Professional Documents
Culture Documents
][1
حاشية إعانة الطالبين للعلمة أبى بكر المشممهور بالسمميد البكممري ابممن السمميد السمميد محمممد
شطا الدمياطي
][2
حاشية إعانة الطالبين للعلمة أبي بكممر المشممهور بالسمميد البكممري ابمن السمميد محمممد شممطا
الدمياطي على حل ألفاظ فتح المعين لشرح قرة العين بمهمات الدين لزين الدين بممن عبممد العزيممز
المليبارى الفناني.
][4
جميع إعادة الطبع المحفوظة للناشر الطبعة الولى 1418ه 1997 /م
][5
فصممل فممي الطلق أي فممي بيممان أحكممامه :ككممونه مكروهمما أو حراممما وواجبمما أو منممدوبا،
وككونه يفتقر إلى نية في الكناية ول يفتقر إليها في الصريح ،والصل فيه قبل الجممماع الكتمماب:
كقوله تعالى) * :الطلق مرتان( * أي عدد الطلق الذي تملك الرجعة بعده مرتان ،فل ينافي أنه
ثلث ،وقد سئل )ص( أين الثالثة ؟ فقال) * :أو تسريح بإحسان( * ولذلك قال ال تعممالى بعممده* :
)فإن طلقها( * أي الثالثة * )فل تحل له مممن بعممد حممتى تنكممح زوجمما غيممره( * وكقمموله تعممالى* :
)يأيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن( * والسمنة كقموله )ص( :أتمماني جبريممل فقمال لممي:
راجع حفصة فإنها صوامة قوامة ،وإنها زوجتك في الجنة رواه أبممو داود وغيممره بإسممناد حسممن.
والطلق لفظ جاهلي جاء الشرع بتقريره ،فليس مممن خصممائص هممذه المممة -يعنممي أن الجاهليممة
كانوا يستعملونه في حل العصمة أيضمما لكممن ل يحصممرونه فممي الثلث .وفممي تفسممير ابممن عممادل
روي عروة بن الزبير قال :كان النمماس فممي البتممداء يطلقممون مممن غيممر حصممر ول عممدد ،وكممان
الرجل يطلق امرأته ،فممإذا قمماربت انقضمماء عممدتها راجعهمما ثممم طلقهمما كممذلك ،ثممم راجعهمما بقصممد
مضاررتها ،فنزلت هذه الية) * :الطلق مرتممان( * .وأركممانه خمسممة :زوج ،وصمميغة ،وقصممد،
ومحل ،وولية عليه .وكلها تعلم من كلمه )قوله :وهو لغة حممل القيممد( أي أن الطلق معنمماه فممي
اللغة حل القيد :أي فكه سواء كان ذلك القيد حسيا :كقيد البهيمة ،أو معنويا :كالعصمة .فلذلك كان
المعنى اللغوي أعم من المعنى الشرعي لن القيد فيه المعممبر عنممه بالعقممد معنمموي .ومممن المعنممى
اللغو قولهم ناقة طالقة :أي محلول قيدها إذا كانت مرسلة بل قيد .ومنه أيضا ما فممي قممول المممام
مالك :العلم صيد والكتابة قيده قيد صيودك بالحبال الواثقة فمن الحماقة أن تصمميد غزالممة وتفكهمما
بين الخلئق طالقه وقد نظم بعضهم ما تضمنه هذان البيتان في قوله:
) (1سورة البقرة ،الية (2) .229 :يشير إلى الية الكريمة) :فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان( ] البقرة) .[ 229 :
(3سورة البقرة ،الية (4) .230 :سورة الطلق ،الية.1 :
][6
قيد بخطك ما أبداه فكرك من نتائج تعجب الحذاق الفضل فما نتائج فكر المرء بممارزة فممي
كل وقت إذا ما شاءها فعل )قوله :وشرعا حل الخ( المراد بالحل إزالة العلقة التي بين الزوجيممن
وعرف الطلق الشرعي النووي في تهذيبه بأنه تصرف مملوك للممزوج يحممدثه بل سممبب فيقطممع
النكاح .وقوله :عقد النكاح :الضافة للبيان ،تعبيره بعقد أصرح في المراد مممن تعممبير غيممره بقيممد
)قوله :باللفظ التي( متعلق بحل ،وهو مشتق طلق ،وفراق وسراح وغير ذلك )قوله :وهممو إممما
وجب الخ( والحاصل تعتريه الحكام الخمسة ،وذكر منها غير المباح للخلف فممي وجمموده وأثبتممه
المام وصوره بما إذا لم يشتهها ول تسمح نفسه بمؤنتها من غير تمتع بها )قمموله :كطلق مممول(
تمثيل للطلق الواجب .والمولى -بضم الميم وكسر اللم -وهو الحممالف أن ل يطممأ زوجتممه فممي
العمر أو زائدا عن أربعة أشهر ،فإن مضت أربعة أشهر طالبته بممالوطئ ،فممإن أبممي وجممب عليممه
الطلق ،فإن أباه طلقها الحاكم عليه طلقة واحدة -كممما سمميأتي فممي بممابه -وانممدرج تحممت الكمماف
طلق الحكمين إن رأياه فهو واجب أيضا .وقوله لم يرد المموطئ :الجملممة صممفة لمممول :أي مممول
موصوف بكونه لم يممرد الموطئ ،فممإن أراده فل طلق ،لكممن عليممه إذا وطممئ كفممارة يميممن -كممما
سيأتي ) -قوله :أو مندوب( معطمموف علممى واجممب )قمموله :كممأن يعجممز عممن القيممام بحقوقهمما( أي
الزوجة ،وهو تمثيل للمندوب .وقوله ولو لعدم الميل :أي ولو كان العجز حصل لعدم الميل إليها:
أي بالكلية ول ينافي هذا تصوير المام المباح بما إذا لم يشتهها لن المراد مممن قمموله لممم يشممتهها
أي شهوة كاملة وهو صادق بوجود شهوة عنده غير كاملة) .والحاصممل( فممي المنممدوب لممم يوجممد
منه ميل أصل ،وفي المباح يوجد منه ميمل لكنممه غيممر كامممل فل تنممافي بيتهممما وعبمارة الممروض
وشرحه :ويستحب الطلق لخوف تقصيره في حقها لبغض أو غيره .اه .وهي أولممى مممن عبممارة
شارحنا )قوله :أو تكون الخ( بالنصب معطوف على يعجز .أي أو كممأن تكممون غيممر عفيفممة -أي
فاسقة -وينبغي أن يقيد فسقها بغير الفجور بها ،وإل كان التقييد بقمموله ،بعممدما لممم يخممش الفجممور
بها غير ظاهر )قوله :ما لم يخش الفجور بها( قيد في الندبية أي محل ندب طلقها ممما لممم يخممش
الفجور بها :أي فجور الغير بها لو طلقها ،وإل فل يكون منممدوبا لن فممي ابقائهمما صممونا لهمما فممي
الجملة ،بل يكون مباحا ،وينبغي أنه إن علم فجور غيره بها لو طلقها وانتفاء ذلك عنها ما دامممت
في عصمته حرمة طلقها إن لم يتأذ ببقائها تأذيا ل يحتمل عادة .كممذا فممي ع ش )قمموله :أو سمميئة
الخلق( معطوف على غير عفيفة :أي أو تكون سيئة الخلق وبين المراد بها بقموله) :أي بحيمث ل
يصير على عشرتها عمادة( أي بمأن تجماوزت الحمد فمي ذلمك .وقموله وإل المخ .أي وإن لمم يكمن
المراد بها ما ذكر فل يصح لنه يلزم أن كل رجل يندب لممه طلق زوجتممه لن كممل امممرأة سمميئة
الخلق ول يتصور أنها توجد امرأة في أي وقت وليست بسيئة الخلق )قمموله :وفممي الحممديث الممخ(
ساقه دليل على عدم وجود امرأة غيممر سمميئة الخلممق ،وفيممه أن المممدعي سمميئة الخلممق والممذي فممي
الحممديث المممرأة الصممالحة فل يصمملح دليل لممما ذكممر إل أن يقممال إن إسمماءة الخلممق تسممتلزم عممدم
الصلح في الغالب فينتج المدعى .تأمل )قوله :كناية الخ( أي أن قمموله كممالغراب العصممم كنايممة
عممن نممدرة وجممود المممرأة الصممالحة لن الغممراب المممذكور كممذلك )قمموله :إذ العصممم هممو أبيممض
الجناحين( أي وهذا نادر ،وعبممارة التحفممة :إذ العظممم وهممو أبيممض الجنمماحين وقيممل الرجليممن أو
إحداهما كذلك اه )قوله :أو يأمره( أي وكأن يممأمره ،فهممو بالنصممب عطممف علممى يعجممز أو علممى
تكون .وقوله به :أي بالطلق )قوله :من غير تعنمت( أي بمأن يكمون لغمرض صمحيح ،فمإن كمان
بتعنت بأن ل يكون لذلك -كما هو شأن الحمقى من الباء والمهات -فل يندب الطلق إذا أمره
أحد والديه به وفي
][7
القاموس :عنته تعنيتا -أي شدد عليه وألزمه ما يصعب عليمه أداؤه .ويقممال جماءه متعنتما:
أي طالبا زلته )قوله :أو حرام( عطف على واجب .وقوله كالبدعي :أي كالطلق البممدعي ،وهممو
تمثيل للحرام )قوله :وهو( أي البدعي .وقوله :طلق مدخول بها :أي موطوأة ولممو فممي الممدبر أو
مستدخلة ماءه المحترم .وقمموله فممي نحممو حيممض :متعلممق بطلقهمما :أي طلقهمما فممي نحممو حيممض
كنفاس ،وإنما حرم الطلق فيه لتضررها بطول العدة :إذ بقية دمها ل تحسممب منهمما ،ومممن ثممم ل
يحرم في حيض حامل عممدتها بالوضممع .وقمموله :بل عمموض منهمما :قيممد فممي الحرمممة -أي يحممرم
الطلق في نحو حيض إن كان بل عوض صادر منهمما .وخمرج بممه مما إذا كممان طلقهما بعموض
صادر منها فل يحرم فيه ،وذلك لن بذلها المال يشممعر باضممطرارها للفممراق احممال .وقيممد بقمموله
منها ليخرج ما إذا كان العوض صادرا من أجنبي فيحرم أيضا فيه ،وذلممك لن خلعممه ل يقتضممي
اضطرارها إليه )قوله :أو في طهر جامعها فيه( معطوف على في نحو حيض -والتقدير :أي أو
طلق مدخول بها في طهر جامعها فيه .ول يخفممى أن الشممرط وطؤهمما فممي الطهممر ،سممواء دخممل
عليها قبل أم لم يدخل عليها -فما يفهمه كلمه من اشتراط الممدخول بهمما قبممل ليممس مممرادا .ثممم إن
محل حرمة ذلك فيمن تحبل لعدم صغرها ويأسها وعدم ظهممور حمممل بهمما وإل فل حرمممة -كممما
صرح به في متن المنهاج )قوله :وكطلق من لم يستوف الخ( معطوف على قوله كالبدعي ،فهو
تمثيل للحرام أيضا ومحل حرمته ما لم ترض بعد القسم ،وإل فل حرمة .ولو سألته الطلق قبممل
استيفائها حقها من القسم لم يحرم -كما بحثه ابن الرفعة ،ووافق الذرعي -بل بحث القطممع بممه،
وتبعه الزركشي ،وذلك لتضمن سؤالها الرضا بإسقاط حقها .وقموله دورهما :همو كنايمة عمما همو
مفممروض علممى الممزوج للزوجممات مممن الليممالي أو اليممام ،والمممراد بهمما هنمما حصممتها منممه )قمموله:
وكطلق المريض الخ( معطوف على قوله كالبدعي أيضا .وقوله بقصد الخ :قيد في الحرمممة أي
يحرم طلق المريض لزوجتمه إذا قصمد حرمانهما ممن الرث ،وإل فل يحمرم )قموله :ول يحمرم
الخ( إنما أتى به ردا على من قال إنه يحرم وأدرجه في قسم الحرام ،وإنما لم يحرم لن عممويمرا
العجلني لما لعن امرأتممه طلقهمما ثلثمما قبممل أن يخممبره رسممول الم )ص( بحرمتهمما عليممه .رواه
الشيخان ،فلو حرم لنهاه عنه ليعلمه هو أو من حضره )قمموله :بممل يسممن القتصممار علممى واحممدة(
وحينئذ فيكون الجمع بين الثلث خلف السنة )قوله :أو مكروه( معطوف على واجب )قوله :بأن
سلم الحال من ذلك كله( أي مما يقتضي الوجوب أو النممدب أو الحرمممة )قمموله :للخممبر الصممحيح(
دليممل الكراهممة )قمموله :أبغممض الحلل إلممى ال م الطلق( استشممكل الحممديث بممأنه يفيممد أن الحلل
مبغوض ،وأن الطلق أشد بغضا مع أن الحلل ل يبغض أصل .وأجيب بأن المممراد مممن الحلل
المكروه فقط ل سائر أنواع الحلل ،ول ينافي ذلك وصفه بالحل لنه يطلممق ويممراد منممه الجممائز،
وإنما كان المكروه مبغوضا ل لنه نهى عنه نهي تنزيه ،والطلق أشد بغضا إلى الم ممن غيممره
لما فيه من قطع النسل الذي هو المقصود العظم من النكاح ،ولما فيه من إيممذاء الزوجممة وأهلهمما
وأولدها .واستشكل أيضا بأن حقيقة البغض النتقام أو إرادته ،وهذا إنما يكون في الحرام ل في
الحلل حتى على تأويله بالمكروه وأشار الشارح إلى الجواب عنه بقوله وإثبات بغضه تعالى لممه
المقصود منه زيادة التنفير عنه ،وهذا على تسليم أن حقيقة البغض في حقه تعمالى مما ذكمر ،فمإن
كان المراد بها في حقه تعالى عدم الرضا به وعدم المحبة فل إشكال .وقوله لمنافاتها :أي حقيقممة
البغض .وقوله لحله :أي الطلق )قوله :إنما يقع لغير بائن( أي لزوجة غيممر بممائن :أي بطلق أو
فسخ والغير صادق بغير المطلبة وبالمطلقة طلقا رجعيا .فقوله ولو كانت رجعيممة :تصممريح بممما
فهم ،وإنما لحممق الطلق الرجعيممة لنهمما فممي حكممم الزوجممات هنمما .وفممي الرث وصممحة الظهممار
واليلء واللعان -كما تقدم -وهذه الخمسة عناها المام الشافعي رضي ال عنه بقمموله الرجعيممة
زوجة في خمس آيات من كتاب ال تعالى .وقوله لم تنقض عدتها:
][8
الجملة صفة لرجعية موصوفة بكونها لم تنقض عدتها ،فإن انقضممت عممدتها صممارت بائنمما
فل يلحقهمما الطلق )قمموله :فل يقممع لمختلعممة( أي لنقطمماع عصمممتها بالكليممة فممي تلممك الخمممس
وغيرها .وخبر المختلعة يلحقها الطلق ما دامت في العمدة موضموع ،ووقفمه علمى أبمي المدرداء
ضعيف .اه .تحفة .وهذا مفهوم قوله :غير بائن ،أما البائن -كالمختلعة -فل يقع طلقهمما )قمموله:
رجعية انقضت عدتها( أي ول يقع لرجعية انقضت عدتها ،وهذا مفهمموم قمموله :لممم تنقممض عممدتها
)قوله :طلق( فاعل يقع .وقوله مختار مكلممف :قيممدان فممي وقمموع الطلق ،وسمميذكر محترزهممما.
وقوله أي بالغ عاقل تفسير للمكلف )قوله :فل يقع طلق صبي ومجنون( أي ونائم ،وذلك لخممبر:
رفع القلم عن ثلث :عن الصبي حتى يبلغ ،وعن المجنون حتى يفيق ،وعن النممائم حممتى يسممتيقظ
صححه أبو داود وغيره .وحيث رفع عنهم القلممم بطممل تصممرفهم .والمممراد قلممم خطمماب التكليممف،
وأما قلم خطاب الوضع فهو ثابت فمي حقهمم بمدليل ضممان مما أتلفموه ،ولكمن يمرد علمى ذلمك أن
الطلق من باب خطاب الوضمع ،وهمو ربمط الحكممام بالسمباب ،فكمان مقتضماه وقموعه عليهمم.
ويجاب بأن خطاب الوضع يلزمه حكم تكليفي كحرمة الزوجة عليهم ،وخطمماب التكليممف مرفمموع
فيلزم من رفممع اللزم وهممو خطمماب التكليممف رفممع الملممزوم فممي خصمموص مسممألة الطلق .وأممما
خطاب الوضع في غيرها فثابت كالتلف لنهم يضمنون ما أتلفوه .اه .بجيرمممي )قمموله :ومتعممد
بسكر( معطوف على مختار :أي ويقع طلق متعد بسكر لنه وإن لم يكممن مكلفمما هممو فممي حكمممه
تغليظا عليه ،وكذا سائر تصرفاته فيما له وعليه .ومثلمه المتعمدي بجنمونه فمإنه يقمع طلقمه وكمذا
سائر تصرفاته على المذهب ،فقوله فل يقع طلق صبي ومجنون :أي غير متعد بجنممونه )قمموله:
أي بشرب خمر الخ( الباء سببية متعلقة بمتعد :أي متعد بذلك بسبب شربه الخمممر وأكلممه بنجمما أو
حشيشا ،والمراد تعاطي ذلك عن قصمد وعلمم ،وإل فل يكمون تعمديا )قموله :لعصميانه المخ( علمة
لوقوع الطلق من المتعدي بسكره :أي وإنما وقع الطلق منه مع كممونه ل عقممل لممه لنممه عمماص
بإزالته )قوله :بخلف سكران لم يتعد الخ( أي وبخلف مجنون لم يتعد بجنونه )قوله :كممأن أكممره
عليه( أي على تناول مسكر ،وهو تمثيل لغير المتعدي بسممكره )قمموله :أو لممم يعلممم( أي أو تنمماوله
وهو لم يعلم أنه مسكر بأن تعاطي شيئا على زعم أنه شراب أو دواء .فإذا هو مسممكر )قمموله :فل
يقع طلقه( أي السكران الذي لم يتعد بسكره )قوله :إذا صار بحيث ل يميز( أي انتهى إلى حالممة
فقد فيها التمييز ،أما إذا لم ينته إلى هذه الحالة فإنه يقع عليه الطلق )قوله :لعدم تعديه( علة لعدم
وقوع طلق غير المتعدي بسكره )قوله :وصدق مدعي إكراه في تناوله( أي من المسكر .وقمموله
بيمينه :متعلق بصممدق )قموله :إن وجمدت قرينممة عليمه( أي علممى الكممراه )قموله :كحبممس( تمثيمل
للقرينة على الكمراه )قموله :وإل( أي وإن لمم توجمد قرينمة .وقموله فل بمد ممن البينمة :أي تشمهد
بإكراهه )قوله :ويقع طلق الهازل( أي ظاهرا وباطنا إجماعمما ،وللخممبر الصممحيح :ثلث جممدهن
جد ،وهزلهن جد :الطلق ،والنكاح ،والرجعة وخصت لتأكيد أمر البضاع ،وإل فكل التصرفات
كذلك .وفي رواية والعتق وخص لتشوف الشممارع إليممه )قمموله :بممأن قصممد لفظممه( أي الطلق أي
نطق به قصدا ،وهو تصوير للهزل بالطلق .وقوله دون معنماه أي دون قصمد معنماه ،وهمو حمل
عصمة النكاح )قوله :أو لعب به( بصيغة الفعممل عطممف علممى الهممازل الممذي هممو اسممم فاعممل مممن
عطف الفعل على السم المشبه له :أي ويقع طلق الذي هزل به أو الذي لعب به .وقوله بممأن لممم
يقصد شيئا :أي ل لفظه ول معناه :وهو تصموير للعممب بمالطلق ثممم إن مفماده ممع مفمماد تصمموير
الهزل المار التغاير بينهما ،ونظر فيه في التحفة ونصها :ولكممون اللعممب أعممم مطلقمما مممن الهممزل
عرفا ،إذا الهزل يختص بالكلم عطفه عليه وإن رادفه لغة .كذا قال الشارح ،وجعل غيره بينهما
تغايرا ففسر الهزل بأن يقصد اللفظ دون المعنى واللعب بأن ل يقصد شمميئا وفيممه نظممر :إذ قصممد
اللفظ ل بد منه مطلقا بالنسبة للوقوع باطنا .اه .وفي
][9
المغني :لو نسي أن له زوجة فقال زوجتي طالق طلقت -كممما نقله عممن النممص وأقممراه -
اه )قوله :ول أثر لحكاية طلق الغير( أي ل ضرر فممي حكايممة طلق الغيممر :كقمموله :قممال :زيممد
زوجتي طالق فل تطلق زوجة الحاكي لطلق غيره .وقوله وتصوير الفقيه :أي ول أثر لتصوير
الفقيه الطلق كأن قال الفقيه تصويرا لصورة الطلق بالثلث )قوله :وللتلفظ به الخ( أي ول أثممر
للتلفظ بالطلق تلفظا مصورا بحالمة ،همي كمونه ل يسممع نفسمه ،وذلمك لنمه يشمترط فمي وقموع
الطلق التلفظ به حيث يسمع نفسه ،فإن اعتدل سمممعه ول مممانع مممن نحممو لغممط ،فل بممد أن يرفممع
صوته به بقدر ما يسمع نفسه ،بالفعل وإن لم يعتدل سمعه أو كان هناك مانع من نحو لغط فل بد
أن يرفع صوته بحيث لو كان معتدل السمع ول مانع لسمع فيكفممي سممماعه تقممديرا وإن لممم يسمممع
بالفعل )قوله :واتفقوا على وقوع طلق الغضبان( في ترغيب المشتاق .سئل الشمس الرملي عن
الحلف بالطلق حال الغضب الشديد المخرج عن الشعار :هممل يقممع الطلق أم ل ؟ وهممل يفممرق
بين التعليق والتنجيز أم ل ؟ وهممل يصممدق الحممالف فممي دعممواه شممدة الغضممب وعممدم الشممعار ؟.
فأجاب :بأنه ل اعتبار بالغضب فيهمما .نعممم :إن كممان زائل العقممل عممذر .اه .بحممذف .وقمموله :وإن
ادعى زوال شعوره :أي إدراكه .وقوله بالغضب :أي بسبب الغضب ،وهو متعلق بممزوال )قموله:
ل طلق مكره( معطوف على طلق مختار باعتبار الشرح .أما باعتبار المتممن فمكممره معطمموف
على مكلف :أي ل يقع طلق مكره إذا وجدت شروطه التية -خلفا للمممام أبممي حنيفممة رضممي
ال عنه ،وذلك لخبر :رفع عن أمتي الخطأ والنسمميان وممما اسممتكرهوا عليممه وخممبر :ل طلق فممي
إغلق بكسر الهمزة :أي إكراه .والمراد الكراه على طلق زوجة المكره -بفتح الراء -وخمرج
به ما إذا كان على طلق زوجة المكره -بكسر الراء -كأن قال لمه :طلمق زوجمتي وإل لقتلنمك
فطلقها فإنه يقع علمى الصمحيح لنممه أبلمغ فممي الذن .وقموله بغيمر حممق :متعلممق بمكممره وسمميذكر
محترزه )قوله :بمحذور( متعلق بمكره أيضا :أي مكره بما يحذر منه :أي يخاف منه مممن أنممواع
العقوبات .قال ح ل :ولو في ظن المكره فلو خوفه بما ظنه محذورا فبان خلفه كان مكرهمما .اه.
وضابط المحذور :هو الذي يؤثر العاقل لجله القممدام علممى ممما أكممره عليممه .وقمموله مناسممب :أي
الحال المكره -بفتممح الممراء -وذلممك لن المحممذور يختلممف بمماختلف طبقممات النمماس ،فقممد يكممون
إكراها في حق شخص دون آخر كالصفعة فهي إكراه لذي الممروءة دون غيممره ،فمماعتبر فيمه ممما
يناسبه )قوله :كحبس طويل( تمثيل للمحممذور )قمموله :وكممذا قليممل( أي حبممس قليممل .والمناسممب أن
يقول :قصير .وقوله لذي مروءة يعني أن الحبس القصير يعد محذورا لكن لذي المممروءة )قمموله:
وصفعة( معطوف على حبس :أي وكصفعة :أي ضربة واحدة .قال في المصباح :الصفعة المممرة
وهو أن يبسط الرجل كفه فيضرب بهمما قفمما النسممان أو بممدنه ،فممإذا قبممض كفممه ثممم ضممربه فليممس
بصفع ،بل يقال :ضربه بجمع كفه .اه .وقمموله لممه :أي لممذي المممروءة .وقمموله فممي المل :أي بيممن
الناس .وفي حواشي البجيرمي .قال الشاشي إن الستخفاف في حق الوجيه إكممراه وابممن الصممباغ
أن الشتم في حق أهل المروءة إكراه .اه )قوله :وكإتلف مال( معطوف على كحبس ،ولو حذف
الكاف -كالذي قبله -لكان أولى .مثمل إتلف المكمره -بكسمر المراء -لممال المكمره أخمذه منمه،
بجامع أن كل تفويت مال على مالكه .كممذا فممي ع ش .وقموله يضمميق عليممه :أي يتممأثر بممه ،فقممول
الروضة أنه ليس بإكراه محمول على مممال قليممل ل يبممالي بممه كتخويممف موسممر :أي سممخي بأخممذ
خمسة دنانير كما في حلية الروياني .اه .نهاية) .قوله :بخلف الخ( أي بخلل إتلف نحو خمسة
دراهم لو لم يطلق زوجته في حق موسر فإنه ل يعد إكراها لنها ل تضييق عليه .وقوله في حق
موسر :قال في التحفة :ويظهر ضبط الموسر المذكور بمممن تقضممي العممادة بممأنه يسمممح ببممذل ممما
طلب منه ول يطلق ،ويؤيده قول كثيرين إن الكراه بإتلف المال يختلف باختلف طبقات الناس
وأحوالهم .اه )قوله:
] [ 10
وشرط الكراه( أي شروطه ،فهو مفرد مضاف ،فيعم .وذكر الشارح منها ثلثممة شممروط،
وبقي منها أن ل ينوي وقوع الطلق ،وإل وقع ،لن صريح الطلق في حقممه كنايممة ،وسيصممرح
الشارح بمفهوم هذا الشرط بقوله فإذا قصد المكممره الممخ ،وأن ل يظهممر منممه قرينممة اختيممار .فممإن
ظهرت منه وقممع عليممه الطلق ،وذلممك بممأن أكرهممه شممخص علممى طلق بثلث فطلممق واحممدة أو
اثنتين أو على طلقة فطلق اثنتين أو ثلثا ،أو على مطلق طلق فطلق واحممدة أو اثنممتين أو ثلثمما،
أو على طلق إحدى زوجتيه على البهام فعين واحدة منهما أو على طلق معينة فممأبهم أو علممى
الطلق بصيغة ممن صمريح أو كنايمة أو تنجيمز أو تعليمق فمأتى بضمدها ففمي جميعهما يقمع عليمه
الطلق لن مخالفته تشعر باختياره لما أتى به فل إكراه .فإن قلت :حيث كان يقع في جميممع هممذه
الصور :فما صورة الطلق الذي لم يقع ؟ .قلت :صورته أن يكره علممى أصممل الطلق فيممأتي بممه
فقط كأن يقول طلقتها أو يسأله فيقول له :أطلق ثلثا أو اثنتين فإذا عين له شيئا أتى بممما عينممه لممه
ول يتجاوزه .،وإن لم يعين شيئا اقتصر على أصل الطلق .وقال بعضهم :يشممترط أن يسممأله ممما
ذكر )قوله :قدرة المكره( بكسر الراء )قوله :على تحقيق ممما هممدد بممه( أي علممى إيجمماد المحممذور
الذي خوف المكره به :وقوله عاجل :قيد سيأتي محترزه )قوله :بوليممة( أي بسممبب وليممة ،وهممو
متعلق بقدرة :أي قدرته عليه بسبب أنه وال .وقوله أو تغلب :أي بسببه كأن تغلب ذو شوكة على
بلدة وأكرهه على طلق زوجته )قوله :وعجز المكره( بفتممح الممراء ،وهممو معطمموف علممى قممدرة.
وقوله :عن دفعه :أي المكره بكسر الراء .وقوله :بقرار الخ ،متعلق بدفع :أي عجزه عن أن يدفع
المكره -بكسر الراء -الفرار أو الستغاثة :أي طلب الغوث ممممن يخلصممه منممه :أي ونحممو ذلممك
كالتحصن بحصن يمنعممه منمه )قموله :وظنممه( بممالرفع عطمف علممى قمدرة :أي وشممرط ظنممه -أي
المكره بفتح الراء ،وكذا الضمير في أنه وفي امتنع ،والضمممير البممارز فممي خمموفه .وأممما ضمممير
فعل وضمير خوف المستتر فهو يعود على المكره -بكسر الممراء -وضمممير بممه يعمود علمى ممما.
وفي المغنى :تنممبيه :تعييمره بمالظن يقتضممي أنمه ل يشمترط تحققمه وهمو الصممح .اه) .قمموله :فل
يتحقق العجز( أي دفع المكره بكسر الراء )قوله :بدون اجتماع ذلك كلمه( أي قممدرة المكممره علممى
ما هدد به وعجز المكره عن الدفع بكل شئ يمكنه وظنه ما ذكر )قوله :ول يشترط التوريممة( أي
في عدم وقوع طلق المكره ،فل يقع وإن لم يور .قال في شرح الممروض :والتوريممة مممن وريممت
الخبر تورية أي سترته وأظهرت غيره ،مأخوذ مممن وراء النسممان :كممأنه يجعلممه وراءه حيممث ل
يظهر ذكره الجوهري .قال النووي فممي أذكمماره :ومعناهمما أن تطلممق لفظمما هممو ظمماهر فممي معنممى
وتريد به معنى آخر يتناوله ذلك اللفظ ولكنه خلف ظاهره .اه )قموله :بمأن ينموي غيمر زوجتمه(
تصوير للتورية :أي كأن يريد بقوله طلقت فاطمة غير زوجته ،وعبارة المغني مممع الصممل :ول
تشترط بأن كان ينوي بقوله :طلقت زينب مثل غيرها :أي غيممر زوجتممه أو ينمموي بممالطلق حممل
الوثاق .اه )قوله :أو يقول سرا عقبه( أي الطلق إن شاء ال :أي ويكون قاصدا به التعليق .وفي
المغني أيضا :وعبارة الروضة وأصلها أو قال في نفسمه إن شمماء المم .فمإن قيممل :ل أثممر للتعليممق
بمشيئة ال تعالى بمجرد النية ل ظاهرا ول باطنا ،بل ل بممد مممن التلفممظ بممه .أجيممب :بممأن المممراد
بقوله في نفسه تلفظه بمشيئة ال سرا بحيممث لممم يسمممعه المكممره ،ل أنممه نمواه أو أن ممما ذكممر مممن
اشتراط التلفظ بالتعليق بمشيئة ال تعالى محله في غير المكره .أمما همو فيكفمي بقلبمه -كممما نقلمه
الذرعي عن القاضي حسين عن الصحاب -وهي فائدة حسممنة )قمموله :فممإذا قصممد الممخ( مفهمموم
شرط مطوي ،وهو أن ل ينوي إيقاع الطلق كما تقدم التنبيه عليه آنفا )قوله :كما إذا أكره بحق(
أي فإنه يقع عليه وهو محترز قوله بغير حق وكان عليه أن يقول كعادته.
] [ 11
وخرج بقولي بغير حق ما إذا أكره بحق )قوله :وكأن قممال :مسممتحق القممود طلممق زوجتممك
وإل قتلتك بقتلك أبي( تمثيل للكراه بحق .قال سم :هذا يدل على أن المراد بالكراه بحق ما يعممم
كون المكره به حقا ل خصوص كون نفس الكراه حقا فممإنه ليممس لممه الكممراه علممى الطلق وإن
استحق قتله .اه .قال في المغني :وصممور جمممع الكممراه بحممق بممإكراه القاضممي المممولي بعممد مممدة
اليلء على طلقة واحدة ،فإن أكره على الثلث فتلفظ بها لغمما الطلق لنممه يفسممخ بممذلك وينعممزل
به .فإن قيل :المولى ل يؤمر بالطلق عينا بل به أو بالفيئة ،ومثل هذا ليس إكراها يمنع الوقمموع.
أجيب :بأن الطلق قد يتعين في بعض صور المولى كما لو آلى وهو غائب فمضت المدة فوكلت
بالمطالبة فرفعه وكيلها إلى قاضممي البلممد الممذي فيممه المزوج وطمالبه ،فمإن القاضممي يممأمره بممالفيئة
باللسان في الحال وبالمسير إليها وبالطلق ،فممإن لممم يفعممل ذلممك أجممبر علممى الطلق عينمما .هكممذا
أجاب به ابن الرفعة وهو إنما يأتي تفريعا علممى مرجمموح ،وهمو أن القاضممي يكممره الممولي علممى
الفيئة أو الطلق والصح أن الحاكم هو الذي يطلق على المولى الممتنع وحينئذ فل إكمراه أصممل
حتى يحترز عنه بغير حق .اه .ببعض تصرف )قمموله :أو قممال رجممل لخممر الممخ( محممترز قمموله
عاجل )قوله :فطلق( أي في الصورتين .وقوله فيقممع :أي الطلق .وقموله فيهممما :أي فمي صممورة
القود ،وفي صورة الوعد بالقتل في المستقبل )قوله :بصريح( متعلممق بيقممع :أي إنممما يقممع الطلق
بصريح الخ ،وهو شروع في بيان الصيغة التي هي أحد أركانه وهممي لفممظ يممدل علممى فممراق إممما
صريحا وهو ما ل يحتمل ظاهره غير الطلق وألفاظه خمسة :طلق ،وفراق ،وسممراح ،وخلممع،
ومفاداة ،كما قال ابن رسلن في زبده :صريحه سممرحت أو طلقممت خممالعت أو فمماديت أو فممارقت
وإنما كانت صريحا لشتهارها في معنممى الطلق وورودهمما فممي القممرآن مممع تكممرر بعضممها فيممه
وإلحاق ما لم يتكرر منها بما تكرر .وحكمه أنه ل يحتاج إلى نية إيقاع الطلق به لنه ل يحتمممل
غير الطلق ،فل يتوقف وقوع الطلق فيه على نية إيقاعه ،بل يقع وإن نوى عممدمه .نعممم :ل بممد
من قصد اللفظ مع معناه عند عروض صارف اللفظ عن معناه كنداء من اسم زوجته طالق بقوله
لها :يا طالق ،فإن كان قاصدا لفظ الطلق مع معناه وقع الطلق ،وإل بأن قصممد النممداء أو أطلممق
لم يقع .ومثله في ذلك حكاية طلق الغير وتصوير الفقيه .وإما كناية وهي كل لفظ احتمل ظاهره
غير الطلق ،ول تنحصممر ألفاظهمما .وحكمهمما أنهمما تحتمماج إلممى نيمة إيقمماع الطلق بهمما .قممال ابممن
رسلن :وكل لفظ لفراق احتمل فهو كنايممة بنيممة حصممل )قمموله :وهممو( أي الصممريح فممي الطلق.
وقوله ما ل الخ :أي لفظ ل يحتمل ظاهره معنى غير الطلق )قوله :كمشتق طلق الخ( أي وأمما
الطلق ومما بعمده ففيمه تفصميل يشمعر بمه كلممه ،وهمو أنمه إن وقمع مفعمول أو فماعل أو مبتمدأ
فصريح ،وإل فكناية )قوله :ولو من عجمي( أي ولو صدر مشمتق الطلق ممن عجممي فمإنه يقمع
طلقه به .وقوله عرف أنه موضوع الخ :الجملة صفة لعجمي أي عجمي موصوف بكونه عرف
أن هذا اللفظ موضوع لحل عصمة النكاح الذي هو معنى الطلق ،وهو قيد ل بد منه .وخرج بممه
ما لو تلفظ به وهو ل يعرف ذلك فإنه ل يقع طلقه .وعبارة المنهاج مع التحفة :ولو لفظ عجمممي
به أي الطلق بالعربية مثل إذ الحكم يعم كل من تلفظ بغير لغته ولم يعرف معناها لم يقع كمتلفظ
بكلمة كفر ل يعرف معناها ويصدق في جهله معناه للقرينة ،ومن ثم لو كممان مخالطمما لهممل تلممك
اللغة بحيث تقضي العادة بعلمه به لم يصدق ظاهرا ويقع عليه ،وقيل إن نوى معناهمما عنممد أهلهمما
وقع لنه قصد لفظ الطلق لمعناه وردوه بأن المجهول ل يصح
] [ 12
قصده .اه )قوله :أو بعده عنها( معطوف على حل عصمة النكاح :أي أو عممر ف أن هممذا
اللفظ موضوع لبعده هو عن زوجته وإن لم يعرف معناه الصلي :أي حل عصمة النكاح ،وإنممما
اكتفى بمعرفة أن هذا اللفظ موضوع لما ذكر لنه لزم لمعناه الصلي ،إذ يلزم من حممل عصمممة
النكاح بعده عن زوجته )قوله :وفراق وسراح( معطوفان على طلق :أي ومشتق فمراق وسمراح
-بفتح السين -ومثله مشتق الخلع والمفاداة ،لكن مع ذكممر المممال أو نيتممه )قمموله :لتكررهمما( علممة
الصراحة في المشتقات من هذه المصادر أي وإنما كانت صريحة لتكررها في القممرآن كممما تقممدم
)قوله :كطلقتك الخ( مثله ما لو قال :طلقك ال فهو من الصريح ،وذلك لن ما استقل به الشخص
كالطلق والبراء والعتق إذا أسند إلى ال تعالى كان صريحا لقوته بالستقلل ،وما ل يستقل بممه
الشخص كالبيع والقالة إذا أسند إلى ال تعالى كان كناية .وقد نظمم ذلممك بعضمهم بقموله :مما فيمه
الستقلل بالنشاء وكان مسندا لذي اللء فهو صممريح ضممده كنايممة فكممن لممذا الضممابط ذا درايممة
)قوله :أو زوجتي( أي أو يقول طلقت أو فارقت أو سرحت زوجممتي فيممأتي بالسممم الظمماهر بممدل
ضمير المخاطبة )قوله :وكأنت طالق أو مطلقة( أشار بتعداد المثلة إلى أنه ل فرق فممي المشممتق
بين أن يكون فعل أو اسم فاعل أو اسممم مفعممول .وقمموله بتشممديد اللم المفتوحممة :احممترز بممه عممن
مطلقة بسكون الطماء وتخفيمف اللم المفتوحمة أو المكسمورة فمإنه كنايمة وإن كمان المزوج نحويما
وليس بصريح )قوله :ومفارقة ومسممرحة( أي أو أنممت مفارقممة أو مسممرحة ويقممرآن بصمميغة اسممم
مفعول مع تشديد راء الثانية أما بصيغة اسم الفاعممل فكنايممة )قمموله :أممما مصممادرها( هممذا محممترز
قوله مشتق بالنسبة لجميع اللفاظ :أي ما مصممادر هممذه المشممتقات فهممي كنايممة لكممن حيممث وقعممت
خبرا كما يدل عليه أمثلته بخلف ما إذا وقعت مبتممدأ فإنهمما صممرائح غالبمما .ومثلمه ممما لمو وقعممت
مفعول أو فاعل ،وذلك كأن قال الطلق لزم علي أو واجب علي ،فممإن قممال :فممرض علممي كممان
كناية والفرق أن الفرض قد يممراد بمه المقمدر فتطمرق إليمه الحتمممال فاحتمماج إلمى النيممة للتعييمن،
بخلف اللزوم والوجوب فإن معناهما الثبوت ل غير .ولو قال :علي الطلق فهو صريح أيضمما،
خلفا لبعضهم وكأن قال أوقعت عليك الطلق أو يلزمنمي الطلق )قموله :ويشمترط ذكمر مفعمول
الخ( أي ضمير أو اسم ظاهر .وقوله ومبتدأ مع نحو طالق :أي وذكر مبتدأ مع ذلمك ،سمواء كممان
بلفظ الضمير كأنت أو بالسم الظاهر .كزوجتي أو امرأتي )قوله :فلو نوي أحدهما( أي المفعممول
أو المبتدأ .وقوله لم يؤثر :فل يقع به الطلق )قوله :كما لو قال طالق الخ( إن أراد التمثيل لحذف
المبتدأ أشكل عليه قوله :أو امرأتي الخ فإنه فيه حممذف الخممبر ل المبتممدأ وإن أراد التنظيممر أشممكل
عليه المثال الول فإنه ل يصلح له :إذ هو عين ما قبله ،فكان الولى له أن يقول كما لو قال أنت
أو امرأتي ونوى لفظ طالق .والمراد كما لو ذكر المبتدأ وحذف الخبر فإنه ل يممؤثر عليممه )قمموله:
إل إن سبق ذكرها( أي لم يؤثر إل إن سبق ذكر زوجته في سؤال :أي ونحوه والمراد إل إن دل
دليل على المحذوف :أي فإنه يؤثر )قوله :في نحو طلق امرأتك( لمو حمذف لفمظ فمي لكمان أولمى
ومثله أطلقت زوجتك إل أن الفعل بعده يكون كنايممة -كممما سيصممرح بممه -بخلفممه بعممد طلممق أو
طلقي نفسك فإنك صريح ،والفرق -كما في التحفة -أنه بعممدهما امتثممال لممما سممبقه الصممريح فممي
اللزام ،فل احتمال فيه ،بخلفه بعده فإنه وقع جوابا لما ل إلزام فيه فكممان كنايممة ومثممل لممما يممدل
على المفعول ولم يمثل لما يدل على المبتدأ أو الخبر والول :كأن تقول لممه أنمما طممالق فقممال لهمما:
طالق ،والثاني كأن يقول نساء المؤمنين
] [ 13
طوالق ،وأنت يا زوجتي التقممدير طممالق )قمموله :أو فمموض إليهمما( أي فمموض الطلق إليهمما
والتفويض هو تمليكها الطلق ،ويشترط لوقوع الطلق تطليقها فورا -كما سيصرح به -وقمموله
بطلقي نفسك :أي بقوله لها طلقي نفسك )قوله :فيقع( أي الطلق .وقوله فيهما :أي في الصورتين
صورة ما إذا سبق ذكرها وصورة التفويض )قوله :وترجمته( بالجر عطف علممى مشممتق طلق:
أي وكترجمته .وقوله :أي مشتق بيان للضمير .وقوله ما ذكر :أي من الطلق وممما بعممده .وقمموله
بالعجمية :متعلق بترجمته -أو كترجمته بالعجمية وهي ما عدا العربية من سممائر اللغممات )قمموله:
فترجمة الطلق صريح( أي لشهرة استعمالها عندهم في معناهمما شممهرة العربيممة عنممد أهلهمما ،ول
ينافي تأثير الشهرة هنا عدمه في أنت علي حرام لن ما هنا موضوع للطلق بخصوصه بخلف
ذاك ،وإن اشتهر فيه .وفي البجيرمي :وترجمة الطلق بالعجمية :سممن بمموش فسممن أنممت ،وبمموش
طالق .اه .وقوله على الممذهب :قممال فممي المغنمى :والطريممق الثمماني وجهمان :أحممدهما أنممه كنايممة
اقتصارا في الصريح على العربي لوروده في القرآن وتكره على لسان حملة الشممرع .اه )قمموله:
وترجمة صاحبيه( أي الفراق والسراح .وقوله صريح أيضا على المعتمد :قممال فممي التحفممة بعممده
على ما اقتضاه ظاهر أصله ،واعتمده الذرعي ،ونقل عن جمع الجزم به ،لكن الممذي فممي أصممل
الروضة عن المام والروياني وأقراه أنها كناية لبعدها عن الستعمال .اه .وظاهرها اعتماد أنها
كناية وجزم بها في شرح الرشاد فقال أما ترجمة السراح والفممراق فكنايممة ،خلفمما للحمماوي كممما
صححه في أصل الروضة وإن أطال جمع فممي رده .اه .وجممزم بهمما فممي النهايممة أيضمما ،فعلممم أن
قوله على المعتمد هو جار فيه -على ما اقتضاه ظاهر أصل المنهاج -وهو المحرر ،وعلممى ممما
اعتمده الذرعي .وقد علمت أن المعتمد خلفه )قوله :الجزم به( أي بهذا المعتمد ،وهممو ضممعيف
كما علمت )قوله :ومنه أعطيت( أي ومن الصريح أعطيت الممخ )قمموله :ويمما طممالق( فيممه تفصمميل
مضى )قوله :ويا مطلقة بتشديد اللم( أي المفتوحة وقد علمت أنه احترز به عن مطلقممة بتخفيممف
اللم مع سكون الطاء فإنه كناية )قوله :ل أنت طلق ولك الطلق( أي ليس مممن الصممريح قمموله:
أنت طلق ولك الطلق )قوله :بل هما( أي أنت طلق ولممك الطلق كنايتممان )قمموله :كممإن فعلممت
كذا( أي كدخول الدار ،والكاف للتنظير .وقوله ففيه :أي ففي فعلك طلقممك ،وهنمما وقممع المصممدر
مبتدأ وهو كناية فهو من غير الغممالب )قمموله :لن المصممدر الممخ( علممة للكنايممة فممي جميممع المثممل.
وقوله :ل يستعمل في العين :أي على وجه الخبار ،أما على غيره فيستعمل فيها كممأوقعت عليممك
الطلق -كما تقدم -وقوله إل توسعا :أي بضرب من التجوز كتأويممل المصممدر باسممم الفاعممل أو
اسم المفعول كما هنا ،وكتقدير مضاف وككونه على المبالغة ،ففيممه الوجممه الثلثممة الجاريممة فممي
نحو زيد عممدل :أي عمادل أو ذو عمدل أو همو نفممس العممدل مبالغممة )قمموله :ول يضممر الخطممأ فممي
الصيغة( منه قوله :أنت طوالق .وقوله مخاطبا لزوجته :أنتم أو أنتمن طمالق .وقموله :إذا لمم يخمل
بالمعنى :أي فممإن أخممل بممالمعنى كممأن قممال :أنممت طممالب أو طممالع مثل ضممر )قمموله :كالخطممأ فممي
العراب( أي فإنه ل يضر ،كما لو قال :أنت طالقا بالنصب )قوله :فروع( أي خمسة )قمموله :لممو
قالت له طلقني فقال هي مطلقة( هذا من أفراد الخطممأ فممي الصمميغة -كممما يفهممم مممن التحفممة :-إذ
المقام للخطاب فعدوله إلى الغيبة من غير نكتة خطأ )قوله :فل يقبل المخ( أي لممو ادعممى أنمه أراد
غير زوجته المخاطبة ل يقبل ،وذلك لن تقدم طلبها يصرف لفظ الطلق إليها )قمموله :ومممن ثممم(
أي ومن أجل أن
] [ 14
نقدم السؤال يصرف اللفظ إليها لو لم يتقدم شئ احتيج إلى نيته )قمموله :فممي نحممو الممخ( لممو
قال كما في نحو الخ لكان أولى )قوله :قال البغوي الخ( إعلممم أن الصممح فممي أفعممال المقاربممة أن
إثباتها إثبات ونفيها نفي كبقية الفعال .فإذا قلت :كمماد زيممد أن يقمموم كممان المعنممى قممرب زيممد مممن
القيام ،أو قلت ما كاد زيد أن يقوم كان المعنى لم يقرب زيد من القيام ،وعلى كممل فالقيممام منتممف.
وقيل إن إثباتها نفي ونفيها إثبات ،فإذا قلت :كاد زيد أن يفعل كان المعنى أنه لم يفعل وعليه قوله
تعالى) * :يكاد زيتها يضئ( * أي أنه لم يضئ ،ومعنممى ممما كمماد زيممد أن يفعممل أنممه فعممل :أي لممم
يقتصر على مقاربة الفعل ،بل فعل ،وعليمه قموله تعمالى) * :فمذبحوها ومما كمادوا يفعلمون( * أي
أنهم فعلوا بدليل فذبحوها وإل تناقض ،وعلى هذا جرى البغوي والعراقي فقال :لو قال :ما كممدت
أن أطلقك يكون إقرارا بالطلق وهممو باطممل -كممما فممي النهايممة عممن الشممموني ولفظهمما -وقممول
البغوي :لو قال ما كدت أن أطلقك كان إقرارا بالطلق نظر فيه الغممزي بممأن النفممي الممداخل علممى
كاد ل يثبته على الصح ،إل أن يقممال :وآخممذناه للعمرف .قممال الشممموني :المعنممى ممما قمماربت أن
أطلقك وإذا لم يقارب طلقها كيف يكون مقرا بممه ،وإنممما يكممون إقممرارا بممالطلق علممى قممول مممن
يقول إن نفيها إثبات وهو باطل .اه )قوله :ولو قال( أي الزوج وقوله لوليها :أي زوجتممه .وقمموله
زوجها :بصيغة المر .وقوله فمقر بالطلق أي فهو مقر بالطلق :أي وبانقضمماء العممدة كممما هممو
ظاهر .ومحله إن لم تكذبه وإل لزمتها العدة مؤاخذة لها بإقرارهما اه .تحفمة )قموله :قمال المزجمد
المخ( تأييد لما قبله )قوله :لو قال( أي الزوج .وقوله هذه :أي مشيرا لزوجته زوجة فلن .وقوله
حكم بارتفاع نكاحه :أي لن قوله المذكور إقرار بالطلق -كما في المسألة التي قبلممه )قمموله :إن
غبت عنها( أي عن الزوجة )قوله :فما أنا لها بزوج( أي أنا لست لها بزوج )قمموله :بممأنه إقممرار(
متعلق بأفتى .وقوله :بزوال الزوجية الخ .قال ع ش :قد يقمال تعريمف القمرار بمأنه إخبمار بحمق
سابق لغيره لم ينطبق على ما ذكر لنه حين الخبار لم تكن الغيبة وجدت حتى يكون ذلك إخبارا
عن الطلق بعدها ،فكان القرب أنه كناية -كما قدمناه عن حجر -في نحو إن فعلت كممذا فلسممت
لي بزوجة .اه .وكتب الرشيدي قوله بأنه إقرار ل يخفى أن هذا بالنظر للظاهر ،وانظر ما الحكم
في الباطن إذا قصد به إنشمماء التعليممق ؟ اه )قمموله :فلهمما( أي الزوجممة .وقمموله بعممدها :أي السممنة.
وقوله :ثم بعد انقضاء عدتها :أي ثم بعد السنة يعتبر انقضمماء عممدتها )قمموله :تممزوج( مبتممدأ خممبره
الجار والمجرور قبله وهو فلها .وقوله لغيره :أي غير زوجها )قوله :فمموائد( أي تتعلممق بممالطلق
)قوله :ولو قال( أي أجنبي لخر :أي زوج )قوله :أطلقت زوجتمك( مقمول القمول )قموله :ملتمسما
النشاء( حال من فاعل قال :أي قممال ذلممك حممال كممونه ملتمسمما مممن الممزوج أي طالبمما منممه إنشمماء
الطلق وإحداثه لنه استفهام ،واستعمال الستفهام في الطلب تجوز ل حقيقة -كما هممو ظمماهر -
)قوله :فقال( أي الزوج مجيبا له نعم أو إي -بكسممر الهمممزة وسممكون اليمماء :أي أو جيممر .وقمموله
وقع :أي الطلق .وقوله وكان صريحا :أي في إيقاع الطلق ،وذلك لن كلمة الجواب قائمة مقام
طلقتها ،وهو صريح فما قام مقامه مثله )قوله :فإذا قال :طلقممت( أي بممدل قمموله نعممم .وقمموله كممان
كناية :أي على الوجه عند ابن حجر .قال سم :وفي شرح الروض أيضا وفي النهاية الصح أنه
صريح .اه )قوله :لن نعم الخ( بيان للفرق بين نعم -حيث أنها من الصرائح -وطلقممت -حيممث
أنها من الكنايات )قوله :فاحتملت الجواب( وعليه يقع الطلق .وقوله والبتداء:
) (1سورة النور ،الية (2) .35 :سورة البقرة ،الية.71 :
] [ 15
وعليه ل يقع ،فلما تطرق إليه الحتمال اندرج في سلك الكناية فاحتاج إلى النية )قوله :أما
إذا قال( أي الجنبي .وقوله له :أي للزوج .وقوله ذلك :أي أطلقت زوجتك .وقوله مسممتخبرا :أي
حال كونه مستخبرا :أي مستفهما أنه وقع منه طلق أم ل .وقوله فأجاب :أي الزوج بنعم .وقمموله
فإقرار بالطلق :أي لنه صريح إقرار )قوله :ويقع( أي الطلق عليه .وقوله ظمماهرا :أممما باطنمما
فل يقع .وقوله إن كذب :أي في إقراره بقوله :نعممم )قمموله :ويممدين( أي يعمممل بممدينه باطنمما .وفممي
البجيرمي :التديين لغة أن يوكل إلى دينه ،واصطلحا عدم الوقمموع فيممما بينممه وبيممن الم إن كممان
صادقا على الوجه الذي أراده .اه )قوله :وكذا الخ( أي وكذا يقممع عليممه الطلق ظمماهرا لممو جهممل
الزوج حال السؤال :أي هل أراد السائل به التممماس النشمماء أو السممتخبار .وفممي سممم ممما نصممه:
فرع :لو قصد السائل بقوله :أطلقت زوجتمك النشماء فظنمه المزوج مسمتخبرا ،وبمالعكس فينبغمي
اعتبار ظن الزوج وقبول دعواه ظن ذلك .اه )قموله :فممإن قمال( أي فمي صمورة القممرار .وقموله
أردت :أي بقولي نعمم طلقما سممابقا وقممد راجعمت الن )قموله :صمدق بيمينمه( جمواب إن )قموله:
لحتماله( أي ما يدعيه )قوله :ولو قيممل لمطلممق أطلقممت زوجتممك ثلثمما( أي وكممان القممائل ملتمسمما
النشاء أو مستخبرا كالذي قبله والفرق بينهما بالتقييد بثلثا في هممذه دون تلممك )قمموله :فقممال( أي
الزوج طلقت .وقوله وأراد واحدة :أي قال إني أردت طلقمة واحمدة :أي منشمأة أو إقمرارا )قموله:
صدق بيمينه( أي في أنه طلق طلقة واحدة )قوله :لن طلقت محتمل للجواب( وعليه يقع الطلق
ثلثا تنزيل للجواب على السؤال .وقوله والبتداء :وعليه ل يقع شئ أصل ولما احتمممل ممما ذكممر
صار كناية في الطلق ،وفي العدد أيضا .فإذا نوى طلقة واحدة وقعت ل غير ويصدق فممي ذلممك
بيمينه )قوله :ومن ثم( أي وممن أجمل احتمممال ممما ذكمر الجمواب والبتممداء )قموله :لمو قمالت( أي
لزوجها .وقوله فقال :أي الزوج .وقوله ولم ينو عددا :أي ل واحدة ول أكثر )قمموله :فواحممدة( أي
فتقع طلقة واحدة وذلك لحتمال قوله لها :طلقتك الجواب والبتمداء ول يتعيمن للجمواب وإل وقمع
ثلثا ل غير ،ول يقال هنا لما احتمل ما ذكر صار كنايمة فمي الطلق لنمه صمريح فيمه مطلقما -
سواء نوى به الجواب أو البتداء -وإنما يقال فيه لما احتمل البتداء لم يختص بعدد ،فهو بحسب
النية إن نوى شيئا تعين وإن لم ينو شيئا يحمل على أقل المراتب وهو طلقممة واحممدة ونصممه :ولمو
قالت طلقني ثلثا فقال :طلقتك ولم ينو عددا فواحدة ،وفيممه نظممر .قممال فممي شممرحه :لن الجممواب
منزل على السؤال فينبغي وقوع ثلث -كما مر -فيما لو قال طلقممي نفسمك ثلثما فقمالت بل نيمة
طلقت ،وقد يجاب عنه بأن السائل في تلك مالك للطلق بخلفه في ذلك .اه )قوله :ولو قممال( أي
الزوج .وقوله ابنتك طالق :مقول القول )قوله :وقال( أي الزوج وقوله أردت بنتهمما الخممرى :أي
التي هي ليست زوجته ،فإن لم يقل ذلك ل يصدق فتطلق عليه زوجته )قمموله :صممدق بيمينممه( أي
فل تطلب عليه زوجته وذلك لصلحية اللفظ لهما .واستشكل ذلك بما لو أوصى بطبل من طبوله
فإنه ينصرف للصحيح .وأجيب بأنهما على حد واحد لن ذاك حيث ل نية له وهنا إذا لم تكممن لممه
نية ينصرف لزوجته )قوله :كممما لمو قممال لزوجتممه الممخ( الكمماف للتنظيممر .أي نظيممر ممما لمو قممال:
لزوجته وأجنبيممة إحممداكما طممالق :أي فممإن يصممدق بيمينممه ول تطلممق عليممه زوجتممه )قمموله :وقممال
قصدت الجنبية( فإن لم يقل ذلك طلقت عليه زوجته كالذي قبلممه قمال فمي التحفمة :نعمم إن كمانت
الجنبية مطلقة منه أو من غيره لم ينصرف لزوجته على ما بحثه السنوي لصدق اللفظ عليهممما
صدقا واحدا مع أصل بقاء الزوجية .اه )قوله :لتردد اللفظ الخ( علة لتصديقه بيمينه فيما لممو قممال
لزوجته وأجنبية ما ذكر :أي وإنما صدق بيمينه لتردد اللفظ وهو إحداكما
] [ 16
بين زوجته والجنبية فصحت إرادتها :أي الجنبية .وفي بعمض النسمخ إرادتمه -بضممير
المذكر -وعليه يكون الضمير عائدا على الممزوج ،ومتعلممق إرادة محممذوفا :أي إرادتممه للجنبيممة.
ويصح على هذا أيضا أن تكون العلمة للمسممألتين المنظممرة ،والمنظممر بهمما إل أنممه يجعممل المتعلممق
شيئين الجنبية وبنت أم زوجته )قوله :بخلف ما لو قممال( أي ابتممداء وبعممد سممؤال طلق .وقموله
زينب طالق :أي ولم يرفع في نسبها ما تتميز به .اه .مغني )قمموله :وقصممد أجنبيممة( أي وقممال لممم
أقصد زوجتي ،بل قال قصدت أجنبية اسمها زينب )قوله :فل يقبل قمموله( أي الممزوج فممي إرادتممه
الجنبية ،وذلك لنه خلف المتبادر )قوله :بل يدين( أي فيما بينه وبين ال م تعممالى لحتممماله وإن
بعد قال في التحفة بعده :إذ السم العلمم ل اشمتراك ول تنماول فيمه وضمعا ،فمالطلق ممع ذلمك ل
يتبادر إل إلى الزوجة ،بخلف إحداكما فإنه يتناول الجنبيممة كممما يتنمماول الزوجممة وضممعا تنمماول
واحدا فأثرت فيه نية الجنبية .اه .بتصرف )قوله :مهمة( أي في بيان ما لو أبدل حرفا مممن لفممظ
الطلق بآخر )قوله :ولو قال عامي الخ( خرج به الفقيه ،فما ذكره كناية فيه مطلقا سممواء كممان ت
لغته كذلك أم ل .وقوله أعطيت تلق الخ :في سم )فرع( لو قال :أنت دالق بالدال فيمكن أن يأتي
فيه ما يأتي في تألق بالتاء لن الممدال والطمماء أيضمما متقاربممان فممي البممدال ،إل أن هممذا اللفممظ لممم
يشتهر في اللسنة كاشتهار تألق ،فل يمكن أن يأتي فيه القول بممالوقوع مممع فقممد النيممة .اه )قمموله:
وقع به( أي باللفظ المذكور بالطلق )قوله :وكان( أي اللفظ المذكور .وقمموله صممريحا فممي حقممه:
أي العامي .وأطلق م ر أنه كناية ،وقال :بناء على أن الشتار ل يلحق غير الصريح به بممل كممان
القياس عدم الوقوع .ولو نمموى لختلف مادتهممما :إذ التلق مممن التلقممي ،والطلق الفممتراق .اه
)قوله :إن لم يطاوعه لسانه الخ( قيد في صراحة هذا اللفظ .وقوله :إل على هذا اللفظ المبدل :أي
الحرف المبدل عن غيره كالتاء في المثال الول بدل الطاء )قمموله :وإل( أي بممأن طمماوعه لسممانه
على الصواب ولم يكن ممن لغته كذلك فهو كناية )قوله :لن ذلك البدال له أصل في اللغة( علممة
لوقوع الطلق باللفظ المبدل مطلقا صريحا كان أو كناية وإن كان المتبادر من صنيعه أنه راجممع
لما بعد وإل .وفي التحفة بعد التعليل المذكور ما نصه :يؤيده إفتاء بعضممهم فيمممن حلممف ل يأكممل
البيظ -بالظاء المشالة -بأنه يحنث بنحو بيض الدجاج إن كان من قوم ينطقون بالمشالة في هممذا
أو نحوه .اه .وفي سم ما نصه في فتاوى السيوطي بسط كبير فيمن قال لزوجته :أنت تألق ناويمما
به الطلق هل يقع به طلق ؟ قال :فأجبت الذي عندي أنمه إن نموى بمه الطلق وقمع سمواء كمان
عاميا أو فقهيا ول يقال :إنه بمنزلة ما لو قممال :أنممت تممألق فممإنه ل يقممع بمه شممئ لن حممرف التمماء
قريب من مخرج الطاء ويبدل كل منهما من الخر في كثير مممن اللفمماظ فأبممدلت التمماء طمماء فممي
قولهم طرت يده وترت :أي سقطت وضرب يده بالسيف فأطرها وأترها :أي قطعها وأبدلت التاء
طاء في نحو مصطفى ومضطر ،ثم أيد الوقوع من المنقول بمسممألة ممما إذا اشممتهر اللفممظ للطلق
كالحلل علي قال :ول يظن أحد اختصاصه بلفظ الحلل على حرام ونحوه فإنما ذكر هممذه علممى
سبيل التمثيل .فالضابط لفظ يشتهر في بلد أو فريق استعماله في الطلق ،وهذا اللفممظ اشممتهر فممي
ألسنة العوام استعماله فيه فهو كناية في حقهم عند النووي وصريح عند الرافعممي ،وأممما فممي حممق
غيرهم من الفقهاء .وعوام بلد لممم يشممتهر عنممدهم ذلممك فممي لسممانهم فكنايممة ،ول يممأتي .قمموله بممأنه
صريح قال :وأما من قال :إن تألقا من التلق -وهو معنى غير الطلق -فكلمه أشد سقوطا من
أن يتعرض لرده ،فإن التلق ل يبنى منه وصف على فاعل .اه .وقوله :وأمما ممن قمال المخ يمرد
كلم م ر السممابق )قمموله :ويقممع بكنايممة( أصممل المتممن وبكنايممة ،فهممو معطمموف علممى قمموله :سممابقا
بصريح وهو مقابل له وتقدير الشارح لفظ يقع حل معنى ل إعراب لن متعلقه مذكور وهممو يقممع
أول الفصل والكناية في اللغة الخفاء واليماء إلى الشئ من غير تصريح به ،فلما كانت اللفاظ
] [ 17
التية فيها خفاء وإيماء إلى الطلق من غيممر تصممريح بممه سممميت كنايممة )قمموله :وهممي ممما
يحتمل الطلق وغيره( أي الكناية لفظ يحتمل الطلق ،ويحتمل غير الطلق ،لكن احتممماله للول
أقرب .وفممي ترغيممب المشممتاق ضممابط الكنايممة أن يكممون للفممظ إشممعار قريممب بالفرقممة ولممم يسمممع
استعماله فيه شرعا .اه .وذلك كقوله :أنت برية فإنه يحتمل الطلق لكون المراد برية من المزوج
ويحتمل غير الطلق لكون الممراد بريمة ممن المدين أو ممن العيموب وهكمذا .وخمرج بمذلك مما ل
يحتمل ما ذكر نحو قومي واقعدي وأطعميني واسقيني وزوديني وما أشبه ذلك فل يقممع بممه طلق
وإن نواه لن اللفظ ل يصلح له )قوله :إن كانت مع نية الخ( قيد فممي وقمموع الطلق بالكنايممة :أي
يقع الطلق بالكناية إن كانت مع نية ليقاع الطلق زاد في التحفة :ومع قصد حروفممه أيضمما ،ثممم
قال :فإن لم ينو ذلك لم يقع إجماعا سواء الكناية الظاهرة ،وهممي المقممترن بهمما قرينممة كممأنت بممائن
بينونة محرمة ل تحلين لي أبدا -وغيرها -كلست لي بزوجة إل إن وقع في جواب دعمموى فممإنه
إقرار .وقد يؤخد من ذلك ما بحثه ابن الرفعة أن السكران ل ينفممذ طلقممه بهمما لتمموقفه علممى النيممة
وهي مستحيلة منه ،فمحل نفوذ تصرفه السممابق إنممما هممو بالصممرائح فقممط ،ولممك أن تقممول شممرط
الصريح أيضا قصد لفظه مطلقا أو لمعناه كما تقرر والسكران يسممتحيل عليممه قصممد ذلممك أيضمما،
فكما أوقعوه به ولم ينظروا لذلك فكذا هي .اه .بتصرف .وكتممب سممم قمموله :قصممد لفظممه الممخ .قممد
يقال :المراد بهذا الشرط عدم الصارف ل حقيقة القصد ،فل دليل فيه لما ذكره ،ول وجه لليقاع
عليه بالكناية ما لم يقر بممأنه نموى ،وهمو مممراد ابممن الرفعممة .اه) .قموله :مقترنممة بأولهمما( أي وإن
عزبت في آخرها استصحابا لحكمها في باقيها .وخرج بقوله :أولها آخرها فل يكفي اقتران النيممة
به لن انعطافها على ما مضى بعيد )قوله :ورجح في أصل الروضممة الممخ( ورجممح فممي المنهمماج
اشتراط القتران بكل اللفظ .وعبارته :وشرط نية الكناية اقترانها بكل اللفظ .قال في المغني :فلممو
قارنت أوله وعزبت قبل آخره لم يقع طلق .اه .فتحصل أن القوال ثلثة ،وقد صرح بهمما كلهمما
في فتح الجواد مع الصل وعبارتهما :وشرط تأثير الكناية أن يكون لفظها مصحوبا بنية للطلق
إجماعا ،وأن تكون النية قد قارنت أوله .وفي المنهاج جميعه .وفي أصل الروضة تكفي مقارنتها
ولو لخره ،وصحح كل جماعة -كما بينته في الصل -مع بيان أن الخير هو الوجه .وتعليممل
الول بأن انعطافها على ما مضى بعيد ،بخلف استصحاب ممما وجممد يجمماب عنممه بممأن هممذا إنممما
ينظر إليه في العبادات ،وأما غيرهمما فالقصممد صممون اللفممظ عمن نحمو الهممذيان ،وصممونه يحصممل
باقتران النية بجزء من أجزائه فليس هنا انعطاف يستبعد وأن الوجه أيضا أن اللفظ المختلف في
القتران به هو جميع أنت بائن مثل ل بائن فقط .اه) .قوله :وهي( أي الكناية )قوله :كأنت الممخ(
أتى بالكاف لن كنايات الطلق ل تنحصر فيما ذكر ،بل هي كثيرة والضابط فيها كل لفظ أشممعر
بالفرقة إشعارا قريبا ولم يسمع استعماله فيه شرعا ول عرفا ،ثم إن الشارح أتمى فمي جميمع همذه
الكنايممات بممالمعنى الموقممع للطلق وتممرك الحتمممال الخممر لن الول هممو المقصممود )قمموله :أو
حرمتك( جملة فعلية ،ويقرأ الفعل بتشديد الراء المفتوحة )قوله :ولممو تعممارفوه طلقمما( أي أن ممما
ذكر من قوله أنت علي حرام وما بعده كناية وإن اشتهر عندهم فممي الطلق ،وذلممك لن التحريممم
قد يكون بغير الطلق .وقوله خلفا للرافعي :أي حيممث قممال إنممه صممريح فممي الطلق إن اشممتهر.
وعبارة المنهاج :ولو اشتهر لفظ للطلق كالحلل أو حلل ال علي حرام فصممريح فممي الصممح.
قلت :الصح انه كناية وال أعلم .قال في التحفة :أي لنه لم يتكرر في القممرآن للطلق ول علممى
لسان حملة الشريعة .اه) .قوله :ولو نوى تحريم عينها( أي نوى بقوله :أنت علي حرام وما بعده
تحريم عينها أو فرجها أو وطئها أي أو رأسها أو رجلها ولم ينو به الطلق )قوله :لم تحممرم( أي
لما روى النسائي أن ابن عباس سأله من قال ذلك فقال كذبت :أي ليست زوجتك عليك بحرام ثممم
تل أول سورة التحريم .اه .تحفة )قوله :وعليه مثل كفارة يمين( أي وعلممى مممن قممال :أنممت علممي
حرام ونوى تحريم عينها أو وطئها ،أو نحو ذلك مثل
] [ 18
كفارة اليمين حال وإن لم يطأها بعد ذلك :كما لو قاله لمته أخذا من قصممة ماريممة رضممي
ال عنها النازل فيها قوله تعالى) * :يا أيها النبي لم تحرم( * الية على الشهر عند أهل التفسممير
كما قاله البيهقي ،روى النسائي عن أنس رضي ال عنه أن النبي )ص( كانت له أمممة يطؤهمما أي
وهي مارية أم ولده إبراهيم فلم تزل به عائشة وحفصة حتى حرمها على نفسه فأنزل ال تعممالى:
* )لم تحرم ما أحل ال لك قد فرض ال لكم تحلممة أيمممانكم( * أي أوجممب عليكممم كفممارة كالكفممارة
التي تجب في اليمان .وقال البيضاوي :تحلة أيمانكم أي تحليلها وهو حل ما عقدته بالكفارة الخ،
وإنما قال :وعليه مثل الخ ،لن هذا اللفظ ليس يمينا إذ اليمين ما كانت بأسماء ال وصفاته ومحل
وجوبها في غير نحو رجعية ومعتدة ومحرمة كممأخته المملوكممة لممه ،وذلممك لصممدقه فممي وصممفهن
بالتحريم )قوله :ولو قال :هذا الثوب أو الطعام( أي أو نحوهما من كممل ممما ليممس ببضممع .وقمموله:
فلغو ل شئ فيه أي ل كفارة فيه ول غيرها .وعبارة الروض وشرحه :ولو حممرم الشممخص غيممر
البضاع كأنه قال :هذا الثوب أو الطعام أو العبد حممرام علممي فل كفممارة عليممه .بخلف البضمماع
لختصاصها بالحتياط ولشدة قبولها التحريم بدليل تأثير الظهار فيها دون الممموال وكممالموال -
فيما يظهر -قول الشخص :لغير زوجة ول أمة له أنت حرام علي .اه .وفي المعنى لو حرم كممل
ما يملك وله نساء وإماء لزمته الكفارة -كما علم مما مر -ويكفيه كفارة واحدة ،كما لو حلممف ل
يكلم جماعة وكلمهم .اه )قوله :وأنت خلية أي من الزوج( ويحتمل خلية من المال أو مممن العيممال
فإذا قصد الطلق وقع وإل فل .وقوله أو بريئة منه :أي الزوج ويحتمل من الدين أو العيمموب فل
يقع إل إن قصده )قوله :وبائن( هو اللغة الفصحى والقليل بائنة .وقوله أي مفارقممة .بيممان للمعنممى
المقصود هنا وهو بصيغة اسم المفعول من الفراق .ويحتمل أنه من البين وهو البعد لبعممد مكانهمما
عنه فل يقع به الطلق إل إن قصده )قوله :وكأنت حرة( إنما كان كناية لصمملحيته للمممراد وهممو
زوال ملكه عنها الذي هو النتفاع بالبضع ،ولغيممر المممراد وهممو زوال الملممك عنهمما بممالعتق مثل.
فإذا قصد المعنى الول الذي هو معنى الطلق وقممع وإل فل )قمموله :ومطلقممة بتخفيممف اللم( أي
المفتوحة أو المكسورة .وقوله أو أطلقتك :إنما كان مع الذي قبله من الكنايممة لحتمالهممما الطلق
من الوثاق والطلق من عصمة النكمماح ،فممإذا قصممد المعنممى الثمماني وقممع وإل فل )قمموله :وأنممت
كأمي أو بنتي أو أختي( أي في العطف والحنو أو في التحريم :أي أنت محرمة علي لني طلقتك
كتحريم أمي الخ ،فإذا قصد إيقاع الطلق وقمع وإل فل )قموله :وكيما بنمتي المخ( قمال فمي :شمرح
الروض :وإنما لم يكمن صممريحا لنمه إنممما يسممتعمل فمي العمادة للملطفممة وحسممن المعاشمرة .اه.
وقوله :لممكنة كونها بنته :أي قال :يا بنتي لزوجة ممكنة كونها بنتممه .وقمموله باحتمممال السممن :أي
بأن يمكن أن مثله يولد له مثلها .وقوله وإن كانت معلومة النسب :أي من غيره وهو غاية ،لكون
يا بنتي من ألفاظ الكناية )قوله :وكأعتقتك( .اعلم أن كل لفظ صريح أو كناية فممي العتمماق كنايممة
في الطلق وكل لفظ للطلق صريح أو كناية كناية في العتاق وذلك لدللة كل منهما على إزالة
ما يملكه وقوله :وتركتك أي لني طلقتك ويحتمل تركتك من النفقة .وقمموله وقطعممت نكاحممك :أي
لني طلقتك ويحتمل قطعت الوطئ عنك .وقوله :وأزلتمك أي ممن نكماحي لنمي طلقتمك ويحتممل
أزلتك من داري .وقوله وأحللتك :يحتمل أحللتك للزواج لني طلقتك ويحتمل أحللتك مممن الممدين
الذي لي عندك فقول الشارح :أي للزواج بيان للحتمال الول المراد هنا وقوله :وأشمركتك ممع
فلنة يحتمل الطلق ويحتمل أشركتك معها في المال أو في الدار .وقمموله :وقممد طلقممت أي فلنممة
والجملة حالية .وقوله منه :أي من القائل لزوجته ما ذكر .وقوله أو من غيره :أي
] [ 19
زوج غيره )قوله :وكتزوجي( أي لني طلقتك ويحتمل من التزوج وهو مطلق الختلط:
أي اختلطي وامتزجي بي )قوله :وأنت حلل لغيري( أي لنممي طلقتممك ،ويحتمممل إذا طلقتممك فممي
المستقبل فأنت حلل لغيري أو أنت حلل لغيممري مممن قبممل أن أتممزوج بممك )قمموله :بخلف قمموله
للولي زوجها فإنه صريح( أي في القرار بالطلق ليوافق ما قدمه مممن أن قمموله للممولي ممما ذكممر
إقرار بالطلق ويفيد هذا ما صرح به في النهاية من أن عندهم ألفاظا يجعلونها كناية في القممرار
ونصها :وفي قوله :بانت مني أو حرمت علي كناية في القرار به .وقوله لوليها زوجهمما :إقممرار
بالطلق .وقوله لها تزوجي وله زوجنيها :كناية فيه .اه .وقوله فيه :قال ع ش :أي فممي القممرار.
اه )قوله :واعتدي أي لني طلقتك( ويحتمل اعتدي من الغير الواطئ بشممبهة مثل ،أو أن اعتممدي
بمعنى عدي اليام مثل كاعتد عليهم بالسخلة .اه .ش ق )قوله :وودعينمي ممن الموداع( أي لنممي
طلقتك ،ويحتممل اجعلمي عنمدي وديعمة )قموله :وكخمذي طلقمك( يحتممل الطلق المذي همو حمل
عصمة النكاح ويحتمل الطلق المذي همو فمك الوثماق وقموله :ول حاجمة لمي فيمك :يحتممل لنمي
طلقتك -كما قاله الشارح -ويحتمل لني قضيت حماجتي بنفسمي ممن غيمر احتيماج إليمك )قموله:
ولست زوجتي( أي لنممي طلقتممك فنفممي الزوجيممة مممترتب علممى النشمماء الممذي نممواه ،ويحتمممل ل
أعاملك معاملة الزوجة في النفقة عليك ،والقسم مثل بل أترك ما ذكر ،فممالمراد نفممي بعممض آثممار
الزوجية .فلما احتمل ما ذكر -ولو كان احتمال غير ظاهر -احتمماج لنيممة اليقمماع .وقمموله إن لممم
يقع :في جواب دعوى بأن قال ذلك ابتداء .وقموله وإل فمإقرار :أي وإن وقممع فمي جمواب دعموى
بمأن ادعمت عليمه بأنهما زوجتمه لتطلمب منمه النفقمة فمأنكر وقمال :لسمت بزوجمتي فيكمون اقمرارا
بالطلق .قال سم :هل يشترط وقوع الدعوى عند الحمماكم ؟ اه .قممال ع ش :أقممول الظمماهر أنممه ل
يشترط الخ .اه .وكتب الرشيدي على قول م ر فإقرار ما نصه :ربما يأتي في الدعاوى والبينممات
ما يخالف هذا فليراجع .انتهى .عبممارته هنمماك :ولممو ادعممت زوجيممة رجممل فممأنكر فحلفممت اليميممن
المردودة ثبتت زوجيتها ووجبت مؤنتها وحممل لممه اصممابتها لن إنكممار النكمماح ليممس بطلق .قمماله
الماوردي :ومحل حل اصابتها باعتبار الظاهر ل الباطن إن صممدق فممي النكممار .اه .وقمموله لن
إنكار الخ :هذا هو محل المخالفة )قموله :وذهمب طلقمك( يحتممل أن الممراد خمرج وجمرى منمي
طلقك إن فعلت كذا ،ويحتمل أن المراد ذهب عني فل أريده بعد أن كنت مصمممما عليممه .وقمموله
أو سقط طلقك :يحتمل أن المراد سقط وطرح من لسمماني الطلق :أي إنممي طلقتممك ،ويحتمممل أن
المراد سقط عني طلقك :أي ل يقع علي .وقوله إن فعلت كذا :راجع للصورتين .والتمماء يحتمممل
أن تكون تاء المتكلم ويحتمل أن تكون تاء المخاطبة )قموله :وكطلقمك واحمد وثنتمان( يحتممل أن
المراد الخبار بأن الطلق الذي تبينين به واحد وثنتان ،ويحتمل أن المممراد إنشمماء طلقممك واحممد
وثنتان :أي إني أنشأت طلقك بالثلث )قوله :فإن قصد به اليقاع الخ( يحتمل أنممه راجممع لقمموله:
وكطلقك واحد وثنتان وهو المتبادر من صنيعه ،ويحتمل أنممه راجممع لجميممع ممما تقممدم مممن ألفمماظ
الكناية ،وعليه فضمير به يعود على المذكور )قوله :وكلك الطلق( أي فإنه كناية وقوله أو طلقة
أي أو لك طلقة فإنه كنايمة )قمموله :وكمذا سمملم عليمك( أي فمإنه كنايممة .وقموله علمى مما قمماله ابمن
الصلح :أي معلل له بأنه يقال عند الفراق .اه .مغني )قوله :ونقله شيخنا في شرح المنهمماج( لممم
ينقله عن أحد -كما يعلم من عبمارته -ونصمها :وسملم عليمك وكلمي واشمربي خلفما لممن وهمم
فيهما .اه .وبقي من ألفاظ الكناية تجردي وتزودي واخرجي وسافري وتقنعممي وتسممتري وبممرئت
منك والزمي أهلك ونحو ذلك )قوله :ل منها الخ( أي ليس من ألفاظ الكناية مثل طلقمك عيمب أو
نقص وقلت كلمتك أو أعطيت كلمتك أو حكمك وليس منها أيضا نحو قومي واقعدي
] [ 20
وأغناك ال وأحسن الم جممزاءك واغزلممي والبماب مفتموح ،وذلمك لعممدم إشممعارها بالفرقممة
إشعارا قريبا فل يقع بها طلق وإن نممواه )قمموله :فل يقممع بممه( أي بممما ذكممر .ولممو قممال بهمما -أي
باللفاظ المذكورة من قوله ل منها الخ -لكان أنسب بما بعده فإنه فيه أنممث الضمممير )قمموله :وإن
نوى الخ( غاية في عدم وقوع الطلق باللفاظ المذكورة .وقوله بها :متعلق بما بعده ويحتمل أنممه
متعلق بنوى )قوله :لنها الخ( تعليل لعدم الوقوع :أي وإنممما لممم يقممع بهمما الطلق وإن نممواه لنهمما
ليست من الكنايات التي تحتمممل الطلق بل تعسممف ،بممل همي ممن الكنايمات المتي تحتممل الطلق
بتعسف ،وشرط الكناية الولى -كما تقدم عن ترغيممب المشممتاق والتعسممف هممو ارتكمماب المممور
الشاقة )قوله :ول أثر الخ( أي ول عبرة باشتهار هذه اللفاظ التي ليست من الكنايات في الطلق
في بلدة من قطر )قوله :ولو نطق بلفظ من هممذه اللفمماظ الملغمماة( أي الممتي ليسممت مممن الكنايممات،
وذلك كطلقك عيب وما بعده )قموله :فقممال لمه الخممر (:الولممى حممذف أل .وقموله مسممتخبرا :أي
طالبا الخبار .وخرج به ما إذا قال ذلك :ملتمسا إنشاء الطلق فإنه يقممع بقمموله نعممم )قمموله :ظانمما
الخ( حال من فاعل قال العائد على الزوج :أي قال الزوج نعم ظانما أن الطلق يقمع بماللفظ المذي
نطق به أول ،وهو طلقك عيب مثل )قوله :لم يقع( أي الطلق بقمموله نعممم ظانمما ممما ذكممر ،وهممو
جواب لو )قوله :كما أفتى به( أي بعدم الوقوع شمميخنا )قمموله :وسممئل البليقنممي الممخ( تأييممد لفتمموى
شيخه المذكورة )قوله :عما لو قال لها( أي لزوجته .وقوله :أنت علي حرام :مقول القول )قمموله:
وظن( أي الزوج .وقوله أنها طلقت به ثلثا أي بقوله لها أنت علي حرام )قمموله :فقممال لهمما :أنممت
طالق ثلثا( أي بعد قوله لها أول :أنت علي حرام .وقوله ظانا الخ :حال من فاعمل قمال :أي قمال
الزوج :أنت طالق ثلثا حالة كمونه ظانما وقموع الطلق الثلث بالعبمارة الولمى :أي قموله :أنمت
علي حرام )قوله :فأجاب( أي البلقيني .وقوله بأنه :أي الزوج )قوله :ل يقع عليه طلق بما أخبر
به ثانيا( في بعض نسخ الخط بانيا بالباء الموحدة وهي أنسب بقوله :على الظن المممذكور ،وعلممى
ما في معظم النسخ من أنه بالثاء المثلثة يكون قوله :علممى الظممن المممذكور متعلقمما بحممال محذوفممة
وتقدر بانيا .وخرج به ما إذا قال ذلك ل بانيا له على الظن المممذكور فيقممع بممه الطلق ثلثمما لنممه
صريح به )قوله :ويجوز لمن ظن صدقه( أي الزوج في قمموله :إنممه قممال :أنممت طممالق ثلثمما بنمماء
على الظن المذكور .وقوله أن ل يشهد عليه :أي بوقوع الطلق ثلثا )قوله :فممرع( أي فممي بيممان
أن الكتابة كناية سواء صدرت من ناطق أو من أخرس ،فإن نوى بها الطلق وقممع لنهمما طريممق
في إفهام المراد -كالعبارة -ويعتبر في الخرس إذا كتب الطلق أن يكتب إنممي قصممدت الطلق
أو يشير إلى ذلك )قوله :لو كتب( أي إلى زوجتممه أو إلممى وليهمما .وفممي المغنممي ممما نصممه :تنممبيه:
احترز بقوله :كتب عما لو أمر أجنبيا فكتب لم تطلممق وإن نمموى الممزوج ،كممما لممو أمممر أجنبيمما أن
يقول لزوجته :أنت بائن ،ونوى خلفا للصيمري في قوله إنه ل فرق بين أن يكتب بيده وبيممن أن
يملي على غيره .اه وقوله صريح طلق :أي كطلقتك أو طلقت بنتك .وقوله أو كنايته :أي كأنت
خلية أو بنتك خلية مني )قوله :ولم ينو إيقاع الطلق( أي بما كتبه .وخرج به ما
] [ 21
إذا نواه من غير تلفظ به فإنه يقممع علممى الظهممر -كممما فممي المنهمماج -ونصممه :فممإن نممواه
فالظهر وقوعه .قال في المغني :لن الكناية طريق في إفهام المراد ،وقممد اقممترنت بالنيممة ولنهمما
أحد الخطابين فجاز أن يقع بها الطلق كمماللفظ .اه )قمموله :فلغممو( أي فممالمكتوب لغممو لن الكتابممة
تحتمل النسخ والحكاية وتجربممة القلممم والممداد وغيرهمما )قموله :ممما لممم يتلفمظ المخ( قيممد فمي كمون
المكتوب لغوا ،وخرج به ما لو تلفظ به مع عدم النية فإنه يقع .وقمموله بصممريح ممما كتبممه :أي بممما
كتبه الصريح في الطلق ،فالضافة من إضافة الصممفة إلممى الموصمموف .وأفمماد بممه أنممه إذا تلفممظ
بالمكتوب الكنائي ولم ينو إيقاع الطلق ل يقع وهو كممذلك إذ الكنايممة محتاجممة إلممى النيممة مطلقمما -
سواء كتبمت أولممم تكتمب -فتحصممل أن التلفممظ بمالمكتوب ممن غيممر نيممة يقممع بمه الطلق إذا كمان
صريحا ،فإن كان كناية فل بد مع التلفظ به من النية )قوله :نعم ،يقبل الممخ( تقييممد لوقمموع الطلق
بالتلفظ بالمكتوب من غير نية :أي أن محل الوقوع بما ذكر عند عدم النية إذا لم يقل أردت قراءة
المكتوب ل إنشاء الطلق ،وإل صدق بيمينه لحتمممال ممما قمماله .أممما إذا نمموى عنممد الكتابممة إيقمماع
الطلق ثم تلفظ به وقال أردت قراءة المكتوب فل يفيد قوله المذكور شيئا .إذ العممبرة بالنيممة فيقممع
عليه الطلق .واعلم أن الخلف السابق في اقممتران النيممة بممأول الكنايممة أو جميعهمما أو بممأي جممزء
يجري في الكتابة أيضا .نتبيه :تعرض للكتابة ولم يتعرض للشارة .وحاصله أن إشارة الخرس
بالطلق يعتد بها سواء كان قادرا على الكتابة أم ل ،وسواء كان خرسه عارضا أو أصليا .ثم إن
فهم طلقه بها كل أحد كأن قيل له :طلق فأشار بثلث أصابع فصريحة وإن اختص بفهممم الطلق
منها فظنون فكناية -وإن انضم إليها قرائن -وقيل إن لم يفهمها أحد فلغو .وتعرف نية الخممرس
فيما إذا كانت إشارته كناية بإشارة أخرى أو كتابة .ومثل الطلق في ذلك سائر العقود .والحلممول
كالفسخ والعتق والقارير والدعاوي وغيرها .نعم :ل يعتد بها في الشهادة والصلة والحنث .وقد
نظمها بعضهم في قوله :إشارة الخرس مثل نطقه فيما عممدا ثلثممة لصممدقه فممي الحنممث والصمملة
والشهادة تلك ثلثة بل زيادة يعني لو حلف أن ل يتكلم فأشار بذلك لم يحنث أو شهد بالشممارة ل
تقبل لنها يحتاط لها أو أشار في صلته ل تبطل صلته فلو باع في صلته بالشارة انعقد الممبيع
ول تبطل صلته .وبه يلغز ويقال :لنا إنسان يبيع ويشممتري فممي صمملته عامممدا عالممما ول تبطممل
صلته .ويتصور الحلف على عدم الكلم مع أنه أخرس فيما إذا كان الخرس طارئا على الحلممف
به )قوله :ول يلحق الكناية بالصريح( أي ل يجعلها من الصريح بحيث ل تحتاج إلى نية .وقوله:
طلب المرأة الطلق :أي تقدم طلب المرأة للطلق على اللفظ الكنائي بأن تقول له :طلقنممي فيقممول
لها :أنت برية مثل )قوله :ول قرينة غضب( الضافة بيانية :أي ول يلحقها به قرينة هي غصب
)قوله :ول اشتهار الخ( أي ول يلحقها به أيضا اشتهار بعض ألفمماظ الكنايممات فممي الطلق كممأنت
حرام علي )قوله :وصدق منكر نيممة( أي أو مثبتهمما بممدليل التفريممع التممي .وقمموله بيمينممه ،متعلممق
بصدق )قوله :في أنه الخ( متعلق بيمينه ،وفي بمعنى على :أي يصدق بخلفممه علممى أنممه ممما نمموى
بالكناية الطلق )قوله :فالقول الخ( في معنى التعليل لما قبله .ولو قال :لن القول الخ لكان أولممى
)قوله :إثباتا ونفيا( منصوبان على التمييز المحول عممن المضمماف أي فممالقول فممي إثبممات النيممة أو
نفيها .وقوله :قول الناوي :النسب قول المتلفظ بالكناية ،إذ قممال فممي حالممة النفممي ل يسمممى ناويمما
)قوله :إذ ل تعرف( أي النية ،وهو تعليل لكون القول في النية قممول النمماوي .وقمموله إل منممه :أي
من الناوي )قوله :فإن لم تمكن الخ( مقابل لمحذوف :أي هذا إن أمكن معرفة نيتممه فممإن لممم تمكممن
الخ .وقوله مراجعة
] [ 22
نيته :الضافة لدنى ملبسة أي مراجعتممه فممي نيتممه .ولممو قممال :معرفممة نيتممه لكممان أولممى.
وقوله :بموت الخ :الباء سببية متعلق بتمكن :أي لم تمكن بسبب موت أو فقد )قوله :لم يحكم الخ(
جواب إن .وقوله :بوقوع الطلق ،أي على من لمم تمكمن معرفممة نيتممه لفقممد أو ممموت )قموله :لن
الصل بقاء العصمة( علة عممدم الحكممم عليممه بوقمموع الطلق )قمموله :فممروع( أي سممبعة ،والفممرع
الول منها قد صرح به في كلمه قبل قوله ويقع بكناية )قوله :من اسم زوجتممه فاطمممة مثل( أي
أو هند أو عائشة )قوله :فقال( أي الزوج .وقوله ابتداء :أي من غير تقدم سؤال أو جوابمما :أي أو
قال ذلك جوابا لطلبها الطلق .وقوله فاطمة .طالق :مقول القول )قوله :وأراد غيرها( أي وقممال:
أردت فاطمة غير زوجممتي )قمموله :لممم يقبممل( أي علممى الصممح ،وقيممل يقبممل -كممما فممي الممروض
وشرحه -ونصهما :وإن قال :زينب طالق وأراد غير زوجته قبل إل إن سممبق اسممتدعاؤها -كممذا
نقله الصل هنا عن فتاوي القفممال -والصممح عممدم القبمول -كممما جممزم بمه المصممنف فممي البمماب
الخامس في الشك في الطلق -اه) .قموله :وممن قمال لمرأتمه :يما زينمب أنمت طمالق( أي وممن
خاطب امرأته بقوله لها :يا زينب أنت طالق .وقوله واسمها عمرة :أي والحال أن امرأتممه اسمممها
عمرة ل زينب )قوله :طلقت( أي امرأته عليه ،وهممو جممواب مممن ،وقمموله للشممارة :أي المعنويممة
الحاصلة بالنداء إذ هو التوجه للمخاطب والقبمال عليمه بحمرف ممن حمروف النمداء )قموله :ولمو
أشار( أي الزوج أي بندائها .وقوله وقال :يا عمرة لو قال بقوله يا عمرة لكان أولممى :إذ الشممارة
في المثال بالنداء وإن كان غير متعين )قوله :واسم زوجته عمممرة( أي كالمشممار إليهمما )قموله :لمم
تطلق( أي زوجته المسماة بعمرة لوجود القرينة الصارفة للفظ عنها وهي الشممارة إلممى الجنبيممة
)قوله :مشيرا لحدى امرأتيه( أي بأن قال :امرأتي هذه )قوله :وأراد الخممرى( أي وقممال :أردت
بأمرأتي طالق الخرى ل المشار إليها )قوله :قبل بيمينممه( قممال :فممي شممرح الممروض :ول يلزمممه
بالشارة شئ ،وقيل :ل يقبل بل تطلقان جميعا .اه) .قوله :ومن له زوجتان( من موصولة واقعممة
مبتدأ خبر قوله :قبل وصلة الموصول جملة له زوجتان )قوله :اسممم كممل واحممدة منهممما( :أي مممن
زوجتيه )قوله :وعرف أحدهما( أي أحد البوين :أي اشتهر أحدهما .وقوله بزيد :أي بمدل محممد
)قوله :فقال( أي الزوج .وقوله فاطمة بنت محمد :الجملة مقول القول :أي قال هذا اللفممظ .وقمموله
ونوى بنت زيد :الجملة حالية .أي قال :ذل ك حال كونه ناويا ببنت محمد بنممت زيممد )قمموله :قبممل(
أي ما نواه ،ومثله ما لو نوى بنت محمد الذي لم يشتهر بزيد .فلو لم ينو بنت المشهور بزيممد ول
بنت محمد الخر بل أطلق أو قصد مبهمة لم تطلق عليه بنت محمد معينا بمل يقمع علمى إحمداهما
مبهمة ويلزمه البيان في الحالة الولى والتعيين في الحالة الثانية ،كما صرح به في متن المنهمماج
في صورة من قال لزوجته :إحداكما طالق ،وكما يستفاد من عبممارة المروض وشمرحه ونصمهما:
وإن كان أبو زوجتيه مسميين لمحمد وغلب على أحدهما عند الناس زيد فقال بنت محمد طالق لم
تطلق بنت محمد معينا حتى يريممد نفسممه :أي المعيممن فتطلممق بنتممه لن العممبرة فممي اسممم الشممخص
بتسمية أبويه ل بتسمية الناس وقد تعدد السماء .اه) .قوله :قال شيخنا( أي في فتممح الجممواد لكممن
مع تصرف ،كما يعلم من عبارته .وقوله لم يقبل .أي قممول المزوج أردت بفاطمممة غيممر زوجممتي.
وقوله في المسألة الولى :وهي من اسم زوجته فاطمة الخ )قوله :نعم يتجه قبول إراداته الخ( لممم
يستوجه هذا في التحفة ،بل جعله أحد احتمالين على السواء ونصها :بعد قول المصنف ولو قممال:
زينب طالق وقال :قصدت الجنبية فل يقبل على الصحيح .وهل يأتي بحث السممنوي هنمما فيقبممل
منه تعيين زينب التي عرف لها طلق منه أو من غيره أو يفرق لن المتبادر هنا لزوجتممه أقمموى
فل يؤثر فيه ذلك ؟ كل محتمل .اه )قوله :ولو قال (:أي
] [ 23
الزوج .وقوله :زوجتي عائشة بنمت محمممد طمالق :الجملمة مقمول القمول .وقموله وزوجتممه
خديجة :أي والحال أن زوجته اسمممها خديجممة بنممت محمممد ل عائشممة )قموله :طلقممت( أي زوجتممه
)قوله :لنه ل يضر الخطأ في السم( عبارة التحفة إلغاء للخطأ في السم لقوله زوجتي الذي هو
القوي بعدم الشتراط فيه ،ويؤيدها ما ممر ممن صمحة زوجتممك بنممتي زينمب وليسممت لمه إل بنمت
اسمها فاطمة لن البنتية ل اشتراك فيها -بخلف السم فإفتاء بعضهم بعدم الوقوع نظممرا للخطممأ
في السم غير صحيح .اه) .قوله :ولو قال( أي الزوج وقوله لبنه المكلف :خممرج بممه ابنممه غيممر
المكلف .فقوله :ما ذكر ل يحتمل التوكيل :إذ شرطه أن يكون الوكيل مكلفا )قوله :قل لمك أنممت
طالق( الجملة مقول القول .وقوله ولم يرد التوكيل :أي ول الخبار -كما هممو ظمماهر -فممإن أراد
أحدهما تعين .وقوله :يحتمل التوكيل :أي توكيل ابنممه بطلق أمممه ،وهممو جممواب لممو .وقمموله فممإذا
قاله :الضمير المستتر يعود على البن ،والبممارز يعممود علممى الموكممل فيممه -وهممو الطلق -بممأن
يقول لها :طلقتك أو أنت طالق )قوله :لها( أي لمه .وقمموله طلقممت :أي أمممه بقممول البممن لهمما ممما
ذكر .وقوله كما تطلق :الكاف للتنظير .وقوله به :أي بقممول البممن لهمما ممما ذكممر .وقمموله :لممو أراد
التوكيل :أي لو أراد الب عند المر التوكيل )قوله :ويحتمل أنها تطلق( أي بقول الب لبنممه ممما
ذكر ويكون البن مخبرا لمه بالحال التي وقعت منممه وهممي الطلق ،وكممان النسممب أن يقممول -
كما في الروض -ويحتمل الخبار أي إخبار أمه بما وقع منه ،فكأنه قال :يا بني أخبر أمك بممأني
طلقتها .وعبارة الروض :وقمموله :قممل لمممك :أنممت طممالق :يحتمممل التوكيممل والخبممار .وقممال فممي
شرحه :أي إنها تطلق ويكون البن مخبرا لها بالحال .اه) .قوله :قال السنوي :ومممدرك الممتردد(
أي منشأ التردد بين الحمل على الوكالة والحمل علممى الخبممار .وقموله :إن المممر بممالمر بالشممئ
الخ :وذلك كأن يقول الب مثل لبنه قل لمك :سافري أو مر أمك فلتسممافر فممالم مممأمورة البممن
وهو مأمور الب ،فإن جعلنا المر من البن كصدوره من المممر الول ،وهممو الب كممان أيضمما
المر بالخبار بمنزلة الخبار من الب -كما في مثال الشارح -وهو قول الب لبنه :قل لمك
أنت طالق ففيه أمر البن باخبار أمه بأنها طممالق وهممو بمنزلممة قممول الب لهمما :أنممت طممالق فيقممع
الطلق بمجرد قوله للبن ممما ذكممر وإن لممم نجعلممه كصممدوره مممن المممر الول فل يكممون المممر
بالخبار بمنزلة الخبار منه فل يقع عليه الطلق بمجرد المر بل بقول البن لمه المممأمور بممه.
وهذا هو القرب ،لن المر بالمر بالشئ ليس أمرا بطلك الشممئ -كممما هممو مقممرر فممي محلممه -
)قوله :كان المر بالخبار( أي الذي هو في مسألتنا )قوله :فيقممع( أي الطلق بمجممرد قممول الب
لبنه :قل لمك أنت طالق )قوله :وإل فل( أي وإن لم يجعل المر بممالمر بالشممئ كصممدوره مممن
الول فل يكون المر بالمر بالخبار بمنزلممة الخبممار مممن الب فل يقممع الطلق بمجممرد المممر
)قوله :قال الشيخ زكريا( أي في شرح الروض .واعلم أن العبارة كلها من قوله ولو قال الخ فممي
الروض وشمرحه وصممنيعه يفيمد خلفممه .وقموله وبالجملممة :أي فمأقول قمول متلبسمما بجملمة الكلم
وحاصله .وقوله فينبغي أن يستفسر :أي يطلب من الب تفسير ما أراده عنمد أممر ابنمه :همل همو
التوكيل أو الخبار ؟ ويرد عليه أن الفرض أنه لم يرد شيئا عنممد الممر فكيممف يطلمب منمه ذلمك،
ويمكن أن يكون المراد يطلب منه تعيين أحد هذين الشيئين :إممما التوكيممل وإممما الخبممار .فممالمراد
من التفسير التعيين .فتنبه )قوله :فإن تعذر استفساره( أي بموت أو فقد .وقمموله :عمممل بالحتمممال
الول :وهو الحمل على التوكيل .وقوله حتى ل يقع :أي لجل أن ل يقع الطلق .فحممتى تعليليممة.
وقوله بقوله :أي قول الب لبنه ما ذكر .وقوله :بل بقول البن :أي بل يقع بقول البممن لمممه ممما
ذكر )قوله :لن الطلق ل يقع بالشك( علة لعدم وقوعه بقول الب ،وذلممك الشممك فممي كممونه أراد
التوكيل أم الخبار )قوله :ولو قال الخ(
] [ 24
شروع في بيان تعدد الطلق بنية العدد فيممه .وقممد أفممرده الفقهمماء بترجمممة مسممتقلة .وقمموله
طلقتك :أي أو نحوه من سائر الصرائح كأنت طالق أو مسرحة أو مفارقممة ،وكممذا الكنايممة ،وذلممك
للخبر الصحيح أن ركانة طلق امرأته ألبتة ثم قممال :ممما أردت إل واحممدة فحلفممه )ص( علممى ذلممك
وردها إليه .دل على أنه لو أراد ما زاد عليها وقع ،وإل لم يكن لسممتحلفه فممائدة .وقمموله ونمموى
عددا :يأتي في نية العدد ما مر في نية أصل الطلق في الكناية من اقترانها بكل اللفظ أو أوله أو
أي جزء منه )قوله :اثنتين( بدل من عددا .وقوله أو واحدة :معطمموف علممى اثنممتين .وأفمماد بممه أن
المراد بالعدد ما يشمل الواحد والكثر ل المصطلح عليه )قوله :وقع منوي( قال في التحفممة :لن
اللفظ لما احتملممه بممدليل جممواز تفسمميره بممه كممان كنايممة فيممه فوقممع قطعمما .واستشممكل بممأنه لمو نممذر
العتكاف ونوى أياما ففي وجوبها وجهان .قال الزركشي :وكأن الفرق أن الطلق تدخله الكنايممة
-بخلف العتكاف .اه .وليس -أي الفرق المذكور -بشاف ،بل ليس بصحيح -كما هو ظمماهر
-والذي يتجه في الفرق أن التعدد في اليام خارج عن حقيقة العتكاف الشرعية لن الشارع لممم
يربطها بعمدد معيمن ،بخلف التعمدد فمي الطلق فمإنه غيمر خمارج عمن حقيقتمه الشمرعية ،فكمان
المنوي هنا داخل في لفظه لحتماله له شرعا ،بخلفه ثم فإنه خارج عن لفظه ،والنيممة وحممدها ل
تؤثر في النذر .اه .وكتب سم ما نصه :قوله والذي يتجه في الفرق الخ .قد يناقش في هذا الفممرق
بأنه لخفاء أن معنى كونه نوى أياما أنه نوى العتكاف في تلك اليام والعتكاف في تلك اليممام
غير خارج عن حقيقة العتكاف كعدم خروج العدد عن حقيقممة الطلق .فليتأمممل .اه )قمموله :ولممو
في غير موطوءة( تعميم في وقوع ما نواه :أي يقع ما نواه مممن عممدد الطلق فيمممن طلقهمما مطلقمما
سواء كانت مدخول بها أم ل )قوله :فإن لم ينوه( أي عددا ل واحدا ول أكممثر .وقمموله وقممع طلقممة
واحدة :أي وقع عليه طلقة واحدة )قوله :ولو شك في العدد الخ( مثله الشك في أصل الطلق ولو
صرح به كغيره لكان أولى .وعبارة المنهاج مع التحفة :شك في أصل طلق منجزا ومعلممق هممل
وقع منه أو ل ؟ فل يقع إجماعا ،أو في عدده بعممد تحقممق أصممل الوقمموع فالقممل لنممه اليقيممن .ول
يخفى الورع في الصورتين ،وهو الخذ .بالسوأ .اه - .قوله الملفمموظ :أي كممأن شممك فممي التلفممظ
بواحدة أو باثنتين .وقوله أو المنوي :أي بأن شك في أنه نوى فممي قمموله :طلقتممك وقمموع طلقممة أو
أكثر )قوله :فيأخذ بالقل( أي له ذلك .وقموله :ول يخفممى المورع :أي وهمو الخممذ بالسمموأ لقموله
)ص( :دع ما يريبك إلى ما ل يريبك فإن شك في وقوع طلقممتين منممه أو ثلث فالحتيمماط جعلهمما
ثلثا ،ول ينكحها حتى تنكح زوجا غيره )قوله :فرع( الولى فرعان )قوله :لو قممال( أي الممزوج.
وقوله طلقتك واحدة وثنتين :مقول القول )قوله :فيقع به الثلث( محله إن قال :لمدخول بهمما ،وإن
كان ظاهر صنيعه يفيد الطلق حيث قيد في المسألة الثانية بالمدخول بها ولممم يقيممد بممه هنمما فممإن
قاله لغيرها تقع واحدة فقط لنها تبين بها فل يقع بما بعدها شئ وعبارة متن الرشاد مع شممرحه:
لو قمال :لموطمموءة أنمت طممالق واحممدة بمل ثنممتين أو عكسمه وقممع عليمه ثلث .اه .وفمي المروض
وشرحه :ولو قال أنت طالق أنت طالق أنت طالق أو قال :أنت مطلقة أنت مسممرحة أنممت مفارقممة
وكذا لو لم يكرر أنت فيقع به الثلث لكن إن قصد الستئناف أو أطلمق :فمإن قصمد تأكيمد الولمى
بالخريين فواحدة ،أو تأكيدها بالثانية فقط أو تأكيد الثانية بالثالثة فثنتان .فإن قصممد تأكيممد الولممى
بالثالثة فثلث لتخلل الفاصل بين المؤكد والمؤكد والشرط التوالي .ولو قممال :أنممت طممالق وطممالق
وطالق ،أو أنمت طممالق وطمالق فطمالق ،أو بمل طممالق فثلث يقعمن ،ول يقبممل منمه إرادة التوكيمد
لوجود العلة المقتضي للمغايرة .ومحل هذا كله في المدخول بها أيضا .أممما غيرهمما فل يقممع فيهمما
إل واحدة وإن قصد الستئناف لنها تبين بها فل يقع بما بعدها شئ .ويخالف قمولهم :أنممت طمالق
ثلثا حيث يقع بمه الثلث مطلقما ممدخول بهمما أول ،لن ثلثمما بيممان لمما قبلممه فليممس مغممايرا لمه -
بخلف العطف والتكرار .اه .بتصرف )قوله :ولو قال للمدخول بها( خرج غيرهمما فل تقممع فيهمما
إل واحدة لنها تبين بها
] [ 25
-كما تقدم ) -قوله :كما صرح به الشيخ زكريا في شرح الروض( هممذه المسممألة مصممرح
بها في الروض -ل في شرحه -وعبارة الروض :ويقع للممسوسة بقوله :أنممت طممالق طلقممة بممل
طلقتين ثلث ثم قال :وإن قال لغير ممسوسة أنممت طممالق ثلثمما أو إحممدى عشممرة طلقممت ثلثمما أو
واحدة ومائة أو إحدى وعشرين أو طلقة ونصفا أو طلقممة بممل طلقممتين أو ثلثمما فواحممدة .قممال فممي
شرحه :أي فواحدة فقط تقع لنها بانت بها لعطف ما بعدها عليها -بخلفه في إحدى عشرة لنممه
مركب ،فهو بمعنى المفرد )قوله :ويقع طلق الوكيل الخ( شممروع فممي بيممان الوكالممة فممي الطلق
)قوله :في الطلق( متعلق بالوكيل :أي أنه وكيل في الطلق بممأن قممال لممه الممزوج وكلتممك فممي أن
تطلق زوجتي )قوله :بطلقت فلنة( متعلق بيقع :أي يقع بهذا اللفظ .وقوله ونحوه :أي نحو طلقت
كسرحت ،وفارقت وأنت مطلقة أو مسرحة أو مفارقة )قوله :وإن لم ينو( أي الوكيل .وقوله :أنممه
مطلق لموكله :أي موقع الطلق عن موكله .قال في شرح الروض بعده :وقيل تعتبر نيته وعلممى
الول يشترط عدم الصارف بأن ل يقول :طلقتها عن غير الموكل أخذا مما سمميأتي قبيممل الممديات
أنه لو قال وكيل المقتص :قتلتمه بشمهوة نفسمي ل عمن الموكمل لزممه القصماص -كمذا نبمه عليمه
السنوي -ويحتمل الفرق بأن طلق الوكيل ل يقع إل لموكله ،بخلف القتل .اه )قوله :ولو قال(
أي الزوج )قوله :أعطيت( مفعوله الول محذوف :أي أعطيتك بناء على ما في بعض النسخ من
أن بيدك من الشرح ،وإل فل )قوله :أو جعلت بيدك( أي أو قال الزوج الخر جعلت بيدك )قوله:
طلق زوجتي( تنازعه كل من أعطيت وجعلت )قوله :أو قال له( أي قممال الممزوج لخممر .وقمموله
رح بطلقها :أي اذهب .وقوله وأعطها :أي إياه )قمموله :فهممو( أي قممول الممزوج المممذكور .وقمموله
توكيل :أي لذلك الخر في الطلق )قوله :يقع الخ( الولى زيادة الواو :وقوله بتطليق الوكيل :أي
لزوجة موكله )قوله :ل بقول الزوج الخ( أي ل يقع بقول الزوج الموكل هممذا اللفممظ :أي أعطيممت
وما بعده )قوله :بل تحصل الفرقة( الولى والخصر أن يحذف هذا وما بعده إلى قوله بإعلمهمما
ويزيد واو العطف بأن يقول عاطفا على قوله ل بقول الزوج ول بإعلمها الخ )قوله :متى شمماء(
ظرف لقول الوكيل وقمموله طلقممت فلنممة :مقممول قممول الوكيممل )قمموله :ل بإعلمهمما الخممبر( أي ل
تحصل الفرقة بإعلم الوكيل إياها الخبر .وقوله :بأن فلنا الخ تصوير للخبر أي الخبر المصممور
والمبين بما ذكر )قوله :ول بإعلمها الخ( معطوف على بإعلمها )قوله :وإذا قممال( أي الموكممل.
وقوله له :أي للوكيل .وقوله ل تعطه :أي الطلق .أي ل توقعه إل في يوم كذا .وقوله فيطلق أي
الوكيل ،وهو جواب إذا )قوله :ثم إن الخ( كالستدراك من صحة إيقمماعه بعممده :أي فمحممل جممواز
إيقاعه بعد اليوم المعين ما لم يقصد الموكل ذلك اليوم الممذي عينممه بخصوصممه ل قبلممه ول بعممده،
وإل تعين .ول يجوز بعده كما ل يجوز قبله :وقوله طلق :أي الوكيل وهو جواب إن .وقوله فيممه:
أي في اليوم الذي قصد تقييد وقوع الطلق به .وقموله ل بعمده :أي ل يجموز أن يطلمق بعمد ذلمك
اليوم المقصود التقييد به ،وبالولى عدم الجواز قبله )قوله :ولمو قممال لهمما المخ( شمروع فممي بيمان
تفويض الطلق إلى الزوجة ،وقد أفرده الفقهاء بترجمة .والصل فيه الجماع ،واستؤنس له بأنه
)ص( خيمر نسماءه بيمن المقمام معمه وبيمن مفمارقته لمما نمزل قموله تعمالى) * :يما أيهما النمبي قمل
لزواجك( * الخ ،ووجهه أنه لما فوض إليهن سبب الفممراق وهممو اختيممار الممدنيا جمماز أن يفمموض
إليهن المسيب الذي هو الفراق .وقوله المكلفة :أي ولو سفيهة حيث ل عوض ،وإل فيشترط فيهمما
أن تكون رشيدة .وقوله منجزا بصيغة اسم المفعول حال من قوله :طلقممي نفسممك مقممدم عليممه :أي
قال طلقي نفسك حال كونه منجزا ،أو بصيغة
) (1سورة الحزاب ،اللية.28 :
] [ 26
اسم الفاعل حال من فاعل قال :أي قال ذلك حالة كونه منجزا .قوله :ل معلقا لممه .ويصممح
جعله صفة لمصدر محذوف :أي قممال :قممول منجممزا ولكممن يقممرأ بصمميغة اسممم المفعممول كممالول،
والول أقرب لصنيعه .وقوله طلقي نفسك مثله ما لو فوض إليهمما بالكنايممة :كممأن قممال لهمما :أبينممي
نفسك .ومنها المثال التي .وقوله :إن شئت ليس بقيد إن أخره فإن قدمه لم يقع طلق أصل لنممه
تعليق .وسيأتي أنه مبطل .ق ل .اه .جمل )قوله :فهو( أي قوله المممذكور .وقمموله تمليممك للطلق:
أي لنه يتعلق بغرضها فنزل منزلة ،قمموله ملكتممك طلقممك )قمموله :ل توكيممل( أي علممى المعتمممد.
وقيل إنه توكيل كما لو فوض طلقها لجنبي .وعليه ل يشترط فور في تطليقها نفسها -كما فممي
الوكالة -وقوله بذلك :أي بالطلق )قوله :وبحث الخ( اعتمده م ر اه سم .وقوله أن منه :أي مممن
التفويض .وقوله :قوله طلقيني :أي قول الزوج لزوجته طلقيني .وقوله :فقالت :أي زوجته فممورا.
وقوله :أنت طالق :قال ع ش :خرج به ما لو قال :طلقت نفسي فإنه صريح لنها أنت بما تضمنه
قوله :طلقيني اه )قوله :لكنه كنايمة( أي لكمن الممذكور ممن قموله لهما :طلقينمي .وقولهما لمه :أنمت
طالق :كناية والول كناية تفويض من الزوج ،والثاني كناية طلق من الزوجة )قوله :فإن نمموى(
أي بقوله :طلقيني التفممويض :أي تفممويض الطلق إليهمما :أي ونمموت هممي بقولهمما لممه :أنممت طممالق
تطليق نفسها -كما صرح به في التحفة -وقوله طلقممت :أي بممالثلث إن نواهمما وإل فواحممدة وإن
ثلثت .اه .ح ل )قوله :وإل فل( أي وإن لم ينو التفويض إليها فل يقع الطلق .ومثله ما لو لم تنو
هي الطلق فل يقع الطلق )قوله :وخرج بتقييدي( أي الزوجة .وقوله غيرهمما :أي غيممر المكلفممة
)قوله :لفساد عبارتها( تعليل لمحذوف :أي فل يصح التفممويض إليهمما ول يقممع منهمما طلق لفسمماد
عبارتهمما :أي العبممارة الظمماهرة كممالعقود ونحوهمما )قمموله :وبمنجممز( معطمموف علممى بتقييممدي :أي
وخرج بمنجز وكان الولى الحكاية فينصبه .وقوله المعلق :فاعل خرج :أي فل يصممح التفممويض
به )قوله :فلو قال الخ( تفريع على المخممرج )قمموله :لغمما( أي بطممل قمموله المممذكور ،ول يصممح أن
يكون تفويضا .ومحله إن جرينا على قول التمليممك ،وذلممك لن التمليممك ل يصممح تعليقممه :كممما إذا
قال :ملكتك هذا العبد إذا جاء رأس الشهر -بخلفه على قول التوكيل .قممال فممي التحفممة :لممما مممر
فيه أن التعليق يبطل خصوصه ل عموم الذن )قوله :وإذا قلنا الخ( أي وإذا جرينا علممى الصممح
من أن التفممويض تمليممك ل توكيممل )قمموله :فيشممترط الممخ( جممواب إذا .وقمموله لوقمموع الطلق :أي
لصحته )قوله :تطليقها( نائب فاعل يشترط :أي تطليق نفسها .وقمموله :ولمو بكنايممة :أي ولمو كممان
التعليق الصادر منها بلفظ كناية كأن قالت :أبنت نفسي أو حرمت نفسي عليك .ولو أخرج الغايممة
عما بعده لكان أولى .وقوله فورا :هذا محط الشرطية ،وإنما اشترطت الفوريممة لن التطليممق هنمما
جواب التمليك .فكان كقبوله ،وقبوله فوري )قوله :بممأن ل يتخلممل الممخ( تصمموير للفوريممة .وقمموله
فاصل :أي ينقطممع بممه القبمول عمن اليجماب .وقموله بيمن تفويضمه :أي المزوج والظممرف متعلمق
بفاصل أو بمحذوف صفة له :أي فاصل واقع بين تفويض الزوج لها وبين إيقاعها الطلق )قوله:
نعم( استثناء من اشتراط الفورية )قوله :لنه( أي الفصل بقولها كيف يكون تطليق نفسمي .وقموله
فصل يسير :قال في التحفة بعده :وظاهره أن الفصل اليسير ل يضر إذا كان غيممر أجنممبي -كممما
مثل به -وأن الفصل بالجنبي يضر مطلقا -كسائر العقود -وجرى عليه الذرعي وفيممه نظممر:
لنه ليس محض تمليك ول على قواعده .فالذي يتجه أنه ل يضر اليسير ولو أجنبيا :كممالخلع .اه.
ومثله في النهاية )قوله :بطلقت الخ( متعلق بتطليقها )قمموله :ل بقبلممت( أي ل يقممع الطلق بقولهمما
قبلت .وعبارة التحفة :قول الزركشي عدوله عمن شممرط قبموله إلمى تطليقهمما يقتضمي تعينممه وهمو
مخالف لكلم الشارح والروضة
] [ 27
حيث قال :إن تطليقها يتضمن القبول ،وهو يقتضي الكتفاء بقولهمما :قبلممت إذا قصممدت بممه
التعليق ،وأن حقها أن تقول حال :قبلت ،طلقت .والظاهر اشتراط القبول على الفور ،ول يشممترط
التطليق على الفور .اه .بعيد جدا ،بل الصواب تعينه ،وكلمهما ل يخالف ذلممك :لممما قررتممه فممي
معناه أن هذا التضمن أوجب الفوريمة ل الكتفماء بمجمرد القبمول لنمه ل ينتظمم ممع قموله طلقمي
نفسك وإن قصدت به التطليق .اه )قوله :وقممال بعضممهم :كمختصممري الروضممة الممخ( هممو بكسممر
الصاد جمع مختصر بصيغة اسم الفاعممل .وفممي شممرح الممروض ممما نصممه :وممما ذكممره المصممنف
كبعض مختصري الروضة من عدم اشتراط الفور في ذلك على القول بأن التفممويض تمليممك هممو
ما جزم به صاحب التنبيه ،ووجهه ابن الرفعمة بمأن الطلق لمما قبمل التعليمق سمومح فمي تمليكممه
والصل إنما ذكره تفريعا على القول بأنه توكيل ،وصوبه في الذخائر -وهو الحق .-اه )قمموله:
في متى شئت( أي في قول الزوج لها :طلقي نفسك متى شئت بتأخير أداة التعليق ،فاندفع ما قيممل
إن التفويض منجز فل يصح تعليقه .أفاده البجيرمي) .قوله :فتطلق متى شاءت( أي فتطلق نفسها
متى شاءت لن متى للتراخي -كما سيأتي )قوله :وجزم به( أي بقمول بعضمهم الممذكور .وقموله
صاحبا التنبيه والكفاية :صاحب التنبيه هو أبو إسحاق السفرايني وصمماحب الكفايممة ابممن الرفعممة
)قوله :لكن المعتمد الخ( أي لما مر أن التطليممق فممي جممواب التمليممك ،وهممو يشممترط فيممه الفوريممة
)قوله :وإن أتى( أي الزوج في صيغة التعويض .وقوله بنحممو مممتى :أي مممن كممل أداة تممدل علممى
التراخي )قوله :ويجوز له( أي للزوج .وقوله رجوع :أي عن التفويض إليها .وقوله قبل تطليقها:
أي قبل أن تطلق نفسها .وقوله كسائر العقود :أي فممإنه يجمموز فيهمما الرجمموع بعممد اليجمماب وقبممل
القبممول )قموله :فممائدة( أي فممي بيممان جمواز تعليممق الطلق ،وقممد أفممردوه بترجمممة مسممتقلة )قمموله:
كالعتق( أي قياسا على العتق فإنه يجوز تعليقه )قمموله :بالشممروط( متعلممق بتعليممق ،والمممراد منهمما
أدوات التعليمق كمإن وممتى وإذا وكلمما كمإن دخلمت المدار فمأنت طمالق .ثمم إن أدوات التعليمق ل
تقتضي بالوضع فورا في الثبات بل هي فيه للتراخي إل إذا وإن مع المال أو شئت خطابمما كممأن
قال :إذا أعطيتني ألفا أو إن أعطيتني ألفا فأنت طممالق ،وكممذا إن قممال :إن ضمممنت لممي ألفمما أو إن
ضمنت لي ألفا فأنت طالق ،أو قال :إذا شممئت أو إن شممئت فممأنت طممالق فل تطلممق إل إن أعطتممه
اللف أو ضمنته له أو شاءت فورا ،لنه تمليك على الصحيح .أما فممي النفممي فتقتضممي الفممور إل
إن .فلو قال :إن لم تدخلي الدار فأنت طالق لم يقع الطلق إل باليأس مممن الممدخول كممأن ممماتت أو
مات قبلها فيحكم بالوقوع قبيل موتها أو موته بما يسع الدخول وفائدة ذلك الرث والعدة فإن كان
بائنا لم يرثها ول ترثه ،فإذا مات هو ابتدأت العدة قبل ممموته بزمممن ل يسممع الممدخول وتعتممد عممدة
طلق ل وفاة ،ولو أتى بإذا وقال :أنت طالق إذا لم تدخلي الدار وقع الطلق بمضي زمممن يمكممن
فيه الدخول من وقت التعليق ولم تدخل ول تقتضي الدوات أيضما تكمرارا فممي المعلمق عليممه بمل
متى وجد مرة واحدة من غير نسيان ول إكممراه ول جهممل انحلممت اليميممن ول يممؤثر وجمموده مممرة
أخرى إل كلما فإنها تفيد التكرار .وقد نظم بعضهم قاعدة الدوات فممي قمموله :أدوات التعليممق فممي
النفي للفورسوى إن وفي الثبوت رأوها للتراخي إل إذا إن مع المال وشئت وكلممما كرروهمما وقممد
سأل بعضهم ابن الوردي بقوله :أدوات التعليق تخفى علينا هل لكم ضابط لكشف غطاهمما فأجممابه
بقوله :كلما للتكرار وهي ومهما إن إذا أي من متى معناها
] [ 28
للتراخي مع الثبوت إذا لم يك معها إن شئت أو أعطاها أو ضمان والكل في جممانب النفممي
لفور ل إن قدا في سواها وقوله للتراخي مع الثبوت :أي بالتفصيل الذي علمته وكما يقمع التعليمق
بالدوات المذكورة يقع التعليق بالوقات فتطلق بوجودها .فإذا قال :أنت طممالق شممهر كممذا أو فممي
أوله أو رأسه أو غرته أو هلكه وقع الطلق بأول جزء من الليلة الولى منه ،أو أنت طالق فممي
آخر شهر كذا أو سلخه أو فراغه أو تمامه وقع الطلق بآخر جزء منه ،أو أنت طممالق فممي نهممار
شهر كذا أو في أول يوم منه طلقت بفجر اليوم الول منه ،أو أنت طالق في أول آخممر شممهر كممذا
طلقت بأول اليوم الخير منه لنه أول آخره ،أو أنت طالق في آخر أوله طلقت بآخر اليوم الول
منه لنه آخر أوله أو أنت طالق في نصف شهر كذا طلقممت بغممروب خممامس عشممره ،وإن نقممص
الشهر أو في نصف نصفه الول طلقت بطلوع فجر الثامن لن نصف نصفه سبع ليممال ونصممف
ليلة وسبعة أيام ونصف يوم والليل سابق النهار فأخمذنا نصمف الليلمة الثامنمة المذي كمان يسمتحقه
النصف الول وأعطيناه للنصف الثاني فقابلنا ليلة بنصف يوم فصار ثمان ليال وسبعة أيام نصفا
وسبع ليال وثمانية أيان نصفا آخر ،ولو علقت بما بيممن الليممل والنهممار طلقممت بممالغروب إن علممق
نهارا وبالفجر إن علق ليل لن كل منهما عبارة عن مجموع جزء من الليل وجممزء مممن النهممار:
إذ ل فاصل في الحقيقة بينهما .ويقع التعليق أيضا بالصفات كأنت طلقمما سممنيا أو بممدعيا وليسممت
في حال سنة في الول ول في حال بدعممة فممي الثمماني فتطلممق إذا وجممدت الصممفة ،بخلف ممما إذا
كانت في ذلك الحال وقال :سنيا أو بدعيا فتطلق في الحال )قوله :ول يجوز الرجوع فيه( أي في
التعليق .وقوله قبل وجود الصفة :أي المعلق عليها ،وهي معلومة وإن لم يتقممدم لهمما ذكممر )قمموله:
ول يقع( أي الطلق )قوله :قبل وجود الشرط( المقام للضمار :إذ المراد به الصفة المعلق عليها
)قوله :ولو علقه( أي الطلق .وقوله بفعله شيئا :أي علممى أن يفعمل همو بنفسمه شمميئا كمإن دخلمت
الدار فأنت طالق :وخرج بفعله ما لو علقه على فعل غيره .فممإن كممان ممممن يبممالي بتعليقممه بحيممث
يشق عليه طلق زوجته ويحزن له لصداقة أو نحوها وفعله ناسيا أو جاهل لم يقع أيضمما كمما إذا
علقه على فعل نفسه ،وإن كان ممن ل يبالي بذلك وقع .وقمموله ففعلممه ناسمميا الممخ :عبممارة التحفممة.
تنبيه مهم :محل قبول دعوى نحو النسيان ما لم يسبق منه إنكار أصممل الحلممف أو الفعممل ،أممما إذا
أنكره فشهد الشهود عليه به ثم ادعى نسمميانا أو نحمموه لممم يقبممل -كممما بحثممه الذرعممي -وتبعمموه.
وأفتيت به مرارا للتناقض في دعواه فألغيت وحكم بقضية ما شهدوا به اه .وفي ترغيب المشممتاق
في أحكام الطلق ما نصه :حلف أنه يجامع زوجته في ليلة معينة فعجز عممن المموطئ قبممل تمكنممه
منه بأن وجدها حائضا أو طلع الفجر أو نسي أو جب ذكره أو عن أو ماتت فل حنث في الجميع
للعذر .اه .وقوله :لم تطلق لكن اليمين منعقدة فلو فعله بعد ذلك عامدا عالما مختارا حنث )قمموله:
ولو علق الطلق الخ( أي بأن قال إن ضربتك بغير ذنب فممأنت طممالق )قمموله :لممم يحنممث( أي فل
يقع عليه الطلق لعدم وجود الصممفة المعلممق عليهمما وهممي الضممرب بغيممر ذنممب لن الشممتم ذنممب.
وقوله :إن ثبت ذلك :أي شتمها له أي ببينة أو بإقرارها )قوله :وإل( أي وإن لم يثبت ذلك .وقوله
صدقت :أي في عدم شتمها له .وقوله فتحلف :أي على أنها ما شتمته ويقع الطلق )قوله :مهمة(
أي في بيان حكم الستثناء بإل ونحوها وقد أفرده الفقهاء بترجمة مستقلة )قوله :يجوز الستثناء(
أي لوقوعه في القمرآن والسممنة وكلم العمرب .والسممتثناء همو مممأخوذ ممن الثنممي وهمو الرجموع
والصرف لن المتكلم رجع عن مقتضى كلمه وصرفه عن ظاهره بالستثناء .وقممد يقممال :كيممف
هذا مع أن الستثناء معيار العموم ول عموم في قوله :أنممت طممالق ثلثمما ويجمماب بممأن اصممطلح
الفقهاء أعم من ذلك .اه .بجيرمي )قوله :بنحو إل( أي بإل وأخواتها من أدوات الستثناء :كغير
] [ 29
وسوى )قوله :بشرط أن يسمع نفسه الخ( ذكر لصممحة السممتثناء شممرطين أن يسمممع نفسممه
أي يتلفظ به مسمعا نفسه ،وأما إسماع غيره فليس شرطا لصحته .وإنما يعتبر لتصديقه فيممه لنممه
لو ادعممى السممتثناء وأنكرتممه الزوجممة صممدقت فتحلممف علممى نفيممه ،وأن يتصممل السممتثناء بالعممدد
الملفوظ :أي اتصال عرفيا ل حقيقيا لنه ل يضر الفصل بسكتة التنفس والعي وانقطاع الصمموت
وبقمي عليمه ممن الشممروط أن ينموي السممتثناء قبمل الفمراغ ممن المسمتثنى منممه ،وأن ل يسممتغرق
المستثنى المستثنى منه .فلو فقد شرط من هذه الشروط لغا الستثناء وصممار كممأنه لممم يممذكر .فلممو
قال :أنت طالق ثلثا إل اثنتين ولم يسمع نفسه بالستثناء أو لم يتصل الستثناء بما قبله أو لم ينو
الستثناء قبل الفراغ ،أو قال :أنت طالق ثلثمما إل ثلثمما وقممع الطلق ثلثمما ولغمما السممتثناء .لكممن
محل إلغاء المستغرق ما لم يتبع باستثناء آخر ،وإل صح .فلو قال :أنت طممالق ثلثمما إل ثلثمما إل
اثنتين وقع اثنتان لن الستثناء من النفي إثبات وعكسه فالمعنى أنت طالق ثلثمما تقممع إل ثلثما ل
تقع إل اثنتين تقعان فيقع اثنتان .ولو قال :أنت طالق ثلثا إل ثلثا إل واحدة وقعممت واحممدة علممى
وزان ما قبله )قوله :فيقع طلقة( أي لنك أخرجت من الثلث اثنتين فبقي منها واحممدة فهممي الممتي
تقع )قوله :أو إل واحدة( أي أو قال :طلقتك ثلثا إل واحدة )قوله :طلقتان( أي فيقع عليه طلقتممان
لنه أخرج من الثلث واحدة فيبقى منها اثنتان وهما اللتان وقعتا )قوله :ولو قال :أنممت طممالق إن
شاء ال( أي أو إذا أو متى أو مهما شاء ال ،ومثل الثبات النفي :كإن لم يشمأ الم ،ومثمل مشميئة
ال مشيئة الملئكة ل مشيئة الدميين .أما هي فيتوقف وقوع الطلق المعلق علممى مشمميئتهم علممى
وقوع المشيئة منهم )قوله :لم تطلق( أي إن قصد التعليق بالمشيئة نفيا أو إثباتا قبممل فممراغ اليميمن
ولم يفصل بينهما وأسمع نفسه ،وذلك للخبر الصحيح من حلف ثم قممال :إن شمماء الم فقممد اسممتثنى
وهو شامل للطلق وغيره وخرج بقصد التعليق ما إذا سبق لسانه إليه أو قصد التبرك أو أن كممل
شئ بمشيئة ال أو لم يعلم هل قصد التعليمق أم ل أو أطلمق ؟ فمإنه يقمع الطلق ويلغممو السمتثناء.
ومحل كون التعليق بالمشيئة يمنع وقوع الطلق عند قصممده فممي غيممر حالممة النممداء .أممما فيهمما فل
يمنع .فلو قال :يا طالق إن شاء ال وقع طلقمة .والفمرق أن النمداء يشمعر بحصمول الطلق حمالته
والحاصل ل يعلق بخلف غيره كممأنت طممالق فممإنه قممد يسممتعمل عنممد القممرب مممن الطلق وتوقممع
الحصول فيقبل التعليق )قوله :وصدق مدعى الخ( النسب ذكره عند قمموله :المممار لطلق مكممره
الخ )قوله :أو إغماء( أي أو مدعي إغماء .وقوله حالته :أي الطلق )قوله :أو سبق لسان( أي أو
مدعي سبق لسان ،وكان المناسب ذكر هذا عند قمموله :أول الفصممل ول أثممر لحكايممة طلق الغيممر
الخ بأن يقول :ول لسبق لسانه بالطلق وهو في الحقيقة مفهوم شممرط لممم يممذكره المؤلممف وذكممره
غيره وهو أن يقصممد لفممظ الطلق مممع معنمماه أي يقصممد اسممتعماله فيممه .وعبممارة النمموار :الركممن
الخامس القصد إلى حروف الطلق بمعنى الطلق فلو سبق لسانه إلمى لفمظ الطلق فمي غفلمة أو
محاورة وكان يريد أن يتكلم بكلمة أخرى لم يقع الطلق .اه .ومثلمه فمي التحفمة والنهايمة .وقموله
إلى لفظ الطلق :متعلق بسبق :أي سبق لسانه إلى لفظ الطلق مع كون القصد النطق بلفظ غيممره
)قوله :بيمينه( متعلق بصدق )قوله :إن كان ثم قرينة( أي على ما ادعمماه ،وهمو قيممد فممي تصممديقه
بيمينه )قوله :كحبس الخ( تمثيل للقرينة )قوله :وإل تكن هناك( أي في دعواه الكراه أو الغممماء
أو سبق اللسان )قوله :فل يصدق( جواب إن المدغمة في ل النافية )قوله :مممن قممال لزوجتممه( أي
المسلمة )قوله :مريممدا حقيقممة الكفممر( وهممي الخممروج عممن ديممن السمملم )قمموله :جممرى فيهمما( أي
الزوجة .وقوله ما تقرر في الردة وهو أنه إن لم يدخل بهمما تنجممزت الفرقممة بكفممره بتكفيممره إياهمما
وإن دخل بها فإن جمعهما إسلم في العفة دام نكاحها ،وإل فالفرقة حاصلة من حين الردة )قوله:
أو الشتم( بالنصب عطف على حقيقة :أي أو مريدا الشتم .وقمموله فل طلق :أي إن جممراد الشممتم
ل يقع عليه
] [ 30
الطلق )قوله :وكذا ان لم يرد شيئا( أي وكذا ل يقع عليه الطلق إن لم يرد بقمموله لهمما يمما
كافرة شيئا -ل حقيقة الكفر ول الشتم )قوله :لصل بقمماء العصمممة( إضممافة أصممل إلممى ممما بعممده
للبيان ،وهو علة لعدم وقوعه عند عدم إرادة شئ .وقوله :وجريان ذلك للشتم كثيرا :علة ثانية له:
أي فلما كان جريانه للشتم كثيرا حمل عليه حالة عدم إرادة شمئ فمي عمدم وقموع الطلق .وقموله
مرادا به :أي بقوله يا كافرة عند عدم إرادة حقيقة الكفر كفر النعمة ،ويحرم عليه ذلك ويعزر بممه
)قوله :فرع في حكم المطلقة بالثلث( أي أو اثنتين .والول في حق الحر والثاني في حق العبممد،
وذلك الحكم هو أنه ل يجوز له مراجعتها إل بعد وجود خمسة شروط :الول انقضاء عدتها مممن
المطلق ،والثاني :تزويجها بغيره تزويجا صحيحا ،والثالث :دخوله بهمما ،والرابممع :بينونتهمما منممه،
والخامس :انقضاء عدتها منه .وكلها ذكرها المصنف -ما عدا الول -ويمكن اندراجه في قوله:
بنكاح صحيح :إذا النكاح في العدة فاسممد )قمموله :حممرم لحممر( أي علممى حممر فمماللم بمعنممى علممى.
وقوله :ومن طلقها :أي نكاح من طلقها أي نجز طلقها بنفسه أو وكيله أو علقممه بصممفة ووجممدت
تلك الصفة .وقوله :ولو قبل الوطئ :أي سواء طلقها قبله أو بعده وهو غاية للحرمة .وقوله ثلثا:
أي معمما أو مرتبمما ول يحممرم جمممع الطلقممات الثلث -كممما ذكممر أول الفصممل -والقممول بحرمتممه
ضعيف ،وكذا اثنتان في حق الرقيق )قوله :ولعبد الخ( أي وحرم على عبد ولو مممدبر إنكمماح مممن
طلقها ثنتين ،وذلك لنه روى عن عثمان رضي ال عنممه وزيممد بممن ثممابت ول مخممالف لهممما مممن
الصحابة .رواه الشافعي رضي ال عنه )قوله :في نكاح أو أنكحة( مرتبط بكممل مممن طلق الحممر
وطلق العبد .والمراد بممالجمع ممما فمموق الواحممد :إذ ل يتصممور فممي الرقيممق إل نكاحممان ،ومعنممى
تطليقها في أنكحة أن ينكحها أو ل -ثم يطلقها وبعد انقضاء عدتها يراجعها بنكاح جديممد .وهكممذا
)قوله :حتى تنكح زوجا غيره( أي تنتهي الحرمة بنكاحها زوجا غيره مممع وجممود بقيممة الشممروط:
أي ولو كان عبدا بالغا -بخلف العبد الصغير لن سيده ل يجبره على النكاح .قال فممي القنمماع:
فليحذر مما وقع لبعض الرؤساء والجهال من الحيلة لدفع العار من نكاحهمما مملمموكه الصممغير ثممم
بعد وطئه يملكه لها لينفسخ النكاح ،وقد قيل إن بعض الرؤساء فعل ذلممك وأعادهما فلمم يوفمق الم
بينهما وتفرقا .اه .وأما الحر الصغير فيكفي لكن بشرط كونه يمكن جماعه ،ولكن ل يقممع طلقممه
إل بعد بلوغه )قوله :بنكاح صحيح( وذلك لنه تعالى علق الحل بالنكاح ،وهو إنما يتناول النكاح
الصحيح .وخرج بالنكاح ما لو وطئت بملك اليمين أو بشبهة فل يكفي .وخمرج بالصمحيح الفاسمد
كما لو شرط على الزوج الثاني في صلب العقد أنه إذا وطئ طلق أو فل نكمماح بينهممما .فممإن هممذا
الشرط يفسد النكاح فل يصح التحليل ،وعلى هذا يحمل قوله )ص( :لعن ال المحلل والمحلممل لممه
بخلف ما لو تواطأوا على ذلك قبممل العقممد ثممم عقممدوا ممن غيممر شممرط مضمممرين ذلممك فل يفسممد
النكاح ،به لكنه يكره :إذ كل ما لو صرح به أبطل ،بكون إضماره مكروها )قوله :ثم يطلقها إلممى
قوله :معلوم( في بعض نسخ الخط ذكره عقب قوله :مع اقتضاض لبكر وهمو أولمى ،وأولمى منمه
تأخيره عن قوله بانتشار -كما هو ظاهر -وفي بعض نسممخ الطبممع إسممقاطه بالكليممة وهمو خطممأ.
والمعنى ثم بعد أن تنكح زوجا غيره يشترط أن يطلقها ذلك الغير وتنقضي عدتها منه )قوله :كما
هو( أي المذكور من الطلق وانقضاء العدة معلوم :أي وإن لم يصرح به في الية التية) :قوله:
ويولج بقبلها( معطوف على تنكح :أي وحتى يولج بقبلها .أي ولو حائضة أو صائمة أو مظمماهرا
منها أو معتدة عن شبهة طرأت فممي نكمماح المحلممل أو محرمممة بنسممك أو كممان هممو محرممما بممه أو
صائما فيصح التحليممل وإن كممان المموطئ حراممما ،وخممرج بالقبممل الممدبر فل يحصممل بممالوطئ فيممه
التحليل كما ل يحصل به التحصين .وقوله حشفة :أي ولو كان عليها حائل كأن لف عليها خرقممة
وقوله منه :متعلق بمحذوف صفة لحشفة -أي حشفة كائنة من الزوج الخر -وهو قيد خرج بممه
ما لو أتى بحشفة للغير مقطوعة وأدخلها فل يكفي )قمموله :أو قممدرها( أي أو يولممج قممدر الحشممفة.
وقوله من فاقدها :الجار
] [ 31
والمجرور متعلق بمحذوف حال من قدرها :أي أو يولج قدرها حال كونه ممن فاقمدها :أي
مقطوعها وخرج به إيلج قدر الحشفة مع وجودها كأن يثني ذكره ويدخل قدرها فل يحصممل بممه
التحليل )قوله :مع افتضاض لبكر( متعلق بيولج ،وهو شرط في التحليل :أي يشممترط فممي تحليممل
البكر مع إيلج الحشفة افتضاضها فل بد من إزالة البكارة ولو كانت غوراء )قوله :وشرط كمون
اليلج بانتشار للذكر( أي بالفعل ل بالقوة على الصح -كما أفهمه كلم الكثرين -وصرح بممه
الشيخ أبو حامد وغيره .فما قيل إن النتشار بالفعل لم يقل به أحد مردود .وقال الزركشي :وليس
لنا نكاح يتوقف على النتشار إل هذا .وخرج به ممما إذا لممم ينتشممر لشمملل أو عنممة أو غيرهممما فل
يحضل به التحليل حتى لو أدخل السليم ذكره بأصبعه مممن غيممر انتشممار لممم يحصممل بممه التحليممل.
وقوله :أي معه :أفاد به أن الباء الداخلممة علممى انتشممار بمعنممى مممع .وقمموله :وإن قممل :أي ضممعف
النتشار فإنه يكفي )قوله :أو أعين بنحمو أصممبع( غايمة ثانيمة ونمائب الفاعمل ضمممير يعمود علممى
النتشار :أي وإن استعان الواطئ عليه بنحمو أصمبع :أي ممرور نحمو أصمبع لمه أولهما .وعبمارة
الممروض وشممرحه :بشممرط النتشممار لللممة وإن ضممعف النتشممار واسممتعان باصممبعه أو أصممبعها
ليحصل ذوق العسيلة .اه )قوله :ول يشممترط( أي فممي التحليممل .وقمموله :إنممزال أي للمنممي )قمموله:
وذلك( أي حرمتها عليه حتى تنكح الخ .وقوله للية وهي) * :فإن طلقها -أي الثالثممة -فل تحممل
له من بعد حتى تنكح زوجا غيره( * )قوله :والحكمة في اشتراط التحليل( أي وهو نكاحها زوجا
غيره وتطليقها وانقضاء عدتها )قوله :التنفير من استيفاء ما يملكه( أي الممزوج مممن الطلق ثلثمما
إن كان حرا أو اثنتين إن كان عبدا وأوضح المام القفال حكمة اشتراط التحليممل فقممال وذلممك لن
ال تعالى شرح النكاح للستدامة وشرع الطلق الذي يملك فيه الرجعة لجل الرجعة ،فكمأن ممن
لم يقبل هذه الرخصة صار مستحقا للعقوبة ،ونكاح الثاني فيه غضاضممة علممى الول .اه .وقمموله
غضاضة :أي مرارة .والمراد لزمها :وهو الصعوبة )قوله :ويقبل قولها أي المطلقة في تحليممل(
أي فإذا ادعت أنها نكحت زوجا آخر وأنه طلقها وانقضمت عمدتها تصمدق فمي ذلمك لكمن بيمينهما
على ما سيأتي )قوله :وانقضاء عدة( معطمموف علممى تحليممل ممن عطممف الخمماص علممى العممام :إذ
التحليل شامل له ولغيره من بقية الشروط )قوله :عنممد إمكممان( متعلممق بيقبممل أن يقبممل قولهمما عنممد
إمكانه بأن مضى زمن يمكن فيممه الممتزوج وانقضمماء العممدة )قمموله :وإن كممذبها الثمماني الممخ( غايممة
للقبول :أي يقبل قولها في ذلك وإن كذبها الثاني الذي هو المحلل في وطئه لها بأن قال لهمما :إنممي
لم أطأك .وقمموله لعسممر إثبمماته :أي المموطئ ،وهممو تعليممل لقبممول ممما ذكممر مممع التكممذيب المممذكور.
ومقتضاه أنه ل يقبل قولها في أصل النكاح إذا أنكره الثاني :إذ ل يعسممر إثبمماته وليممس كممذلك بممل
يقبل قولها في ذلك وإن كذبها الزوج فيه .نعم :إن انضم معه الولي والشممهود وكممذبها الجميممع فل
يقبل قولها -كما هو صريح التحفة -ونصها :ويكره تزوج من ادعممت التحليممل لممزم إمكممانه ولممم
يقع في قلبه صدقها وكذبها زوج عينته في النكاح أو الوطئ وإن صدقناه في نفيه حممتى ل يلزمممه
مهر أو نصفه ما لم ينضم لتكذيبه في أصل النكاح تكممذيب الممولي والشممهود .اه .وفممي ق ل علممى
الجلل ممما نصممه :وتصممدق فممي عممدم الصممافة وإن اعممترف بهمما المحلممل فليممس للول تزوجهمما
وتصدق في دعوى الوطئ إذا أنكره المحلل أو الزوج كما تصدق إذا ادعممت التحليممل وإن كممذبها
الولي أو الشهود أو الزوج أو اثنان من هؤلء الثلثة ل إن كذبها الجميع ،ويكره نكمماح مممن ظممن
كذبها فيه .ولو رجع الزوج عن التكذيب قبل أو رجعت هي عن الخبار بالتحليل قبلت قبممل عقممد
الزوج -ل بعده -اه )قوله :وإذا الخ( أصل المتن :وللول نكاحها .فقوله :إذا ادعت الممخ دخممول
عليه )قوله :وحلفت عليهما( أي على النكاح وانقضاء العدة .قال البجيرمي :ل يحتاج إلى الحلممف
إل إذا أنكر المحلل بعد طلقه الوطئ .أو قال ذلك وليها ،أما إذا لم يعارض أحد وصدقها الممزوج
الول فل يحتاج إلى يمينها -كما أفاده شمميخنا الحفنمماوي .اه )قمموله :وإن ظممن كممذبها( غايممة فممي
الجواز:
] [ 32
أي جاز للول ذلك وإن ظن كذبها .وعبارة الممروض وشممرحه :ولممه أي للول -تزوجهمما
وإن ظن كذبها ،لكن يكره فإن كذبها -بأن قال :هي كاذبممة منعنمماه مممن تزوجهمما إل إن قممال بعممده
تبينت صدقها -فله تزوجها لنه ربما انكشف له خلف ما ظنه .اه )قوله :لن العبرة الممخ( علممة
لجواز نكاحها مع ظنه كذبها .وقوله بقول أربابها :أي أصحابها :أي والزوجة المدعية ذلك منهممم
في الجملة أو قوله ول عبرة بظن الخ من جملة العلة .وقوله :ل مسممتند لممه :أي شممرعي وعبممارة
التحفة ،وإنما قبل قولها في التحليل ممن ظمن المزوج كمذبها لمما ممر أن العمبرة فمي العقمود بقمول
أربابها وأن ل عبرة بالظن إذا لم يكن له مستند شرعي ،وقد غلط المصنف -كالمام المخممالف -
في هذا ،ولكمن انتصمر لمه الذرعمي وأطمال .اه )قموله :ولمو ادعمى الثماني( أي المحلمل .وقموله
الوطئ :أي أنه وطئها .وقوله :وأنكرته ،أي الوطئ )قوله :لممم تحمل للول( أي لن القمول -كمما
تقدم في الصداق -قول نافي الوطئ )قوله :ولو قالت :لم أنكح الخ( عبممارة شممرح الممروض :ولممو
قالت :أنا لم أنكح ثم رجعت وقالت :كذبت بل نكحت زوجمما ووطئنممي وطلقنممي واعتممددت وأمكمن
ذلك وصدقها الزوج فله نكاحها .ولو قالت :طلقني ثلثا ثم قالت :كممذبت ممما طلقنممي إل واحممدة أو
اثنتين فله التزوج بها بغير تحليل .قال في النوار :ووجهه أنها لم تبطل برجوعهمما حقمما لغيرهمما.
وقد يقال :أبطلت حق ال تعالى وهو التحليل .اه )قوله :وادعت نكاحا( أي تحل به للول .وقوله
بشرطه :أي النكاح الذي تحل بمه للول وشممرطه مفممرد مضمماف فيعمم :أي شمروطه وهمي كممونه
صحيحا وكونها وطئت فيه وكون الزوج المحلل طلقها وكونها انقضت عدتها )قوله :جمماز للول
نكاحها إن صدقها( خرج به ما لو كذبها فل يجوز له نكاحها وانظر لو ظن كذبها :هل يجمموز لممه
أن يتزوج بها أيضا كما إذا لم يسبق إنكار منها أو ل ؟ وعلى عدم الجواز فانظر الفممرق بيممن ممما
هنا وبين ما تقدم من أنه يجموز لمه فيممه نكاحهما وإن ظممن كمذبها ،ويمكممن أن يفممرق بتقممديم إنكمار
النكاح هنا دون ما تقدم )قموله :أي المطلقممة( بيممان للفاعممل :وقمموله زوجهمما الول :بيممان للمفعممول
)قوله :أنها تحللت( أي نكحت نكاحا صحيحا بشروطه السابقة )قوله :ثم رجعت( أي عما أخبرت
به وبين الرجوع بقوله :وكذبت نفسها )قوله :قبلت دعواها( أي الرجوع عن قولهمما الول )قمموله:
قبل عقد عليها( متعلق بقبلت أو بمحذوف حممال مممن نممائب فمماعله الممذي قممدره الشممارح )قمموله فل
يجوز له( أي للول نكاحها ،وهو مفرع على قبول دعواها )قموله :ل بعمده( معطموف علمى قبمل
عقد .وقوله أي ل يقبل الخ :بيان لمفهومه .وقوله :إنكارها التحليل :أي وهممو دعواهمما الممتي عممبر
بها آنفا ،وكان النسب التعبير بها هنا أيضمما )قمموله :لن رضمماها بنكمماحه( أي الول ،وهممو علممة
لعدم قبول ذلك بعد العقد .وقوله يتضمن العتراف .أي القرار منها بوجود التحليمل .وقموله :فل
يقبل منها خلفه :أي خلف ممما اعممترفت بممه )قمموله :وإن صممدقها الثمماني فممي عممدم الصممابة( أي
الوطئ وهو غاية لعدم قبول إنكارها بعد العقد ،وكممان المناسممب أن يقممول فممي عممدم التحليممل لفقممد
شرط من شروطه كالصابة .وقوله لن الحق الخ :علة لعدم قبممول إنكارهمما بعممد العقممد ،والمممراد
بالحق انتفاعه بالبضع بسبب العقد )قوله :على رفعه( أي الحق أي إزالته .فرع :قال فمي التحفمة:
وفي الحاوي لو غاب بزوجته ثم رجع وزعم موتهمما حممل لختهمما نكمماحه -بخلف ممما لممو غممابت
زوجته وأختها فرجعت :أي الخت وزعمت موتها لم تحل له .اه) .قوله :تتمة( أي فيما يثبت به
الطلق )قوله :إنما يثبت الطلق( أي على الزوج المنكر له )قوله :كالقرار به( أي
] [ 33
بالطلق .وصورة ذلك أن يقر بالطلق ثم ينكره فإذا ادعى عليه بإقراره بممه ل يقبممل ذلممك
إل بشهادة رجلين )قوله :بشهادة الخ( متعلق بيثبت .وقوله رجلين الخ :ذكر ثلثة شروط الذكورة
والحرية والعدالة ،فلو فقد واحد منها ل يحكم بوقوع الطلق -كما بينه بعممد بممالتفريع )قمموله :فل
يحكم الخ( وذلك لنه مما يظهر للرجال غالبا وهو ل يقبل فيه شهادة النساء .وقوله بوقمموعه :أي
الطلق .وقوله :بشهادة الناث :أي على الطلق أو على القرار به )قوله :ولو مممع رجممل( غايممة
في عدم جواز الحكم بشهادة الناث )قوله :أو كن أربعا( أي ولو كانت الناث أربعا فل يقبل لممما
علمت )قوله :ول بالعبيد( معطوف على قوله بشمهادة النماث :أي ول يحكممم بوقمموعه بالعبيمد أي
بشهادتهن ،وهذا مفهوم الحرية والذي قبله مفهوم الممذكورة .وقمموله ولممو صمملحاء :أي ولممو كممانت
العبيد صلحاء فل يحكم بشهادتهم .وقوله :ول بالفساق ،معطوف على قمموله :بشممهادة النمماث :أي
ول يحكم بالفساق أي بشهادتهم وهذا مفهوم العدالة )قوله :ولممو كممان الممخ( غايممة فممي عمدم جمواز
الحكم بشهادة الفساق )قوله :بل عذر( قيد في إخراج المكتوبة عن وقتها الذي يفسمق بمه .وخمرج
به ما إذا كان بعذر فل يكون مفسقا )قوله :ويشترط للداء( أي أداء الشهادة بالطلق عند الحمماكم
وقبولها منه .والمراد يشممترط لصممحة الشممهادة علممى الطلق أداء وقبممول .وقمموله أن يسمممعاه :أي
المذكور من الطلق والقرار به فل تقبل شهادة الصم به .وقوله :ويبصر المطلق ،أي أو المقر
به فل نقبل شهادة العمى فيه لجممواز أن تشممتبه الصمموات ،وقممد يحمماكي النسممان صمموت غيممره
فيشتبه به إل أن يقر شخص في إذنه فيمسممكه حممتى يشممهد عليممه عنممد قمماض أو يكممون عممماه بعممد
تحمله والمشهود عليه معروف السم والنسب فتقبل شممهادته لحصممول العلممم بممأنه المشممهود عليممه
)قوله :حين النطق به( أي بالطلق )قوله :فل يصح تحملهممما( أي الشمماهدين .وهممو تفريممع علممى
مفهوم الشرط الثاني :أعني أن يبصرا فقط بدليل ما بعده ،وكان الولى أن يفرع عليممه وعلممى ممما
قبله وهو أن يسمعاه بأن يقول :فل يصح تحملهما لكونهما أصمين أو لم يريا المطلق )قمموله :مممن
غير أن يريا المطلق( أي لعمي قائم بهما أو ظلمة )قوله :لجممواز اشممتباه الصمموات( تعليممل لعممدم
صحة التحمل اعتمادا على الصوت )قوله :وأن يبينا الخ( معطوف على أن يسمعاه :أي ويشترط
أن يبين الشاهدان اللفظ الصادر من الزوج من صريح أو كناية .وهذا شرط للقبول )قوله :ويقبممل
فيه( أي في الطلق )قوله :شهادة أبي المطلق وابنها( أي الذي يأتي للشارح في باب الشهادة أنممه
ل ترد شهادة الفرع على أبيه بطلق ضرة أمه وعبارته هناك :ول ترد علممى أبيممه بطلق ضممرة
أمه طلقا بائنا وأمه تحته ،أما رجعي فتقبمل قطعما .هممذا كلمه فمي شممهادة حسمبه المخ .ومثلمه فممي
المنهاج ،ولم يذكر ابن حجر وم ر أنه يجوز ذلك في مسألتنا .ثم رأيممت فممي الممروض -فممي بمماب
الشهادة -ما ذكره الشارح ،وعبارته مع شرحه :وتقبل شهادته على الب بتطليق ضرة أمه وقممد
قذفها وإن جر نفعا إلى أمه :إذ ل عبرة بمثل هذا الجر ل شممهادته لمممه بطلق أو رضمماع إل إن
شهد لها حسبة .اه .لكن الذي في العبارة المذكورة شهادة البن بطلق زوجها لها ل شهادة أبيهمما
له ،ويمكن أن يقاس على البن .فكما قبلت شهادة البن بالطلق قبلت شهادة الب فيصح ما قاله
المؤلف هنا من قبول شهادة أبي المطلقة وابنها )قوله :إن شهد أحسبه( وهي ممما قصممد بهمما وجممه
ال فتقبل قبل الستشهاد .وخرج بذلك ما لو شهدا ل حسبة ،بل بتقممدم دعمموى فل تقبممل شممهادتهما
لها للتهمة )قوله :ولو تعارضت الخ( يعني لو ادعى الزوج أنه طلقهمما طلقمما معلقمما وادعممت هممي
أنه منجز وأقاما بينتين متعارضتين بأن لم تؤرخا بتاريخين مختلفين بأن أطلقتا أو أرختمما بتاريممخ
واحد أو أطلقت إحداهما وأرخت الخرى -كما تقدم غيممر مممرة -قممدمت بينممة التعليممق لن معهمما
زيادة علم بسماع التعليق وال سبحانه وتعالى أعلم.
] [ 34
فصل في الرجعة أي فممي بيممان أحكامهمما .وذكرهمما عقممب الطلق لنهمما تممترتب عليممه فممي
الجملة :أي فيما إذا كان رجعيا وأصلها الباحة ،وتعتريها أحكام النكاح السابقة ،وهممي :الوجمموب
على من طلق إحدى زوجتيه قبل أن يوفي لها ليلتها ،والحرمة فيما إذا ترتب عليها عدم القسم أو
عجز عن النفاق ،والكراهة حيث سن الطلق ،والندب حيممث كمان الطلق بممدعيا والصممل فيهمما
قبممل الجممماع قمموله تعممالى) * :وبعممولتهن أحممق بردهممن فممي ذلممك( * أي فممي العممدة * )إن أرادوا
إصلحا( * أي رجعة :كما قال الشافعي رضي ال عنه :وقوله تعالى) * :الطلق مرتان فإمساك
بمعروف أو تسريح بإحسان( * والرد والمساك مفسران بالرجعممة .وقموله )ص( :أتمماني جبريمل
فقال لي :يا محمد راجع حفصة فإنها صوامة قوامة ،وأنها زوجتممك فممي الجنممة .وأركانهمما ثلثممة:
مرتجع ،ومحل ،وصيغة ،والمراد بالمرتجع الزوج أو من يقوم مقامه من وكيل فيما إذا وكممل أن
يراجع زجته وولي فيما إذا جن من قد وقع عليه الطلق وكان الصلح في الرجعة ،وشممرط فيممه
أهلية عقد النكاح بنفسه ،بأن يكون بالغا عاقل مختارا ،وشرط في المحممل كممونه زوجممة موطمموءة
وفي معنى الوطئ استدخال المني المحترم معينة قابلة للحل مطلقة مجانا لم يستوف عدد طلقهمما
وتكون الرجعة في العدة .فخرج بالزوجة الجنبية ،وبالموطوءة والملحقة بها المطلقة قبل الوطئ
وما في معناه فل تصح رجعتها لبينونتها بالطلق قبل الدخول وبالمعينة المبهمة ،فلو طلق إحدى
زوجتيه مبهمة ثم راجعها أو طلقهما جميعا ثم راجع إحداهما مبهمة لم تصممح الرجعممة ،وبالقابلممة
للحل المرتدة فل تصح رجعتها في حال ردتها لن مقصود الرجعة الحل والردة تنافيه ،وكاذا لو
ارتد الزوج أو ارتدا معا .وبالمطلقة المفسوخ نكاحهمما فل رجعممة فيهما وإنمما تسمترد بعقممد جديممد،
وبمجانا المطلقة بعوض فل رجعة فيها أيضا بل تحتاج إلى عقد جديد ،وبلم يستوف عدد طلقهمما
المطلقة ثلثا فل تحل له إل بمحلل -كما تقدم -ويفي العدة ما إذا انقضت عدتها فل تحممل لممه إل
بعقد جديد .وشرط في الصيغة لفظ يشعر بالمراد صريحا كان أو كناية بشرط عممدم التعليممق ولممو
بمشيئتها وعدم التأقيت .فلو قال :راجعتك إن شئت ،فقالت :شئت لم تصح الرجعة ،وكذا لو قممال:
راجعتك شهرا .ول تصح النية من غير لفظ ول بفعل كوطئ ،خلفا للمام أبي حنيفة رضي الم
عنه .نعم :لو صدر ذلك من كفار واعتقدوه رجعة ثم ترافعوا إلينا وأسلموا أقررناهم ويقمموم مقممام
اللفظ الكتابة مع النية وإشارة الخرس المفهمة كسممائر العقمود .وجميممع هممذه الركممان مممع معظممم
الشروط تفلم من كلمه )قوله :هي( أي الرجعة بفتح الراء وكسرها ،والول أفصممح :وقمموله لغممة
المرة :أي حتى على الكسر .ول يخالفه قول ابن مالك :وفعله لمممرة كجلسممة وفعلممه لهيئة كجلسممة
لن ذلك أغلبي -ل كلي -وقوله :من الرجوع :حال من المرة :أي حممال كممون المممرة كائنممة مممن
الرجمموع ،سممواء كممان مممن الطلق أو غيممره ،فيكممون المعنممى اللغمموي أعممم مممن الشممرعي )قمموله:
وشرعا( عطف على لغة )قوله :رد المرأة( من إضافة
) (1سورة البقرة ،الية (2) .228 :سورة البقرة ،الية.229 :
] [ 35
المصدر لمفعمموله بعممد حممذف الفاعممل :أي رد الممزوج أو القممائم مقممامه المممرأة )قمموله :إلممى
النكاح( أي الكامل ،وإل فهي قبل الرد في نكاح لن لها حكم الزوجة في النفقممة ونحوهمما كلحمموق
الطلق والظهار ،إل أنه ناقص لعدم جواز التمتع بها )قوله :مممن طلق( متعلممق بممرد ،وهممو قيممد
أول خرج به وطئ الشبهة والظهار واليلء فإن استباحة الوطئ فيها بعد زوال المممانع ل يسمممى
رجعة :وقوله :غير بائن ،قيد ثان خرج به البائن :كالمطلقمة بعموض ،والمطلقمة ثلثما ،وقمد تقمدم
حكمهما .وقوله في العدة :أي عدة الطلق ،وهو متعلممق بمرد خممرج بمه مما إذا انقضمت العمدة فل
تحل له إل بعقد جديد -كما تقدم -وقال بعضهم :إن هذا لليضاح لنها بعدها تصير بائنمما ،وفممي
التحفة والنهاية وغيرهما زيادة على وجه مخصوص بعد قوله في العممدة ويشممار بممه إلممى شممروط
الرجعة المعتبرة فمي صمحتها وقمد علمتهما )قموله :صمح رجموع مفارقمة( أي اممرأة مفارقمة :أي
فارقها زوجها وهو شروع في بيان شروط الرجعة ،وذكر منهمما سممتة :أن يكممون الفممراق بطلق،
وأن ل يبلغ أكثره ،وأن يكون مجانا ،وأن يكون بعد وطممئ ،وأن يكممون قبممل انقضمماء العممدة ،وأن
يكممون الرجمموع بصمميغة .وبقممي منهمما كممون المطلقممة قابلممة للحممل للمراجممع ،فلممو أسمملمت الكممافرة
واستمرت وراجعها في كفمره لمم يصمح ،وكونهما معينمة -كمما تقمدم التنمبيه علمى ذلمك ) -قموله:
بطلق( متعلق بمفارقة )قوله :دون أكثره( الظرف متعلق بمحممذوف صممفة لطلق :أي طلق لممم
يبلمع أكمثره )قموله :فهمو( أي أكمثر الطلق .وقموله ثلث لحمر :أي ثلث طلقمات بالنسمبة للحمر:
وقوله :وثنتان لعبد :أي وهو بالنسبة للعبد ثنتان )قوله :مجانا( حال من النكرة وهممو طلق ،وهممو
جائز عند بعضهم )قوله :بل عوض( بيان لمجانا )قوله :بعد وطئ( متعلق بمفارقممة أو بمحممذوف
صفة لطلق )قوله :أي في عدة وطئ( أنظر هذا التفسير فإنه إن جعممل تفسممير مممراد لقمموله :بعممد
وطئ المتعلق بمفارقة أو بمحذوف صفة لطلق لزم تعلقه هو بهما أيضا فيصير التقممدير مفارقممة
في أثناء العدة أو طلق كائن في أثناء العدة وهو ل معنى له ،وإن جعل قيدا زائدا متعلقا برجوع
كان مكررا مع قوله قبل انقضاء عدة إذا علم ذلممك فالصممواب إسممقاطه أو تممأخيره عممن قمموله قبممل
انقضاء عدة ويكون تفسير مراد له لن قوله قبل انقضاء صادق بما إذا قارنت الرجعة النقضمماء
-كما في البجيرمي -وفي هذه الحالة ل تصح الرجعة ،كما نص عليه فممي التحفممة فبتفسمميره بممما
ذكر تخرج هذه الحالة )قوله :قبل انقضاء عدة( متعلق برجوع :أي رجوع قبل انقضاء عممدة :أي
قبل تمام عدة الزوج فلو وطئت في عدته بشبهة وحملت منه فإنها تنتقل لعممدة الحمممل ممن الشممبهة
وبعد ذلك تكمل عدة الطلق ،فلو راجعها في عدة الشبهة صح لكونها رجعة قبل تمام عدة ولكممن
ل يستمتع بها حتى تقضيها )قوله :فل يصح رجوع مفارقة الخ( شروع في أخذ محترزات القيود
المارة )قوله :بغير طلق( محترز قوله :بطلق .وقوله كفسممخ :تمثيممل للمفارقممة بغيممر طلق :أي
فل تصح الرجعة فيه لنه إنما شرع لدفع الضرر فل يليق به جمواز الرجعمة )قموله :ول مفارقمة
الخ( معطوف على مفارقة بغير طلق .وقموله :بممدون ثلث مممع عمموض :محممترز قمموله :مجانمما،
وقوله :كخلع ،تمثيل للمفارقة بالعوض .وقوله :لبينونتها ،علة لعدم صحة الرجوع فيه -أي وإنما
لم يصح لبينونتها بالعوض :إذ هي تملك نفسها بممه )قموله :ومفارقممة قبممل وطممئ( معطمموف أيضمما
على مفارقة بغير طلق ،وهو محترز قوله بعد وطئ .وقوله إذ ل عدة عليهمما :علمة لعممدم صممحة
الرجعة أيضا :أي فل يصح الرجوع في المفارقة قبل الوطئ لنه ل عدة عليها ،وشمرط الرجعمة
أن تكون في عدة )قوله :ول من انقضت عدتها( الموصمول واقمع علمى مفارقمة ومعطموف علمى
مفارقة بغير طلق أيضا أي ول يصح رجوع المفارقة التي انقضت عدتها .وقوله لنها صممارت
أجنبية علة له :أي وإنما لم يصح ممن انقضت عدتها لنها صارت أجنبية بانقضاء العممدة )قمموله:
ويصح تجديد نكاحهن( أي المفارقة بالفسخ والمفارقة بعمموض والمفارقممة قبممل المموطئ والمفارقممة
التي انقضت عدتها )قوله :بإذن جديد( هذا في غير المفارقة قبل الوطئ إذا كانت بكرا ،أممما هممي
فل يشترط إذن جديد منها )قوله :ول مفارقة بالطلق الثلث( معطوف أيضا
] [ 36
على مفارقة بغير طلق أيضا ،وهو محترز قموله :دون أكمثره علمى سمبيل اللمف والنشمر
المشوش ،ولعله ارتكبه لكون الحكم في غير الخيرة واحدة بخلفه في الخيرة فإنه مخالف لممه -
كما بينه بقوله فل يصح نكاحهمما -أي المفارقممة بممالطلق الثلث إل بعممد التحليممل :أي بممأن تنكممح
زوجا آخر ويطلقها وتنقضي عدتها )قوله :وإنما يصح الرجوع براجعممت الممخ( شممروع فممي بيممان
الصيغة .وقوله أو رجعت :أي بتخفيف الجيم :قال تعالى) * :فإن رجعك ال( * )قمموله :زوجممتي(
تنازعه كل من راجعت ورجعت وقوله أو فلنة :أي هو مخير بين أن يقممول :زوجممتي أو يقممول:
فلنة ويذكر اسمها كفاطمة ،ومثله ما لو أتي بضمير المخاطبممة كراجعتممك وفمي المغنممى تنمبيه ل
يكفي مجرد راجعت أو ارتجعت أو نحو ذلك ،بل ل بد مممن إضممافة ذلممك إلممى مظهممر :كراجعممت
فلنة ،أو مضمر .كراجعتك ،أو مشار إليه :كراجعت هذه .اه) :قوله :وإن لم يقل الخ( غايممة فممي
صحة الرجوع الخ ،وهي للتعميم :أي يصح بما ذكممر ويكممون صممريحا فيممه -سممواء أضممافه إلممى
نفسه :كإلي نكاحي ،أو إلي بتشديد التحتية ،أم ل )قوله :لكممن يسممن( إسممتدراك مممن صممحته بممدون
ذلك الموهم أنه غير سنة أيضا .وقوله :أن يزيد أحدهما :أي هو إلى نكاحي ،أو إلي بتشديد الياء،
وقوله مع الصيغة :أي صميغة الرجعمة بمأن يقمول :رجعمت زوجمتي إلمى نكماحي أو إلمي )قموله:
ويصح( أي الرجوع .وقوله :برددتها إلى نكاحي :أي إلي وهو صممريح أيضمما لكممن مممع الضممافة
المذكورة .قال م ر :لن الرد وحده المتبادر منه إلى الفهم ضد القبممول ،فقممد يفهممم منممه الممرد إلممى
أهلها بسمبب الفممراق ،فاشممترط ذلمك فممي صمراحته ،خلفمما لجممع .اه .ومثلمه فممي التحفمة )قموله:
وبأمسكتها( أي ويصح بأمسكتها ،وهو صريح .ول يشترط فيه الضافة لكن تندب فيه ،خلفا لما
في الروضة من اشتراط ذلك فيممه أيضمما كممالرد )قموله :وأممما عقممد النكمماح الممخ( أي وأممما جريممان
صورة عقد النكاح على الرجعية بإيجاب وقبول فكناية رجعة ،وذلك بأن يبتدئ وليها بإيجاب بأن
يقول له :زوجتك بنتي فيقول المرتجع :قبلت نكاحها قاصدا الرجعة .وفي البجيرممي :فمإذا جمرى
بينه وبين الولي عقد النكاح بإيجاب وقبول فهو كناية في الرجعية لن ما كان صريحا في شئ ل
يكون صريحا في غيره كالطلق والظهار ،فإن نوى فيما إذا عقمد علمى الرجعمة بإيجماب وقبمول
الرجعة حصلت وإل فل .ول يلزم المال الذي عقممد بممه .اه .وقمموله :تحتمماج إلممى نيممة :ظمماهره أن
الولي ينوي بقوله :زوجتك الرجاع ،والمرتجع :ينوي الرتجاع ،والظمماهر أن الممولي ل يشممترط
نيته ذلك .إذ ل فائدة فيها .فليراجع )قوله :ول يصح تعليقها( أي صمميغة الرجعممة ،ومثممل التعليممق
التأقيت فهو ل يصح أيضما كراجعتمك شمهرا .وقموله :كراجعتمك المخ :تمثيمل للتعليمق .وقموله إن
شئت :هو بكسر الهمزة والتاء ،فلممو ضممم التمماء مممن شممئت أو فتممح الهمممزة مممن أن أو أبممدلها بممإذا
صحت الرجعة ل فرق بين النجوى وغيره ،وقيل يفرق بين النجوى وغيره -وهو المعتمد -اه.
بجيرمي )قوله :ول يشترط الشهاد عليها( أي على الرجعة ،وهممذا فممي الجديممد لن الرجعممة فممي
حكم إستدامة النكاح ،وممن ثمم لمم يحتمج لمولي ول لرضماها ،ولقموله تعمالى) * :وبعمولتهن أحمق
بردهن في ذلك( * ولخبر أنه )ص( :قال لعمر :مره فليراجعها ولم يذكر فيها إشهادا .وفي القديم
يجب الشهاد ،لظاهر آية) * :وأشهدوا ذوي عدل منكم( * قال في المغني :وأجمماب الول بحمممل
ذلك على الستحباب :كما في قوله تعالى) * :وأشهدوا إذا تبايعتم( * للمممن مممن الجحممود ،وإنممما
وجب الشهاد على النكاح لثبات الفراش ،وهو ثممابت هنمما )قمموله :فممروع( أي ثلثممة الول قمموله
يحرم الخ ،الثاني قوله :وتصدق الممخ ،الثممالث قمموله ولممو ادعممى رجعممة الممخ )قموله :يحممرم التمتممع
برجعية الخ( أي قبل الرجعة
) (1سورة التوبة ،الية (3) .83 :سورة الطلق ،الية (2) .2 :سورة البقرة ،اليممة (4) .228 :سممورة البقممرة ،اليممة:
.282
] [ 37
لنها مفارقة كالبائن وأيضا النكاح يبيحه فيحرمه الطلق لنه ضممده .قممال سممم :وعممد فممي
الزواجر من الكبائر وطئ الرجعية قبل ارتجاعها من معتقد تحريمه ،ثم قال :وعد هذا كممبيرة إذا
صدر من معتقد تحريمه غير بعيد إلى آخر ما أطال في بيانه .اه )قوله :ولو بمجرد نظممر( غايممة
لمقدر :أي يحرم التمتع بسائر التمتعات ولممو كممان بمجممرد النظممر :سممواء كممان بشممهوة أو غيرهمما
)قوله :ول حد إن وطئ( أي ول حد على المطلق طلقا رجعيا إن وطئها قبل الرجعة وإن اعتقد
تحريمه ،وذلك للخلف الشهير في إباحته وحصول الرجعة به .نعم .يجب عليه لها بالوطئ مهر
المثل للشبهة ولو راجع بعده لن الرجعة ل ترفع أثر الطلق وتستأنف له عدة مممن تمممام المموطئ
لكونه شبهة ،فإذا حملت منه أو كانت حامل فله مراجعتها فيهما ما لم تضممع لوقمموع عممدة الحمممل
عن الجهتين ،وإذا لم تحمل منه ولم تكن حامل فله مراجعتها فيما بقي مممن عممدة الطلق دون ممما
زاد عليها من عدة وطئ الشبهة ،فلو وطئها بعد مضي قرأين مثل استأنفت للوطئ ثلثممة أقممراء،
ودخل فيها ما بقي من عدة الطلق .والقرء الول مممن الثلثممة واقممع عممن العممدتين فليراجممع فيممه،
والخران لعدة الوطئ فل رجعة فيهما )قوله :بل يعزر( أي إن وطئ .قممال فممي شممرح الممروض:
ومثل الوطئ سائر التمتعات ويشترط في تعزيره أن يكون عالما بالحرمة معتقممدا تحريمممه عليممه،
فإن كان جاهل أو معتقدا حله فل يعزر لعذره )قوله :وتصدق( أي الرجعية .وقمموله فممي انقضمماء
العدة :متعلق بتصدق .وقوله :بغير الشهر ،متعلق بانقضاء .وخرج بممه ممما إذا ادعممت انقضمماءها
بالشهر وأنكر هو فإنه يكون هو المصممدق بيمينمه ،وذلممك لرجموع اختلفهممما إلممى وقمت الطلق
وهو يقبل قوله في أصله ،فكذا في وقته .إذ من قبل في شئ قبل في صممفته .وقموله ممن أقممراء أو
وضع :بيان لغير الشهر .وقوله إذا أمكن :أي انقضاؤها بما ادعتمه ،أمما إذا لمم يمكمن لصمغر أو
يأس أو عقم أو قرب زمن فيصدق هو بل يمين في الصغيرة على المعتمد ،وباليمين فممي اليسممة
ونحوها .واعلم :يمكن انقضاؤها بوضع للتام في الصورة النسانية بستة أشهر عددية وهي مممائة
وثمانون يوما ولحظتان ،لحظ للوطئ ولحظة للوضممع مممن حيممن إمكممان اجتماعهممما بعممد النكمماح،
ولمصور بمائة وعشرين يوممما ولحظممتين ولمضممغة بثمممانين يوممما ولحظممتين ،ويمكممن انقضمماؤها
بأقراء لحرة طلقت فمي طهمر سمبق بحيمض بماثنين وثلثيمن يومما ولحظمتين لحظمة للقمرء الول
ولحظة للطعن في الحيضة الثالثة ،وذلك بأن يطلقها وقد بقي مممن الطهممر لحظممة ثممم تحيممض أقممل
الحيض ثم تطهر أقل الطهر ثم تحيض وتطهر كذلك ثم تطعمن فمي الحيمض وفمي حيمض بسمبعة
وأربعين يوما ولحظة من حيضة رابعة بأن يطلقها آخر جزء من الحيض ثم تطهر أقل الطهر ثم
تحيض أقل الحيض ثم تطهر وتحيض كذلك ثم تطهر أقل الطهر ،ثم تطعن فممي الحيممض لحظممة.
ويمكن انقضاؤها بها لغير حرة من أمة أو مبعضة طلقت في طهر سبق بحيض بستة عشر يوممما
ولحظتين بأن يطلقها وقد بقي من الطهر لحظة ثم تحيض أقل الحيض ثممم تطهممر أقممل الطهممر ثممم
تطعن في الحيض لحظة وفممي حيممض بأحممد وثلثيممن يوممما ولحظممة بممأن يطلقهمما آخممر جممزء مممن
الحيض ثم تطهر أقل الطهر وتحيض أقل الحيض ثم تطهممر أقممل الطهممر ثممم تطعممن فممي الحيممض
لحظة ،فإن جهلت أنها طلقت في طهر أو حيض حمممل أمرهمما علممى الحيممض للشممك فممي انقضمماء
العدة والصل بقاؤها .وخرج بقولنا سبق بحيض ما لو طلقممت فممي طهممر لممم يسممبقه حيممض فأقممل
إمكان انقضاء القرار للحرة ثمانية وأربعون يوما ولحظة لن الطهر الذي طلقت فيه ليس بقممرء
لعدم احتواشه بين دمين ولغيرها اثنمان وثلثمون يومما ولحظمة .واعلمم :أن اللحظمة الخيمرة فمي
جميع صور انقضاء العدة بالقراء لتبين تمام القرء الخير ل من العدة فل رجعممة فيهمما ،ويجمموز
للغير العقد عليها فيها على المعتمد ،وأن الطلق في النفاس كهو في الحيض .وسيصرح الشارح
بمعظم ما ذكر في باب العدة ،وإنما ذكرتمه هنما تعجيل للفمائدة )قموله :وإن أنكمره( أي النقضماء
الذي ادعته ،وهو غاية لتصديقها فيه بيمينها )قوله :أو خالفت عادتها( أي في الحيض بمأن كمانت
عادتها في كل شهرين حيضة فادعت أنها حاضت في شهر حيضة )قوله :لن النسمماء الممخ( علممة
لتصديقها بيمينها في ذلك ولو مع إنكار الزوج له .وقوله :مؤتمنات على أرحممامهن :أي علممى ممما
فيها من حمل وغيره :أي والمؤتمن على شئ يصدق فيه )قمموله :ولممو ادعممى( أي المطلممق طلقمما
رجعيا .وقوله
] [ 38
رجعة :مفعول ادعى .وقوله في العممدة :متعلمق برجعممة أي :ادعمى أنمه راجعهما فممي أثنمماء
العدة )قوله :هي منقضية( الجملة حالية :أي ادعى ذلك والحال أنها قد انقضت والمراد أنه ادعى
بعد انقضائها أنه قد راجعها في العدة .وخرج به ما إذا ادعى رجعة في العدة وهي باقية فيصممدق
هو لقدرته على إنشائها .وقوله :ولم تنكح ،معطوف علممى الجملممة الحاليممة قبلممه فيكممون هممو حممال
أيضا :أي ادعى ذلك والحال أنها لم تنكح غيممره .وخممرج بممه ممما إذا نكحممت غيممره ثممم ادعممى أنممه
راجعها في العدة فإذا لم يقم بينة فتسمع دعواه لتحليفها ،فإن أقرت غرمت له مهر مثممل للحيلولممة
ول ينفسخ النكاح ثم إن مات الثماني أو طلقهما رجعمت للول بل عقمد عمل بإقرارهما واسمتردت
منه غرمته له وإن أقام بينة بأنه راجعها انفسح نكاح الثاني )قوله :فإن اتفقا الممخ( جممواب لممو :أي
فلو ادعى ذلك ففيه تفصيل وهو أنهما إن اتفقا الخ .وقوله :على وقت النقضاء :أي علممى المموقت
الذي تنقضي العدة فيه لول الرجعة .وقوله كيوم الجمعة :مثال لوقت النقضاء )قمموله :وقممال( أي
لمطلق طلقا رجعيا .وقوله راجعت قبله :أي قبممل وقممت النقضمماء الممذي هممو يمموم الجمعممة كيمموم
الخميممس )قمموله :فقممالت (:أي الرجعيممة .وقمموله بممل بعممده :أي بممل راجعممت بعممده ،أي بعممد وقممت
النقضاء كيوم السبت )قوله :حلفت أنها ل تعلم أنه راجع( أي قبل وقت النقضاء الذي هممو يمموم
الجمعة وإنما حلفت على نفي العلم لن الرجعة فعل الغيممر -وهممو الممزوج -والحلممف علممى فعممل
الغير إنما يكون على نفي العلم فقط )قوله :فتصدق( أي الرجعية بحلفهمما علممى نفممي العلممم )قمموله:
لن الصل الخ( علة لتصديقها .وقوله قبله :أي وقت النقضاء )قوله :فلو اتفقتا الممخ( الولممى أن
يقول :أو اتفقا كما في المنهاج ،عطفا على اتفقا الولى :إذ هو من جملة التفصيل الممذي صممرحت
به آنفا .وقوله كيوم الجمعة ،تمثيل لوقت الرجعة المتفق عليه )قوله :وقالت( أي الرجعية .وقمموله
انقضت :أي العدة :وقموله يموم الخميممس .أي وهمو قبمل يموم الرجعممة .وقموله وقممال :أي المطلمق
المذكور .وقوله :بل انقضت أي العدة .وقوله يوم السبت :أي الذي هممو بعممد يمموم الرجعممة )قمموله:
صدق( أي المطلق المذكور ،أي فتصح رجعته ..وقوله :إنها أي العدة ،وقمموله :ممما انقضممت يمموم
الخميس :أي بل يوم السبت )قوله :لتفاقهما الخ( علة لتصديقه بيمينه ،وبقي ما إذا لم يتفقمما علممى
شئ بل اقتصر هو على أن الرجعة سابقة واقتصرت على أن النقضاء سابق صممدق بيمينممه مممن
سبق إلى القاضي ،فإن ادعيا معا بأن قالت :انقضت عممدتي مممع قمموله راجعتممك صممدقت هممي لن
النقضاء ل يعلم غالبا إل منها .وقوله والصل الخ :هذا من جملة العلة بممل هممو محطهمما .وقمموله
قبله :أي قبل وقت الرجعة )قوله :ولو تممزوج رجممل مفممارقته( أي عقممد رجممل علممى مفممارقته بعممد
انقضاء العدة ،ومثله بالولى ما لو راجعها في العدة وقوله :ولو بخلع ،أي ولو كان الفراق بخلممع
وهذا بناء على الصح أن الخلع ينقص عدد الطلق فالخلع طلقة واحدة وتعود إليه إذا عقد عليها
ببقية الطلق .أما على مقابله فل طلق حتى أنه تعود إليه ببقيته )قوله :ولو بعد أن نكحممت الممخ(
أي ولو تزوج بها بعد نكاحها زوجا آخر )قوله :ودخوله بها( بالجر عطف على المصدر المؤول
من أن ونكحت :أي تزوج بها بعد نكاحها آخر وبعد دخول الخر بها )قوله :عادت إليممه( جممواب
لو .وقوله ببقيته :أي فممالزوج الخممر فيممما إذا تزوجممت ل يهممدم الطلق قبممل اسممتيفاء عمموده ،لن
عددها متوقف عليه فوجوده وعدمه سواء ،بخلف ما إذا تزوجممت علممى آخممر بعممد اسممتيفاء عممدد
الطلق فإنه يهدمه وتعود له كالزوجة الجديدة .وقوله فقط راجع للبقية :أي عادت إليممه بالبقيممة ل
غير :أي فل تعود إليه بكل عدد الطلق .وقوله من ثنتين :بيان للبقية وهذا فيما إذا طلقهمما واحممدة
وكان المطلق حرا .وقوله أو واحدة :وهذا فيممما إذا طلقهمما ثنممتين وكممان المطلممق كممذلك أو واحممدة
ولكن كان رقيقا وال سبحانه وتعالى أعلم.
] [ 39
فصممل أي فممي بيممان أحكممام اليلء .كممالتخيير بيممن الفيئة والطلق :وذكممره بعممد الرجعيممة
لصحته للرجعية .والصل فيه قوله تعالى) * :للذين يؤلون مممن نسممائهم تربممص أربعممة أشممهر( *
وإنما عدى فيها بمن ،وهو إنما يتعدى بعلى يقال :آلى على كذا لنه ضمن معنى البعد فكأنه قال:
* )للذين يؤلون ،مبعدين أنفسهم ،من نسائهم( * وهو حرام لليذاء ،وهل هو صغيرة أو كممبيرة ؟
خلف .فقيل إنه كبيرة كالظهار والمعتمممد أنمه صممغيرة وكممان طلقمما فممي الجاهليممة فغيممر الشممرع
حكمه وخصه بالحلف على المتناع من وطئ الزوجة مطلقا أو أكثر من أربعة أشممهر ،وأركممانه
ستة :حالف ومحلوف به ،ومحلوف عليه ،ومدة ،وصيغة ،وزوجة ،وشرط في الحالف أن يكممون
زوجا مكلفا مختارا يتصور منه الجماع فل يصح من غير الزوج كسيد ول مممن غيممر مكلممف إل
السكران ول من مكره ول ممن ل يتصور منه الجماع كمجبوب وأشل وشرط في المحلمموف بممه
أن يكون واحدا من ثلثة :إما اسم من أسمائه تعالى أو صفة من صفاته تعالى ،وإما تعليق طلق
أو عتق ،وإما التزام ما يلزم بالنذر كصملة وصموم وغيرهمما ممن القمرب .وسميأتي حكمم مما إذا
حلف بواحد منها .وشرط في المحلوف عليه ترك وطئ شرعي فل إيلء بحلفه على امتناعه من
تمتعه بها بغير وطئ ول من وطئها في دبرها أو في قبلها في نحو حيض أو إحرام .وشممرط فممي
المدة أن تكون زائدة على أربعة أشهر ،فلو كانت أربعة أشهر أو أقل فل يكممون إيلء بممل مجممرد
حلف .وشرط في الصيغة لفظ يشعر بإيلء وهو إما صممريح كقمموله :والم ل أغيممب حشممفتي فممي
فرجك أو ل أطؤك أو ل أجامعك أو نحو ذلك وإما كناية كقوله :وال ل أمسك أو ل أباضممعك أو
ل أباشرك أو ل آتيك ونحو ذلك ثم إن اليلء المستكمل للشروط يرتفع حكمه بواحممد مممن أربعممة
أمور :بالوطئ مدة اليلء ،والطلق البائن ،وانقضاء مدة الحلف .وموت بعض المحلوف عليهن
في قوله :لربع من النساء وال ل أطؤكن .وجميممع ممما ذكممر يعلمممن كلمممه )قمموله :اليلء حلممف
الخ( أي شرعا ،وإما لغة فهو مطلق الحلف .قال الشاعر :وأكممذب ممما يكممون أبممو المثنممى إذا آلممى
يمينا بالطلق وهو من آلى بالمد يؤلى بالهمز إذا حلف ويرادفه اليميممن والقسممم ،ولممذلك قممرأ ابممن
عبمماس) * :للممذين يقسمممون مممن نسممائهم( * وقيممل مممن الليممة بالتشممديد وهممي اليميممن والجمممع إل
بالتخفيف كعطية وعطايا .قال الشاعر :قليل الليا حافظ ليمينه فإن سبقت منه اللية برت وقوله
زوج :أي حممرا كممان أو رقيقمما .وقمموله يتصممور وطممؤه :أي ويمكممن طلقممه ليخممرج بممه الصممبي
والمجنون .وخرج بالول المجبوب والشل -كما تقممدم ) -قمموله :علممى امتنمماعه( متعلممق بحلممف.
وقوله من وطئ الخ :متعلق بامتناع .وقوله زوجته :أي التي يتصور وطؤهمما ،وذلممك بممأن يقممول:
وال ل أطؤك .ومثله ما لو قال :وال ل أجامعك فإن قال :أردت بالوطئ الوطئ بالقدم وبالجماع
الجتماع لم يقبل ظاهرا ويدين باطنا فتجري عليه أحكام اليلء ظاهرا ول يأثم باطنا إثم اليلء
] [ 40
لنه لم يحلف على المتناع من الوطئ في الفرج بل على المتناع من المموطئ بالقممدم فممي
الولى والجتماع في الثانية .وقوله مطلقا :صفة لمصدر محممذوف :أي امتناعمما مطلقمما :أي غيممر
مقيد بمدة ،وذلك كأن يقول :وال ل أطؤك ويسكت ومثل الطلق ما لو أبد كقوله :وال ل أطؤك
أبدا )قوله :أو فوق أربعة أشممهر( معطمموف علممى مطلقما :أي أو امتناعمما مقيممدا بمأكثر مممن أربعمة
أشهر ،وظاهره ولو بما ل يسع الرفع إلى القاضي ،وهممو معتمممد م ر وحجممر ،وفممائدة ذلممك حينئذ
أنه يأثم إثم اليلء وإن لم يترتب عليه الرفع إلى القاضي ،واعتمد زي وسمم أنممه ل بمد أن يكمون
فوق أربعة أشهر بما يمكن فيممه الرفممع إلممى القاضممي ،وعليممه فل يممأثم فيممما إذا كممان الممزائد علممى
الربعة أشهر ل يسع الرفممع إلممى القاضممي إثممم اليلء وإن كممان يممأثم إثممم اليممذاء ليممذائها بقطممع
طمعها من الوطئ تلك المدة .وخرج بقيد الفوقية علممى أربعممة أشممهر ممما إذا قممال :والم ل أطممؤك
أربعة أشهر فل يكون موليا بل يكون حالفا لن المرأة تصبر علممى الممزوج هممذه المممدة كممما روي
عن سيدنا عمر رضي ال عنه أنه خرج ذات ليلة فسمع امرأة تنشد أبياتا وهي هذه :تطمماول هممذا
الليل واسود جانبه وأرقني أن ل خليل ألعبه فوال لول ال أني أراقبممه لحممرك مممن هممذا السممرير
جوانبه مخافة ربي والحياء يصدني وأكرم بعلي أن تنال مراتبه فسأل عمر رضي ال عنه بعض
بناته كم تصبر المرأة عن زوجها ؟ قالت :أربعة أشهر ويعيل صبرها بعدها )قمموله :كممأن يقممول:
الخ( أتى بمثالين الول :للمطلق ،والثاني :للمقيد بفوق أربعة أشهر )قوله :أو حممتى يممموت فلن(
معطوف على فوق أربعة أشهر :أي أو يقول ل أطؤك حتى يممموت فلن ،وهممو يفهممم أن الفوقيممة
على الربعة الشهر تعتبر ولو في ظنه بأن يغلب علممى ظنممه بقمماء ممما علممق بممه إلممى تمممام العممدة
كالمثال المذكور ،فإن الموت مستبعد ظنمما وإن كممان قريبمما فممي الواقممع )قمموله :فممإذا مضممت الممخ(
مرتب على محذوف تقديره ويمهل المممولي وجوبمما حممرا كممان أو رقيقمما أربعممة أشممهر ولء ،فممإذا
مضت أربعة أشهر الخ ويقطممع الممولء مممانع مممن المموطئ .قممام بهمما حسمميا كممان كنشمموز وحبسممها
ومرضها وشرعيا كصوم فرض ،فإذا زال المانع منها تستأنف مدة اليلء ول يقطعممه حيممض أو
نفاس ول مانع قام به كجنونه ومرضه .وقمموله مممن اليلء :الجممار والمجممرور متعلممق بمحممذوف
حال من أربعة أشهر :أي حال كونها مبتدأة من اليلء وهذا في غير الرجعية ،أممما فيهمما فتبتممدئ
من وقت الرجعة فإذا طلقها طلقا رجعيا ثم آلى منها لممم تحسممب المممدة حممتى يراجممع .وقمموله بل
وطئ :متعلق بمضت :أي مضت من غير وطئ .وخرج بممه ممما إذا وطئهمما فممي الربعممة الشممهر
فينحل اليلء ويلزمه كفارة اليمين في الحلف بال تعالى ،ومثمل الموطئ فمي ذلممك الطلق البمائن
وموت بعض المحلمموف عليهممن لممما تقممدم ان هممذه المممور ترفممع حكممم اليلء .وعبممارة الرشمماد
وشرحه :فإن تمت هذه الربعة ولم ينحل اليلء بوطئ أو غيره ،كزوال الملك عن القمن المعلمق
عتقه بالوطئ طالبته الخ .اه )قوله :فلها مطالبته( أي بالقاضممي :أي بممأن تطلممب مممن القاضممي أن
يطلب منه ذلك .ثم إن ظاهر العبارة أنها تردد الطلب بيممن الفيئة والطلق ،وهممو المعتمممد ،خلفمما
لمن قال :إنها ترتب فتطلب منه أول الفيئة فإن لم يفممئ تطلممب منممه الطلق .وقمموله بممالفيئة :بفتممح
الفاء وكسرها مأخوذة من فاء إذا رجمع لرجموعه إلمى الموطئ المذي امتنمع منمه ،محمل مطالبتهما
بالفيئة إذا لم يقم به مانع شرعي كإحرام أو صوم واجب وإل طالبته بالطلق فقط لحرمممة والفيئة
عليه حينئذ ،فإن كان المانع القائم به طبيعيا كخوف بطء برء وعجممز عممن افتضمماض بكممرا دعمماه
وحلف عليه طالبته بفيئة اللسان بممأن يقممول :إذا قممدرت فئت فتكتفممي بالوعممد كممما قممال القممائل :قممد
صرت عندك كمونا بمزرعة إن فاته السقي أغنته المواعيد ول تطالبه بالوطئ لنممه عمماجز عنممه
ويكفي منه ما يندفع به الذى الذي حصل من اللسان .ولو استمهل للفيئة باللسان لممم يمهممل ،إذ ل
كلفة عليه في الوعد .وقال في المنهج وشرحه :ويمهل إذا استمهل يومما فأقمل ليفمئ فيمه لن ممدة
اليلء
] [ 41
مقدرة بأربعة أشهر فل يزاد عليها بأكثر من مدة التمكن من المموطئ عممادة كممزوال نعمماس
وشبع وجوع وفراغ صيام .اه )قوله :وهي( أي الفيئة )قوله :أو بالطلق( معطوف على بممالفيئة:
أي أو مطالبته بالطلق :أي إن لم يفئ وذلك للتممي )قمموله :فممإن أبممى( أي امتنممع مممن الفيئة ومممن
الطلق ،وقوله طلق عليه القاضي :أي بطريق النيابة عنه طلقة واحدة ،وذلك كأن يقول :أوقعممت
على فلنة عن فلن طلقة ،أو حكمت عليه في زوجته بطلقة ،فلو زاد عليها لغا الزائد .وقممد نظممم
ذلك ابن رسلن في زبده فقال :حلفه أن ل يطأ في العمر زوجته ،أو زائدا عن أشهر أربعة ،فإن
مضت لها الطلب بالوطئ في فرج وتكفير وجممب أو بطلقهمما ،فممإن أباهممما طلممق فممرد طلقمة مممن
حكما )قوله :وينعقد اليلء بالحلف بال تعالى( أي أو صفة من صفاته وذلك كأن يقول :والمم أو
والرحمن ل أطؤك خمسة أشهر .وقوله :وبتعليق طلق أو عتق :أي على وطئها كأن يقممول لهمما:
إن وطئتك فأنت طالق أو فعبدي حر .وقوله أو التزام قربة :كأن يقول :ل علي صوم أو عتق أو
ألف درهم إن وطئتك )قوله :وإذا وطئ( أي فمي ممدة اليلء فمي القبمل فخمرج المدبر واسمتدخال
المني ،وقوله مختارا :قيد للزوم الكفارة ،وأما الفيئة فتحصل بالوطئ مكرها وكذا ناسيا أو جاهل
أو مجنونا أو وهي كذلك وباستدخالها ذكره فل مطالبة لها بعممده ول يحنممث ول ينحممل اليلء إن
بقي قدر مدته ،فإن وطئ بعده عامدا عالما مختارا انحل اليلء وحنممث أيضمما .اه .ش ق )قمموله:
بمطالبة( متعلق بوطئ .وقوله أو دونهما :أي دون مطالبمة )قموله :لزمتمه كفمارة يميمن( أي وهمي
عتق رقبة أو إطعام عشرة مساكين لكل مسكين مد أو كسوتهم ،فإن عجز عن ذلك فصمميام ثلثممة
أيام وهي واجبة عليه حنثه ،وأما المغفرة والرحمة في * )فإن فاءوا فإن ال غفور رحيم( * فلممما
عصى به من اليلء فل ينفيان الكفارة المستقر وجوبها في كل حنث )قوله :إن حلف بممال( فممإن
حلف بالتزام قربة تخير بين ما التزمه ،وكفارة اليميممن أو بتعليممق نحممو طلق وقممع عليممه لوجممود
المعلق عليه الذي هو الوطئ وال سبحانه وتعالى أعلم.
فصل أي في بيان أحكام الظهار كلزوم الكفارة إذا صار عائدا وذكر عقممب اليلء لكممونه
مثله في التحريم وكونه كان طلقا في الجاهلية ل رجعة فيه .وهو لغة مأخوذ من الظهممر بمعنممى
الستعلء لما فيه من استعلء شئ على شئ آخر .وشرعا تشبيه الزوج زوجته غير البائن بأنثى
لم تكن حلله ،وإنما عبروا بالظهار المأخوذ من الظهر ولم يعبروا بالبطممان الممأخوذ ممن البطممن
مثل مع أنه يصح التشبيه بالبطن لن صيغته المتعارفة فممي الجاهليممة أن يقممول الرجممل لزوجتممه:
أنت علي كظهر أمي وخصوا الظهر لنه موضع الركموب والممرأة مركموب المزوج ففمي قموله:
أنت علي كظهر أمي كناية تلويحية عن الركوب ،فكأنه قال :أنت ل تركممبين كممما ل تركممب الم،
والصل فيه قبل الجماع قوله تعالى) * :والذين يظاهرون من نسمائهم( * اليمة .وسمبب نزولهمما
أن أوس بن الصامت ظاهر من زوجته خولة بنت حكيم وكان قد عمي فسممألت النممبي )ص( عممن
ذلك فقال لها :حرمت عليه .فقالت يا رسول ال أنظر في أمري معه فمإني ل أصممبر عنمه ومعممي
منه صبية صغار إن ضممتهم إليه ضاعوا وإن ضممتهم إلي جمماعوا .فقممال لهمما :حرمممت .فكممرر
وكررت ثلث مرات .فلما أيست منه اشتكت إلى ال تعالى وحدتها وفاقتها فأنزل ال * )قد سمع
ال قول التي تجادلك في زوجها( * اليات ،وقد مر بها عمر بممن الخطمماب رضممي الم عنممه فممي
خلفته فاستوقفته زمنا طويل ووعظته .وقالت له :يا عمر قد كنت تمدعى عميممرا ثممم قيممل لممك يما
أمير المؤمنين فاتق ال يا عمر فإنه من أيقن بمالموت خماف الفموت ،وممن أيقمن بالحسماب خمماف
العذاب وهو واقف يسمع كلمها ،فقيل له :يا أمير المؤمنين أتقممف لهممذه العجمموز هممذا الوقمموف ؟
فقال :وال لو حبستني من أول النهار إلى آخره ل زلت إل للصمملة المكتوبممة .أتممدرون مممن هممذه
العجوز ؟ هي التي سمع ال قولها من فوق سبع سموات أيسمممع رب العممالمين قولهمما ول يسمممعه
عمر ؟ والظهار حرام من الكبائر :لقوله تعالى فيه * )وإنهم ليقولون منكرا ممن القمول وزورا( *
ولن فيه إقداما على إحالة حكم ال تعالى وتبديله ،وهممذا أخطممر مممن كممثير مممن الكبممائر وقضمميته
الكفر لول خلو العتقاد عن ذلك وأركانه أربعة :مظاهر ،ومظمماهر منهمما ،ومشممبه بممه ،وصمميغة،
وشرط في المظاهر كونه زوجا يصح طلقه فل يصح من غيممر زوج مممن أجنممبي وإن نكممح مممن
ظاهر منها وسيد فلو قال لمته أنت علي كظهر أمي لممم يصممح ،ول يصممح مممن صممبي ومجنممون
ومكره لعدم صحة طلقهم .وشرط في المظاهر منهمما كونهمما زوجممة ولممو رجعيممة فل يصممح مممن
أجنبية ولو مختلعة ول من أمة مملوكة ،بخلف الزوجة المة فيصح الظهممار منهمما .وشممرط فممي
المشبه به أن يكون كل أنثى أو جزء أنثى محرم بنسب أو رضاع أو مصاهرة لم تكن حلله قبممل
كأمه وبنته وأخته من النسب ومرضعة أبيه أو أمه وزوجة أبيه التي نكحها قبممل ولدتممه أو معهمما
فيما يظهر وأخته من الرضاعة إن كانت ولدتها بعد إرضاعه أو معه فيما يظهر ،فخرج بالنثى
الذكر والخنثى لن كل منهما ليس محل للتمتع وبالمحرم أخمت الزوجمة لن تحريمهما مممن جهمة
الجمع وزوجات النبي )ص( لن تحريمهن ليس للمحرميممة بممل لشممرفه )ص( ،وبقولنمما :لممم تكممن
حلله قبل زوجة أبيممه الممتي نكحهمما بعممد ولدتممه وأختممه مممن الرضمماعة الممتي كممانت مولممودة قبممل
إرضاعه فل يكون التشبيه بهما ظهمارا لنهما كمانت حلل لمه وإنمما طمرأ تحريمهما :وشمرط فمي
الصيغة لفظ يشعر بالظهار وفي معناه الكتابة وإشارة الخرس المفهمة .ثم هو إما صمريح كمأنت
أو رأسك أو يدك أو نحو ذلك من العضاء الظاهرة كظهر
) (1سورة المجادلة ،الية (2) .3 :سورة المجادلة ،اليممة (3) .1 :سممورة الجادلممة ،اليممة (4) .2 :الكلم فيممه خلمل فممي
الصل.
] [ 43
أمي أو كيدها أو رجلها وإن لم يكن لها يد أو رجل أو نحممو ذلممك مممن العضمماء الظمماهرة
أيضا ،بخلف الباطنة فيهما علممى المعتمممد كالكبمد والطحممال والقلمب ،وبخلف مما ل يعمد جمزءا
كاللبن والريق ،وإما كناية كأنت كأمي أو كعينها أو غيرها مما يذكر للكرامة كرأسها ،فإن قصممد
الظهار كان ظهارا وإل فل .وجميع ما ذكر يعلم من كلمه تصريحا وتلويحا )قمموله :إنممما يصممح
الظهار ممن يصح طلقه( فل يصح ممن ل يصح طلقه كالصبي والمجنون والمكممره كممما تقممدم
آنفا) .واعلم( أن الظهار كان طلقا في الجاهلية كاليلء فغير الشرع حكمه إلى تحريم المظمماهر
منها بعد العود ولزوم الكفارة ففيه شبه باليمين من حيث لزوم الكفارة وشممبه بممالطلق مممن حيممث
ترت ب التحريم عليه ولذلك صح توقيته نظرا للول وتعليقممه نظممرا للثمماني ،فإقمما قممال :إن دخلممت
الدار فأنت علي كظهر أمي تكون مظاهرا منها بدخولها الدار .ولو قال :إن ظاهرت من ضممرتك
فأنت علي كظهمر أمممي ،فمإذا ظمماهر ممن الضمرة صمار مظمماهرا منهمما عمل بمقتضمى التنجيممز
والتعليق وتأقيته يكون بيوم أو بشهر أو غيرهما فلو قال :أنت علي كظهر أمي خمسة أشهر كممان
ظهارا وإيلء فتجري عليه أحكامهما فبالنظر لليلء تصبر عليه المرأة أربعممة أشممهر ثممم تطممالبه
بالفيئة أو الطلق ،فإن وطئ زال حكم اليلء وصار عائدا في الظهار بالوطئ فمي الممدة فيجمب
عليه النزع حال ول يجوز له وطؤها ثانيا حتى يكفر أو تنقضممي المممدة وكالمقيممد بالزمممان المقيممد
بالمكان كأن قال :أنت علي كظهر أمي في مكان كذا فيصير عائدا بالوطئ فيه فيجب عليه النزع
حال ول يجوز وطؤها ثانيا في هذا المكان حتى يكفر )قوله :وهو( أي الظهممار .وقمموله أن يقممول
الخ :وهذا باعتبار صورته الصلية الكممثيرة الغالبممة ،وإل فمثممل القممول الكتابممة وإشممارة الخممرس
المفهمة كما تقدم )قوله :أنمت( أي أو رأسممك أو يممدك ونحمو ذلمك ممن كمل عضمو ظمماهر .وقموله
كظهر أمي :أي أو بطنها أو عينها أو يدها أو رجلها -كما تقدم -وقمموله ول بممدون علممي :أي أن
الظهار هو قول ما ذكر سواء زاد لفممظ علممى بعممد أنممت أو لممم يممزده كالمثممال الممذي ذكممره )قمموله:
وقوله( أي الزوج .وقوله أنت كأمي :أي أو كعينها أو رأسها مما يذكر للكرامة .وقوله كناية :أي
فإن قصد به الظهار كان ظهارا وإل فل )قوله :وكالم محرم( أي بنسب أو رضاع أو مصاهرة،
فإذا قال :أنت علي كظهر أختي ممن النسممب أو مممن الرضمماع أو كظهمر أم زوجممتي كممان ظهمارا
)قوله :لم يطرأ تحريمهمما( الجملممة صممفة لمحممرم :أي محممرم لممم يطممرأ تحريمهمما علممى المظمماهر.
وخرج به من طرأ تحريمها عليه كزوجة ابنه وأم زوجته وزوجة أبيه بعد ولدته فإن هؤلء كن
حلل له والتحريم فيهن طارئ ،فلو شبه زوجته بواحدة منهن لم يكن مظاهرا منها -كما تقممدم -
)قوله :وتلزمه كفارة ظهار( أي وهي عتق رقبة مؤمنمة سمليمة ممن العيموب ،فممإن عجمز فصميام
شهرين متتمابعين ،فمإن عجمز فإطعمام سمتين مسمكينا لكمل مسمكين ممد طعمام فهمي مرتبمة ابتمداء
وانتهاء ،بخلف كفارة اليمين فإنها مخيرة ابتممداء مرتبممة انتهمماء لنممه يخيممر ابتممداء بيممن الطعممام
والكسوة والعتاق ،فإن لم يقدر على هذه الخصال صام ثلثة أيممام .ومثممل كفممارة الظهممار كفممارة
جماع نهار رمضان ،ومثلها أيضا كفارة القتل إل أنها ل إطعام فيها اقتصارا على الوارد .وقوله
بالعود :الباء سببية متعلقة بتلزم :أي تلزم الكفارة بسممبب العممود ولممو طلقهمما بعممده فل تسممقط عنممه
الكفممارة بعممد العممود بممالطلق بعممده .ومثممل الطلق غيممره مممن أنممواع الفرقممة ،وذلممك لسممتقرارها
بالمساك بعد الظهار زمنا يسع الفرقة ولم يفارق .وظمماهر عبممارته وجمموب الكفممارة بممالعود فقممط
وهو أحد أوجه ثلثة ،ثانيهمما وجوبهمما بالظهممار والعممود شممرط ،ثالثهمما :وجوبهمما بهممما معمما ،وهممو
المعتمد الموافق لترجيحهم أن كفارة اليمين وجبت باليمين والحن ث جميعا ،وينبني على ذلك أنممه
على الخير يجوز تقديمها على العود لنها حينئذ لها سببان فيجمموز تقممديمها علممى أحممد السممببين،
وعلى الولين ل يجوز تقديمها على العود لن لهمما سممببا وشممرطا علممى الثمماني وسممببا فقممط علممى
الول ومحل جواز تقديمها عليه علمى الخمر إن كممانت بغيممر الصمموم ،فمإن كمانت بمه فل يجموز
تقديمها عليه لنه عبادة بدنية والعبادة البدنية ل تقدم على وقتها )قوله :وهو( أي العود .وقوله أن
يمسكها زمنا يمكن فراقها فيه :أي يسكت عن طلقها بقدر نطقه بما يقع به فراقها كطلقتك وأنممت
طالق ولو جاهل أو ناسمميا ،وإنممما سمممي المسمماك المممذكور عممود لنممه عمماد لممما قمماله :أي خممالفه
ونقضه يقال :قال فلن قول وعاد له أو فيه :أي نقضه وخالفه وذلك لن
] [ 44
قوله :أنت علي كظهر أمي يقتضي أن ل يمسكها زوجة بعد ،فإذا أمسكها زوجة بعممد فقممد
عاد في قوله ومحل كون المساك المذكور يكون عمودا فمي الظهمار غيممر الممؤقت وغيمر المقيممد
بمكان وفي غير الرجعية .أما في الول والثاني فل يصير عممائدا إل بممالوطئ فممي المموقت أو فممي
المكان وأما في الثالث فل يصير عائدا إل بالرجعة .وقد نظم ابن رسلن في زبده حاصل مسائل
الظهار فقال :قول مكلف ولو من ذمممي لعرسممه ،أنممت كظهممر أمممي أو نحمموه ،فممإن يكممن ل يعقممب
طلقها ،فعائد يجتنب الوطئ كالحائض ،حتى كفرا بالعتق ينوي الفرض عما ظاهرا رقبة مؤمنة
بال جل سليمة عما يحل بالعمل إن لم يجد ،يصوم شهرين على تتابع ،إل لعذر حصممل وعمماجز،
ستين مدا ملكاستين مسكينا ،كفطرة حكى وال سبحانه وتعالى أعلم.
] [ 45
فصممل فممي العممدة أي فممي بيممان أحكامهمما :ككونهمما تحصممل بوضممع الحمممل أو بممالقراء أو
بالشهر وإنما أخر الكلم عليها إلى هنا لترتبها غالبا على الطلق ،وإنما قدم الكلم علممى اليلء
والظهار عليها لنهما كانا طلقا في الجاهلية وللطلق تعلق بهما ،والصل فيهمما الكتمماب والسممنة
والجماع ،وهي من حيث الجملة معلومة من الدين بالضرورة ،كما هو ظمماهر .وقممولهم ل يكفممر
جاحدها لنها غير ضرورية ينبغي حمله على بعض تفاصيلها ،وإنما كررت القراء الملحق بهمما
الشهر مع حصول البراءة بواحد استظهارا :أي طلبا لظهور ما شرعت لجله وهو براءة الرحم
واكتفى بها مع أنها ل تفيد تيقن البراءة لن الحامل قممد تحيممض لكممونه نممادرا وهممي مممن الشممرائع
القديمة )قوله :هي مأخوذة من العدد( أي لغة ،كما يفيده مقابله التي وقيل هممي لغممة إسممم مصممدر
لعتد ،والمصدر العتداد )قوله :لشتمالها( أي العدة بالمعنى الشرعي ،فهو بيان لحكمممة تسمممية
المعنى الشرعي بها فيكممون تعليل لمحممذوف :أي وإنممما سممميت المممدة الممتي تممتربص فيهمما المممرأة
بالعدة التي هي مأخوذة من العدد لشتماله تلك المدة علممى عممدد أقممراء أو أشممهر ،ولممو أخممر هممذا
التعليل عن المعنى الشرعي وزاد وسميت بذلك لكان أولى وأوضممح )قمموله :غالبمما( راجممع لقمموله
على عدد :أي أن اشتمالها على عدد هو في الغالب ،واحترز به عممن وضممع الحمممل فممإنه ل عممدد
في صورته وعن عدة المة بشهر ونصف )قوله :وهي( أي العدة :وقوله شرعا :أي فممي الشممرع
)قوله :مدة تتربص فيها المرأة( أي تنتظر وتمنع نفسها عن النكاح في تلك المممدة وشممملت المممرأة
الحرة والمة ،وخرج بها الرجل فل عدة عليه قالوا إل في حالتين الولى ما إذا كان معممه امممرأة
وطلقها رجعيا وأراد التزوج بممن ل يجموز جمعهما معهما كأختهما الثانيمة مما إذا كمان معمه أربمع
زوجممات وطلممق واحممدة منهممن رجعيمما وأراد الممتزوج بخامسممة فل يجمموز لممه ذلممك فممي الحممالتين
المذكورتين إل بعد انقضاء العدة وفي كون العدة واجبة على الرجل فيهما نظر ،بل غاية ممما فيممه
أنه يتربص بل تزوج حتى تنقضي العدة الواجبة على المرأة )قوله :لمعرفممة الممخ( علممة الممتربص
أي تتربص في تلك المدة لجل معرفة براءة رحمهمما ممن الحمممل ،وهممذا بالنسممبة لغيممر الصممغيرة
واليسة والمراد بالمعرفة ما يشمل الظن إذ ما عدا وضع الحمممل يممدل عليهمما ظنمما والرحممم جلممدة
معلقة في فرج المرأة فمها كممالكيس يجتمممع فيممه منمي الرجمل ومنمي المممرأة فيتخلمق منهمما الولمد
)قوله :أو للتعبد( معطوف على لمعرفة الخ فهو علة ثانية للتربص أي أو تتربص في تلممك المممدة
لجل التعبد ،وهذا بالنسبة للصغيرة واليسة وهو المغلب في العدة بدليل عدم الكتفاء بقرء واحد
مع حصول البراءة به ،وبممدليل وجمموب عممدة الوفمماة وإن لممم يممدخل بهمما .قممال فممي التحفممة :وقممول
الزركشي ل يقال فيها أي في العدة تعبد لنها ليست مممن العبممادات المحضممة عجيممب .اه) .قمموله:
وهو( أي التعبد .وقوله اصطلحا :أي في اصطلح الفقهاء .وقوله :ما ل يعقل معناه :أي أمر ل
تدرك حكمته ،بل الشارح تعبدنا به ثم إن في جعل ما خبرا عن التعبد مسممامحة :إذ المممر الواقممع
عليه لفظ ما بمعنى المتعبد به فهو ليس عين التعبممد .وقمموله عبممادة كممان :أي كالصمملة .وقمموله أو
غيرها :كالعدة في بعض أحوالها )قوله :أو لتفجعها( معطوف على لمعرفة الممخ ،فهممو علممة ثالثممة
للتربص أي أو تتربص لتفجعها :أي توجعها وتحزنها يقال :فجعته المصيبة :أي أوجعته وفي
] [ 46
البجيرمي :وقد يجتمع التعبد مع التفجع في فرقممة الممموت عمممن ل يولممد لممه أو كممانت قبممل
الدخول وقد تجتمع براءة الرحم مع التفجع فيمن يولد له في فرقة الموت وقد تجتمممع الثلثممة كممما
في هذا المثال لن العدة فيها نوع من التعبد دائما واجتماع القسام بعضها مع بعض مممأخوذ مممن
ذكر أو لنها مانعة خلو فتجوز الجمع اه .وقمموله :علممى زوج مممات :متعلممق بتفجممع .أي لتفجعهمما
على فراق زوج بالموت )قمموله :وشممرعت( أي العممدة وقمموله صممونا الممخ فيممه أنممه ل يشمممل نحممو
الصغيرة وغير المدخول بها في عدة الوفاة .وأجيب بأنه حكممة وهمي ل يلمزم اطرادهما .وقموله:
عن الختلط فيه أن الرحم إذا دخله مني الرجل انسد فمه فل يقبل منيا آخر فل يتصور اختلط.
وأجيب بأن المراد به الشتباه )قوله :تجب عدة لفرقة زوج حي( سيأتي مقممابله فممي قمموله وتجممب
لوفاة زوج .وفي البجيرمي :ومثل فرقة الحياة مسخه حيوانا ،ومثل فرقممة الممموت مسممخه جمممادا.
اه) .قوله :بطلق الخ( الباء سببية متعلق بفرقة أي فرقممة حاصمملة بسممبب طلق )قمموله :أو فسممخ
نكاح( أي بعيبه أو عيبها ،ومثل الفسخ النفساخ بلعان أو رضاع أو غيممره كممردة )قمموله :حاضممر
الخ( يحتمل جعله بدل من زوج فيكممون تعميمما فيممه .ويحتمممل أن يكمون مضمافا إليممه لفممظ نكمماح.
وقوله مدة طويلة :متعلق بغائب :أي غائب مدة طويلة .وفي التقييد به نظممر لنممه علممى الحتمممال
الول يكون قوله حاضر أو غائب مرتبطا بكل من الطلق أو من الفسخ فبالنسبة للطلق ل فرق
بين أن يكون المطلق غائبا مدة طويلة أو قصيرة ،ومثله بالنسبة للفسخ ول يممرد عليممه ممما سمميأتي
في باب النفقات من أن كثيرين اختاروا في غائب تعذر تحصيل النفقة منه الفسمخ لنمه يلممزم مممن
التعذر المذكور أن تكون المدة طويلممة ،وعلممى الحتمممال الثمماني يكممون قمموله :حاضممر ،أو غممائب
مرتبطا بالفسخ فقط .ول فرق فيه أيضا بين أن يكون الذي يفسخ غائبا مدة طويلة أو قصمميرة ول
يرد عليه ما سيأتي أيضا لما تقدم آنفا فتنبه )قوله :وطئ( الجملة صفة ثانية لممزوج مممن الوصممف
بالجملة بعد الوصف بالمفرد :أي ويشترط في ثبمموت العممدة وطممئ الممزوج لهمما ،ول بممد أن يكممون
الواطئ ممن يمكن وطؤه كصبي تهيأ له وأن تكون ممن يمكن وطؤها ومثل الوطئ إدخممال منيممه
المحترم حال خروجه وحال دخوله على ما اعتمده ابن حجممر وحممال خروجممه فقممط وإن لممم يكممن
محترما حمال دخموله علمى مما اعتممده م ر ،وذلمك كمما إذا احتلمم المزوج وأخمذت الزوجمة منيمه
وأدخلته فرجها ظانة أنها مني أجنبي فإن هذا محترم حال الخممروج وغيممر محممترم حممال الممدخول
وتجب به العدة إذا طلقت الزوجة بعده وقبل الوطئ على معتمد الثمماني دن الول لنممه اعتممبر أن
يكون محترما في الحالين .وفي سم :ولو وطئ زوجته ظانا أنها أجنبيممة وجبممت العممدة بل إشممكال
بل لو استدخلت هذا الماء زوجة أخرى وجبت العدة فيما يظهر .اه .وقوله في قبل أو دبر :تعميم
في الوطئ )قوله :بخلف ما إذا لم يكن وطئ( أي ولم تممدخل منيممه المحممترم :أي فل عممدة عليهمما
وإن وجدت خلوة ،وذلك لقول ال تعالى) * :يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتممموهن
من قبل تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها( * )) (1قوله :وإن تيقن براءة رحم( غاية فممي
وجوب العدة على الموطوءة :أي تجب العدة عليها وإن تيقن ذلممك ،وذلممك لن العممدة إنممما وجبممت
لعموم الدلة ،ولن المغلب فيها جهة التعبد كممما تقممدم )قمموله :كممما فممي صممغيرة وصممغير( تمثيممل
للمتيقن براءة رحمها وكون الزوج صممغيرا ليمس بقيممد فممي تيقممن بممراءة رحمهما ،بمل مممتى كممانت
صغيرة تيقن ذلك ولو كان كبيرا )قوله :ولوطئ الخ( معطوف على لفرقة :أي وتجب عدة لوطئ
حصل مع شبهة كائنة في حلة )قوله :كما في نكمماح فاسممد( أي كممما فممي وطئه بنكمماح فاسممد ،فممإن
الوطئ بالنكاح المذكور شبهة )قوله :وهو( أي وطئ الشبهة .وقوله :كل ما لم يمموجب حممدا علممى
الواطئ .أي وإن أوجبه على الموطوءة كما لو زنى المراهق ببالغممة أو المجنممون بعاقلممة فتلزمهمما
العدة لحترام
] [ 47
الماء )قمموله :ل يسممتمتع( أي الممزوج .وقمموله بموطمموءة بشممبهة .أي بزوجتممه الممتي وطئت
بشبهة .وقوله مطلقا :أي استمتاعا مطلقا وطئا كان أو غيره )قوله :حمل كانت( أي سممواء كممانت
عدة الشبهة بالحمل أو بغيره من القراء والشهر )قوله :حتى تنقضي الخ( غايممة فممي النفممي :أي
ل يستمتع بها إلى أن تنقضي عدتها بوضع الحمل أو غيمره ،فمإذا انقضمت عمدتها بمذلك جماز لمه
الستمتاع بها )قوله :لختلل النكاح الخ( علة لعدم الستمتاع :أي ل يستمتع بهمما لنممه قممد اختممل
نكاحه بسبب تعلق حق الغير بها وذلك الحق هو العدة لوطئ الشبهة )قوله :قال شيخنا ومنممه( أي
ومن التعليل المذكور ،وهو اختلل النكمماح بمما ذكمر .وكتمب ع ش علمى قممول م ر :ومنمه يؤخمذ
حرمة نظر ما نصه :هذا يخالف ما مر له قبيل الخطبة من جواز النظر لممما عممدا ممما بيممن السممرة
والركبة من المعتدة عن شبهة ،وعبارته :وخرج بالتي تحل زوجته المعتدة عن شبهة ونحممو أمممة
مجوسية فل يحل له إل نظر ما عدا ما بين السرة والركبة .اه .ويمكن الجواب بأن الغرض مممما
ذكره هنا مجرد بيان أنه يؤخذ من عبارة المصنف ول يلزم من ذلك اعتماده ،فليراجممع وليتأمممل،
على أنه قد يمنع أخذ ذلك من المتن لن النظر بل شهوة ل يعد تمتعا وهذا بناء على أن الضمممير
في منه راجع للمتن ،أما إن جعل راجعا لقمول الشممارح لختلل النكماح الممخ لممم يبعممد الخممذ .اه.
وقوله لم يبعد الخذ فيه أن الشكال ،وهو المخالفة المذكورة ل يرتفع بذلك .وقوله والخلمموة بهمما:
بالرفع عطف على النظر :أي ويحرم الخلوة بها )قوله :وإنما يجب لما ذكر( أي لفرقة زوج حي
ولوطئ شبهة وهو دخول على المتن )قوله :بثلثة قروء( الباء للتصوير متعلممق بعممدة :أي تجممب
عدة صورة بثلثة قروء :أي وإن طالت أو اسممتعجلت الحيممض بممدواء أو اختلفممت عادتهمما فيممه أو
كانت حامل من زنا لن حمل الزنا ل حرمة له ،ولو جهل حال الحمل ولم يمكن لحمموقه بممالزوج
بأن ولدت لكثر من أربع سنين من وقت إمكان وطئ الزوج لها حمل على أنه من زنا من حيث
صحة نكاحها معه وجواز وطئ الزوج لها وعلى أنه من شبهة مممن حيممث عممدم عقوبتهمما بسممببه،
فإن أتت به للمكان منه لحقه ولم ينتف عنه إل بلعان ولو أقرت بأنها من ذوات القراء ثم كذبت
نفسها وزعمت أنهما ممن ذوات الشمهر لمم يقبمل لن قولهما الول يتضممن أن عمدتها ل تنقضمي
بالشهر فل يقبل رجوعها فيه ،بخلف ما لممو قممالت ل أحيممض زمممن الرضمماع ثممم كممذبت نفسممها
وقالت :أحيض زمنه فيقبل أفاده م ر )قوله :والقممرء الممخ( اعلممم أنممه اختلممف فممي القممرء فقيممل أنممه
مشترك بين الحيض والطهر ،وقيل حقيقممة فممي الطهممر مجمماز فممي الحيممض ،وقيممل عكسممه ولكممن
المراد به هنا :أي في العدة الطهر ،كما روى عن عمممر وعلممي وعائشممة وغيرهممم مممن الصممحابة
رضممي الم عنهممم أجمعيممن ،ولقمموله تعممالى) * :فلطلقمموهن لعممدتهن( * ) (1أي فممي المموقت الممذي
يشرعن فيه في العدة وهو زمن الطهر لن الطلق في الحيض حرام ول يصح إرادتممه هنمما وإل
لكنا مأمورين بالحرام والحتراز بقوله هنا عن الستبراء ،فإن المراد به الحيض ومممن اسممتعماله
فيه ما في خبر النسائي :تترك الصلة أيام أقرائها وقوله طهر بين دمممي حيضممتين :إضممافة دمممي
إلى ما بعده من إضافة العم للخص فهي للبيان :أي طهر كائن بين دمين هما حيضتان .وقمموله
أو حيض ونفاس :أي أو كائن طهرها بين دمي حيض ونفاس ويتصور عممد الطهممر قممرءا بينهممما
بما إذا طلقها زوجها وهي حامل من زنا أو وطئ شبهة وكانت تحيممض فممي حملهمما فحاضممت ثممم
طهرت ثم نفست فيحسب هذا الطهر قرءا لنه بيممن حيممض ونفمماس .ومثممل الطهممر بيممن ممما ذكممر
الطهر الكائن بين نفاسين كأن طلقت حامل من زنا أو من وطئ شبهة ثممم وضممعت فشممرعت فممي
عدة الطلق ثم حملت من زنا فيحسممب الطهمر بيمن النفاسممين قمرءا ثممم تمأتي بعممد الوضمع الثماني
بقرأين آخرين إن لم يتقدم طهرها الذي طلقت فيه حيض ول نفاس ،وإل فبقرء واحد )قمموله :فلممو
طلق الخ( مفرع على كون القرء هو الطهر الكائن بين حيضتين الخ أي فلو لم يكن بين ذلك كأن
طلق من لم تحض أول :أي من لم يسبق منها حيض،
] [ 48
ومثله من لممم تنفممس كممذلك وقمموله ثممم حاضممت :أي بعممد الطلق :أي أو نفسممت )قمموله :لممم
يحسب الزمن الذي طلق فيه قرءا( أي لم يعد قرءا وقوله :إذ لم يكن الخ :علة لعدم حسبانه قممرءا
)قوله :بل ل بد الخ( إضراب انتقالي ،وقوله بعممد الحيضممة الممخ الظممرف متعلممق بمحممذوف صممفة
لثلثة أي ثلثة أطهار واقعة بعد الحيضة .وقوله المتصلة بالطلق :أي بممالطهر الممذي طلممق فيممه
)قوله :ويحسب بقية الطهر طهرا في غيرها( أي غير من لم تحض أول وهي التي حاضممت لن
نفي النفي إثبات يعني إذا طلقت في طهر مسبوق .بحيض ولو قل يحسب قرءا -كممما سمميذكره -
قريبا في قوله فمن طلقت طاهرا الخ )قوله :وتجب العدة بثلثة أقراء( الول إسممقاطه لنممه يغنممي
عنه قوله سابقا في الدخول علي بثلثة أقراء ،وإنما يجب لما ذكر عدة ،وليس هنمماك طممول عهممد
حتى يقال :إنه أعاده لطوله كما هو عادة المؤلفين )قوله :على حرة تحيض( متعلق بتجب )قمموله:
لقوله تعالى :الخ( دليل على وجوب العدة عليها )قوله) * :والمطلقممات يتربصممن( *( أي ينتظممرن
ويبعدن أنفسهن عن النكاح ثلثة قروء :أي أطهار )قوله :فمن طلقممت طمماهرا( ل يخفمماك أن هممذا
مفرع على تفسير القرء بأنه الطهر بيمن الحيضممتين ،وأن قمموله المممار ويحسمب بقيمة الطهمر المخ
مفرع عليه أيضا .وهذا يؤدي مؤدي ذلك ويزيد عليه فكان الملئم والخصر أن يقدم هممذا بجنمب
المفرع عليه ثم يعطف عليه قوله :المار ،فلو طلق أو يجعل قوله :فلو طلق باقيا في محلممه ويقممدم
هذا أيضا ويجعله معطوفا عليه وعلى الحالتين يحذف قوله ويحسب الخ .فتنبممه )قمموله :وقممد بقممي
الخ( الجملة حالية :أي طلقت والحممال أنمه بقممي ممن طهرهمما لحظممة )قمموله :انقضممت عممدتها المخ(
جواب من قوله )قوله :لطلق القرء على أقل لحظة( أي فيصدق على القرءين مع بعض القممرء
ثلثة قروء كما صدق على الشهرين مع بعممض الثممالث أشممهر فممي قمموله تعممالى) * :الحممج أشممهر
معلومممات( * )) (1قمموله :وإن وطممئ فيممه( غايممة فممي إطلق القممرء علممى أقممل لحظممة )قمموله :أو
حائضا( عطف على طاهرا )قوله :وإن لم يبق الممخ( غايممة مممما بعممده فكممان الولممى تممأخيره عنممه
)قوله :فتنقضي عدتها الخ( أي ول يحسب الحيض الذي طلقت فيه قرءا )قوله :وزمن الطعن في
الحيضة( أي الثالثة فيما إذا طلقممت طماهرا أو الرابعمة فيممما إذا طلقمت حائضمما وقموله :ليممس ممن
العدة ،خبر المبتدأ الذي هو لفظ زمن )قوله :بل يتبين به( أي بزمن الطعممن فممي الحيضممة .وقموله
انقضاؤها :أي بممالقراء السممابقة عليممه .تنممبيه :سممكت المؤلممف عممما إذا طلقممت وهممي ذات نفمماس،
وظاهر كلم الروضة في باب الحيض أنه ل يحسب من العدة فل بد من ثلثة أقراء بعد النفاس.
كذا في المغني وع ش ،وسكت أيضا عن عدة المستحاضة .وحاصممله أن عممدة المستحاضممة غيممر
المتحيرة حرة كانت أو أمة بأقرائها المردودة هي إليها حيضا وطهرا فترد معتمادة لعادتهما فيهمما
ومميزة لتمييزها كذلك ومبتدأة ليوم وليلة في الحيض وتسع وعشرين في الطهممر فعممدتها تسممعون
يوما من ابتداء دمها إن كانت حرة لشتمال كل شهر على حيض وطهممر غالبمما ،وعممدة المتحيممرة
الحرة ثلثة أشهر هللية لشتمال كل شهر على حيض وطهر ،وهممذا إذا طلقممت فممي أول الشممهر
كأن علق الطلق به ،أما لو طلقت في أثنائه فإن بقي منه ما يسع حيضا وطهرا بممأن يكممون سممتة
عشر يوما فأكثر حسب قرءا لشتماله على حيض وطهر ل محالة فتكمل بعممده شممهرين هللييممن
وإن بقي منه خمسة عشر يوما
) (1سورة البقرة ،الية (2) .228 :سورة البقرة ،الية.197 :
] [ 49
بأقممل لممم يحسممب قممرءا لحتمممال أنممه حيممض فتعتمد بعمده بثلثممة أشمهر ،أمما الرقيقممة فقممال
البارزي :تعتد بشهر ونصف .وقال البلقينمي :همذا قمد يتخمرج علمى أن الشمهر أصمل فمي حقهما
وليس بمعتمد ،فالفتوى على أنها إذا طلقت أول الشهر اعتدت بشهرين أو وقد بقي أكثره فببمماقيه،
والثاني أو دون أكثره فبشهرين بعد تلك البقية وهذا هو المعتمد) .قوله :وتجب عدة بثلثممة أشممهر
الخ( أي لقوله تعالى) * :واللئي يئسن من المحيض من نسممائكم إن ارتبتممم فعممدتهن ثلثممة أشممهر
واللئي لم يحضن( * أي فعدتهن ثلثممة أشممهر ،فحممذف المبتممدأ والخممبر مممن الثمماني لدللممة الول
عليه .وقوله هللية :أي ل عددية .وقوله :ما لم تطلق أثناء شهر :قيد لكونها هللية :أي أن محممل
كونها هللية إذا لم تطلق أثناء شهر بأن طلقت أوله )قوله :وإل تمم الممخ( أي وإل لممم تطلممق الممخ
بأن طلقت أثناء شهر تمم الول المنكسر من الشهر الرابع ثلثين يوما سواء كان المنكسر ناقصا
أو تاما )قوله :إن لم تحض( أي لصغر أو لعلة أو جبلة منعتها رؤية الدم :أي ولم تبلغ سن اليأس
لئل يتكرر مع ما بعده )قوله :أو حاضت أول( أي أو رأت الحيض قبل اليأس )قوله :ثممم انقطممع(
أي الحيض )قوله :ويئست من الحيض( أي من عوده عليها )قوله :ببلوغهمما الممخ( البمماء لتصمموير
اليأس :أي أن اليأس مصور ببلوغها الخ .وقوله إلى سن :إلى زائدة أو أصمملية ،ويضمممن العامممل
وهو بلوغ معنى وصول .وقوله تيأس فيه النساء :أي كل النساء في كل الزمنة باعتبار ما يبلغنا
خبره ويعرف ،وقيل المعتبر في اليأس يأس عشيرتها :أي نساء أقاربها من البوين القرب إليها
فالقرب لتقاربهن طبعا وخلقا )قوله :وهو( أي سن اليأس .وقوله :اثنتان وستون سنة الخ :عبارة
النهاية :وحدوده باعتبار ما بلغهم باثنتين وستين سنة ،وفيه أقوال أخر :أقصمماها خمممس وثمممانون
سنة وأدناها خمسون .اه .وفي شممرح الممروض :ول يبممالي بطممول مممدة النتظممار احتياطمما وطلبمما
لليقين .اه )قوله :ولو حاضت الخ( المقام للتفريع ،فالولى التعبير بالفاء بدل الواو .وقوله من لممم
تحض قط :سيأتي محترزه وهو اليسمة .وقموله فمي أثنماء المخ :متعلمق بحاضمت )قموله :اعتمدت
بالطهار( أي استأنفت العدة بالطهار إجماعا ،وذلك لنها الصل في العدة وقد قدرت عليها قبل
الفراغ من بدلها فتنتقل إليها كالمتيمم إذا وجد الماء في أثناء التيمم .قال فممي المغنممى :ول يحسممب
ما بقي من الطهر قرءا .اه )قوله :أو بعدها( معطمموف علمى فمي أثنماء المخ :أي أو حاضممت بعممد
العدة بالشهر .وقوله :لم تستأنف العممدة بالطهممار :أي لن حيضممها حينئذ ل يمنممع صممدق القممول
بأنها عند اعتدادها بالشهر من اللئي لم يحضن )قوله :بخلف اليسة( هذا محترز قوله مممن لممم
تحض قط :أي بخلف اليسة إذا حاضت فإن فيهمما تفصمميل حاصممله أنهمما إذا حاضممت فممي أثنمماء
الشهر الثلثة وجبت القراء لنها الصممل ولممم يتممم البممدل ويحسممب ممما مضممى قممرءا لحتواشممه
بدمين فتضم إليه قرءين ،وإذا حاضت بعدها فإن نكحممت زوجمما آخممر فل شممئ عليهمما لن عممدتها
انقضت ظاهرا ول ريبة مع تعلق حق الزوج بها ،وإن لم تنكح استأنفت العدة بالقراء لتبين عدم
يأسها ،وأنها ممن يحضن مع عدم تعلق حق بها )قوله :ومن انقطع حيضممها( أي قبممل الطلق أو
بعده في العدة برماوي )قوله :بل علة( متعلق بانقطع وسيأتي مقابله فممي قمموله .وأممما مممن انقطممع
حيضها بعلة الخ .وقوله تعرف :الجملة صفة لعلة )قوله :لممم تممتزوج حممتى تحيممض أو تيممأس( أي
وإن طال صبرها ،وذلك لن الشهر إنما شرعت للتي لم تحض ولليسة وهذه غيرهما .وفممي ع
ش ما نصه :انظر هل يمتد زمن الرجعة إلى اليأس أم ينقضي بثلثة أشممهر كنظيممره السممابق فممي
المتحيرة ؟ الظاهر الول اه .عميرة .وهل مثل الرجعة النفقة أم ل ؟ فيممه نظممر أيضمما .والقممرب
الول لن النفقة تابعة للعدة وقلنا ببقائها وطريقه في الخلص من ذلممك أن يطلقهمما بقيممة الطلقممات
الثلث .اه وقوله :ثم تعتد بالقراء :أي إذا حاضت .وقوله أو الشهر:
) (1سورة الطلق ،الية.4 :
] [ 50
أي إذا أيست فهو على اللف والنشر المرتب )قوله :وفممي القممديم( الجممار والمجممرور خممبر
مقدم والمصدر المؤول بعد مبتدأ مؤخر )قوله :وهو( أي القول القديم .وقوله إنها :أي من انقطممع
حيضها )قوله :تتربص تسعة أشهر( وفي قول قديم أيضمما تممتربص أربممع سممنين لنهمما أكممثر مممدة
الحمل ،ثم إن لم يظهر حمل تعتد بالشهر )قوله :ثم تعتد الخ( أي ثم بعد مضي تسعة أشهر تعتممد
بثلثة أشهر .وفي التحفة :وقيل :ثلثة من التسعة عممدتها اه )قموله :ليعممرف المخ( علمة لتربصمها
تسعة أشهر ل لكونها تعتد بعدها ثلثة أشهر لن معرفممة فممراغ الرحممم تحصممل بالتسممعة الشممهر
المتربصة ،وحينئذ علة كونها تعتد بعدها بما ذكر التعبد .وقوله فراغ الدم :عبممارة التحفممة :فممراغ
الحرم .اه .وهي أولى لن المراد فراغه من الحمممل ل مممن الممدم ولعممل فممي عبممارته تحريفمما مممن
النساخ .وقوله إذ هي :أي التسعة الشهر وهو علة للعلة :أي وإنما كان يعرف فممراغ الرحممم بهمما
لنها غالب مدة الحمل )قوله :وانتصر له الخ( أي استدل الشافعي لقوله القممديم :بممأن سمميدنا عمممر
قضى به ،ومع ذلك فهو ضعيف .إذ المعتمد الجديد )قوله :ومن ثم( أي ومن أجممل أن هممذا القممول
قضى به سيدنا عمر ولم ينكر عليه )قوله :أما مممن انقطممع حيضممها الممخ( محممترز قمموله :بل علممة
تعرف )قوله :كرضاع الخ( تمثيل للعلة التي تعرف .وقوله ومرض :أي وإن لم يممرج بممرؤه كممما
شمله إطلقهم ،خلفا لما اعتمده الزركشي .اه .نهاية .وقوله خلفا الخ :قال ع ش لعله يقول :إن
عدتها ثلثة أشهر إلحاقا لها باليسة .اه )قوله :فل تتزوج الممخ( أي لن سمميدنا عمممر رضممي الم
عنه حكم بذلك في المرضع رواه البيهقي ،بل قال الجويني هو كالجماع من الصحابة رضي ال
عنهم .وقولهم اتفاقا :هو محل المخالفة بينهما وبين من انقطع حيضها بل علة )قوله :وإن طممالت
المدة( أي فل يجوز لها التزوج .وفممي الخطيممب .قممال بعممض المتممأخرين :ويتعيممن التفطممن لتعليممم
جهلة الشهود هذه المسألة فإنهم يزوجون منقطعة الحيض لعارض أو غيره قبل بلوغ سممن اليممأس
ويسمونها بمجرد النقطاع آيسة ويكتفون بمضي ثلثة أشهر ويستغربون القول بصبرها إلى سن
اليأس حتى تصير عجوزا فليحذر من ذلك :اه )قوله :وتجب العدة لوفاة( مقابل قوله أول الفصممل
وتجب العدة لتفرقة زوج حي )قوله :حتى الخ( غاية في وجوب عدة الوفمماة علممى المتمموفى عنهمما
زوجها :أي تجب العدة عليها ولو كانت مطلقة طلقا رجعيا بأن طلقها طلقا رجعيا ثم مات قبممل
انقضاء عدتها ،وحينئذ فتنتقل إلى عدة الوفاة ويسقط عنها بقية عدة الطلق فتحممد وتسممقط نفقتهمما،
بخلف ما إذا مات عن بائن فإنها ل تنتقل إليها بل تكمل عدة الطلق لنها ليست زوجة فل تحممد
ولها النفقة إن كانت حامل ،وقيد بالحرة لجل أن يصح تقييده العممدة بعممد بأربعممة أشممهر وعشممرة
أيام لنها هي التي عدتها ما ذكر ،وأما المة فهي على النصف من ذلك )قوله :وغيممر موطمموءة(
معطوف على حرة رجعية :أي وتجب عدة الوفاة على غير الموطمموءة بممأن مممات قبممل أن يطأهمما
لكونها صغيرة أو غير ذلك ،بخلف فرقة الحياة فإنها إن كانت قبل المموطئ ل تجممب عممدة عليهمما
لية * )ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن( * الخ .قال في المغني :وإنما لم يعتبر هنا الوطئ كما
في عدة الحياة لن فرقة الوفاة ل إساءة فيها من الزوج فأمرت بالتفجع وإظهممار الحممزن بفراقممه،
ولهذا وجب الحداد كما سمميأتي ،ولنهمما قممد تنكممر الممدخول ول تنممازع -بخلف المطلقممة -ولن
مقصودها العظم حفظ حق الزوج دون معرفة الممبراءة ولهممذا اعتممبرت الشممهر .اه )قمموله :وإن
كانت ذات إقراء( غاية فممي كمون عمدة الوفمماة بالشمهر ،وحينئذ فكمان الولممى تمأخيره عمن قمموله
بأربعة
أشهر وعشرة أيام )قوله :بأربعة أشهر وعشرة أيام( أي بعد وضع الحمل إن كانت حامل
من شبهة لن عدة الحمل مقدمة مطلقا تقدمت أو تأخرت عن الموت بأن وطئت بشبهة فممي أثنمماء
العدة وحملت فإنها تقدم عدة الشبهة وبعد وضع الحمل تبني على ما مضى من عممدة الوفمماة ،فممإن
كانت حامل من زنا انقضت عدتها بمضي الشهر مع وجوده لنه ل حرمممة لممه .ثممم إن الربعممة
الشهر معتبرة بالهلة ما لم يمت أثناء شهر ،وقد بقي منه أكثر من عشرة أيام وإل تعتممبر ثلثممة
من الهلة ،ويكمل من الرابع ما يكمل أربعين يوما ولممو جهلممت الهلممة حسممبتها كاملممة .قممال فممي
التحفة :وكأن حكمة هذا العدد وما مر أن النساء :ل يصبرن عن الممزوج أكممثر مممن أربعممة أشممهر
فجعلت مدة تفجعهن ،وزيدت العشرة اسمتظهارا .ثمم رأيمت شمرح مسملم ذكمر أن حكممة ذلمك أن
الربعة بهمما يتحممرك الحمممل وتنفممخ الممروح ،وذلممك يسممتدعي ظهممور الحمممل إن كممان .اه .وقمموله
ولياليها :في المغني ما نصه .تنبيه :إنما قال :بلياليها لن الوزاعممي والصممم قممال :تعتممد بأربعممة
أشهر وعشر ليال وتسعة أيام قال :لن العشر تستعمل في الليممالي دون اليممام .ورد بممأن العممرب
تغلب صيغة التأنيث في العدد خاصممة فيقولممون سممرنا عشممرا ويريممدون بممه الليممالي واليممام وهممذا
يقتضي أنه لو مات في أثناء الليل ليلة الحادي والعشممرين ممن الشممهر أن هممذه العشممرة الممتي هممي
آخر الشهر ل تكفي مع أربعة أشهر بالهلل بل ل بد من تمام تلك الليلممة ،والممذي يظهممر أن ذلممك
يكفي .اه) .قوله :للكتاب الخ( دليل لكون عمدة الوفماة أربعمة أشمهر وعشمرة أيمام :أي وهمو قموله
تعالى) * :والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا( * وقمموله
والسنة :أي والجماع لكن في غير اليوم العاشر نظرا إلى عشرا إنما يكون للمؤنث وهمو الليمالي
ل غير ،كما تقدم )قوله :وتجب على المتوفي عنها زوجها( صادق بالحامممل مممن شممبهة فيقتضممي
أنه يجب عليها الحداد حالة الحمل وليس كذلك ،بل يجب عليها بعممد الوضممع .ولممو قممال :وتجممب
على المعتدة عن وفاة لكان أولى لعدم صممدقه علمى مما ذكممر .وقموله العممدة بممما ذكممر :أي بأربعمة
أشهر وعشرة أيام )قوله :مع إحداد( الظرف متعلق بمحذوف حال من العدة :أي تجب العدة حال
كونها مصحوبة بالحداد وهو من أحد ،ويقال فيها الحداد من حد لغة المنع واصممطلحا المتنمماع
من الزينة في البدن )قوله :يعني يجممب الحممداد عليهمما( أي علممى المتمموفي عنهمما زوجهمما .وقمموله
أيضا :أي كما يجب عليها العدة .واعلم ،أن ترك الحداد كل المدة أو بعضها كممبيرة فتعصممي بممه
إن علمت حرمة الترك ،ومع ذلك تنقضي عدتها ولو بلغها وفمماة زوجهمما بعممد انقضمماء العممدة .فل
إحداد عليها النقضاء عدتها ،كما لو بلغها طلقه بعد انقضاء العدة فإنه ل عدة عليها )قوله :بممأي
صفة كانت( أي المتوفى عنها زوجهمما :أي سممواء كممانت رجعيممة أو صممغيرة أو غيرهممما )قمموله:
للخبر المتفق عليه( دليل لوجوب الحداد .وقموله :ل يحممل المخ :بمدل أو عطممف بيمان مممن الخمبر
)قوله :فوق ثلث( أي وأما الثلث وما دونها فيحل فيهما للمرأة الحداد في نحو القريب من سيد
وصديق ومملوك وصهر .والضابط من حزنت لموته فلها الحداد عليه ثلثممة أيممام ،ومممن ل فل.
كذا في البجيرمي نقل عن الزيادي )قوله :أربعة أشهر وعشممرا( متعلممق بمحممذوف بينممه الشممارح
بقوله :أي فإنه الخ وقوله أي يجب :تفسير مراد للحل الذي هو الجواز )قوله :لن الخ( علة لكون
المراد من الحل الوجوب .وحاصله أن ما جاز بعد امتناعه :أي نفيه واجب غالبا ولممك أن تقممول:
أن ما جاز بعد المتناع يصدق بالوجوب المجمع عليه كما هنا ،ل هو نفس الوجوب .وبيان ذلممك
أنه أول نفى الحل بقوله :ل يحل ثم أعيد ثانيا مثبتا
] [ 52
بالمفهوم ،فعلم أن المراد به ما قابل المتنمماع فيصممدق بممالوجوب )قمموله :وللجممماع علممى
إرادته( أي إرادة الوجوب في الحديث ل الجواز .وقوله إل ما حكممي عممن الحسممن البصممري :أي
إل ما نقل عنه مممن عممدم وجمموبه فل يكممون قادحمما فممي الجممماع )قمموله :وذكممر اليمممان( أي فممي
الحديث .وقوله للغالب :أي أن المحدة تكون مؤمنة )قوله :أو لنه( أي اليمان .وقوله أبعممث :أي
أشد باعثا وحامل لها على المتثال للمأمور بممه )قمموله :وإل فمممن الممخ( أي وإن لممم نقممل إن ذكممر
اليمان للغالب أو لنه أبعث فل يصح التقييد به لن من لها أمان كالذميمة والمعاهمدة والمسمتأمنة
كذلك )قوله :يلزمها ذلك( أي الحداد بمعنى أنا نلزمها به لو رفع المر إلينا .قال سم :بممل ويلممزم
من ل أمان لها أيضمما لممزوم عقمماب فممي الخممرة بنمماء علممى الصممح مممن مخاطبممة الكفممار بفممروع
الشريعة .اه )قوله :ويلزم الولي الخ( أي ويلزم الولي أن يأمر موليته صممغيرة كممانت أو مجنونممة
بالحداد )قوله :تنبيه( أي في بيان معنى الحداد اصطلحا )قوله :الحداد( مبتدأ خبره قوله ترك
الخ )قوله :على المتوفي عنها زوجها( قد علمت ما فيه )قوله :ترك لبس مصبوغ لزينممة( أي ليل
ونهارا من حرير أو غيره كثوب أصفر أو أحمممر وخممرج بقمموله :لزينممة ممما صممبغ ل لزينممة ،بممل
لجل احتمال وسمخ كالسمود والخضمر والزرق فل يحمرم عليهما لبسمه إل إن كمانت ممن قموم
يتزينون به كالعراب فيحرم .وقوله وإن خشن :غاية للحرمة )قوله :ويباح إبريسم( هو بممالمعنى
الشامل للقز مطلق الحرير ،ومثله بالولى قطن وصوف وكتان لم تصبغ )قوله :وتممرك التطيممب(
معطوف على ترك الول :أي والحداد الواجب عليها أيضا ترك التطيب فيحممرم عليهمما التطيممب
في بدن أو ثوب أو طعام أو شراب أو كحل وضممابط الطيممب المحممرم عليهمما كممل ممما حممرم علممى
المحرم ،لكن يلزمها هنا إزالة الطيب الكائن معها حال الشروع فممي العممدة )قموله :والتحلممي المخ(
معطوف على التطيب :أي والحداد الواجب أيضا ترك التحلي .وقوله نهارا :أما ليل فجائز لكن
مع الكراهة إن كان لغير حاجة ،فإن كممان لحاجممة فل كراهممة .قممال فممي المغنممي :فممإن قيممل :لبممس
المصبوغ يحرم ليل فهل كان هنا كممذلك ؟ أجيممب :بممأن ذلممك يحممرم الشممهوة ،بخلف الحلممي .اه.
وقوله :بحلي ذهب أو فضة متعلق بالتحلي :أي ترك التحلي بحلي ذهب أو فضة فلو تحلت بممذلك
حرم لنه يزيد في حسنها كما قيل :وما الحلي إل زينة لنقيصة يتمم من حسممن إذا الحسمن قصممرا
فأما إذا كان الجمال موفرا كحسنك لم يحتج إلى أن يممزورا وقمموله أن يممزورا :أي يحسممن ويزيممن
من التزوير ،وهو تحسين الكممذب )قموله :ولمو نحمو خمماتم( أي ولمو كمان ذلممك الحلمي نحمو خمماتم
كخلخال وسوار فإنه يحرم )قوله :أو قرط( هو بضم القاف وسكون المراء :وهمو حلمق يعلمق فمي
شحمة الذن وينبغي أن محل حرمته ما لم يحصل لها ضرر بتركه ،وإل جمماز لهمما لبسممه )قمموله:
أو تحت الثيماب( أي أو كمان الحلمي لبسمته ممن تحمت الثيماب فيحمرم )قموله :للنهمي عنمه( تعليمل
لوجوب ترك التحلي بحلي ذهب أو فضة :أي وإنما وجب ذلك للنهي عن الحلممي فممي روايممة أبممي
داود والنسائي أن النبي )ص( قال :المتوفي عنها زوجها ل تلبس الحلي ول تكتحل ول تختضب
)قوله :ومنه مموه( أي ومن الحلي الممواجب تركممه نحمماس مممموه بممذهب أو فضممة ،ومثلممه المممموه
بغيرهما إن كان مما يحرم التزين به )قوله :ولؤلؤ( معطوف على مممموه :أي ومممن الحلممي أيضمما
لؤلؤ فيحرم التزين به لن الزينة فيه ظاهرة ،قال تعممالى) * :يحلممون فيهمما مممن أسماور مممن ذهمب
ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير( * وهذا هو الصح ،ومقابله يقول :ل حرمة بالتزين به لنه
] [ 53
يحل للرجل )قوله :ومنها العقيق( أي ومن الجواهر العقيق فيحرم عليها التحلي به )قمموله:
وكذا نحاس( أي وكذلك من الحلي نحو نحاس كرصاص بالقيمد التممي وحينئذ فتقييمد الحلممي فيممما
مر بكونه من ذهب أو فضة محله إن كانت من قوم ل يتحلون إل بهما ،وإل فليس بقيد .وعبممارة
المغني :والتقييد بالذهب والفضة يفهم جواز التحلي بغيرهما كنحاس ورصاص وهو كذلك إل إن
تعود قومها التحلي بهما أو أشبها الذهب والفضة ،بحيث ل يعرفان إل بتأمل أو موها بهما فإنهما
يحرمان .قال الذرعي :والتمويه بغير الذهب والفضة :أي مما يحرم تزينهمما بممه كممالتمويه بهممما،
وإنما اقتصروا على ذكرهما اعتبارا بالغالب .اه )قوله :إن كانت( أي المرأة المعتدة بعمدة الوفماة.
وقوله يتحلون بهما :أي بالنحاس والعاج وهو عظم الفيل )قمموله :وتممرك الكتحممال( عطممف علممى
ترك الول أيضا :أي والحداد الواجب أيضا ترك الكتحال .وقوله بإثمد :أي ونحوه مما يكتحممل
به للزينة .وقوله إل لحاجة :أي كرمد فتكتحل به لكن ليل فقط وتمسحه نهارا ويجمموز للضممرورة
نهارا أيضا ،وذلك لخبر أبي داود أنه )ص( دخل على أم سلمة وهي حمادة علمى أبمي سملمة وقمد
جعلت على عينها صبرا .فقال :ما هذا يا أم سلمة ؟ فقالت :هو صبر ل طيب فيه .فقممال :اجعليممه
بالليل وامسحيه بالنهار )قوله :ودهن( بالجر عطف علممى الكتحممال :أي وتممرك دهممن وهممو بفتممح
الدال مراد به المصدر .وقوله شعر رأسها :أي ولحيتها إن كانت وبقية شممعور وجههمما )قمموله :ل
سائر البدن( بالجر عطف على رأسها :أي ل يجب عليها تممرك دهممن سممائر شممعور البممدن ،وكممما
يحرم عليها الدهن يحرم عليها طلء وجهها بالسممفيذاج -بالممذال المعجمممة -وهممو ممما يتخممذ مممن
الرصاص يطلى به الوجه وبالدمام -بكسر المدال المهملمة وضممها -وهمي مما يطلمى بمه الموجه
للتحسين ،وهو الحمرة التي يورد بها الخد وهو المسمى عنممد العامممة بحسممن يوسمف .ويحكمى أن
المام أبي حنيفة رضي ال عنه كان إذا ذكر أحد عنده بسوء ينهى عنه ويقول :حسممدوا الفممتى إذ
لم ينالوا سعيه فالكل أعداء له وخصوم كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسممدا وبغضمما ،إنممه لممدميم
أي معمول بالمدمام المتقمدم ،ويحمرم عليهما أيضما خضماب مما ظهمر ممن بمدنها كمالوجه واليمدين
والرجلين بنحمو الحنماء وتطريمف أصمابعها وتصمفيف شمعر طرتهما :أي ناصميتها علمى جبهتهما
وتجعيد شعر صدغيها وحشو حاجبها بالكحل وتدقيقه بالحف وهو إزالة شعر ما حممول الحمماجبين
وأعلى الجبهة بالتحفيف )قوله :وحل تنظف بغسل( أي لرأس أو بدن ولو بدخول حمام ليممس فيممه
خروج محرم وحل أيضا امتشاط بلدهن واستعمال نحو سممدر وإزالممة شممعر لحيممة أو شممارب أو
إبط أو عانة وقلم ظفر )قوله :وإزالة وسخ( بالجر عطفا على غسل :أي وحل تنظف بإزالة وسخ
)قوله :وأكل تنبل( بالرفع عطفا على تنظف :أي وحل لها أكل تنبل إذ هو ليس من أنواع الطيممب
)قوله :وندب إحداد لبائن الخ( وفي قول قديم يجب كالمتوفي عنهمما زوجهمما بجممامع العتممداد عممن
النكاح .ورد بأنها إن فورقت بطلق فهي مجفوة به :أي مهجورة متروكة بسبب الطلق ونفسممها
قائمة منه فل تحزن عليه أو بخلع ،فالخلع إنما هو منها لكراهتها له أو بفسخ ،فالفسخ إما منها أو
منه لعيب قائم بها فل يليق بها إيجاب الحداد )قوله :لئل يفضي الخ( علة الندب :أي وإنمما نمدب
لئل يفضي تزيينها إلى فسادها )قوله :وكذا الرجعية( أي وكذا يندب الحداد للرجعيممة ،كممما نقلممه
في الروضة كأصلها عن أبي ثور عن الشافعي رضي ال عنه ،ثم نقل عن بعض الصممحاب أن
الولى لها أن تتزين بما يدعو الزوج إلى رجعتهمما .اه .شممرح المنهممج )قمموله :إن لممم تممرج عمموده
بالتزين( قيد في ندب الحداد للرجعية )قوله :فيندب( أي التزين ،وهو مفرع علممى محممذوف :أي
إذا ترجت العود فيندب لها التزين ،وعلى ما ذكر حمممل حجممر ممما أطلقممه الصممحاب مممن أولويممة
التزين لها .تنبيه :قال سم :حيث طلب الحداد أو أبيح وتضمن تغيير اللبمماس لجممل الممموت كممان
مستثنى من حرمة تغيير اللباس للموت المقرر في باب الجنائز .اه) .قوله :وتجممب علممى المعتممدة
بالوفاة الخ( وذلك لقوله تعالى في الطلق* :
] [ 54
)أسكنوهن من حيث سكنتم( * أي مكانا من مكان سكناكم ،ولخبر ،فريعممة -بضممم الفمماء -
بنت مالك في الوفاة أن زوجهمما قتممل فسممألت رسممول الم )ص( أن ترجممع إلممى أهلهمما ،وقممالت إن
زوجي لم يتركني في منزل يملكه ،فأذن لهمما فممي الرجمموع قممالت :فانصممرفت حممتى إذا كنممت فممي
الحجرة أو في المسجد دعاني ،فقال :امكثي في بيتك حتى يبلغ الكتاب أجله ،قالت :فاعتددت فيممه
أربعة أشهر وعشرا ،صححه الترمذي وغيره )قوله :وبطلق( معطوف على بالوفاة :أي وعلممى
المعتدة بطلق .وقوله بائن :مفاد التقييممد بممه أن المفارقممة بطلق رجعممي ل يجممب عليهمما ملزمممة
المسكن ،وليس كذلك بدليل قوله بعد أما الرجعية الخ .ولو قال :أو بطلق ولممو بائنمما وقيممد قمموله:
ولها الخروج بغير الرجعية لكان أولى وأنسب بقوله :أما الرجعية الخ .تأمل )قوله :أو فسممخ( أي
أو انفساخ بردة أو لعان أو رضاع .ح ل )قوله :ملزمممة مسممكن( فاعممل تجممب :أي وتجممب علممى
المعتدة بالوفاة وما بعده ملزمة مسكن فل تخرج بنفسها منه وليس لزوج ول غيممره أن يخرجهمما
منه ولو وافقها الزوج على خروج منه بغير حاجة لم يجز وعلى الحاكم المنع منه لن فممي العممدة
حقا ل تعالى وقد وجبت وهي في ذلممك المسممكن .قممال تعممالى) * :ل تخرجمموهن مممن بيمموتهن ول
يخرجن إل أن يأتين بفاحشة مبينة( * والضافة في قوله) * :من بيوتهن( * لسممكناهن فيهمما ،وإل
فالبيوت للزواج .وفسر ابن عباس وغيره الفاحشة المبينة بأن تبذو على أهل زوجها حتى يشممتد
أذاهم ومثل أهل الزوج جيرانها ،فإن اشتد أذاهم بها جماز إخراجهما كمما أنمه إذا اشمتد أذاهما بهمم
جاز خروجها )قوله :كانت فيه الخ( الجملة صفة لمسكن .أي مسممكن موصمموف بأنهمما كممانت فيممه
عند الموت أو عند الفرقة أي بإذن الممزوج وكممان لئقمما بهمما حينئذ وأمكممن بقاؤهمما فيممه لسممتحقاقه
منفعته ،فإن فورقت بوفاة أو غيرها وهي في مسكن لم يأذن فيممه بممأن انتقلممت مممن مسممكنها الول
إلى المسكن الثمماني بغيممر إذن الممزوج لهمما فيلزمهمما أن ترجممع للول وتعتممد فيممه لعصمميانها بممذلك،
بخلف ما لو انتقلت إليه بإذنه فإنها تعتد فيه وجوبا وإن كان أبعد من الول أو رجعت إليه لخممذ
متاع ،وذلك لعراضها عن الول بحق أو لم يكن لئقا بها فل تكلف السكنى فيه كالزوجة أو لممم
يمكن بقاؤها فيه كأن تعلق به حق كرهن وقد بيع في الممدين لتعممذر وفممائه مممن غيممره ولممم يممرض
مشتريه بإقامتها فيه بأجرة المثل فتنتقل منه إلى غيره )قوله :إلى انقضاء عدة( متعلممق بملزمممة:
أي وتجب الملزمة إلى أن تنقضي العدة ،فإذا انقضت فل وجمموب )قمموله :ولهمما الخممروج نهممارا
الخ( وذلك لما رواه مسلم عن جابر قال :طلقت خالتي سلمى فأرادت أن تجذنخلها فزجرها رجل
أن تخرج ،فأتت النبي )ص( فقال :جذي عسى أن تتصدقي أو تفعلي معروفا قال الشافعي رضي
ال عنه ،ونخل النصار قريب من منازلهم ،والجذاذ ل يكون إل نهممارا .وورد ذلممك فممي البممائن،
ويقاس بها المتوفي عنها زوجها .وضابط من يجوز لها الخروج لما ذكره ومن ل يجوز لها ذلك
كل معتدة ل تجب نفقتها ولم يكن لها من يقضيها حاجتهما لهما الخمروج فمي النهمار لشمراء طعمام
وقطن وبيع غزل للحاجة ،أما من وجبت نفقتها من رجعية أو بائن حامل أو مسممتبرأة فل تخممرج
إل بإذن أو ضرورة كالزوجة لنهن مكفيات بالنفقة )قوله :ل ليل( أي ل يجوز لها الخممروج فممي
الليل مطلقا لذلك لنه مظنة الفساد إل إذا لم يمكنها ذلك نهارا :أي وأمنت كما بحثممه أبممو زرعممة.
اه .تحفة وقوله ولو أوله :أي ل يجوز لها الخممروج فممي الليمل ولمو كمان فمي أولمه )قموله :خلفما
لبعضهم( أي القائل بأن لها الخروج أوله )قوله :لكن لها خروج ليل الخ( إسممتدراك مممن امتنمماعه
ليل ،وإنما جاز لها فيه للغزل ونحوه لما رواه الشافعي والممبيهقي رحمهممما ال م تعممالى أن رجممال
استشهدوا بأحد ،فقالت نساؤهم :يا رسول ال إنا نستوحش في بيوتنا فنبيت عند إحدانا ،فأذن لهن
)ص( أن يتحدثن عند إحداهن ،فإذا كان وقت النوم تأوي كممل واحممدة مممن بيتهمما )قمموله :إلممى دار
جاره الملصق( أي لدارها ،ومثله ملصق الملصق والمقابل ،وفي تقييده الجار بما ذكر إشارة
إلى أن المراد به هنا الذي مر في الوصية وهو الذي لم يتجاوز داره أربعين دارا من كممل جممانب
فما كان من الربعين فهو جار ولو لم يكن ملصقا ول ملصق الملصممق فلممو أوصممى لجيرانممه
يقسم على أربعين دارا من كل جانب .وقوله :لغزل وحديث ،متعلق بخروج.
] [ 55
وقوله ونحوهما :أي كخياطة )قوله :لكن الخ( تقييممد لجممواز الخممروج المممذكور )قمموله :أن
يكون ذلك( أي الخروج إلى دار جارتها ،والمراد ما يترتب عليه وهو مكثهمما عنممد جارتهمما .ولممو
صرح به وقال :أن يكون مكثها بقدر العادة لكان أولى .وقوله :بقدر العادة وقال بعضممهم :تمكممث
عند جارتها لذلك حصة لم تكن معظم الليل ،وإل فيحرم عليها ذلممك )قمموله :وأن ل يكممون عنممدها
الخ( أي وبشرط أن ل يكون عندها أي المعتدة :أي في دارها التي هي فيه مممن يؤنسممها ويحممدثها
فإن وجد من ذكر عندها فل يجوز لها ذلك ولم يذكر هذا الشرط الرملي )قوله :وأن ترجممع الممخ(
أي وبشرط أن ترجع إلى دارها وتبيت فيه ،فلو لم ترجع بل باتت عند جارتهمما حممرم عليهمما ذلممك
)قوله :أما الرجعية فل تخرج إل بإذنه( مقابل قوله :المعتممدة بالوفمماة الممخ .والنسممب بالمقابلممة أن
يقول :أما الرجعية فيجب عليها ملزمة السكنى أيضا ،ولكن ل تخرج إل بإذنه أو يقول ما قدمته
هناك .وقوله إل بإذنه :هذا هو محل المخالفة بين الرجعية وغيرها ،فالولى ل تخرج إل بممالذن
والثانية لها الخروج ولو بل إذن لحاجة ،أما حالة الضرورة فهما سواء في جواز الخروج )قوله:
لن عليه( أي الزوج وهو علة لمتناع الخروج عليهمما إل بممإذنه أو لضممرورة .وقمموله كالزوجممة:
الكاف للتنظير .والمراد نظير الزوجة الحقيقية فإنها يمتنع عليهمما الخممروج إل بممإذنه لكممونه قائممما
بجميع مؤنها )قوله :ومثلها( أي الرجعية بائن حامل :أي فيمتنمع عليهما الخمروج إل بممإذنه لكمونه
قائما بجميع مؤنها أيضا )قوله :وتنتقممل( أي المعتممدة مطلقمما بوفمماة أو غيرهمما جمموازا .وقمموله مممن
المسكن :أي الذي كانت فيه عند الموت أو الفرقة )قوله :لخوف على نفسها( اللم تعليليممة متعلقممة
بتنتقل :أي تنتقل لجل خوف على نفسها إذا دامت فيممه :أي مممن نحممو ريبممة للضممرورة .قممال فممي
التحفة :وظاهر أنه يجب النتقال حيث ظنت فتنة كخوف على نحو بضع ومن ذلك أن ينتجع قوم
البدوية وتخشى من التلف .اه .وقوله أو ولدها :أي أو خوف على ولدها .وقمموله أو علممى المممال:
أي أو خوف على المال .وقوله ولو لغيرها :أي ولو كان المال لغيرها وهو موضوع عندها على
سبيل المانة كوديعة .وقوله وإن قل :أي ذلك المال والذي يظهر أنه ل بد من أن يكممون متمممول:
إذ ل وجه لجواز الخروج للخوف على نحو حبممة بممر .وفممي التحفممة زيممادة أو اختصمماص )قمموله:
وخوف هدم الخ( الولى أن يقول :من نحو هدم الخ فيبدل لفظ خوف بلفظة من نحو لن هذا هممو
المخوف منه وعبارة المنهاج مع التحفة :وتنتقل من المسكن لخوف على نفسها أو نحو ولممدها أو
مال ولو لغيرها كوديعة وإن قل أو اختصاص كذلك فيما يظهر من نحو هدم أو غممرق أو سممارق
أو لخوف على نفسها ما دامت فيه من ريبة الخ .اه .فلو عبر مثلهممما لكممان أولممى ،ولعلممه حصممل
تحريفممه مممن النسمماخ بإبممدال لفظممة مممن نحممو بخمموف .فتنبممه )قمموله :أو تممأذن بممالجيران( الولممى
والخصر أن يقول كالمنهج أو شمدة تأذيهما بمالجيران لنمه معطموف علمى خموف ،ومثمل تأذيهما
بالجيران ما لو تأذى الجيران بها أذى شديدا فيجوز لها النتقمال لمما روى مسملم أن فاطممة بنمت
قيس كانت تبدو على أحمائها فنقلها )ص( عنهم إلى بيت ابن أم مكتوم ول يعارضه روايممة نقلهمما
لخوف مكانها لحتمال تكرر الواقعة :قال في التحفة .تنبيه :يتعين حمممل المتممن علممى ممما إذا كممان
تأذيهم بأمر لم تتعد هي به ،وإل أجبرت على تركه ولم يحل لها النتقال حينئذ .اه )قوله :وعلممى
الزوج سكنى المفارقة( أي ويجممب علممى الممزوج سممكنى المفارقممة مطلقمما بوفمماة أو طلق بممائن أو
رجعي أو فسخ وفي الوفاة تكون السكنى في تركته حيث وجدت وتقدم على الديون المرسمملة فممي
الذمة .قال ع ش :وتقدم على مؤنة التجهيز لنه حق تعلممق بعيممن التركممة وليممس هممو مممن الممديون
المرسلة في الذمة .وينبغي أن هذا إذا كان ملكه أو يستحق منفعته مدة عدتها بإجارة .ويحتمل أنه
إذا خلفها في بيت معار أو مؤجر وانقضت الممدة أنهما تقمدم بمأجرة المسمكن علمى ممؤن التجهيمز
أيضا ،ويحتمل -وهو الظاهر -أنها تقدم بأجرة يوم الموت فقط لن ما بعده ل يجب إل بممدخوله
فلم يزاحم مؤن التجهيز .اه .وفي التحفة :ويسن للسلطان حيث ل تركة ول متممبرع إسممكانها مممن
بيت المال .كذا أطلقوه .ولو
] [ 56
قيل يجب كوفاء دينه بل أولى -لن هنا حقا ل أيضا لم يبعد .اه )قمموله :ممما لممم تكممن( أي
المفارقة مطلقا ناشزة ،فإن كانت كذلك فليس عليه سكناها .ومثل الناشزة كل من ل نفقة لها عليه
كصغيرة ل تحتمل الوطئ .وعبارة المنهج وشرحه :هذا حيممث تجممب نفقتهمما علممى الممزوج لممو لممم
تفارق فل تجب سكنى لمن ل نفقة لها عليه من ناشزة ولو في العدة وصممغيرة ل تحتمممل المموطئ
وأمة ل تجب نفقتها .اه .وقوله :ل تجب نفقتها بأن لم تكن مسلمة ليل ونهارا ح ل )قوله :وليممس
له مساكنتها( أي ليس للزوج مساكنتها :أي المعتدة منه بطلق ولو رجعيمما أو فسممخ ،أممما الممموت
فمتعذر كما هو ظاهر .ومحل هذا حيث كان المسكن واحدا ،فلمو تعمدد بمأن كمانت المدار مشمتملة
على حجرتين وسكن أحدهما حجرة والخر حجرة جاز ذلك مع الكراهة ،ولو لم يكممن محممرم إن
لم تتحد المرافق كمطبخ ومستراح وممر ومرقي وأغلق باب بينهما أو سد ،فممإن اتحممدت اشممترط
المحرم كما لو لم تكن إل حجرة واحدة .وقوله ول دخول الخ :أي وليس له دخول محممل هممي أي
المعتدة ساكنة فيه :أي وإن لم يكن على جهة المساكنة )قموله :ممع انتفماء نحمو المحمرم( الظمرف
متعلق بكل من مساكنة ومن دخول المنفيين :أي ليس له المساكنة المقارنممة لنتفمماء نحممو المحممرم
وليس له الدخول المقارن لنتفاء نحو المحرم من زوجة أخرى أو أمة أو امرأة أجنبية ،فإن وجد
محرم لها بصير مميز يحتشم بحيث يمنمع وجموده وقموه خلموة بهما أو محمرم لمه أنمثى أو زوجمة
أخرى أو أمة أو امرأة أجنبية وكل منهن ثقة محتشم جاز ذلك لكن مع الكراهة ،وإنما حلت خلوة
رجل بامرأتين ثقتين يحتشمهما ،بخلف خلوة امرأتين برجلين لما فممي وقمموع فاحشممة مممن امممرأة
بحضور مثلها من البعد لنها تحتشمها ،ول كذلك الرجل مع مثلممه )قمموله :فيحممرم الممخ( لممما كممان
امتناع المساكنة والدخول المفهوم من النفي السابق قد يكون على طريممق السممتحباب ،فل يتعيممن
للتحريم صرح بالتحريم .وقوله ذلك :أي المذكور من المساكنة والدخول عليهمما )قمموله :لن ذلممك
الخ( علة التحريم :أي وإنما حرم ذلك عليه لنه يجر إلى الخلوة المحرمة .قال في المغنممي :ولن
في ذلك إضرارا بها وقد قال تعالى) * :ول تضماروهن لتضميقوا عليهمن( * أي فمي المسمكن .اه
)قوله :ومن ثم( أي ومن أجل أن ذلك يجر الخ يلزمها أن تمنعه من مساكنتها أو الممدخول عليهمما.
وقوله إن قدرت عليه :أي على المنع المذكور )قوله :وكما تعتمد حمرة بمما ذكمر( أي بمالقراء أو
بالشهر )قوله :أي غير الحرة( وهي من فيها رق ولو مبعضة .وقوله بنصممف مممن عممدة الحممرة:
أي فتعتد ذات الشهر شهرا ونصفا وتعتد ذات القراء قرءيممن بتكميممل المنكسممر -كممما سمميأتي -
وهذا في غير الوفاة ،أما فيها فتعتد بشهرين وخمسممة أيممام ولممو كممانت مممن ذوات القممراء )قمموله:
لنها على النصف( أي لن غير الحرة جارية على نصف الحرة :أي ولقول سيدنا عمممر رضممي
ال عنه :وتعتد المة بقرأين وقوله في كثير من الحكام :أي كما تقدم في القسم أن للحممرة ليلممتين
وللمة ليلة وكما سيأتي في باب الحدود إن شاء ال تعالى أنها إذا زنت الحرة المكلفة تجلممد مممائة
وتغرب عاما والمة على النصف ،وإذا شربت الولى الخمر تحد أربعين والمممة علممى النصممف
وغير ذلك وخرج بالكثير القليل كضممرب المممدة فممي العنممة ومممدة الزفمماف وكسممن الحيممض وأقلممه
وأكثره وكبينونتها بالثلث فيما إذا تزوجت على حر وأبانها ففي جميعها ساوت الحرة .تنبيه :لممو
عتقت في عدة رجعية فكحرة فتكمل ثلثة أقراء لن الرجعية كالزوجة في معظم الحكممام فكأنهمما
عتقت قبل الطلق ،بخلف ما إذا عتقت في عدة بينونة لنها كالجنبية فكأنها عتقت بعد انقضمماء
العدة ،أما لو عتقت مع العدة كأن علق طلقها وعتقها بشئ واحد فإنها تعتد عدة حرة وفي عكس
ما ذكر بأن صارت الحرة أمة :كأن التحقت بدار الحرب فتكمل عدة حممرة علممى أوجممه المموجهين
)قوله :وكمل الطهر الثاني( أي مع أنها إذا كانت على النصف كما ذكر فحقه أن
] [ 57
تكون عدتها قرءا ونصفا .وقوله :إذ ل يظهر الخ علة التكميل ،وجعله في شممرح الممروض
علة لعلة قبلها وعبارته :وإنما كمل القرء الثمماني لتعممذر تبعيضممه كممالطلق إذ ل يظهممر الممخ .اه.
وهي أولى .وإنما تعذر تبعيضه لن أكثر الطهر ل آخر له ول تعتبر عادتها فيه لنممه ربممما أنهمما
تخالف عادتها فاحتيط لذلك ،وأوجبموا عليهما تكميمل القمرء .وقموله نصممفه :أي الطهمر وقموله إل
بظهور كله :أي ل يظهر النصف إل بظهممور الكممل :أي ل يتممبين ،ويتضممح لنمما إل إذا تممم ظهممور
الكل وتمام ظهوره يكون بعود الدم )قوله :فل بد الخ( تفريع علممى العلممة أو علممى المعلممل .وقمموله
من النتظار .أي تنتظر نفسها وتتربص فل تتزوج .وقوله إلى أن يعود الدم :أي فممإذا عمماد تمممت
مدة النتظار والتربص فيجوز لها بعد ذلك أن تتزوج لنقضمماء العممدة )قمموله :وتعتممدان الممخ( لممما
أنهى الكلم على عدة الحائل شرع في بيان عممدة الحامممل .وقموله أي الحمرة والممة :بيمان للممف
التثنية .وقوله لوفاة متعلق بتعتدان :أي تعتدان عدة وفاة .وقوله أو غيرها :أي الوفاة أي غير مدة
الوفاة كعدة الطلق أو الفسخ )قوله :وإن كانتا تحيضان( غاية لكون عدة الحامل بوضممع الحمممل،
وحينئذ فكان الولى تأخيره عن قوله بوضع حمل )قوله :بوضع حمممل( متعلممق بتعتممدان والمممراد
تنقضي عدتهما بوضع حمل ،وذلك لقوله تعالى) * :وأولت الحمال أجلهن أن يضممعن حملهممن(
* وهو مخصص لقوله تعالى) * :والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلثة قممروء( * ولن القصممد مممن
العدة براءة الرحم وهي حاصلة بالوضع .ثم إنه يتوقف انقضاؤها على انفصممال جميممع الولممد فل
أثر لخروج بعضه متصل أو منفصل ،ويتوقف أيضا على وضع الولد الخير من توأمين بينهممما
أقل من ستة أشهر ،فإن كان بينهما ستة أشهر فأكثر فالثاني حمل آخر .وقمموله حملتمما :أي الحممرة
والمة وقدره لجل تعلق الجار والمجرور بعده ول حاجة لتقديره ويكون الجار والمجرور بعممده
صفة لحمل :أي حمل منسوب لصاحب العدة من زوج أو واطممئ شممبهة .وخممرج بممه ممما إذا كممان
منسوبا لغيره فل تنقضي العدة به .ثم إن كان الحمل بوطئ شبهة انقضت عدة الشبهة بوضعه ثم
تعتد للزوج وإن كان من زنا فوجوده كعدمه :إذ ل إحترام له فإن كانت من ذوات الشهر بأن لممم
تحض قبل الحمل اعتدت بها أو من ذوات القراء اعتدت بها وعليه لو زنممت فممي العممدة وحملممت
من الزنا لم تنقطع العدة )قوله :ولو مضغة الخ( غاية لكون عدة الحامممل بالوضممع أن تعتممد بممذلك
ولو كان ما وضعته من الحمل مضغة تتصور لو بقيت في بطنها ،ومثله بالولى ما لو كان فيهمما
صورة آدمي بالفعل .وعبارة المنهاج مع التحفة :وتنقضي بمضغة فيها صورة آدمممي خفيممة علممى
غير القوابل أخبر بها بطريق الجزم أهل الخبرة ومنهم القوابل لنها حينئذ تسمممى حمل وعممبروا
بأخبر لنممه ل يشممترط لفممظ شممهادة إل إذا وجممدت دعموى عنممد قمماض أو محكممم ،وإذا اكتفممى فممي
الخبار بالنسبة للبمماطن فليكتممف بقابلممة -كممما هممو ظمماهر -أخممذا مممن قممولهم لمممن غمماب زوجهمما
فأخبرها عدل بموته أن تتزوج باطنا فإن لم يكن فيها صورة خفية ولكن قلن :أي القوابممل مثل ل
مع تردد هي أصل آدمي ولو بقيت تخلقت انقضت العدة بوضعها أيضا على المذهب لتيقن براءة
الرحم بها كالدم بل أولى .اه .وقوله فليكتف بقابلة :أي بالنسبة للباطن ،أما بالنسبة للظاهر فل بممد
من أربع قوابل بشرط عدالتهن كما في سائر الشمهادات أو رجليممن أو رجممل وامرأتيمن )قموله :ل
بوضع علقة( أي ل تنقضي العدة بوضع علقة ،وذلمك لنهما تسممى دمما ل حمل ول يعلمم كونهما
أصل آدمي ،ومثلها بالولى النطفممة )قمموله :يلحممق ذا العممدة الممخ( أي بشممرط أن ل تنكممح آخممر أو
نكحته ،ولكن لم يمكن كون الولد منه بأن كان صبيا أو ممسوحا أو ولممدته لممدون سممتة أشممهر مممن
نكاحه كما سيعلم مما بعده .وقوله إلى أربع سنين :متعلق بمحذوف :أي إذا وضممعت لسممتة أشممهر
ولحظتين أو أكثر ،وتنتهي الكثرة بوضعه لربع سنين لنها أكممثر مممدة الحمممل بممدليل السممتقراء.
وحكي عن مالك أنه قال :جاورتنا امرأة محمممد بممن عجلن امممرأة صممدق وزوجهمما رجممل صممدق
حملت ثلث أبطن في اثنتي
عشرة سنة ،فحمل كل بطن أربع سنين )قوله :من وقت طلقه( أي تحسممب الربممع سممنين
من وقت فراقه بتنجيز أو تعليق ،وهممذا محمممول علممى مقارنممة المموطئ للفممراق ،وإل لممزادت مممدة
الحمل على أربع سنين مع أنهم حصروا أكثر مدة الحمل في أربع سنين مع لحظممة المموطئ فقممط.
وفي شرح المنهج :من وقت إمكان العلوق قبل الفراق ،ثم قال فيه واعتباري للمممدة فممي هممذه مممن
وقت إمكان العلوق قبل الفممراق ،ل مممن الفممراق الممذي عممبر بممه أكممثر الصممحاب هممو ممما اعتمممده
الشيخان حيث قال فيما أطلقوه تساهل الخ .اه )قوله :لن أتمت بمه المخ( أي ل يلحمق ذا العمدة إن
أتت الخ .ومثله في عدم اللحوق به ما لو أتت به من لم تنكح آخر لكثر من أربع سنين من وقممت
الوطئ لعدم المكان )قوله :وإمكان لن يكون منه( أي من غيممر ذي العممدة )قمموله :بممأن أتممت بممه
الخ( تصوير لمكان كونه منه .وقوله بعممد نكمماحه :أي الغيممر وبيممن المصممنف حكممم ممما إذا أمكممن
كونه من الول أو من الثاني ،وبقي عليه بيان حكممم ممما إذا أمكممن كممونه منهممما كممأن ولممدته لسممتة
أشهر من وطئ الثاني ولدون أربع سنين من طلق الول .وحاصله أنه يعرض على قائف :فممإن
ألحقه بأحدهما فكالمكان منه فقط وقد ممر حكممه ،أو ألحقمه بهمما أو نفماه عنهمما أو اشمتبه عليمه
المر انتظر بلوغه وانتسابه بنفسه ،ومثله ما لو فقد القائف كأن كان بمسافة القصر ،وأممما إذا لممم
يمكن كونه منهما كأن ولدته لدون ستة أشهر من وطئ الثاني ولكثر من أربع سممنين مممن وطممئ
الول فهو منفي عنهما )قوله :وتصدق المرأة الخ( قد ذكر هذا بعينه في آخر فصل الرجعة قبيممل
فصل اليلء ،وقد تقدم الكلم عليه )قوله :وإمكان النقضمماء( أي للعممدة .وقمموله سممتة أشممهر :أي
عدديممة وهممي مممائة وثمممانون يوممما مممن حيممن إمكممان اجتماعهممما بعممد النكمماح .اه ش ق .وقمموله
ولحظتان :أي لحظة للوطئ ولحظة للوضع ،وهذا في وضع التام .أما في غيره فإن كان مصورا
فإمكان انقضاء العدة بوضعه مائة وعشرون يوما ولحظتان وإن كممان مضممغة فإمكممان ذلممك فيهمما
ثممانون يومما ولحظتمان )قموله :وبمالقراء( معطموف علمى بمالولدة :أي وإمكمان انقضماء العمدة
بالقراء لحرة طلقت في طهممر :أي سمبق بحيمض اثنمان وثلثمون يوممما ولحظتممان ،لحظممة للقممرء
الول ولحظة للطعن في الحيضة الثالثة ،وبيان ذلممك أن يطلقهمما وقممد بقممي مممن الطهممر لحظممة ثممم
تحيض أقل الحيض ثم تطهر أقل الطهر وهممو خمسممة عشممر يوممما ثممم تحيممض وتطهممر كممذلك ثممم
تطعن في الحيضة الثالثة لحظة )قوله :وفي حيمض المخ( معطموف علممى فممي طهممر :أي وإمكممان
انقضاء العدة بمالقراء لحمرة طلقمت فمي حيمض سمبعة وأربعمون يومما ولحظمة :أي ممن حيضمة
رابعة ،وبيانه بأن يطلقها آخر جزء من الحيض ثم تطهر أقل الطهر ثم تحيممض أقممل الحيممض ثممم
تطهر وتحيض كذلك ثم تطهر أقل الطهر ثم تطعن في الحيض لحظة ،وقممد تقممدم الكلم كلممه مممع
بيان عدة المة والمبعضة فارجع إليه إن شئت )قوله :فممائدة ينبغممي تحليممف الممخ( أي يجممب عليممه
فالمراد من النبغاء الوجوب كما يفيده عبارته فيما مر حيث جزم بذلك وهي تصدق بيمينهمما فممي
انقضمماء العممدة بغيممر الشمهر المخ ،ومثلمه فمي متمن الرشمماد .وعبممارته ممع الشممرح :وإذا تنمازع
الزوجان فادعت انقضاء العدة بممكن وضع أو أقراء صدقت إن حلفت وإن خالفت عادتها لعسممر
إقامة البينة وائتمانها على ما في رحمها فممإن نكلممت صممدق إن أراد رجعممة .اه) .قمموله :ول يقبممل
دعواها الخ( يعني المرأة المطلقة لو تزوجت على آخر ثم بعده ادعت أنها تزوجت عليه وعممدتها
لم تنقض بقصد فساد النكاح ل يقبل دعواها ذلممك لن رضمماها بالنكمماح عليممه يتضمممن العممتراف
بانقضاء العدة )قوله :فلو ادعت بعد الطلق الخ( يعني إذا اختلفا بعد الطلق في الدخول وعممدمه
فادعت هي الدخول بها لجل أن تأخذ المهر كله وأنكر هو الدخول بها ويتشطر المهر صدق هو
بيمينه .وقوله لن الصل
] [ 59
عدمه :أي الدخول .وقوله وعليها العممدة الممخ :أي ويجممب عليهمما العممدة مممع سممقوط المهممر.
وقوله مؤاخذة الخ :علة لوجوب العدة عليها .وقوله وإن رجعممت :أي عممما أقممرت بممه وهممو غايممة
لوجوب العدة عليها )قوله :فرع لو انقضت العدة الخ( المناسب ذكر هذا الفرع فممي بمماب الرجعممة
بعد قوله :ولو ادعى رجعة وهي منقضية ولممم تنكممح الممخ أو يممذكر ذلممك هنمما ،وذلممك لن ممما هنمما
محترز قوله :هناك ولم تنكح )قوله :فممادعى مطلقهمما( أي طلقمما رجعيمما كممما هممو ظمماهر ،وقمموله
عليها أو علممى الممزوج الثمماني :أي أو عليهمما معما ،فممأو مانعمة خلممو )قموله :فمأثبت( أي مطلقهمما،
فالضمير المستتر يعود له ومثله ضمير له التي .وقوله ذلك :أي ممما ادعمماه مممن الرجعممة ،ومثلممه
ضمير به التي .وقوله أو لم يثبت :أي ذلك بالبينة وقوله لكن أقرا الخ :قيد فيما إذا لم يثبت ذلك.
وقوله له :أي لمطلقها )قوله :أخذها( أي انتزعها مطلقها من الزوج سواء دخممل بهمما أم ل )قمموله:
ما يستلزم فساد النكاح( أي وهو الرجعة وذلك لنه إذا ثبتت الرجعة لم يصح نكاحها لنها زوجة
)قوله :ولها عليه( أي الثاني .وقوله مهممر المثممل :أي ل المسمممى لفسمماد النكمماح )قمموله :فلممو أنكممر
الثاني الرجعة( أي مع إنكارها لها أيضا ،وإل كانت عين المسممألة الثانيممة .وقمموله صممدق بيمينممه،
فلو نكل عن اليمين حلف الول وأخممذها )قمموله :أو أقممرت هممي دون الثمماني( أي فممإنه أنكممر ذلممك
وحلف عليه )قموله :فل يأخمذها( أي مطلقهما .وقموله لتعلمق حمق الثماني :أي بهما وهمو اسمتحقاق
النتفاع بالبضع )قوله :حتى تبين من الثاني( أي بممموت لممه أو فسممخ أو طلق بممائن )قمموله :إذ ل
يقبل إقرارها عليه( أي على الثاني :أي بالنسبة للثاني وهو علة لعدم أخذها إلممى أن تممبين .وقمموله
بالرجعة :متعلق بإقرار .وقوله ما دامت فممي عصمممته :أي الثمماني .وقمموله لتعلممق حقممه أي الثمماني
وقوله بها أي المقممرة بالرجعممة للول )قمموله :ممما إذا بممانت( الولممى فممإذا بممانت لنممه مفمماد الغايممة
السابقة .وقوله منه :أي من الثاني )قوله :فتسمملم للول( أي مممدعي الرجعممة .وقمموله بل عقممد :أي
لنه ادعى الرجعة ،وهممي ل تحتمماج إلممى عقممد )قمموله :وأعطممت وجوبمما الول( أي الممزوج الول
المدعي للرجعية .وقوله قبل بينونتها :أي من الثاني .وعبارة الروض وشممرحه :وقبممل ذلممك -أي
زوال حق الثاني -يجب عليها للول مهر مثلها للحيلولة :أي لنها حالت بينه وبين حقه بالنكمماح
الثاني حتى لو زال حق الثاني رد لها المهر لرتفاع الحيلولمة )قمموله :للحيلولمة( أي ل للفيصممولة
وحكم الذي للحيلولة أنه يكون كالرهن عنده ،بخلف الذي للفيصولة فإنه ل يكون كذلك بل يستبد
به ويتملكه من تسلمه .وقوله بينه :أي الول .وقوله وبين حقه :أي وهمو النتفماع بالبضمع -كمما
تقدم -وقوله بالنكاح الثاني :متعلق بالصادرة :أي أنها صدرت منها بسبب نكاحها الثمماني )قمموله:
حتى لو زال( أي النكاح الثاني بينونتها منه .وقوله أخذت المهر :أي مممن الول .وقمموله لرتفمماع
الحيلولة :علة لخذ )قوله :ولو تزوجت امرأة الخ( الفرق بين هذه المسألة وبين ما قبلهمما أنممه فممي
هذه المسألة وقع الختلف في أصل الطلق وفيما قبلها فممي الرجعممة مممع التفمماق علممى الطلق.
وقوله في حيالة -بالياء المثناة -قال في القاموس :الحيال خيط يشد به من بطان البعير إلى حقبه
وقبالة الشئ وقعد حياله ،وبحياله بإزائه .اه .وفي بعض نسخ الخط ،بالباء الموحدة وهو الموافق
للروض ،والمراد على كل أنها تحت عهدة زوج
] [ 60
)قوله :بأن ثبت ذلك( أي كونها تحت الزوج ،والباء للتصمموير )قمموله :ولممو بإقرارهمما( أي
ولو ثبت ذلك بإقرارها .وقوله به :أي بكونها كانت تحت زوج )قوله :قبممل نكمماح الثمماني( متعلممق
بإقرارها ،واحترز به عما إذا أقرت بالزوجية للول بعد نكاح الثاني فإنه ل يقبممل إقرارهمما عليممه
نظير ما لو نكحت بإذنها ثم ادعت رضاعا محرما فإنه ل يقبل ،ول يصح جعله متعلقا بثبت لنه
يفيد أنه إذا ثبت ذلك ببينة بعد نكاح الثاني ل تقبل فل يأخذها وهو ل يصح )قوله :فممادعى عليهمما
الول( أي الزوج الول الذي كانت تحت حياله )قوله :بقاء نكاحه( مفعول ادعى .وقوله :وأنه لم
يطلقها ،معطوف على بقاء نكاحه :أي وادعى أنه لم يطلقها )قوله :وهي( أي مممن تزوجممت علممى
غير زوجها الول .وقوله أنه :أي الول .وقوله وانقضممت عممدتها منممه :أي وأنممه انقضممت عممدتها
منه :أي الول .وقوله قبممل أن تنكممح الثمماني :الظممرف متعلممق بكممل مممن طلقهمما وانقضممت عممدتها.
وقوله :ول بينة بالطلق ،أي والحال أنه ل بينة تشهد بالطلق )قوله :فحلممف( أي الول المممدعى
عليه الطلق )قوله :أخذها( أي الول .وقوله من الثاني :أي الزوج الثاني )قوله :لنها أقممرت لممه
بالزوجية( أي فيما إذا ثبتممت بممالقرار :أي أو لنهمما ثبتممت لممه بالبينممة )قمموله :وهممو( أي إقرارهمما
بالزوجية إقرار صحيح .وقوله إذ لم يتفقا :أي الزوج الول والزوجة وهو علمة لصممحة القممرار.
وقمموله علممى الطلق :أي الرافممع للزوجيممة ،بخلف المسممألة السممابقة فإنهممما اتفقمما فيهمما فممي علممى
الطلق وادعى بعده رجعة ،فإذا أقرت همي بهما دون الثماني ل يقبمل إقرارهما ،كمما تقمدم )قموله:
وتنقطع عدة الخ( شروع في حكم معاشرة المفارق للمعتدة ،وقد ترجم له الفقهاء بترجمممة مسممتقلة
)قوله :بغير حمل( خرج به عدة الحمل فل تنقطع بما ذكممر ،بممل تنقضممي بوضممعه مطلقمما )قمموله:
بمخالطة الخ( الباء سببية متعلقة بتنقطع .وقوله مفارق :يقرأ بصيغة اسم الفاعل .وقمموله لمفارقممة
يقرأ بصيغة اسم المفعول أي زوجممة مفارقممة :أي فارقهمما زوجهمما وقمموله رجعيممة :صممفة لمفارقممة
)قوله :فيها( أي في العدة ،وهو متعلق بمخالطة أو بمحذوف صفة لها :أي مخالطممة حاصمملة فممي
العدة )قوله :ل بائن( معطوف على رجعيممة :أي ل تنقطممع العممدة بمخالطممة مفممارق لبممائن لنممه ل
شبهة لفراشه ،وعبممارة المغنممي :لن مخالطتهمما محرمممة بل شممبهة فأشممبهت المزنممي بهمما فل أثممر
للمخالطة .اه .وقوله :ولو بخلع غاية في البائن :أي ولو كانت بينونتها بسبب خلع فإنها ل تنقطممع
عدتها بالمخالطة )قوله :كمخالطة الزوج زوجتممه( قيممد فممي المخالطممة الممتي تقطممع العممدة ،فالجممار
والمجرور متعلق بمحذوف صفة لمخالطة :أي مخالطة كائنة كمخالطة الزوج زوجته ،وذلك بأن
يدوم على حالته التي كان معها قبل الطلق من النوم معها ليل أو نهارا والخلوة بها كذلك وغيممر
ذلك .وقوله بأن كان الخ :تصوير للمخالطة المممذكورة .وقمموله يختلممي بهمما .أي بالرجعيممة )قمموله:
ويتمكن عليها( على بمعنى من كما هو مصرح بها في بعمض نسمخ الخمط ،والممراد التمكمن ممن
الستمتاع بها .وقوله :ولو في الزمن اليسير :غاية في الختلء بها والتمكن منهمما :أي ولممو كممان
ما ذكر يحصل في زمن يسير قال الرشيدي :هو صادق بما إذا قل الزمن جدا ،ولعله غير مراد،
وأنه إنما احترز به عن اشتراط دوام المعاشرة في كل الزمنة )قوله :سواء أحصممل الممخ( تعميممم
في انقطاع العدة بالختلء والتمكن منها :أي ل فرق في ذلك بين أن يكون حصمل منمه وطمئ أو
ل ،وأفاد به أن المدار فممي انقطمماع العممدة علممى وجممود الختلء والتمكممن بحيممث لممو أراد المموطئ
لمكن )قوله :فل تنقضي العدة( أي زمممن المخالطممة وإن طممال الزمممن جممدا كعشممر سممنين ،وهممو
مفرع على انقطاع العدة )قوله :لكن إذا زالت الخ( إستدراك من قوله :وتنقطع عمدة المخ رفمع بمه
ما يوهمه النقطاع من وجوب الستئناف .وقوله المعاشرة :عبر بهمما هنمما وفيمما تقمدم بالمخالطمة
تفننا وهو ارتكاب فنين من التعبير مؤداهما واحد )قوله :بأن نوى الخ( تصوير لزوال المعاشرة،
وهو
] [ 61
يفيد أنها ل تزول إل بالنية )قمموله :كملممت( بالبنمماء للمعلمموم :أي كملممت هممي عممدتها ،وهممو
جواب إذا .وقوله على ما مضى :متعلق بمحممذوف حممال مممن الضمممير المسممتتر :أي حممال كونهمما
بانية للعدة على ما مضممى منهمما قبممل المعاشممرة ،والمممراد أنهمما ل تسممتأنف عممدة جديممد بعممد زوال
المعاشرة ومحل ما ذكر إن مضى زممن بعمد الطلق بل معاشمرة فمإن لمم يممض زممن بعمده بل
معاشرة بأن استمرت المعاشرة من حيمن الطلق اسممتأنف العمدة ممن حيممن زوالهما )قموله :وذلممك
لشبهة الفراش( اسم الشارة يعود عى المذكور مممن عممدم انقضمماء العممدة ،والضممافة علممى معنممى
اللم :أي وإنما لم تنقض العدة بالمخالطة في الرجعية لوجود شبهة للستفراش بهمما وهممي كونهمما
كالزوجة في الحكام المار بيانها غير مرة .وعبارة المغني :فل تنقضي عدتها وإن طممالت المممدة
لن الشبهة قائمة ،وهي بالمخالطة مستفرش بها ،فل يحسب زمن الستفراش من العدة ،كممما لممو
نكحت غيره في العدة وهو جاهل بالحال ل يحسب زمن استفراشه من العممدة .اه )قمموله :كممما لممو
نكحها الخ( الكاف للتنظير ،والفاعل يعود على مطلق شخص ،والمفعول يعود على امرأة أجنبيممة
في عدة طلق رجعي :أي هذا نظير ما لو نكح مطلقة مممن غيممره طلقمما رجعيمما فممي العممدة وهممو
جاهل بالحال فإنها تنقطع ول يحسب زمن استفراشه .هكذا يتعيممن حممل العبممارة -كممما تنطممق بممه
عبارة المغني المارة -ولو عبر مثله لكان أولى :لن عبارته توهم أن الممزوج نكممح المطلقممة منممه
مطلقا طلقا رجعيا في العدة وهو ل يصح لنه إن أراد بالنكاح من قوله :نكحها العقد فهو باطممل
لنه تقدم أن العقد على الرجعية رجعة لكن بالنية وإن أراد به الوطئ فل يصح أيضمما لنممه يلممزم
عليه أن يكون المنظر عين المنظر به .فتأمل .وقمموله حممائل :الممذي فممي التحفممة والنهايممة جمماهل،
فلعل في عبارتنا تحريفا من النساخ .وقوله في العدة :متعلق بنكحها )قوله :فل يحسب( جواب لو
ول حاجة إليه مع ما بعده لنه قد علم ممن كمماف التنظيممر .وقموله زمممن إستفراشمه :أي ممن نكممح
المعتدة من غيره .وقوله منها :أي العدة )قوله :بل تنقطع( أي العدة .وقوله مممن حيممن الخلمموة :أي
بها ولو لم يوجد وطئ )قوله :ول يبطل بها( أي بالخلوة :وقوله ما مضممى :أي مممن العممدة )قمموله:
فتبني عليه( أي على ما مضى ،وهذا هو معنى عدم بطلن ما مضمى بهما .وقموله إذا زالممت :أي
الخلوة )قوله :ول يحسب( أي من العدة .وقوله الوقات :أي الممتي لممم تحصممل فيهمما خلمموة )قمموله:
ولكن ل رجعة الخ( إستدراك من المتن :أي ل تنقطع عدتها بالمخالطة في العدة ،ولكن ل رجعممة
الخ ،ولو أبقي المتن على حاله ولم يمزد أداة السمتدراك لكمان أولمى ،وإنمما لمم يجمز لمه الرجعمة
بعدها للحتياط والتغليمظ عليمه فهمي كالبمائن بعمد مضمي عمدتها الصملية إل فمي لحموق الطلق
خاصة -كما صرح به المؤلف -والحاصل ،هي بعد انقضاء عدتها الصمملية كالبممائن فممي تسممعة
أحكام :في أنه ل يصح رجعتها ول توارث بينهما ول يصح منهمما إيلء ول ظهممار ول لعممان ول
نفقة ول كسوة ول يصح خلعها ،بمعنممى أنممه إذا خالعهمما وقممع الطلق رجعيمما ول يلممزم العمموض.
ولذلك قال بعضهم :ليس لنا اممرأة يلحقهما الطلق ول يصمح خلعهما إل همذه .وإذا ممات عنهما ل
تنتقل لعدة الوفاة .وكالرجعية في خمسة أحكام في لحوق الطلق وفي وجوب سممكناها ،وفممي أنممه
ل يحممد بوطئهمما وليممس لممه تممزوج نحممو أختهمما ول أربممع سممواها )قمموله :أي بعممد العممدة( أي بعممد
انقضممائها ،والمممراد صممورة وإل فل يصممح لن الغممرض فممي هممذه أن عممدتها ل تنقضممي بسممبب
المخالطة .وقوله على المعتمد :مقابله يثبت له الرجعة بعدها .وفي شرح الروض ممما نصممه :وممما
نقله كأصله عن البغوي من عدم ثبوت الرجعة هو ما جزم به في المنهاج ،ونقله في المحرر عن
المعتبرين .وفي الشرح الصغير عن الئمة :قال في المهمات :والمعروف من المذهب المفتي بممه
ثبوت الرجعة كما ذهب إليه القاضي ،ونقله البغمموي فممي فتمماويه عممن الصممحاب .فممالرافعي نقممل
اختيار البغوي دون منقوله وذكر نحوه الزركشي ،لكن يعارض نقل البغمموي لممه عممن الصممحاب
نقل الرافعي مقابله عممن المعتممبرين والئمممة كممما مممر .اه )قمموله :وإن لممم تنقممض عممدتها( الولممى
إسقاطه لن فرض المسألة في الرجعية المخالطة وهي ل تنقضي عدتها بسبب المخالطممة )قمموله:
لكن يلحقها الطلق إلى انقضائها( أي العدة الصورية
] [ 62
)قوله :أنه ل مؤنة لها( أي عليه .وقوله بعدها :أي بعد العدة الصورية )قموله :وجممزم بمه(
أي بما رجحه البلقيني )قوله :فقال :ل توارث الخ( ل يدل على المدعي .فلعل فممي العبممارة سممقطا
يعلم من عبارة التحفة ونصها :ومؤنتها عليه إلى انقضاء العدة لكن الممذي رجحممه البلقينممي أنممه ل
مؤنة لها .وجزم به غيره فقال :ل توارث بينهممما ول يصممح إيلء منهمما ول ظهممار ول لعممان ول
مؤنة لها ويجب لها السكنى لنها بائن إل في الطلق ول يحد بوطئهمما .اه بحممذف .فالسمماقط مممن
عبارتنا الذي كان عليه أن يأتي به هو قوله :ول مؤنة لها ،فكان عليه أن يأتي به .وقوله ول يحد
بوطئها :أي لشبهة اختلف العلماء في حصول الرجعة بالوطئ كما تقدم في بابهمما )قمموله :تتمممة(
أي في بيان تداخل العدتين )قوله :لو اجتمع عدتا شخص الخ( ذكر حكم اجتماع عدتين من جنس
واحد لشخص واحد ،وبقي عليه ما إذا كانا من جنسين له أيضا كحمل وأقراء كممأن طلقهمما حممامل
ثم وطئها قبل الوضع أو طلقها حائل ثم وطئها وأحبلها ،وحكم ذلك كحكم ممما إذا كانمما مممن جنممس
واحد فتتداخلن وتنقضيان بوضعه وما إذا كانا لشخصين سواء كممان مممن جنممس كممأن كممانت فممي
عدة زوج أو وطئ شبهة فوطئت من آخر بشبهة أو نكاح فاسممد فل تممداخل لتعممدد المسممتحق ،بممل
تعتد لكل منهما عدة كاملة .وتقدم عدة الطلق على وطئ الشبهة وإن سبق وطئ الشممبهة الطلق
لقوتها باستنادها إلى عقد جائز أو كانا من جنسين كأن وجد حممل ممن أحمد الشخصمين فكمذلك ل
تداخل لكن عدة الحمل تقدم مطلقا -سواء كان من المطلق أو من الواطئ بشبهة -ففيممما إذا كممان
من الول ثم وطئت بشبهة تنقضي عدة الطلق بوضعه ثم بعد مضي زمن النفاس تعتد بالقراء،
وفي عكسه تنقضي عدة الشبهة بوضعه ثممم تعتممد أو تكمممل للطلق .فتحصممل أن القسممام أربعممة:
وذلك لن العدتين إما أن يكونا لشخص أو لشخصين ،وعلى كل إما أن يكونمما مممن جنممس أو مممن
جنسين )قوله :مطلقا( أي سواء كان الوطئ بشبهة أم ل كما يدل عليه التقييد بعد ،وفيه أن وطممئ
الرجعية إل يكون ل شبهة فل يصح التعميممم المممذكور .وأجيممب بممأن المممراد بالشممبهة فيهمما شممبهة
الفاعل بأن ظنها زوجته غير المطلقة أو كان جاهل معذورا بأنه يحممرم عليممه وطؤهمما )قمموله :أو
البائن( معطوف على الرجعيممة .أي أو وطممئ مطلقتممه البممائن .وقمموله بشممبهة :متعلممق بمموطئ :أي
وطئها بشبهة .والمراد شبهة الفاعل كما في الذي قبله .وخرج ما لو وطئها بغير شبهة :بأن كممان
عالما بأنها المطلقة فل عدة للوطئ لنه غير محترم لكونه زنا )قوله :تكفي عدة أخيرة( همي هنما
عدة الوطئ أي تغني عممما بقممي مممن عممدة الطلق وقمموله منهممما :أي العممدتين عممدة الطلق وعممدة
الوطئ )قوله :فتعتد الخ( هذا هو معنى الكتفاء بالعدة الخيرة منهما )قمموله :مممن فممراغ المموطئ(
أي وهو إخراج الحشفة ح ل .بجيرمي )قوله :وتندرج( أي تدخل .وقوله فيها :أي العدة الخيرة.
وقوله بقية الولى :أي عدة الطلق هنا :أي فيكون قدر تلممك البقيممة مشممتركا واقعمما عممن الجهممتين
)قوله :فإن كرر الوطئ( أي مطلقا في الرجعية وبشبهه في البائن )قوله :استأنفت أيضا( أي مممن
فراغ الوطئ ،ويندرج في عممدته بقيممة الولممى وهكممذا )قمموله :لكممن ل رجعممة الممخ( اسممتدراك مممن
اندراج بقية الولى في عدة الثانية .وقوله حيممث لممم يبممق مممن الولممى :أي عممدة لطلق الرجعممي،
وذلك كأن وطئها بشبهة بعد قرءين من عدة الطلق ولم يراجعها إل بعممد تمممام القممرء الثممالث فل
تصح الرجعة ،فإن بقي منها بقية كأن راجعها في القرء الثالث صحت الرجعممة .فممائدة :قممد يجممب
على المرأة أربع عدد ،وذلك كما لو طلقت المة فشرعت في العدة فلممما قممرب انقضمماؤها عتقممت
فإنها تنتقل لعدة الحرائر ،فلما قرب انقضاؤها مات زوجهمما فإنهمما تنتقممل لعممدة الوفمماة ،فلممما قممرب
انقضاؤها وطئت بشبهة وحملت منه فإنها تنتقل لعدة الحمل )قوله :فرع في حكممم السممتبراء( أي
كحرمة الستمتاع بالمة التي حدث له ملكها حتى يستبرئها .وقد أفرده الفقهاء بباب
] [ 63
مستقل وإنما ذكر عقب العدة لشتراكهما في أصل البراءة وخص بهذا السممم لنممه اكتفممى
فيه بأقل ما يدل على براءة الرحم كحيضة في ذوات الحيممض وشممهر فممي ذوات الشممهر بخلف
العدة فإنه لما لم يكتف فيها بذلك خصت باسم العممدة المممأخوذة مممن العممدد لشممتمالها عليممه غالبمما.
والصل فيه قوله )ص( في سبايا أوطاس :أل ل توطممأ حامممل حمتى تضمع ،ول غيممر ذات حممل
حتى تحيض حيضة وأوطاس بضم الهمزة أفصح مممن فتحهما :اسممم واد ممن هموازن عنمد حنيممن:
وقاس الشافعي رضي ال عنه غير المسمببة عليهما بجمامع حمدوث الملمك ،وممن ل تحيمض بممن
تحيض في اعتبار قدر الطهممر والحيممض وهممو شممهر غالبمما )قمموله :وهممو( أي السممتبراء .وقمموله
شرعا الخ :أي وأما لغة فهو طلب البراءة وقد يطلق بمعنى تحصمميلها والتصمماف بهمما ،كممما فممي
قوله )ص( :فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه أي حصل برأتهما واتصف بها )قمموله:
تربص بمن فيها رق( أي صبر وانتظار بمن فيها رق ولمو مبعضمة ،والممتربص بهما همو السميد
فيما إذا أراد التمتع بها أو تزويجها أو هي نفسها فيما إذا زال فراشه عنها بعتقها ،فل بممد مممن أن
تتربص وتنتظر نفسها بنفسها ،ول يجوز لها أن تتزوج حال .وقد يكون الستبراء في الحرة كما
إذا كان لها ولد من غير زوجها ومات ذلك الولد فإنه يسن له إستبراؤها لنها ربما تكممون حممامل
فيكون الحمل أخا للميت من الم فيرث منه السدس ،ولو عبر بالمرأة كما في شرح المنهممج لكممان
أولى لشمولها الحرة وغيرها .وقوله :عند وجود سممبب مممما يممأتي :وهممو حممدوث الملممك أو زوال
الفراش ،وهذا باعتبار الصل والغالب ،وإل فقد يجب الستبراء بغير ذلك كأن وطئ أمممة غيممره
يظن أنها أمته فيجب فيها الستبراء لنها في نفسها مملوكة والشبهة شممبهة ملممك اليميممن .وخممرج
بيظن أنها أمته ما لو ظنها زوجته الحرة فإنها تعتد بثلثة قمروء أو زوجتمه الممة فتعتمد بقرءيمن
)قوله :للعلم الخ( علة لمقدر :أي وإنما شرع الترب ص ليحصل العلم بالبراءة ،وهذا فيمممن تحبممل.
وقوله أو للتعبد :وهذا في البكر ،ومن استبرأها بائعها قبل بيعهما والمشممتراة مممن صمبي أو امممرأة
)قوله :يجب استبراء( أي على السيد بالنسبة لما إذا أراد التمتع بأمته أو تزويجها بعممد أن وطئهمما
أو عليها بالنسبة لزوال الفراش عنهما بعتقهمما بممموته أو إعتاقهمما فيجمب عليهما أن تسممتبرئ نفسمها
بنفسها فل يحل لها أن تتزوج قبل ذلك -كما تقدم -وقد يستحب الستبراء كما في الحرة السممابقة
وكما في المة التي اشتراها زوجها فتستبرئ استحبابا ليتميز ولد النكاح عن ولد ملك اليمين فإنه
في النكاح ينعقد مملوكا ثم يعتق بالملك وفي ملك اليمين ينعقد حرا وتصير أمه أم ولد ،وكما فممي
المة الموطوءة فإنه يستحب لمالكها قبل بيعها استبراؤها ليكون على بصيرة )قوله :لحممل تمتممع(
تعليل لوجوب الستبراء :أي وإنما وجب لجل حل التمتع بها .وقوله أو تزويممج :معطمموف علممى
تمتع :أي أو لحل تزويج فل يحل للسيد أن يزوج أمته على غيره إل بعممد اسممتبرائها لكممن بشممرط
أن يكون قد وطئها ،ويعلم منه أن الستبراء إنما يجب على الرجممل دون المممرأة لنهمما ل تسممتمتع
بجاريتها ولن شرط وجوب الستبراء في صورة التزويج التية أن تكون المة موطوءة لسيدها
وهذا ل يتأتى في المرأة اه .جمل )قمموله :بملممك أمممة الممخ( ذكممر لوجمموب السممتبراء سممببين ملممك
المة :أي حدوثه وزوال فراشه ويرد على الول ما لو فسخت المكاتبة كتابة صحيحة الكتابممة أو
فسخها السيد عند عجزها عن النجوم فيجب اسممتبراؤها مممع عممدم حممدوث الملممك وممما لممو أسمملمت
المة المرتدة أو السيد المرتد أو أسلما معا بعد ردتهما فإنه يجب استبراؤها مع عدم ذلممك ،ويممرد
على الثاني ما لممو أراد تزويممج موطمموءته مسممتولدة كممانت أو غيرهمما فممإنه يجممب اسممتبراؤها قبممل
تزويجها مع أنها عنممد إرادة التزويمج لممم يمزل فراشمه عنهما .وأجيمب بمأن همذين سممببان باعتبممار
الصل والغالب .وهذه الصور جاءت على خلف ذلك وقال بعضهم :ما ذكر ليس بسممبب حقيقممة
والسبب في الحقيقة إنما هو حل التمتع أو روم التزويج ولكل منهممما أسممباب :فمممن أسممباب الول
الملك ،ومن أسباب الثاني وطؤه المة التي يريد تزويجها .ويمكن حمل كلم المؤلف عليه بجعل
قوله :لحل تمتع أو تزويج علة لوجوب الستبراء ،وجعل الباء من قوله بملك الخ سممببية مرتبطممة
بحل التمتع ل بوجوب الستبراء في المتن :أي يجممب السممتبراء لجممل حممل التمتممع ولجممل حممل
تزويجها والول يحصل بسبب ملك المة والثاني يحصل بزوال الفراش عنه على اللممف والنشممر
المرتب )قوله :ولو معتدة( غاية في وجمموب السممتبراء بملممك المممة :أي يجممب بممذلك ولمو كممانت
المة التي استبرأها معتدة بوطئ شبهة مثل .وعبارة الجمل :قوله ولممو معتممدة ،أي فيجممب عليهمما
الستبراء بعد انقضاء العدة وهذا بالنسبة لحل التمتع ،أما بالنسبة لحل
] [ 64
التزويج فيكفي فيه انقضاء العدة ،وهذا كله إن كانت العدة لغيممره فممإن كممانت العممدة لممه فل
استبراء وتنقطع بملك لها ،والصواب أن معتدته يجب عليها الستبراء أيضمما لكممن تنقطممع العممدة،
فالفارق بين معتدته ومعتدة غيره إنما هو انقطاع العدة وعدم انقطاعها .اه .وهذا محله فممي إرادة
التمتع ،أما في إرادة التزويج فل يجب الستبراء ،كما صرح به في الروض )قوله :بشممراء الممخ(
الباء سببية متعلقة بملمك .أي أن الملمك حصمل لمه بسمبب شمرائه للممة وقموله أو إرث :أي لهما:
وقوله أو وصية :أي بها له مع قبولها .وقوله أو هبة :أي بها له .وقوله مع قبض :قيممد فممي الهبممة
إذ هي قبله ل تملك .وقوله أو سبي :أي حاصل منه لها ،فهذه كلها أسباب للملك .وقوله بشممرطه:
أي بوجود شرط السبي :أي التملك به .وقوله :من القسمة أو اختيار تملك :بيان لشرطه أو تنويممع
الخلف ،يعني أنه اختلف فيما يحصل به التملك بالسبي :فقيل القسمة -أي قسمة المام السممبي -
على المستحقين -وهو الراجمح -وقيمل اختيمار التملمك :أي بمأن يقمول كمل واحمد منهمم اخمترت
نصيبي وهو مرجوح وفي البجيرمي ما نصه :عن الجويني والقفممال وغيرهممما أنممه يحممرم وطممئ
السراري اللتي يجلبن من الروم والهند والترك إل أن ينصب المام من يقسممم الغنممائم مممن غيممر
ظلم أي يفرز خمس الخمس لهله .اه .سم .والمعتمممد جممواز المموطئ لحتمممال أن يكممون السممابي
ممن ل يلزمه التخميممس كممذمي ونحممن ل نحمرم بالشممك .م ر .اه .وسميذكر الشمارح مسممألة حكمم
السراري المجلوبة من الروم والهند نقل عن شيخه في أواخر باب الجهاد بأبسط من هممذا )قموله:
وإن تيقن براءة رحم( غاية وجوب الستبراء :أي يجب الستبراء وإن تيقن الخ للتعبد -كما مممر
) -قوله :كصغيرة( تمثيل لتيقن براءة رحمها )قوله :وبكر( في كممون البكممر تممتيقن بممراءة رحمهما
نظرا لنه يمكن شغله باستدخال المني من غير وطئ .وأجيب بأن ذلك نادر فل عبرة بمه )قموله:
وسواء أملكها الخ( تعميم في وجوب الستبراء فهو معطوف على الغاية .ولو قمال ومملوكمة ممن
صبي الخ :عطفا على كصغيرة لكان أولى وأخصر .إذ هممي مممن أفممراد مممن تيقممن بممراءة رحمهمما
)قمموله :فيجممب( أي السممتبراء ،وهممو تفريممع علممى الغايممة وعلممى التعميممم .وقمموله فيممما ذكممر :أي
الصغيرة وما بعدها )قوله :بالنسبة لحل التمتع( أي وأما بالنسبة لحل التزويج فل يجب الستبراء
-كما في الروض وشرحه -وعبارتهما :وإن اشممترى أمممة غيممر موطمموءة أو أمممة مممن امممرأة أو
صبي أو أمة استبرأها البائع فله تزوجها بل استبراء ،فإن أعتقهمما فلممه تزويجهمما قبممل السممتبراء،
ويذكر أن الرشيد طلب حيلممة مسممقطة للسممتبراء .فقممال لممه أبممو يوسممف مممن الحنفيممة :أعتقهمما ثممم
تزوجها .اه .وقوله استبرأها البائع :الجملة صفة أمة .وقوله فله تزوجهمما :أي علممى الغيممر ،وهممو
جواب إن وقوله فله تزويجها :أي لنفسه )قوله :وبزوال فراش( عطف على بملك أمة :أي ويجب
الستبراء عليها بزوال فراش أي ملك .وقوله له :أي للسيد ،وهو قيد في الفراش .وخممرج بممه ممما
لو أعتق أمته المزوجة أو المعتدة من زوج فل إستبراء لنها ليست فراشا للسيد ولن السممتبراء
لحل التمتع أو التزويج وهي مشغولة بحق الزوج من الزوجية أو عممدة النكمماح .وقمموله عممن أمممة:
متعلق بزوال .وقوله موطوءة :خرج غيرها ،فل إستبراء عليها بعتقهمما )قمموله :غيممر مسممتولدة أو
مستولدة( تعميم في الموطوءة )قوله :بعتقها( متعلق بزوال ،والباء سببية )قوله :أي بإعتاق( بيان
لما يحصل به العتق :أي أن العتق الحاصل لها تارة يكون بإعتاق السيد لهمما وتممارة يكممون بممموته
)قمموله :كممل واحممدة منهممما( أي مممن المسممتولدة وغيرهمما )قمموله :أو ممموته( عطممف علممى إعتمماق،
ويتصور عتقها بموته بما إذا كانت مستولدة أو ممدبرة لن غيرهمما ل يعتمق بمالموت ،بمل ينتقمل
الملك للورثة )قوله :ل إن استبرأ الخ( إستثناء من وجوب الستبراء على من زال فراشها بالعتق
أو بالموت أي يجب عليها الستبراء إل إن استبرأها سيدها قبل إعتاقها وكانت غير مسممتولدة فل
يجب عليها .وعبارة المنهج وشرحه :ولو استبرأ قبله -أي قبل العتق -مستولدة فإنه يجب عليها
الستبراء لما مر ،ل إن استبرأ قبله غيرها :أي غير مستولدة ممن زال عنهمما الفممراش فل يجممب
الستبراء فتتزوج حال .إذ ل تشبه منكوحة بخلف المستولدة فإنهمما تشممبهها فل يعتممد بالسممتبراء
الواقع قبل زوال فراشها .اه .ولو صنع الشارح كصنيعها لكان أولى وأوضح )قوله :غير
] [ 65
مستولدة( مفعول استبرأ .وقوله ممن زال عنها الفراش :بيان للمضاف الذي هو لفظ غيممر
والمراد زال عنها الفراش بالعتاق الذي استبرأها قبلممه .وحاصممل هممذه المسممألة :أنممه لممو اسممتبرأ
السيد أمته غير المستولدة بأن مضت مممدة السممتبراء وهممو لممم يطأهمما فيهمما ثممم زال فراشممه عنهمما
بالعتاق فل استبراء عليها فلهمما أن تممتزوج حممال )قمموله :فل يجممب( أي السممتبراء عليهمما ،وهممو
مفرع على مفهوم قوله ل إن استبرأها أو جواب شرط محذوف :أي فإن اسممتبرأها كممما ذكممر فل
يجب إستبراء ،ولو حذفه لكان أخصر وأولى ،لنه يعلممم مممن اسممتثنائه مممما يجممب السممتبراء فيممه
)قوله :بل الخ( اضراب انتقالي )قوله :إذ ل الخ( علممة لعممدم وجمموب السممتبراء .وقمموله هممذه :أي
غير المستولدة التي استبرأها سيدها قبل زوال الفراش )قوله :بخلف المسمتولدة( أي فإنهما تشمبه
المنكوحة .قال في التحفة :والفرق بين غير المستولدة وبين المستولدة ظمماهر :إذ الولممى ل تشممبه
المنكوحة ،بخلف الثانية لثبوت حق الحرية لها فكان فراشها أشمبه بفممراش الحمرة المنكوحممة اه.
بالمعنى وقوله :أشبه بفراش الحرة :أي وهي تجب عليها العممدة .اه )قمموله :ويحممرم بممل ل يصممح
الخ( هذا يفيد أن السبب في الستبراء روم التزويج ،وهو يؤيممد ممما تقمدم عمن بعضممهم أن السمبب
الحقيقي ،إما حل التمتع أو روم التزويج .وقوله تزويج موطوءته .أي أو موطوءة غيممره إن كممان
الماء محترما وأراد تزويجها لغير صاحبه ولم يكن البائع استبرأها قبل البيع ما يعلم من التفصيل
الذي ذكره الشارح )قوله :قبل مضي استبراء( في التحفة ،وإنما حل بيعها قبله مطلقا لن القصممد
من الشراء ملك العين والوطئ قد يقع وقد ل ،بخلف النكاح ل يقصد به إل الوطئ )قوله :حذرا
من اختلط الماءين( أي اشتباه أحدهما بالخر فليس المراد حقيقة الختلط لنممه تقممدم أن الرحممم
ل يحتوي على ماءين )قوله :أما غير موطوءته( صادق بصورتين بما إذا لممم توطممأ أصممل وبممما
إذا وطئها غيره ،وقد أفادهما بقوله فإن كانت الخ )قمموله :فلممه( أي المالممك ،والمناسممب للتقابممل أن
يقول فل يحرم تزويجها .وقوله تزويجها :أي قبل مضي ممدة السممتبراء ،وكمذا يقممال فيمما بعممده.
وقوله مطلقا :أي من كل أحد )قوله :أو موطوءة غيره( أي أو كانت موطوءة غير المالك المريممد
لتزويجها بأن كانت موطوءة البائع لها قبل استبرائها أو موطوءة بشبهة أو بزنمما )قمموله :فلممه( أي
للمالك الذي هو المشتري .وقوله تزويجها ممن الماء منه :أي على من الماء منممه ،ول فممرق فيممه
بين أن يكون الماء محترما أم ل ،مضممت مممدة السممتبراء عنممده أم ل ،ويممدل علممى ذلممك ممما بعممده
)قوله :وكذا من غيره( أي وكذا له أن يزوجها على غير من الماء منه لكن بشرط أن يكون الماء
غير محترم بأن كان وطؤه لها بزنا ،أو محترما لكن مضت مدة الستبراء منه :أي عند صمماحب
الماء قبل انتقالها للمشتري )قوله :ولو أعتق موطوءته فله نكاحها بل استبراء( أي كما يجمموز أن
ينكح المعتدة منه .إذ ل إختلط هنا ،ومن ثم لو اشترى أمة فزوجها لبائعها الذي لممم توطممأ غيممره
لم يلزمه استبراء كما لو أعتقها فأراد بائعها أن يتزوجها .وخرج بموطوءته ومثلها من لم يطأهمما
أو وطئت زنا أو استبرأها من انتقلت منه إليمه ممن وطئهمما غيمره وطئا غيممر محمرم فل يحمل لمه
تزوجها قبل استبرائها وإن أعتقها .اه .تحفة .وقوله من وطئها :فاعل خمرج )قمموله :وهمو( مبتمدأ
خبره حيضة .وقوله أي الستبراء :أي قدره .وقوله لذات أقراء حال من المبتدأ على رأى أو من
الخبر مقدم عليه وهو المسوغ لمجئ الحال من النكرة )قوله :حيضة كاملة( إنما كان العممبرة هنمما
بالحيض وفي العدة بالطهر لن القراء فيها متكررة فتعمرف المبراءة بتكمرر الحيمض ول تكمرر
هنا فيعتمممد الحيممض الممدال علممى الممبراءة فمممن انقطممع حيضممها صممبرت إلممى أن تحيممض فتسممتبرأ
بحيض ،فإن لم تحض صبرت إلى سن اليأس ثم استبرئت بشهر على نحو ما تقدم في العدة وأقل
مدة إمكان الستبراء إذا جرى سببه في الطهر يوم وليلة ولحظتان وفي الحيض ستة عشممر يوممما
ولحظتان )قوله :فل تكفي بقيتها( أي الحيضة :أي ل يحصل بهذه البقيممة مممن الحيممض السممتبراء
بخلف بقية الطهر في العدة فإنها تحسب
] [ 66
قرءا والفرق أن بقية الطهر تستعقب الحيضة الدالة علمى الممبراءة ،وهمذه تسمتعقب الطهمر
ول دللة له على البراءة )قوله :ولو وطئها الخ( أي لو وطئ السيد أمتممه فممي الحيممض :أي وقبممل
مضي مدة الستبراء كما يدل عليه آخر العبارة ،ولو صرح بممه كممالروض وشممرحه لكممان أولممى.
وعبارضممة الممروض وشممرحه .فممرع :وطممئ السمميد أمتممه قبممل السممتبراء أو فممي أثنممائه ل يقطممع
الستبراء وإن أثم به لقيام الملك بخلف العدة فممإن حبلممت منممه قبممل الحيممض بقممي التحريممم حممتى
تضع كما لو وطئها ولم تحبل أو حبلت منه في أثنائه حلت له بانقطاعه لتمامه .قممال المممام :هممذا
إن مضى قبل وطئه أقل الحيض وإل فل تحممل لممه حممتى تضممع كممما لممو أحبلهمما قبممل الحيممض .اه
)قوله :فحبلت منه( أي الممواطئ )قمموله :فممإن كممان( أي الحبممل .وقمموله قبممل مضممي أقممل الحيممض:
الظرف متعلق بمحذوف خبر كان :أي فإن كان حاصل قبل مضي أقل الحيممض وهمو يموم وليلمة
)قوله :انقطع الستبراء( أي انقطع بالحبل اعتبار الستبراء بالحيض واعتبر الستبراء بالوضع،
فإذا وضعت حل وطؤها كما يفيده قوله وبقي التحريم إلى الوضممع أي بقممي تحريممم المموطئ عليممه
إلى أن تضع )قوله :فإذا وضعت ارتفع التحريم( ول يلزم استبراء ثان بعد الوضع )قوله :كما لو
حبلت الخ( الكاف للتنظير :أي هو نظير ما لو حبلت المة من وطئه لها في حممال طهارتهمما فممإنه
يبقي التحريم إلى الوضع فإذا وضعت ارتفممع )قمموله :وإن حبلممت بعممد مضممي أقلممه( أي الحيممض،
وهو يوم وليلة )قوله :كفى( أي مضى أقله في الستبراء :أي فيحل له بعده التمتع بها ول يصممبر
إلى الوضع )قوله :لمضي حيض الخ( علة لقوله وكفى :أي وإنما كفى ذلك لمضي حيممض كامممل
لها قبل الحمل )قوله :ولذات أشهر( معطوف على لذات أقراء أي والستبراء لذات أشممهر شممهر.
وقوله من صغيرة الخ :بيان لذات الشهر وقوله شهر :أي ممما لممم تحممض فيممه ،فممإن حاضممت فيممه
استبرئت بالحيضة لنها صارت من ذوات القممراء .اه .ع ش )قمموله :ولحامممل( معطموف أيضما
على ذات أقراء :أي والستبراء لمة حامل .وقوله ل تعتد بالوضع :أي ليس لهمما عممدة بالوضممع،
وهو قيد في كون الستبراء في حق الحامل وضع الحمل .وخرج به ما لممو كممانت تعتممد بالوضممع
بأن ملكها معتدة عن الزوج أو وطئ شبهة أو عتقممت حممامل مممن شمبهة وهمي فممراش لسميدها فل
يكون الستبراء بالوضع ،بل يلزمها أن تستبرئ بعمده )قموله :وهمي( أي المتي ل تعتمد بالوضمع.
وقوله التي حملها من الزنا :أي ولم تحممض فممإن حاضممت كفممت حيضممة ول عممبرة بالحمممل ،ولممو
كانت من ذوات الشهور ومضى شهر فكذلك) .والحاصممل( أن السممتبراء فممي الحامممل مممن الزنمما
يحصل بالسبق من الوضع والحيضممة فيمممن تحيمض وبالسممبق ممن الوضمع والشممهر فممي ذوات
الشهر )قوله :أو المسبية الحامل( أي من كافر وأفاد بذكرها وما بعدها أن الحمل قممد يكممون مممن
غير زنا ويكون الستبراء بالوضع ،واندفع بذلك حصر بعضهم الحامل التي ل تعتد بالوضع في
التي حملها من زنا وقال :لنه إن كان من سيدها صارت به أم ولد ول يصح بيعها وإن كان مممن
زوج انقضت عدتها به ول يدخل الستبراء في العدة بل يجب الستبراء بعممده ويكممون الولممد فممي
هذه رقيقا وإن كان من شبهة نقصت عدة الشبهة بوضعه والولد حر ويغممرم الممواطئ قيمتممه لسمميد
المة ول يصح بيعها وهي حامل به لن الحامل بحر لتباع فيتعين أن يكممون الحمممل مممن الزنمما.
وحاصل الدفع أنا ل نسلم أنها تنحصر في ذلك بل تارة تكون حامل من زنا ،وتارة تكون غيرها
كالمسبية المذكورة وما بعدها )قوله :أو التي همي حاممل ممن السميد المخ( أي أو الممة المتي همي
حامل من السيد ثم زال عنها فراشه بعتقها فإنها ليس لها عدة بالوضممع ،فممإذا رام تزويجهمما ل بممد
من إستبرائها ويكون إستبراؤها بالوضع )قوله :سواء الخ( تعميم في الخيرة وهي الحامممل الممتي
زال فراش السيد عنها بالعتق :أي ل فرق فيها بين أن تكون مسممتولدة مممن قبممل هممذا الحمممل بممأن
ولدت منه أول ثم وطئها
] [ 67
وحملت منه ثم أعتقهمما ورام أن يزوجهمما فيكممون اسممتبراؤها بالوضممع ،والتعميممم المممذكور
ساقط من عبارة التحفة والنهايممة )قموله :وضممعه( أي السمتبراء الحامممل وضممع الحممل لحصممول
البراءة به وللخبر السابق )قوله :لو اشترى نحممو وثنيممة( أي كمجوسممية )قمموله :أو مرتممدة( أي أو
اشترى مرتدة )قوله :فحاضت( أي الوثنية ونحوها المرتدة )قوله :ثم بعد فراغ الحيض( الظممرف
متعلق بأسلمت بعده .وقوله أو في أثنائه أي الحيض )قمموله :ومثلممه( أي مثممل الحيممض الشممهر أي
فلو أسلمت بعده أو في أثنائه لم يكف مضي الشهر عن الستبراء قال فممي التحفممة :وكممذا الوضممع
على ما صرح به .اه )قوله :لم يكف حيضها الخ( أي فل بد من إستبراء ثان بعد السلم .وقوله
أو نحو :أي الحيض من الشهر أو الوضع وقوله في الستبراء :متعلممق بيكفممي )قمموله :لنممه الممخ(
علة لعدم الكتفاء بما ذكر في الستبراء .وقوله ل يستعقب :إن جعلت السين والتاء زائدتيممن فممما
بعده فاعل به وحذف مفعوله .أي ل يعقبه ويتسبب عنممه حممل التمتممع وإن جعل للطلممب فممما بعممده
مفعول والفاعل ضمير مستتر يعود على الممذكور ممن الحيمض ونحموه :أي ل يسمتلزم ،ويطلمب
حل التمتع واعترض التعليل المذكور بأنه يأتي فممي المحرمممة أي إذا اشممتراها محرمممة فحاضممت
قبل التحلل فإنه يعتد به مع أنمه ل يسمتعقب الحمل )قموله :المذي همو( أي حمل التمتمع بعمد مضمي
الحيضة أو الشممهر القصممد فممي السممتبراء :أي وهممذا القصممد لممم يحصممل بممما ذكممر فل يكفممي فممي
الستبراء ،ولذلك قال القفال :كل إستبراء ل يتعلق به استباحة الوطئ ل يعتد بممه أي إل اسممتبراء
المرهونممة قبممل انفكمماك الرهممن فيعتممد بممه لنممه يحممل للراهممن وطؤهمما بممإذن المرتهممن فهممي محممل
الستمتاع .وفرق ابن حجر بينها وبين ما لو اشترى عبد مأذون لها في التجارة أمممة وعليممه ديممن
حيث ل يعتد باستبرائها قبل سقوط الدين فليس للسيد وطؤها مممع أنممه يجمموز للسمميد وطؤهمما بممإذن
العبد والغرماء ح ل اه .جمل .وقوله وفرق ابن حجر :عبارته ويفرق بينهمما وبيممن ممما قبلهمما بممأنه
يحل وطؤها بإذن المرتهن فهي محل للسمتمتاع ،بخلف غيرهما حمتى مشمتراة الممأذون لن لمه
حقا في الحجر وهو ل يعتد بإذنه .فإن قلت :هي تباح له بإذن العبد والغرماء فسمماوت المرهونممة.
قلت :الذن هنا أندر لختلف جهة تعلق العبد والغرماء بخلفه في المرهونة .اه .بحذف )قمموله:
وتصدق المملوكة بل يمين في قولها حضت( أي تصدق في انقضاء السممتبراء قممال فممي التحفممة:
وإذا صدقناها فكذبها فهل يحل له وطؤها قياسا على ما لو ادعممت التحليممل فكممذبها بممل أولممى أول
ويفممرق محممل نظممر .والول أوجممه .اه )قمموله :لنممه( أي الحيممض ل يعلممم إل منهمما ،وهممو علممة
لتصديقها بل يمين في قولها ذلك قال البجيرمي :ولنها لو نكلت لم يقدر السيد على الحلممف علممى
عدم الحيض فللسيد وطؤها بعد الطهر وهذا حيث أمكممن كممما تصممدق الحممرة فممي انقضمماء عممدتها
حيث أمكن لنها مؤتمنة على رحمها .اه )قوله :وحرم في غير مسبية تمتع الخ( وهل هو كممبيرة
أو ل ؟ فيه نظر والقرب الول ،لكن ل يخفى أن الوطئ وإن كان حراممما لعممدم السممتبراء لكنممه
ليس بزنا لوجود شبهة الملك ،ومحل حرمتمه مما لمم يخمف الزنما فمإن خمافه جماز لمه أفماده ع ش
وغيره )قوله :ولو بنحو نظر بشهوة( أي ولو كان التمتع بنحو نظر بشهوة ،فإنه يحممرم وفممي سممم
ما نصه .قوله ويحرم الستمتاع بالمستبرأة قد يشمل السمتمتاع بنحمو شممعرها وظفرهمما بمممس أو
نظر بشهوة أو بجزئها المنفصل وهو غيممر بعيممد ممما لممم يوجممد نقممل بخلفممه .فممرع :وقممع السممؤال
إستطرادا عن النظر لجل الشراء .هل يجوز إذا كان بشهوة كما في نظر الخطبة أو يفرق ؟ فيممه
نظر .اه .بتصرف )قوله :ومس( يفيد عدم تقييده بما إذا كممان بشممهوة وتقييممد النظممر بممما إذا كممان
بشهوة أنه يحرم المس ولو بغير شهوة )قوله :قبل المخ( متعلمق بحمرم )قموله :لدائه إلمى الموطئ
المحرم( علة لحرمة التمتع لكممن بغيممر المموطئ وإل لممم يصممح لنممه يصممير المعنممى يحممرم التمتممع
بالوطئ لدائه إلى التمتع بالوطئ ول معنى له )قوله :ولحتماله الخ( علة ثانية لحرمة التمتع
] [ 68
مطلقا سواء كان بوطئ أو غيره .وقوله إنها حامل بحر :أي بأن وطئت بشممبهة أو وطئهمما
سيدها )قوله :فل يصح نحو بيعها( أي وإذا كانت حممامل بحممر فل يكمون بيعهمما صممحيحا وإذا لممم
يكن صممحيحا ل يجمموز للمشممتري أن يتمتممع بهمما لنهمما باقيممة علممى ملممك البممائع )قموله :نعممم الممخ(
إستدراك من حرمة التمتع بها دفع به ما يتوهم من حرمة الخلوة أيضا .وقوله تحل له الخلوة بها:
أي لتفويض الشرع أمر الستبراء إلى أمانته نعم :إن كان مشهورا بالزنا وعدم المسكة حيل بينه
وبينها )قوله :أما في المسبية الخ( مقابل قوله غير مسبية .وقوله فيحرم الموطئ المخ إنمما فمارقت
المسبية غيرها لتيقن ملكها ولو حامل فلم يجر فيها الحتمال السابق ،وإنما حرم وطؤهمما صمميانة
لمائه أن يختلط بماء حربي ل لحرمته ولم ينظر والحتمال كونها أم ولد لمسلم فلممم يملكهمما سممابيا
لندرته وقوله الستمتاع بغيره أي ل يحرم عليه الستمتاع بغير الوطئ وقموله مممن تقبيممل وممس:
بيان لغير الوطئ )قوله :لنه )ص( الخ( تعليل لحرمة الوطئ وعدم حرمة غيره .وقوله لم يحرم
الخ أي في الخبر المار أول الفرع وقوله في سبايا أوطاس أل ل توطأ حامل حتى تضع ول غير
ذات حمل حتى تحيض حيضة .وقوله منهمما :أي المسممبية .وقمموله غيممره :أي المموطئ )قمموله :مممع
غلبة الخ( فيه أن هذا ل يختص بالسبايا فل ينتج المدعي .وقمموله إلممى مممس الممماء :هممذا بالنسممبة
لمتداد اليدي ،وكان حقه أن يزيد وإلى النظر إليهن ليكممون مقابممل امتمداد العيمن .وقموله سمميما
الحسان :أي خصوصا في الغلبة المذكورة الماء الحسان )قوله :ولن ابممن عمممر الممخ( معطمموف
على قوله لنه )ص( الخ )قوله :من سبايا أوطاس( وقيممل مممن سممبايا جلممولء وجمممع بينهممما بممأن
جلولء كانوا معاونين لهوازن لكونهم حلفاءهم :أي معاهدين لهم فيمكن أن السبايا من همموازن أو
من جلولء وقسموها فمي الموضمع المسممى بأوطماس ،فتكمون الجاريمة الواقعمة لبمن عممر ممن
جلولء .وقصة ابن عمر رضي ال عنهما أنه اتفق أن واحدة سبيت من نسائهم فلمما نظمر عنقهما
كإبريق أي سيف فضة فلم يتمالك الصبر عن تقبيلها والناس ينظرونه ولم ينكر أحد عليممه فصممار
إجماعا سكوتيا ل يقال الجماع ل ينعقد في حياته )ص( لنا نقول المراد ولم ينكر عليه أحد مممن
الصحابة بعد موته )ص( ل يقال تقبيله لها خارم للمروءة لنا نقول :لعله اعتقد عممدم وجممود أحممد
عنده فقوله والناس ينظرون :أي وهو لم يعلم بذلك أو أنه فعله إغاظة للكفمار أو باجتهماده )قموله:
وألحق الماوردي الخ( قال سم ظاهر كلمهم يخالفه .اه) .قوله :بالمسبية( متعلممق بممألحق .وقمموله
في حل الستمتاع :هذا هو وجه اللحاق .وقوله كل الخ :مفعول ألحق .وقوله من ل يمكن حملها
أي أمة ل يمكن حملها لمانع منه كصغر وإياس وحمل من زنا موجود فممي بطنهمما :إذ الحامممل ل
يتصور أن تحمل على حملها الحاصل )قوله :كصبية الخ( تمثيل للتي ل يمكممن حملهمما )قمموله :ل
تصير أمة الممخ( وهممذا بخلف الزوجممة فإنهمما تصممير فراشمما بمجممرد الخلمموة بهمما حممتى إذا ولممدت
للمكان من الخلوة بها لحقه وإن لم يعترف بممالوطئ .والفممرق أن مقصممود النكمماح التمتممع والولممد
فاكتفى فيه بالمكان من الخلوة وملك اليمين قد يقصد بممه التجممارة والسممتخدام فل يكتفممي فيممه إل
بالمكان من الوطئ اه .شرح المنهج )قوله :إل بوطئ منه( أي من السيد .ومثممل المموطئ دخممول
مائة المحترم فيه .وقوله في قبلها :خرج به الممدبر فل تصممير فراشمما بممالوطئ فيممه ،وقيممل تصممير
فراشا به فعليه إذا ولدت للمكان منه يلحقه )قوله :ويعلممم ذلمك( أي الموطئ .وقموله بمإقراره :أي
السيد .وقوله به :أي الوطئ .وقوله أو ببينة :أي على الوطئ أو على إقراره به )قوله :فممإذا الممخ(
تفريمع علمى كونهما تصمير بمالوطئ فراشما ،وعبمارة التحفمة ممع الصمل :وإذا تقمرر أن الموطئ
يصمميرها فراشمما فممإذا ولممدت للمكممان الممخ )قمموله :للمكممان مممن وطئه( أي عنممد المكممان أو مممع
المكان ،فاللم
] [ 69
بمعنى عند أو مع .والمعنى أنها إذا ولدت ولدا يمكن أن يكممون مممن وطئه بممأن يكممون بيممن
زمن الممولدة وزممن المموطئ سممتة أشممهر )قمموله :لحقممه وإن لممم يعممترف بممه( أي بممأن سممكت عممن
استلحاقه ،وذلك لنه )ص( ألحق الولد بزمعة بمجممرد الفممراش :أي بعممد علمممه المموطئ بمموحي أو
إخبار فإن نفي الولد بعد إقراره بالوطئ وادعى استبراءا بعد الوطئ بحيضة وقبل الوضممع بسممتة
أشهر وحلف على ذلك لم يلحقمه الولممد ،وذلممك لن الموطئ الممذي همو المعمول عليمه فمي اللحموق
عارضه دعوى الستبراء فبقي محض المكمان ول تعويمل عليمه فمي ملمك اليميمن والم سمبحانه
وتعالى أعلم.
] [ 70
فصل في النفقة أي في بيان أحكامها .واعلممم ،أن للنفقممة ثلثممة أسممباب :الزوجيممة والقرابممة
والملك ،وذكر في هذا الفصل الولين ،وذكر الثالث في فصل الحضانة ،وكان الولى ذكممره فممي
هذا الفصل جمعا بين السباب ،وبدأ بنفقة الزوجة لنها أقوى لكونها معاوضة في مقابلة التمكيممن
من التمتع ول تسقط بمضي الزمان وأخرت إلى هنا لوجوبها في النكاح وبعده كأن طلقممت وهممي
حامل أو كان الطلق رجعيا .والصل فيها الكتاب والسنة والجماع :فمممن الول قمموله تعممالى* :
)وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف( * ومن الثاني خبر :اتقوا الم فممي النسمماء فممإنكم
أخذتموهن بأمانة ال تعالى واستحللتم فروجهن بكلمة ال تعالى ولهممن عليكممم رزقهممن وكسمموتهن
بالمعروف )قوله :من النفاق( يرد عليه أن النفقة مصدر مجرد والنفاق مصدر مزيد ول يشممتق
المجرد من المزيد .ويمكن أن يجماب بممأن الممراد مممأخوذة ممن النفمماق والخمذ أوسممع دائرة مممن
الشتقاق )قوله :وهو( أي النفاق .وقوله الخراج :أي دفع مما يسممى نفقمة لممن يسمتحقه ،ثمم إن
النفمماق ل يسممتعمل إل فممي الخيممر :كممما إن السممراف ل يسممتعمل إل فممي غيممره .ومممن بلغممات
الزمخشري :ل سرف في الخير كما ل خير في السرف .وهو من رد العجز إلى الصممدر )قمموله:
يجب( أي وجوبا موسعا فل يحب س ول يلزم لكن لو طالبته وجب عليممه الممدفع ،فممإن تركممه مممع
القدرة عليه أثم .ح ل .بجيرمي )قوله :المد التي( أي ذكره فممي المتمن ،ثمم إن المؤلمف قمدر هنمما
فاعل للفعل وجعل الفاعل بحسب صنيع المتن خبرا وقدر له مبتدأ )قوله :وممما عطممف عليممه( أي
المد التي وهو مدان ومد ونصف :أي وما تعلق به ممن الدم وممما بعمده )قموله :لزوجممة( متعلممق
بيجب )قوله :ولو أمة ومريضة( الغاية للتعميم :أي ل فرق في وجوب ممما ذكممر للزوجممة بيممن أن
تكون أمة أو تكون حرة ،ول فرق أيضا بيممن أن تكممون صممحيحة أو مريضممة )قمموله :مكنممت مممن
الستمتاع بها( أي بأن عرضت نفسها عليه كممأن تقممول إنممي مسمملمة نفسممي إليممك فمماختر أن آتيممك
حيث شئت أو أن تأتيني .ومحل ذلك إذا كان في بلممدها فممإن غمماب عممن بلممدها رفعممت المممر إلممى
الحاكم ليكتب إلى حاكم بلد الزوج ليعلمه بالحال فيجئ إليها أو يوكممل فممي النفمماق عليهمما فممإن لممم
يفعل شيئا من المرين فرضها القاضي فمي مماله ممن حيمن إمكمان وصموله همذا إن كمانت بالغمة
عاقلة فإن كانت صغيرة أو مجنونة .فالعبرة بعرض وليها لنه هو المخمماطب بممذلك ،ول بممد مممن
التمكين التام فلو مكنته وقتا دون وقت كأن تمكنه الليل دون النهممار أو فممي دار دون دار فل نفقممة
لها .وخرج بتمكينها من الستمتاع بها ما لو لم تمكنه من ذلك فهممي ناشممزة ول نفقممة لهمما .وقمموله
ومن نقلها الخ :أي ومكنته من نقلها إلى حيث شاء الزوج .وخرج به ما لو امتنعت من ذلك فهممي
ناشزة أيضا ول نفقة لها .وقوله عند أمن الطريق :والمقصد قيد في اشتراط تمكين نفسها لممه مممن
نقلها إلى حيث شاء :أي يشترط ذلك إذا كان كل من الطريق والمقصد آمنا ،وإل فل يشمترط فلمو
امتنعت من ذلك حينئذ فليسممت بناشممزة وعليممه نفقتهمما .وقمموله ولممو بركمموب بحممر الممخ :غايممة فممي
اشتراط التمكين من النقل معه :أي يشترط ذلك ولو كان النقمل يكمون بركموب بحمر لنمه يلزمهما
إجابته إليه على الوجه -كما في فتح الجواد .وقوله غلبت فيه السلمة :قيممد فممي ركمموب البحممر.
وخرج به ما لو لم تغلب فيه السلمة فل يشترط أن تمكن من نقلها الذي يحصممل بركمموبه بمعنممى
أنها لو
] [ 71
امتنعت من ذلك ل تكون ناشزة فل تسقط نفقتها )قوله :فل تجب( أي المذكورات من المد
وما عطف عليه وما يتعلق به ،ويصح عودة على المؤن المعلومة من المقممام ،وهممو تفريممع علممى
قوله مكنت المجعول قيدا للوجوب .وقوله بالعقد :أي وقبل التمكين وذلك لنممه يمموجب المهممر فل
يوجب عوضين ولنها مجهولة بسبب جهل حال الزوج من يسار أو إعسممار أو توسممط والعقممد ل
يجوب مال مجهول ،ولنه )ص( تزوج عائشة رضي ال عنها وهي بنت ست سنين ،ودخل بهمما
وهي بنت تسع سنين ولم ينقل أنه أنفق عليها قبل الدخول ،فلو كانت النفقممة واجبممة بالعقممد لسمماقها
إليها ولو وقع لنقل )قوله :خلفا للقديم( أي القائل بوجوبها بالعقد كالمهر بدليل وجوبها للمريضممة
والرتقاء وكتب الرشيدي ما نصه قوله والقديم تجب بالعقد -أي وتسممتقر -بممالتمكين كممما صممرح
به الجلل ،ثم قال عقبه فإن امتنعت سقطت اه .وانظممر ممما معنممى وجوبهمما بالعقممد عليممه ؟ ولعلممه
يظهر ذلك فيما لو مات أحدهما قبل التمكين فيستحق مؤنة ما بعد العقد وقبل الموت )قوله :وإنممما
تجب بالتمكين يوما فيوما( أي وتجب بفجر كل يموم -كمما سيصمرح بمه -وإنمما وجبممت بمه لن
الواجب -كما سيأتي -الحب فيحتاج إلى طحنه وعجنه وخممبزه ،فلممو حصممل التمكيممن ابتممداء فممي
أثناء اليوم وجبت بالقسط حتى لو حصل وقت الغروب كما يقع كثيرا وجبت كذلك .وخرج بقوله
ابتداء ما لو كان ذلك بعد نشوز بأن كانت ناشزة ثم مكنت نفسممها فممي أثنمماء اليمموم فل تجممب نفقممة
ذلك اليوم لنها تسقط بالنشوز فل تعود بالطاعة )قوله :ويصدق هممو بيمينممه الممخ( أي لممو اختلممف
الزوجان في التمكين وعدمه بأن ادعته هي وأنكره هو ول بينة صدق بيمينه لن الصل عممدمه،
فلو نكل عن اليميممن حلفمت هممي يميمن الممرد واسمتحقت النفقمة لن اليميمن المممردودة كمالقرار أو
كالبينة )قوله :وهي الخ( أي وتصدق هي فيما لو اتفقما علمى التمكيمن وادعمى همو نشموزها بعمده
وهي عدمه أو ادعى هو النفاق عليها وادعت هي عدمه ،وذلك لن الصل عممدم النشمموز وعممدم
النفاق .وقوله :والنفاق عليها :بالجر عطف على النشموز )قموله :وإذا مكنمت ممن يمكمن التمتمع
بها( من واقعة على الزوجة ،وهي فاعل الفعل ومفعوله محممذوف :أي وإذا مكنممت الزوجممة الممتي
يمكن التمتع بها زوجها وجبت عليه المؤن .وقوله ولو من بعض الوجوه :أي ولو كان التمتع بها
من بعض الوجوه -ل من كلها )قوله :وجبت مؤنها( أي علممى زوجهمما )قمموله :ولممو كممان الممزوج
طفل( غاية لوجوب المؤن عليه وهي للرد على من قال :ل تجب عليه لنه ل يستمتع بها بسممبب
هو معذور فيه .وعبممارة المنهمماج مممع شممرح م ر :والظهممر أنهمما تجممب لكممبيرة -أي لمممن يمكممن
وطؤها وإن لم تبلغ كما هو ظاهر على صغير ل يمكن وطؤه إذا عرضت على وليممه لن المممانع
من جهته ،والثاني :ل تجب لنه ل يستمتع بهمما بسممبب هممو معممذور فيممه فل يلزمممه غممرم .انتهممت
)قوله :وإن عجزت عن وطئ الخ( ظاهر صنيعه انه غاية لقوله :وجبت مؤنها المرتب على مممن
يمكن التمتع بها .ويرد عليه أنه ل يلئمه قوله بعد ل إن عجزت بالصممغر لنممه ينحممل المعنممى ل
إن عجزت :أي من يمكن التمتع بها بالصغر ،ول يخفى ما فيه ولو قدم الشارح هذه الغايممة علممى
قوله وإذا مكنت الخ لكان أولى :لنه يصير عليه غاية لقوله :وإنما تجب بممالتمكين وهمو ظمماهر -
كما في فتح الجواد -وعبارته :وتجب لها بالتمكين وإن عجزت عن وطئ الخ ما ذكره الشممارح،
وحاصل المعنى أنها تجب المؤن بالتمكين وإن عجزت عمن وطمئ بسمب ب غيممر الصمغر ،وذلمك
لن المرض يطرأ ويزول .ومثله الجنون والرتق وإن كان ل يزول لكنه قد رضي به مع التمتممع
ممكن بغير الوطئ في الجميع وهو كمماف ممن بعمض الوجموه -كمما صمرح بمه قبمل -وقموله أو
جنون :أي مقارن للتسليم أو حادث بعده )قوله :ل إن عجزت بالصممغر( أي ل تجممب ان عجممزت
بالصغر .وعبارة المنهاج مع شرح م ر :والظهر ان ل نفقة ول مؤنة لصغيرة ل تحتمل الوطئ
وإن سلمت له لن تعذر وطئها لمعنى قائم بها فليست أهل للتمتع ،والثاني لها النفقة لنها حسبت
عنده وفوات الستمتاع لسبب هي فيمه معمذورة كالمريضمة والرتقماء ،وفمرق الول بمما ممر فمي
التعليل .اه) .قوله :فل نفقة لها( الولى إسقاطه لن
] [ 72
معنى قوله ل إن عجزت الخ ل تجب المؤن ان عجزت .وقوله وان سلمها الخ :غاية لعدم
وجوب النفقة لها )قوله :إذ ل يمكن التمتع بها( أي ول من وجه ،وهممو علممة لعممدم وجمموب النفقممة
)قوله :بخلف من تحتمله( أي الوطئ وهو محترز قوله ل تحتمل الوطئ )قوله :ويثبت ذلك( أي
تمكينها له الموجب للنفقة .وقوله بممإقراره :أي الممزوج .وقمموله وبشممهادة البينممة بممه :أي بممالقرار.
وقوله أو بأنها في غيبته الخ :أي ويثبت ذلك بشهادة البينة بأنها في حال غيبته باذلة للطاعة .قممال
ع ش :وهذا إنما يحتاج إليه إذا لم يسبق تمكين منها أو سبق نشوز ،وإل فممالقول قولهمما فممي عممدم
النشوز من غيبته .وقوله ونحو ذلك :بالجر معطوف علممى إقممراره :أي ويثبممت بنحممو ذلممك كرفممع
أمرها للحاكم وإظهار أنها مسلمة له )قوله :ولها مطالبته بها الخ( أي للزوجة إذا أراد زوجها أن
يسافر سفرا طويل أن تطالبه بالنفقة مدة سفره ،ويلزم القاضي إجابتها في منعه مممن السممفر حممتى
يترك لها النفقة منه أو يوكل من ينفممق عليهمما أو يطلقهمما -كممما سيصممرح بممه الشممارح -قممال فممي
التحفة :ويفرق بينها وبين من له دين مؤجل فمإنه ل منممع لمه وإن كممان يحممل عقمب الخمروج بممأن
الدائن ليس في حبس المدين وهو المقصر برضاه بذمته ،ول كذلك الزوجممة فيهممما :إذ ل تقصممير
منها وهي في حبسه فلو مكناه من السفر الطويل بل نفقة ول منفق لدى ذلك إلى إضممرارها بممما
ل يطاق الصبر عليه ل سيما الفقيرة التي ل تجد منفقا فاقتضت الضممرورة إلزامممه ببقمماء كفايتهمما
عند من يثق به .اه .وهذه المسألة مكررة مع قوله التي ويكلف من أراد سفرا طويل طلقهمما أو
توكيل من ينفق عليها من مال حاضر ،فكان المناسب القتصار على أحدهما وعلى الثانيممة أولممى
لن فيها زيادة الطلق )قوله :ولو رجعية( غاية لوجوب ما ذكر للزوجة :أي يجممب ممما ذكممر لهمما
ولو كانت زوجة حكما كالرجعية )قوله :وإن كانت( أي الرجعية .وقمموله حممائل :أي غيممر حامممل
)قوله :أي يجب لها ما ذكر( أي وهو المد التي ،وما عطف عليممه ولممو أبممدل ممما ذكممر بممما يممأتي
لكان أولى )قوله :ما عدا آلة التنظيف( أي أما هي فل تجب عليه لها .نعم :لهمما ممما يزيممل الوسممخ
فقط -كما سيذكره ) -قوله :لبقاء حبسه لها( علة لوجوبها للرجعية )قوله :ولمتناعه( متعلق بممما
بعده :أي لم يجب لها آلة التنظيف لمتناع الزوج عنها :أي عمن السمتمتاع بهما لكمونه قمد طلقهما
)قوله :ويسقط مؤنتها( أي الرجعيممة ممما يسممقط مؤنممة الزوجمة :أي مممما يتصممور فيهمما كالنشمموز -
بخلف ما ل يتصور فيها كالعجز عن الوطئ بسبب الصغر ،وذلك لنها إذا طلقممت قبممل المموطئ
تبين ول تكون رجعية .وقوله كالنشمموز :أي بخصمموص الخممروج عممن المسممكن والسممفر والممردة،
وأما نشوزها بامتناعها من الستمتاع بها فل يتصور فيها )قوله :وتصممدق( أي الرجعيممة .وقمموله
في قدر أقرائها فلو ادعت أن قرأها -أي طهرهمما -تسممع وعشمرون يوممما غمالبه وادعممى همو أن
قرأها خمسة عشر يوما أقله صدقت هي لنها مؤتمنة على ما في رحمهمما )قمموله :إن كممذبها( قيممد
في اليمين )قوله :وإل( أي وإن لم يكذبها ،فل يمين عليها )قمموله :وتجممب النفقممة( الولممى التعممبير
هنا وفي جميع ما يأتي بالمؤنة لنها تشمل الكسوة والمسكن -بخلف النفقة فإنها خاصة بممالقوت
والحامل البائن يجب لها النفقة والكسوة والمسكن ل الولى فقط .وعبارة المنهج مممع شممرحه :ول
مؤنة من نفقة وكسوة لحامل بائن وتجب لحامممل المخ .اه .وقموله أيضمما :أي كمما تجممب لرجعيممة.
وقمموله لمطلقممة حامممل :إنممما وجبممت لهمما ليممة * )وإن كممن أولت حمممل فممأنفقوا عليهممن( * ولنممه
كالمستمتع برحمها لشتغاله بمائه ،ثم إن وجوب النفقة لها بسبب الحمممل ل للحمممل علممى الصممح
لنها تلزم المعسر وتتقدر بالمداد بحسب يسممار الممزوج وإعسمماره وتسممقط بالنشمموز -ول تسممقط
بمضي الزمان ولو كممانت للحمممل لتقممدرت بقممدر كفممايته وهممي متعممذرة ولممم تجممب علممى المعسممر
وسقطت بمضي الزمان .وقوله بالطلق الثلث :متعلممق ببمائن .وقموله أو الخلممع :معطموف علممى
الطلق :أي أو بائن
بممالخلع .وقمموله أو الفسممخ :معطمموف أيضمما علممى الطلق :أي أو بممائن بالفسممخ ،وفيممه أن
عبارته تفيد أن البائن بالفسخ مطلقة مع أنمه تقمدم أن الفسمخ ل يحسممب طلقمما ،فمالولى أن يقمول
وتجب لحامل بائن الخ .ويحذف لفظ مطلقة .وقوله بغير مقارن :متعلق بالفسخ :أي الفسخ بسممبب
غير مقارن للعقد بأن يكون طرأ بعده كردة ،أما إذا قارن العقد بأن وجد حممالته كعيممب أو غممرور
فل نفقة لها بفسخه به .قال في التحفمة :لنممه يرفممع العقممد مممن أصممله .اه .وتوقممف فيممه سممم وقممال
الجمل :هذا التعليل ضعيف ،والمعتمد أنه يرفعه من حينممه ومممع ذلممك ل تسممتحق .اه )قمموله :وإن
مات الزوج قبل الوضع( غاية لوجوب النفقه للمطلقة الحامل :أي تجب النفقة لهمما وإن مممات قبممل
أن تضع حملها لما علمت أن الصح أن النفقة تجب لها ل للحمل ولن البائن ل تنتقل لعدة الوفاة
ولن المؤن وجبت قبل الموت فاغتفر بقاؤها في الدوام لنه أقوى من البتداء وإذا مات أخرجت
من تركته .وقوله ما لم تنشز :قيد لوجوب النفقة .وخرج به ما لو نشزت بأن خرجت من المسكن
لغير حاجة فانها تسقط نفقتها )قوله :ولو أنفق( أي الزوج عليها .وقوله يظنه :أي الحمممل .وقمموله
فبان عدمه :أي تبين أن ل حمل وقوله رجع عليها :أي بما دفعمه لهما بعمد عمدتها لنممه بمان أن ل
شئ عليه )قوله :أما إذا الخ( محترز قوله بائن بالطلق الثلث الخ .وقوله فل نفقة :أي لها عليه،
وذلك لخبر الدارقطني :ليس للحامل المتوفى عنها زوجها نفقة وإنممما وجبممت فيممما لممو تمموفي بعممد
بينونتها لنها وجبت قبل الوفاة فاغتفر بقاؤها في الممدوام لنمه أقموى ممن البتمداء ولن البمائن ل
تنتقل إلى عدة الوفاة كما مر آنفا )قوله :وكذا ل نفقة( أي أصل ل على الزوج ول علممى الممواطئ
بشبهة .وقوله لزوجة الخ :أي ولو كانت رجعية لكن يشترط فيها أن تحمل من وطئ الشبهة ،أممما
إذا لم تحمل فيجب لها النفقة لن عدة الطلق حينئذ مقدمة على عدة الشبهة -كما في فتح الجواد
-وعبارته مع الصممل :وتجمب لزوجمة ورجعيممة ل إذا تلبسمت إحمداهما بعمدة شممبهة بممأن وطئت
الزوجة بشبهة وإن لم تحبل أو الرجعية بها وحبلت لنتفاء تمكين الزوجممة :إذ يحممال بينممه وبينهمما
إلى انقضاء العدة ولن الرجعية مشغولة بحق غيره واشترط حبلهمما لن عممدة الشممبهة ل تقممدم إل
حينئذ كما مر .اه .بتصرف) .قمموله :بممأن وطئت بشممبهة( أي ولممو بنكمماح فاسممد ،والبمماء لتصمموير
المتلبسة بعدة الشبهة )قوله :وإن لم تحبل( غاية في عدم وجمموب النفقممة )قمموله :لنتفمماء التمكيممن(
علة لعدم وجوب النفقة :أي وإنما لم تجب لنتفاء التمكيممن منهمما الممموجب للنفقممة )قمموله :إذ يحممال
الخ( علة للعلة أي وإنما انتفى التمكين لنه يحال بينها وبينه إلى انقضاء عممدة الشممبهة )قمموله :ثممم
الواجب الخ( دخول في على المتن .وقول ممن مر :بيان لنحممو الزوجممة وهممو الرجعيممة والحامممل
البائن بما تقدم )قوله :مد طعام( خبر الواجب )قوله :ممن غمالب المخ( بيمان للممد :أي حمال كمونه
كائنا من غالب قوت محل إقامتها سواء كان من بر أو غيره كأقط كممالفطرة وإن لمم يلمق بهما ول
ألفته :إذ لها إبداله ،فإن اختلف غالب قوت محل إقامتها وجممب لئق بممه يسممارا وضممده ول عممبرة
بما يتناوله هو توسعا أو بخل )قوله :ل إقامته( أي ل من غالب قوت محل إقامممة الممزوج )قمموله:
ويكفي( أي في براءة ذمته من النفقة .وقوله دفعه :أي المد ،ومثله بقية المؤن ويكفي الوضع بيممن
يديها مع التمكن من الخذ والدفع يكون لهمما إن كممانت كاملممة ،وإل فلوليهمما وسمميد غيممر المكاتبممة.
وقوله كالدين في الذمة :أي فإنه يكفي فيه الدفع من غيممر افتقممار إلممى إيجمماب وقبمول )قمموله :قممال
شيخنا( أي في شرح الرشاد ،ونص عبارته :ويكفي دفعممه ممن غيمر إيجماب وقبمول كالمدين فممي
الذمة ،ومنه يؤخذ الخ .اه .وقوله ومنه يؤخذ :أنظر من أين يؤخذ ذلك ؟ فإن كان من جعممل أدائه
كأداء الدين ففيه نظر :لنه ل بد في وقوع ما دفعه عن الدين مممن قصممد الداء عممن جهممة الممدين،
كما يعلم من عبارة شرح الروض التية قريبا ،وكما تقدم عن ابن حجر في باب الضمان ونصممه
هناك :قال السبكي في تكملة شرح المهذب عن المام متى أدى المدين بغير قصد شئ حالة الدفع
لم يكن شيئا ولم يملكه المدفوع إليه ،بل ل بد من قصد الداء عن جهة الدين ،وكثير مممن الفقهمماء
يغلط في هذا ويقول أداء
] [ 74
الدين ل تجب فيه النية .اه .وجممرى عليممه الزركشممي وغيممره .اه .وإن كممان مممن الكتفمماء
بالدفع بقطع النظر عن التشبيه فمحتمل ،ويدل على هذا التقييد بقوله هنا :أي في النفقة فقط ل في
الدين إل أنه بعيد .تأمل .وقوله عدم الصارف :أي أن ل يكون صارف يصرف الداء عممن جهممة
النفقة بأن ينوي به مثل غير أدائها كالتبرع أو قضاء دينه الذي عليه لها غير النفقة )قوله :خلفمما
لبن المقري ومن تبعه( أي فإنهم اشترطوا قصد الداء .وفي حاشية الجمل ما نصه :قوله وعليه
دفع حب الخ -قال في شرح الروض :بأن يسلمه لها بقصد أداء ما لزمه كسائر الديون من غيممر
افتقار إلى لفظ .اه .وقضية قوله كسائر الديون اعتبار القصممد فيهمما )قمموله :علممى معسممر( متعلممق
بالواجب الذي قدره الشارح أو يجب في المتن .وقوله ولو بقوله :أي ولو ثبت إعساره بقوله كأن
قال أنا معسر وحلف على ذلك فإنه يصدق بيمينه .وقوله ممما لممم يتحقممق لممه مممال :قيممد فممي ثبمموت
إعساره بقوله ،وخرج به ما لو تحقق له ذلك فممإنه ل يثبممت إعسمماره بقمموله بممل ل بممد مممن البينممة.
وعبارة النهاية :ولو ادعت يسار زوجها صدق بيمينه إن لم يعهد له مال وإل فل ،فإن ادعى تلفه
ففيه تفصيل الوديعة .اه .وقوله ففيه تفصيل الوديعة هو أنه إن ادعممى تلفممه مطلقمما :أي مممن غيممر
ذكر سبب له أصل أو سممبب خفممي كسممرقة أو ظمماهر كحريممق عممرف دون عمممومه فممإنه يصممدق
بيمينه وإن عرف عمومه ولم يتهم فيصدق بل يمين وإن ذكر سممببا ظمماهرا وجهممل طممولب ببينممة
بوجوده ثم يحلف أنها تلفت به )قوله :وهو( أي المعسر .وقمموله مممن ل يملممك الممخ :بيممان لضممابط
المعسر .والمعنى أن ضابط المعسر هو من ل يملك شيئا من المال يكون به غير مسممكين بممأن ل
يملك شيئا أصل أو يملك شيئا منه يكون معه مسكينا فالمراد بالمعسر هنا مسكين الزكمماة بالنسممبة
للمال ،أما بالنسبة للكسب فل كما تفيده الغاية بعد فالذي يكتسب قدر كفايته كل يوم معسر هنمما ل
في الزكاة ويعتبر إعساره ،ومثله اليسار والتوسط بطلوع فجر كل يوم لنه وقت الوجوب فنعتبر
ما عنده عند طلوع الفجر .هذا إذا كممانت ممكنممة عنممده ،أممما الممكنممة بعمده فيعتممبر عقمب التمكيمن
)قوله :ولو مكتسبا( غاية للمتن .أي أنه يجب على المعسر مد طعام ولو كان مكتسبا ،فاكتسابه ل
يخرجه عن العسار .ويصح أن يجعل غاية لضابط المعسر في الشممرح :أي أن ضممابط المعسممر
هو الذي ل يملك الخ ،ولو كان مكتسبا ل يخرجه عن كونه ل يملك شمميئا .وقموله وإن قممدر علممى
كسب واسع غاية في المكتسب :أي أن المكتسب معسممر ولممو قممدر علممى الكسممب الواسممع فالقممدرة
عليه ل تخرجه عمن العسمار فمي النفقمة وإن كمانت تخرجمه عمن اسمتحقاق سمهم المسماكين فمي
الزكاة .وكتب ع ش ما نصه :قوله وإن قمدر زممن كسمبه علمى ممال واسمع :أي فهمو معسمر فمي
الوقت الذي ل مال بيده وإن كان لو اكتسب حصل مال كثيرا وموسر حيث اكتسب وصممار بيممده
مال وقت طلوع الفجر .اه .وفي سم ما نصه :قوله ومنه كسوب ،أي قادر علممى المممال بالكسممب،
فإن حصل مال منه نظر فيه باعتبار ممما يممأتي فممي قمموله ومسممكين الزكمماة معسممر بممأنه قممد يكممون
معسرا وقد يكون غيره .اه )قوله :وعلى رقيق( معطوف على معسر :أي ويجب مد أيضمما علممى
رقيق :أي من فيه رق ولو كان مكاتبا أو مبعضما ،وذلمك لضمعف ملكمه إن كمان مكاتبما ،ونقمص
حاله إن كان مبعضا ،وعدم ملكه إن كان غيرهما )قوله :ومدان على موسر( معطمموف علممى مممد
على معسر من عطف المفممردات :أي والممواجب مممدان علممى موسممر ،وإنممما فمماوتوا بيممن المعسممر
والموسر في قدر الواجب لقوله تعالى) * :لينفق ذو سعة من سعته ،ومن قدر عليه رزقممه فلينفممق
مما آتاه ال( * وأما كون الواجب على الموسر خصوص المدين وعلممى المعسممر خصمموص المممد
فبالقياس على الكفارة بجامع أن كل مال وجب بالشرع ويسمتقر فمي الذممة وأكمثر مما وجمب فمي
الكفارة لكل مسكين نصف صاع وهو مدان ،وذلك في كفممارة نحممو الحلممق فممي النسممك ،وأقممل ممما
وجب له مد في كفارة نحو اليمين ،وهو يكتفي به الزهيد ويقنع بممه الرغيممب ،ولممما أوجبمموا علممى
الموسر الكثر ،وعلى المعسر القل أوجبوا على المتوسط ما بينهما
لنه لو ألزمناه بالمدين لضره ذلك ولو اكتفينا منه بالمد لضمرها ذلممك فأوجبنمما عليمه قمدرا
وسطا وهو مد ونصف .قال في النهاية :وإنما لم يعتبر شرف المرأة وضممده لنهمما ل تعيممر بممذلك
ول الكفاية كنفقة القريب لنها تجب للمريضة والشبعانة ،وما اقتضاه ظمماهر خمبر هنمد خمذي مما
يكفيك وولدك بالمعروف من تقممديرها بالكفايممة الممذي ذهممب إلممى اختيمماره جمممع مممن حيممث الممدليل
وأطالوا القول فيه :يجاب عنه بأنه لم يقدرها فيه بالكفاية فقط ،بل بها بحسممب المعممروف ،وحينئذ
فما ذكروه هو المعروف المستقر في العقول -كما هو واضح -ولو فتح للنساء باب الكفايممة مممن
غير تقدير لوقع التنمازع ل إلمى غايمة فتعيمن ذلمك التقمدير اللئق بمالعرف .اه )قموله :وهمو( أي
الموسر .وقوله من ل يرجع :أي يصير فهو من رجع بمعنى صار ومعسرا خبره .وقمموله مممدين:
مفعول المصدر ،والمعنى أن ضابط الموسر هو الذي لو كلفناه كل يوم مممدين ل يصممير معسممرا.
وفي البجيرمي ما نصه :قوله من ل يرجع الخ -بأن يكون الفاضل مممن ممماله بعممد التوزيممع علممى
العمر الغالب أو سنة مدين -ح لي .ا ه .وقوله على العمر الغالب :أي إن لممم يسممتوفه .وقمموله أو
سنه .أي إن استوفاه) .والحاصل( أن الموسر هو الذي عنده ما يكفيمه بقيممة العمممر الغممالب ويزيممد
عليه مدان فإن لم يكن عنده ما يكفيه العممر الغمالب أو كمان عنمده مما يكفيمه ولمم يمزد عليمه شمئ
فمعسر ،وإن زاد عليه شئ ولم يبلغ مممدين فمتوسممط .وفممي حاشممية الشممرقاوي ممما نصممه ،وهنمماك
ضابط للشيخين أخصر من ذلك ،وهو أن من زاد دخله على خرجه فموسر ،ومممن اسممتوى دخلممه
وخرجه فمتوسط ،ومن زاد خرجه على دخلممه فمعسممر .اه )قمموله :ومممد ونصممف الممخ( معطمموف
أيضا على مد الخ :أي فالواجب مد ونصف على متوسط )قوله :وهو( أي المتوسممط .وقمموله مممن
يرجع الخ :أي من يصير بتكليفه مدين كل يوم معسرا )قوله :وإنممما تجممب النفقممة الممخ( هممذا ليممس
دخول على المتن ،وإنما هو بيان لكون الوجوب يعتبر بفجر كل يوم وذلك لنه لممو جعممل دخممول
لقتضى أن قوله وقت طلوع الخ قد ذكره قبل مع أنه لم يذكره .ولو زاد الشممارح عنممد قمموله أول
الفصل وإنما تجب بالتمكين يوما فيوما وقت طلوع الفجممر لصممح أن يكممون دخممول ومعنممى كممون
وجوب النفقة يعتبر وقت طلوع الفجر أنها تطالبه بها من حينئذ لحتياجها إلى طحنه ونحوه كممما
مر ويلزم من اعتبار الوجوب وقته اعتبار يسمماره وإعسمماره وتوسممطه وقتممه أيضمما ،كممما قممدمته،
فتعتبر ما عنده عند طلوع الفجر ،فإذا وجدناه يزيد على كفاية العمممر الغممالب بمممدين فهممو موسممر
فيلزمممه فممي هممذا اليمموم مممدان ،ويختلممف ذلممك بممالرخص والغلء وقلممة العيممال وكممثرتهم حممتى أن
الشخص الواحد قد يلزمه لزوجته نفقة موسممر ول يلزمممه لممو تعممددت إل نفقممة متوسممط أو معسممر
)قوله :إن لم تؤاكله( قيد للمتن :أي يجب عليه لها المد المخ إن لمم تأكمل عنمده معمه أو وحمدها أو
أرسل إليها الطعام فأكلته بحضممرته أو غيبتممه وإل سممقط ،وذلممك لطبمماق النمماس عليممه فممي زمنممه
)ص( وبعده ولم ينقل خلفه ،ول أنه )ص( بين أن لهن الرجوع ول قضاء من تركمة ممن ممات.
وقوله على العادة :أي أكل كائنا على العادة بأن تتناول كفايتها من غير تمليك ول اعتياض .وفي
شرح الروض :قال في المهمات :والتصمموير بالكمل معمه علممى العممادة يشمعر بأنهمما إذا أتلفتممه أو
أعطته غيرها لم تسقط -أي النفقة -عنه .اه .وقوله لم تسقط :أي ويرجع عليها ببدل ما أتلفته أو
أعطته ،كما هو ظاهر ،وقوله برضاها :متعلق بتؤاكله ،وهو قيمد سمميذكر محممترزه .وقموله وهممي
رشيدة :الجملة حالية وهي قيد آخر سيذكر محترزه أيضا .وكمون المعتمبر رضماها وهمي رشميدة
محله إذا كانت حرة ،فإن كانت أمة فالعبرة فيها إذا أوجبنا نفقتها على الزوج بأن كانت مسلمة له
ليل ونهارا برضا سيدها المطلق التصرف ل برضاها )قوله :فلو أكلت الخ( محممترز قمموله علممى
العادة ،وكان المناسب أن يذكر مفهوم المنطوق المستكمل للقيود بأن يقول :فإن آكلته على العممادة
برضاها وهي رشيدة لم يجب عليه المد الخ ،ثم بعد ذلك يذكر مفهوم القيود )قوله :وجب لها تمام
الكفاية( أي فتطالبه بالتفاوت بين ما أكلته وبين كفايتها في أكلها المعتاد .وانظر هل ولو كان قدر
الكفاية عادة زائدا على الواجب شمرعا أو ل بمد ممن أن يكمون قمدره والمذي يؤخمذ ممن كلم سمم
الثاني ونصه :قوله :إن أكلت قدر الكفاية وإل رجعت بالتفاوت ،هل المراد التفاوت بين ممما أكلتمه
وكفايتها أو بينه وبين الواجب شرعا ؟ فيه نظر ،ويتجه الثاني :إذ الممواجب شممرعا هممو اللزم لممه
دون ما
] [ 76
زاد عليه إلى حد الكفاية إذا كانت أكثر منه .اه .وقوله على الوجه :مثله في فتح الجمواد،
ومفاده أن مقابل الوجه هو أنه ل يجب لها تمام الكفاية فممانظره فممإنه لممم يصممرح بممه فممي التحفممة
والنهاية والسممنى وغيرهمما )قمموله :وتصممدق الممخ( أي إذا ادعممت عليممه أن ممما أكلتممه دون الكفايممة
وأرادت منه تمامها وادعي هو أنهما أكلمت كفايتهما فتصمدق همي ،أي بماليمين ،لن الصمل عمدم
قبضها ما نفته )قوله :ولو كلفها الممخ( أي أكرههمما علممى أن تأكممل معممه مممن غيممر رضمماها ،وهممذا
محترز قوله برضاها .وقوله) :أو وآكلته الخ (:أي أو أكلممت معممه برضمماها مممن غيممر إذن الممولي
حال كونها غير رشيدة لصغرها أو جنونها أو سفهها وقد حجر عليها بأن استمر سممفهها المقممارن
للبلوغ أو طرأ وحجر عليها وإل لم يحتج لذن الولي ومثلها كما تقدم ما لو كانت قنة ولو رشمميدة
لم يأذن سيدها المطلق التصرف ،وإل فوليه .وقوله بل إذن ولي :فممإن كممان بممإذنه سممقطت نفقتهمما
به .قال في التحفة :واكتفى بإذن الولي مع أن قبممض غيممر المكلفممة لغمو لن الممزوج بممإذنه يصممير
كالوكيل في النفاق عليها ،وظاهر أن محله إن كان لها فيه حظ ،وإل لم يعتد باذنه فيرجممع عليممه
بما هو مقدر لها .اه .ومثله في النهاية )قوله :فل تسقط الممخ( جممواب لممو .وقمموله بممه :أي بالكممل
معه )قوله :وحينئذ( أي حين إذ لم تسقط نفقتها .وقوله هممو :أي الممزوج .وقمموله متطمموع .أي بممما
أكلته معه )قوله :فل رجوع له بما أكلته( تفريع على كونه متطوعمما بالنفقممة ،ومحممل ممما ذكممر إن
كان غير محجور عليه ،وإل فلوليه الرجوع :كذا في م ر )قوله :خلفا للبلقيني( أي في قوله انها
تسقط نفقتها به -كممما فممي المغنممى -وعبممارته :وأفممتى البلقينممي بسممقوطها بممذلك ،قممال :وممما قيممده
النووي غير معتمد .اه) .قوله :ولو زعمت( أي الرشيدة الكلة معه برضاها .وقوله أنه متطوع:
أي أنه قاصد بإطعامها معه التبرع فالنفقة باقية .وقوله وزعم أنه مؤد عمن النفقمة :أي أنمه قاصممد
بذلك النفقة )قوله :صدق بيمينه على الوجه( أي كما لو دفع لها شيئا ثم ادعى كممونه عممن المهممر
وادعت هي الهدية فإنه المصدق باليمين ،ومقابل الوجه ما في الستقصمماء مممن أنهمما تصممدق بل
يمين -كما في التحفة -ونصها :ولو قممالت لمه قصممدت بإطعممامي التممبرع فنفقممتي باقيممة فقممال بممل
قصدت النفقة صدق بل يمين على ما في الستقصمماء والقيمماس وجوبهمما :أي اليميممن .اه) .قمموله:
وفي شرح المنهاج( أي مع المتن لن قوله سممقطت نفقتهمما متممن ،وعبممارة الشممرح فقممط ،بممل قممال
شارح أو أضافها رجل إكراما له .اه) .قوله :إكراما له( أي للزوج وحده ،فإن كان لهممما فينبغممي
سقوط النصف أولها لم يسممقط شممئ .اه .ع ش) .قمموله :ويكلممف الممخ( أي يكلممف الحمماكم مممن أراد
سفرا طويل بعد طلبهمما للنفقمة طلقهمما أو توكيممل ممن ينفممق عليهمما أي ثقمة ينفممق عليهمما مممن مممال
حاضر :أي يبقيه عنده وكإبقاء المال عند مممن ذكممر دينممه علممى موسممر مقممر بمماذل وجهممة ظمماهرة
اطردت العادة باستمرارها ،فإن لم يفعل شيئا من ذلك منعه الحاكم من السممفر )قمموله :ويجممب ممما
ذكر( أي المد أو المدان أو المد والنصف )قوله :بأدم( هو بضم الهمزة والدال المهملة أو سكونها
ما يؤكل به الخبز مما يطيبه ويصلحه فيصير ملئما للنفس ،فهممو مممن أسممباب الصممحة ،وأفضممله
اللحم ،ثم اللبن ،ثم عسل النحل .وفي التحفة والنهاية .وبحث الذرعممي أنممه إذا كممان القمموت نحممو
لحم أو لبن اكتفي به في حق من يعتاد اقتياته وحده .اه .ويجب لها أيضا الفاكهة الممتي تغلممب فممي
أوقاتها ،كخوخ ومشمش وتين ونحو ذلك ،وما جرت بها لعادة ،مممن الكعممك والسمممك والنقممل فممي
العيد والقهوة والدخان إن اعتادت شربهما ،وما تطلبه المرأة عنممد ممما يسمممى بممالوحم مممما يسمممى
بالملوحة إذا اعتيد أيضا ،ويجب السراج أيضا في أول الليل لجريان العمادة بممذلك .والضمابط أنممه
يجب لها كل ما جرت به العادة .وقوله أي مع أدم :أفاد به أن الباء بمعنى مع .وقمموله اعتيممد :أي
جرت به العادة ،فالعادة هي المحكمة في ذلك .فإن جرت عادة بلدها بشئ من أنواع الدم اتبعممت
هذا إن كان في بلدها أدم غالب ،فإن لم يكن فيها مما ذكمر :كمأن يكمون فيهما أدمممان علمى السممواء
وجب اللئق بحال الزوج من يسار أو إعسار :ويختلف الدم باختلف الفصول :فيجممب فممي كممل
فصل ما يعتاده الناس فيه .قال في التحفة :حتى الفواكه
] [ 77
فيكفي عن الدم على ما اقتضاه كلمهما .اه .وكتب سم قوله فيكفي عن الدم :المتجه أنه
يجب ،وأنه المعتبر في قدرها ما همو اللئق بأمثماله ،وأنهما إن أغنمت عمن الدم بمأن تمأتي عمادة
التأدم بها لم يجب معها أدم آخر ،وإل وجب .اه) .قوله :وإن لم تأكله( أي يجب لها ما جممرت بممه
العادة من الدم وإن لم تأكله لنه حقها )قوله :كسمن الخ( تمثيل للدم )قوله :وزيممت( أي الزيممت
الطيب ومثله الشيرج ،وهو دهن السمسممم ،وورد فيممه كلمموا الزيممت وادهنمموا بممه فممإنه مممن شممجرة
مباركة وفي رواية فإنه طيب مبارك )قوله :ولو تنازعمما فيممه( أي فممي الدم مممن السمممن والزيممت
والتمر :أي في قدره .وقوله أو في اللحم :أي قدره .وقوله قدره قاض باجتهاده :أي لنه ل تقممدير
فيهما من جهة الشرع .وقمموله مفاوتمما فممي قممدر ذلممك :أي الدم .وقمموله بيممن الموسممر وغيممره هممو
المتوسط والمعسر :أي فينظر القاضي ما يحتاجه المد من الدم فيفرضه على المعسر ويضمماعفه
على الموسر ويجعل ما بينهما على المتوسط وينظر في اللحممم إلممى عممادة المحممل مممن اسممبوع أو
غيره )قوله :وتقدير الحاوي كالنص الخ( في التحفة :وتقدير الشافعي بمكيلة سمن أو زيت حملوه
على التقريب وهي أوقية قال جمع :أي حجازية ،وهي أربعممون درهممما ،ل بغداديممة ،وهممي نحممو
اثني عشر ،لنها ل تغني عنها شيئا ،ونص على الدهن لنه أكمل الدم وأخفممه مؤنممة .اه )قمموله:
ويجب أيضا لحم( إفراده عما قبله يفيد أنه ليس من الدم وقد يطلممق اسممم الدم عليممه فيكممون مممن
ذكر الخاص بعد العام لفضله .ويدل على كونه أدممما حممديث سمميد أدم أهممل الممدنيا والخممرة اللحممم
أفاده البجيرمي .وقوله اعتيد قدرا ووقتا :عبارة المنهج :ويجب لحم يليممق بممه كعممادة المحممل ،قممال
في شرحه :قدرا ووقتا .اه .ومثلمه المنهمماج ،وهممي أولممى :لن معنممى عبممارة المؤلممف يجممب لحممم
محتاد من جهة القدر والوقت أو في القدر والوقت ،ومفاده أنه ل يجممب لحممم ليممس معتممادا كممذلك،
ول يخفى ما فيه .فلو صنع كصنيعهما لكان أولى .وقوله قدرا ووقتا :أي ونوعا وكيفية من كممونه
مطبوخا أو مشويا أو نحممو ذلممك .وقمموله بحسممب يسمماره :أي ويعتممبر بحسممب ممما يليممق بممه يسممارا
وإعسارا وتوسطا ول يتقدر بشئ :إذ ل توقيف فيه )قوله :وإن لم تأكله( غاية في وجمموب اللحممم:
أي يجب على العادة وإن لم تأكله زوجته وقوله أيضا :أي كمما يجمب الدم وإن لمم تمأكله )قموله:
فإن اعتيد مرة في السبوع( أي فإن جرت العادة بأكله مرة واحدة فممي السممبوع )قمموله :فممالولى
كونه يوم الجمعممة( أي فممالولى أن يكممون أكلممه فممي يمموم الجمعممة لنممه أحممق بالتوسمميع )قمموله :أو
مرتين( معطوف على مرة :أي أو اعتيد كونه ،أي أكلممه ،مرتيممن مممن السممبوع .وقمموله فالجمعممة
والثلثاء :أي فالولى أن يكون ذلك في يوم الجمعة ويوم الثلثاء )قمموله :والنممص( مبتممدأ .وقمموله
رطل لحم بممدل منممه .وقمموله محمممول خممبره :أي وتقممدير اللحممم فممي النممص برطممل علممى المعسممر
ورطلين على الموسر محمول على قلة اللحم في أيام الشافعي بمصر :أي فعادتهم فيهمما ممما ذكممر.
قال في التحفة :وقول جمع ل يزاد على النص لنه فيه كفاية لمن يقنع ضعيف .اه )قوله :فيزاد(
أي على ما في النص .وقوله بحسب عادة المحل :أو محل الزوجة )قوله :والوجه أنمه المخ( فمي
التحفة وبحث الشيخان عمدم وجموب الدم يمموم اللحمم ،ولهمما احتممال بوجمموبه علمى الموسممر إذا
أوجبنا عليه اللحم كل يوم ليكون أخذهما غذاء ،والخر عشاء ،واعتمد الذرعي الول .اه .وفي
حاشية الجمل :قال أبو شكيل والذي يظهر توسط بين ذلك وهممو أنمه يجممب لهمما مممع اللحممم لصممف
الدم المعتاد في كل يوم إن كان اللحم ل يكفيها إل مممرة واحممدة .وهممذا التفصمميل كممالمتعين :إذ ل
يتجه غيره فيقال إن أعطاها من اللحم ما يكفيها للوقتين ،فليس لها في ذلك اليوم أدم غيره وإن لم
يعطها إل ما يكفيها لوقت واحد وجب ،أي نصفه ،قاله في التنممبيه شمموبري .اه .وقمموله إن كفاهمما
الخ :قيد في انتفاء وجوب الدم يوم اللحممم .وقمموله وإل :أي وإن لممم يكفهمما غممذاء وعشمماء .وقموله
وجب :أي الدم والمراد تمام كفايتها منه ،وبه وافقت عبارة
] [ 78
المؤلف التفصيل الذي ذكره أبو شكيل )قوله :ومع ملح الخ( معطوف على بأدم ،وصممرح
في المعطوف بمعنى الباء ،وهو المعية ولو صرح بها لكان أولى :لنممه علممى حمماله يلممزم أن مممع
معطوفة على البمماء ومممدخول ممع معطمموف علمى ممدخول البمماء ،ول يصمح عطمف السممم علممى
الحرف .وهكذا يقال في جميع ما يأتي :أي ويجب ما ذكر مع أدم ومع ملح .وقمموله وحطممب :أي
ومع حطب ،أي ونحوه من كل ما يوقد به )قوله :وماء شرب( في شممرح م ر :ويجممب لهمما أيضمما
ماء تشربه ،كما أفهمه قوله آلت أكل وشرب ،لنممه إذا وجممب الظممرف وجممب المظممروف ،وأممما
قدره فقال الزركشي والدميري :الظاهر أنه الكفاية قال ويكون إمتاعا ل تمليكمما حممتى لممو مضممت
عليه مدة ولم تشربه لم تملكه ،وإذا شرب غالب أهل البلمد مماء ملحما وخواصمها عمذبا وجمب مما
يليق بممالزوج .اه .لكمن مقتضممى كلم الشمميخين وغيرهممما أنممه تمليممك ،وهممو المعتمممد ،اه )قمموله:
لتوقف الحياة( علة لوجوب ماء الشممرب .وقمموله عليممه :أي ممماء الشممرب )قمموله :ومممع مؤنممة( أي
تتعلق بالقوت وبالدم )قوله :كأجرة طحن الخ( تمثيل للمؤنة المتعلقة بما ذكر ،ومحل وجوب ممما
ذكر ما لم يتول ذلك بنفسه ،وإل فل أجرة ولو باعته أو أكلته حبا استحقتها .ويموجه بممأنه بطلمموع
الفجر تلزمه تلك المؤن فلم تسقط بما فعلتمه .وقموله وعجمن المخ :أي وأجمرة عجمن وأجمرة خممبز
وأجرة طبخ .وفي ع ش ما نصه :وقع السؤال في الدرس هل يجممب علممى الرجممل إعلم زوجتممه
بأنها ل تجب عليها خدمته بما جرت به العادة من الطبخ والكنس ونحوهما مما جرت به عممادتهم
أم ل ؟ وأجبنا عنه بأن الظاهر الول لنها إذا لم تعلم بعدم وجوب ذلك ظنت أنه واجب وأنهمما ل
تستحق نفقة ول كسوة إن لم تفعله فصارت كأنها مكرهمة علمى الفعمل ،وممع ذلمك لمو فعلتمه ولمم
يعلمها فيحتمل أنه ل يجب لها أجرة على الفعممل لتقصمميرها بعممدم البحممث والسممؤال عمن ذلممك .اه
)قوله :ما لم تكن من قوم الخ( قيد في وجوب أجرة المذكورات عليه )قوله :وجممزم غيرهممما( أي
غير ابن الرفعة والذرعي وقموله بمأنه ل فمرق :أي فمي وجموب الممؤن بيمن أن تكمون ممن قموم
اعتادوا ذلك بأنفسهم أم ل )قوله :ومع آلة( أي ويجممب ممما ذكممر مممع آلممة :أي تليممق بممه ول يعتممبر
حالها )قوله :كقصعة( بفتح القاف ،وفي المثل :ل تفتح الخزانة ول تكسر القصعة .وقوله وكمموز:
آلة للشرب ،ومثله الجرة .وقوله وقدر ومغرقة :مثالن للة الطبخ وهممي بكسممر الميممم ممما يغممرف
به .وقوله وإبريق :هذا مثال للة الوضوء فكان حقه أن يزيد بعد قمموله وشممرب ووضمموء )قمموله:
من خشب الخ( راجع للقصعة وما بعدها .وقوله ول يجب :أي ما ذكر من القصعة وما بعدها من
نحاس .نعم :إن اطرد عادة أمثالها بكونه نحاس وجب ،إذ المعول عليه فيما يجب لها عليممه عممادة
أمثالها :م ر )قوله :ويجب لها( أي للزوجة -ولو رجعية -ومثلها الحامل البائن كممما مممر )قمموله:
ولو معسرا( هو من ل مال له أو له مال ل يكفيه لو وزع علممى العمممر الغممالب كممما تقممدم )قمموله:
أول كل ستة أشهر( أي من وقت التمكين واستشكل تعبيره بستة أشهر وإن تبع فيه شيخ السمملم
بما إذا وقع التمكين في نصف فصل الشتاء مثل فإنه يلممزم عليممه أنممه ل تتممم السممتة أشممهر إل فممي
نصف فصل الصيف وعكسه .ومن المعلوم أن ما يلزم من الكسوة في الشتاء غير ممما يلمزم منهمما
في الصيف ،فيلزم على تغليب نصف الشمتاء أنمه يلمزم فمي نصمف الصميف مما ليمس لزمما فيمه
ويسقط ما كان لزما فيه ،وعلى تغليب نصف الصيف أنه يسقط في نصف الشتاء ما كان لزممما
فيه ،ويلزم فيه ما ليس لزما ،وكل باطل .ولذلك عبر في المنهاج بقوله أول شتاء وأول صمميف.
والمراد بالشتاء ما يشمل الربيع ،وبالصيف ما يشمل الخريف .فالسنة عند الفقهمماء فصمملن ،وإن
كانت في الصل أربعة ،وهي الشتاء والربيع والصيف والخريف .قال في التحفة :هممذا إن وافممق
أول وجوبها أول فصل الشتاء وإل أعطيت وقت وجوبها ثم جددت بعممد كممل سممتة أشممهر .وقمموله
أعطيت الخ .أي بالقسط .قال ع ش :بأن يعتبر قيمة ما يدفع إليها عن جميع الفصل فيسممقط عليممه
ثم ينظر لما مضى قبل التمكين ،ويجب فيه ما بقي من القيمة فيشتري لها مممن جنممس الكسمموة ممما
يساويه والخيرة لها في تعيينه .اه .وفي سم ما نصه :قال الدميري :والظاهر أن هذا
] [ 79
التقدير في غالب البلد التي تبقي فيها الكسوة هذه المدة ،فلو كمانوا فممي بلد ل تبقمى فيهما
تلك المدة لفرط الحرارة أو لرداءة ثيابها اتبعت عادتهم ،وكذلك لو كممانوا يعتممادون ممما يبقممى سممنة
كالكسية الوثيقة والجلود كأهل السراة بالسين المهملة فالشبه اعتبار عمادتهم .اه )قموله :كسموة(
بكسر الكاف وضممها ،وإنمما وجبمت لمما روى الترممذي أن رسمول الم )ص( قمال فمي حمديث:
وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن وقوله تكفيها طول وضخامة :أي المعتممبر
كفايتها ،وهي تختلف بطولها وقصرها وسمنها وهزالها فل يكفي ما ينطلق عليه اسممم الكسمموة إذا
لم يكفها .ولو اعتاد أهل البلد تقصيرها كثياب الرجال لم يعتبر ذلك ،وإنما لم تقدر الكسوة كالنفقة
لمشاهدة كفاية البدن المانعة من وقوع تنازع فيها ،ويختلف أيضا عددها بمماختلف البلد حممرا أو
بردا وجودتها وضدها بيساره وضده ،فيفاوت بين الموسر وغيرها فممي الجممودة والممرداءة ل فممي
عدد الكسوة لنه ل يختلف بذلك )قوله :فالواجب قميص( قال في المغنى :هو ثوب مخيممط يسممتر
جميع البدن وفي ذلك إشعار بوجمموب الخياطممة علممى الممزوج وبممه صممرح فممي الروضممة كأصمملها
)قوله :ما لم تكن الخ( قيد في وجوب القميص )قوله :فيجبان( مفرع علممى مفهمموم القيممد :أي فممان
كممانت مممن اعتممدن الزار والممرداء فانهممما يجبممان دون القميممص )قمموله :وإزار( معطمموف علممى
قميص :أي والواجب أيضا إزار )قوله :وسراويل( الواو بمعنى أو ،وهو ثوب مخيط يستر أسفل
البدن ويصون العورة ،وهو معرب مؤنث عند الجمهور ،وقيل مذكر .اه .مغنى )قوله :وخمممار(
معطوف على قميص أيضا )قوله :أي مقنعة( تفسير للخمار ،وهي بكسر الميم شممئ مممن القممماش
يوضع على الرأس )قوله :ولو لمة( أي فممإنه يجممب لهمما )قمموله :ومكعممب( بكسممر الميممم وسممكون
الكاف وتخفيف العين أو بضم الميم وفتح الكاف وتشديد العين .وقمموله أي ممما يلبممس فممي رجلهمما.
تفسير مراد له ،وذلك كالمداس والبابوج والصرمة ،وكالقبقاب إن جرت العادة به )قوله :ويعتممبر
في نوعه( أي المكعب .وقوله عرف بلممدها :أي ل بلممده )قمموله :نعممم الممخ( اسممتدراك مممن وجمموب
المكعب لها )قموله :ويجمب ذلممك( أي مما ذكمر ممن القميمص وممما بعمده .وقموله لهمما :أي للزوجمة
ونحوها مما مر .وقوله مع لحاف لشتاء :أي مع زيادة لحاف في الشتاء )قوله :يعني وقت البرد(
أي أن المراد بالشتاء الذي يزاد فيه اللحاف وقت البرد ولو في غير وقممت الشممتاء )قمموله :ويزيممد
في الشتاء الخ( ل يحسن ارتباطه بما قبله ،ولو قال ومع جبة الممخ عطفمما علممى مممع لحمماف لكمماف
أولى أخصر .وقوله محشوة :أي بالقطن أو نحوه كصوف .وفي المغنى :فان اشتد الممبرد فجبتممان
أو فروتان فأكثر بقدر الحاجة ،وإذا لم تستغن في البلد الباردة بالثياب عن الوقود وجب لهمما مممن
الحطب والفحم بقدر العادة .اه )قوله :أما في غير وقت البرد الخ( مقابل قمموله مممع لحمماف لشممتاء
الخ )قوله :فيجب لها الخ( النسب بالمقابلة أن يقول فل تجب زيادة جبة محشوة .وقوله أو نحوه:
أي الرداء كالملحفة أي الملءة التي يتلحف بها وهي غير لحماف الشمتاء ،كمما يمدل عليمه عبمارة
المغني ونصها :وتجب لها ملحفة بدل اللحاف أو الكساء في الصيف .اه )قوله :إن كانوا الخ( قيد
في وجوب الرداء ونحوه ،والضمير يعود على قوم هذه الزوجة .ولو قال إن كانت مممن قمموم الممخ
لكان أولى .وقوله يعتادون فيه :أي في غير وقمت المبرد .وقموله غطماء غيمر لباسمهم :أي غطماء
زائدا على لباسهم :أي ما يلبسونه من القميص ونحوه كالزار والرداء )قوله :أو ينممامون عرايمما(
معطمموف علممى يعتممادون :أي أو كممانوا مممممن ينممامون عرايمما -أي يعتممادون النمموم عرايمما -أي
مجردين من لباسهم .والمراد يعتادون ذلممك مممن اسممتعمال غطمماء آخممر بممدله ،وليممس المممراد أنهممم
يعتادون ذلك من غير غطماء لنمه حينئذ تنكشمف عمورتهم وهمو حمرام ،كمما همو مقمرر معلموم،
)قوله :كما هو السنة( الضمير يعود على العري عند النوم :أي أن العري عنممد النموم همو السممنة،
والمراد بالعري فيه أيضا التجرد من ثيابهم التي يلبسممونها مممع اسممتعمال غطمماء بممدلها ل التجممرد
مطلقا من غير أخذ
] [ 80
غطاء لن هذا مخالف للسنة ل من السنة .إذ يترتب عليه كشممف العممورة المحممرم ،وممممن
صرح بأن العري عند النوم هو السنة العلمة الرملي في شرح المنهاج في باب شممروط الصمملة
وعبارته هناك :ولو نام في ثوب فكثر فيه دم البراغيث التحق بما يقتله منها عمدا لمخالفته السممنة
من العري عند النوم ،ثم رأيت صورة سؤال رفع للعلمة السيد محمد بممن عبممد الرحمممن الهممدل
رحمه ال تعالى في المراد من العري في نظير العبارة المذكورة ،فأجاب رحمممه ال م تعممالى بممما
يؤيد ما قررته فيه ولفظها .سئل :ما المراد بالتعري في قول اليعاب ولو نام في ثيابه فكممثر فيهمما
دم البراغيث التحق بما يقتله منها عمدا لمخالفته السنة من التعري عند النوم اه .فأجمماب :المممراد
بالتعري التجرد عن اللباس الذي كان على بدنه ثم يأخذ غطاء غير لباسممه أو يتجممرد عممما سمموى
الزار كما يدل على ذلك الحاديث الواردة في ذلك ،وليس المممراد بممالتعري التعممري عممن جميممع
الثياب على البدن ،فإن ذلك يؤدي إلى كشف العورة لغير ضرورة ،وذلك حرام ،بممل معممدود مممن
جملة الكبائر ،كما في الزواجر .اه .ملخصا .وقوله أو يتجرد عما سوى الزار :هذا احتمال ثممان
في المراد من التعري ،والول الذي اقتصرت عليه أولى ،وذلممك لن الحكمممة فممي سممنية التعممري
خوف إصابة النجاسة لملبوسه عند النوم ،وهمو ل يشمعر بمه وهمي غيمر مغتفمرة .لن النموم فيمه
ينزل منزلة العمد في إصابة النجاسة ،كممما تفيممده العبممارة المممارة ،وإذا كممان لبسمما لزاره انتفممت
الحكمة المذكورة .فتنبه )قوله :فإن لم يعتادوا لنومهم غطاء( أي غير لباسممهم ،بممل إنممما يعتممادون
النوم فيه .وهذا مقابل قوله إن كانوا ممن يعتادون فيه غطاء غير لباسهم ،وإنما اقتصر عليه ولممم
يأت بمقابل قوله أو ينامون عرايا وهو أو لم يناموا عرايا لن ذلك يعنممي عنمه ،وذلممك لنممه يلممزم
من كونهم لم يعتادوا عند النوم غطاء غير لباسهم ،بل إنما يعتادون النوم فيه أنهم لم يناموا عرايا
)قوله :لم يجب ذلممك( أي الممرداء ونحمموه بممل الممواجب عليممه لباسممهم فقممط ،وعبممارة المغنممي :قممال
الروياني وغيره لو كانوا ل يعتادون في الصيف لنومهم غطاء غيممر لباسممهم لممم يجممب غيممره .اه
)قوله :ولو اعتادوا ثوبا للنوم وجب( إن كان المراد اعتادوا ثوبا للنوم غير لباسهم كان عين قوله
فيجب لها رداء أو نحوه بالنسبة للحالة الولى :أعني قوله إن كانوا ممن يعتادون فيه غطمماء وإن
كان المراد أنهم يعتادون ثوبا مع التجرد من لباسهم أغنى عنه ذلك بالنسبة للحالممة الثانيممة .أعنممي
قوله أو ينامون عرايا .وعبارة التحفة :ويختلف عددها ،أي الكسوة باختلف محممل الزوجمة بممردا
وحرا ،ومن ثم لو اعتادوا ثوبا للنوم وجب كما جزم به بعضهم وجودتها وضدها بيسمماره وضممده
اه .ولو صنع المؤلف كصنيع شيخه لكان أولى )قوله :ويختلف جودة الكسوة الخ( عبارة المنهاج
مع المغني :وجنسها أي الكسوة قطن :أي ثوب يتخذ منه لنه لباس أهل الدين وما زاد عليه ترفه
ورعونة ،ويختلف ذلك بحال الزوج من يسممار وإعسممار وتوسممط ،فيجممب لمممرأة الول ممن لينممه
والثاني من غليظه والثالث مما بينهما هذا إن اعتدنه ،فإن جرت عادة البلد لمثله بكتممان أو حريممر
وجب في الصح مع وجوب التفاوت في مراتب ذلك الجنس بين الموسممر وغيممره عمل بالعممادة،
والثاني ل يلزمه ذلك ،بل يقتصر على القطن لما مر وتعتبر العادة في الصفاقة ونحوها .نعم :لممو
جرت العادة بلبس الثياب الرفيعة التي ل تستر ول تصح فيهمما الصمملة فممإنه ل يعطيهمما منهمما اه.
)قوله :وضدها( أي الجودة وهي الرداءة .وقوله بيساره :أي الزوج ،وهو متعلق بيختلف .وقمموله
وضده :أي اليسار ،وهو العسار ،وعبارته :ل تشمل حالة التوسط بيممن الجممودة والممرداءة وبيممن
اليسار والعسار ويمكن أن يقال إن المراد بالضد مطلق الخلف ،فالمراد بضممد الجممودة خلفهمما
وهو صادق بحالة التوسط وبحالة الرداءة ،والمراد بضمد اليسممار خلفمه وهمو صمادق بالعسمار
وبحالة التوسط )قوله :ويجب عليه( أي الزوج )قوله :توابممع ذلممك( أي الكسمموة )قمموله :مممن نحممو
الخ( بيان للتوابع .وقوله تكة :وهو مضاف إلى ممما بعممده وهممي ممما يتمسممك بهمما السممراويل .وقمموه
وزر :معطوف على نحو من عطف
] [ 81
الخاص على العام ،وهو بكسر الزاي واحد أزرار القميص -كما في المختار -وقال فممي
المصباح :زر الرجل القميص زرا من بمماب قتممل أدخممل الزرار فممي العممرى .اه .وقمموله وخيممط
وأجرة خياط :معطوفان أيضا على نحو تكة )قوله :وعليه( أي ويجب على الزوج مطلقا موسممرا
كان أو متوسطا أو معسرا ،لكن يفاوت بينهم في الكيفيممة .وقموله فممراش :أي كطراحممة ومضممربة
وثيرة :أي لينة وقطيفة ،أي دثار مخمل ،أي له خمل ،ويجب لها أيضا ممما تقعممد عليممه مممن بسمماط
ثخين له وبرة كبيرة وهو المسمى بالسجادة في الشممتاء ،ونطممع بكسممر النمون وفتحهمما مممع إسممكان
الطاء وفتحها وهو الجلد كالفروة في الصيف بالنسبة للموسر ،ونحو لباد في الشتاء وحصير فممي
الصيف بالنسبة للمعسر .وتقدم قريبمما وجمموب ممما تتغطممى بممه كاللحمماف فممي الشممتاء والممرداء فممي
الصيف .واعلم ،أنه ل يجب تجديد ما ذكر من الفراش وما بعده في كل فصل كالكسوة ،بل يجب
تصليحه كلما احتاج لذلك بحسب ما جرت به العادة ،وهممو المسمممى عنممد النمماس بالتنجيممد )قمموله:
ومخدة( بكسر الميم وهي ما يوضع الرأس عليها ،وسميت بذلك لوضع الخممد عليهمما )قمموله :ولممو
اعتادوا على السرير( أي اعتادوا النوم عليه .وقوله وجب :أي السرير ،ولو اعتممادوا النمموم علممى
فراش الجلوس لم يجب غيره )قوله :يجب تجديد الكسوة الخ( أعاده مع أن قوله فيما تقدم ويجممب
لها أول كل ستة الخ :يفيد مفاده لجل التقييد بقوله التي ل تدوم سنة ولجل بيان حكم ما إذا تلفت
في أثناء الفصممل )قمموله :الممتي ل تممدوم سممنة( فممإن كممانت تممدوم سممنة كالكسممية الوثيقممة فل يجممب
تجديدها في كل فصل ،كما تقدم) ،قوله :بأن تعطاها الخ( تصوير لتجديدها )قوله :ولو تلفمت( أي
الكسوة ،وفي البجيرمي :قال المنوفي وكذا لو أتلفتها أو تمزقت قبممل أو ان التمممزق لكممثرة نومهمما
فيها وتحاملها عليها لم يلزمه البدال أيضا .اه )قوله :ولو بل تقصير( غاية في التلف )قوله :ولم
يجب تجديدها( أي الكسوة لنه وفاها عليه كالنفقممة إذا تلفممت فممي يممدها فل يجممب عليممه اعطاؤهمما
بدلها )قوله :ولها عليه الخ( أي ويجب للزوجة ولو أمة على الزوج .وقوله آلة تنظف :أي ممما لممه
دخل في التنظيف :أي إزالة الوسخ والرائحة الكريهة فيشمل نحو الجانة مما يغسل فيممه ،وشمممل
نحو مرتك -بفتح الميم وكسرها -إذا تعين لدفع صنان ،أما إذا لممم يتعيممن كممأن كممان ينممدفع بممماء
وتراب فل يجب )قوله :وإن غاب عنها( أي يجب عليه آلة التنظيف وإن غاب الزوج عنهمما ولممو
كانت الغيبة طويلة ،وظاهر هذا عدم الكتفاء بما يزيل شعثها فقط ،وحينئذ فيتدافع مع قوله التي
وليمس لحاممل بمائن وممن زوجهما غمائب إل مما يزيمل الشمعث المخ ،إل أن يقمال إن الممراد بآلمة
التنظيف ما له دخل في التنظيف ولو من بعض الوجمموه وهممو ممما يزيممل الشممعث فقممط فل تممدافع،
والغاية المذكورة ساقطة من عبارة التحفة وهو أولممى )قمموله :لحتياجهمما إليممه( أي إلممى التنظيممف
وهو علة لوجوب آلة التنظيف .وقوله كالدم :أي نظير الدم في وجوبه لها )قوله :فمنها( أي من
آلة التنظيف .وقوله سدر :هو شجر النبق .وقوله ونحوه :أي كصابون وأشممنان وغاسممول )قمموله:
كمشط( بضم الميم وسكون الشين أو ضمها وبكسر الميم مع سكون الشممين ممما تمشممط بممه المممرأة
شعرها ،وهو تمثيل لنحممو السمدر بالنسممبة للشمرح ،وتمثيممل للمة التنظيممف بالنسمبة للمتمن )قموله:
وسواك( قال سم :هو ظاهر إن احتيج إليه لتنظيف الفم لتغير لونه أو ريحه ،أما لو لم يحتممج إليممه
لذلك بأن لم يكن فيه تغيمر مطلقما وإنمما احتماجت لمجمرد التعبمد بمه وإقاممة سمنية السمتياك ففمي
الوجوب نظر .اه )قوله :وخلل( هو بكسر الخاء ما تخلل بممه أسممنانها ،ومثلممه المممدري وهممو ممما
تفرق به شعر رأسها )قوله :وعليه دهن الممخ( أي ويجممب عليممه دهممن لرأسممها الممخ :أي أممما دهممن
الكل فتقدم في الدم )قوله :وكذا المخ( أي وكممذلك يجمب الممدهن لجميمع بمدنها .وقموله إن اعتيممد:
راجع لما بعد كذا :أي أنه يجب الدهن لجميع بدنها إن جرت العادة به ،وإل فل يجب )قوله :مممن
شيرج( بيان للدهن وهو بفتح الشين :دهن السمسم ،ويتبع في نوع الدهن عممادة بلممدها ،فممإن دهممن
أهله بزيت كالشام أو شيرج كالعراق
] [ 82
أو سمن كالحجاز وجب كذلك ،وكذلك يتبع في قممدره العممادة .ولممو اعتيممد أن يكممون مطيبمما
ببنفسج أو ورد وجب أيضا )قوله :فيجب الدهن الخ( مفرع على محذوف كان الولممى التصممريح
به وهو :ويعتبر في تعيين زمنه العادة) .والحاصل( يعتبر في تعييممن نمموعه وقممدره وزمنممه عممادة
محلها )قوله :وكذا دهن لسراجها( أي وكذلك يجممب لهمما دهممن لسممراجها بحسممب العممادة ،وعبممارة
المغني :سكتوا عن دهن السراج ،والظاهر ،كما قاله بعض المتأخرين ،وجوبه ويتبع فيه العممرف
حتى ل يجب على أهل البوادي شئ .اه .وعبارة البجيرمي :ويجب لها زيت السراج بممأول الليممل
وقضية تقييدهم بأول الليل عممدم وجمموبه كممل الليممل إذا جممرت العممادة بإسممراج كممل الليممل ،ويمكممن
توجيهه بأنه خلف السممنة :إذ يسمن إطفمماؤه عنمد النموم والقممرب وجموبه عمل بالعمادة وإن كمان
مكروها كوجوب الحمام لمن اعتاده .اه .بحذف )قوله :وليس لحامل الخ( مثلها الرجعية كما يعلم
من عبارة النهاية ونصمها :والوجمه عمدم وجموب آلمة التنظيمف لبمائن حاممل وإن أوجبنما نفقتهما
كالرجعية .نعم :يجب لها ما يزيل شعثها فقط الخ .اه .وقوله والوسخ :معطوف على الشعث ،من
العطف بالمرادف )قوله :ويجب عليه( أي الزوج .وقوله الماء :أي أو ثمنه .وقوله بسببه .متعلممق
بالواجب :أي الواجب بسبب الزوج :أي أنه هو السبب في وجموبه عليمه كمأن لعبهما فمأنزلت أو
جامعها )قوله :كغسل جماع( تمثيل للغسل الواجب بسببه ،والولى حذف المضاف وجعله تمممثيل
للسبب .وقوله ونفاس :يعني ولدة ولو بل بلل لن الحاجة إليه من قبله ،وبممه يعلممم أنممه ل يلزمممه
إل ماء الفرض ل السنة .اه .تحفة .وفي ع ش ما نصه :وقع السؤال في الممدرس عممما لممو انقطممع
دم النفاس قبل مجاوزة غالبه أو أكثره فأخذت منه أجرة الحمام واغتسلت ثم عاد عليهمما الممدم بعممد
ذلك فهل يجب عليه إبدال الجرة لتبين أنه من بقايمما الول وعممذرها فممي ذلممك أم ل ؟ فيممه نظممر،
والجواب عنه أن الظاهر أن يقال ل يجب إبدالها قياسا على ممما لمو دفمع لهما مما تحتمماج إليممه مممن
الكسوة ونحوها وتلف قبل مضي زمن يجدد فيه عادة حيث ل يبدل .اه )قوله :ل حيممض( بممالجر
عطف على جماع :أي ل يجب عليه الماء للغسل من الحيض وإن وطئ فيه أو بعد انقطاعه فيما
يظهر لنه ليس بسببه .وقمموله واحتلم .وألحممق بممه اسممتدخالها لممذكره وهممو نممائم أو مغمممى عليممه
لنتفاء صنعه كغسل زناها ولو مكرهة وولدتها من وطئ شبهة فمماء همذه عليهما دون المواطئ،
وبه يعلم أن العلة مركبة من كونه زوجا وبفعله .اه .شرح م ر )قوله :وغسممل نجممس( انظممر هممو
معطوف على ما إذا ،فإن جعل معطوفا على حيض أفاد أنه ل يجب عليه الماء لغسل ممما تنجممس
من بدنها أو ثوبها وليس كذلك بل يجب عليه ذلك وإن لم يكن بتسببه كماء نظافتها بل أولممى وإن
عطف على غسل جماع صار تمثيل للغسل الواجب بسببه ،وأفاد حينئذ أنممه ل يجممب عليممه الممماء
لغسل النجاسة إل إذا كانت بسببه مع أنه ليس كذلك لنه يجب عليه الماء لهمما مطلقمما وإن عطممف
على قوفه للغسل الواجب صح ذلك ،وأفاد وجوبه عليه مطلقا إل أنه بعيممد مممن صممنيعه لممما يلممزم
عليه من تفريق المعطوفات ،فكان الولى أن يسلك مسلك شمميخه فمي التعممبير -وعبممارته .ويلمزم
أيضا ماء وضوء وجب لتسببه فيه وحده -بخلف ما وجب لغيممر ذلممك -كممأن تلمسمما معمما فيممما
يظهر وماء غسل ما تنجس مممن بممدنها وثيابهمما وإن لممم يكممن بتسممببه كممما اقتضمماه إطلقهممم كممماء
نظافتها بل أولى .اه .وقوله ول ماء وضوء :الولى حذف المضاف ويكون معطوفا على حيممض
لنه مع وجوده عطفه يصير التقدير ،ول يجممب عليممه الممماء لممماء وضمموء ،وفممي ذلممك ركاكممة ل
تخفى .والحاصل :كأن حق التعبير ما بينته لك .وقوله إل إذا نقضه :أي الوضوء .وقوله بلمسممه:
يتعين أن تكون الضافة من إضافة المصدر لفاعله والمفعممول محممذوف :أي للمممس الممزوج إياهمما
)قوله :ل عليه طيب( معطوف على قوله ولها عليه آلة تنظف :أي ل يجب عليممه لهمما طيممب :أي
لنه لزيادة التلذذ فهو حقه فإن أراده هيأه ولزمها استعماله .وقوله إل لقطع ريح كريممه :أي كممأثر
الحيض فيجب عليه لها من الطيب مما تقطعمه بمه )قموله :ول كحمل( أي ول يجمب كحمل ،ومثلمه
الخضاب لما
] [ 83
تقممدم آنفمما .قممال فممي التحفمة :ونممق الممماوردي أنممه )ص( لعممن المممرأة السمملتاء :أي الممتي ل
تخضب ،والمرهاء :أي التي ل تكتحل :من الممره -بفتحمتين -أي البيماض ،ثمم حملمه علمى ممن
فعلت ذلك حتى يكرهها ويفارقها .وفي رواية ذكرها غيره إني لبغض المرأة السمملتاء والمرهمماء
والكلم في المزوجة لكراهة الخضاب أو حرمته لغيرها .اه) .قوله :ودواء( عطف علممى طيممب:
أي ل يجب عليه دواء لمرضها ومنه ما يحتاج إليه المرأة بعد الولدة لما يزيممل ممما يصمميبها مممن
الوجع الحاصل في بطنها ونحوه فل يجب عليه .أفاده ع ش .وقوله وأجرة طبيب معطوف علممى
طيب أيضا :أي ول يجب عليه أجرة طممبيب :أي وحمماجم وفاصممد وخمماتن ،وإنممما لممم تجممب عليممه
كالدواء لنها لحفظ الصل وهو ل يجب عليه كممما ل يجممب عمممارة الممدار المسممتأجرة ،وأممما آلممة
التنظيف فإنها نظير غسل الدار وكنسها .أفاده البجيرمي )قوله :ولهمما( أي للزوجممة ،ولممو رجعيممة
ومثلها البائن الحامل .وقوله طعام أيام المرض الخ :إنما وجب لها ذلك لنها محبوسة لممه )قمموله:
وتصرفه الخ( أي ولها أن تصرفه لنه حقها )قوله :تنبيه الخ( الولى تأخيره عن قوله ولها عليه
مسكن لنه متعلق به أيضا كما نبه عليه بقوله أما المسكن الخ )قوله :يجب الخ( أي يتعين .وقوله
في جميع ما ذكر متعلق بيجب .وقوله من الطعممام الممخ :بيممان لممما .وقمموله وآلممة ذلممك :أي الطعممام
والدم .وقوله والكسوة والفرش :أي ومن الكسوة والفممرش .وقمموله وآلممة التنظيممف :أي ومممن آلممة
التنظيف )قوله :أن يكون تمليكا( المصدر المؤول فاعل يجب :أي يجب بمعنى يتعين كونه تمليكا
لها ل إمتاعا ،وقيل هو إمتاع .وينبني على هممذا الخلف أنممه علممى الول يشممترط أن يكممون ملكمما
للزوج وأن الحرة وسيد المة كل منهما يتصرف فيه بما شاء من بيع وغيره إل أن تضمميق علممى
نفسها أو يضيق سيد المة عليها في طعام أو غيره بما يضرها فله منعهما من ذلك لحممق التمتممع،
وينبني عليه أيضا أنمه ل يسمقط بمسمتأجر ول مسممتعار .قممال فممي الممروض وشممرحه ،فلمو لبسمت
المستعار وتلف فضمانه يلزم الزوج لنه المستعير وهي نائبة عنه فممي السممتعمال ،والظمماهر أن
له عليها في المستأجر أجرة المثمل لنمه إنمما أعطاهما ذلمك عمن كسموتها .اه .وقموله بالمدفع :أي
للحرة أو لسيد المة ،وقيد في شرح الروض المدفع الممذكور بشمرط قصمد أداء مما لزممه كسمائر
الديون ،ومثله في النهاية وعليه لو وضعها بين يديها من غيممر قصممد شممئ ل يعتممد بممه .وفممي سممم
خلفه ونصه :قوله وتملكه بمجرد الدفع ول يتقيد بشرط قصمد المدفع عمما لزممه ،بمل يكفمي عمن
القصد المذكور الوضع بين يديها مع التمكن من الخذ .اه )قمموله :دون إيجمماب وقبممول( أي دون
اشتراط إيجاب وقبول )قوله :وتملكه هي( أي الزوجة وما ألحق بها )قوله :فل يجمموز أخممذه( أي
ما ذكر من الطعام وما بعده ،وهذا تفريع على كونها تملكه بممالقبض )قمموله :أممما المسممكن( مقابممل
قوله ويجب في جميع ما ذكر من الطعام الخ )قوله :فيكون إمتاعمما( أي حكمممه أن يكممون إمتاعمما:
أي انتفاعا ل تمليكا لنها تستمتع به )قوله :حتى يسقط( أي فيسقط :فحتى تفريعية ،والفعل بعممدها
مرفوع )قوله :لنه لمجرد النتفاع( علة لكونه إمتاعا ،وفيه تعليممل الشممئ بنفسممه :إذ المتمماع هممو
النتفاع ،كما فسره به البجيرمي .فإن قلت :هو علة لقوله فيسقط بمضي الزمان .قلت :هو مفممرع
على كونه امتاعا -كما علمت -والقاعدة أن المفرع عليه علة فممي المفممرع فيصممير مكممررا معممه
لن التقدير عليه فيسقط بمضي الزمان لنه إمتاع لنه لمجرد النتفاع .فلو قمال بمدل همذه العلمة،
كما في شرح المنهج ،لنه ل يشترط أن يكون ملكه لكان أولى )قوله :كالخممادم( الكمماف للتنظيممر:
أي أن المسكن مثل الخادم في كونه إمتاعا ،وهذا بخلف نفقته فهي كنفقتها وهي تمليك ل إمتمماع
وعبارة المنهج :والمسكن والخادم إمتاع ل تمليلك .قال في شرحه :لما مر أنه ل يشترط كونهممما
ملكه .اه )قوله :وما جعل تمليكا الخ( بيان لما يترتب على التمليك غير ما قممدمته .وقمموله يصممير
دينا بمضي الزمان :أي إذا مضت مدة وهو لم يكسها أو ينفق عليها ،فالنفقة أو الكسوة لجميع ممما
مضى من تلك المدة دين لها عليه لنها استحقت ذلك في ذمته وفي التحفة ما نصه.
] [ 84
فرع :ادعت نفقة أو كسوة ماضية كفى في الجواب ل تستحق علي شميئا وكممذا نفقمة اليموم
إل أن عرف التمكين على ما بحثه بعضهم وفيه نظر ،بل الوجه أنه يكفي وإن عممرف ذلممك لن
نشوز لحظة يسقط نفقة جميعه وتصدق بيمينها فمي عمدم النشموز وعمدم قبمض النفقمة .اه )قموله:
ويعتاض عنه( أي عما جعل تمليكا :أي أنه يجوز أن يسممتبدل الطعممام الممواجب لهمما بغيممره ،وكممذا
الكسوة )قوله :ول يسقط( أي ما جعل تمليكا .وقمموله بممموت :أي حصممل لهمما أو لممه .وقمموله أثنمماء
الفصل :أي أو اليوم ،ومثل الثناء -على المعتمد -ما لو حصل الموت أول الفصل فتجممب كلهمما
لها ،ول يقال كيف تجب كلها بمضي لحظة من الفصل ؟ لنا نقول ذلك جعل وقتمما لليجمماب فلممم
يفترق الحال بين قليل الزمان وكثيره ومن ثم ملكتها بالقبض وجمماز لهمما التصممرف فيهمما ،بممل لممو
أعطاها نفقة وكسمموة مسممتقبلة جمماز وملكممت بممالقبض وجمماز لهمما التصممرف فيهمما كتعجيممل الزكمماة
ويسترد إن حصل مانع اه .تحفة بتصرف )قمموله :ولهمما عليممه مسممكن( أي ويجممب للزوجممة علممى
زوجها مسكن :أي تهيئته لن المطلقة يجب لها ذلك لقوله تعالى) * :أسممكنوهن( * لزوجممة أولممى
)قوله :تأمن فيه( شرط في المسكن :أي يشترط فيه ،أي الكتفاء به ،أن تأمن الزوجة فيه .وقمموله
لو خرج عنها :أي تأمن إذا خرج عنها وتركها فيه )قوله :على نفسها( متعلممق بتممأمن قممال ع ش:
يؤخذ منه أنه ل يجب عليه أن يأتي لها بمؤنسة حيث أمنت علمى نفسمها ،فلممو لمم تمأمن أبممدل لهما
المسكن بما تأمن على نفسها فيه .فتنبمه لمه فمإنه يقمع فيمه الغلمط كمثيرا اه .وقموله ومالهما :أي أو
اختصاصها .وقوله وإن قل :أي المال ،فهو غاية لشتراط المان فيه )قوله :للحاجممة الممخ( تعليممل
لوجوب المسكن عليه وقوله بل للضرورة إليه :أي المسكن ،والضراب انتقالي) .قوله :يليق بهمما
عادة( شرط آخر للمسكن ،وكان على الشارح أن يقدر قبله ما يناسبه كأن يقول :ول بممد أن يليممق
بها أو نحوه .والمعنى :أنه يشترط في المسكن أن يكون لئقا بها بحسب العادة بأن يكون من دار
أو حجرة أو غيرهما كشعر أو صوف أو خشب أو قصب ،وإنممما اعتممبر المسممكن بحالهمما بخلف
النفقة والكسوة -حيث اعتبرتا بحاله يسارا وغيره -لن المعتبر فيهما التمليك منه وفيممه المتمماع
فروعي حاله فيهما وحالها فيه ولنهما إذا لم يليقا بها يمكنها إبممدالهما بلئق فل إضممرار ،بخلف
المسكن فإنها ملزمة بملزمته فتتضرر به إذا لم يكن لئقمما .ولبعضممهم :ممما كممان إمتاعمما كمسممكن
وجب لمرأة فراع حالها تثب وإن يكن تملكما كالكسموة فحمال زوج راعهما ل الزوجمة )قموله وإن
كانت ممن ل يعتادون السكنى( أي يجب لها المسكن وإن كانت من قوم ل يعتادون المسكن .قممال
في فتح الجواب :والذي يظهر في هذه أنه يعتبر اللئق بها لو كانت من أهممل المحممل الممذي يريممد
إسكانها به فيعتبر بمن يماثلها من أهله نسبا وغيره نظير ما مر في مهر المثل وغيممره .اه .وفممي
النهاية ما نصه :وذكر ابن الصلح أن له نقل زوجتممه مممن حضممر لباديممة وإن خشممن عيشممها لن
نفقتها مقدرة أي ل تزيد ول تنقص وأممما خشممونة عيممش الباديممة فهممي بسممبيل مممن الخممروج عنهمما
بالبدال -كما مر -قال :وليس له سد طاق مسكنها عليها ،ولممه إغلق البمماب عليهمما عنممد خمموف
لحوق ضرر له من فتحه وليس له منعها من نحو غزل وخياطة في منزله .اه .وممما ذكممره آخممرا
يتعين حمله على غير زمن الستمتاع الذي يريده أو على ما إذا لم يتعذر به ،وفممي سممد الطاقممات
محمول على طاقات ل ريبة في فتحها ،وإل فله السد بل يجب عليه -كما أفتى بممه الوالممد رحمممه
ال تعالى -أخذا من إفتاء ابن عبد السلم بوجوبه في طاقات ترى الجانب منها :أي وعلممم منهمما
تعمد رؤيتهم .اه )قوله :ولو معارا ومكترى( غاية في المسكن وهي للتعميم :أي ل فممرق بيممن أن
يكون مملوكا له أو معارا أو مكترى ،وذلك لحصول المقصود بما ذكر )قوله :ولو سكن الخ( لممو
شرطية ،جوابها قوله لم يلزمه أجرة )قوله :بإذنها( أي
] [ 85
له في السممكنى معمه )قموله :أو لمتناعهما( أي أو لممم يكممن بإذنهمما لكمن كممانت ممتنعمة ممن
النتقال معه إلى بيته أو بلده )قوله :أو في منممزل الممخ( معطمموف علممى قمموله فممي منزلهمما :أي أو
سكن معها في منزل نحو أبيها كأمها )قوله :بإذنه( أي نحو أبيها :أي أو منعه من النقلة )قوله :لم
يلزمه أجرة( عبارة المغني :سقط حق السكنى ول مطالبة لها بأجرة سكناها معها الخ .اه )قمموله:
لن الذن العرى الخ( هذا التعليممل قاصممر علممى صممورة الذن ،وكممان عليممه أن يزيممد بعممده ولن
امتناعها أو منع نحو أبيها من النقلة معه أمارة على رضاها أو رضاه بسكنى الزوج ،فهو منممزل
منزلة الذن ،ولو سكن معها مع السكوت وعدم المتنمماع مممن النقلممة معممه لزمتممه الجممرة )قمموله:
ينزل على العارة( أي يحمل على إعارة المسكن .وقوله والباحة :معطمموف علممى العممارة ممن
عطف اللزم إذ العارة عقممد يتضمممن إباحممة النتفمماع بالمعممار )قمموله :وعليممه( أي ويجممب علممى
الزوج .وقوله ولو معسرا :الغايمة للممرد :أي يجممب علممى الممزوج الخممدام ،ويسممتوي فيمه الموسممر
والمتوسط والمعسر )قوله :خلفا لجمممع( أي قممائلين بعممدم وجمموبه علممى المعسممر ،واسممتدلوا بممأنه
)ص( لم يوجب لسيدتنا فاطمة على سيدنا علي رضي ال عنهما خادما لعساره .قال في التحفة:
ويرد بأنه لم يثبت أنهما تنازعا في ذلك فلم يوجبه ،وأما مجرد عدم إيجابه مممن غيممر تنممازع فهممو
لما طبع عليه )ص( من المسامحة بحقوقه وحقوق أهله علمى أنهما واقعمة حمال محتملمة فل دليمل
فيها .اه )قوله :أو قنا( معطوف على معسممرا :أي ولممو كممان الممزوج قنمما مكاتبمما أو غيممره )قمموله:
إخدام حرة( وفي المغني ما نصه :أفهم قوله إخدام أن الزوج لممو قممال أنمما أخممدمها بنفسممي ليسممقط
عني مؤنة الخادم لم يلزمها الرضا به لنها تستحي منه وتعير به ،وأنها لو قالت أنا أخممدم نفسممي
وآخذ أجرة الخادم أو ما يأخذ من نفقة لم يلزمممه الرضمما بممذلك لنهمما تصممير مبتذلممة .اه .ملخصمما
)قوله :بواحدة ل أكثر( ظاهره وإن احتاجت إلى الكثر ،وهو كممذلك ،إل إن مرضممت واحتمماجت
لكثر من واحدة فيجب قممدر الحاجممة .كممذا فممي البجيرمممي )قمموله :لنممه( أي الخممدام وهممو تعليممل
لوجوب الخدام عليه .وقوله من المعاشرة بالمعروف :أي المأمور بها )قوله :بخلف المممة( أي
بخلف الزوجة المة فل يجب إخدامها ولمو مبعضممة ممما لمم تكمن مريضمة لن العمرف علمى أن
تخدم نفسها لنقصها .وقوله وإن كانت جميلة :أي وإن كانت تخدم في بيممت سمميدها )قمموله :تخممدم(
الجملة صفة لحرة ،وهو شرط في وجوب الخدام لها :أي يجب الخدام لها بشرط أن تكون ممن
تخدم .وقوله أي يخدم مثلها :أفاد به أن الشرط أن يكون مثلها ممن يخدم سواء هي خدمت بالفعل
أو لم تخدم به ،فلو كان مثلها ل يخدم ولكن هذه خدمت بالفعل في بيت أهلها ل يجب على الزوج
إخدامها .وقوله عند أهلها :متعلق بيخممدم أي أن العممبرة فممي خدمممة مثلهمما بممبيت أهلهمما )قمموله :فل
عبرة الخ( محترز قوله عند أهلها يعني لو ارتفعت في بيممت زوجهمما وترفهممت فيممه بحيممث صممار
يليق بحالها في بيت الزوج الخادم لم يجب ،كما صرح به الشيخ أو حامممد فممي تعليقممه وأقممره فممي
الروضة) ،قوله :وإنما يجب عليه الخدام الخ( الولى والخصر أن يقول والخدام الواجب عليه
يكون بحرة الخ إذ ل معنى للحصر ول للغاية .وعبارة المنهماج :وعليمه لممن ل يليممق بهمما خدمممة
نفسها إخدامها بحرة أو أمة له أو مستأجرة الخ اه وحاصل ذلممك أن لممه الخممدام بكممل ممما يحصممل
المقصود به ،لكن بشرط حل النظر من الجانبين فله ذلك بحرة ولمو متبرعممة .وقمول ابممن الرفعمة
لها المتناع من المتبرعة للمنة يرد بأن المنة عليه ل عليها وبأمة له أو مسممتأجرة وبصممبي غيممر
مراهق وبنحو محرم لها أو مملوك لها وبممسوح ل بنحو مراهق ول بذميممة مممع مسمملمة لحرمممة
النظر ول بنفسه :أي الزوج لنها تستحي منه وتعير به ،كما تقدم )قوله :صحبتها( الجملممة صممفة
لحرة ،والضمير المستتر يعود إليها والبارز يعود علممى الزوجممة :أي لممه الخممدام بحممرة صممحبت
زوجته ،والمراد صحبتها لتخدمها من غير استئجار لها بل بالنفقة فقممط )قمموله :أو مسممتأجرة( أي
له الخدام بمستأجرة للخدمة )قوله :أو بمحرم( أي لزوجته )قوله :أو مملوك لها( أي أو له وكان
أمة أو عبدا غير مراهق .وقوله ولو عبدا :غاية في المملوك لها ،ول فرق بين أن يكون
] [ 86
صغيرا أو كبيرا )قوله :أو بصبي( الولى حذف الباء -كالذي قبله -وقوله غير مراهممق:
فإن كان مراهقا ل يجوز إخدامها )قوله :فالواجب للخادم الممذي عينممه الممزوج مممد الممخ( الفمماء فمماء
الفصيحة الواقعة في جواب سؤال حاصله :إذا وجب الخدام عليه فما الممواجب عليممه للخممادم مممن
النفقة ؟ فأجاب بأن الواجب الخ .ثم إنه ل يخفى ما في عبارته من إيهام أن الواجب للخادم مطلقمما
ما ذكره مع أن فيه تفصيل ،وهو أنه إن كان مستأجرا فعليه أجرته فقط ،وإن كان ملكا لممه فعليممه
كفايته سواء كانت مدا وثلثا أو تزيد أو تنقص فليس عليه نفقة مقدرة ،وإن كان حمرة صممحبتها أو
محرما أو مملوكا لها فله ما ذكره بقوله مد وثلث ومممن إيهممام التقييممد بالممذي عينممه وهممو أن الممذي
عينته هي ليس لها ما ذكره مع أن معينها إذا رضي به كمعينه في التفصيل المممذكور .ويممدل لممما
ذكرته عبارة فتح الجواد ونصها :ثم الخادم إن لم يعينه الزوج بأن كان ملكه وجب له كفايته مممن
غير تقدير وإن عين ،فإن كان مستأجرا لم يجب له غير أجرته ،وإن كان ملكها أو حرة صحبتها
ورضي الزوج وجب لمن عينتها منهما أو عينها هو صبح كل يوم مد الخ .اه .بحذف .وأصممرح
منها عبارة المنهاج ونصها :فإن أخدمها بحرة أو أممة بممأجرة فليمس عليمه غيرهمما أو بمأمته أنفممق
عليها بالملك أو بمن صحبتها لزمه نفقتها وجنس طعامها :أي التي صحبتها جنس طعام الزوجممة
الخ .اه )قموله :مممد وثلمث( قممال فممي التحفممة :ووجهمه أن نفقممة الخادمممة علممى المتوسممط ثلثمما نفقممة
المخدومة عليه فجعل الموسر كذلك إذ المد والثلث ثلثا المدين .اه )قوله :على موسر( الملئم أن
يقول عليه :أي الزوج إن كان موسممرا ومممد إن كممان معسممرا أو متوسممطا )قمموله :ومتوسممط( إنممما
ألحقوه بالمعسر في الخادم ل في الزوجة لن مدار نفقة الخممادم علممى سممد الضممرورة )قمموله :مممع
كسوة( أي مع أدم له على الصحيح لن العيش ل يتمم بمدونه وهمو ،كمما فمي التحفمة ،كجنمس أدم
المخدومة ودونه نوعا ،وأما قدره فهو بحسب الطعام .وفي وجمموب اللحممم وجهممان ،والممذي يتجممه
ترجيحه منهما اعتبار عادة البلد .وقوله أمثال الخادم :أي واللئق بالخادم دون ما يليق للمخدومة
جنسا ونوعا )قوله :من قميص الخ( بيان لكسوة )قوله :ومقنعة( تقدم بيانها ،والولى ذكرهمما بعممد
قوله ويزاد للخادمة ليهام تقديمه أن المقنعة مشتركة بين الخادم والخادمة وليمس كمذلك .وعبمارة
فتح الجواد ويزاد ذكر قبعا وأنثى مقنعة وخمارا وخفا وملحفة .اه .وعبارة شممرح المنهممج :وقممدر
الكسوة قميص ونحو مكعب وللذكر نحو قمع وللنثى مقنعة وخف ورداء لحاجتها إلى الخممروج،
ولكل جبة في الشتاء ل سراويل ،وله ما يفرشه وممما يتغطممى بممه كقطعممة لبممد وكسمماء فممي الشممتاء
وبارية في الصيف ومخدة .اه .وكتب البجيرمي على قوله ل سراويل ما نصه :هممذا مبنممي علممى
عرف قديم وقد اطرد العرف الن بوجموبه للخادممة ،وهمذا همو المعتمممد .زي .اه )قموله :ويممزاد
للخادمة خف وملحفة( أي ملءة .وقوله إذا كانت تخرج :قيد في زيادة مما ذكمر )قموله :وإنمما لمم
يجب الخف والملحفمة للمخدوممة علمى المعتممد( قمال سمم والوجمه كمما أفماده الشميخ -أي شميخ
السلم -وجوب الخف والرداء للمخدممة أيضما فإنهما تحتمماج للخممروج إلمى حمممام أو غيمره ممن
الضرورات وإن كان نادرا م ر .ش .اه )قوله :لن الخ( علممة لعممدم الوجمموب )قمموله :والحتيمماج
إليه( أي إلى الخروج .وقوله نادر :أي والنادر ل حكم له )قمموله :تنممبيه ليممس علممى خادمهمما الممخ(
عبارة التحفة ،وفي المراد بإخدامها الواجب خلف ،والمعتمد منه أنممه ليممس علممى خادمهمما إل ممما
يخصه إلى آخر ما ذكره الشارح ،وزاد عليه ولو منعها من أن تتولى خدمة نفسممها لتفمموز بمؤنممة
الخادم لنها تصير بذلك مبتذلة .اه .وقوله إل ما يخصها :أي إل المممر المختممص بهمما ،وسمميذكر
محترزه .وقوله وتحتاج إليه :قيد ،فلو كان المر يخصها لكن ل تحتمماج إليممه فممإنه ل يجممب علممى
الخادم فعله )قوله :كحمل الماء الخ( تمثيل للمر الذي يخصها وتحتاج إليه .وقوله للمستحم :هممو
بضم الميم مع فتح التاء والحاء موضع الغسل .وقوله والشرب :معطوف على
] [ 87
المستحم :أي وكحمل الماء للشرب )قوله :وصبه على بدنها( أي وكصب الماء عليه ،فهو
معطوف على حمل )قوله :وغسل الخ( معطوف على حمممل أيضمما :أي وكغسممل خممرق الحيممض،
وقوله والطبخ :معطوف أيضا على حمل :أي وكالطبخ لكلها )قوله :أممما ممما ل يخصممها( أي بممل
يخص الزوج .وقمموله كالطبممخ الممخ :تمثيممل للممذي ل يخصممها .وقمموله لكلممه :أي الممزوج .وقمموله:
وغسل ثيابه :أي وكغسل ثيابه أي الزوج )قوله :فل يجب( جواب أما .وقوله علممى واحممد منهممما:
أي من الخادم والزوجة ،والنسب بالمقابلممة أن يقممول فل يجممب علممى الخممادم كممما ل يجممب علممى
الزوجة )قوله :بل هو( أي ما ل يخصها مما ذكر )قوله :فيوفيه( أي فيوفي الزوج ما يخصها بل
يخصه .وقوله بنفسه أو بغيره :أي يوفيه :أي يفعله إن شمماء بنفسمه وإن شمماء بغيمره باسمتئجار أو
غيره )قوله :مهمات الخ( الملئم ذكرها في آخر التنبيه المممار قبيممل قمموله ولهمما مسممكن أو يممؤخر
التنبيه عن قوله ولها مسكن -كما نبهت على هذا هناك -وذلك لنه إنما ذكرها هنا مع أن غالبها
قد تقدم في باب الهبة لكونها لها تعلق بالتنبيه المذكور من جهة أنها كالتقييد لما ذكر فيه من كون
الطعام والكسوة والفرش تملكه بمجرد الدفع إليها ول يحتاج ذلك إلممى إيجمماب وقبممول ،وبيممانه أن
ظاهر هذا أنها تملك ما ذكر بالدفع إليها مطلقا سواء كان من جنممس الممواجب عليممه أم ل مممع أنممه
ليس كذلك بل ل بد مممن تقييممده بكممونه مممن جنممس الممواجب عليممه ،وإل فل بممد مممن لفممظ اليجمماب
والقبول أو قصد الهدية ويستفاد التقييممد المممذكور مممن المهمممات والمممراد مممن معظمهمما ويممدل لممما
ذكرته سياق التحفة ونصها بعد كلم وظاهر أنها على الول أي على أن المذكورات من الطعممام
وما بعده تمليك ل إمتاع تملكه بمجرد الدفع والخذ من غير لفظ وإن كان زائدا على ما يجب لها
لكن في الصفة دون الجنس فيقع عن الواجب بمجرد إعطائه لنه الصفة الزائدة وقعت تابعممة فلممم
تحتج للفظ ،بخلف الجنس فل تملكه إل باللفظ لنه قممد يعيرهمما قصممدا لتجملهمما بممه ثممم يسممترجعه
منها وحينئذ فكسوتها الواجبة لها باقية في ذمته .وفي الكافي :لو اشترى حليا أو ديباجا إلممى آخممر
ما ذكره المؤلف .اه .فتنبه )قوله :لو اشترى( أي الزوج .وقوله حليا أو ديباجا :أي ونحوهما من
كل ما يتخذ للزينة )قوله :وزينها به( أي زين الزوج زوجته بالمذكور من الحلي والديباج )قوله:
ل يصير الخ( الجملة جواب لو :أي ل يصير المذكور من الحلي والديباج ملكا لها بنفس الممتزيين
المذكور بل إنما يصير بصدور اليجاب والقبول منهما أو بقصد الهدية منه لها بذلك )قوله :ولممو
اختلفممت هممي والممزوج فممي الهممداء والعاريممة( أي فممادعت هممي أنممه أهممدى لهمما الحلممي والممديباج
المذكورين وادعى هو أنه لم يهدهما لها وإنما جعلهممما عنممدها عاريمة )قموله :صمدق( أي الممزوج
لن الصل عدم التمليك )قوله :ومثله وارثه( أي مثل الزوج في ذلممك وارثممه :يعنممي لممو اختلفممت
هي ووارث الزوج في الهداء والعارية صدق الوارث )قوله :ولو جهز( أي أعطممى الب بنتممه،
وهذه المسألة ذكرها هنا استطرادي لنها ليس لها تعلق بالزوج والزوجة )قوله :بجهاز( هو بفتح
الجيم ويجوز الكسر ،المتعة )قوله :لم تملكه الخ( جواب لو الثانية ،وكان حقممه أن يصممرح بهممذا
أيضا في المسألة الولى )قوله :والقول الخ( أي إن ادعت البنت بمأنه ملكهما إيماه بإيجماب وقبمول
وادعى هو بأنه لم يملكها فالقول قول الب في أنه لم يملكهمما )قمموله :ويؤخممذ مممما تقممرر( أي مممن
أنها ل تملممك ممما ذكممر إل باليجمماب والقبممول )قموله :أن ممما يعطيممه الممزوج( أي لزوجتممه .وقموله
صلحة :اسم للشممئ المعطممى لجممل المصممالحة إذا غضممبت .وقمموله أو صممباحية :هممي اسممم للشممئ
المعطى صبح الزواج ويسمى صبيحة )قوله :كما اعتيد( أي إعطاء الصلحة والصممباحية ببعممض
البلد )قوله :ل تملكه( أي ما أعطاه الزوج لها
] [ 88
من الصلحة والصباحية )قوله :إل بلفظ( أي مفيممد للتمليممك ،ويصممح أن يقممرأ بغيممر تنمموين
ويكون هو وما بعده مضافين إلى إهداء )قوله :خلفا لما مر( أي في بمماب الهبممة مممن أنهمما تملكممه
من غير لفظ ونص عبارته هناك .ونقل شيخنا ابن زياد عن فتاوي ابن الخيمماط إذا أهممدى الممزوج
للزوجة بعد العقد بسببه فإنها تملكه ول يحتاج إلى إيجاب وقبول ،ومن ذلك ما يدفعه الرجل إلممى
المرأة صبح الزواج ،مما يسمى صبحية في عرفنا ،وما يدفعه إليها إذا غضممبت أو تممزوج عليهمما
فإن ذلك تملكه المرأة بمجرد الدفع إليها .انتهت .ثم إن قوله هنا الحناطي وهناك ابن الخياط يعلممم
أنه وقع تحريف في النسخ ولم يعلم الصح منهما )قوله :وإفتاء الخ( مبتممدأ .وقمموله غيممر صممحيح
خبره )قوله :بأنه( أي الحال والشأن )قوله :لو أعطاها( أي زوجته قبل الدخول .وقوله مصممروفا
للعرس :أي لوليمة الزواج .وقوله ودفعمما :أي أعطاهمما دفعمما أي مهممرا .وقمموله وصممباحية :أي أو
أعطاها صباحية )قوله :فنشزت( أي بعد أن أعطاهمما ممما ذكممر )قمموله :اسممترد( أي الممزوج ،وهممو
جواب لو .وقوله الجميع :أي جميع ما ذكر من مصروف العممرس والممدفع والصممباحية )قمموله :إذ
التقييد بالنشوز الخ( تعليل لعدم الصحة .وقوله ل يتأتى في الصباحية :أي ل يأتي فيها )قوله :لما
قررته فيها( أي في الصباحية ،وهو تعليل لعدم تأتي النشوز فيها ،وذلك لنه إن دفعهمما لهمما بلفممظ
الهداء أو قصده صارت ملكا لها سواء وقع منها ذلممك أم ل )قمموله :أنهمما كالصمملحة( فممي عبممارة
التحفة إسقاط لفظة أنها وهو الولى لنه على إثباتها يستفاد أنه قرر حكممم الصمملحة أول ثممم قمماس
عليها الصباحية مع أنه لم يصنع كذلك )قوله :لنه إن تلفظ الخ( هذا عين الذي قرره فيلزم تعليمل
الشئ بنفسه ،فالولى أن يبدل لم التعليممل بمممن البيانيممة ،وقممد علمممت معنممى العلممة المممذكورة آنفمما
)قوله :فليس بواجب( أي عليه )قوله :فإذا صرفته بإذنه ضاع عليه( أي سواء وقع منها نشوز أم
ل ،ويفهم منه أنها لو لم تصرفه أو صرفته ل بإذنه ل يضيع عليممه بممل هممو بمماق علممى ملكممه فممي
لول وتغرمه له في الثاني )قوله :وأما الدفع :أي المهر فإن كان قبل الدخول اسممترده( اسممم كممان
يحتمل أن يعود على النشوز المعلوم من السياق وضمير استرده يعود علممى الممدفع بمعنممى المهممر
المفروض وقوعه قبل الدخول وهو الذي ربط المبتمدأ بالجملممة الواقعممة خمبرا ،ويحتمممل أن يعمود
على الدفع المذكور ويقدر مضاف ومتعلق والتقدير على الول ،وأما الدفع الواقممع قبممل النشمموز،
كما هو أصل فرض المسألة ،فإن كان النشوز وقع قبل الدخول أيضا استرده وعلى الثاني ،وأممما
الدفع فإن كان تسليمه وقمع قبمل المدخول اسمترده بالنشموز الواقمع قبلمه أيضما والول أقمرب إلمى
صنيعه وأولى لما في الثاني من كثرة الحذف ،ثم إنممه إذا اسممترده يبقيممه عنممده إلممى زوال النشمموز
وحصول التمكين فإذا زال النشوز وحصل التمكين رده كله لها أو إلى طلقها ،فإذا طلقها رد لها
النصف وأخذ هو النصف وكان حقه أن يسترد منها النصممف فقممط لنممه هممو الممذي يسممتحقه علممى
تقدير أنه يطلقها .ولذلك كتب السيد عمر على قول التحفة استرده ما نصممه :محممل تأمممل إن أريممد
استرداد جميعه .اه .ولعل ما ذكرته هو وجه التأمل .ثم إني رأيت في الروض وشرحه فممي بمماب
الصداق ما يخالف ما ذكر من استرداده ونص عبارته :لو امتنعت من تسليم نفسها بل عممذر وقممد
بادر بتسليم الصداق لم يسترده لتبرعه بالمبادرة كما لو عجل الدين المؤجل فممإنه ل يسممترده .اه.
ومثله في فتح الجواد )قوله :وإل فل( أي وإن لم يكن النشمموز حاصممل قبممل الممدخول فل يسممترده
على الحتمال الول :أي وإن لم يعط الدفع لها قبل الممدخول ،بممل أعطممى بعممده فل يسممترده علممى
الثاني )قوله :لتقرره( أي الدفع .وقوله به :أي بالدخول )قوله :فل يسترد بالنشوز( ل حاجممة إليممه
لنه عين قوله فل )قوله :وتسقط الخ( المراد بالسممقوط ممما يشمممل عممدم الوجمموب مممن أول المممر
حتى لو طلع الفجر وهي ناشزة فل وجوب ،ويقال سقطت بمعنممى أنهمما لممم تجممب مممن أول المممر
وإن كان السقوط فرع الوجوب فغلب ما في الثناء علممى ممما فممي البتممداء وسمممى الكممل سممقوطا.
وقوله المؤن :المراد بها ما يشمل المسكن )قوله :بنشوز( متعلق
] [ 89
بتسقط .وقوله منها :متعلق بمحذوف صفة لنشوز :أي نشوز حاصمل ممن الزوجمة )قموله:
إجماعا( مرتبط بقوله تسقط :أي تسقط بالجماع )قوله :أي بخروج الممخ( تفسممير للنشمموز )قمموله:
وإن لم تأثم( غاية في سقوط المؤن بالنشوز :أي تسقط به وإن لم تكن تأثم بممه وتسممقط أيضمما بممما
ذكر وإن قدر على ردها للطاعة وتركه )قوله :كصغيرة الخ( تمثيل لغير الثمة بالنشمموز )قمموله:
ومكرهة( قال ع ش :ومن ذلك ما يقع كثيرا من أن أهل المرأة يأخممذونها مكرهيممن لهمما ممن بيممت
زوجها وإن كان قصدهم بذلك إصلح شأنها كمنعهم للزوج من التقصير في حقها بمنع النفقممة أو
غيرها .اه) .قوله :ولو ساعة أو ولو لحظة( غايتان في سقوط المؤن :أي تسممقط المممؤن بالنشمموز
ولو نشزت ساعة أو لحظة فل يشترط نشوزها في كل اليوم أو كل الفصل فلو عادت للطاعة في
بقية اليوم أو بقية الفصل ل تعود نفقة ذلك اليوم ول كسوة ذلك الفصل ،بل تنفق على نفسها بقيممة
ذلك اليوم وتكسو نفسها بقية الفصل ثممم بعممد ذلممك اليمموم ينفممق عليهمما الممزوج ،وبعممد ذلممك الفصممل
يكسوها ،وفي حاشية الجمل ما نصه :وهذا كله ما لم يتمتع بها ،أي بالناشزة ،فإن تمتممع بهمما ولممو
لحظة لم تسقط بل تجممب نفقمة اليمموم بكمالهمما وكسمموة الفصممل بكمالهمما علممى معتمممد م ر وإن قيممل
بالتقسيط على زمن التمتع وغيره .اه .شيخنا .وفي ق ل على الجلل :ول تعود بعودهمما للطاعممة
في بقية الليلة أو اليوم أو الفصل ما لم يستمتع بها على المعتمد ،كما تقدم ،اه )قوله :فتسممقط نفقممة
ذلك اليوم الخ( مفرع على سقوطها بنشمموزها سمماعة أو لحظممة :أي وإذا نشممزت سمماعة أو لحظممة
سقطت ذلك اليوم كله وذلك الفصل كله .قال سممم :بقممي النشمموز بالنسممبة لممما يممدوم ول يجممب كممل
فصل كالفرش والواني وجبة البرد فهل يسقط ذلك ويسترد بالنشوز ولو لحظة في مدة بقائهمما أو
كيف الحال ؟ للذرعي فيه تردد واحتمالت يراجع ويحرر الترجيح ،وقال أيضمما :بقممي المسممكن
فانظر ما يسقط منه بالنشوز هل سكنى ذلك اليوم أو الليلة أو الفصل أو زمن النشمموز فقممط حممتى
لو أطاعته بعد لحظة استحقته لنه غير مقدر بزمممن معيممن ؟ فيممه نظممر ،ول يبعممد سممقوط سممكنى
اليوم والليلة الواقع فيهما النشوز .اه .قال البجيرمي :والظاهر أن مثل السكنى غيرها من الفرش
والغطاء وغيرهما :اه )قوله :ول توزع الخ( هذا لزم لسقوطها كممل اليمموم وكممل الفصممل )قمموله:
ولو جهل سقوطها( أي النفقة .وقوله بالنشوز :متعلق بسقوط )قوله :فأنفق( أي عليها جاهل بذلك
)قوله :رجع عليها( أي إذا تبين له أنها كانت ناشزة )قوله :ممممن يخفممى عليممه ذلممك( أي سممقوطها
بالنشوز ،والظاهر أن المراد بمن يخفى عليه ذلك غير الفقيه ولممو كممان مخالطمما للعلممماء .إذ هممذه
المسألة من فروع المسائل الدقيقة )قوله :وإنممما لممم يرجممع( أي عليهمما فممي صممورة النكمماح وعلممى
سيدها في صورة الشراء ،وهذا وارد على رجوع الممزوج بممما أنفقممه عليهمما عنممد جهلمه بالنشمموز.
وقوله فاسد :صفة لكل مممن نكمماح وشممراء )قمموله :وإن جهممل ذلممك( أي الفسمماد ،وهممو غايممة لعممدم
الرجوع )قوله :لنه شرع في عقدهما( أي النكاح والشراء ،والضافة للبيممان ،إذ المممراد بالنكمماح
والشراء العقد أيضا بدليل وصفهما بالفساد ،وفيممه أن هممذا التعليممل ل يجممدي شمميئا لن مممن جهممل
سقوط نفقتها بالنشوز كذلك شرع في عقدها على أن يضمن مؤنتها فلو قال لنهما :أي المنكوحممة
بنكاح فاسد والمشتراة بشراء فاسد تحت حبسه وقبضممته والناشممزة ليسممت كممذلك لكممان أولممى ،ثممم
رأيت العلمة الرشيدي كتب على قول النهاية بأنه شرع الممخ ممما نصممه :فيممه وقفممة ل تخفممى .اه.
ولعل وجهه ما ذكرته .تأمل )قوله :ول كممذلك هنمما( أي وليممس فممي صممورة جهلممه بسممقوط نفقتهمما
بالنشوز شارعا في عقدها على أن يضمن مؤنتها ،وقد علمت ما فيممه )قمموله :وكممذا مممن الممخ( أي
ومثل من أنفق في نكاح الخ من وقع عليه طلق باطنا الخ لنه شرع في عقدها علممى أن يضمممن
المؤن بوضع اليد على ما ذكممره ،والولممى أن يقممال لن هممذه المطلقممة طلقمما باطنمما تحممت حبممس
الزوج وتمكنه .وقوله باطنا :وذلك بأن علق طلقها بالثلث على شئ فوجد الشئ
] [ 90
المعلق عليه وهو لم يعلم بممه )قمموله :ويحصممل النشمموز( دخممول علممى المتممن )قمموله :بمنممع
الزوجة الزوج من تمتع( أي ولو بحبسها ظلما أو بحق وإن كان الحابس هو الزوج ،كما اقتضمماه
كلم ابن المقري واعتمده الوالد رحمه ال تعالى ،ويؤخذ منه بممالولى سممقوطها بحبسممها لممه ولممو
بحق للحيلولة بينه وبينها -كما أفتى به الوالد رحمه ال تعالى -أو باعتممدادها بمموطئ شممبهة .اه.
نهاية وكتب الرشيدي قوله وإن كان الحابس هو الزوج هو غاية في قوله أو بحق فقممط كممما يعلممم
من التحفة .اه .ومحل كون المنع المذكور يحصل بممه النشمموز إذا لممم يكممن علممى وجممه التممدلل أي
التحبب وإظهار الجمال ،وإل فل تكون ناشمزة بمه )قموله :ولمو بنحممو لممس( أي ولمو منعتمه مممن
التمتع بنحو لمس كنظر ،كأن غطت وجهها أو تولت عنممه وإن مكنتممه مممن الجممماع فممإنه يحصممل
النشوز به )قوله :أو بموضع عينه( أي ولو منعته من التمتع بها في موضع منها قد عينممه كيممدها
وفخذها فإنه يحصل النشوز به )قوله :ل إن منعته عنممه لعممذر( أي ل يحصممل النشمموز إن منعممت
زوجها عن التمتع بها لعذر )قوله :ككبر آلته( مثال للعذر لكن في غير اللمس :إذ هو ليس عممذرا
من منع اللمس )قوله :بحيث ل تحتمله( تصمموير للكممبر :أي حممال كممون الكممبر مصممورا بحالممة ل
تحتملها الزوجة )قوله :ومرض الخ( معطوف على كبر :أي وكمرض قائم بها يضر مع وجمموده
الوطئ فل يحصل النشوز بمنعها مممن المموطئ حينئذ )قمموله :وقممرح فممي فرجهمما( معطمموف علممى
مرض من عطف الخاص على العام )قوله :وكنحو حيض( ل حاجممة لزيممادة الكمماف كالممذي قبلممه
وإنما لم تسقط النفقة به وبما قبله من العذار لنممه إممما عممذر دائم ككممبر الممذكر أو يطممرأ ويممزول
كنحو الحيض والمرض وهي معذورة فيه وقد حصل التسليم الممكن ويمكن التمتع بها من بعض
الوجوه )قوله :ويثبت كبر آلته الخ( قال ع ش :وسكت عن بيان ما يثبت به المرض والقياس أنممه
ل يثبت إل برجلين من الطباء لنه مما تطلع عليه الرجال غالبا .اه .وقوله بإقراره :أي الممزوج
وهو متعلق بيثبت .وقوله أو برجلين :معطوف على بإقراره .وقوله مممن رجممال الختممان :أي مممن
الرجممال الممذين لهممم معرفممة بالختممان ،وإنممما خصممهم لنهممم غالبمما لهممم اطلع علممى آلت الرجممال
فيميزون به صغيرها وكبيرها )قوله :ويحتالن( أي الرجلن ،وقوله لنتشار ذكره :أي إذا كانت
معرفة الكبر متوقفة عليه .وقوله بأي حيلة :متعلق بيحتممالن ،وقموله غيممر إيلج ذكمره فمي فمرج
محرم :أما به فيحرم .وقوله أو دبر :معطوف على فرج محممرم مممن عطممف الخمماص علممى العممام
)قوله :أو بأربع نسوة( معطوف علممى بممإقراره :أي ويثبممت كممبر آلتممه بممأربع نسمموة أي شممهادتهن
)قوله :فإن لم يمكن معرفته( أي كبر اللة )قوله :إل بنظرهن( أي الربع النسوة ،وقمموله إليهممما،
أي إلى الرجل وزوجته ،وقوله مكشوفي الفرجين :حال من ضمير إليهما ،وقوله حال :منصمموب
بإسقاط الخافض :أي نظرهن فمي حمال انتشمار عضموه أي ذكمره )قموله :جماز( أي النظمر وهمو
جواب إن .وقوله :ليشهدن علة الجواز )قوله :فرع لها الخ( قممد تقممدم الصممداق ،وإنممما أعمماده هنمما
ليرتب عليه عدم حصول النشوز وسقوط النفقة به ،وكان الخصر أن يقول وكعدم إقباضه إياهمما
الصداق الحال أصالة قبل الوطئ عطفا على ككمبر آلتمه .وذلمك لنمه ممن جملمة العمذار )قموله:
الحال أصالة( أي ابتداء .وخرج به ما إذا نكحها بمهر مؤجل ثم حل فليس لها المتناع من التمتع
لنه قد وجب عليها التمكين قبل الحلول )قوله :قبل الوطئ( متعلق بمنع )قموله :بالغممة( حممال ممن
مقدر :أي قبل وطئها حال كونها بالغة ولو عبر بكاملة كما عبر به في باب الصممداق لكممان أولممى
لتخرج المجنونة )قوله :إذ لها المتنمماع( تعليممل لقمموله لهمما منممع المخ ،وهممو عيمن المعلممل ،كممما ل
يخفى ،وقوله حينئذ :أي حين إذ كان لقبض الصداق الحال )قوله:
] [ 91
فل يحصل الخ( هذا هو ثمرة كونها لها المتناع .وقوله :ول تسقط الخ :عطف لزم على
ملزوم .وقوله بذلك :أي بامتناعها لقبض الصداق .وقيد في فتح الجواد عدم السقوط بما إذا كانت
عنده ونص عبارته :فل تسقط مؤنتها بذلك إذا كمانت عنمده لعمذرها .اه) .قموله :فمإن منعمت( أي
تمتعه بها فالمفعول محذوف .وقوله لقبممض الصممداق المؤجممل :أي وإن حممل قبممل المتنمماع ،وهممو
محترز قوله الحال )قوله :أو بعد المموطئ( محممترز قمموله قبممل المموطئ .وقمموله طائعممة :حممال مممن
محذوف واقع مفعول للمصدر -كما تقدم ) -قوله :فتسقط( أي النفقة ،وهو جواب إن )قمموله :فلممو
منعته لذلك( أي لقبض الصداق الخ )قوله :بعد وطئها( متعلق بمنعته .وقوله مكرهة أو صممغيرة:
هذا محترز قوله بالغة مختارة .وقوله :ولو بتسليم الولي :أي ممما لممم يكممن تسممليمه لمصمملحة ،كممما
صرح به في باب الصداق ،والغاية راجعة لقوله أو صغيرة فقط )قوله :فل( أي فل تسقط نفقتهمما
لنها إذا وطئت غير كاملة لها أن تمنع نفسها بعد الكمال إل أن يسلمها الولي بمصلحة ،ومثله ما
لو وطئت مكرهة فلها أن تمنع نفسها بعد زوال الكراه )قوله :ولو ادعى وطأهمما الممخ( يعنممي لممو
ادعى وطئ من منعته نفسها لقبض الصداق الحال أصالة بتمكينها نفسها لممه وطلممب منهمما أو مممن
وليها تسليمها إليه وادعت هي عدم تمكينها نفسها له وامتنعت من التسليم فإنها هي المصممدقة فممي
ذلك ،وعبارة الروج وشرحه :فصل القول قول من ينكر الوطئ مممن الزوجيممن بيمينممه وإن وافممق
على جريان خلوة لن الصل عدمه ،فلممو ادعممى وطأهمما بتمكينهمما وطلممب تسممليمها إليممه فممأنكرته
وامتنعت لتسليم المهر صدقت أو ادعت جماعها قبل الطلق وطلبت جميع المهر فممأنكره صممدق.
اه )قوله :وطلب( بصيغة الماضي عطف على ادعمى ومتعلقمه محمذوف :أي منهما أو ممن وليهما
)قوله :فأنكرته( أي الوطئ بتمكينها نفسها له )قوله :وامتنعممت( أي لجممل قبممض الصممداق الحممال
)قوله :صدقت( أي باليمين ول تسقط نفقتها )قوله :وخروج من مسكن( معطوف على بمنممع مممن
تمتع :أي ويحصل النشوز أيضا بخروج من مسكن )قوله :أي المحل( تفسير للمراد من المسكن:
أي أن المراد منه المحل الذي رضي بإقامتها فيه سواء كان محله أو محله أو محل أبيهمما )قمموله:
ولو لعيادة الخ( غاية لكون الخروج يعد نشوزا أي يعد الخروج نشوزا ولو كان لعيادة مريض أو
كان زوجها غائبا ،وقوله بتفصيله :أي الخروج بالنسبة لما إذا كمان المزوج غائبما .وقموله التمي:
أي قريبا عند قوله ومنها إذا خرجت على غير وجه النشمموز الممخ .وحاصممله أنممه إذا كممان الممزوج
غائبا وخرجت بل إذنه لعيادة أو زيارة قريب ولم يمنعها أو يرسل إليها بممه لممم يكممن نشمموزا وإل
عد نشوزا )قوله :بل إذن الخ( متعلق بخروج أي يحصل النشوز بخروج منه بل إذن أصممل مممن
الزوج ول ظن رضاه ،فإن كان الخممروج بممإذنه أو بظممن رضمماه فل يحصممل بممه النشمموز )قمموله:
فخروجها( مبتدأ خبره قوله عصيان ونشوز .وهذا تصمريح بمما علمم ممما قبلمه .وقموله أو عيمادة
غير محرم :أي قريب ،أما الخروج لعيادة المحرم :أي القريب ،فل يكون عصيانا ونشوزا ،لكممن
بشرط أن ل يمنعها منه )قوله :أن لها اعتماد العرف( أي ولو لم يأذن لها أو تظن رضاه ،وقمموله
الدال :أي ذلك العرف .وقموله علمى رضمما أمثماله :أي المزوج ،وقموله بمثمل :المخ متعلمق برضما
)قوله :وهو( أي ما أخذه الذرعي وغيره من كلم المام )قوله :ما لمم تعلمم المخ( قيممد فمي كمونه
محتمل :أي محل كونه محتمل إذا لم تعلم بأن للزوج غيممرة زائدة تقطعممه عممن أمثمماله :أي تفممرده
عنهم )قوله:
] [ 92
في ذلك( أي فممي مثممل الخممروج الممذي تريممده )قموله :تنمبيه يجمموز لهمما الخمروج المخ( همذا
كالستثناء مما قبله ،فكأنه قال الخروج من المسكن عصيان ونشوز إل في هذه المواضع )قمموله:
منها( أي المواضع التي يجوز لجلها الخروج .وقوله إذا أشرف الممبيت أي كلممه أو بعضممه الممذي
يخشى منه كما هو ظاهر .اه .تحفة )قوله :وهل يكفي قولها الخ( أي إذا ادعى الزوج عليها بأنهمما
خرجت لغير ضرورة وادعت هي أنها خرجت خشية انهدام البيت وليس هناك قرينممة تممدل علممى
ذلك ،فهل يكفي قولها المذكور فل تسقط نفقتها أو ل يكفي مجرد قولها المذكور إل إذا انضم إليه
قرينة تدل عادة على النهدام ؟ )قوله :قال شيخنا :كل( أي من الشقين محتمممل .وقمموله والقممرب
الثاني :من مقول قول شيخه وهو أنه ل بد من قرينة تدل عليه )قمموله :ومنهمما( أي مممن المواضممع
التي يجوز لجلها الخروج )قوله :إذا خممافت علممى نفسممها أو مالهمما( قممال فممي النهايممة :ويتجممه أن
الختصاص الذي له وقع كذلك اه .وكتب ع ش :قولها أو مالها أي وإن قل أخذا من إطلقممه هنمما
وتقييده الختصاص بماله وقع ،ولو اعتبر في المال كونه ليس تافها جدا لم يكن بعيدا .اه )قمموله:
ومنها( أي المواضع المذكورة ،وقوله إذا خرجت إلى القاضممي لطلممب الممخ :أي إذا خرجممت إلممى
القاضي لجل طلب حقها من زوجهمما والمممراد خرجممت ليخلممص لهمما القاضممي حقهمما مممن الممزوج
)قوله :ومنها( أي من المواضع المذكورة ،وقمموله :خروجهمما لتعلممم العلمموم العينيممة :أي كممالواجب
تعلمممه مممن العقممائد والممواجب تعلمممه مممما يصممحح الصمملة والصمميام والحممج ونحوهمما )قمموله :أي
للستفتاء( أي لمر تحتاج إليه بخصوصه وأرادت السؤال عنه أو تعلمه أما إذا أرادت الحضور
لمجلس علم لتستفيد أحكاما تنتفع بها من غير احتياج إليهما حمال أو الحضمور لسمماع الموعظ فل
يكون عذرا )قوله :حيث لم يغنها( قيد في جواز الخروج لتعلم ما ذكر :أي محل جواز ذلك إذا لم
يغنها الزوج الثقة عن الخروج لذلك ،أما إذا أغناها عن ذلك بأن كممان يعلمهمما ممما تحتمماج إليممه فل
يجوز لها الخروج ،وقوله أو نحو محرمها :أي وحيث لم يغنها نحو محرمها ممن يحل له النظممر
كعبدها قال في التحفممة بعممده :ويظهممر أنهمما لمو احتمماجت للخممروج لممذلك وخشممي عليهمما منممه فتنممة
والزوج غير ثقة وامتنع من أن يعلمها أو يسأل لها أجبره القاضممي علممى أحممد المريممن ولممو بممأن
يخرج معها أو يستأجر من يسممأل لهمما .اه .وقمموله فيممما اسممتظهره شمميخنا :راجممع لنحممو محرمهمما
)قوله :ومنها( أي من المواضع التي يجوز الخروج لجلها ،وقمموله :إذا خرجممت لكتسمماب نفقممة:
أي لجل اكتساب نفقتها :وقوله أو سؤال :أي سؤال النفقة :أي طلبها على وجممه الصممدقة ،وقمموله
أو كسب :أي عمل صنعة )قوله :ومنها( أي المواضممع المممذكورة )قمموله :إذا خرجممت علممى غيممر
وجه النشوز( يفيد التقييد به أن الخروج لزيادة أو عيادة قريب قممد يكممون علمى وجمه النشمموز أنمه
حينئذ يسقط النفقة ،والتعليل التي في قوله لن الخروج لممذلك ل يعممد نشمموزا يفيممد خلفمما وحينئذ
يقع تدافع بين مفاده ومفاد التعليل ،وعبارة فتح الجواد ليس فيها ذلممك ونصممها :وتسممقط بممالخروج
إل إن لم يعد نشوزا :كأن خرجت لطلب حقها منه أو للزيمارة أو للعيمادة لحمد ممن محارمهما بل
إذن مع تلبسه بغيبة عن البلد .اه .فالولى إسقاط التقييد المممذكور أو يزيممد قبممل قمموله لزيممارة الممخ
لفظ كأن خرجت لزيارة الخ ويكون تمثيل للخروج الذي ليس على وجه النشوز ،كما فممي عبممارة
فتح الجواد المذكورة) ،قوله :في غيبة الزوج عن البلد( قال سم :خممرج خروجهمما فممي غيبتممه فممي
البلد فهو نشوز .اه .قال ع ش :وينبغممي أن مثممل غيبتممه عمن البلممد خروجهمما مممع حضمموره حيممث
اقتضى العرف رضاء بمثل ذلك ،ومن ذلك ما لو جرت عادته بممأنه إذا خممرج ل يرجممع إل آخممر
النهار مثل فلها الخروج ونحوها إذا كانت ترجع إلى بيتها قبل عوده وعلمت منممه الرضمما بممذلك.
اه .وقوله ع ش موافق لما أخذه الذرعي من كلم المام أن لها اعتماد العرف
] [ 93
الدال على رضا أمثاله الخ )قوله :لزيارة أو عيادة( مضافان لما بعدهما فيقممرآن مممن غيممر
تنوين .وعبارة المنهاج :لزيارة ونحوها وكتب سم :قوله ونحوها منه موت أبيها وشممهود جنممازته
فما نقله الزركشي عن الحموي شارح التنبيه مقيد بحضوره .اه .وقوله فما نقله :أي من أنه ليس
لها الخروج لموت أبيهمما ول لشممهود جنممازته :وقمموله مقيممد بحضمموره ،أي محمممول علممى الممزوج
الحاضر في البلد وذلك لتمكنها من استئذانه .وقوله قريممب .قممال فممي التحفممة :قضممية التعممبير هنمما
بالقريب أنه ل فرق بين المحرم وغيره ،لكن قضية تعبير الزركشممي بالمحمارم وتبعمه فمي شمرح
الروض تقيده بالمحرم .وهو متجه .اه .وقوله ل أجنبي أو أجنبيمة :أي ليمس ممن المواضمع المتي
يجوز الخروج لها إذا خرجت لزيارة أو عيادة أجنبي أو أجنبية .وقوله على الوجه :مقابله يقول
لها الخروج للزيارة والعيادة مطلقما سمواء كمان لقريمب أو نحموه )قموله :لن الخمروج لمذلك( أي
لزيارة أو عيادة قريب وهو تعليل لكمون الخمروج لزيمارة أو عيمادة القريمب جمائزا ل تصمير بمه
ناشزة )قوله :وظمماهر أن محممل ذلممك( أي كممون الخممروج المممذكور ل يعممد نشمموزا ،وقمموله إن لممم
يمنعها :أي قبل السفر .وقوله أو يرسل لها بالمنع :قال ع ش :أي أو تدل القرينة على عدم رضاه
بخروجها في غيبته مطلقمما .اه) .قمموله :وبسممفرها( معطمموف علممى منممع مممن تمتممع :أي ويحصممل
النشوز أيضا بسفرها :أي مطلقا سواء كان طويل أو قصيرا ول ينافي هذا قول الشممارح بعممد أي
بخروجها إلى محل يجوز القصر منه لنممه ل يلممزم مممن خروجهمما إليممه أن يكممون سممفرها طممويل
)قوله :أي بخروجها وحدها( تفسير مراد للسفر الذي يحصل النشوز به )قوله :إلممى محممل يجمموز
القصر منه( أي وهو خارج السور إن كمان أو العمممران وقموله للمسممافر ،أي سممفرا طممويل وهمو
متعلق بيجمموز )قموله :ولمو لزيمارة المخ( غايمة لحصممول النشموز لخروجهما وحممدها .أي يحصممل
بخروجها .أي ولو كان ذلك الخروج لزيارة أبويها أو للحج ،ولو قال أو للنسك لكان أولى ليشمل
العمرة )قوله :بل إذن منه( أي الزوج والجار والمجرور متعلق بمحذوف حممال مممن سممفرها :أي
يحصل النشوز بالسفر في حال كونه بغيممر إذن مممن الممزوج ،وقموله ولمو لغرضممه :أي ولمو كمان
سفرها بل إذن لغرض الزوج :أي حماجته فيحصممل بمه النشمموز )قموله :ممما لممم تضمطر( قيممد فمي
حصول النشوز بالسفر المذكور ،أي محل حصول النشوز بسممفرها بل إذنممه ممما لممم تضممطر إلممى
السفر ،وإل فل يحصل النشوز به .وقوله كان الخ :تمثيممل لحالممة الضممطرار .وقمموله جل جميممع
أهل البلد .أي تفرقوا عنها .قال في القاموس :جل القوم عن الموضع ،ومنه جلوا وجلء ،وأجلوا
تفرقوا .اه .وقوله أو بقي من ل تأمن معه :أي أو لم يجل جميع أهل البلد ولكن بقي مممن ل تممأمن
معه على نفسها أو مالها )قوله :أو بإذنه الخ( أي ويحصل النشوز بسفرها بإذنه أيضا ولكن كممان
سفرها لغرضها أو لغرض أجنبي )قوله :فتسقط المؤن( مفرع على جميع ما قبله والمراد بالمؤن
ما يشمل الكسوة فتسقط كسوة ذلك الفصل ،كما تقدم ،وتقدم أيضا الخلف في المسكن .فل تغفل،
وقوله لعدم التمكين :أي بسبب سفرها المذكور )قوله :ولو سممافرت بممإذنه لغرضممهما( أي الممزوج
والزوجة أو لجنبي بدلها )قوله :فمقتضى المرجح( مبتمدأ خمبره قموله عمدم السمقوط .وقموله فمي
اليمان ،متعلق بالمرجح .وقوله فيما إذا قممال الممخ :بممدل ممن فممي اليمممان بممدل بعممض .وقمموله إن
خرجت لغير الحمام فأنت طالق :الجملة مقممول لقمموله :وقمموله فخرجممت لهمما :أي فخرجممت بقصممد
الذهاب إلى الحمام وبقصد غيره .واعلم :أنه يوجد في غالب النسخ فخرجت لها ولغيرهمما بتممأنيث
الضمير ،وهذا مبني على أن الحمام مؤنث ،وهو خلف الغالب .وفي حاشية عبادة على الشممذور
ما نصه :قوله وحمامات هذا بناء أن حمامات مذكر وهو قول جل أهل اللغممة ،وقممال بعممض أهممل
اللغة الحمام مؤنثة .اه .وقوله أنها ل تطلق :أن وما بعدها في تأويل مصدر بدل من المرجح أو
] [ 94
عطف بيان له :أي فمقتضى الذي رجح في اليمان وهو أنها ل تطلق عدم سقوط المممؤن.
وقوله هنا :أي فيما إذا سافرت لغرضها )قوله :لكن نممص الم والمختصممر يقتضممي السممقوط( أي
سقوط المؤن هنا قياسا على عدم وجوب المتعة إذا ارتدا معا ولنه إذا اجتمع مقتض ومانع يقممدم
المانع )قوله :ل بسفرها معه( أي ل يحصل النشوز بسفرها مع زوجها إل إن منعها من الخروج
معه فخرجت ولم يقدر على ردها فيحصل النشوز به وتسقط المؤن ،وقوله بإذنه :ليس بقيممد كممما
يدل على ذلك عبممارة الفتممح وهممي :ول إن سممافرت معممه ولممو لحاجتهمما بل إذن وإن عصممت .اه.
ومثلها عبارة شرح المنهج .ثم إن هذا محترز قوله فيما مر وحممدها .قمموله ولممو فممي حاجتهمما :أي
ولو سافرت معه لجل قضمماء حاجممة نفسممها )قمموله :ول بسممفرها بممإذنه لحمماجته( أي ول يحصممل
النشوز بسفرها وحدها بإذنه لحاجته ،وهذا محترز قوله بل إذن منه .وقوله ولو مع حاجة غيره:
الولى إسقاطه لنه يغني عنه .قوله فيما تقدم ولو سافرت بإذنه لغرضهما معا :إذ الغيممر صممادق
بها وبأجنبي )قوله :فل تسقط المؤن( مفرع على قوله ل بسفرها الخ :أي وإذا لم يحصل النشمموز
بما ذكر فل تسقط المؤن به )قوله :لنها ممكنة( أي في الولى وهي ما إذا سممافرت معممه ،وكممان
الولى زيادته بدليل المقابلة )قوله :وهو( أي الزوج )قوله :المفوت لحقه في الثانية( وهي ممما إذا
سافرت وحدها بإذنه )قوله :لو امتنعت من النقلة معه( أي لسفر معه .وقوله لممم تجممب النفقممة :أي
لما تقدم من أنها ل تجب إل إن مكنته من التمتع بها ومن نقلها إلى حيث شاء )قوله :إل إن كان(
أي الزوج ،وهو استثناء من عدم وجوب النفقة إذا امتنعت من النقلة معه )قوله :فتجب( أي النفقة
)قوله :ويصير تمتعه بها الخ( أي ويصير بسب التمتع بها كأنه عفا من النقلة معه ورضي ببقائها
في محلها ،وقوله حينئذ أي حين إذ امتنعت من النقلة والظرف متعلق بتمتعه )قوله :وقضيته( أي
ما ذكر في الجواهر من أن امتناعها من النقلة مع التمتع بها ل يسقط النفقة .وقوله جريممان ذلممك.
أي عدم سقوط النفقة بالتمتع .وقوله في سائر صور النشموز :أي فمي سمائر أنمواع النشموز المذي
يتأتى منه هنا كالخروج من المسكن ،وأما الذي ل يتأتى كالنوع الول منه وهو منعها من التمتممع
بها لنها إذا منعته فكيف يقال إذا تمتع بها ل تسقط نفقتها إل أن يقال يتأتى التمتع مع كراهتها له
ومنعها منه بأن يتمتع بها قهرا عنها .وقمموله وهممو :أي القتضمماء المممذكور .وقمموله محتمممل :فممي
التحفة بعده ونوزع فيه بممما ل يجممدي وممما مممر فممي مسممافرة معممه بغيممر إذنممه مممن وجموب نفقتهمما
لتمكينها وإن أتمت بعصيانه صريح فيه ،وظمماهر كلم الممماوردي أنهمما ل تجممب إل زمممن التمتممع
دون غيره .نعم :يكفي في وجوب نفقة اليوم تمتع لحظة منه بعد النشمموز وكممذا الليممل .اه .وقمموله
صريح فيه .أي في جريان ذلك في سائر صور النشوز )قوله :وتسقط المؤن( الملئم لما قبله أن
يقول ويحصل النشوز وإن كان يلزمه سقوط المؤن ،وقوله أيضا :أي كما تسقط بما قبلممه )قمموله:
بإغلقها الباب في وجهه( أي وبعبوسها بعد لطف وطلقة وجه وبكلم خشممن بعممد أن كممان بليممن
لن ما ذكر كله يعد نشوزا )قوله :وبدعواها طلقا بائنا كذبا( أي وتسقط المؤن بدعواها ما ذكممر
لنها ل تكون إل عن كراهة فتعد نشوزا فممي العممرف )قمموله :وليممس مممن النشمموز شممتمه وإيممذاؤه
باللسان( لنه قد يكون لسوء الخلق )قوله :وإن استحقت التأديب( غاية في كون ما ذكر من الشتم
واليذاء ليس من النشوز :أي ليس منه وإن كانت تستحق عليه التأديب .قال البجيرمي :والمؤدب
لهمما هممو الممزوج فيتممولى تأديبهمما بنفسممه ول يرفعممه إلممى القاضممي لن فيممه مشممقة وعممارا وتنكيممدا
للسممتمتاع فيممما بعممد وتوحيشمما للقلمموب ،بخلف ممما لممو شممتمت أجنبيمما .قممال الزركشممي :وينبغممي
تخصيص ذلك بما إذا لم يكن بينهما عداوة وإل فيتعين
] [ 95
الرفع إلى القاضي .اه )قوله :مهمة لو تزوجت زوجة المفقود الخ( هذه المهمممة مختصممرة
من عبارة الروض وشرحه ونصهما) .فصل( زوجة المفقود المتوهم موته ل تتزوج غيره حممتى
يتحقق :أي يثبت بعدلين موته أو طلقه وتعتد لنه ل يحكم بموته في قسمممة ممماله وعتممق أم ولممده
فكذا في فراق زوجته ولن النكاح معلوم بيقين فل يزال إل بيقين ،ولو حكممم حمماكم بنكاحهمما قبممل
تحقق الحكم بموته نقض لمخالفته للقياس الجلي ،ويسقط بنكاحها غيره نفقتهمما عممن المفقممود لنهمما
ناشزة به وإن كان فاسدا ،وكذا تسقط عنه إن فرق بينهما واعتممدت وعممادت إلممى منزلممه ويسممتمر
السقوط حتى يعلم المفقود عودهما إلمى طماعته لن النشموز إنمما يمزول حينئذ ول نفقمة لهما علمى
الزوج الثاني .إذ ل زوجية بينهما ول رجوع له بما أنفقممه عليهمما لنممه متممبرع إل فيممما كلفممه مممن
النفاق عليها بحكم حاكم فيرجع عليها به .فلو تزوجت قبل ثبوت ممموته أو طلقممه وبممأن المفقممود
ميتا قبل تزوجها بمقدار العدة صح التزوج لخلوه عن المانع في الواقع فأشبه ما لو باع ممال أبيمه
يظن حياته فبان ميتا .اه )قوله :قبممل الحكممم بممموته( أي حكممم القاضممي بممموته ببينممة تشممهد بممه أو
باجتهاده عند مضي مدة ل يعيش مثله إليها في غالب العمادة فممإن تزوجمت بعممد الحكممم بممموته ثممم
تبينت حياته ل تسقط نفقتها لنها ليست ناشزة حينئذ )قوله :سقطت نفقتها( أي عن المفقود )قوله:
ول تعود الخ( يعني لو تبين عدم موته فل تعممود نفقتهمما عليمه إل بعممد علمممه بعودهمما إلممى طمماعته
والتفريق بينها وبين زوجها الثاني لن نكاحها عليه فاسد )قوله :يجمموز للممزوج الممخ( ويجمموز لممه
منعها أيضا من أكل سم وممرض لها خشية الهلك ومن تناول منتن كثوم وكراث وبصل وفجممل
دفعا للضرر ،ل منعها من نحو غزل في منزله إل مع من يستحي من أخممذها مممن بينهممن لقضمماء
وطره )قوله :ولو لموت أحد أبويها( أي له ذلك ولو كان الخروج لموت أحد أبويها )قمموله :ومممن
أن تمكن من دخول الخ( أي وله منعها من أن تمكن من دخول غيممر خادمممة واحممدة لمنزلممه ،أممما
هي فليس له منعها إن كنت ممن تخمدم ،فمإن كممانت ممممن ل تخمدم فلمه منعهمما ممن أن تمكممن ممن
دخولها وإن أنفقت عليها ،كما في الفتح ،ونص عبارته :وله منع لمن تخدم من زيممادة خممادم آخممر
من مالها ولمن ل تخدم أن تتخذ خادما وإن أنفقته .اه .وقوله ولممو أبويهمما أو ابنهمما :أي ولممو كممان
ذلك الغير أبويها أو ابنها .وقوله من غيره :أي غير زوجهمما الن أي حممال كممون ذلممك البممن مممن
زوج غيره )قوله :لكن يكره منممع أبويهمما( أي مممن دخممول منزلممه )قمموله :حيممث ل عممذر( أي فممي
المنع ،فإن كان عذر كفسق أبويها أو إساءة خلقهما بحيث يحملنها على النشمموز وخروجهمما عممن
الطاعة فل يكره منعهما )قوله :فإن كان المسكن الخ( مقابممل المحممذوف :أي ممما تقممدم مممن جممواز
المنع له من تمكين دخول غير خادمة واحدة إذا لم يكن المسكن ملكها بأن كان ملكه أو مسممتأجره
فإن كان ملكها لم يمنع الخ .وقوله لم يمنع شيئا من ذلك :الولى لم يمنع ذلممك ويحممذف لفممظ شمميئا
ولفظ من الجارة لن اسم الشارة عائد على تمكينها من دخول غير خادمة واحدة فقط وهممو شممئ
واحد ،ول يصح عوده على جميع ما تقدم من منعهما ممن الخمروج ممن المنمزل وممن منعهما ممن
التمكين المذكور لن له منعها من الخروج مطلقمما سمواء كممان مسممكنها أو مسممكنه ثممم رأيممت همذه
اللفظة سرت له من عبارة فتح الجواد ونصها :وله منعها ممن أن تمكمن ممن دخمول غيمر خادممة
ولو أبويها أو ابنها وله منعهم أيضا من دخوله وإخراجهم منه وله إخراج سممائر أموالهمما ممما عممدا
خادمها من منزله .نعم :إن كان المسكن ملكها لم يمنع شيئا مممن ذلممك .اه .وهممو ظمماهر فيهمما لن
المتقدم أشياء متعددة ،فإذا كان المسكن ملكها ليس له أن يمنع شيئا منها.
] [ 96
)قوله تتمة( أي في بيان بعض أحكام تتعلق بالنشوز الجلي والنشوز الخفي ،وحاصله أنها
إذا نشزت نشوزا جليا أو ظاهرا كأن خرجممت ممن المنممزل ثممم غماب عنهما زوجهما وعمادت إلممى
الطاعة بعودها إلى المنزل في حال غيبته فل تجب عليه مؤنتها ولممو علممم ذلممك .نعممم :إن رفعممت
أمرها للحاكم وأظهرت له التسليم وكتب الحاكم لحاكم بلده ليعلم بالحال ويحضممر فممورا ليسممتلمها
أو يرسل من يستلمها عنه ،فإن علم ذلك ولممم يفعممل ممما ذكممر وجبممت عليممه وهممو غممائب فيفممرض
القاضي لها من ماله الحاضر إن كممان ،وإل فيقممترض لهمما عليممه ،وإن نشممزت نشمموزا خفيمما كممأن
ارتدت بعد الوطئ ثم غاب عنها زوجها أو امتنعت من تمتعه بها ولم تخرج من المنزل ثم غمماب
وعادت إلى الطاعة باسلمها في الصورة الولى وبرجوعها عن المتناع من التمتممع فممي الثانيممة
فتجب لها المؤن بمجرد ذلك ولو لم ترفع أمرها إلى الحاكم ،لكن بشرط أن يعلم بذلك بأن ترسممل
له يعودها إلى الطاعة )قوله :لو نشزت بالخروج من المنزل( أي كان نشمموزها بسممبب خروجهمما
من المنزل )قوله :فغاب( أي الزوج )قوله :وأطاعت( أي الزوجة فممي حممال غيبتممه )قمموله :بنحممو
عودها للمنزل( متعلق بأطاعت ،وانظر ما ينممدرج تحممت قمموله نحممو مممما يحصممل بممه العممود إلممى
الطاعة ؟ وهو ساقط من عبارة المغني وهو أولى )قوله :لم تجب مؤنهمما( جممواب لممو )قمموله :فممي
الصح( مقابله يقول مؤنها تجب لعودها إلى الطاعة فإن الستحقاق زال بخروجها عن الطاعممة،
فإذا زال العارض عاد الستحقاق .اه .نهاية )قوله :لخروجها عن قبضته( أي الزوج ،وهمو علمة
لعدم وجوب مؤنها .وعبارة المغني :لنتفاء التسليم والتسلم ،إذ ل يحصلن ممع الغيبمة .اه .وهمو
أولى من عبارتنا )قوله :فل بد من تجديد تسليم( أي تسليم نفسها له .وقوله وتسلم :أي منه )قوله:
ول يحصلن( أي التسليم والتسلم .وقوله مع الغيبة :أي غيبة الزوج .والمراد ل يحصمملن بغيممر
الطريق الذي سيذكره )قوله :فالطريق في عممود السممتحقاق( أي لهمما فممي حممال غيبتممه .وقمموله أن
يكتب الحاكم :أي بعد أن ترفع أمرها إليه وتظهر له التسليم .وعبارة فتممح الجممواد .وإنممما يحصممل
بذلك بأن تبعث وكيل لقاضي بلده ليثبت عودها للطاعة عنده أو تثبت هي ذلك عند قاضممي بلممدها
ثم ينهيه إلى قاضي بلده ليعلمه فإذا علم خمرج فمورا أو وكمل ممن يممذهب إليهما ويسممتلمها وتجممب
المؤن من حين التسليم ،فإن امتنع قدر له مدة يمكن عوده فيها ثم بعدها يفرض نفقتها في ماله إن
كان وإل اقترض عليه أو أذن لها أن تنفق لترجع .فإن جهل موضعه كتب القاضي لقضمماة البلد
الذين ترد عليهم القوافل من بلده عادة ،فإن لم يظهر فرضها من ماله الحاضممر وأخممذ منهمما كفيل
بما يصرفه إليها لحتمممال ممموته أو طلقممه ويجممري ذلممك كلممه فيممما لممو غمماب الممزوج عممن بلممدها
وأرادت القرض عليه ابتداء .اه )قوله :فإذا علم( أي الزوج بعودها إلى الطاعممة وعمماد إليهمما مممن
سفره )قوله :أو أرسل الخ( معطوف على عاد أي أو لم يعد ولكن أرسمل ممن يتسملمها )قموله :أو
ترك ذلك( أي العود إليها أو إرسال من يتسلمها .وقمموله لغيممر عممذر :خممرج بممه ممما إذا منعممه مممن
العود أو التوكيل عذر فل يعود الستحقاق ول يفرض عليه القاضي شمميئا لعممدم تقصمميره )قمموله:
وقضية الخ( مبتدأ خبره أن النفقة تعود الخ ،وقوله قول الشافعي :أي أن النفقة تجب بالعقد فمقول
القول محذوف معلوم مما سبق ومن التعليل التي .وقوله تعممود عنممد عودهمما للطاعممة :أي مطلقمما
سواء حصل تجديد تسليم وتسلم أم ل .وهممذا هممو مقابممل الصممح المممار )قمموله :لن الممموجب فممي
القديم الخ( ل يخفي ما في هذا التعليل :إذ هو عين القول القديم فل يصح أن يؤتى به ويجعل علة
لقضيته .وإذا علمت ذلك فكان الولى تقديمه على قوله أن النفقة تعود الذي هو خممبر عممن قضممية
الخ .وحذف لم الجر مع لفظ في القديم وجعله مقول لقول الشافعي في القديم بأن يقممول :وقضممية
قول الشافعي في القديم :ان الموجب ،أي للنفقة ،العقد ل التمكين أن النفقة تعممود المخ )قموله :وبمه
قال مالك( أي بمقتضى قول الشافعي القديم قال مالك )قوله :وصرحوا
] [ 97
الممخ( صممنيعه يقتضممي أنممه تأييممد للقضممية المممذكورة وليممس كممذلك لن القضممية المممذكورة
مفروضة في النشوز الجلي وهو الخروج من المنزل ،وما صرحوا به مفروض في الخفممي وهمو
الردة ،وبينهما فرق ،فل يصح أن يكون تأييدا وساقه في التحفة لجل بيان مخالفة النشوز بممالردة
للنشوز بالخروج عن المسكن وذكره عقب قوله ول يحصلن مع الغيبة بلفظ ،وبه فارق نشوزها
بالردة الخ .اه .فلو صنع كصنيع شيخه لكان أولى .وقوله أن نشوزها بالردة ،أي الحاصل بسممب
الردة .وقوله يزول :أي النشوز فتستحق النفقة من وقتممه لكممن حيممث أعلمتممه بممه ،كممما فممي ع ش،
وقموله مطلقما :أي سمواء حصمل تجديمد تسمليم وتسملم بمالطريق المذي ذكمره أم ل )قموله :لمزوال
المسقط( أي للنفقة وهو الردة .وكتب الرشمميد :قمموله :لممزوال المسممقط أي مممع كونهمما فممي قبضممته
ليفارق نظيره .اه) .قوله :وأخذ منه( أي من كون النشموز بممالردة يممزول بالسملم مطلقمما لممزوال
المسقط ،ووجه المناسبة بين المأخوذ والمأخوذ منممه ان النشمموز فممي كممل منهممما خفممي )قمموله :لممو
نشزت في المنزل( أي نشزت وهي في المنزل بنوع خفي مممن أنمواع النشمموز )قموله :ثممم عممادت
للطاعة( أي بصريح لفظ يدل عليه .وقوله عممادت نفقتهمما :أي مطلقمما أيضمما لممزوال المسممقط وهممو
منعها نفسها منه )قوله :وهو كذلك الصح( هذا مممن جملممة كلم الذرعممي فكممان ينبغممي أن يزيممد
قبله لفظ قال .اه .رشيدي .قال فمي التحفمة بعمده :قمال وحاصمل ذلمك الفمرق بيمن النشموز الجلمي
والنشوز الخفي .اه .ويتجه أن مراده بعودها للطاعممة إرسممال إعلمممه بممذلك ،بخلف نظيممره فممي
النشوز الجلي .وإنما قلنا ذلك لن عودها للطاعممة مممن غيممر علمممه بعيممد ،كممما هممو ظمماهر ،وهممل
إشهادها عند غيبته وعدم حاكم كإعلمه ؟ فيه نظر .وقياس ما مر في نظائره نعم .اه .ومثله فممي
النهاية )قوله :ولو التمست زوجة الخ( هذه مسألة مستقلة ،فكممان الولممى أن يقممول فممرع لممو الممخ.
كعادته ،وكما في التحفة .وقوله من القاضي :متعلق بالتمسممت )قمموله :أن يفممرض الممخ( المصممدر
المؤول مفعول التمست .وقموله فرضمما عليمه :أي علمى زوجهما الغممائب )قموله :اشمترط( أي فممي
فرض القاضي لها فرضا ،وقوله ثبوت النكاح :أي بعدلين ،وقموله وإقامتهمما :بممالرفع عطفمما علممى
ثبوت المضاف :أي واشترط أيضا إقامة الزوجة في مسممكن الغممائب .ويحتمممل أنممه بممالجر عطفمما
على المضاف إليه .وقوله وحلفها :بالرفع ل غير معطوف على ثبوت أيضا :أي واشممترط حلفهما
على أنها تستحق النفقة لكونها قد مكنته ولم تنشز .وقوله وأنها لم تقبض :أي وحلفها على أنها لم
تقبض من زوجها الغائب نفقة مممدة مسممتقبلة وهممي مممدة الغيبممة )قمموله :فحينئذ( أي فحيممن إذ ثبممت
نكاحها وإقامتها في المنزل وحلفت على ما ذكر يفرض القاضي لها عليه نفقة المعسممر ولممو كممان
ما يفرضه من الدراهم .قال في التحفة بعده :ويظهر أن محل ذلك ،أي الفرض المذكور ،إن كان
له مال حاضممر بالبلممد تريممد الخممذ منممه ،وإل فل فممائدة للفممرض إل أن يقممال لممه فممائدة :هممي منممع
المخالف من الحكم بسقوطها بمضي الزمان ،وأيضا فيحتمل ظهور مال لممه بعممد فتأخممذ منممه مممن
غير احتياج لرفع إليه .اه) .قوله :إل إن ثبت يساره( أي فيفرض لها نفقة الموسر .فممائدة :تتعلممق
بالمسألة المذكورة في سم ما نصه) .سئل( شيخنا الشهاب الرملي عن اممرأة غمماب عنهمما زوجهما
وترك معها أولدا صغارا ولم يترك عندها نفقة ول أقام لها منفقا وضاعت مصمملحتها ومصمملحة
أولدها وحضرت إلى حاكم شافعي وأنهت له ذلك وشكت وتضررت وطلبت منه أن يفرض لهما
ولولدها على زوجها نفقة ،ففرض لهم عن نفقتهم نقدا معينا في كل يوم وأذن لها في إنفاق ذلك
عليها وعلى أولدها أو في الستدانة عليه عند تعذر الخذ من ماله والرجوع عليممه بمذلك وقبلمت
ذلك منه ،فهل التقدير والفرض صحيح ؟ وإذا قدر الزوج لزوجته نظير كسوتها عليه حين العقممد
نقدا كما يكتب في وثائق النكحة ومضت علمى ذلمك ممدة وطمالبته بمما قمدر لهما عمن تل ك الممدة
وادعت عليه بذلك عند حاكم شافعي واعمترف بمه وألزممه فهمل إلزاممه صمحيح أم ل ؟ وهمل إذا
مات الزوج وترك زوجته ولم يقدر لها كسوة وأثبتت وسألت الحاكم الشافعي أن
] [ 98
يقدر لها عن كسوتها الماضية التي حلفت على استحقاقها نقدا وأجابها لذلك وقدره لها كما
تفعله القضاة الن فهل له ذلك أو ل ؟ وهممل ممما تفعلممه القضمماة مممن الفممرق للزوجممة والولد عمن
النفقة أو الكسوة عند الغيبة أو الحضور نقدا صحيح أو ل .فأجاب :تقممدير الشممافعي فممي المسممائل
الثلث صحيح إذ الحاجة داعية إليه ،والمصلحة تقتضيه فله فعله ويثاب عليه ،بل قد يجب عليه.
اه )قوله :فرع في فسخ النكاح( أي بالعسار بالمؤن ،وقد ترجم الفقهاء له بباب مستقل والصل
فيه خبر الدارقطني والبيهقي التي وحاصل الكلم على ذلممك أنممه إذا أعسممر الممزوج مممال وكسممبا
لئقا بأقل نفقة أو كسوة أو مهر وجب قبل وطئ ولم تصبر زوجتممه فلهمما الفسممخ بممالطريق التممي
بيانه ،أما لو امتنع من النفاق وهو موسر أو متوسط أو معسر ل عن أقممل نفقممة أو كسمموة سممواء
حضر أو غاب فليس لها الفسممخ وإن انقطممع خممبره علممى المعتمممد الممذي عليممه النممووي والرافعممي
)قوله :وشرع( أي الفسخ ،وقوله دفعا لضرر المرأة :أي تضررها بعد النفقة أو الكسوة أو المهر
)قوله :يجوز لزوجة الخ( أي ويجوز لها الصبر فهي مخيرة بين الفسخ وبيممن الصممبر )قمموله :أي
بالغة عاقلة( أي ولو كانت سفيهة فهي كالرشيدة هنا )قموله :ل لمولي غيمر المكلفمة( أي ل يجموز
الفسخ لولي غير المكلفة ،وكذا ولي المكلفة بالولى ،وعبارة التحفة والنهاية :ل لولي امرأة حمتى
صغيرة ومجنونة الخ .اه .وإنما لم يجز الفسخ للولي لن الفسخ بذلك يتعلق بالشممهوة والطبممع فل
يفوض لغير مستحقه ،وإذا لم تجز الفسخ له تكون النفقة في مالها إن كممان وإل فعلممى مممن تلزمممه
قبل النكاح وإن كانت تصير دينا على الزوج )قوله :فسخ الخ( فاعل يجوز .وقوله أي زوج :أفاد
به أن من نكرة موصوفة .وقوله أعسر الخ :الحاصل شروط هذه المسألة خمسة تعلم من كلمممه:
الول العسار فخرج ما إذا امتنع مع عدم العسار ،الثاني كونه بالنفقة أو الكسوة أو المسكن أو
المهر بشرطه التي فخرج ما إذا أعسر بنحو الدم ،الثالث كون النفقة لهمما فخممرج ممما إذا أعسممر
بنفقة الخادم ،الرابع كون العسار بنفقة المعسر فخرج ممما إذا أعسمر بنفقمة الموسممر أو المتوسمط
مع القدرة على نفقة المعسر ،الخامس كون النفقة مستقبلة فخممرج ممما لممو أعسممر بالنفقممة الماضممية
)قوله :مال وكسبا( منصوبان على التمييز :أي أعسر من جهممة المممال ومممن جهممة الكسممب فليممس
عنده مال ول قدرة على كسب ينفق عليها من أحدهما )قوله :لئقا به( صفة لكسبا وليس بقيد بممل
مثل اللئق غيره إذا أراد تحمممل المشممقة بمباشممرته ،كممما فممي التحفممة ،وقمموله حلل :صممفة ثانيممة
وخرج به الحرام فل أثر لقدرته عليه فلها الفسخ قال في التحفة :وأما قول الممماوردي والرويمماني
الكسب بنحو بيع الخمر كالعدم وبنحو صنعة آلة لهو محرمة لممه أجممرة المثممل فل فسممخ لزوجتممه،
وكذا ما يعطاه منجم وكاهن لنه عن طيب نفس فهو كالهبة فردوه بأن الوجه أنه ل أجرة لصممانع
محرم لطباقهم على أنه ل أجرة لصانع آنية النقمد ونحوهما ،ومما يعطماه نحمو النجمم إنمما يعطماه
أجرة ل هبة فل وجه لما قاله .اه )قوله :بأقل نفقة( متعلق بأعسمر .وقموله تجمب :أي النفقمة فمي
المستقبل ،والمراد تجب لها بدليل قوله في المفاهيم ول بنفقة الخادم ،وكان الولممى التصممريح بممه
لن ما ذكر هو محترزه )قوله :وهو( أي أقل النفقة مد )قوله :أو أقل كسوة( معطمموف علممى أقممل
نفقة :أي أو أعسر بأقل كسوة .وقوله تجب :أي لها في المستقبل كالذي قبله )قوله :كقميص الممخ(
تمثيل لقل الكسوة )قوله :بخلف الخ( مرتبط بمحذوف يعلم من عبارة الفتح التي نقلها تقممديره،
والمراد بأقل الكسوة ما ل بد منه كقميص الخ بخلف نحو سراويل الخ -إل أن قوله وفرش وما
بعده ل يناسب ذكره هنا لنه ليس من أنواع الكسوة وعبارة فتح الجممواد ليممس فيهمما ذلممك ونصممها
مع الصل أو عن أقممل كسمموة وهممي كسمموة المعسممر إذ ل بقمماء بممدونها غالبمما وقيممد ابممن الصمملح
البعض :أي المفهوم من لفظ أقل بما ل بد منه كخمممار وجبممة شممتاء بخلف نحممو نعممل وسممراويل
واختاره الزركشي وهو متجممه .اه .بزيممادة يسمميرة .إذا علمممت ذلممك فكممان الولممى للشممارح أن ل
يذكره هنا وأن يزيد ما قدرته .وقوله وفرش الخ :في ع ش ما نصه :وبحممث م ر الفسممخ بممالعجز
عما ل بد منه من الفرش بأن يترتب على عممدمه الجلمموس والنمموم علممى البلط والرخممام المضممر
ومن الواني كالذي يتوقف عليه
] [ 99
نحو الشرب .اه .سم )قوله :لعدم بقاء الخ( تعليل لجواز الفسخ بالعسار بأقل النفقة وأقممل
الكسوة ،وقوله بدونهما :أي أقل النفقة وأقل الكسوة )قوله :فل فسخ بالعسار بالدم( هذا محممترز
قوله عن أقل نفقة بناء على أن المراد بأقل النفقة ما ل تقوم النفس بدونه كما أشممار إليممه الشممارح
بقوله فيممما تقممدم وهممو مممد :أي ل غيممره ،وقمموله وإن لممم يسممغ القمموت :أي بممدون الدم ،فممالمتعلق
محذوف وقوله ول بنفقة الخادم قد علمممت أن هممذا محممترز ممما قممدرته وهممو لفممظ لهمما .وقمموله ول
بالعجز عن النفقة الماضية محترز قوله نفقة تجب ومثل العجز عممن النفقممة الماضممية العجممز عممن
الكسوة الماضية أيضا فل فسخ به .واعلم :أن ما ذكر من الدم ونفقة الخادم والنفقة الماضية وإن
كان ل يحصل الفسخ بالعجز عنها يصير دينا حتى في ذمة المعسر لنها في مقابلة التمكيممن وقممد
وجد .وقوله كنفقة المس :تمثيل للنفقة الماضية .وقوله وما قبله :أي قبل المس )قمموله :لتنزيلهمما
الخ( علة لعدم جواز الفسخ بالعجز عن النفقة الماضية فقط ل كما يفيده صنيعه أنه علة لجميع ما
قبله أي وإنما لم يجز الفسخ بالعجز عنها لنها منزلة منزلة دين آخر غير النفقة الماضية الكائنممة
عليه لها وتوضيح ذلك أنها إذا كان لها دين غير ديممن النفقمة عنمد زوجهمما وأعسممر بمه فليمس لهما
الفسخ به ،فكذلك دين النفقة الماضية لنها منزلة منزلته )قوله :أو أعسر بمسكن( معطمموف علممى
أعسر بأقل الخ :أي ويجوز فسخ نكاح من أعسر بمسكن ولم يقل بأقل مسكن كسابقه لعدم تصور
القل فيه :إذ الواجب على المعسر مسكن لئق بحالها بخلف سابقيه ،فإن الواجب فيهما ما يليممق
بحاله يسارا وإعسارا أو توسطا فيتصور فيهما أقل ووسط وأكثر ،وإنما كممان لهمما الفسممخ بعجممزه
عن المسكن لشدة الحاجة إليه كالنفقة ،وخالف بعضهم فجعله كالدم ،وهو ضعيف )قوله :وإن لم
يعتادون( غاية في كونها لها الفسممخ بالعسممار المسممكن :أي لهمما الفسممخ بممذلك وإن لممم يعتممد أهممل
محلتها المسكن )قوله :أو أعسر بمهر الخ( معطوف على أعسر بأقل نفقة أيضا :أي ويجمموز لهمما
فسخ نكاح من أعسممر بمهممر لكممن بشممروط أربعممة مممذكورة فممي كلمممه :أن يكممون واجبمما بتسمممية
وبدونها ،وأني يكون حال ،وأن ل تقبض منه شيئا ،وأن يكون إعساره به قبل وطئها طائعة ،فل
فسخ بإعساره بغير الواجب كمفوضة قبل الفرض ،وذلك لنها إذا فوضت لوليها المهر بأن قالت
له زوجني بما شئت فل يجب على الزوج إل بعد أن يفرضه على نفسه أو يفرضه الحاكم عليممه،
كما تقدم ،ول بغير الحال ول بعد قبضها منه شيئا ول بعممد المموطئ )قمموله :واجممب( صممفة لمهممر
وهو الشرط الول .وقوله حال :صفة ثانية وهو الشرط الثاني .وقوله لم تقبض منه شيئا :الجملممة
صفة ثالثة وهو الشرط الثالث .وقوله حال الخ :هو الشرط الرابممع .وقمموله بممه أي بممالمهر )قمموله:
قبل وطئ طائعة( أي قبل وطئها حال كونها طائعة )قوله :فلها الفسخ( أي إذا أعسر بالمهر بدليل
سياق كلمه وليس مرتبطا بجميع ما قبله وأعاده -مع أنه معلوم -لجل العلممة بعممده وهممي قمموله
للعجز الخ )قوله :عن تسليم العوض( هو المهر )قمموله :مممع بقمماء المعمموض بحمماله( هممو البضممع،
وذلك لن تلفه إنما هو بالوطئ ،فممإذا لممم يوجممد بقممي علممى حمماله .والقاعممدة أنممه إذا لممم يسمملم أحممد
العاقدين العوض وكان المعوض باقيا بعينه رجع فيه مالكه وفسخ العقد )قوله :وخيارها( أي فممي
الفسخ .وقوله حينئذ :أي حين إذا أعسر بالمهر المذكور ،وليس والمراد حينئذ أعسممر بأقممل النفقممة
وبأقل الكسوة وبالمسكن وبمالمهر فيكمون راجعمما لجميمع ممما قبلممه لنمه غيمر صمحيح :إذ الفوريمة
خاصة في الخيار بالعسار بالمهر .وأما ما عداه فسيصرح المؤلف بأنه بعد توفر شروط الفسممخ
يمهل ثلثة أيام ،وحينئذ فل يكون فوريا .وقوله عقب الرفممع :قمال ع ش :أمما الرفممع نفسمه فليمس
فوريا ،فلو أخرت مدة ثم أرادته مكنت .والفرق أنه بعمد الرفمع سماغ لهما الفسمخ فتأخيرهما رضما
بإلعسار وقبممل الرفممع لممم تسممتحق الفسممخ الن لعممدم الرفممع المقتضممي لذن القاضممي لسممتحقاقها
الفسخ .وقوله فوري :قال في شرح الروض :وعلم من كونه على الفور بعد الطلممب أنممه ل يمهممل
ثلثة أيام ول دونها وبه صرح الماوردي والروياني .قال الذرعي :وليس بواضممح بممل قممد يقممال
بأن المهال هنا هو أولى لنهمما تتضممرر بتممأخير النفقممة ،بخلف المهممر .اه .قممال سممم :وممما قمماله
الذرعي هو الوجه ،والفورية إنما تعتبر بعد المهال .اه
] [ 100
)قوله :فيسقط الفسخ( أي خياره فليس لها الخيار بالفسخ إذا أخرته بل عذر عن الرفع إلى
الحاكم أو عن المهال على ما قاله الذرعي ،واسممتوجهه سممم ،وقمموله كجهممل مثممال للعممذر ،فممإذا
جهلت أن الخيار فوري وأخرته عن الرفممع المممذكور لهمما الفسمخ بعممد ذلممك )قموله :ول فسممخ بعمد
الوطئ( أي طائعة وكان حقه أن يذكره كما ذكره فيما تقممدم لجممل أن يلئم التفريممع بعممده )قمموله:
لتلف المعوض( تعليل لعدم جواز الفسخ :يعني ليس لها الفسممخ بممما ذكممر لكممون المعمموض ،وهممو
البضع ،قد تلف بالوطئ ،والعوض ،وهو المهممر ،صممار دينمما فممي ذمتممه بتمكينهمما لممه لنممه يشممعر
برضاها بذمته .والفسخ ل يتصور إل إذا كان المعوض باقيا بحمماله ،والعمموض ليممس فممي الذمممة،
فصار حكمه حينئذ حكم عجز المشتري عممن الثمممن بعممد قبممض المممبيع وتلفممه )قمموله :فلممو وطئهمما
مكرهة( محترز طائعة التي قدرتها أو التي ذكرت في كلمممه )قمموله :فلهمما الفسممخ بعممده( أي بعممد
وطئها الذي أكرهت عليه لن وجوده كعدمه ،وقوله أيضا :أي كقبل الوطئ )قمموله :قممال بعضممهم
الخ( مرتبط بقوله ول فسخ بعد الوطئ فالستثناء منه ،فكان الولى تقديمه على قوله ولو وطئهمما
مكرهة .واستوجه فممي النهايممة القممول المممذكور وقمموله لممه :أي للممزوج وقمموله وهممي صممغيرة :أي
والحال أنها صغيرة :أي أو مجنونة .وقوله بغير مصلحة :متعلق بسمملمها والمصمملحة كممأن كممانت
تحتاج إلى النفاق وليس هناك من ينفق عليها فيسلمها له لجل النفاق )قوله :فلها الفسممخ حينئذ(
أي حين إذ سلمها الولي بغير مصمملحة وحبسممت نفسممها عنممه عقممب بلوغهمما أو عقممب إفاقتهمما مممن
الجنون ،وقوله إن عجز عنه :أي عن المهر )قوله :ولو بعد الوطئ( الولى عدم ذكر هذه الغايممة
لن الستثناء من قوله ول فسخ بعد الوطئ ،كما علمت )قمموله :لن وجمموده( أي المموطئ :وقمموله
هنا :أي في حالة ما إذا سلمها الولي له بغير مصلحة .وقمموله كعممدمه :أي المموطئ )قمموله :أممما إذا
قبضت بعضه( مفهوم قوله لم تقبض منه شيئا )قوله :فل فسخ لها( أي بعجمزه عمن بقيتمه )قموله:
على ما أفتى الخ( أي أن عدم الفسخ مبني على ما أفتى به الخ ،وهذا هو المعتمد عند ابن حجممر.
قال :لن البضع ل يقبل التبعيض فبأداء البعض يدور المر بين أن يغلب عليه حكم المقبوض أو
حكم غيره ،والول أولى لتشموف الشمارع إلمى بقماء النكماح .اه .وقموله حكمم المقبموض :أي فل
فسخ .وقوله أو حكم غيره :أي فيثبت الفسخ .وقال في التحفة :وفممارق جممواز الفسممخ بممالفلس بعممد
قبض بعض الثمن بإمكان التشريك فيمه دون البضمع .اه )قموله :وقممال البمارزي كمالجوهري لهما
الفسخ( أي لنه يلزم على عدم جمموازه إجبارهمما علممى تسممليم نفسممها بتسممليم بعممض الصممداق ولممو
درهما واحدا من صداق هو ألف درهم وهو في غاية البعد ،وقوله واعتمممده الذرعممي :أي وقممال
هو الوجه نقل ومعنى ،واعتمد هذا الخطيب في مغنيه أيضمما )قمموله :يتحقممق العجممز( أي المثبممت
للفسخ .وقوله عما مر :أي من أقل النفقة وأقل الكسوة والمسممكن والمهممر )قمموله :بغيبممة ممماله( أي
الزوج )قوله :لمسافة القصر( خرج غيبته لدون مسافة القصر فل يتحقق العجز بها لنه في حكم
الحاضممر فيكلممف إحضمماره عمماجل )قمموله :فل يلزمهمما الصممبر( أي فلهمما الفسممخ حممال لتضممررها
بالنتظار الطويل .قال في شرح الروض :وفرق البغوي بين غيبته موسممرا وغيبممة ممماله بممأنه إذا
غاب ماله فالعجز من جهته ،وإذا غاب هو موسرا فقدرته حاصلة والتعذر من جهتها .اه )قمموله:
إل إن قال أحضر الخ( أي فيلزمها الصبر ،وعبارة شرح المنهج :نعم ،لو قممال أنمما أحضممره مممدة
المهال فالظاهر إجابته ذكره الذرعي وغيره .اه .وقوله مدة المهال :قال في الجمل أي إمهممال
المعسرين وهي ثلثة أيام ،فإذا لم يحضره فيها أمهل ثلثة أخرى ،فإذا لم يحضممره فيهمما فسممخت
ول يمهل مدة ثالثة .اه .شيخنا .اه .ثم إن هذا في غير العسار بالمهر لنه
] [ 101
ليس فيه إمهال بل الفسخ فيه فوري ،كما علمت )قوله :أو بتأجيل دينه الخ( معطوف على
بغيبة ماله :أي ويتحقق العجز أيضا بتأجيل دينه الممذي لمه علمى غيممره إن كممان الجمل بقممدر مممدة
إحضار ماله الغائب بمسافة القصر فما فوق ،فإن كان بدون قدر ذلك فل يتحقق العجز به )قوله:
أو بحلوله الخ( معطوف على بغيبة ماله أي ويتحقق العجز أيضا بحلول الممدين مممع كممون المممدين
معسرا ،وقوله ولو الزوجة :أي ولو كان المدين الزوجة )قوله :لنها الخ( تعليممل للخيممر ،وقموله
ل تصل لحقها :أي لكون الزوج ليس عنده إل الممدين الممذي علممى معسممر وقمموله والمعسممر منظممر
كالعلة لقوله ل تصل لحقها ،وإنما كان منظرا لقمموله تعممالى) * :وإن كممان ذو عسممرة فنظممرة إلممى
ميسرة( * )قوله :وبعدم وجدان الخ( معطوف على بغيبة ماله :أي ويتحقممق العجممز بعممدم وجممدان
المكتسب من يستعمله لنه حينئذ في حكم المعسر وقوله إن غلممب ذلممك :أي إن كممان عممدم وجممود
من يستعمله غالبا ل نادرا :أي وتعذرت النفقة لممذلك ،كممما فممي حاشممية الجمممل نقل عممن الممروض
وشرحه ،ونص عبارته :وإن كانت تحصل البطالة على الجعلء :أي العملممة بممأن لممم يجممدوا مممن
يستعملهم وتعذرت النفقة لذلك وكان ذلك يقع غالبا لنادرا جماز لهمما الفسمخ لتضمررها .اه .وفمي
النهاية :فلو كان يكتسب في كل يوم ما يفي بثلثة ثم يبطل ثلثة ثم يكتسب ما يفممي بهمما فل فسممخ
لعدم مشقة الستدانة حينئذ فصار كالموسر ،ومثله نحو نساج ينسج في السبوع ثوبا أجرته تفممي
بنفقة السبوع ،ومن تجمع له أجرة السبوع في يوم منه وهي نفي بنفقة جميعه ،وليس المراد أنا
نصبرها أسبوعا بل نفقة ،وإنما المراد أنه في حكم واحد نفقتها وينفق مما استدانه لمكان الوفاء.
ويعلم من ذلك أنا مع كوننا نمكنها من مطالبته ونأمره بالستدانة والنفاق ل نفسخ عليه لو امتنع
لما تقرر أنه في حكم الموسر الممتنع .اه) .قمموله :أو بعممروض( معطمموف علممى بغيبممة ممماله :أي
ويتحقق العجز أيضا بعروض مانع كمرض يمنعه عن الكسب ،ول بممد مممن تقييممد ذلممك بكممونه ل
يتوقع زوال المانع عن قرب ،كما يفيده عبارة التحفة والنهاية ونصهما :ول أثر لعجزه إن رجممى
برؤه قبل مضي ثلثة أيام .اه .وفي الروض وشرحه :فلو أبطل مممن كممان يكتسممب فممي السممبوع
نفقة جميعه الكسب أسبوعا لعارض فسخت لتضممررها ل لمتنمماع لممه مممن الكسممب فل تفسممخ اه.
)قوله :فائدة( أي في بيان حكم ما إذا كان عنمد زوجمة الغمائب بعمض مماله وكمان معسمرا بممامر
)قوله :من صداق الخ( بيان للممدين الحممال .وقمموله أو غيممره :أي غيممر الصممداق كممدين نفقممة المممدة
الماضية أو الحاضرة أو دين آخر غيرها )قوله :وكان عندها( أي زوجممة الغممائب .وقمموله بعممض
ماله :أي الغائب) ،وقوله :وديعة( أي على سبيل الوديعمة والمانمة )قموله :فهمل لهما( أي لزوجمة
الغائب .وقوله أن تستقل :أي من غير حاكم .وقوله بأخذه :أي بعض مال الغمائب ،وقموله لمدينها:
أي لجل دينها الصداق أو غيره ،وقوله بل رفع :هممذا هممو معنممى اسممتقللها )قمموله :ثممم( أي بعممد
أخذها إياه في مقابلة دينها .وقوله تفسخ به :أي بالعسار بالنفقة أو نحوها مما مر .وقمموله أو ل:
أي أو ل تستقل به بل ل بد من الرفع إلى الحاكم )قوله :بل ترفمع المممر إلممى القاضمي( أي وهمو
بعد ذلك يأذن لها في أخذه بعد ثبوت دينها عليه عنممده )قمموله :لن النظممر الممخ( علممة لعممدم جممواز
استقللها بالخذ )قوله :نعم الخ( استدراك من قوله ليس لها الستقلل الخ .وقوله إن علمت أنممه:
أي القاضي) .وقوله :ل يأذن لها( أي في أخذ ما عندها من ممال الغمائب لمدينها )قموله :جماز لهما
الخ(
] [ 102
جواب إن )قوله :وإذا فرغ المممال( أي المممودع عنممدها ،والمناسممب وإذا أخممذت المممال فممي
مقابلة مالهمما عليممه )قمموله :وأرادت الفسممخ بإعسممار الغممائب( أي بالنفقممة أو بالصممداق أو نحوهممما
)قوله :فإن الخ( أي ففي ذلك تفصيل وهو أنه إن لم يعلم الخ .وقوله المال :أي الممذي كممان عنممدها
لزوجها الغائب وأخذته لدينها )قوله :ادعت( أي عند القاضي ،وهممو جممواب إن .وقمموله إعسمماره:
أي بما مر .وقوله وأنه ل مال المخ :أي وادعمت أنمه ل ممال لزوجهما الغمائب حاضمر فمي البلمد،
وقوله ول ترك نفقة :أي وادعمت أنمه لممم يممترك لهمما نفقمة )قموله :وأثبتمت العسممار( أي ببينممة أو
بإقراره كما سيأتي )قوله :على الخيرين( أي كونه ل مال له حاضر وكممونه لممم يممترك لهمما نفقممة
)قوله :ناوية الخ( أي لجل البراءة من الكذب .ومحل هذا إذا ترك لها نفقة فإن لم يترك لها نفقممة
أصل فل حاجة إليه كما هو ظاهر ،وقوله بعدم ترك النفقة :أي وبعدم وجود مال )قوله :وفسخت
بشروطه( أي الفسخ وهي ملزمتها للمسكن وعدم صدور نشوز منها وحلفها عليهما )قموله :وإن
علم المال( مقابل قوله فإن لم يعلم المال أحد )قوله :فل بد من بينة بفراغه( أي فل بد في فسممخها
بالعسار من بينة تشهد بفراغ المال المودع عندها ،وقوله أيضا :أي كما أنه ل بد من بينة علممى
العسار ومن حلفها على أنه ل مال له حاضر ول ترك نفقة مستقبله )قوله :فل فسخ الخ( وذلممك
لنتفاء العسار المثبت للفسخ وهي متمكنة مممن خلص حقهمما فممي الحاضممر بالحمماكم بممأن يلزمممه
بالحبس وغيره وفي الغائب يبعث الحاكم إلى قاضي بلده )قوله :علممى المعتمممد( ل يلئمممه التقييممد
بقوله بعد إن لم ينقطع خبره لنه المعتمد عدم الفسخ مطلقا انقطع خبره أو ل ،فالصواب إسممقاطه
)قوله :بامتناع غيره( أي غيمر ممن أعسمر بأقمل النفقمة أو أقمل الكسموة أو بالمسمكن أو بالصمداق
بشروطه ،وهو صمادق بالموسمر والمتوسمط والمعسمر القمادر علمى نفقمة المعسمرين ،فقموله بعمد
موسرا أو متوسطا :أي أو معسرا قادرا على ما ذكر )قوله :من النفاق( متعلممق بامتنمماع :أي فل
فسخ بامتناعه من النفاق :أي أو الكسوة أو المسكن أو المهر ومثله امتنمماع القممادر علممى الكسممب
من الكتساب فيجبره الحاكم على الكتساب )قوله :حضر أو غاب( الجملة في محل نصب حممال
من غير :أي حال كون غير المعسر حاضرا في البلد أو غائبا عنها )قمموله :إن لممم ينقطممع خممبره(
المعتمد أنه متى امتنع من النفاق وهو قادر على نفقة المعسممرين يمتنممع الفسممخ مطلقمما حضممر أو
غاب انقطع خبره أول .وعبارة شممرح م ر :وشمممل كلمممه مممن تعممذر تحصمميلها منممه لغيبتممه وإن
طالت وانقطع خبره فقممد صممرح فممي الم بممأنه ل فسممخ ممما دام موسممرا وإن انقطممع خممبره وتعممذر
استيفاء النفقة من ماله :أي ولم يعلم غيبة ماله في مرحلتين أخممذا مممما يممأتي والمممذهب نقممل ،كممما
قاله الذرعي ،وأفتى به الوالد رحمه ال تعالى .وإن اختار كثيرون الفسخ ،وجزم بممه الشمميخ فممي
شرح منهجه .اه .ومثله في التحفة ،وفي ق ل ممما نصممه :قمموله لفسممخ بمنممع موسممر ول متوسممط
سواء حضر أو غاب وإن انقطع خبره بأن تواصلت القوافل إلى الماكن التي يظن وصوله إليهمما
ولم تخبر به وإن لم يبلغ العمر الغالب سواء غاب موسرا أو معسممرا أو جهممل حمماله وإن شممهدت
بينة بأنه غاب معسرا وهذا ما اعتمده شيخنا .ز ي .وم ر .وقال الذرعي :إنه نص الشافعي وما
نقل مما يخالف ذلك مردود .نعم :لو شهدت البينة أنه معسر الن اعتمممادا علممى إعسمماره السممابق
على غيبته من غير أن تصرح بممذلك قبلممت ولهمما الفسممخ بممذلك .وقممال شمميخ السمملم فممي المنهممج
وغيره وتبعه العلمة الطبلوي .وغالب المتأخرين أن لهمما الفسممخ بانقطمماع خممبره وعممزى أيضمما
لوالد شيخنا م ر في بعض حواشيه وهو غير معتمد له .اه )قوله :فإن انقطممع خممبره الممخ( مفهمموم
إن لم ينقطع )قوله :ول مال له حاضر( أي في البلد ،فإن كان له مال حاضر امتنع الفسممخ ومثلممه
ما إذا غاب ماله دون مسافة القصر فيمتنع الفسخ لنه في حكم الحاضر )قوله :جمماز لهمما الفسممخ(
جواب إن )قوله :لن تعذر واجبها( أي الزوجة من النفقة والكسوة ونحوهما مما مممر ،وهممو علممة
لجواز الفسخ .وقمموله بانقطمماع خممبره :البمماء سممببية متعلقممة بتعممذر )قمموله :كتعممذره( أي الممواجب،
والجار والمجرور خبر إن )قوله :كما جزم به( أي بجواز الفسخ عند انقطاع خبره
] [ 103
)قوله :وخالفه تلميذه شيخنا( عبارته بعد كلم :فجزم شيخنا في شرح منهجممه بالفسممخ فممي
منقطع خبر ل مال له حاضر مخالف للمنقول ،كما علمت .اه .وقد علمت أن م ل مخممالف أيضمما
له )قوله :واختار الخ( هذا قول ثالث أعم مما جزم به شيخ السلم ،وهمو ضمعيف أيضما )قموله:
في غائب( أي زوج غائب وهو متعلق باختار ،وقوله تعذر تحصيل النفقة :أي سواء كان التعممذر
بانقطاع خبره أم ل .ومثل النفقة سائر ما يجب لها :إذ ل فممرق بيممن أنممواع ممما يجممب لهمما )قمموله:
الفسخ( مفعول اختار )قوله :وقواه( أي ما اختمماره كممثيرون )قمموله :وقممال( أي ابممن الصمملح فممي
فتاويه )قوله :إذا تعذرت النفقة( أي أو نحوها من كل ما هو واجب لها كممما علمممت )قمموله :لعممدم
مال حاضر( علة التعذر )قوله :مع عممدم إمكممان أخممذها( أي النفقممة ،وقمموله منممه :أي مممن الممزوج
الغائب ،وقوله حيث هو :أي في المكان الذي هو مستقر فيه .وقوله بكتاب متعلق بأخممذها .وقمموله
حكمي :نسبة للحاكم بأن ترفع أمرها لحاكم بلدها ويكتب كتابا لحاكم بلده )قوله :وغيره( أي غير
الكتاب الحكمي )قوله :لكونه لم يعرف الخ( علمة لعممدم إمكمان أخممذها منمه )قموله :أو عممرف( أي
موضعه )قوله :ولكن تعذرت مطالبته( أي لكونه ظالما مثل )قمموله :عممرف حمماله( أي مممن تعممذر
أخذ النفقة منه ،وقوله في اليسار والعسار في بمعنى من البيانية لحاله ،وقوله أو لم يعممرف :أي
حاله ممن ذلمك )قموله :فلهما الفسمخ( الجملمة جمواب إذا )قموله :والفتماء بالفسمخ( ممن مقمول ابمن
الصلح .وقوله هو الصحيح :ضعيف )قوله :ونقل شيخنا كلمممه( أي كلم ابمن الصمملح .وقمموله
في الشرح الكبير :هو المداد )قوله :وقال فممي آخممره( أي وقممال شمميخنا فممي آخممر كلمممه .وقمموله
وأفتى بما قاله :أي ابن الصلح )قوله :إذا لم يكن له( أي لزوجها الغائب .وقوله مال كممما سممبق:
أي حاضر مع عدم إمكان أخذها منه حيث هو )قوله :لها الفسخ( جممواب إذا )قمموله :لقمموله تعممالى
وما جعل الخ( علة لكونها لها الفسخ )قمموله :بعثممت بالحنيفيممة( أي بممالطريق الحنيفيممة :أي المائلممة
عن سائر الديان إلى الدين الحق القيم .وقمموله السمممحة :أي السممهلة الممتي ل يكلممف فيهمما أحممد إل
وسعه ،وقوله ولن مدار الفسخ على الضمرار :أي أصمل الفسمخ مرتمب علمى إضمرار الزوجمة
)قوله :موجود فيها( أي في المرأة ،وقوله إذا لم يكن الخ :قيد في وجود الضرر فيها ،وقمموله وإن
كممان موسممرا :غايممة فممي وجممود الضممرر حينئذ )قمموله :إذ سممر الفسممخ الممخ( الولممى حممذف هممذا
والقتصار على قوله بعد ل سيما الخ لنه عين قوله ولن مدار الفسخ الممخ )قمموله :فيكممون تعممذر
الخ( مفرع على كونها إذا لم يكن له مال كما سبق ،وقوله حكمه حكممم العسممار :أي وهممو كممونه
يثبت الفسخ )قوله :وبالجملة( أي فأقول قممول متلبسمما بجملممة الكلم وحاصممله )قمموله :عممدم جممواز
الفسخ كما سبق( أي على الوصف الذي سبق وهو كونه في
] [ 104
غائب تعذر تحصيل النفقة منه )قوله :والمختار الجممواز( أي جممواز الفسممخ وهممو ضممعيف
كما علمت )قوله :وجزم( أي ابن زياد ،وقوله في فتيا له أخرى :أي غير همذه الفتيما المتي اختمار
فيها الجواز ،وقوله بممالجواز :أي جممواز الفسممخ حينئذ )قمموله :ول فسممخ بإعسممار بنفقممة الممخ( هممذا
كالتقييد لجواز الفسخ بالعسار المار فكأنه قال محله إذا ثبت العسار وإل لم يجز الفسخ )قمموله:
ونحوها( أي النفقة كالكسوة والمسكن )قوله :قبل ثبوت الممخ( الظممرف متعلممق بمحممذوف خممبر ل:
أي ل فسخ كائن قبل ثبوت العسار )قوله :بإقراره( متعلق بثبوت )قوله :أو بينة( معطوف على
إقممراره )قمموله :تممذكر( أي البينممة فممي الشممهادة ،وقمموله إعسمماره الن :أي إذا أرادت البينممة تشممهد
بالعسار ل بد من أن نقول أنه معسر الن سواء كانت معتمدة في ذلك على ما كان من إعسمماره
حال الغيبة أم ل بدليل قوله ويجوز للبينة الخ )قوله :ول تكفي الخ( المقام للتفريع على قوله تذكر
إعساره الن :أي فل تكفي بينة تذكر أنه غاب عنهم وهو معسر وذلك لحتمممال طممرو الغنممى لممه
بعد غيبته والذي يظهر أن القرار ميل البينة فل بد من إقراره بأنه معسر الن .فلو أقر بأنه كان
معسرا فل يكفي للعلة المذكورة )قوله :ويجوز للبينة الخ( يعني يجوز للبينة القدام على الشممهادة
بإعساره الن اعتمادا على حالة الزوج التي غاب وهو متلبس بها وهي العسار ويقبلها القاضي
وإن علم أنها إنما شهدت معتمدة على ما كان عليه .وقوله أو يسار :الولى إسقاطه ،إذ الكلم في
العسار )قوله :ول تسئل الخ( أي ول يسأل القاضي البينة إذا شهدت بالعسممار ويقممول لهمما مممن
أين لك أنه معسر الن ؟ )قوله :فلو صرح بمستنده( أي فلو صرح الشمماهد بمسممتنده فممي شممهادته
بإعساره الن وهو استصحاب حالته التي غاب وهو متلبس بها ،والولى أن يقول فلممو صممرحت
بمستندها بتأنيث الضمير العائد علمى البينممة وقموله بطلممت الشممهادة فمي التحفمة ممما يقتضمي تقييممد
البطلن بما إذا ذكرته على سبيل الشك ل على سبيل التقوية ونصها بعد كلم :بل لو شهدت بينة
أنه غاب معسرا فل فسخ ما لم تشممهد بإعسمماره الن وإن علممم اسممتنادها للستصممحاب أو ذكرتممه
تقوية ل شكا كما يأتي .اه .وسيأتي للشارح مثل هذا في آخر فصل الشهادات نقل عممن ابممن أبممي
الدم وعبممارته هنماك :وشممرط ابمن أبمي المدم فمي الشمهادات بالتسممامع أن ل يصممرح بمأن مسمتنده
الستفاضة ومثلها الستصحاب ،ثم اختار ،وتبعه السبكي وغيره ،أنه إن ذكره تقويممة لعلمممه بممأن
جزم بالشهادة ،ثم قال :مستندي الستفاضة أو الستصحاب سممعت شمهادته وإل فل .اه .بحمذف
)قوله :عند قاض( متعلق بثبوت )قوله :أو محكممم( قممال فممي النهايممة :بشممرطه .اه .وكتممب ع ش:
قوله بشرطه ،أي بأن يكون مجتهدا ولو مع وجود قاض أو مقلدا وليس في البلد قاضي ضرورة.
اه )قوله :فل بد( أي في صحة الفسخ ،وقوله من الرفع إليه :أي رفممع أمرهمما إلممى مممن ذكممر مممن
القاضي أو المحكم ،ول بد أيضا من ثبوت إعساره عنده )قمموله :فل ينفممذ( أي الفسممخ منهمما وهممو
مفرع على فل بد الخ .وقمموله قبممل ذلممك :أي قبممل الرفممع إليممه )قمموله :ول يحسممب عممدتها( أي إذا
فسخت بالشروط المذكورة .وقوله إل من الفسخ :أي ل من الرفع للقاضي )قوله :قال شيخنا( أي
في التحفة )قوله :فإن فقد قاض الخ( مفرع في كلمه على عدم جواز الفسخ حتى يثبممت إعسمماره
عند قاض أو محكم وقوله بمحلها :أي الزوجة ،والجار والمجرور متعلق بفقد :أي فقد في محلهمما
من ذكر )قوله :أو عجزت عن الرفع الخ( أي أو لم يفقممد القاضممي أو المحكممم لكممن عجممزت عممن
الرفع .وقوله إلى القاضي :أي أو المحكم .ولو قممال أو عجممزت عمن الرفممع إليمه بالضممير العمائد
على من ذكر من القاضي والمحكم لوفى بالمراد وسلم من الظهار في محل الضمممار ،والمممراد
بالعجز الشرعي لن العجز الحسي ،وهو الفقد ،قد ذكره بقموله فممإن فقممد قمماض )قموله :كممأن قممال
الخ( تمثيل للعجز عن الرفع ويمثل أيضا بما إذا فقد
] [ 105
الشهود أو غابوا .وقوله ل أفسخ حتى تعطيني مال قال ع ش :ظاهره وإن قل وقيمماس ممما
مر في النكاح من أن شرط جواز العدول عن القاضي للمحكم غير المجتهد حيث طلممب القاضممي
مال أن يكون له وقع جريان مثله هنا .اه )قوله :استقلت بالفسخ( أي بشرط المهممال التممي وهمو
جواب إن )قوله :وينفذ( أي الفسخ إذا استقلت به )قوله :ظاهرا( أي بحسب ظاهر الشرع فلها أن
تتزوج بعد انقضاء العدة )قوله :وكذا باطنا( أي ينفذ باطنا :أي بحسب ما بينها وبيممن ال م )قمموله:
خلفا لمن قيد( أي النفوذ .وقوله بالول :هو نفوذه ظاهرا فقط )قوله :لن الفسخ الخ( علة للنفمموذ
مطلقا ظاهرا وباطنا ،وقوله على أصل صحيح :وهو العسممار بممما مممر .وقمموله وهممو :أي بنمماؤه
على أصل صحيح مستلزم لنفوذه باطنا ،ول ينافيه أن شرط نفوذه ثبموت العسمار عنمد القاضممي
أو المحكم لن محله إذا لم تعجز عنه )قوله :جزموا بذلك( أي بالنفوذ باطنا ممممن جممزم بممه شمميخ
السلم في شرح الروض ونص عبارته :فإن استقلت بالفسخ لعدم حاكم ومحكم ثم أوجممرت عممن
الرفع نفذ ظاهرا وباطنا للضرورة .اه )قوله :وفي فتاوى شيخنا ابن زياد الخ( هممو مممع ممما بعممده
تأييد لما قاله شيخه ابن حجر .والحاصل :الذي يستفاد من هذه النقول أن محل وجوب الرفع إلممى
القاضي أو المحكم وثبوت العسار عنده عند المكان فإن لم يمكن ذلك لفقممد القاضممي أو المحكممم
أو لطلبه مال أو لفقد الشهود أو غيبتهم جاز لها الفسخ بنفسها مع الشهاد عليه )قوله :لو عجزت
المرأة عن بينة العسممار( أي لفقممدهم أو لغيبتهممم )قمموله :جمماز الممخ( جممواب لممو )قمموله :إذا تعممذر
القاضممي( أي والمحكممم )قمموله :أو تعممذر الثبممات( أي أو لممم يتعممذر القاضممي ولكممن تعممذر إثبممات
العسار عنده ،وقوله لفقد الخ :علة تعذر الثبات :أي وإنما تعذر إثبات العسار لفقممد الشممهود أو
غيبتهم عن البلد )قوله :فلها أن تشهد بالفسخ( جممواب إذا ومفمماد هممذا أنممه ل بممد مممن الشممهاد ولممم
يتعرض ابن حجر لذلك ويمكن أن يقال إن عدم تعرضه له لكونه معلوما لنه ل بد مممن الشممهاد
على الفسخ )قوله :وتفسخ بنفسها( أي وتستقل بالفسخ بنفسها لتعذر القاضي )قوله :كما قالوا الخ(
أي قياسا على قولهم في المرتهن الخ .وقوله إذا غمماب الراهممن :وقممد حممل الجممل وأراد المرتهممن
استيفاء حقه منه) .قوله :وتعذر إثبات الرهن( أي لفقد الشهود أو لغيبتهم أو لكون القاضي يطلممب
مال )قوله :أن له( أي للمرتهن وهو مقول القول ،وقوله بيممع الرهممن :أي المرهممون ،وقمموله دون
مراجعة قاض :أي من غير أن يراجع المرتهن القاضي )قوله :بل هممذا( أي فسممخها بنفسممها عنممد
تعذر القاضي أو الشهود ،وقوله أهم :أي من بيع المرتهن الرهن عند تعذر ذلك لتضممررها بعممدم
الفسخ ،وقوله أعممم وقوعمما :أي أكممثر وجمودا وحصممول )قمموله :فممإذا تمموفرت شممروط الفسممخ ممن
ملزمتها المسكن الخ( فيه أنه لم يبين فيما تقدم أن شروط الفسخ ملزمتهمما الممخ ،وصممنيعه يمموهم
أنه قد تقدم منه ذلك وأيضا هذه ليست شروطا للفسخ لنه قد نص على أن شرط الفسمخ العسممار
بما مر والعسار له قيود ،وهي :أن يكون بأقل النفقة أو الكسوة أو المسكن أو المهر ،وأن يثبممت
عند القاضي بإقراره أو بينة ،ولو سلم أن شروط النفقة شروط للفسخ بالعسممار بطريممق اللممزوم،
إذ المراد بالعسار العسار بنحو النفقة ،ول يقال ذلك إل إذا كان ثابتا عليه وهممو ل يثبممت عليممه
إل بملزمتها المسكن ونحوه من كل ما ل يسقط النفقة ،فكممان ينبغممي أن ينممص عليممه بممأن يقمول:
وشرط للفسخ شروط النفقة .ولو قال فإذا أثبتت إعساره عند القاضممي أو المحكممم يمهلممه القاضممي
ثلثة أيام ثم يفسممخ همو أو يممأذن لهمما فيممه ول يجمموز الفسممخ إل بشممرط ملزمتهمما للمسممكن وعممدم
صدور نشوز منها وحلفها عليها وعلى أن ل مال له حاضممر ول تممرك نفقممة لكممان أولممى وأسممبك
)قوله:
] [ 106
وعدم صدور نشوز منهمما( عطفمه علممى ممما قبلممه مممن عطممف العممام علممى الخمماص )قموله:
وحلفت عليهما( أي على ملزمتها للمسكن وعدم صدور نشوز منها .وقوله وعلى أن الخ :الجار
والمجرور معطوف على الجار والمجرور قبله :أي وحلفت أن ل مال له حاضممر وعلممى أنممه لممم
يترك لها نفقة )قوله :وأثبتت العسار( أي بإقراره أو ببينة .وقوله بنحو النفقة :متعلممق بالعسممار
)قوله :على المعتمد( أي في أن الفسخ إنما يجوز لها بالعسار )قوله :أو تعممذر تحصمميلها( جملممة
فعلية معطوفممة علممى جملممة وأثبتممت العسممار ،ويحتمممل أن يقممرأ تعممذر بصمميغة المصممدر فيكممون
معطوفا على العسار :أي وأثبتت تعذر تحصيلها .وقوله علممى المختممار :أي فممي أنممه يجمموز لهمما
الفسخ إذا غاب وتعذر تحصيل النفقة منه .وهو ضممعيف )قمموله :يمهممل القاضممي الممخ( جممواب إذا
)قوله :أو المحكم( أي أو يمهل المحكم إذا فقد القاضي ،وقوله ثلثة من اليمام ،صمفة لموصموف
محذوف أي يمهل وجوبمما إمهممال ثلثممة أيمام بلياليهما )قموله :وإن لمم يسممتمهله الممزوج( غايمة فمي
وجوب إمهال القاضي أو المحكم المدة المذكورة والسين والتاء للطلب :أي يجب المهال وإن لممم
يطلب الزوج من القاضي المهلة )قوله :ولم يرج الخ( معطوف على الغايممة فهممو غايممة أي يجممب
المهال للزوج المدة المذكورة وإن لم يرج الزوج حصول شئ في المستقبل ينفقممه عليهمما )قمموله:
ليتحقق إعساره( علة للمهال )قوله :في فسخ( متعلق بيمهل ،وقوله لغير إعسمماره بمهممر :متعلممق
بفسخ .وخرج به الفسخ لعساره بالمهر فإنه ل مهلة فيه ،بل يكون على الفور عقممب الرفممع إلممى
القاضي ،كما صرح به بقوله فإنه :أي الفسخ بالعسار بالمهر على الفور ،وقد علمت عنممد قمموله
وخيارها فوري ما نقله في شرح الممروض عممن الذرعممي مممن أن الفوريممة ليسممت بواضممحة وأن
المهال فيه أولى لنمه إذا ثبممت فمي العسمار بالنفقمة المتي ضمررها بتأخيرهما أكمثر فليثبمت فمي
العسار بالمهر بالولى )قوله :وأفتى شيخنا أنه ل إمهال الخ( أي بل تنجممز الفسممخ عقممب ثبمموت
العسار )قوله :ثم بعد إمهال الخ( أي ثم بعد مضي مدة المهال المذكورة )قوله :يفسممخ هممو( أي
ولو بعد رضاها بإعساره .اه .فتح الجواد )قوله :أثنمماء الرابممع( عبممارة المنهمماج :صممبيحة الرابممع
)قوله :في الرجل( متعلق بمحذوف صفة لخبر :أي الخممبر المموارد ،وقمموله ل يجممد شمميئا :الجملممة
حال من الرجل ،وقوله ينفق على امرأته :الجملة صفة لشيئا ،وقوله يفرق بينهممما ،بممدل مممن لفممظ
خبر أو عطف بيان له أو مقول لقول محذوف :أي قال عليه السلم فيه يفرق بينهما ،وعبارة فتح
الجواد :وذلك لقوله عليه الصلة والسلم في الرجل ل يجمد مما ينفمق علمى امرأتمه يفمرق بينهمما
وهو وإن أعله ابن القطان لكن يعضده عمل عمر وعلي وأبي هريرة رضي ال م عنهممم بقضمميته.
قال الشافعي رضي ال عنه :ول أعلم أحدا من الصحابة خالفهم ،وصح عن سعيد بن المسيب أن
ذلك سنة ،قال الشافعي رضي ال عنه :ويشبه أن يكون سنة النبي )ص( .اه )قوله :وقضممى( أي
حكم وقوله به :أي بالخبر المذكور :أي بمقتضاه )قوله :ولو فسخت بالحاكم على غائب( أي ثبت
إعساره عنده .وقوله لم يبطل :أي الفسممخ ،وقموله إل إن ثبممت أنهمما تعلمممه :عبممارة التحفممة .فممرع:
حضر المفسوخ نكاحه وادعى أن له بالبلد ما ل يخفى على بينة العسار لم يكفه حممتى يقيممم بينممة
بذلك وبأنها تعلمه وتقدر عليه فحينئذ يبطل الفسخ قاله الغزالي وفممي الحتيمماج إلممى إقممامته البينممة
بعلمها وقدرتها نظر ظاهر لنممه بيممان ببينممة الوجممود أنممه موسممر وهممو ل يفسممخ عليممه وإن تعممذر
تحصيل النفقة منه كما مر .اه .ومثله في النهاية ،وفي حاشية الجمل ما نصه :وانظر علممى قممول
شيخ السلم ومن تبعه لو حضر وادعى أن له مال بالبلد هل يقبممل قمموله ويبطممل الفسممخ أو ل ؟.
اه.
] [ 107
)قوله :ويسهل الخ( أي وإنها يسهل عليها أخذ النفقة من المال الذي تعلمه في البلد )قمموله:
بخلف نحو الخ( مفهوم قوله ويسهل عليها أخذ النفقة منه :أي بخلف ما لو ادعممى مممال لممه فممي
البلد ،وعلمت به لكنه ل يسهل عليها أخذ النفقة منه كعقار وعرض ل يتيسر بيعممه فممإنه ل يبطممل
به الفسخ لنه حينئذ كالعدم .وقوله ل يتيسر بيعه :أي إن احتيج إلى بيعه بأن لم تف غلته لو أجر
بالنفقة كما هو ظاهر .وكتب ع ش :قوله ل يتيسر بيعه ،لعل المراد ل يتيسر بيعه بعد مدة قريبممة
فيكون كالمال الغائب فوق مسافة القصر .اه) .قوله :أو تفسممخ هممي( معطمموف علممى قمموله يفسممخ
هو .وقوله بإذنه :إنما توقف فسخها علممى إذنممه لنممه مجتهممد فيممه كالعنممة فل ينفممذ منهمما قبممل ذلممك
ظاهرا ول باطنا .وقوله أي القاضي :أي أو المحكم )قوله :بلفظ فسخت النكاح( متعلممق بكممل مممن
الفعلين السابقين :أعني قوله :أول ويفسخ هممو ،وقمموله ثانيمما أو تفسممخ هممي )قمموله :فلممو سمملم نفقممة
الرابع( أي قدر عليها ح ل ،وهذا مفهوم قيد ملحوظ بعمد قموله بمإذنه وهمو مما لمم تسملم لهما نفقمة
الرابع )قوله :فل تفسخ الخ( جواب لو ،والولى فيه أن يقول لم تفسخ .وقوله بما مضى :أي مممن
نحو النفقة )قوله :لنه صار دينا( علة لعدم الفسخ :أي ل تفسخ بمما مضمى إذا سملمها نفقمة اليموم
الرابع لن ما مضى من النفقة صار دينا عليه ول فسخ بالعسار بالدين .قال في شممرح المنهممج:
ولو سلم بعد الثلث نفقة يوم وموافقا على جعلها ما مضممى ففممي الفسممخ احتمممالن فممي الشممرحين
والروضة بل ترجيح ،وفي المطلب الراجممح منعممه اه) .قمموله :ولمو أعسممر( أي مممن أمهممل المممدة
المذكورة ،وقوله بعد أن سلم نفقة الرابع :متعلمق بأعسممر ،وقموله بنفقمة الخممامس :متعلمق بأعسممر
أيضا )قوله :بنت على المدة( أي بنت الزوجة الفسخ على مدة المهال الماضية بمعنممى أنممه يعتممد
بها وتفسخ الن .وقموله ولممم تسممتأنفها :هممو معنممى البنمماء علممى المممدة المممارة أو لزم لهمما )قموله:
وظاهر قولهم( مقول لقول محذوف :أي بنفقة الخامس ،وهممو ثممابت فممي عبممارة التحفممة والنهايممة،
فلعله في الشرح ساقط من النساخ )قمموله :أنممه الممخ( المصممدر المممؤول مممن أن المفتوحممة واسمممها
وخبرها خبر ظاهر )قوله :استأنفتها( أي مدة المهال فل تفسخ إل بعد مضممي ثلثممة أخممرى مممن
بعد اليوم الرابع الذي وقع النفاق فيه )قوله :هو( أي الستئناف الذي هو ظمماهر قممولهم المممذكور
محتمل )قوله :ويحتمل أنه الخ( وعليه فتبنى على ما مضى إذا أعسر بنفقة السادس لن المتخلممل
أقل من ثلثة .وقوله إن تخللت ثلثة :أي فصلت ثلثة أيام ينفق فيهمما بيممن العسممار الول الممذي
مضت مدة المهال له وبين العسار الثاني .والحاصل :الضابط على هذا الحتمممال أن يقممال أنممه
متى أنفق ثلثة متوالية وعجز استأنفت ،وإن أنفق دون الثلثة بنت على ممما قبلممه )قمموله :أو أقممل
فل( أي أو تخلل أقل من الثلثة فل يجب الستئناف ،بل تبنى وتفسخ حال :كالمثال المار )قمموله:
ولو تبرع رجل بنفقتها لم يلزمها القبول( أي لما فيه من المنمة ،وممن ثمم لمو سمملمها للمزوج وهمو
سلمها لها لزمها القبول لنتفاء المنة ثم إن محل عدم لزوم قبول تبرعه إذا لم يكممن أصممل للممزوج
ول سيدا له فإن كان له أصل أبا أو جدا وإن عل لزمها القبول لكن بشرط أن يكون الزوج تحت
حجره ،وكذلك إن كان سيدا ووجهه في الول أنه يقدر دخول ما تبرع به في ملممك المممؤدي عنممه
ويكون الولي كأنه وهب وقبل له ووجهه في الثاني أن علقة السيد بقنه أتم من علقة الوالممد بولممده.
وبحث بعضهم أن تبرع ولد الزوج الذي يلزمه إعفافه كذلك فيلزمها القبول )قوله :بل لها الفسخ(
الضراب انتقالي )قوله :لها الخ( الجار والمجممرور خممبر مقممدم ،وقمموله الخممروج :مبتممدأ مممؤخر،
وقوله في مدة المهال :متعلق به )قوله:
] [ 108
والرضا بإعساره( أي وفي مدة الرضا بإعساره ،وذلك لنها في حالة إعساره مخيرة بيمن
الفسخ وبين الرضا بإعساره مع عدم الفسخ ،فمإذا رضميت لهما الخمروج فمي ممدة الرضما نهمارا،
وقوله قهرا عليه :أي بالقهر على زوجها المعسر )قموله :لسمؤال المخ( متعلممق بمالخروج :أي لهما
الخروج لجل طلب نفقة أو اكتسابها ،وقوله وإن كان لها :غاية في جواز الخروج لممما ذكممر :أي
يجوز لها الخروج لما ذكر وإن كان لها مال يكفيهما لنفقتهمما أو أمكمن كسممبها فمي بيتهما ممن غيمر
خروج )قوله :وليس لها منعها( أي من الخروج لما ذكر .قال :فممي النهايممة :والوجممه تقييممد ذلممك
بعدم الريبة ،وإل منعها من الخروج أو خرج معها .اه ومثله في التحفممة )قمموله :لن حبسممه لهمما(
أي حبس الزوج :أي منعه لها من الخروج وغيره )قوله :إنما هو( أي الحبس ،وقوله فممي مقابلممة
إنفاقه عليها :أي فإذا لممم يوجممد النفمماق فليممس لمه حبسممها )قمموله :وعليهمما الممخ( أي ويجممب عليهمما
الرجوع إلى مسكنها :أي الذي رضي به الزوج .وقوله ليل :ظرف متعلممق برجمموع )قمموله :لنممه
وقت اليواء( أي لن الليل وقت اليواء :أي السكون والراحة ،وهو علة لوجمموب الرجمموع ليل:
وفي البجيرمي نقل عن ع ش :ويؤخذ منه أنه لو توقمف تحصمميلها :أي الراحمة علممى مبيتهما فممي
غير منزله كان لها ذلك .اه .وقوله دون العمل :أي ليس الليل وقت العمممل والشممغل )قمموله :ولهمما
منعه من التمتع( عبارة النهاية ولها منعه من التمتع بها ،كما قاله البغوي ورجحه فممي الروضممة،
وقال الروياني :ليس لها ذلك ،وحممل الذرعممي وغيمره الول علممى النهمار :أي وقممت التحصميل
والثاني على الليل وبه صرح في الحاوي وتبعه ابن الرفعة .انتهت .ومثله في التحفة )قوله :قممال
شيخنا وقياسه الخ( خالفه في النهاية وعبارتهمما :والوجممه عممدم سممقوط نفقتهمما مممع منعهمما لممه مممن
الستمتاع زمن التحصيل فإن منعته ذلك في غير مممدة التحصمميل سممقطت زمممن المنممع اه )قمموله:
فروع( أي ثلثة :الول قوله ل فسخ الممخ ،الثمماني قمموله :ولممو زوج أمتممه الممخ الثممالث قمموله :ولممو
أعسر الخ )قوله :ل فسخ في غير مهر الخ( أي ل يجوز لسيد المة إذا زوج أمته وأعسر الزوج
بغير المهر من النفقة والكسوة والمسكن أن يفسخ النكاح مطلقا ولو كانت غير مكلفممة لن الفسممخ
بذلك يتعلق بالشهوة والطبع للمرأة ل دخل للسيد فيه ،وما يجب لهمما مممن ذلممك وإن كممان ملكمما لممه
لكنه في الصل لها ويتلقاه السيد من حيث أنها ل تملك أما إذا أعسر بالمهر فله الفسخ بممه مطلقمما
لنه محض حقه ل تعلق للمة به ول ضرر عليها في فواته ولنه في مقابلة البضع فكممان الملممك
فيه :لسيدها .ويشبه ذلك بمما إذا بماع عبمدا وأفلمس المشمتري بمالثمن يكمون حمق الفسمخ للبمائع ل
للمشتري .قال في التحفة :نعم .المبعضة ل بد لمن الفسخ فيها من موافقتها هي والسمميد أي مالممك
البعض ،كما اعتمده الذرعي ،أي بأن يفسخا معا أو يوكممل أحممدهما الخممر كممما هممو ظمماهر .اه.
ومثله في النهاية وشرح المنهممج )قمموله :وليممس لممه منعهمما مممن الفسممخ بغيممره( أي ليممس للسمميد إذا
أرادت أمته الفسخ بإعساره بغير المهر أن يمنعها منه لن حق قبضه لها وفي الروض وشممرحه:
وتستقل المة بالفسخ للنفقة كما تفسخ بجبممه وعنتممه ولنهمما صمماحبة حممق فممي تنمماول النفقممة ،فممإذا
أرادت الفسخ لم يكن للسيد منعها ،ولممو كممانت المممة صممغيرة أو مجنونممة أو اختممارت المقممام مممع
الزوج لم يفسخ السيد لما مر ولن النفقة في الصل لهمما ثممم يتلقاهمما السمميد لنهمما ل تملممك فيكممون
الفسخ لها ل لسيدها .اه )قوله :ول الفسخ به الخ( لفظ فسخ يحتمل أن يكون معطوفا على منعها،
فهو مرفوع ،وضمير به عليه يحتمل عوده على غير المهر ،وهذا هو الملئم والقرب لممما بعممده
من التقييد والتعليل ،ويحتمل عوده على المهر .والمعنممى علممى الول :وليممس للسمميد الفسممخ بغيممر
المهر عند رضاها بإعساره أو كونها غير مكلفة وفيه أن هممذا عيممن قمموله أول ل فسممخ فممي غيممر
مهر لسيد أمة ،وعلى الثاني وليس للسيد الفسخ بالمهر :أي بالعسار به عند رضاها بإعساره به
وهو باطل لن للسيد الفسخ به مطلقا ويحتمل
] [ 109
أن يكون معطوفا على الفسخ فهو مجرور ويجري في ضمير به الحتمممالن المممذكوران،
والمعنى حينئذ وليس للسيد منعها من الفسخ بغير المهر على أن الضمير يعمود عليمه أو ليممس لمه
منعها من الفسخ بالمهر على أن الضمير يعود عليه والول مكرر مع ما قبله والثمماني باطممل لن
الفسخ بالمهر يتعلق بالسيد ل غير ،وعبارة المنهج مع شرحه :ول فسخ في غير مهممر لسمميد أمممة
بل له إن كانت غير صبية ومجنونة إلجاؤها إليه بأن يترك واجبها ويقول لها افسخي أو اصبري
على الجوع ،أو العري دفعا للضرر عنه .أما في المهر فله الفسممخ بالعسممار لنممه محممض حقمه.
اه .وعبارة فتح الجواد مع الرشاد :وتفسخ مممن فيهمما رق دون سمميدها لنفقممة أو كسمموة أو مسممكن
ويفسخ سيد لمهر خاصة لنه محض حقه وليس له منعهمما مممن الفسممخ بغيممره ول الفسممخ بممه عنممد
رضاها أو عدم تكليفها لن النفقة في الصل لها الخ .اه .فأنت ترى المؤلف خلممط صممدر عبممارة
المنهج بعجز عبارة فتح الجواد فمأوجب عممدم اللممتئام فممي عبممارته ،فكمان عليمه أن يسملك مسملك
العبارة الولى أو مسلك العبارة الثانية ويحذف قوله ول الفسممخ بممه ويكممون التقييممد والتعليممل بعممد
مرتبطين بقوله ل فسخ في غير مهر لسيد أمة )قوله :عند رضاها الخ( متعلق بقوله ول فسخ بممه
بناء على احتمال الرفع مع احتمال عود الضمير على غير المهر :أي وليممس للسمميد الفسممخ بغيممر
المهر عند رضاها بإعصار به أو عدم تكليفها ،فإن لم ترض به وكانت مكلفممة فهممي الممتي تباشممر
الفسخ ل السيد أما على بقية الحتمالت فهو متعلق بقوله ل فسخ في غير مهر لسيد أمممة ،ومثلممه
التعليل بعده )قوله :لن النفقة الخ( أي ليس للسيد الفسخ بغيممر المهممر لن النفقمة فممي الصممل لهمما
وإن كانت تؤول بعد ذلك له من حيث أن المة ل تملك شيئا )قوله :بل لممه إلجاؤهمما( أي ليممس لممه
الفسخ بغير المهر عند رضاها لكن له إلجاؤها إلى الفسخ لكن محله إذا كانت مكلفة إذ ل ينفذ من
غيرها ،وقوله :بأن ل ينفق عليها تصوير لللجاء ،فمعنى اللجمماء أن ل ينفممق عليهمما ول يمونهمما
حتى تفسخ فإذا فسخت أنفق عليها واستمتع بها أو زوجها على غيره وكفى نفسممه مؤنتهمما )قمموله:
دفعا للضرر عنه( تعليل لجواز اللجاء له )قوله :ولو زوج أمته بعبده الخ( مثله ما لو زوج أمته
بأصل له يلزمه إعفافه فل فسخ لها ول له إذ مؤنتها عليه )قوله :فل فسخ لها( أي للمممة .وقمموله
ولله :أي للسيد ،وقوله إذ مؤنتها :أي المة وكذا مؤنة العبد وفي بعممض النسممخ مؤنتهممما فيكممون
الضمير عائدا عليهما .وقوله عليه :أي على السيد )قمموله :ولممو أعسممر سمميد المسممتولدة( أي منممه.
وقوله عن نفقتها :متعلق بأعسر )قوله :قمال أبمو زيمد أجمبر المخ( وقمال فممي النهايممة :أجمبر علمى
تخليتها للكسب لتنفق منه أو على إيجارها ول يجبر على عتقها أو تزويجها ول بيعها مممن نفسممها
فإن عجزت عن الكسب أنفق عليها من بيت المال .قال القمولي :ولو غمماب مولهمما ولممم يعلممم لمه
مال ول لها كسب ول كان بيت مال فالرجوع إلى وجه أبي زيد بالتزويج أولى للمصمملحة وعممدم
الضرر .اه )قوله :فائدة الخ( المناسب تقديم هذه الفائدة وذكرها فممي شممرح قمموله فل فسممخ إن لممم
ينقطع خبره )قوله :لو فقد الزوج قبل التمكين( أي غاب وانقطع خبره قبل أن تمكنه الزوجمة مممن
نفسها .ثم إن هذا يقتضي تقييد الخلف الممار فمي منقطممع الخمبر بالممكنممة ،وهمو أيضمما مقتضممى
كلمه المار :إذ هو مفروض في موسر أو متوسط ممتنع من النفاق ،ول يقال إنممه ممتنممع إل إذا
وجب عليه ول يجب عليه إل بعد التمكين )قوله :فظمماهر كلمهممم أنمه ل فسممخ( أي قممول واحممدا.
وانظر لم لم يجر فيه الخلف المار في منقطع الخبر بعد التمكين بجامع التضرر في كل وقد مممر
أن مدار الفسخ على الضرر ول شك أنه حاصل لها ؟ ويمكن أن يفرق بينهما بأن الفسخ إنما هممو
للعسار بالنفقة أو لتعذرها بانقطاع خبره والمفقود قبل التمكين لم تجب عليه نفقة حتى يقممال إنممه
أعسممر بهمما أو تعممذر تحصمميل النفقممة منممه .فتنبممه) .قمموله :ومممذهب مالممك رحمممه الم تعممالى( فممي
الباجوري :مذهب المالكية إذا غاب الزوج ولم يترك لها مال تفسخ عندهم ،فلو فعل ذلممك مممالكي
ثم حضر الزوج فللشافعي نقضه ،اه ،بالمعنى )قوله :ل فرق( أي في جواز الفسخ
] [ 110
)قوله :إذا تعذرت( أي بغيبته ،وقوله وضربت المدة :معطوف على تعذرت النفقة )قمموله:
وهي( أي المدة .وقوله عنده :أي عند مالك رضي ال عنه .وقمموله للتفحممص عنممه :علممة لضممرب
المدة المذكورة عنده :أي وتضرب المدة لجل التفحص عنه :أي السؤال والتفتيش عنه )قوله :ثم
يجوز الفسخ( أي ثم بعد ضرب المدة المذكورة يجوز لها الفسخ عندهم )قوله :تتمة( أي في بيممان
حكم مؤن القممارب :الصممول والفممروع .والصممل فممي وجوبهمما للصممول قمموله تعممالى فممي حممق
البوين * )وصاحبهما في الدنيا معروفا( * وقوله تعالى) * :ووصينا النسان بوالممديه إحسممانا( *
ومن المعروف والحسان القيام بكفايتهما عند حاجتهما ،وخبر أطيب ما يأكل الرجل مممن كسممبه،
وولده من كسبه ،فكلمموا مممن أممموالهم والجممداد والجممدات ملحقممون بهممما فممي ذلممك .والصممل فممي
وجوبها للفروع قوله تعالى) * :فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن( * إذ إيجاب الجرة لرضمماع
الولد يقتضي إيجاب نفقتهم ،وقوله عليه الصلة والسلم لهند خذي ما يكفيك ولممدك بممالمعروف
رواه الشيخان .وأولد الولد ملحقون بهممم )قمموله :يجممب علممى موسممر( أي مممن أصممل أو فممرع،
والكلم على التوزيع ،فإن كان الموسر فرعا فيجب عليه الكفاية لصممله ،وإن كممان أصممل يجممب
عليه الكفاية لفرعه ،وقوله ذكر أو أنثى :تعميم في الموسممر )قمموله :ولممو بكسممب( غايممة للموسممر،
وهي للرد :أي يجب عليه ولو كان يساره بسب قدرته على كسب يليق بمه ،وهممذا يفيمد أنمه يجمب
على الصل اكتساب نفقة فرعه ،وهو كذلك إذ كان عاجزا عن الكسب ،كما فممي سممم ،وعبممارته:
يجب على الصل القادر اكتساب نفقة فرعه العاجز لنحو زمانة كصغر -ل مطلقمما -اه .وقمموله
يليق به :ول بممد أن يكممون حلل أيضمما .وعبممارة التحفممة مممع الصممل :ويلممزم كسمموبا كسممبها ،أي
المؤن ،في الصح إن حل ولق به وإن لم تجر عادته بممه لن القممدرة بالكسممب كهممي بالمممال فممي
تحريم الزكاة وغيرها ،وإنما لم يلزمه ،أي الكسب لوفاء دين لممم يعممص بممه لنممه علممى الممتراخي،
وهذه فورية ولقلة هذه وانضباطها بخلفه ،ول يجب لجلهما ،أي الممؤن ،سمؤال زكماة ول قبمول
هبة ،فإن فعل وفضل شئ عما مر أنفق عليه منه .اه )قوله :بما فضل( متعلق بموسر :أي يجممب
على موسر بما فضل الخ فإن لم يفضل شئ عما ذكر فل وجوب لنممه ليممس مممن أهممل المواسمماة،
ولقوله )ص( إبدأ بنفسك فتصدق عليها ،فإن فضل شئ فلهلك ،فإن فضل عن أهلممك شممئ فلممذي
قرابتك وقوله عن قوته :أي حاجته من كل ما ل يغنى لمثله عنممه كمسممكن وملبممس وفممرش وممماء
وضوء .وقوله :وقوت ممونة :أي حاجة من يمونه من زوجتممه وخادمهمما وأم ولممده .وقمموله يممومه
وليلته :الضمير فيهما يعود على النفاق المعلوم من المقام ،والظممرف متعلممق بفضممل :أي موسممر
بما فضل عن قوته وقوت ممونه في يموم النفمماق وليلتمه :أي الممتي تمأخرت عنمه )قموله :وإن لممم
يفضل عن دينه( أي يجب عليه ما ذكر وإن لم يكمن فاضممل عمن دينمه )قموله :كفايممة المخ( فاعممل
يجب ،وهو مضاف إلى ما بعده إضافة على معنى اللم أو من :أي يجب على موسر كفاية لنفقممة
الخ لقوله عليه السلم خذي ما يكفيك وولممدك بممالمعروف ويجممب إشممباعه شممبعا يقممدر معممه علممى
التردد والتصرف ،ول يجب ما زاد على ذلك وهو المبالغة في إشباعه ،كما ل يكفي سد الرمممق،
ويعتبر حاله في سنه وزهادته ورغبته ،وقوله :ممع أدم ودواء :أي ومسمكن ،وعبمارة البجيرممي:
دخل في الكفاية القوت الدم والكسوة ،وخالف البغوي في الدم .وتجب الكسوة بما يليق بمه لمدفع
الحاجة والمسكن وأجرة الفصد والحجامة وطبيب وشرب الدويمة ومؤنمة الخمادم إن احتمماج إليمه
لزمانة أو مرض .اه .ثم إنه يباع لكفاية القريب ما يباع للدين من عقار وغيره كالمسكن والخادم
والمركوب ولو احتاجها لنها مقدمة على وفاء الدين فبيع فيها ما يباع فيه بالولى .قال في شرح
المنهج :وفي كيفية بيع العقار وجهان :أحدهما يباع كل يوم جزء بقممدر الحاجممة ،والثمماني ل لنممه
يشق ،ولكن يقترض عليه إلى أن يجتمع ما يسهل بيع العقار له ،ورجح النممووي فممي نظيممره مممن
نفقة
) (1سورة لقمان ،الية (2) .15 :سورة العنكبوت ،الية (3) .8 :سورة الطلق ،الية.6 :
] [ 111
العبد الثاني فليرجع هنا .وقال الذرعي .أنه الصحيح أو الصواب ،قممال ول ينبغممي قصممر
ذلك على العقار .اه )قوله :لصل( متعلق بكفاية ،وكما تجب الكفايممة لممه تجممب لقنممه المحتمماج لممه
وزوجته إن وجب إعفافه بممأن احتمماج إلممى النكمماح .وقمموله وإن عل :أي الصممل .وقمموله ذكممر أو
أنثى :أي ل فرق في الصل بين أن يكون ذكرا أو أنثى )قوله :وفممرع( معطمموف علممى الصممل.
وقوله وإن نزل :أي الفرع ولو كان من جهة البنات فشمل ولد البن وولد البنت وقوله كممذلك أي
ذكرا أو أنثى .تنبيه :اقتصاره علمى الصممل والفمرع يخمرج غيرهممما ممن سمائر القممارب كمالخ
والخت والعم والعمة ،وأوجب أبو حنيفة رضي ال عنه نفقة كل ذي محرم بشممرط اتفمماق الممدين
في غير البعاض تمسكا بقوله تعالى) * :وعلى الوارث مثل ذلك( * وأجاب الشافعي ،رضي ال
عنه ،بأن المراد مثل ذلك في نفي المضارة كما قيده ابممن عبمماس ،وهممو أعلممم بكتمماب الم تعممالى،
أفمماده فممي المغنممي )قمموله :إذا لممم يملكاهمما( أي الكفايممة .قممال فممي المنهممج وشممرحه ،وكانمما حريممن
معصومين وعجز الفرع عن كسب يليمق بمه ،ثمم قمال :وبمما ذكمر ،أي ممن تقييمد الفمرع بمالعجز
والطلق في الصل ،علم أنهما لممو قممدرا علممى كسممب لئق بهممما وجبممت لصممل ل فممرع لعظممم
حرمة الصل الخ .اه .وقوله حرين :أي كل أو بعضا .قال في حاشممية الجمممل :فممالمبعض تجممب
عليه نفقه قريبة بتمامها .كما في شرح م ر ،خلفا لمن قال يجب عليه بقممدر ممما فيممه مممن الحريممة
ولمن قال ل يجب عليه شئ .وعبارة الخطيب على المنهاج :وأما المبعض فإن كممان منفقمما فعليممه
نفقة تامة لتمام ملكه فهو كحر الكل وقيل بحسب حريته ،وإن كان منفقا عليه فتبعض نفقتممه علممى
القريب والسيد بالنسبة إلى ما فيه من رق وحرية .اه )قوله :وإن اختلفمما دينمما( غايممة فممي وجمموب
الكفاية :أي تجب الكفاية للصل أو الفرع مطلقا سواء اختلفا في الدين أو اتفقا ،فل يضر في ذلك
اختلف الدين فيجب على المسلم نفقة الكافر ،لكن بشرط العصمة وعكسه لعموم الدلممة ولوجممود
الموجب وهو البعضية فممإن قيممل هل كممان وجمموب النفقممة كممالميراث فممي اشممتراط اتفمماق الممدين ؟
أجيب ،بأن الميراث مبني على الموالة والمناصرة ،ول موالة ول مناصرة عند اختلف الممدين،
والنفقة مبنية على الحاجة ،وهي موجودة عند التفاق وعند الختلف )قوله :ل إن كممان أحممدهما
الخ( مفهوم قيد ملحوظ يعلم من عبارة المنهج :أي تجب الكفاية لصل وفرع إن كانا معصممومين
ل إن كان أحدهما حربيا أو مرتدا وإنما لم تجب كفايتهما لنها مواساة وهما ليسا من أهلهمما لنممه
ل حرمة لهما .إذ أمر الشارع بقتلهما )قوله :قال شيخنا في شرح الرشاد ول إن كان زانيا الممخ(
عبارته :ويجب قوام بعض له من أصل أو فممرع معصمموم ل مرتممد وحربممي ،وكممذا زان محصممن
وتارك الصلة بشرطه أخذا من التعبير بمعصوم وقياسا لهما على من قبلهما .اه .إذا علمت ذلك
فالمؤلف حكى قوله بالمعنى .وقوله بشرطه :أي بشرط عممدم عصمممته ،وهممو أن يكممون قممد أمممره
المام بها واستتابه فلم يتب )قوله :خلفا لما قاله في شرح المنهاج( عبارته :وهل يلحق بهممما أي
المرتد والحربي نحو زان محصن بجامع الهدار أو يفرق بأنهما قممادران علممى عصمممة نفسمميهما
فكان المانع منهما بخلفه فإن توبته ل تعصمه ويسن له الستر على نفسه وكممذا للشممهود علممى ممما
يأتي فكان من أهل المواساة لعدم مانع قائم به يقدر على إسممقاطه ؟ كممل محتمممل .والثمماني أوجممه.
اه .قال ع ش :ومقتضى ما علل به أن مثله ،أي الزاني المحصن ،قاطع الطريق بعد بلوغ خممبره
للمام .اه )قوله :ول إن بلغ فرع الخ( هذا مفهوم قيد ملحوظ يعلم من عبارة المنهج أيضا وهممو،
وعجز الفرع عن كسب يليق به :أي فل تجب الكفاية على الصل إن بلممغ فممرع وتممرك كسممبا لممه
قدرة عليه وكان لئقا به ،بخلف الصل تجب له وإن ترك كسبا لق بمثله لما تقدم ويستثنى من
الول ما لو كان مشتغل بعلم شرعي ويرجى منه النجابة والكسب يمنعه فتجب كفممايته حينئذ ول
يكلف الكسب .وفي حاشية الجمل :وقع السؤال عما لو حفممظ القممرآن ثممم نسمميه بعممد البلمموغ وكممان
الشتغال بحفظه يمنعممه مممن الكسممب هممل يكممون ذلممك كاشممتغاله بممالعلم أم ل ؟ والجممواب عنممه أن
الظاهر أن يقال فيه إن تعين طريقا بأن تتيسر القمراءة فمي غيمر أوقمات الكسمب كمان كالشمتعال
بالعلم ،وإل فل .اه .وخرج بقوله
) (1سورة البقرة ،الية.233 :
] [ 112
بلغ ما إذا لم يبلغ فكفايته تكون على الولي مطلقا ولو كان مكتسبا وترك الكسممب اختيممارا.
نعم :يجوز له أن يحمله على الكتساب إذا أطاقه وينفق عليممه مممن كسممبه ولممه إيجمماره لممذلك ولممو
لخذ نفقته الواجبة له عليه )قوله :ول أثر لقدرة أم أو بنت على النكاح( أي في وجمموب كفايتهممما
فيجب لهما الكفاية مع القدرة عليه .وفي البجيرمي :قال زي وقدرة الم أو البنت علممى النكمماح ل
تسقط نفقتها وهو واضح في الم ،وأما البنت ففيه نظممر إذا خطبممت وامتنعممت لن هممذا مممن بمماب
التكسب والفرع إذا قدر عليه كلفه إل أن يقال أن التكسب بذلك يعممد عيبمما .اه )قمموله :لكممن تسممقط
الخ( الولى حذف أداة الستدراك ووضع حرف العطممف موضممعها .وعبممارة التحفممة :وبتزوجهمما
تسقط نفقتها بالعقد وإن كان الزوج معسرا ما لم تفسخ لتعذر إيجاب نفقتين .كذا قيل .وفيممه نظممر:
لن نفقتها على الزوج إنما تجب بالتمكين كما مر فكان القياس اعتباره ،إل أن يقال إنهما بقمدرتها
عليه مفوتة لحقها ،وعليه فمحله في مكلفة فغيرها ل بد من التمكين ،وإل لم تسقط عن الب فيممما
يظهر .اه )قوله :وفيه( أي سقوط نفقتها بالعقد نظر ،وهو غير ظاهر على القديم مممن أنهمما تجممب
بالعقد )قوله :لن نفقتها الخ( علة النظر )قوله :وإن كان الزوج معسرا( غاية لقوله تسممقط نفقتهمما
بالعقد :أي تسقط نفقتها به وإن كان الزوج معسرا ل يملمك نفقتهما ،وقموله :مما لمم تفسمخ قيمد فمي
سقوط نفقتها بذلك مع إعسار الزوج :أي محله ما لم تفسخ النكاح بالعسار ،فإن فسخت استحقت
النفقة على الصل أو الفممرع )قمموله :ول تصممير مممؤن القريممب الممخ( أي ل تصممير مممؤن القريممب
الصل أو الفرع بفوتها بمضي الزمان دينا عليه ،بل تسقط بذلك وإن تعدى المنفق بالمنع ،وذلممك
لنها وجبت لدفع الحاجة الناجزة مواساة وقد زالت ،بخلف نفقة الزوجة .وفي حاشية الجمل ممما
نصه :قال بعضهم قد علم من ظاهر كلمهم المذكور أن في النفقممة المممذكورة ،أي نفقممة القريممب،
شائبة إمتاع من حيث سقوطها بمضي الزمان ،وشائبة إباحة ممن حيمث عمدم تصممرفه فيهما بغيممر
أكله ،وشائبة تمليك من حيث ملكه لهما بالمدفع ممن غيمر صميغة وعمدم اسمتردادها منمه لمو أيسمر
فيأكلها .اه .ق ل .على الجلل .اه )قمموله :إل بمماقتراض قمماض الممخ( أي فممإنه حينئذ تصممير دينمما
عليه ،ويشترط في اقتراض القاضي أن يثبت عنده احتياج الفممرع وغنممى الصممل .وقمموله لغيبممة:
متفق متعلق باقتراض ،واللم للتعليل .وقوله أو منع :أي أو منعه من النفاق عليه .وقوله صممدر
منه :أي من المنفق )قوله :ل بإذن منه( أي ل تصير دينا بإذن صادر من القاضي في القتراض
وما ذكر هو الذي جرى عليممه شمميخ السمملم فممي شممرح المنهممج ،وقممال فيممه خلفمما لممما وقممع فممي
الصل :أي من صيرورتها دينا بذلك ،ونص عبارة الصل :ول تصير دينا إل بفرض قمماض أو
إذنه في اقتراض .اه .قال في التحفة والنهاية :وبحث أنهما ل تصمير دينما إل بعمد القمتراض .اه
)قوله :ولو منع الزوج أو القريب النفاق( أي امتنع من النفاق على من يجممب عليممه النفمماق لممه
)قوله :أخذها المستحق( أي من مال الزوج أو القريب الموسر وعبارة المغني وللقريب أخذ نفقته
من مال قريبه عند امتناعه إن وجد جنسها ،وكذا لم يجده في الصح وله الستقراض إن لم يجممد
له مال وعجز عن القاضي ويرجع إن أشهد .اه .قال في النهاية :والوجمه جريممان ذلمك فمي كممل
منفق )قوله :فرع( الولى فروع لنه ذكر ثلثة فروع :الول قوله :مممن لممه أب وأم الممخ ،الثمماني
قوله :من له أصل وفرع الخ ،الثالث قوله :ويجب على أم الممخ )قمموله :مممن لممه أب( أي وإن عل.
وقوله وأم :وإن علت )قوله :فنفقته على الب( أي ولو كان بالغا استصحابا لما كممان فممي صممغره
ولعموم خبر هند السابق )قموله :وقيممل هممي( أي النفقمة عليهممما أي علممى الب والم معمما .وقمموله
لبالغ :أي عاقل وإنما وجبت له عليهما لستوائهما فيممه -بخلف ممما إذا كممان صممغيرا أو مجنونمما
لتميز الب بالولية عليهما )قوله :ومن له أصل وفرع( أي وهو عاجز .وقوله فعلممى الفممرع :أي
فنفقته على الفرع وإن بعد كأب وابن ابن لن عصوبته أقوى وهو أولى
] [ 113
بالقيام بشأن أبيه لعظم حرمتمه ،وقيممل إنهما علممى الصمل ،وقيمل عليهمما لشمتراكهما فمي
البعضية )قوله :أو له( أي من أيسر .وقوله محتمماجون مممن أصممول وفممروع :أي وغيرهممما ممممن
تلزمه نفقته كزوج وخادمها بدليل قوله بعد ثم زوجتمه .وعبممارة التحفمة :وممن لمه محتمماجون مممن
أصموله وفروعمه أو أحمدهما ممع زوجمة وضماق موجموده عمن الكمل .اه )قموله :قمدم نفسمه( أي
للحديث إبدأ بنفسك الخ .وقوله ثم زوجته :أي لن نفقتهمما آكممد لنهمما ل تسممقط بغناهمما ول بمضممي
الزمان ،ولنها وجبت عوضا والنفقة على القريب مواساة .قال في التحفة :ومر أن مثمل الزوجمة
خادمهمما وأم ولممده .اه .وقمموله وإن تعممددت أي الزوجممة فيقممدم المتعممدد مممن الزوجممات علممى بقيممة
القارب )قوله :ثم القرب فالقرب( أي ثم قدم القرب فالقرب من أصوله وفروعه فيقممدم الب
على الجد والبن على ابن البن )قوله :نعم لو كان الخ( هذا مفهوم قمموله قممدم القممرب فممالقرب:
أي فإن استووا في القرب فالحكم ما ذكره بقوله قدم الخ ،فلو ذكره ل علممى وجممه السممتدراك بممل
على وجه المفهوم لكان أولمى .وقموله :البمن الصمغير ،ويقمدم بالرضميع والمريمض علمى غيمره
)قوله :ثم الب( قال في التحفة الوجه ان الب المجنممون مسممتو مممع الولممد الصممغير أو المجنممون
ويقدم من اختص من أحد مستويين قربا بمرض أو ضعف ،كما تقممدم ،بنممت ابممن علممى ابممن بنممت
لضعفها وإرثها وأبو أب على أبي أم لرثه وجد أو ابن ابن زمن علممى الب أو ابمن غيممر زممن،
ولو استوى جمع من سائر الوجمموه وزع ممما يجممده عليهممم إن سممد مسممدا مممن كممل وإل أقممرع .اه.
بتصرف )قوله :ثم الولد الكبير( أي العاقل )قموله :ويجمب علمى أم إرضماع ولمدها اللبمأ( أي لن
الولد ل يعيش بدونه غالبا أو ل يقوى ول تشتد بنيته إل به .قال في التحفممة ومممع ذلممك لهمما طلممب
الجرة عليه إن كان لمثله أجرة كما يجب إطعام المضطر بالبممدل .اه .وفممي ع ش :فلممو امتنعممت
من إرضاعه ومات فالذي ذكره ابن أبي شريف عدم الضمممان لنممه لمم يحصممل منهمما فعمل يحمال
عليه سبب الهلك ،قياسا على ما لو أمسك على المضطر واعتمممده شمميخنا الممخ اه )قمموله :وهممو(
أي اللبأ ،ويقرأ بالهمزة مع القصر ،وقوله اللبن أول الولدة :أي اللبن النازل أول الولدة ،والممذي
في التحفة والنهاية هو ما ينزل بعد الولدة )قوله :ومدته( أي اللبأ .وقوله يسيرة :أي قليلة )قوله:
وقيل يقدر( أي اللبأ :أي مدته )قوله :وقيل سبعة( أي وقيل يقدر بسبعة أيام ،والمعتمد أنممه يرجممع
في قدره إلى أهل الخبرة )قوله :ثم بعده( أي بعد إرضاع اللبأ .وقوله إن لم توجد :أي للرضاع،
وقوله إل هي :أي الم ،وقوله أو أجنبية :أي أو لم توجد إل أجنبية )قوله :وجممب إرضمماعه علممى
من وجدت( أي من الم أو الجنبية إبقاء وحفظا للطفل )قوله :ولها( أي للمرضعة منهما .وقمموله
طلب الجرة ممن تلزمه مؤنته :عبارة المغني :ولها طلممب الجممرة مممن ممماله إن كممان ،وإل فمممن
تلزمه نفقته .اه )قوله :وإن وجممدتا( أي الم والجنبيممة .وقمموله :لممم تجممبر الم :علممى الرضمماع،
وذلك لقوله تعالى) * :وإن تعاسرتم فسترضممع لممه أخممرى( * يعنممي فممإن تضممايقتم فممي الرضمماع
فممامتنع الب مممن الجممرة والم مممن فعلممه فسترضممع لممه ،أي للب ،أخممرى ول تكممره الم علممى
إرضاعه ح ل جلل )قوله :خلية كانت( أي الم .وقوله أو في نكاح أبيه :أي أو كانت فممي نكمماح
أبي الطفل )قوله :فإن رغبت( أي الم ،وقوله في إرضاعه :أي ولممو بممأجرة مثلممه ،وقمموله فليممس
لبيه منعها :أي من إرضاعه لنها أشفق على الولد من الجنبية ولبنها له أصلح وأوفق ،وخممرج
بأبيه غيره كأن كانت منكوحة غير أبيه فله منعها )قوله :إل إن طلبت( أي الم فوق أجرة المثل:
أي أو تبرعت بإرضاعه أجنبية أو رضيت بأقل من أجممرة المثممل دون الم فلممه منعهمما مممن ذلممك.
وعبارة الروض وشرحه :فلو وجدت متبرعة بإرضاعه نزعه من أمه ودفعه إلى المتبرعة
لترضعه إن لم تتبرع أمه بالرضاع لن فممي تكليفممه الجممرة مممع المتبرعممة إضممرارا بممه،
وكالمتبرعة الراضية بدون أجرة المثل إذا لم ترض الم إل بها ،والراضممية بممأجرة المثممل إذا لممم
ترض الم إل بأكثر منها .ولو ادعى وجودها ،أي المتبرعة أو الراضية ،بما ذكر وأنكممرت هممي
صدق بيمينه لنها تدعي عليه أجرة والصل عدمها ولنه يشق عليه إقامة البينة .انتهممت )قمموله:
وعلى أب أجرة مثل الخ( أي إذا رغبت الم فمي الرضماع وطلبمت أجمرة المثمل وأجيبمت فعلمى
الب تلك الجرة ،لكن بشرط أن ل يوجد متبرع بالرضاع ،فإن وجد نزعه منها حيث لم تتبرع
به ودفعه للمتبرع .وكان الخصر والسبك للشارح ان يحذف هذا وما بعده ويزيد عقب قمموله إل
إن طلبت فوق أجرة المثل ما زدته أعني أو تبرعت بإرضاعه الخ .تأمل )قوله :وكمتممبرع راض
بما رضيت( لعممل لفظممه دون سمماقطة مممن النسمماخ قبممل ممما ،والصممل وكمتممبرع راض بممدون ممما
رضيت به ،وعبارة فتح الجواد :وكمتبرع راض بدون أجرة المثممل إذا لممم تممرض الم إل بهمما أو
بدون ما رضيت به وإن كان دونها .اه .مهمة :إذا أرضعت الم بأجرة المثل اسممتحقت النفقممة إن
لم ينقص إرضاعها تمتعمه وإل فل ،كمما لمو سمافرت لحاجتهما بمإذنه فمإنه ل نفقمة لهما ،كمذا قمال
الشيخان .قال في التحفة :واعترضهما الذرعي بأن ذاك فيما إذا لم يصحبها في سفرها وإل فلها
النفقة وهو هنا مصاحبها فلتستحقها ،ويفرق بأن شأن الرضاع أن يشوش التمتع غالبا ،فممإن وجممد
ذلك بحيث فات به كمال التمكين سقطت وإل فل فلممم ينظممروا هنمما للمصمماحبة .اه .والم سممبحانه
وتعالى أعلم.
] [ 115
فصل الحضانة أي في بيان أحكام الحضانة ونفقممة الملمموك والحضممانة ،بفتممح الحمماء ،لغممة
الضم وشرعا ما سيذكره بقوله تربية الخ .وتثبت لكممل ممن لمه أهليمة ممن الرجممال والنسماء ،لكمن
الناث أليق بها لنهن بالمحضون أشفق وعلى القيام بها أصبر ،وبأمر التربية أبصر ،وإذا نوزع
في الهلية فل بد من ثبوتها عند الحاكم ومؤنتها في مال المحضون ثم الب ثممم الم ثممم هممو مممن
محاويج المسلمين فتكون المؤنمة فممي بيممت المممال إن انتظممم وإل فعلممى مياسممير المسمملمين )قمموله:
والولى بالحضانة( أي الحق بها ،وهو مبتدأ خبره قوله التممي أم وممما بينهممما اعممتراض ،وإنممما
كانت أولى لخبر البيهقي إن امرأة قالت يا رسول ال :إن ابني هذا كان بطني له وعاء ،وحجري
له حواء ،وثديي له سقاء .وإن أباه طلقني ،وزعم أنه ينزعه مني فقال أنت أحق به ما لممم تنكحممي
قال في التحفة والنهاية :نعم يقدم عليها ككل القممارب زوجممة محضممون يتممأتى وطممؤه لهمما وزوج
محضونة تطيق الوطئ :اه .واعلم :أن المستحق للحضانة إن تمحض أناثا قدم الم ثم أمها تهمماثم
أمهات الب ثم أخت ثم خالة ثم بنت أخت ثم بنت أخ ثم عمة وقد نظمها بعضممهم فقممال :أم فأمهمما
بشرط أن ترث فأمهات والد لقد ورث أخت فخالة فبنت أختممه فبنمت أخ يمما صمماح مممع عمتممه وإن
تمحض ذكورا ثبتت الحضانة لكل قريب وارث ولو غير محرم وترتيبهم كممترتيب وليممة النكمماح
ل الرث فيقدم الجد على الخ هنا ،وإن لم يقدم عليه في الرث ،ول تسلم مشممتهاة لغيممر محممرم،
بل تسلم لثقة وهو يعينها وإن اجتمع الذكور والناث قدمت الم ثم أمهاتها ثم الب ثممم أمهمماته ثممم
الجد لب ثم أمهاته ثم القرب فالقرب من الحواشي ذكرا كان أو أنثى ،فتقدم الخوة والخمموات
على غيرهما كالخالة والعمة فإن استويا قربا قدمت النثى لما تقدم من أن النساء أبصممر وأصممبر
فتقدم أخت على أخ وبنت أخ على ابممن أخ ،فممإن اسممتويا ذكممورة أو أنوثممة كممأخوين أو بنممتين قممدم
بقرعة من خرجت قرعته على غيره والخنثى كالذكر هنا .فالحوال ثلثة :اجتماع النمماث فقممط،
اجتماع الذكور فقط ،اجتماعهمما ،المصمنف رحممه الم تعمالى اقتصمر علمى الحالمة الثالثمة ،كمما
سترى ولم يستوفها )قوله :وهي تربية من ل يستقل( أي بفعل ما يصلحه ويقيه عممما يضممره كممأن
يتعهده بغلس جسده وثيابه ودهنه وكحله وربطه في المهد وغير ذلك ،والمراد بمن ل يستقل مممن
ل يقوم بأموره كصغير ومجنممون قممال فممي الممروض وشممرحه :المحضممون كممل صممغير ومجنممون
ومختل وقليمل التمييمز .وقموله إلمى التمييمز :أي وتسمتمر التربيمة إلمى التمييمز :قمال فمي التحفمة:
واختلف في انتهائها في الصغير فقيل بالبلوغ ،وقال الماوردي بالتمييز وما بعده إلى البلوغ كفالة
والظاهر أنه خلف لفظي نعم :يأتي أن ما بعد التمييز يخالف مما قبلمه فمي التخييمر وتموابعه .اه.
وهذا بالنسبة للصغير ،وأما المجنون فتستمر تربيته إلى الفاقة )قوله :لم يتزوج بآخر( أي بزوج
آخر :أي غير أبيه ويشترط فيه أن ل يكون له حق في الحضانة ،كعم الطفل وابن عمممه ،وإل فل
تسقط حضانتها بالتزوج عليه وهذا أحد شروط الحضانة المنظومة في قول بعضهم:
] [ 116
الحق في الحضانة للجامع تسممع شممرائط بل منممازع بلمموغه وعقلممه حريتممه إسمملمه لمسمملم
عدالته إقامة سلمة من ضرر كبرص وفقده للبصمر وممرض يممدوم مثممل الفالمج كمذا خلوهمما ممن
التزوج إل إذا تزوجت بأهل حضانة وقد رضى بالطفل وعدم امتناع ذات الدرمن الرضاع بأخممذ
الجر وقوله إقامة :أي في بلد المحضون فلو اراد الحاضن سممفرا ولمو قصمميرا انتقلممت الحضممانة
إلى غيره ممن هو مقيم في بلده ،نعم :إن أراد أحد البوين يسفر نقلة من بلد إلى بلد آخممر فممالب
أولى بحضانته من الم ول يضر سفره إن أمن الطريق والمقصد حفظا للنسب لنه لو تممرك مممع
الم لضمماع نسممبه ومثممل الب بقيممة العصممبة .وقمموله وعممدم امتنمماع الممخ :يعنممي يشممترط إذا كممان
المحضون رضيعا وكانت الحاضنة ذات لبن أن ل تمتنع من إرضاعه ،فإن امتنعت منممه سممقطت
حضانتها ،وقوله لو بأخذ الجمر :يعنمي :لمو رضميت ترضمعه بمالجرة ووجمدت متبرعمة تسمقط
حضممانتها أيضمما ،فلممو شممرطية ،وجوابهمما محممذوف )قمموله :فأمهاتهمما( أي الم ويشممترط أن يكممن
وارثات فل حضانة لغير الوارثات كأم الجدة الفاسدة وهي أم أبي أم .ومحل الترتيب المذكور ممما
لم يكن للمحضون بنت ،وإل قدمت في الحضانة عند فقد الم على الجدات وتقدم أنممه إذا كممان لممه
زوجة أو زوج يقدمان على سممائر القممارب حممتى البمموين )قموله :وإن علممت( إن أعيممد الضمممير
للمهات فذكره مستدرك لنهممن جمممع مضمماف لمعرفممة فيعممم وإن أعيممد للم كممان ذكممر المهممات
مستدركا فالولى حذفه )قمموله :فأمهمماته( أي الب ويشممترط أيضمما أن يكممن وارثممات فل حضممانة
لغيرهن كالجدة الفاسدة المارة )قوله :فممأخت( أي للمحضممون ولممو كممانت لم )قمموله :فبنممت أخممت
فبنت أخ( إنما قدمت الولى على الثانية لنه إذا اجتمعت الخممت مممع الخ قممدمت الخممت وبنممت
المقدم مقدمة على بنت غيره .وقوله فعمة :إنما أخرت عن الخالة لنها تدلي بذكر والخالممة تممدلى
بأنثى وما كان مدليا بأنثى يقدم في هذا الباب على المدلى بمذكر) .واعلمم( أنمه تقمدم أخمت وخالمة
وعمة لبوين عليهممن لب لزيممادة قرابتهممن ويقممدمن إذا كممن لب عليهممن إذا كممن لم لقمموة الجهممة
)قوله :والمميز الخ( أفاد به أن الترتيب السابق إنما هو في المحضون غير المميز ،وأممما المميممز
فيكون عند من اختاره ولو على خلف الترتيب السابق وسن التمييممز غالبمما سممبع سممنين أو ثمممان
تقريبا وقد يتقدم على السبع وقد يتأخر عن الثمان والمدار على التمييممز ل علممى السممن .قممال ابممن
الرفعة :ويعتبر في تمييمزه أن يعمرف أسمباب الختيمار ،وذلمك موكمل إلمى نظمر الحماكم ،وقموله
أسباب الختيار :هي الدين والمحبة وكثرة المال وغير ذلك مما يفضي إلى ميله لحدهما )قمموله:
إن افترق أبواه من النكاح( أي وصلحا للحضانة فخرج بالول ما إذا لم يفترقا فإنه يكون عندهما
وخرج بالثاني ما إذا لم يصلح إل أحدهما فإنه يتعين وما إذا لممم يصمملح واحممد منهممما فإنهمما تنتقممل
الكفالة لمن بعدهما إن صلح وإل عين الحاكم وجوبا من يصلح لهمما .قممال سممم :وينبغممي أن يكممون
كالفتراق من النكاح ما إذا لم يفترقا منه لكنهما ل يجتمعان بأن اختلف محلهما وكان كممل منهممما
ل يأتي للخر لن ذلك في معنى الفتراق من النكاح ،وكذا إذا كان يأتيه لكن أحيانا ل يتأتى فيها
القيام بمصالحه .اه )قوله :كان عنده من اختاره منهما( أي للخبر الحسن أنممه )ص( خيممر غلممما
بين أبيه وأمه وإنما يدعى بالغلم المميز ،ومثله الغلمة ،أي فإن اختار الب سلم إليه وإن اختار
الم سلم إليها ،فإن اختارهما معا أقرع بينهما وسلم لمن خرجمت قرعتمه منهممما ولمه بعممد اختيممار
أحدهما اختيار الخر لنه قد يظهر له المر على خلف ممما ظنممه كممأن يظممن أن فممي الب خيممرا
فيظهر له أن فيه شرا أو يتغير حال من اختاره أو ل فيحول إلى من اختاره ثانيا وهكذا حممتى إذا
تكرر منه ذلك نقل إلى من اختاره ما لم يظهر أن ذلك لقلة تمييزه وإل ترك عنممد مممن كممان عنممده
قبل التمييز :وكما يقع التخيير بين البوين يقع أيضا عند فقد أحدهما بين الذي لم يفقد من البوين
وبين
] [ 117
غيره ممن له الحضانة وعند فقدهما معا يقع بين غيرهممما كممذلك ،فممإذا كممان المفقممود الب
يقع التخيير بين الم والجد إن وجد فإن لم يوجد وقع التخيير بينها وبين من علممى حاشممية النسممب
كأخ وعم وإذا فقدت الم وقع التخيير بين الب والخت لغير أب فقط بأن كانت شممقيقة أو لم أو
بين الب والخالة إن لم توجد الخت وإذا فقدا معا وقع بين الخت أو الخالة وبقية العصممبة علممى
الوجه .قال في التحفة وظاهر كلمهم أن التخيير ل يجري بيممن ذكريممن ول أنممثيين .اه) .قمموله:
ولب اختير الخ( أي ويجوز لب اختاره المحضون أن يمنعه من زيارة أمه إن كان أنممثى وذلممك
لتألف الصيانة وعدم الخروج والم أولى منها بممالخروج لزيارتهمما .قممال فممي التحفممة :وإفتمماء ابممن
الصلح بأن الم إذا طلبتها أرسلت إليها محمول على معذورة عن الخروج للبنت لنحو تخممدر أو
مرض أو منع نحو زوج ،ويظهر أن محل إلزام ولي البنت بخروجها للم عند عذرها بناء علممى
ما ذكر حيث ل ريبة في الخروج قوية ،وإل لممم يلزمممه .اه .وقمموله ل الممذكر :أي فل يمنعممه مممن
زيارة أمه لئل يكون ساعيا في العقوق وقطع الرحم ،وهو أولى منها بالخروج لنه ليس بعممورة،
فإن منعه حرم عليه )قوله :ول تمنع الم الخ( يعني ل يمنع الب المختار الم من زيارة ابنها أو
بنتها في بيته بل يمكنها من دخوله لممذلك ،وعبممارة شممرح البهجممة :وإذا زارت ل يمنعهمما الممدخول
لبيته ويخلى لها حجرة ،فإن كان البيت ضيقا خرج ول تطيل المكث في بيته وعدم منعها الدخول
لزم ،كما صرح به الماوردي ،فقال :يلممزم الب أن يمكنهما ممن الممدخول ول يولهما علممى ولممدها
للنهي عنه ،وفي كلم غيره ما يفهم عدم الوجوب ،وبه أفتى ابن الصمملح فقممال :فممإن بخممل الب
بدخولها إلى منزله أخرجها إليها ،فإن أبى تعين أن يبعثها إلى الم ،فإن امتنع الزوج من إدخالهمما
إلى منزله نظرت إليها والبنت خارجة وهي داخله ثم نقل عن بعضهم أن الدخول من غير إطالممة
لغرض الزيارة ل منع منه .انتهت )قوله :على العادة( أي كيوم من السبوع ل في كل يوم .قممال
في النهاية :إل أن يكون منزلها قريبا فل بأس بدخولها كل يوم .اه .قممال ع ش :وقممد يتوقممف فممي
الفرق بيممن قريبممة المنممزل وبعيممدته ،فممإن المشممقة فممي حممق البعيممدة إنممما هممي علممى الم .اه .قممال
الرشيدي :ثم ظهر أن وجهة النظر للعرف ،فإن العرف أن قريب المنزل كالجممار يممتردد كممثيرا -
بخلف بعيممده .اه )قمموله :والم أولممى بتمريضممهما( أي البممن والبنممت لنهمما أهممدى إليممه وأشممفق
عليهما ،وقوله عند الب :أي في بيت الب ،وقمموله إن رضممي :أي الب بتمريضممهما فممي بيتممه،
وقوله وإل فعندها :أي وإن لم يرض أن يكون التمريض في بيته فليكن عندها في بيتها ويعودهما
الب ،وليحترز حينئذ في هذه الحالة وفي التي قبلهما عمن الخلموة المحرممة )قموله :وإن اختارهما
ذكر الخ( هذا مقابل قوله ولب اختير الخ .وكان المناسب فممي التقابممل أن يقمول بممدل قمموله ولب
اختير الخ فإن اختاره ذكر لم يمنعه من زيارة أمه أو أنثى فله منعها ثم يقول ول تمنع الم الخ ثم
يقول وإن اختارها الخ )قوله :فعندها ليل( أي فيكون عند الم المختارة ليل .وقوله وعنممده نهممارا
أي ويكون عند الب نهارا ،وذلك ليعلمه المور الدينية على ما يليق به وإن لم يكممن لئقما بممأبيه،
فإذا كان أبوه حمارا وهو عاقل حاذق جدا فالممذي يليممق بممه أن يكممون عالممما مثل ،وإن كممان أبمموه
عالما وهو بليد جدا فالذي يليمق بمه مثل أن يكمون حممارا فيمؤد بمه بالمذي يليمق ،فممن أدب ولمده
صغيرا سر به كممبيرا .ويقممال :الدب علممى البمماء والصمملح علممى الم تعممالى .وممما أحسممن قممول
بعضهم :علم بنيمك إن أردت صملحه ل خيمر فمي ولمد إذا لمم تضمرب أو مما تمرى القلم حيمن
قصامها إن لم تقط رؤوسها لم تكتب ؟ وقال آخر :منممن اللممه علممى العبمماد كممثيرة وأجلهممن نجابممة
الولد فضع العصا أدبا لهم كي يسلكوا سبل الرشاد ومنهج الزهاد
] [ 118
)قمموله :أو اختارتهمما( أي الم .وقمموله أنممثى :أي محضممونة أنممثى )قمموله :فعنممدها أبممدا( أي
فتكون عند الم ليل ونهارا ،وذلك لسممتواء الزمنيممن فممي حقهمما :إذ الليممق بهمما سممترها ممما أمكممن
)قوله :ويزورها الب( أي مع الحتراز عن الخلوة ،وقموله علمى العمادة :فمي المغنمى مما نصمه:
)تنبيه( قوله على العادة يقتضي منعه من زيارتها ليل ،وبه صممرح بعضممهم لممما فيممه مممن التهمممة
والريبة ،وظاهر أنها لو كانت بمسكن زوج لها لممم يجممز لممه دخمموله إل بممإذن منممه ،فممإن لممم يممأذن
أخرجتها إليه ليراها ويتفقد حالها ويلحظهما بقيمام تأديبهما وتعليمهما وتحممل مؤنتهما ،وكمذا حكمم
الصممغير غيممر المميممز والمجنممون الممذي ل تسممتقل الم بضممبطه فيكونممان عنممد الم ليل ونهممارا
ويزورهما الب ويلحظهما بما مممر وعليممه ضممبط المجنممون .اه) .قمموله :ول يطممالب إحضممارها
عنده( أي لتألف الصيانة وعدم الخروج كما مر )قوله :ثم إن لم يختر( أي المجنون المميز ذكممرا
كممان أو أنممثى ،وقمموله :واحممدا منهممما :أي الب أو الم )قمموله :فممالم أولممى( أي مممن الب لن
الحضانة لها ولم يختر غيرها )قوله :وليس لحدهما الخ( يعني إذا كن المحضون رضمميعا فليممس
لحد البوين :أي أو غيرهممما ممممن لممه الحضممانة عنممد فقممدهما فطمممه عممن الرضمماع قبممل مضممي
حولين .قال في النهاية :لنهما تمام مدة الرضاع ،فإن تنازعا أجيب الداعي إلممى إكمممال الحممولين
إل إذا كان الفطام قبلهما أصلح للولد فيجاب طالبه :كفطمه عند حمل الم أو مرضممها ولممم يوجممد
غيرها .اه) .قوله :ولهما فطمه الخ( أي إا تراضيا فلهما فطمه قبل مضي حولين .لقوله تعالى* :
)فإن أراد فصال عن تراض منهما وتشاور( * أي لهمل الخمبرة أن ذلمك يضمرأ أو ل فل جنماح
عليهما وقوله إن لم يضر :أي الفطم قبلهما بأن اكتفي عممن اللبممن بالطعممام )قمموله :ولحممدهما بعممد
حولين( أي ولحدهما فطمممه مممن غيممر رضمما الخممر بعممد مضممي حممولين ،وذلممك لسممتكمال مممدة
الرضاع ،ولم يقيده بعدم الضرر كالذي قبل نظرا للغالب ،إذ لو فممرض أن الفطمم يضمره بعمدهما
لضعف خلقته أو لشدة حر أو برد لزم الب بممذل أجممرة الرضمماع بعممدهما حممتى يجممتزئ بالطعممام
وتجبر الم على إرضاعه بالجرة إن لم يوجد غيرها ،أفمماده فممي التحفممة )قمموله :ولهممما الممخ( أي
وللبوين الزيادة فمي الرضماع علممي الحمولين )قموله :حيممث ل ضمرر( أي بالزيممادة عليهممما فممإن
حصل ضرر له بالزيادة عليهما فليس لهما ذلك )قوله :لكن أفتى الحناطي( هو بحاء مهملة ونون
معناه الحناط :كخباز ،ويقال ومع فاعممل وفعممال فعممل فممي وهممو مممن صمميغ النسممب منسمموب لممبيع
الحنطة .قال ابن مالك ومع فاعل وفعال فعل في نسب أغنممى عممن اليافقبممل لكممن زادوا عليممه يمماء
النسب لتأكيد النسبة ،قال ابن السمعاني :لعل بعض أجداده كان يممبيع الحنطممة وهممو أبممو عبممد الم
الحسين له مصنفات كممثيرة فممي الفقممه وأصمموله ،اه .ذكممره السممنوي فممي المهمممات اه .بجيرمممي
)قوله :بأنه يسن عدمها( أي الزيادة اقتصارا على الوارد ،وقوله إل لحاجمة :أي فل يسمن عممدمها
والحاجة كشدة حر أو برد )قوله :ويجممب علممى مالممك الممخ( شممروع فممي بيممان نفقممة المماليممك مممن
الرقاء وغيرهم ،وقد أفرده الفقهاء بفصل مستقل ،والمناسب تقديمه على الحضانة )قمموله :كفايممة
رقيقه( أي لن السيد يملك كسبه وتصرفه فيه فتلزمه كفايته ،والمعتبر كفممايته فممي نفسممه باعتبممار
حاله زهادة ورغبة ،كما في نفقة القريب ،ول بد من مراعماة حمال السميد أيضما يسمارا وإعسمارا
فيجب ما يليق بحاله من رفيع الجنس وخسيسه )قوله :إل مكاتبا( أي فل تجب كفايته علممى سمميده
ولو كانت الكتابة فاسدة لسممتقلله بالكسمب .نعمم :إن عجمز نفسمه ولممم يفسمخ سمميده كتممابته فعليمه
كفايته ،ومثل المكاتب المة المسلمة لزوجها ليل ونهارا فل تجب كفايتها على السيد )قوله :ولممو
أعمى الخ( غاية في وجوب كفاية الرقيق :أي تجب كفاية رقيقه ولو لم ينتفع السميد بمه كممأن كمان
أعمى أو
] [ 119
زمنا :أي أو مسممتأجرا أو موصممى بمنفعتممه أبممدا أو معممارا وذلممك لخممبرة للمملمموك طعممامه
وكسوته ول يكلف من العمل ما ل يطيق ،وخبر كفى بممالمرء إثممما أن يحبممس عمن مملمموكه قمموته
رواهما مسلم .وقيس بما فيهما ما في معناهما من سائر المؤن )قوله :ولو غنيمما( فممي هممذه الغايممة
نظر :إذ العبد ل يملك شيئا حتى أنه يتصف بالغني اللهم إل أن يقال إنه قد يتصور أن يكون غنيا
فيما إذا كان مبعضا وكان بينه وبين سيده مهايأة وملك ببعضه الحر ففي اليوم الذي لسمميده تكممون
كفايته عليه ولو ملممك أممموال كممثيرة ،أو يقممال أن ذلممك بحسممب الظمماهر بممأن كممان مأذونمما لممه فممي
التجارة ،أو يقال أنه جاز على القول القديم بأنه يملك إذا ملكه سيده ،وقوله أو أكول :أي ولو كان
كثير الكل بحيث يزيد فيه على أمثاله فممانه تجممب كفممايته )قمموله :نفقممة وكسمموة( منصمموبان علممى
التمييز لقوله كفاية ،ومثلهما سائر مؤنة حتى ماء طهممارته ولممو سممفرا وتممراب تيممممه إن احتمماجه
)قوله :من جنس الخ( الجار والمجممرور متعلممق بمحممذوف صممفة لنفقمة وكسمموة .أي نفقمة وكسمموة
كائنين من جنس المعتاد لمثله من أرقاء البلد) .والحاصمل( تجمب كفمايته ممن غمالب قموت أرقماء
البلد من قمح وشعير وذرة ونحو ذلك ،ومن غالب أدمهم من سمممن وزيممت ومممن غممالب كسمموتهم
من قطن أو صوف ونحو ذلك .فل يجب أن يكون طعامه من طعام سيده ،ول أن يكون أدمه مممن
أدم سيده ،ول أن تكون كسوته من كسوة سيده ،ولكن يسن ذلك )قوله :ول يكفممي( أي فممي كسمموة
الرقيق ساتر العورة لن فيه إهانة وتحقيرا له )قوله :وإن لم يتأذ به( أي لنحممو حممر وبممرد ،وهممو
غاية لعدم الكتفاء بساتر العورة )قمموله :نعممم إن اعتيممد( أي سمماتر العممورة كبلد السممودان ،وهممو
استدراك من عدم الكتفاء بساتر العورة )قوله :كفى( أي سائر العورة .وقمموله إذ ل تحقيممر :علممة
له ،قال في النهاية :فلو كانوا ل يستترون أصل وجب ستر العورة لحق ال م تعممالى .ويؤخممذ مممن
التعليل أن الواجب ستر ما بين السرة والركبة .اه .قال ع ش :أي ولو أنثى وينبغممي أن محلممه إذا
لم يرد إخراجها بحيث تراها الجممانب ،وإل وجممب سممتر جميممع بممدنها .اه )قمموله :وعلممى السمميد(
المقام للضمار ولو حذفه لكان أخصر ويكون قموله بعمد مممن المخ معطوفما علمى نفقمة وكسموة،
وقوله ثمن دوائه :مثله سائر المؤن كماء طهارته ،كما علمت )قوله :وكسب الرقيق( مبتدأ خممبره
الجار والمجرور بعده :أي وكسب الرقيق يكون ملكا لسيده )قوله :ينفقه منه( أي ينفممق عليممه مممن
كسبه ،وقوله إن شاء :أي النفاق منه وإل فمن غيره )قوله :ويسقط ذلك الخ( أي يسممقط ممما ذكممر
من النفقة والكسوة وثمن الدواء وأجرة الطبيب بمضي الزمان فل تصير دينا عليممه إل بمماقتراض
القاضي بنفسه أو مأذونه ،وقوله كنفقة القريب :أي قياسا على نفقة القريب بجامع وجوب الكفايممة
)قوله :ويسن أن يناوله الخ( أي ويسن للسيد أن يعطى رقيقه مما يتنعم هو بمه ،وذلممك لخممبر إنممما
هم إخوانكم جعلهم ال تحت أيديكم ،فمن كان أخوه تحت يممده فليطعمممه مممن طعممامه وليلبسممه مممن
لباسه وقوله من طعام الخ :بيان لما يتنعم به )قموله :والفضمل إجلسمه معمه للكمل( أي ليتنماول
القدر الذي يشتهيه فإن لم يفعل أو امتنع هو من جلوسه معه توقيرا له فليروغ له في الدسممم لقمممة
كبيرة تسد مسدا ل صغيرة تهيج الشهوة ول تقضي النهمة أو لقمتين ثم ينماوله لخمبر الصمحيحين
إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه فإن لم يجلسه معه فلينماوله لقممة أو لقمممتين أو أكلمة أو أكلممتين فمإنه
ولي حره وعلجه والمعنى فيه تشوف النفس لما تشاهده وهذا يقطممع شممهوتها .اه .نهايممة .وقمموله
فليروغ :أي يروى .وقوله أحدكم :مفعول مقدم وخادمه فاعل مؤخر )قوله :ول يجمموز أن يكلفممه(
أي الرقيق للخبر السابق .وقوله كالممدواب :أي كممما ل يجمموز أن يكلممف الممدواب ممما ذكممر ،وقمموله
عمل ل يطيقه :أي ل يطيق الرقيق الدوام عليه فيحرم عليممه أن يكلفممه عمل يقممدر عليممه يوممما أو
يومين ثم يعجز عنه ،وكذلك الدواب يحرم عليه أن يحملها ما ل تطيممق الممدوام عليممه )قمموله :وإن
رضي( أي بما ل يطيقه وهو غايممة لعممدم الجمواز .وقموله إذ يحممرم عليممه :أي الرقيممق وهمو علمة
لمحذوف :أي وإن رضي فل يعتبر رضاه :إذ
] [ 120
يحرم عليه أن يضر نفسه ،وعبارة ع ش :وبقي ما لو رغب العبد في العمال الشاقة مممن
تلقاء نفسه ،فهل يجب على السيد منعه منها ؟ فيه نظر .والقرب عدم الوجوب لنه الممذي أدخممل
الضرر على نفسه ،ويحتمل المنع لنه قد يؤدي إلى ضرر يجممر إلممى إتلفممه أو مرضممه الشممديد،
وفي ذلك تفويت مالية على السيد بتمكينه فينسب إليه فينزل منزلة ما لو باشممر إتلفممه .اه )قمموله:
فإن أبى السيد إل ذلك( أي تكليفه من العمل على الدوام ما ل يطيقه ،وكذا لممو حملممه علممى كسممب
محرم ،وقوله بيع عليه :أي باعه الحاكم قهرا عنه )قوله :إن تعين البيع طريقمما( أي فممي خلصممه
بأن لم يمتنع من تكليفه ذلك إل به )قوله :وإل أو جر عليه( أي وإن لم يتعين البيع طريقا أو جممر
عليه ،وفي المغنى ما نصه :تنبيه :قد علم مما تقرر أن القاضي إنما يبيعه إذا تعذرت إجارته كما
ذكره الجرجاني وصاحب التنبيه وإن كان قضية كلم الروضة وأصلها أن الحاكم يخير بين بيعه
وإجارته هذا في غير المستولدة ،أما هي فيخليهمما للكسممب أو يؤجرهمما ول يجممبر علممى عتممق .اه.
)قوله :أما في بعض الوقات( مفهوم قوله على الدوام )قمموله :فيجمموز أن يكلفممه عمل شمماقا( قممال
في فتح الجواد .ويظهر أن محله إن أمن عاقبة ذلك الشاق بمأن لمم يخمف منمه محمذور تيممم ولمو
نادرا وإن كان مآل .اه )قوله :ويبع العادة في إراحته الخ( عبارة الروض وشرحه :ويتبممع السمميد
في تكليفه رقيقه ما يطيقه العادة فممي إراحتممه فممي وقممت القيلولمة والسممتمتاع وفممي العمممل طرفممي
النهار ويريحه من العمل ،أما الليل إن استعمله نهارا أو النهار إن استعمله ليل وإن اعتممادوا :أي
السادة الخدمة من الرقاء نهارا مع طرفي الليل لطوله اتبعمت عمادتهم ،وعلمى العبمد بمذل الجهمد
وترك الكسل في الخدمة .اه .وقوله وقت القيلولة :الولى كوقت القيلولة )قوله :والسممتمتاع( أي
وقت الستمتاع :أي التمتع فيما إذا كان رقيقه مزوجا )قوله :وله منعه الممخ( أي وللسمميد أن يمنممع
رقيقه من صوم التطوع وصلة التطموع ،وعبمارة فتمح الجمواد :ولمه منعمه ممن نفمل نحمو صموم
وصلة بتفصيله السابق في الزوجة على الوجه .اه .وقمموله بتفصمميله السممابق :حاصممل التفصمميل
الذي ذكره فيها أنه إذا كان الزوج حاضرا وليممس بممه مممانع وطممئ وكممان نحممو الصمموم نفل غيممر
راتب فله منعها منه بخلف ما إذا كان غائبا أو به مانع كمإحرام أو كمان نحمو الصمموم فرضمما أو
كان نفل راتبا فليس لممه فممي الجميممع منعهمما ول تسممقط المممؤن بفعلممه ،وأنممت خممبير بممأن التفصمميل
المذكور ل يظهر إل في المة التي يريد الستمتاع بها .وفي شرح الروض في بمماب الصمموم ممما
نصه :والمة المباحة لسيدها كالزوجة وغير المباحة كممأخته والعبممد إن تضممررا بصمموم التطمموع
لضعف أو غيره لم يجز بغير إذن ،وإل جاز ذكره في المجموع وغيره .اه) .قوله :وعلممى مالممك
الخ( أي ويجب على مالك علف ،وهممو بسممكون اللم وبفتحهمما المعلمموف ،وذلممك لحرمممة الممروح،
ولخبر الصحيحين أنه )ص( قال :دخلت امرأة النار في هرة حبسممتها ،ل هممي أطعمتهمما ول هممي
أرسلتها تأكل من خشاش الرض بفتح الخاء وكسرها أي هوامها ،وقوله دابته :أي الممتي لممم يممرد
بيعها ول ذبح ما يحل منها ،كما في التحفة والنهاية ،أما إذا أراد ذلك حال بممأن كممان شممارعا فممي
البيع في الولى ومتعاطيا لسباب الذبح في الثانية فل يجب عليه ذلك .وقوله المحترمممة :سمميذكر
محترزها )قوله :ولو كلبا محترما( هو غير العقور ،وهو غاية في الدابة التي يجب علممى مالكهمما
علفها .وفيها نظر :إذ الكلب ل يمل ك وإنما تثبت عليه اليد كسائر الختصاصات :فلممو قممال وكممذا
ما يختص به من نحو كلب محترم لكان أولى .واعلممم :أن الكلممب ينقسممم إلممى ثلثممة أقسممام عقممور
وهذا ل خلف في عدم احترامه وندب قتله وما فيه نفع من اصطياد أو حراسممة ،وهممذا ل خلف
في احترامه وحرمة قتله وما ل نفع فيممه ول ضممرر وهممذا فيممه خلف ،ومعتمممد الرملممي فيممه أنممه
محترم )قوله :وسقيها( عطف على علف أي وعليه سقيها أي وسائر ما ينفعها .قممال فممي النهايممة:
والواجب علفها وسقيها حتى تصل لول الشبع والري دون غايتهممما ويجمموز غصممب العلممف لهمما
وغصب الخيط لجراحتها ببدلها إن تعينا ولم يباعا ،ثم قال :ويجب على مالك النحممل أن يبقممى لممه
من العسل في الكوارة قدر حاجتها إن لم يكفها غيره ،وإل فل يلزمه ذلك ،وإن
] [ 121
كان في الشتاء وتعذر خروجها كان المبقى أكثر فإن قام شئ مقممام العسممل فممي غممذائها لممم
يتعين العسل ،قال الرافعي :وقد قيل يشوي دجاجة ويعلقها بباب الكوارة فتأكل منها ويجممب علممى
مالك دود القز إما تحصيل ورق التوت ولو بشرائه ،وإما تخليته لكلممه إن وجممد لئل يهلممك بغيممر
فائدة ،ويجوز تشميسه عند حصول نوله وإن هلك به كما يجمموز ذبممح الحيمموان .اه )قمموله :إن لممم
تألف الخ( قيد في وجوب العلف عليه والسقي .وقوله الرعممي :أي والشممرب فممي طريقهمما )قمموله:
ويكفها( هكذا وجد بالنسخ المتي بأيمدينا بصمورة المجمزوم وليمس بظماهر ،بمل الصمواب ويكفيهما
بصورة المرفوع وتكون الواو حالية ،والمعنى هذا إن لم تألف الرعي حال كونه كافيا لها ،وقوله
وإل :أي بأن ألفته حال كونه كافيا كفى إرسالها له عممن العلممف وقمموله والشممرب أي إن كممان فممي
مرعاها نحو غدير تشرب منه ،وإل لزمه السقي ،كما هو ظاهر ،وقمموله حيممث ل مممانع :أي مممن
الرعي والشرب كثلج أو سبع ،فإن وجد مانع فل يكفي إرسممالها لمذلك )قموله :فممإن لمم يكفهمما( أي
الدابة المرسلة للرعي وقوله لزمه :أي المالك وقوله التكميل :أي تكميل كفايتها )قوله :فإن امتنممع
الخ( عبارة الخطيب :فإن امتنع المالك مما ذكر ولممه مممال أجبرهمما الحمماكم فممي الحيمموان المممأكول
على أحد ثلثة أمور :بيع له أو نحوها مما يزول ضرره بممه أو علممف أو ذبممح وأجممبر فممي غيممره
على أحد أمرين :بيع أو علف .ويحرم ذبحه لنهي عن ذبح الحيوان إل لكله فإن لم يفعل ما أمره
الحاكم به ناب عنه في ذلك على ما يراه ويقتضيه الحال ،فإن لم يكن له مال باع الحاكم الدابة أو
جزءا منها أو إكراها عليه ،فإن تعذر ذلك فعلى بيت المال كفايتها .اه .وبها يعلممم ممما فممي عبممارة
الشارح حيث لم يفصل فيها بين من كان له مال ومن لم يكن له وحيث سكت عمن المممر الثمالث:
أعني إجباره على العلف وعن حكم غير المأكول )قوله :فإن أبى( أي ممما أخممبره الحمماكم بممه مممن
إزالة ملكه أو الذبح )قوله :فعل الحاكم( أي بنفسه أو مممأذونه .وقمموله الصمملح مممن ذلممك :أي مممن
إزالة الملك أو الذبح )قوله :ورقيق كدابة في ذلك كله( أي مما يتممأتى فيممه وهممو أنممه يجممبر السمميد
على إزالة ملكه عنه إن امتنع من النفاق عليه ،فإن أبى باعه الحاكم عليه .وأما الذبممح فل يتممأتى
فيه ولو حذف لفظ التوكيد لكان أولى ،بل قوله المذكور يغني عنه قوله المار في الرقيق فإن أبممى
السيد إل ذلك بيع الخ )قوله :ول يجب علف غير المحترمة( أي غير دابته المحترمة .وانظر ممما
مفاد هذه الضافة ؟ ل يقال مفادها الختصاص لنا نقول الفواسق ل تثبت عليها يممد لحممد بملممك
ول باختصاص .تأمل .شوبري ،ويمكن أن يقال الضافة تأتى لدنى ملبسة وما هنمما كممذلك .اه.
بجيرمي .وجمل ،ومن الواضح أنه مع عدم وجوب العلف عليه يمتنع عليممه حبسممها حممتى تممموت
جوعا لخبر إذا قتلتم فأحسممنوا القتلممة )قمموله :وهممي( أي غيممر المحترمممة الفواسممق الخمممس ،وبقممد
نظمها بعضهم فقال :خمس فواسق في حل وفي حرم يقتلن بالشرع عمن جاء بالحكم كلب عقممور
غراب حية وكذا حدأة فأرة خذ واضح الكلم وفي البجيرمي مما نصمه :قممال فممي المصممباح الفسممق
أصله خروج الشئ على وجه الفساد وسميت هذه الحيوانات فواسق استعارة وامتهانا لهممن لكممثرة
خبثهن وأذاهن .اه .ثم إن عبارة الشارح تقتضي حصر غير المحترم في الفواسق الخمممس لنهمما
جملممة معرفممة الطرفيممن ،وليممس كممذلك :إذ بقممي منهمما أشممياء كالممدب والنسممر ونحوهممما ،فلممو قممال
كالفواسق ،بالكاف ،لكان أولى )قوله :ويحلب مالك الخ( قال في المختار حلب يحلب بالضم حلبمما
بفتح اللم وسكونها .اه .وقوله ما ل يضر :أي قدرا ل يضر بها ،قوله ول بولدها :أي ول يضر
بولدها :أي لنه غذاؤه ما في ولد المة ،بل قال الصحاب لو كان لبنها دون غذاء ولدها ،وجممب
عليه تكميل غذائه من غيرها ،وإنما يحلب الفاضل عممن ريممه .اه .نهايممة )قمموله :وحممرم ممما ضممر
أحدهما( أي للنهي الصحيح عنه )قوله :ولو لقلة العلف( في التحفممة تخصمميص الغايممة بممما يضممر
الم،
] [ 122
وهو الظاهر :أي ول يحلب ما يضرها ولو كان الضرر الحاصل لها في الحلب بسبب قلة
العلف ،وعبارة الخطيب :ول يجوز الحلب إذا كان يضر بالبهيمة علفهمما ول تممرك الحلممب أيضمما
إذا كان يضرها فإن لم يضرها كره للضافة اه )قوله :والظاهر ضبط الضرر( أي الممذي يحممرم
ارتكابه في الحلب وقوله بما يمنع على حذف مضاف :أي بممترك ممما يمنممع أي القممدر الممذي يمنممع
وأخذ ما عداه ،وقوله من نمو أمثالهما :أي الولد وأمه ،وإذا كان هممذا هممو ضممابط الضممرر يكممون
الواجب حينئذ عليه ترك القدر الذي ينمممو بممه أمثالهممما وأخممذ ممما عممداه )قمموله :وضممبطه فيممه بممما
يحفظه عن الموت( انظر ما مرجع الضمائر البارزة ؟ والظاهر أن الثاني والثالث يعممودان علممى
الولد المعلوم من المقممام ،وأممما الول فظمماهر السممياق أنممه يعممود علممى الضممرر ،وهممو مشممكل ،إذ
ضبطه حينئذ ليس بما يحفظه عن الموت ،بل بما ل يحفظمه ،وإل لنافمماه قمموله بعممد المفممرع عليمه
فالواجب الترك له الخ ،وعبارة شرح الروض :والواجب في الولد ،كما قال الرويمماني ،أن يممترك
له ما يقيمه حتى ل يموت .قال في الصل :وقد يتوقممف فمي الكتفمماء بهمذا قمال الذرعمي ،وهمذا
التوقف هو الصمواب الموافمق لكلم الشمافعي والصمحاب .اه .ومثلمه فمي النهايمة ونصمها :قمال
الروياني والمراد أن يترك له ما يقيمه حتى ل يموت .قال الرافعي :وقد يتوقف في الكتفاء بهممذا
الخ .وكتب ع ش قوله وقد يتوقف الخ :فيقال يجب أن يترك له ممما ينميممه نمممو أمثمماله .اه )قمموله:
ويسن أن ل يبالغ الخ( أي لخبر دع داعي اللبن )قوله :وأن يقص( أي ويسممن أن يقممص أظفمماره:
أي لئل يؤذيها .قال في فتح الجواد :ويحرم حلبها مممع طممول ظفممره إن آذاهمما .اه )قمموله :ويجمموز
الحلب إن مات الولد( محط الجواز قوله بأي حيلة كممانت ،وإل فجممواز الحلممب قمد علمم مممن قموله
سابقا ويحلب مالك الخ .وقيد ذلك بموت الولد لن الغالب عند موته وذهاب اللبممن أو قلتممه ممما لممم
يتحايل على خروجه ،والعرب يحشون جلده بتراب أو نحوه ويجعلونه أمامها يخيلون لها أنه حي
كي ل يذهب لبها أو يقل )قوله :ويحرم التهريش بين البهائم( أي تسليط بعضها على بعض .قممال
في القاموس :التهريش التحريك بين الكلب ،والفسمماد بيممن النمماس ،والمهارشممة تحريمك بعضممها
على بعض .اه )قوله :ول يجب عمارة الخ( لما أنهى الكلم على حكم ماله روح شرع فممي بيممان
حكم ما ل روح لمه ،وحاصممل الكلم علممى ذلممك أن ممما ل روح لممه كقنمماة ودار ل تجممب عمممارته
لنتفاء حرمة الروح ،وهذا إذا كان المالك له رشيد ،أما إذا كمان غيمر رشمميد فيلممزم وليممه عمممارة
داره وأرضه وحفظ ثمره وزرعه ،وكذا وكيل وناظر وقف ،وإذا لم تجب العمارة ل يكره تركها
إل إذا أدى إلى الخراب فيكره ،ويكره أيضا ترك سقي الزرع والشجر عند المكان لممما فيممه مممن
إضاعة المال .فإن قيل :إضاعة المال تقتضي التحريممم .أجيممب :بممأن محممل الحرمممة حيممث كممانت
الضاعة ناشئة عن فعل كإلقاء متاع في البحر بل خوف ورمي الدراهم في الطريق ،بخلف ممما
إذا كانت ناشئة عن ترك عمل كما هنا فإنها ل تحرم ،ولكنها تكره ،كما علمممت )قموله :بممل يكممره
تركه( أي التعمير المأخوذ من لفظ عمممارة ،وفممي بعممض نسممخ الخممط تركهمما ،أي العمممارة ،وهممو
الولى الموافق لما في التحفة .وقوله إلى أن تخرب ،بفتح الراء .فإن قيل :إن العمارة المتي يكمره
تركها ل تكون إل لدار قد خرجت والغاية تفيد خلفه .أجيب :بممأن الفممرض أن الممدار الممتي يكممره
ترك عمارتها ليست خربة بالكلية ،وإنما فيها بعض مواضع خربة تحتاج إلى إصلح ولممو تممرك
لخربت بالكلية بحيث تصير ل تصلح للسكنى .وقوله بغير عذر متعلق بترك :أي يكره الترك لها
بل عذر ،أما إذا كان بعذر ،كأن لم توجد مؤن العمارة ،فل يكره تركها )قوله :كترك سممقي زرع
وشجر( أي فإنه يكره )قوله :دون
] [ 123
ترك زراعة الرض وغرسها( أي فل يكره )قوله :ول يكره عمممارة لحاجممة وإن طممالت(
قال ع ش :بل قد تجب العمارة إن ترتب علممى تركهمما مفسممدة بنحممو اطلع الفسممقة علممى حريمممه
مثل .قال في النهاية :والزيادة على العمارة خلف الولى وربما قيل بكراهتها ،وفي صحيح ابن
حبان أن النبي )ص( قال :إن الرجل ليؤجر في نفقته كلها إل في هذا التراب وفي أبممي داود كممل
ما أنفقه ابن آدم في التراب فهو عليه وبال يوم القيامة إل ما أي إل ما ل بد منه :أي مما لممم ينفممق
بالنفاق في البناء به مقصدا صالحا كما همو معلموم .اه .وقموله مقصمدا صمالحا :ومنمه أن ينتفمع
بغلته بصرفها في وجوه القرب أو على عيمماله .اه .ع ش )قموله :والخبممار الدالممة المخ( قممال فممي
الزواجر :أخرج ابن أبي الدنيا عن عمار بن ياسر قممال :إذا رفممع الرجممل بنمماء فمموق سممبعة أذرع
نودي يا أفسق الفاسقين :إلى أين ؟ وأبو داود عن أنس رضممي الم عنممه قممال :خممرج رسممول الم
)ص( ونحن معه فرأى قبة مشرفة فقال ما هذه ؟ قال أصحابه هممذه لفلن ،رجممل مممن النصممار،
فسكت وحملها في نفسه حتى إذ جاء صاحبها رسول ال )ص( ،سلم عليه الناس ،فأعرض عنه،
صنع ذلك مممرارا ،حممتى عممرف الرجممل الغضممب فممي وجهممه والعممراض عنممه ،فشممكا ذلممك إلممى
أصحابه قال :وال إني لنكر رسول ال )ص( ،قالوا خرج فرأى قبتك ،فرجممع الرجممل إلممى قبتممه
فهدمها حتى سواها بالرض ،فخرج رسول ال )ص( ذات يوم فلم يرها .قممال ممما فعلممت القبممة ؟
قالوا شكا إلينا صاحبها إعراضك عنه فأخبرناه فهدمها ،فقال أما إن كل بناء وبممال علممى صمماحبه
إل ما ؟ أي إل مال بد منه .اه .ومن الخبار ما روي عن عمر بن عبد العزيز أنه كممان ل يبنممي
بيتا ويقول سنة رسول ال )ص( فإنه لم يضع لبنة على لبنة ول قصبة على قصبة ،وعن ميسممرة
قال :ما بنى عيسى عليه السلم بنيانا قط ،فقيل له أل تبني بيتمما ؟ فقممال ل أتممرك بعممدي شمميئا ممن
الدنيا أذكر به .وعن ابن مطيع أنه نظر يوما إلى داره فأعجبه حسنها فبكمى ،ثمم قمال :والم لمول
الموت لكنت بك مسرورا ،ولول ما نصير إليه من ضمميق القبممور لقممرت بالممدنيا أعيننمما ،ثممم بكممى
حتى ارتفع صوته )قوله :محمولة( خبر الخبار أي ما فيها )قوله :على من فعل ذلك( أي ما زاد
على سبعة أذرع وقوله للخيلء :اللم تعليلية متعلقة بفعل :أي فعلممه لجممل الخيلء والتكممبر علممى
الناس ،أما إذا كان ل لجل ذلك فل يمنع من الزيادة المذكورة )قوله :وال سبحانه وتعالى أعلممم(
أي من كل ذي علم ،قال ال تعالى) * :وفوق كل ذي علم عليم( * أي حتى ينتهي المر إلممى ال م
سممبحانه وتعمالى فهمو أعلممم ممن كممل ذي علمم ،وكمأن المصمنف قصمد بممذلك التممبري ممن دعموى
العلمية ،ففي باب العلم من صحيح البخاري فممي قصممة موسممى مممع الخضممر مممع نبينمما وعليهممما
الصلة والسلم ما يقتضي طلب ذلك حيث سئل موسممى عممن أعلممم النمماس ،فقممال أنمما ،فعتممب الم
عليه :إذ لم يرد العلم إليه ،أي كأن يقول :ال أعلم ،وفممي القممرآن العظيممم :الم أعلممم حيممث يجعممل
رسالته ويسن لمن سئل عما ل يعلم :أن يقول :ال ورسوله أعلم .خاتمة :نسأل ال م حسممن الختممام
ويكره للنسان أن يدعو على نفسه أو على ولده أو ممماله أو خممدمه .لخممبر مسمملم فممي آخممر كتممابه
وأبي داود عن جابر بن عبمد الم رضمي الم عنمه قمال :قمال رسمول الم )ص( :ل تمدعوا علمى
أنفسكم ،ول تدعوا على أولدكم ،ول تدعوا على خدمكم ،ول تدعوا على أموالكم ،ل توافقوا من
ال ساعة يسممئل فيهمما عطمماء فيسممتجيب لممه وأممما خممبر إن الم ل يقبممل دعمماء حممبيب علممى حممبيبه
فضعيف .وال سبحانه وتعالى أعلم.
) (1سورة يوسف ،الية (2) .76 :سورة النعام ،الية.124 :
] [ 124
باب الجناية أي في بيان أحكامها :كوجموب القمود والديمة ،والتعمبير بهما أولمى ممن تعمبير
بعضهم بالجراح ،وذلك لنه يخرج القتل بالسحر ونحوه كالخنق ،ويخرج إزالة المعاني كالسمع،
فيقتضي أن الحكم فيها ليس كالحكم في الجراح ،وليس كذلك ،وقممد تقممدم حكمممة تممأخير الجنايممات
عن المعاملت والمناكحات ،والمراد بها هنا الجنايات علمى البمدان وأمما الجنايممة علمى الممموال
والعراض والنساب وغيرها فستأتي في كتاب الحدود والصل فيها قبل الجماع قمموله تعممالى:
* )يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى( * وخبر ل يحل دم امرئ مسمملم يشممهد أن
ل إله إل ال وأني رسول ال إل بإحممدى ثلث :الممثيب الزانممي ،والنفممس بممالنفس ،والتممارك لممدينه
المفارق للجماعة وشرع القصاص في الجنايات حفظا للنفوس لن الجمماني إذا علممم أنممه إذا جنممى
يقتص منه انكف عن الجناية ،فيترتب على ذلك حفممظ نفسممه ونفممس المجنممي عليممه ،كممما شممرعت
الحدود التية حفظا للنساب والعقول والموال والديان ،ثم إن مذهب أهممل السممنة والجماعممة أن
القتل ل يقطع الجل ،وأن من قتمل ممات بممأجله ،خلفما للمعتزلمة فمي قمولهم القتمل يقطممع الجمل
متمسكين بخبر إن المقتول يتعلق بقاتله يوم القيامة ويقممول :يمما رب ظلمنممي وقتلنممي وقطممع أجلممي
وهو متكلم في إسناده ،وبتقدير صحته فهو منظور فيه للظمماهر مممن أنممه لممو لممم يقتممل لحتمممل أن
يعيش ،أو محمول على مقتول سبق في علم ال تعالى أنه لو لم يقتل لكان يعطى أجل زائدا .قممال
صاحب الجوهرة :وميت بعمره من يقتل وغير هذا باطل ل يقبممل )قمموله :مممن قتممل وقطممع( بيممان
للجناية ،وقوله وغيرهما :أي كالجرح الذي ل يزهق وإزالة المعاني كالسمممع والبصممر ونحوهممما
)قوله :والقتل ظلما( هو ما كان عمدا بغير حق )قوله :أكممبر الكبممائر بعممد الكفممر( أي لخممبر سممئل
)ص( أي الذنب أعظم عند ال ؟ قال أن تجعل ل ندا وهو خلقك .قيل ثممم أي ؟ قممال فممي أن تقتممل
ولدك مخافة أن يطعم معك رواه الشيخان .وخبر لقتل مؤمن أعظم عند ال مممن زوال الممدنيا وممما
فيها رواه أبو داود بإسناد صحيح .واعلم ،أن توبة القاتل تصح منه لن الكافر تصممح تمموبته فهممذا
أولى ،لكن ل تصح توبته إل بتسليم نفسه لورثة القتيل ليقتصوا منه أو يعفوا عنه علممى مممال ولممو
غير الدية أو مجانا فإذا تاب توبة صحيحة وسلم نفسه لورثة القتيل راضيا بقضاء ال تعالى عليه
فاقتصوا منه أو عفوا عنه سقط عنه حق ال بالتوبة ،وحق الورثة بالقصاص أو بالعفو عنه وأممما
حق الميت فيبقى متعلقا بالقاتل لكن ال يعوضه خيرا ويصلح بينهما في الخرة ،فإن لم يتب ولممو
يقتص منه بقيت عليه الحقوق الثلثة ثم إذا أصر على ذلك إلى أن مات فل يتحتم عممذابه بممل هممو
في خطر المشيئة ،كسائر أصحاب الكبائر غير الكفر ،فإن شاء ال م غفممر لممه وأرضممى الخصمموم
وإن شاء عذبه لقوله تعالى) * :إن ال ل يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء( * وإن
عذبه ل يخلد في النار .وأما قوله تعالى) * :ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالممدا فيهمما( *
فمحمول على المستحل
) (1سورة البقرة ،الية (2) .178 :سورة النساء ،الية (3) .48 :سورة النساء ،الية.93 :
] [ 125
لممذلك ،أو المممراد بممالخلود فيممه :المكممث الطويممل ،فممإن الممدلئل تظمماهرت علممى أن عصمماة
المسلمين ل يدوم عذابهم )قوله :وبالقود( أي القصاص ،وهو متعلق بالفعل الذي بعممده .وقمموله أو
العفو :أي على مال أو مجانا .وقوله ل تبقى مطالبة أخروية .هذا إذا تاب عند تسممليم نفسممه للقممود
أو عند العفو عنه من الورثة توبة صمحيحة ،وإل بقيمت عليمه المطالبمة ممن الم ،كممما علممت أن
الحقوق ثلثة :حق الم تعمالى ،وحمق الورثمة ،وحمق المقتممول .والحمق الول ل يسممقط إل بتوبممة
صحيحة )قوله :والفعل( أي جنس الفعل بدليل الخبار عنه بثلثة ،والمراد بالفعل ما يشمل القول
كشهادة الزور وكالصياح ،وقوله المزهق :أي المخرج للروح وهذا القيممد ل مفهمموم لممه لن غيممر
المزهق تأتي فيه الثلثة القسام التي ذكرها ،وعبارة شرح المنهج :هممي أي الجنايممة علممى البممدن
سواء كانت مزهقة للروح أو غير مزهقة من قطع نحموه ثلثمة المخ .وقموله ثلثمة :أي ول رابمع
لها ،ووجه ذلك أن الجاني إن لم يقصد عين المجني عليه بأن لم يقصد الجناية أصل كممأن زلقممت
رجله فوقع على إنسان فقتله أو قصد الجناية على زيد فأصاب عمرا فهو الخطممأ المحممض سممواء
كان بمما يقتمل غالبما أو ل ،وإن قصمد عيمن المجنمي عليمه فمإن كمان بمما يقتمل غالبما فهمو العممد
المحض ،وإن كان بما ل يقتل غالبا فهو شبه العمد .قال ابن رسلن في زبده :فعمممد محممض هممو
قصد الضارب شخصا بما يقتله في الغالب والخطأ الرمي لشاخص بل قصممد أصمماب بشممرا فقتل
ومشبه العمد بأن يرمي إلى شخص بما في غالب لن يقتل )قوله :عمد( أي محض ،وقوله وشممبه
عمد :ويقال لهذا عمد خطأ وخطأ عمد وخطأ شبه عمد وحقيقته مركبة مممن شممائبة العمممد وشممائبة
الخطأ ،وقوله وخطممأ أي محممض )قمموله :ل قصمماص إل فممي عمممد( أي للجممماع )قمموله :بخلف
شبهه( أي العمد فل قصاص فيه :لخبر إل أن في قتيل عمد الخطأ ،قتيل السوط والعصا مائة من
البل وقوله والخطأ أي وبخلف الخطأ فل قصاص فيه لقوله تعممالى) * :ومممن قتممل مؤمنمما خطممأ
فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله( * )قوله :وهو( أي العمد ،وقوله قصممد فعممل :أي قتممل
وخرج به ما إذا لم يقصد كأن زلقت رجله فوقع علمى إنسمان فقتلمه فل قصماص فيمه لنمه خطمأ.
وقوله ظلما .الولى حذفه لنه سيذكر شروط القصاص كلها ويممذكره معهمما والمممراد كممونه ظلممما
من حيث التلف ،فخرج ما إذا قصده بحق كالقتل قودا أو دفعا لصائل أو لباغ أو بغير حق لكن
ل من حيث التلف ،أي إزهاق الروح ،كأن استحق حز رقبته فقده نصفين فإنه ل قود فيهما بل
هو في الول جائز وفي الثاني وإن كان غير جائز لكنه من حيث العدول عن الطريممق المسممتحق
إلى غيممره ل مممن حيممث التلف )قمموله :وعيممن شممخص( معطمموف علممى فعممل .أي وقصممد عيممن
شخص أي ذاته ،وخرج به ما لو قصد إصابة زيد مثل فأصاب السهم عمرا فل يلزمه القود لنه
لم يقصمد عيمن المصماب )قموله :يعنمي النسمان( أي أن الممراد بالشمخص النسمان ل مما يشممل
النسان وغير ،وقوله إذ لو قصد الخ :تعليل لكون المراد مممن الشممخص النسممان :أي وإنممما كممان
المراد من الشخص النسمان ،ل مطلمق شمخص ،لنمه لمو قصمد شخصما ظنمه ظبيمة أو نخلمة أو
نحوهما فرماه ثم تبين أنه إنسان كان قتله لممه خطممأ ل عمممدا لنممه وإن قصممد الشممخص الممذي هممو
الظبية ولم يقصد النسان المصاب وفي هذا التعليل نظر لنممه يقتضممي أنممه إذا قصممد إنسممانا عنممد
الرمي وأصاب إنسانا آخر غيره كان عمدا مع أنه خطأ كما تقدم .إذا علمت ذلممك فكممان المناسممب
أن يقيد النسان المفسر للشخص بالمصاب ويأتي بدل صورة التعليممل المممذكور بصممورة التفريممع
بأن يقول فلو قصد شخصا الخ .والصورة المعلل بها خارجة بقوله قصد عين شخص ،وذلك لنه
إذا رمى شخصا على زعم أنه ظبيمة ثمم تمبين أن المصماب المرممي إنسمان فهمو لمم يقصمد عيمن
المصاب وقت الرمي كالصورة المتقدمة.
] [ 126
تأمل )قوله :بما يقتل( متعلق بقصد :أي قصممده بممما يقتممل أي بشممئ يقتممل فممي الغممالب ولممو
بالنظر لبعض المحال كغرز البرة في المقتل ،وعلم منه بالولى ممما لممو قصممده بممما يقتممل قطعمما.
وخرج به ما لو قصده بما يقتل ل غالبا بأن كان نادرا كغرز إبرة الخياط بغير مقتممل ولممم يظهممر
لها أثر أو ل غالبا ول نادرا بأن كان على حد سواء كضرب غير متوال في غير مقتل فإنه شممبه
عمد ول قود فيه كما سيصرح به )قوله :جارحا كمان( أي الشمئ المذي يقتمل )قموله :كغمرز إبمرة
الخ( تمثيل للجارح .والمراد كالبرة ،كما في البجيرمي عن زي إبممرة الخيمماط ،أممما المسمملة الممتي
يخاط بها الظروف ،فهي مما يقتل غالبا مطلقا سواء كان في مقتممل أو ل ،وقمموله بمقتممل :مصممدر
ميمي أريد به المكان ،ومثلمه مما لمو غرزهمما فممي بمدن نحمو هممرم أو نحيمف أو صمغير أو كمانت
مسمومة وغرزها في كبير ،وقوله كدماغ الخ :تمثيل للمقتل ،وفممي المغنممي المقتممل ،بفتممح المثنمماة
الفوقية واحد المقاتل ،وهممي المواضممع الممتي إذا أصمميبت قتلممت كعيممن ودممماغ وأصممل أذن وحلممق
وثغرة نحر الخ .اه .وقوله وخاصرة :هي ما بين رأس الممورك وآخممر ضمملع فممي الجنممب ،ومثلممه
الخصر والكشح ،وقوله وإحليل :وهو مخرج البول من ذكممر النسممان واللبممن مممن الثممدي .وقمموله
ومثانة :هي موضع الولد أو موضع البول .أفاد ذلك كله في القاموس ،وقوله وعجان بكسر العين
)قوله :وهو( أي العجان المحل الذي بين الخصممية والممدبر )قمموله :أو ل( أي أو ل يكممون جارحمما
)قوله :كتجويع الخ( تمثيل لما ل يكون جارحا )قوله :وسحر( أي وكسحر فإذا قتل به اقتص منمه
وفي التحفة ما نصه وممر قبيمل همذا الكتماب أنمه ل ضممان علمى القاتمل بمالعين وإن تعممد ونقمل
الزركشي عن بعض المتأخرين أنه أفتى بممأن لممولي الممدم قتممل ولممي قتممل مممورثه بالحممال لن فيممه
اختيارا كالساحر وحينئذ فينبغي أن يأتي فيه تفصيله اه .وفيممه نظممر ،بممل الممذي يتجممه خلفممه لن
غايته أنه كعائن تعمد وقد اعتيد منه دائما قتل من تعمد النظر إليممه علممى أن القتممل بالحممال حقيقممة
إنما يكون لمهدر لعدم نفوذ حاله في محرم إجماعا .اه .وقموله تفصميله أي السماحر وهمو أنمه إذا
قال قتلته بسحري وكان يقتل غالبا فيكون عمدا فيه القود وإن كان يقتل نادرا فشبه عمممد ،أو قممال
أخطأت من اسم غيره له فخطأ وفيهما الدية على العاقلة )قوله :وقصدهما( مبتدأ خبره شبه عمممد
)قوله :أي الفعل والشخص( تفسممير لضممير قصممدهما ،قممال فممي التحفمة والنهايمة :وإن لممم يقصمد
عينه .اه )قوله :بغيره( متعلق بقصد :أي قصدهما بغير الشئ الذي يقتل في الغممالب )قمموله :شممبه
عمد( أي يقال له شبه عمد واعترض في المغني على ضمابطه الممذكور فقمال :يمرد علمى طمرده
التعزير ونحوه فإنه قصد الفعل والشمخص بمما ل يقتمل غالبما وليمس شمبه عممد بمل خطمأ وعلمى
عكسه ما لو قال الشاهدان الراجعان لم نعلم أنه يقتل بقولنا وكانا ممن يخفى عليهممما ذلمك فحكمممه
حكم شبه العمد مع وجوب قصد الشخص والفعل بمما يقتمل غالبما .اه )قموله :سمواء أقتمل كمثيرا(
تعميم في غير الذي يقتل في الغالب ،وأفاد به أن الكثرة ل تنمافي عممدم الغلبمة وهمو كمذلك .إذ قمد
يكون الشئ كثيرا في نفسه وليس بغالب ،وقوله أم نادرا أي أم قتل نادرا لكن بحيممث يكممون سممببا
في القتل وينسب إليه القتل عادة ل نحو قلم مما ل ينسب إليه القتل عممادة لن ذلممك مصممادفة قممدر
فل شئ فيه ،ل قود ول دية ول غيرهما ،وقد أفاد الشارح هذا القيد بالتمثيممل بقمموله بعممد كضممربة
يمكن عادة الخ )قوله :كضربة الخ( تمثيل للنادر لن الضربة الواحدة ينممدر القتممل بهمما ولممم يمثممل
للكثير ،ومثاله نحو الضرب الكثير غير المتوالي في غير مقتل كما تقدم وقوله يمكن عادة إحالممة
الهلك عليها ،كما إذا كانت بنحو سوط )قوله :بخلفها( أي الضممربة وقمموله بنحممو قلممم كثمموب أو
منديل )قوله :أو مع خفتها( أي أو كانت الضربة بنحو عصا مثل لكمن كمانت خفيفمة جمدا )قموله:
فهممدر( أي ل شممئ فيهمما ،ل قصمماص ول ديممة ول غيرهممما )قمموله :ولممو غممرز إبممرة الممخ( المقممام
للتفريع .وحاصل مسألة البرة أنه إن غرزها في مقتل أو في بدن نحيف أو صممغير فعمممد مطلقمما
وإن لم يكن معه ألم فإن غرزها في غير ذلك كبدن كبير فإن تألم بذلك فعمد أيضا وإل فشبه عمد
وإن غرزها فيما ل يؤلم كجلدة عقب فهدر لعلمنا بأنه لم يمت به والموت
] [ 127
عقبه موافقة قدر ،وقد علممت الممراد بمالبرة فل تغفمل )قموله :كأليمة وفخمذ( تمثيمل لغيمر
المقتل )قوله :وتألم حتى مات( أي تألم تألما شديدا دام به حتى مات )قوله :وإن لم يظهر أثر( إن
شرطية جوابها قوله فشبه عمدا ،والنسب بما قبله وإن لم يتممألم )قمموله :ومممات حممال( أي أو بعممد
زمن يسير :أي عرفا فيما يظهر .اه .تحفة )قوله :فشبه عمد( قال فممي التحفممة :كالضممرب بسمموط
خفيف .اه )قوله :ولو حبسه الخ( النسب تأخير هذه المسألة وذكرها فممي التنممبيه التممي لن منممع
الطعام والشراب من أسباب الهلك ل من مباشرته .وقوله كمأن أغلمق بابما عليمه :مثمال للحبمس،
والغلق ليس بقيد ،بل مثله ما لو لم يغلقه ووضع عليه حارسمما يمنعممه مممن ذلممك .وقمموله ومنعممه
الخ :عطف على جملة حبسه قال في النهاية :وخرج بحبسه ما لممو أخممذ بمفممازة قمموته أو لبسممه أو
ماءه وإن علم هلكه به وبمنعه ما لو امتنع من تناول ممما عنممده وعلممم بممه خوفمما أو حزنمما أو مممن
طعام خوف عطش أو من طلممب ذلممك :أي وقممد جمموز إجممابته لممذلك فيممما يظهممر فل قممود بممل ول
ضمان حيث كان حرا لنه لممم يحممدث فيممه صممنعا فممي الول وهممو القاتممل لنفسممه فممي البقيممة .قممال
الفوراني :وكذا لو أمكنه الهرب بل مخاطرة فتركه ،أما الرقيق فيضمنه باليد .اه .وقمموله الطعممام
والشراب :أي معا :وقوله أو أحدهما :أي أو منعه أحمدهما ،أي الطعمام أو الشمراب ،ومثمل منعمه
من الطعام أو الشراب منعه من اللباس ،كما في المدابغي ،وسممأنقل لممك عبممارته )قمموله :والطلممب
لذلك( معطوف على الطعام والشراب :أي ومنعه الطلب للطعام والشراب )قوله :حتى مات الممخ(
أي حبسه ومنعه من ذلك إلى أن مات بالجوع أو بالعطش أو بكليهما )قوله :فإن مضت مممدة( أي
من ابتداء منعه إلى موته وهو جواب لو ،وقوله بموت مثله :أي المحبمموس الممنمموع مممن الطعممام
والشراب ،وقوله فيها :أي في تلك المدة ،وقوله جوعا أو عطشا :أي يممموت بممالجوع وبممالعطش،
فهما منصوبان بإسممقاط الخممافض )قمموله :فعمممد( أي ففعلممه المممذكور عمممد ممموجب للقممود ،وقمموله
لظهور الخ :علة لكونه عمدا وقوله به :أي بالفعل المذكور من الحبممس ومنممع الطعممام والشممراب:
أي ولما كان قصد الهلك بالفعل المذكور ظاهرا أحيل الهلك عليممه )قمموله :ويختلممف ذلممك( أي
المدة التي يحصل الموت فيهمما غالبمما عنممد منممع الطعممام والشممراب ،وذكممر اسممم الشممارة باعتبممار
تأويلها بالمذكور أو بالزمن ،وعبارة شرح المنهج ،وتختلممف المممدة بمماختلف حممال الممنمموع قمموة
وضعفا والزمن حرا أو بردا ففقد الماء في الحر ليس كهو فممي الممبرد .اه )قمموله :بمماختلف حممال
المحبوس( متعلق بيختلف ،وقوله والزمن معطوف على حال :أي وباختلف الزمن )قوله :قمموة(
أي وضدها وهو راجع لحال المحبوس ،وقوله وحرا :أي وضده وهو راجع للزمن )قمموله :وحممد
الطباء الجوع( أي ضبطوا زمنه .وقوله باثنين وسبعين ساعة :أي فلكية وهي ثلثة أيام بلياليها.
اه .رشيدي )قوله :فإن لم تمض المدة المذكورة( أي التي يموت فيها غالبمما مثلممه )قمموله :ومممات(
أي المحبوس الممنوع من الطعام والشراب مدة ل يموت مثله غالبا فيها )قوله :فإن لم يكمن المخ(
جواب إن وقوله جوع أو عطش سابق :أي على الحبس والمنع المذكورين )قوله :فشبه عمد( أي
لن ما ذكر ل يقتل غالبا .قال في التحفة والنهاية :وعلم من كلمه السمابق أنمه ل بمد ممن مضمي
مدة يمكن عادة إحالة الهلك عليها .اه )قوله :فيجب نصف ديته( ل يصح تفريعممه علممى ممما قبلممه
لن شبه العمد يجب فيه دية كاملة كالخطأ ،ثم ظهر من عبارة التحفة مممع الصممل أن فممي عبممارة
الشارح سقطا من النساخ بعد قوله فشبه عمد وقبل قوله فيجب نصف ديته ونصهما لتعممرف ذلممك
السقط بعده فإن لم يكن به جوع وعطش سابق فشممبه عمممد ،وإن كممان بعممد جمموع وعطممش سممابق
وعلم الحابس الحال فعمد لشمول حده السابق له وإل يعلم الحال فل يكون عمدا في الظهر لنممه
لم يقصد الهلك ،ولو أتى بمهلك بل شبهه فيجب نصف ديته لحصول الهلك
] [ 128
بالمرين .اه .بتصرف .وقوله بممالمرين :هممما الجموع أو العطمش السمابق علمى الحبمس،
والجوع أو العطش الواقع بعده فاعتبر للسابق نصف الدية وللحق نصممفها والواقممع مممن الحممابس
هو الثاني فوجب عليه النصف .ومثلهما عبارة المدابغي على الخطيب ونصها :فرع :مممن حبممس
آدميا ومنعه الزاد والماء أو عراه فمات فإن كان زمنا يموت فيمه غالبما جوعما أو عطشما أو بمرد
فعمد أو ل يموت فيه ،فإن لم يكن به جوع وعطش سممابق فشممبه عمممد ،وإل فممإن حبسممه زمنمما إذا
ضم للول مات وعلم سابق جوعه وعطشه فعمد محض وإن جهل وجب نصف دية شبه العمممد،
فلو أطمعه وسقاه حتى مات ضممنه إن كمان عبمدا ل حمرا أو أخمذ زاده أو مماءه أو ثيمابه بمفمازة
فمات جوعا أو عطشا أو بردا هدر .اه )قوله :تخويفا لممه( مفعممول لجلممه :أي أشممار إليممه بسممكين
لجل أن يخوفه )قوله :فسقطت( أي السكين ،وقوله عليه :أي على النسمان المشمار إليمه ،وقموله
من غير قصد متعلق بسقطت .أي سقطت ل بقصد السقوط بأن انفلتممت مممن يممده )قمموله :إلممى أنممه
عمد( متعلق بمال :أي مال إلى أن فعله المذكور عمد ،فإذا مات وجب القود )قمموله :وفيممه نظممر(
أي في كونه عمدا نظر لنه لم يقصد عينه :أي المشار إليه المصاب ،وقوله باللة :أي بسممقوطها
عليه كممما فممي ع ش وعبممارته :قمموله لنممه الممخ ،فيممه نظممر ،فممإنه حيممث أشممار كممان قاصممدا عينممه
بالشارة .نعم :خصوص الشارة التي وجممدت منممه ل تقتممل غالبمما ،وسممقوط السممكين مممن يممده لممم
يقصده ،ويمكن حمل كلم الشارح على هذا بممأن يقممال لممم يقصممد عينممه بسممقوط اللممة .اه )قمموله:
فالوجه أنه غير عمد( أي بل هو شبه عمد لنه قصد الفعل ،وهممو التخويممف الممذي ل يقتممل غالبمما
)قوله :يجب قصاص بسبب( هو ما يؤثر في تحصمميل ممما يممؤثر فممي التلممف كممالكراه فممإنه يممؤثر
داعية القتل في المكره ،وهذه الداعية تؤثر في التلف ،وخرج به الشرط فممإنه ل يممؤثر فممي الفعممل
ول يحصله بل يحصل التلف عنده بغيره ويتوقف تأثير ذلك الغيممر عليممه كحفممر بئر مممع الممتردي
فيها فإن المفوت هو التخطي جهته والمحصل هو التردي فيها المتوقف على الحفر ،ومممن ثممم لممم
يجب فيه قود مطلقا ،ثم السبب تارة يكممون حسمميا كممالكراه ،وتممارة يكممون عرفيمما كتقممديم الطعممام
المسموم إلى الضيف ،وتارة يكون شمرعيا كشمهادة المزور وقموله كمباشمرة الكمماف للتنظيممر :أي
نظير مباشرة القتل فإنه يجب بها القصاص وهي ما أثر في التلف وحصله ،فتحصل أن المباشرة
ما ذكر وأن السبب ما أثر في التلف فقط ،ولم يحصله ومنه منع الطعممام السممابق ،والشممرط ممما ل
يؤثر فيه ول يحصله ،وتقدم المباشرة على السبب ،ثممم هممو علممى الشممرط -كممما سمميذكره )قمموله:
فيجب( أي القصاص وقوله على مكره ،بكسر الراء ،أي مكره إنسانا بأن يقتل آخممر معينمما سممواء
كان إماما أو متغلبا ،ومنه آمر خيف من سطوته لممو خولممف فممأمره كممالكراه .ويشممترط لوجمموب
القصاص عليه أن يكون عالما بأن المقتول آدمي سواء علم به المكره ،بفتح الراء ،أم ل ،وشرط
لوجوبه على المكره ،بفتح الراء ،أن يكون عالما به أيضا سواء علم به المكره بكسر الممراء أم ل
فل يتوقف وجوب القصاص على علمهما به معا .والحاصممل :أن المكممره والمكممره إممما أن يكونمما
عالمين بأن المقتول آدمي أو جاهلين به ،أو الول عالما والثاني جاهل أو بالعكس ،فيجممب القممود
على كل منهما في الصورة الولى ،وتجب الدية على عاقلتهما في الثانية لنه خطأ ،ويجب القود
علمى المكمره ،بكسمر المراء ،وحمده فمي الثالثمة ،وعلمى عاقلمة المكمره -بفتحهما -نصمف الديمة،
والرابعة بعكس الثالثة .وقوله بغير حق :خرج به ما إذا أبره الممام آخمر علمى قتمل ممن اسمتحق
القتل فل شئ فيه أصل )قوله :بأن قال اقتل هذا( أي إشممارة لدمممي علمممه ،كممما علمممت ،وخممرج
بقوله هذا المشار به لمعين ما لو قال له اقتل نفسك وإل قتلتك فقتلها ،وما لو قال له اقتل زيممدا أو
عمرا فقتلهما أو أحدهما فل قصاص على المكره -بكسر الراء -لنه ليس بإكراه حقيقممة لتحمماد
المأمور به والمخوف بمه فمي الصممورة الولممى ،فكمأنه اختمار قتمل نفسمه ولتفمويض تعييممن عيمن
المقتول إلى المكره بفتح الراء في الثانية فصار له اختيار فممي القتممل ،فممالقود يكممون عليممه )قمموله:
وعلى مكره أيضا( أي ويجب القصاص أيضا على مكره ،بفتح الراء،
] [ 129
لكن بشرط علمه بأن المقتول آدمي ،كمما علممت .قمال فمي التحفمة :وقيمد البغموي وجموب
القود عليه بما إذا لم يظن أن الكراه يبيح القدام ،وإل لم يقتل جزما ،وأقره جمع لن القصمماص
يقسط بالشبهة ويتعيمن حملممه بعمد تسمليمه علممى مما إذا أمكمن خفماء ذلممك عليمه .اه .وإنممما وجمب
القصاص عليه مع أنه مكره لنه آثر نفسه بالبقاء وإن كان كاللة فهو كالمضطر الذي قتل غيره
ليأكله فإن عليه الضمان ،وقيل ل قصاص عليه لعموم خبر رفع عن أمتي الخطممأ والنسمميان وممما
اسممتكرهوا عليمه )قموله :وعلممى ممن ضمميف المخ( أي ويجممب القصماص أيضمما علممى ممن ضمميف
بمسموم ،ومثل التضييف بممه دس السممم فممي طعممام المقتممول ،وقمموله بمسممموم يقتممل غالبمما :عبممارة
التحفة :بمسموم يعلم كونه يقتل غالبا فأفادت أنه ل بد من علم المضيف بذلك فلو لممم يعلممم بممه فل
قود ،وخرج بقوله غالبا ما إذا كان يقتل ل غالبا ففيه الدية ل القود .وقوله غير مميممز :أي صممبيا
كان أو مجنونا ،وهو مفعول ضيف )قوله :فإن ضيف به( أي بالمسموم الذي يعلم أنه يقتل غالبا،
وقوله مميزا :سواء كممان بالغمما أم ل )قمموله :أو دسممه( أي السممم .وقمموله فممي طعممامه :أي المميممز.
وخرج به ما لو دسه في طعام نفسه فأكل منه من يعتاد الدخول له وقتله فإنه هدر .وقوله الغممالب
أكله منه :أي الذي يغلب أكل المميز من ذلك الطعام .قال سم :هذا القيد وقع فممي المنهمماج وغيممره
من كتب الشيخين ولمم يمذكره الكمثرون وهمو تقييممد لمحممل الخلف الممذكور حممتى يتمأتى القمول
بوجوب القصاص ،وإل فدية شبه العمد واجبة مطلقا ،سواء كممان الغممالب أكلممه منممه أو ل ،خلفمما
لما ذكره كثير من الشراح من إهداره إذا لم يكن الغالب أكله منه .نبه علممى ذلممك شمميخنا الشممهاب
الرملي .فقول الشارح التي فهدر ممنوع .اه) .قوله :فأكله جاهل( أي بأن فيه سما وخرج به ما
لو أكله عالما به ومات فإنه يكون هدرا )قوله :فشبه عمد( ل يخفممى أن هممذا ل يصممدق عليممه حممد
شبه العمد المتقدم لنه تقدم أن يكون بما ل يتلف غالبا ،إل أن يكون ذاك مخصوصا باللة وهممذا
في السبب .تأمل .ح ل .بجيرمي )قوله :فيلزمه ديته( أي دية شبه العمد )قوله :ول قود( أي على
المضيف أو الداس للسم )قوله :لتناوله الطعام باختياره( هذا هو الفممارق بينممه وبيممن غيممر المميممز
)قوله :وفي قول قصاص( أي وفي قممول يجممب قصمماص علممى المضمميف أو الممداس للسممم )قمموله:
لتغريره( أي مممن ذكممر مممن المضمميف أو الممداس :أي للتغريممر الحاصممل منممه للمميممز الكممل فهممو
كالكراه .وفرق بأن في الكراه إلجاء دون هذا )قوله :وفي قول ل شئ( أي ل قصاص ول ديممة
)قموله :تغليبما للمباشمرة( قمال فمي النهايمة :ورد بمأن محمل تغليبهما حيمث اضممحل السمبب معهما
كالممسك مع القاتل ،ول كذلك هنا .اه .وقوله كالممسك مع القاتل :يعني إذا أمسممك شممخص آخممر
فجاء آخر وقتله فالقصاص على القاتل ل على الممسك تغليبا للمباشرة )قمموله :وعلممى مممن ألقممى(
من واقعة على المميز القادر على الحركة ،ومفعممول ألقممى محممذوف .والمعنممى :يجممب القصمماص
على مميز قادر على الحركة ألقى غيره وقوله في ماء :أي جار أو راكد ،ومثل الماء النار ،ولممو
قال ،كما في المنهج ،فيما ل يمكنه التخلص منه لكان أولى ،وقوله مغرق :أي لمثله وخرج به ما
لو ألقاه في ماء غير مغرق :كماء منبسط يمكنه الخلص منممه عممادة فمكممث فيممه مضممطجعا حممتى
هلك فإنه هدر ل ضمان فيه ول كفارة لنه المهلك لنفسه ،وقوله ل يمكنه التخلممص منممه :أي مممن
الغرق فيه كلجة وقت هيجانها .وقوله بعوم :الباء سممببية متعلقممة بممالتخلص .وقمموله أو غيممره :أي
غير العوم )قوله :وإن التقمه حوت( غاية في وجوب القصاص :أي يجب القصاص على الملقممى
وإن التقم الملقى بفتح القاف حوت .وقوله ولو قبل وصوله للماء :أي ولو وقممع التقممام الحمموت لممه
قبل أن يصل الماء )قوله :فإن أمكنه تخلص( مفهوم قوله ل يمكنممه التخلممص منممه ،وقمموله ومنعممه
منه :أي التخلص بذلك ،وقوله عارض :أي بعد اللقاء ،فإن كان العممارض موجممودا عنممد اللقمماء
فالقصاص .ح ل .وقوله كموج وريممح :تمثيممل للعممارض .وقمموله فهلممك :أي الملقممى )قمموله :فشممبه
عمد( أي فالفعل المذكور وهو اللقاء شبه عمد )قوله :ففيه ديته( مفرع على كونه شبه عمممد :أي
فيلزمه في
] [ 130
هلك مممن أمكنممه التخلممص ومنعممه منممه عممارض ديممة شممبه العمممد )قمموله :وإن أمكنممه( أي
التخلص ،وقوله فتركه الخ :أي فتركه ل لعممارض بممل خوفمما أو عنممادا )قمموله :فل ديمة( أي علممى
الملقى ول كفارة عليه أيضا .قال في التحفة والنهاية :لنه الملك لنفسه ،إذ الصل عممدم الدهشممة،
ومن ثم لزمته الكفارة .اه .وقوله لزمته :أي لزمت من أمكنه التخلص وتركه الكفارة لقتله نفسممه.
اه .ع ش) .قوله :فرع( الولى فرعان لنه ذكرهما الول قوله لو أمسممكه الممخ ،الثمماني قمموله ول
قصاص الخ) .قوله :لو أمسكه شخص الخ( مثله ما لو ألقاه من مكان عال فتلقاه آخر بسيف وقده
نصفين أو حفر بئرا فرداه فيها آخر ،فالقصاص على القاد والمردي )قمموله :ولممو للقتممل( أي ولممو
كان إمساكه لجل قتله والغاية للرد على المام مالك رضي ال عنه القممائل أنممه إذا أمسممكه للقتممل
يكممون القصمماص عليهممما لنممه شممريك .اه .بجيرمممي وقمموله فالقصمماص علممى القاتممل :أي الهممل
للضمان أما غير الهل كمجنون أو سبع ضار أو حية فل أثر له لنه كاللة والقود على الممسك
)قوله :ول قصاص على من أكره( من واقعة على المكره -بكسر الراء -والفعل مبني للمعلمموم،
ومفعوله محذوف :أي على الذي أكره غيره ،وقوله على صعود شممجرة ،أي أو علممى نممزول بئر
)قوله :فزلق( أي فصعد الشجرة فزلق وفي المصباح زلقت القممدم زلقمما مممن بمماب تعممب لممم تثبممت
حتى سقطت .اه )قوله :بل هو( أي إكراهه على صعود الشجرة شبه عمد لنه ل يقصد به القتممل
غالبا ،وقيل هو عمد فيجب القصاص لتسببه في قتله فأشبه ما لممو رممماه بسممهم )قمموله :إن كممانت(
أي الشجرة ،وهو قيد لكونه شبه عمد ،وقوله مما يزلق أي من الشجر الذي يزلق على مثلهمما فممي
الغممالب ،وقممال سممم :المعتمممد أنممه شممبه عمممد وإن لممم تزلممق غالبمما والتقييممد بممالزلق غالبمما لجممل
الضعيف ،وهو أن ذلك عمد .م ر .اه )قوله :وإل فخطأ( أي وإن لم تكن مما يزلممق علممى مثلهمما،
فهو خطأ ،وسيأتي بيان ما يترتب على الخطأ وشبه العمد )قوله :وعدم قصد أحدهما( أي أو عدم
قصدهما معا :أي الفعل وعين الشخص والمثال الول من مثاليه يصلح له )قمموله :بممأن لممم يقصممد
الفعل الخ( تصوير لعدم قصد أحدهما .واعلم :أنه يلزم من عدم قصد الفعل عدم قصممد الشممخص،
إذ يستحيل فقد قصد الفعل دون فقد قصد الشخص وإن كانت عبارته تفيد خلفه )قوله :كأن زلممق
الخ( تمثيل لعدم قصد الفعل )قوله :أو قصده( أي الفعل فقط ولم يقصد الشخص )قوله :كأن رمى
الخ( تمثيل لقصد الفعل فقط ،ومثله من رمى زيدا فأخطأ السهم وأصمماب عمممرا ،أو رمممى إنسممانا
ظنه شجرة فبان إنسانا فهو خطأ في الصورتين لنه لممم يقصممد عيممن الشممخص المصمماب ،وقمموله
لهدف :هو الغرض الذي يرمي إليه ،ويسمى بالنيشان .قال في المصباح :الهدف بفتحتين كل شئ
عظيم مرتفع ،ويطلق أيضا على الغرض .اه )قوله :فخطأ( الولى حممذف الفمماء كممما حممذفها مممن
سابقه لنه خبر ،وهو ل تدخل عليه الفاء إل بشروط مفقودة هنا )قوله :ولو وجممد بشممخص الممخ(
شروع في بيان حكم الجناية من اثنين ،وقد ترجم له في المنهاج بفصممل مسممتقل )قمموله :أي حممال
كونهما الخ( أفاد أن متعلقمة بمحمذوف حمال ممن شخصمين ،وفيمه مجمئ الحمال ممن النكمرة وهمو
ضعيف ،وأفاد أيضا أنها تدل على التحاد في الزمن وفيه خلف فجوزه ثعلب ومن تبعه ومنعممه
ابن مالك محتجا بقول إمامنا رضي ال عنه في أن من قال لزوجتيه إن ولدتما معا فأنتما طالقممان
أنه ل يشترط في وقوع الطلق القتران بالزمن ،وبعضهم حمل قول ابممن مالممك علممى ممما إذا لممم
توجد قرينة فإن وجدت دلت على القتران في الزمان والقرينة هنا قد وجدت وهممي قمموله بعممد أو
وجدا به مرتبا ،وقوله بأن تقارنا في الصابة :أي وإن لم يتقارنا في ابتداء الرمي )قمموله :فعلن(
نائب فاعل وجد ،وقوله مزهقان للروح :أي مخرجان لها )قموله :مممذففان( بكسمر الفماء المشممددة.
وقوله :أي مسرعان تفسير لمذففان ،إذ التذفيف السراع )قوله :كجز
] [ 131
للرقبة( أي صادر من أحدهما ،وقوله وقد للجثة :أي صادر من الخممر لكممن الفعلن وقعمما
معا )قوله :أول( أي أو لم يوجد منهما فعلن مذففان فقول الشارح أي غير مممذففين :حممل معنممى،
ولو عبر بما عبرت به لكان أولى )قوله :كقطع عضمموين( أي اشممتركا فيهممما أو قطممع كممل واحممد
عضوا في آن واحد )قوله :أي جرحين( التفسير ل يصلح هنا ،فلعله حصل تحريممف فممي النسمماخ
بإبدال أو بأي ،وعبارة التحفممة :أو جرحيممن أو جممرح مممن واحممد .اه .وهممي ظمماهرة ،والمممراد أو
جرحا جرحين بأن اشتركا فيهما أو جرح كل واحد جرحا في بدنه ،ويشممترط فممي ذلممك أن يكممون
كل واحد لو انفرد لقتل )قوله :أو جرح من واحد وعشرة مثل من آخر( لكن يشترط ممما مممر أنممه
لو انفرد جرح الواحد لقتل ،وكذا لو انفممردت الجممراح العشممرة لقتلممت )قموله :فقمماتلن( أي فهممما
قاتلن ،فهو خبر لمبتدأ محذوف ،والجملة جواب ولو وجد )قوله :فيقتلن( أي بشروط القصاص
التية )قوله :إذ رب جرح الخ( علة لكن بالنسبة للصورة الخيرة :أعني قوله أو جرح من واحممد
وعشرة من آخر كما هو ظاهر .وقوله له نكايممة :أي تممأثير )قمموله :فممإن ذفممف الممخ( مفهمموم قمموله
مذففان ،وقوله :أحدهما :أي الفعلين .وقوله فقط :أي دون الفعل الخر )قوله :فهو( أي الذي ذفف
فعله ،فالضمير يعود على معلوم وقوله فل يقتل الخر :أي الذي لم يذفف فعله )قوله :وإن شككنا
في تذفيف جرحه( أي الخر الذي لم نوجب قتله والملئم إبدال جرحه بفعله :إذ هو أعممم يصممدق
بالجرح وبقطع العضو ،والغاية المذكورة لعدم قتممل الخممر )قمموله :لن الصممل عممدمه( أي عممدم
تذفيف جرحه ،وهو تعليل لمحذوف :أي وإنما لم نقتله إذا شككنا فممي تممذفيف جرحممه لن الصممل
عدمه )قوله :والقمود ل يجممب بالشمك( أي ممع سممقوطه بالشممبهة .اه .نهايمة )قموله :أو وجممدا( أي
الفعلن .وقوله به :أي بالشخص المقتول ،وقمموله مرتبمما :أي بممأن لممم يقترنمما فممي الصممابة ،وهممو
مفهوم قوله معا )قوله :فالقاتل الول( جملة مركبمة ممن مبتمدأ وخمبر :أي فالقاتمل همو الول ،أي
الذي جرحه أول أو قطع عضوه أول )قوله :إن أنهمماه( أي أوصممله بجنممايته إلممى حركممة مممذبوح،
وحينئذ يعطى حكم الموات ،وهذا قيد لكون القاتل همو الول )قمموله :بمأن لممم يبمق المخ( تصموير
لنهائه :أي وصوله إلى حركة المذبوح :أي ويتصور وصوله إلى حركة مذبوح بممما إذا لممم يبممق
فيه بسبب الجرح إدراك وإبصار ونطق وحركة ،وقوله اختياريات :صفة للربعة قبله .قممال فممي
التحفة :وأفهم التقييد بالختيار أنه ل أثر لبقاء الضطرار فهو معه في حكم الموات ومنه ما لممو
قد بطنه وخرج بعض أحشائه عن محله خروجا يقطع بموته معه فممإنه وإن تكلممم بمنتظممم كطلممب
من وقع له ذلك ماء فشربه ،ثم قال :هكذا يفعل بالجيران ليس عن رؤية واختيار فلم يمنممع الحكممم
عليه بالموت ،بخلف ما لو بقيت أحشاؤه كلها بمحلها فإنه في حكمم الحيماء لنمه قممد يعيممش مممع
ذلك كما هو مشاهد حتى فيمن خرق بعض أمعائه لن بعض المهرة فعل فيه ما كان سمببا للحيماة
مدة بعد ذلك .اه .وفي المغني ما نصه :وإن شك في وصوله إلى حركممة ممذبوح رجممع إلممى أهمل
الخبرة ،كما قال الرافعي ،أي وعمل بقول عدلين منهم وحالة المذبوح تسمممى حمماله اليممأس وهممي
التي ل يصح فيها إسلم ول ردة ول شمئ ممن التصممرفات وينتقمل فيهمما مماله لمورثته الحاصملين
حينئذ ل لمن حدث ولو مات له قريب لم يرثه .اه )قوله :ويعزر الثاني( أي لهتكه حرمممة الميممت
)قوله :وإن جنى الثاني قبل إنهاء الول إليها( أي إلى حركة المذبوح) ،قوله :وذفف( أي الثمماني:
أي جرحه )قوله :كحز به( الباء بمعنمى اللم أي كحمز صمادر منمه لمه :أي للمقتمول ويحتممل أن
تكون الباء بمعنى من والضمير يعود على الثاني ،وقوله بعمد جمرح :همو بفتمح الجيمم لنمه مثمال
للفعل وهو مصدر .أما الثر الحاصل بالجرح فهو جرح بالضم .اه .ع ش )قوله :فالقاتل الثاني(
أي فعليه القصاص لن الجرح الصادر من الول إنما يقتمل بالسمراية وحمز الرقبمة الصمادر ممن
الثاني إنما يقطع أثرها ،ول فرق بين أن يتوقع البرء من الجراحة السابقة أو يتيقن
] [ 132
الهلك بها بعد يوم أو أيام لن له في الحال حياة مستقرة وقد عهممد عمممر فممي هممذه الحالممة
وعمل بعهده ووصاياه .اه .مغني .ببعض زيادة )قمموله :وعلممى الول( أي ويجممب علممى الجممارح
الول ،وقوله قصاص العضو :أي إن كان عمدا ،وقموله أو مممال :أي إن كمان غيمر عمممد )قموله:
بحسب الحال( أي من عمد أو ضده على التوزيع المار )قوله :وإن لم يذفف الثاني( أي لم يسرع
جرحه في الهلك ،وهذا مفهوم قوله وذفف أي الثمماني .وقمموله أيضمما :أي كممالول )قمموله :ومممات
المجني( أي عليه .وقوله بالجنايتين :أي الواقعتين من الول ومن الثاني مع عدم تذفيفهما )قمموله:
كأن قطع الخ( تمثيل للجنمايتين اللمتين لمم تمذففا )قموله :فقماتلن( خمبر لمبتمدأ محمذوف :أي فهمما
قاتلن فيقتص منهما معا )قوله :لوجود السراية( علة لثبوت كونهما قاتلين بالجنايتين الصممادرتين
منهما ،وقوله منهما :أي من الجنممايتين .قممال فممي المغنممي بعممد العلممة المممذكورة :ول يقممال إن أثممر
القطع الثاني أزال أثر القطع الول .اه )قوله :لممو انممدملت الجراحممة( أي بممرئت .قممال المصممباح:
اندمل الجرح تراجع إلى البرء .اه )قوله :فإن قال الخ( جممواب لممو )قمموله :إنهمما( أي الحمممى مممن
الجرح )قوله :فالقود( أي يلزم الجارح )قوله :وإل فل ضمان( أي وإن لم يقل عدل طب أنها من
الجرح فل ضمان :أي فل يلزمه شئ ل قصمماص ول غيممره مممن حيممث الهلك ،وأممما مممن حيممث
الجرح فيلمزم منممه مما ترتممب عليمه )قموله :وشممرط المخ( شممروع فممي بيممان شمروط الخمذ الخمذ
بالقصاص المتعلقة بالقتل وبالقتيل وبالقاتل ،وكان الولى أن يذكر أول أركان القود ثممم يممذكر ممما
يتعلق بكل من الشروط كما صنع في المنهج وعبارته :أركان القود في النفس ثلثة :قتيممل وقاتممل
وقتل ،وشرط فيه أي في القتل ما مرأي من كونه عمدا ظلما ،وفي القتيل عصمة ثم قال :وشممرط
في القاتل أمران :التزام للحكام ومكافمأة حمال جنايمة .اه) .قموله :أي للقصماص فمي النفمس( أي
لخذ القصاص بالنسبة للنفس .وقوله في القتل :متعلق بشممرط )قمموله :كممونه( أي القتممل) ،وقمموله:
عمدا ظلما( خبران عن الكون ممن جهمة النقصممان ،وقمد تقممدم أن الممراد بكمونه ظلمما ممن حيممث
التلف )قوله :فل قممود فممي الخطممأ( أي لقموله تعمالى) * :وممن قتممل مؤمنمما خطمأ فتحريممر رقبممة
مؤمنة( * وهو وما بعده مفهوم قوله عمدا) .وقوله :وغير الظلم( مفهوم قمموله ظلممما )قمموله :وفممي
قتيل عصمة( أي وشرط في قتيل وجود عصمة ،قال في التحفة :من أول أجزاء الجناية كممالرمي
إلى الزهوق .اه )قوله :بإيمان( أي مع عدم نحو صيال وقطع طريق للخبر الصحيح فممإذا قالوهمما
عصموا مني دماءهم وأموالهم إل بحقها )قوله :أو أمان يحقن دمه( أي يحفظه )قمموله :بعقممد ذمممة
أو عهد( أي أو أمان مجرد ولو من الحاد :كأن يقول شخص أنت تحت أممماني أو ضممرب الممرق
عليه لنه يصير مال للمسلمين ومالهم في أمممان ،ولمو قمال كعقمد ،بكماف التمثيممل ،لشممل الممان
جميع ذلك ودليل أن عقد الذمة أي الجزية يحقن الدم قوله تعالى) * :قاتلوا الذين ل يؤمنممون بممال
ول باليوم الخر ،ول يحرمون ما حرم ال ورسوله ،ول يدينون الحممق مممن المذين أوتمموا الكتماب
حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون( * ودليل الثاني والثالث قوله تعالى) * :وإن أحممد مممن
المشركين استجارك فأجره( * )قوله :فيهدر الحربي الخ( أي لعدم العصمممة فممي الجميممع ،ولقمموله
تعالى) * :فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم( * ،وقوله والمرتد :أي ويهدر المرتد لخبر من بدل
دينه فاقتلوه والمراد يهدر في حق معصوم ،ل على مثله ،كما يستفاد مما يأتي ،والفرق بينه وبين
الحربي ،حيث أهدر مطلقا ،أن المرتد ملتزم للحكام فعصم على مثله،
) (1سورة النساء ،الية (2) .92 :سورة التوبة ،الية (3) .29 :سورة التوبة ،الية (4) .6 :سورة التوبة ،الية.5 :
] [ 133
ول كذلك الحربي )قوله :وزان محصن( أي ويهدر زان محصن .وقوله قتله مسلم :خممرج
به ما لو قتله غير المسلم كذمي غير حربي أو مرتد فإنه يقتل به ،أما الحربي ،فل يقتل بممه ،كممما
سيأتي ،قال في التحفة مع الصل :والزاني المحصن إن قتله ذمي ،والمراد بممه غيممر الحربممي أو
مرتد قتل به :إذ ل تسليط لهما على المسلم ول حق لهما في الواجب عليه .اه .وقمموله :ليممس :أي
القاتل المسلم .وقوله زانيا محصنا :أي أو نحوه من كل مهمدر ،كمما سميذكره )قموله :سمواء المخ(
تعميم في إهدار الزاني المحصن .وقمموله ببينممة :هممي فممي الزنمما أربعممة شممهود )قمموله :أم بممإقرار(
معطوف على بينة أي أم ثبت زناه بإقراره بأنه زنى ،وقوله لم يرجع عنممه :أي عممن إقممراره فممإن
رجع عنه قتل قاتله إن علم برجوعه ،كما في التحفة )قوله :الزاني المحصن( فاعل خرج )قمموله:
فيقتل( أي الزاني المحصن ،وقوله به :أي بقتله للزانممي المحصممن الممذي هممو مثلممه )قمموله :ممما لممم
يأمره المام بقتله( قيد في قوله به ،وخرج به ما لو أمره بممه فل يقتممل بممه ،بممل ول ضمممان عليممه
)قوله :قوله :ويظهر أن يلحق بالزاني المحصن( أي القاتل لمثله ،وقوله في ذلك :أي كممونه يقتممل
إذا قتل مثله )قوله :كل مهدر( نائب فاعل يلحق )قوله :كتارك صلة( أي كسل بعد أمر المام له
بها وامتناعه منها ،وإل فهو معصوم ،ول عبرة بأمر غيممر المممام )قمموله :وقمماطع طريممق متحتممم
قتله( أي بأن قتل في الطريق من يكافئه )قمموله :والحاصممل أن المهممدر معصمموم الممخ( أي بشممرط
المكافأة فيما سيأتي فل يرد عليه ما إذا كان القتيل مرتدا والقاتممل مسمملما زانيمما محصممنا أو قمماطع
طريق فإنه سيذكر أن المسلم ولو مهدرا بنحو زنا ل يقتل بكافر لعدم التكافؤ بينهما فممي السمملم.
وقوله في الهدار متعلق بمثلممه :أي مثلممه فممي مطلممق الهممدار )قمموله :وإن اختلفمما( أي المهممدران
وقوله في سببه :أي الهدار أي كتارك صلة قتل زانيما محصممنا )قموله :ويمد السممارق( بالنصمب
عطف على المهدر :أي وأن يد السارق وقوله مهدرة إل على مثله :أي على سارق مثله فإنهمما ل
تكون مهدرة عليه فيطالب بها إذا جنى عليها )قوله :سواء المسروق منه وغيره( أي سممواء كممان
ذلك المثل الذي ل تهدر يد السارق بالنسبة إليه من سرق منه وغيه )قمموله :ومممن عليممه قصمماص
الخ( أي ومن وجب عله قصاص كائن كغيره ممن ليس عليه ذلك في العصمممة ،وقمموله فممي حممق
غير المستحق :متعلق بممما تعلممق بممه الخممبر ،أممما فممي حممق المسممتحق فليممس همو كغيممره فلممو قتلممه
المستحق ل يقتل ولو بغير أمر المام )قموله :فيقتمل قماتله( أي ممن عليمه قصماص إذا كمان غيمر
المستحق )قوله :ول قصاص على حربي( أي ول دية أيضا إذا قل غيره في حال حرابته )قمموله:
وإن عصم بعد( أي بعد جنايته بإسلم أو عقد ذمة .وقمموله لعممدم الممتزامه :أي للحكممام وهمو علمة
لكونه ل قصاص عليه لو قتل )قوله :ولما تواتر الخ( علة ثانية لكممون الحربممي ل قصمماص عليممه
أيضا )قوله :من عدم الفادة( بيان لما :أي من عدم أخذ القممود ممممن أسمملم )قمموله :كوحشممي قاتممل
حمزة( أي فإنه عليه الصلة والسلم لم يقتله لنه قتل في حال حرابته .نعم :قال له عليه السمملم:
إن استطعت أن تغيب عنا وجهك فافعل لنه عليه الصلة والسلم حزن على عمه حزنمما شممديدا،
وقد استشهد في أحد رضي ال عنه )قوله :بخلف الذمي( مثله المرتد للتزامه الحكام ،كما مممر
)قوله :فعليه القود( أي القصمماص إذا قتممل غيممره للممتزامه للحكممام وقمموله وإن أسمملم :أي الممذمي
فالقود يبقى عليه إذ السلم يثبته ول يرفعه )قمموله :وشممرط فممي قاتممل تكليممف( أي وعممدم حرابممة
أيضا لما تقدم تقريبا أن الحربي ل قود عليه وكان عليه أن يزيد ما ذكر ويؤخر قوله المتقممدم ول
قصاص على حربي الخ عنه
] [ 134
)قوله :فل يقتل صبي ول مجنممون( أي لعممدم تكليفهممما ،وقمموله حممال القتممل :هممو منصمموب
بإسقاط الخافض متعلق بكل ممن صمبي ومجنمون )قموله :والممذهب وجموبه( أي القمود .قممال فممي
النهاية :وفي قول ل وجوب عليه كالمجنون أخذا مما مر في الطلق في تصرفه .اه )قوله :على
السكران المتعدي( مثله كل من تعدى بإزالة عقله )قوله :فل قود الخ( مفهوم قوله المتعممدي الممخ.
وقوله على غير متعد به .أي بتناول المسكر كأن أكره على شرب مسكر أو شرب ممما ظنممه دواء
أو ماء فإذا هو مسكر .قال ع ش :ويصدق في ذلك وإن قمامت قرينمة علمى كمذبه للشمبهة فيسمقط
القصاص عنه وتجب الدية .اه )قوله :ولو قال كنت وقت القتل صبيا الخ( قال في الممروض :وإن
قممامت بينتممان بجنممونه وعقلممه تعارضممتا .اه .قممال سممم :وينبغممي أن يجممري ذلممك إذا قامتمما بصممباه
وبلوغه .اه .ولو قال أنا صبي الن وأمكن صدق من غير حلف لن التحليف لثبات صممباه ولممو
ثبت لبطلت يمينه ففي تحليفه إبطال لتحليفه ،وقوله وأمكن صباه فيه :أي في وقت القتممل .وخممرج
بقوله وأمكن صباه ما إذا لم يمكن صباه بأن كان عمره نحو عشممرين سممنة مثل وكممان القتممل مممن
قبل بسنة مثل )قوله :أو مجنونا( أي أو قال كنت وقت القتممل مجنونمما ،وقمموله وعهممد جنممونه :أي
ولو مرة ولو متقطعا ،وهو قيد خرج به ما إذا لم يعهد جنونه فل يصدق )قوله :فيصممدق بيمينممه(
جواب لو ،والضمير يعود على المذكور من مدعي الصبا والجنون .وفي التحفممة ممما نصممه :ولممو
اتفقا على زوال عقله وادعى الجنون والولي المسكر صدق القاتل بيمينه ،ومثله ،كما هممو ظمماهر
ما لو قال زال بما لم أتعد به وقال الولي بل بما تعديت به .اه )قوله :ومكافأة( معطوف على تكلي
ف :أي وشرط مكافأة )قوله :أي مساواة( أي من المقتول لقاتله ،وقوله حال جناية :أي فل عممبرة
بما حدث بعدها ،فلو قتل مسلم كافرا ل يقتل به ولو ارتد المسلم بعد لعمدم المسماواة حمال الجنايمة
)قوله :بأن ل يفضل( فاعله يعممود علممى القاتممل ،وقمموله قممتيله :مفعمموله ،والبمماء لتصمموير المكافممأة
)قوله :بإسلم الخ( الحسن تعلقه بيفضل المنفي :أي بأن ل يفضل القاتل على قتيله بإسمملم ،فممإن
فضل عليه به ل يقتل ول يفضل عليه بحرية ،فإن فضل عليممه بهمما ل يقتممل بممه ول يفضممل عليممه
بأصالة ،فإن فضل عليه بها بأن يكممون القاتممل أصممل والمقتممول فرعمما فل يقتممل ول يفضممل عليممه
بسيادة ،فإن فضل عليه بها بأن يكون القاتل سيدا والمقتول عبده فل يقتل به )قوله :فل يقتل مسلم
الخ( هذا مفهوم قوله بإسلم ،وإنما لم يقتل المسلم بالكافر لخبر البخاري أل ل يقتممل مسمملم بكممافر
وقوله بكافر :أي ولو ذميا ،خلفا للممام أبمي حنيفمة رضممي الم عنمه حيممث قمال :ويقتمل المسمملم
بالذمي .ووافق المام الشافعي رضي ال عنه على عدم قتل المسمملم بالكممافر مطلقمما المممام مالممك
والمام أحمد وإسحاق رضي ال عنهم .وحكي :أنه رفع إلى أبي يوسف مسمملم قتممل كممافرا فحكممم
عليه بالقود فأتاه رجل برقعة ألقاها إليه من شاعر يكنى أبا المضرح وفيها هذه البيات :يمما قاتممل
المسلم بالكافر جرت ،وما العادل كالجائر يا من ببغداد وأطرافها من فقهاء الناس أو شاعر جممار
على الدين أبو يوسف بقتله المسمملم بالكمافر فاسمترجعوا وابكموا علمى دينكمم واصمطبروا فممالجر
للصابر فأخذ أبو يوسف الرقعة ودخل بها إلى هارون الرشيد فأخبره بالحممال وقممرأ عليممه الرقعممة
فقال له الرشيد تدارك هذا المر بحيلة لئل يكممون منممه فتنممة ،فخممرج أبممو يوسممف وطممالب أوليمماء
المقتول بالبينة على صحة الذمة وأداء الجزية فلم يأتوا بها ،فأسقط القود وحكممم بالديممة ،وهممذا إذا
كان مفضيا إلى استنكار النفوس وانتشار الفتن كان العدول عنه أحق وأصوب .واعلمم :أنمه يقتمل
الذمي أو المعاهد أو المرتد بمثله ولو أسلم القاتل بعد للمكافأة حال الجناية ،ويقتل من ذكر
] [ 135
بالمسلم أيضا لنه إذا قتل بمثله فيمن فوقه أولى )قوله :ول حر بمن فيه رق( هممذا مفهمموم
قول أو حرية :أي ول يقتل حر بمن فيه رق لقوله تعالى) * :الحر بالحر والعبد بالعبد( * ولخممبر
ل يقتل حر بعبد رواه الدارقطني .وحكممى الرويمماني أن بعمض فقهمماء خراسممان سممئل فممي مجلممس
أميرها عن قتل الحر بالعبد فقال :أقدم حكاية قبل ذلك :كنت في أيام فقهي ببغممداد قائممما ذات ليلممة
على شاطئ نهر الدجلمة إذ سمممعت غلممما يمترنم ويقمول :خمذوا بمدمي هممذا الغمزال فمإنه رمماني
بسهمي مقلتيه على عمد ول تقتلوه إنني أنما عبمده ولمم أر حمرا قمط يقتمل بالعبمد فقمال لمه الميمر
حسبك فقد أغنيت عن الدليل ،وقوله خممذوا بممدمي :أي بممدله وهممو الديممة لئل ينممافي قمموله بعممد ول
تقتلوه .واعلم :أنه يقتل بالرقيق مطلقا سواء استويا كقنين ومكمماتبين أم ل :كممأن كممان أحممدهما قنمما
والخر مدبرا أم مكاتبا أم أم ولد .نعم ل يقتممل مكماتب بقنمه وإن سماواه رقما أو كممان أصمله علمى
المعتمد لتمييزه عليه بسيادته ،والفضائل ل يقابل بعضها ببعممض )قمموله :ول أصممل بفرعممه( هممذا
مفهوم قوله أو أصالة :أي ول يقتل أصل بقتل فرعه ،وإن نزل لخبر :ل يقاد للبن من أبيه رواه
الحاكم وصححه .وبقية الصول كالب وبقية الفروع كالبن والمعنى فيممه أن الصممل كممان سممببا
في وجود الفرع فل يكون الفرع سببا في عدمه ،وكما ل يقتل الصل إذا قتل فرعه كذلك ل يقتل
إذا قتل عتيق الفرع أو أمه أو زوجته ونحوهم من كل ما للفرع فيه حق لنه إذا لم يقتممل بجنممايته
على الفرع نفسه فلن ل يقتل بجنايته على من له في قتله حممق أولممى .واعلممم :أنممه أسممقط مفهمموم
قوله أو سيادة فكان عليه أن يزيده بممأن يقممول ول سمميد برقيقممه )قمموله :ويقتممل الفممرع بأصممله( أي
بشرط المكافأة في السلم والحرية ويستثنى المكاتب إذا قتل أباه وهو يملكممه بممأن اشممتراه أسمميرا
فإنه ل يعتق عليه فل يقتل به كما مر ويقتمل المحممارم بعضممهم ببعمض إذ ل تميمز )قموله :ويقتمل
جمع بواحد( أي بقتلهم واحدا لكن بشرط وجود المكافأة ويجب على كل واحد كفارة )قمموله :كممأن
جرحمموه جراحممات( أي كممأن جممرح الجمممع واحممدا جراحممات بمحممدد أو بمثقممل .وقمموله لهمما :أي
للجراحات ،وقوله دخل في الزهوق :أي خروج الروح ،وأفاد بهممذا أنممه ل يشمترط أن تكمون كمل
واحدة من الجراحات تقتل غالبا لو انفردت بل الشرط أن يكون لها دخل في الزهوق .وخرج بممه
ما لو لم يكن لها دخل في الزهوق بأن كانت خفيفة بحيث ل تممؤثر فممي القتممل فل اعتبممار بهمما ول
شئ على صاحبها )قوله :وإن فحممش بعضممها( أي الجراحممات ،وهممو غايممة فممي الجراحممات الممتي
توجب القتل للجمع ،وقوله أو تفاوتوا في عددها :أي كأن صدر من واحممد جراحممة واحممدة ،ومممن
آخر أكثر وهكذا ،وهو غاية أيضا فيما ذكر )قوله :وإن لم يتواطأوا( أي يتوافقمموا علممى قتلممه بممأن
جرح كل واحد منهم اتفاقا )قوله :وكأن ألقوه( معطوف على قوله كأن جرحوه .قممال فممي التحفمة:
وكأن ضربوه ضربات وكل قاتلة لو انفردت أو غير قاتلة وتواطأوا اه .وقمموله وتوطممأوا :راجممع
لغير القاتلة وإنما لم يعتبروا التواطؤ في الجراحات مطلقا لنها ل يقصد بها الهلك غالبا )قمموله:
لما روى الشافعي الخ( علة لكون الجمع يقتلون بواحد :أي ولنه لو لم يجب عليه الشتراك لكان
كل من أراد قتل شخص استعان بغيره واتخذ الناس ذلك ذريعممة لسممفك الممدماء فمموجب القصمماص
عند الشتراك لحقن الدماء )قوله :غيلة( بكسر المعجمة وهي أن يخدع ويقتل في موضع ل يممراه
فيه أحد ،وقوله أي خديعة :تفسير لها ،وقوله بموضع خال :متعلق بقتلوا )قوله :وقممال( أي سمميدنا
عمر .وقوله ولو تمال :أي اجتمع ،وقوله أهل
] [ 136
صنعاء :إنما خصهم لن القاتلين كانوا منهم .بجيرمي )قوله :ولم ينكر عليه( أي ولم ينكر
أحد من الصحابة على سيدنا عمر )قمموله :فصممار( أي الحكممم بقتممل جمممع بواحممد إجماعمما )قمموله:
وللولي العفو عن بعضهم( أي وقتل الباقين ،وقوله على حصته من الدية :أي على أخذ ما يخص
ذلك البعض من الدية )قوله :باعتبار عدد الرؤوس( أي فلممو كممانوا عشممرة مثل وعفمما عممن واحممد
منهم أخذ عشر الدية لنه هو الذي يخصه لممو وزعممت الديممة عليهممم )قمموله :دون الجراحممات( أي
دون اعتبار الجراحات ،وإنما لم تعتبر لن تأثيرها ل ينضبط بل قممد تزيممد نكايممة الجممرح الواحممد
على جراحات كثيرة .هذا في صورة الجراحات ،وأما في صورة الضربات فممالمعتبر عممددها ،ل
عدد الرؤوس ،فلو كانوا ثلثة وضرب واحد ضربة وواحممد ضممربتين وواحممد ثلثمما فعلممى الول
سدس الدية وعلى الثاني ثلثها وعلممى الثممالث نصممفها لن مجممموع الضممربات سممت فتمموزع الديممة
عليهم بنسبة ما لكل من الضربات إلى المجموع .قال في التحفة :وفممارقت الضممربات الجراحممات
بأن تلقى ظاهر البدن فل يعظم فيها التفاوت ،بخلف هذه .اه )قوله :ومن قتل جمعا مرتبمما قتممل
بممأولهم( بممأن قتلهممم دفعممة واحممدة قتممل بواحممد منهممم بالقرعممة وللبمماقين الممديات مممن تركتممه لتعممذر
القصاص ،ولو قتله غير الول في الولى وغير من خرجت قرعته في الثانية عصى ووقع قتلممه
قصاصا وللباقين الديات .قال في النهاية :ولو قتله أولياء القتلى جميعمما وقممع القتممل عنهممم موزعمما
عليهم فيرجع كل منهم إلى ما يقتضيه التويع من الدية ،فإن كممانوا ثلثممة حصممل لكممل منهممم ثلث
حقه وله ثلثا الدية .اه )قوله :لو تصارعا( أي طرح كممل صمماحبه علممى الرض بشممدة فتولممد مممن
ذلك قتل أو كسر عضو .قال في القاموس :الصرع والطرح على الرض .اه )قوله :ضمن بقود
أو دية( أي بحسب الحال من عمد أو غيره )قوله :كل الخ( فاعمل ضمممن .وقموله منهممما :أي ممن
المتصارعين وقوله ما تولد :مفعول ضمن .وقوله من الصراعة متعلق بتولد :أي يضمن كممل ممما
نشأ في الخر من الصراعة ،فإذا مات كل منهما أخذت دية كل من تركة الخممر )قمموله :لن كل
الخ( تعليل للضمان ،وقوله لم يأذن :أي للخر ،وقوله فيما يؤدي :أي في التصممارع الممذي يممؤدي
إلى نحو قتل ،وقوله أو تلف عضو :معطوف على نحمو مممن عطمف الخمماص علممى العممام )قموله:
ويظهر أنه ل أثر الخ( أي ل عبرة بما جرت به العادة من عدم المطالبة فيما تولد مممن الصممراعة
)قوله :بل ل بد في انتفائها( أي المطالبة ،وقوله من صريح الذن :أي بأن يقول كل واحد للخر
صارعني وأذنت لك في كل ما تقدر عليه مما يؤدي إلى قتلي أو شجي أو نحمو ذلممك ،فمإنه حينئذ
ل ضمان على كل مما تولد في الخر بالصراعة )قوله :تنبيه( أي فيما يوجب القصاص في غير
النفس مما يأتي )قوله :يجب قصاص في أعضاء( أي أطممراف وهممي خمسممة عشممر :أذن ،عيممن،
جفن ،أنف ،شفة ،لسان ،سن ،لحى ،يد ،رجل ،حلمة ،ذكر ،أليممان ،أنثيممان ،شممفران ،وكممما يجممب
القصاص في الطراف كذلك يجب في إزالممة ممما ضممبط مممن المعمماني وهممو سممتة :بصممر ،سمممع،
بطش ،ذوق ،شم ،كلم .أما مال يضبط منها كالنطق ،والصوت ،والمضممغ ،والبطممش ،والمشممي،
وقوة الحبال ،والمناء ،والجماع ،والعقل فل قود فيه ويجب أيضا في الموضممحة مممن الجممروح،
وهي الجراحة التي تصل إلى العظم بعد خرق الجلدة التي عليه وإن لم ير العظم لصممغر الجممرح
كغرز إبرة وصلت إليه دون غيرها منها :كالحارصة وهي ما شق الجلد قليل ،والدامية هي التي
تشقه وتدميه ،والباضعة هي التي تقطع اللحم بعد الجلد ،والمتلحمة وهي التي تغوص في اللحممم
ول تبلغ الجلدة التي بينه وبين العظم ،والهاشمة وهي التي تكسر العظم ،والمنقلة وهي التي تنقله
من محله إلى محل آخر .وإنما وجب في الموضحة دون غيرهمما لتيسممر ضممبطها واسممتيفاء مثلهمما
بأن يقاس مثلها طول وعرضا من عضو
] [ 137
الشاج ،ويوضح بالموسى ونحوه بخلف البقية )قوله :حيث أمكن من غير ظلم( أي حيمث
أمكن القصاص من غير تعد إلى ما ل يستحق ،وذلك بأن يكون العضممو الممذي قطعممه الجمماني لممه
مفصل وقطعه من المفصل كمرفق وكوع ومفصل القدم والركبة أو لممم يكممن لممه مفصممل لكممن لممه
نهايات مضبوطة كالعين والذن والجفن والمارن والشممفة واللسممان والممذكر والنممثيين ،أممما ممما ل
يمكن القصاص فيه من غير ظلم فل قصاص فيه ككسممر العظممام لعممدم الوثمموق بالمماثلممة لنممه ل
ينضبط .نعم :إن أمكن في كسر السن بقول أهممل الخممبرة وجممب كممأن يكممون أصممل الجنايممة بنحممو
منشار أو مبرد فتنشر سن الجاني كذلك )قوله :كيد الخ( تمثيممل للعضمماء الممتي يمكممن القصمماص
فيهمما مممن غيممر تعممد )قمموله :وأنممثيين( أي بيضممتين ويشممترط لوجمموب القصمماص فيهممما قطعهممما
بجلدتيهما ،بخلف قطعهممما دون جلممدتيهما بممأن سمملهما منهممما مممع بقائهممما فل قممود فيهممما لتعممذر
النضباط حينئذ )قوله :وهو( أي المارن .ما لن من النف )قوله :ويشترط القصمماص الطممرف(
بفتح الراء ،وأما بسكونها فجفن العين .وقوله والجممرح :فيممه أنممه لممم يممذكر قصمماص الجممرح فيممما
تقدم ،فكان الولى القتصار على الول ،وقوله ما شرط للنفممس :أي لقصمماص النفممس :أي فيقممال
هنا يشترط في قطع الطرف أن يكون عمدا وظلما ويشترط في المقطوع منممه عصمممة ،ويشممترط
في القاطع تكليف ومكافأة بما سبق .والحاصل :كل مممن ل يقتممل بشممخص ل يقطممع بقطممع طممرف
ذلك الشخص ،فل يقطع الصبي والمجنممون بقطممع طممرف غيرهممما كممما ل يقتلن بممه ،ول يقطممع
الوالد بقطع طرف ولده وكما ل يقتل به ،ول يقطع المسلم بقطع طممرف الكممافر كممما ل يقتممل بممه،
ول يقطع الحر بقطع طرف العبد كممما ل يقتممل بممه وهكممذا ،ويشممترط أيضمما زيممادة علممى ممما تقممدم
شممرطان أحممدهما الشممتراك فممي السممم الخمماص للطممرف المقطمموع كمماليمني بمماليمنى واليسممرى
باليسممرى ،ويسممتفاد هممذا الشممرط مممن قمموله بعممد ول يؤخممذ يميممن الممخ .ثانيهممما أن ل يكممون بأحممد
العضوين نحو شلل فل تقطع يد أو رجل صحيح بشلء ،ول تؤخذ عين صحيحة بحدقممة عميمماء،
ول لسان ناطق بأخرس لعدم المماثلة )قوله :ول يؤخذ يمين الخ( هممذا مفهمموم قيممد الشممتراك فممي
السم الخاص الذي طواه ولم يذكره ،وكممان الولممى ذكممره ليرتممب عليممه ممما ذكممر )قموله :وأعلممى
بأسفل( أي ول يؤخذ طرف أعلى بطرف أسفل كجفن أعلى بجفن أسفل وكشفة عليا بشممفة سممفلى
)قوله :ول قصاص في كسر عظم( أي لعدم الوثمموق بالمماثلممة فيممه لنممه ل ينضممبط -كممما مممر -
)قوله :ولو قطعت الخ( عبارة التحفة مع الصل :وله أي المقطوع بعض سمماعده أو فخممذه سممواء
سبق القطع كسر أم ل كما أفاده كلمه هنا مع قوله التي ولممو كسممر عضممده وأبممانه قطممع أقممرب
مفصل إلى موضع الكسر وإن تعدد ذلك المفصل ليستوفي بعممض حقممه وحكومممة البمماقي لنممه لممم
يأخذ عوضا عنه وفيما إذا كسر من الكوع له التقاط أصابعها وأناملها وإن تعددت المفاصل لعممدم
قدرته على محل الجناية ومفصل غيممر ذلممك وأفهممم قمموله أبممانه أنممه ل بممد فممي وجمموب القممود مممن
المفصل بعد الكسر واعتمده البلقينممي وغيممره ،فلممو كسممر بل فصممل لممم يقتممص منممه بقطممع أقممرب
مفصل .اه .بحذف )قوله :ويقطع جمع( أي أيديهم )قوله :بيد( أي بقطعها )قمموله :تحمماملوا عليهمما
دفعة( خرج به ما إذا لم يتحاملوا كذلك بأن تميز فعمل بعضمهم عمن بعمض كمأن قطمع واحمد ممن
جانب وآخر من جانب حتى التقت الحديدتان فل تقطع يد واحد منهما ،بل على كل منهما حكومة
تليق بجنايته ،وقوله بمحدد :أي أو بمثقل كممأن أبانوهمما بضممربة اجتمعمموا عليهمما كممما فممي النفممس،
وقوله فأبانوها :أي ولو بالقوة شرح م ر :أي كأن صارت معلقممة بالجلممدة اه .ع ش )قمموله :ومممن
قتل( من واقعة على الجاني والفعل مبني للمعلوم )قمموله :بمحممدد( أي أو بمثممل كحجممر )قمموله :أو
خنق( بكسر النون مصدرا .اه .تحفة ونهايممة .وكتممب الرشمميدي قمموله بكسممر النممون مصممدرا :أي
ككذب ومضارعه يخنق ،بضم النون ،كما
] [ 138
قاله الجمموهري .وجموز فيممه الفممارابي إسمكان النمون وتبعمه المصممنف فمي تحريممره فقممال:
ويجوز إسكان النون مع فتح الخاء وكسرها ،قال وحكى صاحب المطممالع فتممح النممون وهممو شمماذ
وغلط قوله اقتص النسب بما بعمده بنماؤه للمعلموم وفماعله ضممير مسمتتر يعمود علمى المسمتحق
ومتعلقه محذوف أي اقتص المستحق منه بمثله ،ويحتمممل أن يكممون بالبنمماء للمجهممول ،وقمموله إن
شاء :ضميره يعود على المستحق ،ومفعوله محذوف :أي إن شاء المثل فإن شمماء السمميف اقتممص
به وإن لم يرض الجاني لنه أسهل وأسرع في القتممل ،وقمموله بمثلممه :نممائب فاعممل :أي يأخممذ منممه
المستحق القصاص بمثل ما قتل به )قوله :أو بسحر( معطوف علممى قمموله بمحممدد :أي ومممن قتممل
بسحر يقتص منه بالسيف ل غير لتعذر المثل هنا لحرمته ،ومثل السحر نحوه من كممل ممما يحممرم
فعله كلواط وخمر فيقتص فيهممما بالسمميف ل غيممر ،ل يقممال إن التجويممع والتغريممق يحممرم فعلهممما
أيضا ،فكيف يتقص بهما ؟ لنا نقول التجويع ونحوه إنما حرم فعلهممما ممن حيممث أنممه يممؤدي إلممى
إتلف النفس والتلف هنا مستحق فل يمتنع بخلف نحو الخمر فإنه يحرم مممن حيممث ذاتممه وإن
أمن التلف به .ثم إن محل قتل الساحر بالسحر إذا كان عمدا بأن قال قتلته بسحري وكان يقتممل
غالبا فإن كان نادرا فشبه عمد ،أو قال أخطأت من اسم غيره له فخطأ فيهما الدية على العاقلة إن
صدقوه وإل فعليه ،وقد تقدم هذا التفصيل أول الباب .تنبيه :قال في التحفة :تعلم السممحر وتعليمممه
حرامان مفسقان مطلقا على الصح ،ومحل الخلف حيث لم يكن فعل مكفر ول اعتقاده .ويحممرم
فعله ويفسق به أيضا ،ول يظهر إل على فاسق إجماعا فيهما .نعم :سئل المام أحمد عمن يطلممق
السحر عن المسحور فقال ل بأس به وأخذ منه حل فعله لهذا الغرض وفيه نظر ،بل ل يصح :إذ
إبطاله ل يتوقف على فعله ،بل يكون بالرقي الجائزة ونحوها مما ليس بسحر ،وفي حديث حسممن
النشرة من عمل الشيطان قال ابن الجوزي هي حل السحر ،ول يكمماد يقممدر عليممه إل مممن عممرف
السحر .اه :أي فالنشرة التي هي من السحر محرمة وإن كانت لقصد حلممه ،بخلف النشممرة الممتي
ليست من السحر فإنها مباحة كما بينها الئمة ،وذكممروا لهمما كيفيممات ،وظمماهر المنقممول عممن ابممن
المسيب جواز حله عن الغير ولو بسحر ،قمال لنمه حينئذ صملح ل ضمرر ،لكمن خمالفه الحسمن
غيره ،وهو الحق ،لنه داء خبيث من شأن العممالم بممه الطبممع علممى الفسمماد والضممرار بممه ففطممم
الناس عنه رأسا ،وبهذا يرد على من اختار حله إذا تعين لرد قوم يخشى منهم ،قممال :كممما يجمموز
تعلم الفلسفة المحرمة ،وله ،أي للسممحر ،حقيقممة عنممد أهممل السممنة ،ويممؤثر نحممو مممرض وبغضمماء
وفرقة .اه) .قوله :موجب العمد( بفتح الجيم أي ما يوجبه العمد ويقتضيه ،وهو مبتدأ خممبره قمموله
قيممد ،وهممو بفتممح الممواو) ،قمموله :سمممي ذلممك الممخ( أي إنممما سمممي القصمماص بممالقود لنهممم ،أي
المستحقين ،يقودون الجاني بحبل وغيره إلى محل قتله )قوله :والدية( هي شمرعا الممال المواجب
بالجناية على الحر فممي نفممس أو فيممما دونهمما فشممملت الروش والحكومممات .والصممل فيهمما قمموله
تعالى) * :ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنممة وديمة مسمملمة إلمى أهلمه( * وخممبر الترمممذي
التي )قوله :عند سقوطه( أي القود عن الجاني .وقوله بعفو :متعلق بسقوط ،وقوله عنممه أي عممن
القود أو عن الجاني ،وقوله عليها :أي الدية وذلك بأن يقممول المسممتحق لمه عفموت عنممك علممى أن
تعطيني الدية )قوله :أو بغير عفو( المراد بغيره موت القاتممل بجنايمة أو غيرهما قبمل القتصماص
منه ول يشمل قتل الوالد ولده فإن الواجب قيد الدية ابتداء والكلم هنا في سقوط القود بعد ثبوته،
وفي ع ش ما يقتضي أن المراد بالغير ما يشمل قتل الوالد ولده وعليه يكون المراد بالسممقوط ممما
يشمل عدم ثبوته بالكلية :اه .بجيرمي ملخصا )قمموله :بممدل عنممه( أي عممن القممود .قممال فممي شممرح
المنهممج ،أي علممى ممما قمماله الممدارمي وجممزم بممه الشمميخان .والوجممه ممما اقتضمماه كلم الشممافعي
والصحاب ،وصرح به الماوردي في قود النفس أنها بدل ما جنى عليه ،وإل لممزم المممرأة بقتلهمما
الرجل دية امرأة .وليس كذلك .اه) .قوله :فلو عفا المستحق( عنه أي عن القممود أو عممن الجمماني،
وقوله مجانا :أي بل مال .والمراد صرح له بذلك بممأن قممال لممه عفمموت عنممك بل شممئ ،وقمموله أو
مطلقا :أي أو
] [ 139
عفا عن عفوا .مطلقا :أي من غير تعرض للدية بأن قال له عفوت عنك وأطلق )قوله :فل
شئ( أي يجب على الجاني )قوله :وهي( مبتدأ خبره مائة بعير )قوله :لقتل حر( خرج به الرقيق
ففيه القيمة بلغت ما بلغت تشبيها له بالدواب بجامع الملكية .وقمموله مسمملم :خممرج بممه الكممافر ففيممه
ثلث دية المسلم إن كان كتابيا وثلث خمس ديته إن كان مجوسيا ،وقوله معصوم :أي غير جنيممن،
وخرج غير المعصوم كزان محصن وقاطع طريق ومرتد وتارك صلة وحربي فل دية فيممه ول
كفارة ،وقيده سم بما إذا لم يكن القاتل مثله ،وخرج بما زدته الجنين ففيه الغرة عبد أو أمة )قوله:
مائة بعير( أي لن ال تعالى أوجب في الية دية وبينها النبي )ص( فممي كتمماب عمممرو بممن حممزم
في قوله :في النفس مائة من البل رواه النسائي وصححه ابن حبان ،ونقل ابن عبممد الممبر وغيممره
فيه الجماع ،وأن أول من سنها مائة عبد المطلب ،وقيل غيره .ثم إن محل كونها مائة إذا صممدر
القتل من حر ملتزم للحكام ،أما إذا صدر من رقيق فإن كان قنا لغير القتيممل أو مكاتبمما فممالواجب
أقل المرين من قيمة القن والدية أو مبعضا وبعضه القن مملوك لغير القتيل ،فالواجب مممن جهممة
الحرية القدر الذي يناسبها من الدية كنصف ومن جهة الرقيق أقل المرين من قيمة باقيه الرقيممق
أو الباقي من الدية .أما القن للقتيل فل يتعلق به شئ .إذ السيد ل يجب له على قنه شممئ أو صممدر
من غير ملتزم الحكام كالحربي فل شئ عليه أصل ،كما مر )قمموله :مثلثممة( بالنصممب حممال مممن
مائة لتخصيصها بالضافة ،وبالرفع خبر لمبتدأ محذوف .أي وهي مثلثة )قوله :في عمد وشبهة(
أي في القتل عمدا أو شبهة ،والجار والمجرور متعلق بمثلثة )قوله :أي ثلثة أقسام( بيمان لمعنمى
كونها مثلثة )قوله :فل نظر لتفاوتها عددا( أي بل المدار على كونها تقسم ثلثة أجممزاء وإن كممان
بعضها أكثر عددا كالقسم الثالث فممإن أربعممون )قمموله :ثلثممون حقممة( وهممي ممما لهمما ثلث سممنين،
سميت بذلك لنها استحق أن يطرقها الفحل ،أو أن تركب ويحمل عليها )قموله :وثلثمون جذعمة(
وهي مالها أربع سنين ،سميت بذلك لنها أجزعت ،أي أسممقطت مقممدم أسممنانها )قمموله :وأربعممون
خلفة( قال في المصباح :الخلفة ،بكسر اللم ،اسم فاعل يقال خلفت خلفا من باب تعب إذا حملت،
فهي خلفة مثل تعبة .اه .وعند الجمهور ل جمع لهمما مممن لفظهمما ،بممل مممن معناهمما وهممي مخمماض
بمعنى الحوامل ،وقال ابن سيده تجمع على خلفات ،وقوله بقول خممبيرين :متعلممق بحامممل -يعنممي
أن حملها يثبت بقول عدلين من أهل الخبرة )قمموله :ومخمسممة( معطمموف علممى مثلثممة :أي خمسممة
أقسام متساوية وفي العدد لعدم زيادة بعض القسام على بعممض ،وكممان الملئم لممما قبلممه أن يممأتي
بهذا التفسير ،وقوله في خطأ :أي في القتل خطأ والجار والمجمرور متعلمق بمخمسمة )قموله :ممن
بنات مخاض( متعلق بمخمسة أيضا ،وبنت المخاض هي ما لها سنة ودخلممت فممي الثانيممة )قمموله:
وبنات لبون( هي ما لها سنتان ودخلت في الثالثة .وقد سبق الكلم في الزكاة على بيان ممما ذكممر،
وإنما عدته هنا لبعد العهد )قوله :وحقاق وجذاع( لو قال وحقات وجذعات لكان أولى :إذ المعتبر
فيهما الناث :قال م ر :لن أجزاء الذكور منهما لم يقل به أحد من أصحابنا .اه )قوله :مممن كممل(
الجار والمجرور خبر مقدم وعشرون مبتمدأ ممؤخر ،وضممير منهما يعمود علمى الممذكورات ممن
بنات المخاض وما بعده )قوله :لخبر الترمذي( دليل لكونها مثلثة بالنسبة للعمد وشممبهه ومخمسممة
وبالنسبة للخطأ ،قال سم :لفظه بالنسبة للعمد من قتل عمممدا رجممع إلممى أوليمماء المقتممول إن شمماءوا
قتلوا وإن شاءوا أخذوا الدية وهي ثلثون حقة وثلثون جذعة وأربعممون خلفممة اه) .قمموله :إل إن
وقع الخطأ الخ( استثناء من كونها مخمسة في الخطأ :أي هي مخمسة فيه إل إن وقع القتممل خطممأ
في حرم مكة فل تخمس بل تثلث مطلقا سواء كان القاتل والمقتول فيممه أو كممان فيممه أحممدهما بممأن
كان القاتل فيه والمقتول في الحل أو بالعكس أو كلهما بالحل لكن قطع السهم فمي ممروره همواء
الحرم .هذا إذا كان المقتول مسلما ،فإن كان كافرا فل تغلظ ديته بالتثليث لنه ممنوع مممن دخممول
الحرم ،واختلف ابن حجر والرملي في تغليظها بما ذكر فيما إذا دخله لضممرورة وقتممل فيممه فقممال
الول تغلظ وقال الثاني ل .قال الخطيب هو الوجه) .قوله :أو فممي أشممهر حمرم( معطموف علممى
في حرم مكة فهو
] [ 140
مستثنى أيضا مما تقدم أي وإل إذا وقممع القتممل خطممأ فممي الشممهر الحممرم .أي فممي بعضممها
سواء كان المقتول مسلما أو كافرا )قوله :ذي القعدة( بدل من أشهر حرم ،وهي بفتح القاف علممى
المشهور سمي بذلك لقعودهم عن كالقتال فيه ،وقمموله ذي الحجممة ،بكسممر الحمماء ،علممى المشممهور
سمي بذلك لوقوع الحج فيه ،وقوله والمحرم ،بضمم الميمم وفتمح الحماء وتشمديد المراء المفتوحمة،
سمي بذلك لن أول تحريم القتال كان فيه علممى ممما قيممل ،وقيممل لتحريممم الجنممة علممى إبليممس فيممه،
وقوله ورجب :بالصرف إذا لم يرد به معين كما هنمما ؟ فممإن أريممد بممه معيممن منممع مممن الصممرف،
سمي بذلك لن العرب كانت ترجبممه :أي تعظمممه .ثممم إن عممدها علممى هممذا الممترتيب وجعلهمما مممن
سنتين قال في شرح مسلم :هو الصواب ،خلفا لمن بدأ بالمحرم لتكون من سنة واحدة )قمموله :أو
محرم رحم( معطوف على أشهر حرم ،فهو مستثنى أيضا مما تقدم :أي وإل إذا وقع القتممل خطممأ
في محرم رحم )قوله :بالضافة( أي إضافة محرم إلى رحم :أي محرم نشأت محرميته من جهمة
الرحم :أي القرابة ،واحترز بذلك عن المحرم الذي لم تنشأ محرميته من الرحم بل مممن الرضمماع
أو المصاهرة كبنت عم هي أخت من الرضمماع أو أم زوجممة فممإنه ل تغلممظ ديتممه بممالتثليث )قمموله:
فمثلثة( خبر لمبتدأ محذوف :أي فهي مثلثة في الثلثة أقسممام )قمموله :كممما فعلممه( أي التثليممث فيهمما
)قوله :ولعظم( متعلق بما بعده ،وقوله حرمممة الثلثممة :أي حممرم مكممة والشممهر الحممرم والمحممرم
والرحم ،وقوله زجر عنها :أي نهي عمن القتممل فيهما ،وقموله بممالتغليظ ممن هممذا الموجه :أي وهمو
التثليث .واعلم :أن دية العمد مغلظة من ثلثة وجوه :كونها مثلثة ،وكونها معجلممة ،وكونهمما علممى
الجاني .ودية الخطأ مخففة من ثلثة أوجه :كونها مخمسة ،وكونها مؤجلة ،وكونها على العاقلممة،
ودية شبه العمد والخطأ الواقع في الثلثة المذكورة :مغلظة من وجه واحد وهو التثليث ،ومخففممة
من وجهين وهما التأجيل وكونها على العاقلة )قوله :ول يلحق بها( أي بهذه الثلثة ،والكلم على
التوزيع بالنسبة للمجموع :أي ول يلحق بحرم مكة حرم المدينة لختصماص حمرم مكمة بوجموب
جممزاء الصمميد فيممه دون حممرم المدينممة ول الحممرام فممي غيممر الحممرم لن حرمتممه عارضممة غيممر
مستمرة ،ول يلحق بالشهر الحرم رمضان ،وإن كان سيد الشهور ،لن المتبع في ذلك التوقيممف
)قوله :ول أثر لمحرم رضاع ومصاهرة( محترز قوله رحم ،وكذا ل أثر لما لو كان الرحم غيممر
محرم كبنت العم )قوله :وخرج بالخطأ( أي الذي يغلظ فيه إذا وقع في واحد مممن الثلثممة المممارة،
)وقوله :ضداه( العمد وشبهه )قوله :فل يزيد واجبهممما( أي فل يممزاد التغليممظ فممي واجبهممما وهممو
الدية ،وقوله بهذه الثلثة :أي بوقوعهما في واحد من هذه الثلثة) ،وقوله :اكتفمماء بممما فيهممما مممن
التغليظ( أي والمغلظ ل يغلظ نظير قولهم المكبر ل يكبر )قوله :وأما دية النثى الخ( لم يتقممدم لممه
مقابل ،وهو متحرز قوله فيما تقدم ذكره ،وبين محترزه ولم يبين محترز بقية القيود ،وكان عليممه
أن يبينها وقد علمتها) ،وقوله :فنصف دية الذكر( أي لما روى الممبيهقي :ديممة المممرأة نصممف ديممة
الرجل وألحق بالنثى هنا الخنثى لن زيادته عليها مشكوك فيها ،ففي قتل المرأة أو الخنثي خطممأ
عشر بنات مخاض وعشر بنات لبون وهكذا ،وفي قتلها أو قتله عمدا أو شبه عمد خمممس عشممرة
حقة وخمس عشرة جذعة وعشرون خلفة .تتمة :قال في القناع :يدخل التغليظ والتخفيف في دية
المرأة والذمي ونحوه ممن له عصمة ،وفي قطع الطرف وفي ديممة الجممرح بالنسممبة لديممة النفممس،
ول يدخل قيمة العبد تغليظ ول تخفيف ،بل الواجب قيمته يوم التلف على قياس سائر المتقومات،
ول تغليظ في قتل الجنين بالحرم ،كما يقتضيه إطلقهم ،وصرح بمه الشميخ أبمو حاممد ،وإن كمان
مقتضى النص خلفه ،ول تغليظ في الحكومات ،كما نقله الزركشي عن تصريح الماوردي ،وإن
كان مقتضى كلم الشيخين خلفه .اه) .قوله :ودية عمد على جان( مبتدأ خبره الجار والمجرور
بعده :أي ودية عمد كائنة على الجاني) .وقوله:
] [ 141
معجلة( أي حالة بالنصب حال من الضمير المستتر في الخبر ،ويحتمممل أن يكممون بممالرفع
خبرا والجار والمجرور قبله متعلق به )قوله :كسائر أبدال المتلفممات( أي فإنهمما معجلمة علمى ممن
أتلفها )قوله :ودية غيره( أي غير العمد) ،وقوله :من شبه الخ( بيان للغير) ،وقمموله :وإن تثلثممت(
أي دية الخطأ بأن وقع في المواضع الثلثة المتقدمة )قوله :علمى عاقلمة( جممع عاقمل علمى غيمر
قياس سميت بذلك لعقلهم البل بفناء دار المستحق ،وقيممل لتحملهممم عمن الجمماني العقممل :أي الديممة
)قوله :مؤجلة بثلث سنين( قال في شرح المنهج :والظاهر تسمماوي الثلث فممي القسمممة وأن كممل
ثلث آخر سنته .اه .وما ذكر من تأجيلها ثلث سنين محله في حق دية نفس كاملة بإسلم وحرية
وذكورة ،فإن كانت غير كاملة بأن كان المقتول كافرا معصوما فتؤجل ديته بسنة أو كممان رقيقمما،
فإن كانت قيمته قدر دية نفس كاملة فتؤجل ثلث سنين فممي آخممر كممل سممنة قممدر ثلممث الديممة ،وإن
زادت على ذلك يزاد في التأجيل .والحاصل التأجيل فممي الرقيممق بحسممب قيمتممه ول يتقممدر بثلث
سنين ،بل قد يزيد عليها وقد ينقص عنها ،أو كان غير ذكر بأن كان أنثى أو خنممثى فممديته تؤجممل
سنتين :يؤخذ في السنة الولى قدر ثلث دية النفس الكاملة وهو ثلث وثلثون وثلث ،وفي السممنة
الثانية الباقي وهو سدس) .قوله :على الغني منهم( أي من العاقلة ،وهو هنا من يملممك زائدا علممى
كفايممة ممممونه بقيممة العمممر الغممالب عشممرين دينممارا) ،وقمموله :نصممف دينممار( مبتممدأ خممبره الجممار
والمجرور قبله) ،وقوله :والمتوسط( أي وعلى المتوسط منهممم ربممع دينممار ،وهممو هنمما مممن يملممك
زائدا على ذلك أقل من عشرين دينارا وفوق ربع دينار ،ويعتبر الغني وغيره آخر السممنة )قمموله:
كل سنة( ظرف متعلق بما تعلق به الجار والمجرور قبله :أي نصف دينار كائن على الغنممي فممي
كل سنة وربع دينار كائن على المتوسط في كل سنة )قوله :فممإن لممم يفمموا( أي العاقلممة بممالواجب،
)وقوله :فمن بيت المال( أي فيوفي من بيت المال) ،وقوله :فإن تعممذر( أي بيممت المممال بممأن كممان
غير منتظم) ،وقوله :فعلى الجاني( أي فباقي الدية يكون على الجاني )قمموله :لخممبر الصممحيحين(
دليل على كون دية غير العمد تكون على العاقلة ،ولفظ الخبر عن أبي هريرة رضي ال عنممه أن
امرأتين اقتتلتا فحذفت إحداهما الخرى بحجر فقتلتها وما في بطنها فقضى رسممول الم )ص( أن
دية جنينها غرة عبد أو أمة وقضى بدية المرأة على عاقلتها وفي رواية وأن العقل على عصممبتها
وفي رواية لبي داود وبرأ الولد أي من العقل )قوله :والمعنممى فممي كمون الممخ( أي والحكمممة فممي
ذلك) ،وقوله :فيهما( أي شبه العمممد والخطممأ )قمموله :أن القبممائل فممي الجاهليممة( أي قبممل السمملم،
)وقوله :كانوا الخ( خبر أن )وقمموله :بنصممرة الجمماني منهممم( أي مممن القبممائل ،والمممراد كممل قبيلممة
تنصر الجاني .منها )قوله :ويمنعون( أي القبائل) ،وقوله :أوليمماء الممدم( أي المسممتحقين) ،وقمموله:
أخذ حقهم( أي استيفاء القصاص )قوله :فأبدل الشممرع الممخ( أي جعممل الشممرع بممدل تلممك النصممرة
والحمية من منعهم أولياء الدم حقهم بذل المال :أي دفع المال لولياء الدم )قوله :وخص تحملهم(
أي لعاقلة للدية) ،وقوله :بالخطأ وشبه العمد( متعلق بخص :أي خص بهما) .وقمموله :لنهممما( أي
الخطأ وشبه العمد) ،وقمموله :مممما يكممثر( أي وقمموعه )قموله :فحسممنت إعممانته( أي الجمماني فيهممما.
)وقوله :لئل يتضرر( أي الجاني وهو تعليل لحسن إعانته) ،وقوله :بما هو معممذور فيممه( أي مممن
الخطأ أو شبهه )قوله :وأجلت الدية عليهم( أي على العاقلة )قوله :رفقمما بهممم( أي بالعاقلممة ،وهممو
علة لجعل الدية مؤجلة عليهم )قوله :وعاقلة الخ( بيان لضابط العاقلممة الممتي تتحمممل الديممة )قمموله:
المجمع على إرثهم( خرج به ذو الرحام فل
] [ 142
يعقلون إل إن عدمت عصبات النسب والولء وبيت المال )قوله :إذا كانوا ذكممورا( خممرج
بهم الناث والخنماثى فل يعقلمن .نعمم :إن بمان أن الخنمثى ذكمر غمرم حصمته المتي أداهما غيمره.
)وقوله :مكلفين( خرج غيرهم من الصبيان والمجممانين فل يعقلممون ويشممترط فيهممم أيضمما الحريممة
والتفاق في الدين ،فل يعقل الرقيق ،ولممو مكاتبمما ،ول مسمملم عممن كممافر وعكسممه) ،وقمموله :غيممر
أصل وفرع( خرج الصل والفرع فل يعقلن )قموله :ويقمدم منهمم( أي ممن العصمبات) ،وقموله:
القرب فالقرب( أي فيقدم الخوة لبوين ثم لب ثم يتوهم وإن سفلوا ثم العمال لبوين ثم لب
ثم بنوهم ثم معتق الجاني الذكر ثم عصبته ،إل أصمله وفرعمه كأصمل الجمماني وفرعمه ثممم معتممق
المعتق ثم عصبته -إل الصل والفرع كما مر -ثم معتق أبي الجمماني ثممم عصممبته -إل الصممل
والفرع ،وهكذا أبدا ،ول يعقل عتيق عن معتقه كما ل يرثه ،فإن فقد العاقل ممممن ذكممر عقممل ذوو
الرحام إن لم ينتظم أمر بيت المال ،وإن انتظم عقل فيؤخذ منه قدر الواجب ،فممإن لممم يكممن بيممت
المال فكل الواجب على الجاني بناء على أن الديممة تجممب عليممه ابتممداء ثممم تتحملهمما العاقلممة ،وهممو
الصح )قوله :ول يعقل الخ( المقام للتفريع على قوله على الغني الخ ،وكان الولى تقديمه عنده.
)وقوله :فقير( هذا مفهوم قوله على الغني والمتوسط) .وقموله :ولمو كسمموبا( أي فل يعتممبر كسمبه
هنا) ،وقوله :وامرأة( أي ول تعقل امرأة ،وهذا مفهوم ذكورا ،والمناسب أن يأتي فيه وفيما بعممده
بصيغة الجمع بأن يقول :ونساء وخناثى وغير مكلفين) .وقوله :وخنثى( هذا مفهمموم قمموله ذكممورا
أيضا) ،وقوله :غير مكلف( محترز مكلفين )قوله :ولو عدمت( بالبناء للمفعول :أي فقدت )قمموله:
في المحل الذي يجب تحصيلها منه( أي وهو محل الدافع من جان أو عاقلة أو أقممرب محممل إليممه
)قوله :حسا( أي فقدت في الحس بأن لم توجد في المحل المذكور أصل) ،وقمموله :أو شممرعا( أي
أو فقدت في الشرع )قوله :بأن وجدت الخ( وهو وما بعده مثالن للفقممد الشممرعي) ،وقمموله :فيممه(
أي في المحل الذي يجب تحصيلها منه )قوله :أو بعدت الخ( أي أو وجدت بثمن المثل لكن بعدت
عن المحل الذي يجب تحصيلها منه) .وقوله :وعظمت المؤنة والمشقة( أي في نقلهما ممن المحمل
الذي هي فيه وضبط المام عظم المؤنة بأن يزيد مجموع المرين من مؤنة إحضارها وما يدفعه
في ثمنها في محل الحضار على قيمتها بمحل الفقممد )قمموله :فممالواجب قيمتهمما( هممذا إن لممم يمهممل
الدافع ،فإن أمهل بأن قال له المستحق أنا أصبر حتى وجد البل لزمه امتثاله لنها الصممل ،فممإن
أخذت القيمة فوجدت البل لم ترد لتشممتري البممل لنفصممال المممر بالخممذ .اه .بجيرمممي )قمموله:
وقت وجوب التسليم( أي تسليم البل )قوله :من غالب نقد البلد( أي أن القيمة تكون من غالب نقد
البلد :أي محل الفقد الواجب تحصيلها منه .وفي سم ما نصه :هل المراد بالمحل المذكور بلممده أو
أقرب البلد إليه حيث فممرض فقممدها منهممما بعممد وجودهمما فيهممما ؟ وقممد يؤيممد الول أن بلممده هممي
الصل ،ول معنى لعتبار غيرها مع وجود شئ فيه .اه) .قوله :الواجب عند عممدمها( أي البممل
)قوله :في النفس الكاملة( متعلممق بممالواجب )قمموله :ألممف مثقممال ذهبمما( والمعتممبر فيممه وفيممما بعممده
المضروب الخالص .قال في التحفة والنهاية :ول تغليظ هنا علممى الصممح .اه .ومقممابله يقممول إن
غلظت الدية ولو من وجه واحد زيد عليها قدر الثلث لجل التغليمظ ،ففمي المدنانير ألمف وثلثممائة
وثلثة وثلثون دينارا ،وفي الفضة ستة عشر ألف درهممم )قمموله :تنممبيه( أي فممي بيممان ممما يتعلممق
بقطع الطراف من وجوب ديممة كاملممة ،أو نصممفها ،أو عشممرها ،أو نصممف العشممر )قمموله :وكممل
عضو مفرد( أي كاللسان والذكر أو حشفته )قوله :فيه جمال ومنفعة( خرج ممما ل جمممال فيممه ول
منفعة كالذكر الشل وكلسان الخممرس خلقيمما كممان الخممرس أو عارضمميا ،فممإن فيممه حكومممة لن
الشرع لم ينص على ما يجب فيه ولم يبينه
] [ 143
فوجبت فيه حكومة وهي جزء من الدية نسبته إلى دية النفس كنسممبة ممما نقممص مممن قيمتممه
بسبب الجناية لو كان رقيقا إليها سليما ،فلو كانت قيمة المجني على يده مثل لو كان رقيقا عشممرة
لو لم يجن عليها وصارت بالجناية تسعة فالنقص عشر فيجب عشر ديممة النفممس وهممو عشممر مممن
البل )قوله :إذا قطعه( أي ذلك العضو )قوله :وجبت فيه( أي في العضو المقطوع ،وهو جممواب
إذا ،وجملة الشرط والجواب خممبر كمل )قموله :مثممل ديممة الممخ( أي فممي التغليمظ وضمده والتعجيمل
وضده) ،وقوله :صاحب العضو( أي المقطوع) ،وقوله :إذا قتلمه( أي خطممأ أو شمبه عممد )قموله:
وكذا كل عضوين( أي ومثل العضو المقطمموع فممي وجمموب ديمة كاملممة كممل عضمموين ممن جنممس
واحد ،والمراد كل عضوين فيهما جمال ومنفعة ،أما ممما ل منفعممة فيهممما ول جمممال ،كممأن يكممون
فيهما شلل ،ففيهما الحكومة كما مر )قوله :ففيهما( أي العضوين المقطوعين الكممائنين مممن جنممس
واحد) .وقوله :الدية( أي الكاملة) .قموله :وفممي أحممدهما( أي العضمموين اللممذين ممن جنممس واحممد.
)وقوله :نصفها( أي الدية )قوله :ففي قطع الذنيممن الديمة( أي إذا كممان القطممع مممن أصمملهما بغيممر
إيضاح سواء كان سميعا أم أصم ،وذلك لخبر عمرو بن حزم في الذن خمسون مممن البممل رواه
الدارقطني والبيهقي ،ولنهما عضوان فيهممما جمممال ومنفعممة فمموجب أن تكمممل فيهممما الديممة ،فممإن
حصل بالجناية إيضاح وجب مع الدية أرش والجناية في بعممض الذن بقسممطه ويقممدر بالمسمماحة،
ولو أيبسهما بالجناية عليهما بحيث لو حركتا لم تتحركا فدية كما لو ضرب يده فشلت ،ولممو قطممع
أذنين يابستين بجناية أو غيرها فحكومة )قمموله :ومثلهممما العينممان( أي ومثممل الذنيممن العينممان أي
فتجب فيهما دية كاملة لخبر عمرو بن حزم بذلك ،وحكى ابن المنذر فيهما الجماع ولنهممما مممن
أعظم الجوارح نفعا فكانتا أولى بإيجاب الدية ،وفي كل عين نصفها ولو عين أحول وهو من فممي
عينيه خلل دون بصره ،وعين أعمش وهو من يسيل دمعه غالبا مع ضعف رؤيته ،وعيمن أعمور
وهو ذاهب حس إحدى العينين مع بقاء بصممره فممي الخممرى ،وعيممن أخفممش وهممو صممغير العيممن
المبصرة وعين أعشى وهو من ل يبصر ليل ،وعين أجهر وهو مممن ل يبصممر فممي الشمممس لن
المنفعة باقية بأعين من ذكر ،ومقدار المنفعة ل ينظر إليممه )قمموله :والشممفتان( أي ومثلهممما أيضمما
الشفتان ففي قطعهما معا دية كاملة ،وفي كل شفة نصفها عليمما كممانت أو سممفلى رقيقممة أو غليظممة
صغيرة أو كبيرة ،وإشللهما كقطعهما ،وفممي شممقهما بل إبانممة حكومممة ،ولمو قطممع شممفة مشممقوقة
وجبت ديتها إل حكومة الشق )قوله :والكفان بأصبعهما( أي ومثلهما أيضا الكفان مممع أصممبعهما،
وأصبع مفرد مضاف فيعم جميع الصممابع ،ففممي قطعهممما مممع الصممابع ديممة واحممدة فقممط لنهممما
كالعضو الواحد بدليل قطعهما في السرقة بدليل قمموله تعممالى) * :فمماقطعوا أيممديهما( * وفممي قطممع
إحداهما النصف ،ومحل ما ذكر إن قطعت من مفصل الكف وهو الكوع ،فممإن قطع ت مممن فمموق
الكف وجب مع دية الكف حكومة كما مر ،وخرج بقوله مع أصبعهما ما إذا لم تقطعمما معهمما بممأن
قطعت الصابع أولى ثم بعد مدة قطعت الكف فلكل حكمه ففي كل أصبع عشر الدية وفممي الكممف
حكومة )قوله :والقدمان بإصبعهما( أي ومثلهما أيضا القممدمان مممع إصممبعهما أي أصممابعهما ففممي
قطعهما معها دية واحدة فقط ،وخرج بقوله مع أصبعهما ما إذا لم تقطعا مع الصابع بأن قطعممت
الصابع أول ثم بعد مدة قطعت القدمان فلكل حكمه ،كما مر )قوله :وفي كممل أصممبع( أي أصمملية
أما الزائدة ففيها حكومة وفي كل أنملة من أصابع اليدين أو الرجلين من غيممر إبهممام ثلممث العشممر
لن كل أصبع له ثلث أنامل إل البهام فله أنملتان ففي أنملته نصفها عمل بقسط واجب الصبع
)قوله :وفي كل سممن( أي أصملية تامممة مثغمورة غيمر مقلقلمة صممغيرة كممانت أو كممبيرة بيضمماء أو
سوداء .وخرج بقيد الصلية الزائدة وهي الخارجة عن سمت السنان الصلية لمخالفة نباتها لهمما
ففيها حكومة كالصبع الزائدة ،وبقيممد التامممة ممما لممو كسممر بعممض الظمماهر منهمما ففيممه قسممطه مممن
الرش ،وبقيد المثغورة ما لو قلع سن
] [ 144
صغير أو كبير لم يثغر فينظر فيه :فإن بان فساد المنبت فكالمثغورة وإن لممم يتممبين الحممال
حتى مات ففيها الحكومة ،وبقيد غير المقلقلة المقلقلممة ،أي المتحركممة ،فممإن بطلممت منفعتهمما ففيهمما
الحكومة ،وقوله خمس :أي من البل وهي نصف العشر .قممال فممي المنهممج وشممرحه :ولممو قلعممت
السنان كلها وهي اثنان وثلثون فبحسابه وإن زادت على دية ففيها مائة وستون بعيرا وإن اتحد
الجاني لظاهر خبر عمرو ولو زادت على ثنتين وثلثين فهل يجب لما زاد حكومممة أو لكممل سممن
منه أرش ؟ وجهممان بل ترجيممح للشمميخين ،وصممحح صمماحب النمموار الول والقمممولي والبلقينممي
الثاني ،وهو الوجه ،اه .تتمة :تجب دية كاملة فممي ذهمماب واحممد مممن المعمماني كالسمممع والبصممر
والكلم والذوق والمضغ وغيرها مما تقدم أول الباب ،وتجب أيضا في المارن وهممو ممما لن مممن
النف مشتمل على طرفين وحاجز ،وفي كل من الثلثة ثلث الدية ،وفي اللحيين ،وهما العظمممان
تنبت عليهما السنان السفلى ،فإن زال معهما شئ من السنان وجبت ديتممه أيضمما لن كل منهممما
له منفعة مستقلة ،وفي الجفممون الربعممة ،ولممو كممانت لعمممى ،لن فيهمما جمممال ومنفعممة ،وتممدخل
حكومة الهداب في ديتها ولو أزال الهداب فقط وجبت فيها حكومة كسائر الشعر إن فسد منبتها
لن الفائت بقطعها الزينة والجمال دون المقاصممد الصمملية وإن لممم يفسممد منبتهمما وجبممت التعزيممر
فقط ،ويجب ثلث الدية في مأمومة وهي الجراحممة الممتي تبلممغ خريطممة الممدماغ ول تخرقهمما ،وفممي
جائفة وهي جراحة تنفذ إلى جوف باطن محيل للغذاء أو الدواء كبطن أو طريق له كصممدر وفممي
ثلث لسان وثلث كلم وما مر من أحد طرفي النف أو الحاجز ،ويجب ربعها في جفن واحد مممن
جفون العين وفي ربع شئ مما مر كربع الذن واللسان ،فتحصل أن الواجب في دية غير النفممس
من الطرف والجرح ،والمعنى قد يكون دية كاملة ،وقد يكون نصفها ،وقد يكون ثلثها ،وقد يكون
ربعها ،وقد يكون عشرها ،وقد يكممون نصممف عشممرها ،وقممد علمممت أمثلتهمما كلهمما فتفطممن )قمموله:
ويثبت القود للورثة الخ( شروع في بيان مستحق القود ومستوفيه )قوله :العصبة( بدل من الورثة
وهي كل من لبس له فروض مقممدرة) ،وقمموله :وذي الفممروض( الولممى وذوي ،بصمميغة الجمممع،
وهم كل من لممه فممروض مقممدرة كممالزوجين والم والخ مممن الم )قمموله :بحسممب إرثهممم( متعلممق
بيثبت :أي يثبت القود لمجموع الورثة بحسب إرثهم :أي يوزع عليهم بحسب إرثهم كالديممة فإنهمما
تثبت لهم بحسب ذلك والقود يثبت لهم بطريق التلقي عن الميت ل ابتداء على المعتمد فممإذا عفممي
عنه على مال تعلقت به الديون وجهز منه لن ذلك من جملة تركه الميت ،وقيل يثبت لهم ابتممداء
فل يوفي الدين من المال الذي عفي عليه على هذا )قوله :ولو مع بعممد القرابممة( غايممة فممي ثبمموته
للورثة :أي يثبت القود لهم بحسب إرثهم مطلقا سممواء كممان إرثهممم ثابتمما لهممم مممع قرابممة قريبممة أو
بعيدة أو مع عدمها رأسا .وعبارة المنهاج مع شرح م ر :الصممحيح ثبمموته لكممل وارث بفممرض أو
تعصيب بحسممب إرثهممم المممال ،سممواء أورث بنسممب وإن بعممد :كممذي رحممم إن ورثنمماه ،أم بسممبب
كالزوجين والمعتق والمام فيمن ل وارث له مسممتغرق .انتهممت )قمموله :كممذي رحممم( تمثيممل لممذي
القرابة البعدية) .وقوله :إن ورثناه( أي ذا الرحم ،أي بأن فقد أرباب السممتحقاق ولممم ينتظممم بيممت
المال )قوله :أو مع عممدمها( أي القرابممة )قمموله :كأحممد الزوجيممن( تمثيممل للورثممة العادمممة للقرابممة
)قوله :تنبيه( أي في بيان ممما إذا كممان المسممتحق للقممود غيممر كامممل أو كممان غائبمما )قمموله :يحبممس
الجاني( أي يحبسه الحاكم وجوبا من غير توقف على طلب ولي ول حضور غائب ضبطا للحممق
من عذر مستحقه ،وإنما توقف حبس الحامل التي أخر قتلها لجممل الحمممل علممى طلبممه للمسممامحة
فيها رعاية للحمل .كذا في التحفة) .قموله :إلمى كممال الصمبي( أي فينتظمر حمتى يكممل بمالبلوغ،
ومثله المجنمون فينتظمر حمتى يكممل بالفاقمة ،وإنممما انتظممر ذلمك لن القمود للتشممفي ول يحصمل
باستيفاء غير المستحق له من ولي أو حاكم أو بقية الورثة ،فإن كممان الصممبي والمجنممون فقيريممن
محتاجين للنفقة جاز لولي المجنون غير الوصي العفو على الدية دون ولي الصممبي لن لمه غايمة
تنتظر ،بخلف المجنون ،وفي ع ش ممما نصممه :لممو اسممتوفاه أي القممود ،الصممبي فممي حممال صممباه
فينبغي العتداد به) ،وقوله :من الورثمة( أي حمال كمون الصمبي ممن الورثمة) ،وقموله :بمالبلوغ(
متعلق بكمال )قوله :وحضور الغائب( معطوف على كمال :أي ويحبس
] [ 145
الجاني إلى حضور المستحق للقود الغائب) ،وقوله :أو إذنه( أي الغائب لبقيممة الورثممة فممي
أخذ القود )قوله :فل يخلى بكفيل( مفرع على قوله يحبس الجمماني :أي وإذا كممان الجمماني يحبممس:
أي وجوبا فل يترك مطلقا من غير حبس بضامن) ،وقوله :لنه( أي الجاني) ،وقوله :قد يهممرب(
بضم العين مضارع هرب بفتحها مثل طلممب يطلممب ،وقمموله فيفمموت الحممق :مفممرع علممى الهممرب
)قوله :والكلم الخ( أي والكلم المذكور في الجاني من كونه يحبس إلى كمال الصبي أو حضور
الغائب ول يخلى بكفيل محله في جان غير قاطع طريق )قوله :أما هو( أي قاطع الطريق )قوله:
إذا تحتم قتله( أي بأن أخذ المال وقتل )قوله :فيقتله المام( في شرح الروض قاطع الطريق أمره
إلى المام لتحتم قتله ،لكن يظهر أن المام إذا قتله يكون لنحو الصبي الديممة فممي ممماله :أي قمماطع
الطريق لن قتله لم يقع عن حقه .اه) .وقوله :مطلقا( أي سواء كان المسممتحق صممبيا أم ل غائبمما
أم ل )قوله :ول يستوفي القود إل واحد الممخ( أي ويمتنممع اجتممماعهم علممى قتممل أو نحممو قطممع ول
يمكنهم المممام ممن ذلمك لمو أرادوه لن فيمه تعممذيبا ،وممن ثممم لمو كممان القمود بنحممو إغممراق جماز
اجتماعهم ،كما صرح به البلقيني ،اه شممرح م ر )قمموله :أو مممن غيرهممم( أي أو واحممد مممن غيممر
الورثة ،ويتعين الغير في قود نحو طرف ،ول يجوز أن يكون مستوفيه منهم لنه ربممما بممالغ فممي
ترديد اللة فشدد عليه )قوله :بتراض منهم( أي من الورثممة كلهممم إذا كممان المسممتوفى واحممدا مممن
غيرهم) ،وقوله :أو من باقيهم( أي الورثة إذا كممان المسممتوفي واحممدا منهممم ،فممالكلم علممى سممبيل
اللف غير المرتب )قوله :أو بقرعة بينهم( معطوف على بتراض ،وما ذكر مختص بممما إذا كممان
المستوفى واحدا منهم :أي ويستوفي القمود واحمد منهمم بقرعمة إذا لمم يتراضموا :أي يتفقموا علمى
شئ ،وعبارة المنهماج ممع شمرح الرملمي :وليتفقموا علمى مسمتوف لمه ،وإل بمأن لمم يتفقموا علمى
مستوف وقال كل أنا أستوفية فقرعة يجب على المام فعلها بينهم فمن خرجت لممه اسممتوفى بممإذن
الباقي إذ له منعه وطلب الستيفاء بنفسه بأن يقول ل تسممتوف وأنمما أسممتوفي .انتهممت )قمموله :ولمو
بادر الخ( المقام للتفريع :أي فلو أسرع أحد المستحقين في القتل من غيممر إذن البمماقين )قمموله :فل
قصاص عليه( أي على المبادر لن له حقا في قتله في هذه الحالة .قال في النهاية :نعممم لممو حكممم
حاكم بمنعه من المبادرة قتل جزما أو باستقلله لم يقتل جزما كما لو جهممل تحريممم المبممادرة .اه.
ومثله في التحفة )قوله :قبل عفو منه( أي من المبادر بالقتل) ،وقمموله :أو مممن غيممره( أي أو قبممل
عفو من غيره من بقية الورثة )قوله :وإل فعليه القصاص( أي وإن لم يكن القتمل قبمل العفمو منمه
أو من غيره بأن كان بعده فيجمب علممى المبممادر ممن المسمتحقين القصمماص والمسمتحق لمه ورثمة
الجاني الذي بودر بقتله ولبقية ورثة المجني عليه أول قسط الدية مممن تركتممه لفمموات القممود بغيممر
اختيارهم )قوله :ولو قتله( أي الجمماني مممن غيممر إذن المسممتحقين )قمموله :أخممذ الورثممة( أي ورثممة
المجني عليه أول )قوله :من تركممة الجمماني( أي لنممه همو القاتممل لمممورثهم فهممو المطممالب بممالحق
)وقوله :ل من الجنبي( أي ل توجد من الجنبي لنهم ليس لهم حق عليه والحق إنما هو لوارث
الجاني .على الجنبي الذي جنى عليه فإما أن يقتص منه أو يعفو عنمه )قمموله :ول يسممتوفي الممخ(
أي لخطره احتياجه إلى النظر لختلف العلماء في شروطه .قال في شرح المنهج :نعم ل يحتاج
مالك رقيق في رقيقه إلى الذن ول مضطر لكل من له عليه قود ول منفردا ل يراه أحد وعجز
عن الثبات اه) .وقوله :إل بإذن المام( ويتعين عليه أن ل يأذن إل لعممارف بالسممتيفاء أهممل لممه
أما غير العارف أو غير الهل كالشيخ والزمن والمممرأة فل يممأذن لممه فممي السممتيفاء) .وقمموله :أو
نائبه( أي الذي تنالت وليته إقامة الحدود عليه اه .م ر )قوله :فإن استقل( أي المستحق) .وقوله:
به( أي القود )وقوله :عزر( أي عزره المام التعزير اللئق به على حسب ما
] [ 146
يراه) .قوله تتمة( أي في حكم ما يلقى في البحر إذا أشرفت السفينة على الغرق من جواز
اللقاء أو وجوبه .وحاصل الكلم على ذلك أنه إذا أشرفت سفينة فيها متاع وركمماب علممى غممرق
وخيف غرقها بما فيها يجوز طرح متاعها عند توهم النجاة بأن اشتد المر وقرب اليأس ولم يفممد
اللقاء إل على ندور أو عند غلبة ظن النجاة بأن لم يخش من عدم الطممرح إل نمموع خمموف غيممر
قوي حفظا للروح ،ويجب طرح ذلك عنممد ظممن النجمماة مممع قمموة الخمموف لممو لممم يطممرح ،وينبغممي
للمالك ،إذا تولى ،اللقاء بنفسه أو غيره بإذنه العام له تقممديم الخممف قيمممة مممن المتمماع والحيمموان
حفظا للمال حسب المكان ،فإن لم يلق من وجب عليه اللقاء حتى حصل الغرق وهلممك بممه شممئ
أثم ول ضمان )قوله :يجممب عنممد هيجممان البحممر( أي شممدة اضممطرابه بسممبب كممثرة المممواج فيممه
وتعرض المؤلف لحالة الوجوب ولممم يتعممرض لحالممة الجممواز ،وقممد علمتهمما فممي الحاصممل المممار
)قوله :وخوف الغرق( أي خوفا قويا بحيث يغلب الهلك لو لم يطرح وإل فل يجممب كممما علمممت
)قوله :إلقاء( فاعل يجب )قوله :من المتاع( بيان لغير الحيوان )قوله :لسلمة الخ( علممة لوجمموب
إلقاء غير حيوان :أي يجب اللقاء لجل سلمة حيمموان محممترم ولمو كلبمما )قموله :وإلقماء الممدواب
الخ( معطوف على إلقاء غير الحيمموان أي ويجممب إلقمماء الممدواب لجممل سمملمة الدمممي المحممترم
)قوله :إن تعين( أي إلقاء الدواب بأن لم يمكن في دفع الغممرق غيممره ،فممإن أمكممن غيممره فممي دفممع
الغرق لم يجب بل ل يجوز أفاده فممي الممروض وشممرحه .وقموله لممدفع الغممرق :أي غمرق الدممي
المحترم )قوله :وإن لم يأذن المالك( غاية لوجوب اللقاء في الصورتين :أي يجب إلقاء ممما ذكممر
من المتاع أو الدواب سواء أذن المالك لهما فيه أو لم يأذن لكنه يضمن الملقى فيما إذا كممان بغيممر
الذن كما سيصرح به) ،قوله :أما المهدر( مفهوم محترم الذي هو قيممد فممي الحيمموان فممي الدمممي
)قوله :كحربي( أي وككلب عقور وتارك الصلة بعد أمر المام وقاطع الطريق )قوله :فل يلقى(
أي في البحر ،وقوله لجله .أي المهدر وقوله مال مطلقا :أي سواء كممان متاعمما أو دواب )قمموله:
بل ينبغي أن يلقي هو( أي المهدر .قال في التحفة :ويؤيده بحث الذرعي أنه لو كان ،ثممم أسممرى
وظهر للمام المصلحة في قتلهم بدأ بهم قبل المال اه) .وقوله :بدأ بهم( أي في إلقائهم في البحممر
قبل المممال )قمموله :لجممل المممال( أي سمملمته )قمموله :ويحممرم إلقمماء العبيممد للحممرار( أي لسمملمة
الحرار ،وكذلك يحرم إلقاء كافر لمسلم وجاهل لعالم متبحمر ولمو انفمرد وغيمر شمريف لشمريف
لشتراك الجميع في أصل التكريم وإن تفاوتوا في الصفات ،وحينئذ فيبقون كلهم ،فإما أن يغرقوا
كلهم ،أو يسلموا كلهم )قوله :والدواب الخ( أي ويحرم إلقاء الدواب لجممل سمملمة ممما ل روح لمه
من المتعة )قوله :ويضمن ما ألقاه( أي من غير الحيموان لجمل سملمة الحيموان المحمترم وممن
الدواب لجل سلمة الدمي المحترم ،ول ينافي الضمان عدم الثم في اللقاء لنه واجب مطلقا،
كما صرح به ،لن الثم وعدمه يتسامح فيهما ما ل يتسممامح فممي الضمممان لن مممن بمماب خطمماب
الوضع )قوله :ولو قال( أي شخص من ركمماب السممفينة) ،وقموله :لخممر( أي شممخص آخمر غيمر
المالك) ،وقوله :ألق الخ( الجملة مقول القول ،وقوله متاع زيد :خرج به ما لو قال له ألق متاعممك
وعلي ضمانه فألقاه لزم المر ضمانه وإن لم يكن لمه فمي السمفينة شمئ ولمم تحصمل النجماة لنمه
التمس إتلفا لغرض صحيح بعوض فصار كقوله أعتق عبدك عني بكممذا فممأعتق ،بخلف ممما لممو
اقتصر على قمموله ألممق متاعممك ففعممل فل ضمممان ،ويشممترط لضمممان المممر شممرطان :أن يخمماف
الغرق ،وأن ل يختص مالكه بفمائدة اللقماء بمأن يختمص بهما الملتممس أو أجنمبي أو أحمدهما ممع
المالك )قوله :ضمنه الملقى( أي لنممه المباشممر للتلف .قممال فممي التحفممة :نعممم إن كممان المممأمور
أعجميا يعتقد وجوب طاعة آمره ضمن المر لن ذلك آلة له .اه.
] [ 147
تنبيه :قال في المغني :سكت المصنف عن المضمون أهو المثل ولو صممورة كممالقرض أو
المثل في المثلى والقيمة في المقموم أو القيممة مطلقما ؟ ظماهر كلمهمم الخيمر ،وإن كمان الملقمى
مثليا ،ورجحه البلقيني لما في إيجاب المثل من الجحاف ،وجممزم فممي الكفايممة بالوسممط ،ورجحممه
الذرعي ،وهو كما قال شيخي أوجه من كلم البلقيني ،خلفمما لبعممض المتممأخرين ،وتعتممبر قيمممة
الملقى حيث أوجبناها قبل هيجان البحر إذ ل قيمة له حينئذ .اه .بتصرف ،وفي الروض وشرحه
ما نصه :فرع :لو لفظ البحر المتاع الملقى فيممه علممى السمماحل وظفرنمما بممه أخممذه المالممك واسممترد
الضامن منه عين ما أعطى إن كان باقيا ،وبدله إن كان تالفا ممما سمموى الرش الحاصممل بممالغرق
فل يسترده .اه )قوله :فرع أفتى أبو إسحاق المخ( عبمارة التحفمة فمي فصمل عمدة الحاممل .فمرع:
اختلفوا في التسبب لسقاط ما لم يصل لحد نفمخ المروح فيمه وهمو ممائة وعشمرون يومما ،والمذي
يتجه وفاقا لبن العماد وغيره الحرمة ،ول يشكل عليه جواز العزل لوضمموح الفممرق بينهممما بممأن
المني حال نزوله محض جماد لم يتهيأ للحياة بوجه بخلفه بعد اسممتقراره فممي الرحممم وأخممذه فممي
مبادئ التخلق ويعرف ذلك بالمارات ،وفي حديث مسلم أنه يكون بعد اثنممتين وأربعيممن ليلممة :أي
ابتداؤه كما مر في الرجعة ،ويحرم استعمال ما يقطع الحبل من أصله ،كما صممرح بممه كممثيرون،
وهو وظاهر .اه .والذي رجحه م ر أنه بعد نفخ الروح يحرم مطلقا ويجوز قبلممه ونممص عبممارته
في باب أمهمات الولد بعمد كلم .قمال المدميري :ل يخفمى أن الممرأة قمد تفعمل ذلمك بحممل زنما
وغيره ،ثم هي إما أمة فعلت ذلك بإذن مولها الواطئ لها وهممي مسممألة الفراتممي أو بممإذنه وليممس
هو الواطئ وهو صورة ل تخفى ،والنقل فيها عزيز ،وفي مذهب أبي حنيفة شممهير ،ففممي فتمماوى
قاضيخان وغيره أن ذلك يجوز ،وقد تكلممم الغزالممي عليهمما فممي الحيمماء بكلم مممتين غيممر أنممه لممم
يصرح بالتحريم .اه .والراجح تحريمه بعد نفخ الروح مطلقا وجوازه قبله .اه) .قوله :يحل سقي
أمته( المة ليس بقيد كما يعلم ذلك من عبارة التحفة في النكاح ونص عبارته :واختلفوا في جواز
التسبب إلى إلقاء النطفة بعد استقرارها في الرحم فقال أبو إسحاق المروزي يجمموز إلقمماء النطفممة
والعلقة ،ونقل ذلك عن أبي حنيفة الخ .اه) .قوله :مطلقمما( المممراد بممالطلق هنمما وفيممما يممأتي ممما
يشمل العلقة والمضغة وحالة ما بعد نفممخ الممروح )قمموله :وكلم الحيمماء يممدل علممى التحريممم( أي
وليس صريحا فيممه وعبممارته بعممد أن قممرر أن العممزل خلف الولممى :وليممس هممذا كالسممتجهاض
والوأد ،أي قتل الطفال ،لنه جناية على موجود حاصل ،فأول مراتب الوجممود وقممع النطفممة فممي
الرحم فيختلط بماء المرأة فإفسادها جنايممة ،فممإن صممارت علقممة أو مضممغة فالجنايممة أفحممش ،فممإن
نفخت الروح واستقرت الخلقة زادت الجناية تفاحشا .اه) .قوله :قال شيخنا الممخ( عبممارته .فممرع:
أفتى أبو إسحاق المروزي بحل سقي أمته لتسقط ولدها ما دام علقة ومضغة وبالغ الحنفيممة فقممال:
يجوز مطلقا ،وكلم الحياء يدل على التحريم مطلقا وهو الوجه كما مر اه .أي في فصممل عممدة
الحامل ،وقد علمت عبارته آنفا) .قوله :خاتمة( أي في بيان وجوب الكفارة )قوله :تجممب الكفممارة
الخ( أي لقوله تعالى) * :ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنممة( * ،وخممبر واثلممة بممن السممقع
قال :أتينا إلى النبي )ص( في صاحب لنا قد استوجب النار بالقتل ،فقال:
] [ 148
أعتقوا عنه رقبة يعتق ال بكل عضو منها عضوا منه من النممار رواه أبممو داود وصممححه
الحاكم وغيره .وقوله على من قتل :أي على كل قاتمل ولمو كمان كمافرا غيمر حربمي أو صمبيا أو
مجنونا أو عبدا أو أمة ،ول فرق في القتل بين أن يكون بمباشرة أو تسممبب أو شممرط ،فممدخل فيممه
شاهد الزور والمكره ،بكسر الراء ،وحافر بئر عدوانا .واعلم ،أنه ل كفارة في القتل بالحال كممأن
توجه ولي بحاله إلى شخص فقتله كما أنه ل ضمان فيه بقود ولية ،كما مر عن التحفة ،ول فممي
القتل بالدعاء كما نقل ذلك عن جماعة من السلف .قال مهران بن ميمون :حدثنا غيلن بن جرير
بن مطرف بن عبد ال بن الشخير أنه كان بينه وبين رجل كلم ،فكذب عليه فقال مطرف :اللهممم
إن كان كاذبا فأمته فخر ميتا فرفع ذلك إلى زياد ،فقال قتلت رجل فقال ل :ولكنهمما دعمموة وافقممت
أجل ،ول في القتل بالعين كما ل ضمان فيه بالقود ول بالدية كما مممر وإن اعممترف بممه وإن كممان
ذلك حقا .وينبغي للمام حبس العائن أو أمره بلزوم بيته ويرزقه من بيت المال ما يكفيه إن كممان
فقيرا لن ضرره أشد من ضرر المجذوم الذي منعه عمر من مخالطة النمماس .وبنممدب للعممائن أن
يدعو للمعيون بأن يقول له باسم ال ممما شمماء الم ل حممول ول قمموة إل بممال اللهممم بممارك فيممه ول
تضره .أو يقول :حصنتك بالحي القيوم الذي ل يموت أبدا ودفعت عنك السوء بألف ألف ل حول
ول قوة إل بال العلي العظيم .وهكذا ينبغي للنسممان إذا رأى نفسممه سممليمة وأحممواله مسممتقيمة أن
يقول ذلك ولو في نفسه .وكممذلك ينبغممي للشمميخ إذا اسممتكثر تلمممذته أو استحسممن حممالهم أن يقممول
ذلك ،ومثله الوالد في ولده ،وفي الذكار ممما نصمه :ذكممر الممام أبمو محممد القاضمي حسممين ممن
أصحابنا رحمهم ال في كتابه التعليق في المذهب قال :نظر بعض النبياء ،صلوات ال وسمملمه
عليهم أجمعين إلى قومه يوما فاستكثرهم وأعجبوه ،فمات منهم في ساعة سبعون ألفا ،فأوحى ال
سبحانه وتعالى إليه أنك عنتهم ولو أنك إذ عنتهم حصنتهم لم يهلكوا .قمال وبمأي شمئ أحصمنهم ؟
فأوحى ال تعالى إليه تقول :حصنتكم بالحي القيوم الذي ل يممموت أبممدا ودفعممت عنكممم السمموء بل
حول ول قوة إل بال العلي العظيم .قال المعلق عن القاضي حسين :وكان عادة القاضممي ،رحمممه
ال ،إذا نظر إلى أصحابه فأعجبه سمتهم وحسن حممالهم حصممنهم بهممذا المممذكور .اه) .قمموله :مممن
يحرم قتله( أي من كل نفس معصومة عليه فدخل فيمه نفسمه لنهمما معصممومة عليممه وعبمد نفسممه،
ودخل أيضا الزاني المحصن ونحوه من كل مهدر إذا كان هو ،أي القاتل ،مهدرا مثله لما مر أنه
معصوم بالنسمبة لمثلمه .وخمرج بمه الحربمي وكمل مهمدر إذا لمم يكمن القاتمل مثلمه وبماغ وصمائل
ومقتص منه قتله المستحق فل كفارة فممي قتلهممم كممما ل ضمممان فيهممم بقممود ول ديممة -كممما مممر -
)قموله :خطمأ كمان( أي القتمل) .وقموله :أو عمممدا( أي أو شممبه عمممد لكمن تجممب فمي الخطممأ علمى
التراخي وفي العمد وشبهه على الفور تداركا للثم )قوله :وهي( أي الكفارة) .وقوله :عتق رقبة(
أي إعتاق رقبة :أي مؤمنة سليمة من العيوب المخلة بالعمل أو الكسمب )قموله :فمإن لمم يجمد( أي
الرقبة بشروطها ،والمراد لم يجدها حسا بأن فقدها أو شرعا بأن وجدها بأكثر من ثمممن مثلهمما أو
وجدها بثمنها وعجز عنه) ،وقوله :فصيام شهرين( أي فعليه صيام شممهرين مممع النيممة .ويشممترط
فيها ما مر في باب الصوم من تبييتها وتعيينها بكونها من الكفارة ،ول يشممترط نيممة التتممابع علممى
المعتمد ،فإن عجز المكفر عن الصيام فل إطعام على الصح .نعم :لو مات أطعم عنممه بممدل عممن
الصوم الواجب -كما علم مما مر في باب الصوم ) -وقوله :متتابعين( أي بأن ل يفصل بين أيام
الصوم فاصل فينقطع التتابع بفطر يوم ولو بعذر ل ينافي الصمموم كمممرض ،بخلف العممذر الممذي
ينافي كجنون وحيض ونفاس فل يقطع التتابع .واعلم أن صوم الفرض من حيممث التتممابع وعممدمه
ثلثة أنواع :الول ما يجب فيه التتابع وهو صوم رمضان وكفارة الظهار وكفممارة القتممل وكفممارة
الجماع في نهار رمضان عمدا وصوم النذر الذي شرط فيه التتابع ،الثاني ما يجب فيممه التفريممق:
وهو صوم التمتع والقران وفوات النسك وترك الواجب فيه وصوم النذر المشروط فيممه التفريممق،
الثالث ما يجوز فيه المران :وهو قضاء رمضان وكفارة الجماع في النسك وكفارة اليمين وفدية
الحلق والصيد والشجر واللبس والتطيب والحصار وتقليم الظفار ودهن غير الممرأس أو اللحيممة
في الحرام وصوم النذر المطلق وال سبحانه وتعالى أعلم.
] [ 149
باب في الردة أي في بيان أحكامها ،أعاذنا ال وأحبتنا وجميع المسلمين منها ،وإنممما ذكممر
هذا الباب بعدما قبله لنه جناية مثله ،لكن ما تقدم من أول الجناية إلممى هنمما متعلممق بممالنفس وهممذا
متعلق بالدين ،وأخره عما تقدم ،وإن كان هذا أهم ،لكثرة وقمموع ذلممك اه .ع ش ،وحاصممل الكلم
على أنواع الردة أنها تنحصر في ثلثة أقسام :اعتقادات وأفعال وأقوال ،وكل قسممم منهمما يتشممعب
شعبا كثيرة .فمن الول :الشك في ال أو في رسالة رسوله أو في شممئ مممن القممرآن أو فممي اليمموم
الخر أو في وجود الجنة أو النار أو في حصول الثواب للمطيممع والعقمماب للعاصممي أو فيممما هممو
مجمع عليه مما هو معلوم من الدين بالضرورة أو اعتقاد فقد صفة من صفاته تعالى أو تحليل ما
هو حرام ،ومن الثاني السجود لصنم أو لشمس أو مخلوق آخر ،ومن الثالث قوله لمسلم يمما كممافر
أو يا عديم الدين قاصدا بالول أن دينه المتلبس به وهو السلم كفر ،وبالثاني أن ما هو متصمف
به ل يسمى دينا ،أو قوله لو آخذني ال بترك الصلة مع ما أنا فيه من المممرض والشممدة ظلمنممي،
أو قوله أنا أفعل بغير تقدير ال عند سماعه من يقول فعلك هذا بتقدير ال تعالى ،أو قوله لو شهد
عندي جميع المسلمين ما قبلتهم استهزاء بهم وسخرية ،أو قوله للمفتي عند إعطائه جواب سممؤال
استفتاه فيه أي شئ هذا الشرع ويرمي الجممواب اسممتخفافا بالشممرع ،أو قمموله :وقممد أمممر بحضممور
مجلس علم أي شئ أعمل بمجلس العلم ،أو لعنة ال على كل عممالم قاصممد السممتخاف إن لممم يممرد
الستغراق وإل لم يشترط الستخفاف لشموله النبياء والملئكة ،أو قوله يكممون البعممد قمموادا إن
صممليت أو صمممت ،أو ممما أصممبت خيممرا منممذ صممليت ،أو الصمملة ل تصمملح لممي قاصممدا بممذلك
الستخفاف أو الستهزاء ،أو قول مريض طال مرضه توفني مسلما أو كافرا إن شممئت ،أو قممول
معلم الصبيان اليهود خير من المسلمين لنهم يقضون حق معلمي أولدهم لكن إن قصد الخيريممة
المطلقة ومما يخشى منه الكفر ،والعياذ بال تعالى ،شتم رجل اسمه من أسماء النبي )ص( ذاكرا
النبي ،والكلم بكلم الدنيا عنممد سممماع قممرآن أو أذان ،وقمموله للقممراء هممؤلء آكلمموا الربمما ،وقمموله
لصالح وجهه كالخنزير ،أو أنا أريد المال سواء كان من حلل أو حرام .واعلم :أنه يجري علممى
ألسنة العامة جملة من أنواع الكفر من غير أن يعلموا أنها كذلك فيجب على أهل العلممم أن يممبينوا
لهم ذلك لعلهم يجتنبونه إذا علموه لئل تحبط أعمالهم ويخلدون في أعظم العذاب ،وأشممد العقمماب،
ومعرفة ذلك أمر مهم جدا ،وذلك لن من لم يعرف الشر يقع فيه وهو ل يدري ،وكل شممر سممببه
الجهل ،وكل خير سببه العلم ،فهو النور المبين ،والجهل بئس القريممن ،وقممد اسممتوفى الكلم علممى
جميع أنواع الردة وبيان المختلف فيه منها والمتفق عليه ابمن حجمر فمي كتمابه المسممى بمالعلم
بقواطع السلم ،فمن أراد الحاطة بجميع ذلك فعليه بالكتاب المذكور )قوله :الردة لغة الرجوع(
أي عن مطلق شئ إلى غيره سواء كان رجوعا عن السلم إلى غيممره وهممو الكفممر أو عممن شممئ
آخر إلى غيره فالمعنى اللغوي أعم من الشرعي كما هو الغالب )قوله :وهي( أي الممردة) .وقمموله
أفحش أنواع الكفر( أي أغلظ من غيرها من بقية أنواع الكفر وذلك لقمموله تعممالى) * :ومممن يرتممد
منكم عن دينه فيمت وهو كافر( * الية ،وقوله تعالى) * :ومن يبتغ
] [ 150
غير السلم دينا فلن يقبل منه( * ولخبر البخاري من بممدل دينممه فمماقتلوه )وقمموله :ويحبممط
بها العمل( أي الحاصل منه قبل الردة فكأنه لم يعمل شيئا ويترتب على ذلك وجمموب مطممالبته بممه
في الخرة) ،وقوله إن اتصلت بالموت( فإن لم تتصل به بأن أسلم قبله فل يحبط بها العمل وإنما
يحبط بها ثوابه فقط فيدعو له العمل مجردا عمن الثمواب ،ويمترتب علمى ذلمك أنمه ل يجمب عليمه
قضاؤه ول يطالب به في الخرة )قوله :فل يجب إعادة الخ( مفرع على مفهوم قمموله إن اتصمملت
بالموت وهو فإن لم تتصل بالموت فل يحبط عمله فل يجب إعادة ،ولعله سقط هممذا المفهمموم مممن
النساخ )قوله :وقال أبو حنيفة تجب( أي العادة لنها يحبط بها عنده العمل مطلقا ولو لممم تتصممل
بالموت )قوله :وشرعا( معطوف علممى لغممة )قمموله :قطممع مكلممف( مممن إضممافة المصممدر لفمماعله،
وخرج به الكفر الصلي فل يسمى ردة وهي تفارقه في أمور منها أن المرتد ل يقممر علممى ردتممه
فل يقبل منه إل السلم ،ومنها أنممه يلممزم بأحكامنمما للممتزامه لهمما بالسمملم ،ومنهمما أنممه ل يصممح
نكاحه ،ومنها تحرم ذبيحته ول يستقر له ملك ول يسبى ول يفممادي ول يمممن عليممه ول يممرث ول
يورث ،بخلف الكافر الصلي في جميع ذلك) ،قوله :فتلغو( أي الردة :أي ل يؤاخذ بهمما )وقمموله
من صبي ومجنون( أي وسكران غير معتد بسكره )قمموله :ومكممره عليهمما( أي وتلغممو مممن مكممره
عليها لقوله تعالى) * :إل مممن أكممره وقلبممه مطمئن باليمممان( * )قمموله :إسمملما( أي دوام إسمملم،
وهو مفعول قطع ،وخرج به قطع الصلة ونحوهمما فل يسمممى ردة )قمموله :بكفممر( متعلممق بقطممع،
وقوله عزما تمييز محول عن المضاف والصل بعزم كفر )قوله :حال أو مآل( يعنممي أن العممزم
على الكفر يقطع السلم سواء عزم أن يكفر حال أو عزم أن يكفر غدا ،ومثل العزم على التردد
فيه فيكفر به أيضا )قوله :فيكفر به حال( أي فيكفر بعزمممه علممى الكفممر فممي المممآل :أي المسممتقبل
حممال )قمموله :أو قممول أو فعل( معطوفممان علممى عزممما فهممما منصمموبان عممى التمييممز أيضمما لن
المعطوف على التمييز تمييز وهما محولن عن المضاف أيضا ،والتقدير أو قممول كفممر أو فعلممه،
وقد علمت بعضا من القوال المكفرة والفعال كذلك ،ومن الول أيضا غير ما تقدم أن يقول الم
ثالث ثلثة ،ومن الثاني غير ما تقدم أن يلقى مصحفا وكتب علم شرعي أو ممما عليممه اسممم معظممم
في قاذورة ولو طاهرة ،وأما ضرب الفقيه مثل للولد الذين يتعلمون منه بألواحهم أو رميهم بها
من بعد فقال ع ش :الظاهر أنه ليس كفرا لن الظمماهر مممن حممال الفقيممه أنممه ل يريممد السممتخفاف
بالقرآن .نعم :ينبغي حرمته لشعاره بعدم التعظيم كما قالوه فيما لممو روح بالكراسممة علممى وجهممه
)قوله :باعتقاد( الجار والمجرور متعلق بمحذوف صفة لما قبله ،وظاهر عبارته أن العتقاد ومما
بعده من العناد والستهزاء مختصان بالقول والفعل وليس كذلك ،بل تأتي الثلثة أيضا في العممزم
على الكفممر ،كممما صممرح بممذلك فممي التحفممة والنهايممة فعزمممه عليممه يكممون مممع اعتقمماد أو عنمماد أو
استهزاء ،قال بعضهم ل يظهر الستهزاء في العممزم .وقمموله أي معممه :أفمماد أن البمماء بمعنممى مممع
)قوله :أو مع عناد( أي بأن عر ف أن الحق باطنا وامتنع أن يقر به كأن يقول ال ثالث ثلثة ،أو
يسجد لصنم عنادا لمن يخاصمه مع اعتقاد أن ال واحد ،أو أن السجود ل يكون إل ل )قمموله :أو
مع استهزاء( مثل م ر للستهزاء في القول بما إذا قيل له قلم أظفارك فإنه سنة فقال ل أفعله وإن
كان سنة أو لو جاءني به النبي ما قبلته ما لم يرد المبالغة في تبعيد نفسممه أو يطلممق فممإن المتبممادر
منه التبعيد ،كما أفتى به الوالد رحمه ال تعالى تبعا للسبكي في أنه ليممس مممن التنقيممص قممول مممن
سئل في شئ لو جاءني جبريل أو النبي ما فعلته .اه )قوله :بخلف الخ( مقابل قوله باعتقمماد وممما
معه :أي أن هذه الثلثة أعني العزم على الكفممر ،أو قمموله أو فعلممه تقطممع السمملم ،ويحصممل بهمما
الردة بالعتقاد أو العناد أو الستهزاء .أما إذا لم تقترن بها بل اقترنت بسبق لسان أو حكاية كفممر
أو غير ذلك فل تقطع السلم ول يحصل بها الردة) .وقوله :ممما لممو اقممترن بممه( ممما واقعممة علممى
الثلثة الول :أعني العزم والقول والفعل ،وضمير به يعود عليها) .وقوله:
) (1سورة آل عمران ،الية (2) .85 :سورة النحل ،الية.106 :
] [ 151
كسبق لسان الخ( تمثيل لما يخرجه عن الكفر) .وقوله :أو حكاية كفر( أي كفر غيره كممأن
يقول قال فلن أنا ال مثل) .وقوله :أو خوف( أي كممأن يكممون فممي بلد الكفممر وأمممروه بالسممجود
لصنم فسجد له خوفا منهممم أن يقتلموه لمو لممم يسمجد ،ومثمل ممما ذكمر ممن سممبق اللسمان ومما بعممده
الجتهاد فيما لم يقم الدليل القاطع على خلفه كاعتقاد المعتزلة عدم رؤية البمماري فممي الخممرة أو
عدم عذاب القبر أو نعيمه فل يكفرون بذلك لنه اقترن به اجتهمماد )قمموله :وكممذا قممول الممولي( أي
مثل ما اقترن به ما يخرجه عن الردة قول الممولي فممي حممال غيبتممه أنمما الم فل يقتممل لعممدم تكليفممه
حينئذ .وعبارة المغنى :وخرج بذلك من سبق لسانه إلى الكفر أو أكره عليه فإنه ل يكون مرتممدا،
وكذا الكلمات الصادرة من الولياء في حال غيبتهم ،وفي أمالي الشيخ ابن عبد السمملم أن الممولي
إذا قال أنا ال عزر التعزير الشرعي ول ينافي الولية لنهم غير معصومين ،وينممافي هممذا قممول
القشيري من شرط الولي أن يكون محفوظا كما أن من شرط النبي أن يكون معصوما ،فكممل مممن
كان للشرع عليه اعتراض فهو مغرور مخادع ،فالولي الممذي تمموالت أفعمماله علممى الموافقممة ،وقممد
سئل ابن سريج عن الحسين الحلج لما قال :أنا الحق فتوقممف فيممه ،وقممال هممذا رجممل خفممي علممي
أمره ،وأما أقول فيه شيئا ،وأفتى بكفره بذلك القاضي أبو عمرو والجنيممد وفقهمماء عصممره ،وأمممر
المقتدر بضربه ألف سوط ،فإن مات وإل ضرب ألفا أخري ،فإن لم يمت قطعت يداه ورجله ثممم
ضرب عنقه ،ففعل به جميع ذلك لست بقين من ذي الحجة سمتة تسممع وثلثممائة والنماس ممع ذلممك
يختلفون في أمره ،فمنهم من يبالغ في تعظيمه ،ومنهم من يكفره لنه قتل بسيف الشرع ،وجممرى
ابن المقري ،تبعا لغيره ،على كفر من شك في كفر طائفة ،كابن عربي الذين ظاهر كلمهم عنممد
غيرهممم التحمماد ،وهممو بحسممب ممما فهممموه مممن ظمماهر كلمهممم ،ولكممن كلم هممؤلء جممار علممى
اصطلحهم :إذ اللفظ المصطلح عليه حقيقة في معنمماه الصممطلحي مجمماز فممي غيممره ،والمعتقممد
منهم لمعناه معتقد لمعنى صحيح ،وأما ممن اعتقمد ظماهره ممن جهلمة الصموفية فمإنه يعمرف فمإن
استمر على ذلك بعد تعريفه صار كافرا .اه .وفي شممرح الممروض بعممد كلم :والحممق أن همؤلء،
أي الطائفة كابن عربي ،مسلمون أخيار وكلمهم جار علممى اصممطلحهم كسممائر الصمموفية وهممو
حقيقة عندهم في مرادهم وإن افتقر عند غيرهم ممن لو اعتقد ظمماهره عنممده كفممر إلممى تأويممل :إذ
اللفظ المصطلح عليه حقيقة في معناه الصطلحي مجاز في غيممره بالمعتقممد منهممم لمعنمماه معتقممد
لمعنى صحيح ،وقد نص على ولية ابن عربي جماعة علماء عارفون بال منهم الشيخ تاج الدين
بن عطاء ال والشيخ عبد ال اليافعي ول يقدح فيه وفي طائفة ظاهر كلمهم المممذكور عنممد غيممر
الصوفية لما قلناه ولنه قد يصدر عن العارف بال إذا استغرق في بحر التوحيد والعرفان بحيممث
تضمحل ذاته في ذاته وصمفاته فممي صممفاته ويغيممب عمن كممل ممما سممواه عبممارات تشممعر بممالحلول
والتحاد لقصود العبارة عن بيان حاله الذي ترقى إليه وليست في شممئ منهممما كممما قمماله العلمممة
السعد التفتازاني وغيره .اه .في حاشية المير علمي عبمد السملم النماس فمي التوحيمد متفماوتون،
فالعامة السلمية اقتصروا على علم ظاهر ل إله إل ال ،ومنهم من ترقى إلى معرفممة ممما يمكممن
بالبراهين الفكرية ،ومنهم من فتح عليه بأمور وجدانية ،ومنهم من ذاق الكل من ال وإليه فرضي
بكل شئ من هذه الحيثية ،كما سبقت الشارة إليه غير مرة ،ومنهم من غاب عن المغايرة وطفممح
في سكره حيث قال أنا ال ،أو ما في الجبة إل ال ،أو ما في الكممون إل المم ،فمنهممم مممن عممذرهم
بذلك ،ومنهم من عاقبهم ،والكل على خير إن شاء ال تعالى حيث صممح الصممل .اه )قمموله :وممما
وقع( مبتدأ ،خبره غير مراد به ظاهره ،والمعنى أن ما وقع في عبممارات القموم مممما يموهم الكفممر
كالكلمات المتقدمة غير مراد به ظاهره ،بل له معنى صحيح عندهم اصطلحوا عليممه )قمموله :كممما
ل يخفى على الموفقين( أي المنورين البصيرة )قوله :نعم يحرم الخ( استدراك على كون ما وقممع
من هذه الطائفة غير مراد ظاهره بل له معنى صحيح عندهم )قوله :مطالعة( فاعل يحرم )قمموله:
فإنها( أي مطالعة كتبهم) ،وقوله :مزلة قدم( أي موضع زللها ،والمراد من طممالع كتبهممم وهممو ل
يعرف حقيقة اصطلحهم يكون ذلك له سببا في زل وخروجه
] [ 152
عن سنن أهل الحق والستقامة إلى سنن أهل البدع والضممللة )قمموله :ومممن ثممم( أي ومممن
أجل أنها مزلة قدم )قوله :وقول ابن عبد السلم الخ( عبارة التحفة :وقوله ابن عبد السمملم يعممزر
ولي قال أنا ال ول ينافي ذلك وليته لنه غير معصوم فيمه نظمر لنمه إن كمان غائبما فهمو غيممر
مكلف ل يعزر كما لو أول بمقبول ،وإل فهو كافر ،ويمكممن حملممه علممى ممما إذا شممككنا فممي حمماله
فيعزر فطما له ول يحكم عليه بممالكفر لحتمممال عممذره ول بعممدم الوليممة لنممه غيممر معصمموم .اه
)قوله :وذلك( أي المكفر قول أو فعل أو عزما ،لكن المثلة التي ذكرهمما بعضممها يناسممب الول،
وبعضها يناسب الثاني ،وبعضها يناسب الثالث فتكون على التوزيممع) ،وقمموله :كنفممي صممانع( أي
وجوده وهو ال سبحانه وتعالى والذي نفى الصانع الدهرية وهم طائفة يزعمون أن العالم لم يزل
موجودا كذلك بل صانع ،ومثله نفي صفة من صممفاته الواجبممة لممه تعممالى إجماعمما كالقممدم والبقمماء
ونكر لفظ صانع لنه هو الوارد ففي حديث الطبراني والحاكم اتقوا ال فإن ال فاتح لكممم وصممانع
)قوله :ونفي نبي( أي نبوته ،والمراد نممبي مممن النبيمماء الممذين يجممب اليمممان بهممم تفصمميل ،وهممم
الخمسة والعشمرون الممذكورون فمي القمرآن وقمد نظمهمم بعضمهم فمي قموله :حتمم علمى كمل ذي
التكليف معرفة لنبياء على التفصيل قد علموا في تلك حجتنا منهم ثمانيممة مممن بعممد عشممر ويبقممي
سبعة وهمو إدريس هود شعيب صالح وكذا ذو الكفل آدم بالمختار قممد ختممموا )قمموله :أو تكممذيبه(
أي نبي من النبياء ،ومثل التكذيب تنقيصه بأي منقص كممان :كممأن صممغر اسمممه مريممدا تحقيممره.
وخرج بتكذيبه الكذب عليه فل يكون كفرا وإن كان حراما .قممال فممي التحفممة :وقممول الجممويني أن
الكذب على نبينا )ص( كفر بالغ ولده إمام الحرمين في تزييفه وأنه زلة .اه )قوله :وجحد مجمممع
عليه( أي إنكار ما أجمع على إثباته أو على نفيه فدخل فيه جميع الواجبات المجمع عليها وجميممع
المحرمات كذلك ،ودخل أيضا القرآن فمن أنكر وجوب شئ من الواجبممات كالصمملة والصمموم أو
حرمة شئ من المحرمات المجمع عليها كالزنا واللواط وشرب الخمر أو أنكر شيئا مممن القممرآن،
ولو آية ،كفر بذلك ،وسبب التكفير به -كما في التحفة -أن فمي إنكممار مما همو معلمموم ممن المدين
بالضرورة تكذيبا للنبي )ص() .وقوله :معلوم مممن الممدين بالضممرورة( أي معلمموم مممن أدلممة ديننمما
علما يشمبه الضمروري المذي ل يحتماج إلمى نظمر واسمتدلل بحيمث اسمتوى فمي معرفتمه العاممة
والخاصة .قال اللقاني :ومن لمعلوم ضرورة جحد من ديننا يقتل كفرا ليس حممد )قموله :ممن غيممر
تأويل( متعلق بجحد ،أي جحد من غير تأويل :أي أو بتأويل قطعي بالبطلن كجحد أهممل اليمامممة
وجوب اليمان بعد موته )ص( قائلين أنه ل يجب اليمان إل في حياته لنقطمماع شممريعته بممموته
كبقية النبياء فهذا التأويل باطل قطعا لن شريعته )ص( إلى يوم القيامة ،أما ما كان بتأويل غير
قطعي البطلن كجحد كفر فرعون وإثبات إيمممانه تمسممكا بظمماهر قمموله تعممالى) * :قممال آمنممت( *
الية فل يكون مكفرا لوجود تأويل وإن كان فاسدا لن اليمان ل ينفع عند يأس الحياة بأن وصل
لخر رمق كالغرغرة وإدراك الغرق في الية من ذلك كما هو واضح لكنه غيممر قطعممي الفسمماد.
والحاصل كفر فرعون مجمع عليه لما ذكر لكن من جحد ذلك ل يكفر لوجود تأويل ما قال وفممي
التحفة بعد كلم :وبما تقرر علم خطأ من كفر القائلين بإسلم فرعون لنا وإن اعتقدنا بطلن هذا
القول لكنه غير ضروري وإن فرض أنه
] [ 153
مجمممع عليممه بنمماء علممى أنممه ل عممبرة بخلف أولئك إذ لممم يعلممم أن فيهممم مممن بلممغ مرتبتممة
الجتهاد .اه )قوله :وإن لم يكن فيه نص( غاية في تكفير جاحد مجمع عليه :أي يكفر بممه وإن لممم
يكن لهذا المجمع عليه نص من القرآن أو السنة كالجماع السكوتي )قوله :كوجمموب الممخ( تمثيممل
للمجمع عليه فإذا جحده كفر .وقوله نحو الصلة :أي كالصيام والزكاة والحج )قوله :وتحليل نحو
البيع والنكاح( عطف على وجوب :أي وكتحليل الخ :أي فهو مجمع عليه ،فمن جحده كفر )قوله:
وندب الرواتب( أي السنن الراتبة :أي فهو مجمع عليه ،فمن أنكمره كفمر ،وقموله والعيمد :عطمف
على الرواتب أي وندب العيد :أي صلته قال في العلم وفممي تعليممق البغمموي مممن أنكممر السممنن
الراتبة أو صلة العيدين يكفر ،والمراد إنكممار مشممروعيتها لنهمما معلومممة مممن الممدين بالضممرورة
ومنكر هيئة الصلة زعما منه أنها لم ترد إل مجملة وهذه الصفات والشروط لم ترد بنممص جلممي
متواتر يكفر أيضا إجماعا اه) .قوله :بخلف مجمممع عليمه المخ( محمترز قمموله معلمموم ممن الممدين
بالضرورة) .وقوله :ل يعرفمه إل الخمواص( أي دون العموام .قمال ع ش :ظماهره وإن علممه ثمم
أنكره وهو المعتمد .وفي شرح البهجة لشيخ السلم ما يخالفه .اه) .قوله :كاستحقاقه بنممت البممن
السدس( تمثيممل للمجمممع عليمه المذي ل يعرفممه إل الخمواص :أي فمممن جحمده ل يكفمر بممه )قموله:
وكحرمة نكاح المعتدة( أي فمن جحدها ل يكفممر .قممال ع ش :أي مممع اعممترافه بأصممل العممدة وإل
فإنكار العدة من أصملها كفمر لثبموته بمالنص وعلممه بالضمرورة .اه) .قموله :وبخلف المعمذور(
محترز قيد ملحوظ .أي وجحد مجمع عليه من غير عذر وكان الولى التصريح به )قمموله :كمممن
قرب عهده بالسلم( تمثيل للمعذور ،ومثله مممن نشممأ بباديممة بعيممدة عممن العلممماء )قمموله :وسممجود
لمخلوق( معطوف على نفي صانع :أي وكسجود لمخلوق سواء كان صممنما أو شمسمما أو مخلوقمما
غيرهما فيكفر به لنه أثبت ل شريكا .قال في العلم .سواء كان السجود في دار الحرب أم فمي
دار السلم بشرط أن ل تقوم قرينة على عدم استهزائه أو عذره وما في الحلية عن القاضي عن
النص أن المسلم لو سجد للصنم في دار الحرب لم يحكممم بردتممه ضممعيف وواضممح أن الكلم فممي
المختار .اه) .قوله :اختيارا( خرج المكره كأن كان في دار الحرب وأكرهوه على السجود لنحممو
صنم .وقوله من غير خوف :ل حاجة إليه لنه يغني عنه ما قبله )قوله :ولممو نبيمما( أي ولممو كممان
المخلوق نبيا فإنه يكفر بالسجود له )قوله :وإن أنكر الستحقاق( أي يكفر بالسجود للمخلمموق وإن
أنكر استحقاقه له واعتقد أنه مستحق ل تعالى خاصة )وقوله :أو لم يطابق الممخ( عطفممه علممى ممما
قبله من عطف العام على الخاص .قال في العلم :وفي المواقف وشرحها مممن صممدق بممما جمماء
به النبي )ص( ومع ذلك سجد للشمس كان غير مممؤمن بالجممماع لن سممجوده لهمما يممدل بظمماهره
على أنه ليس بمصدق ونحن نحكم بالظاهر ،فلذلك حكمنا بعدم إيمانه لن عدم السجود لغيممر ال م
داخل في حقيقة اليمان حتى لو علم أنه لم يسجد لها على سبيل التعظيم واعتقاد اللهية ،بل سجد
لها وقلبه مطمئن بالتصديق لم يحكم بكفره فيما بينه وبين الم وإن أجمرى عليمه حكمم الكمافر فمي
الظاهر .اه) .قوله :ممن دخمل دار الحمرب( أي ممن المسملمين )قموله :فسمجد( أي ممن دخمل دار
الحرب) .وقوله :لصنم( أي أو نحوه كشمس )قوله :أو تلفممظ بكفممر( معطمموف علممى سممجد لصممنم
)قوله :ثم ادعمى إكراهما( خمرج بمه مما إذا لمم يمدعه فيحكمم بكفمره مطلقما )قموله :فمإن فعلمه( أي
المذكور من السجود والتلفظ بالكفر ،والجملة جواب من )وقوله :في خلوته( أي ليس بين أيديهم(
)وقوله :لم يقبل( أي لن قرينة حاله تكذبه )قوله :أو بين أيديهم( معطوف على الجار والمجرور
قبله :أي أو فعله بين أيديهم) .وقوله :قبل( لن قرينة حاله وهي أسره وكونه بيممن أيممديهم تصممدقه
)قوله :أو تاجر( معطوف على أسير :أي فإن فعله بين
] [ 154
أيديهم وهو تاجر فل يقبل لن عدم السر يدل على كذبه )قوله :وخرج بالسجود الركوع(
أي فل يكفر به ولكنه يحرم )قمموله :لن صممورته( أي الركمموع ،وهممو علممة لعممدم كفممره بممالركوع
)قوله :بخلف السجود( أي فإن صورته ل تقع في العادة لمخلوق )قوله :أن محل الفرق بينهممما(
أي الركوع والسجود) ،وقوله :عند الطلق( أي عند عدم قصده شيئا أي أو عند قصده تعظيمممه
لكن ل كتعظيم ال .قال البجيرمي :الحاصل أن النحناء لمخلوق ،كما يفعل عند ملقاة العظممماء،
حرام عند الطلق أو قصد تعظيمهم ل كتعظيم ال تعالى ،وكفر إن قصد تعظيمهممم كتعظيممم ال م
تعالى .اه) .قوله :فإنه( أي من قصممد تعظيممم مخلمموق بممالركوع كتعظيممم الم )وقمموله ل شممك فممي
الكفر( أي في كفره .فأل عوض عن الضمير) .وقوله :حينئذ( أي حين إذ قصممد ممما ذكممر )قمموله:
وكمشى إلى الكنائس( معطوف على كسممجود لمخلمموق :أي والمكفممر أيضمما كمشممى إلممى الكنممائس
حالة كونه متلبسا بزيهم :أي بهيئتهم التي يتلبسون بها كممأن يشممد علممى وسممطه زنممارا وهممو خيممط
غليظ فيه ألوان يشد في الوسط فوق الثوب أو يخيط فوق الثياب بموضع ل يعتمماد الخياطممة عليممه
كالكتف ما يخالف لونها أو يضع البرنيطة فيكفر بذلك وأفهم قوله وكمشي إلى الكنائس بزيهم أنه
لو فقد أحدهما كأن مشى إلى الكنائس ل بزيهم بل بزي المسلمين أو تزيا بزيهممم مممن غيممر مشممي
إليها ل يكفر ،وهو كذلك )قوله :وكإلقاء ما فيه قرآن في مستقذر( أي فيكفر به .قال فممي العلم:
والمراد بالمستقذر النجاسات مطلقا ،بل والقذر الطاهر ،كما صرح به بعضهم ،ثممم قممال :وكإلقمماء
المصحف ونحوه في القذر تلطيخ الكعبة أو غيرها من المساجد بنجس ،ولو قيل إن تلطيخ الكعبة
بالقذر الطاهر كذلك لم يبعد ،إل أن كلمهم ربما يأباه .اه .وقال في التحفة :وقضممية قمموله كإلقمماء
أن اللقاء ليس بشرط وأن مماسة شئ من ذلك بقذر كفر أيضا ،وفي إطلقه نظر ،ولو قيل ل بد
من قرينة تدل على الستهزاء لم يبعد .اه .وقال سم :اختلف مشايخنا في مسممح القممرآن مممن لمموح
المتعلم بالبصاق ،فأفتى بعضهم بحرمته مطلقا وبعضهم بحرمته إن بصق على القرآن ثم مسحه،
وبحله إن بصق على نحو خرقة ثم مسح بها .اه .وقال ع ش :ما جممرت بممه العممادة مممن البصمماق
على اللوح لزالة ما فيه ليس بكفر ،وينبغي عدم حرمته أيضا ،ومثله ما جممرت العممادة بممه أيضمما
من مضغ ما عليه قرآن أو نحوه للتبرك به أو لصيانته عن النجاسة .اه) .قوله :قال الرويمماني أو
علم شرعي( قال فممي العلم أيضمما :وهممل مممراد الرويمماني بممالعلوم الشممرعية الحممديث والتفسممير
والفقه وآلتها كالنحو وغيره وإن لم يكن فيه آثار السلف أو يختمص بالحمديث والتفسمير والفقمه ؟
الظاهر الطلق ،وإن كان بعيد المدرك في ورقة من كتاب نحو مثل ليس فيهمما اسممم معظممم .اه.
)قوله :ومثله( أي العلم الشرعي ،وقوله ما فيه اسم معظم :أي من أسماء ال أو أسماء النبياء أو
الملئكة )قوله :وتردد في كفر( عطف على نفي صانع :أي وكممتردد فممي كفممر هممل يفعلممه أم ل ؟
فإنه يكفر به حال .قال في شرح الروض :لن استدامة اليمال واجبممة والممتردد ينافيهمما .اه .فممإن
قلت :التردد من أي قسم من القسام السابقة :هل هو من العزم أو الفعل أو القول ؟ .قلت :يحتمممل
أن يكون من العزم لن المراد به القصد مطلقمما سممواء كممان مممع جممزم أو مممع تممردد ،ويحتمممل أن
يكون من الفعل ويراد به ما يشمل الفعل القلبي ،ويحتمل أن يكون من الثالث بأن يراد من التردد
التردد اللساني لكن الموافق للقلبي كما هو ظاهر )قوله :وكتكفير مسلم( أي بأن قال لممه يمما كممافر.
وقوله لذنبه :أي لجل ارتكابه ذنبا من الذنوب ،وهو ليس بقيد ،بل مثله بالولى ما إذا كفممره مممن
غير ذنب) .وقوله :بل تأويل( أي فيكفر به إن كفره بل تأويل للكفممر ككفممر النعمممة مثل ،وإل فل
يكفر )قوله :لنه سمى السلم كفرا( علة لمقدر :أي فيكفر من كفر مسلما مممن غيممر تأويممل لنممه
سمى السلم المتلبس به كفرا ،وقد صح أنه )ص( قال :إذا قال الرجل لخيه يا كافر فقد باء بها
أي رجع بكلمة الكفر )قوله :وكالرضا بالكفر( أي فيكفممر بممه .قممال فممي العلم :ومممن المكفممرات
أيضا أن يرضى بالكفر ولو ضمنا :كأن يسأله كافر يريد
] [ 155
السلم أن يلقنه كلمة السلم فلم يفعل أو يقول له اصبر حتى أفرغ من شغلي أو خطبتي
ولو كان خطيبا ،وكأن يشير عليه بأن ل يسلم وإن لم يكن طالبا لسمملم فيممما يظهممر .اه) .قمموله:
فيكفر في الحال( تفريع على جميع ما مر من نفي صمانع إلممى هنما بمدليل قموله فمي كمل ممما مممر.
)وقوله :لمنافاته( أي ما مر للسلم )قوله :وكذا يكفر من أنكممر إعجمماز القممرآن( أي لنممه مجمممع
عليه معلوم من الدين بالضرورة) .قوله :أو حرفا منه( أي أو أنكر حرفا مممن القممرآن :أي أو آيممة
مجمعا عليها كبسملة النمل التي في وسمطها ،أمما بسمملة الفاتحمة فل يكفمر ممن نفاهما منهما لعمدم
الجماع عليها ،ومثله ما لو زاد فيه آيممة معتقممدا أنهمما منممه فيكفممر بممه .تنممبيه :قممال شمميخنا السممتاذ
العارف بربه المنان سيدنا السيد أحمد بن زيني دحلن في كتابة له في التجويد ما نصه :قممد كفممر
بعضهم من وقف على نحو قوله تعالى) * :وقالت اليهود( * وابتدأ بقوله) * :عزير ابن ال( * أو
* )وقالت النصارى( * وابتدأ بقوله) * :المسيح ابن ال( * أو وقالت اليهممود وابتممدأ بقمموله) * :يممد
ال مغلولة( * أو * )ما أنتم بمصرخي( * وابتدأ بقوله) * :إني كفرت( * والمحققون علممى أنممه ل
يطلق القول بالتكفير ول بالحرمة ،بل إن كان مضطرا وابتدأ بما بعده غير معتقد لمعناه ل يكفممر
وإن اعتقد معناه كفر مطلقا وقف أم ل ،وعليه يحمل كلم من أطلق فإن وقف متعمدا غير معتقممد
المعنى حرم ولم يكفر .اه) .قوله :أو صحبة أبي بكر( أي أو أنكر صممحبة أبممي بكممر رضممي ال م
عنه فيكفر به لثبوتها بالقرآن ،وفي إنكارها تكذيب للقرآن ،وظمماهره أنممه ل يكفممر بإنكممار صممحبة
غيره .وفي رسالة شيخنا الستاذ في فضل أبي بكر رضي ال عنه ما نصه :ومممن اليممات الدالممة
على فضله قوله تعالى) * :ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه ل تحزن إن ال معنمما( *
أجمع المسلمون على أن المراد بالصاحب هنا أبو بكر رضي ال عنه ،ومن ثم من أنكر صممحبته
كفر إجماعا ،ول كذلك إنكار صحبة غيره .اه .وفي البجيرمي :قال الشهاب الرملي :لو قممال أبممو
بكر لم يكن من الصحابة كفر ،ولو قال ذلك لغيمر أبمي بكمر لمم يكفمر ،وفيمه نظمر :لن الجمماع
منعقد على صحابة غيره ،والنص وارد شائع .قلممت :وأقممل الممدرجات أن يتعممدى ذلممك إلممى عمممر
وعثمان وعلي رضي ال عنهم لن صممحابتهم يعرفهمما الخمماص والعممام مممن النممبي )ص( ،فنممافي
صحبة أحدهم مكذب للنبي )ص( .اه )قوله :أو قذف عائشة رضممي الم عنهمما( أي وكممذلك يكفممر
من قذف عائشة لن القرآن نزل ببراءتها ،ففي قذفها حماها ال تكذيب للقرآن )قوله :ويكفممر فممي
وجه الخ( قال في العلم :وفي وجه حكاه القاضي حسين في تعليقه أنه يلحق بسب النممبي )ص(
سب الشيخين وعثمان وعلي رضي ال عنهم فقال :من سب الصحابة فسممق ومممن سممب الشمميخين
أو الحسنين يكفر أو يفسق وعبارة البغوي :من أنكر خلفة أبي بكر يبممدع ول يكفممر ،ومممن سممب
أحدا من الصحابة ولم يستحل يفسق ،واختلفوا في كفر من سب الشيخين .قال الزركشي كالسبكي
وينبغي أن يكون الخلف إذا سبه لمممر خمماص بممه ،أممما لممو سممبه لكممونه صممحابيا فينبغممي القطممع
بتكفيره لن ذلك استخفاف بحق الصحبة ،وفيه تعريممض بممالنبي )ص( ،وقممد روى الترمممذي أنممه
)ص( :رأى أبمما بكممر وعمممر فقممال هممذان السمممع والبصممر وهكممذا القممول فممي شممأن غيرهممما مممن
الصحابة .وقد ثبت عنه عليه الصلة والسلم أنه قال :يقول ال تعالى :من آذى لي وليا فقد آذنتممه
بالحرب -وفي رواية فقد استحل محارمي ،ول شك أنا نتحقممق وليممة العشممرة ،فمممن آذى واحممدا
منهم فقد بارز ال تعالى بالمحاربة فلو قيل يجب عليه ما يجب على المحمارب لمم يبعمد ول يلمزم
هذا في غيرهم إل من تحققت وليته بإخبار
) (1سورة البقرة ،الية (2) .113 :سورة التوبة ،الية (3) .30 :سورة البقرة ،الية (4) .113 :سورة التوبة ،اليممة:
(5) .30سورة المائدة ،الية (6) .64 :سورة إبراهيم ،الية (7) .22 :سورة إبراهيم ،الية (8) .22 :سورة التوبممة،
الية.40 :
] [ 156
الصادق .اه )قوله :ل من قال الخ( أي ل يكفممر مممن قممال لخصمممه وقممد أراد الخصممم بممال
تعالى ل أريد الحلف بال تعالى بل بالطلق أو العتاق )قوله :أو قال رؤيممتي إيمماك كرؤيممة ملممك
المو ت( أي ل يكفر بذلك ول يكفر أيضا من قال لمسلم سلبك ال اليمان أو لكافر ل رزقممك الم
اليمان لنه مجرد دعاء عليه بتشممديد المممر والعقوبممة عليممه ،ول إن دخممل دار الحممرب وشممرب
معهم الخمر وأكل لحم الخنزير ،ول إن صلى بغير وضوء متعمدا أو بنجمس أو إلمى غيمر القبلمة
ولم يستحل ذلك ،ول إن تمنى حل ما كان حلل في زمنه قبل تحريمه :كممأن تمنممى أنممه ل يحممرم
ال الخمر ،ول إن شد الزنار علمى وسمطه أو وضمع قلنسموة المجموس علمى رأسمه أو دخمل دار
الحرب للتجارة أو لتخليص الساري ،ول إن قال النصرانية خير من المجوسية ،ول إن قممال لممو
أعطاني ال الجنة ما دخلتها .صرح بذلك كله في شرح الروض )قوله :تنممبيه ينبغممي للمفممتي( أي
يتعين عليه) .وقوله :أن يحتاط الخ( أي أن يسمملك طريممق الحتيمماط فممي الفتمماء بتكفيممر أحممد ،فل
يفتي بذلك إل بعد الفحص الشديد واليقين السديد )قوله :لعظم خطره( أي التكفير وذلك لنه ربممما
كفممر مسمملما بلفممظ غيممر مكفممر فيكفممر ،وقمموله وغلبممة عممدم قصممده أي المكفممر ،وقمموله سمميما :أي
خصوصا من العوام فإنهم يتلفظون بكلمات مكفرة ول يقصممدون معناهمما )قمموله :وممما زال أئمتنمما
على ذلك( أي على الحتياط فيه قال في التحفة بعده :بخلف أئمة الحنفية فممإنهم توسممعوا بممالحكم
بمكفرات كثيرة مع قبولها للتأويل بل مع تبادره منها ،ثم رأيت الزركشي قممال عممن ممما توسممع بممه
الحنفية أن غالبه في كتمب الفتماوى نقل عمن مشمايخهم وكمان المتورعمون ممن متمأخري الحنفيمة
ينكرون أكثرها ويخالفونهم ويقولون هؤلء ل يجوز تقليدهم لنهم غير معروفيممن بالجتهمماد ولممم
يخرجوها على أصل أبي حنيفة لنه خلف عقيدته :إذ منها إن معنا أصل محققا هو اليمممان فل
نرفعه إل بيقين .فليتنبه لهذا وليحذر ممن يبادر إلى التكفير في هممذه المسممائل منمما ومنهممم فيخمماف
عليه أن يكفر لنه كفر مسلما .اه .ملخصا .فائدة :قال الغزالي :من زعم أن له مع ال حال أسقط
عنه نحو الصلة أو تحريم نحو شرب الخمر وجب قتله ،وإن كمان فممي الحكممم بخلموده فمي النمار
نظر .وقتل مثله أفضل من قتل مائة كافر لن ضرره أكثر .اه )قوله :ويستتاب الخ( شممروع فممي
بيان ما يجب على المرتد والعياد بال تعالى بشئ ممما ممر وحاصمل ذلمك أنمه يجمب عليمه العمود
فورا إلى دين السلم ،ول يحصل إل بالتلفظ بالشهادتين والقلع ،عما وقعممت بممه الممردة والنممدم
على كل ما صدر منه والعممزم علممى أن ل يعممود لمثلممه .ويجممب عليممه أيضمما قضمماء ممما فمماته مممن
واجبات الشرع في مدة الردة ،فإذا فعل ذلك كله حكم عليممه بممالعود إلممى السمملم لقمموله تعممالى* :
)قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ممما قممد سمملف( * ولخممبر فممإذا قالوهمما عصممموا منممي دممماءهم
وأموالهم فإن لم يعد لذلك بنفسه وجب على المام أو نائبه أن يأمره بذلك فورا بأن يقممول لممه تممب
وارجع لدين السمملم وإل قتلتممك) .وقموله وجوبما( أي اسممتتابة واجبمة والفممرق بينممه وبيممن تمارك
الصلة حيث ندبت استتابته أن جريمة المرتد تقتضي تخليمده فمي النمار ول كمذلك جريممة تممارك
الصلة )قوله :ذكرا كان أو أنممثى( تعميممم فممي المرتممد )قمموله :لنممه كممان محترممما بالسمملم( علمة
للستتابة .أي إنما استتيب أول ولم يقتل من غير اسمتتابة لنمه كمان محترمما بالسملم أي ولنمه
)ص( أمر في امرأة ارتممدت أن يعممرض عليهمما السمملم ،فممإن أسمملمت وإل قتلممت )قمموله :وربممما
عرضت له شمبهة( كالعلمة الثانيمة للسمتتابة :أي ولنمه ربمما عرضمت لمه شمبهة اقتضمت ردتمه
فيسعى في إزالتها قال في التحفة :بمل الغممالب أنهمما ،أي المردة ،ل تكممون عمن عبممث محمض .اه.
وقال في
) (1سورة النفال ،الية.38 :
] [ 157
الروض وشرحه ،ولو سأل المرتد قبل الستتابة أو بعدها إزالة شبهة عرضممت لممه نمموظر
بعد إسلمه ل قبله لنه الشممبهة ل تنحصممر فحقممه أن يسمملم ثممم يستكشممفها مممن العلممماء ،وهممذا ممما
صححه الغزالي .وفي وجه يناظر أول لن الحجة مقدمة على السيف .اه )قوله :ثم إن لممم يتممب(
أي المرتد وقوله بعد الستتابة :أي طلب التوبة منه )قوله :قتل( أي كفرا ل حدا فل يجممب غسممله
ول تكفينه ول يصلى عليه ول يدفن في مقابر المسمملمين لخروجممه عنهممم بممالردة )قمموله :أي قتلممه
الحاكم( فلو قتله غيره عزر لفتياته على المام ،ومحله إذا كان المرتد حرا ،فإن كان رقيقا جمماز
للسيد قتله في الصح لنه ملكه فله فعل ما يتعلق به من تممأديب ونحمموه )قمموله :بضممرب الرقبممة(
متعلق بقتل :أي قتممل بضممرب رقبتممه بسمميف) .وقمموله ل بغيممره( أي غيممر ضممرب الرقبممة بسمميف
كإحراق وتغريق وذلك لخبر إذا قتلتممم فأحسممنوا القتلمة )قمموله :بل إمهممال( متعلممق بكممل مممن قمموله
يستتاب) .وقوله :قتل( كما يدل عليه :تفسيره بعد )قمموله :لخممبر البخمماري الممخ( دليممل للقتممل حممال
)قوله :فإذ أسلم الخ( الولى تقديمه على قوله ثم إن لم يتممب الممخ لنمه مفممرع علممى السممتتابة :أي
فإذا امتثل أمر المام وتاب بممأن عمماد إلممى السمملم صممح إسمملمه وتممرك) .وقمموله :وإن تكممررت
ردته( غاية لصحة إسلمه إذا أسلم) .وقموله :لطلق النصمموص( راجممع للغايممة :أي تقبمل تموبته
وإن تكررت منه الردة لطلق النصوص كقوله تعالى) * :قل للذين كفممروا إن ينتهمموا يغفممر لهممم
ما قد سلف( * وكخبر فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم )قوله :نعممم يعممزر مممن تكممررت
ردته( استدراك من صحة إسلمه إذا تكممررت منممه الممردة :أي يصممح إسمملمه مممع تكررهمما لكنممه
يعزر لزيادة تهاونه بالدين) ،وقوله :ل في أول مرة( عطف على محذوف :أي فيعزر فممي المممرة
الثانية والثالثة ل في أول مرة أما فيها فل يعزر )وقوله :إذا تاب( متعلق بيعزر )قوله :خلفا لممما
زعمه جهلة القضاة( أي من تعزيره في أول مرة .وعبارة التحفة :ول يعزر مرتد تاب على أول
مرة خلفا لما يفعله جهلة القضاة .اه) .قوله :تتمة( أي في بيان ما يحصل به السلم مطلقا على
الكافر الصلي وعلى المرتد )قوله :إنما يحصمل إسملم المخ( عبمارة التحفمة ول بمد فمي السملم
مطلقا وفي النجاة مممن الخلممود فممي النممار كممما حكممى عليممه الجممماع فممي شممرح مسمملم مممن التلفممظ
بالشهادتين الخ )قوله :بالتلفظ بالشهادتين( متعلق بيحصل وإنما توقممف صممحة السمملم عليممه لن
التصديق القلبي أمر باطني ل إطلع لنا عليممه فجعلممه الشممارع منوطمما بممالنطق بالشممهادتين الممذي
مدار السلم عليه )وقوله :من الناطق( خرج به الخرس فل يطالب بالنطق ،بل إذا قامت قرينة
على إسلمه كالشارة كفى في حصول السلم )قوله :فل يكفممي ممما بقلبممه مممن اليمممان( أي فممي
إجراء أحكام المؤمنين في الدنيا عليه بناء على ن النطق شرط في اليمان أو في النجاة من النار
بناء على أنه شطر منه .والحاصل :اختلف فممي النطممق بالشممهادتين :هممل هممو شممرط فممي اليمممان
لجل إجممراء الحكممام عليممه أو شممطر منممه ،أي جممزء منممه ،فممذهب إلممى الول محققممو الشمماعرة
والماتريدية وغيرهم .ويترتب عليه أن من صدق بقلبه ولم يقر بلسانه فهو مممؤمن عنممد ال م غيممر
مؤمن في الحكام الدنيوية ،ومن أقر بلسانه ولم يصدق بقلبممه كالمنممافق فهممو مممؤمن فممي الحكممام
الدنيوية غير مؤمن عند ال ،وذهب إلمى الثمماني قموم محققمون كالممام أبممي حنيفمة وجماعمة ممن
الشاعرة ،وعليه فيكون اليمان عند هؤلء اسما لعملممي القلممب واللسممان جميعمما وهممما التصممديق
والقرار ،ويترتب عليه أن من صدق بقلبه ولم يتفق له القرار
] [ 158
في عمره ل مرة ول أكممثر مممع القممدرة علممى ذلممك ل يكممون مؤمنمما ل عنممدنا ول عنممد الم
تعالى ،وهذا ضعيف .والمعتمد الول )قوله :وإن قال به( أي بالكتفاء بممما فممي قبممه مممن اليمممان
)قوله :ولو بالعجمية( أي يحصل السلم بالتلفظ بالشهادتين ،ولو أتى بهما بالعجمية) .قوله :وإن
أحسن العربية :غاية للغاية( وكلهما للرد )قوله :ل بلغة الخ( أي ل يكفممي فممي حصممول السمملم
التيان بهما بلغة لقنها له العمارف بتلمك اللغمة وهمو ل يفهمم الممراد منهما )قموله :ثمم العمتراف(
عطف على التلفظ :أي إنما يحصل السلم بمالتلفظ وبمالعتراف لفظما برسمالته )ص( إلمى غيممر
العرب) .وقوله ممن ينكرها( حال من العتراف :أي حالة كون العتراف المشروط ممممن ينكممر
رسالته إلى غير العرب ويقول إنها خاصة بالعرب )قوله :فيزيد العيسوي الخ( قال فممي السممنى:
العيسوية فرقة من اليهود تنسب إلى أبي عيسى اسحاق بممن يعقمموب الصممبهاني كممان فممي خلفممة
المنصور يعتقد أنه )ص( رسول إلى العرب خاصة ،وخالف اليهود في أشياء غير ذلك منها أنممه
حرم الذبائح .اه) .وقوله :محمد رسول( الولى أن يقول بعد محمد رسول ال إلى جميمع الخلمق،
لن المزيد الجار والمجرور فقممط )قمموله :أو الممبراءة( ظمماهر صممنيعه أنممه معطمموف علممى محمممد
رسول ال الخ .ويكون المعنى أو يزيد البراءة من كل الخ ،وهو صريح عبارة الفتح ونصها :نعم
العيسوي ل بد في صحة إسلمه أن يقول بعد محمد رسول ال إلى جميع الخلق أو يبرأ مممن كممل
دين يخالف ديممن السمملم .اه) .قمموله :فيزيممدك المشممرك الممخ( ل يناسممب تفريعممه علممى ممما قبلممه،
فالولى التيان بواو الستئناف بدل الفاء )قوله :وبرجمموعه الممخ( عطممف علممى قمموله بممالعتراف
يعني إذا اعتقد مكفرا من المكفرات ،فل بد مع النطق بالشهادتين منرجوعه عن اعتقمماده .قممال ع
ش :كأن يقول برئت من كذا ،فيبرأ منه ظاهرا أممما فممي نفممس المممر فممالعبرة بممما فممي نفسممه .اه.
)قمموله :وممن جهممل القضمماة( الجممار والمجممرور خممبر مقممدم ،والمصممدر المممؤول مممن أن واسمممها
وخبرها بعد مبتدأ مؤخر )قوله :أن من ادعى عليه عندهم( أي عنممد القضمماة) ،وقمموله :بممردة( أي
أنكرها) .وقوله :أو جاءهم يطلب الحكم بإسلمه( أي بعد أن نسبت إليه الممردة) .وقمموله ويقولممون
أي القضاة له( أي لمن ادعى عليه بممالردة أو جمماءهم يطلممب الحكممم بإسمملمه) .وقمموله :تلفممظ بممما
قلت( أي مما نسب إليك من ألفاظ الردة ،وهذا مقول يقولون )قوله :وهذا( أي ما يقولون له غلممط
فاحش لما يلزم عليه من إعادة لفظ الكفر على لسانه )قوله :فقد قال الشافعي الممخ( اسممتدلل علممى
كون ما يفعله القضاة غلطا فاحشا) .وقوله :إذا ادعى على رجل( أي عندي) .وقمموله :لممم أكشممف
عن الحال( أي عن السبب الذي ارتد به )قوله :وأشهد أن محمدا رسمول المم( فمي التحفمة إسمقاط
واو العطف وكتب سم عليها هذا النص فيه تصريح بأن ل يشترط عطف إحدى الشممهادتين علممى
الخرى ،ويوافقه قولهم لمو أذن كمافر غيممر عيسموي حكممم باسملمه بالشممهادتين ممع أن الذان ل
عطف على شهادتيه .اه) .قوله :ويؤخذ من تكريره( أي المام الشافعي رضي ال عنممه) .وقمموله
لفظ أشهد( مفعول تكرير .وقوله أنه :نائب فاعل يؤخذ) .وقوله :ل بد منه( أي من التكريممر .قممال
سم :ينبغي أن يغني عنه العطف .اه .وفي حاشية العلمة الباجوري على الجوهرة ما نصممه :ول
بد من لفظ أشهد وتكريره ول يشترط أن يأتي بحرف العطف على ما قمماله الزيممادي ورجممع إليممه
الرملي آخرا ،فل يكفي إبدال لفظ أشهد بغيره وإن كان مرادفا لما فيه من معنى التعبد ول بد من
ترتيب الشهادتين وموالتهما ثم قال :وما تقدم من الشروط مبني على المعتمد في ممذهبنا معاشمر
الشافعية ،وبه قال ابن عرفة من المالكية حيث قال :ل بد أن يقول أشهد أن ل إلممه إل الم وأشممهد
أن محمدا رسول ال
] [ 159
وخالف البي شيخه ابن عرفة فقال :ل يتعين ذلك بل يكفي كل ما يمدل علمى اليممان فلمو
قال ال واحد ومحمد رسول ال كفى ،ونحوه ما قاله البي لبعض من الشافعية وهو العلمممة ابممن
حجر ،وللنووي ما يوافقه أيضا ،فيكون في المسألة قولن لهل كل من المذهبين .قممال المصممنف
في شرحه :وأولهما أولى بالتعويل .اه )قوله :وهو( أي وجوب التكرير )قمموله :فممي الكفممارة( أي
في بابها وقوله وغيرها :أي غير الكفارة )قوله :لكن خالف فيه( أي في وجمموب التكريممر )قمموله:
وفي الحاديث ما يدل لكل( أي من وجوب التكرير وعدمه )قوله :باليمان بالبعث( متعلممق بممأمر
والبعث عبارة عن احياء الموتى وإخراجهم من قبورهم بعد جمممع الجممزاء الصمملية وهممي الممتي
من شأنها البقاء من أول العمر إلى آخره ،وينممدب أيضمما أمممره بجميممع ممما يجممب بممه اليمممان مممن
عذاب القبر ونعيمه وسؤال منكر ونكير والميزان .والصراط والنار والجنة ونحو ذلك مما أخممبر
به نبينا صلى ال عليه وعلى آله وسلم )قوله :ويشترط لنفع السلم( أي لكممونه منجيمما فممي الممدار
الخرة )قوله :مع ما مر( أي من التلفظ بالشهادتين )قوله :تصديق القلب بوحدانية ال تعالى( أي
بأن ال واحد في ذاته وصفاته وأفعاله ،ول بد أيضا من تصديقه بما يجب له سبحانه وتعالى وممما
يستحيل عليه وما يجوز في حقه تفصيل ،ومجموع ذلك واحد وأربعون عقيدة قد تقدم بيانهمما أول
الكتاب ،ثم بعد ذلك تصديقه بأن ال متصف بكل كمال منزه عن شائبة النقصان )قمموله :ورسممله(
معطوف على وحدانية ال تعالى :أي ويشترط تصديق القلب برسممله :أي بممأن لم رسممل أرسمملهم
فضل منه ورحمة للعباد ليعلموا الناس الشرائع والحكام وأنه ل يعلم عددهم إل ال تعممالى لقموله
تعالى) * :منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك( * لكممن ممما قممام الممدليل بمعرفتهممم
تفصيل يجب تصديق القلب بهم كذلك ،وهؤلء هم الخمسة والعشممرون المممذكورون فممي القممرآن،
وما قام الدليل بمعرفتهم إجمال يجب تصديق القلب بهم كذلك ،ول بد من تصديقه بممما يجممب لهممم
عليهم الصلة والسلم من الصدق والمانة والتبليغ والفطانة وبما يستحيل عليهم من أضداد هممذه
الربعة ،وبما يجوز في حقهم مممن العممراض البشمرية المتي ل تمؤدي إلمى النقممص فممي مراتبهمم
العلية )قوله :وكتبه( معطوف على وحدانية أيضا :أي ويشترط تصديق القلممب بكتبممه أي المنزلممة
من السماء على النبياء ،والمراد بها ما يشمل الصحف واختلف في عددها والمشهور أنهمما مممائة
وأربعة :المنزل على شيث ستون ،وعلممى إبراهيممم ثلثممون ،وعلممى موسممى قبممل التمموراة عشممرة،
والكتب الربعة ،أعني التوراة ،والنجيمل ،والزبمور ،والفرقمان ،ويشمترط أيضما تصمديق القلمب
بملئكته وهم أجسام لطيفة نورانية ل يأكلون ول يشربون ول ينامون شأنهم الطاعات ومسممكنهم
السموات * )ل يعصون ال ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون( * )قوله :واليوم الخر( أي ويشترط
تصديق القل ب باليوم الخر وهو يوم القياممة ،وأولمه ممن وقمت الحشمر إلمى مما ل يتنماهى علمى
الصحيح ،وقيل إلى أن يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ،وسممي بماليوم الخمر لنمه آخممر
أيام الدنيا بمعنى أنه متصل بآخر أيام الدنيا لنه ليس منها حتى يكون آخرها ،وسمي بيوم القيامة
لقيام الناس فيه من قبورهم وقيامهم بين يدي خمالقهم وقيمام الحجمة لهمم وعليهمم ،ويشمترط أيضما
تصديق القلب بما يقع فيه من هول الموقف :أي ما ينال الناس فيممه مممن الشممدائد لطممول الموقممف،
قيل ألف سنة -كما في آية السجدة ،وقيل خمسين ألممف سممنة ،كممما فممي آيممة سممأل ،ول تنممافي لن
العدد ل مفهوم له وهو مختلف باختلف أحوال الناس فيطول على الكفار ويتوسممط علممى الفسمماق
ويخف على الطائعين حتى يكون كصلة ركعتين )قوله :فإن اعتقد هذا( أي ما ذكر من وحدانيممة
ال تعالى والرسل والكتب واليوم الخر )قوله :ولم يأت بما مر( أي بالشممهادتين )قمموله :لممم يكممن
مؤمنا( أي عندنا وعند ال إن قلنا بالشطرية أو عندنا فقط إن قلنا بالشرطية كما
) (1سورة غافر ،الية (2) .78 :سورة التحريم ،الية.6 :
] [ 160
مر ،ومحل ما ذكر إذا لم يكن عدم التيان بهممما عممن إبمماء بممأن عرضممت عليممه الشممهادتان
فأبى ،فإن كان كذلك فهو كافر مطلقا على القولين )قوله :وإن أتى به( أي بما مر من الشممهادتين،
)وقوله :بل اعتقاد( أي لما مر من الوحدانية ،وما بعدها )قوله :ترتب عليممه الحكممم الممدنيوي( أي
فهو مؤمن عندنا في الدنيا ويترتب عليه الحكام الدنيوية في مناكحته وأكممل ذبيحتممه ومممن غسممله
وتكفينه والصلة عليه ودفنه في مقابر المسلمين بعد موته لحديث أمرت أن أحكم بالظاهر ،والمم
يتولى السرائر وليس مؤمنا عند ال بل هو منافق فممي الممدرك السممفل مممن النممار :ثبتنمما الم علممى
اليمان ورزقنا التمتع بالنظر إلى وجهه الكريم في الجنان .بجمماه سمميدنا محمممد سمميد ولممد عممدنان.
آمين .وال سبحانه وتعالى أعلم.
] [ 161
باب الحدود أي باب في بيان الحدود أسبابها .والحدود جمع حد ،وهو لغة المنممع ،وشممرعا
ما ذكر من الجلد أو الرجم ونحو ذلك من كل عقوبة مقممدرة .وسممميت بممذلك لمنعهمما مممن ارتكمماب
الفواحش .وشرعت حفظا للكليات الستة المنظومة في قول اللقاني :وحفظ دين ثم نفس مال نسب
ومثلها عقل وعرض قد وجب فشرع القصاص حفظا للنفس وقتل الردة حفظا للدين ،وقممد تقممدمك
وحد الزنا حفظا للنسب ،وحد القذف حفظمما للعممرض ،وحممد السممرقة حفظمما للمممال ،وحممد الشممرب
حفظا للعقل .وبيان ذلك أنه إذا علم القاتل أنه إذا قتل قتل انكف عن القتل فكممان ذلممك سممببا لحفممظ
النفس ،وهكذا يقال في الباقي .واعلم :أن ارتكاب الكبائر ل يسلب اليمممان ول يحبممط الطاعممات:
إذ لو كانت محبطة لذلك للزم أن ل يبقى لبعممض العصماة طاعمة والقمائل بالحبماط يحيممل دخمموله
الجنة .قال السبكي :والحاديث الدالة على دخول من مات غير مشرك الجنة بلغت مبلممغ التممواتر
وهي قاصمة لظهور المعتزلة القائلين بخلود أهل الكبائر في النار ذكممره المنمماوي )قمموله :أولهمما(
أي أول الحدود وقوله حد الزنا .هو بالقصر لغة حجازيمة ،وبالممد لغمة تميميمة )قموله :وهمو( أي
الزنا .وقوله أكبر الكبائر بعد القتل :أي لقوله تعالى) * :ول تقربوا الزنمما إنممه كممان فاحشممة وسمماء
سبيل( * ولجماع أهل الملل على تحريمه فلم يحل في ملة قط ،ولهذا كان حده أشممد الحممدود فممي
الجملة )قوله :وقيل هو( أي الزنا )وقوله مقدم عليه( أي على القتممل لن فيمه جنايممة علممى النسممب
وعلى العرض .وفي ع ش ما نصه :وفي كلم بعممض شممراح الجممامع الصممغير أن أكممبر الكبممائر
الشرك بال ثم قتل النفس وأن ما وراء ذلك ممن السمبع الموبقممات وغيرهما كالزنما ل ترتيممب فيمه
وإنما يقال في كل فرد منه من أكبر الكبائر .اه )قوله :يجلد وجوبا( أي لقمموله تعممالى) * :الزانيممة
والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة( * وقوله :فاجلدوا أمر وهو للوجوب .وقمموله إمممام أو
نائبه :هذا إذا كان الزاني حرا أو مبعضا ،فإن كان رقيقا ل يتحتم فيه المام ،بل يجمموز للسمميد أن
يحده ولو بغير إذن المام كما سيذكره لخبر مسلم إذا زنت أممة أحمدكم فليحممدها وخممبر أبممي داود
والنسمائي أقيممموا الحممدود علممى ممما ملكمت أيمممانكم )قموله :دون غيرهممما( أي المممام أو نممائبه فل
يستوفي الحد .وقوله خلفا للقفممال :أي القممائل بممأن لغيممر المممام أن يسممتوفيه )قموله :حممرا( خممرج
الرقيق فل يجلد مائة بل نصفها ،كممما سمميذكره) ،وقمموله :مكلفمما( أي ولممو حكممما فشمممل السممكران
المتعدي بسكره .وخرج به الصبي والمجنممون والسممكران غيممر المتعممدي فل يجلممدون ،ول بممد أن
يكون المكلف ملتزما للحكام .وخرج به الحربي والمستأمن وأن يكون واضممح الممذكورة وخممرج
الخنثى المشكل إذا أولج آلة الذكورة في فرج فل يحد لن إيلجمه ل يسمممى زنما لحتممال أنموثته
وكون هذا عضوا زائدا )قوله :زنى بإيلج حشفة( أي
) (1سورة السراء ،الية (2) .32 :سورة النور ،الية.2 :
] [ 162
إدخال حشفة ،ول بد فيها أن تكون أصلية ومتصلة فخرج إيلج غير الحشفة كأصممبعه أو
الحشفة الزائدة ،ولو احتمال ،كما لو اشتبه الصلي بالزائد أو المنفصلة فل حد في جميع ما ذكممر
لنه ل يسمى زنا )قوله :أو قدرها( أي أو إيلج قدر الحشفة ،وقوله من فاقدها :خرج بممه ممما لممو
ثنى ذكره وأدخل قدر الحشفة مع وجودها فل حد لنه كإدخال بعض أصبع .اه .بجيرمي )قمموله:
في فمرج المخ( متعلمق بمإيلج ،ويشمترط فيمه أن يكمون واضمحا فل حمد فمي إيلج فمرج الخنمثى
المشكل لنه ل يسمى زنا لحتمال كون هذا المحممل زائدا وشمممل الفممرج فممرج نفسممه كممأن أدخممل
ذكره في دبره فيحد به .قال البجيرمي :ونقل عن بعض أهل العصر خلفه فاحذره .وقوله آدمممي
حي :سيأتي محترزهما )قوله :قبل أو دبر( بدل من فرج ثم يحتمل عدم تنوينهما وإضافتهما إلممى
ما بعدهما ويحتمل تنوينهما وما بعدهما بدل من آدمي) .وقوله :ذكر أو أنثى( أي ولو صغيرا فلو
أولج مكلف ذكره في فرج صغيرة ولو بنت يوم فإنه يحد كما أن المرأة المكلفممة لممو أدخلممت ذكممر
صبي ولو ابن يوم في فرجها فإنها تحد )قوله :مع علم تحريمه( أي الزنمما والظممرف متعلممق بزنمما
أو بإيلج ،وخرج به الجاهل بالتحريم فل يحد بخلف الجاهل بوجوب الحممد مممع علممه بممالتحريم
فإنه يحد )قوله :فل حد بمفاخذة الخ( محترز قمموله بممإيلج الممخ :إذ ل إيلج فممي فممرج فممي جميممع
ذلك) ،وقوله :واستمناء( أي تعمد طلب إخراج المني .وقوله :بيد نفسه أو غير حليلتممه :فممإن كممان
بيدها فل حرمة ول تعزير ،وبالولى عدم وجوب الحد )قوله :بل يعزر فاعل ذلممك( أي ممما ذكممر
من المفاخذة والمساحقة والستمناء وإنما عمزر لحرمتمه )قموله :ويكمره( أي السمتمناء) .وقموله:
بنحو يدها( أي حليلته )قوله :كتمكينها( الضافة من إضافة المصدر للمفعول بعد حممذف الفاعممل:
أي كتمكين الزوج إياها من العبث واللعب بذكره فإنه يكره عليه ذلك )قوله :لنه( أي ما ذكر من
الستمناء بيدها وتمكينها من العبث بذكره ،وهممو علممة الكراهممة) ،وقمموله :فممي معنممى العممزل( أي
عزل المني عن الحليلة وهو مكروه )قوله :ول بإيلج الخ( أي ول حد بإيلج في فرج بهيمممة أو
ميت :أي لنه مما ينفر الطبع عنه فل يحتاج إلى الزجر عنه .قال في شرح الروض :لكن يعزر.
اه .وهذا محترز قوله آدمي حي )قموله :ول يجممب ذبممح البهيمممة المأكولممة( أي إذا وطئت )قمموله:
خلفا لمن وهم فيه( أي في وجوب ذبحها ،وهذا مبني على وجوب الحممد علممى الفاعممل .قممال فممي
الروض وشرحه :قال في الصل ،وقيل يحد واطئ البهيمة وعليه فقيل حده قتله مطلقا وقيل قتله
إن كان محصنا وعلى وجوب القتل ل يختص القتل به بل يجب به :أي باليلج فيها ذبح البهيمة
المأكولة ول بإيلج في دبرها وعليه حمل حديث الترمذي وغيره من أتى بهيمممة فمماقتلوه واقتلمموا
البهيمة بخلف غير المأكولة لما في قتلها من ضياع المال بالكلية والمأكولة إذا ذبحت يحل أكلها
لنها مذكاة .اه .ملخصا .وفي المغنى :اختلفوا في علة ذلك :أي وجوب ذبح البهيمممة عنممد القممائل
به فقيل لحتمال أن تأتي بولد مشوه الخلق فعلمى هممذا ل تذبمح إل إذا كمانت أنمثى وقمد أتاهمما فممي
الفرج ،وقيل إن في بقائها تذكارا للفاحشة فيعبر بها وهذا هو الصح فعلى هذا ل فرق بين الذكر
والنثى .اه )قوله :وإنما يجلد من ذكر( يصح أن يكممون الفعمل مبنيمما للمعلموم والموصممول فماعله
وهو واقع على المام أو نائبه ومفعوله محذوف :أي وإنما يجلد المام أو نائبه حرا مكلفا الخ ،أو
الفاعل ضمير مستتر يعود على المام أو نائبه والموصول مفعوله وهو واقع على الحر المكلممف
الخ .ويصح أن يكون مبنيا للمجهول ،والموصول نائب فاعل وهو واقع علممى الحمر المكلمف المخ
)قوله :مائة من الجلدات( منصوب على المفعولية المطلقة ليجلد )قوله :ويغرب عاما( أي من بلد
الزنا تنكيل له وإبعادا من موضع الفاحشة .واعلم :أن شممروط التغريممب سممبعة :أولهمما :أن يكممون
بأمر المام أو نائبه فلو تغرب بنفسه لم يحسب ،ثانيهمما :أن يكممون إلممى مسممافة القصممر فممأكثر فل
يكفي ما دونها لتواصل الخبار إليه غالبا فل يحصممل لممه اليحمماش بالبعممد عممن الهممل والمموطن،
ثالثها :أن يكون إلى بلد معين فل يرسله المام إرسال وإذا عين له المام جهة فليس له أن يختار
غيرها،
] [ 163
رابعها :أن يكون الطريق والمقصد آمنين ،خامسها :أن ل يكممون بالبلممد الممذي يغممرب إليممه
طاعون لنه يحرم الدخول في البلد الذي فيه الطاعون والخروج منه لغير حاجة ،سادسها :كونها
عاما في الحر ونصف عام في الرقيق ،سممابعها :كممون التغريممب عاممما أو نصممفه ولء فل يجمموز
التفريق لن اليحاش ل يحصل بالمفرق ،وذكر المؤلف منها ثلثة .وفي المغنى ما نصه :تنممبيه:
أفهم عطفه التغريمب بمالواو أنمه ل يشمترط المترتيب بينهمما :أي بيمن الجلمد والتغريمب ،فلمو قمدم
التغريب على الجلد جاز .اه )قوله :ولء( راجع لكل من قوله مائة من الجلدات .وقمموله ويغممرب
عاما :وإن كان ظاهر العبارة يقتضي أنه مختص بالثاني ،فلو فرق الجلدات فمإن دام اللمم بمه لمم
يضر ،وإن زال اللم ،فإن كان الماضي خمسين لم يضر أيضا لنه حد الرقيق فقد حصل حد في
الجملة وإن كان دونها ضر ووجب الستئناف ،أو فرق العممام أو نصممفه اسممتأنف مممن أول العممام،
وقوله لمسافة القصر :متعلق بيغرب فل يكفممي التغريممب لممما دون مسممافة القصممر لنممه فممي حكممم
الحضر لتواصل الخبار فيها إليه ،والمقصود إيحاشه بالبعد عن الهل والوطن) ،وقوله :فممأكثر(
أي من مسافة القصر :أي على حسب ما يراه المام )قوله :إن كان الممواطئ أو الموطمموءة حممرا(
الولى أن يقول إن كان من ذكر من الحر المكلف الذي زنى بإيلج الخ بكرا ،ثم يقول ومثله فمي
ذلك الموطوءة ،وذلك لن اشتراط كون الواطئ حرا قد صممرح بممه ،فيلممزم بالنسممبة إليممه التكممرار
وهذا قيد للجلد مائة والتغريب عاما )قوله :وهو( أي البكر) .وقوله من لم يطأ أو توطأ فممي نكمماح
صحيح( أي بأن وطممئ أو وطئت ممن غيممر نكماح أصمل أو بنكمماح لكنمه فاسممد ،أمما إن وطمئ أو
وطئت في نكاح صحيح فيرجم لنه حينئذ محصن )قوله :ل إن زنى مممن ظممن حممل( أي ل يجلممد
مائة ويغرب عاما إن زنى ظانا حل الزنا لعذره) .وقوله :بأن ادعاه( أي الحل وقمموله وقممد قممرب
الخ خرج به ما إذا ادعاه وهو بين المسلمين فل تقبل دعمواه ويحمد .قمال ع ش :ويؤخمذ ممن همذا
جواب حادثة وقع السؤال عنها :وهي أن شخصا وطئ جارية زوجته وأحبلهمما مممدعيا جهلممه وإن
ملك له زوجته ملك له وهو ،أي الجواب ،عدم قبول ذلك منه وحده وكون الولد رقيقا وعدم خفاء
ذلك على مخالطنا .اه )قوله :أو مع تحليل عالم الخ( أي ول إن زنى باعتبار مممذهبه ولكممن وجممد
عالم يحكم على ذلك الوطئ بأنه حلل وليس بزنا فإنه ل يجلد به ول يغرب ول يعاقب عليه فممي
الخرة لوجود الشبهة ،وقوله يعتد بخلفه :خرج به ممما ل يعتممد بخلفممه كإباحممة الشمميعة ممما فمموق
الربع ،فإذا وطئ زائدا عليهن يحد )قوله :لشبهة إباحته( علة لعدم الجلد والتغريب :أي وإنما لممم
يجلد ويغرب لشبهة إباحة العالم وطأه وهذه الشبهة تسمى شبهة الطريق :أي المذهب ،وأما شبهة
الفاعل فهي فيمن وطئ أجنبية ظانا أنها زوجته وشبهة المحممل تكممون فيمممن وطممئ أمممة مشممتركة
وكوطئ الصل جارية ولده وحد فيهما أيضا .وقد نظم الثلثة بعضهم في قوله :اللذ أباح البعض
حله فلحد به وللطريق استعمل وشممبهة الفاعممل كممأن أتممى لحرمممة يظممن حل مثبتمما ذات اشممتراك
ألحقن وسمين هذا الخير بالمحل فاعلمن )قوله :وإن لم يقلده( أي العالم ،وهممو غايممة لعممدم الجلممد
والتغريب عند وجود شبهة عالم) .وقوله :الفاعل( أي الزاني )قوله :كنكاح بل ولي( مثال لما إذا
زنى مع تحليل عالم )قوله :أو بل شهود( أي وكنكاح بولي وبل شهود ،وقوله كمذهب مالك :قال
في النهاية على ما اشتهر عنه لكن المعروف من مذهبه اعتبارهم في صحة الدخول حيث لم يقع
وقت العقد )قوله :بخلف الخالي عنهما( أي عن الولي وعن الشممهود فممإنه يجممب فيممه الحممد لعممدم
الشبهة ول نظر لخلف داود لعدم العتداد به ،هذا ما جرى عليه ابممن حجممر ،وجممرى م ر علممى
أنه يعتد به وأنه شبهة يسقط بها الحد ونص عبارة النهاية أو
] [ 164
بل ولي وشهود كما نقل عن داود ،وصرح به المصنف في شرح مسلم لجعلممه مممن أمثلممة
نكاح المتعة الذي ل حد فيممه جريممانه مؤقتمما بممدون ولممي وشممهود ،فممإذا انتفممى مممع وجمود التممأقيت
المقتضي لضعف الشبهة فلن ينتفي مع انتفائه بالولى .وقد أفتى بذلك الوالد رحمممه ال م تعممالى.
اه )قوله :وكنكاح متعة( معطوف على كنكاح بل ولي ،فهو مثممال لممما إذا زنممى مممع تحليممل عممالم
ونكاح المرأة إلى مدة وهو باطل ،لكن لو نكح به شخص لم يحممد لشممبهة ابممن عبمماس رضممي ال م
عنهما .واعلم :أن نكاح المتعة كان مباحا ثم نسخ يوم خيبر ثم أبيح يمموم الفتممح ثممم نسممخ فممي أيممام
الفتح واستمر تحريمه إلى يوم القيامة وكان فيه خلف في الصدر الول ثم ارتفع وأجمعوا علممى
تحريمه .قال بعض الصحابة رضي ال عنهم :رأيت رسول ال )ص( قائممما بيممن الركممن والبمماب
وهو يقول :أيها الناس إني كنت أذنت لكم في السممتمتاع ،أل وإن الم حرمهمما إلممى يمموم القيامممة،
فمن كان عنده منهن شئ فليخمل سمبيلها ،ول تأخمذوا ممما آتيتمموهن شميئا وعمن إمامنما الشمافعي
رضي ال عنه ل أعلم شيئا حرم ثم أبيح ثم حرم إل المتعة .وما نقل عن ابن عباس من جوازهمما
رجع عنه فقد قال بعضهم وال ما فارق ابن عباس الدنيا حتى رجع إلى قول الصحابة في تحريم
المتعة .ونقل عنمه أنمه قمام خطيبما يموم عرفمة وقمال أيهما النماس إن المتعمة حمرام كالميتمة والمدم
والخنزير .وقد وقعت مناظرة بين القاضي يحيى بن أكثم وأمير المؤمنين المممأمون فممإن المممأمون
نادى بإباحة المتعة ،فدخل يحيى بن أكثم وهو متغير بسبب ذلك وجلس عنده فقال له المأمون :ما
لي أراك متغيرا ؟ قال لما حدث في السلم .قال وما حدث ؟ قال النداء بتحليل الزنا .قال المتعة
زنا ؟ قال نعم المتعة زنا قال ومن أين لك هذا ؟ قال من كتاب ال وسنة رسوله .أما الكتمماب فقممد
قال ال تعالى) * :قد أفلممح المؤمنممون( * إلممى قمموله * )والممذين هممم لفروجهممم حممافظون ،إل علممى
أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ،فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العممادون( * يمما
أمير المؤمنين زوجة المتعة ملك اليمين ؟ قال :ل قال :فهي الزوجة التي عند الم تممرث وتممورث
وتلحق الولد ولها شرائطها ؟ قال :ل .قال :فقد صار متجاوزا هذين من العادين ،وأما السممنة فقممد
روى الزهري بسند إلى على بن أبي طالب رضي ال عنه أنه قال :أمرني رسممول ال م )ص( أن
أنممادي بممالنهي عممن المتعممة وتحريمهمما بعممد أن كممان أمممر بهمما فممالتفت المممأمون للحاضممرين وقممال
أتحفظون هذا من حديث الزهري قالوا نعم .فقال المأمون أستغفر ال نممادوا بتحريممم المتعممة .وقممد
تقدم معظم ذلك في باب النكاح عند قول المؤلف ول مع تأقيت ،وقد تقدم هناك أيضا تفسير نكاح
المتعة بتفسير غير هذا التفسير الذي ذكرته هناك )قوله :ولو من معتقد تحريمه( أي ل يحممد ولممو
صدر هذا المذكور من النكاح بل ولي وبل شهود أو نكاح المتعممة ممممن يعتقممد تحريمممه ،وعبممارة
الروض وشرحه :ويسقط بالشبهة فممي الجهممة ،أي الطريممق ،وهممي إباحممة بعممض العلممماء المموطئ
بجهة :كالنكاح بل ولي -كمذهب أبي حنيفة ،أو بل شهود كمذهب مالك ،ونكاح المتعممة كمممذهب
ابن عباس ،ولو اعتقد المولج التحريم في هذه الشبهة نظرا لختلف العلممماء .اه )قمموله :نعممم إن
حكم حاكم( اسممتدراك مممن عممدم الحممد إذا زنممى مممع تحليممل عممالم) .وقمموله بإبطممال النكمماح( أي أو
بالتفرقة بينهما ووقع الوطئ بعممدم علممم الممواطئ بممه) ،وقمموله :حممد( أي قطعمما) ،وقمموله :لرتفمماع
الشبهة حينئذ( أي حين إذ حكم الحاكم بإبطال النكاح المختلف فيه .وفي المغني ممما نصممه :تنممبيه:
محل الخلف في النكمماح المممذكور ،كممما قمماله الممماوردي ،أن ل يقممارنه حكممم ،فممإن حكممم شممافعي
ببطلنه حد قطعا أو حنفي أو مالكي بصحته لم يحممد قطعمما .اه )قمموله :ويحممد( أي مممن ذكممر مممن
الحر المكلف الحد المار ،وهو مائة جلدة ويغرب أيضا عاما )قوله :في مسممتأجرة للزنمما بهمما( أي
في وطئ امرأة استأجرها لجل أن يزني بها )قوله :إذ ل شبهة(
] [ 165
أي موجودة وهو تعليل للحد في المسممتأجرة )قمموله :لعممدم العتممداد الممخ( أي وإنممما انتفممت
الشبهة في المستأجرة لن عقد الستئجار لذلك باطل ول يعتد بالعقد الباطل في وجه من الوجمموه
)قوله :وقول أبي حنيفة أنه( أي الستئجار للزنمما) .وقمموله :شممبهة( أي فل يحممد بممه وقمموله ينممافيه
الجملة خبر قول ،وكتب سم ما نصه :مما يمنع هذه المنافاة أن الكراه شبهة دافعة للحممد مممع أنممه
ل يثبت النسب .اه) .وقوله :الجماع على عدم ثبوت النسب بذلك( أي بذلك الستئجار ،والمممراد
بذلك الوطئ الحاصل بالستئجار :أي ولو كان شبهة لثبت النسب بممه )قمموله :ومممن ثممم( أي ومممن
أجل أن قول المام ينافيه الجماع الخ ،وقوله ضعف مدركه ،بضم الميم ،مصممدر ميمممي بمعنممى
إدراك ،والمراد ما يدرك منه الحكم من نحو دليل .اه .بجيرمي .وقوله ولم يراع خلفه :قال فممي
التحفة بعده :هذا ما أورده شارح عليه ،وهو ل يتم إل لو قال إنه شبهة في إباحة الوطئ ،وهو لم
يقل بذلك بل بأنه شبهة في درء الحد ،فل يرد عليه ما ذكر وإنما الذي يرد عليممه إجممماعهم علممى
أنه لو اشترى حرة فوطئها أو خمرا فشربها حد ولم تعتبر صورة العقممد الفاسممد .اه )قمموله :وكممذا
في مبيحة( أي وكذا يحد في وطئ مبيحة :أي إباحة الوطئ ،وقوله لن الباحة الممخ :علممة للحممد،
وقوله هنا :أي في الوطئ) .وقوله :لغو( أي فل يعتممد بممه )قمموله :ومحرمممة عليممه( بممالجر عطممف
على مبيحة :أي وكذا يحد في وطئ محرمة عليه .وقوله لتوثن :اللم للجل متعلقة بمحرمممة :أي
محرمة عليه لجل توثن) ،وقوله :أو لنحو بينونة كبرى( أي أو محرمة عليه لنحو بينونة كممبرى
وهي التي تكون بالطلق ثلثا ،ويدخل تحت النحممو الرضمماع والمصمماهرة والقرابممة )قمموله :وإن
كان قد تزوجها( غاية لحده بوطئ المحرمة عليه بما ذكر :أي يحد بوطئها وإن كممان عقممد عليهمما
لن العقد ليس بشبهة .وقال المام أحمد وإسحاق :يقتل ويؤخذ ماله لحديث فيه صححه يحيى بممن
معين) ،وقوله :خلفا لبي حنيفة( أي في قوله :إن صورة العقممد شممبهة ،وفممي المغنممي ممما نصممه.
فروع :لو ادعى الجهل بتحريم الموطوءة بنسب لم يصدق لبعمد الجهمل بمذلك قماله الذرعمي لن
الجهممل مممع ذلممك النسممب ولممم يظهممر لنمما كممذبه فالظمماهر تصممديقه أو تحريمهمما برضمماع فقممولن
أظهرهما ،كما قاله الذرعي ،تصديقه إن كان ممن يخفى عليه ذلك أو بتحريمها بكونها مزوجممة
ل معتدة وأمكن جهله بذلك صدق بيمينه وحدت هي دونه إن علمت تحريم ذلممك .اه) .قمموله :أممما
مجوسية تزوجها الخ( قال في الروض وشرحه :وخرج بالوثنية المجوسية ففيها ،كما في الصل
عمن البغموي ،أنمه يجمب الحمد وعمن الرويماني ل يجمب للخلف فمي صمحة نكاحهما ،وهمذا نقلمه
الروياني في التجربة عن النممص .قممال الذرعممي والزركشممي :فهممو المممذهب اه .وقمموله فل يحممد
بوطئها :أي المجوسية )قوله :للختلف في حل نكاحها( علة لعدم الحممد ،وإنممما اختلفمموا فيممه لن
المجوس كان لهم كتاب منسوب إلمى زرداشمت ،فلمما بمدلوه رفمع علمى الصمح )قموله :ول يحمد
باليلج في قبل مملوكة لممه الممخ( عبممارة الفتممح مممع الصممل :ول إن كممان مممع شممبهة فممي المحممل
كاليلج في قبل أمة مملوكة له لكنها حرمممت عليممه بنحممو محرميممة بنسممب أو غيممره أو تمموثن أو
تمجس أو إسلم ونحو شركة لغيره فيها ،وكليلج في قبل أمة فرع ولمو مسمتولدة لشمبهة الملمك
فيما عدا الخيرة وشبهة العفاف الواجب له في الجملة فيهمما ،وظمماهر كلمممه هنمما وجمموب الحممد
باليلج في دبر الخيرتين ،وفيه نظر بينته في الصل )قوله :أو شركة لغيره( أي شممركة ثابتممة
لغير الواطئ معه في المة الموطوءة )قوله :أو توثن أو تمجس( معطوفممان علممى نحممو محرميممة
عطف الخاص على العام :أي أو حرمت عليه مملوكته بسبب توثن أو تمجس )قوله :ول بممإيلج
في أمة فرع( أي ول يحد بإيلج في أمة فرع ،وقوله ولو
] [ 166
مستولدة :أي ولو كانت أمة فرع مستولدة له )قموله :لشمبهة الملممك( أي ل يحمد فمي وطممئ
المذكورات لقيام شبهة الملك في غير الصورة الخيرة وهي اليلج في أمة الفرع )قوله :وشبهة
العفاف فيها( أي في الصورة الخيرة :أي لن مال الولد كله محل لعفاف الصل والمممة مممن
جملة مال الولد )قوله :وأما حد ذي رق( أي وتغريبه ففممي الكلم اكتفمماء ،وهممو محممترز قمموله إن
كان حرا .وقوله محصن أو بكر :بدل من ذي رق أو عطف بيان ،والمحصن ضد البكممر .وقمموله
ولو مبعضا :أي ولو كان ذو الرق مبعضا )قوله :فنصف الخ( جواب أما .وقوله وتغريبه :بالجر
عطف على حد الحر :أي ونصف تغريبممه )قمموله :فيجلممد الممخ( بيممان لنصممف حممد الحممر وتغريبممه
)قوله :ويحد الرقيق المام أو السيد( فحده ل يتعين فيممه المممام بممل للسمميد أن يحممده بنفسممه للخممبر
المار :فإن تنازعا قدم المام )قوله :ويرجم( هو من باب نصممر )قمموله :بممأن يممأمر الممخ( تصمموير
لرجم المام أو نائبه ،فمعنى رجمه أن يأمر النماس المخ .فإسمناد الرجمم إليمه علمى سمبيل المجماز
العقلي )قوله :فيرموه( ويسن لمرأة حفرة إلى صدرها إن لممم يثبممت زناهمما بممإقرار لئل تنكشممف،
بخلف ما إذا ثبت بالقرار فل تسن لها ليمكنها الهرب إن رجعت )قوله :بحجارة معتدلة( خممرج
بالمعتدلة الحصيات الخفيفة لئل يطول تعذيبه والصخرات لئل تدفعه فيفوت به التنكيل المقصود،
وليس لما يرجم به تقدير ل جنسا ول عددا فقد تصيب الحجار مقاتله فيموت سريعا ،وقد يبطممئ
ممموته )قمموله :وإن كممان( أي الزانممي محصممنا .واعلممم :أن الحصممان لغممة المنممع .قممال تعممالى* :
)لتحصنكم من بأسكم( * وشرعا عبارة عن البلوغ والعقممل والحريممة والموطئ فممي نكمماح صممحيح
)قوله :حتى يموت( أي يرجم حتى يموت )قوله :إجماعا( روى الشمميخان عممن عمممر رضممي ال م
عنه أنه خطب فقال :الرجم حق على من زنى إذا كان محصمنا ،وقمال :إن الم بعمث محممدا نبيما
وأنزل عليه كتابا ،وكان فيما أنزل عليه آية الرجم فتلوناها ووعيناهمما وهممي :الشمميخ والشمميخة إذا
زنيا فارجموها ألبتة نكال من ال وال عزيز حكيممم .قممال وقممد رجممم النممبي )ص( ورجمنمما بعممده،
وكان ذلك بمحضر من الصحابة ولم ينكر عليمه )قموله :لنمه )ص( رجممم ممماعزا والغامديمة( أي
أمر برجمهما .قال البجيرمي :ظاهرة أن ماعزا زنى بالغامدية ،وليس كذلك ،بل هو زنى بممامرأة
وهي زنت برجل آخر .روى أبو داود والنسائي عن يزيد بن أبي نعيمم عمن أبيمه أبمي نعيمم قمال:
كان ماعز بن مالك في حجر أبي هزال فأصاب جارية من الحي تسمى فاطمة ،وقيل غيممر ذلممك،
وكانت أمة لبي هزال ،فقال أبو هزال ائت رسول ال )ص( فممأخبره بممما صممنعت لعلممه يسممتغفر
لك .فجاء رسول ال )ص( فأخبره بذلك وأقر عنده أربع مرات فمأمر برجمممه ،وقمال رسممول الم
)ص( لماعز قبل رجمه لو سترته بتوبتك لكان خيرا لك وأما الغامدية فهي امرأة من غامد ،حممي
من الزد ،وفي حديثها :لقد تابت توبة لو تابها صمماحب مكممس لغفممر لممه اه .ملخصمما .واعلممم أنمه
يسن للزاني ولكل من ارتكب معصية أن يستر على نفسمه :لخمبر :ممن أتمى ممن همذه القماذورات
شيئا فليستتر بستر ال تعالى ،فإن من أبدى لنا صفحته أقمنا عليممه الحممد رواه الحمماكم )قمموله :ول
ج ب جلممده ثممميجلد مع الرجم( محله إذا زنى بعد الحصان أما لو زنى قبله ثم زنممى بعممده فممإنه ي
رجمممه علممى الصممح مممن وجهيممن فممي الروضممة ،وهممو المعتمممد ،لنهممما عقوبتممان مختلفتممان فل
يتداخلن لكن يسقط التغريب بالرجم )قوله :وتعرض عليه توبة( أي ويسممتحب أن تعممرض علممى
الزاني المحصن قبل الرجمم توبمة لتكمون خاتممة أمممره )قموله :ويمؤمر( أي الزانممي المحصمن إذا
أرادوا رجمه )قوله:
] [ 167
ويجاب لشرب( أي إذا طلب عند الرجم ماء يشربه فيجمماب لممه )قمموله :ولصمملة ركعممتين(
أي ويجاب أيضا لصلة ركعتين إذا طلبها )قوله :ويعتد بقتله بالسمميف( أي فل يرجممم بعممده :إذ ل
فائدة فيه ،وقوله لكن فات الواجب وهو الرجم بالحجارة )قوله :والمحصن مكلممف( أي وإن طممرأ
تكليفه أثناء الوطئ فاستدامه قيل ل معنى لشتراط التكليف في الحصان بعد اشتراطه في مطلق
وجوب الحد ،ويرد بأن له معنى هو أن حذفه يوهم أن اشتراطه لوجوب الحد ل لتسميته محصممنا
فبين بتكريره أنه شرط فيهما ،ويلحق بالمكلف هنا أيضا السكران .اه .تحفممة وقمموله حممر أي كلممه
مسلما كان أو كافرا لنه )ص( رجممم اليهمموديين .كممما فممي الصممحيحين ،زاد أبممو داود :وكانمما قممد
أحصنا )قوله :وطئ أو وطئت( أي حال الكمال بالبلوغ والعقل والحرية فل بد مممن وقمموعه حممال
الكمال بما ذكر كما أنه ل بد أن يكون الزنا حال الكمال ،فل يرجم إل من كان كامل في الحممالين
وإن تخللهما نقص كجنون ورق بخلف ما لو وطئ وهو نمماقص بممأن كممان صممبيا أو مجنونمما ثممم
زنى وهو كامل فل يرجم ،ول يرد النائم إذا استدخلت المرأة ذكره من حيممث أنممه صممار محصممنا
وليس بمكلف عند الفعل لنا نقول هو مكلف استصحابا بالحالة قبل النوم والظهر أن الكامل من
رجل أو امرأة يكون محصنا بوطئ نماقص كمما لمو كانما كماملين )قمموله :بقبمل( متعلمق بكممل ممن
الفعلين قبله والباء مستعملة في التعدية بالنسبة للول ،وفي الظرفية بالنسممبة للثمماني ،والمممراد بممه
على الول ذكر الواطئ ،وعلى الثاني فرج المرأة ،ويحتمممل جعلهمما للظرفيممة مطلقمما ويقممدر لكممل
منهما متعلق :أي وطئ بذكر أصمملي فممي قبممل أو وطئت بممه فممي قبلهمما ،وخممرج بالقبممل الممدبر فل
يحصل بالوطئ فيه تحصين ،كما ل يحصل به تحليل) ،قوله :في نكاح صحيح( أي عقد صحيح،
وهو متعلق بكل من الفعلين أيضا .وإنما اعتبر في الحصممان المموطئ فممي نكمماح صممحيح لن بممه
قضي الواطئ الشهوة واستوفى اللذة فحقه أن يمتنع عن الحرام ،فإذا وقع فيه غلممظ عليممه بممالرجم
)قوله :ولو في حيض( أي يكون محصنا بممالوطئ المممذكور ،ولممو وقممع فممي زمممن حيممض :أي أو
نحوه من كل ما يحرم الوطئ معه حرمة عارضية كالوطئ في نهار رمضان أو فممي الحممرام أو
في عدة شبهة )قوله :فل إحصان لصبي أو مجنون( محترز قوله مكلفا وإنما لم يكونمما محصممنين
لنقصهما فل يرجمان وإنما يؤدبان إن كان لهما نوع تمييز بما يزجرهما عن الوقمموع فممي الزنمما،
وقوله أو قن :أي ول إحصان لقن فل يرجم وذلك لنه على النصف من الحر كممما تقممدم والرجممم
ل نصف له ،وهذا محترز قوله حر وقمموله وطممئ :أي مممن ذكممر مممن الصممبي والمجنممون والقممن،
وقوله في نكاح :أي صحيح )قوله :ول لمن وطئ في ملك يمين( أي ول إحصان لمن وطممئ فممي
ملك يمين ،وهو محترز قوله في نكاح ،وقمموله أو نكمماح فاسممد :محممترز قمموله صممحيح )قمموله :ثممم
زنى( معطوف على وطئ في نكاح ووطئ في ملك اليمين أي ول إحصان لصبي أو مجنممون أو
قن وطئ بمن زنى ولمن وطئ في ملك اليمين ثم زنى ول حاجة إليمه إذ الكلم فمي بيممان مفماهيم
قيود الحصان )قوله :وأخر وجوبا رجم الخ( قال في الروض وشرحه :ويؤخر وجوبا حدود ال
كقطع السرقة لمرض يرجى زواله وشدة حر وبرد إلى البرء واعتدال الزمان لئل يهلك المحدود
لن حقوقه تعالى مبنية على المسماهلة بخلف حقموق الدمييمن كقصمماص وحمد قمذف فل تمؤخر
لنها مبنية عن المضايقة ،ل الرجم ،فل يؤخر بشئ مما ذكممر ولممو ثبممت زنمماه بممإقرار لن نفسممه
مستوفاة ويؤخر للحمل وانقضاء الفطام ولو كان الحمل من زنا ،كما في اسممتيفاء القصمماص ،اه.
)قوله :لوضع حمل( أي إلى وضعه ،وقوله وفطام :أي وإلى فطم الرضيع ،فإذا وضعت ومضت
مدة الرضاع رجمت )قوله :ل لمرض الخ( أي ل يؤخر الرجم لجل مرض ،وقوله يرجى برؤه
منه :هو ليس بقيد ،بل مثلممه بمالولى ممما ل يرجممى بمرؤه ،وذكممر فممي المنهمماج قممول أنمه إن ثبممت
بإقراره يؤخر ندبا ،وذلك لنه بسبيل من الرجوع )قوله :وحر وبرد( معطوفان على مممرض :أي
ول يؤخر الرجم لجل حر وبرد مفرطين )قوله :نعم يؤخر الجلممد الممخ( ل معنممى للسممتدراك :إذ
الكلم في الرجم ،فالولى حذف أداة الستدراك والتيان بواو
] [ 168
العطف في محلها ،وقوله لهما :أي لحر وبرد مفرطين إلى اعتدال الوقت )قوله :ولمرض
يرجى برؤه منه( أي ويؤخر الجلد أيضا لمممرض يرجمى بممرؤه منممه ،فممإن لمم يمرج بمرؤه منمه ل
يؤخر ،ول تفرق السياط على اليام وإن احتمل التفريق بل يضرب في الحال .إذ ل غاية تنتظممر
لكن ل يضرب بسياط لئل يهلك ،بل يضرب بعثكال ،أي عرجون عليممه مممائة غصممن مممرة ،فممإن
كان عليه خمسون غصنا فمرتين ،فإن برئ بعد ضربه بذلك أجزأه الضرب به )قوله :أو لكونهمما
حامل( أي ويؤخر الجلد لذلك كمما يمؤخر الرجمم )قموله :لن القصمد المردع( علمة لتممأخير الجلمد
)قوله :ويثبت الزنا بإقرار حقيقي( خرج الحكمي وهو اليمين المردودة بعممد نكممول الخصممم :كممأن
ادعى شخص على آخر أنه زنى وأراد تحليفه على أنه لم يزن فنكل ثم رد اليميممن علممى المممدعي
فحلف اليمين المردودة فإنها كالقرار لكن ل يثبت بها الزنا في حق المدعى عليممه ،وإنممما يسممقط
بها الحد عن القاذف ،وقوله مفصل قال البجيرمي :كأن يقممول أدخلممت حشممفتي فممرج فلنممة علممى
سبيل الزنا ول بد أن يذكر الحصان أو عدمه .اه .وقوله نظير ما فممي الشممهادة :أي مممن اعتبممار
التفصيل فيها كما يأتي )قوله :ولو بإشارة أخرس( غاية في القرار :أي يثبت بالقرار ولممو كممان
القرار بإشارة أخرس ،لكن بشرط أن يفهمها كل أحد )قوله :ولو مرة( غاية ثانية للقرار أيضا:
أي يثبت بالقرار ولو كان القرار مرة وهي للرد )قوله :ول يشترط الخ( المقام للتفريممع ،وقمموله
تكرره :أي القرار أربع مرات ،وقوله خلفا لبمي حنيفمة :أي وأحممد فإنهمما اشممترطا أن يكمون
القرار أربعا لحديث ماعز لن كل مرة قائمة مقام شاهد ،وأجمماب أئمتنما بممأنه )ص( إنممما كممرره
على ماعز في خبره لنه شك في عقله ،ولهممذا قممال لممه :أبممك جنممون ؟ ولممم يكممرره فممي الغامديممة
)قوله :وبينة( معطوف على إقرار :أي ويثبت الزنا أيضا ببينة وهي أربعة شهود لقوله تعممالى* :
)واللتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم( * )قوله :فصلت الخ( يعني أنه
يشترط في البينة أن تفصل وتفصيلها يكون بذكر المزني بها لحتمممال أن ل حممد بوطئهمما وبممذكر
الكيفية :أي كيفية ما وجد منممه ممن إدخممال الحشممفة أو قممدرها لحتمممال إرادة المباشممرة فيممما دون
الفرج بقولها إنه زنى وذكر مكان الوطئ وزمانه لن المرأة قد تحل فممي مكممان دون مكممان وفممي
زمان دون زمان ،ولو اختلفت البينة في مكانه ووقته بطلمب الشمهادة )قموله :كاشمهد المخ( تمثيمل
للشهادة المستكملة للقيود السابقة )قوله :ولو أقر( أي الزاني بالزنا )قوله :ثم رجع عممن ذلممك( أي
عن إقراره )قوله :قبل الشروع( متعلممق برجممع .وقمموله أو بعممده :أي بعممد الشممروع )قمموله :بنحممو
كذبت الخ( متعلق برجع أيضا )قوله :وإن قال الخ( غاية لمقدر :أي يقبل رجوعه بممذلك وإن قممال
بعد الرجوع كذبت في رجوعي ولو أخر هذه الغاية عن قوله سقط الحد لكان أولى للسممتغناء بممه
عن تقدير ما ذكر )قوله :أو كنت فاخذت( معطوف على قمموله بنحممو كمذبت فيكممون متعلقما بقموله
رجع أيضا :أي أو رجع بقوله كنت فاخذت فظننته زنا وأقررت به )قوله :وإن شهد حاله بكممذبه(
أي يقبل الرجوع بما ذكر وإن شهد حاله بكذبه أي في ظنه أن المفاخممذة زنمما بممأن يكممون ممممن ل
يخفى عليه ذلك )قوله :بخلف ما أقررت به( أي بخلف قوله بعد إقراره أنما مما أقممررت بمه فل
يقبل به الرجوع )قوله :لنه( أي قوله ما أقررت به .وقوله مجرد تكذيب للبينممة الشمماهدة بممه :أي
بإقراره .اه .سم )قوله :سقط الحد( جواب لو ،فلو قتممل بعممد سممقوطه عنممه بممالرجوع وجممب علممى
قاتله الدية ل القود لختلف العلماء في سقوط الحد بالرجوع ،وأفهم قوله سقط الحممد أن غيممره ل
يسقط عنه كمهر من قال زنيت بها مكرهة ثم رجع عن قوله وهو كذلك كما صممرح بممه فممي فتممح
الجواد ،وقال :لنه حق آدمي .وفي سم :لو أقر بالزنا فهل تسقط عدالته بممإقراره بالزنمما ثممم يعممود
حكمهمما برجمموعه ؟ فيممه نظممر .اه) .قمموله :لنممه الممخ( علممة لسممقوط الحممد )قمموله :عممرض لممماعز
بالرجوع(
] [ 169
أي بقوله عليه الصلة والسلم له :لعلك قبلت .لعلك لمست .أبك جنون )قوله :فلول أنه ل
يفيد( الصواب حذف ل -كما في التحفة والنهاية -وذلمك لن لمول تفيمد امتنماع الجمواب لوجممود
الشرط فلو كانت ل ثابتة لكان المعنى ثبت امتناع عدم التعريض لوجود عدم الفممادة ،وهممو غيممر
مستقيم لن القصد ثبوت الفادة ل عدمها )قوله :ومن ثم سممن الرجمموع( أي وممن أجمل أن النمبي
)ص( عرض لماعز بالرجوع سن لمن أقر بذلك الرجوع عن إقراره ويتوب بينه وبين ال تعالى
فإن ال يقبل توبته إذا أخلص نيته )قوله :وكالزنا في قبممول الرجمموع عنممه( أي عممن القممرار بممه.
وقوله كل حد ل تعالى :أي كل موجب حد .إذ الذي يقربه ثم يرجع عنه الموجب ويدل لممه تمثيممل
الشارح له بعد بقوله كشرب الخ :إذ هو ل يصح تمثيل للحممد وإنممما هممو لممموجبه )قمموله :بالنسممبة
للقطع( راجع للسرقة أي يقبل الرجوع في السممرقة بالنسممبة لسممقوط الحممد عنممه وهممو القطممع ،أممما
بالنسبة للمال المسروق فل يقبل رجوعه بل يؤخذ منممه) .قمموله :وأفهممم كلمهممم( المناسممب وأفهممم
قولي ولو أقر ثم رجع لن ما ذكره مفهوم قوله وإن كان هو مفهوم كلمهم أيضا )قوله :أنممه( أي
الزنا )قوله :ل يتطرق إليه( الضمير عائد على الزنمما ،لكممن بتقممدير مضمماف :أي ل يتطممرق إلممى
إثباته بالبينة رجوع )قوله :وهو كذلك( أي ما أفهمه كلمهم من عدم تطممرق الرجمموع إليمه كممذلك
)قوله :لكنه( أي الزنا أي حده يتطرق إليه :أي إلى حده السقوط ،وقوله بغيره :أي غير الرجمموع
)قوله :كدعوى زوجية( أي لمن زنى بها وهو تمثيل لتطرق السقوط بغير الرجوع )قوله :وملممك
أمة( أي وكدعوى ملك أمة زنى بها ،وقوله وظممن كونهمما حليلممة :أي وكممدعوى أن هممذه الجنبيممة
التي زنى بها يظن أنها حليلته ففي جميع ما ذكر يسقط عنه حد الزنا الثابت بالبينة لوجود الشبهة
وقد قال عليه السلم :ادرءوا الحدود بالشبهات )قوله :وثانيها حد القممذف( أي وثمماني الحممدود حممد
القذف ،والقذف لغة الرمي :يقال قذف النواة أي رماها وشرعا الرمي بالزنا في معرض التعيير:
أي في مقام هو التعيير :أي التوبيخ .وألفاظه ثلثة :صريح ،وكنايمة ،وتعريممض .فممالول همو مما
اشتهر فيه ولم يحتمل غيره كقوله لرجل أو امرأة زنيت أو زنيت بفتح التاء وكسرها أو يا زاني،
ول يضر اللحن بالتذكير للمؤنث وعكسه .والثاني هممو ممما احتمممل القممذف واحتمممل غيممره :كقمموله
زنأت بالهمز في الجبل أو نحوه فهو كناية لن ظاهره يقتضي الصعود ،وكقوله لرجممل يمما فمماجر
يا فاسق يا خبيث ولمرأة يا فاجرة يا خبيثة يا فاسقة وأنت تحبين الخلوة أو الظلمممة أو ل ترديممن
يد لمس ،فإن نوى به القذف حد وإل فل ،وإذا ادعى عليه بمأنه أراده وأنكمره صممدق بيمينمه فمي
أنه ما أراده .والثالث هو ما ل يحتمل ظاهره القذف ،كقوله لغيره في خصومة أو غيرها يمما ابممن
الحلل وأنا لست بزان أو ليست أمي بزانية فليس بقذف وإن نواه )قوله :وهو( أي القذف ،وقوله
من السبع الموبقات :أي المهلكات من أوبقتممه الممذنوب إذا أهلكتممه ،وهممي :السممحر ،والشممرك بممال
تعالى ،وقتل النفس التي حرم ال إل بالحق ،وأكل الربا ،وأكل مال اليتيم ،والتولي يمموم الزحممف،
وقذف المحصنات :أي الحرائر البريئات )قوله :وحد قاذف الخ( وذلممك لقمموله تعممالى) * :والممذين
يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شممهداء فاجلمدوهم ثمممانين جلممدة( * وقموله )ص( لهلل بمن
أمية حين قذف زوجته بشريك بن سحماء :البينة أو حد في ظهرك ،ولما قال )ص( له ذلك ،قال:
يا رسول ال إذا رأى أحدنا على امرأته رجل أينطلق يلتمممس البينممة ؟ فجعممل )ص( يكممرر ذلممك.
فقال هلل :والذي بعثك بالحق نبيا إني لصادق ولينزلن ال ما يبرئ ظهري من الحد فنزلت آيممة
اللعان )قوله :مكلف( أي بممالغ عاقممل ،فل حممد علممى صممبي ومجنممون لنفممي اليممذاء بقممذفهما لعممدم
تكليفهما ،لكن يعزران إذا كان لهما نوع تمييز ،وقوله مختار :خممرج المكممره بفتممح الممراء فل حممد
عليه لعدم قصد اليذاء بذلك .وقوله ملتزم للحكام :أي فل حد على غير
] [ 170
الملتزم لها كالحربي .وقوله عالم بالتحريم :خرج الجاهل بممه لقربممه مممن السمملم فل يحممد
)قوله :محصنا( مفعول قاذف )قموله :وهمو( أي المحصممن أي ضممابطه .وقموله هنما :أي فمي حمد
القذف ،واحترز به عن المحصن في حد الزنا فهو غير المحصن هنا من حيث أن الممذي يشممترط
هنا كالسلم ،والعفة ل يشترط هناك .والحاصل شروط الحصان هنا خمسة :السلم ،والبلوغ،
والعقل ،والحرية ،وعفته عن وطئ يحد به وعن وطئ محرم مملوكة له وعن وطئ زوجتممه فممي
دبرها .وشروط الحصان هناك أي في حد الزنا ،البلوغ ،والعقل ،والحريممة ،والموطئ فممي نكمماح
صحيح )قوله :مكلف( خرج الصبي والمجنون فل يحد قاذفهما .وقوله حر :خرج الرقيق فل يحد
قاذفه لنقصه ،وقوله مسلم :خرج الكافر مطلقا فل يحد قاذفه لما تقدم .وفممي البجيرمممي :لممو نممازع
القاذف في حرية المقذوف أو في إسلمه صدق المقذوف بيمينه .اه) .وقوله :عفيممف الممخ( خممرج
غير العفيف من ذلك فل يحد قاذفه لما تقدم) ،وقوله :من زنا ووطئ دبر حليلته( أي ومممن وطممئ
مملوكة محرم له ،كما في شرح المنهج ،فالمعتبر عفته عن هممذه الثلثممة فل تبطممل عفتممه بغيرهمما
ولو كان حراما :كوطئ زوجته في عدة شمبهة لن التحريممم عمارض يممزول ،وكموطئ أمممة ولممده
لثبوت النسب حيث حصل علوق من ذلك الوطئ مع انتفاء الحد ،وكوطئ في نكاح فاسممد كمموطئ
منكوحة بل ولي أو بل شهود لقوة الشهبة ،وكوطئ زوجته أو أمته في حيض أو نفاس أو إحرام
أو نحو ذلك )فرعان( لو زنى مقذوف قبل أن يحد قاذفه سمقط الحمد عمن قماذفه لن الحصمان ل
يتيقن ،بل يظن فظهور الزنا يدل على سبق مثله ،فكأنه وقت القذف كان غير محصن ،ومن زنى
مرة ثم صلح بأن صلح حاله لم يعد محصنا أبدا ،ولو لزم العدالممة ،وصممار مممن أورع خلممق الم
تعالى وأزهدهم لن العرض إذا انخرم بالزنا لم يزل خلله بما يطرأ لمه ممن العفمة .فمإن قيمل :قمد
ورد التائب من الذنب كمن ل ذنب له .أجيب :بأن هذا بالنسبة إلى الخممرة )قمموله :ثمممانين جلممدة(
مفعول مطلق لحد ،وذلك للية المارة ،ول تصح الزيادة عليهمما ومممات ضمممن بالقسممط )قموله :إن
كان القاذف حرا( قيد في كون الحد ثمانين جلدة ،واستفيد كون الثمانين مخصوصة بالحرار من
قوله تعالى) * :ول تقبلوا لهم شهادة أبدا( * وذلك لقتضاء أنهم قبل القذف كانت شهادتهم مقبولة
فتستلزم حريتهم .إذ الرقيق ل تقبل شهادته وإن لم يقذف وإنما ردت شهادتهم بالقممذف لفسممقهم بممه
إذ هو كبيرة كما في آخر الية حيث قممال * )وأولئك هممم الفاسممقون( * )قمموله :وإل فممأربعين( أي
وإن لم يكن القاذف حرا ،بل كان رقيقا ،فيحد أربعين لنه نصف الحمر) .قموله :ويحصمل القمذف
الخ( أي ويحصل القذف بلفظ يدل عليه إما صريحا فيه أو كناية ،كما تقدم ،وجميع ما ذكممره مممن
الصريح ما عدا يا مخنث ويمما لمموطي فإنهممما ممن الكنايممة ،لن الول مممأخوذ مممن التخنممث ،وهممو
التكسر ،فهمو محتممل لمه وللقمذف ،والثماني محتمممل لرادة كممونه علمى ديمن قموم لموط) .وقمموله:
بزنيت( هو بتاء المخاطب المفتوحة ومثله أو بلطت )قوله :ومممن صممريح قممذف المممرأة أن يقممول
لبنها من زيد الخ( أي ولو كان منفيا بلعان لكنه قال له ذلك بعد استلحاقه أما قبله فكناية فيسممئل،
فإن قال أردت تصديق النافي في نسبة أمه إلى الزنا فقاذف لها ،أو أردت أن النافي نفاه أو انتفى
نسبه منه شرعا أو أنه ل يشبهه خلقا أو خلقا صممدق بيمينممه ويعممزر لليممذاء اه .ش ق )قمموله :ل
قوله لبنه لست ابني( أي ليس من صريح قذف الممرأة قموله لبنمه مما ذكمر بمل همو ممن الكنايمة
فيسأل حينئذ فإن قال أردت أنه ممن زنما فقمماذف لممه أو أنمه ل يشممبهني خلقمما ول خلقمما فيصمدق
بيمينه ،والفرق بين قول الب لولده ما ذكر وبين قول الجنبي ما تقدم أن الب لحتياجه
] [ 171
إلى تأديب ولده يحمل ما قاله على التأديب ،بخلف الجنبي )قوله :ولو قممال( أي شممخص
أبا أو غيره) ،وقوله :كان( أي قوله المذكور) ،قوله :قذفا لمه( أي الولد .وعبارة المغني .فممرع:
قال في الحاوي في باب اللعان لو قال لبنه أنت ولد زنما كمان قاذفمما لمممه .قممال الممدميري :وهمذه
مسألة حسنة ذكرها ابن الصلح في فتاويه بحثا من قبل نفسه ،وكأنه لم يطلع فيها على نقل وزاد
أنه يعزر للمشتوم اه) .قوله :ول يحد أصل لقذف فرع( أي وإن عل الصل وسفل الفرع )قوله:
بل يعزر( أي الصممل لليممذاء الحاصممل منممه لفرعممه .قممال فممي المغنممي :فممإن قيممل :قممد قممالوا فممي
الشهادات إن الصل ل يحبس في وفاء دين فرعه مع أن الحبس تعزير .أجيب :بأن حبسه للممدين
قد يطول زمنه فيشق عليه ،بخلف التعزير هنا فإنه قد يحصل بقيام من مجلممس ونحمموه ،وحيممث
ثبت فهو لحق ال تعالى ل لحق الولد ،وكما ل يحد بقذف ورثممة الولممد .اه) .قمموله :كقمماذف غيممر
مكلف( أي فإنه ل يحد بل يعزر ،ثم إنه يحتمل تنوين اسم الفاعل وما بعممده مجممرور صممفة لممه أو
منصوب به ،ويحتمل عدم تنوينه وما بعده مجرور بالضافة ل غير ،والمعنى على كل صممحيح.
إذ التكليف شرط في حد القاذف والمقذوف ،فإذا فقد من أحدهما فل حد على واحد منهممما )قمموله:
ولو شهد بزنا دون أربعة( أي شهد به رجممال أحممرار مسمملمون كممائنون دون أربعممة أي أقممل مممن
أربعة فدون ظرف غير متصرف صفة لفاعل محممذوف ،وهممذا هممو الصممحيح الممذي جممرى عليممه
سيبويه والبصريون ،وجرى الكوفيون على أنها من الظروف المتصممرفة فعليممه هممي فاعممل شممهد
)قوله :أو نساء أو عبيد( أي أو شهد به نساء أو عبيممد ولمو زادوا علممى أربعممة )قموله :حممدوا( أي
لنهم في غير الولى ليسوا من أهل الشهادة ،وحذرا في الولى من الوقوع فممي أعممراض النمماس
بصورة الشهادة ولما في البخاري أن عمر رضي ال عنه حد الثلثة الذين شممهدوا بزنمما المغيممرة
بن شعبة رضي ال عنه ولم يخالفه أحد .قال فممي التحفممة والنهايممة :ولهممم ،أي لممما دون الربعممة،
تحليفه أنه لم يزن ،فإن نكل وحلفوا لم يحدوا .اه) .قموله :ولممو تقاذفمما( أي صممدر مممن كممل منهممما
قذف لصاحبه) ،وقوله :لم يتقاصا( أي لم يسقط حد هذا بقذف الخر ول العكس ،بممل لكممل منهممما
حد على الخر ،وذلك لن شرط التقاص اتحاد الجنس والصفة وهمو متعممذر هنمما لختلف تممأثير
الحدين باختلف البدنين غالبا )قوله :ولقاذف تحليف مقذوفه( أي رجاء أن ينكل المقذوف فيحلف
القاذف ويسقط عنه الحد )قوله :وسقط( أي حد القذف) ،وقوله :بعفو( أي عنه كلممه فلممو عفمما عممن
بعضه لم يسقط منه شئ) .وقوله :من مقذوف( متعلق بمحذوف صفة لعفو :أي عفممو صممادر مممن
مقمذوف )قموله :أو وارثمه الحمائز( أي أو بعفمو صمادر ممن وارث المقمذوف الحمائز :أي لجميمع
التركة وخرج بالحائز غيره كأن عفا بعض الورثة فل يسممقط منممه شممئ ،وذلممك لنممه يممرث الحممد
جميع الورثة الخاصين غير موزع ،بل يثبممت كلممه جملممة لكممل واحممد بممدل عممن الخممر ،فلممو عفمما
بعضهم عن حصته فللباقين استيفاء جميعه لنه عار ،والعار يلزم الواحد كما يلزم الجميع .وكممما
يسقط الحد بالعفو يسقط بإقامة البينة على زنا المقذوف وبإقرار المقذوف به وبإرث القاذف الحممد
)قوله :ول يستقل المقذوف الخ( أي بل الذي يستقل به المام أو نائبه ،فلو استقل به المقممذوف لممم
يقع الموقع ولو كان بإذن المام أو القاذف ،فإن مات القاذف به قتممل المقممذوف ممما لممم يكممن بممإذن
القاذف وإن لم يمت لم يجلد حتى يبرأ من اللم الول )قوله :ولزوج قذف زوجته الخ( ظاهره أن
له ذلك ويسقط عنه الحد ،وليس كذلك ،بمل ل يسمقط عنمه إل إذا أقمام بينمة علمى زناهما أو لعمن
زوجته .تنبيه :إعلم أن الفقهاء عقدوا اللعان بابا وذكروه بعد الظهار ،والشارح رحممه الم تعمالى
لم يتعرض له أصل ،ويناسب ذكر نبذه تتعلق به هنا .وحاصلها أن اللعان شممرعا كلمممات خمسممة
جعلت كالحجة للمضطر إلى قذف الزوجة التي
] [ 172
لطخت فراشه أو إلى نفي ولد علم أو ظن ظنا مؤكدا أنه ليس منه ظاهرا كممأن لممم يطممأ أو
ولدته لدون ستة أشهر من الوطئ ،والقذف لنفيه حينئذ واجممب وهممي أن يقممول :إذا قممذف زوجتممه
أربع مرات أشهد بال أني لمن الصادقين فيما رميت به هذه من الزنا وأن يقول الخامسة أن لعنة
ال عليه إن كان من الكاذبين ،وذلك لقوله تعالى) * :والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شمهداء
إل أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بال إنه لمن الصممادقين .والخامسممة أن لعنممة الم عليممه إن
كان من الكاذبين( * ويحصل باللعان أشياء كانتفاء نسب نفاه به حيث كان ولد لما في الصحيحين
أنه )ص( فرق بينهما وألحق الولد بالمرأة ودرأ الحد عنممه الثممابت لهمما بالقممذف ،وكممذا للزانممي إن
كان قد عينه في قذفه وسماه فممي لعممانه وكتحريممم المممرأة عليممه مؤبممدا لخممبر الممبيهقي اللعنممان ل
يجتمعان وكإيجاب الحد عليها إن لم تلعن فممإن لعنممت فل حممد ،وذلممك لقمموله تعممالى) * :ويممدرأ
عنها العذاب أن تشهد أربع شهادة بال إنه لمن الكاذبين .والخامسة أن غضب ال عليهمما إن كممان
من الصادقين( * وكانفساخ النكاح ظاهرا وباطنا )قموله :الممتي علمم زناهمما( أي كمأن رآهما تزنمي
وكأن أخبره عدد التواتر بزناها ،فإن لم يعلم زناها ولم يظنه ظنا مؤكدا حرم عليه قممذفها ولعانهمما
ولو كان هناك ولد لنه يلحقه بالفراش وقوله وهي في نكاحه :الجملممة حممال مممن زناهمما :أي علممم
زناها والحال أنها هي في نكاحه فإن علم زناها وليست هي في نكاحه فليممس لممه أن يقممذفها ،فممإن
قذفها حد وليس له لعان لعدم احتياجه لقذفها حينئذ كالجنبية )قوله :ولو بظممن ظنمما مؤكممدا( تأمممل
هذه الغاية بعد قوله علم زناها والولى أو ظن بأو العاطفة بدل ولو )قوله :مممع قرينممة( حممال مممن
ظنا أي أو ظنه ظنا مصحوبا بقرينة ،والولممى أن يقممول بقرينممة ببمماء التصمموير بممدل مممع المفيممدة
للمصاحبة ،وذلك لن الظن يحصل بالقرينة مع الشمميوع ل معهمما )قمموله :كممأن رآهمما الممخ( تمثيممل
للقرينة) ،وقوله :أو رآه( أي أو رأى الجنبي خارجمما مممن عنممد زوجتممه :أي أو رأى رجل معهمما
مرارا في محل ريبة أو مرة تحت شعار واحد ،وهو ما ولي الجسد من الثياب )قوله :مممع شمميوع
بين الناس( متعلق بممالفعلين قبلممه ،ويحتمممل جعلممه متعلقمما بمحممذوف صممفة لقرينممة :أي مممع قرينممة
مصحوبة بشيوع فل تكفي القرينة وحدها لنه ربما رأى الجنبي دخل عليها لخوف أو سممرقة أو
نحوها أو دخلت هي على الجنبي لذلك ول الشيوع وحده لنه قد يشمميعه عممدو لهمما أو مممن طمممع
فيها ولم يظفر بشئ )قموله :أو ممع خمبر ثقمة( معطموف علمى قموله ممع قرينمة ،وعبمارة التحفمة:
وكإخبار عدل رواية أو من اعتقد صدقه له عن معاينة بزناها وليس عدوا لها ول له ول للزاني.
قال بعضهم :وقد بين كيفية الزنا لئل يظن ما ليممس بزنمما وكإقرارهمما لممه بممه واعتقممد صممدقها .اه.
)قوله :أو مع تكرر الخ( معطوف على قوله مع قرينة ،أو على قمموله أو مممع خممبر ثقممة) ،وقمموله:
رؤيته( أي الزوج) ،وقوله :لهما( أي لزوجته والجنبي وقموله كممذلك :أي فممي الخلموة أو خارجما
من عندها) ،وقوله :مرات( مفعول مطلق مؤكد لقوله تكرر ،إذ التعممدد يفهممم مممن التكممرر )قمموله:
ووجب نفي الولد( أي فورا ،فإن أخر بل عذر بطل حقه من النفممي فيلحقممه الولممد ،بخلف ممما إذا
كان بعذر كأن بلغه الخبر ليل فأخر حتى يصبح ،أو كممان مريضمما أو محبوسمما ولممم يمكنممه إعلم
القاضي بذلك أو لم يجد القاضي فأخر حتى يجده فل يبطل حقه في ذلك إن تعسممر عليممه الشممهاد
بأنه باق على النفي ،وإل بطل حقه ثم إن علم زناها أو ظنه ظنا مؤكدا قذفها ولعممن ،ول بممد أن
يذكر نفي الولد في كلمات اللعان الخمسة بأن يقول أشهد بال إني لمن الصمادقين فيمما رميمت بمه
هذه من الزنا وأن هذا الولد ليس مني أو هذا الولد من زنا فإن لم يعلم زناهمما أو يظنممه فل يجمموز
له قذفها ،كما تقدم ،ويقتصر على النفي باللحان لجواز كونه من شبهة أو زوج سابق بممأن يقممول:
أشهد بال إني لمن الصادقين في أن هذا الولد ليس مني) ،وقوله :إن تيقممن أنممه ليممس منممه( أي أو
ظنه ظنا مؤكدا ،وذلك بأن لم يطأها في القبل أو لم تستدخل ماءه المحترم أصل أو وطئها فيه أو
استدخلت ماءه المحترم ولكن ولدته لدون ستة أشهر من الوطئ ولو لكثر منها من العقد أو فوق
أربع سنين من الوطئ فإن لم يكن يعلم أو يظن أنمه ليممس منمه حممرم عليمه النفمي والقمذف )قموله:
وحيث ل ولد ينفيه الخ( هذا مقابل لمقدر :أي ما مر من جواز القذف ووجوب نفي الولد
] [ 173
إذا كان هناك ولد ينفيه ،فإن لم يكن هناك ولد فالولى له أن يسممتر عليهمما مممع إمسمماكها أو
مع طلقها فهو مخير في ذلك ،فقوله بعد وأن يطلقها الخ بيان لهذين الحممالين ،وقمموله فممإن أحبهمما
أمسكها :في البجيرمي :قال الحلبي فيه تصريح بأن له إمساكها مع علمه بأنها تأتي الفاحشممة .اه.
)قوله :إذا سب شخص آخر للخر أن يسبه( أي لخبر أبي داود أن زينب لما سبت عائشة رضي
ال عنها قال لهمما النممبي )ص( سممبيها وإذا سممبه فقممد اسممتوفى حممق نفسممه ،ويبقممى علممى الول إثممم
البتداء لما فيه من اليذاء ،والثم لحق ال تعالى .قال في التحفممة :كممذا قمماله غيممر واحممد ،والممذي
يتجه أنه ل يبقى عليه إل الثاني لنه إذا وقممع السممتيفاء بالسممبب المماثممل فممأي ابتممداء يبقممى علممى
الول للثاني حتى يكون عليه إثم ؟ وإنما الذي عليه الثم المتعلق بحق المم ،فممإذا مممات ولممم يتممب
عوقب عليه إن لم يعف عنه .اه .بتصرف) .وقوله :بقدر ما سبه( قال ح ل :أي عددا ل مثممل ممما
يأتي به الساب لن الذي يأتي به الساب قد يكون كذبا وقذفا وهو ل يسب بنظيممره) ،وقمموله :مممما
ل كذب فيه ول قذف( بيان للقدر الصادر من الثمماني فهممو متعلممق بمحممذوف حممال منممه :أي حممال
كون هذا القدر الذي يسبه به ليس فيه كذب ول قذف وليس بيانا لما الواقعة على السممب الصممادر
من السب الول ،ويدل على ذلك عبارة شرح المنهج ونصها :وإنما يسبه بما ليس كذبا ول قممذفا.
اه .وكتب عليها البجيرمي :قوله بما ليس كذبا ول قذفا وإن كان ما أتى به الول كذبا وقذفا ،وقد
يقال في هذا لم يسبه بقدر ما سبه ح ل .ويممدفع بممأن المممراد قممدره عممددا ل صممفة كممما ذكممره .اه.
)قوله :كيا ظالم ويا أحمق( تمثيل لما ل كذب فيه ول قذف ،وذلك لنه ليس هنمما أحممد يكمماد ينفممك
عن ذلك والحمق هو من يفعل الشئ في غير موضعه مع علمممه بقبحممه .وفممي المصممباح الحمممق
فساد في العقل .تنبيه :قال فممي المغنممي :يجمموز للمظلمموم أن يممدعو علممى ظممالمه كممما قمماله الجلل
السيوطي في تفسير قوله تعالى) * :ل يحب ال الجهر بالسوء من القول إل من ظلم( * قال :بممأن
يخبر عن ظلم ظالمه ويدعو عليه :اه .ويخفممف عمن الظممالم بممدعاء المظلمموم لممما رواه أحمممد فممي
كتاب الزهد عن عمر بن عبد العزيز أنه قال :بلغني أن الرجل ليظلممم مظلمممة فل يممزال المظلمموم
يشتم الظالم وينقصه حتى يستوفي حقه وفي الترمذي عن عائشة رضي ال عنها أن النممبي )ص(
قال من دعا على من ظلمه فقد استنصر وفي كتاب اللطائف للقاضي أبممي يوسممف أن امممرأة مممن
بني إسرائيل كانت صوامة قوامة سرقت لها امرأة دجاجة فنبت ريش الدجاجة في وجه السممارقة
وعجزوا عن إزالته عن وجهها ،فسألوا عن ذلك بعض علمائهم فقالوا :ل يممزول هممذا الريممش إل
بدعائها عليها ،فلم تزل تكرر ذلك حتى سقط جميع الريش .اه) .قوله :وثالثها( أي الحدود )قوله:
حد الشرب( أي شرب كل مسكر ،وهو من الكبائر لقوله تعالى) * :يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر
والميسر( * أي القمار و * )النصمماب( * أي ممما ينصممب ليعبممد مممن دون الم * )والزلم( * أي
القداح التي يضرب بها * )رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ،إنممما يريممد الشمميطان
أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر ال وعن الصلة فهل أنتم
منتهون( * وقوله عليه الصلة والسلم :لعن ال الخمر ،وشاربها ،وساقيها ،ومبتاعهمما ،وبائعهمما،
وعاصرها ،ومعتصرها ،وحاملها ،والمحمولة إليه زاد في رواية :وآكل ثمنها وقوله عليه السلم
من كان يؤمن بال واليوم الخر فل يشرب الخمر وقوله عليه الصمملة والسمملم :اجتنبمموا الخمممر
فإنها مفتاح كل شر وقمموله عليممه الصمملة والسمملم :إذا تنمماول العبممد كممأس الخمممر نمماداه اليمممان:
أنشدك بال أن ل تدخله علي فإني ل أستقر أنا وهو في
) (1سورة النساء ،الية (2) .148 :سورة المائدة ،الية.90 :
] [ 174
موضع واحد ،فإن شربه يفر منه مفرة لم يعد إليه أربعين صباحا ،فإن تاب تاب ال عليممه
وسلب من عقله شيئا ل يرده عليه إلى يوم القيامة .واعلم :أن في شممربها عشممر خصممال مذمومممة
تقع له في الدنيا :أولها إذا شربها يصير بمنزلة المجنون ويصير مضحكة للصبيان ومذموما عند
العقلء ،وإلى هذا أشار ابن الوردي بقوله :واهجر الخمرة إن كنت فتى كيممف يسممعى فممي جنممون
من عقل ؟ ثانيها :أنها مذهبة للعقل متلفممة للمممال .ثالثهمما :أن شممربها سممبب للعممداوة بيممن الخمموان
والصدقاء .رابعها :أن شربها يمنع من ذكر ال ومن الصلة .وخامسها :أن شممربها يحمممل علممى
الزنا وعلى طلق امرأته وهو ل يدري .سادسها :أنها مفتاك كل شممر .سممابعها أن شممربها يممؤذي
الحفظة الكرام بالرائحة الكريهمة .ثامنهما :أن شماربها أوجمب علمى نفسمه أربعيمن جلمدة ،فمإن لمم
يضرب في الدنيا ضرب في الخرة بسياط من نار علممى رؤوس الشممهاد والنمماس ينظممرون إليمه
والباء والصدقاء .تاسعها :أنه أغلق باب السماء على نفسه فل ترفع حسناته ول دعاؤه أربعيممن
يومما .عاشمرها :أنمه مخماطر بنفسمه لنمه يخماف عليمه أن ينمزع اليممان منمه عنمد مموته .وأمما
العقوبات التي في الخرة فل تحصممى :كشممرب الحميممم ،والزقمموم ،وفمموت الثممواب ،وغيممر ذلممك.
واعلم :أن الخمرة كان شربها جائزا في صدر السلم ،ثممم حصممل التحريممم بعممد ذلممك فممي السممنة
الثالثة من الهجرة بعد أحد ،وفي تفسير البغوي ما نصه :وجملة القول على تحريم الخمممر أن الم
أنزل في الخمر أربع آيات نزلت بمكة وهي) * :من ثمرات النخيل والعناب تتخذون منه سممكرا
ورزقا حسنا( * فكان المسلمون يشربونها ،وهي لهم حلل يومئذ .ثم إن عمر بن الخطاب ومعاذ
بن جبل وجماعة من النصار أتوا رسول ال )ص( فقالوا :يا رسول ال أفتنا في الخمر والميسر
فإنهما مذهبة للعقل مسلبة للمال ،فأنزل ال تعالى) * :يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهممما إثممم
كبير ومنافع للناس( * إلى أن صنع عبد الرحمن بن عوف طعاما فدعا أناسا من أصممحاب النممبي
)ص( وأتاهم بخمر فشربوا وسكروا وحضرت صلة المغرب وتقدم بعضهم ليصلي فقرأ) * :قل
يا أيها الكافرون ،ل أعبد ما تعبدون( * بحذف ل النافية ،فأنزل ال تعالى) * :يا أيها الذين آمنمموا
ل تقربوا الصلة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون( * فحرم السكر في أوقممات الصمملة .فلممما
نزلت هذه الية تركها قوم وقالوا ل خير فمي شمئ يحمول بيننما وبيمن الصملة ،وتركهما قموم فمي
أوقات الصلة وشربوها في غير أوقاتها حتى كان الرجل يشرب بعد صلة العشاء فيصممبح وقممد
زال عنه السكر ويشرب بعد صلة الصبح فيصحو إذا جاء وقت الظهر .واتخذ عتبمان بمن مالممك
طعاما ودعا رجال من المسلمين فيهم سعد بن أبي وقاص وكان قد شوى لهممم رأس بعيممر فممأكلوا
وشربوا الخمر حتى أخذت منهم ،ثم إنهم افتخروا عند عتبان وانتسبوا وتناشدوا الشممعار ،فأنشممد
سعد قصيدة فيها هجو للنصار وفخر لقومه ،فأخر رجل من النصممار لحممي البعيممر فضممرب بممه
رأس سعد فشجه شجة موضحة ،فانطلق سعد إلممى رسممول الم )ص( وشممكا إليممه النصممار فقممال
عمر :اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا ،فأنزل ال تعممالى تحريممم الخمممر فممي سممورة المممائدة فممي
قوله تعالى) * :يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر( * إلى قوله * )فهل أنتم منتهون( * وذلممك
بعد غزوة الحزاب بأيام فقال عمر انتهينا يا رب .اه) .قوله :ويجلد( أي بسوط أو عصا معتدلممة
أو نعل أو أطراف ثياب لما روى الشيخان أنه )ص( كان يضرب بالجريد والنعال وفي البخاري
عن أبي هريرة أنه أتى النبي )ص( بسكران فأمر بضربه :فمنا من ضرب بيده ،ومنا من ضرب
بنعله ،ومنا من ضرب بثوبه .ويفرق الضارب الضرب علممى العضمماء فل يجمعممه فممي موضممع
واحد لنه قد يؤدي إلى الهلك ،ويجتنب المقاتل ،وهي المواضع التي يسممرع الضممرب فيهمما إلممى
القتل :كالقلب ونقرة النحر والفرج ،ويجتنب الوجه أيضمما لقمموله )ص( :إذا ضممرب أحممدكم فليتممق
الوجه ولنه مجمع
) (1سورة النحل ،الية (2) .67 :سورة البقرة ،الية (3) .219 :سورة الكافرون ،الية (3) .2 :سورة النساء ،اليممة:
.43
] [ 175
المحاسن ،بخلف الرأس فل يجتنبه لنه مغطى بالعمامة غالبا )قوله :أي المام أو نممائبه(
أي أن الذي يستوفي الحد المام أو نائبه ل غيرهما )قوله :مكلفا( أي ولو حكما ،فدخل السممكران
المتعدي بسكره ،ول بد أن يكون ملتزما للحكام .فخرج الحربي لعدم التزامه لها ،والذمي أيضمما
لنه ل يلزم بالذمة ما ل يعتقده )قوله :عالما بتحريم الخمر( أي وبكممون ممما شممربه خمممرا )قمموله:
شرب الخ( الجملة صفة لمكلفا أي مكلفا موصوفا بكونه شرب خمرا ،أي أو أكل بأن جمد الخمر
وأكله ،بخلف ما لو احتقن به بأن أدخله دبره أو اسممتعط بممه بممأن أدخلممه أنفممه فل يحممد بممذلك لن
الحد للزجر ول حاجة إليه هنا )وقوله :خمرا( أي صمرفا لغيمر ضمرورة وإن قمل وإن لمم يسممكر
لقلته وإن كان درديا ،وهو ما يبقى في أسفل إنائه ثخينا ،وخرج بالصرف ما لممو شممربه فممي ممماء
استهلك فيه بحيث لم يبق له طعم ول لون ول ريح ،أو أكل خبزا عجممن دقيقممه بممه أو لحممما طبممخ
به ،أو معجونا هو فيه فل حد بممذلك لسممتهلك عيممن الخمممر ،بخلف ممما لممو شممرب مممرق اللحممم
المطبوخ به أو غمس به أو ثرد فيه فإنه يحد به لبقاء عينه ،وخرج بغيممر ضممرورة ممما لممو غممص
بلقمة ،أي شرق بها ،ولم يجد غيممره فأسمماغها بممه فل حممد عليممه لوجوبهمما عليممه إنقمماذا لنفسممه مممن
الهلك ،فهذه رخصة واجبة ،فلو وجد غيممره ،ولممو بممول ،أسمماغها بممه ،وحممرم إسمماغتها بممالخمر،
ولكن ل حد به على المعتمد للشبهة )قوله :وحقيقتها( أي حقيقمة الخمممر اللغويمة ممما ذكممر ،وعليمه
فإطلق الخمر على المسكر من غير عصير العنب مجاز) .وقوله :المسكر مممن عصممير العنممب(
إنما سمي خمرا لكونه يخمر العقل :أي يستره )قوله :وإن لم يقذف بالزبد( أي وإن لم يرم به قال
في المصباح :الزبد بفتحممتين مممن البحممر وغيممره كممالرغوة اه) .قمموله :فتحريممم غيرهمما( أي غيممر
الخمرة المتخذة من عصير العنب كالمتخذة من النبذة) :وقوله :قياسي( أي بالقياس علممى المتخممذ
من عصير العنب بجامع السكار في كل )قوله :أي بفرض الخ( أي أن كونه قياسا إنما هو علممى
فرض عدم ورود ما يأتي من خبر الصحيحين وخبره مسلم وقممال سممم :ل حاجممة إليممه بنمماء علممى
جواز القياس مع وجود النص )قوله :وإل( أي بأن فرض وروده) .وقوله :فسمميعلم منممه( أي مممما
يأتي) .وقوله :أن تحريم الكممل( أي ممما اتخممذ مممن عصممير العنممب وممما اتخممذ مممن غيممره ،والملئم
والخصر في الجواب أن يقول فهو منصوص عليه )قوله :وعند أقلهم( معطوف على قمموله عنممد
أكثر أصحابنا :أي وحقيقتها عند أقلهم كل مسكر وهذا هو ظمماهر الحمماديث كحممديث كممل مسممكر
خمر ،وكل خمر حممرام )قموله :ولكممن ل يكفممر مسممتحل المسممكر( عبممارة النهايممة :ولكمن ل يكفممر
مستحل قدر ل يسكر من غيره .اه .وكتب الرشيدي عليها :بخلف مستحل الكثير منه فإنه يكفر،
خلفا لبن حجر .اه) .قوله :للخلف فيه( أي في المسكر من غيممر عصممير العنممب) .وقمموله :أي
من حيث الجنس( دفع به ما يقال أن الخلف ليس فيه مطلقا ،بل في القليل منه وهممو القممدر الممذي
ل يسكر .وحاصل الدفع أن يقال إن المراد أن الخلف فيه من حيث جنسممه وهممو يصممدق بالقليممل
والكثير والمراد القليل) ،وقوله :لحل قليلممه( أي وهممو القممدر الممذي ل يسممكر بممدليل قمموله بعممد أممما
المسكر الخ )قوله :بخلف مستحله( أي المسكر وقوله من عصير العنمب متعلمق بمحمذوف حمال
من ضمير مستحله .وقوله الصرف :خرج غير الصرف وقد تقدم الكلم عليمه )وقموله :المذي لمم
يطبخ( أي بخلف ما لو طبخ علممى صممفة يقممول بحلهمما بتلممك الصممفة بعممض المممذاهب .اه .ع ش
)قوله :لنه مجمع عليه ضروري( علممة لمحممذوف :أي بخلف مسممتحله مممن عصممير العنممب الممخ
فيكفر به لنه مجمع عليه ضممروري :أي لن تحريمممه مجمممع عليممه .وفممي مغنممي الخطيممب :ولممم
يستحسن المام إطلق القول بتكفير مستحل الخمر .قال :وكيف نكفر من خالف الجممماع ونحممن
لنكفر من يرد أصله وإنما نبدعه ؟ وأول كلم الصحاب على ما إذا صممدق المجمعيممن علممى أن
تحريم الخمر ثبت شرعا ثم حلله فإنه رد للشرع .حكاه عن الرافعي .ثم قال :وهذا إن صح
] [ 176
فليجر في سائر ما حصل الجماع علممى افتراضممه فنفماه أو تحريمممه فممأثبته ،وأجماب عنمه
الزنجاني بأن مستحل الخمر ل نكفره لنه خالف الجماع فقط ،بل لنه خالف ممما ثبممت ضممرورة
أنه من دين محمد )ص( والجماع والنص عليه .اه) .قوله :وخرج بالقيود المذكورة فيه( أي في
جلد من شرب المسكر ،وهي كونه مكلفا مختارا عالممما بتحريممم الخمممر شممرب لغيممر تممداو خمممرا
)قوله :فل حممد علممى مممن الممخ( أي ول حرمممة أيضمما فممي معظمهمما )وقمموله :بشممئ منهمما( أي مممن
أضدادها )قوله :من صبي الخ( بيان لشئ )قوله :ومكره( منه المصبوب في حلقممه قهممرا ،ويجممب
عليه أن يتقايأه بعد زوال الكراه )قوله :وجاهل بتحريمه( بخلف ممما لممو كممان عالممما بممه وجهممل
وجوب الحد عليه فإنه يجب عليه الحد لنه كان من حقه حيث علم الحرمة أن يمتنع عن الشممرب
فلما شرب مع ذلك غلظ عليه بإيجاب الحد .وقوله أو بكونه خمرا :أي أو جاهل بكونه خمرا كأن
شربه يظنه ماء أو نحوه فل حد عليه للعذر ويصمدق فممي دعمواه الجهمل بيمينمه )قموله :إن قممرب
الخ( قيد في عدم حده بالجهل )قوله :ول على من شرب لتداو( أي ول حد على من شرب الخمر
للتداوي) .قوله :وإن وجد غيرها( أي غير الخمر ممن الطماهرات للشمبهة وهمو غايمة لعمدم الحمد
بشربها للتداوي )قوله :وإن حرم التداوي بها( أي بصرفها ،وهو غاية ثانية لما ذكر ،وإنما حممرم
التداوي بها لنه )ص( لما سئل عن التداوي به قال إنه ليس بدواء ولكنه داء .وصح خبر إن ال م
لم يجعل شفاء أمتي فيما حرم عليها وما دل عليه القرآن أن فيهمما منممافع إنممما هممو قبممل تحريمهمما،
وأما بعده فال سبحانه وتعالى سلبها منافعها .وخرج بصممرفها ممما إذا اسممتهلكت فممي دواء فيجمموز
التداوي به إذا لم يجد ما يقوم مقامه من الطاهرات كالتممداوي بممالنجس غيممر الخمممر كلحممم الميتممة
والبول بالشرط المذكور) .قوله :فائدة( أي بيان ضابط حرمة شرب الخمر )قوله :كل الخ( مبتممدأ
خبره حرم قليله الخ )قوله :من خمر( بيان للشراب ،وهي المتخذة من عصير العنب) ،وقوله :أو
غيرها( أي غير الخمر ،وهو المتخذ من نقيع التمر والزبيب وغيره )قمموله :حممرم قليلممه وكممثيره(
قال في المغني :وخالف المام أبو حنيفة في القدر الذي ل يسكر من نقيع التمر والزبيممب غيممره،
واستند لحاديث معلولة بيممن الحفمماظ ،وأيضمما أحمماديث التحريممم متممأخرة فمموجب العمممل بهمما .اه.
)قوله :لخبر الصحيحين( أي ولخبر أنهاكم عن قليل ما أسكر كثيره وخبر مما أسممكر كمثيره قليلمه
حرام )قوله :ويحد شاربه وإن لم يسكر( أي حسما لمادة الفساد كما حرم تقبيل الجنبيممة والخلمموة
بها لفضائه إلى الوطئ المحرم )قوله :أي متعاطيه( تفسير لقوله شاربه :أي أن المراد بالشممارب
المتعاطي له سواء كان بالشرب أو غيممره ،كممما فممي المغنممي ،وعبممارته .تنممبيه :المممراد بالشممارب
المتعاطي شربا كان أو غيره ،سواء فيه ليتفق على تحريمه والمختلف فيه ،وسواء جامدة ومائعه
مطبوخه ونيئه ،وسواء أتناوله معتقدا تحريمه أم إباحته على المممذهب لضممعف أدلممة الباحممة .اه.
)قوله :وخرج بالشراب ما حرم من الجامدات( أي ما عدا جامد الخمممر ،أممما هممو فيحممد متعمماطيه
كما مر )قوله :فل حد فيها( أي الجامدات وقوله وإن حرمممت :الصممواب حممذف هممذه والقتصممار
على ما بعده لن الكلم فيما حرم من الجامدات .تأمل )قوله :بمل التعزيممر( أي بمل فيهمما التعزيمر
)قوله :ككثير البنج الخ( تمثيل لما حرم من الجامدات )قوله :والحشيشة( أي وككثير الحشيشة.
] [ 177
واعلممم :أن العلممماء قممد ذكممروا فممي مضممار الحشيشممة نحممو مممائة وعشممرين مضممرة دينيممة
ودنيوية :منها أنها تورث النسيان والصداع وفسماد العقمل والسمل والستسمقاء والجمذام والمبرص
وسائر المراض وإفشاء السر وإنشماء الشممر وذهمماب الحيماء وعمدم المممروءة وغيممر ذلممك ،ومممن
أعظممم قبائحهمما أنهمما تنسممي الشممهادة عنممد الممموت ،وجميممع قبائحهمما موجممود فممي الفيممون والبنممج
ونحوهما .ويزيد الفيون بأن فيه تغيير الخلقممة ،كممما هممو مشمماهد مممن أحمموال مممن يتعاطمماه ،وممما
أحسن ما قيل في الحشيشة :قل لمن يأكل الحشيشة جهليا خسيسا قد عشت شر معيشة دية العقل
بدرة فلماذا يا سفيها قد بعتها بحشيشة ؟ والبدرة كما في القاموس كيس فيممه ألممف أو عشممرة آلف
درهم أو سبعة آلف درهم )قوله :ويكره أكل يسير منها( أي من هذه الثلثة ،والمراد باليسير أن
ل يؤثر في العقل ،ولو تخديرا وفتورا ،وبالكثير ما يممؤثر فيممه كممذلك ،فيجمموز تعمماطي القليممل مممع
الكراهة ،ول يحرم ،ولكن يجب كتمه على العوام لئل يتعاطوا كثيره ويعتقممدوا أنممه قليممل ،وقمموله
من غير قصد المداومة :مفهومه أنه إذا تعاطاه مع قصدها حرم .فانظره )قمموله :ويبمماح( أي أكممل
ما ذكر من الثلثة )قوله :لحاجة التداوي( مطلقا سواء كان كثيرا أم قليل وإن كان ظاهر عبارته
أنه مختص بالقليممل .قممال فممي الممروض وشممرحه .فممرع :مزيممل العقممل مممن غيممر الشممربة كالبنممج
والحشيشة حرام لزالته العقل ل حد فيه لنه ل يلذ ول يطرب ول يدعو قليله إلى كثيره بممل فيممه
التعزير ،وله تناوله ليزيل عقله لقطع عضو متأكل .اه) .قوله :أربعين جلدة( مفعول مطلق لقوله
ويجلد :أي يجلده المام أو نائبه جلدات أربعين ،وذهبت الئمة الثلثة إلممى أنهمما ثمممانون ،ويجممب
توالي الضربات ليحصل الزجر والتنكيل فل يجوز أن يفرق على اليام والساعات لعدم حصممول
اليلم المقصود من الحدود ،والضابط أنه إن تخلل زمممن يممزول فيممه اللممم الول لممم يكممف علممى
الصح ،ويحد الذكر قائما والنثى جالسة ويجعل عند المرأة محرم أو امرأة تلف عليها ثيابهمما إذا
انكشفت ويجعل عند الخنثى محرم ل رجل أجنبي ول امرأة أجنبيممة ،ويكفممي الحممد المممذكور ولممو
تعدد الشرب مممرارا كممثيرة قبممل الحممد وحممديث المممر بقتممل الشممارب فممي المممرة الرابعممة منسمموخ
بالجماع )قوله :إن كان حرا( سيأتي محترزه )قموله :ففممي مسمملم المخ( دليممل علممى أنهمما أربعممون
)قوله :يضرب في الخمر( أي في شربه )قوله :أربعيممن( أي فممي غممالب أحممواله )ص( ،وإل فقممد
جلد ثمانين كما في جامع عبد الرزاق .اه .ح ل )قوله :فيجلد عشرين جلدة( أي لنه حد يتبعممض
فتنصف على الرقيق كحد الزنا )قوله :وإنما يجلد المام الخ( دخول على المتن )قمموله :إن ثبممت(
أي شربه الخمر ،وقوله بإقراره أو شهادة رجلين :أي لن كل من القرار وشهادة من ذكر حجة
شرعية ،ول يشترط فيهما تفصيل ،بل يكفي الطلق في إقراره مممن شممخص بممأنه شممرب خمممرا
وفي شهادة بشرب مسممكر بممأنه شممرب فلن خمممرا ،ول يحتمماج أن يقمول وهمو مختممار عممالم لن
الصل عدم الكراه والغالب من حال الشارب علمه بممما يشممربه ،فنممزل القممرار والشممهادة عليممه
)قوله :ل بريح الخ( أي ل يثبت شرب الخممر بريمح خممر وهيئة سمكر وقمئ لحتممال أن يكمون
شرب غالطا أو مكرها ،والحد يدرأ بالشبهة ،وكذلك ل يثبت برجل وامرأتيممن لن البينممة ناقصممة
والصل براءة الذمة .وكتب سم على قول التحفة وهيئة سكر وما نصممه تقممدير هيئة الظمماهر أنممه
غير ضروري .اه) .قوله :وحد عثمان( مبتدأ خبره اجتهاد لمه وقموله بمالقئ متعلمق بحمد ،وقموله
اجتهاد له أي لسيدنا عثمان رضي ال عنه :أي فقمد أثبمت رضمي الم عنمه الحمد لشمارب الخممر
بالقئ )قوله :ويحد الرقيق
)) (1قوله كما في القاموس الخ( عبارته :كيس فيه ألف أو عشرة آلف درهم أو سمبعة آلف دينمار .اه .فتأممل وحمرر اه.
مصححة .حاشية إعانة الطالبين ج 4م 12
] [ 178
أيضا( أي كما يحد بإقراره أو بشهادة رجلين .وقمموله بعلممم السمميد :أي أنممه شممرب الخمممر.
وقوله دون غيره :أي غير الرقيق فل يحده القاضي بعلمه ،والفرق أنه جاز للسيد ذلممك لصمملح
ملكه .تتمة :ل يحد السكران في حال سكره لن المقصود منه الردع والزجر والتنكيممل .وذلممك ل
يحصل مع السكر بل يؤخر وجوبا إلى إفماقته ليرتمدع ،فممإن حمد قبلهما ففممي العتمداد بمه وجهمان
أصحهما ،كما قاله البلقيني ،العتداد به ول في المسجد لخبر أبي داود وغيره :ل تقام الحدود في
المساجد ولحتمال أن يتلوث من جراحة تحدث )قوله :جزم صاحب الستقصاء( عبممارة التحفممة.
تنبيه :جزم صاحب الستقصاء بحل إسقائها للبهائهم وللزركشي احتمال أنها كالدمي في امتنمماع
إسقائها إياها للعطش .قال :لنها تثيره فيهلكها فهو من قبيل إتلف المال اه .والولى تعليلممه بممأن
فيه إضرارا لها وإضرار الحيوان حرام وإن لم يتلف .قال :والمتجمه منمع إسمقائها لهما ل لعطمش
لنه من قبيل التمثيل بالحيوان وهو ممتنع ،وفي وجه غريب حل إسقائها للخيل لممتزداد حممموا أي
شدة في جريها ،قال :والقياس حممل إطعامهمما نحممو حشمميش وبنممج للجمموع ،وإن تخممدرت ،ويظهممر
جوازه لدمي جاع .ولم يجد غير ذلك وإن تخدرت لن المخدر ل يزيممد فممي الجمموع .اه) .قمموله:
بحل إسقائها( أي الخمر ،فالضافة من إضممافة المصممدر لمفعمموله بعممد حممذف الفاعممل :أي إسممقاء
الشخص إياخا ،وقوله للبهائم متعلق بالمصدر )قمموله :وللزركشممي احتمممال( مبتممدأ وخممبره وقمموله
أنها الخ :المصدر المؤول بدل من احتمال أو خبر لمبتدأ محذوف ،وقوله في حرمممة إسممقائها :أي
الخمر) ،وقوله :لها( أي للبهائم )قوله :ورابعها( أي ورابع الحدود وقوله قطع السممرقة :هممي لغممة
أخذ الشئ خفية ،وشرعا أخذ المال خفية من حرز مثممل بشممروط .وهممي مممن الكبممائر لقمموله عليممه
الصلة والسلم :ل يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ،ول يسممرق السممارق حيممن يسممرق وهممو
مؤمن وفي رواية :إذا فعل ذلك فقد خلع ربقة السلم من عنقممه فممإن تمماب تمماب الم تعممالى عليممه
وقوله عليه السلم :لعن ال السارق :يسرق البيضة فتقطع يده ويسرق الحبل فتقطع يممده والمممراد
بالبيضة بيضة الحديد التي تساوي ربع دينار والمراد بالحبل حبل تساوي قيمته ما ذكر وإل نافى
ما يأتي من أن شرط القطع في المسروق أن يساوي ربع دينار ،وقوله عليه السلم :ل يحل لحد
أن يأخذ عصا أخيه بغير طيب نفس منه وقوله عليه السلم :إن دم المسلم وعرضه وممماله حممرام
)قوله :ويقطع الخ( أي لقوله تعالى) * :والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسممبا نكممال
من ال( * ولما نظم أبو العلء المعري البيت الذي شكك به علممى أهممل الشممريعة فممي الفممرق بيممن
الدية والقطع في السرقة وهو :يد بخمس مئين عسممجد وديممت ممما بالهمما قطعممت فممي ربممع دينممار ؟
أجابه القاضي عبد الوهاب المالكي بقوله :وقاية النفس أغلها وأرخصها وقاية المال فافهم حكمه
الباري ويروي :عز المانة أغلها وأرخصها ذل الخيانة فافهم حكمة الباري وقال ابن الجمموزي
لما سئل عن ذلك :لما كانت أمينة كانت ثمينة ،فلما خانت هانت :وأركان السرقة الموجبممة للقطممع
ثلثة :مسروق وسارق وسرقة .ويشترط في المسروق كونه ربع دينار أو ما قيمته ذلممك ،وكممونه
محرزا بحممرز مثلممه ،وأل يكممون للسممارق فيممه ملممك ،وأن ل يكممون لممه فيممه شممبهة ،ويشممترط فممي
السارق :أن يكون بالغا عاقل مختارا ملتزما للحكام
] [ 179
عالممما بممالتحريم وأن ل يكممون مأذونمما لممه مممن المالممك )قمموله :أي المممام( يعنممي أن الممذي
يستوفي القطع في غير الرقيق المام أو نائبه فلو فوضه للسارق لممم يقممع الموقممع ،بخلف ممما لممو
فوضه للمسروق منه فيقع الموقع ،وإن امتنع من التفويض له مخافة أن يردد اللممة عليممه فيممؤدي
إلى إهلكه أو قطعها أحد بل إذن المام عزر لفتياته وتعممديه عليممه ول يضمممن شمميئا وإن مممات
بالسراية لنها مستحقة وما تولد من قطعها تولد من مستحق .اه .ش ق )قموله :وجوبمما( أي حمال
كون القطع وجوبا :أي واجبا للمر به في الية السابقة ،وهو الوجمموب .ويمتنممع العفممو عنممه بعممد
رفع المر إليه ،وأما ما نقل عن سيدنا معاوية رضي ال عنه أنمه عفما عمن سمارق حيممن أنشمدته
أمه :يميني أمير المؤمنين أعيذها بعفوك أن تلقى نكال يشينها فل خير في الدنيا وكانت خبيثة إذا
ما شمالي فارقتها يمينها فهو مذهب صحابي فل يرد )قوله :بعد طلب المالممك( متعلممق بيقطممع أي
يقطع المام بعد طلب صاحب المال للقطع وقوله وثبوت السممرقة :أي عنممده بممما يممأتي ول يقطممع
قبل ذلك ،فلو قطع ل يقع الموقممع )قمموله :كمموع يميممن( مفعممول يقطممع :أي تقطممع يممده اليمنممى مممن
مفصل الكوع ولو كانت معيبممة أو ناقصممة ،كفاقممدة الصممابع أو زائدتهمما خلقممة أو عروضمما ،وإن
سرق مرارا قبل قطعه لتحاد السبب ،كما لو زنى أو شرب مرارا فممإنه يكتفممي بحممد واحممد ،كممما
مر ،فإن سرق ثانيا بعد قطعه قطعت رجله اليسرى من مفصل القدم ،فإن سرق ثالثا قطعممت يممده
اليسرى كذلك ،فإن سرق رابعا قطعت رجله اليمنى فممإن سممرق بعممد ذلممك عممزر ،ول يقتممل ،كممما
سيذكره ،وقوله بالغ :مجرور بإضافة يمين إليه ،ويشترط أيضا أن يكممون عمماقل مختممارا ملتزممما
للحكام ،فل قطع على صبي ومجنون ومكره وحربممي )قمموله :سممرق الممخ( الجملممة صممفة لبممالغ،
وقوله :أي أخذ خفية تفسير ليسرق )قوله :ربممع دينممار( مفعممول سممرق :أي سممرق ربممع دينممار أي
فصمماعدا لخممبر مسمملم :ل تقطممع يممد سممارق إل فممي ربممع دينممار فصمماعدا .واعلممم :أن العممبرة فممي
المضروب من الذهب بالوزن فقط فلتعتممبر فيممه القيمممة ،والعممبرة فممي غيممر المضممروب بممالوزن
والقيمة معا فلو كان وزنه دون ربع دينار فل قطع به ،وإن بلغت قيمته ربع دينممار كخمماتم وزنممه
دون ربع دينار وبلغ بالصنعة ربع دينار فأكثر فل نظر لقيمة الصنعة ،ولو كان وزنه ربع دينممار
فأكثر ولم تبلغ قيمته ذلك فل قطع بمه أيضما كربمع دينمار سمبيكة أو حليما أو نحمو ذلمك كقراضمة
الذهب ل يساوي ربعا مضروبا ،والعبرة في غير الذهب ولو من الفضة بالقيمة فقط ،فلممو سممرق
من الفضة ما يبلغ قيمته ربع دينار قطع به وإن لم يبلغ وزنه ذلك ،وكممذا لممو سممرق شمميئا يسمماوي
ذلك حتى المصحف وكتب العلم الشرعي وما يتعلق به وكتب شعر نافع مباح ،وكذا الكتممب الممتي
ل يحل النتفاع بها إن بلغت قيمة ورقها وجلدها نصابا وإناء النقدين إن بلغ بدون صنعته نصممابا
إل إن أخرجه من الحرز ليظهر كسره فل قطممع حينئذ ،وكممذا كممل ممما سمملط الشممرع علممى كسممره
كمزمار وطنبور وصنم وصليب لن إزالة المعصية مطلوبة شرعا فصار شبهة لكمن محمل ذلمك
إن قصد بإخراجه تكسيره فإن قصد السرقة وبلغ مكسره نصابا قطممع بممه لنممه سممرق نصممابا مممن
حرز مثله كما لو كسره في الحرز ثم أخرجه وهمو يبلمغ نصمابا فممإنه يقطمع بمه كمما يقطمع بإنمماء
الخمر أو إناء البول إن بلغ نصابا وقصد بإخراجه السرقة ،فإن قصممد بممإخراجه إراقتممه فل قطممع
لن ذلك مطلوب شرعا ول قطع فيما ل يتمول كخمر ولو محترمممة وخنزيممر وكلممب ولممو معلممما
وجلد ميتة بل دبغ لن ما ذكره ل قيمة له .نعم :إن صار الخمر خل قبل إخراجه مممن الحممرز أو
دبغ الجلد قبل ذلك ولو بدبغ السارق به وكل منهما يساوي نصابا قطع به ويقطع بثمموب رث ،أي
بال ،في جيبه تمام نصاب وإن جهله السارق لنه أخرج نصممابا مممن حممرز مثلممه بقصممد السممرقة،
والجهل بجنسه ل يؤثر كالجهممل بصممفته )قمموله :أي مثقممال( تفسممير للممدينار ،وقمموله ذهبمما :تمييممز
لمثقال )قوله :مضممروبا خالصمما( حممالن مممن ربممع دينممار :أي حممال كممون الربممع الممذي يقطممع بممه
مضروبا ،فل يقطع بما إذا كان ربع دينار سبيكة ول يساوي قيمة مضروب كممما سمميذكره وحممال
كممونه خالصمما فل يقطممع بممما إذا كممان ربعمما مغشوشمما )قمموله :وإن تحصممل ممن مغشمموش( أي أن
المعتبر في المسروق أن يكون وزنه ربع دينار خالصا ولو تحصل ذلك من مغشوش
] [ 180
مسروق )قوله :أو قيمته( معطوف على ربممع دينممار :أي أو سممرق ممما يسمماوي قيمممة ربممع
دينار من عروض ودراهم ،وقوله بالذهب الخ :الباء بمعنى من وهي متعلقة بمحممذوف حممال مممن
المضاف إليه العائد على ربع الدينار :أي حال كون ذلك الربع المعتبر تقويم غيره به من الممذهب
المضروب الخالص .قال في التحفة :فإن لم تعرف قيمته بالدنانير قوم بالدراهم ثم هي بالممدنانير،
فإن لم يكن بمحل السرقة دنانير انتقل لقرب محمل إليهما فيمه ذلمك ،كمما همو قيماس نظمائره .اه.
)قوله :وإن كان الربع لجماعة( أي يقطع به ولو كان لجماعة اتحد حرزهم فل يشترط في الربممع
اتحاد المالك )قوله :فل يقطع الممخ( مفهمموم قمموله مضممروبا) .وقمموله :بكممونه( أي المسممروق ربممع
دينار) ،وقوله :سبيكة( حال من ربع دينار :أي حال كونه سبيكة :أي غير مضروب) ،وقوله :أو
حليا( معطوف علممى ربممع دينممار :أي أو بكممونه حليمما) ،وقمموله :ل يسمماوي( أي كممل مممن السممبيكة
والحلي ربعا مضروبا ،والمراد قيمتهما ل تساوي ربع دينار خالصا مضروبا )قوله :مممن حممرز(
متعلق بسرق :أي سرق ذلك من حرز مثله ،فل قطع فيما إذا أخممذه مممن غيممر حممرزه لن المالممك
مكنه منه بتضييعه ،ولذلك قال )ص( :ل قطع في شئ من الماشية إل فيما أواه المراح أي أو ممما
يقوم مقامه من حافظ يراهما )قموله :أي موضمع المخ( تفسمير للحمرز ،وفيمه إشمارة إلمى أنمه اسمم
مصدر بمعنى اسم المفعول :أي محرز فيه) .وقوله :يحرز فيه( أي يحفظ فيه مثل ذلك المسروق
وقوله عرفا :أي أن المحكم في الحرز العرف لنه لم يضبط في الشرع ول في اللغة فرجممع فيممه
إلى العرف ،وضبطه الغزالي بما ل يعمد صماحبه مضميعا لمه )قموله :ول قطمع المخ( مفهموم قيمد
ملحوظ في كلمه وهو أن ل يكون للسارق فيما سرقه شبهة) ،وقوله :بما للسارق فيه شركة( أي
بمسروق فيه شركة وإن قل نصيبه فيه لن له في كل جزء حقا وذلك شبهة) ،وقوله :ول بملكممه(
أي ول قطع بأخذ ملكه من يد غيره ولو بالدعوى بأن ادعى بعد أن سرقه أنه ملكه فل يقطممع بممه
لحتمال ما ادعاه فيكون شبهة .وسمممى هممذا المممام الشممافعي رضممي الم عنممه السممارق الظريممف
)قوله :وإن تعلق به نحو رهن( غاية لقوله ول بملكممه :أي ل يقطمع بملكمه ،وإن كمان مرهونمما أو
مؤجرا )قوله :ولو اشترك اثنان( هذا مفهوم مرجع ضمير سرق وهو البالغ :إذ منطوقة أن الممذي
تقطع يده هو البالغ الذي سرق ربع دينار ومفهومه أنه إذا كانا بالغان سممرقا ربممع دينممار ل تقطممع
يدهما) ،وقوله :في إخراج نصاب( هو هنا ربع دينار بخلفه فمي الزكمماة )قموله :لممم يقطمع واحممد
منهما( أي من المشتركين ،وذلك لن كل واحد لم يسرق نصابا ،والمراد لم يقطع ول واحممد ولممو
قال لم تقطع يدهما لكان أولى لئل يوهم أن المراد نفي قطع واحد فقط فيصدق بإثباته للثنين مممع
أنه ل يصح ذلك )قوله :وخرج بسرق ما لو اختلس الخ( الختلس أخذ المال جهرا مع العتممماد
على الهرب والنهب أخذه كذلك مع العتماد على القوة الغلبممة )قموله :معتمممدا الهممرب( حمال مممن
فاعل اختلس )قوله :أو انتهب( معطوف على اختلس ،وقوله معتمدا القوة :حال أيضمما مممن فاعممل
انتهب )قوله :فل يقطع بهما( أي بالختلس والنهب ومثلهما ما لو خان بجحد نحو وديعة .وقوله
للخممبر الصممحيح بممه :أي المموارد بممه أي بعممدم القطممع فممي الختلس والنهممب ولفظممه :ليممس علممى
المختلس والمنتهب والخائن قطع صححه الترمذي ،وقوله ولمكممان دفعهممم :الولممى دفعهممما ،أي
المختلس والمنتهممب ،ولممو زاد بعممد قمموله أو انتهممب أو خممان لوافممق ممما فممي الخممبر وناسممب جمممع
الضمير لكن يبقى عليه أن يجمع الضمير في قوله فل يقطع بهممما .والقصمميد بهممذا :التعليممل بيممان
الفرق بين السارق وبين غيره ممن ذكره ،وحاصله أن السارق يأخذ المال خفية ول يتممأتى منعممه
بالسلطان أو غيره وكل من المختلس والمنتهب يأخذ المال جهرة معاينة فيتأتى منعه بالسلطان أو
غيره ،والخائن يعطيه المالك المال بنفسه فربما يشهد عليه فيتأتى أخذ حقه منه بالحمماكم إذا خممان
بعد ذلك ،فإن لم يشهد عليه فهو المقصر )قوله :بخلف السارق( أي فإنه ل يتأتى دفعه بالسلطان
لنه أخذ المال
] [ 181
خفية ،فلذلك إذا اطلع عليممه تقطممع يممده )قموله :ل حممال كمون المممال مغصمموبا( أفماد بمه أن
مغصوبا حال مما قبله وهو ربع دينار ،والمراد بالمال ربع الدينار ،ولو عبر به لكان أنسممب بممما
قبله )قوله :فل يقطع سارقه( أي يد سارق المال المغصوب) .وقوله :من حرز الغاصب( متعلممق
بسارقه ،ويعلم بالولى عدم قطع يممد سممارقه مممن غيممر حممرز الغاصممب )قموله :وإن لممم يعلممم( أي
السارق )قوله :لن مالكه الخ( علة لعدم قطع يد سارق المال المغصوب :أي ل يقطممع لن مالممك
المال لم يرض بإحرازه في حرز الغاصب )قمموله :أو حممال كممونه فيممه( أفمماد بممه أيضمما أن الجممار
والمجرور متعلق بمحذوف حال مما قبله أيضا وهو ربع دينار )قوله :فل قطع الخ( مفممرع علممى
قوله أو حال كونه في مكان مغصوب) .وقوله :أيضا( أي كممما أنممه ل يقطممع فيممما إذا كممان المممال
المسروق مغصوبا )قوله :لن الغاصب الخ( علة لعدم قطع يد السارق مممن حممرز مغصمموب :أي
وإنما لم تقطع يده لن الغاصب للموضع الذي أحرز فيه مماله ممنموع :أي شمرعا ممن أن يحمرز
فيه ماله )قوله :بخلف نحو مستأجر ومعار( أي بخلف حرز مؤجر أو معار وسرق منه فيقطع
السارق منه لن المستأجر والمسمتعير مسمتحقان لمنممافعه )قمموله :ويختلمف الحمرز المخ( النسمب
ذكره بعد قوله عرفا )قوله :باختلس الموال( إنما اختلف باختلفها لنه قممد يكممون الشممئ حممرزا
في مال دون مال :أي فصحن الدار وصفتها حرز لخسيس آنية ،وأما نفيسها فحرزه بيوت الدور
وبيوت الخانات وبيوت السواق المنيعة وخزانة وصندوق حرز حلي ونقمد ونحوهمما نموم بنحمو
صحراء أو كمسد وشارع على متاع أو توسده حرز له ورأسه حرز لعمامته وجيبه حرز لما فيه
وأصبعه حرز لخاتمه ورجله حرز لمداسه ،وقوله والحوال :أي ويختلف ذلك باختلف الحوال
فقد يكون الشئ حرزا في حال دون حال :فالدار المنفصلة عن العمارة حممرز فممي حممال ملحظممة
قوي يقظان بها ولو مع فتح الباب أو نائم مع إغلقه والمتصلة بالعمارة حرز بإغلق البمماب مممع
ملحظ ولو نائما أو ضعيفا ومع غيبته زمن أمن نهارا ل مع فتحه ونممومه ليل أو نهممارا ول مممع
غيبتممه زمممن خمموف ولممو نهممارا أو زمممن أمممن ليل أو والبمماب مفتمموح فليسممت حممرزا) ،وقمموله:
والوقات( أي ويختلف ذلك باختلف الوقات فقد يكون الشئ حرزا في وقت دون وقممت بحسممب
صلح أحوال الناس وفسادها وقمموة السمملطان وضممعفه )قمموله :فحممرز الثمموب( أي النفيممس ،وهممو
تفريع علممى اختلفممه بمماختلف الممموال) ،وقموله :والنقممد( أي ونحموه كمماللؤلؤ )قمموله :الصممندوق
المقفل( أي ونحوه من كل موضع حصين خزانة )قوله :والمتعممة( أي وحممرز المتعممة الممدكاكين
وقوله وثم حارس :قيد في كون الدكاكين حرزا للمتعة :أي ويشترط في كونهمما حممرزا أن يكممون
عندها حارس يحرسها على العادة ،وهذا بالنسبة لليل ،أما بالنسبة إلى النهار فيكفممي إرخمماء نحممو
شبكة وشراع لن الجيران والمارة ينظرونها .قممال فممي الممروض وشممرحه :وإن ضممم العطممار أو
البقال أو نحوهما المتعة وربطها بحبل على باب الحانوت أو أرخممى عليهمما شممبكة أو خممالف لممو
حين على باب حانوت فحرزه بممذلك بالنهممار ،ولممو نممام فيممه أو غمماب عنممه لن الجيممران والمممارة
ينظرونها ،ثم قال :والحانوت المغلق بل حارس حرز لمتاع البقممال فممي زمممن المممن ولممو ليل ل
لمتاع الممبزاز ليل .اه) .قموله :ونمموم بمسممجد( مبتممدأ خممبره حممرز لممه) .وقمموله :أو شممارع( أي أو
صحراء) .وقوله :على متاع( متعلق بنوم) .وقوله :ولو بتوسدة( أي نومه على المتاع حممرز لممه،
سواء كان مفترشا له أو متوسده ،أي جاعل له كالوسادة الممتي يوضممع عليهمما الممرأس عنممد النمموم.
ومحل هذا فيما كان التوسد حرزا له ،وإل كأن توسد كيسا فيه نقد أو جوهر فل يكممون حممرزا لمه
)قوله :ل إن وضعه( أي ل إن كان النائم وضع المتاع بقربه ،ومثل النائم الذاهل عنممه ،والولممى
حذف ل وزيادة الواو ،وعبارة الروض :وإن وضع متاعه بقربه في صحراء أو مسجد أو شارع
وأعرض عنه كأن وله ظهره أو ذهل عنه شاغل أو نام فليس بمحممرز .اه) .قمموله :بل ملحممظ(
أي حارس ،فإن كان هناك ملحظ قوي ول زحمة أو كثر الملحظون ولو وجدت فهو حممرز لممه
فيقطع من سرقة) .وقوله :يمنع( أي ذلك الملحظ) .وقوله :بقوة( أي يمنعه بسبب قمموة) ،وقمموله:
أو
] [ 182
استغاثة( أي أو يمنعه بسبب اسممتغاثة :أي طلممب مممن يغيثممه علممى دفممع السممارق )قموله :أو
انقلب( أي النائم عنه :أي عن متاعه) .وقمموله :ولممو بقلممب السممارق( أي سممواء كممان انقلبممه عنممه
بنفسه أو بقلب السارق فل قطع به لزوال الحرز قبل أخذه .قال فممي النهايممة :وأممما قممول الجممويني
وابن القطان لو وجد جمل صماحبه نمائم عليمه فألقماه عنمه وهمو نممائم قطمع فممردود ،فقممد صمرح
البغوي بعدمه لنه قد رفع الحرز ولم يهتكه ،وقد علم من كلمهم الفرق بين هتك الحممرز ورفعمه
من أصله .اه) .وقوله :هتك الحرز( أي كما في نقب السارق الجدار) .قوله :ورفعممه مممن أصممله(
أي إزالته من أصله كما هنا فإن نومه على متاعه حرز له ،فإذا قلبممه عنممه فقممد زال ذلممك الحممرز
)قموله :فليمس حمرزا لمه( جمواب إن )قموله :ويقطمع( أي السمارق )قموله :بممال وقمف( المتركيب
توصيفي ،كما يممدل عليممه تفسمميره بعممد ،ويصممح جعلممه إضممافيا علممى جعممل الضممافة مممن إضممافة
الموصوف للصفة )قوله :أي بسرقة مال موقوف على غيره( فممإن وقممف عليممه أو كممان هممو أحممد
الموقوف عليهم فل قطع لنه مستحق له ،وكذلك ل يقطع لو كان السارق أبمما الموقمموف عليممه أو
ابنه للشبهة ،ثم أنه ل فرق في القطع بسرقة المال الموقوف على غيره بيممن أن يكممون الملممك فيمه
ل م أو للموقمموف عليممه أو للواقممف )قمموله :ومممال مسممجد( أي ويقطممع بسممرقة مممال مسممجد .قممال
البجيرمي :ويلحق به ستر الكعبة فيقطع سارقه على المذهب إن خيممط عليهمما لنممه حينئذ محممرز،
وينبغي أن يكون ستر المنبر كذلك إن خيط عليه ،ول قطع بسرقة مصحف موقمموف للقممراءة فيممه
في المسجد ولو غير قارئ لشبهة النتفاع به بالستماع للقارئ منه كقناديل السراج .اه) .قمموله:
كبابه( تمثيل لمال المسجد ،ومثل الباب ما أعد لتحصممينه وعمممارته وأبهتممه كالسممقوف والشممبابيك
)قوله :وقنديل زينة( أي القنديل المعد للزينممة ،وسمميأتي مفهممومه )قمموله :ل بنحممو حصممره( أي ل
يقطع بسرقة نحو حصره من كممل ممما يفممرش فيممه )قمموله :وقناديممل تسممرج( أي ول يقطممع بسممرقة
قناديل تسرج فيه )قوله :وهو مسلم( قيد في عدم القطع :أي محل عدم قطعه بسرقة ممما ذكممر مممن
الحصر والقناديل إذا كان السارق له مسلما أما إذا كان ذميا فيقطممع بمه .قمال زي :وكمذا مسملم ل
يستحق النتفاع بها بأن اختصت بطائفة ليس هو منهم كما هو قضية التعليممل .اه) .قمموله :لنهمما(
أي الحصر والقناديل ونحوهما ،وهو علة لعممدم القطممع بسممرقة ممما ذكممر :أي وإنممما لممم تقطممع يممده
بسرقتها لنها إنما أعدت للنتفاع بها ،وذلك السارق أحد المستحقين للنتفاع فله شممبهة النتفمماع.
قال في التحفة :فكان كبيت المال .اه) .قوله :ول بمال صدقة( معطمموف علممى ل بنحممو حصممره:
أي ول يقطع بسرقة مال صدقة) ،وقوله :أي زكاة( تفسير للصدقة هنا )قوله :وهو مسممتحق لهمما(
قيد في عدم قطع السارق من مال الصدقة ،أي محممل عممدم قطعممه إذا كممان السممارق مسممتحقا لهمما،
)وقوله :بوصف فقر( الباء سببية متعلقة بمستحق ،أي مستحق للصدقة بسبب وجود وصممف فقممر
فيه) ،وقوله :غيره( أي غير وصف الفقر ككونه غازيا أو غارما )قوله :ولو لم يكن الخ( الولممى
التفريممع بالفمماء لن المقممام يقتضمميه ولممو شممرطية جوابهمما قمموله قطممع) ،وقمموله :لمه( أي للسممارق.
)وقوله :فيه( أي في مال الصدقة) ،وقوله :كغنى الخ( تمثيل للسارق الذي ليس لمه حممق فممي ممال
الصدقة )قوله :وليس غارما( هو على ثلثة أقسام ،كما تقدم في باب الزكاة ،والمراد به هنمما مممن
استدان دينا لتسكين فتنة بين طائفتين فيعطى ما يقضى به دينه ولو كان غنيمما ترغيبمما للنمماس فممي
هذه المكرمة) ،وقوله :لصلح ذات البين( أي لصلح الحال الواقع بين القوم ،والمراد لتسممكين
الفتنة الواقعة بين القوم )قوله :قطع( أي الغني :أي يممده )قمموله :لنتفمماء الشممبهة( علممة للقطممع :أي
وإنما قطع لن شبهة النتفاع منتفية عنه )قمموله :ول بمممال مصممالح( معطمموف أيضمما علممى بنحممو
حصر ،أي ول يقطع بسرقة مال يصرف في مصممالح المسمملمين كعمممارة المسمماجد وسممد الثغممور
ونحو ذلك )قوله :كبيت المال( أي الذي لم يفرز لغيره ،أما ما أفرز لغيممره ممممن لممه سممهم مقممدر،
كذوي القربى ،فيقطع به ،وعبارة المنهاج مع شرح م ر :ومن سممرق بيممت المممال وهممو مسمملم إن
أفرز لطائفة ليس هو منهم قطع لنتفاء الشبهة ،وإل بأن لم يفرز فالصح أنه إن
] [ 183
كان لممه حممق فممي المسممروق كمممال مصممالح ولمو غنيمما فل يقطممع .اه) .قموله :لن لممه( أي
للسارق في بيت المال حقا ،وهو علة لعدم قطع السارق من بيت المممال) ،وقمموله :لن ذلممك الممخ(
علة للعلة ،أي وإنما كان له فيه حق وإن كان غنيا لن ذلك قد يصرف الخ) .وقمموله :فينتفممع بممه(
أي بما ذكر من المساجد والرباطات) ،وقمموله :مممن المسمملمين( أفمماد بممه أنممه يشممترط لعممدم القطممع
السلم ،فلو كان ذميا وسرق من مال المصالح قطع بمه ،ول نظممر إلمى إنفمماق المممام عليمه عنمد
الحاجة لنه إنما ينفق عليه للضرورة وبشممرط الضمممان كممما فممي النفمماق علممى المضممطر ،وأممما
انتفاعه بالقناطر والرباطات فللتبعية من حيث أنه قاطن ببلد السلم ،ل لختصاصممه بحممق فيممه
)قوله :ول بمال بعض( معطوف أيضا على ل بنحو حصر الخ :أي ول يقطع بسرقة مال بعممض
للسارق) ،وقوله :من أصل أو فرع( بيان للبعض ،وفي هذا البيان نظممر .إذ الصممل ليممس بعضمما
من الفرع ولو عبر كغيره بقوله ول بمال أصل أو فرع لكان أولممى ،وعبممارة الممروض وشممرحه:
ول يقطع بمال فرعه وإن سممفل وأصممله وإن عل لممما بينهممما مممن التحمماد ولن مممال كممل منهممما
مرصد لحاجة الخر ،ومنها أن ل تقطع يده بسرقة ذلك المال ،بخلف سائر القارب .اه .وكممما
ل يقطع الصل والفرع بسممرقة مممال الخممر ل يقطممع رقيممق كممل منهممما بسممرقة مممال الخممر لن
القاعدة أن من ل يقطع بمال ل يقطع به رقيقه )قوله :وسيد( معطوف على بعض :أي ول يقطممع
رقيق بسرقة مال سيده لن يده كيده ولشبهة استحقاقه النفقة في مال سيده ولممو مبعضمما أو مكاتبمما
لنه قد يعجز نفسه فيصير قنا كما كان ،ولذلك ل يقطع السيد بسممرقة مممال مكمماتبه )قمموله :لشممبهة
استحقاق النفقة( تعليل لعدم القطع في المسألتين سرقة مال البعض ومال السيد :أي وإنما لم تقطع
يد السارق من مال البعض أو السيد لوجود الشبهة وهي استحقاق النفقة) ،وقوله :في الجملة( أي
من بعض الوجوه ،وهو ما إذا كان البعض المنفق عليه فقيمرا ومما إذا كمان الرقيمق غيمر مكماتب
لن المكاتب نفقته على نفسه ل على سيده )قوله :والظهر قطع أحد الزوجين بالخر( أي لعموم
الدلة وشبهة استحقاقها النفقة والكسوة فممي ممماله ل أثممر لهمما لنهمما مقممدرة محممدودة ،وبممه فممارقت
المبعض والقن وأيضا ،فالفرض أنه ليس لها عنده شئ منها ،فممإن فممرض أن لهمما شمميئا مممن ذلممك
حال السرقة وأخذته بقصد الستيفاء لم تقطع ومقابل الظهممر قممولن :الول ل قطممع علممى واحممد
من الزوجين للشبهة لنها تستحق النفقة وهو يستحق الحجممر عليهمما ،الثمماني يقطممع الممزوج دونهمما
لن لها حقوقا في ماله ،بخلفه ،ومال إلى هذا الذرعي .أفاده المغني )قوله :أي بسرقة الخ( أفاد
به أن في الكلم مضافين مقدرين بعممد البمماء الجممارة لجممل تصممحيح العبممارة) ،وقمموله :ممماله( أي
الخر) .وقوله :المحرز عنه( أي المحفوظ عن السارق بسبب جعله في حممرزه )قمموله :فممإن عمماد
الخ( مرتبط بقوله ويقطمع ،أي الممام كموع يميممن بمالغ )قموله :بعمد قطمع يمنمماه( أي ممن مفصمل
الكوع ،وخرج به ما لو سرق قبل قطع يمناه فإنه يكتفي بقطعها ،كما علم مما مممر) ،وقمموله :إلممى
السرقة ثانيا( متعلق بعاد )قوله :فتقطممع رجلممه اليسممرى( أي بعممد انممدمال يممده اليمنممى لئل يفضممي
التوالي إلى الهلك ،وهكذا يقال فيما بعده) .وقوله :مممن مفصممل السمماق والقممدم( أي مممن المفصممل
الذي بين الساق والقدم )قوله :فإن عمماد ثالثمما( أي إلممى السممرقة بعممد قطممع رجلممه اليسممرى )قمموله:
فتقطع يده اليسرى من كوعها( أي من مفصل كوعها وهو ،كما تقدم أول الكتاب الذي يلممي إبهممام
اليد )قوله :فإن عاد رابعا( أي إلى السرقة بعد قطممع يممده اليسممرى ،وقمموله فتقطممع رجلممه اليمنممى.
واعلم :أنه إنما كان القطع من خلف لئل يفوت عليممه جنممس المنفعممة مممن جهممة واحممدة فتضممعف
حركته كما في قطع الطريق ،وقد روى المام الشافعي رضي ال عنممه بإسممناد عممن أبممي هريممرة
رضي ال عنه أن رسول ال )ص( قال في السارق إن سرق فاقطعوا يده ،ثم إن سممرق فمماقطعوا
رجله ،ثم إن سرق فاقطعوا يده ،ثم إن سرق فاقطعوا رجله وحكمة قطع اليممد والرجممل أنهممما آلممة
السرقة ،بالخذ والنقل ،ومحل ممما ذكمر ممن الممترتيب إذا كمان لمه أربمع ،إذ همو المذي يتمأتى فيمه
الترتيب،
] [ 184
أما إذا لم يكن إل بعض الربع فيقطع في الولى ما يقطع في الثانية ،بل يقطع في الولى
ما يقطع في الرابعة ،بأن لم يكن له إل رجل واحدة يمنى لنه لما لم يوجممد ممما قبلهمما تعلممق الحممق
بها )قوله :ثم إن سرق بعد قطع ما ذكر( أي من أعضائه الربعة وذلك كأن سرق بفمه أو رأسممه
)قوله :عزر ول يقتل( أي على المشهور لنه لم يبق في نكاله بعدما ذكر إل التعزير )قوله :وممما
روى( مبتدأ خبره منسوخ) ،قوله :قتله( أي السارق بعد المرة الرابعة )قوله :أو مممؤول( أي وإذا
كان غير منسوخ بالفرض ،فهو مؤول بأنه عليه السلم إنما قتله بعد المرة الرابعة لكون السممارق
استحل السرقة )قوله :بل ضعفه الخ( ما تقدم من الجواب بالنسخ أو التأويل مبني علممى تسممليم أن
المروي عنه )ص( صحيح ثم انتقل عنه إلى الجواب بأن المروي :ل يحتممج بممه لنممه ضممعيف أو
منكر )قوله :ومن سرق مرارا الخ( هذا مفهوم تقييد القطع ثانيا وثالثا ورابعا بممما إذا كممان العممود
حصل بعد القطع )قوله :لم يلزمه( أي السارق المتكررة منه السرقة وقوله إل حد واحد :أي كممما
لو زنى أو شرب مرارا فإنه يكتفي فيه بحد واحد )قوله :فتكفي يمينه عن الكممل( أي فيكفممي قطممع
يمينه عن كل المرات) ،وقوله :لتحاد السبب( أي وهو السرقة) ،وقمموله :فتممداخلت( أي الحممدود:
أي اندرج بعضها في بعض لوجود الحكمة وهي الزجر ولتحاد أسممبابها ،وإنممما تعممددت الكفممارة
فيما لو لبس أو تطيب في الحرام في مجالس مع اتحاد السبب لن فيه حقا لدمممي لصممرفها إليممه
فلم تتداخل ،بخلف الحممد) ،قموله :وتثبمت السممرقة برجليممن( همذا بالنسمبة للقطممع مممع الممال ،أمما
بالنسبة للمال فقط فتثبت برجل وامرأتين وبرجل ويمين لكن بعمد دعموى المالممك أو وكيلمه المممال
فلو شهدوا حسبة لم يثبت بشهادتهم أيضا لن شهادتهم منصبة إلى المال ،وشهادة الحسبة بالنسبة
إليه غير مقبولة )قوله :كسائر العقوبات( أي فإنها تثبت برجلين) .وقوله :غير الزنا( أي أممما هممو
فل يثبت إل بأربعة ،كما تقدم) ،قوله :وإقرار من سارق( معطوف على رجلين :أي وتثبت أيضا
بإقرار السارق بالمال الذي سرقه ،وقوله بعممد دعموى عليممه :قيممد فممي القممرار ،فلممو أقممر بممه قبممل
دعوى من المالك عليه ثبت به المال فقط ول يثبت به القطع إل إن طلب المالك ماله )قمموله :مممع
تفصيل( متعلق بتثبت بالنسمبة للرجليمن وللقمرار )قموله :بمأن تمبين المخ( تصموير للتفصميل :أي
والتفصيل مصور ببيان السرقة :أي أخذ المال خفية ،وذلك لنه ربما أخذه بممالختلس أو النهممب
فل قطع وببيان المسروق منه هل هو زيد أو عمرو ،وذلك لنممه ربمما أن يكممون أصممل أو فرعما
فل قطع بالسرقة منه وببيان قدر المسروق كربع دينار لنه قد ل يكممون نصممابا فل قطممع وببيممان
الحرز كصندوق أو خزانة ،وذلك لنه قد يكون حرزا للمسروق فل قطع )قوله :وتثبت السممرقة(
أي بالنسبة للقطع مع المال) ،وقوله :خلفا لما اعتمده جمع( أي من أنه ل يقطع بها ،وعللوه بأن
القطع حمق لم تعمالى وهمو ل يثب ت بماليمين الممردودة ،وصمنيع عبمارته يفيمد أن معتممد الجممع
المذكور ضعيف عنده ،وهو خلف ما عليه شمميخه مممن اعتممماده وعبممارته :والمنقممول المعتمممد ل
قطع كما ل يثبت بها حد الزنمما .اه .ومثلهمما النهايممة والمغنممي )قمموله :بيميممن الممخ( متعلممق بتثبممت.
وقوله رد :يحتمل قراءته بصيغة المصدر ويكون مجرورا بالضافة وهي من إضافة الموصوف
إلى الصفة :أي يمين مردودة ويحتمل قراءته بصيغة الماضي والجملممة صممفة ،وتممذكير الضمممير
فيه باعتبار الحلف .وقوله من الممدعى عليمه :متعلمق بمرد وهمو السمارق ،وقموله علمى الممدعي:
متعلق أيضا برد ،وهو المسروق منه )قوله :لنها( أي اليمين المردودة ،وهو علة لثبوت السممرقة
باليمين المردودة )قوله :وقبل رجوع مقر بالنسبة لقطع( قال سم :ولو أقممر بالسممرقة ثممم رجممع ثممم
كذب رجوعه قال الدارمي ل يقطع ،ولو أقر بها ثم أقيمت عليه
] [ 185
البينة ثم رجع ،قال القاضي سقط عنه القطع على الصحيح لن الثبوت كممان بممالقرار .اه
)قمموله :بخلف المممال( أي بخلف الرجمموع بالنسممبة للمممال )قمموله :فل يقبممل رجمموعه( أي عممن
إقراره .وقوله فيه :أي في المال ،وقوله :لنه :أي المال حق آدمي :أي وهو مبني على المشاحة،
بخلف القطع فإنه حق ال وهو مبني على المسامحة )قوله :وممن أقمر بعقوبمة لم تعمالى( خمرج
حق الدمي فل يحل التعريض بالرجوع عنه وإن لم يفد الرجوع فيه شيئا ،ووجهه بأن فيه حمل
على محرم فهو كمتعاطي العقد الفاسد ،وقوله أي بموجبها ،بكسر الجيم ،أي سممببها )قمموله :كزنمما
الخ( تمثيل لموجب العقوبة )قوله :ولو بعد دعوى( غاية فممي القممرار :أي ولممو كممان إقممراره بعممد
دعوى عليه )قوله :فلقاض( الفاء واقعة في جواب من الشرطية والجممار والمجممرور خممبر مقممدم،
وقوله :بعد تعريض الخ :مبتدأ مؤخر )قوله :أي يجوز له( تفسممير مممراد لقمموله فلقمماض ،والمممراد
يجوز له ذلك جوازا مستوي الطرفين ،فهو جائز وليس بمندوب ،وبما ذكر صح الستدراك بعد،
وأفاد به أنه ليس المراد بالجواز ما ذكر ،بل المراد به النممدب ،وإنممما جمماز ذلممك لمه سممترا للقبيممح
ولخبر الترمذي وغيره من ستر مسلما ستره ال في الدنيا والخممرة )قموله :الجمماع علممى نممدبه(
أي التعريض .قال في النهاية :والمعتمد الول ،أي عدم النممدب ،اه )قمموله :وحكمماه( أي الجممماع
على ندبه )قوله :وقضية تخصيصهم القاضي الخ( يفهم التخصيص مممن تقممديم الجممار والمجممرور
)قوله :حرمته( أي التعريض) ،وقوله :على غيره( أي غير القاضي )قوله :وهو( أي مما اقتضماه
التخصيص من التحريم )قوله :ويحتمل أن غير القاضي الخ( هو مممن مقممول قممول شمميخه .وقمموله
أولى :أي بالجواز من القاضي .قال في النهاية :وهمو الوجمه .اه )قمموله :لمتنمماع التلقيممن عليممه(
علة للولوية :أي وإنما كان غير القاضي أولى بممالجواز منممه لن القاضممي يمتنممع عليممه أن يلقممن
الخصم الحجة ول يمتنع ذلك على غيره ،فإذا جاز التعريض من القاضي الذي يمتنممع عليممه ذلممك
فلن يجوز من غيره بمالولى )قموله :تعريمض لمه( أي للمقمر :قمال فمي التحفمة :إن كمان جماهل
بوجوب الحد وقد عذر على ما في العزيز ولكن توقف الذرعي ،ويؤيممد تمموقفه أن لممه التعريممض
لمن علم أن له الرجوع ،فكذا لمن علمم أن عليممه الحمد .اه .وقموله برجموع عمن القمرار :متعلمق
بتعريض :أي تعريض بالرجوع عنمه )قموله :أو بالنكمار( معطمموف علمى قموله برجموع :أي أو
تعريممض بالنكممار أي لممموجب العقوبمة ل للمممال .وعبمارة التحفممة :وأفهمم قمموله بممالرجوع أنمه ل
يعرض له بالنكار لنه فيه حمل على الكذب ،كذا قيل ،وفيه نظمر لمما ممر فمي الزنما أن إنكماره
بعد القرار الرجوع عنه .ثم رأيتهم صرحوا بأن له التعريض بالنكار وبالرجوع ،ويجمماب عممما
علل به بأن تشوف الشارع إلى درء الحدود الغي النظر إلى تضمن النكار للكذب على أنه ليممس
صريحا فيه فخف أمره اه .وانظر كيف يصور التعريض بالنكار بموجب الحد ؟ ولعممل صممورة
ذلك أن يقول له لعلك ما سرقت ،لعلك ما زنيت ويبدأ ذلك بحرف النفي ،وعليه فيكون التعريممض
بممالرجوع أعممم منممه لنممه ل يختممص بحممرف النفممي )قمموله :فيقممول الممخ( بيممان لصممور التعريممض
بالرجوع .وقوله لعلك فاخذت هذا بالنسبة للتعريممض بممالرجوع عممن القممرار بالزنمما) .وقمموله :أو
أخذت من غير حرز( أي أو لعلك أخذت من غير حرز ،وهذا بالنسممبة للتعريممض بممالرجوع عممن
السرقة) ،وقوله :أو ما علمته خمرا( أي أو لعلك شربته وأنت لممم تعلممم بممأنه خمممر وهممذا بالنسممبة
للتعريض بالرجوع عن القرار بشرب الخمر )قمموله :لنممه الممخ( علممة لجممواز التعريممض )قمموله:
عرض لماعز( أي المقر بالزنا بقوله لعلممك قبلممت أو غمممزت أو نظممرت )قمموله :وقممال( أي عليمه
الصلة والسلم .وقوله ما أخالك ،بكسر الهمممزة ،علممى الفصممح ،ويفتحهمما علممى القيمماس :أي ممما
أظنك )قوله :وخرج بالتعريض التصريح( أي بالرجوع أو بالنكار )قوله:
] [ 186
كارجع( تمثيل للتصممريح بممالرجوع .وقمموله أو أجحممده :تمثيممل للتصممريح بالنكممار )قمموله:
فيممأثم( أي القاضممي وقمموله بممه :أي بالتصممريح )قمموله :لنممه الممخ( علممة للثممم بممه )قمموله :ويحممرم
التعريض عند قيام البينة( أي لما فيه من تكذيب الشهود )قوله :ويجمموز للقاضممي أيضمما( أي كممما
يجوز له التعريض لمن أقر الخ )قوله :بالتوقف في حد ال تعالى( أي بممالتوقف فممي أداء الشممهادة
فيما يوجب حمد الم تعمالى كشمرب الخممر والزنما وغيمر ذلمك وعبمارة المغنمي وهمل للحماكم أن
يعرض للشهود بالتوقف في حدود ال تعالى ؟ وجهان ،أصحهما في زيادة الروضة نعممم إن رأى
المصلحة في الستر وإل فل .قال الذرعمي :ولممم يصمرحوا بممأن التصممريح ل يجموز أو مكمروه،
والظاهر أن مرادهم الول .اه )قوله :إن رأى( أي القاضممي) .وقمموله :المصمملحة فممي السممتر( أي
على من اتصف بشئ من هذه القاذورات )قوله :وإل فل( أي وإن لم ير المصلحة فممي السممتر فل
يجوز التعريض لهم بالتوقف )قوله :وبه يعلم( أي بعموم قوله ،وإل فل الصادق بما يترتب علممى
ذلك من المفسدة كضياع المسروق ونحوه .وقوله أنه :أي القاضي أو الحال أو الشأن) ،وقوله :ل
يجوز له( أي للقاضي) ،وقوله :التعريض( أي للشهود في التوقف عند أداء الشهادة) ،وقوله :ول
لهم التوقف( أي ول يجوز للشهود التوقف عن ذلك وإن عممرض القاضممي لهممم بممه) ،وقمموله :وإن
ترتب على ذلك( أي على التوقف عن أداء الشهادة فيما يوجب حد ال كالسرقة) ،وقمموله :ضممياع
المسروق( أي المال المسروق ،وقوله أو حممد الغيممر :بممالرفع عطممف علممى ضممياع :أي أو ترتممب
على ذلك وجوب حد علممى الغيممر كممأن شممهد ثلثممة بالزنمما فيجممب علممى الرابممع أن ل يتوقممف فممي
الشهادة ول يجوز للقاضي التعريض له به لئل يتوجه على الثلثة حد القذف .تنبيه :لممم يتعممرض
المؤلف للشفاعة في الحد ،ثم رأيت المغني نص علممى ذلممك فقممال :وأممما الشممفاعة فممي الحممد فقممال
المصنف في شرح مسلم أجمع العلماء على تحريمها بعمد بلموغ الممام وأنمه يحمرم تشمفيعه فيمه،
وأما قبل بلوغ المام فأجازها أكثر العلماء إن لم يكن المشفوع فيه صاحب شر وأذى للناس ،فإن
كان لم يشفع .اه )قوله :خاتمة في قاطع الطريق( أي في حكم مانع المرور في الطريق ،فالقاطع
بمعنى المانع :مأخوذ من القطع بمعنى المنع .وقطع الطريممق هممو الممبروز لخممذ مممال أو لقتممل أو
إرعاب مكابرة اعتماد على القوة ويثبت برجلين ،ل برجل وامرأتين كالسرقة ،ولذلك ذكر عقبهمما
والصل فيه قوله تعالى) * :إنما جزاء الذين يحاربون ال ورسمموله ويسممعون فممي الرض فسممادا
أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلف أو ينفوا من الرض( * أي أن يقتلمموا إن
قتلوا ولم يأخذوا المال ،أو يصلبوا مع القتل إن قتلوا وأخذوا المال أو تقطع أيممديهم وأرجلهممم مممن
خلف إن أخذوا المال فقط ،أو ينفوا من الرض إن أخافوا السبيل ولم يقتلوا ،ولم يأخذوا المممال،
كما فسره ابن عباس رضي ال عنهما بذلك ،فحمل كلمة أو :على التنويع ،ل على التخيير )قوله:
لو علم المام قوما( أي ملتزمين للحكام مختارين مكلفين ولمو حكمما .وخمرج بمالقيود الممذكورة
أضدادها فليس المتصف بها أو بشئ منها من حربي ولممو معاهممدا أو صممبي أو مجنممون أو مكممره
قاطع طريق ،وقوله يخيفون الطريق :أي المار فيهمما بسممبب وقمموفهم فيهمما ،ول بممد أن يكممون لهممم
شوكة :أي قوة بحيث يقاومون من يممبرز إليهممم ،وخممرج بممذلك المختلسممون لنتفمماء الشمموكة فيهممم
فليسوا بقطاع ،بل حكمهم قودا أو ضمانا كحكم غيرهم )قوله :ولم يأخذوا مال( أي نصاب سرقة
فيصدق بما لو أخذوا دون ذلك ويلزمهم في هذه الصورة مع التعزير رده )قوله :ول قتلوا نفسمما(
أي ولم يقتلوا أحدا ممن يمر عليهم
] [ 187
)قوله :عزرهممم( أي المممام ،وهمو جممواب لممو) ،وقمموله :وجوبمما( أي تعزيممرا واجبمما عليممه
)قوله :بحبس( متعلق بعزر) ،وقوله :وغيره( أي غير الحبس بما يراه المام من ضممرب وغيممره
لرتكابهم معصية ل حد فيها ول كفارة وللمام ترك ذلك إذا رآه مصلحة ،وإنممما وجممب التعزيممر
لجل ردعهم عن هذه الورطة العظيمة )قوله :وإن أخذ القاطع المال( أي نصاب السرقة ،ول بممد
أن يكون من حرز مثله ول شبهة له فيه وإل فل قطع كممما مممر فممي السممرقة) ،وقمموله ولممم يقتممل(
خرج به ما إذا قتل وسيذكر حكمه )قوله :قطعت يده اليمنى ورجله اليسرى( أي وجوبا فلو قطممع
المام مع اليد اليمنى الرجل اليمنى ضمن الرجل بالقود إن كان عاممدا ،وإل فبالديمة ،ول تجممزئ
عن قطع اليسرى لمخالفة قوله تعالي) * :من خلف( * )قوله :فإن عاد( أي لقطع الطريق وأخممذ
المال ولم يقتل أيضا) ،وقوله :فرجله اليمنى( أي فتقطع رجله اليمنممى ويممده اليسممرى )قمموله :وإن
قتل( أي عمدا عدوانا ولم يأخذ نصابا قتله المام حتما ،فلو قتل خطممأ أو شممبه عمممد أو ل عممدوانا
بأن قتل مرتدا أو زانيا محصنا أو تاركا للصلة بعد أمر المام أو من يستحق عليه القصاص فل
يقتل )قوله :وإن عفا الخ( غاية في قتله )قوله :وإن قتل( أي عمدا عدوانا كممما مممر )قمموله :وأخممذ
نصابا( أي نصاب السرقة وهو ربع دينار كما مر) .وقوله :قتل أي قتله المام أو نائبه( أي يأمر
بذلك) .وقوله :ثم صلب( أي على خشبة أو نحوها) .وقوله :بعد غسممله الممخ( أي إن كممان مسمملما.
)وقوله :ثلثة أيام( أي صلب ثلثة أيام ،ومحله إن لم يتفجر قبلها ،فإن تفجر أنزل .وإنممما صمملب
بعد القتل زيادة في التنكيل وزجرا لغيره ولذلك ل يقام عليه الحد إل فممي مكممان يشمماهده فيممه مممن
ينزجر به ،وإنما كان ثلثممة أيممام ليشممتهر الحممال ويتممم النكممال ولن لهمما فممي الشممرع اعتبممارا فممي
مواضع كثيرة ول غاية لما زاد عليها ،فلذلك لم يعتبر في الشرع غالبما )قموله :ثمم ينمزل( أي ثمم
بعد صلبه ثلثة أيام على نحو خشبة مثل ينزل ويدفن )قوله :وقيل يبقى وجوبا حتى يتهممرى( أي
ولو زاد على ثلثة أيام )قوله :وفي قول يصلب حيا( أي لنه عقوبة فيفعل به حيمما .وقمموله قليل:
قال في التحفة :الذي يظهر أن المراد به أدنى زمن ينزجر به عرفمما غيممره .اه .واعلممم :أن محممل
قتله وصلبه هو محل محاربته إل أن ل يمر به من ينزجر به فأقرب محل إليه .خاتمة :نسأل ال م
حسن الختام تسقط عقوبات تخص القاطع من تحتم قتل وصلب وقطع رجل ،وكذا يد بتمموبته عممن
قطع الطريق قبل القدرة عليه لقوله تعالى) * :إل الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن
ال غفور رحيم( * بخلف ما ل تخصه ،كالقود وضمان المال ،فل يسقط عنه بها أما تمموبته بعممد
القدرة عليه فل يسقط بها شئ مممن ذلممك وإن صمملح عملممه لمفهمموم اليممة ،والفممرق أن التوبممة قبممل
القدرة ل تهمة فيها وبعدها فيها تهمة دفع الحد ،ول تسقط سائر الحدود المختصة بال تعالى كحد
زنا وسرقة وشرب خمر بالتوبة لنه )ص( حد من ظهرت توبته ،وقيل تسقط بها قياسا على حممد
قاطع الطريق .نعم :تارك الصلة يسقط حده بها مطلقا ،وهذا الخلف بحسمب الظماهر ،أمما فيمما
بينه وبين ال فحيث صحت توبته سقط بها سائر الحدود قطعا ،ومن حد لم يعاقب في الخر على
ذلك لحديث :أيما عبد أصاب شيئا مما نهى ال عنه ،ثم أقيم عليه حده كفممر الم عنممه ذلممك الممذنب
نعم :يعاقب على الصرار عليه إن لم يتب .وال سبحانه وتعالى أعلم.
] [ 188
فصل في التعزير أي في بيممان ممموجبه وممما يحصممل بممه ،والتعزيممر لغممة التممأديب وشممرعا
تأديب على ذنب ل حد فيه ول كفارة ،كما يؤخذ مممن كلمممه ،والصممل فيممه قبممل الجممماع آيممة *
)واللتي تخافون نشوزهن( * الية ،فأباح الضرب عند المخالفة ،فكان فيه تنممبيه علممى التعزيممر،
وقمموله )ص( فممي سممرقة التمممر إذا كممان دون نصمماب غممرم مثلممه وجلممدات نكممال رواه أبممو داود
والنسائي بمعناه ،وروى المبيهقي أن عليما رضمي الم عنمه سمئل عممن قمال للرجمل يما فاسمق يما
خبيث ؟ فقال يعزر ،وهو يفارق الحد من ثلثة أوجه :أحممدها اختلفممه بمماختلف النمماس ،والثمماني
جواز الشفاعة والعفو عنه بل يستحبان ،والثالث التالف به مضمممون ،خلفمما لبممي حنيفممة ومالممك
رضممي ال م عنهممما) ،قمموله :ويعممزر أي المممام أو نممائبه( أي أو السمميد أو الب أو الممزوج ،كممما
سيذكره) ،قوله :لمعصية( متعلق بيعزر ،واللم تعليلية :أي يعزر لجل صدور معصية) ،وقمموله
ل حد لها( أي المعصية ،وهممو قيممد خممرج بممه المعصممية الممتي فيهمما الحممد كالزنمما فل تعزيممر فيممه،
)وقوله :ول كفارة( خرج المعصية التي توجب الكفارة كالتمتع بممالطيب فممي الحممرام فل تعزيممر
أيضا فيه )قوله :سواء كانت( أي المعصية وهو تعميم فيها) ،وقوله :حقا ل م تعممالى( أي كشممهادة
الزور وموافقة الكفار في أعيادهم ونحوها ومسك الحيات ودخول النممار وغيممر ذلممك) .وقمموله :أم
لدمي( أي أم حقا لدمي ،وقوله كمباشرة الخ تمثيل له )قوله :غالبا( راجع لقوله ويعممزر ولقمموله
لمعصية ولقوله ل حد لها ول كفارة بدليل كلم الشارح التممي ،فممبين محممترز التقييممد بالغلبممة فممي
الثاني بقوله :وقد يشرع التعزير بل معصية الخ ،وفي الول بقمموله :وقممد ينتفممي مممع انتفمماء الحممد
الخ ،وفي الثالث بقوله وقد يجامع التعزير الكفارة الممخ )قمموله :كمممن يكتسممب بمماللهو( أي كالطبممل
والنفير .فللمام أن يعزره وإن لم يكن مثله معصية ،ومثله الصبي والمجنممون إذا فعل ممما يعممزر
عليه البالغ العاقل فيعممزران وإن لممم يكممن فعلهممما معصممية) .وقمموله :الممذي ل معصممية فيممه( يعلممم
بالولى التعزير على اكتساب اللهو الذي فيه معصية ول حممد فيهمما ول كفممارة كمماللعب بالوتممار.
قال البجيرمي :ومن ذلك ما جممرت بممه العممادة فممي مصممر مممن اتخمماذ مممن يممذكر حكايممة مضممحكة
وأكثرها أكاذيب فيعزر على ذلك الفعل ول يسممتحق مما يأخمذ عليممه ،ويجمب رده إلممى دافعممه وإن
وقعت صورة الستئجار ،لنه على ذلممك المموجه فاسممد .اه) .قمموله :وقممد ينتفممي( أي التعزيممر فممي
ارتكار معصية) .قوله :كصغيرة الخ( أي وكما في قطممع شممخص أطممراف نفسممه )قمموله :لحممديث
الخ( دليل لنتفاء التعزير مع انتفاء الحد والكفارة )قوله :أقيلوا ذوي الخ( أي تجمماوزوا عنهمما ول
تؤاخذوهم عليها) .وقوله :عثراتهم( جمع عثرة ،وهي الصغيرة المتي ل معصمية فيهما -كمما همو
أحد وجهين -وقيل أول زلة ولو كبيرة صممدرت مممن مطيممع )قمموله :إل الحممدود( أي فل تقيلمموهم
فيها )قوله :وفي رواية
] [ 189
زلتهم( أي بدل عثراتهم )قوله :وفسرهم( أي ذوي الهيئات )قوله :بمن ذكممر( أي بمممن ل
يعرف بالشر .وعبارة المغني :اقتضممى كلم المصممنف ثلثممة أمممور :الول تعزيممر ذي المعصممية
التي ل حد فيها ول كفارة ،ويستثنى منه مسائل :الولى إذا صدر من ولي ل تعالى صغيرة فممإنه
ل يعزر -كما قمماله ابممن عبممد السمملم -قممال :وقممد جهممل أكممثر النمماس فزعممموا أن الوليممة تسممقط
بالصغيرة ،ويشهد لذلك حديث أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إل الحدود رواه أبو داود ،قال المممام
الشافعي رحمه ال تعالى :والمراد بذوي الهيئات الذين ل يعرفون بالشر فيزل أحدهم الزلة .ولممم
يعلقه بالولياء لن ذلك ل يطلع عليه .فإن قيل :قد عزر عمممر رضممي الم عنممه غيممر واحممد مممن
مشاهير الصحابة رضي ال عنهم وهم رؤوس الولياء وسادات المة ولم ينكره أحممد ؟ .أجيممب:
بأن ذلك تكرر منه ،والكلم هنمما فممي أول زلممة زلهمما مطيممع الممخ .اه) .قمموله :وقيممل هممم( أي ذوو
الهيئات) .وقوله :أصحاب الصغائر( أي مع عدم الصرار عليها -كما هو ظاهر ) -قوله :وقيممل
من يندم الخ( أي وقيل هم من يندم على الذنب ويتوب منه ،وظاهره أنه ل فممرق فممي الممذنب بيممن
أن يكون كبيرة أو صغيرة ،وإل لساوى هذا القيل ما قبلممه) .قمموله :وكقتممل مممن رآه يزنممي بممأهله(
معطوف على قوله كصغيرة :أي فمن رأى شخصا يزني بأهله :أي وهو محصن فقتله انتفى عنه
الحممد والكفممارة والتعزيممر لعممذره .ومقتضممى السممياق أن قتلممه المممذكور معصممية ،لن الكلم فممي
إرتكاب معصية إنتفى فيها التعزير مع انتفاء الحمد والكفممارة ،وهمو كمذلك .ول ينممافيه قمموله بعممد:
ويحل قتله باطنا لن ذلك مفروض فيمن ثبت زناه بأربعة) .وقوله :المذكور بعد( مفروض فيمممن
لم يثبت زناه -كما ستقف عليه -ويفرق بين من ثبت زناه فل يجوز قتله بإمكممان رفعممه للحمماكم،
وبين من لم يثبت زناه ،فل يجوز قتله بعذره حيث رآه ،يزني بأهله ،وعجز عن إثبمماته) .وقمموله:
لجل الحمية( أي ويعذر في ذلك لجمل الحميممة :أي إرادة المنممع عمما يطلممب منمه حمممايته .وفمي
المختار :الحمية العار والنفة .اه) .قوله :ويحل قتله باطنمما( الضمممير يعممود علممى مممن رآه يزنممي
بأهله ،والعبارة فيها سقط يعلم من عبارة التحفة ،ونصها بعد قوله :وكقتل مممن رأى الممخ :هممذا إن
ثبت ذلك ،وإل حل له قتله باطنا ،وأقيد به ظاهرا .اه) .وقوله :هذا إن ثبت الخ( أي ما ذكممر مممن
إنتفاء الحد والكفارة والتعزير إن ثبت زناه بأربعة ،فإن لم يثبت ،حل قتله باطنا ،ولكن يؤخذ منممه
القود ظاهرا )قوله :وقد يجامع التعزير الكفارة( أي وقد يجممامع الحممد أيضمما ،كممما لممو قطعممت يممد
السارق ،وعلقت في عنقه زيادة في نكاله .وقد تجتمع الثلثممة الحممد والكفممارة والتعزيممر :كممما لممو
زنى بأمه في جوف الكعبة في رمضان وهو صممائم معتكممف محممرم ،فممإنه يلزمممه العتممق لفسمماده
صوم يوم من رمضان بالجماع ،ويلزمممه البدنممة لفسمماده الحممرام بالجممماع ،ويلزمممه الحممد للزنمما
والتعزير لقطع الرحم وانتهاك البيت) .قوله :كمجامع حليلته فممي نهممار رمضممان( أي فيجممب فيممه
التعزير مع الكفارة والقضاء ،ومثله المظاهر فإنه يجب عليمه التعزيممر معهما ،واليميممن الغمموس:
أي الفاجرة ،سميت بذلك لنها تغمس صاحبها فممي النممار ،أو فممي الثممم ،فيجممب فيهمما ذلممك أيضمما
)قوله :ويحصل التعزير( دخول على المتن )قوله :بضرب غير مبرح( أي غير شديد مؤلم .قممال
في المغني :فإن علم أن التأديب ل يحصل إل بالضرب المبرح فعن المحققيممن أنممه ليممس لممه فعممل
المممبرح ول غيممره .قممال الرافعممي :ويشممبه أن يقممال يضممربه ضممربا غيممر مممبرح ،إقامممة لصممورة
الواجب .قال في المهمات .وهو ظاهر .اه )قوله :أو صفع( معطوف على ضممرب :أي ويحصممل
التعزير بصممفع )وقمموله :وهممو( أي الصممفع .وقمموله بجمممع الكممف -بفتممح الجيممم -أي ضمممها مممع
الصابع ،وليس بقيد ،بل مثله بسطها )قوله :أو حبس( معطوف على ضرب :أي
] [ 190
ويحصل التعزير بحبس )قوله :حتى عن الجمعة( أي حممتى يحبسممه عممن حضممور الجمعممة
)قوله :أو توبيخ بكلم( أي ويحصل التعزير بتوبيخ :أي تهديد بكلم ،لنه يفيد الرد والزجر عممن
الجريمة )قوله :أو تغريب( أي ويحصل التعزير بتغريب عن بلده إلى مسافة القصر :إذ هممو إلممى
ما دونها ليس بتعزير كما مر في الزنا )قوله :أو إقامة من مجلس( أي ويحصل التعزيممر بإقممامته
من المجلس )قمموله :ونحوهمما( أي ويحصممل التعزيممر بنحممو المممذكورات ،ككشممف رأس ،وتسممويد
وجه ،وحلق رأس لمن يكرهه ،وإركابه حمارا منكوسا ،والدوران به كذلك بين الناس )قوله :مما
يراها( بيان لنحوها :أي من كل عقوبة يراهمما الممخ )وقمموله :المعممزر( أي المممام أو نممائبه .وقمموله
جنسمما وقممدرا :منصمموبان علممى التمييممز أي مممن جهممة جنسممها وقممدرها بحسممب ممما يممراد تأديبمما.
والحاصل :أمر التعزير مفوض إليه لنتفاء تقديره شرعا ،فيجتهممد فيممه جنسمما ،وقممدرا ،وانفممرادا،
واجتماعا ،فله أن يجمع بين المور المتقدمة ،وله أن يقتصمر علمى بعضممها ،بمل لمه تركممه رأسما
بالنسبة لحق ال تعالى ،لعراضه )ص( عن جماعة إسممتحقوه ،كالغممال فممي الغنيمممة :أي الخممائن
فيها ،وكلوي شدقه في حكمه )ص( للزبير رضممي الم عنمه .ول يجمموز تممرك التعزيممر إن كممان
لدمي ،وتجوز الشفاعة فيه ،وفي غيره من كل ما ليس بحممد ،بممل تسممتحب لقمموله تعممالى) * :مممن
يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها( * ولخبر الصمحيحين ،عمن أبمي موسمى أن النمبي )ص(
كان إذا أتاه طالب حاجة أقبل على جلسائه وقال :اشفعوا تؤجروا ويقضي ال على لسان نممبيه ممما
شاء) .قوله :ل بحلق لحية( معطوف على بضرب :أي ل يحصل التعزير بحلق لحية ،وصمريحه
عدم الجزاء به .قال سم على المنهج :وليس كذلك ،بل يجزئ وإن كان ل يجوز ،ونص عبارته:
صريح هذا الكلم أن حلق اللحية ل يجزئ في التعذير لو فعله المام ،وليس كممذلك فيممما يظهممر،
والذي رأيته في كلم غيره ،أن التعزير ل يجوز بحلق اللحية ،وذلممك ل يقتضممي عممدم الجممزاء،
ولعله مراد الشارح .اه) .قوله :وظاهره( أي ظاهر منع التعزير بحلق اللحية حرمة حلقها لجلممه
)قوله :وهو( أي المنع من التعزير بالحلق المقتضي للتحريم ،إنما يتأتى على القول بحرمة الحلق
مطلقا) .وقوله :أما على كراهته الخ( أي أما إن جرينا على القول بكراهة الحلق ،فل وجممه لمنممع
التعزير به .وقال في النهاية ل يعزر بحلق لحية ،وإن قلنا بكراهته وهو الصممح .اه )وقمموله :إذا
رآه المام( أي رأى التعزير بحلق اللحية زاجرا له عن الجريمة ،قال في التحفة بعده :فإن قلممت:
فيه تمثيل وقد نهينا عن المثلة .قلت :ممنوع لمكان ملزمته لبيته حتى تعود ،فغايته أنممه كحبممس
دون سنة .اه) .قوله :ويجب أن ينقص التعزير الخ( أي لخبر من بلغ حدا في غيممر حممد فهممو ممن
المعتدين رواه البيهقي) .وقوله :عن أربعين ضممربة( هممذا إذا كممان التعزيممر بالضممرب ،فممإن كممان
بالحبس أو بالتغريب ،فيجب أن ينقص عن سنة في الحر ،وفي غيره يجب أن ينقص عن نصممف
سنة) .قوله :وعزر أب( أي بضرب وغيره وهذا ما بعده كالستثناء من قمموله ويعممزر أي المممام
أو نائبه لمعصية الخ .وصرح فمي المغنمي بالسمتثناء الممذكور وعبمارته :وقضمية كلممه أنمه ل
يسممتوفيه :أي التعزيممر إل المممام ،واسممتثنى منممه مسممائل :الولممى :للب والم ضممرب الصممغير
والمجنون زجرا لهما عن سئ الخلق،
] [ 191
وإصلحا لهما .قال شيخنا :ومثلهما السفيه .وعبارة الممدميري :وليممس للب تعزيممر البممالغ
وإن كان سفيها على الصح ،وتبعه ابن شهبة ،الثانية :للمعلم أن يؤدب من يتعلم منه ،لكممن بممإذن
الولي ،الثالثة :للزوج ضرب زوجته لنشوزها ،ولما يتعلق به من حقمموقه عليهمما ،وليممس لممه ذلممك
لحق ال تعالى لنه ل يتعلق به ،الرابعة :للسيد ضرب رقيقه لحقه اه .بحذف )قمموله :وألحممق بممه
الخ( أي وألحق الرافعي الم بالب في تعزيرها الصغير .قال ع ش :ظاهره وإن لم تكن وصية،
وكان الب والجد موجودين ،ولعل وجهه أن هذا لكونه ليس تصرفا في المال ،بل لمصلحة تعود
على المحجور عليه ،سومح فيه ما لم يسامح فممي غيممره .اه) .قموله :وإن علممت( أي الم فلهمما أن
تعزر )قوله :ومأذونه( معطوف على أب :أي وعزر مأذون الب أيضا )قوله :كالمعلم( أي فممإذا
أذن له الب بالتعزير فله ذلك ولو كان بالغا ،وإذا لم يأذن له فيه ،فليس له ذلك -كما فممي التحفممة
والنهاية -وقال في شرح الروض :قال الذرعي وسممكت الخمموارزمي وغيممره عممن هممذا التقييممد،
والجماع الفعلي مطرد من غير إذن .اه .وشمل المعلم :الشيخ مع الطلبة ،فله تأديب مممن حصممل
منه ما يقتضي تأديبه فيما يتعلق بالتعلم .قال البجيرمي :وليس منممه ممما جممر ت بممه العممادة مممن أن
المتعلم إذا توجه عليه حق لغيره يأتي صاحب الحق للشيخ ،ويطلب منمه أن يخلصممه مممن المتعلممم
منه ،فإذا طلبه الشيخ منه ولم يوفه فليس له ضربه ول تأديبه على المتناع من توفية الحممق ،فلممو
عزره الشيخ بالضرب وغيره حرم عليه ذلك لنه ل ولية له عليهم .اه) .قوله :صغيرا( مفعممول
عزر) .وقوله :وسفيها( أي أو مجنونا )قمموله :بارتكابهممما( البمماء سممببية متعلقممة بعممزر :أي عممزر
الب أو مأذونه ،صغيرا أو سفيها بسبب ارتكابهما ما ل يليق) .وقوله :زجرا لهما الخ( أي منعمما
لهما عن التصاف بذميم الخلق :أي وإصلحا لهما ،وهممو علممة التعزيممر )قمموله :وللمعلممم الممخ(
مكرر مع قوله كالمعلم وأيضا هذا يقتضي عدم إشتراط الذن ،وما تقدم يقتضي الشتراط )قوله:
وعزر زوج زوجته لحقه( أي بالنسبة لحق نفسه )وقوله :كنشوزها( تمثيل له :أي فممإذا نشممزت -
أي أو تركت حقا من الحقوق المتعلقة به -فله تعزيرها على ذلك )قوله :ل لحممق الم تعممالى( أي
ل يعزرها بالنسبة لحق ال تعالى ،ومحله -كما في التحفة والنهاية -ما لم يبطل أو ينقممص شمميئا
من حقه ،وإل كأن شربت خمرا ،فحصل نفور منها ،له سممبب ذلممك ،أو نقممص تمتعممه بهمما بسممبب
رائحة الخمر ،فله تعزيرها على ذلك )قوله :وقضيته( أي قضية منع تعزيرهمما لحممق ال م تعممالى.
وقوله أنه ل يضربها على ترك الصلة :أي لنها حق ال تعالى )قوله :وأفتى بعضممهم( هممو ابممن
البزري )وقوله :بوجوبه( أي ضربها على ترك الصلة قمال فمي التحفمة :وبحممث ابمن المبزري -
بكسر الموحدة -أنه يلزمه أمر زوجته بالصلة في أوقاتها وضربها عليها ،وهو متجه حممتى فممي
وجوب ضرب المكلفة ،لكممن ل مطلقمما ،بممل إن توقممف الفعممل عليممه ،ولممم يخممش أن يممترتب عليممه
مشوش للعشرة يعسر تداركه .اه .وتقدم الكلم على هذه المسألة في أول الكتاب )قوله :كممما قممال
شيخنا( أي في فتح الجواد وعبارته :وأفتى بعضهم بوجوبه ،والوجه جوازه -كما بينتممه مممع ممما
يتعلق به في الصل -اه) .قوله :وللسيد تعزيممر رقيقممه لحقمه وحممق الم تعممالى( أي لن سمملطنته
أقوى من غيره ولما مر في الزنا )قوله :وإنما يعزر مممن ممر( الفعمل مبنممي للمعلموم ،وفماعله مما
بعده ،وهو واقع على الب ومممأذونه والممزوج والسمميد ،ويحمممل بنمماؤه للمجهممول وممما بعممده نممائب
فاعل ،ويكون واقعا على المحجور والزوجة والرقيق) .وقوله :بضرب( أي إن كان التعزيممر بممه
)وقوله :غير مبرح( أي شديد مؤلم كما مر )قوله :فإن لم يفد تعزيره( أي مممن ذكممر) .وقموله :إل
بمبرح( أي بضرب مبرح )قوله :ترك( أي التعزيممر رأسمما ،وهممذا بخلف التعزيممر الصممادر مممن
المام فإنه يعزر بضرب غير مبرح ،وإن لم يفد كما مر عن المغني نقل عن الرافعي .وفي فتممح
الجواد :ويعزر من مر ،وإن لم يفد إل نحممو الزوجممة إذا لممم يفممد تعزيممره إل بمممبرح فيممترك لنممه
مهلك ،أي
] [ 192
قد يؤدي إلى الهلك ،ومنه يؤخممذ حممد المممبرح بممأنه ممما خشممي منممه هلك ولمو نممادرا .اه.
)وقوله :وغيره ل يفيد( أي ولن غير المبرح ل يفيد شيئا فل حاجممة إليممه) .قمموله :وسممئل شمميخنا
الخ( تأييد لقوله وإنما يعزر من مر بضرب غير مبرح الخ )قوله :عن عبد مملوك( متعلق بسممئل
)قوله :عصى( أي العبد )قوله :وخالف أمره الخ( هذا هو معنمى العصميان .فلمو قمال بمأن خمالف
أمره ولم يخدمه الخ لكان أولى )قوله :هل لسيده الخ( هذه صورة السؤال )قوله :أن يضممربه( أي
عبده المذكور )قوله :أم ليس له ذلك( أي أم ليس لممه أن يضممربه ضممربا غيممر مممبرح )قمموله :وإذا
ضربه( أي العبد العاصي )قوله :ورفع به( أي رفع العبد أو غيره بسبب ضربه المبرح :أي شكا
سيده ،فالفعل مبني للمجهول ،والجار والمجرور نائب فمماعله )قمموله :فهممل للحمماكم أن يمنعممه( أي
السيد )قوله :أم ليس له ذلك( أي أم ليس للحاكم أن يمنعه عن ذلك )قموله :وإذا منعممه الحمماكم( أي
عن الضرب المبرح ،وقوله مثل :أي أو نائبه )قوله :ولم يمتنع( أي السيد عممن الضممرب المممبرح
)قوله :فهل للحاكم أن يبيع العبد ويسلم ثمنه الخ( لم يجب عن هذه المسألة بالصممراحة ،وإن كممان
يعلم بالمفهوم من قوله أنه يباع عليه :أي يبيعه قهرا عليه ،والممذي يممبيع كمذلك همو الحماكم .وممن
المعلوم أن المبيع ملك للسيد ،وقيمته كذلك ،فيسلمها الحاكم له )قوله :وبماذا يممبيعه( أي وإذا أراد
بيعه فبأي شئ يبيع العبد به ،فما ركبت مع ذا وجعلتا كلمة واحدة ،ويحتمل عدم التركيب ،فتكون
ما إستفهامية ،وذا موصولة بدل من ما والعائد محذوف :أي وبما الذي يبيعه بممه والظهممر الول
)قوله :بمثل الثمن( بدل ممن الجمار والمجمرور قبلمه ،والقيماس ذكمر أداة السمتفهام قبلمه لتضممن
المبدل منه معنى همزة الستفهام عمل بقول ابن مالك :وبدل المضمممن الهمممز يلممي همممزا ،كمممن
ذا ؟ أسعيد أم علي ؟ )قوله :أو بما قاله المقومون( أي أو يممبيعه بممما يقمموله المقومممون :أي للسمملع
)قوله :أو بما انتهت الخ( أي أو يبيعه بما انتهت :أو وصلت إليه الرغبات في وقت الممبيع )قمموله:
فأجاب( أي العلمة عبد الرحمن بن زياد رحمممه الم )قمموله :إذا امتنممع الممخ( إذا شممرطية جوابهمما
جملممة فللسمميد الممخ) .وقمموله :الخدمممة الواجبممة عليممه( أي علممى العبممد) .وقمموله :أن يضممربه علممى
المتناع( أي من الخدمممة المممذكورة) .وقمموله :ضممربا غيممر مممبرح( مفعممول مطلممق مممبين للنمموع.
)وقوله :إن أفاد الضرب المذكور( هو غير المبرح )قوله :وليس لممه أن يضممربه ضممربا مبرحمما(
مقابل قوله فللسيد أن يضربه ضربا غير مبرح )قوله :ويمنعه( أي السيد )قوله :من ذلك( أي من
الضرب المبرح )قوله :فإن لم يمتنع( أي السيد) .قوله :من الضرب المذكور( هو المممبرح ،وفيممه
إظهار في مقام الضمار )قوله :فهو( أي السيد :أي حكمه )قوله :كما لممو كلفممه مممن العمممل ممما ل
يطيق( أي كحكم السيد الذي كلف رقيقه مممن العمممل ممما ل يطيممق ،وسمميذكره قريبمما) .وقمموله :بممل
أولى( أي بل هذا الذي لم يمتنع من الضرب المذكور ،أولى من الذي كلف رقيقه ما ذكر بممالحكم
الذي سيذكر )قوله :إذا الضرب الخ( علة للولية )قوله :بجامع التحريم( أي في كل من الضممرب
المبرح ،ومن التكليف بما ل يطاق ،وهذا بيان لوجه الشبه في
] [ 193
قوله فهو كما لو كلفه الخ ،ولو قدمه على الضمراب وعلتمه لكمان أولمى )قموله :أنمه يبماع
عليه( بدل من أنه الولى وجواب إذا محذوف يدل عليه هذا البدل .ولو قال وأفتى بأنه يباع عليه
مملوكه إذا كلفه الخ لكان أولى )قوله :وهو ما انتهت إليه الخ( أي ثمن المثل ما انتهممت إليممه ،أي
وصلت إليه ووقفت عنده رغبة الراغبين في دفعممه لشممراء ذلممك العبممد) .وقمموله :الرغبممات( بفتممح
الغين ،جمع رغبة بسمكونها) ،وقموله :فممي ذلمك الزمممان( أي زممان المبيع )وقموله :والمكمان( أي
مكانه ،وهو بلد السيد التي العبد فيها .وال سبحانه وتعالى أعلم.
] [ 194
فصل في الصيال أي في بيممان حكمممه :أي وفممي بيممان حكممم الختممان وإتلف البهممائم .فهممذا
الفصل معقود لذلك كله -كما ستقف عليممه -وإنممما ذكممر عقممب التعزيممر لنممه يناسممبه فممي مطلممق
التعدي .إذ التعزير سببه التعدي على حق ال أو حق عباده .والصل فممي الصمميال قبممل الجممماع
قوله تعالى * )فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتممدى عليكممم( * وتسمممية الثمماني إعتممداء
مشاكلة ،وإل فهو جزاء للعتداء الول .وخبر البخاري أنصر أخاك ظالما أو مظلوما والصممائل
ظالم ونصره منعه من ظلمه وفي مسند المام أحمد بن حنبل رضي ال عنه من أذل عنده مسمملم
فلم ينصره وهو قادر أن ينصره أذله ال تعالى على رؤوس الخلئق يوم القيامة )قوله :وهو( أي
الصيام لغة ما ذكر .وأما شرعا :فهو الوثوب على معصموم بغيمر حمق) .وقموله :السمتطالة( أي
فهو مأخوذ من صال إذا استطال وعطف الوثوب عليها تفسير :أي الهجوم والعدو والقهر )قوله:
يجوز للشخص الخ( أي عند غلبة ظن صياله ،فل يشممترط لجممواز الممدفع تلبممس الصممائل بصممياله
حقيقة) .وقوله :دفع كل صائل( أي ولو آدمية حامل ،فإذا صالت على إنسان ،ولم تندفع إل بقتلها
مع حملها ،جمماز علممى المعتمممد ول ضمممان ،وفممرق بينهمما وبيممن الجانيممة حيممث يممؤخر قتلهمما بممأن
المعصية هناك قد انقضت ،وهنا موجودة مشاهدة حال دفعها ،وهي الصيال ،وكذا يقمال فمي دفمع
الهرة الحامل إذا صالت على طعام أو نحمموه .اه .ش ق )قمموله :مسمملم الممخ( تعميممم فممي الصممائل،
وسيأتي التعميم في المصول عليه) .قوله :مكلممف وغيممره( تعميممم ثممان فممي الصممائل أيضمما وغيممر
المكلف كصبي ومجنون وبهيمة )قوله :على معصوم( متعلق بصممائل .وخممرج غيممره ،كممالحربي
والمرتد وتارك الصلة ،بعد أمر المام ،فل يجوز للشخص دفع الصممائل عنهممم ،ولممه دفممع مسمملم
عن ذممي ،ووالمد عمن ولمده ،وسميد عمن عبمده ،لنهمم معصمومون )قموله :ممن نفمس المخ( بيمان
للمعصوم :أي المصول عليه ،وهو كالتعميم :أي ل فرق في المصول عليه بيممن أن يكممون نفسمما،
أو طرفا ،أو منفعة ،أو بضعا ،أو غير ذلك .قال في النهايممة :فممإن وقممع صمميال علممى الجميممع فممي
زمن واحد ولم يمكن إل دفع واحد فواحدة قدم النفس ومن يسري إليها كممالجرح فالبضممع ،فالمممال
الخطير فالحقير ،أو وقع الصيال على صبي يلط به ،أو امرأة يزني بها ،قدم الدفع عنها كما هو
أوجه احتمالين ،واقتضاه كلمهم ،لن حد الزنا مجمممع عليممه ولممما يخشممى مممن اختلف النسمماب
المنظور له شرعا .اه .وقال ابن حجر :في الصورة الخيرة يقدم الدفع عن الصممبي الملمموط بممه،
لن اللواط ل طريق إلى حله .وقال الخطيب :يتخير بينهما التعارض المعنيين )قوله :أو طممرف(
-بفتحتين -العضو كممما مممر )قمموله :أو منفعممة( إن كممان المممراد منفعممة الطممرف ،فل حاجممة إلممى
ذكرها ،لنه يلزم من إبطاله إبطالها -كما قاله سم -وإن كان المراد منفعة دار ،أو دابة مثل بأن
يسكن الولى ،ويركب الثانية ،فظاهر ول يغني عنه ما قبله ول يقال إن منفعة ما ذكر داخلة فممي
مال لنا نقول هي ل تسمى مال في العرف ،وإن قوبلت بمال )قمموله :أو بضممع( بمموزن قفممل :أي
قبل كان أو دبرا،
] [ 195
من آدمي أو بهيمة ولو بضع حربية ،والدفع عن بعضها ل لحترامها ،بل من بمماب إزالممة
المنكر ،وإن كان الواطئ لها حربيا ،لن الزنا لمم يبمح فمي ملمة ممن الململ) .قموله :مقمدماته( أي
البضع :أي مقدمات الحال فيه ،وهو الوطئ )قوله :أو مال( معطوف على نفس) .وقوله :وإن لممم
يتمول( أي يقابل بمال .وقال فمي شمرح المنهمج :أو ممال وإن قمل ،واختصماص كجلمد ميتمة .اه.
واستشكل ذلك بما مر في السممرقة مممن إشممتراط نصمماب لقطممع اليممد .وأجيممب بممأن ممما ينزجممر بممه
السارق -وهو قطع اليد -أمر محقق ،ل يجوز العدول عنه لنص القرآن ،فاشممترط لممه أن يكممون
المال المسروق محققا ،وهو ربع دينار فأكثر ،وما ينزجر به الصممائل ،كقتممل غيممر محقممق ،لعممدم
النص عليه ،فيجوز العدول عنه إلى ما دونه ،فلم يشمترط تقمدير الممال المصمول عليمه) .وقموله:
على ما اقتضاه إطلقهم( راجممع للغايممة :أي إن عممدم إشممتراط التمممول فممي المممال ،جممار علممى ممما
اقتضاه إطلق الفقهاء المال الذي يجوز الدفع عنه :أي أنهم لممم يقيممدوه بقليممل ول كممثير .قممال فممي
التحفة بعده :ويؤيده أن الختصاص هنا كالمال مع قولهم :قليل المال خير من كثير الختصاص،
ويحتمل تقييد نحمو الضمرب بمالمتمول .اه) .وقموله :تقييمد نحمو الضمرب( أي تقييمد المدفع بنحمو
الضرب ،كالقطع والقتل) .وقوله :بالمتمول( أي بأخذ الصائل متمول )قوله :كحبة بر( مثال لغير
المتمول )قوله :أو إختصاص( معطوف على نفس ،ويصح عطفه على مال ،وهكذا كل معطموف
بأو يجوز عطفه على الول وعلى ما قبله) .وقوله :كجلد ميتة( تمثيل للختصاص) .قوله :سواء
كانت( أي المذكورات من النفس وما بعدها )قوله :وذلك( أي ممما ذكممر مممن جمواز دفممع الصممائل،
ثابت للحديث الصحيح )وقوله :أن الخ( بدل من الحديث ،أو عطف بيان له) .وقوله :قتل( بالبنمماء
للمجهول) .وقوله :دون دمه( أي لجل الدفع عن دمه الخ .قال القرطبي :دون في الصل ظممرف
مكان بمعنى أسفل وتحت ،وهو نقيض فوق ،وقد استعملت في هذا الحديث بمعنممى لجممل )قمموله:
ويلزم منه( أي من كونه شهيدا إذا قتل ،وهذا بيان لوجه دللة الحديث على جممواز دفممع الصممائل.
وحاصله أنه لما جعل المقتول لجل الدفع شهيدا دل التزما على أن له القتل والقتال ،كممما أن مممن
قتله أهل الحرب لما كان شهيدا ،كان له القتل والقتال) .وقوله :أي وما يسممري إليهممما( أي أو ممما
يؤدي إلى القتل والقتال) .وقوله :كالجرح( مثال له) .قوله :بل يجب( إضراب انتقالي) .قموله :إن
لم يخف الخ( قيد في وجوب الممدفع بالنسممبة لنفممس الغيممر وبضممعه :أي فممإن خمماف ل يجممب عليممه
لحرمة الروح) .وقوله :الدفع( فاعل يجب) .قوله :عن بضع( متعلق بالدفع ،ول فرق فيه بيممن أن
يكون الصائل كافرا أو غيره) .قوله :ومقدماته( أي البضع كالقبلممة والمفاخممذة والمعانقممة) .قمموله:
ولو من غير أقاربه( أي يجب الدفع ،ولو كان البضع لغير أقاربه :أي ولممو كممان لبهيمممة) .قمموله:
ونفس( أي له أو لغيره أو هو معطوف على بضع) .وقوله :ولو مملوكممة( أي ولممو كممانت النفممس
المصول عليها مملوكة ،فإنه يجب الدفع عنها) .قوله :قصدها( أي النفمس) .قموله :أو مسملم غيمر
محقون الدم( أي غير معصموم المدم بمأن كمان مهمدرا) .قموله :كمزان محصمن المخ( تمثيمل لغيمر
محقون الدم) .قوله :وقاطع طريق تحتم قتله( أي بأن أخذ المال وقتل) .قمموله :فيحممرم الستسمملم
لهم( أي للكافر والبهيمة وغير محقون الدم ،وذلك لن الستسلم للكافر فيممه ذل دينممي ،والبهيمممة
تذبح لستبقاء الدمي ،فل وجه للستسلم لها .وغير المعصوم كممذلك) .قمموله :فممإن قصممدها( أي
النفس له أو لغيره) .قوله :لم يجب الدفع( أي دفع المسلم الصائل عن النفس) .قوله :بل يجوز
] [ 196
الستسلم( ومحله إذا لم يكن المصممول عليممه ملكمما توحممد فممي ملكممه ،أو عالممما توحممد فممي
زمانه وكان في بقائه مصلحة عامة ،وإل فيجممب الممدفع عنممه ،ول يجمموز الستسمملم) .قمموله :بممل
يسن( أي الستسلم )وقموله :للممر بمه( أي فمي خمبر كمن خيمر ابنمي آدم -أي قابيمل وهابيمل -
وخيرهما المقتول -وهو هابيل -لكونه استسملم للقاتمل ولمم يمدفع عمن نفسمه ولمذا استسملم سميدنا
عثمان رضي ال عنه وقال لعبيده -وكانوا أربعمائة -من ألقى منكممم سمملحه فهممو حممر) .قمموله:
ول يجب الدفع عن مال( حله ما لم يتعلق به حق ،كرهن وإجارة ،وإل وجب الدفع عنه) .وقوله:
ل روح فيه( خرج ما فيه روح كبهيمممة ،فممإنه يجممب المدفع عنهما لكممن بشمرط أن يقصمد الصمائل
إتلفها ،وأن ل يخاف الدافع على نفسه) .وقوله :لنفسه( متعلق بمحممذوف صممفة لمممال ،ومفهممومه
أنه إذا كان لغيره يجب الدفع عنه مطلقا ،وليس كذلك بممل ل يجممب إل إذا كممان مممال محجمموره أو
وديعة تحت يده ،أو وقفا .نعم :جرى الغزالي على وجوب الدفع عن مال الغيممر مطلقمما إن أمكنممه
من غير مشقة بدن ،أو خسران مال ،أو نقص جاه ،فيمكن أن يكون الشارح تبعه في ذلك .تأمممل.
)قوله :وليدفع( أي الشخص المصول عليه ،وهو شروع في بيان كيفية المدفع) .وقموله :الصمائل(
مفعوله) .وقوله :المعصوم( سيأتي محترزه) .قوله :بالخف فالخف( أي من النواع التي يتممأتى
الدفع بها) .قوله :إن أمكن( أي الدفع بالخف وسيأتي محترزه) .قوله :كهممرب فزجممر الممخ( بيممان
للخف على الترتيب :أي فيبدأ بالهر ب لنه أخف من غيره ،فإذا لم يندفع بممه فبممالزجر بممالكلم:
أي نهيه به فإذا لم يندفع به فبالستغاثة ،أو التحصن من الصائل بحصن يستتر فيه ،فإذا لم ينممدفع
به بالضرب ،فإذا لم يندفع به فبقطع عضو من أعضائه ،فإذا لم يندفع به بالقتل ول قود عليه ول
دية ول كفارة .ومحل وجوب الترتيب بين الزجممر والسممتغاثة إن ترتممب علممى السممتغاثة ضممرر
أقوى من الضرر المترتب على الزجر ،كأن يممترتب عليممه إمسمماك حمماكم جممائر ،وإل فل ترتيممب
بينهما .وظاهر المنهاج عمدم المترتيب بينهمما مطلقما) .قموله :لن ذلمك المخ( علمة لوجموب المدفع
بالخف فالخف :أي وإنما وجمب المدفع بمذلك لنمه إنمما جموز للضمرورة) .قموله :ول ضمرورة
للثقل( أي الشد ضررا) .قوله :مع إمكان الخف( أي مع إمكمان المدفع بمالخف) .قموله :فممتى
خالف( أي المصول عليه الترتيب المذكور) .قوله :وعدل إلى رتبة( أي أشد) .قمموله :مممع إمكممان
الكتفاء( أي الدفع) .وقوله :بدونها( أي الرتبة المعدول إليهمما) .قمموله :ضمممن بممالقود وغيممره( أي
كالدية والكفارة .وقيمة البهيمة والرقيق) .قمموله :نعممم الممخ( اسممتدراك مممن وجمموب البممدء بممالخف
فالخف المقتضي لوجوب الترتيب) .وقوله :بينهما( أي بين الصائل والدافع) .قوله :واشتد المر
عممن الضممبط( أي خممرج المممر :أي أمممر الممدافع عممن ضممبطه بممالترتيب السممابق )قمموله :مراعمماة
الترتيب( جواب لو ،ولو اختلفا في ذلك صدق الدافع) .قوله :أيضا( ل محل لهمما هنمما ،ويمكممن أن
يلتمس لها محل من الستدراك المذكور :أي أن محل رعاية الترتيب في الفاحشة ،كما أن محلهمما
في غير حالة التحام القتال) .قوله :فلو رآه الخ( مفرع على مفهوم في غير الفاحشة :أي أما فيهمما
فتسقط رعاية الترتيب ،فلو رآه الخ .وفاعل رأى يعود على الدافع ،ومفعوله يعود علممى الصممائل.
)قوله :فله( أي الدافع أن يبدأه في الدفع بالقتل ،ويسقط الترتيب) .قمموله :وإن انممدفع بممدونه( غايممة
في جواز بدئه بالقتل :أي له ذلك وإن اندفع المولج في أجنبية بدون القتل .قال سم :كلم الشيخين
مصرح بخلف هذا ،وعبارة العباب كالروض ،وأصله :فإن اندفع بغير القتل فقتله ،فالقود إن لممم
يكن محصنا .اه .ولهذا قال شيخنا الشهاب الرملي :المعتمد خلف ما قاله الممماوردي والرويمماني
وأنه يجب الترتيب حتى في الفاحشة .اه) .قوله :لنه( أي المولممج فممي أجنبيممة) .وقمموله :فممي كممل
لحظة مواقع( أي مجامع لها) .وقوله :ل يستدرك( السين والتاء زائدتممان ،والمممراد ل يممدرك :أي
ل يحصل منعه من الوقاع بالناة بوزن
] [ 197
قناة :أي بالتأني والتراخي ،يعني أن اللحظة التي يدفع فيهمما بممالخف فممالخف هممو مواقممع
فيها ،والقصد منعه منه رأسا ،ول يكممون ذلممك إل بالقتممل ،وفيممه أن العلممة المممذكورة ل تظهممر إل
بالنسبة لما إذا لم يندفع عن الوقاع إل بالقتل ،أما بالنسبة لما إذا كان يندفع بغيره فل تظهر ،لنممه
ل يصدق عليه أنه في كل لحظة مواقع ل يحصل منعممه منممه بالنمماة ،لنمه قممد انكممف بغيممره عمن
الوقاع) .قوله :قاله( أي ما ذكر من البدء بالقتل) .قوله :وقال شيخنا( أي في فتح الجواد) .وقوله:
وهو( أي ما قاله الماوردي الخ من بدئه بالقتل) .وقوله :في المحصن( أي بممأن كممان بالغمما عمماقل
واطئا في نكاح صممحيح كممما مممر ،وإنممما كممان ممما ذكممر ظمماهرا فيممه لسممتحقاقه القتممل بفعلممه هممذه
الفاحشة) .قوله :أما غيره( أي غير المحصن) .قوله :فالمتجه أنه ل يجمموز قتلممه إل إن أدى الممخ(
أي فإن لم يؤد الدفع بغير القتل إلى ما ذكر ،لم يجز الدفع بالقتممل ،وهممذا يفيممد أنممه قممد ينكممف عممن
الوقاع بغير القتل) .قوله :وإذا لم يمكن الخ( محترز قوله وإن أمكن )وقوله :أما إذا كان الصممائل
الخ( محترز قوله المعصوم ،فهو جار على اللف غير المرتب) .قمموله :فممرع( مناسممبة ذكممره هنمما
من حيث وجوب الدفع ،وإل فليس فيه صيال إل أن يقال أن مرتكب المنكمر صممائل مجممازا علممى
الشرع من حيث عدم امتثاله له) .قوله :يجب الدفع عن منكر( أي ولو أدى إلى القتل ،ول ضمان
عليه بل يثاب على ذلك .وعبارة التحفة :قال المام ول يختممص الخلف بالصممائل ،بممل مممن أقممدم
على محرم ،فهل للحاد منعه حتى بالقتل ؟ قال الصوليون ل ،وقال الفقهمماء نعممم .قممال الرافعممي
وهو المنقول ،حتى قالوا لمن علم شرب خمر ،أو ضرب طنبور في بيت شخص ،أن يهجم عليه
ويزيل ذلك ،فإن أبوا قاتلهم ،فإن قتلهم فل ضمان عليه ،ويثاب على ذلك .وظاهر أن محل ذلممك:
ما لم يخش فتنة من وال جائر ،لن التغرير بمالنفس والتعمرض لعقوبمة ولة الجمور ممنموع .اه.
ومثله في النهاية والروض وشرحه) .قوله :ولو للقاتل( أي ولممو كممان الحيمموان ملكمما للقاتممل ،فلممه
منعه من قتله لحرمة الروح .وخرج بالقتل التذكية ،فليس له منعه منها إن كان مممما يممذكى وكممان
ملكا للمذكي -كما هو ظاهر ) -قوله :ووجب ختان الخ( مناسبة ذكره هنا من حيث أن من تعدى
بختان الصبي أو المجنون من غير إذن الولي ،وهلك المختون ضمنه ،كما أن من تعدى في دفممع
الصائل بعدم الترتيب في المراتب السابقة يضمن أيضا) .وقوله :للمرأة والرجممل( خممرج الخنممثى
فل يجب ختنه بل ل يجوز على ما فممي الروضممة والمجممموع لن الجممرح مممع الشممكال ممنمموع.
)قوله :حيث لم يولدا مختونين( أي فإن ولدا كذلك فل يجمب الختممان .فمائدة :روي أن نبينمما )ص(
ولد مختونا -كثلثة عشر نبيا -وقد نظمهم المسعودي في قوله :وإن ترد المولود من غيممر قلفممة
بحسن ختان نعمة وتفضل من النبياء الطاهرين فهاكم ثلثة عشر باتفاق أولممي العل فممآدم شمميث
ثم نوح بنيه شعيب للوط في الحقيقة قد تل وموسى وهود ثم صالح بعده ويوسممف زكريمماء فممافهم
لتفضل وحنظلة يحيى سليمان مكمل لعدتهم في الخلف جاء لمن تل
] [ 198
ختاما لجمع النبياء محمد عليهم سلم ال مسكا ومندل والمندل :اسم لعود البخور ،وغلب
غير آدم عليه ،وإل فهو لم يولد .انتهى .ع ش) .قوله :لقمموله تعممالى الممخ( دليممل لوجمموب الختممان.
)وقوله :أن اتبع ملة إبراهيم( يعني أن الذي لم يوح إليك فيه شئ ،وكان في ملة إبراهيممم فمماتبعه،
وحينئذ يكون إتباعه فيه بوحي من عند ال تعممالى ،ل أنممه تممابع لممه فيممه بل وحممي .اه .بجيرمممي.
)قوله :ومنها( أي ومن ملة إبراهيم الختممان :أي بوجموبه كممما فممي المهممذب ،فممدل علممى المممدعي،
واندفع ما يقال لم يعلم أن الختن عنده واجب أو مندوب ،والمر بالتباع يشممملهما .اه .بجيرمممي.
)قوله :اختتن( أي إبراهيم بالقدوم ،اسم موضع ،وقيل آلة للنجار) .وقوله :وهو ابن ثمممانين سممنة(
وقيل وهو ابن مائة وعشرين ،والول أصح .وقد يحمل الول على حسممبانه مممن النبمموة ،والثمماني
من الولدة) .قوله :وقيل واجب الخ( أي الختان واجب الخ) .قموله :ونقمل( أي همذا القيممل )قموله:
ببلوغ وعقممل( متعلقممان بيجممب) .قموله :إذ ل تكليممف قبلهممما( أي قبممل البلمموغ والعقممل ،وهممو علممة
لوجوب الختان بما ذكر) .قمموله :فيجممب( أي الختممن بعممدهما :أي البلمموغ والعقممل فممورا .قممال فممي
التحفة :إل إن خيف عليه منممه فيممؤخر ،حممتى يغلممب علممى الظممن سمملمته منممه ،ويممأمره بممه حينئذ
المام ،فإن امتنع أجبره ول يضمنه إن مات إل أن يفعله به في شدة حممر أو بممرد فيلزمممه نصممف
ضمانه .ولو بلغ مجنونا لم يجب ختانه .اه) .قموله :وبحممث الزركشمي المخ( عبمارة فتممح الجمواد:
وبحث الزركشي وجوبه على ولي مميز توقفت صحة صلته عليه لضمميق القلفممة ،وعممدم إمكممان
غسل ما تحتها من النجاسة فيه نظر ،لنه لم يخاطب بوجوب الغسممل حممتى يلممزم وليممه ذلممك .اه.
)قوله :فالواجب الخ( شروع في بيممان كيفيممة الختممن) .قمموله :فممي ختممان( الولممى فممي ختممن ،لنممه
المصدر وهو الفعل ،وأما الختان فهو موضع القطممع) .قمموله :قطممع ممما يغطممي حشممفته( أي وهممو
القلفة -بضم القاف -قال ع ش :وينبغي أنها إذا نبتت بعد ذلك ل تجب إزالتها لحصول الفممرض
بما فعل أول .اه) .قوله :حتى تنكشف( أي الحشفة كلها) .قوله :والمممرأة الممخ( أي والممواجب فممي
ختان المرأة قطع جزء يقع عليه اسم الختان وتقليله أفضل لخبر أبي داود وغيممره أنممه )ص( قممال
للخاتنة :أشمي ول تنهكي فممإنه أحظممى للمممرأة وأحممب للبعممل أي لزيممادته فممي لممذة الجممماع ،وفممي
رواية :أسرى للوجه أي أكثر لمائه ودمه) .قموله :ممن اللحممة( متعلمق بقطمع) .قموله :فموق ثقبمة
البول( حال من اللحمة :أي حال كونها فوق ثقبة البمول وهمو توكيمد لمما قبلمه) .قموله :تشمبه( أي
اللحمة الكائنة فوق ما ذكر) .قوله :عرف الديك( -بضم العين -اللحمة الحمراء المتي فمي رأسمه
)قوله :وتسمى( أي اللحمة المذكورة )قوله :ونقل الردبيلي( هو بهزة مفتوحة ،وراء سمماكنة ،ثممم
دال مفتوحة ،وباء مكسورة ،صاحب النوار) .قوله :ولو المخ( جملمة الشمرط ،والجمواب مفعمول
نقل .أي نقل هذا اللفظ) .قوله :كان( أي الذي يممراد ختنممه) .وقمموله :ضممعيف الخلقممة( خممبر كممان.
)قوله :بحيث الخ( تصوير لضعيف الخلقة ،أي أنه مصور بحالة هممي أنممه لممو ختممن لخيممف عليممه
الهلك) .قوله :لم يختن( جواب لو الولى ،فلو خولف وختن ،ضمنه من ختنممه بممالقود أو بالمممال
بشرطهما من المكافأة في القود والعصمة في المال كما مر .ومن ختن مطيقا فمممات ،لممم يضمممنه
إن كان وليا أو مأذونه ،فإن كان أجنبيا ضمنه لتعديه بالمهلك كذا في شرح المنهج) .قوله :إل أن
يغلب على الظن سلمته( أي فإنه يختن )قموله :وينمدب تعجيلمه سمابع المخ( أي لنمه )ص( ختمن
الحسن والحسين رضي ال عنهما يوم سابعهما ويكره قبل السابع ،ول يحسممب مممن السممبعة ،يمموم
ولدته ،لنه كلما أخر قوي عليه .وبه فارق العقيقة ،حيث حسب فيهمما يمموم الممولدة مممن السممبعة،
ولنها بر فندب السراع
] [ 199
إليه) .قوله :فإن أخر( أي الختن عنه :أي سممابع يمموم الممولدة) .قمموله :ففممي الربعيممن( أي
فيختن في الربعين من الولدة) .قوله :وإل( أي وإن لم يختممن فممي الربعيممن ،فيختممن فممي السممنة
السابعة .قال ع ش :وبعدها ينبغي وجوبه على الولي إن تمموقفت صممحة الصمملة عليممه .اه .وهممو
مؤيد لبحث الزركشي السابق) .قوله :لنها( أي السنة السابعة وقت أمر الصبي بالصلة) .قمموله:
لم يختن( أي بعد موته في الصح) .قوله :ويسن إظهار الخ( قال في التحفة بعده :كذا نقلممه جمممع
منا عن ابن الحاج المالكي ،وسكتوا عليه ،وفيه نظممر ،لن مثممل هممذا إنممما يثبممت بممدليل ورد عنممه
)ص( ،فإن أريد أن ذلك أمر استحساني لم يناسبه الجزم بسنيته ،وظاهر كلمهم فممي الممولئم ،أن
الظهار سنة فيهما ،إل أن يقال ل يلزم من نممدب وليمممة الختمان إظهمماره فممي الممرأة .اه) .قموله:
وأما مؤنة الختان( أي من أجرة الخاتن وشراء أدوية وغير ذلك) .قوله :ففممي مممال المختممون( أي
لنه لمصلحته) .قوله :ثم على الخ( أي ثم إن لممم يكممن عنممده مممال ،فهممي واجبمة علممى مممن تلزمممه
مؤنته) .قوله :ويجب أيضا( أي كما يجب الختان) .قوله :قطع سرة المولود( الولى سر -بحذف
التاء -لن السرة ل تقطع .إذ هي الموضع الذي يقطع منه السمر ،والمخمماطب بقطعهمما المولي إن
حضر ،وإل فمن علم به عينا تارة ،وكفاية أخرى ،كإرضاعه لنه واجب فوري ل يقبل التأخير.
فإن فرط فلم يحكم القطع أو نحو الربط التي ضمن) .وقوله :بعد ولدته( أي عقبها) .قموله :بعمد
نحو ربطها( متعلق بقطع )قوله :لتوقف الخ( علة لوجوب القطع بعد نحو الربط) .وقمموله :عليممه(
أي على القطع المذكور )قوله :وحرم تثقيب أنف مطلقمما( أي لصممبي أو صممبية .وعبممارة التحفممة:
ويظهر في خرق النف بحلقة تعمل فيه من فضة أو ذهب أنه حرام مطلقا ،لنه ل زينة في ذلممك
يغتفر لجلها إل عند فرقة قليلة ،ول عبرة بها مع العرف العام ،بخلف ما في الذان فممإنه زينممة
للنساء في كل محل .اه .قال ع ش :ومممع حرمممة ذلممك فل يحممرم علممى مممن فعممل بممه ذلممك وضممع
الخزام للزينة ،ول النظر إليه .اه) .قوله :وأذن صممبي( أي وحممرم تثقيممب أذن الصممبي ،والولممى
لصبي :إذ لفظ أذن من المتن فهو منممون) .قمموله :قطعمما( صممريح فممي أنممه ل خلف فممي حرمتممه،
وليس كذلك ،لن العلمة الرملي استوجه الجممواز مطلقمما فممي الصممبي والصممبية -كممما يعلممم مممن
عبارته فلتراجع ) -قوله :وصبية على الوجه( أي وحرم تثقيب أذن صبية على الوجممه) .قمموله:
لتعليق الخ( متعلق بتثقيب) .وقوله :الحلق( جمع حلقة )قوله :كما صرح به الممخ( أي كممما صممرح
بتحريم تثقيب الذن في الصبي والصبية الغزالي وغيره) .قوله :لنممه( أي التثقيممب ،وهممو تعليممل
للحرمة) .قوله :لم تدع إليه حاجة( أي لم تدع إلى ذلك اليلم حاجة) .قوله :وجوزه( أي التثقيممب
في خصوص الذن مطلقا للصبي والصبية ،وليس راجعا لتثقيب النف أيضا ،كما قد يتبادر مممن
كلمه) .قوله :واستدل( أي الزركشي) .قمموله :بممما فممي حممديث أم زرع( .إعلممم ،أن هممذا الحممديث
أفرده الئمة بالتصنيف ،ولمه ألقمماب كممثيرة أشممهرها ممما ذكممره .ولمه أيضمما طممرق كممثيرة بعضممها
موقوف ،وبعضها مرفوع ،والمرفوع -كما في رواية عبد ال بن مصعب -عممن عائشممة رضممي
ال تعالى عنها قالت :دخل علي رسول ال )ص( فقال :يا عائشة :كنت لك كأبي زرع لم زرع.
فقلت :يا رسول ال :وما حديث أبي زرع وأم زرع ؟ قال :جلست إحمدى عشمرة اممرأة فتعاهمدن
وتعاقدن أن ل يكتمن من أخبار أزواجهن شيئا ،فقالت الولى :زوجي لحم جمل غممث علممى رأس
جبل وعر ،ل سهل فيرتقي ول سمين فينتقل .قالت الثانية :زوجي ل أثير خبره إني أخمماف أن ل
أذره ،إن أذكره أذكر عجره وبجره .قالت الثالثة :زوجي العشنق إن أنطق أو أطلق ،وإن أسممكت
أعلق .قالت الرابعة :زوجي كليل تهامممة ل حممر ول قممر ،ول مخافممة ول سممآمة .قممالت الخامسممة:
زوجي إن دخل فهد ،وإن خرج أسد ،ول يسأل
] [ 200
عما عهد .قالت السادسة :زوجي إن أكل لف وإن شرب اشممتف وإن اضممطجع التممف ،ول
يولج الكف ليعلم البث .قالت السابعة :زوجي عياياء أو غياياء طباقاء كل داء ،لممه داء شممجك ،أو
فلك أو جمع كللك .قالت الثامنة :زوجي المس مس أرنب ،والريح ريح زرنممب .قممالت التاسممعة:
زوجي رفيع العماد ،طويل النجاد ،عظيم الرماد ،قريب البيت من النمماد .قممالت العاشممرة :زوجممي
مالك ،وما مالك ،مالك خيممر مممن ذلممك ،لممه إبممل كممثيرات المبممارك ،قليلت المسممارح ،إذا سمممعن
صوت المزهر أيقن أنهن هوالك .قالت الحادية عشرة :زوجي أبو زرع ،وممما أبممو زرع ؟ أنمماس
من حلي أذني ،ومل من شحم عضدي ،وبجحنممي فبجحممت إلممى نفسممي .وجممدني فممي أهممل غنيممة
بشق ،فجعلنمي فمي أهمل صمهيل وأطيمط ودائس ومنمق ،فعنمده أقمول فل أقبمح ،وأرقمد فأتصمبح،
وأشرب فأتقمح ،أم أبي زرع .فما أم أبي زرع ؟ عكومها رداح ،وبيتها فساح .ابن أبي زرع فممما
ابن أبي زرع ؟ مضجعه كمسل شطبه ؟ وتشبعه ذراع الجفرة .بنت أبي زرع فما بنت أبي زرع
؟ طوع أبيها ،وطوع أمها ،ومل ء كسائها ،وغيممظ جارتهمما .جاريممة أبممي زرع .فممما جاريممة أبممي
زرع ؟ ل تبث حديثنا تبثيثا ،ول تنقث ميرتنا تنقيثا ،ول تمل بيتنا تعشيشا .قالت :خرج أبو زرع
والوطاب تمخض ،فلقي امرأة معها ولممدان لهمما كالفهممدين يلعبممان مممن تحممت خصممرها برمممانتين
فطلقني ونكحها ،فنكحت بعده رجل سمريا ،ركمب شمريا ،وأخممذ خطيمما ،وأراح علممي نعممما ثريمما،
وأعطاني من كل رائحة زوجا ،وقال :كلي أم زرع وميري أهلك ،فلو جمعت كممل شممئ أعطممانيه
ما بلغ أصغر آنية أبي زرع :قالت عائشة رضي ال عنها :فقال لي رسول ال م )ص( :كنممت لممك
كأبي زرع لم زرع وحيث سقنا الحديث بتمامه ،فلنتمم الفائدة بشممرح كلممماته بالختصممار تبركمما
بذلك .فقوله في الحديث قالت الولى :زوجي لحم جمل غث ،أي كلحم الجمممل شممديد الهممزال فممي
الرداءة .وقوله :على رأس جبل أي كائن ذلك اللحم على رأس جبل .وقوله :ل سممهل فيرتقممي أي
ليس ذلك الجبل سهل فيصعد إليه .وقوله :ول سمين أي ذلمك اللحمم فينتقمل إلمى المبيوت .والكلم
على اللف غير المرتب .والمقصود من ذلك :المبالغة في تكبره ،وسوء خلقمه مممع كمونه مكروهمما
رديئا .وقوله :قالت الثانية زوجي ل أثير خبره :أي ل أظهره .قوله :إني أخاف أن ل أذره أي ل
أترك عدم ترك الخبر بأن أذكره والمقصمود أنهما تريممد أن ل تممذكر خمبره ،لنهمما تخمماف الشمقاق
والفراق وضياع العيال ،لنها إن تذكره تذكر عجره وبجره :أي سائر عيمموبه الظمماهرة والخفيممة.
وقوله :قالت الثالثة :زوجي العشنق -بعين مهملة وشين معجمة مفتوحتين ونون مفتوحممة مشممددة
-وهو الطويل المستكره في طوله النحيف .قوله :إن أنطممق أطلممق أي إن أنطممق بعيمموبه تفصمميل
يطلقني لسوء خلقه ،ول أحب الطلق لحاجتي إليمه) .وقموله :وإن أسممكت أعلممق( أي وإن أسممكت
عن عيوبه يصيرني معلقة ،وهي المرأة التي ل هممي مزوجمة بممزوج ينفممع ،ول مطلقممة تتوقممع أن
تتزوج .وقوله :وقالت الرابعة :زوجي كليل تهامة ،أي في العتدال وعدم الذى وسهولة أمممره -
كما بينته بقولها بعد ل حر ول قر -أي ل ذو حرارة مفرطة ،ول ذو قر بفتح القاف ،أي برودة.
وبقولها :ل مخالفة ول سآمة( أي ل ذو مخافة ول ذو سآمة) .وقوله :وقالت الخامسممة زوجممي إن
دخل فهد( أي فهو كالفهممد بفتمح الفمماء والهمماء ،وفممي الوثموب علممي لرادة الجممماع ،أو فممي النموم
والتمرد ،فهو يحتمل المدح والذم .وقوله :وإن خممرج أسممد :أي فهممو كالسممد أي فممي فضممل قمموته
وشجاعته ،أو في غضبه وسفهه فيحتمل أيضا المدح والذم) .وقوله :ول يسأل عما عهد( أي علم
في بيته من مطعم ومشرب وغيرهما ،إما تكرما وإما تكاسل ،فهممو محتمممل أيضمما للمممدح والممدم.
وقوله :وقالت السادسة :زوجي إن أكممل لممف -بتشممديد الفمماء -أي كممثر وخلممط صممنوف الطعممام،
ومرادها أنه إن أكل لم يبق شئ للعيال ،وأكل الطعام بالستقلل) .وقوله :وإن شرب اشممتف( أي
شرب الشفافة بضم الشين ،وهي بقية الماء في قعر الناء) .وقوله :وإن اضطجع التممف( أي وإن
اضطجع التممف فممي ثيممابه وتغطممى بلحمماف منفممردا فممي ناحيممة وحممده ،ول يباشممرها فل نفممع فيممه.
)وقوله :ول يولج الكف ليعلم البمث( أي ول يممدخل يممده تحمت ثيابهمما عنممد مرضممها ليعلمم الحمزن
والمرض .والمراد ل شفقة عنمده عليهما حمتى فمي حمال مرضمها فكمأنه أجنمبي) .وقموله :وقمالت
السابعة :زوجي عياياء( بفتح العين المهملة وتحتيتين بينهما ألف وهو من البممل الممذي عيممى مممن
الضراب ،ومرادها أنه عنيممن ل يقممدر علممى الجممماع) .وقمموله :أو غيايمماء( بفتممح الغيممن المعجمممة
وتحتيتين كالذي قبله :أي ذو غي وهو الضللة أو الخيبة) .وقوله :طباقاء بفتح أوله ممممدودا( أي
أحمق تنطبق عليه المور فل يهتدي لها) .وقوله :كل داء له دواء( أي كل داء يعرف في النمماس
فهو داء له .والمراد أنه اجتمع فيه سائر العيوب
] [ 201
والمصائب .وقوله :شجك بتشديد الجيم وكسر الكمماف أي جرحممك إن ضممربك .وقمموله :أو
فلك -بتشديد اللم وكسر الكاف أيضا -بمعنممى كسممرك) .وقمموله :أو جمممع كل( أي مممن الجممرح
والكسممر لممك .والمممراد أنممه ضممروب لهمما ،فممإن ضممربها شممجها أو كسممر عظمهمما ،أو جمممع الشممج
والكسر ،لسوء عشرته مع الهل) .وقوله :وقالت الثامنة :زوجممي المممس مممس أرنممب( أي كمممس
الرنب في اللين والنعومة) .وقوله :والريح ريح زرنب( أي وريحه كريممح الزرنممب ،وهممو نمموع
من النبات طيب الرائحة) .وقوله :قالت التاسعة :زوجي رفيع العماد( أي شممريف الممذكر ،ظمماهر
الصيت .وقوله :طويل النجاد -بكسر النون -حمائل السيف ،وطولها يستلزم طول القامممة ،وهممو
المراد .وقوله :عظيم الرماد ،أي عظيم الكرم والجود على سممبيل الكنايممة) .وقمموله :قريممب الممبيت
من الناد( أي قريب المنزل من النادي الذي هو مجتمع القموم) .وقموله :وقمالت العاشمرة :زوجمي
مالك( أي اسمه مالك .وقوله :وما مالك ؟ استفهام تعظيم وتفخيم ،فكأنها قالت :مالك شممئ عظيممم،
ل يعرف لعظمته ،فهو خير مما يثنى عليه به .وقوله :مالك خير من ذلك :أي من كل زوج سمبق
ذكره .وقوله :له إبل كثيرات المبممارك :جمممع مممبرك ،وهممو محممل بممروك البعيممر .وقمموله :قليلت
المسارح :جمع مسرح ،وهو محل تسريح الماشية ،والمراد أنه لستعداده للضيفان يتركها باركممة
بفناء بيته كثيرا ،ول يوجههما للرعي إل قليل ،حممتى إذا نممزل بممه ضمميف كممانت حاضممرة عنممده،
ليسرع إليه بلبنها أو لحمها .وقوله :إذا سمعت صمموت المزهممر -بكسممر الميممم -أي العممود الممذي
يضرب به عند الغناء .وقوله :أيقن أنهممن هوالممك أي منحممورات للضمميف .وقمموله :قممالت الحاديممة
عشرة زوجي أبو زرع ،وما أبو زرع ؟ الستفهام للتعظيم .وقوله :أناس من حلي أذنممي :أي مل
أذني من الحلى ،وهذا هو محل إسممتدلل الزركشممي ،ونظممر فممي التحفممة فممي السممتدلل بممه ،بممأن
وجود الحلي فيهما ل يدل على حل ذلك التخريق السابق .وقوله :ومل من شحم عضدي :المممراد
وجعلني سمينة بالتربية في التنعم ،وخصت العضدين بالذكر ،لنهما إذا سمنا يسمن سائر الجسد.
وقوله :وبجحني فبجحت إلى نفسي :أي فرحني وعظمني ،ففرحت وعظمت إلممى نفسممي .وقمموله:
وجدني في أهممل غنيمممة بالتصمغير :أي فممي أهممل غنممم قليممل .وقموله :بشممق -بفتمح الشممين -اسممم
موضع :وقوله :فجعلني في أهل صهيل وأطيممط ودائس ومنممق :أي فحملنممي إلممى أهممل خيممل ذات
صهيل ،وإبل ذات أطيط ،وبقر تدوس الزرع ،ومنق ينق الحب وينظفه ،وقمموله :فعنممده أقممول فل
أقبح :أي فأتكلم عنده بأي كلم فل ينسبني إلى القبح ،لكرامتي عليه ولحسن كلمي لديه .وقمموله:
وأرقد فأتصبح :أي فأنام إلى أن يدخل الصباح ،ول يوقظني لخدمته .وقوله :وأشرب فأتقمح :أي
أروى وأدع الماء لكثرته عنده ،مع قلته عند غيمره .وقموله :أم أبمي زرع :لمما ممدحت أبما زرع،
انتقلت إلى مدح أمه .وقوله ،فما أم أبي زرع ؟ إسممتفهام تعظيممم وتفخيممم .وقمموله :عكومهمما رداح:
بضم العين والكاف ،وفتح الراء والدال ،أي أعدالها عظيمممة ثقيلممة ،وقموله :وبيتهمما فسمماح -بفتمح
الفاء -أي واسع .وقوله :ابن أبي زرع :لما مدحت أبا زرع وأمه ،انتقلت إلى مدح ابنممه .وقمموله:
مضجعه كمسل شطبة :أي محل اضطجاعه -وهو الجنب -كشممطبة مسمملولة مممن جريممد النخممل.
والمراد أنه في غاية اللطافة .وقوله :وتشبعه ذراع الجفرة :فيه إشارة إلى قلة أكلمه .وقموله :بنمت
أبي زرع .لما مدحت أبا زرع وأمه وابنه ،انتقلت إلى مدح بنته .وقوله :طوع أبيها وطوع أمهمما:
أي هي مطيعة لهما بارة بهما .وقوله :وملئ كسائها أي مالئة لكسائها لضممخامتها وسمممنها ،وهممذا
ممدوح في النساء .وقوله :وغيظ جارتها :المراد منها ضرتها ،وإنما أغاظتها لغيرتها منها بسبب
مزيد جمالها وحسنها .وقوله :جارية أبي زرع :لما مدحت من تقممدم ،انتقلممت إلممى مممدح جمماريته.
وقوله :ل تبث حديثنا تبثيثا أي ل تنشر كلمنا الذي نتكلم به فيما بيننا نشرا ،لممديانتها .وقمموله :ول
تنقث ميرتنا تنقيثا :أي ل تنقل طعامنا نقل لمانتها وصيانتها .وقوله :ول تمل بيتنمما تعشيشمما :أي
ل تجعل بيتنا مملوءا من القمامة والكناسة ،حتى يصير كأنه عممش الطممائر ،بممل تصمملحه وتنظفممه
لشطارتها .وقوله :قالت -أي أم زرع -خرج أبو زرع :أي من البيت لسفر والوطاب تمخض،
بالبناء للمجهول ،أي أسقية اللبن تحرك لستخراج الزبد من اللبن .وقوله :فلقي :أي أبو زرع في
سممفره .وقمموله :يلعبممان مممن تحممت خصممرها برمممانتين :المممراد أنهمما ذات كفممل عظيممم ،بحيممث إذا
استلقت ،يصير تحت وسطها فجوة يجري فيها الرمان ،فيلعب ولممداها برمممي الرمممانتين .وقمموله:
فطلقني ونكحها :أي فبسبب ذلك طلقنممي وتممزوج علممي .وقموله :رجل سممريا :أي شممريفا .وقموله:
ركب شريا :بفتح الشين وتشديد الياء :أي فرسنا .وقوله :وأخذ خطيا -بتشديد
] [ 202
الطاء المكسورة -أي رمحا .وقوله :وأراح علي نعما ثريا :أي أدخممل علممي نعممما كممثيرة.
وقوله :وأعطاني من كل رائحة زوجا :أي أعطاني من كل بهيمة اثنين اثنين .وقوله ،وقممال كلممي
أم زرع :أي وقال لي ذلك الرجل الذي تزوجته ،كلي ما تشائين يا أم زرع .وقوله :وميري أهلك
أي أعطيهم الميرة :أي الطعام .وقوله :فلو جمعت كممل شمئ المخ تعنمي أن جميمع مما أعطاهما ،ل
يساوي أصغر شئ حقير مما لبي زرع .وفي ذلك إشارة إلى قولهم :ما الحب إل للحممبيب الول
ولذلك كانت السنة تزوج البكر) .وقوله :كنت لك كأبي زرع لم زرع( أي في اللفممة والعطمماء -
ل في الفرقة والخلء -فالتشبيه ليس من كل وجه .وال سبحانه وتعالى أعلم) .قوله :أنه ل بممأس
به( أي أن تثقيب الذن ل بأس به مطلقا) .قوله :لنهممم( أي العممرب )وقمموله :كممانوا يفعلممونه( أي
التثقيب )وقوله :فلم ينكر عليهم الخ( هذا هو محل الستدلل ،وفيه نظممر ،لن التثقيممب سممبق فممي
الجاهلية ،وسكوت النبي )ص( ل يدل على حله .وزعم أن تأخير البيان عن وقت الحاجممة ممتنممع
ل يجدي هنا ،لنه ليس فيه تأخير ذلك ،إل لو سئل عن حكم التثقيب ،أو رأى من يفعله ،أو بلغممه
ذلك ،فهذا هو وقت الحاجة .وأما شئ وقع وانقضى ،ولم يعلم هل فعل بعد أو ل ،فل حاجة ماسة
لبيانه ،نعم لو كان نقل أنهم استمروا على فعله بعد السلم ،ولم ينكممر عليهممم رسممول الم )ص(،
لصلح الستدلل به ،ولم يثبت ذلك -كمما نقلمه فمي التحفمة عمن الغزالمي ونصمها -نعمم ،صمرح
الغزالي وغيره بحرمة تثقيب أذن الصبي أو الصبية ،لنه إيلم لم تدع إليه حاجة .قممال الغزالممي:
إل إن يثبت فيه من جهة النقل رخصه ولم تبلغنا ،وكأنه أشار بممذلك إلممى رد ممما قيممل مممما جممرى
عليه قاضيخان من الحنفية في فتاويه إلى آخر الشرح) .قوله :وفي الرعاية( اسممم كتمماب) .قمموله:
يجوز( أي التثقيب في الذن )قمموله :لغممرض الزينممة( أي بتعليممق الحلممي) .قمموله :ومقتضممى كلم
شيخنا في شرح المنهمماج( عبممارته .والحاصممل :أن الممذي يتمشممى علممى القواعممد حرمممة ذلممك فممي
الصبي مطلقا ،لنه ل حاجة له فيه يغتفر لجلها ذلك التعذيب ،ول نظر لما يتوهم أنممه زينممة فممي
حقه ما دام صغيرا ،لن الحق أنه ل زينة فيه بالنسبة إليه ،وبفرضه هو عممرف خمماص ول يعتممد
به إل في الصبية لما عرف أنه زينة مطلوبة في حقهن قديما وحديثا ،وقد جوز )ص( اللعب لهن
للمصلحة ،فكذا هذا .وأيضا جوز الئمة لوليها صرف مالها فيما يتعلق بزينتها ،لبسا وغيره ،مما
يدعو الزواج إلى خطبتها ،وإن ترتب عليه فوات مال ل في مقابل ،تقديما لمصلحتها المذكورة،
فكذا هنا ينبغي أن يغتفر هممذا التعممذيب لجممل ذلممك .علممى أنممه تعممذيب سممهل محتمممل ،وتممبرأ منممه
سريعا ،فلم يكن في تجويزه لتلك المصلحة مفسدة بمموجه .فتأمممل ذلممك فممإنه مهممم .اه) .قمموله :لممما
عرف أنه( أي التثقيب في الذن زينة .والمراد أنه سبب في الزينة الحاصلة بتعليممق الحلممي ،وإل
فنفس التثقيب ل يعد زينة) .قوله :قديما وحديثا( أي جاهلية وإسلما) .قمموله :تتمممة( أي فممي بيممان
حكممم ممما تتلفممه البهممائم) .قمموله :مممن كممان مممع دابممة( أي سممواء كممان مالكهمما ،أو مسممتعيرها ،أو
مستأجرها ،أو غاصبها ،أو وديعها ،أو مرتهنهمما ،وسمواء كممان مممن ذكممر راكبهمما ،أو سممائقها ،أو
قائدها .وإذا اجتمع الثلثة
] [ 203
-أعني الراكب والسائق والقائد -فيختص الضمان بممالراكب علممى الرجممح ممن وجهيممن،
ولو كان أعمى ثانيهما يكممون الضمممان أثلثمما ،وخممص ع ش كممون الضمممان علممى الراكممب علممى
الرجح ،بما إذا كان الزمام بيده ،وإل فالضمان على ممن الزممام بيمده .ولمو اجتممع سمائق وقمائد
دون راكب ،فالضمان عليهما نصفين ،ولو كان عليها راكبان فالضمان علممى المقممدم منهممما ،لن
سيرها منسوب إليه ،وقيل عليهما لن اليممد لهممما .نعممم ،إن لممم ينسممب إلممى المقممدم فعممل ،كصممغير
ومريض ل حركة له ،وجب الضمان على المؤخر وهو الرديف وحده ،لن فعلها حينئذ منسمموب
إليه ،وكذا لو كان المقدم غير ملتزم للحكام كحربي .هممذا إن كانمما علممى ظهرهمما ،فممإن كممان فممي
جنبيها متحاذيين ،كأن كانا في محارة أو شقدف فالضمان عليهما .فلممو ركممب فممي الوسممط ثممالث،
اختص الضمان به عند العلمة الرملي ،وعند غيره الضمان على الثلثة) .وقمموله :يضمممن الممخ(
أي غالبا ،ومن غير الغالب قد ل يضمن ،كأن أركب أجنممبي صممبيا أو مجنونمما بغيممر إذن الممولي،
فأتلفت شيئا فالضمان على الجنبي ،وكأن نخسها إنسان بغير إذن راكبها ،فرمحت فأتلفت شمميئا،
فالضمان على الناخس .فلو كان بإذنه فالضمان عليه ،وكأن ند بعيره ،أو انفلتممت دابتممه مممن يممده،
فأفسدت شيئا ،فل ضمان عليه لغلبتها له حينئذ ،وكأن كانت الدواب مع راع فهاجت ريح ،وأظلم
النهار فتفرقت منه ،وأتلفت زرعا مثل ،فل ضمان على الراعي فممي الظهممر للغلبمة ،بخلف مما
لو تفرقت لنومه ،فأتلفت شيئا فإنه يضمنه لتفريطه) .وقوله :ما أتلفته ليل ونهارا( قال في المنهج
وشرحه :أي أو ما تلف ببولها أو روثها أو ركضها ولو معتادا بطريممق ،لن الرتفمماق بممالطريق
مشروط بسلمة العاقبة -كما في الجناح والروشن -وهذا ما جزم به في الروضة ،وأصمملها فممي
باب محرمات الحرام ،وهو المنقول عن نص الم والصحاب ،وجزم بممه فممي المجممموع ،وفيممه
إحتمال للمام بعدم الضمان ،لن الطريق ل تخلو منممه ،والمنممع منهمما ل سممبيل إليممه ،وعلممى هممذا
الحتمال جرى الصل ،كالروضة وأصلها هنا .اه) .وقوله :وعلممى هممذا الحتمممال الممخ( اعتمممده
أيضا في النهاية والتحفة ،ومحل الضمان فيما أتلفته الدابة إذا لم يقصر صاحبه ،فممإن قصممر كممأن
وضعه بطريممق ،أو عرضممه لهمما ،فل ضمممان لتفريطممه ،فهممو المضمميع لممماله) .قموله :وإن كممانت
وحدها( أي وإن كانت الدابة سممائرة وحممدها :أي وقممد أرسمملها فممي الصممحراء ،علممى الصممح فممي
الروضة .وقال الرافعي :إنه الوجه .أما لو أرسلها في البلد ،فيضمن مطلقا لمخممالفته العممادة .قممال
في التحفة :وقضيته أن العادة لو اطردت به -أي بإرسالها فممي البلممد -أديممر الحكممم عليهمما أيضمما
كالصحراء ،إل أن يفرق بغلبة ضرر المرسلة بالبلممد ،فلممم تقممو فيهمما العممادة علممى عممدم الضمممان.
ويؤيده قول الرافعي :إن الدابة في البلد تراقب ول ترسل وحدها .اه) .وقوله :لم يضمن صاحبها
الخ( أي للحديث الصحيح بذلك ،الموافق للعادة في حفظ نحممو الممزرع نهممارا ،وحفممظ الدابممة ليل،
ومن ثم لو جرت عادة بلد بعكس ذلك ،إنعكس الحكم ،أو بحفظها فيهما -أي ليل ونهارا -ضمن
فيهما -كما بحثه البلقيني -وقياسه أنها لو جرت بعدمه فيهما لم يضمن فيهممما اه .تحفممة) .قمموله:
إل أن يفرط في ربطها( أي أن الضمان عليه فيما أتلفتممه ليل ،إل إذا لممم يفممرط فممي ربطهمما ،بممأن
أحكمه وأغلق الباب واحتاط على العادة ،فخرجت ليل لنحمو حلهما ،أو فتمح لمص للبماب ،فممإنه ل
ضمان عليه حينئذ لعدم تقصيره) .قوله :وإتلف نحو هرة( دخممل فيممه الطيممر والنحممل ،فقممولهم ل
ضمان بإرسال الطير والنحل ،محمول على غير العادي الذي عهد إتلفه .سم .وقال :ق ل علممى
الجلل :إنه ل ضمان مطلقا ،كممما قمماله شمميخنا ز ي وخ ط ،وخالفهممما شمميخنا م ر اه .بجيرمممي.
)وقوله :عهد إتلفها( أي الهرة ،والولى إتلفه بتذكير الضمير ،والمراد عهد ذلك منه مرتين أو
ثلثا .وقيل يكتفي بمرة .وخرج به التي لم يعهممد ذلممك منهمما ،فل ضمممان فيممه علممى الصممح ،لن
العادة جرت بحفظ الطعام عنها ل ربطها) .وقوله :ضمن( -بفتح الضاد وتشديد الميم المفتوحة -
وضميره المستتر يعود على المبتدأ وهو إتلف ،والجملة خبره) .وقوله :مالكها( أي نحو الهممرة،
والولى أيضا أن يكون مالكه بتذكير الضمير .ولو قال كما في شممرح المنهممج مضمممن لممذي اليممد
لكمان أولمى ،ليهمامه تخصميص ذلمك بالمالمك ،وليمس كمذلك إذ المسمتعير والمسمتأجر ونحوهمما
كالمالك) .وقوله :إن قصر في ربطه( أي نحو
] [ 204
الهرة ،لن هذا ينبغي أن يربط ،ويكفى شره ،وخرج به ما إذا أحكم ربطممه وأغلممق البمماب
واحتاط على العادة ،فانحل من رباطه ،أو فتممح لممص البمماب ،فخممرج وأتلممف فل ضمممان) .قمموله:
وتمدفع الهممرة الضمارية( أي المفترسمة الممتي عهممد منهما ذلمك) .وقموله :علممى نحمو طيممر( متعلممق
بمحذوف صفة :أي الضارية الجانية على نحو طير .وسيأتي محممترزه) .قمموله :كصممائل( متعلممق
بتدفع )وقوله :برعاية الترتيب السابق( متعلق أيضا بتدفع :أي تممدفع بممالخف فممالخف ،كممما فممي
الصائل .ولو أخر قوله كصائل عنه لكان أنسب) .قمموله :ول تقتممل ضممارية سمماكنة( أي ل يجمموز
قتلها حال كونها ساكنة غير جانية على شئ) .وقوله :خلفا لجمع( أي قالوا إنها تقتل ،إلحاقا لهمما
بالفواسق الخمس المأمور بقتلها ،فل يعصمها القتناء ووضممع اليممد عليهمما .تتمممة :لممو كممان بممداره
كلب عقور ،أو دابة جموح ،ودخلها شخص بإذنه ولم يعلمممه بالحممال ،فعضممه الكلممب ،أو جمحتممه
الدابة ،ضمنه ولو كان الداخل بصيرا ،فإن دخل بل إذنه ،أو أعلمه ،فل ضمان لنه المتسبب في
هلك نفسه ،وكذا لو كان ما ذكر خارجا عن داره ،ولو كان بجممانب بابهمما ،فل ضمممان لن ذلممك
ظاهر يمكن الحتراز عنه .وال سبحانه وتعالى أعلم.
] [ 205
باب الجهاد أي باب في بيان أحكام الجهاد :أي القتال في سبيل ال مممأخوذ مممن المجاهممدة،
وهي المقاتلة في سبيل ال .واعلممم ،أنمه ورد فمي الجهماد ممن اليممات والخبمار ممما يطمول ذكممره
ويتعذر حصره ،فمن الول قوله تعالى) * :كتب عليكم القتال وهو كممره لكممم( * وقمموله تعممالى* :
)وقاتلوهم حتى ل تكون فتنة ويكون الدين كله لمم( * وقمموله تعممالى) * :فمماقتلوا المشممركين حيممث
وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد( * وقوله تعمالى) * :أذن المذين يقماتلون
بأنهم ظلموا وأن ال على نصرهم لقدير( * وقوله تعالى) * :إن ال اشترى من الممؤمنين أنفسمهم
وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل ال فيقتلون ويقتلون( * الية .ومممن الثمماني قمموله )ص(:
جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم وقوله عليه السلم :اغزوا في سبيل الم ،ممن قاتممل
في سبيل ال ،فواق نافة وجبت له الجنة .والفواق ما بين الحلبممتين ،وقمموله عليممه السمملم :إن فممي
الجنة مائة درجة أعدها ال للمجاهدين في سبيل ال ،ما بين الدرجتين كما بيممن السممماء والرض
وقوله عليه السلم :ما اغبرت قدما عبد في سبيل ال فتمسممه النممار .وقمموله عليممه السمملم :ل يلممج
النار رجل بكى من خشية ال تعالى ،حتى يعود اللبن في الضرع ،ول يجتمع غبار في سبيل ال م
ودخان جهنم في منخري مسلم أبدا .وقوله عليه السلم :ممن رمممى بسمهم فممي سممبيل الم كممان لمه
كعدل محرر وقوله عليه السلم :من احتبس فرسا في سبيل ال إيمانا بال وتصممديقا بوعممده ،فممإن
شبعه وريه وروثه وبوله في ميزانه يوم القيامة .يعني حسنات .وقد ورد في فضل الشهادة أيضمما
شئ كثير :فمن ذلك قوله تعالى) * :ول تحسبن الذين قتلوا فممي سممبيل الم أمواتمما بممل أحيمماء عنممد
ربهم يرزقون .فرحين بما آتاهم ال من فضله( * وقوله تعالى) * :والذين قتلوا في سبيل ال فلممن
يضل أعمالهم .سيهديهم ويصلح بالهم .ويدخلهم الجنة عرفها لهم( * وقوله )ص( :إن للشهيد عند
ال سبع خصمال :أن يغفمر لمه فمي أول دفعمة ممن دممه ،ويمرى مقعمده ممن الجنمة ،ويحلمى حليمة
اليمان ،ويجار من عذاب القمبر ،ويمأمن ممن الفمزع الكمبر ،ويوضمع علمى رأسمه تماج الوقمار:
الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها ،ويزوج اثنين وسبعين زوجة من الحمور العيمن ،ويشمفع فمي
سبعين من أقاربه .واعلم ،أنه ينبغي لكل مسلم أن ينوي الجهاد في سممبيل المم ،ويحممدث نفسممه بممه
حتى يسلم من الوعيد الوارد في ترك ذلك ،وذلك لقوله عليه الصلة والسلم :من مات ولممم يغممز
ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شبهة من النفاق وينبغي الكثار من سؤال الشممهادة .قممال عليممه
الصلة والسلم :من سأل ال الشهادة بصدق ،بلغه ال منازل الشممهداء ،وإن مممات علممى فراشممه.
نسأل ال العظيم أن يمن علينا بالشهادة وبالحسنى وزيادة.
) (1سورة البقرة ،الية (2) .216 :سورة البقرة ،الية (3) .193 :سورة التوبة ،الية (4) .5 :سورة الحج ،الية.39 :
) (5سورة التوبة ،الية (6) .111 :سورة آل عمران ،الية (7) .169 :سورة محمد ،الية.4 :
] [ 206
)قوله :هو( أي الجهاد فرض كفاية ،أما كونه فرضا فبالجماع .وأممما كممونه علممى الكفايممة
فلقوله تعالى) * :ل يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سممبيل ال م
بأموالهم وأنفسهم ،فضل ال المجاهدين بأموالهم وأنفسمهم علمى القاعمدين درجممة ،وكل وعمد الم
الحسنى( * ففاضل بين المجاهدين والقاعدين ،ووعد كل الحسنى وهي الجنة ،والعاصي ل يوعد
بها .ول يفاضل بين مأجور ومأزور .وقال تعالى) * :فلول نفر من كل فرقة منهممم طائفممة( * أي
ومكثت طائفممة * )ليتفقهمموا( * أي الممماكثون * )فممي الممدين ولينممذروا قممومهم إذا رجعمموا إليهممم( *
فحثهم على أن تنفر طائفة فقط .فدل ذلك على أن الجهاد فرض كفاية ،ل فرض عين) .قوله :كل
عام( أي لفعله )ص( إياه كل عام منذ أمر به ،وكإحياء الكعبممة فممإنه فممرض كفايممة فممي كممل عممام.
)وقوله :ولو مرة( أي ولو فعل في كل عام مرة ،فإنه يكفي ،والمرة في الجهاد هي أقله .وعبممارة
المغني :أقل الجهاد مرة في السنة كإحياء الكعبة ،ولقوله تعممالى) * :أول يممرون أنهممم يفتنممون فممي
كل عام مرة أو مرتين( * .قال مجاهد :نزلت فمي الجهماد ،ولن الجزيمة تجمب بمدل عنمه ،وهمي
واجبة في كل سنة ،فكذا بدلها ،فإن زاد على مرة فهو أفضل .وتحصل الكفاية بأن يشممحن المممام
الثغور بمكافئين للكفار ،مع إحكام الحصمون والخنمادق وتقليمد الممراء ،أو بمأن يمدخل الممام أو
نائبه دار الكفممر بممالجيوش لقتممالهم ،ووجمموب الجهمماد وجمموب الوسممائل ل المقاصممد :إذ المقصممود
بالقتال إنما هو الهداية ،وما سواها من الشهادة .وأما قتل الكفار فليممس بمقصممود ،حمتى لمو أمكمن
الهداية بإقامة الدليل بغير جهاد كان أولى من الجهاد .اه .بحذف .ثم إن محل الكتفمماء فيممه بمممرة
إذا لم يحتج إلى زيادة ،احتيج إليها ،زيممد بقممدر الحاجممة) .قمموله :إذا كممان الممخ( قيممد لكممونه فممرض
كفاية :أي أنه فرض كفاية في كل عام إذا كان الكفار حالين في بلدهممم لممم ينتقلمموا عنهمما) .قمموله:
ويتعين( أي الجهماد ،أي يكمون فمرض عيمن ،والملئم أن يقمول وفمرض عيمن المخ) .وقموله :إذا
دخلوا بلدنا( أي بلدة من بلد المسلمين ومثل البلدة القريممة وغيرهمما) .قمموله :كممما يممأتي( أي فممي
المتن في قوله وإن دخلوا بلدة لنا تعين الخ) .قوله :وحكم فرض الكفاية( أي مطلقا جهادا كممان أو
غيره) .قوله :أنه إذا فعله من فيهم كفايممة( أي لمقاومممة الكفممار ،وإن لممم يكونمموا مممن أهممل فممرض
الجهاد ،كالصبيان والمجانين والنساء ،وذلك لنه أقوى نكاية في الكفار )وقوله :سقط الحرج( أي
الثم )وقوله :عنه( أي عن الفاعل إن كان من أهله) .وقوله :وعممن البمماقين( أي الممذين لممم يفعلمموا
الجهاد لحصول الكفاية بفعل ممن فيمه كفايمة )قموله :ويمأثم المخ( داخمل فمي حكمم فمرض الكفايمة.
)وقوله :من ل عذر له من المسلمين( فإن كان به عممذر فل يممأثم) .وقمموله :إن تركمموه( أي كلهممم.
)وقوله :وإن جهلموا( أي يمأثمون بمالترك ،وإن كممانوا جماهلين بفرضمية الجهماد عليهمم .قمال فمي
التحفة :أي وقد قصروا في جهلهم به ،أخممذا مممن قممولهم لتقصمميرهم ،كممما لممو تممأخر تجهيممز ميممت
بقرية :أي ممن تقضي العادة بتعهده ،فإنه يأثم وإن جهل موته ،لتقصيرهم بعدم البحممث عنممه .اه.
)قوله :وفروضها( أي الكفاية كثيرة ،ولما كان شأن فروض الكفاية مهما لكثرتها وخفائهمما ،ذكممر
جملة منها هنا) .قوله :كقيام بحجج دينية( أي وقيام بحل مشكلة في الدين ،وإنما كان ما ذكر مممن
فروض الكفايممات لتنممدفع الشممبهات ،وتصممفو العتقممادات عممن تمويهممات المبتممدعين ،ومعضمملت
الملحدين ،ول يحصل كمال ذلك إل بإتقان قواعد علم الكلم ،المبنية على الحكميممات واللهيممات.
ومن ثم قال المام :لو بقي الناس على ما كانوا عليه في صفوة السلم ،لما أوجبنا التشمماغل بممه،
وربما نهينا عنه -أي كما جاء عن الئمة كالشافعي ،بل جعله أقبح مما عدا الشرك .فأممما الن -
وقد ثارت البدع ول سبيل إلى تركها تلتطم -فل بد من إعداد ممما يممدعي بممه إلممى المسمملك الحممق،
وتحل به الشبهة فصار الشتغال بأدلة المعقول ،وحممل الشممبهة مممن فممروض الكفايممات ،وأممما مممن
استراب في أصل من أصول العتقاد فيلزمه السعي في إزالته،
) (1سورة النساء ،الية (2) .95 :سورة التوبة ،الية (3) .122 :سورة التوبة ،الية.122 :
] [ 207
حتى تستقيم عقيدته .اه .تحفة) .قوله :وهممي الممبراهين الممخ( أي أن الحجممج هممي الممبراهين
الدالة على إثبات الصانع سبحانه وتعالى ،وإثبات ما يجب له سبحانه وتعالى من الصفات المتقدم
بيانها في أول الكتاب ،وإثبات ما يستحيل عليه منها) .قوله :وعلى إثبات النبوات( أي والممبراهين
الدالة على إثبات ما يتعلق بالنبياء مما يجب لهم من الصفات ،ويستحيل عليهم منها) .قوله :وممما
ورد به الشرع( أي من كل ما أخبر به الشارع )ص( من البعث ،والنشور ،والحساب ،والعقاب،
ودخول الجنة ،وغير ذلك) .قوله :وعلوم شرعية( أي وكقيام بعلوم شرعية ،فهمو معطموف علممى
بحجج) .وقوله :كتفسير الخ( تمثيل لها) .وقوله :زائد( صفة لفقه :أي وفرض الكفايممة منممه القيممام
بالزائد على ما ل بد منه ،أممما القيممام بممما ل بممد منممه فهممو فممرض عيممن) .قمموله :وممما يتعلممق بهمما(
معطوف على علوم شرعية ،وليس معطوفا على تفسير الخ .لفادته أنه من العلوم الشممرعية مممع
أنه ليس منها .والمراد بما يتعلق بالعلوم الشرعية ،ما تتوقف عليممه مممن علمموم العربيممة ،وأصممول
الفقه ،وعلم الحساب ،المضطر إليه في المواريث والقارير والوصايا ،فتجب الحاطة بذلك كلممه
لشدة الحاجة إليه) .قوله :بحيث يصلح للقضاء والفتاء( مرتبمط بعلموم شمرعية ،والبماء لتصموير
القيام بها ،الذي هو فرض كفاية :أي ويتصور القيام بها المسقط للحرج ،بأن يتلبس بحالة هي أن
يصلح للقضاء أو الفتاء .قال في النهاية :وإنما يتوجه فرض الكفاية في العلم على كل مكلف حر
ذكر غير بليد مكفي ولو فاسقا ،غير أنه ل يسقط به لعدم قبول فتواه ،ويسقط بالعبممد والمممرأة فممي
أوجه الوجهين .وبقوله غير بليد مع قول المصنف رحمه ال تعالى كممابن الصمملح ،أن الجتهمماد
المطلق انقطع من نحو ثلثمائة سنة ،يعلم أنه ل إثم على الناس اليوم بتعطيل هذا الفممرض ،وهممو
بلمموغ درجممة الجتهمماد المطلممق ،لن النمماس صمماروا كلهممم بلممداء بالنسممبة إليهمما .أي إلممى درجممة
الجتهمماد .اه .ومثلممه فممي التحفممة) .قمموله :للحاجممة إليهممما( أي إلممى القضمماء والفتمماء ،وهممو علممة
لتصوير القيام بها بما ذكر) .قوله :ودفممع ضممرر معصمموم( يصممح عطفممه علممى قيممام ،أي وكممدفع
ضرر الخ ،ويصح عطفه على حجج :أي وكالقيام بدفع .قال في النهاية :هل المممراد بممدفع ضممرر
من ذكر ما يسد الرمق أم الكفاية ؟ قولن أصحهما ثانيهما ،فيجب في الكسوة ما يستر كل البدن،
على حسب ما يليق بالحال من شتاء وصيف .ويلحق بالطعام والكسمموة ممما فممي معناهممما ،كممأجرة
طممبيب ،وثمممن دواء ،وخممادم منقطممع - ،كممما هممو واضممح .اه) .وقمموله :معصمموم( خممرج غيممره
كالحربي والمرتد وتارك الصلة ،فل يجب دفع ضررهم) .قوله :من مسلم الخ( بيان للمعصمموم.
)قوله :جائع( صفة لمعصوم) .وقموله :لمم يصمل لحالمة الضمطرار( أمما إذا وصمل إليهما فيجمب
إطعامه على كل من علم به ،ولو لم يزد ما عنده عن كفايممة سممنة ،وإن كممان يحتمماجه عممن قممرب.
)قوله :أو عار( معطوف علممى جممائع) .قمموله :أو نحوهممما( أي نحممو الجممائع والعمماري كمريممض.
)قوله :والمخاطب به( أي بدفع الضرر عمن ذكر) .قوله :بما زاد( متعلممق بموسممر) .قمموله :عنممد
اختلف الخ( متعلق بالمخاطب :أي أن المخاطب بممدفع الضممرر الموسممر عنممد عممدم انتظممام بيممت
المال ،وعدم وفاء الزكاة ،أو نحوها بكفايته ،فإن لم يختل ما ذكر ،أو وقت الزكمماة بهمما ،ل يكممون
الموسر هو المخاطب به ،بل يكون دفع ضرره من بيت المال أو من الزكاة) .وقوله :وعدم وفاء
زكاة( أي أو نذر أو وقف أو وصية ،بسد حاجات المحتاجين) .قوله :وأمر بمعروف( أي وكممأمر
بمعروف أو قيام بأمر الخ ،فهو بالجر معطوف على قيام أو على حجج كما تقدم .واعلم أنممه ورد
في المر بالمعروف والنهي عن المنكر ممن اليمات والخبمار شمئ كمثير ل يكماد يحصمر ،فممن
الول قوله تعالى) * :ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر
وأولئك هم المفلحون( * ومن
] [ 208
الثاني قوله عليه السلم :من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ،فإن لم يستطع فبلسانه ،فإن لممم
يستطع فبقلبه .وذلك أضعف اليمان وفي رواية أخرى :ليس وراء ذلك -يعني النكار بممالقلب -
من اليمان مثقال ذرة وقموله عليمه الصمملة والسمملم :ليممس منمما ممن لممم يرحمم صممغيرنا ،ويموقر
كبيرنا ،ويأمر بالمعروف ،وينهى عن المنكر) .قوله :أي واجبات الخ( تفسممير للمعممروف :أي أن
المراد به شيئان واجبان ،الشرع والكممف عممن محرممماته) .وقمموله :فشمممل( أي المممر بممالمعروف
والنهممي عممن المنكممر ،وهممو تفريممع علممى تفسمميره المعممروف بممما ذكممر .وبيممان ذلممك أنممه إذا أريممد
بالمعروف ما يشمل الكف عن المحرم ،وأريد من المر المر اللغوي ،وهو الطلممب سممواء عممبر
عنه بصيغة المر الصطلحي ،أو بصيغة النهي ،صدق ذلك بالنهي عممن المنكممر .إذ هممو طلممب
الكف عن المحرم .والقصد من ذلك كله دفع ما يرد على اقتصاره على المر بالمعروف ،من أن
مقتضاه أن النهي عمن المنكممر ،ليممس ممن فمروض الكفايممة ،مممع أنمه منهما .وحاصمل الجمواب أن
عبارته صادقة به أيضا ،فل إيراد) .قوله :لكن محله( أي محل وجوب المر بالمعروف والنهممي
عن المنكر) .وقوله :مجمع عليه( صفة لكل من واجب ومن حرام ،والمجمع عليه منهممما هممو ممما
علم وجمموبه بالنسممبة للول ،وتحريمممه بالنسممبة للثمماني مممن الممدين بالضممرورة .والول :كالصمملة
والزكمماة والحممج وغيممر ذلممك ،والثمماني :كالزنمما واللممواط وشممرب الخمممر .وخممرج بممالمجمع عليممه
المختلف فيه منهما ،فليس القيام به من فروض الكفايمة ،فل يمأمر الشمافعي الحنفمي بالبسمملة فمي
الفاتحة ،كما أنه ل ينهى المالكي عن استعمال الماء القليل الواقع فيه نجاسممة لممم تغيممره ،ول يممرد
حد الشافعي حنفيا شرب نبيذا يري إباحته لضعف أدلته ،ولن العبرة بعد الرفع للقاضي بإعتقمماده
فقط) .قوله :أو في اعتقاد الفاعل( معطوف على مجمع عليه :أي أو واجب أو حممرام فممي اعتقمماد
الفاعل ،فله أن يأمر به أو ينهى عنه ،وإن كان علمى خلف اعتقماده .قمال فمي النهايمة :ول ينكمر
العالم مختلفا فيه ،حتى يعلم من فاعله اعتقاد تحريمممه لممه حممال ارتكممابه ،لحتمممال أنممه حينئذ قلممد
القائل بحله أو أنه جاهل بحرمته ،أما من ارتك ب ما يرى إباحته بتقليد صحيح ،فل يحل النكممار
عليه .اه) .قوله :والمخاطب به( أي بالمر بالمعروف الشامل للنهي عن المنكر )قوله :لممم يخممف
الخ( قال في الروض وشرحه :ول يسقط المر بالمعروف والنهي عن المنكر ،إل لخمموف منهمما
على نفسه أو ماله أو عضوه أو بضعه ،أو لخمموف مفسممدة علممى غيممره أكممثر مممن مفسممدة المنكممر
الواقع ،أو غلب على ظنه أن المرتكب يزيد فيما هو فيه عنممادا .اه) .قمموله :وإن علممم عممادة الممخ(
غاية لقوله والخاطب به كل مكلف :أي هو مخاطب بما ذكر ،وإن علم عادة أن أمممره أو نهيممه ل
يفيد المأمور أو المنهي شيئا .قال في الروض وشرحه :ول يختص المر بالمعروف والنهي عن
المنكر بمسموع القول ،بل عليه -أي على كل مكلف -أن يممأمر وينهممى وإن علممم بالعممادة أنممه ل
يفيد ،فإن الذكرى تنفع المؤمنين ،فل يسقط ذلك عن المكلممف بهممذا العلممم ،لعممموم خممبر :مممن رأى
منكم الخ ،ول يشترط في المر والناهي كونه ممتثل ما يأمر به مجتنبا ما ينهممى عنممه ،بممل عليممه
أن يأمر وينهى نفسه وغيره ،فإن اختل أحدهما لم يسقط الخر .اه) .قموله :بممأن يغيممره( تصمموير
للنهي عن المنكر المندرج تحت المر بالمعروف .وعبارة فتح الجمواد بعممد قمموله والمخمماطب بممه
الخ :فعليه إنكاره حينئذ بأن يغيره الخ .اه) .قوله :بكل طريق أمكنه( أي بكل شئ ممكن له يزيممل
به المنكر) .وقوله :من يد الخ( بيان للطريق )وقوله :فاستغاثة بممالغير( أي يسممتغيث بغيممره لجممل
أن يعينه على إزالة المنكر) .قوله :فإن عجز( أي عن تغيير بيده الخ) .وقوله :أنكممره بقلبممه( قممال
في التحفة .تنبيه :ظاهر كلمهم أن المر والنهي بالقلب من فروض الكفايممة ،وفيممه نظممر ظمماهر،
بل الوجه أنه فرض عين ،لن المراد منهما بممه الكراهممة والنكممار بممه ،وهممذا ل يتصممور فيممه أن
يكون إل فرض عين .فتأمله فإنه مهم نفيس .اه.
] [ 209
)قوله :وليس لحد البحث الخ( قال سمميدنا الحممبيب عبممد الم الحممداد فممي نصممائحه الدينيممة.
واعلم ،أنه ليس بواجب على أحد أن يبحث عن المنكرات المستورة ،حتى ينكرهمما إذا رآهمما ،بممل
ذلك محرم لقوله تعالى) * :ول تجسسوا( * ولقول النبي عليه السلم :من يتتبع عورة أخيه يتتبممع
ال عورته الحديث ،وإنما الواجب هو المر بالمعروف عندما ترى التاركين له في حال تركهممم،
والنكار للمنكر كذلك ،فاعلم هذه الجملة فإنا رأينا كثيرا من الناس يغلطون فيها .ومممن المهممم أن
ل تصدق ول تقبل كل ما ينقل إليك من أفعال الناس وأقوالهم المنكرة ،حتى تشاهد ذلك بنفسك أو
ينقله إليك مؤمن تقي ل يجازف ول يقول إل الحق ،وذلك لن حسن الظن بالمسمملمين أمممر لزم،
وقد كثرت بلغات الناس بعضهم على بعض ،وعم التساهل في ذلك ،وقلممت المبممالة ،وارتفعممت
المانمة ،وصمار المشمكور عنمد النماس ممن وافقهمم علمى أنفسمهم -وإن كمان غيمر مسمتقيم لم -
والمذموم عندهم من خالفهم -وإن كممان عبممدا صممالحا -فممتراهم يمممدحون مممن ل يسممتأهل المممدح
لموافقته إياهم ،وسكوته على باطلهم ،ويذمون من يخالفهم وينصحهم في دينهم .هذا حممال الكممثر
إل من عصم ال ،فوجب الحتراز والتحفظ والحتياط فممي جميممع المممور ،فممإن الزمممان مفتممون،
وأهله عن الحق ناكبون ،إل من شاء ال منهم -وهم القلون -اه )قوله :والتجسس( هممو البحممث
عما ينكتم عنممك مممن عيمموب المسمملمين وعمموراتهم ،فحينئذ عطفممه علممى البحممث مممرادف) .قمموله:
واقتحام الدور( أي الدخول فيها من غير إذن صاحبها) .قوله :بالظنون( متعلق بكل من المصادر
السابقة) .قوله :نعم الخ( استدراك من قوله ليس لحد الخ .لنه يوهم أنه ليس له ذلك ،ولو أخبره
ثقة بشخص اختفى بمنكر الخ ،مع أنه ليس كذلك ،فدفع هذا اليهام بالستدراك المممذكور) .قمموله:
بمن اختفى بمنكر الممخ( أي لرادة فعمل منكمر ل يتمدارك لمو فعممل كالقتممل والزنما ،فممإنه ل يمكممن
تداركهما بعد حصولهما ،بخلف ما يتدارك كالغصب والسرقة فل يلزمممه فيممه ذلممك ،فممإنه يمكممن
تدارك المغصوب بعد غصبه ،والمسروق بعد سرقته) .قوله :لزمه ذلك( أي ما ذكمر ممن البحممث
والتجسس واقتحام الدور) .قوله :ولو توفق النكار( أي للمنكر :أي إزالته) .وقمموله :علممى الرفممع
للسلطان( متعلق بتوقف) .قوله :لم يجب( أي الرفع إلى السلطان) .قوله :لما فيه( أي فممي الرفممع.
)وقوله :من هتك حرمة( أي من كشف وفضيحة حرمة المرتكب ،وقد أمرنمما بسممترها ممما أمكممن.
)وقوله :وتغريم مال( أي تغريم السلطان المرتكب مال ،وهذا إن كممان المنكممر الممذي ارتكبممه فيممه
تغريم ماله ،أو كان السلطان جائرا يأخممذ مممال نكممال) .قمموله :ولممه( أي لبممن القشمميري) ،وقموله:
احتمال بوجوبه( أي الرفع للسلطان) .وقوله :إذا لم ينزجممر( أي مرتكممب المنكممر إل بممالرفع إليممه
)قوله :وهو( أي هذا الحتمال الوجه) .قوله :صممريح فيممه( أي فممي هممذا الحتمممال .تتمممة :يجممب
علممى المممام أن ينصممب محتسممبا يممأمر بممالمعروف وينهممى عممن المنكممر ،وإن كانمما ل يختصممان
بالمحتسب ،فيتعين عليه المر بصلة الجمعة إذا اجتمعت شروطها ،وكذا بصلة العيممد وإن قلنمما
إنها سنة .فإن قيل :قال المام :معظم الفقهاء على أن المر بممالمعروف فممي المسممتحب مسممتحب،
وهنا مستحب .أجيب :بأن محله في غير المستحب ،ول يقاس بالوالي غيره ،ولهذا لو أمر المام
بصلة الستسقاء أو صومه صار واجبا ،ول يأمر المخالفين له في المذهب بما ل يجوزونه ،ول
ينهاهم عما يرونه فرضا عليهم أو سنة لهم .اه .مغني) .قوله :وتحمل شهادة( أي وكتحمل شهادة
أو قيام بتحمل شهادة فيجري عليه ما مر من العطف على قيام ،أو على حجج ،فهو مممن فممروض
الكفاية) .قوله :على أهل له( أي للتحمل :أي بأن يكون مكلفا حرا ذا مروءة وعدالة) .قوله:
) (1سورة الحجرات ،الية .12 :حاشية إعانة الطالبين ج 4م 14
] [ 210
حضر إليه( أي إلى الهل الذي يجب عليه التحمل) .قوله :أو طلبه( أي أو طلب المشهود
عليه الهل الذي يريد التحمل) .وقوله :إن عذر بعذر جمعة( قيد في كون التحمل يجب بممالطلب:
أي محل وجوبه عليه بالطلب إن عذر :أي الطالب المشهود عليه ،فإن لم يعممذر ل يجممب التحمممل
بالطلب .وعبارة المغني :وتحمل الشهادة إن حضر المشهود عليه ،فإن دعا الشاهد المتحمممل ،لممم
يجب عليه إل إن دعاه قاض أو معذور بمرض أو نحوه .اه) .قوله :وأدائها( أي وكأداء الشممهادة
والقيام بأداء الشهادة فهو من فروض الكفاية) .وقوله :إن كممان أكممثر ممن نصماب( قيممد فمي كمونه
فرض كفاية :أي محل كون الداء فرض كفاية على المتحمل إن كان أكثر من نصاب .والنصاب
في الشهود يختلف ،ففي نحو الزنما أربعممة ،وفممي الممموال والعقمود رجلن ،أو رجممل وامرأتمان،
ولما يظهر للرجال غالبا كنكاح وطلق وعتق رجلن .وهكممذا وسمميذكر ذلممك فممي بمماب الشممهادة.
)قوله :وإل الخ( أي وإن لم يكن المتحمل أكثر من نصمماب ،بممل كممان نصممابا فقممط ،فيكممون الداء
فرض عين .قال في المغني .تنبيه :التحمل يفارق الداء من جهة أن التحمممل فممرض كفايممة علممى
الناس ،والداء على من تحمل دون غيره .قاله الماوردي في باب الشهادة :وفممرض الداء أغلممظ
من فرض التحمل لقوله تعالى) * :ول تكتموا الشهادة( * اه) .قوله :وكإحيمماء الممخ( عطممف علممى
قوله كقيام .وانظر لم أعاد العامممل ؟ والولممى عممدم ذكممره لكممون المعطوفممات علممى نسممق واحممد،
فإحياء الكعبة -أي قصدها بالنسك من جمع -يحصل بهم للشعار فرض كفاية كل عام) .وقمموله:
بحج وعمرة( فل يكفممي إحياؤهمما بأحممدهما ،ول بغيرهممما كالصمملة والعتكمماف .تنممبيه :قمماله فممي
المغني :ول يشترط في القائمين بهذا الفرض قدر مخصمموص ،بممل الفممرض أن يحجهمما كممل سممنة
بعض المكلفين .قاله في المجموع .قال السنوي :ويتجه اعتباره من عدد يظهممر بهممم الشممعار اه.
ونوزع في ذلك .فإن قيل :كيف الجمع بين هذا وبين المتطمموع بالحممج ،لن إحيمماء الكعبممة بالحممج
من فروض الكفايات فكل ،وقد يجيئون كل سنة للحج ،فهم يحيون الكعبة ،فمن كان عليممه فممرض
السلم حصل ما أتى به سقوط فرضه ،وممن لمم يكمن عليمه فمرض السملم كممان قائممما بفمرض
الكفاية فل يتصور حج التطوع ؟ .أجيب :بأن هنا جهتين من حيثيتين :جهة التطوع من حيث أنمه
ليس عليه فرض السلم ،وجهة فرض الكفاية من حيث المر بإحياء الكعبة ،فيصح أن يقال هو
تطوع من حيث أنه ليس فرض عين ،وأن يقال فممرض كفايممة ممن حيممث الحيمماء ،وبممأن وجمموب
الحياء ل يستلزم كون العبادة فرضا ،لن الواجب المتعين قد يسقط بالمنممدوب ،كاللمعممة المغفلممة
في الوضوء تغسل في الثانية أو الثالثة ،والجلوس بيممن السممجدتين بجلسممة السممتراحة .وإذا سممقط
الواجب المتعين بفعل المندوب ،ففرض الكفاية أولى .ولهذا تسممقط صمملة الجنممازة عممن المكلفيممن
بفعل الصبي .ولو قيل يتصممور ذلممك فممي العبيممد والصممبيان والمجممانين لكممان وجيهمما .اه) .قمموله:
وتشييع جنازة( أي وكتشييع جنازة ،فهو فرض كفاية ،ومثله غسل الميت وتكفينه والصلة عليه.
)قوله :ورد سلم( أي وكرد سلم ،أي جوابه ،فهو فرض كفاية إذا كان المسلم مسلما مميزا غير
متحلل به من صلة ،أما كونه فرضا فلقوله تعالى) * :وإذا حييتممم بتحيممة فحيمموا بأحسممن منهمما أو
ردوها( * وأما كونه كفاية فلخبر :يجزئ عن الجماعممة إذا مممروا أن يسمملم أحممدهم ،ويجممزئ عممن
الجلوس أن يرد أحدهم) .وقوله :مسنون( صفة السلم ،وخرج به غير المسنون مما سيذكره فممي
قوله ول يندب السلم على قاضي حاجة الخ فل يجب رده) .قوله :عن جمع( عممن بمعنممى علممى،
وهي ومجرورها متعلق بسلم :أي أن رد السلم الكائن على جماعة فرض كفاية عليهم ،إذا قممام
به واحد منهم سقط الحرج عن
) (1سورة البقرة ،الية (2) .283 :سورة النساء ،الية.86 :
] [ 211
الباقين) .قوله :أي اثنيممن فممأكثر( ول بممد أن يكونمموا مكلفيمن ،أو سممكارى لهممم نمموع تمييممز
سمعوه) .قوله :ويختص( أي الرد بالثواب) .قوله :فإن ردوا كلهم( أي كل المسلم عليهم) .وقوله:
ولو مرتبا( أي ولو كان ردهم مرتبا ،وليس في آن واحد) .قوله :أثيبوا( أي كلهم) .وقوله :ثممواب
الفرض( أي فرض الكفاية) .قوله :كالمصلين على الجنازة( أي فإنهم يثابون كلهم ثواب الفرض.
فإن قلت :لم لم يسقط الفممرض بممرد الصممبي بخلف نظيممره فممي الجنممازة ؟ .قلممت :لن القصممد ثممم
الدعاء ،وهو منه أقرب للجابة ،والقصد هنا المن ،وهو ليس من أهلممه) .قمموله :ولممو سمملم جمممع
مرتبون( أي أو دفعة) .قوله :فرد مرة( أي فأجابهم بجواب واحد) .وقمموله :قاصممدا جميعهممم( أي
قاصدا الرد على جميعهم) :وقوله :وكذا لو أطلق( أي لم يقصد شمميئا .وخممرج بممذلك ممما إذا قصممد
البتداء فل يسقط به الفرض) .قوله :أجزأه( أي الرد عمن الجميمع) .قموله :مما لمم يحصمل فصمل
ضار( أي بين السلم والجواب ،فإن حصل فصل ضار فل يجزئه ،وفيه أنه كيف يتصممور عممدم
وجود فصل ضار بالنسبة لغير السلم الخير المتصل بالجواب ،إذا كان المسلمون كثيرا ،وسمملم
واحد بعد واحد كما هو فرض المسألة .ثم رأيممت فممي المغنممي ممما يؤيممد الشممكال ونممص عبممارته:
وظاهر كلم المجموع أنه ل فرق بين أن يسلموا دفعة واحدة أو متفرقين ،وهو كممما قمماله بعممض
المتأخرين ظاهر فيما إذا سلموا دفعة واحدة ،أما لو سلموا واحدا بعد واحد ،وكممانوا كممثيرين ،فل
يحصل الرد لكلهم :إذ قد ممر أن شمرط حصمول المواجب ،أن يقمع متصمل بالبتمداء .اه) .قموله:
سلم امرأة على امرأة( أي فإنه مسنون) .قوله :أو نحممو محممرم( بممالجر عطممف علممى امممرأة :أي
سلمها على نحو محرم ،والولى حذف لفظ نحو ،لن ما اندرج تحته صرح به بعممد) .قمموله :أو
سيد أو زوج( أي أو سلمها على زوج أو سمميد) .قموله :وكممذا علممى أجنممبي( أي وكممذا دخممل فممي
المسنون ،سلمها على رجل أجنبي ،والحال أنها عجوز ل تشتهي) .قوله :ويلزمهمما( أي المممرأة.
)وقوله :في هذه الصورة( أي صورة كونها عجوزا ل تشتهي) .وقوله :رد سلم الرجممل( أي إذا
سلم الرجل عليها وهي عجوز ل تشتهي ،لزمها أن ترد عليه ،لن سلمه عليها مسنون كسلمها
عليه) .أممما مشممتهاة الممخ( مفهمموم قمموله ل تشممتهي .والحاصممل :يحممرم الممرد عنممد اختلف الجنممس
بشروط أربعة :كون النثى وحممدها ،وكونهمما مشممتهاة ،وكممون الرجممل وحممده ،وانتفمماء المحرميممة
ونحوها :كالزوجية) .قوله :ومثله( أي ومثل الممرد فممي حرمتممه منهمما ابتممداؤه منهمما ،فإنهمما حممرام.
)قوله :ويكره رد سلمها( أي يكره على الجنبي أن يرد سلم المشتهاة) .وقوله :ومثله( أي الرد
في الكراهة ،ابتداء السلم منه عليها) .قوله :والفرق( أي بين ابتدائها وردها حيممث حرمما ،وبيممن
رده وابتممدائه حيممث كرهمما) .وقمموله :أن ردهمما( أي الجنبيممة المشممتهاة علممى الجنممبي) .وقمموله:
وابتداءها( أي ابتداء السلم منها عليه) .وقوله :يطمعه لطمعه فيها أكثر( فممي بعممض نسممخ الخممط
إسقاط لفظة لطمعه ،وهو الصواب الموافق لما في التحفة ،وإل لزم تعليل الشممئ بنفسممه .والمممراد
أن كل من ردها سلم الجنبي ،أو ابتدائها بالسلم عليه ،يطمع ذلك الجنبي فيها طمعا أكثر من
طمعه فيها الحاصل برده عليها ،أو ابتدائها به) .قوله :بخلف ابتممدائه ورده( أي فل يطمعممه كممل
منهما فيها أكثر) .قوله :قاله شيخنا( أي قال ما ذكر
] [ 212
من قوله ودخل في قولي مسنون ،ل الفرق فقط ،وإن كان هو ظاهر عبارته كما يعلم مممن
الوقوف على عبارة شيخه في التحفة) .قوله :ولممو سمملم( أي أجنممبي) .وقمموله :علممى جمممع نسمموة(
التركيب إضافي أو توصيفي) .قوله :وجب الخ( جواب لو) ،وقوله :رد إحداهن( فلو رددن كلهن
جاز وأثبن ثواب الفرض ،فالتقييد بإحداهن ليس بمتعين .قال في المغني :ول يكره أي الرد علممى
جمع نسوة أو عجوز ،لنتفاء خوف الفتنة ،بل يندب البتداء به منهن على غيرهممن وعكسممه .اه.
)قوله :إذ ل يخشى فتنة حينئذ( أي حين إذ كممن جمعمما ،وهممو علممة وجمموب الممرد) .قمموله :وخممرج
بقولي عن جمع الواحد( أي المسلم عليمه الواحمد) .وقموله :فمالرد فمرض عيمن عليمه( أي جمواب
السلم يكون فرض عين عليه ،لكن إن كان مكلفا) .قوله :ولو كان المسمملم الممخ( غايممة فممي كممونه
فرض عين) .قوله :ول بد في البتداء والرد من رفممع الصمموت( أي فل تسممقط سممنية البتممداء إل
برفع الصوت ،ول تسقط فرضية الرد إل بذلك أيضا) .وقوله :بقدر ممما يحصممل بممه السممماع( أي
أنه يرفع كل من المبتدئ والراد صوته بقدر ما يحصل به سماع كل للخممر سممماعا محققمما ،ولممو
بالنسبة لثقيل السمع .قال في الذكار :وأقل السلم الذي يصير به مسمملما مؤديمما سممنة السمملم ،أن
يرفع صوته بحيث يسمع المسلم عليه ،فإن لم يسمعه ،لم يكن آتيا بالسلم ،فل يجممب الممرد عليممه.
وأقل ما يسقط به فرض رد السلم ،أن يرفع صمموته بحيممث يسمممعه المسمملم ،فممإن لممم يسمممعه ،لممم
يسقط عنه فرض الرد .ذكرهما المتولي وغيره .قلت :والمستحب أن يرفع صوته رفعا يسمعه به
المسلم عليه ،أو عليهم سماعا محققا ،وإذا تشكك في أنه يسمعهم زاد في رفعه واحتاط .واسممتثنى
ما إذا سلم على إيقاظ عندهم نيمام ،فالسمنة أن يخفممض صموته بحيمث يحصممل سمماع اليقماظ ول
يستيقظ النيام .اه) .قوله :نعم الخ( إستدراك على إشتراط حصممول السممماع المحقممق) .وقمموله :إن
مر الخ( فاعل مر يعود على المسلم ،وكذلك ضمممير يبلغممه ،وبمماقي الضمممائر يعممود علممى المسمملم
خ ص وهو مار بسرعة على آخر ،وبعد عنه بحيممث أنممه إذا رد عليممه، عليه .والمعنى :إذا سلم ش
لم يبلغ المسلم صوته يجب على ذلك الخر المسلم عليه ،أن يرفع صوته طاقته ،ول يجممب عليممه
أن يسعى خلفه ،سواء بلغه صوته أم ل) .قمموله :ويجممب اتصممال الممرد بالسمملم( أي الصممادر مممن
المسلم نفسه ،أو من المبلغ ،فالتصال في كل شئ بحسبه .فل يعترض .ويقال أن ذاك ظاهر فيما
لو كان السلم حصل من المسلم مشافهة ،أما إذا كان بالتبليغ ،فل يتصور :أي فلممو فصممل بينهممما
كلم أجنبي ،أو سكوت طويل ،لم يسقط به الفرض) .قوله :كإتصال قبول الخ( أي نظير وجمموب
إتصال قبول البيع بإيجابه) .قمموله :ول بممأس بتقممديم عليممك الممخ( أي بممأن يقممول فيممه كممما سمميأتي،
وعليك وعليه السلم ،فالفصل بعليك غير مضر ،لنه ليس بأجنبي ،أو هو مستثنى ،كما عبر بممه
بعضهم) .قوله :وحيث زالت الفورية( أي في الرد ،أي لم يحصل رد فورا ،والنسب بما قبله أن
يقول وحيث لم يحصل التصال) .وقوله :فل قضاء( أي فل يقضى الرد ،بممل يفموت عليمه ويممأثم
بذلك .قال سم :ويؤيد عدم القضاء ،أو يصممرح بممه ،قممول الذكممار :فصممل قممال المممام أبممو محمممد
القاضي حسين ،والمام أبو الحسن الواحدي وغيرهما :ويشترط أن يكون الجممواب علممى الفممور،
فإن أخره ثم رد ،لم يعد جوابا ،وكان آثما بترك الرد .اه .فقمموله لممم يعممد جوابمما وكممان آثممما الممخ:
يقتضي ذلك ،إذ لو كان يقضى ،لم يقل بترك الرد :كأن يقول بتأخير الرد .اه) .قمموله :خلفمما لممما
يوهمه كلم الروياني( أي من أنه يقضى إذا زالت الفورية) .قوله :ويجب في الممرد علممى الصممم
الخ( به يعلم الفرق بين ثقيل السمع وبينه.
] [ 213
)قوله :أن يجمع( أي الراد ليحصمل الفهمام ،ويسمقط عنمه فمرض الجمواب) .وقموله :بيمن
اللفظ والشارة( أي بنحو اليد .ويغني عن الشارة علمه بأن الصم فهممم بقرينممة الحممال ،والنظممر
إلى فهمه الرد عليه .كذا في شرح الروض) .قوله :ول يلزمه الرد الخ( أي ول يلزم الصم الرد
على من سلم عليه ،إل أن جمع له من سلم عليه بين اللفظ والشارة .قال فممي الممروض وشممرحه.
وتجزئ إشارة الخرس إبتداء وردا ،لن إشارته قائمة مقام العبارة) .قوله :وابتداؤه أي السمملم(
يؤخذ من قوله إبتداؤه ،أنه لو أتى به بعد تكلم لم يعتد به .نعممم :يحتمممل فممي تكلممم سممهوا أو جهل،
وعذر به أنه ل يفوت البتداء به فيجب جوابه .اه .تحفممة) .قمموله :عنممد إقبمماله( أي علممى شممخص
مسمملم) .وقمموله :أو انصممرافه( أي عنممه :أي إذا أراد أن ينصممرف عنممه ،يسممن للمنصممرف إبتممداء
السلم عليه) .قوله :على مسلم( متعلق بالسمملم .وخممرج بممه الكممافر ،فل يسممن السمملم عليممه ،بممل
يحرم -كما سيذكره ) -قوله :غير نحو فاسق أو مبتدع( سيأتي محترزهما) .قوله :حممتى الصممبي
المميز( غاية في المسلم :أي يسن السلم عليه ،ولو كان صبيا مميزا) .قوله :وإن ظن عدم الرد(
غاية في سنية إبتداء السلم على مسلم .فلو أخرها عن قمموله سممنة لكممان أولممى )قمموله :سممنة( قممال
الحليمي :وإنما كان الرد فرضا والبتداء سممنة ،لن أصممل السمملم أمممان ودعمماء بالسمملمة ،وكممل
اثنين أحدهما آمن من الخر ،يجب أن يكون الخر آمنا منه ،فل يجوز لحد إذا سلم عليممه غيممره
أن يسكت عنممه لئل يخممافه .اه .واعلممم :أن أصممل السمملم ثممابت بالكتمماب والسممنة والجممماع ،أممما
الكتاب فقد قال سبحانه وتعالى) * :فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند ال مباركممة
طيبة( * .وقال تعممالى) * :وإذا حييتممم بتحيمة فحيمموا بأحسمن منهما أو ردوهمما( * .وقمال تعممالى* :
)فقالوا سلما قال سلم( * .وأما السنة ففي الصحيحين :عن عبد ال بن عمرو بن العاص رضي
ال عنهما ،أن رجل سأل رسول ال )ص( :أي السلم خير ؟ قممال تطعممم الطعممام وتقممرأ السمملم
على من عرفت ومن لم تعر ف .وفيهما أيضا عن أبي هريرة رضي الم عنممه عممن النممبي )ص(
قال :خلق ال عزوجل آدم على صورته ،طوله ستون ذراعا ،فلما خلقممه قممال :اذهممب فسمملم علممى
أولئك النفر ،وهم نفر من الملئكة جلوس ،فاستمع ما يحيونك ،فإنها تحيتك وتحية ذريتك .فقممال:
السلم عليكم ،فقالوا :السلم عليك ورحمة ال .فزادوه رحمة ال .وفيهما عن الممبراء بممن عممازب
رضي ال عنهما قال :أمرنا رسول ال )ص( بسبع :بعيادة المريض ،واتبمماع الجنممائز ،وتشممميت
العاطس ،ونصر الضعيف ،وعون المظلوم ،وإفشاء السلم ،وإبممرار القسممم .وفممي صممحيح مسمملم
عن أبي هريرة رضي ال عنه قال :قممال رسممول الم )ص( :ل تممدخلوا الجنمة حمتى تؤمنموا ،ول
تؤمنوا حتى تحابوا .أو ل أدلكم على شئ إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلم بينكممم) .قمموله :عينمما
للواحد( حممال مممن سممنة :أي حممال كممون السممنة عينمما :أي سممنة عيممن مممن الواحممد) .قمموله :وكفايممة
للجماعة( أي وسنة كفاية إذا كان من جماعة ،فمإذا فعلمه واحمد منهمم ،فقمد أدى المطلمموب وسممقط
الطلب به عن الباقين .قال ابن رسلن في زبده :والسنة المثاب من قد فعله ولممم يعمماقب امممرؤ إن
أهمله ومنه مسنون على الكفاية كالبدء بالسلم من جماعة )قوله :كالتسمية للكل( أي فإنهمما سممنة
عين من الواحد ،وكفاية من الجماعة) .قوله :لخبر الخ( دليل على سنية إبتمداء السملم :أي وإنمما
كان سنة لخبر :إن أولى الناس بال -أي برحمته ،أو بدخول جنته -أي من بدأهم بالسلم.
) (1سورة النور ،الية (2) .61 :سورة النساء ،الية (3) .86 :سورة الذاريات ،الية.25 :
] [ 214
)قوله :وأفتى القاضي بأن البتداء أفضل( أي من المرد ،وإن كمان واجبمما) .قموله :كمما أن
إبراء المعسر أفضمل ممن إنظماره( أي ممع أن البمراء سمنة ،والنظمار واجمب) .قموله :وصميغة
إبتدائه السلم عليكم( أي وصيغة رده :وعلكيم السلم ،أو سلم ولو ترك الممواو جمماز -وإن كممان
ذكرها أفضل -فإن عكس فيهما ،بأن قال في البتداء عليكم السلم ،وقال في الرد السلم عليكم،
جاز وكفى .فإن قال في الرد وعليكم وسكت عن السمملم لممم يجممز :إذ ليممس فيممه تعممرض للسمملم.
)قوله :وكذا عليكم السلم( أي وكذلك يكفي في صيغة البتداء عليكم السلم بتقديم الخبر) .قمموله:
أو سلم( معطوف على لفظ السلم :أي وكذا يكفي عليكم سلم ،بممالتنكير وتقممديم الخممبر) .قمموله:
لكنه مكروه( أي لكن التيان في البتداء بعليكممم السمملم ،أو عليكممم سمملم مكممروه ،فضمممير لكنممه
يعود على ما بعد ،وكذا ل على قوله أو سلم فقط .وعبارة النهاية :ويجممزئ مممع الكراهممة عليكممم
السلم ،ويجب فيه الممرد ،وكعليكمم السملم عليكمم سملم .اه) .وقموله :للنهمي عنمه( أي فممي خممبر
الترمذي وغيره) .قوله :ومع ذلك( أي مع كونه مكروها) .وقمموله :يجممب الممرد فيممه( أي فممي هممذا
المكروه) .قوله :بخلف وعليكم السلم( أي فإنه ل يجب فيه الرد ،لنه ل يصلح لبتداء السمملم،
لتقدم واو العطف) .قوله :والفضل في البتداء والممرد الممخ( قممال النممووي فممي الذكممار :إعلممم أن
الفضل أن يقول المسلم السمملم عليكممم ورحمممة الم وبركمماته ،فيممأتي بضمممير الجمممع ،وإن كممان
المسلم عليه واحدا ويقول المجيب وعليكم السلم ورحمة ال وبركماته ،ويمأتي بمواو العطمف فمي
قوله وعليكممم .وممممن نممص علممى أن الفضممل فممي المبتممدئ أن يقممول السمملم عليكممم ورحمممة الم
وبركاته ،المام أقضى القضاة أبو الحسن الماوردي في كتابه الحاوي في كتمماب السممير ،والمممام
أبو سعيد المتولي من أصحابنا في كتاب صلة الجمعممة وغيرهممما .ودليلممه ممما روينمماه فممي مسممند
الدارمي وسنن أبي داود والترمذي ،عن عمران بن حصين رضي ال عنهما قال :جاء رجل إلى
النبي )ص( فقال :السلم عليكم ،فرد عليه السلم ثم جلس .فقال النبي )ص( عشر .ثم جمماء آخممر
فقال :السلم عليكم ورحمة ال ،فرده عليممه فجلممس ،فقممال عشممرون .ثممم جمماء آخممر فقممال :السمملم
عليكم ورحمة ال وبركاته ،فرد عليه فجلس ،فقال ثلثون قال الترمذي حديث حسن .وفي رواية
لبي داود من رواية معاذ بن أنس رضي ال عنه زيادة على هذا :قال :ثم أتى آخر فقممال السمملم
عليكم ورحمة ال وبركاته ومغفرته ،فقال أربعون ،وقال :هكذا تكون الفضائل .اه) .قمموله :حممتى
في الواحد( أي يأتي المبتدئ بصيغة الجمممع ،ولممو كممان المسمملم عليممه واحممدا ،ويممأتي الممراد بممذلك
أيضا ،ولو كان المسلم عليه واحدا) .وقوله :لجل الملئكة( أي نظرا لمن معه من الملئكة .قممال
ابن العربي :إذا قلت السلم علينا وعلى عباد ال الصمالحين ،أو سملمت علمى أحمد فمي الطريمق،
فقلت السلم عليكم ،فأحضر في قلبك كل عبد صالح ل في الرض والسماء ،وميت وحممي ،فممإن
من في ذلك المقام يرد عليك ،فل يبقممى ملممك مقممرب ،ول روح مطهممر ،يبلغممه سمملمك إل ويممرد
عليك ،وهو دعاء فيستجاب فيك فتفلح ،وممن لممم يبلغممه سمملمك مممن عبمماد الم المهيممم فممي جللممه
المشتغل به ،فأنت قد سلمت عليه في هذا الشمول ،فإن ال ينوب عنه في الرد عليك ،وكفى بهممذا
شرفا لك حيث يسلم عليك الحق .فليته لم يسمع أحد ممن سلمت عليه ،حتى ينموب الم عمن الكمل
فممي الممرد عليممك .اه .منمماوي) .قمموله :وزيممادة الممخ( أي والفضممل زيممادة ورحمممة ال م وبركمماته
ومغفرته ،لما تقدم آنفا عن النووي ،ولما روي عن أنممس رضمي الم عنمه قمال :كمان رجممل يمممر
بالنبي )ص( يرعى دواب أصحابه فيقممول السمملم عليممك يمما رسممول المم ،فيقممول لممه النممبي )ص(
وعليك السلم ورحمة ال وبركاته ومغفرته ورضوانه .فقيل يا رسول ال تسلم على هممذا سمملما
ما تسلمه على أحد من
] [ 215
أصحابك .قال وما يمنعني من ذلك وهو ينصممرف بممأجر بضممعة عشممر رجل) .قمموله :ول
يكفي الفراد للجماعة( أي ول يكفممي الفممراد فممي السمملم علممى الجماعمة فل يجممب عليهممم الممرد.
)قوله :ولو سلم كل( أي من اثنين تلقيا) .قوله :فإن ترتبا( أي السلمان بممأن تقممدم أحممدهما علممى
الخر) .وقوله :كان الثاني جوابا( أي كان السلم الثاني كافيا في المرد :أي إن قصممد بمه الممرد أو
أطلق أو شرك أخذا مما بعده) .وقوله :ما لمم يقصممد( أي المسمملم الثماني بمه :أي بسمملمه البتمداء
وحده ،فإن قصده وحده لم يكف عن الجواب ،فيجب عليممه رد السمملم علممى مممن سمملم عليممه أول.
)قوله :وإل لزم كل الرد( أي وإن لم يترتبا ،بأن وقع سمملمهما دفعممة واحممدة ،لممزم كل منهممما أن
يرد سلم الخر) .قوله :يسن إرسال السلم( أي برسممول أو بكتمماب) .وقمموله :للغممائب( أي الممذي
يشرع له السلم عليه لو كان حاضرا بأن يكون مسلما غير نحمو فاسممق أو مبتممدع )قموله :ويلمزم
الرسول التبليغ( أي ولو بعد مدة طويلة ،بأن نسي ذلممك ثممم تممذكره لنممه أمانممة .اه .ع ش )قمموله:
لنه( أي السلم المرسل أمانة) .قوله :ويجب أداؤها( أي المانة .قممال بعضممهم :والظمماهر أنممه ل
يلزم المبلغ قصد محل الغائب ،بل إذا اجتمع به وذكر بلغه .اه .ونظر فيه في التحفمة ،وقمال :بمل
الذي يتجه أنه يلزمه قصد محلممه حيممث ل مشممقة شممديدة عرفمما عليممه ،لن أداء المانممة ممما أمكممن
واجب .اه) .قوله :ومحله( أي ومحل لزوم التبليغ عليه) .وقوله :ما إذا رضي( أي لفظا والولى
حذف لفظ ما والقتصار على ما بعده) .وقمموله :بتحمممل تلممك المانممة( أي وهممي السمملم المرسممل
للغائب) .قوله :أما لو ردها( أي تلك المانة )وقوله :فل( أي فل يلزمه التبليممغ) .قمموله :وكممذا إن
سكت( أي وكذا ل يلزمه التبليغ إن سكت ولم يردها لفظا .قال في التحفة بعده أخذا ممن قممولهم ل
ينسب لساكت قول ،وكما لو جعلت بين يديه وديعة فسكت .ويحتمل التفصيل بيممن أن تظهممر منممه
قرينة تدل على الرضا وعدمه .اه) .قوله :وقال بعضهم الممخ( عبممارة التحفممة :ثممم رأيممت بعضممهم
قال :قالوا يجب على الموصى به تبليغه ومحله الخ .اه .فالشارح تصرف فيهمما حممتى جعممل قمموله
ومحله الخ من كلمه وأنه تابع فيه لشيخه مع أنه من مقول البعممض ،كممما يعلممم مممن آخممر عبممارة
التحفة) .وقوله :يجب على الموصى به تبليغه( يعني إذا أوصى شخص آخر أن يبلغ سلمه على
زيد مثل بعد موته ،فيجب على ذلك الشخص الموصى -بفتمح الصمماد -بالسمملم التبليممغ) .قموله:
ومحله( أي ومحل وجوب التبليغ على الوصي) .وقمموله :إن قبممل الوصممية( أي لنممه يبعممد تكليفممه
الوجوب بمجممرد الوصممية) .وقموله :يمدل علممى التحممل( أي تحمممل أمانممة السملم) .قموله :ويلمزم
المرسل إليه الرد فورا( أي إن أتى الرسول بصيغة معتبرة ،كأن قممال لممه فلن يقممول لممك السمملم
عليك ،أو أتى المرسل بها ،كأن قال السلم على فلن فبلغه عنممي ،فقممال الرسممول لممه :زيممد يسمملم
عليك .والحاصل ،ل بد في وجوب الرد ،من صيغة شرعية من المرسل أو الرسول ،بخلف ممما
إذا لم توجد من واحد منهما ،كأن قال المرسل سلم لي على فلن ،فقال الرسممول لفلن زيممد يسمملم
عليك ،فل يجب الرد) .قوله :وبه الخ( معطوف على باللفظ :أي ويلزم المرسممل إليممه الممرد فممورا
باللفظ أو بالكتابة ،فيما إذا أرسل له السلم في كتمماب فيلممزم الممرد إممما بمماللفظ أو بالكتابممة) .قمموله:
ويندب الرد( أي في ضمن رده على المرسل ،كممما يعلممم مممن التفريممع بقمموله فيقممول الممخ) .قمموله:
والبداءة به( أي ويندب البداءة بالمبلغ في صيغة رد السلم) .قوله :فيقول الخ( بيان لكيفية
] [ 216
صيغة الرد على المبلغ ،مع البداءة به وعلى المرسممل :أي فيقممول المرسممل إليممه فممي الممرد
عليهما ،وعليك وعليه السلم) .قوله :للخممبر المشممهور فيممه( أي فممي نممدب الممرد علممى المبلممغ مممع
البداءة به ،وذلك الخبر هو ما رواه أبو داود فممي سممننه ،عممن غممالب القطممان عممن رجممل قممال لممه:
حدثني أبي عن جدي قال :بعثني أبي إلى رسول ال )ص( فقال :ائته فأقرئه السلم ،فأتيته فقلممت
إن أبي يقرئك السلم ،فقال عليك السلم وعلى أبيك السمملم) .قمموله :نممدب البممداءة بالمرسممل( أي
بأن يقول وعليه وعليك السلم) .قوله :ويحرم أن يبدأ به( أي بالسلم ذميا ،وذلك للنهي عنممه فممي
خبر مسلم ،فإن بان من سلم عليه معتقدا أنه مسلم ذميا ،استحب له أن يسترد سمملمه ،بممأن يقممول
له رد علي سلمي .والغرض من ذلك أن يوحشه ،ويظهر له أنه ليس بينهما ألفة .وروي أن ابن
عمر سلم على رجل ،فقيل له إنمه يهمودي فتبعممه ،وقممال لمه :رد علمي سمملمي .قمال النمووي فممي
الذكار :روينا في صحيح مسلم ،عن أبي هريرة رضممي الم عنمه أن رسمول الم )ص( قمال :ل
تبدأوا اليهود ول النصارى بالسلم ،فإذا لقيتم أحدهم في الطريق فاضطروه إلى أضمميقه .وروينمما
في صحيحي البخاري ومسلم ،عن أنممس رضممي الم عنممه قممال :قممال رسممول الم )ص( :إذا سمملم
عليكم أهل الكتاب فقولوا عليكم .وروينا في صحيح البخاري ،عن ابن عمر رضي ال عنهما أن
رسول ال )ص( قال :إذا سلم عليكم اليهود فإنما يقول أحدهم السام عليك ،فقل وعليممك .ثممم قممال:
قال أبو سعيد :لو أراد تحية ذمي فعلها بغير السلم ،بممأن يقممول هممداك المم ،وأنعممم الم صممباحك.
قلت :هذا الذي قاله أبو سعيد ل بأس به إذا احتاج إليه ،وأممما إذا لممم يحتممج إليممه ،فالختيممار أن ل
يقول شيئا ،فإن ذلك بسط له وإيناس ،وإظهار صورة مودة ،ونحممن مممأمورون بممالغلظ عليهممم،
ومنهيون عن ودهم فل نظهره .وال أعلم .اه) .قوله :ويسممتثنيه( أي الممذمي وجوبمما إن كممان ذلممك
الذمي مع مسلم .قال النووي فممي الذكممار أيضمما :إذا مممر علممى جماعممة فيهممم مسمملمون ،أو مسمملم
وكفار ،فالسنة أن يسلم عليهم ،ويقصد المسلمين أو المسلم .روينا في صحيحي البخاري ومسمملم،
عن أسامة رضي ال عنه أن النبي )ص( مر على مجلس فيه أخلط مممن المسمملمين والمشممركين
عبدة الوثان واليهود ،فسلم عليهم النبي )ص( .اه) .قوله :ويسن لمن دخل الخ( قال في الروض
وشرحه :ومن دخل داره فليسلم ندبا على أهله ،لخبر أنس أنه )ص( قال لممه :يمما بنممي ،إذا دخلممت
على أهلك فسلم ،يكمن بركممة عليمك وعلممى أهلممك رواه الترمممذي ،وقممال حسمن صممحيح ،أو دخممل
موضعا خاليا عن الناس فليقل ندبا ،السلم علينا وعلى عباد ال الصممالحين .لممما روى مالممك فممي
موطئه ،أنه بلغني أنه يستحب ذلك ،وقال تعالى) * :فإذا دخلتم بيوتمما فسمملموا علممى أنفسممكم تحيممة
من عند ال مباركة طيبة( * وليقل ندبا قبمل دخموله ،بسممم المم ،ويممدعو بممما أحممب ،ثممم يسمملم بعممد
دخوله لخبر أبي داود ،إذا ولج الرجل بيته فليقل اللهم إني أسألك خير المولج وخير المدخل .بسم
ال ولجنا ،وبسم ال خرجنا ،وعلى ال توكلنا ،ثم يسلم علممى أهلممه .اه) .قمموله :ول ينممدب السمملم
على قاضي حاجة الخ( أي للنهي عنه ،ولن مكالمته بعيدة عن المروءة والدب ،ول يندب أيضا
على من في الحمام .قال الرافعممي :لنممه بيممت الشمميطان ،ولشممتغاله بالغسممل .اه) .وقمموله :بممول(
مضاف إليه لفظ حاجة ،والضافة فيه للبيان) .قوله :ول على شارب( أي ول يندب على شارب:
أي في فمه جرعة ماء على قياس ما بعده) .وقوله :لشغله( أي المذكور من الشارب والكل ،بممما
في فيه من الماء واللقمة) .قوله :ول على فاسق( أي ول ينممدب السمملم علممى فاسممق .قممال المممام
النووي في الذكار :وأما المبتدع ومن اقترف ذنبا عظيما ولم يتب منه ،فينبغي أن ل يسلم عليهم
ول يرد عليهم السلم ،كذا قاله البخاري وغيره من العلماء .فإن اضطر إلى السلم على
] [ 217
الظلمة ،بأن دخل عليهم وخاف ترتب مفسدة على دينممه أو دنيمماه أو غيرهممما ،إن لممم يسمملم
عليهم .قال المام أبو بكر بن العربي :قال العلماء يسلم وينوي أن السلم مممن أسممماء الم تعممالى:
المعنى ال عليكم رقيب .اه) .قوله :بل يسن تركه( أي ترك السمملم فيثمماب عليممه) .وقمموله :علممى
مجاهر بفسقه( حال من ضمير تركه ،أو متعلق بنفس الضمير ،بناء على القممول بجممواز ذلممك إذا
عاد على ما يجمموز التعلممق بممه) .قموله :ومرتكممب ذنممب عظيممم( الممذي يظهممر أنممه معطمموف علممى
مجاهر ،ومثله ما بعده .ثم رأيت العلمة الرشيدي صرح به مستدل بعبارة التحفة المماثلة لعبارة
شارحنا .فتحصل أن هؤلء ل يسن إبتداء السمملم عليهممم .ويسممن تركممه بحيممث يثمماب عليممه ،وممما
عداهم من مرتكب ذنب غير عظيم ،وهو مخف ل يسن السلم عليه فقط ،وأما تركه فليس بسنة،
بل هو مباح) .قوله :إل لعذر( يحتمل إرتباطه بقوله ول على فاسق ،ويحتمل إرتبمماطه بقمموله بممل
يسن تركه .قال ع ش :ومن العذر خوفه أن يقطع نفقتممه) .قمموله :أو خمموف مفسممدة( عطممف علممى
عذر من عطف الخاص على العام .إذ العذر شامل لخوف المفسدة) .قوله :ول على مصممل الممخ(
أي ول يندب السلم على مصل الخ .والحاصل ،ضمابط مممن ل ينمدب السمملم عليمه كممل شمخص
مشغول بحالة ل يليق بالمروءة القرب منه فيها .كذا في شممرح الممروض) .قمموله :ول رد عليهممم(
أي ول رد واجب عليهم :أي على قاضي الحاجة ومن بعده ،لن من ل يسممتحب السمملم عليممه ل
يلزمه رده لو سلم عليه ،إل ما استثنى) .قوله :إل مسممتمع الخطيممب( أي إذا سمملم عليممه) .وقمموله:
فإنه يجب عليه ذلك( أي الرد .أي مع أن السلم عليه مكروه ،وقيل ل يجب عليه الممرد ،لتقصممير
المسلم عليه .وعبارة المغني :وإذا سلم على حاضر الخطبة وقلنا بالجديد ل يحممرم عليهممم الكلم،
ففي الرد ثلثة أوجه :أصحها عند البغوي وجموب المرد ،وصممححه البلقينممي ،والثماني اسمتحبابه،
والثالث جوازه .اه) .قوله :بممل يكمره الممرد لقاضممي الحاجممة المخ( أي لنمه يسمن لهممم عممدم الكلم
مطلقا) .قوله :ويسن( أي الرد للكل المتقدم ،وهمو الممذي سمملم عليمه واللقممة بفممه) .وقموله :وإن
كانت اللقمة بفيه( أي يسن للكل المذكور الرد سواء كانت اللقمة باقيممة بفمممه أو ل) .قمموله :نعممم:
يسن الخ( استثناء من الكل ،وهو في الحقيقة مفهوم التقييد بقوله سابقا في فمه اللقمة ،فممإنه يفهممم
منه أنه إذا لم تكن في فمه يندب السلم عليممه ،وإذا نممدب وجممب رده .وعبممارة المغنممي :واسممتثنى
المام من الكل ،ما إذا سلم عليه بعممد البتلع .وقبممل وضممع لقمممة أخممرى ،فيسممن السمملم عليممه،
ويجب عليه الرد ،وكذا من في محل نزع الثياب في الحمام -كما جرى عليه الزركشي وغيره -
اه) .قوله :ويسن الرد لمن في الحمام( الخصر حذف قوله :ويسن الرد .ويكون قوله ولمممن الممخ
معطوفا على للكل وهو الولممى أيضمما ،ليكممون قمموله بمماللفظ مرتبطمما بممرد الكممل أيضمما) .قمموله:
وملب( أي ويسن الرد لملب .قال النووي :والملبي يكره أن يسلم عليه ،لنه يكره له قطع التلبية،
فإن سلم عليه ،رد السلم باللفظ .نممص عليممه الشممافعي وأصممحابنا .اه) .قمموله :ولمصممل الممخ( أي
ويسن الرد لمن سلم عليه وهو في الصلة أو الذان أو القامة بالشارة بالرأس أو باليد أو بغيممر
ذلك .قال النووي في الذكار :وأما المصلي فيحرم عليه أن يقول وعليكم السلم ،فممإن فعممل ذلممك
بطلت صلته إن كان عالما بتحريمه ،وإن كان جاهل لم تبطل على أصمح الموجهين عنمدنا ،وإن
قال عليه السلم -بلفظ الغيبة -لم تبطل صلته ،لنه دعمماء ليممس بخطمماب ،والمسممتحب أن يممرد
عليه في الصلة بالشارة ،ول يتلفظ بشئ ،وإن رد بعد الفراغ من الصلة فل بأس .وأما المؤذن
فل يكره له رد الجواب بلفظه المعتاد ،لن ذلك يسير ل يبطل الذان ول يخل به .اه .وما جممرى
عليه الشارح في الذان من رده بالشمارة ،وإل فبعمد الفمراغ خلف مما ذكمر) .قموله :بالشمارة(
متعلق بما تعلق به.
] [ 218
)قوله :لمصل الخ( أي ويسن الرد بالشارة لمصل الخ) .قوله :وإل فبعد الفممراغ( أي وإن
لم يرد من ذكر من المصلي والمؤذن والمقيممم بالشممارة ،فليممرد بعممد الفممراغ :أي مممن الصمملة أو
الذان أو القامة .وما ذكر من سنية الرد بالشارة أو بعد الفممراغ هممو الوجممه .وقيممل يجممب بعممد
الفراغ .وعبارة المغني :ولو سلم على الممؤذن لمم يجمب حمتى يفمرغ .وهمل الجابمة بعمد الفمراغ
واجبة أو مندوبة ؟ لم يصر جوابه .والوجه -كما قال البلقيني -أنه ل يجممب .اه) .قموله :أي إن
قرب الفصل( أي بين السلم والرد :قال ع ش :بأن ل يقطع القبول عممن اليجمماب فممي الممبيع .اه.
)قوله :ول يجب( أي الرد) .وقوله :عليهم( أي على الكل ،ومن في الحمام ومن بعده .وقممد نظممم
الجلل السيوطي المسائل التي ل يجب فيها الرد فقال :رد السلم واجب إل على مممن فممي صمملة
أو بأكل شغل أو شرب أو قمراءة أو أدعيمة أو ذكمر أو فمي خطبمة أو تلبيمة أو فمي قضماء حاجمة
النسان أو في إقامة أو الذان أو سلم الطفل أو السكران أو شابة يخشممى بهمما افتتممان أو فاسممق أو
ناعس أو نائم أو حالة الجماع أو تحاكم أو كمان فممي حمممام أو مجنونمما فواحمد ممن بعمده عشممرونا
وقوله :أو شابة يقرأ بتخفيف الباء للضرورة) .قوله :ويسن عند التلقي( أي فممي طريممق .وخممرج
بالتلقي ما إذا كان القموم جلوسمما ،أو وقوفمما ،أو مضممجعين ،وورد عليهممم غيرهممم ،فممالوارد يبممدأ
بالسلم مطلقا سواء كان صغيرا أو كبيرا ،قليل أو كثيرا) .قوله :سلم صمغير المخ( فلمو عكمس،
بأن سلم الكبير على الصغير ،أو الواقف على الماشي ،أو الماشي علممى الراكممب ،لممم يكممره ،وإن
كممان خلف السممنة )وقمموله :وممماش علممى واقممف( أي أو جممالس أو مضممطجع) .وقمموله :وراكممب
عليهم( أي ويسن سملم راكمب علممى كممبير وممماش وواقمف ،ولمو كممان الراكممب صممغيرا) .قموله:
وقليلين على كثيرين( أي ويسن سلم قليلين على كثيرين .قال في شرح الروض :فلو تلقى قليل
ماش ،وكثير راكب ،تعارضا .اه) .وقوله :تعارضا( أي فل أولوية لحدهما على الخر) .قمموله:
وحتى الظهر( أي عند السلم) .وقوله :مكروه( أي لخبر :أن رجل قال :يا رسول ال الرجل منا
يلقممى أخمماه أو صممديقه أينحنممي لممه ؟ قممال :ل .قممال أفيلممتزمه ويقبلممه ؟ قممال :ل .قممال فيأخممذ بيممده
ويصافحه ؟ قال :نعم رواه الترمذي .ول يغتر بكثرة من يفعله ممن ينسب إلى علم أو صلح ،أو
غيرهما من خصال الفضل ،فإن القتداء إنما يكون برسول الم )ص( ،قممال ال م تعممالى) * :وممما
آتاكم الرسول فخذوه ،وما نهاكم عنه فانتهوا( * .وعن الفضيل بن عياض رحمه ال :اتبع طريق
الهدي ول يضرك قلة السالكين ،وإياك وطريق الضللة ،ول تغتر بكثرة الهالكين .ومحل كراهة
التقبيل ،إذا لم يكن لنحو صلح ،أما إذا كان لذلك فل يكره -بل يندب -كما سينص عليه قريبمما.
)قوله :وقمال كمثيرون حمرام( أي خصوصما إن وصمل إلمى حمد الركموع )قموله :وأفمتى النمووي
بكراهة النحناء بالرأس( معتمد )قوله :وتقبيل الخ( معطوف علممى النحنمماء :أي وأفممتى بكراهممة
تقبيل الخ ،ومحلها في غير تقبيل المرد الحسن الوجه ،أما هو فيحرم بكل حال -سواء قممدم مممن
سفر أم ل -والمعانقة كالتقبيل ،بل أولممى) .وقمموله :ل سمميما لنحممو غنممي( أي خصوصمما إذا كممان
لنحو غني .ودخل تحت نحو :ذو
] [ 219
ثروة وشوكة ووجاهة) .وقوله :لحديث الخ( تعليل لكراهة التقبيل لنحو غني) .وقوله :مممن
تواضع( أي من أظهر التواضع ،سواء كان بتقبيل أو قيام ،أو غير ذلك) .قوله :ويندب ذلممك( أي
التقبيل :قال المام النووي في الذكار :إذا أراد تقبيل غيممره ،إن كممان ذلممك لزهممده وصمملحه ،أو
علمه ،أو شرفه ،وصيانته ،أو نحو ذلك من المور الدينية لم يكره ،بل يسممتحب .وإن كممان لغنمماه
ودنياه وثروته وشوكته ووجاهته عند أهل الدنيا ونحممو ذلممك ،فهممو مكممروه شممديد الكراهممة .وقممال
المتولي من أصحابنا :ل يجوز ،فأشار إلى أنه حرام .روينا في سنن أبي داود عن زارع رضممي
ال عنه -وكان في وفد عبد القيس -قال فجعلنا نتبادر من رواحلنا فنقبل يد النبي )ص( ورجله،
ثم قال :وأما تقبيل الرجل خد ولده الصغير وأخيه ،وقبلة غير خده من أطرافه ونحوها على وجه
الشفقة والرحممة واللطمف ومحبمة القرابمة فسمنة ،وكمذلك قبلتمه ولمد صمديقه وغيمره ممن صمغار
الطفال على هذا الوجه ،وأما التقبيل بالشهوة فحرام بالتفاق ،وسواء في ذلك الوالد وغيمره ،بمل
النظر إليه بالشهوة حرام إتفاقا :على القريب والجنبي .اه) .قوله :ويسن القيممام لمممن فيممه فضمميلة
ظاهرة( أي إكراما وبرا وإحتراما له ل رياءا) .وقوله :من نحو صلح( بيان للفضمميلة) .وقمموله:
أو ولدة( أي ويسن القيام لمن له ولدة :كممأب أو أم) .وقمموله :أو وليممة( أي وليممة حكممم :كممأمير
وقمماض) .قمموله :مصممحوبة بصمميانة( قممال ع ش :راجممع للجميممع .اه .والمممراد بالصمميانة :العفممة
والعدالة ،ومفهومها أنه لو كان كل ممن ذكر ليس فيه صيانة ،بأن كان فاسقا أو ظالمما ،فل يسمن
لممه القيممام )قمموله :أو لمممن يرجممى خيممره( أي ويسممن القيممام لمممن يممترقب خيممره ،قممال السمميد عمممر
البصري :لعل المراد الخير الخروي -كالمعلم -حتى ل ينممافي الحممديث المممار .اه) .وقموله :أو
يخشى شره( أي يخاف شره لو لم يقم له) .قوله :ويحرم على الرجل أن يحممب الممخ( أي للحممديث
الحسن من أحب أن يتمثل الناس له قياما ،فليتبوأ مقعده من النار) .قوله :ويسن تقبيل الخ( أي لما
روي ،عن عائشة رضي ال عنها قالت :قدم زيد بن حارثة المدينة ورسول ال )ص( فمي بيمتي،
فأتاه فقرع الباب ،فقام إليه النمبي )ص( يجمر ثموبه ،فماعتنقه وقبلمه قمال الترممذي حمديث حسمن.
)قوله :كتشميت عاطس( أي فهو سنة عندنا ،واختلف أصحاب مالمك فمي وجموبه :فقمال القاضمي
عبد الوهاب هو سنة ،ويجزئ تشميت واحد من الجماعممة ،كمممذهبنا ،وقممال ابممن مزيممن يلممزم كممل
واحد منهم ،واختاره ابن العربي المالكي اه .أذكار) .قوله :بالغ( سيذكر مقابله) .قموله :حمممد الم
تعالى( قيد وسيذكر محترزه ،ول بد أيضا أن ل يزيد عطاسه علممى ثلث ،وأن ل يكممون بسممبب،
وإل فل يسن التشميت) .قوله :بيرحممك المم( أي أن التشممميت يكمون بيرحمممك الم ،أو ربمك ،أو
بيرحمكم ال ،أو رحمكممم المم) .قمموله :وصممغير مميممز( معطمموف علممى بممالغ ،وهممو مفهممومه :أي
وكتشميت صغير مميز ،ولم يقيد في التحفة والنهاية الصغير بكونه مميزا ،ولعل مما جممرى عليمه
الشارح هو الظاهر ،لن التشميت ل يسن إل بعد الحمد ،وإذا كممان غيممر مميممز فل يتصممور منممه
حمد) .وقوله :بنحو أصلحك ال( أي تشميت الصغير يكون بما يناسبه ،كأصلحك المم ،أو أنشممأك
ال إنشاء صالحا ،أو بارك ال فيك ،ولممم يفممرق النممووي فممي الذكممار بيممن ممما يشمممت بممه الكممبير
والصغير) .قوله :فإنه( أي التشميت سنة ،لما رواه أبو هريرة رضي الم عنممه عممن النممبي )ص(
قال :إن ال يحب العطاس ويكره التثاؤب ،فإذا عطس أحدكم وحمد ال تعالى ،كان حقا على كممل
مسلم سمعه أن يقول له يرحمك ال ،وأمما التثمماؤب فإنمما همو ممن الشمميطان ،فممإذا تثمماءب أحمدكم
فليرده ما استطاع ،فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان .قال العلماء :والحكمة فممي ذلممك أن
العطاس سببه محمود ،وهممو خفمة الجسممم الممتي تكممون لقلممة الخلط وتخفيممف الغممذاء ،وهمو أمممر
مندوب إليه ،لنه يضعف الشهوة ويسهل الطاعة ،والتثاؤب بضممد ذلممك) .قمموله :علممى الكفايممة إن
سمع جماعة( أي العطاس والحمد عقبه ،فالمفعول
] [ 220
محذوف .فإذا شمت واحد سقط الطلب عن الباقين ،لكم الفضل أن يشمته كل واحد منهم،
للحديث المتقدم) .قوله :وسنة عين إن سمع واحمد( قمال فمي الذكمار .فمإن كمانوا جماعمة فسممعه
بعضهم دون بعض ،فالمختار أنه يشمته مممن سمممعه دون غيممره .وحكممى ابمن العربممي خلفمما فممي
تشميت الذي لم يسمع الحمد ،إذا سمع تشميت صاحبه ،فقيل يشممته لنمه عمرف عطاسمه وحممده
بتشميت غيره ،وقيل ل لنه لم يسمعه .اه) .قوله :إذا حممد الم المخ( أعماده لجمل بيمان إشمتراط
العقبية ،وبيان أن الحمد سنة عين للعاطس .ولو قال أول حمد ال عقب عطاسه بأن الخ ،ثممم قممال
بعد قوله فإنه سنة عين كالحمممد للعمماطس ،فممإنه يسممن الممخ لكممان أخصممر وأسممبك) .وقمموله :عقممب
عطاسه( لم يقيد به في التحفة والنهاية وشرح المروض والذكمار فليراجمع) .قموله :بمأن لمم المخ(
تصوير للعقبية) .وقوله :بينهما( أي العطاس والحمممد) .وقمموله :فمموق الممخ( أي مقممدار فمموق الممخ.
فلفظ فوق صفة لموصوف محذوف هممو الفاعممل ،أو لفممظ فمموق هممي الفاعممل لنهمما مممن الظممروف
المتصرفة) .قوله :فإنه يسن له( أي للعمماطس عينمما )وقمموله :أن يقممول عقبممه( أي العطمماس وذلممك
لحديث :إذا عطس أحدكم فليحمد ال تعالى) .قوله :وأفضل منه( أي من الحمد ل ،الحمد ل م رب
العالمين) .وقوله :وأفضل منه( أي من الحمد ل رب العالمين ،الحمد ل م علممى كممل حممال ،وذلممك
لحديث :من عطس أو تجشى فقال :الحمد ل على كممل حممال ،رفممع الم عنممه سممبعين داء ،أهونهمما
الجذام .فائدة :من قال بعد العطاس عقممب حمممدا لمم :اللهممم ارزقنممي مممال يكفينممي ،وبيتمما يممأويني،
واحفظ علي عقلي وديني ،واكفني شر من يؤذيني :أعطاه ال سؤاله .اه .بجيرمي) .قوله :من لممم
يحمده( أي أو قال لفظا آخر غيممر الحمممد) .وقمموله :عقبممه( الولممى إسممقاطه لنممه ليممس داخل فممي
المخرج بالحمد ،أو يقول وخرج بقولي عقبه ما إذا لم يحمده عقبه) .قوله :فل يسن التشمميت لمه(
أي للعاطس الذي لم يحمد ال تعالى عقبه) .قوله :فإن شك( أي شخص فممي أن العمماطس حمممد أو
ل) .قوله :قال( أي الشاك) .وقموله :يرحمم الم ممن حممده( أي ول يقمول رحممك الم بالخطماب.
)قوله :ويسن تذكيره الحمد( أي ويسن تذكير من عطس ،ولم يحمد ال تعالى الحمممد ،لنممه إعانممة
على معروف ،ولما روي من سممبق العمماطس بالحمممد أمممن مممن الشمموص -أي وجممع الضممرس -
واللوص -أي وجع الذن -والعلوص -وهو وجع البطممن -ونظمهمما بعضممهم فقممال :مممن يبتممدي
عاطسا بالحمد يأمن من شوس ولوص وعلوص ،كذا وردا )قوله :وعنممد تمموالي العطمماس يشمممته
لثلث( أي لما روي عن أبي هريرة رضي الم عنممه قممال :سمممعت رسممول الم )ص( يقممول :إذا
عطممس أحممدكم فليشمممته جليسممه ،وإن زاد علممى ثلث فهممو مزكمموم ،ول يشمممت بعممد ثلث .قممال
النووي في الذكار :واختلف العلماء فيه -أي في المزكوم -فقال ابن العربي المممالكي قيممل يقممال
له في الثانية إنك مزكوم ،وقيل يقال له في الثالثة ،وقيل في الرابعة ،والصح أنه في الثالثة .قال
والمعنى فيه ،أنك لست ممن يشمت بعد هذا ،لن هذا الذي بك زكممام ومممرض ل خفممة العطمماس.
فإن قيل :فممإذا كممان مرضمما فكممان ينبغممي أن يممدعى لممه ويشمممت ،لنممه أحممق بالممدعاء مممن غيممره.
فالجواب :أنه يستحب أن يدعى له ،لكن غير دعاء العطاس المشروع ،بممل دعمماء المسمملم للمسمملم
بالعافية والسلمة ونحو ذلك ،ول يكون من باب التشميت .اه.
] [ 221
)قوله :ويسر به( أي بالحمد المصلي .قال في الذكار :إذا عطس في صلته ،يسممتحب أن
يقول الحمد ل ويسمع نفسه ،هذا مذهبنا .ولصحاب مالك ثلثة أقوال :أحدها ،هذا ،واختاره ابمن
العربي ،والثاني :يحمد في نفسه ،والثالث :قاله سحنون ،ل يحمد جهرا ول في نفسه .اه) .قمموله:
ويحمد في نفسه الخ( أي يجري ألفاظ الحمممد فممي قلبممه فممي غيممر أن يتلفممظ بهمما إن كممان العمماطس
مشغول ببول ونحوه كغائط .وبالتفسير المذكور حصل الفرق بينه وبين الحمد سممرا وحاصممله أن
معنى الحمد سرا ،أن يتكلم به بحيث يسمع نفسه ،ومعنى الحمد في نفسمه إجمراؤه علمى قلبمه ممن
غير أن يتكلم به ،ويثاب على هذا الحمد .وليس لنا ذكر يثاب عليه مممن غيممر لفممظ إل هممذا -كممما
تقدم أول الكتاب في آداب داخل الخلء ) .-قوله :ويشترط رفع( أي رفع الصوت) .وقوله :بكممل(
أي من الحمد والتشميت) .وقوله :بحيث يسمعه صاحبه( أي بحيث يسمع أحدهما الخر ،فالحمممد
يرفع صوته بالحمد بحيث يسمممعه المشمممت ،والمشمممت يرفممع صمموته بالتشممميت ،بحيممث يسمممعه
الحامد) .قوله :ويسن للعاطس وضع شئ عى وجهه وخفض صوته ما أمكنه( أي لممما روي عممن
أبي هريرة رضي ال عنه قال :كان رسمول الم )ص( إذا عطمس وضمع يمده أو ثموبه علمى فيمه
وخفض -أو غض -بها صوته .وعن عبد ال بن الزبير رضي ال عنهما قال :قممال رسممول الم
)ص( :إن ال عزوجل يكره رفع الصوت بالتثاؤب والعطمماس .وعمن أم سمملمة رضممي الم عنهمما
قالت :سمعت رسول ال )ص( يقمول :التثماؤب الرفيممع والعطشممة الشمديدة ممن الشميطان) .قموله:
وإجابة مشمته( أي ويسن للعاطس أن يجيب مشمته :أي من قال له يرحمممك المم) .وقمموله :بنحممو
الخ( متعلق بإجابة) .قوله :للمر به( الولى بها :أي بإجابة المشمت ،وذلمك فممي قمموله )ص( :إذا
عطس أحدكم فليقل الحمد ل ،وليقل له أخوه أو صاحبه يرحمك المم ،فممإذا قممال لممه يرحمممك المم،
فليقل يهديكم ال ويصلح بالكم .أي شأنكم) .قوله :ويسن للمتثائت الخ( أي للحديث المتقدم) .قوله:
وستر فيه الخ( أي ويسن له ستر فمه عند التثاؤب :لما روي عن أبي سعيد الخممدري رضممي ال م
عنه قال :قال رسول ال )ص( :إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيممده علممى فمممه ،فممإن الشمميطان يممدخل.
)وقوله :ولو في الصلة( أي ولو كان التثاؤب في الصلة ،ول ينافيه ما تقممدم فممي بمماب الصمملة،
من أنه يكره للمصلي وضع يده على فمه ،لن محله إذا لم تكن حاجة كالتثاؤب وشبهه) .وقمموله:
بيده اليسرى( متعلق بستر) .قوله :ويسن إجابة الداعي( أي المنادي له) .وقوله :بلبيك( بأن يقول
له لبيك فقط ،أو لبيك وسعديك .ويسن أيضا أن يرحب بالقمادم عليمه ،بممأن يقمول لمه مرحبمما ،وأن
يدعو لمن أحسن إليه ،بأن يقول جزاك ال خيممرا ،أو حفظممك الم ونحوهممما ،للخبممار المشممهورة
بذلك) .قوله :والجهاد فرض كفاية الخ( شروع في بيان شروط الجهاد الذي هو فرض كفاية ،أما
الذي هو فرض عين ،فل تشترط فيه هذه الشروط كما سيذكره) .قمموله :علممى كممل مسمملم( أي فل
جهاد على كافر ولو ذميا ،لقوله تعالى * )يا أيها الذين آمنمموا قمماتلوا الممذين يلممونكم مممن الكفممار( *
فخاطب به المؤمنين دون غيرهم ،ولن الذمي إنما بذل الجزية لنذب عنه ،ل ليذب عنمما) .قمموله:
مكلف( أي بالغ عاقل ولو حكما ،فدخل السكران المتعدي ،فل جهاد على صبي لن النممبي )ص(
رد ابن عمر يوم أحد -وكان إذ ذاك ابن أربع عشرة سنة -وأجممازه يمموم الخنممدق ،وكممان إذ ذاك
ابن خمس عشرة سنة ،ول على مجنون لقوله تعالى) * :ليمس علمى الضمعفاء( * اليمة ،قيمل همم
المجانين لضعف عقولهم ،وقيل الصبيان لضعف أبدانهم )قوله :لرفع القلم عن غيرهممما( أي عممن
غير البالغ والعاقل) .قوله :ذكر( أي واضح الذكورة ،فل جهاد
) (1سورة التوبة ،الية (2) .123 :سورة التوبة ،الية.91 :
] [ 222
على امرأة وخنثى مشكل لضعفهما غالبا ،ولقوله تعالى) * :يا أيها النبي حرض المممؤمنين
على القتال( * .ولفظ المؤمنين ينصرف للرجال دون النساء ،ولخبر البيهقي وغيره :عممن عائشممة
رضي ال عنها قلت :يا رسول ال هل على النساء جهاد ؟ قممال :نعممم .جهمماد ل قتممال فيممه :الحممج
والعمرة .وتسمية الحج جهادا لكونه مشتمل على مجاهدة النفس بالتعب والمشقة) .قوله :لضممعف
المرأة عنه( أي عن الجهاد ،ومثلها الخنثى) .قوله :حر( أي كله) .قوله :فل يجب علممى ذي رق(
أي ذكرا كان أو أنثى )وقوله :ولو مكاتبا( أي أو مدبرا) .قوله :وإن أذن لممه سمميده( أي فل يجممب
عليه ،ولو أمره به فل يجب عليه امتثال أمره لن الجهاد ليممس مممن السممتخدام المسممتحق للسمميد،
فإن الملك ل يقتضي التعريض للهلك .نعممم :للسمميد استصممحاب غيممر المكمماتب معممه فممي الجهمماد
للخدمة) .قوله :لنقصه( أي ذي الممرق أي ولقموله تعممالى) * :وتجاهممدون فممي سممبيل الم بممأموالكم
وأنفسكم( * .ول مال للرقيممق ،ول نفممس لممه يملكهمما ،فلممم يشمممله الخطمماب) .قمموله :مسممتطيع( أي
للجهاد بأن يكون صحيحا واجدا ما يكفيه ذهابا وإيابا ،فاضل عن مؤنة من تلزمممه مممؤنته كممذلك.
والحاصل ،الستطاعة المعتبرة في الحج معتبرة هنا ،ما عدا أمن الطريق ،فليس معتبرا هنا وإن
اعتبر في الحج ،فلو كان الطريق مخوفا من كفممار ،أو لصمموص مسمملمين ،ل يمتنممع الجهمماد .لن
مبناه على إرتكمماب المخمماوف ،فيحتمممل فيممه ممما ل يحتمممل فممي الحممج) .قمموله :لممه( أي للمسممتطيع
)وقوله :سلح( أي يصلح لقتال العدو) .قوله :فل يجب( أي الجهمماد علممى غيممر مسممتطيع ،وذلممك
لقوله تعالى) * :ليس على العمى حرج ،ول على العرج حرج ،ول على المريممض حممرج( *.
)قوله :كأقطع( أي لليدين أو الرجلين أو الواحدة منهما) .قمموله :وفاقممد معظممم أصممابع يممده( أي أو
أشل معظمها ،وإنما لم يجب الجهاد مع ذلممك ،لن المقصممود منممه البطممش والنكايممة ،وهممو مفقممود
فيهما .وخرج بمعظم فقد القل .وبقوله أصابع يده فقد معظم أصابع رجليه فل أثر فيهما ،لمكان
البطش والنكاية بذلك) .قوله :ومن به عرج بين( أي ولو في رجل واحدة .وخممرج بممالبين العممرج
اليسير الذي ل يمنع المشي ،فإنه ل يؤثر) .قوله :أو مرض تعظم مشقته( أي بأن كان يمنعه مممن
الركوب والقتال إل بمشقة شديدة ،بحيث ل تحتمل عادة ،كحمى مطبقه ،بخلف المرض الذي ل
يمنعه عن ذلك ،كصداع خفيف ،ووجممع ضممرس ،وحمممى خفيفممة ،فممإنه ل يممؤثر) .قمموله :وكعممادم
مؤن( أي لنفسه) .وقوله :ومركوب( أي وكعادم مركوب حسا أو شرعا) .وقوله :في سفر قصر(
قيد في المركوب ،فهو ليس بشرط ،إل إن كان السفر سفر قصر ،فممإن كممان دونمه لممم يشممترط إن
كان قممادرا علممى المشممي ،وإل اشمترط) .قموله :فاضمل ذلممك( نعمت لكممل ممن قموله ممؤن ،وقموله
مركوب ،واسم الشارة يعود عليه أيضا .والمعنى وكعادم المؤن المركوب الفاضلين علممى مؤنممة
من تلزمه مؤنته ،وذلك صادق بأن ل يوجد أصل وأوجدا ،لكن غير فاضلين عن ذلك لن النفممي
المأخوذ من عادم يصح تسليطه على المقيد والقيد معا ،أو على القيد فقممط) .قمموله :ول علممى مممن
لبس له سلح( أي ول يجب الجهاد على من ليس عنده سمملح )قمموله :لن عممادم ذلممك الممخ( علممة
لعدم وجوبه على من ليس عنده سلح :أي وإنما لم يجب لن عادم السلح ل تحصل به النصممرة
على العدو) .قوله :وحرم على مدين( أي ولو والدا) .قوله :موسر( أي بأن كممان عنممده أزيممد مممما
يبقى للمفلس فيما يظهر ،ويلحق بالمدين وليه) .وقمموله :عليممه( أي الموسممر) .وقمموله :ديممن حممال(
سيذكر محترزه) .قوله :لم يوكل الخ( أي فإن وكل
) (1سورة النفال ،الية (2) .65 :سورة الصف ،الية (3) .11 :سورة الفتح ،الية.17 :
] [ 223
من يؤديه عنه من ماله الحاضر ،فل يحرم السممفر ،لكممن بشممرط أن تثبممت الوكالممة ،ويعلممم
الدائن بالوكيل) .قوله :سمفر( فاعمل حمرم) .وقموله :بالجهماد( متعلمق بسمفر) .قموله :وغيمره( أي
وغير الجهاد ،كحج وتجارة) .قوله :وإن قصر( أي السفر .قال في التحفة :يظهر ضممبط القصممير
هنا بما ضبطوه به في التنفل على الدابة ،وهو ميل أو نحوه ،وحينئذ .فليتنبه لذلك ،فممإن التسمماهل
يقع فيه كثيرا .اه) .قوله :وإن لم يكن مخوفا( غايممة فممي الحرمممة :أي يحممرم السممفر وإن لممم يكممن
مخوفا بأن كان آمنا) .قوله :أو كان لطلب علم( غاية ثانية .أي يحرم وإن كان لجل طلب العلممم،
ول حاجة لهذه الغاية ،لندراج طلب العلم فممي قمموله أو غيممره) .قمموله :رعايممة لحممق الغيممر( علممة
للحرمة :أي وإنما حرم السفر رعاية وحفظا وتقديما للدين الذي هو حق الغيممر .وقممال فممي شممرح
المنهج :تقديما لفرض العين على غيره .اه) .قوله :ومن ثم الخ( أي ومن أجل رعاية حق الغير،
ورد في صحيح مسلم :القتل في سمبيل الم يكفمر كمل شمئ إل المدين .أي فل يكفمره ،لكمونه حمق
الغير) .قوله :بل إذن غريم( أي دائن ،والجار والمجممرور متعلممق بحممرم أو بسممفر :أي فممإن كممان
بإذنه فل يحرم لرضاه بإسقاط حقه .قال في النهاية والتحفة :نعممم ل يتعممرض للشممهادة ،بممل يقممف
وسط الصف ،أو حاشمميته ،حفظمما للممدين .اه) .قمموله :وهممو مممن أهممل الذن( أي والحممال أن ذلممك
الغريم من أهل الذن :أي والرضا بأن كان مكلفا رشيدا ،فلو لم يكن من أهل الذن ،حرم السممفر
مطلقا ولو أذن ،ول يجوز لوليه أن يأذن في السفر .ولو أذن فممإذنه لغ ل يتعممد بممه) .قمموله :ولممو
كان الغريم ذميا الخ( غاية في حرمة السفر بل إذن :أي يحمرم السمفر بل إذن الغريمم ،ولمو كمان
ذلك الغريم ذميا ،أو كان رهن وثيممق فممي الممدين ،أو ضممامن موسممر) .قمموله :قممال السممنوي الممخ(
حاصل ما استفيد من نقل ما ذكر أن بعضهم إشترط لجواز السممفر بممالذن ،أن يكممون ذلممك الذن
لفظا ،وأن السكوت غير كاف ،وبعضهم لم يشترط ذلك ،وقال متى لم يحصل منممع بمماللفظ ،جمماز
السفر مطلقا -سواء حصل بإذن اللفظ أو ل ) .-قوله :معتمدا( حال من فاعل قممال) ،وقمموله :فممي
ذلك( أي في أن السكوت ليس بكاف) .وقوله :على ما فهممم( بالبنمماء للمجهممول) .وقمموله :هنمما( أي
في باب الجهاد) .قوله :والبندنيجي( بباء مفتوحة ،فنون سمماكنة ،فممدال مفتوحممة ،فنممون مكسممورة.
)قوله :والقزويني( بقاف مفتوحممة ،وزاي سمماكنة) .قمموله :ل بممد فممي الحرمممة( أي حرمممة السممفر.
)قوله :من التصريح بالمنع( أي منع الغريم السفر) .قوله :ونقله( أي نقل ما قاله هؤلء من أنه ل
بد من التصريح) .قوله :إن كان معسرا( مفهوم قوله موسمرا) .قموله :أو كمان المدين مممؤجل( أي
ول يحرم السفر ،بل ول يمنع منه إن كان الدين مؤجل ،لنه ل مطالبة لمسممتحقيه الن .نعممم :لممه
الخروج معه ليطالبه به عند حلوله) .وقوله :إن قرب حلوله( غاية لعدم الحرمة) .وقموله :بشمرط
الخ( تقييد للغاية) .وقوله :لما يحل له فيه القصر( أي لمكان يحل له :أي للمسافر القصر كخممارج
السور العمممران) .وقموله :وهمو مؤجممل( أي والحمال أن الممدين بماق علممى تممأجيله ،فممإن حمل قبممل
وصوله لما يحل له القصر منه ،حرم السفر ومنع منه ،لنه حينئذ في البلد) .قوله :وحممرم السممفر
لجهاد الخ( السفر ليس بقيد بالنسبة للجهاد ،لنه يحرم الجهاد بل إذن من الصممل مطلقمما -سممواء
وجد سفر أم ل -وذلك لن بره فرض عين ،ولقوله )ص( لمن استأذنه فممي الجهمماد ،وقممد أخممبره
أنهما أي الوالدين له ،ففيهما فجاهد ،وصح ألك والدة ؟ قال :نعم .قال انطلق فأكرمها ،فإن الجنممة
تحت رجليها) .قوله :بل إذن أصل( متعلممق بحممرم أو بالسممفر) .قمموله :مسمملم( خممرج الكممافر ،فل
يحرم
] [ 224
الجهاد بل إذنه ،لنه ل يجممب اسممتئذانه ،لتهممامه بمنعممه لممه حميممة لممدينه ،وإن كممان عممدوا
للمقاتلين) .قوله :أب وأم( بدل ممن أصمل) .قموله :وإن عليما( أي الب والم ،وكمان القيماس وإن
علموا -بممالواو -لنمه واوي ،يقمال عل يعلمو ،ثمم رأيمت إن عل جمماء بمالواو واليمماء ،فيقممال فممي
مضارعه يعلو ويعلى .وعليه فما هنا على إحدى اللغتين .اه .ع ش .بزيادة) .قوله :ولو أذن مممن
هو أقرب منه( غاية في حرمة السفر بل إذن :أي يحممرم السمفر بل إذن ممن أحمد الصمول ،وإن
أذن له أصل أقرب من المانع ،كأن منعه جده وأذن له أبوه) .قوله :وكذا يحرم الممخ( أي كممما أنممه
يحرم السفر للجهاد وحج التطوع بل إذن أصل ،يحرم السفر للتجارة بل إذنه) .وقوله :لممم تغلممب
فيه السلمة( ظاهره أنه قيد حتى في السفر القصير .وعبارة المغني صريحة فممي كمونه قيممدا فممي
الطويممل ،أممما القصممير فيجمموز مطلقمما ونصممها .تنممبيه :سممكت المصممنف عممن حكممم السممفر المبمماح
كالتجارة ،وحكمه أنه إن كان قصيرا فل منممع منممه بحممال ،وإن كممان طممويل ،فممإن غلممب الخمموف
فكالجهاد ،وإل جاز على الصحيح بل إستئذان .والوالد الكافر في هممذه السممفار كالمسمملم ممما عممدا
الجهاد -كما مر .اه) .قوله :ل سفر لتعلم فرض( قال في النهاية ،ومثلممه كممل واجممب عينممي وإن
كان وقته متسعا ،لكن يتجه منعهما له من خروج لحجة السلم قبل خممروج قافلممة أهممل بلممده :أي
وقته عادة لو أرادوه ،لعمدم مخماطبته بمالوجوب إلمى الن .اه) .قموله :ولمو كفايمة( أي ولمو كمان
الفرض كفاية ،من علم شرعي ،كطلب درجة الفتوى أو آلة له ،كطلب نحو أو صرف أو منطق.
)قوله :فل يحرم( أي السفر لما ذكر ،لكن بشرط أن يكون أمنا أو قل خطره ،ولم يجممد ببلممده مممن
يصلح لكمال ما يريده ،أو رجا بقرينة زيادة فمراغ ،أو إرشمماد أسمتاذ ،وأن يكمون رشميدا ،وأن ل
يكون أمرد جميل ،إل أن يكون معه محرم يأمن على نفسه) .وقوله :عليممه( أي الفممرع) .وقمموله:
وإن لم يأذن( أصله غاية في عدم الحرمة) .قوله :وإن دخلوا الخ( المناسب تقديم هممذا علممى قمموله
وحرم سفر الخ ،لنه مرتبط بقوله والجهاد فرض كفاية ،وذكره في المنهج مفهوم قيد ذكره لقوله
الجهاد فرض كفاية ،وذلك القيد هو قوله والكفار ببلدهم .وكممان الولممى للشممارح أن يممذكر القيممد
المذكور بعد قوله والجهاد فرض كفاية ،وقبل قوله على كل مكلف المخ ،كممما صممنع فممي المنهمج،
وكما صنع هو نفسه أول الباب فانظره .ثم إن الدخول ليس بقيد ،فمثله ممما لممو صممار بينهممم وبيممن
البلدة دون مسافة القصر) .وقمموله :بلممدة( مثممل البلممدة القريممة) .وقمموله :لنمما( أي المسمملمين ،ومثممل
كونها لنا كونها للذميين .ولو زاد الشارح لفظة مثل بعد قوله بلدة ،وقوله لنا لكممان أولممى) .قمموله:
تعين الخ( جواب إن )وقوله :على أهلها( أي البلمدة المتي لنما أو للمذميين) .قموله :أي يتعيمن المخ(
تفسير مراد لتعين الجهاد) .قوله :الدفع بما أمكنهم( أي بأي شئ أطاقوه ،ولممو بحجممارة أو عصمما.
)قوله :وللدفع مرتبتان الخ( القصد من هذا بيان كيفية الدفع ،وأن فيها تفصيل) .قوله :أن يحتمممل
الحال اجتماعهم( أي يمكن اجتماعهم ،بأن لم يهجم عليهم العممدو) .وقمموله :وتممأهبهم للحممرب( أي
إستعدادهم له) .قموله :فمموجب المدفع( الفمماء للتفريمع ،والولممى التعممبير بالمضمارع :أي ففممي هممذه
المرتبة يجب الدفع مطلقا من غير تقييد بشئ) .وقوله :على كل منهم( أي علممى كممل واحممد واحممد
من أهل البلد ،وممن دون مسافة القصر) .وقوله :بما يقممدر عليممه( متعلممق بالممدفع الممواجب عليممه.
)قوله :حتى على الخ( أي يجب الدفع حمتى علمى ممن ل يلزممه الجهماد) .قموله :نحمو فقيمر المخ(
تمثيل لمن ل يلزمه الجهاد) .قمموله :بل إذن ممممن مممر( أي مممن الصممل ورب الممدين والسمميد :أي
والزوج ،وإن لم يتقدم له ذكر) .قوله :ويغتفر ذلك( أي عدم وجود الذن في هؤلء) .وقوله:
] [ 225
لهذا الخطب العظيم( أي لهذا المممر العظيممم المذي همو دخمول الكفمار فمي بلد المسملمين.
)وقوله :الذي ل سبيل لهماله( أي تركه ،أي هذا الخطب) .قوله :وثانيتهما( أي ثانيممة المرتبممتين
أن يغشاهم الكفار :أي يهجموا عليهم ويحيطوا بهم) .قوله :ول يتمكنون( أي المسلمون) .وقمموله:
من اجتماع( أي اجتماعهم) .وقوله :وتأهب( أي تأهبهم للقتال) .قوله :فمن قصده كافر الخ( الفاء
للتفريع على المرتبة الثانية :أي ففي هذه المرتبة الثانية كل من قصده الخ) .وقوله :وعلم أنه( أي
من قصده الخ ،ومثل العلم غلبة الظن .وسيأتي محترزه في الفروع) .وقمموله :يقتممل إن أخممذه( أي
أخذه الكافر )قوله :فعليه الخ( أي فيجب على من قصده كافر ،والجملممة جممواب مممن) .قمموله :وإن
كان ممن ل جهاد عليه( غاية في الوجوب ،وهو بعيد بالنسبة للصبي) .قوله :لمتنمماع الستسمملم
لكافر( أي لنه ذل ديني) .قوله :فروع الخ( السبك والخصر أن يحذف لفظة فروع وممما بعممدها
إلى قوله ولو أسروا الخ ويذكر مفهوم قوله قبل الفروع ،وعلم أنه يقتل إن أخذه بأن يقول فإن لممم
يعلم أنه يقتل ،بأن جوز أسرا وقتل الخ ،ثم يقول بعد ذلك ولو أسروا الخ) .قمموله :وجمموز أسممرا(
أي من غير قتل) .وقوله :وقتل( الواو بمعنى أو :أي أو جمموز قتل :أي بعممد السممر) .قمموله :فلممه
قتال الخ( أي فيجوز لمه إذا جموز السمر ،وجموز القتمل ،أن يقاتمل ،ويجموز لمه أن يستسملم لهمم.
)قوله :إن علم الخ( قيد في الستسلم :أي محل جوازه له ،إن علم أو ظن ظنا قويا ،أنه إن إمتنع
من الستسلم يقتل يقينا) .قوله :وأمنت المرأة الخ( أي وإن أمنت المرأة التي قصدها كممافر فعممل
الفاحشة فيها إن أسرت) .قوله :وإل تعين( أي وإن لم يعلم أنه إن امتنع من الستسلم يقتل ،ولممم
تأمن المرأة فعل الفاحشة فيها تعين الجهاد ،ول يجمموز الستسمملم ،لنممه حينئذ ذل دينممي) .قمموله:
فمن علم أو ظن الخ( هذا مفهوم قوله وجوز أسرا وقتل ،لن مفهومه أنه إن لم يجمموز ذلممك ،بممل
تيقن أو غلب على ظنه أنه إن أخذ قتل ،إمتنممع عليممه الستسمملم) .قمموله :كممما مممر آنفمما( أي قبيممل
الفروع في قوله فمن قصده كافر الخ) .قموله :ولممو أسممروا( أي الكفممار) .وقمموله :يجممب النهمموض
إليهم( أي وجوبا عينيا كدخولهم دار نابل همذا أولمى :إذ حرممة المسمملم أعظممم) .قموله :علممى كممل
قادر( متعلق بالنهوض أو بيجب :أي يجب النهمموض علممى كممل قممادر ،أي ولممو كممان قنمما) .قمموله:
لخلصه( اللم تعليلية متعلقة بيجب :أي يجب النهوض لجل خلص المسلم المأسور مممن أيممدي
الكفار) .قوله :إن رجى( أي الخلص ولو على ندور ،فإن لم يرج خلصممه ،تركنمماه للضممرورة.
)قوله :ولو قال لكافر الممخ( عبممارة التحفممة :ويسممن للمممام -بممل وكممل موسممر -عنممد العجممز عممن
خلصه مفاداته بالمال ،فمن قال لكافر الخ .اه .وهي أولى بالزيممادة الممتي زادهمما قبممل قمموله فمممن
الخ) .قوله :لزمه( أي لزم من قال للكافر ما ذكر المال له) .قمموله :ول يرجممع( أي الممدافع للكممافر
ذلك المال) .وقوله :به( أي المال) .قوله :إل إن أذن الخ( أي إل إن أذن السير لممه فممي أن يفممديه
بمال ،بأن قال له أفدني بمال ،فحينئذ يرجع على السير به) .وقوله :وإن لم يشترط له الرجمموع(
غاية في الرجوع على السير إذا أذن :أي يرجع عليه إذا أذن له في المفاداة ،وإن لم يقل وترجع
به علي .ففاعل يشترط يعود على السير ،وضمير له يعود على القممائل للكممافر ممما تقممدم) .قمموله:
وتعين( أي الجهاد) .قوله :وإن كان فممي أهلهممم( الولممى فممي أهلهمما :أي البلممدة الممتي دخلوهمما ،ثممم
وجدت ذلك في بعض نسخ الخط) .قوله :لنهم في
] [ 226
حكمهم( أي لن من كان دون مسافة القصر ،في حكممم أهممل البلممدة الممتي دخلوهمما) .قمموله:
وكذا من كان الخ( أي وكذا يتعين الجهاد على من كان على مسافة القصر) .وقموله :إن لمم يكمف
أهلها( أي البلدة التي دخلوها )وقوله :ومن يليهم( أي ومن يلي أهل البلدة التي دخلوها ،وهمم ممن
على دون مسافة القصر) .قوله :فيصير( أي الجهاد) .وقوله :فرض عين في حق مممن قممرب( أي
وهم من على دون مسافة القصر) .قوله :وفرض كفاية( بالنصب معطوف على فرض عيممن :أي
ويصير فرض كفاية) .وقوله :في حممق مممن بعممد( أي وهممم مممن علممى مسممافة القصممر ،ول يظهممر
تفريع هذا على ما قبله إل لو زاد بعد قوله وكذا على من كان على مسافة القصممر بقممدر الكفايممة،
فيفهم منه حينئذ أنه ل يلزم جميعهم الخروج ،بل يكفي في سقوط الحرج عنهم خروج قمموم منهممم
فيهم كفاية .ولعل في كلمه سقطا من الناسخ وهو ما ذكر) .قوله :وحرم على مممن هممو مممن أهممل
فرض الجهاد( خرج من هو ليس من أهله كمريض وامرأة ،فل حرمة عليه بانصرافه) .وقمموله:
انصراف عن صف( خرج به ما لو لقي مسلم مشركين ،فإنه يجوز إنصرافه عنهما ،وإن طلبهما
ولم يطلباه) .قوله :بعد التلقي( أي تلقي الصفين فإن كان قبله فل يحرم )قوله :وإن غلممب علممى
ظنه الخ( غاية في الحرمة ،أي يحرم النصراف وإن غلب علممى ظنممه أنممه إذا ثبممت فممي الصممف
قتل .وكتب سم .على قول التحفة وإن غلب على ظنه إلى آخره ما نصه :إل فيما يأتي قريبا عممن
بعضهم .اه) .وقوله :إل فيما يأتي الخ( سيذكره المؤلف أيضا بقمموله وجممزم بعضممهم الممخ )قمموله:
لعده الخ( أي ولقوله تعالى) * :يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فل تولوهم الدبممار(
* )وقوله :الفممرار مممن الزحممف( أي الفممرار مممن الصممف ،لجممل زحممف الكفممار إلممى جهممة صممف
المسلمين) .وقوله :من السبع الموبقات( أي المهلكات .وقد تقدم بيانها غير مرة) .قوله :ولو ذهب
سلحه الخ( مثله ما لو مات مركوبه وأمكنه الجهاد راجل ،فيمتنع عليه النصراف) .قوله :على
تناقض فيه( أي على تناقض في عدم جواز النصراف ،وقع في كلمهمم )قموله :وجمزم بعضمهم
بأنه( أي الحال والشأن) .وقوله :إذا غلب ظن الهلك بالثبممات( بثبمماته فممي الصممف) .وقمموله :مممن
غير نكاية فيهم( أي من غير أن يحصل منه نكاية :أي قتل وإثخان في الكفار .قال في المصباح:
نكيت في العدو أنكى ،والسم النكاية إذا قتلت وأثخنمت .اه .بحممذف) .وقموله :وجممب الفممرار( أي
لقوله تعالى) * :ول تلقوا بأيديكم إلى التهلكة( *) .قوله :إذا لم يزيدوا الخ( متعلق بحرم :أي حرم
النصراف إذا لم يزيدوا على مثلينا .وعبممارة المنهممج :إن قاومنمماهم .اه .وقممال فممي شممرحه :وإن
زادوا على مثلينا ،كمائة أقوياء عن مائتين وواحد ضعفاء ،ثممم قممال :وخممرج ممما إذا لممم نقمماومهم،
وإن لم يزيدوا على مثلينا ،فيجوز النصراف ،كمائة ضممعفاء عممن مممائتين إل واحممدا أقويمماء .اه.
وهي أولى لن العبرة بالمقاومة ل بالعدد ،ول ينافي ذلك الية ،فإنهمما ينظممر فيهمما للمعنممى ،وهممو
المقاومة المأخوذة من قوله صابرة ،وعبارة التحفة :وإنما يراعي العمدد عنمد تقمارب الوصماف،
ومن ثم لم يختص الخلف بزيادة الواحد ونقصممه ،ول براكممب وممماش ،بممل الضممابط -كممما قمماله
الزركشي كالبلقيني -أن يكون في المسلمين من القوة ما يغلب على الظممن أنهممم يقمماومون الممزائد
على مثليهم ،ويرجون الظفر بهم ،أو من الضعف ما ل يقاومونهم .اه) .قمموله :لليممة( هممي قمموله
تعالى) * :الن خفف ال عنكم وعلم أن فيكم ضعفا ،فإن يكن منكم مممائة صممابرة يغلبمموا مممائتين،
وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن ال .وال ممع الصمابرين( * .وهمي خمبر بمعنمى الممر :أي
لتصبر مائة لمائتين) .قوله :وحكمة الممخ( أي الحكمممة فممي كوننمما مممأمورين بالصممبر علممى مقاتلممة
ضعفنا من الكفار،
) (1سورة النفال ،الية (2) .15 :سورة البقرة ،الية (3) .195 :سورة النفال ،الية.66 :
] [ 227
أن المسمملمين يقمماتلون علممى إحممدى الحسممنيين :إممما الفمموز بالشممهادة إن قتلمموا ،وإممما الفموز
والظفر بالغنيمة مع حصول الجر إن لم يقتلوا .وأممما الكفممار فإنممما يقمماتلون علممى الفموز والظفممر
بالدنيا فقط ،فكان الحاصل للمسلمين بسبب الجهاد ضعف ما هو حاصل للكفار ،فوجب عليهم أن
يصبروا على ملقاة ضعفهم من الكفار) .قوله :أما إذا زادوا الخ( مفهوم قوله إذا لم يزيدوا علممى
مثلينا) .وقوله :كمائتين وواحد عن مائة( قد علمت أن العممبرة بالمقاومممة وعممدمها ،ل بالعممدد .فل
تغفل) .قوله :فيجوز النصراف( أي عن الصف )وقوله :مطلقا( أي غلب علممى الظممن الهلك أم
ل ،بلغوا اثني عشر ألفا أم ل) .قوله :وحرم جمع مجتهممدون النصممراف مطلقمما( أي زادوا علممى
مثلينا أم ل) .وقوله :إذا بلغ الخ( قيد في الحرمة) .قمموله :لخممبر الممخ( علممة للحرمممة) .وقمموله :لممن
يغلب( بالبناء للمجهول ونائب فاعله ما بعده) .وقوله :من قلة متعلق به( أي لن يغلب جيش جيشا
بلغ اثني عشر ألفا من أجل قلته ،بل هو إذا بلغ هذا المقدار فهو كثير ول يعد قليل ،فيفهممم الخممبر
حينئذ أنه ل يجوز النصراف لنهم كثير) .قمموله :وبممه خصممت اليممة( أي وبهممذا الخممبر خصممت
الية السابقة المقتضية أن المسلمين إنما يقاتلون الضعف ولو زادوا على اثنمي عشمر ألفما ،فيقمال
أن محل ذلك ما لم يبلغ المسمملمون هممذا المقممدار ،فممإن بلغمموه قمماتلوا مطلقمما ولممو زاد الكفممار علممى
ضعفهم) .قوله :أن الغالب على هذا العدد( أي المذي فمي الحمديث) .وقموله :الظفمر( أي بالعمداد
ولو زاد الكفار على ضعفهم) .قوله :فل تعرض فيه( أي في الحديث ،وهممذا هممو محممط الجممواب.
)قوله :كما هو( أي كون المراد منه ما ذكر واضح) .قوله :وإنما يحرم النصراف( أعاده لجممل
الستثناء بعده وإل فهو مصرح به فيما قبل .ولو قال ومحل حرمة النصراف إذا لم يكن متحرفا
الخ ،لكان أولى وأخصر) .وقوله :إن قاومنمماهم( المناسممب لعبممارته أن يقممول إن لممم يزيممدوا علممى
مثلينا) .قوله :إل متحرفا لقتال الخ( إستثناء من عموم الحوال :أي يحرم إنصممراف المسمملم عممن
الصف في جميع الحوال ،إل في حالة كونه متحرفمما لقتممال :أي مممائل عممن محلممه ومنتقل عنممه،
لجل مصلحة القتال ،بأن كان قصد به النتقال لمكان أرفع مممن مكممانه ،أو أصمموب منممه ،ليكمممن
من العدو ،أو في حالة كونه متحيزا :أي ذاهبا إلى فئة من المسلمين يستنجد بها :أي يستنصر بها
على العدو فل يحرم) .قوله :ولو بعيدة( أي ولمو كمانت الفئة المتي قصمدها بعيمدة) .قموله :ويمرق
الخ( شروع في بيان ما يفعممل بالسممرى) .وقمموله :ذراري( جمممع ذريممة وهممم الصممغار .قممال فممي
المصباح :الذرية فعلية من الذر وهم الصغار ،وتجمع على ذريات ،وقد تجمع على ذراري ،وقد
أطلقت الذرية على الباء مجازا .اه) .قوله :وعبيدهم( أي ويرق عبيدهم .قال في شمرح المنهمج:
والمراد برق العبيد إستمراره ل تجديده .اه .وقيل أن الرق الذي فيهم يزول بالسر ،ويخلفممه رق
آخر لنا ،ومثلهم المبعضون بالنسبة لبعضهم الرقيق ،ويأتي في بعضممهم الحممر التخيممر بيممن المممن
والفداء والسترقاق ،ل القتل تغليبا لحقن الدم) .وقمموله :ولممو مسمملمين( غايممة فممي رق العبيممد ،أي
يرق عبيدهم ولو كانوا مسلمين كاملين) .قوله :بأسر( متعلق بيرق ،والمراد به الستيلء والقهر.
)قوله :كما يرق حربي مقهور لحربي بالقهر( الكاف للتنظيممر فممي كممون الحربممي إذا قهممر حربيمما
آخر أسترقه بذلك) .قوله :أي يصيرون الخ( تفسير مراد لرقاق الذراري والعبيد بالسر) .قوله:
ويكونون( أي الذين استرقوا بالسر) .وقوله :كسائر أموال الغنيمة( أي فيخمسون الخمس لهلممه
والباقي للغانيمن ،لنه )ص( كان يقسم السبي كما
] [ 228
يقسم المال) .قوله :ودخل في الذراري الخ( في دخول المجانين والنسمموان البممالغين نظممر:
إل أن يكون على سبيل المجاز ،بأن يممراد بالممذراري ،كممل مممن ينتمممي للكفممار ممممن تجممب مممؤنته
عليهم) .قوله :ول حد( أي لزم) .قوله :إن وطئ غانم( أي واحد من الغممانمين) .قمموله :أو أبمموه(
أي أو أبو الغانم) .وقوله :أو سيده( أي سيد الغانم )وقوله :أمة( مفعول وطئ) .قوله :في الغنيمة(
الجار والمجرور صفة لمة ،أي أمة كائنة في الغنيمة الممتي غنهممما المسمملمون) .قمموله :ولممو قبممل
اختيار التملك( غاية لعدم الحد :أي ل يحممد ،ولمو قبممل أن تممدخل فممي ملكممه ،والممدخول فيممه يكممون
باختيار التملك :بأن يقول اخترت نصيبي ذلك لن الملك في الغنيمة إنما يحصل بعد إختيممار كممل
التملك لنصيبه) .قوله :لن فيها شبهة ملك( علة لعدم الحد :أي وإنما لم يحد بوطئ أمممة الغنيمممة،
لن فيها شبهة الملك) .قوله :ويعزر عالم بالتحريم( أي يعزره المام بما يراه :أي ويلزمه المهممر
للشبهة ،كوطئ الب جارية ابنه ،فإن أحبلهما لمم يثبمت السمتيلد وإن كمان موسمرا لعمدم الملمك،
ولزمه أرش الولدة لحصة غيره .كذا في شرح الروض) .قوله :ل جاهل به( أي ل يعزر جاهل
بالتحريم ،لكن بشرط أن يكون معممذورا بممأن قممرب الممخ) .قمموله :فممرع الممخ( لممما ذكممر أن ذراري
الكفار يسترقون بالصل ،فرع على ذلك أنه يحكم عليهم بالسلم تبعا للمسلمين الممذين أسممروهم،
وذكر في ضمن ذلك تبعيتهم فيه أيضا لحد الصول) .قوله :يحكم بإسمملم غيممر بممالغ( أي ذكممرا
كان أو أنثى أو خنثي والمجنون البالغ كالصغير ،سواء بلممغ مجنونمما أو بلممغ عمماقل ثممم جممن علممى
الصح) .قوله :ظاهرا وباطنا( وقد يحكم عليه بالسلم ظاهرا فقط ،كمما لمو وجمد لقيمط فمي دار
السلم ،أو في دار كفار وفيها مسلم ،فإنه يحكم عليه تبعمما للممدار ،والفممرق بيممن مممن يحكممم عليممه
بالسلم ظاهرا وباطنا وبين من يحكم عليه به ظاهرا فقط ،أنه في الول لممو وصممف الكفممر بعممد
بلوغه يصير مرتدا فيستتاب ،فإن تاب ترك وإل قتل ،وفي الثاني يتممبين أنممه كممافر أصمملي وليممس
مرتدا) .قوله :إما تبعا للسابي المسلم( أي ولمو كمان غيمر مكلمف ،ويشمترط لتبعيتمه لمه أن يكمون
منفرد عن أبويه ،بحيث ل يكون معه أحدهما في جيش واحد غنيمة واحدة ،فإن لم يكن كذلك فل
يتبع السابي له ،بل يتبع أحد أبويه ،لن تبعية الصل أقوى من تبعية الفرع) .قمموله :ولممو شمماركه
كافر( أي يحكم عليه بالسلم تبعا للسممابي المسمملم ،ولمو شمماركه فممي السممبي كممافر تغليبمما لجممانب
المسلم) .قوله :وإما تبعمما لحممد أصمموله( أي مممن جهممة الب أو الم وإن لممم يكونمموا وارثيممن وإن
بعدوا .فإن قيل :إطلق ذلك يقتضي الحكم على جميع الطفال بالسمملم ،بإسمملم أبيهممم آدم عليممه
الصلة السلم .أجيب :بأن الكلم في جد ينسب إليه بحيممث يعممرف بمه) .قموله :وإن كممان إسمملما
قبل علوقه( أي يحكم عليه بالسلم تبعا وإن كان إسلم أحد أصوله قبل علوقه :أي قبل أن تعلممق
به أمه أي تحمل ،وفيه أنه ل معنى لهذه الغاية وذلمك لنمه إن أسملم أحمد أصموله قبمل العلموق أو
عنده ،فقد انعقد الحمممل مسملما بالجمماع .ول يقمال أنممه حكمم بالسملم فيممه تبعما ،وإن أسملم بعمد
العلمموق ،فممالحكم بالسمملم يكممون علممى الحمممل ل علممى الصممبي -كممما صممرح بممه البمماجوري -
وعبارته :ومثل الصبي الحمل في إسلمه بإسمملم أحممد أبممويه أو أحممد أصمموله :وصممورة ذلممك أن
تحمل به أمه في حال كفر أبويه وسائر أصوله ،ثم يسلم أحد أبويه أو أحد أصوله قبممل انفصمماله،
أو بعده وقبل تمييزه أو بعده وقبل بلوغه ،أما لو كان أحد أبويه أو أحد أصوله مسلما وقت علوقه
فقد انعقد مسلما بالجماع ،ول يضر ما يطرأ بعد ذلممك مممن ردة أحممد أبممويه أو أحممد أصمموله .اه.
تنبيه :خرج بقوله تبعا في الصورتين إسلمه إستقلل ،كأن نطق بالشهادتين فل يعتممد بممه ،وذلممك
لن نطقه
] [ 229
بالشهادتين إما خبر أو إنشاء ،فإن كممان خممبرا فخممبره غيممر مقبممول ،وإن كممان إنشمماء فهممو
كعقوده وهي باطلة .وأما إسلم سيدنا علي رضي ال عنه فقد اختلممف فممي وقتممه ،فقيممل إنممه كممان
بالغا حين أسلم -كما نقله القاضي أبو الطيب عن المممام -وقيممل إنممه أسمملم قبممل بلمموغه -وعليممه
الكثرون -وأجاب عنه البيهقي بأن الحكام إنما صارت معلقة بالبلوغ بعد الهجرة .قال السبكي:
وهو الصحيح) .قوله :فلو أقر أحدهما( أي المحكوم عليه بالسلم تبعا للسابي ،أو المحكوم عليممه
به تبعا لحد الصول) ،وقوله :فهو مرتد من الن( أي من وقت إقراره بالكفر ،ل كممافر أصمملي،
وحينئذ يستتاب ،فإن تاب ترك ،وإل قتل -كما مر ) .-قوله :ول إمام أو أميممر( أي أميممر جيممش.
)قوله :خيار في أسير كامل( أي من الكفار الصليين :أما إذا كان من المرتدين ،فل خيار فيه بل
يطالبه المام أو المير بالسلم فقط) .قوله :ببلوغ الخ( متعلق بكامل :أي أن كماله يكون ببلمموغ
وعقل وذكورة وحرية ،فإن لم يكمل بما ذكر بأن كان صبيا ،أو مجنونمما ،أو أنممثى ،أو خنممثى ،أو
رقيقا ،فل خيار فيه ،بل يسترق بمجرد السر فقط ،كما مممر) .قمموله :بيممن أربممع خصممال( متعلممق
بخيار :أي هو مخير بين أربع خصال ،وهذا بالنسبة لغير المبعضين ،أما هم فيتخير فيهممم المممام
بين ثلثة أشياء فقط ،كما مر) .قوله :من قتل الخ( بيان للربممع الخصممال ،ثممم إن محممل القتممل إذا
كان فيه إخماد شوكة الكفار وإعزاز المسلمين وإظهار قوتهم) .وقمموله :بضممرب الرقبممة ل غيممر(
أي ل بتحريق وتغريق ول بغير ذلك من أنواع القتل) .قوله :ومممن عليممه( أي إنعممام عليممه ،وهممو
معطوف على قتل) .وقوله :بتخلية سبيله( متعلق بمن :أي من عليه بتخليممة سممبيله بفكممه وإطلقممه
من السر من غير مقابل ،ويفعل ذلك المام إذا كان فيممه إظهممار عممز المسمملمين) .قمموله :وفممداء(
معطوف على قتل أيضا -وهو بكسر الفاء مع المد أو بفتحها مع القصر ) -وقوله :بأسممرى منمما(
أي برد أسرى من المسلمين إلينا ،ومثلهممم الممذميون .والمممراد يممدفع لهممم أسممراهم ،ويممدفعون إلينمما
أسرانا) .قوله :أو مال( معطوف على أسرى :أي أو فداء بأخذ مال منهم سواء كان من مممالهم أو
من مالنا تحت أيديهم) .قوله :فيخمس( أي المال الذي نأخذه كبقية أموال الغنيمة) .قوله :أو بنحممو
سلحنا( معطوف على بأسرى ،أي أو فداء بأخذ نحو سلحنا الممذي أخممذوه منمما) .قمموله :ويفممادي
سلحهم بأسرانا( يعني نعطيهم سلحهم الذي أخذناه منهم برد أسرانا إلينا) .قوله :ل بمال( أي ل
يفادى سلحهم الذي أخذناه بدفع مال إلينا .قال في التحفة :إل إن ظهرت فيه مصلحة لنا ظهممورا
تاما ل ريبة فيه ،فيجوز ويفرق بينه وبين منع بيع السلح لهم مطلقمما :أي ولممو ظهممرت مصمملحة
فيه ،بأن ذلك فيه إعانتهم إبتداء من الحاد ،فلم ينظر فيه لمصلحة ،وهممذا أمممر فممي الممدوام يتعلممق
بالمام ،فجاز أن ينظر فيه إلى مصلحة .اه .بزيادة) .قمموله :وإسممترقاق( معطمموف علممى قتممل أي
ومن إسترقاق :أي ضرب الرق ولممو لمموثني أو عربممي ،أو بعممض شممخص إذا رآه مصمملحة ،ول
يسري الرق إلى باقيه على الصح فيكون مبعضا) .قوله :فيفعمل المخ( مفمرع علمى قموله ولممام
خيار الخ .وأشار به إلى أن التعبير بالخيار فيه مسامحة ،لنه إنما يكممون عنممد اسممتواء الخصممال.
)قوله :الحظ للمسلمين( أي الصلح والنفع للمسلمين :أي وللسمملم ،وذلممك لن حممظ المسمملمين
ما يعود إليهم من الغنائم وحفظ مهجهم ،ففي السترقاق والفداء حظ للمسلمين ،وفي المممن والقتممل
حظ للسلم .هذا إن ظهر له الحظ ،فإن لم يظهر له حبسهم حتى يظهر له الحممظ فيفعلممه ،لنممه
أمر راجع إلى الجتهمماد ل إلممى التشممهي ،فيممؤخر لظهممور الصممواب .تنممبيه :قممال فممي التحفممة :لممم
يتعرضوا فيما علمت إلى أن المام لو اختار خصلة له الرجوع عنهمما أول ،ول إلممى أن اختيمماره
هل يتوقف على لفظ أو ل ؟ والذي يظهر لي في ذلك تفصيل ل بممد منممه .أممما الول فهممو أنممه لممو
اختار خصلة ظهر له بالجتهاد أنها الحظ .ثم ظهر له به أن الحظ غيرها ،فممإن كممانت رقمما لممم
يجز له الرجوع عنها مطلقا ،لن الغانمين وأهل الخمس ملكوا بمجممرد ضممرب الممرق ،فلممم يملممك
إبطاله عليهم ،أو قتل جاز له الرجوع عنه تغليبا لحقن الممدماء ممما أمكممن ،وإذا جمماز رجمموع مقممر
بنحو الزنا بمجرد تشهيه وسقط عنه القتل بذلك ،فهنا أولى ،لن هذا محض حق ال تعالى ،وذاك
] [ 230
فيه شائبة حق آدمي ،أو فداء ،أو من ،لم يعمل بالثاني لستلزامه نقض الجتهاد بالجتهاد
من غير موجب ،كممما لممو اجتهممد الحمماكم وحكممم ،ول ينقممض حكمممه باجتهمماد بممان ،نعممم ،إن كممان
اختياره أحدهما :لسبب ثم زال ذلك السبب ،وتعينت المصمملحة فممي الثمماني عمممل بقضميته ،وليمس
هذا نقض اجتهاد باجتهاد ،بل بما يشبه النصر لزوال موجب الول بالكليمة .وأمما الثماني فهمو أن
السترقاق ل بد فيه من لفظ يدل عليه ،ول يكفي فيه مجرد الفعل بالسممتخدام ،لنممه ل يسممتلزمه،
وكذا الفداء ،نعم ،يكفي فيه لفظ ملتزم البدل مع قبض المام له من غير لفممظ ،بخلف الخصمملتين
الخيرتين لحصولهما بمجممرد الفعممل اه) .وقموله :أممما الول( أي أممما التفصمميل فممي الول ،وهممو
كونه لو اختار خصلة له الرجوع أول) .وقوله :وأما الثاني( أي وأممما التفصمميل فممي الثمماني وهممو
كون اختياره هل يتوقف على لفظ أم ل ؟ )قوله :ومن قتل أسيرا الخ( قال فممي القنمماع .تنممبيه :ل
يقتل من ذكر :أي النساء والصبيان والمجانين والعبيد للنهي عن قتممل النسمماء والصممبيان والبمماقي
في معناهما ،فإن قتلهم المام ولو لشرهم وقوتهم ،ضمن قيمتهمم للغمانمين كسمائر أمموال الغنيممة
وقوله :فإن قتلهم المام :مثل المام غيره ،وهذا في قتل الناقصين .أممما قتممل الكمماملين ،فممإن كممان
بعد اختيار المام القتل أو قبله ،فل ضمان إل لتعزير ،وإن كان بعممد اختيممار المممام للفممداء .فممإن
كان بعد قبضه الفداء ،وقبل وصول الكافر لمأمنه ضممن بالديمة ،ويأخمذ الممام منهما قمدر للفمداء
والباقي لورثته ،وإن كان بعد وصوله لمأمنه فل ضمان .وأما إن كان القتل بعد المممن ،فممإن كممان
قبل وصوله لمأمنه ،ضمن بالدية لورثته .وإن كان بعد وصوله لممأمنه فل ضممان اه .بجيرمممي.
)قوله :أو كامل( أي أو قتل أسيرا كامل ،وكماله بما مر) .وقوله :قبل التخيير فيممه( متعلممق بقتممل
المقدر :أي قتله قبل أن يختار المام فيه شمميئا ممن الخصممال الربممع .ومفهممومه أنممه إذا كممان بعممد
التخيير ل شئ عليه أصل ،ل تعزير ول غيره ،مع أنه ليس كذلك بل فيه تفصيل يعلم من عبارة
البجيرمي المممارة آنفمما) .وقمموله :عممزر( أي القاتممل وهمو جممواب أن المقممدرة مممع شممرطها )قموله:
وإسلم كافر كامل( خرج الناقص فل يعتد بإسلمه إل تبعا وسيذكر حكمه) .قوله :بعد أسممر( أي
وقبل اختيار المام فيه شيئا ،فإن كان بعد اختيار المام فيه خصلة من الخصال ،تعينممت ممما عممدا
القتل اه .بجيرمي) .قوله :يعصم دمه من القتل( الجملة خبر إسلم) .قوله :لخبر الخ( دليممل علممى
عصمة دم من أسلم الخ) .قوله :حتى يشممهدوا أن ل إلممه إل المم( أي وأن محمممدا رسممول المم ،أو
يقممال أن ل إلممه إل الم صممارت علممما علممى الشممهادتين .اه .ز ي )قمموله :فممإذا قالوهمما( أي كلمممة
التوحيد) .قوله :وأموالهم( فيه أن الموال ل تعصم بإسلمه بعممد السممر ،فمحممل السممتدلل قمموله
دماءهم ،وكان الولى ذكر همذا الخممبر بعممد قمموله وإسملمه قبلممه يعصمم دممما ومممال اه .بجيرممي
)قوله :إل بحقها( أي بحق الدماء والموال والنساب التي تقتضي جواز قتلهم وأخذ أموالهم .اه.
ع ش .وذلك كالقود والزكاة) .قوله :ولم يذكر هنا( أي ولم يمذكر المصمنف هنما :أي فمي إسملمه
بعد السر ،كما ذكره بعد في قوله وإسلمه قبله ،وكان حق التعممبير أن يقممول :ولممم أذكممر بهمممزة
التكلم إل أن يقال أنه ارتكب التجريد) .قوله :وماله( مفعول يذكر) .قوله :لنممه( أي السمملم بعممد
السر )وقوله :ل يعصمه( أي الممال ،لن المقمدور عليمه بعممده غنيمممة) .قمموله :إذا اختممار المممام
رقه( قال الرشيدي :قضية هذا القيد أنه إذا اختار غير الرق يعصم ماله ،وانظره مع قمموله التممي
ومن حقها -أي الموال -أن ماله المقدور عليه بعد السممر غنيمممة ،ولممم أر هممذا القيممد فممي غيممر
كلمه ،وكلم التحفة .اه) .قوله :ول صغار أولده( معطوف على قوله وماله :أي ولم يذكر هنمما
صغار أولده) .قوله :للعلم بإسلمه الخ( عبارة التحفة للعلم بإسلمهم تبعا له من كلمه التي :إذ
التقيد فيه بقبل الظفر ،لفادة عموم العصمة ،ثمم بخلفهما هنمما لمما ذكمر فمي المممال ،وأممما صمغار
أولده فالملحظ في الصورتين
] [ 231
واحد وزعم المخالفة بين ما هنا .وثم وأن عموم ذلك مقيد بهممذا ،فل يتبعممونه فممي إسمملمه
بعد الظفر ،ول يعصمون به عن الرق ليس في محله لتصريحهم بتبعيتهم لممه قبممل الظفممر ،فبعممده
كذلك .اه .فلعل في العبارة سقطا من الناسخ يعلممم مممن العبممارة المممذكورة) .وقمموله :تبعمما لممه( أي
لصله الذي أسلم) .قوله :وإن كانوا الخ( غاية في التبعيممة :أي يتبعممونه فممي السمملم ،وإن كممانوا
بدار الحرب) .وقوله :أو أرقاء( أي أو كانوا أرقمماء ،بممأن سممباهم مسمملمون ،أو قهرهممم حربيممون.
)قوله :وإذا تبعوه( أي الصل الممذي أسمملم) .وقمموله :وهممم أحممرار( أي والحممال أنهممم ،أي صممغار
أولده أحرار) .قوله :لم يرقوا( جواب إذا) .قوله :لمتناع طرو الرق الخ( علة لعممدم إسممترقاقهم.
)وقوله :على من قارن إسلمه حريته( أي على الشخص الذي قارن إسلمه حريته) .قوله :ومممن
ثم( أي ومن أجل إمتناع طرو الطرق علممى مممن ذكممر) .وقمموله :أجمعمموا علممى أن الحممر المسمملم(
خرج الرقيق المسلم ،فيسبي ويسترق إذا كان للحربين كما تقدم) .وقوله :ل يسبي( أي ل يؤسممر.
)وقوله :ول يسممترق( عطممف لزم علممى ملممزوم ،لنممه يلممزم مممن عممدم صممحة سممبيه عممدم صممحة
استرقاقه) .قوله :أو أرقاء( معطمموف علممى أحمرار :أي وإذا تبعمموه فمي السمملم وهممم أرقماء ،لمم
ينقممض رقهممم :أي فل يعصمممهم إسمملم أبيهممم مممن الممرق ،لن أمرهممم تممابع لسمماداتهم ،لنهممم مممن
أموالهم) .قوله :ومن ثم( يعني ومممن أجممل أن الممرق ل ينقممض بطممرو إسمملمهم تبعمما لبيهممم ،بممل
يستمر رقهم مع السلم) .وقوله :ثم حكم بإسلمه( أي ذلممك الصممغير )وقمموله :تبعمما لصممله( أي
أصل ذلك الصغير بأن أسلم أحمد أصمموله) .وقموله :جمماز سممببه واسممترقاقه( أي صممح سمبي ذلمك
الصغير واسترقاقه :أي لنه رقيق لحربي ،ولم ينقض رقه بإسلمه تبعا ،ورقيمق الحربممي يجموز
سبيه واسترقاقه أي لنه رقيق لحربي ،ولم ينقض رقه بإسلمه تبعا ،ورقيق الحربي يجوز سممبيه
واسترقاقته ولو كممان مسمملما) .قمموله :ويبقممى الخيممار الممخ( مرتبممط بممالمتن يعنممي أن إسمملمه إنممما
يعصمه من القتل فقط ،ويبقى الخيار في باقي الخصال ،كما أن من عجز عن العتاق في كفممارة
اليمين يبقى خياره في الباقي من خصالها) .وقوله :مممن المممن الممخ( بيممان لبمماقي الخصممال )قمموله:
ومحل جواز المفاداة الخ( قال ع ش :ينبغي أن مثله :أي الفداء المن بممالولى مممع إرادتممه القامممة
بدار الحرب .اه) .قوله :إن كان له ثم( أي في دار الكفممر عشمميرة :أي جماعممة يممأمن معهمما علممى
نفسه وماله ،فإن لم يكن له ثم عشيرة كما ذكر ،ل تجوز مفمماداته ومثلهمما المممن) .قموله :وإسمملمه
قبله( هذا مفهوم قمموله :وإسمملم كممافر بعممد أسممر) .قموله :أي قبممل أسممر( أي أسممر المممام أو أميممر
الجيش) ،وقوله :بوضع أيدينا عليه( متعلق بأسر) .قوله :يعصم دممما الممخ( الجملممة خممبر إسمملمه.
)قوله :أي نفسا الخ( أشار بهذا التفسير إلى أنه ليس المراد بالدم سفكه بالقتل ،كالدم المتقدم فيمممن
أسلم بعد السر ،بل المراد به النفس .والمراد عصمتها من القتل ومن غيره كممالرق )فقمموله :عممن
كل ما مر( أي من الخصال السابقة من القتل والرق والمفاداة) .قمموله :ومممال( أي ويعصممم مممال:
أي من غنمه) .قوله :بدارنا أو دراهم( الجار والمجرور متعلممق بمحممذوف صممفة لمممال :أي مممال
كائنا بدار المسلمين ،أو بدار الكفار) .قوله :وكذا فرعه الحر الصممغير( أي وكممذا يعصممم إسمملمه
فرعه الحر الصغير ،لتبعيته له في السلم .وقيد بالحر .لن الرقيممق يسممبى ويسممترق ول يمنعممه
السلم كما علمت )وقوله :الصغير( خرج الكبير فل يعصمه إسملم أصمله) .وقموله :والمجنمون
عند السبي( أي وكذا يعصم ولده المجنون عند السر .ولو طرأ جنونه بعد البلوغ كما مر .ومثممل
الصبي والمجنون الحمل ،ة فيعصمه إسلم أبينه ،لنه يتبعه في السلم كما مر .نعممم ،إن سممبيت
أمه قبل إسلم أبيه ،ثبت رقه
] [ 232
بسبي الم مع الحكم بإسلمه تبعا لبيه ،ولكن ل يبطل إسملمه رقمه كالمنفصمل) .وقموله:
عن السترقاق( متعلق بيعصم المقدر بعد كذا) .قوله :ل زوجته( يعني أن إسلم الكافر ل يعممص
زوجته عن السترقاق ولو كممانت حممامل لسممتقللها .فممإن قيممل :إذا عقممد الكممافر الجزيممة ،عصممم
زوجته الموجودة حين عقد الجزية عن استرقاقها ،فكان السلم أولى بذلك) .أجيب( بأن الزوجة
تستقل بالسلم ،فل تجعل فيه تابعة ،لن ما يمكن إستقلل الشخص به ل يجعل فيه تابعا لغيمره،
ول تستقل ببذل الجزية فتجعل فيه تابعة ،لن ما ل يمكن إستقلل الشممخص بممه يجعممل فيممه تابعمما
لغيره) .قوله :فإذا سبيت( أي زوجته) .وقوله :ولو بعمد المدخول( غايمة لقموله انقطمع نكماحه :أي
ينقطع النكاح ،ولو كان السبي حصل بعد الدخول بها ،وهي للرد على القائل بأنه إن كممان السممبي
بعد الدخول بها إنتظرت العدة ،فلعلها تعتق فيها فيدوم النكاح كالردة) .قوله :انقطع نكمماحه حممال(
أي انفسخ نكاحه حال :أي حال السبي ،وذلك لمتناع إمساك المة الكافرة في نكاح المسمملم ،كممما
يمتنع إبتداء نكاحها) .قوله :وإذا سبي زوجان أو أحدهما( أي وكانا حرين ،أو أحدهما حرا فقممط،
ورق بأن كان غير مكلف ،أو أرقه المام بممأن كممان مكلفمما .أممما لممو كانمما رقيقيممن ،سممواء سممبيا أم
أحدهما ،فل ينقطع نكاحهما :إذ لم يحدث رق ،وإنما انتقل الملك من شخص إلممى آخممر ،وذلممك ل
يقطع النكاح ،كالبيع والهبة) .قوله :إنفسخ النكاح بينهما( محله في سمبي زوج صمغير أو مجنمون
أو مكلف إختار المام رقه ،فإن من عليه ،أو فادى به ،إستمر نكاحه حيث لم يحكم برق زوجته،
بأن سبي وحده وبقيت بدار الحرب) .قوله :لما في خبر مسلم الخ( دليل لنفساخ النكاح بينهما إذا
سبيا أو أحدهما) .قوله :أنهم( أي الصحابة ،وهو بيان لما في خممبر مسمملم) .قمموله :يمموم أوطمماس(
بفتح الهمزة كما في المختار .وقال ق ل :هو بضم الهمزة أفصح من فتحها :اسم واد من همموازن
عند حنين .اه) .قوله :من وطممئ المسممبيات المتزوجممات( أي اللئي كممن متزوجممات قبممل السممبي.
)قوله :والمحصنات( أي وحرمت عليكم المحصنات ،فهو معطوف على ما قبله في الية) .قوله:
فحرم ال تعالى المتزوجات إل المسبيات( أي واسممتثنى منهممم مممن سممبي منهممن ،فأحممل نكمماحهن،
وهذا يدل على أنه ينفسخ بالسبي النكماح ،وإل لمم يحمل نكماحهن) .قموله :فمرع( الولمى فرعمان.
)قوله :لو ادعى أسير( أي كامل إذ الدعوى ل تسمع إل منه ،وإنما ادعى ذلك لجل أن ل يصممح
سبيه ،فل يصح إسترقاقه) .قوله :قد أرق( أي قد اختار المام رقه ،ومفهمومه أنمه إذا ادعماه قبمل
أن يرق يقبل حتى بالنسبة للرق فانظره) .قوله :لم يقبل في الرق( أي لمم يقبمل مما ادعماه بالنسمبة
للرق ،فيستدام الرق الذي اختاره المام فيه ،أممما بالنسممبة للقتممل والمفمماداة فيقبممل) .قمموله :ويجعممل
مسلما الن( أي ويحكم بإسلمه من وقت دعواه ذلك) .قوله :ويثبت الممخ( هممذا كالتقييممد لقمموله لممم
يقبل :أي أن محل عدم قبوله إذا لم يثبت إسلمه الذي ادعاه بالبينممة ،فممإن ثبممت بهمما ،وهممي رجممل
وامرأتان ،قبلت فل يصح أسره ول استرقاقه ول غير ذلك) .قوله :ولمو ادعممى أسممير أنممه مسمملم(
تأمله ،فإن كان المراد أنه ادعى إسلمه قبل أسره ،فهو عين ما قبله :وإن كان المراد بعد أسممره،
فانظر لم فصل فيه بقوله فإن أخذ من دارنا الخ .ولم يفصل فيما إذا ادعى أنه أسلم قبممل السممر ؟
والظاهر أن المراد الول ،وقصده بيان تقييد قوله فيما تقدم ،لم يقبل
] [ 233
في الرق المقتضي قبوله بالنسبة لغير الرق) .قوله :ويجعل مسلما من الن( بما إذا أخذناه
من دارنا ،فإن أخذناه من دارهم فل يقبل مطلقمما ،ول يحكممم عليممه بالسمملم ،لكممن كممان المناسممب
والخصر في التعبير ،حيث كان هذا هو المراد ،أن يقول بعممد قمموله ويجعمل مسمملما ممن الن إن
أخذناه من دارنا ،فإن أخذناه من دارهم فل .وفيه أن هذا يقتضي أنهم يجوز قتلهم إذا أخذناهم من
ديارهم ،ولو قالوا :نحن مسلمون فممانظره .ثممم رأيممت ع ش بحممث فممي ذلممك واختممار استفسممارهم.
وعبارته .فرع :لو أسر نفر فقالوا :نحن مسلمون أو أهل ذمة ،صدقوا بأيمانهم إن وجدوا في دار
السلم .وإن وجدوا في دار الحرب لم يصدقوا .جزم به الرافعي في آخممر البمماب .اه .سممم علممى
منهج .وقضية عدم تصديقهم جواز قتلهم مع قولهم نحن مسلمون ،وقد يقال ،القياس إستفسممارهم،
فإن نطقوا بالشهادتين تركوا ،وإل قتلوا الخ .اه) .قوله :وإذا أرق الحربي( بالبنمماء للمجهممول :أي
وإذا أرق المام أو أمير الجيش الحربي) .قوله :وعليه دين لمسلم أو ذمي( مثممل مممن عليممه ديممن،
من له الدين ،فإذا أرق ،فإن كان دينه على مسلم أو ذمي لم يسقط ،وإن كممان علممى حربممي سممقط.
والحاصل ،صور لمقام ستة ،لنه إذا أرق من عليه الدين ،إممما أن يكمون دينمه لمسمملم أو ذممي أو
حربي ،وإذا أرق من له الدين ،إما أن يكون من عليه الدين مسمملما أو ذميمما أو حربيمما .ول يسممقط
في هذه الصور كلها ،إل دين حربممي علممى مثلممه إذا أرق أحممدهما) .قمموله :لممم يسممقط( أي الممدين،
فيقضي من ماله إن غنم بعد رقه ،وإن زال ملكه عنه بالرق قياسا للرق علممى الممموت ،فممإن غنممم
قبل رقه أو معه لم يقض منه ،فإن لم يكن له مال ،أو لم يقض منه ،بقي فممي ذمتممه إلممى أن يعتممق
فيطالب به .اه .شرح المنهج) .قوله :وسممقط( أي الممدين إن كممان لحربممي مفهمموم قمموله :لمسمملم أو
ذمممي .والفممرق بيممن الحربممي وغيممره ،أن مممال الول غيممر محممترم ،بخلف الثمماني) .قمموله :ولممو
اقترض حربي من حربي( أي أو كان له عليه دين معاوضممة كصممداق) .قمموله :أو غيممره( بممالجر
معطوف على حربي المجرور بمن :أي أو اقترض حربي من غير الحربي ،مممن مسمملم أو ذمممي
أو معاهد أو مستأمن) .قوله :أو اشترى( أي الحربي) .وقوله :منممه( أي حربممي آخممر) .قمموله :ثممم
أسلما( أي الحربيان معا أو مرتبا ،أو أعطيا الجزية ،أو أخممذا أمانمما .وعبممارة المنهممج :ثممم عصممم
أحدهما بإسلم أو أمان مع الخر أو دونه .اه) .قوله :لم يسقط( أي الدين الملتزم بعقد القرض أو
الشراء) .قوله :للتزامه( أي الممدين ،وهمو علمة لعممدم السممقوط) .وقمموله :بعقممد صممحيح( أي وهممو
القرض أو البيع) .قوله :ولو أتلف( مفهمموم قمموله :إقممترض أو اشممترى المقتضممي وجممود عقممد :إذ
التلف ل عقد فيه) .وقوله :على حربي( ليس بقيد كما يفهم من قوله التي ،ولو أتلف مال مسلم
أو ذمي لم يضمنه) .قوله :فأسلما( أي الحربيان معا أو مرتبا) .قوله :أو أسلم المتلف( فممي شممرح
الممروض وكإسمملمهما إسمملم أحممدهما ،وتقييممد الصممل بإسمملم المتلممف لبيممان محممل الخلف .اه.
)قوله :فل ضمان( أي على المتلف) .قوله :لنه( أي المتلف لم يلممتزم :أي فممي ذمتممه شمميئا بعقممد.
)وقوله :حتى يستدام حكمه( أي حكم الملتزم بالعقد ،وهو الضمان .وأفهم التعليل المممذكور أن ممما
اقترضه المسلم أو الذمي من الحربي يستحق المطالبة به ،وإن لممم يسمملم للممتزامه بعقممد .أفمماده ع
ش) .قوله :ولن الحربي الخ( معطوف على لنه لم يلتزم الخ) .قمموله :فممأولى مممال الحربممي( أي
فمال الحربي المتلف أولى
] [ 234
بعدم الضمان) .قوله :لممو قهممر حربممي دائنممه( أي لممو قهممر حربممي مممديون دائنممه الحربممي.
)وقوله :أو سيده( أي أو قهر عبد حربي سمميده الحربممي) .وقمموله :أو زوجممة( أي أو قهممر حربممي
زوجه ،أي زوجته فإطلق الزوج بل تاء علممى المممرأة همو القيمماس .ومثلمه ممما لممو قهممرت امممرأة
زوجها) .قوله :ملكه( أي ملك القاهر المقهور) .وقوله :وارتفع الدين( أي سقط بالنسممبة للصممورة
الولى) .قوله :والرق( أي وارتفع الممرق بالنسممبة للصممورة الثانيممة) .قموله :والنكمماح( أي وارتفممع
النكاح بالنسبة للصورة الثالثة) .قوله :وإن كان المقهور كممامل( أي ملكممه وارتفممع ممما ذكممر ،وإن
كان المقهور كامل ببلوغ وعقل وحرية وذكورة .قال في شرح الروض :قال المام :ولم يعتبروا
في القهر قصد الملك ،وعندي ل بد منه ،فقد يكون للستخدام أو غيره .اه) .قوله :وكممذا إن كممان
القاهر بعضا للمقهور( أي وكذا يملكه إن كان القاهر ولدا للمقهور ،أو والدا له .فمممراده بممالبعض
ما يشمل الصل والفرع ،وإن كان في إطلقه على الصل تسمح) .قوله :ولكن ليس للقمماهر( أي
الصل أو الفرع) .قوله :بيع مقهوره البعض( أي الصل أو الفرع) .قوله :لعتقممه عليممه( أي بعممد
ثبوت الملك بالقهر يعتق عليه) .قوله :خلفما للسممهودي( مقتضمى السمياق أنمه يخمالف فمي عمدم
جواز البيع) .قوله :مهمة( أي تتعلق بما يسبى من بلد الروم ونحوها .وحاصل الكلم على ذلممك
أنه إن كان حرا مسلما ،فل يصمح سمبيه ،ول اسمترقاقه كمما ممر ،وإن كمان كمافرا ،فمإن علمم أن
السابي له كافر صح سبيه واسترقاقه وجاز شراؤه وسائر التصرفات فيه ،أو علم أنه مسمملم سممباه
باختلس أو نهب أو غير ذلك ،فإن علم أن المام خمسه كسائر أممموال الغنيمممة ،أو قممال كممل ممن
أخذ شيئا فهو له .فكذلك يصح شراؤه وسائر التصرفات قطعا .وإن علم أنه لم يخمسه ،أو لم يقممل
ذلك ،فل يصح شراؤه ول سائر التصرفات قطعا .ووقع الخلف فيما إذا احتمل أن السابي كافر،
واحتمل أنه مسلم ،والمعتمد أنه يصح شراؤه للحتمال الول) .قوله :في السراري( جمع سممرية.
)وقوله :والرقاء( معطوف على ما قبله ،من عطف العام على الخمماص) .قمموله :المجلمموبين( أي
المأخوذين) .قوله :من الروم والهند( أي ونحوهما ،كممالترك والسممودان) .قمموله :وحاصممل معتمممد
مذهبنا فيهم( أي في السراري والرقاء المجلوبين من الروم والهند) .قوله :إن من لم يعلممم كممونه
غنيمة لم تتخمس ولم تقسم( أي بأن علم أنه غنيمة تخمست وقسمت أو جهممل ذلممك) .قمموله :يحممل
شراؤه( أي من لم يعلم كونه غنيمة ،لمم تتخممس ولمم تقسمم) .قموله :وسمائر التصمرفات فيمه( أي
ويحل فيه سائر التصرفات ،كالهبة والعتق والرهممن والجممارة) .قمموله :لحتمممال الممخ( علممة لحممل
ذلك :أي وإنما حل شراؤه ،لحتمال أن الذي أسره حربي أو ذمي) .قوله :فممإنه ل يخمممس عليممه(
علة للعلة :أي وإنممما حممل شممراؤه إذا احتمممل أن سممابيه حربممي أو ذمممي ،لن مأسممور الحربممي أو
الذمي ل يخمسه المام عليه ،بل يستقل به ،لكونه ليس غنيمة للمسلمين) .قمموله :وهممذا( أي كممون
السر له حربيا أو ذميا ،كثير ل نادر) .قوله :فإن تحقق أن آخذه مسلم( أي وأنه لم يخمسه المام
ولم يقسمه .وهذا مفهوم قوله من لم يعلم كونه الخ) .وقوله :بنحو سرقة( متعلق بآخذه) .قوله :لممم
يجز شراؤه( أي لنه غنيمة للمسلمين ،وهي ل تملممك إل بعممد التخميممس والقسمممة) .قمموله :أنممه ل
يخمس عليه( أن وما بعدها في تأويل مصدر بدل من المموجه الضممعيف ،أو عطممف بيممان) .قموله:
فقول جمع
] [ 235
الخ( مبتدأ خبره جملة يتعين حمله الخ ،وهذا جممواب شممرط مقممدر تقممديره .وإذا علمممت أن
حاصل معتمد مذهبنا ما ذكر من التفصيل فقول جمع الخ) .قوله :ظاهر المخ( مبتمدأ خمبره الجمار
والمجرور بعده ،والجملة مقول القول .وفي التحفة تظاهر بصيغة الماضي بمعنى اتفق) .وقمموله:
على منع وطئ السراري( أي على حرمة ذلك لعدم صحة شممرائهن) .قمموله :إل أن ينصممب الممخ(
أي إل أن يولي المام من يقسم الغنائم ،فإن ولي فل منع) .وقوله :ول حيف( أي ول جور وظلم
موجود في القسمة ،بأن يعطى كل ذي حق حقه ،أما إذا وجد حيف ،بأن أعطممى بعممض الغممانمين
وحرم الباقين ،فيمتنع وطؤهن) .قوله :يتعين حمله( أي القول المذكور) .وقوله :على ما علم( أي
تيقن أن الغانم له :أي للمذكور من السراري المسلمون) .قوله :وإنه لممم يسممبق( أي وعلممم أنممه لممم
يسبق الخ) .قوله :من أخذ شيئا فهو له( فاعل يسبق .أي لم يسبق من أميرهممم هممذا اللفممظ) .قمموله:
لجوازه( أي لجواز أن يسبق من المير الممذكور ذلمك :أي صمحته عنممد الئممة الثلثممة .وعبمارة
المؤلف في آخر باب الزكاة :ول يصح شرط المام من أخذ شيئا فهو له ،وفي قول يصح وعليممه
الئمممة الثلثممة .اه .وإذا جمماز قممول الميممر المممذكور ،جمماز الخممذ بقمموله -كممما فممي الرشمميدي -
وعبارته :إذ بقوله المذكور كل من أخذ شيئا اختص به ،أي عند الئمة الثلثة ،ل عند الشممافعي،
إل في قول ضعيف له .اه .وإذا جاز الخممذ بقممول الميممر ،لصممحته عنممد الئمممة الثلثممة ،فيصممح
وطئ السراري ،ويبطل قول جمع ظاهر الكتاب الخ ،إل أن يحمل على ما ذكره المؤلف) .قوله:
وفي قول الشافعي( معطوف عل عند الئمممة الثلثممة ،أي ولجمموازه فممي قممول ضممعيف للشممافعي.
)قوله :بل زعم التاج الفزاري الخ( وعليه فيحمل وطئ السراري مطلقا لصحة شممرائهن) .قمموله:
وله أن يحرم الخ( معطوف على اسم إن وخبرها :أي وزعمم الفمزاري أن للممام أن يحمرم المخ.
)قوله :لكن رده( أي ما زعمممه التمماج الفممزاري) .وقمموله :المصممنف( أي النممووي) .وقموله :بممأنه(
متعلق برده) .قوله :وطريق من وقع بيده غنيمة لم تخمس( أي والمخلص لمن وقع فممي يممده شممئ
من الغنائم التي لم تخمس يقينا ،بشراء أو هبة أو وصية ،أن يدفعه لمستحقه إن كممان معلوممما ،ثممم
بعد ذلك إن شاء اشتراه منه بعقد جديممد ،ويحممل وطممؤه حينئذ) .قمموله :وإل فللقاضممي( أي وإن لممم
يعلم المستحق :أي ولم ييأس منه بدليل التشبيه التممي ،فيممرده للقاضممي ليحفظممه عنممده حممتى يعلممم
المستحق فيعطيه له) .قوله :كالمال الضائع( الكاف للتنظير :أي أن هذه الغنائم الممتي لممم تخمممس،
نظير المال الضائع في أنه يدفع للقاضي ليحفظممه عنممده) .قمموله :أي الممذي الممخ( بيممان لقيممد المممال
الضائع ،ومثله في القيد المذكور من وقع بيده من الغنائم) .قمموله :وإل( أي بممأن وقممع اليممأس مممن
مالكه ،كأن ملك بيت المال ،وعلى قياسه يقال هنا إذا وقع اليأس من مستحق الغنيمة ،يكون ملكمما
لبيت المال) .قوله :فلمن له فيه الخ( تفريع على كونه لبيت المال :أي وإذا صممار ملكمما لممه ،فلكممل
من كان له في بيت المال حق الظفر به :أي بالمال الضائع الذي أيس من مالكه) .قوله :ومممن ثممم
الخ( أي ومن أجل أن من كان له حق في بيت المال له الظفر به ،كممان المعتمممد فيمممن وصممل لممه
شئ :أي أعطي شيئا يسممتحقه مممن بيممت المممال حممل أخممذه ،وإن كممان بقيممة المسممتحقين مظلممومين.
)وقوله :كما مر( يعني في كلم التحفة في كتاب قسم الفئ والغنيمة ،وعبارته هنمماك .فممائدة :منممع
السلطان المستحقين حقوقهم من بيت المال .ففممي الحيمماء قيممل :ل يجمموز لحممدهم أخممذ شممئ منممه
أصل لنه مشترك ول يدري حصته منه ،وهذا غلو .وقيل يأخذ كفاية يوم بيوم .وقيل كفاية سنة.
وقيل ما يعطى إذا كان قدر
] [ 236
حقه ،والباقون مظلومون .وهذا هو القياس لن المال ليس مشتركا بين المسلمين ،ومن ثم
من مات وله فيه حق ل يستحقه وارثممه .اه .وخممالفه ابممن عبممد السمملم فمنممع الظفممر فممي الممموال
العامة لهل السلم ،ومال المجانين واليتام .وما ذكره الغزالي أوجه مما ذكره ابن عبد السلم.
اه .بحذف) .قوله :نعم الورع الخ( مرتبط بقوله يحل شراؤه فممي أول المبحممث :يعنممي أنممه إذا لممم
يعلم كونه غنيمة لم تخمس ،يحمل شمراؤه وسمائر التصمرفات ،لكممن المورع لمريممد التسمري المخ.
ويحتمل أن يكون مرتبطا بقوله قريبا حل له أخذه .ويدل للول صنيع النهاية ،وقوله المؤلف بعد
أن يشتري ثانيا .إذ هو يدل على أنه وقع الشراء منه أول ،وفي صورة حل الخذ ليس فيه شراء
أصل) .وقوله :أن يشتري ثانيا( أي بثمن ثان غير الذي اشترى به أول .ويشترط أن يكممون ثمممن
مثلها .اه .ع ش) .وقوله :واليأس( بالرفع عطف على عدم التخميس :أي ولن الغالب اليأس من
معرفة مالكها :أي السراري )قوله :فيكون( أي الذي لم يخمس ،وأيس من معرفة مالكه) .وقوله:
ملكا لبيت المال( أي ككل مما أيمس ممن معرفمة ممالكه .اه .رشميدي) .قموله :تتممة( أي فمي ذكمر
مسائل تتعلق بالهدنة ،وهي مصالحة أهل الحرب على ترك القتال مدة معينممة مجانمما أو بعمموض،
ل على سبيل الجزية ،وهي جائزة ل واجبة .والصل فيها قبممل الجممماع قمموله تعممالى) * :بممراءة
من ال ورسموله( * اليمة ،وقموله) * :وإن جنحموا للسملم فاجنمح لهما( * .وأركانهما ثلثمة .الول
العاقد :وهو المام أو نائبه إن كانت الهدنة للكفار مطلقا ،أو لهل إقليم كالروم والهنممد ،لن فيهمما
خطرا عظيما بترك الجهاد فاختصت بهما ،فإن كانت لبعض كفار إقليممم ،جماز أن يكممون الموالي،
وأن يكون المام ،وإنما يعقدها من ذكر لمصلحة ،كضعفنا بقلة عدد وأهبممة ،وكرجمماء إسمملم ،أو
بذل جزية ،أو إعانتهم لنا ،أو كفهم عن العانة علينا .الثاني المممدة :وهممي أربعممة أشممهر فأقممل إن
كان بنا قوة ،وعشر سنين فأقل إن كان بناضعف .فمتى زادت المدة على أربعة أشهر فمي الحالمة
الولى ،أو على عشر سنين في الحالة الثانية ،بطل العقممد فممي الممزائد ،وصممح فممي الجممائز تفريقمما
للصفقة ،فإن لم يذكر في عقد الهدنة مدة أصل بطل مطلقا ،لنه يقتضي التأبيممد .الثالثمة الصمميغة:
وهي كهادنتكم أو وادعتكم مثل على ترك القتال مدة كذا .وإذا صحت الهدنة وجممب علينمما الكممف
عنهم وفاء بالعهد حتى تنقضي مدتها ،أو ينقضوها هم بتصممريح منهممم بنقضممها أو بقتالنمما أو قتممل
مسلم أو ذمي بدارنا عمدا) .قوله :يعتق رقيق حربي( هو تركيب إضافي ،والمراد قنه مطلقا ولو
مستولدة أو مكاتبا) .وقوله :إذا هرب( أي من سيده الحربي) .وقوله :ثممم أسمملم( أي بعممد الهممرب.
)وقوله :ولو بعد الهدنة( أي ولو وقع السلم بعد الهدنة ،فإنه يعتممق عليمه ،لن الهدنممة ل تموجب
أمان بعضهم من بعض .قال في الروض وشرحه :ولو هاجر قبل الهدنة أو بعدها ثم أسلم عتممق،
لنه إذا جاء قاهرا لسيده ملك نفسه بالقهر فيعتق ،أو أسلم ثم هاجر قبل الهدنة ،فكذا يعتق لوقمموع
قهره حال الباحة ،أو بعدها فل يعتق لن أموالهم محظورة حينئذ ،فل يملكها المسلم بالستيلء.
اه) .قوله :أو أسلم ثم هرب قبلها( أي الهدنة) .وقوله :وإن لم يهاجر إلينا( غاية لعتقممه بممما ذكممر:
أي يعتق عليه بما ذكر ،وإن لم يهاجر :أي يأت إلى المسلمين) .قوله :ل عكسه( أي ل يعتق فممي
عكس المذكور) .قوله :بأن أسلم الخ( تصوير للعكس) .قوله :ثم هرب( أي بعد السمملم) .قمموله:
فل يعتممق( أي علممى سمميده الحربممي ،لن أممموالهم محظممورة علينمما حينئذ ،فل يملكهمما المسمملم
بالستيلء -كما تقدم ) .-قوله :لكن ل يرد إلى سيده( إستدراك من عدم عتقه حينئذ ،دفممع بممه ممما
يتوهم منه من تمكين السيد منه) .قوله :فإن لم يعتقه الخ( مقابل لمحذوف ،أي فإن عتقممه أو بمماعه
عن مسلم فذاك واضح ،وإن لم يعتقه ولم
] [ 237
يبعه عليه باعه المممام علممى مسمملم ،أو دفممع لممه قيمتممه مممن بيممت المممال وأعتقممه عممن كافممة
المسلمين ،والولء يكون لهم جميعا) .قوله :وإن أتانا بعد الهدنة( فاعل الفعل قوله بعممد حممر ذكممر
مكلف) .وقوله :وشرط رد من جاء منهم إلينا( الجملة حالية :أي والحال أنهممم شممرطوا علينمما فممي
عقد الهدنة أن نرد إليهم من جاء منهم إلينا) .قموله :مسملما( حمال مممن فاعممل جمماء ،أو ممن فاعمل
أتانا ،وهو قوله حر ،ولو رفعه وجعله صفة رابعة لكان أولى) .قوله :فإن لم تكن الخ( جممواب إن
أتانا :أي وإن أتانا ،من ذكر مسلما ففيه تفصيل ،فإن لم تكن لممه عشمميرة :أي جماعممة ثممم ،أي فممي
بلد أهل الحرب تحميه ،فل يجوز رده إليهم .وإن كان له ثم عشيرة تحميه رد إليهم بطلبهم إياه،
فإن طلبه غير عشيرته لم يرد ،وإن كان يحميه إل أن يقدر المطلوب على قهر الطممالب والهممرب
منه فيرد إليه ،وعليه حمل رد النبي )ص( أبا بصير لما جاء في طلبه رجلن ،فقتل أحمدهما فممي
الطريق ،وهرب منه الخر) .قوله :بالتخلية بينه وبين طالبه( تصوير للرد ،فمعنى رده إليهممم أن
يخلي بينه وبين طالبه) .قوله :بل إجبار الخ( أي أنه يخلي بينه وبيمن طممالبه ممن غيمر أن نجممبره
على الرجوع مع طممالبه ،لحرمممة إجبممار المسمملم علممى إقممامته بممدار الحممرب ،ول يلممزم المطلمموب
الرجوع مع طالبه ،بل ل يجوز له إن خشي فتنة ،وذلك لنه لم يلتزمه ،إذ العاقد غيره ،ولهذا لممم
ينكر )ص( على أبي بصير إمتناعه ول قتله لطالبه ،بل سره ذلك ،ومن ثم سن أن يقال لممه سممرا
ل ترجع ،وإن رجعت فاهرب متى قدرت أفاده في التحفة) .قوله :وكذا ل يرد الممخ( أي كممما أنممه
ل يرد من ليس له ثم عشيرة تحميمه ،كمذلك ل يمرد صمبي ومجنمون ،وهمو مفهموم قموله مكلمف.
)وقوله :وصفا السلم أم ل( أي نطقا بالشهادتين أم ل ،وإنممما قممال وصممفا ولممم يقممل أسمملما لعممدم
صحة السلم منهما) .قوله :وامرأة( أي وكذا ل ترد امرأة :أي لئل يطأهمما زوجهمما أو يتزوجهمما
حربي) .وقوله :وخنثى( أي وكذا ل يرد خنثى وهما مفهوم قوله ذكممر ،وبقممي عليممه مفهمموم قمموله
حر ،وهو الرقيق ،فل يرد أيضا ،لنه جاء مسلما مراغما لسيده ،وتقدم بيان كونه يعتممق عليممه أم
ل) .قوله :أي ل يجوز ردهم( تفسممير مممراد لقمموله وكممذا ل يممرد الممخ ،أفمماد بممه حكمممه وهممو عممدم
الجواز) .قوله :لضعفهم( علممة لعممدم جممواز ذلممك :أي ل يجمموز لضممعفهم .أي الصممبي والمجنممون
والمرأة والخنثى .قال فمي التحفمة .فمإن كممل الصمبي أو المجنمون واختيمارهم مكنماه منهممم .اه.
)قوله :ويغرمون لنا قيمة رقيق ارتد( أي وهرب منا إليهممم وقممد شممرطوا علينمما أن ل يممردوا مممن
جاءهم مرتدا آمنا .قال في المنهج وشرحه :ولو شممرط عليهممم فممي الهدنممة رد مرتممد جمماءهم منمما،
لزمهم الوفاء به عمل بالشرط سواء كان رجل أم أمرأة ،حرا أو رقيقا ،فإن أبمموا فناقضممو العهممد
لمخالفتهم الشرط ،وجاز شرط عدم رده :أي مرتد جاءهم منا ،ولو امرأة ورقيقا فل يلزمهم رده،
لنه )ص( شرط ذلك في مهادنة قريمش ،ويغرممون مهمر الممرأة وقيممة الرقيمق ،فمإن عماد إلينما
رددنا لهم قيمة الرقيق دون مهممر المممرأة ،لن الرقيممق بممدفع قيمتممه يصممير ملكمما لهممم ،والمممرأة ل
تصير زوجة .اه) .قوله :دون الحر المرتد( أي إذا ذهب إليهممم فل يلزمهممم شممئ فيممه .إذ ل قيمممة
للحر .خاتمة :نسأل ال حسممن الختممام ،العقممود الممتي تفيممد الكفممار المممن ثلثممة :الهدنممة ،والمممان،
والجزية .وقد علمت ما يتعلق بالهدنة ،وأنها تختص بالمام أو نائبه .وأما المان فل يختص بممه،
بل يجوز لكل مسلم مختار غير صبي ومجنون وأسير ،ولممو امممرأة وعبممدا وفاسممقا وسممفيها أمممان
جماعة من أهل الحرب محصورين قبل أسممر ،وذلممك لقمموله تعممالى) * :وإن أحممد مممن المشممركين
استجارك فأجره( * وخبر الصحيحين :ذمممة المسمملمين واحممدة ،يسممعى بهمما أدنمماهم -أي يتحملهمما
ويعقدها مع الكفار أدناهم -فمن أخفر مسلما -أي نقض عهده -فعليه لعنة ال والملئكة والناس
أجمعين .وخرج بمسلم
] [ 238
الكممافر ،فل يصممح أمممانه لنهممم متهممم ،وبمختممار المكممره ،وبممما بعممده الصممبي والمجنممون
والسير ،فل يصح أمانهم .وخرج بالمحصورين غيرهم .وضابطه أن يؤدي المممان إلممى إبطممال
الجهاد في تلك الناحية ،فل يصح من الحاد حينئذ أمممان ،لبطمماله شممعار الممدين وأعظممم مكاسممب
المسلمين ،وإنما ينعقد المان بإيجاب صريح :كأمنتك ،وأجرتك ،ول تخممف ،ول بممأس عليممك ،أو
كناية نحوكن كيف شئت .ومنها الكتابة ،وبقبول للمان ولو بما يشمعر بمه كمترك القتمال .ويمدخل
في المان للحربي بدارنا ،ماله وأهله من ولده الصغير والمجنون وزوجته إن كان بممدارنا ،وكممذا
ما معه من مال غيره إن كان المؤمن له المام .فإن أمنه غيره لم يدخل أهله ول ما يحتمماجه مممن
ماله إل بشرط دخولهما ،وكذا يدخلن فيه إن كانا بدارهم ،وشرط دخولهما إمممام ل غيممره .وأممما
الجزية فتختص بالمام أو نائبه كالهدنة ،وهي لغة اسم لخراج مجعول على أهل الذمممة ،وشممرعا
مال يلتزمه كافر بعقد مخصوص .والصممل فيهمما قبممل الجممماع قمموله تعممالى) * :قمماتلوا الممذين ل
يؤمنون بال ول باليوم الخر ول يحرمون ما حرم ال ورسوله ول يدينون دين الحق مممن الممذين
أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يممد وهممم صمماغرون( * وممما رواه البخمماري مممن أنممه )ص(
أخذها من مجوس هجر وقال :سنوا بهم سنة أهل الكتاب وما رواه أبو داود من أخذه لها من أهل
نجران .وفسر إعطمماء الجزيممة فممي اليممة بالتزامهمما بالعقممد والصممغار فيهمما بممالتزام أحكامنمما الممتي
يعتقدونها كحرمة زنا وسرقة ،بخلف التي ل يعتقدونها كحرمة شممرب مسممكر ،ونكمماح مجوسممي
محارم ،فإنهم ل يلتزمونها ،لنه ل يلزمهم النقياد إل للحكام التي يعتقدونها .وأركانهمما خمسممة:
عاقد ،ومعقود له ،ومكان ،ومال ،وصيغة .وشرط فيها ما مر في البيع من نحو إتصال اليجمماب
بالقبول ،وهي إيجابا كأقررتكم ،أو أذنت في إقامتكم بدارنا على أن تلتزموا كذا وتنقادوا لحكمنمما،
وقبول كقبلنا ورضينا .وشرط في العقاد كونه إماما أو نائبه ،فل يصح عقدها من غيره لنها من
المور الكلية ،فيحتاج إلى نظر واجتهاد ،وشممرط فممي المعقممود لممه كممونه متمسممكا بكتمماب كتمموراة
وإنجيل وزبور حرا ذكرا غير صبي ومجنون .وشرط في المكان قبوله للتقرير ،فيمنع كافر ولمو
ذميا إقامة بالحجاز ،وهو مكة والمدينة واليمامة وطرقها وقراها كالطائف لمكة ،وخيبر للمدينممة.
وشرط في المال عند قوتنا كونه دينارا فأكثر كل سنة عن كل واحد ،لقوله )ص( لمعاذ لممما بعثممه
إلى اليمن :خذ من كل حالم -أي محتلم -دينارا رواه أبو داود وغيره .ويسممن للمممام أن يشمماحح
غير الفقير عند العقد في قدر ما يعقد بمه ،بمأن يقمول للمتوسمط ل أعقمد إل بمدارين ،وللموسمر ل
أعقد إل بأربعة دنانير .ويسن للمام أيضا أن يشرط عليهم الضيافة لمن يمر عليهم من المسلمين
المجاهممدين وغيرهممم .ويتضمممن عقممد الجزيممة أربعممة أشممياء :أحممدها :أن يممؤدوا الجزيممة بالذلممة
والصغار .ثانيها :أن تجري عليهم أحكام المسلمين فيضمنون ما يتلفونه عليهممم مممن نفممس ومممال.
ثالثها :أن ل يذكروا السلم إل بخير .رابعها :أن ل يفعلوا ما فيه ضرر علممى المسمملمين ،كرفممع
بناء لهم على بنمماء جممار مسمملم ،وكممإيوائهم مممن يطلممع علممى عممورات المسمملمين ،وكممدللتهم أهممل
الحرب على عورة لنا ،وكدعائهم مسمملما للكفممر ،وكزنمما ذمممي بمسمملمة ،فممإن فعلمموا ذلممك إنتقممض
عهدهم .ويجب على المام إذا اختلطوا بنا أن يأمرهم بلبس الغيار ،وهو تغير اللباس ،بأن يخيممط
الذمي على ثوبه شيئا يخالف لون ثوبه ،وشممد الزنممار -وهمو خيمط غليممظ يشممد فممي الوسممط فمموق
الثياب -وبغير ذلك مما هو مذكور في المطولت .وال سبحانه وتعالى أعلم.
] [ 239
باب القضمماء أي فممي بيممان أحكممام القضمماء :مممن كممونه فممرض كفايمة ،أو فممرض عيمن ،أو
مندوبا ،أو مكروها ،أو حراما .وما يتعلق بذلك من شروط القاضي .وإنما أخمر إلمى هنمما لنممه ل
يجري في جميع ما قبله .من معاملت وغيرها) .قوله :أي الحكم بين النمماس( أي المممترتب علممى
الولية ،وهذا معنى القضاء شرعا :أما لغة :فهو إحكام الشئ بكسر الهمزة :أي إتقانه وإمضمماؤه،
أي تنفيذه ،وله معنى أيضا عند المتكلمين وهو إيجاد ال الشياء مع زيادة الحكام والتقممان عنممد
الماتريدية منهم ،أو إرادة ال الشياء في الزل على ما هممي عليممه فيممما ل يممزال عنممد الشمماعرة
منهم) .قوله :والصل فيه( أي والدليل عليه قبل الجماع) .قوله :قوله تعالى( أي وقوله تعالى* :
)إنا أنزلنا إليك الكتاب بمالحق لتحكمم بيمن النماس( *) .قموله :وأن احكمم بينهمم( أي اقمض بينهمم.
)قوله :وأخبار( أي والصل فيه أخبار) .قوله :وفممي روايممة بممدل الولممى( أي قمموله فلممه أجممران.
)وقوله :فلمه عشممرة أجممور( ل ينمافي هممذا الروايمة الولمى لن الخبممار بالقليمل ل ينفممي الكممثير،
ولجواز أنه أعلم أول بالجرين فأخبر بهما ،ثم بالعشرة فأخبر بها) .قوله :أجمع المسمملمون علممى
أن هذا( أي ما في خبر الصحيحين من كون المصيب له أجران ،أو عشرة أجور ،والمخطممئ لممه
أجر واحد) .قوله :في حاكم الخ( أي مفروض في حاكم عالم مجتهممد) .قمموله :أممما غيممره( أي أممما
حاكم غير العالم المجتهد) .قوله :فآثم بجميع أحكامه( أي لنه ل يجمموز لممه الحكممم حينئذ) .قمموله:
وإن وافق الصواب( غاية في إثمه بذلك .قال في التحفة بعمد الغايمة :وأحكمامه كلهما ممردودة لن
إصابته اتفاقية .اه .وعبارة المغني مثلها ونصممها :ول ينفممذ حكمممه سممواء وافممق الحممق أم ل ،لن
إصابته اتفاقية ليست عن أصل شرعي .اه .وإذا علمت ما ذكممر تعلممم أن فممي عبممارته سممقطا مممن
النساخ ،وهو المعلل بالعلة التي ذكرها :أعني لن إصابته إتفاقية .وقوله في التحفة وأحكامه كلها
مردودة :محله كما سيأتي ،وكما في الرشمميدي .ممما لممم يولممد ذو شمموكة ،وإل فل تكممون مممردودة.
)قوله :وصح خبر القضاة ثلثة الخ( .يحكى أنممه كممانت القضمماة فممي بنممي إسممرائيل ثلثممة ،فمممات
أحدهم ،فولي مكانه غيره ،ثم قضوا ما شاء ال أن يقضوا ،ثم بعث ال لهم ملكا يمتحنهممم ،فوجممد
رجل يسقي بقرة علمى مماء ،وخلفهما عجلمة ،فمدعاها الملمك وهمو راكمب فرسما ،فتبعتهما العجلمة
فتخاصما ،فقال :بيننا القاضي ،فجاءا إلى القاضي الول فدفع إليه الملك درة كانت معه ،وقال له
احكم
) (1سورة المائدة ،الية (2) .49 :سورة المائدة ،الية (3) .42 :سورة النساء ،الية.105 :
] [ 240
بأن العجلة لي .قال بماذا أحكم ؟ قال :أرسل الفرس والبقرة والعجلممة ،فممإن تبعممت الفممرس
فهي لي .فأرسلها فتبعت الفرس فحكم بها له ،وأتبا القاضي الثاني فحكم كممذلك ،وأخممذ درة .وأممما
القاضي الثالث فدفع له الملك درة وقال له :احكم بيننا .فقال له :إني حائض .فقال الملمك :سمبحان
ال :أيحيض الذكر ؟ فقال له القاضي :سبحان ال أتلممد الفممرس بقممرة ؟ وحكممم بهمما لصمماحبها .اه.
فشني على الربعين .وعن أبي هريرة رضي ال عنه أن رسول ال )ص( قال :من ولممي قضمماء
المسلمين ثم غلب عدله جوره فله الجنة ،وإن غلب جوره عدله فله النار أخرجه أبممو داود .وقممال
عليه السلم :عج حجر إلى ال تعالى وقال :إلهي وسيدي عبدتك كممذا وكمذا سممنة ثمم جعلتنمي فمي
أس كنيف ،فقال أما ترضى إن عدلت بك عن مجالس القضاة ؟ رواه ابن عسمماكر .ولممذلك امتنممع
الكابر من قبول القضاء لما عرض عليهم :كابن عمر رضي ال عنهما ،فإنه امتنع منه لما سأله
عثمان رضي ال عنه القضاء ،وعرض على الحسين بن منصور النيسممابوري قضمماء نيسممابور،
فاختفى ثلثة أيام ،ودعا ال فمات في اليوم الثالث ،وامتنع منه المام الشافعي رضي ال عنه لما
استدعاه المأمون لقضمماء الشممرق والغممرب ،وامتنممع منممه المممام أبمو حنيفممة رضممي الم عنممه لممما
استدعاه المنصور فحبسه وضربه .وحكى القاضي الطبري وغيره أن الوزير ابن الفممرات طلممب
أبا علي بن خيران لتولية القضاء ،فهرب منه ،فختم على دوره نحوا من عشممرين كممما قيممل فيممه:
وطينوا الباب على أبي علي عشرين يوما ليلي فما ولي وقال بعض القضاة :وليت القضاء وليممت
القضالم يك شيئا توليته فأوقعني في القضاء القضاوما كنت قدما تمنيته وقال آخممر :فيمما ليتنممي لممم
أكن قاضياويا ليتها كانت القاضية )قوله :وفسر الول( أي فسر النبي )ص( الول ،فالمفسر هممو
النبي ،كما تدل عليه عبارة الخطيب ونصها :وقد روى الربعة والبيهقي والحاكم أن النبي )ص(
قال :القضاة ثلثة :قاضيان في النار ،وقاض في الجنة .فأما الذي في الجنة :فرجل عممرف الحممق
وقضى به ،واللذان في النار :رجل عرف الحق فجار في الحكم ،ورجل قضى للناس على جهل.
)قوله :والخيران( بكسر الخاء :أي وفسر الخيران :أي فسممرهما النممبي )ص( -كممما علمممت .-
)قوله :وما جاء في التحذير عنه( أي وما ورد عن النبي )ص( في التحذير عن القضمماء) .قمموله:
فقد ذبح بغير سكين( هو كناية عن هلكممه بسممبب القضمماء) .قموله :محمممول( خممبر ممما جمماء الممخ.
)وقوله :على عظم الخطر فيه( أي في القضاء :أي فينبغي ترك الدخول فيه) .قوله :أو علممى ممن
يكره له القضاء( فيه أن الكراهة ل تمموجب هممذا الوعيممد الشممديد .اه .بجيرمممي .وفممي المغنممي ممما
نصه :وورد من الترغيب والتحذير أحاديث كثيرة ،ول شك أنه -أي القضاء -منصب عظيم إذا
قام العبد بحقه ،ولكنه خطممر والسمملمة فيممه بعيممدة ،إل إن عصمممه الم تعممالى .وقممد كتممب سمملمان
الفارسي إلى أبي الدرداء رضي ال تعالى عنهما لممما كممان قاضمميا بممبيت المقممدس :أن الرض ل
تقدس أحدا ،وإنما يقدس المرء عمله ،وقد بلغني أنك جعلت طبيبا تداوي ،فإن كنممت تممبرئ فنعممما
لك ،وإن كنت مطببا فاحذر أن تقتل أحدا فتدخل النار .فما بالك بمن ليممس بطممبيب ول مطبممب ؟.
اه) .قوله :وهو( مبتدأ خبره فرض كفاية) .قمموله :أي قبممول الممخ( تفسممير للضمممير الواقممع مبتممدأ.
)وقوله :من متعددين صالحين له( أي
] [ 241
القضاء) .قوله :فرض كفاية( أما كونه فرضا فلقوله تعالى) * :كونوا قمموامين بالقسممط( *.
وأما كونه على الكفاية ،فلنه أمر بمعروف أو نهي عن منكر .وهما على الكفاية .وقد بعث النبي
)ص( عليا إلى اليمن قاضيا ،فقال :يمما رسممول الم بعثتنممي أقضممي بينهممم وأنمما شمماب ل أدري ممما
القضاء ؟ فضرب النبي )ص( صدره وقال :اللهم اهممده وثبممت لسممانه .قممال :فوالممذي فلممق الحبممة،
وبرأ النسمة ،ما شككت في قضاء بين اثنين .واستخلف النممبي )ص( عتمماب بممن أسمميد علممى مكممة
واليا وقاضيا ،وقلد معاذا قضاء اليمن ،وبعممث عممر رضممي الم عنمه أبمما موسمى الشمعري إلمى
البصرة ،فلو كان القضاء فرض عين لم يكف واحد .أفاده في المغنممي) .قمموله :فممي الناحيممة( هممي
مسافة العدوى دون ممما زاد) .قمموله :بممل أسممنى الممخ( أي بممل القضمماء أسممنى :أي أفضممل فممروض
الكفايات ،وذلك للجماع مع الضطرار إليه ،لن طباع البشممر مجبولممة علممى التظممالم ،وقممل مممن
ينصف من نفسه .والمام العظم مشتغل بما هممو أهممم منممه ،فمموجب مممن يقمموم بممه ،وكممان أسممنى
فروض الكفايممة) .قمموله :فممإن امتنممع الصممالحون لممه( أي للقضمماء) .وقمموله :منممه( متعلممق بممامتنع،
فالضمير يعود على القضاء أيضا) .وقوله :أثموا( أي وأجبر المام أحدهم) .قوله :أما تولية الخ(
مقابل قوله هو :أي قبوله .وعبارة المغني :وخرج بقبول التولية إيقاعها للقاضي من المممام فإنهمما
فرض عين عليه .اه) .قوله :في إقليم( أي كالهند وجاوى والحجاز) .قمموله :ففممرض عيممن عليممه(
أي على المام ،ويتعين على قاضي القليم أن يولي تحته فيممما عجممز عنممه) .قمموله :ثممم علممى ذي
شوكة( أي ثم هو فرض عين على ذي شوكة إن لم يوجود المام) .قوله :ول يجمموز إخلء الممخ(
والمخاطب بذلك المام أو من فوض إليممه المممام السممتخلف :كقاضممي القليممم) .وقمموله :مسممافة
العدوى( هي التي خرج منها بكرة -أي من طلوع الفجر -لبلد الحاكم رجع إليها يومه بعد فراغ
زمن المخاصمة المعتدلة من دعوى وجواب وإقامة بينة حاضرة وتعديلها .والعبرة بسير الثقممال
لنه منضبط) .وقوله :عن قاض( أي أو خليفته) .قوله :فرع ل بد من تولية من المام أو مممأذونه
الخ( فيه أن هذا عين قوله أول أما تولية المام أو نائبه ففرض عين الخ ،فكان السبك والخصر
أن يقول بعد قوله ثم على ذي شوكة ،ثم على أهل الحل والعقد الخ .وبعد قمموله معارضمما للبمماقين
يأتي بقوله أول ،ول يجوز إخلء مسافة العدوى عن قاض ،ثم يأتي بقمموله ومممن صممريح التوليممة
الخ .واعلم أنه يشترط في التولية أن تكون للصممالح للقضمماء ،فممإن لممم يكممن صممالحا لممه لممم تصممح
توليته ،ويأثم المممولي -بكسممر اللم -والمممولى -بفتحهمما -ول ينفممذ حكمممه ،وإن أصمماب فيممه إل
للضرورة ،بأن ولي سلطان ذو شوكة مسلما فاسقا ،فينفذ قضاؤه للضممرورة لئل تتعطممل مصممالح
الناس -كما سيذكره -روى البيهقي والحاكم :من استعمل عامل علممى المسمملمين ،وهممو يعلممم أن
غيره أفضل منه -وفي رواية رجل على عصابة ،وفي تلك العصابة من هممو أرضممى ل م منممه -
فقد خان ال ورسوله والمؤمنين) .قوله :فإن فقد المام فتولية( يقرأ بالجر :أي فل بممد ممن توليمة.
)وقوله :أهل الحل والعقد( أي حل المور وعقدها من العلماء ووجوه الناس المتيسممر اجتممماعهم.
)قوله :أو بعضهم( أي بعض أهل الحل والعقد ،ولو كان واحدا لكن مع رضا الباقين) .قوله :ولو
وله( أي الصالح للقضاء) .وقوله :أهل جانب من البلد( أي من أهل الحل والعقمد) .قموله :صمح(
أي ما ذكر من التوليمة ،ولمو قمال صمحت بتماء التمأنيث لكمان أولمى) .وقموله :فيمه( أي فمي ذلمك
الجانب) .وقوله :دون
) (1سورة النساء ،الية .135 :حاشية إعانة الطالبين ج 4م 16
] [ 242
الخر( أي دون الجانب الخر من البلد ،فل تصح التولية بالنسبة إليممه ،لكممن محلممه إن لممم
يرض به أهله إل صحت) .قوله :ومن صريح التولية الممخ( مرتبممط بمحممذوف ،أي ويشممترط فممي
صحة التوليمة الصمميغة ممن إيجمماب وقبمول ،وممن صممريح التوليمة أي إيجابمما بتوليتممك ،أو قلممدتك
القضاء) .قوله :ومن كنايتها( أي التولية) .قوله :عليك فيه( متعلقان بكممل مممن عممولت واعتمممدت.
)قوله :ويشترط القبول( أي من المممولى بفتمح اللم) .وقمموله :لفظمما( أي بممأن يقمول قبلممت ذلممك أو
توليته) .قوله :وكذا فورا الخ( أي وكذا يشترط أن يكون فورا فيما إذا كان المولى -بفتممح اللم -
حاضرا) .قوله :وعند بلوغ الخبر في غيره( أي ويشترط أن يكون القبول عند بلوغ خبر التوليممة
بكتاب أو برسول فيما إذا كان غير حاضر) .قوله :وقال جمع محققون الخ( معتمممد .قممال سممم :ل
يعتبر القبول لفظا ،بل يكفي فيه الشروع بالفعل كالوكيل -كما أفتى بذلك شيخنا الشممهاب الرملممي
-نعم :يرتد بالرد .اه) .قوله :ومن تعين في ناحية( أي للقضاء بأن لم يوجد في نمماحيته أي بلممده،
ومن على دون مسافة العدوى صممالح لممه غيممره) .قمموله :لزمممه قبمموله( أي القضمماء للحاجممة إليممه.
)قوله :وكذا طلبه( أي وكذا يلزمه طلبه القضاء إن تعين له .وفي المغني ممما نصممه :تنممبيه :محممل
وجوب الطلب إذا ظن الجابة -كما بحثه الذرعي -فإن تحقق أو غلممب علممى ظنممه عممدمها لممما
علم من فساد الزمان وأئمته لم يلزمه ،فإن عرض عليه لزمه القبول ،فإن امتنع عصممى ،وللمممام
إجباره على الصح ،لن الناس مضطرون إلى علمممه ونظممره ،فأشممبه صمماحب الطعممام إذا منعممه
المضطر ،فإن قيل أنه بامتناعه حينئذ يصير فاسقا ،ويحمل قولهم يجممبر علممى أنممه يممؤمر بالتوبممة
أول ،فإذا تاب أجبر :أجيب بأنه ل يفسق بذلك ،لنه ل يمتنع غالبا إل متأول للتحممذيرات المواردة
في الباب ،واستشعاره من نفسه العجز ،وعدم اعتماده على نفسه المممارة بالسمموء ،وكيممف يفسممق
من امتنع متأول تأويل سائغا أداه اجتهاده إليه ؟ وأن المنجي له من عذاب ال وسخطه لممه ،عممدم
التلبس بهذا المر .اه) .قوله :ولو ببذل مال( أي إن قممدر عليممه فاضممل عممما يعتممبر فممي الفطممرة.
)قوله :وإن خاف من نفسه الميل( أي يلزمه القبول والطلب وإن خاف من نفسممه الجممور والظلممم،
وإذا توله احترز عنه كسائر فروض العيان) .قوله :فإن لم يتعين فيها( أي في ناحيته بأن وجممد
من يصلح له غيره) .قوله :كره للمفضول القبول والطلب( وذلك لما روي ،عن عبد الرحمن بممن
سمرة أنه قال له النبي )ص( :ل تسأل المارة .ومحل كراهة ما ذكر حيممث لممم يتميممز المفضممول
بكونه أطوع في الناس ،أو أقرب إلممى القلمموب ،أو أقمموى فممي القيممام فممي الحممق ،أو ألممزم لمجلممس
الحكم ،وإل جاز له القبول والطلب من غير كراهة) .قوله :إن لم يمتنع الفضل( فإن امتنممع فهممو
كالمعدوم ،ول يكره للمفضول ذلك) .قوله :ويحرم طلبه( أي القضاء ،قال في المروض وشمرحه:
وإن كان هناك قاض ،فإن كان غير مسممتحق للقضمماء فكالمعممدوم ،وإن كممان مسممتحقا لممه ،فطلممب
عزله ،حرام وإن كان مفضول ،فإن فعمل -أي عمزل وولمى غيممره -نفممذ للضمرورة :أي عنمدها
وأما عند تمهد الصول الشرعية فل ينفذ ،صرح به الصل فيما إذا بذل مال لذلك ،والظاهر أنممه
بدونه كذلك .اه) .قوله :بعزل صالح له( أي للقضاء ،فممإن كممان غيممر صممالح لممه فل يحممرم طلبممه
بعزله ،بل يسن ولو ببممذل المممال .واعلممم أن الممذي تحصممل مممن كلمممه أن قبممول القضمماء تعممتريه
الحكام الخمس -ما عدا الباحة -فيجب إذا تعين في الناحية ،ويندب إن لم يتعين ،وكان أفضممل
من غير ،ويكره إن كان مفضول ولم يمتنع الفضل ،ويحرم بعزل صالح ولمو مفضممول) .قموله:
وشرط قاض( هو مفرد مضاف فيعم )قوله :كونه أهل الخ( فيه إحالة على مجهممول ،إل أن يقممال
إتكل في ذلك على شهرته) .وقموله :للشمهادات كلهما( أي لسمائر أنواعهما ،إذ همي تتنموع بحسمب
المشهود به إلى سبعة أنواع ،كما
] [ 243
سيأتي بيانيا في بابها) .قوله :بأن يكون مسلما( قال الماوردي :وما جرت به عممادة الممولة
من نصب رجل من أهل الذمة فتقليد رياسة وزعامة :أي سيادة ل تقليد حكم وقضاء .اه) .قمموله:
مكلفا( أي بالغا عاقل) .قوله :حرا( أي كله) .قمموله :ذكممرا( أي يقينمما) .قمموله :عممدل( العدالممة لغممة
التوسط ،وشرعا ملكة في النفس ،تمنع من اقتراف الكبائر والرذائل المباحة -كممما تقممدم) .قمموله:
سممميعا( إنممما اشممترط السمممع فيممه ،لن الصممم ل يفممرق بيممن إقممرار ،وإنكممار ،وإنشمماء ،وإخبممار.
)وقوله :ولو بالصياح( غاية في كونه سميعا :أي ولو كمان ل يسممع إل بالصمياح فمي أذنيمه فمإنه
يكفي ول يضر إل الصمم الشديد ،بحيث ل يسمع أصل) .قوله :بصيرا( أي ولو بإحممدى عينيممه،
ولو كان يبصر نهارا فقط دون من يبصر ليل فقممط .قمماله الذرعممي .وخممالفه الرملممي وممن تبعممه
فيمن يبصر ليل فقط ،فقال يكفي كونه يبصر ليل فقط ،كما يكفي كونه يبصر نهارا فقممط .فممائدة:
البصممر قمموة فممي العيممن تممدرك بممه المحسوسممات ،كممما أن البصمميرة قمموة فممي القلممب تممدرك بهمما
المعقولت ،فالبصيرة للقلب بمنزلة البصر للعين) .قوله :فل يولى من ليس كممذلك( أي مممن ليممس
مستكمل للشروط المذكورة ،بأن يكون كافرا ،أو صبيا ،أو مجنونمما أطبممق جنممونه أول ،أو رقيقمما
كله أو بعضممه ،أو أنممثى ،أو خنممثى ،أو فاسممقا ،أو أصممم ،أو أعمممى ،فل يصممح تمموليتهم لنقصممهم.
)قوله :ول أعمى( فيه أنه مندرج في قوله من ليس كذلك فلي شئ أفرده) .قوله :وهو ممن يممرى
الخ( عبارة التحفة :فل يولى أعمى ومن يرى الشبح الخ .اه .فلعل لفظه هممو :زائدة مممن النسمماخ.
)قوله :الشبح( أي الجسم) .وقوله :ول يميز الصورة( أي ول يميز صورة ذلك الشممبح ،هممل هممي
صورة زيد أو عمرو ،أو غير ذلك ؟ )قوله :وإن قربممت( أي ل يميزهمما مطلقمما مممع القممرب ومممع
البعد) .قوله :بخلف من يميزها إذا قربت( أي الصورة فإنه يصح توليته) .قوله :بحيث يعرفهمما(
تصوير لتمييزه إياها .والمراد بحيث يعرف أنها صورة زيممد مثل) .قمموله :ولممو بتكلممف الممخ( أي
ولو كانت معرفتها بتكلف ومزيد تأمل ،فإنه يصح توليته) .قوله :وإن عجز عن قراءة المكتمموب(
أي فإنه يصح توليته) .قمموله :واخممتير صممحة وليممة العمممى( أي واختممار بعضممهم صممحة وليممة
العمى مستدل بأنه )ص( :استخلف ابن أم مكتوم على الصلة وغيرها مممن أمممور المدينممة رواه
الطبراني .وأجاب المانعون وليته باحتممال أنمه اسمتخلفه فمي الممور العاممة ممن الحراسمة ومما
يتعلق بها ،ل في خصوص الحكم الذي الكلم فيه) .قوله :كافيا للقيام بمنصممب القضمماء( أي بممأن
يكون ذا يقظة تامة ،وقوة على تنفيذ الحق بحيث ل يؤتى من غفلة :أي ل يصاب في الحكم ،بممأن
يحكم بخلف الحق من أجل غفلته ،ول يخدع مممن غممرة :أي ل يخممدع عمن الحممق بسممبب غممرور
شخص له .قال في المغني :وفسر بعضهم الكفاية اللئقة بالقضاء ،بأن يكون فيه قمموة علممى تنفيممذ
الحق بنفسه ،فل يكون ضعيف النفس جبانا .فإن كثيرا من الناس يكون عالما دينا ،ونفسه ضعيفة
عن التنفيذ واللزام والسطوة ،فيطمع في جانبه بسبب ذلك .اه) .قوله :فل يولى مغفل( هو الممذي
ل يضبط المور بأن يكون مختل النظر والفكر ،لكممبر أو مممرض أو غيممر ذلممك) .قمموله :ومختممل
نظر( أي فكر ،وعطفه على ما قبله من عطمف التفسمير) .وقموله :بكمبر أو ممرض( البماء سمببية
متعلق بكل من مغفل ومختل نظر) .قوله :مجتهدا( أي اجتهادا مطلقا لنه المنصممرف إليممه اللفممظ
عند الطلق ،وبمدليل بيممانه التمي ،والجتهمماد فمي الصمل بمدل المجهمود فممي طلمب المقصممود،
ويرادفه التحري والتوخي ،ثم استعمل في استنباط الحكام من الكتاب والسنة .وخرج بممه مجتهممد
المذهب ،وهو من يستنبط الحكام من قواعد إمممامه كمالمزني ،ومجتهمد الفتموى ،وهمو مممن يقممدر
على الترجيح في القوال كالرافعي والنووي ،والمقلد الصممرف وهمو الممذي لممم يتأهممل للنظمر فممي
قواعد إمامه والترجيح بين القوال) .قوله :فل يصح تولية جاهل( أي بالحكام الشرعية) .قمموله:
ومقلد( أي ول يصح تولية مقلد لمام من الئمة الربعة) .قوله :وإن حفظ الخ(
] [ 244
غاية في عدم صحة تولية المقلد) .قوله :لعجزه عمن إدراك غوامضمه( أي مسمائل ممذهب
إمامه الصعبة .قال في التحفة بعده :وتقرير أدلته إذ ل يحيط بهما إل مجتهد مطلق .اه .وقال في
النهاية :المقلد هو من حفظ مذهب إمامه ،لكنه غير عارف بغوامضه ،وقاصر عن تقريممر أدلتممه،
لنه ل يصملح للفتموى ،فالقضماء أولمى .اه) .قموله :والمجتهمد( أي المطلمق) .قموله :ممن يعمرف
بأحكام القرآن( الباء زائدة .وفمي الكلم حممذف مضممافين :أي ممن يعممرف أنمواع محمال الحكمام،
ليتمكن من استنباطها منها ،ويقدر على الترجيح فيها عند تعارض الدلة) .قوله :مممن العممام الممخ(
بيان للمضاف الول من المضافين اللذين قمدرتهما ،وليمس بيانما للحكمام فمي كلممه ،كمما يفيمده
صنيعه :إذ العام ليس حكما ،وإنما هو محل له ،والعام لفظ يستغرق الصالح لممه ممن غيممر حصممر
كقوله تعالى) * :ول تبطلوا أعمالكم( * .والخاص بخلفه كقوله عليممه الصمملة والسمملم :الصممائم
المتطوع أمير نفسه إن شاء صام ،وإن شاء أفطر .والمجمل ما لم تتضح دللتممه كقمموله تعممالى* :
)وآتوا الزكاة( * .وقوله) * :خذ من أموالهم صدقة( * .لنه لم يعلم منهمما قممدر الممواجب ،والمممبين
هو ما اتضحت دللته ،والمطلق ما دل على الماهية بل قيممد كآيممة الظهممار .والمقيممد ممما دل علممى
الماهية بقيد كآية القتل .والنص ما دل دللة قطعية ،والظاهر ممما دل دللممة ظنيممة .قممال فممي جمممع
الجوامع :المنطوق ما دل عليه اللفظ في محل النطق ،وهو نممص إن أفمماد معنممى ل يحتمممل غيممره
كزيممد ،وظمماهر إن احتمممل غيممره مرجوحمما كأسممد .اه .والناسممخ كآيممة) * :والممذين يتوفممون منكممم
ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا( * .والمنسمموخ كآيممة) * :والممذين يتوفممون
منكم ويذرون أزواجا وصية لزواجهمم متاعما إلمى الحمول( * .والمحكمم كقموله تعمالى) * :ليمس
كمثله شئ وهو السميع البصير( * فهذه نص في أنه ل يماثله شئ في ذاته ول في صفاته ول في
أفعاله ،والمتشمابه كقموله تعمالى) * :الرحممن علمى العمرش اسمتوى( *) .قموله :وبأحكمام السمنة(
معطوف على بأحكام القرآن .والمراد أن يعرف أنواع محال الحكام من السنة أيضا -كممما تقممدم
-والسنة هي الحاديث الشريفة ،وهممي كممل ممما نسممب للنممبي )ص( مممن القمموال والفعممال والهممم
والتقرير ،كأن فعل بعض الصحابة شيئا أو قال شيئا بحضممرة النممبي )ص( وأقممره عليممه) .قمموله:
من المتواتر الخ( بيان لما قدرته أيضا وليس بيانا لنفس الحكممام -كممما مممر ) .-قمموله :وهممو( أي
المتواتر ممما تعممددت طرقممه ،بممأن رواه جمممع عممن جمممع يمؤمن مممن تواطممؤهم علممى الكممذب .قممال
البجيرمي :المتواتر ما ترويه جماعة يستحيل تواطؤهم على الكذب عن جماعة كممذلك فممي جميممع
الطبقات ،والحاد ما يرويه واحد عن واحد أو أكثر ولم يبلغوا عدد التواتر .اه) .قوله :والحمماد(
بالجر عطف على المتواتر) ،قوله :وهو( أي الحمماد :أي حممديثهم) .وقمموله :باتصممال رواتممه( أي
المصور باتصال رواته ،فالباء للتصوير ،وكان الملئم لما قبله ،أي يأتي به في صورة التعريف
بأن يقول وهو ما اتصلت رواته الخ) .قوله :ويسمى( أي المتصل باتصممال المخ المرفمموع )قموله:
أو إلى الصحابي( معطوف على قوله إليه :أي أو باتصال رواتممه إلممى الصممحابي ولممم يرفممع إلممى
النبي )ص() .قوله :ويسمى( أي المتصل إلى الصحابي الموقوف) .قوله :والمرسل( بالجر أيضا
عطف على المتواتر) .وقوله :وهو قول التابعي الخ( أي فهو ما سقط منه الصحابي ،كما قال في
البيقونية :ومرسل منه الصحابي سقط
) (1سورة محمد ،الية (2) .33 :سورة النور ،الية (3) .56 :سورة التوبمة ،اليمة (4) .103 :سمورة البقمرة ،اليمة:
(5) .234سورة البقرة ،الية (6) .240 :سورة الشورى ،الية (7) .11 :سورة طه ،الية.5 :
] [ 245
وهذا اصطلح المحدثين .وأما اصطلح الفقهاء والصوليين ،فهو ما سقط من سممنده راو
أو أكثر ،سواء كان من أوله أو من آخره أم بينهما .وعبارة ق ل في حاشية شرح الورقات ،وأما
اصطلح المحدثين :فالمرسل ما سقط منه الصحابي ،وممما وقممف علممى الصممحابي موقمموف ،وممما
وقف على التابعي مقطوع ،وما سقط منه راو منقطع ،أو راويان فمنقطع من موضممعين إن كممان
بغير اتصال ،وإل فمعضل ،وما سقط أوله معلق ،وما أسند إلى النبي )ص( مرفمموع .اه) .قمموله:
أو بحال الرواة( معطوف على بأحكام القرآن ،وأو بمعنى الواو :أي ويعممرف بحممال الممرواة لنممه
يتوصل به إلى تقرير الحكام) .قوله :قوة وضعفا( منصموبان علمى التمييمز :أي ممن جهمة القموة
ومن جهة الضعف) .قوله :وما تواتر ناقلوه( أي بلغوا عدد التواتر ،وهو مستأنف) .قوله :وأجمع
السلف( عبارة التحفة :نعم ما تواتر ناقلوه ،أو أجمع السلف على قبوله ل يبحث عن عدالة ناقليه.
اه .فعليممه تكممون الممواو بمعنممى أو) .قمموله :ولممه الممخ( أي للمجتهممد الكتفمماء بتعممديل إمممام لممراوي
الحديث :أي قوله أنممه عممدل) .وقمموله :عممرف( أي المجتهممد) .وقمموله :صممحة مممذهبه( أي المممام.
)قوله :في الجرح والتعممديل( أي جممرح الممرواة وتعممديلهم :أي بيممان أنهممم عممدول أو غيممر عممدول.
)قوله :ويقدم عنممد التعممارض المخ( بيممان لكيفيمة الترجيممح عنممد تعممارض الدلممة) .قمموله :والناسممخ
والمتصل والقوي( أي وتقدم هذه الثلثة على مقابلها ،وهو المنسوخ والمنقطع والضعيف) .قوله:
ول تنحصر الحكام الخ( قممال فممي النهايممة :ول ينحصممر ذلممك فممي خمسمممائة آيممة ،ول خمسمممائة
حديث ،للستنباط في الولى مممن القصممص والمممواعظ وغيرهممما أيضمما ،ولن المشمماهدة قاضممية
ببطلنه في الثاني .فإن أراد القائل بالحصر فممي ذلممك بالنسممبة للحمماديث الصممحيحة السممالمة ممن
الطعن في سند أو نحوه ،أو الحكمام الخفيمة الجتهاديمة ،كمان لمه نموع قمرب علمى أن قمول ابمن
الجوزي أنها ثلثة آلف ونحوه ،مردود بممأن غممالب الحمماديث ل تكمماد تخلممو عمن حكممم ،أو أدب
شرعي ،أو سياسة دينية ،ويكفي اعتمماده فيهما علمى أصمل مصمحح عنمده يجممع غمالب أحماديث
الحكام كسنن أبي داود :أي ممع معرفممة اصمطلحه ،وممما للنماس فيممه ممن نقمل ورد .اه) .قموله:
خلفمما لزاعمهممما( أي زاعممم انحصممار الحكممام فممي خمسمممائة آيممة وخمسمممائة حممديث) .قمموله:
وبالقياس( معطوف على بأحكام القرآن :أي وبأن يعرف بالقياس) .وقوله :بممأنواعه( أي القيمماس،
والجار والمجرور بدل من الجار والمجرور قبله) .قوله :من الجلممي الممخ( بيممان للنممواع الثلثممة.
)قوله :وهو( أي الجلي) .قوله :ما يقطع فيه بنفي الفارق( أي بين المقيس والمقيس عليمه) .قموله:
كقياس ضرب الولد على تأفيفه( أي فمي التحريمم الثمابت بقموله تعمالى) * :فل تقمل لهمما أف( *.
ومثله قياس من فوق الذرة بها في قوله تعالى) * :فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يممره( *) .قمموله :أو
المساوي( معطوف على الجلي) .قوله :وهو( أي المساوي) .وقوله :ما يبعممد فيممه انتفمماء الفممارق(
الصواب وجود الفارق .وعبارة التحفة :وهو ما يبعد فيه الفارق .اه .وهي ظاهرة) .قوله :كقياس
إحراق مال اليتيم على أكلممه( أي فممي التحريممم الثممابت بقمموله تعممالى) * :إن الممذين يممأكلون أممموال
اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطممونهم نممارا( *) .قموله :أو الدون( معطمموف علممى الجلممي أيضمما.
)قوله :وهو ما ل يبعد فيه انتفاء
) (1سورة السراء ،الية (2) .23 :سورة الزلزلة ،الية (3) .7 :سورة النساء ،الية.10 :
] [ 246
الفارق( عبارة التحفة :وهو مال يبعد فيه ذلك :أي وجود الفارق ،وهي الصممواب) .قمموله:
كقياس الذرة على البر( الذي في التحفة والنهاية :كقيماس التفماح علمى المبر بجمامع الطعمم ،وهمو
أولى :إذ قياس الذرة على البر من القياس المساوي ،لنه يبعد فيه وجود الفارق بينهما ،إذ القصد
منهما واحد ،وهو القتيات ،بخلف قياس التفاح على البر ،فإنه ل يبعممد فيممه وجممود الفممارق ،بممل
هو قريب ،إذ القصممد مممن التفمماح التفكمه والتلممذذ -بخلف المبر فالقصمد منممه القتيممات ) .-قموله:
وبلسان العرب( معطوف على بأحكام القرآن أيضا :أي وبأن يعرف بلسممان العممرب :أي كلمهممم
لغة ونحوا وصرفا وغيرها ،لنه ل بد منها في فهم الكتماب والسممنة .إذ بهما يعمرف عمموم اللفمظ
وخصوصممه ،وإطلقممه وتقييممده ،وإجممماله وبيممانه ،وصمميغ المممر والنهممي ،والخممبر والسممتفهام
والسماء والفعال والحروف) .قوله :وبأقوال العلماء( معطوف علممى بأحكممام القممرآن :أي وبممأن
يعرف بأقوال العلماء إجتماعا واختلفا ،لئل يخالفهم في اجتهاده) .قوله :ولو فيما يتكلم فيه فقممط(
أي يكفي معرفة القوال ولو في المسألة التي يتكلم فيها ،فل يشترط أن يعرف أقوال العلممماء فممي
كل مسألة ،بل في المسألة التي يريد النظر فيها ،بأن يعلم أن قوله فيها ل يخالف إجماعا) .قمموله:
اجتماع ذلك كله( أي معرفته أحكام القرآن والسنة والقياس ولسان العرب وأقوال العلماء) .قمموله:
إنما شرط للمجتهد المطلق( أي وقد فقد من بعد الخمسمائة بحسب ما يظهر لنا ،فل ينافي أنه في
نفس المر يوجد ،وأقله قطب الغوث ،فإنه ل يكممون إل مجتهممدا .اه .بجيرمممي .وفممي المغنممي ممما
نصه :قال ابن دقيق العيد :ول يخلو العصر عن مجتهد ،إل إذا تممداعى الزمممان وقربممت السمماعة،
وأما قول الغزالي والقفال إن العصر خل عن المجتهد المستقل ،فالظمماهر أن الممراد مجتهممد قممائم
بالقضاء ،فإن العلماء يرغبون عنه .وهذا ظماهر ل شمك فيمه .اه) .قموله :أمما مقيمد( همو صمادق
بمجتهد المذهب ،وبمجتهد الفتوى ،وبالمقلد الصرف) .قوله :ل يعدو مممذهب إمممام خمماص( أي ل
يتجاوزه) .وقوله :فليس عليه الخ( جواب أما) .قوله :وليراع فيها( أي في قواعد إمممامه :أي بممأن
يقدم الخاص منها على العام ،والمقيمد علمى المطلمق ،والنمص علمى الظماهر وهكمذا) .قموله :فمي
قوانين الشرع( أي قواعده) .قوله :فإنه مع المجتهد الخ( أي فإن المقيد الذي ل يعدو قواعد إمامه
بالنسبة لمامه المجتهد ،كالمجتهد بالنسبة لنصوص الشممرع ،فقواعممد إمممامه فممي حقممه كنصمموص
الشرع في حق إمامه) .قوله :ومن ثم( أي ومن أجل أنمه ممع المجتهممد المخ) .وقموله :لمم يكممن لمه
عدول عن نص إمامه( أي ل يجوز له أن يعدل عن نص إمامه ،كما ل يسوغ للمجتهممد أن يعممدل
عن نص الشرع) .قوله :فإن ولى سلطان( أي مطلقا ذا شوكة كان أم ل :بأن حبممس أو أسممر ولممم
يخلع ،فإن أحكامه تنفممذ) .قموله :ولمو كمافرا( لممم يمذكر هممذه الغايمة فمي التحفمة ،ول فممي النهايمة،
ولغيرهما ،وهي مشكلة .إذ السلطان يشترط فيه أن يكون مسلما ،وأما الكافر فل تصح سلطنته،
ول تنعقد إمامته .ولو تغلب ،ولو أخرها عن قوله أو ذو شوكة ،وجعلها غاية له ،لنممه ممكممن أن
يكون كافرا ،أو عن قوله غير أهل ،وجعلها غاية له ،وتكون بالنسبة للثاني للممرد علممى الذرعممي
القائل بعدم نفوذ تولية الكافر القضمماء ،لكممان أولممى .تأمممل) .قموله :أو ذو شموكة غيممره( أي غيممر
السلطان) .قوله :في بلد( متعلق بمحذوف حمال :أي حمال كمون ذي الشموكة فمي بلمد ،أي ناحيمة.
)وقوله :بأن انحصرت قوتها( أي البلدة فيه ،أي ذي الشوكة ،والباء لتصوير كونه له شمموكة فممي
بلده .وعبارة التحفة والنهاية :بأن يكون بناحية انقطع غوث السلطان عنها ،ولم يرجعوا إل إليممه.
اه) .قوله :غير أهل( مفعول ولى) .قوله :كمقلد الخ( تمثيل لغير الهل) .قوله :أي مع علمه( أي
] [ 247
المولي -بكسر اللم -سلطانا أو ذا شوكة) .وقوله :بنحو فسممقه( أي المممولى -بفتممح اللم
) .-قوله :وإل الخ( أي وإن لم يعلم به) .وقوله :ولو علم فسقه لم يوله( المواو للحمال :أي والحمال
أنه لو كان يعلم بفسقه لم يوله) .وقوله :فالظاهر الخ( جواب إن الشرطية المدغمممة فممي ل النافيممة
)وقوله :كما جزم به شيخنا( أي في فتح الجواد) .قوله :وكذا لو زاد الخ( أي وكذا ل ينفممذ حكمممه
لو زاد فسقه ،بأن كان يشرب الخمر في الجمعة مرة ،فصار يشرب علممى خلف العممادة) .قمموله:
أو ارتكب مفسقا آخر( أي بأن كان يزني فصار يزني ويشرب الخمر) .قوله :على تردد فيه( أي
فيما بعد كذا مممن زاد فسمقه ،أو ارتكمب مفسممقا آخممر) .قموله :وجممزم بعضممهم بنفموذ تموليته( أي
الفاسق مطلقا) .وقوله :وإن وله غير عالم بفسقه( هذا هو الفارق بين ما جزم بممه بعضممهم وبيممن
ما ذكره قبل) .قوله :وكعبد الممخ( معطمموف علممى قمموله كمقلممد) .قمموله :نفممذ ممما فعلممه( أي المممولى
سلطانا ،أو ذا شوكة) .قوله :من التولية( بيان لما) .قوله :وإن كان الممخ( غايممة فممي نفمموذ التوليمة:
أي تنفذ التولية وإن كان هناك :أي في الناحية المولى عليها غير الهل مجتهد عدل) .قوله :على
المعتمد( متعلق بنفذ) .قوله :فينفذ قضاء( مفرع على نفوذ التولية) .قوله :للضرورة( قال البلقيني
يستفاد من ذلك ،أنه لو زالت شوكة من وله بموت أو نحوه ،انعزل لممزوال الضممرورة ،وأنممه لممو
أخذ شيئا من بيت المممال علممى وليمة القضماء ،أو جوامممك فمي نظممر الوقمماف ،اسممترد منمه ،لن
قضاءه إنما نفذ للضرورة ،ول كذلك المال .اه .بجيرمي) .قوله :وإن نممازع كممثيرون فيممما ذكممر(
أي في نفوذ قضاء من وله للضرورة إذا كان فاسقا) .وقوله :وأطالوا( أي فممي النممزاع) .وقمموله:
وصوبه الزركشممي( أي وقممال أنمه ل ضمرورة إليمه ،بخلف المقلممد .قمال فمي التحفمة بعمده وهمو
عجيب ،فإن الفرض أن المام أو ذو الشوكة هو الذي وله عالما بفسقه ،بل أو غير عالم به على
ما جزم به بعضهم ،فكيف حينئذ يفممرع إلممى عممدم تنفيممذ أحكممامه المممترتب عليممه مممن الفتممن ممما ل
يتدارك خرقه ،وقد أجمعت المة -كما قاله الذرعي -على تنفيذ أحكام الخلفاء الظلمة ،وأحكممام
من ولوه ؟ اه) .قوله :وما ذكر في المقلد الخ( أي ما ذكر في المقلد مممن أنممه إذا وله سمملطان ،أو
ذو شوكة ،تنفذ توليته محله إن كان ثم مجتهد ،وإل نفذت ولو من غير ذي شوكة .ول يخفممى ممما
في عبارة شيخه المذكورة .إذ قوله سلطان صادق بذي الشموكة وغيممره -كممما صممرح بمه هممو .-
وإذا كان كذلك فل معنى للتقييد الذي ذكره بل ل يتممأتى .نعممم ،يصممير للتقييممد المممذكور معنممى لمو
أبقى عبارة المنهاج على حالها ،وهي فإن تعذر جمع هذه الشروط ،فولى سلطان له شوكة فاسقا،
أو مقلدا ،نفذ قضاؤه للضرورة .ففيها تخصيص التولية بذي الشمموكة ،وحينئذ فيصممح قمموله ،وممما
ذكر محله الخ .ثم رأيت الرشيدي اعترض على قول النهاية المضاهي لقول شيخه المممذكور بممما
نصه :قوله :وما ذكر في المقلد محله الخ ،هذا إنما يتممأتى لممو أبقممى المتممن علممى ظمماهره الموافممق
لكلم غيره ،وأما بعد أن حوله إلى ما مر ،فل موقع لهذا هناك .وحاصل المراد -كما يؤخذ مممن
كلمهم -أن السلطان إذا ولى قاضيا بالشوكة ،نفذت توليته مطلقا -سواء كان هناك أهل للقضاء
أم ل -وإن وله ل بالشركة ،أو وله قاضي القضاة كذلك ،فيشممترط فممي صممحة تمموليته فقممد أهممل
للقضاء .انتهى) .قوله :وإل الخ( أي وإن لم يكن هناك مجتهد نفممذت توليممة المقلممد ،ولممو صممدرت
من غير ذي شوكة ،كسلطان محبوس أو مأسور ولممم يخلممع كممما مممر) .قمموله :وكممذا الفاسممق( أي
ومثل المقلد فيما ذكر من التفصيل الفاسق) .قوله :فإن كان هناك عدل الخ( تصريح بما علممم مممن
التشبيه) .قوله :اشترطت شوكة( أي في المولي )ص( بكسر اللم ) .-قوله :وإل فل( أي وإن لمم
يكن هناك عدل ،فل تشترط الشوكة.
] [ 248
)قوله :كما يفيد ذلك( أي التفصيل المذكور) .قمموله :الحممق الممخ( مقممول قممول ابممن الرفعممة.
)قوله :والوجه أن قاضمي الضمرورة يقضمي بعلممه( أي يحكمم بمما علممه إن شماء :كمأن يمدعي
شخص على شخص بمال ،وقد رآه القاضي أقرضه إياه أو سمعه يقر به ،فله أن يحكم عليممه بممما
علمه ويثبت المال عنده) .قوله :ويحفظ مال اليتيم( أي وله أن يحفظ مممال اليممتيم) .قمموله :ويكتممب
لقاض آخر( أي وله أن يكتب لقاض آخر ،فيما إذا ادعى عنده على غائب بمال مثل ،وثبت عنده
بالبينة ،فله أن يكتب إلى قاضي بلد الغائب ليستوفي له مممن ممال الغممائب الحاضممر عنممده) .قموله:
خلفا للحضرمي( أي الشيخ إسماعيل الحضرمي في قوله ليس لقاضي الضرورة أن يحكم بعلمه
الخ) .قوله :يلزمه بيممان مسممتنده( أي إذا سممئل عنممه كممما أفصممح بممه فممي التحفممة ،وسمميأتي أيضمما،
والمراد بمستند ما استنده إليه من بينمة ،أو نكمول ،أو نحمو ذلمك .اه .رشميدي .وذلمك كمأن يقمول
مثل ،ثبت عندي بالبينة أن المال المدعى بمه عنمدك ،وحكممت عليمك بمه) .قموله :ول يقبمل قموله
حكمت بكذا الخ( قال في التحفة :وكأنه لضعف وليتمه ،ثمم قمال :ومحلمه إن لمم يمنمع مموليه مممن
طلب بيان مستنده اه) .وقوله :من غير بيمان مسممتنده فيممه( أي فيمما حكممم بممه) .قموله :ولمو طلممب
الخصم( أي المممدعى عليممه) .قمموله :تممبيين الشممهود( أي عينهممم كزيممد وعمممرو مثل) .قمموله :لممزم
القاضي( أي الفاسق ،والمقام للضمار .فلو قال لزمه لكان أولى) .قوله :وإل( أي وإن لم يممبينهم
لم ينفذ حكمه) .قوله :يندب للمام( أي أو نائبه) .قموله :أن يممأذن الممخ( أن وممما بعممدها فممي تأويممل
مصدر نائب فاعل يندب :أي يندب له إذنه للقاضي المولى -بفتح اللم -في السممتخلف ليكممون
أسهل له ،وأقرب لفصل الخصومات ،ويتأكد ذلك عند اتسمماع الخطمة ،فبمان نهماه المممام عنمه لممم
يستخلف استخلفا عاما لعدم رضاه بنظر غيره ،فإن كان ما فوض له أكثر مما يمكنه القيممام بممه،
اقتصر على المتمكن وترك الستخلف .أما السممتخلف الخمماص كتحليممف وسممماع بينممة ،فقطممع
القفال بجوازه للضرورة إل أن ينص على المنع منممه .أفماده م ر) .قموله :وإن أطلممق التوليمة( أي
بأن لم يأذن له في الستخلف ولم ينهه عنه) .وقوله :استخلف فيما ل يقدر عليه( أي فيممما عجممز
عنه لحاجته إليه) .وقوله :ل غيره( أي ل يسممتخلف فممي غيممره ممما ل يقممدر عليممه ،وهممو المقممدور
عليه ،لن قرينة الحال تقتضي عدم الستخلف فيه) .وقوله :في الصح( مقممابله يقممول يسممتخلف
مطلقا فيما عجز عنه وغيره .تنمبيه :يشمترط فمي الخليفمة مما شمرط فمي القاضمي ممن كمونه أهل
للشهادات كلها ومجتهدا ،إل إن استخلف في أمر خاص كسماع بينة وتحليممف ،فيكفممي علمممه بممما
يتعلق به من شروط البينة والتحليف ،ويحكم الخليفة باجتهاده أو باجتهاد مقلممده -بفتممح اللم -إن
كان مقلدا ،ول يجوز أن يشرط عليه أن يحكم بخلف اجتهاده أو اجتهاد مقلده -بفتح اللم -لنه
يعتقد بطلنه ،وال تعالى إنما أمر بالحكم بالحق) .قوله :مهمة( أي في بيان كمون القاضمي يحكمم
باجتهاده إن كان مجتهدا ،أو باجتهاد مقلده إن كان مقلدا) .قوله :يحكم القاضي( أي أو خليفته كما
مر) .قوله :باجتهاده( أي بما أداه إليه اجتهاده من المسائل) .قمموله :إن كممان مجتهممدا( أي اجتهممادا
مطلقا) .قوله :أو اجتهاد مقلده( أي أو يحكم باجتهاد مقلده ،أي إمامه فهو بفتممح اللم) .وقمموله :إن
كان( أي القاضي) .وقوله :مقلدا( بكسر اللم )قوله :وقضية كلم الشيخين الخ( أقره سممم )قمموله:
وقال الماوردي وغيره يجوز( أي الحكم بغير مذهب مقلده -بفتح اللم ) -قوله :وجمع ابممن عبممد
السلم
] [ 249
والذرعممي( أي بيممن قضممية كلم الشمميخين وقممول الممماوردي) .وقمموله :بحمممل الول( أي
قضية كلم الشيخين) .قوله :وهو( أي من لم ينته لما ذكر) .قوله :المقلد الصرف( أي المحممض،
وبينه بقوله بعد الذي لم يتأهل للنظر :أي أن المقلد الصرف هو الذي لم يتأهل للنظممر فممي قواعممد
إمامه ،والترجيح بيممن القمموال) .قمموله :والثمماني الممخ( أي وحمممل الثمماني ،وهممو قممول الممماوردي.
)وقوله :على من له أهلية لذلك( أي للنظر والترجيح .قال في التحفة بعده :ومنممع ذلممك الحسممباني
من جهة أن العرف جرى بأن تولية المقلد مشروطة بأن يحكم بمذهب مقلده ،وهو متجه -سممواء
الهل لما ذكر وغيره -لسيما إن قال له في عقد التولية على عادة من تقدمك ،لنه لم يعتد لمقلد
حكم بغير مذهب إمامه .اه) .قوله :ونقممل ابممن الرفعممة الممخ( مؤيممد لكلم الشمميخين) .قمموله :وقممال
الغزالي ل ينقض( عبارة التحفة :وما أفهمه كلم الرافعممي عممن الغزالممي مممن عممدم النقممض ،بنمماء
على أن للمقلد تقليد من شاء ،وجزم به فممي جمممع الجوامممع .قممال الذرعممي :بعيممد ،والموجه -بممل
الصواب -سد هذا الباب من أصله ،لما يلزم عليه من المفاسد الممتي ل تحصممى .اه .وقممال غيممره
المفتي على مذهب الشافعي :ل يجوز له الفتمماء بمممذهب غيممره ول ينفممذ منممه :أي لممو قضممى بممه
لتحكيم أو تولية لما تقرر عن ابن الصلح .نعم ،إن انتقل لمذهب آخر بشرطه وتبحمر فيمه ،جماز
له الفتاء به .اه) .قوله :وتبعه الرافعي( أي تبع الغزالممي الرافعممي فممي قمموله ل ينقممض) .وقمموله:
بحثا( أي أنه بحث ذلك من غير نص) .قوله :وشيخنا في بعض كتبه( أي وتبعه شيخنا في بعض
كتبه) .قوله :فائدة( أي في بيان التقليد .وحاصل الكلم عليمه أن التقليممد همو الخمذ والعمممل بقمول
المجتهد من غير معرفة دليله ،ول يحتاج إلى التلفظ به ،بل متى استشعر العامل أن عمله موافممق
لقول إمام فقد قلده ،وله شروط ستة :الول :أن يكون مذهب المقلد -بفتح اللم -مممدونا .الثمماني:
حفظ المقلد -بكسر اللم -شممروط المقلممد -بفتممح اللم -فممي تلممك المسممألة .الثممالث :أن ل يكممون
التقليد مما ينقض فيمه قضماء القاضمي .الرابمع :أن ل يتتبمع الرخمص بمأن يأخمذ ممن كمل ممذهب
بالسهل ،وإل فتنحل ربقة التكليف من عنقه .قال ابن حجر :ومن ثم كممان الوجممه أن يفسممق بممه،
وقال الرملي الوجه أنه ل يفسق وإن أثم بممه .الخممامس :أن ل يعمممل بقممول فممي مسممألة ثممم يعمممل
بضده في عينها ،كممأن أخممذ نحممو دار بشممفعة الجمموار تقليممدا لبممي حنيفممة ،ثممم باعهمما ثممم اشممتراها
فاستحق واحد مثله بشفعة الجوار ،فأراد أن يقلد المام الشافعي ليدفعها ،فإنه ل يجوز .السممادس:
أن ل يلفق بين قولين تتولممد منهممما حقيقممة واحممدة مركبممة ،ل يقمول كممل مممن المممامين بهمما ،وزاد
بعضهم شرطا سابعا :وهمو أنمه يلمزم المقلمد اعتقماد أرجحيمة أو مسماواة مقلمده للغيمر .وقمال فمي
التحفة :الذي رجحه الشيخان جواز تقليد المفضول مع وجوه الفاضل ،وزاد بعضهم أيضا شممرطا
ثامنا :وهو أنه ل بد في صحة التقليد أن يكون صاحب المذهب حيا ،وهو مردود بممما اتفمق عليمه
الشيخان وغيرهما من جواز تقليد الميت وقال -وهو الصحيح -قال في التحفة :ومن أدى عبمادة
اختلف في صحتها من غير تقليد للقائل بالصحة ،لزمه إعادتها إذا علم بفسادها حممال تلبسممه بهمما،
لكونه عابثا حينئذ ،أما من لم يعلم بفسادها حال تلبسه بها ،كمن مس فرجه مثل ،فنسمميه أو جهممل
التحريم وقد عذر به ،فله تقليد المام أبي حنيفة رضي ال عنه في إسقاط القضاء إن كان مممذهبه
صحة صلته ،مع عدم تقليده له عند الصلة .اه .بالمعنى) .وقوله :فله تقليممد المممام أبممي حنيفممة(
قال سم وهو صريح في جواز التقليد بعد الفعممل .اه) .قموله :إذا تمسمك العممامي( مثلمه غيممره مممن
العلماء الذين لم يبلغوا رتبة الجتهاد كما ذكره سم عند قول التحفة قال الهروي :مذهب أصمحابنا
أن العامي ل مذهب له الخ .فانظره إن شئت) .قوله :لزمممه التمممذهب( أي المشممي والجممري علممى
مذهب معين من المذاهب الربعة.
] [ 250
)قوله :ل غيرها( أي غير المذاهب الربعة ،وهذا إن لم يدون مذهبه ،فإن دون جمماز كممما
في التحفة ونصها :يجوز تقليد كل من الئمة الربعة ،وكذا من عداهم ممن حفظ مذهبه فمي تلمك
المسألة ودون حتى عرفت شروطه وسائر معتبراته ،فالجماع الذي نقلممه غيممر واحممد علممى منممع
تقليد الصحابة ،يحمل على ما فقد فيه شرط من ذلك .اه) .قوله :ثم له( أي ثم يجوز له الممخ .قممال
ابن الجمال) :إعلممم( أن الصممح مممن كلم المتممأخرين -كالشمميخ ابممن حجممر وغيممره -أنممه يجمموز
النتقال من مذهب إلى مذهب من المذاهب المدونة ولو بمجرد التشهي ،سواء انتقل دواما أو فممي
بعض الحادثة ،وإن أفتى أو حكم وعمل بخلفمه مما لمم يلمزم منمه التلفيمق .اه) .قموله :وإن عممل
بالول( أي بالمذهب الول كمذهب الشافعي) .قوله :النتقال إلى غيممره( أي غيممر الول بالكليممة:
كأن ينتقل من مذهب الشافعي إلى مذهب أبي حنيفة رضي ال عنهما) .قوله :أو في المسائل( أي
أو النتقال في بعض مسائل لغير مذهبه) .وقوله :بشرط الخ( مرتبط به :أي يجوز له أن يقلد في
بعض المسائل بشرط أن ل يتتبع الرخص) .قوله :بأن يأخذ الخ( تصوير لتتبع الرخممص) .قمموله:
فيفسق به( أي بتتبع الرخص ،وهذا ما جرى عليه ابن حجر .أما ما جرى عليه الرملي فل يفسق
به ،ولكنه يأثم ،كما مر) .قوله :وفي الخادم الخ( هذا كالتقييد لما قبلممه ،فكممأنه قممال محممل اشممتراط
عممدم تتبممع الرخممص فيمممن لممم يبتممل بالوسممواس ،أممما هممو فيجمموز لممه ذلممك) .وقمموله :عممن بعممض
المحتاطين( أي الذين يأخذون بالحوط في أعمالهم) .قوله :لئل يزداد( أي الوسواس ،وهممو علممة
الولوية) ،وقوله :فيخرج( بالنصب عطف على يزداد :أي فيخممرج بسممبب زيممادة الوسممواس عمن
الشرع مثل ،وابتلى بالوسواس في النية فممي الوضمموء ،أو بقممراءة الفاتحممة خلممف المممام ،وصممار
يصرف أكثر الوقت في الوضوء أو في الصلة ،فله أن يممترك النيمة ويقلممد الممام أبمما حنيفمة فيممه
فإنها سنة عنمده ،أو يقلمده فمي تمرك الفاتحمة خلمف الممام ،حمتى يمذهب عنمه الوسمواس) .قموله:
ولضده( أي والولى لضد من ابتلي بالوسواس ،وهو الذي لم يبتل به) .قوله :الخممذ بالثقممل( أي
بالشد) .قوله :لئل يخرج عن الباحة( أي عن لمبمماح لممو لممم يأخممذ بالثقممل) .قموله :وأن ل يلفممق
الخ( معطوف على قمموله أن ل يتتبممع الرخممص :أي وبشممرط أن ل يلفممق :أي يجمممع بيممن قممولين.
)قوله :يتولد الخ( أي ينشأ من القولين اللذين لفق بينهما حقيقة واحدة متركبة ،كتقليد الشافعي فممي
مسح بعض الرأس ،ومالك في طهارة الكلب ،في صلة واحدة ،فل يصممح تقليممده المممذكور ،لنممه
لفق فيه بين قولين نشأ منهما حقيقة واحدة ،وهي الصلة ل يقول بصمحتها كل الممامين) .قموله:
وفي فتاوى شيخنا الخ( مؤيد لشتراط عدم التلفيق) .قوله :لزمه أن يجممري علممى قضممية مممذهبه(
أي على ما يقتضيه مذهب ذلك المام الذي قلده في تلك المسألة) .وقوله :وجميع ممما يتعلممق بهمما(
أي بتلك المسألة :أي من استكمال شروطها ،ومراعماة مصممححاتها ،واجتنمماب مبطلتهمما) .قموله:
فيلزم من انحرف الخ( تعبيره بالماضي فيممه وفيممما بعممده ل يلئم قمموله بعممد أن يمسممح الممخ ،فممإنه
للستقبال وانحرف وصمملى للمضممي ،فل بممد مممن ارتكمماب تأويممل فممي الول ،بممأن يجعممل بمعنممى
المضارع ،أو في الثاني بأن يجعل بمعنى الماضي :أي فيلمزم الشممافعي الممذي قصممده أن ينحمرف
عن عين القبلة ،ويصلي إلى جهتها مقلدا للمام أبي حنيفة رضي ال عنه أن تكون طهارته علمى
مذهبه ،بأن يكون يمسح فممي الوضمموء قممدر الناصممية ،وأن ل يسمميل منممه دم بعممد الوضمموء ،فممإنه
ناقض له عنده ،أو فيلزم الشافعي الذي انحرف وصلى إلى الجهة مقلدا للمام أبي حنيفة
] [ 251
في ذلك أنه كان قد مسح الخ) .وقوله :وأن ل يسيل الخ( معطوف على أن يمسح) ،قمموله:
وما أشبه ذلك( أي ما ذكر من مسح قدر الناصية وعدم سيلن الدم ،والمشممبه لممذلك فعممل كممل ممما
هو شرط لصحة الصلة عند المام أبي حنيفة رضي ال عنه ،وترك كل ما هو مبطل لها عنممده.
)قوله :وإل( أي بأن لم يمسح قدر الناصية ،أو سال منه دم بعد الوضمموء ،كممانت صمملته باطلممة.
)قوله :فليتفطن لذلك( أي للشرط المذكور) .قوله :ووافقه( أي الشيخ ابن حجر) .قوله :وزاد( أي
العلمة عبد ال أبو مخرمة) .قوله :قد صرح بهذا الشرط( أي وهو أن من قلممد إماممما فممي مسممألة
لزمه الجريان على قضية مذهبه فيها) .قوله :وقال شيخنا المحقق ابن زياد الخ( فيه مخالفة لبممن
حجر ومن وافقه فيما إذا كان التركيب من قضيتين) .قوله :إن الذي فهمناه من أمثلتهممم( أي الممتي
يجوز فيها التقليد والتي ل يجوز) .قوله :إن التركيب القادح( أي المضر في التقليممد) .قمموله :إنممما
يمتنع( صوابه إنمما يوجمد) .قموله :إذا كمان( أي المتركيب وقمع فمي قضمية واحمدة ،كالطهمارة أو
الصلة) .قوله :فمن أمثلتهم( أي للتقليممد المضممر )قمموله :إذا توضممأ ولمممس( أي الجنبيممة) .قمموله:
تقليدا لبي حنيفة( أي في عدم نقض الوضوء بمماللمس) .قموله :واقتصممد تقليممدا للشممافعي( أي فممي
عدم نقض الوضوء بممذلك) .قمموله :ثممم صمملى( أي بممذلك الوضمموء) .قمموله :لتفمماق المممامين( أي
الشافعي وأبي حنيفة) .وقوله :على بطلن ذلممك( أي الوضمموء لنتقاضممه بمماللمس عنممد الشممافعي،
وبخروج الدم عند أبي حنيفة) .قوله :وكذلك( أي مثل هذا المثال في البطلن) .وقوله :إذا توضممأ
ومس( أي فرجه) .وقوله :تقليدا للمام مالك( أي في عدم نقض الوضوء) .وقوله :ولم يدلك( أي
لم يتبع المام مالكا في المدلك ،بمل تبمع الممام الشمافعي فمي عمدمه) .قموله :ثمم صملى( أي بمذلك
الوضوء المجرد عن الدلك) .قوله :لتفاق المممامين( أي الشممافعي ومالممك) .وقمموله :علممى بطلن
طهارته( أي لنه مس وهو مبطل عند الشافعي ،ولم يدلك وهو مبطل عنممد المممام مالممك) .قمموله:
بخلف ما إذا كان التركيب( أي الناشئ من التلفيق بين قولين) .وقوله :من قضيتين( أي حاصممل
من قضيتين :أي كالطهارة والصلة مثل) .قوله :فالذي يظهر أن ذلك( أي التركيب من قضيتين.
)قوله :غير قادح في التقليد( أي غير مضر لممه) .قمموله :كممما إذا توضممأ الممخ( تمثيممل لممما إذا كممان
التركيب حاصل من قضمميتين )قمموله :ومسممح بعممض رأسممه( أي أقممل مممن الناصممية تقليممدا للمممام
الشافعي فيه) .قوله :ثم صلى إلى الجهة( أي ل إلى عين الكعبة) .وقوله :تقليممدا لبممي حنيفممة( أي
في قوله بصحة الصلة إلى جهة الكعبة) .قوله :فالممذي يظهممر الممخ( الجملممة جممواب إذا) .وقمموله:
صممحة صملته( خممبر الممذي )قموله :لن المممامين( أي الشممافعي وأبمما حنيفمة رضممي الم عنهممما.
)وقوله :لم يتفقا على بطلن طهارته( إذ هي صممحيحة علممى مممذهب المممام الشممافعي رضممي الم
عنه) .قوله :فإن الخلف فيها بحاله( أي فإن الخلف بين
] [ 252
المامين باق بحاله في تلك الطهارة ،فهي صحيحة علممى مممذهب الشممافعي ،وباطلممة علممى
مذهب أبي حنيفة) .قوله :ل يقال إتفقا على بطلن صلته( أي لفقد شرطها عنممد الشممافعي ،وهممو
استقبال العين وفقد شرطها عند أبي حنيفة وهو مسح قدر ربع الرأس) .قوله :لنا نقول الخ( علة
النفي) .قوله :من التركيب في قضيتين( أي الحاصل في قضيتين ،وهما الطهممارة والصمملة ،كممما
مر) .قوله :والذي فهمناه( أي من أمثلتهم) .وقوله :أنه( أي التركيب الواقع في قضيتين) .وقمموله:
غير قادح في التقليد( أي غير مضر ومؤثر فيه) .قوله :ومثله( أي مثل هذا المثممال فممي الممتركيب
من قضيتين) .قوله :في أن العورة السوأتان( أي القبل والدبر ،فالواجب عند المام أحمد سترهما
فقط) .قوله :وكان( فعل ماض ،واسمها يعود علممى المقلممد للمممام أحمممد :أي وكممان المقلممد للمممام
أحمد في قدر العورة ترك المضمضة مقلدا للمام الشافعي) .قوله :والستنشاق( الواو بمعنممى أو
)قوله :الذي يقول الخ( الولى في التعبير أن يقول التي يقمول المممام أحمممد بوجوبهمما :أي الثلثممة
وهو المضمضة ،والستنشاق ،والبسملة) .قوله :فالذي يظهر الخ( جواب إذا )قوله :إذا قلممده( أي
قلد المام أحمد) .قوله :لنهممما( أي المممام أحمممد والمممام الشممافعي ،وهممو تعليممل لظهممور صممحة
صلته فيما ذكر) .وقوله :لم يتفقا على بطلن طهارته( أي لن الشافعي يقول بصحتها ،والمممام
أحمد يقول ببطلنها) .وقوله :التي هي( أي الطهارة) .وقوله :قضية واحدة( أي هممي الممتي يضممر
فيها التركيب) .قوله :ول يقدح في ذلك( أي فمي التقليمد الممذكور) .قموله :فمإنه( أي فمإن البطلن
المتفق عليه) .وقوله :تركيب من قضيتين( هما ستر العورة والطهارة) .قوله :وهو( أي التركيب
من قضيتين غير قادح في التقليد) .قوله :وقممد رأيممت فممي فتمماوي البلقينممي الممخ( مؤيممدا لممما تقممدم.
)قوله :تتمة( أي في بيان حكم الستفتاء) .قوله :يلزم محتاجا( أي إلى معرفممة حكممم مممن الحكممام
الشرعية) .وقوله :إستفتاء عالم عرف أهليته( عبارة الروض وشرحه :يجب على المسممتفتي عنمد
حدوث مسألة ،أن يستفتي من عرف علمه وعدالته ،ولو بإخبار ثقة عارف ،أو بإستفاضممة لممذلك،
وإل بأن لم يعرفهما بحث عن ذلك -يعني عن علمه -بسؤال الناس ،فل يجمموز لممه إسممتفتاء مممن
انتسب إلى ذلك وانتصب للتدريس وغيره من مناصب العلماء بمجرد إنتسابه وانتصابه .وقضممية
كلمه أنه يبحث عن عدالته أيضا ،والمشهور كما في الصل خلفه ،وبه يشعر قوله فلممو خفيممت
عليه عدالته الباطنة اكتفى بالعدالة الظاهرة ،لن الباطنممة تعسممر معرفتهمما علمى غيممر القضماة .اه
)قوله :ثم إن وجد( أي المحتمماج) .وقمموله :مفممتيين( مفعممول وجممد ،وهممو هنمما بمعنممى أصمماب ،فل
يطلب إل مفعول واحدا) .قوله :فممإن اعتقممد أحممدهما أعلممم الممخ( قممال فممي الممروض :ويعمممل -أي
المستفتي -بفتوى عالم مع وجود أعلم منه جهله .قال في شرحه :بخلف ما إذا علمه بأن اعتقده
أعلم -كما صرح به بعد -فل يلزمه البحث عن العلم إذا جهل اختصاص أحدهما بزيممادة علممم،
ثم قال في الروض :فإن اختلفا -أي المفتيان -جوابا وصفة ول نص قدم العلم ،وكذا إذا اعتقممد
أحدهما أعلم أو أورع ،قدم من اعتقده أعلم أو أورع ،ويقدم العلم على الورع .اه .بزيممادة مممن
شرحه) .قوله :قال في الروضة ليس لمفت وعامل الخ( قال في التحفة بعد أن نقل ما ذكر :ونقممل
ابن الصلح الجماع فيه ،لكن حمله بعضهم على المفتي والقاضي ،لما مر من جواز
] [ 253
تقليد غير الئمة الربعة بشرطه ،وفيه نظر .لنه صرح بمساواة العامل للمفتي في ذلممك،
فالوجه حمله على عامل متأهل للنظر في الدليل وعلم الراجممح مممن غيممره .اه .وقممال فممي الفمموائد
وابن الجمال في فتممح المجيممد) .اعلممم( أن القممولين أو المموجهين أو الطريقيممن إذا كانمما لواحممد ولممم
يرجح أحدهما ،فللمقلد أن يعمل لنفسه بأيهما شاء إذا لم يكن أهل للترجيح ،فإن كان أهل لممه ،فل
يجمموز لممه العمممل إل بممالتتبع والترجيممح ،فممإن رجممح أحممدهما فممالفتوى والحكممم بالراجممح مطلقمما،
والمرجوح منهما إذا رجحه بعض أهل الترجيح يجوز تقليده للعمل فقط ،سممواء كممان المقلممد أهل
للنظر والترجيح أم ل .وإن لم يرجح فيمتنع تقليده على الهل ل على غيممره ،وإذا كممان الوجهممان
والطريقان لثنين ،ولم يرجح أحدهما ثالث يجوز تقليد كل منهما في الفتاء والقضاء أيضا إذا لم
يكن المقلد أهل ،ويجوز لعمل نفسه فقط إذا كان التقليممد مممن المتأهممل ،لتضمممن ذلممك ترجيممح كممل
منهما من قائله الهل ،وإن رجح أحدهما ثممالث ،فممالفتوى بالراجممح لتقممويته بممالترجيحين -سممواء
كممان المفممتي أهل أم ل -والمرجمموح منهممما يجمموز تقليممده لعمممل النفممس فقممط ،ولممو مممن المتأهممل
للتضمن المذكور .هذا هو الحق الصريح الذي ل محيد عنه ،لنه المنقول والمعتمد عند جمهممور
المتأخرين .اه .من تذكرة الخوان المشتملة على مصطلحات التحفمة وغيرهما) .قموله :أن يعتممد
أحدهما( أي الوجهين أو القولين ،وأن وما بعدها فمي تأويمل مصمدر اسمم ليمس) .قموله :بل نظمر
فيه( أي بل تأمل وتفكر في ذلك الحد الذي يريد أن يعتمده) .قوله :بل خلف( أي ليس لممه ذلممك
بل خلف ،وقد علمت أن محله إذا كان أهل للنظر والترجيح) .قوله :بل يبحممث عممن أرجحهممما(
أي الوجهين أو القولين) .قوله :بنحو تأخره( متعلق بأرجحهما ،وهو بيممان المقتضممي للرجحيممة،
فتأخر أحد القولين أو الوجهين أو قوة دليله أو نحو ذلك يقتضي الرجحية) .قموله :وإن كانما( أي
القولن أو الوجهان لمتبحر واحد ،وهو غاية لكونه يبحث عن الرجح بممما ذكممر )قمموله :ويجمموز
تحكيم اثنين( أي غير حد وتعزير ل تعالى ،أما هما فل يجموز فيهمما التحكيمم .إذ ل طمالب لهمما
معين) .قوله :ولو من غير خصومة( غاية في جمواز التحكيمم :أي يجموز مطلقما سمواء كمان فمي
خصومة ،كأن حكم خصمان ثالثا ،أو في غير خصومة ،كأن حكم اثنمان فممي نكماح ثالثمما) .قمموله:
كما في النكاح( أي لفاقدة ولي خاص بنسب أو معتق ،وهو تمثيممل للتحكيممم فممي غيممر الخصممومة.
)قوله :رجل( مفعول تحكيم المضاف إلى فاعله) .قمموله :أهل لقضمماء( صممفة لممرجل) .قمموله :أي
من له أهلية القضاء المختلفة( تفسير للمراد من الهممل للقضمماء ،وتقممدم ضممابط مممن لمه أهليممة ممما
ذكر ،وهو من له قدرة على استنباط الحكام من الكتاب والسنة والقياس والجماع) .قوله :ل في
خصوص تلك الواقعة( أي ليس المراد به مممن كممان أهل للقضمماء فممي تلممك المسممألة الحادثممة فقممط
)قوله :خلفا لجمع( أي قالوا بممأن الشممرط وجممود الهليممة فممي خصمموص تلممك الواقعممة ل مطلقمما.
)قوله :ولو مع وجود قاض أهل( غاية في جواز تحكيم رجل أهل :أي يجوز تحكيم الهممل ،ولممو
مع وجود قاض أهل في تلك البلدة) .قوله :خلفمما للروضممة( أي القائلممة بعممدم جممواز التحكيممم مممع
وجوده) .قوله :أما غير الهل( مفهوم قوله أهل) .قوله :أي مع وجممود الهممل( أنظممر ممما المممراد
بالهل :هل هو خصوص القاضي ،أو ما يعمه وغيره ؟ والظاهر أن المراد الول ،وإل بأن كان
المراد الثاني نافته الغاية بعد :أعني قوله وإن كان ثم مجتهد) .قوله :وإل مجاز( أي وإن لم يوجد
قاض أهل على ما مر ،بأن لم يوجممد قمماض أصممل ،أو وجممد لكنممه غيممر أهممل ،جمماز تحكيممم غيممر
الهل ،وهو ضعيف ،كما يفيده الستدراك بعد) .قوله :ولو في النكاح( أي ولو كممان التحكيممم فممي
النكاح فإنه يجوز) .قوله :وإن كان ثم مجتهد( أي غير قاض) .قوله :كما جممزم بمه( أي بمما ذكمر
من عدم جواز تحكيم غير الهل مع وجود الهل ،وجواز تحكيمه مع عدم
] [ 254
وجوده ،وفيه أنه لم يجزم بهذا شيخه ،وإنما ذكره وأحاله على ما مر منه في النكمماح ،مممن
أنه ل يجوز مع وجود الحاكم ،ونض عبارته هنا وأمما غيممر الهممل فل يجمموز تحكيممه -أي مممع
وجود الهل -وإل جاز ،ولو في النكاح على ما مر فيه .اه .وقوله :علممى ممما مممر :أي فممي بمماب
النكاح .ونص عبارته هناك :نعم لو لم يكن لها ولي ،جاز لها أن تفوض مع خاطبهمما أمرهمما إلممى
مجتهد عدل ،فيزوجها ولو مع وجود الحاكم المجتهد ،أو إلى عممدل غيممر مجتهممد ولممو مممع وجممود
مجتهد غير قاض ،فيزوجها ل مع وجود حاكم ولو غير أهل ،كممما حررتممه فممي شممرح الرشمماد.
اه) .قوله :لكن الذي أفتاه( أي أفتى به شيخه ابن حجر ،وعبارته تفيد أن هذا هو ما جزم بممه فممي
فتاويه مع أنه جزم به في غيرها -كما يعلم من عبارته فممي بمماب النكمماح -ثممم إن هممذا هممو الممذي
جزم به في النهاية أيضا ونصها :نعم ل يجوز تحكيم غير مجتهد مع وجممود قمماض ،ولممو قاضممي
ضرورة .اه .ونقله سم وأقره فهو المعتمد) .وقوله :ولو غيممر أهممل( أي ولممو كممان القاضممي غيممر
أهل .قال البجيرمي :فيمتنع التحكيم الن لوجود القضاة ولو قضاة ضرورة ،كما نقلممه زي عممن م
ر ،إل إذا كان القاضي يأخذ مال له وقممع ،فيجمموز التحكيممم حينئذ كممما قمماله ح ل .اه) .قمموله :ول
يجوز تحكيم غير العدل مطلقا( أي سواء فقد القاضي أم ل) .قوله :ول يفيد حكممم المحكممم( أي ل
ينفع ويؤثر) .وقوله :إل برضاهما( أي الخصمين من قبل الحكم ،ويشترط استمراره إلى انتهائه.
قال في التحفة :نعم إن كان أحد الخصمين القاضي الذي له الستخلف واستمر رضاه ،لممم يممؤثر
عدم رضا خصمه ،لن المحكم نائبه) .وقوله :به( أي بالحكم الذي يستحكم به) .وقوله :لفظا( أي
بأن يقول له حكمنمماك لتحكممم بيننمما ،ورضممينا بحكمممك) .وقمموله :ل سممكوتا( أي فل يكفممي )قمموله:
فيعتبر رضا الزوجين معا( قال ع ش أي فل يكتفي بالرضا من ولي المرأة والزوج ،بل الرضمما
إنما يكون بين الزوجين حيث كانت الولية للقاضي .اه) .قوله :نعممم الممخ( إسممتدراك مممن اعتبممار
رضا الزوجين :أي باللفظ) .قوله :وليجوز التحكيم مع غيبة الولي( هذا كالتقييد لما تقممدم ،فكممأنه
قال محل جواز التحكيم في النكاح إذا لم يكن الولي غائبا بأن كان مفقودا بالكلية) .قوله :ولو إلممى
مسافة القصر( أي ل يجوز التحكيم مع غيبة الولي ،ولو كانت غيبته إلممى مسممافة القصممر )قمموله:
إن كان ثم( أي في البلدة التي يراد التحكيم فيها) .قوله :خلفا لبن العماد( أي القائل بجوازه عند
غيبته ولو كان هناك قاض )قوله :لنه( أي القاضي وهي علة لعدم جواز التحكيممم حيممن إذ غمماب
الولي) .قوله :بخلف المحكم( أي فإنه ل ينوب عن الغائب ،فل يجوز تحكيمه مع وجود الغائب.
)قوله :ويجوز له( أي للمحكم أن يحكم بعلمه كقاضي الضرورة كما مر) .وقوله :علممى الوجممه(
أي عند ابن حجر ،وأما عند م ر فالوجه عدم الجواز قال :لنحطاط رتبته عن القاضمي) .قموله:
وينعزل القاضي الخ( شروع فيما يقتضمي انعمزال القاضمي ومما يمذكر معمه .وقمد أفمرده الفقهماء
بفصل مستقل) .قوله :ببلوغ خبر العزل( أي الصادر من المام بأخذ السباب التية) .قوله :ولممو
من عدل( أي ولو كان بلغه الخبر ،أي وصل إليه من عدل واحد فإنه ينعزل بممه .وعبممارة التحفممة
وبحث الذرعي الكتفاء في العزل بخبر واحد مقبول الرواية ،والقياس ما قاله الزركشممي أنممه ل
بد من عدلي الشهادة أو الستفاضة كالتولية ،ل يقال يتعين على من علم عزله أو ظنممه أن يعمممل
باطنا بمقتضى علمه أو ظنه كما هو قياس نظائره ،لنا نقول إنما يتجه ذلك إن قلنما بعزلمه باطنما
قبل أن يبلغه خبره ،وقد تقرر أن الوجه خلفه .اه .وإذا علمتها تعلم أن المؤلمف وافممق الذرعمي
في الكتفاء بالواحد ،وخالف شيخه) .قوله :وينعمزل نمائبه( أي نمائب القاضمي المذي عمزل ،ولمو
قاضي القليم ،لن القصد بالستنابة المعاونة ،وقممد زالممت وليتممه فطلبممت المعاونممة) .قمموله :فممي
عام( متعلق بنائبه ،أي نائبه في أمر عام ،كأن أنابه في كل الحكام) .وقوله :أو خمماص( أي أمممر
خاص كسماع شهادة في حادثة معينة على ميت أو
] [ 255
غائب) .قوله :بأن يبلغه( أي النائب ،والجار والمجرور متعلق بينعزل ،أي ينعزل النممائب
ببلوغه خبر عزل مستخلفه له ،وإضافة عزل إلى ما بعده من إضافة المصدر لفمماعله) .قمموله :أو
المام الخ( بالجر عطف على مستخلفه :أي أو يبلغه خبر عزل المام لمسمتخلفه .قممال فممي شمرح
الروض :قال البلقيني :ولو بلغه الخبر ولم يبلغممه نمموابه ل ينعزلممون حممتى يبلغهممم الخممبر ،وتبقممى
ولية أصلهم مستمرة حكما ،وإن لم ينفذ حكمه ،ويستحق ما رتب له على سد الوظيفة .قال :ولممو
بلغ النائب قبل أصله فالقياس أنه ل ينعزل وينفذ حكمه حتى يبلغ الصل .اه) .قوله :إن أذن الخ(
أي ومحل انعزاله ببلوغه خبر عممزل المممام لمسممتخلفه إن كممان المممام أذن لممه أن يسممتخلف عممن
نفسه ،بأن قال المام له :وليتك القضاء واستخلف عن نفسك ،أو أطلق بأن قال له :استخلف ،ولم
يقل له عن نفسك ول عني .ومثل ذلك ما إذا لم يممأذن لممه فممي السممتخلف) .قمموله :ل حممال كممون
النممائب الممخ( أي ول إن كممان قيممما ليممتيم ،أو وقممف ،فل ينعممزل بممانعزال القاضممي لئل تختممل
مصالحهما) .قوله :بأن قال( أي المام )قوله :فل ينعزل( أي النائب بذلك :أي بانعزال القاضممي،
وذلك لنه خليفة المام ،والقاضي إنما هو سفير في التولية) .قوله :وإنما انعزل الخ( دخول على
المتن) .قوله :ل قبل بلوغه ذلك( أي ل ينعزل كمل ممن القاضمي ونمائبه قبمل بلموغ خمبر العمزل.
)قوله :لعظم الخ( تعليممل لكمون العمزل إنمما يثبممت بعممد بلموغ الخممبر ل قبلمه) .وقموله :فممي نقممض
أقضيته( أي في رد أقضيته الصادرة منه بعد العممزل فممي الواقممع وقبممل أن يعلممم بممه) .وقمموله :لممو
انعزل( أي لو حكم عليه بالنعزال قبل بلوغ الخبر) .قوله :بخلف الوكيل الخ( أي لن من شأنه
عدم عظم الضرر في نقض تصرفاته) .قوله :فإنه( أي الوكيممل ،سممواء كممان وكيل عممن صمماحب
المال مثل ،أو عن وكيل صاحب المال ،بأن أذن له في أن يوكل عن نفسه أو أطلق) .وقوله :من
حين العزل( أي عزل الموكل صاحب المال له ،أو عزل صاحب المال لموكله) .قوله :ومن علم
عزله الخ( كالستثناء من عدم انعزاله قبل بلموغ خمبره ،فكمأنه قمال :ومحمل عمدم ثبموت انعزالمه
بالنسبة لمن لم يعلم به .أما بالنسبة له فيثبت ،ول ينفذ حكمه لعلمه أنه غير حاكم باطنمما .قممال فممي
التحفة بعد نقله ما ذكر عن الماوردي :وإنما يتجه إن صح ما قاله أنه غير حمماكم باطنمما علممى ممما
اقتضاه إطلقهم أنه قبل أن يبلغه خبر عزله باق على وليته ظاهرا وباطنمما ،فل يصممح ممما قمماله.
أل ترى أنه لو تصرف بعد العزل وقبل بلوغ الخبر بتزويج من ل ولي لها مثل ،لم يلزم الممزوج
باطنا ول ظاهرا انعزالها ؟ .اه) .قوله :إل أن يرضمى المخ( أي فينفمذ حكممه فيممه) .وقموله :فيمما
يجوز التحكيم فيه( أي وهو ما كان غير حد وتعزير ل تعالى ،كما مممر) .قمموله :وينعممزل أيضمما(
أي كما أنه ينعزل ببلوغه خبر العزل) .قوله :كل منهما( أي القاضي ونائبه) .قوله :بأحممد أمممور(
متعلق بينعزل) .قوله :عزل نفسه( بدل مممن أحممد أمممور بالنسممبة للشممرح ،ومعطمموف علممى خممبره
بالنسمبة للمتمن ،ومحلمه مما لمم يتعيمن ،وإل فل ينفمذ عزلمه لنفسمه كمما سميذكره) .قموله :وجنمون
وإغماء( معطوفان على عزل نفسه) .قوله :وإن قل زمنهما( أي الجنون والغماء .قممال فممي فتممح
الجواد :كما اقتضاه إطلقهم ،لكن مر في نحو الشركة أنه ل انعزال بمه ،إل إن كمان زمنمه بقمدر
ما بين صلتين ،فيحتمل أن يقال هنا بذلك ،ويحتمل الفرق بأنه يحتماط هنمما مما ل يحتماط بمه ،ثممم
ولعل هذا أقرب اه .وقوله :ولعل الخ :جممرى عليممه فممي التحفممة ،وعبارتهمما :ولممو لحظممة -خلفمما
للشارح .-اه) .قوله :وفسق( إنما لم ينعزل المام العظممم بممه ،لممما فيممه مممن اضممطراب المممور
وحدوث الفتن) .قوله :أي ينعزل بفسق( يقرأ بالتنوين ،وفاعممل للفعممل مممن لممم يعلممم) .قمموله :حممال
توليته( ظرف متعلق بيعلم المنفي :أي لم يعلم موليه
] [ 256
حال توليته إياه بفسقه الصلي ،أو علم به لكنه لم يعلم بممما زاد عليممه حممال التوليممة أيضمما،
فإن علم موليه بذلك حالها ،فل ينعزل به ،لما تقدم أنه إذا ولى سلطان أو ذو شوكة غير أهل ،نفذ
قضاؤه للضرورة ،وكلمه صريح في أن فسممقه أو ممما زاد عليممه لممم يطممرأ بعممد التوليممة ،بممل هممو
موجود حال التولية ،إل أنه لم يعلم موليه به ،وكلم غيره صريح في أنه طارئ بعد التولية .ولو
أبقى المتن على ظاهره لكان يمكن حمله عليه ،بخلفه بعد أن فصل فيه بين علم موليه به وعممدم
علمه به حال التولية ،فل يمكن حمله عليه لنه لم يكن موجودا إذ ذاك حتى يفصل فيه بما ذكممر.
)قوله :وإذا زالت هذه الحوال( أي الجنون والغممماء والفسممق) .وقمموله :لممم تعممد وليتممه( أي لممم
ترجع له إل بتولية جديدة من المام ،لن ما بطل ل يعود إل بتجديد عقده) .وقوله :فممي الصممح(
مقابله يقول تعود من غير تولية جديدة ،قياسا على الب إذا جن ثم أفاق ،أو فسممق ثممم تمماب ،فممإنه
تعود له الولية على موليه بعد ذلك) .قوله :ويجوز للمام عزل قاض( أي لما روى أبو داود أنه
)ص( :عزل إماما صلى بقوم بصق في القبلة ،وقال :ل يصلي بهم بعدها أبدا .وإذا جاز هذا فممي
إمام الصلة ،جاز في القاضي بل أولى ،إل أن يكون متعينا فل يجمموز لممه عزلممه .ولممو عممزل لممم
ينعزل .اه .شرح الروض) .قوله :لممم يتعيممن( أي للقضمماء بممأن وجممد ممن يصمملح للقضمماء غيممره.
)قوله :بظهور خلممل( متعلممق بعممزل )وقمموله :ل يقتضممي انعزالممه( الجملممة صممفة لخلممل :أي خلممل
موصوف بكونه غير مقتض لنعزاله ،فإن اقتضاه لم يحتج إلى عزل المام لممه ،لنعزالممه بنفممس
ذلك الخلل المقتضي له ،وهو كالفسق والجنون إلى آخر ما تقدم )قوله :ككثرة المخ( تمثيممل للخلممل
الذي ل يقتضي انعزاله) .وقوله :الشكاوي( أي من الرعية بسممبب تضممررها منممه) .وقمموله :فيممه(
أي في القاضي) .قوله :وبأفضل منممه( معطمموف علممى بظهممور خلممل ،أي ويجمموز عزلممه بوجممود
أفضل منه ،وإن لم يظهر فيه خلل ،رعاية للصلح للمسلمين ،ول يجب العزل لذلك ،وإن قلنا إن
ولية المفضول ل تنعقد مع وجود الفاضل ،لن الغرض حدوث الفضل بعد الوليممة ،فلممم يقممدح
فيها أفاده في التحفة) .قوله :وبمصمملحة( معطموف أيضما علمى بظهممور خلممل :أي ويجموز عزلمه
بسبب وجود مصلحة في العزل ،كتسكين فتنة ،ولو لم يعزل يخاف مممن حممدوثها) .وقمموله :سممواء
أعزله بمثله أم بدونه( أي سواء عزله بذلك مع وجود مثله يوليه في مكانه أم دونه ،فالباء بمعنممى
مع ،وهي مضافة لمحذوف )قوله :وإن لم يكن شئ من ذلك( أي من المممذكور مممن ظهممور خلممل،
ووجود أفضل منه ،وظهور مصلحة) .وقموله :لممم يجممز عزلمه لنممه عبممث( أي وتصمرف الممام
يصان عنه) .وقوله :ولكن ينفذ العزل( أي مع إثم المولى والمتولي بذل لطاعة السلطان .قال فممي
النهاية :وهذا في المر العممام ،أممما الوظممائف الخاصممة كإمامممة وأذان وتصمموف وتممدريس وطممب
ونحوها ،فل تنعزل أربابها بالعزل من غير سبب -كما أفتى به جمع متأخرون -وهممو المعتمممد.
ومحل ذلك حيث لم يكن في شرط الواقف ممما يقتضممي خلف ذلممك .اه .وقمموله :خلف ذلممك( أي
وهو العزل من غير سبب بأن قال الواقف ،وللناظر عزله وتولية آخر من غير سبب) .قوله :أما
إذا تعين الخ( مفهوم قوله لم يتعين) .قوله :بأن لم يكن ثم( أي في تلك الناحية من يصمملح للقضمماء
غيره) .قوله :فيحرم الخ( جواب أما) .قوله :ول ينفذ( أي عزله) .قوله :وكذا عزله لنفسممه حينئذ(
أي وكذا يحرم عزله لنفسه مع عدم نفوذه حيممن إذ تعيممن للقضمماء) .قمموله :بخلفممه فممي غيممر هممذه
الحالة( أي بخلف عزله لنفسه في غير حالة التعيين) .قوله :فينفممذ عزلمه لنفسممه( أي ول يحممرم،
وهو تفريع على قوله بخلفه الخ) .وقوله :وإن لم يعلم موليه( غاية في النفوذ) .قوله :ول ينعممزل
قاض( أي ولو قاضي ضرورة إذا لممم يوجممد مجتهممد صممالح ،أممما مممع وجمموده ،فممإن رجممى تمموليه
انعزل ،وإل فل فائدة في انعزاله .ع ن .اه .بجيرمي .ومثل القاضي -في عدم انعزاله -المير،
والمحتسب ،وناظر الجيش ،ووكيل بيت المال ،وما أشبه ذلك) .قوله :ول بانعزاله(
] [ 257
أي المام العظم بسبب كفره ،أو عزله لنفسه) .قوله :لعظم شدة الخ( إضافة عظم إلى ما
بعده للبيان :أي لعظم ،هو شدة الضرر .وفي التحفة والنهايممة :لعظممم الضممرر فقممط ،بممدون زيممادة
شدة ،وهو الولى) .وقوله :بتعطيل الحمموادث( البمماء سممببية متعلقممة بعظممم :أي إن عظممم الضممرر
حاصل بسبب تعطيل الحوادث :أي الحكام لو انعزل القاضي بممانعزال المممام أو بممموته) .قمموله:
فينعزل نوابه( أي القاضي) .وقوله :بموته( أي القاضي :أي أو بانعزاله بما مر ،كما مر) .قمموله:
ول يقبل( أي إل ببينة) .وقوله :قول متول في غير محل وليته( أي ولو على أهل محل وليتممه.
زي) .قوله :وهو( أي غير محل وليته) .وقوله :خارج عملمه( أي تصممرفه .قممال فممي التحفممة :ل
خارج مجلسه -خلفا لمن وهم فيه -إل أن يريد أن موليه قيد وليته بذلك المجلممس .اه) .قمموله:
حكمت بكذا( مقول القول ،سواء أقالها على وجه القرار ،أو على وجه النشاء) .قوله :لنه( أي
المتولي في غير محل وليته) .وقوله :ل يملك إنشاء الحكم حينئذ( أي حين إذ كان في غير محل
وليته) .قوله :فل ينفذ إقراره به( أي بالحكم في غير محل وليته) .قوله :من ظاهر كلمهم( أي
الفقهاء) .قوله :أنه الخ( المصدر المنسبك مفعول أخذ) .قوله :لممم يتنمماول( أي تمموليه المفهمموم مممن
ولى ،أو حكمه المعلوم من المقام )وقوله :مزارعها( أي البلد) .وقوله :وبساتينها( عطممف خمماص
على عام) .قوله :فلو زوج( أي القاضي ،وهو تفريع على قوله لم يتناول الخ) .وقوله :وهممو( أي
القاضي) .وقوله :بأحدهما( أي المزارع ،أو البساتين) .قوله :من هي بالبلد( مفعول زوج) .قوله:
أو عكسه( أي بأن زوج من هو في البلد من كممانت فممي أحممدهما) .قمموله :لمم يصمح( أي الممتزوج،
وهو جواب لو) .قوله :قيل وفيممه نظممر( أي وفيممما أخممذه الزركشممي مممن ظمماهر كلمهممم :أي فممي
إطلقه نظر) .قوله :والنظر واضح( وجهه أنمه قممد يقتضممي العمرف تبعيممة الممزارع أو البسماتين
للبلد ،فل يصح إطلق القول بعد نفوذ حكمه فيهما حينئذ) .قوله :بل الذي يتجه الخ( حاصممله أنممه
إن اطرد عرف بالتبعية نفذ حكمه فيهما ،وإل فل ينفذ ،وإن لم يطرد عرف ل بتبعية ول غيرهمما
اقتصممر علمى مما نممص عليمه فل يتجماوزه) .قموله :بتبعيمة( أي تبعيممة الممزارع والبسماتين للبلمد.
)وقوله :أو عدمها( أي التبعية )قوله :فذلك( أي واضح :أي فيعمل بممما جممرت بممه العممادة) .قموله:
وإل( أي وهن لم تعلم عادة ل بتبعية ول غيرها) .وقوله :اتجه ما ذكممره( أي الزركشممي مممن أنممه
إذا ولى ببلد لم يتناول مزارعها وبساتينها) .قوله :اقتصارا الخ( علة لتجممه ممما ذكممره :أي وإنممما
اتجه ما ذكره إن علمت عادة بتبعية أو عدمها ،اقتصارا على المحل الذي نممص المممام عليممه فممي
الولية ،وهو هنا البلد فيقتصر عليها ،ول يتجاوز حكمه غيرها من البسمماتين والمممزارع) .قمموله:
أنه الخ( الجملة مقول قول المنهاج :أي أن القاضممي بالنسممبة لغيممر محممل وليتممه كممائن كمعممزول.
)قوله :أنه ل ينفذ الخ( المصدر المنسبك مفعول افهم) .وقمموله :فيممه( أي فممي غيممر محممل وليتممه.
)وقمموله :تصممرف( فاعممل ينفممذ )وقمموله :اسممتباحه بالوليممة( الجملممة صمملة لتصممرف أي تصممرف
موصوف بكونه استباحة بسبب الوليممة) .قمموله :كإيجممار وقممف( مثممال للتصممرف الممذي يسممتبيحه
بالولية ،ول ينفذ فيه إن كان في غير محل وليته) .وقوله :نظره للقاضي( أي النظر علممى ذلممك
الوقف كائن للقاضي) .قوله :وبيع مممال الممخ( معطمموف علممى إيجممار وقممف :أي وكممبيع مممال يممتيم
وتقرير أحد في وظيفة ،وهما مثالن أيضا للتصرف الذي يستبيحه بالولية ،ول ينفذ منه إن كان
في غير محل وليته) .قوله :قال شمميخنا وهممو( أي ممما أفهمممه قممول المنهمماج ظمماهر .وقممال بعممده:
كتزويج من ليست بوليته ،وظاهر هطا أنه ل يصممح اسممتخلفه قبممل وصمموله لمحممل وليتممه مممن
يحكم بها ،فإفتاء بعضهم بصحته
] [ 258
بعيد .اه) .قوله :كما ل يقبل قول معزول( أي قاض معزول ،والكاف للتنظير) .قوله :بعد
انعزاله( متعلق بقول) .قوله :ومحكم( معطوف على معزول :أي وكممما ل يقبممل قممول محكممم بعممد
مفارقة المجلس الذي وقع الحكم فيه) .قوله :حكمت بكذا( مقول لقول كل من المعزول والمحكممم.
)قوله :لنه( أي المذكور من المعزول والمحكم ،ولو قممال لنهممما لكممان أولممى) .قموله :حينئذ( أي
حين إذ صدر القول المذكور بعد النعزال وبعد مفارقة مجلس الحكممم) .قمموله :فل يقبممل إقممراره(
أي بعد النعزال وبعد المفارقة المذكورة) .وقوله :به( أي بالحكم) .قوله :ول يقبل أيضا( أي كما
ل يقبل حكمهما حينئذ) .قوله :شهادة كل منهما( أي من المعزول والمحكم ،ومثلهما المتممولي فممي
غير محل وليته .ولو قال شهادة من ذكر ليشمل الجميع لكان أولى) .وقوله :بحكمه( خرج به ما
لو شهد أن فلنا أقر في مجلسممه بكممذا فيقبممل) .قمموله :لنممه( أي كل منهممما) .وقمموله :يشممهد بفعممل
نفسه( أي فعل نفسه :أي والشهادة على ذلك غير صحيحة .قال في التحفة :وفارق المرضعة بأن
فعلها غير مقصود بالثبات ،مع أن شهادتها ل تتضمن تزكية نفسممها ،بخلف الحمماكم فيهممما .اه.
)قوله :إل إن شهد الخ( إستثناء من عدم قبمول شممهادته علممى فعمل نفسمه :أي ل يقبممل ذلمك إل إن
شهد كل منهما بحكم حاكم ،ولم يضفه لنفسه بأن قال أشهد أنه حاكم حكم بهذا ،أو ثبممت هممذا عنممد
حاكم ول يعلم القاضي الذي حصلت الدعوى عنده أن هذا الحكم حكم الشاهد الذي شهد به فتقبممل
شهادته ،لنه لم يشهد على فعل نفسه ظاهرا ،واحتمممال المبطممل ل أثممر لممه) .وقمموله :إن لممم يكممن
فاسقا( قيد في قبول الشهادة من المذكور .وخرج به ما إذا كممان فاسممقا فل تقبممل شممهادته ،لنتفمماء
شرط الشهادة) .قوله :فممإن علممم القاضممي( أي المشممهود عنممده ،وهممو مفهمموم قمموله ول يعلممم الممخ.
)وقوله :أنه( أي الحكم الذي شهد به) .وقوله :حكمه( أي الشاهد) .قوله :لم تقبل شممهادته( جممواب
إن .قال في التحفة :وقد يشكل عليه ممما فمي فتمماوى البغمموي ،إشمترى شمميئا فغصممبه منمه غاصمب
فادعى عليه به وشهد له البائع بالملك مطلقا قبلت شهادته ،وإن علم القاضي أنه البممائع لممه ،كمممن
رأى عينا في يد شخص يتصرف فيها تصرف الملك ،له أن يشممهد لمه بالملممك مطلقمما ،وإن علممم
القاضي أنه يشهد بظاهر اليد فيقبله ،وإن كان لو صرح به لمم يقبمل .ثمم رأيمت الغمزي نظمر فمي
مسألة البيع ،وقد يجاب بأن التهمممة فممي مسممألة الحكممم أقمموى ،لن النسممان مجبممول علممى ترويممج
حكمه ما أمكنه ،بخلف المسألتين الخيرتين اه) .قوله :كما لو صممرح بممه( أي بممأنه حكمممه عنممد
أداء الشممهادة ،فل تقبممل شممهادته) .قمموله :ويقبممل قمموله( أي القاضممي) .وقمموله :بمحممل حكمممه( أي
وليته ،وهو وما بعده متعلقان بلفظ قوله :ويحتمل أن يكونا متعلقيممن بمحممذوف حممال مممن ضمممير
قوله :أي ويقبل قول القاضي حال كونه كائنا في محل وليته ،وحال كممونه قبممل عزلممه) .وقمموله:
حكمت بكذا( مقول القول) .قوله :وإن قال بعلمي( غاية في القبممول :أي يقبممل قمموله ممما ذكممر وإن
قال حكمت بعلمي :أي ل ببينة ول إقرار) .قوله :لقدرته على النشاء حينئذ( أي حين إذ كان فممي
محل وليته وقبل العزل) .قوله :حتى لو قال( حتى تفريعية ،أي فلو قال القاضي) .وقمموله :علممى
سبيل الحكم( أي ل على سبيل الخبار) .وقوله :نساء هذه القرية( مبتدأ خبره طوالق) .قمموله :أي
المحصممورات( عبممارة التحفممة :وبحممث الذرعممي أن محلممه -أي قبممول قمموله المممذكور -فممي
المحصورات ،وإل فهو كاذب مجازف ،وفي قاض مجتهد ولو في مذهب إمامه .قممال :ول ريممب
عندي في عدم نفوذه من جاهل أو فاسق .اه) .قوله :قبل( جواب لو) .قوله :إن كان الخ( قيد فممي
القبول ،أي محل قبول قول القاضي ما ذكر إن كان مجتهدا) .وقوله :ولو فممي مممذهب إمممامه( أي
ولو كان مجتهدا في مذهب إمامه فممإنه يكفممي ،ول يشممترط أن يكممون مجتهممدا مطلقمما) .قمموله :ول
يجوز لقاض أن يتبع( يقرأ بتشديد التاء ،وأصله يتتبع بتاءين فأدغم أحدهما في الخر .وعبارة
] [ 259
الفتح :أن يتتبع بالفك من غير إدغام ،وقد عقد في الممروض وشممرحه لهممذه المسممألة فصممل
فقال :فصل في جواز تتبع القاضي حكم من قبله من القضاة الصالحين .للقضاء وجهان :أحممدهما
نعم ،واختاره الشيخ أبو حامد ،وثانيهممما المنممع ،لن الظمماهر منممه السممداد ،وبممه جممزم المحمماملي،
وصححه الفارقي ،وعزاه الماوردي إلممى جمهممور البصممريين ،واقتضماه كلم الصممل فممي البماب
التي ،فإن تظلم شخص من معزول أو نائبه ،سأله عما يريد منه ،ول يسارع إلممى إحضمماره فقممد
يقصد إبتذاله ،فإن ادعى بأن ذكر أنه يمدعي معاملمة ،أو إتلف ممال ،أو عينما أخمذها بغصمب أو
نحوه ،أحضره وفصل خصومته منه كغيره .وكذا لو ادعى عليه رشمموة بتثليممث الممراء .أو حكممما
بعبدين مثل ،أي بشهادة عبدين أو غيرهما ممن ل تقبل شهادته ،وإن لم يتعرض للخذ ،أي أخممذ
المال المحكوم به منه ،فإن أقام علمى المعمزول بعمد المدعوى عليمه بينمة ،أو أقمر المعمزول حكمم
عليه ،وإل صدق بيمينه ،كسائر المناء إذا ادعى عليهم خيانة ،ولعموم خبر :البينة على المممدعي
واليمين على من أنكر الخ .اه) .قوله :وليسو القاضي الخ( لما فرغ ممن شمروط القاضمي ،شمرع
في المر المطلوب منه وفي المحرم عليه ،وبدأ بالول فقال :وليسو الخ) .قوله :بيمن الخصمممين(
أي وإن وكل ،فل يرفع الموكل على الخصم لن الدعوى متعلقة به أيضا ،بممدليل أنممه إذا وجبممت
يمين وجب تحليفه ،وكثير يوكل خلصا من ورطة التسوية بينه وبين خصممه ،وهمو جهمل قبيمح
)قوله :في إكرامهما( متعلق بيسو :أي وليسممو فممي إكممرام الخصمممين :أي بسممائر وجمموه الكممرام،
وفي الكلم إكتفاء ،أي وفي عدم إكرامهما ،كطلقممة وجممه وضممدها ،وقيممام وضممده ونظممر إليهممما
وضده ،وهكذا) .قوله :وإن اختلفا شرفا( أي فضميلة ،وهمو غايمة للتسموية ،ومحلمه ممما لمم يختلفما
بالسلم والكفر ،وإل فيجب أن يميز المسلم على الكمافر فمي سمائر وجموه الكممرام :كمأن يجلممس
المسلم أقرب إليه ،كما جلس سيدنا علي رضي ال عنه بجنب شريح في خصومة له مع يهودي،
وقال له لو كممان خصمممي مسمملما لجلسممت معممه بيممن يممديك ،لكنممي سمممعت النممبي )ص( يقممول :ل
تساووهم في المجالس .رواه المبيهقي) .قموله :وجمواب سمملمهما( معطمموف همو وممما بعمده علمى
إكرامهما ،من عطف الخاص على العام .وعبممارة المنهممج :وليسممو بيممن الخصمممين فممي الكممرام،
كقيام ،ودخول ،واستماع ،وطلقة وجه الخ .اه .وهي أولى من عبممارة المؤلممف) .قمموله :والنظممر
إليهما( أي وليسو في النظممر إلممى الخصمممين ،فل ينظممر لحممدهما دون الخممر ،لئل ينكسممر قلممب
الخر) .قوله :والستماع للكلم( أي وليسو فممي اسممتماع كلمهممما ،فل يسمممع كلم أحممدهما دون
الخر لما مر) .قوله :وطلقة الوجه( أي وليسو في طلقممة المموجه ،أي إظهممار الفممرح لهممما ،فل
يخص أحدهما بطلقة الوجه لما مر) .قوله :والقيام( أي وليسو بينهمما فمي القيمام لهمما ،فل يقموم
لحدهما دون الخر لما مر ،فلو قام لحدهما ولم يعلم أنه في خصومة ،ينبغممي أن يقمموم للخممر،
أو يعتذر بأنه لم يعلم أنه جاء في خصومة) .قوله :فل يخص أحدهما( أي الخصمين ،وهو تفريع
على قوله وليسو الخ) .وقوله :بشئ مما ذكر( أي من جواب السمملم ،والنظممر والسممتماع للكلم،
وطلقممة المموجه ،والقيممام) .قمموله :ولممو سمملم الممخ( الولممى التفريممع بالفمماء) .وقمموله :أحممدهما( أي
الخصمين) .وقوله :انتظر( أي القاضي الخر :أي سلمه ،فيجيبهممما معمما .وفممي البجيرممي :قمال
بعضهم إن ما ذكر هنا يخالف ما سبق في السير من أن ابتداء السلم سنة كفايممة مممن جمممع ،فممإذا
حضر جمع وسلم أحدهم كفى عن الباقين .اه) .قوله :ويغتفر طول الفصل( أي بين الممرد وسمملم
الول) .وقوله :للضرورة( أي وهي المحافظة على التسوية) .قوله :أو قال له سلم( واغتفممر هممذا
التكلم بأجنبي ولم يكن قاطعا للرد لضرورة التسوية أيضمما .قممال زي :فلممو لممم يسمملم تممرك جممواب
الول محافظة علممى التسمموية .اه .قممال البجيرمممي .وفيممه أنممه يلممزم عليممه تممرك واجممب لتحصمميل
واجب ،فما المرجح إل أن يقال المرجح الحتياط للمحافظة على التسوية .اه) .قمموله :ول يمممزح
الخ( معطوف على )قوله :فل يخص أحدهما( أي ول يمزح القاضي مع
] [ 260
أحد الخصمين ،لئل ينكسر قلب الخر ويتضرر بممه .وتخصمميص المممزح بكممونه مممع أحممد
الخصمين ليس بقيد ،بل مثله بالولى ،ما إذا كممان مممع الخصمممين ،كممما صممرح بممه فممي الممروض
وشرحه ونصهما :وليقبل عليهما بقلبه ،وعليه السكينة بل مزح معهما أو مع أحممدهما ،ول نهممر،
ول صياح عليهما ما لم يتركا أدبا ،فإن تركا أدبا نهرهما وصاح عليهممما .وينمدب أن يجلسمما بيممن
يديه ليتميزا .وليكون إستماعه لك منهما أسهل ،وإذا جلسا تقاربا ،إل أن يكونا رجل وامرأة غيمر
محرم فيتباعدان .اه) .قوله :وإن شمرف المخ( غايمة لقموله ل يخمص المخ :أي ل يخمص أحمدهما
بذلك ،وإن شرف بعلم أو حرية أو نحوهما ،وكان الولى تقديمه على قوله ولو سلم أحدهما الممخ.
)قوله :والولى أن يجلسهما( أي الخصمين بين يديه لما مر آنفا .ولممو أجلممس أحممدهما عممن يمينممه
والخر عن يسمماره جمماز ،لكنممه خلف الولممى) .قموله :فممرع( الولممى فممروع )قمموله :لممو ازدحممم
مدعون( أي في مجلس الحكم وقد جاءوا مترتبين ،وعرف السابق بدليل قمموله بعممد ،فممإن اسممتووا
أو جهل سابق) .قوله :قدم السبق فالسبق( أي المسلم ،أما الكافر فيقممدم عليممه المسمملم المسممبوق.
قال في التحفة :والعبرة بسبق المدعي ،لنه ذو الحق ،وبحث البلقيني أنه لو جماء ممدع وحمده ثمم
مدع مع خصمه ثم خصم الول قدم من جاء مع خصمه) .قوله :كمفت ومممدرس( أي فممي فممرض
العين أو الكفاية ،أما في غير الفرض كالعروض ،وزيادة التبحر ،على ممما يشممترط فممي الجتهمماد
المطلممق ،فالتقممدم بالمشمميئة والختيممار) .قمموله :فيقممدمان( أي المفممتي والمممدرس .ومفعممول الفعممل
محذوف :أي يقدمان من جاء يستفتي أو يتعلم) .وقوله :بسبق( متعلقان بيقدمان ،وهذا إن كان ثممم
سبق ،وعرف السابق بدليل ما بعد) .قوله :فإن استووا( أي في مجيئهم عند القاضي ،أو المفممتي،
أو المدرس ،فهو مرتبط بالجميع ولو تمم الكلم على ما يتعلق بالقاضي ثممم قممال كمفممت ومممدرس
لكان أولى) .وقوله :أو جهل سابق( أي جهل من جاء أول إليهم) .وقوله :أقممرع( أي بينهممم ،إذ ل
مرجح لحدهم على الخر ،وحينئذ يقممدم مممن خرجممت قرعتممه .قممال فممي الممروض وشممرحه :فممإن
كثروا وعسر القراع ،كتب الرقاع أو كتب فيها أسممماءهم وصممبت بيممن يممدي القاضممي ،ليأخممذها
واحدة واحدة ،ويدعى من خرج إسمه في كل مرة ،ويستحب أن يرتمب ثقمة يكتمب أسمماءهم يموم
قضائه ليعرف ترتبهم ،ولو قدم السبق غيره على نفسممه جمماز ،ول يقممدم سممابق وقممارع :أي مممن
خرجت قرعته إل بدعوى واحدة ،وإن اتحد المدعى عليه دفعا للضرر عن الباقين ،فممإن كممان لممه
دعوى أخرى ،إنتظر فراغهم ،أو حضر في مجلس آخر .ويستحب له عند إجتماع الخصوم عنممد
تقديم مسافرين مستوفزين ،أي متهيئين للسفر وخائفين من انقطاعهم عن رفقتهم إن تممأخروا عممن
المقيمين ،لئل يتضرروا بممالتخلف .وتقممديم نسمماء طلبمما لسممترهن .ولممو كممان المسممافرون والنسمماء
مدعى عليهم ،فمإنه يسمتحب تقمديمهم بمدعاويهم إن كمانت خفيفمة ،بحيمث ل تضمر بمالمقيمين فمي
الولى ،وبالرجال في الثانية إضطرارا بينا ،ويقدم المسمافر علمى الممرأة المقيممة صمرح بمه فمي
النوار .اه .بحذف) .قوله :وقال شيخنا( أي في فتح الجمواد ونممص عبممارته مممع الصممل :كمفممت
ومدرس في فرض عين أو كفاية ،فيقدمان وجوبا بسبق إلى مجلسهما ولو قبل حضممورهما قياسمما
على ما مر في القاضي ،فممإن اسممتووا ،أو جهممل سممابق فبقرعممة بفتموى أو درس واحممد ،نعممم :إن
ظهر له جواب المسبوق فقط ،قدمه .بحثه الذرعي ويأتي في تقديم سفر :أي مسافرين ونساء ممما
مر ،أما في غير الفرض ،قال بعضهم كالعروض ،فالتقديم بمشمميئة المفممتي أو المممدرس ،وظمماهر
أن طالب فرض العين مع ضيق الوقت يقدم كالمسافر بل أولمى .اه .وإذا تأملتهما تعلمم أن عبمارة
شارحنا مختصرة منها ،إل أنه أخل في الختصار من حيث أنه لم يسممتوف الكلم علممى القاضممي
أول ،ومن حيث أنه أطلق في المفتي والمدرس ،ومممن حيممث أن قمموله وظمماهر أن طممالب فممرض
الخ ،يوهم إرتباطه بالقاضي كالمفتي والمدرس مع أنه مرتبط بالخيرين فقممط) .قمموله :ويسممتحب
كون مجلسه الخ( ويستحب أيضا له أن يأتي المجلس راكبا ويسلم على الناس يمينا وشمممال ،وأن
يجلس على مرتفع كدكة وكرسي ،ليسهل عليه النظممر إلممى النمماس ،ويسممهل عليهممم المطالبممة بيممن
يديه ،وأن
] [ 261
يتميز عن غيره بفممرش كمرتبممة ووسممادة وطيلسممان وعمامممة ،وإن كممان زاهممدا متواضممعا
ليعرفه الناس ،وليكون أهيب للخصوم وأرفق به ،وأن يسممتقبل القبلممة فممي جلوسممه ،لنهمما أشممرف
الجهات ،وأن يدعو عقب جلوسه بالتوفيق والسداد ،والولى أن يقول كممما قممال النممبي )ص( فيممما
روته أم سلمة :اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل ،أو أزل أو أزل ،أو أظلم أو أظلم ،أو أجهل
أو يجهل علي .وكان الشعبي يقوله إذا خرج إلى مجلس القضاء ويزيد فيه :أو أعتممدي أو يعتممدى
علي .اللهم أغنني بالعلم ،وزيني بالحلم ،وألزمني التقوى حتى ل أنطق إل بالحق ،ول أقضي إل
بالعدل .وأن يشاور المناء والفقهاء عند اختلف وجوه النظر وتعارض الدلة ،قال تعممالى لنممبيه
)ص() * :وشاورهم في المر( * قال الحسن البصري كان )ص( مستغنيا عن المشاورة ،ولكممن
أراد ال أن تكون سنة للحكام .وخرج بقولنا عنممد اختلف وجمموه النظممر وتعممارض الدلممة الحكممم
المعلوم بنص أو إجماع أو قياس جلي ،فل حاجة للمشمماورة فيممه .وأن ينظممر أول فممي حممال أهممل
الحبس ،لنه عذاب عليهم ،فمن أقر بحق منهم فعممل بممه مقتضمماه ،ومممن ادعممى منهممم أنممه مظلمموم
بالحبس طلب من خصمه حجة إن كان حاضرا ،فإن لم يقمهمما صممدق المحبمموس بيمينممه وأطلقممه.
وإن كان غائبا كتب إليه ليحضر عاجل هو أو وكيله ،فإن لم يحضر صدقه بيمينه وأطلقه أيضا،
لكن يحسن أن يأخذ منه كفيل .ثم بعد فراغمه ممن النظمر فمي حمال المحبوسمين ،ينظمر فمي حمال
الوصياء ،فمن ادعى منهم وصاية أثبتها عنده ببينة ثم يبحث عن حاله وتصرفه فيها ،فمن وجده
عدل قويا أقره ،ومن وجده فاسقا أو شك في عدالته ،نزع المممال منممه ووضممعه عنممد عممدل .ومممن
وجده عدل ضعيفا قواه بمعين يضمه إليه .ثم بعد ذلك ينظر في أمناء القاضممي المنصمموبين علممى
المحاجير .ثم في الوقف العام والمال والضمال واللقطمة ،ويسمتحب أيضمما أن يتخممذ كاتبمما للحاجمة
إليه ،فإن القاضي قد ل يحسن الكتابة ،وإن أحسنها فل يتفرغ لها غالبا ،ويشممترط فممي الكمماتب أن
يكون عدل لئل يخون فيما يكتبه ،حرا ذكرا عارفا بكتابة محاضر وسجلت وكتب حكمية ،ليعلم
كيفية ما يكتبه .والمحاضر جمع محضر ،وهو ما يكتب فيه حضر فلن وادعى على فلن بكممذا،
إلى آخر ما يقع من الخصمين من غير حكم ،والسجلت جمع سجل ،وهو ممما يسممجل فيممه الحكممم
بعد الدعوى ،ويحفظ في بيت القاضي ،والكتمب الحكميممة همي المعروفمة الن بالحجمج ،وهمو مما
يكتب فيه ذلك ويكتب القاضي عليه خطه ،ثم يعطى للخصم ،وأن يتخذ له مترجمين يترجمان لممه
كلم من ل يعرف لغته من خصم أو شاهد ،وإن كان ثقيل السمع إتخذ مسمعين أيضا ،بشممرط أن
يكون كل من المترجمين والمسمممعين مممن أهممل الشممهادة ،وأن يتخممذ سممجنا واسممعا للتعزيممز وأداء
الحق ،وأجرته على المسجون لشغله له ،وأجرة السجان على صاحب الحق .ودرة -بكسر الممدال
وفتح الراء المشددة -للتأديب بها ،وأول من اتخذها سيدنا عمر رضي ال عنه ،وكانت مممن نعممل
سيدنا رسول ال )ص( ،وكانت أهيب من سيف الحجاج ،وما ضرب بها أحممدا علممى ذنممب وعمماد
إليه ،بل يتوب منه) .قوله :ويكره أن يتخذ المسجد الخ( أي بل عذر ،فإن وجد عممذر كشممدة حممر،
أو برد ،أو ريح ،أو مطر ،فل يكره) .قموله :صمونا لمه( أي حفظما للمسمجد) .وقموله :ممن اللغمط
وارتفاع الصوات( أي الواقعين بمجلس القضاء عادة وعطف إرتفاع الصوات على اللغممط مممن
عطف التفسير) .قوله :نعم إن اتفق عند جلوسه فيه( أي في المسجد لصمملة أو غيرهمما) .وقمموله:
قضية الخ( فاعل اتفق) .قوله :فل بأس بفصلها( أي القضية :أي أو فصلهما -أي القضيتين -أي
فل يكره ذلك في المسجد ،وعلى ذلك يحمل ممما جمماء عنممه )ص( وعممن خلفممائه مممن القضمماء فممي
المسممجد .ثممم إن جلممس فممي المسممجد مممع الكراهممة أو دونهمما ،منممع الخصمموم مممن الخمموض فيممه
بالمخاصمة والمشاتمة ونحوهما .ول يدخلونه جميعمما بممل يقعممدون خممارجه ،وينصممب مممن يممدخل
عليه خصمين خصمين) .قوله :وحرم قبوله الخ( شروع فيما يحمرم علمى القاضممي ،وهمو الهديمة
وما في معناها كالضيافة ،والهبة ،والعارية ،إن كانت المنفعة تقابل بأجرة ،كسكنى دار ،وركوب
دابة ،بخلف التي ل تقابل بأجرة كقطع بسكين ،وغربلة بغربممال ،وكالصممدقة ،والزكمماة علممى ممما
سيأتي فيهما) .قوله :أي القاضي( خرج به المفتي والواعظ ومعلم القرآن ،فل يحرم عليهم قبممول
الهدية .إذ ليس لهم رتبة اللزام ،لكن ينبغي لهم
] [ 262
التنزه عن ذلك) .قوله :هدية( يقرأ يغير تنوين ،لنه مضمماف إلممى ممما بعممده ،وهمو مفعممول
المصدر المضاف إلى فاعله) .وقمموله :مممن ل عممادة لممه بهمما( أي بالهديممة :أي بإهممدائها للقاضممي.
والجار والمجرور متعلق بعادة ومثله الظرف بعده) .قمموله :أو كممان الممخ( الجملممة معطوفممة علممى
جملة ل عادة له بها :أي وحرم قبول هدية من له عادة بهمما الممخ) .قمموله :لكنممه( أي مممن لممه عممادة
الهدية) .وقوله :زاد في القدر( أي قدر الهدية ،كأن كانت عادته قبممل الوليممة إهممداء عشممرة مثل،
فزاد عليها بعدها) .وقوله :أي الوصف( أي كأن كانت عادته قبلها إهداء ثوب كتماب ،فأهممدى لمه
بعدها ثوب حرير .واختلف هل يحممرم فممي صممورة الزيممادة قبممول الجميممع أو الشممئ الممزائد فقممط،
وينبغي أن يقال -كما في الذخائر -إن لم تتميز الزيممادة بجنممس أو قممدر ،حممرم قبممول الجميممع إن
كان للزيادة وقع ،فإن لم يكمن لهما وقمع ،فل عمبرة بهمما .وإن تميممزت بجنممس أو قمدر حممرم قبمول
الزيادة فقط ،ول يحرم قبول الصل) .قوله :إن كان الخ( قيد في حرمة قبوله هدية من ذكممر :أي
محل حرمة ذلك إن كان القاضي حال في محل وليته ،سواء كان المهدي من أهل محممل وليتممه
أم لم يكن من محل وليته ودخل بها في محلها ،وكذا لو أرسلها مع رسول ولم يدخل بها ،فيحرم
قبولها على الراجح عند بعضهم كما سيذكره) .قوله :وهدية( بالنصممب معطمموف علممى هديممة :أي
وحرم قبوله هدية من له خصومة عنده حاضرة) .قوله :أو من أحس منه( معطوف على مممن لممه
خصومة :أي وحرم قبوله هدية من ليس له عنده خصومة حاضرة ،ولكنممه أحممس واستشممعر منممه
بأنه يسخاصممم) .قموله :وإن اعتادهمما المخ( غايمة فمي الصممورتين :أي يحمرم قبمموله هديمة ممن لمه
خصومة أو من سيخاصم ،وإن اعتاد القاضي الهدية منه قبل وليته :أي وإن كان في غير محممل
وليته ،فيحرم عليه أيضا قبولها) .قوله :لنها الخ( علة لحرمة القبول في جميع الصور) .وقوله:
في الخيرة( مراده بها من له خصومة وما عطف عليه) .وقوله :تدعو إلممى الميممل إليمه( أي إلمى
المهدي المذكور ،فيقدمه على خصمه وربما يحكم له بغير الحمق) .وقموله :وفمي الولممى( مممراده
بها من ل عادة له بها وما عطف عليه) .وقوله :سببها( أي الهدية والولية .روى الشمميخان ،عممن
أبي حميد الساعدي :ما بال العامل نستعمله فيأتينا فيقول :هذا من عملكم وهممذا أهممدي إلممي ؟ أفل
قعد في بيت أبيه أو أمه فنظر هل يهدى له أم ل ؟ فوالذي نفمس محممد بيمده ل يغمل أحمدكم منهما
شيئا ،إل جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه .إن كان بعيرا جاء به لممه رغمماء ،وإن كممانت بقممرة
جاء بها لها خوار ،وإن كانت شاة جاء بها تيعر .فقد بلغت :أي حكم ال الذي أرسلت به فمي همذا
إليكم) .قوله :وقد صحت الخبار الصحيحة بتحريم هدايا العمال( منها قوله عليممه السمملم :هممدايا
العمال -وفي رواية المراء -غلول بضم الغيممن واللم -وهممو الخيانممة ،والمممراد أنممه إذا أهممدى
العامل للمام أو نائبه شيئا فقبله فهو خيانة منه للمسلمين ،فل يختص به دونهممم .ومنهمما ممما رواه
أبو يعلى :هدايا العمال حممرام كلهمما ،وإنممما حممل لممه )ص( قبممول الهديممة لنممه معصمموم ،فهممو مممن
خصوصياته .روى الترمذي عن عائشة رضي ال عنها :كان يقبل الهديممة ويممثيب عليهمما بخلف
غيره من الحكام وولة المور ،فإنه رشوة ،فيحرم عليهم خوفا من الزيغ عن الشرع والميممل مممع
الهوى .أفاده البجيرمي) .قوله :وإل( أي وإن لم يكممن ل عممادة لمه ،بممأن كممان لممه عممادة ،لن نفممي
النفي إثبات) .وقوله :أنه يهدى( بالبناء للمعلوم ،وضميره مع الذي قبله يرجع للمهممدي ،وضمممير
إليه يرجع للقاضي) .قوله :ولو مرة( أي ولو كان الهداء إليه مرة واحدة ،فإنه ل يحممرم) .قمموله:
أو كان في غير محل وليته( معطوف على مدخول لو المقدر ،أي ولممو كممان القاضممي فممي غيممر
محل وليته فإنه ل يحرم ،والولى أن يأتي في الغاية بما هو مستبعد ،بأن يقول أو كان في محل
وليته) .قوله :أو لم يزد( الولى التعبير بالواو ،لنه مع ما بعده قيد فيمممن كممان لممه عممادة ،يعنممي
وإن كانت له عادة ولم يزد عليها ،ولم تكن له خصومة الخ جاز قبولها ،سواء كممان للقاضممي فممي
محل وليته أم ل.
] [ 263
والحاصل أن من له خصومة في الحال .أو مترقبة ،يحرم قبول هديته ،ولو كممان القاضممي
في غير محل وليته ،وإن اعتادها قبل وليته ،وأما غير من له خصممومة ،فممإن لممم يكممن للمهممدي
عادة بالهدية ،أو له عادة وزاد عليها قدرا وصفة ،حرم قبول هممديته أيضمما إذا كممان القاضممي فممي
محل وليته ،فإن كان للمهدي عادة بالهدية ،ولم يزد عليها قدرا وصممفة ،لمم يحممرم عليمه قبولهما،
سواء كان القاضي في محممل وليتممه أو غيرهمما) .قمموله :جمماز قبمموله( جممواب أن المدغمممة فممي ل
النافية) .قوله :ولو جهزها الخ( يعني لو أرسل المهدي هدية مع رسوله إلى القاضي ،والحال أنمه
ليس له محاكمة ،أي خصومة ،ففي جواز القبول وجهان ،وفيه أن هذه الصورة داخلة تحت قوله
وحرم قبوله هدية من ل عادة الخ .إذ هو صادق بما إذا جاء بها إلى القاضي أو أرسلها إليممه ولممم
يجئ بنفسه ،ففي كلمه تدافع ،إذ ما سمبق يقتضمي الحرمممة بالتفماق ،وهمذا يقتضمميها ممع وجمود
الخلف .ويمكن أن يجاب بأن ما سبق محمول على ما إذا جاء صمماحبها بهمما فل تممدافع .وعبممارة
التحفة في شرح قول المصنف حرم عليه قبولها ،وسواء كان المهدي من أهل عمله أم من غيره،
وقد حملها إليه لنه صار في عمله ،فلو جهزها له مع رسول وليس له محاكمة فوجهان الخ .اه.
وهي ظاهرة .فلو صنع كصنيع شيخه لكان أولى) .قوله :رجح بعض شراح المنهاج الحرمة( أي
حرمة قبول القاضي للهدية في الصورة المذكورة) .قوله :وعلم مما مر( أي من قوله إن كان في
محله المجعول ،قيد الحرمة قبول هدية من ل عادة له ،أو مممن لممه عممادة لكممن زاد عليهمما) .قمموله:
أنه( أي القاضي ل يحرم عليه قبولها :أي الهدية ممن ل عادة له بهما ،أو زاد عليهمما) .قموله :فممي
غير عمله( أي حال كون القاضي في غير محل وليته ،فالجار والمجرور متعلق بمحذوف حممال
من ضمير أنه) .قوله :وإن كان المهدى الخ( غاية في عدم حرمة قبمموله إذا كممان فممي غيممر محممل
وليته) .قوله :ما لم يستشعر الخ( قيد في عممدم الحرمممة :أي محممل عممدم الحرمممة إذا لممم يستشممعر
القاضي بأن الهدية مقدمة لخصومة ستقع من المهدي ،فإن استشعر ذلك حرم قبولها) .قوله :ولممو
أهدى له( أي للقاضي) .وقوله :بعد الحكم( أي للمهدي) .قوله :حرم القبول أيضا( أي كممما يحممرم
قبل الحكم) .قوله :إن كان( أي ما أهدي له ،وهو قيد في الحرمة) .وقوله :مجازاة لممه( أي بقصممد
أنه مجازاة :أي في مقابلة الحكممم )قمموله :وإل فل( أي وإن لممم يقصممد أنممه مجممازاة لممه ،فل يحممرم
قبوله) .قوله :كذا أطلقه( أي ما ذكر من التفصيل بين الحرمة إن قصدت المجازاة وعدمها إن لممم
تقصد) .قوله :ويتعين حمله( أي ما أطلقه بعض الشراح) .وقوله :على مهد معتاد الخ( أي فإن لم
يكن معتادا حرم القبول مطلقا ،سواء قصدت المجازاة أو ل) .قوله :حيث حرم القبول أو الخممذ(
عبارة فتح الجواد :والخذ بالواو وهي أولى ،ولو اقتصر على الول لكان أولى) .قوله :لم يملك(
أي القاضي) .وقوله :ما أخذه( أي من المهدي) .قوله :فيرده( أي يرد القاضي ما أخممذه) .وقمموله:
لمالكه( أي المال المأخوذ) .قموله :إن وجمد( أي المالممك) .قموله :وإل( أي وإن لممم يوجممد المالممك.
)وقوله :فلبيت المال( أي فيرده في بيت المال) .قوله :وكالهديممة الهبممة( أي فممي الحرمممة بقيودهمما
المارة ،من كونه ليس له عادة قبل الولية ،أو له عادة وزادت ،مع كون القاضي فيهما فممي محممل
وليته ،ووجود خصومة مطلقا ،وجدت عادة أم ل ،كان في محل وليته أم ل .وفي عدم الحرمة
إن انتفت قيودها) .قوله :والضيافة( أي كالهدية ،هذا يفيد أن الضيافة غير الوليمممة ،وهممو كممذلك.
إذ الضيافة تختص بالطعام الذي يصنع للنازل عنده ،والوليمة مختصة بالطعام الذي ينادى عليه،
لكن رأيت في المصباح عرف الوليمة بتعريف شامل للضيافة .وعبارته :الوليمة اسم لكممل طعممام
يتخذ لجمع .اه .وعليه فتكون الضيافة من أفراد
] [ 264
الوليمة ،ويكون بينه وبين قوله التي ،ويكره حضور الوليمة تدافع .إذ هممو هنمما أطلممق أن
الضيافة كالهدية ،وفيما سيأتي فصل تفصمميل غيممر التفصمميل المممذكور فممي الهديممة) .قمموله :وكممذا
الصدقة( أي ومثل الهديممة فمي التفصمميل المممذكور بيمن الحرمممة بممالقيود المممارة وعمدمها بانتفائهمما
الصدقة) .قوله :وجوز له السبكي الخ( الفرق بين ما قاله السبكي وبين ما مر ،أن السممبكي أطلممق
الجواز فيما إذا لم يكن له عادة ،ولم يقيده بما إذا لم يكن في محل وليته ،بخلف ما مر فإنه مقيد
بذلك) .وقوله :ول عادة( بالولى ما إذا كان له عادة) .قمموله :وخصممه( أي خممص السممبكي جممواز
القبول ممن ل خصومة له ول عادة في تفسيره بما إذا لم يعرف المتصدق أن هذا المتصدق عليه
هو القاضي :أي ولم يعرف القاضي عين المتصدق ،كما يدل لذلك عبارة تفسمميره ونصممها -كممما
في الرشيدي -إن لم يكن المتصدق عارفا بأنه القاضي ،ول القاضممي عارفمما بعينممه فل شممك فممي
الجواز .انتهت .وكما صرح به الشارح في باب الوقف )قوله :وبحممث غيممره( أي غيممر السممبكي.
)وقموله :القطمع( أي الجمزم بحمل أخمذه :أي القاضمي الزكمماة) .قموله :وينبغمي تقييممده( أي الحممل.
)وقوله :بما ذكر( أي بما إذا لممم تكممن هنمماك خصممومة ول عممادة ولممم يكممن المزكممي ممممن يعممرف
القاضي :أي ول القاضمي يعرفمه) .قموله :وتمردد السمبكي فمي الوقمف عليمه( أي علمى القاضمي.
)وقوله :من أهل عمله( الجار والمجرور حال من الوقف :أي حال كونه صادرا من أهممل عملممه.
)قوله :والذي يتجه فيه( أي في الوقف على القاضي) .وقوله :في النذر( أي على القاضي )قمموله:
أنه( يصح عود الضمممير علممى القاضممي ،ويصممح عموده علممى الواقممف أو النمماذر المممأخوذين مممن
الوقف والنذر) .وقوله :إن عينه( الضمير المستتر يعمود علمى الواقمف أو النماذر ،والبمارز يعمود
على القاضي) .وقمموله :باسمممه متعلممق بعينممه( أي عينممه بإسمممه بممأن قممال :وقفممت هممذا علممى فلن
القاضي ،أو نذرت هذا عليه .وخرج به ما إذا لم يعينه بإسمه بأن قال :وقفت هذا على من يتممولى
القضاء في هذه البلدة ،أو نذرت عليه أو على السادة ،وكان القاضممي منهممم ،فممإنه يصممح لنممه لممم
يقصده بعينه حال الوقف) .قوله :وشرطنا القبول( أي قلنا إن القبول من الموقوف عليممه والمنممذر
له شرط .قال ع ش :وهو معتمد في الوقف دون النذور .اه .فممإن لممم نقممل إنممه شممرط فل يكونممان
كالهدية) .قوله :كممان( أي الممذكور ممن الموقمموف والمنمذور) .وقموله :كالهديممة لمه( أي للقاضمي
فيحرم عليه قبوله ،وعليه حينئذ يكون الوقممف مممن منقطممع الول ،فيكممون بمماطل) .قمموله :ويصممح
إبراؤه( أي القاضي) .وقوله :عن دينه( أي الدين الممذي عليمه) .قموله :إذ ل يشمترط فيمه( أي فممي
البراء قبول ،وهو تعليل لصحة إبمراء القاضمي ممن المدين المذي عليمه) .قموله :ويكمره للقاضمي
حضور الوليمة( المراد بها ما يشمل وليمممة العممرس وغيرهمما ،ول ينممافي هممذا أن وليمممة العممرس
إجابتها واجبة ،لن محله في غير القاضي ،أما هو فل تجب عليه كما تقدم في بابها) .قوله :التي
خص بها( أي بالوليمة وحده) .قوله :وقال جمممع يحممرم( أي فيممما إذا خممص بهمما وحممده .قممال فممي
شرح الروض :قال الذرعي ،وما ذكر من كراهة حضوره لها فيما إذا اتخذت له ،أخذه الرافعي
من التهذيب ،والذي اقتضمماه كلم الجمهممور أن ذلممك كالهديممة ،وهممو ممما أورده الفمموراني والمممام
والغزالي .اه) .قوله :أو مع جماعة آخرين( معطوف على قوله وحده :أي خص بها مممع جماعممة
آخرين غيره) .قوله :ولم يعتد ذلك( أي تخصيصه بها وحده أو مع آخرين قبل الولية ،فإن اعتيد
ذلك قبلها فله حضوره ،ول يكره) .قوله :بخلف ما إذا لم يقصد بهمما خصوصمما( أي ولممو يقصممد
بها أيضا في عموم الغنياء ،كما في فتح الجواد فإنه ل يكره ول يحرم ،بل تسمن الجابمة حينئذ.
)قوله :كما لو اتخذت( أي الوليمة وهو تمثيل لما إذا لم يقصد بها القاضي خصوصا) .قوله :وهو
منهم( الجملة حالية :أي والحال أن القاضي من جملة الجيران أو العلماء.
] [ 265
واعلم أن محممل همذا التفصمميل إن كمانت الوليممة لغيممر خصمم ،فمإن كممانت لمه حمرم عليمه
الحضور مطلقا ،سواء كانت خاصة له أو عامة ،كما في الروض وشرحه ،وعبارتهما :وليس له
حضور وليمة أحد الخصمين حال الخصومة ،ول حضور وليمتهما ولو فممي غيممر محممل وليتممه،
لخوف الميل ،ويجيب غيرهما استحبابا إن عم المولم النممداء لهمما .ولممم يقطعممه كممثرة الممولئم عممن
الحكم ،بخلف ما إذا قطعتمه عنمه ،فيتركهما فمي حمق الجميمع ،ولمه تخصميص إجابمة ممن اعتماد
تخصيصه بها قبل الولية ،ويكره له حضور وليمة اتخذت له خاصممة أو للغنيمماء ودعممي فيهممم،
بخلف ما لو اتخمذت للجيمران أو العلمماء .اه) .قموله :ويجموز لغيمر القاضمي أخمذ هديمة بسمبب
النكاح( يعني إذا أهدى الزوج لغير القاضي من ولي المرأة المخطوبة ،أو وكيلها ،أو هممي نفسممها
لجل تزوجه عليها ،جاز قبول الهدية منه ،وتقدم للشارح في بمماب الهبممة وبمماب الصممداق أن مممن
دفع لمخطوبته أو وكيلهمما أو وليهمما طعاممما أو غيممره ليتزوجهمما ،فممرد قبممل العقممد رجممع علممى مممن
أقبضه ،وعلله ابن حجر بأن قرينة سبق الخطبة تغلب على الظن أنه إنما بعث أو دفمع إليهما لتتمم
الخطبة ،ولم تتم إذ يفهم منه جواز قبولها ،وعدم رجمموعه بعممد العقممد) .قمموله :إن لممم يشممترط( أي
غير القاضي على الزوج بأنه ل يزوجه بنته مثل إل بمال ،فإن اشترط ذلك حرم قبوله .قال فممي
التحفة في أواخر باب الهبة .وحيث دلت قرينة أن ممما يعطمماه إنممما هممو للحيمماء حممرم الخممذ ،ولممم
يملكه ،قال الغزالي إجماعا .وكذا لو امتنع من فعل أو تسليم ما هو عليه إل بمال ،كتزويممج بنتممه.
اه) .قوله :وكذا القاضي( أي وكذلك يجوز له ما أهممدي إليممه بسممبب النكمماح ،بممأن كممان هممو ولممي
المخطوبة) .قوله :حيث جاز له الحضور( انظره فإن الكلم فيممما يممدفع إليممه علممى سممبيل الهديممة،
وليس في ذلك حضور وليمة حتى يشممترط ذلممك .تأمممل) .قمموله :ولممم يشممترط( أي القاضممي علممى
الزوج أنه ل يزوج مثل إل بمال أو نحوه) .وقوله :ول طلب( أي القاضي منه ذلك ،فإن اشممترط
أو طلب ،حرم عليه القبول .إذ ل يقابل ذلك بمال) .قوله :وفيممه نظممر( أي فممي قمموله بجممواز أخممذ
القاضي الهدية مطلقا نظر .ووجهه أن القاضي ل يجوز له أخذ الهدية إل إذا اعتيد ذلك ،ولم يزد
على العادة ،ولم تكن خصومة ،كما تقدم ل مطلقا ،فالنظر بالنسبة للقاضي فقط ممن جهمة إطلقمه
فيه جواز الخذ) .قوله :ويجوز لمن ل رزق( أي لقاض ل رزق له ،وهو بفتح الراء اسم للفعل،
وبكسرها اسم للثر ،وهو ما سيق إليك .والمراد هنا الثاني) .قوله :ول في غيره( أي غيممر بيممت
المال كمن مياسير المسلمين) .قوله :وهو غير متعين للقضاء( أي والحال أن هذا القاضممي الممذي
ل رزق له فيما ذكر غير متعين للقضاء ،بأن وجد من يصلح للقضمماء غيممره ،وممما ذكممر قيممد فممي
جواز أن يقول ل أحكم بينكما إل بأجرة .وخرج به ما إذا تعين للقضاء ،فيحرم عليه ذلممك ،وهممذا
مبني على الضعيف أن الممواجب العينممي ل يقابممل بممأجرة ،والصممح أنممه يقابممل بممأجرة ،فممالمتعين
كتعليم الفاتحة له أن يمتنع منممه إل بممأجرة ،وكممذلك المتعيممن للقضمماء لممه أن يمتنممع مممن الحكممم إل
بأجرة ،لكن إن كان مما يقابل بأجرة كما نبه على ذلك في فتح الجواد ،وعبممارته :ولمممن ل رزق
له في بيت المال ول في غيره وهو غير متعين للقضاء ،وكان عمله مما يقابل بأجرة أن يقول ل
أحكم بينكما إل بأجرة أو رزق ،على ما قاله جمع ،وهو أقرب للمنقول ،لكن في استثناء المتعيممن
والعمل يقابل بأجرة مخالفة لقولهم ل يلزم المتعيممن تعليممم الفاتحممة إل بممأجرة ،لن الصممح جممواز
أخذها على الواجب العيني ،كما ل يجب بذل طعام للمضطر إل بالتزام البدل ،فلعممل ذلممك التقييممد
على مقابل الصح .اه) .قوله :وكان عمله( أي عمل من ل رزق له مما يقابل بممأجرة ،فممإن كممان
مما ل يقابل بأجرة ،فليس له أن يقول ل أحكم بينكما إل بأجرة ،ويحرم عليه قبولهمما ول يملكهمما،
وتقدم للشارح في باب الجارة أنه نقل عمن شميخه ابمن زيماد حرمممة أخمذ القاضممي الجمرة علممى
مجرد تلقين اليجاب .إذ ل كلفة في ذلك) .قوله :وقال آخرون يحرم( أي قوله ما ذكر ،وإذا حرم
ذلك حرم قبولها ول يملكها لو أعطيت له) .قوله :وهو( أي القول بالحرمة الحوط) .قمموله :لكممن
الول( هو القول بالجواز أقرب :أي إلى المنقول.
] [ 266
تنبيه :قال في المغني :قبول الرشوة حرام ،وهو ما يبذل له ليحكم بغيممر الحممق ،أو ليمتنممع
من الحكم بالحق ،وذلك لخبر :لعممن الم الراشممي والمرتشممي فممي الحكممم رواه ابممن حبممان وغيممره
وصححوه .لن الحكم الذي يأخذ عليه المال إن كان بغير حق ،فأخذ المال فمي مقمابلته حمرام .أو
بحق فل يجوز توقيفه على المال إن كان له رزق فممي بيممت المممال ،وروي :أن القاضممي إذا أخممذ
الهدية فقد أكل السحت ،وإذا أخذ الرشمموة بلغممت بممه الكفممر واختلممف فممي تممأويله فقيممل :إذا أخممذها
مستحل ،وقيل أراد أن ذلك طريق وسبب موصل إليه ،كما قمال بعمض السملف ،المعاصمي بريمد
الكفر .اه) .قوله :ونقض القاضي لخ( شروع فيما ينقض حكم الحاكم ،وقد ترجم له في الممروض
بفصل مستقل ،وعبارته مع شممرحه :فصممل :فيممما ينقممض ممن قضممائه أي القاضممي .ولنقممدم عليممه
قواعد فنقول :المعتمد فيما يقضي به القاضي ،ويفتي به المفممتي الكتمماب والسممنة والجممماع ،وقممد
يقتصر على الكتاب والسنة ،ويقال الجماع يصدر عن أحدهما ،والقياس يرد إلى أحدهما ،وليس
قول الصحابي إن لم ينتشر في الصحابة حجة ،لنه غيممر معصمموم عممن الخطممأ ،فأشممبه التممابعي،
ولن غيره يساويه في أدلة الجتهاد فل يكون قوله حجة على غيره ،لكن يرجح به أحد القياسممين
على الخر .وإذا تقرر أنه ليس بحجة فاختلف الصحابة في شئ كاختلف سائر المجتهدين ،فل
يكون قول واحد منهم حجة .نعم :إن لم يكن للقياس فيه مجال فهو حجة ،كما نص عليه الشممافعي
في اختلف الحديث فقال :روي عن علي رضي ال عنه أنه صلى في ليلة ست ركعات ،في كمل
ركعة ست سجدات ،وقال :لو ثبت ذلك عن علي لقلت به ،فإنه ل مجال للقياس فيه .فالظاهر أنممه
فعله توقيفا اه .فإن انتشر قول الصحابي في الصحابة ووافقوه ،فإجماع خفي في حقه ،فل يجمموز
له كغيره مخالفة الجماع ،فمإن خمالفوه فليمس بإجمماع ول حجمة ،فمإن سمكتوا بمأن لمم يصمرحوا
بموافقته ول بمخالفته ،أو لم ينقل سكوت ول قول ،فحجة سواء كان القول مجرد فتمموى أم حكممما
من إمام أو قاض ،لنهممم لممو خممالفوه لعترضمموا عليممه ،هممذا إن انقرضمموا ،وإل فل يكممون حجممة
لحتمال أن يخالفوه لمر يبدو لهم .والقياس جلي وهو ما قطع فيه بنفي تأثير الفارق بين الصمل
والفرع ،أو بعد تأثيره .وغير جلي وهو ما ل يقطع فيه بذلك ،والحق كائن مع أحد المجتهدين في
الفروع .قال صاحب النوار :وفي الصممول والخممر مخطممئ مممأجور لقصممده الصممواب .ولخممبر
الصحيحين :إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران ،وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر اه .بحممذف) .قمموله:
حكما لنفسه أو غيره( أي حكما صدر من نفسممه أو صممدر مممن غيممره ،لكممن إذا صممدر مممن غيممره
ونقضه ،سئل عن مستنده .وقولهم ل يسأل القاضي عن مستنده ،محله إذا لممم يكممن حكمممه نقضمما،
ومحله أيضا كما مر إذا لم يكن فاسقا أو جاهل) .قوله :إن كمان المخ( قيمد فمي النقمض :أي محمل
كون الحكم ينقض إن بان مخالفا للنص) .وقوله :كتمماب أو سممنة( بممدل مممن قمموله نممص أو عطممف
بيان له ،وهذا إن كان القاضي مجتهدا) .قوله :أو نص مقلمده( .أي أو كمان بخلف نمص مقلمده -
بفتح اللم -وهذا إن كان مقلدا ،لما تقممدم أن نممص المقلممد بالنسممبة للمقلممد كنممص الشممارع بالنسممبة
للمجتهد المطلق) .قوله :أو قياس جلي( عطف على نص :أي أو كان بخلف قياس جلي ،والمرد
به غير الخفي فيشمل المساوي .وخرج به ما إذا كان بخلف قياس خفي ،فل ينقممض الحكممم بممه.
وعبارة الروض وشرحه .فإن بان له الخطممأ بقيمماس خفممي رجحمه :أي رآه أرجممح مممما حكمم بمه،
إعتمده مستقبل :أي فيما يستقبل من أخوات الحادثة ،ول ينقض به حكما ،لن الظنممون المتقاربممة
ل استقرار لها ،فلو نقض ببعض لما استمر حكم ولشق المر على الناس ،وعن عمر رضي ال م
عنه أنه شرك الشقيق في المشركة بعد حكمممه بحرمممانه ،ولممم ينقممض الول وقممال :ذاك علممى ممما
قضينا وهذا على ما نقضي .اه) .قمموله :وهممو( أي القيمماس الجلممي) .قمموله :ممما قطممع فيممه بإلحمماق
الفرع( أي المقيس للصل :أي المقيس عليه ،وذلك كإلحاق الضرب بالتفيف فممي قمموله تعممالى* :
)فل تقل لهما أف( * وكإلحاق ما فوق الذرة بها في قوله تعالى) * :فمممن يعمممل مثقممال ذرة خيممرا
يره( * كما تقدم أول الباب) .قوله :أو إجماع( عطف على نص،
) (1سورة السراء ،الية (2) .23 :سورة الزلزلة ،الية.7 :
] [ 267
أي أو كان ذلك الحكم بخلف الجماع) .قوله :ومنه( أي ومن خلف الجمماع مما خمالف
شرط الواقف ،فمن حكم بخلفه نقض) .قوله :وما خالف الخ( أي والحكم الممذي خممالف المممذاهب
الربعة فهو كالمخممالف للجممماع :أي فينقممض) .قمموله :أو بمرجمموح( عطممف علممى قمموله بخلف
نص :أي أو كان ذلك الحكم بقول مرجوح من مذهب إممامه) .قموله :فيظهمر المخ( مرتبمط بقموله
ونقض ،وهو كالتفسير له :أي فالمراد من نقضه إظهمار بطلنممه ،لنمه باطمل ممن أصممله .وليمس
المراد به بطلن نفسممه ،ليهممامه أنممه كممان صممحيحا ثممم بطممل) .وقمموله :ممما ذكممر( أي مممن النمص
والقياس والجماع) .قوله :وإن لم يرفع إليه( غاية فممي إظهممار البطلن والفعممل مبنممي للمجهممول،
ونائب فاعله يعود على المر المخالف لمما ذكمر ،وضممير إليمه يعمود علمى القاضمي :أي يظهمر
القاضي البطلن مطلقا سواء رفع الخصمان المر المخالف لما ذكر إليه أم ل .قال فممي المغنممي:
وعلى القاضي إعلم الخصمين بصورة الحال .قال الماوردي :ويجممب علممى القاضممي أن يسممجل
بالنقض كما يسجل بالحكم ،ليكون التسجيل الثاني مبطل للول ،كما صممار الثمماني ناقضمما للحكممم
الول ،فإن لم يكن قد سجل بالحكم لم يلزمه السجال بالنقض ،وإن كان السممجال بممه أولممى .اه.
)قمموله :بنحممو نقضممته( متعلممق بيظهممر :أي يظهممر البطلن بصمميغة تممدل عليممه كنقضممته وأبطلتممه
وفسخته .قال في التحفة :إجماعا في مخالف الجماع وقياسا في غيره) .قوله :تنبيه( أي في بيان
عدم جواز الحكم بخلف الراجح) .قوله :بالجماع( مفعول نقل) .قوله :على أنه( ضميره للحممال
والشأن .والجار والمجرور متعلق بالجماع) .وقوله :بخلف الراجممح( متعلممق بممالحكم) .وقمموله:
في المذهب( متعلق بالراجح :أي ل يجموز للقاضمي أن يحكمم بخلف الراجمح فمي ممذهبه ،وهمو
المرجوح) .قوله :وصرح السبكي بذلك( أي بعدم الجواز) .قوله :وأطال( أي السبكي الكلم على
ذلك) .قوله :وجعل ذلك( أي الحكم بخلف الراجح في المذهب) .وقوله :مممن الحكممم( بخلف ممما
أنزل ال تعالى .قال في التحفة :وبه يعلم أن مراد الولين بعدم الجممواز عممدم العتممداد بممه فيجممب
نقضه ،وقال فيها أيضا :قال ابن الصلح وتبعوه ،وينفذ حكم من له أهلية الترجيح إذا رجح قممول
ولو مرجوحا في مذهبه بدليل جيد ،وليس له أن يحكم بشاذ أو غريممب فممي مممذهبه ،إل إن ترجممح
عنده ،ولم يشرط عليه إلتزام مذهب باللفظ أو العرف ،كقوله على قاعممدة مممن تقممدمه .اه) .قمموله:
لن ال تعالى الخ( تعليل لجعل الحكم بخلف الراجح من الحكم بغير ما أنزل ال تعممالى) .قمموله:
أنه( أي والد الجلل) .وقوله :نقض( أي حكمه) .قوله :وقضيته( أي الفتاء بنقض الحكم) .قوله:
والحالة هممذه( أي حالممة كممون الحكممم كائنمما بغيممر الصممحيح مممن مممذهبه) .وقمموله :أنممه( أي الحممال
والشأن) .وقوله :ل فرق( أي في نقض الحكم بغير الصحيح) .وقوله :بين أن يعضده( أي يقويه،
وضميره يعود على غير الصحيح ،والمقابل محذوف :أي أول) .قمموله :تنممبيه ثممان( أي فممي بيممان
المعتمد في المذهب) .قوله :ما اتفق عليه الشيخان( أي النووي والرافعي ،ومحله
] [ 268
ما لم يتفق المتأخرون على أن ما اتفقا عليه سهو أو غلط) .قمموله :فممما جممزم بممه النممووي(
يعني إذا اختلف كلم النووي والرافعي ،فالمعتمد ما جزم به النووي .واعلم أنه إذا اختلفت كتممب
النووي ،فالمتبحر ل يتقيد بشئ منها في العتماد عليممه ،وأممما غيممره فيعتمممد منهمما المتممأخر الممذي
يكون تتبعه فيه لكلم الصحاب أكثر ،فالمجموع فالتحقيق فالتنقيح فالروضة فالمنهاج ،وما اتفممق
عليه الكثر من كتبه مقدم على ما اتفق عليه القل منها ،وما ذكر في بابه مقدم على ما ذكر فممي
غيره غالبا فيهما .قاله ابن حجممر وتبعممه ابمن علن وغيممره) .قموله :فممالرافعي( أي فممما جممزم بممه
الرافعي إن لم يجزم النممووي بشممئ) .قمموله :فممما رجحممه الممخ( أي فممإن اختلفمما ولممم يجزممما بشممئ،
فالمعتمد من كلمهما ما رجحه أكثر الفقهاء ،ثم ما رجحه أعلمهم ،ثم ما رجحه أورعهم) .قمموله:
قال شيخنا هذا( أي ما ذكر من كون المعتمد فيما ذكر ما اتفممق عليممه الشمميخان الممخ) .وقمموله :ممما
أطبق( أي أجمع واتفق) .قوله :والممذي أوصممى الممخ( أي وهممذا هممو الممذي أوصممى بممه الممخ .فاسممم
الموصول معطوف على ما قبله .واعلممم أنممه إذا اختلممف كلم المتممأخرين عممن الشمميخين -كشمميخ
السلم وتلمذته -فقد ذهب علماء مصر إلى اعتماد ما قاله الشيخ محمد الرملي ،خصوصا فممي
نهايته ،لنها قرئت على المؤلف إلى آخرها في أربعمائة من العلماء فنقدوها وصححوها .وذهب
علماء حضرموت وأكثر اليمن والحجاز إلى أن المعتمد ما قاله الشيخ أحمد بن حجممر فممي كتبممه،
بل في تحفته لما فيها من الحاطة بنصوص المام مع مزيد تتبع المؤلف فيها ،ولقراءة المحققين
لها عليه الذين ل يحصون ،ثم إذا لم يتعرضا بشئ فيفتي بكلم شيخ السلم ،ثم بكلم الخطيممب،
ثم بكلم الزيادي ،ثم بكلم ابن قاسم ،ثم بكلم عميرة ،ثم بكلم ع ش ،ثم بكلم الحلبي ،ثم بكلم
الشوبري ،ثم بكلم العناني ،ما لم يخالفوا أصول المممذهب .كقممولهم لممو نقلمت صممخرة مممن أرض
عرفات إلى غيرها يصح الوقوف عليها ،وقد تقدم في خطبة الكتاب ما هو أبسط مما هنا ،فارجع
إليه إن شئت) .قوله :وقال السمممهودي الممخ( تأييممد لممما قبلممه) .قمموله :ول يقضممي القاضممي( أي أو
نائبه) .قوله :أي ل يجوز الخ( تفسير للمراد من نفي القضاء بخلف العلم) .قوله :بخلف علمه(
أي بالشئ المخالف لعلمه .قال بعضهم :الصواب التعبير بما يعلم خلفه ،فإن من يقضممي بشممهادة
من ل يعلم صدقهما ول كذبهما قاض بخلف علمه وهو نافذ إتفاقا .اه .ورده فممي التحفممة بقمموله:
وهو عجيب فإنه فرضه فيمن ل يعلم صدقا ول كذبا فكيف يصح أن يقال إن هممذا قضممى بخلف
علمه حتى يرد على المتن ؟ فالصواب صممحة عبممارته .اه .قممال فممي المغنممي :وقمموله ول يقضممي
بخلف علمه يندرج فيه حكمممه بخلف عقيمدته .قمال البلقينمي :وهممذا يمكممن أن يممدعى فيمه إتفمماق
العلماء ،لن الحكم إنما يبرم من حاكم بممما يعتقممده .اه) .قمموله :وإن قممامت بممه( أي بخلف علمممه
بينة ،وفي هذه الحالة ل يقضي بعلمممه ،كممما ل يقضممي بالبينممة ،للتعممارض بينهممما ،فيعممرض عممن
القضية بالكلية) .قوله :كما إذا شهدت( أي البينة) .وقوله :برق الخ( اللفاظ الثلثة تقرأ من غيممر
تنوين لضافتها إلى لفظ من الواقعة إسما موصول) .وقوله :يعلم( أي القاضي) .وقوله :حريتممه(
راجع لما إذا شهدت البينة برقه) .وقوله :أو بينونتهمما( أي أو يعلممم بينونتهمما ،وهممو راجممع لممما إذا
شهدت بالنكاح ،أي ببقائه ولم تبن منه.
] [ 269
)وقوله :أو عدم ملكه( أي أو يعلم عدم ملكه لهمذا العبممد مثل ،وهمو راجمع لمما إذا شمهدت
بملكه له ،فالكلم على التوزيع مع اللف والنشر المرتب) .قوله :لنه قاطع( أي جممازم وهممو علممة
لعدم جواز قضائه ،بخلف علمه فيما إذا قامت به بينمة) .وقموله :بمه( أي بمما شمهدت بمه البينمة.
)وقوله :حينئذ( أي حين إذ كان مخالفا لعلمه) .وقوله :والحكممم بالباطممل محممرم( مممن تتمممة العلممة.
)قوله :ويقضي أي القاضي الخ( أي يجمموز لممه ذلممك) .وقمموله :ولممو قاضممي ضممرورة( هكممذا فممي
التحفمة وقيمده فمي النهايمة بمما إذا كمان مجتهمدا) .قموله :بعلممه( متعلمق بيقضمي .قمال فمي شمرح
الروض :لنه يقضي بالبينة ،وهي إنممما تفيممده ظنمما ،فبممالعلم أولممى ،لكنممه مكممروه كممما أشممار إليممه
الشافعي في الم ،فلو رام البينة نفيا للريبة كان أحسن .قاله الغزالي في خلصممته .اه) .قموله :إن
شاء( أي القضاء بعلمه) .قوله :أي بظنه المؤكد( تفسير للعلم ،والوجه كما فممي سممم تفسمميره بممما
يشمل العلم والظن .إذ قد يحصل له حقيقة العلم أو الظن ل تفسيره بخصوص الظن لخروج العلم
بممه) .قمموله :الممذي الممخ( صممفة لظنممه) .وقمموله :يجمموز( -بضممم اليمماء وفتممح الجيممم وتشممديد الممواو
المكسورة ) .-وقوله :له( أي للقاضي) .وقوله :لممه الشممهادة( مفعممول يجمموز) .قمموله :مسممتندا( أي
معتمدا ،وهو حال من ضمير له) .وقمموله :إليممه( أي إلممى ظنممه المؤكممد) .قمموله :وإن اسممتفاده( أي
العلم ،وهو غاية للقضاء بعلمه .يعني أنه يقضي بعلمه مطلقا ،سواء استفاده قبل الولية أم بعدها،
وسواء أيضا أكان في الواقعة بينة أم ل) .قوله :نعم ل يقضي به( أي بعلمه ،إستدراك من جممواز
قضاء القاضي بعلمه :أي يجوز له ذلك إل في الحمدود والتعمازير) .قموله :لنمدب السمتر( أي ممع
سقوطها بالشبهة) .وقوله :في أسبابها( أي الحدود والتعزيممر ،وتلممك السممباب هممي الزنمما وشممرب
الخمر والسرقة .قال في التحفة :نعم من ظهر منه في مجلممس حكمممه ممما يمموجب تعزيممرا عممزره،
وإن كان قضاء بالعلم .قال جمع متأخرون :وقد يحكم بعلمه في حد ال تعممالى ،كممما إذا علممم مممن
مكلف أنه أسلم ثم أظهر الردة .فيقضي عليه بمموجب ذلمك .قمال البلقينمي :وكمما إذا اعمترف فمي
مجلس الحكم بموجب حد ولم يرجع عنه ،فيقضي فيه بعلممه ،وإن كمان إقمراره سمرا لخمبر :فمإن
اعترفت فارجمها ولم يقيد بحضرة الناس ،وكممما إذا ظهممر منممه فممي مجلممس الحكممم علممى رؤوس
الشهاد ،نحو ردة وشممرب خمممر .اه) .قمموله :أممما حممدود الدمييممن( أي الحممدود المتعلقممة بحقمموق
الدميين) .قوله :فيقضي فيها( أي في حدود الدميين) .وقوله :به( أي بعلمه) .قوله :سواء المممال
الخ( ل يصلح أن يكون تعميما للحدود .إذ هي عقوبات مقدرة كما مممر ،والمممال ليممس منهمما ،ولممو
قال فيما تقدم أما حقوق الدميين فيقضي الخ لكان أولى .إذ هي شاملة للمال وللحدود )قوله :وإذا
حكم( أي القاضي) .قوله :ل بد أن يصرح بمستنده( أي بما استند إليممه ،وهممو هنمما علمممه) .قمموله:
فيقول الخ( تمثيل للحكم بالعلم مع التصريح بمستنده) .قمموله :فممإن تممرك أحممد هممذين اللفظيممن( أي
التركيبين وهما قوله علمت الخ .وقوله وقضيت أو حكمت الخ) .وقمموله :لممم ينفممذ حكمممه( جممواب
إن) .قوله :ول يقضي لنفسه( أي ل يجوز له أن يقضي لنفسمه ممن غيمره للتهممة ،فلمو قضمى لمم
ينفذ ،كما ل ينفذ سماعه شمهادة لنفسمه ،وإنمما جماز لمه تعزيمر ممن أسماء أدبمه عليمه فمي حكممه،
كحكمت علي بالجور ،لئل يستخف ويستهان فل يسمع حكمه .وخرج بقوله لنفسه القضمماء عليهمما
فيجوز ،وهل هو إقرار أو حكم ؟ وجهان المعتمد عند ابممن حجممر الثمماني ،وعنممد م ر الول .قممال
الخطيب في مغنيه :واستثنى البلقيني صورا تتضمن حكمه فيهمما لنفسممه وتنفممذ .الولممى :أن يحكممم
لمحجوره بالوصية ،وإن تضمن حكمه إستيلءه على المممال المحكمموم بممه وتصممرفه فيممه .الثانيممة:
الوقاف التي شرط النظممر فيهمما للحمماكم ،أو صممار فيهمما النظممر إليممه بطريممق العممموم ،لنقممراض
ناظرها الخاص له الحكم بصحتها ،وإن تضمن الحكم إستيلءه عليه وتصرفه فيه .الثالثة :للمام
الحكم بانتقال ملك إلى بيت المال ،وإن كان فيه استيلؤه عليه
] [ 270
بجهة المامة ،وللقاضي الحكم به أيضا ،وإن كان يصرف إليه فممي جامكيممة ونحوهمما .اه.
بتصرف ،ومثله في التحفممة والنهايممة) .قمموله :ول لبعممض( أي ول يقضممي لبعممض مممن أصممله أو
فرعه للتهمة أيضا) .قوله :ول لشريكه في المشترك( أي ول يقضي لشريكه في المممال المشممترك
للتهمة أيضا .قال البلقيني :ويستثنى من ذلك ما إذا حكم بشاهد وبيمين الشممريك ،فممإنه يجمموز لن
المنصوص أنه ل يشاركه في همذه الصمورة قمال :ولمم أر ممن تعمرض لمذلك .ول يقضمي أيضما
لرقيقه للتهمة ولو مكاتبا ،واستثنى البلقيني منه أيضا الحكم بجناية عليه قبل رقه ،بأن جنى ملتزم
على ذمي ،ثم حارب وأرق فإنه يجوز ،قال :ويوقف ما ثبت لممه حينئذ إلممى عتقممه ،فممإن مممات قنمما
صار فيئا .وفي المغني ما نصه :قد يوهم إقتصار المصممنف علممى منممع الحكممم لمممن ذكممر جمموازه
على العدو ،وهو وجه إختاره الماوردي .والمشهور في المذهب أنه ل يجوز حكمه عليه ويجمموز
أن يحكم له .اه) .قوله :ويقضي لكل منهم( أي ممن القاضمي نفسمه والبعمض والشمريك) .وقموله:
غيره( أي غير القاضي الذي أراد الحكممم لنفسممه أو لهممؤلء) .وقمموله :مممن إمممام الممخ( بيممان لممذلك
الغير) .قوله :قاض آخر( أي غير هذا القاضي الذي أراد القضاء لنفسممه أو لهممؤلء) .قمموله :ولممو
نائبا عنه( أي ولو كان القاضي الخر نائبا عن القاضي المذكور) .قوله :دفعا للتهمة( علة لكممونه
يقضي له من ذكر) .قوله :ولو رأى قاض الخ( أي أو شهد شاهدان أنك حكمت أو شهدت بما في
هذه الورقة) .قوله :وكذا شاهد( أي وكمذلك مثممل القاضمي الشمماهد :أي رأى ورقممة فيهما شممهادته.
)قوله :ورقة( مفعول رأى) .وقوله :فيها حكمه( أي في تلممك الورقممة مكتمموب فيهمما حكمممه ،وهممذا
بالنسبة للقاضي) .وقوله :أو شهادته( أي أو فيها شهادته ،وهذا بالنسبة للشاهد) .قوله :لممم يعمممل(
أي من ذكر من الحاكم أو الشاهد) .وقوله :به( أي بمضمون ما في الورقة من الحكم أو الشهادة.
وفي البجيرمي :وأشعر كلمه بجواز العمل به لغيره وهو كذلك ،فلو شهدا عند غيممره بممأن فلنمما
حكم بكذا ،لزمه تنفيذه ،إل إن قامت بينممة بممأن الول أنكممر حكمممه ،وكممذبهما زي وكلمممه قاصممر
على ما إذا شهد بالحكم .اه) .قوله :في إمضاء الخ( فيه أن هذا هو معنى العمممل بممه المنفممي ،فلممو
قال بأن يمضيه ويكون تصويرا للعمل لكان أولى وأخصر .وفممي التحفممة والنهايممة إسممقاطه وهممو
أولى) .قوله :حتى يتذكر ما حكم أو شهد به( أي تفصيل ،كما في التحفممة ،ونصممها :حممتى يتممذكر
الواقعة بتفصيلها .اه .وبدليل قوله بعد ،ول يكفي الخ) .قوله :لمكان التزوير( هذا يناسممب جعلممه
علة لما زدته ،وهو عممدم العمممل بشممهادة شمماهدين عليممه بممما ذكممر) .وقمموله :ومشممابهة الخممط( أي
ولمكان مشابهة الخط ،وهذا يناسب جعله علة لما ذكره ،وهو عدم العمل بالورقة المكتوب فيهمما
الحكم أو الشهادة .وقولي أو ل يناسب الخ ،يعلم منه أنه يصح جعله علة أيضا لما ذكره ،ويكممون
المراد بممالتزوير ،الممتزوير فممي الخممط .فتنبممه) .قمموله :ول يكفممي تممذكره( أي القاضممي أو الشمماهد.
)وقوله :أن هذا( أي المكتوب خطه) .وقوله :فقط( أي من غير أن يتذكر الواقعمة تفصمميل ،وهممذا
مقابل لما زدته أول بقولي :أي تفصيل) .قوله :وفيهما وجه( انظر ما مرجع الضمير ؟ فإن كممان
الحكم والشهادة بمضمون ما في الورقة فغير مناسب لما بعمده ،لنمه ينحمل المعنمى ،وفمي الحكمم
والشهادة وجه إن كان الحكم والشهادة الخ ،وفي ذلك ركاكة ل تخفى ،وإن كان الورقة المكتمموب
فيها الحكم ،والورقة المكتوب فيهما الشمهادة فل معنممى لمه أصممل ،ثممم ظهممر الول ،وأنمه ارتكممب
الظهار في مقام الضمار في قوله بعد أن كممان الحكممم والشممهادة ،فكممان عليممه أن يقممول إن كانمما
بألف التثنية .تأمل) .قموله :مصمونة عنمدهما( أي محفوظمة عنممد القاضمي وعنممد الشماهد) .قموله:
ووثق بأنه( أي ووثق كل من القاضي والشاهدين بأن ما في الورقة خطه) .قوله :ولم يداخله فيه(
أي في كونه خطه) .قوله :ريبة( أي شك) .قوله :أنه يعمل( بدل من قمموله وجممه ،أو عطممف بيممان
له .قال في التحفة والنهاية :والصح عدم الفرق لحتمال الريبة .اه) .وقمموله :بممه( أي بمضمممون
ما في الورقة) .قوله :وله الخ( الجار والمجرور خبر مقدم) .وقوله :حلف( مبتدأ مؤخر،
] [ 271
وهممو مسممتأنف) .قمموله :حلممف( يشمممل اليميممن المممردودة واليميممن الممتي معهمما شمماهد .اه.
بجيرمي) .قوله :على استحقاق( لو قال كما في المنهج على ما له به تعلق كاسمتحقاق المخ ،لكممان
أولى) .قوله :أو أدائه لغيره( عطف على اسممتحقاق :أي ولممو حلممف علممى أداء الحممق الممذي عليممه
لغيره) .قوله :اعتمادا الخ( هو منصوب على الحال على تممأويله باسممم الفاعممل :أي لممه أن يحلممف
على ذلك حال كونه معتمدا على ما ذكر .قال في التحفة :ودليل حممل الحلممف بممالظن حلممف عمممر
رضي ال عنه بين يدي النبي )ص( أن ابن صياد هو الدجال ،ولم ينكر عليه مع أنممه غيممره عنممد
الكثرين ،وإنما قال إن يكنه فلن تسلط عليه .اه) .وقوله :على إخبار عدل( متعلممق بإعتمممادا :أي
إخباره باستحقاق الحق أو أدائه) .قوله :وعلى خط نفسممه( معطمموف علممى إخبممار عممدل) .وقمموله:
على المعتمد( مرتبط بالمعطوف .أي وله الحلف اعتمادا على خممط نفسممه علممى المعتمممد ،وفممارق
القضاء والشهادة السابقين ،حيث ل يجوز فيهما العتماد على الخط بأن اليمين تتعلق به ،والحكم
والشهادة يتعلقان بغيره) .قوله :وعلمى خمط ممأذونه( أي واعتممادا علمى خمط ممأذونه :أي رقيقمه
المأذون له في التجارة مثل ،فإذا وجد سيده ورقة مكتوبا فيهمما بخطمه إن لمك عنممد فلن دينما كممذا
ثمن كذا ،أو إني أديت عنك ما عليك من الدين ،جاز له أن يحلممف اعتمممادا علممى خطممه) .وقمموله:
ووكيله( معطوف على مأذونه ،أي واعتمادا على خط وكيله :أي في بيع ماله ،ولو في الذمة ،أو
قضاء الديون التي عليه ،فإذا وجد موكله ورقة مكتوبا فيها بخطه إن لك عنممد فلن ثمممن كممذا ،أو
أني أديت الدين عنك ،جاز له أن يحلف اعتمادا على ذلك الخط) .قوله :وشريكه( معطوف علممى
مأذونه أيضا :أي واعتمادا على خط شريكه :أي المأذون لمه فممي بيممع المممال المشمترك ،ولمو فمي
الذمة ،وأداء الديون ،فإذا وجد شريكه ورقة مكتوبا فيها إن لك عند فلن ثمن كذا ،أو أنممي أديممت
الدين عنك ،جاز له أن يحلف اعتمادا علممى ذلممك الخممط) .قمموله :ومممورثه( معطمموف أيضمما علممى
مأذونه ،أي واعتمادا على خط مورثه ،فإذا وجد الوارث ورقة مكتوبا فيها بخممط مممورثه ،أن لممي
عند فلن كذا ،أو أني أديت الدين الذي كان علي ،جاز له أن يحلف اعتمادا على الخط المممذكور.
)قموله :إن وثمق( أي الشمخص) .وقموله :بأممانته( أي ممن ذكمر ممن ممأذونه ،ومما بعمده باعتبمار
الشرح ،أو مورثه فقط باعتبار المتن) .قوله :بأن علم( أي الحالف وهو تصوير للوثمموق بأمممانته.
)وقوله :أنه( أي من ذكر من مأذونه وما بعده ،أو المورث فقط علممى نسممق ممما قبلممه) .وقمموله :ل
يتساهل في شئ من حقوق الناس( ضابط ذلك أنه لو وجممد فممي التممذكرة لفلن علممى كممذا سمممحت
نفسه بمدفعه ،ولممم يحلمف علمى نفيمه) .قموله :إعتضممادا بالقرينمة( علمة للحلمف ،أي لمه أن يحلمف
إعتضادا ،أي اعتمادا على القرينة ،وهي خط مأذونه وما بعده ،وفيه أن هذه العلة هي عين قمموله
اعتمادا على خط الخ .تتمة :له رواية الحديث اعتمادا على خط كتبه هو أو غيره ،محفمموظ عنممده
أو عند غيره ،متضمن ذلك الخط أنه قرأ البخاري مثل على الشيخ الفلني أو أنممه سمممعه منممه أو
أنه أجازه عليه ،وإن لم يتذكر قراءة ول سماعا ول إجازة ،لن باب الرواية أوسممع ،وعلممى ذلممك
عمل السلف والخلف ،ولو رأى خط شيخه بالذن له في الرواية وعرفه ،جاز لممه العتممماد عليممه
أيضا) .قوله :تنبيه( أي في بيان ما إذا خالف الظاهر الباطن :أي حقيقة المر) .قوله :والقضمماء(
أي الحكم الذي يستفيده القاضي بالولية فيما باطن المر فيه ،بخلف ظاهره) .وقمموله :الحاصممل
على أصل كاذب( أي المرتب على أصممل كمماذب ،مثممل شممهادة الممزور) .قمموله :ينفممذ طمماهرا( أي
بحسب ظاهر الشرع) .وقوله :ل باطنا( أي ل ينفمذ فمي البماطن :أي فيمما بينممه وبيمن المم ،لقموله
)ص( :إنكم تختصمون إلي ،ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض ،فأقضي له بنحمو ممما
أسمع منه ،فمن قضيت له من حق أخيه بشئ فل يأخذه ،فإنما أقطمع لمه قطعمة ممن النمار .وقموله
ألحن :قال ع ش :أي أقدر
] [ 272
.وقال الرشيدي :أي أبلغ وأعلم ،والول أنسب) .قوله :فل يحل( أي ذلممك الحكممم حراممما،
كأن أثبت بشاهدي زور نكاحه بامرأة) .وقوله :ول عكسه( أي ول يحرم حلل ،كأن ادعى عليه
بأنه طلق زوجته بذلك ،فل تحرم عليه باطنمما ،ويحممل لممه وطؤهمما إن أمكممن ،لكنممه يكممره للتهمممة،
ويبقى التوارث بينهما ل النفقة للحيلولة ،ولو نكحها آخر فوطئهما جماهل بالحمال فشمبهة ،وتحمرم
على الول حتى تنقضي العدة ،أو عالما أو نكحها أحد الشاهدين فكذا فممي الشممبه عنممد الشمميخين.
اه) .قوله :فلو حكم الخ( تفريع على الول :أعني فل يحل حراممما) .قمموله :بظمماهر العدالممة( بممدل
من بشاهدي زور .ولو قال كما في شرح الرملي ظاهرهما العدالة لكان أولى) .قوله :لممم يحصممل
الخ( جواب لو) .قوله :سواء المال والنكاح( تعميم فممي عممدم حصممول الحممل باطنمما فيممما حكممم بممه
بشاهدي زور) .قوله :أما المرتب( أي أما القضاء المرتب ،وهو مقابممل قمموله والقضمماء الحاصممل
الخ) .وقوله :على أصل صادق( وهو ما لم يكن بشهادة الزور) .قوله :فينفذ القضاء فيه( أي فممي
المرتب على أصل صادق) .وقوله :باطنا أيضا( أي كما ينفذ ظاهرا) .وقوله :قطعا( هذا إن كان
في محل إتفاق المجتهدين ،مثل وجوب صوم رمضان بشاهدين ،وإل بأن كان في محل اختلفهم
فينفذ على الصح ،مثل وجوب صومه بواحد ،ومثل شفعة الجوار) .قوله :وجاء فممي الخممبر( أي
ورد فيه ،وساقه دليل على قوله ينفذ ظاهرا ل باطنا) .وقوله :أمرت أن أحكم الخ( أي أمرني ال
أن أحكم بالظاهر وال يتولى السرائر .قال في التحفممة جممزم الحممافظ العراقممي بممأن هممذا الخممبر ل
أصل له ،وكذا أنكره المزي وغيره ،ولعله من حيث نسبة هذا اللفظ بخصوصممه إليممه )ص( ،أممما
معناه فهو صحيح منسوب إليه )ص( أخذا من قول المصنف في شرح مسلم في خبر :إني أؤمممر
أن أنقب عن قلوب النمماس ول أشممق بطممونهم .معنمماه أنممي أمممرت أن أحكممم بالظمماهر والم يتممولى
السرائر كما قال )ص( .اه) .قوله :ويلزم المرأة الخ( أي يجب عليها ما ذكر ،فلممو سمملمت نفسممها
مع القدرة على ما ذكر أثمت به) .قوله :الهمرب( أي ممن الممدعي عليهما بمما ذكمر) .وقموله :بمل
والقتل( أي بل يلزمها أن تقتله ولو بسم .ومحله إن لم يندفع بغيره) .وقوله :إن قممدرت عليممه( أي
على المذكور من الهرب والقتل) .قوله :كالصائل على البضع( أي فإنها يلزمها دفعه ولو بالقتل.
)قوله :ول نظر لكونه( أي الواطئ :أي يلزمها ما ذكممر ول تنظممر لكممونه يعتقممد الباحممة) .قمموله:
يعتقد الباحة( أي إباحة الوطئ بالحكم كأن يكون حنيفا .وعبممارة المغنممي .فممإن قيممل :فلعلممه ممممن
يرى الباحة فكيف يسوغ دفعه وقتله ؟ أجيممب :بمأن المسمموغ للمدفع والمموجب لمه إنتهمماج الفمرج
المحرم بغير طريق شرعي ،وإن كان الطالب ل إثم عليه ،كما لو صممال صممبي أو مجنممون علممى
بضع امرأة ،فإنه يجوز لها دفعه بل يجب .اه) .قوله :فإن أكرهت( أي على الوطئ ،بأن لم تقدر
على الهرب ول على قتله فل إثممم عليهمما بمموطئه إياهمما .قممال فممي التحفممة :ول يخممالف هممذا قممولهم
الكراه ل يبيح الزنا لشبهة ،سبق الحكم على أن بعضهم قيد عدم الثم بممما إذا ربطممت ،حممتى لممم
يبق لها حركة ،لكن فيه نظر :إذ لو كان هذا مرادا لم يفرقوا بين ما هنا والكراه على الزنا ،لن
محل حرمته حيث لممم تربممط كممذلك .اه) .قمموله :والقضمماء علممى غممائب( شممروع فممي بيممان جممواز
القضاء لحاضر على غائب .والصل فيه قوله )ص( لهنممد :خممذي ممما يكفيممك وولمدك بمالمعروف
وهو قضاء منه على زوجها وهو غممائب ،ولمو كممان فتمموى لقممال لهمما لممك أن تأخممذي ،أو ل بممأس
عليك ،أو نحوه ولم يقل خذي .وقول عمر رضي ال عنه في خطبته :من كان له على السمميفع -
بالفاء المكسورة -دين فليأتنا غدا ،فإنا بايعوا ماله وقاسموه بيممن غرمممائه -وكممان غائبمما) .قمموله:
عن البلد( أي فوق مسافة العدوى .اه .بجيرمي) .قوله :وإن كان( أي ذلك الغائب المدعى عليممه.
)وقوله :في غير عمله( أي في غير محل ولية القاضي.
] [ 273
)قوله :أو عن المجلس( أي أو غائب عمن مجلممس الحكممم) .وقمموله :بتمموار( متعلممق بغممائب
المقدر :أي أو غائب عن المجلممس بتمموار :أي اختفمماء خوفمما) .وقمموله :أو تعممزز( أي امتنمماع مممن
الحضور ل خوفا بل تغلبا) .قوله :جائز( أي لما تقدم ،ولتفاقهم على سماع البينممة عليممه ،فممالحكم
مثلها ،ولن الغيبة ليست بأعظم من الصغر ،والموت في العجز عن الدفع عن الغائب ،فإذا جمماز
الحكم على الصغير والميت ،فليجز على الغائب أيضا) .قوله :في غير عقوبة ال تعالى( أي فممي
كل شئ سوى عقوبة ال تعالى ،أما هي فل يقضى عليه بها لبنائها على المساهلة) .قوله :إن كان
لمدع حجة( قيد في جواز القضاء على الغائب :أي يجمموز القضمماء عليممه بشممرط أن يكممون لمممدع
حجة :أي وقد علمها الحاكم وقت المدعوى ،علممى مما دل عليممه كلمهممم ،وإن اعترضممه البلقينمي،
وجوز سماعها إذا حدث بعدها علم البينممة أو تحملهمما ،كممذا فممي التحفممة .والمممراد بالحجممة هنمما ممما
يشمل الشاهد واليمين فيما يقضي فيه بهما ،وعلمم الحماكم ،وظماهر كلممه أنمه إذا لمم تكمن حجمة
سمعت دعواه ،ولكن ل يحكم القاضي بها على غائب ،وليممس كممذلك فل تسمممع لمه دعموى أصممل
حينئذ ،فكان الولى للشارح أن يدخل على المتن بقوله :وإنممما تسمممع دعممواه ،ويقضممي بهمما علممى
الغائب إن كان لمدع حجة) .قوله :ولم يقل هو الخ( سيأتي محترزه) .قوله :بل ادعى( أي طممالب
الحق على المدعى عليه الغائب) .وقوله :جحوده( أي للحق المدعى بمه .وفمي المغنممي مما نصممه:
تنبيه :يقوم مقام الجحود ما في معناه ،كما لو اشترى عينا .وخرجت مستحقة فادعى الثمممن علممى
البائع الغائب ،فل خلف أنها تسمع وإن لم يذكر الجحود ،وإقممدامه علممى الممبيع كمماف فممي الدللممة
على جحوده .قمماله المممام والغزالممي .اه) .قمموله :وأنممه يلزمممه الممخ( أي وادعممى أن الغممائب علممى
المدعى عليه يلزمه تسليمه المدعى به الن ،وأنه مطالبه به ،فلو لم يذكر فممي الممدعوى ممما ذكممر،
بأن قال لي عليه كذا فقط ،فل تسمع دعمواه ،إذ ممن شمروطها أن يتعلمق بهما إلمزام ومطالبمة فمي
الحال .ويشترط أيضا لها بيان المدعى به وقدره ونوعه ووصفه كما سيأتي) .قوله :فإن قال( أي
المدعي هو :أي الغالب مقر ،وهذا محترز قوله ولم يقل هو مقر) .قوله :وأنا أقيم الحجة الخ( أي
فيكون قد ثبت الحق عليه بالحجة .قال في التحفة :ول أثر لقوله مخافممة أن ينكممر خلفمما للبلقينممي:
أي حيث قال إن مخافة إنكمماره مبتوعممة لسممماع الممدعوى) .وقمموله :اسممتظهارا( أي طلبمما لظهممور
الحق) .قوله :أو ليكتب( معطوف على استظهارا ،أي أن إقامة الحجة إما لجل استظهار الحممق،
أو لجل أن يكتب الخ .ويصح عطفه علممى مخافممة :أي لجممل المخافممة ،أو لجممل أن يكتممب الممخ.
)وقوله :بها( أي بالحجة :أي بثبوت الحق بها) .قوله :لم تسمع حجته( جواب إن ،قال في التحفممة
إل أن يقممول وهممو ممتنممع فإنهمما تسمممع .وقممال فممي النهايممة :ل تسمممع ولممو قممال قممال .اه) .قمموله:
لتصريحه( أي المدعى) .وقوله :بالمنافي لسماعها( أي وهو القممرار ،وذلممك لنهمما ل تقممام علممى
مقر) .قوله :إذ ل فائدة فيها( أي الحجة ،وهو علة المنافاة) .قوله :نعم الممخ( اسممتدراك علممى عممدم
سماع الدعوى من المقر) .قوله :ل ليكتب القاضي به( أي بثبوت الدين بالبينة) .قوله :بممل ليمموفيه
منه( أي أقام البينة ليوفي القاضي دينه من ماله الحاضر) .قوله :فتسمممع( أي البينممة وهممو جممواب
لو) .قوله :وإن قال همو مقمر( الولمى حمذفه إذ السمتدراك مرتمب علممى قموله همو مقمر) .قمموله:
وتسمع أيضا( أي كما تسمع إذا ادعى جحوده) .وقوله :إن أطلق( أي لم يدع جحودا ول إقممرارا،
وإنما سمعت في هذه الحالة لنه قد ل يعلم جحوده في غيبته ،ويحتاج إلممى إثبممات الحممق ،فيجعممل
غيبته كسكوته) .قوله :ووجب إن كانت الخ( أي ولم يكن للغائب وكيممل حاضممر) .وقمموله :بممدين(
أي له على
] [ 274
الغائب) .وقوله :أو عيممن( أي أودعهمما عنممده ،أو أعمماره إياهمما ،أو نحممو ذلممك) .وقمموله :أو
بصحة عقد( معطوف على بدين ،أي أو كانت الدعوى عليه بصحة عقد ،كأن ادعى على الغائب
أنه اشترى هذا العبد منه بشراء صحيح ،وأنكر هو ذلك) .وقوله :أو إبراء( أي أو كانت الدعوى
عليه بإبراء ،أي بأن الغائب أبرأ الحاضر من الدين الذي له عليه وأنكره) .قوله :كأن أحال الممخ(
تمثيل للبراء ،ول يتصور بغير ما ذكر ،لن الدعوى على الغائب بإسقاط حق ل تسمع ،وعبارة
المغني :ول تسمع الدعوى والبينة علممى الغممائب بإسممقاط حممق لممه ،لن الممدعوى بممذلك والبينممة ل
تسمع إل بعد المطالبة بالحق .قال ابن الصلح وطريقه فممي ذلممك أن يممدعي علممى إنسممان أن رب
الدين أحاله به ،فيعترف المدعى عليه بالدين لربه وبالحوالة ،ويممدعي أنممه أبممرأه منممه أو أقبضممه،
فتسمع الدعوى بذلك والبينة .اه) .قوله :فادعى( أي المممدين الحاضممر) .وقمموله :أبممرأه( أي أبممرأه
الغائب إياه ،فالضافة ممن إضمافة المصمدر لفماعله ممع حمذف المفعمول .ويحتممل أن تكمون ممن
إضافة المصدر لمفعوله بعد حذف الفاعمل) .قموله :تحليفمه( فاعمل وجمب) .وقموله :أي الممدعي(
تفسير للضمير ،وأفاد به أن الضافة من إضافة المصدر لمفعوله بعد حممذف الفاعممل :أي تحليممف
الحاكم إياه ،وهو غير متعين ،بل يصح أن تكون مممن إضممافة المصممدر لفمماعله وحممذف المفعممول.
)قوله :يمين الستظهار( هي التي لم يثبت بها حق ،وإنما وجبممت احتياطمما .قممال فممي التحفممة :ول
يبطل الحق بتأخير هذه اليمين ول ترتد بالرد ،لنها ليست مكملة للحجة ،وإنما هي شرط للحكممم.
اه) .قمموله :وإن لممم يكممن الغممائب متواريمما ول متعممززا( قيممد بممه فممي شممرح المنهممج أيضمما ،ونقممل
البجيرمي عن ز ي أن المعتمد أنه يجب تحليفه ،وإن كان متواريا أو متعززا) .قمموله :بعممد إقامممة
الخ( متعلق بتحليفه :أي تحليفه بعد إقامة البينة :أي وبعد تعديلها) .قمموله :أن الحممق( أي علممى أن
الحق ،وهو متعلق بكل مممن بينمة وممن تحليفمه) .قموله :فممي الصممورة الولممى( همي ممما إذا كممانت
الدعوى بدين) .وقوله :ثابت فممي ذمتممه( أي الغممائب) .وقمموله :إلممى الن( أي إلممى وقممت الممدعوى
عليه) .قوله :احتياطا الخ( علة لوجوب التحليف :أي وجب تحليفه بذلك احتياطا للغائب المحكمموم
عليه) .قوله :لنه الخ( علة للعلة) .وقوله :لربممما ادعممى( أي الغممائب بشممئ يممبرئه كممأداء وإبممراء.
)قوله :ويشترط مع ذلك( أي مع قوله في الحلف أن الحق ثابت في ذمتممه) .وقمموله :أن يقممول أنممه
الخ( أي لنه قد يكون عليه ول يلزمه أداؤه لتأجيل أو نحوه) .قوله :وأنه ل يعلم الخ( أي ويلزمه
أيضا أن يقول أنه الخ .قال في التحفة :بناء على الصح أن المدعى عليه لو كان حاضرا وطلممب
تحليف المدعي على ذلك أجيب .اه) .وقوله :قادحا( أي في الشممهادة مطلقمما ،أو بالنسممبة للغممائب.
)وقوله :كفسق وعداوة( تمثيل للقادح في الشهادة) .قوله :قال شمميخنا فممي شممرح المنهمماج وظمماهر
الخ( فيه أن هذا ل يظهر بعد تقييده فيما سمبق بقموله فمي الصمورة الولمى ،إذ يعلمم منمه أنمه فمي
غيرها ل يحلف بما ذكر) .وقوله :أن هذا( أي ما في المتن فقط ،وهو أن الحق ثممابت فممي ذمتممه،
وأما ما زاده عليه وهو أنه يلزمه الخ ،فيأتي في جميع الصور) .وقمموله :فممي الممدعوى بعيممن( أي
ادعى أنه جعلها وديعة عنده ،أو استعارها منه ،أو نحو ذلك كما تقدم) .قوله :على ممما يليممق بهمما(
أي كأن يقول ادعى عليه بالثوب مثل وهو باق تحممت يممده ،ويلزمممه تسممليمه إلممي ،والعيممن باقيممة.
)قوله :وكذا نحو البراء( أي وكذلك ل يأتي ما ذكر في الدعوى بنحو إبراء كعتق وطلق وبيع،
بل يحلف فيه على ما يليق به ،كأن يقول في البراء أنه أبرأني ،وأنه ل يستحق في ذمممتي شمميئا،
وكأن يقول في العتق أن سيده أعتقه ،وفي الطلق أن زوجها طلقها ،وفممي الممبيع أنممه بمماعني إيمماه
بيعا صحيحا) .قوله :أما لو كان الغائب الخ( مفهوم قوله إن لم يكن الغائب الخ) .قمموله :فيقضممي(
أي القاضي) .وقوله:
] [ 275
] [ 276
إن كان للمدعى عليه هنمماك مممال) .قمموله :لن الوكيممل الممخ( تعليممل لعممدم تحليممف الوكيممل.
)وقوله :ل يتصور حلفه على استحقاقه( أي ل يمكن أن يحلف الوكيل على استحقاقه للحق الممذي
ادعى به ،لنه ليس له وإنما هو للموكل) .قوله :ول على أن موكله يسممتحقه( أي ول يتصممور أن
يحلف على أن موكله يستحقه :إذ يحتمل أن موكله أبرأه ،ولو حلف فل يستحق الموكممل شمميئا ،إذ
ل يثبت للشخص الحق بيمين غيره) .قوله :ولو وقف المر الخ( من تتمة التعليممل :أي ولنممه لممو
وقف المر الخ) .وقوله :إلى حضور الموكل( أي من المحل الذي هو فيه وكان بعيممدا أو قريبمما،
وكان في غير ولية الحاكم ،وإل بممأن كممان فممي محممل قريممب وهممو بوليممة القاضممي ،فل بممد مممن
حضوره وتحليفه يمين الستظهار ،إذ ل مشقة عليه في الحضور حينئذ ،بخلف ممما لممو بعممد ،أو
كان بغير ولية الحاكم كذا في التحفة .ومثل حضور الموكممل فمي عمدم وقموف الممر إليمه بلموغ
الصبي ،وإفاقة المجنون ،وقيام نائب عن الميت ،فل يوقف المر إلممى ذلممك) .قمموله :ولممو حضممر
الغائب( أي المدعى عليه )وقوله :وقال( أي بعد الدعوى عليه من وكيمل الغمائب بمدين لمه عليمه.
)وقوله :أبرأني موكلك( مقول القول) .وقوله :أو وفيته( أي أو قممال وفيتممه) .وقمموله :فممأخر( فعممل
أمر ،والمخالف الوكيل )وقوله :إلى حضوره( أي الموكل) .وقوله :ليحلف( أي لجممل أن يحلممف
لي بأنه ما أبرأني :أي ما وفيته) .قوله :لم يجب( جواب لو :أي لم يجب ذلك الغائب الذي حضممر
إلى ما طلبه من التأخير) .قوله :وأممر بالتسمليم لمه( أي أممر القاضمي ذلمك الغمائب المذي حضمر
بتسليم الحق للوكيل) .قوله :ثم يثبت البراء( أي ثم بعد تسليم الحق يمكن من إثبممات البممراء ،أو
التوفية ويأخذ حقه) .وقوله :بعد( مبني علممى الضممم :أي بعممد حضممور الموكممل) .وقمموله :إن كممان
الخ( قيد في الثبات) .وقوله :له( أي للغمائب المذي قمد حضمر) .وقموله :بمه( أي بمالبراء ،وكمذا
التوفية) .وقوله :حجة( أي بينة) .قوله :لنه لو وقف الخ( علة لعممدم إجممابته) .قموله :نعممم لمه( أي
للغائب الذي قد حضممر وادعممى عليممه بالممدين ،وهمو اسممتدراك علممى كممونه لممم يجممب فيممما يطلبممه.
)وقوله :إذا ادعى عليه( أي الوكيل) .وقوله :علمه( أي الوكيل وهو مفعول ادعى) .وقوله :بنحممو
البراء( متعلق بعلمه ،ونحو البراء التوفية) .وقوله :أنه ل يعلم الخ( المصدر الممؤول منصموب
بنزع الخافض ،وهو متعلق بتحليف ،أي له تحليفه بعدم علمه بمأن الموكمل أبمرأه) .وقموله :مثل(
أي أو وفاه الدين) .قوله :لصحة هذه الدعوى( علة لكونه له تحليف الوكيممل بممما ذكممر ،أي وإنممما
كان له ذلك لصحة هذه الدعوى ،وهي علمه بنحو إبراء ،لنه لو أقر بمضمممونها بطلممت وكممالته.
قال في المغني .فإن قيل :هذا يخالف ما سبق من أن الوكيل ل يحلف .وأجيب :بممأنه ل يلممزم مممن
تحليفممه هنمما تحليفممه ثممم لن تحليفممه هنمما إنممما جمماء مممن جهممة دعمموى صممحيحة يقتضممي اعممترافه
بمضمونها سقوط مطممالبته ،لخروجممه بمماعترافه بهمما مممن الوكالممة فممي الخصممومة -بخلف يميممن
الستظهار -فإن حاصله أن المال ثابت في ذمة الغائب أو الميت ،وثبمموته فممي ذمممة مممن ذكممر ل
يتأتى من الوكيل .اه .تنبيه :قال في التحفة :يكفي فممي دعموى الوكيممل مصمادقة الخصممم لمه علممى
الوكالة إن كان القصد إثبات الحق ل تسلمه ،لنه وإن ثبممت عليممه ل يلزمممه الممدفع إل علممى وجممه
مبرر ،ول يبرأ إل بعد ثبوت الوكالة .اه) .قوله :وإذا ثبت عند حاكم مال( أي بممأن أقممام المممدعي
الحجة عليه وحلف يمين الستظهار كما تقدم) .قوله:
] [ 277
وحكم به( أي بثبوت المال عنده على ذلك الغائب ،وهممو قيممد خممرج بممه ممما إذا ثبممت عنممده
ولكنه لم يحكم به ،فل يقضيه منه) .قوله :وله( أي للغمائب أو الميمت) .وقموله :مممال حاضمر فمي
عمله( أي في محل عمل القاضي ووليته) .قوله :أو دين الخ( معطوف على له مال حاضر :أي
أو كان له دين ثابت على حاضر في محل عمله .قال فممي النهايممة :ول يعارضممه قممولهم ل تسمممع
الدعوى بالدين على غريم الغريم ،إذ هو محمول على ما إذا كممان الغريممم حاضممرا أو غائبمما ولممم
يكن دينه ثابتا على غريم الغريم ،فليس له الدعوى لثباته .اه .ومثله في التحفممة) .قمموله :قضمماه(
أي الدين) .وقوله :منه( أي من المال الحاضر أو الدين) .قمموله :إذا طلبممه المممدعي( أي إذا طلممب
المدعى قضاء حقه من الحاكم .وخرج به ما إذا لممم يطلبممه ،فل يقضمميه الحمماكم منممه) .قمموله :لن
الحاكم يقوم مقامه( أي الغائب ،وهو تعليل لكون الحاكم يقضيه من مال الغائب الحاضر .وعبارة
المغني :لنه حق وجب عليه تعذر وفاؤه من جهة من هو عليه ،فقام الحاكم مقامه ،كممما لممو كممان
حاضرا فامتنع .اه) .قوله :ولو باع قاض( أي أو نائبه )قوله :في دينه( أي في قضاء الدين الممذي
عليه) .قوله :فقدم( أي وصل ذلك الغائب إلى بلد البيع) .قوله :وأبطل الدين( أي أبطل إثبمماته فممي
ذمته) .وقوله :بإثبات إيفائه( أي أدائه لدائنه ،والجار والمجرور متعلممق بأبطممل) .قمموله :أو بنحممو
فسق شاهد( أي أو أبطله بدعواه فسق الشاهد ،ونحوه من كل ما يبطممل الشممهادة) .قمموله :اسممترد(
أي القاضي) .وقوله :ما أخذه( أي الخصم من القاضي) .قوله :وبطل البيع( أي بيع القاضي مممال
الغائب )وقوله :للدين( أي لجله ،والجار والمجرور متعلق بممالبيع) .قمموله :خلفمما للرويمماني( أي
القائل بعدم بطلن البيع ،وعدم استرداد ما أخذه الخصم )قمموله :وإل يكممن الممخ( الولممى أن يقممول
وإل بأن لم يكن له مال) .وقوله :في عملممه( أي محممل عمممل القاضممي) .قمموله :ولممم يحكممم( الممواو
بمعنى أو ،ولو في عبر بها كما في التحفة لكان أولى ،وهو مفهمموم قمموله وحكممم بممه) .قمموله :فممإن
الخ( جواب إن المدغمة في ل النافية) .وقوله :سأل المدعي( أي طلب من قاضممي بلممد الحاضممر.
)قوله :إنهاء الحال( أي تبليغ المر الواقع عند قاضي بلد الحاضر من سماع بينة أو حكم) .قوله:
إلى قاضي( متعلق بإنهاء) .قوله :أجابه( أي أجاب القاضمي الممدعي لمما سمأله إيماه) .قموله :وإن
كان المكتوب إليه( الولى وإن كان المنهي إليه سواء كتب إليه أم ل :إذ الكتابة غير شرط ،وهذا
يجري في جمع ما يأتي )قوله :مسارعة الخ( تعليل لوجوب الجابممة) .وقمموله :بقضمماء حقممه( أي
حق المدعي من ذلك الغممائب) .قموله :فينهممي( أي قاضمي بلمد الحاضممر .وهمو تفريممع علمى قموله
أجابه) .وقوله :إليه( أي قاضممي بلممد الغممائب) .قموله :سممماع بينتممه( أي أنممه سمممع بينتممه المممدعي.
)قوله :ثم إن عدلها( أي عدل قاضمي بلمد الحاضممر البينممة :أي أثبمت عممدالتها) .وقمموله :لمم يحتمج
المكتوب إليه( أي القاضي المكتوب إليه) .وقوله :إلى تعممديلها( أي إثبممات عممدالتها عنممده) .قمموله:
وإل احتاج إليه( أي وإن لم يعدلها قاضي بلد الحاضر ،احتاج القاضي المنهممي إليممه إلممى تعممديلها
)قوله :ليحكم( أي قاضي بلد الغائب ،والجمار والمجمرو متعلممق بينهمي) .وقمموله :بهما( أي بالبينمة
التي سمعها قاضي بلممد الحاضممر) .قمموله :ثممم يسممتوفي( أي قاضممي بلممد الغممائب المنهممي إليممه مممن
المدعى عليه الكائن في بلدته الحق) .قوله :وخرج بها( أي بالبينممة) .وقمموله :علمممه( أي القاضممي
بما ادعى به المدعي) .قوله :فل يكتب به( أي بعلمه ليحكممم بممه المكتمموب إليمه) .قمموله :لنممه( أي
القاضي إذا كتب بعلمه ،يكون شاهدا ل قاضيا ،وعبارة شرح الروض :لنه ما لممم يحكممم بممه هممو
كالشاهد ،والشهادة ل تتأدى بالكتابة .اه .وكتب السيد عمر البصري على قول التحفة وخرج بهمما
علمه ما نصه :قد يقال إن حكم بعلمممه فظمماهر إنهمماء الحكممم المسممتند إلممى العلممم ،وإل فهممو شمماهد
حينئذ .ولعل ما في العدة محمول على الثاني ،وكلم السرخسي علممى الول .وأممما قممول البلقينممي
لن علمه الخ .فإطلقه محل تأمل ،لنه إنما يكون كالبينة
] [ 278
بالنسبة إليه ،ل بالنسبة لقاض .أل ترى أنه لو كان القاضي الخر حاضرا فقال له قمماض:
أنا أعلم هذا المر يجوز له الحكم بمجرد قوله ؟ فليتأمل .اه) .قوله :ذكره( أي ما ذكممر مممن عممدم
كتابة علمه إلى قاضي بلد الغائب) .وقوله :في العمدة( بضمم العيمن ،اسمم كتماب للقاضمي شمريح.
)قوله :وخالفه السرخسي( أي خممالف صمماحب العممدة السرخسممي ،فأحمماز الكتابممة بممالعلم .وعبممارة
شرح الروض .وفي أمالي السرخسي جوازه ،ويقضي به المكتوب إليه إذا جوزنا القضاء بالعلم،
لن إخباره عن علمه كإخباره عن قيممام البينممة .اه .والسرخسممي وجممدته مضممبوطا بممالقلم -بفتممح
السين والراء وسكون الخاء وكسر السين بعدها ) .-قوله :لن علمه( أي القاضي) .وقوله :كقيممام
البينة( أي عنده :أي والخبار به جائز ،فليكن الخبار بعلمه كذلك) .قموله :ولمه( أي لقاضممي بلمد
الحاضر) .قوله :أن يكتب( أي إلى قاضي بلد الغائب) .وقوله :سماع شاهد واحد( أي أنممه يسمممع
شهادة شاهد واحد) .وقوله :ليسمع الخ( اللم تعليلية متعلقة بيجوز مقدرا قبل قوله له الممخ أن :أي
ويجوز له أن يكتب بذلك لجل أن يسمع القاضمي المكتمموب إليمه شمماهدا آخمر غيممر هممذا الشماهد.
)قوله :أو يحلفه( بالنصب معطوف على ليسمع :أي أو يحلفه فيممما إذا كممانت الممدعوى علممى شممئ
يثبت بشاهد ويمين) .قوله :ويحكم( بالنصب معطوف على ليسمع أو يحلف ،والفاعل يعممود علممى
المكتوب إليه) .وقوله :له( أي للمدعي) .قوله :أو ينهمى إليمه( معطموف علممى فينهممى إليمه سمماع
بينته) .وقوله :حكما( أي ينهى إليه أنى حكمت لفلن على فلن بكذا وكذا) .وقوله :إن حكم( قيممد
في إنهاء الحكم) .قوله :ليستوفي( أي قاضي بلد الغائب الحق من المدعى عليه ،وهو علة لنهمماء
الحكم) .قوله :لن الحاجة الخ( تعليممل للنهمماء بسممماع البينممة أو بممالحكم) .وقمموله :إلممى ذلممك( أي
النهاء) .قوله :والنهاء أن يشهد الخ( أي والنهاء فسروه بأن يشهد قاضي بلد الحاضممر ذكريممن
عدلين بما جرى عنده من سماع بينة أو حكم ،ليؤدياه عند قاضي بلممد الغممائب ،وهممذان الشمماهدان
غير الشاهدين على إثبات الحق ،ولو لم يشهدهما القاضي ،ولكن أنشمأ الحكمم بحضممورهما فلهمما
أن يشهدا عليه ،وإن لم يشهدهما) .قوله :ول يكفي( أي في النهاء غير رجلين) .قمموله :ولممو فممي
مال( أي ولو كان النهاء في إثبات مال ،أو هلل رمضممان ،لممما علمممت أن شممهود النهمماء غيممر
شهود الثبات) .قوله :ويستحب كتاب( أي مع الشهاد) .وقوله :به( أي بما جرى عنده من ثبوت
للحق أو حكم .وحاصل صورة الكتاب :بسم ال الرحمن الرحيم .حضر عندنا عافاني ال م وإيمماك
فلن ،وادعى لفلن الغائب المقيم في بلدك بالشئ الفلني ،وأقام عليه شمماهدين ،وحلفممت المممدعي
يمين الستظهار وحكمت له بالمال ،فاستوفه أنت منممه ،وأشممهدت بالكتمماب فلنمما وفلنمما .هممذا إذا
حكم عليه .فإن لم يحكممم عليممه ،قممال بعممد قمموله وحلفممت المممدعي يميممن السممتظهار ،فمماحكم عليممه
واستوف الحق منه ،وأشممهدت بالكتمماب فلنمما وفلنمما .ويسممن ختمممه بعممد قراءتممه علممى الشمماهدين
بحضرته ويقول :أشهدكما أني كتبت إلى فلن بما سمعتما ،ويضعان خطهممما فيممه .ول يكفيممه أن
يقول أشهدكما أن هذا خطي ،أو أن ما فيه حكمممي ،وينممدب أن يممدفع للشمماهدين نسممخة أخممرى بل
ختم ليطالعاها ويتذاكرا عند الحاجة ،فإن أنكر الغائب بعد إحضاره أن المال الممذكور فيمه عليمه،
شهد عليه الشاهد أن عند قاضي بلده بحكم القاضي الكاتب ،فإن قال ليس المكتوب اسمممي صممدق
بيمينه ،لنه أخبر بنفسه والصل براءة ذمته .هذا إن لم يعرف به ،فإن عرف به لم يصدق .فممإن
قال لست الخصل حكم قاضي بلده عليه إن ثبت أن المكتوب اسمه بإقرار أو بينة ،ول يلتفت إلى
إنكاره أنه اسمه حينئذ إذا لم يكن ثم من يشاركه فيه ،وهو معاصر للمدعي يمكن معاملته له ،بأن
لم يكن ثم من يشاركه فيه أصل ،أو كان ولم يعاصر المدعي ،أو لم تمكن معمماملته ،لن الظمماهر
أنه المحكوم عليه حينئذ ،فإن كان هناك من يشاركه فيه وعاصممر المممدعي وأمكنممت معمماملته لممه،
بعث المكتوب إليه للكاتب أنه يطلب من الشهود زيادة تمييز للمشهود عليه ،ويكتبها وينهيها
] [ 279
ثانيا ،فإن لم يجد زيادة تمييز وقف المر حتى ينكشف الحال .فعلم من ذلك أنه يعتممبر مممع
المعاصرة إمكان المعاملة كما صرح به الجرجاني والبندنيجي وغيرهما أفاد ذلك كله في القناع
وحواشيه) .قوله :يذكر( أي القاضي فيه ،أي الكتمماب )وقمموله :ممما يتميممز بممه المحكمموم عليممه( أي
الغائب المحكوم عليه ،أي أو المشهود عليه .وعبارة المنهج وشرحه :ما يميز الخصمممين الغممائب
وذا الحق .اه) .قوله :من اسم( بيان لما) .وقوله :أو نسب( أي أو صفة أو حلية) .قمموله :وأسممماء
الشهود( أي على ما في الكتاب ،وأما شهود الحق فل يحتاج إلى ذكر أسمائهم إن كممان قممد حكممم،
فإن لم يحكم احتيج إلى ذكرهم إن لم يعدلهم قاضممي بلممد الحاضممر ،وإل فلممه تممرك ذلممك .كممذا فممي
المنهج وشرحه) .قوله :وتاريخه( أي يذكر تاريخ الكتاب .تتمة :لو شافه القاضي وهو فممي محممل
عمله قاضي بلد الغائب بحكمه ،بمأن حضمر قاضمي بلمد الغمائب إلمى بلمد الحماكم وشمافهه بمذلك،
أمضاه ونفذه إذا رجع إلى محل وليته ،بخلف ما لو شافه القاضي ،وهمو فمي غيمر محمل عملمه
قاضي بلد الغائب ،فل يمضيه كمال ،قاله المام والغزالي .ولو قال قاضي بلد الحاضر وهو فممي
طرف محل وليته ،حكمت بكذا لفلن على فلن الذي ببلدك ،أمضاه ونفذه أيضا ،لنمه أبلمغ ممن
الشهادة والكتاب ،وهو حينئذ قضاء بعلمه) .قوله :والنهاء بالحكم( العبممارة فيهمما قلممب ،والصممل
والحكم المنهي ولو بل كتاب) .قوله :يمضمي( أي ينفمذ) .قموله :وسمماع البينمة( بمالجر معطموف
على بالحكم :أي والنهاء بسماع البينة .وفي العبارة قلب أيضا :أي وسماع البينة المنهي) .قوله:
ل يقبل إل فوق مسافة العدوى( أي ل يقيل النهاء بالسماع إل إذا كان بين القاضيين فوق مسافة
العدوى .والفرق بينه وبين النهاء بالحكم أنه لم يتم المر في سماع البينة ممع سمهولة إحضمارها
في القرب دون البعد ،فلذلك قبل في البعد دون القرب ،وفي إنهاء الحكم قد تم الممر فلممم يبممق إل
الستيفاء ،فلذلك قبل مطلقا) .قوله :إذ يسهل( أي على قاضي بلد الغائب) .وقوله :إحضارها( أي
البينة) .وقوله :مع القرب( أي بأن تكون المسممافة مسممافة العممدوي فممما دونهمما) .قمموله :وهممي( أي
مسافة العدوى) .وقوله :التي يرجع منها( الجار والمجرور متعلق بما بعممده) .وقمموله :مبكممر( أي
خارج من محله قبيل طلوع الشمس ،وقيل عقب طلوع الفجر) .وقوله :إلى محله( متعلق بيرجع،
وهو إظهار في مقام الضمار) .وقموله :ليل( أي أوائلمه .والمعنمى أن مسممافة العممدوى هممي المتي
يرجع أول الليل إلى محله من خرج منه إلى بلد الحاكم قبيل طلوع الشمس ،وتعبيره بقوله ليل ل
ينافي تعبيرهم بقولهم يومه ،لن أوائل الليل كالنهار كما في النهايممة .وعبممارة الخطيممب .ومسممافة
العدوى ما يرجع منها مبكر إلى محله يومه المعتدل .اه .قال البجيرمي عليه :والمعنى أن يممذهب
إليها ويرجع يومه المعتدل .اه .وسميت بذلك لن القاضي يعدي من طلب إحضار خصمه منهمما:
أي يعينه على إحضاره) .قوله :فلو تعسر الخ( تفريع على التعليل ،أعني إذ يسممهل الممخ .وعبممارة
التحفة :وأخذ في المطلب من التعليل المذكور أنه لو تعسر الخ .اه .ولو صممنع المؤلممف كصممنيعه
لكان أولى) .وقوله :مع القرب( أي قرب المسافة بين القاضمميين) .وقمموله :بنحممو مممرض( متعلممق
بتعسر :أي تعسر إحضار البينة له بسبب مرض أو نحوه ،كخوف الطريق) .وقوله :قبل النهاء(
جملة فعلية واقعة جوابا للو) .قوله :قال القاضي( مقول القول جملمة لمو حضممر الغريمم) .وقموله:
وأقروه( أي الفقهاء في قوله المذكور) .قوله :لو حضر الغريم( أي غريم المدعي فممي البلممد الممتي
هو فيها) .قوله :وامتنع( أي الغريم) .قوله :من بيع ماله الغائب( أي عن البلد الممتي حضممر فيهمما.
)وقوله :لوفاء دينه( متعلق ببيع :أي امتنع من البيع لجل وفاء الدين الذي عليه) .وقوله :بممه( أي
بماله الغائب :أي بثمنه إذا بيع ،وهو متعلق بوفاء) .قوله :عند
] [ 280
الطلب( أي طلب المدعي حقه منمه ،والظمرف متعلمق بمامتنع) .قموله :سماغ للقاضمي( أي
جاز لقاضي بلد المدعي بيعه ،وهو جواب لو) .وقوله :لقضاء الدين( أي لجل قضاء الممدين مممن
ثمنه) .قوله :وإن لم يكن المال بمحل وليته( أي القاضي ،وهو غاية في جممواز الممبيع .ويتصممور
بيعه حينئذ بما إذا كان المشتري من أهل بلد القاضي ،وقممدر أي المممال الغممائب ،وبممما إذا حضممر
مشتر من بلد المال الغائب واشتراه منه ،أو له وكيل في الشراء عنه) .قوله :وكذا إن غاب بمحل
وليته( أي وكذلك يسوغ للقاضي بيع المال الغمائب إن غماب الغريمم المذي همو ممالكه ،لكمن فمي
محل وليته) .قمموله :كممما ذكممره( أي ممما بعممد وكممذا) .قمموله :وقممال( أي السممبكي والغممزي )قمموله:
بخلف ما لو كان( أي الغريم الذي هو المالك في غير محل وليتممه ،أي فممإنه ل يسمموغ للقاضممي
بيع ماله الغائب .ويؤخذ من قوله بعد ومنعه إذا خرجا عنها تقييممد عممدم جممواز الممبيع بممما إذا كممان
المال أيضا في غير محل وليته) .قوله :لنه المخ( تعليمل لمما تضمممنه قمموله بخلف مما لمو المخ.
)قوله :ل يمكن نيابته( أي القاضي) .وقمموله :عنممه( أي عممن الغريممم الغممائب) .وقمموله :حينئذ( أي
حين إذ كان في غير محل وليته .قال في التحفة بعد ما ذكر :ونوزعا بتصريح الغزالممي كإمممامه
واقتضاه كلم الرافعي وغيره بأنه ل فرق في العقار المقضي به بين كونه بمحل وليممة القاضممي
الكاتب وغيرها قال المام .فإن قيل :كيف يقضي ببقعة ليست في محممل وليتممه ؟ قلنمما هممذا غفلممة
عن حقيقة القضاء على الغائب ،فكما أنه يقضي على من ليس بمحل وليته ففيما ليس فيه كذلك،
وعن هذا قال العلماء بحقائق القضاء ،قاض في قرية ينقذ قضاؤه في دائرة الفاق ،ويقضي على
أهل الدنيا ،ثم إذا ساغ القضاء علممى غممائب فالقضمماء بالممدار الغائبممة قضمماء علممى غممالب ،والممدار
مقضي بها .اه .ثم قال :وقد اعتمد بعضهم كلم السبكي والغممزي فارقمما بيممن إنهمماء القاضممي إلممى
قاضي بلد المال ،فيجوز مطلقا ،وبين بيعه للمال فل يجوز إل إن كان أحممدهما فممي محممل عملممه،
فقال ما حاصله .قال ابن قاضي شهبة :وإنما يمتنع البيع إذا غاب هو وماله عن محل وليتممه :أي
فينهيه إلى حاكم بلد هو فيها أو ماله كما ذكره الئمة ،ول يجوز أن يممبيع إذا خرجمما عنهمما وقممول
بعضهم يجوز سهو .اه) .قوله وحاصل كلمهما( أي السبكي والغممزي) .قمموله :جممواز الممبيع( أي
بيع القاضي مال الغائب بمحل وليته) .قوله :إذا كان هو( أي الغريم) .قمموله :ومنعممه( أي الممبيع.
)وقوله :إذا خرجا( أي الغريم وماله معا) .وقوله :عنها( أي عن محل ولية القاضي) .قمموله :لممو
غاب إنسان الخ( أي غاب إنسان عن بلده مممن غيممر أن يجعممل لممه وكيل فيهمما) .وقمموله :ولممه( أي
للنسان الغائب) .وقوله :مال حاضممر( أي فممي البلممد) .قمموله :فممأنهى( بالبنمماء للمجهممول ،والجممار
والمجرور بعده نائب فاعله ،والصل فأنهى شخص من أهل محلته ما ذكر .قممال ع ش :وينبغممي
وجوب ذلك على سبيل الكفاية في حق أهل محلته .اه) .قوله :أنه( أي المال الحاضر أو الحمماكم،
فالضمير يصلح عوده على كل منهما) .وقوله :إن لم يبعه( الضمير المستتر يعممود علممى الحمماكم،
والبارز يعود على المال) .قوله :اختل معظمه( أي فسد معظم المال) .قوله :لزمه بيعممه( أي لممزم
الحاكم بيع المال :أي وحفظ ثمنه عنده) .قوله :إن تعين( أي البيع طريقا :أي سببا لسمملمته ،فممإن
لم يتعين لم يلزمه بيعه ،بمل يبقيمه أو يقرضمه أو يمؤجره .قممال فممي الممروض وشممرحه :وللقاضمي
إقراض مال الغائب من ثقمة ليحفظمه بالذممة :أي فيهما ،ولمه بيمع حيموان لخموف هلكمه ،ونحموه
كغصبه ،سواء فيه مممال اليممتيم الغممائب وغيممره ،ولممه تممأجيره -أي إجممارته -إن أمممن عليممه ،لن
المنافع تفوت بمضي الوقت .ومال من ل يرجى معرفته له بيعه وصرفه ،أي صرف ثمنه في
] [ 281
المصالح ،وله حفظه .اه .بحذف :وقوله :وللقاضي قضيته جواز ما ذكر عليه ل وجمموبه،
فهو خلف ما ذكره الشارح .وفي فتاوي القفال ما يقتضي الجممواز أيضمما ،ونصممه :للقاضممي بيممع
مال الغائب بنفسه ،أو قيمه ،إذا احتاج إلى نفقة ،وكذا إذا خاف فوته ،أو كان الصمملح فممي بيعممه،
ول يأخذ له بالشفعة ،وإذا قدم لم ينقض بيع الحاكم ول إيجاره .اه) .قوله :وقد صرح الصممحاب
الخ( الغرض من سياقه تقوية ما ذكمره وإفمادة أن فيمه تفصميل) .قموله :إنمما يتسملط علمى أمموال
الغائبين( أي إنما يتصرف فيها بممبيع ونحمموه) .قمموله :إذا أشممرفت علممى الضممياع( أي قربممت مممن
الفساد) .قوله :أو مست الحاجة إليها( أي ألجأت الحاجة إلى أموالهم) .وقوله :في استيفاء حقوق(
متعلق بالحاجة ،وفي بمعنممى اللم :أي ألجممأت الحاجمة إلممى أمموالهم لقضمماء الحقموق الممتي ثبتممت
عليهم منها) .قوله :وقالوا( أي الصحاب )قوله :ثم في الضياع( أي فيما يؤول إلى الضياع لو لم
يتصرف فيه ،إذ التفصيل ليس في الضياع نفسه ،وإل لما صح قوله بعد وعسرت المراجعة قبممل
وقوع الضممياع )قموله :فممإن امتممدت( أي طممالت) .وقموله :الغيبممة( أي غيبممة مالممك المممال) .قمموله:
وعسرت المراجعة( أي مراجعة الحاكم لصاحب المممال فممي شممأنه) .قمموله :قبممل وقمموع الضممياع(
متعلق بالمراجعة) .قوله :ساغ التصرف( أي جاز للحمماكم التصممرف فيممه بممبيع ونحمموه .وقضمميته
عدم الوجوب إل أن يقال المراد بمه مما قابمل المتنماع ،فيصمدق بمالوجوب وهمو الممراد) .قموله:
وليس من الضياع( أي المسوغ للتصرف فيه) .وقوله :اختلل( أي فساد في المال) .وقوله :لتلف
المعظم( أي معظم المال) .وقوله :ولم يكن( أي الختلل سمماريا ،وعطممف هممذه الجملممة علممى ممما
قبلها من عطف أحد المتلزمين على الخر .إذ يلزم من عدم سممريانه عممدم تممأديته لتلممف المعظممم
وبالعكس) .قوله :لمتناع الخ( علة لمقدر مرتب على قوله وليس من الضياع الممخ :أي وإذا كممان
ليس من الضياع الختلل المذكور ،فل يبيعه الحاكم لمتناع بيع مال الغائب لمجممرد المصمملحة،
وهذا ما يخالف ما مر عمن فتماوى القفمال ممن أنمه إذا كمان الصملح فمي بيعمه فلمه ذلمك) .قموله:
والختلل المؤدي الخ( هو مفهوم قوله ل يؤدي الخ .وفي أخممذه مفهممومه ،ولممم يؤخممذ مفهمموم ممما
بعده ،أعني ولم يكن ساريا الخ يؤيد ما قررته عليه ،والمعنى أن الختلل المقتضي لتلف معظممم
المال يعد ضياعا فيسوغ للمام التصرف فيه قبله) .قوله :نعم الخ( إسممتدراك علممى التفصمميل فممي
الضياع :أي أن التفصيل المذكور محله في غير الحيوان ،أممما هممو فمممتى ممما حصممل اختلل فيممه
تصرف فيه مطلقا ،ولممو لممم يممؤد اختللممه إلممى تلفمه) .وقموله :لحرمممة الممروح( أي حفظمما لحرمممة
الروح ،وهو علة البيع) .وقوله :ولنمه( أي الحيموان ،وهمو معطموف علممى العلمة قبلممه) .وقموله:
يباع( أي يبيعه الحاكم عليه .ومحله إن تعين البيع ،وإل بأن أمكن تدارك الضياع بالجارة اكتفي
بها ،ويقتصر على أقل زمن يحتاج إليه كما مر) .وقمموله :علممى مممالكه( أي قهممرا عممن مممالكه ،أو
نيابة عنه ،فعلى بمعنى عن ،وهي متعلقممة بمحممذوف) .قمموله :بحضممرته( متعلممق بيبمماع :أي يبمماع
بحضرة مالكه) .وقوله :إذا لم ينفق عليه( أي إذا لم ينفق المالك على الحيموان) .قموله :ولمو نهمى
الخ( معطوف علممى العلمة قبلممه أيضمما ،فهممو علمة لممبيع الحيمموان .أي ولنممه لمو نهممى المالممك عممن
التصرف فيه ،امتنع التصرف فيه إل في الحيوان ،فل يمتنع حفظا للروح) .قوله :يحبس الحاكم(
أي أو نائبه) .وقوله :البق( أي الرقيق الهارب من سيده ،وهو مفعول يحبس) .قمموله :إذا وجممده(
أي وجد الحاكم البق) .قوله :انتظارا لسيده( حال على تأويله بإسم الفاعل :أي يحبسه حال كونه
منتظرا لسيده .أو مفعول
] [ 282
مطلق لفعل محذوف :أي وينتظر سيده انتظارا) .قمموله :فممإن أبطممأ سمميده( أي تراخممى فممي
طلب عبده) .قوله :باعه الحاكم( أي أو يؤجره إن أمن عليه) .قوله :فإذا جاء سيده فليس لممه غيممر
الثمن( أي وليس له فسخ البيع ،لن ما صدر من المام كان نيابة شرعية عنه .تتمة :فممي القسمممة
وهي تمييز بعض النصباء من بعض .والصل فيها قبممل الجممماع قمموله تعممالى) * :وإذا حضممر
القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه( * .فكان يجمب إعطماء الممذكورين شميئا
من التركات في صدر السلم ،ثم نسخ الوجوب وبقي النممدب ،وأخبممار كخممبر الصممحيحين :كممان
رسول ال )ص( يقسم الغنائم بين أربابها .والحاجة داعية إليها ليتمكن كل واحد من الشريكين أو
الشركاء من التصرف فمي نصميبه اسمتقلل ،ويتخلمص ممن سموء المشماركة ،واختلف اليمدي.
وأركانها ثلثة :قاسم ومقسوم ومقسوم له ،ويشترط في القاسم المنصوب مممن جهممة المممام أهليممة
الشهادات ،وعلمه بالقسمة وكمونه عفيفما عمن الطممع ،حمتى ل يرتشمي ول يخمون ،فمإن لمم يكمن
منصوبا من جهة المام بمل تراضمى عليمه الشمريكان أو الشمركاء ولمم يحكمموه فمي القسممة ،لمم
يشترط فيه إل التكليف ،فإن حكموه ،إشترط فيه ما اشترط في منصوب المام .واعلم أن القسمممة
على ثلثة أنواع :أحدها :القسمة بالنظر للجزاء المتساوية ،كقسمة المثليات من حبوب وغيرها،
فتجزأ النصباء كيل في مكيل ووزنا في موزون ،وتسمممى هممذه القسمممة قسمممة المتشممابهات ،لن
الجزاء فيها متشابهة قيمة وصورة وقسمة الفراز ،لكونهمما أفممرزت لكممل مممن الشممركاء نصمميبه.
ثانيها :القسمة بالتعديل :أي التقويم بأن تعدل السهام بالقيمة ،كقسمة أرض تختلممف قيمممة أجزائهمما
بقوة إنبات أو قرب ماء ،أو بسبب ما فيها .كبستان بعضه نخممل وبعضممه عنممب ،وتكممون الرض
بينهما نصفين ،ويساوي قيمة ثلث الرض مثل قيمة ثلثيها .وثالثا :القسمة بالرد وهي التي يحتاج
فيها الرد أحد الشريكين للخر مال أجنبيا ،كأن يكون في أحد جممانبي الرض المشممتركة بئر ،أو
شجر مثل ل يمكن قسمته ،فيرد من يأخذه بالقسمة قسط قيمة البئر أو الشجر .فلو كانت قيمة كل
من البئر أو الشجر مثل ألفا رد الخذ لذلك الجممانب الممذي فيممه الممبئر أو الشممجر خمسمممائة ،لنهمما
نصف اللف .والنوع الول من أنواع القسمة الثلثة إقرار للحق :أي يتبين به أن ممما خممرج لكممل
هو الذي ملكه ل يبيع ،والنوعان الخران بيع لكن ل يفتقر للفظ نحممو بيممع أو تمليممك وقبممول ،بممل
يقوم الرضا مقامهما .ويشترط للقسمة الواقعة بالتراضي في النواع الثلثة رضا بها بعد خممروج
القرعة إن حكموا بالقرعممة ،كممأن يقولمموا رضممينا بهممذه القسمممة ،أو بممما أخرجتممه القرعممة بخلف
القسمة بالجبار ،وهو ل يكون إل في قسمة الفمراز والتعمديل دون المرد ،فل يمدخلها إجبمار فل
يعتبر فيها الرضا ل قبل القرعة ول بعدها .فممإن لمم يحكمموا بالقرعمة كممأن اتفقموا علمى أن يأخمذ
أحدهم هذا القسم والخر ذاك القسم ،وهكذا بتراضيهم كما يقع كثيرا ،فل حاجة إلى رضمما آخممر،
وال سبحانه تعالى أعلم.
] [ 283
باب الدعوى والبينات ذكرهما عقب القضمماء لكونهممما ل يقعممان إل عنممد قمماض أو محكممم.
وأفرد الدعوى لن حقيقتها واحدة وإن اختلف المدعى به ،وجمع البينات لختلف أنواعها ،لنها
إما رجل رجلن أو أربع نسوة كما سيأتي) .قوله :الدعوى لغة الطلب( منه قوله تعالى) * :ولهممم
ما يدعون( * أي يطلبون) .قوله :وألفها للتأنيث( أي كألف حبلى ،وقد تؤنث بالتاء ،فيقال دعمموة،
وتجمع على دعوات ،كسجدة وسجدات ،لكن المشهور أن الدعوة بالتاء تكون للدعوة إلى الطعام.
)قوله :وشرعا( عطف على لغة) .وقوله :إخبار عمن وجموب حمق( أي ثبموت حمق علمى غيمره،
وهذا يشمل الشهادة ،فالولى أن يزيد لفظ له بأن يقول عن وجمموب حممق لممه :أي للمخممبر لتخممرج
الشهادة) .وقوله :عند حاكم( قال في التحفة :وكأنهم إنما لم يذكروا المحكم هنا مع ذكرهم له فيمما
بعد ،لن التعريف للدعوى حيث أطلقت ،وهي ل يتبادر منها إل ذلك .اه) .قمموله :وجمعهمما الممخ(
الولى تقديمه على قوله ،وشرعا كما في التحفة ،لن الجمع المذكور للدعوى بالمعنى اللغوي ل
المعنى الشرعي ،لنه حقيقة واحدة ل تعدد فيها ،كما تقدم قريبما) .وقموله :بفتمح المواو وكسمرها(
قال ابن مالك :وبالفعالي والفعالى جمعا صحراء والعذراء والقيس اتبعا )قوله :كفتمماوى( أي فممإنه
بفتح الواو وكسرها) .قموله :والبينممة الشمهود( الولممى والبينمات جممع بينممة ،وهمي الشمهود ،لنمه
ذكرها في الترجمة كذلك) .قوله :سموا( أي الشممهود) .وقمموله :بهمما( أي بالبينممة) .قمموله :لن بهممم
يتبين الحق( أي يظهر ،واسم أن ضمير الشأن محذوف) .قموله :وجمعمموا( أي البينممات ،والولممى
وجمعت ،أي البينة على بينات )قوله :لختلف أنواعهم( أي البينات ،والولى لختلف أنواعها.
أي البينة .واختلف النواع يكون بحسب اختلف المدعى به ،كما سيذكره في فصل الشممهادات.
)قوله :والصل فيها خبر الصحيحين( عبارة التحفة :والصل فيها قوله تعالى) * :وإذا دعوا إلى
ال ورسوله ليحكم بينهم( * الية وخبر الصحيحين الخ .اه) .قوله :ولو يعطى الناس الخ( أي لممو
كان كل من ادعى شيئا عند الحاكم يعطمماه بمجممرد دعمواه بل بينممة ،لدعممى أنماس المخ ،ولكمن ل
يعطون بدعواهم بل بينة فلم يدعوا الخ) .قوله :دماء رجال وأموالهم( قدم الدماء مممع أن الممدعوى
بالمال أكثر ،لن الدماء أول ما تقع فيه المطالبممة ،ويفصممل فيهمما بيممن المتخاصمممين يمموم القيامممة.
)قوله :ولكن الخ( هي وإن لم تأت لفظا على قانونها من وقوعها بين نفممي وإثبممات ،لكنهمما جاريممة
عليه تقديرا .لن لو تفيد النفي ،إذ المعنى ل يعطي الناس بدعواهم المجردة ولكن باليمين ،وهي
) (1سورة يس ،الية (2) .57 :سورة النور ،الية.48 :
] [ 284
على المدعى عليه ،إل في اللعان والقسامة إذا اقترن بدعوى الدم لوث ،فاليمين في جمانب
المدعي فيهما) .قوله :وفي رواية( أي للبيهقي وذكرها بعد ما تقدم لن فيها زيادة فائدة ،وهي أن
البينة على المدعي) .قوله :البينة على المدعي واليمين علممى ممن أنكممر( إنمما جعلمت البينممة علممى
الول ،واليمين على الثاني .لن جانب الول ضعيف لدعواه خلف الصل ،والبينممة حجممة قويممة
لبعدها عن التهمة .وجانب الثاني قوي لموافقته للصل في البراءة ،واليمين حجة ضمعيفة لقربهما
من التهمة ،فجعل القوي في جانب الضعيف والضعيف في جانب القوي) .قوله :المدعي الخ( لما
كانت الدعوى تتضمن مدعيا ومدعى عليمه ،شمرع فممي بيانهمما ،فقمال الممدعي المخ) .قموله :ممن
خالف قوله الظاهر( وقيل هو من لو سكت لترك ،والمدعى عليه من لو سكت لم يترك .قممال فممي
التحفة :واستشكل أي التعريف الول للمدعي بأن الوديممع إذا ادعممى الممرد أو التلممف يخممالف قمموله
الظاهر ،مع أن القول قوله .ورد بأنه يدعي أمرا ظاهرا ،هو بقاؤه علممى المانممة ،ويممرده ممما فممي
الروضة وغيرها أن المناء الذين يصدقون في الرد بيمينهممم مممدعون ،لنهممم يمدعون الممرد مثل،
وهو خلف الظاهر ،لكن اكتفى منهم باليمين لنهم أثبتوا أيديهم لغرض المالك .اه) .قوله :وهو(
أي الظاهر) .وقوله :براءة الذمة( أي ذممة الممدعى عليمه ممما ادعماه الممدعي .فلمو أسملم المزوج
والزوجة قبل الدخول ثم قال الزوج أسلمنا معا فالنكاح باق ،وقالت الزوجة بمل أسمملمنا مرتبما فل
نكاح .فهو مدع لن إسلمهما معا خلف الظاهر ،وهي مدعى عليها لموافقتهمما الظمماهر ،فتحلممف
هي ويرتفع النكاح .وفي البجيرمي :وقضية هذا أن القول قول الزوجممة ،والمعتمممد خلفممه ،وهممو
أن القممول قممول الممزوج ،لن الصممل بقمماء النكمماح ،ول يرتفممع إل بيقيممن .اه .بممالمعنى) .قمموله:
والمدعى عليه من وافقه أي الظاهر( أي أن ضابط المدعى عليه من وافق قمموله الظمماهر ،وتقممدم
ضابط آخر له غير هذا) .قوله :وشرطهما( أي المدعي والمدعى عليه) .وقوله :تكليف( قممال سممم
أنظره مع قوله في أول باب القضاء على الغائب .والقياس سماعها على ميت وصغير ،ومع قول
المتن ويجريان في دعوى على صبي ومجنون .اه .بتصرف .وقصده العتراض علممى اشممتراط
التكليف بالنسبة للمدعى عليه ،مع أن ما تقدم في القضاء على الغالب يقتضي عدم الشممتراط .ثممم
رأيت العلمة الرشيدي كتب على قول النهاية :والمممدعى عليممه المتصممف بممما مممر ممما نصممه :أي
الذي من جملته التكلف ،ولعل مراده المدعى عليه الذي تجري فيه جميع الحكام التي من جملتها
الجواب والحلف ،وإل فنحو الصبي يدعى عليه لكن لقامة البينممة .اه) .قمموله :والممتزام للحكممام(
أي أحكام المسلمين .قال في فتح الجواد :كذمي ل حربي ومعاهد ومسممتأمن .نعممم ،تسمممع دعمموى
الخيرين على مثلهما وذمي مسلم ،بل قد تصح دعوى الحربي كما بينته في الصممل .اه .وقمموله
في الول :قال فيه بل الحربي نفسه تصح دعواه في بعض الصور ،لما مر في المان أن السير
لو اشترى منه شيئا شراء صحيحا لزمه أن يبعث إليه ثمنه ،أو فاسدا فعينه ،فحينئذ تصممح دعممواه
ذلك ،وكذلك تصح دعواه فيما لو دخل حربيان دارنا بأمان فقتل أحدهما الخممر ،فممإذا قممدم وارث
المقتول أو سيده ،سمعت دعواه علمى قمماتله .اه) .قموله :فليممس الحربممي ملتزمما للحكممام( أي فل
تصح الدعوى منه وعليه .قال سم :وقد تسمع دعوى الحربي .اه .أي في بعض الصور كما تقدم
آنفا) .قوله :بخلف الذمي( أي فإنه ملتزم لها ،فتسمع المدعوى منمه وعليمه) .قموله :ثممم إن كمانت
الدعوى( أي المدعى به ،فهي مصدر بمعنى إسممم المفعممول ،وإل لممما صممح الخبممار عنهمما بقمموله
قودا الخ) .وقوله :قممودا الممخ( والحاصممل أنممه إن كممان المممدعى بممه عقوبممة لدمممي ،وجممب رفعهمما
للحاكم ،ول يستقل صاحب الحق باستيفائها .وإن كان عقوبة ل م فل تسمممع فيهمما دعمموى ،لنتفمماء
حق المدعي فيها ،فالطريق في إثباتها شهادة الحسبة .وإن كان عينا أو دينا ففيه تفصمميل سمميذكره
الشارح ،وإن كان منفعة ،فإن كانت واردة على العين فهي كالعين ،فله استيفاؤها منهمما بنفسممه إن
لم يخش من ذلك ضررا ،ول فل بد من الرفممع إلممى الحمماكم ،وإن كممانت واردة علممى الذمممة فهممي
كالدين ،فإن كانت على غير ممتنع طالبه بها ،ول يأخذ شيئا من ماله بغير
] [ 285
مطالبة .وإن كانت على ممتنع وقدر على تحصيلها بأخذ شئ من ممماله فلممه ذلممك بشممرطه.
قال الرشيدي :وضابط ما تشترط فيه الدعوى عند ممن ذكمر كمل مما ل تقبمل فيمه شمهادة الحسمبة
وليس بمال .اه) .قوله :وجب رفعها( أي الدعوى بما ذكر ،فالضمير يعود على الدعوى بالمعنى
المصمدري ل بمعنمى اسمم المفعمول) .وقموله :إلمى القاضمي( ومثلمه أميمر أو نحموه مممن يرجمي
الخلص على يده ،والمقصود عدم الستقلل عميرة .اه .بجيرمي) .قمموله :ول يجمموز للمسممتحق
الستقلل باستيفائها( أي الدعوى ،بمعنى المدعى به ،فلو خالف واستقبل وقعت الموقع ،وإن أثممم
باستقلله .اه .ع ش) .قوله :وكذا سائر العقود الممخ( أي ومثممل القممود وحممد القممذف والتعزيممر فممي
وجوب الرفع إلى القاضي وعدم جواز الستقلل في استيفائه سممائر العقممود والفسمموخ .قممال سممم:
لعله في غير العقوبة كالنكاح والرجعة ،باعتبار الظاهر فقط ،حتى لو عامل من ادعممى زوجيتهمما
أو رجعيتها معاملة الزوجة جاز له ذلك فيما بينه وبين ال تعممالى ،إذا كممان صممادقا فليراجممع .اه.
)قوله :كالنكاح( راجع للعقود ،أي فلو ادعى زوجية امرأة فل بد في ثبوتها من الرفع إلى الحاكم.
)قوله :والرجعة( أي فيما إذا ادعى بها بعد انقضاء العدة :أي ادعى بعممد انقضمماء العممدة أنممه كممان
راجعها قبلها ،وإل بأن ادعى بها قبل انقضاء العدة فل حاجة للدعوى والرفع للحاكم ،لنممه قممادر
على إنشائها .اه .بجيرمي .وهي راجعة للعقود) .قوله :وعيب النكاح( أي العيب الذي يثبت فسخ
النكاح ،فهو راجع للفسوخ ،فليس للزوج أو الزوجة الستقلل بفسخ النكاح بالعيب ،بل ل بد مممن
الرفع إلى الحاكم) .قوله :والبيع( يحتمل أنه معطوف على النكاح المضاف إليه عيب :أي وعيممب
البيع :أي الذي يثبت به فسخ البيع ،فيكمون راجعما للفسموخ ،ويحتممل أنمه معطموف علمى النكماح
الول :أي وكالبيع فيكون راجعا للعقود) .قوله :واستثنى الماوردي( أي من عدم جواز الستقلل
باستيفاء حد القذف أو التعزير) .وقوله :من بعد عن السلطان( أي أو قرب منه وخاف من الرفممع
إليه عدم التمكن من إثبات حقه ،أو غرم دراهم فله استيفاء حقمه حيممث لممم يطلمع عليممه مممن يثبمت
بقوله وأمن الفتنة .اه .ع ش) .قوله :فله اسممتيفاء المخ( أي وممع ذلمك إذا بلمغ الممام فلمه تعزيممره
لفتياته عليه) .وقوله :حد قذف أو تعزير( أي فقط فل يستوفي القود .وقال ابممن عبممد السمملم فممي
آخر قواعده :لو انفرد بحيث ل يرى ينبغي أن ل يمنع من القود ،ولسمميما إذا عجممز عممن إثبمماته.
اه) .وقوله :ينبغي أن ل يمنع( أي شرعا .فيجوز له ذلك باطنا) .قوله :وله أي للشممخص( مممراده
به الدائن ،بدليل قوله بعد من مال مدين له .فكلمممه قاصممر علممى الممدين ،وكممان الولممى أن يممذكر
كغيره العين أيضا فيقول :وله بل فتنة أخذ عين ماله استقلل ممن هي تحت يده ،وأخذ ما هو له
من مال مدين مماطل الخ) .قوله :بل خوف فتنة( الجممار والمجممرور متعلممق بمحممذوف حممال مممن
المصدر بعده :أي له أخذ ماله حال كون الخذ كائنا بل فتنة) .قوله :عليه أو على غيره( أي أنممه
ل فرق في خوف الفتنة بين أن تقع على الخذ نفسه أو على غيره) .قوله :أخذ ماله( بكسر اللم:
أي حقه الذي في ذمة المدين ،والمراد جنمس حقمه كمما سميذكره .ويصمح قراءتمه بفتمح اللم ،أي
الشئ الذي هو ثممابت لممه فممي ذمممة المممدين) .قمموله :اسممتقلل( أي مممن غيممر رفممع للحمماكم) .قمموله:
للضرورة( تعليل لجواز الخذ استقلل :أي وإنما جاز له الخذ كذلك لوجممود الضممرورة .قممال ح
ل :وهي المؤنة ومشقة الرفع إلى الحاكم .اه .وإذا كان المراد بالضرورة ما ذكر كان مكررا مع
قوله التي ،ولن في الرفع للقاضي مشقة ومؤنة ،وحينئذ فالولى حذف هذا التعليممل إكتفمماء عنممه
بما سيأتي) .قوله :من مال مدين( متعلق بأخذ) .وقوله :له( متعلق بمممدين ،وضممميره يعممود علممى
الخذ ،أي مدين للخمذ) .قموله :مقمر مماطمل( أي موعمد لمه بالوفماء ممرة بعمد أخمرى .قمال فمي
المصباح :مطله بدينه مطل ،إذا سوقه بوعد الوفاء مرة بعد أخرى .اه) .وقوله :بممه( أي بالممدين.
)قوله :أو جاحد له( أي منكر للمدين ،وهمو مقابمل قموله مقمر) .قموله :أو متموار( أي مختمف بعمد
حلول الجل خوفا أن يطالبه الدائن) .قوله :أو متعممزز( أي ممتنممع مممن أدائه اعتمممادا علممى القمموة
والغلبة .قال في المصباح :عز يعز ،أي اشتد كناية عن النفة وتعزز :أي تقوى .اه.
] [ 286
ولو قال كما في المنهج على ممتنع من أدائه مقرا كممان أو جاحممدا ،لكممان أخصممر وأنسممب
بقوله التي ولو كان الدين على غير ممتنع من الداء طالبه الخ) .قمموله :وإن كممان علممى الجاحممد
الخ( غاية لجواز الخذ) .قوله :أو رجا( أي الدائن إقراره :أي المدين الجاحد) .وقوله :لممو رفعممه
للقاضي( أي رفع دعواه عليه للقاضي) .قوله :لذنه الخ( علة لجواز الخذ) .قوله :أن تأخممذ( أي
من مال أبي سفيان .والمصدر المنسبك منصوب بنزع الخافض ،وهو متعلق بإذنه) .قمموله :ولن
في الرفع للقاضي مشقة ومؤنة( أي في الجملمة ،وإل فقمد ل تكمون مشمقة ول مؤنمة فيمه) .قموله:
وإنما يجوز له( أي للدائن الظافر) .وقمموله :مممن جنممس حقممه( أي الممذي مطلممه بممه أو جحممده إيمماه.
)قوله :ثم عند تعذر جنسه( أي بأن لم يوجد) .قوله :يأخذ غيره( أي له أن يأخذ غيممر جنممس حقممه
ولو أمة .ومحله إذا كان الغريم مصدقا أنه ملكمه .فلمو كمان منكمرا ذلمك لمم يجمز لمه أخمذه وجهما
واحدا ،كما في النهاية والتحفة) .قوله :ويتعين في أخذ غير الجنس( أي غير جنس حقه) .وقوله:
تقديم النقد على غيره( أي تقديم النقد ،أي في الخذ ليشتري به ما هو من جنس حقممه) .قمموله :ثممم
إن كان المأخوذ( أي المال الذي أخذه الظافر) .قوله :يتملكه( أي بلفظ يدل على كتملكت .قال في
التحفة :وظاهره كالروضة والشرحين أنه ل يملكه بمجرد الخذ ،لكن قال جمممع يملكممه بمجممرده،
واعتمده السنوي وغيره .لن الشارع أذن له في قبضه فكان كإقبمماض الحمماكم لممه ،وهممو متجممه.
اه) .قوله :ويتصرف( أي الخذ) .وقوله :فيه( أي في المممأخوذ) .قمموله :فممإن كممان( أي المممأخوذ.
)وقوله :من غير جنسه( أي جنس حقمه قممال فممي التحفمة :أو منمه وهمو بصمفة أرفممع .اه) .قموله:
فيبيعه( أي ول يتملكه من غير بيع ،وإن كان قممدر حقممه) .قمموله :بنفسممه( متعلممق بممبيع ،أي بممبيعه
بنفسه :أي استقلل من غير رفع للحاكم كما يستقل بالخممذ) .قمموله :ل لنفسممه( أي ل يممبيعه علممى
نفسه إتفاقا) .قوله :ول لمحجوره( قال في التحفة بعده كما هو ظاهر) .قوله :لمتناع الممخ( تعليممل
لعدم جواز البيع على نفسه أو محجوره) .وقوله :تولي الطرفيممن( أي اليجمماب والقبممول) .قمموله:
وللتهمة( تعليل ثان) .قوله :هذا( أي محل كممونه بممبيعه بنفسمه للغيممر) .قموله :وإن لمم يتيسممر علمم
القاضي به( أي لم يسهل علم القاضي بحق الظممافر الكممائن تحممت يممد الغيممر) .وقمموله :لعممدم الممخ(
تعليل لعدم تيسر ذلك) .وقوله :علمه( أي القاضي) .وقموله :ل بينمة( أي موجمودة تشمهد بالحمال.
)وقوله :أو مع أحدهما( أي أو تيسر علم القاضي مع العلم أو البينة ،ول يخفممى ممما فممي ذلممك مممن
الركاكة .وعبارة فتح الجواد :وباع الظافر بغير جنس حقه ولو بوكليه ،ما ظفر به حيث لممم يعلممم
القاضي الحال ولم يكن له بينة ،لتقصير المدين بامتناعه ،وليس له تملكممه ،فممإن علممم القاضممي لممم
يبع إل بإذنه ،وكذا لو كان له بينة .ومحله كما بحثممه البلقينممي فممي الول وقياسممه الثمماني حيممث ل
مشقة ومؤنة فوق العادة .وإل استقل .اه .وهي ظاهرة) .قمموله :لكنممه( أي الرفممع للقاضممي يحتمماج
إلى مؤنة ومشقة) .قوله :وإل( أي بأن تيسر علم القاضي ،أو وجدت بينة مممع وجممود المشممقة ،أو
مع وجود المؤنة) .وقوله :اشترط إذنه( أي إذن القاضي في البيع .وعبممارة شممرح الممروض :فممإن
اطلع عليه القاضي لم يبعه إل بإذنه .قال البلقيني :ولعله فيممما إذا لممم تحصممل مؤنممة ومشممقة فمموق
العادة ،وإل فل يبعد أن يستقل بالبيع كما يستقل بأخذ الجنممس وغيممره .اه) .قمموله :ول بممبيعه( أي
غير جنس حقه) .وقوله :إل بنقد البلد( أي الغالب) .قوله :ثم إن كان جنس حقه تملكه( .واعلم أن
هذا من المتن في غالب النسخ ،فبمقتضمماه يكممون اسممم كممان يعممود علممى المممأخوذ ،ولكمن الشممارح
تصرف فيه
] [ 287
وجعله عائدا على نقد البلد .ويوجد في بعض نسممخ الخممط أنممه مممن الشممارح ،وعليممه فعممود
الضمير على نقد البلد ظاهر) .قوله :تملكه( يأتي فيمه مما تقمدم) .قموله :وإل اشمترى( أي وإن لمم
يكن نقد البلد من جنس حقه ،إشترى به جنس حقه .قال فممي التحفممة :ل بصممفة أرفممع .اه) .قمموله:
وملكه( أي ما اشتراه بنقد البلد الذي ليس من جنس حقه ،وظاهره أنه يملكه بمجرد الشراء ،وهو
كذلك كما في التحفة) .قموله :ولمو كمان الممدين المخ( لمو شمرطية جوابهما قموله لمم يأخمذ إل قمدر
حصته) .قوله :أو ميتا( أي أو كان المدين ميتا) .وقوله :وعليه دين( أي وعلى الميممت ديممن آخممر
لشخص آخر) .قوله :لم يأخذ( أي الظافر بحقه) .وقوله :إل قدر حصته بالمضمماربة( أي قممدر ممما
يخصه من أموال المحجور عليه أو الميت بعد المقاسمة ،وتقسيطها على أربمماب الممديون) .قمموله:
إن علمهمما( أي قممدر حصممته ،وأنممث الضمممير لكتسممابه التممأنيث مممن المضمماف إليممه) .قموله :وإل
احتاط( أي وإن لم يعلم قدر حصته احتاط .قال ع ش :أي فيأخذ ما تيقن إن أخذه ل يزيد على ما
يخصه .اه) .قوله :وله( أي للشخص الدائن) .وقوله :الخذ( أي ظفرا) .وقمموله :مممن مممال غريممم
غريمه( أي كأن يكون لزيد على عمرو دين ،ولعمرو على بكممر مثلممه .فلزيممد أن يأخممذ مممن بكممر
ماله على عممرو ،ويلزمممه حينئذ أن يعلممم الغريممم بأخمذه حممتى ل يأخمذ ثانيما ،وإن أخمذ كممان همو
الظالم ،ول يلزمه إعلم غريم الغريم إذ ل فائدة فيه ،ومن ثم لو خشي أن الغريم يأخذ منه ظلما،
لزمه فيما يظهر إعلمه) .قوله :وإن لم يظفر( أي الدائن الذي هو زيد في المثال) .وقمموله :بمممال
الغريم( أي غريم الدائن وهو بكر في المثال ،فإن ظفر به لم يجز له الخذ من مال غريم الغريم.
)قوله :وجحد غريم الغريم( يعني وكمان غريمم الغريمم الممذي همو بكممر جاحممدا لغريمممه الممذي همو
عمرو ،فلو كان مقرا له غير ممتنع من الداء لم يجز لزيد أن يأخذ منه شيئا) .قوله :جاز له( أي
للخذ بنفسه ،فلو وكل بذلك أجنبيا لم يجز ،فإن فعل ضمممن المباشممر .قممال فممي التحفمة :ولمو قيممل
بجواز الستعانة به لعاجز عن نحو الكسر بالكلية لم يبعد) .قوله :كسر باب أو قفل ونقب جممدار(
أي بشرط أن ل يكممون ممما ذكممر مرهونمما أو مممؤجرا ،ول المحجممور عليممه حجممر فلممس) .وقمموله:
للمدين( متعلق بمحذوف صفة لكل مممن بمماب وقفممل وجممدار .ويشممترط فيممه أن ل يكممون صممبيا أو
مجنونا أو غائبا ،فل يؤخذ من مالهم إن ترتب عليممه كسممر أو نقممب لعممذرهم ،خصوصمما الغممائب.
وإن لم يترتب على الخذ ما ذكر جاز ،وبعضهم منع الخممذ مممن مممالهم مطلقمما .وعبممارة النهايممة:
ويمتنع نحو النقب في غير متعد لنحو صغر .قال الذرعي وفي غائب معممذور وإن جمماز الخممذ.
اه) .قوله :إن تعين( أي المذكور من الكسر والنقب ،فإن لم يتعين ذلك لم يجز .فلمو فعمل ضممن.
)قوله :وإن كان معه بينة( أي يجوز له الكسر والنقب وإن كان بينة معه تشممهد بممالحق الممذي لممه.
قال في التحفة :وإن كان الذي له تافه القيمة ،أو اختصاصا ،كما بحثممه الذرعممي .اه) .قمموله :فل
يضممنه( مفمرع علمى جمواز الكسمر والنقمب ،وضمميره يعمود علمى الممذكور ممن البماب والقفمل
والجدار) .قوله :كالصائل( أي فإنه لمو تعمذر دفعمه إل بمإتلف مماله جماز ،ول يضممن .وعبمارة
التحفة :ول يضمن ما فوته ،كمتلف مال صائل تعذر دفعه إل بإتلفه .اه) .قوله :وإن خاف فتنممة
الخ( محترز قوله بل خمموف فتنممة) .وقمموله :أي مفسممدة( تفسممير لقمموله فتنممة) .قمموله :تفضممي إلممى
الحرم( أي تؤدي تلك المفسدة إلى ارتكاب حرام) .وقوله :كأخذ ممماله( أي مممال الخممذ الممدائن لممو
اطلع عليه ،وهو مثال للمفسدة التي تفضي إلى محرم .إذ أخممذ مممال الممدائن حممرام) .قمموله :وجممب
الرفع( جواب إن) .قوله :أو نحوه( أي كنائبه ومحكممم وذوي شمموكة) .قمموله :لتمكنممه( أي الممدائن،
وهو تعليل لوجوب الرفع للقاضممي )وقمموله :مممن الخلص بممه( أي مممن خلص حقممه مممن المممدين
بالقاضي) .قوله :ولو كان الدين
] [ 288
على غير ممتنع( أي على مقر غيممر ممتنممع مممن الداء ،وهممذا مفهمموم قمموله مماطممل الممخ.
)قوله :طالبه( أي طالب الدائن مدينه غير الممتنع) .قوله :فل يحل أخمذ شمئ( أي ممن ممال غيممر
الممتنع من غير مطالبة) .وقوله :له( يصح تعلقه بالفعل ،ويصممح بالمصمدر) .قموله :لن لمه( أي
للمدين غير الممتنع) .وقوله :الدفع من أي ماله شاء( أي بخلف ما لو استقل بالخذ ،فربما يأخذ
شيئا ل تسمح نفس المدين به) .قوله :فإن أخذ( أي الدائن شيئا مممن مممال غيممر الممتنممع مممن أدائه.
)قوله :لزمه( أي الدائن الخذ) .وقوله :رده( أي للمدين) .قوله :وضمنه( أي ضمممان المغصمموب
إن تلف) .قوله :ما لم يوجد الخ( قيد للزوم الرد والضمان) .وقوله :شرط التقاص( وهو أن يكون
الذي أخذه مثل الذي له عند المدين جنسما وقمدرا وصمفة .قمال فمي المصمباح :قاصصمته مقاصمة
وقصاصا ،من باب قاتل إذا كان لك عليه دين مثل ما له عليك ،فجعلت الممدين فممي مقابلممة الممدين.
اه) .قوله :فرع( الولى فرعان لنه ذكرهما ،الول :قوله له السممتيفاء المخ .والثماني :قموله ولمه
جحد الخ) .قوله :له( أي للدائن المعلوم من السياق) .وقوله :استيفاء( الحاصل صورة المسألة أن
لعمرو مثل مائتي ريال على بكر ،وإحدى المائتين عليها بينة والخرى ليممس عليهمما ذلممك ،فممأدى
بكر المائة التي عليها البينة من غير إطلعها على الداء ،وأنكر المائة التي بل بينة ،فلعمرو أن
يدعي عليه بالمائة الولممى بممدل الثانيممة ،ويقيممم البينممة علممى ذلممك ،وإن كممان قممد أداهمما فممي الواقممع
للضرورة) .قوله :جاحد له( أي جاحد ذلك الخمر لمذلك المدين) .قموله :بشمهود( متعلمق باسمتيفاء
)وقوله :دين آخر له( أي للدائن )وقوله :عليه( أي على المدين الجاحد) .وقوله :قضممى مممن غيممر
علمهم( أي قضى ذلك الدين الخر من غير علم الشهود به) .قوله :وله جحد من جحده( يعني إذا
كان لزيد مائة ريال على عمرو ولعمرو على زيد كذلك وليس عليهما بينة ،فممأنكر عمممرو الممدين
الذي عليه لزيد ،فيجوز لزيد حينئذ أن يجحده أيضا) .قوله :مثل ماله( أي للجاحد) .وقوله :عليه(
أي على الدائن الول) .قوله :فيحصل التقاص( أي فكل منهما يجعل الممدين فممي ذمتممه فممي مقابلممة
الدين الذي في ذمة الخر) .قوله :فإن كان له( أي لمن يسوغ له الجحد) .وقوله :دون ممما للخممر
عليه( بأن تكون له خمسممون ريممال وللجاحممد عنممده مممائة ريممال مثل) .وقمموله :جحممد( جممواب إن.
)وقوله :من حقه( أي حق الجاحد) .وقوله :بقدره( أي بقدر حق نفسه ،وهو فممي المثممال المممذكور
خمسون ريال) .قوله :وشرط للدعوى الخ( إعلم أنه يشترط لصحة كل دعوى سواء كانت بدم أم
بغيره ،كغصب وسرقة وإتلف مال ستة شروط :الول أن تكون مفصلة بأن يفصممل المممدعي ممما
يدعيه ،وتفصيله يختلف باختلف المدعى به .ففي دعوى الدم يكون التفصيل بذكر قتله عمممدا أو
خطأ أو شبه عمد ،إفرادا أو شممركة .وفممي دعمموي نقممد يكممون بممذكر جنسممه ونمموعه وقممدره .وفممي
دعوى عين تنضبط بالصفات ،كحيوان وحبوب يكون بوصفها بصفات السلم .وفي دعوى عقممار
يكون بذكر جهة وبلد وسكة وحدود أربعة .وفي دعوى النكماح علمى حمرة يكمون بمذكر شمروطه
ورضاها إن كانت غير مجبرة ،وعلى أمة يكون بما ذكر ويزيممد عليممه ذكممر خمموف العنممت وفقممد
مهر حرة .الشرط الثاني :أن تكون ملزمة للمدعى عليه ،فل تسمممع دعموى هبممة شممئ أو بيعممه أو
القرار به حتى يقول وقبضته بإذن الواهب ،ويلزم البائع أو المقر التسليم إلي .وذلك لحتمال أن
يقول الواهب ،لكنك لم تقبضها بإذني ،فل يلزمه شئ .ولحتمال أن يكون للبائع حممق الحبممس ،أو
يكون المقر به ليس في يد المقر ،فل يلزمه التسليم إليه .الشرط الثالث :أن يعيممن المممدعى عليممه،
فلو قال قتله أحد هؤلء لم تسمممع دعممواه ،لبهممام المممدعى عليممه .الشممرط الرابممع :أن ل تناقضممها
دعوى أخرى ،فلو ادعى على واحد انفراده بالقتل ،ثم ادعى على آخر شركة فيه أو انفرادا به لم
تسمع دعواه الثانية ،لن الولى تكذبها ،ول يمكن
] [ 289
من العمود إلممى الولمى لن الثانيممة تكمذبها .الشممرط الخمامس :أن يكمون كمل مممن الممدعي
والمدعى عليه مكلفا ،ومثله السكران .الشرط السادس :أن يكون كل منهممما ملتزممما للحكممام وقممد
نظم بعضهم هذه الشروط بقوله :لكل دعوى شروط ستة جمعت تفصيلها مع إلممزام وتعييممن أن ل
تناقضها دعوى تغايرها تكليف كل ونقي الحرب للممدين وكلهمما تؤخممذ مممن كلمممه ممما عممدا التعيممن
بعضها صراحة وبعضها ضمممنا) .قمموله :حممتى تسمممع( أي تلممك الممدعوى ،أي يسمممعها القاضممي.
)وقوله :وتحوج إلى جواب( أي تحمموج الخصممم إلممى أن يجيممب صمماحب الممدعوى) .قمموله :بنقممد(
متعلق بالدعوى) .وقوله :خالص أو مغشوش( تعميم في النقد) .قوله :أو دين( معطوف على نقد:
أي وشرط للدعوى بممدين) .قمموله :مثلممي( أي ذلممك الممدين ،كممإردب حممب مسمملم فيممه أو مقممترض.
)وقوله :أو متقوم( هو بكسر الواو معطوف على مثلي ،وذلك كعبد مسلم فيه أو مقترض) .قمموله:
ذكر جنس( نائب فاعل شرط ،والمراد بالجنس هنا ما كثرت أفممراده واختلفممت صممفاته ل الجنممس
المنطقي -كما هو ظاهر -قال في فتح الجواد :وقد يغني النوع عنه) .قوله :من ذهممب أو فضممة(
بيان للجنس) .قوله :ونوع( معطوف علممى جنممس :أي وشممرط ذكممر نمموع كأشممر فممي أو ظمماهري
وكريممال مجيممدي ،أو فرنسمماوي كجنيممه فرنسمماوي أو مجيممدي وهكممذا) .قمموله :وصممحة وتكسممر(
معطوف أيضا على جنس :أي وشرط ذكر صحة وتكسر) .وقوله :إن اختلف بهما( أي بالصممحة
والتكسر غرض .وعبارة الروض وشرحه :وكذا بيان صحة وتكسممر نقممدان أثممرا فممي قيمتممه بممأن
اختلفت قيمته بهممما ،أممما إذا لممم تختلممف قيمممة النقممد بالصممحة والتكسممر فل يحتمماج إلممى بيانهمما اه.
بحذف) .قوله :وقدر( معطوف على جنممس أيضمما :أي وشممرط ذكممر قممدر كعشممرة) .قموله :كمممائة
درهم الخ( مثال للمستجمع للقيود ما عدا ما قبل الخير فلم يذكره ،وكان حقه أن يذكره .وعبممارة
شممرح الممروض :كمممائة درهمم فضممة ظاهريممة ،صمحاح أو مكسممرة .اه) .وقموله :أشممرفية( نسممبة
للسلطان الشرف) .قمموله :أطممالبه بهمما الن( زائد علممى القيممود السممابقة ،وهممو سمماقط مممن عبممارة
المنهج وشرح الروض ،فكان الولى إسممقاطه هنمما ،وإن كممان هممو ل بممد منممه لممما علمممت أن مممن
شروط الدعوى اللزام في الحال) .قوله :لن شرط الخ( علة لشتراط ما ذكر فممي المدعوى بنقمد
أو دين :أي وإنما شرط للدعوى بنقد أو دين ،ذكر ما ذكر لن شرط الدعوى أن تكممون معلومممة،
وهي ل تعلم إل بذكر ذلك في المدعى به) .قوله :وما علم الخ( هممو فممي معنممى السممتدراك علممى
اشتراط القدر ،فكان الولى زيادة أداة الستدراك كما في شرح الروض) .قوله :ول يشترط ذكر
القيمة في المغشوش( قال في التحفة :بناء على الصح أنه مثلي ،فقول البلقيني يجممب فيممه مطلقمما
ممنوع .اه .وكتب سم قوله بناء على الصح الخ .ما نصه :قضيته إعتبار ذكر القيمممة فممي الممدين
المتقوم لكن عبر في المنهج وشرحه بقوله :ومتى ادعى نقدا أو دينا مثليمما أو متقوممما وجممب ذكممر
جنس ونوع وقدر وصفة .اه .ولم يتعرض لعتبار ذكر القيمة ) .-قمموله :ول تسمممع دعمموى( أي
على المفلس) .وقوله :دائن مفلس( تركيب إضافي) .وقوله :ثبت فلسه( أي عند القاضممي) .قمموله:
أنه وجد مال( المصدر المنسبك من أن وإسمها وخبرها منصمموب بنممزع الخممافض ،وهممو متعلممق
بدعوى .والمعنى ل تسمع دعوى دائن على مفلس بأن المفلس تحصل عنده مممال) .وقمموله :حممتى
يبين( أي الدائن المدعى) .وقوله :سببه( أي سبب وجود المال عنممده) .قمموله :كممإرث الممخ( تمثيممل
للسبب) .قوله :وقدره( بالنصب معطوف على سببه ،أي وحتى يبين قدر المال الذي وجممد عنممده،
فإن لم يبين سببه وقدره ل تسمع دعواه عليه .أما في الول فالظاهر عدم وجود مال عنممده .وأممما
في الثاني فلن المال يطلق على أقل متمول فلربما أنه وجد مال
] [ 290
كما قال المدعي ،إل أنه ل يقع الموقع فل فائدة في سماع الدعوى) .قمموله :وفممي الممدعوى
بعين( معطوف على للدعوى بنقد ،أي وشرط في الدعوى بعين ،والمراد بها غير النقد ،أممما هممو
فقممد تقممدم ذكممره .آنفمما) .قمموله :تنضممبط بالصممفات( خممرج بممه العيممن الممتي ل تنضممبط بالصممفات
كالجواهر ،فالمعتبر فيها ذكر القيمة .فيقول جوهرة قيمتها كذا) .قموله :كحبمموب وحيموان( تمثيممل
للعين التي تنضبط بالصفات ،ومثل بمثالين إشارة إلمى أن ل فمرق فمي العيمن بيمن أن تكمون ممن
المثليات كالمثال الول ،أو من المتقومات كالمثال الثاني) .قوله :ذكمر صمفة نمائب( فاعمل شمرط
مقدرا قبل قوله وفي الدعوى بعين .وأفهم إطلقه إشتراط ذكممر الصممفة فممي المتقموم ،وهمو كممذلك
عند حجر .وعند م ر يجب في المثلي ،ويندب في المتقوم مع وجوب ذكر القيمة فيه) .قوله :بممأن
يصفها( أي العين المدعى بها) .وقوله :بصفات سملم( أي لنهما ل تتميمز التميمز الكاممل إل بهما،
وذلك بأن يذكر في الرقيق نوعه كحبشي أو رومي ،وذكورته أو أنوثته ،وقممده طممول أو قصممرا،
ولونه كممأبيض .ويممذكر فممي الثمموب الجنممس كقطممن أو كتمماب أو حريممر ،والنمموع كقطممن عراقممي،
والطول والعرض وهكذا .وقد تقدم تفصيل ذلك في باب السلم) .قوله :ول يجب ذكممر القيمممة( أي
قيمة العين إكتفاء بذكر صفات السلم) .قوله :فإن تلفت العيممن الممخ( مقابممل لمحممذوف ،أي هممذا إن
بقيت العين ،فإن تلفت الخ .ومثل التالفة ما إذا غابت عن البلد ،فيجب ذكر القيمة في المتقوم ،ول
يجب ذكر الصفات كما صرح بذلك في التحفة في فصل في غيبمة المحكموم بمه ،ونمص عبارتهما
مع الصل :ويبالغ وجوبا المدعي في الوصف للمثلممي ،ويممذكر القيمممة فممي المتقمموم وجوبمما ،إذ ل
يصير معلوما إل بها ،أما ذكر قيمة المثلي والمبالغة في وصف المتقوم فمندوبان كما جريا عليممه
هنا .وقولهما في الدعاوي يجب وصف العين بصفات السلم دون قيمتها مثليممة كممانت أو متقومممة،
محمول على عين حاضرة بالبلد يمكن إحضارها مجلس الحكم .اه) .قوله :وجب ذكر القيمة مممع
الجنس( أي ول يجب ذكر بقية الصفات ،لن القيمة هي الواجبة عند التلف ،فل حاجة لذكر شممئ
من الصفات معها) .قوله) :قوله :وفي الدعوى بعقار( معطمموف علممى للممدعوى بنقممد :أي وشممرط
في الدعوى بعقار) .وقوله :ذكر جهة( نائب فاعل شرط مقممدرا قبممل قمموله وفممي الممدعوى بعقممار،
والجهممة كالحجمماز أو الشممام) .وقمموله :ومحلممة( أي وذكممر محلممة - ،وهممي بفتحممتين وتشممديد اللم
المفتوحة -المعبر عنها بالحارة) .وقوله :وحدود أربعة( أي وذكر حممدود أربعممة وهممي -الشممرق
والغرب والشام واليمن ،-وبقي عليه ذكر البلد والسكة ،أي الزقاق ،وأنه فممي يمنممة داخممل السممكة
أو يسرته .وعبارة الروض وشرحه :ويبين فممي دعمموى العقممار الناحيممة والبلممدة والمحلممة والسممكة
والحدود الربعة ،وأنه في يمنة داخل السكة أو يسرته أو صدرها ذكره البلقيني ول حاجممة لممذكر
القيمة .اه) .قوله :فل يكفي ذكر ثلثة منها( أي من الحدود) .وقوله :إذا لم يعلم( أي العقار ،وهو
قيد في عدم الكتفاء بذلك) .قوله :فإن علم بواحد منها( أي ممن الحمدود الربعمة) .وقموله :كفمى(
أي ذكر ذلك الواحد) .قوله :بل لو أغنت شهرته( أي العقار ،كأن وضع لممه إسممم ل يشمماركه فيممه
غيره ،كممدار النممدوة بمكممة) .وقمموله :عممن تحديممده( أي بالحممدود الربعممة) .وقمموله :لممم يجممب( أي
التحديد) .قوله :وفي الدعوى بنكاح( معطوف أيضا على للدعوى بنقممد :أي وشممرط فممي الممدعوى
بنكاح) .وقوله :على امرأة( متعلق بالممدعوى ،وهممي ليسممت بقيممد ،بممل مثلهمما الرجممل ،فلممو ادعممت
زوجية رجل وذكرت ما يأتي من الصحة وشروط النكاح ،فأنكر فحلفت اليمين المممردودة ،ثبتممت
زوجيتها ووجبت مؤنتها وحل له إصابتها ،لن إنكار النكاح ليس بطلق ،قاله الممماوردي .وحممل
إصابتها يكون ظاهرا ل باطنا إن صدق في النكار) .قوله :ذكر صحته( أي النكاح ،وهممو نممائب
فاعل شرط المقدر أيضا) .وقوله :وشروطه( أي النكاح ،وذلك بأن يقول نكحتهمما نكاحمما صممحيحا
بولي وشاهدين ،ويصفهم بالعدالة ،ويصف المرأة بالرضا إن كانت غير مجممبرة .قممال فممي شممرح
الروض :ول يشترط تعيين الولي والشاهدين ،ول التعرض لعدم الموانع ،لن الصل
] [ 291
عدمها ولكثرتها .اه .وإنما شرط الجمع بين ذكر الصحة وذكر الشممرط مممع أن كممل واحممد
منهما يستلزم الخر إحتياطا في النكاح) .قوله :من نحو ولي الممخ( بيممان للشممروط ،ودخممل تحممت
نحو السيد الذي يلي نكاح المة) .وقوله :عدول( صفة لكل من ولي وشاهدين) .قوله :ورضمماها(
معطوف على نحو ولي من عطف الخاص على لعام ،ولممو قممال كرضمماها تمممثيل لنحممو ممما ذكممر
لكان أولممى) .وقمموله :إن شممرط( أي الرضمما) .وقمموله :بممأن كممانت غيممر مجممبرة( تصمموير لشممرط
الرضا .قال في التحفة :أما إذا لم يشترط رضاها كمجبرة فل يتعرض له بل لمزوجها من أب أو
جد ،أو لعلمها به إن ادعى عليها .اه) .وقوله :بل لمزوجها الخ( أي بل يتعرض لممه أو لممما بعممده
بأن يقول نكحتها ممن أبيهما أو جمدها ،أو همي عالممة بمه) .قموله :فل يكفمي فيمه( أي فمي دعموى
النكمماح ،وذكممر الضمممير مممع أن المرجممع مممؤنث لكتسممابه التممذكير مممن المضمماف إليممه) .وقمموله:
الطلق( أي بأن لم يتعرض للشروط ،وقيل يكفممي ذلممك ،ويكممون التعممرض لممذلك مسممتحبا ،كممما
اكتفى به في دعوى إستحقاق المال ،فإنه ل يشترط فيه ذكممر السممبب بل خلف ،ولنممه ينصممرف
إلى النكاح الشرعي ،وهو ما وجدت فيمه الشمروط .اه .نهايمة .تنمبيه :يسمتثنى ممن عمدم الكتفماء
بالطلق على المعتمد أنكحة الكفار ،فيكفي في الدعوى بهمما أن يقممول هممذه زوجممتي ،وإن ادعممى
استمرار نكاحها بعد السلم ذكر ما يقتضي تقريره .وأفاده المغنممي) .قمموله :فممإن كممانت الزوجممة
أمة وجب( أي زيادة على ما مر) .وقوله :ذكر العجز الخ( أي ذكر ما يبيممح لممه نكمماح المممة مممن
الشروط التي ذكرها ،وذلك بأن يقول نكحتها نكاحا صحيحا بممولي وشمماهدين ،وإنممي عمماجز عممن
مهر حرة ،وخائف العنت ،وليس تحتي زوجة حرة) .قوله :وفي الممدعوى بعقممد مممالي( معطمموف
على للدعوى بنقد أيضا :أي وشمرط فمي المدعوى بعقمد ممالي ،أي يتعلمق بالممال) .وقموله :كمبيع
وهبة( تمثيل له) .وقوله :ذكر صحته( أي العقد وهو نائب فاعل شرط المقدر كالذي قبله) .قوله:
ول يحتاج إلى تفصيل( أي ول يحتاج العقد المالي :أي الدعوى به إلممى تفصمميل بممذكر شممروطه،
بل يكفي فيه الطلق ،وقيل يشترط فيه ذلك كأن يقول بعته إياه بيعا صحيحا بثمن معلوم ،ونحن
جائزا التصرف وتفرقنا عن تراض) .قوله :كما في النكاح( تمثيل للمنفممي ،فممإنه يحتمماج فيممه إلممى
التفصيل كما مر) .وقوله :لنه( أي النكماح ،وهمو علمة لكمون النكماح يحتمماج فيممه إلمى التفصمميل.
)وقوله :أحوط حكما منه( أي مممن العقممد المممالي ،وكممان المناسممب فممي العلمة أن يقمول :لنممه دون
النكاح في الحتياط) .قوله :وتلغو الدعوى بتناقض( أي بوجود تنمماقض :أي منمماقض لهمما ،وذلممك
كأن يدعي شخص على إنسان أنه قتل مورثه وحده ،ثم يدعي ثانيا ويقول قتله آخر وحممده أو مممع
الول ،فل تسمع الثانية لمناقضتها الولممى ،ول يمكنممه الرجمموع إلممى الولممى لمناقضممتها الثانيممة.
ومحل إلغاء ما ذكر إذا لم يحصل إقرار من المدعى عليه حينئذ ،فيؤاخذ مدعى عليه مقر صممدقه
المدعي في إقراره بمضمون الولى أو الثانية لن الحق ل يعدوهما ،وغلط المدعي في الخممرى
محتمل) .قوله :فل يطلب الممخ( تفريمع علمى إلغائهمما) .قمموله :كشمهادة( أي كإلغماء شمهادة خممالفت
الدعوى ،فالكاف للتنظير) .قوله :كأن ادعى الخ( تمثيل للغاء الشهادة ،ولم يمثل للغاء الممدعوى
وقد علمته) .وقوله :بسبب( أي كإرث مثل) .قوله :فذكر الشاهد سببا آخر( أي كهبمة) .قموله :فل
تسمع( أي الشهادة )قوله :لمنافاتها( أي الشهادة) .وقوله :الدعوى( مفعول المصدر ،أو منصمموب
بإسقاط الخافض) .قوله :وقضيته( أي التعليل) .وقوله :أنه( أي الشاهد) .وقمموله :لممو أعادهمما( أي
الشهادة) .وقوله :قبلت( أي الشهادة .قال في التحفة :وينبغي تقييده بمشهور بالديانممة إعتيممد ،نحممو
سبق لسان أو نسيان .اه) .قوله :وبه صرح الخ( أي وبقبول الشهادة المعادة ،صرح الشيخ
] [ 292
إسماعيل الحضرمي) .قوله :ول تبطل الدعوى بقوله( أي المدعي) .وقوله :شهودي فسقة
الخ( الجملة مقول القول .وخرج بالدعوى نفس البينة ،فتبطل بقمموله المممذكور ول تقبممل .قممال فممي
الروض وشرحه :ومن كذب شهوده سقطت بينته لتكذيبه لها ل دعواه ،لحتمال كونه محقا فيها،
والشهود مبطلين لشهادتهم بما ل يعلمون ،وفي مثله قال الم تعممالى) * :وال م يعلممم إنممك لرسمموله
وال يشهد إن المنافقين لكاذبون( * .اه) .قوله :فله إقامة الخ( مفمرع علمى عمدم بطلن المدعوى:
أي وإذا لم تبطل الدعوى فله إقامة بينة أخرى :أي غير بينته الولى ،أما هي فل تقبل ثانيا ما لم
تحصل توبة وتمضممي مممدة السممتبراء ،وإل قبلممت -كممما فممي البجيرمممي -نقل عممن سممم .ونممص
عبارته :ولو قال شهودي فسقة أو عبيممد ثممم جمماء بعممد ،فممإن مضممت مممدة اسممتبراء أو عتممق قبلممت
شهادتهم .وإل فل .اه) .قوله :والحلف( هكذا في التحفة .وانظر ما المراد بمه ؟ فمإن كمان الممراد
أن له إقامة البينة مع الحلف فانظر لي شممئ يحلممف ؟ وإن كممان المممراد أن لممه إقامممة البينممة ولممه
الحلف بمعنى أنه مخير بينهما فل يصح إذ ل يقبممل منممه حلممف فقممط ،وإن كممان المممراد بممه حلممف
النكول بأن قال القاضي للخصم بعد عجز المدعي عن التيان بالبينمة أحلمف ،فمأبى الخصمم ذلمك
صح ،ولكنه بعيد من كلمه .فتأمل) .قوله :ومن قامت عليه بينة( أي شممهدت عليممه بينممة) .قمموله:
بحق( أي بثبوت حق عنده ،والجار والمجرور متعلق بقامت) .قوله :ليس له( أي لمن قامت عليه
البينة) .وقوله :تحليف المدعي( أي على من قامت عليه البينة بحق) .وقمموله :علممى اسممتحقاق ممما
ادعاه( متعلق بتحليف) .وقوله :بحق( هو ضد الباطل ،وهو متعلق بإستحقاق :أي ليس لمن قامت
عليه البينة أن يحلف المدعي بأن ما ادعى به عليه يستحقه بحق) .قوله :لنه( أي التحليف ،وهمو
علة لقوله ليس له الخ) .وقوله :تكليف حجة( هي اليمين ،وهممي حجممة فممي الجملممة) .وقمموله :بعممد
حجة( هي البينة) .قوله :فهو الخ( أي تحليف المدعي مع إقامممة البينممة كممالطعن فممي الشممهود ،أي
القدح فيهم ،وهو ممتنع فكذلك التحليف بعد إقامة البينة .ممتنع ،وهذا تعليل ثان لقمموله ليممس الممخ.
وعبارة النهاية :لنه كالطعن في الشهود ،ولظاهر قمموله تعممالى) * :واستشممهدوا شممهيدين( * .اه.
)قوله :نعم له تحليف الخ( إستثناء من امتناع التحليف مع إقامة البينة ،فكأنه قممال يمتنممع التحليممف
مع إقامة البينة ،إل إن ادعى المدين أنه معسر وأقام بينة على إعساره ،فللدائن تحليفممه بممأنه ليممس
عنده مال ،لحتمال أن يكون له مال باطنما) .قموله :بإعسمماره( تنمازعه كممل ممن تحليمف والبينمة.
)قوله :لجواز الخ( علة لكون الدائن له أن يحلف المدين) .وقوله :مال ل باطنا( أي لم تطلع عليه
البينة) .قوله :ولو ادعى الخ( هذا استثناء أيضا من امتناع التحليممف مممع إقامممة البينمة ،فكمأنه قمال
يمتنع التحليف مع إقامة البينة ،إل إن ادعى الخصم بعد إقامة البينة عليه أنه أدى الدائن حقه وأن
الدائن أبرأه منه أو غير ذلك ،فله أن يحلفه على نفي ما ادعاه) .قوله :خصمه( أي خصم الممدائن،
وهو المدين) .قوله :مسقطا لمه( أي للحمق) .قموله :كمأداء المخ( تمثيمل للمسمقط) .وقموله :لمه( أي
للحق ،وكذا ضمير منه بعد .وفي المغني ما نصه :يستثني من إطلق المصنف الداء ما لمو قممال
الجير على الحج قد حججت ،فإنه يقبل قوله ول يلزمه بينة ول يميممن .قمماله الممدبيلي .اه) .قموله:
أو شرائه( بالجر عطف علممى أدائه :أي وكشممرائه :أي الحممق منممه :أي مممن المممدعي ،وذلممك بممأن
يدعي عليه بعبد مثل في ذمته ويقيم البينة علممى ذلممك ،فيقممول الخصممم قممد اشممتريته منممك) .قمموله:
فيحلف( يصح قراءته بالبناء للمجهول ،فيكون بضممم اليمماء وفتممح الحمماء وتشممديد اللم المفتوحممة،
وضميره يعود على الدائن المدعى عليه بالداء ونحوه .ويصممح قراءتممه بالبنمماء للمعلمموم ،فيكممون
بفتح الياء وسكون الحاء وكسر اللم .والمناسب الول) .وقوله :على نفي ما ادعاه الخصم( أي
] [ 293
بأن يقول وال ما تأديت منه الحق ول أبرأته ول بعته عليمه) .قموله :لحتممال مما يمدعيه(
تعليل لكونه يحلف ،ومحل تحليفه على نفي ذلك إن ادعى الخصم ذلك قبل قيام البينممة والحكممم أو
بينهما ومضي زمن إمكانه ،وإل فل يلتفت لدعواه كذا في شرح المنهج) .قمموله :وكممذا لممو ادعممى
الخ( أي وكذلك يحلف على نفي ما ادعاه لمو ادعمى الممخ وهمو مسمتثنى ممما ممر أيضما) .وقموله:
علمه( مفعول ادعى ،وضميره يعود على من ادعممى عليممه بحممق دائنمما أو غيممره) .وقمموله :بفسممق
شاهده( أي الذي أقامه شاهدا على حقه ،وهو مفرد مضمماف فيعممم فيشمممل الشمماهدين) .وقمموله :أو
كذبه( أي أو علمه بكذبه ،فهو بالجر معطوف على بفسق .وعبارة الروض وشممرحه :وإن ادعممى
علمه بفسق الشهود أو كذبهم ،فله تحليفه أنه ل يعلم ذلك لنه لممو أقممر بممه لنفعممه ،وكممذا إن ادعممى
عليه بكل ما لو أقر به لنفعه ،كأن ادعمى إقممراره لمه بكممذا :أي بالممدعي بمه المخ .اه) .قموله :ول
يتوجه حلف على شاهد أو قاض الخ( عبارة الممروض وشممرحه :ول يجمموز تحليممف القاضممي ول
الشهود ،وإن كان ينفع الخصم تكذيبهما أنفسهما لما مر أن منصممبهما يممأبى التحليممف .اه) .قمموله:
ادعى( أي الخصم) .وقوله :كذبه( أي الشاهد في شمهادته ،أو القاضمي فمي حكممه .وعبمارة متمن
المنهاج :ول يحلف قاض على تركه الظلم في حكمه ،ول شاهد أنه لممم يكممذب .اه) .قمموله :لنممه(
أي توجه الحلف عليهما ،وهو علمة لقموله ول يتمموجه) .وقموله :يمؤدي إلمى فسمماد عمام( أي وهمو
ضياع حقوق الناس ،وذلك لن التحليف كممالطعن فممي الشممهادة أو فممي الحكممم ،وليممس هنمماك أحممد
يرضى الطعن في شهادته أو في حكمه ،فإذا علم الشاهد أو القاضي أنه يحلف ،امتنممع الول مممن
الشهادة والثاني من الحكم ،فيؤدي ذلك إلى ضياع حقوق الناس ،وهذا فساد عام .هذا ما ظهر في
معنى الفساد العام) .قوله :ولو نكل( أي مقسم البينمة ممن الحلمف ،وهمو مرتبمط بالصمور الثلث:
أعني قوله :نعم له تحليف الخ .وقوله :لو ادعى خصمه الخ .وقوله :وكممذا لممو ادعممى الممخ .ومقيممم
البينة في الصورة الولى المدين المعسر ،وفي الصورتين البمماقيتين المممدعي بحممق دائنمما كممان أو
غيره) .قوله :حلمف الممدعى عليمه( أي اليميمن المممردودة ،والمممدعى عليممه فمي الصمورة الولمى
الدائن ،وذلك لن المدين يدعي بأنه معسر فطلب الدائن منممه اليميممن ونكممل منهمما ،فيحلممف الممدائن
حينئذ اليميممن المممردودة ،ول تسمممع بينممة العسممار .وفممي الصممورتين البمماقيتين مممن عليممه الحممق.
)وقوله :بطلت الشهادة( أي بالعسار في الصورة الولممى ،وبثبمموت الحممق فممي ذمممة المممدين فممي
الصورتين الباقيتين) .قوله :وإذا طلب المهال( أي من القاضي) .قوله :مممن قممامت عليممه البينممة(
من إسم موصول فاعل طلب ،والجملة بعده صلة الموصول) .قوله :أمهله القاضي( أي أمهل من
طلب منه المهال) .قوله :لكن بكفيممل( أي لكممن يمهلممه بشممرط أن يممأتي بكفيممل عليممه يحضممره إذا
هرب) .قوله :وإل( أي وإن لم يأت بكفيل) .وقوله :فبالترسيم عليه( أي فيمهله مع الترسيم عليممه:
أي المحافظة عليه من طرف القاضي) .قوله :إن خيف هربه( راجع لصل السممتدراك كممما فممي
الرشيدي) .قوله :ثلثة( مفعول في لمهل ،أو نائب عن المفعول المطلق :أي إمهممال ثلثممة أيممام.
)قوله :ليأتي( أي من طلب المهال ،وهو علة طلبه إياه .أي طلممب المهممال لجممل أن يممأتي المخ.
)وقوله :بدافع( أي بينة دافع ،فهو على حذف مضمماف ،إذ المممأتي بممه البينممة ل الممدافع الممذي بينممه
بقوله من نحو أداء أو إبراء ،ويجب استفساره الدافع إن لم يفسره وكان جاهل لنه قممد يتمموهم ممما
ليس بدافع دافعا ،بخلف ما إذا كان عارفا) .قوله :ومكن من سفره( أي إن احتاج في إثباته إليه.
)وقوله :ليحضره( أي الدافع :أي بينته كما علمت) .قوله :إن لم تزل المدة( أي مدة السممفر ،وهممو
قيد لتمكينه من السفر) .وقوله :على الثلثة( أي التي هي مدة المهال ،فإن كممانت تزيممد عليهمما ل
يمكن منه .وفي البجيرمي :فرع :لو قال لي بينة فممي المكممان الفلنممي والمممر يزيممد علممى الثلثممة
فمفهوم كلمهم عدم المهال ،فلو قضى عليه ثم أحضممرها بعممد الثلثممة أو قبلهمما سمممعت .عميممرة
شوبري .اه.
] [ 294
)قوله :لنها( أي الثلث ل يعظم الضرر فيها ،وهو تعليل لكونه يمهممل ثلثممة مممن اليممام.
قال في التحفة :ولو أحضر بعد الثلث شهود الدافع ،أو شاهدا واحدا ،أمهل ثلثا أخممرى للتعممديل
أو التكميل ،كما صرح به الماوردي ،لكن ضعفه البلقينممي .ولممو عيممن جهممة ولممم يممأت ببينتهمما ثممم
ادعى أخرى عند انقضاء مدة المهلة واستمهل لها لم يمهل ،أو أثنائهما أمهمل بقيتهما .اه) .وقموله:
ولو عين جهة( أي للدفع ،كأداء أو إبراء) .قوله :ولو ادعمى( أي شممخص) .وقموله :رق( مفعمول
ادعى) .قوله :مجهول النسب( خرج به ما إذا علممم نسممبه ،فل تسمممع دعمموى الممرق عليممه أصممل.
)قوله :فقال( أي البالغ العاقل المدعى عليه في الرق) .قوله :أنا حر أصالة( أي ل يضممرب علممي
الرق أصل .وفي سم وقع السؤال عما لو كانت أمه رقيقة وقال أنا حر الصممل ،فهممل يقبممل قمموله
بيمينه أيضا ،لحتمال حرية الصل مع ذلك بنحو وطئ شبهة يقتضي الحرية .أو ل بد مممن بينممة
لن الولد يتبع أمه في الرق ،فالصل في ولد الرقيقة هو الرق ،وفيه نظر .ولعل الوجه الثمماني،
وبه أفتى م ر متكررا ،ويؤيده تعليلهم بموافقة الصل وهو الحرية ،إذ ل يقال في ولد الرقيقممة أن
الصل فيه الحرية .اه) .قوله :ولم يكن( أي المدعى عليه بالرق) .وقوله :قد أقر له( أي لمممدعي
الرق ،أي أو لغيره .وعبارة شرح الروض ولم يسبق منه إقممرار بممرق اه .وهممي أولممى) .وقمموله:
قبل( أي قبل قوله أنا حر أصالة .وخرج به ما لو أقر بالرق ثممم ادعممى حريممة الصممل فل تسمممع
دعواه بها ،كما صرح به في التحفة قبيل باب الجعالة .وفي شرح الروض وخرج ما لو قممال أنمما
عبد فلن ،فالمصدق السيد لعتراف العبد بالرق ،وأنه مال ثبتت عليه اليد ،واليد عليه للسمميد فل
تنتقل بدعواه .اه) .وقوله :وهو رشمميد( الجملمة الحاليمة ،أي لممم يكمن قممد أقممر بمه فمي حممال كمونه
رشيدا ،وفي التقييد به خلف .ولذلك قال في التحفة :وهو رشيد على ما مر قبيل الجعالة ،ونممص
عبارته هناك ،وإن أقر به أي الرق ،وهو المكلف .وعن ابن عبد السلم ما يقتضي اعتبار رشممده
أيضا ،وظاهر كلمهم خلفه .اه .وكتب سم قوله اعتبار رشده قد يؤيده أنه إقرار بمممال وشممرطه
الرشد ،اللهم إل أن يمنع أن القرار بالرق ليس من القرار بالمال ،وإن ترتممب عليممه المممال .اه.
)قوله :حلف( أي مدعي الحرية) .قوله :فيصدق بيمينه( أي إن لم يممأت مممدعي الممرق ببينممة ،وإل
قدمت) .قوله :وإن استخدمه( أي إستخدم مدعي الرق مدعي الحرية ،وهو غاية لتصممديق الثمماني
بيمينه) .قوله :قبل إنكاره( أي إنكمار ممدعي الحريمة المرق ،وهمو ل مفهموم لمه كمما همو ظماهر.
)قوله :أو تداولته اليدي( معطوف علممى الغايممة ،فهممو غايممة أيضمما :أي وإن تممداولته اليممدي :أي
استعملته اليدي بأن صار ينتقل من يد إلى يد أخرى على سبيل الستخدام ،أو الجارة ،أو البيع.
)قوله :لموافقته الصل( تعليل لقوله فيصدق بيمينه ،وعبارة شممرح الممروض :صممدق بيمينممه وإن
تداولته اليدي وسبق من مدعي رقه قرينة تدل على الرق ظاهرا ،كاستخدام وإجارة قبممل بلمموغه
لن اليد والتصرف إنما يدلن علممى الملممك فيممما هممو مممال فممي نفسممه ،وهممذا بخلفممه لن الصممل
الحرية .اه) .قوله :وهو( أي الصل الحرية) .قوله :ومن ثممم( أي مممن أجممل أن الصممل الحريممة.
)وقوله :قدمت بينة الرق( أي البينة المثبتة للرق) .وقمموله :علممى بينممة الحريممة( أي البينممة المثبتممة
للحرية) .قوله :لن الولى الخ( علة للمعلل مع علته :أي وإنما قممدمت بينممة الممرق لكممون الصممل
الحرية ،لن مع بينة الرق زيادة علم :أي علم بينة الحرية ،وبيان ذلك أن بينة الحرية إنما علمت
بالصل فقط وهو الحرية ،وبينة الرق علمت به وبطرو الرق عليها فعلمها يزيد على علم الولى
بذلك) .وقوله :بنقلها عن الصل( الضمير يعود على البينة ،والباء سببية متعلقة بزيادة :أي وإنما
كان معها زيادة علم بسبب إنتقالها عن الصل الذي هممو الحريممة ،وشممهادتها بخلفممه وهممو الممرق
الذي يطرأ غالبا على الحرية) .قوله :وخرج بقولي أصالة( أي من قوله أنمما حممر أصممالة) .قمموله:
ما لو قال( أي مدعي الحرية الرق) .وقموله :أعتقتنمي المخ( مقمول القمول) .قموله :فل يصمدق إل
ببينة( أي ل يصدق مدعي العتممق إل ببينممة يقيمهمما عليممه ،لن الصممل عممدمه) .قمموله :وإذا ثبتممت
حريته
] [ 295
الصلية( مثله ما لو ثبتت حريته العارضة بالعتق بالبينمة ،فيرجمع المشمتري علمى بمائعه.
)قوله :بقوله( أي بقوله أنا حر أصالة :أي مع اليمين كما هممو ظمماهر) .قمموله :رجممع الممخ( جممواب
إذا) .قوله :وإن أقر( أي المشتري له .أي للبائع بالملك وهو غاية للرجوع بممالثمن) .قمموله :لنممه(
أي المشتري المقر وهو علممة لمقممدر :أي فل يضممر إقممراره لنممه الممخ) .وقمموله :بنمماه( أي الملممك.
)وقوله :على ظاهر اليد( أي على ظاهر كونه تحت يده وتصرفه ،فإن الذي يظهر مممن ذلممك أنممه
ملكه) .قوله :أو ادعممى( معطمموف علممى مممدخول لممو ،فهممي مسمملطة عليممه أيضمما ،أي ولممو ادعممى
شخص رق صمبي أو مجنمون) .وقموله :كمبير( صمفة لمجنمون) .قموله :ليمس( أي ممن ذكمر ممن
الصبي والمجنون) .وقوله :في يده( أي في قبضته وتصرفه .والضمير يعود على مممدعي الممرق.
)قوله :وكذبه( أي كذب المدعي صاحب اليد :أي بأن قال له أنه ليس برقيق ،وهذا إذا كان في يد
غيره ،وإل فقد يكون ليس في يد أحد والحكم واحد) .قوله :لم يصممدق( أي مممدعي الممرق) .قمموله:
من بينة( هو مع ما بعده بيان للحجة) .وقوله :أو يمين مردودة( أي من صاحب اليد) .قمموله :لن
الصل عدم الملك( أي ول يترك هذا الصل إل بحجة) .قوله :فلو كان الصبي بيممده( أي مممدعي
الرق) .وقوله :وصدقه صاحب اليد( إظهار في مقام الضمار ،وهو محترز قوله وكذبه صاحب
اليد) .قوله :حلف( أي مدعي الرق ،أي يحكم له به باليمين) .قمموله :لخطممر شممأن الحريممة( تعليممل
للحلف) .قوله :ما لم يعرف لقطه( أي يحلف ويصدق به ما لم يعلم لقط صاحب اليد له ،فالمضير
يعود على صاحب اليد مطلقا ،سواء كان هو مدعي الرق أم ل ،والضممافة مممن إضممافة المصممدر
لفاعله ،ويصح أن يعود على المدعى عليه بالرق ،والضمافة ممن إضمافة المصمدر لمفعموله بعمد
حذف الفاعل) .قوله :ول أثر لنكاره( أي المدعى عليه بالرق إذا بلغ .نعم :إن أتممى ببينممة صممدق
بها) .قوله :فإن عرف لقطه( محترز قوله ما لم يعرف لقطه) .قمموله :لممم يصممدق( أي مممن ادعممى
الرق سواء كان هو الملتقمط أو ممن كممان تحمت يممده كمما مممر) .وقموله :إل ببينممة( أي لن اللقيممط
محكوم عليه بالحرية ظاهرا فل يزال عنها إل بمستند قوي وهو البينة) .قوله :ل تسمممع الممدعوى
بدين مؤجل( قال في النهاية :إل إن كان بعضه حال وادعى بجميعه ليطالبه بما حل سمممعت .اه.
)قوله :إذ لم يتعلق بها( أي بدعوى الدين المؤجل) .وقوله :إلممزام ومطالبممة فممي الحممال( أي ومممن
شرط الدعوى كما تقدم أن تكون ملزمة المدعى عليه بالمدعى به في الحال) .قمموله ويسمممع قممول
البائع المبيع وقف الخ( أي إذا باع عينا ثم ادعى الوقفية وأن البيع باطل ،سمعت دعواه .والمممراد
بسماعها بالنسبة لتحليف الخصم أنه باعه وهي ملكه .وفائدة ذلممك أنممه ربممما ينكممل فيحلممف البممائع
بأنها ليست ملكا وإنما هي وقف ،ويبطل البيع وهممذا إن لممم يكممن عنممده بينممة ،وإل عمممل بهمما ،ول
تحليف كما هو ظاهر) .قوله :وكذا ببينة( لعل الباء زائدة من النساخ :أي وكذا تسمممع بينممة أيضمما
إن وجدت) .وقوله :إن لم يصرح حال الخ( قيد لقوله وكذا ببينمة :أي وكمذا تسممع إن لمم يصمرح
البائع حال البائع بأنها ملكه بأن اقتصر على البيع ولم يممذكر شمميئا) .قمموله :وإل سمممعت الممخ( أي
وإل لم يصرح ،بأن صرح حال البيع بأنها ملكه ثممم ادعمى الوقفيمة سمممعت دعمواه فقمط ،أي ولممم
تسمع بينته ،ولو قال وإل لم تسمع بينته وسمعت دعواه الخ لكممان أنسممب) .وقمموله :لتحليممف الممخ(
هذا ثمرة سماع دعواه :أي سمعت دعواه لجل تحليف الخصم أنه باعه والمبيع ملك له ل وقف،
فإن حلف استمر البيع على صحته ،وإل بأن نكل حلف البممائع وبطممل الممبيع وثبتممت الوقفيممة ،وممما
ذكرته من الحل المذكور هو مقتضى صنيعه كالتحفة ،ويؤيده عبارة النوار ونصها :ولممو ادعممى
البائع أنه وقف قال القفال :ل تسمع بينته والتقييد بها يشعر بسماع دعواه وتحليف خصمه ،وقممال
العراقيون تسمع إذا لم يصرح بأنه ملكه
] [ 296
بل اقتصر على البيع .اه .وقوله تسمع :أي البينة .وجرى في الروض وشممرحه علممى أنممه
إذا لم يصرح بأنهمما ملكممه سمممعت دعممواه وبينتممه ،وإذا صممرح بممذلك لممم تسمممع دعمواه ،ول بينتممه
وعبارتهما :ولو ادعى البائع وقفها ولم يكن قممال حيممن الممبيع هممي ملكممي سمممعت دعممواه للتحليممف
وبينته وإل :أي وإن قال ذلك لم تسمع دعواه ول بينته ،وتقييد سماع دعمواه بكممونه لممم يقبمل ذلممك
من زيادته أخذا من المسألة التية ،وظاهر أن محل عدم سماعها فيهما إذا لممم يمذكر تممأويل .ولمو
قال البائع للمشتري منه بعتك وأنا ل أملكها والن قد ملكتها ،ولم يكن قال حين البيع هممي ملكممي،
سمعت دعواه وبينته .فإن لم يكن له بينة حلف المشتري أنه باعه إياها وهي ملكه ،وإن كان قممال
ذلك لم تسمع دعواه ول بينته .اه .وقوله إذا لم يذكر تأويل :أي لقمموله أول هممي ملكممي ،ثممم قمموله
ثانيا هي وقف ،فإن ذكر تأويل سمممعت دعممواه وبينتممه ،والتأويممل مثممل أن يممبيعه ظانمما أنهمما ملكممه
لكونه ورثها لم يعلم أن مورثه أوقفها ،ثم يتبين له بعد البيع أنممه قممد وقفهمما فتسمممع دعممواه الوقفيممة
وبينتها ،وال سبحانه وتعالى أعلم.
] [ 297
فصل في جواب الدعوى وما يتعلق به لما أنهى الكلم على بيان كيفية الدعوى شرع فممي
بيان كيفية الجواب وما يكفي منه وما ل يكفي .والجواب شيئان :إما إقرار أو إنكار) .وقوله :وما
يتعلق به( أي بالجواب ،وهو اليمين أو النكول) .قوله :إذا أقر المدعى عليه( أي بالحق للمممدعي،
أي وكان ممن يصح إقراره) .قوله :ثبت الحق( أي عليه للمدعي) .وقوله :بل حكم( أي من غير
افتقار لحكم بخلف ما إذا ثبت بالبينة فيفتقر إليه ،لن قبولها يفتقر إلى نظر واجتهاد) .قوله :وإن
سكت( أي المدعى عليه) .وقوله :عن الجواب( أي للدعوى الصممحيحة ،وهمو عممارف أو جاهممل،
أو حصلت له دهشة ،وأعلم أو نبه فلم يمتثل .وإعلمه أو تنبيهه عنممد ظهممور كممون سممكوته لممذلك
واجب) .قوله :وأمره القاضي به( أي بالجواب بأن يقول له أجبه) .قوله :وإن لم يسممأل المممدعي(
غاية في أمر القاشي له به :أي يأمره بذلك وإن لم يطلب المدعي من القاضممي ذلممك) .قمموله :فممإن
سكت( أي فإن استمر على السكوت عن الجممواب بعممد أمممر القاضممي فكمنكممر :أي فحكمممه كحكممم
المنكر للمدعى به) .وقوله :فتعرض عليه اليمين( بيان لذلك الحكممم .قممال فممي الممروض وشممرحه:
ويستحب عرضها -أي اليمين -على الناكل ثلثا وعرضها على ساكت عنها آكممد مممن عرضممها
على الناكل .اه) .قوله :فإن سكت( المممراد بممه هنمما السممكوت عممن الحلممف بعممد أن عممرض عليممه،
وليس المراد السكوت عن الجواب ،وإل كان مكررا مع قوله أول فممإن سممكت فكمنكممر) .وقمموله:
أيضا( أي كما أنه سكت أول عن الجواب) .قوله :ولم يظهر سببه( أي سبب السممكوت مممن جهممل
أو دهشة ،والفعل يقرأ بالبناء للمعلوم وما بعد فاعله) .قمموله :فنأكممل( أي فكنأكممل :أي ممتنممع عمن
الحلف .قال في الروض وشرحه :والسكوت عن الحلف بعد الستحلف ل لدهش ونحوه كغبمماوة
نكول ،كما أن السكوت عن الجواب في البتداء إنكار هذا مع الحكم به :أي بالنكول ليرتب عليممه
رد اليمين بخلف ما لو صرح بالنكول ،فإنه يردها وإن لم يحكم به ،وبخلف السكوت لدهش أو
نحوه ليس نكول ،وليس للقاضممي أن يحكممم بممأنه نكمول .اه) .قمموله :فيحلممف المممدعي( أي اليميممن
المردودة ويثبت بها الحق ،وهو تفريع على قوله فنأكل) .قوله :وإن أنكممر الممخ( مقابممل قمموله وإن
سكت ،وهو دخول أيضا على قوله فإن ادعى الخ) .قمموله :اشممترط( أي لصممحة إنكمماره) .وقمموله:
إنكار ما ادعي عليه( أي به فالعائد على ما محممذوف) .وقمموله :وأجممزائه معطمموف علممى ممما( أي
وإنكار أجزاء ما ادعى عليه به) .وقوله :إن تجزأ( أي إن كان له أجزاء كالعشرة التيممة) .قمموله:
فإن ادعى الخ( تفريع على قوله وإن أنكر إشمترط المخ) .قموله :لممم يكمف فمي الجمواب( أي علمى
سبيل النكار) .وقوله :ل تلزمني العشرة( فاعل يكفي قصد لفظه :أي لم يكف هذا اللفظ) .وقوله:
حتى يقول ول بعضها( أي فممإذا قممال ذلممك مممع قمموله أول ل تلزمنممي العشممرة كفممى فممي الجممواب.
)قوله :وكذا يحلف( أي ومثل الجواب المذكور يكون الحلممف ،فل يكفممي أن يحلممف علممى العشممرة
حتى يقول ول بعضها) .قوله:
] [ 298
إن توجهت اليمين عليه( أي بأن لم توجد بينة من المدعي) .قوله :لن مممدعيها الممخ( علممة
لعدم الكتفاء في الجواب وفي الحلف بقوله ل تلزمني العشرة حتى الخ) .وقوله :لكل جزء منها(
أي من العشرة) .قوله :فل بد أن يطابق الخ( أي وإنما يطابقانها إن نفى المدعى عليممه كممل جممزء
منها) .وقوله :دعواه( أي دعوى المدعي) .قوله :فإن حلف( أي المدعى عليه علممى نفممي العشممرة
بأن قال وال ليس له عندي عشرة دراهم) .قوله :واقتصر عليه( أي على نفممي العشممرة ولممم يممزد
عليها لفظ ول بعضها) .وقوله :فنأكل( أي فهو ناكل) .وقوله :عممما دونهمما( أي عممن الحلممف عممما
دون العشرة ،وفي هذه العبارة بعض إجمال ،لنه ل يكون ناكل بمجرد حلفه على نفممي العشممرة،
بل ل بد بعد هذا الحلف أن يقول له القاضي هذا غير كاف قل ول بعضها ،فإن لممم يحلممف كممذلك
فنأكل عما دونها) .قوله :فيحلف المدعي الخ( أي من غير تجديد دعوى ،وهو تفريع على النكول
عما دونها :أي وإذا كان ناكل عما دونها فيحلف المدعي على استحقاق ممما دون العشممرة ،ويأخممد
ما حلف عليه ،وهو الجزء الذي دون العشممرة وإن قممل) .قمموله :لن النكممول عممن اليميممن( عبممارة
التحفة .لما يأتي أن النكول مع اليمين كالقرار .اه .فلعل عن في كلمه بمعنى مممع ،وإل فمجممرد
النكول ليس كالقرار) .قوله :أو ادعى مال( عطف على قوله ادعى عليه عشرة) .قمموله :مضممافا
لسبب( أي متعلقا بسبب كالقرض واليداع) .قوله :كفاه في الجواب ل تستحق الممخ( أي كفمماه فممي
الجواه أن يقول ما ذكر .ول يشترط فيه التعرض لسبب كأن يقول لم تقرضني شمميئا) .وقمموله :أو
ل يلزمني الخ( معطوف على قوله ل تستحق الخ :أي وكفاه في الجواب ل يلزمنممي الممخ) .قمموله:
ولو اعترف الخ( أتى به في شرح المنهج في ضمن تعليل ذكره للكتفاء في الجواب بل يسممتحق
علي شيئا الخ .ونص عبارته :لن المدعي قد يكون صادقا ويعرض ما يسممقط المممدعي بممه .ولممو
اعترف به وادعى مسقطا ،طولب بالبينممة وقممد يعجممز عنهمما ،فممدعت الحاجممة إلممى قبممول الجممواب
المطلق .اه .ومثلمه فمي التحفمة والنهايممة والمغنمي ،وعبمارة الخيممر بعمد قمول المنهماج كفماه فمي
الجواب الخ .ول يشترط التعرض لنفي تلك الجهة ،لن المدعي قممد يكممون صممادقا فممي القمراض
وغيره ،وعرض ما أسقط الحق مممن أداء أو إبممراء ،فلممو نفممى السممبب كممذب .أو اعممترف وادعممى
المسقط طولب ببينة قممد يعجممز عنهمما ،فقبممل الطلق للضممرورة .اه .وإذا علمممت ذلممك فلعممل فممي
عبارته سقطا من النساخ وهو قوله لن المدعي إلى قوله ولو اعترف) .وقوله :بمه( أي بالممدعي
به وادعى مسقطا :أي من أداء أو إبراء) .وقوله :طولب بالبينة( أي على ذلك المسممقط :أي وهممو
قد يعجز عنها) .قوله :ولو ادعى عليه وديعة الخ( هذا كالستثناء من الكتفاء في جممواب دعمموى
ما أضيف للسبب بقوله ل يلزمنمي تسمليم شمئ إليمك) .وقموله :فل يكفمي فمي الجمواب ل يلزمنمي
التسليم الخ( أي لنه ل يلزمه في الوديعة تسليم ،وإنما يلزمه التخلية) .قوله :بمل ل تسمتحق علمي
شيئا( أي بل الذي يكفي في الجواب أن يقول له ل تستحق علي شيئا ،ومثلممه فممي الكتفمماء بممه أن
يقول هلكت الوديعة ،أو رددتها ،أو ينكرها من أصمملها ،وعبممارة المغنممي .فممالجواب الصممحيح أن
ينكر اليداع ،أو يقول ل تستحق علي شيئا ،أو هلكممت الوديعممة ،أو رددتهمما .اه) .قمموله :ويحلممف
الخ( مرتبط بجميع ما قبله) .وقوله :كما أجاب( أي فإن أجمماب بمالطلق كقموله ل تسممتحق علممي
شيئا ،حلف عليه كذلك) .وقوله :ليطابق الخ( علة لكون الحلف يكون على وفق الجواب ،وعبارة
المنهاج مع المغني :ويحلف المدعى عليه على حسب جوابه هذا ،أو على نفي السبب ،ول يكلف
التعرض لنفيه ،فإن تبرع وأجاب بنفس السبب المممذكور كقمموله فممي صممورة القممرض السممابقة ممما
أقرضني كذا حلف عليه ،أي على نفي السبب كذلك ليطابق اليمين النكار.
] [ 299
تنبيه :قضية كلمه أنه إذا أجاب بالطلق ليس له الحلف على نفي السممبب ،وليممس مممرادا
بل لو حلف على نفيمه بعمد الجمواب المطلمق جماز اه .بحمذف) .قموله :ولمو ادعمى( أي شمخص.
)وقوله :عليه( أي على شخص آخر) .قوله :فأنكر( أي المدعى عليه المممال المممدعى بممه) .قمموله:
وطلب منه اليمين( أي وطلب المدعي من المدعى عليه اليمين عل نفي المدعى به) .قوله :فقممال(
أي المدعى عليه) .قوله :وأعطى المممال( أي وأعطيممك المممال الممذي ادعيممت بمه مممن غيممر حلممف.
)قوله :لم يلزمه قبوله( أي لم يلزم المدعي أن يقبممل المممال .قممال ع ش :ومفهممومه جممواز القبممول.
ويدل عليه قوله وله تحليفه الخ .قال في التحفة وكذا لو نكل عن اليمين وأراد المممدعي أن يحلممف
يمين الرد فقال خصمه أنا أبذل المال بل يمين ،فيلزمه الحاكم بممأن يقممر وإل حلممف المممدعي .اه.
)قوله :وله تحليفه( أي وللمدعي تحليف المدعى عليه على نفي ما ادعى بممه عليممه ،لنممه ل يممأمن
من أن يدعي عليه بما دفعه بعد .تنبيه :يقع كثيرا أن المدعى عليه يجيب بقموله يثبممت ممما يممدعيه،
فتطالب القضاة المممدعي بالثبمات لفهمهمم أن ذلمك جممواب صممحيح ،وفيمه نظمر ظمماهر .إذ طلمب
الثبات ل يستلزم إعترافا ول إنكارا فتعين أن ل يكتفي منه بذلك ،بممل يلممزم بالتصممريح بممالقرار
أو النكار ،ويقع أيضا كثيرا أن المدعى عليه بعد الدعوى عليه ،يقول ما بقيت أتحاكم عندك ،أو
ما بقيت أدعي عندك ،والوجه أنه يجعل بذلك منكمرا نماكل فيحلمف الممدعي ويسمتحق -كمذا فمي
التحفة وسم ) .-قوله :لو ادعى عليه عينا( أي كائنة تحت يد المدعى عليممه ،ول فممرق فممي العيممن
بين أن تكون عقارا أو عبدا أو غيرهما) .قوله :فقال( أي المدعى عليه ليست :أي تلك العين لمي:
أي واقتصر على ذلك) .قوله :أو هي لرجل الخ( عبارة المنهج وشرحه :أو أضممافها لمممن يتعممذر
مخاصمته كهممي لممن ل أعرفمه المخ) .قموله :أو لبنمي الطفمل( أي أو همي لبنممي الطفمل ،أي أو
المجنون أو السفيه سواء زاد على ذلك أنها ملكه ،أو وقف عليه أم ل ،كما هو ظاهر .اه .تحفممة.
)قوله :أو وقف الخ( أي أو قال هي وقف على الفقراء ،أو مسجد كذا) .وقوله :وهو( أي المممدعى
عليه ناظر فيه ،أي ناظر على الوقف على المسجد أو الفقراء .قال ح ل :فإن كممان النمماظر غيممره
انصرفت الخصومة عنه إلى الناظر .اه) .قوله :فالصح الخ( جواب لو) .وقوله :أنه( أي الحممال
والشأن) .وقوله :ل تنصرف الخصومة عنه( أي عممن المممدعى عليممه ،وذلممك لن ممما صممدر منممه
بالنسبة للولين ليس بمؤثر ،ولنه لم يقر في البقية لذي يد يمكن نصب الخصومة معه) .وقمموله:
ول تنزع العين منه( أي لن الظمماهر أن ممما فممي يممده ملكممه ،أو مسممتحقه ،وممما صممدر عنممه ليممس
بمزيل) .قوله :بل يحلفه الممدعي( أي يطلمب منمه الحلمف) .وقموله :أنمه ل المخ( أي علمى أنمه ل
يلزمه أن يسلم للمدعي العين المدعى بها) .قوله :رجاء الخ( علممة لقمموله يحلفممه :أي وإنممما يحلفممه
رجاء أن يقر :أي بالعين المدعى بها) .وقوله :أو ينكل( معطوف على يقر :أي ورجاء أن ينكمل،
أي عن اليمين ،وهو بضم الكاف من باب دخمل) .قموله :فيحلمف( أي المممدعي يميمن الممرد ،وهمو
راجع لقوله ينكل) .وقوله :وتثبت الخ( راجع لكل من القرار والنكول ممع الحلمف) .وقموله :لمه(
أي للمدعي )قوله :في الولين( هما قوله ليست لي ،وقوله هي لرجممل ل أعرفممه) .قمموله :والبممدل
للحيلولة( أي ويثبممت لمه البمدل للحيلولمة فممي البقيمة :أي قمموله هممي لبنممي الطفممل ،أو وقمف علممى
الفقراء ،أو مسممجد كممذا ،وذلممك البممدل همو القيمممة وإن كممانت العيممن مثليممة ،كممما فممي ع ش .وفممي
البجيرمي ما نصه) .قوله :والبدل للحيلولة( فيه بحث ،لن اليمين المردودة مفيدة لنممتزاع العيممن
في المسائل كلها ،لن الفرض أن الخصومة ل تنصرف عنه .نعم ،إن قلنا بانصراف الخصممومة
في مسألة المحجور والوقف كما ذهب إليه الغزالي ،وكذا في الولين على وجه كان له التحليممف
لتغريم البدل .فما قاله شرح المنهج هنا وهم منشؤة انتقال النظر من
] [ 300
حالة إلى حالة عميرة .سم .وعبارة شرح الروض فيحلف المدعي وتثبت له .اه .ولم يممزد
وهو صريح في ثبوت العين في جميع الصور .اه) .قوله :أو يقيم المدعي( معطمموف علممى قمموله
بل يحلفه ،فالمدعي مخير بين تحليفممه المممدعى عليمه وبيممن إقممامته البينممة ،وإذا أقامهمما يقضممي لمه
بالعين) .قوله :ولو أصر المدعى عليه الخ( هذا قد علم من قوله سابقا ،فإن سكت أيضا فنأكل فل
حاجة إلى إعادته هنا ،ويمكن أن يقال أنه أعاده لجل تقييد النكول بكونه بعممد حكممم القاضممي بممه.
)قوله :إن حكم القاضي بنكوله( زاد في شرح المنهج بعممده :أو قممال للمممدعي إحلممف بعممد عممرض
اليمين عليممه ،أن المممدعى عليممه .اه .وكتممب البجيرمممي قمموله إن حكممم الممخ :أي فل يصممير نمماكل
بمجرد السكوت ،بل ل بد من الحكم بالنكول ،أو يقول للمدعي إحلممف .اه .وقممد تقممدم عممن شممرح
الروض مثله وزيادة) .قوله :وإذا ادعيا أي إثنان الخ( شروع في بيممان تعممارض البينممتين ،وكممان
المناسب للمؤلف أن يفرده كغيره بفصل مستقل) .قموله :أي كمل منهممما( أشممار بممه إلمى أنمه ليممس
المراد أنهما ادعياها جميعا على أنها شركة بينهما ،بل المراد أن كل ادعى ذلك الشئ لنفسه على
حدته) .وقوله :شيئا( مفعول ادعيا ،والمراد بالشئ هنا العين كما عبر بها في المنهاج) .قوله :في
يد ثالث( الجار والمجرور صفة لشيئا :أي شيئا كائنا في يد ثالث) .قوله :لممم يسممنده الممخ( الجملممة
صفة لثالث :أي ثالث موصوف بكونه لم يسند ذلك الشممئ .أي لممم يضممفه :أو يقممر بممه لواحممد مممن
المدعيين) .قوله :قبل البينة( أي قبل إتيان ذلك الحد بمبينته) .وقموله :ول بعمدها( أي ولممم يسمنده
بعد التيان بالبينة إلى أحدهما) .قوله :وأقاممما الممخ( أي أقممام كممل واحممد مممن المممدعيين بينممة تثبممت
دعواه ،سواء كانتا مطلقتي التاريخ أو متفقممتيه ،أو إحممداهما مطلقممة والخممرى مؤرخممة .كممما فممي
شرح الروض) .وقوله :به( الباء بمعنى على متعلقة بأقاما .والضمير يعممود علممى الشممئ المممدعى
به) .قوله :سقطتا( أي البينتان ،ويحلف الثالث المدعى عليه حينئذ لكل منهممما يمينمما لخممبر :البينممة
على المدعي ،واليميمن علمى ممن أنكمر .ويكمون الممدعى بمه لمه ،وأمما خمبر الحماكم :أن رجليمن
اختصما إلى رسول ال )ص( في بعير فأقام كممل واحممد منهممما بينممة أنممه لمه ،فجعلممه النممبي )ص(
بينهما .فأجيب عنه بمأنه يحتممل أن البعيمر كمان بيمدهما ،فأبطمل البينمتين وقسممه بينهمما) .قموله:
لتعارضهما( أي البينتين) .وقوله :ول مرجمح( أي والحمال أنمه ل مرجمح موجمود لحمد البينمتين
على الخرى .قال في النهاية :أي فأشبه الدليلين إذا تعارضا بل ترجيح .اه) .قوله :فكان كممما ل
بينة( أي فكان الشئ المممدعى بممه عنممد التعممارض للبينممتين ،كالممذي ل بينممة عليممه أصممل .وعبممارة
التحفة :فكأن ل بينة .اه) .قوله :فإن أقر ذو اليد( أي وهو المممدعى عليممه ،وهممذا مفهمموم قمموله لممم
يسنده الخ ،والملئم له أن يقول :فإن أسنده ذو اليد الخ) .وقوله :لحدهما( قال سم :فلو أقممر بأنهمما
لهما فهل تجعل بينهما .اه .وفي ش ق أنها تجعل بينهما) .وقوله :قبل البينة( متعلق بأقر :أي أقر
قبل قيام بينته) .وقوله :أو بعدها( أي البينة :أي قيامها) .وقوله :رجحت بينته( أي بينة ذلك الحد
المقر له لعتضادها بالقرار ،فيعمل حينئذ بمقتضاها) .قوله :أو ادعيا شيئا بيدهما( أي كأن كان
فراشا جالسين عليه ،أو جمل راكبين عليه ،أو دارا ساكنين فيها) .قوله :وأقاممما بينممتين( أي أقممام
كل واحد منهما بينة بأن هذا الشئ كله له) .قوله :فهو لهما( أي فذلك الشئ يبقى تحت يدهما كممما
كان أول للتعارض ،وكلمه يقتضي أنه ل يحتاج السابق منهما إلى إعممادة البينممة ،وليممس مممرادا،
بل الذي أقام البينة أول يحتاج إلى إعادتها للنصف الذي بيده ،لتقع بعد بينة الخارج بالنسبة لممذلك
النصف ،فإن لم يفعل كان الجميع لصاحب البينة المتأخرة -كما في البجيرمممي -هممذا إذا شممهدت
كل بينة بجميع الشئ كما علمت ،فإن شهدت بينة كل واحد منهما بالنصف الذي في يممد صمماحبه،
فل تعارض .لن البينتين لم يتواردا على محل واحد فيحكم القاضي لكل واحد منهما بما في يده،
لكن ل من جهة التساقط ول الترجيح باليد ،بل من جهة الترجيح بالبينة) .قمموله :إذ ليممس أحممدهما
الخ( تعليل لكون الشئ يجعل لهما بقيام كل بينة
] [ 301
على مدعاه) .قوله :أما إذا الخ( صنيعه يقتضي أن حكم هذه المسألة مخممالف لحكممم ممما إذا
كان بيدهما ،وليس كذلك ،بل هو مثلمه كممما يفيمده قمموله فيجعممل بينهممما ممع قمموله أول فهمو لهمما،
وعبارة المنهج :أو بيدهما أو ل بيد أحد .اه .وكان الولى أن يصمنع كصمنيعه) .وقموله :لمم يكمن
بيد أحد( قال سم :كأن كان عقارا أو متاعا ملقمى فممي طريمق وليممس الممدعيان عنمده .اه) .قموله:
وشهدت بينة كل له بالكل( أي وشهدت بينة كل من المدعيين له بكل ذلك الشممئ .قممال سممم :وكممذا
بالبعض بالولى بل ل تعارض حينئذ بينهما .اه) .قوله :فيجعممل بينهممما( جممواب أممما :أي فيجعممل
الشئ المدعى به بين المدعييين ،أي للتعارض ،فليس أحدهما أولممى بممه مممن الخممر كممما إذا كممان
بيدهما معا) .قوله :ومحل التساقط إذا وقع تعارض( أي كما في الصور السممابقة) .وقمموله :حيممث
لم يتيمز أحدهما( الضمير للمدعيين :أي حيث لم يتميممز بينممة أحممدهما) .وقمموله :بمرجممح( متعلممق
بيتميز) .قوله :وإل( أي بأن تميز أحدهما بمرجح) .وقوله :قدم( أي ذلك الحد المتميز بما ذكممر.
)قوله :وهو( أي ذلك المرجح) .وقوله :بيان نقل الملك( أي من أحد المتداعيين للخر ،كأن قالت
إحداهما هذه الدار ملك زيد ،وقال الخرى هذه ملك عمرو تملكهمما مممن زيممد ،فتقممدم الثانيممة لنهمما
بينت انتقال الملك) .قوله :ثم اليد فيه للمدعي( أي ثم المرجح أيضمما كممون اليممد علممى المممدعى بممه
ثابتة للمدعي) .وقوله :أو لمن أقر له به( أي أو كمون اليمد لممن أقمر للممدعي بالممدعى بمه ،كمأن
يكون في يد ثالث وأقر به لحد المدعيين ،والنسب والولى أن يقول ثم إقرار الممدعى عليمه بمه
لحدهما ،لن الغرض بيان المرجح ،والمرجح هنا القرار المذكور ل كون اليممد لمممن أقممر الممخ.
)وقوله :أو انتقل له منه( أي أو كون اليد لمن انتقل المدعى بممه منممه لحممد المممدعيين :كممأن قممالت
إحدى البينتين هي ملك لزيد إشتراها من عمرو واقتصرت على ذلك ،وقالت الخممرى هممي ملممك
لبكر إشتراها من خالد وهي في يده ،قدمت الثانية) .قوله :ثم شاهدان( معطوف على بيان :أي ثم
المرجح أيضا شاهدان) .وقوله :مثل( أي أو شمماهد وامرأتممان كممما سمميأتي) .وقمموله :علممى شمماهد
ويمين( متعلق بمحذوف :أي ويرجح الشاهدان على شاهد ويمين) .قوله :ثم سممبق ملممك أحممدهما(
معطوف أيضا على بيان :أي ثم المرجح أيضا سبق ملك أحد المممدعيين :أي سممبق تمماريخه ،وقممد
صرح به في التحفة) .وقوله :بذكر زمن( أي متقدم ،وهو متعلق بمقدر :أي أو يعلممم ذلممك السممبق
بذكر زمن متقدم على الزمن الذي ذكرته البينة الخمرى ،كمأن نقمول إحمدى البينمتين ونشمهد أنمه
ملكه من منذ سنة ،وتقول الخرى من منذ شهر ،فتقدم الولى -كممما سمميأتي ) .-قمموله :أو بيممان(
بالجر عطف على ذكر :أي ويعلم سبق تاريخ الملك أيضا ،ببيممان أن الشممئ المممدعى بممه ولممد فممي
ملك أحدهما ،كممأن شممهدت إحممدى البينممتين أن هممذه الدابممة ملكممه أنهمما ولممدت فممي ملكممه ،وشممهدت
الخرى بأنها ملك فلن واقتصرت على ذلك ،فتقدم الولى على الثانيممة) .قمموله :ثممم بممذكر( البمماء
زائدة ،ومدخولها معطوف على بيان الول :أي ثم المرجح أيضمما ذكممر سممبب الملممك كشممراء ،أو
هبة ،أو وصية ،أو إرث ،وفيه أن بيان سبب الملك يستلزم بيان نقل الملك ،وإذا كممان كممذلك فهممو
يغني عنه) ،قوله :أو ادعيا( أي إثنان) .قمموله :بيممد أحممدهما( الجممار والمجممرور متعلممق بمحممذوف
صفة لشيئا :أي شيئا كائنا بيد أحد المتداعيين) .قوله :تصرفا أو إمساكا( بيان لمعنى اليممد :أي أن
المراد باليد الحكمية كالتصرف ،أو الحسية كالمساك) .قوله :قدمت بينتممه( أي ذلمك الحمد المذي
ذلك الشئ المدعى به تحت يده) .قوله :من غير يمين( أي من ذلك الحد الذي العيممن تحممت يممده.
)قوله :وإن تأخر تاريخها( غاية في التقديم :أي قمدمت وإن تمأخر تاريخهمما ،أي عمن تاريمخ بينمة
غير ذي اليد ويسمى الخارج .قال البجيرمي :ومحله إذا لم تسند انتقال الملك عن شممخص واحممد،
وإل قدمت بينة الخارج إن كانت أسبق تاريخا ،كما ذكره في القوت عن فتاوى البغوي وغيرهمما،
واعتمده الشهاب الرملي .اه .وسيذكره الشارح أيضا في قوله ولو ادعى في عيون بيد غيره أنممه
اشتراها الخ) .قوله :أو كانت
] [ 302
شاهدا ويمينا( معطوف على الغايمة ،فهمو غايمة أيضما :أي قمدمت بينمة صماحب اليمد وإن
كانت شاهدا ويمينا ،وبينة الخارج شاهدين) .قوله :أو لم تبين سبب الملك( معطموف علمى الغايمة
أيضا فهو غاية :أي قدمت بينة صاحب اليد .وإن لم تبين سممبب الملممك :أي وبينتممه بينممة الخممارج.
)وقوله :من شراء وغيره( بيان لسبب الملك) .قوله :ترجيحا الخ( علة لتقممديم بينممة صمماحب اليممد.
)وقوله :بيده( الباء سببية متعلق بترجيحا) .قوله :ويسمى( أي صماحب اليمد المداخل) .قموله :وإن
حكم بالولى الخ( غاية أيضا لتقديم بينة صاحب اليد .وانظر ما المممراد بممالولى ،فممإن كممان بينممة
الداخل نافاه قوله بعد هذا :إن أقامهمما بعممد بينممة الخممارج الممخ ،وإن كممان المممراد بينممة الخممارج فل
منافاة ،لكن يرد عليه أن الولى في كلمه بينة الداخل ل الخممارج .ولعلهمما سممرت لممه مممن عبممارة
التحفة المستقيمة ،لن الولى فيها بينة الخارج ونصها مع الصل .ولو كانت بيده فأقام غيره بها
بينة وأقام هو بينة ،قمدم صمماحب اليممد ويسممى المداخل ،وإن حكممم بممالولى قبممل قيممام الثانيمة .اه.
)وقوله :أو بينت بينة الخارج سبب ملكه( غايممة أيضمما لتقممديم بينممة صمماحب اليممد :أي قممدمت وإن
بينت بينة الخارج سبب الملك ،وفيه أن هذه الغايممة يغنممي عنهمما الغايممة الثالثممة .أعنممي أو لممم تممبين
سبب الملك ،لن معناها كما تقدم قدمت بينة صاحب اليد مطلقا سواء بينت سبب الملك أم ل ،مع
كون بينة الخارج بينت ذلك) .قوله :نعم ،لو شهدت الخ( إسممتثناء مممن المتممن ،أعنممي قمموله قممدمت
بينته :أي صاحب اليد ،فكأنه قال تقدم بينة صاحب اليمد علمى بينمة الخمارج إن كمان معهما زيمادة
علم ،وإل قدمت هي على بينة صاحب اليد) .وقوله :بأنه( أي غير صاحب اليد) .وقموله :إشمتراه
منه( أي من صاحب اليد) .وقوله :أو من بائعه( معطوف على الجار والمجرور قبلممه ،وضممميره
يعود على صاحب اليد :أي أو اشتراه من البائع على صاحب اليد ،لكن ل بد من تقييد هذا بتقممديم
شرائه على شراء صاحب اليد ،حتى يكون شراء صمماحب اليممد بمماطل لنممه اشممتراه ممن الممذي ل
يملك .وسيذكر الشارح هذه المسألة بقوله ولو ادعى في عين بيد غيره أنه اشتراها مممن زيممد مممن
منذ سنتين ،فأقام الداخل بينة أنه اشتراها من زيد من منذ سنة ،قدمت بينة الخارج لنها أثبتت أن
يد الداخل عادية بشرائه من زيد وقد زال ملكه عنمه) .وقموله :مثل( راجمع لقموله إشمتراه :أي أو
غصبها ذلممك الممداخل ،أي أو البممائع عليمه :أي شممهدت بينممة الخممارج بممأن الممداخل أو البممائع عليممه
غصبها منه) .قمموله :قممدمت( أي بينممة الخممارج) .وقمموله :لبطلن اليممد( أي يممد المممدعي) .وقمموله:
حينئذ( أي حين إذ أقام الخارج البينة بأنه اشتراه الخ) .قوله :ولو أقام الخارج( أي غيممر صمماحب
اليد) .قوله :بأن الداخل( أي صاحب اليد) .وقوله :أقر لممه( أي للخممارج) .قمموله :قممدمت( أي بينممة
الخارج) .قوله :ولم تنفعه( أي الداخل) .وقوله :بينته بالملك( أي بينة الداخل التي شممهدت بالملممك
لن بينة القرار معها زيادة علم بانتقال الملك من المقر للمقر له) .قوله :إل إن ذكممرت الممخ( أي
بأن قالت بينة الداخل نشهد أن هذا مالكه وهبه له فلن المقر له ،فتقبممل حينئذ وتنفعممه ،لن معهمما
زيادة بانتقال الملك من المقر له للمقر) .وقوله :من المقر له( أي وهو الخارج) .وقوله :إليممه( أي
إلى الداخل وهو المقر) .قوله :هذا إن أقامها الخ( إسم الشارة يعود على تقديم بينة صاحب اليممد:
أي محل تقديمها إن أقامها بعد قيام بينة الخارج ،ولو قبل تعممديلها) .قمموله :بخلف ممما لممو أقامهمما
قبلها( أي بخلف ما لو أقام صاحب اليد بينته قبل بينة الخممارج فل يعتممد بهمما ،فممإذا أقممام الخممارج
بينته إستحق نزع العين منه ،فيحتاج حينئذ إلى إقامة البينة لتدفع بينة الخارج) .قمموله :لنهمما( أي
بينة صاحب اليد وهو تعليل لمحذوف :أي فل يعتد بها لنها الخ) .وقوله :إنمما تسممع بعمدها( أي
بعد بينة الخارج) .قوله :لن الصل الخ( علة للعلة) .وقوله :في جانبه( أي الممداخل ،وذلممك لنممه
مدعى عليه ،وهو الذي يكون من جهته اليمين) .قموله :فل يعمدل عنهما( أي اليميمن) .وقموله :مما
دامت كافية( أي وهي كافية ما دام الخارج
] [ 303
لم يقم بينته .اه .بجيرمي) .قوله :فروع( أي ثلثممة .الول :قمموله لممو أزيلممت الممخ ،الثمماني:
قوله ولو تداعيا دابة الخ ،الثالث :قوله ولو اختلف الزوجان) .قمموله :لممو أزيلممت يممده( أي الممداخل
والمراد أزيل المال من تحت يده :إما حسا بأن سلم المال لخصمه ،وإما حكما بأن حكممم عليممه بممه
فقط) .وقوله :ببينة( الباء سببية متعلقة بأزيلت :أي أزيلت بسبب بينة أقامها الخارج وحكم له بهمما
القاضي) .قوله :ثم أقام( أي الداخل الذي أزيلت يده) .وقوله :بينة بملكه( أي بينة تشممهد بممأن هممذا
المال المزال من تحت يده ملك له ممن قبمل الزالمة) .وقموله :مسمتندا( حمال ممن فاعمل أقمام :أي
أقامها حال كونه مستندا :أي مضيفا ملكه إلى ما قبل الزالة ،أي مع استدامته إلى وقت الدعوى،
ويصح أن يكون حال من ملكه ،ويكون بالبناء للمفعول :أي بملكه حال كونه مسمتندا ،أي مضمافا
إلى ذلك ،قال في التحفة :وخرج بمستندا الممخ شممهادتها بملممك غيممر مسممتند فل تسمممع .اه) .قمموله:
واعتممذر( أي الممداخل :أي اعتممذر مممن عممدم إقامتهمما عنممد إرادة الزالممة .قممال فممي شممرح المنهممج:
واشتراط العتذار ذكممره الصممل كالروضممة وأصمملها .قممال البلقينممي :وعنممدي أنممه ليممس بشممرط،
والعذر إنما يطلب إذا ظهر من صاحبه ما يخالفه ،كمسألة المرابحة ،قال الولي العراقي بعد نقلممه
ذلك :ولهذا لم يتعرض له الحاوي .اه .ويجاب بأنه إنما شرط هنا وإن لم يظهر مممن صمماحب ممما
يخالفه لتقدم الحكم بالملك لغيره ،فاحتيط بذلك ليسهل نقض الحكم .اه) .وقوله :كمسألة المرابحة(
أي كما لو قال :اشتريت هذا بمائة ،وباعه مرابحة بمائة وعشرة ،ثم قال غلطممت مممن ثمممن متمماع
إلى آخر وإنما اشتريته بمائة وعشرة .ع ش .فقوله غلطت هذا هو العذر .اه .بجيرمي) .وقمموله:
بغيبة شهوده( المقام للضمار ،فلو قال بغيبتها :أي البينة التي أقامها بعد لكان أولممى) .وقمموله :أو
جهله بهم( معطوف على غيبة .أي أو اعتذر بجهله للشهود .قال في التحفممة :أي أو بقبممولهم .اه.
)قوله :سمعت( أي بينة المداخل ،وقيمل ل تسممع ،فل ينقمض القضماء .وإلمى همذا ذهمب القاضمي
حسين ،ونقل عن الهروي أنه قال :أشكلت على هذه المسألة نيفا وعشرين سنة لما فيها من نقض
الجتهاد بالجتهاد ،وتردد جوابي فيها ثم استقر فيها على أنه ل ينقض .اه .مغني) .قوله :إذا لممم
تزل( أي يد الداخل) .وقوله :إل لعدم الحجة( أي وقت الزالة) .قوله :وقد ظهرت( أي الحج بعد
الزالة) .قمموله :فينقممض القضمماء( أي يبطممل الحكممم بإزالممة العيممن مممن تحممت يممد الممداخل وإثباتهمما
للخارج ،وتردد بعض النقد إلى الداخل) .قوله :لكممن لممو قممال الخممارج الممخ( إسممتدراك علممى قمموله
سمعت وقدمت :أي تسمع بينة الداخل بعد إزالة العين من تحت يده ما لم تشهد بينة الخممارج بممأن
الزالة حصلت بسبب شراء الخارج منه ،وأنكر الداخل ذلك ،فإن شهدت بينممة الخممارج بممما ذكممر
قدمت على بينة الداخل ،وهذا الستدراك ل حاجة إليممه هنمما ،لنممه يغنممي عنممه السممتدراك الول.
أعني قوله نعم لو شهدت الخ ،فالولى والخصر إسقاطه) .قوله :لزيادة علم بينتممه( أي الخممارج.
)وقوله :بانتقال الملك( متعلق بزيادة ،والمراد بالخبار بانتقال الملك) .قموله :وكمذا قمدمت بينتمه(
أي الخارج :أي لتبين بطلن يد المداخل) .وقموله :وشمهدت( أي بينمة الخمارج) .وقموله :أنمه( أي
الشئ) .وقوله :ملكه( أي الخارج) .وقوله :وإنما أودعممه الممخ( فاعممل الفعممال الثلثممة يعممود علممى
الخارج ،وضمير البارز يعمود علمى الشمئ) .وقموله :للمداخل( تنمازعه كمل ممن الفعمال الثلثمة.
)قوله :أو أنه الخ( عطف على أنه ملكه :أي أو شهدت بينة الخارج أن الداخل غصب ذلك الشئ.
)وقوله :أو بائعه( بالنصب عطف على اسم إن ،وضميره يعود على الداخل) .وقوله :منه متعلممق
بغصبه( أي غصبه هو أو البائع عليه من الخارج) .قوله :وأطلقت بينة الداخل( أي بأن قالت هو
ملكه ،واقتصرت على ذلك) .قوله :ولو تداعيا( أي شخصمان) .قموله :لحممدهما( أي المتممداعيين.
)وقوله :متاع فيها( في بمعنى على بالنسبة للدابة ،وعلى حقيقتها بالنسبة للبقية،
] [ 304
وعبارة المغني :ولو تداعيا بعيرا لحدهما عليه متاع ،فالقول قول صاحب المتمماع بيمينممه
لنفراده بالنتفاع ،بخلف ما لو تداعيا عبدا لحدهما عليمه ثموب لمم يحكمم لمه بالعبمد ،لن كمون
حمله على البعير انتفاع به قيده عليه ،والمنفعة في لبس الثوب للعبد ل لصاحب الثوب فل يد له.
ولو تداعيا جارية حامل واتفقا على أن الحمل لحدهما .قال البغوي :فهممي لصمماحب الحمممل .اه.
)قمموله :أو الحمممل( أي أو لحممدهما الحمممل أو الممزرع ،والول بالنسممبة للدابممة .والثمماني بالنسممبة
للرض) .قوله :قدمت بينته( أي ذلك الحد الذي له المتاع أو الحمل أو الممزرع .أي باتفاقهممما أو
ببينة) .قوله :على البينة الممخ( متعلممق بقممدمت :أي قممدمت علممى البينممة الممتي تشممهد للخممر بالملممك
المطلق ،بأن قالت نشهد أن هذه الدابة أو الرض أو الدار ملك ،ولم تتعرض لشممئ آخممر) .قمموله:
لنفراده( أي ذلك الحممد المممذكور ،وهممو علممة لتقممديم بينتممه) .وقمموله :بالنتفمماع( أي بالدابممة ،لن
متاعه عليها ،وبالرض ،لن زرعه فيها .وبالدار لن متاعه فيها) .قمموله :فاليممد لممه( أي للمنفممرد
بالنتفاع) .قوله :فإن اختص المتاع ببيت( أي من الدار )قوله :فاليد له فيممه( أي فممي الممبيت الممذي
فيه المتاع) .وقوله :فقط( أي وليس له اليد في بيمت غيممر المذي فيمه المتماع) .قموله :ولمو اختلممف
الزوجان في أمتعة البيت( أي فقال الزوج هي ملكي ،وقال الزوجة هي ملكممي) .قمموله :ولممو بعممد
الفرقة( أي ولو حصممل الختلف بعممد فراقهممما بطلق أو غيممره) .قمموله :ول بينممة( أي لحممدهما
موجودة) .قوله :ول اختصاص لحدهما بيد( أي ككونه في خزانة له ،أو صممندوق مفتماحه بيمده.
)قوله :فلكل( أي من الزوجين تحليف الخر :أي علمى دعمواه) .قموله :فمإذا حلفما( أي الزوجمان.
)قوله :جعل( أي المدعى به .والولى جعلت :أي المتعة ،ومثله يقال في الفعال بعممده) .وقمموله:
بينهما( أي الزوجين ،أي نصفين) .قوله :وإن صلح لحدهما( إن غائية ،وإن كان ظاهر صممنيعه
أنها شرطية جوابها قوله قضى الخ .ويدل على ما قالته عبارة النهاية ،ومثلها عبممارة عميممرة فممي
حواشي البهجة ونصها .قال الشافعي رضي ال عنه :إذا اختلف الزوجان في متمماع الممبيت ،فمممن
أقام البينة على شئ من ذلك فهو له ،ومن لم يقم بينة فالقيمماس الممذي ل يعممذر أحممد عنممدي بالغفلممة
عنه ،أن هذا المتاع إن كان في أيديهما معا فيحلمف كمل منهممما لصمماحبه علمى دعمواه ،فممإن حلفمما
جميعا فهو بينهما نصفين ،وإن حلف أحدهما فقط قضى له به -سممواء اختلفمما فمي دوام النكمماح أم
بعممده -واختلف وارثهممما كهمما ،وسمواء مما يصملح للممزوج -كالسميف والمنطقممة -وللزوجممة -
كالخلخال والغزل ،وغيرهما كالدراهم -أو ل يصلح لهما :كالمصحف وهما أميان ،وتاج الملوك
وهما عاميان .وقال أبو حنيفة :إن كان في يدهما حسا فهو لهما ،وإن كممان فممي يممدهما حكممما فممما
يصلح للرجل فللزوج ،وما يصلح للنثى فللزوجة ،والذي يصلح لهممما يكممون لهممما ،وعنممد أحمممد
ومالك قريب من ذلك .واحتج الشافعي رضي ال عنه بأنا لممو اسممتعملنا الظنممون لحكممم فممي دبمماغ
وعطار تداعيا عطرا ودباغا في أيممديهما أن يكممون لكممل ممما يصمملح لمه ،وفيممما لممو تنممازع موسممر
ومعسر في لؤلؤ أن نجعله للموسر ول يجوز الحكم بممالظنون .اه) .قمموله :أو حلممف أحممدهما( أي
الزوجين دون الخر) .قوله :قضى له( أي قضى ذلك المدعى به لممذلك الحممد .والفعممل المممذكور
يجعل جوابا لن مقدرة قبل قوله حلف أحدهما ،أي وإن حلف أحدهما قضى له ،وذلك ليوافق ممما
قررته آنفا من جعل إن غائية ل شرطية) .قوله :كما لو اختص باليد وحلف( هذا مفهوم قوله ول
اختصاص لحدهما بيد ،آي كما لو اختص أحدهما بوضع اليد عليه فإنه يقضي له بممه ،لكممن بعممد
الحلف عليه) .قوله :وترجح البينة( أي مطلقا سممواء كممانت للممداخل أو للخممارج) .وقمموله :بتاريممخ
سابق( أي على تاريخ البينة الخرى) .قوله :فلو شهدت الخ( تفريع علممى ترجممح البينممة بالتاريممخ
السابق) .قوله :في عين( متعلق بالمتنازعين) .قوله :بيدهما الخ( متعلق بمحذوف صفة لعين :أي
عين كائنة بيدهما ،أو يد ثالث ،أو ل بيد أحد .وخرج بذلك ما إذا كممانت بيممد أحممدهما فتقممدم ،ولممو
تأخر تاريخها كما تقدم ،وكما سيأتي في قوله وإذا كان لصاحب متأخرة التاريخ
] [ 305
الخ) .قوله :بملك( متعلق بشهدت) .قوله :من سنة( متعلق بملك :أي شهدت بأنه يملكه من
منذ سنة) .وقوله :إلى الن( متعلق بملك أيضا :أي شهدت بأنه يملكه من منذ سممنة إلممى الن :أي
أنه مستمر إلى الن ،ول بد من ذكر هذا لما سيأتي قريبا أنممه لممو شممهدت بينممة بملممك أمممس ،ولممم
تتعرض للحال لم تسمع) .قوله :وشهدت بينة أخمرى( أي غيمر هممذه البينمة) .وقموله :للخمر( أي
لحد المتنازعين الخر) .وقوله :بملممك( متعلممق بشممهدت) .وقمموله :لهمما( أي للعيممن المممدعى بهمما.
)وقوله :من أكثر الممخ( هممو الجممار والمجممرور بعممده متعلقممان بملممك أيضمما كالممذي قبلممه) .وقمموله:
كسنتين( تمثيل للكثر من سنة) .قوله :فترجح الخ( جواب لو) .قوله :لنها( أي بينة ذي الكممثر.
)وقوله :أثبتت الملك( أي ملك العين للمدعي بها) .وقوله :في وقممت( متعلممق بممأثبتت) .وقمموله :ل
تعارضها فيه الخرى( الجملة صفة لوقت .أي وقت موصوف بكونه ل تعارض بينة ذي الكممثر
فيه البينة الخرى ،وذلك الوقت هو السنة الولى .وعبارة التحفة لنها أثبتت الملممك فممي وقممت ل
تعارضها فيه الخرى ،وفي وقت تعارضها فيه ،فيتساقطان في محل التعارض ،ويعمل بصاحبة
الكثر فيما ل تعارض فيه ،والصل في كل ثابت دوامه .اه) .قوله :ولصاحب التاريممخ السممابق(
أي على صاحب التاريخ المتأخر) .وقوله :أجرة( أي لما أثبممت لممه) .وقمموله :وزيممادة حادثممة( أي
كولد وثمرة حدثا في المدعى به) .قوله :من يوم ملكه بالشهادة( قال ع ش :أي وهو الوقت الممذي
أرخت به البينة ،ل من وقت الحكم فقط .اه) .قوله :لنها( الولممى لنهممما :أي الجممرة والزيممادة.
)قوله :وإذا كان لصاحب متأخرة التاريخ( أي لصاحب البينة التي تأخر تاريخها) .وقوله :يد( أي
تصرفا أو حكما كما مر) .قوله :لم يعلم أنها عادية( الجملة صفة ليد ،أي يد موصوفة بكونهمما لممم
يعلم أن تلك اليد عادية ،أي متعدية في جعل العين تحتها بغصممب أو بشممراء ممما ل يملممك) .قمموله:
قدمت( أي متأخرة التاريخ .قال في التحفة :ذكرتا -أي البينتان أو إحداهما -النتقال لمممن تشممهد
له من معين أم ل ،وإن اتحد ذلك المعيممن ،لتسمماوي البينممتين فممي إثبممات الملممك حممال ،فيتسمماقطان
وتبقى اليد في مقابلة الملك السابق وهي أقوى .اه) .قوله :ولو ادعى الخ( المقام للتفريع ،فلو قال
فلو ،بفاء التفريع لكان أولى) .وقوله :بيد غيره( الجار والمجرور متعلممق بمحممذوف صممفة لعيممن:
أي عين كائنة بيد غيره) .وقموله :أنمه اشمتراها المخ( أن ومما بعمدها فمي تأويمل مصمدر مجمرور
بحرف جر مقدر متعلق بادعى :أي ادعى فيها بأنه اشممتراها مممن زيممد مممن منممذ سممنتين) .وقمموله:
فأقام الداخل( أي الذي اليد له) .قوله :قدمت بينة الخارج( قال في التحفة :نعم يؤخذ مما يأتي فممي
مسألة تعويض الزوجة أنه ل بد أن يثبت الخارج هنا أنها كانت بيممد زيممد حممال شممرائه منممه ،وإل
بقيت بيد من هي بيده .اه) .قوله :لنهمما( أي بينممة الخمارج) .قمموله :بشمرائه( البمماء سمببية متعلقمة
بعادية) .وقوله :ما زال ملكه( ما اسم موصول مفعول المصدر :أي بشرائه الشئ الذي زال ملممك
زيد عنه .قال في التحفة والنهاية :ول نظر لحتمال أن زيدا استردها ثم باعهمما للخممر ،لن هممذا
خلف الصل والظاهر .اه) .قوله :ولو اتحد تاريخهما الخ( مقابل قوله بتاريخ سممابق ،وهممذا قممد
علم من قوله أو ادعيا شيئا بيد أحدهما قدمت بينته وإن تأخر تاريخها ،ففي كلمه شممبه التكممرار.
)وقوله :أو أطلقتمما( أي فمي الشممهادة ولممم تتعرضمما للتاريممخ) .وقموله :أو إحممداهما( أي أو أطلقمت
إحداهما :أي وأرخت الخرى) .وقوله :قدم ذو اليد( أي كممما أنمه يقممدم لمو اختلممف التاريممخ ،لكمن
بشرط أن ل يعلم أن يده عادية كما مر) .قوله :ولو شهدت بينة بملك أمس ولممم تتعممرض للحممال(
أي بأن قالت نشهد أن هذا ملك فلن أمس ،ولمم تقمل إلمى الن ،وهمذا محمترز التقييمد بقموله إلمى
الن) .قوله :لم تسمع( أي البينة وهو جواب لو .وفي المغني ما نصه.
] [ 306
تنبيه :يستثنى من إطلق المصنف عدم السماع مسائل .الولى :ما لممو ادعممى رق شممخص
بيده وادعى آخر أنه كان له أمس وأنه أعتقه ،وأقام بذلك بينممة قبلممت ،لن المقصممود منهمما إثبممات
العتق ،وذكر الملك السابق وقع تبعا .الثانية :ما لو شهدت أن هذا المملوك وضعته أمه في ملكه،
أو هذه الثمرة أثمرتها نخلته في ملكه ،ولم تتعرض لملك الولممد والثمممرة فممي الحممال فإنهمما تسمممع.
الثالثة :إذا شهدت أن هذا الغزل ممن قطنمه ،أو أن همذا الطيمر ممن بيضمه ،أو الجمر ممن طينمه.
الرابعة :إذا شهدت أنها ملكه بمالمس ورثهما .قمال العمرانمي حكمم بهما علمى الصمح ،وذكمر أن
الربيع والمزني نقل ذلمك .الخامسمة :إذا شمهدت أنهما ملكمه بمالمس اشمتراها ممن الممدعى عليمه
بالمس ،أو أقر له بها المدعى عليه بالمس ولم تتعرض للحممال قبلممت .السادسممة :لممو شممهدوا أن
هذه الدار اشتراها المدعي من فلن وهو يملكها ،ولم يقولوا وهي الن ملك المممدعي قبلممت علممى
ما يفهم من كلم الجمهور .اه .بحذف) .قوله :كما ل تسمممع دعممواه بممذلك( أي بالملممك أمممس مممن
غير تعرض للحال) .قوله :حتى تقول الخ( مرتبط بقوله لم تسمع :أي لم تسمع البينة حممتى تقممول
الخ ،أي فإذا قالت ما ذكر سمعت) .وقوله :ولم يزل ملكه( أي لم ينقل ملكممه عنممه ،فهممو مممن زال
يزول التامة .وليس في هذا شهادة بنفي محض حتى يقممول إنهمما غيممر مقبولممة) .قمموله :أو ل نعلممم
الخ( معطوف على قوله :ولم يزل ملكه :أي أو تقول ل نعلم مزيل لملكممه) .قمموله :أو تممبين الممخ(
بالنصب عطف على تقول :أي أو حتى تبين سببه ،أي الملك) .قوله :كأن تقول الخ( تمثيل لتبيين
السبب) .وقوله :من خصمه( أي وهو المدعى عليه) .قوله :أو أقر( أي الخصم) .وقوله :لممه( أي
للمدعي) .وقوله :بمه( أي بالشمراء) .وقموله :أممس( متعلمق بكمل ممن اشمترى وأقمر) .قموله :لن
دعوى الملك الخ( علة لقوله لم تسمع ،ول حاجة إليها للستغناء عنها بقوله سمابقا ،كمما ل تسممع
دعواه بذلك ،إذ هو فمي معنممى العلمة .وفممي التحفمة القتصممار علمى الثماني .وفمي شمرح المنهمج:
القتصار على الول) .قوله :فكذا البينة( أي ل تسمع) .قوله :ولو قال مممن بيممده عيممن الممخ( هممذه
الصورة من مفاهيم قوله سابقا لم يعلم أنها عادية) .قوله :وأقممام بمه( أي بالشمراء ممن منممذ شممهر.
)قوله :فقالت زوجة البائع( أي الذي هو فلن المتقدم) .وقوله :هي( أي تلك العين التي اشممتريتها
أنت ملكي) .وقوله :تعوضتها منه( أي أخذتها منه بعوض بطريق الشراء أو الهبة) .وقمموله :مممن
منذ شهرين( متعلق بتعوضتها) .قمموله :وأقممامت بممه( أي بالملممك أو بممالتعويض مممن منممذ شممهرين
)قوله :فإن ثبت( أي ببينة أو بإقرار المشتري) .وقوله :أنها( أي العين) .وقوله :حكم بها لها( أي
حكم بالعين للزوجة ،لن يد الداخل عادية بشرائه ممممن ل يملممك كممما مممر) .قمموله :وإل الممخ( أي
وإن لم يثبت أنها بيد الزوج حال التعويض ،بقيت العين بيد من همي بيمده الن .قمال فمي النهايمة:
كذا قيل ،والوجه تقدم بينتها :أي الزوجة مطلقا ،لتفاقهما على أن أصل النتقال من زيد ،فعمممل
بأسبقهما تاريخا .اه) .قوله :وترجح( أي البينة) .وقوله :بشاهدين( الباء للتصمموير ،وهممي متعلممق
بمحذوف حال من نائب فاعل ترجح :أي وترجح البينة حال كونها مصممورة بشمماهدين ،أو شمماهد
وامرأتين ،أو أربع نسوة .وعبارة المنهج :ويرجح -بالياء التحتية -وعليهمما فنممائب الفاعممل يعممود
على أحد المدعيين ،وهي ظاهرة) .وقوله :فيما يقبل( أي يقبل النسوة فيه ،وهو ما يظهممر للنسمماء
غالبا كولدة وحيض) .قوله :على شاهد مع يمين( متعلق بترجح ،ومحله في غيممر بينممة الممداخل،
كما يعلم مما مر) .قمموله :للجممماع المخ( علممة الترجيممح .وعبممارة شممرح المنهممج ،لن ذلممك حجمة
بالجممماع ،وأبعممد عممن تهمممة الحممالف بالكممذب فممي يمينممه .اه) .وقمموله :قبممول مممن ذكممر( أي مممن
الشاهدين ،أو الشاهد والمرأتين ،أو الربع نسوة) .قوله :ل ترجح( أي البينة) .قوله :بزيادة نحممو
عدالة الخ( لفظ عدالة ،يقرأ من غير تنوين ،لنه مضاف إلى شهود ،أو
] [ 307
إلى نظيره .ومثله لفظ عدد .ودخل تحت نحممو عدالممة بقيممة الصممفات المعتممبرة فممي الشمماهد
كمروءة وإبصار وسمع وعقل) .وقوله :شهود فيممه( إظهممار فممي مقممام الضمممار أورث ركممة فممي
العبارة ،فلو قال ل بزيادة نحو عدالتها ،أو عددها لكان أولى) .قوله :بل تتعارضان( أي البينتان،
ومحممل التعممارض ممما لممم تبلممغ زيممادة إحممداهما عممدد التممواتر ،وإل رجحممت لفادتهمما حينئذ العلممم
الضروري ،وهو ل يعارض .أفاده في التحفمة والنهايممة) .قموله :لن الممخ( علمة لقمموله ل ترجممح.
)وقوله :ما قدره الشمرع( أي الممر المذي قمدره وحمده الشمارع ،كعمدد الشممهود هنما) .وقموله :ل
يختلف بالزيادة( أي عددا وصفة كما مر) .وقموله :والنقمص( أي عمن تلمك الزيممادة ل عمن المذي
قدره الشارع ،لنه مضر كما هو ظمماهر) .قمموله :ول برجليممن( أي ول ترجممح برجليممن الممخ .أي
لكمال الحجة في الطرفين) .قوله :ول بينة مؤرخممة( أي ول ترجممح بينممة مؤرخممة ،وهممي المقيممدة
بزمن )قوله :على بينة( متعلقة بترجح المقدر بعد ل النافية )وقوله :مطلقة( -بكسممر اللم -إسممم
فاعل من أطلق ،وقد بينها بقوله لم تتعرض لزمن الملك) .قوله :حيث الخ( متعلق بترجح المقدر:
أي ل ترجح البينة المؤرخة على البينة المطلقة ،بل هما سواء حيممث ل يممد لحممدهما ،بممأن كممانت
لهما معا ،أو ل لحد ،أو لثالث غيرهما ،أما إذا كانت اليممد لحممدهما ،فترجممح بينممة صمماحبها وإن
كانت مطلقة ،خلفا لما يوهمه ظاهر العبارة من أن المؤرخة ترجح إذا كان اليد لحدهما ،سممواء
كممانت بينتممه هممي المؤرخممة أو المطلقممة) .قمموله :واسممتويا( أي المتممداعيان) .وقمموله :فممي أن لكممل
شاهدين( فإن لم يستويا في ذلك بأن كممان مممع أحمدهما شمماهد ويميمن ،وممع الخممر شمماهدان ،قمدم
الثاني ،سواء كانت بينته مطلقة أم مؤرخة كما مر) .قوله :ولم تبين الثانية( أي البينة الثانية سبب
الملك كشراء أو إرث كما مر ،فإن بينت ذلممك قممدمت علممى غيرهمما مطلقمما) .قمموله :فتتعارضممان(
مفرع على عدم ترجيمح إحمداهما علممى الخممرى المقتضممي للسمتواء .قممال فممي النهايممة :ومجممرد
التاريخ غير مرجح ،لحتمال أن المطلقة لو فسرت فسرت بما هممو أكممثر مممن الول .اه) .قمموله:
نعم لو شهدت الخ( أي وقد أطلقت إحداهما وأرخت الخرى كممما هممو الفممرض ،وصممرح بممه فممي
شرح الروض ،فهو إستدراك على قوله :ول مؤرخة على مطلقة كممما قمماله س ل .اه .بجيرمممي.
وقوله :وصرح به في شرح الروض :وعبارته مع الصل :والمؤرخة كالمطلقممة فل تقممدم عليهمما
بل تسمماويها ،لن المطلقممة قممد تثبممت الملممك قبممل ذلممك التاريممخ .نعممم :لمو شممهدت إحممداهما بممالحق
والخرى بالبراء ،وأطلقت إحداهما وأرخت الخرى ،قدمت بينة البراء لنهمما إنممما تكممون بعممد
الوجوب .اه) .قوله :لنها( أي بينة البراء .وعبارة التحفة :لنممه إنممما يكممون بعممد الوجمموب .اه.
فذكر الضمير وهو أولى لعوده على البراء) .وقوله :بعد الوجوب( أي وجوب الدين .أي ثبمموته.
أي فيكون مع بينة البراء زيادة علم) .وقوله :والصل عدم تعدد الدين( من تتمة التعليممل ،وأتممى
به لدفع ما يقال إنه ربما استدان منه دينمما آخممر فتسمممع بينتممه) .قمموله :لممو شممهدت بينممة الممخ( هممذه
الصورة والتي بعدها كالستدراك من قوله والصل عدم تعممدد الممدين) .وقمموله :يجممب ألفممان( أي
لحتمال حدوث ألف ثانية عليه ،لممم تطلممع عليممه البينممة الولممى) .قمموله :ولممو أثبممت( أي أحممدهما.
)وقوله :إقرار زيد له( أي لذلك الحد) .وقوله :بدين( أي علممى زيممد لممذلك الحممد) .قمموله :فممأثبت
زيد إقراره( أي ذلك الحد المدعي) .وقوله :بأنه ل شئ له( أي لذلك الحممد) .وقمموله :عليممه( أي
على زيد) .قوله :لم يؤثر( أي إثبات زيد إقرار ذلك الحد بأنه ل شئ له عليممه) .قمموله :لحتمممال
حدوث الدين بعد( أي بعد إقرار ذلممك الحممد بممما ذكممر .قممال فممي التحفممة :ولن الثبمموت ل يرتفممع
بالنفي المحتمل .اه .وقوله :المحتمل أي لهذا الدين ولغيره.
] [ 308
)قوله :فروع( أي خمسة) .قوله :لو أقام بينة بملك دابة أو شممجرة( أي لممو ادعممى شممخص
أن هذه الدابة ،أو هذه الشجرة ملكه ،وأقام بينة تشهد بذلك) .وقوله :من غير تعرض الخ( متعلممق
بمحذوف ،هو متعلق الجار والمجرور قبله :أي أقام بينة تشهد بذلك ممن غيمر أن تتعممرض لملممك
سابق بالتاريخ ،بأن قالت نشهد أن هذه الدابة أو الشجرة ملك فلن ،واقتصرت على ذلك) .قمموله:
لم يستحق( أي مقيم البينة) .وقوله :ثمرة ظاهرة ول ولدا منفصل( إنما لم يستحقهما لنهممما ليسمما
من أجزاء العين ،ولذا ل يدخلن في بيعها .ولن البينة ل تثبت الملممك بممل تظهممره ،فكفممى تقممدمه
عليها بلحظة فلم يستحق ثمرا ونتاجا حصممل قبممل تلممك اللحظممة .اه تحفممة) .قمموله :عنممد الشممهادة(
متعلق بكل من ظاهرة ومنفصل) .قوله :ويستحق( أي مقيمم البينمة) .قموله :غيممر الظماهر( صمفة
للثمر :أي الثمر غير البارز المؤبر) .قوله :عندها( متعلق بمحذوف صفة لكل من الحمل والثمر:
أي الموجودين عندها :أي الشهادة) .قوله :تبعا للم( أي بالنسممبة للحمممل) .وقمموله :والصممل( أي
بالنسبة للثمر .قال في التحفة :ول عبرة بإحتمال كون ذلك الغير مالك الم والشجر بنحو وصية،
لنه خلف الصل .اه) .قوله :فإذا تعرضت الخ( مقابل قوله :من غيممر تعممرض لملممك) .وقمموله:
سابق على حدوث ما ذكر( أي الثمرة الظاهرة والولد المنفصل ،وذلممك بممأن قممالت نشممهد أن هممذه
الدابة ،أو الشجرة ملك فلن من منذ سنة ،فحينئذ كل ما يحدث في هذه السنة يكون ملكا للمشهود
له .وعبارة المغني :فإن تعرضت لوقت مخصمموص إدعمماه المشممهود لممه فممما يحصممل مممن النتمماج
والثمرة له ،وإن تقدم على وقت أداء الشهادة) .قوله :فيستحق( أي يستحق مالك الدابة أو الشجرة
ما ذكر من الولد المنفصل ،أو الثمرة الظاهرة ،ولو قممال فيسممتحقهما بضمممير التثنيممة العممائد علممى
الولد والثمرة لكان أولى) .قوله :ولو اشترى شيئا( أي وأقبض ثمنه) .قوله :فأخممذ منممه( أي فأخممذ
ذلك الشئ من المشتري بأن ادعى شخص فيه بأنه ملكه ،وأقممام بينممة عليممه وأخممذه منممه) .وقمموله:
بحجة( أي ولو مطلقة عن تقييد الستحقاق بوقت الشراء أو غيره) .وقمموله :غيممر إقممرار( سمميأتي
محترزه) .قوله :رجع على بائعه( أي رجع المشتري على بممائعه بممما دفعممه لممه .قممال البجيرمممي:
محل الرجوع ما لم يكن يعلم عند البيع أنه ل يملكه ،كأن تحقق أنمه سمارقه ،أو غاصمبه ،وإل لمم
يرجع عليه بما دفعه له ،لنه في مقابلة تسليمه إياه ،وقد حصل أيضا .فلما علم أنه ل يملكمه كمان
كأنه متبرع بما أعطاه له .اه) .وقوله :الذي لم يصدقه( هذه الصلة جرت على غير من هممي لممه،
لن الضمير المستتر يعود على المشتري ،والبارز يعود على الذي ،فكان حقه أن يبرز الضمير،
والمعنى للمشتري أن يرجع على بائعه بشرط أن ل يصدقه في أن المدعى به ملكه ،فممإن صممدقه
في أنه ملكه ،وأن المدعي كاذب في دعواه لم يرجع عليه بشئ ،لعترافه بأن الظالم غيممره وهممو
المدعي .قال في النهاية :نعم لو كان تصديقه له اعتمادا على ظماهر يمده ،أو كمان ذلمك فمي حمال
الخصومة ،لم يمنع رجوعه حيث ادعى ذلممك ،لعممذره حينئذ .اه) .قمموله :ول أقممام الممخ( معطمموف
على صلة الموصول ،والفاعل ضمممير يعمود علمى البمائع الواقمع عليممه إسمم الموصممول ،فالصمملة
بالنسبة له جرت على من هي له :أي رجع عى بائعه الذي لم يقم بينة بأنه اشتراه من المدعى به
ثم باعه ،فإن أقام بينة على ذلك بعد أن حكم به للمدعي وأخذ من المشتري ،فل يرجع على بائعه
بشئ إذ الظالم غيره وهو المدعي) .قوله :ولو بعد الحكم الخ( غاية في إقامة البينة ،فهممي راجعممة
للمنفى )قوله :بالثمن( متعلق برجع :أي رجع على بائعه بالثمن الذي دفعه له) .قمموله :بخلف ممما
لو أخذ الخ( مفهوم قوله غير إقرار :أي بخلف ما لو أخذ ذلك الشئ مممن المشممتري بممإقراره أنممه
ملك للمدعي فإنه ل يرجع على بائعه بشممئ ،لن إقممراره للغيممر ل يكممون حجممة علممى البممائع ،ول
ملزما له أن يرجع عليه) .قوله :أو بحلف الخ( معطوف علممى بممإقراره :أي وبخلف ممما لممو أخممذ
منه بحلف المدعي اليمين المردودة من
] [ 309
المشتري ،بدليل قوله بعد نكوله ،فإن المراد به بعد نكول المشتري عمن اليميممن ،بممأن قمال
المدعي له :إحلف أن هذا الذي اشتريته ليس ملكي ،فينكل فيحلف المدعي ويأخذ حقه ،ول يرجع
المشتري على البائع ،لنه يعتقد أن هذا البيع ملكه وأن المدعي غير محق) .قوله :ولممو اشممترى(
أي شخص ،وهذه المسألة قد تقدمت في باب المدعوى بأبسمط ممما هنما) .وقموله :قنما( أي رقيقما،
ذكرا كان أو أنثى) .قوله :وأقر( أي المشتري بأنه قن) .قوله :ثم ادعى( أي القن) .وقوله :بحرية
الصل( أي بأنه حر أصالة) .قوله :وحكممم لممه( أي لمممدعي الحريممة) .وقمموله :بهمما( أي بالحريممة.
)قوله :رجع( أي المشتري) .وقوله :بثمنه( أي الرقيق) .وقوله :على بائعه( متعلق برجع) .قوله:
ولم يضر( أي في الرجوع بالثمن) .وقوله :إعترافه( أي المشتري) .وقوله :برقه( أي ما اشتراه.
)وقوله :لنه( أي المشتري ،وهو علة لعدم الضرر) .وقوله :معتمد فيه( أي في اعممترافه بممالرق.
)وقوله :على الظاهر( أي ظاهر اليمد) .قموله :ولمو ادعمى شمراء عيمن( أي ادعمى الملكيمة وبيمن
السبب) .قوله :بملك مطلق( أي لم تبين فيه السبب) .قوله :قبلت( أي البينة) .قوله :لنهمما شممهدت
بالمقصود( أي وهو الملممك ،وأممما السممبب فهممو تممابع لممه) .قمموله :ول تنمماقض( أي والحممال أنممه ل
تناقض بين الدعوى والشهادة موجودة) .قوله :على الصح( متعلق بقبلت .وعبارة التحفممة :وفممي
النوار عن فتاوى القفال لو ادعى شراء عين فشهدت بينمة لمه بملممك مطلممق قبلممت ،لكمن رد بمأن
الصحيح أنها ل تسمع حتى تصرح لممه بالشممراء ،وفيممه نظممر بممل الوجممه الول الممخ .اه) .قمموله:
وكذا( متعلق بلم يضر بعد الواقع جواب لو :أي لم يضر كذا :أي كما لو ادعى شممراء عيممن الممخ.
وعدم الضرر فيه لم يصرح به ،وإنما يفهم مممن قمموله قبلممت) .وقمموله :ملكمما مطلقمما( أي لممم يممذكر
سببه) .وقوله :فشهدت( أي البينة) .وقوله :له( أي لمدعي الملك المطلق) .وقوله :به( أي بالملك.
)وقوله :مع سببه( أي مع ذكر سبب الملك) .قوله :لم يضر( أي ما زادته البينة مممن السممبب .قممال
في التحفة :لن سببه تابع له ،وهو المقصود ،وقد وافقت البينة فيه الدعوى .نعم :ل يكون ذكرهم
السبب مرجحا لنهم ذكروه قبل الدعوى به ،فإن أعاد دعوى الملك وسببه فشهدوا بذلك ،رجحت
حينئذ .اه) .قوله :وإن ذكر( أي المممدعي) .وقمموله :سممببا( أي للملممك كشممراء) .وقمموله :وهممم( أي
وذكرهم :أي الشهود) .وقوله :سببا آخر( أي كإرث) .قوله :ضر ذلك( أي ذكرهم السممبب الخممر
في شهادتهم) .قوله :للتناقض الخ( قال في التحفة :ويفرق بين هذا وما لو قال لممه علممي ألممف مممن
ثمن عبد ،فقال المقر له ل بمل ممن ثممن دار ،بمأنه يغتفمر فمي القمرار مما ل يغتفمر فمي الشمهادة
المشترط فيها المطابقة للدعوى ل فيه :أي القرار .اه) .قموله :لمو بماع( أي شمخص) .قموله :ثمم
قامت الخ( أي ثم بعد البيع قامت بينة حسية ،وهي التي تشهد قبل الستشهاد ،سواء سبقها دعوى
أم ل ،وهي مأخوذة من احتسب بكذا أجرا عند ال ،اعتده ينمموي بممه وجممه الم تعممالى) .قمموله :إن
أباه( أي أبى البائع) .قوله :وقفها( أي الدار المبيعة) .وقوله :عليه( أي على البائع )قوله :ثم على
أولده( أي ثم من بعده تكون وقفا على أولده .ول بممد أن تكممون موقوفممة مممن بعممدهم علممى جهممة
عامة كالفقراء لتصح شهادة الحسبة ،لما سيأتي في الشارح أنهمما ل تصممح إل فممي حممق مؤكممد لم
كطلق ،وعتق ،ووقف لنحو جهة عامة الخ) .قوله :إنتزعت( أي الدار .وهو جواب لممو) .قمموله:
ورجع( أي المشتري) .قوله :ويصرف له( أي للبممائع :أي الممذي وقفممت الممدار عليممه) .قمموله :مممن
الغلة( أي غلة الدار مثل :أي أجرتها ،وهو بيان لما حصل) .قوله:
] [ 310
إن صدق البائع الشهود( أي في الوقفية) .قوله :وإل( أي وإن لم يصدقهم) .وقوله :وقفت(
أي الغلممة ،أي تبقممى موقوفممة ول تصممرف علممى أحممد) .قمموله :فممإن مممات مصممرا( أي علممى عممدم
تصممديقهم) .وقمموله :صممرفت( أي الغلممة .وانظممر حينئذ هممل يبطممل الوقممف أو ل ؟ مقتضممى قمموله
لقممرب النمماس إلممى الواقممف يؤيممد الول ،وإل لقممال صممرفت إلممى أولد البممائع مممن بعممده ،لنهممم
مذكورون في صيغة الواقف ،وأيضا قولم فممي بمماب الوقممف يشممترط القبممول مممن الموقمموف عليممه
المعين ،وإل بطل حقه .وبطل أصل الوقف إن كان عدم القبول من البطممن الول يؤيممده .وعبممارة
المنهاج مع التحفة هناك :والصح أن الوقف على معين يشترط فيمه قبموله إن تأهمل ،وإل فقبمول
وليه عقب اليجاب ،أو بلوغ الخبر .ولو رد الموقوف عليه المعين بطل بحقه منه .وخممرج بحقممه
أصل الوقف ،فإن كان الراد البطن الول بطل عليهما ،أو من بعده فكمنقطع الوسط .اه .بحممذف.
)قوله :بل تجب( أي الشهادة) .قوله :إن انحصر المر فيه( أي في الشاهد ،بأن لممم يوجممد غيممره.
)قوله :بملك( متعلق بالشهادة) .قوله :إستصحابا( حال من مقدر :أي تجوز الشهادة للشخص حال
كونه مستصحبا الخ) .وقوله :لمما سمبق( أي لسمبب سمبق الشمهادة :أي وجمد قبلهما) .وقموله :ممن
إرث( بيممان لممما) .وقمموله :وغيرهممما( أي غيممر الرث والشممراء كهبممة) .قمموله :اعتمممادا علممى
الستصحاب( هو عين قمموله استصممحابا ،فمماوولى إسممقاطه) .قمموله :لن الصممل البقمماء( أي بقمماء
الملك ،وهو علة للعلة) .قوله :وللحاجة لذلك( أي للعتماد علممى الستصممحاب فممي أداء الشممهادة،
وذلك لنه ل يمكن استمرار الشاهد مع صماحبه دائمما ل يفمارقه لحظمة ،لنمه ممتى فمارقه أمكمن
زوال ملكه عنمه ،فتعممذرت عليممه الشممهادة) .قمموله :وإل( أي وإن لممم تجممز الشممهادة اعتمممادا علممى
الستصحاب) .وقوله :لتعسرت الشهادة على الملك السممابقة( أي لنممه يقممال فيهمما يحتمممل زوال
ملكه عنها) .قوله :ومحله( أي محل قبول الشهادة اعتمادا على ما ذكر) .وقوله :لممم يصممرح( أي
الشاهد في الشهادة بأنه اعتمد الستصحاب ،بأن يقول أشهد أنممه ملممك لممه الن ،اعتمممادا علممى ممما
سبق من أنه ورثه أو اشتراه) .قوله :وإل( أي بأن صرح بذلك) .وقوله :لممم تسمممع( أي الشممهادة،
قال في النهاية :لكن يتجه حمله على ما إذا ذكره علمى وجمه الريبمة والمتردد ،فمإن ذكمره لحكايمة
حال ،أو تقوية قبلت معه .اه) .قوله :ولو ادعيا الخ( المسألة الولى قد تقدمت) .قوله :أي كل من
إثنين( أي ادعى كل واحد من إثنين) .قوله :فإن أقر( أي الثالث ،وإن أنكممر ممما ادعيمماه ول بينممة،
حلف لكل منهما يمينا وترك في يده) .وقوله :به( أي بممذلك الشممئ) .قمموله :سمملم( أي ذلممك الشممئ.
)وقوله :إليه( أي إلى الحد المقر له) .قوله :وللخر تحليفه( أي وللمممدعي الثمماني تحليممف المقممر
بأن هذا الشئ ليس ملكه .قال في النهاية :إذ لو أقر بممه لممه أيضمما غممرم لممه بممدله .اه) .قمموله :وإن
ادعيا شيئا على ثالث( أي أنكرهما ،وإنما عدل عن قوله في المتن بيد ثالث إلى ما قال ليشمل ممما
إذا لم يكن في يد البائع ،كما سممتأتي الشممارة إليممه) .قمموله :وأقممام كممل منهممما( أي مممن المممدعيين.
)وقوله :أنه اشتراه منه( أي وهو يملكه إن كان الممبيع بغيمر يمده ،وإل لمم يحتمج لمذكر ذلمك كمما
يأتي) .قوله :وسلم ثمنه( قيممد بممه لجممل قمموله بعممد :ويرجعممان عليممه بممالثمن) .قمموله :فممإن اختلممف
تاريخهما( أي كأن شهدت إحدى البينتين أنه اشتراه في رجب ،والخرى أنه اشتراه فممي شممعبان.
)قوله :حكم للسبق منهما( أي من البينتين .قال سم :ويلزم المدعى عليه للخر دفمع ثمنمه لثبموته
ببينة من غير تعارض فيه ،كما هو ظاهر .وكلم الروض صريح فيه .اه) .قوله :لن معها( أي
مع
] [ 311
البينة التي هي أسبق تاريخا) .وقوله :زيادة علم( أي بثبوت الملك فممي وقممت ل تعارضممها
فيه الخرى .قال في التحفة :ولن الثماني اشمتراه ممن الثمالث بعمد مما زال ملكمه عنمه .ول نظمر
لحتمال عموده إليمه لنممه خلف الصممل ،بمل والظماهر .اه) .قموله :وإل يختلمف تاريخهممما( أي
البينتين معا ،وهو صادق بثلث صور :بأن ل يوجد تاريخ أصل منهما ،وذلك بأن أطلقتمما ،وبممما
إذا وجد تاريخ من إحداهما ،وبما إذا وجد منهما ولكنممه متحممد ،وقممد بينهمما بقمموله بممأن أطلقتمما الممخ
)قوله :سقطتا( أي البينتان) .قمموله :لسممتحالة أعمالهممما( أي لسممتحالة العمممل بهممما لتعارضممهما.
)قوله :ثم إن أقر الخ( أي ثم بعد سقوطهما إن أقر المدعى عليه بأنه باع كل منهممما ،أو أحممدهما.
فالحكم واضح وهو أنه في الولى يثبت البيع لحدهما ،ويرجع الخر عليه بالثمن الذي سلمه له،
لبطلن البيع بالنسبة له ،وفي الثانية كممذلك يثبممت الممبيع للمقممر لممه ،ويرجممع الخممر عليممه بممالثمن.
)قوله :وإل( أي وإن لم يقر) .وقوله :حلف لكل منهما( أي بأنه ما باعه) .قمموله :ويرجعممان عليممه
بالثمن( قال في شرح الروض :إذ ل تعارض فيه ،لن بينة كل منهما شهدت بتوفية الثمن ،وإنممما
وقع التعارض في الدار لمتناع كونها ملكا لكل منهما في وقت واحد ،فسممقطتا فيهمما دون الثمممن.
اه .ومحل رجوعهما عليه بالثمن ما لم تتعرض البينة لقبمض الممبيع ،وإل فل يرجعمان عليمه بمه
لتقرر العقد بالقبض ،وليس على البائع عهدة ما يحدث بعده) .قوله :ولو قال كل منهما الممخ( هممذه
عكس المسألة السابقة ،لن تلك في مشتريين وبائع ،وهذه في بائعين ومشتر ،ومقصودهما الثممن
وفي تلك العين) .قوله :والمبيع الخ( أي والحال أن المبيع في يد المدعى عليه) .قوله :بعتكه بكذا
وهو ملكي( مقول القول .قال سم :وانظر لو قال وهو في يدي هل يكفي كما قد يدل عليه ممما فممي
التنبيه التي ؟ اه) .قوله :وإل( أي وإن لم يقل هو ملكممي لممم تسمممع الممدعوى) .قمموله :فممأنكر( أي
المدعى عليه الشراء منهما) .قوله :وأما( أي مدعيا البيع) .قوله :بمما قماله( أي ممن المبيع عليمه.
)قوله :فإن اتحد تاريخهما سقطتا( أي لمتناع كون العين ملكا لكل منهما في وقت واحد ،فيحلممف
لكل منهما يمينا كما لو لم يكن بينممة ،وتبقممى لممه العيممن ول يلزمممه شممئ) .قمموله :وإن اختلممف( أي
تاريخهما .مثله ما لو أطلقتا ،أو أطلقت إحداهما وأرخت الخرى) .قوله :لزمممه الثمنممان( أي لن
التنافي غير معلوم والجمع ممكن ،لكن يشترط أن يكون بينهما زمان يمكممن فيممه العقممد الول ،ثممم
النتقال من المشتري إلى البائع الثاني ثم العقد الثاني ،فلو عين الشهود زمنا ل يتأتى فيه ذلك لممم
يلزم الثمنان ،ويحلف حينئذ لكل .اه .نهاية) .قوله :ولو قال الخ( شروع فممي حكممم ممما لممو اختلممف
مؤجر الدار مثل والمستأجر في قدر ما استؤجر كالمثال المذكور .ومثله ممما لممو اختلفمما فممي قممدر
الجر ،كأن قال أجرتك البيت بعشرة ،فقال :بل أجرتنيه بخمسة .أو فيهما معا ،كأن قممال أجرتممك
البيت بخمسة ،فقال بل أجرتني جميع الدار بثلثة) .قوله :وأقاما بينتين( أي أطلقتمما ،أو إحممداهما،
أو اتحد تاريخهما ،وكذا إذا اختلف تاريخهما ،واتفقا على أنه لممم يجممر إل عقممد واحممد .اه .تحفممة.
)قوله :تساقطتا( أي البينتان ،لتناقضهما في كيفية العقد الواحد .قال في شممرح الممروض :ويفممارق
هذا ما لو شهدت بينة بألف وأخرى بألفين ،حيممث ثبتممت اللفممان بأنهممما ل يتنافيممان ،لن الشممهادة
باللف ل تنفي اللفين ،وهنا العقد واحممد .اه) .قموله :ثممم يفسمخ العقممد( أي عقممد الجمارة ،ويسملم
المكتري أجرة مثل ما سكن في الدار) .قوله :ل يكفي في الدعوى كالشهادة الخ( عبارة الممروض
وشرحه :ويشترط في دعوى المشتري من
] [ 312
غير ذي اليد أن يقول المدعي :إشتريتها منه وهي ملكه ،أو تسلمتها منممه ،أو سمملمها إلممي،
كالشهادة يشترط فيها أن يقول الشاهد إشتراها من فلن وهي ملكه ،أو إشتراها أو تسلمها منه أو
سلمها إليه ل في دعوى الشراء من ذي ،يد ،فل يشترط فيها ذلك ،بل يكفممي ذكممر اليممد ،لن اليممد
تدل على الملك .اه) .قوله :إذا كان( أي البائع غير ذي يد بأن كممان المممبيع فممي يممد شممخص آخممر
غير البائع) .قوله :أو مع ذكر الخ( عطف على قوله مع ذكر ملك البائع :أي أو إل مع ذكممر اليممد
فيكفي ذلك ،لن اليمد تمدل علمى الملمك كممما مممر) .قموله :إذا كمانت اليمد لمه( أي للبممائع) .وقموله:
ونزعت منه تعديا( فيه أنه يكمون حينئذ غيممر ذي يممد ،فيقممال حينئذ ممما الفممرق بيممن هممذه الصممورة
والتي قبلها ؟ ويمكن أن يفرق بينهما بحمل قوله في الصورة الولى غير ذي يممد علممى ممما إذا لممم
يكن تحت يده أصل ،بأن ورثه من أبيه ولم يستلمه من وكيله أو من وصيه ،وحمل ما هنمما علممى
ما إذا دخل تحت يده ولكن انتزع منه .ولو أسقطه -كما في شرح الروض -لكان أولممى) .قمموله:
ولو ادعوا الخ( هذه المسألة ذكروها في باب الشهادة) .قوله :مال( مفعول ادعمموا) .وقمموله :عينمما
الخ( تعميم في المال) .قمموله :لمممورثهم( متعلممق بمحممذوف صممفة لمممال :أي مممال ملكمما لمممورثهم.
)قوله :وأقاموا شاهدا( أي بعد إثباتهم لموته وإرثهم وانحصمماره فيهممم .اه .نهايممة) .قمموله :وحلممف
معه بعضهم( أي وحلف مع الشاهد الذي أقاموه بعض الورثة .قال في شرح الروض :فإذا حلفوا
كلهم ثبت الملك له وصار تركة تقضى منها ديونه ووصماياه .اه) .قموله :علمى اسممتحقاق ممورثه
الكل( أي المال ،ول يقتصر على قدر حصته ،لنه إنما يثبت الملك لمورثه .وكذا لو حلفوا كلهممم
لما ذكر) .قوله :أخممذ نصمميبه( قممال فممي شممرح الممروض :ويقضممي مممن نصمميبه قسممطه ممن الممذين
والوصممية ل الجميممع .اه) .قمموله :ول يشممارك( بالبنمماء للمجهممول) .وقمموله :فيممه( نممائب فمماعله،
وضميره يعود على نصيبه الذي أخذه) .قوله :من جهة البقية( أي بقية الورثة) .قوله :لن الحجة
تمت الخ( علة عممدم المشمماركة) .وقموله :فممي حقممه( أي الحممالف) .قمموله :وغيممره( أي ولن غيممر
الحالف قادر عليها ،أي الحجة) .وقوله :بالحلف( متعلق بقممادر) .قمموله :وأن يميممن النسممان الممخ(
علة ثالثة لعدم المشاركة) .وقمموله :ل يعطممى بهمما( أي بيميممن النسممان) .وقمموله :غيممره( أي غيممر
النسان صاحب اليمين) .قوله :فلو كان الخ( مرتب على محذوف تقديره :ويبطممل حممق كامممل لممم
يحلف بنكوله إن حضر في البلد ،وكان قممد شممرع فممي الخصممومة أو شممعر بهمما ،فلممو كممان بعممض
الورثة صبيا الخ) .قوله :حلف إذا بلغ( راجع للصبي) .وقوله :أو حضر( راجع للغممائب) .قمموله:
وأخذ( أي وأخذ كل منهمما) .وقموله :نصميبه( أي حصمته )قموله :بل إعمادة دعموى وشمهادة( أي
لنهما وجدا أول من الكامل خلفة عن الميت) .قوله :ولو أقر( أي شممخص بممدين لميممت) .قمموله:
فأخذ بعض ورثته( أي الميت من ذلك الدين المقر به) .قوله :ولو بغير دعوى( غاية فممي الخممذ.
)وقوله :ول إذن من حاكم( أي في الخذ) .قوله :فللبقية( أي بقية الورثة) .وقوله :مشمماركته( أي
مشاركة بعض الورثة في القدر الذي أخذه) .قوله :ولو أخذ أحمد شمركائه( أي الشمخص )وقموله:
في دار متعلق بشركاء( أي شركائه في نفس الدار) .وقوله :أو منفعتها( معطوف على في الدار:
أي أو شركائه في منفعة الدار ،بأن كان موصى بهما لجماعمة) .قموله :مما يخصمه( مفعمول أخمذ.
)وقوله :من أجرتها( بيان لما) .قوله :لممم يشماركه فيمه( أي فيممما أخمذه مممما يخصممه ممن أجرتهما.
)قوله :بقية الورثة( صوابه بقية الشركاء ،كما في بعض نسخ الخط .وال سبحانه وتعالى أعلم.
] [ 313
فصل في الشهادات شروع في القسم الثاني من ترجمة الباب السابق ،وهو البينات .وإنممما
أفرده بفصل مستقل لطول الكلم على القسم الول وهو الممدعاوي ،ولن البمماب ممما اشممتمل علممى
فصول ،فل يقال إنه في الباب السابق ترجم للبينات ولم يذكرها فيه) .قمموله :جمممع شممهادة( وإنممما
جمعها لتنوعهمما كممما مممر بيممانه والصممل فيهمما قبمل الجمماع آيمات كقموله تعمالى) * :ول تكتمموا
الشهادة( * وقوله تعالى) * :وأشهدوا ذوي عمدل منكممم وأقيمموا الشمهادة لمم( * .وقموله تعممالى* :
)واستشهدوا شهيدين من رجالكم( * .وأخبار كخبر الصحيحين :ليممس لممك إل شمماهداك أو يمينممه.
أي ليس لك يا مدعي في إثبات الحق على خصمك إل شاهداك ،وليس لمك فممي فصممل الخصمومة
بينك وبينه عند عدم البينة إل يمينه ،وكخبر البيهقي والحاكم وصحح إسناده أنه )ص( :سئل عممن
الشهادة ،فقال للسائل :ترى الشمس ؟ قال نعم .فقال :على مثلها فاشهد أو دع .وقوله :علمى مثلهما
الخ :المراد إن كنت تعلم الشئ الذي تريد الشهادة به مثل الشمس فاشممهد بممه ،وإن كنممت ل تعلمممه
مثلها فاترك الشهادة به .وأركانها خمسة :شاهد ومشهود به ومشهود عليه ومشممهود لممه وصمميغة.
وكلها تعلم مممن كلمممه) .قمموله :وهممي( أي الشممهادة شممرعا ممما ذكممر .وأممما لغممة فمعناهمما الطلع
والمعاينة كما في المصباح) .وقوله :إخبار الشخص الخ( عرفها بعضهم بأنهمما إخبممار عمن الشممئ
بلفظ خاص ،وهو أولى لشموله لنحو هلل رمضان ،بخلف تعريف الشارح) .قوله :بحممق علممى
غيره( أي لغيره) .قوله :بلفظ خاص( أي على وجه خاص ،بممأن تكممون عنممد قمماض بشممرطه .اه.
رشيدي والمراد باللفظ الخاص لفظ أشهد ل غير ،فل يكفي إبداله بغيره ولممو كممان أبلممغ ،لن فيممه
نوع تعبد) .قوله :الشهادة الخ( شروع في بيان ما يعتبر فيه شهادة الرجال وتعدد الشهود ،ومما ل
يعتبر فيه ذلك) .وقوله :لرمضان( أي وتمموابعه كتعجيممل زكمماة الفطممر فممي اليمموم الول ،ودخممول
شوال ،وصلة التراويح) .قوله :أي لثبوته( أي رمضان ،وأفمماد بهممذا التفسممير أن الشممهادة ليسممت
لنفس رمضان ،وإنما هممي لثبمماته) .قمموله :بالنسممبة للصمموم فقممط( أي ل بالنسممبة لحلممول أجممل أو
لوقوع طلق ،كما مر في باب الصوم) .قوله :رجل( خبر عن الشهادة ،ول بد من تقدير مضاف
في الول أو الثاني ليتطابق المبتدأ والخبر ،وذلك لن الشممهادة ليسممت عيممن الرجممل :إذ هممي إسممم
معنى ،وهو جثة .وتقديره في الول ذو الشهادة لرمضان رجممل ،وفممي الثمماني الشممهادة لرمضممان
شهادة رجل ،ويصح أن يكون رجل فاعل لفعل محذوف مع متعلقه ،والتقمدير يكفممي فيهما رجممل،
وهذا أقعد من جهة المعنى إل أنه يرد عليه أن حذف العامل ل يجوز إل مع القرينة ،ول قرينة
) (1سورة البقرة ،الية (2) .283 :سورة الطلق ،الية (3) .2 :سورة البقرة ،الية.282 :
] [ 314
هنا ،إل أن يدعي المقام ،ومثل ذلك يجري في جميع ما يأتي) .قوله :ل امرأة وخنثى( أي
فل يثبت بهما هلل رمضان لنقصهما) .قوله :ولزنا ولواط( معطوفان علممى قمموله لرمضممان :أي
والشهادة لزنا ولواط :أي وإتيان بهيمة أو ميتة) .قمموله :أربعممة مممن الرجممال( أي لقمموله تعممالى* :
)والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة( * .ولن الزنمما أقبممح
الفواحش ،وإن كان القتل أغلظ منه على الصح ،فغلظت الشهادة فيه سترا مممن ال م تعممالى علممى
عباده ،واشتراط الربعة فيهممما إنممما هممو بالنسممبة لثبممات الحممد أو التعزيممز ،أممما بالنسممبة لسممقوط
حصانته وعدالته ووقوع طلق علق بزناه فيثبت برجلين ،وقد يشكل على ثبوت ما ذكر بهما ممما
مر في باب حد القذف من أن شهادة ما دون الربعة بالزنا تفسقهم وتوجب حدهم ،فكيف يتصور
هذا .وقد يجاب بأن صورته أن يقول نشهد بزناه بقصد سقوط أو وقوع ما ذكممر ،فقولهممما بقصممد
الخ ينفي عنهما الحد والفسق ،لنهما صرحا بما ينفي أن يكون قصدهما إلحاق العار به الذي هو
موجب حد القذف) .قوله :يشهدون الممخ( بيممان لكيفيممة الشممهادة بالزنمما واللممواط) .قمموله :أنهممم( أي
الربعة) .وقمموله :رأوه( أي الزانممي أو اللئط) .قمموله :مكلفمما مختممارا( حممالن مممن فاعممل أدخممل.
)قوله :حشفته( أي أو قدرها من مقطوعها ،وهو مفعول أدخل) .قوله :في فرجها( متعلق بأدخل،
ول بد من تعيينها كهذه ،أو فلنة) .وقوله :بالزنا( متعلق بأدخل :أي على وجه الزنا ،ول بد مممن
ذكر ذلك أو ما يفيد معناه ،كأن يقول على وجه محرم) .قوله :ل يشترط ذكر زمممان ومكممان( أي
زمان الزنا ومكانه) .قوله :إل إن ذكره( أي المذكور من الزمممان والمكممان) .وقمموله :أحممدهم( أي
أحد الشهود الربعة) .قوله :فيجب سؤال الباقين( أي عن الزمان والمكان) .قوله :لحتمال( علممة
للوجوب) .وقوله :وقوع تناقض( أي إذا سئلوا عنهممما .وذلممك كممأن تممذكر بقيممة الشممهود زمانمما أو
مكانا غير الذي ذكره الشاهد الول ،كأن يقول أحمد الشمهود رأيتممه زنمى أول النهمار فمي المكممان
الفلني ،ويقول الباقون رأينمماه زنممى آخممر النهممار فممي المكممان الفلنممي غيممر المكممان الول ،فهممذا
تناقض وخلف وقع بينهممم ،وهممو يسممقط الشممهادة أو يبطلهمما) .قمموله :ول ذكممر رأينمما الممخ( أي ول
يشترط ذكر رأيناه أدخل حشفته في فرجها كدخول المرود في المكحلة ،والمرود -بكسر الميممم -
الميل) .قوله :بل يسن( أي ذكر رأيناه كالمرود في المكحلة) .قوله :ويكفي للقرار به( أي الزنا:
أي وما ألحق به من اللواط ،وإتيان البهيمممة والميتممة) .وقمموله :إثنممان( أي شممهادة إثنيممن) .وقمموله:
كغيره( أي كغير القرار بالزنا من القارير ،فإنه يكفي فيها إثنان) .قوله :ولمال( معطوف علممى
لرمضان أيضا :أي والشهادة لمال )قوله :عينا كان( أي ذلك لمال كدار وثوب )وقوله :أو منفعة(
أي لدار ونحوها) .قوله :وما قصد به مال( أي وللشئ الذي قصد منه مال) .قوله :من عقد( بيان
لما) .وقوله :مالي( أي متعلق بالمال )قموله :أو حمق ممالي( أي متعلمق بالممال ،ولمم يمثمل لمه إل
بمثال واحد وهو الخيار) .قوله :كبيع( تمثيل للعقد المالي) .قمموله :وحوالممة( معطمموف علممى بيممع،
عطف الخاص على العام ،ومثله جميع المثلة التية ما عدا الخيار فإنهمما للعقممد إذ هممي بيممع ديممن
بدين فهي تمثيل أيضا للعقد المالي) .قوله :وضمان( هو مثال للعقد المممالي أيضمما .وفممي حواشممي
شرح المنهج جعله مثال للحق المالي وليس كذلك :إذ هو عقممد) .قمموله :ووقممف( هممو مثممال أيضمما
للعقد المالي :أي الذي قصد منه المممال .وفممي حاشممية البمماجوري جعلممه مممن الحممق المممالي وليممس
كذلك ،إذ هو عقد أيضا .وكتب البجيرمي على قول الخطيب :تنبيه ممن همذا الضمرب الوقمف مما
نصه ،لن المقصود منه فوائده أو أجرته وهي مممال .وصممورة المسممألة ،أن شخصمما ادعممى ملكمما
تضمن وقفية ،كأن قال هذه الدار كانت لبي ووقفها علي .وأنت غاصب لها ،وأقام شاهدا وحلف
معه ،حكم له بالملك ،ثم تصير وقفا بإقراره ،وإن
] [ 315
كان الوقف ل يثبت بشاهد ويمين .قاله في البحر .م .ر .اه) .قوله :وقممرض( هممو وجميممع
ما بعده ما عدا الخيار من العقد المالي ،أما الخيار فمممن الحممق المممالي كممما علمممت ،ومثلممه جنايممة
توجب مال .وجعل البجيرمي الجممل أيضمما مممن الحممق المممالي ،وفيممه نظممر لنممه ل بممد أن يكممون
مصرحا به في العقد ،فهو من متعلقات العقد ل الحمق) .قموله :رجلن المخ( خمبر المبتممدأ المقممدر
قبل قوله لمال :أي والشهادة لمال وما قصد بممه مممال يكفممي فيهمما رجلن ،أو رجممل وامرأتممان ،أو
رجل ويمين ،وذلك لقوله تعالى) * :فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان( * أي إن لم ترغبوا في
إقامة الرجلين ،وليس المراد أنه ل يكفي الرجل والمرأتان إل عند تعذر الرجلين ،بدليل الجممماع
على خلفه ولعموم البلوى بالمعاملت ونحوها ،فوسع في طرق إثباتها ،واستثنى في التحفة مممن
الكتفاء بشهادة من ذكر :الشركة والقراض ،والكفالة .وقال :أما هي فل بد فيها من رجلين ما لممم
يرد في الولين إثبات حصة من الربح .اه) .قوله :ول يثبت شئ بإمرأيتن ويميممن( أي ولممو فيممما
يثبت بشهادة النساء منفردات ،وذلك لعدم ورود ذلك ولضعفهما .وإنما قام المرأتممان مقممام الرجممل
في الرجل والمرأتين لوروده) .قوله :ولغير ذلك( معطمموف علممى لرمضممان أيضمما :أي والشممهادة
لغير ذلك المذكور من رمضان وما بعده) .وقوله :أي ما ليس بمال ول يقصممد منممه مممال( تفسممير
لغير ذلك ،ل لسم الشارة كما همو ظمماهر .وكممان عليممه أن يزيممد وممما ليممس برمضممان ول زنمما،
لنهما من جملة المذكور قبل) .قوله :من عقوبة ل تعالى( بيان لما ،وهممو علممى حممذف مضمماف:
أي من موجب عقوبة كشرب وسرقة ،لن الشممهادة لممه ل لهمما) .وقمموله :كحممد شممرب( أي شممرب
خمر ،وهو تمثيل للعقوبة) .قوله :وسرقة( أي وحد سرقة) .قوله :أو لدمي( معطمموف علممى لمم.
أي أو عقوبة لدمي ،وهمو علمى حمذف مضماف أيضما كالمذي قبلممه :أي مموجب عقوبمة لدممي.
)قوله :كقممود( أي قصمماص ،وهممو تمثيممل لعقوبممة الدمممي )قمموله :ومنممع أرث( عطممف علممى قممود
المجعول مثال لعقوبة الدمي ،وهو يفيد أنه مثال لها أيضا .وفيممه نظممر إل أن يممراد مممن العقوبممة
مطلق أذية ،حسية كانت أو معنوية .تأمل) .قوله :بأن ادعممى الممخ( تصمموير لمنممع الرث) .قمموله:
ولما يظهر للرجال( معطوف على لرمضان أيضا :أي والشهادة لما يظهر للرجال الممخ) .وقمموله:
غالبا( أي في غالب الحوال ،وقد ل يظهر على سبيل الندور ،فقد يتفق أن الرجل يطلق زوجتممه
من غير حضور رجال ،بل بحضور النساء ،ومع ذلك فل عممبرة بهممن) .قمموله :كنكمماح( قممال سممم
نقل عن ابن العماد :يجمب علمى شممهود النكمماح ضمبط التاريممخ بالسمماعات واللحظمات ،ول يكفمي
الضبط بيوم العقد ،فل يكفي أن النكاح عقد يوم الجمعة مثل ،بل ل بد أن يزيمدوا علممى ذلممك بعممد
الشمس مثل بلحظة أو لحظتين ،أو قبل العصمر أو المغمرب كمذلك .لن النكماح يتعلمق بمه لحماق
الولد لستة أشهر ولحظتين من حين العقد ،فعليهم ضبط التاريخ بذلك لحق النسب .وهذا مما يغفل
عنه في الشهادة بالنكاح .اه .وفي المغني) .تنبيه( يسممتثنى مممن النكمماح ممما لممو ادعممت أنممه نكحهمما
وطلقها ،وطلبت شممطر الصممداق ،أو أنهمما زوجممة فلن الميممت ،وطلبممت الرث فيثبممت ممما ادعتممه
برجل وامرأتين ،وبشاهد ويمين ،وإن لم يثبت النكاح بذلك ،لن مقصممودها المممال .ومممن الطلق
ما لو كان بعضو وادعاه الزوج فإنه يثبت بشاهد ويمين ويلغز به فيقال :لنا طلق يثبت بشاهدين
ويمين .اه) .قوله :ورجعة( ذكرها مبني على القول بإشتراط الشهاد فيممه ،والمعتمممد خلفممه ،فل
تحتاج إلى إشهاد رأسا فضل عن إشتراط الرجلين فيها) .قوله :وطلق( أي بعوض أو غيممره إن
ادعته الزوجة .فإن ادعاه الزوج بعوض يثبممت بشمماهد ويميممن ويلغممز بممه فيقممال :لنمما طلق يثبممت
بشاهد ويمين .زي .وفيه أن الطلق ثبت بإقراره ،والثابت بالرجل واليمين إنما هو
] [ 316
العمموض .اه .بجيرمممي) .قمموله :وقممراض ووكالممة( محممل إشممتراط الرجليممن فيهممما .وفممي
الوصمماية وفممي الشممركة إن أريممد عقودهمما والوليممة فيهمما .فممإن أريممد إثبممات الجعممل فممي الوكالممة
والوصاية ،وإثبات حصته من المال في الشركة ،وحصته من الربح فيها وفي القراض ،قبل فيها
رجلن ،أو رجل وامرأتان ،أو شاهد ويمين ،لن المقصممود منهمما المممال حينئذ .وقممد تقممدم التنممبيه
على بعض ذلك) .قوله :ووديعة أي ادعى مالكها غصب ذي اليد لها ،وذو اليممد أنهمما وديعممة ،فل
بد من شاهدين ،لن المقصود بالذات إثبات ولية الحفظ له ،وعدم الضمان يترتب على ذلك .اه.
تحفة) .قوله :ووصاية( أي فالشهادة للوصاية :أي بأن فلنا وصى فلنا ،ل بممد فيهمما مممن رجليممن
لقوله تعالى) * :شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية إثنممان( * المخ) .قمموله :ورؤيممة
هلل غير رمضان( أي أما رؤية هلل رمضان فتثبت بواحد كما تقدم .والراجح عند غير شمميخ
السمملم وابمن حجممر :أن رؤيممة هلل غيممر رمضممان تثبممت بواحممد بالنسممبة للعبممادة كرؤيممة هلل
رمضان ،فتقبل شهادة الواحد بهلل شوال للحرام بالحج ،وصوم سممتة أيممام مممن شمموال ،وبهلل
ذي الحجة للوقوف ،وللصوم في عشره ،ما عدا يمموم العيممد ،وبهلل رجممب للصمموم فيممه ،وبهلل
شعبان لذلك ،حتى لو نذر صوم شهر فشهد واحد بهلله وجب) .قوله :وشهادة علممى شممهادة( أي
بأن يشهد إثنان على شهادة كل من الشاهدين ،بنحو قرض لغيبتهممما مثل) .قمموله :وإقممرار بممما ل
يثبت إل برجلين( وهو ما يظهر للرجال غالبا كالنكاح وما بعده .ولو قممال وإقممرار بهمما :أي بهممذه
المذكورات لكان أولى ،ومثل القرار بذلك القرار بما ل يثبت إل بأربعة رجال كالزنا كما مممر،
أما القرار بما يثبت بهما ،أو برجل ويمين ،مما مر من المال ،أو ما يقصد به مممال ،فيكفممي فيممه
ذلك أيضا كما صرح به في الروض .وعبارته :الضرب الثالث المال ،وما المقصممود منممه المممال
كالعيان والديون والعقود المالية ،وكذا القرار به يثبت برجلين ،أو رجممل وامرأتيممن .اه .فقمموله
وكذا القرار به :هو محل الستشهاد) .قوله :ل رجل وامرأتان( أي ول رجل ويمين) .قوله :لما
روى مالك الخ( أي ولنه تعالى نص في الطلق والرجعة والوصاية علممى الرجليممن ،وصممح بممه
الخمبر فمي النكماح .اه .تحفمة) .وقموله :مضمت السمنة( أي اسمتقرت بمأنه ،أي علمى أنمه المخ .أو
حكمممت ،ونسممبة الحكممم إليهمما مجمماز ،والسممنة الطريقممة :أي شممريعة النممبي )ص( ،وهممي الحكممام
الشرعية ل مقابل الفرض .اه .ش ق) .قوله :وقيس بالمذكورات( أي فممي الخممبر ،وهممي الحممدود
والنكاح والطلق) .وقوله :غيرها( أي المذكورات ،نائب فاعل قيممس) .قمموله :مممما يشمماركها فممي
المعنى( أي وهو كل ما ليس بمال ،ول هو المقصود منممه .ول نظممر لرجمموع الوصمماية والوكالممة
للمال ،لن القصد منهما إثبات الولية ل المال .اه .تحفة) .قموله :ولمما يظهمر للنسمماء( معطموف
علمى لرمضمان أيضما :أي والشمهادة للحمق المذي يظهمر للنسمماء) .وقمموله :غالبما( أي فممي غممالب
الحوال ،وقد يظهر للرجمال علمى سممبيل النممدور) .قموله :كممولدة( أي ادعتهمما وأنكرهمما الرجمل،
فتثبت بهن .قال في التحفة :إذا ثبتت الممولدة للنسمماء ثبممت النسممب ،والرث تبعمما .لن كل منهممما
لزم شرعا للمشهود به ل ينفك عنه ،ويؤخذ من ثبوت الرث فيما ذكر ثبوت حياة المولود ،وإن
لم يتعرضن لها في شهادتهن بالولدة ،لتوقف الرث عليها ،أعني الحيمماة ،فلممم يمكممن ثبمموته قبممل
ثبوتها ،أما لو لم يشهدن بالولدة بل بحياة المولود ،فظاهر أنهمن ل يقبلمن ،لن الحيماة ممن حيممث
هي مما يطلع عليه الرجل غالبا .اه .بحذف) .قوله :وحيض( أي ادعته لجل العدة فممأنكر .وفممي
البجيرمي ما نصه :قوله وحيض -هو صريح في إمكممان البينممة عليممه ،وبممه صممرح النممووي فممي
أصل الروضة ،ونقله في فتماويه عمن ابمن الصمباغ ،وصموبه بعضمهم خلفما لمما فمي الروضمة،
كأصلها في كتاب الطلق من تعذر إقامة البينة عليه .ورجح بعضهم ما هنا ،وحمل في
] [ 317
الطلق من التعذر على التعسر .اه .وإنما كان متعسرا .لن الممدم وإن شمموهد إحتمممل أنممه
إستحاضة) .قوله :وبكارة( أي فيما إذا شرطت في العقممد وادعممى زوجهمما أنممه وجممدها ثيبمما وأراد
الفسخ ،وأنكرت ذلك وادعت أنها بكر إلى الن وأقامت أربع نسوة على دعواها فيقبلمن) .وقموله:
وثيابة( في بعض نسخ الخط وثيوبة -بالواو -وهي ضد البكارة ،وصورتها أن يكون قممد طلقهمما
وادعى أنه طلقها وهي بكر لتشطير المهر عليه ،فادعت أنها ثيب بوطئه لهمما ليسممتقر المهممر كلممه
لها وأقامت أربع نسوة على ذلك فيقبلن) .قوله :ورضاع( أي إذا كان من الثدي ،أما إذا كممان مممن
إناء فل يقبلن فيه ،لن ذلك يطلع عليه الرجال غالبا .نعم :يقبلن في أن هممذا اللبممن الممذي فممي هممذا
الناء من هممذه المممرأة ،لن الرجممال ل يطلعممون عليممه غالبمما) .قمموله :وعيممب امممرأة( أي كرتممق،
وقرن ،وجرح على فرجها ،حرة كانت أو أمة) .وقوله :تحت ثيابها( المراد به ممما ل يطلممع عليممه
الرجال غالبا .وخرج بمه عيممب الموجه واليمد ممن الحمرة ،فل يثبممت حيممث لمم يقصممد بمه ممال إل
برجلين ،وكذا ما يبدو عند مهنة المة إذا قصد به فسممخ النكمماح مثل ،أممما إذا قصممد بممه الممرد فممي
العيب ،فيثبت برجل وامرأتين ،وشاهد ويمين :لن القصد منه حينئذ المال .ل يقال كون هذا مممما
يطلع عليه الرجال غالبا ،إنما يظهر على القول بحل النظر إلى ذلك ل على المعتمد من تحريمه،
لنا نقول الوجه والكفان يطلممع عليهمما الرجمال غالبما .وإن قلنمما بتحريمم النظممر لهمما لنمه جمائز
لمحارمها وزوجها بل للجنبي لتعليم ومعاملة وتحمل شهادة) .قوله :أربع من النساء( خممبر عممن
الشهادة المقدرة قبل قوله ولم يظهر الخ) .واعلم( أن ما قبلت فيه شهادة النساء على فعله ،ل تقبل
شهادتهن على القرار به ،لنه مما يطلع عليه الرجال غالبا بالسماع كسممائر القممارير) .قمموله أو
رجلن الخ() ..واعلم( أن قبول شهادة من ذكر معلوم بالولى ،لنه إذا قبلت شهادتهن منفممردات
قبلت شهادة الرجلين ،والرجل والمرأتين بالولى) .قمموله :لممما روى الممخ( دليممل للكتفمماء بشممهادة
الربع النسوة فيما ل يظهر للنساء غالبا) .قوله :من ولدة الخ( بيان لما) .وقوله :وعيمموبهن( أي
كالرتق وما بعده مما مر) .قوله :وقيس بذلك( أي بالممذكور فمي الحمديث ممن المولدة والعيموب.
)وقوله :غيره( أي غير المذكور في الحديث مما هو في معناه من كل ما ل يطلممع عليممه الرجممال
غالبا كالحيض وما بعده مما مر) .قوله :ول يثبت ذلك( أي ما يظهر للنساء غالبا برجمل ويميمن،
لنها حجة ضعيفة .وعيوب النساء ونحوها مما في معناها أمور مخطرة تحتاج إلى حجممة قويممة.
)قوله :وسئل الخ( الغرض من إيراد ما ذكر ،بيان أن البلوغ قد يثبت بالنسوة تبعا لما يقبلمن فيممه،
وإن كان إستقلل ل يثبت إل برجلين) .قوله :أن فلنة يتيمة( يحتمل أن هذا علم عليها ،ويحتمممل
الوصف) .قوله :ولدت( بالبناء للمجهول) .وقوله :شهر مولده( أي مولد فلن الممذي شممهد رجلن
ببلوغه ست عشرة سنة) .وقوله :أو قبله( أي أو ولدت قبل شهر مولده) .وقمموله :أو بعممده( أي أو
بعد شهر مولده) .وقوله :بشهر( متعلق بولدت المقدر .وقوله :مثل( أي أو بشهرين) .قوله :فهممل
يجوز تزويجها( أي فيما إذا توقف على إذنها بأن لم يكن لهمما ولممي مجممبر) .قمموله :إعتمممادا علممى
قولهن( أي في ثبوت الولدة) .قوله :أو ل يجوز( أي تزويجها) .قوله :إل بعد
] [ 318
ثبوت بلوغ نفسها( أي إل بعد أن تثبت بلوغها بنفسها برجلين) .قمموله :نعممم يثبممت ضمممنا(
أي تبعا للولدة )وقوله :من شهدن( بنون النسوة) .قوله :كما يثبت النسب( أي تبعما للمولدة ،كممما
تقدم في عبارة التحفة) .قوله :فيجوز تزويجها الخ( مفرع على ثبوت البلوغ بولدتها) .قمموله :لممو
أقامت شاهدا الخ( أي إذا ادعت دخوله عليها ليستقر المهر كلها ،وأنكممر الممزوج ليتشممطر المهممر،
فأقامت شاهدا على أنه أقر بأنه دخل عليها ،كفى حلفها مع ذلممك الشمماهد .لن القصممد المممال وممما
كان القصد منه ذلك يكفي فيه شاهد ويمين كما مر) .وقوله :ويثبت المهر( أي كله بممذلك) .قمموله:
أو أقامه الخ( أي إذا ادعى دخوله عليها لتثبت العدة إذا طلقها ،والرجعة إذا كان رجعيا ،وأنكرته
هي لئل يكون عليها عدة ،ول تثبت له الرجعة ،لن الطلق قبل الوطئ ل عممدة فيممه ول رجعممة.
وأقام شاهدا علمى إقرارهما بالمدخول فل يكمون الحلمف معمه ،لنمه ليمس القصمد الممال بمل العمدة
والرجعة ،وما كان كذلك ل بد فيه من رجلين كما مر) .قوله :وشرط في شاهد الممخ( شممروع فممي
بيان شروط الشاهد ،وذكر منها هنا خمسة شروط ،وسيذكر ثلثة وهي عممدم التهمممة ،والبصممار
والسمع فمي المبصمرات والمسمموعات ،وسميذكر محمترزات الجميمع ،وبقمي عليمه فمي الشمروط
السلم والنطق ،والرشد ،فل تقبل الشهادة من كافر ولو على مثله ،لنممه أخممس الفسمماق ،ولقمموله
تعالى) * :واستشمهدوا شمهدين ممن رجمالكم( * وقموله تعمالى) * :وأشمهدوا ذوي عمدل منكمم( *.
والكافر ليممس مممن رجالنمما وليممس بعممدل ،وأممما خممبر :ل تقبممل شممهادة أهممل ديممن علممى غيرهممم إل
المسلمون فإنهم عدول على أنفسهم وعلى غيرهم فضعيف ،وأما قمموله تعممالى) * :أو آخممران مممن
غيركم( * فمعناه من غير عشيرتكم ،أو منسوخ بقوله تعممالى) * :وأشممهدوا ذوي عممدل منكممم( *.
ول من أخرس وإن فهم إشارته كل أحد فل يعتد بشهادته بها ،كما ل يحنث فيما لو حلف ل يتكلم
ول تبطل صلته بها ،فهي لغية في هذه البواب الثلثة ،ومعتبرة في غيرها ،ول ممن محجمور
عليه بسفه لنقصه) .واعلم( أن هذه الشروط يعتبر وجودها في الشاهد عنممد التحمممل ،والداء فممي
النكاح لتوقف صحته على الشهود ،وعنمد الداء فقمط فمي غيمره ،فيجموز أن يتحملهما وهمو غيمر
كامل ،ثم يؤديها وهو كامل) .قمموله :فل تقبممل مممن صممبي( أي لقمموله تعممالى) * :مممن رجممالكم( *.
والصبي ليس من رجالنا فل تقبل شهادته ولو لمثله أو عليه ،خلفا للمام مالك رضممي ال م عنممه
حيث قبل شهادة الصبيان فيما يقع بينهم من الجراحات ما لم يتفرقوا) .وقمموله :ومجنممون( أي فل
تقبممل شممهادته بالجممماع) .قمموله :ول ممممن بممه رق( أي ول تقبممل الشممهادة ممممن فيممه رق كسممائر
الوليات ،إذ في الشهادة نفوذ قول على الغير ،وهو نوع ولية .ولنممه مشممغول بخدمممة سمميده فل
يتفرغ لتحمل الشهادة ول لدائها .اه .شرح الروض) .قمموله :ول مممن غيممر ذي مممروءة( أي ول
تقبل الشهادة من غير صاحب مروءة ،وهي -بضم الميم -لغة :الستقامة ،وشرعا ممما سمميذكره.
)قوله :لنه( أي غير صاحب مروءة ،ل حياء له) .قوله :ومن ل حياء له يقول ما شاء( أي لقوله
)ص( :إذا لم تستح فاصنع ما شئت) .قموله :وهممي( أي الممروءة شمرعا ،ومعناهما لغمة مما تقمدم.
)وقوله :توقي الدناس( أي التحرز من كل دنس ،أي خسيس ل إثم فيه .أو فيه إثم كسممرقة لقمممة.
)وقوله :عرفا( راجع
) (1سورة البقرة ،الية (2) .282 :سورة الطلق ،الية (3) .2 :سورة المائدة ،الية.106 :
] [ 319
للدنمماس ،فممالمراد مممن الممدنس ،ممما يعممد فممي العممرب دنسمما ،فهممو ل ينضممبط ،بممل يختلممف
باختلف الشخاص والحوال والماكن .وعبارة المنهاج :والمروءة تخلق بخلق أمثاله في زمانه
ومكانه .قممال فممي المغنممي :لن المممور العرفيممة قلممما تنضممبط ،بممل تختلممف بمماختلف الشممخاص
والزمنممة والبلممدان ،وهممي بخلف العدالممة فإنهمما ل تختلممف بممإلختلف الشممخاص ،فممإن الفسممق
يستوى فيه الشريف والوضيع ،بخلف المروءة فإنها تختلف .وقيل المروءة التحرز .عما يسممخر
منه ويضحك به .وقيل هي أن يصون نفسه عن الدناس ول يشينها عند الناس ،وقيل غير ذلممك.
اه .وقوله :وقيل غير ذكل ،منه :المروءة ترك ما يممزري بمتعمماطيه لكممونه غيممر لئق بممه عرفمما،
وهذه التعاريف متقاربة من جنة المعنى) .واعلم( أنه يجوز تعاطي خارم المروءة ،إل إذا تعينممت
عليه الشهادة فيحرم عليه تعبه .وقد فقدت المروءة الن إل من القليل من النمماس .وممما أحسممن ممما
قيل فيها :مررت على المروءة وهي تبكي فقلت علم تنتحب الفتاة ؟ فقالت كيف ل أبكي وأهلممي
جميعا دون خلق ال ماتوا ؟ )قوله :فيسقطها( أي المروءة) .وقوله :الكل والشممرب فممي السمموق(
أي ونحوه من كل مكان ل يعتاد فيه ذلك ،فالسوق ليس بقيد .ومحل إسممقاطهما للمممروءة حيممث ل
عذر ،وإل كأن غلبه جوع أو عطش واضطر إلى ذلك فيه ،أو كان صائما وقصد المبممادرة لسممنة
الفطر فل يسقطانها ،ومحله أيضا كما في النهاية فيما إذا أكل أو شرب خارج الحممانوت ،أممما لممو
أكل داخل الحانوت وكان مستترا فيه ،بحيث ل ينظره غيره ممممن هممو خممارجه ،فل يضممره ذلممك
ولم يرتض .هذا في التحفة ونصها :قال البلقيني أو أكل داخل حانوت مستترا ونظممر فيممه غيممره،
وهو الحق فيممن ل يليمق بمه ذلمك .اه) .قمموله :والمشممي المخ( بممالرفع معطموف علمى الكممل :أي
ويسقطها المشي في السوق حال كونه كاشفا ما ذكر ،والمشي ليس بقيممد) .وقمموله :أو بممدونه( أي
غير العورة ،أما كشمف العمورة فحمرام) .قموله :لغيمر سموقي( متعلمق بكمل ممن الكمل والشمرب
والمشي ،فإن صدرت هذه الثلثة من السوقي فل تسقط مرؤته) .قوله :وقبلة الحليلة الخ( بممالرفع
أيضا عطف على الكل :أي ويسقطها أيضا قبلة الحليلمة ،زوجمة كمانت أو أممة بحضمرة النماس.
وفي المغني ما نصه :قال البلقيني :والمراد بالناس الذين يستحيي منهم في ذلممك ،وبالتقبيممل الممذي
يستحيي من إظهاره ،فلو قبل زوجته بحضرة جواريه أو بحضرة زوجات له غيرها ،فإن ذلك ل
يعد من ترك المروءة .وأما تقبيل الرأس ونحوه فليخل بممالمروءة .اه .بتصممرف .ول يممرد علممى
إسقاط القبلة لها تقبيل ابن عمر رضي ال عنهما أمتمه الممتي وقعمت فممي سمهمه ،لنمه كممان تقبيممل
إستحسان لغاظة الكفار ل تمتع ،أو كان بيانا للجواز ،ومثل القبلة في إسقاط المروءة وضع يممده
على موضع الستمتاع منها من صدر ونحمموه) .قمموله :وإكثممار الممخ( بممالرفع أيضمما عطممف علممى
الكل :أي ويسقطها إكثار ما يضحك من الحكايات بين الناس ،ومحله إن قصد ضحك الجالسين،
فإن لم يقصده لكون ذلك طبعه لم يعممد خارممما للمممروءة ،كممما وقممع ذلممك لبعممض الصممحابة ،وفممي
الصحيح ،من تكلم بالكلمة يضحك بها جلساءه ،يهوي بها في النار سبعين خريفا) .قوله :أو لعممب
شطرنج( بالجر عطف على مما يضممحك :أي وإكثمار لعمب شممطرنج بحيمث يشممغله عمن مهمماته،
والكلم إذا خل عن المال ،وإل فحرام كما سيذكره) .قوله :أو رقممص( هممو بممالجر أيضمما عطممف
على ما :أي وإكثار رقص والكلم أيضا حيث لم يكن تكسر ،وإل فهو حرام) .قوله :بخلف قليل
الثلثة( أي ما يضحك ولعب شطرنج والرقص فإنه ل يسقطها ،ومما يسقطها أيضا إكثار الغنمماء
-بكسر الغين -والمد ،أو استماعه .ويسقطها أيضا حرفة دنيئة كحجم وكنس زبل ودبممغ ممممن ل
تليق به لشعارها بالخسة ،بخلفها ممن تليق به ،وإن لم تكن حرفة آبائه فل يسقطها) .قوله :ول
من فاسق( عطف على قوله من صبي :أي ول تقبمل الشممهادة ممن فاسممق لقموله تعممالى :وأشمهدوا
ذوي عدل منكم ،وهو ليس بعدل) .قوله :واختار جمع الخ( قال في التحفة :رده إبن
] [ 320
عبد السلم بأن مصلحته :أي المشهود له يعارضها مفسدة المشهود عليه) .وقمموله :قضممى
الحاكم بشهادة المثل فالمثل( أنظر ما المراد به ؟ ولعله الخف فسقا) .قوله :والعدالة الخ( هممي
لغة التوسط ،وشرعا ما ذكره وهو إجتناب الكبائر والصرار على الصغائر .وقيل هي ملكة فممي
النفس تمنع من إقتراف الكبائر والرذائل المباحة) .قوله :بإجتناب كممل كممبيرة( أي بالتباعممد عنهمما
والترك لها ،وعبارته من عموم السلب ،فتفيد أنه متى ارتكب كممبيرة إنتفممت عنممه العدالممة) .قمموله:
كالقتل الخ( أفادت كاف التمثيل مع الضابط التي أن الكبائر أشياء كثيرة .قممال فممي المغنممي :قممال
ابن عباس هي إلى السبعين أقرب .وقال سعيد بن جبير أنها إلى السممبعمائة أقممرب .اه .وقممد نظممم
بعضهم جملة منها فقال :إذا رمت تعداد الكبائر آخذا عن المصطفى والصحب كممي تبلممغ الغممرف
فشرك وقتل ثم سحر مع الربا فظلم اليتامى والفرار إذا زحف عقوق وإلحاد وتبديل هجرة وسكر
ومن يزنممي ويسممرق أو قممذف وزور وتقممذير ببمول نميمممة غلمول ويممأس أو مممن المكممر لممم يخممف
وإضرار موص منع ماء ونحلة ونسيان قرآن كذا سبه السلف وسوء ظنون والذي وعده أتى بنار
ولعن أو عذاب فخذ ووف وقوله :منع ماء :أي عن ابن السبيل .وقوله :ونحلة :أي مهر ،ويممروى
وفحله ،أي ومنع فحله .وفي الزواجر أخمرج المبزار بسمند فيمه ضمعف :أكمبر الكبمائر :الشمراك
بال ،وعقوق الوالدين ،ومنع فضل الماء ،ومنع الفحل) .قوله :واليمين الغموس( بفتممح المعجمممة:
أي الفاجرة ،وهي التي يبطل بها حق ،أو يثبت بها باطل .وسميت بذلك لنها تغمس الحممالف فممي
الثم في الدنيا ،وفي النار في الخرى .قال عليه الصمملة والسمملم :مممن حلممف علممى مممال امممرئ
مسلم بغير حق لقي ال وهو عليه غضبان .وقال عليه السلم :من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينممه
فقد أوجب ال له النار وحرم عليه الجنة .فقال له رجل :وإن كان شيئا يسيرا يا رسول ال ؟ قال:
وإن كان قضيبا من أراك) .قوله :والفرار من الزحف( أي النصراف من الصف لزحف الكفممار
على المسلمين ،وتقدم الكلم عليه في مبحث الجهاد ،فارجع إليه إن شئت) .وقوله :بل عذر( أممما
إذا كان لعذر كمرض ،وكالنصراف من الصف لجل أن يكمن في موضع ثممم يهجممم فل يحممرم.
)قوله :وعقوق الوالدين( أي ولمو كمافرين وهمو الظمماهر ،وإن وقممع فمي بعممض الحماديث التقييمد
بالمسلمين لن الظاهر أنه جري علممى الغممالب .ومعنممى عقوقهممما أن يؤذيهممما أذى ليممس بممالهين،
ومنه التأفيف .قال رسول ال )ص( :من عق والديه فقد عصى ال ورسوله ،وأنه إذا وضممع فممي
قبره ضمه القبر حتى تختلف أضمملعه ،وأشممد النمماس عممذابا فممي جهنممم عمماق لوالممديه ،والزانممي،
والمشرك بال سبحانه وتعالى .وروي :أن رجل شكا إلى رسول ال )ص( أباه ،وأنه يأخذ ممماله.
فدعاه فإذا هو شيخ يتوكأ على عصا فسأله ،فقال :إنه كان ضعيفا وأنا قمموي ،وفقيممرا وأنمما غنممي،
فكنت ل أمنعه شيئا من مالي ،واليوم أنا ضعيف وهو قوي ،وأنا فقيممر وهممو غنممي ،ويبخممل علممي
بماله .فبكى رسول ال )ص( وقال :ما من حجر ول مدر يسمع بهذا إل بكى ،ثم قال للولد :أنممت
ومالك لبيك .وشكا إليه آخر سوء خلق أمه فقال :لم لم تكن سيئة الخلق حين حملتك تسعة أشممهر
؟ قال إنها سيئة الخلق .قال لم لم تكن كذلك حين أرضعتك حولين ؟ قال :إنها سيئة الخلق .قال لم
لم تكن كذلك حين سهرت لك ليلها وأظمأت لك نهارها ؟ قال لقد جازيتها .قال :ما فعلممت ؟ قممال:
حججت بها على عنقي .قال :ما جازيتها .وقال عليه السلم :إياكم وعقمموق الوالممدين ،فممإن الجنممة
يوجد ريحها من مسيرة ألف عام ،ول يجد ريحها عاق ،ول قاطع رحم ،ول شيخ زان ،ول جار
إزاره خيلء .إن الكبرياء ل رب العالمين .اه .بجيرمي) .قموله :وغصممب قمدر ربممع دينممار( أممما
غصب ما دونه فهو من الصغائر .قال في الروض وشرحه :وغصب مال لخبر مسلم:
] [ 321
من اقتطع شبرا ممن أرض ظلممما ،طموقه الم إيماه يموم القيامممة ممن سمبع أرضمين .وقيمده
جماعة بما يبلغ قيمة ربع مثقال كما يقطع به فممي السممرقة .وخممرج بغصممب المممال غصممب غيممره
كغصب كلب فصغيرة .اه) .قوله :وتفويت مكتوبة( أي فهو من الكبائر ،لقوله تعالى إخبممارا عممن
أصحاب الجحيم :ما سلككم في سقر ؟ قالوا :لم نك من المصلين ،ولم نممك نطعممم المسممكين ،وكنمما
نخوض مع الخائضين ولما روي أن :من ترك الصمملة متعمممدا فقممد بممرئت منممه ذمممة المم .ومثممل
تفويت الصلة تعمدا ،تأخيرها عن وقتها أو تقديمها عليه من غير عذر كسممفر أو مممرض ،لقمموله
تعالى) * :فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلة ،واتبعوا الشهوات ،فسوف يلقممون غيمما إل مممن
تاب( * .قال ابن مسعود رضي ال عنهما :ليس معنى أضاعوها تركوها بالكلية ،ولكممن أخروهمما
عن أوقاتها ،وقال سعيد بن المسيب إمام التابعين :هو أن ل يصلي الظهر حتى تأتي العصر ،ول
يصلي العصر إلى المغرب ،ول يصلي المغرب إلى العشاء ،ول يصلي العشاء إلممى الفجممر ،ول
يصلي الفجر إلى طلوع الشمس .فمن مات وهو مصر على هذه الحالة ولم يتب أوعده ال بغممي،
وهو واد في جهنم بعيد قعره ،شديد عقابه) .قمموله :وتممأخير زكمماة( مثلممه بممالولى تركهمما بالكليممة.
)وقوله :عداونا( أي عمدا ،وهو راجع لكل من تفويت الصلة ،وتأخير الزكاة .وخرج بممه ممما إذا
كان تفويت الصلة لعذر كنسيان ،أو نوم ،أو كان تأخير الزكاة لعذر كأن لم يحضر المستحق لها
وقت وجوبها ،فل حرمة في ذلك مطلقا) .قوله :ونميمة( هي نقل الكلم على وجه الفساد ،سواء
قصد الفساد أم ل ،وسواء نقله لمن تكلم به فيممه أو نقلممه إلممى غيممره ،كممأبيه وإبنممه مثل ،وحصممل
الفساد .والمراد بالفساد ضرر ل يحتمل .ونقل الكلم ليس قيدا بل نقل الشممارة والفعممل كممذلك،
وسواء نقله بكلم أو إشارة أو كتابة .اه .بجيرمي .وإنما كانت من الكبائر لورود الوعيممد الشممديد
فيها ،فقد روى الشيخان :ل يدخل الجنة قتات أي نمممام .وروى أحمممد والنسممائي :ل يممدخل الجنممة
عاق ،ول مدمن خمر ،ول نمام) .قوله :وغيرها( أي وغير المذكورات) .قوله :مممن كممل جريمممة
الخ( بيان للغير ،وهذا حد للكبيرة ،واعترض بشموله صغائر الخسة كسرقة لقمة ،لنهما جريممة:
أي معصية تؤذن بقلة إكتراث :أي إعتناء مرتكبها بالدين ،وبرقممة الديانممة :أي ضممعفها ،لكممن مممع
شموله لذلك مع أولى من حدها بأنها هي التي توجب الحد ،لن أكثرها ل حد فيه ،ومن حدها بما
فيه وعيد شديد بنص الكتاب أو السنة ،لن كثيرا مما عدوه كبائر ليس فيه ذلممك كالظهممار ،وأكممل
لحم الخنزير وكثيرا مما عدوه صغائر فيه ذلك كالغيبة) .واعلم( أن للعلماء أقاويل كمثرة فمي حمد
الكبيرة ،فمنها ممما تقممدم ،ومنهمما قممول ابمن الصملح فمي فتماويه :قممال الجلل البلقينممي وهمو المذي
أختاره :الكبيرة كل ذنب عظم عظما يصمح معممه أن يطلمق عليمه إسممم الكممبيرة ،ويوصمف بكمونه
عظيما على الطلق ،ولها أمارات منها إيجاب الحد ،ومنها اليعاد عليه بالعذاب بالنار ،ونحوها
في الكتاب أو السنة ،ومنها وصف فاعلهما بالفسمق ،ومنهمما اللعمن .اه .ومنهما قمول البممارزي فمي
تفسيره التحقيق :أن الكممبيرة كممل ذنممب قممرن بممه وعيممد أو لعممن بنممص كتمماب أو سممنة ،أو علممم أن
مفسدته كمفسدة ما قرن به وعيد أو حد أو لعن ،أو أكثر من مفسدته أو أشعر بتهاون مرتكبه فممي
دينه .اه .وقد استوعبها الشيخ ابن حجر في كتابه المسمى بالزواجر على اقممتراف الكبممائر وقممال
فيه :واعلم أن كل ما سبق مممن الحممدود إنممما قصممدوا بممه التقريممب فقممط ،وإل فهممي ليسممت بحممدود
جامعة وكيف يمكن ضبط ما ل طمع في ضممبطه .اه) .قمموله :واجتنمماب إصممرار علممى صممغيرة(
معطوف على اجتناب كل كبيرة .والصرار هو أن يمضي زمن تمكنه فيه التوبة ولم يتب ،وقيل
بأن يرتكبها ثلث مرات من غير توبة ،وقال عميرة الصرار قيل :هو الممدوام علممى نمموع واحممد
منها ،والرجح أنه الكثممار مممن نمموع أو أنممواع .قمماله الرافعممي :لكنممه فممي بمماب العضممل قممال :إن
المداومة على النوع الواحد كبيرة ،وبه صمرح الغزالمي فمي الحيماء ،قمال الزركشمي والحمق أن
الصرار الذي تصير به الصغيرة كبيرة ،إما تكرارها بالفعل وهو الذي تكلم عليه الرافعي ،وإما
تكرارها في الحكم وهو العزم عليها قبل تكفيرها وهو الذي تكلم فيه ابن الرفعة .وتفسيره بممالعزم
فسر به الماوردي قوله تعالى) * :ولم يصروا على ما فعلوا( * .وإنما يكون العمزم إصمرارا بعمد
الفعل وقبل التوبة .اه .وفي
) (1سورة المدثر ،الية (2) .42 :سورة مريم ،الية (3) .59 :سورة آل عمران ،الية.135 :
] [ 322
الحياء أن الصغيرة قممد تكممبر بغيممر الصممرار كاستصممغار الممذنب ،والسممرور بممه ،وعممدم
المبالة ،والغفلة عن كونه يسبب الشقاوة والتهاون بحكم ال ،والغترار بستر ال تعممالى وحلمممه،
وأن يكون عالما يقتدى به ونحو ذلممك .اه .بجيرمممي) .قمموله :أو صممغائر( أي مممن نمموع واحممد أو
أنواع) .قوله :بممأن ل تغلممب طاعمماته صممغائره( الممذي يظهممر أن البمماء بمعنممى مممع ،وهممي متعلقمة
بإصرار المنفي .والمعنى أن العدالممة تتحقممق بإجتنمماب الصممرار المصمماحب لعممدم غلبممة طاعمماته
معاصيه ،بأن استويا أو غلبت المعاصي ،أما الصرار المصاحب لغلبة الطاعات فتحقممق العدالممة
بدون إجتنابه -كما سيصرح به -ورأيت لسيد عمممر البصممري كتممب علممى قممول التحفممة ،بممأن ل
تغلب الخ ما نصه :كذا في النهاية ،وفي هامش أصله بخط تلميذه عبد الرؤوف ما نصه :الظمماهر
أن ل زائدة ،وفيه نظر لن الظاهر أن مراد الشارح تفسممير الصممرار المممراد للمصممنف ،وحينئذ
فيتعين إثبات ل ،وأما حذف ل فإنما يتأتى لو كان المراد تفسير إجتناب الصرار ،وليس مممرادا.
اه .وهو يفيد أن الباء تصوير لمراد المصنف من الصرار وهو بعيد ،ويدل على ما ذكرته قول
التحفة :قيل عطف الصرار من عطف الخاص على العام ،لما تقرر أنه ليس المراد مطلقممه ،بممل
مع غلبة الصغائر أو مساواتها للطاعات الخ .اه .وقوله :بل مع الخ مع محممل السممتدلل) .قموله:
فمتى ارتكب الخ( تفريع على مجموع قوله باجتناب كل كبيرة ،وإجتنمماب إصممرار علممى صممغيرة
الخ المفيد للطلق في جانب الكبيرة ،والتقييمد فمي جمانب الصمغيرة) .وقموله :مطلقما( أي سمواء
غلبت طاعاته صغائرة أم ل) .قوله :أو صغيرة( أي ومتى ارتكبت صغيرة أو صممغائر) .وقمموله:
داوم عليها( أي أصر عليهمما أم ل) .وقمموله :خلفمما لمممن فممرق( أي بيممن المداومممة :أي الصممرار
وعدمها ،والظاهر أن هذا الفارق يقول إن المداومة عليها تسقط الشهادة مطلقا -غلبممت معاصمميه
أم ل -كالكبيرة ،كما يدل على ذلك عبارة الروض وشرحه ونصهما :فالصرار علممى الصممغائر
ولو على نوع منهما يسمقط الشمهادة ،بشمرط ذكمره فمي قموله :قمال الجمهمور :ممن غلبمت طماعته
معاصيه كان عدل ،وعكسه فاسق .اه .فيؤخذ من قوله بشرط الخ أن خلف الجمهور ل يقولممون
به .تأمل) .قوله :فإن غلبت الخ( جممواب مممتى المقممدرة قبممل قمموله :أو صممغيرة .قممال فممي النهايممة:
ويتجه ضبط الغلبة بالعد من جانبي الطاعة والمعصية من غير نظر ،لكثرة الثممواب فممي الولممى،
وعقاب في الثانية ،لن ذلك أمر أخروي ل تعلق لممه بممما نحممن فيممه .اه .وكتممب ع ش :قمموله ممن
جانبي الطاعة والمعصية -أي بأن يقابل كل طاعة بكل معصية في جميع اليام ،حتى لمو غلبممت
الطاعات على المعاصي في بعض اليام ،وغلبت المعاصي في باقيهمما ،بحيممث لممو قمموبلت جملممة
المعاصي بجملة الطاعات كانت المعاصي أكثر لم يكن عمدل .اه .وقموله :ممن غيمر نظمر لكمثرة
الخ :معناه أن الحسنة تقابل بسميئة ل بعشمر سميئات .وعبمارة ق ل :ومعنمى غلبتهما مقابلمة الفمرد
بالفرد من غير نظممر إلممى المضمماعفة .اه :قممال فممي النهايممة :ومعلمموم أن كممل صممغيرة تمماب منهمما
مرتكبها ل تدخل في العد ،لذهاب التوبة الصحيحة أثرها رأسا .اه) .قوله :والصغيرة الخ( هممي
كل ذنب ليس بكبيرة ،قال في الزواجر) :واعلممم( أن جماعممة مممن الئمممة أنكممروا أن فممي الممذنوب
صغيرة ،وقالوا :بل سائر المعاصي كبائر ،منهم السمتاذ أبمو إسممحاق السمفرايني والقاضمي أبمو
بكر الباقلني وإمام الحرمين في الرشاد ،وابن القشيري في المرشد ،بل حكمماه ابممن فممورك عممن
الشاعرة واختاره في تفسيره فقال :معاصي ال عندنا كلها كبممائر ،وإنممما يقمال لبعضممها صممغيرة
ولبعضها كبيرة بالضافة إلى ما هو أكبر منها .ثم قال :وقال جمهور العلماء أن المعاصي تنقسم
إلى صغائر وكبائر ،ول خلف بين الفريقين في المعنى ،وإنممما الخلف فممي التسمممية والطلق،
لجماع الكل على أن من المعاصي ما يقممدح فممي العدالممة ،ومنهمما ممما ل يقممدح فممي العدلممة ،وإنممما
الولون فروا من هذه التسمية ،فكرهوا تسمية معصية ال صمغيرة نظممرا إلممى عظممة الم تعمالى
وشدة عقابه ،وإجلل له عزوجل عن تسمية معصيته صممغيرة ،لنهمما بممالنظر إلمى بماهر عظمتمه
كبيرة ،أي كبيرة .ولم ينظر الجمهور إلى ذلك لنه معلوم ،بل قسموها إلى صغائر وكبائر لقمموله
تعالى) * :وكره إليكم الكفر والفسوق
] [ 323
والعصيان( * .فجعلهمما رتبمما ثلثممة ،وسمممى بعممض المعاصممي فسمموقا دون بعممض ،وقمموله
تعالى) * :الذين يجتنبون كبائر الثم والفواحش إل اللمم( * .الية ،وسيأتي في الحديث الصممحيح
الكبائر سبع -وفي رواية تسع -وفي الحديث الصحيح أيضا ومن كذا إلى كذا كفممارة لممما بينهممما
ما اجتنبت الكبائر ،فخص الكبائر ببعض الذنوب ،ولو كانت الممذنوب كلهمما كبممائر لممم يسممغ ذلممك،
ولن ما عظمت مفسدته أحق بإسم الكبيرة ،علم أن قوله تعالى) * :إن تجتنبمموا كبممائر ممما تنهممون
عنه نكفر عنكم سيئاتكم( * .صريح في انقسام الذنوب إلى كبائر وصغائر ،ولممذلك قممال الغزالممي:
ل يليق إنكار الفرق بين الكبائر والصمغائر .وقممد عممرف ممن مممدارك الشمرع .اه) .قموله :كنظممر
الجنبية( أي لغير حاجة ،أمما إذا كمان لحاجمة كتحمممل الشممهادة ،أو إستشممفاء ،فل يحممرم) .قموله:
ووطئ رجعية( أي من قبل الرجعة) .قوله :وهجممر المسمملم فمموق ثلث( أي مممن اليممام بل سممبب
يقتضي ذلك ،وقد تقدم الكلم عليه في فصل القسم والنشوز) .قوله :ولبس رجل ثوب حريممر( أي
لغير حاجة .أما إذا كان لحاجة كجرب وقمل ،فل يحرم كما مر في باب الجمعممة) .قمموله :وكممذب
ل حد فيه( عبارة الروض وشرحه :وكذب ل حممد فيممه ول ضممرر ،وقممد ل يكممون صممغيرة ،كممأن
كذب في شعره بمدح وإطراء .وأمكن حمله على المبالغة فإنه جائز ،لن غرض الشاعر إظهممار
الصنعة ل التحقيق كما سيأتي ذلك .وخرج بنفي الحد والضرر ما لو وجدا أو أحدهما مع الكممذب
فيصير كبيرة ،لكنه مع الضرر ليس كبيرة مطلقا ،بل قد يكون كبيرة كالكذب على النبيمماء ،وقممد
ل يكون ،بل الموافق لتعريف الكبيرة بأنها المعصممية الموجبممة للحممد أنممه ليممس كممبيرة مطلقمما .اه.
)قوله :ولعن( عمده ابمن حجمر فممي الزواجممر ممن الكبممائر إن كممان لمسملم ،ونصممها :سممب المسمملم
والستطالة في عرضه ،وتسبب النسان في لعن أو شتم والديه وإن لم يسبهما ،ولعنه مسلما مممن
الكبائر .اه .واللعن معناه الطرد والبعد من رحمة ال ومحل حرمته إن كان لمعين ولو فاسقا ،أو
كافرا حيا أو ميتا ،ولم يعلم موته على الكفر ،لحتمال أنه ختم له بالسلم -بخلف من علمم أنمه
ختم له على غير السلم كفرعون ،وأبي جهل ،وأبي لهب -ويجمموز إجماعمما لعممن غيممر المعيممن
بالشخص بل بالوصف ،كلعنة ال على الكاذبين أو الظالمين ،وقد ورد في النهي عنه شئ كثيرة:
فمن ذلك قوله عليه السلم :من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والممديه .قيممل :وكيممف يلعنهممما ؟ قممال
يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه ،ويسب أمه فيسب أمه .وقوله عليممه السمملم :إن العبممد إذا لعممن
شيئا صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها ،ثممم تهبممط إلممى الرض فتغلممق أبوابهمما
دونها ،ثم تأخذ يمينا وشمال ،فإن لم تجممد مسمماغا ،رجعممت علممى الممذي لعمن ،فممإن كممان أهل وإل
رجعت على قائلها وقوله عليه السلم :ليس المؤمن بالطعان ول باللعان ول بالفاحش ول بالبذي.
أي المتكلم بالفحش والكلم القبيح .ومر عليه السلم بأبي بكر رضي ال عنممه وهممو يلعممن بعممض
رقيقه ،فالتفت إليه وقال :لعانين ؟ كل ورب الكعبة ،فأعتقه أبو بكمر رضمي الم عنمه يمومئذ ،ثمم
جاء لرسول ال )ص( فقال :ل أعود .ولعن رجل بعيره فقال له عليه السلم :ل تتبعنا على بعيمر
ملعون .وقال عليه السلم :ل تسبوا الديك فمإنه يموقظ للصملة .وصممرخ ديمك قمرب النمبي )ص(
فقال رجل :اللهم العنه ،فقال عليه السمملم :ممه فممإنه يممدعو إلممى الصمملة .ولممدغت برغمموث رجل
فلعنها ،فقال عليه السلم :ل تلعنها فإنها نبهت نبيا ممن النبيماء لصملة الصمبح .وفمي حمديث :ل
تسبوها فنعمت الدابة ،فإنها أيقظتكم لذكر ال وقد قيل فيها شعر :ل تشتموا البرغوث إن اسمه بر
وغوث لك لو تدري فبره شمرب دم فاسمدوغوثه اليقماظ للفجمر ولعمن الرجمل الريمح فقمال عليمه
الصلة والسلم :ل تعلن الريح فإنها مأمورة ،من لعن شيئا ليس بأهل رجعت اللعنة
) (1سورة الحجرات ،الية (2) .7 :سورة النجم ،الية (3) .32 :سورة النساء ،الية.31 :
] [ 324
عليه) .وقوله :ولو لبهيمة أو كافر( أي فإنه يحممرم .قممال فممي الزواجممر :واسممتفيد مممن هممذه
الحاديث أن لعن الدواب حرام ،وبه صرح أئمتنا ،والظاهر أنه صغيرة ثم قال :ثم رأيت بعضهم
صرح بأن لعن الدابة والذمي المعين كبيرة ،وقيمد حرممة لعمن المسملم بغيمر سمبب شمرعي وفيمه
نظر ،والذي ينجه ما مر من أن لعن الدواب صغيرة ،وأما الذمي فيحتمل أنه كبيرة لستوائه مممع
المسلم في حرمة إيذائه ،وأما تقييده فغير صحيح ،إذ ليس لنا غرض شمرعي يجموز لعممن المسملم
أصل .اه) .قوله :وبيع معيب بل ذكر عيب( أي للمشتري فإنه حرام مممن الصممغائر ،ومحلهمما إذا
علم البائع بالعيب ،وإل فل حرمة كما هو ظاهر) .قوله :وبيع رقيق مسلم لكافر( أي فإنه حممرام،
ول يصح كما تقدم في باب البيع لما في ذلك من الذلل للمسلم ،ولقوله تعالى) * :ولن يجعل ال
للكافرين على المؤمنين سبيل( * نعم يصح فيما إذا كان يعتق عليه كما إذا كممان المممبيع أصممل أو
فرعا للمشتري الكافر ،لنه يستعقب العتممق فل إذلل ،ويحممرم أيضمما بيممع المصممحف لكممافر ،ول
يصح كما تقدم لما فيه من الهانة) .قوله :ومحاذاة قاضي الحاجة الكعبة بفرجه( أي فإنهمما حممرام
إستقبال وإستدبارا ،لكن بشرط أن يكون في صحراء بدون ساتر ،أو في بنمماء غيممر معممد لقضمماء
الحاجة .وذلك لخبر :إذا أتيتم الغائط فل تسممتقبلوا القبلممة ول تسممتدبروها ببممول ول غممائط ،ولكممن
شرقوا أو غربوا وقد تقدم هذا في أول الكتاب) .قوله :وكشف العممورة فممي الخلمموة عبثمما( أي مممن
غير حاجة فهو حرام حينئذ ،فإن كان لحاجة كإغتسال لم يحرم -كما تقدم أول الكتاب في شروط
الصلة ) .-قوله :ولعب بنرد( هو المعروف عند الناس بالطاولمة ،وفمي مسمملم :ممن لعمب بممالنرد
فكأنما غمس يده في لحممم خنزيممر ودمممه .وفممارق الشممطرنج حيممث يكممره إن خل عممن المممال بممأن
معتمده الحساب الدقيق والفكر الصحيح ،ففيه تصممحيح الفكممر ونمموع مممن التممدبير ،ومعتمممد النممرد
الحزر والتخمين المؤدي إلى غاية من السفاهة والحمق .قال العلمة الهمام ابن نباتة فممي شممرحه
لرسالة إبن زيدون :وقد وضع النرد لزدشير ممن ولممد ساسممان ،وهمو أول الفممرس الثانيممة تنبيهمما
على أنه ل حيلة للنسان مع القضاء والقدر ،وهو أول من لعب به ،فقيل نردشير ،وقيل أنممه هممو
الذي وضعه .وشبه به تقلب الدنيا بأهلها ،فجعل بيوت النرد اثني عشر بيتمما بعممدد شممهور السممنة،
وعدد كلبها ثلثون بعدد أيام الشهور ،وجعل الفصين مثال للقضاء والقدر وتلقيبهما بأهل الدنيا،
وأن النسان يلعبه فيبلغ بإسعاف القدر ممما يريممده ،وأن اللعممب غيممر الفطممن يتممأتى لممه ممما يتممأتى
للفطن إذا أسعفه القدر .فعارضهم الهند بالشطرنج) .قوله :وغيبة وسكوت عليها( عبارة الممروض
وشرحه :وغيبة للمسر فسقه واستماعها بخلف المعلن ل تحرم غيبته بما أعلن بممه كممما مممر فممي
النكاح ،وبخلف غير الفاسق فينبغي أن تكون غيبته كبيرة ،وجمرى عليمه المصممنف كأصممله فمي
الوقوع في أهل العلم وحملة القرآن كما مر ،وعلى ذلك يحمل ما ورد فيها من الوعيد الشديد فممي
الكتاب والسنة ،وما نقله القرطبي من الجماع على أنها كبيرة ،وهذا التفصيل أحسن مممن إطلق
صمماحب العممدة أنهمما صممغيرة ،وإن نقلممه الصممل عنممه وأقممره وجممرى عليممه المصممنف .وقمموله:
واستماعها أخص من قول الصل ،والسكوت عليها لنه قد يعلمها ول يسمعها .اه) .قوله :ونقممل
بعضهم( مبتدأ خبره قوله محمول الخ) .قوله :الجماع على أنها( أي الغيبة كممبيرة) .وقمموله :لممما
فيها من الوعيد الشديد( علة لكونها كبيرة ،ومما ورد فيها قوله عليه السلم :من قممذفا مؤمنمما بممما
ليس فيه حبسه ال فممي ردغممة الخبممال .رواه الطممبراني وغيممره .وردغممة بسممكون الممدال وفتحهمما.
عصارة أهل النار .وقوله عليه السلم :لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخشمممون
صدورهم ،فقلت :ممن همؤلء يما جبريمل :قمال :همؤلء الممذين يمأكلون لحموم النمماس ويقعممون فممي
أعراضهم .وقوله عليه السلم فممي حجممة المموداع :إن دممماءكم وأعراضممكم حممرام عليكممم كحرمممة
يومكم هذا في شهركم هذا ،في بلدكم هذا ،ومممن أربممى الربمما إسممتطالة المممرء فممي عممرض أخيممه.
وعن عائشة رضي ال عنها قالت للنبي )ص( :حسبك من صفية كذا وكممذا -قممال بعممض الممرواة
تعني أنها قصيرة -فقال عليمه السمملم :قلممت كلمممة لمو مزجممت بممماء البحممر لمزجتممه .أي لنتنتممه
وغيرت ريحه .وجاء رجل إلى النبي )ص( وأخبره
] [ 325
أن فتاتين ظلتا صائمتين فأعرض عنه أربع مرات وهو يكرر عليه ذلك ،ثم قال :إنهما لممم
يصوما .وكيف صام من ظل هذا اليموم يأكمل لحموم النماس ؟ إذهمب فمرهمما إن كانتما صمائمتين
فلتتقيآ ،فرجع إليهما وأخبرهما فقاءت كل واحدة علقممة مممن دم ،فرجممع إليممه )ص( فممأخبره فقممال:
والذي نفسي بيده لو بقيتا في بطونهما لكلتهما النار .وفممي روايممة :فقممال لحممداهما قيئي ،فقمماءت
قيحا ودما وصديدا ولحما حتى ملت نصف القدح ،ثم قممال للخممرى قيئي ،فقمماءت مممن قيممح ودم
وصديد ولحم عممبيط وغيممره حممتى ملت القممدح ،ثممم قممال :إن همماتين صممامتا عممما أحممل الم لهممما
وأفطرتا على ما حرم ال عليهما ،جلست إحداهما إلى الخرى فجعلتا تممأكلن ممن لحمموم النمماس.
)قوله :محمول على غيبة أهل العلم وحملت القممرآن( أي لشممدة إحممترامهم) .قموله :لعممموم البلموى
بها( أي وإنما حمل الجماع على ذلك ولم يبق على إطلقه لعموم البلوى بالغيبة ،فيحصل حممرج
عظيم لو لم يحمل عليه) .قوله :وهي( أي الغيبة ،وهو بيان لحممدها ،وقممد بينهمما عليممه السمملم فممي
قوله :هل تدرون ما الغيبة ؟ قالوا ال ورسوله أعلم .قال :ذكرك أخاك بما يكرهممه .قممال :أفرأيممت
إن كان في أخي ما أقول ؟ قال :إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ،وإن لم يكمن فيممه فقمد بهتمه .قممال
في الزواجر :وذكر الخ في الحمديث كاليمة للعطمف والتمذكير بالسمبب البماعث علمى أن المترك
متأكد في حممق المسمملم أكممثر ،لنممه أشممرف وأعظممم حرمممة .اه) .وقمموله :ذكممرك( المممراد بالممذكر
التعرض باليذاء بدليل الغاية بعده) .وقوله :ولو بنحمو إشمارة( دخمل تحمت نحمو الغممز والكتابمة
والتعرض ،كأن يذكر عنده غيره فيقول الحمد ل الذي ما ابتلنمما بقلممة الحيمماء ،أو بالممدخول علممى
السلطين ،وليس قصده بدعائه إل أن يفهم عيب ذلك الغير ،ومثله كممل ممما يتوصممل بممه إلممى فهممم
المقصود كأن يمشي مشيته ،بل قال الغزالي إن هذا أعظم لنه أبلغ من التصريح والتفهيم وأنكممى
للقلب) .قوله :غيرك( مفعول ذكر المضماف لفمماعله ،والممراد بمه لغيممر ممما يعممم المسمملم والمذمي.
وسئل :الغزالي رحمه ال تعالى عن غيبة الكافر .فقال :هي في حق المسلم محذورة لثلثة علممل:
اليذاء ،وتنقيص ما خلقه ال تعممالى ،وتضممييع المموقت بممما ل يعنممي .والولممى تقتضممي التحريممم،
والثانية الكراهة ،والثالثة خلف الولى .وأما الذمي فكالمسلم فيما يرجع إلى المنممع مممن اليممذاء،
لن الشرع عصم دمه وعرضه وماله ،وأممما الحربممي فليممس بمحممرم علممى الولممى ،ويكممره علممى
الثانية والثالثة .وأما المبتدع فإن كفر فكالحربي ،وإل فكالمسلم) .وقمموله :المحصممور المعيممن( لممو
اقتصر على القيد الثاني لكان أولى ،لنه يفيد مفاد الول وزيادة .وخرج بذلك غيممر المعيممن كممأن
يذم البخلء ،أو المتكبرين ،أو المرائين ،ويتعرض لهم بالتنقيص من غير تعيين أحد منهممم ،فهممذا
ل يعد غيبة) .قوله :بما يكره( متعلممق بممذكرك :أي أن تممذكره بشممئ يكرهممه سممواء كممان فممي بممدنه
كقصير وأسود وغير ذلك ،أو في نسبه كأبوه إسكافي ،أو في خلقه كسئ الخلممق عمماجز ضممعيف،
أو في فعله الديني ككذاب ،أو متهمماون بالصمملة ،أو ل يحسممنها ،أو الممدنيوي كقليممل الدب ،أو ل
يرى لحد حقا على نفسه ،أو كثير الكل أو النوم ،أو في ثوبه كطويل الممذيل وقصمميره ووسممخه،
أو في داره كضيقة ،أو قليلة المنافع ،أو دابته كجموح ،أو ولده كقليل التربية ،أو زوجتممه ككممثيرة
الخروج ،أو عجوز ،أو تحكم عليه ،أو قليلة النظافة ،أو في خادمه كأبق أو غير ذلك من كممل ممما
يعلم أنه يكرهه .واعلم :أن أصل الغيبة الحرمة ،وقد تباح لغرض صحيح شرعي ل يتوصل إليه
إل بها .وينحصر في ستة أسباب ،وقد تقدم الكلم عليها ،لكن يحسن ذكرهمما هاهنمما أيضمما ،وهممي
التظلم ،فلمن ظلم -بالبناء للمجهول -أن يشكو لمن يظن أن له قدرة علممى إزالممة ظلممم أو تخفيفممه
والستعانة على تغيير منكر يذكره لمن يظن قدرته على إزالته بنحو فلن يعمل كذا فممازجره ،أو
أعني علي زجره ومنعه منه ،والستفتاء بأن يقول لمفت ظلمني فلن فهل يجوز له ؟ ما طريقممي
في الخلص منه أو تحصيل حقي منممه ؟ أو نحممو ذلممك .وتحممذير المسمملمين مممن الشممر ونصممحهم
كجرح المرواة والشمهود والتجماهر بالفسمق ،فيجموز ذكمر المتجماهر بمما تجماهر بمه دون غيمره،
والتعريممف بنحممو لقممب كممالعمش والصممم .وتنممبيه :البممواعث علممى الغيبممة كممثيرة ،وهممي عامممة
وخاصممة ،فالعامممة كتشممفي الغيممظ بممذكر مسمماوي مممن أغضممبه ،وكموافقممة الخمموان ومجمماملتهم
بالسترسال معهم بما هم فيه ،أو إبداء نظير ما أبدوه خشية أنه لو سكت أو أنكر إستثقلوه ونفروا
عنه،
] [ 326
ويظن لجهله أن هذا من المجاملة في الصحبة ،بل وقد يغضب لغضمبهم إظهمارا للجاهليمة
في السراء والضراء ،فيخوض معهم في ذكر المساوي والعيوب فيهلك .والخاصة كالتعجب مممن
فعل غيره منكرا كأن يقول ما أعجب ما رأيت ممن فلن ،أو عجيممب مممن فلن كيممف يحممب أمتمه
وهي قبيحة ،أو كيف يقرأ على فلن الجاهل وهكذا .يتعين عليك معرفة علج الغيبممة ،وهممو بممأن
تعلم أنك قد تعرضت بها لسخط ال تعالى وعقوبته ،وأنها تحبط حسناتك ،وبأن تنظر في باعثهمما
فتقطعه من أصله ،إذ علج العلة إنممما يكمون بقطمع سمببها .وممما ينفعممك فممي ذلممك أن تتمدبر فممي
عيوبك وتجتهد في الطهارة منها لتدخل في قوله عليه السلم :طوبى لمن شغله عيبه عممن عيمموب
الناس .وما أحسن قول بعضهم :لعمرك إن في ذنبي لشغللنفسي عن ذنوب بني أمية علممى ربممي
حسابهم إليه تناهى علم ذلك ل إليه وليس بضائري ما قد أتوه إذا ما ال أصلح ما لديه وعن عمر
بن الخطاب رضي ال عنه قال لبعض إخوانه :أوصيك بسممتة أشممياء :إن أردت أن تقممع فممي أحممد
وتذمه فذم نفسك ،فإنك ل تعلم أحدا أكممثر عيوبمما منهمما ،وإن أردت أن تعممادي أحممدا فعمماد البطممن،
فليس لك عدو أعدى منها ،وإن أردت أن تحمد أحدا ،فاحمد ال فليس أحممد أكممثر منممه منممة عليممك
وألطف بك منه ،وإن أردت أن تترك شيئا ،فاترك الدنيا فإنك إن تركتها فإنك محمود وإل تركتك
وأنت مذموم ،وإن أردت أن تستعد لشئ ،فاستعد للموت فإنك إن لم تستعد لممه حممل بممك الخسممران
والندامة ،وإن أردت أن تطلب شيئا ،فاطلب الخرة فلسممت تنالهمما إل بممأن تطلبهمما .اللهممم بصممرنا
بعيوب أنفسنا عن عيوب غيرنا يا كريممم) .قمموله :واللعممب( مبتممدأ خممبره مكممروه .قممال فممي شممرح
الروض :واحتج لباحة اللعب به بأن الصل الباحة ،وبأن فيه تممدابير الحممروب .وللكراهممة بممأن
فيه صرف العمر إلى ما ل يجدي ،وبأن عليا رضي ال عنه مر بقوم يلعبممون بممه فقممال :ممما هممذه
التماثيل التي أنتم لها عاكفون ؟ اه) .قوله :إن لم يكن فيه( أي في اللعب بالشطرنج ،وهو قيد فممي
الكراهة) .وقوله :شرط مال من الجانبين( أي جانب اللعمبين :أي بممأن يشممرط كممل واحممد منهممما
على الخر مال إن غلب) .وقوله :أو أحدهما( أي وإن لم يكن فيه شرط مممال مممن أحممد اللعممبين
بأن يخرج مال ليبذله إن غلب -بالبناء للمجهول -ويمسكه إن غلب ،وليس له على الخر شممئ.
)قوله :أو تفويت صلة( معطوف على شرط مال :أي وإن لم يكممن فيممه تفممويت لصمملة :أي عممن
أدائها في الوقت) .وقمموله :ولممو بنسمميان( أي سممواء كممان تفممويته لهمما عمممدا ،أو نسمميانا ،نشممأ عممن
الشتغال باللعب به .قال في الزواجر :فإن قلت :لو استغرقه اللعب به حممتى أخممرج الصمملة عممن
وقتها غير متعمد لذلك ،فما وجه تأثيمه مع أنه الن غافل ،والغافل غير مكلف فيستحيل تممأثيمه ؟
قلت :محل عدم تكليف الناسي والغافل حيث لم ينشأ النسيان والغفلة والجهممل عممن تقصمميره ،وإل
كان مكلفا آثما .أما في الغفلة فلما صرحوا به في الشطرنج من أنه ل يعذر بإستغراقه فمي اللعممب
به حتى خرج وقت الصلة ،وهو ل يشعر لما تقممرر أن هممذه الغفلممة نشممأت عممن تقصمميره بمزيممد
إكبابه وملزمته على هذا المكروه حتى ضيع بسببه الواجب عليه ،وأما في الجهل فلما صممرحوا
به من أنه لو مات إنسان فمضت عليه مدة ولممم يجهممز ول صمملي عليممه ،أثممم جمماره وإن لممم يعلممم
بموته ،لن تركه البحث عن أحوال جاره إلى هذه الغاية تقصير شديد ،فلم يبعد القممول بعصمميانه.
اه) .قوله :أو لعب( الولى قراءته بصيغة الفعل ،وهو مع فاعله معطوف على مدخول يكممن :أي
وإن لم يكن لعب به مع معتقد تحريمه كحنفي ومالكي) .قوله :وإل( أي بأن كان فيممه شممرط مممال
من الجانبين ،أو من أحدهما ،أو كان فيه
] [ 327
تفويت صلة ،أو كمان لعمب بمه ممع معتقمد تحريممه) .وقموله :فحمرام( وجمه الحرممة فمي
الصورة الولى أن فيها اشتراط المال من الجانبين وهو قمار ،وفي الثانية أن فيهمما اشممتراط مممال
من أحدهما ،وهو وإن كان ليس بقمار عقد مسابقة فاسدة لنه على غير آلة قتال ،وتعاطي العقود
الفاسدة حرام .وفي الثالثة تممأخير الصملة عمن وقتهما .وفمي الرابعممة إعانمة علممى محممرم) .قموله:
ويحمل ما جاء في ذمه( أي لعب الشطرنج المقتضي للحرمممة) .وقمموله :مممن الحمماديث والثممار(
من ذلك ما روي عن أبي هريرة رضي الم عنمه أن رسمول الم )ص( قمال :إذا مررتمم بهمؤلء
الذين يلعبون بهذه الزلم -النرد والشطرنج وما كان مممن اللهممو -فل تسمملموا عليهممم ،فممإنهم إذا
اجتمعوا وأكبوا عليها جاءهم الشيطان بجنوده فأحدق بهم ،كلما ذهب واحد منهم يصممرف بصممره
عنها لكزه الشيطان بجنوده ،فممما يزالممون يلعبممون حممتى يتفرقمموا كممالكلب :اجتمعممت علممى جيفممة
فأكلت منها حتى ملت بطونها ثممم تفرقممت .وروي عنممه )ص( أنممه قممال :أشممد النمماس عممذابا يمموم
القيامة صاحب الشاه -يعني صاحب الشطرنج -أل تراه يقول :قتلتممه والمم ،مممات والمم ،افممتراء
وكذبا على ال ؟ قال علي كرم ال وجهه :الشطرنج ميسر العاجم .ومممر رضممي الم عنمه علممى
قوم يلعبون الشطرنج فقال :ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون ؟ لن يمس أحممدكم جمممرا حممتى
يطفأ خير له من أن يمسها ،ثم قال :وال لغير هذا خلقتم .وقمال أيضما رضمي الم عنمه :صماحب
الشطرنج أكثر الناس كذبا ،يقول أحدهم قتلت وما قتل ،ومات وما مات) .قوله :على ما ذكر( أي
من شرط مال من الجانبين ،أو أحدهما ،أو تفويت الصلة ،أو لعممب مممع معتقممد تحريمممه) .قمموله:
وتسقط مروءة الخ( مكرر مع قوله فيما تقدم وإكثار ما يضحك بينهممم ،أو لعممب شممطرنج الممخ فل
حاجة إليه) .قوله :وهو( أي لعب الشطرنج) .وقوله :حرام( عند الئمة الثلثممة ،وهممم أبممو حنيفممة
ومالك وأحمد بن حنبل رضي ال عنهم .وإنما قالوا بالحرمة للحاديث الكممثيرة الممتي جمماءت فممي
ذمه .قال في التحفة :لكن قال الحافظ لم يثبت منها حديث من طريق صحيح ول حسن ،وقد لعبممه
جماعة من أكابر الصحابة ومن ل يحصى من التابعين ومن بعدهم ،وممن كان يلعبممه غبمما سممعيد
بن جبير رضي ال عنه .اه) .وقوله :مطلقا( أي وجد شرط مال أم ل ،كان هنمماك تفمويت صمملة
عن قوتها أم ل) .قوله :ول تقبل الشهادة من مغفل( محترز قوله وتيقمظ) .وقموله :ومختمل نظمر(
أي ناقص عقل ل يضبط المور ،وعطفه على مما قبلمه ممن عطمف الممرادف) .قموله :ول أصمم
الخ( أي ول تقبل الشهادة من أصم في مشهود به يسمع ،ول مممن أعمممى فممي مشممهود بممه يبصممر.
)قوله :كما يأتي( أي عند قوله وشممرط لشممهادة بفعممل إبصممار ،وبقممول هممو وسمممع ،ومممراده بهممذا
العتذار عن عدم اشتراط السمع والبصر هنا) .قوله :ومن التيقظ الممخ( المناسممب تقممديمه وذكممره
بعد قوله وتيقظ) .قوله :ومن ثم( أي ومن أجل أن من التيقظ ضبط ألفاظ الممخ) .وقمموله :ل تجمموز
الشهادة بالمعنى( أي فلو كانت صيغة البيع مثل من البائع بعت ومن المشتري اشتريت ،فل يعتد
بالشهادة إل إذا قال أشهد أن البائع قال بعت والمشتري قال اشتريت ،بخلف ما لو قال :أشهد أن
هذا اشترى هذا من هذا ،فل يكفي .فتنبه له .فإنه يغلط فيه كثيرا .اه .ع ش) .قمموله :نعممم ل يبعممد
جواز التعبير بأحد الرديفين عن الخر حيث ل إبهام( قال في التحفة :كما يشير لممذلك قممولهم :لممو
قال شاهد وكله ،أو قال :قال وكلته ،وقال الخممر فموض إليمه ،أو أنمابه قبممل ،أو قممال واحمد قمال:
وكلت وقال الخممر قممال :فوضممت إليممه ،لممم يقبل لن كل أسممند إليممه لفظمما مغممايرا للخممر ،وكممان
الفرض أنهما اتفقا على اتحاد اللفظ الصادر منه ،وإل فل مانع أن كل سمممع ممما ذكممره فممي مممرة.
ويجري ذلك في قول أحدهما ،قال القاضي ثبمت عنمدي طلق فلنمة ،والخمر قمال :ثبمت عنمدي
طلق هذه ،وهي تلك فإنه يكفي اتفاقا .اه) .قوله :وشرط في الشاهد أيضمما( أي كممما اشممترط فيممه
التكليف ،وما بعده من الشروط المارة) .وقوله :عدم تهمة( هي بضم ففتح ،وإنما اشممترط عممدمها
لخبر :ل تجوز شهادة ذي الظنة ،ول ذي الحنة .والظنة -بكسر الظاء وتشديد النون المفتوحممة -
التهمة ،والحنة
] [ 328
-بكسر الحاء وفتح النون المخففة -العداوة .قال في التحفة :ويضر حممدوثها -أي التهمممة
-قبل الحكم ل بعده ،فلو شهد لخيه بمال فمات وورثه قبل استيفائه ،فممإن كممان بعممد الحكممم أخممذه
وإل فل ،وكذا لو شهد بقتل فلن لخيه الذي له ابن ثم مات وورثه ،فإن صار وارثه بعممد الحكممم
لم ينقض ،أو قبله لم يحكم له .اه) .قوله :بجر نفممع المخ( البمماء للتصموير متعلقمة بمحمذوف صممفة
لتهمة :أي تهمة مصورة بجر نفع إلى الشاهد :أي بتحصيل نفع إليه) .وقوله :أو إلى مممن ل تقبممل
شهادته له( أي أو بجر نفع إلى شخص ،ل تقبل شهادة ذلممك الشممخص لممذلك الشمماهد ،كممأن يكممون
أصله أو فرعه) .قوله :أو دفع ضر( معطوف على بجر نفع :يعني أن التهمة تتصور أيضا بممدفع
ضر) .وقوله :عنه( ضميره راجع للحد الدائر بين المذكورين :أي الشاهد ومن ل تقبممل شممهادته
له) .وقوله :بها( أي بالشهادة ،وهو متعلق بكل مممن جممر نفممع ودفممع ضممر) .قمموله :فممترد الشممهادة
لرقيقه( مفرع على مفهوم الشرط :أي فإذا وجممدت التهمممة ردت الشممهادة كشممهادة السمميد لرقيقممه،
لنها تجر نفعا إلى السيد .ومحله إن شهد له بالمممال ،فممإن شممهد أن فلنمما قممذفه قبلممت ،إذ ل فممائدة
تعود عليه حينئذ) .قوله :ولو مكاتبا( غاية في رد الشهادة لرقيقه :أي ترد له ولو كان مكاتبا لنممه
ملكه ،فله علقة بماله بدليل منعممه لمه مممن بعممض التصممرفات ،ولنمه بصممدد العممود إليممه بعجممز أو
تعجيز -كما في التحفة ) .-قوله :ولغريم الخ( معطمموف علممى لرقيقممه :أي وتممرد الشممهادة لغريممم
للشاهد قد مات وصورته -كما في البجيرمي -أن يدعي وارث الميت المدين بممدين للميممت علممى
آخر ،ويقيم الوارث المذكور دائن الميت يشممهد مممع آخممر للميممت بممدينه ،فل تصممح شممهادة الممدائن
للميت للتهمة ،لنه إذا أثبت بشهادته للغريم الميت شيئا فقد أثبت لنفسمه المطمالب بمه لجمل وفماء
دينه ،ومثله غريم المحجور عليه بفلس ،فل تقبل شهادته له لذلك) .قمموله :وإن لممم تسممتغرق الممخ(
غاية في رد شهادته للغريم) .وقمموله :تركتممه( أي الغريممم ،وهممو مفعممول مقممدم) .وقمموله :الممديون(
فاعل مممؤخر) .قمموله :بخلف شممهادته لغريمممه الموسممر( أي الحممي) .وقمموله :وكممذا المعسممر( أي
الحي .فقوله قبل موته ،راجع لكل منهما ،وهو محممترز قمموله قممد مممات .وعبممارة التحفممة :بخلف
غريمه الحي ولو معسرا ،لم يحجر عليه لتعلق الحق بذمته .وجعله في شرح المنهج مفهمموم شممئ
آخر ،وعبارته مع المنهج :وترد شهادته لرقيقممه وغريممم لممه مممات أو حجممر عليممه بفلممس ،بخلف
حجر السفه والمرض ،وبخلف شهادته لغريمه الموسر ،وكذا المعسر قبل موته ،والحجممر عليممه
لتعلق الحق حينئذ بذمته ل بعين أمواله .اه .بحذف .فقوله :وبخلف شممهادته لغريمممه الممخ مفهموم
قوله :أو حجر عليه بفلس ،لن مفهومه صادق بصورتين بما إذا كان موسرا فإنه ل حجر عليممه،
وبما إذا كان معسرا ولم يحجر عليه ،وفي كلتيهما تقبل الشهادة) .قوله :وترد لبعضممه( أي وتممرد
شهادة الصل لفرعه وبالعكس ،ولو بالرشد أو التزكية لنممه بعضممه ،فكممأنه شممهد لنفسممه فوجممدت
التهمة) .قوله :من أصل الخ( بيان للمراد من البعض :أي أن المراد به ما يشمل الصل والفرع.
)قوله :ل ترد الشهادة عليه( أي على بعضه .قال في التحفة :ومحلممه حيممث ل عممداوة بينهممما وإل
فوجهان ،والذي يتجه منهما عدم القبول أخذا مما مر أن الب ل يلي بنته إذا كممان بينهممما عممداوة
ظاهرة .ثم رأيممت صماحب النموار جمزم بمه .اه) .قموله :أي ل علممى أحمدهما بشممئ( أي ل تممرد
الشهادة على أحدهما :أي الصل والفرع بشئ ،وأفاد بهذا التفسير أن مرجع ضمممير عليممه الحممد
الدائر ،والولى كما أشرت إليه إرجاعه للبعض ،وهو صادق بذلك الحد ،والخصر حمذف لفمظ
ل) .وقوله :إذ ل تهمة( أي موجودة ،وهو علة لعدم رد الشهادة عليه) .قوله :ول علممى أبيممه( أي
ول ترد شهادة البعض على أبيه .والمراد بالبعض الجنس فيشمل الثنين ،إذ شرط صحة الشهادة
به رجلن ،وكذا يقال فيما يأتي .وعبارة متن المنهاج :وكمذا تقبمل شمهادتهما علمى أبيهمما بطلق
ضرة أمهما أو قذفها في الظهر .قال في التحفة :لضعف تهمة نفع أمهما بذلك إذ له طلق أمهما
متى شاء مع كمون ذلمك حسمبة تلزمهمما الشمهادة بمه .اه) .قموله :طلقما( مفعمول مطلمق لطلق.
)وقوله :بائنا( هو ما يكون بالثلث أو بالخلع) .قوله :وأمه تحته( أي وأم الشهد تحت أبيه ،وهو
] [ 329
ليس بقيد ،وإنما أتى به لن التهمة إنما تتوهم حينئذ) .قوله :إما رجعي( مقابل قمموله بائنمما.
)وقوله :فتقبل قطعا( لم يذكر في الصورة السابقة ما يفيد الخلف حتى يجزم هنمما بممالقبول ،فكممان
الولى أن يزيد في الصورة السابقة ما يفيده ،وهو في الظهر كما في المنهاج) .قوله :هممذا كلممه(
أي ما ذكر ممن عدم رد الشهادة على أبيه بطلق الضرة بائنا في الظهممر ،وعممدم رده قطعمما إذا
كان رجعيا) .وقوله :في شهادة حسبة( أي بأن شهد ولداه عليه من غيممر تقممدم دعمموى) .قمموله :أو
بعد دعوى الضرة( أي أن زوجها طلقها ،وأقامت ولديه يشهدان به عليه) .قوله :فإن ادعمماه الب
الخ( أي فإن ادعى الطلق الب في زمن سابق لسقاط نفقة ماضية ،وأقام بعضه يشهد بممذلك لممم
تقبل شهادته ،لنها في الحقيقة شمهادة للب ل عليمه ،فالتهمممة موجمودة .قمال فمي المغنمي :ولكممن
تحصل الفرقة بدعواه الخلع كما مر في بابه .اه) .قوله :وكذا لو ادعته أمممه( أي وكممذلك ل تقبممل
شهادة بعضه لو ادعت أمه طلق ضرتها .وإقامته يشمهد بمذلك للتهممة) .قموله :لمو ادعمى الفمرع
على آخر بدين لموكله( أي في استيفائه من ذلك الخر) .قمموله :فممأنكر( أي المممدين أن عليمه دينمما
للموكل) .قوله :فشهد به( أي بالدين) .وقوله :أبو الوكيل( أي الذي هو الفرع ،والمممراد شممهد مممع
غيره) .قوله :قبل( أي أبو الوكيل ،والولى قبلت :أي شهادته) .قمموله :وإن كممان فيممه الممخ( الممواو
للحال ،وأن صلة ،وضمير فيه يعود على قبول شهادته ،أي تقبل شممهادته والحممال أن فممي قبولهمما
تصديق ابنه .قال في التحفة والنهاية :لضعف التهمة جدا .اه) .قوله :وتقبممل شممهادة كممل الممخ( أي
لنتفاء التهمة) .وقوله :من الزوجين( محل القبول فيهما ما لم يشممهد الممزوج بزنمما زوجتممه ،أو أن
فلنمما قممذفها ،وإل فل تقبممل علممى الراجممح) .وقمموله :للخممر( متعلممق بتقبممل ،والمممراد الخممر مممن
الزوجين ،والخوين ،والصديقين ،فتقبل شهادة الزوج لزوجته وبالعكس :أي لن الحاصل بينهما
عقد يطرأ ويزول ،فل يمنع قبول الشهادة ،كما لو شهد الجيممر للمسمتأجر وعكسمه وتقبممل شمهادة
الخ لخيه ،وكذا بقية الحواشي ،والصديق لصمديقه ،وهمو ممن صمدق فمي ودادك بمأن يهممه مما
أهمك .قال سم :وقليل ذلك :أي في زمممانه ،ونممادر فممي زماننمما ،وذلممك لضممعف التهمممة لنهممما ل
يتهمان تهمة الصل والفرع .أفاده المغني) .قموله :وتمرد الشمهادة بمما همو محمل تصمرفه( يعنمي
وترد شهادة مأذون له في التصرف ،كوكيل وولي ووصممي فممي الشممئ الممذي همو محممل تصمرفه،
وهو المممال مثل) .قمموله :كممأن وكممل أو أوصممى( يقممرآن بالبنمماء للمجهممول ،وفيممه نممائب فاعلهممما،
وضمميره يعمود علمى مما همو محمل تصمرفه ،وهمو تمثيمل لكمون الشمهادة تكمون فيمما همو محمل
التصرف .وفي العيارة حذف :أي ثم ادعى فيه فشهد كل من الوكيل أو الوصي بثبوته للموكل أو
لليتيم :مثل وإيضاحه أن يكون المالك قد وكله في بيع شئ مثل ،ثم ادعى شخص أنه ملكه فشممهد
هو -أي الوكيل -بأنه ملك موكله أو أوصاه على يتيم .ثم ادعى آخر ببعض مال اليتيم فشهد هو
-أي الوصي -بأنه ملك اليتيم فترد شهادة مممن ذكممر للتهمممة) .قمموله :لنممه( الضمممير يعممود علممى
معلوم من المقام ،وهو المأذون له في التصرف -وكيل كان أو وصيا -وهممو علممة لممرد الشممهادة
فيما هو محل تصرفه) .وقوله :يثبت بشهادته( أي بثبوت المال لموكله أو اليتيم) .وقمموله :وليممة(
أي سلطنة لنفسه علممى المشممهود بممه .أي فالتهمممة موجممودة فممي حقممه) .قمموله :نعممم لممو شممهد الممخ(
استدراك على رد شهادة من ذكر فيما ذكر ،وعبارة شرح الرملي :فمإن عممزل الوكيممل نفسمه ولممم
يخص في الخصومة قبلت ،أو بعدها -أي الخصمومة -فل وإن طمال الفصمل .اه) .وقموله :بعممد
عزله( أي عزل الولي له بالنسبة للوكيل ،أو عزل القاضي له بالنسبة للوصمي) .قموله :ولمم يكمن
خاصم( أي ولم يكن من ذكر خاصم المدعي لمال موكله ،أو اليممتيم قبممل العممزل ،فممإن خاصممم ثممم
عزل لم تقبل) .قوله :قبلت( أي شهادته ،وهو جواب لو) .قمموله :وكممذا ل تقبممل شممهادة وديممع( أي
بأن الوديعة ملك للمودع) .وقوله :مرتهن لراهنه( أي ول تقبل شهادة مرتهن،
] [ 330
أي بأن الرهن ملك للراهن عنده) .قوله :لتهمة بقاء يدهما( أي إستدامة يممدهما :أي الوديممع
والمرتهن على الوديعة والرهن ،والتهمة تبطل الشهادة) .قوله :أممما ممما ليممس الممخ( أي أممما الشممئ
الذي ليس وكيل فيه ،أو وصمميا فيممه ،فتقبممل شممهادة الوكيممل أو الوصممي .وعبممارة المغنممي :وأفهممم
كلمه كغيره القطع بقبول شهادة الوكيل لموكله بما ليس وكيل فيممه ،ولكممن حكممى الممماوردي فيممه
وجهين وأصممحهما الصممحة .اه) .قمموله :ومممن حيممل شممهادة الوكيممل( أي مممن المحيممل المصممححة
لشهادة الوكيل) .قوله :ما لو باع( أي الوكيل شيئا ولم يقبض ثمنه) .قوله :فأنكر المشتري الثمن(
أي بأن ادعى أداءه إليه) .قوله :أو اشترى( أي الوكيل شميئا) .قموله :فمادعى أجنمبي بمالمبيع( أي
بأنه ملكه) .قوله :فله( أي للوكيل) .وقوله :أن يشممهد لممموكله بممأن الممخ( راجممع للصممورة الولممى،
أعني صورة ممما لمو بماع الوكيممل المخ) .وقموله :لمه( أي للموكممل) .وقموله :عليمه( أي المشمتري.
)وقوله :كذا( أي الثمن) .وقوله :أو بأن هممذا الممخ( راجممع للصممورة الثانيممة :أعنممي صممورة ممما إذا
اشترى الخ ،فهو على اللف والنشر المرتب) .وقوله :ملكه( أي أو أن يشهد بممأن هممذا الممبيع الممذي
ادعاه الجنبي ملك الموكل) .قوله :إن جاز له أن يشهد به للبائع( أي محل جواز شهادته بأن هذا
ملك موكله ،إن جاز للوكيل أن يشهد به للبائع لو فرض أنه استشهد عليه ،بأن يعلممم أنممه ملممك لممه
حقيقة) .قوله :ول يذكر( أي في الشهادة أنه وكيل ،فإن ذكر ذلك ل تقبل شهادته) .قوله :وصوب
الذرعي حله( أي ما ذكر مممن شمهادة الوكيمل بمما ذكممر .قمال فمي التحفمة بعمده :ثممم توقمف -أي
الذرعي -فيه لحمله الحاكم على الحكم بما لو عرف حقيقتممه لممم يحكممم بممه .ويجمماب بممأنه ل أثممر
لذلك ،لن القصد وصول المستحق لحقممه .اه) .وقمموله :باطنمما( أي بينممه وبيممن الم بمعنممى أنممه ل
يعاقبه على ذلك) .قوله :لن في توصل للحق( علة الحل باطنا :أي وإنممما حممل لممه أن يشممهد بممما
تقدم لن فيه إيصال الحق للمستحق) .وقوله :بطريق مباح( الذي يظهر أنه متعلق بتوصممل ،وأن
المراد بالطريق المباح هي شهادته بما ذكر لعلمه أن المشهود بممه ملممك حقيقممة للمشممهود لممه ،وإذا
كان كذلك يكون من قبيل الظهار في مقام الضمار ،لن التقدير وإنما جازت الشممهادة بممما ذكممر
لن فيها توصل للحق بها) .قوله :وكذا ل تقبل ببراءة الممخ( أي وكممما ل تقبممل شممهادة الوكيممل أو
الوصي فيما هو محل التصرف فيه ،ل تقبل الشهادة بممبراءة الممذي ضمممنه الشمماهد ،أو أصممله ،أو
فرعه ،أو رقيقه .فالضمان ل فرق فيه بين أن يكون من الشاهد نفسممه ،أو مممن أصممل الشمماهد ،أو
من فرع الشاهد ،أو من رقيقه ،فالشاهد في الول هو الضامن ،وفيممما عممداه غيمره .لن الضمامن
الصل أو الفرع أو الرقيق والشاهد غير ذلك ببراءة الذي ضمنه ممن الممدين الممذي عليممه ،ومثلهمما
الداء) .وقوله :لنه( أي الشاهد الضامن هو ،أو أصله ،أو فرعممه ،أو عبممده) .وقمموله :يممدفع بممه(
الولى بها :أي بشهادته كما في التحفة) .وقوله :الغرم عن نفسه( وذلك لنه لو لم يؤد المضممون
الدين الذي عليه فالمطالب به الضامن :أي فالتهمة موجودة) .وقوله :أو عمن الخ( معطوف على
عن نفسمه ،وممن واقعمة علمى الضمامن الصمل أو الفمرع أو الرقيمق) .وقموله :ل تقبمل شمهادته(
الضمير يعود على من ،وضمير له يعود على الشاهد ،والتقدير :أو لنه يدفع الغرم عن أصله أو
فرعه أو رقيقه الذين ل تقبل شهادته له لو أشهدهم ،أي فالتهمممة موجممودة) .قمموله :وتممرد الشممهادة
من عدو على عدوه( أي لحديث :ل تقبل شهادة ذي غمر على أخيممه .رواه أبممو داود وابممن ممماجه
بإسناد حسن ،والغمر -بكسر الغين -الغل والحقد لما في ذلك من التهمة) .قوله :عممداوة دنيممويه(
خرج به الدينية :أي المتعلقة بالدين ،كشهادة مسلم على كافر فتقبل ،ول بد أن تكممون ظمماهرة لن
الباطنة ل يطلع عليها إل علم الغيوب .وفي معجم الطبراني أن النبي )ص( قال :سيأتي قوم في
آخر الزمان إخوان العلنية أعداء السريرة .قيل لنبي ال أيمموب عليممه الصمملة والسمملم :أي شممئ
كان أشد عليك مما مر بك ؟ قال شماتة العداء .وكان النبي )ص( يستعيذ
] [ 331
بال منها .فنسأل ال سبحانه وتعالى العافية من ذلممك) .وقمموله :ل لممه( أي ل تممرد الشممهادة
لعدوه إذ ل تهمة حينئذ .وما أحسن ما قيل :ومليحة شهدت لهمما ضممراتها والفضممل ممما شممهدت بممه
العداء )قوله :وهو( أي عدو الشخص) .وقوله :من يحزن الخ( عبارة المنهاج :وهو من يبغضه
بحيث يتمنى زوال نعمته ،ويحزن بسروره ،ويفرح بمصيبته .اه .وهو بمعنى ما ذكره المؤلممف.
)وقوله :وعكسه( هو من يفرح بحزنه) .قوله :فلو عمادى المخ( مرتمب علمى محمذوف ،يعلمم ممن
عبارة التحفة ونصها :وقد تمنع العداوة من الجانبين ومن أحدهما ،فلو عادى مممن يريممد أن يشممهد
عليه وبالغ في خصومته فلم يجبه قبلت شهادته عليه .اه .ومثلها عبارة النهاية والخطيب ،ونممص
الثاني :وقد تكون العداوة من الجانبين ،وقد تكون من أحدهما ،فيختص برد شهادته علممى الخممر.
ولو عادى من يستشهد عليه وبالغ في خصامه ولم يجبه ثم شهد عليممه لممم تممرد شممهادته لئل يتخممذ
ذلك ذريعة إلى ردها .اه) .وقوله :من يريد الخ( من واقعة علممى الشمماهد ،وهممو المعممادي -بفتممح
الدال ) .-وقوله :أن يشهد عليه( فاعل يشهد يعود على من وهو العائد ،وضمير عليه يعممود علممى
المشهود عليه الذي هو المعادي -بكسر الدال -والمعنى أن هممذا المشممهود عليممه عممادى الشمماهد،
فهذه العداوة ل تمنع شهادة الشاهد عليه ،وإل اتخذ الناس العداوة المممذكورة ذريعممة ووصمملة لممرد
الشهادة عليه) .قوله :وبالغ( أي المشهود عليه) .وقمموله :فممي خصممومته( أي الشمماهد) .قمموله :فلممم
يجبه( أي لم يجب الشاهد من بالغ في الخصممومة) .قمموله :قبلممت شممهادته( أي هممذا الممذي خوصممم
وعودي) .وقوله :عليه( أي على المشهود عليه الذي هو المعادي والمخاصم) .قوله :قبولهمما( أي
الشهادة) .وقوله :من ولد العدو( أي فلو شهد ولد عدوه عليه قبلت .ومثمل الولمد الصمل كمما فمي
المغني نص عبارته :وخرج بالعدو أصله وفرعه فتقبل شهادتهما إذ ل مانع بينهما وبين المشهود
عليه .اه) .قوله :ويوجه( أي قبول شهادة ولد العدو) .وقوله :بأنه ل يلزم من عداوة الخ( قال في
التحفة :وزعم أنه أبلغ في العداوة من أبيه ،وأنه ينبغي أن ل تقبل ولو بعد ممموت أبيممه ،وإن كممان
الصح على ما قيل عند المالكية قبوله بعد موته ل في حياته ليس في محلمه ،لن الكلم فممي ولمد
عدو لم يعلم حاله ،وحينئذ يبطل زعم أنه أبلغ في العداوة من أبيه لطلقه .أما معلوم الحممال مممن
عداوة أو عدمها فحكمه واضح .اه) .قوله :أن من قذف آخر( أي قبممل الشممهادة كممما فممي النهايممة.
)قوله :ل تقبممل شمهادة كمل منهممما علمى الخمر( أي ل تقبمل شممهادة القماذف علمى المقممذوف ،ول
المقذوف على القاذف ،لن كل عدو للخر) .قوله :وإن لم الخ( غاية في عدم قبممول شممهادة كممل.
)وقوله :حده( أي القاذف) .قوله :وكذا الخ( أي من قذف آخر في عدم قبول شهادة كل من ادعممى
على آخر أنه قطع عليه الطريق وأخذ ماله) .وقوله :فل تقبل شهادة أحممدهما علممى الخممر( أي ل
تقبل شهادة المدعي بقطع الطريق على آخر ،ول شهادة الخر عليه للعممداوة بينهممما) .قمموله :قممال
شيخنا يؤخذ من ذلك( أنظمر ممن أيممن يؤخممذ ؟ فمإنه ل يلمزم ممن عممدم قبمول الشممهادة فممي القممذف
ودعوى قطع الطريق عدم قبولها في كل فسق .ولعل في العبارة سقطا هو المأخوذ منه ذلك يعلممم
من عبارة التحفة ونصها :بعد نقله حاصل كلم الروضة الخ :ويمموجه بممأن رد القمماذف والمممدعي
ظاهر ،لنه نسبه فيهما إلى الفسق ،وهذه النسبة تقتضي العدالة عرفا ،وإن صممدق ورد المقمذوف
والمدعى عليه كذلك ،لن نسبته للزنمما أو القطممع تممورث عنممده عممداوة لممه تقتضممي أنمه ينتقممم منممه
بشهادة باطلة عليه،
] [ 332
وحينئذ يؤخذ من ذلك أن كل من نسب آخر الخ .اه .فقوله :وحينئذ يؤخذ من ذلك :أي من
توجيه عدم قبول الشهادة في صممورة القممذف ،وصممورة قطممع الطريممق ،بحصممول العممداوة بينهممما
بسبب ذلك) .قوله :اقتضى وقوع عداوة( الجملة في محل جر صفة لفسق ،وذلمك كشممرب الخممر
ونحوه) .قوله :نعم يتردد النظر( أي في قبول الشممهادة ممن أحممدهما علمى الخمر ،وعمدم قبولهما.
)قوله :فيمن اغتاب الخ( متعلق بيتردد ،أو بالنظر) .قوله :يجوز له غيبته به( يصح قراءة يجمموز
-بفتح الياء وبضم الجيم المخففة وسكون الواو -وغيبته بعده فاعله ،ويصح قراءتممه بضممم اليمماء
وفتح الجيم وتشديد الواو المكسورة -وغيبته مفعوله ،والفاعل ضمير يعود علممى مفسممق ،وعلممى
كل الجملة صفة لمفسق :أي مفسق موصموف بكمونه يجمموز لممن اغتماب غيبتممه بممه) .قمموله :وإن
أثبت الخ( غاية في تردد النظر) .وقوله :السبب المجوز لذلك( أي للغيبة ،وذلك السبب كالتجاهر
به أو كظلمه له .واعلم :أن المؤلف اقتصر في النقل من عبارة شيخه على تردد النظر فيما ذكر،
ولم يذكر ما انحط رأيه عليه ،فكان عليه أن يذكره لنه من تتميم عبارته ،ونصها بعممد قمموله وإن
أثبت السبب المجوز لذلك :وقضية ما تقرر في الدعوى بالقطع -أي قطممع الطريممق -مممن أنممه ل
تقبل شهادة أحدهما على الخر ،وإن أثبت المدعي دعواه أنه هنا كذلك ،وعليه فيفرق بين مسممألة
القطع ومسألة الغيبة ،بأن المعنى المجوز للغيبة ،وهو أن المغتاب هتك عرضه بظلممه للمغتماب،
فجوز له الشارع النتقام منه بالغيبة غير المعنى المقتضي للرد ،وهو أن ذلك المر يحمممل علممى
النتقام بشهادة باطلة ،وذلك جائز وقوعه من كل منهما ،فلم تقبل شهادة أحدهما على الخممر .اه.
ببعض تصرف) .قوله :فرع تقبل شهادة الخ( عبارة الممروض وشممرحه .فممرع :تقبممل شممهادة أهممل
البدع كمنكري صممفات المم ،وخلقممه أفعممال عبمماده ،وجممواز رؤيتممه يمموم القيامممة ،لعتقممادهم أنهممم
مصيبون في ذلك لما قام عندهم ،إل الخطابية وهم أصحاب الخطاب السدي الكمموفي كممان يقممول
بإلهيممة جعفممر الصممادق ثممم ادعممى اللهيممة لنفسممه ،فل تقبممل شممهادتهم لمثلهممم وإن علمنمما أنهممم ل
يستحلون دماءنا وأموالنا لتجويزهم الشهادة لمن صدقوه في دعواه ،أي لنهم يرون جواز شممهادة
أحدهم لصاحبه إذا سمعه يقول :لي على فلن كذا ،فيصدقه بيمين أو غيرها ،ويشممهد لممه اعتمممادا
على أنه ل يكممذب ،إذ الكممذب عنممدهم كفممر ،وإل منكممري العلممم لم تعممالى بالمعممدوم والجزئيممات،
ومنكري حدوث العالم ،والبعث والحشر للجسام ،فل تقبممل شممهادتهم لكفرهممم لنكممارهم ممما علممم
مجئ الرسول به ضرورة ،ل من قال بخلق القرآن أو نفي الرؤية ،وممما ورد مممن كفرهممم مممؤول
بكفممران النعمممة ،ل الخممروج عممن الملممة ،بممدليل أنهممم لممم يحلقمموهم بالكفممار فممي الرث والنكحممة
ووجوب قتلهم وقتالهم وغيرها .فلو قال الخطابي في شهادته رأيت أو سمعت ،قبلممت شممهادته لممه
لتصريحه بالمعاينمة ،وتقبمل شمهادة ممن يسمب الصمحابة والسملف ،لنمه يقموله اعتقمادا ل عمداوة
وعنادا ،فل نكفر متأول بما له وجه محتمل .نعم ،قاذف عائشة رضي الم عنهمما كممافر ،فل تقبممل
شهادته لنه كذب ال تعالى في أنهمما محصممنة قممال الم تعممالى) * :إن الممذين يرمممون المحصممنات
الغافلت( * الية .وقذف سائر المحصنات يوجب رد الشهادة فقذفها أولى .اه .بالحرف) .قمموله:
ل نكفره ببدعته( خممرج مممن نكفممره ببممدعته كمنكممري حممدوث العممالم والبعممث والحشممر ،فل تقبممل
شهادته كما مر) .قوله :وإن سب الصحابة( غاية في قبول الشهادة من المبتممدع أي تقبممل الشممهادة
من المبتدع وإن كان يسب الصحابة.
) (1سورة النور ،الية.23 :
] [ 333
وعبارة المغني .تنبيه :قضمية إطلقمه أنمه ل فمرق بيمن سمب الصمحابة رضمي الم عنهمم
وغيره ،وهو المرجح في زيادة الروضة ،قممال بخلف مممن قممذف عائشممة رضممي الم عنهمما فممإنه
كافر ،أي لنه كذب ال تعالى ،وقال السبكي في الحلبيات في تكفيممر مممن سممب الشمميخين وجهممان
لصحابنا ،فإن لم نكفره فهو فاسق ل تقبل شهادته ،ومن سب بقيممة الصممحابة فهممو فاسممق مممردود
الشهادة ،ول يغلط فيقال شهادته مقبوله .اه .فجعل ما رجحه في الروضة غلطمما .قممال الذرعممي:
وهو كما قال ،ونقل عن جمع التصريح به ،وأن الماوردي قال :من سب الصحابة ،أو لعنهممم ،أو
كفرهم ،فهو فاسق مردود الشهادة .اه .وقموله :وهمو المرجممح فممي زيممادة الروضممة جممزم بممه فممي
التحفة والنهاية) .قوله :وادعى السبكي والذرعي( عبممارة التحفممة وإن ادعممى بزيممادة إن الغائيممة.
)وقوله :أنه غلط( أي أن قبول الشهادة ممن يسب الصحابة غلط) .قوله :وتممرد( أي الشممهادة مممن
مبادر بشهادته) .قوله :قبل أن يسألها( بالبناء للمجهول .أي قبل أن يطلب منه أداؤها) .قوله :ولو
بعد الدعوى( غاية في الرد :أي ترد منه مطلقا ،سواء بادر بها قبممل الممدعوى أم بعممدها .قممال فممي
المغني :وترد قبل الدعوى جزما وكذا بعممدها ،وقبممل أن يستشممهد ،علممى الصممح للتهمممة ،ولخممبر
الصحيحين أن النبي )ص( قال :خير القرون قرني ،ثم الذين يلونهم ،ثممم الممذين يلممونهم ،ثممم يجممئ
قوم يشهدون ول يستشهدون .فإن ذلممك فممي مقممام الممذم لهممم .وأممما خممبر مسمملم :أل أخممبركم بخيممر
الشهود الذي يأتي بشهادته قبل أن يسألها فمحمول على ما تسمع فيه شممهادة الحسممبة .اه) .قمموله:
لنه( أي المبادر بالشهادة منهمم .اه .قموله :نعمم لمو أعادهما( أي الشمهادة ،وهمذا إسمتثناء ممن رد
شهادة المبادر ،فكممأنه قممال :تممرد إل إن أعادهمما) .وقمموله :فممي المجلممس( أي الممذي شممهد فيممه أول
مبادرة ،وانظر هل هو قيد أو ل ؟ )وقوله :بعد الستشممهاد( أي بعممد طلممب الشممهادة منممه) .قمموله:
قبلت( أي الشهادة المعادة وهو جواب لو) .قوله :إل في شمهادة حسمبة( إسمتثناء ممن عمدم صمحة
شهادة المبادر والحسبة مأخوذة ممن الحتسماب ،وهمو طلمب الجمر كمما ممر) .قموله :وهمي( أي
شممهادة الحسممبة) .قموله :فتقبممل( أي شممهادة الحسممبة) .قمموله :قبممل الستشممهاد( أي قبممل طلممب أداء
الشهادة منه) .قوله :ولو بل دعوى( أي تقبل ولو من غير سبق دعمموى .قممال الرشمميدي :وقضممية
الغاية أنها قد تقع بعد الدعوى وتكون شهادة حسبه .وليس كذلك فقد صرح الذرعي وغيره أنهمما
بعد الدعوى ل تكون حسبة .اه) .قوله :في حق مؤكد ل( متعلق بقول الشارح فتقبل الخ .وعبارة
المنهاج :وتقبل شهادة الحسبة في حقوق ال تعمالى وفيمما لمه فيمه حمق مؤكمد .اه .ومثلهما عبمارة
المنهج والمراد بالول .أعني حقوق الم تعممالى ممما كممان متمحضمما لم تعممالى كالصمملة والصمموم
والحدود ،وبالثاني أعني ما له فيه حق مؤكد ،ممما كممان فيممه حممق لدمممي وحممق لمم ،لكممن المغلممب
الثاني كالطلق رجعيا كمان أو بائنما ،لن المغلمب فيمه حمق الم .وكمالعتق والسمتيلد والوصمية
والوقف لجهة عامة ونحو ذلك ،فلعممل فممي عبممارته سممقطا ،أو يقممال إن المممراد بممالحق المؤكممد ممما
يشمل المتمحض ل وغيره) .قوله :وهو ما ل يتأثر الخ( أي أن الحق المؤكد ل هممو ممما ل يتممأثر
برضا الدمي :أي ل يتغير ول يرتفممع برضمماه ،مثل لممو اتفممق الزوجممان وتراضمميا علممى إرتفمماع
الطلق ،فممإنه ل يرتفممع ول أثممر لرضمماهما) .قمموله :كطلق( تمثيممل للحممق المؤكممد لمم) .وقمموله:
رجعي( صفة لطلق) .وقوله :أو بائن( أي ولو خلعا .لكن بالنسبة للفراق دون المال ،بممأن يشممهد
بذلك ليمنع من مخالفة ما يترتب عليه) .قوله :وعتق وإستيلد( عبارة الروض وشرحه .وكالعتق
والستيلد ل في عقدي التدبير والكتابممة ،وفارقهممما السممتيلد بممأنه يفضممي إلممى العتممق ل محالممة
بخلفهما ،ول في شراء القريب الذي يعتق بممه وإن تضمممن العتممق ،لكممون الشممهادة علممى الملممك.
والعتق تبع وليس كالخلع ،لن المال فيه تابع ،وفي الشراء مقصود فإثباته دون المال محممال .اه.
)قوله :ونسب( إنما كان حقا مؤكدا ل ،لن ال
] [ 334
أكد النساب ومنع قطعها) .قوله :وعفو عن قود( إنما كممان حقمما لم أيضمما لن فيممه إحيمماء
نفس ،وهو حق ل) .قوله :وبقاء عدة( إنما كان حقا ل أيضا لنه يترتب على الشهادة بممه صمميانة
الفرج عن استباحته ،وتمتع الزواج به ،وهي حق ل تعممالى) .قمموله :وانقضممائها( أي العممدة ،أي
فيما إذا طلقها زوجها طلقا رجعيا أراد أن يراجعها ،فشهدوا بانقضاء العدة .وإنممما كممان حقمما لم
لما يترتب على الشهادة من صيانة الفرج من تمتع زوجها بممه مممن غيممر طريممق شممرعي) .قمموله:
لنحو جهة عامة( متعلمق بكمل ممن الوصمية والوقمف :وعبمارة المروض وشمرحه :وفمي الوصمية
والوقف إذا عمت جهتهما ولو أخرت الجهة العامة ،فيدخل نحو ما أفممتى بممه البغمموي مممن أنممه لممو
وقف دارا على أولده ثم على الفقراء فاستولى عليها ورثته وتملكوها فشهد شمماهدان حسممبة قبممل
انقراض أولده بوقفيتها ،قبلت شهادتهما .لن آخره وقف على الفقممراء ،ل إن خممص جهتهممما فل
تقبل فيهما لتعلقهما بحظوظ خاصة .اه) .قوله :وحق لمسجد( أي وحق مستحق للمسممجد بوصممية
أو وقف ،فإذا شهد إثنان بأن هذا الدار وقف علمى المسمجد ،قبلمت شمهادتهما) .قموله :إنمما تسممع
شمهادة الحسمبة المخ( قمال فمي المغنمي :وكيفيمة شمهادة الحسمبة أن الشمهود يجيئون إلمى القاضمي
ويقولون ،نحن نشهد على فلن بكذا فأحضره لنشهد عليه ،فإن ابتدأوا قالوا فلن زنى فهمم قذفمة.
اه) .قوله :عند الحاجة إليها( أي إلى شهادة الحسمبة) .قموله :فلمو شممهد المخ( تفريمع علممى مفهموم
قوله :عند الحاجة إليها) .قوله :لم يكف( أي قولهما المممذكور فممي شممهادة الحسممبة) .وقمموله :حممتى
يقول الخ( غاية لعدم الكتفاء :أي ل يكفي ذلك حتى يقول إن فلنا الذي أعتق عبممده يسممترقه ،أو
أن فلنا أخو فلنة من الرضاع يريد الممتزوج بهمما ،فممإذا قممال ذلممك اكتفممى بممه فممي شممهادة السممحبة
لوجود الحاجة ،وهي السترقاق أو التزوج) .قوله :وخرج بقولي فممي حممق الم تعممالى( هممذا مممما
يؤيد أن في العبارة سقطا) .قوله :حممق الدمممي( أي المتحمممض لممه) .قمموله :فل تقبممل فيممه شممهادة
الحسبة( قال في المغني :لكن إذا لم يعلم صماحب الحمق بمه أعلممه الشماهد بمه ليستشمهده بمه بعمد
الدعوى .اه) .قوله :وتقبل في حد الزنا الخ( أي لنها محممض حممق لم تعممالى ،وكممان الولممى أن
يذكره بعد قوله كطلق الخ ويسبكه به) .قوله :وتقبل الشهادة من فاسممق بعممد توبممة( أي فممي غيممر
الشهادة المعادة ،أما هي بأن شهد وهو فاسق فردت شهادته ثممم تمماب وأعادهما فإنهما ل تقبممل همذه
المعادة منه) .قوله :حاصلة( أي التوبة) .وقوله :قبل الغرغرة( أي معاينممة سممكرات الممموت ،أممما
بعدها فل تقبل ،وذلك لن ممن وصمل إلممى تلمك الحالمة أيمس مممن الحيماة فتموبته إنممما هممي لعلممه
باستحالة عوده إلى ممما فعممل) .قمموله :وطلمموع الشمممس الممخ( معطمموف علممى الغرغممرة :أي وقبممل
طلوعها من مغربها ،أما بعده فل تقبل توبته :ونقل عن ابن العربي في شرح المصابيح أنه قممال:
اختلف أهل السنة في أن عدم قبول توبة المذنب وإنما الكافر هل هو عام حتى ل يقبل إيمان أحممد
ول توبته بعد طلوع الشمس من مغربها إلى يوم القيامة ،أو هو مختص بمن شمماهد طلوعهمما مممن
المغرب وهو مميز ،فأما من يولد بعد طلوعها من المغرب أو ولممد قبلممه ولممم يكممن مميممزا فصممار
مميزا ولم يشاهد الطلوع ،فيقبل إيمانه وتموبته ،وهمذا همو الصمح فليراجمع .اه .بجيرممي .وفمي
الروض وشرحه :تجب التوبة من المعصية على الفور بالتفاق ،وتصح من ذنب دون ذنب ،وإن
تكررت توبته وتكرر منه العود إلى الذنب ،ول تبطل تموبته بمه ،بمل همو مطممالب بالممذنب الثمماني
دون الول ،وإن كانت توبته من القتل الموجب للقود صحت توبته في حق ال تعالى قبل تسممليمه
نفسه ليقتص منه ،ومنعه القصمماص حينئذ عممن مسممتحقه معصممية جديممدة ل تقممدح فممي التوبممة بممل
تقتضي توبته منه ،ول يجب عليه تجديد التوبممة كلممما ذكممر الممذنب ،وقيممل يجممب لن تركممه حينئذ
استهانة بالذنب الول يمنع ذلك ،وسقوط الذنب بالتوبة مظنون ل مقطوع به ،وسقوطه
] [ 335
بالسلم مع الندم مقطوع به وثابت بالجماع ،وإنممما كممان توبممة الكممافر مقطوعمما بهمما لن
اليمان ل يجامع الكفر ،والمعصية قد تجامع التوبة .اه .ببعمض .تصمرف .واعلمم :أنمه ورد فمي
فضائل التوبة من اليات والحاديث شئ كثير ،فمن ذلك قوله تعالى) * :وتوبمموا إلممى الم جميعمما
أيها المؤمنون لعلكم تفلحون( * .وقوله تعالى) * :إل من تاب وآمن وعمممل عمل صممالحا فممأولئك
يبدل ال سيئاتهم حسنات ،وكان ال غفورا رحيما( * .وقوله عليه الصلة والسلم :إن ال يبسممط
يده بالليل ليتوب مسئ النهار ،ويبسط يمده بالنهممار ليتموب مسمئ الليممل ،حممتى تطلممع الشمممس مممن
مغربها .رواه مسلم ،وقال عليه السلم :إن من قبل المغرب لبابا مسيرة عرضه أربعممون عاممما -
أو سبعون سنة -فتحه ال عزوجل للتوبممة يمموم خلممق السممموات والرض ،فل يغلقممه حممتى تطلممع
الشمس منه .رواه الترمذي وصححه .اللهم اجعلنا من التائبين يا كريم) .قمموله :وهممي( أي التوبممة
ندم ،وعبارته تقتضي أنها هي الندم بالشروط التية ،وهو الموافق لحديث :التوبة النمدم) .وقموله:
من حيث أنها معصية( عبارة الزواجر :وإنما يعتد به :أي بالندم إن كان على ما فاته مممن رعايممة
حق ال تعالى ووقوعه في الذنب حياء من ال تعالى وأسفا على عدم رعاية حقه ،فلممو نممدم لحممظ
دنيوي كعار ،أو ضياع مال ،أو تعب بدن ،أو لكون مقتوله ولده ،لممم يعتممبر كممما ذكممره أصممحابنا
الصوليون ،وكلم أصحابنا الفقهاء ناطق بذلك ،وإنما لم يصرحوا به لن التوبة عبادة ،وهممي ل
تكون إل ل تعالى ،فل يعتد بها إن كان لغرض آخر ،وإن قيل من خصائص التوبة أنممه ل سممبيل
للشيطان عليها لنها باطنة فل تحتاج إلى الخلص لتكون مقبولة ،ول يمدخلها العجمب والريماء،
ول مطمع للخصماء فيها .اه) .قوله :ل لخوف عقمماب الممخ( أي إن كممان النممدم مممن حيممث خمموف
عقاب لو اطلع عليه ،أو كان من حيث غرامة مال عليه ،فإنه ل يعتبر فيهما ول يعد تائبا) .قوله:
بشرط إقلع عنها( أي عن المعصية) .وقوله :حال( أي بأن يتركها من غيممر مهلممة) .وقمموله :إن
كان متلبسا( أي بالمعصية) .وقوله :أو مصرا على معاودتهمما( الظمماهر أن هممذا يغنممي عنممه قمموله
فيما سيأتي وعزم أن ل يعود ،إذ بوجود هذا ينتفي الصرار على معاودتهمما تأمممل) .قمموله :ومممن
القلع رد المغصوب( ل حاجة إلى هذا لندراجه في قوله .وخروج عن ظلمة آدمي الذي هممو
ثمرة القلع ،وسيصممرح بممه هنمماك) .قمموله :وعممزم أن ل يعممود إليهمما معطمموف علممى إقلع :أي
وبشرط العممزم علممى أن ل يعممود إلممى المعصممية .قممال فممي التحفممة :ومحلممه إن تصممور منممه ،وإل
كمجبوب تعذر زناه لم يشترط فيه العزم على عدم العمود لمه بالتفمماق .اه) .قموله :وخممروج عمن
ظلمة آدمي( معطوف على إقلع أيضا :أي وبشرط خروج عن ظلمممة آدمممي .وعبممارة التحفممة
في الدخول على هذا ،ثم صرح بما يفهممه القلع للعتنماء بمه فقمال :ورد ظلممة آدممي ،يعنمي
الخروج منها بأي وجه قدر عليه ،مال كانت أو عرضا نحو قود وحد قذف إلى تعلقت به ،سممواء
تمحضت له أم كان فيها مع ذلك حق مؤكد ل تعالى كزكاة ،وكذا نحممو كفممارة وجبممت فممورا .اه.
)قوله :من مال( بيان للظلمة) .وقوله :أو غيممره( كممالعرض) .قموله :فيمؤدي المخ( أي ممن عليمه
ظلمة وأراد التوبة ،وهذا هو معنى الخروج عن الظلمة) .قوله :ويرد المغصمموب إن بقممي( أي
إن كان باقيا بعينه) .قوله :وبدله( أي أو يممرد بممدله إن كممان قممد تلممف) .وقمموله :لمسممتحقه( متعلممق
بيرد) .قوله :ويمكن الخ( أي ويمكن التممائب الممذي عليمه ظلممة مسممتحق القمود وحمد القممذف ممن
الستيفاء ،بأن يأتي إليه ويقول له أنا الذي قتلت أو قذفت ولزمني موجبهما ،فممإن شممئت فاسممتوف
وإن شئت فاعف) .قوله :أو يممبرئه منممه المسممتحق( الظمماهر أنممه معطمموف علممى مقممدر ،أي فبعممد
التمكين يستوفيه منه
) (1سورة النور ،الية (2) .31 :سورة الفرقان ،الية.70 :
] [ 336
المستحق أو يبرئه منه ،فهو مخير في ذلك) .قوله :للخبر الصحيح( دليل إشتراط الخروج
عن ظلمة آدمي .وعبارة الزواجر :والصل في توقف التوبة على الخروج من حق الدمي عند
المكان قوله )ص( :من كان لخيه المخ ،ثمم قمال كمذا أورده ،الزركشمي عمن مسملم .والمذي فمي
صحيحه كما مر :أتدرون من المفلس ؟ قالوا :المفلممس فينمما مممن ل درهممم لممه ول متمماع .قممال :إن
المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلة وصيام وزكاة وقد شتم هممذا وقممذف هممذا وأكممل مممال
هذا وسفك دم هذا وضرب هذا ،فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته ،فإن فنيت حسناته قبممل
أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحممت عليممه ،ثممم طممرح فممي النممار .رواه الترمممذي ورواه
البخاري بلفظ :من كانت عنده مظلمة فليستحلله منها ،فإنه ليس هناك دينار ول درهم من قبل أن
يؤخذ لخيه من حسناته ،فإن لم يكن حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه .ورواه الترمذي
بمعناه .وقال في أوله :رحم ال عبدا كانت لخيه مظلمة في عممرض أو مممال فجمماء فاسممتحله .اه.
)قوله :من كانت لخيه عنمده مظلممة( قممال فممي القمماموس :المظلمممة -بكسمر اللم -وكثماممة ممما
يظلمه الرجل .اه .وقوله :وكثمامة ،أي وهو ظلمة) .قوله :فممي عممرض( أي مممن عممرض ،ففممي
بمعنى من البيانية) .قمموله :فليسممتحله اليمموم( أي فممي الممدنيا) .وقمموله :قبممل أن ل يكممون دينممار ول
درهم( أي ينفع ،وهو يوم القيامة) .قوله :فإن كان له( أي لمن كانت عنده مظلمة) .وقوله :عمل(
أي صالح) .قوله :يؤخذ منه( أي من عمله) .قمموله :وإل( أي وإن لممم يكممن لممه عمممل :أي صممالح.
)قوله :أخذ من سيئات صاحبه( أي الذي له المظلمة) .قوله :فحمل عليه( أي طرح عليه قال فممي
التحفة :ثم تحميله للسيئات يظهر من القواعد أنه ل يعاقب إل على ما سببه معصية ،أما من عليه
دين لم يعص به وليس له من العمل ما يفي به ،فإذا أخذ من سيئات الدائن وحمل على المممدين لممم
يعاقب به .وعليه ففائدة تحميله له تخفيف ما على الممدائن ل غيممر .اه) .قمموله :وشمممل العمممل( أي
في الحديث) .وقوله :الصوم( أي فيؤخذ ثوابه ويعطى للمظلوم) .قوله :خلفا لمن استثناه( عبممارة
التحفة .فمن استثناه فقد وهم .اه) .قموله :فمإذا تعمذر رد الظلممة علمى المالمك أو وارثمه( عبمارة
الروض وشرحه :فإن لم يكن مستحق ،أو انقطع خبره ،سلمها إلى قاض أمين ،فإن تعذر تصممدق
به على الفقراء ونوى الغرم له إن وجده ،أو يتركها عنده .قال السنوي :ول يتعين التصممدق بهمما
بل هو مخير بين وجوه المصالح كلها ،والمعسر ينوي الغرم إذا قدر ،بممل يلزمممه التكسممب ليفمماء
ما عليه إن عصى به لتصح توبته ،فإن مات معسرا طولب في الخرة إن عصى بالستدانة كممما
تقتضيه ظواهر السنة الصحيحة ،وإل فالظاهر أنه ل مطالبة فيها إذ ل معصية منه ،والرجاء في
ال تعويض الخصم .اه .بحذف) .قوله :فإن تعذر( أي القاضي الثقة ،أي المين بأن لممم يوجممد أو
وجد ولكنه غير ثقة) .قوله :صرفها( أي الظلمة) .قوله :فيما شاء( أي في الوجه الذي شاءه من
هي تحت يده) .وقوله :من المصالح( بيان لمما) .قموله :عنمد انقطماع خمبره( الظماهر أن ضمميره
يعود علممى المسممتحق ول حاجممة إليممه ،إذ الكلم مفممروض فممي أنممه متعممذر ،وتعممذره يكممون بعممدم
وجوده ،أو بانقطاع خبره) .قوله :بنية الغرم( متعلق بصرفها) .وقوله :له( أي للمسممتحق) .قموله:
إذا وجده( أي المستحق) .قوله :فإن أعسر( أي فإن كان من عنده المظلمة معسممرا) .قمموله :عممزم
على الداء( أي أداء الظلمة وإعطائها للمستحق لها) .وقوله :إذا أيسر( متعلممق بممالداء) .قمموله:
فإن مات( أي المعسر) .وقوله :قبله( أي قبل الداء) .قوله :إنقطع الطلب عنه في الخممرة( أي ل
يطالبه بها مستحقها فممي الخممرة) .قمموله :فممالمرجو الممخ( معطمموف علممى جملممة إنقطممع ،والولممى
التعبير بالواو ،أي انقطع عنه الطلب ،والذي يرجى من فضل ال أن يعوض المستحق فممي حقممه.
)قوله :ويشترط أيضا( أي كما اشترط ما مر لصحة التوبة) .وقوله :عن إخراج صمملة أو صمموم
عن وقتهما( أي بأن ترك الصلة في وقتها ،أو
] [ 337
الصوم في وقتممه) .وقمموله :قضمماؤهما( أي الصمملة والصمموم .وعبممارة الزواجممر :الحممادي
عشر :أي من شروط التوبة التدارك فيما إذا كانت المعصية بترك عبادة ،ففي ترك نحمو الصملة
والصوم تتوقف صحة توبته على قضائها لوجوبها عليه فممورا ،وفسممقه بممتركه كممما مممر ،فممإن لممم
يعرف مقدار ما عليه من الصلوات مثل .قال الغزالي :تحممرى وقضممى ممما تحقممق أنممه تركممه مممن
حين بلوغه .اه )قوله :وإن كثر( أي القضاء عما فاته ،فيشترط لصحة التوبة فعل جميع ما عليممه
من الصلوات أو الصيام) .قوله :وعن القذف( معطوف على عن إخراج الخ .أي ويشممترط أيضمما
في صحة التوبة عن القذف الخ) .وقوله :أن يقول القاذف الخ( وفي البجيرمي ممما نصممه :وانظممر
هذا القول يكون فمي أي زمممن يقمال لمممن .شمموبري انتهمى .وفمي الزواجممر :أنممه يقموله بيمن يممدي
المستحل منه كالمقذوف .انتهى .قال سم :ولو علم أنه لو أعلممم مسممتحق القممذف ترتممب علممى ذلممك
فتنة ،فالوجه أنه ل يجب عليممه إعلمممه ،ويكفيممه النممدم ،والعممزم علممى عممدم العممود ،والقلع .اه.
)قوله :قذفي باطل( قيل المراد بهذا أن القذف من حيث هو باطل ،ل خصوص قوله :إذ قد يكون
صادقا ،ولذا رد الجمهور على الصطخري إشتراطه أن يقول كذبت فيما قممذفته .انتهممى) .قمموله:
وعن الغيبة الخ( معطوف أيضا على عن إخراج الخ :أي ويشترط في صحة التوبممة أن يسممتحلها
الخ .وعبارة الزواجر :ولو بلغممت الغيبمة المغتمماب ،أو قلنمما أنهمما كممالقود والقمذف ل تتوقمف علمى
بلوغ ،فالطريق أن يأتي المغتاب ويستحل منه ،فإن تعذر لموته أو تعذر لغيبتمه الشاسمعة اسمتغفر
ال تعالى ،ول اعتبار بتحليل الورثة .ذكره الحنمماطي وغيمره .وأقرهمم فممي الروضمة .قمال فيهما:
وأفتى الحناطي بأن الغيبة إذا لم تبلغ المغتاب كفاه الندم والستغفار له .وجزم بممه الصممباغ حيممث
قال :إنما يحتاج لستحلل المغتاب إذا علم لما داخله من الضممرر والغممم ،بخلف ممما إذا لممم يعلممم
فل فائدة في إعلمه لتأذيه ،فليتب فإذا تاب أغناه عن ذلك .نعم :هن كان تنقصممه عنممد قمموم رجممع
إليهم وأعلمهم أن ذلك لم يكن حقيقة .اه) .قوله :ولم يتعذر( أي السممتحلل) .وقمموله :بممموت( أي
للمغتاب )وقوله :أو غيبة طويلة( أي له أيضا) .قوله :وإل( أي بأن لم تبلغه أو تعممذر السممتحلل
منه ،كفى الندم) .قوله :والستغفار له( أي للمغتاب .وعبارة غيره كممالروض وشممرحه :ويسممتغفر
ال تعالى من الغيبة .اه .ويمكن الجمع بأن يقال يستغفر لنفسه من المعصية الصممادرة منممه وهممي
الغيبة ،ويستغفر للمغتاب في مقابلة غيبته لمه ،وذلمك بمأن يقمول :اللهمم اغفمر لنما ولمه ،ثممم رأيتممه
مصرحا به في فتح الجواد .وعبارته :فإن تعذر أو تعسر لغيبته البعيممدة ،إسممتغفر لممه ولنفسممه مممع
ندمه .ويظهر أن الستغفار له هنا شرط ليكون في مقابلة تأذيه ببلوغ الخبر له .اه .قال سم :فممإن
استغفر ال ثم بلغته فهل يكفي الستغفار أم ل ؟ والوجه أنه يكفي .اه) .قوله :كالحاسد( أي فممإنه
يكفي فيه الندم والستغفار للمحسود ،هذا ما يقتضيه صنيعه ،وعبارة التحفة والنهاية :وكذا يكفممي
الندم والقلع عن الحسد .اه .وعبارة الروض وشرحه :ويستغفر ال من الحسد ،وهو أن يتمنممى
زوال نعمة غيره ،ويسر ببليته .وعبارة الصل :والحسد كالغيبة وهممي أفيممد ،ول يخممبر صمماحبه:
أي ل يلزمه إخبار المحسود .قال في الروضة :بل ل يسن ،ولو قيممل يكممره لممم يبعممد .اه .وقمموله:
وهي أفيد .قال سم :وكأن وجه الفيدية أنها تفيد أيضا أنه إذا علم المحسمود ل بمد ممن إسمتحلله.
اه) .قوله :واشترط جممع متقمدمون أنمه( أي الحمال والشمأن) .وقموله :ل بمد فمي التوبمة ممن كمل
معصية من الستغفار( أي لنفسه) .وقوله :أيضا( أي كما اشترط ما مر في صحة التوبة) .قمموله:
وقال بعضهم يتوقف في التوبة الخ( أي يحتاج في صممحة التوبممة مممن الزنمما علممى اسممتحلل زوج
المزني بها إن لم يخف فتنة) .وقوله :وإل( أي بأن خيممف فتنممة) .وقمموله :فليتضممرع الممخ( أي فل
يتوقف على الستحلل ،بل يكفي التضرع إلى ال تعالى في إرضاء الخصم عنه) .قوله :وجعممل
بعضممهم الممخ( قممال فممي الزواجممر ،بعممد كلم :وقضممية ممما ذكممره -أي الغزالممي -مممن إشممتراط
الستحلل في الحرم الشامل للزوجة والمحارم كما صرحوا به ،أن الزنا واللواط فيهما حق
] [ 338
للدمي ،فتتوقف التوبة منهما على إسممتحلل أقممارب المزنممي بهمما ،أو الملمموط بممه ،وعلممى
إستحلل زوج المزني بها .هذا إن لم يخف فتنة ،وإل فليتضرع إلى ال تعالى في إرضائهم عنه.
ويوجه ذلك بأنه ل شك أن فمي الزنما واللمواط إلحماق عمار ،أي عمار بالقمارب ،وتلطيمخ فمراش
الزوج ،فوجب إستحللهم حيث ل عذر .فإن قلت :ينافي ذلك جعل بعضممهم مممن الممذنوب الممتي ل
يتعلق بها حق آدمي وطئ الجنبية فيما دون الفرج وتقبيلها من الصغائر ،والزنا وشممرب الخمممر
من الكبائر ،وهذا صريح في أن الزنا ليس فيه حق آدمي فل يحتمماج فيممه إلممى السممتحلل .قلممت:
هذا ل يقاوم به كلم الغزالي ،ل سيما وقد قمال الذرعمي عنمه أنمه فمي غايمة الحسمن والتحقيمق،
فالعبرة بما دل عليه دون غيره .اه) .قوله :فل يحتاج( أي الزنا وهمو تفريممع علمى أنممه ليممس فيممه
حق آدمي) .وقوله :إلى الستحلل( أي استحلل زوج المزني بهمما) .قمموله :والوجممه الول( أي
ما قاله بعضهم من أنه يتوقف في التوبة من الزنا على الستحلل) .قوله :ويسن للزاني الممخ( أي
لقوله عليه السلم :من ابتلي منكم بشئ مممن هممذه القمماذورات ،فليسممتتر بسممتر الم تعممالى) .قمموله:
الستر على نفسه( نائب فاعل يسن) .قوله :بمأن ل يظهرهما( أي المعصمية ،وهمو تصموير للسمتر
المسنون) .قوله :ليحد أو يعزر( علة الظهمار المنفمي ،فهمو إذا أظهرهما يحمد أو يعمزر ،ويكمون
خلف السممنة .وإذا لممم يظهرهمما ل يحممد ول يعممزر ،ويكممون مسممنونا) .قمموله :ل أن يتحممدث بهمما(
معطوف على أن ل يظهرها .والمعنى عليه :يصور الستر بعدم إظهارهمما ،ول يصممور بالتحممدث
بالمعصية الخ ،وهذا أمر معلوم فل فائدة في نفيه .وعبارة التحفة :ل أن ل يتحدث بها ،بزيممادة ل
النافية بعد أن ،وهي ظاهرة ،وذلك لن معناها أن السممتر المسممنون ل يصممور بعممدم التحممدث بهمما
تفكها أو مجاهرة ،إذ يفيد حينئذ أن عدم التحدث بها سنة ،وأن التحدث خلف السنة فقط ،مع أنممه
حرام قطعا .إذا علمت ذلك فلعل في العبارة إسقاط لفظ ل من النساخ .تأمل) .وقمموله :تفكهمما( أي
استلذاذا بالمعصية) .وقوله :أو مجاهرة( أي أو لجل التجاهر بها) .قوله :فممإن هممذا( أي التحممدث
بالمعصية تفكها أو مجاهرة ،حرام قطعا .وخرج بالتحدث لذلك التحدث ل لذلك ،بل ليستوفى منه
الحد الذي أوجبته المعصية ،فهو ليس بحرام ،بل خلف السنة فقط كما علمت) .قوله :وكذا يسن
لمن أقر بشئ من ذلك( أي من المعاصي) .وقوله :الرجوع عن إقراره بمه( قمال فمي التحفمة :ول
يخالف هذا قولهم يسن لمن ظهر عليه حد -أي ل -أن يأتي المممام ليقيمممه عليممه لفمموات السممتر،
لن المراد بالظهور هنا أن يطلع على زناه مثل من ل يثبت الزنا بشممهادته ،فيسممن لممه ذلممك ،أممما
حد الدمي ،أو القود له ،أو تعزيره ،فيجب القرار به ليستوفى منه .ويسن لشاهد الول الستر ما
لم ير المصلحة في الظهار ،ومحلمه إن لممم يتعلمق بممالترك إيجماب حمد علمى الغيمر ،وإل كثلثممة
شهدوا بالزنا لزم الرابع الداء ،وأثم بتركه .وليس استيفاء نحو القود مزيل للمعصممية ،بممل ل بممد
معه من التوبة .اه) .وقوله :لن المراد بالظهور هنا( أي في قوله :يسن لمن ظهر عليه الخ .قال
سم :فقال في شرح الروض :قال ابن الرفعة :والمراد به -أي بالظهور -الشممهادة .قممال :وألحممق
به إبن الصباغ ما إذا اشتهر بين الناس .اه) .قوله :قال شيخنا الممخ( عبممارته فممي الزواجممر .وفممي
الجواهر :لو مات المستحق واستحقه وارث بعد وارث ،فمن يستحقه فممي الخممرة .أربعممة أوجممه:
الول آخر الورثة ،ورابعها إن طالبه صاحبه به فجحده به وحلف فهو له ،وإل انتقل إلى ورثته.
وادعى القاضي أنه لمو حلممف عليمه يكمون للول .وقمال النسممائي :لمو اسمتحق الوفماء وارث بعممد
وارث ،فإن كان المستحق ادعاه وحلف .قال في الكفاية :فالطلب فممي الخممرة لصمماحب الحممق بل
خلف ،أو لم يحلف فوجوه ،في الكفاية أصحها ما نسبه الرافعي للحناطي كممذلك ،والثمماني للكممل،
والثالث للخير ولمن فوقه ثواب المنع .قال الرافعي :وإذا دفع لخممر الورثممة خممرج عممن مظلمممة
الكل ،إل فيما سوف وماطل .اه .ملخصا .وقوله :ثواب المنع :أي من وفمماء ممما يسممتحقه) .قمموله:
وله( أي لمن مات) .وقوله :دين( أي على غيره.
] [ 339
)وقوله :لم يستوفه( أي لم يستوف ذلك الميت الدين ممن هو عليه) .قوله :يكممون هممو( أي
من مات ل ورثته) .وقوله :المطالب به( -بكسر اللم -اسم فاعل) .وقوله :على الصح( مقابله
يعلم من العبارة المارة) .قوله :وبعد استبراء سنة( معطوف على قوله بعد توبة :أي تقبل الشهادة
من فاسق بعد توبة وبعد استبراء سنة .قال في المغني :واستثني مممن إشممتراط ذلممك صممور منهمما:
مخفي الفسق إذا تاب وأقر وسلم نفسه للحد ،لنه لم يظهر التوبة عما كان مسممتورا عليممه إل عممن
صلح .قاله الماوردي ،والروياني .ومنها ما لو عصى الولي بالعضل ثم تمماب زوج فممي الحممال،
ول يحتاج إلى استبراء كما حكاه الرافعي عن البغوي ،ومنهمما شمماهد الزنمما إذا وجممب عليممه الحممد
لعدم تمام العدد ،فإنه ل يحتاج بعد التوبة إلى استبراء ،بل تقبل شهادته فمي الحمال علمى الممذهب
في أصل الروضة ،ومنها ناظر الوقف بشرط الواقف ،إذا فسق ثم تاب ،عادت وليتممه مممن غيممر
إستبراء .اه) .قوله :من حين الخ( من إبتدائية متعلقة بمحذوف صفة لسنة :أي بسممنة مبتمدأة ،ممن
حين توبة فاسق) .وقوله :ظهر فسقه( قيد في كون قبول التوبة يكون بعممد إسممتبراء سممنة .وخممرج
به ما إذا خفي فسقه وأقر به ليقام عليه الحد ،فتقبل شهادته عقب توبته كما مر آنفا) .قوله :لنها(
أي التوبة قلبية ،وهو علة لشتراط الستبراء) .قوله :وهو متهم الخ( من تتمة العلة .أي والفاسق
الذي ظهر فسقه متهم :أي في إظهار توبته) .وقوله :لقبول الخ( هذا سبب التهمة :أي وإنممما كممان
متهما في إظهارها ،لنممه يقممال :ربممما أنممه إنممما أظهرهمما لجممل أن تقبممل شممهادته وتعممود وليتممه.
وعبارة التحفة :وهو متهم بإظهارها لترويج شهادته وعود وليته ،فاعتبر ذلك لتقوى دعواه .اه.
وقال عميرة :وجه ذلممك -أي إشممتراط السممتبراء -التحممذير مممن أن يتخممذ الفسمماق مجممرد التوبممة
ذريعة إلى ترويج أقوالهم .اه) .قوله :فاعتبر ذلك أي الستبراء بسنة) .وقوله :لتقوي دعممواه( أي
للتوبة) .قوله :وإنما قدرها( أي مدة الستبراء) .وقموله :سمنة( الصمح أنهما تقريبيمة ل تحديديمة،
فيغتفر مثل خمسة أيام ل ما زاد عليها .اه .بجيرمي) .قوله :لن للفصممول الربعممة( هممي الشممتاء
والربيع والصيف والخريف) .قوله :في تهييج النفوس( أي تحريكها واشتياقها ،وهو متعلق بقوله
بعد أثرا بينا) .قوله :بشهواتها( البمماء بمعنممى اللم متعلقممة بتهييممج :أي تهييممج النفمموس لشممهواتها.
وعبارة شرح الروض :لن لمضيها -أي السنة المشتملة على الفصول الربعة -أثرا في تهييممج
النفوس لما تشتهيه ،فإذا مضت على السلمة أشممعر ذلممك بحسممن السممريرة .اه .والمممراد أن لكممل
فصل من الفصول الربعة تأثيرا في تحريك النفس لما تشتهيه وتعتاده ،فإن لم تتحرك نفسه لذلك
فيها حتى مضت دل على حسن توبته وارتفعممت التهمممة عنمه) .قمموله :فممإذا مضممت( أي الفصممول
الربعة) .قوله :وهو على حماله( أي وهمو بماق علمى حماله بعمد التوبمة) .قموله :أشمعر ذلمك( أي
مضي الفصول وهو بماق علمى حماله) .قموله :وكمذا ل بمد فمي التوبمة المخ( عبمارة المغنمي تنمبيه
إقتصار المصنف كالرافعي على الفسق يقتضي أنه إذا تمماب عممما يخممرم المممروءة ل يحتمماج إلممى
استبراء ،وليس مرادا ،فقد صرح صاحب التنبيه بأنه يحتمماج إلممى السممتبراء .قممال البلقينممي :ولممه
وجه فإن خارم المروءة صار باعتياده سجية له فل بد من إختبار حاله .وذكمر فمي المطلمب :أنمه
يحتاج إلى الستبراء في التوبة مممن العممداوة ،سممواء كممانت قممذفا أم ل ،كالغيبممة والنميمممة وشممهادة
الزور .اه) .وقوله :من خارم المروءة( متعلق بالتوبة) .وقوله :الستبراء( لعل لفظ من سقط من
النساخ :أي ل بد من الستبراء) .قوله :فروع( أي ثلثة .الول :قوله ل يقممدح فممي الشممهادة المخ،
والثاني :قوله ول توقفه الخ ،والثالث :قوله ول قوله الخ ،وعدها في التحفة فرعا واحممدا) .قمموله:
ل يقدح في الشهادة( أي ل يؤثر فيها) .وقوله :جهله( أي الشاهد.
] [ 340
)وقوله :بفروض نحو الصلة والوضوء اللذين يؤديهما( أي ولممم يقصممر فممي العلممم -كممما
في النهاية -فإن قصر فيه لم تقبل شهادته ،لن تركه من الكبائر كما في التحفة .ونصها :وينبغي
أن يكون من الكبائر ترك تعلم ما يتوقف عليه صحة ما هو فرض عبين عليه ،لكن مممن المسممائل
الظاهرة ل الخفية .نعم :مر أنه لو اعتقد أن كل أفعال نحو الصلة أو الوضوء فرض أو بعضممها
فرض ،ولم يقصد بفرض معين النفلية صح وحينئذ فهل ترك تعلمم مما ذكمر كمبيرة أيضما أو ل ؟
للنظر فيه مجال ،والوجه أنه غير كبيرة ،لصحة عباداته مع تركه .وأما إفتاء شيخنا بممأن مممن لممم
يعرف بعض أركان أو شروط نحو الوضوء أو الصلة ل تقبل شهادته .فيتعين حمله علممى غيممر
هذين القسمين ،لئل يلزم علممى ذلممك تفسمميق العمموام وعممدم قبممول شممهادة أحممد منهممم ،وهممو خلف
الجماع الفعلي ،بل صرح أئمتنا بقبول شهادة العامة ،كما يعلم مما يأتي قبيل شهادة الحسبة على
أن كمثيرين ممن المتفقهمة يجهلمون كمثيرا ممن شمروط نحمو الوضموء .اه) .قموله :ول تموقفه فمي
المشهود بممه( معطمموف علممى جهلممه بفممروض الممخ :أي ول يقممدح فممي الشممهادة تممردد الشمماهد فممي
المشهود به ،كأن قال أشهد أن على فلن مائة أو تسممعين مممترددا فممي ذلممك) .قمموله :إن عمماد( أي
الشاهد ،وهو قيد لعدم القدح في توقفه) .قوله :وجزم به( أي بالمشهود به) .قوله :فيعيممد الشممهادة(
أي من أولها ،ول يكفي إقتصاره على جزمه بالمشهود به) .قوله :ول قوله الممخ( معطمموف علممى
قوله جهله أيضا :أي ول يقدح في الشهادة قول الشاهد قبل أن تصدر منه هذه الشهادة ،ل شممهادة
لي في هذا الشئ) .قوله :إن قال الخ( قيد لعدم القدح في الشهادة بقوله المذكور) .وقمموله :نسمميت(
أي الشهادة ،فقلت ل شهادة لي ،ثم تذكرتها وشمهدت) .قموله :أو أمكمن حممدوث المشممهود بمه بعممد
قوله( أي ل شهادة لي ،بأن مضى زمن يمكن فيه إيقاعه) .قمموله :وقممد اشممتهرت ديممانته( أي مممن
قال ل شهادة لي ،ثم شممهد ،ومفهممومه أنممه إذا لممم تشممتهر ديممانته يكممون قمموله المممذكور قادحمما فممي
شهادته) .قوله :ول يلزم الخ( كلم مستأف .وعبارة التحفة :وحيث أدى الشمماهد أداء صممحيحا لممم
ينظر لريبة يجدها الحاكم كما بأصله ،ويندب له استفساره .اه) .وقوله :إستفسمماره( -أي الشمماهد
-أي طلب تفسير الشهادة ،وتفصيلها بأن يسأله عن وقت تحملها وعن مكممانه) .قمموله :إن اشممتهر
ضبطه وديانته( قيد في عدم لممزوم استفسمماره) .قمموله :بممل يسممن( أي الستفسممار) .قمموله :كتفرقممة
الشهود( أي فإنها تسن عند أداء الشهادة ،بأن يستشهد القاضي كل واحد على حممدته) .قمموله :وإل
الخ( أي وإن لم يشتهر ضبطه وديانته ،لزم القاضي أن يستفسممره .وعبممارة المغنممي :قممال المممام:
والستفصال عند استشعار القاضي غفلة في الشهود حتم ،وكذا إن رابه أمر .وإذا استفصلهم ولم
يفصلوا بحث عن أحوالهم ،فإن تبين له أنهم غير مغفلين قضى بشهادتهم المطلقممة .قممال :ومعظممم
شهادة العوام يشوبها غرة وسهو وجهل ،وإن كانوا عدول فيتعين الستفصال كما ذكرنمما ،وليممس
الستفصال مذكورا في نفسه ،وإنما الغرض تممبيين تثبتهممم فممي الشممهادة .اه .وتعقممب كلم المممام
المذكور في التحفة فقال فيها والوجه ما أشرت إليه آنفا أنه إن اشممتهر ضممبطه وديممانته لممم يلزمممه
استفساره ،وإل لزمه .اه) .قوله :وشرط لشممهادة بفعممل( أي زيممادة علممى الشممروط المتقدمممة الممتي
ذكرها) .قوله :كزنا الخ( تمثيل للفعممل) .قموله :وولدة( قممال فممي التحفمة :وزعممم ثبوتهما بالسمماع
محمول على ما إذا أريد بها النسمب ممن جهمة الم .اه .وقموله :محممول المخ .وذلمك لن النسمب
يكفي فيه الستفاضة) .قوله :إبصار الخ( نائب فاعممل شممرط :أي شممرط إبصممار لممذلك الفعممل مممع
إبصار فاعله لحصول اليقين به .قممال تعممالى) * :إل مممن شممهد بممالحق وهممم يعلمممون( * .وللخممبر
السابق :على مثلها -أي الشمس -فاشهد) .قوله :فل يكفي فيممه( أي فممي الفعممل ،أي الشممهادة بممه.
)وقوله :السماع من الغير( أي بحصول ذلك الفعل بأن يسمع أن فلنا زنى بفلنممة ،فل يجمموز لممه
أن يشهد بالسماع المذكور) .قوله :ويجوز تعمد نظر فرج الزانيين( أي لنهما
] [ 341
هتكا حرمة أنفسهما) .وقوله :لتحمل شهادة( علة الجواز :أي يجوز النظر لجممل التحمممل،
فإن كان لغيره فسقوا وردت شهادتهم .وعبممارة الخطيممب :وإنممما نقبممل شممهادتهم بالزنمما إذا قممالوا:
حانت منا إلتفاتة فرأينا ،أو تعمدنا النظر لقامة الشهادة .قال الممماوردي :فممإن قممالوا تعمممدنا لغيممر
الشهادة فسقوا وردت شهادتهم .اه) .قوله :وكذا امممرأة الممخ( أي وكممذلك يجمموز تعمممد نظممر فممرج
امرأة تلد) .وقوله :لجلها( أي لجل تحمل الشهادة .وأنث الضمممير العممائد علممى مممذكر لكتسممابه
التأنيث من المضاف إليه) .قوله :ولشهادة بقول( معطوف على لشهادة بفعل :أي وشممرط لشممهادة
بقول )قوله :كعقد الخ( تمثيل للقول )قوله :هو( نائب فاعل شرط المقدر) .قوله :وسمع( معطوف
على الضمير) .قوله :لقائله( هو وما بعده متعلقان بإبصار المجعول تفسيرا للضمير ،والولى أن
يذكرهما بعد قوله :أي إبصار ،ويقدر لسمع متعلقا يناسبه :أي سمع لقمموله .وعبممارة المنهمماج مممع
التحفة :والقوال كعقد ،وفسخ وإقرار ،يشترط سمعها وإبصار قائلها حال صدورها منه ،ولو من
وراء نحو زجاج فيها يظهر ،ثم رأيممت غيممر واحممد قممالوا :تكفممي الشممهادة عليهمما مممن وراء ثمموب
خفيف يشف على أحد وجهيممن كممما اقتضمماه ممما صممححه الرافعممي فممي نقمماب المممرأة الرقيممق .اه.
)وقوله :حال صدوره( أي القول )قوله :فل يقبل الخ( تفريع علممى مفهموم شممرط القمول) .وقموله:
أصم ل يسمع شيئا( تفريع على مفهوم شرطه وشرط ما قبله وهو الفعل :أي فل يقبمل فممي القمول
أي الشهادة به أصم ل يسمع شيئا :أي وأما الفعل فيقبل لحصول العلم بالمشاهدة ،كممما صممرح بمه
في المنهاج) .قوله :ول أعمى في مرئي( أي ول يقبل شهادة أعمي فممي مممرئي ،وهممو الفعممل مممع
فاعله بالنسبة للول ،وقائل القول بالنسبة للثاني ،ومثل العمى مممن يممدرك الشممخاص ول يميممز
بينها .ويستثنى من ذلك صور تقبل شهادة العمى فيها على الفعل ،والقول منها ما إذا وضع يممده
على ذكر داخل في فرج امرأة ،أو دبر صبي مثل ،فأمسكهما ولزمهما حتى شهد عند الحاكم بما
عرفه بمقتضى وضع اليد ،فيقبل شهادته لن هذا أبلغ من الرؤية ،ومنهمما فممي الغصممب والتلف
فيما لو جلس العمى على بساط لغيره فغصبه غاصب أو أتلفه فأمسكه العمممى فممي تلممك الحالممة
مع البساط وتعلق بهما حتى شهد عند الحاكم بما عرفه لتقبل شهادته ،ومنهمما ممما إذا أقممر شممخص
في إذنه بنحو طلق ،أو عتق ،أو مال لرجل معروف السم والنسب ،فمسكه حتى شهد عليه عند
قاض فتقبل شهادته ،ومنها ما إذا كان عماه بعممد تحملممه الشممهادة ،والمشممهود لممه والمشممهود عليممه
معروفا السم والنسب فتقبل شهادته لحصول العلم به ،ومنها ما يثبت بالستفاضممة والشمميوع مممن
جمع كثير يؤمن تواطؤهم على الكذب ،مثممل الممموت والنسممب والعتممق مممما سمميأتي قريبمما ،فتقبممل
شهادته فيه) .قوله :لنسداد طرق التمييز( أي المعرفة ،وهو تعليل لعدم قبول شهادة العمى :أي
وإنما لم تقبل لنسداد طرق التمييز عليه) .وقوله :مع اشتباه الصوات( أي فقممد يحمماكي النسممان
صوت غيره فيشتبه صوته به ،فلذلك ل تقبل شممهادته حممتى علممى زوجتممه اعتمممادا علممى صمموتها
كغيرها ،خلفا لما بحثه الذرعي من قبول شهادته عليهمما اعتمممادا علممى ذلممك ،وإنممما جموزوا لممه
وطأها اعتمادا على صوتها للضرورة ،ولن الوطئ يجوز بالظن بخلف الشممهادة فل تجمموز إل
بالعلم واليقين ،كما يفيده الخبر السابق وهو :على مثلها فاشهد .تنبيه :العمى هو فقممد البصممر عممما
من شأنه أن يكون بصيرا ليخرج الجماد ،وهو ليس بضار في الدين ،بل المضممر إنمما همو عمممى
البصيرة -وهو الجهل -بدليل) * :فإنها ل تعمى البصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور(
* .وضمير فإنها للقصة .وما أحسن قول أبي العباس المرسي .يقولون الضرير فقلت كلبل والم
أبصر من بصير سواد العين زار بياض قلبي ليجتمعا على فهم المور
] [ 342
ولما عمي سيدنا عبد ال بن عباس رضي ال عنهما أنشد :إن يأخذ ال من عيني نورهممما
فإن قلبي مضئ ما به ضرر أرى بقلبي دنياي وآخرتي والقلب يدرك ما ل يدرك البصممر )قمموله:
ول يكفي سماع شاهد الخ( لو حذف الفعل وجعل ما بعممده معطوفمما علممى قمموله :ول أعمممى لكممان
أخصر وأولى ،لن هذا مفرع أيضا على مفهوم اشممتراط البصممار) .وقمموله :مممن وراء حجمماب(
يصح جعل من إسما موصول ،وتكون مفعول سماع :أي ول يكفي سماعه من كان وراء حجمماب
ويصح جعلها جارة ،وهي متعلقة بمحذوف لشاهد :أي كائن من وراء حجاب ،والمراد بالحجمماب
غير الشفاف .أما هو كزجاج فيكفي كما مر) .قوله :وإن علممم( أي الشمماهد) .وقمموله :صمموته( أي
المشهود عليه) .قوله :لن ما أمكن إدراكه الخ( أي لن ما أمكممن معرفتممه يقينمما بإحممدى الحممواس
كالبصر هنا ل يعمل فيه بغلبة الظن الحاصلة بغيره كالسمع ،وبما قررته اندفع ما يقال إن السمع
من الحواس والصوت يدرك به ،فالعلة غير صحيحة .وحاصل الدفع أن السمع وإن سلم أنممه مممن
الحواس إل أنه ل يحصل به الدراك ،أي المعرفة يقينا ،بل يفيد غلبممة الظممن فقممط لجممواز اشممتباه
الصوات ،والذي يفيممد الدراك يقينمما هنمما هممو البصممر ،فممإذا أمكممن بممه ل يجمموز العمممل بخلفممه.
والحواس الظاهرة خمس .السمع والبصر والشم والذوق واللمس ،فلو أدرك العمممى شمميئا بالشممم
وما بعده من الحواس جاز أن يشمهد بمه لحصمول الدراك بمه يقينما ،فمإذا اختلمف المتبايعمان فمي
مرارة المبيع ،أو حموضته ،أو تغير رائحته ،أو حرارته ،أو برودته ،جازت شهادة العمى بممه.
)قوله :نعم لو علمه الخ( استثناء من عدم الكتفاء بسمماع شمماهد ممن وراء حجمماب :أي ل يكتفممي
بذلك إل إن عرف الشاهد أن هذا المشهود عليه القائل بكذا مثل هو في البيت وحمده ،وعمرف أن
الصوت خرج من هذا البيت الذي فيه المشهود عليه وحده ،فممإنه يكتفممي بسممماع صمموته ،ويجمموز
اعتماده وإن لم يره لحصول اليقين بما ذكر) .قوله :وكممذا لممو علممم الممخ( أي وكممذا يجمموز للشمماهد
اعتماد الصوت ويكتفي به في سماع الشهادة لمم علمم إثنيمن كمائنين بمبيت وحمدهما ل ثمالت لهمما
وسمعهما يتعاقدان) .قوله :وعلم الموجب( بكسر الجيممم) .وقمموله :منهممما( أي مممن الثنيممن ،وهممو
متعلق بالموجب) .وقوله :من القابل( متعلق بعلم على تضمينه معنى ميز) .وقمموله :لعلمممه بمالممك
المبيع( علة لعلمه الموجب من القابل :أي أن معرفتممه الممموجب مممن القابممل لكممونه يعلممم مممن قبممل
بمالك المبيع .وعبارة المغني :وما حكاه الروياني عن الصحاب من أنه لو جلس بباب بيممت فيممه
إثنان فقط ،فسمع معاقدتهما بالبيع وغيره ،كفممى مممن غيممر رؤيممة زيفممه البنممدنيجي بممأنه ل يعممرف
الموجب من القابل .قال الذرعي :وقضية كلمه أنه لو عرف هذا مممن هممذا أنممه يصممح التحمممل،
ويتصممور ذلممك بممأن يعممرف أن المممبيع ملممك أحممدهما ،كممما لمو كممان الشمماهد يسممكن بيتمما أو نحمموه
لحدهما ،أو كان جاره ،فسمع أحدهما يقول بعنممي بيتممك الممذي يسممكنه فلن الشمماهد أو الممذي فممي
جواره ،أو علم أن القابل في زاوية والموجب في أخرى ،أو كان كل واحد منهما في بيت بمفرده
والشاهد جالس بين البيتين وغير ذلك .اه) .قوله :أو نحو ذلك( أي نحو مالك المبيع ،وهو القابل.
)قوله :فله( أي للعالم بما ذكر ،وهذه نتيجة التشبيه بقموله وكممذا) .قمموله :ول يصممح تحمممل شممهادة
على منتقبة( أي على نفسها أو على نكاحها ،كما يعلم ذلك من قوله قال جمع الخ ،والمنتقبة بنون
ثم تاء هي التي غطت وجهها بالنقاب .قال في المغني :تنبيه :مراد المصنف والصممحاب بممأنه ل
يصح التحمل على المنتقبة ليؤدي ما تحمله اعتمادا علممى عرفممة صمموتها ،أممما لممو شممهد اثنممان أن
امرأة منتقبة أقرت يوم كذا لفلن بكذا ،فشهد آخران أن تلك المرأة التي قد حضرت وأقممرت يمموم
كذا هي
] [ 343
هذه ،ثبت الحق بالبينتين ،كما لو قامت بينة أن فلن بن فلن أقر بكذا وقامت أخرى على
أن الحاضر هو فلن بن فلن ثبت الحق .اه .ومثله فمي التحفمة والنهايمة) .قموله :كممما ل يتحمممل
بصير في ظلمة( أي كما ل يتحمل الشهادة ،وهو في ظلمة ل يرى القائل .وقوله :اعتممادا عليمه(
أي على الصوت) .قوله :نعم لو سمعها الخ( عبارة التحفة والنهاية :وأفهممم قمموله اعتمممادا أنممه لممو
سمعها فتعلممق بهما المخ .اه .وهممي أولممى ممن السممتدراك ،وضممير سممعها يعممود علممى المنتقبممة.
والمراد سمع قولها ،إذ السماع ل يتعلق بذكر من الشهادة عليها ،ولممو قممال جممازت -أي الشممهادة
عليها -لكان أولى) .قوله :كالعمى( أي في أنه إن سمع من يقر لشممخص بشممئ فتعلممق بمه حممتى
وصل إلى القاضي ،فإنه يجوز كما مر) .قوله :بشرط أن تكشف الخ( فيه أن هذا شرط للحكممم ل
للشهادة التي الكلم فيها ،ثم رأيت الرشيدي كتب على قوله النهاية :بشرط أن يكشف نقابهمما الممخ.
ما نصه :هذا شرط للعمل بالشهادة كما ل يخفى .اه) .قوله :وقممال جمممع الممخ( قممال سممم :إذا رأى
الشاهدان وجهها عند العقد صح وإن لم يره القاضي العاقد ،لنه ليس بحمماكم بالنكمماح ول شمماهد،
كما لو زوج ولي النسب ،موليته التي لم يرها قط ،بل يشترط رؤية الشاهدين وجههمما فممي انعقمماد
النكاح كما مال إليه كلم الشارح في بماب النكماح خلف مما نقلمه هنما عمن الجممع الممذكور .اه.
وقوله :كما مال الخ :صرح به البجيرمي فقال :قال حجممر :يجمموز العقممد عليهمما مممع عممدم رؤيتهمما
ومعرفتها باسمها ونسبها بأن يشهدا على وقوع العقد بين الزوجين .اه) .وقوله :اسما ونسممبا( أي
بأن يستفيض أنها فلنة بنت فلن) .وقوله :وصورة( الواو بمعنى أو ،وقممد عممبر بهمما فممي التحفممة
والنهاية ،وهو أولى) .قوله :وله أي للشخص الخ( شروع فيما يجمموز فيممه الشممهادة اعتمممادا علممى
الستفاضة ،وذكر منه ستة أشياء وهي :النسب والعتق والوقف والموت والنكمماح والملممك ،وبقممي
مما يثبت بها أشياء وهي :القضاء والجرح والتعديل والرشد والرث واستحقاق الزكاة والرضاع
وعزل القاضي وتضرر الزوجة والسلم والكفر والسممفه والحمممل والممولدة والوصممايا والحريممة
والقسامة والغصب .وقد نظمها المناوي في قوله :ففي السممت والعشممرين تكفممي استفاضممة وتثبممت
سمعا دون علم بأصله ففي الكفر والتجريح مع عزل حاكم وفي سفه أو ضد ذلك كله وفي العتممق
والوقاف والزكوات مع نكاح وإرث والرضاع وعسره وإيصائه مع نسبة وولدة وموت وحمممل
والمضر بأهله وأشربة ثم القسامة والول وحرية والملك مع طول فعله وإنممما ثبتممت هممذه المممور
بالستفاضة لن بها أمور مؤيدة ،فإذا طالت مدتها عسر إقامة البينة على ابتدائها فمسممت الحاجممة
إلى ثبوتها بالستفاضة .ول شك أحد أن السيدة عائشة رضي ال عنهمما وعممن أبويهمما زوج النممبي
)ص( ،وأن السيدة فاطمة رضي ال عنها بنت النبي )ص( ،ول مستند لذلك إل السممماع) .قمموله:
بل معارض( سيذكر محترزه) .قوله :شهادة على نسب( أي وإن لم يعرف عيممن المنسمموب إليممه.
)قوله :ولو من أم أو قبيلة( من بمعنى اللم :أي أنه ل فممرق فممي الشممهادة بالنسممب بيممن أن يكممون
المنسوب إليه أبا أو أما أو جدا أو قبيلة ،وذلك بأن يقول أشهد أن هذا إبن فلن أو فلنممة ،أو مممن
قبيلة كذا ،وفائدة هذه الشهادة بالنسبة إلى القبيلة ،استحقاق المنسوب إليها مممن وقممف كممائن عليهمما
مثل) .قوله :وعتق( معطوف على نسب :أي وله شهادة على عتق بما سمميذكره) .قمموله :ووقممف(
معطوف أيضا على نسب :أي ولمه شممهادة علمى وقممف بممما سمميذكره ،وهمذا بممالنظر لصممله ،أممما
بالنظر لشروطه فقال النووي في فتاويه ،ل يثبت بالستفاضة شروط الوقف وتفاصيله بل
] [ 344
إن كانت وقفا على جماعة معينين أو جهات متعددة قسمت الغلممة بينهممم بالسمموية ،أو علممى
مدرسة مثل وتعذرت معرفة الشروط صرف الناظر الغلة فيما يراه من مصالحها .اه .والوجممه
حمل هذا على ما أفتى به إبن الصلح شيخه من أن الشروط إن شهد بهمما منفممردة لممم يثبممت بهمما،
وإن ذكرها في شهادته بأصل الوقف سمممعت ،لنمه يرجممع حاصممله إلممى بيممان كيفيممة الوقممف .اه.
مغني) .قوله :وموت( إنما اكتفمى فيمه بالستفاضممة لن أسممبابه كمثيرة منهما مما يخفمى ومنهمما ممما
يظهر ،وقد يعسر الطلع عليها فاقتضت الحاجة أن يعتمد فيه الستفاضة) .قوله :ونكاح( واعلم
أنه حيث ثبت بالستفاضة ل يثبت الصداق المدعى به بها ،بل يرجع لمهر المثل) .قوله :وملممك(
أي مطلق .أما المقيد بسبب فإن كان مما يثبت سببه بالستفاضة كالرث فكذلك ،وإن كان مما ل
يثبت سببه بها فل) .قوله :بتسامع( متعلق بشممهادة) .قمموله :أي استفاضممة( تفسممير للتسممامع .وفممي
البجيرمي :نقل عن الدميري ما نصه :والفرق بين الخبر المستفيض والخبر المتواتر أن المتواتر
هو الذي بلغت روايته مبلغا أحالت العادة تواطأهم على الكذب ،والمستفيض الممذي ل ينتهممي إلممى
ذلك ،بل أفاد المن من التواطء على الكممذب .والمممن معنمماه الوثمموق ،وذلممك بممالظن المؤكممد .اه.
)قوله :من جمع( متعلمق بتسممامع )قمموله :أي تواطمؤهم عليمه( أي يمؤمن تواطممؤهم علمى الكممذب.
)قوله :لكثرتهم( علة المن) .قوله :فيقع الممخ( تفريممع علممى كممونهم يمؤمن منهممم ذلممك) .قمموله :ول
يشترط حريتهم( أي الجمع المسموع منهم :أي ول عدالتهم فيكفي فيهممم أن يكونمموا نسمماء وأرقمماء
وفسقة) .قوله :ول يكفي( أي في الشممهادة بالستفاضممة) .وقموله :أن يقممول( أي الشمماهد) .وقمموله:
سمعت الناس يقولمون كمذا( مقمول القمول ،وإنمما لمم يكمف قموله الممذكور لنمه يحمدث ريبمة فمي
شهادته ،لنه يشعر بعدم جزمه بالشهادة مع أنه ل بد من الجزم بها كأن يقول أشهد بمموت فلن،
أو أن فلنمما ابممن فلن ،أو أن هممذا الشممئ ملممك فلن ،أو أن فلنمما عممتيق فلن) .قمموله :ولممه( أي
للشخص) .قوله :على ملك( هذا مكرر على قوله السابق وملممك ،فالصممواب القتصممار علممى هممذا
كما في المنهج فإنه اقتصر عليه) .وقوله :به( معلق بالشممهادة) .قمموله :ممممن ذكممر( أي مممن جمممع
يؤمن تواطؤهم على الكذب) .قوله :أو بيد وتصرف الخ( معطوف على قوله به :أي وله الشهادة
على ملك اعتمادا على اليد مع التصرف فيه تصممرف الملك ،كممما أن لممه الشممهادة اعتمممادا علممى
الستفاضة .وعبارة الروض وشرحه :من رأى رجل يتصرف في شئ متميزا عن أمثاله كالممدار
والعبد واستفاض في الناس أنه ملكه جاز أن يشهد له به وإن لممم يعممرف سممببه ،ولممم تطممل المممدة.
وكممذا يجمموز ذلممك انضممم إلممى اليممد تصممرف مممدة طويلممة ولممو بغيممر استفاضممة ،لن امتممداد اليممد
والتصرف بل منازع يغلب على الظن الملك .اه) .قوله :كالسكنى المخ( تمثيمل لكمونه تحمت اليممد
مع التصرف) .وقوله :والبناء( الواو فيممه وفيممما بعممده بمعنممى أو .إذ كممل واحممد منهمما علممى حممدته
كاف ،كما صرح به في التحفة) .وقوله :والممبيع( المممراد والفسممخ بعممده وإل فممالبيع يزيممل الملممك،
فكيف يشهد له بالملك) .قوله :مده طويلة( متعلق بتصرف ،وإنما جممازت الشممهادة بالملممك حينئذ،
لن امتداد اليدي والتصرف مع طول الزمان من غير منازع يغلب على الظممن الملممك) .وقمموله:
عرفمما( أي أن المعتمبر فممي طممول الممدة العممرف .قممال الشمميخان :ول يكفمي التصمرف مممرة .قمال
الذرعي بل ومرتين بل ومرارا في مجلس واحد أو أيام قليلة) .قوله :فل تكفممي الشممهادة بمجممرد
اليد( أي ل تكفي الشهادة بالملك اعتمادا على مجرد اليد :أي من غير تصرف ويعلم مممن هممذا أن
المراد باليد فيما مر اليد الحسية ل الحكمية ،وهو كمونه تحممت تصمرفه وسملطنته ،وإل لمما صمح
قوله المذكور) .قوله :لنها( أي اليد) .وقمموله :ل تسممتلزمه( أي الملممك ،وذلممك لن اليممد عليممه قممد
تكون بطريق الجارة أو العاريممة) .قمموله :ول بمجممرد التصممرف( أي ول تكفممي الشممهادة بالملممك
اعتمادا على مجرد التصرف :أي من غير يممد )قمموله :لنممه( أي التصممرف المجممرد) .وقمموله :قممد
يكون بنيابة( أي وكالة وقد يكون بغصب) .قوله :ول تصرف بمدة قصيرة( عبارة شرح المنهج:
ول بهما،
] [ 345
أي اليد والتصممرف معمما بممدون التصممرف المممذكور ،كممأن تصممرف مممرة أو تصممرف مممدة
قصيرة ،لن ذلك ل يحصل الظن .اه) .قوله :نعم إن انضممم الممخ( إسممتدراك علممى اشممتراط المممدة
الطويلممة ،فهممو مرتبممط بممالمتن) .وقمموله :استفاضممة( أن الملممك لممه ،أي شمميوع أن الملممك لهممذا
المتصرف) .قوله :جازت الشهادة به( أي بالملك ،وذلك لنه إذا جازت بمجممرد الستفاضممة فلن
تجوز بها مع التصرف أولى) .قوله :ول يكفممي قممول الشمماهد رأيممت ذلممك( أي ممما ذكممر مممن اليممد
والتصرف سنين ،بل ل بد من الممدة الطويلمة فيهمما عرفما أو الستفاضمة) .قموله :واسمتثنوا ممن
ذلك( أي من جواز الشهادة باليد ،والتصرف في المدة الطويلة) .قوله :فل تجمموز الممخ( أي فليممس
لمن رأى صغيرا في يد من يستخدمه ويأمره وينهاه مدة طويلة أن يشهد لممه بملكممه ،وهممذا خلف
ما يسممتفاد مممن عبممارة شممرح الممروض المممارة) .قمموله :إل إن انضممم لممذلك( أي لليممد والتصممرف.
)وقوله :السماع من ذي اليد أنه له( أي بأن قال هممو عبممدي مثل ،ول بممد أيضمما مممن السممماع مممن
الناس كما يستفاد من التحفة والنهاية وعبارتهممما :إل إن انضممم لممذلك السممماع مممن ذي اليممد ومممن
الناس .اه .قال ع ش :أي فل يكفي السماع من ذي اليد من غير سماع من الناس ول عكسه .اه.
)قوله :للحتياط في الحرية( تعليل لعدم جواز الشهادة بأنه ملكه بمجمرد اليمد والتصمرف .وكتمب
الرشيدي على قول النهاية للحتياط للحرية ما نصه :يؤخذ منه أن صورة المسألة أن النزاع مممع
الرقيق في الرق والحرية ،أما لو كان بين السيد وبين آخر يدعي الملك فظاهر أنه تجوز الشمهادة
فيه بمجرد اليد والتصرف مدة طويلة ،هكذا ظهر فليراجع .اه) .قوله :وكثرة استخدام الحممرار(
علة ثانية لعدم جواز الشهادة بأنه ملكممه بمجممرد اليممد والتصممرف :أي وإنممما لممم يجممز ذلممك لكممثرة
استخدام الحرار :أي فل يدلن على الملكية) .قوله :واستصحاب( مرتبط بممالمتن فهممو معطمموف
على الضمير من به والتقدير :وله الشممهادة علممى ملممك باستصممحاب لممما سممبق ،وكممان الولممى أن
يذكره بعد قوله :مدة طويلة عرفا ،ويعبر بأو ،ويمدل علمى ذلممك عبممارة المنهمج ونصمها :ولمه بل
معارض شهادة بملك به ،أي بالتسامع ممن ذكر أو بيد ،وتصممرف تصمرف ملك كسممكنى وهممدم
وبناء وبيع مدة طويلة عرفا ،أو باستصحاب لما سبق الخ .اه .بزيادة من شممرحه .وهممذه المسممألة
قد تقدمت في الشرح قبيل فصل الشهادات ،وعبممارته هنمماك .فممرع :تجمموز الشممهادة بممل تجممب إن
انحصر المر فيه بملممك الن للعيممن المممدعاة ،استصممحابا لممما سممبق مممن إرث وشممراء وغيرهممما
اعتمممادا علممى الستصممحاب ،لن الصممل البقمماء ،وللحاجممة لممذلك ،وإل لتعسممرت الشممهادة علممى
الملك السابقة إذا تطاول الزمن ،ومحله إن لم يصرح بممأنه اعتمممد الستصممحاب وإل لممم تسمممع
عند الكثرين .اه) .قوله :من نحو إرث الخ( بيان لما سبق) .قوله :وإن احتمل زواله( أي الملك،
وهو غاية لجواز الشهادة بالستصحاب لما سبق) .قوله :للحاجة الخ( علة لجواز الشممهادة بالملممك
بالستصحاب :أي بالعتماد عليه) .وقوله :إلى ذلك( أي إلى الشهادة اعتمادا على الستصممحاب.
)قوله :ولن الصل المخ( علمة ثانيمة للجمواز) .قموله :وشممرط ابممن أبمي المدم المخ( عبمارة شممرح
الروض :ول يذكر من غير سؤال الحاكم مستند شهادته من تسممامع ،أو رؤيممة ،أو تصممرف ،فلممو
ذكره بأن قال أشهد بالتسامع ،بأن هذا ملك زيد ،أو أشهد أنه ملكه لبي رأيته يتصممرف فيممه مممدة
طويلة ،لم يقبل علممى الصممح ،لن ذكممره يشممعر بعممدم جزمممه بالشممهادة ،ويمموافقه ممما سمميأتي فممي
الدعاوي من أنه لو صرح في شهادته بالملك بأنه يعتمممد الستصممحاب لممم تقبممل شممهادته ،كممما ل
تقبممل شممهادة الرضمماع علممى امتصمماص الثممدي وحركممة الحلقمموم .اه) .قمموله :ومثلهمما( أي ومثممل
الستفاضة الستصحاب ،فل يجوز أن يصرح بأنه مستنده في الشهادة) .قوله :ثم اختار( أي ابن
أبي
] [ 346
الدم) .قوله :أنه( أي الشاهد) .وقمموله :إن ذكممره( أي المسممتند ،والمصممدر المممؤول مممن أن
ومعموليها مفعول اختار) .وقوله :تقوية لعلمه( عبارة شرح الرملي :والوجه أنه إن ذكممره علممى
وجه الريبة والتردد بطلت لتقوية كلم أو حكاية حال قبلت .اه) .قوله :بممأن الممخ( تصمموير لكممون
ذكره على سبيل التقوية) .وقوله :جزم بالشهادة( أي بأن قال أشهد أن هذا ملك فلن ،ولم يصرح
فيها بالمستند) .قموله :ثمم قمال( أي بعمد جزممه بالشمهادة بمتراخ .قمال مما ذكمر كمما يفيمده حمرف
العطف) .قوله :وإل( أي وإن لم يذكره تقوية لعلمه ،وإنما ذكره على سبيل التردد) .وقمموله :كممأن
قال شهدت بالستفاضة( أي بأن صرح بالمستند مقرونا بالشهادة ل متأخرا عنها) .قوله :فل( أي
فل تسمع شهادته ،وهو جواب إن المدغمة في ل النافية) .قوله :خلفا للرافعي( أي القائل بأنه ل
يضر ذكر المستند مطلقمما .وعبممارة التحفمة :بممل كلم الرافعممي يقتضممي أنمه ل يضممر ذكرهمما :أي
الستفاضة مطلقا حيث قال في شاهد الجرح يقممول :سمممعت النمماس يقولمون فيممه كممذا ،لكممن الممذي
صرحوا به هنا أن ذلك ل يكفي لنه قد يعلم خلف ممما سمممع ،وعليممه فيمموجه الكتفمماء بممذلك فممي
الجرح بأنه مفيد في المقصود منه من عدم ظن العدالة ،ول كذلك هنا .اه) .قوله :واحترز( يقممرأ
بصيغة المضارع المبدوء بهمزة المتكلم بدليل قوله بقولي ،ويصح قراءته بصيغة الماضممي مبنيمما
للمجهول) .وقوله :بل معارض( أي للتسامع الذي هو مسممتند الشممهادة) .قمموله :عممما إذا كممان فممي
النسب( أي في نسبة النسب إلى فلن) .وقوله :مثل( أدخل به ما بعده من العتق والوقف والموت
وما بعدها) .وقوله :طعن من بعض الناس( قال في التحفة :كذا أطلقوه ويظهر أنه ل بد من طعن
لم تقم قرينة على كذب قممائله .اه .ومثممل الطعممن إنكممار المنسمموب إليممه) .قمموله :لممم تجممز الشممهادة
بالتسامع( المناسب التفريع بأن يقول فإنه ل تجوز الشهادة بالتسمامع) .وقموله :لوجمود معمارض(
أي وهو الطعن أو إنكممار المنسمموب إليمه) .قمموله :يتعيممن علممى المممؤدي الممخ( النسممب تقممديم هممذه
المسألة أول الباب ،أو تأخيرها إلى آخره) .قمموله :فل يكفممي مرادفممه( أي مممرادف أشممهد) .قمموله:
لنه( أي لفظ أشهد :أي ولما مر أول الباب من أن فيه نوع تعبد) .وقوله :أبلممغ فممي الظهممور( أي
من غيره) .قوله :ولو عرف الشاهد السبب( أي للملك) .وقوله :كالقرار( أي إقرار شخص بممأن
هذا العبد مثل ملك فلن) .قوله :هل له أن يشهد بالسممتحقاق( أي اسممتحقاق الملممك اعتمممادا علممى
السبب) .قوله :وجهان( أي قيل له ذلك ،وقيممل ليممس لممه ذلممك) .وقمموله :أشممهرهما( أي المموجهين.
)وقوله :ل أي ل يشهد بالستحقاق( قال فممي التحفممة :لنمه قممد يظممن ممما ليممس بسممبب سممببا ،ولن
وظيفته نقل ما سمعه أو رآه ،ثم ينظر الحاكم فيممه ليرتممب عليممه حكمممه ،ل ترتيممب الحكممام علممى
أسبابها .اه) .قوله :وقال ابن الصباغ كغيره تسمع( أي الشهادة بالستحقاق ،والملئم في المقابلممة
أن يقول يشهد بالستحقاق وتسمع) .قوله :وهو( أي سممماعها) .وقموله :مقتضممى كلم الشمميخين(.
قال في النهاية :وهو الوجه .اه .قال في التحفة بعده :ولك أن تجمع بحمل الول علممى مممن يثممق
بعلمه ،والثاني على من يوثق بعلمه ،ثم أطال الكلم على ذلممك فممانظره إن شممئت) .قمموله :وتقبممل
شهادة على شهادة( أي لعموم قوله تعالى) * :وأشهدوا ذوي عممدل منكممم( * .فهممو شممامل للشممهادة
على أصل الحق ،وللشهادة على الشهادة وللحاجة إليها ،لن الصل قد يتعذر ،ولن الشهادة حق
لزم الداء فيشد عليها
] [ 347
كسائر الحقوق) .قوله :مقبول الخ( مجرور بإضافة شهادة التي في المتن إليه ،وفيه حذف
التنوين منه ،والولى إبقاؤه وزيادة من الجارة قبل قموله :مقبمول) .وقموله :شمهادته( نمائب فاعمل
مقبول :أي تقبل شهادة على شهادة من قبلت شهادته ،وخرج به مردودها كفاسق ورقيممق وعممدو،
فل يصح تحمل شهادته لعدم الفائدة فيه) .قوله :في غيممر عقوبممة لمم( متعلممق بتقبممل) .قمموله :مممال
كان( أي غير العقوبة .ول فرق في المال بين أن يكون فيه حق لدمي وحق ل م كالزكمماة ووقممف
المساجد والجهات العامة ،أو متمحضا لدمي كالديون) .قمموله :أو غيممره( أي غيممر مممال) .قمموله:
كعقد الخ( تمثيل لغير المال) .قوله :ووقف على مسجد أو جهة عامة( أي أو على شخص معيممن.
)قوله :وقود وقذف( أي وكقود وقذف ،فهما معطوفان على عقد) .قوله :بخلف عقوبة ل تعالى(
أي موجبها ،إذ منع الشهادة على الشهادة إنما يكون فيممه ،وأممما الشممهادة علممى الشممهادة فممي أصممل
العقوبة فل تمنع كما في البجيرمي ونص عبارته :والمراد بمنع الشهادة على الشهادة فممي عقوبممة
ال منع إثباتها ،فلو شهدا على شممهادة آخريممن أن الحمماكم حممد فلنمما قبلممت .اه .ومثممل عقوبممة الم
إحصان من ثبت زناه بممأن أنكممر كممونه محصممنا فشممهدت بينممة بإحصممانه لجممل رجمممه ،فل تقبممل
الشهادة على هذه الشهادة) .قوله :كحد زنمما الممخ( تمثيممل لعقوبممة الم تعممالى) .قموله :وإنممما يجمموز
التحمل بشروط الخ( أي أربعة :الول :تعسر أداء الصل الشهادة .الثاني :السترعاء بأن يلتمس
الصل من الفرع رعاية الشهادة وحفظها .الثالث :تبيين الفرع عند الداء جهممة التحمممل :الرابممع:
تسمية الفرع إياه .ثم إنه ل يخفى أن هذه الشروط ما عدا السترعاء لقبول القاضي الشهادة علممى
الشهادة ل لجواز التحمل ،فلو أبقى المتن على حاله ،ولم يزد قوله وإنممما يجمموز التحمممل ،أو قممال
وإنما تقبل بدل يجوز التحمل لكان أولى .وعبممارة متممن المنهمماج :وشممرط قبولهمما تعسممر أو تعممذر
الصل بمموت أو عممى المخ .اه .ومثلهما عبمارة المنهمج) .قموله :تعسمر المخ( بمدل ممن شمروط.
)وقوله :أداء أصل( أي للشهادة ،والمراد بالصل من تحمل الشهادة على أصل الحق والفرع من
تحمل الشهادة على شممهادته) .قمموله :بغيبممة( متعلممق بتعسممر ،والبمماء سممببية :أي أن تعسممره يكممون
بسبب غيبة الصل) .وقوله :فوق مسافة العدوي( قد تقدم بيانها غير مممرة .وخممرج بفمموق مسممافة
العدوى ما إذا كانت غيبة الصل إلى مسافة العممدوى أو دونهمما ،فل تقبممل الشممهادة علممى الشممهادة
لنها إنما قبلت فيما إذا كانت الغيبة فوق مسافة العدوى للضرورة ول ضرورة حينئذ) .قمموله :أو
خوف الخ( عطف على غيبة ،فهو من أسباب التعسر فهو يكون بالغيبة ،ويكممون بخمموف الصممل
الحبس من غريم لو أدى الشهادة بنفسه عند القاضي) .وقوله :وهممو معسممر( أي والحممال أن ذلممك
الصل معسر ليس عنده ما يفي به دين الغريم ،فإن كان موسممرا ل تقبممل الشممهادة علممى شممهادته.
)قوله :أو مرض( معطوف أيضا على غيبة ،فهو من أسباب التعسر أيضا والمراد بالمرض غير
الغماء ،أما هو فينتظر لقرب زواله) .قوله :يشق معه حضمموره( أي مشممقة ظمماهرة بممأن يجمموز
تممرك الجمعممة .ومثممل المممرض المممذكور سممائر العممذار المرخصممة لممترك الجمعممة ،لن جميعهمما
يقتضي تعسر الحضور ،ومحله كما قال الشيخان في العذار الخاصة بالصل ،فإن عمت الفرع
أيضا كالمطر والوحل لم يقبل) .قوله :وكذا بتعذره( لو قال وكذا تعذره بإسقاط الباء لكممان أولممى،
والمراد أن مثممل تعسممر أداء الصممل تعممذره) .وقمموله :بممموت( أي للصممل بعممد أن تحمممل الرفممع
الشهادة عنه) .وقوله :أو جنون( أي له بعمد مما ذكمر أيضما) .قموله :وباسمترعائه( الولمى حمذف
الباء ،لنه معطوف على تعسر ،فهو من جملة الشروط .ثم رأيت فممي بعممض نسممخ الخممط بشممرط
تعسر الخ بصيغة المفرد ،فعليه تكون الباء ظاهرة ،وتكون هي ومدخولها معطوفين على بشرط.
واعلم :أن مثل السترعاء ما إذا سمعه يشهد عند قمماض أو محكممم ،فلممه أن يتحمممل الشممهادة عنممه
وإن لم يسترعه ،لنه
] [ 348
إنما يشهد عند من ذكر بعد تحقق الوجوب ،وما إذا بين الصل سبب الوجمموب ،كمأن قممال
أشهد أن لفلن على فلن كذا من ثمن مبيع أو قرض ،فلمن سمعه أيضا أن يتحمممل الشممهادة عنممه
وإن لم يسترعه أيضا ،لنتفاء احتمال الوعد في التساهل مع السناد إلى السبب .وقد صممرح بممما
ذكرته في متن المنهاج ونص عبارته مع التحفة :وتحملها الذي يعتد به إنممما يحصممل بأحممد ثلثممة
أمور :إما بأن يسترعيه الصل فيقول أنا شمماهد بكممذا ،فل يكفممي أنمما عممالم ونحمموه ،وأشممهدك ،أو
أشهدتك ،أو اشهد على شهادتي ،أو بممأن يسمممعه يشممهد بممما يريممد أن يتحملممه عنممه عنممد قمماض أو
محكم ،قال البلقيني :أو نحو أمير .أو بأن يبين السبب كأن يقول ولممو عنممد غيممر حمماكم :أشممهد أن
لفلن على فلن ألفا من ثمن مبيع أو غيره ،لن إسناده للسبب يمنممع احتمممال التسمماهل فلممم يحتممج
لذنه أيضا .اه .بحذف) .قوله :أي التماسه( تفسير للسترعاء ،وأشممار بمه إلممى أن السممين والتمماء
في استرعائه للطلب) .وقوله :منه( أي من مريد تحمل الشهادة عنه ،وهو الفرع) .قمموله :رعايممة
شهادته( أي تحفظها ،وهو مفعول استرعاء) .وقموله :وضمبطها( العطمف للتفسمير) .قموله :حمتى
يؤديهما( أي الفمرع) .وقموله :عنمه( أي عمن الصمل) .قموله :لن الشمهادة المخ( تعليمل لشمتراط
السترعاء :أي وإنما اشترط لن الشهادة على الشهادة نيابة :أي فالفرع نائب عممن الصممل فيهمما.
)قوله :فاعتبر فيها( أي في الشهادة علممى الشممهادة لكونهمما نيابممة) .وقمموله :إذن المنمموب عنممه( أي
وهو الصل) .قوله :أو ما يقوم مقامه( أي الذن مما ذكرته لممك عنممد قمموله وباسممترعائه) .قمموله:
فيقول( أي المسترعي الذي هو الصل ،وهو بيان لصفة السممترعاء) .قموله :فل يكفممي أنمما عمالم
به( أي كما ل يكفي ذلك في أداء الشهادة عند القاضي ،لما تقدم أنه يتعين علممى المممؤدي حممروف
الشهادة) .قوله :وأشهدك أو أشهدتك أو اشهد( أتى بأفعال ثلثة :الول مضارع ،والثمماني ممماض،
والثالث أمر ،إشارة إلى أنه يجوز التعبير بأي واحد منها) .وقوله :على شهادتي( متعلق بالفعال
الثلثة ،ومثل ذلك ما لو قاله :إذا استشهدت على شهادتي بكذا ،فقد أذنت لك أن تشهد .تنممبيه :لممو
استرعى الصل شخصا معينا للشهادة ،يجوز لمن سمعه الشهادة على شممهادته ،وإن لممم يسمترعه
هو بخصوصه ،كما صرح به في التحفة) .قوله :فلو أهمل الصل لفظ الشهادة( أي لم يعممبر بممه،
بل عبر بمرادفه كأعلمك أو أخبرك ،وهذا تفريع على إيثاره التعبير في الفعال الثلثممة بحممروف
الشهادة) .قوله :فل يكفي( أي في التحمل ،وهذا جواب لمو) .قموله :كممما ل يكفممي ذلممك( أي قموله
أخبرك أو أعلمك) .قوله :ول يكفي في التحمل( أي للشهادة) .وقوله :سماع قوله الممخ( أي سممماع
شخص يريد التحممل .قمول شمخص آخمر لفلن علمى فلن كمذا المخ .أي ونحمو ذلمك ممن صمور
الشهادة التي في معرض الخبار ،كأشهد بأن لفلن علممى فلن كممذا ،وإنممما لممم يكممف سممماع هممذه
اللفاظ لنه مع كونه لم يأت في بعضها بلفظ الشهادة ،قد يريد أن لفلن على فلن ذلك من جهممة
وعد وعده إياه ،ويشير بكلمممة علممى الممخ .إلممى أن مكممارم الخلق تقتضممي الوفمماء ،وقممد يتسمماهل
بإطلق لفظ الشهادة لغرض صمحيح كحملمه علمى العطماء ،أو فاسمد كمأن كمان غرضمه شمهادة
الفرع على أصله ،فإذا آل المر إلى الشهادة تأخر عنها .أفاده في شرح المنهممج) .قمموله :وبتممبيين
فرع( معطوف أيضا على تعسر ،فالولى حذف الباء كما تقدم .وعبممارة المنهمماج :وليممبين الفممرع
عند الداء جهة التحمل ،فإن لم يبين ووثق القاضي بعلمه فل بأس .اه) .وقوله :جهة تحمممل( أي
طريقه ،وهو أحد المممور الثلثممة المتقدمممة ،وهممي السممترعاء ،أو سممماعه يشممهد عنممد حمماكم ،أو
سماعه يبين سبب الشهادة) .قوله :كأشهد الخ( أي كقول الفرع :أشهد بصيغة المضارع أن فلنا
] [ 349
شهد بكذا) .وقمموله :وأشممهدني علممى شممهادته( يقممول هممذا إن اسممترعاه الصممل) .قمموله :أو
سمعته( معطوف على قوله وأشهدني على شهادته ،وهذا يقوله إن لم يسترعه زيممادة علممى قمموله:
أشهد أن فلنا شهد بكذا ،وبقي عليه بيان سبب الملك كأن يقول أشهد أن فلنا شهد أن لفلن على
فلن ألفا من ثمن مبيع مثل) .قوله :فإذا لم يبين( أي الفرع) .وقوله :جهممة التحمممل( هممي المممور
الثلثة المار بيانها آنفا) .قوله :ووثق الحاكم بعلمممه( أي علممم الفممرع بشممروط التحمممل :أي ووثممق
القاضي بأن الفرع عالم بشروط التحمل) .قوله :لم يجب البيان( جواب إذ .قال فممي التحفممة :إذ ل
محذور :نعم :يسن له إستفصاله .اه) .قمموله :فيكفممي الممخ( تفريممع علممى عممدم وجمموب تممبيين جهممة
التحمل) .قوله :لحصول الغرض( أي بهذه الشهادة المجردة عن البيان ،وذلك الغرض هو إثبممات
الحق) .قوله :بتسميته( معطوف على تعسر أيضا ،فالولى حذف البماء كممما مممر ،والضمافة ممن
إضمافة المصمدر إلمى فماعله ،وإيماه مفعموله .وعبمارة المروض وشمرحه :فصمل :يشمترط تسممية
الصول وتعريفهم من الفروع إذ ل بد ممن معرفمة عمدالتهم ،ول تعمرف عمدالتهم مما لمم يعرفموا
وليتمكن الخصم من جرحهم إذا عرفوا ،فل يكفي قول الفرع :أشهدني عدل أو نحوه ،لن الحاكم
قد يعرف جرحه لو سماه ،ولنمه يسمد بماب الجمرح علمى الخصمم :أي لمو لمم يسممه .اه) .قموله:
تسمية( مفعول مطلق لتسميته) .وقوله :تميزه( أي تميز تلك التسمية الصممل عممن غيممره) .قمموله:
وإن كان( أي الصل ،وهو غاية لشممتراط التسمممية) .قمموله :لتعممرف عممدالته( أي الصممل ،وهممو
تعليل لشتراط تسميته :أي وإنما اشترطت ليعرف القاضي عدالته :أي أو ضدها .وعبارة التحفة
ليعرف القاضي حالهم ويتمكن الخصم من القدح فيهم .اه) .قوله :فإن لم يسمه( أي لم يسم الفرع
الصل) .قوله :لم يكف( أي في التحمل ،فل يقبل الحاكم منه ذلك) .قوله :لن الحمماكم الممخ( علممة
لعدم الكتفاء به) .وقوله :قد يعرف جرحه( أي جرح الصل) .وقوله :لو سماه( أي سمى الفممرع
الصل للحاكم) .قوله :وفي وجوب تسمية قاض( الضافة من إضافة المصممدر إلممى مفعمموله بعممد
حذف الفاعل :أي وفي وجوب تسمممية الفممرع أصممل قاضمميا عنممد قمماض آخممر أو محكممم .وعبممارة
المغني .تنبيه :شمل إطلق المصنف ما لو كان الصل قاضيا ،كما لمو قمال :أشمهدني قمماض ممن
قضاة مصر ،أو القاضي الذي بها ،ولم يسمه الخ .اه) .وقوله :شهد( أي الفممرع) .وقمموله :عليممه(
أي القاضي ،والمراد على شهادته كما هو الفرض) .قوله :وجهان( مبتدأ خبره الجار والمجممرور
قبله ،وفيه أنه ل معنى لكون الوجهين في الوجوب ،فل بد مممن تقممدير الممواو مممع ممما عطفممت :أي
وفي وجوبها وعدمه وجهان .قال سم :عبارة القوت بخلف ما لو قال :أشهدني قاض مممن قضمماة
بغداد ،أو القاضي الذي ببغداد ،ولم يسمه وليس بها قمماض سممواه ،علممى نفسممه فممي مجلممس حكمممه
بكذا ،فهل تسمع فيه ؟ وجهان ،والفممرق أن القاضممي عممدل بالنسممبة إلممى كممل أحممد ،بخلف شمماهد
الصل فإنه قد يكون عند فرعه عدل والحاكم يعرفه بالفسق ،فل بد من تعيينممه لينظممر فممي أمممره
وعدالته ،والصواب في وقتنا تعيين القاضي لما ل يخفى .اه) .قوله :وصوب الذرعي الوجوب(
أي وجوب التسمية) .قوله :ولو حدث الخ( مرتب على شممرط مقممدر ،وهممو أن ل يخممرج الصممل
عن صحة شهادته فإن حدث الخ ،والمراد حدوث ما ذكر قبممل الحكممم ،فممإن كممان بعممده لممم يممؤثر.
)قوله :عداوة( أي بينه وبين المشهود عليه) .وقوله :أو فسق( أي أو تكذيب الصل للفممرع ،كممأن
قال ل أعلم أني تحملت الشهادة أو نسيت ذلك) .قوله :لم يشهد
] [ 350
الفرع( أي لم تقبل شهادته) .قوله :فلو زالت هذه الموانع( أي من الصممل) .قمموله :احتيممج
إلى تحمل جديد( أي بعد مضي مدة الستبراء المتي همي سمنة لتحقمق زوالهما .اه .ع ش) .قموله:
فرع ل يصح تحمل النسوة الخ( عبارة الممروض وشممرحه :ول يتحمممل نسمماء شممهادة مطلقمما -أي
سواء كانت الصول ،أو بعضهم نساء أم ل ،وسواء كانت الشهادة بالولدة والرضاع أم ل -لن
شهادة الفرع تثبت شهادة الصل ل ما شهد به الصل ،ونفس الشهادة ليست بمال ،ويطلع عليهمما
الرجال غالبا .اه) .قوله :ولو علممى مثلهممن( أي شممهادة مثلهممن) .وقمموله :فممي نحممو ولدة( متعلممق
بالمضاف المقدر .ونحو الولدة كل ما ل يطلع عليه الرجال غالبمما كحيممض وبكممارة) .قمموله :لن
الشهادة( أي على الشهادة) .وقوله :مما يطلع عليه الرجال( أي وما يطلممع عليممه الرجممال ل تقبممل
فيه النسوة) .قوله :ويكفي فرعان لصلين( أي يكفي شهادة فرعين على شممهادة أصمملين معما بمأن
يقول :نشهد أن زيدا وعمرا شهدا بكذا وأشهدانا على شممهادتهما ،وذلممك لنهممما شممهدا علممى قممول
اثنين ،فهو كما لو شهدا على مقرين) .قوله :أي لكل منهما( دفع بهممذا التفسممير ممما يمموهمه ظمماهر
المتن من أن الفرعين يوزعان على الصلين ،فيشهد واحممد لهممذا وواحممد لهممذا ،مممع أنممه ل يكفممي
ذلك ،بل ل بد من شهادة مجموع الفرعين لكل واحد من الصلين) .قوله :فل يشترط لكمل منهممما
فرعان( أي فل يشترط أن يكون لكل أصل فرعان غير فرعي الخر يتحملن شهادته ،بل يكفي
فرعان فقط يتحملن عنهما معا) .قوله :ول تكفي شهادة واحد المخ( أي وإن أوهممه المتممن ،لمول
تفسير الشارح بقوله :أي لكل منهما كما علمت) .قوله :ول واحد على واحد فممي هلل رمضممان(
أي ول يكفي تحمل واحد شهادة واحد في هلل رمضان وإن كان الهلل يثبت بواحد ،لن الفرع
ل يثبت بشهادته الحق ،بل يثبت بها شهادة الحق ،وهي ل بد فيها من رجلين ،كممما تقممدم) .قمموله:
فرع( أي في رجوع الشهود عن شهادتهم) .قوله :لو رجعوا( أي الشهود كلهم ،أي أو مممن يكمممل
النصاب به ،والمراد بالرجوع التصريح به فيقول :رجعت عن شهادتي ،ومثله :شممهادتي باطلممة،
أو ل شهادة لي فيه .فلو قال :أبطلت شهادتي ،أو فسختها ،أو رددتهمما ،هممل يكممون رجوعمما ؟ فيممه
وجهان :قال في التحفة :ويتجه أنه غير رجوع ،إذ ل قدرة له على إنشاء إبطالها .اه) .قوله :عن
الشهادة( أي التي أدوها بين يدي الحكم) .قوله :قبل الحكممم( أي بشممهادتهم ولمو بعمد ثبوتهمما ،بنمماء
على الصح أنه ليس بحكم مطلقا) .قوله :منع الحكم( جواب لو ،والفعل مبني للمعلمموم ،والفاعممل
ضمير مستتر يعود على الرجوع المأخوذ من رجعوا ،والحكم مفعوله :أي منمع رجمموعهم الحكمم
بهممذه الشممهادة ،والمممراد أن الحمماكم يمتنممع عليممه أن يحكممم بهممذه الشممهادة .قممال فممي المغنممي :وإن
أعادوها ،سواء كانت في عقوبة أو في غيرهمما ،لن الحمماكم ل يممدري أصممدقوا فممي الول أو فممي
الثاني ،فينتفي ظن الصدق ،وأيضا فإن كذبهم ثابت ل محالة إممما فممي الشممهادة ،أو فممي الرجمموع،
ول يجوز الحكم بشهادة الكذاب ول يفسمقون برجمموعهم إل إن قمالوا تعمممدنا شمهادة المزور ،ولمو
رجعوا عن شهادتهم في زنا حدوا حد القذف ،وإن قالوا غلطنا لما فيه مممن التعييممر وكممان حقهممما
التثبت ،وكما لو رجعوا عنها بعد الحكم .اه) .قوله :أو بعده( معطوف علممى قبلممه :أي أو رجعمموا
بعد الحكم) .وقوله :لم ينقض( أي ذلك الحكم لجواز كذبهم في الرجوع ،ويجب إستيفاء ما ترتممب
على الحكم إن كان غير عقوبة ،فإن كان عقوبة ولو آدمي كزنا ،وقمود ،وحمد قمذف ،لمم تسمتوف
لنها تسقط بالشبهة والرجوع شبهة ،هذا إن رجعوا قبل استيفائها ،فإن رجعوا بعد استيفائها بقتممل
أو رجم ،أو جلد مات منه ،أو قطع بجناية أو سرقة ،وقممالوا تعمممدنا شممهادة الممزور ،اقتممص منهممم
مماثلة ،أو أخذت منهم دية مغلظة موزعة على عمدد رؤوسمهم ،فمإن قمالوا أخطأنما فمي شمهادتنا،
فدية مخففة موزعة على عدد رؤوسهم تكون في مالهم ل
] [ 351
على عاقلة ،لن إقرارهم ل يلممزم العاقلممة ممما لممم تصممدقهم) .قمموله :ولممو شممهدوا( قممال فممي
التحفة :إعادة ضمير الخ على الثنين سائغ .اه) .قوله :بطلق بائن( أي بخلممع أو ثلث ،وخممرج
به الرجعي فل غرم فيه عليهم ،إذ لم يفوتوا شيئا ،فإن لم يراجع حتى انقضت العممدة غرممموا كممما
في البائن) .قوله :أو رضاع محرم( بكسممر الممراء المشممددة ،وهممو -كممما تقممدم فممي بممابه -خمممس
رضهات متفرقات) .قوله :وفممرق القاضممي الممخ( قممال فممي النهايممة :وممما بحثممه البلقينممي مممن عممدم
الكتفاء بالتفريق ،بل ل بد من القضاء بالتحريم ،ويترتب عليه التفريق ،لنممه قمد يقضمي بمه ممن
غير حكم كما في النكاح الفاسد :رد بأن تصرف الحاكم في أمر رفع إليه وطلب منه فصممله حكممم
منه .اه) .قوله :فرجعوا عن شهادتهم( أي بعد التفريق) .قوله :دام الفراق( أي في الظاهر إن لممم
يكن باطن المر فيه كظاهره كما هو واضح فليراجع .اه .رشيدي .قال في المغنممي :تنممبيه :قمموله
دام الفراق ل يأتي في الطلق البائن ونحوه بخلفه في الرضاع واللعان ،فلو عبر بممدل دام بنفممذ،
أو بقول الروضة لم يرتفع الفراق كان أولممى .اه) .قمموله :لن قولهممما( أي الشمماهدين ،وهممو علممة
دوام الفراق) .قوله :محتمل( أي صدقه وكذبه) .قوله :والقضاء( أي قضاء القاضممي) .وقمموله :ل
يرد بمحتمل( أي بقول محتمل صدقا وكذبا) .قوله :ويجب علمى الشمهود( أي الممذين رجعمموا عمن
شهادتهم) .قوله :حيث لم يصدقهم الزوج( أي في شهادتهم بما ذكر مممن الطلق والرضمماع ،فممإن
صدقهم بأن قال إنهم محقون في شهادتهم بما ذكر ،فل يجب عليهم له شئ .ومحله أيضا حيث لم
يكن الزوج قنا كله ،فإن كان كذلك فل يجب عليهم له شئ لنممه ل يملممك شمميئا ،ول يجممب عليهممم
شئ أيضا لمالكه لنه ل تعلق له بزوجة عبده ،فلو كان مبعضمما وجممب لممه عليهممم قسممط الحريممة.
كذلك في التحفة ،واستظهر في المغني إلحاق ذلك بالكساب فيكون لسيده كلممه فيممما إذا كممان قنمما،
وبعضه فيما إذا كان مبعضا) .قوله :مهر مثل( أي ساوى المسمممى فممي العقممد أو ل) .قمموله :ولممو
قبل وطئ( أي ولو وقع الفراق قبل الوطئ ،والغاية للرد علممى القمائل بوجموب نصمفه فقممط حينئذ
لنه الذي فوتاه) .قوله :أو بعد إبراء الخ( معطوف على قبل وطئ :أي يجب عليهم ذلك ولو بعممد
إبراء الزوجة زوجها عن المهر) .قموله :لنممه( أي مهمر المثمل ،وهمو علمة لوجمموب مهممر المثمل
مطلقا ولو قبل الوطئ أو بعد البراء) .وقوله :الذي فوتوه عليممه( إسممم الموصممول صممفة للبضممع،
وضمير فوتوه المنصوب يعود عليه :وضمير عليه يعود علممى الممزوج :أي لن مهممر المثممل بممدل
البضع الذي فوته الشهود على الزوج) .وقوله :بالشهادة( أي بسببها ،فالباء سببية متعلقة بفوتمموه.
)قوله :إل إن ثبت( أي ببينة أو إقرار أو علم قاض .وعبارة المنهاج مع التحفة :ولو شهدا بطلق
وفرق بينهما فرجع فقامت بينة أو ثبت بحجة أخرى أنه ل نكاح بينهما كأن ثبت أنممه كممان بينهممما
رضاع محرم ،أو أنها بانت من قبل ،فل غرم عليهما إذ لم يفوتا عليه شيئا ،فإن غرما قبل البينممة
إستردا .اه) .قوله :بنحو رضماع( أي بسممبب نحممو رضماع ،وهمو متعلممق بمما تعلمق بمه خمبر ل.
)قوله :فل غرم( أي عليهما للزوج ،والملئم لما قبله أن يقول فل يجب عليهم مهر المثل) .قوله:
إذ لم يفوتوا الخ( علة لعدم الغرم) .قوله :ولو رجع( أي بعد الحكم) .وقوله :شهود مال( أي عيممن
ولو أم ولد شهدا بعتقها ،أو دين) .قوله :غرموا الخ( أي لنهم حالوا بينه وبين ماله ،وممن ثممم لمو
فوتوه ببدله كبيع بثمن يعادل المبيع ،لم يغرموا كما قاله الممماوردي واعتمممده البلقينممي .اه .تحفممة.
)وقوله :البدل( أي وهو القيمة في المتقوم ،والمثل في المثلممي ،واختلممف فممي القيمممة فقيممل :تعتممبر
وقت الحكم لنه المفوت حقيقة ،وقيل :وقت الشهادة لنها السبب ،وقيل :أكثر ما كانت مممن وقممت
الحكم إلى وقت الرجوع ،واعتمد في التحفة بالنسبة للشاهد الثاني ،وبالنسبة للحاكم فيما إذا رجممع
عن حكمه الول) .قوله :بعد غرمه( أي بعد دفع المحكوم
] [ 352
عليه المال للممدعي ،والظمرف متعلمق بغرمموا ،والضمافة ممن إضمافة المصمدر لفماعله،
وحذف مفعوله ،ويصح العكس ،وعليه يكون الضمير عممائدا علممى المممال) .قمموله :ل قبلممه( أي ل
يغرمون له قبل أن يغرم هو للمدعي) .قوله :وإن قالوا أخطأنا( أي غلطنا في شهادتنا ،وهو غاية
لغرمهم للمحكوم عليه البدل) .قوله :موزعا الخ( حال من مفعول غرموا وهو البدل :أي غرممموه
حال كونه موزعا عليهم ،أو من فاعله وهو الواو :أي غرموا حممال كممونهم موزعمما عليهممم البممدل
بالسوية ،ول فرق في ذلك بين أن يرجعوا معا أو مرتبين .تنبيه :محممل ممما تقممدم فيممما إذا رجعمموا
كلهم ،فإن رجع بعضهم ،فإن كان الباقي نصابا فل غرم على الراجع لقيام الحجة بمن بقممي ،وإن
كان دون نصاب فعلى الراجع نصف البدل يغرمه للمحكوم عليه .وحمله أيضا فيما إذا اتحد نوع
الشهود ،فإن اختلف كأن شهد رجل وامرأتان فيمما يثبممت بهمم ثممم رجعموا فعليمه نصممف وعليهمما
نصف لنهما كرجل واحد ،أو شهد رجل وأربع نسوة فيما يثبت بمحضهن كرضاع ونحوه فعليه
ثلث وعليهن ثلثان لما تقرر أن كل ثنتين برجل) .قوله :تتمة الخ( المناسب ذكر حاصممل ممما فيهمما
عند قوله فيما تقدم .قال شيخنا :ومممن ثممم ل تجمموز الشممهادة بممالمعنى .اه) .قمموله :لممو شممهد واحممد
بإقراره الخ( أي بأن قال أشهد أن زيدا مثل أقر عنممدي بممأنه وكممل عمممرا فممي كممذا وكممذا) .قمموله:
وآخر بأنه الخ( عبارة التحفة :وآخر بإقراره بأنه أذن الخ ،بزيادة لفظ إقراره .ومثله فممي النهايممة،
فلعله ساقط من النساخ) .قوله :لفقت الشهادتان( أي جمع بينهما وعمل بهما ،والمراد بالشممهادتين
قوله :شهد بأنه وكله في كذا بلفظ الوكالة .وقوله :شهد آخر بأنه أذن له الخ .بمعناها) .قمموله :لن
النقل بالمعنى( أي نقل الشهادة بمعنى اللفظ الصمادر ممن المشمهود عليمه كنقلهما بماللفظ ،والممراد
بالنقل التعبير بذلك .قال في التحفة :ويتعيممن حملممه علممى ممما ذكرتممه مممن أنممه يجمموز التعممبير عممن
المسموع بمرادفه المساوي له من كل وجه ل غير .اه .ومثله في النهاية) .قمموله :بخلف ممما لممو
شهد واحد بأنه قال الخ( عبارة التحفة :أو قال واحد قال وكلت ،وقال الخر قال فوضت إليه ،لممم
يقبل .لن كل أسند إليه لفظا مغايرا للخر ،وكأن الفرض أنهما اتفقا علممى اتحمماد اللفممظ الصممادر
منه ،وإل فل مانع أن كل سمع ما ذكره في مرة .ثم قال :ويؤيد قولي :وكان الفممرض إلممى آخممره
قولهم :لو شهد له واحد ببيع وآخر بالقرار به لم يلفقا .فلو رجع أحدهما وشهد بما شهد به الخر
قبل ،لنه يجوز أن يحضر المرين ،فتعليلهم هذا صريح فيما ذكرته .فتأمله .اه) .قوله :أو شممهد
واحد باستيفاء الدين( أي بأن قال أشهد أن فلنا أوفى فلنا دينه) .قوله :والخر بالبراء منه( أي
بأن قال :أشهد أن فلنا أبرأه فلن مممن الممدين) .قمموله :فل يلفقممان( أي الشممهادتان لممما علمتممه فممي
المثال الول ،ولعدم التساوي في كل وجه في المثال الثاني ،إذ اسممتيفاء الممدين أعممم مممن البممراء.
)قوله :لو شهد واحد ببيع( أي بأن قال :أشهد أن فلنا باع عبده مثل علممى فلن) .قمموله :والخممر
بإقرار به( أي وشهد الخر بالقرار بالبيع بأن قال :أشهد أن فلنا أقر بأنه باع عبده علممى فلن.
)قوله :أو واحد بملك ما ادعاه( أي أو شهد واحد بأن هذا العبد مثل ملك فلن المدعي به) .قوله:
وآخر بإقرار الداخل به( أي وشهد آخر بإقرار الممداخل :أي مممن هممو تحممت يممده بالملممك للمممدعي.
)قوله :لم تلفق شهادتهما( أي لعدم تساويهما في الصورتين) .قمموله :فلممو رجممع أحممدهما( أي عممن
شهادته التي تخالف شهادة الخر) .قوله :قبل( جواب لو) .قوله :لنه يجوز أن يحضر المريممن(
أي المر الذي شهد به أول ورجع عنه ،والمر الثاني الذي رجع إليه) .قوله :ومن ادعى ألفين(
] [ 353
أي على آخر) .وقوله :وأطلق( أي لم يبين السبب) .قوله :فشهد له واحممد( أي .بممما ادعمماه
من اللفين) .وقوله :وأطلق( أي كالمدعي) .قوله :وآخر أنه مممن قممرض( أي وشممهد آخممر أن ممما
ادعاه من اللفين ثبت عليه قرضا :أي ونحوه ،والمراد أنه بين السبب لم يطلق) .قوله :ثبممت( أي
ما ادعاه بهممذه الشممهادة ،لن شممهادة الثمماني المقيممدة ل تنممافي شممهادة الول المطلقممة ،فلممم يحصممل
تخالف) .قوله :أو فشهد له الخ( أي أو ادعى ألفين وأطلق ،فشهد له واحد بألف ثمن مممبيع وشممهد
له الخر بألف قرضا ،لم تلفق الشممهادتان لتنافيهممما مممن جهممة السممبب) .قمموله :ولممه( أي للمممدعي
باللفين) .وقوله :الحلف مع كل منهما( أي من الشاهدين ،وتثبممت لممه اللفممان حينئذ) .قمموله :ولممو
شهد واحد بالقرار( أي إقرار المدعى عليه بالملك مثل للمدعي) .قمموله وآخممر بالستفاضممة( أي
وشهد آخر بالملك بالستفاضة ،أي بالشيوع) .وقوله :حيث تقبل( أي الستفاضممة بممأن كممانت مممن
جمع يؤمن تواطؤهم على الكذب وكانت في ملك مطلمق ،أو وقمف ،أو عتمق ،إلمى آخمر مما ممر.
)قوله :لفقا( أي الشهادتان وثبت بهما الحق للمدعي) .قمموله :عممن رجليممن( متعلممق بسممئل) .قمموله:
سمع أحدهما( أي أحد الرجلين) .وقوله :تطليق شخص ثلثا( أي تطليق شخص زوجته بالثلث.
)قوله :والخر القرار به( أي وسمع الرجل الخر القرار بممه :أي بممالطلق ثلثمما) .قمموله :فهممل
يلفقممان( أي الشممهادتان ويقممع الطلق) .قمموله :أو ل( أي أو ل يلفقممان فل يقممع الطلق) .قمموله:
فأجاب( أي الشيخ عطية) .وقوله :بأنه( أي الحال والشأن) .قمموله :يجممب علممى سممامعي( بصمميغة
التثنية ،وحذفت منه النون لضافته إلى ما بعده) .قوله :أن يشهدا عليممه( أي علممى المسممموع منممه
ذلك) .وقوله :بتا( أي جزما) .قوله :ول يتعرضا الخ( بيان لمعنى قموله بتما) .قموله :وليممس هممذا(
أي قبول شهادتهما) .وقوله :من تلفيق الشهادة من كل وجه( أي لفظا ومعنى) .قوله :بممل صممورة
الخ( لو أتى به على صورة العلة وقال :لن صورة الممخ لكممان أولممى) .وقمموله :واحممدة( أي وهممي
قوله طلقتها ثلثا .والفرق بينهما معنى ،لن القرار إخبممار عممما مضممى ،والنشمماء حصممول فممي
الحال) .وقوله :في الجملمة( أي فممي غممالب الحمموال ،وقممد تختلممف الصممورة كممما لمو قممال لوليهمما
زوجها ،فهذا إقرار بالطلق كما مر في بابه ،وليست صورته كصورة إنشممائه) .قمموله :والحكممم(
أي على المدعى عليه بالطلق ،وهذا من تتمة الممدليل علممى أن هممذا مممن تلفيممق الشممهادة مممن كممل
وجه) .وقوله :يثبت بذلك( أي بصدور صورة الطلق منه) .وقوله :كيف كان( أي على أي حالة
وجد ذلك ،سواء كان بقصمد النشماء أو بقصمد القمرار) .قموله :وللقاضمي عليمه( أي بمل يجمب.
)وقوله :سماعها( أي الشهادة الصادرة منهما وإن اختلفت معنى وال سبحانه وتعالى أعلم.
] [ 354
)قوله :خاتمة في اليمان( أي في بيان أحكامها .وإنما ذكرها عقب المدعوى والبينمات لن
اليمان قد تحتاج لتقدم دعوى ،والفقهاء يذكرونها قبل القضاء ،لن القاضي قد يحتاج إلى اليميممن
من الخصوم فل يقضي إل بعدها .فلكل وجهة .واليمان -بفتح الهمزة -جمممع يميممن ،وهممي فممي
اللغة اليد اليمنى .وأطلقت على الحلف لنهم كانوا إذا حلفوا وضع أحدهم يمينه في يمين صاحبه.
وقيل القوة ،ومنه قوله تعالى) * :لخذنا منه باليمين( * .أي بالقوة .وعليه فتسمية الحلف به لنممه
يقوي على الحنث أو عدمه ،وعلى الول جرى م ر في النهاية ،وعلى الثاني جرى ابن حجر في
التحفة .وفي الشرع تحقيق أمر محتمل باسم من أسمائه تعالى ،أو صفة من صفاته ،ماضمميا كممان
أو مستقبل ،نفيا أو إثباتا ،ممكنا فممي العممادة كحلفممه ليممدخلن الممدار ،أو ممتنعمما فيهمما كحلفممه ليقتلممن
الميممت ،أو ليقتلممن زيممدا بعممد ممموته .والمممراد بتحقيممق ذلممك ،إلممتزام تحقيقممه وإيجممابه علممى نفسممه،
والتصميم على تحصيلة ،وإثبات أنه ل بد منه وأنممه ل سممعة فممي تركممه .وليممس المممراد بممه جعلممه
محققا حاصل ،لن ذلك غيممر لزم .والمممراد بممالمر النسممبة الكلميممة :كممما إذا قلممت :زيممد قممائم،
فعورضت فيه فقلت :وال إنه قائم تحقيقا لممذلك ،والمممراد بالمحتمممل ،المحتمممل عقل ،فيممدخل فيممه
المحال العادي .وخرج بتحقيق أمر :لغممو اليميممن التممي ،وبالمحتمممل المممراد بممه هنمما غيممره وهممو
الواجب فقط :كقوله وال لموتن ،فليس بيمين لمتناع الحنث فيه :أي مخالفة المحلوف عليه ،فل
إخلل فيه بتعظيم اسمه تعالى والصل فيها قبل الجماع آيات كقموله تعمالى) * :ل يؤاخمذكم الم
باللغو في أيمانكم ،ولكن يؤاخذكم بما عقدتم اليمان( * .أي قصدتموها بدليل آية أخرى وهممي* :
)ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم( * .وقوله تعالى) * :إن الذين يشترون بعهد ال وأيمممانهم ثمنمما
قليل( * .الية .وأخبار منها أنممه )ص( كممان يحلمف :ل ،ومقلمب القلموب .رواه البخماري ،ومنهما
قوله عليه السلم :وال لغزون قريشا -ثلث مرات ثم قال فممي الثالثممة :إن شمماء المم .رواه أبممو
داود .وقد أمره ال بالحلف على تصديق ما أمر به في ثلثة مواضع من القرآن :فممي يممونس فممي
قوله تعالى) * :قل إي وربي إنه لحق( * .وفي سبأ في قوله تعالى) * :وقال الذين كفروا ل تأتينا
الساعة ،قل بلى وربي لتأتينكم( * .وفي التغممابن فممي قمموله تعممالى) * :زعممم الممذين كفممروا أن لممن
يبعثوا .قل بلى وربي لتبعثن( * .وأركانها :حممالف ،ومحلمموف بممه ،ومحلمموف عليممه .وشممرط فممي
الول التكليف والختيار والنطممق والقصممد ،فل تنعقممد يميممن الصممبي والمجنممون والمكممره ويميممن
اللغو .وفي الثاني أن يكون إسما من أسمائه تعالى ،أو صممفة مممن صممفاته علممى ممما سمميأتي .وفممي
الثالث أن ل يكون واجبا بأن يكون محتمل عقل ولو كان مستحيل عادة كممما علمممت .واعلممم :أن
اليمان نوعان :واقعة في خصومة ،وواقعة في غيرها .فالتي تقع فيها إممما أن تكممون لممدفع وهممي
يمين المنكر للحق بأن قال :لي عليك كذا ،فمأنكر وحلمف لمدفع مطالبمة الممدعي بمالحق ،وإمما أن
تكون للستحقاق وهي خمسة :اللعان :فالحالف يستحق بحلفه حد زوجته لزناها إن لم تحلف هي.
والقسامة :فالمستحق يحلف ويستحق الدية .واليمين مع الشاهد فمي المموال :أي مما يمؤول إليهما.
واليمين المردودة على المدعي بعد النكول .واليمين مع
) (1سورة الحاقة ،الية (2) .45 :سورة المائدة ،الية (3) .89 :سمورة البقمرة ،اليمة (4) .225 :سمورة آل عمممران،
الية (5) .77 :سورة يونس ،الية (6) .53 :سورة سبإ ،الية (7) .3 :سورة التغابن ،الية.7 :
] [ 355
الشاهدين .والتي تقع في غير الخصومة ثلثة أقسام :إثنان ل ينعقدان وهمما :لغمو اليميمن،
ويمين المكره -بفتح الراء -وواحد ينعقد ،وهو يمين المكلف المختار القاصممد فممي غيممر واجممب.
واعلم :أيضا أن الفقهاء يجمعون النذر مع اليمان في كتاب واحد لما بينهما من المناسممبة ،وهممي
أن بعض أقسام النذر فيه كفارة يمين ،والمؤلف رحمه ال تعالى خالفهم ،وذكره فمي أواخمر بماب
الحج عقب مبحث الضحية ،وله وجه أيضا كما نبهنا عليه هناك ،وهو أن بعض أقسام الحمج قمد
يكون منذورا وكممذلك الضممحية ،فناسممب أن يسممتوفي الكلم علممى النممذر هنمماك) .قمموله :ل ينعقممد
اليمين إل الخ( إنعقادها بهذين النوعين ممن حيممث الحنمث المرتمب عليمه الكفممارة ،أممما ممن حيممث
وقوع المحلوف عليه فل ينحصممر فيهممما بممل يحصممل بغيرهممما أيضمما ،كممالحلف بممالعتق والطلق
المعلقين على شئ كقوله :إن دخلت الدار فأنت طالق ،أو فعبدي حر .وأما قولهم الطلق والعتممق
ل يحلف بهما ،فمعنمماه أنهممما ل يكونممان مقسمما بهمما كقموله :والطلق ،أو والعتمق ل أفعممل كممذا.
)وقوله :بإسم( المراد بالسمم مما دل علمى المذات فقممط كممال ،أو علمى المذات والمعنمى كالخمالق،
وبالصفة ما دلت على المعنى فقط كعظمته) .وقوله :خمماص بممال تعممالى( أي بممأن ل يطلممق علممى
غيره كال ،وكرب العالمين ،ومالك يوم الدين ،وكالحي الذي ل يمموت ،وكمممن نفسممي بيمده -أي
بقدرته يصرفها كيف يشاء -والذي أعبده أو أسجد له .فل فرق بين المشتق وغيمره ،ول بيمن أن
يكممون مممن السممماء الحسممنى أو ل ،ول بيممن أن يكممون مممن السممماء المضممافة أو ل .واعلممم :أن
أسماءه تعالى ثلثة أنواع ،كما يعلم من عبارة المنهاج :ما ل يحتمل غير ال تعالى وهو ما ذكر،
وما يحتمل غيره والغالب إطلقه عليه تعالى كالرحيم والخالق والرازق ،وما يسممتعمل فيممه وفممي
غيره على حد سواء كالموجود والعالم والقسممم الول ل تقبممل فيممه إرادة غيممر الم تعممالى لنممه ل
يحتمل غيره ،إذ الفرض أنه مختص بال تعالى ،وأما إذا قال أردت به غير اليمين كأن قال :بال
ل أفعل كذا ،وقال :أردت أتبرك بال تعالى أو أستعين بال ،فإنه يقبل منه لن التورية نافعة كممما
سيصرح به ما لم تكن بحضرة القاضي المستحلف له ،وإل فل تنفعه .قال في فتح الجممواد خلفمما
لما توهمه عبارة المنهاج :أي من عدم قبول ذلممك منممه علممى أنمه قيممل إنهمما سممبق قلممم .اه .ونممص
عبارة المنهاج :ل تنعقد اليمين إل بذات ال تعالى أو صفة له كقوله :وال ورب العالمين ،والحي
الذي ل يموت ،ومن نفسي بيده ،وكممل إسممم مختمص بمه .ول يقبمل قمموله :لممم أرد بممه اليميممن .اه.
والقسم الثاني :تنعقد به اليمين ما لم يرد به غير ال بأن أراده ،أو أطلق لنصممرافه عنممد الطلق
إليه تعالى لكونه غالبا فيه ،فإن أراد به غيممره لممم تنعقممد اليميممن لنممه يطلممق علممى غيممره :كرحيممم
القلب ،وخالق الفك ،ورازق الجيش ،ورب البل ،فيقبل هنا إرادة غيممره تعممالى كممما يقبممل إرادة
غير اليمين .والقسم الثالث :تنعقد به اليمين إن أراده تعالى بخلف ما إذا أراد به غيره ،أو أطلق
لنه لما أطلق عليه وعلى غيره سواء أشبه الكنايات فل يكممون يمينمما إل بالنيممة) .قمموله :أو صممفة
من صفاته( أي الذاتية كما في التحفة والنهاية وشرح التحرير ،وكتب الرشيدي ممما نصممه :قمموله:
الذاتية .أخرج الفعلية كالخلق والرزق فل تنعقد بها -كما صممرح بممه الرافعممي -وأخممرج السمملبية
ككونه ليس بجسم ول جوهر ول عرض ،لكن بحث الزركشي النعقاد بهمذه لنهما قديممة متعلقمة
به تعالى .اه .وكتب ش ق ما نصه :ليس المراد بهمما -أي بالذاتيممة -خصمموص صممفات المعمماني
السبعة المذكورة في الكلم ،بل المراد ما يشملها وغيرها من كل ما قام بالذات كالعظمة .ومثلهمما
الصفات السلبية على المعتمد كعدم الجسمية ،وكالقدم ،والبقاء ،وكذا الضافية كالزليممة ،والقبليممة
للعالم ،بخلف الصفات الفعليممة كممالخلق والممرزق والحيمماء والماتممة ،فل ينعقممد بهمما اليميممن وإن
نوى ،خلفا للحنفية .اه .قال في شرح الروض :والفرق بين صفتي الذات والفعممل أن الولممى ممما
استحقه في الزل ،والثانية ما اسممتحقه فيممما ل يممزال دون الزل يقممال علممم فممي الزل ،ول يقممال
رزق في الزل إل توسعا .اه) .قوله :كوال( هو وما بعده
] [ 356
إلى قوله وخالق الخلق أمثلة للسم) .وقوله :ولو قال وكلم الخ( أمثلة للصفة ،ولو حممذف
لفظ لو وعطف ما بعدها على ما قبلها لكان أولى .تنبيه :اللحن هنا ل يؤثر في النعقاد ،فلو رفممع
السم الداخل عليمه واو القسمم ،أو نصمبه ،أو سمكنه ،انعقمد بمه اليميمن .كممما فممي المغنممي وشممرح
المنهج) .قوله :وكلم ال( أي أو مشيئته وعلمه وقدرته وعزته وعظمتممه وكبريممائه وحقممه إن لممم
يرد بالحق العبادات -وبالعلم والقدرة المعلوم والمقدور -وبالبقية ظهممور آثارهمما الظمماهرة وهممي
قهر الجبابرة في العظمة والكبرياء ،وعجز المخلوقات عن إيصال مكروه إليه تعالى فممي العممزة،
فإن أراد ذلك فليس بيمين) .قوله :فيمين( خبر لمبتدأ محذوف :أي فهو يمين ومحله إن أراد بذلك
كله الصفة القديمة ،فإن أراد غيرها بأن أراد بالكلم اللفاظ التي نقرؤها ،وبكتمماب ال م المكتمموب
من النقوش ،وبالقرآن المقروء من اللفاظ التي نقرؤها أو الخطبممة ،وبممالتوراة والنجيممل اللفمماظ
الممتي تقممرأ ،فليممس ذلممك بيميممن) .قمموله :وكممذا والمصممحف( أي وكممذلك يكممون يمينمما إذا حلممف
بالمصحف) .قمموله :إن لممم ينممو الممخ( فممإن نمموى ذلممك فليممس بيميممن) .قمموله :وإن قممال وربممي( أي
بالضافة ،فإن قال والرب باللف واللم فهو يمين صريحا ،لنه ل يستعمل في غير ال م تعممالى.
)قوله :وكان عرفهم( أي عرف أهل بلدة الحالف) .قوله :فكناية( أي فإن نمموى بممه اليميممن انعقممد،
وإل فل) .قوله :وإل( أي بأن لم يكن في عرفهم ذلك) .وقوله :فيمين ظاهرا( أي صريحا فينعقممد
به اليمين من غير نية) .قوله :إن لم يرد غير ال( قيد في كون الحلمف بموربي ينعقمد بمه اليميمن.
وخرج به ما إذا أراد به غير ال فإنه ل يكون يمينا لنه يصح إطلقه على غير ال تعالى ولو لم
يكن في عرف بلده ذلك الطلق) .قوله :ول ينعقد( أي اليمين بمعنى الحلف والولمى ،فل ينعقمد
بفاء التفريع ،لن المقام له ،إذ هو مفهوم حصر انعقاد اليمين في القسمين السابقين .والمعنممى :إذا
حلف بغير ال ل تنعقد يمينه ،ولو شرك في حلفه بين ما يصح الحلف به وغيممره كمموال والكعبممة
فالوجه انعقاد اليمين إن قصد الحلف بكل أو أطلق .وكذا لو قصممد الحلممف بممالمجموع ،لن جممزء
هذا المجموع يصح الحلف به ،فالمجموع الذي جزؤه كذلك يصح الحلف به .كذا فمي سمم )قموله:
كالنبي( أي بأن يقول والنبي ،أو وحق النبي لفعلن كذا .وينبغي للحالف أن ل يتساهل في الحلف
بالنبي )ص( لكونه غير موجب للكفارة ،سيما إذا حلف على نية أن ل يفعممل ،فممإن ذلممك قممد يجممر
إلى الكفر لعدم تعظيمه لرسول ال )ص( والستخفاف به) .قمموله :للنهممي الصممحيح الممخ( أي فممي
خبر :إن ال ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم ،فمن كان حالفا فليلحف بال أو ليصمممت) .وقمموله :وللمممر
بالحلف بال( أي في الخبر السابق في قوله :فمن كان حالفا الخ ،وهممو محممل الدللممة علممى النهممي
عن الحلف بالكعبة ،أو النبي ،أو نحوهما .ول يرد على ذلك أنه ورد في القرآن الحلف بغير المم
تعالى كقوله تعالى :والشمس ،والضحى ،لنه على حذف مضاف :أي ورب الشمممس مثل .أو أن
ذلك خاص به تعالى ،فإذا أراد تعظيم شئ من مخلوقاته أقسم به ،وليس لغيممره ذلممك) .قمموله :فقممد
كفر( في رواية فقد أشرك) .قوله :وحملوه( أي خبر الحاكم المذكور) .قوله :علممى ممما إذا قصممد(
أي الحالف) .وقوله :تعظيمه( أي غير ال) .قوله :فإن لممم يقصممد ذلممك( أي تعظيمممه كتعظيممم الم
تعالى) .قوله :أثم الخ( أي فهممو حممرام ،ول يكفممر بممه) .قمموله :أي تبعمما لنممص الشممافعي( قممال فممي
النهاية :وأخشى أن يكون الحلف بغير ال معصية .اه) .قوله :كذا قاله الخ( أي قال أنه يأثم بممذلك
عند أكثر العلماء تبعا للنص) .قوله :والذي الخ( مبتدأ خبره الكراهة :أي كراهة الحلف بغير المم
مع
] [ 357
عدم قصد ما مر) .قوله :وهو المعتمد( أي القول بالكراهة المعتمد .وفي التحفممة قممال ابممن
الصلح ،يكره بما له حرمة شرعا كالنبي ،ويحرم بما ل حرمة له كالطلق .وذكر الماوردي أن
للمحتسب التحليف بالطلق دون القاضي ،بل يعزله المام إن فعله .وفي خبر ضعيف :ممما حلممف
بمالطلق ممؤمن ،ول اسمتحلف بمه إل منمافق .اه) .قموله :وإن كمان المخ( غايمة فمي كمون القمول
بالكراهة همو المعتممد) .قموله :قممال بعضممهم وهمو( أي القمول بمالثم) .قموله :لقصممد غممالبهم( أي
الحالفين بغير ال )وقوله :إعظام المخلوق به( أي باليمين) .وقوله :ومضاهاته( أي المخلوق :أي
مشابهته ل .وفيه أنهم إن قصدوا المضاهاة يكفممرون لثبمماتهم الشممركة ول يممأثمون فقممط .فتأمممل.
)قوله :تعالى ال( أي تنزه ال وتباعد) .وقوله :عن ذلك( أي عممن كممون أحممد يضمماهيه ،أو يعظممم
كتعظيمه) .وقوله :علوا( أي تعاليا ،فوضع إسم المصدر في موضع المصدر مثل) * :وال أنبتكم
من الرض نباتا( *) .وقوله :كبيرا( صفة لعلوا ،وفيهمما تمممام المبالغممة فممي النزاهممة) .قمموله :وإذا
حلف بما ينعقد به اليمين( أي مما مر في كلمه من اسم خاص بممه تعممالى أو صممفة مممن صممفاته.
)وقوله :ثم قال لم أرد به اليمين لم يقبل( وهذه العبارة مساوية لعبممارة المنهماج ،وقممد علممت عمن
فتح الجواد أنه قيل إنها سبق قلم ،وكذلك قاله شيخ السلم ونص عباره المنهج مع شرحه له :إل
أن يريد به غير اليمين فليس بيمين ،فيقبل منه ذلك -كما في الروضة وأصمملها -ثممم قممال :فقممول
الصل ول يقبل قوله ،لم أرد به اليمين مؤول أو سبق قلم .اه) .قوله :ولو قال بعد يمينه إن شمماء
ال( مثل الثبات النفي ،كإن لم يشأ ال ،ومثل مشيئة ال مشيئة الملئكة ل مشمميئة الدمييممن كممما
مر في باب الطلق) .قوله :وقصد اللفظ الخ( فيه أنه ل يشترط قصد اللفظ قبل فراغ اليمين ،بممل
الشرط قبله قصد الستثناء .أي التعليمق .وعبممارة المروض وشمرحه :ويشمترط التلفممظ بالسممتثناء
وقصده قبل فراغ اليميمن واتصماله بهما .اه) .قموله :واتصممل السممتثناء بهما( أي بمماليمين اتصممال
عرفيا ل حقيقيا ،لنه ل يضر الفصل بسكتة التنفس والعممي وانقطمماع الصمموت) .قمموله :لممم تنعقممد
اليمين( جواب لو ،وإنما لم تنعقد لعدم العلم بوقوع المعلق عليه ،لن مشيئته تعالى وما ألحق بهمما
غير معلومة لنا ،وقيل تنعقد لكن مع عدم المؤاخذة بها) .قوله :فل حنث ول كفممارة( تفريممع علممى
عدم انعقاد اليمين) .قوله :وإن لم يتلفظ بالستثناء( أي أو تلفظ به ولكن لممم يقصممد السممتثناء بممأن
سبق لسانه إليه ،أو قصد التبرك ،أو أن كل شئ بمشيئة ال ،أو لم يعلمم همل قصممد التعليممق أم ل،
أو أطلق) .قوله :لم يندفع الخ( جواب إن) .وقوله :الحنث( بكسر الحاء :أي إثم حلف اليمين بفعل
المحلوف عليه كأن قال والم ل أكلممم زيممدا فكلمممه .قممال فممي القمماموس :الحنممث -بالكسممر -الثممم
والحلف في اليمين ،والميل من باطل إلى حق وعكسه .اه .وقال في المصممباح :حنممث فممي يمينممه
يحنث حنثا إذا لم يف بموجبها فهو حممانث ،وحنثتممه -بالتشممديد -جعلتممه حانثمما ،والحنممث الممذنب،
وتحنث إذا فعل ما يخرج به عمن الحنمث .قممال ابمن فممارس :والتحنممث التعبمد .ومنمه :كمان )ص(
يتحنث في غار حرام .اه) .قوله :بممل يممدين( -بضممم يمماء المضممارعة وفتممح الممدال وتشممديد اليمماء
المفتوحة :-أي يعمل باطنا بما نواه وقصده ،فإن قصد قبل فراغ اليمين الستثناء لم تنعقممد باطنمما
وإن لممم يقصممد ذلممك انعقممدت) .قمموله :ولممو قممال لغيممره أقسمممت عليممك( أي أو أقسممم عليممك .وفممي
البجيرمي :لو حذف لفظ عليك فيمين ل يجري فيهما تفصميل .اه) .قموله :أو أسمألك بمال( قمال ع
ش :وكذا لو قال بال ل تفعلن كذا من غير ذكر
] [ 358
المتعلق .اه) .قوله :وأراد يمين نفسه( أي فقط بأن أراد تحقيق هممذا المممر المحتمممل ،فممإذا
حلف شخص على آخر أنه يأكل فالكل أمر محتمل ،فإذا أراد تحقيقه وأنه ل بد مممن الكممل كممان
يمينا ،وإن أراد أتشفع عندك بال أنك تأكل ،أو أراد يمين المخاطب كأن قصد جعلممه حالفمما بممال،
فل يكون يمينا لنه لم يحلف هو ول المخاطب .اه .بجيرمي) .قوله :ومتى لم يقصد يمين نفسممه(
إظهار في مقام الضمار ،فلو قال ومتى لم يردها لكان أولى) .قوله :بممل الشممفاعة( أي بممل قصممد
الشفاعة بال أن يفعل المخاطب كذا) .وقوله :أو يمين المخاطب( أي جعممل المخمماطب حالفمما بممال
تعالى) .وقوله :أو أطلق( أي لم يقصد يمين نفسه ول يميممن المخمماطب ،ويحمممل فممي هممذه الحالممة
على الشفاعة :أي جعلت ال شفيعا عندك في فعل كذا) .قوله :فل تنعقد( أي اليمين) .قمموله :لنممه
لم يحلف هو( أي القائل ذلك ول المخاطب .واعلم أن اللفظ المذي ينعقمد بمه اليميمن إممما أن يكمون
صريحا -والمراد به هنما مما يحصمل النعقماد عنمد الطلق -وذلمك كمما فمي القسممين الوليمن
المارين :أعني ما كان بمختص بال من اسم ،أو صفة له ،وما كان إطلقه عليممه غالبمما ،وإممما أن
يكون كناية وهي ما ليس كذلك ،فل ينعقد بها اليمين إل بالنية ،وذلك كأن يأتي بالجللة مع حذف
حرف القسم نحو :ال -بتثليب الهاء أو تسكينها -لفعلن كذا .ونحو لعمر ال ،أو على عهد المم،
أو ميثاقه ،أو ذمته ،أو أمانته ،أو كفالته لفعلن كذا .ونحو أشهد ،أو شمهدت بمال لقمد كمان الممر
كذا .ونحو عزمت ،أو أعزم بال لفعلن كذا .أو عليك لتفعلن كذا ،ونحو ذلك كاللفاظ التي تطلق
على المولى وعلى غيره على حد سواء كالموجود والعممالم والحكيممم .واختلممف فممي بلممه -بتشممديد
اللم وحذف اللف -فقال في التحفة هي لغو وإن نوى بها اليمين ،لن هذه كلمة غير الجللة إذ
هي الرطوبة .وقال في النهاية هي يميممن إن نواهمما -خلفمما لجمممع ذهبمموا إلممى أنهمما لغمو .-وفممي
البجيرمي :وبقي ما لو قال :وال بحذف اللف بعد اللم هممل يتوقممف النعقمماد علممى نيتهمما أو ل ؟
ويظهر الن الثاني لعدم الشتراك في اللفظ بين السم الكريم وغيره ،بخلف البله فإنها مشممتركة
بين الحلف بال وبلة الرطوبة ،وبقي أيضا ما لو حذف الهاء من لفظ الجللة وقال بالل ،أو والل
هل هي يمين أو ل ؟ فيه نظر .والقرب الثاني لنها بدون الهاء ليسممت مممن أسمممائه ول صممفاته،
ويحتمل النعقاد عند نية اليمين ،ويحتمل على أنه حذف الهاء ترخيممما والمترخيم جممائز فمي غيمر
المنادى على قلة .اه) .قوله :ويكره رد السائل بال تعالى( لخممبر مممن سمأل بممال تعممالى فمأعطوه.
وفي الزواجر :أخرج الطبراني وغيره :أل أحدثكم عن الخضر ؟ قالوا :بلى يا رسول المم .قممال:
بينما هو يمشي ذات يوم في سوق بني إسرائيل أبصره رجل مكاتب فقال :تصدق علي بارك الم
فيك .فقال الخضر :آمنت بال ما شاء ال من أمر يكون ما عندي شممئ أعطيكممه .فقممال المسممكين:
أسألك بوجه ال لما تصدقت علي فإني نظرت السماحة في وجهك ورجوت البركمة عنمدك .فقمال
الخضر :آمنت بال ما عندي شئ أعطيكه إل أن تأخذني فتبيعني .فقال المسكين :وهل يستقيم هذا
؟ قال :نعم .أقول :لقد سألتني بأمر عظيم .إما أني ل أخيبك بوجه ربمي ،بعنمي .قمال :فقمدمه إلمى
السموق فباعمة بأربعممائة درهمم ،فمكمث عنمد المشمتري زمانما ل يسمتعمله فمي شمئ .فقمال :إنمما
اشتريتني التماس خير عندي فأوصني بعمل .قال :أكره أن أشق عليك ،إنك شيخ كممبير ضممعيف.
قال :ليس يشق علي .قال :قم فانقل هذه الحجارة ،وكان ل ينقلها دون ستة نفر فممي يمموم -فخممرج
الرجل لبعض حاجته ثم انصرف وقد نقل الحجارة في ساعة .قال :أحسنت وأجملممت وأطقممت ممما
لم أرك تطيقه .ثم عرض للرجل سفر ،فقال :إني أحسبك أمينا فماخلفني فمي أهلمي خلفمة حسمنة.
قال :أوصني بعمل .قال :إني أكره أن أشق عليك .قال :ليس يشق علي .قال :فاضرب مممن اللبممن
لبيتي حق أقدم عليك .قال :فمر الرجل لسفره .قال :فرجع وقد شيد بناءه .قمال :أسمألك بموجه الم
ما سببك وما أمرك ؟ قال :سألتني بوجه ال ،ووجه ال أوقعني في هذه العبوديمة .فقمال الخضمر:
سأحدثك من أنا :أنا الخضر الذي سمعت به ،سألني مسكين صدقة ،فلم يكن عنممدي شممئ أعطيممه،
فسألني بوجه ال فأمكنته من رقبتي فباعني ،وأخبرك أنه من سئل بوجه ال فرد سائله وهو يقدر
وقف يوم القيامة جلده ول لحم له يتقعقع .فقال الرجل :آمنت
] [ 359
بال .شققت عليك يا نبي اللهلم أعلم .قال :ل بممأس .أحسممنت وأتقنممت .فقممال الرجممل :بممأبي
أنت وأمي يا نبي ال ،أحكم في أهله ومالي بما شئت ،أو اختر فأخلي سبيلك .قال :أحب أن تخلي
سبيلي فأعبد ربي .فخلى سبيله .فقال الخضر :الحمد ل الذي أوثقني في العبودية ثم نجاني منهمما.
اه) .قوله :أو بوجهه( أي وجه الم :كممأن يقمول أسممألك بموجه الم لتفعلمن كممذا) .قموله :فممي غيممر
المكروه( متعلق برد ،وهو على حذف مضاف :أي في سؤال غير المكروه ،أممما سممؤال المكممروه
فل يكره رده ،ومثله المحرم بالولى ،وذلممك لممما أخرجممه الطممبراني عممن أبممي موسممى الشممعري
رضي ال عنه أنه سمع رسول ال )ص( يقول :ملعون من سممأل بمموجه المم ،وملعممون مممن سممئل
بوجه ال ثم منع سائله ما لم يسأل هجرا بضم فسكون -قال في الزواجر :أي ممما لممم يسممأل أمممرا
قبيحا ل يليق ،ويحتمل أنه أراد ما لممم يسممأل سممؤال قبيحمما بكلم قبيممح .اه) .قمموله :وكممذا السممؤال
بذلك( أي وكذا يكره السؤال بال أو بوجهه لحديث :ل يسئل بوجه ال إل الجنة) .قوله :ولممو قممال
إن فعلت كذا فأنا يهودي أو نصراني( أي أو مستحل الخمر ،أو الزنا ،أو أنا بممرئ مممن السمملم،
أو من ال ،أو من رسوله ،ونحو ذلك) .قوله :فليس( أي قوله المممذكور بيميممن ،وهممو جممواب لممو.
)قوله :لنتفاء الخ( علة عدم انعقاد قوله المذكور يمينا) .قوله :ول كفمارة( أي عليمه) .قموله :وإن
حنث( أي بأن فعل المحلوف عليه) .قوله :نعم يحرم ذلك( أي قوله ما ذكر لنه معصية ،والتلفظ
بها حرام) .قوله :بل إن قصد الخ( الصواب حذف لفظ بل ولفظ حرم ،لنه قيممد لقمموله ول يكفممر.
)وقوله :أو أطلق( أي لم يقصد شيئا) .قوله :ويلزمه التوبة( أي لنه حرام ،والتوبة واجبة من كل
معصية .ول ينافي ذلك قوله بعد :سن له أن يستغفر المم ،لن ذلممك باللسممان وهممو ليممس بممواجب.
)قوله :فإن علق( أي قصد تعليق التهود ونحوه مما مر علممى فعممل ذلممك )وقمموله :أو أراد الرضمما
بذلك( أي بالتهود ونحوه) .وقموله :إن فعممل( أي المعلمق عليمه) .وقموله :كفممر حممال( أي لن فيمه
رضا بالكفر وهو كفر كما مر في باب الردة .قال فممي المغنممي :فممإن لممم يعممرف قصممده لممموت أو
لغيبة وتعذرت مراجعته ،ففي المهمات القياس تكفيره إذا عرى عن القرائن الحاملة علممى غيممره،
لن اللفمظ بوضممعه يقتضميه ،وكلم الذكممار يقتضمي خلفممه .اه .والوجمه مما فممي الذكمار .اه.
وقوله :والوجه الخ .قال في التحفة هو الصواب) .قموله :وحيمث لمم يكفمر( أي بمأن قصمد تبعيمد
نفسه أو أطلق) .قوله :سن له أن يستغفر ال( أي باللفظ ،وإل فالتوبة واجبممة كممما صممرح بممه آنفمما
بقوله ويلزمه التوبة ،وذلك كأن يقول أستغفر ال العظيم الذي ل إله إل هو الحممي القيمموم وأتمموب
إليه ،وهي أكمل من غيرها) .قوله :ويقول الخ( أي وسن له أن يقول ل إله إل ال محمممد رسممول
ال .قال في التحفة :وحذفهم أشهد هنا ل يدل على عدم وجوبه فممي السمملم الحقيقممي لنممه يغتفممر
فيما هو للحتياط ،ما ل يغتفر في غيره ،على أنه لو قيل الولى أن يأتي هنا بلفممظ أشممهد فيهممما،
لم يبعد لنه إسلم إجماعا ،بخلفه مع حذفه .اه) .قوله :وأوجممب صمماحب الستقصمماء ذلممك( أي
قوله ل إله إل ال الخ .أي لخبر الصحيحين :من حلف باللت والعزى فليقل ل إله إل المم .ورده
الجمهور بأن المممر فيممه محمممول علممى النممدب) .قمموله :ومممن سممبق لسممانه الممخ( عبممارة الممروض
وشرحه :ومن حلف بل قصد ،بأن سبق لسانه إلى لفظ اليمين بل قصد ،كقوله في حالة غضممب،
أو لجاج ،أو صلة كلم ،ل وال تارة ،وبلى وال تارة أخرى ،أو سبق لسانه بأن حلف على شممئ
فسبق لسانه إلى غيره فلغو :أي فهو لغو يمين ،إذ ل يقصد بذلك تحقيق اليميممن ولقمموله تعممالى* :
)ل يؤاخذكم ال باللغو في أيمانكم( * ولخممبر :لغممو اليميممن :ل والمم ،وبلممى والمم .رواه أبممو داود
وابن حبان وصححه .فلو جمع بين ل وال وبلى وال في كلم واحد ،قال الماوردي الولى لغو،
والثانية
] [ 360
منعقدة لنها استدراك مقصود منه .اه .وقوله :قال الممماوردي الممخ .قممال فممي التحفممة :هممو
ظاهر إن علم أنه قصدها .وكذا إن شك ،لن الظمماهر أنمه قصمدها ،أممما إذا علمم أنمه لمم يقصممدها
فواضح أنه لغو .اه .وقال في المغني :وجعل صاحب الكافي مممن لغممو اليميممن ممما إذا دخممل علممى
صاحبه فأراد أن يقوم له فقال :وال ل تقمموم ،وهممو مممما تعممم بمه البلمموى .اه .وهممو ظمماهر إن لممم
يقصد اليمين فإن قصدهم كانت يمينا كما نبه عليه في التحفة والنهاية) .قوله :بل قصد( ل حاجممة
إليه بعد قوله سبق لسانه كما نبه عليه في المغني وعبارته :تنممبيه :ل حاجممة لقمموله بل قصممد بعممد
قوله ومن سبق لسانه .اه) .قوله :كل وال وبلى وال( أي كقوله ذلك) .وقوله :في نحممو غضممب(
متعلق بقوله المقدر) .قوله :لم ينعقد( أي اليمين بذلك ،وهو جواب من) .قموله :والحلممف مكممروه(
أي لقوله تعالى) * :ول تجعلوا ال عرضة ليمانكم( * أي نصبا لها بأن تكممثروا منهمما لتصممدقوا،
ولخبر :إنما الحلف حنث أو ندم ،رواه ابن حبان في صحيحه ،ولنه ربما يعجز عن الوفمماء فيممما
حلف عليه .قال حرملة :سمعت الشافعي رضي ال عنه يقمول :مما حلفمت بمال صمادقا ول كاذبما
قط .تنبيه :كان الولى للمؤلف أن يزيد بعد قوله مكروه لفظ في الجملة ،وذلك لن من اليمين ممما
هو معصية كما سيأتي في كلمه ،ومنها ما هو مباح ،ومنها ما هو مسممتحب .كممأن توقممف عليهمما
فعل مندوب أو ترك مكروه ،ومنها ممما هممو واجممب فيممما إذا توقممف عليهمما فعممل واجممب ،أو تممرك
حرام) .قوله :إل في بيعة الجهاد الخ( لو قال كغيره إل في طاعة كبيعة الجهاد الخ .لكممان أولممى،
إذ عبارته تفيد الحصر في هذه الثلثة مع أنه ليس كذلك ،بل مثلها كل طاعة من فعل واجممب ،أو
ترك حرام ،أو فعل مندوب ،فل كراهة في الحلف في جميع ذلك .ومثل في شرح الروض للبيعة
على الجهاد بقوله عليه الصلة والسلم :وال لغزون قريشا الحديث المار .وقوله والحممث علممى
الخير :أي كقوله وال إن لم تثبت لتندم) .قوله :والصادق في الدعوى( الملئم لما قبلممه أن يقممول:
وفي الدعوى الصادقة :أي عند حاكم .ول تكره اليمين أيضا فيممما إذا دعممت حاجممة إليهمما كتوكيممد
كلم كقوله )ص( :فوال ل يمل ال حتى تملوا أي ل يترك ثوابكم حتى تتركوا العمل ،أو تعظيممم
أمر كقوله عليه السلم :وال لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليل ولبكيتم كممثيرا) .قمموله :ولممو حلممف
الخ( هذا إشارة إلى استثناء رابع ،فكأنه قال :وتكره إل إن حلف علممى التكمماب معصممية فتحممرم.
)وقوله :ولزمه حنث الخ( تلخص من كلمه أن الحنث تارة يجب كما فممي هممذه الصممورة ،وتممارة
يندب كما ذكره بقوله :أو ترك مستحب ،أو فعل مكروه .وتممارة يكممون خلف الولممى كممما ذكممره
بقوله :أو على ترك مباح أو فعله .وبقي عليه الكراهة ،وذلك كما إذا حلف على فعل منممدوب ،أو
ترك مكروه ،والتحريم كما إذا حلف على فعل واجب ،أو ترك حرام ،فيحرم عليه الحنممث بممترك
واجب أو فعل حممرام .فتحصممل أن الحنممث تعممتريه أحكممام خمسممة ول تعممتريه الباحممة ،لنممه فممي
صورة المباح يكون خلف الولى ،وبضد ما قيل في الحنث يقال في البر ،فحيمث وجممب الحنمث
حرم البر ،وحيث حرم الحنث وجب البر ،وحيث ندب الحنث كره البر ،وحيث كره الحنث نممدب
الممبر .اه .بجيرمممي .بتصممرف )وقمموله :عصممى( أي بممالحلف ،واسممتثنى بممالبلقيني مممن الصممورة
الولى :أعني ترك الواجب مسألتين ،الولى :الواجب الذي يمكن سقوطه كالقصاص بعممد الحكممم
به ،فإنه يمكن سقوطه بالعفو .الثانية :الواجب على الكفايممة ،كممما لممو حلممف ل يصمملي علممى فلن
الميت حيث لم تتعين عليه ،فإنه ل يعصي بهذا الحلف .اه .مغني) .وقوله :ولزمه حنث وكفممارة(
أي لن القامة على هذه الحالة معصية ،ولخبر الصحيحين :من حلف علممى يميممن فممرأى غيرهمما
خيرا منها فليأت الذي هو خير .ولكيفر عن يمينه .وإنما يلزمه الحنث إذا لم يكن له طريق سواه،
وإل فل ،كما لو حلف ل ينفق على زوجته فإن له طريقا
] [ 361
بأن يعطيها من صداقها ،أو يقرضها ثم يبرئها ،لن الغرض حاصل مع بقاء التعظيم .اه.
شرح المنهج :وقوله :بأن يعطيها من صداقها :أي مع كون النفقة باقية في ذمته ،والولى ويمثممل
بنفقة القريب لنها تسقط بمضي الزمان .اه .بجيرمي) .قوله :أو تممرك الممخ( بممالجر عطممف علممى
ترك واجب أن قوله مستحب :أي كسنة الظهر) .وقوله :أو فعمل المخ( عطممف علمى تمرك أيضما.
)وقوله :مكروه( أي كالتفات في الصلة) .قوله :سن حنثه وعليه كفارة( أي لن اليميمن والقاممة
عليه مكروهان ،ولية) * :ول يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولممي القربممى والمسمماكين
والمهاجرين في سبيل ال وليعفوا وليصفحوا أل تحبون أن يغفر الم لكممم والم غفممور رحيممم( *.
وسبب نزولها أن الصديق رضي ال عنه حلف أن ل ينفق علمى مسممطح بعممدما قمال لعائشمة :ممما
هي بريئة منه فأنزل ال) * :ول يأتل أولو الفضل( * الية ،فقال :بلى وال إنممي لحممب أن يغفممر
ال لي ،فرجع إلى مسطح الذي كان يجريه عليه من النفقة .ظريفة :يحكممى أن ابممن المقممري منممع
النفقة عن ولده لما رآه غير مستقيم فكتب إليه ولده :تقطعن عادة بر ول تجعل عقمماب المممرء فممي
رزقه فإن أمر الفك من مسطح يحط قدر النجم من أفقه وقد جرى منه الممذي قممد جممرى وعمموتب
الصديق في حقه فأجابه بقوله :قد يمنع المضطر من ميتة إذا عصى بالسير في طرقه لنه يقمموى
على توبة توجب إيصال إلى رزقه لو لم يتب مسطح من ذنبه ما عوتب الصديق في حقه )قمموله:
أو على ترك مباح أو فعله( معطوفان علمى فمي تمرك واجمب ،أي أو حلمف علمى ذلمك) .وقموله:
كدخول دار الخ( مثال للمباح .تنبيه :أختلف فيما لو حلف ل يأكمل طيبما ،ول يلبممس ناعممما ،فقيممل
مكروه لقوله تعالى) * :قل من حرم زينة ال( * الية ،وقيل طاعة لما عرف من اختيممار السمملف
خشونة العيش ،وقيل يختلف ذلك باختلف أحوال الناس ،وقصودهم وفراغهم للعبادة ،واشتغالهم
بالضيق والسعة ،وهذا كما قال الرافعي الصواب) .قوله :فالفضل ترك الحنث( وقيل الفضل له
الحنث ليستنفع الفقراء بالكفارة .قال الذرعي ويشبه أن محل الخلف ما إذا لم يكن في ذلك أذى
للغير ،فإن كان بأن حلف ل يدخل دار أحد أبويه أو أقمماربه أو صممديقه ،فالفضممل الحنممث قطعمما.
وعقد اليمين على ذلك مكروه بل شك .وكذا حكم الكل واللبس .اه .مغنممي )قمموله :إبقمماء لتعظيممم
السم( أي المحلوف به ،أي ولقوله تعالى) * :ول تنقضوا اليمان بعد توكيدها( * .تنبيهات :مممن
حلممف أن ل يفعممل شمميئا ككممونه ل يممزوج ممموليته ،أو ل يطلممق امرأتممه ،أو ل يعتممق عبممده ،أو ل
يضرب غلمه ،فأمر غيره بفعله ففعله وكيله ولو مع حضوره لم يحنممث ،لنمه حلممف علممى فعلممه
ولم يفعل ،إل أن يريد الحالف استعمال اللفظ في حقيقته ومجازه ،وهو أن ل يفعله هو ول غيممره
فيحنث بفعل وكيله فيما ذكر عمل بإرادته ،فإن فعل الشئ الذي حلممف عليممه بنفسممه عامممدا عالممما
مختارا حنث ،بخلف ما لو كان جاهل أو ناسيا أو مكرها فل يحنممث حينئذ .ومممن الفعممل جمماهل
أن يدخل دار ال يعرف أنها المحلوف عليها ،أو يسلم علممى زيممد فممي ظلمممة ول يعممرف أنممه زيممد
وهو حالف
) (1سورة النور ،الية (2) .22 :سورة العراف ،الية (3) .32 :سورة النحل ،الية.91 :
] [ 362
أنه ل يسلم عليمه .وممن حلمف ل يممبيع همذا العبمد ،أو ل يشمتري همذا الثموب ،فموهبه فمي
الولى ،أو وهب له في الثانية ،لم يحنث لنه لممم يفعممل المحلمموف عليممه .ومممن حلممف ل يممبيع ول
يوكل وكان قد وكل قبل ذلك ببيع ماله ،فبمماع الوكيممل بعمد الحلمف بالوكالمة السمابقة ،ففمي فتماوي
القاضي حسين :أنه ل يحنث ،لنه بعد اليمين لمم يباشمر ولمم يوكمل .وقياسمه أنمه لمو حلمف علمى
زوجته أن ل تخرج إل بإذنه ،وكان قد أذن لها قبل ذلك في الخروج إلى موضع معين ،فخرجت
إليه بعد اليمين لم يحنث .ومممن حلممف ل يعتمق عبمده فكماتبه وعتممق بمالداء لمم يحنمث ،كممما نقلمه
الشيخان عن ابن القطان وأقراه .ومن حلف ل يأكل الحشيشة فبلعها من غير مضممغ حنممث ،لنممه
يسمى أكل عرفا ،واليمان مبنية على العرف .بخلف ما لو حلف بالطلق أنه ل يأكل الحشيشة
فبلعها من غير مضغ فإنه ل يحنممث ،لنممه ل يسمممى أكل لغممة ،والطلق مبنممي علممى اللغممة .ولممو
حلف ل يلبس خاتما فلبسه في غير الخنصر لم يحنث .ومن حلف ل يكتب بهذا القلم فكسر بريتمه
وبراه برية جديدة وكتب بمه لممم يحنممث .ومممن حلممف ل يتغممدى ،أو ل يتعشممى ،أو ل يتسممحر ،فل
يحنث في الول إل بأكله قبل الزوال ،لن وقت الغداء من طلوع الفجر إلممى الممزوال .ول يحنممث
في الثاني إل بأكله بعد الزوال ،لن وقت العشاء مممن الممزوال إلممى نصممف الليممل .ول يحنممث فممي
الثالث إل بأكله بعد نصف الليل ،لن وقت السممحور مممن نصممف الليممل إلممى طلمموع الفجممر .ومممن
حلف ل يفارق غريمه حتى يوفيه حقه ،فهرب غريمه منه لم يحنممث ولمو تمكمن ممن إتبمماعه ،بمل
ولو أذن له في الهرب ،لنه لم يفارقه هو .ومن حلف ل يدخل الدار ،حنممث بممدخوله داخممل بابهمما
حتى دهليزها ،ولو برجل واحدة معتمدا عليها فقممط ،ل بصممعوف سممطح مممن خممارج الممدار ،ولممو
محوطا بأن يكون له درج يصعد عليها له من خارجها .وإذا حلممف الميممر مثل ل يضممرب زيممدا
فأمر الجلد فضربه لم يحنث ،أو حلف ل يبني بيته فأمر البناء ببنممائه فبنمماه فكممذلك ل يحنممث ،أو
حلف أن ل يحلق رأسه فأمر حلقا فحلقه لم يحنث -كما جرى عليمه ابمن المقممري -لعمدم فعلمه،
وقيل يحنث للعرف .ومطلق الحلف على العقود ينزل على الصحيح منها فل يحنث بالفاسد ،ولممو
أضاف العقد إلى ما ل يقبله :كأن حلف ل يبيع الخمر ،ول المستولدة ،ثم أتى بصورة البيع ،فممإن
قصد التلفظ بلفظ العقد مضافا إلى ما ذكره حنث ،وإن أطلمق فل .وكممذلك الحلممف علمى العبممادات
كالصلة والصوم ينزل علممى الصممحيح منهممما ،فل يحنممث بالفاسممد منهممما إل الحممج ،فممإنه يحنممث
بالفاسد .ولو حلف ل يصلي لم يحنث بصلة الجنازة ،لنهمما ل تسمممى صملة عرفمما .وممن حلمف
ليثنين على ال أحسن الثناء ،أو أعظمه ،أو أجله ،فليقل :ل أحصممي ثنمماء عليممك أنممت كممما أثنيممت
على نفسك ،أو بأجل التحاميد فليقل :الحمد ل حمدا يوافي نعمه ،ويكافئ مزيده .أو حلف ليصلين
على النبي )ص( بأفضل الصلة عليه ،فليصل بالصلة البراهيمية التي في التشهد .وهنا فممروع
كثيرة تركناها خوف الطالة) .قوله :فرع الخ( الولى فروع ،لنه ذكر أربعة الول :قمموله يسممن
تغليظ الخ ،الثاني :قموله ويعتمبر فمي الحلممف المخ ،الثمالث :قمموله واليميمن يقطممع الخصمومة المخ،
الرابع :قوله واليمين المردودة الممخ .واعلممم أن ممما ذكممر يممذكره الفقهمماء فممي بمماب الممدعوى ،وهممو
النسب وإن كان لذكره هنا وجه أيضا ،وهو أن الكلم في اليمان وأنها قد تقع في خصومة كممما
مر) .وقوله :تغليظ يمين الخ( إنما سن ذلك لن اليمين إنما وضعت للزجر عن التعممدي ،فغلظممت
مبالغة وتأكيدا للردع فيما هو متأكد في نظر الشرع ،وهو ما سمميذكره مممن النكمماح الممخ) .وقمموله:
من المدعي( أي صادرة منه فيما إذا كممان المممدعى بمه يثبممت بيميممن وشمماهد ،أو فممي يميممن الممرد.
)وقوله :والمدعى عليه( أي وتغليظ يمين صادرة من المدعى عليه فيما إذا لم يكممن عنممد المممدعي
بينة) .قوله :وإن لم يطلبممه( أي التغليممظ ،وهممو غايممة فممي سممنية التغليممظ :أي يسممن وإن لممم يطلبممه
الخصم .قال في التحفة :بممل وإن أسممقطه كممما قمماله القاضممي .اه) .قموله :فممي نكمماح المخ( أي فممي
دعوى ذلك ،والجار والمجرور متعلق بمحذوف صممفة ليميممن :أي يميممن واقعممة فممي دعموى الممخ.
ويحتمل أن في بمعنى على ،والجار والمجرور متعلق
] [ 363
بيمين ،ول حاجة إلى تقدير مضاف :أي يمين على نكمماح وطلق الممخ) .وقمموله :ووكالممة(
أي ولو في درهم .اه .تحفة) .قوله :وفي مال( معطوف على نكاح) .وقوله :بلغ عشرين دينممارا(
أي أو ما قيمته ذلك .تنبيه :كان حقه أن يزيد ولعان كما في التحفة ،لن قموله التمي وصمعودهما
عليه أولى ل يظهر إل في الزوجين المتلعنين ،لنهما هما اللذان يصعدان على المنممبر) .قمموله:
ل فيما دون ذلك( أي ل يسن تغليظ اليمين فيممما دون عشممرين دينممارا) .قمموله :لنممه( أي ممما دون
ذلك) .وقوله :حقير في نظر الشرع( أي فلم يعتن فيه بتغليظ اليمين) .قمموله :نعممم الممخ( إسممتدراك
على عدم سنية التغليظ فيما دون ذلك) .وقوله :لو رآه الحاكم( المفعول الثاني محممذوف :أي رأى
التغليظ أصلح فيما دون ذلممك) .وقمموله :لنحممو جممراءة الحممالف( أي علممى اليميممن ،واللم للتعليممل،
وهي متعلقة بممرأى ،أو بمفعمموله الثمماني المحممذوف) .وقمموله :فعلممه( أي فعممل الحمماكم التغليممظ فممي
اليمين) .قوله :وهو( أي الزمان الذي يحصل به التغليممظ) .وقمموله :بعممد العصممر( أي لن اليميممن
الفاجرة بعد العصر أغلظ عقوبة لخبر الصحيحين :عن أبي هريرة أن النبي )ص( قال :ثلثممة ل
يكلمهم ال يوم القيامة ول يزكيهم ولهم عذاب أليم -وعد منهم رجل حلف على يمين كاذبممة بعممد
العصر يقتطع بها مال امرئ مسلم) .قوله :وعصر الجمعة أولى( أي مممن عصممر غيممر الجمعممة،
لن يومها أشرف السبوع ،وساعة الجابة فيها بعد عصرها) .قوله :وبالمكممان( معطمموف علممى
بالزمان :أي والتغليظ يكون بالمكان أيضا) .قمموله :وهممو( أي المكممان الممذي يحصممل التغليممظ بممه.
)وقوله :للمسلمين عند المنبر( الظممرف متعلممق بمحممذوف خممبر المبتممدأ ،والجممار والمجممرور قبلممه
متعلق بما تعلق به هذا الخبر :أي وذلك المكان كائن عند المنبر بالنسبة للمسلمين :أي أما بالنسبة
لغيرهم إذا ترافعوا إلينا فبيعة -بكسر الباء -وهي معبد النصارى ،أو كنيسة وهي معبد اليهممود،
أو بيت نار مجوس ل بيت أصنام وثني دخل دارنا بهدنة أو أمان وترافعوا إلينا ،فل يحلف فيممه،
لنه ل أصل له في الحرمة والتعظيم ،بل في مجلس الحكم .وعبارة الخطيب في باب اللعان :فإن
كان في غير المساجد الثلثة فيكون في الجمامع علمى المنمبر كمما صمححه صماحب الكمافي ،لن
الجامع هو المعظم من تلك البلدة والمنبر أولى ،فإن كان في المسجد الحرام فبين الركن الذي فيه
الحجر السود وبين مقام إبراهيم عليه الصلة والسلم ،ويسمى ما بينهما بممالحطيم .فممإن قيممل :ل
شئ في مكة أشرف من البيت .أجيب :بأن عدولهم عنه صيانة له عن ذلك .وإن كممان فممي مسممجد
المدينة فعلى المنبر -كما في الم والمختصر -لقوله )ص( :ومن حلف علممى منممبري هممذا يمينمما
آثما تبوأ مقعده من النار .وإن كان في بيت المقدس فعند الصخرة لنها أشرف بقمماعه لنهمما قبلممة
النبياء عليهم الصلة والسلم .وفي ابن حنبل أنها ممن الجنمة .اه .ومحمل ذلمك فمي غيمر الممرأة
الحممائض ،أو النفسمماء ،أو المتحيممرة ،أممما هممي فعنممد بمماب الجممامع لتحريممم مكثهمما فيممه) .قمموله:
وصعودهما( أي الزوجين عند اللعان -كما علمت -وعبارة فتح الجواد مع الصممل :ورقممي كممل
منهما عند لعانه عليه -أي المنبر -بطيبة شرفها ال ،وبغيرها أيضا أولممى -وإن قممل القمموم .اه.
)وقوله :عليه( أي على المنبر) .قوله :وبزيادة الخ( معطوف علممى بالزمممان :أي ويكممون التغليممظ
بزيادة السماء والصفات ،كممأن يقممول والم الممذي ل إلممه إل همو عممالم الغيممب والشممهادة الرحمممن
الرحيم الذي يعلم السر والعلنية ،هذا إن كان الحالف مسلما ،فإن كان يهوديا حلفه القاضممي بممال
الذي أنزل التوراة على موسى ونجاه من الغرق ،أو نصرانيا حلفه بال الذي أنزل النجيممل علممى
عيسى ،أو مجوسيا أو وثنيا حلفه بال المذي خلقمه وصموره .ول يجموز للقاضمي أن يحلمف أحمدا
بطلق أو عتمق أو نمذر .وممتى بلمغ الممام أن القاضمي يسمتحلف النماس بمذلك عزلمه ،كمما قماله
الشافعي رضي ال عنه .وقال ابن عبد البر :ل أعلم أحدا من أهل العلم يممرى السممتحلف بممذلك.
اه) .قوله :ويسن أن يقرأ الخ( عبارة غيره :ومن
] [ 364
التغليظ أن يوضع المصحف في حجره ويطلع له سورة براءة ،ويقال لممه ضممع يممدك علممى
ذلك ويقمرأ قموله تعمالى) * :إن المذين يشمترون( * اليمة .اه) .قموله :ولمو اقتصمر( أي الحمالف.
)وقوله :كفى( أي في الحلف) .قوله :ويعتبر( أي يعتمد) .وقوله :في الحلف( أي بال تعممالى لنممه
المممراد عنممد الطلق) .قمموله :نيممة الحمماكم( أي وعقيممدته .ومثممل الحمماكم نممائبه ،أو المحكممم ،أو
المنصوب للمظالم ،وغيرهم من كل من له ولية التحليف ،وإنما اعتبرت نيتممه دون نيممة الحممالف
لخبر مسلم :اليمين على نية المستحلف .وحمممل علممى الحمماكم لنممه الممذي لممه وليممة السممتحلف،
ولنه لو اعتبرت نية الحالف لضاعت الحقوق) .وقوله :المستحلف( أي لمن توجه عليممه الحلممف.
)قوله :فل يدفع إثم اليمين الخ( مفرع على اعتبار نية الحاكم :أي وإذا كان المعتبر نية الحمماكم ل
نية الحالف ،فلو حلف وورى في حلفه ،أو تمأول ،أو اسمتثنى ،فل ينفعمه ذلمك ول يممدفع عنمه إثممم
اليمين الفاجرة ،لكن بشروط أربعة تستفاد من كلمه ،وهي أن يكون ذلك الحلف عند القاضممي أو
المحكم ،فلو حلف عند المدعي فقط نفعه ذلك ،وأن يطلممب منممه القاضممي أو المحكممم الحلممف ،فلممو
حلف قبل طلبه منه نفعه ذلك .وأن ل يكون التحليف بالطلق أو العتق ،فإن كان بهما نفعه أيضمما
ذلك ،وأن ل يكممون الحممالف محقمما وإل نفعممه) .وقمموله :بنحممو توريممة( هممي قصممد مجمماز اللفممظ ل
حقيقته ،كأن ادعى عليمه ثوبما وأنكمر فحلفمه القاضممي فقمال :والم ل يسممتحق علمي وثوبما ،وأراد
بالثوب الرجوع لنه من ثاب إذا رجع ،وهذا مجاز مهجممور .أو كممأن ادعممى عليمه درهممما فممأنكر
فحلفه القاضي فقال :وال ل يستحق علي درهما ،ونوى الحديقة لنه -كما في القمماموس -يطلممق
عليها) .وقوله :كاستثناء( تمثيل لنحو التورية .قال البجيرمي :كمأن كممان لمه عليمه خمسممة فمادعى
عليه عشرة وأقام شاهدا واحدا على العشرة وحلف مع الشاهد أن له عليه عشرة وقال إل خمسممة
سرا .اه .أي فقوله إل خمسة ل يممدفع عنممه إثممم اليميممن الفمماجرة .ومثممل السممتثناء التأويممل ،وهممو
اعتقاد خلف نية القاضي بأن ادعى عليه دينارا قيمة متلف فأنكر فقال لممه القاضممي :قممل والم ل
يستحق علي دينارا ،فقال له ذلك ونوى ثمن مبيع ونوى القاضي قيمة المتلممف ،أو قصممد بالممدينار
اسم رجل) .وقوله :ل يسمعه الحاكم( الجملة صفة لستثناء ،وضمممير يسمممعه يعممود عليممه .وهممذا
القيد زاده لجل أن يكون الستثناء من نحو التورية ل للحتراز ،لنه لو أسمممعه للحمماكم ل يممدفع
عنه إثم اليمين الفاجرة أيضا ،بل يعزره الحاكم كما في النهاية ونصها :وخممرج بحيممث ل يسمممعه
ما لو سمعه فيعزره ويعيد اليمين :اه) .قوله :إن لم يظلمه خصمه( قيد فممي عممدم دفممع إثممم اليميممن
الفاجرة بذلك) .وقوله :أما من ظلمه خصمه الخ( محترز القيد المذكور) .قوله :كممأن ادعممى علممى
معسر الخ( وكأن يدعي على شخص أنه أخذ من ماله كذا بغير إذنه وسممأله رده وهممو إنممما أخممذه
في دين له عليه ،فأجابه بنفي الستحقاق ،فقال المدعي للقاضي :حلفه أنه ما أخذ مممن مممالي شمميئا
بغير إذني ،وكان القاضي يرى إجابته لذلك ،فحلف المدعى عليه أنه ما أخذ شيئا مممن ممماله بغيممر
إذنه ،ونوى بغيممر اسممتحقاق فممإنه ينفعممه ذلممك ول إثممم عليممه) .قمموله :أي تسممليمه الن( أي ونمموى
تسليمه الن لكونه معسرا) .قوله :فتنفعه التورية والتأويمل( أي ول يمأثم بهمما ،والملئم لمما قبلمه
في الجواب أن يقمول فل إثممم عليمه بهمما) .قموله :لن خصممه ظمالم( علمة لكمونه تنفعمه التوريمة
والتأويممل حيممن إذ كممان مظلوممما) .وقمموله :إن علممم( أي أن المممدين معسممر) .وقمموله :أو مخطممئ(
معطوف على ظالم :أي أو أن خصمه مخطئ إن جهل ذلك) .قوله :فلو حلف إنسان الممخ( مرتممب
على ما يستفاد من قوله المار المستحلف ،وهو اشتراط طلب الحاكم الحلف .إذ السين والتمماء فيممه
للطلب كما في
) (1سورة آل عمران ،الية (2) .77 :سورة آل عمران ،الية.77 :
] [ 365
التحفة) .وقوله :إبتداء( أي من غيممر أن يطلممب منممه أحممد الحلممف) .وقمموله :أو حلفممه غيممر
الحاكم( أي كالمدعي) .قوله :اعتمبر نيمة الحمالف( أي اعتممدت نيتمه فيعممل بهما) .قموله :ونفعتمه
التورية( أي فيتخلص بيمينه الموري فيها من استمرار الخصومة) .قوله :وإن كانت( أي التورية
حراما) .وقوله :حيث الخ( قيد في الحرمة) .قوله :واليمين يقطممع الخصممومة الممخ( أي يفيممد قطممع
ذلممك :أي قطممع المطالبممة بممالحق) .وقمموله :ل الحممق( أي ل يقطممع الحممق :أي ل يفيممد قطممع الحممق
المدعى به ،وذلك للخبر الصحيح أنه )ص( :أمر حالفا بالخروج من حق صمماحبه .أي كممأنه علممم
كذبه -كما رواه المام أحمد) .قوله :فل تبرأ الخ( مفرع على قوله إل الحممق) .وقمموله :إن كممان(
أي الحالف كاذبا) .قوله :فلو حلفه( أي حلف الحاكم المدعى عليه عند عدم البينة) .قوله :ثم أقام(
أي ثم بعد حلفه أقام المدعى بينة :أي أو شاهدا واحدا ليحلف معه) .قوله :حكممم بهمما( أي بالبينممة،
ولغت يمين المدعى عليه لما علمت أنها ل تفيد البراءة من حق ،وإنما تفيد قطع الخصومة فقممط.
)قوله :كما لو أقر الخصم( أي بالحق للمدعي ،فإنه يثبت بممإقراره) .وقمموله :بعممد حلفممه( أي بعممدم
الحق في ذمته مثل) .قوله :والنكول الخ( ل يخفى أنه غير مرتبممط بممما قبلممه ،فكممان الصممواب أن
يؤخره عنه قوله :بعد النكممول الممخ .وعبممارة المنهمماج :وإذا نكممل حلممف المممدعي وقضممى لممه ،ول
يقضي له بنكوله ،والنكول أن يقول أنا ناكممل ،أو يقممول لممه القاضممي إحلممف فيقممول ل أحلممف .اه.
)قوله :واليميمن( مبتمدأ خمبره قموله كمإقرار المخ) .وقموله :المممردودة( أي ممن الممدعى عليمه ،أو
القاضي على المدعي) .قوله :وهي( أي اليمين المردودة) .وقوله :بعد النكول( أي نكول المممدعى
عليه من اليمين) .قوله :كإقرار المدعى عليه( ينبني على ذلممك أنممه ل يحتمماج لحكممم حمماكم بعممدها
بالحق ،ول تسمع بعدها دعوى بمسقط كأداء أو إبراء ،لن القممرار مممن المممدعى عليممه ل يفتقممر
إلى حكم حاكم ،ول يقبل الرجوع عنه ،بخلف ما لو جعلممت كالبينممة فممإنه يحتمماج لممذلك لحتمممال
التزوير .وتسمع الدعوى بما ذكر لعدم إقرار المدعى عليممه .اه ش ق) .قمموله :فلممو أقممام المممدعى
عليه( همو بصميغة اسمم المفعمول ،ونمائب فماعله الجمار والمجمرور) .وقموله :بعمدها( أي اليميمن
المردودة) .وقوله :بينة( مفعول أقممام) .وقمموله :بممأداء أو إبممراء( أي أو نحوهممما مممن المسممقطات.
)وقوله :لم تسمع( أي البينة) .وقوله :لتكذيبه( أي المدعى عليه ،والضممافة مممن إضممافة المصممدر
لفاعله) .وقوله :لها( أي للبينة ،والولى إياها ،لن المصممدر متعممد بنفسممه) .وقمموله :بممإقراره( أي
التنزيل لنه لم يحصل إقرار بالفعل ،وإنما حلف المدعي بعد النكول وهو كالقرار) .قوله :وقال
الشيخان في محل( أي في موضع آخر ممن كتبهممما غيممر ممما ذكممراه هنمما :أي فممي بمماب الممدعوى.
)قوله :وصحح السنوي الول( أي عدم السماع) .قمموله :والبلقينممي الثمماني( أي وصممحح البلقينممي
الثاني ،أي السماع) .قوله :وقال شيخنا الخ( عبممارة التحفممة :وصممحح السممنوي الول ،والبلقينممي
الثاني وبسط الكلم عليه ،وتبعه الزركشي فصوبه لنه إقرار تقديري ل تحقيقي فل تكذيب فيممه.
واعترض بممأن ظمماهر كلم الشمميخين تفريممع السممماع علممى الضممعيف أنهمما كالبينممة :وهممو متجممه،
فالمعتمد ما في المتن المخ .اه) .وقموله :وهمو( أي العمتراض متجمه) .وقموله :فالمعتممد مما فمي
المتن( أي من عدم سماعها) .قوله :فرع( أي فمي بيممان صمفة كفمارة اليميممن واختصممت مممن بيممن
الكفارات بأنها مخيرة ابتداء مرتبة إنتهاء .ومعنى كونها مخيرة ابتداء أنه يخبر المكفر فيهمما بيممن
العتاق والطعام والكسوة في ابتدائها ،كما قال المؤلف :يتخير في كفارة
] [ 366
اليمين بين الخ ،ومعنى كونها مرتبة انتهاء أنممه ل ينتقممل إلممى الخصمملة الرابعممة الممتي هممي
الصوم إل إذا عجز عن الخصال الثلثة كما قال ،فإن عجز عن الثلثة لزمممه صمموم ثلثممة أيممام،
والراجح في سبب وجوبها عند الجمهور اليمين والحنث معمما ،وللمكفممر فممي غيممر صمموم تقممديمها
على أحد سببيها كالزكاة ،وليس له ذلك في الصوم لنممه عبممادة بدنيممة ،وهممي ل تقممدم علممى وقممت
وجوبها بل حاجة ،بخلف ما إذا كان ب حاجة كما في الجمع بين الصلتين تقديما) .قوله :يتخير(
أي المكفر ،ويشترط فيه أن يكون حرا رشيدا ،فإن كان رقيقا ولو مكاتبمما فل يتخيممر بيممن الثلثممة
المذكورة ،بل عليه الصوم فقط ،لنه ل يملك ،أو يملك ملكا ضعيفا .فلو كفر عنه سيده بغير إذنه
لم يجز ،وكذا بالصوم أيضا ،ويجزئ بعد موته بالطعام والكسموة لنمه ل رق بعمد المموت :ولمه
في المكاتب أن يكفر عنه بهما بإذنه ،كما أن للمكاتب أن يكفر بهما بممإذن سمميده .وإن كممان سممفيها
أو مفلسا فليس له التكفير إل بالصوم .والكافر يخير بين الثلثة ول ينتقل عنها إلى الصوم إل إذا
عجز عنها .وحينئذ يستقر الصوم في ذمته ،ول يصوم بالفعل إل إذا أسلم .فلو أيسر بعد ذلممك لممم
يلزمه الرجوع إلى غير الصوم من الخصمال الثلث) .قموله :فمي كفمارة اليميمن( قمد نظمهما ابمن
رسلن في زبده بقوله :كفارة اليمين عتق رقبة مؤمنمة سمليمة ممن معيبمه أو عشمرة تمسمكنوا قمد
أدى من غالب القوات مدا مدا أو كسوة بما يسمى كسوه ثوبا قباء أو ردا أو فروة وعاجز صممام
ثلثا كالرقيق والفضل الولء وجاز التفريق )قوله :بين عتق رقبة( هو عندنا أفضل من الطعام
ولو في زمن الغلء ،والمراد بالعتق العتاق ،ولو عبر به لكان أولى ليخرج مما لمو اشممترى ممن
يعتق عليه بقصد العتق عن الكفارة كأصله وفرعه ،فإنه ل يجزئه عنها لنه مستحق العتق بجهممة
القرابة ،فل ينصرف عنها إلى الكفارة .وعلم ممن ذلممك أنمه يشممترط أن ل تكمون الرقبمة مسمتحقة
للعتق بجهة أخرى غير الكفارة فتخرج أم الولممد ،فل يجمموز إعتاقهمما عمن الكفممارة لنهمما مسممتحقة
للعتق بجهة أخرى) .وقوله :كاملة( أي فل يجزئ عتق نصف رقبة وإطعممام خمسممة أو كسمموتهم،
وكذلك ل يجزئ إطعام خمسة وكسوة خمسة) .وقوله :مؤمنة( أي قبل العتممق فل تجممزئ الكفممارة
ول المؤمنة مع العتق .والمممراد باليممان فيهما السمملم ،إذ المممدار فمي إجمراء الحكمام إنمما همو
السلم ،وأما اليمان بمعنى التصديق فأمر باطني ل اطلع لنا عليه) .قموله :بل عيمب المخ( أي
ويشممترط أن تكممون سممليمة مممن العيمموب ،لن المقصممود مممن العتممق تكميممل حممال الرقيممق ليممترفع
لوظائف الحرار ،ول يتفرغ لها إل إن استقل بكفاية نفسممه ،وإل صممار كل ،أي ثقل علممى نفسممه
وعلى غيره ،ول يستقل بكفاية نفسه إل السليم ولو بحسب الصل ،والظاهر ،فيجزئ صغير ولو
ابن يوم ،لن الصل والظاهر من حاله السلمة ،ومريض يرجى برؤه ،فإن لممم يممبرأ تممبين عممدم
الجزاء على الصح .ول يجزئ زمن ،ول هرم عاجز ،ول فاقد رجممل أو خنصممر وبنصممر مممن
يد ،أو فاقد أنملتين من غيرهما ،ول فاقد أنملة إبهام لتعطل منفعة اليممد بممذلك ،بخلف فاقممد أنملممة
غير إبهام ،أو أنملتين من الخنصممر أو البنصممر .وأممما مممن كممل منهممما فيضممر ،ويجممزئ مقطمموع
الخنصر من يد والبنصر من يد أخرى) .قوله :يخل بالعمل( أي يضر بالعمل إضرارا بينا لكممونه
عظيما بخلف غير البين لكممونه يسمميرا ،فيجممزئ فاقممد النممف ،أو الذنيممن ،أو أصممابع الرجليممن،
بخلف فاقد أصممابع اليممدين .ويجممزئ الخممرس إذا كممان لممه إشممارة مفهمممة ،وفهممم إشممارة غيممره،
والصم وهو فاقد السمع ،والعور الذي لم يضعف عورة بصر عينممه السممليمة ،والعممرج الممذي
يمكنه تتابع المشي بأن يكممون عرجممه يسمميرا ،والقممرع وهممو الممذي ل نبممات برأسممه) .وقمموله :أو
الكسب( أو بمعنى الواو ،والعطف للتفسير أو مرادف) .قمموله :ولممو نحممو غممائب( أي ولممو كممانت
الرقبة غائبة ،أو نحوها كمرهونة ومغصوبة فإنه يجزئ إعتاقها) .وقوله :علمت حياته( أي نحممو
الغائب ولو بعد العتاق) .قوله :أو إطعام( الولى التعممبير بممالواو ،لن مممدخولها معطمموف علممى
مدخول بين وهي ل تدخل إل على متعدد ،والمراد بالطعام التمليك،
] [ 367
وإنما عبر به اقتداء بالية الشريفة وهي) * :فكفارته إطعام عشممرة مسمماكين( * اليممة ،فل
يكفي أن يصنع لهم طعاما يغديهم به أو يعشيهم) .وقوله :عشرة مساكين( لو ملكهم جملة المممداد
كفى ،كما لو ملكهم عشرة أثواب جملة فإنه يكفي ،بخلف ما لو ملكهم ثوبا كبيرا يكفي العشممرة،
فل يكفي وإن اقتسموه بعد ذلك ،نعم لو قطعه عشرة قطع وأعطاه لهم كفى بشرط أن تسمممى كممل
قطعة كسوة) .قوله :كل مسكين مد( أي كل مسكين يعطى مممدا ،فل يكفممي دون مممد لواحممد منهممم.
ولو أعطى العشرة أمداد لحد عشر مسكينا لم يكف ،لن كل واحد أخذ دون مد) .وقمموله :حممب(
ليس بقيد ،بل الضابط أن يكون من جنس الفطرة بأن يكممون مممن غممالب قمموت البلممد ممن القمموات
المفصلة هناك) .وقوله :من غالب قوت البلد( أي بلد المكفممر إن كفمر عمن نفسمه ،فمإن كفممر عنمه
غيره فالعبرة بغالب قوت بلد المكفر عنه) .قوله :أو كسوتهم( يقال فيه ما تقممدم ،والضمممير يعممود
على العشرة مساكين ،والمراد يدفع المكفر لكل واحد منهم ما يطلق عليه كسوة ،وقممد علمممت أنممه
يجزئ أن يدفع للعشرة مساكين عشرة أثواب جملة ،ثم يقتسموها بينهم ،بخلف ممما لممو دفممع ثوبمما
كبيرا وإن اقتسموه بعد ذلك ،إل إن قطعه عشرة قطع بالشرط المتقدم) .وقوله :بما يسمى كسمموة(
أي بشئ يسمى كسوة مما يعتاد لبسه) .وقوله :كقميص( ل يشترط فيه أن يكون صممالحا للمممدفوع
إليه ،فيجزئ أن يدفع للرجل ثوب صغير ،أو ثوب امرأة ،ول يشترط كونه جديدا .فيجمموز دفعممه
ملبوسا لم تذهب قوته ولو كان مغسول أو متنجسا ،لكن يجب عليممه أن يعلمهممم بنجاسممته ،بخلف
نجس العين فل يجزئ ،وبخلف ما ذهبت قوته وهو الثوب البالي فل يجممزئ لضممعف النفممع بممه.
)قوله :أو إزار( أو رداء أو عمامة ،وإن قلت كذراع) .قوله :ل خف( أي ونحمموه مممن كممل ممما ل
يسمى كسوة كقفازين ومنطقة -وهي ما يشد به الوسط -وخاتم وتكة وتبان :وهو سروال صغير
بقدر شبر ل يبلغ الركبة بل يغطي السوأتين كما يلبسه الملحون ،ودرع مممن نحممو حديممد ،ونعممل
وجورب وقلنسوة -وهي ما يغطى بها الرأس -وعرقية -وهي الطاقيممة المعروفممة .وقممول شمميخ
السلم في شرح منهجه بأجزائها ،محمول على أن المراد بهمما شممئ آخممر كالعراقممة الممتي تجعممل
تحت البرذعة أو السرج ،وهذا الحمل وإن كان بعيدا أولى من إبقائه على ظاهره المخممالف لكلم
الصحاب .ومما يبعد هذا الحمل المذكور كون العراقمة الممذكورة ل تسممى كسموة للدمييمن بمل
للدواب وقد قال تعالى) * :أو كسوتهم( * ولم يقل أو كسوة دوابهم) .قوله :فإن عجز عن الثلثممة(
أي عن كل واحد من الثلثة ،والمراد بالعجز مما يشممل الحسمي ،كمأن لمم يجمد شميئا ممن الثلثمة
رأسا ،والشرعي بأن وجد ذلك ولكن لم يملممك ثمنممه ،أو ملكممه ولكممن يحتمماج إليممه لمؤنممة نفسممه أو
ممونه ،وليس من العجز الشرعي وجود شئ من الثلثة بأكثر من ثمن مثله كممما فممي الممتيمم ،بممل
يصبر إلى أن يجده بثمن مثله ،وكذلك ليس منه ما لو غاب ماله إلى مسممافة القصممر فيصممير إلممى
أن يحضر ماله ويكفر به) .قوله :لزمه صوم ثلثة أيام( أي بنية الكفارة ،ويشترط تبييتها) .قوله:
ول يجب تتابعها( أي لطلق الية وهي) * :فممن لمم يجمد فصميام ثلثمة أيمام( *) .قموله :خلفما
لكممثيرين( أي قممالوا بوجمموب التتممابع ،واحتجموا بممذلك بقمراءة ابمن مسممعود ثلثمة أيممام متتابعممات،
والقرائة الشاذة كخبر الواحد في وجوب العمل بها ،ولذلك أوجبمموا قطممع يممد السممارق اليمنممى فممي
السرقة الولى بقراءة) * :والسارق والسارقة فاقطعوا أيمانهما( * مع كونها قرائة شاذة ،وأجمماب
الولون بأن قراءة متتابعات نسخت تلوة وحكما فل يستدل بها ،بخلف آية السرقة فإنها نسخت
تلوة ل حكما ،وال سبحانه وتعالى أعلم.
) (1سورة المائدة ،الية (2) .89 :سورة المائدة ،الية (3) .89 :سورة البقرة ،الية (4) .196 :سورة المائدة ،اليممة:
.38
] [ 368
باب في العتاق هو لغممة :السممبق والسممتقلل مممأخوذ مممن قممولهم عتممق الفممرس إذا سممبق،
وعتق الفرخ إذا طار واستقل .فكأن العبد إذا فك من الرق تخلص واستقل وسممبق غيممره ممممن لممم
يعتق .وشرعا :إزالة الرق عن آدمي كما سمميذكره .واعلممم :أنممه قممد قممام الجممماع علممى أن العتممق
بالقول قربة سواء المنجز والمعلق ،وأما تعليقه فليس قربممة إن قصممد بممه حممث أو منممع أو تحقيممق
خبر :كإن دخلت الدار فأنت حر ،أو إن لم تسافر فأنت حر ،أو إن لم يكممن الخممبر الممذي أخممبرتكم
به حقا فعبدي حر ،فإن لم يقصد به ذلك كان قربة نحو :إن طلعت الشمس فأنت حر .وأما العتممق
بالفعل وهو الستيلد فليس قربه لنه متعلق بقضاء أو طار ،إل إن قصد به حصول عتق أو ولد
فيكون قربة -والعتق بالقول من الشرائع القديمة بدليل عتق ذي الكممراع الحميممري ثمانيممة آلف،
وكان ذلك في الجاهلية .وعتق أبي لهب ثويبة لما بشرته بولدة النبي )ص( .وأممما العتممق بالفعممل
فهو من خصوصيات هذه المة .وأركانه ثلثة :معتق وعتيق وصمميغة .ويشممترط فممي المعتممق أن
يكون حرا كله مختارا مطلق التصرف .وشرط في العتيق أن ل يتعلممق بمه حممق لزم غيممر عتممق
يمنع ذلك الحق بيعه بأن لم يتعلق به حق أصل ،أو تعلق به حق جائز كالمعار ،أو تعلق بممه حممق
لزم هو عتق كالمستولدة ،أو تعلق به حق لزم غيممر عتممق ل يمنممع بيعممه كممالمؤجر ،بخلف ممما
تعلق به حق لزم غير عتق يمنع بيعه كالمرهون فإن فيه تفصيل :وهو أنه ينفذ من الموسممر ول
ينفذ من المعسر .وشرط في الصيغة لفظ يشعر بالعتق ،أو إشممارة أخممرس ،أو كتابممة بنيممة .وهممذه
الركان ما عدا العتيق مصرح بها في كلمه ،وأما العتيق فمعلوم من كلمه ضمنا) .قمموله :هممو(
أي العتاق شرعا) .وقوله :إزالة الخ( المراد بالزالة ما يشمل الزوال فدخل فيه العتق بالبعضية
وبالسراية ،والعتق بالفعل ،وهو الستيلد ،وذلك لنه ذكر ذلك كله في هذا البمماب) .وقمموله :عممن
الدمي( خرج به غير الدمي كالطير والبهيمة ،فل يصح عتقهممما لنممه كتسممييب السمموائب وهممو
حرام .نعم :لو أرسل مأكول بقصد إباحته لمن يأخذه لم يحرم ،ولمن يأخذه أكلممه فقممط ،وليممس لممه
إطعام غيره منه على المعتمد كالضيف ،فإنه ل يجوز له إطعام غيره لنه إنما أبيح له أكلممه دون
غيره) .قوله :والصل فيه( أي والدليل علممى مشممروعية العتمماق) .وقمموله :قمموله تعممالى) * :فممك
رقبة( *( أي ممن الممرق أي وقمموله تعممالى) * :وإذ تقممول للممذي أنعممم الم عليمه( * أي بالسمملم *
)وأنعمت عليه( * أي بالعتق كما قاله المفسرون) .قوله :وخبر الصحيحين( معطمموف علممى قمموله
تعالى ،أي والصل فيه خبر الصممحيحين) .وقمموله :أنممه )ص( الممخ( بممدل مممن خممبر الصممحيحين.
)وقوله :من أعتق رقبة( المممراد بالرقبممة الممذات علممى سممبيل المجمماز المرسممل ،وإنممما عممبر عنهمما
بالرقبة لن الرق كالغل في الرقبة ،فإن السيد يحبسه به كما يحبس الدابة بالحبل في رقبتها ،فممإذا
أعتقه فقد أطلقه من ذلك الغل الذي كان في رقبته) .وقوله :مؤمنة( التقييممد بممه للغممالب فل مفهمموم
له) .وقوله :وفي رواية امرأ مسلما( أي
) (1سورة البلد ،الية (2) .13 :سورة البلد ،الية (3) .13 :سورة الحزاب ،الية.37 :
] [ 369
بدل قوله رقبة مؤمنة) .وقوله :حتى الفرج بالفرج( نص على ذلك لن ذنبه أقبح وأفحش،
أو لنه قد يختلف من المعتق ،والعتيق كعتممق الرجممل أممة ،وكعتممق المممرأة رجل) .قموله :وعتممق
الذكر أفضل( عبارة التحفة قبله :وصح خبر :أيما امرئ مسلم أعتق ل امرأ مسمملما كممان فكمما لممه
من النار ،وأيما امرء مسلم أعتق امرأتين مسلمتين كانتا فكا له من النار .وبه يعلم أن عتق الذكر
أفضل :أي من عتق النثى .اه) .قوله :وروي أن عبد الرحمن الممخ( عبممارة التحفممة قبلممه :ويسممن
الستكثار منه كما جرى عليه أكابر الصحابة رضوان ال عليهم أجمعين ،وأكمثر ممن بلغنمما عنمه
ذلك عبد الرحمن بن عوف رضي ال عنه ،فإنه جاء أنه أعتق ثلثين ألف نسمة ،وعن غيره أنه
أعتق في يمموم واحممد ثمانيممة آلف عبممد .اه .ويممروى أن النممبي )ص( أعتممق ثلثممة وسممتين نسمممة
وعاش ثلثا وستين سنة ،ونحر بيده في حجة الموداع ثلثما وسمتين بدنمة ،وأعتقمت عائشمة تسمعا
وستين ،وعاشت كذلك ،وأعتممق أبممو بكممر كممثيرا ،وأعتممق العبمماس سممبعين ،وأعتممق عثمممان وهممو
محاصر عشرين) .قوله :وختمنا( أي الكتاب) .وقوله :كالصحاب( أي أصممحاب المممام) .قمموله:
تفاؤل( أي رجاء أن ال يعتقه من النممار ،وأيضمما ليناسممب الختممام الفتتمماح ،فالفتتمماح بالعبممادات،
والختام بالعتق الذي هو أفضل القربات ،وبين العبادة والقربة تناسب واضح) .قوله :صمح عتممق(
أي إعتاق) .وقوله :مطلق تصرف( أي من يجوز له أن يتصرف تصرفا مطلقا ،بأن يكممون بالغمما
عاقل رشيدا) .وقوله :له ولية( أي على الرقيق بطريممق الملكيممة ،أو بطريممق النيابممة ،ول بممد أن
يكون حرا كامل الحرية ،وأن يكون مختار ،فل يصح من المكاتب والمبعض ،ومن المكره بغيممر
حق ،أما إذا كان بحق فيصح كما لو اشترى العبد بشرط العتق ثم امتنع من العتاق ،فإذا أكرهممه
الحاكم عليه حينئذ صح لنه إكراه بحق) .قوله :ولو كافرا( غاية في مطلق التصممرف :أي يصممح
العتق منه ولو كان كافرا .قال الشرقاوي :فيخفف عنه من عذاب غيممر الكفممر بسممببه .اه) .قمموله:
فل يصح( أي العتاق ،وهو مفهوم القيود المندرجة تحمت قمموله :مطلممق تصمرف :أعنممي البلموغ
والعقل والرشد ،وإنما لم يصح منهم لعدم صممحة تصممرفهم) .قمموله :ومحجممور بسممفه( محممل عمدم
صحة اعتاقه إذا كان بالقول المنجز ،أمما إذا كمان بالفعمل ،أو كمان معلقما فينفمذ منمه) .وقموله :أو
فلس( أي أو محجمور عليممه بفلممس ،ومحممل عمدم صممحة إعتمماقه أيضمما إذا كمان بالفعمل أو بمالقول
المنجز ،أما إذا كان بالقول المعلق كالتمدبير فيصمح منمه .أفماده البجيرممي) .قموله :ول ممن غيمر
مالك الخ( مفهوم قوله له ولية :أي ول يصح العتق من غير مالك للعبد) .وقوله :بغير نيابة( أي
من المالك ،أما بالنيابة منه فيصح) .قوله :بنحو أعتقتك الخ( الملئم لقمموله بعممد وبكنايممة أن يقممول
هنا بصريح عتق نحو أعتقتك الخ ،وهذا شروع في بيان الركن الثممالث وهممي الصمميغة .وحاصممل
الكلم عليها أنها تنقسم إلى صمريح فمي العتمق وإلمى كنايمة فيمه ،والول همو مما ل يحتممل غيمر
العتق ،وذلك كمشتق تحرير وإعتاق وفك رقبة .كقوله أنت حر ،أو محرر ،أو حررتممك ،أو أنممت
عتيق ،أو معتق ،أو أعتقتك ،أو أنت فكيك الرقبة ،أو مفكوك الرقبة ،أو فككمت رقبتمك .ولمو قمال
أعتقك ال ،أو ال أعتقك ،كان صريحا أيضا للقاعدة أن كل ممما اسممتقل بممه النسممان إذا أسممنده لم
كان صريحا ،وما ل يستقل به النسان كالبيع إذا أسنده لم كممان كنايممة .وقممد نظمهمما بعضممهم فممي
قوله :ما فيه الستقلل بالنشاء وكان مسندا لذي اللء فهو صريح ضده كناية فكن لممذا الضممابط
ذا درايه وحكم الصريح أنه ل يحتاج إلى نية اليقاع ،لنه ل يفهم منه غير العتق عنممد الطلق،
فهو قوي في نفسه فلم يحتج لتقويته بالنية .نعم :لو قال لمن إسمها حرة يا حرة ولم يقصممد العتممق
بأن قصد النداء ،أو أطلق لم تعتق .والثاني ما
] [ 370
احتمل العتق وغيره ،وذلك كقول السيد لعبده :ل ملك لي عليك ،أو ل سمملطان لممي عليممك،
أو ل سبيل لي عليك ،أو ل خدمة لي عليك ،أو أنت سممائبة ،أو أنممت مممولي ،أو أنممت سمميدي ،أو
أزلت ملكي أو حكمي عنك ،ونحو ذلك مما هو صريح أو كناية في الطلق أو الظهار ،لكن فيممما
هو صالح للعتق ،بخلف ما ليس بصالح له كقوله لعبده :إعتد ،أو استبرئ رحمك .وقمموله لمتممه
أنا منك طالق ،فل يقع به العتق وإن نواه .وحكم ما كان بالكناية أنممه يقممع بممه العتممق إن نممواه وإن
احتفت به قرينة ،فل تكفي عن النية ،ويكفي قرن النيممة بجممزء مممن الصمميغة المركبممة مممن المبتممدأ
والخبر مثل -كما في الطلق بالكناية) .قوله :كفككتك الخ( تمثيل لنحو أعتقتك) .قوله :وبكنايممة(
معطوف على نحو الخ) .وقوله :مع نية( أي للعتق ،وذلك لحتمال اللفظ غير العتممق) .قمموله :كل
ملك الخ( أي لكوني أعتقتك ،ويحتمل لكوني بعتك) .وقوله :لي عليممك( مرتبمط بكممل ممن قمموله ل
ملممك وقموله ل سمبيل) .قمموله :أو أزلممت ملكمي عنمك( أي بممالعتق ،ويحتمممل المبيع) .قموله :وأنممت
مولي( إنما كان كناية لشتراكه بين المعتق والعتيق ،قال الشاعر :وهل يتساوى سادة وعبيممدهم
على أن أسماء الجميع موالي )قوله :وكذا يا سيدي( أي وكذلك هو كناية) .وقوله :على المرجح(
أي عند غير القاضي والغزالي .وعبارة المغني .تنبيه :لو قال لعبده يا سيدي ،هل هو كناية أو ل
؟ وجهان رجممح المممام أنممه كنايممة ،وجممرى عليممه إبممن المقممرى ،وهممو الظمماهر .ورجممح القاضممي
والغزالي أنه لغو لنه من السؤدد ،وتدبير المنزل ،وليس فيه ما يقتضي العتق .اه .وفممي التحفممة:
وهل أنت سيدي كممذلك ،أو يقطممع فيممه بممأنه كنايممة ؟ كممل محتمممل .اه) .قمموله :وقمموله( أي المالممك
مخاطبا لعبده في المثال الول ،ومخاطبا لغيره في بقية المثلة) .وقوله :إعتاق( أي صريحا كممما
يدل عليه قوله بعد :أو يا ابني كناية ،وهو خبر عن قمموله أنممت الممخ) .قمموله :إن أمكممن مممن حيممث
السن( أي إن أمكن أن يكون الرقيق إبنه ،أو بنته ،أو أباه ،أو أممه ،ممن حيمث السمن .قمال ع ش:
وإل أي وإن لم يمكن ذلك كان لغوا .اه) .قوله :وإن عرف نسبه( أي نسب الرقيق لغير المدعي.
)قوله :مؤاخذة له بإقراره( تعليل لكون قوله المذكور إعتاقا :أي يعتق عليه به ،وإن عممرف نسممبه
لغيره مؤاخذة له بإقراره ،قال ع ش :أي فيعتق ظاهرا ل باطنا .وينبغي أن محله حيث قصممد بممه
الشفقة والحنو ،فلو أطلق عتق ظاهرا وباطنا .اه) .قوله :أو يا ابني الممخ( الولممى التعممبير بممالواو
كما في التحفة :أي وقوله :يا ابني بالنداء كناية) .قوله :فل يعتق في النداء( الولى الضمار بممأن
يقول :فل يعتق فيه ،أي في قوله يا ابني) .وقموله :إل إن قصممد بمه العتمق( أي فمإنه يعتمق عليمه.
)وقوله :لختصاصه( أي النداء ،وهمو علمة لعممدم العتممق أل بالقصمد )قموله :كممما صممرح بممه( أي
بالمذكور كله من قوله أنت ابني الخ ،لكن قوله :فل يعتق في النداء الخ في شرح الرشمماد ل فممي
التحفة ،ونص عبارة الول :ويعتق أيضا بقوله أنت ابني ،أو أنت بنتي ،أو أنا أبوك ،فيممما يظهممر
إذا كان ذلك خطابا لممكن ،كونه قنه لصغر سنه ،وإن لم ينو بذلك عتقه .أو كان بالغا وكذبه فممي
أنه إبنه وعرف كذب السيد فيه ،لكون القن معروف النسب من غير مؤاخذة له بممإقراره ،ويؤخممذ
من ذلك أن عتقه بممذلك إنممما هممو فممي الظمماهر دون البمماطن إن لممم يكممن فيممه إبنممه ،وهممو محتمممل،
والوجه كما بينته في الصل أن ما ذكر ل يجممري فممي النممداء ،بممل ل يعتممق بممه إل إن قصممد بممه
العتق لختصاصه بأنه يستعمل في العادة كثيرا للملطفة وحسن العشرة .اه) .قمموله :وليممس مممن
لفظ القرار به( أي بالعتق.
] [ 371
)وقمموله :ل عتممق لعبممد فلن( الممذي يظهممر أن اللم الولممى لم البتممداء ،ومممدخولها فعممل
مضارع .واللم الثانية زائدة ،ومدخولها مفعمموله) .وقمموله :لنممه ل يصمملح موضمموعه الممخ( علممة
لكون اللفظ المذكور ليس إقرارا بالعتق :أي وإنما لم يكن إقرارا به لن موضوعه :أي لفظ أعتق
ل يصلح لقرار به ،ول لنشائه ،بل هو للوعد به ،إذ صيغة الستقبال تفيد ذلك ،وأنت خبير بأن
قياس قولهم في البيع أن صيغة المضارع كناية فيه لحتمالها الوعد والنشاء أن يكون هنا كممذلك
فليراجع) .قوله :ولو بعوض( غاية لقوله صح عتق الخ) .وقوله :أي معه( أفاد به أن الباء بمعنى
مع :أي يصح العتق بما ذكر ولو مع عوض :أي ملممتزم فمي ذمممة الرقيمق يممؤديه بعممد العتممق ،فل
يصح أن يكون معينا كهذا الثوب ،إذ ل ملممك لممه قبممل العتممق) .قمموله :فلممو قممال( أي السمميد لعبممده.
)وقوله :أعتقتك على ألف( أي في ذمتك تؤديني إياهمما بعممد العتممق كممما عرفممت) .قمموله :أو بعتممك
نفسك بألف( عبارة المنهاج مع شرح إبن حجر ،ولو قمال بعتمك نفسمك بمألف فمي ذمتمك حمال أو
مؤجل تؤديه بعد العتق ،فقال :اشتريت ،فالمذهب صحة البيع كالكتابممة ،بممل أولممى لن هممذا ألممزم
وأسرع ،ويعتق في الحال وعليه ألف عمل بمقتضى العقد ،وهو عقد عتاقة ل بيع فل خيار فيممه.
وخرج بقوله بألف قوله بهذا فل يصح لنه ل يملكه ،والولء للسيد لممما تقممرر أنممه عقممد عتاقممة ل
بيع .اه) .قوله :فقبل( أي العبد) .وقوله :فورا( قيد لنه بيع في المعنى ،وهو يشترط فيه الفوريممة
بين اليجاب والقبول كما تقدم) .قوله :عتق( أي العبد .واعلم :أن عتق يسممتعمل لزممما كمما هنما،
ويستعمل متعديا كما في قولك عتقت عبدي ،وقد تدخل عليه الهمزة فيقال أعتق وهو حينئذ متعممد
ل غير) .قوله :ولزمه اللف( أي لزم الرقيق أداء اللف التي التزمها فممي ذمتممه للسمميد .قممال فممي
التحفة ول حط هنا لضعف شبهه بالكتابة .اه) .وقموله :فمي الصمورتين( أي قموله :أعتقتمك علمى
ألف ،وقوله :بعتك نفسك بألف) .قوله :والولء للسمميد( أي لعممموم خممبر الصممحيحين :إنممما الممولء
لمن أعتق) .وقوله :فيهما( أي في الصورتين) .قوله :ولو أعتق حامل( شمل إطلقمه مما لمو قمال
لها أنت حرة بعد موتي ،فإنها تعتق مع حملها على الصح ،ولو عتقت بعممد خممروج بعممض الولممد
منها ،سري إليه العتق كما في الروضة ،وأصلها في باب العدد) .قوله :مملوكة لممه( أي للمعتممق.
)وقوله :هي( توكيد للضمير المستتر) .وقوله :وحملها( بالرفع معطوف على الضمممير المسممتتر،
وساغ ذلك لوجود شرطه وهو الفصل بالضمير المنفصل .كما قال إبممن مالممك :وإن علممى ضمممير
رفع متصل عطفت فافصل بالضمير المنفصل أو فاصل ما الخ )قوله :تبعها( أي ما لممم يكممن فممي
مرض الموت ،ولم يحتملهمما الثلمث ،فمإن كمان كمذلك فمإن الحممل ل يتبعهما ،كمما نقلمه سمم عمن
البرلسي .اه .بجيرمي) .قوله :وإن استثناه( أي استثنى الحمل في صيغة العتق بممأن قممال :عتقتممك
دون حملك ،فإنه يتبعها فيه .ولقوة العتق لم يبطل بالستثناء ،بخلفه فممي الممبيع كممما مممر) .قمموله:
لنه( أي الحمل ،وهمو علمة للتبعيمة :أي وإنمما تبعهما فيممه لنمه كمالجزء منهما ،فعتقمه بالتبعيممة ل
بالسراية ،لن السراية إنمما تكمون فممي الشمقاص كممالربع ل فمي الشمخاص) .قموله :ولمو أعتممق
الحمل( أي فقط) .وقوله :عتق إن نفخت فيه الروح( أي لنه يشترط في العممتيق أن يكممون آدميمما.
قال في المغني ،تنبيه :محل صحة إعتمماقه وحممده إذا نفممخ فيممه الممروح ،فممإن لممم تنفممخ فيممه الممروح
كمضغة كأن قال أعتقت مضغتك فهو لغممو .اه) .وقمموله :دونهمما( أي دون المممة الحامممل :أي فل
تتبعه في العتق ،لن الصل ل يتبع الفرع.
] [ 372
)قوله :ولو كانت لرجل الخ( مفهوم قوله مملوكة له هي وحملهمما) .وقمموله :بنحممو وصممية(
تصوير لكون الحمل يكون لشخص وأمة لخر :أي يتصور ذلك بما إذا أوصممى شممخص بالحمممل
لشخص غير الوارث ومات فيكون الحمل ملكا للموصى له ،والم للمموارث .وانممدرج تحممت نحممو
الوصية الوقف) .قوله :لم يعتق أحدهما بعتق الخر( أي لنممه ل اسممتتباع مممع اختلف المممالكين،
ول تتأتى السراية لما مر أن السراية إنما تكون في الشقاص ل في الشخاص) .قموله :أو أعتمق
مشتركا( شروع في العتق بالسراية) .وقوله :بينه( أي المعتق) .وقوله :وبين غيره( هو الشريك.
)قوله :أي كله( أي أعتق كل المشترك بأن قال له أنت حممر) .قمموله :أو أعتممق نصمميبه( أي أو لممم
يعتقه كله بل أعتق نصيبه :أي حصته من العبد المشترك بأن قال نصمميبي منممك حممر ،أو نصممفك
حر ،وهو يملك نصفه) .قوله :عتق نصيبه( أي فقط ،وهو جممواب لممو المقممدرة قبممل قمموله :أعتممق
مشتركا) .وقوله :مطلقا( أي موسرا كان أو معسممرا فممي صممورة عتقممه كلممه ،وفممي صممورة عتقممه
نصيبه فقط ،وذلك لنه يملك التصرف فيه) .قوله :وسرى العتمماق الممخ( أي لخممبر الصممحيحين:
من أعتق شركا له في عبد وكان له مال يبلممغ ثمممن العبممد ،قمموم العبممد عليممه قيمممة عممدل ،فممأعطى
شركاءه حصصهم وعتق عليه العبد ،وإل فقد عتق منه ما عتق) .قوله :من موسر( المراد به هنا
الموسر بنصيب شريكه فاضل عن جميع ما يترك للمفلس مممن قموت مممونه يمومه وليلتمه ،وممن
سكنى يومه ،ومن دست ثوب يليق به -كما مر -اه .بجيرمي) .وقوله :ل معسر( أي ل يسممري
العتاق من معسر بنصيب شريكه ،فيبقى الباقي بعد العتاق رقيقا للشريك) .قوله :لما أيسر بممه(
متعلق بسرى ،أي سرى لما أيسر بقيمته) .وقوله :مممن نصميب المخ( بيممان لمما) .قمموله :ول يمنممع
السراية دين( أي لو كان المعتق مدينا فل يمنع الدين المسممتغرق لجميممع ممما عنممده السممراية ،لنممه
مالك لما في يده نافذ التصرف فيه ،ولهذا لو اشترى عبدا وأعتقه نفذ) .وقمموله :بممدون حجممر( أي
ل يمنع الدين السراية عليه إذا كان غير محجور عليممه ،فممإن كممان محجممورا عليممه منممع السممراية.
ويشترط أن يكون الحجر بفلس ،أما إذا كان بسفه فل يمنع كممما فممي المغنممي .وعبممارته بعممد قممول
الصل :ول يمنع السراية دين مستغرق .تنبيه :هذا إذا كان من يسري عليه غير محجممور عليممه،
فإن حجر عليه بفلس بعد أن علق عتق حصته على صفة ثم وجدت حال الحجر فل سراية ،وفي
نظيره في حجر السفه يعتق عليه .والفرق أن المفلس لممو نفممذنا عتقممه أضممررنا بالغرممماء بخلف
السفيه .اه) .قموله :وإسمتيلد( مبتمدأ خمبره جملمة يسمري) .وقموله :الموسمر( بمالجر صمفة لحمد
الشريكين .وخرج به المعسر فل يسري إستيلده ،وينعقد الولد مبعضا ل حرا) .وقوله :كممالعتق(
أي كسريانه كما مر) .قوله :وعليه قيمة نصيب شريكه( هممذا مرتبممط بصممورة العتمماق وصممورة
الستيلد ،فضمير عليه يعود على المذكور من المعتق والمستولد :يعني أنه يسري العتمماق إلممى
ما أيسر به ،وعليه قيمة نصيب شريكه .ويسري الستيلد إلى حصة شريكه ،وعليممه قيمممة ذلممك.
قال البجيرمي :وهو يفيد أن الواجب قيمة ما أيسر به ل حصة ذلك من قيمة الجميممع ،فممإذا أيسممر
بحصة شريكه كلها ،فالواجب قيمة النصف ل نصف القيمة .عميرة .سم .والمراد بقيمممة النصممف
قيمته منفردا عن النصف الخر ،والمراد بنصف القيمة نصف قيمة جميعه بأن يقوم جميعممه .اه.
)قوله :وحصته من مهر المثل( هذا مرتبط بالصورة الثانية فقط .أي وعليه لشممريكه حصممته مممن
مهر المثل .وعبارة المنهج مع شرحه :وعليه لشريكه في المستولدة حصممته ومممن مهممر مثممل مممع
أرش بكارة إن كانت بكرا ،هذا إن تأخر النزال عممن تغييممب الحشممفة كممما هممو الغممالب ،وإل فل
يلزمه حصة مهر ،لن الموجب له تغييب الحشممفة فممي ملممك غيممره وهمو منتممف .اه .وقموله :مممع
أرش بكارة :أي مع حصته من أرش بكارة ،وينبغي أن محله إن تأخر
] [ 373
النزال عن إزالتها كما هممو الغممالب ،وإل فل يجممب لهمما أرش .ولعلمه لممم ينبممه عليممه لبعممد
العلوق من النزال قبل زوال البكارة .اه .بجيرمي) .قوله :ل قيمة الولد( أي ليس عليممه لشممريكه
قيمة الولد ،وذلك لن أمه صارت أم ولد حال فيكممون العلمموق فممي ملممك الوالممد فل تجممب القيمممة.
)وقوله :أي حصته( أفاد به أن هنا مضافا مقدرا بين المتضايفين هو ما ذكمر :أي ل قيممة حصمة
الشريك من الولد ،ولو قال من أول المر ل قيمة حصة الولممد لكممان أخصممر) .قمموله :ول يسممري
التدبير( يعني إذا دبر أحد الشريكين نصيبه من العبد كممأن قممال :إن مممت فنصمميبي منممك حممر ،فل
يسري التدبير لنصيب شريكه لنه ليس إتلفا ،بدليل جواز بيممع المممدبر ،فبممموت السمميد يعتممق ممما
دبره فقط ،لن الميت معسر ،ومثل التدبير المعلق عتقه بصفة .واعلم :أنه يشترط للسراية أمور:
أحدها :اليسار كما علم مما مر .ثانيها :أن يتسبب في إعتاقه باختياره ولممو بنممائبه ،كشممرائه جممزء
أصله أو فرعه فإنه يسري إلى الباقي لنه تسممبب فيممه باختيمماره ،وإن عتممق عليممه قهممرا فممي هممذا
المثال ،بخلف ما لو ورث جزء أصله أو فرعمه ،فمإن يعتمق عليمه ذلمك الجمزء ول يسمري إلمى
الباقي ،لن سبيل السراية سبيل ضمممان المتلفممات ،ولممم يوجممد منممه إتلف ،ول قصممد .ثالثهمما :أن
يكون المحل قابل للنقل ،من شخص إلى آخر ،فل سممراية فممي نصمميب حكممم بالسممتيلد فيممه بممأن
استولد المة أحد الشريكين وهو معسر ،فيحكممم بالسممتيلد فممي نصمميبه فقممط ،فممإذا أعتممق الخممر
نصيبه عتق فقط ،ول سراية إلى الحصة الموقوفة ،أو المنذور إعتاقها .رابعها :أن يعتممق نصمميبه
فقط ،أو جميعه ،فيعتق بذلك نصيبه ثم يسري العتق إلى نصيب شريكه ،فلو أعتق نصيب شريكه
لغا لنه ل ملك ول تبعية) .قوله :ول ملك الخ( شروع في الملك بالبعضممية ،والمممراد بالملممك ممما
يشمل القهري كالرث ،والختياري كالشراء والهبة والوصممية) .وقمموله :شممخص( أي حممر كلممه،
ولو كان غير رشيد :كصبي ومجنون وسفيه ،خلفا لقول المنهاج :إذا ملك أهل تبرع الخ ،فتقييده
بأهل التبرع غير معتمبر كمما نبمه عليمه فمي شمرح المنهمج) .قموله :ممن أصمل أو فمرع( أي ممن
النسب ،أما من الرضاع فإنه ل يعتق عليه) .وقوله :وإن بعد( أي ل فرق في كل مممن الصممل أو
الفرع بين أن يبعد أو يقرب من المشتري مثل .ول فممرق أيضمما بيممن أن يتحممد الممدين أو يختلممف،
وذلك لنه حكم متعلق بالقرابة فاستوى فيه من ذكر) .قوله :عتق عليه( أي على مالكه بشممرط أن
يكون حرا كله -كما علمت -فيخرج المكماتب والمبعمض ،فلمو ملمك كمل واحمد منهمما أصمله أو
فرعه فل يعتق عليه لتضمنه الولء ،وهما ليسا من أهله ،وإنممما عتقممت أم ولممد المبعممض بممموته،
لنه أهل للولء حينئذ لنقطاع ،الرق عنه بالموت ،لنه ل رق بعد الموت) .قمموله :لخممبر مسمملم(
هو قوله )ص( :لن يجزي ولد والده إل أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقممه .وقمموله :فيعتقممه :بممالرفع
وضميره المستتر يعود على الشراء :أي يعتقه نفس الشراء ،وليس المراد أن الولد يعتقه بإنشممائه
العتق ،وهذا الخبر دليل لعتق الصل على الفرع ،ويدل لممه أيضمما قممول الم تعممالى) * :واخفممض
لهما جناح الذل من الرحمة( * ول يتأتى خفض الجناح مع السترقاق .ويممدل لعتممق الفممرع علممى
الصل قوله تعالى) * :وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا ،إن كمل ممن فمي السمموات والرض إل
آتى الرحمن عبدا( * .وقوله تعالى) * :وقالوا اتخذ الرحمن ولممدا سممبحانه بممل عبمماد مكرمممون( *
فدل ذلك على نفي إجتماع العبدية والولدية) .قوله :وخرج بالبعض غيره( أي من سائر القممارب
كالخوة والعمام ،فإنهم ل يعتقون بالملك لنه لم يرد فيهم نص ،وأما خبر :من ملك ذا رحم فقد
عتق عليه فضعيف ،بل قال النسممائي إنممه منكممر) .قمموله :فل يعتممق( أي غيممر البعممض بملممك ،بممل
حكمه حكم الجنبي .واعلم :أنه ل يصح شراء الولي لصبي أو مجنون أو سفيه من يعتممق عليممه،
لنه إنما يتصرف بالمصلحة ،ول مصلحة له في ذلك لنه يعتق عليه ،وفممي تضممييع مممال عليممه،
وأما لو وهب لمن ذكر من يعتق له ،أو وصى له به ،فإن لم تلزمه نفقته
) (1سورة السراء ،الية (2) .24 :سورة مريم ،الية (3) .93 :النبياء ،الية.26 :
] [ 374
كأن كان معسرا ،أو فرعه الموهوب له كسمموبا فعلممى المولي قبموله ،ويعتممق علمى الممولى
لنتفاء الضرر عنه .وحصول الكمال لصله أو فرعه وإن لزمته نفقته ،فليممس للمولي قبمموله ،ول
يصح لو قبل ،لحصول الضرر للمولى) .قوله :ومن قال لعبده أنت حر بعممد ممموتي الممخ( شممروع
في بيان أحكام التدبير من كون المدبر يعتق بعد وفاة سيده من ثلث ماله ،وجواز بيعه فممي حيمماته
وغير ذلك ،وقد أفرده الفقهاء بترجمة مستقلة ،والتممدبير لغممة النظممر فممي العممواقب والتأمممل فيهمما،
ومنه قوله عليه الصلة والسلم :التدبير نصف المعيشة .وشرعا :تعليق المالك عتق رقيقه بموته
وسمي بذلك لن السيد دبر نفسه في الدنيا بإستخدام الرقيق ،وفي الخرة بعتقه .والصل فيه قبل
الجماع خبر الصحيحين :أن رجل دبر غلما ليس له مال غيره فباعه النبي )ص( في دين كان
عليه .فتقريره )ص( له حيث لم ينكر عليه يدل على جوازه ،ول ينافي ذلممك بيعممه لن ذلممك يممدل
على جواز الرجوع عنه بالبيع ونحوه .وأركانه ثلثة مدبر وهممو المالممك ،ومممدبر -بفتممح البمماء -
وهو الرقيق ،وصيغة ،وكلها تعلم من كلمه ،ضمنا .وشرط في الول :بلوغ وعقل واختيار ،فل
يصح من صبي ومجنون ومكره ،ويصح من سفيه ومفلس ومبعض وسكران لنه مكلممف حكممما،
وكافر ولو حربيا ،وأما المرتد فتدبيره موقمموف ،فممإن أسمملم بممانت صممحته ،وإن مممات مرتممدا بممان
بطلنه .وللحربي حمل مدبره الكافر الصلي إلى دار الحرب بخلف المسلم والمرتد ،لبقاء علقة
السلم فيه وشرط في الثاني كونه غيممر أم ولممد ،فل يصممح تممدبير أم الولممد لنهمما تسممتحق العتممق
بجهة أخرى أقوى من التدبير ،فإنها تعتق من رأس المال ،والمدبر يعتق من الثلممث .وشممرط فممي
الثالث :وهو الصيغة لفظ يشعر بالتدبير ،أو كتابممة بالنيممة ،أو إشممارة أخممرس مفهمممة .واللفممظ إممما
صريح وهو ما ل يحتمل غير التدبير كقوله :إذا مت فأنت حر كما سيذكره ،وكقوله :دبرتممك ،أو
أنت مدبر ،وإن لم يقل بعد موتي ،وإما كناية وهي ما يحتمل التممدبير وغيممره كخليممت سممبيلك ،أو
حبستك بعد موتي فيهما ،وكقوله إذا مت فأنت حرام ،أو مسيب) .قوله :أو أعتقتك بعد موتي( أي
أو حررتك ،أو أنت حر بعد موتي ،ول بد من التلفظ ببعد موتي وإل عتق حال) .قوله :وكممذا إذا
مت( أي ومثل أنت حر بعد موتي الخ إذا مت فأنت حرام أو مسيب ،لكن فممي همماتين الصممورتين
ل بد من نية التدبير لنهما من الكناية ،كما أفاده بقوله مع نية) .قوله :فهو مممدبر( جممواب مممن إن
كانت شرطية ،وخبرها إن كانت موصولة) .قوله :يعتممق بعممد وفمماته الممخ( أي وحكممم المممدبر أنممه
يعتق كله بعد وفاة السيد من ثلث ماله ،وإن وقع التدبير في الصممحة .ومحممل كممونه يعتممق كلممه إن
خرج كله من الثلث ،فإن لم يخرج كله من الثلث عتق منه بقدر ما خرج من الثلممث كالنصممف إن
لم تجز الورثة ما زاد على الثلث ،فإ أجازوا عتق كله ،والحيلة فممي عتممق الجميممع وإن لممم يخممرج
من الثلث ،وإن لم يكن هناك مال سواه أن يقول في حال صممحته :إن مرضممت فهممذا الرقيممق حممر
قبل مرض موتي بيوم ،وإن مت فجأة فهو حر قبل موتي بيوم ،فإذا مات بعد التعليقين بأكثر مممن
يوم عتق من رأس المال ،ول سبيل لحد عليه ،لكن ليس هذا من التدبير كما هو ظاهر) .وقوله:
بعد الدين( أي محل كونه يعتق من الثلث بعد وفاء الدين ،فإن استغرق الدين التركة ل يعتق منممه
شئ) .قوله :وبطل أي التدبير بنحو بيممع( أي مممن كممل مزيممل للملممك كممالوقف والهبممة المقبوضممة،
وجعله صداقا ،وبطل بإيلد لمدبرته أيضا ،لنه أقوى من التدبير ،بدليل أنمه ل يعتممبر ممن الثلمث
ول يمنع منه الدين) .قوله :فل يعود( أي إلى التمدبير) .وقموله :وإن ملكمه( ل معنمى للغايمة ،فلمو
حذف الواو وجعله قيدا لما قبله لكان أولى .وعبارة متن المنهاج :فلو باعه ثم ملكه لم يعد التدبير
على المذهب .اه .وإنما لم يعد التدبير حينئذ ،لن الزائل العائد هنا كالذي لم يعد) .قمموله :ويصممح
بيعه( أي المدبر ،لنه )ص( بماع الممدبر كمما ممر فمي حمديث الصمحيحين السمابق .ويشمترط أن
يكون البائع له جائز التصرف ،وخرج غيره كالسفيه ،فإنه ل يصح بيعه وإن صح تدبيره ،ومثممل
البيع سائر التصرفات فتصح منه فيه ،ولعل الشارح اقتصر على البيع لنه المموارد فممي الحممديث،
ويقاس غيره عليه) .قوله :ل برجوع الخ( أي ل يبطل التدبير بالرجوع
] [ 375
عن التدبير لفظا كسائر التعليقات) .قوله :ول بإنكار للتدبير( أي ول يبطممل أيضمما بإنكمماره
التدبير ،فليس إنكاره رجوعا عنه ،كما أن إنكار الردة ليس إسلما ،وإنكار الطلق ليممس رجعممة،
ول يبطل التدبير أيضا بردة السيد ،ول بردة الممدبر ،صميانة لحمق الممدبر عمن الضمياع ،فيعتمق
بموت السيد وإن كانا مرتدين) .قوله :ويجوز له وطئ المممدبرة( أي للسمميد أن يطممأ مممدبرته لبقمماء
ملكه فيها كالمستولدة ،مع أنه لم يتعلق بها حق لزم .ول يكمون وطمؤه لهما رجوعما عمن التمدبير
لنه قد يؤدي إلى العلوق المحصل لمقصود التدبير وهو عتقها ،بخلف نحممو الممبيع .فممإن أولممدها
بطل تدبيره كما مر) .قوله :ولو ولدت مدبرة ولدا( أي حملت به بعد التدبير) .وقوله :من نكمماح(
بأن زوجها سيدها) .قوله :ل يثبت للولد حكم التدبير( أي لنه عقد يقبل الرفممع ،فل يسممري للولممد
الحادث بعده كالرهن ،بخلف الستيلد .وفي سم ما نصه :قال في شممرح الرشمماد :وقيممل يلحقممه
التدبير ،ونقله في الشرح الصغير عمن ترجيمح الكمثرين ،وبمه قمال الئممة الثلثمة ،وانتصمر لمه
الزركشي بأنه قياس تبع الولد للم في نذر الهدي والضحية .ويرد بأن النممذر لزم فيقمموى علممى
الستتباع الحادث بخلف التدبير فإنه جائز فلم يقو على ذلك .اه) .قوله :فلممو كممانت حممامل الممخ(
مفرع على مفهوم قوله ولدت .وعبارة التحفة :وخرج بولدت ما لو كانت حامل عند موت السمميد
فيتبعها جزما .اه .قال سم :حاصل المسألة أنها إذا كممانت حممامل فممي أحممد الوقممتين وقممت التممدبير
ووقت الموت دون الخر أو فيهممما معمما تبعهمما الولممد ،وإل فل .اه) .قموله :ولممو دبممر حممامل( أي
يملكها هي وحملها ،سواء كان حملها من زنا أو من زوج ،ويعرف وجوده عنمد التمدبير بوضمعه
لدون ستة شهر منه ،فإن وضعته لكثر من أربع سنين لم يتبعها ،وإن ولدته لما بينهما ،فإن كممان
لها زوج يفترشها فل يتبعها ،وإن كانت ليست كذلك تبعها .أفاده البجيرمي نقل عن زي) .قمموله:
إن لم يستثنه( أي إن لم يستثن السيد الحمل عند تدبير الم ،بأن قال لها أنت مممدبرة ،فممإن اسممتثناه
بأن قال لها أنت مدبرة دون حملك ،لم يتبعها في التدبير .ويفرق بينه وبين ما مر في العتق بقوته
وضعف التدبير .ومحل ذلك إن ولدته قبل موت السيد وإل تبعها ،لن الحرة ل تلممد إل حممرا :أي
غالبا .أفاده في التحفة) .قوله :وإن انفصل الخ( غاية لثبوت التدبير لممه :أي يثبممت التممدبير للحمممل
تبعا ،سواء انفصل قبل موت سيدها أم ل) .قوله :ل إن أبطل الخ( أي ل يثبت التممدبير للحمممل إن
أبطل السيد تدبيرها قبل انفصاله .كأن باعها ،أو وهبها ،أو جعلها صداقا .وخممرج بقبممل انفصمماله
ما لو أبطل تدبيرها بعد انفصاله ،فإنه ل يبطل تمدبيره .ولمو بطمل تمدبيرها قبمل انفصماله فمإنه ل
يبطل تدبيره أيضا إن عاش ،وهو نممادر) .قمموله :والمممدبر كعبممد فممي حيمماة السمميد( يعنممي أن حكممم
المدبر في حال حياة السيد حكم العبد القمن ،فتكممون أكسمابه الممتي اكتسممبها فمي حممال حيماته للسمميد
بخلف التي اكتسبها بعد موته) .قوله :ويصح تممدبير مكمماتب وعكسممه( أي كتابممة المممدبر فيصممير
فيهما مدبرا مكاتبا ،ويعتق بالسبق من موت السيد ،أو أداء النجوم) .قوله :كما يصح تعليق عتق
مكاتب( أي وعكسه وهو كتابة المعلق عتقه بصفة ،ويعتق فممي ذلممك بالسممبق مممن وجمود الصممفة
المعلق عليها ،أو أداء النجوم) .قوله :ويصدق المدبر بيمين فيما وجممد معممه( أي فممي المممال الممذي
وجد تحت يده) .وقوله :وقال كسممبته الممخ( أي واختلممف هممو والمموارث فقممال المممدبر :كسممبته بعممد
الموت فهو ملكي ،وقال الوارث :بل كسبته قبله فهو ملكي ،لن الكساب الحاصلة منه حال حياة
السيد لسيده ،فإذا مات انتقلت للوارث) .قموله :لن اليممد لمه( علمة لتصممديق الممدبر :أي وإذا كممان
كذلك فيرجع بيده ،وكذلك تقدم بينته على بينة الوارث إذا أقاما بينتين لعتضاد بينته بيممده ،وهممذا
بخلف ما لو ادعت المدبرة أنها ولدت بعد موت السيد فيكون حرا ،وادعممى المموارث أنهمما ولممدته
قبله فيكون رقيقا ،فإن القول قول الوارث بيمينه ،لنها تزعم حريته والحممر ل يممدخل تحممت اليمد،
والفرض أنها حملت به بعد التدبير حتى يظهر الختلف المذكور،
] [ 376
لنها لو كانت حامل به حين التدبير كممان مممدبرا تبعمما لهمما كممما مممر) .قمموله :الكتابممة الممخ(
شروع في بيان أحكام الكتابة كاستحبابها إذا سألها العبد وكان أمينا مكتسممبا ،ولزومهمما مممن جهممة
السيد ،وجوازهمما مممن جهممة المكمماتب .وقممد أفردهمما الفقهمماء بترجمممة مسممتقلة .والصممل فيهمما قبممل
الجماع قوله تعالى) * :والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهممم خيممرا(
* .أي أمانة وكسبا ،كما فسره الشافعي رضي ال عنه بذلك .وخبر :من أعان غارما ،أو غازيمما،
أو مكاتبا في فك رقبته أظله ال في ظله يوم ل ظل إل ظله .وخبر :المكمماتب عبممد ممما بقممي عليمه
درهم .رواه أبو داود وغيره .والحاجة داعية إليهمما لن السمميد قممد ل تسمممح نفسممه بممالعتق مجانمما،
والعبد ل يتشمر للكسب تشمره إذا علق عتقه بالتحصيل والداء ،ولفظها إسلمي لممم يعممرف فممي
الجاهلية .وأركانها أربعة :مكاتب -بكسر التاء الفوقية -وهو السيد ،ومكاتب -بفتح التاء -وهو
الرقيق ،وعوض ،وصيغة .وشرط في الول كونه مختارا أهممل تممبرع وولء ،لن الكتابممة تممبرع
وآيلة للولء ،فتصح من كافر أصلي وسكران ،ل من مكره ،ول من صممبي ومجنممون ،ومحجممور
سممفه أو فلممس ،ول مممن أوليممائهم ،ول مممن مبعممض ومكمماتب وإن أذن لمه سمميده لنهممما ليسمما أهل
للولء ،ول من مرتد لن ملكه موقوف ،والعقمود ل توقممف علممى الجديممد .وشممرط الثمماني اختيممار
وتكليف ،وأن ل يتعلق به حق لزم ،بخلف المكره والصممبي والمجنممون كسممائر عقمودهم ،ومممن
تعلق به حق لزم لنمه إممما معمرض للمبيع كمالمرهون ،والكتابممة تمنمع منمه .أو مسممتحق المنفعمة
كالمؤجر فل يتفرع لكتساب ما يوفي به النجوم .وشرط في الثممالث أن يكممون مممال معلوممما ولممو
منفعة في الذمة مؤجل إلى أجل معلوم منجما بنجمين فأكثر .وشرط في الرابع -وهو الصمميغة -
أن يكون لفظمما يشممعر بالكتابممة ،أو كتابممة ،أو إشممارة أخممرس مفهمممة .واللفممظ إممما إيجمماب كقمموله:
كاتبتك ،أو أنت مكاتب على دينارين تدفعهما إلي في شهرين ،فإذا أديتهما إلممي فممأنت حممر ،وإممما
قبول كقول العبد قبلت ذلممك .وسمميذكر المؤلممف بعممض هممذه الركممان معنونمما عنممه بلفممظ الشممرط،
وبقيتها تؤخذ من كلمه ضمنا) .قوله :شرعا عقد الخ( أي وأما لغة :فهي الضم والجمممع ،وسمممي
المعنى الشرعي بها لن فيه ضم نجم إلى نجممم ،وللعممرف الجمماري بكتابممة ممما تضمممنه العقممد فممي
كتاب) .قوله :بلفظها( أي الكتابة) .قوله :معلممق( بممالجر صممفة لعتممق) .وقمموله :بمممال( أي بممأدائه.
)قوله :منجم بنجمين( أي مؤقتا بوقتين ،ويطلق النجم علممى القممدر الممذي يممؤدي فممي وقممت معيممن.
)قوله :وهي( أي الكتابة) .وقوله :سنة( أي بالشروط التية) .قوله :ل واجبة( صرح به مع علمه
مما قبله توطئة للغاية بعده) .قوله :وإن طلبها الرقيق( غاية لعدم الوجوب ل للسممنية ،وهممي للممرد
على من قال بوجوبها إذا طلبها الرقيق تمسكا بقوله تعالى) * :والذين يبتغون الكتاب مممما ملكممت
أيمانكم فكاتبوهم( * الية ،فحمل المر على الوجوب ،والجمهور حملوه على النممدب قياسمما علممى
التدبير وشراء القريممب الممذي يعتممق عليممه ونحممو ذلممك ،فل تجممب الكتابممة وإن سممألها الرقيممق لئل
يتعطل أثر الملك وتستحكم المماليك على الملك) .قوله :كالتدبير( أي قياسا على التدبير في عدم
وجوبه :أي ونحموه ممما ممر آنفما) .قموله :بطلمب المخ( ذكمر للسمنية قيمودا ثلثمة :وهمي الطلمب،
والمانة ،والكتساب ،فإن فقد واحد منها كانت مباحة كما سيذكره .وقممال بعضممهم :الطلممب ليممس
قيممدا للسمتحباب وإنممما همو قيممد لتأكمدها ،فمإن لممم يطلبهمما فهمي مسمنونة ممن غيممر تأكمد ،بخلف
الشرطين فهما للستحباب ،فإن فقد أحدهما كانت مباحة) .وقمموله :عبممد( المممراد بممه الرقيممق ولممو
أنثى) .وقوله :أمين( أي فيما يكسبه بحيث ل يضيعه في معصممية ،فالمممدار علممى كممونه ل يضمميع
المال وإن لم يكن عدل في دينه لترك صلة ونحوها ،وإنما اعتبرت المانة فممي ذلممك لئل يضمميع
ما يحصله فل يعتق) .وقوله :مكتسب بما يفي مؤنته ونجومه( أي قادر على كسب ما يفي بممذلك،
وإنما اعتبرت القدرة على ذلك ليوثق بتحصيل النجوم) .قوله :وشرط في
] [ 377
صحتها( أي الكتابة) .وقوله :لفظ( أي أو إشارة أخرس مفهمة ،أو كتابة مع النية كما مر.
واللفظ إما صريح أو كناية كما تقدم ،فمن الصريح ما ذكره بقوله كاتبتك الخ .ومممن الكنايممة قمموله
كاتبتك على كذا واقتصر عليه ،فإن نوى بذلك الكتابة صحت وإل فل .وإنما كممان منهمما لحتمممال
اللفظ لكتابة الخراج ،وللكتابة التي الكلم فيها) .قوله :إيجابا( حال من لفظ ،أي حممال كممون اللفممظ
المذكور إيجابا الخ ،أو خبر لكان مقدرة مع إسمها :أي كان ذلك اللفظ إيجابا وهو ممما صممدر مممن
السيد .وسيذكر مقابله) .قوله :ككاتبتك( ل بد من إضافته إلى الجملة ،فلو قال :كمماتبت يممدك مثل،
لم تصح .اه .بجيرمي) .قمموله :علممى كممذا( أي علممى أن تعطينممي كممذا) .قمموله :منجممما( أي مؤقتمما
بوقتين فأكثر -كما سيأتي في كلمه -وهو حال من لفظ كذا) .قوله :مع قوله الخ( أي ول بد أن
ينضم إلى اللفظ المذكور قوله :إذا أديته الخ ،والمراد بالقول ممما يشمممل قممول النفممس ،إذ نيممة ذلممك
كافية كما صرح به في المنهاج ونصه :ولو ترك لفظ التعليق ،أي قوله إذا أديته فأنت حر ،ونواه
جاز ول يكفي لفظ كتابة بل تعليق ول نية على المذهب .اه .وإنما اشترط إنضمام ذلممك لفظمما أو
نية إلى قوله كاتبتك ونحموه ،لن لفمظ الكتابمة يصملح لهمذا ويصملح للمخارجمة ،فاحتيمج لتميزهما
بالضميمة المذكورة .قال في التحفة :والتعبير بالداء للغممالب مممن وجممود الداء فممي الكتابممة ،وإل
فيكفي -كما قال جمع -أن يقول :فإذا بممرئت أو فرغممت ذمتممك منممه فممأنت حممر) .قمموله :وقبممول(
عطف على إيجابما ،ول بمد أن يكمون فمورا ،وبمه تتمم الصميغة ،فل تصمح الكتابمة بمدونه كسمائر
العقود .وإنما لم يكف الداء بل قبول كالعطاء في الخلع لن هذا أشبع بالبيع مممن ذلممك ،ويكفممي
استيجاب وإيجاب ،ككاتبني على كذا فيقول :كاتبتك) .قوله :كقبلت ذلك( أي كقول المكاتب قبلممت
ذلك ،فلو قبل أجنبي الكتابة من السيد ليؤدي عن العبد النجوم لم تصح ،لمخممالفته موضممع البمماب.
)قوله :وشرط فيها( أي في صحتها) .قوله :من ديممن الممخ( بيممان للعمموض ،ول فممرق فيممه بيممن أن
يكون نقدا أو عرضا .وخرج بالدين العين فل تصح الكتابممة عليهمما ،لنممه ل يملممك العيممان حممتى
يورد العقد عليها) .قوله :أو منفعة( لو قال كما في المنهاج والمنهممج :ولمو منفعمة لكممان أولمى ،إذ
المراد بالمنفعة المتعلقة بالذمة كأن يقول له :كاتبتك على بناء دارين في ذمتك في شممهرين وهممي
دين ،أما المنفعة المتعلقة بعين من العيان كأن كاتبه على منفعة دابتين معينتين لزيد يمدفعهما لمه
في شهرين ،فل تصح الكتابة عليها ،إذ منفعة العين مثل العين ،وهي ل تصح الكتابة عليهمما كممما
علممت .نعمم :المنفعمة المتعلقمة بيمن المكماتب تصمح الكتابمة عليهما بشمرطين :أن تتصمل المنفعمة
المذكورة ،كالخدمة والخياطة بالعقد ،وأن تكون مع ضميمة شئ آخر إليها كدينار ،ككاتبتك علممى
أن تخدمني شهرا من الن ،أو تخيط لي ثوبا بنفسك وعلى دينار تأتي به بعد انقضمماء الشممهر ،أو
نصفه .فلو أجل المنفعة لم تصح لن العيان ل تقبل التأجيل فكذلك منافعها .وكذلك ل تصلح إن
لم تكن مع الضميمة المذكورة ،لعدم تعدد النجم الذي هو شممرط فمي صممحة الكتابمة ،ولمو اقتصممر
على خدمة شهرين وصرح بأن كل شهر نجم لم يصح أيضا ،لنهما نجم واحد ول ضميمة ،ولممو
فرق بينهما كرجب ورمضان كان أولى بعدم الصحة ،لنه يشترط في المنفعة المذكورة اتصممالها
بالعقد كما علمت) .قوله :مؤجل( صفة لعوض ،أي عمموض مؤجممل إلممى أجممل معلمموم ،فل تصممح
الكتابة بالحال ،لن الكتابة عقد خالف القياس في وضعه واتبع فيممه سممنن السمملف .والمممأثور عممن
الصحابة فمن بعدهم قول وفعل إنما هو التأجيل ،ولم يعقدها أحد منهم حالة ،ولو جمماز لممم يتفقمموا
علممى تركممه مممع اختلف الغممراض ،خصوصمما وفيممه تعجيممل عتقممه .واختممار ابممن عبممد السمملم
والروياني في حليته جواز الحلول ،وهو مذهب المامين مالك وأبي حنيفة رضي ال عنهما .فإن
قيل :لو اقتصر المصنف على الجل لغنى عن الدينية ،فإن العيان ل تقبل التأجيل .أجيب :بأن
دللة اللتزام ل يكتفي بها في المخاطبات ،وهذان وصفان مقصودان .اه .ونظر فممي التحفممة فممي
الجواب المذكور بأن دللة المؤجل على الدين من دللة التضمن ل اللتزام ،لن مفهوم المؤجممل
شرعا دين تأخر وفاؤه ،فهو مركب من شيئن .ودللة التضمن يكتفي بها في المخاطبات .وأجاب
بجواب آخر غيره ،نظر فيه سم فانظره.
] [ 378
)قوله :ليحصله( أي ذلك العوض وهو علة لشممتراط التأجيممل) .وقمموله :ويممؤديه( أي بعممد
تحصيله لسيده) .قوله :منجم بنجمين فأكثر( صفة ثانية لعوض :أي عوض مؤقت بوقتين فممأكثر،
فالمراد بالنجم هنمما المموقت ،وسمممي بممذلك لن العممرب كممانت ل تعممرف الحسمماب ،وكممانوا يبنممون
أمورهم على طلوع النجم ،فيقول أحدهم :إذا طلع النجم أديت حقك ونحو ذلك ،فسممميت الوقممات
نجوما لذلك .ويطلق النجم أيضا على المؤدي في الوقت كما مر .قال فممي المغنممي :تنممبيه :قضممية
إطلقه أنها تصح بنجمين قصيرين ولو في مال كثير ،وهو كممذلك لمكممان القممدرة عليممه ،كالسمملم
إلى معسر في مال كثير إلى أجممل قصممير .اه) .قمموله :كممما جممرى عليممه أكممثر الصممحابة( الكمماف
للتعليممل :أي وإنممما اشممترط أن يكممون منجممما بنجميممن فممأكثر ،لنممه هممو الممذي جممرى عليممه أكممثر
الصحابة ،أي ومن بعدهم ،فلو كفى نجم لفعلوه ،لنهم كانوا يبادرون إلى القربات والطاعممات ممما
أمكممن ،ولن الكتابممة عقمد إرفمماق ،وممن تتمممة الرفماق التنجيمم بنجميممن فممأكثر) .قموله :ولمو فمي
مبعض( غاية في اشتراط التأجيل ،والتنجيم بنجمين يعني أنه يشترط ما ذكممر فممي صممحة الكتابممة
ولو بالنسبة لمبعض كوتب كتابة صحيحة فيما رق منه وهو قادر على أداء العمموض فممي الحممال،
أو دون نجمين ،لما علمت من أن الكتابة عقد خالف القيمماس الممخ) .قمموله :مممع بيممان قممدره( صممفة
ثالثة لعوض ،أي عوض مصحوب ببيان قدره :أي ويشترط لصحة الكتابة أن يبين قدر العوض.
)وقوله :وصفته( أي ومع بيان صفة العوض :أي وجنسه ونوعه ،وذلك لنه عمموض فممي الذمممة،
فاشترط فيه بيان ذلك كدين السلم .قال في التحفة :نعم ،الوجه أنه يكفي نممادر الوجممود .اه .وفممي
الروض :هل يشترط بيان موضع التسليم للنجوم أو ل ؟ فيه الخلف المذكور في السلم .قممال فممي
شرحه :قضيته ترجيح الول إن وقع العقد بموضممع ل يصمملح لتسممليمها ،أو يصمملح لممه ،ولحملهمما
مؤنة .وبه جزم القاضي وغيره .اه) .قوله :وعممدد النجمموم( أي وبيممان عممدد النجمموم كشممهرين أو
ثلثة) .قوله :وقسط كل نجم( أي وبيان ما يمؤديه فممي كممل نجممم ممن العمموض لسمميده كخمسممة ،أو
عشرة) .قوله :ولزم سيدا( مثله وارثه ولو تعدد السيد واتحممد المكمماتب وجممب الحممط) .قمموله :فممي
كتابة صحيحة( خرج بها الكتابة الفاسدة فل حط فيها لن المغلب فيها التعليممق بالصممفة ،وهممي ل
توجد إل إن أدى ما كاتبه عليه ،فلو حط عنه منممه شمميئا لممم توجممد الصممفة فل يعتممق) .قموله :قبممل
عتق( فإن أخر الحط عنه أثم وكان قضاء .وعبارة التحفة مع الصل :والصح أن وقممت وجمموبه
قبل العتق ،أي يدخل وقت أدائه بالعقد ويتضيق إذا بقي من النجم الخير قدر ما يفي به من مممال
الكتابة لما مر أنه ليس القصد به إل العانة على العتق ،فإن لم يؤد قبله ،أدى بعده وكان قضمماء.
اه) .قوله :حط متمول( فاعل لزم ،أي لزمه حط متمول وإن قمل كشمئ ممن جنمس النجموم قيمتمه
درهم نحاس ،ولو كان المالك متعددا .ويقوم مقام الحط أن يمدفع السميد جمزءا معلومما ممن جنمس
مال الكتابة ،أو من غيره برضاه ،ولكن الحط أولمى ممن المدفع ،لن العانمة علمى العتمق بمالحط
محققة وبالدفع موهومة ،لنه قد يصرف المدفوع من جهة أخممرى .وإذا مممات السمميد وقممام مقممامه
وارثه في الحط قدمه على مؤن التجهيز) .قوله :لقوله تعالى( دليل للزوم الحط ،ووجه الدللة أن
آتوهم أمر ،والمر للوجوب .ولم يقم دليل على حمل اليتاء على الستحباب ،فيعمل بممما اقتضمماه
الظاهر .واستثنى من وجوب اليتاء ما لو كاتبه فممي مممرض ممموته ،والثلممث ل يحتمممل أكممثر مممن
قيمته ،وما لو كاتبه على منفعته ،وما لممو أبممرأه مممن النجمموم ،أو بمماعه مممن نفسممه ،أو أعتقممه ولممو
بعوض ،فل يجب شئ في ذلممك) .قمموله :فسممر اليتمماء بممما ذكممر لن الممخ( أي فسسممر المفسممرون
اليتمماء فممي اليممة بممالحط ،مممع أن المتبممادر منممه الممدفع ،لن القصممد الممخ .وفيممه أن المفسممرين لممم
يقتصروا في تفسير اليتاء على الحط ،بل فسروه به وبالدفع ،فكان علممى المؤلممف أن يزيممد لفممظ:
أو دفعه بعد قوله حط متمول ،ويكون الممراد بقموله بمما ذكمر :أي بمالحط والمدفع .ثمم رأيمت فمي
المنهج ذكر
] [ 379
الزيممادة المممذكورة .وقممال فممي شممرحه :وفسممر اليتمماء بممما ذكممر لن القصممد الممخ .وكتممب
البجيرمي ما نصه :قوله وفسر الخ .أي وإنما فسر اليتاء بما يشمل الحط وإن كان المتبممادر منممه
الدفع ،لن القصد الخ .اه .وهو الظاهر الموافق لما في التفاسير .ولعل تلممك الزيممادة سممقطت مممن
النساخ .فتنبه) .قوله :وكونه( أي الذي يقصد حطه) .وقوله :ربعا فسبعا أولى( عبارة المغني مممع
الصل :ويستحب الربع ،أي حط قدر ربع مال الكتابة إن سمح به السيد ،وإل فالسبع .روى حممط
الربع النسائي وغيره عن علي .وروي عنه رفعه إلى النبي )ص( ،وروى حط السبع مالممك عممن
ابن عمر رضي ال عنهما .قال البلقيني :بقي بينهما حممط السممدس .رواه الممبيهقي عممن أبممي سممعيد
مولى أبي أسد .اه) .قوله :ول يفسممخها( أي الكتابممة الصممحيحة ،لنهمما لزمممة مممن جهتممه لكونهمما
عقدت لحظ مكاتبه ،وهو تخليصه من الرق ل لحظ نفسه ،أمما الكتابممة الفاسمدة ،وهمي ممما اختلممت
صحتها بفساد شرط ،كشرط أن يبيعه كذا ،أو كتابة بعض رقيق ،أو فساد عوض مقصود كخمر،
أو فساد أجل كنجم واحد ،فللسمميد أن يفسممخها كالمكمماتب لنهمما جممائزة مممن جهتهممما .وأممما الكتابممة
الباطلة ،وهمي مما اختلمت صمحتها بماختلل ركمن ممن أركانهما ،ككمون أحمد العاقمدين صمبيا ،أو
مجنونا ،أو مكرها أو عقدت بغير مقصود كدم فهي ملغاة .واعلم :أن الفاسد والباطل بمعنى واحد
إل في الكتابة ،فيفرقون بينهما ،وكذلك في الحج والعارية والخلع .واعلم :أنها كما ل يجوز للسيد
أن يفسممخها ،ل تنفسممخ أيضمما بممالجنون والغممماء والحجممر ،سممواء كممان ذلممك مممن السمميد أو مممن
المكاتب ،لن اللزم من أحد الطرفين ل ينفسخ بشئ من ذلك كالرهن ،ويقموم ولمي السمميد مقممامه
في قبضه ،ويقوم الحاكم مقام المكاتب في أدائه إن وجد له مال ،ولم يأخذ السيد استقلل ،وثبتممت
الكتابة ،وحل النجم ،وحلف السيد على استحقاقه ورأى أن لممه مصمملحة فممي الحريممة ،فممإن اسممتقل
السيد بالقبض ،عتق لحصول القبض ،المستحق .وإن رأى الحاكم أنه يضيع إذا أفاق لم يمؤد عنمه
-كما قاله الغزالي -قال الشيخان :وهمذا حسمن ،وإن لمم يجممد لمه مممال مكممن السميد ممن التعجيمز
والفسخ .فإذا فسخ عاد المكاتب قنا له وعليه مؤنته ،فإن أفمماق أو ارتفممع الحجممر وظهممر لممه مممال،
كأن حصله قبل فسخ السيد ،دفعه الحاكم إلى السيد ،ونقض تعجيزه وفسخه وحكم بعتقممه) .قمموله:
إل إن عجز الخ( إسممتثناء مممن قمموله ول يفسممخها) .قمموله :عممن أداء( متعلممق بعجممز) .قمموله :عنممد
المحل( متعلق بأداء -وهو بكسر الحاء :-أي وقت الحلول ،ولو اسممتمهل المكمماتب سمميده لعجممزه
عند المحل ،سن إمهاله مساعدة له في تحصيل النجوم ليحصمل العتمق ،أو اسمتمهله لمبيع عمرض
وجب إمهماله ،أو لحضممار ممماله مممن دون مسمافة القصمر وجمب إمهماله أيضمما لنممه كالحاضمر،
بخلف ما لو كان فوق ذلك ،فل يجب إمهالمه لطول المدة ،وله أن ل يزيد في مدة المهال علممى
ثلثة أيام ،ولو كان لكساد سلعته ،لنها المدة المغتفرة شرعا ،فليس لممه الفسممخ فيهمما ،ولممه الفسممخ
فيما زاد عليها) .قوله :لنجم( متعلق بأداء أيضا )وقوله :أو بعضه( أي بعض النجممم ،ومحلممه فممي
غير الواجب في اليتاء ،فإن عجز عن بعضه الواجب في اليتاء فليس للسيد الفسخ ،ول يحصل
التقاص فيه ،لن للسيد أن يدفع غيره) .قوله :أو امتنع عنه عند ذلك( أي وإل إن امتنممع المكمماتب
عن الداء عند المحل فللسيد أن يفسخها) .وقوله :مع القدرة عليه( أي على الداء ،وامتناع العبممد
عن الداء حينئذ جائز ،لن الكتابة جائزة من جهته كما سيأتي) .قوله :أو غاب عند ذلممك( أي أو
إل إن غاب المكاتب عند المحل) .قوله :وإن حضر ماله أو كانت الخ( غايتان لجواز فسخ السمميد
إذا غمماب المكمماتب :أي للسمميد فسممخها إذا غمماب وإن حضممر ممماله ،أو كممانت غيبتممه دون مسممافة
القصر) .قوله :فله فسخها الخ( مفرع على الصور الثلث :أي وإذا عجز المكاتب ،أو امتنممع ،أو
غاب ،فللسيد أن يفسخ الكتابة بنفسه ،أو بحاكم .وقيده البلقيني بما إذا لم يأذن له السيد فممي السممفر
وينظره إلى حضوره ،وإل فليس له الفسخ) .قوله :متى شاء( أي الفسخ ،ومنه يعلم أنه ل بمد مممن
الفسخ،
] [ 380
ول يحصل بمجرد التعجيز) .قوله :وليس للحاكم الداء الخ( أي بل يمكن السيد من الفسخ
لن المكاتب ربما عجز نفسه أو امتنع مممن الداء لممو حضممر) .وقمموله :الغممائب( صممفة للمكمماتب.
)قوله :وله( أي للمكاتب فسخ :أي لنها جائز من جهته خلفمما لبممي حنيفممة رضممي الم عنممه فممي
قوله أنها لزمة من جهتمه أيضما) .قموله :كمالرهن بالنسمبة للمرتهمن( أي فمإنه جمائز ممن جهتمه.
)قوله :فله( أي للمكاتب) .وقوله :ترك الداء( أي أداء النجوم) .وقمموله :والفسممخ( بممالرفع عطممف
على ترك) .وقوله :وإن كان معه وفاء( أي له ذلك مطلقا ،سواء كان معه ما يوفي بممه النجمموم أم
ل ،لجوازها من جهته كما علمت) .قوله :وحرم عليه( أي على السمميد المكمماتب -بكسممر التمماء .-
)وقوله :تمتع( أي مطلقا ،ولو بالنظر لنها كالجنبيممة) .قمموله :لختلل ملكممه( أي لضممعف ملكممه
فيها) .قوله :ويجب بوطئه لها مهر( أي وإن طمماوعته لشممبهة الملممك .اه .شممرح المنهممج .وقمموله:
لشبهة الملك :دفع لما قد يقال إذا طاوعته كانت زانية ،فكيف لها المهممر ،وحاصممله أن لهمما شممبهة
دافعة للزنا وهي الملك .اه .بجيرمي قال ع ش :ول يتكرر المهر بتكرر الوطئ إل إذا وطئ بعد
أداء المهر .اه) .قوله :لحد( أي ل يجب عليه حد بوطئه لهمما ،وإن علممم التحريممم واعتقممده لنهمما
ملكه .نعم ،يعزر من علم التحريم منهما) .قوله :والولد حممر( أي وإذا أحبلهمما وولممدت منممه يكممون
الولد حرا ،لنها علقت به وهي في ملكه .قال في المنهج وشرحه :ول يجب عليه قيمتها لنعقمماده
حممرا وصممارت بالولمد مسمتولدة مكاتبمة ،فممإن عجمزت عتقمت بممموت السمميد .اه) .قموله :ولمه أي
للمكاتب( بفتح التاء) .وقوله :شراء إماء( أي توسعا له في طريممق الكتسمماب) .قمموله :ل تممزوج(
أي ليس له أن يتزوج لما فيه من المؤن ،ولنه عبد ما بقي عليه درهم .وليس للمكاتبممة أيضمما أن
تتزوج خوفا من موتها بالطلق فيفوت حق السيد) .قمموله :إل بممإذن سمميده( أي فلممه الممتزوج حينئذ.
)قوله :ول تسر ولو بإذنه( أي ل يجوز له التسممري مطلقمما ،سممواء كممان أذن سمميده لممه فيممه أم ل،
لضعف ملكه ،وخوفا من هلك الجارية بالطلق لو حبلت ،فمنعممه مممن الموطئ كمنممع الراهممن مممن
وطئ المرهونة ،فإن خالف ووطئ فل حد عليه لنه ملكه ،والولد منه يلحقه ويتبعمه رقما وعتقمما،
فإن عتق هو عتق ولده ،وإل رق وصار للسيد ،ول تصير المة به أم ولد ،لنعقاده رقيقا مملوكا
لبيه) .قوله :يعني ل يجوز له وطئ مملوكته( أي وإن لم ينزل ،وإنما حمل التسري على مطلممق
الوطئ لن حقيقة التسري ليست مرادة هنا ،وذلك لنه يعتبر فيها أمران :حجب المة عن أعيممن
الناس ،وإنزاله فيها ،وهما ليسا بشرط هنا .أفماده فمي النهايمة) .قموله :ومما وقمع للشميخين( مبتمدأ
خبره مبني) .وقوله :في موضع( أي من كتبهما) .وقوله :مممما يقتضممي الممخ( بيممان لممما) .وقمموله:
جوازه( أي الوطئ) .وقوله :بالذن( أي بإذن السيد) .قوله :أن القن الخ( بممدل مممن الضممعيف ،أو
عطف بيان له) .وقوله :يملك بتمليك السيد( له وجه بنمماء جممواز وطممئ الكمماتب لمتممه علممى ملممك
الرقيق بتمليك السيد له أن الملك يستلزم جواز وطئه للمة التي ملكها سيده له ،وإذا كمان الرقيمق
يجوز وطؤه على هذا الوجه فالمكاتب من باب أولى ،لن له ملكا في الجملة) .قوله :قال شمميخنا(
أي في التحفة) .وقوله :ويظهر أنه( أي المكاتب) .وقوله :ليس له الستمتاع بما دون الوطئ( أي
لن من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه) .وقوله :أيضا( أي كما ل يجوز لممه المموطئ) .قمموله:
ويجوز للمكاتب بيع الخ( الحاصل يجوز للمكاتب التصرف فيما فيه تنمية المال كممالبيع والشممراء
والجارة ،ل فيما فيه نقصه واستهلكه كالهبة والصدقة والهدية ،ول فيما فيه خطر كقرض وبيع
نسيئة وإن استوثق برهن أو كفيل ،إل بإذن السيد) .قوله :لهبة وصممدقة( أي ل يجمموز لممه ذلممك.
نعم ،ما تصدق به عليه من نحو لحم وخبز مما العادة فيه أكله ،وعدم بيعه له إهداؤه لغيره.
] [ 381
)قوله :فرع( الولى فرعان لذكره لهما :الول :قوله لو قال السيد الخ ،والثاني :قوله ولممو
قال كاتبتك الخ) .قوله :لو قال السيد الممخ( أي لممو ادعممى السمميد علممى المكمماتب بعممد قبضممه نجمموم
الكتابة أنك فسخت عقد الكتابة قبل أن تؤديني المال ،فممأنكر المكمماتب ذلممك ،فممإن أقممام السمميد بينممة
على ما ادعاه سمعت وإل صدق المكاتب بيمينه) .قوله :كنت( بتاء المخاطب) .وقمموله :فسممخت(
أي قبل قبض المال) .قوله :فممأنكر المكمماتب( أي أصممل الفسممخ ،أو كممونه قبممل قبممض المممال منممه.
)قوله :صدق( أي المكاتب بيمينه إن لم يأت السيد بالبينة) .قوله :لن الصل عدم الفسخ( لو قممال
لن الصل عدم ما ادعاه السيد لكان أولى ،ليشمل الصورة الثانيمة وهمي مما إذا أنكمر كمونه قبمل
قبض المال) .قوله :وعلى السيد البينة( أي على ما ادعاه ،فممإن أقامهمما سمممعت وفسممخت الكتابممة،
وبقي العبد علممى رقممه) .قمموله :ولممو قممال( أي السمميد للمكمماتب) .قمموله :وأنمما صممبي( فممي المنهمماج
والمنهج إسقاطه والقتصار على قوله .كاتبتك وأنا مجنون ،أو محجور علي ،وهو الولممى ليلئم
قوله بعد إن عرف له ذلك ،إذ هو إنما يظهممر فيهممما) .قمموله :أو محجممور علممي( أي بسممفه ،تحفممة
ونهاية) .قوله :فأنكر المكاتب( أي ما ادعاه السيد وقال له :بل كمماتبتني وأنممت بممالغ عاقممل رشمميد.
)قوله :حلممف السمميد( أي وصممدق بحلفممه) .قمموله :إن عممرف لممه ذلممك( أي ممما ادعمماه مممن الجنممون
والحجر ،وذلك لقوة جانبه حينئذ لكون الصل بقاءه ،ومن ثم صدقناه مع كونه مدعيا للفساد على
خلف القاعدة ،وهو مخالف لما ذكروه في النكاح من أنه لو زوج بنتممه ثممم قممال :كنممت محجممورا
علي ،أو مجنونا يوم زوجتها ،لم يصدق وإن عرف له ذلك .وفرق بأن الحق ثم تعلق بثالث وهو
الزوج بخلفه هنا) .قوله :وإل فالمكاتب( أي وإن لممم يعممرف للسمميد ممما ادعمماه ،فيحلممف المكمماتب
ويصدق بحلفه) .وقوله :لن الصل عدم ما ادعاه السيد( أي ولضعف جانبه بفقد القرينة) .قمموله:
إذا أحبل الخ( شروع في العتاق بالفعممل ،وهممو السممتيلد .وقممد أفممرده الفقهمماء بترجمممة مسممتقلة.
وختم كتابه به لن العتق فيه يعقب الموت الذي هو خاتمة أمر العبد في الدنيا ،وهو قربة في حق
من قصد به حصول ولد وما يترتب عليه من العتق وغيره من القربات -كما تقدم -واختلف فيه
هل هو أقوى من العتق باللفظ ،أو العتق باللفظ أقوى منمه ؟ ذهمب ابمن حجمر إلمى الول ،وعللمه
بنفوذه من المجنون والمحجور عليه بسفه ،وذهمب م ر إلمى الثماني وعللمه بمأن اللفمظ ينفمذ قطعما
بخلفممه بالسممتيلد لجممواز أن تممموت المسممتولدة أو ل ،وبممأنه مجمممع عليممه ،بخلف السممتيلد.
والصل فيه أنه )ص( قممال فممي ماريممة أم إبراهيممم لممما ولممدت أعتقهمما ولممدها :أي أثبممت لهمما حممق
الحرية .رواه الحاكم ،وقال أنه صحيح السناد .وخبر :أيما أمة ولدت من سيدها فهممي حممرة عممن
دبممر منممه .أي بعممد آخممر جممزء مممن حيمماته .رواه ابممن ماجممة والحمماكم وصممحح إسممناده ،وخممبر
الصحيحين :عن أبي موسى قلنا يا رسول ال إنا نأتي السبايا ونحب أثمانهن فما ترى في العزل،
أي النزال خارج الفرج ؟ فقال :ما عليكم أن ل تفعلوا .ممما مممن نسمممة كائنممة أو مقممدرة إلممى يمموم
القيامة إل وهي كائنة ،أي موجودة .ففي قولهم ونحمب أثممانهن دليمل علمى أن بيعهمن بالسمتيلد
ممتنع .واستشهد البيهقي لمتناع بيعها بقول عائشة رضي ال عنها :لم يممترك رسممول ال م )ص(
دينارا ،ول درهما ،ول عبدا ،ول أمة .قال :ففيه دللة على أنه لم يترك أم إبراهيم رقيقممة ،وأنهمما
عتقت بعد موته .وقد استنبط سيدنا عمر رضي ال عنه امتنماع بيمع أم الولمد ممن قموله تعمالى* :
)فعل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الرض وتقطعوا أرحامكم( * فقال وأي قطيعة أقطع من أن
تباع أم امرئ منكم ؟ وكتب إلى الفاق ل تباع أم امرئ منكم ،فممإنه قطيعممة ،وأنممه ل يحممل .رواه
البيهقي مطول .تنبيه :آثمر التعمبير بمإذا علمى التعمبير بمأن لن أن تختمص بالمشمكوك والموهموم
والنادر ،بخلف إذا فإنها للمتيقن والمظنون .ول شك أن إحبال الماء كممثير مظنممون بممل مممتيقن،
ونظيره قوله تعالى) * :إذا قمتم إلى الصلة فاغسلوا( * الخ .وقوله تعالى) * :وإن كنتم جنبمما( *.
فخص الوضوء بإذا لتكرره وكثرة أسبابه ،والجنابة بأن لندرتها .أفادته في التحفة.
) (1سورة محمد صلى ال عليه وسلم ،الية (2) .22 :سورة المائدة ،الية (3) .6 :المائدة ،الية.6 :
] [ 382
)قوله :حر( أي كله أو بعضه ،فينفذ إيلد المبعض في أمته المتي ملكهما ببعضمه الحمر .ل
يقال إنه ل يصح إعتقاه لنه ليس أهل للولء ،لنا نقول ل رق بعد الموت ،فبموته الذي يحصممل
به عتق أم ولده ينتفي كونه ليس أهل للولء ،ومن ثم صح تدبيره .ويشترط فيممه أن يكممون بالغمما،
فل ينفذ إيلد الصبي وإن لحقه الولد عند إمكان كونه منه ،لن النسب يكفي فيه المكان احتياطمما
له ،ومع ذلك ل يحكم ببلوغه ،لن الصل عدمه ،وبذلك يلغز فيقال لنا أب غير بالغ .ول يشترط
أن يكممون عمماقل مختممارا ،وينفممذ إيلد المجنممون والسممفيه ،بخلف المفلممس فل ينفممذ إيلده علممى
المعتمد ،لنه كالراهن المعسر ،خلفا للبلقيني في اعتماده نفوذه .وخرج بالحر المكمماتب فل ينفممذ
إيلده ،فلو مات ل تعتق بموته أمته ول ولدها ،ولو مات حرا بأن أدى نجوم الكتابة قبل الممموت.
كذا في المغني) .قوله :أمته( أي ولو تقديرا ،كأن وطئ الصل أمة فرعه التي لم يستولدها فيقدر
دخولها في ملك الصل قبيل العلوق ،ومثلها أمة مكاتبه أو مكاتبة ولده .ويشممترط فيهمما شممرطان:
الول :أن تكممون مملوكممة للسمميد حممال علوقهمما منممه ،الثمماني :أن ل يتعلممق بهمما حممق لزم للغيممر،
فخرجممت المرهونممة إذا أولممدها الراهممن المعسممر بغيممر إذن المرتهممن ،فل ينفممذ إيلده إل إن كممان
المرتهن فرعه -كما بحثه بعضهم -فإن انفك الرهن نفذ في الصح ،وخرجممت الجانيممة المتعلممق
برقبتها مال إذا أولممدها مالكهمما المعسممر ،فل ينفممذ إيلده إل إن كممان المجنممي عليممه فممرع مالكهمما.
)قوله :أي من له فيها ملك( تفسير مراد للمة ،وهمو يشممل الممة المشمتركة فينفمذ اسممتيلده فممي
نصيبه ،ويسري إلى نصيب شريكه إن أيسر بقيمته ،وإل فل يسري كما تقدم) .وقمموله :وإن قممل(
أي ملكه الحاصل فيها كسدس) .قوله :ولو كانت مزجة( غاية فمي الممة .ولمو أخرهما عمن قموله
عتقت بموته وجعلها غاية له لكان أولى) .قوله :أو محرمة( هي بضم الميم وفتممح الحمماء وتشممديد
الراء المفتوحة ،عطف على مزوجة من عطف العام على الخاص :أي ولو كممانت محرمممة عليممه
بسبب حيض ،أو نفاس ،أو إحمرام ،أو فممرض صمموم ،أو اعتكماف ،أو لكمونه قبمل اسمتبرائها ،أو
لكونها محرما له بنسب أو رضاع أو مصاهرة ،أو معتمدة ،أو مجوسية ،أو مرتدة) .قمموله :ل إن
أحبل الخ( فاعل الفعل وارث ،ولفظ أمة مضاف إلى تركة ،وهي مضافة إلى مممدين .والمممراد بممه
المورث ،أي ل تعتق بالموت إن أحبل وارث معسر أمة مورث مدين ،لتعلق حممق الغرممماء بهمما،
وقد تقدم أنه يشترط فيها أن ل يتعلق بها حق لزم للغير) .قوله :فولممدت( معطمموف علممى أحبممل:
أي أحبلها فولدت .قال في التحفة :أي في حياة السيد أو بعد موته بمممدة يحكممم بثبمموت نسممبه منممه،
وفي هذه الصورة الوجه كما رجحه بعضهم أنها تعتق إلى حين الموت فتملممك كسممبها بعممده .اه.
)وقوله :تعتق الخ( أي يتبين عتقها من حين الموت ،وقيل تعتق من حين الولدة) .وقوله :حيمما أو
ميتا( أي بشممرط أن ينفصممل جميعممه ،فممإن انفصممل بعضممه ولممم ينفصممل بمماقيه لممم تعتممق إل بتمممام
انفصاله ،ولو ولدت أحد توأمين عتقت وإن لم ينممزل الخممر) .قمموله :أو مضممغة( معطمموف علممى
حيا :أي أو ولدت مضغة) .وقوله :مصمورة( أي فيهما صمورة آدممي ظماهرة أو خفيمة أخمبر بهما
القوابل ،ويعتبر أربع منهممن ،أو رجلن ،أو رجممل وامرأتممان -بخلف ممما لممم يكممن فيهمما صممورة
آدمي ،وإن قلن لو بقيت لتخططت ) .-قوله :عتقت( جواب إذا) .وقوله :بموته( أي ولو بقتلها له،
وهذا مستثنى من قوله من استعجل بشئ قبل أوانه عوقب بحرمانه ،لتشوف الشمارع إلممى العتممق.
وفي البجيرمي :قال الشوبري) .فإن قيل( إذا كانت الوليممة هممي الموجبممة للعتممق فلممم وقممف علممى
موت السيد ؟ .قيل :لن لها حقا بالولدة وللسيد حقا بالملك ،وفممي تعجيممل عتقهمما بممالولدة إبطممال
لحقه من الكسب والستمتاع ،ففي تعليقه بموت السيد حفممظ للحقيممن فكممان أولممى .اه) .قمموله :مممن
رأس المال( متعلق بعتق :أي عتقهما يحسممب مممن رأس الممال ل ممن الثلمث سممواء اسممتولدها فممي
الصحة أو المرض ،أو نجز عتقها في مرض موته ،ول نظر إلى ما فوته من منافعها الممتي كممان
يستحقها إلى موته ،لن الستيلد
] [ 383
كالتلف بالكل واللبس وغير ذلك من اللممذات ،وبالقيمماس علممى مممن تممزوج امممرأة بمهممر
مثلها في مرض موته) .قوله :مقدما الخ( حال من العتق :أي ويحسب العتق من رأس المال حال
كونه مقدما على قضاء الديون ولو ل تعالى كالكفارة ،ولو على نفوذ الوصايا ،ولممو لجهممة عامممة
كالفقراء) .قوله :وإن حبلت في مرض موته( غايمة فمي حسمبان العتمق ممن رأس الممال وتقمديمه
على الديون والوصايا :أي يحسب من رأس المال ،ويقدم على الديون والوصايا ،وإن حبلممت فممي
مرض موته ،وإن أوصى بها من الثلث لما مممر وتلغممو وصمميته) .قمموله :كولممدها( أي المسممتولدة،
والكاف للتنظير في العتق من رأس المال وتقديمه على الديون والوصايا) .وقوله :الحاصممل( أي
من غير السيد ،أما الحاصل منه فإنه ينعقد حرا) .قوله :بنكمماح( متعلممق بالحاصممل) .وقمموله :بعممد
وضعها( متعلق بالحاصل .وخرج به ولدها الحاصل من غير سيدها قبل أن تضممع ولممدا لسمميدها،
فإنه ل يعتق من رأس المال بموت السيد ،بل يكون رقيقا يتصرف فيه بما شمماء مممن التصممرفات،
لحدوثه قبل استحقاق الحرية للم) .قوله :ولدا للسيد( مفعول وضعها) .قوله :فإنه يعتق من رأس
المال( أي فإنه يكون مملوكا للسمميد ويعتممق مممن رأس المممال بممموته ،لسممريان السممتيلد إليممه :أي
ويقدم على الديون والوصايا) .قوله :وإن ماتت الخ( غايممة فممي كممونه يعتممق مممن رأس المممال :أي
يعتق من رأس المال وإن ماتت أمته قبل موت السيد ،لنه حق اسممتحقه فممي حيمماة أمممه فل يسممقط
بموتها .ولو أعتق السيد مستولدته قبل موته لم يعتق ولدها تبعا لها ،فإذا مات السيد بعد ذلك عتق
بممموته) .قمموله :ولممه وطممئ أم ولممد( أي وللسمميد أن يطممأ أم ولممده) .وقمموله :إجماعمما( أي ولخممبر
الدارقطني :أمهات الولد ل يبعن ول يوهبن ول يورثن ،يسممتمتع بهمما سمميدها ممما دام حيمما ،فممإذا
مات فهي حرة .ومحل جواز وطئها إذا لم يقم بها مانع ككونها محرما ،أو مسلمة وهو كممافر ،أو
موطوءة أبيه ونحو ذلك) .قوله :واستخدامها( معطوف على وطئ :أي وله استخدامها ،أي طلممب
الخدمة بجميع أنواعها لنها كالقنة في جميع الحكممام ممما لممم تكممن مكاتبممة ،وإل امتنممع السممتخدام
وغيره مما ذكر معه) .قوله :وإجارتها( معطوف أيضا على وطئ :أي وله إجارتها :أي لغيرها،
أما إذا أجرها نفسها فإنه ل يصح ،لن الشخص ل يملك منفعة نفسه بعقممد .وهممل لهمما أن تسممتعير
نفسها من سيدها ؟ قياس ما قالوه في الحر أنه لو أجر نفسه وسمملمها ثممم اسممتعارها جمماز أنممه هنمما
كذلك ،ولو مات السيد بعد أن أجرها ،انفسخت الجارة) .قوله :وكذا تزويجهمما بغيممر إذنهمما( إنممما
فصله عما قبله لن فيه خلفا ،والصح ما ذكره :أي وكذلك للسيد أن يزوجها جممبرا بغيممر إذنهمما
على الصح ،لبقاء ملكه عليها وعلى منافعها ،إل إن كان السيد كممافرا وهممي مسمملمة فل يزوجهمما
هو ،بل يزوجها الحاكم لنه ل ولية للكافر على المسلمة) .قوله :ل تمليكها لغيممره( أي ل يجمموز
للسيد أن يملكها لغيره لنها ل تقبل النقل ،وما رواه أبو داود عن جابر رضي ال عنممه قممال :كنمما
نبيع سرارينا أمهات الولد والنبي )ص( حي ل نرى بذلك بأسا أجيممب عنممه بممأنه منسمموخ علممى
فممرض إطلع النممبي )ص( علممى ذلممك مممع كممونه قبممل النهممي ،أو أنممه منسمموب إلممى النممبي )ص(
استدلل واجتهادا ،أي من جابر حيث غلب على ظنممه أن النممبي )ص( اطلممع عليممه وأقممره .فيقممدم
عليه ما نسب إليه )ص( قول ونصا وهو نهيه )ص( عن بيع أمهات الولد في خبر الممدارقطني
السابق ،وهو وإن كان نفيا لفظا لكنه نهي معنى) .قوله :فيحمرم ذلمك( أي تمليكهما لغيمر .بمبيع أو
هبة) .قوله :وكذا رهنها( أي وكذا ل يصح رهنها لما فيه من التسليط على بيعها) .قوله :كولممدها
التابع لها( أي بأن كان من غير السيد كما مر) .وقوله :في العتق بموت السيد( متعلق بالتابع لها.
)قوله :فل يصح تمليكه( أي ولدها التابع لها ،أي ول رهنه ،ويصح استخدامه وإجارته وإعممارته
وإجباره على النكاح إن كان أنثى ل إن كان ذكرا .والحاصل :يمتنع على السيد التصرف فيه بما
يمتنع فيها ،ويجوز له التصرف فيه بما يجوز فيها ما عدا الوطئ) .وقموله :ممن غيمره( أي علمى
غيره أو لغيره ،فمن بمعنى على أو اللم) .وقوله :كالم( أي أمه ،فإنه ل يصح
] [ 384
تمليكها لغيره كما صرح به فيما قبل) .قوله :بل لو حكم به( أي بالتمليك ،أي صممحته فممي
الم وولدها التابع لها) .وقوله :نقض( أي لمخالفته الجماع ،وممما وقممع الخلف بيممن أهممل القممرن
الول فقد انقطع وانعقد الجماع على منع التمليك) .قوله :وتصح كتابتها( أي أم الولد لما علمممت
من بقاء ملكه عليها) .قوله :وبيعها من نفسها( أي ويصح على نفسها لنممه عقممد عتاقممة ،وكبيعهمما
من نفسها هبتها لها وقرضها لنفسها ،ويجب عليها في صورة القمرض رد مثلهما الصموري وهمو
جارية مثلها ،فالبيع لها ليس بقيد) .قوله :ولو ادعى ورثممة سمميدها( أي علممى المسممتولدة) .وقمموله:
مال له( أي لسيدها) .قوله :بيدها قبل موته( أي كائنا ذلك المال تحت يدها من قبممل ممموت السمميد.
)قوله :فادعت تلفه( أي فأقرت به وادعت أنه تلف قبل المموت) .قموله :صممدقت بيمينهما( أي لن
يدها عليه قبل الموت يد أمانة) .قوله :فإن ادعت تلفه بعممده( أي بعممد الممموت) .قمموله :لممم تصممدق
فيه( أي في التلف ،لن يدها عليه حينئذ يد ضمان ،لنه ملك الغير وهي حرة .اه .تحفة) .قمموله:
فيمن أقر بوطئ أمته( مفهوممة أنمه إذا أنكمر ل تصمدق) .قموله :فمادعت المخ( أي وأنكمر همو مما
ادعته) :وقوله :أسقطت منه ما تصير به أم ولممد( أي كمضممغة تصممورت) .قمموله :بأنهمما تصممدق(
متعلق بأفتى .قال في النهاية :وفي فروع ابن القطان :لممو قممالت المممة الممتي وطئهمما السمميد ألقيممت
سقطا صرت به أم ولد ،فأنكر السيد إلقاءها ذلك ،فمن المصدق ،وجهان :قال الذرعممي :الظمماهر
أن القول قول السيد لن الصل معه ،لسيما إذا أنكر السقاط والعلوق مطلقا .وفيما إذا اعممترف
بالحمل احتمال ،والقممرب تصممديقه أيضمما إل أن تمضممي مممدة ل يبقممى الحمممل منتسممبا إليهمما .اه.
)قوله :إن أمكمن ذلمك( أي سمقوط حممل منهما تصمير بمه أم ولمد ،بمأن أسمقطته بعمد مضمي ممائة
وعشرين يوما من الوطئ) .قمموله :بيمينهمما( متعلممق بتصممدق) .قمموله :فممإذا مممات عتقممت( أي فممإذا
صدقناها بيمينها ومات السيد عتقت بموته) .قوله :أعتقنمما الم تعممالى( هممذه الجملممة دعائيممة ،فهممي
خبرية لفظا إنشائية معنى .ثم أنه يحتمل أن الشارح قصد نفسه فقط مع تعظيمهمما إظهممارا لتعظيممم
ال له حيث أهله للعلم ،فيكون ممن بماب التحمدث بالنعممة .قمال الم تعمالى) * :وأمما بنعممة ربمك
فحمدث( * .ول ينمافيه أن مقمام المدعاء يقتضمي الذلمة والخضموع ،لن الشمخص إذا نظمر لنفسمه
احتقرها بالنسبة لعظمة ال تعالى ،وإذا نظر لتعظيم الم لمه عظمهمما .ويحتممل أنمه أراد بممه نفسممه
وإخوانه المسلمين ،وهو أولى لن الدعاء مع التعميم أقرب إلى القبمول ،وجميممع مما ذكمر يجمري
في الجملتين بعد .ثم إن المراد بالعتق هنا الخلص ،فمعنى أعتقنا ال خلصنا المم ،وليممس المممراد
حقيقته التي هي إزالة الملك عن الدمي ،فيكممون فممي الكلم اسممتعارة تبعيممة ،وتقريرهمما أن تقممول
شبه تخليص ال له من النار بمعنى العتق بجامع إزالة الضرر وحصول النفع في كممل ،واسممتعير
العتق من معناه الصلي لتخليص ال له من النار .ول تخفى مناسبة هذا الدعاء هنا على بصممير،
وفيه إشارة إلى أنه خلص من تأليف هذا الشرح المبارك العميم النفع ففيه من المحسنات البديعيممة
براعة المقطع .وتسمى حسن الختام ،وهي التيان في أواخر حسن ابتدائي به أرجو الكلم نظممما
أو نثرا بما يدل على التمام كقول بعضهم التلخص من نار الجحيم وهذا حسن مختتمي )قوله :من
النار( هي جرم لطيف نوري علوي ،وهي في الصممل اسممم لبعيممدة القعمر -كممما فممي القمماموس -
والمراد بها دار العذاب بجميع طبقاتهمما السممبع الممتي أعلهمما جهنممم وتحتهمما لظممى ثممم الحطمممة ثممم
السعير ثم سقر ثم الجحيم ثم الهاوية،
] [ 385
وباب كل ممن داخمل الخمرى .أعاذنما الم والمسملمين منهما) .قموله :وحشمرنا فمي زممرة
المقربين( الحشر بمعنى الجمع ،وفي بمعنى مع ،وزمرة -بضم الزاي -بمعنى جماعة .ويحتمل
أن المراد بالحشر الدخول ،وفي باقية علممى معناهمما .وعلممى كممل فإضممافة زمممرة لممما بعممد للبيممان.
والمعنممى علممى الول :وجمعنمما مممع جماعممة هممي المقربممون مممن النبيمماء والصممديقين والشممهداء
والصالحين المذكورين في آية) * :أولئك مع الذين أنعم ال عليهم( * الممخ .وعلممى الثمماني :أدخلنمما
فيهم ،والمراد جمعنا معهممم فممي دار السمملم أو أدخلنمما فيهممم ،وذلممك لنسممتمتع فممي الجنممة برؤيتهممم
وزيارتهم والحضور معهم ،وإن كان مقرهم في الدرجات العلى بالنسبة إلى غيرهم ،ولذلك سبب
وهو محبتهم واقتفاء آثارهم ،لما أخرج الطبراني وابن مردويه وأبممو نعيممم فممي الحليممة ،والضممياء
المقدسي في صفة الجنة ،وحسنه عن عائشة رضي ال عنها قالت :جمماء رجممل إلممى النممبي )ص(
فقال :يا رسول ال :إنك لحب إلي من نفسي ،وأنك لحب إلي من ولدي ،وأني لكون في البيت
فأذكرك فما أصبر حتى آتي فأنظر إليك ،وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنممك إذا دخلممت الجنممة
رفعت مع النبيين ،وإني إذا دخلت الجنة خشيت أن ل أراك .فلم يرد عليه النبي )ص( حتى نممزل
جبريل بقوله تعالى) * :ومن يطع الم والرسممول فممأولئك مممع الممذين أنعممم الم عليهممم مممن النممبيين
والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا( * .وفي رواية :عن أنمس رضممي الم عنمه
أن رجل سأل النبي )ص( عن الساعة فقال :متى الساعة ؟ قال :وما أعممددت لهمما ؟ قممال :ل شممئ
إل أني أحب ال ورسوله .فقال :أنت مع من أحببت .قال أنمس فأنما أحمب النمبي )ص( وأبما بكمر
وعمر ،وأرجو أن أكون معهم .والمراد بالمعية في الحديث المممذكور وفممي اليممة الممتردد للزيممارة
والحضور للتأنس بهم ،مع أن مقر كل منهم الدرجات الممتي أعممدها الم لهممم ،وليممس المممراد أنهممم
يكونون في درجة واحدة ،لنه يقتضي استواء الفاضل والمفضول في الدرجة ،وليس كممذلك ،بممل
يكون كل في درجة .ولكن يتمكن من رؤية غيره والتردد إليه .اللهم امنحنا حبهممم ،واحشممرنا فممي
زمرتهم آمين) .وقوله :الخيار( جميع خير -بشد الياء وتخفيفها -كأموات جمممع ميممت -مشممددا
ومخففا ،-وهم الذين اختارهم ال واصطفاهم) .وقوله :البرار( جمع بر ،أو بار مممن الممبر وهممو
الحسان ،يقال بره يبره -بفتمح البماء وضممها -فهمو بمر وبمار ،وذكمر بعضمهم أن جممع البمار:
بررة ،وجمع البر أبممرار ،والمممراد بهممم الوليمماء والعبمماد والزهمماد ،وقيممل المممراد بهممم المؤمنممون
الصادقون في إيمانهم سموا أبرارا لنهم بروا الباء والبناء والبنات ،كما أن لوالديك عليك حقا،
كذلك لولدك عليك حقا ،فالبر بالباء والمهات الحسان إليهم وإلنة الجانب لهممم ،والممبر بالبنمماء
والبنات أن ل يفعل فيهم ما يكون العقوق) .قوله :وأسكننا الفردوس( أي جعل سممكنانا الفممردوس،
وهو أفضمل الجنمان وأوسمعها كمما تقمدم سمببا فمي أول الكتماب ،ول بمد ممن تقمدير مضماف قبمل
الفردوس :أي قربه أو جواره ،لنه خاص بالمصطفى )ص( كما في شرح منظومممة أسممماء أهممل
بدر) .قوله :من دار القرار( أي دار استقرار المؤمنين وثباتهم ،ومن تبعيضممية متعلقممة بمحممذوف
حال من الفردوس :أي حال كونه بعض دار القرار الذي هو الجنمة ،وهمو يفيمد أنهما متعمددة :أي
تحتها أنواع ،وهو الذي ذهب إليممه ابممن عبمماس رضممي الم عنهممما كممما تقممدم أيضمما أول الكتمماب،
واستدل لذلك بحممديث رواه عممن النممبي )ص( أنممه قممال :الجنممان سممبع :دار الجلل ،ودار السمملم،
وجنة عدن ،وجنة المأوى ،وجنة الخلد ،وجنة الفردوس ،وجنة النعيم .وذهممب بعضممهم إلممى أنهمما
واحدة ،والسماء كلها صادقة عليها ،إذ يصدق عليها جنة عدن أي إقامة ،ودار السلم لسمملمتهم
فيها من كل خوف وحزن ،ودار لخلودهم فيها وهكذا ،وعليه فمن بيانية ،أي الفردوس الممذي هممو
دار القرار) .قوله :ومن علي( يطلق المن على النعام والحسان ابتداء مممن غيممر حسمماب ،ومنممه
قوله تعالى) * :لقد من ال على المؤمنين( * الية .ويطلممق علممى تعممداد النعممم كقولممك :فعلممت مممع
فلن كذا وكذا ،ومنه قوله تعالى) * :ل تبطلوا صدقاتكم بالمن والذى( * .وهو حرام إل من ال م
والنبي والصل والشيخ .والمراد به هنا الول وإن كان الثاني يصح إطلقممه علممى المم :أي أنعممم
علي وأحسن إلي تفضل منه ل وجوبا عليه .وفي تعبيره هنا بعلي وتعبيره فيما قبله بنا دليل
) (1سورة مريم ،الية (2) .58 :سورة النساء ،الية (3) .69 :سورة آل عمران ،الية (4) .164 :سورة البقرة ،الية:
.264
] [ 386
على أن المراد بمدلولها الحتممال الثماني ممن الحتممالين الممارين عنمد قموله أعتقنما الم.
)وقوله :في هذا التأليف( أي الذي هو الشرح مع الصل إذ كلهما له) .وقوله :وغيره( أي غيممر
هذا التأليف من بقية مؤلفاته) .وقوله :بقبمموله( الولممى بقبولهممما بضمممير التثنيممة العممائد علممى هممذا
التأليف وغيره ،وإن كان يصح إرادة المذكور ،ومثله يقال في الضمائر بعد) .قوله :وعموم النفع
به( مطعوف على قبوله ،وإضافة عموم إلى ما بعده من إضافة الصفة للموصوف :أي ومن علي
بالنفع العام به :أي إيصال الثواب بسببه لن النفع إيصال الخير للغير) .قوله :وبممالخلص فيممه(
معطوف على قبوله أيضا :أي ومن علي بالخلص فيه :أي من المور التي تعموقه عمن القبمول
كالرياء والسمعة وحب الشهرة والمحمدة) .واعلم( أن مراتب الخلص ثلث :الولممى :أن تعبممد
ال طلبا للثواب وهربا من العقاب ،الثانية :أن تعبده لتتشرف بعبممادته والنسممبة إليممه ،والثالثممة :أن
تعبد ال لذاته ل لطمع في جنته ول لهمرب ممن نماره -وهمي أعلهما -لنهما مرتبمة الصمديقين،
ولذلك قالت رابعة العدوية رضي ال عنهما :كلهمم يعبمدوك ممن خموف نمار ويمرون النجماة حظما
جزيل أو بأن يسكنوا الجنان فيحظوا بقصور ويشربوا سلسبيل ليس لي في الجنان والنار حظأنمما
ل أبتغي بحبي بديل وكلمه صادق بكل من المراتب الثلث ،لكن بقطع النظر عن التعليممل بعممد،
أما بالنظر إليه فيكون خاصا بالمرتبة الولى) .قوله :ليكون( أي ما ذكر من هذا التأليف وغيره،
والمراد جزاؤه وهو علة طلبه من ال أن يمن عليه في هذا التأليف وغيره بالقبول الممخ) .وقمموله:
ذخيرة( أي ذخرا ،وهو ما أعددته لوقت الحاجة ممن الشمئ النفيمس ،والممراد بمه هنما جمزاء همذا
التأليف وغيره على سبيل المجمماز ،فشممبه جممزاء هممذا التممأليف بالشممئ النفيممس المممدخر إلممى وقممت
الحاجة بجامع النتفاع بكل) .قوله :إذا جاءت الطامة( هي إسممم مممن أسممماء يمموم القيامممة ،سممميت
بذلك لنها تطم كل شئ :أي تعلوه لعظم هولها) .قوله :وسببا( معطوف على ذخيرة ،والسبب في
الصل الحبل قال تعالى) * :فليمدد بسبب إلى السماء( * ثم أطلق على كل شممئ يتوصممل بمه إلممى
أمر من المور ،فيكون مجازا بالستعارة إن جعلت العلقممة المشممابهة فممي التوصممل فممي كممل .أو
مجممازا مرسممل إن جعلممت علقتممه الطلق والتقييممد) .قمموله :لرحمممة ال م الخاصممة( أي لعبمماده
المؤمنين في الخممرة) .وقمموله :والعامممة( أي فممي الممدنيا لعبمماده المممؤمنين والكممافرين ،وللطممائعين
والعاصين .قال في حاشية الجمل :وفي الخطيب :ورحمتي وسعت كممل شممئ .أي عمممت وشممملت
كل شئ من خلقي في الدنيا ،مما ممن مسملم ول كمافر ول مطيمع ول عماص إل وهمو متقلمب فممي
نعمتي ،وهذا معنى حديث أبي هريرة في الصممحيحين :إن رحمممتي سممبقت غضممبي وفممي روايممة:
غلبت غضبي وأما في الخرة فقال :فسأكتبها للذين يتقون الخ .اه .الحاصل رحمة الم تعممم الممبر
والفاجر في الدنيا ،وتخص المؤمنين في الخرة) .واعلم( أنه ينبغي لكممل شممخص أن يرحممم أخمماه
عمل بحديث :الراحمون يرحمهم الرحمن .قال كعب الحبار :مكتمموب فممي النجيممل :يمما ابممن آدم
كما ترحم كذلك ترحم ،فكيف ترجو أن يرحمك ال وأنت ل ترحم عباد الم ؟ ومممما يعممزى لبممن
حجر رحمه ال تعال كما تقدم أول الكتاب :إرحم هممديت جميممع الخلممق إنممك ممما رحمممت يرحمممك
الرحمن فاغتنما
] [ 387
وله أيضا :إرحم عباد ال يرحمك الذي عم الخلئق جوده ونممواله الراحمممون لهممم نصمميب
وافرمن رحمة الرحمن جل جلله اللهم يمما رحمممن ارحمنمما ،واجعلنمما مممن الراحميممن بجمماه سمميدنا
محمد سيد الولين والخرين) .قوله :الحمد ل الخ( لما كان تمام التأليف من النعم حمد ال م عليممه
كما حمده على ابتدائه ،فكأنه قال :الحمد ل الذي أقدرني على إتممامه كممما أقممدرني علمى ابتمدائه.
واختار الجملة السمية لفادتها الدوام المناسب للمقممام) .وقمموله :حمممدا( مفعممول مطلممق منصمموب
بمثله ،وهو الحمد الواقع مبتدأ) .وقوله :يمموافي نعمممه( أي يقابلهمما بحيممث يكممون بقممدرها ،فل تقممع
نعمة إل مقابلة بهذا الحممد ،بحيمث يكمون الحممد بمإزاء جميمع النعمم ،وهمذا علمى سمبيل المبالغمة
بحسب ما ترجاه ،وإل فكل نعمة تحتمماج إلممى حمممد مسممتقل) .وقمموله :ويكممافئ( بهمممزة فممي آخممره
بمعنى يساوي) .وقوله :مزيده( مصدر ميمممي ،والضمممير لم تعممالى :أي يسمماوي الحمممد ممما زاده
تعالى من النعممم .والمعنممى أن المؤلممف ترجممى أن يكممون الحمممد الممذي أتممى بممه موفيمما بحممق النعممم
الحاصلة بالفعل ،ومساويا بما يزيده منها في المستقبل .واعلم أن أفضل المحامد هذه الصيغة لممما
ورد :إن ال لما أهبط أبانا آدم إلى الرض قال :يا رب علمني المكاسب وعلمني كلمة تجمع لممي
فيها المحامد ،فأوحى ال إليه أن قل ثلثا عند كمل صمباح ومسماء :الحممد لم حممدا يموافي نعممه
ويكافئ مزيده .ولهذا لو حلف إنسان ليحمدن ال بمجامع المحامد بر بذلك .وقال بعض العارفين:
الحمد ل ثمانية أحرف كأبواب الجنة ،فمن قالها عن صفاء قلب ،إستحق أن يدخل الجنة من أيهمما
شاء) .قوله :وصلى ال وسلم الخ( أي اللهم صل وسلم ،فهي جملممة خبريممة لفظمما إنشممائية معنممى،
وأتى بالفعلين بصيغة الماضي رجاءا التحقق حصممول المسممؤول .وقممد تقممدم الكلم علممى الصمملة
والسلم في خطبة الكتاب فارجع إليه إن شئت) .وقوله :أفضل صلة( نائب عن المفعول المطلق
لصلى :أي صلى ال عليه صلة موصوفة بكونها أفضل الصلوات الصادرة منك على خلقك ،أو
الصادرة منهم على النبياء والمرسلين) .وقوله :وأكمل سلم( نائب عن المفعممول المطلممق أيضمما
لقوله وسلم :أي وسلم عليه سلما موصوفا بكونه أكممل السمملم :أي التحيمة الصممادرة منممك علمى
خلقك ،أو من خلقك على النبيماء والمرسملين) .قموله :علمى أشمرف مخلوقماته( متعلمق بكمل ممن
صلى وسلم ،أي صلى ال وسمملم علممى أفضممل المخلوقممات ،أي علممى الطلق كممما قممال صمماحب
الجوهرة :وأفضل الخلق على الطلق نبينما فممل عمن الشمقاق )وقموله :محممد( بمالجر بمدل ممن
أشرف ،ويصح رفعه على أنمه خمبر مبتمدأ محمذوف ،ونصمبه علمى أنمه مفعمول لفعمل محمذوف.
)قوله :وآله( معطوف على أشرف ،والضمير يعود علممى محمممد :أي وصمملى الم وسمملم علممى آل
محمد ،أي أتباعه ،ولو عصاة لن المقام مقممام دعمماء .والعاصممي أحمموج إلممى الممدعاء مممن غيممره.
)قوله :وأصحابه( معطوف على أشرف ،والضمير يعود على سيدنا محمد :أي وصلى ال وسمملم
على أصحابه ،وهو جمع صاحب ،والمراد به صاحب النبي )ص( ،وهو من اجتمع بنبينمما )ص(
إجتماعا متعارفا مؤمنا به ،ولو أعمى وغير مميز .فإن قلت :لم قدم الل على الصممحاب مممع أن
فيهم من هو أشرف النام بعد المصطفى )ص( وهممو أبممو بكممر .فممالجواب أن الصمملة علممى الل
ثبتت بالنص في قوله )ص( قولوا :اللهم صل على محمد وآله الحديث ،وعلمى الصمحب بالقيماس
على الل ،فاقتضى ذلك التقدم.
] [ 388
)قوله :وأزواجه( معطوف أيضمما علممى أشممرف ،والضمممير يعممود علممى سمميدنا محمممد ،أي
وصلى ال علمى أزواجمه ،وهمو جممع زوج يقمال للرجمل والممرأة ،ويقمال للممرأة أيضما زوجمة.
والمراد هنا نساؤه )ص( الطاهرات المطهمرات اللتممي اختممارهن الم تعمالى لنممبيه وخيممرة خلقمه
ورضيهن أزواجا له في الدنيا والخرة حتى استحققن أن يصلي عليهن مع )ص( ،وأنزل ال في
شأنهن ما أنزل من إيتائهن أجورهن مرتين ،وكونهن لسن كأحممد مممن النسمماء :اه .شممرح الممدلئل
للفاسي) .قوله :عدد الخ( منصوب على النيابة عن المصدر لصلى وسلم :أي صلى وسمملم صمملة
وسلما عددهما مساو لعدد ما ذكر) .وقوله :معلوماته( أي ال سبحانه وتعممالى :أي ممما تعلممق بممه
علم ال تعالى من الواجبات والجائزات والمسممتحيلت) .قمموله :ومممداد كلممماته( أي المم ،قممال فممي
شرح الدلئل .مداد -بكسر الميم -وهو ما يكثر به ويزاد ،قال فممي المشممارق :أي قممدرها .وقممال
السيوطي في الدر النثير في تلخيص نهاية ابن الثير :أي مثل عددها .وقيل :قدر ما يوازنها فممي
الكثرة بمعيار كيل ،أو وزن ،أو عدد ،أو ما أشبهه من وجوه الحصر والتقدير ،وهذا تمثيل يممراد
به التقريب لن الكلم ل يدخل في الكيممل ،والمموزن بممل فممي العممدد .اه) .قمموله :وحسممبنا المم( أي
كافينا ال ،فحسب بمعنى كافي ،فهو بمعنى إسم الفاعل ،وهو خبر مقدم ،وال مبتدأ مؤخر .وقيممل
إن حسب إسم فعل بمعنى يكفي وال فاعله ،والمعنى على الول ال كافينمما ،وعلممى الثمماني يكفينمما
ال .قال ال تعالى) * :ومن يتوكل على ال فهو حسبه( * .فمنى اكتفى بال كفاه ،وأعطمماه سممؤاله
ومناه ،وكشف همه ،وأزال غمه ،كيف ل ومن التجأ إلى ملك من الملوك حفظه وسلك به أحسممن
السلوك ؟ فالولى بذلك من يحتسب رب العالمين ويكتفي بممه عممن الخلممق أجمعيممن) .قمموله :ونعممم
الوكيل( أي ال ،فالمخصوص بالمدح محممذوف ،والجملممة معطوفممة علممى جملممة حسممبنا المم ،مممن
عطف النشاء على النشاء ،إن جعلنا جملة حسبنا ال لنشاء الحتسماب ،فممإن جعلناهمما للخبممار
كان من عطف النشماء علمى الخمبر ،وفمي جموازه خلف ،والكمثرون علمى منعمه .ولمذلك قمال
بعضممهم :وعطفممك النشمما علممى الخبممار وعكسممه فيممه خلف جمماري فممابن الصمملح وابممن مالممك
أبواجوازه فيه وبالجل اقتمدوا وجموزته فرقمة قليلمة وسميبويه وارتضمى دليلمه ثمم إن وكيمل فعيمل
بمعنى مفعول ،وقيل إنه بمعى فاعل .والمعنى على الول :ونعم الموكول إليه المممر ،لن عبمماده
وكلوا أمورهم إليه ،واعتمدوا في حوائجهم عليه .والمعنى على الثاني :ونعم القائم على خلقه بممما
يصلحهم ،فوكل أمور عباده إلى نفسه وقام بها فرزقهم وقضى حوائجهم ومنحهم كل خيممر ودفممع
عنهم كل ضير .للهم اجعلنا من المعتمدين عليك ،المفوضين جميع أمورنا إليك) .قوله :ول حول
ول قوة إل بال( أي ل تحول عن معصية ال إل بطاعة ال ،ول قوة على طاعة ال م إل بمعونممة
ال) .وقوله :العلي( أي الرفيع فوق خلقه وليس فوقه شئ ،فممالمراد بممه علممو قممدر ومنزلممة ،وقيممل
العلي بالملك والسلطنة والقهر ،فل أعلى منه أحد) .وقوله :العظيم( أي شممأنه وقممدره .واعلممم أنممه
جاء في فضائل ل حول ول قوة إل بال العلي العظيم شئ كثير ،فمن ذلك ممما أخرجممه الطممبراني
وابن عساكر عن ابن عباس رضي ال عنهما أنه قال :قال رسول ال )ص( :أكثروا من قممول ل
حول ول قوة إل بال العلي العظيم فإنها كنز من كنوز الجنة ،وفيها شفاء من تسعة وتسعين داء،
أيسرها الهم .وفي رواية :أكثروا من ذكر ل حول ول قوة إل بممال فإنهمما تممدفع عمن قائلهمما تسممعة
وتسعين بابا من الضرر أدناها الهم .ومن ذلك ما أخرجه الطبراني وابن عساكر عن أبي هريممرة
رضي ال عنه أنه قال :قال رسول ال )ص( :من أبطأ عليه رزقه فليكثر مممن قممول ل حممول ول
قوة إل بال العلي العظيم .وفي رواية البخاري ومسلم :أنها كنز من كنمموز الجنممة .ومممن ذلممك ممما
رواه إبن أبي الدنيا بسنده إلى رسول ال )ص( أنه قال :من قال في كل يوم ل حممول ول قمموة إل
بال العلي العظيم مائة مرة لم يصبه الفقر أبدا .ومن ذلك
] [ 389
ما روي :أن عوف بن مالك الشجعي رضي ال عنه أسر المشركون ابنا له يسمى سممالما
فأتى رسول ال )ص( فقال :يمما رسممول الم أسممر ابنممي ،وشممكى إليممه الفاقممة ،فقممال عليممه الصمملة
والسلم ما أمسى عند آل محمد المد ،فاتق ال واصبر ،وأكثر من قول ل حول ول قوة إل بممال
العلي العظيم .ففعل ،فبينما هو في بيته إذ قرع ابنه الباب ومعه مائة من البل غفممل عنهمما العممدو
فاستاقها .وفي الفشني على الربعين النووية :ومن الدعية المستجابة أنه إذا دخل بالشخص أمممر
ضيق ،يطبق أصابع يده اليمنى ثم يفتحها بكلمة ل حول ول قوة إل بال العلي العظيممم .اللهممم لممك
الحمد ،ومنك الفرج ،وإليك المشتكى ،وبك المستعان .ول حممول ول قمموة إل بممال العلممي العظيممم.
وهي فائدة عظيمة .اه .وبالجملة فل حول ول قوة إل بال العلي العظيم لها تأثير عظيم في طمرد
الشياطين والجن ،وفي جلب الرزق والغنى ،والشفاء وتحصيل القوة ،ودفع العجممز ،وغيممر ذلممك.
)قوله :يقول المؤلف الخ( هذه الجملة يحتمل أن تكون من المؤلممف ،ويكممون جاريمما علممى طريقممة
اللتفات ،إذ حقه أن يقول أقول كما في قول ابن مالك في أول ألفيتممه :قممال محمممد هممو ابممن مالممك
ويحتمل أن تكون من بعض الطلبة أدخلها على قول المؤلف فرغت الممخ ،والول أقممرب) .قمموله:
عفا ال عنه الخ( جملة دعائية) .قوله :فرغت الخ( الجملة مقول القممول) .قمموله :ضممحوة( ظممرف
متعلق بفرغت ،وهي بفتح الضاد وسكون الحماء ،مثمل قريممة ،والجممع ضممحى :مثمل قممرى .اسمم
للوقت ،وهو من إرتفمماع الشمممس كرمممح إلممى المزوال) .قموله :الرابممع والعشمرين( بمدل مممن يمموم
الجمعة) .وقوله :من شهر رمضان( متعلق بمحذوف حال من الرابممع والعشممرين :أي حممال كممون
الرابع والعشرين كائنا من شهر رمضان وفي المصباح :أن رجب الشممهر مصممروف ،وإن أريممد
به معين ،وأما باقي الشهور فجمادي ممنوع للف التأنيث وشممعبان ورمضممان للعلميممة والزيممادة،
والباقي مصروف .اه) .قوله :المعظم( صفة لشهر رمضان) .وقوله :قدره( نائب فمماعله) .قمموله:
سنة الخ( متعلق بمحذوف حال من شهر رمضان :أي حال كونه كائنمما فممي سممنة إثنممتين وثمممانين
وتسعمائة من هجرة النبي )ص( )قوله :وأرجو ال( الرجاء بالمد تعلق القلب بمرغمموب فيممه مممع
الخذ في السباب ،فإن لم يكن معه أخذ في السباب فطمع وهو مذموم ،وأما الرجا بالقصر فهو
الناحية .والول هو المراد هنا .والمعنى أطلب وأؤمل أمل من ال أن يقبل هذا الشرح الخ ،وإنما
أعاد طلب ما ذكر مع أنممه قممد طلبممه أول بقمموله أعتقنمما الم الممخ ،لن الم سممبحانه وتعممالى يحممب
الملحين في الدعاء كما جاء في الحديث) .وقوله :سبحانه وتعالى( لما ذكممر السممم الكريممم ناسممب
أن يأتي بما ذكر ،لنه يطلب من العبد أنه متى ذكر المولى أتى بما يدل على تنزيهه عما ل يليق
به .ومعنى سبحانه :تنزهه عن كل ما ل يليق بجلله ،ومعنممى تعممالى :تباعممد وارتبممع عممما يقمموله
الظالمون من اتخاذ الولد ،أو الشريك ،أو نحو ذلك) .قوله :أن يقبلممه( أي هممذا الشممرح والمصممدر
المؤول من أن والفعل مفعول أرجو) .قوله :وأن يعم النفع به( أي وأرجو ال أن يعممم النفممع بهممذا
الشرح .وقد أجاب ال المؤلف بعين ما طلب فعممم النفممع بالشممرح المممذكور شممرقا وغربمما ،وشمماما
ويمنا ،وذلك لنه رضي ال عنه كان من أكابر الصوفية ،وكان مجاب الدعوى رضممي ال م عنممه
ونفعنا بتراب أقدامه آمين) .قوله :ويرزقنا( بالنصب عطف على يقبله :أي وأرجو ال أن يرزقنمما
الخلص في هذا الشرح .وقد تقدم الكلم عليممه آنفمما) .قمموله :ويعيممذنا بممه( بالنصممب أيضمما علممى
يقبله :أي وأرجو ال أن يجيرنا :أي ينقذنا بسبب هذا الشرح من الهاوية :أي نار جهنم أعاذنا ال م
والمسلمين منها) .قوله :ويدخلنا به الممخ( بالنصممب أيضمما عطممف علممى يقبلممه :أي وأرجممو الم أن
يدخلنا بسببه في جنة عالية :أي عالية المكان مرتفعة على غيرها مممن المكنممة ،أو عاليممة القممدر،
لن فيها ما تشتهيه النفس وتلذ العين .لحرمنا ال والمسلمين منها) .قوله :وأن يرحم الممخ( أي
وأرجو ال سبحانه وتعالى أن يرحم الخ:
] [ 390
وهذا دعاء من المؤلف لمن نظر الخ) .قوله :نظممر بعيممن النصمماف إليممه( أي نظممر بعيممن
العدل إلى هذا الشرح .وفي الكلم استعارة بالكناية حيممث شممبه العممدل بإنسممان ذي عيممن ،وحممذف
المشبه به ورمز له بشئ من لوازمه وهو عين ،وفيه تنبيه على أن من نظر إليه بعيممن الجممور ل
يدخل في دعاء المؤلف المذكور ،وأنه ل اعتداد به) .قوله :ووقف الخ( معطوف علممى نظممر :أي
ورحم ال امرأ وقف على خطأ في شرحي هذا فأطلعني عليه ،وهذا تواضع مممن المؤلممف رحمممه
ال تعالى ،حيث اعترف بأن شرحه هذا لم يأمن عدم وقمموع الخطممأ فيممه) .قمموله :أو أصمملحه( أي
أصمملح ذلممك الخطممأ ،وهممذا إذن مممن المؤلممف لمممن يكممون أهل أن يصمملح ذلممك الخطممأ .والمممراد
بالصلح أن يكتب على الهامش لعله كذا ،أو الصواب كذا .وليس المراد أن يغير ما في الشممرح
على الحقيقة ويكتب بدله ،لن ذلك ل يجوز ،فإنه لو فتح باب ذلك لدى إلممى عممدم الوثمموق بشممئ
من كتب المؤلفين ،وذلك لن كل من طالع وظهر له شئ غير ما هو مقرر في الكتاب غيره إلممى
غيره ،ويجئ من بعده ويفعل مثل فعله ،وهكذا فحينئذ ل يوثق بنسبة شئ إلى المؤلفين ،لحتمممال
أن ما وجد مثبتا في كلمهم يكون من إصلح بعض من وقف على كتبهم .قاله ع ش فممي كتممابته
على خطبة النهاية ،وقال أيضا فيها :ليس كل اعتراض سممائغا مممن المعممترض ،وإنممما يسمموغ لممه
اعتراض بخمسة شروط كما قاله البشيطي وعبارته :ل ينبغي لمعترض اعتراض إل باسممتكمال
خمسة شروط ،وإل فهو آثم مع رد إعتراضه عليه :كون المعترض أعلممى أو مسمماويا للمعممترض
عليه ،وكونه يعلم أن ما أخذه من كلم شخص معروف ،وكونه مستحضممرا لممذلك الكلم ،وكممونه
قاصدا للصواب فقط ،وكون ما اعترضه لم يوجد له وجمه فممي التأويممل إلممى الصممواب .اه .أقممول
وقد يتوقف في الشرط الول ،فإنه قد يجري ال علممى لسممان مممن هممو دون غيممره بمراحممل ممما ل
يجريه على لسان الفضل .اه .واعلم أنه ل بد في الصلح من التأمل وإمعان النظر ،فل يهجممم
ببادئ الرأي علمى التخطئة .ومما أحسمن مما قماله الخضمري فمي نظمم المنطمق :وأصملح الفسماد
بالتأمل وإن بديهة فل تبدل إذ قيل كم مزيف صحيحالجل كون فهمه قبيحا )قوله الحمد ل م الممخ(
أي الثناء بالجميل مستحق ل رب العالمين .وحمد ثانيا تنبيها إلى أنه ينبغي الكثار من الحمد ،إذ
نعم ال على عبده في كل لحظة ل تنقطممع ،وليكممون شمماكرا ربممه علممى إلهممامه للحمممد الول ،لن
إلهامه إياه نعمة تحتاج إلى الشكر عليها ،وأيضا فيه إشارة إلى القبول ،لن ختم الدعاء به علمة
على إجابته) .قوله :اللهم صل وسلم( لما أعمماد الحمممد لم ناسممب أن يعيممد الصمملة والسمملم علممى
رسول ال تبركا بهما ولقمموله تعممالى) * :ورفعنمما لممك ذكممرك( * أي ل أذكممر إل وتممذكر معممي يمما
محمد ،وإشارة إلى القبول لن ختم الدعاء بهما علمة على إجابته) .وقوله :كلممما ذكممرك وذكممره
الذاكرون وغفل عن ذكرك وذكره الغافلون( هذه رواية ،ويممروى أيضمما :كلممما ذكممرك الممذاكرون
وغفل عن ذكره الغافلون ،بذكر الذكر مرة في جانب الذاكرين ومرة فممي جممانب الغممافلين .وهممذه
الرواية الثانية سمع فيها إحتمالت أربع .الول :ما ذكر من كونه بكاف الخطاب في الول وهاء
الغيبة في الثانية ،الحتمال الثاني :عكس هذا ،وهمو بهماء الغيبمة فممي الول وكمماف الخطمماب فممي
الثاني ،الحتمال الثالث بكاف الخطاب فيهممما ،الحتمممال الرابممع :بهمماء الغيبممة فيهممما .والحتمممال
الول منها أولى لن الذاكرين ل أكثر من الغممافلين عنممه ،والغممافلين عممن النممبي )ص( أكممثر مممن
الذاكرين له ،إذ المؤمنون بالنسبة للكافرين كالشعرة البيضاء في الثور السود ،وذكر الكثر مممن
جانب ال والكثر في جانب النبي )ص( أبلغ في كثرة الصلة
] [ 391
عليه )ص( .ثم أنه يحتمل أن يكون المراد من الذكر القلبي وهو الستحضار ،ويحتمل أن
يكون المراد منه اللساني ،والمراد بالغفلة على الول النسيان ،وعلى الثماني السمكوت كمما يؤخمذ
من شرح الدلئل .واعلم :أن أول من صلى بهذه الصيغة المممام الشممافعي رضممي الم عنممه .قممال
محمد بن عبد الحكم :رأيت الشافعي رضي ال عنه في المنام فقلت له :ما فعل ال بممك يمما إمممام ؟
قال رحمني وغفر لي وزفت إلي الجنة كما تزف العروس .فقلت :بماذا بلغت هذا الحممال ؟ قممال:
بما في كتاب الرسالة من الصلة على رسول ال )ص( ،قال ،وقلت :كيممف تلممك الصمملة ؟ قممال:
اللهم صل على سمميدنا محمممد عممدد ممما ذكممرك الممذاكرون وغفممل عممن ذكممره الغممافلون .قممال :فلممما
أصبحت أخذت الرسالة ونظرت فوجدت المر كما رأيت .وقال بعمض الصمالحين :رأيمت النمبي
)ص( فقلت :يا رسول ال ما جزاء الشافعي عندك حيث قال في كتاب الرسالة وصمملى الم علممى
سيدنا محمد عدد ما ذكرك الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون ؟ فقال )ص( ،جزاؤه عندي أنه ل
يوقف للحساب .واختلف هل يحصل للمصلي بنحو هذه الصيغة ثواب صلوات بقممدر هممذا العممدد،
أو يحصل له ثواب صمملة واحممدة لكنممه أعظممم مممن ثممواب الصمملة المجممردة عممن ذلممك ؟ قممولن.
والمحققون علمى الثماني) .قموله :وعلينما( معطموف علمى سميدنا محممد :أي وصمل وسملم علينما،
والضمير للمتكلم وحده ،أو هو مع غيره من جميع المسلمين .ففيه إحتمممالن ،والثمماني أولممى كممما
تقدم) .وقوله :معهم( ظرف متعلق بكل من الفعلين المقدرين ،والضافة لدنى ملبسة ،أي صممل
وسلم علينا مع صلتك وسلمك عليهم :أي النبي )ص( وآله وأصحابه فتحصل لنا الصمملة تبعمما
لهم .واعلم :أن هذه الصلة المفروغ منها قد احتوت على الصمملة علممى غيممر النممبي )ص( ،وقممد
اختلف في ذلك .والمعتمد أنها إن كانت على سبيل التبعية كممما هنمما فهممي جممائزة ،وإل فممنوعممة.
واختلف في المنع هل هو من بمماب التحريممم ،أو كراهممة التنزيممه ،أو خلف الولممى ؟ والصممحيح
الذي عليه الكثرون الثاني لنه شعار أهل البمدع ،وقمد نهينما عمن شمعارهم ،ويسمتحب الترضمي
والترحم على الصحابة والتابعين فمن بعدهم من العلماء والعباد وسائر الخيار .وأما قول بعممض
العلماء أن الترضي خاص بالصحابة ويقال في غيرهممم رحمممه الم تعممالى ،فليممس كممما قممال ،بممل
الصحيح الذي عليه الجمهور إسممتحبابه .اه .ملخصمما مممن شممرح الممدلئل) .قمموله :برحمتممك الممخ(
الجار والمجرور يحتمل أن يكون متعلقا بمحذوف تقديره ،وارحمنا برحمتك ،ويحتمممل أن يكممون
متعلقمما بكممل مممن صممل وسمملم :أي صممل وسمملم علممى مممن ذكممر برحمتممك :أي بفضمملك الواسممع ل
بالوجوب عليك ،فيكون فيه إشارة إلى ما في الصممحيح :سممددوا وقمماربوا واعلممموا أنممه لممن يممدخل
الجنة أحد بعمله قالوا :ول أنت يا رسول ال ؟ قال :ول أنا إل أن يتغمدني ال برحمتممه .ويحتمممل
أن تكون الباء للقسم :أي وأقسم عليك في تنجيز ما سألته بحق رحمتك التي وسعت كل شئ ولممذا
طمع فيها إبليس حيث ل يفيده الطمع .وقد ورد في الحديث عن سلمان رضي ال عنممه أنممه قممال:
قال رسول ال )ص( :إن ال تبارك وتعالى خلق يوم خلق السمموات والرض ممائة رحمممة ،كممل
رحمة طباق ما بين السماء والرض ،فأنزل منها إلى الرض رحمة واحدة ،فبها تعطف الوالممدة
على ولدها ،والوحش والطير بعضها علممى بعممض ،حممتى أن الفممرس لممترفع حافرهمما عممن ولممدها
خشية أن تصيبه ،فإذا كان يوم القيامة رد ال تعالى هذه الرحمة إلممى التسممعة والتسممعين ،فأكملهمما
مائة رحمة فيرحم بها عباده) .وقوله :يا أرحم الراحمين( أي بعباده ،فإنه تعالى أرحم بالعبممد مممن
نفسه ،وأشفق عليه من والديه ،ولذا أحب توبته ورجوعه إليمه ،قمال )ص( :لم أشمد فرحما بتوبمة
عبده من أحدكم إذا سقط عليه بعيره قد أضله بأرض فلة .رواه الشمميخان .وفممي الحممديث :إن لم
ملكا موكل بمن يقول يا أرحم الراحمين ،فمن قالها ثلثا ،قال لمه الملممك :إن أرحمم الراحميمن قمد
أقبل عليك فسل .رواه الحاكم عن أبي أمامة .ويا أرحم الراحمين كنز من كنوز الجنة .ومن دعمما
به ألف مرة في جوف الليل لي حاجة كانت من الحاجات الدنيوية
] [ 392
والخروية قضى الم حمماجته .اللهممم يمما أرحممم الراحميممن ،يمما أرحممم الراحميممن ،يمما أرحممم
الراحمين ،اقض حوائجنا الدنيوية ،والخروية ،ووفقنمما لصمملح النيممة ،بجمماه سمميدنا محمممد خيممر
البرية ،وأهل بيته ذوي النفوس الزكية .وهذا آخممر ممما يسممر الم جمعممه مممن حاشممية فتممح المعيممن
بشرح قرة العين ،وكان ذلك يوم الربعاء بعد صلة العصر السابع والعشرين من شممهر جمممادى
الثانية سنة ألف ومائتين وثمانية وتسعين ،على يممد مؤلفهمما راجممي العفممو والغفممران مممن ربممه ذي
العطا أبي بكر ابن المرحوم محمد شطا .وقد جاءت بحمد ال حاشية ل كالحواشمي ،أعيممذها بممال
من كل حاسد وواشي ،تقر بهمما أعيممن النمماظرين ،ويشممفي بهمما صممدور المتصممدرين ،وتنممزل مممن
القلمموب منزلممة الجنممان ،ومممن العيممون منزلممة النسممان .كيممف وقممد بممذلت الجهممد فممي توشمميحها
وترشمميحها ،وصممرفت الوسممع فممي تهممذيبها وتنقيحهمما ،مممع أنممي أبممدي العتممذار ،لممذوي الفضممل
والقتدار ،وأقول :قل أن يخلص مصنف من الهفوات ،أو ينجممو مؤلممف مممن العممثرات ،مممع عممدم
تأهلي لذلك ،وقصو رباعي من الوصول لما هنالك ،ومع ضيق الوقت وكممثرة الشممغال ،وتمموالي
الهموم على التصال ،وترادف القواطع ،وتتابع الموانع ،وعدم الكتب التي ينبغي أن تراجممع فممي
مثل هذا الشأن .وأرجو منهم إن رأوا خلل ،أو عاينوا زلل ،أن يصلحوه بعد التأمل بإحسان ،ول
يستغرب هذا من النسان ،خصوصا وقد قيل النسان محل النسيان :وما سمي النسان إل لنسمميه
ول القلب إل أنه يتقلب ول در ابن الوردي حيث يقول :فالناس لم يصنفوا في العلم لكي يصيروا
هدفا للذم ما صنفوا إل رجاء الجر والدعوات وجميل الذكر لكن فديت جسدا بل حسدول يضمميع
ال حقا لحد وال عند قوم كل قائل وذو الحجمما مممن نفسمه فممي شمماغل فممإذا ظفممرت أيهمما الطممالب
بمسألة فاخمة فادع لي بحسن الخاتمة ،وإذا ظفرت بعثرة فادع لي بالتجاوز والمغفرة .وأتضممرع
إلى ال سبحانه وتعالى وأسأله مممن فضممله العميممم ،متوسممل بنممبيه الكريممم ،أن ينفممع بهمما كممما نفممع
بأصلها الخاص والعام ،ويقبلهما بفضممله كمما أنعمم بالتممام ،وأن يجعلهمما خالصممة لموجهه الكريمم
وسببا للفوز بجنات النعيممم .وأن يطهممر ظواهرنمما بإمتثممال أوامممر واجتنمماب نممواهيه .وأن يخلممص
سرائرنا من شموائب الغيممار والشمميطان ودواعيمه ،وأن يتفضممل علينمما بالسممعادة الممتي ل يلحقهمما
زوال ،وأن يذيقنا لذة الوصال بمشاهدة الكبير المتعال ،وأن يلحقنا بالممذين هممم فممي ريمماض الجنممة
يتقلبون ،وعلى أسرتها تحت الحجال يجلسون ،وعلى الفرش التي بطائنهمما مممن اسممتبرق يتكئون،
وبالحور العين يتمتعممون ،وبممأنواع الثمممار يتفكهممون) * :يطمموف عليهممم ولممدان مخلممدون بممأكواب
وأباريق وكأس من معين ،ل يصدعون عنها ول ينزفون ،وفاكهة مما يتخيرون ولحممم طيممر مممما
يشتهون ،وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون ،جزاء بممما كممانوا يعملممون( * .فنممالوا بممذلك السممعادة
البدية ،وكانوا بلذائذ المشاهدة هم الواصلون .والصلة والسلم علممى الواسممطة العظمممى لنمما فممي
كل نعمة ،وعلى آله وأصحابه كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون .يقول المؤلممف عفمما
ال عنه وعن آبائه وأخوانه ومحمبيه ومشمايخه والمسملمين أجمعيمن قممد تمم تحريممر هممذه الحاشممية
المباركة إن شاء ال تعالى ،يوم الثنين المبممارك بعممد ظهممر الثممالث والعشممرين مممن شممهر شمموال
المعظم ،قدره سنة ثلثمائة وألف 0031من هجممرة مممن خلقممه الم علممى أكمممل وصممف) ،ص(،
وجاء ل الحمد على أتم حال ،وأحسن منوال ،وذلمك بواسمطة حمبيبه المصمطفى )ص( ،وشميخي
وأستاذي مربي الطالبين .ناشر شريعة سيد المرسلين .ورئيس العلماء والمدرسين .ومفمتي النمام
ببلد ال المين ،مولنا العارف بربه المنان ،السيد أحمد بن زيني دحلن .وبواسطة بقية
] [ 393
أشياخي الكرام .بدور الظلم .أطال ال في أعمارهم وأدام النفع بهم آمين .اللهم إنا نسممألك
بالطاهر النسب ،الكريم الحسب ،خير العجم والعرب ،سيدنا محمد بن عبد ال بن عبممد المطلممب،
أن تمحو من صحائفنا ما زل به البنان ،أو أخل به البيان ،وأن تتقبل منا ممما سممطرنا ،وأن تجعلممه
حجة لنا ل حجة علينا ،حتى نتمنى أننا ما كتبنا وما قرأنا ،اللهمم يما محمول الحموال حمول حالنما
إلى أحسن حال ،بحولك وقوتك يا عزيممز يمما متعممال .اللهممم إنمما نسممألك مممن النعمممة تمامهمما ،ومممن
العصمة دوامها ،ومن الرحمة شمولها ،ومن العافية حصولها ،ومن العيممش أرغممده ،وممن العمممر
أسعده ،ومن الحسان أتمه ،ومن النعام أعمه ،ومن الفضل أعذبه ،ومن اللطف أنفعه ،اللهم كممن
لنا ول تكممن علينمما .اللهممم اختممم بالسممعادة آجالنمما ،وحقممق بالزيممادة آمالنمما ،واقممرن بالعافيممة غممدونا
وآصالنا ،واجعل إلى رحمتك مصيرنا ومآلنا ،واصممبب سممجال عفمموك علممى ذنوبنمما ،ومممن علينمما
بإصلح عيوبنا ،واجعل التقوى زادنا ،وفي دينك اجتهادنا ،وعليك توكلنا واعتمادنا ،وثبتنا علممى
نهج الستقامة .وأعذنا فمي الممدنيا ممن موجبممات النداممة يموم القيامممة ،وخفمف عنما ثقمل الوزار،
وارزقنا عيش البرار ،واكفنا واصرف عنا شر الشرار ،وأعتق رقابنمما ورقمماب آبائنمما وأمهاتنمما
وأولدنا وإخواننا وعشيرتنا وأصحابنا وأحبابنا من النار ،برحمتك يا عزيز يا غفار يمما سممتار يمما
حليم يا جبار ،يا ال يا ال يا ال يا رحيم ،برحمتك يمما أرحممم الراحميممن .وصمملى الم علممى خمماتم
الولية النبوية الرسالية ،وعلى آله وأصحابه أرباب العنايممة اللهيممة ،وسمملم تسممليما .والحمممد لم
أول وآخرا ،باطنا وظاهرا ،والحمد ل مستغرق المحامد كلها ،ول حمول ول قمموة إل بممال العلممي
العظيم ،وحسبنا ال ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير ،وسبحان ربك رب العزة عما يصفون
وسلم على المرسلين والحمد ل رب العالمين آمين.