‬
‫وما ورد مما خالف ذلك في قصة سالم مشولى أبشي حذيفشة رضشي الش عنشه فشإن زوجتشه كرهشت‬
‫دخوله عليها فأرشدها رسول ال )ص( إلى إرضاعه حيث قال لها أرضعيه‪ :‬فمخصششوص بششه أو‬
‫منسوخ‪ .‬وابتداؤهما يعتبر من تمام انفصال الرضيع‪ .‬فلشو ارتضششع قبشل تمشامه لششم يشؤثر‪ .‬ولشو تشم‬
‫الرضيع حولين في أثناء الرضعة الخامسة أثر على المذهب لن ما يصششل إلششى الجششوف فششي كششل‬
‫رضعة غير مقدر حتى لو لم يصل في كل رضعة إل فطرة‪ :‬كفى‪ ،‬كما تقدم )قوله‪ :‬يقينا( قيد فششي‬
‫انتفاء بلوغه الحولين‪ ،‬أي يعتبر انتفاء بلوغه الحولين يقينا‪ .‬فلو شك هششل بلغهمششا أم ل ؟ لششم يششؤثر‬
‫الرضاع حينئذ للشك في سبب التحريم )قوله‪ :‬خمششس مششرات( حششال مششن وصششول‪ :‬أي حششال كششون‬
‫وصول اللبن في جوف الرضيع خمس مرات أو ظرف متعلق به‪ ،‬أي وصوله من خمس مرات‪.‬‬
‫وقوله يقينا‪ ،‬قيد في الخمس مرات‪ .‬فلو شك فششي كششونه خمسششا أو أقششل لششم يششؤثر لن الصششل عششدم‬
‫الخمس‪ ،‬لكن ل يخفى الورع‪ .‬والحكمة في اعتباره خمشس مشرات أن الحشواس الشتي بهشا الدراك‬
‫خمس‪ :‬وهي السمع والبصر والشم والذوق والمس‪ ،‬فكأن كل رضششعة تحفششظ حاسششة‪ .‬وقيششل يكفششي‬
‫رضعة واحدة‪ ،‬وهو مذهب أبي حنيفة ومالك رضي ال عنهما‪ ،‬ثششم إن ظششاهر العبششارة أنششه يكفششي‬
‫وصول اللبن الجوف خمس مرات ولو انفصل اللبن من الثدي دفعة‬

‫] ‪[ 331‬‬
‫واحدة‪ ،‬وليس كذلك‪ ،‬بل ل بد من انفصال اللبن خمسا ووصوله إلششى الجششوف خمسششا‪ .‬فلششو‬
‫حلب منها لبن دفعة وأوجره الطفل خمس مرات أو حلب منها خمس مرات وأوجره دفعة حسششب‬
‫رضعة واحدة في الصورتين اعتبارا في الولى بحالششة النفصششال وفششي الثانيششة بحالششة الوصششول‪.‬‬
‫وقوله عرفا أي أن العبرة في ضبط الخمس بالعرف‪ ،‬وذلك لنهن ل ضابط لهن لغة ول شششرعا‪.‬‬
‫وما ل ضابط له فيهما فضابطه العرف‪ .‬فما قضششى بكششونه رضششعة أو رضششعات اعتششبر‪ ،‬وإل فل‬
‫)قوله‪ :‬فإن قطع الرضيع الخ( أي الرضاع‪ .‬وهو تفريع على كون العبرة في ضششبطهن بششالعرف‪.‬‬
‫وقوله إعراضا‪ ،‬منصوب على الحال من فاعل قطع‪ :‬أي قطعه حال كونه معرضا عششن الثششدي أو‬
‫على أنه مفعول لجله‪ ،‬أي للعراض‪ .‬وخرج به ما لو قطعه ل إعراضا بل لنحو اللهششو ثششم عششاد‬
‫إليه فإنه يعد رضعة واحدة‪ ،‬كما سيصرح به قريبا )قوله‪ :‬وإن لم يشتغل الخ( لو أخره عششن قششوله‬
‫فرضعتان لكان أولى‪ ،‬لنه غايششة لششه )قششوله‪ :‬أو قطعتششه المرضششعة( أي إعراضششا أيضششا ل لشششغل‬
‫خفيف‪ ،‬وإل فل تعششدد‪ ،‬كمششا سيصششرح بشه )قشوله‪ :‬ثششم عششاد( أي الرضشيع‪) .‬وقشوله‪ :‬إليشه( أي إلشى‬
‫الرضاع‪) .‬وقوله‪ :‬فيهما( أي في الصورتين‪) .‬وقوله‪ :‬فورا( أي أو بالتراخي‪ ،‬ولو قال ولششو فششورا‬
‫لكان أولى )قوله‪ :‬فرضعتان( خبر لمبتدأ محذوف والجملة جواب الشششرط‪ :‬أي فهمششا‪ ،‬أي مششا قبششل‬
‫القطع وما بعد العود‪ ،‬رضعتان )قوله‪ :‬أو قطعة( أي الرضيع الرضاع‪) .‬وقوله‪ :‬لنحششو لهششو( هششذا‬
‫مفهوم قوله إعراضا‪ ،‬كما علمت‪) .‬قششوله‪ :‬كنششوم( تمثيششل لنحششو اللهششو‪ .‬ومثلششه التنفششس وازدراد مششا‬
‫جمعه من اللبن في فمه‪ .‬وقوله خفيف‪ ،‬صفة لنحو لهو‪ ،‬ويصح جعله صفة لنوم‪ ،‬لكن الول أولى‬
‫)قوله‪ :‬وعاد حال( أي بعد قطعه لنحو لهششو )قششوله‪ :‬أو طششال( معطششوف علششى خفيششف مششن عطششف‬
‫الفعل على السم المشبه للفعل وهو جائز‪ .‬قال في الخلصة‪ :‬واعطف علششى اسششم شششبه فعششل فعل‬
‫وعكسا استعمل تجده سهل والمناسب أن يقول أو طويل من عطف الوصششف علششى الوصششف‪ ،‬أي‬
‫أو قطعه لنحو لهو طويل‪ .‬وقششوله والثششدي بفمششه‪ :‬الجملششة حاليششة‪ ،‬وهششي قيششد فششي الطششول‪ .‬وعبششارة‬
‫التحفة‪ :‬أما إذا نام أو التهى طويل فإن بقي الثدي بفمه لم يتعدد وإل تعدد‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬أو تحششول(‬
‫يصح قراءته بصيغة الفعل عطفا على أو قطعه‪ ،‬ويصح قراءته بصيغة المصدر عطفا على نحششو‬
‫لهو‪ ،‬والتقدير عليه أو قطعه لجل نحو تحول‪ .‬ويدل للول عبارة المنهاج ونصها مع التحفششة‪ ،‬أو‬
‫قطعه للهو وعاد في الحال أو تحول أو حولته من ثدي لخششر فل تعششدد‪ .‬ا‍ه‪ .‬ويششدل للثششاني عبششارة‬
‫الرشاد ونصها مع شرحه‪ :‬ل إن قطعه بتحول‪ :‬أي سبب تحوله من ثدي لخر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬ولششو‬
‫بتحويلها( أي ولو كان التحول حصل بتحويل المرضعة له‪ .‬والغاية للتعميم‪ :‬أي ل فرق فششي هششذا‬
‫التحول بين أن يكون من الطفل بنفسه أو من المرضعة )قوله‪ :‬من ثدي لخر( متعلق بتحول‪ :‬أي‬
‫تحول من ثديها إلى ثديها الخر‪ .‬ولو عبر بما ذكرتشه لكششان أولششى لن عبششارته تشششمل ثششدي غيششر‬
‫المرضعة الولى مع أن الرضاع يتعدد به مطلقا )قوله‪ :‬أو قطعته الخ( معطششوف علششى أو قطعششه‬
‫لنحو لهو‪) .‬وقوله‪ :‬لشغل خفيف( خرج به ما إذا كششان لشششغل غيششر خفيششف بششأن كششان طششويل فششإنه‬
‫يتعدد بالعود‪ .‬وحاصل ما ذكره الشارح من المسائل خمس على قراءة تحول بصيغة الفعل‪ :‬اثنان‬
‫منها يتعدد فيهما الرضاع وهما‪ :‬ما إذا قطعه الرضيع إعراضا‪ ،‬وما إذا قطعته كششذلك‪ .‬والبقيششة ل‬
‫يتعدد فيها الرضاع وهي‪ :‬ما إذا قطعه لنحو لهو خفيف‪ ،‬وأما إذا تحول من ثديها للخر‪ ،‬وأما إذا‬
‫قطعته لشغل خفيف )قوله‪ :‬فل تعدد( جواب إن المقدرة قبل قوله قطعه لنحو لهو وبعد أو‪ ،‬وقششوله‬
‫في جميع ذلك‪ ،‬أي المذكور‪ ،‬وهو قششوله أو قطعششه لنحششو لهششو وقششوله أو تحششول وقششوله أو قطعتششه‪،‬‬
‫وإنما لم يحصل التعدد في ذلك عمل بالعرف )قوله‪ :‬وتصير المرضششعة الششخ( ل حاجششة إلششى هششذا‬
‫بعد الضابط السابق الذي ذكره بقوله فمرضعتك ومرضعتها الششخ إل أن يقششال الغششرض منششه بيششان‬
‫ضابط آخر بعبارة أخرى‪ ،‬وكان الولى التفريع بالفاء‪ .‬وقوله أمه‪ :‬أي الرضيع‪ .‬وقوله وذو اللبشن‬
‫أباه‪ ،‬أي ويصير صاحب اللبن أبا الرضيع‪ .‬ول فرق فيه بين أن يكون زوجششا أو واطئا بشششبهة أو‬
‫واطئا بمالك اليمين ل الواطئ بزنا‪ ،‬فل يحرم عليه أن ينكح المرتضعة بلبن زناه‬

‫] ‪[ 332‬‬
‫لكن يكره ول تنقطع نسبة اللبن عن صاحبه‪ ،‬فإن طششالت المششدة جششدا أو انقطششع ثششم عششاد إل‬
‫بولدة من آخر فاللبن قبلها للول واللبن بعدها للخششر )قششوله‪ :‬وتسششري الششخ( أي تنتشششر الحرمششة‬
‫ممن رضع‪ ،‬وهو الطفل‪ ،‬أي وصول المرضعة وذي اللبن وفروعهما وحواشيهما‪ .‬ثم إن صريح‬
‫عبارته أن الحرمة تنتشر من الرضيع إلى من ذكر مع أن الحرمة إنما تنتشر من المرضششعة إلششى‬
‫أصششولها وفروعهششا وحواشششيها‪ ،‬وكششذلك مششن ذي اللبششن إلششى المششذكورين‪ ،‬فكششان الولششى أن يقششول‬
‫وتسري الحرمة من المرضعة وذي اللبن الى من ذكر ومن الرضيع إلششى فروعششه فقششط‪ .‬والمششراد‬
‫بالصول الباء‪ ،‬وبالفروع البناء‪ ،‬وبالحواششي الخشوة والخشوات والعمششام والعمشات‪ .‬فيصششير‬
‫آباء المرضعة وصاحب اللبن أجداده‪ ،‬وأمهاتهما جداته‪ ،‬وأولدهما أخوته وأخواته‪ :‬سواء وجششدوا‬
‫قبله وبعده‪ ،‬كما تقدم‪ ،‬وإخوة المرضعة أخواله‪ ،‬وأخواتها خالته‪ ،‬وإخوة صششاحب اللبششن أعمششامه‪،‬‬
‫وأخواته عماته‪ ،‬ويصير أولد الرضيع أحفادهما )قوله‪ :‬وإلى فششروع الرضششيع الششخ( أي وتسششري‬
‫الحرمة من الرضيع إلى فروعشه ل إلششى أصششوله وحواشششيه‪ ،‬والفشرق بيشن أصششولهما وحواشششيهما‬
‫وبيششن أصششوله وحواشششيه أن لبششن المرضششعة كششالجزء مششن أصششولها فتسششري الحرمششة إليهششم وإلششى‬
‫حواشيهم‪ ،‬وسبب لبن المرضعة مني الفحل الذي جاء منه الولد‪ ،‬وهو كالجزء من أصوله أيضششا‪،‬‬
‫فيسري التحريم إليهم وإلى حواشيهم‪ ،‬ول كششذلك فششي أصششول الرضششيع وحواشششيه‪ .‬وقششد نظششم هششذا‬
‫الضابط بعضهم بقوله‪ :‬وينتشر التحريم من مرضع إلى أصول فصششول والحواشششي مششن الوسششطو‬
‫وممن له در إلى هذه ومن رضيع إلى ما كان من فرعه فقط والمراد بمن له الدر صاحب اللبششن‪،‬‬
‫كالزوج‪ ،‬واسم الشارة عائد إلى الثلثة قبله )قوله‪ :‬ولو أقر الششخ( شششروع فششي القششرار والشششهادة‬
‫بالرضاع )قوله‪ :‬رجل وامرأة( الششواو بمعنششى أو‪ ،‬لن لفششظ القششرار ل يشششترط أن يكششون صششادرا‬
‫منهما معا‪ ،‬بل يكون تارة صادرا منهما معا‪ ،‬وتارة يكون صادرا على أحدهما ثششم يششوافقه الخششر‬
‫أو ينكر )قوله‪ :‬قبل العقد( الظرف متعلق بأقر‪ .‬وسيذكر محترزه )قوله‪ :‬أن بينهما أخوة رضششاع(‬
‫أي أو بنوة أو عمومة أو خؤولة بأن قال هي بنتي أو أختي أو عمتي أو خالتي‪ ،‬أو قالت هي هششو‬
‫إبني أو أخي أو عمي أو خالي ووافق كل منهما الخر على ما أقر به )قششوله‪ :‬وأمكششن( أي المقششر‬
‫به بأن لم يكذبه الحس‪ ،‬فإن كذبه بأن منع من الجتماع بها أو بمن تحرم عليششه بسششبب إرضششاعها‬
‫مانع حسي أو ادعى أنها بنته وهي أسن منه‪ ،‬فإقراره لغو )قوله‪ :‬حرم تناكحهما( أي مؤاخذة لكل‬
‫منهما بإقراره‪ .‬قال في التحفة‪ :‬ظاهرا وباطنا إن صدق المقر‪ ،‬وإل فظاهرا فقط ثم قششال‪ :‬ويظهششر‬
‫أنه ل تثبت الحرمة على غير المقر من فروعه وأصوله مثل إل إن صدقه‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وإن رجعا‬
‫عن القرار( غاية في حرمة المناكحة بالقرار‪ :‬أي حرمت مناكحتهما بششه بعششده وإن رجعششا عنششه‬
‫فل يعتد برجوعهما )قوله‪ :‬أو بعده( معطوف على قوله قبل العقد‪ :‬أي أو أقششر رجششل وامششرأة بعششد‬
‫العقد أن بينهما ما ذكر )قششوله‪ :‬فهششو باطششل( أي فعقششد النكششاح باطششل عمل بإقرارهمششا وإن قضششت‬
‫العادة بجهلهما بشروط الرضاع المحرم )قوله‪ :‬فيفششرق بينهمششا( أي ويسششقط المسششمى لتششبين فسششاد‬
‫النكاح ويجب مهر المثل إن وطئها معذورة‪ ،‬كأن كانت جاهلة بالحال أو مكرهششة‪ ،‬وإل فل يجششب‬
‫شئ )قوله‪ :‬وإن أقر( أي الزوج‪ .‬وقوله به‪ :‬أي بالرضششاع المحششرم‪ .‬وقششوله فششأنكرت‪ ،‬أي الزوجششة‬
‫المدعى به )قوله‪ :‬صدق في حقه( أي عمل بإقراره بالنسبة لحقه وهو انفساخ النكششاح‪ ،‬ل بالنسششبة‬
‫لحقها وهو الصداق‪ .‬فل يسقط عنه‪ ،‬بل لها المسمى إن صششح‪ ،‬وإل فمهششر المثششل إن وطئهششا‪ ،‬وإل‬
‫فنصفه‪ ،‬وذلك لن الفرقشة منششه )قشوله‪ :‬ويفششرق بينهمشا( أي يفشرق القاضشي أو نشائبه بينهمششا حينئذ‬
‫)قوله‪ :‬أو أقرت( أي الزوجة‪ .‬وقوله به‪ :‬أي الرضاع المحرم‪ ،‬وقششوله دونششه‪ :‬أي الششزوج‪ ،‬أي أنششه‬
‫أنكر ما ادعته )قوله‪ :‬فإن الخ( جواب إن المقدرة قبل قوله أقرت‪ :‬أي أو إن أقرت وأنكر هو فشإن‬
‫الخ‪ .‬وقوله كان أي إقرارها‬

‫] ‪[ 333‬‬
‫بذلك‪ .‬وقوله بعد أن عينته‪ :‬الولى إسقاط قوله بعد أن ويقتصر على قوله عينته لن ذكره‬
‫يقتضي أنها لو أقرت بذلك قبل تعيينها وقبل تمكينهششا مششن الششوطئ يقبششل قولهششا‪ ،‬ول معنششى لششه‪ :‬إذ‬
‫الفرض أن القرار واقع بعد العقد‪ .‬وقوله أو مكنته من وطئه إياها‪ ،‬أي حال كونها عالمة بالحششال‬
‫مختارة‪ .‬وقوله لم يقبل قولهشا‪ :‬أي ويصششدق هشو بيمينشه ول شششئ لهششا ل المسششمى ول مهششر المثششل‬
‫بوطئه لها لنها زانية‪ .‬وعبارة التحفششة مششع الصششل‪ ،‬وإن ادعتششه‪ ،‬أي الزوجششة‪ ،‬الرضششاع المحششرم‬
‫فأنكره الزوج صدق بيمينه إن زوجت منه برضاها به بأن عينته في إذنها لتضمنه إقرارها بحلها‬
‫له‪ ،‬وإل تزوج برضاها‪ ،‬بل إجبارا‪ ،‬أو أذنت من غير تعيين زوج فالصح تصديقها بيمينهششا‪ ،‬مششا‬
‫لم تمكنه مششن وطئهششا مختششارة‪ ،‬لحتمششال مششا تششدعيه ولششم يثبششت منهششا مششا يناقضششه‪ .‬ا‍ه )قششوله‪ :‬وإل‬
‫صدقت( أي وإن لم تعين الزوج في الذن للتزويج بأن أذنت للولي في التزويششج مشن غيششر تعييششن‬
‫ولم تمكنه من وطئه إياها حال كونها عالمششة مختششارة‪ ،‬بششأن مكنتششه حششال كونهششا جاهلششة بالحششال أو‬
‫مكرهة‪ ،‬أو لم تمكنه رأسا صدقت بيمينها وفرق بينهما وعليه مهر المثششل ل المسششمى إذا وطئهششا‪.‬‬
‫نعم‪ ،‬إن أخذت المسمى فليس له رده وإعطاؤها مهر المثل‪ .‬والورع لشه فيمشا إذا ادعشت الرضشاع‬
‫أن يطلقها لتحل لغيره إن كانت كاذبة‪ .‬ثم إن منكر الرضاع منهما يحلف على نفي علمه بششه لنششه‬
‫ينفي فعل غيره ول نظر إلى فعله في الرتضاع‪ ،‬لنه كان صغيرا ومدعيه يحلف على بت لنششه‬
‫يثبت فعل الغير‪ .‬نعم لو نكل أحدهما عن اليمين وردت على الخر حلشف علشى البششت )قشوله‪ :‬ول‬
‫تسمع دعوى نحو أب الخ( أي إن لم تكن بينشة ولشم يصشدقاه بششدليل قشوله بعشد ويثبشت الشخ )قشوله‪:‬‬
‫ويثبت الرضشاع برجشل وامرأتيشن( أي بششهادة رجشل وامرأتيشن‪ :‬أي وبرجليشن أيضشا وإن تعمشدا‬
‫النظر لثدييها لغير الشهادة وتكرر منهما لنه صغيرة ل يضر إدمانها حيث غلبششت طاعششاته علششى‬
‫معاصيه )قوله‪ :‬وبأربع نسوة( أي ويثبت بأربع نسوة لطلعهن عليه غالبا كالولدة ومششن ثششم لششو‬
‫كان النزاع في الشرب من ظرف لم يقبلششن لن الرجششال يطلعششون عليششه ثششم يقبلششن فششي أن مششا فششي‬
‫الظرف لبن فلنة‪ ،‬لن الرجال ل يطلعششون علششى الحلششب غالبششا‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفششة )قششوله‪ :‬ولششو فيهششن‪ ،‬أم‬
‫المرضعة( غاية في ثبوت الرضاع بأربع نسوة‪ :‬أي يثبت الرضاع بهن ولشو كشانت أم المرضشعة‬
‫واحدة منهن‪ .‬والمرضعة تقرأ بصيغة اسم المفعول‪ ،‬وأمها هي المرضششعة‪ ،‬بكسششر الضششاد‪ ،‬وإنمششا‬
‫حملت ما ذكر على هذا الضبط لنها هي التي يتوهم إخراجها وعدم صحة شهادتها للتهمة‪ .‬وأمششا‬
‫غيرها فل يتشوهم فيشه ذلششك فل حاجشة للتنشبيه عليشه بالغايششة )قشوله‪ :‬إن ششهدت( أي أم المرضشعة‬
‫)قوله‪ :‬حسبة( أي شهادة حسبة‪ ،‬وهي التي تكون من غير استشهاد‪ :‬كأن يقول الشاهد ابتداء عنششد‬
‫القاضي أشهد على فلن بكذا فأحضره سواء تقدمها دعوى أم ل‪ .‬وهذا هو الذي جرى عليششه ابششن‬
‫حجر وغيره‪ ،‬خلفا للذرعي كما في الرشيدي حيششث قششال‪ :‬إنهششا ل يقششال لهششا شششهادة حسششبة بعششد‬
‫الدعوى‪ .‬فقول الشارح بعد بل دعوى‪ ،‬أي سبق دعوى‪ ،‬ليس بقيد‪ ،‬أو يقال إنه جرى على طريقة‬
‫الذرعي التي نقلها عنه الرشيدي‪ .‬وإنما اكتفى بشهادة الحسششبة منهششا لنتفششاء التهمششة لنهششا تكششون‬
‫شهادة على المرضعة ‪ -‬ل لها ‪ -‬وخرج بشهادة الحسبة غيرها فل تكفي منها للتهمششة لنهششا تكششون‬
‫شهادة لها حينئذ )قوله‪ :‬كشهادة أب امششرأة وابنهششا بطلقهششا( الكششاف للتنظيششر‪ :‬أي نظيششر شششهادة أم‬
‫امرأة وابنها بطلقها فإنها تقبل‪ .‬وقوله كذلك‪ :‬أي إذا كانت حسششبة‪ ،‬فششإن لششم تكششن حسششبة فل تقبششل‬
‫)قوله‪ :‬وتقبششل شششهادة مرضششعة مششع غيرهششا( أي مششع ثلث غيرهششا أو مششع رجششل وامششرأة غيرهششا‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬لم تطلب أجرة الرضاع( أي حال الشهادة أو قبلها‪ ،‬فإن طلبتها لم تقبل للتهمة )قوله‪ :‬وإن‬
‫ذكرت فعلها( أي تقبل شهادتها حينئذ وإن ذكرت في الشهادة فعلها لنها غير متهمة في ذلششك مششع‬
‫كون فعلها غير مقصود في الثبات‪ ،‬إذ العششبرة بوصششول اللبششن لجششوفه‪ .‬وعبششارة المنهششاج‪ :‬وتقبششل‬
‫شهادة المرضعة إن لم تطلب أجرة ول ذكرت فعلها وكذا إن ذكرته فقالت أرضعته فششي الصششح‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وشرط شهادة الرضاع( أي صحتها‪) .‬وقوله‪ :‬ذكر وقت الخ( أي بأن يقششول أشششهد أنششه‬
‫رضع خمس رضعات متفرقات في الحياة بعد التسع وقبل الحولين‪ .‬قال في التحفة‪ :‬نعششم إن كششان‬
‫الشاهد فقيها يوثق بمعرفته وفقهه موافقا للقاضي المقلد في شرط التحريم وحقيقة الرضعة اكتفى‬
‫] ‪[ 334‬‬

‫منه بإطلق كونه محرما‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ويعششرف( أي وصششوله للجششوف )قششوله‪ :‬بنظششر حلششب(‬
‫بفتح لمه وهو اللبن المحلوب‪ .‬وقوله وإيجار‪ :‬أي مع إيجار وازدراد‪ ،‬والول هو وضعه في فششم‬
‫الرضيع والثاني بلعه ووصوله للمعدة‪ .‬فل بد في معرفة وصوله إلششى الجششوف مششن مشششاهدة هششذه‬
‫الثلث‪ :‬أعني الحلب‪ ،‬واليجار‪ ،‬والزدراد‪) .‬قوله‪ :‬أو بقششرائن( عطششف علششى نظششر‪ :‬أي ويعششرف‬
‫أيضا بقرائن )قوله‪ :‬كامتصشاص ثششدي الشخ( تمثيششل للقشرائن‪ .‬وقشوله وحركشة حلقشه‪ :‬أي وكحركشة‬
‫حلقه‪ ،‬وهو بسكون اللم بعد حاء مفتوحة )قوله‪ :‬بعد علمه( الظرف متعلق بامتصاص وما بعده‪،‬‬
‫كما هو ظاهر عبارته‪ ،‬وهو يفيد اشتراط تقدم علمه بشذلك علششى المتصشاص ومشا بعشده‪ ،‬مشع أنشه‬
‫يكفي العلم به ولو بعد ما ذكر‪ .‬فالولى جعله متعلقا بفعل محذوف‪ :‬أي ويشهد بعد علمه أنها ذات‬
‫لبن حالة الرضاع أو قبيله‪ .‬أفاده البجيرمي )قوله‪ :‬وإل الخ( أي وإن لششم يعلششم أنهششا ذات لبششن فل‬
‫يحل له أن يشهد ولو مع وجود القرائن المذكورة لن الصل عدم اللبن‪ ،‬ول عششبرة بششالقرائن مششع‬
‫هذا الصل )قوله‪ :‬ول يكفي في أداء الشهادة ذكره القرائن( أي بأن يقول أشششهد أنششه مششص الثششدي‬
‫وحرك حلقه )قوله‪ :‬بل يعتمدها ويجزم بالشهادة( أي بل يجششزم بالشششهادة بالرضششاع معتمششدا علششى‬
‫القرائن من غير ذكر لها )قوله‪ :‬ولو شهد به( أي بالرضاع‪ .‬وقوله دون النصاب‪ :‬دون إن جعلت‬
‫من الظروف المتصرفة فهششي مرفوعششة علششى أنهششا فاعششل شششهد‪ ،‬وإن جعلششت مششن الظششروف غيششر‬
‫المتصرفة‪ ،‬كما هو رأي الجمهششور‪ ،‬فالفاعششل محششذوف‪ ،‬وهششي منصششوبة صششفة لششه‪ ،‬أي عششدد دون‬
‫النصاب‪ .‬والنصاب في الشهود هنا رجلن‪ ،‬أو رجل وامرأتان‪ ،‬أو أربع نسوة‪ ،‬كمششا تقششدم )قششوله‪:‬‬
‫أو وقع شك الخ( هذا مفهوم قوله في حد الرضاع المحرم يقينا بعد قوله لم يبلغ حولين وبعد قوله‬
‫خمس مرات‪ ،‬ولو قدمه هناك لكان أولى‪ .‬وقوله في تمششام الرضششعات‪ :‬أي هششل ارتضششع خمسششا أو‬
‫أقل‪ .‬وقوله أو الحولين‪ ،‬أي أو شك هل ارتضششع بعششد تمششام الحششولين أو قبلششه ؟ وقششوله أو وصششول‬
‫اللبن جوف الرضيع‪ ،‬أي أو شك هل وصشل إليشه أم ل ؟ )قشوله‪ :‬لشم يحششرم النكشاح( أي لششم يحششرم‬
‫الرضاع المذكور النكاح‪ ،‬فراء يحرم مشددة مكسورة‪ ،‬وفاعله يعود على الرضاع‪ ،‬ويصح جعششل‬
‫النكاح فاعل والراء عليه مخففة مضمومة )قوله‪ :‬لكن الورع الجتنششاب( أي اجتنششاب النكششاح لمششا‬
‫روي عن عقبة بن الحارث قال‪ :‬أتيت النبي )ص( وقلت له يا رسول ال‪ :‬تزوجت امرأة فجاءتنششا‬
‫امرأة سوداء‪ .‬فقالت قد أرضشعتكما وهششي كاذبششة فقشال )ص( كيششف تصشنع بهشا وقشد زعمششت أنهشا‬
‫أرضعتكما ؟ دعها منك‪ ،‬أي طلقها‪ ،‬قال عقبة‪ :‬فراجعششت النششبي )ص( وقلششت يششا رسششول الش إنهششا‬
‫امرأة سوداء‪ ،‬أي فل يقبل قولها‪ ،‬فقشال أليشس وقشد قيشل فأرششده النشبي )ص( إلشى طريشق الشورع‬
‫والحتياط وإن لم تقبل شهادة تلك المرأة )قوله‪ :‬وإن لم تخبره إل واحدة( غايششة فششي كششون الششورع‬
‫الجتناب )قوله‪ :‬نعم إن صدقها يلزم الخذ بقولها( أي يلزمه أن يعمل بقولها‪ ،‬فالخذ فاعل يلزم‪.‬‬
‫ويصششح جعششل يلششزم مبنيششا للمجهششول مششن ألششزم الربششاعي‪ ،‬وهششو يطلششب مفعششولين‪ :‬الول الضششمير‬
‫المستتر‪ ،‬والثاني الخذ‪ .‬والمعنى ألزمه الشارع العمل بقولها‪ :‬أي فيحرم عليه النكششاح )قششوله‪ :‬ول‬
‫يثبت القرار بالرضششاع إل برجليششن( والفششرق بيشن الرضششاع نفسششه‪ ،‬حيششث يثبششت بمششا مششر‪ ،‬وبيششن‬
‫القششرار بششه‪ ،‬حيششث ل يثبششت إل برجليششن‪ ،‬أن الثششاني ممششا يطلششع عليششه الرجششال وهششو ل يثبششت إل‬
‫برجلين‪ ،‬كما سيأتي فششي الشششهادة‪) ،‬قششوله‪ :‬أو مصششاهرة( معطششوف علششى بنسششب‪ :‬أي وشششرط فششي‬
‫الزوجة عدم محرمية بسبب مظاهرة‪ ،‬وهي معنى يشبه القرابة يترتب على النكاح‪ .‬وعبارة شرح‬
‫الروض‪ :‬وهي خلطة توجب تحريما‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬فتحرم زوجة أصل( أي وإن لم يدخل بها‪ ،‬وذلششك‬
‫لطلق قوله تعالى‪) * :‬ول تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إل‬

‫] ‪[ 335‬‬

‫ما قد سلف( * )‪ (1‬يعني ما قد مضى في الجاهلية قبل علمكشم بتحريمشه‪ ،‬كمشا قشال المشام‬
‫الشافعي رضي ال عنه في الم‪ :‬فل مؤاخذة عليكم به‪ ،‬فإنه كان في الجاهلية إذا مات الرجل عن‬
‫زوجة خلفه عليها أكبر أولده فيتزوجها‪) .‬قوله‪ :‬من أب الخ( بيان للصششل‪) .‬وقششوله‪ :‬أو جششد لب‬
‫أو أم( أي جد من جهة الب أو من جهة الم‪) .‬وقوله‪ :‬وإن عل( أي الجد‪) .‬وقوله‪ :‬مششن نسششب أو‬
‫رضاع( تعميم في الب والجد‪ ،‬أي ل فششرق فيهمششا بيششن أن يكونششا مششن جهششة النسششب أو مششن جهششة‬
‫الرضاع )قوله‪ :‬وفصل( أي وتحرم زوجة فصل‪ ،‬أي فرع وإن لم يدخل بها لطلق قوله تعالى‪:‬‬
‫* )وحلئل أبنائكم الذين من أصششلبكم( * )‪ * (2‬والتقييششد فششي اليششة لخششراج حليلششة المتبنششي‪ ،‬فل‬
‫يحرم على الشخص زوج من تبناه لنه ليس بابن له‪ ،‬ل لخراج حليلة البن مششن الرضششاع فإنهششا‬
‫تحرم بالجماع )قوله‪ :‬من ابن الششخ( بيششان للفصششل‪) .‬وقششوله‪ :‬وإن سششفل( أي ابششن البششن‪) .‬وقششوله‪:‬‬
‫منهما( أي من نسب أو رضششاع )قششوله‪ :‬وأصششل زوجششة( بششالرفع عطششف علششى زوجششة‪ .‬وقششوله أي‬
‫أمهاتها تفسير لصل الزوجة‪ ،‬وقوله بنسب أو رضاع‪ ،‬تعميم في المهات‪ .‬وقوله وإن علششت‪ ،‬أي‬
‫المهات‪ .‬والولى وإن علون‪ ،‬بنون النسوة‪ ،‬وقوله وإن لم يدخل بها‪ :‬غاية في الحرمة‪ ،‬أي يحرم‬
‫نكاح أصل الزوجة وإن لم يدخل بالزوجة )قوله‪ :‬للية( دليل للحرمة في جميع ما مر من زوجششة‬
‫الصل وما بعده‪ ،‬وإن كان صنيعه يفيد أنه دليل لها في الخير فقط‪ .‬والمششراد لمششا تضششمنته اليششة‬
‫من حرمة نكاح من ذكر فإنها تضششمنت حرمششة نكششاح زوجششة الصششل بقششوله فششي صششدرها * )ول‬
‫تنكحوا ما نكح آبششاؤكم مشن النسششاء( * )‪ (1‬وحرمششة نكشاح زوجشة الفصششل بقشوله فيهشا * )وحلئل‬
‫أبنائكم( * وحرمة نكاح أصل الزوجة بقوله فيها * )وأمهات نسائكم( * )قوله‪ :‬وحكمته الخ( بيان‬
‫لحكمة تحريم أصل الزوجة مطلقا‪ ،‬دخل بها أم ل‪ ،‬والولى تأخير هذا عن قوله وكششذا فصششلها إن‬
‫دخل بهشا والتيشان بشه فارقشا بيشن المهشات‪ ،‬حيشث حرمشن بنفشس العقشد‪ ،‬والبنشات‪ ،‬حيشث حرمشن‬
‫بالششدخول‪) .‬وقششوله‪ :‬ابتلء الششزوج بمكالمتهششا( أي أمهششات الزوجششة‪ ،‬والولششى مكششالمتهن‪ .‬وقششوله‬
‫والخلوة‪ :‬معطوف علششى مكالمتهششا‪ ،‬أي وابتلء الششزوج بششالخلوة بالمهششات‪) .‬وقششوله‪ :‬لششترتيب أمششر‬
‫الزوجة( اللم تعليلية متعلقة بقوله ابتلء‪ ،‬أي ابتلء الرجل بما ذكر من المكالمششة والخلششوة لجششل‬
‫ترتيب أمر الزوجة‪ ،‬أي أمر الدخول بها )قوله‪ :‬فحرمت( أي أمهات الزوجة‪ ،‬والولششى فحرمششن‪،‬‬
‫كما تقدم‪ ،‬وقوله كسابقتيها‪ :‬هما زوجة الصل وزوجة الفصل فإنهما تحرمان بنفس العقششد )قششوله‪:‬‬
‫ليتمكن( أي الزوج‪ ،‬واللم تعليلية متعلقة بحرمت‪ .‬وقوله من ذلك‪ :‬أي من المذكور من مكالمتهن‬
‫والخلوة بهن لترتيب ما ذكر )قوله‪ :‬واعلششم أنششه يعتششبر فششي زوجششتي الب والبششن( أي يعتششبر فششي‬
‫تحريم زوجة الب على الفصل وتحريم زوجة البن على الصششل‪ .‬وكششان الخصششر والولششى أن‬
‫يقول بدل قوله واعلم الخ‪ ،‬ويشترط أن يكششون العقششد صششحيحا‪ .‬وقششوله وفششي أم الزوجششة‪ ،‬أي وفششي‬
‫تحريم أم الزوجة على الزوجة‪ .‬وقوله عند عدم الدخول بهن‪ :‬الظرف متعلششق بيعتششبر‪ ،‬والضششمير‬
‫يعود على الزوجات الثلث‪ .‬وخرج به ما إذا دخل بهن فل يعتبر ما ذكر لنهن يحرمن بالدخول‬
‫عليهن ولو كان العقد فاسدا لنها من قبيل الموطوءة بشبهة وهششي حششرام‪ ،‬كمششا سششيأتي‪ ،‬وقششوله أن‬
‫يكون العقد صحيحا‪ ،‬نائب فاعل يعتبر‪ .‬وخرج به ما لو كان العقد فاسششدا فل يحرمششن‪ ،‬لكششن عنششد‬
‫عدم الدخول بهن‪ ،‬وإل حرمششن بششه‪ ،‬كمششا علمششت‪ ،‬وهششذا الشششرط ل يششأتي فششي بيششت الزوجششة‪ ،‬كمششا‬
‫سيذكره‪ ،‬فإنها تحرم بالدخول‪ :‬سواء كان العقد صحيحا أو فاسدا‪) .‬والحاصل( أن من حرم بالعقد‬
‫ل بد في تحريمه من صحة العقد إل إن حصل دخول بالفعل فيحصل التحريم بالوطئ ل بالعقششد‪،‬‬
‫ومن حرم بالدخول كالربيبة فل يعتبر فيه صحة العقد )قوله‪ :‬وكذا فصلها الششخ( إنمششا فصششله بكششذا‬
‫ولم‬

‫)‪ (1‬سورة النساء‪ ،‬الية‪ (2) .22 :‬سورة النساء‪ ،‬الية‪23 :‬‬

‫] ‪[ 336‬‬

‫يعطفه على ما قبله لئل يتوهم أن التقييد بقوله إن دخل بهششا راجششع لهمششا مششع أنششه إنمششا هششو‬
‫راجع للثاني فقط‪ :‬أي كما يحرم أصل الزوج يحرم أيضا فصل الزوجة‪ ،‬أي فرعها‪ ،‬وذلك لقششوله‬
‫تعالى‪) * :‬وربائبكم اللتي في حجوركم من نسائكم اللتي دخلتم بهن‪ ،‬فإن لم تكونوا دخلتششم بهششن‬
‫فل جناح عليكم( * )‪ (1‬وذكر الحجور في الية جرى على الغالب‪ ،‬فإن من تششزوج امششرأة تكششون‬
‫بنتها في حجره غالبا )قششوله‪ :‬بنسششب أو رضششاع( تعميششم أو فششي فصششل الزوجششة‪ :‬أي يحششرم فصششل‬
‫الزوجة مطلقا سواء كان بنسب أو رضاع‪ .‬وقوله ولو بواسطة‪ :‬تعميششم ثششان فيششه أيضششا أي يحششرم‬
‫فصل الزوجة مطلقا سواء كان بينه وبينها واسطة كبنت ابنتها أم ل‪) .‬وقششوله‪ :‬سششواء بنششت ابنهششا(‬
‫أي الزوجة وبنت ابنتها‪ ،‬وهذا تعميم ثالث أيضا‪ :‬أي يحرم فصل الزوجة مطلقا سواء كانت بنششت‬
‫ابنها أو كان بنت ابنتها‪) .‬والحاصل( تحرم الربيبة وهي بنت الزوجة وبناتها وبنت الربيب وهششو‬
‫ابن الزوجة وبناتها‪ .‬وقوله وإن سفلت‪ ،‬الولى وإن سفلتا‪ ،‬أي بنت ابنها وبنت ابنتها‪ ،‬وهذه الغاية‬
‫يغني عنها قوله ولو بواسششطة )قششوله‪ :‬إن دخششل بهششا( قيششد فششي تحريششم فصششل الزوجششة )قششوله‪ :‬بششأن‬
‫وطئها( تصوير للدخول والمراد وطئها في حياتها‪ ،‬ومثل الوطئ استدخال منيه المحترم في حال‬
‫نزوله وادخاله‪ :‬إذ هو كالوطئ في أكثر أحكامه في هذا الباب‪ ،‬كذا في التحفة‪) ،‬وقششوله‪ :‬ولششو فششي‬
‫الدبر( غاية في الوطئ‪ ،‬أي ولو كان الوطئ في دبرها )قششوله‪ :‬وإن كششان العقششد فاسششدا( غايششة فششي‬
‫التحريم بالدخول‪ :‬أي يحرم فصل الزوجة على زوجها ولو كان العقد فاسدا بششأن فقششد شششرطا مششن‬
‫شششروطنه المششارة )قششوله‪ :‬وإن لششم يطأهششا( أي الزوجششة‪ ،‬وهششو مقابششل قششوله بششأن وطئهششا المجعششول‬
‫تصويرا للدخول‪ .‬والمناسب في المقابلة أن يقول وإن لششم يششدخل بهششا‪ .‬وقششوله لششم تحششرم بنتهششا‪ :‬أي‬
‫الزوجة‪ .‬قال في شرح المنهج‪ :‬إل أن تكون منفية بلعانه‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال البجيرمي‪ :‬وصششورتها أن يعقششد‬
‫على امرأة ثم يختلي بها من غير وطئ ول اسششتدخال مشاء ثششم تلششد بنتشا يمكشن كونهششا منشه فينفيهششا‬
‫باللعان‪ ،‬إذ هو واجب حينئذ لعلمه أنها ليست منه فهي تحرم عليه وإن كانت بنت زوجته التي لششم‬
‫يدخل بها‪ .‬ا‍ه‪ .‬بزيادة )قوله‪ :‬بخلف أمها( أي فإنها تحرم‪ ،‬ولو لم يطأها‪ ،‬لكن بشرط صحة العقد‬
‫عند عدم الدخول‪ ،‬كما تقدم )قوله‪ :‬ول تحرم بنت زوج الم( أي على ابن الزوجة‪ ،‬وهذا يعلم من‬
‫قوله وكذا فصلها‪ ،‬أي الزوجة‪ .‬ومثلها أم الزوج فل تحرم على ابن زوجته‪) .‬قوله‪ :‬ول أم زوجششة‬
‫الب( أي ول تحرم أم زوجة أبيه عليه وهششذا يعلششم مششن قششوله تحششرم زوجششة أصششل‪ ،‬ومثلهششا بنششت‬
‫زوجة أبيه فل تحرم عليه‪) .‬وقوله‪ :‬والبششن معطششوف علششى الب( أي ول يحششرم أم زوجششة ابنششه‪،‬‬
‫ومثلها بنت زوجة ابنه‪ .‬وهذا يعلم من قوله وزوجة فصل‪) .‬والحاصششل( ل تحششرم بنششت زوج الم‬
‫ول أمه ول بنت زوج البنت ول أمه ول أم زوجة الب ولبنتها ول أم زوجة البن ولبنتها ول‬
‫زوجة الربيب ول زوجة الراب وهو زوج الم لنه يربيشه غالبشا )قشوله‪ :‬ومشن وطشئ امشرأة( أي‬
‫ولو في الدبر أو القبل ولم تزل البكارة‪ .‬ومثل الوطئ استدخالها ماء السيد المحترم حال خروجششه‬
‫أو ماء الجنبي بشبهة‪ .‬ويشترط في الواطئ أن يكون حيششا‪ ،‬وأن يكششون واضششحا‪ ،‬وخششرج بششالول‬
‫الميت فل تحريم باستدخالها ذكره‪ ،‬وبالثاني الخنثى فل أثششر لششوطئه لحتمششال زيششادة مششا أولششج بششه‬
‫وخرج بقوله وطئ ما إذا باشرها بغير وطئ فل تحرم )قوله‪ :‬بملشك( البشاء سشببية متعلقشة بشوطئ‬
‫)قوله‪ :‬أو شبهة منه( أي أو بسبب شبهة حاصلة من الواطئ‪ ،‬سواء وجد منها شششبهة أيضششا أم ل‪.‬‬
‫واحترز بقوله بملك أو شبهة منه عما إذا كان وطئهششا بزنششا فل تحششرم عليششه أمهاتهششا وبناتهششا‪ ،‬ول‬
‫تحرم هي على آبائه وأبنائه لن ذلك ل يثبت نسبا ول عدة )قوله‪ :‬كأن وطئ الششخ( تمثيششل لششوطئ‬
‫الشبهة‪ .‬وقوله بفاسد نكاح الضافة من إضافة الصفة للموصوف‪ :‬أي نكششاح فاسششد بسششبب اختلل‬
‫شرط من شروط الصحة‪ .‬وفي البجيرمي ما نصه‪ :‬هل من فاسد النكاح العقد علششى خامسششة أو ل‬
‫لن هذا معلشوم ل يكشاد أحشد يجهلشه فل يعهشد ششبهة حشرر ح ل ؟ الظشاهر الثشاني‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقشوله أو‬
‫شراء‪ ،‬معطوف على نكاح‪ ،‬أي أو بفاسد شراء )قوله‪ :‬أو‬

‫)‪ (1‬سورة النساء‪ ،‬الية‪23 :‬‬

‫] ‪[ 337‬‬
‫بظن زوجة( معطوف على بفاسد نكاح‪ :‬أي أو وطئها على ظن أنهششا زوجتششه‪ :‬أي أو أمتششه‬
‫أي أو وطئ المة المشتركة بينه وبين غيره أو أمة فرعه‪ ،‬وكشذا لشو وطششئ بجهشة قششال بهششا عشالم‬
‫يعتد‪ ،‬بخلفه كأن يكون النكاح واقعا بل ولي فإن الوطئ به فيه شبهة أبي حنيفة رضي ال ش عنششه‬
‫لقوله بصحته بل ولي‪) .‬واعلم( أن الشبهة تنقسشم ثلثشة أقسشام القسشم الول ششبهة الفاعشل‪ ،‬وهشي‬
‫كمن وطئ على ظن الزوجية أو الملكية‪ .‬والقسششم الثششاني‪ :‬شششبهة المحششل وهششي كمششن وطششئ المششة‬
‫المشتركة‪ .‬والقسم الثالث‪ :‬شبهة الطريق وهي التي يقول بها عالم يعتد بخلفه‪ .‬والول ل يتصف‬
‫بحل ول حرمة لن فاعله غافل وهو غير مكلف‪ .‬والثاني حرام‪ .‬والثالث إن قلششد القششائل بالحشل ل‬
‫حرمة وإل حرم )قوله‪ :‬حرم الشخ( جشواب مششن قششوله عليشه‪ :‬أي علششى مششن وطششئ‪ .‬وقششوله أمهاتهششا‬
‫وبناتها‪ ،‬الضمير فيهما يعششود علششى المششرأة الموطششوءة بملششك أو شششبهة منششه )قششوله‪ :‬وحرمششت( أي‬
‫المرأة المذكورة‪) .‬وقوله‪ :‬على آبائه وأبنائها( أي من وطئ‪ .‬ثم إنشه مششع الحرمششة تثبششت المحرميششة‬
‫في صورة المملوكة ول تثبت في صورة وطئ الشبهة‪ ،‬ويشير إليششه صششنيع الشششارح فششي التعليششل‬
‫التي قريبا بقوله لن الوطئ بملك اليمين نازل بمنزلة عقد النكاح‪ .‬وبقوله وبشششبهة يثبششت النسششب‬
‫والعدة‪ ،‬فإنه جعل الوطئ بملك اليمين منزل منزلة عقد النكاح ولششم يجعششل الششوطئ بشششبهة كششذلك‪.‬‬
‫ومن جملة آثار عقد النكاح ثبوت المحرمية لم الزوجة وبنتها فأنتج أن المحرمية تثبت في الول‬
‫دون الثاني‪ ،‬وأيضا شبب التحريششم فششي الول‪ ،‬وهشو الشوطئ‪ ،‬مبششاح‪ ،‬بخلف وطششئ الشششبهة‪ .‬وقشد‬
‫عرفوا المحرم بأنها من حرم نكاحها على التأبيد بسبب مباح لحرمتهششا )قششوله‪ :‬لن الششوطئ بملششك‬
‫اليمين الخ( علة التحريم بالنظر للموطوءة بالملك‪ .‬وقششوله نششازل بمنزلششة عقششد النكششاح‪ :‬أي بمنزلششة‬
‫الوطئ بعقد النكاح‪ ،‬فاندفع ما يقال إن التشبيه بالعقد يقتضي حل بنتها لن البنت تحل بالعقد على‬
‫الم‪ ،‬وإنما تحرم بالوطئ‪ ،‬كما تقدم )قوله‪ :‬وبشبهة( معطوف على بملك اليمين‪ ،‬أي ولن الوطئ‬
‫بشبهة يثبت النسب والعدة‪ ،‬وهذا علة التحريم بششالنظر للموطششوءة بشششبهة‪ .‬وإنمششا حرمششت بششه لنششه‬
‫يقتضي ثبوت النسب والعدة‪ ،‬وإذا اقتضشى ذلشك اقتضشى التحريشم كالزوجيشة‪) .‬واعلشم( أن ششبهته‬
‫وحده توجب ما عدا المهر من نسب وعدة‪ ،‬إذ ل مهر لزانية وشبهتها وحدها تششوجب المهششر فقششط‬
‫دون النسب والعدة وشبهتهما توجب الجميششع‪ ،‬ول يثبشت بهششا محرميششة مطلقششا‪ ،‬أي ل للشواطئ ول‬
‫لبيه وابنه‪ ،‬فل يحل نحو نظر ول مس ول خلوة )قوله‪ :‬لحتمششال حملهششا منششه( هششذا علششة لثبششوت‬
‫العدة بوطئ الشبهة ل للنسب‪ ،‬لنه إنما يثبت النسب بالجمل للفعل مع وضششعه‪ .‬وعبششارة الرشششاد‬
‫مع فتح الجواد‪ ،‬وفي وجوب عدة عليها للوطئ لحتمال حملها منه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهي ظاهرة‪ ،‬ولو حششذف‬
‫الشارح العلة المذكورة‪ ،‬كشارح المنهج‪ ،‬لكان أولششى لن صششنيعه يششوهم أنهششا علششة لثبشوت النسششب‬
‫والعدة )قوله‪ :‬سواء أوجد الخ( تعميم المحذوف مرتب على قوله يثبت النسب والعدة وهششو فيثبششت‬
‫التحريم‪ ،‬وقد صرح به في شرح المنهج وعبارته‪ ،‬وبششبهة يثبشت النسشب والعشدة فيثبشت التحريشم‬
‫سواء أوجد منها شبهة أيضا أم ل‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكان الولى للشارح التصريح بششه أيضششا‪ ،‬وأفششاد بششالتعميم‬
‫المذكور أن العبرة في حرمة المصاهرة بشبهة الرجل ل المرأة‪ .‬وصورة وجود الشبهة منها أنها‬
‫تظن الواطئ لها زوجها أو سيدها‪ ،‬وصورة عدمها أنها تعلم أنششه ليششس كششذلك )قششوله‪ :‬لكششن يحششرم‬
‫الخ( الستدراك من ثبوت التحريم الحاصل بسبب وطئ الشبهة دفع بششه مششا يتششوهم مششن أن ثبششوت‬
‫التحريم يقتضي حل النظر والمس لمن ذكر‪ ،‬وحاصل الدفع أنه مع التحريم المذكور يحرم النظر‬
‫والمس‪ ،‬وذلك لما علمت أن وطئ الشبهة إنما يثبت التحريم فقط‪ ،‬ول يثبت المحرميششة المقتضششية‬
‫لحل النظر والمس )قوله‪ :‬فرع لو اختلطششت محرمششة( هشي بضششم الميشم وتشششديد الشراء‪ :‬أي امشرأة‬
‫محرمة عليه بنسب أو رضاع أو مصاهرة أو بلعان أو توثن‪ ،‬ويوجد في بعششض النسششخ محرمششه‪،‬‬
‫بفتح الميم‬

‫] ‪[ 338‬‬
‫وإسكان الحاء مع الضافة إلى الضمير‪ ،‬والول أولى منشه )قششوله‪ :‬بششأن يعسششر الششخ( بيششان‬
‫لضابط غير المحصور‪ ،‬وهو لمام الحرمين‪ ،‬وفي الحياء‪ :‬كل عدد لو اجتمع فششي صششعيد واحششد‬
‫لعسششر علششى النششاظر عششده بمجششرد النظششر كششاللف‪ ،‬فغيششر محصششور‪ .‬وإن سششهل عششده‪ ،‬كعشششرين‪،‬‬
‫فمحصور‪ ،‬وبينهما وسائط تلحق بأحدهما بالظن‪ .‬وما وقع فيه الشك استفت فيه القلب‪ .‬ا‍ه‪ .‬شششرح‬
‫الروض بتصرف‪ .‬والمراد عسر ذلك في بادئ النظر والفكر‪ ،‬بمعنى أن الفكر يحكم بعسر العششد‪.‬‬
‫وعبارة م ر‪ ،‬ثم ما عسر عده بمجرد النظر غير محصششور‪ ،‬ومششا سششهل‪ ،‬كمششائة‪ ،‬محصششور‪ ،‬ومششا‬
‫بينهما أوساط تلحق بأحدهما بالظن‪ ،‬وما شك فيه يستفتى فيه القلب‪ .‬قال الغزالششي‪ :‬والششذي رجحششه‬
‫الذعري التحريم عند الشك لن من الشروط العلم بحلها‪ .‬واعششترض بمششا لششو زوج أمششة موروثششة‬
‫ظنا حياته فبان ميتا أو تزوجت زوجة المفقود فبان ميتا فإنه يصح‪ .‬وأجيب بأن العلم بحل المششرأة‬
‫شرط لجواز القدام‪ ،‬ل للصحة‪ ،‬ا‍ه‪ .‬وقوله على الحاد‪ :‬أي على كل واحد علششى حششدته‪ .‬وعبششارة‬
‫الروض‪ ،‬وغير المحصور ما يعسر عده على واحد‪ .‬ا‍ه‪ .‬وخرج بهذا ما لششو لششم يعسششر عششده علششى‬
‫جماعة مجتمعين فإنه ل عبرة به )قوله‪ :‬كألف امرأة( سيأتي عششن البجيرمششي قريبششا أن التسششعمائة‬
‫والثمانمائة إلى الستمائة غير محصور )قوله‪ :‬نكح من شاء منهن( أي رخصة له من ال ش تعششالى‪:‬‬
‫وحكمة ذلك أنه لو لم يبح له ذلك ربما انسد عليششه بششاب النكششاح‪ ،‬فششإنه وإن سششافر لبلششد ل يششأمن أن‬
‫تسافر هي إليه )قوله‪ :‬إلى أن تبقى واحدة( أي فل ينكحها‪ .‬وقوله علششى الرجششح‪ :‬أي قياسششا علششى‬
‫ترجيحهم في الواني أنه يتطهر إلى أن يبقششى واحشدة‪ .‬وقشال الرويششاني‪ :‬ينكششح إلشى أن يبقششى عشدد‬
‫محصور‪ ،‬ويفرق بين الواني وبين ما هنا بأن النكاج يحتاط له أكثر‪ .‬قال في التحفة‪ :‬وينكح إلششى‬
‫أن يبقى محصور على ما رجحه الروياني‪ ،‬وعليه فل يخالفه ترجيحهم في الواني أنه يأخذ إلششى‬
‫بقاء واحدة‪ ،‬لن النكاح يحتاط له أكثر مششن غيششره‪ .‬وأمششا الفششرق بششأن ذاك يكفششي فيششه الظششن فيبششاح‬
‫المظنون مع القدرة على المتيقن‪ ،‬بخلفه هنا فغير صحيح‪ :‬لما تقرر من حل المشششكوك فيهششا مششع‬
‫وجود اللواتي تحل يقينا‪ ،‬ثم قال‪ :‬لكن زوال يقين اختلط المحششرم بالنكششاح منهششن يضششعف التقييششد‬
‫بقوله إلى أن يبقى محصور ويقوي القياس على الواني وعدم النظر للحتياط المذكور ا‍ه‪ .‬بنوع‬
‫تصرف )قوله‪ :‬وإن قدر الخ( غاية لحل نكاحه من شاء إلى أن تبقى واحدة‪ :‬أي يحل له ذلششك وإن‬
‫كان قادرا على نكاح امرأة متيقنة الحل بأن تكون من غير النسششوة الششتي اختلطششت محرمششة بهششن‪.‬‬
‫قال في التحفة بعد الغاية المذكورة‪ :‬خلفا للسبكي‪ .‬فأفاد أنها للرد عليشه )قشوله‪ :‬أو بمحصشورات(‬
‫معطوف على النسششوة‪ :‬أي أو اختلطششت محرمششة بنسششوة محصششورات )قشوله‪ :‬كعشششرين بششل مششائة(‬
‫عبششارة البجيرمششي‪ :‬قششوله كعشششرين ‪ -‬أي ومششائة ومششائتين‪ ،‬وغيششر المحصششور كششألف وتسششعمائة‬
‫وثمانمائة وسبعمائة وستمائة‪ ،‬وما بين الستمائة والمائتين يستفتى فيه القلب‪ :‬أي الفكر‪ ،‬فششإن حكششم‬
‫بأنه يعسر عده كششان غيششر محصششور‪ ،‬وإل كششان محصششورا‪ .‬ا‍ه‪ .‬شششيخنا‪ .‬وفششي الزيششادي‪ :‬أن غيششر‬
‫المحصششور خمسششمائة فمششا فششوق‪ ،‬وأن المحصششور مائتششان فمششا دون‪ ،‬وأمششا الثلثمششائة والربعمششائة‬
‫فيستفتي فيه القلب‪ .‬قال‪ :‬والقلب إلى التحريم أميل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬نعم إن قطع بتميزها( أي المحرمششة‬
‫المختلطة بمحصورات‪ .‬وهو استدراك على قوله لم ينكح منهن شيئا‪ .‬وقوله لم يحرم غيرهششا‪ :‬أي‬
‫غير المتميزة بالسواد‪ .‬وذلك الغير هو من ل سواد فيه‪ .‬وقوله كمششا اسششتظهر شششيخنا أي فششي فتششح‬
‫الجواد‪ ،‬وعبارته‪ ،‬نعم إن قطع بتميزها كسوداء اختلطت بمن ل سواد فيهن لم يحرم غيرهششا‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وتأمل هذا الستدراك فإنه إذا قطع بتمييز محرمة بصفة‪ ،‬فل التباس حينئذ‪ .‬وخششرج عششن موضششع‬
‫المسألة الذي هو اختلط محرمششة بغيششر محرمششة‪ ،‬إذ الششذي يظهششر أن المششراد بششالختلط اللتبششاس‬
‫وعدم التمييز‪ ،‬ويدل لما ذكرتشه عبششارة الجمشل علشى ششرح المنهشج ونصشها‪ :‬قششوله ولشو اختلطششت‬
‫محرمة الخ‪ ،‬فيه إشارة إلى أنه ليس ثم علمة يحتمل بهششا تمييششز‪ .‬ا‍ه )قششوله‪ :‬تنششبيه( أي فششي بيششان‬
‫نكاح من تحل ومن ل تحل من الكافرات‪ ،‬وقد أفرده الفقهاء بترجمة مستقلة )قوله‪ :‬يشترط أيضا(‬
‫أي كما يشترط ما تقدم‬

‫] ‪[ 339‬‬
‫من خلو الزوجة من نكاح وعدة ومن التعيين وعدم وجود محرمية )قوله‪ :‬فششي المنكوحششة(‬
‫أي التي يريد أن ينكحها ويزوج عليها والمراد في حل نكاحها‪ .‬ومثل المنكوحة المششة الششتي يريششد‬
‫التسري بها )قوله‪ :‬كونها مسلمة( أي لقوله تعالى‪) * :‬ول تنكحوا المشركات حتى يششؤمن( * )‪(1‬‬
‫وقوله أو كتابية‪ :‬أي لقوله تعالى‪) * :‬والمحصنات من الذين أوتششوا الكتششاب مششن قبلكششم( * )‪ (2‬أي‬
‫حل لكم‪ .‬ويشترط فيها أن تكون يهودية أو نصرانية‪ .‬والولششى هششي المتمسششكة بششالتوراة‪ ،‬والثانيششة‬
‫هي المتمسكة بالنجيل‪ .‬وأما إذا لم تكششن كششذلك كالمتمسششكة بزبششور داود ونحششوه‪ ،‬كصششحف شششيث‬
‫وادريس وابراهيم عليه الصلة والسلم ‪ -‬فل تحل لمسلم‪ .‬قيششل‪ :‬لن ذلشك لشم ينششزل بنظششم يشدرس‬
‫ويتلى‪ ،‬وإنما أوحي إليهم معانيه‪ .‬وقيل لن حكششم ومششواعظ‪ ،‬ل أحكششام وشششرائح )قششوله‪ :‬خالصششة(‬
‫صفة لكتابية‪ .‬وخرج بها المتولدة من كتابي ونحو وثنية فتحشرم‪ ،‬كعكسشه‪ ،‬تغليبشا للتحريشم )قشوله‪:‬‬
‫ذمية كانت أو حربية( تعميم في الكتابية‪ :‬أي ل فرق فيها بين أن تكون ذمية‪ ،‬وهي التي عقششد لهششا‬
‫المام ذمة على أن عليها كل سنة دينارا‪ ،‬أو حربية‪ ،‬وهي الششتي حاربتنششا ونابششذتنا‪) ،‬قششوله‪ :‬فيحششل‬
‫الخ( الولى والخصششر فششي التعششبير أن يقششول وشششرط فيهششا إذا كششانت إسششرائيلية الششخ‪ ،‬وذلششك لن‬
‫عبارته توهم أن السرائيلية غير الكتابية المتقدمة‪ .‬وعبششارة المنهششج وشششرحه‪ :‬وشششرطه‪ ،‬أي حششل‬
‫نكاح الكتابية الخالصة في إسرائيلية الخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهي ظاهرة )قششوله‪ :‬مششع الكراهششة( أي لنششه يخششاف‬
‫من الميل إليها الفتنة في الدين‪ ،‬والحربيششة أشششد كراهششة لنهششا ليسششت تحششت قهرنششا‪ ،‬وللخششوف مششن‬
‫إرقاق الولد حيث لم يعلم أنه ولد مسلم‪ .‬ومحل الكراهة إن لم يرج إسلمها ووجششد مسششلمة تصششلح‬
‫ولم يخش العنت‪ ،‬وإل فل كراهة‪ ،‬بل يسن )قوله‪ :‬نكششاح السششرائيلية( نسششبة إلششى إسششرائيل‪ :‬وهششو‬
‫يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم الصلة والسلم )قوله‪ :‬بشرط أن ل يعلم دخول الخ( أي بأن‬
‫علم دخوله فيه قبل البعثة أو شك فيه‪ ،‬فإن علم دخوله فيه بعدها ل يصح نكاحهششا لسششقوط فضششيلة‬
‫ذلك الدين بالشريعة الناسخة له فلم يدخل فيه وهو حششق )قششوله‪ :‬أول آبائهششا( عبششارة م ر‪ :‬والمششراد‬
‫بأول آبائها أول جد يمكن انتسابها إليه‪ ،‬ول نظر لمن بعده‪ .‬وظاهر أنه يكفي هنا بعض آبائها من‬
‫جهة الم‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله ول نظر لمن بعده‪ :‬أي الذي هو أنزل منه‪ ،‬فل يضر دخوله فيششه بعشد البعثشة‬
‫الناسخة )قوله‪ :‬في ذلك الدين( أي الذي هي متلبسة به‪ ،‬وهو دين اليهوديششة أو النصششرانية )قششوله‪:‬‬
‫بعد بعثة عيسى( ليس بقيد‪ .‬فالمراد بعد بعثة تنسخه كبعثة موسى فإنهششا ناسشخة لمشا قبلهششا‪ ،‬وبعثشة‬
‫عيسى فإنها ناسخة لبعثة موسى‪ ،‬وكبعثة نبينا فإنها ناسخة لبعثة عيسى‪ .‬فالشرائع الناسخة ثلث‪،‬‬
‫فل عبرة بالتمسك بغيرها‪ ،‬ولو فيما بينها‪ ،‬فل تحل المنسوبة إلى هذا الغير‪ .‬وبين موسى وعيسى‬
‫ألف سنة وتسعمائة سنة وخمس وعشرون سنة‪ .‬وبين مشولى عيسشى وهجشرة نبينشا )ص( سشتمائة‬
‫وثلثون سنة‪ .‬ذكره السيوطي في التحبير في علم التفسير‪ .‬كذا في ش ق )قوله‪ :‬وإن علم دخششوله‬
‫الخ( غاية في حل نكاح السرائيلية التي لم يعلم دخول أول آبائها في ذلك الدين قبل بعثة تنسخه‪،‬‬
‫أي يحل نكاحها وإن علم دخششول أول آبائهششا بعششد التحريششف‪ .‬قششال البجيرمششي‪ :‬أي وإن لششم يجتنبششوا‬
‫المحرف‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ونكاح غيرها( معطوف علششى نكششاح السششرائيلية‪ :‬أي ويحششل نكششاح الكتابيششة‬
‫غير السرائيلية )قوله‪ :‬بشرط أن يعلم( أي بالتواتر أو بشهادة عششدلين أسششلما ل بقششول المتعاقششدين‬
‫على المعتمد‪ .‬ز ي‪ .‬وقوله دخول أول آبائها فيه‪ :‬أي في ذلك الششدين‪ ،‬وقششوله قبلهششا‪ :‬أي قبششل بعثششة‬
‫تنسخه‪ ،‬واحترز به عما إذا علم دخوله فيه بعششدها أو شششك فيششه فششإنه ل يصششح نكاحهششا‪ .‬وقششوله إن‬
‫تجنبوا المحرف‪ :‬فلو علم دخوله فيه قبلها وبعد التحريششف ولششم يتجنبششوا المحششرف ل يصششح أيضششا‬
‫نكاحهشا‪) .‬واعلشم( أنشه إذا نكشح الكتابيشة مطلقشا‪ ،‬اسشرائيلية كشانت أو ل‪ ،‬بالششروط السشابقة تكشون‬
‫كالمسلمة‪ ،‬في نحو نفقة وكسوة وقسشم وطلق‪ ،‬بجشامع الزوجيشة المقتضشية لشذلك‪ .‬ولشه إجبارهشا‪،‬‬
‫كالمسلمة‪ ،‬على غسل من حدث أكبر‪ ،‬كجنابة وحيض‪ ،‬ويغتفر منها عدم النية للضششرورة‪ .‬وعلششى‬
‫تنظيف وعلى ترك تناول خبيث‪ ،‬كخنزير‪ ،‬وبصل‪ ،‬ومسكر‪ ،‬لتوقف التمتع أو * )ال‬

‫)‪ (1‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪ (2) .221 :‬سورة المائدة‪ ،‬الية‪5 :‬‬
‫] ‪[ 340‬‬

‫كماله على ذلك )قوله‪ :‬ولو أسلم( شروع في حكم الكافر إذا أسلم وتحته كافرة‪ .‬وقد أفششرده‬
‫الفقهاء بترجمة مخصوصة‪ .‬وقوله كتابي‪ :‬أي ولو كششان إسشلمه تبعششا لحششد أبشويه )قشوله‪ :‬وتحتشه‬
‫كتابية( حرة كانت أو أمة إذا كان هو ممن يحل له المشة )قشوله‪ :‬دام نكشاحه( أي بالجمشاع لنهشا‬
‫تحل له ابتداء‪ .‬وقوله وإن كان‪ :‬أي إسلمه قبل الدخول بها‪ .‬وهششو غايششة لششدوام النكششاح )قششوله‪ :‬أو‬
‫وثني( أي أو لو أسلم وثني‪ :‬أي عابد وثن‪ ،‬أي صنم‪ ،‬قيل‪ :‬الوثن هو غير المصور‪ .‬والصششنم هششو‬
‫المصور )قوله‪ :‬وتحته وثنية( أي والحال أن تحت هذا الوثني الذي أسلم وثنيششة‪ .‬وقششوله فتخلفششت‪:‬‬
‫أي لم تسلم معه‪ .‬وقوله قبل الدخول‪ :‬متعلق بأسلم المقدر قبل قششوله وثنششي‪ :‬أي أسششلم قبششل الششدخول‬
‫بها‪ ،‬أي الوطئ ولو في الدبر‪ ،‬ومثله استدخال المني‪ .‬وقوله تنجزت الفرقة‪ :‬أي وقعت حال وهي‬
‫فرقة فسخ ل فرقة طلق‪ .‬وهذا جواب لو المقدرة بعد أو وقبل أسششلم المقششدر )قششوله‪ :‬أو بعششده( أي‬
‫أو لو أسلم بعد الدخول‪ .‬وقوله وأسلمت في العدة‪ :‬أي قبل انقضائها )قوله‪ :‬دام نكاحه( جششواب لششو‬
‫المقدرة في قوله أو بعده‪ ،‬كما علمت من الحل )قوله‪ :‬وإل( أي وإن لم تسلم في العدة بأن لم تسلم‬
‫أصل‪ ،‬أو أسلمت بعدها‪ .‬قال ح ل‪ :‬وكذا لو أسششلمت مششع انقضششاء العششدة تغليبششا للمششانع‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقششوله‬
‫فالفرقة من إسلمه‪ ،‬أي فالفرقة تتبين من حين إسلمه )قوله‪ :‬ولششو أسششلمت( الضششمير يعششود علششى‬
‫زوجة الكافر مطلقا‪ ،‬كتابية كانت أو وثنية‪ ،‬وهشو أولششى مشن عششوده إلششى الوثنيششة فقششط‪ .‬وإن كششانت‬
‫أقرب مذكور لنه يبقى عليه الكتابية‪ .‬وقوله وأصر أي دام زوجها الكافر‪ ،‬كتابيششا كششان أو وثنيششا‪،‬‬
‫على الكفر )قوله‪ :‬فإن دخل بها( أي قبل إسلمها‪ ،‬وقوله‪ :‬وأسلم‪ :‬أي الزوج )قوله‪ :‬وإل( أي وإن‬
‫لم يسلم في العدة‪ ،‬وسكت عن مفهوم دخل بها‪ .‬ول يقال إن قوله وإل راجع إليه أيضا لنه يصير‬
‫المعنى عليه وإن لم يدخل بها ولم يسلم في العدة تبينت الفرقة من حين إسلمها‪ ،‬وذلك ل يصششح‪،‬‬
‫لنه إذا لم يدخل بها ل عدة حتى أنه يصح أن يقول بعده ولم يسلم في العششدة‪ .‬وكششان المناسششب أن‬
‫يجعله على نمط ما قبله بأن يقول‪ :‬فإن كششان أي إسششلمها قبششل الششدخول تنجششزت الفرقششة‪ ،‬أو بعششده‬
‫وأسلم في العدة دام نكاحه‪ ،‬وإل فالفرقة من حين إسلمها‪ .‬فتنبه‪) .‬واعلم( أنه لم يبين حكششم مششا إذا‬
‫أسلما معا‪ .‬وحاصله أنهما إذا أسلما معا‪ ،‬سواء كان قبل الششدخول بهششا أو بعششده‪ ،‬دام النكششاح بينهمششا‬
‫إجماعا‪ ،‬كما حكاه ابن المنذر وغيششره‪ ،‬ولمششا رواه الترمششذي وصششححه أن رجل جششاء مسششلما‪ ،‬ثششم‬
‫جاءت امرأته مسلمة‪ ،‬فقال يا رسول ال‪ :‬كانت أسلمت معي‪ .‬فردها عليششه وإن شششك فششي المعيششة‪،‬‬
‫فإن كان بعد الدخول وجمعهما السلم في العدة دام النكاح بينهما‪ ،‬أو كان قبله‪ ،‬فإن تصادقا على‬
‫معية أو على تعاقب عمل به فيدوم النكاح بينهما في الول وتنجز الفرقة في الثاني )قوله‪ :‬وحيث‬
‫أدمنا الخ( يعني حيششث أدمنششا النكششاح بينهمششا‪ :‬أي بششأن وجششدت القيششود السششابقة‪) .‬وقششوله‪ :‬فل يضششر‬
‫مقارنة مفسد( أي لعقد النكاح‪ ،‬أي لما يعتقدون به وجود النكاح ولو فعل‪ :‬كوطئ‪ .‬وإنما لم يضششر‬
‫ذلك تخفيفا عليهم لجل السلم وذلك المفسد كالنكاح فششي العششدة )قششوله‪ :‬هششو زائل عنششد السششلم(‬
‫شرط في المفسد الذي ل يضر مقارنته للنكاح‪ ،‬أي يشترط فيه أن يشزول عنشد السشلم‪ .‬ويششترط‬
‫أن ل يعتقدوا فساده بسبب السلم‪ ،‬وأن تكون تلك الزوجة بحيث تحل له الن لششو ابتششدأ نكاحهششا‪،‬‬
‫فإن لم يزل المفسد عند السلم أو زال عنده واعتقدوا فساده أو لم تحششل لشه الن ضشر ذلشك‪ .‬فلشو‬
‫نكح حرة وأمة ثم أسلم الزوج وأسلما معه ضر ذلششك‪ ،‬إذ ل يحششل لششه نكششاح المششة لششو أراد ابتششداء‬
‫النكاح لها ولبقاء المفسد عنده )قوله‪ :‬فتقر على نكاح في عدة( أي للغير‪ ،‬ولو بوطئ شبهة‪ ،‬وتقششر‬
‫أيضا على نكاح بل ولي ول شهود بحيث يحل نكاحها الن‪ .‬قال في النهاية‪ :‬والضابط فششي الحششل‬
‫أن تكون الن بحيث يحل ابتداء نكاحهششا مششع تقششدم مششا تسششمى بششه زوجششة عنششدهم‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقششوله هششي‬
‫منقضية عند السلم‪ ،‬فلو لم تكن منقضية عنشده ل تقشر عليششه لبقششاء المفسشد عنششد السششلم )قشوله‪:‬‬
‫وعلى غصب الخ( معطشوف علشى قشوله علشى نكشاح‪ :‬أي ويقشر علشى غصشب حربشي لحربيشة إن‬
‫اعتقدوا الغصب نكاحا‬

‫] ‪[ 341‬‬
‫صحيحا إقامة للفعل مقام القول وإنما لم يضر ذلششك هنششا للضششابط المششار عششن م ر‪ .‬وخششرج‬
‫بقوله غصب حربي لحربية ما لو غصب ذمي ذمية واتخذها زوجة فإنهم ل يقرون وإن اعتقششدوه‬
‫نكاحا‪ ،‬لن على المام دفع بعضهم عن بعض‪ .‬كذا في المغني )قوله‪ :‬وكالغصب المطاوعششة( أي‬
‫فيقر على مطاوعة حربية لحربي في النكاح )قوله‪ :‬ونكششاح الكفششار صششحيح( أي محكششوم بصششحته‬
‫رخصة‪ ،‬ولقوله تعالى‪) * :‬وامرأته حمالة الحطب( * )‪ (1‬وقوله‪) * :‬وقششالت امششرأة فرعششون( * )‬
‫‪ (2‬فلو ترافعوا إلينا ل نبطله‪ .‬وفي النهاية‪ :‬والوجه أنه ليس لنا البحث عن اشتمال أنكحتهم على‬
‫مفسد أو ل‪ ،‬لن الصل في أنكحتهم الصحة كأنكحتنششا‪ .‬قششال الرشششيدي‪ :‬أي ليششس لنششا البحششث بعششد‬
‫الترافع إلينا والمراد أن ل يبحث على اشتماله على مفسد‪ ،‬ثم ينظر هل هششذا المفسشد بشاق فننقشض‬
‫العقد أو زائل فنبقيه ؟ فما مر‪ ،‬من إنا ننقض عقششدهم المشششتمل علششى مفسششد غيششر زائل‪ ،‬محلششه إذا‬
‫ظهر لنا ذلك من غير بحث وإل فالبحث علينا ممتنع‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ول يصح نكاح الجنية الششخ( قششد‬
‫تقدم الكلم على ذلك‪ .‬فل تغفل )قوله‪ :‬كعكسه( أي نكاح الجني لنسية )قوله‪ :‬وشرط فششي الششزوج‬
‫الخ( شروع في بيان شروط الزوج الذي هو أحد الركان )قششوله‪ :‬تعييششن( أي بمششا مششر مششن كششونه‬
‫بالوصف أو الشارة )قوله‪ :‬فزوجت بنتي أحدكما باطل( قال في التحفششة‪ :‬مطلقششا‪ ،‬أي سششواء كششان‬
‫نوى الولي معينا منهما أم ل‪ ،‬قال ع ش‪ :‬وعليه فلعل الفرق بين هذا وبيشن زوجتششك إحششدى بنششاتي‬
‫ونويا معينة حيث صح‪ ،‬ثم ل هنا‪ :‬أنه يعتبر من الزوج القبول‪ ،‬فل بششد مششن تعيينششه ليقششع الشششهاد‬
‫على قبوله الموافق لليجاب‪ ،‬والمرأة ليس العقششد والخطششاب معهششا والشششهادة تقششع علششى مششا ذكششره‬
‫الولي فاغتفر فيها ما ل يغتفر في الزوج‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولو مع الشششارة( أي للمخششاطبين‪ :‬بششأن قششال‬
‫زوجت أحد هذين الرجلين‪ ،‬ل للحد الذي يريد التزويج‪ ،‬بأن قال زوجت هششذا منهمششا لنششه حينئذ‬
‫معين‪ ،‬فهو يأتي فيه ما سبق في قوله ولو مع الشارة بعد قوله فزوجتك إحدى بناتي باطل‪ ،‬وهو‬
‫ساقط من عبارة التحفة والنهاية وشرح المنهج‪ ،‬وهو الولى )قوله‪ :‬وعدم محرمة( هي تقرأ بفتح‬
‫الميم وسكون الحاء وفتح الراء المخففة‪ .‬وهذا شروع فيما حرمته‪ ،‬ل على التأبيششد‪ ،‬بششل مششن جهششة‬
‫الجمع في العصبة‪ ،‬وهو جمع بين الختين والمرأة وعمتها أو خالتها ولو بواسششطة‪ ،‬وذلششك لقششوله‬
‫تعالى‪) * :‬وأن تجمعوا بين الختين( * )‪ (3‬وقوله )ص(‪ :‬ل تنكح المرأة على عمتهششا‪ ،‬ول العمششة‬
‫على بنت أخيها‪ ،‬ول المرأة على خالتها‪ ،‬ول الخالة على بنت أختها‪ ،‬ل الكبرى علششى الصششغرى‪،‬‬
‫ول الصغرى على الكبرى رواه أبو داود وغيره‪ .‬والمعنششى فششي ذلششك مششا فيششه مششن قطيعششة الرحششم‬
‫بسبب ما يحصل بينهما من المخاصمة المؤدية إلششى البغضششاء غالبششا‪ ،‬وهششذا فششي الششدنيا‪ .‬وأمششا فششي‬
‫الخرة فل حرمة فيه لنتفاء علة التحريم‪ ،‬إذ ل تبششاغض فيهششا ول حقششد ول غششل‪ .‬قششال تعششالى‪* :‬‬
‫)ونزعنا ما في صدورهم من غل( * )‪) (4‬قوله‪ :‬للمخطوبة( متعلق بمحذوف صفة لمحرمششة‪ :‬أي‬
‫محرمة كائنة للمخطوبة‪ :‬أي وشرط عدم وجود امرأة محرمة تحته لمن يريد أن يخطبهششا )قششوله‪:‬‬
‫بنسب أو رضاع( تعميم في المحرمة‪ ،‬ولو قدمه علششى قششوله للمخطوبشة لكششان أولششى وخشرج بهمششا‬
‫المصاهرة فل تقتضي حرمة الجمع‪ ،‬فيجوز الجمع بين امششرأة وأم زوجهششا أو بنششت زوجهششا‪ ،‬وإن‬
‫حرم تناكحهما لو فرضت إحداهما ذكرا والخرى أنثى )قوله‪ :‬تحته( متعلق بمحذوف صفة ثانية‬
‫لمحرمة‪ ،‬وكان الولى تقديمه على قوله للمخطوبة‪ .‬والمراد تحته حقيقة وهي غير المطلقة رأسششا‬
‫وحكما‪ ،‬وهي المطلقة طلقا رجعيا بدليل الغاية بعده )قوله‪ :‬ولو في العششدة( غايششة لشششتراط عششدم‬
‫وجود محرمة تحته للمخطوبة‪ :‬أي يشترط ذلك ولو كانت المحرمششة فششي العششدة‪ .‬وقششوله الرجعيششة‪:‬‬
‫صفة للعدة‪ ،‬أي العدة التي تجوز الرجعة فيها بأن كانت مطلقة طلقا رجعيا )قوله‪ :‬لن الرجعيششة‬
‫الخ( علة لمقدر مرتبط بالغاية‪ ،‬أي وإنما اشترط أن ل يكون‬

‫)‪ (1‬سورة المسد‪ ،‬الية‪ (2) .4 :‬سورة القصص‪ ،‬الية‪ (3) .9 :‬سورة النساء‪ ،‬الية‪ (4) .23 :‬سورة العششراف‪ ،‬اليششة‪:‬‬
‫‪43‬‬

‫] ‪[ 342‬‬
‫تحتششه محرمششة للمخطوبششة كائنششة فششي عششدة رجعيششة مششع أنهششا مطلقششة لنهششا رجعيششة‪ ،‬وهششي‬
‫كالزوجة‪ ،‬بدليل صحة التوارث بينهما لو مات أحدهما في هذه العششدة )قششوله‪ :‬فششإن نكششح محرميششن‬
‫في عقد( أي فإن جمع بينهما في عقد واحد أو في عقدين وقعا معششا‪ ،‬بششأن قششال الشولي لشه زوجتششك‬
‫بناتي فقبل نكاحهما معششا‪ ،‬أو جهششل السششبق والمعينششة‪ ،‬أو علششم السششبق لكششن جهلششت السششابقة فيبطششل‬
‫نكاحهما معا في الجمع‪) ،‬وقوله‪ :‬أو في عقدين الخ( أي أو نكح محرمين في عقدين بطششل الثششاني‪.‬‬
‫وهذا إذا كانا مرتبين وعرفششت السششابقة‪ ،‬وإل بطل معششا‪ ،‬كمششا علمششت )قششوله‪ :‬وضششابط مششن يحششرم‬
‫الجمع بينهما كل الخ( إعراب هذا التركيب ضابط مبتدأ أول‪ ،‬ولفظ كل مبتدأ ثاني‪) .‬وقوله‪ :‬يحرم‬
‫تنكاحهما( خبر الثاني وهو وخششبره خششبر الول‪) .‬وقششوله‪ :‬إن فرضششت الششخ( مرتبششط بقششوله يحششرم‬
‫تنكاحهما‪ :‬أي يحرم تنكاحهما لو فرضت إحداهما ذكرا‪ ،‬وذلك كما في الخشتين فششإنه لشو فرضشت‬
‫إحداهما ذكرا مع كون الخرى أنثى حرم تناكحهما‪ ،‬لن الشخص يحرم عليه نكاح أختششه‪ ،‬وكمششا‬
‫في المرأة وعمتها فإنه لو فرضت المرأة ذكرا حرم عليه نكاح عمته‪ ،‬ولششو فرضششت العمششة ذكششرا‬
‫حرم عليه نكاح بنت أخيه‪ ،‬وكما في المرأة وخالتها فإنه لو فرضت المرأة ذكرا حرم عليشه نكشاح‬
‫خالته‪ ،‬ولو فرضت الخالة ذكرا حرم عليه نكاح بنت أخته‪) .‬واعلم( أن من حششرم جمعهمششا بنكششاح‬
‫حرم جمعهما أيضششا فششي الششوطئ بملششك اليميششن‪ ،‬فلششو تملششك أخششتين ووطششئ واحششدة منهمششا حرمششت‬
‫الخششرى حششتى يحششرم الولششى بطريششق مششن الطششرق الششتي تزيششل الملششك أو السششتحقاق كبيعهششا أو‬
‫تزويجها‪ ،‬وكذلك يحرم الجمع بينهما لو كانت إحداهما زوجششة والخششرى مملوكششة‪ ،‬لكششن المعقششود‬
‫عليها أقوى من المملوكة‪ .‬فلو عقد على امرأة ثم ملك أختها أو ملك أول ثم عقد على أختها حلششت‬
‫الزوجة دون المملوكة لن فراش النكاح أقوى من فششراش الملششك‪ ،‬إذ يتعلششق بششه الطلق والظهششار‬
‫واليلء وغيرها‪ .‬فلو فارق الزوجة حلت المملوكة‪ .‬وخرج بفششراش النكششاح وفششراش الملششك نفششس‬
‫النكاح والملك فإن الملك أقوى من النكاح لنه يملك بششه الرقبششة والمنفعششة‪ ،‬بخلف النكششاح فششإنه ل‬
‫يملك به إل ضرب من المنفعة‪ ،‬ولذلك إذا طرأ الملك على النكاح أبطله‪ ،‬فإذا كان متزوجا أمة ثم‬
‫ملكها بطل نكاحها ول يدخل النكاح على الملك‪ ،‬فإذا ملك أمة ل يصح نكاحه لها إل إن أعتقها ثم‬
‫ينكحها )قوله‪ :‬ويشترط أيضا( أي كما يشترط التعيين وعدم المحرمششة‪ ،‬وقششوله أن ل تكششون تحتششه‬
‫أربع من الزوجات‪ ،‬إنما اشترط ذلك لن غاية ما يباح للحر نكاح أربع للخبر الصحيح أنه )ص(‬
‫قال لمن أسلم على أكثر من أربع أمسك أربعا وفارق سششائرهن وكششأن حكمششة هششذا العششدد مششوافقته‬
‫لختلط البدن الربعة المستولدة عنها أنواع الشهوة المستوفاة غالبا بهن‪ .‬قششال ابششن عبششد السششلم‪:‬‬
‫كانت شريعة موسى تحلل النساء من غير حصر لمصلحة الرجال‪ ،‬وششريعة عيسششى )ص( تمنششع‬
‫غير الواحدة لمصلحة النساء‪ ،‬فراعت شريعة نبينا )ص( مصلحة النوعين )ولو كان بعضهن في‬
‫العدة الرجعية( غاية في اشتراط ما ذكر )قوله‪ :‬فلو نكح الحششر الششخ( مفششرع علششى مفهششوم الشششرط‬
‫المذكور )قوله‪ :‬بطل( أي النكاح في المرأة الخامسة لنها هي الزائدة على العدد المباح )قوله‪ :‬أو‬
‫في عقد( أي أو نكح الحر خمسا في عقد واحد بطل النكاح في الجميع‪ ،‬لنششه ل أولويششة لحششداهن‬
‫على الباقيات )قوله‪ :‬أو زاد العبد الخ( معطوف على قوله نكح الحر الخ‪ ،‬فيكون داخل فششي حيششز‬
‫التفريع على اشتراط أن ل يكون تحته أربع من الزوجات وهو ل يظهر‪ ،‬فلششو قششال أول ويشششترط‬
‫أن ل يكون تحت الحر أربع من الزوجات وتحت العبد زوجتان سوى المخطوبة ثم فرع عليهمششا‬
‫ما ذكر لكان التفريع ظشاهرا‪ .‬فتنبشه‪) .‬وقشوله‪ :‬بطشل كشذلك( أي فشي الثالثشة إن كشان مرتبشا أو فشي‬
‫الجميع إن كن في عقد واحد‪ ،‬إذ العبد علشى نصشف الحششر فل يجشوز لشه أن ينكشح مششا عشدا اثنششتين‬
‫)قوله‪ :‬أما إذا كانت الخ( محترز قوله في العششدة الرجعيشة‪ ،‬ويصشح أن يكشون محشترز قششوله تحتششه‬
‫)قوله‪ :‬أو إحدى الخ( معطوف على اسم كانت‪ :‬أي أو‬

‫] ‪[ 343‬‬
‫كانت إحدى الخ‪) .‬وقوله‪ :‬في العدة( متعلق بمحذوف خبر كان ويقدر مثنى‪ ،‬وقوله البششائن‪:‬‬
‫أي التي ل يجوز فيها الرجعة‪ ،‬والوصف المذكور وصف المطلقة فوصف العدة به على ضششرب‬
‫من التجوز‪ .‬وعبارة المنهج فششي عششدة بششائن‪ ،‬بالضششافة‪) ،‬قششوله‪ :‬فيصششح الششخ( جششواب أمششا‪ .‬وقششوله‬
‫والخامسة‪ :‬بالجر عطف على محرمتها‪ :‬أي ويصح نكاح الخامسة‪) .‬قوله‪ :‬وشششرط فششي الشششاهدين‬
‫الخ( شروع في شششروط الششاهدين اللششذين همشا أحشد الركششان أيضششا‪) .‬وقشوله‪ :‬أهليششة ششهادة( فشي‬
‫البجيرمي ما نصه‪ :‬ول يشترط معرفة الشهود للزوجة ول أن المنكوحة بنششت فلن‪ ،‬بششل الششواجب‬
‫عليهم الحضور‪ ،‬وتحمل الشهادة على صورة العقد حتى إذا دعوا لداء الشششهادة لششم يحششل لهششم أن‬
‫يشهدوا أن المنكوحة بنت فلن بل يشهدون على جريان العقد‪ ،‬كما قاله القاضي حسين‪ .‬كذا بخط‬
‫شيخنا الزيادي‪ .‬شششوبري‪ .‬وهششو تششابع لبششن حجششر‪ .‬وقششال م ر‪ :‬ل بششد مششن معرفششة الشششهود اسششمها‬
‫ونسبها‪ ،‬أو يشهدان على صوتها برؤية وجهها‪ ،‬بأن تكشف لهم النقاب‪ .‬وقال عميششرة‪ :‬واعلششم أنششه‬
‫يشترط في انعقاد النكاح على المرأة المنتقبة أن يراها الشاهدان قبل العقد‪ ،‬فلششو عقششد عليهششا وهشي‬
‫منتقبة ولم يعرفها الشاهدان لشم يصششح لن اسشتماع الشششاهد العقششد كاسشتماع الحشاكم الششهادة‪ .‬قشال‬
‫الزركشي‪ :‬محله إذا كشانت مجهولشة النسششب‪ ،‬وإل فيصششح‪ .‬وهشي مسشألة نفيسششة‪ .‬والقضشاة الن ل‬
‫يعلمون بها‪ ،‬فإنهم يزوجون المنتقبة الحاضششرة مششن غيششر معرفششة الشششهود لهششا اكتفششاء بحضششورها‬
‫وإخبارها‪ .‬وعبارة م ر في الشهادة‪ .‬قال جمع‪ :‬ل ينعقد نكاح منتقبة إل إن عرفها الشششاهدان اسششما‬
‫ونسبا وصورة‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬تأتي شششروطها( أي أهليششة الشششهادة )قششوله‪ :‬وهششي( أي الشششروط التيششة‬
‫)قوله‪ :‬حرية كاملة( خرج بها من به رق ولو مبعضا لنقصشه )قشوله‪ :‬وذكشورة محققشة( خشرج بشه‬
‫النثى والخنثى‪ ،‬وفيه أن هذا الششرط لشم يعشده فشي بشاب الششهادة مشن الششروط‪ .‬وعبشارته هنشاك‪:‬‬
‫وشرط في شاهد تكليف وحرية ومروءة وعدالة‪ .‬ا‍ه‪ .‬ويمكن أن يقال إنه يفهم من قوله هناك ولما‬
‫يظهر للرجال غالبا كنكاح وطلق وعتشق رجلن فشإن الرجشل هشو الششذكر المحقشق البشالغ )قشوله‪:‬‬
‫وعدالة( هي تتحقق باجتناب كل كبيرة وإصرار على صغيرة على غلبة طاعاته علششى معاصششيه‪.‬‬
‫ولم يذكر المروءة مع أنه عدها في باب الشهادة ويمكن أن يقال إن العدالة تستلزمها بناء على أن‬
‫العدالة في العرف ملكة تمنع من اقتراف الذنوب الكبائر وصغائر الخسة‪ ،‬كسرقة لقمة والتنظيف‬
‫بثمرة‪ ،‬أي نقصها من البائع وزياداتها من المشتري‪ ،‬والرذائل المباحة كالمشي حافيا أو مكشوف‬
‫الرأس وأكششل غيششر سششوقي فششي سشوق )قشوله‪ :‬ومشن لزمهششا الشخ( أي ومشن لزم العدالششة السششلم‬
‫والتكليف‪ ،‬أي فل حاجة لعدهما )قوله‪ :‬وسمع الخ( معطوف على حرية )قوله‪ :‬لما يششأتي( أي فششي‬
‫الشهادات‪ ،‬وفيه أنه لم يششذكر النطششق وإن كششان اشششتراطه مسششلما‪ ،‬وقششد ذكششره فششي التحفششة وعبششارة‬
‫المؤلف هناك‪ :‬وشششرط الشششهادة بقششوله كعقششد وفسششخ وإقششرار هششو‪ :‬أي إبصششار وسششمع لقششائله حششال‬
‫صدوره‪ ،‬فل يقبل فيه أصم ل يسمع شيئا ول أعمى في مرئي لنسداد طششرق التمييششز مششع اشششتباه‬
‫الصوات‪ ،‬ول يكفي سماع شاهد من وراء حجاب وإن علم صوته لن ما أمكششن إدراكششه بإحششدى‬
‫الحواس ل يجوز أن يعمل فيه بغلبة ظن لجواز اشتباه الصوات‪ .‬قال شيخنا‪ :‬نعم لو علمه بششبيت‬
‫وحده وعلم أن الصوت ممن في البيت جاز اعتماد صوته وإن لم يره‪ ،‬وكذا لم علم اثنين ببيت ل‬
‫ثالث لهما وسمعهما يتعاقدان وعلم الموجب منهما من القابل لعلمه بمالك المبيع أو نحو ذلششك فلششه‬
‫الشهادة بما سمعه منهما‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وفي العمى وجه( أي بصحة شهادته‪ .‬قال في النهايششة‪ :‬وفششي‬
‫الصم أيضا وجه‪ ،‬وقوله لنه‪ :‬أي العمى‪ ،‬ومثله الصم‪ ،‬وقوله أهل للشهادة في الجملة‪ :‬أي في‬
‫بعض المحال كالشهادة في غير المششرئي )قششوله‪ :‬والصششح ل( أي ل تصششح شششهادته لعششدم رؤيتششه‬
‫للموجب والقابل حال العقد والعتماد على الصوت ل نظششر لششه‪ .‬وقششوله إن عششرف الزوجيششن‪ :‬أي‬
‫من قبل عماه بأن كان عماه طارئا‪ ،‬والغاية لكششون الصششح عششدم الصششحة )قششوله‪ :‬ومثلششه الششخ( أي‬
‫ومثل العمى في عدم صحة الشهادة من بظلمة شديدة ل يرى فيها العاقدين‪ .‬وفي‬

‫] ‪[ 344‬‬
‫ع ش ما نصه‪ :‬قوله ومثله من بظلمة شديدة تقدم في البيع أن البصير يصششح بيعششه للمعيششن‬
‫وإن كان بظلمة شديدة حال العقد بحيث ل يرى أحدهما الخر‪ .‬ولعل الفرق بيششن مششا هنششا وثششم أن‬
‫المقصود من شهود النكاح إثبشات العقشد بهمشا عنشد التنشازع‪ ،‬وهشو منتشف مشع الظلمشة‪ .‬ا‍ه )قشوله‪:‬‬
‫ومعرفة لسان المتعاقدين( معطوف على أهلية شهادة في المتن‪ ،‬ل على حريشة‪ ،‬كمشا هشو ظشاهر‪،‬‬
‫أي وشرط معرفة الشاهدين لسان المتعاقدين الموجب والقابششل فل يكفششي إخبششار ثقششة لهمششا بمعنششى‬
‫العقد‪ .‬قال ع ش‪ :‬لكن بعد تمام الصيغة‪ ،‬أما قبلها بأن أخبره بمعناها ولم يطل الفصششل فيصششح‪ .‬اه‍‬
‫)قوله‪ :‬وعدم الخ( معطوف على أهلية شهادة‪ :‬أي وشرط عدم تعين الشاهدين أو أحدهما للوليششة‪.‬‬
‫ومثال تعينهما معا للولية أخوان أذنت لهما معا أن يزوجاها )قوله‪ :‬فل يصح النكاح الخ( شروع‬
‫في أخذ محترزات الشروط المارة‪ ،‬فقوله بحضرة عبدين محترزا لحرية ول فرق فيهمششا بيششن أن‬
‫يكونا مبعضين أو ل‪ ،‬وقوله أو امرأتين محترزا لذكورة ومثلهما الخنثيششان كمششا علمششت‪ .‬نعششم‪ ،‬إن‬
‫بانا بعد العقد أنهما ذكران صح‪ ،‬وقوله أو فاسقين محترزا لعدالة‪) .‬واعلم( أنه يحرم علششى العششالم‬
‫بفسق نفسه تعرض للشهادة‪ .‬وقوله أو أصمين محترزا لسمع‪ ،‬وقوله أو أخرسين محترز النطششق‪،‬‬
‫وقوله أو أعميين‪ ،‬محترزا لبصر‪ .‬وقوله أو من لم يفهم لسان المتعاقششدين‪ ،‬محششترز لمعرفششة لسششان‬
‫المتعاقدين‪ .‬وقوله‪ :‬ول بحضرة متعين للولية‪ :‬محترز عششدم تعيينهمششا أو أحششدهما للوليششة )قششوله‪:‬‬
‫فلو وكل الب الخ( مفرع على عدم صحته بحضرة ولي متعين للشهادة )قوله‪ :‬أو الخ المنفششرد(‬
‫قيد به لنه ل يتعين للولية إل حينئذ‪ ،‬فلو لم ينفرد كأن كان لها ثلثة إخوة وعقد لها واحششد منهششم‬
‫بإذنها له فقط وشهد الخران‪ ،‬صح‪ ،‬كما سيصرح به قريبا فإن أذنششت لكششل منهششم تعيششن أن يكششون‬
‫الشاهدان من غيرهم‪ ،‬ففي مفهوم القيد المذكور تفصيل‪ ،‬وإذا كان كذلك فل يعترض بأن مفهششومه‬
‫أنه إذا لم ينفرد صح أن يكون شاهدا مطلقا مع أنه ليششس كششذلك )قششوله‪ :‬فششي النكششاح( أي فششي عقششد‬
‫النكاح لموليتهما‪ ،‬وهو متعلششق بوكششل )قششوله‪ :‬وحضششر( أي مششن ذكششر مششن الب أو الخ المنفششرد‪،‬‬
‫وقوله مع آخر‪ ،‬أي مع شخص آخر غيره )قوله‪ :‬لم يصششح( أي النكششاح‪ ،‬وهششو جششواب لششو )قششوله‪:‬‬
‫لنه( أي من ذكر مششن الب أو الخ‪ ،‬وهششو علششة لعششدم الصششحة‪ .‬وقششوله فل يكششون شششاهدا‪ :‬أي فل‬
‫يصح أن يكون شاهدا )قوله‪ :‬ومن ثم لو شهد الخ( أي ومن أجل التعليل المذكور لو شششهد أخششوان‬
‫من ثلثة وعقد الثالث بغير وكالة من أحدهما بأن أذنت لهذا الثالث العاقد فقط صششح النكششاح لعششدم‬
‫كونهما وليين عاقدين لها حينئذ‪ .‬وقوله وإل بأن عقد الثالث بوكالششة مششن أحششدهما بششأن أذنششت لهمششا‬
‫وهما وكل الثالث في عقد النكاح‪ ،‬ومثله ما لو أذنت للثلثة في النكاح‪ ،‬وقششوله فل‪ :‬أي فل يصششح‬
‫النكاح بحضور الخوين المأذون لهما في النكاح شاهدين لنهما العاقششدان فششي الحقيقششة‪ ،‬والوكيششل‬
‫في النكاح إنما هو سفير محض )قوله‪ :‬ل يشترط الشهاد على إذن معتششبرة الذن( أي علششى إذن‬
‫من يعتبر إذنها في صحة النكاح‪ ،‬وهي غير المجبرة‪ .‬نعم‪ ،‬يندب احتياطا ليؤمن إنكارها‪ .‬ل يقال‬
‫إن التقييد بمعتبرة الذن يوهم اشتراط الشهاد في إذن غير معتبرة الذن وهي المجششبرة البالغششة‪،‬‬
‫لنا نقول عدم اشتراط فيه مفهوم بالولى‪ ،‬إذا إذنها غير شرط مستحب‪ ،‬وإذا لم يكن شرطا فيمششا‬
‫الذن فيه شرط فلن ل يكون شرطا في غيششره أولششى‪ .‬فالقيششد لبيششان الواقششع‪ ،‬ل للحششتراز )قششوله‪:‬‬
‫لنه( أي إذنها ليس ركنا في العقد‪ :‬أي ليس جزءا من أجزاء العقد والشهاد‪ ،‬إنما هششو شششرط فششي‬
‫العقد‪ .‬وعبارة شرح المنهج‪ ،‬وإنمششا لششم يششترط لن رضششاها ليششس مشن نفشس النكششاح المعتشبر فيششه‬
‫الشهاد‪ ،‬وإنما هو شرط فيه ورضاها الكافي في العقد يحصل بإذنها أو ببينة أو بإخبار وليها مع‬
‫تصديق الزوج أو عكسه‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬بل هو( أي الذن‪ .‬وقوله شرط فيه‪ ،‬أي في العقد‬

‫] ‪[ 345‬‬

‫وقوله فلم يجب الشهاد عليه‪ :‬أي على الذن لنه خششارج عششن ماهيششة العقششد لكششونه شششرطا‬
‫)قوله‪ :‬إن كان الولي غير حاكم الخ( الولى أن يأتي به في صورة التعميم بأن يقول‪ :‬سششواء كششان‬
‫الولي غير حاكم أو كان حاكما وقوله على الوجه‪ :‬مقابله يقول إن الحششاكم ل يششزوج إل إذا ثبششت‬
‫عنده الذن ببينة‪ ،‬ومثلها القرار‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬نعم أفتى البلقيني كابن عبد السلم بأنه لو كششان‬
‫المزوج هو الحاكم لم يباشره إل إن ثبت إذنها عنده‪ .‬وأفتى البغوي بأن الشششرط أن يقششع فششي قلبششه‬
‫صدق المخبر له بأنها أذنت له‪ ،‬وكلم القفششال والقاضشي يؤيشده وعليششه يحمششل مششا فششي البحششر عشن‬
‫الصحاب أنه يجوز اعتماد صبي أرسله الولي لغيره ليزوج موليته‪ .‬والذي يتجه هنا ما مششر فششي‬
‫عقده بمستورين أن الخلف إنما هو في جواز مباشرته ل في الصحة‪ ،‬كما هو ظاهر‪ ،‬لما مر أن‬
‫مدارها على ما في نفس المر‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي النهاية‪ :‬وما أفتى به البلقيني‪ ،‬كششابن عبششد السششلم‪ ،‬مبنششي‬
‫على أن تصرف الحاكم حكم‪ ،‬والصحيح خلفه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ونقل في البحر الخ( هششذا مبنششي علششى‬
‫غير مذكور‪ ،‬وهو إفتاء البغوي بأن الشرط فيمششا إذا كششان الششولي الحششاكم أن يقششع فششي قلبششه صششدق‬
‫المخبر له كما يعلم من عبارة التحفة المارة ومن قوله بعد‪ :‬أي إن وقششع فششي قلبششه صششدق المخششبر‪.‬‬
‫أما لو جرينا على إفتاء البلقيني المذكور في عبارة التحفة المارة ‪ -‬وهو أنه ل بد من ثبوت الذن‬
‫عند الحاكم‪ ،‬فقياسه هنا أنه ل يجوز اعتماد الصبي فيما ذكر )قوله‪ :‬في قلبششه( أي الغيششر المرسششل‬
‫إليه‪ ،‬وقوله صدق المخبر‪ ،‬بكسر الباء‪ ،‬وهو الصبي )قوله‪ :‬لو زوجها وليها( أي لو زوج المولية‬
‫المعتبرة الذن وليها قبل بلوغ إذنها إليه‪ .‬وقوله صح‪ :‬أي تزويجه لها‪ .‬وقوله على الوجه مقششابله‬
‫قول البغوي بعدم الصحة‪ ،‬ورده في التحفة بقوله‪ :‬وأما قول البغوي لو زوجهششا وليهششا وكششانت قششد‬
‫أذنت ولم يبلغه الذن لم يصح وإن جهل اشتراط إذنها لنه تهششور محششض‪ ،‬فهششو ل يوافششق قششولهم‬
‫العبرة في العقود حشتى النكشاح بمشا فشي نفشس المششر‪ .‬ا‍ه )قشوله‪ :‬إن كششان الذن سششابقا علشى حالشة‬
‫التزويج( شرط في الصحة‪ :‬أي يشترط فيها أن يتبين أنها قد أذنت له قبل التزويج فلششو تششبين أنهششا‬
‫أذنت له بعد التزويج‪ .‬ومثله ما إذا لم يتبين شئ أصل فل يصشح‪) .‬وقشوله‪ :‬لن العشبرة الشخ( علشة‬
‫الصحة‪ .‬وفي سم‪ :‬قال في تجريد المزجد‪ :‬أراد أن يزوج ابنة عمه وأخبره رجششل أو رجلن أنهششا‬
‫أذنت له فزوجها ثم قال كذبنا في الخبار‪ ،‬فإن قالت المرأة كنت أذنششت صششح النكششاح‪ ،‬أو أنكششرت‬
‫صدقت بيمينها وعلى الزوج البينة بإذنها‪ ،‬ولشو أرسششلت رسششول بششالذن إلشى ابشن عمهشا فلششم يشأته‬
‫الرسول وأتاه من سمع من الرسول وأخبره فزوجها صح النكاح‪ ،‬لن هذا إخبشار ل شششهادة‪ .‬قشاله‬
‫في النوار‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وصح النكاح( أي ظاهرا ل باطنا‪ ،‬وقششوله بمسششتوري عدالششة‪ :‬أي شششاهدين‬
‫مستورة عدالتهما‪ ،‬وذلك لن ظششاهر المسششلمين العدالششة‪ ،‬ولن النكششاح يجششري بيششن أوسششاط النششاس‬
‫وعوامهم‪ ،‬فلو كلفوا بمعرفة العدالة الباطنة ليحضششر المتصششف بهشا لطشال المشر وششق‪ .‬قششال فششي‬
‫التحفة‪ :‬ومن ثم صحح في نكت التنبيه‪ ،‬كابن الصلح‪ ،‬أنه لو كان العاقد الحاكم اعتششبرت العدالششة‬
‫الباطنة قطعا لسهولة معرفتها عليه بمراجعة المزكين‪ ،‬وصحح المتولي وغيره أنه ل فرق‪ ،‬إذ ما‬
‫طريقه المعاملة يستوي فيه الحاكم وغيره‪ ،‬ثششم قششال‪ :‬والششذي يتجششه أخششذا مششن قششوله لششو طلششب منششه‬
‫جماعة بأيديهم مال ل منازع لهم فيه قسششمته بينهششم لششم يجبهششم إل إن أثبتششوا عنششده أنششه ملكهششم لئل‬
‫يحتجوا بعد بقسمته على أنه ملكهم‪ ،‬أنه ل يتولى العقد إل بحضرة من ثبتت عنده عششدالتهما‪ ،‬وأن‬
‫ذلك ليس شرطا للصحة‪ ،‬بل لجواز القدام‪ ،‬فلو عقد بمستورين فبانا عدلين صششح‪ ،‬أو عقششد غيششره‬
‫بهما فبانا فاسقين لم يصشح‪ ،‬كمشا يشأتي‪ ،‬لن العششبرة فششي العقشود بمششا فششي نفشس المشر‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقشوله‬
‫وصحح المتولي أنه ل فششرق‪ .‬اعتمششده فششي النهايششة والمغنششي‪) .‬تنششبيه( ل يصششح النكششاح بمسششتوري‬
‫السلم والحرية‪ ،‬وهما من لم يعرف حالهما في أحدهما باطنا وإن كانا بمحل كل أهلششه مسششلمون‬
‫أو أحرارا‪ ،‬وذلك كأن وجد لقيط ولشم يعشرف حشاله إسشلما ورقشا‪ ،‬وإنمشا لشم يصشح بهمشا لسشهولة‬
‫الوقوف على‬

‫] ‪[ 346‬‬

‫الباطن فيهما‪ .‬ومثلهما في ذلك البلوغ ونحوه مما مر من الشروط‪ .‬نعم‪ .‬إن بانا مسلمين أو‬
‫حرين أو بالغين مثل بأن انعقاده كما لو بان الخنثى ذكرا‪ .‬أفاده حجر‪) .‬قوله‪ :‬وهمششا( أي مسششتور‬
‫العدالة‪) .‬وقوله‪ :‬من لم يعرف لهما مفسق( أي لم يعرف أنهما ارتكبششا مفسششقا مششن الكبششائر أو مششن‬
‫الصرار على الصغائر‪) .‬وقوله‪ :‬كما نص عليه( أي على الضابط المذكور‪) ،‬وقششوله‪ :‬واعتمششده(‬
‫أي هششذا الضششابط المنصششوص عليششه‪ .‬وقششوله وأطششالوا فيششه‪ :‬أي فششي ترجيحششه‪ ،‬وقيششل فششي ضششابط‬
‫المستورين هو من عرف ظاهرهما بالعدالة ولم يزكيا‪ .‬قال في التحفة‪ :‬وهو ما اختششاره المصششنف‬
‫وقال إنه الحق‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتب سم ما نصه‪ :‬قوله أو مششن عششرف إلششخ ‪ -‬كششأن معنششاه أنششه شششوهد منهمششا‬
‫أسباب العدالشة مشن ملزمششة الواجبششات والطاعشات واجتنشاب المحرمشات ‪ -‬بخلف المششذكور عشن‬
‫النص‪ .‬فإنه صادق بمجهولين لم يعرف حالهمشا ول ششوهد منهمششا أسششباب العدالششة‪ .‬وبهششذا يتضشح‬
‫الفرق بين النص ومختار المصششنف‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬وبطششل السششتر بتجريششح عششدل( أي بإخبششار عششدل‬
‫بفسق ذلك المستور‪ ،‬فلو أخبر بفسق المسشتور عشدل لشم يصشح النكشاح‪ .‬قشال فشي ششرح الشروض‪:‬‬
‫وقول صاحب الذخائر الشبه الصحة‪ ،‬فإن الجرح ل يثبت إل بشاهدين ولم يوجدا‪ :‬يرد بأنه ليس‬
‫الغرض إثبات الجرح‪ ،‬بل زوال ظن العدالة‪ ،‬وهو حاصشل بخشبر العشدل‪ .‬ا‍ه‪ .‬ثشم إن كشون السشتر‬
‫يبطل بتجريح عدل محله إذا كان واقعا قبل العقد‪ ،‬بخلفه بعده لنعقاده ظاهرا فل بششد مششن ثبششوت‬
‫مبطله‪ ،‬كذا في التحفة والنهاية‪) .‬قوله‪ :‬لم يلتحق بالمستور( أي فل يصح به العقد إل بعششد مضششي‬
‫مدة الستبراء وهي سنة‪ .‬قال في شرح الروض‪ :‬لن توبته حينئذ تصشدر عشن عشادة لعشن عشزم‬
‫محقق‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ويسن استتابة إلخ( أي احتياطا‪ .‬قال الرشيدي‪ :‬أنظر ما فائدة هذه السششتتابة مششع‬
‫أن توبة الفاسق ل تلحقه بالمسششتور كمششا قششدمه قبلششه ؟ ولعلهششم يفرقششون بيششن ظششاهر الفسششق وغيششر‬
‫ظاهره‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولو علم الحاكم فسق الخ( الولى أن ل يذكر هششذا ويزيششد بعششد قششوله التششي أو‬
‫علم حاكم فيلزمه التفريق الخ‪ ،‬كما صنع في التحفة‪ ،‬ونصششها‪ :‬وإنمششا يتششبين الفسششق أو غيششره بعلششم‬
‫القاضي فيلزمه التفريق بينهما الخ‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولو قبل الترافع إليه( قال في فتح الجواد‪ :‬لكششن إن‬
‫علم أن الزوج مقلد لمن ل يجيز ذلك‪ ،‬أي النكاح‪ ،‬بشاهدين فاسقين‪ ،‬وإل فل بد مششن الششترافع إليششه‬
‫فيما يظهر‪ .‬ا‍ه‪ .‬بزيادة )قوله‪ :‬ويصح( أي النكاح‪ .‬وقوله بابني الزوجين أو عششدويهما‪ :‬أي أو ابششن‬
‫عدو أحدهما مع ابن أو عدو الخر )قوله‪ :‬وقد يصح كون الب شاهدا( أي فيما إذا كانت الولية‬
‫لغيره‪ .‬والمناسب تقديم هذه المسألة عند قول الششارح ول بحضششرة متعيششن للوليشة ويشذكرها بعشد‬
‫قوله ومن ثم لو شهد أخوان من ثلثة وعقد الثالث بغير وكالة صح بششأن يقششول بعششده أو شششهد أب‬
‫في نكاح بنته القنة فإنه يصح لعدم تعينه للوليششة‪ .‬وقشوله كششأن تكشون بنتششه قنششة‪ :‬أي فالوليششة فيهششا‬
‫لسيدها ل له فصح أن يكون شاهدا‪ .‬وعبارة شرح الروض‪ :‬كششأن تكششون بنتششه كششافرة أو رقيقششة أو‬
‫ابنه سفيها وأذن له في النكاح لنه ليس عاقدا ول العاقششد نششائبه‪ .‬ا‍ه )قششوله‪ :‬قششال شششيخنا وهششو( أي‬
‫الحكم كذلك‪ ،‬أي كما قاله الحناطي‪ ،‬ثم إن ظاهر عبارة الشارح أن هذا قول شيخه‪ ،‬وليس كششذلك‪.‬‬
‫نعم‪ :‬يفهم من عبارة شيخه ونصها‪ :‬وظاهر كلم الحنششاطي ‪ -‬بششل صششريحه ‪ -‬أنششه ل يلششزم الششزوج‬
‫البحث عن حال الولي والشهود وأوجبه بعض المتأخرين لمتناع القدام على العقد مع الشك فششي‬
‫شروطه‪ .‬ويرد بأن ما علل به إنما هو فششي الشششك فششي الزوجيششن فقششط لمششا مششر أنهمششا المقصششودان‬
‫بالذات‪ ،‬فاحتيط لهما أكثر‪ ،‬بخلف غيرهما فجاز القدام على العقد حيث لم يظن وجود مفسد لششه‬
‫فششي الشولي أو الشششاهد‪ .‬ثششم إن بشان مفسشد بشان فسششاد النكشاح‪ ،‬وإل فل‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقشوله وأوجبشه بعشض‬
‫المتأخرين‪ :‬قال سم جزم به في الكنز وأنه يأثم بتركه وإن صح العقد ما لم يبن خلل وإن ذلك هو‬
‫الوجه الفقه‪ ،‬خلفا للحناطي‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬وبششان بطلنششه( أي تششبين بطلن النكششاح بعششد حصششوله‬
‫)قوله‪ :‬بحجة( متعلق ببان‪ .‬وقوله فيه‪ :‬متعلق بمحذوف صفة لحجة‪ ،‬أي بحجة مقبولششة فششي ثبششوت‬
‫النكاح وهي‬

‫] ‪[ 347‬‬

‫رجلن‪ ،‬أو علم الحاكم‪ .‬والتقييد بقوله فيه يخرج الرجل والمرأتيششن لنششه ليششس بحجششة فيششه‬
‫وإن كان بحجة في غيره )قوله‪ :‬من بينة الخ( بيان للحجة‪ :‬أي أن الحجة هي بينة تشهد بمششا يمنششع‬
‫صحته مفسرا بكونه عند العقد سواء كانت حسية أو غيرها أو علم حاكم‪ .‬قال فششي النهايششة‪ :‬حيششث‬
‫سششاغ لششه الحكششم بعلمششه‪ .‬ا‍ه‪ .‬قششال ع ش‪ :‬أي بششأن كششان مجتهششدا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬أو بششإقرار الزوجيششن(‬
‫معطوف على بحجة‪ :‬أي أو بان بطلنه بإقرار الزوجين )قوله‪ :‬في حقهما( الولششى تقششديمه علششى‬
‫قوله بحجة الخ ليتصل بمتعلقه الذي هو بطلن‪ :‬إذ هششو متعلششق بششه‪ ،‬كمششا فششي البجيرمششي‪ ،‬والجششار‬
‫والمجرور الذي بعده متعلق بكل من حجة وإقرار‪ :‬أي تششبين بالحجششة أو القششرار بطلنششه بالنسششبة‬
‫لما يتعلق بحق الزوجين فقط وسيذكر مفهومه‪ .‬وعبارة التحفة تقتضي تعلقه بمحذوف‪ :‬أي ويعتششد‬
‫بالحجة أو القرار في حقهما ونصششها‪ :‬وعلششم أن إقرارهمششا وبينتهمششا إنمششا يعتششد بهمششا فيمششا يتعلششق‬
‫بحقهما ل غير‪ .‬ومنه يؤخذ أنششه لشو طلقهششا ثششم أقيمششت بينششة بفسششاد النكششاح ثششم أعادهششا عششادت إليشه‬
‫بطلقتين فقط‪ ،‬لن إسقاط الطلقة حق ل تعالى فل تفيده البينة أيضششا‪ .‬ويحتمشل خلفشه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قشوله‪:‬‬
‫بما يمنع صحته( تنازعه كل من قوله بحجة وقوله أو بإقرار‪ .‬كما علمت )قششوله‪ :‬كفسششق الشششاهد(‬
‫هو وجميع ما بعده تمثيل لما يمنع الصحة‪ .‬وقوله عند العقد‪ :‬متعلق بفسق‪ .‬وخرج به تششبين فسششقه‬
‫بعده أو قبله فل يضر لجواز حدوثه في الولى ولحتمال توبته في الثانية‪ .‬نعم‪ :‬تبينه قبل مضششي‬
‫زمن من الستبراء بالنسبة للشاهد كتبينه عنده‪ ،‬أمششا بالنسششبة للششولي فليششس كششذلك لنششه ل يشششترط‬
‫لصحة عقده بعد التوبة مضي مدة الستبراء‪ ،‬كمششا سششيأتي )قششوله‪ :‬والششرق والصششبا( عطششف علششى‬
‫فسق‪ :‬أي وكالرق والصبا‪ ،‬أي عند العقد فل يضر تبينهما قبله لحتمال الكمال عنده‪ .‬وقوله لهما‪:‬‬
‫أي الشاهد والولي )قوله‪ :‬وكوقوعه( معطوف علششى كفسششق وكششان الولششى حششذف الكششاف‪ ،‬كالششذي‬
‫قبله‪ ،‬أي وكوقوع النكاح في العدة الكائنة من غيشره‪ ،‬فهشو ممششا يمنششع صششحته وممشا يمنششع صششحته‬
‫أيضا الجنون والغماء والششردة عنششده )قشوله‪ :‬وخششرج بفششي حقهمششا حششق الش تعششالى( أي فل يشؤثر‬
‫بطلن النكاح بالنسبة لحق ال تعالى وهو كالتخليل في المثال‪ ،‬فإنه ل يسقط بثبوت فسششاد النكششاح‬
‫لنه حق ال تعالى وإن كان مقتضى ثبوت ذلك سقوطه لنه فرع الطلق‪ .‬وقد تششبين أن ل طلق‬
‫لعدم النكاح )قوله‪ :‬كأن طلقها ثلثا الخ( في ع ش ما نصه‪ :‬وقع السؤال عمن طلق زوجتششه ثلثششا‬
‫عامدا عالما‪ :‬هل يجوز له أن يدعى بفساد العقد الول لكون الششولي كششان فاسششقا أو الشششهود كششذلك‬
‫بعد مدة من السنين ؟ وهل له القدام على أن يعقد عليها من غير وفششاء عششدة مششن نكششاحه الول ؟‬
‫وهل يتوقف نكاحه الثاني على حكم حاكم بصحته ؟ وهل الصل في عقود المسششلمين الصششحة أو‬
‫الفساد ؟ )وأجبنا عنه بما صورته( الحمد ل‪ .‬ل يجوز له أن يدعي بذلك عند القاضششي ول تسششمع‬
‫دعواه بذلك‪ ،‬وإن وافقته الزوجة عليه حيث أراد به إسقاط التحليششل‪ .‬نعششم‪ :‬إن علششم بششذلك جششاز لششه‬
‫فيما بينه وبين ال تعالى العمل به فيصح نكاحه لها من غير محلل وإن وافقته الزوجة علششى ذلششك‬
‫ومن غير وفاء عدة منه‪ ،‬لنه يجوز للنسان أن يعقد فششي عششدة نفسششه سششواء كششانت عششن شششبهة أو‬
‫طلق‪ ،‬ول يتوقف حل وطئه لها وثبوت أحكام الزوجية له على حكم حاكم‪ ،‬بل المدار على علمه‬
‫بفساد الول في مششذهبه واسششتجماع الثششاني لشششروط الصششحة المختلفششة كلهششا أو بعضششها فششي العقششد‬
‫الول‪ ،‬ول يجوز لغير القاضي التعرض له فيما فعل‪ .‬وأما القاضي فيجب عليه أن يفششرق بينهمششا‬
‫إذا علم بذلك‪ .‬والصل في العقود الصشحة فل يجشوز العشتراض فشي نكشاح ول غيشره علشى مشن‬
‫استند في فعله إلى عقد ما لم يثبت فساده بطريقه‪ ،‬وهذا كله حيث لششم يحكششم حششاكم بصششحة النكششاح‬
‫الول ممن يرى صحته مع فسق الشولي أو الششهود‪ .‬أمشا إذا حكشم بشه حشاكم فل يجشوز لشه العمشل‬
‫بخلفه‪ ،‬ل ظاهرا ول باطنا‪ ،‬لما هو مقرر أن حكم الحاكم يرفع الحلف‪ ،‬ول فرق فيما ذكر بيششن‬
‫أن يسبق من الزوج تقليد لغير إمامنا الشافعي ممن يري صحة النكاح مع فسق الشاهد والششولي أم‬
‫ل‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬يشئ( متعلق بفساد‪ .‬وقوله مما ذكر‪ :‬أي من الفسششق والششرق والصششبا‪ ،‬أي وغيششر مششا‬
‫ذكر أيضا‪ :‬كالجنون والردة والغماء )قوله‪ :‬فل يقبل إقرارهما( أي بالنسششبة لصششحة نكششاح جديششد‬
‫من غير تحليل )قوله‪ :‬بل ل بد( أي لصحته من محلل‬

‫] ‪[ 348‬‬
‫)قوله‪ :‬للتهمششة( بضششم ففتشح‪ .‬وهشو علشة لعشدم قبششول إقرارهمشا‪ :‬أي ل يقبشل لتهامهمششا فششي‬
‫دعواهما فساد النكاح )قوله‪ :‬ولنه( أي التحليل المفهوم من المحلل‪ .‬وقششوله حششق الشش‪ :‬أي ل حششق‬
‫الزوجين )قوله‪ :‬ولو أقاما( أي الزوجان ومثله أحدهما‪) .‬وقوله‪ :‬عليه( أي فساد النكششاح‪) .‬وقششوله‪:‬‬
‫لم تسمع( قال السبكي هو صحيح إذا أراد نكاحا جديدا كما فرضه‪ ،‬فلو أراد التخلششص مششن المهششر‬
‫أو أرادت بعد الدخول مهر المثل‪ ،‬أي وكان أكثر من المسمى فينبغي قبولها ا‍ه‪ .‬وما قاله السششبكي‬
‫صادق عليه قول المصنف في حقهما )قوله‪ :‬أما بينة الحسبة فتسشمع( هشذا محشترز أقامشا‪ :‬إذ بينشة‬
‫الحسبة لم تقم وإنما قامت بنفسششها وشششهدت‪ .‬وعبششارة التحفشة‪ :‬وخششرج بأقامشا مشا لشو قششامت حسششبة‬
‫ووجدت شروط قيامها فتسمع‪ .‬ا‍ه‪ .‬وعبارة النهاية‪ :‬ذكر البغوي في تعليقه أن بينة الحسششبة تقبششل‪،‬‬
‫لكنهم ذكروا في باب الشهادات أن محل قبوله بينة الحسبة عند الحاجششة إليهششا كششأن طلششق شششخص‬
‫زوجته وهو يعاشرها أو أعتق رقيقه وهو ينكر ذلك‪ ،‬أما إذا لم تدع الحاجة إليها فل‪ .‬وهنا كذلك‪.‬‬
‫نبه عليه الوالد رحمه ال تعالى‪ .‬ا‍ه‪ .‬وسيأتي أيضا للشارح‪ ،‬فششي بابهششا‪ ،‬التقييششد بششذلك )قششوله‪ :‬نعششم‬
‫الخ( تقييد لقوله فل يقبل إقرارهما )قوله‪ :‬أما في الباطن فالنظر لما فششي نفششس المششر( أي فيجششوز‬
‫لهما العمل بإقرارهما‪ ،‬فيصح نكاحه لها من غير محلل إن وافقته ومن غيششر وفششاء عششدة‪ ،‬لكششن إن‬
‫علم بهما الحاكم فرق بينهمششا‪ ،‬كمششا علمششت ذلششك مششن جششواب ع ش المششار آنفششا‪) ،‬قششوله‪ :‬ول يتششبين‬
‫البطلن بإقرار الشاهدين بما يمنع الصحة( أي بأن قال كنا فاسقين عند العقششد مثل‪ .‬وهششذا مفهششوم‬
‫قششوله بششإقرار الزوجيششن )قششوله‪ :‬فل يششؤثر( أي إقششرار الشششاهدين بمششا يمنششع الصششحة‪) .‬وقششوله‪ :‬فششي‬
‫البطال( أي إبطال النكاح )قوله‪ :‬كما ل يؤثر( أي القرار‪ .‬وقوله فيششه‪ :‬أي البطششال‪ .‬وقششوله بعششد‬
‫الحكم بشهادتهما‪ :‬اعترض بأن المقيس وهو قوله فل يؤثر في البطال صادق بششالمقيس عليششه فل‬
‫حاجة إلى القياس‪ .‬وأجيب بتخصيص المقيس بما إذا كان قبشل الحكشم بششهادتهما ويشرد عليشه أنشه‬
‫حينئذ قياس مع الفارق‪ ،‬لن النكاح تقوى بعد الحكم بشهادتهما فل يلششزم مششن عششدم تششأثير القششرار‬
‫في إبطاله حينئذ عدم تأثيره في إبطاله قبل الحكم بشششهادتيهما إل أن يقششال إنششه قيششاس أدون‪ .‬تأمششل‬
‫ا‍ه‪ .‬بجيرمي بتصرف )قوله‪ :‬ولن الحق( أي الذي أقرا به وهو مانع صحة النكاح‪) .‬وقوله‪ :‬ليس‬
‫لهما( أي الشاهدين‪ ،‬واللم بمعنى على‪ :‬أي ليس عليهما بل هو علششى الزوجيششن‪ ،‬وإذا كششان كششذلك‬
‫فل يصح إقرارهما بحق على غيرهما‪ ،‬لن القرار‪ ،‬كما تقششدم‪ ،‬إخبششار بحششق سششابق عليششه نفسششه‪.‬‬
‫ومقتضى التعليل أنه لو كان الحق لهما قبل بالنسبة إليهما وهو كذلك‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬نعم له أثششر‬
‫في حقهما‪ ،‬فلو حضرا عقد أختهما مثل ثم ماتت وورثاها سقط المهر قبل الوطئ وفسششد المسششمى‬
‫بعده فيجب مهر المثل‪ :‬أي إن كان دون المسمى أو مثله ل أكثر‪ ،‬كما هو ظاهر‪ ،‬لئل يلزم أنهمششا‬
‫أوجبا بإقرارهما حقا لهما على غيرهما‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله حقششا لهمششا علششى غيرهمششا‪ :‬وهششو مششا زاد علششى‬
‫المسمى )قوله‪ :‬فل يقبل قولهما( أي على الزوجين‪ ،‬كمششا علمششت )قششوله‪ :‬أمششا إذا أقششر بششه( أي بمششا‬
‫يمنع الصحة وهو مقابل قوله أو بإقرار الزوجين‪ ،‬والولى أن يقول فششإن أقششر‪ :‬بششالتفريع علششى مششا‬
‫قبله‪ ،‬كما صنع في المنهج )قوله‪ :‬فيفرق بينهما( وهي فرقة فسخ ل طلق فل تنقص عددا )قوله‪:‬‬
‫مؤاخذة له( أي للزوج‪ ،‬وهو علة التفريق بينهمشا‪) ،‬وقشوله‪ :‬بشإقراره( أي بشاعترافه بمشا يتعيشن بشه‬
‫بطلن نكشاحه )قشوله‪ :‬وعليشه( أي الشزوج المقشر بمشا يمنشع الصشحة‪) .‬وقشوله‪ :‬نصشف المهشر( أي‬
‫المسمى )قوله‪ :‬وإل( أي بأن دخل بهشا فكلشه‪ :‬أي فعليششه كلشه )قشوله‪ :‬إذ ل يقبشل قششوله عليهمشا فشي‬
‫المهر( أي لنه حقها ل حقه‪) .‬والحاصل( يسقط بإقراره حقه ل حقها لن حكم اعترافه مقصششور‬
‫عليه‪ ،‬ولذلك ل يرثها وهي ترثه‪ ،‬لكن بعد حلفها أنه عقد بعدلين )قوله‪ :‬بخلف ما إذا أقششرت( أي‬
‫الزوجة‪ .‬وقوله به‪ :‬أي بما يمنع صحة النكاح‪ .‬ول بد من تخصيص ما يمنع بغير نحششو محرميششة‪:‬‬
‫لمششا تقششدم فششي مبحششث الرضششاع‪ ،‬وسيصششرح بششه أيضششا قريبششا‪ .‬وعبششارة التحفششة‪ :‬وخششرج بششاعترافه‬
‫اعترافها‬

‫] ‪[ 349‬‬
‫بخلل ولي أو شهود فل يفرق به بينهما الخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله دونه‪ :‬أي الششزوج )قششوله‪ :‬فيصششدق(‬
‫أي فيصدق الزوج بعدم ما أقرت به الزوجة بيمينشه‪ ،‬فشإن نكشل عشن اليميشن حلفشت وفشرق بينهمشا‬
‫)قوله‪ :‬لن العصمة بيده الخ( علة لتصششديقه هشو دونهشا‪ :‬أي وإنمششا صششدق هشو لن العصششمة بيششده‬
‫وهي تريد رفعها‪ .‬أي والصل بقاؤها )قوله‪ :‬فل تطالبه بمهر( الولى ول تطششالبه‪ ،‬بششالواو‪ ،‬لنششه‬
‫معطوف على فيصدق الواقع في جواب إذا‪ ،‬ل تفريششع‪ ،‬وإنمششا لششم تطششالبه بششه لسششقوطه بإقرارهششا‪.‬‬
‫ومحله ما لم تكن محجورا عليها بسفه‪ ،‬وإل فل سقوط لفساد إقرارها في المششال‪ .‬ومحششل سششقوطه‬
‫أيضا إن لم تكن قد قبضته فإن قبضته فليس له استرداده منها وكما ل تطشالبه بشالمهر إذا مشات ل‬
‫ترثه مؤاخذة لها بذلك‪ .‬وعبارة الروض ولو أقرت دونه صدق بيمينششه ولكششن ل ترثششه ول تطششالبه‬
‫بمهر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وعليه إن وطئ الخ( الخصر أن يقول أو بعده فلها أقل المريششن مششن المسششمى‬
‫ومهر المثل )قوله‪ :‬ولو أقرت بالذن( أي في التزويج )قوله‪ :‬ثم ادعت( أي بعد التزويششج‪ .‬وقششوله‬
‫أنها إنما أذنت أي في التزويج وقوله بشرط صفة في الزوج أي ككششونه عالمششا أو شششريفا أو غيششر‬
‫ذلك )قوله‪ :‬ولم توجد( أي تلك الصششفة المشششروطة )قششوله‪ :‬ونفششى الششزوج ذلششك( أي الشششرط الششذي‬
‫ادعته )قوله‪ :‬صدقت بيمينها( أي للقاعدة أن من كان القول قوله في أصل الشئ كان القششول قششوله‬
‫في صفته كالموكل يدعي تقييد إذنه بصفة‪ ،‬فينكر الوكيششل‪ .‬وبحششث بعضششهم تصششديق الششزوج لنششه‬
‫يدعي الصحة يرده تصديقهم للموكل وإن ادعى الفسششاد‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفششة )قششوله‪ :‬وإذا اختلفششا الششخ( هششذه‬
‫المسألة قد تقدمت في الشرح في مبحث الرضاع المحرم عند قششوله ولششو أقششر رجششل وامششرأة الشخ‪،‬‬
‫فكان الولى إسقاطها هناك استغناء عنها بما هنا أو يؤخر الكلم على صورة التفاق والختلف‬
‫كلها إلى هنا‪ ،‬فرارا من التكرار )قوله‪ :‬فادعت أنها محرمة( خرج به ما إذا ادعى هششو ذلششك فششإنه‬
‫هو المصدق مطلقا‪ ،‬كما تقدم‪) ،‬وقوله‪ :‬بنحو رضششاع( أي كمصششاهرة ونسششب )قششوله‪ :‬وأنكششر( أي‬
‫الزوج )قوله‪ :‬حلفت مدعية محرمية( جشواب إذا الشتي قشدرها الششارح‪ ،‬ولشو قشال سشمعت دعشوى‬
‫مدعية المحرمية وحلفت عليها لكان أولى ليطابق مقابله التي‪ :‬وهو قوله فششإن رضششيته لششم تسششمع‬
‫دعواها )قوله‪ :‬وصدقت( أي ولها مهر المثل ل المسمى إن وطئت‪ ،‬وإل فل شئ لها )قوله‪ :‬وبان‬
‫بطلن النكاح( أي بسبب المحرمية التي ادعتها الزوجة )قوله‪ :‬فيفششرق بينهمششا( أي يفششرق الحششاكم‬
‫بينهما وجوبا )قوله‪ :‬إن لم ترضه الخ( قيد لقوله حلفششت مدعيششة محرميششة )قششوله‪ :‬حششال العقششد( أي‬
‫وقت العقد‪ ،‬وهو متعلق بترضه‪) .‬وقوله‪ :‬ول عقبه( معطوف على حششال العقششد‪ :‬أي لششم ترضششه ل‬
‫حالة العقد ول بعده‪) .‬وقوله‪ :‬لجبارها الخ( تعليل لتصوير عدم الرضا حالة العقد وبعده‪ :‬أي أنششه‬
‫يتصور عدم رضاها به حالة العقد وبعده لكونها مجبرة أو لكونها أذنت للششولي فششي التزويششج ولششم‬
‫تعين أحدا ولم ترض بعد العقد به بنطق منها بأن تقول له رضيت بك أو تمكيششن مششن وطئه إياهششا‬
‫)قوله‪ :‬لحتمال ما تدعيه( علة لتصديقها باليمين‪) .‬وقوله‪ :‬مع عششدم سششبق مناقضششة( أي مششع عششدم‬
‫تقدم شئ منها مناقض لما تدعيه‪ ،‬والمناقض له رضاها المتضمن لقرارها بحلهششا لششه أو التمكيششن‬
‫من وطئه إياها )قوله‪ :‬فهو الخ( أي ما ادعته بعد العقد من المحرمية‪ :‬كقولها ابتداء أي قبل العقد‪،‬‬
‫فلن أخي من الرضاع فل تزوج منه‪ :‬أي عليششه مؤاخششذة بقولهششا )قششوله‪ :‬فششإن رضششيت( أي حالششة‬
‫العقد أو بعده بأن مكنته من نفسها‪) .‬وقوله‪ :‬ولم تعتذر( أي فششي رضششاها‪) .‬وقششوله‪ :‬بنحششو نسششيان(‬
‫الباء تصويرية متعلقة بتعذر‪ ،‬أي ويتصور العتذار بنحششو نسششيان فششي رضششاها بتمكينهششا لششه بششأن‬
‫قالت مكنته من نفسي نسيانا ل عمدا‪) .‬وقوله‪ :‬أو غلط( بأن قالت أنا مرادي بشالزوج الششذي عينتشه‬
‫زيد فغلطت وقلت عمرو )قوله‪ :‬لم تسمع دعواها( أي‬

‫] ‪[ 350‬‬

‫لنه سبق منها ما يناقضها وهو رضاها به فيصدق حينئذ هو ول يفرق بينهما )قوله‪ :‬وإن‬
‫اعتذرت سمعت دعواها للعذر( أنظشر مشا فشائدة سشماع دعواهشا ؟ ثشم رأيشت فشي النشوار وششرح‬
‫البهجة أن ذلك لتحليف الزوج أنه ل يعلم بينهما محرميششة‪ .‬فقششول الشششارح بعششد ولكششن حلششف بيششان‬
‫لتلك الفائدة‪ ،‬ونص عبارة النوار‪ :‬ولو زوجت امرأة ثم ادعششت محرميششة الرضششاع أو غيششره فششإن‬
‫زوجت برضاها الصريح نطقا من شخص معين فل يقبل دعواهششا إل إذا ذكشرت عشذرا كغلشط أو‬
‫نسيان أو جهل فتسمع ويحلف الزوج على نفي العلم بالمحرمية ول يسمع قولهششا ول بينتهششا‪ ،‬وإن‬
‫زوجت بغير رضاها لكونها أمة أو مجبرة أو برضاها ولم تعين الزوج سمعت دعواها أو بينتها‪.‬‬
‫وهل تصدق بيمينها ليندفع النكاح بها ؟ وجهان‪ :‬أحدهما نعم‪ ،‬وهو قول ابن الحداد والمقطششوع بششه‬
‫عند المتولي وهو الصح عند الشيخ أبي علششى الطششبري وصششاحب التهششذيب‪ ،‬وأسششنده إلششى المششام‬
‫المعظم‪ .‬كذا في تعليق الحاوي‪ ،‬وهو الصح في الروضة‪ .‬والمرجح في المحشرر‪ ،‬والمفهشوم مشن‬
‫سياق الشرحين‪ .‬والثاني ل‪ ،‬بل القول قوله بيمينه على نفي المحرمية ليستمر النكششاح‪ .‬وهششو قششول‬
‫أبي زيد المششروزي‪ ،‬والمحكششي عششن ابششن شششريح )‪ (1‬وهششو الصششح عنششد الغزالششي والمششذكور فششي‬
‫الحاوي‪ ،‬والمفهوم من شرح اللباب‪ .‬ولو زوجت برضششاها واكتفششى بسششكوتها لبكارتهششا ثششم ادعششت‬
‫محرمية سمعت بينتها وتصدق بيمينها‪ .‬ولو زوجت بغير رضششاها ومكنششت الششزوج مششن نفسششها أو‬
‫اختلعت نفسها أو دخلت عليه وقامت معه فكما لو زوجت برضاها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولكششن حلششف هشو‪:‬‬
‫أي الزوج لراضية اعتذرت( في العبارة إظهار في مقام الضمار‪ ،‬كما ل يخفى‪ ،‬وهو يفيد أنه ل‬
‫يحلف لراضية لششم تعتششذر‪ .‬وظشاهر عبششارة المنهشاج‪ ،‬فششي بشاب الرضششاع‪ ،‬أنشه يحلشف لهشا مطلقشا‪،‬‬
‫ونصها‪ :‬وإن ادعته‪ ،‬أي الرضاع المحرم‪ ،‬فأنكر صدق بيمينه إن زوجت برضاها‪ ،‬وإل فالصح‬
‫تصديقها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وشرط في الولي( شروع فششي بيششان شششروط الششولي الششذي هشو أحششد الركششان‬
‫الخمسة‪) .‬وقوله‪ :‬عدالة( هذا شرط للولي المزوج بالولية‪ ،‬أما المششزوج بالملششك فل يشششترط فيششه‪.‬‬
‫والمراد بالعدالة في حق الولي عدم الفسق‪ ،‬بخلفها في الشاهد فششإن المششراد بهششا ملكششة فششي النفششس‬
‫تمنع من اقتراف الذنوب الكبائر والصغائر ومن الرذائل المباحششة‪ ،‬كمششا تقششدم‪ ،‬فحينئذ العدالششة فششي‬
‫حق الولي تشمل الواسطة وهي عدم الفسق مع عدم الملكة المذكورة‪ ،‬وتتحقق في الصبي إذا بلششغ‬
‫ولم يصدر منه كبيرة ول صغيرة ولم يحصل له تلك الملكة‪ ،‬وفي الفاسق إذا تاب فإنهما يزوجان‬
‫حال‪) .‬وقوله‪ :‬وحرية( أي كاملة‪) .‬وقوله‪ :‬تكليف( أي بلوغ وعقل‪ .‬وشرط أيضا اختيار وذكششورة‬
‫محققة وعدم إحرام‪ ،‬وعدم اختلف دين‪ .‬ولو قال ‪ -‬كما في المنهششج ‪ -‬وشششرط فششي الششولي اختيششار‬
‫وفقد مانع الولية لكان أولى لشموله لششذلك كلششه )قششوله‪ :‬فل وليششة لفاسششق( مفهششوم الشششرط الول‪،‬‬
‫وهو العدالة وهذا عندنا‪ .‬وأمششا عنششد الئمششة الثلثششة فتثبششت الوليششة للفاسششق‪) .‬وقششوله‪ :‬غيششر المششام‬
‫العظم( أي أما المام العظم فل يمنع فسقه وليتششه بنششاء علششى الصششحيح أنششه ل ينعششزل بالفسششق‬
‫فيزوج بناته وبنات غيره بالولية العامة تفخيما لشأنه‪ .‬ا‍ه‪ .‬شرح المنهج‪) .‬وقششوله‪ :‬فيششزوج بنششاته(‬
‫أي إن لم يكن لهن ولي خاص غيره كالجد والخ وإل قدم عليه لتقدم الخششاص علششى العششام‪ .‬وقششال‬
‫سم‪ :‬لو كانت بناته أبكششارا هششل يجششبرهن لنششه أب أو ل بششد مششن السششتئذان لن تزويجششه بالوليششة‬
‫العامة ل الخاصة‪ :‬فيه نظر‪ ،‬ومال م ر إلى الول‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬لن الفسق نقص يقدح في الشششهادة(‬
‫أي يضر بها‪ .‬وقوله فيمنع الولية‪ :‬يقتضششي إن كششل مششا يقششدح فششي الشششهادة يمنششع الوليششة‪ ،‬وليششس‬
‫كذلك‪ ،‬لن ارتكاب خارم المروءة نقص يقدح في الشهادة ول يمنع الولية‪ ،‬ومن ثم لم يعلششل م ر‬
‫ول حجر بهذا التعليل‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي )قوله‪ :‬كالرق( أي فإنه نقص يقدح في الشهادة فيمنع الولية‪.‬‬
‫والكاف للتنظير )قوله‪ :‬هذا( أي ما ذكششر مششن كششونه ل وليششة لفاسششق هششو المششذهب )قششوله‪ :‬للخششبر‬
‫الصحيح الخ( دليل للمذهب )قوله‪ :‬أي عدل( تفسير لمرشد )قوله‪ :‬وقال بعضهم‬

‫)‪) (1‬قوله عن ابن شريح( كذابالصل الذى بايدينا‪ .‬ا‍ه‪ .‬مصصححه‬

‫] ‪[ 351‬‬

‫أنه(‪ ،‬أي الفاسق يلي‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬واختار أكثر متأخري الصحاب أنه يلي‪ .‬ا‍ه )قوله‪:‬‬
‫والذي اختاره النووي الخ( حاصل هذا القول التفصششيل وهشو أنششه إن كششان لششو سششلبت الوليششة مششن‬
‫الولي الخاص الفاسق انتقلت لحاكم فاسق بأن لم يوجد غيره أبقيت الولية لششه‪ ،‬وإل بششأن كششان لششو‬
‫سلبت ل تنتقل لحاكم فاسق بأن وجد غيره من ولي أبعد أو حاكم غير فاسق فل تبقى له بل تنتقل‬
‫عنه إلى الولي البعد أو للحاكم غير الفاسق إذا لم يوجد البعد )قوله‪ :‬من بقاء الخ( بيان لما أفتى‬
‫به الغزالي‪) .‬وقوله‪ :‬حيث تنتقل لحششاكم فاسششق( أي بششأن عششدم البعششد والحشاكم غيشر الفاسششق‪ ،‬كمششا‬
‫علمت‪ ،‬وإنما بقيت للخاص الفاسق ولم تنتقل عنه‪ :‬قال في التحفة لن الفسق عم‪ ،‬واستحسششنه فششي‬
‫الروضة وقال ينبغي العمل به‪ ،‬وبه أفتى ابن الصلح‪ ،‬وقششواه السششبكي‪ .‬وقششال الذرعششي لششي منششذ‬
‫سنين أفتى بصحة تزويج القريششب الفاسششق‪ ،‬واختششاره جمششع آخششرون إذا عششم الفسششق‪ ،‬وأطششالوا فششي‬
‫النتصار له حتى قال الغزالي من أبطله حكم على أهشل العصشر كلهشم‪ ،‬إل مشن ششذ‪ ،‬بشأنهم أولد‬
‫حرام‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهو عجيب‪ ،‬لن غايته أنهم من وطئ شبهة وهو ل يوصف بحرمششة كحششل‪ ،‬فصششواب‬
‫العبارة حكم عليهم بأنهم ليسوا أولد حل ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولو تاب الفاسق توبششة صششحيحة زوج حششال(‬
‫أي لن الشرط عدم الفسق ل العدالة التي هي ملكة تمنع من اقتراف الذنوب الخ‪ ،‬كما تقدم‪ ،‬وفششي‬
‫سم ما نصه‪ :‬قوله زوج حال‪ ،‬قال الزركشي‪ :‬فبين العدالة والفسق واسطة‪ ،‬ومثل بهششذا وبالصششبي‬
‫إذا بلغ والكافر إذا أسلم ولم يوجد منهما مفسق فقال ليسا بفاسقين لعدم صدور مفسششق ول عششدلين‬
‫لعدم حصول الملكة‪ ،‬وقال ل تحصل عدالة الكافر إل بعد الختبار‪ .‬قال الستاذ فششي كنششزه‪ :‬وفششي‬
‫ذلك نظر ظاهر ومنابذة لطلقهم‪ ،‬فالصواب أن الصبي إذا بلغ رشيدا والكافر إذا أسلم ولم يوجد‬
‫منهما مفسق يوصفان بالعدالة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وما قاله الستاذ ل ينبغي العدول عنه‪ .‬ا‍ه )قششوله‪ :‬أيضششا زوج‬
‫حال( قال ع ش‪ :‬أي وإن لششم يشششرع حششال فششي رد المظششالم ول فششي قضششاء الصششلوات مثل حيششث‬
‫وجدت شروط التوبة بأن عششزم مصششمما علششى رد المظششالم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬علششى مششا اعتمششده شششيخنا(‬
‫عبارته‪ :‬ولو تاب الفاسق توبششة صششحيحة زوج حششال لن الشششرط عششدم الفسششق ل العدالششة وبينهمششا‬
‫واسطة‪ ،‬ولذلك زوج المستور الظاهر العدالششة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقششوله كغيششره‪ :‬أي كشششيخ السششلم فششي شششرح‬
‫الروض والخطيب والرملي )قوله‪ :‬لكن الذي الخ( ضعيف )قوله‪ :‬أنه( أي الفاسق الذي تاب توبة‬
‫صحيحة‪) .‬وقوله‪ :‬ل يزوج إل بعد الستبراء( أي بسنة فإذا مضت سنة من بعششد التوبششة ولششم يعششد‬
‫إلى الفسق فيها صحت وليته‪ ،‬وإل فل )قوله‪ :‬ول لرقيق( معطششوف علششى لفاسششق‪ :‬أي ول وليششة‬
‫لرقيق كله أو بعضه‪ .‬قال في شرح المنهج‪ :‬لو ملك المبعض أمة زوجها‪ ،‬كما قاله البلقينششي‪ ،‬بنششاء‬
‫على الصح من أنه يزوج بملك ل بالولية خلفا لما أفتى به البغوي‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله لما أفتى به‪ :‬أي‬
‫من أنه ل يزوج أصل‪ .‬ح ل‪ .‬وخرج بقوله ول ولية وكالته فتصششح فششي القبششول ل فششي اليجششاب‬
‫عمل بالقاعدة في ضابط الوكيل وهو صحة مباشرته فيما وكل فيششه لنفسششه‪ ،‬وهششو يصششح أن يقبششل‬
‫لنفسه فيصح أن يقبل لغيره بالوكالة عنه )قوله‪ :‬ول لصبي ومجنون( معطشوف أيضشا علشى قشوله‬
‫لفاسق‪ .‬ول هنا وفيما قبلشه للتأكيشد‪ .‬أي ول وليشة لصشبي ومجنشون‪ .‬وقشوله لنقصشهما‪ :‬علشة لعشدم‬
‫صحة وليتهما‪ .‬وقوله أيضا‪ :‬أي كنقص الرقيق )قششوله‪ :‬وإن تقطششع الجنششون( غايششة فششي المجنششون‬
‫المنفية عنه الولية‪ ،‬وظاهرها أن المجنون ل ولية له أصل ولو في زمن الفاقششة فيمششا إذا تقطششع‬
‫الجنون‪ ،‬وليس كذلك‪ ،‬بل المراد أنه حالة جنونه ل يزوج وتنتقل الولية للبعششد ول ينتظششر زمششن‬
‫الفاقة‪ ،‬كما في سم‪ ،‬وعبارته‪ :‬قوله وإن تقطع الجنون‪ ،‬ليس المراد أنه ل ولية له حتى في زمن‬
‫الفاقة‪ ،‬بل معناه أنه البعد يزوج في زمن الجنون ول يجب انتظار الفاقة‪ ،‬وأمششا هششو فششي زمششن‬
‫إفاقته فيصح تزويجه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬تغليبا لزمنه( أي الجنون على زمن الفاقششة‪ ،‬فكششأن الكششل جنششون‬
‫وهو علة للغاية‪ .‬وظاهرها يفيد ما أفاده ظشاهر الغايشة المتقشدم بيشانه‪ ،‬وليشس مشرادا أيضشا‪ .‬فتنبشه‪.‬‬
‫وقوله المقتضي‪ :‬بدل من الضمير في زمنه العائد على الجنششون‪ ،‬وهشو كالعلششة للتغليششب المششذكور‪.‬‬
‫أي‬

‫] ‪[ 352‬‬
‫وإنما غلب زمن الجنششون علششى زمششن الفاقششة لن الجنششون يقضششي سششلب العبششارة والفاقششة‬
‫تقتضي ثوبتها‪ ،‬والمانع مقدم على المثبت‪ .‬وقوله لسلب العبارة‪ :‬أي عبارته كشالعقود الواقعشة منششه‬
‫وكالقوال وغيرها‪) .‬قشوله‪ :‬فيششزوج البعششد زمنششه فقششط ول تنتظششر إفششاقته( هششذا قرينششة دالششة علششى‬
‫صرف الغاية والعلة عن ظاهرهما وبيان للمراد منهما‪ ،‬فهو مؤيد لما سلف )قششوله‪ :‬نعششم إن الششخ(‬
‫استدراك على قوله ول تنتظر إفاقته‪ .‬وقوله قصر زمن الجنون‪ :‬أي جدا‪ ،‬كما فششي التحفششة )قشوله‪:‬‬
‫كيوم في سنة( تمثيل للزمن القصير‪ ،‬وظاهر اقتصاره تبعا لشيخه في التمثيل بيشوم أنشه ل تنتظشر‬
‫إفاقته فيما إذا زاد عليه‪ .‬فانظره )قوله‪ :‬وكذي الجنششون ذو ألششم( أي مششرض‪) .‬وقششوله‪ :‬يشششغله( أي‬
‫ذلك اللم‪) .‬وقوله‪ :‬عن النظر بالمصلحة( أي عن معرفة أحوال الزواج وما يصلح منهم ومششا ل‬
‫يصلح ول ينتظر زواله‪ ،‬بل تنتقل الولية للبعد لنششه ل حششد لششه يعرفششه الخششبراء )قششوله‪ :‬ومختششل‬
‫النظر( أي الفكر‪ .‬وعطفه على ما قبله من عطف الخشاص علشى العشام‪) .‬وقشوله‪ :‬بنحشو هشرم( أي‬
‫كخبل أصلي أو طارئ‪ ،‬وكأسقام شغلته عن اختيار الكفاء )قوله‪ :‬ومن به الششخ( عطششف علششى ذو‬
‫ألم‪ :‬أي وكذي الجنون من وجد فيه بعد الفاقة منششه آثششار خبششل بسششكون الموحششدة الجنششون وشششبهه‬
‫كالهوج والبله‪ ،‬وبفتحها الجنشون فقشط ‪ -‬كمششا يفيششده كلم المصشباح‪ ،‬وقشال ع ن‪ :‬الخبشل فسششاد فششي‬
‫العقل‪ ،‬والمشهور الفتح‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي )قوله‪ :‬توجب( أي تلك الثششار‪ .‬وقششوله حششدة‪ :‬أي شششدة تمنششع‬
‫من النظر في أحوال الزواج‪ .‬وقوله في الخلق‪ :‬بضم الخششاء واللم )قششوله‪ :‬وينقششل ضششد كششل( أي‬
‫مششن العدالششة والحريششة والتكليششف وأضششدادها مششا بينششه الشششارح بقششوله مششن الفسششق والششرق والصششبا‬
‫والجنون‪ .‬قال البجيرمي‪ :‬وتعبيره بالنقششل بالنسششبة للصششبا والجنشون فيششه مسششامحة لن النقششل فششرع‬
‫الثبوت وهي ل تثبت لهؤلء‪ ،‬إل أن يقال ضمن ينقلها معنى يثبتها‪ ،‬فأطلق الملزوم وأراد اللزم‪،‬‬
‫أو هو مستعمل فشي حقيقتشه ومجشازه‪ .‬ا‍ه )قشوله‪ :‬مشن الفسشق الشخ( بيشان للمضشاف‪ ،‬وهشو ضشد ل‬
‫للمضاف إليه الذي هو لقظ كل‪ ،‬كما علمت‪) ،‬قوله‪ :‬ولية( مفعول ينقل‪ .‬وقوله لبعد‪ :‬متعلششق بششه‪:‬‬
‫أي ينقل الضد المذكور الولية من الولي القريب لمن هو أبعد منه لن القريشب كالعشدم )قشوله‪ :‬ل‬
‫لحاكم( أي ل ينقلها للحاكم مع وجود ولي من القرباء ولو كان بعيدا‪ ،‬وذلك لن الحاكم إنمششا هششو‬
‫ولي من ل ولي له‪ ،‬والولي هنا موجود )قشوله‪ :‬ولششو فششي بششاب الششولء( غايششة لنقششل الضششد الوليششة‬
‫للبعد‪ :‬أي أنه ينقلها له مطلقا في النسب وفي الولء‪ ،‬والغاية المذكورة للرد )قوله‪ :‬حتى لو الششخ(‬
‫حتى تفريعية على الغاية‪ :‬أي فلو أعتق شخص أمته ومات عن ابن صغير وأخ كبير فإن الوليششة‬
‫تنتقل من البن لصغره للخ الكبير ول تنتقل للحاكم‪ .‬وقوله على المعتمششد‪ :‬ظششاهر صششنيعه حيششث‬
‫قيد في الولء بقوله على المعتمد وأطلق فيما قبله أن الخلف فششي نقششل الوليششة للبعششد أو للحششاكم‬
‫إنما هو في الولء‪ .‬وهو أيضا صريح المغني وعبارته‪ :‬وظاهر كلمه أنه ل فرق في ذلششك ‪ -‬أي‬
‫ثبوت الولية للبعد ‪ -‬بين النسب والولء حتى أعتششق شششخص أمششة ومششات عششن ابششن صششغير وأخ‬
‫كامل كانت الولية للخ‪ ،‬وهو كذلك خلفا لمن قال إنها في الولء للحاكم‪ ،‬فقد نقله القمششولي عششن‬
‫العراقيين‪ ،‬وصوبه البلقيني‪ .‬ا‍ه والذي يفهم من عبارة التحفة والنهاية أن الخلف في النسب وفي‬
‫الولء ونصهما فالولية للبعد ‪ -‬نسبا فولء فلششو أعتششق أمششة ومششات عششن ابششن صششغير وأب أو أخ‬
‫كبير زوج الب أو الخ ل الحاكم على المنقول المعتمد‪ ،‬وإن نقل عششن نششص وجمششع متقششدمين أن‬
‫الحاكم هو الذي يزوج‪ ،‬وانتصر له الذرعي واعتمششده جمششع متششأخرون‪ .‬وقششول البلقينششي الظششاهر‬
‫والحتياط أن الحاكم يزوج يعارضه قوله فششي المسششألة نصششوص تششدل علششى أن البعششد هششو الششذي‬
‫يزوج وهو الصواب‪ .‬ا‍ه‪ .‬وذلك لن القرب حينئذ كالعدم‪ ،‬ولجماع أهل السششير علششى أنششه )ص(‬
‫زوجه وكيله عمرو بن أمية بن أم حبيبة بالحبشة من ابن عم أبيها خالد بشن سشعيد بشن العشاص أو‬
‫عثمان بن عفان لكفر أبيها أبي سفيان‪ .‬ويقششاس بششالكفر سششائر الموانششع‪ .‬ا‍ه‪ .‬بتصششرف‪ .‬وقولهمششا ل‬
‫الحاكم‪ :‬هو بالجر عطف على قوله للبعد ‪ -‬ل علششى الب أو الخ ‪ -‬بششدليل آخششر العبششارة )قششوله‪:‬‬
‫ول ولية أيضا( أي كما ل‬

‫] ‪[ 353‬‬
‫ولية لرقيق الخ‪ ،‬وهذا مفهوم قيد ملحشوظ عنشد قشوله وششرط فشي الشولي عدالشة الشخ وهشو‬
‫وذكورة كما نبهت عليه مع غيره في أول الشروط‪ ،‬وكان الولى التصريح به )قششوله‪ :‬فل تششزوج‬
‫امرأة نفسها ولو بإذن من وليها ول بناتها( أي ل تملششك مباشششرة ذلششك ولششو بششإذن مششن وليهششا فيششه‪،‬‬
‫وذلك لية * )فل تعضلوهن( * إذ لو جاز لهششا تزويششج نفسششها لششم يكششن للعضشل تشأثير‪ ،‬وللخششبرين‬
‫الصحيحين ل نكاح إل بولي الحديث‪ ،‬وأيما امرأة أنكحت نفسها بغير إذن وليهششا فنكاحهششا باطششل‪،‬‬
‫وكرره ثلث مرات‪ ،‬وصح أيضا ل تزوج المششرأة المششرأة‪ ،‬ول المششرأة نفسششها‪ ،‬فششإن الزانيششة الششتي‬
‫تزوج نفسها نعم لو لم يكن لها ولي قششاله بعضششهم أصششل ‪ -‬وهششو الظششاهر ‪ -‬وقششال بعضششهم يمكششن‬
‫الرجوع إليه‪ ،‬أي يسهل عادة كما هو ظاهر‪ ،‬جاز له أن تفشوض مششع خاطبهششا أمرهشا إلشى مجتهشد‬
‫عدل فيزوجها ولو مع وجود الحاكم المجتهد لنه محكم والمحكم كالحاكم‪ ،‬وإلى عدل غير مجتهد‬
‫ولو مع وجود مجتهد غير قاض فيزوجها العدل غير المجتهد ل مع وجود حاكم ولشو غيشر أهشل‪.‬‬
‫أما مع وجوده فل يزوجها إل هو‪ .‬وخرج بتزوج ما لو وكل امرأة في توكيل مششن يششزوج مششوليته‬
‫أو وكل موليته لتوكل من يزوجها ولم يقل لها عن نفسك سواء قال عنششي أم أطلششق فششوكلت وعقششد‬
‫الوكيل فإنه يصح لنها سفيرة محضة بين الولي والوكيل‪ ،‬بخلف ما لو قششال عششن نفسششك فششإنه ل‬
‫يصح‪ .‬ولو بلينا بامرأة نفذ تزويجها لغيرها‪ ،‬وكما ل يصح أن تزوج نفسها أو غيرها ل يصح أن‬
‫تقبل نكاحها لحد بولية ول بوكالة لن محاسن الشششريعة تقتضششي فطمهششا عشن ذلششك بالكليششة‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫تحفة‪ .‬بتصرف )قوله‪ :‬خلفا لبي حنيفة فيهما( أي في تزويجها لنفسها وتزويجها لبناتهششا )قششوله‪:‬‬
‫ويقبل إقرار مكلفة به( أي بالنكاح ولو رقيقة أو سفيهة‪ .‬وقوله لمصدقها‪ :‬أي ولو رقيقا أو سفيها‪،‬‬
‫لكن يشترط تصديق الولي والسيد في الرقيقيشن والسشفيهين‪ .‬وفشي حاششية الجمشل مشا نصشه‪ :‬قشوله‬
‫إقرار مكلفة الخ‪ :‬أي وكذا عكسه‪ :‬أي إقششراره بششه مششع تصششديقها لششه‪ .‬ا‍ه‪ .‬شششيخنا‪ .‬وفششي ق ل علششى‬
‫الجلل‪ :‬ويقبل إقرار البالغ والعاقل بنكاح امرأة صدقته كعكسه‪ .‬وخرج بالتصديق ما لو كذبها أو‬
‫عكسه فل يثبت ول إرث لحدهما من الخر لو مات‪ ،‬لكن لهششا الرجششوع عششن التكششذيب ولششو بعششد‬
‫موته‪ ،‬وحينئذ ترث منه ول مهر لها عليه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفششي البجيرمششي‪ :‬وإذا كششذبها الششزوج ليششس لهششا أن‬
‫تتزوج حال‪ ،‬بل ل بد من تطليق الزوج لها‪ .‬فإذا كذب الزوج نفسه لم يلتفت إليششه وإن ادعششى أنششه‬
‫كان ناسيا عن التكذيب‪ ،‬فلو كذبته وقد أقر بنكاحها ثم رجعت عن تكذيبها قبل تكذيبها نفسها لنها‬
‫أقرت بحق له عليها بعد إنكاره‪ ،‬ول كذلك هو في الولى‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وإن كذبها وليها( غاية فششي‬
‫قبول إقرارها‪ :‬أي يقبل إقرارها بتصديق الزوج لها ولو كان الولي كششذبها‪ ،‬لكششن محلششه فششي غيششر‬
‫السفيهة‪ ،‬وإل فل بد من تصديقه لها‪ ،‬كما تقدم )قوله‪ :‬لن النكاح الخ( علة لقبول إقرارها بششه مششع‬
‫تصديقه لها‪ .‬وقوله فيثبت‪ :‬أي النكاح بتصادقهما‪ :‬أي ول يشؤثر إنكشار الغيشر لشه )قشوله‪ :‬وهشو أي‬
‫الولي الخ( شروع في بيان الولياء وأحكامهم‪) .‬واعلم( أن أسشباب الوليشة أربعشة‪ :‬البشوة‪ ،‬وهشي‬
‫أقوى السباب‪ ،‬والعصوبة‪ ،‬والعتقا‪ ،‬والسلطنة‪ .‬وقد عد ابن رسششلن الوليششاء بقشوله‪ :‬ولششي حششرة‬
‫أب فالجد ثم أخ فكالعصبات رتب إرثهم فمعتق فعاصششب كالنسششب فحششاكم كفسشق عضشل القششرب‬
‫)قوله أب( هو مقدم على جميع الولياء لنه أشفقهم )قشوله‪ :‬فعنشد عششدمه( أي الب‪ .‬وقشوله حسششا‪:‬‬
‫أي بأن مات‪ .‬وقوله أو شرعا‪ :‬أي بأن قام به مششانع مششن موانششع الوليششة السششابقة كششالرق والجنششون‬
‫والردة والعياذ بال تعالى‪ .‬وقوله أبوه‪ :‬خبر لمبتدأ محذوف‪ :‬أي فعند عششدم الب وليهششا أبششو الب‪:‬‬
‫وقوله وإن عل‪ :‬أي أبو الب‪ ،‬لكن بالترتيب‪ :‬فالقرب من الجداد مقدم على البعد منهششم )قششوله‪:‬‬
‫فيزوجان( تفريع على ثبوت الولية للب وأبيه‪ ،‬والمراد يزوجان على التعاقب بالترتيب السابق‪،‬‬
‫كما هو ظاهر‪ ،‬وقوله أي الب والجد‪ :‬تفسير للضمير في يزوجان‪ .‬والمناسب لمششا قبلششه أن يبششدل‬
‫الجد بأبي الب‪ .‬وقوله حيث ل عداوة ظاهرة‪ :‬أي بينهمششا وبينهششا‪ ،‬فششإن وجششدت العششداوة الظششاهرة‬
‫وهي التي ل تخفى على أهل محلتها‪ ،‬فليس‬

‫] ‪[ 354‬‬
‫لهما تزويجها إل بإذنها‪ ،‬بخلف غير الظاهرة‪ ،‬وهششي الششتي تخفششى علششى أهششل محلتهششا فل‬
‫تؤثر‪ ،‬لن الولي يحتاط لموليته لخوف لحششوق العششار ولغيششره‪ .‬ويشششترط أيضششا أن ل يكششون بينهششا‬
‫وبين الزوج عداوة ولو غير ظاهرة‪ ،‬وإنما لم يعتبر ظهور العششداوة فيششه‪ ،‬كمششا اعتششبر فششي الششولي‪،‬‬
‫لن عداوته الخفية تحمله على إضششرارها بمششا ل يحتمششل بسششبب المعاششرة )قشوله‪ :‬بكشرا( مفعشول‬
‫يزوجان‪ ،‬وهي التي لم تزل بكارتها‪ .‬وقوله أو ثيبا بل وطئ‪ .‬أي ويزوجششان ثيبششا لكششن بشششرط أن‬
‫تكون ثيوبتها حصلت من غير وطئ )قششوله‪ :‬لمششن زالششت الششخ( الولششى أن يقششول كششأن زالششت الششخ‬
‫بجعله تمثيل للثيب بل وطئ‪ ،‬ولنه على ما قاله يحصل ركة في المقششال مششن جهششة الظهششار فششي‬
‫مقام الضمار‪ ،‬ويحصششل أيضششا إيهشام أن المخلوقششة بل بكشارة ل يزوجهشا الب والجششد مشن جهشة‬
‫التقييد بزوال البكششارة بنحششو أصششبع‪ .‬وعبششارة شششرح المنهششج‪ :‬أمششا مششن خلقششت بل بكششارة أو زالششت‬
‫بكارتها بغير ما ذكر لسقطة وحدة حيض ووطئ في دبرها فهي في ذلك كالبكر لنها لم تمششارس‬
‫الرجال بالوطئ في محل البكارة وهششي علششى غباوتهششا وحيائهششا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬بغيششر إذنهششا( متعلششق‬
‫بيزوجان‪ .‬والضمير يعود على الواحدة الدائرة وهي البكر أو الثيب بل وطئ )قششوله‪ :‬فل يشششترط‬
‫الذن منها( أي في التزويج‪ .‬نعم‪ :‬يستحب استئذانها كما سيصرح به )قوله‪ :‬بالغششة كششانت أو غيششر‬
‫بالغة( تعميم في عدم اشتراط إذنها‪ :‬أي ل يشترط ذلك مطلقششا سششواء كششانت بالغششة أو كششانت غيششر‬
‫بالغة‪ :‬أي وسواء كانت أيضا عاقلة أو مجنونة )قوله‪ :‬لكمال شفقته( أي المذكور من الب والجد‪.‬‬
‫والملئم لقوله فيزوجان أن يقول شفقتهما بضمير التثنية‪ :‬أي ولنها لم تمششارس الرجششال بششالوطئ‬
‫فهي شديدة الحياء )قوله‪ :‬ولخبر الدارقطني الخ( ل يعارضه رواية مسلم والبكر يستأمرها أبوهششا‬
‫لنها محمولة على الندب )قششوله‪ :‬لكششف ء( متعلششق بيزوجششان‪ ،‬واللم بمعنششى علششى‪ :‬أي يزوجانهششا‬
‫على كف ء‪ ،‬وهو قيد في الصحة كما يدل عليه مفهومه )قوله‪ :‬موسر بمهر المثششل( قيششد ثششان فششي‬
‫الصحة أيضا وظاهره أنه يكفي اليسار به ولو كان أقل من الصداق المسمى‪ ،‬وفي النهاية خلفششه‬
‫ونصها‪ :‬ويساره بحال صداقها‪ ،‬كما أفتى به الوالد رحمه ال تعالى‪ ،‬فلو زوجها من معسر بششه لششم‬
‫يصح لنه بخسها حقها‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي البجيرمي‪ :‬ولو زوج الولي محجوره المعسر بنتا بإجبششار وليهششا‬
‫لها ثم دفع أبو الزوج الصداق عنه بعد العقد فل يصح لنه كان حال العقششد معسششرا‪ .‬فششالطريق أن‬
‫يهب الب ابنه قبل العقد مقدار الصداق ويقبضه له ثم يزوجه‪ .‬وينبغي أن يكون مثل الهبششة للولششد‬
‫ما يقع كثيرا من أن الب يدفع عن البن مقدم الصداق قبشل العقشد فشإنه وإن لشم يكشن هبشة إل أنشه‬
‫ينزل منزلتها بل قد يدعي أنه هبة ضمنية للولد فإن دفعه لولي الزوجة فششي قششوة أن يقششول ملكششت‬
‫هذا لبني ودفعته لك عن صداق بنتك الذي قدر لها‪ .‬وانظر ما ضابط اليسار بالمهر‪ :‬هل يشترط‬
‫أن يكون فاضل عن الدين والخادم وعن مؤنة من تلزمه مؤنته ونحششو ذلششك حششتى لشو احتششاج إلششى‬
‫صرف شئ من المال لشئ من ذلك ل يكون موسرا أو ل يشترط ذلششك ؟ ا‍ه )قششوله‪ :‬فششإن زوجهششا‬
‫الخ( بيان لمفهوم القيد الول )قوله‪ :‬وكذا إن زوجها الخ( أي وكذلك ل يصششح النكششاح إن زوجهششا‬
‫لغير موسر بالمهر‪ ،‬وهو بيان لمفهوم القيد الثاني )قوله‪ :‬على ما عتمد الشيخان( مرتبط بمششا بعششد‬
‫وكذا )قوله‪ :‬لكن الخ( الولى عدم السششتدراك بششأن يقششول واختششار جمششع الششخ )قششوله‪ :‬الصششحة فششي‬
‫الثانية( وهشي مشا إذا زوجهشا لغيشر موسشر‪ ،‬وعليشه فيكشون اليسشار ششرطا لجشواز القشدام )قشوله‪:‬‬
‫ويششترط لجشواز مباشششرته لشذلك( أي لعقششد النكشاح إجبشارا‪) .‬والحاصشل( الششروط سشبعة‪ :‬أربعششة‬
‫للصحة ‪ -‬وهي التي تقدمت ‪ -‬أن ل يكون بينها وبين وليها عداوة ظاهرة‪ ،‬ول بينها وبيششن الششزوج‬
‫عداوة وإن لششم تكششن ظششاهرة‪ ،‬وأن تششزوج مششن كششف ء‪ ،‬وأن يكششون موسششرا بمهششر المثششل أو بحششال‬
‫الصداق على‬

‫] ‪[ 355‬‬

‫الخلف‪ .‬فمتى فقد شرط منهششا كششان النكششاح بششاطل إن لششم تششأذن‪ .‬وثلث لجششواز المباشششرة‪،‬‬
‫وهي كونه بمهر المثل‪ ،‬ومن نقد البلد‪ ،‬وكونه حال‪ .‬وقد نظمها بعضهم بقوله‪ :‬الشرط فششي جششواز‬
‫إقدام ورد حلول مهر المثل مشن نقشد البلشد كفشاءة الشزوج يسشاره بحشال صشداقها ول عشداوة بحشال‬
‫وفقدها من الولي ظاهرا شروط صحة كما تقششررا قششال فششي التحفششة‪ :‬واشششتراط أن ل تتضششرر بششه‬
‫لنحو هرم أو عمشى وإل فسششخ‪ ،‬وأن ل يلزمهشا الحششج وإل اشششترط إذنهشا لئل يمنعهششا الشزوج منشه‬
‫ضعيفان‪ ،‬بل الثاني شاذ لوجود العلة مع إذنها ا‍ه‪ .‬وقوله لوجود العلة‪ :‬قششال سششم‪ :‬أي منششع الششزوج‬
‫لها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬كونه بمهر المثل الحال من نقد البلد( قال في النهاية‪ :‬وسيأتي فششي مهششر المثششل مششا‬
‫يعلم منه أن محل ذلك فيمن لم يعتدن الجل أو غير نقد البلد‪ ،‬وإل جاز بالمؤجل وبغير نقد البلششد‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬والمراد بنقد البلد ما جرت عادة أهل البلد بالمعاملة به ولو من العروض )قششوله‪ :‬فششإن انتفيششا(‬
‫أي كونه بمهر المثل الحال وكونه من نقد البلد بأن كان بأقل من مهر المثل أو به لكنه مؤجششل أو‬
‫به حال لكنه غير نقد البلد‪ .‬وقوله صح‪ :‬أي النكاح لكن مع الثم‪ .‬وقششوله بمهششر المثششل‪ :‬أي الحششال‬
‫من نقد البلد )قوله‪ :‬فرع لو أقر الخ( عبارة التحفة مع الصل‪ :‬ويقبل إقششرار الششولي بالنكششاح علششى‬
‫موليته إن استقل حالة القرار بالنشاء وهو المجبر من أب أو جد أو سيد أو قششاض فششي مجنونششة‬
‫وإن لم تصدقه البالغة لما مر أن من ملك النشاء ملك القشرار بشه غالبشا‪ ،‬وإل يسشتقل بشه لنتفشاء‬
‫إجباره حالة القرار‪ :‬كأن ادعى وهي ثيب أنه زوجها حين كشانت بكشرا أو لنتفشاء كفشاءة الشزوج‬
‫فل يقبل لعجزه عن النشاء بدون إذنها‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬لن من ملك النشاء ملك القششرار( يششرد علششى‬
‫مفهومه ما تقدم من قبول إقرار المكلفة بالنكاح مع عدم صششحة إنشششائها لششه‪ .‬ويجششاب بششأن القاعششدة‬
‫المذكورة أغلبية‪ ،‬كما يعلم من عبارة التحفة المارة‪ ،‬أو أن ذلك مستثنى منه )قوله‪ :‬بخلف غيره(‬
‫أي غير المجبر فل يقبل إقراره لكونه ل يملك النشششاء‪ .‬إذ هششو متوقششف علششى رضششاها )قششوله‪ :‬ل‬
‫يزوجان( أي الب والجد‪) .‬وقوله‪ :‬ثيبا بوطئ( أي ثيبا حصلت ثيوبتها بوطئ‪ :‬أي ولششو مشن نحششو‬
‫قرد‪ ،‬ول بد أن يكون في قبلهشا الصشلي وإن تعششدد‪ .‬فلشو اششتبه بغيشره فل بشد مشن زوال بكارتهشا‬
‫منهما )قوله‪ :‬ولو زنا( غاية في عششدم تزويششج الششثيب بششالوطئ إل بششالذن‪ :‬أي ل يزوجانهششا إل بششه‬
‫مطلقا سواء كان الوطئ حلل أو حراما كالزنا‪ .‬ومثله ما لو كان الوطئ وهي نائمة‪ ،‬وذلك لنهشا‬
‫بذلك تسمى ثيبا فيشملها الخبر )قوله‪ :‬وإن كانت الشخ( غايشة ثانيشة لمشا ذكششر‪ :‬أي ل يزوجانهشا إل‬
‫بالذن وإن كانت ثيوبتها ثبتت بإخبارها‪ ،‬وذلك لنها تصدق في دعواها الثيوبة قبل العقد بيميششن‪،‬‬
‫كما سيأتي قريبا‪) ،‬قوله‪ :‬إل بإذنهششا( السششتثناء لغششو والجششار والمجششرور متعلششق بيزوجششان‪ :‬أي ل‬
‫يزوجانها إل بإذنها‪ .‬وقوله نطقا‪ :‬أي إن كانت ناطقة فإن لم تكن ناطقة‪ ،‬فإذنها بالشششارة المفهمششة‬
‫أو بالكتابة )قوله‪ :‬للخبر السابق( وهشو الشثيب أحششق بنفسششها‪ :‬أي فشي الذن أو فششي اختيششار الشزوج‬
‫وليس المراد أنها أحق بنفسششها فششي العقششد كمششا يقششوله المخششالف كالحنفيششة‪ .‬وورد أيضششا ل تنكحششوا‬
‫اليامي حتى تستأمروهن رواه الترمذي‪ ،‬لكن يرد عليه أن اليم شششاملة للبكششر وللششثيب فل يكششون‬
‫نصا في المدعي إل أن يقال حتى تستأمروهن‪ .‬أي وجوبشا فشي الشثيب‪ ،‬ونشدبا فشي غيرهشا )قشوله‪:‬‬
‫بالغة( حال من الضمير في إذنها )قوله‪ :‬فل تزوج الثيب الخ( مفهوم قوله بالغة‪) .‬وقوله‪ :‬العاقلة(‬
‫خرجت المجنونة فيزوجها أبوها وجدها عند فقده قبل بلوغها للمصلحة‪) .‬وقوله‪ :‬الحرة( خرجششت‬
‫القنة فيزوجها سيدها مطلقا ثيبا أو غيرها صغيرة أو كبيرة )قوله‪ :‬حتى تبلغ( الولى إسششقاطه‪ :‬إذ‬
‫قوله فل تزوج مفهوم قوله بالغة‪ ،‬كما علمت‪) ،‬قوله‪ :‬لعدم اعتبار إذنها( إذ شرط اعتبششاره البلششوغ‬
‫وهو مفقود‪ .‬وإلى ذلك أشار ابن رسلن في زبده بقوله‪:‬‬

‫] ‪[ 356‬‬

‫والب والجد لبكر أجبراوثيب زواجها تعذرا بل إذنها بعد البلوغ قد وجب‪) .‬قششوله‪ :‬خلفششا‬
‫لبي حنيفة رضي ال عنه( أي في قوله بجشواز تشزوج الششثيب الصشغيرة )قشوله‪ :‬وتصشدق المششرأة‬
‫البالغة في دعوى بكارة( أي قبل العقد أو بعده‪ .‬بدليل التقييد بعد فششي دعششوى الثيوبششة بكونهششا قبششل‬
‫العقد والطلق هنا‪ ،‬فإذا ادعت بعد العقشد أن أباهشا زوجهشا بغيشر إذنهشا وهشي بكششر ليصششح العقششد‬
‫وادعى الزوج أن أباها زوجها من غير إذنها وهي ثيب ليبطششل العقششد‪ ،‬فالمصششدق هششي بل يميششن‪،‬‬
‫لن الصل بقاء البكارة وعدم إبطال النكاح‪ ،‬أو ادعت قبل العقد أنها بكر فزوجها أبوها من غير‬
‫إذنها صح العقد )قوله‪ :‬وفي ثيوبة قبل العقد( أي وتصدق في دعوى ثيوبة قبل عقد عليها بيمينها‬
‫ليسقط إجبار أبيها في تزويجها عن غير إذنها فل يجوز لبيها أن يزوجها بغير إذنها )قوله‪ :‬وإن‬
‫لم الخ( غاية في تصديقها في دعوى الثيوبة بيمينها‪ :‬أي تصششدق وإن لششم تششتزوج ولششم تششذكر سششببا‬
‫للثيوبة )قوله‪ :‬فل تسئل( الولى ول تسئل بالواو بدل الفاء‪) .‬وقوله‪ :‬عن السششبب( أي فششي الثيوبششة‬
‫ول يكشف عنها أيضا لنها أعلم بحالها )قوله‪ :‬وخرج بقولي قبل عقششد( أي دعواهششا الثيوبششة قبششل‬
‫العقششد )قششوله‪ :‬دعواهششا الثيوبششة( فاعششل خششرج‪ .‬وقششوله بعششد أن يزوجهششا‪ :‬الولششى زوجهششا‪ ،‬بصششيغة‬
‫الماضي‪ ،‬أي ادعت بعد التزوج أنها كانت قبلششه ثيبششا )قششوله‪ :‬بظنششه بكششرا( أي زوجهششا الب وهششو‬
‫يظن أنها بكر‪ .‬وخرج به مششا إذا زوجهششا بغيششر إذنهششا معتقششدا أنهششا ثيششب فالنكششاح مششن أصششله غيششر‬
‫صششحيح‪ ،‬فل يحتششاج إلششى دعششوى ول جششواب )قششوله‪ :‬فل تصششدق هششي( أي الزوجششة فششي دعواهششا‬
‫الحاصلة بعد النكاح للثيوبة )قوله‪ :‬لما في تصديقها من إبطال النكششاح( أي والصششل عششدم إبطششاله‬
‫وهو علة لعدم تصششديقها )قششوله‪ :‬مششع أن الصششل بقششاء البكششارة( أي الششتي ادعاهششا الب أو الششزوج‬
‫)قوله‪ :‬بل ولو شهدت أربع نسوة( أي بعد العقد‪ ،‬والضراب انتقالي‪) .‬وقوله‪ :‬عنشد العقشد( متعلشق‬
‫بثبوبتها‪ :‬أي شهدن بعد العقد أنها كانت ثيبا عنده فل تقبل شهادتهن‪) .‬وقوله‪ :‬لم يبطل( أي النكاح‬
‫وهو جواب لو )قوله‪ :‬لحتمال إزالتها( أي البكارة‪ ،‬وهو تعليل لعدم بطلن النكاح بشهادتهن‪ ،‬أي‬
‫وإنما لم يبطل بها لحتمال زوال البكارة من غيششر وطششئ‪ ،‬وهششو ل يمنششع الجبششار فيكششون النكششاح‬
‫بغير إذنها صحيحا‪ .‬وقوله نحششو إصششبع‪ :‬أي كسششقطة أو حششدة حيششض كمششا تقششدم )قششوله‪ :‬أو خلقششت‬
‫بدونها( أي ولحتمال أنها خلقت من غير بكارة‪ ،‬والولى أن يقشول أو خلقهشا‪ ،‬بصشيغة المصشدر‪،‬‬
‫عطفا علشى إزالتهشا )قشوله‪ :‬يجشوز للب تزويشج صشغيرة الشخ( وعليشه فالتقييشد بشالبلوغ فشي قشوله‬
‫وتصدق المرأة البالغة ليس بشرط بالنسبة لدعوى البكارة‪ .‬وفي الخطيب‪ :‬ولششو وطئت البكششر فششي‬
‫قبلها ولم تزل بكارتها كأن كانت غوراء فهي كسائر البكار‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي البجيرمي عليه حادثة وقع‬
‫السؤال عنها وهي‪ :‬أن بكرا وجدت حامل وكشف عليها القوابل فرأينها بكشرا‪ .‬هشل يجشوز لوليهشا‬
‫أن يزوجها بالجبار مع كونها حامل أم ل ؟ فأجاب بأنه يجششوز لوليهششا تزويجهششا بالجبششار وهششي‬
‫حامل لحتمال أن شخصا حك ذكره على فرجها فأمنى ودخل منيه فششي فرجهشا فحملشت منشه مشن‬
‫غير زوال البكارة فهو غير محترم‪ ،‬فيصح نكاحها في هذه الصورة مع وجشود الحمشل‪ .‬واحتمشال‬
‫كونها زنت وأن البكارة عششادت والتحمششت فيششه إسششاءة ظششن بهششا‪ .‬فعملنششا بالظششاهر )قششوله‪ :‬ثششم بعششد‬
‫الصل( أي الب وأبيه وإن عل‪ .‬وقوله عصبتها‪ :‬أي تكون الولية لعصششبتها‪ .‬وهششذا شششروع فششي‬
‫السبب الثاني من أسشباب الوليششة )قشوله‪ :‬وهشو( أي العصششبة وذكشره باعتبششار الخشبر‪ ،‬وهشذا بيشان‬
‫لضابط العصبة هنا )قوله‪ :‬حاشية النسب( أي طرفه‪ ،‬وفيه استعارة بالكناية حيث شبه النسب‬

‫] ‪[ 357‬‬

‫بثوب له طرف‪ ،‬وحذف المشبه به ورمز له بشششئ مششن لششوازمه وهششو حاشششية‪ .‬وخششرج بششه‬
‫عصبتها من صلبها كابنها فل يزوج ابن أمه وإن علت لنه ل مشاركة بينه وبينها في السششب‪ .‬إذ‬
‫ليس هناك رجل ينسبان إليه‪ ،‬بل هو لبيه وهي لبيها فل يعتني بششدفع العششار عنششه‪ .‬نعششم‪ :‬إن كششان‬
‫ابنها ابن عم لها أو نحششو أخ بششوطئ شششبهة أو معتقششا لهششا أو قاضششيا زوج بششذلك السششبب ل بششالبنوة‬
‫)قوله‪ :‬فيقدم الخ( أي أنه يقدم القرب فالقرب من العصششبات كششالرث‪ ،‬فيقششدم أخ لبششوين لدلئه‬
‫بالب والم فهو أقوى من غيره )قوله‪ :‬فأخ لب( أي ثم بعده يقدم أخ لب على غيره مششن سششائر‬
‫المنازل لدلئه بالب )قوله‪ :‬فبنوهما كذلك( أي لبوين أو لب )قوله‪ :‬فيقدم بنو الخ( مفرع على‬
‫قوله فبنوهما كذلك )قوله‪ :‬فبعد ابن الخ( المناسششب لمششا قبلششه أن يقششول فبعششد بنششي الخششوة لبششوين‬
‫ولب‪ .‬وقوله عم لبوين‪ :‬أي أخو أبيها من الب والم‪ .‬وقوله ثم لب‪ :‬أي ثم عمها لب أي أخششو‬
‫أبيها من أبيه )قوله‪ :‬ثم بنوهما كذلك( أي لبوين أو لب فيقششدم ابششن العششم لبششوين علششى ابششن العششم‬
‫لب‪ .‬ومحله إن لم يكن ابن العم لب أخا لم وإل قدم على ابششن العششم لبششوين لنششه أقششوى لدلئه‬
‫بالجد وبالم والثاني يدلي بالجد والجدة )قوله‪ :‬ثم عم الب( أي ثم بعد بني العمام يقدم عم أبيها‪.‬‬
‫وقوله ثم بنوه‪ :‬أي بنو عم الب‪ .‬وقوله كذلك‪ :‬راجع لعم الب وبنيه‪ :‬أي فيقششدم عشم أبيهشا الشششقيق‬
‫ثم لب ثم بنو عم أبيها الشقيق ثم لب )قوله‪ :‬وهكذا( أي ثم عم الجد لبوين ثششم لب ثششم بنششوه ثششم‬
‫عم أبي الجد ثم بنوه كذلك ثم عم جد الجد ثم بنوه كذلك )قوله‪ :‬ثم بعد فقد عصبة النسب من كششان‬
‫عصبة بولء( أي تكون الولية لمن كان عصبة بولء أي غير المعتقة فإنهششا وإن كششانت عاصششبة‬
‫إل أنها ل تلي النكاح )قوله‪ :‬كششترتيب إرثهششم( أي عصششبة الششولء‪ .‬وتقششدم فششي بششابه أنششه يقششدم ابششن‬
‫المعتق على أبيه وأخوه وابن أخيه على جده وعمه على أبي جده )قوله‪ :‬فيقششدم معتششق( أي ذكششر‪،‬‬
‫كما علمت‪ ،‬ولو شاركته أنثى )قوله‪ :‬فعصباته( أي فبعد المعتششق عصششباته‪ ،‬وذلششك لحششديث الششولء‬
‫لحمة كلحمة النسب وهي بضم اللم وفتحها الخلطة‪ ،‬ولن العتق أخرجها من الرق إلى الحريششة‪،‬‬
‫فأشبه الب في إخراجه لها إلى الوجود )قوله‪ :‬ثم معتق المعتق( أي ثم بعد فقشد عصشبات المعتشق‬
‫تكون الولية لمعتق المعتق )قوله‪ :‬ثم عصباته( أي ثم بعد معتق المعتق تكششون الوليششة لعصششبات‬
‫معتق المعتق )قوله‪ :‬وهكذا( أي ثم معتق معتق المعتق ثم عصششباته وهكششذا )قششوله‪ :‬فيزوجششون أي‬
‫الولياء المذكورون( أي من جهة النسب ومن جهششة الششولء‪) .‬وقششوله‪ :‬علششى ترتيششب وليتهششم( أي‬
‫السابق بيانه من تقديم الخ الشقيق على غيره وهكذا‪ .‬ول يجوز أن ينتقل إلى المنزلة الثانيششة مششع‬
‫وجود الولى‪ .‬فعلى هذا لو غاب الشقيق ل يزوج الذي لب بل السلطان‪ ،‬كما سيأتي‪ ،‬في كلمششه‬
‫)قوله‪ :‬بالغة( مفعول يزوجون‪ :‬أي فيزوج من بعد الصل مششن العصششبات بالغششة‪ :‬أي عاقلششة حششرة‬
‫)قوله‪ :‬ل صغيرة( أي ل يزوجون‪ :‬صششغيرة ولششو بكششرا أو مجنونششة لشششتراط الذن وهششي ليسششت‬
‫أهل له )قوله‪ :‬خلفششا لبششي حنيفششة رضششي الش عنششه( أي فششإنه جششوز للوليششاء المششذكورين تششزوج‬
‫الصغيرة )قوله‪ :‬بإذن ثيب الخ( ل يخفى ما في عبارته هنا وفيمششا سششيأتي مششن الظهششار فششي مقششام‬
‫الضمار الموجب للركاكة‪ ،‬فلو قال ويزوجشون بالغشة بإذنهششا إن كششانت ثيبششا بشوطئ وبصشمتها إن‬
‫كانت بكشرا لكشان أولشى وأخصشر‪ .‬وقشوله نطقشا‪ :‬أي إن كششانت ناطقشة‪ ،‬وإل فإششارتها المفهمشة أو‬
‫كتابتها كافية في الذن‪ ،‬كما تقدم‪ ،‬وقوله لخبر الدارقطني السابق‪ :‬أي وهو الثيب أحق بنفسها من‬
‫وليها ووجهه أنها لما مارست الرجال بقبلها زالت غباوتها وعرفت ما يضرها وما ينفعها )قوله‪:‬‬
‫ويجوز الخ( أي يصح الذن من الثيب بلفظ الوكالة لن المعنى فيهما واحد‪ .‬وعبارة المغني‪ :‬ولو‬
‫أذنت بلفظ التزويج أو التوكيل جاز على النص‪ ،‬كما نقله في زيادة الروضة عن حكايششة صششاحب‬
‫البيان‪ ،‬لن المعنى فيهما واحد‪ ،‬وإن قشال الراقمشي الشذين لقينشاهم مشن الئمششة ل يعشدونه إذنششا لن‬
‫توكيل المرأة في النكاح باطل‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬كوكلتك الخ( تمثيل للذن الحاصل بلفظ الوكالششة )قششوله‪:‬‬
‫ورضيت‬

‫] ‪[ 358‬‬

‫الخ( ل يصح عطفه على وكلتك لنه تمثيششل لمششا هششو بلفششظ الوكالششة وهششذا ليششس كششذلك ول‬
‫عطفه على الوكالة لنه فعل لم يؤول بالمصدر وهو ل يصح عطفه علشى السششم المحشض‪ ،‬فلعشل‬
‫في العبارة حذفا وهو بقولها رضيت‪ .‬ثم رأيت فشي فتشح الجشواد التصشريح بشه وعبشارته‪ :‬ويجشوز‬
‫بلفظ الوكالة‪ ،‬وقوله رضيت ا‍ه‪ .‬وقيد في التحفة والنهاية والمعنى الجواز بقولها رضيت الششخ بمششا‬
‫إذا كانوا يتفاوضون في ذكر النكاح‪ .‬وعبارة الوليششن واللفششظ للثششاني‪ :‬يكفششي قولهششا رضششيت بمششن‬
‫يرضاه أبي أو أمي أو بما يفعله أبي وهم في ذكر النكاح‪ ،‬ل إن رضيت أمي أو بما تفعله مطلقا‪،‬‬
‫ول إن رضي أبي‪ ،‬إل أن تريد به ما يفعله‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله وهششم فششي ذكششر النكششاح‪ .‬قششال الرشششيدي أي‬
‫وهم يتفاوضون في ذكر النكاح‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬مطلقا( أي سواء كانوا في ذكر النكششاح أم ل‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع‬
‫ش )قوله‪ :‬ل بما تفعله أمي( أي ل يصح الذن بما تفعله أمششي‪ :‬أي مطلقششا سششواء كششانوا فششي ذكششر‬
‫النكاح أم ل‪ ،‬كما علمت )قوله‪ :‬لنها ل تعتقد( علة لعششدم صششحة إذنهشا بقولهششا رضششيت بمششا تفعلشه‬
‫أمي‪ :‬أي وإنما لم يصح لن الم ل تعقشد‪ :‬أي ل تفعشل العقشد )قشوله‪ :‬ول إن رضشي أبشي( أي ول‬
‫يجوز قولها رضيت إن رضي أبي قال في الروض وشششرحه إل أن تريششد بشه رضششيت بمششا يفعلشه‬
‫فيكفي‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثله في التحفة والنهاية‪ .‬وقوله أو أمي‪ :‬أي ول يكفي رضيت إن رضششيت بششه أمششي‪:‬‬
‫أي مطلقا سواء أرادت به ما ذكر أم ل )قوله‪ :‬وبرضشيت فلنشا زوجشا( أي ويجشوز الذن بقولهشا‬
‫رضيت‪ .‬وفي لتحفة ما نصه‪) .‬تنبيه( يعلم مما يششأتي أواخششر الفصششل التششي أن قولهششا رضششيت أن‬
‫أزوج أو رضيت فلنا زوجا متضمن للذن للولي فله أن يزوجهشا بل تجديشد اسشتئذان‪ ،‬ويششترط‬
‫عدم رجوعها عنه قبل كمال العقد‪ ،‬لكن ل يقبل قولها فيششه إل ببينششة‪ .‬قششال السششنوي وغيششره‪ :‬ولششو‬
‫أذنت له ثم عزل نفسه لم ينعزل كما اقتضاه كلمهم‪ .‬أي لن وليته بالنص فلم يششؤثر فيهششا عزلششه‬
‫لنفسه‪ ،‬وقيده بعضهم بما إذا قبل الذن وإل كششان رده أو عضششله إبطششال لشه فل يزوجهشا إل بشإذن‬
‫جديد‪ .‬قيل وفيه نظششر‪ ،‬أي لمششا ذكرتششه‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقشوله‪ :‬لمششا ذكرتششه( أي مششن أن وليتششه بششالنص الششخ‬
‫)قوله‪ :‬وكذا بأذنت( أي وكذا يصح الذن بأذنت له أن يعقد لي‪) .‬وقوله‪ :‬وإن لم تششذكر نكاحششا( أي‬
‫بعد قولها يعقد لي‪ .‬وقوله على ما بحث‪ ،‬ويؤيده ما تقدم من أنه يكفي قولها رضيت بمششن يرضششاه‬
‫أبي أو أمي أو بما يفعله أبي كما نص عليه في التحفة )قوله‪ :‬ولو قيل لهششا( أي قششال ولششي البالغششة‬
‫الثيب لها‪ .‬وقوله أرضيت بالتزويج‪ :‬أي أن أزوجك ولششو لششم يعيششن لهششا الششزوج وقششوله فقششالت‪ :‬أي‬
‫المولية رضيت‪ ،‬أي به‪ ،‬وقوله كفى‪ :‬أي قولها المششذكور فششي الذن )قششوله‪ :‬وصششمت بكششر( بششالجر‬
‫عطف على بإذن‪ :‬أي ويزوجون بالغة بصمت بكر‪ ،‬أي سكوتها‪ ،‬وقد علمت ما فيه‪ .‬والمعنى‪ :‬أن‬
‫السكوت يكفي في حقها إذا استؤذنت وإن لم تعلم أن سكوتها إذن‪ .‬وكسكوتها‪ :‬قولهششا لششم ل يجششوز‬
‫أن آذن ؟ جوابا لقوله لها أيجششوز أن أزوجششك ؟ أو تششأذنين ؟ لنششه يشششعر برضششاها‪) .‬وقششوله‪ :‬ولششو‬
‫عتيقة( أي فإنه يكفي صمتها والغاية للرد على الزركشي حيث قال فششي ديبششاجه ل يكفششي سششكوت‬
‫العتيقة )قوله‪ :‬استؤذنت( قيد في الكتفاء بالصششمت‪ .‬وخششرج بششه صششمتها مششع عششدم اسششتئذانها بششأن‬
‫زوجت بحضورها فل يكفي )قوله‪ :‬في كف ء وغيره( أي في تزويجها على كف ء وغير كف ء‬
‫ول يشترط معرفتها عينه )قوله‪ :‬وإن بكششت( غايششة أيضششا فششي الكتفششاء بصششمتها‪ :‬أي ويكفششي وإن‬
‫بكت عند الستئذان‪ .‬وقوله لكن من غير صياح أو ضرب خد‪ :‬أما إذا بكت مع صياح أو ضششرب‬
‫خد فل يكفي صششمتها‪ ،‬لنششه يشششعر بعششدم رضششاها )قششوله‪ :‬لخششبر الششخ( دليششل الكتفششاء بصششمتها إذا‬
‫اسششتؤذنت‪) .‬وقششوله‪ :‬والبكششر تسششتأمر( أي تسششتأذن‪) .‬وقششوله‪ :‬وإذنهششا سششكوتها( إذنهششا خششبر مقششدم‬
‫وسكوتها مبتدأ مؤخر‪ ،‬والتقدير وسكوتها كإذنها‪ ،‬ثم حذفت الكاف مبالغة في التشبيه وقدم المشششبه‬
‫به‪ .‬هكذا يتعين‪ .‬ول يصح أن يجعل إذنها مبتدأ وسكوتها خبرا‪ ،‬لن السكون ليس إذنا حتى يجعل‬
‫خبرا عنه‪ ،‬وإنما هو كششالذن‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمششي بتصششرف )قششوله‪ :‬وخششرج بششثيب بششوطئ الششخ( الولششى‬
‫تقديمه على قوله وصمت بكر‪ .‬وقوله مزالة البكارة بنحو إصبع‪:‬‬

‫] ‪[ 359‬‬

‫أي كسقطة وحدة حيض‪ ،‬كما تقدم )قوله‪ :‬فحكمها( أي مزالة البكارة بنحو ما ذكششر )قشوله‪:‬‬
‫ويندب للب والجد استئذان البكشر البالغشة( أي ولشو سشكرانة‪ .‬قشال فشي التحفشة‪ :‬وعليشه‪ ،‬أي نشدب‬
‫الستئذان‪ ،‬حملوا خبر مسلم والبكر يستأمرها أبوها جمعا بينه وبين خبر الشدارقطني السششابق‪ :‬أي‬
‫بناء على ثبوت قوله فيششه يزوجهشا أبوهشا الصششريح فششي الجبششار‪ .‬ا‍ه‪) .‬قشوله‪ :‬أمششا الصشغيرة الشخ(‬
‫محترز البالغة‪) .‬وقوله‪ :‬فل إذن لهششا( أي فل إذن معتشبر منهششا حششتى أنشه ينشدب اسششتئذانها )قشوله‪:‬‬
‫وبحث ندبه( أي الستئذان في المميز‪ .‬قال في التحفة‪ :‬لطلق الخبر السابق ولن بعششض الئمششة‬
‫أوجبه‪ ،‬ويسن أن ل يزوجها حينئذ إل لحاجة أو مصششلحة‪ ،‬وأن يرسششل لمششوليته ثقششة ل تحتشششمها‪،‬‬
‫والم أولى‪ ،‬ليعلم ما في نفسها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولغيرهما الشهاد على الذن( أي وينششدب لغيششر الب‬
‫والجد الشهاد على الذن‪ :‬أي إذن من يشترط إذنها وهي غير المجبرة‪ .‬وكان الولى والخصششر‬
‫له أن يذكر هذا عند قوله فيما تقدم ل يشترط الشهاد على إذن معتبرة الذن بأن يقششول بعششده بششل‬
‫يندب‪ ،‬كما نبهت عليه هناك‪) ،‬قوله‪ :‬فرع( الولى فروع‪ :‬إذ المذكور ثلثة‪ :‬وهي قوله لششو أعتششق‬
‫جماعة الخ‪ ،‬وقوله ولو أراد الخ‪ ،‬وقوله ولو اجتمع الخ )قوله‪ :‬لو أعتق جماعششة أمششة( المششراد بهششا‬
‫ما فوق الواحد فيصدق بالثنين فما فششوق )قششوله‪ :‬اشششترط رضششا كلهششم( أي لن الششولء لهششم كلهششم‬
‫)قوله‪ :‬فيوكلون الخ( أي أو يباشرون معا‪ .‬وعبارة الششروض وشششرحه‪) :‬فششرع( وإن أعتقهششا اثنششان‬
‫اشترط رضاهما فيوكلن أو يوكل أحدهما الخر أو يباششران معشا لن كل منهمشا إنمشا يثبشت لشه‬
‫الولء على نصفها‪ ،‬فكما يعتبر اجتماعهما على التزويج قبل العتق يعتششبر بعششده‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬ولششو‬
‫أراد أحدهم( أي الجماعة )قششوله‪ :‬زوجششه البششاقون مششع القاضششي( أمششا البششاقون فعششن أنفسششهم‪ ،‬وأمششا‬
‫القاضي فعن المتزوج‪ :‬إذ ليس له أن يزوج نفسه علشى مشوليته بنفسشه )قشوله‪ :‬فشإن مشات جميعهشم‬
‫الخ( وإن مات أحدهم كفى موافقة أحد عصبته للخرين‪ .‬ولو مات ول عصبة لششه اسششتقل البششاقون‬
‫بتزويجها‪ .‬وقوله كفى رضا كل واحد من عصبة كل واحد‪ :‬الولى حذف كل الولى لنهششا تششوهم‬
‫أنه ل بد من رضا كل واحد واحد من عصبة كل واحد مع أنه يكفي واحششد فقششط مششن عصششبة كششل‬
‫واحد )قوله‪ :‬ولو اجتمع عدد من عصبات المعتق في درجة( أي كبنين أو أخششوة‪ .‬وقششوله جششاز أن‬
‫يزوجها أحدهم برضاها‪) .‬تنبيه( لم يتعرض لما إذا اجتمع الولياء من النسب‪ .‬وحاصل ذلك أنهم‬
‫إذا اجتمعوا في درجة واحدة كإخوة أشقاء أو لب أو أعمام كذلك فإن أذنت لكل منهم بانفراد فيششه‬
‫أو قالت أذنت في فلن فمن شاء منكم فليزوجني منه جششاز لكششل منهششم أن يزوجهششا‪ .‬واسششتحب أن‬
‫يزوجها أفقههم بباب النكاح‪ ،‬ثم أورعهم‪ ،‬ثم أسنهم‪ ،‬لكن برضششا البششاقين‪ .‬فششإن أذنششت لواحششد منهششم‬
‫فقط فل يزوجها غيره إل وكالة عنه‪ .‬ولو قالت لهم كلهم زوجوه اشترط اجتماعهم‪ ،‬فششإن تشششاحوا‬
‫في صورة إذنها لكل واحد منهم وقال كل منهم أنا الذي أزوجها فششإن اتحششد الخششاطب أقششرع بينهششم‬
‫وجوبا للنزاع فمن خرجت قرعته منهششم زوج‪ ،‬وإن تعشدد فمشن ترضشاه‪ ،‬فششإن رضششيت الكششل أمشر‬
‫الحاكم بتزويجها من أصلحهم )قوله‪ :‬ثم بعد فقد عصبة النسب والولء( أي فقدهم حسا أو شرعا‪.‬‬
‫وقوله قاض‪ :‬أي تكون الولية له )قوله‪ :‬لقوله )ص( الخ( دليل لكون الولية بعد فقششد المششذكورين‬
‫تثبت للقاضي )قوله‪ :‬والمراد( أي بالسلطان من له ولية‪ :‬أي عامة أو خاصة‪ .‬وأتى بهذا لدفع ما‬
‫يقال إن الدليل لم يطابق المدعي إذ المدعي القاضي والذي في الدليل السلطان‪ .‬وحاصل الدفع أن‬
‫المراد بالسلطان كل من له سلطنة وولية على‬

‫] ‪[ 360‬‬

‫المششرأة عامشا كششان كالمشام أو خاصشا كالقاضششي والمتشولي لعقشود النكحشة أو هشذا النكششاح‬
‫بخصوصه )قوله‪ :‬فيزوج الششخ( بيششان لشششروط تزويششج القاضششي‪ ،‬وذكششر ثلثششة شششروط‪ :‬أن يكششون‬
‫الزوج كفؤا‪ ،‬وأن تكون المرأة بالغة‪ ،‬وأن تكون في محل وليته )قوله‪ :‬بكف ء( أي على كف ء‪.‬‬
‫فالباء بمعنى على‪ .‬وقوله ل بغيره‪ :‬أي ل على غير كف ء )قوله‪ :‬بالغششة( مفعششول يششزوج‪ .‬وقششوله‬
‫كائنة في محل وليته‪ :‬أي القاضي وسواء كششان الششزوج فيششه أيضششا أم ل‪ :‬بششأن وكششل الششزوج فعقششد‬
‫الحاكم مع وكيله‪ ،‬فالعبرة بالمرأة‪) .‬وقوله‪ :‬حالة العقد( الظرف متعلق بكائنة )قوله‪ :‬ولششو مجتششازة‬
‫به( غاية لصحة تزويج القاضي من هي في محل وليته‪ :‬أي يصح ذلك ولو كانت مارة في محل‬
‫وليته ل مقيمة فيه )قوله‪ :‬وإن كان إذنها الخ( غاية ثانيششة لهششا أيضششا‪ :‬أي يصششح ذلششك وإن كششانت‬
‫وقت الذن خارجة عن محل وليته لكنها بعد ذلك دخلششت فيششه وعقششد لهششا وهششي فيششه‪ ،‬فششالعبرة أن‬
‫تكون في محل الولية وقت العقد سواء كان إذنها له فيششه أيضششا أم ل )قششوله‪ :‬أمششا إذا كششانت الششخ(‬
‫مفهوم قوله كائنة في محل وليته الخ‪ .‬وقوله حالته‪ :‬أي العقد‪ .‬وقوله فل يزوجهششا‪ .‬أي فل يششزوج‬
‫القاضي من خرجت عن محل وليته لنه ليس له عليها ولية )قششوله‪ :‬وإن أذنششت الششخ( غايششة فششي‬
‫عدم صحة تزويجه لها‪ :‬أي ل يصح وإن أذنت له )قوله‪ :‬قبل خروجها منه( أي من محشل وليتشه‬
‫)قوله‪ :‬أو كان هو فيه( غاية ثانية له أيضا‪ :‬أي ل يصح أن يزوج الخارجة عن محل وليتششه وإن‬
‫كان الخاطب فيه‪ .‬وقوله لن الولية عليها ل تتعلق بالخاطب‪ :‬علة لعدم صششحة تزويجششه إذا كششان‬
‫الخاطب في محل وليته‪ :‬أي وإنما لم يصح ذلك لن الولية ل تتعلق بالخاطب وإنما تتعلششق بهششا‬
‫نفسها‪ ،‬فالعبرة بها‪ ،‬ل به )قوله‪ :‬وخرج بالبالغة الخ( كان عليه أن يذكر مخرج القيششد الول وهششو‬
‫قوله بكف ء‪ ،‬ولعله لم يذكره اتكال على ذكره في فصل الكفاءة‪ .‬وقوله اليتيمة‪ :‬أي الصغيرة ولو‬
‫مراهقة )قوله‪ :‬فل يزوجها( أي اليتيمة‪) .‬وقوله‪ :‬ولو حنفيا( أي ولشو كشان القاضشي حنفيشا فشإنه ل‬
‫يجوز له أن يزوجها‪ ،‬لكن بالشرط الذي ذكره وهو إن لم يأذن له السلطان الحنفي فيه‪ ،‬ومفهششومه‬
‫أنه إذا أذن له السلطان الحنفي فيه صح تزويج القاضشي لهشا )قشوله‪ :‬وتصشدق المشرأة فشي دعشوى‬
‫البلوغ بحيض أو إمناء( محله إن أمكن ذلك منها بأن بلغت تسع سنين‪) .‬وقوله‪ :‬بل يمين( متعلششق‬
‫بتصدق )قوله‪ :‬إذ ل يعرف( أي البلوغ بالحيض أو المناء إل منها نفسششها‪ ،‬وهششو علششة لتصششديقها‬
‫في دعواها ما ذكر بل يمين )قوله‪ :‬ل في دعوى الخ( أي ل تصششدق فششي دعششوي البلششوغ بالسششن‪،‬‬
‫وهو خمس عشرة سنة‪ ،‬إل ببينة‪ ،‬وهي رجلن‪ ،‬وتقدم في باب القرار أنششه إن شششهد أربششع نسششوة‬
‫بولدتها يوم كذا قبلن ويثبت بهششن السششن تبعششا‪) .‬وقششوله‪ :‬خششبيرة( أي بسششنها‪) .‬وقششوله‪ :‬تششذكر عششدد‬
‫السنين( هذا قيد في ثبوت البلوغ بالسن‪ ،‬أي أنه ل يثبشت إل إن ذكششرت البينششة عشدد السششنين الشذي‬
‫يحصل به البلوغ‪ ،‬وهو خمسة عشرة سنة‪) ،‬قوله‪ :‬وعدم وليها( الجملة مشن الفعشل ونشائب الفاعشل‬
‫في محل نصب صفة لبالغة‪ ،‬ول حاجة إلى هشذا بعشد قشوله فيشزوج الشخ المفشرع علشى مشا إذا فقشد‬
‫عصبة النسب والولء‪) .‬وقوله‪ :‬أو غاب( أي أقرب أوليائها الخ‪ ،‬وهو معطوف على عدم وليهششا‪،‬‬
‫فيفيد حينئذ أنه مفرع على ما قبله وهو ل يصح‪ ،‬وذلك لن موضوع الكلم السابق‪ ،‬كما علمششت‪،‬‬
‫في فقد الولي مطلقا‪ ،‬وهذه المواضع موجود فيها الولي‪ ،‬لكن تعذر فيها تزويجشه بسشبب غيبتشه أو‬
‫عضله أو احرامه الخ‪ ،‬فناب الحاكم منابه في التزويج بسبب ذلك‪ ،‬فكششان الولششى أن يفصششله عمششا‬
‫قبله كأن يقول‪ :‬وكذا يششزوج القاضششي فيمششا إذا غششاب القششرب الششخ‪ .‬ويكششون شششروعا فششي مواضششع‬
‫مستقلة زيادة على ما تقدم يزوج فيها الحاكم‪ .‬تأمل‪ .‬وقد نظن بعضهم هذه المواضششع الششتي يششزوج‬
‫فيها الحاكم مطلقا في قوله‪ :‬ويزوج الحاكم في صور أتت منظومة تحكي عقود جواهر‬

‫] ‪[ 361‬‬

‫عدم الولي وفقده ونكششاحه وكششذاك غيبتششه مسششافة قاصششر وكششذاك إغمششاء وحبششس مششانع أمششة‬
‫لمحجور توالي القادر إحرامششه وتعششزز مششع عضششله إسششلم أم الفششرع وهششي لكششافر )وزاد بعضششهم‬
‫عليها(‪ .‬تزويج من جنت ولم يكن مجبر بعد البلوغ فضم ذاك وبادر )وقوله‪ :‬عدم الولي( أي بششأن‬
‫لم يكن لها ولي أصل‪) .‬وقوله‪ :‬وفقده( أي بأن فقد‪ ،‬أي غاب ولم يدر مششوته ول حيششاته ول محلششه‬
‫بشرط أن ل يحكم بموته حاكم‪ ،‬فإن حكم بموته انتقلت للبعد‪ .‬وقوله ونكاحه‪ :‬أي لنفسه بششأن أراد‬
‫أن يتزوأ بنت عمه ولم يوجد من يساويه في الدرجة فإن الحاكم يزوجها له‪ .‬وقوله مسافة قاصر‪:‬‬
‫مثلهششا مششا إذا كششان دون مسششافة القصششر وتعششذر الوصششول إليششه‪ .‬وقششوله وكششذاك إغمششاء‪ :‬ضششعيف‪،‬‬
‫والمعتمد أنه ينتظر ثلثة أيام‪ ،‬فإن لم يفق انتقلت الولية للبعد ول يزوجها الحاكم أصل‪ .‬وقششوله‬
‫وحبس مانع‪ :‬أي من الجتماع عليه‪ .‬وقوله أمة لمحجور‪ :‬أي حجر سفه بششأن بلششغ غيششر رشششيد أو‬
‫بذر بعد رشده ثم حجر عليه لنه لنقصه ل يلي أمر نفسه فل يلي أمر غيره‪ ،‬بخلف حجر الفلس‬
‫فل يمنع الولية لكمال نظره‪ ،‬والحجر عليه لحق الغرماء ل لنقص فيه‪ .‬وقوله توارى القادر‪ :‬أي‬
‫اختفاؤه‪ .‬والقادر يحتمل أنه تكملة للبيت‪ ،‬ويحتمل أنششه احششتراز عششن المكششره‪ .‬وقششوله إحرامششه‪ :‬أي‬
‫بالحج أو العمرة أو بهما‪ .‬وقوله وتعزز‪ :‬أي تغلب بأن يمتنع من غير تششوار معتمششدا علششى الغلبششة‪.‬‬
‫فالفرق بين التواري والتعزز‪ :‬أن التواري المتناع مع الختفاء‪ ،‬والتعششزز المتنششاع مششع الظهششور‬
‫والقوة‪ .‬وقوله مع عضله‪ :‬أي عضل ل يفسق به بأن غلبشت طاعششاته علششي معاصشيه‪ ،‬وإل فتنتقششل‬
‫للبعد بناء على منع ولية الفاسق‪ .‬وقوله إسلم أم الفرع‪ :‬أي أم الولد يعني إذا استولد الكافر أمة‬
‫ثم أسلمت فإنه يزوجها الحاكم‪ .‬وقوله ولم يك مجبر‪ :‬فإن كان هناك مجبر زوجها هو‪ ،‬ل الحاكم‪،‬‬
‫هذا حاصل ما يتعلق بشرح البيات المذكورة‪ .‬وقششد ذكششر معظششم ذلششك المؤلششف رحمششه الش تعششالى‬
‫)قوله‪ :‬أو غاب( فاعله ضمير مستتر يعود على وليها‪ .‬وقوله بعد‪ :‬أي أقرب أوليائها تفسير مششراد‬
‫له‪ ،‬ول يقال إن الفاعل محذوف وأن هذا تقديره لنا نقششول ليششس هششذا مششن المواضششع الششتي يجششوز‬
‫حذف الفاعل فيها‪ ،‬وفائدة هذا التفسير بيان أنه إذا غاب القرب ل تنتقل الولية للبعد بل للحاكم‬
‫)قوله‪ :‬مرحلتين( منصوب بإسقاط الخافض‪ :‬أي إلى مرحلتين‪ .‬والمراد إلى مسافة مقدارها بسششير‬
‫الثقال مرحلتان‪ ،‬وهذه هي مسافة القصر )قوله‪ :‬وليشس لشه الشخ( الجملشة حاليشة‪ :‬أي والحشال أنشه‬
‫ليس لهذا الغائب وكيل حاضر هي التزويج‪ ،‬فإن كان له وكيل حاضششر قششدم علششى السششلطان علششى‬
‫المنقول المعتمد‪ ،‬خلفا للبلقيني )قوله‪ :‬وتصدق المرأة في دعشوى غيبششة الشولي( قششال سششم‪ :‬أي بل‬
‫يمين‪ ،‬ثم قال في الروض وشرحه‪ :‬وهل يحلفها وجوبا على أنها لم تأذن للغائب إن كششان ممششن ل‬
‫يزوج إل بإذن وعلى أنه لم يزوجها في الغيبة ؟ وجهان‪ .‬ا‍ه‪ .‬والوجه الوجوب في الصورتين‪ .‬م‬
‫ر‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وخلوها الخ( معطوف على غيبة الولي‪ :‬أي وتصدق أيضا فششي دعششوى خلوهششا مششن‬
‫النكاح ومن العدة‪ :‬أي ومن سائر موانع النكاح كالحرام والمحرمية وسيصرح بهذه المسششألة فششي‬
‫المتن )قوله‪ :‬وإن لم تقم بينة بذلك( غاية في تصديقها في دعواها ما ذكر‪ :‬أي تصدق مطلقا سواء‬
‫أقامت بينة على ما ادعته أم ل‪ .‬قال فششي المغنششي‪ :‬لن العقششود يرجششع فيهششا إلششى قششوله أربابهششا‪ .‬اه‍‬
‫)قوله‪ :‬ويسن طلب بينة بذلك( أي بما ادعتششه‪ .‬وقششوله منهششا‪ :‬أي المششرأة‪ ،‬وهششو متعلششق بطلششب‪ :‬أي‬
‫طلبها منها‪ .‬وعبارة المغني‪ :‬وتستحب إقامة البينة بذلك ول يقبل فيها الششهاد مطلشع علشى بشاطن‬
‫أحوالها‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقال في التحفة‪ :‬فإن ألحت في الطلب بل بينة ول يمين أجيبششت علششى الوجششه‪ ،‬وإن‬
‫رأى القاضي التأخير لما يترتب عليه حينئذ من المفاسد التي ل تتدارك‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وإل فتحليفهششا(‬
‫أي وإل تأت بالبينة بعد الطلب فيسن تحليفها‪ ،‬ويدل على ذلك عبارة الروض ونصششها‪ :‬ويسششتحب‬
‫تحليفها على ذلك‪ :‬أي على غيبة وليها‬

‫] ‪[ 362‬‬

‫وخروجها عن النكاح والعدة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتب الرشيدي على قول النهاية وإل فتحليفها ما نصه‪:‬‬
‫هذا ل حاجة إليه مع قوله وتصدق في غيبة وليها‪ ،‬إذ من المعلوم أن تصديقها إنما يكون بششاليمين‬
‫على أنه ل يخفى ما في تعبيره بقوله وإل من اليهام‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله إذ من المعلوم الخ‪ :‬فيه نظر لمششا‬
‫تقدم عن سم من أنها تصدق بل يمين‪ .‬وكتششب ع ش مشا نصشه‪ :‬وقشوله وإل أي بششأن لشم تقششم بينششة‪.‬‬
‫وقوله فتحليفها‪ :‬أي وجوبا‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي قوله وجوبا نظر أيضشا لمشا تقشدم عشن الشروض )قشوله‪ :‬ولشو‬
‫زوجها( أي القاضي‪ .‬وقوله لغيبة الولي‪ :‬أي لجل أن وليها الخاص غششائب‪ .‬والمششراد غششائب إلششى‬
‫مسافة القصر بدعواها مثل وقوله فبان‪ :‬أي وليها بعد النكاح وقوله أنه قريب مششن بلششد العقششد‪ :‬أي‬
‫أنه كان في دون مسافة القصر‪ ،‬ول بد من تقييده‪ ،‬أخذا مما بعد بكششونه لششم يتعششذر الوصششول إليششه‪،‬‬
‫وإل كان حكمه حكم من كان في مسافة القصر )قوله‪ :‬لم ينعقد( أي النكاح‪ .‬وقوله إن ثبت قربششه‪:‬‬
‫أي ببينة )قوله‪ :‬فل يقدح في صحة الخ( أي فل يؤثر في صحته مجرد قوله كنت قريبا من غيششر‬
‫أن يأتي ببينة على قوله المذكور )قوله‪ :‬خلفا لما نقله الزركشي والشيخ زكريا( أي من أنه يقدح‬
‫قوله المذكور في الصحة ولو لم يأت ببينة‪ .‬وعبارة الروض وشرحه‪ :‬فإن زوجت في غيبته فبان‬
‫الولي قريبا من البلد عند العقد ولو بقوله‪ ،‬كما يؤخذ من كلم نقله الزركشي عن فتششاوى البغششوي‪،‬‬
‫لم ينعقد نكاحها لن تزويج الحاكم ل يصشح مشع وجشود الشولي الخشاص‪ .‬ا‍ه )قشوله‪ :‬أو غشاب إلشى‬
‫دونهما( معطوف على قوله أو غاب مرحلتين ومقابل له‪ :‬أي أو لم يغب إلى مرحلششتين بششل غششاب‬
‫إلى دونهما لكن تعذر الوصول إليه فللقاضششي أن يزوجهششا عنششد غيبتششه حينئذ‪ .‬وخششرج بقششوله لكششن‬
‫تعذر الوصول إليه ما إذا لم يتعذر فل يزوج إل بإذنه كما لو كان مقيما‪ .‬وعبارة شرح الششروض‪:‬‬
‫أما ما دون مسافة القصر فل يزوج حتى يرجع الولي فيحضر أو يوكل كما لو كان مقيمششا‪ .‬نعششم‪:‬‬
‫لو تعذر الوصول إليه لفتنة أو خوف ففي الجيلششي أن لششه أن يششزوج بل مراجعششة فششي الصششح‪ .‬ا‍ه‬
‫)قوله‪ :‬لخوف في الطريق( متعلق بتعذر‪ ،‬واللم تعليليششة‪ :‬أي أو تعششذر لجششل خششوف حاصششل فششي‬
‫الطريق‪ .‬وفي شرح الروض‪ :‬قال الذرعي والظاهر أنششه لشو كششان فشي البلشد فشي سششجن السشلطان‬
‫وتعذر الوصول إليه أن القاضي يزوج‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله مششن القتششل الشخ‪ :‬بيشان للخشوف )قشوله‪ :‬أو فقششد(‬
‫معطوف على عدم وليها لن هذا نوع ثالث‪ ،‬وأما الذي قبله فهو مششن تتمششة النششوع الثششاني‪ ،‬ولششذلك‬
‫عطفته عليه‪ .‬وقوله أي الولي‪ :‬المناسب أن يقشول كسشابقه‪ ،‬أي أقشرب الوليشاء‪ ،‬ومثلشه يقشال فيمشا‬
‫بعده‪) .‬وقوله‪ :‬بأن لم يعرف الخ( تصوير للفقد‪ ،‬وهذا هو الفارق بينه وبيششن العششدم فششي قششوله عششدم‬
‫وليها‪ .‬وحاصل الفرق أن المعدوم هو الذي عرف عدمه‪ ،‬والمفقود هو الذي لم يعششرف عششدمه ول‬
‫حياته‪) .‬وقوله‪ :‬بعد غيبة الخ( متعلق بيعرف المنفي )قوله‪ :‬هذا( أي ما ذكر مششن تزويشج القاضششي‬
‫عند فقد الولي إن لم يحكم بموته حاكم‪ .،‬فإن حكم به انتقلت الوليشة للبعشد ول يزوجهشا القاضشي‬
‫)قوله‪ :‬أو عضل الولي الخ( معطوف على عدم وليها أيضششا‪ .‬وعبششارة التحفششة مششع الصششل‪ :‬وكششذا‬
‫يزوج السلطان إذا عضل القريب أو المعتق أو عصششبته إجماعششا‪ ،‬لكششن بعششد ثبششوت العضششل عنششده‬
‫بامتناعه منه أو سكوته بحضرته بعد أمره بششه والخششاطب والمششرأة حاضششران أو وكيلهمششا أو بينششة‬
‫عند تعززه أو تواريه‪ .‬نعم‪ :‬إن فسق بعضله لتكرره منه مع عدم غلبة طاعششاته علششى معاصششيه أو‬
‫قلنا بما قاله جمع إنششه كششبيرة زوج البعششد‪ ،‬وإل فل‪ :‬لن العضششل صششغيرة وإفتششاء المصششنف بششأنه‬
‫كبيرة بإجماع المسلمين مراده أنه عند عششدم تلششك الغلبششة فششي حكمهششا لتصششريحه هششو وغيششره بششأنه‬
‫صغيرة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقششوله لتكششرره منششه‪ :‬قششال فششي الششروض‪ :‬ول يفسششق إل إذا تكششرر ثلث مششرات‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ولو مجبرا( غاية في الولي‪ :‬أي ل فرق فيه بيششن أن يكششون مجششبرا أو ل )قششوله‪ :‬أي منششع(‬
‫تفسير لعضل )قوله‪ :‬مكلفة( مفعول عضل‪ ،‬وهو قيد أول‪ .‬وقوله أي بالغة عاقلة‪ :‬تفسير‬

‫] ‪[ 363‬‬

‫للمكلفة‪ .‬وقوله دعت‪ :‬أي طلبت المكلفة‪ ،‬وهو قيد ثان‪ .‬وقوله إلى تزويجها‪ :‬متعلق بدعت‪.‬‬
‫وقوله من كف ء‪ :‬متعلق بتزويجها‪ ،‬وهو قيد ثالث‪ .‬وبقي من القيود أن يكون الكف ء معينا‪ ،‬وأن‬
‫يثبت عضله عند القاضي‪ ،‬كما تقدم‪ ،‬إما بامتناعه من التزويج بعد أمر القاضي له أو ببينششة تشششهد‬
‫بعضله‪ ،‬فإذا فقد واحد من هذه القيود ل يكون عاضل‪ ،‬فل يجوز للقاضي أن يزوجها )قوله‪ :‬ولو‬
‫بدون مهر مثل( أي يحصل العضل بطلبها التزويج على كف ء ولو بدون مهر المثل‪ ،‬وذلشك لن‬
‫المهر لها ل له‪ ،‬فإذا رضيت به لم يكن لعضله عذر )قوله‪ :‬من تزويجها( متعلششق بعضششل‪ .‬وقششوله‬
‫به‪ :‬أي بالكف ء‪ ،‬والباء بمعنى على‪ :‬أي عضششلها مششن التزويششج علششى كششف ء )قششوله‪ :‬فششروع( أي‬
‫خمسة‪ :‬الول قوله ل يزوج القاضي الخ‪ ،‬الثاني قوله ول يزوج غير المجبر الخ الثالث قوله ولو‬
‫ثبت توارى الخ‪ ،‬الرابع قوله وكذا يزوج الخ‪ ،‬الخامس قوله وإنما يششزوج للقاضششي الششخ )قششوله‪ :‬ل‬
‫يزوج الخ( يعني لو عينت للولي المجبر كفؤا وهو عين لها كفؤا آخر غير كفئها ل يكون عاضل‬
‫بذلك فل يزوجها القاضي بل تبقى الولية له‪ ،‬وذلك لن نظره أعلى من نظرها‪ ،‬فقد يكون معينه‬
‫أصلح لها من معينها‪ .‬وقششوله وقششد عيششن هششو‪ :‬أي المجششبر‪ .‬وقششوله وإن كششان معينششه‪ :‬بصششيغة اسششم‬
‫المفعول‪ ،‬وهو غاية لعدم تزويج القاضي حينئذ‪ :‬أي ل يزوج القاضششي حينئذ وإن كششان مششن عينششه‬
‫المجبر أقل في الكفاءة بمن عينته هي لنه ل يكون عاضل بذلك )قوله‪ :‬ول يزوج غير المجششبر(‬
‫أي موليته‪ .‬وقوله ولو أبا أو جدا‪ :‬غاية لغير المجبر‪ .‬وقوله بأن كششانت ثيبششا‪ :‬تصششوير لكشون الب‬
‫أو الجد غير مجبر‪ .‬وقوله إل ممن عينته‪ :‬متعلششق بيششزوج‪ ،‬والسششتثناء ملغششى‪ :‬أي ل يزوجهششا إل‬
‫على من عينته‪ .‬وذلك لن أصل تزويجها متوقف على إذنها‪ ،‬فإذا عينت له شخصا تعيششن )قششوله‪:‬‬
‫وإل( أي وإن لم يزوجها على من عينته سواء أراد تزويجها على غيره أم لم يشرد أصشل‪ .‬وقشوله‬
‫كان عاضل‪ :‬جواب إن المدغمشة فششي ل‪ ،‬وحينئذ يزوجهشا القاضششي )قشوله‪ :‬ولشو ثبشت( أي ببينششة‪.‬‬
‫وقوله توارى الولي أو تعززه‪ :‬في حاشية الباجوري التواري‪ :‬الهرب والتعششزز‪ :‬كششأن يقششول عنششد‬
‫طلب التزويج منه أزوجها غدا‪ ،‬وهكذا فكلما يسئل في ذلك يوعد‪ .‬ا‍ه‪ .‬وتقدم فششرق غيششر هششذا فششي‬
‫شرح البيات المار )قوله‪ :‬زوجها الحاكم( جواب لو‪ .‬والمناسب لسابقه ولحقه أن يقول القاضششي‬
‫)قوله‪ :‬وكذا يزوج القاضي الخ( أي ومثل كونه يزوج فيما إذا ثبت التواري أو التعزز يششزوج إذا‬
‫أحششرم الششولي‪ :‬أي بحششج أو عمششرة أو بهمششا معششا صششحيحا كششان إحرامششه أو فاسششدا )قششوله‪ :‬أو أراد‬
‫نكاحها( أي وكذا يزوج القاضي إذا أراد الولي أن يتزوج بمششوليته‪ ،‬لكششن بشششرط أن ل يكششون لهششا‬
‫ولي مساو له في الدرجة غيره بدليل المثال بعد‪ .‬فإن كششان لهششا ولششي غيششره كششذلك فششإنه هشو الششذي‬
‫يزوجها ل القاضي )قوله‪ :‬كابن عم( أي أراد أن يتزوج على بنت عمشه‪ .‬وقششوله فقششد مشن يسششاويه‬
‫في الدرجة‪ :‬فإن لم يفقد كأن كان لها ابنا عم متساويان في الدرجشة وأراد أحشدهما أن يشتزوج بهشا‬
‫فإن الخر هو الذي يزوجها ل القاضي‪ ،‬كما علمت‪ ،‬وقوله ومعتق‪ :‬معطوف علششى ابششن عششم‪ :‬أي‬
‫وكمعتق أراد أن يتزوج على عتيقته فإن القاضي هو الذي يزوجها عليه وتقدم في الشرح أنه لششو‬
‫أعتق جماعة أمة وأراد واحد منهم أن يتزوج بهشا فشإنه يزوجهششا القاضششي مششع البششاقين )قشوله‪ :‬فل‬
‫يزوج البعد الخ( هذا تصريح بما علم من قشوله فيشزوج القاضششي الشخ‪ :‬إذ يعلشم منشه أنشه إذا كششان‬
‫هناك ولي أبعد ل تنتقل الولية له بل للقاضي‪ .‬وقوله في الصور المذكورة‪ :‬أي في الفروع وفيما‬
‫قبلها غير الصورة الولى‪ ،‬أعني صورة عدم الولي‪ ،‬لنشه ل يتصشور فيهشا وجشود ولشي أبعشد‪ ،‬إذ‬
‫المراد فيها عدم الولياء مطلقا )قوله‪ :‬لبقاء القرب على وليته( تعليل لكششون القاضششي هششو الششذي‬
‫يزوج في الصور المذكورة ل البعد‪ :‬أي وإنما زوج القاضي ل البعد لكون القششرب باقيششا علششى‬
‫وليته بدليل أنه في صورة الغيبة لو رجع هو الذي يزوج‪ ،‬وكذلك في صورة العضل والحرام‪،‬‬
‫والبعد إنما يزوج إذا لم تكن الولية ثابتة للقرب بأن كان رقيقا أو صبيا أو مجنونا‪.‬‬

‫] ‪[ 364‬‬

‫)والحاصل( أن الولي القرب في صورة الغيبة ومشا بعشدها بشاق علشى وليتشه إل أنشه لمشا‬
‫تعذر التزويج بسبب الغيبة ونحوها ناب عنه القاضي‪ ،‬والبعد إنما يزوج عند انتفششاء الوليششة مششن‬
‫القرب‪) .‬واعلم( أنه اختلف في المام‪ :‬هل يزوج بالولية أو بالنيابششة الشششرعية ؟ علششى وجهيششن‪.‬‬
‫وذكر في فتح الجواد أن فروعا تقتضي أن تزويج السلطان بالولية العامة‪ ،‬وفروعا أخر تقتضي‬
‫أنه بالنيابة الشرعية‪ ،‬وأن الذي يتجه أنه في نحو الغيبة بنيابة اقتضتها الولية‪ ،‬وعند عششدم الششولي‬
‫يزوج بالولية‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وإنمشا يشزوج للقاضشي( اللم زائدة‪ ،‬وكشان الولشى إسشقاطها‪ .‬وقشوله أو‬
‫طفله‪ :‬لو قال أو محجوره لكان أولششى ليشششمل المجنششون‪ .‬وقششوله إذا أراد نكششاح الششخ‪ :‬أي لنفسششه أو‬
‫لمحجوره ليطابق ما قبله‪) .‬وقوله‪ :‬مشن ليششس لهشا ولششي( أي خشاص‪) .‬وقشوله‪ :‬قشاض آخشر( فاعششل‬
‫يزوج‪) .‬وقوله‪ :‬بمحل وليته( الجار والمجرور متعلششق بمحششذوف صششفة ثانيششة لقششاض‪ :‬أي قششاض‬
‫آخر كائن بمحل ولية القاضششي المشتزوج‪ ،‬والمششراد أن للقاضشي الخششر وليشة علشى محششل وليشة‬
‫القاضششي المششتزوج بششأن يكششون لششذلك المحششل قاضششيان لجششواز تعششدد القاضششي فششي بلششدة‪ ،‬فششإذا أراد‬
‫القاضيين أن يتزوج بمن ليس لها ولي خششاص زوجششه الخششر عليهششا كششابني العششم المتسششاويين فششي‬
‫الدرجة )قوله‪ :‬إذا كانت المرأة في عمله( الضمير يعود علي القاضي الخر‪ ،‬وهو بيان لقيد ثان‪،‬‬
‫وهو أنه ل بد في المرأة أن تكون في محل عمل القاضي الخر لجل أن تكون لشه وليشة عليهشا‪.‬‬
‫وهذا القيد يغني عن القيد الول‪ ،‬أعني قوله بمحل وليته‪ ،‬وذلك لنه يلششزم مششن كونهششا فششي محششل‬
‫عمل القاضي الخششر أن يكششون هششو فششي محششل عمششل القاضششي المششتزوج‪ :‬إذ الفششرض أن للقاضششي‬
‫المتزوج ولية عليها‪ ،‬ولذلك لم يذكره في التحفة ونصها مع الصل‪ :‬فلو أراد القاضي نكششاح مششن‬
‫ل ولي لها غيره لنفسه أو لمحجوره زوجه من هي في عمله سواء من فوقه من الولة ومششن هششو‬
‫مثله أو خليفته لن حكمه نافذ عليه‪ .‬وإن أراده المام العظم زوجشه خليفتشه‪ .‬ا‍ه )قشوله‪ :‬أو نشائب‬
‫القاضي( معطوف على قاض آخر‪ :‬أي أو يزوجه نائبه‪ .‬وقوله أو طفله‪ .‬معطوف علششى الضششمير‬
‫المستتر في يتزوج لوجود الفصل بالضمير المنفصل‪ .‬قال في الخلصة‪ :‬وإن علششى ضششمير رفششع‬
‫متصل عطفت فافصل بالضمير المنفصل )قوله‪ :‬ثم إن لم يوجد ولششي ممششن مشر( أي مششن الصشل‬
‫وعصبة النسب وعصبة الولء والقاضششي‪ .‬وصششريح هششذا يفيششد أن المحكششم ل يششزوج إل عنششد فقششد‬
‫الجميع حتى القاضي‪ ،‬وإذ كان كذلك فل يلئم تفصيله التي‪ ،‬أعني قوله وإن لششم يكششن مجتهششد إذا‬
‫لم يكن ثم قاض‪ ،‬وإل اشترط أن يكون المحكم مجتهدا فإنه يقتضي عدم اشتراط فقد القاضششي فششي‬
‫تزويج المحكم‪ ،‬وتفصششيله المششذكور هششو الموافششق لصششريح عبششارة التحفششة المششار نقلهششا علششى قششول‬
‫الشارح‪ ،‬فل تزوج امرأة نفسها‪ ،‬وحينئذ فكان الولى للمؤلششف أن يعششبر بعبششارة موافقششة لمششا ذكششر‬
‫)قوله‪ :‬فيزوجها محكم( بصيغة اسم المفعول‪ .‬قال في التحفة‪ :‬وهل يتقيد ذلك بكون المفوض إليششه‬
‫في محلها كما يتقيد القاضي بمحل وليته‪ ،‬أو يفرق بأن ولية القاضي مقيششدة بمحششل فلششم يجششاوزه‬
‫بخلف ولية هذا فإن مناطها إذنها له بشرطه فحيث وجد زوجها وإن بعد محلها ؟ كششل محتمششل‪.‬‬
‫والثاني أقرب ا‍ه‪ .‬وفي البجيرمي‪ :‬فإن لم يوجد أحد تحكمه أمرها وخششافت الزنششا زوجششت نفسششها‪،‬‬
‫لكن بشرط أن يكون بينها وبين الولي مسافة القصر‪ .‬ثششم إذا رجعششا للعمششران ووجششد النششاس جششددا‬
‫العقد إن لم يكونا قلدا من يقول بذلك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬عدل( خششرج بششه غيششره فل يصششح تزويجششه لنششه‬
‫غير أهل للتحكيم‪ .‬وقوله حر‪ :‬خرج به غيره فل يصح منه ذلك لشذلك )قشوله‪ :‬ولتشه( أي فوضشته‪.‬‬
‫وقوله مع خاطبها‪ :‬إنما قيد بذلك لن حكم المحكم ل يفيد إل برضششاهما بششه معششا ول بششد أن يكششون‬
‫لفظا فل يكفي السكوت‪ .‬نعم يكفي سكوت البكر إذا استئذنت في التحكيششم‪ .‬وقششوله أمرهششا‪ :‬مفعششول‬
‫ثان لولت‪ ،‬وفي العبارة حذف‪ :‬أي ووله الخاطب أمره لن المرأة تفوضه أمر نفسششها والخششاطب‬
‫كذلك يفوضه أمر نفسه )قوله‪ :‬ليزوجها منه( هذه العلة عين‬

‫] ‪[ 365‬‬

‫المششر المفششوض إلششى المحكششم‪ :‬إذ هششو التزويششج‪ ،‬وإذا كششان كششذلك فينحششل المعنششى ولتششه أن‬
‫يزوجها ليزوجها‪ ،‬ول يخفى ما في ذلك من الركاكة‪ ،‬فالولى حينئذ إسقاطها )قوله‪ :‬وإن لششم يكششن‬
‫مجتهدا( غاية لقوله فيزوجها محكم عدل‪ :‬أي يزوجها ذلك المحكم وإن لم يكن مجتهدا‪ .‬وقوله إذا‬
‫لم يكن الخ‪ :‬قيد في جواز تزويج المحكم مطلقا وإن كان ليس بمجتهد‪ :‬أي محل جواز ذلك مطلقشا‬
‫إذا لم يوجد ثم أي في المحل الذي حكما المحكم فيششه قششاض‪) .‬والحاصششل( يجششوز تحكيششم المجتهششد‬
‫مطلقا سواء وجد حاكم ولو مجتهدا أم ل‪ ،‬وتحكيم العدل غير المجتهششد بشششرط أن ل يكششون هنششاك‬
‫قاض ولو غير أهل‪ :‬سواء وجد مجتهد أم ل )قوله‪ :‬وإل( أي بأن كان ثششم قششاض ولششو غيششر أهششل‪.‬‬
‫وقوله فيشترط‪ :‬أي في صحة تزويجه أن يكون المحكم مجتهدا )قوله‪ :‬نعششم إن كششان الحششاكم الششخ(‬
‫استدراك على اشتراط كون المحكم مجتهدا إذا وجد قاض )قشوله‪ :‬فيتجششه أن لهشا أن تشولي عششدل(‬
‫أي غير مجتهد‪ .‬وقششوله مششع وجششوده‪ :‬أي الحششاكم المششذكور )قششوله‪ :‬وإن سششلمنا أنششه( أي الحششاكم ل‬
‫ينعزل بذلك‪ :‬أي بأخذه الدراهم )قوله‪ :‬بأن علم موليه( تصوير لعششدم انعزالششه مششع أخششذه الششدراهم‪،‬‬
‫فإن لم يعلم منه ذلك حال التولية انعزل بأخشذه الشدراهم لنشه مفسشق‪ ،‬وذلشك لمشا سشيأتي فشي بشاب‬
‫القضاء من أنه إذا ولى سلطان غير أهل للقضاء مع علمه بفسقه نفذت تششوليته وقضششاؤه وإل بششأن‬
‫ظن عدالته ولو علم فسقه لم يوله فل )قوله‪ :‬ولو وطئ في نكاح الخ( المناسب ذكر هذا عند قوله‬
‫فيما تقدم فل تزوج امرأة نفسها ول بناتها‪ ،‬خلفا لبي حنيفة رضي ال عنششه‪ ،‬وقششد قششدمت الكلم‬
‫عليه هناك )قوله‪ :‬بل ولي( أي ول محكم أيضا كما هششو ظششاهر )قششوله‪ :‬كششأن زوجششت نفسششها( أي‬
‫بحضرة شاهدين عند ابن حجر‪ ،‬ومثله لو زوجت نفسها بل حضرة شاهدين عند م ر )قوله‪ :‬ولششم‬
‫يحكم حاكم بصحته( أي النكاح‪ ،‬فإن حكم بها وجب المسمى ول تعزير‪ .‬وقوله ول ببطلنه‪ :‬فششإن‬
‫حكم به فالوطئ زنا فيه الحد‪ ،‬ل المهر )قوله‪ :‬لزمه( جواب لو‪ .‬وقوله مهر المثل‪ :‬أي مهششر مثششل‬
‫بكر إن كانت بكرا وإن لم يجب أرش البكارة أخذا من قوله في الروض وشرحه في البيع الفاسششد‬
‫وحيث ل حد يجب المهر‪ ،‬فإن كان بكششرا فمهششر للتمتششع بهششا‪ ،‬وقياسششا علششى النكششاح الفاسششد وأرش‬
‫البكارة لتلفها‪ ،‬بخلفة في النكشاح الفاسشد لن فاسشد كشل عقشد كصشحيحه فشي الضشمان وعشدمه‪،‬‬
‫وأرش البكارة مضمون في صحيح البيع دون صحيح النكاح الخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬سششم )قششوله‪ :‬لفسششاد النكششاح(‬
‫أي ولخبر‪ :‬أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل‪ ،‬ثلثا‪ ،‬فإن دخل بهششا فلهششا المهششر بمششا‬
‫استحل من فرجها‪ ،‬فإن تشاجروا فالسلطان ولي من ل ولي له رواه الترمذي وحسنه وابن حبششان‬
‫والحاكم وصححه )قوله‪ :‬ويعزر به معتقششد تحريمششه( أي لرتكششابه محرمششا ل حششد فيششه ول كفششارة‬
‫)قوله‪ :‬ويسششقط عنششه الحششد( أي لشششبهة اختلف العلمششاء )قشوله‪ :‬ويجششوز لقششاض الشخ( مثلششه الشولي‬
‫الحاضر‪ ،‬ولكن ل يشترط فيه ما اشترط في القاضي إذا عرف لها زوجا معينا‪) .‬والحاصشل( أنشه‬
‫لو ادعت المرأة أنها خلية عن النكاح والعدة ولم تعين الزوج قبل قولها وجاز للولي اعتماد قولها‬
‫سواء كان خاصا أو عاما‪ ،‬بخلف ما لو قالت كنت زوجة لفلن وعينته وقد طلقني أو مات فششإنه‬
‫ل يقبل قولها بالنسبة إلى الولي العام إل بإثبششات‪ ،‬بخلف الخششاص فششإنه يقبششل قولهششا بالنسششبة إليششه‬
‫مطلقا‪ .‬والقرق بينهما أن الول نائب الغائبين ونحوهم فينوب عششن المعيششن ويحتششاج إلششى الثبششات‬
‫لئل يفوت حقه‪ ،‬بخلف الثاني )قوله‪ :‬أو طلقني الخ( أي أو قالت طلقني زوجي واعتددت )قششوله‪:‬‬
‫ما لم يعرف( أي القاضي‪ .‬وقوله لها‪ :‬أي للمرأة المدعية ما ذكر‪ .‬وقوله زوجششا معينششا‪ :‬أي باسششمه‬
‫أو شخصه‪ ،‬كما سيصرح به فيما بعد )قشوله‪ :‬وإل الشخ( مفهشوم القيششد‪ .‬وقشوله أي وإن عششرف لهششا‬
‫زوجا‪ :‬أي بنفسه بدليل قوله‬

‫] ‪[ 366‬‬

‫بعد أو عينته )قوله‪ :‬باسمه( متعلق بعرف‪ :‬أي عرفه باسمه وإن لم يعرف شخصه‪ .‬وقوله‬
‫أو شخصه‪ :‬أي ذاته وإن لم يعرف اسمه‪ .‬وقوله أو عينته‪ :‬أي باسم العلم‪ :‬كأن قششالت لششه إن فلنششا‬
‫كان زوجي وقد طلقني‪ ،‬أو باسم الشارة‪ :‬كأن قالت هذا زوجي وقششد طلقنششي )قششوله‪ :‬شششرط الششخ(‬
‫جواب إن المدغمة في ل‪ .‬وقوله في صحة تزويج الحشاكم‪ :‬الولشى تزويجشه‪ ،‬إذ المقشام للضشمار‬
‫)قوله‪ :‬دون الولي الخاص( سيأتي محترزه )قوله‪ :‬إثبات( أي ببينة‪ .‬وقوله بنحو طلق أو مششوت‪:‬‬
‫الباء سببية متعلقة بفراق‪ ،‬أي فراقه بسبب طلق أو موت ونحوهمششا كالفسششخ )قششوله‪ :‬سششواء الششخ(‬
‫تعميم في اشتراط إثبات الفرقششة‪ ،‬أي يشششترط إثباتهششا ببينششة مطلقششا سششواء أغششاب الششزوج أم حضششر‬
‫)قوله‪ :‬وإنما فرقوا بين المعين( أي حيث اشترط إثبات فراقه بالنسبة للحششاكم‪ .‬وقششوله وغيششره‪ ،‬أي‬
‫وبين غير المعين حيث لم يشترط فيه ذلك مطلقا‪ .‬وقوله مع أن المدار العلششم بسششبق الزوجيششة‪ ،‬أي‬
‫علم الحاكم به‪ .‬وقوله أو بعدمه‪ ،‬أي عدم العلم بسششبق الزوجيششة‪ .‬وقشوله حششتى يعمششل بالصششل‪ ،‬أي‬
‫فيعمل‪ .‬فحتى تفريعية والفعل مرفوع‪ ،‬أي فحقهم إذا كان المدار على ما ذكر أن يعملششوا بالصششل‬
‫في كل ول يفرقوا بين المعين وغيره‪ .‬والصل فيما إذا علم بسبق الزوجية بقاؤها حتى يثبششت مششا‬
‫يرفعها سواء كان الزوج معينا أو ل‪ ،‬والصل فيما إذا لم يعلم بسبق الزوجية وعدمها )قوله‪ :‬لن‬
‫القاضي الخ( هذا وجه الفرق‪ ،‬فهو علة لفرقششوا‪ .‬وقششوله تأكششد لششه‪ ،‬أي للقاضششي وهششو جششواب لمششا‪.‬‬
‫وقوله الحتياط‪ ،‬أي في تزويجها )قششوله‪ :‬والعمششل الششخ( أي وتأكششد لششه العمششل بالصششل وهششو بقششاء‬
‫الزوجية )قشوله‪ :‬فاششترط( أي لصشحة تزويشج القاضشي‪ .‬وقشوله الثبشوت‪ :‬أي الثبشات‪ ،‬أي إثباتهشا‬
‫الفراق لمخالفته الصل )قوله‪ :‬ولنها الخ( عطف على قوله لن القاضي )قوله‪ :‬باسششم العلششم( أي‬
‫باسمه الذي هو علم عليه‪ ،‬فالعلم‪ ،‬بفتحتين‪ ،‬والضافة للبيان )قشوله‪ :‬كأنهششا ادعششت عليشه( أي بششأنه‬
‫فارقها )قوله‪ :‬بل صرحوا بأنها دعوى( أي حقيقة والضششراب انتقششالي )قشوله‪ :‬فل بششد مشن إثبششات‬
‫ذلك( أي الفراق لن على المدعي البينة )قوله‪ :‬بخلف ما إذا عرف مطلق الزوجية الششخ( أي فل‬
‫يتأكد له الحتياط‪ ،‬فلم يشترط الثبات‪ .‬وقوله من غيششر تعييششن بمششا ذكششر‪ :‬أي بالسششم أو الشششخص‬
‫)قوله‪ :‬فاكتفى( أي القاضي‪ .‬وقوله بالخلو عن الموانع‪ :‬متعلق بإخبارها )قششوله‪ :‬لقششول الصششحاب‬
‫أن الخ( هذه العلة تقتضي عدم اشتراط الثبات في المعين أيضا بالنسششبة للحششاكم ولكنششه لششم يعمششل‬
‫بها فيه بالنسبة إليه للحتياط ولن تعيينها بمنزلة دعوى منها عليششه‪ ،‬كمششا تقششدم‪ .‬وعبششارة التحفششة‪:‬‬
‫وإل اشترط في صحة تزويج الحاكم لهششا إثباتهششا لفراقششه‪ .‬هششذا مششا دل عليششه كلم الشششيخين‪ ،‬وهششو‬
‫المعتمد‪ ،‬وإن كان القياس ما قاله جمع من قبول قولها في المعين أيضا حششتى عنششد القاضششي لقششول‬
‫الصحاب إن العبرة في العقود بقول أربابها‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحذف‪) .‬وقوله‪ :‬في العقششود( أي إثباتششا أو رفعششا‬
‫فل يرد أن المدعي هنا الفراق وهو ل يسمى عقدا )قوله‪ :‬وأما الولي الخاص( محترز قششوله دون‬
‫الولي الخاص‪) .‬وقوله‪ :‬فيزوجها إن صدقها( أي في أنها خليشة مشن النكشاح والعشدة أو أن زوجهشا‬
‫طلقها واعتدت منه )قوله‪ :‬وإن عرف زوجها الول( غاية في صحة تزويج الولي لها )قوله‪ :‬من‬
‫غير إثبات الخ( متعلق بيزوجهشا )قشوله‪ :‬لكشن يسشن لشه( أي للشولي الخشاص‪) .‬وقشوله‪ :‬كقشاض لشم‬
‫يعرف زوجها( أي كما أنه يسن لقاض الخ‪ .‬وقوله طلب‪ :‬نائب فاعل يسن‪ .‬وقوله إثبششات ذلششك أي‬
‫ما ادعته من أنها خلية من النكاح والعدة )قوله‪ :‬وفرق بين القاضي والولي الششخ( هششذا عيششن قششوله‬
‫أول وإنما فرقوا الخ إل أنه هناك جعله بيشن المعيششن وغيششره‪ .‬وهنشا بيشن القاضشي والشولي‪ ،‬ولكشن‬
‫الحيثية واحدة‪ ،‬فالولى‬

‫] ‪[ 367‬‬

‫إسقاط هذا اكتفاء بذلك )قوله‪ :‬حيث فصل بيششن المعيششن وغيششره( أي فاشششترط الثبششات فششي‬
‫الول دون الثششاني‪ .‬وقششوله فششي ذلششك‪ :‬أي فششي القاضششي‪ .‬وقششوله دون هششذا‪ :‬أي الششولي )قششوله‪ :‬لن‬
‫القاضي الخ( علة الفرق‪ .‬وقوله يجشب عليشه الحتيشاط‪ :‬فشي سشم مشا نصشه‪ :‬والفشرق أنشه إذا تعيشن‬
‫الزوج فقد تعين صاحب الحشق والقاضشي لشه‪ ،‬بشل عليشه النظشر فشي حقشوق الغشائبين ومراعاتهشا‪،‬‬
‫بخلف الولي الخاص‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويجوز لمجبر وهو الب الخ( ظاهره وإن نهته عنششه لنششه لمششا‬
‫جاز له تزويجها بغير إذنها لم يؤثر نهيها‪ .‬ا‍ه‪ .‬سم )قوله‪ :‬توكيل معين( خششرج المبهششم كششأن يقششول‬
‫وكلت أحدكما فل يصح توكيله‪ .‬وقوله صششح تزوجششه الجملششة صششفة لمعيششن‪ :‬أي معيششن موصششوف‬
‫بكونه يصح أن يتزوج هو بنفسه‪ .‬وقيد به لما تقدم في باب الوكالششة مششن أن شششرط الوكيششل صششحة‬
‫مباشرته ما وكل فيه‪ .‬وخرج به نحو الصبي والمجنون فل يصح توكيلهما في النكاح لعدم صشحة‬
‫المباشرة منهما لنفسهما )قوله‪ :‬في تزويج موليته( متعلق بتوكيل‪ :‬أي توكيله فششي تزويششج مششوليته‬
‫)قوله‪ :‬بغير إذنها( أي كما يزوجها بغير إذنها‪ .‬نعم‪ :‬يسن للوكيل استئذانها ويكفي سكوتها‪ ،‬تحفة‪.‬‬
‫وقال سم‪ :‬ولو وكل بغير إذنها ثم صارت ثيبا قبششل العقششد فيتجششه بطلن التوكيششل وامتنششاع تزويششج‬
‫الوكيل لخروج الولي عن أهلية التوكيل بغير إذنها‪ ،‬ويحتمششل خلفششه‪ .‬فليراجششع‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقششوله بغيششر‬
‫إذنها‪ :‬أما لو وكل بإذنها فيستصحب ول يبطل التوكيل )قوله‪ :‬وإن لششم يعيششن المجششبر الششزوج( أي‬
‫يجوز توكيل المجبر في التزويج وإن لم يعين للوكيل الزوج‪ :‬كأن قال له وكلتك في تزويج بنتي‪،‬‬
‫وذلك لن وفور شفقته تدعوه إلى أن ل يوكل إل من يثششق بنظششره واختبششاره‪ ،‬ول ينششافيه اشششتراط‬
‫تعيين الزوجة لمن وكله أن يتزوج له لنه ل ضابط له فيها يرجشع إليشه بخلفششه فششي الششزوج فششإنه‬
‫يتقيد بالكف ء )قوله‪ :‬وعلى وكيل( أي ويجب على وكيل‪) .‬وقوله‪ :‬إن لم يعين الولي الششزوج( أي‬
‫للوكيل فإن عينه له اتبع ما عين له‪ ،‬ول يجب عليه رعاية حظ واحتياط في أمرها‪ .‬ومفاده أنه إذا‬
‫عين له غير كف ء تعين وصح تزويجها عليشه‪ ،‬وهشو مسشلم إن كشان برضشاها‪ ،‬وإل فل‪ :‬لنشه ل‬
‫يصح منه أن يزوجها بنفسه عليه فضل عن التوكيل فيه )وقوله‪ :‬رعاية حششظ( أي لهششا فل يششزوج‬
‫بمهر المثل‪ ،‬وثم من يبذل أكثر منه‪ :‬أي يحرم عليه ذلك وإن صح العقششد كمششا هششو ظششاهر بخلف‬
‫البيع لنه يتأثر بفساد المسمى‪ ،‬ول كذلك النكششاح‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬فششإن زوجهششا بغيششر كششف ء( هششذا ل‬
‫يترتب على رعاية الحظ والحتياط لن التزويج على كف ء شرط للصحة ل للكمششال حششتى أنششه‬
‫يقال إذا لم يزوج علششى كششف ء لششم يششراع الحششظ والكمششل‪ .‬نعششم‪ :‬إن أريششد بالحتيششاط مطلششق أمششر‬
‫مطلوب‪ ،‬سواء كان شرط صحة أو كمال‪ ،‬صح ترتبه عليه )قششوله‪ :‬أو بكششف ء وقششد خطبهششا أكفششأ‬
‫منه( يعني لو خطبها أكفاء متفششاوتون فششي الكفششاءة لششم يجششز تزويجهششا بغيششر الكفششاء لن تصششرف‬
‫الوكيل بالمصلحة وهي منحصرة فيه‪ ،‬وإنما لم يلزم الولي ذلك لن نظره أوسع من نظر الوكيششل‬
‫ففوض المر إلى ما يراه أصلح وفي التحفة‪ :‬ولو استويا كفاءة وأحدهما متوسششط والخششر موسششر‬
‫تعين الثاني‪ ،‬كما قال بعضهم‪ ،‬ومحله إن سلم ما لم يكن الول أصلح لحمق الثاني أو شششدة بخلششه‪:‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لششم يصششح التزويششج( أي علششى غيششر الكششف ء فششي الصششورة الولششى‪ ،‬وغيششر الكفششأ فششي‬
‫الصورة الثانية‪ .‬قال ع ش‪ :‬وقضيته عدم الصحة وإن كان غير الكفششأ أصششلح مششن حسششن اليسششار‬
‫وحسن الخلق ونحوهما‪ ،‬ولو قيل بالصحة لم يكن بعيدا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويجوز التوكيل لغيششره( دخششل‬
‫في الغير القاضي‪ ،‬فله التوكيل‪ :‬قاله سم‪ :‬ثم قال‪ :‬وبه يتضح ما أجبت به في حادثششة بزبيششد‪ ،‬وهششي‬
‫أن قاضي بلدة صغيرة عارف بلغة العرب وبالعلوم الشرعية وله من له ذلششك شششرعا‪ ،‬ولششم يششأذن‬
‫له في الستخلف وجاءه امرأة ورجل غريبان وأذنت له المرأة أن يزوجها بهذا الرجل ولم يكششن‬
‫لها ولي خاص في البلدة ول في أعمالها‪ ،‬فهل للقاضي أن يفوض أمر العقد إلى غيره أم ليس لششه‬
‫ذلك ؟ وإذا قلتم بأنه يفوض‪ :‬هل يكون مشن قبيشل السشتخلف ؟ وإذا قلتشم ل‪ :‬فهشل هشو مشن قبيشل‬
‫التوكيل ؟‬

‫] ‪[ 368‬‬

‫)فأجبت( بأن العقششد صششحيح‪ ،‬وإن ذلششك مششن قبيششل التوكيششل أخششذا مششن هششذا الكلم‪ ،‬وعبششارة‬
‫الروض‪ :‬ولغير المجبر التوكيل بعد الذن له في النكاح‪ .‬ا‍ه‪ .‬ثم بلغني أن الزبيششديين والمصششريين‬
‫أجابوا بعدم الصحة‪ ،‬إذ ليس له السششتخلف‪ .‬ثششم بلغنششي أن علمتهششم الشششمس الرملششي رجششع إلششى‬
‫الجواب بالصحة عند قدومه مكة للحج‪ ،‬ونقل لي صورة جوابه وهو ما نصه‪ :‬نعم العقد المششذكور‬
‫صحيح حيث كان الزوج كفؤا‪ ،‬إذ للولي سواء كشان خاصشا أم عامشا التوكيشل حيشث لشم تنهشه عشن‬
‫ذلك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بأن لم يكن الخ( تصوير لغير المجبر‪) .‬وقوله‪ :‬أو كانت موليته ثيبا( أي أو كششان‬
‫أبا أو جدا وكانت موليته ثيبا )قوله‪ :‬فليوكل( دخول علششى المتششن‪ ،‬والولششى إسششقاطه لقششرب العهششد‬
‫بمتعلقه‪ .‬وقوله بعد إذن حصششل منهششا لششه فيششه الضششمير الول الششذي فششي الفعششل يعششود علششى الذن‪،‬‬
‫والثاني المجرور بمن يعود على المرأة المولية والثالث يعود علششى غيششر المجششبر‪ ،‬والرابششع يعششود‬
‫على التزويج‪ ،‬كما فسره بششه الشششارح‪ ،‬ويصششح تششوكيله بعششد الذن المششذكور وإن لششم تششأذن لششه فششي‬
‫التوكيل ولم تعين زوجا قشال فشي التحفشة‪ :‬لنشه بشالذن صشار وليشا ششرعا‪ ،‬أي متصشرفا بالوليشة‬
‫الشرعية‪ ،‬فملك التوكيل عنه‪ ،‬وبه فارق كشون الوكيششل ل يوكششل إل لحاجششة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقششال سششم‪ :‬وهششذا‬
‫تصريح بأن الولي ولو غير مجبر ومنه القاضي يوكل وإن لقت به المباشششرة ولششم يعجششز عنهششا‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬إن لم تنهه( أي غير المجبرة‪ .‬وهو قيد لصحة توكيله‪ :‬أي يصح ما لم تنهه عنششه‪ ،‬فششإن‬
‫نهته عنه لم يصح التوكيل‪ ،‬وذلك لنها إنما تزوج بالذن ولشم تشأذن فشي تزويشج الوكيشل بشه نهتشه‬
‫عنه‪ .‬وعبارة المنهاج‪ :‬وغير المجبر إن قالت له وكل وكل‪ ،‬وإن نهته عن التوكيل فل‪ ،‬وإن قالت‬
‫له زوجني وأطلقت فلم تأمره بتوكيل ول نهته عنه فلششه التوكيششل فششي الصششح‪ .‬ا‍ه‪ .‬بزيششادة )قششوله‪:‬‬
‫وإذا عينت( أي بالسم أو الشخص )قوله‪ :‬فليعينششه( أي الششولي الرجششل‪ :‬أي فليعيششن الششولي الرجششل‬
‫للوكيل )قوله‪ :‬وإل( أي بأن لم يعين أصل‪ :‬بأن أطلق أو عيششن غيششر مششا عينتششه‪ .‬وقششوله لششم يصششح‬
‫تزويجه‪ :‬أي الوكيل )قوله‪ :‬ولو لمن عينته( غايششة لعششدم الصششحة‪ :‬أي لششم يصششح وإن كششان زوجهششا‬
‫الوكيل على الذي عينته )قوله‪ :‬لن الذن الخ( علة لعدم صحة تزويج الوكيشل الشذي لشم يعيشن لشه‬
‫الولي الرجل الذي عينته‪ :‬أي وإنما لم يصح حينئذ لن إذن الولي للوكيل المطلق عشن تعييششن مششن‬
‫عينته فاسد‪ .‬وإذا فسد ما ترتب عليه وهو التزويج‪ :‬وقوله مع أن المطلششوب‪ :‬أي مطلوبهششا معيششن‪.‬‬
‫وقوله فاسد‪ :‬خبر أن الولى )قوله‪ :‬وخرج بقولي بعد إذنها للولي في التزويج( حكاه بالمعنى وإل‬
‫فهو لم يقل هناك ما ذكر‪ ،‬وإنما قال بعد إذن له فيه )قوله‪ :‬مششا لششو وكلششه( مششا فاعششل خششرج‪ ،‬وهششي‬
‫واقعة على من يعقل‪ ،‬وهو الوكيل‪ ،‬وهششذا خلف الغششالب ولششو زائدة‪ ،‬وفاعششل وكششل ضششمير يعششود‬
‫على الولي والبارز يعود على ما هو العائد والتقدير‪ .‬وخرج بما ذكششر الوكيششل الششذي وكلششه الششولي‬
‫الخ‪ .‬ويحتمل أن تكون ما مصدرية ولو زائدة‪ ،‬وعليه فالضششمير البششارز ل يعششود علششى مششا‪ ،‬لنهششا‬
‫حينئذ حرف مصدري‪ ،‬وإنما يعود على الوكيل المعلوم والتقدير‪ :‬وخرج بمششا ذكششر توكيششل الششولي‬
‫إياه الخ )قوله‪ :‬قبل إذنها( أي غير المجبرة‪ .‬وقوله له‪ :‬أي للولي‪ .‬وقوله فيه‪ :‬أي التزويششج )قششوله‪:‬‬
‫فل يصح التوكيل( أي لنه ل يملك التزويج بنفسه قبل الذن فكيف يوكل غيره فيه ؟ ومحله فششي‬
‫غير الحاكم‪ ،‬أما هو فيصح توكيله قبششل اسششتئذانها‪ ،‬كمششا سششيأتي‪ ،‬وقششوله ول النكششاح‪ :‬عطششف لزم‬
‫على ملزوم‪ ،‬إذ يلششزم مششن عششدم صششحة التوكيششل عششدم صششحة النكششاح )قششوله‪ :‬نعششم‪ .‬لششو وكششل الششخ(‬
‫استدراك على عدم صحة التوكيل والنكاح فيما لو وكله الولي قبل إذنها له‪ :‬أي ل يصحان إل إن‬
‫تبين أنها أذنت له قبل التوكيل فإنهما يصحان حينئذ‪) .‬وقششوله‪ :‬قبششل أن يعلششم( أي الششولي‪) .‬وقششوله‪:‬‬
‫إذنها له( أي في التزويج‪ .‬وقوله ظانا حال من فاعل يعلم أو وكل‪) .‬وقوله‪ :‬فزوجهششا الوكيششل( أي‬
‫بالذن المذكور‪) .‬وقوله‪ :‬صح( أي تزويج الوكيل‪) .‬وقوله‪ :‬إن تششبين( أي بعششد التزويششج‪) .‬وقششوله‪:‬‬
‫أنها كانت أذنت( أي للولي في التزويج‪) .‬وقوله‪ :‬لن العبرة الخ( علة للصحة‪) .‬وقششوله‪ :‬وإل فل(‬
‫أي وإن لم‬

‫] ‪[ 369‬‬

‫يتبين ذلك فل يصح النكاح )قوله‪ :‬فروع( أي أربعة )قششوله‪ :‬لششو زوج القاضششي امششرأة( أي‬
‫ليس لها ولي غيره )قوله‪ :‬قبل ثبوت توكيله( أي قبل ثبششوت توكيلهششا إيششاه‪ ،‬فالضششافة مششن إضششافة‬
‫المصدر للمفعول بعد حذف الفاعل‪ .‬وثبوت ما ذكر يكون بشاهدين‪) .‬وقوله‪ :‬بل بخششبر عششدل( أي‬
‫بل زوجها بأخبار عدل بأنها وكلته وخبر الواحد ل يثبششت لشه التوكيششل )قششوله‪ :‬نفششذ وصششح( فاعششل‬
‫الفعلين يعود على التزويج‪ ،‬ويحتمل أن يكون فاعششل نفششذ يعششود علششى الذن المعلششوم مششن السششياق‪،‬‬
‫وفاعل صح يعود على التزويج‪ ،‬وهو الولى‪) ،‬قوله‪ :‬لكنه( أي تزويجه بخششبر عششدل غيششر جششائز‪.‬‬
‫أي حرام )قوله‪ :‬لنششه تعششاطى عقششدا فاسششدا الشخ( علشة لعششدم الجشواز‪ :‬أي وإنمششا لششم يجششز تزويجششه‬
‫المذكور بمعنى أنه يحرم عليه لنه تعاطى عقدا فاسدا بحسب الظاهر‪ .‬إذ هششو مبنششي علششى إخبششار‬
‫الواحد له بالوكالة‪ ،‬وهو ل يثبت به التوكيل‪ ،‬كما تقدم‪ ،‬ومقتضى العلة المششذكورة أنششه ل ينفششذ ول‬
‫يصح‪ ،‬فحينئذ ينافي قوله المار نفذ وصح إل أن يقال أن المراد بالنفوذ والصحة في الباطن بدليل‬
‫التقييد في العلة بقوله في الظاهر‪ ،‬فل تنافي )قششوله‪ :‬ولششو بلغششت الشولي امششرأة إذن مششوليته( الششولي‬
‫مفعول أول وإذن مفعول ثان وامرأة فاعل‪ .‬وقوله فيه‪ :‬أي في التزويج )قوله‪ :‬فصدقها( أي الولي‬
‫)قوله‪ :‬ووكل( أي الولي القاضي وقوله فزوجها‪ :‬أي القاضي )قوله‪ :‬صح التوكيل والتزويششج( أي‬
‫لما تقدم أن الشهاد على الذن غير شرط‪ .‬فيقبششل‪ .‬خششبر الصششبي‪ .‬والمششرأة فيششه‪ ،‬وإذا صششح الذن‬
‫بذلك صح التوكيل والتزويج )قشوله‪ :‬ولشو قشالت امشرأة( أي رششيدة خليشة مشن النكشاح ومشن العشدة‬
‫)قششوله‪ :‬الن( متعلششق بششتزويجي‪ .‬وقششوله وبعششد طلقششي‪ :‬معطششوف علششى الن‪ :‬أي أذنششت لششك فششي‬
‫تزويجي الن وفي تزويجي إذا طلقني هذا الششزوج وانقضششت عششدتي منششه‪ :‬فالمششأذون فيششه شششيئان‪:‬‬
‫التزويج الن‪ ،‬والتزويج بعد طلقها وانقضاء عدتها )قوله‪ :‬صششح تزويجششه( أي إياهششا‪ ،‬فالضششافة‬
‫من إضافة المصدر لفاعله والمفعول محذوف‪ .‬وقوله بهذا الذن‪ :‬أي الواقع الن‪ .‬وقوله ثانيا‪ :‬أي‬
‫بعد تزويجها أول وطلقها وانقضشاء عشدتها تبعشا لشتزويجه الواقشع أول‪ .‬وتقشدم فشي بشاب الوكالشة‬
‫اضطراب في ذلك‪ ،‬وأن الذي رجحه فشي الروضشة فشي النكشاح الصشحة )قشوله‪ :‬فلشو وكشل الشولي‬
‫أجنبيا بهذه الصششفة( أي بهششذه الحالششة بششأن قششال لششه وكلتششك الن فششي تزويششج موليششتي لمششن أراد أن‬
‫يتزوجها وبعد طلقها وانقضاء عششدتها‪ .‬وقششوله صششح تزويجششه أي الوكيششل‪ .‬وقششوله ثانيششا‪ :‬أي بعششد‬
‫تزويجها أول وطلقها وانقضاء عدتها‪ .‬وقوله أيضا‪ :‬كما صششح تزويششج الششولي ثانيششا )قششوله‪ :‬لنششه‬
‫الخ( علة لصحة تزويج الششولي والوكيششل ثانيششا‪ ،‬والضششمير يعششود علششى مششن ذكششر منهمششا وإن كششان‬
‫صنيعه يفيد أنه علة للصحة في الثاني‪ .‬وقوله وإن لم يملكه‪ .‬أي التزويج ثانيا‪ .‬وقششوله حششال الذن‬
‫أي وقت إذنها له في التزويج‪ .‬وقوله لكنه‪ :‬أي التزويج ثانيششا تششابع لمششا ملكششه وهششو التزويششج أول‪،‬‬
‫فلذلك صح لنه رب شئ يصح تبعا‪ ،‬ول يصح استقلل‪ .‬ومفاد ما ذكر أنهششا لششو أذنششت لوليهششا أن‬
‫يزوجها إذا طلقت وانقضت عدتها أو وكل الولي من يزوج موليته إذا طلقت وانقضت عششدتها لششم‬
‫يصح التزويج في الصورتين‪ .‬لنه لم يقع تبعا لغيره وهو مسلم في الثانية دون الولششى‪ ،‬كمششا فششي‬
‫النهاية‪ ،‬ونصها‪ :‬ويصشح إذنهشا لوليهشا أن يزوجهشا إذا طلقهشا زوجهشا وانقضشت عشدتها ل توكيشل‬
‫الولي لمن يششزوج مششوليته كششذلك لن تزويششج الششولي بالوليششة الشششرعية وتزويششج الوكيششل بالوليششة‬
‫الجعلية‪ ،‬وظاهر أن الولى أقوى من الثانية فيكتفششي فيهششا بمششا ل يكتفششي فششي الجعليششة‪ ،‬ولن بششاب‬
‫الذن أوسع من باب الوكالة‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثله في التحفشة‪ .‬وقشوله بالوليشة الششرعية‪ :‬أي المسشتفادة مشن‬
‫جهة الشرع بعد إذنها له )قوله‪ :‬ولو أمر القاضي( أما غيره فل يصح منه ذلك مطلقا‪ .‬وقوله قبششل‬
‫استئذانها‪ :‬أي إذنها وقوله فيه‪ :‬أي في التزويج‪ .‬وقوله فزوجها‪ :‬أي ذلك الرجل بعد أمر القاضي‪.‬‬

‫] ‪[ 370‬‬

‫وقوله بإذنها‪ :‬أي للرجل المأمور بالتزويج‪ .‬وقوله جاز‪ :‬أي صح التزويج منه )قوله‪ :‬بنششاء‬
‫على الصح الخ( أمششا إن بنينششا علششى خلف الصششح مششن أن اسششتنابته فششي شششغل معيششن توكيششل ل‬
‫استخلف فل يصح تزويجه لعدم صحة تقدم التوكيل على الذن منها‪) .‬وقششوله‪ :‬أن اسششتنابته( أي‬
‫القاضي‪) .‬وقوله‪ :‬في شغل معيشن( أي كتحليشف وسشماع ششهادة‪) .‬وقشوله‪ :‬اسشتخلف( أي يجشري‬
‫مجرى الستخلف‪ ،‬كما في شرح الروض‪) ،‬قوله‪ :‬لشو اسشتخلف القاضششي( أي الششذي ليششس هنششاك‬
‫ولي غيره )قوله‪ :‬لم يكف الكتاب( أي كتاب القاضي بالستخلف‪ .‬وقوله فقط‪ :‬أي من غيششر لفششظ‬
‫)قوله‪ :‬بل يشترط اللفظ( أي التلفظ بالستخلف‪) .‬وقوله‪ :‬عليه( أي على الكتاب‪ ،‬أي زيادة عليه‪،‬‬
‫وقوله منه‪ :‬متعلق باللفظ‪ ،‬والضمير يعود على القاضي )قوله‪ :‬وليس للمكتوب إليه( أي من كتششب‬
‫له القاضي بأن يزوج فلنة‪) .‬وقوله‪ :‬العتماد على الخط( أي خط القاضي وحده )قوله‪ :‬هذا( أي‬
‫ما ذكر من أنه ليس للمكتوب إليه العتماد على الخط )قوله‪ :‬وتضعيف البلقينششي لششه( أي لمششا فششي‬
‫أصل الروضة )قوله‪ :‬مردود( خبر تضعيف‪ .‬وقوله بتصريحهم‪ .‬أي الفقهششاء‪ .‬وقششوله بششأن الكتابششة‬
‫وحدها‪ .‬أي من غير إشهاد بما تضمنته الكتابة بدليل ما بعده )قوله‪ :‬ل تفيششد( أي ل تكفششي وحششدها‬
‫)قوله‪ :‬بل ل بد من إشهاد شاهدين على ذلك( أي على الستخلف الششذي تضششمنه الكتششاب‪ .‬ثششم إن‬
‫هذا يفيد أن التلفظ بالستخلف مع الكتابة فقط ل يكفي‪ ،‬بل ل بد من الشهود على ذلك‪ ،‬وما تقششدم‬
‫يفيد الكتفاء به‪ .‬فانظره )قوله‪ :‬ويجوز لزوج توكيل في قبوله( أي كما يجوز للولي أن يوكل فششي‬
‫تزويج موليته‪ ،‬ويجوز أيضا لهما معا أن يوكل في ذلك فيقول وكيل الولي زوجت بنت فلن بششن‬
‫فلن‪ ،‬ويقول وكيل الزوج قبلت نكاحها له )قوله‪ :‬فيقول وكيل الخ( شروع في بيششان لفششظ الوكيششل‬
‫ولفظ الولي مع وكيل الزوج‪) .‬وقوله‪ :‬زوجتك فلنة بنت فلن بن فلن( أي ويرفع نسششبه إلششى أن‬
‫يحصل التمييز‪ ،‬ويكفي القتصار على فلنة أو بنت فلن إن حصل التمييز به )قششوله‪ :‬ثششم يقششول(‬
‫أي وكيل الولي وجوبا بعد قوله ابن فلن‪) .‬وقوله‪ :‬أو وكالة عنه( أو للتخيير‪ :‬أي هو مخيششر بيششن‬
‫أن يقول موكلي أو يقول وكالة عنه‪ .‬وقوله إن جهل الخ‪ :‬قيششد فششي اشششتراط أن يقششول الوكيششل أحششد‬
‫اللفظين المذكورين )قوله‪ :‬وإل( أي وإن لم يجهلوها بأن علموها‪ .‬وقوله لم يشترط ذلك‪ :‬أي قوله‬
‫موكلي أو وكالة عنه‪ ،‬ومثله يقال فيما يأتي في وكيل الزوج‪ ،‬فل بد من التصششريح بالوكالششة‪ :‬بششأن‬
‫يقول قبلت نكاحها لفلن موكلي أو وكالة عنه إن جهلها الولي أو الشهود‪ ،‬وإل فل يشششترط ذلششك‪.‬‬
‫ثم أن الشتراط المذكور إنما هو لجواز المباشرة‪ ،‬ل لصششحة العقششد‪ ،‬فيصششح مششع الجهششل الوكالشة‪،‬‬
‫لكن مع الحرمة‪ .‬وعبارة التحفة‪) .‬تنبيه( ظششاهر كلمهششم أن التصششريح بالوكالششة فيمششا ذكششر شششرط‬
‫لصحة العقد وفيه نظر واضح‪ :‬لقولهم العبرة في العقششود حششتى فششي النكششاح بمششا فششي نفششس المششر‪،‬‬
‫فالذي يتجه أنه شرط لحل التصششرف ل غيششر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬وإن حصششل العلششم الششخ( أي ل يشششترط‬
‫التصريح بالوكالة إذا علموا بها وإن حصل علمهم لذلك بأخبار الوكيل بالوكالة بأن أخششبرهم مششن‬
‫قبل العقد بأنه وكيل الولي في التزويج )قوله‪ :‬ويقول الولي الخ( كان الولى للمؤلف أن يذكر هذا‬
‫عقب المتن بأن يقول فيقول الولي الخ لنه هو المرتب عليه‪ ،‬وأما قوله أو ل فيقول وكيششل الششولي‬
‫الخ فليس مفرعا على المتن‪ .‬نعم‪ :‬هو مفرع على قوله سششابقا ويجششوز لمجششبر توكيششل فششي تزويششج‬
‫موليته فكان الولى تقديمه عنده‪ .‬وقوله لوكيل الزوج‪ :‬مثل وكيله وليه‪ .‬وقوله فلن بن‬
‫] ‪[ 371‬‬

‫فلن‪ :‬أي وهو الزوج‪ ،‬فلو تركه وأتى بكاف الخطششاب بششدله‪ ،‬بششأن قششال زوجتششك بنششتي‪ ،‬لششم‬
‫يصح‪ :‬كما سيصرح به )قوله‪ :‬فيقول وكيلششه( أي الششزوج ومقتضششى التعششبير بفششاء التعقيششب أنششه ل‬
‫يجوز تقديم القبول على اليجاب‪ ،‬وليس كذلك‪ :‬بششل يجششوز تقششديم القبششول عليششه‪ :‬بششأن يقششول وكيششل‬
‫الزوج قبلت نكاح فلنة بنتك لفلن‪ ،‬ويقول الولي زوجتها له )قوله‪ :‬كما يقششول ولششي الصششبي( أي‬
‫يقول قول نظير قول ولي الصبي إذا أراد قبول النكاح للصبي )قششوله‪ :‬قبلششت نكاحهششا لششه( الجملششة‬
‫تنازعها يقول الولى ويقول الثانية فتجعل مقولة لحدهما ويحذف نظيرهششا مششن الخششر‪ .‬والمششراد‬
‫بالنكاح النكاح وهو التزويج لنه هو الذي يقبله الزوج‪ ،‬وليس المراد به المراكششب مششن اليجششاب‬
‫والقبول‪ :‬إذ يستحيل قبوله‪ ،‬كما تقدم )قوله‪ :‬فإن ترك( هو بالبناء للمعلششوم‪ ،‬والضششمير يعششود علششى‬
‫المذكور من الوكيل والولي‪ .‬ويصح بناؤه للمجهول وما بعده نشائب فشاعله‪ .‬وقشوله فيهمشا‪ :‬أي فشي‬
‫الصورتين صورة قبول وكيل الزوج وصورة قبول ولي الصبي )قوله‪ :‬لم يصح النكششاح( جششواب‬
‫إن‪ ،‬وذلك لعدم التوافق بين اليجاب والقبول )قوله‪ :‬وإن نوي( بالبناء للمجهششول ومششا بعششده نششائب‬
‫فاعل‪ ،‬ويصح أن يكون بالبناء للمعلششوم أيضششا‪ ،‬كالششذي قبلششه‪ ،‬والكلم هنششا علششى التوزيششع‪ :‬أي وإن‬
‫نوى الوكيل الموكل في الصورة الولى أو الولي الطفل في الصورة الثانيششة )قشوله‪ :‬كمششا لششو قششال‬
‫الخ( أي كما ل يصح النكاح لو قال الولي لوكيل الزوج أو وليه زوجتشك بنشتي‪ ،‬بكشاف الخطشاب‪،‬‬
‫وقوله بدل فلن‪ :‬حال من مقدر‪ ،‬والتقدير زوجتشك‪ ،‬بكششاف الخطششاب‪ ،‬حششال كونهششا بششدل فلن‪ :‬أي‬
‫السم الظاهر )قوله‪ :‬لعدم التوافق( علة لعدم صحة النكاح فيما لو تركت لفظة له‪ ،‬وعششدم صششحته‬
‫فيما لو أبدل السم الظاهر بكاف الخطاب‪ :‬أي وإنما لم يصح النكاح فيما إذا تركت لفظة له وفيما‬
‫إذا أتى بكاف الخطاب بدل السم الظاهر لعدم التوافق بين اليجاب والقبول الذي هششو شششرط فششي‬
‫صحته‪ ،‬وذلك لن اليجاب الصادر من الولي زوجت بنتي فلن ابن فلن والقبششول الصششادر مششن‬
‫وكيل الزوج أو ولي الصبي قبلت نكاحها بإسناد النكاح إلى نفسه فلم يتوافقا‪ ،‬وكذلك فيما إذا قششال‬
‫الولي لوكيل الزوج أو وليه زوجتك بنتي‪ ،‬أو قششال الوكيششل أو الششولي قبلششت نكاحهششا لششه فإنهمششا لششم‬
‫يتوافقا )قوله‪ :‬فإن ترك لفظة له( بالبناء للمجهول أو للمعلوم والفاعشل وكيشل الششزوج أو وليشه‪ :‬أي‬
‫ترك وكيل الزوج أو وليه لفظة له في القبول عنه بأن قال قبلت نكاحها فقط‪ .‬وقوله فششي هششذه‪ :‬أي‬
‫فيمشا إذا قشال الشولي لشه زوجتشك بكشاف الخطشاب‪ ،‬بشدل السشم الظشاهر‪ .‬وانظشر مشا متعلشق الجشر‬
‫والمجرور ؟ فإنه ل يصح جعله لفظ ترك لنه يصير المعنى فشإن تشرك لفظشة لشه فشي هشذه وهشي‬
‫زوجتك بنتي لنه لم يترك شيئا منها‪ .‬ثم ظهر أن في الكلم اختصارا‪ ،‬والصل فششإن تششرك لفظششة‬
‫له في القبول المقابل لهذه الحالة )قوله‪ :‬انعقد( أي النكاح وهو جواب إن‪ .‬وقوله وإن نوى موكله‪:‬‬
‫غاية لنعقاد النكاح للوكيل‪ :‬أي ينعقد النكاح له وإن نوى الوكيل بقوله قبلت نكاحها جعششل النكششاح‬
‫واقعا للموكل‪ .‬وإنما لم ينعقد للموكل إذا نواه لن الشهود ل مطلع لهم على النية‪ .‬وفي المغني مششا‬
‫نصه‪ :‬ول يقع العقد للموكل بالنيششة‪ ،‬بخلف الششبيع‪ :‬لن الزوجيشن هنششا بمثابشة الثمشن والمثمششن فشي‬
‫البيع‪ .‬فل بد من ذكرهما‪ ،‬ولن البيع يرد على المال وهو يقبل النقل من شخص لخر فيجوز أن‬
‫يقع للوكيل ثم ينتقل للموكل والنكاح يرد على البضع وهو ل يقبل النقل‪ ،‬ولن إنكار الموكششل فششي‬
‫نكاحه للوكالة يبطل النكاح بالكلية‪ .‬بخلف البيع لوقوعه للوكيل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فششروع( لششم يششذكر إل‬
‫فرعين فكان الولى أن يقول فرعان )قوله‪ :‬من قال أنا وكيل في تزويششج فلنششة( أي والموكششل لششه‬
‫الولي خاصا أو عاما )قوله‪ :‬فلمن الخ( الفاء واقعة في جششواب الشششرط‪ ،‬والجششار والمجششرور خششبر‬
‫مقدم‪ ،‬وقبول النكاح مبتدأ مؤخر‪ .‬وقوله صدقه‪ :‬الضمير البششارز يعششود علششى مششن قششال أنششا وكيششل‪.‬‬
‫ومثله ضمير منه )قوله‪ :‬ويجوز لمن أخبره عدل( صنيعه يفيشد أن مشن واقعشة علشى غيشر الحشاكم‬
‫لنه ذكر حكم الحاكم بقوله‪ ،‬أو لمششا يتعلششق بالحششاكم )قششوله‪ :‬بطلق فلن( أي لزوجتششه‪ .‬وقششوله أو‬
‫موته‪ :‬أي أو‬

‫] ‪[ 372‬‬
‫أخبره بموت فلن‪ .‬وقوله أو توكيله‪ :‬الضافة من إضششافة المصششدر لفششاعله‪ ،‬أي أو أخششبره‬
‫عدل بتوكيل فلن إياك مثل )قوله‪ :‬أن يعمل به( أي بخبر العدل‪ .‬وقوله بالنسبة لما يتعلق بنفسششه‪:‬‬
‫أي بالنسبة للمر الذي يتعلق بنفس المخبر‪ ،‬بفتح البششاء‪ ،‬كششأن علششق عتششق عبششده أو طلق زوجتششه‬
‫مثل على طلق فلن زوجته أو على موته مثل‪ ،‬فإذا صششدق العششدل فششي خششبره عتششق عليششه عبششده‬
‫وطلقت عليه زوجته )قوله‪ :‬وكذا خطه( أي وكذا يجوز له أن يعمل بخط العدل بالنسبة لما يتعلق‬
‫بنفسه‪ ،‬وهذا ل ينافي ما تقدم من أنه ل يجوز للمكتوب إليششه العتمششاد علششى الخششط لن ذلششك فيمششا‬
‫يتعلق بغيره‪ ،‬بخلف ما هنا )قوله‪ :‬وأما بالنسبة لحق الغير( أي للحق الذي يتعلششق بششالغير وقششوله‬
‫أو لما يتعلق بالحاكم‪ :‬أي أو بالنسبة للمر الذي يتعلق بالحاكم والمر الذي يتعلشق بشه هشو الحكشم‬
‫على الغير‪ ،‬والولشى والخصشر حشذفه وجعششل مشن‪ ،‬فششي قشوله لمشن أخشبره‪ ،‬واقعشة علشى الحششاكم‬
‫وغيره‪ ،‬وذلك لن التفصيل الجاري في غير الحاكم من كونه له العمل بخبر العدل بالنسبة لنفسشه‬
‫ل بالنسبة للغير يجري أيضا في الحاكم وقوله فل يجوز اعتماد عدل‪ :‬إظهار في مقام الضششمار‪،‬‬
‫والضافة من إضافة المصدر إلى مفعوله‪ :‬أي فل يجوز أن يعتمد كل من المخبر‪ ،‬بالفتششح‪ ،‬ومششن‬
‫الحاكم على مقتضى صنيعه خبر العدل في ذلك‪ :‬كما إذا أخبر عدل الولي أن فلنا طلششق موليتششك‬
‫أو مات عنها فل يجوز له أن يزوجها بذلك الخبر‪ ،‬أو كان إنسان وصيا على تبرعات فأخبره أن‬
‫موصيه قد مات فل يجوز له أن يعتمد ذلك ويقسم تلك التبرعات لن ما ذكر حق يتعلششق بششالغير‪،‬‬
‫ل به نفسه‪ ،‬ومثله في ذلك الحاكم فلو أخبره عدل بأن فلنا طلق زوجته أو مات فل يجوز لششه أن‬
‫يعمل بمقتضى ذلك‪ ،‬كأن يقسم التركة أو يزوجه إذا أذنت له فيه‪ .‬وقوله ول خط قاض‪ ،‬ولشو قشال‬
‫ول خطه‪ ،‬أي العدل‪ ،‬بالضمير‪ :‬قاضيا كان أو غيره‪ ،‬لكان أولى‪ .‬وقوله مشن كشل مشا ليشس بحجشة‬
‫شرعية‪ ،‬بيان للعدل والخط‪ ،‬والحجة الشرعية هنا رجلن )قششوله‪ :‬فششرع( الولششى فششروع‪ ،‬بصششيغة‬
‫الجمع‪ ،‬وهي في بيان تزويج العتيقة والمة )قوله‪ :‬يزوج عتيقة امرأة الخ( تقششرأ عتيقششة بالنصششب‬
‫على أنه مفعول مقدم وقوله وليها‪ ،‬فاعل مؤخر‪ .‬وقوله امرأة‪ :‬قيد خششرج بششه عتيقششة الرجششل‪ ،‬فهششو‬
‫الذي يزوجها ثم عصبته‪ ،‬كما تقدم بيانه‪ .‬وقوله حية‪ :‬صفة لمرأة‪ ،‬وهو قيد أيضا خرج به ما إذا‬
‫كانت ميتة فإن الذي يزوج عتيقتها ابنها‪ ،‬كما سيصرح به‪ ،‬وقوله عدم ولي عتيقتها نسبا‪ :‬أي فقششد‬
‫حسا أو شرعا ولي العتيقة من جهة النسب‪ ،‬وهو قيششد أيضششا خششرج بششه مششا إذا لششم يفقششد فششإن الششذي‬
‫يزوجها القرب‪ .‬فالقرب من الولياء على ما تقدم من الترتيب‪ ،‬فل يزوجهششا أوليششاء المعتقششة إل‬
‫بعد فقد أولياء النسب‪) .‬والحاصل( أن الذي يزوج العتيقة عند فقد أوليائها نسبا هو ولي المعتقششة‪،‬‬
‫ويستثنى من طرد ذلك ما لو كانت المعتقششة ووليهششا كششافرين والعتيقششة مسششلمة فششإن الششذي يزوجهششا‬
‫حينئذ الحاكم‪ ،‬ومن عكسه مششا لشو كشانت المعتقشة مسشلمة ووليهششا والعتيقشة كشافرين فيششزوج الشولي‬
‫العتيقة‪ ،‬وإن كان ل يزوج المعتقة )قوله‪ :‬تبعا لوليته عليهشا( أي أن ولشي المعتقشة يشزوج العتيقشة‬
‫بطريق التبعية لوليته على نفس المعتقة‪ .‬وعبارة شرح التحريششر‪ :‬لنششه لمششا انتفششت وليششة المششرأة‬
‫للنكاح استتبعت الولية عليها الولية على عتيقتها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬فيزوجهششا( أي العتيقششة وهششو بيششان‬
‫للولي‪ .‬وقوله ثم جدها‪ ،‬أي المعتقة‪ .‬والمراد به أبو أبيها وإن عل‪ ،‬ولو عبر به‪ ،‬كمششا تقششدم‪ ،‬لكششان‬
‫أولى‪ .‬لن الجد شامل لما كان من جهة الم مع أنششه ل وليششة لششه )قششوله‪ :‬بششترتيب الوليششاء( البششاء‬
‫بمعنى على متعلقة بمحذوف‪ :‬أي ثم تجري من بعد الب والجد على ترتيب الولياء فششي الرث‪،‬‬
‫فيقدم أخ شقيق على أخ الب وهكذا الخ ما تقدم )قوله‪ :‬ول يزوجها ابن المعتقششة مششا دامششت حيششة(‬
‫أي لنه ل يكون وليا للمعتقة لما تقدم أنه ل يزوج ابن ببنوة فل يكون وليا لعتيقتهششا )قششوله‪ :‬بششإذن‬
‫عتيقة( متعلق بقوله يزوج‪ :‬أي يزوجهششا بإذنهششا‪ ،‬ويكفششي سششكوتها إن كششانت بكششرا )قششوله‪ :‬ولششو لششم‬
‫ترض المعتقة( غاية في التزويج بإذنهشا‪ :‬أي يششزوج العتيقشة بإذنهشا سششواء رضششيت المعتقشة أم ل‪.‬‬
‫وذلك لن رضاها غير معتبر لنه ل ولية لها ول إجبار‪ ،‬فل فائدة له‪ .‬وقيل يعتشبر رضششاها لن‬
‫الولء لها‬

‫] ‪[ 373‬‬
‫والعصبة إنما يزوجون بششإدلئهم بهششا‪ ،‬فل أقششل مششن مراجعتهششا )قششوله‪ :‬فششإذا مششاتت المعتقششة‬
‫زوجها ابنها( أي ثم أبوها على ترتيب عصبات الولء‪ ،‬ولو قال ولو ماتت المعتقة زوج عتيقتهششا‬
‫من له الولء عليها لكان أولى‪ ،‬لشموله لجميع ذلك قوله ويزوج أمة لما بين حكششم تزويششج العتيقششة‬
‫شرع في بيان حكم تزويج المة غير العتيقة‪ .‬وقوله امرأة‪ :‬قيد خرج به أمة الرجل فإنه هو الذي‬
‫يزوجها‪ .‬وقوله بالغة رشيدة‪ :‬نعتان لمرأة‪ .‬ولششو اقتصششر علششى الثانيششة لكششان أولششى لغنائهششا عششن‬
‫الولى وذكر محترز الولى بقوله ويزوج أمة صغيرة ولم يششذكر محششترز الثانيششة وهششو المجنونششة‬
‫والمحجور عليها بسفه فيزوج أمتهما ولي مال ونكاح لهما من أب وإن عل وسلطان‪ ،‬لكن تزوج‬
‫أمة السفيهة إل بإذنها كأمة السفيه‪ ،‬إذ ل فرق‪ ،‬كما يستفاد من عبارة شششرح المنهششج‪ ،‬ونصششها مششع‬
‫الصل‪ :‬ولولي نكاح ومال من أب وإن عل وسششلطان تزويششج أمشة مششوليه مششن ذي صششغر وجنششوه‬
‫وسفه ولو أنثى بإذن ذي السفه اكتسابا للمهر والنفقة‪ .‬بخلف عبده أي المولي لما فيه من انقطاع‬
‫اكتسابه عنه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وخرج بقوله ولي نكاح المة المملوكششة لصششغيرة عاقلششة ثيششب فل تششزوج أصششل‬
‫لنها تابعة لسيدتها وهي ل تزوج أصل‪ :‬إذ ل يلي نكاحها أحد حينئذ‪ .‬كمششا تقششدم‪ ،‬وكمششا قششال ابششن‬
‫رسلن‪ :‬وثيب زواجها تعذرا وخرج به أيضا المة المملوكة لصغير وصغيرة بكر فيزوجهششا مششا‬
‫عدا السلطان من الب والجد‪ ،‬وأما السلطان فل يزوجها لنه ل يلي نكاحهما حينئذ فل يلي نكاح‬
‫أمتهما‪ ،‬بخلف الب والجد فإنهما يليان نكاحهما فيليششان نكششاح أمتهمششا تبعششا‪ .‬وسيصششرح المؤلششف‬
‫ببعض ما ذكر )قوله‪ :‬وليها( أي مطلقا‪ ،‬أصل كان أو غيره‪ ،‬وهو فاعل يزوج )قوله‪ :‬بإذنها( أي‬
‫السيدة‪ .‬وقوله وحدها‪ :‬حال من المضاف إليه‪ :‬أي حالة كونها متوحششدة فششي الذن‪ ،‬أي منفششردة بششه‬
‫فل يعتبر إذن الولي ول إذن المة‪ ،‬كما سيصرح بهذا‪ ،‬وليس للب إجبار أمتها على النكششاح وإن‬
‫كان له إجبار سيدتها عليه )قوله‪ :‬لنها( أي السيدة‪ ،‬وهو علة لكون التزويج يكون بإذنها وحششدها‪.‬‬
‫وقوله المالكة لها‪ :‬أي للمة )قوله‪ :‬فل يعتبر الششخ( تفريششع علششى اشششتراط إذن السششيدة وحششدها‪ :‬أي‬
‫وإذا اشترط إذن السيدة وحدها فل يعتبر إذن المة لو لم تأذن السيدة )قوله‪ :‬لن لسيدتها إجبارها‬
‫على النكاح( أي فل فائدة حينئذ في إذن المة )قوله‪ :‬ويشترط( أي في صحة إذنها‪ .‬وقوله نطقششا‪:‬‬
‫أي إن كانت ناطقة فإن كانت خرساء فيكفي في إذنها إشارتها المفهمششة‪ .‬وقششوله وإن كششانت بكششرا‪:‬‬
‫غاية في اشتراط الذن نطقا‪ :‬أي يشترط ذلك وإن كانت السيدة بكرا‪ ،‬وذكر لنهشا ل تسشتحي فشي‬
‫تزويج أمتها )قوله‪ :‬ويزوج أمة صغيرة( هو تركيب إضافي‪ .‬وقشوله بكشر‪ :‬صشفة للمضشاف إليششه‪.‬‬
‫وسيأتي محترزه )قوله‪ :‬أو صغير( بالجر معطوف على صغيرة‪ :‬أي أو أمة صغيرة )قششوله‪ :‬أب(‬
‫فاعل يزوج‪ .‬وقوله فأبوه‪ :‬أي فقط لن لهما إجبار سيديهما فجاز لهما إجبارهما تبعا لسيديهما فل‬
‫يزوجهمششا غيرهمششا مششن السششلطان ونحششوه مششن بقيششة الوليششاء )قششوله‪ :‬لغبطششة( متعلششق بيششزوج‪ :‬أي‬
‫يزوجانها عند وجود غبطة‪ ،‬أي منفعة للسيدة أو السيد )قوله‪ :‬كتحصيل مهر الخ( تمثيششل للغبطششة‪.‬‬
‫قال في المغني‪ ،‬وقيل ل يزوجها‪ ،‬أي الب والجد‪ ،‬لنه قد تنقص قيمتهشا‪ ،‬وقشد تحبشل فتهلشك‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ل يزوج عبدهما( أي الصششغيرة والصششغير‪ :‬أي والمجنششون والسششفيه ذكششرا أو أنششثى‪ .‬وهششذا‬
‫مفهوم قوله أمة )قوله‪ :‬لنقطاع كسبه عنهما( أي عن الصغيرة والصغير فلم يكششن لهمششا مصششلحة‬
‫في التزويج حينئذ‪ .‬قال في التحفشة‪ :‬ولششم ينظششروا إلششى أنهششا ربمششا تظهششر مششع تزويجششه لنششدرته ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬خلفا لمالك( رضي ال عنه‪ :‬أي فإنه قال بجواز تزويج عبدهما إن ظهرت مصلحة فيششه‪،‬‬
‫وذلك بأن يكون إذا تزوج يكتسب ما يكفي زوجته ويكفيهما‪ ،‬وإذا لم يتزوج ربما انقطع عن ذلششك‬
‫بسبب ما يتولد عنه من المراض )قوله‪ :‬ول أمة ثيب صغيرة( محترز قوله بكرى أي ول يزوج‬
‫الب فأبوه‬

‫] ‪[ 374‬‬

‫أمة ثيب صغيرة‪ .‬ومحله ما لم تكن مجنونة‪ ،‬وإل جاز لهما أن يزوجا أمتهششا لنهمششا يليششان‬
‫مالها ونكاحها )قوله‪ :‬لنه ل يلي نكاح مالكتها( أي فل يلي نكاح أمتها بالولى‪) .‬والحاصششل( أنششه‬
‫يشترط فيمن يلي نكاح المة أن يكون ولششي مششال مالكتهششا ونكاحهششا فيششزوج أمششة الصششغيرة البكششر‬
‫والصغيرة الب فأبوه لنهما يليان نكاح السيدة أو السششيد فيليششان نكششاح أمتهمششا تبعششا‪ ،‬ويششزوج أمششة‬
‫الرشيد وليها مطلقا ولو السلطان لنه يلشي نكاحهشا لكشن بإذنهششا‪ ،‬ول يششزوج أمششة الششثيب الصششغيرة‬
‫الب والجد والسلطان وغيرهم لهم ل يلوون نكاح السيدة فل يلوون نكاح أمتها )قوله‪ :‬ول يجوز‬
‫للقاضي أن يزوج أمة الغائب( وذلك لن الولية عليها من جهة الملك فهي قاصششرة علششى المالششك‬
‫فل تنتقل للقاضي عند غيبته )قوله‪ :‬نعم إن رأى القاضي بيعها( مفعول رأى الثاني محششذوف‪ :‬أي‬
‫أصلح‪ .‬وقوله لن الحظ الخ‪ :‬علة الصلحية التي رآها القاضي‪ .‬وقوله فيه‪ :‬أي في الششبيع‪ ،‬وقششوله‬
‫الغائب‪ :‬أي المالك الغائب‪ ،‬وقوله من النفاق عليها‪ :‬متعلق بالحظ‪ ،‬وأصله الحظ‪ :‬أي الحششظ لششه‬
‫من النفاق عليها‪ .‬ولو قال لنه أحظ له من النفاق لكان أولششى )قششوله‪ :‬باعهششا( جششواب إن )قششوله‪:‬‬
‫ويزوج سيد بالملك( أي ل بالولية‪ ،‬وذلك لن التصرف فيما يملك استيفاؤه‪ ،‬ونقله إلى الغير إنما‬
‫يكون بحكم الملك كاستيفاء المنافع ونقلها بالجارة‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفة )قوله‪ :‬ولو كان فاسقا( أي ولو كششان‬
‫السيد فاسقا‪ .‬وذلك لن الفسق يمنع الولية ل الملك‪ ،‬وتزويج السيد ليس بالولية وإنما هو بالملك‬
‫)قوله‪ :‬أمته( أي ولو كانت كافرة أو كششانت محرمششة عليششه كششأخته‪ .‬وقششوله المملوكششة كلهششا لششه‪ :‬أي‬
‫لسيدها )قوله‪ :‬ل المشتركة( أي ل يزوج المشتركة وهو مفهوم‪ .‬قوله المملوكة كلها‪ .‬وقششوله ولششو‬
‫باغتنام‪ :‬أي ولو حصل الشتراك بسبب الغتنام بأن غنم جماعة أمة‪ ،‬فهي مشتركة بينهم‪ .‬وقوله‬
‫بينة‪ :‬متعلق بالمششتركة )قشوله‪ :‬بغيشر رضشا جميعهشم( أي ل يجشوز تزويجهشا بغيشر رضشا جميشع‬
‫المالكين لها‪ ،‬أما مع رضاهم فيجوز )قشوله‪ :‬ولشو بكشرا صشغيرة( الغايشة للتعميشم‪ ،‬ل المشرد‪ ،‬إذ ل‬
‫خلف فيه‪ .‬ولو قال‪ ،‬كما في المنهاج بدلها بأي صفة كششانت‪ ،‬أي صششغيرة أو كششبيرة بكششرا أو ثيبششا‬
‫رشيدة أو غيرها‪ ،‬لكان أولى‪ .‬وقوله أو كبيرة‪ :‬أي بكرا أو ثيبا‪ .‬وقوله بل إذن منها‪ :‬أي الكششبيرة‪،‬‬
‫والولى إسقاطه أو إسقاط قوله بعد وله إجبارها الخ‪ ،‬وذلك لن أحدهما يغنششي عششن الخششر‪ .‬وفششي‬
‫المنهششج والمنهششاج القتصششار علششى الثششاني‪ ،‬وهشو ظششاهر )قششوله‪ :‬لن النكششاح الششخ( علشة لكششونه أن‬
‫يزوجها بل إذن منها )قوله‪ :‬وهي( أي المنافع‪ .‬وقوله مملوكة له‪ :‬أي والمالك يفعل فششي ملكششه مششا‬
‫يشاء سواء رضي به المملوك أم ل )قوله‪ :‬له إجبارها عليه( أي النكاح للعلة المارة آنفششا‪ ،‬ومحلششه‬
‫في غير المبعضة والمكاتبة‪ ،‬أما هما فل يجبرهما عليه لنهما فششي حقششه كالجنبيششات‪ ،‬وفششي غيششر‬
‫المتعلق بها حق لزم كالرهن والجناية فليس للراهن تزويج المرهونة إل على المرتهششن أو بششإذنه‬
‫وليس للسيد تزويج الجانية المتعلقة برقبتها مششال وهششو معسششر‪ ،‬وإل صششح‪ ،‬وكششان اختيششارا للفششداء‬
‫)قوله‪ :‬لكن ل يزوجها لغير كف ء الخ( لما كانت العلة المارة‪ ،‬وهي قششوله لن النكشاح الشخ وهشي‬
‫مملوكة له‪ ،‬توهم جواز تزويجها علششى غيششر كششف ء لهششا‪ ،‬كجششواز بيعهششا عليششه‪ ،‬أتششى بالسششتدراك‬
‫المذكور لشدفع هشذا اليهشام‪ .‬وحاصشله أن النكشاح ليششس كشالبيع لنشه ل يقصششد بششه التمتشع‪ ،‬بخلف‬
‫النكاح‪ ،‬وعبارة المنهج وشرحه‪ :‬وله إجبار أمته على نكاحها صغيرة كانت أو كبيرة بكرا أو ثيبا‬
‫عاقلة أو مجنونة‪ ،‬لن النكاح يرد على منافع البضع وهي مملوكة له وبهذا فششارقت العبششد لكششن ل‬
‫يزوجها بغيشر كششف ء بعيشب أو غيشره إل برضششاها‪ ،‬بخلف الششبيع لنشه ل يقصششد بشه التمتشع‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بعيب الخ( الباء سببية متعلقة بمحذوف واقع خبر المبتدأ محششذوف‪ :‬أي وعششدم الكفششاءة فيششه‬
‫بسبب عيب مثبت للخيار كجذام وبرص وجنون‪ ،‬أو بسبب فسق أو بسبب حرفة دنيئة )قششوله‪ :‬إل‬
‫برضاها( إل أداة حصر والجار والمجرور متعلق بيزوجها‪ :‬أي ل يزوجهششا إل برضششاها‪ .‬وقششوله‬
‫له‪ :‬اللم بمعنى الباء متعلقة‬

‫] ‪[ 375‬‬

‫برضاها‪ :‬أي رضاها بغير الكششف ء )قششوله‪ :‬ولششه( أي للسششيد‪ .‬وقششوله تزويجهششا برقيششق‪ :‬أي‬
‫على رقيق‪ .‬وقوله ودنئ نسب‪ :‬أي لن الحق في الكفاءة في النسب لسششيدها‪ ،‬ل لهششا‪ ،‬وقششد أسششقطه‬
‫هنا بتزويجها على من ذكر‪ .‬وعبارة الشروض وششرحه‪) .‬فشرع( ل يصشح تزويشج المشة بمشن بشه‬
‫عيب مثبت للخيار للضرار بها ويزوجها جوازا بغير رضاها ولو عربية من عربي دنئ النسب‬
‫حرا كان أو عبدا‪ .‬وقضيته مع ما مر من أن بعض الخصال ل ينجبر ببعششض أنششه ل يزوجهششا إذا‬
‫كان عربية من عجمشي ولشو حشرا‪ ،‬بخلف قشول أصشله ويزوجهشا مشن رقيشق ودنشئ النسشب فشإنه‬
‫يقتضي أنه يزوجها منه‪ ،‬فينافي قوله فيما مر والمة العربية بالحر العجمي‪ :‬أي ول يزوج المشة‬
‫العربية بالحر العجمي على هذا الخلف‪ :‬أي الخلف‪ ،‬في انجبششار بعششض الخصششال ببعششض‪ ،‬كششذا‬
‫قاله السنوي‪ ،‬فعدول المصنف عن عبارة أصله إلششى مششا قششاله لششذلك والحششق مششا فششي الصششل ول‬
‫منافاة لن الحق في الكفاءة في النسب لسيدها ل لها وقد أسقطه هنا بتزويجه لها ممن ذكششر‪ ،‬ومششا‬
‫مر محله إذا زوجها غير سيدها بششإذن أو وليششة علششى مالكهششا ل يزوجهششا ممششن ل يكافئهششا بسششبب‬
‫آخر‪ .‬أي غير دناءة النسب كعيب مثبت للخيار إل برضاها وعليها تمكينه من نفسششها لذنهششا ولششه‬
‫بيعهششا مششن العيششب لن الشششراء ل يتعيششن للسششتمتاع‪ ،‬ويلزمهششا تمكينششه لنهششا صششارت ملكششه‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫بتصرف )قوله‪ :‬لعدم النسب لها( أي للرقيقة‪ .‬قال البجيرمي‪ :‬أي لعدم النسب المعتششبر وإن كششانت‬
‫شريفة لن الرق يضمحل معه جميع الفضائل ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وللمكاتب( أي كتابة صششحيحة‪ ،‬والجششار‬
‫والمجرور خبر مقدم‪ ،‬وقوله تزويج أمته‪ :‬مبتدأ مؤخر )قششوله‪ :‬لسششيده( أي المكششاتب‪ ،‬فل يزوجهششا‬
‫كما ل يزوج عبده لن السيد مع المكاتب كالجنبي )قوله‪ :‬إن أذن له( أي المكاتب‪ .‬وقشوله سششيده‪:‬‬
‫أي المكاتب‪ ،‬وقوله فيه‪ :‬أي التزويج فإن لم يأذن له فيه لم يجز له ذلك كتبرعه‪ .‬قال ع ش‪ :‬وإنما‬
‫توقف تزويج المكاتب أمته على إذن السيد لنه ربما عجز نفسه أو عجششزه سششيده فيعششود هشو ومششا‬
‫في يده للسيد فاشترط إذن السيد له في التزويج وإذا زوج فهو مزوج عن نفسه ل عن سششيده‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ولو طلبت المة( أي من سيدها‪ .‬وقوله تزويجها‪ :‬أي تزويششج السششيد إياهششا‪ ،‬فالضششافة مششن‬
‫إضافة المصدر لمفعوله بعد حذف الفاعل )قوله‪ :‬لم يلزم( أي التزويششج السششيد‪ :‬أي ل يجيششر عليششه‬
‫وإن كانت محرمة عليه كأخته )قوله‪ :‬لنه( أي التزويج بنقص قيمتها‪ :‬أي ولفوات استمتاعه بمششن‬
‫تحل له )قوله‪ :‬يزوج الحاكم أمة كافر أسلمت( أي ول يزوجهششا الكششافر لنششه ل يملششك التمتششع بهششا‬
‫أصل بل ول سائر التصرفات فيها سوى إزالة الملك عنها وكتابتها‪ .‬وعبارة النشوار‪ ،‬ول يشزوج‬
‫الكافر أمته المسلمة ومستولدته لتزلزل ملكه وعدم تسلطه علششى أهششل السششلم‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقششوله بششإذنه‪:‬‬
‫متعلق بيزوج‪ ،‬والضمير للكافر )قوله‪ :‬والموقوفة الخ( أي ويششزوج الحششاكم المششة الموقوفششة علششى‬
‫جماعة لكن بإذنهم إن انحصروا‪ ،‬وخرج بالموقوفة العبششد الموقششوف فل يششزوج بحششال‪ ،‬إذ الحششاكم‬
‫وولي الموقوف عليه وناظر المسجد ونحوه ل يتصرفون إل بالمصلحة‪ ،‬ول مصلحة في تزويجه‬
‫لما فيه من تعلق المهر والنفقة )قوله‪ :‬وإل( أي وإن لم ينحصروا‪ .‬وقششوله لششم تششزوج فيمششا يظهششر‪.‬‬
‫قال في النهاية‪ :‬إنها تزوج بإذن الناظر فيما يظهر‪ ،‬كما أفتى به الوالد رحمششه الش تعششالى‪) ،‬قششوله‪:‬‬
‫ول ينكح عبششد( أي ل يصششح نكششاحه‪ .‬وقششوله ولششو مكاتبششا‪ :‬أي أو مششدبرا أو معلقششا عتقششه بصششفة أو‬
‫مبعضا )قوله‪ :‬إل بإذن سيده( أي الرشيد غير المحرم نطقا ولو بكرا‪ ،‬وذلششك لخششبر‪ :‬أيمششا مملششوك‬
‫تزوج بغيشر إذن مشوله فهشو عشاهر رواه الترمشذي وحسشنه والحشاكم وصشححه وروى أبشو داود‪:‬‬
‫فنكاحه باطل ا‍ه‪ .‬شرح الروض )قوله‪ :‬ولو كان السيد أنثى( أي ثيبا أو بكرا )قوله‪ :‬سششواء أطلششق‬
‫الذن( أي إن النكاح بإذن السيد صحيح‪ ،‬سشواء أطلششق الذن أم قيششده‪ ،‬فهششو تعميششم لصششحة النكششاح‬
‫بالذن وإذا أطلق الذن فله أن ينكحه حرة أو أمة ببلده وغيرها‪ .‬نعم للسيد منعه من الخروج إلى‬
‫غير بلده‪) .‬قوله‪ :‬أم قيد بامرأة معينة( أي أم قيد السيد الذن للعبد بنكششاح امششرأة معينششة‪ .‬وقششوله أو‬
‫قبيلة‪ :‬أي أو قيد الذن له بنكاح امرأة من هششذه القبيلششة دون غيرهششا‪ ،‬ومثلهششا البلششدة )قششوله‪ :‬فينكششح‬
‫بحسب إذنه( أي السيد‪ ،‬والفاء واقعة في جواب شرط مقدر مرتبط بالشششق الثششاني‪ :‬أعنششي أم قيششد‪،‬‬
‫أي وإذا قيد السيد الذن بما ذكر فينكح‬

‫] ‪[ 376‬‬
‫بحسب إذنه له )قوله‪ :‬ول يعدل( أي العبد في نكاحه‪ .‬وقوله عما أذن‪ :‬أي عن المر الششذي‬
‫أذن السيد‪ .‬وقوله له‪ ،‬أي للعبد‪ .‬وقوله فيه‪ ،‬أي في ذلشك المشر‪ ،‬فالضشمير يعشود علشى مشا‪ .‬وقشوله‬
‫مراعاة لحقه‪ :‬أي السيد‪ ،‬وهو تعليل لكونه ينكششح بحسششب الذن ول يعششدل إلششى غيششره )قشوله‪ :‬فششإن‬
‫عدل عنه( أي عما أذن له فيه )قوله‪ :‬لم يصح النكاح( أي وإن كانت المعشدول إليهششا دونهشا مهشرا‬
‫وخيرا منها جمال ونسبا ودينا وأقل مؤنة‪ .‬قال في التحفة‪ :‬نعم لو قدر له مهرا فششزاد عليشه أو زاد‬
‫علششى مهششر المثششل عنششد الطلق صششحت الزيششادة ولزمششت ذمتششه فيتبششع بهششا إذا عتششق لن لششه ذمششة‬
‫صحيحة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولو نكح العبد بل إذن سيده بطل النكاح( أي لحجره وللخبر المار‪ .‬قششال فششي‬
‫النهاية ومثله في التحفة‪ :‬وقول الذرعي يستثنى من ذلك ما لو منعه سيده فرفعه إلى حششاكم يششرى‬
‫إجباره فأمره فامتنع فأذن له الحاكم أو زوجه فإنه يصح جزما‪ ،‬كما لو عضل الولي محششل نظششر‪،‬‬
‫لنه إن أراد صحته على مذهب ذلك الحاكم لم يصششح السششتثناء أو علششى قولنششا فل وجششه لششه‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وفي المغني‪ :‬قال في الم ول أعلم من أحد لقيته ول حكى لي عنه من أهل العلم اختلفشا فشي أنشه‬
‫ل يجوز نكاح العبد إل بإذن مالكه‪ .‬ا‍ه‪ .‬ول ينافي قوله ل أعلم ما حكاه الرافعششي عششن أبششي حنيفششة‬
‫أن نكاحه موقوف على إجازة السيد‪ ،‬وعن مالك أنه يصح وللسيد فسخه لنششه لششم يبلغششه ذلششك‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ويفرق بينهما( أي العبد وزوجته‪ .‬والذي يفرق هو الحاكم‪ ،‬كمششا يسششتفاد مششن عبششارة ش ق‬
‫)قوله‪ :‬خلفا لمالك( أي في قوله بصحة نكاح العبد بل إذن سيده‪ ،‬لكن للسيد فسخه‪ ،‬كما تقدم آنفا‬
‫عن المغني‪) ،‬قوله‪ :‬فإن وطئ( أي العبد زوجته بهذا النكاح الباطل‪ .‬وقوله فل شئ عليششه لرشششيدة‬
‫مختارة‪ :‬الذي في التحفة والنهاية أن عليه لها مهر المثل ويتعلق بذمته فقششط‪ ،‬ولفظهمششا وإذا بطششل‬
‫لعدم الذن تعلق مهر المثل بذمته فقط ويتجه أن محله في غير نحو الصغيرة‪ ،‬وإل تعلق برقبتششه‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬وما ذكره المؤلف رحمه ال تعالى إنما هو في السفيه ل فششي العبششد‪ ،‬كمششا هششو صششريح عبششارة‬
‫المنهششاج‪ ،‬ونصششها مششع التحفششة‪ ،‬ولششو نكششح السششفيه بل إذن فباطششل‪ ،‬فششإن وطششئ منكششوحته الرشششيدة‬
‫المختارة لم يلزمه شئ‪ ،‬أي حد‪ ،‬قطعا للشبهة‪ ،‬ومن ثم لحقه الولد ول مهشر ظشاهرا ولشو بعشد فشك‬
‫الحجر وإن لم تعلم سفهه لنها مقصرة بترك البحث مع كونها سلطته على بعضها‪ ،‬بخلفه باطنا‬
‫بعد فششك الحجششر عنششه‪ ،‬كمششا نششص عليششه فششي الم‪ ،‬واعتمششدوه‪ ،‬بخلف صششغيرة مجنونششة ومكرهششة‬
‫ومزوجة بالجبار ونائمة فيجب مهر المثل إذ ل يصح تسليطهن‪ .‬ا‍ه‪ .‬إذا علمت ذلك تعلم مششا فششي‬
‫كلمه من التخليط‪ .‬ثم رأيت في المغني نص على أن بعض الشششارحين تششوهم أن العبششد كالسششفيه‪،‬‬
‫ولعل شارحنا تبع هذا البعض في ذلك‪ ،‬ونص عبارته‪) :‬تنبيه( قول المصششنف باطششل يقتضششي أنششه‬
‫إذا وطئ ل يلزمه شئ كالسفيه‪ ،‬وليس مرادا‪ ،‬كما توهمه بعض الشارحين‪ ،‬بل يلزمه مهر المثششل‬
‫فششي ذمتششه‪ ،‬كمششا صششرح بششه المصششنف فششي نكششاح العبششد‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬أمششا السششفيهة والصششغيرة( أي‬
‫ونحوهما من كل من ليست برشيدة مختارة مما تقدم‪ .‬وقوله فيلزم فيهما مهششر المثششل‪ :‬أي ويتعلششق‬
‫برقبته‪ ،‬كما علمت )قوله‪ :‬ول يجوز للعبد( أي ل يصح ولو أذن له السيد فيششه لن العبششد ل يملششك‬
‫ولو بتمليك سيده والتسري يفيد دخول المتسري بها فششي ملششك المتسششري‪ .‬وقششوله ولششو مأذونششا فششي‬
‫التجارة‪ :‬أي ولو كان العبد مأذونا له في التجارة فل يجوز لششه ذلششك لن التجششارة ل تتنششاول ذلششك‪.‬‬
‫وقوله أو مكاتبا‪ :‬أي ولششو مكاتبششا )قششوله‪ :‬أن يتسششرى( المصششدر المششؤول فاعششل يجششوز‪ .‬والتسششري‬
‫مطلق الوطئ‪ ،‬وشرعا يعتبر فيه ثلثة أمور‪ :‬الوطئ والنزال ومنع الخروج‪ .‬والمششراد بششه الول‬
‫لن الرقيق يمنع من الوطئ‪ ،‬مطلقا‪ ،‬سواء وجد إنزاله ومنع الخروج أم ل‪ ،‬ولو عشبر بيطشأ‪ ،‬كمشا‬
‫عبر به شيخ السلم‪ ،‬لكان أولى لئل يوهم أن المراد بششه المعنششى الشششرعي مششع أنششه ليششس كششذلك‪.‬‬
‫فتنبه )قوله‪ :‬لن المأذون له( أي في التجارة وغيره بالولى وهو علة لعدم جواز التسري بالنسبة‬
‫لغير المكاتب‪ .‬وقوله ل يملك‪ :‬أي ولشو بتمليشك سشيده‪ ،‬كمشا علمشت‪ ،‬لنشه ليشس أهل للملشك‪ ،‬وأمشا‬
‫الضافة التي ظاهرها الملك في خششبر الصششحيحين‪ :‬مششن بششاع عبششدا ولششه مششال فمششاله للبششائع إل أن‬
‫يشترط المبتاع فهي للختصاص‪ ،‬ل‬

‫] ‪[ 377‬‬
‫للملك )قوله‪ :‬ولضعف الملك( علة لعدم جواز التسري بالنسبة للمكاتب )قششوله‪ :‬ولششو طلششب‬
‫العبد النكاح( أي من السيد )قوله‪ :‬ل يجب على السيد إجابته( أي لنه يشوش عليه مقاصد الملششك‬
‫وفوائده وينقص القيمة‪ .‬وقوله ولو مكاتبا‪ :‬أي ولو كان العبد مكاتبا فل تجب إجابته ومثله للبعض‬
‫)قوله‪ :‬ول يصدق مدعي عتق( كان المناسب أن يقول‪ ،‬كعادته‪ ،‬فرع أو فرعان )قششوله‪ :‬مششن عبششد‬
‫أو أمة( بيان مدعي العتق )قوله‪ :‬إل بالبينة( أي فششإنه يصششدق بهششا )قششوله‪ :‬التششي بيانهششا فششي بششاب‬
‫الشهادة( عبارته هناك‪ :‬والشهادة لما يظهر للرجال غالبا كالنكاح وطلق وعتق رجلن ل رجششل‬
‫وامرأتان‪ .‬انتهت )قوله‪ :‬وصدق مدعي حريششة الشخ( يعنششي لشو ادعششى عليشه بشالرق وقششال أنشا حشر‬
‫أصالة صدق بيمينه وإن استخدمه قبل إنكاره وجرى عليه البيع مرارا أو تداولته اليدي لموافقته‬
‫الصل وهو الحرية‪ .‬وقوله أصالة‪ :‬أي ل بالعتق‪ .‬وقوله ما لم يصدق الخ‪ :‬قيششد لتصششديقه بيمينششه‪،‬‬
‫أي يصدق بها ما لم يسبق منه وهو رشيد إقرار بالملك‪ ،‬وإل صششدق مششدعي الششرق‪ .‬وقششوله أو لششم‬
‫يثبب‪ :‬أي وما لم يثبت الرق ببينة تشهد برقة وإل عمل بها‪ .‬ولو أقام هو أيضا بينششة علششى حريتششه‬
‫قدمت الولى لن معها زيادة علم بنقلها عن الصل‪ ،‬وإذا ثبتشت الحريشة الصشلية رجشع مششتريه‬
‫على بائعة بثمنه وإن أقر المشتري له بالملك لنه بنششاء علششى ظششاهر اليششد‪ .‬وسششيذكر المؤلششف هششذه‬
‫المسألة في باب الدعاوي والبينات بأبسط مما هنا‪ .‬وال سبحانه وتعالى أعلششم‪ .‬فصششل فششي الكفششاءة‬
‫أي فششي بيششان خصششال الكفششاءة المعتششبرة فششي النكششاح لششدفع العششار والضششرر‪ .‬وهششي لغششة‪ :‬التسششاوي‬
‫والتعادل‪ .‬واصطلحا أمر يوجب عدمه عشارا‪ .‬وضششابطها مسششاواة الششزوج للزوجشة فششي كمششال أو‬
‫خسة ما عدا السلمة من عيوب النكاح )قششوله‪ :‬وهششي( أي الكفششاءة‪ .‬وقششوله معتششبرة فششي النكششاح ل‬
‫لصحته‪ :‬أي غالبا‪ ،‬فل ينافي أنها قد تعتبر للصحة‪ ،‬كما فششي التزويششج بالجبششار‪ ،‬وعبششارة التحفششة‪:‬‬
‫وهي معتبرة في النكاح ل لصحته مطلقا بل حيث ل رضا من المشرأة وحشدها فشي جشب ول عنشة‬
‫ومع وليها القرب فقط فيما عداهما‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثله في النهاية وقوله بل حيث ل رضا‪ ،‬مقابل قوله ل‬
‫لصحته مطلقا‪ ،‬فكأنه قيل ل تعتبر للصحة على الطلق وإنما تعتششبر حيششث ل رضششا‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع ش‪.‬‬
‫)والحاصل( الكفاءة تعتبر شرط للصحة عند عدم الرضا‪ ،‬وإل فليست شرطا لها )قوله‪ :‬بل لنهششا‬
‫حق للمرأة( أستفيد منه أن المراعى فيها جانب الزوجة ل الزوج‪ .‬وقوله والولي‪ :‬أي واحششدا كششان‬
‫أو جماعة مستوين في الدرجة‪ ،‬فل بد مع رضاها بغير الكف ء من رضا سائر الوليششاء بششه‪ .‬ول‬
‫يكفي رضا أحدهم دون الباقين‪ ،‬كما سيأتي في كلمه‪) ،‬قششوله‪ :‬فلهمششا( أي المششرأة والششولي )قششوله‪:‬‬
‫إسقاطها( أي الكفاءة‪ :‬أي ولو كانت شرطا لصحة العقد مطلقا لما صششح حينئذ‪ .‬والمششراد بالسششقوط‬
‫رضاهما بغير الكف ء وذلك لنه )ص( زوج بناته من غير كف ء ول مكافئ لهن‪ ،‬وأمر فاطمة‬
‫بنت قيس نكاح أسامة فنكحته وهو مولى وهي قرشية ولو كانت شرطا للصششحة مطلقششا لمششا صششح‬
‫ذلك )قوله‪ :‬ول يكافئ حرة الخ( شروع في بيان خصششال الكفششاءة‪ .‬والششذي يؤخششذ مششن كلمششه متنششا‬
‫وشرحا أنها ست وهي الحرية والعفة والنسب والدين والسلمة من الحرف الدنيئة والسشلمة مشن‬
‫العيوب‪ ،‬وبعضهم عدها خمسا وأدرج العفة فششي الششدين ونظمهشا بقشوله‪ :‬شششرط الكفشاءة خمسششة قششد‬
‫حررت ينبيك عنها بيت شعر مفرد‬

‫] ‪[ 378‬‬

‫نسب ودين حرفة حرية فقد العيوب وفي اليسار تردد والراجح أنه ل يشترط‪ ،‬كما سيأتي‪،‬‬
‫في كلمه‪ ،‬لن المال غاد ورائح ول يفتخر به أصحاب المروءات والبصششائر‪ .‬وللعلمششة مرعششي‬
‫الحنبلي‪ :‬قالوا الكفاءة ستة فأجبتهم قد كان هذا فششي الزمششان القششدم أمششا بنششو هششذا الزمششان فششإنهم ل‬
‫يعرفون سوى يسار الدرهم ثم إن العبرة في هذه الخصال بحال العقد فل يششؤثر طروهششا بعششده مششا‬
‫عدا الرق فإن طروه يبطل النكاح ول وجودها مع زوالها قبله‪ .‬قال في التحفة‪ :‬نعم ترك الحششرف‬
‫الدنيئة قبله ل يؤثر إل إن مضت سنة‪ .‬كذا طلقه غير واحد‪ ،‬وهو ظاهر إن تلبشس بغيرهشا بحيشث‬
‫زال عنه اسمها ولم ينسب إليه البتة‪ ،‬وإل فل بد من مضي زمن يقطع نسبتها عنه بحيث صار ل‬
‫يعير بها‪ .‬وهل تعتبر السنة في الفاسق إذا تاب كالحرفة القياس ؟ نعم‪ :‬قال ثششم رأيششت ابششن العمششاد‬
‫والزركشي بحثا أن الفاسق إذا تاب ل يكافئ العفيفة‪ :‬وينبغي حمله على ما إذا لم تمض سششنة مششن‬
‫توبته‪ ،‬وظاهر كلم بعضهم اعتماد إطلقهما‪ ،‬لكن بالنسبة للزنا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬حرة أصلية( مفعششول‬
‫يكافئ‪ .‬وقوله أو عتيقة‪ :‬مقابل قوله أصلية )قوله‪ :‬ول من ل يمسها الششرق( هششو معنششى قششوله حششرة‬
‫أصلية‪ ،‬فكان عليه أن يقول ول من لم يمس الرق آباءها أو القششرب إليهششا منهششم )قششوله‪ :‬غيرهششا(‬
‫فاعل يكافئ وقدر الشارح عند كل صفة نظير هذا فيكون فاعل لفعششل مقششدر نظيششر المششذكور وإن‬
‫نظرت لصل المتن ففاعل الفعل قشوله بعشد تتمشة الصششفات غيشر بشالتنوين )قشوله‪ :‬بششأن ل يكشون(‬
‫تصوير لكون الزوج غير مكافئ لها‪ .‬وقوله في ذلك‪ .‬أي فيما ذكششر مششن كونهششا حششرة أصششلية الششخ‬
‫وذلك بأن تكون حرة أصلية وهو ليس كذلك بأن يكون رقيقا أو عتيقا‪ ،‬أو تكون هششي عتيقششة وهششو‬
‫رقيق أو تكون هي لم يمس آباءها الرق وهو مس آباء الرق‪ ،‬أو القرب إليها من الباء لم يمسششه‬
‫الرق والقرب إليه منهم مسه الرق‪ :‬كأن يكون أبوه الثالث مسه الرق وأبوها الرابع مسششه الششرق‪،‬‬
‫ففي جميع ذلك ل يكون كفأ لها )قوله‪ :‬ول أثر لمس الرق في المهششات( أي ل يششؤثر فششي الكفششاءة‬
‫مس الرق في المهات‪ ،‬فلو كانت حرة لم يمس أبويها الرق وهو كذلك لكن مس أمه الرق كافأها‬
‫لنه يتبع الب في النسب ل الم )قوله‪ :‬ول عفيفة الخ( أي ول يكافئ عفيفششة أي صششالحة‪ .‬وقششوله‬
‫وسنية‪ :‬أي غير مبتدعة‪ .‬وقشوله وغيرهمشا‪ :‬فاعشل يكشافئ‪ .‬أي ل يكافئهمشا غيرهمشا‪ ،‬وذلشك لقشوله‬
‫تعالى‪) * :‬أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا ؟ ل يستوون( * )‪ (1‬وقوله مشن فاسشق ومبتشدع‪ :‬بيشان‬
‫لغيرهما )قوله‪ :‬فالفاسق الخ( تفريع على ما يفهم مششن كلمششه وذلششك لنششه يفهششم مششن كششون العفيفششة‬
‫ليست كفأ للفاسق أن الفاسقة كف ء له )قوله‪ :‬إن استوى فسقهما( أي اتحدا نوعا وقدرا‪ ،‬فششإن زاد‬
‫فسقه أو اختلف فسقهما نوعا‪ ،‬بأن يكون شارب الخمر وهي زانية لم يكافئهششا )قششوله‪ :‬ول نسششيبة(‬
‫أي ول يكافئ نسيبة‪ .‬وقوله من عربية وقرشية وهاشمية أو مطلبية‪ :‬بيان للنسبية‪ .‬وقوله غيرهششا‪:‬‬
‫فاعششل يكشافئ المقشدر‪ ،‬أي ل يكشافئ النسششبية غيشر النسشبية )‪ ،(2‬وقششد بسششط الكلم علشى ذلششك فششي‬
‫الروض وشششرحه فلنششذكره تكميل للفششائدة‪) .‬ونصششه( ول يكششافئ العربيششة والقرشششية والهاشششمية إل‬
‫مثلها‪ :‬لشرف العرب على غيرهم‪ ،‬ولن الناس تفتخر بأنسابهما أتم فخار‪ ،‬ولخششبر‪ :‬قششدموا قريشششا‬
‫ول تقدموها رواه الشافعي بلغا‪ :‬أي بلفظ بلغني‪ ،‬ولخبر مسشلم‪ :‬إن الش اصشطفى كنانشة مشن ولشد‬
‫إسماعيل‪ ،‬واصطفى قريشا من كنانة‪ ،‬واصطفى بني هاشم من قريش‪ ،‬واصطفاني من بني هاشم‬
‫وبنو‬

‫)‪ (1‬سورة السجدة‪ ،‬الية‪) (2) .18 :‬قوله غير النسيبة( كذا في الصل هنا ومثله فيما سيأتي‪ ،‬والمناسب غير النسيب‪ :‬لن‬
‫غير صفة لمذكر هو الزوج‪ ،‬كما هو ظاهر‪ .‬ا‍ه‪ .‬مصححه‬

‫] ‪[ 379‬‬

‫هاشم وبنو المطلب أكفاء‪ ،‬لخبر البخاري‪ :‬نحن وبنو المطلب شئ واحد ومحله في الحرة‪.‬‬
‫ولو نكح هاشمي أو مطلبي أمة فأتت منه ببنت فهي مملوكة لمالك أمها فلششه تزويجهششا مششن رقيششق‬
‫ودنئ النسب‪ ،‬كما سيأتي‪ ،‬وأفهم كلمه ما صرح به في الروضة من أن مششوالي كششل قبيلششة ليسششوا‬
‫أكفاء لها فسائر العششرب‪ ،‬أي بششاقيهم‪ ،‬أكفششاء‪ :‬أي بعضششهم أكفششاء بعششض‪ .‬وقششال الرافعششي‪ :‬مقتضششى‬
‫اعتبار النسب في العجم اعتباره في غير قريش من العرب‪ ،‬لكن ذكر جماعة أنهم أكفاء‪ ،‬وجششرى‬
‫النووي على ما انتصر له المصنف‪ ،‬فقال مستدركا على الرافعي ما ذكره الجماعششة هششو مقتضششى‬
‫كلم الكثرين‪ ،‬وذكر إبراهيم المروزي أن غير كنانة ل يكافئها‪ ،‬واستبدل له السبكي بخبر مسشلم‬
‫السابق فحصل في كونهم أكفششاء وجهششان‪ .‬وقششد نقشل المششاوردي عشن البصششريين أنهشم أكفشاء وعشن‬
‫البغداديين خلفة فتفضل مضر على ربيعششة وعششدنان علششى قحطششان اعتبششارا بششالقرب منششه )ص(‪،‬‬
‫وتقدم عنه نظيره في قسم الفئ والغنيمة‪ .‬وهذا هو الوجه‪ :‬ا‍ه‪ .‬وجرى في النوار علششى أن غيششر‬
‫قريش من العرب بعضهم كف ء لبعض وعبارته الثالثة‪ :‬النسب فالعجمي ليس كفششؤا للعربيششة ول‬
‫غير القرشي للقرشية ول غيششر الهاشششمي والمطلششبي للهاشششمية أو المطلبيششة وهمششا كفششآن‪ ،‬ويعتششبر‬
‫النسب في العجم كفي العرب وغير قريش من العرب بعضهم كف ء بعض‪ .‬والعبرة فششي النسششب‬
‫بالباء إل في أولد بنات النبي )ص(‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬يعنششي ل يكششافئ الششخ( تفصششيل لمششا أجملششه أول‬
‫بقوله ول نسيبة غيرها )قوله‪ :‬عربية أبا( أي من جهة الب )قوله‪ :‬غيرها( فاعششل يكششافئ‪ .‬وقششوله‬
‫من العجم بيان للغير‪) .‬واعلم( أنه يعتششبر النسششب فششي العجششم كمششا يعتششبر فششي العششرب‪ ،‬كمششا تقششدم‪،‬‬
‫فالفرس أفضل من القبط‪ ،‬وبنو إسرائيل أفضل من القبششط )قششوله‪ :‬وإن كششانت أمشة عربيششة( أي فل‬
‫عبرة بها لما تقدم من النشوار أن العشبرة فشي النسشب بالبشاء )قشوله‪ :‬ول قرششية غيرهشا( أي ول‬
‫يكافئ قرشية غيرها‪ .‬وقوله من بقية العرب‪ :‬بيان لغيرها )قوله‪ :‬ول هاشمية أو مطلبية غيرهما(‬
‫أي ول يكافئ هاشمية أو مطلبية غيرها من بقية أصناف قريش كبني عبششد شششمس )قششوله‪ :‬وصششح‬
‫نحن وبنو المطلب شئ واحد( وفي رواية‪ :‬نحن وبنو المطلب هكششذا‪ :‬وشششبك بيششن أصششابعه )ص(‬
‫وخرج بقوله وبنو المطلب بنو عبد شمس ونوفل فليسوا وبنو هاشم سواء‪ ،‬لن هؤلء‪ ،‬وإن كانوا‬
‫أولد عبد مناف كبني هاشم والمطلشب‪ ،‬إل أنهششم أخرجهشم النششبي )ص( عشن آلشه ليشذائهم )قشوله‪:‬‬
‫فهما( أي بنو هاشم وبنو المطلب وقوله متكافئان‪ :‬أي فيكافئ ذكور أحششدهما بنششات الخششر )قششوله‪:‬‬
‫ول يكافئ من أسلم الخ( هذه الخصلة هي التي عبرت عنها بالششدين‪ .‬وقششوله مششن لهششا أب‪ :‬مفعششول‬
‫يكافئ‪ ،‬أي ل يكافئ الذي ليس له أب في السلم المرأة التي لها ذلك )قوله‪ :‬ومشن لشه أبشوان( أي‬
‫ول يكافئ من له أبوان‪ .‬وقوله لمن لها‪ :‬اللم زائدة‪ ،‬ومن‪ :‬مفعول يكافئ )قوله‪ :‬على ما صششرحوا‬
‫به( هو المعتمد‪ ،‬وإن كششان صششنيعه يفيششد خلفششه‪ .‬وقششوله لكششن الششخ‪ :‬ضششعيف‪ .‬وقششوله فيششه‪ :‬أي فششي‬
‫المذكور الذي صرحوا فيه بعدم التكافؤ )قوله‪ :‬أنهما( أي من أسششلم بنفسششه ومششن لهششا أب أو أكششثر‬
‫ومن له أبوان ومن لها ثلثة آباء في السلم )قوله‪ :‬واختاره( أي هذا الوجه الروياني وجششزم بششه‬
‫صاحب العباب وعلله بأنه يلزم على الششوجه الول أن الصششحابي ل يكششون كفششؤا لبنششت التششابعي‪،‬‬
‫وجزم في التحفة بالول وقال‪ :‬وما لزم عليه من أن الصحابي ليششس كفششؤ بنششت تششابعي صششحيح ل‬
‫زلل فيه لما يأتي أن بعض الخصال ل يقابل ببعض‪ ،‬فاندفع ما للذرعششي‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثلششه فششي النهايششة‬
‫والمغني‪ ،‬وعبارة المغني‪ :‬فمن أسلم بنفسه ليس كفؤا لمن لها أب أو أكشثر فشي السشلم‪ ،‬ومشن لشه‬
‫أبوان في السلم ليس كفؤا لمن لها ثلثة آباء فيه‪) .‬فإن قيل( قضية هذا أن من أسششلم بنفسششه مششن‬
‫الصحابة رضي ال عنهم ل يكون كفؤا لبنات التششابعين وهششذا مشششكل وكيششف ل يكششون كفششؤا لهششن‬
‫وهو أفضل المة ؟‬

‫] ‪[ 380‬‬

‫)أجيب( بأنه ل مانع من ذلششك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬ول سششليمة( أي ول يكششافئ سششليمة‪ .‬وقششوله مششن‬
‫حرف‪ ،‬بكسر ففتح جمع حرفة‪ :‬كقرب جمع قربة‪ .‬وقوله دنيئة‪ :‬بالهمز وتركه )قوله‪ :‬وهششي الششخ(‬
‫بيان لضابط الحرف الدنيئة‪ .‬وقوله ما دلت ملبسته ما واقعة على الصنائع‪ ،‬وتذكير الضمير فششي‬
‫قوله ملبسته باعتبار لفظ ما‪ ،‬والمعنى أن الحرف الدنيئة هي الصششنائع الششتي دلششت ملبسششتها‪ .‬أي‬
‫مصاحبتها على انحطاط المروءة أي سقوطها )قوله‪ :‬غيرها( فاعل يكششافئ المقششدر أي ول يكششافئ‬
‫السليمة من الحرف الدنيئة غير السليمة‪ .‬وقششد بسششط الكلم علششى مششا ذكششر فششي النششوار وعبششارته‪:‬‬
‫الخامسة الحرفة فأصحاب الحرف الدنيئة ليسوا بأكفاء للشششراف ول لسششائر المحترفششة‪ :‬فالكنششاس‬
‫والحجام والفصاد والختان والقمششام وقيششم الحمششام والحششائك والحششارس والراعششي والبقششار والزبششال‬
‫والنخال والسششكاف والششدباغ والقصششاب والجششزار والسششلخ والحمششال والجمششال والحلق والملح‬
‫والمراق والهراس والفوال والكروشي والحمامي والحداد والصواغ والصششباغ والششدهان والششدباس‬
‫ونحوهم ل يكافئون ابنشة الخيشاط والخبشاز والشزراع والفخشار والنجشار ونحشوهم‪ .‬وسشلك المتشولي‬
‫الصراف والعطار في سلكهم‪ ،‬ويشبه أن يكون الصششراف كالصششواغ وأن يكششون العطششار كششالبزاز‬
‫والخياط ل يكافئ ابنة التاجر والبزاز والبياع والجوهري وهششم ل يكششافئون ابنششة القاضششي والعششالم‬
‫والزاهد المشهور والصنائع الشريفة بعضها أشرف ومن بعض كما تبين والدنيئة بعضها أدنأ من‬
‫بعض‪ .‬فالششذي سششبب دنششاءته اسششتعمال النجاسششة‪ :‬كالحجششام والفصششاد أدنششى فششي الششذي ل يسششتعملها‬
‫كالخراز وشبهه‪ .‬وإذا شششك فششي الشششرف والششدناءة أو فششي الشششريف والشششرف أو الششدنئ والدنششى‬
‫فالمرجع إلى عادة البلد‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬فل يكافئ من( هي اسم موصول فاعششل يكششافئ‪ .‬وقششوله هششو أو‬
‫أبوه حجام‪ :‬الجملة صلة الموصول )قوله‪ :‬أو كناس( أي ولو للمسششجد )قشوله‪ :‬أو راع( ل يششرد أن‬
‫الرعاية طريقة النبياء عليهم الصلة والسلم‪ ،‬لن الكلم فيمن أخششذ الرعششي حرفششة يكتسششب بهششا‬
‫فقط‪ ،‬والنبياء لم يتخذوه لذلك )قوله‪ :‬بنت خياط( مفعول يكافئ وكان الولى أن يسقط لفظ بنششت‪،‬‬
‫كما نص عليه البجيرمي‪ ،‬وعبارته‪ ،‬قشوله بنشت خيشاط‪ ،‬المناسشب أن يقشول لخياطشة لن البشاء ل‬
‫تعتبر إل بعد اتحاد الزوجين في الحرفة‪ .‬ا‍ه‪ .‬ح ل‪ .‬قال شششيخنا العزيششزي‪ :‬ولششم يقششل ليششس كششف ء‬
‫خياطة مع أنه الملئم لما قبله للتنبيه على أن الحرفة تعتبر في الصول كما تعتبر في الزوجيششن‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ول هو( أي ول يكافئ‪ :‬هو أي الخياط‪ .‬وقوله بنت تاجر‪ :‬يأتي فيه وفيما بعده ما تقششدم‬
‫)قوله‪ :‬وهو( أي التاجر‪ .‬وقوله من يجلب البضائع‪ :‬أي يأتي بها من محلها إلى محل آخر ليبيعهششا‬
‫فيه‪ .‬وقوله من غير تقييد بجنس‪ :‬أي مششن البضششائع كششالرز )قششوله‪ :‬أو بششزاز( بششالجر عطششف علششى‬
‫تاجر‪ :‬أي ول يكافئ الخياط بنت بزاز )قوله‪ :‬وهو( أي البزاز‪ .‬وقوله بائع البز‪ :‬هو‪ ،‬بفتح البششاء‪،‬‬
‫القماش )قوله‪ :‬ول هما( أي ول يكافئ التاجر والبزاز )قوله‪ :‬بنت عالم أو قاض( قال في التحفة‪:‬‬
‫الذي يظهر أن مرادهم بالعالم هنا من يسمى عالما في العرف وهو الفقيششه والمحششدث والمفسششر ل‬
‫غير‪ ،‬أخذا مما مر في الوصية‪ ،‬وحينئذ فقضيته أن طالب العلم وإن برع فيه قبل أن يسمى عالما‬
‫يكافئ بنته الجاهل‪ .‬وفيه وقفة ظاهرة‪ :‬كمكافأته لبنت عالم بالصششلين والعلششوم العربيششة‪ .‬ول يبعششد‬
‫أن من نسب أبوها لعلم يفتخر به عرفا ل يكافئها من ليس كذلك‪ .‬ويفرق بين ما هنا والوصية بأن‬
‫المدار ثم على التسمية دون مشا بشه افتخشار ؟ وهنشا بشالعكس‪ ،‬فشالعرف هنشا غيشره ثشم‪ .‬فتشأمله‪ .‬ا‍ه‬
‫)قوله‪ :‬عدل( صفة لكل من العالم والقاضي‪ ،‬فل عبرة بالفسق منهما‪ ،‬وفي شرح الرملي‪ :‬وبحششث‬
‫الذرعي أن العلم مع الفسق ل أثر له‪ ،‬إذ ل فخر له حينئذ في العرف فضل عن الشرع‪ .‬وصرح‬
‫بذلك في القضاء فقال إن كان القاضشي أهل فعششالم وزيشادة‪ ،‬أو غيششر أهشل ‪ -‬كمشا هشو الغشالب فششي‬
‫قضاة زمننا نجد الواحد منهم كقريب العهد بالسلم ‪ -‬ففي النظر إليه نظر‪ ،‬ويجششئ فيششه مششا سششبق‬
‫في الظلمة المستولين على الرقششاب‪ ،‬بششل هششو أولششى منهششم بعششدم العتبششار‪ :‬لن النسششبة إليششه عششار‪،‬‬
‫بخلف الملوك ونحشوهم‪ .‬ومثلشه فشي التحفشة )قشوله‪ :‬خلفشا للروضشة( فشي التحفشة مشا نصشه‪ :‬فشي‬
‫الروضة أن الجاهل يكافئ‬

‫] ‪[ 381‬‬

‫العالمة‪ ،‬وهو مشكل‪ :‬فششإنه يششرى اعتبششار العلششم فششي آبائهششا‪ ،‬فكيششف ل يعتششبره فيهششا ؟ إل أن‬
‫يجاب بأن العرف يعير بنت العالم بالجاهل‪ ،‬ول يعير العالمة بالجاهل‪ .‬ا‍ه‪ .‬وضششعف فششي النششوار‬
‫ما في الروضششة‪ ،‬وعبششارته‪ :‬قششال الرويششاني الشششيخ ل يكششون كفششؤا للشششابة والجاهششل للعالمششة‪ .‬قششال‬
‫صاحب الروضة‪ .‬هو ضعيف وهذا التضعيف في الجاهل والعالمششة ضششعيف‪ :‬لن علششم البششاء إذا‬
‫كان شرفا للولد فكيف بعلمهم ؟ ولن الحرفة تراعى في الزوجة مع أنها ل توازي العلششم‪ .‬وقششد‬
‫قطع بموافقة الروياني شارح مختصر الجويني وغيره‪ .‬ا‍ه )قششوله‪ :‬والصششح أن اليسششار ل يعتششبر‬
‫في الكفاءة( مقابله يقول إنه يعتبر‪ :‬لنه إذا كان معسرا لم ينفق علششى الولششد وتتضششرر هششي بنفقتششه‬
‫عليها نفقة المعسششرين‪ .‬قششال فششي النهايششة‪ :‬وعلششى الول‪ ،‬أي الصششح‪ ،‬لششو زوجهششا وليهششا بالجبششار‬
‫بمعسر بحال صداقها عليه لم يصح النكاح‪ ،‬وليس مبنيا على اعتبار اليسار‪ ،‬كما قاله الزركشششي‪،‬‬
‫بل لنه بخسها حقها‪ ،‬فهو كما لو زوجها من غير كف ء‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬لن المششال ظششل زائل الششخ(‬
‫عبارة المغني‪ :‬لن المال ظل زائل‪ ،‬وحششال حششائل‪ ،‬ومششال مششائل‪ ،‬ول يفتخششر بششه أهششل المششروءات‬
‫والبصائر‪ .‬وقال في التحفة‪ :‬ويجاب عن الخبر الصحيح الحسششب المششال‪ ،‬وأمششا معاويششة فصششعلوك‬
‫بأن الول‪ ،‬أي الحسب‪ ،‬المال على طبق الخبر الخر تنكح المرأة لحسبها ومالها الحديث‪ .‬أي أن‬
‫الغالب في الغراض ذلك‪ .‬ووكل )ص( بيان ذم المال إلى ما عرف من الكتاب والسنة في ذمششة‪،‬‬
‫ل سيما قوله تعالى‪) * :‬ولول أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لششبيوتهم سششقفا‬
‫من فضة( * إلى قوله‪) * :‬وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا( * )‪ (1‬وقوله )ص(‪ :‬إن ال يحمششي‬
‫عبده المؤمن من الدنيا‪ :‬كما يحمي أحدكم مريضه من الطعام والشراب ‪ -‬لو سويت الدنيا عند ال‬
‫جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء والثاني تصح بما يعد عرفا منفرا وإن لم يكن منفششرا‬
‫شرعا‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله والثاني‪ :‬معطوف على الول‪ ،‬أي وهو وأما معاوية فصعلوك‪ .‬وفي المغني مششا‬
‫نصه‪) :‬فائدة( قال المام والغزالي‪ :‬شرف النفس مششن ثلث جهششات‪ :‬إحششداها النتهششاء إلششى شششجرة‬
‫رسول ال )ص( فل يعاد له شئ‪ :‬الثانية‪ :‬النتماء إلى العلماء فششإنهم ورثششة النبيششاء صششلوات الش‬
‫وسلمه عليهم أجمعين‪ ،‬وبهم ربط الش تعشالى حفشظ الملشة المحمديشة‪ :‬والثالثشة النتمشاء إلشى أهشل‬
‫الصلح المشهور والتقوي قال ال تعالى‪) * :‬وكان أبوهما صالحا( * قششال‪ :‬ول عششبرة بالنتسششاب‬
‫إلى عظماء الدنيا والظلمة المستولين على الرقاب‪ ،‬وإن تفاخر النششاس بهششم‪ ،‬قششال الرافعششي‪ :‬وكلم‬
‫النقلة ل يساعدهما عليه في عظماء الدنيا‪ .‬ا‍ه )قششوله‪ :‬ول سششليمة الششخ( أي ول يكششافئ سششليمة مششن‬
‫عيب‪ .‬وهذه الخصلة معتبرة في الزوجين‪ ،‬وكذا في أبيهما وأمهما على أحد وجهين‪ ،‬وهو الوجه‬
‫عند م ر‪ .‬وعليه‪ :‬فابن نحو الجذم ليس كفؤا لمشن أبوهششا سششليم‪ ،‬وعنششد حجشر خلفششه قشال‪ :‬وزعششم‬
‫الطباء العداء في الولد ل يعول عليه‪ ،‬والمراد بالعيب المثبت للخيار الذي تعتبر السلمة منششه‪،‬‬
‫في الكفاءة المشترك‪ ،‬وهو الجنون والجذام والبرص‪ ،‬ل الخاص بالرجل‪ ،‬وهو الجششب والعنششة‪ ،‬إذ‬
‫ل معنى لكونها سليمة منها‪ ،‬ول الخاص بها ‪ -‬وهو الرتق والقرن ‪ -‬إذ ل معنى لكونه غير سششليم‬
‫منهما )قوله‪ :‬حالة العقد( قيد به لما تقدم أن العبرة في الخصششال بحششال العقششد‪ ،‬لكشن كششان عليشه أن‬
‫يقيد به في جميعها‪ ،‬كما في التحفششة والنهايششة‪) ،‬قششوله‪ :‬لخيششار نكششاح( أي لخيششار فسششخ نكششاح‪ ،‬ففششي‬
‫الكلم مضاف مقدر )قوله‪ :‬لجاهل به( متعلششق بمثبششت‪ .‬وقششوله حششالته‪ :‬متعلششق بجاهششل‪ ،‬والضششمير‬
‫يعود على العقد‪ .‬وهذا بيان لشرط كون العيب مثبتششا للخيششار وأتششى بششه لليضششاح‪ ،‬وإل فهششو ليششس‬
‫بصدد بيان شروطه‪ .‬والمعنى‪ :‬أن العيب الذي تشترط السلمة منه هو المثبت لخيار فسخ النكششاح‬
‫وهو ل يكون مثبتا إل لجاهل بالعيب حالة العقد دون العالم به عنده ويصدق منكر العلم به بيمينه‬
‫ولو بعد الوطئ وعبارة الروض‪ ،‬وشرحه‪) .‬فرع( لششو نكششح أحششدهما الخششر عالمششا بششالعيب القششائم‬
‫بالخر غير العنة فل خيار له كما في المبيع والقول فيما لو كششان بششه عيششب وادعششى علششى الخششر‬
‫علمه به ولو بعد الدخول فأنكر قوله بيمينه أنه لم يعلم به لن الصششل عششدم علمششه بششه‪ .‬ا‍ه )قششوله‪:‬‬
‫كجنون الخ( تمثيل للعيب المثبت للخيار الذي يشترط السلمة منه‪ .‬وقششوله ولششو متقطعششا‪ :‬أي ولششو‬
‫كان الجنون متقطعا يأتي‬

‫)‪ (1‬سورة الزخرف‪ ،‬اليتان‪ (2) .35 ،34 ،33 :‬سورة الكهف‪ ،‬الية‪82 :‬‬

‫] ‪[ 382‬‬

‫تارة ويذهب تارة‪ .‬وقوله وإن قل‪ :‬أي الجنششون‪ .‬وهششذا مششا جششرى عليششه شششيخه ابششن حجششر‪،‬‬
‫والذي جرى عليه م ر‪ :‬أن الخفيف ل يضر‪ ،‬وعبارته‪ :‬ويستثنى من المتقطع‪ ،‬كما قششاله المتششولي‪،‬‬
‫الخفيف الذي يطرأ في بعض الزمان‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثل الجنون في ثبوت الخيار‪ :‬الخبل‪ ،‬كما ألحقششه بششه‬
‫الشافعي رضي الش عنشه‪ ،‬كشذا قيشل‪ .‬وفشي القششاموس‪ :‬أنشه الجنششون‪ ،‬وعليشه‪ :‬فل إلحششاق والغمشاء‬
‫المأيوس من زواله كالجنون )قوله‪ :‬هو( أي الجنون‪ .‬وقوله يششزول بششه الشششعور‪ ،‬أي الدراك مششن‬
‫القلب لكن مع بقاء الحركة والقوة في العضاء )قوله‪ :‬وجذام( بششالجر معطششوف علششى جنششون‪ :‬أي‬
‫وكجذام‪ .‬وقوله مستحكم ‪ -‬بكسر الكاف ‪ -‬بمعنى محكم‪ :‬يقال أحكششم واسششتحكم‪ :‬أي صششار محكمششا‪.‬‬
‫وقيد بالستحكام فيه وفيما بعده‪ ،‬دون الجنون‪ ،‬للشارة إلى أنه ل يشترط فيه الستحكام‪ .‬والفششرق‬
‫أن الجنون يفضي إلى الجناية‪ ،‬كما قاله الزركشي‪ ،‬فإذا جششن أحششد الزوجيششن ترتششب عليششه الجنايششة‬
‫على الخر بقتل أو نحوه‪ ،‬واعتمد الزيادي عدم الستحكام في الششبرص والجششذام كششالجنون‪ .‬وممششا‬
‫جرب للجذام أن يؤخذ من دهن حب العنب ومرارة النسر أجزاء متسشاوية ويخلطشان معشا ويشدلك‬
‫بهما ثلثة أيام‪ .‬ومما جرب للبرص أن يؤخذ ماء الورد ويطلى به ثلثة أيام فششإنه يششبرأ بششإذن الش‬
‫تعالى )قوله‪ :‬وهي( أي الجذام‪ ،‬وأنت الضمير باعتبار الخبر‪ .‬وقوله علة يحمر منها العضو‪ :‬قال‬
‫م ر ويتصور في كل عضو غير أنه يكششون فششي الششوجه أغلششب‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقششوله ثششم يتقطششع‪ :‬أي وبعششده‬
‫يتناثر‪ ،‬أي يتساقط )قوله‪ :‬وبرص( هو بالجر عطف على جنون‪ :‬أي وكبر ص‪ .‬وخرج به البهق‬
‫فل يؤثر )قوله‪ :‬وهو( أي الشبرص )قشوله‪ :‬وإن قل( أي الجشذام والشبرص فإنهمشا يشؤثران )قشوله‪:‬‬
‫وعلمة الستحكام في الول( أي في الجذام‪) .‬وقوله‪ :‬اسوداد العضو( أي وإن لم يوجد تقطع ول‬
‫تناثر على المعتمد )قوله‪ :‬وفي الثاني( أي وعلمة الستحكام في الثاني‪ ،‬أي البرص‪ .‬وقوله عششدم‬
‫احمراره‪ :‬أي العضو‪ .‬وعبششارة غيششره‪ :‬وعلمششة السششتحكام فيششه وصششوله للعظششم بحيششث لششو فششرك‬
‫العضو فركا عنيفا لم يحمر ا‍ه )قششوله‪ :‬غيششر( فاعششل يكششافئ المقششدر فششي قششوله ول سششليمة‪ :‬أي ول‬
‫يكافئ سليمة من العيب غيرها‪ .‬وهذا باعتبار حل الشارح‪ ،‬أما باعتبششار المتششن فهششو فاعششل يكششافئ‬
‫المصرح به أول الفصل‪ ،‬كما تقدم التنبيه عليه‪ ،‬وقوله ممن به عيب‪ :‬بيان للغير‪ .‬وقوله منها‪ :‬أي‬
‫من العيوب الثلثة )قوله‪ :‬لن النفس الخ( علة لعدم المكافأة المذكورة‪ :‬أي ل يكششافئ السششليمة مششن‬
‫العيوب من لم يسلم منها لن النفس الخ‪ .‬وقول تعاف‪ :‬أي تكره صحبة من به ذلششك‪ ،‬أي المششذكور‬
‫من الجنون والجذام والبرص‪ ،‬لن الول يؤدي إلى الجناية‪ ،‬والخيرين يعديان‪ .‬ففي الصحيحين‪:‬‬
‫فر من المجذوم فرارك من السد وهذا محمول على غير قوي اليقين الذي يعلم أنه ل يصششيبه إل‬
‫ما قدر له‪ .‬وذلك الغير هو الذي يحصل في قلبه خوف حصول المششرض‪ .‬فقششد جششرت العششادة بششأنه‬
‫يحصل له المرض غالبا‪ .‬وحينئذ فل ينافي ما صح في الحديث ل عدوى لنه محمول على قششوي‬
‫اليقين الذي يعلم أنه ل يصيبه إل ما قدر له‪ ،‬فقد شوهد أنه‪ .‬ل يحصل لششه مششرض ول ضششرر‪ ،‬أو‬
‫يقال‪ :‬المراد ل عدوى مؤثرة‪ ،‬فل ينافي أنه قد تحصل العدوى‪ ،‬لكن بفعل ال تعالى فإن الحششديث‬
‫ورد ردا لما كان يعتقده أهل الجاهلية من نسبة الفعل لغير ال تعششالى )قششوله‪ :‬ولششو كششان بهششا الششخ(‬
‫كلم مستأنف‪ ،‬ولو شرطية جوابها قوله فل كفاءة‪ ،‬ول يصح جعلها غاية ويكون قششوله فل كفششاءة‬
‫تفريعا لن موضوع هذه الخصلة لن السليمة من العيوب ل يكافئها من هو متصف بهششا‪ ،‬وحينئذ‬
‫فينحل المعنى السليمة من العيوب ل يكافئها من ذكر وإن كان بها عيب ولو متفقا‪ ،‬فيناقض آخششر‬
‫الكلم أوله‪ .‬لنها إذا كان بها عيب فل تكون سليمة من العيوب‪ ،‬ل سيما عند اتفاقهما في العيب‪.‬‬
‫وقوله وإن اتفقا أي العيبان كأن يكون جذماء‪ ،‬وهو كذلك‪ ،‬وذلك لن النسان يعاف من غيشره مششا‬
‫ل يعافه من نفسه‪ .‬وقوله أو كان ما بها أقبح‪ :‬أي أو كان العيب الذي فيها أقبششح مششن العيششب الششذي‬
‫فيه‪ :‬كأن تكون جذماء وهو أبرص‪ ،‬أو يكون الذي بها‬

‫] ‪[ 383‬‬

‫أكثر )قوله‪ :‬أما العيوب الخ( مقابل قوله عيششب مثبششت لخيششار‪ .‬وقششوله كششالعمى الششخ‪ :‬تمثيششل‬
‫للعيوب التي ل تثبت الخيار )قششوله‪ :‬وقطششع الطششرف( أي قطششع عضششو مششن أعضششائه‪ ،‬وهششو بفتششح‬
‫الراء‪ ،‬وأما بسكونها فهو العيششن‪ .‬وقششوله وتشششوه الصششورة‪ :‬أي قبششح الخلقششة بنقششص فيهششا أو غيششره‬
‫)قوله‪ :‬تتمة( أي في بيان العيوب التي تثبت الخيار‪ ،‬وقد أفردها الفقهاء ببششاب مسششتقل‪ .‬وحاصششلها‬
‫سبعة‪ :‬الثلثة المتقدمة وهي مشتركة‪ ،‬ويثبت الخيار بهششا للزوجيششن مطلقششا‪ ،‬وجششدت قبششل العقششد أو‬
‫بعده‪ ،‬وللولي إن قارنت العقد وإن رضيت بهششا لنششه يعيششر بهششا‪ .‬واثنششان خاصششان بالرجششل‪ :‬وهمششا‬
‫الجب والعنة‪ ،‬فيثبت الخيار بهما للزوجة‪ ،‬وإثنان خاصان بها‪ :‬وهما الرتق والقششرن‪ ،‬فيثبششت بهمششا‬
‫الخيار للزوج )قوله‪ :‬ومن عيوب النكاح( أي العيوب المثبتة لفسخ النكاح )قوله‪ :‬رتششق( بفتحششتين‪:‬‬
‫وهو انسداد محل الجماع بلحم‪ .‬ول تجبر على شششق الموضششع فششإن شششقته أو شششقه غيرهششا وأمكششن‬
‫الوطئ فل خيار لزوال المانع من الجمششاع‪ ،‬ول تمكششن المششة مششن الشششق إل بششإذن سششيدها‪ .‬وقششوله‬
‫وقرن‪ ،‬بفتح القاف وفتح الراء‪ ،‬وقيل بسكونها‪ ،‬وهو انسششداد محششل الجمششاع بعظششم )قششوله‪ :‬وجششب(‬
‫بفتح الجيم وتشديد الباء‪ :‬وهو قطع الذكر أو بعضه والباقي دون الحشفة ولو بفعل الزوجة أو بعد‬
‫الوطئ‪ .‬وقوله وعنة‪ ،‬بضم العين وتشديد النون‪ ،‬وهي العجز عن الوطئ في القبل لضششعف اللششة‬
‫أو القلب أو الكبد‪ .‬ول بد في ثبوت الخيار بها من أن تكون من مكلف‪ ،‬بخلف الصبي والمجنون‬
‫فل يسمع دعوى العنة في حقهما لنها ل تثبت إل بإقرار الزوج عند القاضي أو عنشد بينششة تششهد‬
‫على إقراره أو بيمينها بعد نكوله وإقرار كل من الصبي والمجنون لغو كنكششوله ول تثبششت بالبينششة‬
‫لنه ل إطلع للشهود عليها‪ .‬ول بد أيضا أن تكون قبل الوطئ فل خيار له بعد الوطئ ولشو مشرة‬
‫لنها وصلت إلى مطلوبها وعرفت بذلك قدرته على الجمششاع مششع توقششع حصششول الشششفاء بزوالهششا‬
‫وعود الداعية للستمتاع‪ ،‬بخلف حششدوث الجششب بعششد الششوطئ فششإنه يثبششت بششه الخيششار ليأسششها مششن‬
‫الجماع وعدم توقع الستمتاع‪ ،‬ول بد من ضرب القاضي له سنة‪ ،‬كما فعله عمر رضي ال عنششه‬
‫وتابعه العلماء عليه‪ ،‬وقالوا‪ :‬تعذر الجماع قد يكون لعارض حرارة فيزول في الشششتاء‪ ،‬أو بششرودة‬
‫فيزول في الصيف‪ ،‬أو يبوسة فيزول في الربيششع‪ ،‬أو رطوبششة فيششزول فششي الخريششف‪ ،‬فششإذا مضششت‬
‫السنة ولم يطأ رفعت أمرها إلى القاضي لمتناع استقللها بالفسخ‪ ،‬فإذا ادعى الوطئ وهششي ثيششب‬
‫أو بكر غوراء ولم تصدقه صدق هو بيمينه أنششه وطششئ‪ ،‬ول يطششالب بششوطئ‪ ،‬بخلف البكششر غيششر‬
‫الغوراء فتحلف هي أنه لم يطأ‪ ،‬وكششذلك إن نكششل عششن اليميششن فششي الششثيب أو البكششر الغششوراء فإنهششا‬
‫تحلف يمين الرد كغيرها )قوله‪ :‬فلكل من الزوجين الخ( تفريع على كون المذكورات مششن عيششوب‬
‫النكاح‪ .‬وقوله الخيار فورا‪ :‬أي لن الخيار خيار عيشب وهشو علشى الفشور كمشا فشي الخيشار بعيشب‬
‫المبيع‪ .‬فمن أخر بعد ثبوت حقه سقط خياره وتقبل دعواه الجهل بأصل ثبوت الخيششار أو بفششوريته‬
‫إن أمكن بأن ل يكون مخالطا للعلمشاء مخالطشة تسششتدعي عرفشا معرفشة ذلشك‪ ،‬ول ينشافي الفوريشة‬
‫ضرب السنة في العنة لنها ل تثبت بعد مضي السششنة والرفششع بعششدها إلششى القاضششي‪ ،‬وحينئذ فلهششا‬
‫الفسخ ولكن بعد قول القاضي ثبتت عنشدي عنتشه أو ثبشت حشق الفسشخ )قشوله‪ :‬فشي فسشخ النكشاح(‪.‬‬
‫)اعلم( أن الفسخ يفارق الطلق في أربعة أمور‪ :‬الول أنه ل ينقص عدد الطلق فلششو فسششخ مششرة‬
‫ثم جدد العقد ثم فسخ ثانيا وهكذا لم تحرم عليه الحرمة الكبرى‪ ،‬بخلف مششا إذا طلششق ثلثششا فإنهششا‬
‫تحرم عليه الحرمة المذكورة ول تحل له إل بمحلل‪ .‬الثاني إذا فسخ قبششل الششدخول فل شششئ عليششه‪،‬‬
‫بخلف ما إذا طلق فإن عليه نصف المهر‪ .‬الثالث إذا فسخ لتبين العيششب بعششد الششوطئ لزمششه مهششر‬
‫المثل‪ ،‬بخلف ما إذا طلق حينئذ فإن عليه المسمى‪ .‬الرابع إذا فسخ بمقارن للعقد فل نفقه لها وإن‬
‫كانت حامل‪ ،‬بخلف ما إذا طلق في الحالة المذكورة فتجب النفقة‪ .‬وأمشا السشكنى فتجشب فشي كشل‬
‫من الفسخ والطلق حيث كان بعد الدخول )قوله‪ :‬بما وجد الخ( متعلق بالخيار‪ ،‬والباء سششببية‪ :‬أي‬
‫الخيار بسششبب مششا وجششد مشن العيششوب‪ .‬وقشوله فشي الخشر‪ :‬متعلششق بوجششد )قشوله‪ :‬بشششرط أن يكشون‬
‫بحضور الحاكم( أي إنما يصح الخيار فورا في فسششخ النكشاح إن كششان حاصششل بحضشور الحشاكم‪،‬‬
‫وذلك لن الفسخ بالعيوب المذكورة أمر مجتهد فيه كالفسخ بإعسار فتوقف ثبوتها على مزيد نظر‬

‫] ‪[ 384‬‬

‫واجتهاد‪ ،‬وهو ل يكون إل من الحاكم فلششو تراضششيا بالفسششخ بهششا مشن غيششر حششاكم لششم ينفششذ‪،‬‬
‫ويغني عنه المحكم بشرط ولو مع وجود القاضي‪ .‬نعم إن لم تجششد حاكمششا ول محكمششا نفششذ فسششخها‬
‫للضرورة‪ ،‬كما قالوه في العسار بالنفقة‪) ،‬قوله‪ :‬وليس منها( أي من العيوب المثبتة للخيار‪ ،‬فهو‬
‫مرتبط بقوله ومن عيوب النكاح الخ )قوله‪ :‬استحاضة( أي وإن لم تخفششظ لهششا عششادة بششأن تحيششرت‬
‫وإن حكم أهل الخبرة باستحكامها )قشوله‪ :‬وبخشر( بفتحشتين نتشن الفشم وغيشره كشالنف‪ ،‬وقيشل نتشن‬
‫النف يسمى نخرا بالنون )قوله‪ :‬وصنان( هو بضم الصاد‪ .‬وظاهر إطلقه أنششه ل فششرق فيششه بيششن‬
‫أن يكون مستحكما أو يكون لعارض عششرق أو حركششة عنيفششة أو اجتمششاع الوسششخ )قششوله‪ :‬وقششروح‬
‫سيالة( أي كالمبارك المعروف )قوله‪ :‬وضيق منفذ( أطلق جعله من العيوب الغير المثبتششة للخيششار‬
‫وليس كذلك‪ ،‬بل فيه تفصيل‪ :‬هو أنه إن تعذر دخول ذكر من بدنه كبششدنها نحافششة وضششدها فرجهششا‬
‫كان من العيوب المثبتة للخيار‪ ،‬وإل فل‪ .‬وعبارة التحفة‪ .‬ومثله‪ ،‬أي المنسد محل جماعها‪ ،‬ضششيق‬
‫المنفذ بحيث يفضيها كل واطئ‪ .‬كذا أطلقششوه‪ .‬ولعششل المششراد بحيششث يتعششذر دخششول ذكششر مششن بششدنه‬
‫كبدنها نحافة وضدها فرجها‪ ،‬سواء أدي لفضائها أم ل‪ ،‬ثم قال‪ :‬قال السنوي وكمششا يخيششر بششذلك‬
‫فكذلك تتخير هي بكر آلته بحيث يفضي كل موطوءة‪ .‬ا‍ه‪ .‬بتصرف‪ .‬والفضاء رفع ما بين قبلهششا‬
‫ودبرها‪ ،‬أو رفع ما بين مدخل الذكر ومخرج البول على الخلف فيششه‪) .‬قششوله‪ :‬ويجششوز لكششل مششن‬
‫الزوجين خيار الخ( شروع في بيان خيار الشرط بعد بيان خيار العيب‪ .‬وحاصل الكلم عليه أنششه‬
‫لو شرط في أحد الزوجين وصف ل يمنع صششحة النكششاح كمششال كششان كجمششال وبكششارة وحريششة أو‬
‫نقصا كضدها أو ل‪ ،‬ول كبياض وسمرة‪ ،‬فأخلف المشروط صح النكاح لن خلف الشششرط إذا لششم‬
‫يفسد البيع المتأثر بالشروط الفاسدة فالنكاح أولى‪ ،‬ولكل من الزوجين الخيار إن بششان الموصششوف‬
‫دون ما شرط كأن شرط أنها حرة فبانت أمة وهو حر يحل لششه نكششاح المششة وقششد أذن سششيدها فششي‬
‫نكاحها أو أنه حر فبان عبدا وهي حرة وقد أذن له سيده فشي نكشاحه‪ ،‬فشإن بشان مثشل مشا ششرط أو‬
‫خيرا مما شرط كإسلم وبكارة وحرية بدل أضدادها صح النكاح ول خيار لنه مسششاو أو أكمششل‪.‬‬
‫وحكم المهر هنا كحكمه في خيار العيب‪ ،‬فإن كان الفسششخ قبششل وطششئ فل مهششر أو بعششده‪ ،‬أو معششه‬
‫فمهر المثل )قوله‪ :‬بخلف شرط( أي بوصف ل يمنع صحة النكاح كما علمت بخلف ما إذا كششان‬
‫يمنعها كأن شرط كونها أمة وهو حر ل يحل له نكاحها أو شرط كونها مسلمة وهو كافر فالنكاح‬
‫يبطل بذلك من أصله‪ .‬وخرج بقوله خلف شرط خلششف العيششن كزوجنششي علششى زيشد فزوجهششا علششى‬
‫عمرو فإن النكاح يبطل جزما‪ .‬وقوله وقع فششي العقششد الجملششة صششفة لشششرط‪ :‬أي شششرط موصششوف‬
‫بكونه وقع في العقد‪ .‬وقوله ل قبله‪ :‬تصششريح بمفهششوم‪ ،‬قششوله فششي العقششد‪ :‬أي أمششا إذا وقششع قبلششه فل‬
‫يؤثر‪ .‬وذلك لنه إنما يؤثر إذا ذكر فششي العقششد‪ ،‬بخلف مششا إذا سششبقه )قشوله‪ :‬كششأن شششرط فششي أحششد‬
‫الزوجين الخ( هو شامل لما إذا كان الشارط الزوجة أو الولي ولما إذا كانت الزوجششة مجششبرة‪ ،‬أو‬
‫غير مجبرة‪ :‬أي وقد أذنت في معين وشرطت ما ذكر فإن إذنها في النكاح للمعيششن بمثابششة إسششقاط‬
‫الكفاءة منها ومن الولي‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي‪ .‬وقوله حرية بالرفع نائب فاعل شرط‪ .‬وقوله أو يسششار‪ :‬أي‬
‫غنى‪ .‬وقوله أو بكارة‪ :‬ومعنى كون الزوج بكرا أنه لم يتزوج إلششى الن‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمششي‪ .‬وقششوله أو‬
‫سلمة من عيوب‪ :‬أي غير عيوب النكششاح‪ ،‬وأمششا هششي فهششي مثبتششة للخيششار مطلقششا سششواء شششرطت‬
‫السلمة منها أم ل‪ .‬وعبارة البجيرمي‪ :‬فإن وجد عيب من عيوب النكششاح كششان لهششا الخيششار مطلقششا‬
‫وإن كان الوصف من غيرها من بقية خصال الكفاءة كالحرية والنسب والحرفة‪ ،‬فإن شششرط منهششا‬
‫كان لها الخيار وإل فل‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬كزوجتك بشرط أنها بكر أو حرة مثل( أي أو نسششيبة أو غنيششة‬
‫أو شباب‪ .‬ومثله يقال في الزوج كأن يقول ولي الزوجة للزوج زوجتك بشرط أنك بكر أو حر أو‬
‫غني أو شباب أو يقول ذلك لوكيل الزوج )قوله‪ :‬فإن بان أدنى ممششا ششرط( إسششم بششان يعشود علشى‬
‫أحد الزوجين‪ ،‬لكن على تقدير مضاف‪ ،‬ومتعلق شرط محذوف‪ :‬أي فشإن بشان أحشد الزوجيشن‪ :‬أي‬
‫وصفه أدنى من الوصف الذي فيه وما ذكر مرتب على مقدر‪ .‬أي فإذا شرط وأخلف الشرط فششإن‬
‫بان أدنى مما شرط فله فسخ‪ .‬قال في التحفة‪ :‬نعم الظهر‬

‫] ‪[ 385‬‬

‫في الروضة أن نسبه إذا بان مثل نسبها أو أفضل لم تتخير وإن كان دون المشروط‪ ،‬وكذا‬
‫لو شرطت حريته فبان قنا وهي أمة على الوجه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وخرج بقوله أدنى ما لو بان مثله أو خيششرا‬
‫منه فل فسخ )قوله‪ :‬ولو بل قاض( غاية لقوله فله فسخ‪ ،‬وهي للرد‪ ،‬كما يستفاد من عبارة التحفششة‬
‫ونصها‪ :‬والخيار فشوري‪ ،‬ونشازع فيشه الششيخان بشأنه مجتهشد فيشه فليكشن‪ ،‬كمشا مشر ا‍ه‪ .‬أي كعيشب‬
‫النكاح‪ .‬ومثلها النهاية )قوله‪ :‬ولو شرطت بكارة( أي شرط الششزوج أنششه ل يتزوجهششا إل إن كششانت‬
‫بكرا‪ .‬وقوله فوجدت ثيبا‪ .‬أي فوجششدها ثيبششا )قششوله‪ :‬وادعششت ذهابهششا عنششده( أي ادعششت أن البكششارة‬
‫ذهبت عند الزوج بعد العقد‪ .‬والمراد ل بشوطئه بششأن يكششون بنحششو سشقطه ليغششاير مشا بعششده‪ .‬وقشوله‬
‫فأنكر‪ :‬أي أنها ذهبت عنده‪ .‬وقوله صدقت بيمينها‪ :‬جواب لو‪ .‬وقوله لدفع الفسششخ‪ :‬أي لجششل ذلششك‬
‫)قوله‪ :‬أو ادعت افتضاضه لها( أي أو ادعت أنها دخلت عليه بكرا‪ ،‬وأنه هو الذي أزال بكارتها‪.‬‬
‫فلو قال عند قوله وادعت ذهابها عنده بوطئه أو بغيره لكان أخصر‪ .‬وقوله فأنكر‪ :‬أي الششزوج مششا‬
‫ادعته وادعى أنه ما افتضها بل وجدها ثيبا )قوله‪ :‬فالقول قولها بيمينها( عبر أول بقششوله صششدقت‬
‫بيمينها وهنا بما ذكر تفننا‪ ،‬وقوله أيضا‪ :‬أي كما تصدق في الصورة الولششى لششدفع الفسششخ )قششوله‪:‬‬
‫لكن يصدق الخ( راجع للصورتين قبله ودفع بهذا الستداراك ما قد يتوهم من أنه إذا كششان القششول‬
‫قولها بيمينها في الصورتين أنها تستحق المهر كامل مع أنه ليس كذلك‪) .‬والحاصل( القول قولها‬
‫بالنسبة لدفع الفسخ‪ ،‬والقول قوله بالنسبة لتشطير المهششر‪) .‬قشوله‪ :‬إن طلششق قبشل الشدخول( أي قبشل‬
‫الوطئ فإن طلق بعد الوطئ وقال وطئتهشا ووجشدتها ثيبشا وقشالت أزالهشا بشوطئه صشدقت الزوجشة‬
‫فيجب المهر لنه كان يمكنه معرفة كونها بكرا بغير الوطئ )قشوله‪ :‬ول يقابشل الشخ( لشو قشدم هششذا‬
‫على التتمة لكان أولى لنه من متعلقات خصال الكفاءة ومعنى عدم مقابلة بعض خصششال الكفششاءة‬
‫ببعض أنه ل تجبر خصلة في الزوج رديئة بخصلة حميششدة‪ .‬فلششو كششان الششزوج نسششيبا معيبششا وهششي‬
‫سليمة من العيوب وغير نسيبة فل يجبر النسب العيب ويكون كفشؤا لهششا‪ .‬ومثلششه مششا لشو كششان ابششن‬
‫البزاز عفيفا وابنة العالم غير عفيفة فل يكون كفؤا لها‪ .‬ومثله ما ذكشره المؤلشف بقشوله فل تشزوج‬
‫حرة عجمية برقيق عربي لنه ليس كفؤا لها‪ ،‬وذلك لما بالزوج من النقص المششانع مششن الكفششاءة ‪-‬‬
‫وهو الرق ‪ -‬ول ينجبر بما فيه من الفضيلة الزائدة وهشي كشونه عربيشا‪ .‬وبقشوله ول حشر ة فاسشقة‬
‫بعبد عفيف‪ :‬أي ل تزوج حرة فاسقة بعبد عفيف لما مر )قوله‪ :‬وليس من الحرف الدنيئة خبششازة(‬
‫بكسر ففتح‪ :‬أي ول نجارة بالنون ول تجارة بالتاء )قوله‪ :‬ولو اطرد عرف الخ( وحاصل ذلك أن‬
‫ما نص عليه الفقهاء من رفعه أو دناءة في الخصال نعول عليه‪ ،‬وما لم ينص الفقهاء عليه يرجع‬
‫فيه إلى عرف البلد‪ .‬قال في التحفة‪ :‬وهل المراد بلد العقد أو بلد الزوجششة ؟ كششل محتمششل‪ .‬والثششاني‬
‫أقرب‪ :‬لن المدار على عارها وعدمه‪ .‬وذلك وإنما يعرف بالنسبة لعرف بلدها‪ ،‬أي التي هششي بششه‬
‫حالة العقد ‪ -‬وذكر في النوار تفاضل بيششن كششثير مششن الحششرف‪ ،‬ولعلششه باعتبششار عششرف بلششده‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وقوله وذكر في النوار‪ :‬قد نقلنا بعض عبارته فيما تقدم‪ ،‬فارجع إليه إن شئت‪ :‬وقششوله لششم يعتششبر‪:‬‬
‫أي العرف المطرد بعد نص الفقهاء )قوله‪ :‬ويعتبر عرف بلدها( قال في النهاية‪ :‬أي التي هي بها‬
‫حالة العقد‪ .‬وقال ع ش‪ :‬قضيته اعتبار بلد العقد وإن كان مجيئا لها لعششارض كزيششارة وفششي نيتهششا‬
‫العود إلى وطنها‪ ،‬وينبغي خلفه‪ .‬ثم رأيت في سم على حجر ما نصه‪ :‬قوله أي التي هي بها‪ ،‬إن‬
‫كان المراد التي بها على وجه التوطن فواضح‪ ،‬وإن كان المراد على عزم العود لبلششدها فمشششكل‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬وقوله فيما لم ينصوا عليه‪ :‬أي في الحرف الششتي لششم ينصششوا عليهششا بششدناءة ول برفعششة )قششوله‪:‬‬
‫وليس للب تزويج ابنه الخ( لو أخر هذا وذكره في فصل في نكاح المششة لكششان أنسششب وإن كششان‬
‫ذكره هنا فيه نوع مناسبة من جهة أن‬

‫] ‪[ 386‬‬

‫المة ل تكافئ الحر‪ .‬وقوله أمة‪ :‬أي أو معيبة بعيب يثبت الخيار‪ ،‬ويجوز تزويجششه مششن ل‬
‫تكافئه بنسب أو حرفة أو غيرهما من سششائر الخصششال غيششر العيششوب‪ .‬وذلششك لن الرجششل ل يعيششر‬
‫باستفراش من ل تكافئه‪ .‬نعم‪ :‬يثبت له الخيار إذا بلششغ‪ .‬وقششوله لنششه مششأمون العنششت‪ :‬أي الششذي هششو‬
‫شرط في جواز نكاح المة‪ .‬وفششي التحفششة بعششده‪ :‬قششال الزركشششي قششد يمنششع هششذا فششي المراهششق لن‬
‫شهوته إذ ذاك أعظم‪) .‬فإن قيل( فعله ليس زنا‪) .‬قيل( وفعل المجنون كششذلك مششع أنهششم جششوزوا لششه‬
‫نكاح المة عند خوف العنت فهل كان المراهق كذلك ؟ ا‍ه‪ .‬ولك رده بششأن وطششئ المجنششون يشششبه‬
‫وطئ العاقل إنزال ونسبا وغيرهما‪ ،‬بخلف وطئ المراهق فل جامع بينهما‪ .‬وادعششاء أن شششهوته‬
‫إذ ذاك أعظم ممنوع لنها شهوة كاذبة إذ لشم تنششأ عشن داع قشوي وهشو انعقشاد المنشي‪ .‬ا‍ه )قشوله‪:‬‬
‫ويزوجها بغير كف ء الخ( أي يصح أن يزوجها عليه الخ‪ .‬وقوله ولي‪ :‬فاعل يزوجهششا‪ .‬ول فششرق‬
‫فيه بين أن يكون منفردا‪ :‬أي ليس هناك ولي غيششره أو ليششس منفششردا بششدليل قششوله بعششد أو أوليائهششا‬
‫)قوله‪ :‬ل قاض( معطوف على ولي )قوله‪ :‬برضا كل( متعلق بيزوجهششا‪ .‬وقششوله منهششا الششخ‪ :‬بيششان‬
‫لكل‪ .‬وقوله ومن وليهشا‪ :‬إن كششان هشو المباشششر للعقشد فل حاجششة إلشى ذكششره لن مباششرته تسششتلزم‬
‫الرضا منه‪ ،‬وإن كشان غيشره مشن بقيشة الوليشاء أغنششى عنشه قشوله بعشد أو أوليائهششا‪ .‬وعبشارة متششن‬
‫المنهاج‪ :‬زوجها الولي غير كف ء برضاها أو بعض الولياء المستوين برضشاها ورضشا البشاقين‬
‫صح التزويج‪ .‬ا‍ه‪ .‬فلو صنع مثل صنيعه لكان أولى )قوله‪ :‬أو أوليائها( أي أو منهششا مششع أوليائهششا‪:‬‬
‫أي باقيهم‪ .‬فلو زوجها أحد الولياء بغير كف ء برضاها فقط ولم يرض بششاقي الوليششاء لششم يصششح‬
‫لن لهم حقا في الكفششاءة إل فششي إعششادة النكششاح المختلششع رضششوا بششه أو ل بششأن زوجهششا أحششدهم بششه‬
‫برضاها ورضاهم ثم اختلعها زوجها فأعادها له أحدهم برضاها دون الباقين فإنه يصششح‪ ،‬ويكفششي‬
‫رضاهم به أول‪ .‬أفششاده فششي الششروض وشششرحه‪ .‬وقششوله المسششتوين‪ :‬أي فششي درجششة واحششدة كششأخوة‪.‬‬
‫وخرج به ما إذا لم يكونوا مستوين كأخ وعم فل عبرة بالبعد الذي هو العم لنششه ل حششق لششه فششي‬
‫الكفاءة‪ .‬فلو زوجها القرب غير كششف ء برضششاها فليششس لششه اعششتراض عليششه ول نظششر لتضششرره‬
‫بلحوق العار بنسبه لن القرابشة يكشثر انتششارها فيششق اعتبشار رضشا الكشل‪ .‬وقشوله الكشاملين‪ :‬أي‬
‫البالغين العاقلين‪ .‬وخرج به غيرهم فل يعتبره رضاه )قوله‪ :‬لششزوال المششانع( علششة لقششوله يزوجهششا‬
‫برضا كل‪ :‬أي يزوجها مع رضاهم لزوال المانع من صحة النكاح وهو الكفششاءة برضششاهم‪ .‬وإنمششا‬
‫زال المانع بذلك لما تقدم أن الكفاءة ليست بشرط للصحة فتسقط بالرضا )قوله‪ :‬أما القاضي الششخ(‬
‫مفهوم قوله ل قاض‪ .‬وقوله فل يصح لششه تزويجهششا لغيششر كششف ء‪ :‬يسششتثنى منشه مششا لشو كششان عششدم‬
‫الكفاءة بسبب جب أو عنة فيصح للقاضي تزويجها على المجبوب والعنين برضاها‪ .‬وقوله علششى‬
‫المعتمد‪ :‬ل ينافيه خبر فاطمة بنت قيس السابق أول الفصل‪ :‬إذ ليس فيه أنه )ص( زوجها أسششامة‬
‫بل أشار عليها به ول يدري من زوجها فيجوز أن يكون زوجهشا ولششي خشاص برضششاها‪ ،‬ومقابششل‬
‫المعتمد أنه يصح كما في التحفششة ونصششها‪ :‬وقششال كششثيرون‪ ،‬أو الكششثرون‪ ،‬ويصششح‪ .‬وأطششال جمششع‬
‫متأخرون في ترجيحه وتزييششف الول‪ ،‬وليشس كمششا قششالوا‪ .‬ا‍ه‪ .‬قششوله وأطشال جمشع متششأخرون فششي‬
‫ترجيحه‪ :‬رأيت في بعض هوامش فتح الجواد ما نصه‪ :‬إختار جماعة من الصحاب الوجه القائل‬
‫بالصحة مطلقا منهم الشيخ أبششو محمششد والمششام الغزالششي والعبششادي‪ ،‬ومششال إليششه السششبكي ورجحششه‬
‫البلقيني وغيره‪ ،‬وعليه العمل‪ .‬ا‍ه‪ .‬مشكاة المصباح لبا مخرمة‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬إن كششان لهششا ولششي الشخ(‬
‫سيأتي محترزه )قوله‪ :‬لنه( أي القاضي‪) .‬وقوله‪ :‬كالنائب عنه( أي عن الولي الخاص الغائب أو‬
‫المفقود‪) .‬وقوله‪ :‬فل يترك( أي القاضي‪) .‬وقوله‪ :‬الحظ له( أي للولي الخاص المذكور والحظ لششه‬
‫هو تزويجها على كف ء )قوله‪ :‬وبحث جمع متأخرون أنها( أي المششرأة الشتي غشاب وليهششا أو فقشد‬
‫)قوله‪ :‬قال شيخنا وهو( أي البحث المذكور متجششه مششدركا‪ .‬وعبششارته بعششد كلم‪ ،‬ثششم رأيششت جمعششا‬
‫متأخرين بحثوا أنها لو لم تجد كفؤا وخافت العنت لزم القاضي إجابتها قول واحدا للضرورة كما‬
‫أبيحت المة‬

‫] ‪[ 387‬‬

‫لخائف العنت‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهو متجه مدركا‪ .‬والذي يتجه نقل ما ذكرته أنه إن كان في البلد حاكم‬
‫يرى تزويجها من غير الكف ء تعين‪ ،‬فإن فقد ووجدت عششدل تحكمششه ويزوجهششا تعيششن‪ ،‬فششإن فقششدا‬
‫تعين ما بحثه هؤلء‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬أما من ليس لها ولي أصل الخ( محششترز قششوله إن كششان لهششا ولششي‬
‫الخ‪ .‬ثم إن تفصيله المذكور بين أن يكون لها ولي غائب أو نحوه فل يصششح تزويششج الحششاكم علششى‬
‫الصح‪ ،‬وبين أن ل يكون لها ولي أصل فيصح على المختار ليس في التحفة والنهاية‪ ،‬بششل الششذي‬
‫فيهما مع الصل أنه ل يزوج الحاكم بغير كف ء على الصح مطلقا‪ ،‬ل فرق في ذلك بيششن أن ل‬
‫يكون لها ولي أصشل وبيشن أن يكشون لهشا ولشي غشائب أو فقشد‪ ،‬ثشم ذكشرا مقشابله ولشم يفصشل فيشه‬
‫التفصيل المذكور‪ ،‬ثم نقل عن جمششع تخصششيص المقابششل‪ ،‬وهششو القششول بالصششحة‪ ،‬بمششا إذا لششم يكششن‬
‫تزويجه لنحو غيبة الولي أو عضله وإل لم يصح تزويجه قطعا لبقاء حقه ووليتششه‪ .‬وفششي المنهششج‬
‫وشرحه والروض وشرحه‪ :‬الجزم بعشدم صشحة تزويشج الحشاكم بغيشر كشف ء برضشاها مشن غيشر‬
‫تفصيل ول ذكر خلف‪ .‬إذا علمت هذا تعلم ما في كلمه وتعلم أيضششا مششا فششي قششوله بعششد صششحيح‬
‫على المختار فإنه إن كان جاريا فيه على مقابل الصح ورد عليه أنه يقششول بالصششحة مطلقششا مششن‬
‫غير تفصيل‪ ،‬وإن كان جاريا على ما جرى عليه جمع من تخصششيص القشول بالصششحة بمششا إذا لششم‬
‫يكن تزويجنه لنحو غيبة الولي ورد عليه أنه إذا كان لها ولي غائب ل يصح تزويجه قطعا‪ .‬وهو‬
‫قد أشار إلى الخلف فيه بقوله فيما سبق علششى المعتمششد‪ .‬ويمكششن أن يقششال إن المؤلششف رحمششه الش‬
‫تعالى جار على طريقة ثالثة توسط فيها ففصششل التفصششيل المششذكور‪ .‬تأمششل )قششوله‪ :‬فششرع( الولششى‬
‫فرعان لنه ذكر اثنين‪ :‬الولى قوله لو زوجت من غير كف ء الششخ‪ .‬الثششاني قششوله فششإن أذنششت فششي‬
‫تزويجها الخ )قوله‪ :‬لو زوجت( أي المرأة مطلقا بكرا كانت أو ثيبا‪ .‬وقوله مششن غيششر كششف ء‪ :‬أي‬
‫على غير كف ء‪ .‬وقوله بالجبار‪ :‬أي بأن يكون الولي أبا أو جدا وهي بكر )قوله‪ :‬أو بالذن( أي‬
‫أو زوجت بإذنها بأن كانت ممن يعتبر إذنهششا‪ :‬كششأن يكششون الششولي غيششر مجششبر أو هششي ثيششب بششالغ‪.‬‬
‫وقوله المطلق عن التقييد بكف ء أو بغيره‪ :‬أي أذنت في تزويجها من غير تعيين زوج بأن قششالت‬
‫له أذنت لك في تزويجي‪ :‬فإن قيدت الذن بكف ء تعين‪ ،‬أو غير كف ء‪ :‬فإن كان المششزوج الششولي‬
‫الخاص صح تزويجها عليه كما تقدم )قوله‪ :‬لم يصح التزويج( أي علششى الصششح‪ ،‬ومقششابله يصششح‬
‫لكن لها الخيشار حشال إن كشانت بالغشة‪ ،‬وبعشد البلشوغ إن كشانت صشغيرة‪ ،‬كمشا فشي متشن المنهشاج‪،‬‬
‫وعبارته‪ ،‬ويجري القولن في تزويج الب بكرا صغيرة أو تزويج الب أو غيره بالغة غير كف‬
‫ء بغير رضاها‪ ،‬ففي الظهر التزويج باطل‪ ،‬وفي الخر يصح‪ ،‬وللبالغششة الخيششار‪ ،‬وللصششغيرة إذا‬
‫بلغت‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬فإن أذنت في تزويجها( أي معتبرة الذن‪ .‬وقوله بمن ظنته كفؤا أي علششى معيششن‬
‫ظنته كفؤا‪ .‬وقوله فبان‪ :‬أي من ظنته كفؤا‪ .‬وقوله خلفه‪ :‬أي خلف كونه كفششؤا وهششو كشونه غيششر‬
‫كف ء )قوله‪ :‬صح النكاح( جواب إن )قوله‪ :‬ول خيار لها( أي في فسخ النكاح‪ .‬وقوله لتقصيرها‬
‫بترك البحث‪ :‬علة لعدم ثبوت الخيار لها )قوله‪ :‬نعششم الششخ( اسششتدراك مششن عششدم ثبششوت الخيششار لهششا‬
‫وقوله إن بان‪ :‬أي الذي ظنته كفؤا‪ .‬وقوله معيبا أو رقيقا‪ :‬قال ع ش أي بخلف ما لو بششان فاسششقا‬
‫أو دنئ النسب أو الحرفة مثل فل خيار لها حيث أذنت فيه‪ ،‬بخلف ما لو زوجت من ذلششك بغيششر‬
‫إذنها فالنكاح باطل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬تتمة( أي في بيان بعض آداب النكاح‪ .‬وقد ذكششرت معظمهششا قبيششل‬
‫مبحث الركان )قوله‪ :‬يجوز للزوج( ومثله المتسري )وقوله‪ :‬كل تمتع منها( أي من زوجتشه‪ :‬أي‬
‫أو من أمته )قوله‪ :‬بما سوى حلقة دبرها( أما التمتع بها بالوطئ‬

‫] ‪[ 388‬‬

‫فحرام‪ :‬لما ورد أنه اللوطية الصغرى وأنه ل ينظر ال إلى فاعله وأنه ملعون )قوله‪ :‬ولششو‬
‫بمص بظرها( أي ولو كان التمتع بمص بظرها فإنه جائز‪ .‬قال في القششاموس‪ :‬البظششر ‪ -‬بالضششم ‪-‬‬
‫الهنة‪ ،‬وسط الشفرة العليا‪ .‬ا‍ه‪ .‬والهنة هي التي تقطعها الخاتنة من فرج المرأة عند الختان )قششوله‪:‬‬
‫أو استمناء بيدها( أي ولو باستمناء بيدها فإنه جائز‪ .‬وقوله ل بيده‪ :‬أي ل يجششوز السششتمناء بيششده‪،‬‬
‫أي ول بيد غيره غير حليلته‪ ،‬ففي بعض الحاديث لعن ال من نكح يده‪ .‬وإن ال أهلك أمة كششانوا‬
‫يعبثون بفروجهم وقوله وإن خاف الزنا‪ :‬غاية لقوله ل بيده‪ ،‬أي ل يجششوز بيششده وإن خششاف الزنششا‪.‬‬
‫وقوله خلفا لحمد‪ :‬أي فإنه أجازه بيده بشششرط خششوف الزنششا وبشششرط فقششد مهششر حششرة وثمششن أمششة‬
‫)قوله‪ :‬ول افتضاض بأصبع( ظاهر صنيعه أنه معطشوف علشى قشوله ل بيشده‪ ،‬وهشو ل يصشح‪ :‬إذ‬
‫يصير التقدير ول يجوز استمناء بافتضاض‪ ،‬ول معنى له‪ .‬فيتعيششن جعلششه فشاعل لفعششل مقشدر‪ :‬أي‬
‫ول يجوز افتضاض‪ :‬أي إزالة البكارة بأصبعه‪ .‬وفي البجيرمي ما نصه‪ :‬قال سم ول يجوز إزالة‬
‫بكارتها بأصبعه أو نحوها‪ ،‬إذ لو جاز ذلك لم يكن عجزه عن إزالتهششا مثبتششا للخيششار لقششدرته علششى‬
‫إزالتها بذلك‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ويسن ملعبة الزوجششة( ومثلهششا المششة المتسششرى بهششا‪ .‬وقششوله إيناسششا‪ :‬أي‬
‫لجل اليناس بها )قوله‪ :‬وأن ل يخليها الخ( أي ويسن أن ل يخليها عن الجمششاع كشل أربششع ليششال‪:‬‬
‫أي تحصينا لها‪ ،‬ولن غاية ما تطيق المرأة في الصبر عن الجماع ثلث ليال‪ ،‬ولششذلك لششم يسششوغ‬
‫الشارع للحر أكثر من أربع )قوله‪ :‬بل عذر( متعلق بيخليها المنفي‪ ،‬فإن كان هناك عذر قائم بها‪،‬‬
‫كحيض أو نفاس‪ ،‬أو به‪ ،‬كمرض‪ ،‬ل يكون عدم الخلء المذكور سنه )قششوله‪ :‬وأن يتحششرى الششخ(‬
‫أي ويسن أن يجتهد في أن يكون جماعه في وقت السحر‪ ،‬وذلك لنتفاء الشبع والجوع المفرطيششن‬
‫حينئذ‪ :‬إذ هو مع أحدهما مضر غالبا )قوله‪ :‬وأن يمهل الخ( أي ويسن أن يمهششل‪ :‬أي يششؤخر نششزع‬
‫ذكره من فرجها إذا تقدم إنزاله حتى تنزل‪ .‬ويظهر ذلك بإخبارها أو بقرائن )قوله‪ :‬وأن يجامعهششا‬
‫الخ( أو ويسن أن يجامعها عند القدوم من سفره‪ .‬قششال ع ش‪ :‬أي يجامعهششا فششي الليلششة الششتي تعقششب‬
‫سفره‪ ،‬بل أو فششي يششومه إن اتفقششت خلششوة‪ .‬ا‍ه )قششوله‪ :‬وأن يتطيبششا للغشششيان( أي ويسششن أن يتطيششب‬
‫الزوجان للوطئ )قوله‪ :‬وأن يقول كل( أي ويسن أن يقول كل من الزوجيشن مششا ذكششر‪ ،‬وذلشك لمششا‬
‫رواه مسلم عن ابن عباس رضي ال عنهما أن النبي )ص( قال‪ :‬لو أن أحششدكم إذا أتششى أهلششه قششال‬
‫بسم ال اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فقضى بينهما ولد لششم يضششره وفششي روايششة‬
‫للبخاري لم يضره شيطان أبدا قال في النهاية‪ :‬وليتحر استحضار ذلك أي قوله بسم ال الخ‪ ،‬عنششد‬
‫النزال‪ ،‬فإن له أثرا بينا في صلح الولد وغيره‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله ولو مع اليششأس مششن الولششد‪ :‬غايششة فششي‬
‫سن القول المذكور‪ :‬أي يسن أن يقول كل منهما ذلك ولو مششع اليششأس مششن الولششد لكونهششا كششبيرة أو‬
‫صغيرة أو حامل‪ .‬كذال في ع ش‪ .‬والمراد بيأس الحامششل مششن الولششد‪ :‬أي الطششارئ‪ ،‬إذ الحامششل ل‬
‫يتصور أن تحمل )قوله‪ :‬والتقوي( مبتدأ خبره قوله وسيلة لمحبوب‪ .‬وقوله له‪ :‬أي للجماع‪ .‬وقوله‬
‫بأدوية‪ :‬متعلق بالتقوي‪ .‬وقوله مباحة‪ :‬خرجت المحرمة فيحرم التقوي بها‪ .‬وقششوله بقصششد صششالح‪:‬‬
‫أي مع قصد صالح‪) .‬وقوله‪ :‬كعفة الخ( تمثيششل للقصششد الصششالح‪) .‬وقششوله‪ :‬وسششيلة لمحبششوب( وهشو‬
‫الجماع المصحوب بالقصد الصششالح‪) .‬وقششوله‪ :‬فليكششن( أي التقششوي بأدويششة مباحششة )قششوله‪ :‬ويحششرم‬
‫عليها( أي الزوجة‪ ،‬ومثلها المة‪ ،‬وقوله منعه‪ :‬أي الزوج‪ .‬وقوله من اسششتمتاع جششائز‪ :‬أي جماعششا‬
‫كششان أو غيششره )قششوله‪ :‬ويكششره لهششا أن تصششف الششخ( محششل الكراهششة‪ ،‬كمششا هششو ظششاهر‪ ،‬إذا كششانت‬
‫الموصوفة خلية لنه إذا علق بهششا يمكنششه أن يتزوجهششا‪ ،‬بخلف الحليلششة فينبغششي حرمتششه إذا غلششب‬
‫على ظنها أنه يؤدي إلى فتنة‪ ،‬كذا في فتح الجواد‬

‫] ‪[ 389‬‬

‫)قوله‪ :‬لغير حاجة( متعلق بتصف‪ :‬أي يكره ذلك إذا كان لغير حاجة‪ ،‬أمششا إذا كششان لحاجشة‬
‫كأن أرسلها تنظر امرأة لجل إرادة التزويج عليها فل يكره‪ ،‬كما مر في مبحششث الخطبششة )قششوله‪:‬‬
‫وله الوطئ الخ( أي ويجوز للشزوج ‪ -‬ومثلشه السشيد ‪ -‬أن يجشامع أهلشه عنشد عشدم المشاء فشي وقشت‬
‫الصلة وإن علم خروج الوقت قبل وجود الماء ويتيمم حينئذ ويصلي من غير إعادة‪ ،‬كما صششرح‬
‫بذلك في النهاية في باب التيمم ونص عبارتها‪ :‬ويجوز للرجششل جمششاع أهلششه وإن علششم عششدم المششاء‬
‫وقت الصلة فيتيمم ويصلي من غير إعادة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتب ع ش قششوله وإن علششم الششخ مششا نصششه‪ .‬هششذا‬
‫ظاهر حيث كانا مستنجيين بالماء‪ ،‬وإل لششم يجششز لشه جماعهششا ‪ -‬كمششا مششر ‪ -‬لمشا فيشه مشن التضششمخ‬
‫بالنجاسة‪ ،‬ولما يترتب عليه من بطلن تيممه إذا علم أنه لم يجد ماء في وقششت الصششلة‪ .‬هششذا وقششد‬
‫مر أنه ل يكلف الستنجاء من المذي لنه يضعف شهوته فيعفي عنه لكن بالنسششبة للجمششاع ل لمششا‬
‫أصاب بدنه منه أو ثوبه‪ .‬وعليه فلو علم أنه ل يجششد مششاء يغسششل بششه مششا أصششابه منششه بعششد الجمششاع‬
‫فينبغي حرمته إذا كان الجماع بعد دخول الوقت ل قبلششه فل يحششرم لعششدم مخششاطبته بالصششلة الن‬
‫وهو ل يكلف تحصيل شروط الصلة قبل دخول وقتهششا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬وأنهششا ل تغتسششل الششخ( الششذي‬
‫يظهر أن الواو بمعنى أو‪ ،‬وأنها صورة ثانية لجواز الوطئ وليست من تتمة مششا قبلهششا‪ ،‬ولكششن لششم‬
‫يظهر ما تعطف عليه ثم ظهر أنه معطوف على مدخول يعلم ويقدر مششا يناسششبه‪ :‬أي ولششه الششوطئ‬
‫في زمن يعلم أنها ل تغتسل عقب وطئه فيه وأنه يخرج وقت المكتوبة فتفوت الصلة بششأن يكششون‬
‫الزمن الذي وطئها فيه ل يسع إل الوطئ والغسششل عقبششه والصششلة‪ .‬تأمششل‪ .‬والش سششبحانه وتعششالى‬
‫أعلم‪ .‬فصل في نكاح المة أي في بيان حكمه‪ :‬صحة وعدمها )قوله‪ :‬حرم لحر( أي كامل الحرية‬
‫بخلف الرقيق كل أو بعضا فيجوز له نكاح المة وإن لم توجد الشروط ما عدا إسلم المة فهششو‬
‫شرط فيه أيضا فل يجوز له إذا كان مسلما أن يتزوج إل أمة مسلمة )قوله‪ :‬ولششو عقيمششا أو آيسششا(‬
‫غاية في الحرمة وهي للتعميم‪ :‬أي ل فرق فيها بين أن يكششون الحششر عقيمششا أو آيسششا أو ل )قششوله‪:‬‬
‫نكاح أمة لغيره( أي العقد على أمة غيره وإنما قيد بقوله لغيره لنه ل يجششوز لششه نكششاح أمتششه‪ :‬أي‬
‫العقد عليها مطلقا وجدت الشروط أم ل‪ .‬نعم‪ :‬إن أعتقها جاز له نكاحها‪ ،‬بششل يسششتحب‪ ،‬لنششه ورد‪:‬‬
‫أن له أجرين‪ :‬أجرا على إعتاقها‪ ،‬وأجرا على نكاحها‪ .‬وأمة ولده مثل أمته في ذلك‪) .‬وقوله‪ :‬ولششو‬
‫مبعضة( تعميم في المة‪ :‬أي ل فرق فيها بين أن تكون رقيقة كاملششة أو مبعضششة فهششي كالرقيقششة‪،‬‬
‫لن إرقاق بعض الولد محظور كإرقاق كله‪ .‬نعم‪ :‬إذا جاز له نكششاح المششة ووجششد مبعضششة وجششب‬
‫تقديمها على كاملة الرق لن إرقاق بعض الولد أهون من إرقاق كله )قوله‪ :‬إل بثلثة شروط( قد‬
‫نظمها ابن رسلن في زبده فقال‪ :‬وإنما ينكح حر ذات رق مسلمة خوف الزنشا ولششم يطششق صشداق‬
‫حرة الخ )قوله‪ :‬أحشدها بعجشز( أي أحشد الششروط مصشور بعجشز‪ ،‬فالبشاء للتصشوير )قشوله‪ :‬عمشن‬
‫تصلح لتمتع( أي عن نكاح من تصلح للتمتع‪ .‬وقششال فشي التحفشة‪ :‬هشل المششراد صششلحيتها باعتبششار‬
‫طبعه أو باعتبار العرف ؟ كل محتمل وتمثيلهم بالصالحة بمن تحتمششل وطششأ ول بهششا عيششب خيششار‬
‫ول هرمة ول زانية ول غائبة ول معتدة يرجح الثاني‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولو أمة(‬

‫] ‪[ 390‬‬

‫غاية لمن تصلح للتمتع التي يشترط العجز عنها‪ .‬ول فرق في المة بين أن تكون مملوكة‬
‫أو زوجة‪ ،‬فلو تزوج أول بأمة بالشروط فل يجوز لشه أن يششتزوج ثانيشا بأمشة أخششرى إل إن انتقششل‬
‫إلى جهة أخرى فيجوز له أن يتزوج وهكذا إلى أربع‪ ،‬وله بعد ذلششك جمعهششن والقسششم بينهششن لنششه‬
‫دوام ويغتفر فيه ما ل يغتفر فشي البتشداء )قشوله‪ :‬أو رجعيشة( أي ولشو كشانت الشتي تصشلح للتمتشع‬
‫رجعية فيشترط العجز عنها )قوله‪ :‬لنها( أي الرجعية وهو علة لمقدر‪ :‬أي وإنما اشششترط العجششز‬
‫عنها لن الرجعية في حكم الزوجة‪) .‬وقوله‪ :‬في حكم الزوجية( الولى بإسقاط الياء )قوله‪ :‬ما لششم‬
‫تنقض عدتها( تقييد لقوله في حكم الزوجية‪ :‬أي هي في حكمها ما لم تنقض عدتها‪ ،‬فششإن انقضششت‬
‫صارت بائنا وليست في حكم الزوجة )قوله‪ :‬بدليل التوارث( الضافة للبيششان‪ .‬وهششو دليششل لكونهششا‬
‫في حكم الزوجة‪ :‬أي أن الدليل على أنها في حكم الزوجة التوارث‪ ،‬فهششو يرثهششا إذا مششاتت‪ ،‬وهششي‬
‫ترثه إذا مششات )قششوله‪ :‬بششأن ل يكششون تحتششه الششخ( البششاء لتصششوير العجششز عمششن تصششلح للتمتششع‪ :‬أي‬
‫ويتصور العجز عنها بأن ل يكون تحته شئ ممن يصلح للتمتع بأن ل يكون تحته شششئ أصششل أو‬
‫كان ولكن ل يصلح للتمتع )قوله‪ :‬ول قادرا الخ( المنصوب خبر يكون محذوفة هي واسششمها‪ :‬أي‬
‫وبأن ل يكون مريد نكاح المة قادرا‪ ،‬فهو تصوير للعجششز المششذكور‪) .‬وقششوله‪ :‬علششى نكششاح حششرة(‬
‫المقام للضمار‪ ،‬فكان الولى والخصر أن يقول ول قادر‪ :‬عليها أي على من تصلح للتمتششع إمششا‬
‫لعدمه أو لفقره )قوله‪ :‬لعدمها( علة لعدم القدرة‪ :‬أي وليس قادرا علششى نكششاح الحششرة لجششل كونهششا‬
‫معدومة‪ :‬أي بأن لم يجدها في بلده أو في مكان قريب ل يشق قصده وأمكشن انتقالهشا معشه‪ .‬ومثشل‬
‫عدمها عدم رضاها بشه لقصششور نسششبه أو نحششوه‪) .‬وقشوله‪ :‬أو فقششره( أي أو لجششل فقششره‪ :‬أي عششدم‬
‫وجود المهر الذي طلبته منه )قششوله‪ :‬أو التسششري( أي أو ليششس قششادرا علششى التسششري‪ .‬فهششو بششالجر‬
‫معطوف على نكاح‪) .‬وقوله‪ :‬بعدم أمة( البششاء سششببية‪ :‬أي ليششس قششادرا علششى التسششرى بسششبب عششدم‬
‫وجود أمة في ملكه‪) .‬وقوله‪ :‬أو ثمن معطوف على أمة( أي أو بسبب عدم وجود ثمن يشتري بششه‬
‫أمة يتسراها )قوله‪ :‬ولو وجد الخ( أفاد بهذا أن المراد بالقدرة المنفيششة فششي قششوله ول قششادرا القششدرة‬
‫بغير القتراض والهبة‪ ،‬فإن كان قادرا لكن بالقتراض أو بالهبة فل تعبر قدرته ويجوز له نكششاح‬
‫المة )قوله‪ :‬مال( تنازعه كل من يقرض ويهب‪) .‬وقوله‪ :‬أو جارية( خاص بالثاني‪ :‬أي أو يهششب‬
‫جارية‪) .‬وقوله‪ :‬لم يلزمه القبول( أي للقرض وللهبة لما في ذلك مششن المنششة )قششوله‪ :‬بششل يحششل مششع‬
‫ذلك( أي مع وجود من يقرضه أو يهبه )قوله‪ :‬ل لمن له ولد موسر( ليس له شئ قبله يصلح لن‬
‫يعطف عليه فيتعين جعل مدخول ل محششذوفا هششو متعلششق الجششار والمجششرور بعششدها‪ :‬أي ل يجششوز‬
‫نكاح المة لمن له ولد موسر لنه يجب عليه إعفاف والده‪ .‬ولو قال وبأن ل يكون له ولد موسششر‬
‫عطفا على قوله بأن ل يكون تحته شئ من ذلك ويكون تصويرا للعجز المذكور فششي المتششن لكششان‬
‫أولى )قوله‪ :‬أما إذا كان تحته الخ( مفهوم قوله عمن تصلح لتمتع‪ ،‬والنسششب والخصششر أن يقشول‬
‫أو يكون تحته من ل تصلح للتمتع كصغيرة الخ‪ .‬ويحمل قششوله أول بشأن ل يكششون تحتششه ششئ مشن‬
‫ذلك على ما إذا لم يكن تحته شئ أصل‪ ،‬وذلك لن العجز في المتن بمعنششى النفششي وهششو إذا دخششل‬
‫على مقيد بقيد يصدق بنفي المقيد والقيد وبنفي القيد وحده فيحتاج تصششوير العجششز لصششورتين‪ :‬أن‬
‫ل يكون تحته شئ أصل‪ ،‬أو يكون ولكن ل تصلح للتمتع )قوله‪ :‬فتحل المشة( جششواب أمششا‪ ،‬وإنمششا‬
‫حلت له حينئذ مع وجود المذكورات لنها ل تعفششه فوجودهششا كالعششدم )قششوله‪ :‬وكششذا إن كششان تحتششه‬
‫زانية( أي وكذا يحل له نكاح المة إن كان تحته زانية للعلة السابقة )قوله‪ :‬ولو قششدر علششى غائبششة‬
‫في مكان قريب( أي بأن يكون دون مسافة القصر‪ .‬وقوله لم يشق قصدها‪ :‬الجملششة صششفة لغائبششة‪:‬‬
‫أي غائبة موصوفة بكونها لم يشق الذهاب إليها في المكان الذي هي فيه )قششوله‪ :‬وأمكششن انتقالهششا(‬
‫أي من مكانها لبلده‪ :‬أي الزوج‪ ،‬وجملة ما ذكره من القيششود الثلثششة‪ :‬أن تكششون فششي مكششان قريششب‪،‬‬
‫وأن ل‬

‫] ‪[ 391‬‬

‫يلحقه مشقة ظاهرة في قصدها‪ ،‬وأن يمكششن انتقالهششا معششه )قششوله‪ :‬أمششا لششو كششان تحتششه الششخ(‬
‫محترز قوله ولو قدر على غائبة في مكان قريب الخ‪ .‬ثم إن المتبششادر مششن قششوله تحتششه أن الغائبششة‬
‫زوجته فيفيد أن التفصيل المذكور جار فيها فقط وليس كذلك‪ ،‬بل هو إنما يجري في الغائبة الششتي‬
‫يريد أن يتزوجها‪ :‬وأما الزوجة فأطلقوا فيها أن غيبتها تبيح نكاح المة مششن غيششر تفصششيل‪ .‬وقششال‬
‫في التحفة والنهاية‪ :‬إن إطلقهم صحيح‪ ،‬وفرقا بين الزوجة وبين غيرها بأن الطمع فششي حصششول‬
‫حرة لم يألفها يخفف العنت‪ .‬والذي اعتمده ابن قاسم وقال ل ينبغي العدول عنه جريششان التفصششيل‬
‫لها أيضا إذا علمت هذا فكان الولى أن يقول أما لو قدر على غائبة فششي مكششان بعيششد الششخ فتحمششل‬
‫على حرة غير زوجة أو على ما يشملها والزوجة على ما اعتمده سم‪ .‬تأمل )قوله‪ :‬ولحقششه مشششقة‬
‫ظاهرة( أي في سفره لها‪ .‬والولى التعبير بأو لن هششذا محشترز القيششد الثششاني‪ .‬وقشوله بشأن ينسششب‬
‫الخ‪ :‬تصوير لضابط المشقة الظاهرة‪ .‬وقوله إلى مجاوزة الحد في قصدها‪ :‬المراد منه أن يحصل‬
‫له لوم وتعيير من الناس بقصدها )قوله‪ :‬أو يخاف الزنا( عطف على جملششة ولحقششه مشششقة‪ :‬أي أو‬
‫لم تلحقه مشقة ظاهرة لكن يخاف الزنا مدة قصدها‪ :‬فأي ول يقدر على منع نفسششه منششه ؟ فششالمراد‬
‫خوف مخصوص فل يرد أن خوف الزنا شرط في صحة نكاح المة‪ :‬أي فائدة في التصششريح بششه‬
‫هنا‪ .‬وحاصل الجواب أن الذي جعل شرطا مطلق خوف‪ ،‬أي قدر على منششع نفسششه ممششا يخششافه أو‬
‫ل‪ ،‬كان ذلك الخوف في مدة السفر أو ل‪ ،‬وأن المراد به هنششا خششوف مخصششوص بكششونه فششي مششدة‬
‫السفر وبكونه ليس له قدرة على منع نفسه منه )قوله‪ :‬فهششي( أي الغائبششة الششتي فششي مكششان بعيششد أو‬
‫التي يلحقه مشقة ظاهرة في طلبها )قوله‪ :‬كالتي ل يمكن الخ( أي كالغائبة الششتي ل يمكششن انتقالهششا‬
‫إلى وطنه‪ :‬أي فهي كالعدم ولو لم تحصل له مشقة في قصدها أو لم يخشف الزنشا مششدة سششفره لهشا‪.‬‬
‫وهذا محترز قوله وأمكن انتقالها لبلده‪ .‬ولو قال قبل قوله فهي كالعدم أو لم يكن انتقالها إلششى بلششده‬
‫لكان أولى وأخصر )قوله‪ :‬لمشقة الغربة له( تعليل لمحششذوف‪ :‬أي ول يكلششف المقششام معهششا لمشششقة‬
‫الغربة له‪ ،‬والرخصة ل تحتمل هذا التضششييق )قششوله‪ :‬وثانيهششا( أي الشششروط )قششوله‪ :‬بخششوفه زنششا(‬
‫الباء للتصوير‪ :‬أي ثانيها مصور بخشوف زنشا‪ :‬أي بتشوقعه ل علشى نشدور‪ :‬بشأن يغلشب علشى ظنشه‬
‫الوقوع فيه أو يحتمل الوقوع فيه وعدمه على سواء‪ .‬وقوله بغلبة شهوة‪ :‬البششاء سششببية‪ ،‬أي بخششوفه‬
‫الزنا الحاصل بسبب غلبة شهوته وضعف تقواه‪ .‬ويحتمل ‪ -‬وهو القرب ‪ -‬أن تكون الباء بمعنششى‬
‫مع‪ :‬أي بخوفه زنا مع غلبة شهوته وضعف تقواه‪ ،‬بخلف خوف الزنا مع ضعف شششهوته أو مششع‬
‫قوتها وقوة تقواه فل يبيح نكاح المة ‪ -‬كما سششيبينه بعششد ‪) -‬قششوله‪ :‬فتحششل( أي المششة‪ :‬أي نكاحهششا‪.‬‬
‫وهذا تفريع على الشرط الول وهو العجز‪ ،‬والثاني وهو خوف الزنا‪) .‬وقوله‪ :‬للية( تعليل للحل‬
‫بالنسششبة للشششرطين المششذكورين‪ :‬وهششي قششوله تعششالى‪) * :‬ومششن لششم يسششتطع منكششم طششول أن ينكششح‬
‫المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم ‪ -‬إلششى قششوله ‪ -‬ذلششك لمشن خشششي العنششت منكششم( * )‪(1‬‬
‫والطول‪ :‬السعة‪ .‬والمراد به المهر‪ .‬والمراد بالمحصنات‪ :‬الحششرائر‪ ،‬ووصششفهن بالمؤمنششات جششرى‬
‫على الغالب‪ .‬لن الحرة الكتابية كالحرة المسلمة في منع المشة )قشوله‪ :‬فشإن ضشعفت ششهوته ولشه‬
‫تقوى الخ( محترز قوله بغلبة شهوة وضعف تقواه‪ .‬وقششوله أو مششروءة‪ :‬عطفهششا علششى التقششوى مششن‬
‫عطف الخاص على العام لنها توقي الدناس المحرمششة والمباحششة فيسششقطها الكششل والشششرب فششي‬
‫السوق‪ ،‬بخلف التقوى فإنها توقي المحرمات ‪ -‬سواء تشوقي معهشا المباحشات أم ل ‪ -‬فل يسششقطها‬
‫الكل والشرب وقوله أو حياء‪ :‬الذي يظهر أن المششروءة تسششتلزم الحيششاء‪ :‬إذ مششن ل مششروءة لششه ل‬
‫حياء فيه )قوله‪ :‬يستقبح معه الزنششا( الجملششة صششفة لحيششاء‪ :‬أي حيششاء يسششتقبح معششه الزنششا‪ .‬وعبششارة‬
‫الروض‪ :‬يستقبح معهما الزنا‪ .‬ا‍ه‪ .‬فالضمير يعود علششى المششروءة وعلششى الحيششاء )قششوله‪ :‬أو قششويت‬
‫شهوته( معطوف على فإن ضعفت شهوته‪ .‬وقوله وتقواه‪ :‬أي وغلبت تقواه‪ ،‬فالثنان يستويان في‬
‫الغلبة )قوله‪ :‬لم تحل له المة(‬

‫)‪ (1‬سورة النساء‪ ،‬الية‪25 :‬‬

‫] ‪[ 392‬‬

‫جواب إن )قوله‪ :‬لنه ل يخاف الزنا( أي أصل‪ ،‬أو يخافه على ندور‪ .‬وهو علة لعدم حششل‬
‫نكاح المة حينئذ )قوله‪ :‬ولو خاف الزنا الخ( هذا مرتششب علششى مقششدر مرتبششط بقششوله بخششوفه زنششا‪.‬‬
‫والمراد بخوف الزنا عمومه ‪ -‬ل خصوصششه ‪ -‬فلششو خششاف الزنششا مششن أمششة الششخ‪ .‬وعبششارة المغنششي‪:‬‬
‫والمراد بالعنت عمومه‪ ،‬ل خصوصه‪ ،‬حتى لو خاف العنت من أمة بعينها الخ )قوله‪ :‬لم تحل له(‬
‫أي سواء وجد الطول أم ل‪ ،‬ول عبرة بعشقه لها لنه داء تهيجه البطالة وإطالة الفكر‪ .‬وكم ممششن‬
‫ابتلي به وزال عنه ؟ ول در القائل‪ :‬ليس الشجاع الذي يحمي فريسششته يششوم القتششال ونششار الحششرب‬
‫تشتعل لكن من غض طرفا أو ثنى قدما عن الحرام فذاك الفارس البطل )قشوله‪ :‬أن تكششون المشة(‬
‫أي التي يريد أن ينكحها مسلمة‪ .‬وذلك لقششوله تعششالى‪) * :‬مششن فتيششاتكم المؤمنششات( * )‪) (1‬وقششوله‪:‬‬
‫يمكن وطؤها( أي بأن ل تكون صغيرة ولرتقاء ول قرنششاء )قششوله‪ :‬فل تحششل لششه المششة الكتابيششة(‬
‫مفهوم الشرط المذكور‪ .‬وإنما جاز له وطئ أمته الكتابية بملك اليميششن ‪ -‬كمششا سيصششرح بششه ‪ -‬لن‬
‫المحذور في نكاح المة الذي هو إرقاق الولد منتف فيهششا )قششوله‪ :‬وعنششد أبششي حنيفششة يجششوز للحششر‬
‫نكاح أمة غيره( أي وإن لم يخف الزنا‪) .‬فائدة( قال المناوي في شششرح الخصششائص‪ :‬خششص النششبي‬
‫)ص( بتحريم نكاح المة المسلمة لن نكاحها مقيد بخشوف العنشت وهشو معصشوم‪ ،‬وبفقشدان مهشر‬
‫الحرة ونكاحها غني عن المهر ابتداء وانتهاء‪ ،‬وبرق الولد ومنصبه منزه عنه‪ .‬ولو قدر له نكششاح‬
‫أمة كان ولده منها حرا‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي )قشوله‪ :‬فشروع( أي ثلثشة‪ :‬الول قشوله لشو نكشح الشخ الثشاني‬
‫وولد المة الخ‪ ،‬الثالث ولو غر الخ )قوله‪ :‬بشروطه( أي النكاح‪ ،‬وهي العجز عمن تصلح للتمتششع‬
‫وخوف الزنا وإسلم المة )قوله‪ :‬ثم أيسر( أي بأن قدر على صداق الحرة )قوله‪ :‬أو نكح الحرة(‬
‫أي بعد نكاح المة ‪ -‬كما هو فرض المسألة ‪ -‬بخلف ما لو عقد عليهما معا فإنه يصح في الحرة‬
‫ول يصح في المة )قوله‪ :‬لششم ينفسششخ نكششاح المششة( أي لنششه دوام‪ ،‬ويغتفششر فيششه مششا ل يغتفششر فششي‬
‫البتداء )قوله‪ :‬وولد المة( أي أمة الغير‪) .‬وقشوله‪ :‬مشن نكشاح أو غيشره( تعميشم فشي الولشد‪ ،‬أي ل‬
‫فرق فيه بين أن يكون من نكاح‪ :‬أي عقد صحيح‪ .‬وقششوله أو غيششره‪ :‬أي غيششر نكششاح‪ .‬وقششوله كزنششا‬
‫الخ‪ :‬تمثيل لغير النكاح‪ .‬وقوله أو شبهة‪ :‬أي ل تقتضي حريته كأن اشتبهت على الواطئ بزوجتششه‬
‫المملوكة أو نكحها وهو موسر‪ .‬أما التي تقتضي الحرية كأن غر بها فولدها حششر‪ ،‬كمششا سيصششرح‬
‫به )قوله‪ :‬بأن نكحها وهو موسر( الباء لتصوير الشبهة المقتضية لرقاق الولد )قششوله‪ :‬قششن( خششبر‬
‫المبتدأ الذي هو ولد المة وقوله لمالكها‪ :‬أي المة )قوله‪ :‬ولو غر( أي الحر‪ .‬وقوله بحريششة أمششة‪:‬‬
‫أي بأن قال له وليها إنها حرة ل أمة‪ .‬وقوله وتزوجها‪ :‬أي بناء على أنهششا حششرة )قششوله‪ :‬فأولدهششا‬
‫الحاصلون منه( أي من هذا المغرور‪ .‬وقوله ما لم يعلم برقها‪ :‬قيد فششي حريششة الولد‪ :‬أي محلهششا‬
‫مدة عدم علمه برقها‪ :‬أي قبل انعقاد الولد فإن علمه قبل النعقاد فالولد أرقاء‪ .‬وعبششارة شششرح‬
‫الروض‪ :‬أما الحاصلون بعد علمه برقها فأرقاء‪ .‬والمراد بالحصول العلوق ويعلم ذلششك بالوضششع‪،‬‬
‫فإن وضعتهم لقل من ستة أشهر من وطئه بعد علمه فأحرار‪ .‬وإل فأرقاء‪ .‬قششاله المشاوردي‪ .‬قششال‬
‫الزركشي‪ :‬ول بد من اعتبار قدر‬

‫)‪ (1‬سورة النساء‪ ،‬الية‪25 :‬‬

‫] ‪[ 393‬‬

‫زائد للوطئ والوضع‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وإن كان( أي ذلك المغرور عبدا وحينئذ يلغز ويقششال لنششا‬
‫ولد حر بين رقيقين )قوله‪ :‬ويلزمه الخ( مرتب علششى كشون الولد أحششرارا‪ :‬أي وإذا كششانوا كششذلك‬
‫فيلزم المغرور وإن كان معشذورا قيمتهشم لسشيد المشة لنشه قشوت عليشه رقهشم التشابع لرقهشا بظنشه‬
‫حريتها‪ .‬نعم إن كان المغرور عبدا لسيدها فل شئ عليه‪ .‬إذ ل يجب للسيد على عبده مششال‪ ،‬وكششذا‬
‫إن كان الغار سيدها لنه لو غرم رجع عليه‪ .‬ثم إن المغرور إذا غرم يرجع علششى الغششار لششه لنششه‬
‫الموقع له في الغرامة وهو لم يدخل في العقد على أن يغرمها‪ .‬ويتصور التغريششر بالحريششة للمششة‬
‫منها أو مشن وكيشل السشيد فشي تزويجهشا أو منهمشا أو مشن سشيدها فشي مرهونشة زوجهشا هشو بشإذن‬
‫المرتهن وهو معسر بالدين الذي عليه وفي جانيششة زوجهششا هششو بششإذن المجنششي عليششه وهششو معسششر‬
‫أيضا‪ ،‬وفيمن اسمها حرة فقال زوجتك حرة ونحو ذلك مما يتصور فيه التغرير من السششيد‪ ،‬وفششي‬
‫الغالب ل يتصور منه‪ .‬وذلك لنه إذا قال زوجتك هذه الحرة أو على أنها حرة عتقت عليه‪ .‬ثم إن‬
‫التغريم المذكور محله إذا انفصل الولد حيا‪ ،‬أمششا إذا انفصششل ميتششا بل جنايششة فل شششئ فيششه )قششوله‪:‬‬
‫وحل لمسلم حر( أي وكذا كتابي‪ .‬وقوله وطئ أمته الكتابية‪ :‬أي ذمية كانت أو حربية‪ ،‬لكشن يكشره‬
‫وطؤها لئل تفتنه بفرط ميله إليها أو ولده )قوله‪ :‬ل الوثنية ول المجوسية( أي ل يجششوز وطؤهمششا‬
‫لقوله تعالى‪) * :‬ول تنكحوا المشركات حتى يششؤمن( * )‪) (1‬قششوله‪ :‬تتمششة( أي فششي بيششان متعلقششات‬
‫نكاح الرقيق )قوله‪ :‬ل يضمن سيد الخ( المراد بششه هنششا مالششك الرقبششة والمنفعششة معششا‪ ،‬فششإن اختلفششا‪،‬‬
‫كموصى له بمنفعته‪ ،‬اعتبر إذن مالك الرقبة في الكساب النادرة كاللقطة وإذن الموصششى لششه فششي‬
‫الكساب المعتادة كحرفة‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي )قوله‪ :‬بششإذنه( البششاء سششببية متعلقششة بيضششمن‪ :‬أي ل يكششون‬
‫إذنه في النكاح سببا في ضمانه ما ذكر‪ ،‬وذلك لنه لم يتلزمه تعريضششا ول تصششريحا )قششوله‪ :‬وإن‬
‫شرط في إذنه ضمان( أي وإن ذكر في إذنه في النكاح ما يششدل علششى الضششمان‪ :‬كششأن قششال تششزوج‬
‫وعلي المهر والنفقة فإنه ل يضمنهما‪ ،‬وذلك لتقدم ضشمانه علششى وجوبهمشا وضششمان مششا لششم يجشب‬
‫باطل‪ .‬قال في التحفة‪ :‬بخلفه ‪ -‬أي الضمان بعد العقد ‪ -‬فإنه يصح فششي المهششر إن علمششه ل النفقششة‬
‫إل فيما وجب منها قبل الضمان وعلمه‪ .‬ا‍ه )قششوله‪ :‬بششل يكونششان( أي المهششر والمؤنششة‪ .‬وقششوله فششي‬
‫كسبه‪ :‬أي مع أنهما في ذمته لن تعلقهمششا بكسششبه فششرع تعلقهمششا بششذمته‪ .‬قششال فششي النهايششة‪ :‬وكيفيششة‬
‫تعلقهما بالكسب أن ينظر في كسبه كل يوم فتؤدي منه النفقة لن الحاجة لها ناجزة‪ ،‬ثم إن فضششل‬
‫شئ صرف للمهر الحال حتى يفرغ ثم يصرف للسيد ول يشدخر ششيئا منشه للنفقشة أو الحلشول فشي‬
‫المستقبل لعدم وجوبهما‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وفي مششال تجششارة( أي ويكونششان أيضششا فششي مششال تجششارة ربحششا‬
‫ورأس مال‪ ،‬لن ذلك دين لزمه بعقششد مششأذون فيششه فصششار كششدين التجششارة‪ ،‬ول ترتيششب بينششه وبيششن‬
‫الكسب‪ ،‬كما أفادته واو العطف‪ ،‬فإن لم يف أحدهما كمل من الخر‪ .‬وقوله أذن لششه فيهششا‪ :‬أي أذن‬
‫السيد له في التجارة )قوله‪ :‬ثم إن لم يكن مكتسبا( أي عجز عن الكتساب )قوله‪ :‬ول مأذونششا( أي‬
‫له في التجارة )قوله‪ :‬فهما( أي المهر والمؤنة‪ .‬وقوله في ذمته فقط‪ :‬أي فيطالب بهمششا بعششد العتششق‬
‫واليسار )قوله‪ :‬كزائد على مقدر له( أي بأن قدر السيد له مهرا فزاد عليه‪ ،‬فالزائد يكون في ذمته‬
‫فقط ول يتعلق بالكسب ومال التجارة )قوله‪ :‬ومهر وجب( أي وكمهر وجب الخ‪ :‬أي فششإنه يتعلششق‬
‫بذمته فقط‪ .‬وقوله في نكاح فاسد‪ :‬خرج به الوطئ فششي نكششاح صششحيح‪ ،‬فششالمهر فيششه يتعلششق بكسششبه‬
‫ومال تجارته )قوله‪ :‬لم يأذن فيه سيده( أي لم يأذن في النكاح الفاسد بخصوصه سيده‪ ،‬فإن أذن له‬
‫فيه تعلق بكسبه ومال تجارته )قوله‪ :‬ول يثبت مهر أصل الششخ( أي لنششه ل يثبششت لششه علششى عبششده‬
‫دين‪ .‬وهذا إذا كان غير مكاتب‪ .‬أما هو فيلزمه المهر لنه مع السيد في المعاملة كالجنبي‪ .‬قال م‬
‫ر‪:‬‬

‫)‪ (1‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪221 :‬‬

‫] ‪[ 394‬‬

‫وأما المبعض فالظاهر أنه يلزمه بقسط مشا فيشه مشن الحريشة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قشوله‪ :‬وقيشل يجشب( أي‬
‫المهر على عبده أول ثم يسقط عنه‪ .‬وفي المغني ما نصه‪ :‬وهل وجب المهر ثم سقط أو لم يجششب‬
‫أصل ؟ ظاهر كلم المصنف الثاني‪ ،‬وجرى عليششه فششي المطلششب‪ .‬وتظهششر فششائدة الخلف فيمششا إذا‬
‫زوجه بها وفوض بعضها‪ .‬ثم وطئها بعدما أعتقه‪ .‬فإن قلنا بعششدم الوجششوب فل شششئ للسششيد عليششه‪،‬‬
‫وإن قلنا بالوجوب وجب للسيد عليه مهر المثل لنه وجب بششالوطئ وهششو حششر‪ .‬ا‍ه‪ .‬والش سششبحانه‬
‫وتعالى أعلم‪ .‬فصل في الصداق أي في بيان أحكامه‪ :‬كسششنية ذكششره فششي العقششد‪ ،‬أو كراهتششه‪ ،‬وهششو‬
‫بفتح الصاد‪ ،‬ويجوز كسرها‪ ،‬ويجمع جمع قلة على أصدقة‪ ،‬وكثرة على صدق‪ ،‬بضمتين‪ ،‬ويؤخذ‬
‫الجمعان المذكوران من قول ابن مالك‪ :‬في اسم مذكر رباعي بمد ثالث افعله عنهم اطششرد وقششوله‪:‬‬
‫وفعل لسم رباعي بمدقد زيد قبل لم اعلل فقششد والول مثششل طعششام وأطعمششة ورغيششف وأرغفششة‬
‫وعمود وأعمدة‪ .‬والثاني مثل قضيب وقضب وعمششود وعمششد‪ .‬والصششل فيششه قبششل الجمششاع‪ :‬قششوله‬
‫تعالى‪) * :‬وآتوا النسششاء صششدقاتهن نحلشة( * )‪ (1‬أي تكرمششة وعطيششة‪ ،‬وقششوله تعششالى‪) * :‬وآتششوهن‬
‫أجورهن( * )‪ (2‬وقشوله )ص( لمريششد الششتزوج التمششس ولششو خاتمششا مششن حديششد رواه الشششيخان‪ :‬أي‬
‫اطلب شيئا تجعله صداقا ولو كان الملتمس خاتما من حديد‪ .‬والمخاطب بإيتاء المهور إلى النسششاء‬
‫الزواج عنشد الكشثرين‪ ،‬وهشو الظشاهر‪ ،‬وقيشل الوليشاء لنهششم كشانوا فششي الجاهليششة بأخشذونها ول‬
‫يعطون النساء منها شيئا‪ ،‬بل بقي منه بقية الن في بعض البلد )قوله‪ :‬وهو( أي الصداق شششرعا‬
‫ما ذكر‪ ،‬وأما لغة فهو اسم لما وجب بالنكاح فقط‪ ،‬فيكون المعنى الشرعي أعم مششن اللغششوي علششى‬
‫عكس القاعدة من أن اللغوي أعم من المعنى الشرعي‪ ،‬وهذا مبني على أنه ل فرق بيششن الصششداق‬
‫والمهر‪ .‬أما على ما قيل من أن الصداق ما وجب بالنكاح والمهر ما وجششب بغيششر ذلششك فل يكششون‬
‫المعنى الشرعي أعم من المعنى اللغوي لكنه علششى خلف القاعششدة أيضششا لن القاعششدة أن المعنششى‬
‫اللغوي أعم من المعنى الشرعي كما علمت وهذا مساو لشه )قششوله‪ :‬مششا وجششب( أي مششال أو منفعششة‬
‫وجب للمرأة على الرجل غالبا وقد يجب للرجششل علشى المششرأة كمشا لشو أرضشعت إحششدى زوجششتيه‬
‫وهي الكبرى الخرى وهي الصغرى فيجب على المرضعة نصف مهر مثششل الصششغرى للششزوج‪،‬‬
‫ويجب على الزوج للصغرى نصف المسمى إن كششان صششحيحا‪ ،‬وإل فنصششف مهششر المثششل‪ .‬وإنمششا‬
‫وجب على المرضعة للزوج نصششف المهششر ولششم يجششب المهششر كلششه مششع أنهششا فششوتت عليشه البضششع‬
‫اعتبارا لما يجب له بما يجب عليشه‪ ،‬وقششد يجشب للرجشل علششى الرجشل كمشا فشي ششهود الطلق إذا‬
‫رجعوا بعد حكم الحاكم بالفراق فإنهم يغرمون مهر المثل للزوج‪ .‬وقوله بنكاح‪ :‬أي بسششبب نكششاح‪:‬‬
‫أي عقد صحيح‪ ،‬وهذا في غير المفوضة وهي القائلة لوليها زوجني بل مهر أو على أن ل مهششر‬
‫لي‪ ،‬أما هي فمهرها ل يجب بالعقد بل بأحد ثلثششة أشششياء‪ :‬بفششرض الششزوج علششى نفسششه‪ ،‬وبفششرض‬
‫الحاكم على الزوج‪ ،‬وبالوطئ‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬إن وجوب مهرها وإن كان مبتششدأ بششالفرض وغيششره‬
‫لكن أصله العقد فشمله قوله بنكاح‪ .‬وقوله أو وطششئ‪ :‬أي فششي شششبهة أو فششي تفششويض‪ ،‬فششإذا وطئهششا‬
‫بشبهة وجب عليه مهر المثل‪ .‬ومنها الوطئ في النكاح الفاسد‪ .‬وكششان علشى الششارح أن يزيششد فشي‬
‫التعريف أو تفويت بضع قهرا ليشمل مسألة الرضاع‬

‫)‪ (1‬سورة النساء‪ ،‬الية‪ (2) .4 :‬سورة النساء‪ ،‬الية‪25 :‬‬

‫] ‪[ 395‬‬

‫ومسألة رجوع الشهود السابقتين‪ .‬وعبارة غيره‪ :‬ما وجب بنكاح أو وطئ أو تفويت بضششع‬
‫قهرا كإرضاع ورجوع شهود‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهي أولى )قوله‪ :‬وسمى بذلك( ضشمير سشمى يعشود علشى مشا‬
‫في قوله ما وجب‪ ،‬واسم الشارة يعود على الصداق‪ .‬وأفاد به بيششان حكمششة تسششمية مششا ذكششر بلفششظ‬
‫الصداق‪ .‬وقوله لشعاره‪ :‬أي ما وجب‪ ،‬أي بذله‪ ،‬فالضمير يعود على مششا أيضششا بتقششدير مضششاف‪.‬‬
‫وقوله بصدق رغبة بذله‪ :‬وهو الزوج‪ .‬وقوله في النكاح‪ :‬متعلق برغبة‪ .‬قوله الذي هو‪ :‬أي النكاح‬
‫بمعنى العقد‪ .‬وقوله الصل في إيجابه‪ :‬أي الصداق )قوله‪ :‬يقال له( أي لما سمى بالصداق‪ .‬وقوله‬
‫مهر‪ :‬نائب فاعل يقشال‪ ،‬والمشراد أنشه يسشمى بشالمهر كمشا يسشمى بالصشداق‪ .‬وسشمى أيضشا نحلشة‪،‬‬
‫وفريضة‪ ،‬وحباء‪ ،‬وأجرا‪ ،‬وعقششرا‪ ،‬وعلئق‪ ،‬فهششي ثمانيششة نظمهششا بعضششهم فششي بيششت مفششرد فقششال‪:‬‬
‫صداق ومهر نحلة وفريضة حباء وأجر ثم عقر علئق وزاد بعضهم ثلثة في بيت فقال‪ :‬وطششول‬
‫نكاح‪ ،‬ثم خرس تمامها ففرد وعشر عد ذاك موافق والعقر‪ ،‬بضم العين‪ ،‬اسم لدية فرج المرأة ثششم‬
‫استعمل في المهر‪ .‬والعلئق جمع عليقة‪ ،‬بفتح فكسر‪ ،‬والخرس‪ ،‬بضم الخاء وسكون الراء‪ ،‬وزيد‬
‫على ذلك أيضا صدقة‪ ،‬بفتح أوله وتثليث ثانيه‪ ،‬وبضم أوله أو فتحه مع إسكان ثانيه‪ ،‬وبضششمهما‪،‬‬
‫وعطية فيكون المجموع ثلثة عشر اسما‪ ،‬ونطق القرآن العظيم منها بستة‪ :‬الصششدقة والنحلششة فششي‬
‫قوله تعالى‪) * :‬وآتوا النساء صدقاتهن نحلة( * )‪ (1‬والنكاح في قوله تعالى‪) * :‬وليستعفف الششذين‬
‫ل يجششدون نكاحششا( * )‪ (2‬والجششر فششي قششوله تعششالى‪) * :‬وآتششوهن أجششورهن بششالمعروف( * ) ‪(3‬‬
‫والفريضة في قوله‪) * :‬ول جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضششة( * )‪ (4‬والطششول فششي‬
‫قوله‪) * :‬ومن لم يستطع منكم طول( * )‪ (5‬ووردت السششنة بالبششاقي )قششوله‪ :‬وقيششل الصششداق الششخ(‬
‫حاصل هذا القيل التفرقة بين المسمى بالصداق والمسششمى بششالمهر‪ .‬وقششوله مششا وجششب بتسششمية فششي‬
‫العقد‪ :‬عبارة البجيرمي‪ :‬وقيل الصداق ما وجب بالعقد‪ .‬والمهر ما وجششب بغيششره كششوطئ الشششبهة‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬سن الخ( شروع في بيان حكم ذكر المهر في صلب العقد وفي غيره‪ .‬وقششوله ولششو فششي‬
‫تزويج أمته بعبده‪ :‬الغاية للرد على من قال إنه ل يستحب التسمية في هذه الصورة‪ ،‬وهو المعتمد‬
‫إن لم يكن أحدهما مكاتبا‪ .‬وعبارة المنهج‪ :‬نعم لو زوج عبده بأمته ول كتابة لم يسششن ذكششره‪ :‬إذ ل‬
‫فائدة فيه فإنه ل يثبت للسيد على عبده شئ فل حاجة إلى تسميته‪ ،‬بخلف ما لششو كششان أحششدهما أو‬
‫كلهما مكاتبا إذ المكاتب كالجنبي‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثلها عبارة النهاية‪ ،‬ونصها‪ :‬نعم لششو زوج عبششده بششأمته‬
‫ل يستحب ذكره في الجديد‪ ،‬إذ ل فائدة فيه‪ .‬كذا في المطلب والكفاية‪ .‬وفي نسخ العزيششز المعتمششدة‬
‫وفي بعض نسخه والروضة أن الجديد الستحباب‪ .‬قال الذرعي‪ :‬والصشواب الول‪ .‬ا‍ه‪ .‬وظشاهر‬
‫عبارة التحفة الموافقة لهما ونصها بعد قوله يسن‪ ،‬ولو في تزويششج أمتششه بعبششده علششى مششا مششر‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬على ما مر( هو قوله نعم تسن تسميته علششى مششا فششي الروضششة واعششترض بششأن الكششثرين‬
‫على عدم ندبها‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقد مشى عليه الشارح نفسه‪ ،‬في مبحث شروط النكششاح‪ ،‬عنششد قششوله ول مششع‬
‫تأقيت‪ .‬فتنبه‪ .‬وقوله ذكر صداق‪ :‬نائب فاعل سن‪ .‬وقوله في عقد‪ :‬أي في أثنائه‪ ،‬فل اعتبار بذكره‬
‫قبله أو بعده )قوله‪ :‬وكونه من فضة( معطوف على ذكر‪ :‬أي وسن كونه من فضة‪ .‬ويسششن أيضششا‬
‫أن ل يدخل بها حتى يدفع شيئا من الصداق‪ ،‬خروجا من خلف من أوجبه‪ ،‬قال بعضهم‪ :‬وحكمششة‬
‫ذلك أن ال تعالى لما خلق حواء اشتقا لهششا آدم ومششد يششده إليهششا فلقششال الش لششه‪ :‬يششا آدم حششتى تششؤدى‬
‫مهرها‪ .‬قال وما‬

‫)‪ (1‬سورة النساء‪ ،‬الية‪ (2) .4 :‬سورة النور‪ ،‬الية‪ (3) .33 :‬سورة النساء‪ ،‬الية‪ (4) .25 :‬سورة النساء‪ ،‬الية‪) .24 :‬‬
‫‪ (5‬سورة النساء‪ ،‬الية‪25 :‬‬

‫] ‪[ 396‬‬

‫مهرها‪ .‬قال وما مهرها ؟ قال مهرها أن تصششلي علششى محمششد )ص( ألفششا فششي نفششس واحششد‪.‬‬
‫فصلى خمسمائة مرة فتنفس‪ .‬فقال‪ :‬يا آدم الذي صليته هو مقدم الصششداق‪ ،‬والششذي بقششي عليششك هششو‬
‫مؤخره‪ .‬وفي رواية‪ :‬إن ال تعالى لما خلق حواء قال له آدم يا رب زوجني من حواء‪ .‬فقال له يا‬
‫آدم حتى تعطيني مهرها‪ .‬قال وما مهرها يا رب ؟ قال‪ :‬مهرها أن تصلي على محمد حبيبي مائة‬
‫مرة في نفس‪ .‬فصلى آدم سبعين مرة ثم انقطع نفسه‪ .‬فقال له الرب ل بششأس عليششك‪ .‬الششذي صششليته‬
‫مقدم المهششر‪ ،‬والششذي بقششي عليششك مششؤخره فلششذلك تجششد بعششض النششاس يقششدمون النصششف ويششؤخرون‬
‫النصف‪ .‬وبعضهم يقدم نحو الثلثين ويؤخر نحو الثلث‪ ،‬وهو الغلب المتعارف بيننا الن في هذه‬
‫الزمان )قوله‪ :‬للتباع فيهما( أي في ذكر الصداق وفي كونه من فضة )قوله‪ :‬وعدم زيششادة الششخ(‬
‫معطوف أيضا على ذكر‪ :‬أي وسن عششدم زيششادة علششى خمسششمائة درهششم‪ .‬وقششوله أصششدقه الششخ‪ :‬هششو‬
‫بالرفع خبر المبتدأ محشذوف‪ ،‬وبشالجر بشدل أو عطشف بيشان مشن خمسشمائة درهشم‪ ،‬وهشو فشي قشوة‬
‫التعليل لسنية عدم الزيادة على ذلك‪ :‬أي وإنما سن ذلك لنها أصششدقة بنششاته )ص( كمششا صششح عششن‬
‫سيدنا عمر رضي ال عنه في خطبته أنه قال‪ :‬ل تغالوا بصدق النساء فإنها لو كنششت مكرمششة فششي‬
‫الدنيا أو تقوي عند الش كشان أولششى بهششا رسششول الش )ص(‪ .‬ول يشرد علشى هششذا إصشداق أم حبيبشة‬
‫أربعمائة دينار لنه لم يكن من النبي )ص( وإنما كان من النجاشي إكراما لششه )ص( فإنهششا كششانت‬
‫تحت عبد ال بن جحش وهاجرت معه إلى الحبشة فتنصر وبقيت على السلم رضششي الش عنهششا‬
‫فبعششث النششبي )ص( عمششرو بششن أميششة الضششمري فششي تزويجهششا مششن النجاشششي فأصششدقها النجاشششي‬
‫أربعمائة دينار وجهزها من عنده وأرسلها مع شرحبيل للنبي )ص( سنة سششبع )قششوله‪ :‬أو نقصششان‬
‫الخ( معطوف على زيادة‪ :‬أي وسن عدم نقصان عن عشرة دراهم‪ ،‬خروجا من خلف أبي حنيفة‬
‫رضي ال عنه‪ ،‬فإنه ل يجوز عند التسمية أقل منها )قوله‪ :‬وكره إخلؤه( أي العقد عن ذكره‪ :‬أي‬
‫الصداق )قوله‪ :‬وقششد يجششب( أي ذكششر الصششداق فششي العقششد )قششوله‪ :‬كششأن كششانت المششرأة الششخ( تمثيششل‬
‫للعارض الموجب لذكره في العقد‪ .‬وقوله غير جائزة التصرف‪ :‬أي لصغر أو جنون أو سفه‪ ،‬أي‬
‫وقد حصل التفاق مع الزوج على أكثر من مهل المثل فتفوت الزيششادة مششع أنششه مصششلحة للزوجششة‬
‫المذكوة‪ .‬ومن صور وجوب التسمية أيضا ما لو كانت الزوجة جائزة التصرف وأذنت لوليهششا أن‬
‫يزوجها من غير تفويض وقد حصل التفاق على أكثر من مهششر المثششل‪ ،‬فلششو سششكت لشوجب مهششر‬
‫المثل فتفوت المصلحة مع أن تصرف الولي يكون بها‪ .‬ومنها أيضا ما لو كان الزوج غير جششائز‬
‫التصرف وحصل التفاق على أقل من مهر المثل فتجب تسمية ما وقع التفاق عليششه‪ ،‬فلششو سششكت‬
‫عن التسمية لوجب مهر المثل فتحصل زيادة على الششزوج‪ ،‬والمصششلحة فششي هششذه الصششورة عششائدة‬
‫على الزوج‪ ،‬وفيما قبلها على الزوجة‪ .‬وقد تحرم التسمية‪ ،‬كما لو زوج محجورة بمششن لششم تششرض‬
‫إل بأكثر من مهر مثلها )قوله‪ :‬وما صح كونه ثمنا الخ( هذه في المعنى قضية شرطية صششورتها‪:‬‬
‫وكل ما صح جعله ثمنا صح جعله صداقا‪ .‬والذي يصح جعله ثمنا هو الذي وجدت فيششه الشششروط‬
‫السابقة في باب البيع‪ :‬من كونه طاهرا منتفعا به مقدورا على تسششلمه مملوكششا لششذي العقششد‪ .‬وقششوله‬
‫صح كونه صداقا‪ :‬أي في الجملة‪ ،‬فل يرد ما لو زوج عبده لحرة وجعششل رقبتششه صششداقا لهششا فششإنه‬
‫يصح مع صحة جعله ثمنا لنه منع منه هنا مانع وهششو أنششه ل يجتمششع الملششك والنكششاح لتناقضششهما‬
‫)قوله‪ :‬وإن قل( غاية لقوله ما صح كون ثمنشا‪ :‬أي كشل مششا صششح أن يكشون ثمنشا ولشو قليل يصششح‬
‫كونه صداقا‪ ،‬ول حاجة إلى تقييد القلة بأن ل تنتهي إلى حد ل يتمول‪ :‬لنشه حينئذ ل يصششح كشونه‬
‫ثمنا فهو خارج من موضوع المسألة )قوله‪ :‬لصحة كونه عوضششا( عبششارة شششرح المنهششج‪ :‬لكشونه‪،‬‬
‫أي الصداق‪ ،‬عوضا بإسقاط لفظ صحة‪ ،‬وهو الولى‪ :‬إذ ل معنى للعلة بدون إسقاطه‪ ،‬وهشي علشة‬
‫لما تضمنته الشرطية السابقة‪ ،‬والمعنى‪ :‬وإنما اشترط في صحة ما يجعل صداقا صحة جعله ثمنا‬
‫لكون الصداق عوضا عن الستمتاع بالبضع‪ ،‬فهو كالثمن‪ .‬نعم‪ :‬إن جعل علة للغايششة كششان لزيششادة‬
‫لفظ صحة معنى‪ ،‬أي وإنما صح أن يكشون قليل لصشحة كشون القليشل عوضشا إل أنشه بعيشد‪ .‬تأمشل‬
‫)قوله‪ :‬فإن عقد مما ل يتمول( أي بما ل يقابل بمال سواء كان في حد ذاتششه مششال كنششواة أو غيششره‬
‫كترك حد قذف فل حاجة حينئذ إلى زيادة‪ ،‬وما ل‬

‫] ‪[ 397‬‬

‫يقابل بمال كما زاده بعضهم )قوله‪ :‬كنواة الخ( تمثيل لما ل يتمول )قوله‪ :‬وقمششع باذنجششان(‬
‫في المصباح‪ :‬القمع ما على الثمرة ونحوهششا‪ ،‬وهششو الششذي تتعلششق بششه مثششل عنششب وحمششل‪ ،‬والجمششع‬
‫أقماع‪ .‬ا‍ه‪ .‬بتصرف )قوله‪ :‬وترك حد قذف( أي بأن قذفته واستحقت الحششد وأراد أن يجعششل تركششه‬
‫صداقا لها فل يصح لنه ل يقابل بمشال )قشوله‪ :‬فسشدت التسشمية( جشواب إن‪ ،‬ومشع فسشاد التسشمية‬
‫النكاح صحيح لن النكاح ل يفسد بفساد المسمى‪ .‬وذلك لن عقد النكاح مشتمل على عقدين‪ :‬عقد‬
‫للنكاح قصدا وبالذات‪ ،‬وعقد للصداق تبعا وبالعرض‪ .‬فإذا صح ما بالذات صح التابع لششه أو فسششد‬
‫هو فسد ول كذلك ما لو فسد التابع‪ ،‬فإن المتبوع على الصحة‪ ،‬كمششا هشو ظششاهر‪ ،‬أفششاده البجيرمششي‬
‫)قوله‪ :‬لخروجه عشن العوضششية( علشة الفسششاد‪ :‬أي فسششدت التسششمية بمششا ل يتمششول لكششونه ل يكشون‬
‫عوضا )قوله‪ :‬ولها( الضمير يعود على معلوم من السياق‪ ،‬وهو الزوجة الرشششيدة الششتي لششم يششدخل‬
‫بها )قوله‪ :‬كولي ناقصة( بالضافة‪ .‬وقوله بصغر‪ :‬الباء سببية متعلق بناقصة‪ :‬أي نقصششها بسششبب‬
‫صغر أو جنون‪ ،‬أي أو سفه‪) ،‬قوله‪ :‬وسيد أمة( معطوف على ولي ناقصة‪ :‬أي ولسيد أمة )قششوله‪:‬‬
‫حبس نفسها( أي عن تمكين الزوج منها‪ :‬أي أو حبس الششولي أو السششيد لهششا عنششه‪ .‬وكششان عليششه أن‬
‫يزيد ما ذكر ليطشابق مشا قبلشه‪ .‬وإذا حبسشت نفسشها أو حبسشها الشولي بسشبب عشدم تسشليم الصشداق‬
‫استحقت النفقة وغيرها وجوبا مدة الحبس لن التقصير منه‪) .‬فإن قيل( كيف ساغ لها الحبس مع‬
‫أنه ل يجب إل بالوطئ أو بالموت ؟ )يجاب( بأنه لما جششرى سششبب وجششوبه وهششو العقششد جششاز لهششا‬
‫الطلب‪ .‬وقوله لتقبض غير مؤجل‪ :‬اللم تعليلية متعلقة بحبس‪ :‬أي لها الحبس لجل أن تقبض مششا‬
‫هو لها من المهر غير المؤجل )قوله‪ :‬من المهر الخ( بيان لغيششر المؤجششل‪ .‬والمششراد بششالمهر الششذي‬
‫ملكته بالنكاح‪ .‬فخرج ما لو زوج أم ولده فعتقت بموته أو أعتقها أو باع أمته بعششد التزويششج فليششس‬
‫لها الحبس لنه ملك للوارث أو المعتق أو البائع ل لها فهي لم تملكه‪ .‬وخششرج أيضششا مششا لششو زوج‬
‫أمة ثم أعتقها وأوصى لها بمهرها فليس لها حبس نفسششها لنهششا إنمششا ملكتششه بالوصششية ل بالنكششاح‪.‬‬
‫وقوله المعين‪ :‬أي كتزوجتها بهذا العبد‪ .‬وقوله أو الحال‪ :‬بأن التزمه فششي الذمششة وشششرط أن يششؤديه‬
‫حال كتزوجتها بمائة ريال حالة )قوله‪ :‬سواء كان الخ( تعميم في غيششر المؤجششل‪ :‬أي ل فششرق فششي‬
‫غير المؤجل الذي حبست نفسها لجلششه بيششن أن يكششون بعششض المهششر بششأن اسششتلمت بعضششه وبقششي‬
‫البعض‪ ،‬أو كله بأن لم تستلم منشه ششيئا )قشوله‪ :‬أمشا لشو كشان مشؤجل فل حبشس لهشا( أي لرضشاها‬
‫بالتأجيل )قوله‪ :‬وإن حل الخ( غاية لقوله فل حبس لهششا‪ :‬أي فل حبششس لهششا ولششو حششل الجششل قبششل‬
‫تسليمها نفسها له لنها قد وجب عليها أن تسلم نفسها قبل الحلول فل يرتفع بالحلول‪ .‬ولششو تنششازع‬
‫الزوجان في البداءة بالتسليم بأن قششال الششزوج ل أسششلم المهششر حششتى تسششلمي نفسششك وقششالت هششي ل‬
‫أسلمك نفسي حتى تسلم المهر أجبر فيؤمر بوضعه عند عدل وتؤمر بتمكين لنفسششها‪ ،‬فششإذا مكنششت‬
‫أعطاه لها وإن لم يأتها الزوج‪ .‬ولو بادرت فمكنته طالبته بالمهر‪ .‬فإن لم يطأ امتنعششت حششتى يسششلم‬
‫المهر‪ .‬ولو بادر فسلم المهر لزمها التمكين إذا طلبه‪ ،‬فإذا امتنعت ولشو بل عشذر ل يسشترد المهشر‬
‫لتبرعه بالمبادرة )قوله‪ :‬ويسقط حق الحبس( أي للزوجة‪ .‬وقششوله بششوطئه‪ :‬أي الششزوج‪ .‬والضششافة‬
‫من إضافة المصدر لفاعله‪ .‬وقوله إياهششا‪ :‬مفعشوله‪ .‬وقشوله طائعششة كاملششة‪ :‬حششالن مششن المفعششول أو‬
‫الثاني حال من فاعل طائعة وتسمى الحال المتداخلة )قششوله‪ :‬فلغيرهششا( الضششمير عششود علششى القيششد‬
‫الثاني‪ :‬أعني كاملة‪ :‬أي فلغيهششر الكاملششة مششن صششغيرة ومجنونششة الحبششس بعششد الكمششال‪ :‬أي البلششوغ‬
‫والفاقة‪ ،‬وكان عليه أن يذكر محترز القيد الول أيضا‪ ،‬أعني طائعة‪ ،‬وهو الكراه‪ .‬ولو قششال أمششا‬
‫لو أكرهها أو كانت غير كاملة حال الوطئ ثم كملت بعده فلها الحبس لوفششى بششالمراد )قششوله‪ :‬إل‬
‫أن يسلمها الولي بمصلحة( أي إل أن يسلم غير الكاملة وليها بمصلحة تعود إليها كالنفقة والكسوة‬
‫وكحفظها فليس لها الحبس‬

‫] ‪[ 398‬‬

‫بعد الكمال‪ .‬وعبارة شرح الروض‪ :‬نعم لو سششلم الششولي الصششغيرة أو المجنونششة بالمصششلحة‬
‫فينبغي كما في الكفاية أنه ل رجوع لها وإن كملت‪ ،‬كمششا لششو تششرك الششولي الشششفعة لمصششلحة ليششس‬
‫للمحجور عليه الخذ بها بعد زوال الحجر علششى الصششح‪ ،‬بخلف مششا لششو سششلمها بغيششر مصششلحة‪،‬‬
‫انتهت )قششوله‪ :‬وتمهششل وجوبششا( أي بعششد تسششليم الصششداق لهششا‪ .‬وقششوله لنحششو تنظششف‪ :‬كإزالششة وسششخ‬
‫واستحداد‪ ،‬وذلك لن ما ذكر منفر‪ ،‬فإزالته أدعى إلى بقاء النكاح‪ .‬وخرج بنحو التنظيششف الجهششاز‬
‫والسمن ونحوهما فل تمهل لها )قوله‪ :‬بالطلب منها( متعلق بتمهل‪ .‬وفي حاشية الجملة مششا نصششه‪:‬‬
‫ونفقة مدة المهال على الزوج لنها معذورة في ذلك‪ .‬كذا في حاشية ح ل‪ .‬وفششي ع ش علششى م ر‬
‫ما يصرح بأنه ل نفقة لها‪ .‬وعبارته على قول الصل ول تسلم صغيرة ول مريضة حششتى يششزول‬
‫مانع وطئ‪ .‬قوله‪ :‬حتى يزول الخ‪ :‬أي ول نفقة لهما لعدم التمكين وينبغي أن مثلهما من استمهلت‬
‫لنحو تنظف وكل من عذرت في عدم التمكين‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ما يراه قششاض( مششا واقعششة علششى زمششن‪،‬‬
‫فهي ظرف باعتبار معناها متعلق بتمهل‪ :‬أي تمهل زمنا يراه قاض لنه أمر مجتهد فيه فأنيط بششه‬
‫)قوله‪ :‬من ثلثة أيام فأقل( بيان لما‪ ،‬ول يجوز مجاوزتها لن غرض التنظيف يحصل فيها غالبا‬
‫)قوله‪ :‬ل لنقطاع الششخ( معطششوف علششى لنحشو تنظششف‪ :‬أي ل تمهششل لنقطششاع حيششض ونفششاس لن‬
‫مدتهما قد تطول ويتأتى التمتع معهما بل وطئ كما في الرتقاء‪ .‬قال في النهاية‪ :‬وقول الزركشششي‬
‫إن قياس ما ذكروه في المهال للتنظيششف أن تمهششل الحششائض إذا لششم تششزد مششدة حيضششها علششى مششدة‬
‫التنظيف‪ .‬وصرح به في التتمة فيختص عدم إمهالها بما إذا كانت مدة الحيششض تزيششد علششى ثلثششة‬
‫أيام وإل فتمهل‪ :‬مردود‪ .‬ا‍ه‪ .‬أي فل تمهل وإن قل‪ .‬ع ش‪ .‬وقال فششي شششرح الششروض‪ :‬وكششالحيض‬
‫فيما قاله‪ ،‬أي الزركشششي‪ ،‬النفشاس‪ .‬ا‍ه‪) .‬قشوله‪ :‬نعشم لشو الشخ( الولشى حشذف لفشظ نعششم وجعششل واو‬
‫العطف في محلها‪ :‬إذ ل معنى للستدراك لن المستدرك منه‪ ،‬وهو قوله ل لنقطششاع الششخ‪ ،‬معنششاه‬
‫أنها تسلم نفسها له‪ ،‬والستدراك يفيد هذا المعنى‪ .‬وقوله خشيت‪ :‬أي الحششائض أو النفسششاء‪ .‬وقششوله‬
‫أنه يطؤهششا‪ :‬أي فششي حششال الحيششض والنفششاس‪ .‬وقششوله سششلمت نفسششها‪ :‬أي لزوجهششا‪ .‬وقششوله وعليهششا‬
‫المتناع‪ :‬أي من الوطئ )قوله‪ :‬فإن علمت أن امتناعها( أي من الوطئ‪ .‬وقوله واقتضت القششرائن‬
‫بالقطع‪ :‬أي بالجزم بأن يطأها )قوله‪ :‬لم يبعد أن لها بل عليها المتناع( أي مششن التسششليم‪ :‬أي أنهششا‬
‫ل تسلم نفسها فحصل الفرق بيششن المتنششاع الول والثششاني‪ ،‬فششالول بمعنششى المتنششاع مششن الششوطئ‬
‫والثاني بمعنى المتناع من التسليم‪ .‬وعبارة شرح الروض‪ :‬ولو علمت أنه يطؤها ول يراقب ال ش‬
‫تعالى فهل لها أن تمتنع ؟ فيه تردد للمام قال‪ :‬ول يبعد تجويز ذلك أو إيجششابه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقششوله حينئذ‪:‬‬
‫أي حين إذ علمت ذلك واقتضت القرائن الخ )قوله‪ :‬ولو أنكح الششولي( المششراد بششه مششا يعششم المجششبر‬
‫وغيره‪ ،‬وذلك لن ما عششدا الصششغيرة والمجنونششة ل يختششص بششالمجبر )قششوله‪ :‬صششغيرة( أي بكششرا‪.‬‬
‫وقوله أو مجنونة‪ :‬أي بكرا أو ثيبا )قوله‪ :‬بكرا( صفة لكل من صغيرة ومن رشيدة‪ .‬ولو قدم لفششظ‬
‫بكرا على قوله رشيدة لكان أولى‪ :‬لن البكششارة ليسششت بقيششد فششي الرشششيدة‪ .‬وقششوله بل إذن‪ :‬متعلششق‬
‫بأنكح‪ .‬والمراد بل إذن من الرشيدة في النقص عششن مهششر المثششل‪ ،‬سششواء أذنششت فششي النكششاح أم ل‪،‬‬
‫ليشمل المجبرة فإنه ل يشترط إذنها في النكاح‪ .‬وإنما قششدم علششى قششوله بششدون مهششر المثششل‪ ،‬مششع أن‬
‫المراد منه ما تقدم‪ ،‬لن قوله بدون مهر المثل متعلق بأنكششح المرتبششط بالصششغيرة وبالرشششيدة‪ ،‬فلششو‬
‫أخره لتوهم أنه راجع أيضا للصغيرة وللرشيدة مع أنه إنما هششو راجششع للثانيششة فقششط‪ :‬إذ الصششغيرة‬
‫ليس لها إذن )قوله‪ :‬أو عينت( أي الرشششيدة بكششرا أو غيرهشا‪ ،‬وهشو معطشوف علششى مقششدر مرتبششط‬
‫بقوله بل إذن‪ :‬أي بل إذن ولم تعين له قدرا أو عينته بأن قالت له زوجني بششألف فزوجهششا بششدونه‪.‬‬
‫وقوله فنقص عنه‪ :‬أي عشن القشدر الشذي عينتشه لشه‪ .‬وخشرج بنقشص عنشه مشا لشو زاد عليشه فينعقشد‬
‫بالزائد‪ ،‬كما في نظيره من وكيل البيع المأذون له فيه بقدر فزاد عليه وانظر لو كان الناقص عششن‬
‫القدر الذي عينته زائدا علششى مهششر المثششل‪ ،‬فهششل يبطششل المسششمى ويرجششع إلششى مهششر المثششل أم ل ؟‬
‫وعبارة التحفة‪ ،‬وبحث الزركشي‪ ،‬كالبلقيني‪ ،‬أنها لو كانت سفيهة فسششمى دون مأذونهششا لكنششه زائد‬
‫على مهر مثلها انعقد بالمسمى لئل يضيع الزائد عليها‪ ،‬وطرداه في‬

‫] ‪[ 399‬‬

‫الرشيدة وهو متجه في السفيهة‪ ،‬ل لما نظرا إليه‪ ،‬بل لنششه ل مشدخل لذنهشا فششي المششوال‪،‬‬
‫فكأنها لم تأذن في شئ ل في الرشيدة‪ ،‬لن إذنها معتبر في المال أيضا فاقتضت مخالفته ولو بمششا‬
‫فيه مصلحة لها فساد المسمى ووجوب مهر المثل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أو أطلقششت( أي الرشششيدة الذن‪ :‬أي‬
‫في النكاح ول حاجة إلى ذكر هذه المسألة بعد قوله أو رششيدة بل إذن‪ :‬إذ المشراد‪ ،‬كمشا تقشدم‪ ،‬بل‬
‫إذن في النقص عن مهر المثل أذنت في النكاح أم ل‪ .‬فالشق الول‪ ،‬أعني ما إذا أذنت في النكششاح‬
‫ولم تأذن في النقص‪ ،‬هو عين هذه المسألة إل أن يقال إنه من ذكر الخاص بعششد العششام‪ ،‬والمؤلششف‬
‫تبع شيخ السلم في العبارة المذكورة‪ .‬وعبارة المنهاج‪ :‬ولو قششالت لوليهششا زوجنششي بششألف فنقششص‬
‫عنه بطل النكاح‪ .‬فلو أطلقت فنقص عشن مهششر مثششل بطششل‪ .‬وفششي قششول يصششح بمهششر مثششل‪) .‬قلششت(‬
‫الظهر صحة النكاح في الصورتين بمهر المثل وال أعلم‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهي ظاهرة‪ .‬وقوله ولم تتعرض‬
‫لمهر‪ :‬أي سكت عن قدره‪ ،‬وهو بيان لمعنى الطلق )قوله‪ :‬صح النكاح( جواب لو‪ .‬وقوله علششى‬
‫الصح‪ :‬أي لن فساد الصداق ل يفسد النكاح كما مر‪ .‬وفارق عدم صحته مششن غيششر كششف ء بششأن‬
‫إيجاب مهر المثل هنا تدارك لما فات من المسمى‪ ،‬وذاك ل يمكن تداركه‪ .‬ومقابشل الصشح يحكشم‬
‫بفساد النكاح )قوله‪ :‬لفساد المسمى( علة لصحته بمهر المثل )قوله‪ :‬كما إذا قبل( أي ولي الطفششل‪:‬‬
‫أي فإنه يصح بمهر المثل‪ .‬وقوله لطفله‪ :‬أي أو مجنون أو سفيه )قوله‪ :‬بفوق مهششر مثششل( أي ممششا‬
‫ل يتغابن بمثله‪ ،‬وهو متعلق بقبل‪ .‬وقوله من ماله‪ :‬أي حالة كون ذلك الفوق مششع مهششر المثششل مششن‬
‫مال الطفل‪ .‬وعبارة الجمل‪ :‬وقوله بفوق مهر مثل‪ :‬أي بمهر مثل فما فششوق حالششة كششون المجمششوع‬
‫من مال المولى‪ ،‬أما لو كان من مال الولي أو قدر المهر من مال المولى والزائد من مششال الششولي‬
‫فإنه يصح في هاتين بالمسمى‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولو ذكروا( الضمير يعود على معلوم من المقششام وهششو‬
‫الزوج والولي والزوجة الرشيدة أو غيرها ممن ينضم للولي والزوج في الغششالب وعبششارة التحفششة‬
‫مع الصل‪ :‬فان توافقوا‪ ،‬أي الزوج والولي والزوجة الرشيدة‪ ،‬فالجمع باعتبارها أو باعتبششار مششن‬
‫ينضم للفريقين غالبا‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله مهرا سرا‪ :‬أي سواء كان بالتوافق أو بالعقششد‪ .‬وقششوله وأكششثر منششه‬
‫جهرا‪ :‬يقال فيه ما في الذي قبله‪ .‬وقوله لزمه ما عقد به‪ :‬أي مششا وقششع العقششد عليششه اعتبششارا بالعقششد‬
‫سواء قل أو كثر‪ .‬فلو وقع التفاق على ألفين ووقع العقد على ألف لزمه اللششف‪ ،‬أو وقششع التفششاق‬
‫على ألف ووقع العقد على ألفين لزمه اللفان‪ .‬هذا إن لم يتكرر العقشد‪ .‬فشإن تكشرر لزمشه مشا وقشع‬
‫العقد الول عليه قل أو كثر‪ ،‬اتحدت شهود العلنية والسر أم ل‪ .‬وذلك لن العششبرة بالعقششد الول‪،‬‬
‫وأما الثاني فهو لغ ل عبرة به‪ .‬وقد بين هذا بقوله وإذا عقد سرا بألف ثم أعيد جهرا بششألفين‪ ،‬أي‬
‫أو العكس‪ :‬بأن عقد سرا بألفين ثم أعيد جهرا بألف‪ ،‬فيلزمه اللفان‪ .‬وعلى هاتين الحالتين حملششوا‬
‫نص الشافعي رضي ال عنه في موضع علشى أن المهشر مهشر السشر‪ ،‬وفشي آخشر علشى أنشه مهشر‬
‫العلنية‪ :‬أي فالول محمول على ما تقدم عقششد السششر‪ ،‬والثششاني محمششول علششى تقششدم عقششد العلنيششة‬
‫)قوله‪ :‬وفي وطئ نكاح أو شراء( الجار والمجرور خبر مقشدم‪ .‬وقشوله مهشر مثششل‪ :‬مبتشدأ مشؤخر‪.‬‬
‫والشارح جعل قوله مهر مثل فاعل لفعل محذوف‪ .‬وعليششه فيكششون الجششار والمجششرور متعلقششا بششه‪،‬‬
‫والولى أن يجعله كما ذكرت‪ :‬إذ ل يجوز حذف الفعل إل بقرينششة تششدل عليششه‪ ،‬وهششذا بيششان لشششبهة‬
‫الطريق‪ .‬وقوله فاسد‪ :‬أي كل من النكاح والشراء )قوله‪ :‬كما في وطئ الشبهة( التشبيه يفيد أن ما‬
‫تقدم من وطئ النكاح والشراء الفاسدين ليس من وطئ الشبهة وليششس كششذلك‪ .‬ولششو قششال‪ ،‬كمششا فششي‬
‫المنهج‪ ،‬وفي وطئ شبهة كنكاح فاسد الششخ لكششان أولششى‪) .‬واعلششم( أن الشششبهة إمششا أن تكششون شششبهة‬
‫طريق‪ ،‬وهي التي يقول بحلها عالم‪ ،‬وذلك كما في الوطئ بالنكاح الفاسد‬

‫] ‪[ 400‬‬

‫والشراء الفاسد‪ ،‬وإما أن تكون شبهة الفاعل‪ :‬وذلك كوطئ الجنبية على ظن أنهششا حليلششة‪،‬‬
‫وإما أن تكون شبهة المحل‪ :‬كما إذا وطئ أب أمة ولده أو شريك المة المشتركة أو سيد مكاتبته‪،‬‬
‫وقد تقدم الكلم عليها في مبحث الرضاع )قوله‪ :‬يجب مهر مثل( محله إن كانت الشبهة منها بششأن‬
‫ل تكون زانية وإل فل وجوب‪ :‬سواء كان هو زانيا أم ل ويعتبر المهر وقششت الششوطئ لنششه وقششت‬
‫التلف ل وقت العقد لفساده‪ .‬وقوله لستيفائه‪ :‬أي الواطئ‪ ،‬وهو علة لوجششوب مهششر المثششل عليششه‬
‫)قوله‪ :‬ول يتعدد( أي المهر‪ .‬وقوله بتعدد الوطئ‪ :‬المراد بتعشدده كمشا قشاله الشدميري‪ ،‬أي يحصشل‬
‫بكل مرة فضاء الوطر مع تعدد الزمنششة‪ .‬فلششو كششان ينششزع ويعششود فالفعششال متواصششلة ولششم يقشض‬
‫الوطر إل آخرا فهو وقاع واحد بل خلف‪ .‬أما إذا لششم تتواصششل الفعششال فتتعششدد الوطششآت وإن لششم‬
‫يقض وطره‪) .‬والحاصل( أنه متى نزع قاصدا الترك أو بعد قضاء الوطر ثم عاد تعدد‪ ،‬وإل فل‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬نهاية )قوله‪ :‬إن اتحدت الشبهة( الولى أن يقول‪ ،‬كما في التحفة‪ ،‬لتحاد الشششبهة‪ .‬وذلششك لنششه‬
‫لم يذكر في كلمه من أنواع الشبهة إل نوعششا واحششدا وهششو النكششاح الفاسششد أو الشششراء الفاسششد‪ ،‬فل‬
‫يناسب أن يقيد ذلك بقوله إن اتحدت الشبهة‪ .‬نعم‪ :‬لو عبر كالمنهج بالعبارة التي نبهت عليهششا آنفششا‬
‫لكان قوله إن اتحششدت مناسششبا‪) .‬والحاصششل( أنششه ل يتعششدد المهششر بتعششدد الششوطئ إن اتحششد شششخص‬
‫الشبهة‪ ،‬فإن لم يتحد شخص الشبهة تعدد المهر سواء اتحد الجنس أم تعدد‪ ،‬كما لششو وطششئ مششرارا‬
‫بشبهة الفاعل أو شبهة الطريق أو شبهة المحل بشرط أن ل يؤدي المهر قبششل تعششدد الششوطئ‪ ،‬وإل‬
‫تعدد المهر‪ .‬وذلك كأن وطئ امرأة مرة بنكاح فاسد‪ .‬وفرق بينهما ثم مرة أخششرى بنكششاح فاسششد أو‬
‫وطئها يظنها زوجته ثم علم الواقع ثم وطئها مرة أخششرى يظنهششا زوجتششه أيضششا‪ .‬وهششذان المثششالن‬
‫لتعدد شخصها مع اتحاد جنسها‪ ،‬وهو شبهة الطريق في الول‪ ،‬وفي الثاني شبهة الفاعششل‪ .‬ومثششال‬
‫تعدد الشخص مع تعدد الجنس أن يطأها بنكاح فاسد ويفرق بينهما ثششم يطأهششا مششرة أخششرى يظنهششا‬
‫زوجته أو بالعكس‪ .‬ففي جميع ما ذكر يتعدد المهر‪ .‬ثم إن العبرة في عدم التعدد عنششد اتحادهششا أن‬
‫تكون من الواطئ والموطوءة‪ ،‬فإن فقدت الشبهة منه مع وجودهششا منهششا تعششدد المهششر مطلقششا‪ .‬فلششو‬
‫كرر وطئ نائمة أو مكرهة أو مطاوعة بشبهة اختصت بها تكرر المهر‪ ،‬لن سببه التلف وقششد‬
‫تعدد بتعدد الوطآت )قوله‪ :‬ويتقرر كله الششخ( المششراد بششالتقرر المششن مششن سششقوطه كلششه بالفسششخ أو‬
‫شطره بالطلق‪ ،‬ل وجوبه‪ ،‬لنه يجب بالعقد )قوله‪ :‬ويموت( أي فشي نكشاح صشحيح ل فاسشد‪ ،‬فل‬
‫يستقر المهر بالموت فيه‪ .‬وقد يسقط المهر بالموت‪ ،‬كما لو قتلت أمة نفسها أو قتلها سيدها‪ .‬ومثل‬
‫الموت مسخ أحدهما حجرا كله أو نصفه العلى )قوله‪ :‬ولو قبل الوطئ( تفيد الغاية أنه إذا وطششئ‬
‫ثم مات تقرر المهر بالموت وليس كذلك‪ ،‬بل يتقرر بالوطئ‪ .‬وفي التحفة والنهاية وشششرح المنهشج‬
‫إسقاطها‪ ،‬وهو المتعين‪) ،‬قوله‪ :‬لجماع الصششحابة علششى ذلششك( أي علششى تقششرره كلششه بششالموت‪ :‬أي‬
‫ولبقاء آثار النكاح بعده من الوارث وغيره )قوله‪ :‬أو وطئ( أي ويتقرر كله بوطئ‪ :‬أي وإن حرم‬
‫كوقوعه في حيشض أو فشي دبرهشا‪ .‬وخشرج بتقشرره بششالموت وبششالوطئ غيرهمشا كاسششتدخال مشائة‬
‫وخلوة ومباشرة فششي غيششر الفشرج حششتى لشو طلقهششا بعششد ذلششك فل يجشب إل بالشششطر‪ ،‬ليشة * )وإن‬
‫طلقتموهن من قبل أن تمسوهن( * )‪ (1‬أي تجشامعون )قشوله‪ :‬ويسشقط الشخ( ششروع فشي بيشان مشا‬
‫يرفع المهر وما ينصفه وغيرهما‪ .‬وقد أفرده الفقهاء بترجمة مستقلة )قوله‪ :‬أي كله( أي الصداق‪.‬‬
‫وهو بيان للفاعل المستتر‪ ،‬ل هو الفاعل نفسه‪ :‬إذ ل يجوز حذفه في غيششر مواضششع الحششذف‪ ،‬كمششا‬
‫تقدم التنبيه عليه غير مرة )قوله‪ :‬بفششراق وقششع منهششا( أي بسششبب عيششب فيششه أو بسششبب ردتهششا فششإنه‬
‫بالردة ينفسخ النكاح حال إذا كان قبل الوطئ )قوله‪ :‬قبله( متعلق بالفعل الذي قدره وهو قوله وقع‬
‫منها )قوله‪ :‬أي قبل وطئ( أي في قبل أو دبر ولو بعد استدخال مني‪ .‬تحفة )قوله‪ :‬كفسششخها الششخ(‬
‫تمثيل لما يحصل به الفراق منها )قوله‪ :‬بعيبه( الباء سببية متعلق بفسخها‪ :‬أي فسخها‬

‫)‪ (1‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪237 :‬‬

‫] ‪[ 401‬‬

‫بسبب عيب كائن فششي الششزوج‪ .‬وقشوله بإعسششاره‪ :‬أي بمهرهششا أو بالنفقششة )قشوله‪ :‬وكردتهششا(‬
‫عطف على كفسخها‪ :‬أي وكإرضاعها زوجة له صغيرة‪ ،‬وكإسلمها ولو تبعششا لحششد أبويهششا عنششد‬
‫غير ابن حجر‪ ،‬أما عنده فيتشطر المهر‪ .‬قال‪ :‬وما جزم به شيخنا‪ ،‬بأنه ل فرق‪ :‬أي بين إسششلمها‬
‫تبعا وغيره‪ ،‬فهو ل يلئم ما قالوه‪ :‬أي من تشطر المهر فيما لو أرضعته أمها أو أرضششعتها أمششه‪،‬‬
‫بجامع أن إسلم الم كإرضاعها سواء فكما لم ينظروا لرضاعها فكذلك ل ينظر لسششلمها‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أو بسببها( معطوف على منها‪ :‬أي أو وقع الفراق لكن منه بسببها‪ .‬وإنما سششقط المهششر فششي‬
‫الول لنها هي المختارة للفرقة فلذلك سقط العوض‪ ،‬وفي الثششاني لنهششا لمششا كششانت بسششببها كششانت‬
‫كأنهاها الفاسخة )قوله‪ :‬ويتشطر المهر( أي في كل فراق ل يكون منها ول بسششببها‪ .‬والمششراد مششن‬
‫تشطيره عود نصف المهر إلى الزوج إن كان هو المؤدي عن نفسه أو أداه عنششه وليششه‪ ،‬وإل عششاد‬
‫للمؤدي بنفس الفراق وإن لم يختر العود‪ .‬وذلك لظشاهر اليشة‪ .‬وقيشل المشراد مشن التششطير أن لشه‬
‫خيار الرجوع في النصف إن شاء تملكه وإن شاء تركه )قششوله‪ :‬بطلق( أي بائنششا كششان أو رجعيششا‬
‫لكن بعد انقضاء العدة‪ ،‬وصورة الرجعي قبل الدخول أن يكششون بعششد اسششتدخال المنششي فهششو طلق‬
‫قبل الدخول لكنه رجعي )قوله‪ :‬ولو باختيارها( غاية في التشطر‪ :‬أي يتشطر بششالطلق ولششو كششان‬
‫الطلق وقع باختيارها )قوله‪ :‬كأن فششوض الششخ( تمثيششل لمششا كششان باختيارهششا )قششوله‪ :‬أو علقششه( أي‬
‫طلقها بفعلهششا‪ :‬كششإن دخلششت الششدار فششأنت طششالق‪ .‬وقششوله ففعلششت‪ :‬أي المعلششق عليششه الطلق‪ ،‬وهششو‬
‫الدخول للدار )قوله‪ :‬أو فورقت بالخلع( معطوف على فوض‪ :‬أي وكأن فورقت‪ .‬فهو مندرج فيما‬
‫كان باختيارهششا )قششوله‪ :‬وبانفسششاخ نكششاح( معطششوف علششى بطلق فششي المتششن‪ :‬أي ويتشششطر المهششر‬
‫بانفساخ للنكاح‪ .‬وقوله بردته‪ :‬أي الزوج‪ ،‬أي أو بإسلمه‪ ،‬ولو تبعا‪ ،‬أو لعانه أو إرضاع أمششه لهششا‬
‫وهي صغيرة أو إرضاع أمها له وهو صغير‪ .‬ففي كل ذلك يتشطر المهر للنص عليه في الطلق‬
‫بقوله تعالى‪) * :‬فنصف ما فرضتم( * )‪ (1‬وقياسا عليه في الباقي‪ .‬وقوله وحده‪ .‬تقدم حكم ردتهششا‬
‫وحدها‪ .‬وبقي ما لو ارتدا معا‪ ،‬والعياذ بال تعالى‪ ،‬فهل هي كردتها فيسششقط المهششر كلششه أو كردتششه‬
‫فينصف ؟ وجهان‪ .‬أصحهما الثاني تغليبا لسببه )قوله‪ :‬وصدق نافي وطششئ مشن الزوجيششن( أي إذا‬
‫اختلفا في الوطئ وعدمه‪ ،‬وكان المصدق الذي ينفي الوطئ لن الصل عششدمه‪ .‬واسششتثنى مسششائل‬
‫ذكر بعضها الشارح يكون المصدق فيها المثبت‪ .‬وقد نظمها بعضهم بقششوله‪ :‬إذا اختلششف الزوجششان‬
‫في وطئه لها فمن منهما ينفيه فالقول قوله سوى صور ست فمثبته هو المصششدق فششاحفظ مششا تششبين‬
‫نقله إذا اختلفا في الوطئ قبل طلقها وجاء لششه منهششا علششى الفششرش نجلششه فششأنكره فششالقول فششي ذاك‬
‫قولها ويلزمه شرعا لها المهر كله كذلك عنين يقول وطئتها زمان امتهال حيث يمكن فعلششه كششذلك‬
‫مول قال إني وطئتها وفئت فل تطليق يلغى ومثله إذا طاهرا كانت وقششال لسششنة سششمت أنششت فيهششا‬
‫طالق صح عقله فقال بهذا الطهر إني وطئتها وما طلقت لم ينقطع منه حبله ومن طلقت منه ثلثا‬
‫وزوجت بغير وفيها قال ما غاب قبله فقالت بلى قد غاب فالقول قولهششا وأدرك ذاك الششزوج الول‬
‫حله وإن زوجت عرس بشرط بكششارة فقششالت لنششا إن الثيوبششة فعلششه وأنكششره فششالقول فششي ذاك قولهششا‬
‫وليس له منها خيار ينيله‬

‫)‪ (1‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪237 :‬‬

‫] ‪[ 402‬‬

‫وقششوله فششي ذاك قولهششا‪ :‬أي لترجيششح جانبهششا بالولششد‪ ،‬فششإن نفششاه عنششه صششدق بيمينششه لنتفششاء‬
‫المرجح‪ .‬وقوله وقال لسنة‪ :‬بالنون المشددة‪ .‬وقوله سمت‪ :‬أي السنة‪ .‬وقوله أنت فيها طالق‪ :‬مقول‬
‫القول‪ ،‬يعني إذا قال لطاهر أنت طالق للسنة فقال وطئت فششي هششذا الطهششر فل طلق حششال لكششونه‬
‫بدعيا وقالت لم تطأ فيه فيقع حال صدق لن الصل بقاء العصمة‪ ،‬والطلق السششني هششو مششا وقششع‬
‫في طهر خل عن وطئ فيه‪ ،‬والبدعي بخلفه‪ .‬وقوله وفيهششا قششال‪ :‬أي الغيششر مششا غششاب قبلششه بضششم‬
‫القاف‪ .‬أي ما غششابت حشششفته فششي فرجهششا فل تحششل للول‪ .‬وقشوله فششالقول قولهششا‪ :‬أي لتحششل للول‬
‫ويقبل قوله بالنسبة لتشطير المهر‪ .‬وقوله فششالقول فششي ذاك قولهششا‪ :‬أي بالنسششبة لششدفع الفسششخ‪ ،‬وأمششا‬
‫بالنسبة لتشطير المهر فالقول قوله هو )قوله‪ :‬بيمينه( متعلششق بصششدق )قششوله‪ :‬لن الصششل عششدمه(‬
‫أي عدم الوطئ وهو علة لكون المصدق نافي الوطئ )قوله‪ :‬إل إذا نكحها الخ( استثناء مششن قششوله‬
‫وصدق نافي وطئ الخ‪) .‬واعلم( أن هذه الصورة قد تقدمت في عيوب النكاح )قوله‪ :‬ثم قششال( أي‬
‫الزوج‪ .‬وقوله فقالت‪ :‬أي الزوجة‪ :‬أي أنكششرت قششوله المششذكور وقششالت بششل زالششت البكششارة بششوطئك‬
‫)قوله‪ :‬فتصدق بيمينها لدفع الفسخ( أي لجل أن ل يفسخ النكاح )قوله‪ :‬ويصدق هشو( أي بيمينششه‪،‬‬
‫كما تقدم للشارح التقييد به‪ ،‬وقوله لتشطيره‪ :‬أي لجل تشطير المهر‪ .‬أي عدم دفع كله لها‪ .‬وقوله‬
‫إن طلق قبل وطئ‪ :‬أي بعد الختلف المذكور وقبششل وطششئ فششإن طلقهششا بعششد الششوطئ فل يتشششطر‬
‫المهر‪ ،‬بل يجب كله‪ ،‬كمشا هشو ظشاهر‪) ،‬قشوله‪ :‬وإذا اختلفشا الشخ( شششروع فششي بيششان التحشالف عنشد‬
‫الختلف في قدر المهر أو صفته‪ .‬وقد عقد له الفقهاء فصل مستقل )قوله‪ :‬أي الزوجششان( أي أو‬
‫وارثاهما أو وارث أحدهما والخر )قوله‪ :‬في قدره( أي كأن قالت نكحتني بألف فقششال بخمسششائة‪.‬‬
‫وقوله أي المهر المسمى‪ :‬أي في العقد‪ ،‬وإنما قيده بالمسمى ليخرج ما لو وجب مهر المثششل لنحششو‬
‫فساد تسمية ولم يعرف لها مهر مثل فاختلف فيه فيصدق الزوج بيمينه لنه غارم والصل براءة‬
‫ذمته عما زاد‪ .‬أفاده م ر‪) .‬قوله‪ :‬وكان ما يدعيه الزوج أقل( أي كالمثال السابق‪ .‬وخرج به ما إذا‬
‫كان أكثر فإنها تأخذ ما ادعته ويبقى في يده الزائد كمن أقر لشششخص بشششئ فكششذبه )قششوله‪ :‬أو فششي‬
‫صفته( معطوف على في قدره‪ :‬أي أو اختلفا في صفته‪ .‬والمراد بها مششا يشششمل الجنششس والحلششول‬
‫والجل وقدر الجل بدليل البيان بعده وهو قوله مشن نحشو جنشس الشخ فشإنه بيشان للصشفة‪ .‬ويشدخل‬
‫تحت نحوه الحلول والجل وقدر الجل والصحة )قوله‪ :‬كدنانير( أي ادعتها هي دونه‪ :‬كأن قالت‬
‫تزوجتك بألف دينار فقال بشل بششألف درهششم‪ ،‬وهشو تمثيشل للختلف فشي الجنششس‪ .‬وقشوله وحلشول‪:‬‬
‫معطوف على دنانير‪ :‬أي وكحلول ادعته هششي دونششه‪ ،‬كششأن قششالت تزوجتششك بمششائة حالششة فقششال بششل‬
‫مؤجلة‪ ،‬وهو تمثيل للختلف في نحو الجنس‪ ،‬ومثله ما بعده‪ .‬وقوله وقدر أجششل‪ :‬معطششوف علششى‬
‫دنانير أيضا‪ ،‬وذلك كأن قالت تزوجتك بمائة مؤجلة إلى شهرين فقال بلى إلى ثلثة أشهر‪ .‬وقوله‬
‫وصحة‪ :‬معطوف أيضا على دنانير‪ :‬كأن قالت زوجتك بمائة صششحيحة فقششال بششل مكسششرة‪ :‬ثششم إن‬
‫عطف المذكورات على دنانير أولى من عطفها على نحو جنس لنه عليه يكون قد وفى بالمثلششة‬
‫للجنس ولنحوه‪ ،‬بخلفه على الثاني فل يكون موفيا بذلك ويلزم عليه أيضا تخريششج العطششف علششى‬
‫أنه من عطف الخاص على العام‪ ،‬وهو خلف الصل فيششه‪ .‬وقششوله وضششدها‪ :‬راجششع للجميششع‪ ،‬أي‬
‫الدنانير وما بعدها‪ ،‬أي كدنانير وضدها وهو الدراهم‪ ،‬وحلششول وضششده وهششو الجششل‪ ،‬وقششدر أجششل‬
‫وضده‪ .‬والمراد به أن يكون مدعاه أكثر من مدعاها في القدر‪ .‬وبقي ما لو اختلفا في أصل تسمية‬
‫المهر أو في تسمية قدر المهر‪ .‬كأن ادعى تسمية فأنكرتها لتأخذ مهر المثل أو ادعت تسمية قششدر‬
‫فأنكرها الزوج )قوله‪ :‬ول بينة( أي والحال أنه ل بينة لواحششد منهمششا أصششل )قششوله‪ :‬أو تعارضششت‬
‫الخ( أي أو وجدت بينة لكل منهما ولكن تعارضتا بأن أطلقتششا أو أرختششا بتاريششخ واحششد أو أرخششت‬
‫إحداهما وأطلقت الخرى‪ ،‬فإن لم يكن التاريخ واحدا حكم بمقدمة التاريخ )قششوله‪ :‬تحالفششا( جششواب‬
‫إذا‪ .‬وقوله كما في البيع‪ :‬أي كالتحالف المار في الششبيع‪ ،‬ولكششن هنشا يبششدأ فششي اليميشن بششالزوج لقشوة‬
‫جانبه‪ ،‬وكيفية التحالف المار فيه أن‬

‫] ‪[ 403‬‬

‫يحلف كل واحد يمينا واحدة تجمع نفيا لقول صاحبه وإثباتا لقوله فيقول الزوج مثل‪ :‬والشش‬
‫ما تزوجتها بألف دينار ولقد تزوجتها بألف درهم‪ ،‬وتقول هي وال ما تزوجته بششألف درهششم ولقششد‬
‫تزوجته بألف دينار )قوله‪ :‬ثم بعد التحالف يفسخ المسمى( أي علشى مششا مششر فششي الششبيع أيضششا مششن‬
‫أنهما يفسخانه أو أحدهما أو الحاكم ول ينفسخ بنفس التحالف )قوله‪ :‬ويجب مهششر المثششل( أي لن‬
‫التحالف يوجب رد البضع‪ ،‬وهو متعذر فوجبت قيمته وهو مهر المثل‪ .‬فمهر المثل سببه التحالف‬
‫والفسخ وهو غير المهر الذي ادعاه الزوج لنه فسششخ وصششار لغششوا بششدعوى الزيششادة عليششه‪ .‬أفششاده‬
‫البجيرمي )قوله‪ :‬وإن زاد( أي مهر المثل على ما ادعته الزوجة‪ .‬وهذا في صورة الختلف فششي‬
‫قدر المهر )قوله‪ :‬وهو( أي مهر المثل وقوله ما يرغب به عادة أي قدر ما يرغب فيه في العادة‪.‬‬
‫وخرج بها ما لو شذ واحد لفرط سعته ويساره فرغب بزيادة فل عبرة به‪ .‬وقوله في مثلهششا نسششبا‪:‬‬
‫أي ولو في العجم‪ .‬واعتبار النسشب هشو الركشن العظشم لن الرغبشات تختلشف بشه مطلقشا‪ .‬وقشوله‬
‫وصفة الولى حذفه لنه يشمله‪ .‬قوله التي قريبششا ويعتششبر مششع ذلششك مششا يختلششف بشه غششرض الششخ‪.‬‬
‫وقوله من نساء عصباتها‪ :‬بيان لمثله والمراد لو فرضششن ذكششورا‪ :‬إذ ليششس فششي النسششاء عصششبة إل‬
‫التي منت بعتق الرقبة وهي المنسوبات إلى من تنسشب المنكوحشة إليشه مشن البشاء فشتراعى أخشت‬
‫لبوين ثم لب ثم بنششت أخ كششذلك ثششم عمششة كششذلك ثششم بنششت عمششة كششذلك وليششس منهششن الم والجششدة‬
‫والخالة‪ .‬قال في فتتح الجواد‪ :‬وتقدم نساء عصباتها وإن غبن عن بلدها‪ ،‬فإن كن ببلششدين هششي فششي‬
‫أحدهما اعتبر نساء بلدها )قوله‪ :‬فإن جهل مهرهن( أي نسششاء عصششباتها‪ .‬وعبششارة متششن المنهششاج‪:‬‬
‫فإن فقد نساء العصبة أو لم ينكحن أو جهل مهرهن فأرحام‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهي أولششى )قششوله‪ :‬فيعتششبر مهششر‬
‫رحم لها( أي فيعتبر مهر ذوات رحم لها وذلك لنهن أولى من الجانب‪ .‬والمراد بذوات الرحام‬
‫هنا الم وقراباتهشا ل ذوو الرحشام المشذكورون فشي الفشرائض لن الم وأمهاتهشا لسشن مشن ذوي‬
‫الرحام المذكورين في الفرائض‪ ،‬بل من أصحاب الفروض )قوله‪ :‬كجششدة وخالششة( تمثيششل لششذوات‬
‫الرحم لها )قوله‪ :‬قال الماوردي والروياني تقدم الم الخ( أي مششن ذوات الرحششام‪ :‬أي تعتششبر الم‬
‫أول ثم الخت للم )قوله‪ :‬فالجدات الششخ( أي وتقششدم القربششى مششن كششل جهششة علششى البعششدي‪ .‬وقششوله‬
‫فالخالة‪ :‬أي فبعششد الجششد أب الخالششة وهششي أخششت الم )قشوله‪ :‬فبنششت الخششت( أي فبعششد الخالششة بنششت‬
‫الخت‪ .‬وقوله أي للم‪ :‬بيان للخت )قوله‪ :‬فبنت الخالة( أي فبعد بنت الخت تعتشبر بنششت الخالشة‬
‫)قوله‪ :‬ولو اجتمع الخ( هذا من قول الماوردي والروياني كما يدل عليششه عبششارة المغنششي ونصششها‪.‬‬
‫)تنبيه( ظاهر كلمه أن الم ل تعتبر‪ ،‬وليس مرادا‪ ،‬فقد قششال المششاوردي تقششدم مششن نسششاء الرحششام‬
‫الم ثم الجدات ثم الخالت ثم بنات الخوات ثم بنات الخوال‪ .‬وعلششى هششذا قششال ولششو اجتمعششت أم‬
‫أب وأم أم فأوجه ثالثها‪ ،‬وهو الوجه‪ ،‬التسوية‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬فالششذي يتجششه اسششتواؤهما( قششال سششم فششي‬
‫الكنز للستاذ أبي الحسششن البكششري‪ :‬والقششرب‪ ،‬تقششدم‪ ،‬أم الم‪ .‬ا‍ه )قششوله‪ :‬فششإن تعششذرت( أي ذوات‬
‫الرحام‪ .‬وفي بعض نسخ الخط فإن تعذرن‪ ،‬بنون النسوة‪ ،‬وهو أولى‪ .‬والمششراد تعششذر معرفششة مششا‬
‫يرغب فيه من مهورهن‪ :‬إما لكونهن لم يوجششدن‪ ،‬وإمششا لكششونهن لششم ينكحششن‪ .‬وقششوله اعتششبرت‪ :‬أي‬
‫المنكوحة بمثلها في الشبه من الجنبيات‪ .‬وعبارة فتح الجواد‪ :‬ومن تعذرت معرفة أقاربهشا تعتشبر‬
‫بمن يساويها من نساء بلدها ثم أقرب البلد إليها ثم أقرب النساء بها شبها‪ :‬أي فتعتبر المة بأمششة‬
‫مثلها‪ ،‬والبدوية ببدوية وهكذا‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ويعتبر مع ذلك( أي مع ما ذكر مششن رعايششة مثلهششا نسششبا‬
‫)قوله‪ :‬ما يختلف به غرض( أي رعاية ما يختلف به ذلك وعبارة فتح الجواد مع الصل ويعتششبر‬
‫زيششادة علششى رعايشة النسششب مشوجب رغبششة‪ ،‬أي مششا يششوجب الرغبششة‪ ،‬أي أو ضششدها مششن الصششفات‬
‫والعتبارات المرغبة والمنفردة‪:‬‬

‫] ‪[ 404‬‬

‫كشرف سيد أمة أو معتقها وخسته‪ ،‬وكيسار وعفة وجمال وبكارة وفصاحة وضششدها‪ ،‬فششإن‬
‫فضلتهن أو نقصششت عنهشن فششرض اللئق بالحشال‪ .‬ا‍ه‪) .‬قشوله‪ :‬كسشن الششخ( تمثيششل لمششا يختلشف بشه‬
‫الغرض من الصفات )قوله‪ :‬ويسار( قال فششي النهايششة‪ :‬وإنمششا لششم يعتششبر نحششو المششال والجمششال فششي‬
‫الكفاءة لن مدارها على دفع العار‪ ،‬ومدار المهر على ما تختلششف بششه الرغبششات‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬فششإن‬
‫اختصت( أي المنكوحششة‪ .‬وقششوله عنهششن‪ :‬أي عششن أمثالهششا‪ .‬وقششوله بفضششل‪ :‬أي بصششفة فاضششلة مششن‬
‫الصشفات المشذكورة‪ .‬وقشوله أو نقشص‪ :‬معطشوف علشى فضشل‪ :‬أي أو اختصشت بنقشص أي بصشفة‬
‫ناقصششة مشن أضشداد الصششفات المشذكورة‪ .‬وقشوله زيشد عليششه‪ :‬أي علششى مهشر مشن أشششبهتها وزادت‬
‫المنكوحة عليها بصفة فاضلة‪ .‬وقوله أو نقص منه‪ :‬أي من المهر المششذكور‪ .‬وقششوله لئق بالحششال‪:‬‬
‫تنازعه كل من زيد ونقص‪ .‬والمعنى زيد على المهر أو نقص من المهر لئق بها بحسب ما فيهشا‬
‫من الزيادة أو النقصان‪ .‬وقوله بحسب ما يراه قاض‪ :‬أي لن ما ذكر من الزيادة أو النقصان أمر‬
‫مجتهد فيه فأنيط بالحاكم )قوله‪ :‬ولو سامحت واحدة( أي ولو سامحت واحدة من العصششبة ببعششض‬
‫مهرها‪ .‬وقوله لم يجب موافقتهشا‪ :‬أي ل يجشب علشى الباقيشات المسشامحة أيضشا وذلشك لن العشبرة‬
‫بالغالب‪ ،‬ومحله ما لم تكن المسشامحة لنقشص نسشب يفشتر الرغبشة وإل فتعتشبر‪ .‬قشال فشي الشروض‬
‫وشرحه‪ :‬وإن كن كلهن أو غالبهن يسامحن قوما دون قوم اعتبرناه‪ ،‬فلو جرت عادتهن بمسششامحة‬
‫العشيرة دون غيرهم خففنا مهر هذه في حششق العشششيرة دون غيرهششم‪ ،‬وكششذا لششو سششامحن للشششريف‬
‫دون غيرهم‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وليس لولي عفو عن مهر لموليته( أي علششى الجديششد ول يششرد عليششه قششوله‬
‫تعالى‪) * :‬إل أن يعفون أو يعفو الذي بيششده عقششدة النكششاح( * )‪ (1‬لن الششذأي بيششده ذلششك الششزوج ل‬
‫الولي‪ :‬إذ لم يبق بيده بعد العقد عقدة بخلف الزوج فإن بيده العقدة من حين العقشد إلشى الفرقشة إن‬
‫شاء أمسكها وإن شاء حلها بالفرقة‪ .‬قال في النهاية‪ :‬والقديم له ذلك‪ ،‬وله شروط‪ .‬أن يكششون الوليششد‬
‫أبا أو جدا‪ ،‬وأن يكون قبل الدخول‪ ،‬وأن تكون بكرا صغيرة عاقلة‪ ،‬وأن يكششون بعششد الطلق‪ ،‬وأن‬
‫يكون الصداق دينا في ذمة الزوج لم يقبض‪ .‬ا‍ه )قششوله‪ :‬كسششائر ديونهششا( أي كسششائر الششديون الششتي‬
‫تستحقها في ذمة الزوج أو غيششره‪ ،‬فل يجششوز للششولي العفششو عنهششا‪ .‬وقششوله وحقوقهششا‪ :‬عطفششه علششى‬
‫الديون من عطف العام على الخاص‪ :‬إذ هي شاملة للديون ولغيرها كحد القشذف )قشوله‪ :‬ووجششدت‬
‫من خط( أي بخط فمن بمعنى الباء )قوله‪ :‬إن الحيلة فششي بششراءة الششزوج( أي فقششط‪ ،‬ل فششي سششقوط‬
‫حقها مطلقا‪ ،‬إذ الحيلة التي ذكرها فيها انتقال الحق في ذمة الزوج إلى ذمة الولي‪ ،‬فحقها باق في‬
‫ذمششة الششولي )قششوله‪ :‬أن يقششول الششولي الششخ( المصششدر المششؤول خششبر أن‪ .‬وقششوله طلششق موليششتي‪ :‬أي‬
‫الصغيرة أو المجنونة أو السفيهة‪ .‬وقوله على خمسمائة درهم‪ :‬أي على دفع خمسمائة درهششم لششك‪.‬‬
‫وقوله علي‪ :‬أي حال كونها ثابتة علي أدفعها لك‪ .‬وخرج ما لو قال على موليتي فل يصح )قوله‪:‬‬
‫فيطلق( أي على الشرط الذي ذكره الولي )قوله‪ :‬ثم يقول الشزوج( أي للشولي‪ .‬وقشوله أحلششت الشخ‪:‬‬
‫مقول القول )قوله‪ :‬فيقول الولي قبلت( أي الحوالة المذكورة لها )قوله‪ :‬فيبرأ الششزوج( أي وينتقششل‬
‫حقها حينئذ إلى ذمة وليها كما عرفت )قوله‪ :‬ويصح التبرع بالمهر من مكلفة( بالغة عاقلة وخرج‬
‫بذلك الصغيرة والمجنونة فل يصح إبراؤهما )قششوله‪ :‬بلفششظ البششراء( أي بلفششظ مشششتقاته‪ :‬كأبرأتششك‬
‫وأنت برئ من الصداق الذي لي عليك )قوله‪ :‬والعفو( أي وبلفظ العفو أي مشتقاته‪ :‬كعفوت عنششك‬
‫في الصداق وأنت معفو عنك في الصداق )قوله‪ :‬والسقاط( أي وبلفظ السقاط‪ :‬أي مشتقاته‬
‫)‪ (1‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪237 :‬‬

‫] ‪[ 405‬‬

‫أيضا كأسقطت عنك صداقي وهو سشاقط عنششك )قشوله‪ :‬والحلل والتحليشل( أي وبلفظهمشا‬
‫أي مشتقاتهما أيضا كأن تقول له أنت في حل من الصداق الذي في ذمتك أو حللتك مششن الصششداق‬
‫الذي لي عليك )قوله‪ :‬والباحة والهبة( أي بلفظ مشتقاتهما‪ :‬كأبحتك الصداق أو وهبته لك )قششوله‪:‬‬
‫وإن لم يحصل قبول( أي يصح التبرع بهذه اللفاظ وإن لم يحصل قبول من الزوج‪ :‬إذ البراء ل‬
‫يحتاج إلى قبول )قوله‪ :‬مهمات( أي ثلث )قوله‪ :‬لو خطب الخ( هذه المسألة قد تقششدمت فششي آخششر‬
‫باب الهبة‪ ،‬وقد نقلت هناك‪ ،‬وفي باب النكاح سؤال وجوابا عن الشششهاب الرملششي فيهششا‪ .‬فل تغفششل‬
‫)قوله‪ :‬بل لفظ( أي يدل على التبرع‪ ،‬وهو وما بعده متعلقان بكل من الفعليششن قبلششه‪ :‬أعنششي أرسششل‬
‫ودفع‪ .‬وقوله إليها‪ :‬أي إلى مخطوبته ومثلها وليها أو وكيلها‪ .‬وقوله مال‪ :‬تنازعه كل مششن الفعليششن‬
‫المتقدمين وقوله قبل العقد‪ :‬متعلق بكل منهما أيضا )قوله‪ :‬أي ولم يقصد التبرع( ويعششرف القصششد‬
‫بإقراره )قوله‪ :‬ثم وقع العراض( أي عن العقد‪ .‬وقوله منها أو منه‪ :‬أي حال كونه صششادرا منهششا‬
‫أو منه )قوله‪ :‬رجع( جواب لو والرجوع إما عليها أو على وليها أو وكيلها‪ .‬وقششوله بمششا وصششلها‪:‬‬
‫أي بما استلمته منشه سشواء كشان بالرسشال أو الشدفع )قشوله‪ :‬كمشا صشرح بشه( أي بشالرجوع جمشع‬
‫محققون‪ .‬وعبارة التحفة بعد قوله بما وصلها منه كما أفاده كلم البغوي واعتمده الذرعي ونقلششه‬
‫الزركشي وغيره عن الرافعي‪ ،‬أي اقتضاء يقرب مششن الصششريح‪ .‬وعبششارة قواعششده‪ :‬خطششب امششرأة‬
‫فأجابته فحمل إليهم هدية ثم لم ينكحها رجع بما ساقه إليها لنه ساقه بناء على إنكاحه ولم يحصل‬
‫ذكره الرافعي الخ )قوله‪ :‬ولو أعطاها( أي أعطى زوجته التي لها في ذمته صدق بعد العقششد مششال‬
‫)قوله‪ :‬فقالت الخ( أي فاختلفا فيه فقالت هذا الشذي أعطيتنشي إيششاه هديششة ل صشداق‪ ،‬وقششال هشو بشل‬
‫أعطيتك إياه على أنه الصداق الذي لك في ذمتي‪ .‬وقوله صدق‪ :‬أي الزوج‪ .‬وعبارة النوار‪ :‬ولششو‬
‫انفقا على قبض مال منه أو بعث مال إليها فقال دفعته أو بعثته مهششرا وقششالت هبششة أو هديششة‪ :‬فششإن‬
‫اتفقا على أنه تلفظ وقال قلت إنه صداق وقالت أنه هبة أو هدية ول بينة صدق بيمينه‪ ،‬ولششو اتفقششا‬
‫على أنه لم يتلفظ واختلفا في نيته صدق بيمينه سواء كان من جنس الصداق أو غيره‪ ،‬فششإذا حلششف‬
‫فإن كان من جنس الصداق وقع عنششه وإل فششإن رضششيا بششبيعه بالصششداق فششذاك وإل اسششترده وأدى‬
‫الصداق‪ ،‬فإن كان تالفا فله البدل‪ ،‬وقد يتقاصان‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وإن كان( أي المال المختلشف فيشه مشن‬
‫غير جنس الصداق‪ :‬بأن كان المال المذكور دراهم والمسششمى فشي العقشد مثل دنشانير )قشوله‪ :‬ولشو‬
‫دفع لمخطوبته( أي قبل العقد مال‪ .‬وقوله وقال الخ‪ :‬أي واختلفا فيه قبل العقد أو بعده فقال الزوج‬
‫أنا وقت دفعه قصدت جعله عن الصششداق الششذي سششيجب علششي بالعقششد‪ ،‬وقششالت هششي بششل هششو هديششة‬
‫أهديته‪ .‬ومثله ما إذا قال جعلته عن الكسوة التي ستجب علي بالعقد والتمكين وقالت هي بل هديششة‬
‫)قوله‪ :‬فالذي الخ( جواب لو‪ .‬وقوله يتجه تصديقها‪ :‬أي المخطوبة )قوله‪ :‬إذ ل قرينة هنا( أي فششي‬
‫هذه المسألة على صدقه في قصده والفرض أنه ل بينة‪ .‬والحشتراز بشه عشن المسشألتين الولييشن‪،‬‬
‫أي مسألة ما إذا خطب امرأة وأرسل إليها مال قبل العقد ولم يقصششد التششبرع ثششم وقششع العششراض‪،‬‬
‫ومسألة ما إذا أعطاها مال فقالت هدية وقال صداق‪ ،‬فإن فيهما قرينة على صدقه في قصششده‪ :‬أمششا‬
‫الولى فلن قرينة سبق الخطبة تغلب على الظن أنه إنما بعثششه أو دفعششه إليهششا لتتششم تلششك الخطبششة‪،‬‬
‫وأما في الثانية فقرينة وجود الدين مع غلبة قصد براءة الذمة تؤكد صدق الدافع‪ .‬أفاده في التحفششة‬
‫)قوله‪ :‬ولو طلق في مسألتنا( انظر ما المراد بمسألته هل الولى أو الثانية أو الثالثشة ؟ فشإنه سشاق‬
‫المسائل الثلث ولم يختص بواحششدة منهششا حششتى تصششح الحوالششة عليهششا ؟ والظششاهر أنششه يعنششي بهششا‬
‫المسألة الولى ‪ -‬وهي‬

‫] ‪[ 406‬‬
‫قوله ولو خطب ثم أرسل أو دفع الخ ‪ -‬بقرينة العلة التية فإنها هي الششتي دفششع فيهششا لجششل‬
‫العقد‪ ،‬إذا علمت ذلك فكان الولى أن يقول في المسألة الولى‪ :‬ثم رأيششت هششذه اللفظششة فششي عبششارة‬
‫شيخه‪ ،‬فلعلها سرت له منها‪ .‬فتنبه )قوله‪ :‬لشم يرجشع بششئ( أي عليهشا )قشوله‪ :‬خلفشا للبغشوي( أي‬
‫القائل بأن له الرجوع‪) .‬قوله‪ :‬تتمة( أي في بيان حكم المتعششة‪ ،‬وهششي‪ ،‬بضششم الميششم وكسششرها‪ ،‬لغششة‬
‫التمتع‪ .‬وشرعا مال يدفعه لمششن فارقهششا أو لسششيدها بشششروط تششأتي‪ .‬والصششل فيهششا قششوله تعششالى‪* :‬‬
‫)وللمطلقات متاع بالمعروف( * )‪ (1‬وقوله تعالى‪) * :‬ومتعوهن( * )‪ (2‬هششي واجبششة‪ ،‬ول ينششافي‬
‫الوجوب قوله‪) * :‬حقا على المحسنين( * )‪ (3‬لن فاعل الوجششوب محسششن أيضششا‪ .‬والحكمششة فيهششا‬
‫جبر اليحاش الحاصل بالفراق‪ .‬قال المام النووي رحمه ال تعالى‪ :‬إن وجوب المتعة مما يغفششل‬
‫عنه النساء‪ ،‬فينبغي تعريفهن إياه وإشاعته بينهن ليعرفن ذلك )قوله‪ :‬تجب عليه الخ( ل فششرق فششي‬
‫وجوبها بين المسلم والكافر‪ ،‬والحر والعبد‪ ،‬والمسلمة والذمية‪ ،‬والحرة والمة‪ ،‬وهشي لسشيد المشة‬
‫وفي كسب العبد )قوله‪ :‬لزوجة موطوءة( وكذا غير الموطوءة التي لم يجب لها شئ أصل‪ .‬وهي‬
‫المفوضة التي طلقت قبل الفرض ووالوطئ فتجب لها المتعة لقوله تعالى‪) * :‬ل جنششاح عليكششم إن‬
‫طلقتم النساء ما لشم تمسشوهن أو تفرضشوا لهشن فريضشة‪ ،‬ومتعشوهن( * )‪ (4‬أمشا الشتي وجشب لهشا‬
‫نصف المهر فل متعشة لهشا لن النصشف جشابر لليجشاش الشذي حصشل لهشا بشالطلق مشع سشلمة‬
‫بضعها‪ .‬ولو قال‪ ،‬كغيره‪ ،‬لزوجة لم يجب لها نصف مهر فقط بأن لم يجششب لهششا المهششر أصششل أو‬
‫وجب لها المهر كله لكان أولى‪ :‬لما في عبارته من اليهششام الششذي ل يخفششى )قششوله‪ :‬ولششو أمششة( أي‬
‫ولو كانت الزوجة أمة وهو حر بشروطه أو عبد )قوله‪ :‬متعة( فاعل تجششب )قششوله‪ :‬بفششراق( البششاء‬
‫سششببية متعلقششة بتجششب‪ :‬أي تجششب بسششبب الفششراق )قششوله‪ :‬بغيششر سششببها( الجششار والمجششرور متعلششق‬
‫بمحذوف صفة لفراق‪ :‬ي فراق حاصل بغير سشببها‪ :‬أي وبغيشر سشببهما وبغيشر سشبب ملكشه لهشا‪،‬‬
‫وذلك كطلقه وإسلمه وردته ولعانه‪ ،‬بخلف ما إذا كان الفراق حصل بسببها كإسلمها وردتهششا‬
‫وملكها له وفسخها بعيبه وفسخه بعيبها أو بسببهما‪ :‬كأن ارتدا معا أو بسبب ملكه لها بأن اشتراها‬
‫بعد أن تزوجها فل متعة في ذلك كله )قوله‪ :‬وبغير موت أحدهما( معطوف على بغير سببها‪ :‬أي‬
‫وفراق حاصل بغير موت أحد الزوجين‪ :‬أي أو موتهما معا‪ .‬وخرج به ما إذا كان الفششراق بمششوت‬
‫أحدهما‪ :‬أي أو موتهما فل متعة فيه )قوله‪ :‬وهي( أي المتعة شششرعا‪) .‬وقشوله‪ :‬مششا يتراضششى الششخ(‬
‫أي مال يتراضى الزوجان عليه )قوله‪ :‬وقيششل أقشل مششال الشخ( أي وقيشل إن المتعشة هششي أقششل مشال‬
‫يجوز أن يجعل صداقا بأن يكون متمول طاهرا منتفعا به )قوله‪ :‬ويسششن أن ل ينقششص( أي المششال‬
‫الذي يجعل متعة‪) .‬وقوله عن ثلثين درهما( أي أو ما قيمته ذلك‪ .‬وفي المغني‪ :‬قال في البششويطي‬
‫وهذا أدنى المستحب‪ ،‬وأعله خادم‪ ،‬وأوسطه ثوب‪ .‬ا‍ه‪ .‬ويسن أن ل تبلغ نصف مهر المثل ‪ -‬كما‬
‫قاله ابن المقري‪ ،‬فإن بلغته أو جاوزته جاز لطلق الية‪ .‬قال البلقيني وغيششره‪ :‬ول يزيششد وجوبششا‬
‫على مهر المثل ولم يذكروه‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬فإن تنازعا( أي الزوجان في قششدر المتعششة‪ .‬وقششوله قششدرها‬
‫القاضششي‪ :‬أي باجتهششاده‪ .‬وقششوله بقششدر حالهمششا‪ :‬أي معتششبرا حالهمششا وقششت الفششراق لقششوله تعششالى‪* :‬‬
‫)ومتعوهن على الموسع قدره وعلششى المقشتر قشدره( * )‪ (5‬وقيششل يعتشبر حششاله فقشط لظشاهر اليشة‬
‫المذكورة وكالنفقة‪ ،‬ويرد بأن قوله تعالى‪) * :‬وللمطلقات متاع بالمعروف( * )‪ (6‬فيه إشششارة إلششى‬
‫اعتبار حالهن أيضا‪ ،‬وقيل يعتبر حالها فقط لنها كالبدل عن المهر وهو معتبر بها وحدها‪ .‬وقوله‬
‫من يساره وإعساره‪ :‬هذا بيان لحال الزوج‪ .‬وقوله ونسبها وصفتها‪ :‬بيان لحال الزوجة‪.‬‬

‫)‪ (1‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪ (2) .241 :‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪ (3) .236 :‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪ (4) .236 :‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪:‬‬
‫‪ (5) .236‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪ (6) .236 :‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪241 :‬‬

‫] ‪[ 407‬‬
‫)قوله‪ :‬خاتمة( أي في بيان حكم الوليمششة‪ .‬وذكرهششا عقششب الصششداق لن مششن جملششة الششولئم‬
‫وليمة الملك الذي هو العقد والصداق ملزم لعقششد النكششاح‪ ،‬فلمششا ذكششر الصششداق كششأنه ذكششر عقششد‬
‫النكاح الذي هو سبب للوليمششة‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمششي‪ .‬والوليمشة مششأخوذة مششن الشولم‪ :‬وهشو الجتمششاع‪ ،‬لن‬
‫الناس يجتمعون لها‪ ،‬وهي تقع على كل طعام يتخذ لحادث سرور أو غيره‪ ،‬لكن استعمالها مطلقششا‬
‫في العرس أشهر وفي غيره مقيدة‪ :‬فيقال وليمة ختان أو غيره )قوله‪ :‬الوليمششة لعششرس( هششو بضششم‬
‫العين مع ضم الراء وإسكانها‪ :‬يطلق على العقد وعلى الدخول‪ ،‬وأما بكسر العيششن وسششكون الششراء‬
‫فهو اسم للزوجة أو التقييد به لبيان الواقع وليس للحشتراز عشن غيشره‪ :‬إذ الوليمشة مسشتحبة لغيشر‬
‫العرس أيضا‪ ،‬كما سينص عليشه‪) ،‬قشوله‪ :‬سشنة مؤكشدة( أي لثبوتهشا عنشه )ص( قششول وفعل‪ :‬ففشي‬
‫البخاري أنه )ص( أولم على بعض نسائه بمدين من شعير‪ ،‬وأنه أولششم علششى صششفية بتمششر وسششمن‬
‫وأقط‪ ،‬وقال لعبد الرحمن بن عوف‪ ،‬وقد تزوج‪ ،‬أولم ولشو بششاة‪ .‬والمشر فيشه للنششدب قياسششا علششى‬
‫الضحية وسائر الولئم )قوله‪ :‬للزوج الرشيد( أي عليه‪ :‬فاللم بمعنى على‪ .‬وقوله وولششي غيششره‪:‬‬
‫أي وعلى ولي غير الرشششيد مششن أب أو جششد‪ .‬قششال فششي التحفششة‪ :‬فلششو عملهششا غيرهمششا ‪ -‬أي الششزوج‬
‫والولي‪ :‬كأبي الزوجششة ‪ -‬أو هششي عنششه‪ ،‬فالششذي يتجششه أن الششزوج إن أذن تششأدت السششنة عنششه فتجششب‬
‫الجابة إليها وإن لم يأذن فل‪ ،‬خلفا لمن أطلق حصولها‪ .‬وقشوله مشن مشال نفسشه‪ :‬حشال مشن ولشي‬
‫غيره‪ :‬أي حال كون الولي يفعلها من مال نفسه‪ ،‬أما إذا فعلها من مششال مششوليه فتحششرم )قششوله‪ :‬ول‬
‫حد لقلها( أي الوليمة‪ .‬وقوله لكن الفضل للقادر شاة‪ :‬عبارة النهاية‪ :‬وأقلها للمتمكن شاة ولغيششره‬
‫ما قدر عليه‪ .‬قال النسائي‪ ،‬رحمه ال تعالى‪ ،‬والمراد أقل الكمال شاة لقول التنبيه‪ :‬وبأي شئ أولم‬
‫من الطعام جاز‪ .‬وهي يشمل المأكول والمشروب الذي يعمل في حال العقد من سكر وغيره ولششو‬
‫موسرا‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتب ع ش‪ :‬قوله من سكر وغيره‪ :‬أي فيكفي في أداء السنة‪ .‬والمفهوم من مثل هذا‬
‫التعبير أنه ليششس بمكششروه ول حششرام‪ ،‬خلفششا لمششن تششوهمه مششن ضششعفه الطلبششة‪ .‬ا‍ه )قششوله‪ :‬ووقتهششا‬
‫الفضل بعد الدخول( عبارة المغني‪) :‬تنبيه( لم يتعرضششوا لششوقت الوليمششة‪ ،‬واسششتنبط السششبكي مششن‬
‫كلم البغوي أن وقتها موسع من حين العقد فيدخل وقتها بشه‪ .‬والفضششل فعلهششا بعششد الششدخول لنششه‬
‫)ص( لم يولم على نسائه إل بعد الدخول‪ ،‬فتجب الجابة إليها من حين العقد وإن خالف الفضل‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وقبله( متعلق بيحصل‪ :‬أي ويحصششل أصششل السششنة بالوليمششة قبششل الششدخول حششال كونهششا‬
‫واقعة بعد العقد‪ ،‬وإذا قصد بها حينئذ وليمة العقد والدخول معا حصل‪ .‬ولو بالقهوة أو الشششربات‪،‬‬
‫كما يعلم مما تقدم قريبا )قوله‪ :‬والمتجه استمرار طلبها( أي الوليمة )قوله‪ :‬بعششد الششدخول( الولششى‬
‫إسقاطه لما علمت أن وقتها يدخل بالعقد‪ ،‬فحينئذ يكششون الطلششب منششه ولششو لششم يششدخل بهششا‪ .‬وعبششارة‬
‫التحفة‪ :‬ول تفوت بطلق ول موت ول بطول الزمن فيما يظهر‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثلها النهايششة‪) .‬قششوله‪ :‬وإن‬
‫طال الزمن( ظاهره أنها أداء أبدا‪ .‬وفي البجيرمي ما نصششه‪ :‬قششال الششدميري والظششاهر أنهششا تنتهششي‬
‫بمدة الزفاف للبكر سبعا وللثيب ثلثا‪ .‬ا‍ه‪ :‬أي ففعلها بعد ذلك يكششون قضششاء‪ .‬ا‍ه )قششوله‪ :‬كالعقيقششة(‬
‫أي نظير العقيقة فإنه يستمر طلبها وإن طال الزمششن والطلششب مششوجه علششى الششولي إلششى البلششوغ إن‬
‫أيسر ثم من بعده يكون المولى مخيرا بين أن يعتششق عششن نفسششه أو يششترك ذلششك )قششوله‪ :‬أو طلقهششا(‬
‫عطف على قوله طال الزمن‪ :‬أي وإن طلقها فهي يستمر طلبها )قوله‪ :‬وهششي( أي الوليمششة وقششوله‬
‫ليل أولى أي من كونها في النهار‪ .‬وعبارة النهاية‪ :‬ونقل ابششن الصششلح أن الفضششل فعلهششا ليل ل‬
‫نهارا لنها في مقابلة نعمة ليلية‪ .‬ولقوله سبحانه وتعالى‪) * :‬فإذا طعمتششم فانتشششروا( * )‪ (1‬وكششان‬
‫ذلك ليل‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهو متجه إن ثبت أنه )ص( فعلها ليل‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتب ع ش عليه‪ :‬أي ولم يثبت ذلششك‪،‬‬
‫فل يتم الستدلل على سنها ليل بأنه عليه السلم فعلها كذلك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪:‬‬

‫)‪ (1‬سورة الحزاب‪ ،‬الية‪53 :‬‬

‫] ‪[ 408‬‬
‫وتجب الخ( وذلك لخبر الصحيحين إذا دعي أحدكم إلى الوليمة فليأتها وخبر أبششي داود إذا‬
‫دعا أحدكم أخاه فليجب‪ :‬عرسا كان أو غيره وحملوا المر في ذلششك علششى النششدب بالنسششبة لوليمششة‬
‫غير العرس‪ ،‬وعلى الوجوب في وليمة العرس‪ .‬وأخذ جماعة بظاهره من الوجوب فيهما‪ ،‬ويؤيششد‬
‫الول ما في مسند أحمد عن الحسن دعي عثمان بن أبي العاص إلى ختان فلم يجب وقال لم يكن‬
‫يدعى له على عهد رسول ال )ص( وفي خبر الصحيحين مرفوعا‪ :‬إذا دعششي أحششدكم إلششى وليمششة‬
‫عرس فليجب ففيه التقييد بوليمة العرس‪ ،‬وعليهشا حمشل خشبر مسشلم‪ :‬ششر الطعشام طعشام الوليمشة‪:‬‬
‫تدعى لها الغنياء وتترك الفقراء‪ ،‬ومن لم يجب الدعوة فقد عصى الش ورسششوله أي شششر الطعششام‬
‫طعام الوليمة في حال كونها تدعى لها الغنياء وتترك الفقراء‪ ،‬كما هو شأن الولئم‪ ،‬فششإنه يقصششد‬
‫بها الفخر والخيلء‪ ،‬ومن لم يجب الدعوة في غير هشذه الحالشة فقشد عصشى الش ورسشوله‪ ،‬فتجشب‬
‫الجابة في غير هذه الحالة المذكورة لما سيأتي من أن من شروط وجششوب الجابششة أن ل يخششص‬
‫بالدعوة الغنياء لغناهم )قشوله‪ :‬علششى غيشر معششذور بأعششذار الجمعششة( خششرج بشه المعششذور بأعششذار‬
‫الجمعة فل تجب عليه الجابة‪ ،‬والمراد بأعذار الجمعة ما يتأتى منها هنا من نحو مششرض ووحششل‬
‫ما ل يتأتى منها هنا كجوع وعطش فليسا عذرا هنششا لن المقصششود مششن الوليمششة الكششل والشششرب‬
‫)قوله‪ :‬وقاض( معطوف على معذور‪ :‬أي وتجب على غير قاض أيضا‪ ،‬أما هو فل تجب الجابة‬
‫عليه وفي معناه كل ذي ولية عامة‪ ،‬بل إن كان للداعي خصومة أو غلب على ظنه أنه سيخاصم‬
‫حرمت عليه الجابة )قوله‪ :‬الجابة( فاعل تجب )قوله‪ :‬إلششى وليمششة عششرس( المقششام للضششمار‪ :‬إذ‬
‫هي المتقدم ذكرها‪ .‬وخرج بوليمة العرس غيرها فل تجب الجابة له‪ ،‬بل تسن‪ ،‬كما تقششدم‪ ،‬وكمششا‬
‫سيذكره‪ ،‬قال في التحفة‪ :‬ومنه‪ .‬وليمة التسري كما هو ظاهر‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬عملت بعد عقششد( شششروع‬
‫في بيان شروط الجابة‪ ،‬والجملة المذكورة حالية‪ :‬أي حال كونها عملت بعد العقد‪ .‬وقوله ل قبله‪:‬‬
‫هو مفهوم البعدية‪ ،‬أي فل عملت قبله فل تجب الجابة وإن اتصلت بالعقد لن ما يفعل قبله ليششس‬
‫وليمة عرس )قوله‪ :‬إن دعاه مسلم( خرج به ما لو كان كافرا فل تطلب إجابته‪ :‬نعم‪ :‬تسششن إجابششة‬
‫ذمي‪ .‬وكما يشترط أن يكون الداعي مسلما يشترط أيضا أن يكون المدعو مسلما أيضا‪ ،‬فل تجب‬
‫الجابة على كافر ول تسن لنتفاء المششودة معششه‪ .‬وقششوله بنفسششه‪ :‬متعلششق بششدعاه‪ ،‬أي دعششاه بنفسششه‪،‬‬
‫وقوله أو نائبه‪ .‬الثقة‪ :‬معطوف على نفسه‪ ،‬أي أو دعاه بنائبه الثقة‪ :‬أي العدل )قوله‪ :‬وكذا مميششز(‬
‫أي وكذلك تجب الجابة إن دعاه إليها بإرسال مميز لم يعهد منه كذب )قوله‪ :‬وعشم بالشدعاء الشخ(‬
‫عطف على دعاه‪ .‬والمراد عند تمكنه منه‪ ،‬وإل فل يجب التعميم بقرينة ما بعششده‪ .‬وقشوله بوصششف‬
‫قصده‪ :‬أي الداعي )قوله‪ :‬كجيرانه الخ( تمثيل للموصوفين بوصف قصده‪ ،‬وهو الجوار‪ .‬والمششراد‬
‫بالجيران هنا أهل محلته ومسجده دون أربعين دارا من كل جانب )قوله‪ :‬فلو كثر الخ( عبارة فتح‬
‫الجواد‪ :‬إن عم بالشدعاء الموصشوفين بوصشف قصشده‪ ،‬كجيرانشه أو عششيرته أو أصشدقائه أو أهشل‬
‫حرفته‪ ،‬ل جميع الناس لتعذره‪ ،‬بل لو كثر نحو عشيرته أو عجز عن الستيعاب لفقره لم يشششترط‬
‫عموم الدعوة‪ ،‬على الوجه‪ ،‬بل الشششرط أن ل يظهششر منششه قصششد تخصششيص الغنششي أو غيششره‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وقوله أو عجز عن الستيعاب‪ :‬أي أو لم تكثر عشيرته لكن عجز عن استيعاب الموجودين لفقششره‬
‫)قوله‪ :‬لم يشترط( أي في وجوب الجابة‪ :‬وقوله عموم الشدعوة‪ :‬أي للموصشوفين بوصششف قصشده‬
‫حتى لو دعا واحدا لكون طعامه ل يكفي إل واحدا لفقره لم يسقط عنه وجوب الجابة )قوله‪ :‬بششل‬
‫الشرط أن ل يظهر منه قصد تخصيص لغني( أي لجل غنششاه‪ .‬فلششو خششص الغنششي بالششدعوة لجششل‬
‫غناه لم تجب الجابة عليه فضل عن غيره‪ ،‬وذلك لخبر شر الطعام السابق‪ ،‬بخلف ما لو خصششه‬
‫ل لغناه‪ ،‬بل لجوار أو اجتماع حرفة‪ ،‬فتجب الجابة‪ .‬وقوله أو غيره‪ :‬أي وأن ل يظهر منه قصششد‬
‫تخصيص لغير الغنى‪ ،‬ومقتضاه أنه لو خص الفقراء بالدعوة لم تجب الجابة‪ ،‬وهو أيضا قضششية‬
‫عبارة فتح الجواد السابقة‪ .‬وقضية قول شيخ السلم في المنهج وشرح الروض‬

‫] ‪[ 409‬‬
‫بأن ل يخص بها أغنياء ول غيرهم‪ .‬وقضية قول ابن حجر مثل بعششد قششول المصششنف وأن‬
‫ل يخص الغنياء‪ .‬وكتب عليششه ابششن قاسشم مششا نصششه‪ :‬قضشية قشوله مثل إنشه قششد يضششر تخصشيص‬
‫الفقراء‪ ،‬ويوجه بأنه لو كان جيرانه وأهل حرفتشه مثل كلهشم فقشراء أو بعضشهم أغنيشاء فخصشص‬
‫الفقراء لما ذكر‪ ،‬فالوجه عدم الوجوب حينئذ لن هذا التخصيص موغر للصدور‪ ،‬كما ل يخفششى‪،‬‬
‫ولو كانوا كلهم أغنياء فخصص بعضهم ل لما ذكر فالوجه عدم الوجوب أيضششا‪ .‬ولعلششه ل يشششمله‬
‫قولهم أن ل يخشص الغنيشاء بنشاء علشى أن المتبشادر منشه تخصيصشهم بالنسشبة للفقشراء‪ .‬نعشم‪ :‬لشو‬
‫خصص فقراء جيرانه أو أهل حرفته أو بعضهم لعششدم كفايششة مششا يقششدر عليششه فششآثر الفقششراء لنهششم‬
‫أحوج اتجه الوجوب‪ ،‬فظهششر أنششه ل ينبغششي إطلق أنششه ل يضششر تخصششيص الفقششراء‪ .‬فليتأمششل ا‍ه‪.‬‬
‫وقوله ل لما ذكر‪ :‬أي ل لكونهم جيرانه أو عششيرته‪ .‬وفشي البجيرمشي خلفشه ونصشه‪ :‬ونقشل عشن‬
‫شيخنا زي‪ .‬أنه لو خص الفقراء وجبت الجابة عليهم‪ .‬ا‍ه‪ .‬ح ل‪ .‬وهذا هششو المعتمششد‪ .‬فالشششرط أن‬
‫ل يخص الغنياء لغناهم‪ ،‬كما يفهم من الصل‪ ،‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وأن يعين الخ( أي ويشششترط لوجششوب‬
‫الجابة أن يعين الخ‪ ،‬فأن وما بعدها في تأويل مصدر نائب فاعل لفعششل مقششدر‪ ،‬ول يصششح عطفششه‬
‫على قوله وعم الخ المسلط عليه إن الشرطية‪ ،‬كما هو ظاهر‪ ،‬ولو قال وعين‪ ،‬بصششيغة الماضششي‪،‬‬
‫المدعو لكان أولى‪ ،‬وكذا يقال فيما بعشد مشن القيشود‪ .‬وقشوله بعينشه‪ :‬أي بشأن يقشول تفضشل يشا فلن‬
‫عندي‪ .‬وقوله أو وصفه‪ :‬أي المحصور فيه بأن يقول لنائبه‪ :‬ادع عالم البلششدة أو مفتيهششا وليششس ثششم‬
‫إل هو )قوله‪ :‬فل يكفي( أي في وجوب الجابة‪ ،‬وهششو مفششرع علششى مفهششوم قششوله وأن يعيششن الششخ‪.‬‬
‫وقوله من أراد فليحضر‪ :‬فاعل يكفي قصد لفظه‪ ،‬أي ل يكفي هذا اللفظ‪ .‬وقوله أو ادع مششن شششئت‬
‫أو لقيت‪ :‬أي ول يكفي ادع الخ‪ ،‬وفي الكلم حذف‪ :‬أي ل يكفي قوله لغيره ادع يا فلن من شششئت‬
‫أو من لقيته )قوله‪ :‬بل ل تسن الجابة حينئذ( أي حين إذ لم يعين المدعو بعينه أو وصفه أو حين‬
‫إذ قال من أراد فليحضر أو ادع من شئت أو لقيششت‪ .‬وعبششارة الششروض وشششرحه‪ :‬ل إن نششادى فششي‬
‫الناس‪ ،‬كأن فتح الباب وقال ليحضر من أراد‪ ،‬أو قال لغيره ادع من شئت‪ ،‬فل تطلب الجابة من‬
‫المدعو لن امتناعه حينئذ ل يورث وحشة‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثل قوله ليحضر مششن أراد‪ :‬إحضششر إن شششئت‪،‬‬
‫ما لم تظهر قرينة علشى جريشان ذلشك علشى وجشه التشأدب أو السشتعطاف مشع ظهشور رغبتشه فشي‬
‫حضوره‪ ،‬وإل لزمت الجابة )قوله‪ :‬وأن ل يترتب الخ( معطوف على أن يعيششن المجعششول نششائب‬
‫فاعل لفعل مقدر‪ :‬أي ويشترط أن ل يترتب على الجابة خلوة محرمششة‪ .‬فششإن ترتششب عليهششا خلششوة‬
‫محرمة بأن يكون الداعي امرأة أجنبية من غير حضور محرم ل لها ول للمدعو لم تجب الجابة‬
‫)قوله‪ :‬فالمرأة الخ( مفرع على منطوق الشرط وعلششى مفهششومه‪ ،‬فقششوله فششالمرأة الششخ مفششرع علششى‬
‫المنطوق وهو أن ل يترتب على إجابته خلوة محرمة‪ .‬وقوله ل الرجل‪ :‬مفرع على المفهوم وهششو‬
‫ترتب الخلوة المحرمة على إجابته‪ .‬وقوله تجيبهششا المششرأة أي وجوبششا )قششوله‪ :‬إن أذن زوجهششا( أي‬
‫المرأة المدعوة في الجابة‪ ،‬ول بد من سن الوليمة للمرأة الداعية وإل لم تجب الجابششة‪ .‬قششال فششي‬
‫فتح الجواد‪ .‬ول يتصور كون المشرأة تشولم إل عشن موليهشا وهشي وصشية أو قيمشة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقشال فشي‬
‫التحفة‪ :‬ومن صور وليمة المرأة إن لم تولم عن الرجششل بششإذنه‪ .‬كششذا قيششل‪ .‬وفيششه نظششر‪ :‬فششإن الششذي‬
‫يظهر حينئذ أن العبرة بششدعوته ل بششدعوتها لن الوليمششة صششارت لششه بششإذنه لهششا المقتضششي لتقششدير‬
‫دخول ذلك في ملكه نظير إخراج الفظرة عن الغير بإذنه وحينئذ‪ ،‬فيتعيششن أن يششزاد فششي التصششوير‬
‫إن أذن لها في الدعوة أيضا‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثله فششي النهايششة )قششوله‪ :‬ل الرجششل( أي ل يجيبهششا الرجششل بششل‬
‫تحرم عليه لما يترتب علششى الجابششة مششن الخلششوة المحرمششة‪ .‬وبقيششت صششورة مندرجششة فششي مفهششوم‬
‫الشرط وهو أن المرأة ل تجيب الرجل‪ ،‬ومثل المرأة المرد الذي يخشششى مششن حضششوره ريبششة أو‬
‫تهمة فل تجب الجابة وإن أذن له الولي‪ ،‬خصوصا في هذا الزمان الذي كثر فيه الفسششاد وغلبششت‬
‫فيه محبة الولد‪ .‬ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم )قششوله‪ :‬إل إن كششان الششخ( قششد علمششت أن‬
‫قوله ل الرجل مرتب على ما إذا ترتب علششى الجابششة وجششود الخلششوة المحرمششة الششذي هششو مفهششوم‬
‫الشرط السابق‪ ،‬وحينئذ فينحل المعنى ل يجيبها الرجل مع الخلوة المحرمة إل إن كان هناك مانع‬
‫خلوة‪ ،‬أما مع الخلوة فل يجيبها الخ‪ ،‬ول يخفى ما فششي ذلششك مششن الركاكششة والتكششرار‪ :‬إذ السششتثناء‬
‫المذكور مكرر مع قوله بعد وكذا مع عدمها‪ ،‬فكان الولى‬
‫] ‪[ 410‬‬

‫والخصر أن يقول ل الرجششل فل يجيبهششا مطلقششا وكششذا إن لششم تكششن خلششوة محرمششة وخشص‬
‫بالطعام‪ .‬وعبارة الروض وشرحه‪ :‬والمرأة تجيبها المرأة وكذا يجيبها الرجل ل مع خلوة محرمة‬
‫فل يجيبها إلى طعام مطلقا أو‪ :‬مع عدم الخلوة فل يجيبها إلى طعام خاص به كششأن جلسششت بششبيت‬
‫وبعثت له الطعام إلى بيت آخر من دارها خوف الفتنة الخ‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬كمحرم الششخ( تمثيششل لمششانع‬
‫الخلوة‪ .‬وقوله لها‪ :‬أي للمرأة الداعية‪ .‬وقوله أوله‪ :‬أي أو محرم للرجل المدعو‪ .‬وقششوله أو امششرأة‪:‬‬
‫معطوف على محرم‪ :‬أي وكوجود امرأة‪ ،‬أي أخرى ثقة يحتشمها الرجل )قششوله‪ :‬أمششا مششع الخلششوة‬
‫الخ( مفهوم قوله إن كان هناك مانع خلوة )قوله‪ :‬فل يجيبها( أي فل يجب الرجششل المششدعو المششرأة‬
‫الداعية‪ .‬وقوله مطلقا‪ :‬أي خص بالطعام أول )قوله‪ :‬وكذا مع عدمها( أي وكذا ل يجيبها مع عششدم‬
‫الخلوة إن كان الطعام خاصا به‪ .‬وقوله كأن جلسششت‪ :‬تمثيششل لعششدم خلششوة مششع اختصاصششه بالطعششام‬
‫)قوله‪ :‬خوف الفتنة( مرتبط بقوله فل يجيبها مطلقا وبقوله وكذا مع عدمها‪ :‬أي أنه ل يجيبهششا مششع‬
‫الخلوة أو مع عدمها أو مع اختصاصه بالطعام خوف الفتنة والتهمة‪ ،‬ويحتمل جعلششه مرتبششا بقششوله‬
‫ل الرجل‪ :‬أي ل يجيبها الرجل خوف الفتنة‪ ،‬وهو أولى )قوله‪ :‬بخلف ما إذا لم تخف( أي الفتنششة‬
‫فإنها يجيبها )قوله‪ :‬فقد كان سفيان الخ( دليل على أنه إذا لم تخف الفتنة أجابها‪ .‬وقوله وأضششرابه‪:‬‬
‫أي أمثاله‪ :‬كالجنيد سيد الطائفة‪ ،‬والسششري السششقطي وغيرهششم‪ ،‬نفعنششا الش بششتراب أقششدامهم‪ ،‬وأمششدنا‬
‫بمددهم آمين‪) ،‬قوله‪ :‬لم تحرم الجابة( جواب إن‪ .‬وقوله بل ل تكره‪ :‬إضششراب انتقششالي‪ ،‬وصششرح‬
‫في التحفشة بوجشوب الجابشة حينئذ‪ ،‬وعبارتهشا‪ :‬ومشن ثشم لشو كشان كسشفيان وهشي كرابعشة وجبشت‬
‫الجابة‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثلها النهاية )قوله‪ :‬أن ل يدعى الخ( معطوف على وأن يعين أيضششا‪ :‬أي ويشششترط‬
‫أن ل يدعى لنحو خوف منه الخ‪ :‬أي بل يدعى لقصد التقرب والتودد أو لنحششو علمششه أو صششلحه‬
‫أو ورعه أول بقصد شئ )قوله‪ :‬أو لعانته عل باطل( أي وأن ل يدعى لجششل أن يعيششن المششدعو‬
‫الداعي على باطل )قوله‪ :‬ول إلى شبهة الخ( معطوف على لنحششو خششوف منششه‪ :‬أي وأن ل يششدعى‬
‫إلى شبهة في مال الداعي‪ :‬قال في التحفة‪ :‬أي قوية‪ ،‬ثم قال‪ :‬وقيدت بقوية لنه ل يوجد الن ملك‬
‫ينفك عن شبهة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بأن ل يعلم حرام( تصوير لنفي الشبهة )قوله‪ :‬أما إذا كان في شششبهة(‬
‫النسب بالمقابلة أما إذا ادعى إلى شبهة )قوله‪ :‬بأن علششم( أ ي المششدعو اختلطششه‪ :‬أي المششال كلششه‪.‬‬
‫وقوله أو طعام‪ :‬بالجر عطف على الضمير‪ ،‬وفيه العطف على الضمير المجرور من غير إعششادة‬
‫الجار‪ ،‬وفيه خلف‪ ،‬ومنعه الجمهور وأجازه ابن مالك‪ .‬قال فششي الخلصششة‪ :‬وعششود خششافض لششدى‬
‫عطف على ضمير خفششض لزمششا قششد جعل وليششس عنششدي لزمششا الششخ‪ :‬أي أو علششم اختلط طعششام‬
‫الوليمشة‪ .‬وقشوله بحششرام‪ :‬متعلشق بششاختلط )قشوله‪ :‬وإن قششل( أي الحشرام‪ ،‬خلفشا لمششا يقتضشيه كلم‬
‫بعضهم من تقييده بالكثرة‪ ،‬لكن يؤيده أنه ل تكره معاملة من في ماله حرام والكل منه إل حينئذ‪.‬‬
‫ويجاب بأنه يحتاط للوجوب مششا ل يحتششاط للكراهششة‪ .‬كششذا فششي التحفششة والنهايششة )قششوله‪ :‬فل تجششب(‬
‫جواب أما )قوله‪ :‬بل تكره إن كان أكثر ماله حراما( أي كما تكره معاملته )قوله‪ :‬فششإن علششم الششخ(‬
‫مفهوم قيد ملحوظ بعد قوله إن كان أكثر ماله حراما‪ :‬أي وهو لم يعلم أن الطعام الذي دعششي إليششه‬
‫عين ذلك الحرام‪) .‬وقوله‪ :‬حرمت الجابة( جواب إن‪) .‬وقوله‪ :‬وإن لششم يششرد الكششل منششه( أي مششن‬
‫الطعام الحرام‪ ،‬وهو غاية لحرمة الجابة )قوله‪ :‬كما استظهره شيخنا( أي في التحفة وفتح الجواد‬
‫)قوله‪ :‬ول إلى محل فيه منكر( معطوف على قوله لنحششو خششوف منششه أيضششا‪ :‬أي ويشششترط أيضششا‬
‫لوجوب الجابة أن ل‬

‫] ‪[ 411‬‬

‫يدعى إلى محل فيه منكر‪ :‬أي في محل حضوره منكر محرم ولو صغيرة كآنية نقد يباشر‬
‫الكل منها‪ ،‬بخلف مجرد حضورها بناء على مششا يششأتي فششي صششورة غيششر ممتهنششة أنششه ل يحششرم‬
‫دخول محلها وكنظر رجل لمرأة أو عكسه‪ ،‬وبه يعلم أن إشراف النساء على الرجل عذر‪ .‬وكآلة‬
‫مطربة محرمة كذي وتر وزمر ولو شبابة وطبل كوبة وكمن يضحك بفحش وكششذب‪ ،‬أمششا محششرم‬
‫ونحوه مما مر بغير محل حضوره‪ ،‬كشبيت آخشر مشن الشدار‪ ،‬فل يمنشع الوجشوب‪ ،‬كمشا صشرح بشه‬
‫بعضهم‪ ،‬ويوافقه قول الحششاوي إذا لششم يشششاهد الملهششي لششم يضششر سششماعها كششالتي بجششواره‪ .‬ونقلششه‬
‫الذرعي عن قضية كلم كثيرين منهم الشيخان‪ ،‬ثم نقل عن قضية كلم آخرين عششدم الفششرق بيششن‬
‫محل الحضور وسائر بيوت الدار واعتمده فقال المختار‪ :‬إنه ل تجب الجابة بششل تجششوز لمششا فششي‬
‫الحضششور مششن سششوء الظششن بالمشدعو‪ .‬وكشذا فششي التحفشة والنهايششة‪) .‬وقشوله‪ :‬ل يشزول( أي المنكشر‬
‫بحضوره‪ ،‬أي المدعو‪ ،‬فششإن كششان يششزول بحضشوره لنحشو علششم أو جشاه فليحضششر‪ ،‬وجوبشا‪ ،‬إجابششة‬
‫للدعوة وإزالة للمنكر‪ .‬ووجود من يزيله غيره ل يمنع الوجوب عليه لنه ليس للجابة فقط‪ ،‬كمششا‬
‫علمت‪ ،‬ولو لم يعلم بالمنكر إل بعد حضوره نهاهم‪ ،‬فإن عجز خرج‪ ،‬فإن عجز لنحو خششوف قعششد‬
‫كارها ول يجلس معهم إن أمكن )قوله‪ :‬ومن المنكر ستر جششدار بحريششر( أي ولششو للنسششاء‪ ،‬ومثلششه‬
‫فراش حرير في دعوة اتخذت للرجال‪ .‬ثم إن العبرة في المنكر باعتقاد المدعو كشرب النبيذ عنششد‬
‫الحنفي والمدعو شافعي فتسقط الجابة عن الشافعي فقط‪ .‬قال في التحفة‪ :‬ول ينافيه مششا يششأتي فششي‬
‫السير أن العبرة في الذي ينكر باعتقاد الفاعل تحريمه لن ما هنا في وجوب الحضششور ووجششوبه‬
‫مع وجود محرم في اعتقاده فيه مشششقة عليششه فسششقط وجششوب الحضششور لششذلك‪ ،‬وأمششا النكششار ففيششه‬
‫إضرار بالفاعل ول يجوز إضراره إل إن اعتقد تحريمه‪ ،‬بخلف مششا إذا اعتقششد المنكششر فقششط لن‬
‫أحدا ل يعامل بقضية اعتقاد غيره‪ .‬فتأمله‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وفرش( بالرفع عطف على ستر جششدار‪ :‬أي‬
‫ومن المنكر فرش مغصوبة أو مسروقة‪ :‬أي وجودها في محل الحضور‪ ،‬ومنه أيضا فرش جلود‬
‫السباع وعليها الوبر لنه شأن المتكبرين )قششوله‪ :‬ووجششود مششن الششخ( أي ومششن المنكششر وجششود مششن‬
‫يضحك الحاضرين )قوله‪ :‬فإن كان الخ( أي فإن وجد المنكر في محل حضوره حرمت الجابششة‪،‬‬
‫فكان تامة وفاعلها يعود على المنكششر )قششوله‪ :‬ومنشه( أي ومشن المنكششر‪) .‬وقشوله‪ :‬صششورة حيششوان(‬
‫خرج صورة غيره كالشجار والسفن والشمس والقمر فليست من المنكر )قوله‪ :‬ومشتملة( صششفة‬
‫لصورة‪ .‬وقوله على ما ل يمكن بقاؤه بدونه‪ :‬أي على الجزء الذي ل يمكششن بقششاء الحيششوان بششدونه‬
‫كالرأس والوسط‪ .‬وقوله وإن لم يكن الخ‪ :‬غاية في كششون الصششورة المششذكورة مششن المنكششر‪ .‬وقششوله‬
‫لها‪ :‬أي لتلك الصورة المشتملة على ما ل يمكن بقاء الحيششوان بششدونه )قششوله‪ :‬كفششرس الششخ( تمثيششل‬
‫لصورة الحيوان التي ليس لها نظير‪ :‬أي في الحيوانات‪ .‬وقوله بأجنحة‪ :‬أي مع أجنحة أو مصور‬
‫بأجنحة‪ ،‬فالياء بمعنى مع أو للتصوير )قوله‪ :‬وطير بوجه إنسان( أي وكطير مع وجششه إنسششان أو‬
‫مصور به‪ ،‬فالباء يأتي فيها ما في الذي قبلها )قششوله‪ :‬علششى سششقف الششخ( صششفة ثانيششة لصششورة‪ :‬أي‬
‫صورة كائنة على سقف الخ‪ .‬والمراد أنها تكون مرفوعة كأن كانت على سقف أو ثششوب‪ ،‬بخلف‬
‫غير المرفوعة كأن كانت على أرض ونحوها مما تمتهن فيه الصورة فل تحششرم الجابششة )قششوله‪:‬‬
‫أو ستر( أي أو على سششتر‪ .‬وقششوله علششق لزينششة‪ :‬أي أو منفعششة‪ .‬ويفششرق بيششن هششذا وحششل التضششبيب‬
‫لحاجة بأن الحاجة تزيل مفسدة النقد ثم لزوال الخيلء ل هنا لن تعظيم الصورة بارتفششاع محلهششا‬
‫باق مع النتفاع به‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفة )قوله‪ :‬أو ثياب ملبوسة( أي أو كانت الصورة على ثيششاب ملبوسششة‪:‬‬
‫أي شأنها أن تلبس‪ ،‬فتدخل الموضوعة على الرض )قوله‪ :‬أو وسادة( هي مرادفة للمخدة‪ .‬وقوله‬
‫منصوبة‪ :‬أي مرفوعة‪ .‬قال البجيرمي‪ :‬وعلى هذه الصورة يحمل مششا جششاء أنششه )ص(‪ :‬امتنششع مششن‬
‫الدخول على عائشة رضي ال عنها من أجل النمرقة التي عليها التصاوير فقالت أتششوب إلششى ال ش‬
‫ورسوله ماذا أذنبت ؟ فسألت عن سبب امتناعه من الدخول‪ ،‬فقششال مششا بششال هششذه النمرقششة ؟ قششالت‬
‫اشتريتها لك لتقعد عليها وتتوسدها‪ .‬فقال رسول ال ش )ص( إن أصششحاب هششذه التصششاوير يعششذبون‬
‫يوم القيامة‪ ،‬يقال لهم احيوا ما خلقتم متفق عليه‪ .‬والنمرقة بالضم‪:‬‬

‫] ‪[ 412‬‬
‫وسادة صششغيرة‪ :‬أي فهششي كششانت منصششوبة حينئذ أي حيششن إرادة دخششوله )ص(‪ .‬ا‍ه )قششوله‪:‬‬
‫لنها الخ( الضمير يعود على صورة الحيوان لكن يبعششده قششوله بعششد تشششبه الصششنام لن الصششورة‬
‫الواحدة ل تشبه المتعدد وهو الصنام‪ ،‬إل أن يقال لفظ صورة مفرد مضاف فيعم‪ ،‬فحينئذ المششراد‬
‫بها متعدد وهو جملة صور‪ ،‬ويؤيده تعبير المنهج بصور حيث قال‪ :‬ومششن المنكششر صششور حيششوان‬
‫مرفوعة ويحتمل أن الضمير يعود على السقف وما بعده مما اششتمل علشى صششورة الحيشوان فهششو‬
‫أولى‪ ،‬وعلى كل فهو علة لكونها من المنكششر‪ :‬أي وإنمششا كششانت صششور الحيششوان المششذكورة‪ .‬وهششذه‬
‫الفراد السقف وما بعده المشتملة على الصورة من المنكر لنها تشبه الصششنام )قششوله‪ :‬فل تجششب‬
‫الجابة في شئ من الصور المذكورة( انظر ما المراد بها ؟ فإن كان المراد ما ذكره بقشوله ومششن‬
‫المنكر ستر جدار الخ‪ .‬وهو الذي يظهر من صنيعه‪ ،‬كان مكررا مع قوله أول فششإن كششان حرمششت‬
‫الجابة بالنسبة لبعض الصور‪ ،‬وإن كان المراد بهششا صششور الحيششوان المششذكور اعششترض بششأنه لششم‬
‫يتقدم له ذكر صور بالجمع وإنما ذكر صورة واحدة ويمكن اختيار الثششاني‪ .‬ويجششاب بمششا مششر مششن‬
‫أنها مفرد مضاف فيعم‪ ،‬والمراد به صور متعددة ويكون مؤيدا لما قدمته‪ .‬وفي المغني ما نصششه‪:‬‬
‫)تنبيه( قضية كلم المصنف تحريم دخول البيت المشتمل على هذه الصور وكلم أصل الروضة‬
‫يقتضي ترجيح عدم تحريمه حيث قال‪ :‬وهل دخول البيت الشذي فيشه الصششور الممنوعشة حشرام أو‬
‫مكروه‪ :‬وجهان‪ .‬وبالتحريم قال الشيخان أبو محمشد‪ ،‬وبالكراهشة قشال صشاحب التقريشب‪ ،‬ورجحشه‬
‫المام الغزالي فششي الوسششيط‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفششي الشششرح الصششغير عششن الكششثرين أنهششم مششالوا إلششى الكراهششة‬
‫وصوبه السنوي‪ ،‬وهذا هو الراجح‪ ،‬كما جزم به صاحب النششوار‪ ،‬ولكششن حكششى فششي البيششان عششن‬
‫عامة الصحاب التحريم‪ ،‬وبذلك علم أن مسألة الدخول غيششر مسششألة الحضششور‪ ،‬خلفششا لمششا فهمششه‬
‫السنوي‪ ،‬ا‍ه )قوله‪ :‬ول أثر بحمل النقد الخ( عبارة التحفة‪) .‬فرع( ل يؤثر حمل النقد الذي عليششه‬
‫صورة كاملة لنه للحاجة ولنها ممتهنة بالمعاملة بها ولن السلف كانوا يتعاملون بهششا مششن غيششر‬
‫نكير ومن لزم ذلك عادة حملهم لها‪ ،‬وأما الدراهم السلمية فلم تحدث إل في زمن عبششد الملششك‪،‬‬
‫وكان مكتوبا عليها اسم ال واسم رسول ال )ص(‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬كالصور ببساط الخ( وذلك لن مششا‬
‫يوطأ ويطرح مهان مبتذل‪ .‬وقد يؤخذ منه أن ما رفع من ذلك للزينة محرم‪ ،‬وهو محتمششل‪ :‬إل أن‬
‫يقال إنه موضوع لما يمتهن به‪ ،‬فل نظر لما يعرض له‪ .‬ويؤيده اعتبارهم التعليق في السششتر دون‬
‫اللبس في الثوب نظرا لما أعد له كل منهما‪ .‬ا‍ه‪ :‬تحفة‪ .‬وكتب سم ما نصه‪ :‬قوله مششن ذلششك يشششمل‬
‫المخدة لكن التردد فيها هنا الذي أفاده قوله وهو محتمل الخ ل يوافق جزمه فيهششا بالحرمششة بقششوله‬
‫السابق وسادة منصوبة الخ‪ .‬ا‍ه )قشوله‪ :‬ومخششدة( معطششوف علشى بسشاط‪ :‬أي وبمخشدة ينششام أو يتكششأ‬
‫عليها )قوله‪ :‬وطبق( معطوف أيضا على بساط‪ :‬أي وكالصور الكائنة بطبق‪ .‬قششال فششي القششاموس‪:‬‬
‫الطبق محركة غطاء كل شئ‪ ،‬والجمع أطباق وأطبقه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله وخوان‪ :‬قال فيه أيضا‪ :‬كغششراب‬
‫وكتاب‪ ،‬ما يؤكششل عليششه الطعششام‪ .‬ا‍ه )قشوله‪ :‬وقصششعة وإبريششق( معطوفششان أيضششا علششى بسششاط‪ :‬أي‬
‫وكالصور الكائنة بقصعة وبإبريق )قوله‪ :‬وكذا إن قطششع رأسششها الشخ( أي وكششذلك يجششوز حضششور‬
‫محل فيه صورة قطع رأسها‪ :‬قال في التحفة‪ :‬وكفقد الرأس فقد ما ل حياة بدونه‪ :‬نعششم يظهششر أنششه‬
‫ل يضر فقدان العضاء الباطنة كالكبد وغيره لن الملحظ المحاكاة وهي حاصلة بدون ذلك‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وقوله فقد ما ل حياة بدونه‪ :‬أي كفقد النصف السفل )قوله‪ :‬لزوال ما به الحياة( أي وهو الرأس‪،‬‬
‫وهو علة لجواز حضور المحل الذي فيه الصورة التي قطع رأسها )قوله‪ :‬ويحرم ولو على نحششو‬
‫أرض تصوير حيشوان( ل ينشافي الجشزم بالحرمشة هنشا التفصشيل السشابق لنشه بالنسشبة للسشتدامة‬
‫وجواز التفرج وما هنا بالنسبة لصل الفعششل ول أجششرة للتصششوير المششذكور لن المحششرم ل يقابششل‬
‫بأجرة وهو من الكبائر لما ورد فيه من الوعيد‪ :‬كخبر‬

‫] ‪[ 413‬‬
‫البخاري أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يصششورون هششذه الصششور أي مششن أشششدهم وفششي‬
‫رواية أن الملئكة ل تدخل بيتا فيه كلب ول صورة والمراد ملئكة الرحمششة‪ .‬وفششي روايششة زيششادة‬
‫نحو الجرس وما فيه بول منقوع )قوله‪ :‬وإن لم يكن له( أي لششذلك المصششور نظيششر‪ ،‬كمششا مششر مششن‬
‫تصوير فرس بأجنحة )قوله‪ :‬نعم يجوز تصششوير لعششب البنششات( هششي الششتي يسششمونها عروسششة لن‬
‫عائشة رضي ال عنها كششانت تلعششب بهشا عنششده )ص( )قشوله‪ :‬وحكمتششه( أي جشواز تصششوير لعششب‬
‫البنات‪) .‬وقوله‪ :‬تدريبهن( أي تعليمهن‪) .‬وقوله‪ :‬أمر التربية( أي تربية من يأتي لهششن مششن الولد‬
‫إذا كبرن )قوله‪ :‬ول يحرم أيضششا تصششوير حيشوان بل راس( الولششى أن يقشول‪ ،‬كمشا فشي التحفشة‪،‬‬
‫وخرج بحيوان تصوير ما ل رأس له فيحل )قوله‪ :‬خلفا للمتولي( أي فشإنه قشال بحرمشة تصشوير‬
‫صورة بل رأس )قوله‪ :‬ويحل صششوغ الششخ( والحاصششل يحششل صششوغ مششا يحششل اسششتعماله‪ ،‬ويحششرم‬
‫صوغ ما ل يحل استعماله ول أجرة لصانعه كآلة لهو وآنية نقد‪ .‬وتقدم فششي بششاب الزكششاة مششا يحششل‬
‫استعماله للرجال والنساء وما ل يحل فارجع إليه إن شئت )قوله‪ :‬لنه( أي مششا ذكششر مششن الصششوغ‬
‫والنسج يحل للنساء )قوله‪ :‬نعم صنعته( هي شاملة للصوغ والنسج وقوله لمن ل يحششل اسششتعماله‪:‬‬
‫وهو الرجل‪ ،‬والولى والخصر أن يقول ويحل صوغ حلى ونسج حرير لمن يحل له اسششتعماله‪،‬‬
‫ويحرم لمن يحرم عليه استعماله )قوله‪ :‬ولو دعاه اثنان( أي فششأكثر‪ .‬ولششو قششال ولششو دعششاه جماعششة‬
‫لكان أولى )قوله‪ :‬أجاب( أي المدعو لثنين‪ .‬وقوله أسبقهما‪ :‬أي الثنين‪ .‬وقشوله دعشوة تمييشز‪ :‬أي‬
‫من جهة الدعوة )قوله‪ :‬فإن دعواه معا( أي بأن كلماه في آن واحد )قوله‪ :‬أجششاب القششرب رحمششا(‬
‫أي أجاب القرب له من جهة الرحم‪ .‬والمراد بششالرحم كششل قريششب محرمششا كششان أو غيششره‪ .‬وقششوله‬
‫فدارا‪ :‬أي ثم إذا اتحدا في القرب من جهة الرحم أجاب القرب دارا له‪ .‬وقوله ثم بالقرعة‪ :‬أي ثم‬
‫إذا اتحدا في القرب حما ودارا أقرع بينهما‪ ،‬فمن خرجت القرعة لششه أجششابه )قششوله‪ :‬وتسششن إجابششة‬
‫سائر الولئم( وهي إحدى عشرة‪ :‬منها ما ذكره الشارح ومنها ما لم يذكره‪ .‬وقششد نظمهششا بعضششهم‬
‫مع أسمائها بقوله‪ :‬إن الولئم عشرة مع واحد من عدها قد عز فششي أقرانششه فششالخرس عنششد نفاسششها‬
‫وعقيقة للطفل والعذار عند ختانه ولحفظ قرآن وآداب لقد قالوا الحذاق لحششذقه وبيششانه ثششم الملك‬
‫لعقده ووليمة في عرسه فاحرص على إعلنه وكذاك مأدبة بل سبب يرى ووكيشرة لبنشائه لمكشانه‬
‫ونقيعة لقدومه ووضيعة لمصيبة وتكون مششن جيرانششه والخششرس‪ ،‬بضششم الخششاء المعجمششة وبالسششين‬
‫المهملة‪ ،‬ويقال بالصاد‪ .‬والعذار‪ ،‬بكسر الهمزة وإعجام الذال‪ ،‬والحذاق‪ ،‬بكسششر الحششاء المهملششة‪،‬‬
‫وبذال معجمة‪ ،‬والمأدبة‪ ،‬بضم الدال وفتحها‪) ،‬قوله‪ :‬كما عمل الخ( أي كالذي يعمل منششه ويصششنع‬
‫للختان وللولدة والسلمة من الطلششق والقششدوم المسششافر ولختششم القششرآن )قششوله‪ :‬وهششي( أي الششولئم‬
‫مستحبة في كلها كالجابة‪) .‬فائدة( في فتاوى الحافظ السيوطي في باب الوليمة )سئل( عششن عمششل‬
‫المولد النبوي في شهر ربيع الول ما حكمه مشن حيششث الششرع ؟ وهشل هشو محمشود أو مشذموم ؟‬
‫وهل يثاب فاعله أو ل ؟ قال‪) :‬والجواب( عندي أن أصل عمل المولد الذي‬

‫] ‪[ 414‬‬

‫هو اجتماع الناس وقراءة ما تيسر من القرآن ورواية الخبار الواردة في مبدأ أمششر النششبي‬
‫)ص( وما وقع في مولده من اليات ثم يمد لهم سماط يأكلونه وينصرفون مششن غيششر زيششادة علششى‬
‫ذلك من البدع الحسنة التي عليها صاحبها لما فيششه مششن تعظيششم قششدر النششبي )ص( وإظهششار الفششرح‬
‫والستبشار بمولده الشريف‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقد بسط الكلم على ذلك شيخ السلم ببلششد الش الحششرام مولنششا‬
‫وأستاذنا العارف بربه المنان سيدنا أحمد بن زيني دحلن فششي سششيرته النبويششة‪ ،‬ول بششأس بششإيراده‬
‫هنا‪ ،‬فأقول‪ :‬قال رضي ال عنششه ومتعنششا والمسششلمين بحيششاته‪) .‬فششائدة( جششرت العششادة أن النششاس إذا‬
‫سمعوا ذكر وضعه )ص( يقومون تعظيما له )ص( وهذا القيام مستحسن لما فيه من تعظيم النبي‬
‫)ص(‪ ،‬وقد فعل ذلك كثير من علماء المة الذين يقتدى بهششم‪ .‬قششال الحلششبي فششي السششيرة فقششد حكششى‬
‫بعضهم أن المام السبكي اجتمع عنده كثير من علماء عصره فأنشد منشده قول الصرصري فششي‬
‫مدحه )ص(‪ :‬قليل لمدح المصطفى الخط بالذهب على ورق من خط أحسن من كتب وأن تنهششض‬
‫الشراف عند سماعه قياما صفوفا أو جثيا على الركب فعند ذلك قام المششام السششبكي وجميششع مشن‬
‫بالمجلس‪ ،‬فحصل أنس كبير في ذلك المجلس وعمل المولد‪ .‬واجتماع الناس له كششذلك مستحسششن‪.‬‬
‫قال المام أبو شامة شيخ النووي‪ :‬ومن أحسن ما ابتدع فششي زماننششا مششا يفعششل كششل عشام فششي اليششوم‬
‫الموافق ليوم مولده )ص( من الصدقات والمعروف‪ ،‬وإظهار الزينة والسرور‪ ،‬فإن ذلك ‪ -‬مع مششا‬
‫فيه من الحسان للفقراء ‪ -‬مشعر بمحبة النششبي )ص( وتعظيمششه فششي قلششب فاعششل ذلششك وشششكر الش‬
‫تعالى على ما من به من إيجاد رسول ال )ص( الذي أرسله رحمة للعالمين‪ .‬قششال السششخاوي‪ :‬إن‬
‫عمل المولد حدث بعد القرون الثلثة ثم ل زال أهل السششلم مششن سششائر القطششار والمششدن الكبششار‬
‫يعملون المولد‪ ،‬ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات‪ ،‬ويعتنششون بقششراءة مولششده الكريششم‪ ،‬ويظهششر‬
‫عليهم من بركاته كل فضل عميم‪ .‬وقششال ابششن الجششوزي‪ :‬مششن خواصششه أنششه أمششان فششي ذلششك العششام‪،‬‬
‫وبشرى عاجلة بنيل البغية والمرام‪ ،‬وأول من أحدثه من الملوك الملك المظفر أبو سششعيد صششاحب‬
‫أربل‪ ،‬وألف له الحافظ ابن دحية تأليفا سماه التنوير في مولد البشير النذير‪ ،‬فأجازه الملك المظفر‬
‫بألف دينار وصنع الملك المظفر المولد‪ ،‬وكان يعمله في ربيشع الول ويحتفشل بشه احتفششال هششائل‪،‬‬
‫وكان شهما شجاعا‪ ،‬بطل عاقل‪ ،‬عالما عادل‪ ،‬وطالت مدته في ملك إلى أن مششات وهشو محاصششر‬
‫الفرنج بمدينة عكا سنة ثلثين وستمائة‪ ،‬محمود السيرة والسششريرة‪ .‬قششال سششبط ابششن الجششوزي فششي‬
‫مرآة الزمان‪) :‬حكى( لي بعض من حضر سماط المظفر فششي بعششض المواليششد فششذكر أنششه عششد فيششه‬
‫خمسة آلف رأس غنشم ششواء‪ ،‬وعششرة آلف دجاجشة‪ ،‬ومشائة ألشف زبديشة وثلثيشن ألشف صشحن‬
‫حلوى‪ ،‬وكان يحضششر عنششده فششي الموالششد أعيششان العلمششاء والصششوفية‪ ،‬فيخلششع عليهششم‪ ،‬ويطلششق لهششم‬
‫البخور‪ ،‬وكان يصرف على الموالد ثلثمائة ألف دينار‪ .‬واستنبط الحافظ ابن حجر تخريششج عمششل‬
‫المولد على أصل ثابت في السششنة‪ ،‬وهششو مششا فششي الصششحيحين أن النششبي )ص( قششدم المدينششة فوجششد‬
‫اليهود يصومون يوم عاشوراء‪ ،‬فسألهم‪ ،‬فقالوا هو يوم أغشرق الش فيشه فرعششون‪ ،‬ونجشى موسششى‪،‬‬
‫ونحن نصومه شكرا‪ .‬فقال نحن أولى بموسى منكم وقد جوزي أبو لهب بتخفيف العذاب عنه يوم‬
‫الثنين بسبب إعتاقه ثويبة لما بشرته بولدته )ص(‪ ،‬وأنه يخرج له من بين إصبعيه مششاء يشششربه‬
‫كما أخبر بذلك العباس في منام رأى فيه أبا لهب‪ .‬ورحم ال القائل‪ ،‬وهو حافظ الشام شمس الدين‬
‫محمد بن ناصر‪ ،‬حيث قال‪ :‬إذا كان هذا كافرا جاء ذمه وتبت يداه في الجحيم مخلدا أتى أنششه فششي‬
‫يوم الثنين دائما يخفف عنه للسرور بأحمد فمششا الظششن بالعبشد الششذي كششان عمششره بأحمششد مسشرورا‬
‫ومات موحدا قال الحسن البصري‪ ،‬قدس ال سره‪ :‬وددت لو كان لي مثل جبل أحششد ذهبششا لنفقتششه‬
‫على قراءة مولد الرسول‪ .‬قال الجنيدي البغدادي رحمه ال‪ :‬من حضر مولد الرسول وعظم قدره‬
‫فقد فاز باليمان‪ .‬قال معروف الكرخي قدس ال سره‪:‬‬

‫] ‪[ 415‬‬

‫من هيأ لجل قراءة مولد الرسول طعامششا‪ ،‬وجمششع إخوانششا‪ ،‬وأوقششد سششراجا‪ ،‬ولبششس جديششدا‪،‬‬
‫وتعطر وتجمل تعظيما لمولده حشره ال تعالى يوم القيامة مع الفرقة الولششى مششن النششبيين‪ ،‬وكششان‬
‫في أعلى عليين‪ .‬ومن قرأ مولد الرسول )ص( على دراهم مسكوكة فضششة كششانت أو ذهبششا وخلششط‬
‫تلك الدراهم مع دراهم أخر وقعششت فيهششا البركششة ول يفتقششر صششاحبها ول تفششرغ يششده ببركششة مولششد‬
‫الرسول )ص(‪ .‬وقال المام اليششافعي اليمنششى‪ :‬مششن جمششع لمولششد النششبي )ص( إخوانششا وهيششأ طعامششا‬
‫وأخلى مكانا وعمل إحسانا وصار سببا لقراءة مولد الرسول بعثه ال يششوم القيامششة مششع الصششديقين‬
‫والشهداء والصالحين ويكون في جنات النعيم‪ .‬وقال السري السقطي‪ :‬من قصد موضعا يقششرأ فيششه‬
‫مولد النبي )ص( فقد قصششد روضششة مششن ريششاض الجنششة لنششه مششا قصششد ذلششك الموضششع إل لمحبششة‬
‫الرسول‪ .‬وقد قال عليه السلم‪ :‬من أحبني كان معي في الجنة قال سششلطان العششارفين جلل الششدين‬
‫السيوطي في كتابه الوسائل في شرح الشمائل‪ :‬مششا مششن بيششت أو مسششجد أو محلششة قششرئ فيششه مولششد‬
‫النبي )ص( هل حفت الملئكة بأهل ذلك المكان وعمهم ال بالرحمة والمطوقون بششالنور ‪ -‬يعنششي‬
‫جبريل وميكائل وإسرافيل وقربائيل وعينائيل والصافون والحافون والكروبيون ‪ -‬فششإنهم يصششلون‬
‫على ما كان سببا لقراءة مولد النبي )ص( قال‪ :‬وما من مسلم قرئ في بيته مولد النششبي )ص( إل‬
‫رفع ال تعالى القحط والوباء والحرق‪ .‬والفات والبليات والنكبات والبغض والحسد وعين السوء‬
‫واللصوص عن أهل ذلك البيت‪ ،‬فإذا مات هون ال تعالى عليه جششواب منكششر ونكيششر‪ ،‬وكششان فششي‬
‫مقعد صدق عند مليك مقتدر‪) .‬وحكي( أنه كان في زمان أمير المؤمنين هارون الرشيد شاب فششي‬
‫البصرة مسرف على نفسه وكان أهل البلد ينظرون إليه بعين التحقير لجل أفعاله الخبيثششة‪ ،‬غيششر‬
‫أنه كان إذا قدم شهر ربيع الول غسل ثيششابه وتعطششر وتجمششل وعمششل وليمششة واسششتقرأ فيهششا مولششد‬
‫النبي )ص( ودام على هذا الحال زمانا طويل‪ ،‬ثم لما مات سمع أهل البلد هاتفا يقششول‪ :‬احضششروا‬
‫يا أهل البصرة واشهدوا جنازة ولي من أولياء ال فإنه عزيز عندي‪ ،‬فحضششر أهششل البلششد جنششازته‬
‫ودفنوه‪ ،‬فرأوه في المنام وهو يرفل في حلل سندس واستبرق‪ ،‬فقيل له بم نلت هذه الفضيلة ؟ قال‬
‫بتعظيم مولد النبي )ص(‪) .‬وحكي( أنه كان في زمان الخليفة عبد الملك بشن مشروان ششاب حسشن‬
‫الصورة في الشام‪ ،‬وكان يلهو بركوب الخيشل فبينمشا هشو ذات يشوم علشى ظهشر حصشانه إذ أجفشل‬
‫الحصان وحمله في سكك الشام ولششم يكششن لشه قششدرة علششى منعششه فوقششع طريقششه علششى بششاب الخليفشة‬
‫فصادف ولده ولم يقدر الولد على رد الحصان فصدمه بالفرس وقتله‪ ،‬فوصل الخبر إلششى الخليفششة‬
‫فأمر بإحضاره‪ ،‬فلما أن أشرف إليه خطر على باله أن قال إن خلصني ال تعالى من هذه الواقعة‬
‫أعمل وليمة عظيمة وأستقرئ فيها مولد النبي )ص( فلما حضر قدامه ونظششر إليششه ضششحك بعششدما‬
‫كان يخنقه الغضب‪ ،‬فقال‪ :‬يا هذا أتحسن السحر ؟ قششال ل والش يششا أميششر المششؤمنين‪ .‬فقششال عفششوت‬
‫عنك‪ ،‬ولكن قل لي ماذا قلت ؟ قال‪ :‬قلت إن خلصني ال تعالى من هذه الواقعة الجسيمة أعمل لششه‬
‫وليمة لجل مولد النبي )ص(‪ .‬فقال الخليفة قد عفوت عنك‪ ،‬وهذه ألششف دينششار لجششل مولششد النششبي‬
‫)ص(‪ ،‬وأنت في حل من دم ولدي‪ .‬فخرج الشاب وعفى عن القصاص وأخششذ ألششف دينششار ببركششة‬
‫مولد النبي )ص(‪ .‬وإنما أطلت الكلم في ذلك لجل أن يعتني ويرغب جميع الخوان‪ ،‬في قششراءة‬
‫مولد سيد ولد عدنان‪ ،‬لن من لجله خلقت الرواح والجسام‪ ،‬بحق أن يهدى لششه الششروح والمششال‬
‫والطعام‪ .‬وفقنا ال وإياكم لقراءة مولد نششبيه الكريشم علشى الشدوام‪ ،‬وإنفششاق المششال لجلشه فششي سششائر‬
‫الوقات واليام آمين )قوله‪ :‬فروع( أي خمسة عشر‪ :‬الول قوله ينششدب الكششل الششخ‪ ،‬الثششاني قششوله‬
‫ويجوز للضيف أن يأخذ مما قدم الخ‪ ،‬الثالث قوله وصرح الشيخان الخ‪ ،‬الرابع قششوله وورد بسششند‬
‫ضعيف الخ‪ ،‬الخامس قوله ويسن للكل الخ‪ ،‬السادس قوله ويحرم أن يكبر اللقم الخ‪ ،‬السابع قشوله‬
‫ولو دخل على آكليشن الشخ‪ ،‬الثشامن قشوله ول يجشوز للضشيف أن يطعشم الشخ‪ ،‬التاسشع قشوله ويكشره‬
‫للداعي الخ‪ ،‬العاشر قوله ويحرم للراذل الخ‪ ،‬الحادي عشر قوله ولششو تنششاول الششخ‪ ،‬الثششاني عشششر‬
‫قوله ويجوز للنسان أخذ الخ‪ ،‬الثالث عشر قوله ولزم مالك طعام الخ‪ ،‬الرابع عشر قوله ويجششوز‬
‫نثر الخ‪ ،‬الخامس عشر قوله ويحرم أخذ فرخ الخ )قوله‪ :‬ينششدب الكشل الشخ( عبشارة المنهششاج‪ :‬ول‬
‫تسقط إجابة بصوم‪ ،‬فإن شق على الداعي صششوم نفششل فششالفطر أفضششل‪ .‬ا‍ه‪ .‬وإنمششا لششم تسششقط لخششبر‬
‫مسلم إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب‪ :‬فإن كان مفطرا‬

‫] ‪[ 416‬‬

‫فليطعم‪ ،‬وإن كان صائما فليصل فليدع‪ :‬أي بدليل روايششة فليششدع بالبركششة‪ ،‬وإذا دعششي وهششو‬
‫صائم فل يكره أن يقول إني صائم حكاه القاضي‪ :‬أبو الطيب عن الصشحاب‪ :‬أي إن أمشن الريشاء‬
‫كما هو ظاهر‪ ،‬واستثنى البلقيني منه ما لشو دعششاه فششي نهششار رمضششان والمششدعوون كلهششم مكلفشون‬
‫صائمون فل تجب الجابة‪ .‬إذ ل فائدة فيها إل مجرد نظر الطعام والجلوس مششن أول النهششار إلششى‬
‫آخره مشق فإن أراد هذا فليدعهم عند الغروب وقال وهششذا واضششح‪ .‬ا‍ه‪ .‬نهايششة‪ .‬وقششوله فششي صششوم‬
‫نفل‪ :‬خرج به الفرض كنذر مطلق وقضاء ما فات من رمضان فيحشرم الخشروج منشه ولشو توسشع‬
‫وقته )قوله‪ :‬لرضاء ذي الطعام( أي لجششل إرضششائه‪ ،‬فششاللم للتعليششل‪ ،‬وقششوله بششأن شششك الششخ‪ :‬أي‬
‫ويتصور كون الكل لجل ما ذكر بشأن كشان يششق علشى ذي الطعشام بقشاؤه علشى صشومه‪ ،‬فالبشاء‬
‫للتصوير وما جرى عليه من التقييد بمشقة المساك هو طريقه المراوزة‪ ،‬وأطلق المام الشششافعي‬
‫والعراقيون الحكم فيندب الكل عندهم مطلقا‪ .‬كذا في شرح الروض‪) .‬قششوله‪ :‬للمششر بششالفطر( أي‬
‫في رواية البيهقي وغيره أنه )ص( لما أمسك من حضر معه وقال إني صائم قال لششه يتكلششف لششك‬
‫أخوك المسلم وتقول إني صائم إفطر ثم اقض يومششا مكششانه أي إن شششئت )قششوله‪ :‬ويثششاب علششى مششا‬
‫مضى( يعني إذا أفطر نصف النهار مثل يثاب على القدر الذي صامه منه )قششوله‪ :‬وقضششى نششدبا(‬
‫أي لنه صوم نفل )قششوله‪ :‬فششإن لششم يشششك عليششه( أي ذي الطعششام‪ .‬وقششوله إمسششاكه‪ :‬أي بقششاؤه علششى‬
‫صومه )قوله‪ :‬لم يندب الفطار( جواب ان )قوله‪ :‬بل المساك أولى( أي بششل بقششاؤه علششى صششومه‬
‫أولى من فطره )قوله‪ :‬قال الغزالي الخ( عبارته الثالث‪ :‬أي مشن آداب إجابششة الوليمشة أن ل يمتنشع‬
‫لكونه صائما بل يحضر‪ ،‬فإن كان يسر أخاه إفطشاره فليفطشر وليحتسشب فشي إفطشاره بنيشة إدخشال‬
‫السرور على قلب أخيه ما يحتسب في الصوم‪ ،‬وأفضششل ذلششك فششي صششوم التطششوع وإن لششم يتحقششق‬
‫سرور قلبه فليصدقه بالظاهر وليفطر وإن تحقق أنه متكلششف فليتعلششل وقششد قششال )ص( لمششن امتنششع‬
‫بعذر الصوم يتكلف لك أخوك وتقول إني صائم وقد قال ابن عباس رضي ال عنهما‪ :‬من أفضششل‬
‫الحسنات إكرام الجلساء بالفطار‪ ،‬فالفطار عبششادة بهششذه النيششة وحسششن خلششق‪ ،‬فثششوابه فششوق ثششواب‬
‫الصوم‪ ،‬ومهما لم يفطر فضيافته الطيب والمجمرة والحديث الطيب‪ ،‬وقد قيل الكحل والدهن أحششد‬
‫القراءين‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويجوز للضيف( هو من يحضر الوليمة بإذن سمي باسم ملششك يششأتي برزقششه‬
‫قبل مجيئه لهل المنزل بأربعين يوما وينادي فيهم هذا رزق فلن بششن فلن‪ ،‬وأمششا الطفيلششي فهششو‬
‫الذي يحضر الطعام بل إذن من صاحبه‪ .‬وسمي بذلك نسبة لرجل من غطفان يقال له طفيل كششان‬
‫يحضر كل وليمة تفعل من غير دعوة‪ .‬وقوله أن يأكششل‪ :‬أفهششم أنششه ل يجششوز لششه أن يتصششرف فيششه‬
‫بغير الكل‪ ،‬وسيصرح به بقوله ول يجوز للضيف أن يطعم سائل أو هششرة‪ .‬والمعتمششد أنششه يملكششه‬
‫بوضعه في فمه ملكا مراعى بمعنى أنه إن ازدرده استقر على ملكششه وإن أخرجششه مششن فمششه تششبين‬
‫بقاؤه على ملك صاحبه وقيل ليس هو من باب الملك‪ .‬وإنما هو إتلف بإذنه‪ .‬وقششوله ممششا قششدم لششه‬
‫قال في النهاية أفهم حرمة أكل جميع مششا قششدم لششه‪ ،‬وبششه صششرح بششن الصششباح ونظششر فيششه‪ ،‬إذا قششل‪،‬‬
‫واقتضى العرف أكل جميعه‪ .‬والذي يتجه النظششر فششي ذلششك للقرينششة القويششة‪ ،‬فششإن دلششت علششى أكششل‬
‫الجميع حل وإل امتنع‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثله في التحفششة )قششوله‪ :‬بل لفششظ مششن المضششيف( متعلششق بيجششوز‪ :‬أي‬
‫يجوز له الكل من غير لفظ صادر من المضيف يدل على الذن فيه اكتفاء بالقرينة العرفية‪ ،‬كما‬
‫في الشرب من السقايات التي في الطرق‪) .‬فائدة( قال النووي فششي الذكششار‪) .‬إعلششم( أنششه يسششتحب‬
‫لصاحب الطعام أن يقول لضيفه عند تقديم الطعام‪ :‬بسم ال‪ .‬أو كششل‪ ،‬أو نحششو ذلششك مششن العبششارات‬
‫المصرحة بالذن في الشروع في الكل‪ .‬ول يجب هذا القول‪ ،‬بل يكفي تقديم الطعام إليهشم‪ ،‬ولهشم‬
‫الكل بمجرد ذلك من غير اشتراط لفظ‪ .‬وقال بعض أصحابنا ل بد مششن لفششظ‪ ،‬والصششواب الول‪،‬‬
‫وما ورد في الحاديث الصحيحة من لفظ الذن في ذلك محمول على الستحباب‪ .‬ا‍ه‪ .‬بتصششرف‪.‬‬
‫ويسن للضيف أن يششدعو للمضششيف بشدعاء رسششول الش )ص( بششأن يقشول‪ :‬أكششل طعشامكم البشرار‪،‬‬
‫وصلت عليكم الملئكة الخيار‪ ،‬وذكركم ال فيمن عنده‪ ،‬وأفطر عندكم الصششائمون‪ .‬اللهششم أخلششف‬
‫على باذليه‪ ،‬وهن آكليه واطرح البركة فيه )قوله‪ :‬نعم( استدراك على قوله بل لفظ الموهم جششواز‬
‫الكل‬

‫] ‪[ 417‬‬

‫مطلقا‪ .‬وقوله إن انتظر‪ :‬أي المضيف‪ .‬وقوله غيره‪ :‬أي غير الذي حضر‪ .‬ومثله ما لشو لشم‬
‫تتم السفرة‪ .‬وقوله لم يجز‪ :‬أي الكل‪ .‬وقوله قبل حضوره‪ :‬أي المنتظر‪ .‬وقوله إل بلفششظ منششه‪ :‬أي‬
‫إل بإذن من المضيف له لفظا )قوله‪ :‬وصرح الشيخان الخ( ما صرحا به ل يختص بالضيف‪ ،‬بل‬
‫يجزي في طعام نفسه‪ ،‬كما هو ظاهر )قوله‪ :‬فوق الشبع( أي المتعارف ل المطلوب شرعا‪ ،‬وهو‬
‫أكل نحو ثلث البطن‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع ش‪ .‬وقوله وآخرون بحرمته‪ :‬أي وصرح آخرون بحرمة الكل فوق‬
‫الشبع‪ ،‬وذلك لنه مؤذ للمزاج‪ .‬وجمع في التحفة والنهاية بين القولين بحمل الول على مال نفسه‬
‫الذي ل يضره‪ ،‬والثاني على خلفه‪ .‬ويضمنه لصاحبه ما لم يعلم رضاه به‪ ،‬كما هو ظاهر‪ ،‬وفششي‬
‫البجيرمي‪ .‬والحسن أن يقال أن التحريم محمول على حالة الضرر سواء كششان مششن مششاله أو مششن‬
‫مال غيره‪ ،‬والقول بالكراهة على غيرها‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬قال مالك هو( أي العتماد على يده اليسرى‪.‬‬
‫وقوله نوع من التكاء‪ :‬أي المنهي عنه )قوله‪ :‬جاثيا( حال مؤكدة‪ .‬قال في القششاموس‪ :‬جثششا‪ :‬كششدعا‬
‫ورمى جثوا وجثيششا ‪ -‬بضششمهما ‪ -‬جلشس علشى ركبشتيه‪ ،‬أو قشام علشى أطششراف أصششابعه ا‍ه‪ .‬وقشوله‬
‫وظهور قدميه‪ :‬أي وعلى ظهور قدميه بششأن يجعلهششا ممششا يلششي الرض ويجعششل بطونهششا ممششا يلششي‬
‫وركيه )قوله‪ :‬ويكره الكششل متكئا( أي لخششبر أنششا ل آكششل متكئا )قششوله‪ :‬وهششو( أي المتكششئ‪ .‬وقششوله‬
‫المعتمد الخ‪ :‬عبارة شرح الروض‪ :‬قال النووي‪ :‬قال الخطابي‪ :‬المتكئ هنا الجششالس معتمششدا علششى‬
‫وطاء تحته كقعود من يريد الكثار من الطعام‪ ،‬وأشار غيره إلششى أنششه المششائل علششى جنبششه‪ ،‬ومثلششه‬
‫المضطجع‪ ،‬كما فهم بالولى‪ ،‬ا‍ه‪ .‬وفي الباجوري على الشمائل ما نصشه‪ :‬ومعنششى المتكششئ المششائل‬
‫إلى أحد الشقين معتمدا عليه وحده‪ .‬وحكمه كراهة الكل متكئا أنه فعل المتكششبرين المكششثرين مششن‬
‫الكل نهمة‪ ،‬والكراهة مع الضشطجاع أششد منهشا مشع التكششاء‪ .‬نعششم‪ :‬ل بششأس بأكشل مشا يتنقششل بشه‬
‫مضطجعا‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله على وطاء‪ :‬قال في القاموس‪ :‬والوطاء كسحاب وكتاب خلف الغطاء‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وفي المصباح‪ :‬والوطاء وزان كتاب المهاد الوطئ‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ومضطجعا( معطوف علششى متكئا‪:‬‬
‫أي ويكره الكل حال كونه مضطجعا على جنبه اليمن أو اليسر‪ ،‬وبالولى الكل مع السششتلقاء‬
‫)قوله‪ :‬إل فيما يتنقل به( بتقديم التاء الفوقية على النون‪ ،‬وذلك كنحششو الفاكهششة مشن كشل مششا ل يعششد‬
‫للشبع فل يكره أكله مع التكاء أو الضطجاع )قشوله‪ :‬ل قائمشا( أي ل يكششره الكشل قائمشا )قشوله‪:‬‬
‫والشششرب قائمششا خلف الولششى( عبششارة الششروض وشششرحه‪ :‬والشششرب قاعششدا أولششى منششه قائمششا أو‬
‫مضطجعا‪ ،‬فالشرب قائما بل عذر خلف الولششى‪ ،‬كمششا اختششاره فششي الروضششة‪ ،‬لكنششه صششوب فششي‬
‫شرح مسلم كراهته‪ ،‬وأما شربه )ص( قائما فلبيان الجواز‪ .‬قال فششي شششرح مسششلم‪ :‬ويسششتحب لمششن‬
‫شرب قائما عالما أو ناسيا أن يتقيأه‪ :‬لخبر مسلم ل يشششربن أحششدكم قائمششا‪ ،‬فمششن نسششي فليسششتقئ ا‍ه‬
‫)واعلم( أنه استثنى بعضهم شرب ماء زمزم وقال‪ :‬إنه يسن الشرب منه قائمششا اتباعششا‪ ،‬فقششد صششح‬
‫عن ابن عباس رضي ال عنهما أن النبي )ص( شرب من زمزم وهو قششائم ورده البششاجوري فششي‬
‫حاشية الشمائل بما نصه‪ :‬وإنما شرب )ص( وهو قائم‪ ،‬مع نهيه عنه‪ ،‬لبيان الجششواز‪ ،‬ففعلششه ليششس‬
‫مكروها في حقه‪ ،‬بل واجب‪ ،‬فسقط قششول بعضششهم إنششه يسششن الشششرب مششن زمششزم قائمششا اتباعششا لششه‬
‫)ص(‪ ،‬ول حاجة لدعوي النسخ أو تضعيف النهي لنه حيث أمكن الجمع وجب المصير إليه‪ .‬ثم‬
‫قال‪ :‬قال ابن القيم للشرب قائما آفات منها‪ :‬أنه ل يحصل بششه الششري التششام‪ ،‬ول يسششتقر فششي المعششدة‬
‫حتى يقسمه الكبد على العضاء‪ ،‬ويلقي المعدة بسرعة‪ ،‬فربما برد حرارتها ويسرع النفششوذ إلششى‬
‫أسافل البدن فيضر ضررا بينا‪ ،‬ومشن ثششم سششن أن يتقيششأه‪ ،‬ولشو فعلششه سششهوا‪ ،‬لنششه يحششرك أخلطششا‬
‫يدفعها القئ‪ .‬ويسن لمن شرب قائما أن يقول‪ :‬اللهم صل على سيدنا محمد الذي شرب الماء قائما‬
‫وقاعدا فإنه بسبب ذلك يندفع عنه الضششرر‪ .‬وذكششر الحكمششاء أن تحريششك الشششخص إبهششامي رجليششه‬
‫حال الشرب قائما يدفع ضرره‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ويسن للكل الخ( تقششدم أول الكتششاب‪ ،‬فششي مبحششث سششنن‬
‫الوضوء‪ ،‬أنه تستجب‬

‫] ‪[ 418‬‬

‫التسمية قبل الكل والشرب‪ ،‬فإن تركهششا أولششه قششال فششي ثنششائه بسششم الش أولششه وآخششره‪ .‬قششال‬
‫النووي في الذكار‪ :‬وروينا في سنن أبي داود والترمذي عن عائشة رضي ال عنهششا قششالت‪ :‬قششال‬
‫رسول ال )ص(‪ :‬إذا أكل أحدكم فليذكر اسم ال تعالى في أوله‪ ،‬فإن نسي أن يذكر اسم ال تعالى‬
‫في أوله فليقل بسم ال أوله وآخره قال الترمذي حديث حسن صحيح‪ .‬ثم قال‪ :‬قلت أجمششع العلمششاء‬
‫على استحباب التسمية على الطعام في أولششه‪ ،‬فششإن تششرك فششي أولششه عامششدا أو ناسششيا أو مكرهششا أو‬
‫عاجزا لعارض آخر ثم تمكن في أثناء أكله اسششتحب أنششه يسششمي‪ :‬للحششديث المتقششدم‪ .‬والتسششمية فششي‬
‫شرب الماء واللبن والعسل والمرق وسائر المشروبات كالتسمية في الطعام في جميع ما ذكرنششاه‪.‬‬
‫ويسششتحب أن يجهششر بالتسششمية ليكششون فيششه تنششبيه لغيششره علششى التسششمية وليقتششدي بششه فششي ذلششك‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫باختصار‪ .‬وقوله أن يغسل اليدين الخ‪ :‬قال في شرح الششروض‪ :‬لكششن المالششك يبتششدئ بششه فيمششا قبلششه‬
‫ويتأخر به فيما بعده ليدعو الناس إلى كرمه‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ويقرأ سورتي الخ( أي ويسن أن يقرأ بعد‬
‫الكل سورة الخلص وسورة قريش‪ ،‬ويسن أيضا أن يقول بعد الكل‪ ،‬وقبششل قششراءة السششورتين‪،‬‬
‫)الحمد ل الذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حششول منششي ول قششوة‪ .‬اللهششم كمششا أطعمتنششي‬
‫طيبا فاستعملني صالحا‪ ،‬الحمد ل الذي أطعم وسقى وسوغه وجعل لششه مخرجششا‪ .‬الحمششد لش الششذي‬
‫أطعمني وأشبعني وأرواني( قال في الذكار‪ :‬وروينا فشي سشنن أبشي داود والترمشذي وابشن ماجشة‬
‫عن معاذ بن أنس رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال )ص(‪ :‬من أكل طعاما فقال الحمد ل الششذي‬
‫أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حول مني ول قوة غفر له ما تقدم مششن ذنبششه قششال الترمششذي‬
‫حديث حسن )قوله‪ :‬ول يبتلششع الششخ( أي ويسششن أن ل يبتلششع مششا يخششرج مششن آثششار الطعششام بششالخلل‬
‫بخلف ما يجمعه بلسانه من بين السنان فإنه يبتلعه )قوله‪ :‬ويحرم أن يكبر اللقم( قيده في التحفششة‬
‫بما إذا قل الطعام‪ .‬وقال ابن عبد السلم‪ :‬ولو كان يأكل قدر عشرة والمضيف جاهشل بشه لشم يجششز‬
‫له أن يأكل فوق ما يقتضيه العرف في مقدار الكل لنتفششاء الذن اللفظششي والعرفششي فيمششا وراءه‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬وقوله مسرعا‪ :‬أي حال كونه مسرعا فششي الكششل‪ .‬وقششوله حششتى يسششتوفى أكششثر الطعششام‪ :‬حششتى‬
‫تعليلية‪ ،‬أي يكبر اللقشم لجشل أن يسشتوفي أكشثر الطعشام‪ .‬وقشوله ويحشرم )‪ :(1‬بضشم اليشاء وكسشر‬
‫الراء‪ ،‬وهو بالنصب معطوف على يستوفى‪ :‬أي ولجل أن يحرم غيره من بقية الضيوف )قششوله‪:‬‬
‫ولو دخل( أي إنسان غير ضيف‪ .‬وقوله على آكلين‪ :‬أي على جماعة يششأكلون‪ .‬وقششوله فششأذنوا لششه‪:‬‬
‫أي في الكل معهم‪ .‬وقوله لم يجز له‪ :‬أي للداخل )قوله‪ :‬إل إن ظن أنشه عشن طيشب نفشس( أي إل‬
‫إن ظن أن إذنهم له صادر عن طيب نفوسهم فيجوز له الكل حينئذ‪ .‬وقوله ل لنحششو حيششاء‪ :‬أي ل‬
‫ظن أن إذنهم له لنحششو حيششاء منششه فيحششرم عليشه الكششل معهششم‪ ،‬ومشن ثششم حششرم إجابششة مششن عششرض‬
‫بالضيافة تجمل وأكل هدية من ظن منه أنه ل يهدى إل خوف المذمة )قوله‪ :‬ول يجششوز للضششيف‬
‫أن يطعم سائل أو هرة( أي من الطعام الذي قدم له‪ ،‬وذلك لعدم الذن له في غير الكل‪ .‬نعم‪ :‬لششه‬
‫تلقيم صاحبه‪ ،‬ما لم يفاضل المضيف طعامهما‪ ،‬كأن خص أحدهما بعالي الطعام والخر بسششافله‪،‬‬
‫وإل فليس له ذلك‪ .‬وقوله إل إن علم رضا الداعي‪ :‬أي فششإنه ل يحششرم‪ .‬والمششراد بششالعلم مششا يشششمل‬
‫الظن‪ ،‬بأن توجد القرائن القوية على رضاه به‪ ،‬بدليل التقييد بالظن في مسألة الخششذ التيششة قريبششا‬
‫)قوله‪ :‬ويكره للداعي تخصيص الخ( وذلك لما فيه من كسر الخاطر للبعض الخر )قوله‪ :‬ويحرم‬
‫للراذل أكل الخ( أي لنه ل دللة على الذن لهم فيه‪ ،‬بششل العششرف زاجششر لهششم عنشه )قششوله‪ :‬ولشو‬
‫تناول ضيف( أي من المضيف له‪ .‬وقوله إناء طعام‪ :‬التركيب إضافي‪ :‬أي إناء فيه طعام‪ .‬وقششوله‬
‫فانكسر‪ :‬أي الناء‪ .‬وقوله منه‪ :‬أي من الضيف )قوله‪ :‬ضمنه( أي‬

‫)‪) (1‬قوله بضم الياء الخ( ل يتعين هذا الضبط بل هو لغية كما في القاموس والكثير باب وعلم‪ .‬ا‍ه‬

‫] ‪[ 419‬‬

‫الناء دون الطعام لنه أباحه‪ ،‬كمششا يعلششم ممششا تقششدم للشششارح فششي بششاب العاريششة فششي مسششألة‬
‫الكوز‪ :‬وهي أنه لو أخذ كوزا من سقاء ليشرب منه فوقع من يده وانكسر قبل شربه أو بعده‪ ،‬فإن‬
‫طلبه‪ ،‬أي الماء مجانا‪ ،‬ضمنه دون الماء‪ ،‬أو بعوض والمششاء قششدر كفششايته فعكسششه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وتقششدم فششي‬
‫الكتابة عليه تعليل ذلك وجملة مسائل‪ .‬فارجع إليه إن شئت‪ .‬وقوله لنه‪ :‬أي الناء وقوله في يششده‪:‬‬
‫أي الضيف‪ .‬وقوله في حكم العارية‪ :‬أي وهي مضمومة )قششوله‪ :‬ويجششوز للنسششان أخششذ مششن نحششو‬
‫صديقه( أي يجوز له أن يأخذ من طعام صديقه وشرابه ويحمله إلششى بيتششه‪ .‬قششال فششي التحفششة‪ :‬وإذا‬
‫جوزنا له الخذ‪ ،‬فالذي يظهر أنه إن ظششن الخششذ بالبششدل كششان قرضششا ضششمنيا‪ ،‬أو بل بششدل توقششف‬
‫المالك على ما ظنه‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ويختلف( أي ظن الرضا‪ .‬وعبارة غيره‪ .‬وتختلششف قششرائن الرضششا‬
‫في ذلك باختلف الحششوال ومقششادير المششوال‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪ :‬وبحششال المضششيف( أي يسششارا إعسششارا‬
‫)قوله‪ :‬ومع ذلك( أي ظن الرضا‪ .‬وقوله مراعشاة نصشفة‪ ،‬بفتحشات‪ ،‬العشدل )قشوله‪ :‬فل يأخشذ الشخ(‬
‫تفريع على النبغاء المذكور‪ .‬وقوله إل ما يخصه‪ :‬أي القدر الذي يخصه من الطعام المقدم إليهم‪.‬‬
‫وقوله أو يرضون به‪ :‬أي أو الذي يرضون بأخذه‪ .‬وكتب سب مششا نصششه‪ :‬قششوله إل مششا يخصششه أو‬
‫يرضون به‪ ،‬لعل هذا إذا وكل المالششك المششر إليهششم‪ ،‬وإل فششالوجه جششواز مششا رضششي بششه بششإذن أو‬
‫قرينة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله عن طيب نفس‪ :‬أي نفوسهم كلهشم‪ .‬وقشوله ل عشن حيشاء‪ :‬أي وأمشا إذا كشان عشن‬
‫حياء فإنه يحرم عليه أخذه )قوله‪ :‬وكذا يقال الخ( أي أن مثششل مششا قيششل فششي أخششذه مششن نحششو طعششام‬
‫صديقه يقال في القران بين تمرتين أو سمسمتين أو عنبتين في لقمششة واحششدة‪ :‬أي فششإن ظششن رضششا‬
‫المالك بذلك جاز وإل فل‪ .‬ومع ذلك ينبغي له مراعاة النصفة للحاضرين‪ ،‬والقران ‪ -‬بكسششر ففتششح‬
‫‪ -‬القتران والجمع )قوله‪ :‬أما عند الشك في الرضشا( مفهشوم قشوله مشع ظششن رضشا مششالكه‪ .‬وقشوله‬
‫فيحرم الخذ‪ :‬أي أخذه مششن طعششام صششديقه )قششوله‪ :‬كالتطفششل( أي كحرمششة التطفششل‪ ،‬وهشو حضششور‬
‫الوليمة من غير دعوة إل إذا علم رضا المالك به لما بينهما من النششس والنبسششاط )قششوله‪ :‬مششا لششم‬
‫يعم( قيد في حرمة التطفل‪ :‬أي محل الحرمة حيث لم يعم دعوته‪ ،‬فإن عم لم يحرم‪ ،‬كما في شرح‬
‫الروض نقل عشن المشام وعبشارته وقيشد ذلشك أي حرمشة التطفشل‪ ،‬المشام بالشدعوة الخاصشة‪ ،‬أمشا‬
‫العامة‪ ،‬كأن فتح الباب ليدخل من شاء‪ ،‬فل تطفل‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله كششأن فتشح البششاب الشخ‪ .‬تمثيشل لعمشوم‬
‫الدعوة )قوله‪ :‬ولزم مالك طعام( أي مطعوم أعم من المششأكول والمشششروب‪ .‬وقششوله إطعششام‪ :‬فاعششل‬
‫لزم مؤخر‪ ،‬وما قبله مفعول مقدم‪ .‬وقوله مضطر‪ :‬أي محتاج إلى طعششام‪ .‬وقششوله قششدر سششد رمقششه‪:‬‬
‫الرمق بقية الروح‪ ،‬والمراد يطعمه بقدر ما يسد الخلل الحاصل في بقية الروح‪ .‬وزاد فششي التحفششة‬
‫في باب الطعمة‪ ،‬أو إشباعه بشرطه‪ .‬وعبارته مع الصل‪ :‬أو وجد طعام حاضششر غيششر مضششطر‬
‫لزمه‪ ،‬أي مالك الطعام‪ ،‬إطعام‪ ،‬أي سد رمق‪ ،‬مضششطر أو إشششباعه بشششرطه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقششوله بشششرطه‪:‬‬
‫هو أنه لو اقتصر على سد الرمق يخششاف تلفششا‪ :‬أي محششذور تيمششم )قششوله‪ :‬إن كششان( أي المضششطر‪.‬‬
‫وقوله معصوما‪ :‬سيذكر محترزه‪ .‬وقوله مسلما أو ذميا‪ :‬بدل معصوما أو عطف بيان )قوله‪ :‬وإن‬
‫احتاجه الخ( غاية في لزوم الطعام‪ .‬وقوله مالكه‪ :‬إنما أظهششر ولششم يضششمر مششع تقششدم مرجعششه لئل‬
‫يتوهم رجوعه إلى المضطر وإن كان بعيدا‪ .‬وقوله مآل‪ :‬أي في المآل‪ ،‬أي المستقبل )قوله‪ :‬وكششذا‬
‫بهيمة الغير( أي ومثل المعصوم بهيمششة الغيششر‪ :‬أي فيلششزم مالششك الطعششام إطعامهششا )قششوله‪ :‬بخلف‬
‫حربي الخ( أي فل يلزم مالك الطعام إطعامهم إذا اضطروا لعدم احترامهم )قششوله‪ :‬فششإن منششع( أي‬
‫المضطر‪ .‬فالفعل مبنششي للمجهششول‪ .‬ويحتمششل بنششاؤه للمعلشوم‪ ،‬وفششاعله ضشمير يعشود علشى المالششك‪،‬‬
‫والمفعول محذوف‪ :‬أي فإن منع المالك المضطر في إطعششامه الطعششام‪ .‬وقششوله فلششه‪ :‬أي المضششطر‬
‫أخذه قهرا وله أن يقاتل عليه‪ ،‬فإن قتل أحدهما صاحبه كان صاحب الطعام مهدر الدم ل قصاص‬
‫فيه ول‬

‫] ‪[ 420‬‬

‫دية ول كفارة وكان المضطر مضمونا بالقصاص أو الدية والكفارة )قوله‪ :‬إن حضر( أي‬
‫العوض عند المضطر‪ .‬وقوله وإل‪ :‬أي وإن لم يحضر عنده فهو نسششيئة )قششوله‪ :‬ولششو أطعمششه( أي‬
‫أطعم مالك الطعام المضطر‪ .‬وقوله ولم يذكر عوضا‪ :‬أي لم يششذكر المالششك للمضششطر أنششه أطعمششه‬
‫إياه بعوض ل مجانا‪ .‬وقوله فل عوض له‪ :‬أي للمالك على المضطر‪ .‬وقششوله لتقصششيره‪ :‬أي بعششدم‬
‫ذكر العوض )قوله‪ :‬ولو اختلفا( أي المالك والمضطر‪ .‬وقششوله فششي ذكششر العششوض‪ :‬فالمالششك يقششول‬
‫ذكرته والمضطر ينكره‪ .‬وقوله صدق المالك بيمينه‪ :‬أي حمل للناس علششى هششذه المكرمششة )قششوله‪:‬‬
‫ويجوز نثر نحو سكر( أي كلوز ودنانير أو دراهم‪ .‬والنثر الرمي مفرقا‪ .‬وعبارة المنهاج‪ :‬ويحششل‬
‫نثر سششكر وغيششره فششي الملك‪ .‬ا‍ه )قششوله‪ :‬وتركششه أولششى( أي وتششرك النششثر أولششى‪ ،‬ول يكششره فششي‬
‫الصح‪ :‬لخبر أنه )ص( حضر أملكا فيششه أطبششاق اللششوز والسششكر فأمسششكوا‪ ،‬فقششال أل تنتهبششون ؟‬
‫فقالوا نهيتنا عن النهبى‪ .‬فقال وإنما نهيتكم عن نهبة العساكر‪ ،‬أما الفرسششان فل‪ .‬خششذوا علششى اسششم‬
‫ال‪ .‬فجاذبنا وجاذبناه ا‍ه‪ .‬تحفة )قوله‪ :‬ويحل التقاطه( أي المنثور )قششوله‪ :‬ويكششره أخششذه( ضششعيف‪.‬‬
‫والمعتمد أنه خلف الولى‪ .‬وعبارة المنهج وشرحه‪ :‬وتركهما‪ ،‬أي نثر ذلك والتقاطه‪ ،‬أولششى لن‬
‫الثاني يشبه النهبى والول تسبب إلى ما يشبهها‪ .‬نعم‪ :‬إن عرف أن الناثر ل يششؤثر بعضششهم علششى‬
‫بعض ول يقدح اللتقاط في مروءة الملتقط لم يكن الترك أولى‪ .‬ا‍ه‪ .‬وعبارة النهايششة مششع الصششل‪:‬‬
‫ويحل التقاطه‪ ،‬وتركه أولى وقيل أخذه مكروه لنه دناءة‪ .‬نعم‪ :‬إن علم أن الناثر ل يششؤثر بششه ولششم‬
‫يقدح أخذه في مروءته لم يكن تركه أولى‪ ،‬ويكره أخذه من الهواء بإزار أو غيره‪ ،‬فششإن أخششذ منششه‬
‫أو التقطه أو بسط ثوبه لجله فوقع فيه ملكه بالخذ‪ ،‬ولششو صششبيا‪ ،‬وإن سششقط منششه بعششد أخششذه‪ .‬فلششو‬
‫أخذه غيره لم يملكه‪ ،‬وحيث كان أولى به وأخذه غيره ففي ملكه وجهان جاريان‪ :‬فيما لششو عشششش‬
‫طائر في ملكه فأخذ فرخه غيره‪ ،‬وفيما إذا دخل السمك مع الماء في حوضه‪ ،‬وفيما إذا وقع الثلج‬
‫في ملكه فأخذه غيره‪ ،‬وفيما إذا أحيششا مششا تحجششره غيششره‪ ،‬لكششن الصششح فششي الصششور كلهششا الملششك‪،‬‬
‫كالحياء‪ ،‬ما عدا صورة النثار لقوة الستيلء فيها‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله الملك‪ :‬أي للخذ الثاني‪ ،‬ومثله فششي‬
‫التحفة )قوله‪ :‬ويحرم أخذ فرخ الخ( يعني أنه يحرم على الشخص أن يأخذ فرخ طير عشش ذلششك‬
‫الطير في ملك غيره وأخذ سمك دخل مع الماء حوض غيششره‪ ،‬وحيششث حششرم الخششذ لششم يملكششه لششو‬
‫أخذه‪ ،‬كما في فتح الجواد‪ ،‬ونصه مع الصل‪ :‬وجاز لقط إل إن أخذه ممن أخذه‪ .‬أو بسط ذيلششه لششه‬
‫ولو صبيا ومجنونا فوقع فيه لنه يملكه بالخذ‪ ،‬والوقوع في نحو الذيل وإن سقط منششه بعششد أخششذه‬
‫وخرج‪ .‬بله وقوعه فيه اتفاقا فإنه ل يملكه‪ ،‬بل يكون أولى به فيحرم على غيره أخششذه إل إن ظششن‬
‫رضاه أو سقط من ثوبه وإن لم ينفضه‪ .‬وإذا حرم لم يملكه آخذه‪ :‬كأخششذ فششرخ طيششر عشششش بملششك‬
‫الغير أو سمك دخل مع الماء حوضه أو ثلج وقع في ملكه‪ ،‬وإنما ملك المحيششي مششا تحجششره الغيششر‬
‫لن المتحجر غير مالك فليس الحياء تصرفا في ملششك الغيششر‪ ،‬بخلف هششذه الصششور‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحششذف‬
‫وال سبحانه وتعالى أعلم‪ .‬فصل في القسم والنشوز أي في بيان حكمهمشا‪ :‬كوجشوب التسشوية بيشن‬
‫الزوجات وغير ذلك مما يترتب عليهما‪ ،‬إنما ذكر القسم بعد الوليمشة نظشرا لكشون الفضشل فعلهشا‬
‫بعد الدخول‪ ،‬وهو أيضا يكون بعده‪ .‬وذكر بعده النشوز لنه يترتب غالبا على تشرك القسشم ولقشوة‬
‫المناسبة بينهما جمعهما في ترجمة واحدة‪ .‬والقسم‪ ،‬بفتششح القششاف وسششكون السشين‪ ،‬مصشدر قسشمت‬
‫الشئ‪ .‬والمراد به العدل بين الزوجات‪ ،‬وأما بالكسر فالنصيب‪ ،‬وبفتح القاف مع فتح السين اليمين‬
‫والنشوز الخروج عن الطاعة )قوله‪:‬‬

‫] ‪[ 421‬‬

‫يجب قسم الخ( وذلك لقوله تعالى‪) * :‬وعاشروهن بالمعروف( * )‪ ،(1‬وخبر إذا كان عند‬
‫الرجل امرأتان فلم يعدل بينهما جششاء يششوم القيامششة وشششقه مششائل‪ ،‬أي سششاقط رواه أبششو داود وغيششره‬
‫وصححه الحاكم وقوله لزوجات‪ :‬أي حقيقة فخرجت الرجعيششة ودخششل المششاء‪ ،‬وذلششك بششأن تششزوج‬
‫رقيق أمتين فيجب عليه القسم بينهما أو تزوج حر بالشششروط أمششة فسششقمت ثششم تششزوج أمشة أخششرى‬
‫فيجب عليششه القسششم بينهمششا‪ .‬والمششراد بششالجمع مشا فششوق الواحشد فتششدخل الثنتشان والثلث والربشع‪.‬‬
‫وخرجت الواحدة فل يجب عليه فيها شئ‪ ،‬لكن يستحب أن ل يعطلها بأن يششبيت عنششدها لنششه مششن‬
‫المعاشرة بالمعروف‪ .‬وفي البجيرمي‪ :‬ل فرق في وجوب القسم بين المسشلمة والذميشة‪ .‬ذكشره فشي‬
‫البيان‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬هن بات عند بعضهم( قيد في الوجوب‪ ،‬فلو لم يبت عند بعضهن لم يجششب عليششه‬
‫القسم ول إثشم عليشه بشذلك‪ ،‬لكشن يسشتحب أن ل يعطلهشن وإن يحصشنهن بشالوطئ‪ .‬ثشم إن البيتوتشة‬
‫المختصة بالليل ليست بقيششد‪ ،‬بششل المششدار علششى صششيرورته عنششد بعضششهن ليل أو نهششارا‪ ،‬كمششا فششي‬
‫التحفة‪ ،‬ونصها مع الصل‪ :‬نعم إن بات في الحضششر أي صششار ليل أو نهششارا فششالتعبير ببششات لن‬
‫شأن القسم الليل‪ ،‬ل لخراج مكثه نهارا عند إحداهن‪ ،‬فإن الوجه أنه يلزمه أن يمكششث مثششل ذلششك‬
‫الزمن عند الباقيات‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله بقرعة‪ :‬متعلق بقسم‪ .‬وقوله أو غيرها‪ :‬أي القرعة )قششوله‪ :‬فيلزمششه‬
‫قسم لمن بقي الخ( هذا عين قوله يجب قسم الزوجات‪ :‬إذ اللزوم والوجوب بمعنى واحد‪ .‬والمششراد‬
‫بقوله لزوجات بقيتهن ل كلهن بدليل قوله إن بات عند بعضهن‪ ،‬ول يقال إنه أعششاده لجششل الغايششة‬
‫وهي ولو قام بهن عذر لنا نقول يصح جعلهششا غايششة لوجششوب قسششم الزوجششات وبالجملششة فششالولى‬
‫إسقاطه والقتصار على الغاية )قوله‪ :‬ولو قام بهن عذر( أي يلزمه القسم للباقيات‪ ،‬ولو قششام بهششن‬
‫عذر‪ ،‬وذلك لن المقصود النس ل الوطئ ويلزمششه ذلششك فششورا ولششو بششدون طلششب‪ ،‬كمششا فششي سششم‪،‬‬
‫وترك القسم كبيرة كما في ع ش )قششوله‪ :‬كمششرض وحيششض( تمثيششل للعششذر‪ ،‬ومثلهمششا رتششق وقششرن‬
‫وإحرام وجنون إن أمن من الشر )قوله‪ :‬وتسن التسوية بينهن( أي بين الزوجات )قوله‪ :‬في سائر‬
‫أنواع الستمتاع( أي وطأ كانت أو غيره )قوله‪ :‬ول يؤاخذ بميل القلب إلى بعضهن( أي لنه أمر‬
‫قهري ولهذا كان )ص( يقول‪ :‬اللهم هذا قسمي فيما أملك‪ ،‬فل تلمني فيما تملششك ول أملششك )قششوله‪:‬‬
‫وأن ل يعطلهن( أي ويسن أن ل يعطلهن أي إن لم يبت عند بعضهن‪ ،‬وإل وجب عششدم التعطيششل‪،‬‬
‫كما علمت )قوله‪ :‬بأن يبيت( تصوير لنتفاء التعطيل )قوله‪ :‬ول قسم بين إماء( أي غير زوجششات‬
‫ولو كن مستولدات‪ :‬قال تعالى‪) * :‬فإن خفتششم أن ل تعششدلوا فواحششدة أو مششا ملكششت أيمششانكم( * )‪(2‬‬
‫أشعر ذلك بأنه ل يجب العدل الذي هو فائدة القسم في ملك اليمين‪ ،‬فل يجب القسم فيه )قوله‪ :‬ول‬
‫إماء وزوجة( أي ول قسم بين إماء وزوجة‪ ،‬لما مششر )قششوله‪ :‬ويجششب علششى الزوجيششن أن يتعاشششرا‬
‫بالمعروف( أي لقشوله تعشالى‪) * :‬وعاششروهن بشالمعروف( * )‪ (3‬وفشي ششرح الشروض‪ :‬النكشاح‬
‫مناط حقوق الشزوج علشى الزوجشة كالطاعشة‪ ،‬وملزمشة المسشكن وحقوقهشا عليشه كشالمهر والنفقشة‬
‫والكسششوة والمعاشششرة بششالمعروف‪ :‬قششال تعششالى‪) * :‬ولهششن مثششل الششذي عليهششن بششالمعروف( * )‪(4‬‬
‫والمراد تماثلهما في وجوب الداء‪ ،‬وقال تعالى‪) * :‬وعاشششروهن بششالمعروف( * )‪ .(1‬ا‍ه )قششوله‪:‬‬
‫بأن يمتنع كل( أي من الزوجين‪ ،‬وهو تصوير للتعاشر بالمعروف )قوله‪ :‬ويؤدي( معطوف علششى‬
‫يمتنع‪ :‬أي وبأن يؤدي كل إلى صاحبه حقه‪ .‬وقوله مششع الرضششا‪ :‬متعلششق بكششل مششن يمتنششع ويششؤدي‪.‬‬
‫وقوله وطلقة الوجه‪ :‬أي ومع طلقة الوجه‪ ،‬وهي عدم العبوسة‪ ،‬ولبعضهم‪ :‬البر شئ هين‪ :‬وجه‬
‫طلق وكلم لين )قوله‪ :‬من غير أن يحوجه الخ( متعلق أيضا بكل من الفعلين قبله‪ :‬أي يمتنع عمششا‬
‫ذكر ويؤدي إليه حقه من غير أن يحوج أحدهما الخر إلى مؤنة‪.‬‬

‫)‪ (1‬سورة النساء‪ ،‬الية‪ (2) .19 :‬سورة النساء‪ ،‬الية‪ (3) .3 :‬سورة النساء‪ ،‬الية‪ (4) .19 :‬سورة النساء‪ ،‬الية‪228 :‬‬

‫] ‪[ 422‬‬

‫وقوله وكلفة‪ :‬العطف للتفسير‪ ،‬والمراد المشقة‪ .‬وقوله في ذلششك أي فششي المتنششاع المششذكور‬
‫وأداء ما عليه للخر من الحقوق )قوله‪ :‬غير معتدة( منصشوب علششى السشتثناء مشن زوجششات‪ :‬أي‬
‫يجب القسم للزوجات إل المعتدة الخ‪ .‬وقوله عن وطئ شبهة‪ :‬فششإن كششانت معتششدة عنششه بششأن وطششئ‬
‫إحدى زوجاته أجنبي بشبهة فل قسم لها حتى تعتد بل يحرم‪ ،‬كما يفهمه التعليل بعششد قششوله لتحششرم‬
‫الخلوة بها )قوله‪ :‬وصغيرة( أي وغير صغيرة ل تطيق الوطئ )قوله‪ :‬وناشزة( أي وغير ناشششزة‬
‫ودخل في مدعيه الطلق )قوله‪ :‬أي خارجة عن طاعته( تفسير للناشزة )قوله‪ :‬بششأن تخششرج بغيششر‬
‫الخ( تصوير لخروجها عن طاعته )قوله‪ :‬ولو مجنونة( غاية فششي الناشششزة‪ :‬أي يشششترط أن تكششون‬
‫غير ناشزة ولو كانت مجنونة فنشوزها يسقط حقها كنشوز العاقلششة وإن كششانت ل تششأثم بششه )قشوله‪:‬‬
‫وغير مسافرة( عطف على غير معتششدة‪ .‬وقشوله وحششدها‪ :‬خششرج مششا إذا سششافرت معشه ولششم يمنعهششا‬
‫فحقها باق‪ .‬وقوله لحاجتها‪ :‬خرج ما إذا كانت لحاجته بإذنه فيقضي لها مششن نششوب الباقيششات‪ ،‬فششإن‬
‫كان من غير إذنه سقط حقها )قوله‪ :‬فل قسم لهششن( أي للمعتششدة والصششغيرة والناشششزة والمسششافرة‪،‬‬
‫وهو تفريع على مفهوم وقوله غير معتدة الششخ‪ .‬ويصششح جعلششه قششوله جششواب شششرط مقششدر‪ :‬أي أمششا‬
‫المعتدة من وطئ الشبهة والصغيرة والناشزة والمسافرة فل قسم لهن لعدم استحقاقهن له‪ .‬وانظر‪:‬‬
‫هل يحرم القسم عليه لهن لن فيه تضييع حق الباقيات أم ل ؟ وقد قدمت أن قوله لتحريششم الخلششوة‬
‫بالمعتدة يقتضي حرمته عليه فيها‪ ،‬ولكن بقي النظر فيما عداها من الناشزة والصغيرة الخ )قوله‪:‬‬
‫كما ل نفقة لهن( أي ل نفقة واجبة عليه لهن‪ .‬وفي المغني مع الصل مششا نصششه‪ :‬ويسششتحق القسششم‬
‫مريضة وقرناء وقرناء ورتقاء وحائض ونفسشاء‪ ،‬ثشم قشال‪ :‬وضشابط مشن يسششتحق القسششم كشل مشن‬
‫وجبت نفقتها ولم تكن مطلقة لتخرج الرجعية‪ .‬ويستثنى من استحقاق المريضة القسم ما لو سششافر‬
‫بنسائه فتخلفت واحدة لمرض فل قسم لها وإن كانت تستحق النفقة‪ .‬وضششابط مششن ل يسششتحقه هششو‬
‫كل امرأة ل نفقة لها‪ ،‬وضابط مشن يجششب عليششه القسششم كششل زوج عاقششل ولشو سششكران أو سشفيها أو‬
‫مراهقا‪ ،‬فإن جار المراهق فششالثم علششى وليششه‪ ،‬أي إذا قصششر‪ ،‬وإن جششار السششفيه فعلششى نفسششه لنششه‬
‫مكلف‪ .‬وأما المجنون إذا أطبق جنونه أو تقطع ولم ينضبط فل يلششزم الشولي الطششواف بشه عليهششن‪،‬‬
‫سواء أمن منه الضرر أم ل‪ ،‬إل إن طولب بقضاء قسم وقع منه أو كان الجماع ينفعه بقششول أهششل‬
‫الخبرة أو مال إليه بميله إلى النساء فيلزمه أن يطوف به عليهن أو يدعوهن إلى منزله أو يطوف‬
‫به على بعضهن ويدعو بعضهن إذا كان ثم عذر بحسب ما يششرى‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحششذف )قششوله‪ :‬ولششو ظهششر‬
‫زناها( أي ظهر زنا واحدة من زوجاته برؤيته أو بالشيوع )قوله‪ :‬حل له( أي زوجها )قوله‪ :‬منع‬
‫قسمها وحقوقها لتفتدي منه( أي يمتنع من قسمه لها لتختلع منه بمال )قوله‪ :‬قال شيخنا الششخ( لعلششه‬
‫في غير التحفة ولفظها بعد وهو أصح القولين وهو بعيد‪ ،‬ولعل الصح القول الثششاني‪ .‬ويششأتي أول‬
‫الخلع ما يصرح به‪ .‬وينبغي أن يكششون محششل الخلف إذا ظهششر زناهششا فششي عصششمته ل قبلهششا‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وقوله ويأتي أول الخ‪ :‬عبارته هناك‪ :‬ولو منعها نحو نفقششة لتختلششع منششه بمششال ففعلششت بطششل الخلششع‬
‫ووقع رجعيا‪ ،‬كما نقله جمع متقدمون عن الشيخ أبششي حامششد أو ل بقصششد ذلششك وقششع بائنششا‪ .‬وعليششه‬
‫يحمل ما نقله عنه أنه يصح ويأثم بفعلششه فششي الحششالين‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثلششه يششأتي للشششارح نقل عششن شششرح‬
‫المنهاج والرشاد )قوله‪ :‬وهو( أي كونه يحل له منع قسمها وحقوقها ظششاهر‪ .‬وقششوله إن أراد‪ .‬أي‬
‫القائل بذلك وهو الروياني لن الذرعي ناقل عنه‪ .‬وقوله يحل له ذلك‪ :‬أي منع قسششمها وحقوقهششا‪.‬‬
‫وقوله باطنا‪ :‬أي في الباطن‪ .‬وقوله معاقبة الخ‪ :‬تعليششل للحششل باطنششا‪ .‬وقششوله لتلطيششخ فراشششه‪ :‬علششة‬
‫العلة )قوله‪ :‬أما في الظاهر( أي أما بالنسبة للظاهر )قوله‪:‬‬

‫] ‪[ 423‬‬

‫فدعواه عليها ذلك الخ( كان النسب في المقابلة أن يقول فل يحل له ذلك بمعنى أن الحاكم‬
‫يمنعه من ذلك ول يقبل دعواه عليها بذلك )قششوله‪ :‬بششل الششخ( الضششرار انتقششالي‪ .‬وقششوله ولششو ثبششت‬
‫زناها‪ :‬أي بالبنية أو بإقرارها‪ .‬وقوله ل يجوز للقاضي أن يمكنه‪ :‬أي الزوج‪ .‬وقوله من ذلششك‪ :‬أي‬
‫ترك القسم والحقوق )قوله‪ :‬وله( أي للزوج دخول في ليل لششو قششال فششي أصششل‪ ،‬كمششا فششي المنهششج‪،‬‬
‫لكان أولى ليشمل ما إذا كان الصل النهار )قوله‪ :‬لواحدة( متعلق بمحششذوف صششفة لليششل‪ :‬أي ليششل‬
‫كائن لواحدة من زوجاته وهي صاحبة النوبة )قوله‪ :‬على زوجة أخرى( أي وهششي غيششر صششاحبة‬
‫النوبششة )قششوله‪ :‬لضششرورة( متعلششق بيجششوز المقششدر‪ .‬وقششوله ل لغيرهششا‪ :‬أي ل يجششوز دخششوله لغيششر‬
‫ضرورة‪ ،‬ولو كان لحاجة‪ :‬كعيادة مريض )قوله‪ :‬كمرضششها المخششوف( تمثيششل للضششرورة‪ .‬ومثلششه‬
‫الخوف على عياله من حريق وسرقة وقوله ولو ظنا‪ .‬أي ولو كان مخوفا بششالظن ل بششاليقين‪ .‬قششال‬
‫الغزالي‪ :‬أو احتمال‪ ،‬فيدخل ليتبين الحال‪ :‬أي ليعرف هل هو مخوف أو ل ؟ )قششوله‪ :‬ولششه دخششول‬
‫في نهار( لو قال في تابع لكان أولى ليشمل ما لو كان ليل‪ .‬وقوله لحاجة هي‪ :‬أعم من الضرورة‬
‫)قوله‪ :‬كوضع متاع الخ( تمثيل للحاجة‪ .‬وقوله أو أخذه‪ :‬أي المتاع مششن الزوجشة الخششرى‪ .‬وقششوله‬
‫وعيادة‪ :‬أي لها بأن كانت مريضة‪ .‬وقوله وتسششليم نفقشة‪ :‬أي لهششا‪ .‬وقشوله وتعشرف خششبر‪ :‬أي منهشا‬
‫)قوله‪ :‬بل إطالة في مكث( قيد للصورتين‪ ،‬أعني الدخول ليل والدخول نهششارا‪ ،‬فهششو متعلششق بكششل‬
‫منهما‪ .‬والمعنى أنه يشترط فيهما أن يخفف المكث )قوله‪ :‬عرفا( يعني أنه يقدر عدم طول المكث‬
‫بالعرف ومن ثم لششم يلزمشه أن يقضشي لحظششة ومششا قاربهششا وإن جشامع فيهشا لنششه يتسشامح بشالزمن‬
‫القصير‪ .‬قال في التحفة‪ :‬ويظهر ضبط العرف في طول المكث بفوق ما من شأنه أن يحتششاج إليششه‬
‫عند الدخول لتفقد الحوال عادة فهذا القششدر ل يقضششيه مطلقششا ومششا زاد عليششه يقضششيه مطلقششا‪ .‬وإن‬
‫فرض أن الضرورة امتدت فوق ذلك ا‍ه‪ .‬وقوله فهذا القدر‪ :‬أي ما مشن شششأنه الشخ‪ .‬وقشوله مطلقششا‪:‬‬
‫قال ابن قاسم ظاهره سواء وصله بما زاد أو ل‪ ،‬فإذا طششال فششوق هششذا القششدر قضششى مششا زاد عليششه‬
‫دونه‪ ،‬وإذا لم يقض هذا القدر في الصل ففي التابع بالولى‪ ،‬كما ل يخفى‪ ،‬ا‍ه )قششوله‪ :‬علششى قششدر‬
‫الحاجششة( متعلششق بإطالششة‪ :‬أي بل إطالششة علششى قششدر الحاجششة‪ ،‬وكششان عليششه أن يزيششد وعلششى قششدر‬
‫الضرورة‪ ،‬لما علمت أن عدم الطالة قيد فيه أيضا )قوله‪ :‬وإن أطششال فششوق الحاجششة( أي أو فششوق‬
‫الضرورة‪ ،‬كما علمت )قوله‪ :‬عصششى( جششواب إن وقشوله لجشوره‪ :‬أي ظلمششه وهشو علشة العصشيان‬
‫)قوله‪ :‬وقضى وجوبا لذات النوبة بقدر ما مكشث مشن نوبشة المشدخول عليهشا( ظشاهره أنشه يقضشي‬
‫الجميع قدر الحاجة أو الضرورة وما زاد عليهما‪ ،‬وهو أيضا ظاهر المنهج‪ ،‬ولكنه يخالف ما مششر‬
‫عن التحفة من أنششه يقضششي الششزائد فقششط‪ .‬ونقششل البجيرمششي عششن الزيششادي تفصششيل فششي ذلششك فقششال‪:‬‬
‫)والحاصل( أنشه إذا دخششل فششي الصششل لضششرورة وطششال زمششن الضششرورة أو أطششاله فششإنه يقضششي‬
‫الجميع‪ ،‬وإن دخل في التابع لحاجة وطال زمن الحاجة فل قضاء‪ ،‬وإن أطاله قضى الششزائد فقششط‪.‬‬
‫ثم قال‪ :‬أما حكم الدخول فإن كان في الصل لضرورة جششاز‪ ،‬وإل حششرم‪ .‬وفششي التبششع إن كششان ثششم‬
‫أدنى حاجة جاز‪ ،‬وإل حرم‪ .‬ثم قشال‪ :‬ونظشم بعضشهم المعتمششد مشن هشذه المسششألة فقشال‪ :‬للششزوج أن‬
‫يدخل للضرورة لضرة ليست بذات النوبة في الصششل مششع قضششاء كششل الزمششن إن طششال أو أطششاله‬
‫فأتقن وإن يكن في تابع لحاجة وقد أطال وقت تلك الحاجة قضى لذي زيد فقط ول يجششب قضششاؤه‬
‫في الطول هذا ما انتخب وإن يكن دخوله ل لغرض عصى ويقضي ل جماعا إن عرض‬

‫] ‪[ 424‬‬

‫)قوله‪ :‬هذا( أي ما ذكر من كشونه يقضشي وجوبشا لشذات النوبشة مشن نوبشة المشدخول عليهشا‬
‫مطلقا سواء كان الدخول لضرورة أو لحاجة ليل كان أو نهارا‪ .‬وقوله ما فششي المهششذب‪ :‬هششو متششن‬
‫لبي إسحاق التبريزي )قوله‪ :‬وفضية كلم المنهاج( وعبارته‪ :‬والصحيح أنشه ل يقضشي إذا دخشل‬
‫لحاجة‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال في المغني‪ :‬أي وإن طال الزمان لن النهار تابع مع وجششود الحاجششة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قششوله‪:‬‬
‫وأصليهما( أي أصل المنهاج‪ ،‬وهو المحرر للرافعي‪ ،‬وأصل الروضة وهو العزيز شرح الوجيز‬
‫المسمى بالشرح الكبير للرافعي أيضا‪ .‬وقوله خلفه‪ :‬خبر المبتدأ الذي هو قضية‪ ،‬والضمير يعود‬
‫على ما في المهذب‪ .‬وقششوله فيمششا إذا دخششل الششخ‪ :‬هششذا محششل المخالفششة‪ .‬والمعنششى أن مقتضششى كلم‬
‫المنهاج والروضة وأصليهما يخالف ما فشي المهشذب إذا كشان الششدخول واقعششا فششي النهشار لحاجشة‪.‬‬
‫وقال في المغني‪ :‬فيحمل كلم المهذب وغيره‪ ،‬كما قشال ششيخي‪ ،‬علششى مشا إذا طشال الزمشان فشوق‬
‫الحاجة‪ ،‬وكلم المتن على ما إذا طال الزمان بالحاجة‪ ،‬ورأيت في بعض الشراح ضشعف مششا فشي‬
‫المهذب‪ ،‬وبعضهم ضعف ما في المتن‪ .‬وحيث أمكن الجمع فهو أولى‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فل تجشب الشخ(‬
‫المقام ليس للتفريع‪ ،‬فكششان الولششى التعششبير بششالواو‪ .‬وقششوله فششي غيششر الصششل‪ :‬أمششا الصششل فيجششب‬
‫التسوية في قدر القامة فيه‪ ،‬كما في التحفة والنهايششة )قشوله‪ :‬كششأن كششان( أي غيششر الصششل نهششارا‪.‬‬
‫وأتى بكاف التمثيل إشارة إلى أنه قد يكون ليل )قوله‪ :‬أي في قدرها( بيان لقوله في القامة‪ .‬ولششو‬
‫قال من أول المر فل تجب التسششوية فششي قششدر القامشة لكشان أخصششر‪ .‬والمششراد أنششه لشو أقششام عنشد‬
‫صاحبة النوبة في غير الصل الذي هو النهار إن جعل الصششل الليششل أو الليششل إن جعششل الصششل‬
‫النهار لم يجب أن يقسم عند الخرى إذا جاءت نوبتها في غير الصل مثل إقامته عنششد تلششك‪ ،‬بششل‬
‫له أن ينقص عنها أو يزيد عليها وكذا ل تجب التسوية في أصششل القامششة فششي غيششر الصششل‪ ،‬فلششو‬
‫أقام فيه عند بعضهن وتشرك القامشة فيشه عنشد البعشض الخشر لشم يحشرم عليشه‪ ،‬كمشا فشي التحفشة‪،‬‬
‫ونصها‪ :‬وكذا في أصلها على مششا اقتضششاه الطلق‪ ،‬ولكششن الششذي بحثششه المششام أخششذا مششن كلمهششم‬
‫امتناعه إن كان قصدا‪ .‬وجرى عليه الذرعي فقال‪ :‬ل أشك أن تخصيص إحداهن بالقامة عندها‬
‫نهارا على الدوام‪ ،‬والنتشار في نوبة غيرها يورث حقدا وعداوة وإظهار ميششل وتخصششيص‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬لنه( أي غير الصل وقت التردد )قوله‪ :‬وهو( أي التردد‪ .‬وقوله يقل ويكششثر‪ :‬أي بحسششب‬
‫الحاجة )قوله‪ :‬وعند حل الدخول( أي بأن كان لضششرورة أو لحاجششة )قششوله‪ :‬يجششوز لششه أن يتمتششع(‬
‫وذلك لخبر عائشة رضي ال عنها‪ :‬كان النبي )ص( يطوف علينا جميعا فيدنو من كل امرأة مششن‬
‫غير مسيس حتى يبلغ إلى التي هي نوبتهششا فيششبيت عنششدها رواه أحمشد والحششاكم وصششحيح إسشناده‪،‬‬
‫والمسيس‪ :‬الوطئ )قوله‪ :‬ويحرم( أي التمتع بالجماع للخبر المار‪ .‬وقوله ل لذاته‪ :‬أي أن الحرمششة‬
‫ل لذات الجماع‪ ،‬وإنما هي لمر خارج وهو كونه في نوبة الغير‪ .‬وعبششارة الخطيششب‪ :‬ولششو جششامع‬
‫من دخل عليها في نوبة غيرها عصى وإن قصششر الزمششن وكششان لضششرورة‪ .‬قششال المششام‪ :‬واللئق‬
‫بالتحقيق القطع بأن الجماع ل يوصف بالتحريم ويصرف التحريم إلى إيقاع المعصششية ل إلششى مششا‬
‫وقعت به المعصية‪ .‬وحاصله أن تحريم الجماع ل لعينه بل لمر خارج‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتششب بجيرمششي مششا‬
‫نصه‪ :‬قوله ل يوصف بالتحريم‪ ،‬أي من حيث خصوص كونه وطأ‪ ،‬وأما من حيث صرف زمششن‬
‫صاحبة الوقت لغيرها فمعصية توصف بالتحريم‪ .‬وقوله إلششى إيقششاع المعصششية‪ :‬أي إيقششاع الششوطئ‬
‫في هذا الزمن‪ .‬قوله ل إلى مششا وقعششت بششه المعصششية وهششو الجمششاع نفسششه‪ ،‬وفيششه أن الششوطئ ليششس‬
‫معصية‪ .‬فالولى أن يقول ويصرف التحريم إلى القدام على الفعل أو صرف الزمششن لششه‪ .‬وقششوله‬
‫لمر خارج‪ :‬وهو كونه في نوبة الغير‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ول‬

You might also like