You are on page 1of 366

‫إعانة الطالبين‬

‫البكري الدمياطي ج ‪4‬‬

‫]‪[1‬‬

‫حاشية إعانة الطالبين للعلمة أبى بكر المشممهور بالسمميد البكممري ابممن السمميد السمميد محمممد‬
‫شطا الدمياطي‬

‫]‪[2‬‬

‫حاشية إعانة الطالبين للعلمة أبي بكممر المشممهور بالسمميد البكممري ابمن السمميد محمممد شممطا‬
‫الدمياطي على حل ألفاظ فتح المعين لشرح قرة العين بمهمات الدين لزين الدين بممن عبممد العزيممز‬
‫المليبارى الفناني‪.‬‬

‫]‪[4‬‬

‫جميع إعادة الطبع المحفوظة للناشر الطبعة الولى ‪‍ 1418‬ه ‪ 1997 /‬م‬

‫]‪[5‬‬

‫فصممل فممي الطلق أي فممي بيممان أحكممامه‪ :‬ككممونه مكروهمما أو حراممما وواجبمما أو منممدوبا‪،‬‬
‫وككونه يفتقر إلى نية في الكناية ول يفتقر إليها في الصريح‪ ،‬والصل فيه قبل الجممماع الكتمماب‪:‬‬
‫كقوله تعالى‪) * :‬الطلق مرتان( * أي عدد الطلق الذي تملك الرجعة بعده مرتان‪ ،‬فل ينافي أنه‬
‫ثلث‪ ،‬وقد سئل )ص( أين الثالثة ؟ فقال‪) * :‬أو تسريح بإحسان( * ولذلك قال ال تعممالى بعممده‪* :‬‬
‫)فإن طلقها( * أي الثالثة * )فل تحل له مممن بعممد حممتى تنكممح زوجمما غيممره( * وكقمموله تعممالى‪* :‬‬
‫)يأيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن( * والسمنة كقموله )ص(‪ :‬أتمماني جبريممل فقمال لممي‪:‬‬
‫راجع حفصة فإنها صوامة قوامة‪ ،‬وإنها زوجتك في الجنة رواه أبممو داود وغيممره بإسممناد حسممن‪.‬‬
‫والطلق لفظ جاهلي جاء الشرع بتقريره‪ ،‬فليس مممن خصممائص هممذه المممة ‪ -‬يعنممي أن الجاهليممة‬
‫كانوا يستعملونه في حل العصمة أيضمما لكممن ل يحصممرونه فممي الثلث‪ .‬وفممي تفسممير ابممن عممادل‬
‫روي عروة بن الزبير قال‪ :‬كان النمماس فممي البتممداء يطلقممون مممن غيممر حصممر ول عممدد‪ ،‬وكممان‬
‫الرجل يطلق امرأته‪ ،‬فممإذا قمماربت انقضمماء عممدتها راجعهمما ثممم طلقهمما كممذلك‪ ،‬ثممم راجعهمما بقصممد‬
‫مضاررتها‪ ،‬فنزلت هذه الية‪) * :‬الطلق مرتممان( *‪ .‬وأركممانه خمسممة‪ :‬زوج‪ ،‬وصمميغة‪ ،‬وقصممد‪،‬‬
‫ومحل‪ ،‬وولية عليه‪ .‬وكلها تعلم من كلمه )قوله‪ :‬وهو لغة حممل القيممد( أي أن الطلق معنمماه فممي‬
‫اللغة حل القيد‪ :‬أي فكه سواء كان ذلك القيد حسيا‪ :‬كقيد البهيمة‪ ،‬أو معنويا‪ :‬كالعصمة‪ .‬فلذلك كان‬
‫المعنى اللغوي أعم من المعنى الشرعي لن القيد فيه المعممبر عنممه بالعقممد معنمموي‪ .‬ومممن المعنممى‬
‫اللغو قولهم ناقة طالقة‪ :‬أي محلول قيدها إذا كانت مرسلة بل قيد‪ .‬ومنه أيضا ما فممي قممول المممام‬
‫مالك‪ :‬العلم صيد والكتابة قيده قيد صيودك بالحبال الواثقة فمن الحماقة أن تصمميد غزالممة وتفكهمما‬
‫بين الخلئق طالقه وقد نظم بعضهم ما تضمنه هذان البيتان في قوله‪:‬‬
‫)‪ (1‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪ (2) .229 :‬يشير إلى الية الكريمة‪) :‬فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان( ] البقرة‪) .[ 229 :‬‬
‫‪ (3‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪ (4) .230 :‬سورة الطلق‪ ،‬الية‪.1 :‬‬

‫]‪[6‬‬

‫قيد بخطك ما أبداه فكرك من نتائج تعجب الحذاق الفضل فما نتائج فكر المرء بممارزة فممي‬
‫كل وقت إذا ما شاءها فعل )قوله‪ :‬وشرعا حل الخ( المراد بالحل إزالة العلقة التي بين الزوجيممن‬
‫وعرف الطلق الشرعي النووي في تهذيبه بأنه تصرف مملوك للممزوج يحممدثه بل سممبب فيقطممع‬
‫النكاح‪ .‬وقوله‪ :‬عقد النكاح‪ :‬الضافة للبيان‪ ،‬تعبيره بعقد أصرح في المراد مممن تعممبير غيممره بقيممد‬
‫)قوله‪ :‬باللفظ التي( متعلق بحل‪ ،‬وهو مشتق طلق‪ ،‬وفراق وسراح وغير ذلك )قوله‪ :‬وهممو إممما‬
‫وجب الخ( والحاصل تعتريه الحكام الخمسة‪ ،‬وذكر منها غير المباح للخلف فممي وجمموده وأثبتممه‬
‫المام وصوره بما إذا لم يشتهها ول تسمح نفسه بمؤنتها من غير تمتع بها )قمموله‪ :‬كطلق مممول(‬
‫تمثيل للطلق الواجب‪ .‬والمولى ‪ -‬بضم الميم وكسر اللم ‪ -‬وهو الحممالف أن ل يطممأ زوجتممه فممي‬
‫العمر أو زائدا عن أربعة أشهر‪ ،‬فإن مضت أربعة أشهر طالبته بممالوطئ‪ ،‬فممإن أبممي وجممب عليممه‬
‫الطلق‪ ،‬فإن أباه طلقها الحاكم عليه طلقة واحدة ‪ -‬كممما سمميأتي فممي بممابه ‪ -‬وانممدرج تحممت الكمماف‬
‫طلق الحكمين إن رأياه فهو واجب أيضا‪ .‬وقوله لم يرد المموطئ‪ :‬الجملممة صممفة لمممول‪ :‬أي مممول‬
‫موصوف بكونه لم يممرد الموطئ‪ ،‬فممإن أراده فل طلق‪ ،‬لكممن عليممه إذا وطممئ كفممارة يميممن ‪ -‬كممما‬
‫سيأتي ‪) -‬قوله‪ :‬أو مندوب( معطمموف علممى واجممب )قمموله‪ :‬كممأن يعجممز عممن القيممام بحقوقهمما( أي‬
‫الزوجة‪ ،‬وهو تمثيل للمندوب‪ .‬وقوله ولو لعدم الميل‪ :‬أي ولو كان العجز حصل لعدم الميل إليها‪:‬‬
‫أي بالكلية ول ينافي هذا تصوير المام المباح بما إذا لم يشتهها لن المراد مممن قمموله لممم يشممتهها‬
‫أي شهوة كاملة وهو صادق بوجود شهوة عنده غير كاملة‪) .‬والحاصممل( فممي المنممدوب لممم يوجممد‬
‫منه ميل أصل‪ ،‬وفي المباح يوجد منه ميمل لكنممه غيممر كامممل فل تنممافي بيتهممما وعبمارة الممروض‬
‫وشرحه‪ :‬ويستحب الطلق لخوف تقصيره في حقها لبغض أو غيره‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهي أولممى مممن عبممارة‬
‫شارحنا )قوله‪ :‬أو تكون الخ( بالنصب معطوف على يعجز‪ .‬أي أو كممأن تكممون غيممر عفيفممة ‪ -‬أي‬
‫فاسقة ‪ -‬وينبغي أن يقيد فسقها بغير الفجور بها‪ ،‬وإل كان التقييد بقمموله‪ ،‬بعممدما لممم يخممش الفجممور‬
‫بها غير ظاهر )قوله‪ :‬ما لم يخش الفجور بها( قيد في الندبية أي محل ندب طلقها ممما لممم يخممش‬
‫الفجور بها‪ :‬أي فجور الغير بها لو طلقها‪ ،‬وإل فل يكون منممدوبا لن فممي ابقائهمما صممونا لهمما فممي‬
‫الجملة‪ ،‬بل يكون مباحا‪ ،‬وينبغي أنه إن علم فجور غيره بها لو طلقها وانتفاء ذلك عنها ما دامممت‬
‫في عصمته حرمة طلقها إن لم يتأذ ببقائها تأذيا ل يحتمل عادة‪ .‬كممذا فممي ع ش )قمموله‪ :‬أو سمميئة‬
‫الخلق( معطوف على غير عفيفة‪ :‬أي أو تكون سيئة الخلق وبين المراد بها بقموله‪) :‬أي بحيمث ل‬
‫يصير على عشرتها عمادة( أي بمأن تجماوزت الحمد فمي ذلمك‪ .‬وقموله وإل المخ‪ .‬أي وإن لمم يكمن‬
‫المراد بها ما ذكر فل يصح لنه يلزم أن كل رجل يندب لممه طلق زوجتممه لن كممل امممرأة سمميئة‬
‫الخلق ول يتصور أنها توجد امرأة في أي وقت وليست بسيئة الخلق )قمموله‪ :‬وفممي الحممديث الممخ(‬
‫ساقه دليل على عدم وجود امرأة غيممر سمميئة الخلممق‪ ،‬وفيممه أن المممدعي سمميئة الخلممق والممذي فممي‬
‫الحممديث المممرأة الصممالحة فل يصمملح دليل لممما ذكممر إل أن يقممال إن إسمماءة الخلممق تسممتلزم عممدم‬
‫الصلح في الغالب فينتج المدعى‪ .‬تأمل )قوله‪ :‬كناية الخ( أي أن قمموله كممالغراب العصممم كنايممة‬
‫عممن نممدرة وجممود المممرأة الصممالحة لن الغممراب المممذكور كممذلك )قمموله‪ :‬إذ العصممم هممو أبيممض‬
‫الجناحين( أي وهذا نادر‪ ،‬وعبممارة التحفممة‪ :‬إذ العظممم وهممو أبيممض الجنمماحين وقيممل الرجليممن أو‬
‫إحداهما كذلك ا‍ه )قوله‪ :‬أو يأمره( أي وكأن يممأمره‪ ،‬فهممو بالنصممب عطممف علممى يعجممز أو علممى‬
‫تكون‪ .‬وقوله به‪ :‬أي بالطلق )قوله‪ :‬من غير تعنمت( أي بمأن يكمون لغمرض صمحيح‪ ،‬فمإن كمان‬
‫بتعنت بأن ل يكون لذلك ‪ -‬كما هو شأن الحمقى من الباء والمهات ‪ -‬فل يندب الطلق إذا أمره‬
‫أحد والديه به وفي‬
‫]‪[7‬‬

‫القاموس‪ :‬عنته تعنيتا ‪ -‬أي شدد عليه وألزمه ما يصعب عليمه أداؤه‪ .‬ويقممال جماءه متعنتما‪:‬‬
‫أي طالبا زلته )قوله‪ :‬أو حرام( عطف على واجب‪ .‬وقوله كالبدعي‪ :‬أي كالطلق البممدعي‪ ،‬وهممو‬
‫تمثيل للحرام )قوله‪ :‬وهو( أي البدعي‪ .‬وقوله‪ :‬طلق مدخول بها‪ :‬أي موطوأة ولممو فممي الممدبر أو‬
‫مستدخلة ماءه المحترم‪ .‬وقمموله فممي نحممو حيممض‪ :‬متعلممق بطلقهمما‪ :‬أي طلقهمما فممي نحممو حيممض‬
‫كنفاس‪ ،‬وإنما حرم الطلق فيه لتضررها بطول العدة‪ :‬إذ بقية دمها ل تحسممب منهمما‪ ،‬ومممن ثممم ل‬
‫يحرم في حيض حامل عممدتها بالوضممع‪ .‬وقمموله‪ :‬بل عمموض منهمما‪ :‬قيممد فممي الحرمممة ‪ -‬أي يحممرم‬
‫الطلق في نحو حيض إن كان بل عوض صادر منهمما‪ .‬وخمرج بممه مما إذا كممان طلقهما بعموض‬
‫صادر منها فل يحرم فيه‪ ،‬وذلك لن بذلها المال يشممعر باضممطرارها للفممراق احممال‪ .‬وقيممد بقمموله‬
‫منها ليخرج ما إذا كان العوض صادرا من أجنبي فيحرم أيضا فيه‪ ،‬وذلممك لن خلعممه ل يقتضممي‬
‫اضطرارها إليه )قوله‪ :‬أو في طهر جامعها فيه( معطوف على في نحو حيض ‪ -‬والتقدير‪ :‬أي أو‬
‫طلق مدخول بها في طهر جامعها فيه‪ .‬ول يخفممى أن الشممرط وطؤهمما فممي الطهممر‪ ،‬سممواء دخممل‬
‫عليها قبل أم لم يدخل عليها ‪ -‬فما يفهمه كلمه من اشتراط الممدخول بهمما قبممل ليممس مممرادا‪ .‬ثممم إن‬
‫محل حرمة ذلك فيمن تحبل لعدم صغرها ويأسها وعدم ظهممور حمممل بهمما وإل فل حرمممة ‪ -‬كممما‬
‫صرح به في متن المنهاج )قوله‪ :‬وكطلق من لم يستوف الخ( معطوف على قوله كالبدعي‪ ،‬فهو‬
‫تمثيل للحرام أيضا ومحل حرمته ما لم ترض بعد القسم‪ ،‬وإل فل حرمة‪ .‬ولو سألته الطلق قبممل‬
‫استيفائها حقها من القسم لم يحرم ‪ -‬كما بحثه ابن الرفعة‪ ،‬ووافق الذرعي ‪ -‬بل بحث القطممع بممه‪،‬‬
‫وتبعه الزركشي‪ ،‬وذلك لتضمن سؤالها الرضا بإسقاط حقها‪ .‬وقموله دورهما‪ :‬همو كنايمة عمما همو‬
‫مفممروض علممى الممزوج للزوجممات مممن الليممالي أو اليممام‪ ،‬والمممراد بهمما هنمما حصممتها منممه )قمموله‪:‬‬
‫وكطلق المريض الخ( معطوف على قوله كالبدعي أيضا‪ .‬وقوله بقصد الخ‪ :‬قيد في الحرمممة أي‬
‫يحرم طلق المريض لزوجتمه إذا قصمد حرمانهما ممن الرث‪ ،‬وإل فل يحمرم )قموله‪ :‬ول يحمرم‬
‫الخ( إنما أتى به ردا على من قال إنه يحرم وأدرجه في قسم الحرام‪ ،‬وإنما لم يحرم لن عممويمرا‬
‫العجلني لما لعن امرأتممه طلقهمما ثلثمما قبممل أن يخممبره رسممول الم )ص( بحرمتهمما عليممه‪ .‬رواه‬
‫الشيخان‪ ،‬فلو حرم لنهاه عنه ليعلمه هو أو من حضره )قمموله‪ :‬بممل يسممن القتصممار علممى واحممدة(‬
‫وحينئذ فيكون الجمع بين الثلث خلف السنة )قوله‪ :‬أو مكروه( معطوف على واجب )قوله‪ :‬بأن‬
‫سلم الحال من ذلك كله( أي مما يقتضي الوجوب أو النممدب أو الحرمممة )قمموله‪ :‬للخممبر الصممحيح(‬
‫دليممل الكراهممة )قمموله‪ :‬أبغممض الحلل إلممى ال م الطلق( استشممكل الحممديث بممأنه يفيممد أن الحلل‬
‫مبغوض‪ ،‬وأن الطلق أشد بغضا مع أن الحلل ل يبغض أصل‪ .‬وأجيب بأن المممراد مممن الحلل‬
‫المكروه فقط ل سائر أنواع الحلل‪ ،‬ول ينافي ذلك وصفه بالحل لنه يطلممق ويممراد منممه الجممائز‪،‬‬
‫وإنما كان المكروه مبغوضا ل لنه نهى عنه نهي تنزيه‪ ،‬والطلق أشد بغضا إلى الم ممن غيممره‬
‫لما فيه من قطع النسل الذي هو المقصود العظم من النكاح‪ ،‬ولما فيه من إيممذاء الزوجممة وأهلهمما‬
‫وأولدها‪ .‬واستشكل أيضا بأن حقيقة البغض النتقام أو إرادته‪ ،‬وهذا إنما يكون في الحرام ل في‬
‫الحلل حتى على تأويله بالمكروه وأشار الشارح إلى الجواب عنه بقوله وإثبات بغضه تعالى لممه‬
‫المقصود منه زيادة التنفير عنه‪ ،‬وهذا على تسليم أن حقيقة البغض في حقه تعمالى مما ذكمر‪ ،‬فمإن‬
‫كان المراد بها في حقه تعالى عدم الرضا به وعدم المحبة فل إشكال‪ .‬وقوله لمنافاتها‪ :‬أي حقيقممة‬
‫البغض‪ .‬وقوله لحله‪ :‬أي الطلق )قوله‪ :‬إنما يقع لغير بائن( أي لزوجة غيممر بممائن‪ :‬أي بطلق أو‬
‫فسخ والغير صادق بغير المطلبة وبالمطلقة طلقا رجعيا‪ .‬فقوله ولو كانت رجعيممة‪ :‬تصممريح بممما‬
‫فهم‪ ،‬وإنما لحممق الطلق الرجعيممة لنهمما فممي حكممم الزوجممات هنمما‪ .‬وفممي الرث وصممحة الظهممار‬
‫واليلء واللعان ‪ -‬كما تقدم ‪ -‬وهذه الخمسة عناها المام الشافعي رضي ال عنه بقمموله الرجعيممة‬
‫زوجة في خمس آيات من كتاب ال تعالى‪ .‬وقوله لم تنقض عدتها‪:‬‬

‫]‪[8‬‬
‫الجملة صفة لرجعية موصوفة بكونها لم تنقض عدتها‪ ،‬فإن انقضممت عممدتها صممارت بائنمما‬
‫فل يلحقهمما الطلق )قمموله‪ :‬فل يقممع لمختلعممة( أي لنقطمماع عصمممتها بالكليممة فممي تلممك الخمممس‬
‫وغيرها‪ .‬وخبر المختلعة يلحقها الطلق ما دامت في العمدة موضموع‪ ،‬ووقفمه علمى أبمي المدرداء‬
‫ضعيف‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفة‪ .‬وهذا مفهوم قوله‪ :‬غير بائن‪ ،‬أما البائن ‪ -‬كالمختلعة ‪ -‬فل يقع طلقهمما )قمموله‪:‬‬
‫رجعية انقضت عدتها( أي ول يقع لرجعية انقضت عدتها‪ ،‬وهذا مفهمموم قمموله‪ :‬لممم تنقممض عممدتها‬
‫)قوله‪ :‬طلق( فاعل يقع‪ .‬وقوله مختار مكلممف‪ :‬قيممدان فممي وقمموع الطلق‪ ،‬وسمميذكر محترزهممما‪.‬‬
‫وقوله أي بالغ عاقل تفسير للمكلف )قوله‪ :‬فل يقع طلق صبي ومجنون( أي ونائم‪ ،‬وذلك لخممبر‪:‬‬
‫رفع القلم عن ثلث‪ :‬عن الصبي حتى يبلغ‪ ،‬وعن المجنون حتى يفيق‪ ،‬وعن النممائم حممتى يسممتيقظ‬
‫صححه أبو داود وغيره‪ .‬وحيث رفع عنهم القلممم بطممل تصممرفهم‪ .‬والمممراد قلممم خطمماب التكليممف‪،‬‬
‫وأما قلم خطاب الوضع فهو ثابت فمي حقهمم بمدليل ضممان مما أتلفموه‪ ،‬ولكمن يمرد علمى ذلمك أن‬
‫الطلق من باب خطاب الوضمع‪ ،‬وهمو ربمط الحكممام بالسمباب‪ ،‬فكمان مقتضماه وقموعه عليهمم‪.‬‬
‫ويجاب بأن خطاب الوضع يلزمه حكم تكليفي كحرمة الزوجة عليهم‪ ،‬وخطمماب التكليممف مرفمموع‬
‫فيلزم من رفممع اللزم وهممو خطمماب التكليممف رفممع الملممزوم فممي خصمموص مسممألة الطلق‪ .‬وأممما‬
‫خطاب الوضع في غيرها فثابت كالتلف لنهم يضمنون ما أتلفوه‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمممي )قمموله‪ :‬ومتعممد‬
‫بسكر( معطوف على مختار‪ :‬أي ويقع طلق متعد بسكر لنه وإن لم يكممن مكلفمما هممو فممي حكمممه‬
‫تغليظا عليه‪ ،‬وكذا سائر تصرفاته فيما له وعليه‪ .‬ومثلمه المتعمدي بجنمونه فمإنه يقمع طلقمه وكمذا‬
‫سائر تصرفاته على المذهب‪ ،‬فقوله فل يقع طلق صبي ومجنون‪ :‬أي غير متعد بجنممونه )قمموله‪:‬‬
‫أي بشرب خمر الخ( الباء سببية متعلقة بمتعد‪ :‬أي متعد بذلك بسبب شربه الخمممر وأكلممه بنجمما أو‬
‫حشيشا‪ ،‬والمراد تعاطي ذلك عن قصمد وعلمم‪ ،‬وإل فل يكمون تعمديا )قموله‪ :‬لعصميانه المخ( علمة‬
‫لوقوع الطلق من المتعدي بسكره‪ :‬أي وإنما وقع الطلق منه مع كممونه ل عقممل لممه لنممه عمماص‬
‫بإزالته )قوله‪ :‬بخلف سكران لم يتعد الخ( أي وبخلف مجنون لم يتعد بجنونه )قوله‪ :‬كممأن أكممره‬
‫عليه( أي على تناول مسكر‪ ،‬وهو تمثيل لغير المتعدي بسممكره )قمموله‪ :‬أو لممم يعلممم( أي أو تنمماوله‬
‫وهو لم يعلم أنه مسكر بأن تعاطي شيئا على زعم أنه شراب أو دواء‪ .‬فإذا هو مسممكر )قمموله‪ :‬فل‬
‫يقع طلقه( أي السكران الذي لم يتعد بسكره )قوله‪ :‬إذا صار بحيث ل يميز( أي انتهى إلى حالممة‬
‫فقد فيها التمييز‪ ،‬أما إذا لم ينته إلى هذه الحالة فإنه يقع عليه الطلق )قوله‪ :‬لعدم تعديه( علة لعدم‬
‫وقوع طلق غير المتعدي بسكره )قوله‪ :‬وصدق مدعي إكراه في تناوله( أي من المسكر‪ .‬وقمموله‬
‫بيمينه‪ :‬متعلق بصممدق )قموله‪ :‬إن وجمدت قرينممة عليمه( أي علممى الكممراه )قموله‪ :‬كحبممس( تمثيمل‬
‫للقرينة على الكمراه )قموله‪ :‬وإل( أي وإن لمم توجمد قرينمة‪ .‬وقموله فل بمد ممن البينمة‪ :‬أي تشمهد‬
‫بإكراهه )قوله‪ :‬ويقع طلق الهازل( أي ظاهرا وباطنا إجماعمما‪ ،‬وللخممبر الصممحيح‪ :‬ثلث جممدهن‬
‫جد‪ ،‬وهزلهن جد‪ :‬الطلق‪ ،‬والنكاح‪ ،‬والرجعة وخصت لتأكيد أمر البضاع‪ ،‬وإل فكل التصرفات‬
‫كذلك‪ .‬وفي رواية والعتق وخص لتشوف الشممارع إليممه )قمموله‪ :‬بممأن قصممد لفظممه( أي الطلق أي‬
‫نطق به قصدا‪ ،‬وهو تصوير للهزل بالطلق‪ .‬وقوله دون معنماه أي دون قصمد معنماه‪ ،‬وهمو حمل‬
‫عصمة النكاح )قوله‪ :‬أو لعب به( بصيغة الفعممل عطممف علممى الهممازل الممذي هممو اسممم فاعممل مممن‬
‫عطف الفعل على السم المشبه له‪ :‬أي ويقع طلق الذي هزل به أو الذي لعب به‪ .‬وقوله بممأن لممم‬
‫يقصد شيئا‪ :‬أي ل لفظه ول معناه‪ :‬وهو تصموير للعممب بمالطلق ثممم إن مفماده ممع مفمماد تصمموير‬
‫الهزل المار التغاير بينهما‪ ،‬ونظر فيه في التحفة ونصها‪ :‬ولكممون اللعممب أعممم مطلقمما مممن الهممزل‬
‫عرفا‪ ،‬إذا الهزل يختص بالكلم عطفه عليه وإن رادفه لغة‪ .‬كذا قال الشارح‪ ،‬وجعل غيره بينهما‬
‫تغايرا ففسر الهزل بأن يقصد اللفظ دون المعنى واللعب بأن ل يقصد شمميئا وفيممه نظممر‪ :‬إذ قصممد‬
‫اللفظ ل بد منه مطلقا بالنسبة للوقوع باطنا‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي‬

‫]‪[9‬‬
‫المغني‪ :‬لو نسي أن له زوجة فقال زوجتي طالق طلقت ‪ -‬كممما نقله عممن النممص وأقممراه ‪-‬‬
‫ا‍ه )قوله‪ :‬ول أثر لحكاية طلق الغير( أي ل ضرر فممي حكايممة طلق الغيممر‪ :‬كقمموله‪ :‬قممال‪ :‬زيممد‬
‫زوجتي طالق فل تطلق زوجة الحاكي لطلق غيره‪ .‬وقوله وتصوير الفقيه‪ :‬أي ول أثر لتصوير‬
‫الفقيه الطلق كأن قال الفقيه تصويرا لصورة الطلق بالثلث )قوله‪ :‬وللتلفظ به الخ( أي ول أثممر‬
‫للتلفظ بالطلق تلفظا مصورا بحالمة‪ ،‬همي كمونه ل يسممع نفسمه‪ ،‬وذلمك لنمه يشمترط فمي وقموع‬
‫الطلق التلفظ به حيث يسمع نفسه‪ ،‬فإن اعتدل سمممعه ول مممانع مممن نحممو لغممط‪ ،‬فل بممد أن يرفممع‬
‫صوته به بقدر ما يسمع نفسه‪ ،‬بالفعل وإن لم يعتدل سمعه أو كان هناك مانع من نحو لغط فل بد‬
‫أن يرفع صوته بحيث لو كان معتدل السمع ول مانع لسمع فيكفممي سممماعه تقممديرا وإن لممم يسمممع‬
‫بالفعل )قوله‪ :‬واتفقوا على وقوع طلق الغضبان( في ترغيب المشتاق‪ .‬سئل الشمس الرملي عن‬
‫الحلف بالطلق حال الغضب الشديد المخرج عن الشعار‪ :‬هممل يقممع الطلق أم ل ؟ وهممل يفممرق‬
‫بين التعليق والتنجيز أم ل ؟ وهممل يصممدق الحممالف فممي دعممواه شممدة الغضممب وعممدم الشممعار ؟‪.‬‬
‫فأجاب‪ :‬بأنه ل اعتبار بالغضب فيهمما‪ .‬نعممم‪ :‬إن كممان زائل العقممل عممذر‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحممذف‪ .‬وقمموله‪ :‬وإن‬
‫ادعى زوال شعوره‪ :‬أي إدراكه‪ .‬وقوله بالغضب‪ :‬أي بسبب الغضب‪ ،‬وهو متعلق بممزوال )قموله‪:‬‬
‫ل طلق مكره( معطوف على طلق مختار باعتبار الشرح‪ .‬أما باعتبار المتممن فمكممره معطمموف‬
‫على مكلف‪ :‬أي ل يقع طلق مكره إذا وجدت شروطه التية ‪ -‬خلفا للمممام أبممي حنيفممة رضممي‬
‫ال عنه‪ ،‬وذلك لخبر‪ :‬رفع عن أمتي الخطأ والنسمميان وممما اسممتكرهوا عليممه وخممبر‪ :‬ل طلق فممي‬
‫إغلق بكسر الهمزة‪ :‬أي إكراه‪ .‬والمراد الكراه على طلق زوجة المكره ‪ -‬بفتح الراء ‪ -‬وخمرج‬
‫به ما إذا كان على طلق زوجة المكره ‪ -‬بكسر الراء ‪ -‬كأن قال لمه‪ :‬طلمق زوجمتي وإل لقتلنمك‬
‫فطلقها فإنه يقع علمى الصمحيح لنممه أبلمغ فممي الذن‪ .‬وقموله بغيمر حممق‪ :‬متعلممق بمكممره وسمميذكر‬
‫محترزه )قوله‪ :‬بمحذور( متعلق بمكره أيضا‪ :‬أي مكره بما يحذر منه‪ :‬أي يخاف منه مممن أنممواع‬
‫العقوبات‪ .‬قال ح ل‪ :‬ولو في ظن المكره فلو خوفه بما ظنه محذورا فبان خلفه كان مكرهمما‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وضابط المحذور‪ :‬هو الذي يؤثر العاقل لجله القممدام علممى ممما أكممره عليممه‪ .‬وقمموله مناسممب‪ :‬أي‬
‫الحال المكره ‪ -‬بفتممح الممراء ‪ -‬وذلممك لن المحممذور يختلممف بمماختلف طبقممات النمماس‪ ،‬فقممد يكممون‬
‫إكراها في حق شخص دون آخر كالصفعة فهي إكراه لذي الممروءة دون غيممره‪ ،‬فمماعتبر فيمه ممما‬
‫يناسبه )قوله‪ :‬كحبس طويل( تمثيل للمحممذور )قمموله‪ :‬وكممذا قليممل( أي حبممس قليممل‪ .‬والمناسممب أن‬
‫يقول‪ :‬قصير‪ .‬وقوله لذي مروءة يعني أن الحبس القصير يعد محذورا لكن لذي المممروءة )قمموله‪:‬‬
‫وصفعة( معطوف على حبس‪ :‬أي وكصفعة‪ :‬أي ضربة واحدة‪ .‬قال في المصباح‪ :‬الصفعة المممرة‬
‫وهو أن يبسط الرجل كفه فيضرب بهمما قفمما النسممان أو بممدنه‪ ،‬فممإذا قبممض كفممه ثممم ضممربه فليممس‬
‫بصفع‪ ،‬بل يقال‪ :‬ضربه بجمع كفه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقمموله لممه‪ :‬أي لممذي المممروءة‪ .‬وقمموله فممي المل‪ :‬أي بيممن‬
‫الناس‪ .‬وفي حواشي البجيرمي‪ .‬قال الشاشي إن الستخفاف في حق الوجيه إكممراه وابممن الصممباغ‬
‫أن الشتم في حق أهل المروءة إكراه‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وكإتلف مال( معطوف على كحبس‪ ،‬ولو حذف‬
‫الكاف ‪ -‬كالذي قبله ‪ -‬لكان أولى‪ .‬مثمل إتلف المكمره ‪ -‬بكسمر المراء ‪ -‬لممال المكمره أخمذه منمه‪،‬‬
‫بجامع أن كل تفويت مال على مالكه‪ .‬كممذا فممي ع ش‪ .‬وقموله يضمميق عليممه‪ :‬أي يتممأثر بممه‪ ،‬فقممول‬
‫الروضة أنه ليس بإكراه محمول على مممال قليممل ل يبممالي بممه كتخويممف موسممر‪ :‬أي سممخي بأخممذ‬
‫خمسة دنانير كما في حلية الروياني‪ .‬ا‍ه‪ .‬نهاية‪) .‬قوله‪ :‬بخلف الخ( أي بخلل إتلف نحو خمسة‬
‫دراهم لو لم يطلق زوجته في حق موسر فإنه ل يعد إكراها لنها ل تضييق عليه‪ .‬وقوله في حق‬
‫موسر‪ :‬قال في التحفة‪ :‬ويظهر ضبط الموسر المذكور بمممن تقضممي العممادة بممأنه يسمممح ببممذل ممما‬
‫طلب منه ول يطلق‪ ،‬ويؤيده قول كثيرين إن الكراه بإتلف المال يختلف باختلف طبقات الناس‬
‫وأحوالهم‪ .‬ا‍ه )قوله‪:‬‬

‫] ‪[ 10‬‬
‫وشرط الكراه( أي شروطه‪ ،‬فهو مفرد مضاف‪ ،‬فيعم‪ .‬وذكر الشارح منها ثلثممة شممروط‪،‬‬
‫وبقي منها أن ل ينوي وقوع الطلق‪ ،‬وإل وقع‪ ،‬لن صريح الطلق في حقممه كنايممة‪ ،‬وسيصممرح‬
‫الشارح بمفهوم هذا الشرط بقوله فإذا قصد المكممره الممخ‪ ،‬وأن ل يظهممر منممه قرينممة اختيممار‪ .‬فممإن‬
‫ظهرت منه وقممع عليممه الطلق‪ ،‬وذلممك بممأن أكرهممه شممخص علممى طلق بثلث فطلممق واحممدة أو‬
‫اثنتين أو على طلقة فطلق اثنتين أو ثلثا‪ ،‬أو على مطلق طلق فطلق واحممدة أو اثنممتين أو ثلثمما‪،‬‬
‫أو على طلق إحدى زوجتيه على البهام فعين واحدة منهما أو على طلق معينة فممأبهم أو علممى‬
‫الطلق بصيغة ممن صمريح أو كنايمة أو تنجيمز أو تعليمق فمأتى بضمدها ففمي جميعهما يقمع عليمه‬
‫الطلق لن مخالفته تشعر باختياره لما أتى به فل إكراه‪ .‬فإن قلت‪ :‬حيث كان يقع في جميممع هممذه‬
‫الصور‪ :‬فما صورة الطلق الذي لم يقع ؟‪ .‬قلت‪ :‬صورته أن يكره علممى أصممل الطلق فيممأتي بممه‬
‫فقط كأن يقول طلقتها أو يسأله فيقول له‪ :‬أطلق ثلثا أو اثنتين فإذا عين له شيئا أتى بممما عينممه لممه‬
‫ول يتجاوزه‪ .،‬وإن لم يعين شيئا اقتصر على أصل الطلق‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬يشممترط أن يسممأله ممما‬
‫ذكر )قوله‪ :‬قدرة المكره( بكسر الراء )قوله‪ :‬على تحقيق ممما هممدد بممه( أي علممى إيجمماد المحممذور‬
‫الذي خوف المكره به‪ :‬وقوله عاجل‪ :‬قيد سيأتي محترزه )قوله‪ :‬بوليممة( أي بسممبب وليممة‪ ،‬وهممو‬
‫متعلق بقدرة‪ :‬أي قدرته عليه بسبب أنه وال‪ .‬وقوله أو تغلب‪ :‬أي بسببه كأن تغلب ذو شوكة على‬
‫بلدة وأكرهه على طلق زوجته )قوله‪ :‬وعجز المكره( بفتممح الممراء‪ ،‬وهممو معطمموف علممى قممدرة‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬عن دفعه‪ :‬أي المكره بكسر الراء‪ .‬وقوله‪ :‬بقرار الخ‪ ،‬متعلق بدفع‪ :‬أي عجزه عن أن يدفع‬
‫المكره ‪ -‬بكسر الراء ‪ -‬الفرار أو الستغاثة‪ :‬أي طلب الغوث ممممن يخلصممه منممه‪ :‬أي ونحممو ذلممك‬
‫كالتحصن بحصن يمنعممه منمه )قموله‪ :‬وظنممه( بممالرفع عطمف علممى قمدرة‪ :‬أي وشممرط ظنممه ‪ -‬أي‬
‫المكره بفتح الراء‪ ،‬وكذا الضمير في أنه وفي امتنع‪ ،‬والضمممير البممارز فممي خمموفه‪ .‬وأممما ضمممير‬
‫فعل وضمير خوف المستتر فهو يعود على المكره ‪ -‬بكسر الممراء ‪ -‬وضمممير بممه يعمود علمى ممما‪.‬‬
‫وفي المغنى‪ :‬تنممبيه‪ :‬تعييمره بمالظن يقتضممي أنمه ل يشمترط تحققمه وهمو الصممح‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬فل‬
‫يتحقق العجز( أي دفع المكره بكسر الراء )قوله‪ :‬بدون اجتماع ذلك كلمه( أي قممدرة المكممره علممى‬
‫ما هدد به وعجز المكره عن الدفع بكل شئ يمكنه وظنه ما ذكر )قوله‪ :‬ول يشترط التوريممة( أي‬
‫في عدم وقوع طلق المكره‪ ،‬فل يقع وإن لم يور‪ .‬قال في شرح الممروض‪ :‬والتوريممة مممن وريممت‬
‫الخبر تورية أي سترته وأظهرت غيره‪ ،‬مأخوذ مممن وراء النسممان‪ :‬كممأنه يجعلممه وراءه حيممث ل‬
‫يظهر ذكره الجوهري‪ .‬قال النووي فممي أذكمماره‪ :‬ومعناهمما أن تطلممق لفظمما هممو ظمماهر فممي معنممى‬
‫وتريد به معنى آخر يتناوله ذلك اللفظ ولكنه خلف ظاهره‪ .‬ا‍ه )قموله‪ :‬بمأن ينموي غيمر زوجتمه(‬
‫تصوير للتورية‪ :‬أي كأن يريد بقوله طلقت فاطمة غير زوجته‪ ،‬وعبارة المغني مممع الصممل‪ :‬ول‬
‫تشترط بأن كان ينوي بقوله‪ :‬طلقت زينب مثل غيرها‪ :‬أي غيممر زوجتممه أو ينمموي بممالطلق حممل‬
‫الوثاق‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬أو يقول سرا عقبه( أي الطلق إن شاء ال‪ :‬أي ويكون قاصدا به التعليق‪ .‬وفي‬
‫المغني أيضا‪ :‬وعبارة الروضة وأصلها أو قال في نفسمه إن شمماء المم‪ .‬فمإن قيممل‪ :‬ل أثممر للتعليممق‬
‫بمشيئة ال تعالى بمجرد النية ل ظاهرا ول باطنا‪ ،‬بل ل بممد مممن التلفممظ بممه‪ .‬أجيممب‪ :‬بممأن المممراد‬
‫بقوله في نفسه تلفظه بمشيئة ال سرا بحيممث لممم يسمممعه المكممره‪ ،‬ل أنممه نمواه أو أن ممما ذكممر مممن‬
‫اشتراط التلفظ بالتعليق بمشيئة ال تعالى محله في غير المكره‪ .‬أمما همو فيكفمي بقلبمه ‪ -‬كممما نقلمه‬
‫الذرعي عن القاضي حسين عن الصحاب ‪ -‬وهي فائدة حسممنة )قمموله‪ :‬فممإذا قصممد الممخ( مفهمموم‬
‫شرط مطوي‪ ،‬وهو أن ل ينوي إيقاع الطلق كما تقدم التنبيه عليه آنفا )قوله‪ :‬كما إذا أكره بحق(‬
‫أي فإنه يقع عليه وهو محترز قوله بغير حق وكان عليه أن يقول كعادته‪.‬‬

‫] ‪[ 11‬‬

‫وخرج بقولي بغير حق ما إذا أكره بحق )قوله‪ :‬وكأن قممال‪ :‬مسممتحق القممود طلممق زوجتممك‬
‫وإل قتلتك بقتلك أبي( تمثيل للكراه بحق‪ .‬قال سم‪ :‬هذا يدل على أن المراد بالكراه بحق ما يعممم‬
‫كون المكره به حقا ل خصوص كون نفس الكراه حقا فممإنه ليممس لممه الكممراه علممى الطلق وإن‬
‫استحق قتله‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال في المغني‪ :‬وصممور جمممع الكممراه بحممق بممإكراه القاضممي المممولي بعممد مممدة‬
‫اليلء على طلقة واحدة‪ ،‬فإن أكره على الثلث فتلفظ بها لغمما الطلق لنممه يفسممخ بممذلك وينعممزل‬
‫به‪ .‬فإن قيل‪ :‬المولى ل يؤمر بالطلق عينا بل به أو بالفيئة‪ ،‬ومثل هذا ليس إكراها يمنع الوقمموع‪.‬‬
‫أجيب‪ :‬بأن الطلق قد يتعين في بعض صور المولى كما لو آلى وهو غائب فمضت المدة فوكلت‬
‫بالمطالبة فرفعه وكيلها إلى قاضممي البلممد الممذي فيممه المزوج وطمالبه‪ ،‬فمإن القاضممي يممأمره بممالفيئة‬
‫باللسان في الحال وبالمسير إليها وبالطلق‪ ،‬فممإن لممم يفعممل ذلممك أجممبر علممى الطلق عينمما‪ .‬هكممذا‬
‫أجاب به ابن الرفعة وهو إنما يأتي تفريعا علممى مرجمموح‪ ،‬وهمو أن القاضممي يكممره الممولي علممى‬
‫الفيئة أو الطلق والصح أن الحاكم هو الذي يطلق على المولى الممتنع وحينئذ فل إكمراه أصممل‬
‫حتى يحترز عنه بغير حق‪ .‬ا‍ه‪ .‬ببعض تصرف )قمموله‪ :‬أو قممال رجممل لخممر الممخ( محممترز قمموله‬
‫عاجل )قوله‪ :‬فطلق( أي في الصورتين‪ .‬وقوله فيقممع‪ :‬أي الطلق‪ .‬وقموله فيهممما‪ :‬أي فمي صممورة‬
‫القود‪ ،‬وفي صورة الوعد بالقتل في المستقبل )قوله‪ :‬بصريح( متعلممق بيقممع‪ :‬أي إنممما يقممع الطلق‬
‫بصريح الخ‪ ،‬وهو شروع في بيان الصيغة التي هي أحد أركانه وهممي لفممظ يممدل علممى فممراق إممما‬
‫صريحا وهو ما ل يحتمل ظاهره غير الطلق وألفاظه خمسة‪ :‬طلق‪ ،‬وفراق‪ ،‬وسممراح‪ ،‬وخلممع‪،‬‬
‫ومفاداة‪ ،‬كما قال ابن رسلن في زبده‪ :‬صريحه سممرحت أو طلقممت خممالعت أو فمماديت أو فممارقت‬
‫وإنما كانت صريحا لشتهارها في معنممى الطلق وورودهمما فممي القممرآن مممع تكممرر بعضممها فيممه‬
‫وإلحاق ما لم يتكرر منها بما تكرر‪ .‬وحكمه أنه ل يحتاج إلى نية إيقاع الطلق به لنه ل يحتمممل‬
‫غير الطلق‪ ،‬فل يتوقف وقوع الطلق فيه على نية إيقاعه‪ ،‬بل يقع وإن نوى عممدمه‪ .‬نعممم‪ :‬ل بممد‬
‫من قصد اللفظ مع معناه عند عروض صارف اللفظ عن معناه كنداء من اسم زوجته طالق بقوله‬
‫لها‪ :‬يا طالق‪ ،‬فإن كان قاصدا لفظ الطلق مع معناه وقع الطلق‪ ،‬وإل بأن قصممد النممداء أو أطلممق‬
‫لم يقع‪ .‬ومثله في ذلك حكاية طلق الغير وتصوير الفقيه‪ .‬وإما كناية وهي كل لفظ احتمل ظاهره‬
‫غير الطلق‪ ،‬ول تنحصممر ألفاظهمما‪ .‬وحكمهمما أنهمما تحتمماج إلممى نيمة إيقمماع الطلق بهمما‪ .‬قممال ابممن‬
‫رسلن‪ :‬وكل لفظ لفراق احتمل فهو كنايممة بنيممة حصممل )قمموله‪ :‬وهممو( أي الصممريح فممي الطلق‪.‬‬
‫وقوله ما ل الخ‪ :‬أي لفظ ل يحتمل ظاهره معنى غير الطلق )قوله‪ :‬كمشتق طلق الخ( أي وأمما‬
‫الطلق ومما بعمده ففيمه تفصميل يشمعر بمه كلممه‪ ،‬وهمو أنمه إن وقمع مفعمول أو فماعل أو مبتمدأ‬
‫فصريح‪ ،‬وإل فكناية )قوله‪ :‬ولو من عجمي( أي ولو صدر مشمتق الطلق ممن عجممي فمإنه يقمع‬
‫طلقه به‪ .‬وقوله عرف أنه موضوع الخ‪ :‬الجملة صفة لعجمي أي عجمي موصوف بكونه عرف‬
‫أن هذا اللفظ موضوع لحل عصمة النكاح الذي هو معنى الطلق‪ ،‬وهو قيد ل بد منه‪ .‬وخرج بممه‬
‫ما لو تلفظ به وهو ل يعرف ذلك فإنه ل يقع طلقه‪ .‬وعبارة المنهاج مع التحفة‪ :‬ولو لفظ عجمممي‬
‫به أي الطلق بالعربية مثل إذ الحكم يعم كل من تلفظ بغير لغته ولم يعرف معناها لم يقع كمتلفظ‬
‫بكلمة كفر ل يعرف معناها ويصدق في جهله معناه للقرينة‪ ،‬ومن ثم لو كممان مخالطمما لهممل تلممك‬
‫اللغة بحيث تقضي العادة بعلمه به لم يصدق ظاهرا ويقع عليه‪ ،‬وقيل إن نوى معناهمما عنممد أهلهمما‬
‫وقع لنه قصد لفظ الطلق لمعناه وردوه بأن المجهول ل يصح‬

‫] ‪[ 12‬‬

‫قصده‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬أو بعده عنها( معطوف على حل عصمة النكاح‪ :‬أي أو عممر ف أن هممذا‬
‫اللفظ موضوع لبعده هو عن زوجته وإن لم يعرف معناه الصلي‪ :‬أي حل عصمة النكاح‪ ،‬وإنممما‬
‫اكتفى بمعرفة أن هذا اللفظ موضوع لما ذكر لنه لزم لمعناه الصلي‪ ،‬إذ يلزم من حممل عصمممة‬
‫النكاح بعده عن زوجته )قوله‪ :‬وفراق وسراح( معطوفان على طلق‪ :‬أي ومشتق فمراق وسمراح‬
‫‪ -‬بفتح السين ‪ -‬ومثله مشتق الخلع والمفاداة‪ ،‬لكن مع ذكممر المممال أو نيتممه )قمموله‪ :‬لتكررهمما( علممة‬
‫الصراحة في المشتقات من هذه المصادر أي وإنما كانت صريحة لتكررها في القممرآن كممما تقممدم‬
‫)قوله‪ :‬كطلقتك الخ( مثله ما لو قال‪ :‬طلقك ال فهو من الصريح‪ ،‬وذلك لن ما استقل به الشخص‬
‫كالطلق والبراء والعتق إذا أسند إلى ال تعالى كان صريحا لقوته بالستقلل‪ ،‬وما ل يستقل بممه‬
‫الشخص كالبيع والقالة إذا أسند إلى ال تعالى كان كناية‪ .‬وقد نظمم ذلممك بعضمهم بقموله‪ :‬مما فيمه‬
‫الستقلل بالنشاء وكان مسندا لذي اللء فهو صممريح ضممده كنايممة فكممن لممذا الضممابط ذا درايممة‬
‫)قوله‪ :‬أو زوجتي( أي أو يقول طلقت أو فارقت أو سرحت زوجممتي فيممأتي بالسممم الظمماهر بممدل‬
‫ضمير المخاطبة )قوله‪ :‬وكأنت طالق أو مطلقة( أشار بتعداد المثلة إلى أنه ل فرق فممي المشممتق‬
‫بين أن يكون فعل أو اسم فاعل أو اسممم مفعممول‪ .‬وقمموله بتشممديد اللم المفتوحممة‪ :‬احممترز بممه عممن‬
‫مطلقة بسكون الطماء وتخفيمف اللم المفتوحمة أو المكسمورة فمإنه كنايمة وإن كمان المزوج نحويما‬
‫وليس بصريح )قوله‪ :‬ومفارقة ومسممرحة( أي أو أنممت مفارقممة أو مسممرحة ويقممرآن بصمميغة اسممم‬
‫مفعول مع تشديد راء الثانية أما بصيغة اسم الفاعممل فكنايممة )قمموله‪ :‬أممما مصممادرها( هممذا محممترز‬
‫قوله مشتق بالنسبة لجميع اللفاظ‪ :‬أي ما مصممادر هممذه المشممتقات فهممي كنايممة لكممن حيممث وقعممت‬
‫خبرا كما يدل عليه أمثلته بخلف ما إذا وقعت مبتممدأ فإنهمما صممرائح غالبمما‪ .‬ومثلمه ممما لمو وقعممت‬
‫مفعول أو فاعل‪ ،‬وذلك كأن قال الطلق لزم علي أو واجب علي‪ ،‬فممإن قممال‪ :‬فممرض علممي كممان‬
‫كناية والفرق أن الفرض قد يممراد بمه المقمدر فتطمرق إليمه الحتمممال فاحتمماج إلمى النيممة للتعييمن‪،‬‬
‫بخلف اللزوم والوجوب فإن معناهما الثبوت ل غير‪ .‬ولو قال‪ :‬علي الطلق فهو صريح أيضمما‪،‬‬
‫خلفا لبعضهم وكأن قال أوقعت عليك الطلق أو يلزمنمي الطلق )قموله‪ :‬ويشمترط ذكمر مفعمول‬
‫الخ( أي ضمير أو اسم ظاهر‪ .‬وقوله ومبتدأ مع نحو طالق‪ :‬أي وذكر مبتدأ مع ذلمك‪ ،‬سمواء كممان‬
‫بلفظ الضمير كأنت أو بالسم الظاهر‪ .‬كزوجتي أو امرأتي )قوله‪ :‬فلو نوي أحدهما( أي المفعممول‬
‫أو المبتدأ‪ .‬وقوله لم يؤثر‪ :‬فل يقع به الطلق )قوله‪ :‬كما لو قال طالق الخ( إن أراد التمثيل لحذف‬
‫المبتدأ أشكل عليه قوله‪ :‬أو امرأتي الخ فإنه فيه حممذف الخممبر ل المبتممدأ وإن أراد التنظيممر أشممكل‬
‫عليه المثال الول فإنه ل يصلح له‪ :‬إذ هو عين ما قبله‪ ،‬فكان الولى له أن يقول كما لو قال أنت‬
‫أو امرأتي ونوى لفظ طالق‪ .‬والمراد كما لو ذكر المبتدأ وحذف الخبر فإنه ل يممؤثر عليممه )قمموله‪:‬‬
‫إل إن سبق ذكرها( أي لم يؤثر إل إن سبق ذكر زوجته في سؤال‪ :‬أي ونحوه والمراد إل إن دل‬
‫دليل على المحذوف‪ :‬أي فإنه يؤثر )قوله‪ :‬في نحو طلق امرأتك( لمو حمذف لفمظ فمي لكمان أولمى‬
‫ومثله أطلقت زوجتك إل أن الفعل بعده يكون كنايممة ‪ -‬كممما سيصممرح بممه ‪ -‬بخلفممه بعممد طلممق أو‬
‫طلقي نفسك فإنك صريح‪ ،‬والفرق ‪ -‬كما في التحفة ‪ -‬أنه بعممدهما امتثممال لممما سممبقه الصممريح فممي‬
‫اللزام‪ ،‬فل احتمال فيه‪ ،‬بخلفه بعده فإنه وقع جوابا لما ل إلزام فيه فكممان كنايممة ومثممل لممما يممدل‬
‫على المفعول ولم يمثل لما يدل على المبتدأ أو الخبر والول‪ :‬كأن تقول لممه أنمما طممالق فقممال لهمما‪:‬‬
‫طالق‪ ،‬والثاني كأن يقول نساء المؤمنين‬

‫] ‪[ 13‬‬

‫طوالق‪ ،‬وأنت يا زوجتي التقممدير طممالق )قمموله‪ :‬أو فمموض إليهمما( أي فمموض الطلق إليهمما‬
‫والتفويض هو تمليكها الطلق‪ ،‬ويشترط لوقوع الطلق تطليقها فورا ‪ -‬كما سيصرح به ‪ -‬وقمموله‬
‫بطلقي نفسك‪ :‬أي بقوله لها طلقي نفسك )قوله‪ :‬فيقع( أي الطلق‪ .‬وقوله فيهما‪ :‬أي في الصورتين‬
‫صورة ما إذا سبق ذكرها وصورة التفويض )قوله‪ :‬وترجمته( بالجر عطف علممى مشممتق طلق‪:‬‬
‫أي وكترجمته‪ .‬وقوله‪ :‬أي مشتق بيان للضمير‪ .‬وقوله ما ذكر‪ :‬أي من الطلق وممما بعممده‪ .‬وقمموله‬
‫بالعجمية‪ :‬متعلق بترجمته ‪ -‬أو كترجمته بالعجمية وهي ما عدا العربية من سممائر اللغممات )قمموله‪:‬‬
‫فترجمة الطلق صريح( أي لشهرة استعمالها عندهم في معناهمما شممهرة العربيممة عنممد أهلهمما‪ ،‬ول‬
‫ينافي تأثير الشهرة هنا عدمه في أنت علي حرام لن ما هنا موضوع للطلق بخصوصه بخلف‬
‫ذاك‪ ،‬وإن اشتهر فيه‪ .‬وفي البجيرمي‪ :‬وترجمة الطلق بالعجمية‪ :‬سممن بمموش فسممن أنممت‪ ،‬وبمموش‬
‫طالق‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله على الممذهب‪ :‬قممال فممي المغنمى‪ :‬والطريممق الثمماني وجهمان‪ :‬أحممدهما أنممه كنايممة‬
‫اقتصارا في الصريح على العربي لوروده في القرآن وتكره على لسان حملة الشممرع‪ .‬ا‍ه )قمموله‪:‬‬
‫وترجمة صاحبيه( أي الفراق والسراح‪ .‬وقوله صريح أيضا على المعتمد‪ :‬قممال فممي التحفممة بعممده‬
‫على ما اقتضاه ظاهر أصله‪ ،‬واعتمده الذرعي‪ ،‬ونقل عن جمع الجزم به‪ ،‬لكن الممذي فممي أصممل‬
‫الروضة عن المام والروياني وأقراه أنها كناية لبعدها عن الستعمال‪ .‬ا‍ه‪ .‬وظاهرها اعتماد أنها‬
‫كناية وجزم بها في شرح الرشاد فقال أما ترجمة السراح والفممراق فكنايممة‪ ،‬خلفمما للحمماوي كممما‬
‫صححه في أصل الروضة وإن أطال جمع فممي رده‪ .‬ا‍ه‪ .‬وجممزم بهمما فممي النهايممة أيضمما‪ ،‬فعلممم أن‬
‫قوله على المعتمد هو جار فيه ‪ -‬على ما اقتضاه ظاهر أصل المنهاج ‪ -‬وهو المحرر‪ ،‬وعلممى ممما‬
‫اعتمده الذرعي‪ .‬وقد علمت أن المعتمد خلفه )قوله‪ :‬الجزم به( أي بهذا المعتمد‪ ،‬وهممو ضممعيف‬
‫كما علمت )قوله‪ :‬ومنه أعطيت( أي ومن الصريح أعطيت الممخ )قمموله‪ :‬ويمما طممالق( فيممه تفصمميل‬
‫مضى )قوله‪ :‬ويا مطلقة بتشديد اللم( أي المفتوحة وقد علمت أنه احترز به عن مطلقممة بتخفيممف‬
‫اللم مع سكون الطاء فإنه كناية )قوله‪ :‬ل أنت طلق ولك الطلق( أي ليس مممن الصممريح قمموله‪:‬‬
‫أنت طلق ولك الطلق )قوله‪ :‬بل هما( أي أنت طلق ولممك الطلق كنايتممان )قمموله‪ :‬كممإن فعلممت‬
‫كذا( أي كدخول الدار‪ ،‬والكاف للتنظير‪ .‬وقوله ففيه‪ :‬أي ففي فعلك طلقممك‪ ،‬وهنمما وقممع المصممدر‬
‫مبتدأ وهو كناية فهو من غير الغممالب )قمموله‪ :‬لن المصممدر الممخ( علممة للكنايممة فممي جميممع المثممل‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬ل يستعمل في العين‪ :‬أي على وجه الخبار‪ ،‬أما على غيره فيستعمل فيها كممأوقعت عليممك‬
‫الطلق ‪ -‬كما تقدم ‪ -‬وقوله إل توسعا‪ :‬أي بضرب من التجوز كتأويممل المصممدر باسممم الفاعممل أو‬
‫اسم المفعول كما هنا‪ ،‬وكتقدير مضاف وككونه على المبالغة‪ ،‬ففيممه الوجممه الثلثممة الجاريممة فممي‬
‫نحو زيد عممدل‪ :‬أي عمادل أو ذو عمدل أو همو نفممس العممدل مبالغممة )قمموله‪ :‬ول يضممر الخطممأ فممي‬
‫الصيغة( منه قوله‪ :‬أنت طوالق‪ .‬وقوله مخاطبا لزوجته‪ :‬أنتم أو أنتمن طمالق‪ .‬وقموله‪ :‬إذا لمم يخمل‬
‫بالمعنى‪ :‬أي فممإن أخممل بممالمعنى كممأن قممال‪ :‬أنممت طممالب أو طممالع مثل ضممر )قمموله‪ :‬كالخطممأ فممي‬
‫العراب( أي فإنه ل يضر‪ ،‬كما لو قال‪ :‬أنت طالقا بالنصب )قوله‪ :‬فروع( أي خمسة )قمموله‪ :‬لممو‬
‫قالت له طلقني فقال هي مطلقة( هذا من أفراد الخطممأ فممي الصمميغة ‪ -‬كممما يفهممم مممن التحفممة ‪ :-‬إذ‬
‫المقام للخطاب فعدوله إلى الغيبة من غير نكتة خطأ )قوله‪ :‬فل يقبل المخ( أي لممو ادعممى أنمه أراد‬
‫غير زوجته المخاطبة ل يقبل‪ ،‬وذلك لن تقدم طلبها يصرف لفظ الطلق إليها )قمموله‪ :‬ومممن ثممم(‬
‫أي ومن أجل أن‬

‫] ‪[ 14‬‬

‫نقدم السؤال يصرف اللفظ إليها لو لم يتقدم شئ احتيج إلى نيته )قمموله‪ :‬فممي نحممو الممخ( لممو‬
‫قال كما في نحو الخ لكان أولى )قوله‪ :‬قال البغوي الخ( إعلممم أن الصممح فممي أفعممال المقاربممة أن‬
‫إثباتها إثبات ونفيها نفي كبقية الفعال‪ .‬فإذا قلت‪ :‬كمماد زيممد أن يقمموم كممان المعنممى قممرب زيممد مممن‬
‫القيام‪ ،‬أو قلت ما كاد زيد أن يقوم كان المعنى لم يقرب زيد من القيام‪ ،‬وعلى كممل فالقيممام منتممف‪.‬‬
‫وقيل إن إثباتها نفي ونفيها إثبات‪ ،‬فإذا قلت‪ :‬كاد زيد أن يفعل كان المعنى أنه لم يفعل وعليه قوله‬
‫تعالى‪) * :‬يكاد زيتها يضئ( * أي أنه لم يضئ‪ ،‬ومعنممى ممما كمماد زيممد أن يفعممل أنممه فعممل‪ :‬أي لممم‬
‫يقتصر على مقاربة الفعل‪ ،‬بل فعل‪ ،‬وعليمه قموله تعمالى‪) * :‬فمذبحوها ومما كمادوا يفعلمون( * أي‬
‫أنهم فعلوا بدليل فذبحوها وإل تناقض‪ ،‬وعلى هذا جرى البغوي والعراقي فقال‪ :‬لو قال‪ :‬ما كممدت‬
‫أن أطلقك يكون إقرارا بالطلق وهممو باطممل ‪ -‬كممما فممي النهايممة عممن الشممموني ولفظهمما ‪ -‬وقممول‬
‫البغوي‪ :‬لو قال ما كدت أن أطلقك كان إقرارا بالطلق نظر فيه الغممزي بممأن النفممي الممداخل علممى‬
‫كاد ل يثبته على الصح‪ ،‬إل أن يقممال‪ :‬وآخممذناه للعمرف‪ .‬قممال الشممموني‪ :‬المعنممى ممما قمماربت أن‬
‫أطلقك وإذا لم يقارب طلقها كيف يكون مقرا بممه‪ ،‬وإنممما يكممون إقممرارا بممالطلق علممى قممول مممن‬
‫يقول إن نفيها إثبات وهو باطل‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ولو قال( أي الزوج وقوله لوليها‪ :‬أي زوجتممه‪ .‬وقمموله‬
‫زوجها‪ :‬بصيغة المر‪ .‬وقوله فمقر بالطلق أي فهو مقر بالطلق‪ :‬أي وبانقضمماء العممدة كممما هممو‬
‫ظاهر‪ .‬ومحله إن لم تكذبه وإل لزمتها العدة مؤاخذة لها بإقرارهما ا‍ه‪ .‬تحفمة )قموله‪ :‬قمال المزجمد‬
‫المخ( تأييد لما قبله )قوله‪ :‬لو قال( أي الزوج‪ .‬وقوله هذه‪ :‬أي مشيرا لزوجته زوجة فلن‪ .‬وقوله‬
‫حكم بارتفاع نكاحه‪ :‬أي لن قوله المذكور إقرار بالطلق ‪ -‬كما في المسألة التي قبلممه )قمموله‪ :‬إن‬
‫غبت عنها( أي عن الزوجة )قوله‪ :‬فما أنا لها بزوج( أي أنا لست لها بزوج )قمموله‪ :‬بممأنه إقممرار(‬
‫متعلق بأفتى‪ .‬وقوله‪ :‬بزوال الزوجية الخ‪ .‬قال ع ش‪ :‬قد يقمال تعريمف القمرار بمأنه إخبمار بحمق‬
‫سابق لغيره لم ينطبق على ما ذكر لنه حين الخبار لم تكن الغيبة وجدت حتى يكون ذلك إخبارا‬
‫عن الطلق بعدها‪ ،‬فكان القرب أنه كناية ‪ -‬كما قدمناه عن حجر ‪ -‬في نحو إن فعلت كممذا فلسممت‬
‫لي بزوجة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتب الرشيدي قوله بأنه إقرار ل يخفى أن هذا بالنظر للظاهر‪ ،‬وانظر ما الحكم‬
‫في الباطن إذا قصد به إنشمماء التعليممق ؟ ا‍ه )قمموله‪ :‬فلهمما( أي الزوجممة‪ .‬وقمموله بعممدها‪ :‬أي السممنة‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬ثم بعد انقضاء عدتها‪ :‬أي ثم بعد السنة يعتبر انقضمماء عممدتها )قمموله‪ :‬تممزوج( مبتممدأ خممبره‬
‫الجار والمجرور قبله وهو فلها‪ .‬وقوله لغيره‪ :‬أي غير زوجها )قوله‪ :‬فمموائد( أي تتعلممق بممالطلق‬
‫)قوله‪ :‬ولو قال( أي أجنبي لخر‪ :‬أي زوج )قوله‪ :‬أطلقت زوجتمك( مقمول القمول )قموله‪ :‬ملتمسما‬
‫النشاء( حال من فاعل قال‪ :‬أي قممال ذلممك حممال كممونه ملتمسمما مممن الممزوج أي طالبمما منممه إنشمماء‬
‫الطلق وإحداثه لنه استفهام‪ ،‬واستعمال الستفهام في الطلب تجوز ل حقيقة ‪ -‬كما هممو ظمماهر ‪-‬‬
‫)قوله‪ :‬فقال( أي الزوج مجيبا له نعم أو إي ‪ -‬بكسممر الهمممزة وسممكون اليمماء‪ :‬أي أو جيممر‪ .‬وقمموله‬
‫وقع‪ :‬أي الطلق‪ .‬وقوله وكان صريحا‪ :‬أي في إيقاع الطلق‪ ،‬وذلك لن كلمة الجواب قائمة مقام‬
‫طلقتها‪ ،‬وهو صريح فما قام مقامه مثله )قوله‪ :‬فإذا قال‪ :‬طلقممت( أي بممدل قمموله نعممم‪ .‬وقمموله كممان‬
‫كناية‪ :‬أي على الوجه عند ابن حجر‪ .‬قال سم‪ :‬وفي شرح الروض أيضا وفي النهاية الصح أنه‬
‫صريح‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬لن نعم الخ( بيان للفرق بين نعم ‪ -‬حيث أنها من الصرائح ‪ -‬وطلقممت ‪ -‬حيممث‬
‫أنها من الكنايات )قوله‪ :‬فاحتملت الجواب( وعليه يقع الطلق‪ .‬وقوله والبتداء‪:‬‬

‫)‪ (1‬سورة النور‪ ،‬الية‪ (2) .35 :‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪.71 :‬‬

‫] ‪[ 15‬‬

‫وعليه ل يقع‪ ،‬فلما تطرق إليه الحتمال اندرج في سلك الكناية فاحتاج إلى النية )قوله‪ :‬أما‬
‫إذا قال( أي الجنبي‪ .‬وقوله له‪ :‬أي للزوج‪ .‬وقوله ذلك‪ :‬أي أطلقت زوجتك‪ .‬وقوله مسممتخبرا‪ :‬أي‬
‫حال كونه مستخبرا‪ :‬أي مستفهما أنه وقع منه طلق أم ل‪ .‬وقوله فأجاب‪ :‬أي الزوج بنعم‪ .‬وقمموله‬
‫فإقرار بالطلق‪ :‬أي لنه صريح إقرار )قوله‪ :‬ويقع( أي الطلق عليه‪ .‬وقوله ظمماهرا‪ :‬أممما باطنمما‬
‫فل يقع‪ .‬وقوله إن كذب‪ :‬أي في إقراره بقوله‪ :‬نعممم )قمموله‪ :‬ويممدين( أي يعمممل بممدينه باطنمما‪ .‬وفممي‬
‫البجيرمي‪ :‬التديين لغة أن يوكل إلى دينه‪ ،‬واصطلحا عدم الوقمموع فيممما بينممه وبيممن الم إن كممان‬
‫صادقا على الوجه الذي أراده‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وكذا الخ( أي وكذا يقممع عليممه الطلق ظمماهرا لممو جهممل‬
‫الزوج حال السؤال‪ :‬أي هل أراد السائل به التممماس النشمماء أو السممتخبار‪ .‬وفممي سممم ممما نصممه‪:‬‬
‫فرع‪ :‬لو قصد السائل بقوله‪ :‬أطلقت زوجتمك النشماء فظنمه المزوج مسمتخبرا‪ ،‬وبمالعكس فينبغمي‬
‫اعتبار ظن الزوج وقبول دعواه ظن ذلك‪ .‬ا‍ه )قموله‪ :‬فممإن قمال( أي فمي صمورة القممرار‪ .‬وقموله‬
‫أردت‪ :‬أي بقولي نعمم طلقما سممابقا وقممد راجعمت الن )قموله‪ :‬صمدق بيمينمه( جمواب إن )قموله‪:‬‬
‫لحتماله( أي ما يدعيه )قوله‪ :‬ولو قيممل لمطلممق أطلقممت زوجتممك ثلثمما( أي وكممان القممائل ملتمسمما‬
‫النشاء أو مستخبرا كالذي قبله والفرق بينهما بالتقييد بثلثا في هممذه دون تلممك )قمموله‪ :‬فقممال( أي‬
‫الزوج طلقت‪ .‬وقوله وأراد واحدة‪ :‬أي قال إني أردت طلقمة واحمدة‪ :‬أي منشمأة أو إقمرارا )قموله‪:‬‬
‫صدق بيمينه( أي في أنه طلق طلقة واحدة )قوله‪ :‬لن طلقت محتمل للجواب( وعليه يقع الطلق‬
‫ثلثا تنزيل للجواب على السؤال‪ .‬وقوله والبتداء‪ :‬وعليه ل يقع شئ أصل ولما احتمممل ممما ذكممر‬
‫صار كناية في الطلق‪ ،‬وفي العدد أيضا‪ .‬فإذا نوى طلقة واحدة وقعت ل غير ويصدق فممي ذلممك‬
‫بيمينه )قوله‪ :‬ومن ثم( أي وممن أجمل احتمممال ممما ذكمر الجمواب والبتممداء )قموله‪ :‬لمو قمالت( أي‬
‫لزوجها‪ .‬وقوله فقال‪ :‬أي الزوج‪ .‬وقوله ولم ينو عددا‪ :‬أي ل واحدة ول أكثر )قمموله‪ :‬فواحممدة( أي‬
‫فتقع طلقة واحدة وذلك لحتمال قوله لها‪ :‬طلقتك الجواب والبتمداء ول يتعيمن للجمواب وإل وقمع‬
‫ثلثا ل غير‪ ،‬ول يقال هنا لما احتمل ما ذكر صار كنايمة فمي الطلق لنمه صمريح فيمه مطلقما ‪-‬‬
‫سواء نوى به الجواب أو البتداء ‪ -‬وإنما يقال فيه لما احتمل البتداء لم يختص بعدد‪ ،‬فهو بحسب‬
‫النية إن نوى شيئا تعين وإن لم ينو شيئا يحمل على أقل المراتب وهو طلقممة واحممدة ونصممه‪ :‬ولمو‬
‫قالت طلقني ثلثا فقال‪ :‬طلقتك ولم ينو عددا فواحدة‪ ،‬وفيممه نظممر‪ .‬قممال فممي شممرحه‪ :‬لن الجممواب‬
‫منزل على السؤال فينبغي وقوع ثلث ‪ -‬كما مر ‪ -‬فيما لو قال طلقممي نفسمك ثلثما فقمالت بل نيمة‬
‫طلقت‪ ،‬وقد يجاب عنه بأن السائل في تلك مالك للطلق بخلفه في ذلك‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ولو قممال( أي‬
‫الزوج‪ .‬وقوله ابنتك طالق‪ :‬مقول القول )قوله‪ :‬وقال( أي الزوج وقوله أردت بنتهمما الخممرى‪ :‬أي‬
‫التي هي ليست زوجته‪ ،‬فإن لم يقل ذلك ل يصدق فتطلق عليه زوجته )قمموله‪ :‬صممدق بيمينممه( أي‬
‫فل تطلب عليه زوجته وذلك لصلحية اللفظ لهما‪ .‬واستشكل ذلك بما لو أوصى بطبل من طبوله‬
‫فإنه ينصرف للصحيح‪ .‬وأجيب بأنهما على حد واحد لن ذاك حيث ل نية له وهنا إذا لم تكممن لممه‬
‫نية ينصرف لزوجته )قوله‪ :‬كممما لمو قممال لزوجتممه الممخ( الكمماف للتنظيممر‪ .‬أي نظيممر ممما لمو قممال‪:‬‬
‫لزوجته وأجنبيممة إحممداكما طممالق‪ :‬أي فممإن يصممدق بيمينممه ول تطلممق عليممه زوجتممه )قمموله‪ :‬وقممال‬
‫قصدت الجنبية( فإن لم يقل ذلك طلقت عليه زوجته كالذي قبلممه قمال فمي التحفمة‪ :‬نعمم إن كمانت‬
‫الجنبية مطلقة منه أو من غيره لم ينصرف لزوجته على ما بحثه السنوي لصدق اللفظ عليهممما‬
‫صدقا واحدا مع أصل بقاء الزوجية‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬لتردد اللفظ الخ( علة لتصديقه بيمينه فيما لممو قممال‬
‫لزوجته وأجنبية ما ذكر‪ :‬أي وإنما صدق بيمينه لتردد اللفظ وهو إحداكما‬

‫] ‪[ 16‬‬

‫بين زوجته والجنبية فصحت إرادتها‪ :‬أي الجنبية‪ .‬وفي بعمض النسمخ إرادتمه ‪ -‬بضممير‬
‫المذكر ‪ -‬وعليه يكون الضمير عائدا على الممزوج‪ ،‬ومتعلممق إرادة محممذوفا‪ :‬أي إرادتممه للجنبيممة‪.‬‬
‫ويصح على هذا أيضا أن تكون العلمة للمسممألتين المنظممرة‪ ،‬والمنظممر بهمما إل أنممه يجعممل المتعلممق‬
‫شيئين الجنبية وبنت أم زوجته )قوله‪ :‬بخلف ما لو قممال( أي ابتممداء وبعممد سممؤال طلق‪ .‬وقموله‬
‫زينب طالق‪ :‬أي ولم يرفع في نسبها ما تتميز به‪ .‬ا‍ه‪ .‬مغني )قمموله‪ :‬وقصممد أجنبيممة( أي وقممال لممم‬
‫أقصد زوجتي‪ ،‬بل قال قصدت أجنبية اسمها زينب )قوله‪ :‬فل يقبل قمموله( أي الممزوج فممي إرادتممه‬
‫الجنبية‪ ،‬وذلك لنه خلف المتبادر )قوله‪ :‬بل يدين( أي فيما بينه وبين ال م تعممالى لحتممماله وإن‬
‫بعد قال في التحفة بعده‪ :‬إذ السم العلمم ل اشمتراك ول تنماول فيمه وضمعا‪ ،‬فمالطلق ممع ذلمك ل‬
‫يتبادر إل إلى الزوجة‪ ،‬بخلف إحداكما فإنه يتناول الجنبيممة كممما يتنمماول الزوجممة وضممعا تنمماول‬
‫واحدا فأثرت فيه نية الجنبية‪ .‬ا‍ه‪ .‬بتصرف )قوله‪ :‬مهمة( أي في بيان ما لو أبدل حرفا مممن لفممظ‬
‫الطلق بآخر )قوله‪ :‬ولو قال عامي الخ( خرج به الفقيه‪ ،‬فما ذكره كناية فيه مطلقا سممواء كمما‍ن ت‬
‫لغته كذلك أم ل‪ .‬وقوله أعطيت تلق الخ‪ :‬في سم )فرع( لو قال‪ :‬أنت دالق بالدال فيمكن أن يأتي‬
‫فيه ما يأتي في تألق بالتاء لن الممدال والطمماء أيضمما متقاربممان فممي البممدال‪ ،‬إل أن هممذا اللفممظ لممم‬
‫يشتهر في اللسنة كاشتهار تألق‪ ،‬فل يمكن أن يأتي فيه القول بممالوقوع مممع فقممد النيممة‪ .‬ا‍ه )قمموله‪:‬‬
‫وقع به( أي باللفظ المذكور بالطلق )قوله‪ :‬وكان( أي اللفظ المذكور‪ .‬وقمموله صممريحا فممي حقممه‪:‬‬
‫أي العامي‪ .‬وأطلق م ر أنه كناية‪ ،‬وقال‪ :‬بناء على أن الشتار ل يلحق غير الصريح به بممل كممان‬
‫القياس عدم الوقوع‪ .‬ولو نمموى لختلف مادتهممما‪ :‬إذ التلق مممن التلقممي‪ ،‬والطلق الفممتراق‪ .‬اه‍‬
‫)قوله‪ :‬إن لم يطاوعه لسانه الخ( قيد في صراحة هذا اللفظ‪ .‬وقوله‪ :‬إل على هذا اللفظ المبدل‪ :‬أي‬
‫الحرف المبدل عن غيره كالتاء في المثال الول بدل الطاء )قمموله‪ :‬وإل( أي بممأن طمماوعه لسممانه‬
‫على الصواب ولم يكن ممن لغته كذلك فهو كناية )قوله‪ :‬لن ذلك البدال له أصل في اللغة( علممة‬
‫لوقوع الطلق باللفظ المبدل مطلقا صريحا كان أو كناية وإن كان المتبادر من صنيعه أنه راجممع‬
‫لما بعد وإل‪ .‬وفي التحفة بعد التعليل المذكور ما نصه‪ :‬يؤيده إفتاء بعضممهم فيمممن حلممف ل يأكممل‬
‫البيظ ‪ -‬بالظاء المشالة ‪ -‬بأنه يحنث بنحو بيض الدجاج إن كان من قوم ينطقون بالمشالة في هممذا‬
‫أو نحوه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي سم ما نصه في فتاوى السيوطي بسط كبير فيمن قال لزوجته‪ :‬أنت تألق ناويمما‬
‫به الطلق هل يقع به طلق ؟ قال‪ :‬فأجبت الذي عندي أنمه إن نموى بمه الطلق وقمع سمواء كمان‬
‫عاميا أو فقهيا ول يقال‪ :‬إنه بمنزلة ما لو قممال‪ :‬أنممت تممألق فممإنه ل يقممع بمه شممئ لن حممرف التمماء‬
‫قريب من مخرج الطاء ويبدل كل منهما من الخر في كثير مممن اللفمماظ فأبممدلت التمماء طمماء فممي‬
‫قولهم طرت يده وترت‪ :‬أي سقطت وضرب يده بالسيف فأطرها وأترها‪ :‬أي قطعها وأبدلت التاء‬
‫طاء في نحو مصطفى ومضطر‪ ،‬ثم أيد الوقوع من المنقول بمسممألة ممما إذا اشممتهر اللفممظ للطلق‬
‫كالحلل علي قال‪ :‬ول يظن أحد اختصاصه بلفظ الحلل على حرام ونحوه فإنما ذكر هممذه علممى‬
‫سبيل التمثيل‪ .‬فالضابط لفظ يشتهر في بلد أو فريق استعماله في الطلق‪ ،‬وهذا اللفممظ اشممتهر فممي‬
‫ألسنة العوام استعماله فيه فهو كناية في حقهم عند النووي وصريح عند الرافعممي‪ ،‬وأممما فممي حممق‬
‫غيرهم من الفقهاء‪ .‬وعوام بلد لممم يشممتهر عنممدهم ذلممك فممي لسممانهم فكنايممة‪ ،‬ول يممأتي‪ .‬قمموله بممأنه‬
‫صريح قال‪ :‬وأما من قال‪ :‬إن تألقا من التلق ‪ -‬وهو معنى غير الطلق ‪ -‬فكلمه أشد سقوطا من‬
‫أن يتعرض لرده‪ ،‬فإن التلق ل يبنى منه وصف على فاعل‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬وأمما ممن قمال المخ يمرد‬
‫كلم م ر السممابق )قمموله‪ :‬ويقممع بكنايممة( أصممل المتممن وبكنايممة‪ ،‬فهممو معطمموف علممى قمموله‪ :‬سممابقا‬
‫بصريح وهو مقابل له وتقدير الشارح لفظ يقع حل معنى ل إعراب لن متعلقه مذكور وهممو يقممع‬
‫أول الفصل والكناية في اللغة الخفاء واليماء إلى الشئ من غير تصريح به‪ ،‬فلما كانت اللفاظ‬

‫] ‪[ 17‬‬

‫التية فيها خفاء وإيماء إلى الطلق من غيممر تصممريح بممه سممميت كنايممة )قمموله‪ :‬وهممي ممما‬
‫يحتمل الطلق وغيره( أي الكناية لفظ يحتمل الطلق‪ ،‬ويحتمل غير الطلق‪ ،‬لكن احتممماله للول‬
‫أقرب‪ .‬وفممي ترغيممب المشممتاق ضممابط الكنايممة أن يكممون للفممظ إشممعار قريممب بالفرقممة ولممم يسمممع‬
‫استعماله فيه شرعا‪ .‬ا‍ه‪ .‬وذلك كقوله‪ :‬أنت برية فإنه يحتمل الطلق لكون المراد برية من المزوج‬
‫ويحتمل غير الطلق لكون الممراد بريمة ممن المدين أو ممن العيموب وهكمذا‪ .‬وخمرج بمذلك مما ل‬
‫يحتمل ما ذكر نحو قومي واقعدي وأطعميني واسقيني وزوديني وما أشبه ذلك فل يقممع بممه طلق‬
‫وإن نواه لن اللفظ ل يصلح له )قوله‪ :‬إن كانت مع نية الخ( قيد فممي وقمموع الطلق بالكنايممة‪ :‬أي‬
‫يقع الطلق بالكناية إن كانت مع نية ليقاع الطلق زاد في التحفة‪ :‬ومع قصد حروفممه أيضمما‪ ،‬ثممم‬
‫قال‪ :‬فإن لم ينو ذلك لم يقع إجماعا سواء الكناية الظاهرة‪ ،‬وهممي المقممترن بهمما قرينممة كممأنت بممائن‬
‫بينونة محرمة ل تحلين لي أبدا ‪ -‬وغيرها ‪ -‬كلست لي بزوجة إل إن وقع في جواب دعمموى فممإنه‬
‫إقرار‪ .‬وقد يؤخد من ذلك ما بحثه ابن الرفعة أن السكران ل ينفممذ طلقممه بهمما لتمموقفه علممى النيممة‬
‫وهي مستحيلة منه‪ ،‬فمحل نفوذ تصرفه السممابق إنممما هممو بالصممرائح فقممط‪ ،‬ولممك أن تقممول شممرط‬
‫الصريح أيضا قصد لفظه مطلقا أو لمعناه كما تقرر والسكران يسممتحيل عليممه قصممد ذلممك أيضمما‪،‬‬
‫فكما أوقعوه به ولم ينظروا لذلك فكذا هي‪ .‬ا‍ه‪ .‬بتصرف‪ .‬وكتممب سممم قمموله‪ :‬قصممد لفظممه الممخ‪ .‬قممد‬
‫يقال‪ :‬المراد بهذا الشرط عدم الصارف ل حقيقة القصد‪ ،‬فل دليل فيه لما ذكره‪ ،‬ول وجه لليقاع‬
‫عليه بالكناية ما لم يقر بممأنه نموى‪ ،‬وهمو مممراد ابممن الرفعممة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قموله‪ :‬مقترنممة بأولهمما( أي وإن‬
‫عزبت في آخرها استصحابا لحكمها في باقيها‪ .‬وخرج بقوله‪ :‬أولها آخرها فل يكفي اقتران النيممة‬
‫به لن انعطافها على ما مضى بعيد )قوله‪ :‬ورجح في أصل الروضممة الممخ( ورجممح فممي المنهمماج‬
‫اشتراط القتران بكل اللفظ‪ .‬وعبارته‪ :‬وشرط نية الكناية اقترانها بكل اللفظ‪ .‬قال في المغني‪ :‬فلممو‬
‫قارنت أوله وعزبت قبل آخره لم يقع طلق‪ .‬ا‍ه‪ .‬فتحصل أن القوال ثلثة‪ ،‬وقد صرح بهمما كلهمما‬
‫في فتح الجواد مع الصل وعبارتهما‪ :‬وشرط تأثير الكناية أن يكون لفظها مصحوبا بنية للطلق‬
‫إجماعا‪ ،‬وأن تكون النية قد قارنت أوله‪ .‬وفي المنهاج جميعه‪ .‬وفي أصل الروضة تكفي مقارنتها‬
‫ولو لخره‪ ،‬وصحح كل جماعة ‪ -‬كما بينته في الصل ‪ -‬مع بيان أن الخير هو الوجه‪ .‬وتعليممل‬
‫الول بأن انعطافها على ما مضى بعيد‪ ،‬بخلف استصحاب ممما وجممد يجمماب عنممه بممأن هممذا إنممما‬
‫ينظر إليه في العبادات‪ ،‬وأما غيرهمما فالقصممد صممون اللفممظ عمن نحمو الهممذيان‪ ،‬وصممونه يحصممل‬
‫باقتران النية بجزء من أجزائه فليس هنا انعطاف يستبعد وأن الوجه أيضا أن اللفظ المختلف في‬
‫القتران به هو جميع أنت بائن مثل ل بائن فقط‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وهي( أي الكناية )قوله‪ :‬كأنت الممخ(‬
‫أتى بالكاف لن كنايات الطلق ل تنحصر فيما ذكر‪ ،‬بل هي كثيرة والضابط فيها كل لفظ أشممعر‬
‫بالفرقة إشعارا قريبا ولم يسمع استعماله فيه شرعا ول عرفا‪ ،‬ثم إن الشارح أتمى فمي جميمع همذه‬
‫الكنايممات بممالمعنى الموقممع للطلق وتممرك الحتمممال الخممر لن الول هممو المقصممود )قمموله‪ :‬أو‬
‫حرمتك( جملة فعلية‪ ،‬ويقرأ الفعل بتشديد الراء المفتوحة )قوله‪ :‬ولممو تعممارفوه طلقمما( أي أن ممما‬
‫ذكر من قوله أنت علي حرام وما بعده كناية وإن اشتهر عندهم فممي الطلق‪ ،‬وذلممك لن التحريممم‬
‫قد يكون بغير الطلق‪ .‬وقوله خلفا للرافعي‪ :‬أي حيممث قممال إنممه صممريح فممي الطلق إن اشممتهر‪.‬‬
‫وعبارة المنهاج‪ :‬ولو اشتهر لفظ للطلق كالحلل أو حلل ال علي حرام فصممريح فممي الصممح‪.‬‬
‫قلت‪ :‬الصح انه كناية وال أعلم‪ .‬قال في التحفة‪ :‬أي لنه لم يتكرر في القممرآن للطلق ول علممى‬
‫لسان حملة الشريعة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولو نوى تحريم عينها( أي نوى بقوله‪ :‬أنت علي حرام وما بعده‬
‫تحريم عينها أو فرجها أو وطئها أي أو رأسها أو رجلها ولم ينو به الطلق )قوله‪ :‬لم تحممرم( أي‬
‫لما روى النسائي أن ابن عباس سأله من قال ذلك فقال كذبت‪ :‬أي ليست زوجتك عليك بحرام ثممم‬
‫تل أول سورة التحريم‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفة )قوله‪ :‬وعليه مثل كفارة يمين( أي وعلممى مممن قممال‪ :‬أنممت علممي‬
‫حرام ونوى تحريم عينها أو وطئها‪ ،‬أو نحو ذلك مثل‬

‫] ‪[ 18‬‬

‫كفارة اليمين حال وإن لم يطأها بعد ذلك‪ :‬كما لو قاله لمته أخذا من قصممة ماريممة رضممي‬
‫ال عنها النازل فيها قوله تعالى‪) * :‬يا أيها النبي لم تحرم( * الية على الشهر عند أهل التفسممير‬
‫كما قاله البيهقي‪ ،‬روى النسائي عن أنس رضي ال عنه أن النبي )ص( كانت له أمممة يطؤهمما أي‬
‫وهي مارية أم ولده إبراهيم فلم تزل به عائشة وحفصة حتى حرمها على نفسه فأنزل ال تعممالى‪:‬‬
‫* )لم تحرم ما أحل ال لك قد فرض ال لكم تحلممة أيمممانكم( * أي أوجممب عليكممم كفممارة كالكفممارة‬
‫التي تجب في اليمان‪ .‬وقال البيضاوي‪ :‬تحلة أيمانكم أي تحليلها وهو حل ما عقدته بالكفارة الخ‪،‬‬
‫وإنما قال‪ :‬وعليه مثل الخ‪ ،‬لن هذا اللفظ ليس يمينا إذ اليمين ما كانت بأسماء ال وصفاته ومحل‬
‫وجوبها في غير نحو رجعية ومعتدة ومحرمة كممأخته المملوكممة لممه‪ ،‬وذلممك لصممدقه فممي وصممفهن‬
‫بالتحريم )قوله‪ :‬ولو قال‪ :‬هذا الثوب أو الطعام( أي أو نحوهما من كممل ممما ليممس ببضممع‪ .‬وقمموله‪:‬‬
‫فلغو ل شئ فيه أي ل كفارة فيه ول غيرها‪ .‬وعبارة الروض وشرحه‪ :‬ولو حممرم الشممخص غيممر‬
‫البضاع كأنه قال‪ :‬هذا الثوب أو الطعام أو العبد حممرام علممي فل كفممارة عليممه‪ .‬بخلف البضمماع‬
‫لختصاصها بالحتياط ولشدة قبولها التحريم بدليل تأثير الظهار فيها دون الممموال وكممالموال ‪-‬‬
‫فيما يظهر ‪ -‬قول الشخص‪ :‬لغير زوجة ول أمة له أنت حرام علي‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي المعنى لو حرم كممل‬
‫ما يملك وله نساء وإماء لزمته الكفارة ‪ -‬كما علم مما مر ‪ -‬ويكفيه كفارة واحدة‪ ،‬كما لو حلممف ل‬
‫يكلم جماعة وكلمهم‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وأنت خلية أي من الزوج( ويحتمل خلية من المال أو مممن العيممال‬
‫فإذا قصد الطلق وقع وإل فل‪ .‬وقوله أو بريئة منه‪ :‬أي الزوج ويحتمل من الدين أو العيمموب فل‬
‫يقع إل إن قصده )قوله‪ :‬وبائن( هو اللغة الفصحى والقليل بائنة‪ .‬وقوله أي مفارقممة‪ .‬بيممان للمعنممى‬
‫المقصود هنا وهو بصيغة اسم المفعول من الفراق‪ .‬ويحتمل أنه من البين وهو البعد لبعممد مكانهمما‬
‫عنه فل يقع به الطلق إل إن قصده )قوله‪ :‬وكأنت حرة( إنما كان كناية لصمملحيته للمممراد وهممو‬
‫زوال ملكه عنها الذي هو النتفاع بالبضع‪ ،‬ولغيممر المممراد وهممو زوال الملممك عنهمما بممالعتق مثل‪.‬‬
‫فإذا قصد المعنى الول الذي هو معنى الطلق وقممع وإل فل )قمموله‪ :‬ومطلقممة بتخفيممف اللم( أي‬
‫المفتوحة أو المكسورة‪ .‬وقوله أو أطلقتك‪ :‬إنما كان مع الذي قبله من الكنايممة لحتمالهممما الطلق‬
‫من الوثاق والطلق من عصمة النكمماح‪ ،‬فممإذا قصممد المعنممى الثمماني وقممع وإل فل )قمموله‪ :‬وأنممت‬
‫كأمي أو بنتي أو أختي( أي في العطف والحنو أو في التحريم‪ :‬أي أنت محرمة علي لني طلقتك‬
‫كتحريم أمي الخ‪ ،‬فإذا قصد إيقاع الطلق وقمع وإل فل )قموله‪ :‬وكيما بنمتي المخ( قمال فمي‪ :‬شمرح‬
‫الروض‪ :‬وإنما لم يكمن صممريحا لنمه إنممما يسممتعمل فمي العمادة للملطفممة وحسممن المعاشمرة‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬لممكنة كونها بنته‪ :‬أي قال‪ :‬يا بنتي لزوجة ممكنة كونها بنتممه‪ .‬وقمموله باحتمممال السممن‪ :‬أي‬
‫بأن يمكن أن مثله يولد له مثلها‪ .‬وقوله وإن كانت معلومة النسب‪ :‬أي من غيره وهو غاية‪ ،‬لكون‬
‫يا بنتي من ألفاظ الكناية )قوله‪ :‬وكأعتقتك(‪ .‬اعلم أن كل لفظ صريح أو كناية فممي العتمماق كنايممة‬
‫في الطلق وكل لفظ للطلق صريح أو كناية كناية في العتاق وذلك لدللة كل منهما على إزالة‬
‫ما يملكه وقوله‪ :‬وتركتك أي لني طلقتك ويحتمل تركتك من النفقة‪ .‬وقمموله وقطعممت نكاحممك‪ :‬أي‬
‫لني طلقتك ويحتمل قطعت الوطئ عنك‪ .‬وقوله‪ :‬وأزلتمك أي ممن نكماحي لنمي طلقتمك ويحتممل‬
‫أزلتك من داري‪ .‬وقوله وأحللتك‪ :‬يحتمل أحللتك للزواج لني طلقتك ويحتمل أحللتك مممن الممدين‬
‫الذي لي عندك فقول الشارح‪ :‬أي للزواج بيان للحتمال الول المراد هنا وقوله‪ :‬وأشمركتك ممع‬
‫فلنة يحتمل الطلق ويحتمل أشركتك معها في المال أو في الدار‪ .‬وقمموله‪ :‬وقممد طلقممت أي فلنممة‬
‫والجملة حالية‪ .‬وقوله منه‪ :‬أي من القائل لزوجته ما ذكر‪ .‬وقوله أو من غيره‪ :‬أي‬

‫)‪ (1‬سورة التحريم‪ ،‬الية‪ (2) .1 :‬سورة التحريم‪ ،‬الية‪.1 :‬‬

‫] ‪[ 19‬‬

‫زوج غيره )قوله‪ :‬وكتزوجي( أي لني طلقتك ويحتمل من التزوج وهو مطلق الختلط‪:‬‬
‫أي اختلطي وامتزجي بي )قوله‪ :‬وأنت حلل لغيري( أي لنممي طلقتممك‪ ،‬ويحتمممل إذا طلقتممك فممي‬
‫المستقبل فأنت حلل لغيري أو أنت حلل لغيممري مممن قبممل أن أتممزوج بممك )قمموله‪ :‬بخلف قمموله‬
‫للولي زوجها فإنه صريح( أي في القرار بالطلق ليوافق ما قدمه مممن أن قمموله للممولي ممما ذكممر‬
‫إقرار بالطلق ويفيد هذا ما صرح به في النهاية من أن عندهم ألفاظا يجعلونها كناية في القممرار‬
‫ونصها‪ :‬وفي قوله‪ :‬بانت مني أو حرمت علي كناية في القرار به‪ .‬وقوله لوليها زوجهمما‪ :‬إقممرار‬
‫بالطلق‪ .‬وقوله لها تزوجي وله زوجنيها‪ :‬كناية فيه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله فيه‪ :‬قال ع ش‪ :‬أي فممي القممرار‪.‬‬
‫ا‍ه )قوله‪ :‬واعتدي أي لني طلقتك( ويحتمل اعتدي من الغير الواطئ بشممبهة مثل‪ ،‬أو أن اعتممدي‬
‫بمعنى عدي اليام مثل كاعتد عليهم بالسخلة‪ .‬ا‍ه‪ .‬ش ق )قوله‪ :‬وودعينمي ممن الموداع( أي لنممي‬
‫طلقتك‪ ،‬ويحتممل اجعلمي عنمدي وديعمة )قموله‪ :‬وكخمذي طلقمك( يحتممل الطلق المذي همو حمل‬
‫عصمة النكاح ويحتمل الطلق المذي همو فمك الوثماق وقموله‪ :‬ول حاجمة لمي فيمك‪ :‬يحتممل لنمي‬
‫طلقتك ‪ -‬كما قاله الشارح ‪ -‬ويحتمل لني قضيت حماجتي بنفسمي ممن غيمر احتيماج إليمك )قموله‪:‬‬
‫ولست زوجتي( أي لنممي طلقتممك فنفممي الزوجيممة مممترتب علممى النشمماء الممذي نممواه‪ ،‬ويحتمممل ل‬
‫أعاملك معاملة الزوجة في النفقة عليك‪ ،‬والقسم مثل بل أترك ما ذكر‪ ،‬فممالمراد نفممي بعممض آثممار‬
‫الزوجية‪ .‬فلما احتمل ما ذكر ‪ -‬ولو كان احتمال غير ظاهر ‪ -‬احتمماج لنيممة اليقمماع‪ .‬وقمموله إن لممم‬
‫يقع‪ :‬في جواب دعوى بأن قال ذلك ابتداء‪ .‬وقموله وإل فمإقرار‪ :‬أي وإن وقممع فمي جمواب دعموى‬
‫بمأن ادعمت عليمه بأنهما زوجتمه لتطلمب منمه النفقمة فمأنكر وقمال‪ :‬لسمت بزوجمتي فيكمون اقمرارا‬
‫بالطلق‪ .‬قال سم‪ :‬هل يشترط وقوع الدعوى عند الحمماكم ؟ ا‍ه‪ .‬قممال ع ش‪ :‬أقممول الظمماهر أنممه ل‬
‫يشترط الخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتب الرشيدي على قول م ر فإقرار ما نصه‪ :‬ربما يأتي في الدعاوى والبينممات‬
‫ما يخالف هذا فليراجع‪ .‬انتهى‪ .‬عبممارته هنمماك‪ :‬ولممو ادعممت زوجيممة رجممل فممأنكر فحلفممت اليميممن‬
‫المردودة ثبتت زوجيتها ووجبت مؤنتها وحممل لممه اصممابتها لن إنكممار النكمماح ليممس بطلق‪ .‬قمماله‬
‫الماوردي‪ :‬ومحل حل اصابتها باعتبار الظاهر ل الباطن إن صممدق فممي النكممار‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقمموله لن‬
‫إنكار الخ‪ :‬هذا هو محل المخالفة )قموله‪ :‬وذهمب طلقمك( يحتممل أن الممراد خمرج وجمرى منمي‬
‫طلقك إن فعلت كذا‪ ،‬ويحتمل أن المراد ذهب عني فل أريده بعد أن كنت مصمممما عليممه‪ .‬وقمموله‬
‫أو سقط طلقك‪ :‬يحتمل أن المراد سقط وطرح من لسمماني الطلق‪ :‬أي إنممي طلقتممك‪ ،‬ويحتمممل أن‬
‫المراد سقط عني طلقك‪ :‬أي ل يقع علي‪ .‬وقوله إن فعلت كذا‪ :‬راجع للصورتين‪ .‬والتمماء يحتمممل‬
‫أن تكون تاء المتكلم ويحتمل أن تكون تاء المخاطبة )قموله‪ :‬وكطلقمك واحمد وثنتمان( يحتممل أن‬
‫المراد الخبار بأن الطلق الذي تبينين به واحد وثنتان‪ ،‬ويحتمل أن المممراد إنشمماء طلقممك واحممد‬
‫وثنتان‪ :‬أي إني أنشأت طلقك بالثلث )قوله‪ :‬فإن قصد به اليقاع الخ( يحتمل أنممه راجممع لقمموله‪:‬‬
‫وكطلقك واحد وثنتان وهو المتبادر من صنيعه‪ ،‬ويحتمل أنممه راجممع لجميممع ممما تقممدم مممن ألفمماظ‬
‫الكناية‪ ،‬وعليه فضمير به يعود على المذكور )قوله‪ :‬وكلك الطلق( أي فإنه كناية وقوله أو طلقة‬
‫أي أو لك طلقة فإنه كنايمة )قمموله‪ :‬وكمذا سمملم عليمك( أي فمإنه كنايممة‪ .‬وقموله علمى مما قمماله ابمن‬
‫الصلح‪ :‬أي معلل له بأنه يقال عند الفراق‪ .‬ا‍ه‪ .‬مغني )قوله‪ :‬ونقله شيخنا في شرح المنهمماج( لممم‬
‫ينقله عن أحد ‪ -‬كما يعلم من عبمارته ‪ -‬ونصمها‪ :‬وسملم عليمك وكلمي واشمربي خلفما لممن وهمم‬
‫فيهما‪ .‬ا‍ه‪ .‬وبقي من ألفاظ الكناية تجردي وتزودي واخرجي وسافري وتقنعممي وتسممتري وبممرئت‬
‫منك والزمي أهلك ونحو ذلك )قوله‪ :‬ل منها الخ( أي ليس من ألفاظ الكناية مثل طلقمك عيمب أو‬
‫نقص وقلت كلمتك أو أعطيت كلمتك أو حكمك وليس منها أيضا نحو قومي واقعدي‬

‫] ‪[ 20‬‬

‫وأغناك ال وأحسن الم جممزاءك واغزلممي والبماب مفتموح‪ ،‬وذلمك لعممدم إشممعارها بالفرقممة‬
‫إشعارا قريبا فل يقع بها طلق وإن نممواه )قمموله‪ :‬فل يقممع بممه( أي بممما ذكممر‪ .‬ولممو قممال بهمما ‪ -‬أي‬
‫باللفاظ المذكورة من قوله ل منها الخ ‪ -‬لكان أنسب بما بعده فإنه فيه أنممث الضمممير )قمموله‪ :‬وإن‬
‫نوى الخ( غاية في عدم وقوع الطلق باللفاظ المذكورة‪ .‬وقوله بها‪ :‬متعلق بما بعده ويحتمل أنممه‬
‫متعلق بنوى )قوله‪ :‬لنها الخ( تعليل لعدم الوقوع‪ :‬أي وإنممما لممم يقممع بهمما الطلق وإن نممواه لنهمما‬
‫ليست من الكنايات التي تحتمممل الطلق بل تعسممف‪ ،‬بممل همي ممن الكنايمات المتي تحتممل الطلق‬
‫بتعسف‪ ،‬وشرط الكناية الولى ‪ -‬كما تقدم عن ترغيممب المشممتاق والتعسممف هممو ارتكمماب المممور‬
‫الشاقة )قوله‪ :‬ول أثر الخ( أي ول عبرة باشتهار هذه اللفاظ التي ليست من الكنايات في الطلق‬
‫في بلدة من قطر )قوله‪ :‬ولو نطق بلفظ من هممذه اللفمماظ الملغمماة( أي الممتي ليسممت مممن الكنايممات‪،‬‬
‫وذلك كطلقك عيب وما بعده )قموله‪ :‬فقممال لمه الخممر‪ (:‬الولممى حممذف أل‪ .‬وقموله مسممتخبرا‪ :‬أي‬
‫طالبا الخبار‪ .‬وخرج به ما إذا قال ذلك‪ :‬ملتمسا إنشاء الطلق فإنه يقممع بقمموله نعممم )قمموله‪ :‬ظانمما‬
‫الخ( حال من فاعل قال العائد على الزوج‪ :‬أي قال الزوج نعم ظانما أن الطلق يقمع بماللفظ المذي‬
‫نطق به أول‪ ،‬وهو طلقك عيب مثل )قوله‪ :‬لم يقع( أي الطلق بقمموله نعممم ظانمما ممما ذكممر‪ ،‬وهممو‬
‫جواب لو )قوله‪ :‬كما أفتى به( أي بعدم الوقوع شمميخنا )قمموله‪ :‬وسممئل البليقنممي الممخ( تأييممد لفتمموى‬
‫شيخه المذكورة )قوله‪ :‬عما لو قال لها( أي لزوجته‪ .‬وقوله‪ :‬أنت علي حرام‪ :‬مقول القول )قمموله‪:‬‬
‫وظن( أي الزوج‪ .‬وقوله أنها طلقت به ثلثا أي بقوله لها أنت علي حرام )قمموله‪ :‬فقممال لهمما‪ :‬أنممت‬
‫طالق ثلثا( أي بعد قوله لها أول‪ :‬أنت علي حرام‪ .‬وقوله ظانا الخ‪ :‬حال من فاعمل قمال‪ :‬أي قمال‬
‫الزوج‪ :‬أنت طالق ثلثا حالة كمونه ظانما وقموع الطلق الثلث بالعبمارة الولمى‪ :‬أي قموله‪ :‬أنمت‬
‫علي حرام )قوله‪ :‬فأجاب( أي البلقيني‪ .‬وقوله بأنه‪ :‬أي الزوج )قوله‪ :‬ل يقع عليه طلق بما أخبر‬
‫به ثانيا( في بعض نسخ الخط بانيا بالباء الموحدة وهي أنسب بقوله‪ :‬على الظن المممذكور‪ ،‬وعلممى‬
‫ما في معظم النسخ من أنه بالثاء المثلثة يكون قوله‪ :‬علممى الظممن المممذكور متعلقمما بحممال محذوفممة‬
‫وتقدر بانيا‪ .‬وخرج به ما إذا قال ذلك ل بانيا له على الظن المممذكور فيقممع بممه الطلق ثلثمما لنممه‬
‫صريح به )قوله‪ :‬ويجوز لمن ظن صدقه( أي الزوج في قمموله‪ :‬إنممه قممال‪ :‬أنممت طممالق ثلثمما بنمماء‬
‫على الظن المذكور‪ .‬وقوله أن ل يشهد عليه‪ :‬أي بوقوع الطلق ثلثا )قوله‪ :‬فممرع( أي فممي بيممان‬
‫أن الكتابة كناية سواء صدرت من ناطق أو من أخرس‪ ،‬فإن نوى بها الطلق وقممع لنهمما طريممق‬
‫في إفهام المراد ‪ -‬كالعبارة ‪ -‬ويعتبر في الخرس إذا كتب الطلق أن يكتب إنممي قصممدت الطلق‬
‫أو يشير إلى ذلك )قوله‪ :‬لو كتب( أي إلى زوجتممه أو إلممى وليهمما‪ .‬وفممي المغنممي ممما نصممه‪ :‬تنممبيه‪:‬‬
‫احترز بقوله‪ :‬كتب عما لو أمر أجنبيا فكتب لم تطلممق وإن نمموى الممزوج‪ ،‬كممما لممو أمممر أجنبيمما أن‬
‫يقول لزوجته‪ :‬أنت بائن‪ ،‬ونوى خلفا للصيمري في قوله إنه ل فرق بين أن يكتب بيده وبيممن أن‬
‫يملي على غيره‪ .‬ا‍ه وقوله صريح طلق‪ :‬أي كطلقتك أو طلقت بنتك‪ .‬وقوله أو كنايته‪ :‬أي كأنت‬
‫خلية أو بنتك خلية مني )قوله‪ :‬ولم ينو إيقاع الطلق( أي بما كتبه‪ .‬وخرج به ما‬

‫] ‪[ 21‬‬

‫إذا نواه من غير تلفظ به فإنه يقممع علممى الظهممر ‪ -‬كممما فممي المنهمماج ‪ -‬ونصممه‪ :‬فممإن نممواه‬
‫فالظهر وقوعه‪ .‬قال في المغني‪ :‬لن الكناية طريق في إفهام المراد‪ ،‬وقممد اقممترنت بالنيممة ولنهمما‬
‫أحد الخطابين فجاز أن يقع بها الطلق كمماللفظ‪ .‬ا‍ه )قمموله‪ :‬فلغممو( أي فممالمكتوب لغممو لن الكتابممة‬
‫تحتمل النسخ والحكاية وتجربممة القلممم والممداد وغيرهمما )قموله‪ :‬ممما لممم يتلفمظ المخ( قيممد فمي كمون‬
‫المكتوب لغوا‪ ،‬وخرج به ما لو تلفظ به مع عدم النية فإنه يقع‪ .‬وقمموله بصممريح ممما كتبممه‪ :‬أي بممما‬
‫كتبه الصريح في الطلق‪ ،‬فالضافة من إضافة الصممفة إلممى الموصمموف‪ .‬وأفمماد بممه أنممه إذا تلفممظ‬
‫بالمكتوب الكنائي ولم ينو إيقاع الطلق ل يقع وهو كممذلك إذ الكنايممة محتاجممة إلممى النيممة مطلقمما ‪-‬‬
‫سواء كتبمت أولممم تكتمب ‪ -‬فتحصممل أن التلفممظ بمالمكتوب ممن غيممر نيممة يقممع بمه الطلق إذا كمان‬
‫صريحا‪ ،‬فإن كان كناية فل بد مع التلفظ به من النية )قوله‪ :‬نعم‪ ،‬يقبل الممخ( تقييممد لوقمموع الطلق‬
‫بالتلفظ بالمكتوب من غير نية‪ :‬أي أن محل الوقوع بما ذكر عند عدم النية إذا لم يقل أردت قراءة‬
‫المكتوب ل إنشاء الطلق‪ ،‬وإل صدق بيمينه لحتمممال ممما قمماله‪ .‬أممما إذا نمموى عنممد الكتابممة إيقمماع‬
‫الطلق ثم تلفظ به وقال أردت قراءة المكتوب فل يفيد قوله المذكور شيئا‪ .‬إذ العممبرة بالنيممة فيقممع‬
‫عليه الطلق‪ .‬واعلم أن الخلف السابق في اقممتران النيممة بممأول الكنايممة أو جميعهمما أو بممأي جممزء‬
‫يجري في الكتابة أيضا‪ .‬نتبيه‪ :‬تعرض للكتابة ولم يتعرض للشارة‪ .‬وحاصله أن إشارة الخرس‬
‫بالطلق يعتد بها سواء كان قادرا على الكتابة أم ل‪ ،‬وسواء كان خرسه عارضا أو أصليا‪ .‬ثم إن‬
‫فهم طلقه بها كل أحد كأن قيل له‪ :‬طلق فأشار بثلث أصابع فصريحة وإن اختص بفهممم الطلق‬
‫منها فظنون فكناية ‪ -‬وإن انضم إليها قرائن ‪ -‬وقيل إن لم يفهمها أحد فلغو‪ .‬وتعرف نية الخممرس‬
‫فيما إذا كانت إشارته كناية بإشارة أخرى أو كتابة‪ .‬ومثل الطلق في ذلك سائر العقود‪ .‬والحلممول‬
‫كالفسخ والعتق والقارير والدعاوي وغيرها‪ .‬نعم‪ :‬ل يعتد بها في الشهادة والصلة والحنث‪ .‬وقد‬
‫نظمها بعضهم في قوله‪ :‬إشارة الخرس مثل نطقه فيما عممدا ثلثممة لصممدقه فممي الحنممث والصمملة‬
‫والشهادة تلك ثلثة بل زيادة يعني لو حلف أن ل يتكلم فأشار بذلك لم يحنث أو شهد بالشممارة ل‬
‫تقبل لنها يحتاط لها أو أشار في صلته ل تبطل صلته فلو باع في صلته بالشارة انعقد الممبيع‬
‫ول تبطل صلته‪ .‬وبه يلغز ويقال‪ :‬لنا إنسان يبيع ويشممتري فممي صمملته عامممدا عالممما ول تبطممل‬
‫صلته‪ .‬ويتصور الحلف على عدم الكلم مع أنه أخرس فيما إذا كان الخرس طارئا على الحلممف‬
‫به )قوله‪ :‬ول يلحق الكناية بالصريح( أي ل يجعلها من الصريح بحيث ل تحتاج إلى نية‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫طلب المرأة الطلق‪ :‬أي تقدم طلب المرأة للطلق على اللفظ الكنائي بأن تقول له‪ :‬طلقنممي فيقممول‬
‫لها‪ :‬أنت برية مثل )قوله‪ :‬ول قرينة غضب( الضافة بيانية‪ :‬أي ول يلحقها به قرينة هي غصب‬
‫)قوله‪ :‬ول اشتهار الخ( أي ول يلحقها به أيضا اشتهار بعض ألفمماظ الكنايممات فممي الطلق كممأنت‬
‫حرام علي )قوله‪ :‬وصدق منكر نيممة( أي أو مثبتهمما بممدليل التفريممع التممي‪ .‬وقمموله بيمينممه‪ ،‬متعلممق‬
‫بصدق )قوله‪ :‬في أنه الخ( متعلق بيمينه‪ ،‬وفي بمعنى على‪ :‬أي يصدق بخلفممه علممى أنممه ممما نمموى‬
‫بالكناية الطلق )قوله‪ :‬فالقول الخ( في معنى التعليل لما قبله‪ .‬ولو قال‪ :‬لن القول الخ لكان أولممى‬
‫)قوله‪ :‬إثباتا ونفيا( منصوبان على التمييز المحول عممن المضمماف أي فممالقول فممي إثبممات النيممة أو‬
‫نفيها‪ .‬وقوله‪ :‬قول الناوي‪ :‬النسب قول المتلفظ بالكناية‪ ،‬إذ قممال فممي حالممة النفممي ل يسمممى ناويمما‬
‫)قوله‪ :‬إذ ل تعرف( أي النية‪ ،‬وهو تعليل لكون القول في النية قممول النمماوي‪ .‬وقمموله إل منممه‪ :‬أي‬
‫من الناوي )قوله‪ :‬فإن لم تمكن الخ( مقابل لمحذوف‪ :‬أي هذا إن أمكن معرفة نيتممه فممإن لممم تمكممن‬
‫الخ‪ .‬وقوله مراجعة‬

‫] ‪[ 22‬‬

‫نيته‪ :‬الضافة لدنى ملبسة أي مراجعتممه فممي نيتممه‪ .‬ولممو قممال‪ :‬معرفممة نيتممه لكممان أولممى‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬بموت الخ‪ :‬الباء سببية متعلق بتمكن‪ :‬أي لم تمكن بسبب موت أو فقد )قوله‪ :‬لم يحكم الخ(‬
‫جواب إن‪ .‬وقوله‪ :‬بوقوع الطلق‪ ،‬أي على من لمم تمكمن معرفممة نيتممه لفقممد أو ممموت )قموله‪ :‬لن‬
‫الصل بقاء العصمة( علة عممدم الحكممم عليممه بوقمموع الطلق )قمموله‪ :‬فممروع( أي سممبعة‪ ،‬والفممرع‬
‫الول منها قد صرح به في كلمه قبل قوله ويقع بكناية )قوله‪ :‬من اسم زوجتممه فاطمممة مثل( أي‬
‫أو هند أو عائشة )قوله‪ :‬فقال( أي الزوج‪ .‬وقوله ابتداء‪ :‬أي من غير تقدم سؤال أو جوابمما‪ :‬أي أو‬
‫قال ذلك جوابا لطلبها الطلق‪ .‬وقوله فاطمة‪ .‬طالق‪ :‬مقول القول )قوله‪ :‬وأراد غيرها( أي وقممال‪:‬‬
‫أردت فاطمة غير زوجممتي )قمموله‪ :‬لممم يقبممل( أي علممى الصممح‪ ،‬وقيممل يقبممل ‪ -‬كممما فممي الممروض‬
‫وشرحه ‪ -‬ونصهما‪ :‬وإن قال‪ :‬زينب طالق وأراد غير زوجته قبل إل إن سممبق اسممتدعاؤها ‪ -‬كممذا‬
‫نقله الصل هنا عن فتاوي القفممال ‪ -‬والصممح عممدم القبمول ‪ -‬كممما جممزم بمه المصممنف فممي البمماب‬
‫الخامس في الشك في الطلق ‪ -‬ا‍ه‪) .‬قموله‪ :‬وممن قمال لمرأتمه‪ :‬يما زينمب أنمت طمالق( أي وممن‬
‫خاطب امرأته بقوله لها‪ :‬يا زينب أنت طالق‪ .‬وقوله واسمها عمرة‪ :‬أي والحال أن امرأتممه اسمممها‬
‫عمرة ل زينب )قوله‪ :‬طلقت( أي امرأته عليه‪ ،‬وهممو جممواب مممن‪ ،‬وقمموله للشممارة‪ :‬أي المعنويممة‬
‫الحاصلة بالنداء إذ هو التوجه للمخاطب والقبمال عليمه بحمرف ممن حمروف النمداء )قموله‪ :‬ولمو‬
‫أشار( أي الزوج أي بندائها‪ .‬وقوله وقال‪ :‬يا عمرة لو قال بقوله يا عمرة لكان أولممى‪ :‬إذ الشممارة‬
‫في المثال بالنداء وإن كان غير متعين )قوله‪ :‬واسم زوجته عمممرة( أي كالمشممار إليهمما )قموله‪ :‬لمم‬
‫تطلق( أي زوجته المسماة بعمرة لوجود القرينة الصارفة للفظ عنها وهي الشممارة إلممى الجنبيممة‬
‫)قوله‪ :‬مشيرا لحدى امرأتيه( أي بأن قال‪ :‬امرأتي هذه )قوله‪ :‬وأراد الخممرى( أي وقممال‪ :‬أردت‬
‫بأمرأتي طالق الخرى ل المشار إليها )قوله‪ :‬قبل بيمينممه( قممال‪ :‬فممي شممرح الممروض‪ :‬ول يلزمممه‬
‫بالشارة شئ‪ ،‬وقيل‪ :‬ل يقبل بل تطلقان جميعا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ومن له زوجتان( من موصولة واقعممة‬
‫مبتدأ خبر قوله‪ :‬قبل وصلة الموصول جملة له زوجتان )قوله‪ :‬اسممم كممل واحممدة منهممما(‪ :‬أي مممن‬
‫زوجتيه )قوله‪ :‬وعرف أحدهما( أي أحد البوين‪ :‬أي اشتهر أحدهما‪ .‬وقوله بزيد‪ :‬أي بمدل محممد‬
‫)قوله‪ :‬فقال( أي الزوج‪ .‬وقوله فاطمة بنت محمد‪ :‬الجملة مقول القول‪ :‬أي قال هذا اللفممظ‪ .‬وقمموله‬
‫ونوى بنت زيد‪ :‬الجملة حالية‪ .‬أي قال‪ :‬ذ‍ل ك حال كونه ناويا ببنت محمد بنممت زيممد )قمموله‪ :‬قبممل(‬
‫أي ما نواه‪ ،‬ومثله ما لو نوى بنت محمد الذي لم يشتهر بزيد‪ .‬فلو لم ينو بنت المشهور بزيممد ول‬
‫بنت محمد الخر بل أطلق أو قصد مبهمة لم تطلق عليه بنت محمد معينا بمل يقمع علمى إحمداهما‬
‫مبهمة ويلزمه البيان في الحالة الولى والتعيين في الحالة الثانية‪ ،‬كما صرح به في متن المنهمماج‬
‫في صورة من قال لزوجته‪ :‬إحداكما طالق‪ ،‬وكما يستفاد من عبممارة المروض وشمرحه ونصمهما‪:‬‬
‫وإن كان أبو زوجتيه مسميين لمحمد وغلب على أحدهما عند الناس زيد فقال بنت محمد طالق لم‬
‫تطلق بنت محمد معينا حتى يريممد نفسممه‪ :‬أي المعيممن فتطلممق بنتممه لن العممبرة فممي اسممم الشممخص‬
‫بتسمية أبويه ل بتسمية الناس وقد تعدد السماء‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬قال شيخنا( أي في فتممح الجممواد لكممن‬
‫مع تصرف‪ ،‬كما يعلم من عبارته‪ .‬وقوله لم يقبل‪ .‬أي قممول المزوج أردت بفاطمممة غيممر زوجممتي‪.‬‬
‫وقوله في المسألة الولى‪ :‬وهي من اسم زوجته فاطمة الخ )قوله‪ :‬نعم يتجه قبول إراداته الخ( لممم‬
‫يستوجه هذا في التحفة‪ ،‬بل جعله أحد احتمالين على السواء ونصها‪ :‬بعد قول المصنف ولو قممال‪:‬‬
‫زينب طالق وقال‪ :‬قصدت الجنبية فل يقبل على الصحيح‪ .‬وهل يأتي بحث السممنوي هنمما فيقبممل‬
‫منه تعيين زينب التي عرف لها طلق منه أو من غيره أو يفرق لن المتبادر هنا لزوجتممه أقمموى‬
‫فل يؤثر فيه ذلك ؟ كل محتمل‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ولو قال‪ (:‬أي‬

‫] ‪[ 23‬‬

‫الزوج‪ .‬وقوله‪ :‬زوجتي عائشة بنمت محمممد طمالق‪ :‬الجملمة مقمول القمول‪ .‬وقموله وزوجتممه‬
‫خديجة‪ :‬أي والحال أن زوجته اسمممها خديجممة بنممت محمممد ل عائشممة )قموله‪ :‬طلقممت( أي زوجتممه‬
‫)قوله‪ :‬لنه ل يضر الخطأ في السم( عبارة التحفة إلغاء للخطأ في السم لقوله زوجتي الذي هو‬
‫القوي بعدم الشتراط فيه‪ ،‬ويؤيدها ما ممر ممن صمحة زوجتممك بنممتي زينمب وليسممت لمه إل بنمت‬
‫اسمها فاطمة لن البنتية ل اشتراك فيها ‪ -‬بخلف السم فإفتاء بعضهم بعدم الوقوع نظممرا للخطممأ‬
‫في السم غير صحيح‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولو قال( أي الزوج وقوله لبنه المكلف‪ :‬خممرج بممه ابنممه غيممر‬
‫المكلف‪ .‬فقوله‪ :‬ما ذكر ل يحتمل التوكيل‪ :‬إذ شرطه أن يكون الوكيل مكلفا )قوله‪ :‬قل لمك أنممت‬
‫طالق( الجملة مقول القول‪ .‬وقوله ولم يرد التوكيل‪ :‬أي ول الخبار ‪ -‬كما هممو ظمماهر ‪ -‬فممإن أراد‬
‫أحدهما تعين‪ .‬وقوله‪ :‬يحتمل التوكيل‪ :‬أي توكيل ابنممه بطلق أمممه‪ ،‬وهممو جممواب لممو‪ .‬وقمموله فممإذا‬
‫قاله‪ :‬الضمير المستتر يعود على البن‪ ،‬والبممارز يعممود علممى الموكممل فيممه ‪ -‬وهممو الطلق ‪ -‬بممأن‬
‫يقول لها‪ :‬طلقتك أو أنت طالق )قوله‪ :‬لها( أي لمه‪ .‬وقمموله طلقممت‪ :‬أي أمممه بقممول البممن لهمما ممما‬
‫ذكر‪ .‬وقوله كما تطلق‪ :‬الكاف للتنظير‪ .‬وقوله به‪ :‬أي بقممول البممن لهمما ممما ذكممر‪ .‬وقمموله‪ :‬لممو أراد‬
‫التوكيل‪ :‬أي لو أراد الب عند المر التوكيل )قوله‪ :‬ويحتمل أنها تطلق( أي بقول الب لبنممه ممما‬
‫ذكر ويكون البن مخبرا لمه بالحال التي وقعت منممه وهممي الطلق‪ ،‬وكممان النسممب أن يقممول ‪-‬‬
‫كما في الروض ‪ -‬ويحتمل الخبار أي إخبار أمه بما وقع منه‪ ،‬فكأنه قال‪ :‬يا بني أخبر أمك بممأني‬
‫طلقتها‪ .‬وعبارة الروض‪ :‬وقمموله‪ :‬قممل لمممك‪ :‬أنممت طممالق‪ :‬يحتمممل التوكيممل والخبممار‪ .‬وقممال فممي‬
‫شرحه‪ :‬أي إنها تطلق ويكون البن مخبرا لها بالحال‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬قال السنوي‪ :‬ومممدرك الممتردد(‬
‫أي منشأ التردد بين الحمل على الوكالة والحمل علممى الخبممار‪ .‬وقموله‪ :‬إن المممر بممالمر بالشممئ‬
‫الخ‪ :‬وذلك كأن يقول الب مثل لبنه قل لمك‪ :‬سافري أو مر أمك فلتسممافر فممالم مممأمورة البممن‬
‫وهو مأمور الب‪ ،‬فإن جعلنا المر من البن كصدوره من المممر الول‪ ،‬وهممو الب كممان أيضمما‬
‫المر بالخبار بمنزلة الخبار من الب ‪ -‬كما في مثال الشارح ‪ -‬وهو قول الب لبنه‪ :‬قل لمك‬
‫أنت طالق ففيه أمر البن باخبار أمه بأنها طممالق وهممو بمنزلممة قممول الب لهمما‪ :‬أنممت طممالق فيقممع‬
‫الطلق بمجرد قوله للبن ممما ذكممر وإن لممم نجعلممه كصممدوره مممن المممر الول فل يكممون المممر‬
‫بالخبار بمنزلة الخبار منه فل يقع عليه الطلق بمجرد المر بل بقول البن لمه المممأمور بممه‪.‬‬
‫وهذا هو القرب‪ ،‬لن المر بالمر بالشئ ليس أمرا بطلك الشممئ ‪ -‬كممما هممو مقممرر فممي محلممه ‪-‬‬
‫)قوله‪ :‬كان المر بالخبار( أي الذي هو في مسألتنا )قوله‪ :‬فيقممع( أي الطلق بمجممرد قممول الب‬
‫لبنه‪ :‬قل لمك أنت طالق )قوله‪ :‬وإل فل( أي وإن لم يجعل المر بممالمر بالشممئ كصممدوره مممن‬
‫الول فل يكون المر بالمر بالخبار بمنزلممة الخبممار مممن الب فل يقممع الطلق بمجممرد المممر‬
‫)قوله‪ :‬قال الشيخ زكريا( أي في شرح الروض‪ .‬واعلم أن العبارة كلها من قوله ولو قال الخ فممي‬
‫الروض وشمرحه وصممنيعه يفيمد خلفممه‪ .‬وقموله وبالجملممة‪ :‬أي فمأقول قمول متلبسمما بجملمة الكلم‬
‫وحاصله‪ .‬وقوله فينبغي أن يستفسر‪ :‬أي يطلب من الب تفسير ما أراده عنمد أممر ابنمه‪ :‬همل همو‬
‫التوكيل أو الخبار ؟ ويرد عليه أن الفرض أنه لم يرد شيئا عنممد الممر فكيممف يطلمب منمه ذلمك‪،‬‬
‫ويمكن أن يكون المراد يطلب منه تعيين أحد هذين الشيئين‪ :‬إممما التوكيممل وإممما الخبممار‪ .‬فممالمراد‬
‫من التفسير التعيين‪ .‬فتنبه )قوله‪ :‬فإن تعذر استفساره( أي بموت أو فقد‪ .‬وقمموله‪ :‬عمممل بالحتمممال‬
‫الول‪ :‬وهو الحمل على التوكيل‪ .‬وقوله حتى ل يقع‪ :‬أي لجل أن ل يقع الطلق‪ .‬فحممتى تعليليممة‪.‬‬
‫وقوله بقوله‪ :‬أي قول الب لبنه ما ذكر‪ .‬وقوله‪ :‬بل بقول البن‪ :‬أي بل يقع بقول البممن لمممه ممما‬
‫ذكر )قوله‪ :‬لن الطلق ل يقع بالشك( علة لعدم وقوعه بقول الب‪ ،‬وذلممك الشممك فممي كممونه أراد‬
‫التوكيل أم الخبار )قوله‪ :‬ولو قال الخ(‬

‫] ‪[ 24‬‬

‫شروع في بيان تعدد الطلق بنية العدد فيممه‪ .‬وقممد أفممرده الفقهمماء بترجمممة مسممتقلة‪ .‬وقمموله‬
‫طلقتك‪ :‬أي أو نحوه من سائر الصرائح كأنت طالق أو مسرحة أو مفارقممة‪ ،‬وكممذا الكنايممة‪ ،‬وذلممك‬
‫للخبر الصحيح أن ركانة طلق امرأته ألبتة ثم قممال‪ :‬ممما أردت إل واحممدة فحلفممه )ص( علممى ذلممك‬
‫وردها إليه‪ .‬دل على أنه لو أراد ما زاد عليها وقع‪ ،‬وإل لم يكن لسممتحلفه فممائدة‪ .‬وقمموله ونمموى‬
‫عددا‪ :‬يأتي في نية العدد ما مر في نية أصل الطلق في الكناية من اقترانها بكل اللفظ أو أوله أو‬
‫أي جزء منه )قوله‪ :‬اثنتين( بدل من عددا‪ .‬وقوله أو واحدة‪ :‬معطمموف علممى اثنممتين‪ .‬وأفمماد بممه أن‬
‫المراد بالعدد ما يشمل الواحد والكثر ل المصطلح عليه )قوله‪ :‬وقع منوي( قال في التحفممة‪ :‬لن‬
‫اللفظ لما احتملممه بممدليل جممواز تفسمميره بممه كممان كنايممة فيممه فوقممع قطعمما‪ .‬واستشممكل بممأنه لمو نممذر‬
‫العتكاف ونوى أياما ففي وجوبها وجهان‪ .‬قال الزركشي‪ :‬وكأن الفرق أن الطلق تدخله الكنايممة‬
‫‪ -‬بخلف العتكاف‪ .‬ا‍ه‪ .‬وليس ‪ -‬أي الفرق المذكور ‪ -‬بشاف‪ ،‬بل ليس بصحيح ‪ -‬كما هو ظمماهر‬
‫‪ -‬والذي يتجه في الفرق أن التعدد في اليام خارج عن حقيقة العتكاف الشرعية لن الشارع لممم‬
‫يربطها بعمدد معيمن‪ ،‬بخلف التعمدد فمي الطلق فمإنه غيمر خمارج عمن حقيقتمه الشمرعية‪ ،‬فكمان‬
‫المنوي هنا داخل في لفظه لحتماله له شرعا‪ ،‬بخلفه ثم فإنه خارج عن لفظه‪ ،‬والنيممة وحممدها ل‬
‫تؤثر في النذر‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتب سم ما نصه‪ :‬قوله والذي يتجه في الفرق الخ‪ .‬قد يناقش في هذا الفممرق‬
‫بأنه لخفاء أن معنى كونه نوى أياما أنه نوى العتكاف في تلك اليام والعتكاف في تلك اليممام‬
‫غير خارج عن حقيقة العتكاف كعدم خروج العدد عن حقيقممة الطلق‪ .‬فليتأمممل‪ .‬ا‍ه )قمموله‪ :‬ولممو‬
‫في غير موطوءة( تعميم في وقوع ما نواه‪ :‬أي يقع ما نواه مممن عممدد الطلق فيمممن طلقهمما مطلقمما‬
‫سواء كانت مدخول بها أم ل )قوله‪ :‬فإن لم ينوه( أي عددا ل واحدا ول أكممثر‪ .‬وقمموله وقممع طلقممة‬
‫واحدة‪ :‬أي وقع عليه طلقة واحدة )قوله‪ :‬ولو شك في العدد الخ( مثله الشك في أصل الطلق ولو‬
‫صرح به كغيره لكان أولى‪ .‬وعبارة المنهاج مع التحفة‪ :‬شك في أصل طلق منجزا ومعلممق هممل‬
‫وقع منه أو ل ؟ فل يقع إجماعا‪ ،‬أو في عدده بعممد تحقممق أصممل الوقمموع فالقممل لنممه اليقيممن‪ .‬ول‬
‫يخفى الورع في الصورتين‪ ،‬وهو الخذ‪ .‬بالسوأ‪ .‬ا‍ه‪ - .‬قوله الملفمموظ‪ :‬أي كممأن شممك فممي التلفممظ‬
‫بواحدة أو باثنتين‪ .‬وقوله أو المنوي‪ :‬أي بأن شك في أنه نوى فممي قمموله‪ :‬طلقتممك وقمموع طلقممة أو‬
‫أكثر )قوله‪ :‬فيأخذ بالقل( أي له ذلك‪ .‬وقموله‪ :‬ول يخفممى المورع‪ :‬أي وهمو الخممذ بالسمموأ لقموله‬
‫)ص(‪ :‬دع ما يريبك إلى ما ل يريبك فإن شك في وقوع طلقممتين منممه أو ثلث فالحتيمماط جعلهمما‬
‫ثلثا‪ ،‬ول ينكحها حتى تنكح زوجا غيره )قوله‪ :‬فرع( الولى فرعان )قوله‪ :‬لو قممال( أي الممزوج‪.‬‬
‫وقوله طلقتك واحدة وثنتين‪ :‬مقول القول )قوله‪ :‬فيقع به الثلث( محله إن قال‪ :‬لمدخول بهمما‪ ،‬وإن‬
‫كان ظاهر صنيعه يفيد الطلق حيث قيد في المسألة الثانية بالمدخول بها ولممم يقيممد بممه هنمما فممإن‬
‫قاله لغيرها تقع واحدة فقط لنها تبين بها فل يقع بما بعدها شئ وعبارة متن الرشاد مع شممرحه‪:‬‬
‫لو قمال‪ :‬لموطمموءة أنمت طممالق واحممدة بمل ثنممتين أو عكسمه وقممع عليمه ثلث‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفمي المروض‬
‫وشرحه‪ :‬ولو قال أنت طالق أنت طالق أنت طالق أو قال‪ :‬أنت مطلقة أنت مسممرحة أنممت مفارقممة‬
‫وكذا لو لم يكرر أنت فيقع به الثلث لكن إن قصد الستئناف أو أطلمق‪ :‬فمإن قصمد تأكيمد الولمى‬
‫بالخريين فواحدة‪ ،‬أو تأكيدها بالثانية فقط أو تأكيد الثانية بالثالثة فثنتان‪ .‬فإن قصممد تأكيممد الولممى‬
‫بالثالثة فثلث لتخلل الفاصل بين المؤكد والمؤكد والشرط التوالي‪ .‬ولو قممال‪ :‬أنممت طممالق وطممالق‬
‫وطالق‪ ،‬أو أنمت طممالق وطمالق فطمالق‪ ،‬أو بمل طممالق فثلث يقعمن‪ ،‬ول يقبممل منمه إرادة التوكيمد‬
‫لوجود العلة المقتضي للمغايرة‪ .‬ومحل هذا كله في المدخول بها أيضا‪ .‬أممما غيرهمما فل يقممع فيهمما‬
‫إل واحدة وإن قصد الستئناف لنها تبين بها فل يقع بما بعدها شئ‪ .‬ويخالف قمولهم‪ :‬أنممت طمالق‬
‫ثلثا حيث يقع بمه الثلث مطلقما ممدخول بهمما أول‪ ،‬لن ثلثمما بيممان لمما قبلممه فليممس مغممايرا لمه ‪-‬‬
‫بخلف العطف والتكرار‪ .‬ا‍ه‪ .‬بتصرف )قوله‪ :‬ولو قال للمدخول بها( خرج غيرهمما فل تقممع فيهمما‬
‫إل واحدة لنها تبين بها‬

‫] ‪[ 25‬‬

‫‪ -‬كما تقدم ‪) -‬قوله‪ :‬كما صرح به الشيخ زكريا في شرح الروض( هممذه المسممألة مصممرح‬
‫بها في الروض ‪ -‬ل في شرحه ‪ -‬وعبارة الروض‪ :‬ويقع للممسوسة بقوله‪ :‬أنممت طممالق طلقممة بممل‬
‫طلقتين ثلث ثم قال‪ :‬وإن قال لغير ممسوسة أنممت طممالق ثلثمما أو إحممدى عشممرة طلقممت ثلثمما أو‬
‫واحدة ومائة أو إحدى وعشرين أو طلقة ونصفا أو طلقممة بممل طلقممتين أو ثلثمما فواحممدة‪ .‬قممال فممي‬
‫شرحه‪ :‬أي فواحدة فقط تقع لنها بانت بها لعطف ما بعدها عليها ‪ -‬بخلفه في إحدى عشرة لنممه‬
‫مركب‪ ،‬فهو بمعنى المفرد )قوله‪ :‬ويقع طلق الوكيل الخ( شممروع فممي بيممان الوكالممة فممي الطلق‬
‫)قوله‪ :‬في الطلق( متعلق بالوكيل‪ :‬أي أنه وكيل في الطلق بممأن قممال لممه الممزوج وكلتممك فممي أن‬
‫تطلق زوجتي )قوله‪ :‬بطلقت فلنة( متعلق بيقع‪ :‬أي يقع بهذا اللفظ‪ .‬وقوله ونحوه‪ :‬أي نحو طلقت‬
‫كسرحت‪ ،‬وفارقت وأنت مطلقة أو مسرحة أو مفارقة )قوله‪ :‬وإن لم ينو( أي الوكيل‪ .‬وقوله‪ :‬أنممه‬
‫مطلق لموكله‪ :‬أي موقع الطلق عن موكله‪ .‬قال في شرح الروض بعده‪ :‬وقيل تعتبر نيته وعلممى‬
‫الول يشترط عدم الصارف بأن ل يقول‪ :‬طلقتها عن غير الموكل أخذا مما سمميأتي قبيممل الممديات‬
‫أنه لو قال وكيل المقتص‪ :‬قتلتمه بشمهوة نفسمي ل عمن الموكمل لزممه القصماص ‪ -‬كمذا نبمه عليمه‬
‫السنوي ‪ -‬ويحتمل الفرق بأن طلق الوكيل ل يقع إل لموكله‪ ،‬بخلف القتل‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ولو قال(‬
‫أي الزوج )قوله‪ :‬أعطيت( مفعوله الول محذوف‪ :‬أي أعطيتك بناء على ما في بعض النسخ من‬
‫أن بيدك من الشرح‪ ،‬وإل فل )قوله‪ :‬أو جعلت بيدك( أي أو قال الزوج الخر جعلت بيدك )قوله‪:‬‬
‫طلق زوجتي( تنازعه كل من أعطيت وجعلت )قوله‪ :‬أو قال له( أي قممال الممزوج لخممر‪ .‬وقمموله‬
‫رح بطلقها‪ :‬أي اذهب‪ .‬وقوله وأعطها‪ :‬أي إياه )قمموله‪ :‬فهممو( أي قممول الممزوج المممذكور‪ .‬وقمموله‬
‫توكيل‪ :‬أي لذلك الخر في الطلق )قوله‪ :‬يقع الخ( الولى زيادة الواو‪ :‬وقوله بتطليق الوكيل‪ :‬أي‬
‫لزوجة موكله )قوله‪ :‬ل بقول الزوج الخ( أي ل يقع بقول الزوج الموكل هممذا اللفممظ‪ :‬أي أعطيممت‬
‫وما بعده )قوله‪ :‬بل تحصل الفرقة( الولى والخصر أن يحذف هذا وما بعده إلى قوله بإعلمهمما‬
‫ويزيد واو العطف بأن يقول عاطفا على قوله ل بقول الزوج ول بإعلمها الخ )قوله‪ :‬متى شمماء(‬
‫ظرف لقول الوكيل وقمموله طلقممت فلنممة‪ :‬مقممول قممول الوكيممل )قمموله‪ :‬ل بإعلمهمما الخممبر( أي ل‬
‫تحصل الفرقة بإعلم الوكيل إياها الخبر‪ .‬وقوله‪ :‬بأن فلنا الخ تصوير للخبر أي الخبر المصممور‬
‫والمبين بما ذكر )قوله‪ :‬ول بإعلمها الخ( معطوف على بإعلمها )قوله‪ :‬وإذا قممال( أي الموكممل‪.‬‬
‫وقوله له‪ :‬أي للوكيل‪ .‬وقوله ل تعطه‪ :‬أي الطلق‪ .‬أي ل توقعه إل في يوم كذا‪ .‬وقوله فيطلق أي‬
‫الوكيل‪ ،‬وهو جواب إذا )قوله‪ :‬ثم إن الخ( كالستدراك من صحة إيقمماعه بعممده‪ :‬أي فمحممل جممواز‬
‫إيقاعه بعد اليوم المعين ما لم يقصد الموكل ذلك اليوم الممذي عينممه بخصوصممه ل قبلممه ول بعممده‪،‬‬
‫وإل تعين‪ .‬ول يجوز بعده كما ل يجوز قبله‪ :‬وقوله طلق‪ :‬أي الوكيل وهو جواب إن‪ .‬وقوله فيممه‪:‬‬
‫أي في اليوم الذي قصد تقييد وقوع الطلق به‪ .‬وقموله ل بعمده‪ :‬أي ل يجموز أن يطلمق بعمد ذلمك‬
‫اليوم المقصود التقييد به‪ ،‬وبالولى عدم الجواز قبله )قوله‪ :‬ولمو قممال لهمما المخ( شمروع فممي بيمان‬
‫تفويض الطلق إلى الزوجة‪ ،‬وقد أفرده الفقهاء بترجمة‪ .‬والصل فيه الجماع‪ ،‬واستؤنس له بأنه‬
‫)ص( خيمر نسماءه بيمن المقمام معمه وبيمن مفمارقته لمما نمزل قموله تعمالى‪) * :‬يما أيهما النمبي قمل‬
‫لزواجك( * الخ‪ ،‬ووجهه أنه لما فوض إليهن سبب الفممراق وهممو اختيممار الممدنيا جمماز أن يفمموض‬
‫إليهن المسيب الذي هو الفراق‪ .‬وقوله المكلفة‪ :‬أي ولو سفيهة حيث ل عوض‪ ،‬وإل فيشترط فيهمما‬
‫أن تكون رشيدة‪ .‬وقوله منجزا بصيغة اسم المفعول حال من قوله‪ :‬طلقممي نفسممك مقممدم عليممه‪ :‬أي‬
‫قال طلقي نفسك حال كونه منجزا‪ ،‬أو بصيغة‬
‫)‪ (1‬سورة الحزاب‪ ،‬اللية‪.28 :‬‬

‫] ‪[ 26‬‬

‫اسم الفاعل حال من فاعل قال‪ :‬أي قال ذلك حالة كونه منجزا‪ .‬قوله‪ :‬ل معلقا لممه‪ .‬ويصممح‬
‫جعله صفة لمصدر محذوف‪ :‬أي قممال‪ :‬قممول منجممزا ولكممن يقممرأ بصمميغة اسممم المفعممول كممالول‪،‬‬
‫والول أقرب لصنيعه‪ .‬وقوله طلقي نفسك مثله ما لو فوض إليهمما بالكنايممة‪ :‬كممأن قممال لهمما‪ :‬أبينممي‬
‫نفسك‪ .‬ومنها المثال التي‪ .‬وقوله‪ :‬إن شئت ليس بقيد إن أخره فإن قدمه لم يقع طلق أصل لنممه‬
‫تعليق‪ .‬وسيأتي أنه مبطل‪ .‬ق ل‪ .‬ا‍ه‪ .‬جمل )قوله‪ :‬فهو( أي قوله المممذكور‪ .‬وقمموله تمليممك للطلق‪:‬‬
‫أي لنه يتعلق بغرضها فنزل منزلة‪ ،‬قمموله ملكتممك طلقممك )قمموله‪ :‬ل توكيممل( أي علممى المعتمممد‪.‬‬
‫وقيل إنه توكيل كما لو فوض طلقها لجنبي‪ .‬وعليه ل يشترط فور في تطليقها نفسها ‪ -‬كما فممي‬
‫الوكالة ‪ -‬وقوله بذلك‪ :‬أي بالطلق )قوله‪ :‬وبحث الخ( اعتمده م ر ا‍ه سم‪ .‬وقوله أن منه‪ :‬أي مممن‬
‫التفويض‪ .‬وقوله‪ :‬قوله طلقيني‪ :‬أي قول الزوج لزوجته طلقيني‪ .‬وقوله‪ :‬فقالت‪ :‬أي زوجته فممورا‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬أنت طالق‪ :‬قال ع ش‪ :‬خرج به ما لو قال‪ :‬طلقت نفسي فإنه صريح لنها أنت بما تضمنه‬
‫قوله‪ :‬طلقيني ا‍ه )قوله‪ :‬لكنه كنايمة( أي لكمن الممذكور ممن قموله لهما‪ :‬طلقينمي‪ .‬وقولهما لمه‪ :‬أنمت‬
‫طالق‪ :‬كناية والول كناية تفويض من الزوج‪ ،‬والثاني كناية طلق من الزوجة )قوله‪ :‬فإن نمموى(‬
‫أي بقوله‪ :‬طلقيني التفممويض‪ :‬أي تفممويض الطلق إليهمما‪ :‬أي ونمموت هممي بقولهمما لممه‪ :‬أنممت طممالق‬
‫تطليق نفسها ‪ -‬كما صرح به في التحفة ‪ -‬وقوله طلقممت‪ :‬أي بممالثلث إن نواهمما وإل فواحممدة وإن‬
‫ثلثت‪ .‬ا‍ه‪ .‬ح ل )قوله‪ :‬وإل فل( أي وإن لم ينو التفويض إليها فل يقع الطلق‪ .‬ومثله ما لو لم تنو‬
‫هي الطلق فل يقع الطلق )قوله‪ :‬وخرج بتقييدي( أي الزوجة‪ .‬وقوله غيرهمما‪ :‬أي غيممر المكلفممة‬
‫)قوله‪ :‬لفساد عبارتها( تعليل لمحذوف‪ :‬أي فل يصح التفممويض إليهمما ول يقممع منهمما طلق لفسمماد‬
‫عبارتهمما‪ :‬أي العبممارة الظمماهرة كممالعقود ونحوهمما )قمموله‪ :‬وبمنجممز( معطمموف علممى بتقييممدي‪ :‬أي‬
‫وخرج بمنجز وكان الولى الحكاية فينصبه‪ .‬وقوله المعلق‪ :‬فاعل خرج‪ :‬أي فل يصممح التفممويض‬
‫به )قوله‪ :‬فلو قال الخ( تفريع على المخممرج )قمموله‪ :‬لغمما( أي بطممل قمموله المممذكور‪ ،‬ول يصممح أن‬
‫يكون تفويضا‪ .‬ومحله إن جرينا على قول التمليممك‪ ،‬وذلممك لن التمليممك ل يصممح تعليقممه‪ :‬كممما إذا‬
‫قال‪ :‬ملكتك هذا العبد إذا جاء رأس الشهر ‪ -‬بخلفه على قول التوكيل‪ .‬قممال فممي التحفممة‪ :‬لممما مممر‬
‫فيه أن التعليق يبطل خصوصه ل عموم الذن )قوله‪ :‬وإذا قلنا الخ( أي وإذا جرينا علممى الصممح‬
‫من أن التفممويض تمليممك ل توكيممل )قمموله‪ :‬فيشممترط الممخ( جممواب إذا‪ .‬وقمموله لوقمموع الطلق‪ :‬أي‬
‫لصحته )قوله‪ :‬تطليقها( نائب فاعل يشترط‪ :‬أي تطليق نفسها‪ .‬وقمموله‪ :‬ولمو بكنايممة‪ :‬أي ولمو كممان‬
‫التعليق الصادر منها بلفظ كناية كأن قالت‪ :‬أبنت نفسي أو حرمت نفسي عليك‪ .‬ولو أخرج الغايممة‬
‫عما بعده لكان أولى‪ .‬وقوله فورا‪ :‬هذا محط الشرطية‪ ،‬وإنما اشترطت الفوريممة لن التطليممق هنمما‬
‫جواب التمليك‪ .‬فكان كقبوله‪ ،‬وقبوله فوري )قوله‪ :‬بممأن ل يتخلممل الممخ( تصمموير للفوريممة‪ .‬وقمموله‬
‫فاصل‪ :‬أي ينقطممع بممه القبمول عمن اليجماب‪ .‬وقموله بيمن تفويضمه‪ :‬أي المزوج والظممرف متعلمق‬
‫بفاصل أو بمحذوف صفة له‪ :‬أي فاصل واقع بين تفويض الزوج لها وبين إيقاعها الطلق )قوله‪:‬‬
‫نعم( استثناء من اشتراط الفورية )قوله‪ :‬لنه( أي الفصل بقولها كيف يكون تطليق نفسمي‪ .‬وقموله‬
‫فصل يسير‪ :‬قال في التحفة بعده‪ :‬وظاهره أن الفصل اليسير ل يضر إذا كان غيممر أجنممبي ‪ -‬كممما‬
‫مثل به ‪ -‬وأن الفصل بالجنبي يضر مطلقا ‪ -‬كسائر العقود ‪ -‬وجرى عليه الذرعي وفيممه نظممر‪:‬‬
‫لنه ليس محض تمليك ول على قواعده‪ .‬فالذي يتجه أنه ل يضر اليسير ولو أجنبيا‪ :‬كممالخلع‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫ومثله في النهاية )قوله‪ :‬بطلقت الخ( متعلق بتطليقها )قمموله‪ :‬ل بقبلممت( أي ل يقممع الطلق بقولهمما‬
‫قبلت‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬قول الزركشي عدوله عمن شممرط قبموله إلمى تطليقهمما يقتضمي تعينممه وهمو‬
‫مخالف لكلم الشارح والروضة‬
‫] ‪[ 27‬‬

‫حيث قال‪ :‬إن تطليقها يتضمن القبول‪ ،‬وهو يقتضي الكتفاء بقولهمما‪ :‬قبلممت إذا قصممدت بممه‬
‫التعليق‪ ،‬وأن حقها أن تقول حال‪ :‬قبلت‪ ،‬طلقت‪ .‬والظاهر اشتراط القبول على الفور‪ ،‬ول يشممترط‬
‫التطليق على الفور‪ .‬ا‍ه‪ .‬بعيد جدا‪ ،‬بل الصواب تعينه‪ ،‬وكلمهما ل يخالف ذلممك‪ :‬لممما قررتممه فممي‬
‫معناه أن هذا التضمن أوجب الفوريمة ل الكتفماء بمجمرد القبمول لنمه ل ينتظمم ممع قموله طلقمي‬
‫نفسك وإن قصدت به التطليق‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وقممال بعضممهم‪ :‬كمختصممري الروضممة الممخ( هممو بكسممر‬
‫الصاد جمع مختصر بصيغة اسم الفاعممل‪ .‬وفممي شممرح الممروض ممما نصممه‪ :‬وممما ذكممره المصممنف‬
‫كبعض مختصري الروضة من عدم اشتراط الفور في ذلك على القول بأن التفممويض تمليممك هممو‬
‫ما جزم به صاحب التنبيه‪ ،‬ووجهه ابن الرفعمة بمأن الطلق لمما قبمل التعليمق سمومح فمي تمليكممه‬
‫والصل إنما ذكره تفريعا على القول بأنه توكيل‪ ،‬وصوبه في الذخائر ‪ -‬وهو الحق ‪ .-‬ا‍ه )قمموله‪:‬‬
‫في متى شئت( أي في قول الزوج لها‪ :‬طلقي نفسك متى شئت بتأخير أداة التعليق‪ ،‬فاندفع ما قيممل‬
‫إن التفويض منجز فل يصح تعليقه‪ .‬أفاده البجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬فتطلق متى شاءت( أي فتطلق نفسها‬
‫متى شاءت لن متى للتراخي ‪ -‬كما سيأتي )قوله‪ :‬وجزم به( أي بقمول بعضمهم الممذكور‪ .‬وقموله‬
‫صاحبا التنبيه والكفاية‪ :‬صاحب التنبيه هو أبو إسحاق السفرايني وصمماحب الكفايممة ابممن الرفعممة‬
‫)قوله‪ :‬لكن المعتمد الخ( أي لما مر أن التطليممق فممي جممواب التمليممك‪ ،‬وهممو يشممترط فيممه الفوريممة‬
‫)قوله‪ :‬وإن أتى( أي الزوج في صيغة التعويض‪ .‬وقوله بنحممو مممتى‪ :‬أي مممن كممل أداة تممدل علممى‬
‫التراخي )قوله‪ :‬ويجوز له( أي للزوج‪ .‬وقوله رجوع‪ :‬أي عن التفويض إليها‪ .‬وقوله قبل تطليقها‪:‬‬
‫أي قبل أن تطلق نفسها‪ .‬وقوله كسائر العقود‪ :‬أي فممإنه يجمموز فيهمما الرجمموع بعممد اليجمماب وقبممل‬
‫القبممول )قموله‪ :‬فممائدة( أي فممي بيممان جمواز تعليممق الطلق‪ ،‬وقممد أفممردوه بترجمممة مسممتقلة )قمموله‪:‬‬
‫كالعتق( أي قياسا على العتق فإنه يجوز تعليقه )قمموله‪ :‬بالشممروط( متعلممق بتعليممق‪ ،‬والمممراد منهمما‬
‫أدوات التعليمق كمإن وممتى وإذا وكلمما كمإن دخلمت المدار فمأنت طمالق‪ .‬ثمم إن أدوات التعليمق ل‬
‫تقتضي بالوضع فورا في الثبات بل هي فيه للتراخي إل إذا وإن مع المال أو شئت خطابمما كممأن‬
‫قال‪ :‬إذا أعطيتني ألفا أو إن أعطيتني ألفا فأنت طممالق‪ ،‬وكممذا إن قممال‪ :‬إن ضمممنت لممي ألفمما أو إن‬
‫ضمنت لي ألفا فأنت طالق‪ ،‬أو قال‪ :‬إذا شممئت أو إن شممئت فممأنت طممالق فل تطلممق إل إن أعطتممه‬
‫اللف أو ضمنته له أو شاءت فورا‪ ،‬لنه تمليك على الصحيح‪ .‬أما فممي النفممي فتقتضممي الفممور إل‬
‫إن‪ .‬فلو قال‪ :‬إن لم تدخلي الدار فأنت طالق لم يقع الطلق إل باليأس مممن الممدخول كممأن ممماتت أو‬
‫مات قبلها فيحكم بالوقوع قبيل موتها أو موته بما يسع الدخول وفائدة ذلك الرث والعدة فإن كان‬
‫بائنا لم يرثها ول ترثه‪ ،‬فإذا مات هو ابتدأت العدة قبل ممموته بزمممن ل يسممع الممدخول وتعتممد عممدة‬
‫طلق ل وفاة‪ ،‬ولو أتى بإذا وقال‪ :‬أنت طالق إذا لم تدخلي الدار وقع الطلق بمضي زمممن يمكممن‬
‫فيه الدخول من وقت التعليق ولم تدخل ول تقتضي الدوات أيضما تكمرارا فممي المعلمق عليممه بمل‬
‫متى وجد مرة واحدة من غير نسيان ول إكممراه ول جهممل انحلممت اليميممن ول يممؤثر وجمموده مممرة‬
‫أخرى إل كلما فإنها تفيد التكرار‪ .‬وقد نظم بعضهم قاعدة الدوات فممي قمموله‪ :‬أدوات التعليممق فممي‬
‫النفي للفورسوى إن وفي الثبوت رأوها للتراخي إل إذا إن مع المال وشئت وكلممما كرروهمما وقممد‬
‫سأل بعضهم ابن الوردي بقوله‪ :‬أدوات التعليق تخفى علينا هل لكم ضابط لكشف غطاهمما فأجممابه‬
‫بقوله‪ :‬كلما للتكرار وهي ومهما إن إذا أي من متى معناها‬

‫] ‪[ 28‬‬

‫للتراخي مع الثبوت إذا لم يك معها إن شئت أو أعطاها أو ضمان والكل في جممانب النفممي‬
‫لفور ل إن قدا في سواها وقوله للتراخي مع الثبوت‪ :‬أي بالتفصيل الذي علمته وكما يقمع التعليمق‬
‫بالدوات المذكورة يقع التعليق بالوقات فتطلق بوجودها‪ .‬فإذا قال‪ :‬أنت طممالق شممهر كممذا أو فممي‬
‫أوله أو رأسه أو غرته أو هلكه وقع الطلق بأول جزء من الليلة الولى منه‪ ،‬أو أنت طالق فممي‬
‫آخر شهر كذا أو سلخه أو فراغه أو تمامه وقع الطلق بآخر جزء منه‪ ،‬أو أنت طممالق فممي نهممار‬
‫شهر كذا أو في أول يوم منه طلقت بفجر اليوم الول منه‪ ،‬أو أنت طالق في أول آخممر شممهر كممذا‬
‫طلقت بأول اليوم الخير منه لنه أول آخره‪ ،‬أو أنت طالق في آخر أوله طلقت بآخر اليوم الول‬
‫منه لنه آخر أوله أو أنت طالق في نصف شهر كذا طلقممت بغممروب خممامس عشممره‪ ،‬وإن نقممص‬
‫الشهر أو في نصف نصفه الول طلقت بطلوع فجر الثامن لن نصف نصفه سبع ليممال ونصممف‬
‫ليلة وسبعة أيام ونصف يوم والليل سابق النهار فأخمذنا نصمف الليلمة الثامنمة المذي كمان يسمتحقه‬
‫النصف الول وأعطيناه للنصف الثاني فقابلنا ليلة بنصف يوم فصار ثمان ليال وسبعة أيام نصفا‬
‫وسبع ليال وثمانية أيان نصفا آخر‪ ،‬ولو علقت بما بيممن الليممل والنهممار طلقممت بممالغروب إن علممق‬
‫نهارا وبالفجر إن علق ليل لن كل منهما عبارة عن مجموع جزء من الليل وجممزء مممن النهممار‪:‬‬
‫إذ ل فاصل في الحقيقة بينهما‪ .‬ويقع التعليق أيضا بالصفات كأنت طلقمما سممنيا أو بممدعيا وليسممت‬
‫في حال سنة في الول ول في حال بدعممة فممي الثمماني فتطلممق إذا وجممدت الصممفة‪ ،‬بخلف ممما إذا‬
‫كانت في ذلك الحال وقال‪ :‬سنيا أو بدعيا فتطلق في الحال )قوله‪ :‬ول يجوز الرجوع فيه( أي في‬
‫التعليق‪ .‬وقوله قبل وجود الصفة‪ :‬أي المعلق عليها‪ ،‬وهي معلومة وإن لم يتقممدم لهمما ذكممر )قمموله‪:‬‬
‫ول يقع( أي الطلق )قوله‪ :‬قبل وجود الشرط( المقام للضمار‪ :‬إذ المراد به الصفة المعلق عليها‬
‫)قوله‪ :‬ولو علقه( أي الطلق‪ .‬وقوله بفعله شيئا‪ :‬أي علممى أن يفعمل همو بنفسمه شمميئا كمإن دخلمت‬
‫الدار فأنت طالق‪ :‬وخرج بفعله ما لو علقه على فعل غيره‪ .‬فممإن كممان ممممن يبممالي بتعليقممه بحيممث‬
‫يشق عليه طلق زوجته ويحزن له لصداقة أو نحوها وفعله ناسيا أو جاهل لم يقع أيضمما كمما إذا‬
‫علقه على فعل نفسه‪ ،‬وإن كان ممن ل يبالي بذلك وقع‪ .‬وقمموله ففعلممه ناسمميا الممخ‪ :‬عبممارة التحفممة‪.‬‬
‫تنبيه مهم‪ :‬محل قبول دعوى نحو النسيان ما لم يسبق منه إنكار أصممل الحلممف أو الفعممل‪ ،‬أممما إذا‬
‫أنكره فشهد الشهود عليه به ثم ادعى نسمميانا أو نحمموه لممم يقبممل ‪ -‬كممما بحثممه الذرعممي ‪ -‬وتبعمموه‪.‬‬
‫وأفتيت به مرارا للتناقض في دعواه فألغيت وحكم بقضية ما شهدوا به اه‪ .‬وفي ترغيب المشممتاق‬
‫في أحكام الطلق ما نصه‪ :‬حلف أنه يجامع زوجته في ليلة معينة فعجز عممن المموطئ قبممل تمكنممه‬
‫منه بأن وجدها حائضا أو طلع الفجر أو نسي أو جب ذكره أو عن أو ماتت فل حنث في الجميع‬
‫للعذر‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬لم تطلق لكن اليمين منعقدة فلو فعله بعد ذلك عامدا عالما مختارا حنث )قمموله‪:‬‬
‫ولو علق الطلق الخ( أي بأن قال إن ضربتك بغير ذنب فممأنت طممالق )قمموله‪ :‬لممم يحنممث( أي فل‬
‫يقع عليه الطلق لعدم وجود الصممفة المعلممق عليهمما وهممي الضممرب بغيممر ذنممب لن الشممتم ذنممب‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬إن ثبت ذلك‪ :‬أي شتمها له أي ببينة أو بإقرارها )قوله‪ :‬وإل( أي وإن لم يثبت ذلك‪ .‬وقوله‬
‫صدقت‪ :‬أي في عدم شتمها له‪ .‬وقوله فتحلف‪ :‬أي على أنها ما شتمته ويقع الطلق )قوله‪ :‬مهمة(‬
‫أي في بيان حكم الستثناء بإل ونحوها وقد أفرده الفقهاء بترجمة مستقلة )قوله‪ :‬يجوز الستثناء(‬
‫أي لوقوعه في القمرآن والسممنة وكلم العمرب‪ .‬والسممتثناء همو مممأخوذ ممن الثنممي وهمو الرجموع‬
‫والصرف لن المتكلم رجع عن مقتضى كلمه وصرفه عن ظاهره بالستثناء‪ .‬وقممد يقممال‪ :‬كيممف‬
‫هذا مع أن الستثناء معيار العموم ول عموم في قوله‪ :‬أنممت طممالق ثلثمما ويجمماب بممأن اصممطلح‬
‫الفقهاء أعم من ذلك‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي )قوله‪ :‬بنحو إل( أي بإل وأخواتها من أدوات الستثناء‪ :‬كغير‬

‫] ‪[ 29‬‬

‫وسوى )قوله‪ :‬بشرط أن يسمع نفسه الخ( ذكر لصممحة السممتثناء شممرطين أن يسمممع نفسممه‬
‫أي يتلفظ به مسمعا نفسه‪ ،‬وأما إسماع غيره فليس شرطا لصحته‪ .‬وإنما يعتبر لتصديقه فيممه لنممه‬
‫لو ادعممى السممتثناء وأنكرتممه الزوجممة صممدقت فتحلممف علممى نفيممه‪ ،‬وأن يتصممل السممتثناء بالعممدد‬
‫الملفوظ‪ :‬أي اتصال عرفيا ل حقيقيا لنه ل يضر الفصل بسكتة التنفس والعي وانقطاع الصمموت‬
‫وبقمي عليمه ممن الشممروط أن ينموي السممتثناء قبمل الفمراغ ممن المسمتثنى منممه‪ ،‬وأن ل يسممتغرق‬
‫المستثنى المستثنى منه‪ .‬فلو فقد شرط من هذه الشروط لغا الستثناء وصممار كممأنه لممم يممذكر‪ .‬فلممو‬
‫قال‪ :‬أنت طالق ثلثا إل اثنتين ولم يسمع نفسه بالستثناء أو لم يتصل الستثناء بما قبله أو لم ينو‬
‫الستثناء قبل الفراغ‪ ،‬أو قال‪ :‬أنت طالق ثلثمما إل ثلثمما وقممع الطلق ثلثمما ولغمما السممتثناء‪ .‬لكممن‬
‫محل إلغاء المستغرق ما لم يتبع باستثناء آخر‪ ،‬وإل صح‪ .‬فلو قال‪ :‬أنت طممالق ثلثمما إل ثلثمما إل‬
‫اثنتين وقع اثنتان لن الستثناء من النفي إثبات وعكسه فالمعنى أنت طالق ثلثمما تقممع إل ثلثما ل‬
‫تقع إل اثنتين تقعان فيقع اثنتان‪ .‬ولو قال‪ :‬أنت طالق ثلثا إل ثلثا إل واحدة وقعممت واحممدة علممى‬
‫وزان ما قبله )قوله‪ :‬فيقع طلقة( أي لنك أخرجت من الثلث اثنتين فبقي منها واحممدة فهممي الممتي‬
‫تقع )قوله‪ :‬أو إل واحدة( أي أو قال‪ :‬طلقتك ثلثا إل واحدة )قوله‪ :‬طلقتان( أي فيقع عليه طلقتممان‬
‫لنه أخرج من الثلث واحدة فيبقى منها اثنتان وهما اللتان وقعتا )قوله‪ :‬ولو قال‪ :‬أنممت طممالق إن‬
‫شاء ال( أي أو إذا أو متى أو مهما شاء ال‪ ،‬ومثل الثبات النفي‪ :‬كإن لم يشمأ الم‪ ،‬ومثمل مشميئة‬
‫ال مشيئة الملئكة ل مشيئة الدميين‪ .‬أما هي فيتوقف وقوع الطلق المعلق علممى مشمميئتهم علممى‬
‫وقوع المشيئة منهم )قوله‪ :‬لم تطلق( أي إن قصد التعليق بالمشيئة نفيا أو إثباتا قبممل فممراغ اليميمن‬
‫ولم يفصل بينهما وأسمع نفسه‪ ،‬وذلك للخبر الصحيح من حلف ثم قممال‪ :‬إن شمماء الم فقممد اسممتثنى‬
‫وهو شامل للطلق وغيره وخرج بقصد التعليق ما إذا سبق لسانه إليه أو قصد التبرك أو أن كممل‬
‫شئ بمشيئة ال أو لم يعلم هل قصد التعليمق أم ل أو أطلمق ؟ فمإنه يقمع الطلق ويلغممو السمتثناء‪.‬‬
‫ومحل كون التعليق بالمشيئة يمنع وقوع الطلق عند قصممده فممي غيممر حالممة النممداء‪ .‬أممما فيهمما فل‬
‫يمنع‪ .‬فلو قال‪ :‬يا طالق إن شاء ال وقع طلقمة‪ .‬والفمرق أن النمداء يشمعر بحصمول الطلق حمالته‬
‫والحاصل ل يعلق بخلف غيره كممأنت طممالق فممإنه قممد يسممتعمل عنممد القممرب مممن الطلق وتوقممع‬
‫الحصول فيقبل التعليق )قوله‪ :‬وصدق مدعى الخ( النسب ذكره عند قمموله‪ :‬المممار لطلق مكممره‬
‫الخ )قوله‪ :‬أو إغماء( أي أو مدعي إغماء‪ .‬وقوله حالته‪ :‬أي الطلق )قوله‪ :‬أو سبق لسان( أي أو‬
‫مدعي سبق لسان‪ ،‬وكان المناسب ذكر هذا عند قمموله‪ :‬أول الفصممل ول أثممر لحكايممة طلق الغيممر‬
‫الخ بأن يقول‪ :‬ول لسبق لسانه بالطلق وهو في الحقيقة مفهوم شممرط لممم يممذكره المؤلممف وذكممره‬
‫غيره وهو أن يقصممد لفممظ الطلق مممع معنمماه أي يقصممد اسممتعماله فيممه‪ .‬وعبممارة النمموار‪ :‬الركممن‬
‫الخامس القصد إلى حروف الطلق بمعنى الطلق فلو سبق لسانه إلمى لفمظ الطلق فمي غفلمة أو‬
‫محاورة وكان يريد أن يتكلم بكلمة أخرى لم يقع الطلق‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثلمه فمي التحفمة والنهايمة‪ .‬وقموله‬
‫إلى لفظ الطلق‪ :‬متعلق بسبق‪ :‬أي سبق لسانه إلى لفظ الطلق مع كون القصد النطق بلفظ غيممره‬
‫)قوله‪ :‬بيمينه( متعلق بصدق )قوله‪ :‬إن كان ثم قرينة( أي على ما ادعمماه‪ ،‬وهمو قيممد فممي تصممديقه‬
‫بيمينه )قوله‪ :‬كحبس الخ( تمثيل للقرينة )قوله‪ :‬وإل تكن هناك( أي في دعواه الكراه أو الغممماء‬
‫أو سبق اللسان )قوله‪ :‬فل يصدق( جواب إن المدغمة في ل النافية )قوله‪ :‬مممن قممال لزوجتممه( أي‬
‫المسلمة )قوله‪ :‬مريممدا حقيقممة الكفممر( وهممي الخممروج عممن ديممن السمملم )قمموله‪ :‬جممرى فيهمما( أي‬
‫الزوجة‪ .‬وقوله ما تقرر في الردة وهو أنه إن لم يدخل بهمما تنجممزت الفرقممة بكفممره بتكفيممره إياهمما‬
‫وإن دخل بها فإن جمعهما إسلم في العفة دام نكاحها‪ ،‬وإل فالفرقة حاصلة من حين الردة )قوله‪:‬‬
‫أو الشتم( بالنصب عطف على حقيقة‪ :‬أي أو مريدا الشتم‪ .‬وقمموله فل طلق‪ :‬أي إن جممراد الشممتم‬
‫ل يقع عليه‬

‫] ‪[ 30‬‬

‫الطلق )قوله‪ :‬وكذا ان لم يرد شيئا( أي وكذا ل يقع عليه الطلق إن لم يرد بقمموله لهمما يمما‬
‫كافرة شيئا ‪ -‬ل حقيقة الكفر ول الشتم )قوله‪ :‬لصل بقمماء العصمممة( إضممافة أصممل إلممى ممما بعممده‬
‫للبيان‪ ،‬وهو علة لعدم وقوعه عند عدم إرادة شئ‪ .‬وقوله‪ :‬وجريان ذلك للشتم كثيرا‪ :‬علة ثانية له‪:‬‬
‫أي فلما كان جريانه للشتم كثيرا حمل عليه حالة عدم إرادة شمئ فمي عمدم وقموع الطلق‪ .‬وقموله‬
‫مرادا به‪ :‬أي بقوله يا كافرة عند عدم إرادة حقيقة الكفر كفر النعمة‪ ،‬ويحرم عليه ذلك ويعزر بممه‬
‫)قوله‪ :‬فرع في حكم المطلقة بالثلث( أي أو اثنتين‪ .‬والول في حق الحر والثاني في حق العبممد‪،‬‬
‫وذلك الحكم هو أنه ل يجوز له مراجعتها إل بعد وجود خمسة شروط‪ :‬الول انقضاء عدتها مممن‬
‫المطلق‪ ،‬والثاني‪ :‬تزويجها بغيره تزويجا صحيحا‪ ،‬والثالث‪ :‬دخوله بهمما‪ ،‬والرابممع‪ :‬بينونتهمما منممه‪،‬‬
‫والخامس‪ :‬انقضاء عدتها منه‪ .‬وكلها ذكرها المصنف ‪ -‬ما عدا الول ‪ -‬ويمكن اندراجه في قوله‪:‬‬
‫بنكاح صحيح‪ :‬إذا النكاح في العدة فاسممد )قمموله‪ :‬حممرم لحممر( أي علممى حممر فمماللم بمعنممى علممى‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬ومن طلقها‪ :‬أي نكاح من طلقها أي نجز طلقها بنفسه أو وكيله أو علقممه بصممفة ووجممدت‬
‫تلك الصفة‪ .‬وقوله‪ :‬ولو قبل الوطئ‪ :‬أي سواء طلقها قبله أو بعده وهو غاية للحرمة‪ .‬وقوله ثلثا‪:‬‬
‫أي معمما أو مرتبمما ول يحممرم جمممع الطلقممات الثلث ‪ -‬كممما ذكممر أول الفصممل ‪ -‬والقممول بحرمتممه‬
‫ضعيف‪ ،‬وكذا اثنتان في حق الرقيق )قوله‪ :‬ولعبد الخ( أي وحرم على عبد ولو مممدبر إنكمماح مممن‬
‫طلقها ثنتين‪ ،‬وذلك لنه روى عن عثمان رضي ال عنممه وزيممد بممن ثممابت ول مخممالف لهممما مممن‬
‫الصحابة‪ .‬رواه الشافعي رضي ال عنه )قوله‪ :‬في نكاح أو أنكحة( مرتبط بكممل مممن طلق الحممر‬
‫وطلق العبد‪ .‬والمراد بممالجمع ممما فمموق الواحممد‪ :‬إذ ل يتصممور فممي الرقيممق إل نكاحممان‪ ،‬ومعنممى‬
‫تطليقها في أنكحة أن ينكحها أو ل ‪ -‬ثم يطلقها وبعد انقضاء عدتها يراجعها بنكاح جديممد‪ .‬وهكممذا‬
‫)قوله‪ :‬حتى تنكح زوجا غيره( أي تنتهي الحرمة بنكاحها زوجا غيره مممع وجممود بقيممة الشممروط‪:‬‬
‫أي ولو كان عبدا بالغا ‪ -‬بخلف العبد الصغير لن سيده ل يجبره على النكاح‪ .‬قال فممي القنمماع‪:‬‬
‫فليحذر مما وقع لبعض الرؤساء والجهال من الحيلة لدفع العار من نكاحهمما مملمموكه الصممغير ثممم‬
‫بعد وطئه يملكه لها لينفسخ النكاح‪ ،‬وقد قيل إن بعض الرؤساء فعل ذلممك وأعادهما فلمم يوفمق الم‬
‫بينهما وتفرقا‪ .‬ا‍ه‪ .‬وأما الحر الصغير فيكفي لكن بشرط كونه يمكن جماعه‪ ،‬ولكن ل يقممع طلقممه‬
‫إل بعد بلوغه )قوله‪ :‬بنكاح صحيح( وذلك لنه تعالى علق الحل بالنكاح‪ ،‬وهو إنما يتناول النكاح‬
‫الصحيح‪ .‬وخرج بالنكاح ما لو وطئت بملك اليمين أو بشبهة فل يكفي‪ .‬وخمرج بالصمحيح الفاسمد‬
‫كما لو شرط على الزوج الثاني في صلب العقد أنه إذا وطئ طلق أو فل نكمماح بينهممما‪ .‬فممإن هممذا‬
‫الشرط يفسد النكاح فل يصح التحليل‪ ،‬وعلى هذا يحمل قوله )ص(‪ :‬لعن ال المحلل والمحلممل لممه‬
‫بخلف ما لو تواطأوا على ذلك قبممل العقممد ثممم عقممدوا ممن غيممر شممرط مضمممرين ذلممك فل يفسممد‬
‫النكاح‪ ،‬به لكنه يكره‪ :‬إذ كل ما لو صرح به أبطل‪ ،‬بكون إضماره مكروها )قوله‪ :‬ثم يطلقها إلممى‬
‫قوله‪ :‬معلوم( في بعض نسخ الخط ذكره عقب قوله‪ :‬مع اقتضاض لبكر وهمو أولمى‪ ،‬وأولمى منمه‬
‫تأخيره عن قوله بانتشار ‪ -‬كما هو ظاهر ‪ -‬وفي بعض نسممخ الطبممع إسممقاطه بالكليممة وهمو خطممأ‪.‬‬
‫والمعنى ثم بعد أن تنكح زوجا غيره يشترط أن يطلقها ذلك الغير وتنقضي عدتها منه )قوله‪ :‬كما‬
‫هو( أي المذكور من الطلق وانقضاء العدة معلوم‪ :‬أي وإن لم يصرح به في الية التية‪) :‬قوله‪:‬‬
‫ويولج بقبلها( معطوف على تنكح‪ :‬أي وحتى يولج بقبلها‪ .‬أي ولو حائضة أو صائمة أو مظمماهرا‬
‫منها أو معتدة عن شبهة طرأت فممي نكمماح المحلممل أو محرمممة بنسممك أو كممان هممو محرممما بممه أو‬
‫صائما فيصح التحليممل وإن كممان المموطئ حراممما‪ ،‬وخممرج بالقبممل الممدبر فل يحصممل بممالوطئ فيممه‬
‫التحليل كما ل يحصل به التحصين‪ .‬وقوله حشفة‪ :‬أي ولو كان عليها حائل كأن لف عليها خرقممة‬
‫وقوله منه‪ :‬متعلق بمحذوف صفة لحشفة ‪ -‬أي حشفة كائنة من الزوج الخر ‪ -‬وهو قيد خرج بممه‬
‫ما لو أتى بحشفة للغير مقطوعة وأدخلها فل يكفي )قمموله‪ :‬أو قممدرها( أي أو يولممج قممدر الحشممفة‪.‬‬
‫وقوله من فاقدها‪ :‬الجار‬

‫] ‪[ 31‬‬

‫والمجرور متعلق بمحذوف حال من قدرها‪ :‬أي أو يولج قدرها حال كونه ممن فاقمدها‪ :‬أي‬
‫مقطوعها وخرج به إيلج قدر الحشفة مع وجودها كأن يثني ذكره ويدخل قدرها فل يحصممل بممه‬
‫التحليل )قوله‪ :‬مع افتضاض لبكر( متعلق بيولج‪ ،‬وهو شرط في التحليل‪ :‬أي يشممترط فممي تحليممل‬
‫البكر مع إيلج الحشفة افتضاضها فل بد من إزالة البكارة ولو كانت غوراء )قوله‪ :‬وشرط كمون‬
‫اليلج بانتشار للذكر( أي بالفعل ل بالقوة على الصح ‪ -‬كما أفهمه كلم الكثرين ‪ -‬وصرح بممه‬
‫الشيخ أبو حامد وغيره‪ .‬فما قيل إن النتشار بالفعل لم يقل به أحد مردود‪ .‬وقال الزركشي‪ :‬وليس‬
‫لنا نكاح يتوقف على النتشار إل هذا‪ .‬وخرج به ممما إذا لممم ينتشممر لشمملل أو عنممة أو غيرهممما فل‬
‫يحضل به التحليل حتى لو أدخل السليم ذكره بأصبعه مممن غيممر انتشممار لممم يحصممل بممه التحليممل‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬أي معه‪ :‬أفاد به أن الباء الداخلممة علممى انتشممار بمعنممى مممع‪ .‬وقمموله‪ :‬وإن قممل‪ :‬أي ضممعف‬
‫النتشار فإنه يكفي )قوله‪ :‬أو أعين بنحمو أصممبع( غايمة ثانيمة ونمائب الفاعمل ضمممير يعمود علممى‬
‫النتشار‪ :‬أي وإن استعان الواطئ عليه بنحمو أصمبع‪ :‬أي ممرور نحمو أصمبع لمه أولهما‪ .‬وعبمارة‬
‫الممروض وشممرحه‪ :‬بشممرط النتشممار لللممة وإن ضممعف النتشممار واسممتعان باصممبعه أو أصممبعها‬
‫ليحصل ذوق العسيلة‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ول يشممترط( أي فممي التحليممل‪ .‬وقمموله‪ :‬إنممزال أي للمنممي )قمموله‪:‬‬
‫وذلك( أي حرمتها عليه حتى تنكح الخ‪ .‬وقوله للية وهي‪) * :‬فإن طلقها ‪ -‬أي الثالثممة ‪ -‬فل تحممل‬
‫له من بعد حتى تنكح زوجا غيره( * )قوله‪ :‬والحكمة في اشتراط التحليل( أي وهو نكاحها زوجا‬
‫غيره وتطليقها وانقضاء عدتها )قوله‪ :‬التنفير من استيفاء ما يملكه( أي الممزوج مممن الطلق ثلثمما‬
‫إن كان حرا أو اثنتين إن كان عبدا وأوضح المام القفال حكمة اشتراط التحليممل فقممال وذلممك لن‬
‫ال تعالى شرح النكاح للستدامة وشرع الطلق الذي يملك فيه الرجعة لجل الرجعة‪ ،‬فكمأن ممن‬
‫لم يقبل هذه الرخصة صار مستحقا للعقوبة‪ ،‬ونكاح الثاني فيه غضاضممة علممى الول‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقمموله‬
‫غضاضة‪ :‬أي مرارة‪ .‬والمراد لزمها‪ :‬وهو الصعوبة )قوله‪ :‬ويقبل قولها أي المطلقة في تحليممل(‬
‫أي فإذا ادعت أنها نكحت زوجا آخر وأنه طلقها وانقضمت عمدتها تصمدق فمي ذلمك لكمن بيمينهما‬
‫على ما سيأتي )قوله‪ :‬وانقضاء عدة( معطمموف علممى تحليممل ممن عطممف الخمماص علممى العممام‪ :‬إذ‬
‫التحليل شامل له ولغيره من بقية الشروط )قوله‪ :‬عنممد إمكممان( متعلممق بيقبممل أن يقبممل قولهمما عنممد‬
‫إمكانه بأن مضى زمن يمكن فيممه الممتزوج وانقضمماء العممدة )قمموله‪ :‬وإن كممذبها الثمماني الممخ( غايممة‬
‫للقبول‪ :‬أي يقبل قولها في ذلك وإن كذبها الثاني الذي هو المحلل في وطئه لها بأن قال لهمما‪ :‬إنممي‬
‫لم أطأك‪ .‬وقمموله لعسممر إثبمماته‪ :‬أي المموطئ‪ ،‬وهممو تعليممل لقبممول ممما ذكممر مممع التكممذيب المممذكور‪.‬‬
‫ومقتضاه أنه ل يقبل قولها في أصل النكاح إذا أنكره الثاني‪ :‬إذ ل يعسممر إثبمماته وليممس كممذلك بممل‬
‫يقبل قولها في ذلك وإن كذبها الزوج فيه‪ .‬نعم‪ :‬إن انضم معه الولي والشممهود وكممذبها الجميممع فل‬
‫يقبل قولها ‪ -‬كما هو صريح التحفة ‪ -‬ونصها‪ :‬ويكره تزوج من ادعممت التحليممل لممزم إمكممانه ولممم‬
‫يقع في قلبه صدقها وكذبها زوج عينته في النكاح أو الوطئ وإن صدقناه في نفيه حممتى ل يلزمممه‬
‫مهر أو نصفه ما لم ينضم لتكذيبه في أصل النكاح تكممذيب الممولي والشممهود‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفممي ق ل علممى‬
‫الجلل ممما نصممه‪ :‬وتصممدق فممي عممدم الصممافة وإن اعممترف بهمما المحلممل فليممس للول تزوجهمما‬
‫وتصدق في دعوى الوطئ إذا أنكره المحلل أو الزوج كما تصدق إذا ادعممت التحليممل وإن كممذبها‬
‫الولي أو الشهود أو الزوج أو اثنان من هؤلء الثلثة ل إن كذبها الجميع‪ ،‬ويكره نكمماح مممن ظممن‬
‫كذبها فيه‪ .‬ولو رجع الزوج عن التكذيب قبل أو رجعت هي عن الخبار بالتحليل قبلت قبممل عقممد‬
‫الزوج ‪ -‬ل بعده ‪ -‬ا‍ه )قوله‪ :‬وإذا الخ( أصل المتن‪ :‬وللول نكاحها‪ .‬فقوله‪ :‬إذا ادعت الممخ دخممول‬
‫عليه )قوله‪ :‬وحلفت عليهما( أي على النكاح وانقضاء العدة‪ .‬قال البجيرمي‪ :‬ل يحتاج إلى الحلممف‬
‫إل إذا أنكر المحلل بعد طلقه الوطئ‪ .‬أو قال ذلك وليها‪ ،‬أما إذا لم يعارض أحد وصدقها الممزوج‬
‫الول فل يحتاج إلى يمينها ‪ -‬كما أفاده شمميخنا الحفنمماوي‪ .‬ا‍ه )قمموله‪ :‬وإن ظممن كممذبها( غايممة فممي‬
‫الجواز‪:‬‬

‫)‪ (1‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪.230 :‬‬

‫] ‪[ 32‬‬

‫أي جاز للول ذلك وإن ظن كذبها‪ .‬وعبارة الممروض وشممرحه‪ :‬ولممه أي للول ‪ -‬تزوجهمما‬
‫وإن ظن كذبها‪ ،‬لكن يكره فإن كذبها ‪ -‬بأن قال‪ :‬هي كاذبممة منعنمماه مممن تزوجهمما إل إن قممال بعممده‬
‫تبينت صدقها ‪ -‬فله تزوجها لنه ربما انكشف له خلف ما ظنه‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬لن العبرة الممخ( علممة‬
‫لجواز نكاحها مع ظنه كذبها‪ .‬وقوله بقول أربابها‪ :‬أي أصحابها‪ :‬أي والزوجة المدعية ذلك منهممم‬
‫في الجملة أو قوله ول عبرة بظن الخ من جملة العلة‪ .‬وقوله‪ :‬ل مسممتند لممه‪ :‬أي شممرعي وعبممارة‬
‫التحفة‪ ،‬وإنما قبل قولها في التحليل ممن ظمن المزوج كمذبها لمما ممر أن العمبرة فمي العقمود بقمول‬
‫أربابها وأن ل عبرة بالظن إذا لم يكن له مستند شرعي‪ ،‬وقد غلط المصنف ‪ -‬كالمام المخممالف ‪-‬‬
‫في هذا‪ ،‬ولكمن انتصمر لمه الذرعمي وأطمال‪ .‬ا‍ه )قموله‪ :‬ولمو ادعمى الثماني( أي المحلمل‪ .‬وقموله‬
‫الوطئ‪ :‬أي أنه وطئها‪ .‬وقوله‪ :‬وأنكرته‪ ،‬أي الوطئ )قوله‪ :‬لممم تحمل للول( أي لن القمول ‪ -‬كمما‬
‫تقدم في الصداق ‪ -‬قول نافي الوطئ )قوله‪ :‬ولو قالت‪ :‬لم أنكح الخ( عبممارة شممرح الممروض‪ :‬ولممو‬
‫قالت‪ :‬أنا لم أنكح ثم رجعت وقالت‪ :‬كذبت بل نكحت زوجمما ووطئنممي وطلقنممي واعتممددت وأمكمن‬
‫ذلك وصدقها الزوج فله نكاحها‪ .‬ولو قالت‪ :‬طلقني ثلثا ثم قالت‪ :‬كممذبت ممما طلقنممي إل واحممدة أو‬
‫اثنتين فله التزوج بها بغير تحليل‪ .‬قال في النوار‪ :‬ووجهه أنها لم تبطل برجوعهمما حقمما لغيرهمما‪.‬‬
‫وقد يقال‪ :‬أبطلت حق ال تعالى وهو التحليل‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وادعت نكاحا( أي تحل به للول‪ .‬وقوله‬
‫بشرطه‪ :‬أي النكاح الذي تحل بمه للول وشممرطه مفممرد مضمماف فيعمم‪ :‬أي شمروطه وهمي كممونه‬
‫صحيحا وكونها وطئت فيه وكون الزوج المحلل طلقها وكونها انقضت عدتها )قوله‪ :‬جمماز للول‬
‫نكاحها إن صدقها( خرج به ما لو كذبها فل يجوز له نكاحها وانظر لو ظن كذبها‪ :‬هل يجمموز لممه‬
‫أن يتزوج بها أيضا كما إذا لم يسبق إنكار منها أو ل ؟ وعلى عدم الجواز فانظر الفممرق بيممن ممما‬
‫هنا وبين ما تقدم من أنه يجموز لمه فيممه نكاحهما وإن ظممن كمذبها‪ ،‬ويمكممن أن يفممرق بتقممديم إنكمار‬
‫النكاح هنا دون ما تقدم )قموله‪ :‬أي المطلقممة( بيممان للفاعممل‪ :‬وقمموله زوجهمما الول‪ :‬بيممان للمفعممول‬
‫)قوله‪ :‬أنها تحللت( أي نكحت نكاحا صحيحا بشروطه السابقة )قوله‪ :‬ثم رجعت( أي عما أخبرت‬
‫به وبين الرجوع بقوله‪ :‬وكذبت نفسها )قوله‪ :‬قبلت دعواها( أي الرجوع عن قولهمما الول )قمموله‪:‬‬
‫قبل عقد عليها( متعلق بقبلت أو بمحذوف حممال مممن نممائب فمماعله الممذي قممدره الشممارح )قمموله فل‬
‫يجوز له( أي للول نكاحها‪ ،‬وهو مفرع على قبول دعواها )قموله‪ :‬ل بعمده( معطموف علمى قبمل‬
‫عقد‪ .‬وقوله أي ل يقبل الخ‪ :‬بيان لمفهومه‪ .‬وقوله‪ :‬إنكارها التحليل‪ :‬أي وهممو دعواهمما الممتي عممبر‬
‫بها آنفا‪ ،‬وكان النسب التعبير بها هنا أيضمما )قمموله‪ :‬لن رضمماها بنكمماحه( أي الول‪ ،‬وهممو علممة‬
‫لعدم قبول ذلك بعد العقد‪ .‬وقوله يتضمن العتراف‪ .‬أي القرار منها بوجود التحليمل‪ .‬وقموله‪ :‬فل‬
‫يقبل منها خلفه‪ :‬أي خلف ممما اعممترفت بممه )قمموله‪ :‬وإن صممدقها الثمماني فممي عممدم الصممابة( أي‬
‫الوطئ وهو غاية لعدم قبول إنكارها بعد العقد‪ ،‬وكممان المناسممب أن يقممول فممي عممدم التحليممل لفقممد‬
‫شرط من شروطه كالصابة‪ .‬وقوله لن الحق الخ‪ :‬علة لعدم قبممول إنكارهمما بعممد العقممد‪ ،‬والمممراد‬
‫بالحق انتفاعه بالبضع بسبب العقد )قوله‪ :‬على رفعه( أي الحق أي إزالته‪ .‬فرع‪ :‬قال فمي التحفمة‪:‬‬
‫وفي الحاوي لو غاب بزوجته ثم رجع وزعم موتهمما حممل لختهمما نكمماحه ‪ -‬بخلف ممما لممو غممابت‬
‫زوجته وأختها فرجعت‪ :‬أي الخت وزعمت موتها لم تحل له‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬تتمة( أي فيما يثبت به‬
‫الطلق )قوله‪ :‬إنما يثبت الطلق( أي على الزوج المنكر له )قوله‪ :‬كالقرار به( أي‬

‫] ‪[ 33‬‬

‫بالطلق‪ .‬وصورة ذلك أن يقر بالطلق ثم ينكره فإذا ادعى عليه بإقراره بممه ل يقبممل ذلممك‬
‫إل بشهادة رجلين )قوله‪ :‬بشهادة الخ( متعلق بيثبت‪ .‬وقوله رجلين الخ‪ :‬ذكر ثلثة شروط الذكورة‬
‫والحرية والعدالة‪ ،‬فلو فقد واحد منها ل يحكم بوقوع الطلق ‪ -‬كما بينه بعممد بممالتفريع )قمموله‪ :‬فل‬
‫يحكم الخ( وذلك لنه مما يظهر للرجال غالبا وهو ل يقبل فيه شهادة النساء‪ .‬وقوله بوقمموعه‪ :‬أي‬
‫الطلق‪ .‬وقوله‪ :‬بشهادة الناث‪ :‬أي على الطلق أو على القرار به )قوله‪ :‬ولو مممع رجممل( غايممة‬
‫في عدم جواز الحكم بشهادة الناث )قوله‪ :‬أو كن أربعا( أي ولو كانت الناث أربعا فل يقبل لممما‬
‫علمت )قوله‪ :‬ول بالعبيد( معطوف على قوله بشمهادة النماث‪ :‬أي ول يحكممم بوقمموعه بالعبيمد أي‬
‫بشهادتهن‪ ،‬وهذا مفهوم الحرية والذي قبله مفهوم الممذكورة‪ .‬وقمموله ولممو صمملحاء‪ :‬أي ولممو كممانت‬
‫العبيد صلحاء فل يحكم بشهادتهم‪ .‬وقوله‪ :‬ول بالفساق‪ ،‬معطوف على قمموله‪ :‬بشممهادة النمماث‪ :‬أي‬
‫ول يحكم بالفساق أي بشهادتهم وهذا مفهوم العدالة )قوله‪ :‬ولممو كممان الممخ( غايممة فممي عمدم جمواز‬
‫الحكم بشهادة الفساق )قوله‪ :‬بل عذر( قيد في إخراج المكتوبة عن وقتها الذي يفسمق بمه‪ .‬وخمرج‬
‫به ما إذا كان بعذر فل يكون مفسقا )قوله‪ :‬ويشترط للداء( أي أداء الشهادة بالطلق عند الحمماكم‬
‫وقبولها منه‪ .‬والمراد يشممترط لصممحة الشممهادة علممى الطلق أداء وقبممول‪ .‬وقمموله أن يسمممعاه‪ :‬أي‬
‫المذكور من الطلق والقرار به فل تقبل شهادة الصم به‪ .‬وقوله‪ :‬ويبصر المطلق‪ ،‬أي أو المقر‬
‫به فل نقبل شهادة العمى فيه لجممواز أن تشممتبه الصمموات‪ ،‬وقممد يحمماكي النسممان صمموت غيممره‬
‫فيشتبه به إل أن يقر شخص في إذنه فيمسممكه حممتى يشممهد عليممه عنممد قمماض أو يكممون عممماه بعممد‬
‫تحمله والمشهود عليه معروف السم والنسب فتقبل شممهادته لحصممول العلممم بممأنه المشممهود عليممه‬
‫)قوله‪ :‬حين النطق به( أي بالطلق )قوله‪ :‬فل يصح تحملهممما( أي الشمماهدين‪ .‬وهممو تفريممع علممى‬
‫مفهوم الشرط الثاني‪ :‬أعني أن يبصرا فقط بدليل ما بعده‪ ،‬وكان الولى أن يفرع عليممه وعلممى ممما‬
‫قبله وهو أن يسمعاه بأن يقول‪ :‬فل يصح تحملهما لكونهما أصمين أو لم يريا المطلق )قمموله‪ :‬مممن‬
‫غير أن يريا المطلق( أي لعمي قائم بهما أو ظلمة )قوله‪ :‬لجممواز اشممتباه الصمموات( تعليممل لعممدم‬
‫صحة التحمل اعتمادا على الصوت )قوله‪ :‬وأن يبينا الخ( معطوف على أن يسمعاه‪ :‬أي ويشترط‬
‫أن يبين الشاهدان اللفظ الصادر من الزوج من صريح أو كناية‪ .‬وهذا شرط للقبول )قوله‪ :‬ويقبممل‬
‫فيه( أي في الطلق )قوله‪ :‬شهادة أبي المطلق وابنها( أي الذي يأتي للشارح في باب الشهادة أنممه‬
‫ل ترد شهادة الفرع على أبيه بطلق ضرة أمه وعبارته هناك‪ :‬ول ترد علممى أبيممه بطلق ضممرة‬
‫أمه طلقا بائنا وأمه تحته‪ ،‬أما رجعي فتقبمل قطعما‪ .‬هممذا كلمه فمي شممهادة حسمبه المخ‪ .‬ومثلمه فممي‬
‫المنهاج‪ ،‬ولم يذكر ابن حجر وم ر أنه يجوز ذلك في مسألتنا‪ .‬ثم رأيممت فممي الممروض ‪ -‬فممي بمماب‬
‫الشهادة ‪ -‬ما ذكره الشارح‪ ،‬وعبارته مع شرحه‪ :‬وتقبل شهادته على الب بتطليق ضرة أمه وقممد‬
‫قذفها وإن جر نفعا إلى أمه‪ :‬إذ ل عبرة بمثل هذا الجر ل شممهادته لمممه بطلق أو رضمماع إل إن‬
‫شهد لها حسبة‪ .‬ا‍ه‪ .‬لكن الذي في العبارة المذكورة شهادة البن بطلق زوجها لها ل شهادة أبيهمما‬
‫له‪ ،‬ويمكن أن يقاس على البن‪ .‬فكما قبلت شهادة البن بالطلق قبلت شهادة الب فيصح ما قاله‬
‫المؤلف هنا من قبول شهادة أبي المطلقة وابنها )قوله‪ :‬إن شهد أحسبه( وهي ممما قصممد بهمما وجممه‬
‫ال فتقبل قبل الستشهاد‪ .‬وخرج بذلك ما لو شهدا ل حسبة‪ ،‬بل بتقممدم دعمموى فل تقبممل شممهادتهما‬
‫لها للتهمة )قوله‪ :‬ولو تعارضت الخ( يعني لو ادعى الزوج أنه طلقهمما طلقمما معلقمما وادعممت هممي‬
‫أنه منجز وأقاما بينتين متعارضتين بأن لم تؤرخا بتاريخين مختلفين بأن أطلقتا أو أرختمما بتاريممخ‬
‫واحد أو أطلقت إحداهما وأرخت الخرى ‪ -‬كما تقدم غيممر مممرة ‪ -‬قممدمت بينممة التعليممق لن معهمما‬
‫زيادة علم بسماع التعليق وال سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫] ‪[ 34‬‬

‫فصل في الرجعة أي فممي بيممان أحكامهمما‪ .‬وذكرهمما عقممب الطلق لنهمما تممترتب عليممه فممي‬
‫الجملة‪ :‬أي فيما إذا كان رجعيا وأصلها الباحة‪ ،‬وتعتريها أحكام النكاح السابقة‪ ،‬وهممي‪ :‬الوجمموب‬
‫على من طلق إحدى زوجتيه قبل أن يوفي لها ليلتها‪ ،‬والحرمة فيما إذا ترتب عليها عدم القسم أو‬
‫عجز عن النفاق‪ ،‬والكراهة حيث سن الطلق‪ ،‬والندب حيممث كمان الطلق بممدعيا والصممل فيهمما‬
‫قبممل الجممماع قمموله تعممالى‪) * :‬وبعممولتهن أحممق بردهممن فممي ذلممك( * أي فممي العممدة * )إن أرادوا‬
‫إصلحا( * أي رجعة‪ :‬كما قال الشافعي رضي ال عنه‪ :‬وقوله تعالى‪) * :‬الطلق مرتان فإمساك‬
‫بمعروف أو تسريح بإحسان( * والرد والمساك مفسران بالرجعممة‪ .‬وقموله )ص(‪ :‬أتمماني جبريمل‬
‫فقال لي‪ :‬يا محمد راجع حفصة فإنها صوامة قوامة‪ ،‬وأنها زوجتممك فممي الجنممة‪ .‬وأركانهمما ثلثممة‪:‬‬
‫مرتجع‪ ،‬ومحل‪ ،‬وصيغة‪ ،‬والمراد بالمرتجع الزوج أو من يقوم مقامه من وكيل فيما إذا وكممل أن‬
‫يراجع زجته وولي فيما إذا جن من قد وقع عليه الطلق وكان الصلح في الرجعة‪ ،‬وشممرط فيممه‬
‫أهلية عقد النكاح بنفسه‪ ،‬بأن يكون بالغا عاقل مختارا‪ ،‬وشرط في المحممل كممونه زوجممة موطمموءة‬
‫وفي معنى الوطئ استدخال المني المحترم معينة قابلة للحل مطلقة مجانا لم يستوف عدد طلقهمما‬
‫وتكون الرجعة في العدة‪ .‬فخرج بالزوجة الجنبية‪ ،‬وبالموطوءة والملحقة بها المطلقة قبل الوطئ‬
‫وما في معناه فل تصح رجعتها لبينونتها بالطلق قبل الدخول وبالمعينة المبهمة‪ ،‬فلو طلق إحدى‬
‫زوجتيه مبهمة ثم راجعها أو طلقهما جميعا ثم راجع إحداهما مبهمة لم تصممح الرجعممة‪ ،‬وبالقابلممة‬
‫للحل المرتدة فل تصح رجعتها في حال ردتها لن مقصود الرجعة الحل والردة تنافيه‪ ،‬وكاذا لو‬
‫ارتد الزوج أو ارتدا معا‪ .‬وبالمطلقة المفسوخ نكاحهمما فل رجعممة فيهما وإنمما تسمترد بعقممد جديممد‪،‬‬
‫وبمجانا المطلقة بعوض فل رجعة فيها أيضا بل تحتاج إلى عقد جديد‪ ،‬وبلم يستوف عدد طلقهمما‬
‫المطلقة ثلثا فل تحل له إل بمحلل ‪ -‬كما تقدم ‪ -‬ويفي العدة ما إذا انقضت عدتها فل تحممل لممه إل‬
‫بعقد جديد‪ .‬وشرط في الصيغة لفظ يشعر بالمراد صريحا كان أو كناية بشرط عممدم التعليممق ولممو‬
‫بمشيئتها وعدم التأقيت‪ .‬فلو قال‪ :‬راجعتك إن شئت‪ ،‬فقالت‪ :‬شئت لم تصح الرجعة‪ ،‬وكذا لو قممال‪:‬‬
‫راجعتك شهرا‪ .‬ول تصح النية من غير لفظ ول بفعل كوطئ‪ ،‬خلفا للمام أبي حنيفة رضي الم‬
‫عنه‪ .‬نعم‪ :‬لو صدر ذلك من كفار واعتقدوه رجعة ثم ترافعوا إلينا وأسلموا أقررناهم ويقمموم مقممام‬
‫اللفظ الكتابة مع النية وإشارة الخرس المفهمة كسممائر العقمود‪ .‬وجميممع هممذه الركممان مممع معظممم‬
‫الشروط تفلم من كلمه )قوله‪ :‬هي( أي الرجعة بفتح الراء وكسرها‪ ،‬والول أفصممح‪ :‬وقمموله لغممة‬
‫المرة‪ :‬أي حتى على الكسر‪ .‬ول يخالفه قول ابن مالك‪ :‬وفعله لمممرة كجلسممة وفعلممه لهيئة كجلسممة‬
‫لن ذلك أغلبي ‪ -‬ل كلي ‪ -‬وقوله‪ :‬من الرجوع‪ :‬حال من المرة‪ :‬أي حممال كممون المممرة كائنممة مممن‬
‫الرجمموع‪ ،‬سممواء كممان مممن الطلق أو غيممره‪ ،‬فيكممون المعنممى اللغمموي أعممم مممن الشممرعي )قمموله‪:‬‬
‫وشرعا( عطف على لغة )قوله‪ :‬رد المرأة( من إضافة‬

‫)‪ (1‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪ (2) .228 :‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪.229 :‬‬

‫] ‪[ 35‬‬

‫المصدر لمفعمموله بعممد حممذف الفاعممل‪ :‬أي رد الممزوج أو القممائم مقممامه المممرأة )قمموله‪ :‬إلممى‬
‫النكاح( أي الكامل‪ ،‬وإل فهي قبل الرد في نكاح لن لها حكم الزوجة في النفقممة ونحوهمما كلحمموق‬
‫الطلق والظهار‪ ،‬إل أنه ناقص لعدم جواز التمتع بها )قوله‪ :‬مممن طلق( متعلممق بممرد‪ ،‬وهممو قيممد‬
‫أول خرج به وطئ الشبهة والظهار واليلء فإن استباحة الوطئ فيها بعد زوال المممانع ل يسمممى‬
‫رجعة‪ :‬وقوله‪ :‬غير بائن‪ ،‬قيد ثان خرج به البائن‪ :‬كالمطلقمة بعموض‪ ،‬والمطلقمة ثلثما‪ ،‬وقمد تقمدم‬
‫حكمهما‪ .‬وقوله في العدة‪ :‬أي عدة الطلق‪ ،‬وهو متعلممق بمرد خممرج بمه مما إذا انقضمت العمدة فل‬
‫تحل له إل بعقد جديد ‪ -‬كما تقدم ‪ -‬وقال بعضهم‪ :‬إن هذا لليضاح لنها بعدها تصير بائنمما‪ ،‬وفممي‬
‫التحفة والنهاية وغيرهما زيادة على وجه مخصوص بعد قوله في العممدة ويشممار بممه إلممى شممروط‬
‫الرجعة المعتبرة فمي صمحتها وقمد علمتهما )قموله‪ :‬صمح رجموع مفارقمة( أي اممرأة مفارقمة‪ :‬أي‬
‫فارقها زوجها وهو شروع في بيان شروط الرجعة‪ ،‬وذكر منهمما سممتة‪ :‬أن يكممون الفممراق بطلق‪،‬‬
‫وأن ل يبلغ أكثره‪ ،‬وأن يكون مجانا‪ ،‬وأن يكون بعد وطممئ‪ ،‬وأن يكممون قبممل انقضمماء العممدة‪ ،‬وأن‬
‫يكممون الرجمموع بصمميغة‪ .‬وبقممي منهمما كممون المطلقممة قابلممة للحممل للمراجممع‪ ،‬فلممو أسمملمت الكممافرة‬
‫واستمرت وراجعها في كفمره لمم يصمح‪ ،‬وكونهما معينمة ‪ -‬كمما تقمدم التنمبيه علمى ذلمك ‪) -‬قموله‪:‬‬
‫بطلق( متعلق بمفارقة )قوله‪ :‬دون أكثره( الظرف متعلق بمحممذوف صممفة لطلق‪ :‬أي طلق لممم‬
‫يبلمع أكمثره )قموله‪ :‬فهمو( أي أكمثر الطلق‪ .‬وقموله ثلث لحمر‪ :‬أي ثلث طلقمات بالنسمبة للحمر‪:‬‬
‫وقوله‪ :‬وثنتان لعبد‪ :‬أي وهو بالنسبة للعبد ثنتان )قوله‪ :‬مجانا( حال من النكرة وهممو طلق‪ ،‬وهممو‬
‫جائز عند بعضهم )قوله‪ :‬بل عوض( بيان لمجانا )قوله‪ :‬بعد وطئ( متعلق بمفارقممة أو بمحممذوف‬
‫صفة لطلق )قوله‪ :‬أي في عدة وطئ( أنظر هذا التفسير فإنه إن جعممل تفسممير مممراد لقمموله‪ :‬بعممد‬
‫وطئ المتعلق بمفارقة أو بمحذوف صفة لطلق لزم تعلقه هو بهما أيضا فيصير التقممدير مفارقممة‬
‫في أثناء العدة أو طلق كائن في أثناء العدة وهو ل معنى له‪ ،‬وإن جعل قيدا زائدا متعلقا برجوع‬
‫كان مكررا مع قوله قبل انقضاء عدة إذا علم ذلممك فالصممواب إسممقاطه أو تممأخيره عممن قمموله قبممل‬
‫انقضاء عدة ويكون تفسير مراد له لن قوله قبل انقضاء صادق بما إذا قارنت الرجعة النقضمماء‬
‫‪ -‬كما في البجيرمي ‪ -‬وفي هذه الحالة ل تصح الرجعة‪ ،‬كما نص عليه فممي التحفممة فبتفسمميره بممما‬
‫ذكر تخرج هذه الحالة )قوله‪ :‬قبل انقضاء عدة( متعلق برجوع‪ :‬أي رجوع قبل انقضاء عممدة‪ :‬أي‬
‫قبل تمام عدة الزوج فلو وطئت في عدته بشبهة وحملت منه فإنها تنتقل لعممدة الحمممل ممن الشممبهة‬
‫وبعد ذلك تكمل عدة الطلق‪ ،‬فلو راجعها في عدة الشبهة صح لكونها رجعة قبل تمام عدة ولكممن‬
‫ل يستمتع بها حتى تقضيها )قوله‪ :‬فل يصح رجوع مفارقة الخ( شروع في أخذ محترزات القيود‬
‫المارة )قوله‪ :‬بغير طلق( محترز قوله‪ :‬بطلق‪ .‬وقوله كفسممخ‪ :‬تمثيممل للمفارقممة بغيممر طلق‪ :‬أي‬
‫فل تصح الرجعة فيه لنه إنما شرع لدفع الضرر فل يليق به جمواز الرجعمة )قموله‪ :‬ول مفارقمة‬
‫الخ( معطوف على مفارقة بغير طلق‪ .‬وقموله‪ :‬بممدون ثلث مممع عمموض‪ :‬محممترز قمموله‪ :‬مجانمما‪،‬‬
‫وقوله‪ :‬كخلع‪ ،‬تمثيل للمفارقة بالعوض‪ .‬وقوله‪ :‬لبينونتها‪ ،‬علة لعدم صحة الرجوع فيه ‪ -‬أي وإنما‬
‫لم يصح لبينونتها بالعوض‪ :‬إذ هي تملك نفسها بممه )قموله‪ :‬ومفارقممة قبممل وطممئ( معطمموف أيضمما‬
‫على مفارقة بغير طلق‪ ،‬وهو محترز قوله بعد وطئ‪ .‬وقوله إذ ل عدة عليهمما‪ :‬علمة لعممدم صممحة‬
‫الرجعة أيضا‪ :‬أي فل يصح الرجوع في المفارقة قبل الوطئ لنه ل عدة عليها‪ ،‬وشمرط الرجعمة‬
‫أن تكون في عدة )قوله‪ :‬ول من انقضت عدتها( الموصمول واقمع علمى مفارقمة ومعطموف علمى‬
‫مفارقة بغير طلق أيضا أي ول يصح رجوع المفارقة التي انقضت عدتها‪ .‬وقوله لنها صممارت‬
‫أجنبية علة له‪ :‬أي وإنما لم يصح ممن انقضت عدتها لنها صارت أجنبية بانقضاء العممدة )قمموله‪:‬‬
‫ويصح تجديد نكاحهن( أي المفارقة بالفسخ والمفارقة بعمموض والمفارقممة قبممل المموطئ والمفارقممة‬
‫التي انقضت عدتها )قوله‪ :‬بإذن جديد( هذا في غير المفارقة قبل الوطئ إذا كانت بكرا‪ ،‬أممما هممي‬
‫فل يشترط إذن جديد منها )قوله‪ :‬ول مفارقة بالطلق الثلث( معطوف أيضا‬

‫] ‪[ 36‬‬

‫على مفارقة بغير طلق أيضا‪ ،‬وهو محترز قموله‪ :‬دون أكمثره علمى سمبيل اللمف والنشمر‬
‫المشوش‪ ،‬ولعله ارتكبه لكون الحكم في غير الخيرة واحدة بخلفه في الخيرة فإنه مخالف لممه ‪-‬‬
‫كما بينه بقوله فل يصح نكاحهمما ‪ -‬أي المفارقممة بممالطلق الثلث إل بعممد التحليممل‪ :‬أي بممأن تنكممح‬
‫زوجا آخر ويطلقها وتنقضي عدتها )قوله‪ :‬وإنما يصح الرجوع براجعممت الممخ( شممروع فممي بيممان‬
‫الصيغة‪ .‬وقوله أو رجعت‪ :‬أي بتخفيف الجيم‪ :‬قال تعالى‪) * :‬فإن رجعك ال( * )قمموله‪ :‬زوجممتي(‬
‫تنازعه كل من راجعت ورجعت وقوله أو فلنة‪ :‬أي هو مخير بين أن يقممول‪ :‬زوجممتي أو يقممول‪:‬‬
‫فلنة ويذكر اسمها كفاطمة‪ ،‬ومثله ما لو أتي بضمير المخاطبممة كراجعتممك وفمي المغنممى تنمبيه ل‬
‫يكفي مجرد راجعت أو ارتجعت أو نحو ذلك‪ ،‬بل ل بد مممن إضممافة ذلممك إلممى مظهممر‪ :‬كراجعممت‬
‫فلنة‪ ،‬أو مضمر‪ .‬كراجعتك‪ ،‬أو مشار إليه‪ :‬كراجعت هذه‪ .‬ا‍ه‪) :‬قوله‪ :‬وإن لم يقل الخ( غايممة فممي‬
‫صحة الرجوع الخ‪ ،‬وهي للتعميم‪ :‬أي يصح بما ذكممر ويكممون صممريحا فيممه ‪ -‬سممواء أضممافه إلممى‬
‫نفسه‪ :‬كإلي نكاحي‪ ،‬أو إلي بتشديد التحتية‪ ،‬أم ل )قوله‪ :‬لكممن يسممن( إسممتدراك مممن صممحته بممدون‬
‫ذلك الموهم أنه غير سنة أيضا‪ .‬وقوله‪ :‬أن يزيد أحدهما‪ :‬أي هو إلى نكاحي‪ ،‬أو إلي بتشديد الياء‪،‬‬
‫وقوله مع الصيغة‪ :‬أي صميغة الرجعمة بمأن يقمول‪ :‬رجعمت زوجمتي إلمى نكماحي أو إلمي )قموله‪:‬‬
‫ويصح( أي الرجوع‪ .‬وقوله‪ :‬برددتها إلى نكاحي‪ :‬أي إلي وهو صممريح أيضمما لكممن مممع الضممافة‬
‫المذكورة‪ .‬قال م ر‪ :‬لن الرد وحده المتبادر منه إلى الفهم ضد القبممول‪ ،‬فقممد يفهممم منممه الممرد إلممى‬
‫أهلها بسمبب الفممراق‪ ،‬فاشممترط ذلمك فممي صمراحته‪ ،‬خلفمما لجممع‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثلمه فممي التحفمة )قموله‪:‬‬
‫وبأمسكتها( أي ويصح بأمسكتها‪ ،‬وهو صريح‪ .‬ول يشترط فيه الضافة لكن تندب فيه‪ ،‬خلفا لما‬
‫في الروضة من اشتراط ذلك فيممه أيضمما كممالرد )قموله‪ :‬وأممما عقممد النكمماح الممخ( أي وأممما جريممان‬
‫صورة عقد النكاح على الرجعية بإيجاب وقبول فكناية رجعة‪ ،‬وذلك بأن يبتدئ وليها بإيجاب بأن‬
‫يقول له‪ :‬زوجتك بنتي فيقول المرتجع‪ :‬قبلت نكاحها قاصدا الرجعة‪ .‬وفي البجيرممي‪ :‬فمإذا جمرى‬
‫بينه وبين الولي عقد النكاح بإيجاب وقبول فهو كناية في الرجعية لن ما كان صريحا في شئ ل‬
‫يكون صريحا في غيره كالطلق والظهار‪ ،‬فإن نوى فيما إذا عقمد علمى الرجعمة بإيجماب وقبمول‬
‫الرجعة حصلت وإل فل‪ .‬ول يلزم المال الذي عقممد بممه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقمموله‪ :‬تحتمماج إلممى نيممة‪ :‬ظمماهره أن‬
‫الولي ينوي بقوله‪ :‬زوجتك الرجاع‪ ،‬والمرتجع‪ :‬ينوي الرتجاع‪ ،‬والظمماهر أن الممولي ل يشممترط‬
‫نيته ذلك‪ .‬إذ ل فائدة فيها‪ .‬فليراجع )قوله‪ :‬ول يصح تعليقها( أي صمميغة الرجعممة‪ ،‬ومثممل التعليممق‬
‫التأقيت فهو ل يصح أيضما كراجعتمك شمهرا‪ .‬وقموله‪ :‬كراجعتمك المخ‪ :‬تمثيمل للتعليمق‪ .‬وقموله إن‬
‫شئت‪ :‬هو بكسر الهمزة والتاء‪ ،‬فلممو ضممم التمماء مممن شممئت أو فتممح الهمممزة مممن أن أو أبممدلها بممإذا‬
‫صحت الرجعة ل فرق بين النجوى وغيره‪ ،‬وقيل يفرق بين النجوى وغيره ‪ -‬وهو المعتمد ‪ -‬ا‍ه‪.‬‬
‫بجيرمي )قوله‪ :‬ول يشترط الشهاد عليها( أي على الرجعة‪ ،‬وهممذا فممي الجديممد لن الرجعممة فممي‬
‫حكم إستدامة النكاح‪ ،‬وممن ثمم لمم يحتمج لمولي ول لرضماها‪ ،‬ولقموله تعمالى‪) * :‬وبعمولتهن أحمق‬
‫بردهن في ذلك( * ولخبر أنه )ص(‪ :‬قال لعمر‪ :‬مره فليراجعها ولم يذكر فيها إشهادا‪ .‬وفي القديم‬
‫يجب الشهاد‪ ،‬لظاهر آية‪) * :‬وأشهدوا ذوي عدل منكم( * قال في المغني‪ :‬وأجمماب الول بحمممل‬
‫ذلك على الستحباب‪ :‬كما في قوله تعالى‪) * :‬وأشهدوا إذا تبايعتم( * للمممن مممن الجحممود‪ ،‬وإنممما‬
‫وجب الشهاد على النكاح لثبات الفراش‪ ،‬وهو ثممابت هنمما )قمموله‪ :‬فممروع( أي ثلثممة الول قمموله‬
‫يحرم الخ‪ ،‬الثاني قوله‪ :‬وتصدق الممخ‪ ،‬الثممالث قمموله ولممو ادعممى رجعممة الممخ )قموله‪ :‬يحممرم التمتممع‬
‫برجعية الخ( أي قبل الرجعة‬

‫)‪ (1‬سورة التوبة‪ ،‬الية‪ (3) .83 :‬سورة الطلق‪ ،‬الية‪ (2) .2 :‬سورة البقرة‪ ،‬اليممة‪ (4) .228 :‬سممورة البقممرة‪ ،‬اليممة‪:‬‬
‫‪.282‬‬

‫] ‪[ 37‬‬

‫لنها مفارقة كالبائن وأيضا النكاح يبيحه فيحرمه الطلق لنه ضممده‪ .‬قممال سممم‪ :‬وعممد فممي‬
‫الزواجر من الكبائر وطئ الرجعية قبل ارتجاعها من معتقد تحريمه‪ ،‬ثم قال‪ :‬وعد هذا كممبيرة إذا‬
‫صدر من معتقد تحريمه غير بعيد إلى آخر ما أطال في بيانه‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ولو بمجرد نظممر( غايممة‬
‫لمقدر‪ :‬أي يحرم التمتع بسائر التمتعات ولممو كممان بمجممرد النظممر‪ :‬سممواء كممان بشممهوة أو غيرهمما‬
‫)قوله‪ :‬ول حد إن وطئ( أي ول حد على المطلق طلقا رجعيا إن وطئها قبل الرجعة وإن اعتقد‬
‫تحريمه‪ ،‬وذلك للخلف الشهير في إباحته وحصول الرجعة به‪ .‬نعم‪ .‬يجب عليه لها بالوطئ مهر‬
‫المثل للشبهة ولو راجع بعده لن الرجعة ل ترفع أثر الطلق وتستأنف له عدة مممن تمممام المموطئ‬
‫لكونه شبهة‪ ،‬فإذا حملت منه أو كانت حامل فله مراجعتها فيهما ما لم تضممع لوقمموع عممدة الحمممل‬
‫عن الجهتين‪ ،‬وإذا لم تحمل منه ولم تكن حامل فله مراجعتها فيما بقي مممن عممدة الطلق دون ممما‬
‫زاد عليها من عدة وطئ الشبهة‪ ،‬فلو وطئها بعد مضي قرأين مثل استأنفت للوطئ ثلثممة أقممراء‪،‬‬
‫ودخل فيها ما بقي من عدة الطلق‪ .‬والقرء الول مممن الثلثممة واقممع عممن العممدتين فليراجممع فيممه‪،‬‬
‫والخران لعدة الوطئ فل رجعة فيهما )قوله‪ :‬بل يعزر( أي إن وطئ‪ .‬قممال فممي شممرح الممروض‪:‬‬
‫ومثل الوطئ سائر التمتعات ويشترط في تعزيره أن يكون عالما بالحرمة معتقممدا تحريمممه عليممه‪،‬‬
‫فإن كان جاهل أو معتقدا حله فل يعزر لعذره )قوله‪ :‬وتصدق( أي الرجعية‪ .‬وقمموله فممي انقضمماء‬
‫العدة‪ :‬متعلق بتصدق‪ .‬وقوله‪ :‬بغير الشهر‪ ،‬متعلق بانقضاء‪ .‬وخرج بممه ممما إذا ادعممت انقضمماءها‬
‫بالشهر وأنكر هو فإنه يكون هو المصممدق بيمينمه‪ ،‬وذلممك لرجموع اختلفهممما إلممى وقمت الطلق‬
‫وهو يقبل قوله في أصله‪ ،‬فكذا في وقته‪ .‬إذ من قبل في شئ قبل في صممفته‪ .‬وقموله ممن أقممراء أو‬
‫وضع‪ :‬بيان لغير الشهر‪ .‬وقوله إذا أمكن‪ :‬أي انقضاؤها بما ادعتمه‪ ،‬أمما إذا لمم يمكمن لصمغر أو‬
‫يأس أو عقم أو قرب زمن فيصدق هو بل يمين في الصغيرة على المعتمد‪ ،‬وباليمين فممي اليسممة‬
‫ونحوها‪ .‬واعلم‪ :‬يمكن انقضاؤها بوضع للتام في الصورة النسانية بستة أشهر عددية وهي مممائة‬
‫وثمانون يوما ولحظتان‪ ،‬لحظ للوطئ ولحظة للوضممع مممن حيممن إمكممان اجتماعهممما بعممد النكمماح‪،‬‬
‫ولمصور بمائة وعشرين يوممما ولحظممتين ولمضممغة بثمممانين يوممما ولحظممتين‪ ،‬ويمكممن انقضمماؤها‬
‫بأقراء لحرة طلقت فمي طهمر سمبق بحيمض بماثنين وثلثيمن يومما ولحظمتين لحظمة للقمرء الول‬
‫ولحظة للطعن في الحيضة الثالثة‪ ،‬وذلك بأن يطلقها وقد بقي مممن الطهممر لحظممة ثممم تحيممض أقممل‬
‫الحيض ثم تطهر أقل الطهر ثم تحيض وتطهر كذلك ثم تطعمن فمي الحيمض وفمي حيمض بسمبعة‬
‫وأربعين يوما ولحظة من حيضة رابعة بأن يطلقها آخر جزء من الحيض ثم تطهر أقل الطهر ثم‬
‫تحيض أقل الحيض ثم تطهر وتحيض كذلك ثم تطهر أقل الطهر‪ ،‬ثم تطعن فممي الحيممض لحظممة‪.‬‬
‫ويمكن انقضاؤها بها لغير حرة من أمة أو مبعضة طلقت في طهر سبق بحيض بستة عشر يوممما‬
‫ولحظتين بأن يطلقها وقد بقي من الطهر لحظة ثم تحيض أقل الحيض ثممم تطهممر أقممل الطهممر ثممم‬
‫تطعن في الحيض لحظة وفممي حيممض بأحممد وثلثيممن يوممما ولحظممة بممأن يطلقهمما آخممر جممزء مممن‬
‫الحيض ثم تطهر أقل الطهر وتحيض أقل الحيض ثم تطهممر أقممل الطهممر ثممم تطعممن فممي الحيممض‬
‫لحظة‪ ،‬فإن جهلت أنها طلقت في طهر أو حيض حمممل أمرهمما علممى الحيممض للشممك فممي انقضمماء‬
‫العدة والصل بقاؤها‪ .‬وخرج بقولنا سبق بحيض ما لو طلقممت فممي طهممر لممم يسممبقه حيممض فأقممل‬
‫إمكان انقضاء القرار للحرة ثمانية وأربعون يوما ولحظة لن الطهر الذي طلقت فيه ليس بقممرء‬
‫لعدم احتواشه بين دمين ولغيرها اثنمان وثلثمون يومما ولحظمة‪ .‬واعلمم‪ :‬أن اللحظمة الخيمرة فمي‬
‫جميع صور انقضاء العدة بالقراء لتبين تمام القرء الخير ل من العدة فل رجعممة فيهمما‪ ،‬ويجمموز‬
‫للغير العقد عليها فيها على المعتمد‪ ،‬وأن الطلق في النفاس كهو في الحيض‪ .‬وسيصرح الشارح‬
‫بمعظم ما ذكر في باب العدة‪ ،‬وإنما ذكرتمه هنما تعجيل للفمائدة )قموله‪ :‬وإن أنكمره( أي النقضماء‬
‫الذي ادعته‪ ،‬وهو غاية لتصديقها فيه بيمينها )قوله‪ :‬أو خالفت عادتها( أي في الحيض بمأن كمانت‬
‫عادتها في كل شهرين حيضة فادعت أنها حاضت في شهر حيضة )قوله‪ :‬لن النسمماء الممخ( علممة‬
‫لتصديقها بيمينها في ذلك ولو مع إنكار الزوج له‪ .‬وقوله‪ :‬مؤتمنات على أرحممامهن‪ :‬أي علممى ممما‬
‫فيها من حمل وغيره‪ :‬أي والمؤتمن على شئ يصدق فيه )قمموله‪ :‬ولممو ادعممى( أي المطلممق طلقمما‬
‫رجعيا‪ .‬وقوله‬

‫] ‪[ 38‬‬

‫رجعة‪ :‬مفعول ادعى‪ .‬وقوله في العممدة‪ :‬متعلمق برجعممة أي‪ :‬ادعمى أنمه راجعهما فممي أثنمماء‬
‫العدة )قوله‪ :‬هي منقضية( الجملة حالية‪ :‬أي ادعى ذلك والحال أنها قد انقضت والمراد أنه ادعى‬
‫بعد انقضائها أنه قد راجعها في العدة‪ .‬وخرج به ما إذا ادعى رجعة في العدة وهي باقية فيصممدق‬
‫هو لقدرته على إنشائها‪ .‬وقوله‪ :‬ولم تنكح‪ ،‬معطوف علممى الجملممة الحاليممة قبلممه فيكممون هممو حممال‬
‫أيضا‪ :‬أي ادعى ذلك والحال أنها لم تنكح غيممره‪ .‬وخممرج بممه ممما إذا نكحممت غيممره ثممم ادعممى أنممه‬
‫راجعها في العدة فإذا لم يقم بينة فتسمع دعواه لتحليفها‪ ،‬فإن أقرت غرمت له مهر مثممل للحيلولممة‬
‫ول ينفسخ النكاح ثم إن مات الثماني أو طلقهما رجعمت للول بل عقمد عمل بإقرارهما واسمتردت‬
‫منه غرمته له وإن أقام بينة بأنه راجعها انفسح نكاح الثاني )قوله‪ :‬فإن اتفقا الممخ( جممواب لممو‪ :‬أي‬
‫فلو ادعى ذلك ففيه تفصيل وهو أنهما إن اتفقا الخ‪ .‬وقوله‪ :‬على وقت النقضاء‪ :‬أي علممى المموقت‬
‫الذي تنقضي العدة فيه لول الرجعة‪ .‬وقوله كيوم الجمعة‪ :‬مثال لوقت النقضاء )قمموله‪ :‬وقممال( أي‬
‫لمطلق طلقا رجعيا‪ .‬وقوله راجعت قبله‪ :‬أي قبممل وقممت النقضمماء الممذي هممو يمموم الجمعممة كيمموم‬
‫الخميممس )قمموله‪ :‬فقممالت‪ (:‬أي الرجعيممة‪ .‬وقمموله بممل بعممده‪ :‬أي بممل راجعممت بعممده‪ ،‬أي بعممد وقممت‬
‫النقضاء كيوم السبت )قوله‪ :‬حلفت أنها ل تعلم أنه راجع( أي قبل وقت النقضاء الذي هممو يمموم‬
‫الجمعة وإنما حلفت على نفي العلم لن الرجعة فعل الغيممر ‪ -‬وهممو الممزوج ‪ -‬والحلممف علممى فعممل‬
‫الغير إنما يكون على نفي العلم فقط )قوله‪ :‬فتصدق( أي الرجعية بحلفهمما علممى نفممي العلممم )قمموله‪:‬‬
‫لن الصل الخ( علة لتصديقها‪ .‬وقوله قبله‪ :‬أي وقت النقضاء )قوله‪ :‬فلو اتفقتا الممخ( الولممى أن‬
‫يقول‪ :‬أو اتفقا كما في المنهاج‪ ،‬عطفا على اتفقا الولى‪ :‬إذ هو من جملة التفصيل الممذي صممرحت‬
‫به آنفا‪ .‬وقوله كيوم الجمعة‪ ،‬تمثيل لوقت الرجعة المتفق عليه )قوله‪ :‬وقالت( أي الرجعية‪ .‬وقمموله‬
‫انقضت‪ :‬أي العدة‪ :‬وقموله يموم الخميممس‪ .‬أي وهمو قبمل يموم الرجعممة‪ .‬وقموله وقممال‪ :‬أي المطلمق‬
‫المذكور‪ .‬وقوله‪ :‬بل انقضت أي العدة‪ .‬وقوله يوم السبت‪ :‬أي الذي هممو بعممد يمموم الرجعممة )قمموله‪:‬‬
‫صدق( أي المطلق المذكور‪ ،‬أي فتصح رجعته‪ ..‬وقوله‪ :‬إنها أي العدة‪ ،‬وقمموله‪ :‬ممما انقضممت يمموم‬
‫الخميس‪ :‬أي بل يوم السبت )قوله‪ :‬لتفاقهما الخ( علة لتصديقه بيمينه‪ ،‬وبقي ما إذا لم يتفقمما علممى‬
‫شئ بل اقتصر هو على أن الرجعة سابقة واقتصرت على أن النقضاء سابق صممدق بيمينممه مممن‬
‫سبق إلى القاضي‪ ،‬فإن ادعيا معا بأن قالت‪ :‬انقضت عممدتي مممع قمموله راجعتممك صممدقت هممي لن‬
‫النقضاء ل يعلم غالبا إل منها‪ .‬وقوله والصل الخ‪ :‬هذا من جملة العلة بممل هممو محطهمما‪ .‬وقمموله‬
‫قبله‪ :‬أي قبل وقت الرجعة )قوله‪ :‬ولو تممزوج رجممل مفممارقته( أي عقممد رجممل علممى مفممارقته بعممد‬
‫انقضاء العدة‪ ،‬ومثله بالولى ما لو راجعها في العدة وقوله‪ :‬ولو بخلع‪ ،‬أي ولو كان الفراق بخلممع‬
‫وهذا بناء على الصح أن الخلع ينقص عدد الطلق فالخلع طلقة واحدة وتعود إليه إذا عقد عليها‬
‫ببقية الطلق‪ .‬أما على مقابله فل طلق حتى أنه تعود إليه ببقيته )قوله‪ :‬ولو بعد أن نكحممت الممخ(‬
‫أي ولو تزوج بها بعد نكاحها زوجا آخر )قوله‪ :‬ودخوله بها( بالجر عطف على المصدر المؤول‬
‫من أن ونكحت‪ :‬أي تزوج بها بعد نكاحها آخر وبعد دخول الخر بها )قوله‪ :‬عادت إليممه( جممواب‬
‫لو‪ .‬وقوله ببقيته‪ :‬أي فممالزوج الخممر فيممما إذا تزوجممت ل يهممدم الطلق قبممل اسممتيفاء عمموده‪ ،‬لن‬
‫عددها متوقف عليه فوجوده وعدمه سواء‪ ،‬بخلف ما إذا تزوجممت علممى آخممر بعممد اسممتيفاء عممدد‬
‫الطلق فإنه يهدمه وتعود له كالزوجة الجديدة‪ .‬وقوله فقط راجع للبقية‪ :‬أي عادت إليممه بالبقيممة ل‬
‫غير‪ :‬أي فل تعود إليه بكل عدد الطلق‪ .‬وقوله من ثنتين‪ :‬بيان للبقية وهذا فيما إذا طلقهمما واحممدة‬
‫وكان المطلق حرا‪ .‬وقوله أو واحدة‪ :‬وهذا فيممما إذا طلقهمما ثنممتين وكممان المطلممق كممذلك أو واحممدة‬
‫ولكن كان رقيقا وال سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫] ‪[ 39‬‬

‫فصممل أي فممي بيممان أحكممام اليلء‪ .‬كممالتخيير بيممن الفيئة والطلق‪ :‬وذكممره بعممد الرجعيممة‬
‫لصحته للرجعية‪ .‬والصل فيه قوله تعالى‪) * :‬للذين يؤلون مممن نسممائهم تربممص أربعممة أشممهر( *‬
‫وإنما عدى فيها بمن‪ ،‬وهو إنما يتعدى بعلى يقال‪ :‬آلى على كذا لنه ضمن معنى البعد فكأنه قال‪:‬‬
‫* )للذين يؤلون‪ ،‬مبعدين أنفسهم‪ ،‬من نسائهم( * وهو حرام لليذاء‪ ،‬وهل هو صغيرة أو كممبيرة ؟‬
‫خلف‪ .‬فقيل إنه كبيرة كالظهار والمعتمممد أنمه صممغيرة وكممان طلقمما فممي الجاهليممة فغيممر الشممرع‬
‫حكمه وخصه بالحلف على المتناع من وطئ الزوجة مطلقا أو أكثر من أربعة أشممهر‪ ،‬وأركممانه‬
‫ستة‪ :‬حالف ومحلوف به‪ ،‬ومحلوف عليه‪ ،‬ومدة‪ ،‬وصيغة‪ ،‬وزوجة‪ ،‬وشرط في الحالف أن يكممون‬
‫زوجا مكلفا مختارا يتصور منه الجماع فل يصح من غير الزوج كسيد ول مممن غيممر مكلممف إل‬
‫السكران ول من مكره ول ممن ل يتصور منه الجماع كمجبوب وأشل وشرط في المحلمموف بممه‬
‫أن يكون واحدا من ثلثة‪ :‬إما اسم من أسمائه تعالى أو صفة من صفاته تعالى‪ ،‬وإما تعليق طلق‬
‫أو عتق‪ ،‬وإما التزام ما يلزم بالنذر كصملة وصموم وغيرهمما ممن القمرب‪ .‬وسميأتي حكمم مما إذا‬
‫حلف بواحد منها‪ .‬وشرط في المحلوف عليه ترك وطئ شرعي فل إيلء بحلفه على امتناعه من‬
‫تمتعه بها بغير وطئ ول من وطئها في دبرها أو في قبلها في نحو حيض أو إحرام‪ .‬وشممرط فممي‬
‫المدة أن تكون زائدة على أربعة أشهر‪ ،‬فلو كانت أربعة أشهر أو أقل فل يكممون إيلء بممل مجممرد‬
‫حلف‪ .‬وشرط في الصيغة لفظ يشعر بإيلء وهو إما صممريح كقمموله‪ :‬والم ل أغيممب حشممفتي فممي‬
‫فرجك أو ل أطؤك أو ل أجامعك أو نحو ذلك وإما كناية كقوله‪ :‬وال ل أمسك أو ل أباضممعك أو‬
‫ل أباشرك أو ل آتيك ونحو ذلك ثم إن اليلء المستكمل للشروط يرتفع حكمه بواحممد مممن أربعممة‬
‫أمور‪ :‬بالوطئ مدة اليلء‪ ،‬والطلق البائن‪ ،‬وانقضاء مدة الحلف‪ .‬وموت بعض المحلوف عليهن‬
‫في قوله‪ :‬لربع من النساء وال ل أطؤكن‪ .‬وجميممع ممما ذكممر يعلمممن كلمممه )قمموله‪ :‬اليلء حلممف‬
‫الخ( أي شرعا‪ ،‬وإما لغة فهو مطلق الحلف‪ .‬قال الشاعر‪ :‬وأكممذب ممما يكممون أبممو المثنممى إذا آلممى‬
‫يمينا بالطلق وهو من آلى بالمد يؤلى بالهمز إذا حلف ويرادفه اليميممن والقسممم‪ ،‬ولممذلك قممرأ ابممن‬
‫عبمماس‪) * :‬للممذين يقسمممون مممن نسممائهم( * وقيممل مممن الليممة بالتشممديد وهممي اليميممن والجمممع إل‬
‫بالتخفيف كعطية وعطايا‪ .‬قال الشاعر‪ :‬قليل الليا حافظ ليمينه فإن سبقت منه اللية برت وقوله‬
‫زوج‪ :‬أي حممرا كممان أو رقيقمما‪ .‬وقمموله يتصممور وطممؤه‪ :‬أي ويمكممن طلقممه ليخممرج بممه الصممبي‬
‫والمجنون‪ .‬وخرج بالول المجبوب والشل ‪ -‬كما تقممدم ‪) -‬قمموله‪ :‬علممى امتنمماعه( متعلممق بحلممف‪.‬‬
‫وقوله من وطئ الخ‪ :‬متعلق بامتناع‪ .‬وقوله زوجته‪ :‬أي التي يتصور وطؤهمما‪ ،‬وذلممك بممأن يقممول‪:‬‬
‫وال ل أطؤك‪ .‬ومثله ما لو قال‪ :‬وال ل أجامعك فإن قال‪ :‬أردت بالوطئ الوطئ بالقدم وبالجماع‬
‫الجتماع لم يقبل ظاهرا ويدين باطنا فتجري عليه أحكام اليلء ظاهرا ول يأثم باطنا إثم اليلء‬

‫)‪ (1‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪.226 :‬‬

‫] ‪[ 40‬‬

‫لنه لم يحلف على المتناع من الوطئ في الفرج بل على المتناع من المموطئ بالقممدم فممي‬
‫الولى والجتماع في الثانية‪ .‬وقوله مطلقا‪ :‬صفة لمصدر محممذوف‪ :‬أي امتناعمما مطلقمما‪ :‬أي غيممر‬
‫مقيد بمدة‪ ،‬وذلك كأن يقول‪ :‬وال ل أطؤك ويسكت ومثل الطلق ما لو أبد كقوله‪ :‬وال ل أطؤك‬
‫أبدا )قوله‪ :‬أو فوق أربعة أشممهر( معطمموف علممى مطلقما‪ :‬أي أو امتناعمما مقيممدا بمأكثر مممن أربعمة‬
‫أشهر‪ ،‬وظاهره ولو بما ل يسع الرفع إلى القاضي‪ ،‬وهممو معتمممد م ر وحجممر‪ ،‬وفممائدة ذلممك حينئذ‬
‫أنه يأثم إثم اليلء وإن لم يترتب عليه الرفع إلى القاضي‪ ،‬واعتمد زي وسمم أنممه ل بمد أن يكمون‬
‫فوق أربعة أشهر بما يمكن فيممه الرفممع إلممى القاضممي‪ ،‬وعليممه فل يممأثم فيممما إذا كممان الممزائد علممى‬
‫الربعة أشهر ل يسع الرفممع إلممى القاضممي إثممم اليلء وإن كممان يممأثم إثممم اليممذاء ليممذائها بقطممع‬
‫طمعها من الوطئ تلك المدة‪ .‬وخرج بقيد الفوقية علممى أربعممة أشممهر ممما إذا قممال‪ :‬والم ل أطممؤك‬
‫أربعة أشهر فل يكون موليا بل يكون حالفا لن المرأة تصبر علممى الممزوج هممذه المممدة كممما روي‬
‫عن سيدنا عمر رضي ال عنه أنه خرج ذات ليلة فسمع امرأة تنشد أبياتا وهي هذه‪ :‬تطمماول هممذا‬
‫الليل واسود جانبه وأرقني أن ل خليل ألعبه فوال لول ال أني أراقبممه لحممرك مممن هممذا السممرير‬
‫جوانبه مخافة ربي والحياء يصدني وأكرم بعلي أن تنال مراتبه فسأل عمر رضي ال عنه بعض‬
‫بناته كم تصبر المرأة عن زوجها ؟ قالت‪ :‬أربعة أشهر ويعيل صبرها بعدها )قمموله‪ :‬كممأن يقممول‪:‬‬
‫الخ( أتى بمثالين الول‪ :‬للمطلق‪ ،‬والثاني‪ :‬للمقيد بفوق أربعة أشهر )قوله‪ :‬أو حممتى يممموت فلن(‬
‫معطوف على فوق أربعة أشهر‪ :‬أي أو يقول ل أطؤك حتى يممموت فلن‪ ،‬وهممو يفهممم أن الفوقيممة‬
‫على الربعة الشهر تعتبر ولو في ظنه بأن يغلب علممى ظنممه بقمماء ممما علممق بممه إلممى تمممام العممدة‬
‫كالمثال المذكور‪ ،‬فإن الموت مستبعد ظنمما وإن كممان قريبمما فممي الواقممع )قمموله‪ :‬فممإذا مضممت الممخ(‬
‫مرتب على محذوف تقديره ويمهل المممولي وجوبمما حممرا كممان أو رقيقمما أربعممة أشممهر ولء‪ ،‬فممإذا‬
‫مضت أربعة أشهر الخ ويقطممع الممولء مممانع مممن المموطئ‪ .‬قممام بهمما حسمميا كممان كنشمموز وحبسممها‬
‫ومرضها وشرعيا كصوم فرض‪ ،‬فإذا زال المانع منها تستأنف مدة اليلء ول يقطعممه حيممض أو‬
‫نفاس ول مانع قام به كجنونه ومرضه‪ .‬وقمموله مممن اليلء‪ :‬الجممار والمجممرور متعلممق بمحممذوف‬
‫حال من أربعة أشهر‪ :‬أي حال كونها مبتدأة من اليلء وهذا في غير الرجعية‪ ،‬أممما فيهمما فتبتممدئ‬
‫من وقت الرجعة فإذا طلقها طلقا رجعيا ثم آلى منها لممم تحسممب المممدة حممتى يراجممع‪ .‬وقمموله بل‬
‫وطئ‪ :‬متعلق بمضت‪ :‬أي مضت من غير وطئ‪ .‬وخرج بممه ممما إذا وطئهمما فممي الربعممة الشممهر‬
‫فينحل اليلء ويلزمه كفارة اليمين في الحلف بال تعالى‪ ،‬ومثمل الموطئ فمي ذلممك الطلق البمائن‬
‫وموت بعض المحلمموف عليهممن لممما تقممدم ان هممذه المممور ترفممع حكممم اليلء‪ .‬وعبممارة الرشمماد‬
‫وشرحه‪ :‬فإن تمت هذه الربعة ولم ينحل اليلء بوطئ أو غيره‪ ،‬كزوال الملك عن القمن المعلمق‬
‫عتقه بالوطئ طالبته الخ‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬فلها مطالبته( أي بالقاضممي‪ :‬أي بممأن تطلممب مممن القاضممي أن‬
‫يطلب منه ذلك‪ .‬ثم إن ظاهر العبارة أنها تردد الطلب بيممن الفيئة والطلق‪ ،‬وهممو المعتمممد‪ ،‬خلفمما‬
‫لمن قال‪ :‬إنها ترتب فتطلب منه أول الفيئة فإن لم يفممئ تطلممب منممه الطلق‪ .‬وقمموله بممالفيئة‪ :‬بفتممح‬
‫الفاء وكسرها مأخوذة من فاء إذا رجمع لرجموعه إلمى الموطئ المذي امتنمع منمه‪ ،‬محمل مطالبتهما‬
‫بالفيئة إذا لم يقم به مانع شرعي كإحرام أو صوم واجب وإل طالبته بالطلق فقط لحرمممة والفيئة‬
‫عليه حينئذ‪ ،‬فإن كان المانع القائم به طبيعيا كخوف بطء برء وعجممز عممن افتضمماض بكممرا دعمماه‬
‫وحلف عليه طالبته بفيئة اللسان بممأن يقممول‪ :‬إذا قممدرت فئت فتكتفممي بالوعممد كممما قممال القممائل‪ :‬قممد‬
‫صرت عندك كمونا بمزرعة إن فاته السقي أغنته المواعيد ول تطالبه بالوطئ لنممه عمماجز عنممه‬
‫ويكفي منه ما يندفع به الذى الذي حصل من اللسان‪ .‬ولو استمهل للفيئة باللسان لممم يمهممل‪ ،‬إذ ل‬
‫كلفة عليه في الوعد‪ .‬وقال في المنهج وشرحه‪ :‬ويمهل إذا استمهل يومما فأقمل ليفمئ فيمه لن ممدة‬
‫اليلء‬

‫] ‪[ 41‬‬

‫مقدرة بأربعة أشهر فل يزاد عليها بأكثر من مدة التمكن من المموطئ عممادة كممزوال نعمماس‬
‫وشبع وجوع وفراغ صيام‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وهي( أي الفيئة )قوله‪ :‬أو بالطلق( معطوف على بممالفيئة‪:‬‬
‫أي أو مطالبته بالطلق‪ :‬أي إن لم يفئ وذلك للتممي )قمموله‪ :‬فممإن أبممى( أي امتنممع مممن الفيئة ومممن‬
‫الطلق‪ ،‬وقوله طلق عليه القاضي‪ :‬أي بطريق النيابة عنه طلقة واحدة‪ ،‬وذلك كأن يقول‪ :‬أوقعممت‬
‫على فلنة عن فلن طلقة‪ ،‬أو حكمت عليه في زوجته بطلقة‪ ،‬فلو زاد عليها لغا الزائد‪ .‬وقممد نظممم‬
‫ذلك ابن رسلن في زبده فقال‪ :‬حلفه أن ل يطأ في العمر زوجته‪ ،‬أو زائدا عن أشهر أربعة‪ ،‬فإن‬
‫مضت لها الطلب بالوطئ في فرج وتكفير وجممب أو بطلقهمما‪ ،‬فممإن أباهممما طلممق فممرد طلقمة مممن‬
‫حكما )قوله‪ :‬وينعقد اليلء بالحلف بال تعالى( أي أو صفة من صفاته وذلك كأن يقول‪ :‬والمم أو‬
‫والرحمن ل أطؤك خمسة أشهر‪ .‬وقوله‪ :‬وبتعليق طلق أو عتق‪ :‬أي على وطئها كأن يقممول لهمما‪:‬‬
‫إن وطئتك فأنت طالق أو فعبدي حر‪ .‬وقوله أو التزام قربة‪ :‬كأن يقول‪ :‬ل علي صوم أو عتق أو‬
‫ألف درهم إن وطئتك )قوله‪ :‬وإذا وطئ( أي فمي ممدة اليلء فمي القبمل فخمرج المدبر واسمتدخال‬
‫المني‪ ،‬وقوله مختارا‪ :‬قيد للزوم الكفارة‪ ،‬وأما الفيئة فتحصل بالوطئ مكرها وكذا ناسيا أو جاهل‬
‫أو مجنونا أو وهي كذلك وباستدخالها ذكره فل مطالبة لها بعممده ول يحنممث ول ينحممل اليلء إن‬
‫بقي قدر مدته‪ ،‬فإن وطئ بعده عامدا عالما مختارا انحل اليلء وحنممث أيضمما‪ .‬ا‍ه‪ .‬ش ق )قمموله‪:‬‬
‫بمطالبة( متعلق بوطئ‪ .‬وقوله أو دونهما‪ :‬أي دون مطالبمة )قموله‪ :‬لزمتمه كفمارة يميمن( أي وهمي‬
‫عتق رقبة أو إطعام عشرة مساكين لكل مسكين مد أو كسوتهم‪ ،‬فإن عجز عن ذلك فصمميام ثلثممة‬
‫أيام وهي واجبة عليه حنثه‪ ،‬وأما المغفرة والرحمة في * )فإن فاءوا فإن ال غفور رحيم( * فلممما‬
‫عصى به من اليلء فل ينفيان الكفارة المستقر وجوبها في كل حنث )قوله‪ :‬إن حلف بممال( فممإن‬
‫حلف بالتزام قربة تخير بين ما التزمه‪ ،‬وكفارة اليميممن أو بتعليممق نحممو طلق وقممع عليممه لوجممود‬
‫المعلق عليه الذي هو الوطئ وال سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫)‪ (1‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪.226 :‬‬


‫] ‪[ 42‬‬

‫فصل أي في بيان أحكام الظهار كلزوم الكفارة إذا صار عائدا وذكر عقممب اليلء لكممونه‬
‫مثله في التحريم وكونه كان طلقا في الجاهلية ل رجعة فيه‪ .‬وهو لغة مأخوذ من الظهممر بمعنممى‬
‫الستعلء لما فيه من استعلء شئ على شئ آخر‪ .‬وشرعا تشبيه الزوج زوجته غير البائن بأنثى‬
‫لم تكن حلله‪ ،‬وإنما عبروا بالظهار المأخوذ من الظهر ولم يعبروا بالبطممان الممأخوذ ممن البطممن‬
‫مثل مع أنه يصح التشبيه بالبطن لن صيغته المتعارفة فممي الجاهليممة أن يقممول الرجممل لزوجتممه‪:‬‬
‫أنت علي كظهر أمي وخصوا الظهر لنه موضع الركموب والممرأة مركموب المزوج ففمي قموله‪:‬‬
‫أنت علي كظهر أمي كناية تلويحية عن الركوب‪ ،‬فكأنه قال‪ :‬أنت ل تركممبين كممما ل تركممب الم‪،‬‬
‫والصل فيه قبل الجماع قوله تعالى‪) * :‬والذين يظاهرون من نسمائهم( * اليمة‪ .‬وسمبب نزولهمما‬
‫أن أوس بن الصامت ظاهر من زوجته خولة بنت حكيم وكان قد عمي فسممألت النممبي )ص( عممن‬
‫ذلك فقال لها‪ :‬حرمت عليه‪ .‬فقالت يا رسول ال أنظر في أمري معه فمإني ل أصممبر عنمه ومعممي‬
‫منه صبية صغار إن ضممتهم إليه ضاعوا وإن ضممتهم إلي جمماعوا‪ .‬فقممال لهمما‪ :‬حرمممت‪ .‬فكممرر‬
‫وكررت ثلث مرات‪ .‬فلما أيست منه اشتكت إلى ال تعالى وحدتها وفاقتها فأنزل ال * )قد سمع‬
‫ال قول التي تجادلك في زوجها( * اليات‪ ،‬وقد مر بها عمر بممن الخطمماب رضممي الم عنممه فممي‬
‫خلفته فاستوقفته زمنا طويل ووعظته‪ .‬وقالت له‪ :‬يا عمر قد كنت تمدعى عميممرا ثممم قيممل لممك يما‬
‫أمير المؤمنين فاتق ال يا عمر فإنه من أيقن بمالموت خماف الفموت‪ ،‬وممن أيقمن بالحسماب خمماف‬
‫العذاب وهو واقف يسمع كلمها‪ ،‬فقيل له‪ :‬يا أمير المؤمنين أتقممف لهممذه العجمموز هممذا الوقمموف ؟‬
‫فقال‪ :‬وال لو حبستني من أول النهار إلى آخره ل زلت إل للصمملة المكتوبممة‪ .‬أتممدرون مممن هممذه‬
‫العجوز ؟ هي التي سمع ال قولها من فوق سبع سموات أيسمممع رب العممالمين قولهمما ول يسمممعه‬
‫عمر ؟ والظهار حرام من الكبائر‪ :‬لقوله تعالى فيه * )وإنهم ليقولون منكرا ممن القمول وزورا( *‬
‫ولن فيه إقداما على إحالة حكم ال تعالى وتبديله‪ ،‬وهممذا أخطممر مممن كممثير مممن الكبممائر وقضمميته‬
‫الكفر لول خلو العتقاد عن ذلك وأركانه أربعة‪ :‬مظاهر‪ ،‬ومظمماهر منهمما‪ ،‬ومشممبه بممه‪ ،‬وصمميغة‪،‬‬
‫وشرط في المظاهر كونه زوجا يصح طلقه فل يصح من غيممر زوج مممن أجنممبي وإن نكممح مممن‬
‫ظاهر منها وسيد فلو قال لمته أنت علي كظهر أمي لممم يصممح‪ ،‬ول يصممح مممن صممبي ومجنممون‬
‫ومكره لعدم صحة طلقهم‪ .‬وشرط في المظاهر منهمما كونهمما زوجممة ولممو رجعيممة فل يصممح مممن‬
‫أجنبية ولو مختلعة ول من أمة مملوكة‪ ،‬بخلف الزوجة المة فيصح الظهممار منهمما‪ .‬وشممرط فممي‬
‫المشبه به أن يكون كل أنثى أو جزء أنثى محرم بنسب أو رضاع أو مصاهرة لم تكن حلله قبممل‬
‫كأمه وبنته وأخته من النسب ومرضعة أبيه أو أمه وزوجة أبيه التي نكحها قبممل ولدتممه أو معهمما‬
‫فيما يظهر وأخته من الرضاعة إن كانت ولدتها بعد إرضاعه أو معه فيما يظهر‪ ،‬فخرج بالنثى‬
‫الذكر والخنثى لن كل منهما ليس محل للتمتع وبالمحرم أخمت الزوجمة لن تحريمهما مممن جهمة‬
‫الجمع وزوجات النبي )ص( لن تحريمهن ليس للمحرميممة بممل لشممرفه )ص(‪ ،‬وبقولنمما‪ :‬لممم تكممن‬
‫حلله قبل زوجة أبيممه الممتي نكحهمما بعممد ولدتممه وأختممه مممن الرضمماعة الممتي كممانت مولممودة قبممل‬
‫إرضاعه فل يكون التشبيه بهما ظهمارا لنهما كمانت حلل لمه وإنمما طمرأ تحريمهما‪ :‬وشمرط فمي‬
‫الصيغة لفظ يشعر بالظهار وفي معناه الكتابة وإشارة الخرس المفهمة‪ .‬ثم هو إما صمريح كمأنت‬
‫أو رأسك أو يدك أو نحو ذلك من العضاء الظاهرة كظهر‬

‫)‪ (1‬سورة المجادلة‪ ،‬الية‪ (2) .3 :‬سورة المجادلة‪ ،‬اليممة‪ (3) .1 :‬سممورة الجادلممة‪ ،‬اليممة‪ (4) .2 :‬الكلم فيممه خلمل فممي‬
‫الصل‪.‬‬

‫] ‪[ 43‬‬
‫أمي أو كيدها أو رجلها وإن لم يكن لها يد أو رجل أو نحممو ذلممك مممن العضمماء الظمماهرة‬
‫أيضا‪ ،‬بخلف الباطنة فيهما علممى المعتمممد كالكبمد والطحممال والقلمب‪ ،‬وبخلف مما ل يعمد جمزءا‬
‫كاللبن والريق‪ ،‬وإما كناية كأنت كأمي أو كعينها أو غيرها مما يذكر للكرامة كرأسها‪ ،‬فإن قصممد‬
‫الظهار كان ظهارا وإل فل‪ .‬وجميع ما ذكر يعلم من كلمه تصريحا وتلويحا )قمموله‪ :‬إنممما يصممح‬
‫الظهار ممن يصح طلقه( فل يصح ممن ل يصح طلقه كالصبي والمجنون والمكممره كممما تقممدم‬
‫آنفا‪) .‬واعلم( أن الظهار كان طلقا في الجاهلية كاليلء فغير الشرع حكمه إلى تحريم المظمماهر‬
‫منها بعد العود ولزوم الكفارة ففيه شبه باليمين من حيث لزوم الكفارة وشممبه بممالطلق مممن حيممث‬
‫تر‍ت ب التحريم عليه ولذلك صح توقيته نظرا للول وتعليقممه نظممرا للثمماني‪ ،‬فإقمما قممال‪ :‬إن دخلممت‬
‫الدار فأنت علي كظهر أمي تكون مظاهرا منها بدخولها الدار‪ .‬ولو قال‪ :‬إن ظاهرت من ضممرتك‬
‫فأنت علي كظهمر أمممي‪ ،‬فمإذا ظمماهر ممن الضمرة صمار مظمماهرا منهمما عمل بمقتضمى التنجيممز‬
‫والتعليق وتأقيته يكون بيوم أو بشهر أو غيرهما فلو قال‪ :‬أنت علي كظهر أمي خمسة أشهر كممان‬
‫ظهارا وإيلء فتجري عليه أحكامهما فبالنظر لليلء تصبر عليه المرأة أربعممة أشممهر ثممم تطممالبه‬
‫بالفيئة أو الطلق‪ ،‬فإن وطئ زال حكم اليلء وصار عائدا في الظهار بالوطئ فمي الممدة فيجمب‬
‫عليه النزع حال ول يجوز له وطؤها ثانيا حتى يكفر أو تنقضممي المممدة وكالمقيممد بالزمممان المقيممد‬
‫بالمكان كأن قال‪ :‬أنت علي كظهر أمي في مكان كذا فيصير عائدا بالوطئ فيه فيجب عليه النزع‬
‫حال ول يجوز وطؤها ثانيا في هذا المكان حتى يكفر )قوله‪ :‬وهو( أي الظهممار‪ .‬وقمموله أن يقممول‬
‫الخ‪ :‬وهذا باعتبار صورته الصلية الكممثيرة الغالبممة‪ ،‬وإل فمثممل القممول الكتابممة وإشممارة الخممرس‬
‫المفهمة كما تقدم )قوله‪ :‬أنمت( أي أو رأسممك أو يممدك ونحمو ذلمك ممن كمل عضمو ظمماهر‪ .‬وقموله‬
‫كظهر أمي‪ :‬أي أو بطنها أو عينها أو يدها أو رجلها ‪ -‬كما تقدم ‪ -‬وقمموله ول بممدون علممي‪ :‬أي أن‬
‫الظهار هو قول ما ذكر سواء زاد لفممظ علممى بعممد أنممت أو لممم يممزده كالمثممال الممذي ذكممره )قمموله‪:‬‬
‫وقوله( أي الزوج‪ .‬وقوله أنت كأمي‪ :‬أي أو كعينها أو رأسها مما يذكر للكرامة‪ .‬وقوله كناية‪ :‬أي‬
‫فإن قصد به الظهار كان ظهارا وإل فل )قوله‪ :‬وكالم محرم( أي بنسب أو رضاع أو مصاهرة‪،‬‬
‫فإذا قال‪ :‬أنت علي كظهر أختي ممن النسممب أو مممن الرضمماع أو كظهمر أم زوجممتي كممان ظهمارا‬
‫)قوله‪ :‬لم يطرأ تحريمهمما( الجملممة صممفة لمحممرم‪ :‬أي محممرم لممم يطممرأ تحريمهمما علممى المظمماهر‪.‬‬
‫وخرج به من طرأ تحريمها عليه كزوجة ابنه وأم زوجته وزوجة أبيه بعد ولدته فإن هؤلء كن‬
‫حلل له والتحريم فيهن طارئ‪ ،‬فلو شبه زوجته بواحدة منهن لم يكن مظاهرا منها ‪ -‬كما تقممدم ‪-‬‬
‫)قوله‪ :‬وتلزمه كفارة ظهار( أي وهي عتق رقبة مؤمنمة سمليمة ممن العيموب‪ ،‬فممإن عجمز فصميام‬
‫شهرين متتمابعين‪ ،‬فمإن عجمز فإطعمام سمتين مسمكينا لكمل مسمكين ممد طعمام فهمي مرتبمة ابتمداء‬
‫وانتهاء‪ ،‬بخلف كفارة اليمين فإنها مخيرة ابتممداء مرتبممة انتهمماء لنممه يخيممر ابتممداء بيممن الطعممام‬
‫والكسوة والعتاق‪ ،‬فإن لم يقدر على هذه الخصال صام ثلثة أيممام‪ .‬ومثممل كفممارة الظهممار كفممارة‬
‫جماع نهار رمضان‪ ،‬ومثلها أيضا كفارة القتل إل أنها ل إطعام فيها اقتصارا على الوارد‪ .‬وقوله‬
‫بالعود‪ :‬الباء سببية متعلقة بتلزم‪ :‬أي تلزم الكفارة بسممبب العممود ولممو طلقهمما بعممده فل تسممقط عنممه‬
‫الكفممارة بعممد العممود بممالطلق بعممده‪ .‬ومثممل الطلق غيممره مممن أنممواع الفرقممة‪ ،‬وذلممك لسممتقرارها‬
‫بالمساك بعد الظهار زمنا يسع الفرقة ولم يفارق‪ .‬وظمماهر عبممارته وجمموب الكفممارة بممالعود فقممط‬
‫وهو أحد أوجه ثلثة‪ ،‬ثانيهمما وجوبهمما بالظهممار والعممود شممرط‪ ،‬ثالثهمما‪ :‬وجوبهمما بهممما معمما‪ ،‬وهممو‬
‫المعتمد الموافق لترجيحهم أن كفارة اليمين وجبت باليمين والح‍ن ث جميعا‪ ،‬وينبني على ذلك أنممه‬
‫على الخير يجوز تقديمها على العود لنها حينئذ لها سببان فيجمموز تقممديمها علممى أحممد السممببين‪،‬‬
‫وعلى الولين ل يجوز تقديمها على العود لن لهمما سممببا وشممرطا علممى الثمماني وسممببا فقممط علممى‬
‫الول ومحل جواز تقديمها عليه علمى الخمر إن كممانت بغيممر الصمموم‪ ،‬فمإن كمانت بمه فل يجموز‬
‫تقديمها عليه لنه عبادة بدنية والعبادة البدنية ل تقدم على وقتها )قوله‪ :‬وهو( أي العود‪ .‬وقوله أن‬
‫يمسكها زمنا يمكن فراقها فيه‪ :‬أي يسكت عن طلقها بقدر نطقه بما يقع به فراقها كطلقتك وأنممت‬
‫طالق ولو جاهل أو ناسمميا‪ ،‬وإنممما سمممي المسمماك المممذكور عممود لنممه عمماد لممما قمماله‪ :‬أي خممالفه‬
‫ونقضه يقال‪ :‬قال فلن قول وعاد له أو فيه‪ :‬أي نقضه وخالفه وذلك لن‬
‫] ‪[ 44‬‬

‫قوله‪ :‬أنت علي كظهر أمي يقتضي أن ل يمسكها زوجة بعد‪ ،‬فإذا أمسكها زوجة بعممد فقممد‬
‫عاد في قوله ومحل كون المساك المذكور يكون عمودا فمي الظهمار غيممر الممؤقت وغيمر المقيممد‬
‫بمكان وفي غير الرجعية‪ .‬أما في الول والثاني فل يصير عممائدا إل بممالوطئ فممي المموقت أو فممي‬
‫المكان وأما في الثالث فل يصير عائدا إل بالرجعة‪ .‬وقد نظم ابن رسلن في زبده حاصل مسائل‬
‫الظهار فقال‪ :‬قول مكلف ولو من ذمممي لعرسممه‪ ،‬أنممت كظهممر أمممي أو نحمموه‪ ،‬فممإن يكممن ل يعقممب‬
‫طلقها‪ ،‬فعائد يجتنب الوطئ كالحائض‪ ،‬حتى كفرا بالعتق ينوي الفرض عما ظاهرا رقبة مؤمنة‬
‫بال جل سليمة عما يحل بالعمل إن لم يجد‪ ،‬يصوم شهرين على تتابع‪ ،‬إل لعذر حصممل وعمماجز‪،‬‬
‫ستين مدا ملكاستين مسكينا‪ ،‬كفطرة حكى وال سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫] ‪[ 45‬‬

‫فصممل فممي العممدة أي فممي بيممان أحكامهمما‪ :‬ككونهمما تحصممل بوضممع الحمممل أو بممالقراء أو‬
‫بالشهر وإنما أخر الكلم عليها إلى هنا لترتبها غالبا على الطلق‪ ،‬وإنما قدم الكلم علممى اليلء‬
‫والظهار عليها لنهما كانا طلقا في الجاهلية وللطلق تعلق بهما‪ ،‬والصل فيهمما الكتمماب والسممنة‬
‫والجماع‪ ،‬وهي من حيث الجملة معلومة من الدين بالضرورة‪ ،‬كما هو ظمماهر‪ .‬وقممولهم ل يكفممر‬
‫جاحدها لنها غير ضرورية ينبغي حمله على بعض تفاصيلها‪ ،‬وإنما كررت القراء الملحق بهمما‬
‫الشهر مع حصول البراءة بواحد استظهارا‪ :‬أي طلبا لظهور ما شرعت لجله وهو براءة الرحم‬
‫واكتفى بها مع أنها ل تفيد تيقن البراءة لن الحامل قممد تحيممض لكممونه نممادرا وهممي مممن الشممرائع‬
‫القديمة )قوله‪ :‬هي مأخوذة من العدد( أي لغة‪ ،‬كما يفيده مقابله التي وقيل هممي لغممة إسممم مصممدر‬
‫لعتد‪ ،‬والمصدر العتداد )قوله‪ :‬لشتمالها( أي العدة بالمعنى الشرعي‪ ،‬فهو بيان لحكمممة تسمممية‬
‫المعنى الشرعي بها فيكممون تعليل لمحممذوف‪ :‬أي وإنممما سممميت المممدة الممتي تممتربص فيهمما المممرأة‬
‫بالعدة التي هي مأخوذة من العدد لشتماله تلك المدة علممى عممدد أقممراء أو أشممهر‪ ،‬ولممو أخممر هممذا‬
‫التعليل عن المعنى الشرعي وزاد وسميت بذلك لكان أولى وأوضممح )قمموله‪ :‬غالبمما( راجممع لقمموله‬
‫على عدد‪ :‬أي أن اشتمالها على عدد هو في الغالب‪ ،‬واحترز به عممن وضممع الحمممل فممإنه ل عممدد‬
‫في صورته وعن عدة المة بشهر ونصف )قوله‪ :‬وهي( أي العدة‪ :‬وقوله شرعا‪ :‬أي فممي الشممرع‬
‫)قوله‪ :‬مدة تتربص فيها المرأة( أي تنتظر وتمنع نفسها عن النكاح في تلك المممدة وشممملت المممرأة‬
‫الحرة والمة‪ ،‬وخرج بها الرجل فل عدة عليه قالوا إل في حالتين الولى ما إذا كان معممه امممرأة‬
‫وطلقها رجعيا وأراد التزوج بممن ل يجموز جمعهما معهما كأختهما الثانيمة مما إذا كمان معمه أربمع‬
‫زوجممات وطلممق واحممدة منهممن رجعيمما وأراد الممتزوج بخامسممة فل يجمموز لممه ذلممك فممي الحممالتين‬
‫المذكورتين إل بعد انقضاء العدة وفي كون العدة واجبة على الرجل فيهما نظر‪ ،‬بل غاية ممما فيممه‬
‫أنه يتربص بل تزوج حتى تنقضي العدة الواجبة على المرأة )قوله‪ :‬لمعرفممة الممخ( علممة الممتربص‬
‫أي تتربص في تلك المدة لجل معرفة براءة رحمهمما ممن الحمممل‪ ،‬وهممذا بالنسممبة لغيممر الصممغيرة‬
‫واليسة والمراد بالمعرفة ما يشمل الظن إذ ما عدا وضع الحمممل يممدل عليهمما ظنمما والرحممم جلممدة‬
‫معلقة في فرج المرأة فمها كممالكيس يجتمممع فيممه منمي الرجمل ومنمي المممرأة فيتخلمق منهمما الولمد‬
‫)قوله‪ :‬أو للتعبد( معطوف على لمعرفة الخ فهو علة ثانية للتربص أي أو تتربص في تلممك المممدة‬
‫لجل التعبد‪ ،‬وهذا بالنسبة للصغيرة واليسة وهو المغلب في العدة بدليل عدم الكتفاء بقرء واحد‬
‫مع حصول البراءة به‪ ،‬وبممدليل وجمموب عممدة الوفمماة وإن لممم يممدخل بهمما‪ .‬قممال فممي التحفممة‪ :‬وقممول‬
‫الزركشي ل يقال فيها أي في العدة تعبد لنها ليست مممن العبممادات المحضممة عجيممب‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫وهو( أي التعبد‪ .‬وقوله اصطلحا‪ :‬أي في اصطلح الفقهاء‪ .‬وقوله‪ :‬ما ل يعقل معناه‪ :‬أي أمر ل‬
‫تدرك حكمته‪ ،‬بل الشارح تعبدنا به ثم إن في جعل ما خبرا عن التعبد مسممامحة‪ :‬إذ المممر الواقممع‬
‫عليه لفظ ما بمعنى المتعبد به فهو ليس عين التعبممد‪ .‬وقمموله عبممادة كممان‪ :‬أي كالصمملة‪ .‬وقمموله أو‬
‫غيرها‪ :‬كالعدة في بعض أحوالها )قوله‪ :‬أو لتفجعها( معطوف على لمعرفة الممخ‪ ،‬فهممو علممة ثالثممة‬
‫للتربص أي أو تتربص لتفجعها‪ :‬أي توجعها وتحزنها يقال‪ :‬فجعته المصيبة‪ :‬أي أوجعته وفي‬

‫] ‪[ 46‬‬

‫البجيرمي‪ :‬وقد يجتمع التعبد مع التفجع في فرقممة الممموت عمممن ل يولممد لممه أو كممانت قبممل‬
‫الدخول وقد تجتمع براءة الرحم مع التفجع فيمن يولد له في فرقة الموت وقد تجتمممع الثلثممة كممما‬
‫في هذا المثال لن العدة فيها نوع من التعبد دائما واجتماع القسام بعضها مع بعض مممأخوذ مممن‬
‫ذكر أو لنها مانعة خلو فتجوز الجمع ا‍ه‪ .‬وقمموله‪ :‬علممى زوج مممات‪ :‬متعلممق بتفجممع‪ .‬أي لتفجعهمما‬
‫على فراق زوج بالموت )قمموله‪ :‬وشممرعت( أي العممدة وقمموله صممونا الممخ فيممه أنممه ل يشمممل نحممو‬
‫الصغيرة وغير المدخول بها في عدة الوفاة‪ .‬وأجيب بأنه حكممة وهمي ل يلمزم اطرادهما‪ .‬وقموله‪:‬‬
‫عن الختلط فيه أن الرحم إذا دخله مني الرجل انسد فمه فل يقبل منيا آخر فل يتصور اختلط‪.‬‬
‫وأجيب بأن المراد به الشتباه )قوله‪ :‬تجب عدة لفرقة زوج حي( سيأتي مقممابله فممي قمموله وتجممب‬
‫لوفاة زوج‪ .‬وفي البجيرمي‪ :‬ومثل فرقة الحياة مسخه حيوانا‪ ،‬ومثل فرقممة الممموت مسممخه جمممادا‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بطلق الخ( الباء سببية متعلق بفرقة أي فرقممة حاصمملة بسممبب طلق )قمموله‪ :‬أو فسممخ‬
‫نكاح( أي بعيبه أو عيبها‪ ،‬ومثل الفسخ النفساخ بلعان أو رضاع أو غيممره كممردة )قمموله‪ :‬حاضممر‬
‫الخ( يحتمل جعله بدل من زوج فيكممون تعميمما فيممه‪ .‬ويحتمممل أن يكمون مضمافا إليممه لفممظ نكمماح‪.‬‬
‫وقوله مدة طويلة‪ :‬متعلق بغائب‪ :‬أي غائب مدة طويلة‪ .‬وفي التقييد به نظممر لنممه علممى الحتمممال‬
‫الول يكون قوله حاضر أو غائب مرتبطا بكل من الطلق أو من الفسخ فبالنسبة للطلق ل فرق‬
‫بين أن يكون المطلق غائبا مدة طويلة أو قصيرة‪ ،‬ومثله بالنسبة للفسخ ول يممرد عليممه ممما سمميأتي‬
‫في باب النفقات من أن كثيرين اختاروا في غائب تعذر تحصيل النفقة منه الفسمخ لنمه يلممزم مممن‬
‫التعذر المذكور أن تكون المدة طويلممة‪ ،‬وعلممى الحتمممال الثمماني يكممون قمموله‪ :‬حاضممر‪ ،‬أو غممائب‬
‫مرتبطا بالفسخ فقط‪ .‬ول فرق فيه أيضا بين أن يكون الذي يفسخ غائبا مدة طويلة أو قصمميرة ول‬
‫يرد عليه ما سيأتي أيضا لما تقدم آنفا فتنبه )قوله‪ :‬وطئ( الجملة صفة ثانية لممزوج مممن الوصممف‬
‫بالجملة بعد الوصف بالمفرد‪ :‬أي ويشترط في ثبمموت العممدة وطممئ الممزوج لهمما‪ ،‬ول بممد أن يكممون‬
‫الواطئ ممن يمكن وطؤه كصبي تهيأ له وأن تكون ممن يمكن وطؤها ومثل الوطئ إدخممال منيممه‬
‫المحترم حال خروجه وحال دخوله على ما اعتمده ابن حجممر وحممال خروجممه فقممط وإن لممم يكممن‬
‫محترما حمال دخموله علمى مما اعتممده م ر‪ ،‬وذلمك كمما إذا احتلمم المزوج وأخمذت الزوجمة منيمه‬
‫وأدخلته فرجها ظانة أنها مني أجنبي فإن هذا محترم حال الخممروج وغيممر محممترم حممال الممدخول‬
‫وتجب به العدة إذا طلقت الزوجة بعده وقبل الوطئ على معتمد الثمماني دن الول لنممه اعتممبر أن‬
‫يكون محترما في الحالين‪ .‬وفي سم‪ :‬ولو وطئ زوجته ظانا أنها أجنبيممة وجبممت العممدة بل إشممكال‬
‫بل لو استدخلت هذا الماء زوجة أخرى وجبت العدة فيما يظهر‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله في قبل أو دبر‪ :‬تعميم‬
‫في الوطئ )قوله‪ :‬بخلف ما إذا لم يكن وطئ( أي ولم تممدخل منيممه المحممترم‪ :‬أي فل عممدة عليهمما‬
‫وإن وجدت خلوة‪ ،‬وذلك لقول ال تعالى‪) * :‬يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتممموهن‬
‫من قبل تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها( * )‪) (1‬قوله‪ :‬وإن تيقن براءة رحم( غاية فممي‬
‫وجوب العدة على الموطوءة‪ :‬أي تجب العدة عليها وإن تيقن ذلممك‪ ،‬وذلممك لن العممدة إنممما وجبممت‬
‫لعموم الدلة‪ ،‬ولن المغلب فيها جهة التعبد كممما تقممدم )قمموله‪ :‬كممما فممي صممغيرة وصممغير( تمثيممل‬
‫للمتيقن براءة رحمها وكون الزوج صممغيرا ليمس بقيممد فممي تيقممن بممراءة رحمهما‪ ،‬بمل مممتى كممانت‬
‫صغيرة تيقن ذلك ولو كان كبيرا )قوله‪ :‬ولوطئ الخ( معطوف على لفرقة‪ :‬أي وتجب عدة لوطئ‬
‫حصل مع شبهة كائنة في حلة )قوله‪ :‬كما في نكمماح فاسممد( أي كممما فممي وطئه بنكمماح فاسممد‪ ،‬فممإن‬
‫الوطئ بالنكاح المذكور شبهة )قوله‪ :‬وهو( أي وطئ الشبهة‪ .‬وقوله‪ :‬كل ما لم يمموجب حممدا علممى‬
‫الواطئ‪ .‬أي وإن أوجبه على الموطوءة كما لو زنى المراهق ببالغممة أو المجنممون بعاقلممة فتلزمهمما‬
‫العدة لحترام‬

‫)‪ (1‬سورة الحزاب‪ ،‬الية‪.49 :‬‬

‫] ‪[ 47‬‬

‫الماء )قمموله‪ :‬ل يسممتمتع( أي الممزوج‪ .‬وقمموله بموطمموءة بشممبهة‪ .‬أي بزوجتممه الممتي وطئت‬
‫بشبهة‪ .‬وقوله مطلقا‪ :‬أي استمتاعا مطلقا وطئا كان أو غيره )قوله‪ :‬حمل كانت( أي سممواء كممانت‬
‫عدة الشبهة بالحمل أو بغيره من القراء والشهر )قوله‪ :‬حتى تنقضي الخ( غايممة فممي النفممي‪ :‬أي‬
‫ل يستمتع بها إلى أن تنقضي عدتها بوضع الحمل أو غيمره‪ ،‬فمإذا انقضمت عمدتها بمذلك جماز لمه‬
‫الستمتاع بها )قوله‪ :‬لختلل النكاح الخ( علة لعدم الستمتاع‪ :‬أي ل يستمتع بهمما لنممه قممد اختممل‬
‫نكاحه بسبب تعلق حق الغير بها وذلك الحق هو العدة لوطئ الشبهة )قوله‪ :‬قال شيخنا ومنممه( أي‬
‫ومن التعليل المذكور‪ ،‬وهو اختلل النكمماح بمما ذكمر‪ .‬وكتمب ع ش علمى قممول م ر‪ :‬ومنمه يؤخمذ‬
‫حرمة نظر ما نصه‪ :‬هذا يخالف ما مر له قبيل الخطبة من جواز النظر لممما عممدا ممما بيممن السممرة‬
‫والركبة من المعتدة عن شبهة‪ ،‬وعبارته‪ :‬وخرج بالتي تحل زوجته المعتدة عن شبهة ونحممو أمممة‬
‫مجوسية فل يحل له إل نظر ما عدا ما بين السرة والركبة‪ .‬ا‍ه‪ .‬ويمكن الجواب بأن الغرض مممما‬
‫ذكره هنا مجرد بيان أنه يؤخذ من عبارة المصنف ول يلزم من ذلك اعتماده‪ ،‬فليراجممع وليتأمممل‪،‬‬
‫على أنه قد يمنع أخذ ذلك من المتن لن النظر بل شهوة ل يعد تمتعا وهذا بناء على أن الضمممير‬
‫في منه راجع للمتن‪ ،‬أما إن جعل راجعا لقمول الشممارح لختلل النكماح الممخ لممم يبعممد الخممذ‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وقوله لم يبعد الخذ فيه أن الشكال‪ ،‬وهو المخالفة المذكورة ل يرتفع بذلك‪ .‬وقوله والخلمموة بهمما‪:‬‬
‫بالرفع عطف على النظر‪ :‬أي ويحرم الخلوة بها )قوله‪ :‬وإنما يجب لما ذكر( أي لفرقة زوج حي‬
‫ولوطئ شبهة وهو دخول على المتن )قوله‪ :‬بثلثة قروء( الباء للتصوير متعلممق بعممدة‪ :‬أي تجممب‬
‫عدة صورة بثلثة قروء‪ :‬أي وإن طالت أو اسممتعجلت الحيممض بممدواء أو اختلفممت عادتهمما فيممه أو‬
‫كانت حامل من زنا لن حمل الزنا ل حرمة له‪ ،‬ولو جهل حال الحمل ولم يمكن لحمموقه بممالزوج‬
‫بأن ولدت لكثر من أربع سنين من وقت إمكان وطئ الزوج لها حمل على أنه من زنا من حيث‬
‫صحة نكاحها معه وجواز وطئ الزوج لها وعلى أنه من شبهة مممن حيممث عممدم عقوبتهمما بسممببه‪،‬‬
‫فإن أتت به للمكان منه لحقه ولم ينتف عنه إل بلعان ولو أقرت بأنها من ذوات القراء ثم كذبت‬
‫نفسها وزعمت أنهما ممن ذوات الشمهر لمم يقبمل لن قولهما الول يتضممن أن عمدتها ل تنقضمي‬
‫بالشهر فل يقبل رجوعها فيه‪ ،‬بخلف ما لممو قممالت ل أحيممض زمممن الرضمماع ثممم كممذبت نفسممها‬
‫وقالت‪ :‬أحيض زمنه فيقبل أفاده م ر )قوله‪ :‬والقممرء الممخ( اعلممم أنممه اختلممف فممي القممرء فقيممل أنممه‬
‫مشترك بين الحيض والطهر‪ ،‬وقيل حقيقممة فممي الطهممر مجمماز فممي الحيممض‪ ،‬وقيممل عكسممه ولكممن‬
‫المراد به هنا‪ :‬أي في العدة الطهر‪ ،‬كما روى عن عمممر وعلممي وعائشممة وغيرهممم مممن الصممحابة‬
‫رضممي الم عنهممم أجمعيممن‪ ،‬ولقمموله تعممالى‪) * :‬فلطلقمموهن لعممدتهن( * )‪ (1‬أي فممي المموقت الممذي‬
‫يشرعن فيه في العدة وهو زمن الطهر لن الطلق في الحيض حرام ول يصح إرادتممه هنمما وإل‬
‫لكنا مأمورين بالحرام والحتراز بقوله هنا عن الستبراء‪ ،‬فإن المراد به الحيض ومممن اسممتعماله‬
‫فيه ما في خبر النسائي‪ :‬تترك الصلة أيام أقرائها وقوله طهر بين دمممي حيضممتين‪ :‬إضممافة دمممي‬
‫إلى ما بعده من إضافة العم للخص فهي للبيان‪ :‬أي طهر كائن بين دمين هما حيضتان‪ .‬وقمموله‬
‫أو حيض ونفاس‪ :‬أي أو كائن طهرها بين دمي حيض ونفاس ويتصور عممد الطهممر قممرءا بينهممما‬
‫بما إذا طلقها زوجها وهي حامل من زنا أو وطئ شبهة وكانت تحيممض فممي حملهمما فحاضممت ثممم‬
‫طهرت ثم نفست فيحسب هذا الطهر قرءا لنه بيممن حيممض ونفمماس‪ .‬ومثممل الطهممر بيممن ممما ذكممر‬
‫الطهر الكائن بين نفاسين كأن طلقت حامل من زنا أو من وطئ شبهة ثممم وضممعت فشممرعت فممي‬
‫عدة الطلق ثم حملت من زنا فيحسممب الطهمر بيمن النفاسممين قمرءا ثممم تمأتي بعممد الوضمع الثماني‬
‫بقرأين آخرين إن لم يتقدم طهرها الذي طلقت فيه حيض ول نفاس‪ ،‬وإل فبقرء واحد )قمموله‪ :‬فلممو‬
‫طلق الخ( مفرع على كون القرء هو الطهر الكائن بين حيضتين الخ أي فلو لم يكن بين ذلك كأن‬
‫طلق من لم تحض أول‪ :‬أي من لم يسبق منها حيض‪،‬‬

‫)‪ (1‬سورة الطلق‪ ،‬الية‪.1 :‬‬

‫] ‪[ 48‬‬

‫ومثله من لممم تنفممس كممذلك وقمموله ثممم حاضممت‪ :‬أي بعممد الطلق‪ :‬أي أو نفسممت )قمموله‪ :‬لممم‬
‫يحسب الزمن الذي طلق فيه قرءا( أي لم يعد قرءا وقوله‪ :‬إذ لم يكن الخ‪ :‬علة لعدم حسبانه قممرءا‬
‫)قوله‪ :‬بل ل بد الخ( إضراب انتقالي‪ ،‬وقوله بعممد الحيضممة الممخ الظممرف متعلممق بمحممذوف صممفة‬
‫لثلثة أي ثلثة أطهار واقعة بعد الحيضة‪ .‬وقوله المتصلة بالطلق‪ :‬أي بممالطهر الممذي طلممق فيممه‬
‫)قوله‪ :‬ويحسب بقية الطهر طهرا في غيرها( أي غير من لم تحض أول وهي التي حاضممت لن‬
‫نفي النفي إثبات يعني إذا طلقت في طهر مسبوق‪ .‬بحيض ولو قل يحسب قرءا ‪ -‬كممما سمميذكره ‪-‬‬
‫قريبا في قوله فمن طلقت طاهرا الخ )قوله‪ :‬وتجب العدة بثلثة أقراء( الول إسممقاطه لنممه يغنممي‬
‫عنه قوله سابقا في الدخول علي بثلثة أقراء‪ ،‬وإنما يجب لما ذكر عدة‪ ،‬وليس هنمماك طممول عهممد‬
‫حتى يقال‪ :‬إنه أعاده لطوله كما هو عادة المؤلفين )قوله‪ :‬على حرة تحيض( متعلق بتجب )قمموله‪:‬‬
‫لقوله تعالى‪ :‬الخ( دليل على وجوب العدة عليها )قوله‪) * :‬والمطلقممات يتربصممن( *( أي ينتظممرن‬
‫ويبعدن أنفسهن عن النكاح ثلثة قروء‪ :‬أي أطهار )قوله‪ :‬فمن طلقممت طمماهرا( ل يخفمماك أن هممذا‬
‫مفرع على تفسير القرء بأنه الطهر بيمن الحيضممتين‪ ،‬وأن قمموله المممار ويحسمب بقيمة الطهمر المخ‬
‫مفرع عليه أيضا‪ .‬وهذا يؤدي مؤدي ذلك ويزيد عليه فكان الملئم والخصر أن يقدم هممذا بجنمب‬
‫المفرع عليه ثم يعطف عليه قوله‪ :‬المار‪ ،‬فلو طلق أو يجعل قوله‪ :‬فلو طلق باقيا في محلممه ويقممدم‬
‫هذا أيضا ويجعله معطوفا عليه وعلى الحالتين يحذف قوله ويحسب الخ‪ .‬فتنبممه )قمموله‪ :‬وقممد بقممي‬
‫الخ( الجملة حالية‪ :‬أي طلقت والحممال أنمه بقممي ممن طهرهمما لحظممة )قمموله‪ :‬انقضممت عممدتها المخ(‬
‫جواب من قوله )قوله‪ :‬لطلق القرء على أقل لحظة( أي فيصدق على القرءين مع بعض القممرء‬
‫ثلثة قروء كما صدق على الشهرين مع بعممض الثممالث أشممهر فممي قمموله تعممالى‪) * :‬الحممج أشممهر‬
‫معلومممات( * )‪) (1‬قمموله‪ :‬وإن وطممئ فيممه( غايممة فممي إطلق القممرء علممى أقممل لحظممة )قمموله‪ :‬أو‬
‫حائضا( عطف على طاهرا )قوله‪ :‬وإن لم يبق الممخ( غايممة مممما بعممده فكممان الولممى تممأخيره عنممه‬
‫)قوله‪ :‬فتنقضي عدتها الخ( أي ول يحسب الحيض الذي طلقت فيه قرءا )قوله‪ :‬وزمن الطعن في‬
‫الحيضة( أي الثالثة فيما إذا طلقممت طماهرا أو الرابعمة فيممما إذا طلقمت حائضمما وقموله‪ :‬ليممس ممن‬
‫العدة‪ ،‬خبر المبتدأ الذي هو لفظ زمن )قوله‪ :‬بل يتبين به( أي بزمن الطعممن فممي الحيضممة‪ .‬وقموله‬
‫انقضاؤها‪ :‬أي بممالقراء السممابقة عليممه‪ .‬تنممبيه‪ :‬سممكت المؤلممف عممما إذا طلقممت وهممي ذات نفمماس‪،‬‬
‫وظاهر كلم الروضة في باب الحيض أنه ل يحسب من العدة فل بد من ثلثة أقراء بعد النفاس‪.‬‬
‫كذا في المغني وع ش‪ ،‬وسكت أيضا عن عدة المستحاضة‪ .‬وحاصممله أن عممدة المستحاضممة غيممر‬
‫المتحيرة حرة كانت أو أمة بأقرائها المردودة هي إليها حيضا وطهرا فترد معتمادة لعادتهما فيهمما‬
‫ومميزة لتمييزها كذلك ومبتدأة ليوم وليلة في الحيض وتسع وعشرين في الطهممر فعممدتها تسممعون‬
‫يوما من ابتداء دمها إن كانت حرة لشتمال كل شهر على حيض وطهممر غالبمما‪ ،‬وعممدة المتحيممرة‬
‫الحرة ثلثة أشهر هللية لشتمال كل شهر على حيض وطهر‪ ،‬وهممذا إذا طلقممت فممي أول الشممهر‬
‫كأن علق الطلق به‪ ،‬أما لو طلقت في أثنائه فإن بقي منه ما يسع حيضا وطهرا بممأن يكممون سممتة‬
‫عشر يوما فأكثر حسب قرءا لشتماله على حيض وطهر ل محالة فتكمل بعممده شممهرين هللييممن‬
‫وإن بقي منه خمسة عشر يوما‬
‫)‪ (1‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪ (2) .228 :‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪.197 :‬‬

‫] ‪[ 49‬‬

‫بأقممل لممم يحسممب قممرءا لحتمممال أنممه حيممض فتعتمد بعمده بثلثممة أشمهر‪ ،‬أمما الرقيقممة فقممال‬
‫البارزي‪ :‬تعتد بشهر ونصف‪ .‬وقال البلقينمي‪ :‬همذا قمد يتخمرج علمى أن الشمهر أصمل فمي حقهما‬
‫وليس بمعتمد‪ ،‬فالفتوى على أنها إذا طلقت أول الشهر اعتدت بشهرين أو وقد بقي أكثره فببمماقيه‪،‬‬
‫والثاني أو دون أكثره فبشهرين بعد تلك البقية وهذا هو المعتمد‪) .‬قوله‪ :‬وتجب عدة بثلثممة أشممهر‬
‫الخ( أي لقوله تعالى‪) * :‬واللئي يئسن من المحيض من نسممائكم إن ارتبتممم فعممدتهن ثلثممة أشممهر‬
‫واللئي لم يحضن( * أي فعدتهن ثلثممة أشممهر‪ ،‬فحممذف المبتممدأ والخممبر مممن الثمماني لدللممة الول‬
‫عليه‪ .‬وقوله هللية‪ :‬أي ل عددية‪ .‬وقوله‪ :‬ما لم تطلق أثناء شهر‪ :‬قيد لكونها هللية‪ :‬أي أن محممل‬
‫كونها هللية إذا لم تطلق أثناء شهر بأن طلقت أوله )قوله‪ :‬وإل تمم الممخ( أي وإل لممم تطلممق الممخ‬
‫بأن طلقت أثناء شهر تمم الول المنكسر من الشهر الرابع ثلثين يوما سواء كان المنكسر ناقصا‬
‫أو تاما )قوله‪ :‬إن لم تحض( أي لصغر أو لعلة أو جبلة منعتها رؤية الدم‪ :‬أي ولم تبلغ سن اليأس‬
‫لئل يتكرر مع ما بعده )قوله‪ :‬أو حاضت أول( أي أو رأت الحيض قبل اليأس )قوله‪ :‬ثممم انقطممع(‬
‫أي الحيض )قوله‪ :‬ويئست من الحيض( أي من عوده عليها )قوله‪ :‬ببلوغهمما الممخ( البمماء لتصمموير‬
‫اليأس‪ :‬أي أن اليأس مصور ببلوغها الخ‪ .‬وقوله إلى سن‪ :‬إلى زائدة أو أصمملية‪ ،‬ويضمممن العامممل‬
‫وهو بلوغ معنى وصول‪ .‬وقوله تيأس فيه النساء‪ :‬أي كل النساء في كل الزمنة باعتبار ما يبلغنا‬
‫خبره ويعرف‪ ،‬وقيل المعتبر في اليأس يأس عشيرتها‪ :‬أي نساء أقاربها من البوين القرب إليها‬
‫فالقرب لتقاربهن طبعا وخلقا )قوله‪ :‬وهو( أي سن اليأس‪ .‬وقوله‪ :‬اثنتان وستون سنة الخ‪ :‬عبارة‬
‫النهاية‪ :‬وحدوده باعتبار ما بلغهم باثنتين وستين سنة‪ ،‬وفيه أقوال أخر‪ :‬أقصمماها خمممس وثمممانون‬
‫سنة وأدناها خمسون‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي شممرح الممروض‪ :‬ول يبممالي بطممول مممدة النتظممار احتياطمما وطلبمما‬
‫لليقين‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ولو حاضت الخ( المقام للتفريع‪ ،‬فالولى التعبير بالفاء بدل الواو‪ .‬وقوله من لممم‬
‫تحض قط‪ :‬سيأتي محترزه وهو اليسمة‪ .‬وقموله فمي أثنماء المخ‪ :‬متعلمق بحاضمت )قموله‪ :‬اعتمدت‬
‫بالطهار( أي استأنفت العدة بالطهار إجماعا‪ ،‬وذلك لنها الصل في العدة وقد قدرت عليها قبل‬
‫الفراغ من بدلها فتنتقل إليها كالمتيمم إذا وجد الماء في أثناء التيمم‪ .‬قال فممي المغنممى‪ :‬ول يحسممب‬
‫ما بقي من الطهر قرءا‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬أو بعدها( معطمموف علمى فمي أثنماء المخ‪ :‬أي أو حاضممت بعممد‬
‫العدة بالشهر‪ .‬وقوله‪ :‬لم تستأنف العممدة بالطهممار‪ :‬أي لن حيضممها حينئذ ل يمنممع صممدق القممول‬
‫بأنها عند اعتدادها بالشهر من اللئي لم يحضن )قوله‪ :‬بخلف اليسة( هذا محترز قوله مممن لممم‬
‫تحض قط‪ :‬أي بخلف اليسة إذا حاضت فإن فيهمما تفصمميل حاصممله أنهمما إذا حاضممت فممي أثنمماء‬
‫الشهر الثلثة وجبت القراء لنها الصممل ولممم يتممم البممدل ويحسممب ممما مضممى قممرءا لحتواشممه‬
‫بدمين فتضم إليه قرءين‪ ،‬وإذا حاضت بعدها فإن نكحممت زوجمما آخممر فل شممئ عليهمما لن عممدتها‬
‫انقضت ظاهرا ول ريبة مع تعلق حق الزوج بها‪ ،‬وإن لم تنكح استأنفت العدة بالقراء لتبين عدم‬
‫يأسها‪ ،‬وأنها ممن يحضن مع عدم تعلق حق بها )قوله‪ :‬ومن انقطع حيضممها( أي قبممل الطلق أو‬
‫بعده في العدة برماوي )قوله‪ :‬بل علة( متعلق بانقطع وسيأتي مقابله فممي قمموله‪ .‬وأممما مممن انقطممع‬
‫حيضها بعلة الخ‪ .‬وقوله تعرف‪ :‬الجملة صفة لعلة )قوله‪ :‬لممم تممتزوج حممتى تحيممض أو تيممأس( أي‬
‫وإن طال صبرها‪ ،‬وذلك لن الشهر إنما شرعت للتي لم تحض ولليسة وهذه غيرهما‪ .‬وفممي ع‬
‫ش ما نصه‪ :‬انظر هل يمتد زمن الرجعة إلى اليأس أم ينقضي بثلثة أشممهر كنظيممره السممابق فممي‬
‫المتحيرة ؟ الظاهر الول ا‍ه‪ .‬عميرة‪ .‬وهل مثل الرجعة النفقة أم ل ؟ فيممه نظممر أيضمما‪ .‬والقممرب‬
‫الول لن النفقة تابعة للعدة وقلنا ببقائها وطريقه في الخلص من ذلممك أن يطلقهمما بقيممة الطلقممات‬
‫الثلث‪ .‬ا‍ه وقوله‪ :‬ثم تعتد بالقراء‪ :‬أي إذا حاضت‪ .‬وقوله أو الشهر‪:‬‬
‫)‪ (1‬سورة الطلق‪ ،‬الية‪.4 :‬‬

‫] ‪[ 50‬‬

‫أي إذا أيست فهو على اللف والنشر المرتب )قوله‪ :‬وفممي القممديم( الجممار والمجممرور خممبر‬
‫مقدم والمصدر المؤول بعد مبتدأ مؤخر )قوله‪ :‬وهو( أي القول القديم‪ .‬وقوله إنها‪ :‬أي من انقطممع‬
‫حيضها )قوله‪ :‬تتربص تسعة أشهر( وفي قول قديم أيضمما تممتربص أربممع سممنين لنهمما أكممثر مممدة‬
‫الحمل‪ ،‬ثم إن لم يظهر حمل تعتد بالشهر )قوله‪ :‬ثم تعتد الخ( أي ثم بعد مضي تسعة أشهر تعتممد‬
‫بثلثة أشهر‪ .‬وفي التحفة‪ :‬وقيل‪ :‬ثلثة من التسعة عممدتها اه‍ )قموله‪ :‬ليعممرف المخ( علمة لتربصمها‬
‫تسعة أشهر ل لكونها تعتد بعدها ثلثة أشهر لن معرفممة فممراغ الرحممم تحصممل بالتسممعة الشممهر‬
‫المتربصة‪ ،‬وحينئذ علة كونها تعتد بعدها بما ذكر التعبد‪ .‬وقوله فراغ الدم‪ :‬عبممارة التحفممة‪ :‬فممراغ‬
‫الحرم‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهي أولى لن المراد فراغه من الحمممل ل مممن الممدم ولعممل فممي عبممارته تحريفمما مممن‬
‫النساخ‪ .‬وقوله إذ هي‪ :‬أي التسعة الشهر وهو علة للعلة‪ :‬أي وإنما كان يعرف فممراغ الرحممم بهمما‬
‫لنها غالب مدة الحمل )قوله‪ :‬وانتصر له الخ( أي استدل الشافعي لقوله القممديم‪ :‬بممأن سمميدنا عمممر‬
‫قضى به‪ ،‬ومع ذلك فهو ضعيف‪ .‬إذ المعتمد الجديد )قوله‪ :‬ومن ثم( أي ومن أجممل أن هممذا القممول‬
‫قضى به سيدنا عمر ولم ينكر عليه )قوله‪ :‬أما مممن انقطممع حيضممها الممخ( محممترز قمموله‪ :‬بل علممة‬
‫تعرف )قوله‪ :‬كرضاع الخ( تمثيل للعلة التي تعرف‪ .‬وقوله ومرض‪ :‬أي وإن لم يممرج بممرؤه كممما‬
‫شمله إطلقهم‪ ،‬خلفا لما اعتمده الزركشي‪ .‬ا‍ه‪ .‬نهاية‪ .‬وقوله خلفا الخ‪ :‬قال ع ش لعله يقول‪ :‬إن‬
‫عدتها ثلثة أشهر إلحاقا لها باليسة‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬فل تتزوج الممخ( أي لن سمميدنا عمممر رضممي الم‬
‫عنه حكم بذلك في المرضع رواه البيهقي‪ ،‬بل قال الجويني هو كالجماع من الصحابة رضي ال‬
‫عنهم‪ .‬وقولهم اتفاقا‪ :‬هو محل المخالفة بينهما وبين من انقطع حيضها بل علة )قوله‪ :‬وإن طممالت‬
‫المدة( أي فل يجوز لها التزوج‪ .‬وفممي الخطيممب‪ .‬قممال بعممض المتممأخرين‪ :‬ويتعيممن التفطممن لتعليممم‬
‫جهلة الشهود هذه المسألة فإنهم يزوجون منقطعة الحيض لعارض أو غيره قبل بلوغ سممن اليممأس‬
‫ويسمونها بمجرد النقطاع آيسة ويكتفون بمضي ثلثة أشهر ويستغربون القول بصبرها إلى سن‬
‫اليأس حتى تصير عجوزا فليحذر من ذلك‪ :‬ا‍ه )قوله‪ :‬وتجب العدة لوفاة( مقابل قوله أول الفصممل‬
‫وتجب العدة لتفرقة زوج حي )قوله‪ :‬حتى الخ( غاية في وجوب عدة الوفمماة علممى المتمموفى عنهمما‬
‫زوجها‪ :‬أي تجب العدة عليها ولو كانت مطلقة طلقا رجعيا بأن طلقها طلقا رجعيا ثم مات قبممل‬
‫انقضاء عدتها‪ ،‬وحينئذ فتنتقل إلى عدة الوفاة ويسقط عنها بقية عدة الطلق فتحممد وتسممقط نفقتهمما‪،‬‬
‫بخلف ما إذا مات عن بائن فإنها ل تنتقل إليها بل تكمل عدة الطلق لنها ليست زوجة فل تحممد‬
‫ولها النفقة إن كانت حامل‪ ،‬وقيد بالحرة لجل أن يصح تقييده العممدة بعممد بأربعممة أشممهر وعشممرة‬
‫أيام لنها هي التي عدتها ما ذكر‪ ،‬وأما المة فهي على النصف من ذلك )قوله‪ :‬وغيممر موطمموءة(‬
‫معطوف على حرة رجعية‪ :‬أي وتجب عدة الوفاة على غير الموطمموءة بممأن مممات قبممل أن يطأهمما‬
‫لكونها صغيرة أو غير ذلك‪ ،‬بخلف فرقة الحياة فإنها إن كانت قبل المموطئ ل تجممب عممدة عليهمما‬
‫لية * )ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن( * الخ‪ .‬قال في المغني‪ :‬وإنما لم يعتبر هنا الوطئ كما‬
‫في عدة الحياة لن فرقة الوفاة ل إساءة فيها من الزوج فأمرت بالتفجع وإظهممار الحممزن بفراقممه‪،‬‬
‫ولهذا وجب الحداد كما سمميأتي‪ ،‬ولنهمما قممد تنكممر الممدخول ول تنممازع ‪ -‬بخلف المطلقممة ‪ -‬ولن‬
‫مقصودها العظم حفظ حق الزوج دون معرفة الممبراءة ولهممذا اعتممبرت الشممهر‪ .‬ا‍ه )قمموله‪ :‬وإن‬
‫كانت ذات إقراء( غاية فممي كمون عمدة الوفمماة بالشمهر‪ ،‬وحينئذ فكمان الولممى تمأخيره عمن قمموله‬
‫بأربعة‬

‫)‪ (1‬سورة الحزاب‪ ،‬الية‪.49 :‬‬


‫] ‪[ 51‬‬

‫أشهر وعشرة أيام )قوله‪ :‬بأربعة أشهر وعشرة أيام( أي بعد وضع الحمل إن كانت حامل‬
‫من شبهة لن عدة الحمل مقدمة مطلقا تقدمت أو تأخرت عن الموت بأن وطئت بشبهة فممي أثنمماء‬
‫العدة وحملت فإنها تقدم عدة الشبهة وبعد وضع الحمل تبني على ما مضى من عممدة الوفمماة‪ ،‬فممإن‬
‫كانت حامل من زنا انقضت عدتها بمضي الشهر مع وجوده لنه ل حرمممة لممه‪ .‬ثممم إن الربعممة‬
‫الشهر معتبرة بالهلة ما لم يمت أثناء شهر‪ ،‬وقد بقي منه أكثر من عشرة أيام وإل تعتممبر ثلثممة‬
‫من الهلة‪ ،‬ويكمل من الرابع ما يكمل أربعين يوما ولممو جهلممت الهلممة حسممبتها كاملممة‪ .‬قممال فممي‬
‫التحفة‪ :‬وكأن حكمة هذا العدد وما مر أن النساء‪ :‬ل يصبرن عن الممزوج أكممثر مممن أربعممة أشممهر‬
‫فجعلت مدة تفجعهن‪ ،‬وزيدت العشرة اسمتظهارا‪ .‬ثمم رأيمت شمرح مسملم ذكمر أن حكممة ذلمك أن‬
‫الربعة بهمما يتحممرك الحمممل وتنفممخ الممروح‪ ،‬وذلممك يسممتدعي ظهممور الحمممل إن كممان‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقمموله‬
‫ولياليها‪ :‬في المغني ما نصه‪ .‬تنبيه‪ :‬إنما قال‪ :‬بلياليها لن الوزاعممي والصممم قممال‪ :‬تعتممد بأربعممة‬
‫أشهر وعشر ليال وتسعة أيام قال‪ :‬لن العشر تستعمل في الليممالي دون اليممام‪ .‬ورد بممأن العممرب‬
‫تغلب صيغة التأنيث في العدد خاصممة فيقولممون سممرنا عشممرا ويريممدون بممه الليممالي واليممام وهممذا‬
‫يقتضي أنه لو مات في أثناء الليل ليلة الحادي والعشممرين ممن الشممهر أن هممذه العشممرة الممتي هممي‬
‫آخر الشهر ل تكفي مع أربعة أشهر بالهلل بل ل بد من تمام تلك الليلممة‪ ،‬والممذي يظهممر أن ذلممك‬
‫يكفي‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬للكتاب الخ( دليل لكون عمدة الوفماة أربعمة أشمهر وعشمرة أيمام‪ :‬أي وهمو قموله‬
‫تعالى‪) * :‬والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا( * وقمموله‬
‫والسنة‪ :‬أي والجماع لكن في غير اليوم العاشر نظرا إلى عشرا إنما يكون للمؤنث وهمو الليمالي‬
‫ل غير‪ ،‬كما تقدم )قوله‪ :‬وتجب على المتوفي عنها زوجها( صادق بالحامممل مممن شممبهة فيقتضممي‬
‫أنه يجب عليها الحداد حالة الحمل وليس كذلك‪ ،‬بل يجب عليها بعممد الوضممع‪ .‬ولممو قممال‪ :‬وتجممب‬
‫على المعتدة عن وفاة لكان أولى لعدم صممدقه علمى مما ذكممر‪ .‬وقموله العممدة بممما ذكممر‪ :‬أي بأربعمة‬
‫أشهر وعشرة أيام )قوله‪ :‬مع إحداد( الظرف متعلق بمحذوف حال من العدة‪ :‬أي تجب العدة حال‬
‫كونها مصحوبة بالحداد وهو من أحد‪ ،‬ويقال فيها الحداد من حد لغة المنع واصممطلحا المتنمماع‬
‫من الزينة في البدن )قوله‪ :‬يعني يجممب الحممداد عليهمما( أي علممى المتمموفي عنهمما زوجهمما‪ .‬وقمموله‬
‫أيضا‪ :‬أي كما يجب عليها العدة‪ .‬واعلم‪ ،‬أن ترك الحداد كل المدة أو بعضها كممبيرة فتعصممي بممه‬
‫إن علمت حرمة الترك‪ ،‬ومع ذلك تنقضي عدتها ولو بلغها وفمماة زوجهمما بعممد انقضمماء العممدة‪ .‬فل‬
‫إحداد عليها النقضاء عدتها‪ ،‬كما لو بلغها طلقه بعد انقضاء العدة فإنه ل عدة عليها )قوله‪ :‬بممأي‬
‫صفة كانت( أي المتوفى عنها زوجهمما‪ :‬أي سممواء كممانت رجعيممة أو صممغيرة أو غيرهممما )قمموله‪:‬‬
‫للخبر المتفق عليه( دليل لوجوب الحداد‪ .‬وقموله‪ :‬ل يحممل المخ‪ :‬بمدل أو عطممف بيمان مممن الخمبر‬
‫)قوله‪ :‬فوق ثلث( أي وأما الثلث وما دونها فيحل فيهما للمرأة الحداد في نحو القريب من سيد‬
‫وصديق ومملوك وصهر‪ .‬والضابط من حزنت لموته فلها الحداد عليه ثلثممة أيممام‪ ،‬ومممن ل فل‪.‬‬
‫كذا في البجيرمي نقل عن الزيادي )قوله‪ :‬أربعة أشهر وعشممرا( متعلممق بمحممذوف بينممه الشممارح‬
‫بقوله‪ :‬أي فإنه الخ وقوله أي يجب‪ :‬تفسير مراد للحل الذي هو الجواز )قوله‪ :‬لن الخ( علة لكون‬
‫المراد من الحل الوجوب‪ .‬وحاصله أن ما جاز بعد امتناعه‪ :‬أي نفيه واجب غالبا ولممك أن تقممول‪:‬‬
‫أن ما جاز بعد المتناع يصدق بالوجوب المجمع عليه كما هنا‪ ،‬ل هو نفس الوجوب‪ .‬وبيان ذلممك‬
‫أنه أول نفى الحل بقوله‪ :‬ل يحل ثم أعيد ثانيا مثبتا‬

‫)‪ (1‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪.234 :‬‬

‫] ‪[ 52‬‬
‫بالمفهوم‪ ،‬فعلم أن المراد به ما قابل المتنمماع فيصممدق بممالوجوب )قمموله‪ :‬وللجممماع علممى‬
‫إرادته( أي إرادة الوجوب في الحديث ل الجواز‪ .‬وقوله إل ما حكممي عممن الحسممن البصممري‪ :‬أي‬
‫إل ما نقل عنه مممن عممدم وجمموبه فل يكممون قادحمما فممي الجممماع )قمموله‪ :‬وذكممر اليمممان( أي فممي‬
‫الحديث‪ .‬وقوله للغالب‪ :‬أي أن المحدة تكون مؤمنة )قوله‪ :‬أو لنه( أي اليمان‪ .‬وقوله أبعممث‪ :‬أي‬
‫أشد باعثا وحامل لها على المتثال للمأمور بممه )قمموله‪ :‬وإل فمممن الممخ( أي وإن لممم نقممل إن ذكممر‬
‫اليمان للغالب أو لنه أبعث فل يصح التقييد به لن من لها أمان كالذميمة والمعاهمدة والمسمتأمنة‬
‫كذلك )قوله‪ :‬يلزمها ذلك( أي الحداد بمعنى أنا نلزمها به لو رفع المر إلينا‪ .‬قال سم‪ :‬بممل ويلممزم‬
‫من ل أمان لها أيضمما لممزوم عقمماب فممي الخممرة بنمماء علممى الصممح مممن مخاطبممة الكفممار بفممروع‬
‫الشريعة‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ويلزم الولي الخ( أي ويلزم الولي أن يأمر موليته صممغيرة كممانت أو مجنونممة‬
‫بالحداد )قوله‪ :‬تنبيه( أي في بيان معنى الحداد اصطلحا )قوله‪ :‬الحداد( مبتدأ خبره قوله ترك‬
‫الخ )قوله‪ :‬على المتوفي عنها زوجها( قد علمت ما فيه )قوله‪ :‬ترك لبس مصبوغ لزينممة( أي ليل‬
‫ونهارا من حرير أو غيره كثوب أصفر أو أحمممر وخممرج بقمموله‪ :‬لزينممة ممما صممبغ ل لزينممة‪ ،‬بممل‬
‫لجل احتمال وسمخ كالسمود والخضمر والزرق فل يحمرم عليهما لبسمه إل إن كمانت ممن قموم‬
‫يتزينون به كالعراب فيحرم‪ .‬وقوله وإن خشن‪ :‬غاية للحرمة )قوله‪ :‬ويباح إبريسم( هو بممالمعنى‬
‫الشامل للقز مطلق الحرير‪ ،‬ومثله بالولى قطن وصوف وكتان لم تصبغ )قوله‪ :‬وتممرك التطيممب(‬
‫معطوف على ترك الول‪ :‬أي والحداد الواجب عليها أيضا ترك التطيب فيحممرم عليهمما التطيممب‬
‫في بدن أو ثوب أو طعام أو شراب أو كحل وضممابط الطيممب المحممرم عليهمما كممل ممما حممرم علممى‬
‫المحرم‪ ،‬لكن يلزمها هنا إزالة الطيب الكائن معها حال الشروع فممي العممدة )قموله‪ :‬والتحلممي المخ(‬
‫معطوف على التطيب‪ :‬أي والحداد الواجب أيضا ترك التحلي‪ .‬وقوله نهارا‪ :‬أما ليل فجائز لكن‬
‫مع الكراهة إن كان لغير حاجة‪ ،‬فإن كممان لحاجممة فل كراهممة‪ .‬قممال فممي المغنممي‪ :‬فممإن قيممل‪ :‬لبممس‬
‫المصبوغ يحرم ليل فهل كان هنا كممذلك ؟ أجيممب‪ :‬بممأن ذلممك يحممرم الشممهوة‪ ،‬بخلف الحلممي‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬بحلي ذهب أو فضة متعلق بالتحلي‪ :‬أي ترك التحلي بحلي ذهب أو فضة فلو تحلت بممذلك‬
‫حرم لنه يزيد في حسنها كما قيل‪ :‬وما الحلي إل زينة لنقيصة يتمم من حسممن إذا الحسمن قصممرا‬
‫فأما إذا كان الجمال موفرا كحسنك لم يحتج إلى أن يممزورا وقمموله أن يممزورا‪ :‬أي يحسممن ويزيممن‬
‫من التزوير‪ ،‬وهو تحسين الكممذب )قموله‪ :‬ولمو نحمو خمماتم( أي ولمو كمان ذلممك الحلمي نحمو خمماتم‬
‫كخلخال وسوار فإنه يحرم )قوله‪ :‬أو قرط( هو بضم القاف وسكون المراء‪ :‬وهمو حلمق يعلمق فمي‬
‫شحمة الذن وينبغي أن محل حرمته ما لم يحصل لها ضرر بتركه‪ ،‬وإل جمماز لهمما لبسممه )قمموله‪:‬‬
‫أو تحت الثيماب( أي أو كمان الحلمي لبسمته ممن تحمت الثيماب فيحمرم )قموله‪ :‬للنهمي عنمه( تعليمل‬
‫لوجوب ترك التحلي بحلي ذهب أو فضة‪ :‬أي وإنما وجب ذلك للنهي عن الحلممي فممي روايممة أبممي‬
‫داود والنسائي أن النبي )ص( قال‪ :‬المتوفي عنها زوجها ل تلبس الحلي ول تكتحل ول تختضب‬
‫)قوله‪ :‬ومنه مموه( أي ومن الحلي الممواجب تركممه نحمماس مممموه بممذهب أو فضممة‪ ،‬ومثلممه المممموه‬
‫بغيرهما إن كان مما يحرم التزين به )قوله‪ :‬ولؤلؤ( معطوف على مممموه‪ :‬أي ومممن الحلممي أيضمما‬
‫لؤلؤ فيحرم التزين به لن الزينة فيه ظاهرة‪ ،‬قال تعممالى‪) * :‬يحلممون فيهمما مممن أسماور مممن ذهمب‬
‫ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير( * وهذا هو الصح‪ ،‬ومقابله يقول‪ :‬ل حرمة بالتزين به لنه‬

‫)‪ (1‬سورة فاطر‪ ،‬الية‪.33 :‬‬

‫] ‪[ 53‬‬

‫يحل للرجل )قوله‪ :‬ومنها العقيق( أي ومن الجواهر العقيق فيحرم عليها التحلي به )قمموله‪:‬‬
‫وكذا نحاس( أي وكذلك من الحلي نحو نحاس كرصاص بالقيمد التممي وحينئذ فتقييمد الحلممي فيممما‬
‫مر بكونه من ذهب أو فضة محله إن كانت من قوم ل يتحلون إل بهما‪ ،‬وإل فليس بقيد‪ .‬وعبممارة‬
‫المغني‪ :‬والتقييد بالذهب والفضة يفهم جواز التحلي بغيرهما كنحاس ورصاص وهو كذلك إل إن‬
‫تعود قومها التحلي بهما أو أشبها الذهب والفضة‪ ،‬بحيث ل يعرفان إل بتأمل أو موها بهما فإنهما‬
‫يحرمان‪ .‬قال الذرعي‪ :‬والتمويه بغير الذهب والفضة‪ :‬أي مما يحرم تزينهمما بممه كممالتمويه بهممما‪،‬‬
‫وإنما اقتصروا على ذكرهما اعتبارا بالغالب‪ .‬اه )قوله‪ :‬إن كانت( أي المرأة المعتدة بعمدة الوفماة‪.‬‬
‫وقوله يتحلون بهما‪ :‬أي بالنحاس والعاج وهو عظم الفيل )قمموله‪ :‬وتممرك الكتحممال( عطممف علممى‬
‫ترك الول أيضا‪ :‬أي والحداد الواجب أيضا ترك الكتحال‪ .‬وقوله بإثمد‪ :‬أي ونحوه مما يكتحممل‬
‫به للزينة‪ .‬وقوله إل لحاجة‪ :‬أي كرمد فتكتحل به لكن ليل فقط وتمسحه نهارا ويجمموز للضممرورة‬
‫نهارا أيضا‪ ،‬وذلك لخبر أبي داود أنه )ص( دخل على أم سلمة وهي حمادة علمى أبمي سملمة وقمد‬
‫جعلت على عينها صبرا‪ .‬فقال‪ :‬ما هذا يا أم سلمة ؟ فقالت‪ :‬هو صبر ل طيب فيه‪ .‬فقممال‪ :‬اجعليممه‬
‫بالليل وامسحيه بالنهار )قوله‪ :‬ودهن( بالجر عطف علممى الكتحممال‪ :‬أي وتممرك دهممن وهممو بفتممح‬
‫الدال مراد به المصدر‪ .‬وقوله شعر رأسها‪ :‬أي ولحيتها إن كانت وبقية شممعور وجههمما )قمموله‪ :‬ل‬
‫سائر البدن( بالجر عطف على رأسها‪ :‬أي ل يجب عليها تممرك دهممن سممائر شممعور البممدن‪ ،‬وكممما‬
‫يحرم عليها الدهن يحرم عليها طلء وجهها بالسممفيذاج ‪ -‬بالممذال المعجمممة ‪ -‬وهممو ممما يتخممذ مممن‬
‫الرصاص يطلى به الوجه وبالدمام ‪ -‬بكسر المدال المهملمة وضممها ‪ -‬وهمي مما يطلمى بمه الموجه‬
‫للتحسين‪ ،‬وهو الحمرة التي يورد بها الخد وهو المسمى عنممد العامممة بحسممن يوسمف‪ .‬ويحكمى أن‬
‫المام أبي حنيفة رضي ال عنه كان إذا ذكر أحد عنده بسوء ينهى عنه ويقول‪ :‬حسممدوا الفممتى إذ‬
‫لم ينالوا سعيه فالكل أعداء له وخصوم كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسممدا وبغضمما‪ ،‬إنممه لممدميم‬
‫أي معمول بالمدمام المتقمدم‪ ،‬ويحمرم عليهما أيضما خضماب مما ظهمر ممن بمدنها كمالوجه واليمدين‬
‫والرجلين بنحمو الحنماء وتطريمف أصمابعها وتصمفيف شمعر طرتهما‪ :‬أي ناصميتها علمى جبهتهما‬
‫وتجعيد شعر صدغيها وحشو حاجبها بالكحل وتدقيقه بالحف وهو إزالة شعر ما حممول الحمماجبين‬
‫وأعلى الجبهة بالتحفيف )قوله‪ :‬وحل تنظف بغسل( أي لرأس أو بدن ولو بدخول حمام ليممس فيممه‬
‫خروج محرم وحل أيضا امتشاط بلدهن واستعمال نحو سممدر وإزالممة شممعر لحيممة أو شممارب أو‬
‫إبط أو عانة وقلم ظفر )قوله‪ :‬وإزالة وسخ( بالجر عطفا على غسل‪ :‬أي وحل تنظف بإزالة وسخ‬
‫)قوله‪ :‬وأكل تنبل( بالرفع عطفا على تنظف‪ :‬أي وحل لها أكل تنبل إذ هو ليس من أنواع الطيممب‬
‫)قوله‪ :‬وندب إحداد لبائن الخ( وفي قول قديم يجب كالمتوفي عنهمما زوجهمما بجممامع العتممداد عممن‬
‫النكاح‪ .‬ورد بأنها إن فورقت بطلق فهي مجفوة به‪ :‬أي مهجورة متروكة بسبب الطلق ونفسممها‬
‫قائمة منه فل تحزن عليه أو بخلع‪ ،‬فالخلع إنما هو منها لكراهتها له أو بفسخ‪ ،‬فالفسخ إما منها أو‬
‫منه لعيب قائم بها فل يليق بها إيجاب الحداد )قوله‪ :‬لئل يفضي الخ( علة الندب‪ :‬أي وإنمما نمدب‬
‫لئل يفضي تزيينها إلى فسادها )قوله‪ :‬وكذا الرجعية( أي وكذا يندب الحداد للرجعيممة‪ ،‬كممما نقلممه‬
‫في الروضة كأصلها عن أبي ثور عن الشافعي رضي ال عنه‪ ،‬ثم نقل عن بعض الصممحاب أن‬
‫الولى لها أن تتزين بما يدعو الزوج إلى رجعتهمما‪ .‬ا‍ه‪ .‬شممرح المنهممج )قمموله‪ :‬إن لممم تممرج عمموده‬
‫بالتزين( قيد في ندب الحداد للرجعية )قوله‪ :‬فيندب( أي التزين‪ ،‬وهو مفرع علممى محممذوف‪ :‬أي‬
‫إذا ترجت العود فيندب لها التزين‪ ،‬وعلى ما ذكر حمممل حجممر ممما أطلقممه الصممحاب مممن أولويممة‬
‫التزين لها‪ .‬تنبيه‪ :‬قال سم‪ :‬حيث طلب الحداد أو أبيح وتضمن تغيير اللبمماس لجممل الممموت كممان‬
‫مستثنى من حرمة تغيير اللباس للموت المقرر في باب الجنائز‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وتجممب علممى المعتممدة‬
‫بالوفاة الخ( وذلك لقوله تعالى في الطلق‪* :‬‬

‫] ‪[ 54‬‬

‫)أسكنوهن من حيث سكنتم( * أي مكانا من مكان سكناكم‪ ،‬ولخبر‪ ،‬فريعممة ‪ -‬بضممم الفمماء ‪-‬‬
‫بنت مالك في الوفاة أن زوجهمما قتممل فسممألت رسممول الم )ص( أن ترجممع إلممى أهلهمما‪ ،‬وقممالت إن‬
‫زوجي لم يتركني في منزل يملكه‪ ،‬فأذن لهمما فممي الرجمموع قممالت‪ :‬فانصممرفت حممتى إذا كنممت فممي‬
‫الحجرة أو في المسجد دعاني‪ ،‬فقال‪ :‬امكثي في بيتك حتى يبلغ الكتاب أجله‪ ،‬قالت‪ :‬فاعتددت فيممه‬
‫أربعة أشهر وعشرا‪ ،‬صححه الترمذي وغيره )قوله‪ :‬وبطلق( معطوف على بالوفاة‪ :‬أي وعلممى‬
‫المعتدة بطلق‪ .‬وقوله بائن‪ :‬مفاد التقييممد بممه أن المفارقممة بطلق رجعممي ل يجممب عليهمما ملزمممة‬
‫المسكن‪ ،‬وليس كذلك بدليل قوله بعد أما الرجعية الخ‪ .‬ولو قال‪ :‬أو بطلق ولممو بائنمما وقيممد قمموله‪:‬‬
‫ولها الخروج بغير الرجعية لكان أولى وأنسب بقوله‪ :‬أما الرجعية الخ‪ .‬تأمل )قوله‪ :‬أو فسممخ( أي‬
‫أو انفساخ بردة أو لعان أو رضاع‪ .‬ح ل )قوله‪ :‬ملزمممة مسممكن( فاعممل تجممب‪ :‬أي وتجممب علممى‬
‫المعتدة بالوفاة وما بعده ملزمة مسكن فل تخرج بنفسها منه وليس لزوج ول غيممره أن يخرجهمما‬
‫منه ولو وافقها الزوج على خروج منه بغير حاجة لم يجز وعلى الحاكم المنع منه لن فممي العممدة‬
‫حقا ل تعالى وقد وجبت وهي في ذلممك المسممكن‪ .‬قممال تعممالى‪) * :‬ل تخرجمموهن مممن بيمموتهن ول‬
‫يخرجن إل أن يأتين بفاحشة مبينة( * والضافة في قوله‪) * :‬من بيوتهن( * لسممكناهن فيهمما‪ ،‬وإل‬
‫فالبيوت للزواج‪ .‬وفسر ابن عباس وغيره الفاحشة المبينة بأن تبذو على أهل زوجها حتى يشممتد‬
‫أذاهم ومثل أهل الزوج جيرانها‪ ،‬فإن اشتد أذاهم بها جماز إخراجهما كمما أنمه إذا اشمتد أذاهما بهمم‬
‫جاز خروجها )قوله‪ :‬كانت فيه الخ( الجملة صفة لمسكن‪ .‬أي مسممكن موصمموف بأنهمما كممانت فيممه‬
‫عند الموت أو عند الفرقة أي بإذن الممزوج وكممان لئقمما بهمما حينئذ وأمكممن بقاؤهمما فيممه لسممتحقاقه‬
‫منفعته‪ ،‬فإن فورقت بوفاة أو غيرها وهي في مسكن لم يأذن فيممه بممأن انتقلممت مممن مسممكنها الول‬
‫إلى المسكن الثمماني بغيممر إذن الممزوج لهمما فيلزمهمما أن ترجممع للول وتعتممد فيممه لعصمميانها بممذلك‪،‬‬
‫بخلف ما لو انتقلت إليه بإذنه فإنها تعتد فيه وجوبا وإن كان أبعد من الول أو رجعت إليه لخممذ‬
‫متاع‪ ،‬وذلك لعراضها عن الول بحق أو لم يكن لئقا بها فل تكلف السكنى فيه كالزوجة أو لممم‬
‫يمكن بقاؤها فيه كأن تعلق به حق كرهن وقد بيع في الممدين لتعممذر وفممائه مممن غيممره ولممم يممرض‬
‫مشتريه بإقامتها فيه بأجرة المثل فتنتقل منه إلى غيره )قوله‪ :‬إلى انقضاء عدة( متعلممق بملزمممة‪:‬‬
‫أي وتجب الملزمة إلى أن تنقضي العدة‪ ،‬فإذا انقضت فل وجمموب )قمموله‪ :‬ولهمما الخممروج نهممارا‬
‫الخ( وذلك لما رواه مسلم عن جابر قال‪ :‬طلقت خالتي سلمى فأرادت أن تجذنخلها فزجرها رجل‬
‫أن تخرج‪ ،‬فأتت النبي )ص( فقال‪ :‬جذي عسى أن تتصدقي أو تفعلي معروفا قال الشافعي رضي‬
‫ال عنه‪ ،‬ونخل النصار قريب من منازلهم‪ ،‬والجذاذ ل يكون إل نهممارا‪ .‬وورد ذلممك فممي البممائن‪،‬‬
‫ويقاس بها المتوفي عنها زوجها‪ .‬وضابط من يجوز لها الخروج لما ذكره ومن ل يجوز لها ذلك‬
‫كل معتدة ل تجب نفقتها ولم يكن لها من يقضيها حاجتهما لهما الخمروج فمي النهمار لشمراء طعمام‬
‫وقطن وبيع غزل للحاجة‪ ،‬أما من وجبت نفقتها من رجعية أو بائن حامل أو مسممتبرأة فل تخممرج‬
‫إل بإذن أو ضرورة كالزوجة لنهن مكفيات بالنفقة )قوله‪ :‬ل ليل( أي ل يجوز لها الخممروج فممي‬
‫الليل مطلقا لذلك لنه مظنة الفساد إل إذا لم يمكنها ذلك نهارا‪ :‬أي وأمنت كما بحثممه أبممو زرعممة‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬تحفة وقوله ولو أوله‪ :‬أي ل يجوز لها الخممروج فممي الليمل ولمو كمان فمي أولمه )قموله‪ :‬خلفما‬
‫لبعضهم( أي القائل بأن لها الخروج أوله )قوله‪ :‬لكن لها خروج ليل الخ( إسممتدراك مممن امتنمماعه‬
‫ليل‪ ،‬وإنما جاز لها فيه للغزل ونحوه لما رواه الشافعي والممبيهقي رحمهممما ال م تعممالى أن رجممال‬
‫استشهدوا بأحد‪ ،‬فقالت نساؤهم‪ :‬يا رسول ال إنا نستوحش في بيوتنا فنبيت عند إحدانا‪ ،‬فأذن لهن‬
‫)ص( أن يتحدثن عند إحداهن‪ ،‬فإذا كان وقت النوم تأوي كممل واحممدة مممن بيتهمما )قمموله‪ :‬إلممى دار‬
‫جاره الملصق( أي لدارها‪ ،‬ومثله ملصق الملصق والمقابل‪ ،‬وفي تقييده الجار بما ذكر إشارة‬
‫إلى أن المراد به هنا الذي مر في الوصية وهو الذي لم يتجاوز داره أربعين دارا من كممل جممانب‬
‫فما كان من الربعين فهو جار ولو لم يكن ملصقا ول ملصق الملصممق فلممو أوصممى لجيرانممه‬
‫يقسم على أربعين دارا من كل جانب‪ .‬وقوله‪ :‬لغزل وحديث‪ ،‬متعلق بخروج‪.‬‬

‫)‪ (1‬سورة الطلق‪ ،‬الية‪ (2) .6 :‬سورة الطلق‪ ،‬الية‪.1 :‬‬

‫] ‪[ 55‬‬
‫وقوله ونحوهما‪ :‬أي كخياطة )قوله‪ :‬لكن الخ( تقييممد لجممواز الخممروج المممذكور )قمموله‪ :‬أن‬
‫يكون ذلك( أي الخروج إلى دار جارتها‪ ،‬والمراد ما يترتب عليه وهو مكثهمما عنممد جارتهمما‪ .‬ولممو‬
‫صرح به وقال‪ :‬أن يكون مكثها بقدر العادة لكان أولى‪ .‬وقوله‪ :‬بقدر العادة وقال بعضممهم‪ :‬تمكممث‬
‫عند جارتها لذلك حصة لم تكن معظم الليل‪ ،‬وإل فيحرم عليها ذلممك )قمموله‪ :‬وأن ل يكممون عنممدها‬
‫الخ( أي وبشرط أن ل يكون عندها أي المعتدة‪ :‬أي في دارها التي هي فيه مممن يؤنسممها ويحممدثها‬
‫فإن وجد من ذكر عندها فل يجوز لها ذلك ولم يذكر هذا الشرط الرملي )قوله‪ :‬وأن ترجممع الممخ(‬
‫أي وبشرط أن ترجع إلى دارها وتبيت فيه‪ ،‬فلو لم ترجع بل باتت عند جارتهمما حممرم عليهمما ذلممك‬
‫)قوله‪ :‬أما الرجعية فل تخرج إل بإذنه( مقابل قوله‪ :‬المعتممدة بالوفمماة الممخ‪ .‬والنسممب بالمقابلممة أن‬
‫يقول‪ :‬أما الرجعية فيجب عليها ملزمة السكنى أيضا‪ ،‬ولكن ل تخرج إل بإذنه أو يقول ما قدمته‬
‫هناك‪ .‬وقوله إل بإذنه‪ :‬هذا هو محل المخالفة بين الرجعية وغيرها‪ ،‬فالولى ل تخرج إل بممالذن‬
‫والثانية لها الخروج ولو بل إذن لحاجة‪ ،‬أما حالة الضرورة فهما سواء في جواز الخروج )قوله‪:‬‬
‫لن عليه( أي الزوج وهو علة لمتناع الخروج عليهمما إل بممإذنه أو لضممرورة‪ .‬وقمموله كالزوجممة‪:‬‬
‫الكاف للتنظير‪ .‬والمراد نظير الزوجة الحقيقية فإنها يمتنع عليهمما الخممروج إل بممإذنه لكممونه قائممما‬
‫بجميع مؤنها )قوله‪ :‬ومثلها( أي الرجعية بائن حامل‪ :‬أي فيمتنمع عليهما الخمروج إل بممإذنه لكمونه‬
‫قائما بجميع مؤنها أيضا )قوله‪ :‬وتنتقممل( أي المعتممدة مطلقمما بوفمماة أو غيرهمما جمموازا‪ .‬وقمموله مممن‬
‫المسكن‪ :‬أي الذي كانت فيه عند الموت أو الفرقة )قوله‪ :‬لخوف على نفسها( اللم تعليليممة متعلقممة‬
‫بتنتقل‪ :‬أي تنتقل لجل خوف على نفسها إذا دامت فيممه‪ :‬أي مممن نحممو ريبممة للضممرورة‪ .‬قممال فممي‬
‫التحفة‪ :‬وظاهر أنه يجب النتقال حيث ظنت فتنة كخوف على نحو بضع ومن ذلك أن ينتجع قوم‬
‫البدوية وتخشى من التلف‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله أو ولدها‪ :‬أي أو خوف على ولدها‪ .‬وقمموله أو علممى المممال‪:‬‬
‫أي أو خوف على المال‪ .‬وقوله ولو لغيرها‪ :‬أي ولو كان المال لغيرها وهو موضوع عندها على‬
‫سبيل المانة كوديعة‪ .‬وقوله وإن قل‪ :‬أي ذلك المال والذي يظهر أنه ل بد من أن يكممون متمممول‪:‬‬
‫إذ ل وجه لجواز الخروج للخوف على نحو حبممة بممر‪ .‬وفممي التحفممة زيممادة أو اختصمماص )قمموله‪:‬‬
‫وخوف هدم الخ( الولى أن يقول‪ :‬من نحو هدم الخ فيبدل لفظ خوف بلفظة من نحو لن هذا هممو‬
‫المخوف منه وعبارة المنهاج مع التحفة‪ :‬وتنتقل من المسكن لخوف على نفسها أو نحو ولممدها أو‬
‫مال ولو لغيرها كوديعة وإن قل أو اختصاص كذلك فيما يظهر من نحو هدم أو غممرق أو سممارق‬
‫أو لخوف على نفسها ما دامت فيه من ريبة الخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬فلو عبر مثلهممما لكممان أولممى‪ ،‬ولعلممه حصممل‬
‫تحريفممه مممن النسمماخ بإبممدال لفظممة مممن نحممو بخمموف‪ .‬فتنبممه )قمموله‪ :‬أو تممأذن بممالجيران( الولممى‬
‫والخصر أن يقول كالمنهج أو شمدة تأذيهما بمالجيران لنمه معطموف علمى خموف‪ ،‬ومثمل تأذيهما‬
‫بالجيران ما لو تأذى الجيران بها أذى شديدا فيجوز لها النتقمال لمما روى مسملم أن فاطممة بنمت‬
‫قيس كانت تبدو على أحمائها فنقلها )ص( عنهم إلى بيت ابن أم مكتوم ول يعارضه روايممة نقلهمما‬
‫لخوف مكانها لحتمال تكرر الواقعة‪ :‬قال في التحفة‪ .‬تنبيه‪ :‬يتعين حمممل المتممن علممى ممما إذا كممان‬
‫تأذيهم بأمر لم تتعد هي به‪ ،‬وإل أجبرت على تركه ولم يحل لها النتقال حينئذ‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وعلممى‬
‫الزوج سكنى المفارقة( أي ويجممب علممى الممزوج سممكنى المفارقممة مطلقمما بوفمماة أو طلق بممائن أو‬
‫رجعي أو فسخ وفي الوفاة تكون السكنى في تركته حيث وجدت وتقدم على الديون المرسمملة فممي‬
‫الذمة‪ .‬قال ع ش‪ :‬وتقدم على مؤنة التجهيز لنه حق تعلممق بعيممن التركممة وليممس هممو مممن الممديون‬
‫المرسلة في الذمة‪ .‬وينبغي أن هذا إذا كان ملكه أو يستحق منفعته مدة عدتها بإجارة‪ .‬ويحتمل أنه‬
‫إذا خلفها في بيت معار أو مؤجر وانقضت الممدة أنهما تقمدم بمأجرة المسمكن علمى ممؤن التجهيمز‬
‫أيضا‪ ،‬ويحتمل ‪ -‬وهو الظاهر ‪ -‬أنها تقدم بأجرة يوم الموت فقط لن ما بعده ل يجب إل بممدخوله‬
‫فلم يزاحم مؤن التجهيز‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي التحفة‪ :‬ويسن للسلطان حيث ل تركة ول متممبرع إسممكانها مممن‬
‫بيت المال‪ .‬كذا أطلقوه‪ .‬ولو‬

‫] ‪[ 56‬‬
‫قيل يجب كوفاء دينه بل أولى ‪ -‬لن هنا حقا ل أيضا لم يبعد‪ .‬ا‍ه )قمموله‪ :‬ممما لممم تكممن( أي‬
‫المفارقة مطلقا ناشزة‪ ،‬فإن كانت كذلك فليس عليه سكناها‪ .‬ومثل الناشزة كل من ل نفقة لها عليه‬
‫كصغيرة ل تحتمل الوطئ‪ .‬وعبارة المنهج وشرحه‪ :‬هذا حيممث تجممب نفقتهمما علممى الممزوج لممو لممم‬
‫تفارق فل تجب سكنى لمن ل نفقة لها عليه من ناشزة ولو في العدة وصممغيرة ل تحتمممل المموطئ‬
‫وأمة ل تجب نفقتها‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬ل تجب نفقتها بأن لم تكن مسلمة ليل ونهارا ح ل )قوله‪ :‬وليممس‬
‫له مساكنتها( أي ليس للزوج مساكنتها‪ :‬أي المعتدة منه بطلق ولو رجعيمما أو فسممخ‪ ،‬أممما الممموت‬
‫فمتعذر كما هو ظاهر‪ .‬ومحل هذا حيث كان المسكن واحدا‪ ،‬فلمو تعمدد بمأن كمانت المدار مشمتملة‬
‫على حجرتين وسكن أحدهما حجرة والخر حجرة جاز ذلك مع الكراهة‪ ،‬ولو لم يكممن محممرم إن‬
‫لم تتحد المرافق كمطبخ ومستراح وممر ومرقي وأغلق باب بينهما أو سد‪ ،‬فممإن اتحممدت اشممترط‬
‫المحرم كما لو لم تكن إل حجرة واحدة‪ .‬وقوله ول دخول الخ‪ :‬أي وليس له دخول محممل هممي أي‬
‫المعتدة ساكنة فيه‪ :‬أي وإن لم يكن على جهة المساكنة )قموله‪ :‬ممع انتفماء نحمو المحمرم( الظمرف‬
‫متعلق بكل من مساكنة ومن دخول المنفيين‪ :‬أي ليس له المساكنة المقارنممة لنتفمماء نحممو المحممرم‬
‫وليس له الدخول المقارن لنتفاء نحو المحرم من زوجة أخرى أو أمة أو امرأة أجنبية‪ ،‬فإن وجد‬
‫محرم لها بصير مميز يحتشم بحيث يمنمع وجموده وقموه خلموة بهما أو محمرم لمه أنمثى أو زوجمة‬
‫أخرى أو أمة أو امرأة أجنبية وكل منهن ثقة محتشم جاز ذلك لكن مع الكراهة‪ ،‬وإنما حلت خلوة‬
‫رجل بامرأتين ثقتين يحتشمهما‪ ،‬بخلف خلوة امرأتين برجلين لما فممي وقمموع فاحشممة مممن امممرأة‬
‫بحضور مثلها من البعد لنها تحتشمها‪ ،‬ول كذلك الرجل مع مثلممه )قمموله‪ :‬فيحممرم الممخ( لممما كممان‬
‫امتناع المساكنة والدخول المفهوم من النفي السابق قد يكون على طريممق السممتحباب‪ ،‬فل يتعيممن‬
‫للتحريم صرح بالتحريم‪ .‬وقوله ذلك‪ :‬أي المذكور من المساكنة والدخول عليهمما )قمموله‪ :‬لن ذلممك‬
‫الخ( علة التحريم‪ :‬أي وإنما حرم ذلك عليه لنه يجر إلى الخلوة المحرمة‪ .‬قال في المغنممي‪ :‬ولن‬
‫في ذلك إضرارا بها وقد قال تعالى‪) * :‬ول تضماروهن لتضميقوا عليهمن( * أي فمي المسمكن‪ .‬ا‍ه‬
‫)قوله‪ :‬ومن ثم( أي ومن أجل أن ذلك يجر الخ يلزمها أن تمنعه من مساكنتها أو الممدخول عليهمما‪.‬‬
‫وقوله إن قدرت عليه‪ :‬أي على المنع المذكور )قوله‪ :‬وكما تعتمد حمرة بمما ذكمر( أي بمالقراء أو‬
‫بالشهر )قوله‪ :‬أي غير الحرة( وهي من فيها رق ولو مبعضة‪ .‬وقوله بنصممف مممن عممدة الحممرة‪:‬‬
‫أي فتعتد ذات الشهر شهرا ونصفا وتعتد ذات القراء قرءيممن بتكميممل المنكسممر ‪ -‬كممما سمميأتي ‪-‬‬
‫وهذا في غير الوفاة‪ ،‬أما فيها فتعتد بشهرين وخمسممة أيممام ولممو كممانت مممن ذوات القممراء )قمموله‪:‬‬
‫لنها على النصف( أي لن غير الحرة جارية على نصف الحرة‪ :‬أي ولقول سيدنا عمممر رضممي‬
‫ال عنه‪ :‬وتعتد المة بقرأين وقوله في كثير من الحكام‪ :‬أي كما تقدم في القسم أن للحممرة ليلممتين‬
‫وللمة ليلة وكما سيأتي في باب الحدود إن شاء ال تعالى أنها إذا زنت الحرة المكلفة تجلممد مممائة‬
‫وتغرب عاما والمة على النصف‪ ،‬وإذا شربت الولى الخمر تحد أربعين والمممة علممى النصممف‬
‫وغير ذلك وخرج بالكثير القليل كضممرب المممدة فممي العنممة ومممدة الزفمماف وكسممن الحيممض وأقلممه‬
‫وأكثره وكبينونتها بالثلث فيما إذا تزوجت على حر وأبانها ففي جميعها ساوت الحرة‪ .‬تنبيه‪ :‬لممو‬
‫عتقت في عدة رجعية فكحرة فتكمل ثلثة أقراء لن الرجعية كالزوجة في معظم الحكممام فكأنهمما‬
‫عتقت قبل الطلق‪ ،‬بخلف ما إذا عتقت في عدة بينونة لنها كالجنبية فكأنها عتقت بعد انقضمماء‬
‫العدة‪ ،‬أما لو عتقت مع العدة كأن علق طلقها وعتقها بشئ واحد فإنها تعتد عدة حرة وفي عكس‬
‫ما ذكر بأن صارت الحرة أمة‪ :‬كأن التحقت بدار الحرب فتكمل عدة حممرة علممى أوجممه المموجهين‬
‫)قوله‪ :‬وكمل الطهر الثاني( أي مع أنها إذا كانت على النصف كما ذكر فحقه أن‬

‫)‪ (1‬سورة الطلق‪ ،‬الية‪.6 :‬‬

‫] ‪[ 57‬‬
‫تكون عدتها قرءا ونصفا‪ .‬وقوله‪ :‬إذ ل يظهر الخ علة التكميل‪ ،‬وجعله في شممرح الممروض‬
‫علة لعلة قبلها وعبارته‪ :‬وإنما كمل القرء الثمماني لتعممذر تبعيضممه كممالطلق إذ ل يظهممر الممخ‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وهي أولى‪ .‬وإنما تعذر تبعيضه لن أكثر الطهر ل آخر له ول تعتبر عادتها فيه لنممه ربممما أنهمما‬
‫تخالف عادتها فاحتيط لذلك‪ ،‬وأوجبموا عليهما تكميمل القمرء‪ .‬وقموله نصممفه‪ :‬أي الطهمر وقموله إل‬
‫بظهور كله‪ :‬أي ل يظهر النصف إل بظهممور الكممل‪ :‬أي ل يتممبين‪ ،‬ويتضممح لنمما إل إذا تممم ظهممور‬
‫الكل وتمام ظهوره يكون بعود الدم )قوله‪ :‬فل بد الخ( تفريع علممى العلممة أو علممى المعلممل‪ .‬وقمموله‬
‫من النتظار‪ .‬أي تنتظر نفسها وتتربص فل تتزوج‪ .‬وقوله إلى أن يعود الدم‪ :‬أي فممإذا عمماد تمممت‬
‫مدة النتظار والتربص فيجوز لها بعد ذلك أن تتزوج لنقضمماء العممدة )قمموله‪ :‬وتعتممدان الممخ( لممما‬
‫أنهى الكلم على عدة الحائل شرع في بيان عممدة الحامممل‪ .‬وقموله أي الحمرة والممة‪ :‬بيمان للممف‬
‫التثنية‪ .‬وقوله لوفاة متعلق بتعتدان‪ :‬أي تعتدان عدة وفاة‪ .‬وقوله أو غيرها‪ :‬أي الوفاة أي غير مدة‬
‫الوفاة كعدة الطلق أو الفسخ )قوله‪ :‬وإن كانتا تحيضان( غاية لكون عدة الحامل بوضممع الحمممل‪،‬‬
‫وحينئذ فكان الولى تأخيره عن قوله بوضع حمل )قوله‪ :‬بوضع حمممل( متعلممق بتعتممدان والمممراد‬
‫تنقضي عدتهما بوضع حمل‪ ،‬وذلك لقوله تعالى‪) * :‬وأولت الحمال أجلهن أن يضممعن حملهممن(‬
‫* وهو مخصص لقوله تعالى‪) * :‬والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلثة قممروء( * ولن القصممد مممن‬
‫العدة براءة الرحم وهي حاصلة بالوضع‪ .‬ثم إنه يتوقف انقضاؤها على انفصممال جميممع الولممد فل‬
‫أثر لخروج بعضه متصل أو منفصل‪ ،‬ويتوقف أيضا على وضع الولد الخير من توأمين بينهممما‬
‫أقل من ستة أشهر‪ ،‬فإن كان بينهما ستة أشهر فأكثر فالثاني حمل آخر‪ .‬وقمموله حملتمما‪ :‬أي الحممرة‬
‫والمة وقدره لجل تعلق الجار والمجرور بعده ول حاجة لتقديره ويكون الجار والمجرور بعممده‬
‫صفة لحمل‪ :‬أي حمل منسوب لصاحب العدة من زوج أو واطممئ شممبهة‪ .‬وخممرج بممه ممما إذا كممان‬
‫منسوبا لغيره فل تنقضي العدة به‪ .‬ثم إن كان الحمل بوطئ شبهة انقضت عدة الشبهة بوضعه ثم‬
‫تعتد للزوج وإن كان من زنا فوجوده كعدمه‪ :‬إذ ل إحترام له فإن كانت من ذوات الشهر بأن لممم‬
‫تحض قبل الحمل اعتدت بها أو من ذوات القراء اعتدت بها وعليه لو زنممت فممي العممدة وحملممت‬
‫من الزنا لم تنقطع العدة )قوله‪ :‬ولو مضغة الخ( غاية لكون عدة الحامممل بالوضممع أن تعتممد بممذلك‬
‫ولو كان ما وضعته من الحمل مضغة تتصور لو بقيت في بطنها‪ ،‬ومثله بالولى ما لو كان فيهمما‬
‫صورة آدمي بالفعل‪ .‬وعبارة المنهاج مع التحفة‪ :‬وتنقضي بمضغة فيها صورة آدمممي خفيممة علممى‬
‫غير القوابل أخبر بها بطريق الجزم أهل الخبرة ومنهم القوابل لنها حينئذ تسمممى حمل وعممبروا‬
‫بأخبر لنممه ل يشممترط لفممظ شممهادة إل إذا وجممدت دعموى عنممد قمماض أو محكممم‪ ،‬وإذا اكتفممى فممي‬
‫الخبار بالنسبة للبمماطن فليكتممف بقابلممة ‪ -‬كممما هممو ظمماهر ‪ -‬أخممذا مممن قممولهم لمممن غمماب زوجهمما‬
‫فأخبرها عدل بموته أن تتزوج باطنا فإن لم يكن فيها صورة خفية ولكن قلن‪ :‬أي القوابممل مثل ل‬
‫مع تردد هي أصل آدمي ولو بقيت تخلقت انقضت العدة بوضعها أيضا على المذهب لتيقن براءة‬
‫الرحم بها كالدم بل أولى‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله فليكتف بقابلة‪ :‬أي بالنسبة للباطن‪ ،‬أما بالنسبة للظاهر فل بممد‬
‫من أربع قوابل بشرط عدالتهن كما في سائر الشمهادات أو رجليممن أو رجممل وامرأتيمن )قموله‪ :‬ل‬
‫بوضع علقة( أي ل تنقضي العدة بوضع علقة‪ ،‬وذلمك لنهما تسممى دمما ل حمل ول يعلمم كونهما‬
‫أصل آدمي‪ ،‬ومثلها بالولى النطفممة )قمموله‪ :‬يلحممق ذا العممدة الممخ( أي بشممرط أن ل تنكممح آخممر أو‬
‫نكحته‪ ،‬ولكن لم يمكن كون الولد منه بأن كان صبيا أو ممسوحا أو ولممدته لممدون سممتة أشممهر مممن‬
‫نكاحه كما سيعلم مما بعده‪ .‬وقوله إلى أربع سنين‪ :‬متعلق بمحذوف‪ :‬أي إذا وضممعت لسممتة أشممهر‬
‫ولحظتين أو أكثر‪ ،‬وتنتهي الكثرة بوضعه لربع سنين لنها أكممثر مممدة الحمممل بممدليل السممتقراء‪.‬‬
‫وحكي عن مالك أنه قال‪ :‬جاورتنا امرأة محمممد بممن عجلن امممرأة صممدق وزوجهمما رجممل صممدق‬
‫حملت ثلث أبطن في اثنتي‬

‫)‪ (1‬سورة الطلق‪ ،‬الية‪ (2) .4 :‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪.228 :‬‬


‫] ‪[ 58‬‬

‫عشرة سنة‪ ،‬فحمل كل بطن أربع سنين )قوله‪ :‬من وقت طلقه( أي تحسممب الربممع سممنين‬
‫من وقت فراقه بتنجيز أو تعليق‪ ،‬وهممذا محمممول علممى مقارنممة المموطئ للفممراق‪ ،‬وإل لممزادت مممدة‬
‫الحمل على أربع سنين مع أنهم حصروا أكثر مدة الحمل في أربع سنين مع لحظممة المموطئ فقممط‪.‬‬
‫وفي شرح المنهج‪ :‬من وقت إمكان العلوق قبل الفراق‪ ،‬ثم قال فيه واعتباري للمممدة فممي هممذه مممن‬
‫وقت إمكان العلوق قبل الفممراق‪ ،‬ل مممن الفممراق الممذي عممبر بممه أكممثر الصممحاب هممو ممما اعتمممده‬
‫الشيخان حيث قال فيما أطلقوه تساهل الخ‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬لن أتمت بمه المخ( أي ل يلحمق ذا العمدة إن‬
‫أتت الخ‪ .‬ومثله في عدم اللحوق به ما لو أتت به من لم تنكح آخر لكثر من أربع سنين من وقممت‬
‫الوطئ لعدم المكان )قوله‪ :‬وإمكان لن يكون منه( أي من غيممر ذي العممدة )قمموله‪ :‬بممأن أتممت بممه‬
‫الخ( تصوير لمكان كونه منه‪ .‬وقوله بعممد نكمماحه‪ :‬أي الغيممر وبيممن المصممنف حكممم ممما إذا أمكممن‬
‫كونه من الول أو من الثاني‪ ،‬وبقي عليه بيان حكممم ممما إذا أمكممن كممونه منهممما كممأن ولممدته لسممتة‬
‫أشهر من وطئ الثاني ولدون أربع سنين من طلق الول‪ .‬وحاصله أنه يعرض على قائف‪ :‬فممإن‬
‫ألحقه بأحدهما فكالمكان منه فقط وقد ممر حكممه‪ ،‬أو ألحقمه بهمما أو نفماه عنهمما أو اشمتبه عليمه‬
‫المر انتظر بلوغه وانتسابه بنفسه‪ ،‬ومثله ما لو فقد القائف كأن كان بمسافة القصر‪ ،‬وأممما إذا لممم‬
‫يمكن كونه منهما كأن ولدته لدون ستة أشهر من وطئ الثاني ولكثر من أربع سممنين مممن وطممئ‬
‫الول فهو منفي عنهما )قوله‪ :‬وتصدق المرأة الخ( قد ذكر هذا بعينه في آخر فصل الرجعة قبيممل‬
‫فصل اليلء‪ ،‬وقد تقدم الكلم عليه )قوله‪ :‬وإمكان النقضمماء( أي للعممدة‪ .‬وقمموله سممتة أشممهر‪ :‬أي‬
‫عدديممة وهممي مممائة وثمممانون يوممما مممن حيممن إمكممان اجتماعهممما بعممد النكمماح‪ .‬ا‍ه ش ق‪ .‬وقمموله‬
‫ولحظتان‪ :‬أي لحظة للوطئ ولحظة للوضع‪ ،‬وهذا في وضع التام‪ .‬أما في غيره فإن كان مصورا‬
‫فإمكان انقضاء العدة بوضعه مائة وعشرون يوما ولحظتان وإن كممان مضممغة فإمكممان ذلممك فيهمما‬
‫ثممانون يومما ولحظتمان )قموله‪ :‬وبمالقراء( معطموف علمى بمالولدة‪ :‬أي وإمكمان انقضماء العمدة‬
‫بالقراء لحرة طلقت في طهممر‪ :‬أي سمبق بحيمض اثنمان وثلثمون يوممما ولحظتممان‪ ،‬لحظممة للقممرء‬
‫الول ولحظة للطعن في الحيضة الثالثة‪ ،‬وبيان ذلممك أن يطلقهمما وقممد بقممي مممن الطهممر لحظممة ثممم‬
‫تحيض أقل الحيض ثم تطهر أقل الطهر وهممو خمسممة عشممر يوممما ثممم تحيممض وتطهممر كممذلك ثممم‬
‫تطعن في الحيضة الثالثة لحظة )قوله‪ :‬وفي حيمض المخ( معطموف علممى فممي طهممر‪ :‬أي وإمكممان‬
‫انقضاء العدة بمالقراء لحمرة طلقمت فمي حيمض سمبعة وأربعمون يومما ولحظمة‪ :‬أي ممن حيضمة‬
‫رابعة‪ ،‬وبيانه بأن يطلقها آخر جزء من الحيض ثم تطهر أقل الطهر ثم تحيممض أقممل الحيممض ثممم‬
‫تطهر وتحيض كذلك ثم تطهر أقل الطهر ثم تطعن في الحيض لحظة‪ ،‬وقممد تقممدم الكلم كلممه مممع‬
‫بيان عدة المة والمبعضة فارجع إليه إن شئت )قوله‪ :‬فممائدة ينبغممي تحليممف الممخ( أي يجممب عليممه‬
‫فالمراد من النبغاء الوجوب كما يفيده عبارته فيما مر حيث جزم بذلك وهي تصدق بيمينهمما فممي‬
‫انقضمماء العممدة بغيممر الشمهر المخ‪ ،‬ومثلمه فمي متمن الرشمماد‪ .‬وعبممارته ممع الشممرح‪ :‬وإذا تنمازع‬
‫الزوجان فادعت انقضاء العدة بممكن وضع أو أقراء صدقت إن حلفت وإن خالفت عادتها لعسممر‬
‫إقامة البينة وائتمانها على ما في رحمها فممإن نكلممت صممدق إن أراد رجعممة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬ول يقبممل‬
‫دعواها الخ( يعني المرأة المطلقة لو تزوجت على آخر ثم بعده ادعت أنها تزوجت عليه وعممدتها‬
‫لم تنقض بقصد فساد النكاح ل يقبل دعواها ذلممك لن رضمماها بالنكمماح عليممه يتضمممن العممتراف‬
‫بانقضاء العدة )قوله‪ :‬فلو ادعت بعد الطلق الخ( يعني إذا اختلفا بعد الطلق في الدخول وعممدمه‬
‫فادعت هي الدخول بها لجل أن تأخذ المهر كله وأنكر هو الدخول بها ويتشطر المهر صدق هو‬
‫بيمينه‪ .‬وقوله لن الصل‬

‫] ‪[ 59‬‬
‫عدمه‪ :‬أي الدخول‪ .‬وقوله وعليها العممدة الممخ‪ :‬أي ويجممب عليهمما العممدة مممع سممقوط المهممر‪.‬‬
‫وقوله مؤاخذة الخ‪ :‬علة لوجوب العدة عليها‪ .‬وقوله وإن رجعممت‪ :‬أي عممما أقممرت بممه وهممو غايممة‬
‫لوجوب العدة عليها )قوله‪ :‬فرع لو انقضت العدة الخ( المناسب ذكر هذا الفرع فممي بمماب الرجعممة‬
‫بعد قوله‪ :‬ولو ادعى رجعة وهي منقضية ولممم تنكممح الممخ أو يممذكر ذلممك هنمما‪ ،‬وذلممك لن ممما هنمما‬
‫محترز قوله‪ :‬هناك ولم تنكح )قوله‪ :‬فممادعى مطلقهمما( أي طلقمما رجعيمما كممما هممو ظمماهر‪ ،‬وقمموله‬
‫عليها أو علممى الممزوج الثمماني‪ :‬أي أو عليهمما معما‪ ،‬فممأو مانعمة خلممو )قموله‪ :‬فمأثبت( أي مطلقهمما‪،‬‬
‫فالضمير المستتر يعود له ومثله ضمير له التي‪ .‬وقوله ذلك‪ :‬أي ممما ادعمماه مممن الرجعممة‪ ،‬ومثلممه‬
‫ضمير به التي‪ .‬وقوله أو لم يثبت‪ :‬أي ذلك بالبينة وقوله لكن أقرا الخ‪ :‬قيد فيما إذا لم يثبت ذلك‪.‬‬
‫وقوله له‪ :‬أي لمطلقها )قوله‪ :‬أخذها( أي انتزعها مطلقها من الزوج سواء دخممل بهمما أم ل )قمموله‪:‬‬
‫ما يستلزم فساد النكاح( أي وهو الرجعة وذلك لنه إذا ثبتت الرجعة لم يصح نكاحها لنها زوجة‬
‫)قوله‪ :‬ولها عليه( أي الثاني‪ .‬وقوله مهممر المثممل‪ :‬أي ل المسمممى لفسمماد النكمماح )قمموله‪ :‬فلممو أنكممر‬
‫الثاني الرجعة( أي مع إنكارها لها أيضا‪ ،‬وإل كانت عين المسممألة الثانيممة‪ .‬وقمموله صممدق بيمينممه‪،‬‬
‫فلو نكل عن اليمين حلف الول وأخممذها )قمموله‪ :‬أو أقممرت هممي دون الثمماني( أي فممإنه أنكممر ذلممك‬
‫وحلف عليه )قموله‪ :‬فل يأخمذها( أي مطلقهما‪ .‬وقموله لتعلمق حمق الثماني‪ :‬أي بهما وهمو اسمتحقاق‬
‫النتفاع بالبضع )قوله‪ :‬حتى تبين من الثاني( أي بممموت لممه أو فسممخ أو طلق بممائن )قمموله‪ :‬إذ ل‬
‫يقبل إقرارها عليه( أي على الثاني‪ :‬أي بالنسبة للثاني وهو علة لعدم أخذها إلممى أن تممبين‪ .‬وقمموله‬
‫بالرجعة‪ :‬متعلق بإقرار‪ .‬وقوله ما دامت فممي عصمممته‪ :‬أي الثمماني‪ .‬وقمموله لتعلممق حقممه أي الثمماني‬
‫وقوله بها أي المقممرة بالرجعممة للول )قمموله‪ :‬ممما إذا بممانت( الولممى فممإذا بممانت لنممه مفمماد الغايممة‬
‫السابقة‪ .‬وقوله منه‪ :‬أي من الثاني )قوله‪ :‬فتسمملم للول( أي مممدعي الرجعممة‪ .‬وقمموله بل عقممد‪ :‬أي‬
‫لنه ادعى الرجعة‪ ،‬وهممي ل تحتمماج إلممى عقممد )قمموله‪ :‬وأعطممت وجوبمما الول( أي الممزوج الول‬
‫المدعي للرجعية‪ .‬وقوله قبل بينونتها‪ :‬أي من الثاني‪ .‬وعبارة الروض وشممرحه‪ :‬وقبممل ذلممك ‪ -‬أي‬
‫زوال حق الثاني ‪ -‬يجب عليها للول مهر مثلها للحيلولة‪ :‬أي لنها حالت بينه وبين حقه بالنكمماح‬
‫الثاني حتى لو زال حق الثاني رد لها المهر لرتفاع الحيلولمة )قمموله‪ :‬للحيلولمة( أي ل للفيصممولة‬
‫وحكم الذي للحيلولة أنه يكون كالرهن عنده‪ ،‬بخلف الذي للفيصولة فإنه ل يكون كذلك بل يستبد‬
‫به ويتملكه من تسلمه‪ .‬وقوله بينه‪ :‬أي الول‪ .‬وقوله وبين حقه‪ :‬أي وهمو النتفماع بالبضمع ‪ -‬كمما‬
‫تقدم ‪ -‬وقوله بالنكاح الثاني‪ :‬متعلق بالصادرة‪ :‬أي أنها صدرت منها بسبب نكاحها الثمماني )قمموله‪:‬‬
‫حتى لو زال( أي النكاح الثاني بينونتها منه‪ .‬وقوله أخذت المهر‪ :‬أي مممن الول‪ .‬وقمموله لرتفمماع‬
‫الحيلولة‪ :‬علة لخذ )قوله‪ :‬ولو تزوجت امرأة الخ( الفرق بين هذه المسألة وبين ما قبلهمما أنممه فممي‬
‫هذه المسألة وقع الختلف في أصل الطلق وفيما قبلها فممي الرجعممة مممع التفمماق علممى الطلق‪.‬‬
‫وقوله في حيالة ‪ -‬بالياء المثناة ‪ -‬قال في القاموس‪ :‬الحيال خيط يشد به من بطان البعير إلى حقبه‬
‫وقبالة الشئ وقعد حياله‪ ،‬وبحياله بإزائه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي بعض نسخ الخط‪ ،‬بالباء الموحدة وهو الموافق‬
‫للروض‪ ،‬والمراد على كل أنها تحت عهدة زوج‬

‫] ‪[ 60‬‬

‫)قوله‪ :‬بأن ثبت ذلك( أي كونها تحت الزوج‪ ،‬والباء للتصمموير )قمموله‪ :‬ولممو بإقرارهمما( أي‬
‫ولو ثبت ذلك بإقرارها‪ .‬وقوله به‪ :‬أي بكونها كانت تحت زوج )قوله‪ :‬قبممل نكمماح الثمماني( متعلممق‬
‫بإقرارها‪ ،‬واحترز به عما إذا أقرت بالزوجية للول بعد نكاح الثاني فإنه ل يقبممل إقرارهمما عليممه‬
‫نظير ما لو نكحت بإذنها ثم ادعت رضاعا محرما فإنه ل يقبل‪ ،‬ول يصح جعله متعلقا بثبت لنه‬
‫يفيد أنه إذا ثبت ذلك ببينة بعد نكاح الثاني ل تقبل فل يأخذها وهو ل يصح )قوله‪ :‬فممادعى عليهمما‬
‫الول( أي الزوج الول الذي كانت تحت حياله )قوله‪ :‬بقاء نكاحه( مفعول ادعى‪ .‬وقوله‪ :‬وأنه لم‬
‫يطلقها‪ ،‬معطوف على بقاء نكاحه‪ :‬أي وادعى أنه لم يطلقها )قوله‪ :‬وهي( أي مممن تزوجممت علممى‬
‫غير زوجها الول‪ .‬وقوله أنه‪ :‬أي الول‪ .‬وقوله وانقضممت عممدتها منممه‪ :‬أي وأنممه انقضممت عممدتها‬
‫منه‪ :‬أي الول‪ .‬وقوله قبممل أن تنكممح الثمماني‪ :‬الظممرف متعلممق بكممل مممن طلقهمما وانقضممت عممدتها‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬ول بينة بالطلق‪ ،‬أي والحال أنه ل بينة تشهد بالطلق )قوله‪ :‬فحلممف( أي الول المممدعى‬
‫عليه الطلق )قوله‪ :‬أخذها( أي الول‪ .‬وقوله من الثاني‪ :‬أي الزوج الثاني )قوله‪ :‬لنها أقممرت لممه‬
‫بالزوجية( أي فيما إذا ثبتممت بممالقرار‪ :‬أي أو لنهمما ثبتممت لممه بالبينممة )قمموله‪ :‬وهممو( أي إقرارهمما‬
‫بالزوجية إقرار صحيح‪ .‬وقوله إذ لم يتفقا‪ :‬أي الزوج الول والزوجة وهو علمة لصممحة القممرار‪.‬‬
‫وقمموله علممى الطلق‪ :‬أي الرافممع للزوجيممة‪ ،‬بخلف المسممألة السممابقة فإنهممما اتفقمما فيهمما فممي علممى‬
‫الطلق وادعى بعده رجعة‪ ،‬فإذا أقرت همي بهما دون الثماني ل يقبمل إقرارهما‪ ،‬كمما تقمدم )قموله‪:‬‬
‫وتنقطع عدة الخ( شروع في حكم معاشرة المفارق للمعتدة‪ ،‬وقد ترجم له الفقهاء بترجمممة مسممتقلة‬
‫)قوله‪ :‬بغير حمل( خرج به عدة الحمل فل تنقطع بما ذكممر‪ ،‬بممل تنقضممي بوضممعه مطلقمما )قمموله‪:‬‬
‫بمخالطة الخ( الباء سببية متعلقة بتنقطع‪ .‬وقوله مفارق‪ :‬يقرأ بصيغة اسم الفاعل‪ .‬وقمموله لمفارقممة‬
‫يقرأ بصيغة اسم المفعول أي زوجممة مفارقممة‪ :‬أي فارقهمما زوجهمما وقمموله رجعيممة‪ :‬صممفة لمفارقممة‬
‫)قوله‪ :‬فيها( أي في العدة‪ ،‬وهو متعلق بمخالطة أو بمحذوف صفة لها‪ :‬أي مخالطممة حاصمملة فممي‬
‫العدة )قوله‪ :‬ل بائن( معطوف على رجعيممة‪ :‬أي ل تنقطممع العممدة بمخالطممة مفممارق لبممائن لنممه ل‬
‫شبهة لفراشه‪ ،‬وعبممارة المغنممي‪ :‬لن مخالطتهمما محرمممة بل شممبهة فأشممبهت المزنممي بهمما فل أثممر‬
‫للمخالطة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬ولو بخلع غاية في البائن‪ :‬أي ولو كانت بينونتها بسبب خلع فإنها ل تنقطممع‬
‫عدتها بالمخالطة )قوله‪ :‬كمخالطة الزوج زوجتممه( قيممد فممي المخالطممة الممتي تقطممع العممدة‪ ،‬فالجممار‬
‫والمجرور متعلق بمحذوف صفة لمخالطة‪ :‬أي مخالطة كائنة كمخالطة الزوج زوجته‪ ،‬وذلك بأن‬
‫يدوم على حالته التي كان معها قبل الطلق من النوم معها ليل أو نهارا والخلوة بها كذلك وغيممر‬
‫ذلك‪ .‬وقوله بأن كان الخ‪ :‬تصوير للمخالطة المممذكورة‪ .‬وقمموله يختلممي بهمما‪ .‬أي بالرجعيممة )قمموله‪:‬‬
‫ويتمكن عليها( على بمعنى من كما هو مصرح بها في بعمض نسمخ الخمط‪ ،‬والممراد التمكمن ممن‬
‫الستمتاع بها‪ .‬وقوله‪ :‬ولو في الزمن اليسير‪ :‬غاية في الختلء بها والتمكن منهمما‪ :‬أي ولممو كممان‬
‫ما ذكر يحصل في زمن يسير قال الرشيدي‪ :‬هو صادق بما إذا قل الزمن جدا‪ ،‬ولعله غير مراد‪،‬‬
‫وأنه إنما احترز به عن اشتراط دوام المعاشرة في كل الزمنة )قوله‪ :‬سواء أحصممل الممخ( تعميممم‬
‫في انقطاع العدة بالختلء والتمكن منها‪ :‬أي ل فرق في ذلك بين أن يكون حصمل منمه وطمئ أو‬
‫ل‪ ،‬وأفاد به أن المدار فممي انقطمماع العممدة علممى وجممود الختلء والتمكممن بحيممث لممو أراد المموطئ‬
‫لمكن )قوله‪ :‬فل تنقضي العدة( أي زمممن المخالطممة وإن طممال الزمممن جممدا كعشممر سممنين‪ ،‬وهممو‬
‫مفرع على انقطاع العدة )قوله‪ :‬لكن إذا زالت الخ( إستدراك من قوله‪ :‬وتنقطع عمدة المخ رفمع بمه‬
‫ما يوهمه النقطاع من وجوب الستئناف‪ .‬وقوله المعاشرة‪ :‬عبر بهمما هنمما وفيمما تقمدم بالمخالطمة‬
‫تفننا وهو ارتكاب فنين من التعبير مؤداهما واحد )قوله‪ :‬بأن نوى الخ( تصوير لزوال المعاشرة‪،‬‬
‫وهو‬

‫] ‪[ 61‬‬

‫يفيد أنها ل تزول إل بالنية )قمموله‪ :‬كملممت( بالبنمماء للمعلمموم‪ :‬أي كملممت هممي عممدتها‪ ،‬وهممو‬
‫جواب إذا‪ .‬وقوله على ما مضى‪ :‬متعلق بمحممذوف حممال مممن الضمممير المسممتتر‪ :‬أي حممال كونهمما‬
‫بانية للعدة على ما مضممى منهمما قبممل المعاشممرة‪ ،‬والمممراد أنهمما ل تسممتأنف عممدة جديممد بعممد زوال‬
‫المعاشرة ومحل ما ذكر إن مضى زممن بعمد الطلق بل معاشمرة فمإن لمم يممض زممن بعمده بل‬
‫معاشرة بأن استمرت المعاشرة من حيمن الطلق اسممتأنف العمدة ممن حيممن زوالهما )قموله‪ :‬وذلممك‬
‫لشبهة الفراش( اسم الشارة يعود عى المذكور مممن عممدم انقضمماء العممدة‪ ،‬والضممافة علممى معنممى‬
‫اللم‪ :‬أي وإنما لم تنقض العدة بالمخالطة في الرجعية لوجود شبهة للستفراش بهمما وهممي كونهمما‬
‫كالزوجة في الحكام المار بيانها غير مرة‪ .‬وعبارة المغني‪ :‬فل تنقضي عدتها وإن طممالت المممدة‬
‫لن الشبهة قائمة‪ ،‬وهي بالمخالطة مستفرش بها‪ ،‬فل يحسب زمن الستفراش من العدة‪ ،‬كممما لممو‬
‫نكحت غيره في العدة وهو جاهل بالحال ل يحسب زمن استفراشه من العممدة‪ .‬ا‍ه )قمموله‪ :‬كممما لممو‬
‫نكحها الخ( الكاف للتنظير‪ ،‬والفاعل يعود على مطلق شخص‪ ،‬والمفعول يعود على امرأة أجنبيممة‬
‫في عدة طلق رجعي‪ :‬أي هذا نظير ما لو نكح مطلقة مممن غيممره طلقمما رجعيمما فممي العممدة وهممو‬
‫جاهل بالحال فإنها تنقطع ول يحسب زمن استفراشه‪ .‬هكذا يتعيممن حممل العبممارة ‪ -‬كممما تنطممق بممه‬
‫عبارة المغني المارة ‪ -‬ولو عبر مثله لكان أولى‪ :‬لن عبارته توهم أن الممزوج نكممح المطلقممة منممه‬
‫مطلقا طلقا رجعيا في العدة وهو ل يصح لنه إن أراد بالنكاح من قوله‪ :‬نكحها العقد فهو باطممل‬
‫لنه تقدم أن العقد على الرجعية رجعة لكن بالنية وإن أراد به الوطئ فل يصح أيضمما لنممه يلممزم‬
‫عليه أن يكون المنظر عين المنظر به‪ .‬فتأمل‪ .‬وقمموله حممائل‪ :‬الممذي فممي التحفممة والنهايممة جمماهل‪،‬‬
‫فلعل في عبارتنا تحريفا من النساخ‪ .‬وقوله في العدة‪ :‬متعلق بنكحها )قوله‪ :‬فل يحسب( جواب لو‬
‫ول حاجة إليه مع ما بعده لنه قد علم ممن كمماف التنظيممر‪ .‬وقموله زمممن إستفراشمه‪ :‬أي ممن نكممح‬
‫المعتدة من غيره‪ .‬وقوله منها‪ :‬أي العدة )قوله‪ :‬بل تنقطع( أي العدة‪ .‬وقوله مممن حيممن الخلمموة‪ :‬أي‬
‫بها ولو لم يوجد وطئ )قوله‪ :‬ول يبطل بها( أي بالخلوة‪ :‬وقوله ما مضممى‪ :‬أي مممن العممدة )قمموله‪:‬‬
‫فتبني عليه( أي على ما مضى‪ ،‬وهذا هو معنى عدم بطلن ما مضمى بهما‪ .‬وقموله إذا زالممت‪ :‬أي‬
‫الخلوة )قوله‪ :‬ول يحسب( أي من العدة‪ .‬وقوله الوقات‪ :‬أي الممتي لممم تحصممل فيهمما خلمموة )قمموله‪:‬‬
‫ولكن ل رجعة الخ( إستدراك من المتن‪ :‬أي ل تنقطع عدتها بالمخالطة في العدة‪ ،‬ولكن ل رجعممة‬
‫الخ‪ ،‬ولو أبقي المتن على حاله ولم يمزد أداة السمتدراك لكمان أولمى‪ ،‬وإنمما لمم يجمز لمه الرجعمة‬
‫بعدها للحتياط والتغليمظ عليمه فهمي كالبمائن بعمد مضمي عمدتها الصملية إل فمي لحموق الطلق‬
‫خاصة ‪ -‬كما صرح به المؤلف ‪ -‬والحاصل‪ ،‬هي بعد انقضاء عدتها الصمملية كالبممائن فممي تسممعة‬
‫أحكام‪ :‬في أنه ل يصح رجعتها ول توارث بينهما ول يصح منهمما إيلء ول ظهممار ول لعممان ول‬
‫نفقة ول كسوة ول يصح خلعها‪ ،‬بمعنممى أنممه إذا خالعهمما وقممع الطلق رجعيمما ول يلممزم العمموض‪.‬‬
‫ولذلك قال بعضهم‪ :‬ليس لنا اممرأة يلحقهما الطلق ول يصمح خلعهما إل همذه‪ .‬وإذا ممات عنهما ل‬
‫تنتقل لعدة الوفاة‪ .‬وكالرجعية في خمسة أحكام في لحوق الطلق وفي وجوب سممكناها‪ ،‬وفممي أنممه‬
‫ل يحممد بوطئهمما وليممس لممه تممزوج نحممو أختهمما ول أربممع سممواها )قمموله‪ :‬أي بعممد العممدة( أي بعممد‬
‫انقضممائها‪ ،‬والمممراد صممورة وإل فل يصممح لن الغممرض فممي هممذه أن عممدتها ل تنقضممي بسممبب‬
‫المخالطة‪ .‬وقوله على المعتمد‪ :‬مقابله يثبت له الرجعة بعدها‪ .‬وفي شرح الروض ممما نصممه‪ :‬وممما‬
‫نقله كأصله عن البغوي من عدم ثبوت الرجعة هو ما جزم به في المنهاج‪ ،‬ونقله في المحرر عن‬
‫المعتبرين‪ .‬وفي الشرح الصغير عن الئمة‪ :‬قال في المهمات‪ :‬والمعروف من المذهب المفتي بممه‬
‫ثبوت الرجعة كما ذهب إليه القاضي‪ ،‬ونقله البغمموي فممي فتمماويه عممن الصممحاب‪ .‬فممالرافعي نقممل‬
‫اختيار البغوي دون منقوله وذكر نحوه الزركشي‪ ،‬لكن يعارض نقل البغمموي لممه عممن الصممحاب‬
‫نقل الرافعي مقابله عممن المعتممبرين والئمممة كممما مممر‪ .‬ا‍ه )قمموله‪ :‬وإن لممم تنقممض عممدتها( الولممى‬
‫إسقاطه لن فرض المسألة في الرجعية المخالطة وهي ل تنقضي عدتها بسبب المخالطممة )قمموله‪:‬‬
‫لكن يلحقها الطلق إلى انقضائها( أي العدة الصورية‬

‫] ‪[ 62‬‬

‫)قوله‪ :‬أنه ل مؤنة لها( أي عليه‪ .‬وقوله بعدها‪ :‬أي بعد العدة الصورية )قموله‪ :‬وجممزم بمه(‬
‫أي بما رجحه البلقيني )قوله‪ :‬فقال‪ :‬ل توارث الخ( ل يدل على المدعي‪ .‬فلعل فممي العبممارة سممقطا‬
‫يعلم من عبارة التحفة ونصها‪ :‬ومؤنتها عليه إلى انقضاء العدة لكن الممذي رجحممه البلقينممي أنممه ل‬
‫مؤنة لها‪ .‬وجزم به غيره فقال‪ :‬ل توارث بينهممما ول يصممح إيلء منهمما ول ظهممار ول لعممان ول‬
‫مؤنة لها ويجب لها السكنى لنها بائن إل في الطلق ول يحد بوطئهمما‪ .‬ا‍ه بحممذف‪ .‬فالسمماقط مممن‬
‫عبارتنا الذي كان عليه أن يأتي به هو قوله‪ :‬ول مؤنة لها‪ ،‬فكان عليه أن يأتي به‪ .‬وقوله ول يحد‬
‫بوطئها‪ :‬أي لشبهة اختلف العلماء في حصول الرجعة بالوطئ كما تقدم في بابهمما )قمموله‪ :‬تتمممة(‬
‫أي في بيان تداخل العدتين )قوله‪ :‬لو اجتمع عدتا شخص الخ( ذكر حكم اجتماع عدتين من جنس‬
‫واحد لشخص واحد‪ ،‬وبقي عليه ما إذا كانا من جنسين له أيضا كحمل وأقراء كممأن طلقهمما حممامل‬
‫ثم وطئها قبل الوضع أو طلقها حائل ثم وطئها وأحبلها‪ ،‬وحكم ذلك كحكم ممما إذا كانمما مممن جنممس‬
‫واحد فتتداخلن وتنقضيان بوضعه وما إذا كانا لشخصين سواء كممان مممن جنممس كممأن كممانت فممي‬
‫عدة زوج أو وطئ شبهة فوطئت من آخر بشبهة أو نكاح فاسممد فل تممداخل لتعممدد المسممتحق‪ ،‬بممل‬
‫تعتد لكل منهما عدة كاملة‪ .‬وتقدم عدة الطلق على وطئ الشبهة وإن سبق وطئ الشممبهة الطلق‬
‫لقوتها باستنادها إلى عقد جائز أو كانا من جنسين كأن وجد حممل ممن أحمد الشخصمين فكمذلك ل‬
‫تداخل لكن عدة الحمل تقدم مطلقا ‪ -‬سواء كان من المطلق أو من الواطئ بشبهة ‪ -‬ففيممما إذا كممان‬
‫من الول ثم وطئت بشبهة تنقضي عدة الطلق بوضعه ثم بعد مضي زمن النفاس تعتد بالقراء‪،‬‬
‫وفي عكسه تنقضي عدة الشبهة بوضعه ثممم تعتممد أو تكمممل للطلق‪ .‬فتحصممل أن القسممام أربعممة‪:‬‬
‫وذلك لن العدتين إما أن يكونا لشخص أو لشخصين‪ ،‬وعلى كل إما أن يكونمما مممن جنممس أو مممن‬
‫جنسين )قوله‪ :‬مطلقا( أي سواء كان الوطئ بشبهة أم ل كما يدل عليه التقييد بعد‪ ،‬وفيه أن وطممئ‬
‫الرجعية إل يكون ل شبهة فل يصح التعميممم المممذكور‪ .‬وأجيممب بممأن المممراد بالشممبهة فيهمما شممبهة‬
‫الفاعل بأن ظنها زوجته غير المطلقة أو كان جاهل معذورا بأنه يحممرم عليممه وطؤهمما )قمموله‪ :‬أو‬
‫البائن( معطوف على الرجعيممة‪ .‬أي أو وطممئ مطلقتممه البممائن‪ .‬وقمموله بشممبهة‪ :‬متعلممق بمموطئ‪ :‬أي‬
‫وطئها بشبهة‪ .‬والمراد شبهة الفاعل كما في الذي قبله‪ .‬وخرج ما لو وطئها بغير شبهة‪ :‬بأن كممان‬
‫عالما بأنها المطلقة فل عدة للوطئ لنه غير محترم لكونه زنا )قوله‪ :‬تكفي عدة أخيرة( همي هنما‬
‫عدة الوطئ أي تغني عممما بقممي مممن عممدة الطلق وقمموله منهممما‪ :‬أي العممدتين عممدة الطلق وعممدة‬
‫الوطئ )قوله‪ :‬فتعتد الخ( هذا هو معنى الكتفاء بالعدة الخيرة منهما )قمموله‪ :‬مممن فممراغ المموطئ(‬
‫أي وهو إخراج الحشفة ح ل‪ .‬بجيرمي )قوله‪ :‬وتندرج( أي تدخل‪ .‬وقوله فيها‪ :‬أي العدة الخيرة‪.‬‬
‫وقوله بقية الولى‪ :‬أي عدة الطلق هنا‪ :‬أي فيكون قدر تلممك البقيممة مشممتركا واقعمما عممن الجهممتين‬
‫)قوله‪ :‬فإن كرر الوطئ( أي مطلقا في الرجعية وبشبهه في البائن )قوله‪ :‬استأنفت أيضا( أي مممن‬
‫فراغ الوطئ‪ ،‬ويندرج في عممدته بقيممة الولممى وهكممذا )قمموله‪ :‬لكممن ل رجعممة الممخ( اسممتدراك مممن‬
‫اندراج بقية الولى في عدة الثانية‪ .‬وقوله حيممث لممم يبممق مممن الولممى‪ :‬أي عممدة لطلق الرجعممي‪،‬‬
‫وذلك كأن وطئها بشبهة بعد قرءين من عدة الطلق ولم يراجعها إل بعممد تمممام القممرء الثممالث فل‬
‫تصح الرجعة‪ ،‬فإن بقي منها بقية كأن راجعها في القرء الثالث صحت الرجعممة‪ .‬فممائدة‪ :‬قممد يجممب‬
‫على المرأة أربع عدد‪ ،‬وذلك كما لو طلقت المة فشرعت في العدة فلممما قممرب انقضمماؤها عتقممت‬
‫فإنها تنتقل لعدة الحرائر‪ ،‬فلما قرب انقضاؤها مات زوجهمما فإنهمما تنتقممل لعممدة الوفمماة‪ ،‬فلممما قممرب‬
‫انقضاؤها وطئت بشبهة وحملت منه فإنها تنتقل لعدة الحمل )قوله‪ :‬فرع في حكممم السممتبراء( أي‬
‫كحرمة الستمتاع بالمة التي حدث له ملكها حتى يستبرئها‪ .‬وقد أفرده الفقهاء بباب‬

‫] ‪[ 63‬‬

‫مستقل وإنما ذكر عقب العدة لشتراكهما في أصل البراءة وخص بهذا السممم لنممه اكتفممى‬
‫فيه بأقل ما يدل على براءة الرحم كحيضة في ذوات الحيممض وشممهر فممي ذوات الشممهر بخلف‬
‫العدة فإنه لما لم يكتف فيها بذلك خصت باسم العممدة المممأخوذة مممن العممدد لشممتمالها عليممه غالبمما‪.‬‬
‫والصل فيه قوله )ص( في سبايا أوطاس‪ :‬أل ل توطممأ حامممل حمتى تضمع‪ ،‬ول غيممر ذات حممل‬
‫حتى تحيض حيضة وأوطاس بضم الهمزة أفصح مممن فتحهما‪ :‬اسممم واد ممن هموازن عنمد حنيممن‪:‬‬
‫وقاس الشافعي رضي ال عنه غير المسمببة عليهما بجمامع حمدوث الملمك‪ ،‬وممن ل تحيمض بممن‬
‫تحيض في اعتبار قدر الطهممر والحيممض وهممو شممهر غالبمما )قمموله‪ :‬وهممو( أي السممتبراء‪ .‬وقمموله‬
‫شرعا الخ‪ :‬أي وأما لغة فهو طلب البراءة وقد يطلق بمعنى تحصمميلها والتصمماف بهمما‪ ،‬كممما فممي‬
‫قوله )ص(‪ :‬فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه أي حصل برأتهما واتصف بها )قمموله‪:‬‬
‫تربص بمن فيها رق( أي صبر وانتظار بمن فيها رق ولمو مبعضمة‪ ،‬والممتربص بهما همو السميد‬
‫فيما إذا أراد التمتع بها أو تزويجها أو هي نفسها فيما إذا زال فراشه عنها بعتقها‪ ،‬فل بممد مممن أن‬
‫تتربص وتنتظر نفسها بنفسها‪ ،‬ول يجوز لها أن تتزوج حال‪ .‬وقد يكون الستبراء في الحرة كما‬
‫إذا كان لها ولد من غير زوجها ومات ذلك الولد فإنه يسن له إستبراؤها لنها ربما تكممون حممامل‬
‫فيكون الحمل أخا للميت من الم فيرث منه السدس‪ ،‬ولو عبر بالمرأة كما في شرح المنهممج لكممان‬
‫أولى لشمولها الحرة وغيرها‪ .‬وقوله‪ :‬عند وجود سممبب مممما يممأتي‪ :‬وهممو حممدوث الملممك أو زوال‬
‫الفراش‪ ،‬وهذا باعتبار الصل والغالب‪ ،‬وإل فقد يجب الستبراء بغير ذلك كأن وطئ أمممة غيممره‬
‫يظن أنها أمته فيجب فيها الستبراء لنها في نفسها مملوكة والشبهة شممبهة ملممك اليميممن‪ .‬وخممرج‬
‫بيظن أنها أمته ما لو ظنها زوجته الحرة فإنها تعتد بثلثة قمروء أو زوجتمه الممة فتعتمد بقرءيمن‬
‫)قوله‪ :‬للعلم الخ( علة لمقدر‪ :‬أي وإنما شرع التر‍ب ص ليحصل العلم بالبراءة‪ ،‬وهذا فيمممن تحبممل‪.‬‬
‫وقوله أو للتعبد‪ :‬وهذا في البكر‪ ،‬ومن استبرأها بائعها قبل بيعهما والمشممتراة مممن صمبي أو امممرأة‬
‫)قوله‪ :‬يجب استبراء( أي على السيد بالنسبة لما إذا أراد التمتع بأمته أو تزويجها بعممد أن وطئهمما‬
‫أو عليها بالنسبة لزوال الفراش عنهما بعتقهمما بممموته أو إعتاقهمما فيجمب عليهما أن تسممتبرئ نفسمها‬
‫بنفسها فل يحل لها أن تتزوج قبل ذلك ‪ -‬كما تقدم ‪ -‬وقد يستحب الستبراء كما في الحرة السممابقة‬
‫وكما في المة التي اشتراها زوجها فتستبرئ استحبابا ليتميز ولد النكاح عن ولد ملك اليمين فإنه‬
‫في النكاح ينعقد مملوكا ثم يعتق بالملك وفي ملك اليمين ينعقد حرا وتصير أمه أم ولد‪ ،‬وكما فممي‬
‫المة الموطوءة فإنه يستحب لمالكها قبل بيعها استبراؤها ليكون على بصيرة )قوله‪ :‬لحممل تمتممع(‬
‫تعليل لوجوب الستبراء‪ :‬أي وإنما وجب لجل حل التمتع بها‪ .‬وقوله أو تزويممج‪ :‬معطمموف علممى‬
‫تمتع‪ :‬أي أو لحل تزويج فل يحل للسيد أن يزوج أمته على غيره إل بعممد اسممتبرائها لكممن بشممرط‬
‫أن يكون قد وطئها‪ ،‬ويعلم منه أن الستبراء إنما يجب على الرجممل دون المممرأة لنهمما ل تسممتمتع‬
‫بجاريتها ولن شرط وجوب الستبراء في صورة التزويج التية أن تكون المة موطوءة لسيدها‬
‫وهذا ل يتأتى في المرأة ا‍ه‪ .‬جمل )قمموله‪ :‬بملممك أمممة الممخ( ذكممر لوجمموب السممتبراء سممببين ملممك‬
‫المة‪ :‬أي حدوثه وزوال فراشه ويرد على الول ما لو فسخت المكاتبة كتابة صحيحة الكتابممة أو‬
‫فسخها السيد عند عجزها عن النجوم فيجب اسممتبراؤها مممع عممدم حممدوث الملممك وممما لممو أسمملمت‬
‫المة المرتدة أو السيد المرتد أو أسلما معا بعد ردتهما فإنه يجب استبراؤها مع عدم ذلممك‪ ،‬ويممرد‬
‫على الثاني ما لممو أراد تزويممج موطمموءته مسممتولدة كممانت أو غيرهمما فممإنه يجممب اسممتبراؤها قبممل‬
‫تزويجها مع أنها عنممد إرادة التزويمج لممم يمزل فراشمه عنهما‪ .‬وأجيمب بمأن همذين سممببان باعتبممار‬
‫الصل والغالب‪ .‬وهذه الصور جاءت على خلف ذلك وقال بعضهم‪ :‬ما ذكر ليس بسممبب حقيقممة‬
‫والسبب في الحقيقة إنما هو حل التمتع أو روم التزويج ولكل منهممما أسممباب‪ :‬فمممن أسممباب الول‬
‫الملك‪ ،‬ومن أسباب الثاني وطؤه المة التي يريد تزويجها‪ .‬ويمكن حمل كلم المؤلف عليه بجعل‬
‫قوله‪ :‬لحل تمتع أو تزويج علة لوجوب الستبراء‪ ،‬وجعل الباء من قوله بملك الخ سممببية مرتبطممة‬
‫بحل التمتع ل بوجوب الستبراء في المتن‪ :‬أي يجممب السممتبراء لجممل حممل التمتممع ولجممل حممل‬
‫تزويجها والول يحصل بسبب ملك المة والثاني يحصل بزوال الفراش عنه على اللممف والنشممر‬
‫المرتب )قوله‪ :‬ولو معتدة( غاية في وجمموب السممتبراء بملممك المممة‪ :‬أي يجممب بممذلك ولمو كممانت‬
‫المة التي استبرأها معتدة بوطئ شبهة مثل‪ .‬وعبارة الجمل‪ :‬قوله ولممو معتممدة‪ ،‬أي فيجممب عليهمما‬
‫الستبراء بعد انقضاء العدة وهذا بالنسبة لحل التمتع‪ ،‬أما بالنسبة لحل‬

‫] ‪[ 64‬‬

‫التزويج فيكفي فيه انقضاء العدة‪ ،‬وهذا كله إن كانت العدة لغيممره فممإن كممانت العممدة لممه فل‬
‫استبراء وتنقطع بملك لها‪ ،‬والصواب أن معتدته يجب عليها الستبراء أيضمما لكممن تنقطممع العممدة‪،‬‬
‫فالفارق بين معتدته ومعتدة غيره إنما هو انقطاع العدة وعدم انقطاعها‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهذا محله فممي إرادة‬
‫التمتع‪ ،‬أما في إرادة التزويج فل يجب الستبراء‪ ،‬كما صرح به في الروض )قوله‪ :‬بشممراء الممخ(‬
‫الباء سببية متعلقة بملمك‪ .‬أي أن الملمك حصمل لمه بسمبب شمرائه للممة وقموله أو إرث‪ :‬أي لهما‪:‬‬
‫وقوله أو وصية‪ :‬أي بها له مع قبولها‪ .‬وقوله أو هبة‪ :‬أي بها له‪ .‬وقوله مع قبض‪ :‬قيممد فممي الهبممة‬
‫إذ هي قبله ل تملك‪ .‬وقوله أو سبي‪ :‬أي حاصل منه لها‪ ،‬فهذه كلها أسباب للملك‪ .‬وقوله بشممرطه‪:‬‬
‫أي بوجود شرط السبي‪ :‬أي التملك به‪ .‬وقوله‪ :‬من القسمة أو اختيار تملك‪ :‬بيان لشرطه أو تنويممع‬
‫الخلف‪ ،‬يعني أنه اختلف فيما يحصل به التملك بالسبي‪ :‬فقيل القسمة ‪ -‬أي قسمة المام السممبي ‪-‬‬
‫على المستحقين ‪ -‬وهو الراجمح ‪ -‬وقيمل اختيمار التملمك‪ :‬أي بمأن يقمول كمل واحمد منهمم اخمترت‬
‫نصيبي وهو مرجوح وفي البجيرمي ما نصه‪ :‬عن الجويني والقفممال وغيرهممما أنممه يحممرم وطممئ‬
‫السراري اللتي يجلبن من الروم والهند والترك إل أن ينصب المام من يقسممم الغنممائم مممن غيممر‬
‫ظلم أي يفرز خمس الخمس لهله‪ .‬ا‍ه‪ .‬سم‪ .‬والمعتمممد جممواز المموطئ لحتمممال أن يكممون السممابي‬
‫ممن ل يلزمه التخميممس كممذمي ونحممن ل نحمرم بالشممك‪ .‬م ر‪ .‬ا‍ه‪ .‬وسميذكر الشمارح مسممألة حكمم‬
‫السراري المجلوبة من الروم والهند نقل عن شيخه في أواخر باب الجهاد بأبسط من هممذا )قموله‪:‬‬
‫وإن تيقن براءة رحم( غاية وجوب الستبراء‪ :‬أي يجب الستبراء وإن تيقن الخ للتعبد ‪ -‬كما مممر‬
‫‪) -‬قوله‪ :‬كصغيرة( تمثيل لتيقن براءة رحمها )قوله‪ :‬وبكر( في كممون البكممر تممتيقن بممراءة رحمهما‬
‫نظرا لنه يمكن شغله باستدخال المني من غير وطئ‪ .‬وأجيب بأن ذلك نادر فل عبرة بمه )قموله‪:‬‬
‫وسواء أملكها الخ( تعميم في وجوب الستبراء فهو معطوف على الغاية‪ .‬ولو قمال ومملوكمة ممن‬
‫صبي الخ‪ :‬عطفا على كصغيرة لكان أولى وأخصر‪ .‬إذ هممي مممن أفممراد مممن تيقممن بممراءة رحمهمما‬
‫)قمموله‪ :‬فيجممب( أي السممتبراء‪ ،‬وهممو تفريممع علممى الغايممة وعلممى التعميممم‪ .‬وقمموله فيممما ذكممر‪ :‬أي‬
‫الصغيرة وما بعدها )قوله‪ :‬بالنسبة لحل التمتع( أي وأما بالنسبة لحل التزويج فل يجب الستبراء‬
‫‪ -‬كما في الروض وشرحه ‪ -‬وعبارتهما‪ :‬وإن اشممترى أمممة غيممر موطمموءة أو أمممة مممن امممرأة أو‬
‫صبي أو أمة استبرأها البائع فله تزوجها بل استبراء‪ ،‬فإن أعتقهمما فلممه تزويجهمما قبممل السممتبراء‪،‬‬
‫ويذكر أن الرشيد طلب حيلممة مسممقطة للسممتبراء‪ .‬فقممال لممه أبممو يوسممف مممن الحنفيممة‪ :‬أعتقهمما ثممم‬
‫تزوجها‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله استبرأها البائع‪ :‬الجملة صفة أمة‪ .‬وقوله فله تزوجهمما‪ :‬أي علممى الغيممر‪ ،‬وهممو‬
‫جواب إن وقوله فله تزويجها‪ :‬أي لنفسه )قوله‪ :‬وبزوال فراش( عطف على بملك أمة‪ :‬أي ويجب‬
‫الستبراء عليها بزوال فراش أي ملك‪ .‬وقوله له‪ :‬أي للسيد‪ ،‬وهو قيد في الفراش‪ .‬وخممرج بممه ممما‬
‫لو أعتق أمته المزوجة أو المعتدة من زوج فل إستبراء لنها ليست فراشا للسيد ولن السممتبراء‬
‫لحل التمتع أو التزويج وهي مشغولة بحق الزوج من الزوجية أو عممدة النكمماح‪ .‬وقمموله عممن أمممة‪:‬‬
‫متعلق بزوال‪ .‬وقوله موطوءة‪ :‬خرج غيرها‪ ،‬فل إستبراء عليها بعتقهمما )قمموله‪ :‬غيممر مسممتولدة أو‬
‫مستولدة( تعميم في الموطوءة )قوله‪ :‬بعتقها( متعلق بزوال‪ ،‬والباء سببية )قوله‪ :‬أي بإعتاق( بيان‬
‫لما يحصل به العتق‪ :‬أي أن العتق الحاصل لها تارة يكون بإعتاق السيد لهمما وتممارة يكممون بممموته‬
‫)قمموله‪ :‬كممل واحممدة منهممما( أي مممن المسممتولدة وغيرهمما )قمموله‪ :‬أو ممموته( عطممف علممى إعتمماق‪،‬‬
‫ويتصور عتقها بموته بما إذا كانت مستولدة أو ممدبرة لن غيرهمما ل يعتمق بمالموت‪ ،‬بمل ينتقمل‬
‫الملك للورثة )قوله‪ :‬ل إن استبرأ الخ( إستثناء من وجوب الستبراء على من زال فراشها بالعتق‬
‫أو بالموت أي يجب عليها الستبراء إل إن استبرأها سيدها قبل إعتاقها وكانت غير مسممتولدة فل‬
‫يجب عليها‪ .‬وعبارة المنهج وشرحه‪ :‬ولو استبرأ قبله ‪ -‬أي قبل العتق ‪ -‬مستولدة فإنه يجب عليها‬
‫الستبراء لما مر‪ ،‬ل إن استبرأ قبله غيرها‪ :‬أي غير مستولدة ممن زال عنهمما الفممراش فل يجممب‬
‫الستبراء فتتزوج حال‪ .‬إذ ل تشبه منكوحة بخلف المستولدة فإنهمما تشممبهها فل يعتممد بالسممتبراء‬
‫الواقع قبل زوال فراشها‪ .‬ا‍ه‪ .‬ولو صنع الشارح كصنيعها لكان أولى وأوضح )قوله‪ :‬غير‬

‫] ‪[ 65‬‬
‫مستولدة( مفعول استبرأ‪ .‬وقوله ممن زال عنها الفراش‪ :‬بيان للمضاف الذي هو لفظ غيممر‬
‫والمراد زال عنها الفراش بالعتاق الذي استبرأها قبلممه‪ .‬وحاصممل هممذه المسممألة‪ :‬أنممه لممو اسممتبرأ‬
‫السيد أمته غير المستولدة بأن مضت مممدة السممتبراء وهممو لممم يطأهمما فيهمما ثممم زال فراشممه عنهمما‬
‫بالعتاق فل استبراء عليها فلهمما أن تممتزوج حممال )قمموله‪ :‬فل يجممب( أي السممتبراء عليهمما‪ ،‬وهممو‬
‫مفرع على مفهوم قوله ل إن استبرأها أو جواب شرط محذوف‪ :‬أي فإن اسممتبرأها كممما ذكممر فل‬
‫يجب إستبراء‪ ،‬ولو حذفه لكان أخصر وأولى‪ ،‬لنه يعلممم مممن اسممتثنائه مممما يجممب السممتبراء فيممه‬
‫)قوله‪ :‬بل الخ( اضراب انتقالي )قوله‪ :‬إذ ل الخ( علممة لعممدم وجمموب السممتبراء‪ .‬وقمموله هممذه‪ :‬أي‬
‫غير المستولدة التي استبرأها سيدها قبل زوال الفراش )قوله‪ :‬بخلف المسمتولدة( أي فإنهما تشمبه‬
‫المنكوحة‪ .‬قال في التحفة‪ :‬والفرق بين غير المستولدة وبين المستولدة ظمماهر‪ :‬إذ الولممى ل تشممبه‬
‫المنكوحة‪ ،‬بخلف الثانية لثبوت حق الحرية لها فكان فراشها أشمبه بفممراش الحمرة المنكوحممة ا‍ه‪.‬‬
‫بالمعنى وقوله‪ :‬أشبه بفراش الحرة‪ :‬أي وهي تجب عليها العممدة‪ .‬ا‍ه )قمموله‪ :‬ويحممرم بممل ل يصممح‬
‫الخ( هذا يفيد أن السبب في الستبراء روم التزويج‪ ،‬وهو يؤيممد ممما تقمدم عمن بعضممهم أن السمبب‬
‫الحقيقي‪ ،‬إما حل التمتع أو روم التزويج‪ .‬وقوله تزويج موطوءته‪ .‬أي أو موطوءة غيممره إن كممان‬
‫الماء محترما وأراد تزويجها لغير صاحبه ولم يكن البائع استبرأها قبل البيع ما يعلم من التفصيل‬
‫الذي ذكره الشارح )قوله‪ :‬قبل مضي استبراء( في التحفة‪ ،‬وإنما حل بيعها قبله مطلقا لن القصممد‬
‫من الشراء ملك العين والوطئ قد يقع وقد ل‪ ،‬بخلف النكاح ل يقصد به إل الوطئ )قوله‪ :‬حذرا‬
‫من اختلط الماءين( أي اشتباه أحدهما بالخر فليس المراد حقيقة الختلط لنممه تقممدم أن الرحممم‬
‫ل يحتوي على ماءين )قوله‪ :‬أما غير موطوءته( صادق بصورتين بما إذا لممم توطممأ أصممل وبممما‬
‫إذا وطئها غيره‪ ،‬وقد أفادهما بقوله فإن كانت الخ )قمموله‪ :‬فلممه( أي المالممك‪ ،‬والمناسممب للتقابممل أن‬
‫يقول فل يحرم تزويجها‪ .‬وقوله تزويجها‪ :‬أي قبل مضي ممدة السممتبراء‪ ،‬وكمذا يقممال فيمما بعممده‪.‬‬
‫وقوله مطلقا‪ :‬أي من كل أحد )قوله‪ :‬أو موطوءة غيره( أي أو كانت موطوءة غير المالك المريممد‬
‫لتزويجها بأن كانت موطوءة البائع لها قبل استبرائها أو موطوءة بشبهة أو بزنمما )قمموله‪ :‬فلممه( أي‬
‫للمالك الذي هو المشتري‪ .‬وقوله تزويجها ممن الماء منه‪ :‬أي على من الماء منممه‪ ،‬ول فممرق فيممه‬
‫بين أن يكون الماء محترما أم ل‪ ،‬مضممت مممدة السممتبراء عنممده أم ل‪ ،‬ويممدل علممى ذلممك ممما بعممده‬
‫)قوله‪ :‬وكذا من غيره( أي وكذا له أن يزوجها على غير من الماء منه لكن بشرط أن يكون الماء‬
‫غير محترم بأن كان وطؤه لها بزنا‪ ،‬أو محترما لكن مضت مدة الستبراء منه‪ :‬أي عند صمماحب‬
‫الماء قبل انتقالها للمشتري )قوله‪ :‬ولو أعتق موطوءته فله نكاحها بل استبراء( أي كما يجمموز أن‬
‫ينكح المعتدة منه‪ .‬إذ ل إختلط هنا‪ ،‬ومن ثم لو اشترى أمة فزوجها لبائعها الذي لممم توطممأ غيممره‬
‫لم يلزمه استبراء كما لو أعتقها فأراد بائعها أن يتزوجها‪ .‬وخرج بموطوءته ومثلها من لم يطأهمما‬
‫أو وطئت زنا أو استبرأها من انتقلت منه إليمه ممن وطئهمما غيمره وطئا غيممر محمرم فل يحمل لمه‬
‫تزوجها قبل استبرائها وإن أعتقها‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفة‪ .‬وقوله من وطئها‪ :‬فاعل خمرج )قمموله‪ :‬وهمو( مبتمدأ‬
‫خبره حيضة‪ .‬وقوله أي الستبراء‪ :‬أي قدره‪ .‬وقوله لذات أقراء حال من المبتدأ على رأى أو من‬
‫الخبر مقدم عليه وهو المسوغ لمجئ الحال من النكرة )قوله‪ :‬حيضة كاملة( إنما كان العممبرة هنمما‬
‫بالحيض وفي العدة بالطهر لن القراء فيها متكررة فتعمرف المبراءة بتكمرر الحيمض ول تكمرر‬
‫هنا فيعتمممد الحيممض الممدال علممى الممبراءة فمممن انقطممع حيضممها صممبرت إلممى أن تحيممض فتسممتبرأ‬
‫بحيض‪ ،‬فإن لم تحض صبرت إلى سن اليأس ثم استبرئت بشهر على نحو ما تقدم في العدة وأقل‬
‫مدة إمكان الستبراء إذا جرى سببه في الطهر يوم وليلة ولحظتان وفي الحيض ستة عشممر يوممما‬
‫ولحظتان )قوله‪ :‬فل تكفي بقيتها( أي الحيضة‪ :‬أي ل يحصل بهذه البقيممة مممن الحيممض السممتبراء‬
‫بخلف بقية الطهر في العدة فإنها تحسب‬

‫] ‪[ 66‬‬
‫قرءا والفرق أن بقية الطهر تستعقب الحيضة الدالة علمى الممبراءة‪ ،‬وهمذه تسمتعقب الطهمر‬
‫ول دللة له على البراءة )قوله‪ :‬ولو وطئها الخ( أي لو وطئ السيد أمتممه فممي الحيممض‪ :‬أي وقبممل‬
‫مضي مدة الستبراء كما يدل عليه آخر العبارة‪ ،‬ولو صرح بممه كممالروض وشممرحه لكممان أولممى‪.‬‬
‫وعبارضممة الممروض وشممرحه‪ .‬فممرع‪ :‬وطممئ السمميد أمتممه قبممل السممتبراء أو فممي أثنممائه ل يقطممع‬
‫الستبراء وإن أثم به لقيام الملك بخلف العدة فممإن حبلممت منممه قبممل الحيممض بقممي التحريممم حممتى‬
‫تضع كما لو وطئها ولم تحبل أو حبلت منه في أثنائه حلت له بانقطاعه لتمامه‪ .‬قممال المممام‪ :‬هممذا‬
‫إن مضى قبل وطئه أقل الحيض وإل فل تحممل لممه حممتى تضممع كممما لممو أحبلهمما قبممل الحيممض‪ .‬اه‍‬
‫)قوله‪ :‬فحبلت منه( أي الممواطئ )قمموله‪ :‬فممإن كممان( أي الحبممل‪ .‬وقمموله قبممل مضممي أقممل الحيممض‪:‬‬
‫الظرف متعلق بمحذوف خبر كان‪ :‬أي فإن كان حاصل قبل مضي أقل الحيممض وهمو يموم وليلمة‬
‫)قوله‪ :‬انقطع الستبراء( أي انقطع بالحبل اعتبار الستبراء بالحيض واعتبر الستبراء بالوضع‪،‬‬
‫فإذا وضعت حل وطؤها كما يفيده قوله وبقي التحريم إلى الوضممع أي بقممي تحريممم المموطئ عليممه‬
‫إلى أن تضع )قوله‪ :‬فإذا وضعت ارتفع التحريم( ول يلزم استبراء ثان بعد الوضع )قوله‪ :‬كما لو‬
‫حبلت الخ( الكاف للتنظير‪ :‬أي هو نظير ما لو حبلت المة من وطئه لها في حممال طهارتهمما فممإنه‬
‫يبقي التحريم إلى الوضع فإذا وضعت ارتفممع )قمموله‪ :‬وإن حبلممت بعممد مضممي أقلممه( أي الحيممض‪،‬‬
‫وهو يوم وليلة )قوله‪ :‬كفى( أي مضى أقله في الستبراء‪ :‬أي فيحل له بعده التمتع بها ول يصممبر‬
‫إلى الوضع )قوله‪ :‬لمضي حيض الخ( علة لقوله وكفى‪ :‬أي وإنما كفى ذلك لمضي حيممض كامممل‬
‫لها قبل الحمل )قوله‪ :‬ولذات أشهر( معطوف على لذات أقراء أي والستبراء لذات أشممهر شممهر‪.‬‬
‫وقوله من صغيرة الخ‪ :‬بيان لذات الشهر وقوله شهر‪ :‬أي ممما لممم تحممض فيممه‪ ،‬فممإن حاضممت فيممه‬
‫استبرئت بالحيضة لنها صارت من ذوات القممراء‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع ش )قمموله‪ :‬ولحامممل( معطموف أيضما‬
‫على ذات أقراء‪ :‬أي والستبراء لمة حامل‪ .‬وقوله ل تعتد بالوضع‪ :‬أي ليس لهمما عممدة بالوضممع‪،‬‬
‫وهو قيد في كون الستبراء في حق الحامل وضع الحمل‪ .‬وخرج به ما لممو كممانت تعتممد بالوضممع‬
‫بأن ملكها معتدة عن الزوج أو وطئ شبهة أو عتقممت حممامل مممن شمبهة وهمي فممراش لسميدها فل‬
‫يكون الستبراء بالوضع‪ ،‬بل يلزمها أن تستبرئ بعمده )قموله‪ :‬وهمي( أي المتي ل تعتمد بالوضمع‪.‬‬
‫وقوله التي حملها من الزنا‪ :‬أي ولم تحممض فممإن حاضممت كفممت حيضممة ول عممبرة بالحمممل‪ ،‬ولممو‬
‫كانت من ذوات الشهور ومضى شهر فكذلك‪) .‬والحاصممل( أن السممتبراء فممي الحامممل مممن الزنمما‬
‫يحصل بالسبق من الوضع والحيضممة فيمممن تحيمض وبالسممبق ممن الوضمع والشممهر فممي ذوات‬
‫الشهر )قوله‪ :‬أو المسبية الحامل( أي من كافر وأفاد بذكرها وما بعدها أن الحمل قممد يكممون مممن‬
‫غير زنا ويكون الستبراء بالوضع‪ ،‬واندفع بذلك حصر بعضهم الحامل التي ل تعتد بالوضع في‬
‫التي حملها من زنا وقال‪ :‬لنه إن كان من سيدها صارت به أم ولد ول يصح بيعها وإن كان مممن‬
‫زوج انقضت عدتها به ول يدخل الستبراء في العدة بل يجب الستبراء بعممده ويكممون الولممد فممي‬
‫هذه رقيقا وإن كان من شبهة نقصت عدة الشبهة بوضعه والولد حر ويغممرم الممواطئ قيمتممه لسمميد‬
‫المة ول يصح بيعها وهي حامل به لن الحامل بحر لتباع فيتعين أن يكممون الحمممل مممن الزنمما‪.‬‬
‫وحاصل الدفع أنا ل نسلم أنها تنحصر في ذلك بل تارة تكون حامل من زنا‪ ،‬وتارة تكون غيرها‬
‫كالمسبية المذكورة وما بعدها )قوله‪ :‬أو التي همي حاممل ممن السميد المخ( أي أو الممة المتي همي‬
‫حامل من السيد ثم زال عنها فراشه بعتقها فإنها ليس لها عدة بالوضممع‪ ،‬فممإذا رام تزويجهمما ل بممد‬
‫من إستبرائها ويكون إستبراؤها بالوضع )قوله‪ :‬سواء الخ( تعميم في الخيرة وهي الحامممل الممتي‬
‫زال فراش السيد عنها بالعتق‪ :‬أي ل فرق فيها بين أن تكون مسممتولدة مممن قبممل هممذا الحمممل بممأن‬
‫ولدت منه أول ثم وطئها‬

‫] ‪[ 67‬‬
‫وحملت منه ثم أعتقهمما ورام أن يزوجهمما فيكممون اسممتبراؤها بالوضممع‪ ،‬والتعميممم المممذكور‬
‫ساقط من عبارة التحفة والنهايممة )قموله‪ :‬وضممعه( أي السمتبراء الحامممل وضممع الحممل لحصممول‬
‫البراءة به وللخبر السابق )قوله‪ :‬لو اشترى نحممو وثنيممة( أي كمجوسممية )قمموله‪ :‬أو مرتممدة( أي أو‬
‫اشترى مرتدة )قوله‪ :‬فحاضت( أي الوثنية ونحوها المرتدة )قوله‪ :‬ثم بعد فراغ الحيض( الظممرف‬
‫متعلق بأسلمت بعده‪ .‬وقوله أو في أثنائه أي الحيض )قمموله‪ :‬ومثلممه( أي مثممل الحيممض الشممهر أي‬
‫فلو أسلمت بعده أو في أثنائه لم يكف مضي الشهر عن الستبراء قال فممي التحفممة‪ :‬وكممذا الوضممع‬
‫على ما صرح به‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬لم يكف حيضها الخ( أي فل بد من إستبراء ثان بعد السلم‪ .‬وقوله‬
‫أو نحو‪ :‬أي الحيض من الشهر أو الوضع وقوله في الستبراء‪ :‬متعلممق بيكفممي )قمموله‪ :‬لنممه الممخ(‬
‫علة لعدم الكتفاء بما ذكر في الستبراء‪ .‬وقوله ل يستعقب‪ :‬إن جعلت السين والتاء زائدتيممن فممما‬
‫بعده فاعل به وحذف مفعوله‪ .‬أي ل يعقبه ويتسبب عنممه حممل التمتممع وإن جعل للطلممب فممما بعممده‬
‫مفعول والفاعل ضمير مستتر يعود على الممذكور ممن الحيمض ونحموه‪ :‬أي ل يسمتلزم‪ ،‬ويطلمب‬
‫حل التمتع واعترض التعليل المذكور بأنه يأتي فممي المحرمممة أي إذا اشممتراها محرمممة فحاضممت‬
‫قبل التحلل فإنه يعتد به مع أنمه ل يسمتعقب الحمل )قموله‪ :‬المذي همو( أي حمل التمتمع بعمد مضمي‬
‫الحيضة أو الشممهر القصممد فممي السممتبراء‪ :‬أي وهممذا القصممد لممم يحصممل بممما ذكممر فل يكفممي فممي‬
‫الستبراء‪ ،‬ولذلك قال القفال‪ :‬كل إستبراء ل يتعلق به استباحة الوطئ ل يعتد بممه أي إل اسممتبراء‬
‫المرهونممة قبممل انفكمماك الرهممن فيعتممد بممه لنممه يحممل للراهممن وطؤهمما بممإذن المرتهممن فهممي محممل‬
‫الستمتاع‪ .‬وفرق ابن حجر بينها وبين ما لو اشترى عبد مأذون لها في التجارة أمممة وعليممه ديممن‬
‫حيث ل يعتد باستبرائها قبل سقوط الدين فليس للسيد وطؤها مممع أنممه يجمموز للسمميد وطؤهمما بممإذن‬
‫العبد والغرماء ح ل ا‍ه‪ .‬جمل‪ .‬وقوله وفرق ابن حجر‪ :‬عبارته ويفرق بينهمما وبيممن ممما قبلهمما بممأنه‬
‫يحل وطؤها بإذن المرتهن فهي محل للسمتمتاع‪ ،‬بخلف غيرهما حمتى مشمتراة الممأذون لن لمه‬
‫حقا في الحجر وهو ل يعتد بإذنه‪ .‬فإن قلت‪ :‬هي تباح له بإذن العبد والغرماء فسمماوت المرهونممة‪.‬‬
‫قلت‪ :‬الذن هنا أندر لختلف جهة تعلق العبد والغرماء بخلفه في المرهونة‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحذف )قمموله‪:‬‬
‫وتصدق المملوكة بل يمين في قولها حضت( أي تصدق في انقضاء السممتبراء قممال فممي التحفممة‪:‬‬
‫وإذا صدقناها فكذبها فهل يحل له وطؤها قياسا على ما لو ادعممت التحليممل فكممذبها بممل أولممى أول‬
‫ويفممرق محممل نظممر‪ .‬والول أوجممه‪ .‬ا‍ه )قمموله‪ :‬لنممه( أي الحيممض ل يعلممم إل منهمما‪ ،‬وهممو علممة‬
‫لتصديقها بل يمين في قولها ذلك قال البجيرمي‪ :‬ولنها لو نكلت لم يقدر السيد على الحلممف علممى‬
‫عدم الحيض فللسيد وطؤها بعد الطهر وهذا حيث أمكممن كممما تصممدق الحممرة فممي انقضمماء عممدتها‬
‫حيث أمكن لنها مؤتمنة على رحمها‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وحرم في غير مسبية تمتع الخ( وهل هو كممبيرة‬
‫أو ل ؟ فيه نظر والقرب الول‪ ،‬لكن ل يخفى أن الوطئ وإن كان حراممما لعممدم السممتبراء لكنممه‬
‫ليس بزنا لوجود شبهة الملك‪ ،‬ومحل حرمتمه مما لمم يخمف الزنما فمإن خمافه جماز لمه أفماده ع ش‬
‫وغيره )قوله‪ :‬ولو بنحو نظر بشهوة( أي ولو كان التمتع بنحو نظر بشهوة‪ ،‬فإنه يحممرم وفممي سممم‬
‫ما نصه‪ .‬قوله ويحرم الستمتاع بالمستبرأة قد يشمل السمتمتاع بنحمو شممعرها وظفرهمما بمممس أو‬
‫نظر بشهوة أو بجزئها المنفصل وهو غيممر بعيممد ممما لممم يوجممد نقممل بخلفممه‪ .‬فممرع‪ :‬وقممع السممؤال‬
‫إستطرادا عن النظر لجل الشراء‪ .‬هل يجوز إذا كان بشهوة كما في نظر الخطبة أو يفرق ؟ فيممه‬
‫نظر‪ .‬ا‍ه‪ .‬بتصرف )قوله‪ :‬ومس( يفيد عدم تقييده بما إذا كممان بشممهوة وتقييممد النظممر بممما إذا كممان‬
‫بشهوة أنه يحرم المس ولو بغير شهوة )قوله‪ :‬قبل المخ( متعلمق بحمرم )قموله‪ :‬لدائه إلمى الموطئ‬
‫المحرم( علة لحرمة التمتع لكممن بغيممر المموطئ وإل لممم يصممح لنممه يصممير المعنممى يحممرم التمتممع‬
‫بالوطئ لدائه إلى التمتع بالوطئ ول معنى له )قوله‪ :‬ولحتماله الخ( علة ثانية لحرمة التمتع‬

‫] ‪[ 68‬‬
‫مطلقا سواء كان بوطئ أو غيره‪ .‬وقوله إنها حامل بحر‪ :‬أي بأن وطئت بشممبهة أو وطئهمما‬
‫سيدها )قوله‪ :‬فل يصح نحو بيعها( أي وإذا كانت حممامل بحممر فل يكمون بيعهمما صممحيحا وإذا لممم‬
‫يكن صممحيحا ل يجمموز للمشممتري أن يتمتممع بهمما لنهمما باقيممة علممى ملممك البممائع )قموله‪ :‬نعممم الممخ(‬
‫إستدراك من حرمة التمتع بها دفع به ما يتوهم من حرمة الخلوة أيضا‪ .‬وقوله تحل له الخلوة بها‪:‬‬
‫أي لتفويض الشرع أمر الستبراء إلى أمانته نعم‪ :‬إن كان مشهورا بالزنا وعدم المسكة حيل بينه‬
‫وبينها )قوله‪ :‬أما في المسبية الخ( مقابل قوله غير مسبية‪ .‬وقوله فيحرم الموطئ المخ إنمما فمارقت‬
‫المسبية غيرها لتيقن ملكها ولو حامل فلم يجر فيها الحتمال السابق‪ ،‬وإنما حرم وطؤهمما صمميانة‬
‫لمائه أن يختلط بماء حربي ل لحرمته ولم ينظر والحتمال كونها أم ولد لمسلم فلممم يملكهمما سممابيا‬
‫لندرته وقوله الستمتاع بغيره أي ل يحرم عليه الستمتاع بغير الوطئ وقموله مممن تقبيممل وممس‪:‬‬
‫بيان لغير الوطئ )قوله‪ :‬لنه )ص( الخ( تعليل لحرمة الوطئ وعدم حرمة غيره‪ .‬وقوله لم يحرم‬
‫الخ أي في الخبر المار أول الفرع وقوله في سبايا أوطاس أل ل توطأ حامل حتى تضع ول غير‬
‫ذات حمل حتى تحيض حيضة‪ .‬وقوله منهمما‪ :‬أي المسممبية‪ .‬وقمموله غيممره‪ :‬أي المموطئ )قمموله‪ :‬مممع‬
‫غلبة الخ( فيه أن هذا ل يختص بالسبايا فل ينتج المدعي‪ .‬وقمموله إلممى مممس الممماء‪ :‬هممذا بالنسممبة‬
‫لمتداد اليدي‪ ،‬وكان حقه أن يزيد وإلى النظر إليهن ليكممون مقابممل امتمداد العيمن‪ .‬وقموله سمميما‬
‫الحسان‪ :‬أي خصوصا في الغلبة المذكورة الماء الحسان )قوله‪ :‬ولن ابممن عمممر الممخ( معطمموف‬
‫على قوله لنه )ص( الخ )قوله‪ :‬من سبايا أوطاس( وقيممل مممن سممبايا جلممولء وجمممع بينهممما بممأن‬
‫جلولء كانوا معاونين لهوازن لكونهم حلفاءهم‪ :‬أي معاهدين لهم فيمكن أن السبايا من همموازن أو‬
‫من جلولء وقسموها فمي الموضمع المسممى بأوطماس‪ ،‬فتكمون الجاريمة الواقعمة لبمن عممر ممن‬
‫جلولء‪ .‬وقصة ابن عمر رضي ال عنهما أنه اتفق أن واحدة سبيت من نسائهم فلمما نظمر عنقهما‬
‫كإبريق أي سيف فضة فلم يتمالك الصبر عن تقبيلها والناس ينظرونه ولم ينكر أحد عليممه فصممار‬
‫إجماعا سكوتيا ل يقال الجماع ل ينعقد في حياته )ص( لنا نقول المراد ولم ينكر عليه أحد مممن‬
‫الصحابة بعد موته )ص( ل يقال تقبيله لها خارم للمروءة لنا نقول‪ :‬لعله اعتقد عممدم وجممود أحممد‬
‫عنده فقوله والناس ينظرون‪ :‬أي وهو لم يعلم بذلك أو أنه فعله إغاظة للكفمار أو باجتهماده )قموله‪:‬‬
‫وألحق الماوردي الخ( قال سم ظاهر كلمهم يخالفه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بالمسبية( متعلممق بممألحق‪ .‬وقمموله‬
‫في حل الستمتاع‪ :‬هذا هو وجه اللحاق‪ .‬وقوله كل الخ‪ :‬مفعول ألحق‪ .‬وقوله من ل يمكن حملها‬
‫أي أمة ل يمكن حملها لمانع منه كصغر وإياس وحمل من زنا موجود فممي بطنهمما‪ :‬إذ الحامممل ل‬
‫يتصور أن تحمل على حملها الحاصل )قوله‪ :‬كصبية الخ( تمثيل للتي ل يمكممن حملهمما )قمموله‪ :‬ل‬
‫تصير أمة الممخ( وهممذا بخلف الزوجممة فإنهمما تصممير فراشمما بمجممرد الخلمموة بهمما حممتى إذا ولممدت‬
‫للمكان من الخلوة بها لحقه وإن لم يعترف بممالوطئ‪ .‬والفممرق أن مقصممود النكمماح التمتممع والولممد‬
‫فاكتفى فيه بالمكان من الخلوة وملك اليمين قد يقصد بممه التجممارة والسممتخدام فل يكتفممي فيممه إل‬
‫بالمكان من الوطئ ا‍ه‪ .‬شرح المنهج )قوله‪ :‬إل بوطئ منه( أي من السيد‪ .‬ومثممل المموطئ دخممول‬
‫مائة المحترم فيه‪ .‬وقوله في قبلها‪ :‬خرج به الممدبر فل تصممير فراشمما بممالوطئ فيممه‪ ،‬وقيممل تصممير‬
‫فراشا به فعليه إذا ولدت للمكان منه يلحقه )قوله‪ :‬ويعلممم ذلمك( أي الموطئ‪ .‬وقموله بمإقراره‪ :‬أي‬
‫السيد‪ .‬وقوله به‪ :‬أي الوطئ‪ .‬وقوله أو ببينة‪ :‬أي على الوطئ أو على إقراره به )قوله‪ :‬فممإذا الممخ(‬
‫تفريمع علمى كونهما تصمير بمالوطئ فراشما‪ ،‬وعبمارة التحفمة ممع الصمل‪ :‬وإذا تقمرر أن الموطئ‬
‫يصمميرها فراشمما فممإذا ولممدت للمكممان الممخ )قمموله‪ :‬للمكممان مممن وطئه( أي عنممد المكممان أو مممع‬
‫المكان‪ ،‬فاللم‬

‫] ‪[ 69‬‬

‫بمعنى عند أو مع‪ .‬والمعنى أنها إذا ولدت ولدا يمكن أن يكممون مممن وطئه بممأن يكممون بيممن‬
‫زمن الممولدة وزممن المموطئ سممتة أشممهر )قمموله‪ :‬لحقممه وإن لممم يعممترف بممه( أي بممأن سممكت عممن‬
‫استلحاقه‪ ،‬وذلك لنه )ص( ألحق الولد بزمعة بمجممرد الفممراش‪ :‬أي بعممد علمممه المموطئ بمموحي أو‬
‫إخبار فإن نفي الولد بعد إقراره بالوطئ وادعى استبراءا بعد الوطئ بحيضة وقبل الوضممع بسممتة‬
‫أشهر وحلف على ذلك لم يلحقمه الولممد‪ ،‬وذلممك لن الموطئ الممذي همو المعمول عليمه فمي اللحموق‬
‫عارضه دعوى الستبراء فبقي محض المكمان ول تعويمل عليمه فمي ملمك اليميمن والم سمبحانه‬
‫وتعالى أعلم‪.‬‬

‫] ‪[ 70‬‬

‫فصل في النفقة أي في بيان أحكامها‪ .‬واعلممم‪ ،‬أن للنفقممة ثلثممة أسممباب‪ :‬الزوجيممة والقرابممة‬
‫والملك‪ ،‬وذكر في هذا الفصل الولين‪ ،‬وذكر الثالث في فصل الحضانة‪ ،‬وكان الولى ذكممره فممي‬
‫هذا الفصل جمعا بين السباب‪ ،‬وبدأ بنفقة الزوجة لنها أقوى لكونها معاوضة في مقابلة التمكيممن‬
‫من التمتع ول تسقط بمضي الزمان وأخرت إلى هنا لوجوبها في النكاح وبعده كأن طلقممت وهممي‬
‫حامل أو كان الطلق رجعيا‪ .‬والصل فيها الكتاب والسنة والجماع‪ :‬فمممن الول قمموله تعممالى‪* :‬‬
‫)وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف( * ومن الثاني خبر‪ :‬اتقوا الم فممي النسمماء فممإنكم‬
‫أخذتموهن بأمانة ال تعالى واستحللتم فروجهن بكلمة ال تعالى ولهممن عليكممم رزقهممن وكسمموتهن‬
‫بالمعروف )قوله‪ :‬من النفاق( يرد عليه أن النفقة مصدر مجرد والنفاق مصدر مزيد ول يشممتق‬
‫المجرد من المزيد‪ .‬ويمكن أن يجماب بممأن الممراد مممأخوذة ممن النفمماق والخمذ أوسممع دائرة مممن‬
‫الشتقاق )قوله‪ :‬وهو( أي النفاق‪ .‬وقوله الخراج‪ :‬أي دفع مما يسممى نفقمة لممن يسمتحقه‪ ،‬ثمم إن‬
‫النفمماق ل يسممتعمل إل فممي الخيممر‪ :‬كممما إن السممراف ل يسممتعمل إل فممي غيممره‪ .‬ومممن بلغممات‬
‫الزمخشري‪ :‬ل سرف في الخير كما ل خير في السرف‪ .‬وهو من رد العجز إلى الصممدر )قمموله‪:‬‬
‫يجب( أي وجوبا موسعا فل يح‍ب س ول يلزم لكن لو طالبته وجب عليممه الممدفع‪ ،‬فممإن تركممه مممع‬
‫القدرة عليه أثم‪ .‬ح ل‪ .‬بجيرمي )قوله‪ :‬المد التي( أي ذكره فممي المتمن‪ ،‬ثمم إن المؤلمف قمدر هنمما‬
‫فاعل للفعل وجعل الفاعل بحسب صنيع المتن خبرا وقدر له مبتدأ )قوله‪ :‬وممما عطممف عليممه( أي‬
‫المد التي وهو مدان ومد ونصف‪ :‬أي وما تعلق به ممن الدم وممما بعمده )قموله‪ :‬لزوجممة( متعلممق‬
‫بيجب )قوله‪ :‬ولو أمة ومريضة( الغاية للتعميم‪ :‬أي ل فرق في وجوب ممما ذكممر للزوجممة بيممن أن‬
‫تكون أمة أو تكون حرة‪ ،‬ول فرق أيضا بيممن أن تكممون صممحيحة أو مريضممة )قمموله‪ :‬مكنممت مممن‬
‫الستمتاع بها( أي بأن عرضت نفسها عليه كممأن تقممول إنممي مسمملمة نفسممي إليممك فمماختر أن آتيممك‬
‫حيث شئت أو أن تأتيني‪ .‬ومحل ذلك إذا كان في بلممدها فممإن غمماب عممن بلممدها رفعممت المممر إلممى‬
‫الحاكم ليكتب إلى حاكم بلد الزوج ليعلمه بالحال فيجئ إليها أو يوكممل فممي النفمماق عليهمما فممإن لممم‬
‫يفعل شيئا من المرين فرضها القاضي فمي مماله ممن حيمن إمكمان وصموله همذا إن كمانت بالغمة‬
‫عاقلة فإن كانت صغيرة أو مجنونة‪ .‬فالعبرة بعرض وليها لنه هو المخمماطب بممذلك‪ ،‬ول بممد مممن‬
‫التمكين التام فلو مكنته وقتا دون وقت كأن تمكنه الليل دون النهممار أو فممي دار دون دار فل نفقممة‬
‫لها‪ .‬وخرج بتمكينها من الستمتاع بها ما لو لم تمكنه من ذلك فهممي ناشممزة ول نفقممة لهمما‪ .‬وقمموله‬
‫ومن نقلها الخ‪ :‬أي ومكنته من نقلها إلى حيث شاء الزوج‪ .‬وخرج به ما لو امتنعت من ذلك فهممي‬
‫ناشزة أيضا ول نفقة لها‪ .‬وقوله عند أمن الطريق‪ :‬والمقصد قيد في اشتراط تمكين نفسها لممه مممن‬
‫نقلها إلى حيث شاء‪ :‬أي يشترط ذلك إذا كان كل من الطريق والمقصد آمنا‪ ،‬وإل فل يشمترط فلمو‬
‫امتنعت من ذلك حينئذ فليسممت بناشممزة وعليممه نفقتهمما‪ .‬وقمموله ولممو بركمموب بحممر الممخ‪ :‬غايممة فممي‬
‫اشتراط التمكين من النقل معه‪ :‬أي يشترط ذلك ولو كان النقمل يكمون بركموب بحمر لنمه يلزمهما‬
‫إجابته إليه على الوجه ‪ -‬كما في فتح الجواد‪ .‬وقوله غلبت فيه السلمة‪ :‬قيممد فممي ركمموب البحممر‪.‬‬
‫وخرج به ما لو لم تغلب فيه السلمة فل يشترط أن تمكن من نقلها الذي يحصممل بركمموبه بمعنممى‬
‫أنها لو‬
‫] ‪[ 71‬‬

‫امتنعت من ذلك ل تكون ناشزة فل تسقط نفقتها )قوله‪ :‬فل تجب( أي المذكورات من المد‬
‫وما عطف عليه وما يتعلق به‪ ،‬ويصح عودة على المؤن المعلومة من المقممام‪ ،‬وهممو تفريممع علممى‬
‫قوله مكنت المجعول قيدا للوجوب‪ .‬وقوله بالعقد‪ :‬أي وقبل التمكين وذلك لنممه يمموجب المهممر فل‬
‫يوجب عوضين ولنها مجهولة بسبب جهل حال الزوج من يسار أو إعسممار أو توسممط والعقممد ل‬
‫يجوب مال مجهول‪ ،‬ولنه )ص( تزوج عائشة رضي ال عنها وهي بنت ست سنين‪ ،‬ودخل بهمما‬
‫وهي بنت تسع سنين ولم ينقل أنه أنفق عليها قبل الدخول‪ ،‬فلو كانت النفقممة واجبممة بالعقممد لسمماقها‬
‫إليها ولو وقع لنقل )قوله‪ :‬خلفا للقديم( أي القائل بوجوبها بالعقد كالمهر بدليل وجوبها للمريضممة‬
‫والرتقاء وكتب الرشيدي ما نصه قوله والقديم تجب بالعقد ‪ -‬أي وتسممتقر ‪ -‬بممالتمكين كممما صممرح‬
‫به الجلل‪ ،‬ثم قال عقبه فإن امتنعت سقطت ا‍ه‪ .‬وانظممر ممما معنممى وجوبهمما بالعقممد عليممه ؟ ولعلممه‬
‫يظهر ذلك فيما لو مات أحدهما قبل التمكين فيستحق مؤنة ما بعد العقد وقبل الموت )قوله‪ :‬وإنممما‬
‫تجب بالتمكين يوما فيوما( أي وتجب بفجر كل يموم ‪ -‬كمما سيصمرح بمه ‪ -‬وإنمما وجبممت بمه لن‬
‫الواجب ‪ -‬كما سيأتي ‪ -‬الحب فيحتاج إلى طحنه وعجنه وخممبزه‪ ،‬فلممو حصممل التمكيممن ابتممداء فممي‬
‫أثناء اليوم وجبت بالقسط حتى لو حصل وقت الغروب كما يقع كثيرا وجبت كذلك‪ .‬وخرج بقوله‬
‫ابتداء ما لو كان ذلك بعد نشوز بأن كانت ناشزة ثم مكنت نفسممها فممي أثنمماء اليمموم فل تجممب نفقممة‬
‫ذلك اليوم لنها تسقط بالنشوز فل تعود بالطاعة )قوله‪ :‬ويصدق هممو بيمينممه الممخ( أي لممو اختلممف‬
‫الزوجان في التمكين وعدمه بأن ادعته هي وأنكره هو ول بينة صدق بيمينه لن الصل عممدمه‪،‬‬
‫فلو نكل عن اليميممن حلفمت هممي يميمن الممرد واسمتحقت النفقمة لن اليميمن المممردودة كمالقرار أو‬
‫كالبينة )قوله‪ :‬وهي الخ( أي وتصدق هي فيما لو اتفقما علمى التمكيمن وادعمى همو نشموزها بعمده‬
‫وهي عدمه أو ادعى هو النفاق عليها وادعت هي عدمه‪ ،‬وذلك لن الصل عممدم النشمموز وعممدم‬
‫النفاق‪ .‬وقوله‪ :‬والنفاق عليها‪ :‬بالجر عطف على النشموز )قموله‪ :‬وإذا مكنمت ممن يمكمن التمتمع‬
‫بها( من واقعة على الزوجة‪ ،‬وهي فاعل الفعل ومفعوله محممذوف‪ :‬أي وإذا مكنممت الزوجممة الممتي‬
‫يمكن التمتع بها زوجها وجبت عليه المؤن‪ .‬وقوله ولو من بعض الوجوه‪ :‬أي ولو كان التمتع بها‬
‫من بعض الوجوه ‪ -‬ل من كلها )قوله‪ :‬وجبت مؤنها( أي علممى زوجهمما )قمموله‪ :‬ولممو كممان الممزوج‬
‫طفل( غاية لوجوب المؤن عليه وهي للرد على من قال‪ :‬ل تجب عليه لنه ل يستمتع بها بسممبب‬
‫هو معذور فيه‪ .‬وعبممارة المنهمماج مممع شممرح م ر‪ :‬والظهممر أنهمما تجممب لكممبيرة ‪ -‬أي لمممن يمكممن‬
‫وطؤها وإن لم تبلغ كما هو ظاهر على صغير ل يمكن وطؤه إذا عرضت على وليممه لن المممانع‬
‫من جهته‪ ،‬والثاني‪ :‬ل تجب لنه ل يستمتع بهمما بسممبب هممو معممذور فيممه فل يلزمممه غممرم‪ .‬انتهممت‬
‫)قوله‪ :‬وإن عجزت عن وطئ الخ( ظاهر صنيعه انه غاية لقوله‪ :‬وجبت مؤنها المرتب على مممن‬
‫يمكن التمتع بها‪ .‬ويرد عليه أنه ل يلئمه قوله بعد ل إن عجزت بالصممغر لنممه ينحممل المعنممى ل‬
‫إن عجزت‪ :‬أي من يمكن التمتع بها بالصغر‪ ،‬ول يخفى ما فيه ولو قدم الشارح هذه الغايممة علممى‬
‫قوله وإذا مكنت الخ لكان أولى‪ :‬لنه يصير عليه غاية لقوله‪ :‬وإنما تجب بممالتمكين وهمو ظمماهر ‪-‬‬
‫كما في فتح الجواد ‪ -‬وعبارته‪ :‬وتجب لها بالتمكين وإن عجزت عن وطئ الخ ما ذكره الشممارح‪،‬‬
‫وحاصل المعنى أنها تجب المؤن بالتمكين وإن عجزت عمن وطمئ بسم‍ب ب غيممر الصمغر‪ ،‬وذلمك‬
‫لن المرض يطرأ ويزول‪ .‬ومثله الجنون والرتق وإن كان ل يزول لكنه قد رضي به مع التمتممع‬
‫ممكن بغير الوطئ في الجميع وهو كمماف ممن بعمض الوجموه ‪ -‬كمما صمرح بمه قبمل ‪ -‬وقموله أو‬
‫جنون‪ :‬أي مقارن للتسليم أو حادث بعده )قوله‪ :‬ل إن عجزت بالصممغر( أي ل تجممب ان عجممزت‬
‫بالصغر‪ .‬وعبارة المنهاج مع شرح م ر‪ :‬والظهر ان ل نفقة ول مؤنة لصغيرة ل تحتمل الوطئ‬
‫وإن سلمت له لن تعذر وطئها لمعنى قائم بها فليست أهل للتمتع‪ ،‬والثاني لها النفقة لنها حسبت‬
‫عنده وفوات الستمتاع لسبب هي فيمه معمذورة كالمريضمة والرتقماء‪ ،‬وفمرق الول بمما ممر فمي‬
‫التعليل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فل نفقة لها( الولى إسقاطه لن‬
‫] ‪[ 72‬‬

‫معنى قوله ل إن عجزت الخ ل تجب المؤن ان عجزت‪ .‬وقوله وان سلمها الخ‪ :‬غاية لعدم‬
‫وجوب النفقة لها )قوله‪ :‬إذ ل يمكن التمتع بها( أي ول من وجه‪ ،‬وهممو علممة لعممدم وجمموب النفقممة‬
‫)قوله‪ :‬بخلف من تحتمله( أي الوطئ وهو محترز قوله ل تحتمل الوطئ )قوله‪ :‬ويثبت ذلك( أي‬
‫تمكينها له الموجب للنفقة‪ .‬وقوله بممإقراره‪ :‬أي الممزوج‪ .‬وقمموله وبشممهادة البينممة بممه‪ :‬أي بممالقرار‪.‬‬
‫وقوله أو بأنها في غيبته الخ‪ :‬أي ويثبت ذلك بشهادة البينة بأنها في حال غيبته باذلة للطاعة‪ .‬قممال‬
‫ع ش‪ :‬وهذا إنما يحتاج إليه إذا لم يسبق تمكين منها أو سبق نشوز‪ ،‬وإل فممالقول قولهمما فممي عممدم‬
‫النشوز من غيبته‪ .‬وقوله ونحو ذلك‪ :‬بالجر معطوف علممى إقممراره‪ :‬أي ويثبممت بنحممو ذلممك كرفممع‬
‫أمرها للحاكم وإظهار أنها مسلمة له )قوله‪ :‬ولها مطالبته بها الخ( أي للزوجة إذا أراد زوجها أن‬
‫يسافر سفرا طويل أن تطالبه بالنفقة مدة سفره‪ ،‬ويلزم القاضي إجابتها في منعه مممن السممفر حممتى‬
‫يترك لها النفقة منه أو يوكل من ينفممق عليهمما أو يطلقهمما ‪ -‬كممما سيصممرح بممه الشممارح ‪ -‬قممال فممي‬
‫التحفة‪ :‬ويفرق بينها وبين من له دين مؤجل فمإنه ل منممع لمه وإن كممان يحممل عقمب الخمروج بممأن‬
‫الدائن ليس في حبس المدين وهو المقصر برضاه بذمته‪ ،‬ول كذلك الزوجممة فيهممما‪ :‬إذ ل تقصممير‬
‫منها وهي في حبسه فلو مكناه من السفر الطويل بل نفقة ول منفق لدى ذلك إلى إضممرارها بممما‬
‫ل يطاق الصبر عليه ل سيما الفقيرة التي ل تجد منفقا فاقتضت الضممرورة إلزامممه ببقمماء كفايتهمما‬
‫عند من يثق به‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهذه المسألة مكررة مع قوله التي ويكلف من أراد سفرا طويل طلقهمما أو‬
‫توكيل من ينفق عليها من مال حاضر‪ ،‬فكان المناسب القتصار على أحدهما وعلى الثانيممة أولممى‬
‫لن فيها زيادة الطلق )قوله‪ :‬ولو رجعية( غاية لوجوب ما ذكر للزوجة‪ :‬أي يجممب ممما ذكممر لهمما‬
‫ولو كانت زوجة حكما كالرجعية )قوله‪ :‬وإن كانت( أي الرجعية‪ .‬وقمموله حممائل‪ :‬أي غيممر حامممل‬
‫)قوله‪ :‬أي يجب لها ما ذكر( أي وهو المد التي‪ ،‬وما عطف عليممه ولممو أبممدل ممما ذكممر بممما يممأتي‬
‫لكان أولى )قوله‪ :‬ما عدا آلة التنظيف( أي أما هي فل تجب عليه لها‪ .‬نعم‪ :‬لهمما ممما يزيممل الوسممخ‬
‫فقط ‪ -‬كما سيذكره ‪) -‬قوله‪ :‬لبقاء حبسه لها( علة لوجوبها للرجعية )قوله‪ :‬ولمتناعه( متعلق بممما‬
‫بعده‪ :‬أي لم يجب لها آلة التنظيف لمتناع الزوج عنها‪ :‬أي عمن السمتمتاع بهما لكمونه قمد طلقهما‬
‫)قوله‪ :‬ويسقط مؤنتها( أي الرجعيممة ممما يسممقط مؤنممة الزوجمة‪ :‬أي مممما يتصممور فيهمما كالنشمموز ‪-‬‬
‫بخلف ما ل يتصور فيها كالعجز عن الوطئ بسبب الصغر‪ ،‬وذلك لنها إذا طلقممت قبممل المموطئ‬
‫تبين ول تكون رجعية‪ .‬وقوله كالنشمموز‪ :‬أي بخصمموص الخممروج عممن المسممكن والسممفر والممردة‪،‬‬
‫وأما نشوزها بامتناعها من الستمتاع بها فل يتصور فيها )قوله‪ :‬وتصممدق( أي الرجعيممة‪ .‬وقمموله‬
‫في قدر أقرائها فلو ادعت أن قرأها ‪ -‬أي طهرهمما ‪ -‬تسممع وعشمرون يوممما غمالبه وادعممى همو أن‬
‫قرأها خمسة عشر يوما أقله صدقت هي لنها مؤتمنة على ما في رحمهمما )قمموله‪ :‬إن كممذبها( قيممد‬
‫في اليمين )قوله‪ :‬وإل( أي وإن لم يكذبها‪ ،‬فل يمين عليها )قمموله‪ :‬وتجممب النفقممة( الولممى التعممبير‬
‫هنا وفي جميع ما يأتي بالمؤنة لنها تشمل الكسوة والمسكن ‪ -‬بخلف النفقة فإنها خاصة بممالقوت‬
‫والحامل البائن يجب لها النفقة والكسوة والمسكن ل الولى فقط‪ .‬وعبارة المنهج مممع شممرحه‪ :‬ول‬
‫مؤنة من نفقة وكسوة لحامل بائن وتجب لحامممل المخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقموله أيضمما‪ :‬أي كمما تجممب لرجعيممة‪.‬‬
‫وقمموله لمطلقممة حامممل‪ :‬إنممما وجبممت لهمما ليممة * )وإن كممن أولت حمممل فممأنفقوا عليهممن( * ولنممه‬
‫كالمستمتع برحمها لشتغاله بمائه‪ ،‬ثم إن وجوب النفقة لها بسبب الحمممل ل للحمممل علممى الصممح‬
‫لنها تلزم المعسر وتتقدر بالمداد بحسب يسممار الممزوج وإعسمماره وتسممقط بالنشمموز ‪ -‬ول تسممقط‬
‫بمضي الزمان ولو كممانت للحمممل لتقممدرت بقممدر كفممايته وهممي متعممذرة ولممم تجممب علممى المعسممر‬
‫وسقطت بمضي الزمان‪ .‬وقوله بالطلق الثلث‪ :‬متعلممق ببمائن‪ .‬وقموله أو الخلممع‪ :‬معطموف علممى‬
‫الطلق‪ :‬أي أو بائن‬

‫)‪ (1‬سورة الطلق‪ ،‬الية‪.6 :‬‬


‫] ‪[ 73‬‬

‫بممالخلع‪ .‬وقمموله أو الفسممخ‪ :‬معطمموف أيضمما علممى الطلق‪ :‬أي أو بممائن بالفسممخ‪ ،‬وفيممه أن‬
‫عبارته تفيد أن البائن بالفسخ مطلقة مع أنمه تقمدم أن الفسمخ ل يحسممب طلقمما‪ ،‬فمالولى أن يقمول‬
‫وتجب لحامل بائن الخ‪ .‬ويحذف لفظ مطلقة‪ .‬وقوله بغير مقارن‪ :‬متعلق بالفسخ‪ :‬أي الفسخ بسممبب‬
‫غير مقارن للعقد بأن يكون طرأ بعده كردة‪ ،‬أما إذا قارن العقد بأن وجد حممالته كعيممب أو غممرور‬
‫فل نفقة لها بفسخه به‪ .‬قال في التحفمة‪ :‬لنممه يرفممع العقممد مممن أصممله‪ .‬ا‍ه‪ .‬وتوقممف فيممه سممم وقممال‬
‫الجمل‪ :‬هذا التعليل ضعيف‪ ،‬والمعتمد أنه يرفعه من حينممه ومممع ذلممك ل تسممتحق‪ .‬ا‍ه )قمموله‪ :‬وإن‬
‫مات الزوج قبل الوضع( غاية لوجوب النفقه للمطلقة الحامل‪ :‬أي تجب النفقة لهمما وإن مممات قبممل‬
‫أن تضع حملها لما علمت أن الصح أن النفقة تجب لها ل للحمل ولن البائن ل تنتقل لعدة الوفاة‬
‫ولن المؤن وجبت قبل الموت فاغتفر بقاؤها في الدوام لنه أقوى من البتداء وإذا مات أخرجت‬
‫من تركته‪ .‬وقوله ما لم تنشز‪ :‬قيد لوجوب النفقة‪ .‬وخرج به ما لو نشزت بأن خرجت من المسكن‬
‫لغير حاجة فانها تسقط نفقتها )قوله‪ :‬ولو أنفق( أي الزوج عليها‪ .‬وقوله يظنه‪ :‬أي الحمممل‪ .‬وقمموله‬
‫فبان عدمه‪ :‬أي تبين أن ل حمل وقوله رجع عليها‪ :‬أي بما دفعمه لهما بعمد عمدتها لنممه بمان أن ل‬
‫شئ عليه )قوله‪ :‬أما إذا الخ( محترز قوله بائن بالطلق الثلث الخ‪ .‬وقوله فل نفقة‪ :‬أي لها عليه‪،‬‬
‫وذلك لخبر الدارقطني‪ :‬ليس للحامل المتوفى عنها زوجها نفقة وإنممما وجبممت فيممما لممو تمموفي بعممد‬
‫بينونتها لنها وجبت قبل الوفاة فاغتفر بقاؤها في الممدوام لنمه أقموى ممن البتمداء ولن البمائن ل‬
‫تنتقل إلى عدة الوفاة كما مر آنفا )قوله‪ :‬وكذا ل نفقة( أي أصل ل على الزوج ول علممى الممواطئ‬
‫بشبهة‪ .‬وقوله لزوجة الخ‪ :‬أي ولو كانت رجعية لكن يشترط فيها أن تحمل من وطئ الشبهة‪ ،‬أممما‬
‫إذا لم تحمل فيجب لها النفقة لن عدة الطلق حينئذ مقدمة على عدة الشبهة ‪ -‬كما في فتح الجواد‬
‫‪ -‬وعبارته مع الصممل‪ :‬وتجمب لزوجمة ورجعيممة ل إذا تلبسمت إحمداهما بعمدة شممبهة بممأن وطئت‬
‫الزوجة بشبهة وإن لم تحبل أو الرجعية بها وحبلت لنتفاء تمكين الزوجممة‪ :‬إذ يحممال بينممه وبينهمما‬
‫إلى انقضاء العدة ولن الرجعية مشغولة بحق غيره واشترط حبلهمما لن عممدة الشممبهة ل تقممدم إل‬
‫حينئذ كما مر‪ .‬ا‍ه‪ .‬بتصرف‪) .‬قمموله‪ :‬بممأن وطئت بشممبهة( أي ولممو بنكمماح فاسممد‪ ،‬والبمماء لتصمموير‬
‫المتلبسة بعدة الشبهة )قوله‪ :‬وإن لم تحبل( غاية في عدم وجمموب النفقممة )قمموله‪ :‬لنتفمماء التمكيممن(‬
‫علة لعدم وجوب النفقة‪ :‬أي وإنما لم تجب لنتفاء التمكيممن منهمما الممموجب للنفقممة )قمموله‪ :‬إذ يحممال‬
‫الخ( علة للعلة أي وإنما انتفى التمكين لنه يحال بينها وبينه إلى انقضاء عممدة الشممبهة )قمموله‪ :‬ثممم‬
‫الواجب الخ( دخول في على المتن‪ .‬وقول ممن مر‪ :‬بيان لنحممو الزوجممة وهممو الرجعيممة والحامممل‬
‫البائن بما تقدم )قوله‪ :‬مد طعام( خبر الواجب )قوله‪ :‬ممن غمالب المخ( بيمان للممد‪ :‬أي حمال كمونه‬
‫كائنا من غالب قوت محل إقامتها سواء كان من بر أو غيره كأقط كممالفطرة وإن لمم يلمق بهما ول‬
‫ألفته‪ :‬إذ لها إبداله‪ ،‬فإن اختلف غالب قوت محل إقامتها وجممب لئق بممه يسممارا وضممده ول عممبرة‬
‫بما يتناوله هو توسعا أو بخل )قوله‪ :‬ل إقامته( أي ل من غالب قوت محل إقامممة الممزوج )قمموله‪:‬‬
‫ويكفي( أي في براءة ذمته من النفقة‪ .‬وقوله دفعه‪ :‬أي المد‪ ،‬ومثله بقية المؤن ويكفي الوضع بيممن‬
‫يديها مع التمكن من الخذ والدفع يكون لهمما إن كممانت كاملممة‪ ،‬وإل فلوليهمما وسمميد غيممر المكاتبممة‪.‬‬
‫وقوله كالدين في الذمة‪ :‬أي فإنه يكفي فيه الدفع من غيممر افتقممار إلممى إيجمماب وقبمول )قمموله‪ :‬قممال‬
‫شيخنا( أي في شرح الرشاد‪ ،‬ونص عبارته‪ :‬ويكفي دفعممه ممن غيمر إيجماب وقبمول كالمدين فممي‬
‫الذمة‪ ،‬ومنه يؤخذ الخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله ومنه يؤخذ‪ :‬أنظر من أين يؤخذ ذلك ؟ فإن كان من جعممل أدائه‬
‫كأداء الدين ففيه نظر‪ :‬لنه ل بد في وقوع ما دفعه عن الدين مممن قصممد الداء عممن جهممة الممدين‪،‬‬
‫كما يعلم من عبارة شرح الروض التية قريبا‪ ،‬وكما تقدم عن ابن حجر في باب الضمان ونصممه‬
‫هناك‪ :‬قال السبكي في تكملة شرح المهذب عن المام متى أدى المدين بغير قصد شئ حالة الدفع‬
‫لم يكن شيئا ولم يملكه المدفوع إليه‪ ،‬بل ل بد من قصد الداء عن جهة الدين‪ ،‬وكثير مممن الفقهمماء‬
‫يغلط في هذا ويقول أداء‬
‫] ‪[ 74‬‬

‫الدين ل تجب فيه النية‪ .‬ا‍ه‪ .‬وجممرى عليممه الزركشممي وغيممره‪ .‬ا‍ه‪ .‬وإن كممان مممن الكتفمماء‬
‫بالدفع بقطع النظر عن التشبيه فمحتمل‪ ،‬ويدل على هذا التقييد بقوله هنا‪ :‬أي في النفقة فقط ل في‬
‫الدين إل أنه بعيد‪ .‬تأمل‪ .‬وقوله عدم الصارف‪ :‬أي أن ل يكون صارف يصرف الداء عممن جهممة‬
‫النفقة بأن ينوي به مثل غير أدائها كالتبرع أو قضاء دينه الذي عليه لها غير النفقة )قوله‪ :‬خلفمما‬
‫لبن المقري ومن تبعه( أي فإنهم اشترطوا قصد الداء‪ .‬وفي حاشية الجمل ما نصه‪ :‬قوله وعليه‬
‫دفع حب الخ ‪ -‬قال في شرح الروض‪ :‬بأن يسلمه لها بقصد أداء ما لزمه كسائر الديون من غيممر‬
‫افتقار إلى لفظ‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقضية قوله كسائر الديون اعتبار القصممد فيهمما )قمموله‪ :‬علممى معسممر( متعلممق‬
‫بالواجب الذي قدره الشارح أو يجب في المتن‪ .‬وقوله ولو بقوله‪ :‬أي ولو ثبت إعساره بقوله كأن‬
‫قال أنا معسر وحلف على ذلك فإنه يصدق بيمينه‪ .‬وقوله ممما لممم يتحقممق لممه مممال‪ :‬قيممد فممي ثبمموت‬
‫إعساره بقوله‪ ،‬وخرج به ما لو تحقق له ذلك فممإنه ل يثبممت إعسمماره بقمموله بممل ل بممد مممن البينممة‪.‬‬
‫وعبارة النهاية‪ :‬ولو ادعت يسار زوجها صدق بيمينه إن لم يعهد له مال وإل فل‪ ،‬فإن ادعى تلفه‬
‫ففيه تفصيل الوديعة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله ففيه تفصيل الوديعة هو أنه إن ادعممى تلفممه مطلقمما‪ :‬أي مممن غيممر‬
‫ذكر سبب له أصل أو سممبب خفممي كسممرقة أو ظمماهر كحريممق عممرف دون عمممومه فممإنه يصممدق‬
‫بيمينه وإن عرف عمومه ولم يتهم فيصدق بل يمين وإن ذكر سممببا ظمماهرا وجهممل طممولب ببينممة‬
‫بوجوده ثم يحلف أنها تلفت به )قوله‪ :‬وهو( أي المعسر‪ .‬وقمموله مممن ل يملممك الممخ‪ :‬بيممان لضممابط‬
‫المعسر‪ .‬والمعنى أن ضابط المعسر هو من ل يملك شيئا من المال يكون به غير مسممكين بممأن ل‬
‫يملك شيئا أصل أو يملك شيئا منه يكون معه مسكينا فالمراد بالمعسر هنا مسكين الزكمماة بالنسممبة‬
‫للمال‪ ،‬أما بالنسبة للكسب فل كما تفيده الغاية بعد فالذي يكتسب قدر كفايته كل يوم معسر هنمما ل‬
‫في الزكاة ويعتبر إعساره‪ ،‬ومثله اليسار والتوسط بطلوع فجر كل يوم لنه وقت الوجوب فنعتبر‬
‫ما عنده عند طلوع الفجر‪ .‬هذا إذا كممانت ممكنممة عنممده‪ ،‬أممما الممكنممة بعمده فيعتممبر عقمب التمكيمن‬
‫)قوله‪ :‬ولو مكتسبا( غاية للمتن‪ .‬أي أنه يجب على المعسر مد طعام ولو كان مكتسبا‪ ،‬فاكتسابه ل‬
‫يخرجه عن العسار‪ .‬ويصح أن يجعل غاية لضابط المعسر في الشممرح‪ :‬أي أن ضممابط المعسممر‬
‫هو الذي ل يملك الخ‪ ،‬ولو كان مكتسبا ل يخرجه عن كونه ل يملك شمميئا‪ .‬وقموله وإن قممدر علممى‬
‫كسب واسع غاية في المكتسب‪ :‬أي أن المكتسب معسممر ولممو قممدر علممى الكسممب الواسممع فالقممدرة‬
‫عليه ل تخرجه عمن العسمار فمي النفقمة وإن كمانت تخرجمه عمن اسمتحقاق سمهم المسماكين فمي‬
‫الزكاة‪ .‬وكتب ع ش ما نصه‪ :‬قوله وإن قمدر زممن كسمبه علمى ممال واسمع‪ :‬أي فهمو معسمر فمي‬
‫الوقت الذي ل مال بيده وإن كان لو اكتسب حصل مال كثيرا وموسر حيث اكتسب وصممار بيممده‬
‫مال وقت طلوع الفجر‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي سم ما نصه‪ :‬قوله ومنه كسوب‪ ،‬أي قادر علممى المممال بالكسممب‪،‬‬
‫فإن حصل مال منه نظر فيه باعتبار ممما يممأتي فممي قمموله ومسممكين الزكمماة معسممر بممأنه قممد يكممون‬
‫معسرا وقد يكون غيره‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وعلى رقيق( معطوف على معسر‪ :‬أي ويجب مد أيضمما علممى‬
‫رقيق‪ :‬أي من فيه رق ولو كان مكاتبا أو مبعضما‪ ،‬وذلمك لضمعف ملكمه إن كمان مكاتبما‪ ،‬ونقمص‬
‫حاله إن كان مبعضا‪ ،‬وعدم ملكه إن كان غيرهما )قوله‪ :‬ومدان على موسر( معطمموف علممى مممد‬
‫على معسر من عطف المفممردات‪ :‬أي والممواجب مممدان علممى موسممر‪ ،‬وإنممما فمماوتوا بيممن المعسممر‬
‫والموسر في قدر الواجب لقوله تعالى‪) * :‬لينفق ذو سعة من سعته‪ ،‬ومن قدر عليه رزقممه فلينفممق‬
‫مما آتاه ال( * وأما كون الواجب على الموسر خصوص المدين وعلممى المعسممر خصمموص المممد‬
‫فبالقياس على الكفارة بجامع أن كل مال وجب بالشرع ويسمتقر فمي الذممة وأكمثر مما وجمب فمي‬
‫الكفارة لكل مسكين نصف صاع وهو مدان‪ ،‬وذلك في كفممارة نحممو الحلممق فممي النسممك‪ ،‬وأقممل ممما‬
‫وجب له مد في كفارة نحو اليمين‪ ،‬وهو يكتفي به الزهيد ويقنع بممه الرغيممب‪ ،‬ولممما أوجبمموا علممى‬
‫الموسر الكثر‪ ،‬وعلى المعسر القل أوجبوا على المتوسط ما بينهما‬

‫سورة الطلق‪ ،‬الية‪.7 :‬‬


‫] ‪[ 75‬‬

‫لنه لو ألزمناه بالمدين لضره ذلك ولو اكتفينا منه بالمد لضمرها ذلممك فأوجبنمما عليمه قمدرا‬
‫وسطا وهو مد ونصف‪ .‬قال في النهاية‪ :‬وإنما لم يعتبر شرف المرأة وضممده لنهمما ل تعيممر بممذلك‬
‫ول الكفاية كنفقة القريب لنها تجب للمريضة والشبعانة‪ ،‬وما اقتضاه ظمماهر خمبر هنمد خمذي مما‬
‫يكفيك وولدك بالمعروف من تقممديرها بالكفايممة الممذي ذهممب إلممى اختيمماره جمممع مممن حيممث الممدليل‬
‫وأطالوا القول فيه‪ :‬يجاب عنه بأنه لم يقدرها فيه بالكفاية فقط‪ ،‬بل بها بحسممب المعممروف‪ ،‬وحينئذ‬
‫فما ذكروه هو المعروف المستقر في العقول ‪ -‬كما هو واضح ‪ -‬ولو فتح للنساء باب الكفايممة مممن‬
‫غير تقدير لوقع التنمازع ل إلمى غايمة فتعيمن ذلمك التقمدير اللئق بمالعرف‪ .‬ا‍ه )قموله‪ :‬وهمو( أي‬
‫الموسر‪ .‬وقوله من ل يرجع‪ :‬أي يصير فهو من رجع بمعنى صار ومعسرا خبره‪ .‬وقمموله مممدين‪:‬‬
‫مفعول المصدر‪ ،‬والمعنى أن ضابط الموسر هو الذي لو كلفناه كل يوم مممدين ل يصممير معسممرا‪.‬‬
‫وفي البجيرمي ما نصه‪ :‬قوله من ل يرجع الخ ‪ -‬بأن يكون الفاضل مممن ممماله بعممد التوزيممع علممى‬
‫العمر الغالب أو سنة مدين ‪ -‬ح لي‪ .‬ا ‍ه‪ .‬وقوله على العمر الغالب‪ :‬أي إن لممم يسممتوفه‪ .‬وقمموله أو‬
‫سنه‪ .‬أي إن استوفاه‪) .‬والحاصل( أن الموسر هو الذي عنده ما يكفيمه بقيممة العمممر الغممالب ويزيممد‬
‫عليه مدان فإن لم يكن عنده ما يكفيه العممر الغمالب أو كمان عنمده مما يكفيمه ولمم يمزد عليمه شمئ‬
‫فمعسر‪ ،‬وإن زاد عليه شئ ولم يبلغ مممدين فمتوسممط‪ .‬وفممي حاشممية الشممرقاوي ممما نصممه‪ ،‬وهنمماك‬
‫ضابط للشيخين أخصر من ذلك‪ ،‬وهو أن من زاد دخله على خرجه فموسر‪ ،‬ومممن اسممتوى دخلممه‬
‫وخرجه فمتوسط‪ ،‬ومن زاد خرجه على دخلممه فمعسممر‪ .‬اه‍ )قمموله‪ :‬ومممد ونصممف الممخ( معطمموف‬
‫أيضا على مد الخ‪ :‬أي فالواجب مد ونصف على متوسط )قوله‪ :‬وهو( أي المتوسممط‪ .‬وقمموله مممن‬
‫يرجع الخ‪ :‬أي من يصير بتكليفه مدين كل يوم معسرا )قوله‪ :‬وإنممما تجممب النفقممة الممخ( هممذا ليممس‬
‫دخول على المتن‪ ،‬وإنما هو بيان لكون الوجوب يعتبر بفجر كل يوم وذلك لنه لممو جعممل دخممول‬
‫لقتضى أن قوله وقت طلوع الخ قد ذكره قبل مع أنه لم يذكره‪ .‬ولو زاد الشممارح عنممد قمموله أول‬
‫الفصل وإنما تجب بالتمكين يوما فيوما وقت طلوع الفجممر لصممح أن يكممون دخممول ومعنممى كممون‬
‫وجوب النفقة يعتبر وقت طلوع الفجر أنها تطالبه بها من حينئذ لحتياجها إلى طحنه ونحوه كممما‬
‫مر ويلزم من اعتبار الوجوب وقته اعتبار يسمماره وإعسمماره وتوسممطه وقتممه أيضمما‪ ،‬كممما قممدمته‪،‬‬
‫فتعتبر ما عنده عند طلوع الفجر‪ ،‬فإذا وجدناه يزيد على كفاية العمممر الغممالب بمممدين فهممو موسممر‬
‫فيلزمممه فممي هممذا اليمموم مممدان‪ ،‬ويختلممف ذلممك بممالرخص والغلء وقلممة العيممال وكممثرتهم حممتى أن‬
‫الشخص الواحد قد يلزمه لزوجته نفقة موسممر ول يلزمممه لممو تعممددت إل نفقممة متوسممط أو معسممر‬
‫)قوله‪ :‬إن لم تؤاكله( قيد للمتن‪ :‬أي يجب عليه لها المد المخ إن لمم تأكمل عنمده معمه أو وحمدها أو‬
‫أرسل إليها الطعام فأكلته بحضممرته أو غيبتممه وإل سممقط‪ ،‬وذلممك لطبمماق النمماس عليممه فممي زمنممه‬
‫)ص( وبعده ولم ينقل خلفه‪ ،‬ول أنه )ص( بين أن لهن الرجوع ول قضاء من تركمة ممن ممات‪.‬‬
‫وقوله على العادة‪ :‬أي أكل كائنا على العادة بأن تتناول كفايتها من غير تمليك ول اعتياض‪ .‬وفي‬
‫شرح الروض‪ :‬قال في المهمات‪ :‬والتصمموير بالكمل معمه علممى العممادة يشمعر بأنهمما إذا أتلفتممه أو‬
‫أعطته غيرها لم تسقط ‪ -‬أي النفقة ‪ -‬عنه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله لم تسقط‪ :‬أي ويرجع عليها ببدل ما أتلفته أو‬
‫أعطته‪ ،‬كما هو ظاهر‪ ،‬وقوله برضاها‪ :‬متعلق بتؤاكله‪ ،‬وهو قيمد سمميذكر محممترزه‪ .‬وقموله وهممي‬
‫رشيدة‪ :‬الجملة حالية وهي قيد آخر سيذكر محترزه أيضا‪ .‬وكمون المعتمبر رضماها وهمي رشميدة‬
‫محله إذا كانت حرة‪ ،‬فإن كانت أمة فالعبرة فيها إذا أوجبنا نفقتها على الزوج بأن كانت مسلمة له‬
‫ليل ونهارا برضا سيدها المطلق التصرف ل برضاها )قوله‪ :‬فلو أكلت الخ( محممترز قمموله علممى‬
‫العادة‪ ،‬وكان المناسب أن يذكر مفهوم المنطوق المستكمل للقيود بأن يقول‪ :‬فإن آكلته على العممادة‬
‫برضاها وهي رشيدة لم يجب عليه المد الخ‪ ،‬ثم بعد ذلك يذكر مفهوم القيود )قوله‪ :‬وجب لها تمام‬
‫الكفاية( أي فتطالبه بالتفاوت بين ما أكلته وبين كفايتها في أكلها المعتاد‪ .‬وانظر هل ولو كان قدر‬
‫الكفاية عادة زائدا على الواجب شمرعا أو ل بمد ممن أن يكمون قمدره والمذي يؤخمذ ممن كلم سمم‬
‫الثاني ونصه‪ :‬قوله‪ :‬إن أكلت قدر الكفاية وإل رجعت بالتفاوت‪ ،‬هل المراد التفاوت بين ممما أكلتمه‬
‫وكفايتها أو بينه وبين الواجب شرعا ؟ فيه نظر‪ ،‬ويتجه الثاني‪ :‬إذ الممواجب شممرعا هممو اللزم لممه‬
‫دون ما‬

‫] ‪[ 76‬‬

‫زاد عليه إلى حد الكفاية إذا كانت أكثر منه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله على الوجه‪ :‬مثله في فتح الجمواد‪،‬‬
‫ومفاده أن مقابل الوجه هو أنه ل يجب لها تمام الكفاية فممانظره فممإنه لممم يصممرح بممه فممي التحفممة‬
‫والنهاية والسممنى وغيرهمما )قمموله‪ :‬وتصممدق الممخ( أي إذا ادعممت عليممه أن ممما أكلتممه دون الكفايممة‬
‫وأرادت منه تمامها وادعي هو أنهما أكلمت كفايتهما فتصمدق همي‪ ،‬أي بماليمين‪ ،‬لن الصمل عمدم‬
‫قبضها ما نفته )قوله‪ :‬ولو كلفها الممخ( أي أكرههمما علممى أن تأكممل معممه مممن غيممر رضمماها‪ ،‬وهممذا‬
‫محترز قوله برضاها‪ .‬وقوله‪) :‬أو وآكلته الخ‪ (:‬أي أو أكلممت معممه برضمماها مممن غيممر إذن الممولي‬
‫حال كونها غير رشيدة لصغرها أو جنونها أو سفهها وقد حجر عليها بأن استمر سممفهها المقممارن‬
‫للبلوغ أو طرأ وحجر عليها وإل لم يحتج لذن الولي ومثلها كما تقدم ما لو كانت قنة ولو رشمميدة‬
‫لم يأذن سيدها المطلق التصرف‪ ،‬وإل فوليه‪ .‬وقوله بل إذن ولي‪ :‬فممإن كممان بممإذنه سممقطت نفقتهمما‬
‫به‪ .‬قال في التحفة‪ :‬واكتفى بإذن الولي مع أن قبممض غيممر المكلفممة لغمو لن الممزوج بممإذنه يصممير‬
‫كالوكيل في النفاق عليها‪ ،‬وظاهر أن محله إن كان لها فيه حظ‪ ،‬وإل لم يعتد باذنه فيرجممع عليممه‬
‫بما هو مقدر لها‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثله في النهاية )قوله‪ :‬فل تسقط الممخ( جممواب لممو‪ .‬وقمموله بممه‪ :‬أي بالكممل‬
‫معه )قوله‪ :‬وحينئذ( أي حين إذ لم تسقط نفقتها‪ .‬وقوله هممو‪ :‬أي الممزوج‪ .‬وقمموله متطمموع‪ .‬أي بممما‬
‫أكلته معه )قوله‪ :‬فل رجوع له بما أكلته( تفريع على كونه متطوعمما بالنفقممة‪ ،‬ومحممل ممما ذكممر إن‬
‫كان غير محجور عليه‪ ،‬وإل فلوليه الرجوع‪ :‬كذا في م ر )قوله‪ :‬خلفا للبلقيني( أي في قوله انها‬
‫تسقط نفقتها به ‪ -‬كممما فممي المغنممى ‪ -‬وعبممارته‪ :‬وأفممتى البلقينممي بسممقوطها بممذلك‪ ،‬قممال‪ :‬وممما قيممده‬
‫النووي غير معتمد‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولو زعمت( أي الرشيدة الكلة معه برضاها‪ .‬وقوله أنه متطوع‪:‬‬
‫أي أنه قاصد بإطعامها معه التبرع فالنفقة باقية‪ .‬وقوله وزعم أنه مؤد عمن النفقمة‪ :‬أي أنمه قاصممد‬
‫بذلك النفقة )قوله‪ :‬صدق بيمينه على الوجه( أي كما لو دفع لها شيئا ثم ادعى كممونه عممن المهممر‬
‫وادعت هي الهدية فإنه المصدق باليمين‪ ،‬ومقابل الوجه ما في الستقصمماء مممن أنهمما تصممدق بل‬
‫يمين ‪ -‬كما في التحفة ‪ -‬ونصها‪ :‬ولو قممالت لمه قصممدت بإطعممامي التممبرع فنفقممتي باقيممة فقممال بممل‬
‫قصدت النفقة صدق بل يمين على ما في الستقصمماء والقيمماس وجوبهمما‪ :‬أي اليميممن‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫وفي شرح المنهاج( أي مع المتن لن قوله سممقطت نفقتهمما متممن‪ ،‬وعبممارة الشممرح فقممط‪ ،‬بممل قممال‬
‫شارح أو أضافها رجل إكراما له‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬إكراما له( أي للزوج وحده‪ ،‬فإن كان لهممما فينبغممي‬
‫سقوط النصف أولها لم يسممقط شممئ‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع ش‪) .‬قمموله‪ :‬ويكلممف الممخ( أي يكلممف الحمماكم مممن أراد‬
‫سفرا طويل بعد طلبهمما للنفقمة طلقهمما أو توكيممل ممن ينفممق عليهمما أي ثقمة ينفممق عليهمما مممن مممال‬
‫حاضر‪ :‬أي يبقيه عنده وكإبقاء المال عند مممن ذكممر دينممه علممى موسممر مقممر بمماذل وجهممة ظمماهرة‬
‫اطردت العادة باستمرارها‪ ،‬فإن لم يفعل شيئا من ذلك منعه الحاكم من السممفر )قمموله‪ :‬ويجممب ممما‬
‫ذكر( أي المد أو المدان أو المد والنصف )قوله‪ :‬بأدم( هو بضم الهمزة والدال المهملة أو سكونها‬
‫ما يؤكل به الخبز مما يطيبه ويصلحه فيصير ملئما للنفس‪ ،‬فهممو مممن أسممباب الصممحة‪ ،‬وأفضممله‬
‫اللحم‪ ،‬ثم اللبن‪ ،‬ثم عسل النحل‪ .‬وفي التحفة والنهاية‪ .‬وبحث الذرعممي أنممه إذا كممان القمموت نحممو‬
‫لحم أو لبن اكتفي به في حق من يعتاد اقتياته وحده‪ .‬ا‍ه‪ .‬ويجب لها أيضا الفاكهة الممتي تغلممب فممي‬
‫أوقاتها‪ ،‬كخوخ ومشمش وتين ونحو ذلك‪ ،‬وما جرت بها لعادة‪ ،‬مممن الكعممك والسمممك والنقممل فممي‬
‫العيد والقهوة والدخان إن اعتادت شربهما‪ ،‬وما تطلبه المرأة عنممد ممما يسمممى بممالوحم مممما يسمممى‬
‫بالملوحة إذا اعتيد أيضا‪ ،‬ويجب السراج أيضا في أول الليل لجريان العمادة بممذلك‪ .‬والضمابط أنممه‬
‫يجب لها كل ما جرت به العادة‪ .‬وقوله أي مع أدم‪ :‬أفاد به أن الباء بمعنى مع‪ .‬وقمموله اعتيممد‪ :‬أي‬
‫جرت به العادة‪ ،‬فالعادة هي المحكمة في ذلك‪ .‬فإن جرت عادة بلدها بشئ من أنواع الدم اتبعممت‬
‫هذا إن كان في بلدها أدم غالب‪ ،‬فإن لم يكن فيها مما ذكمر‪ :‬كمأن يكمون فيهما أدمممان علمى السممواء‬
‫وجب اللئق بحال الزوج من يسار أو إعسار‪ :‬ويختلف الدم باختلف الفصول‪ :‬فيجممب فممي كممل‬
‫فصل ما يعتاده الناس فيه‪ .‬قال في التحفة‪ :‬حتى الفواكه‬

‫] ‪[ 77‬‬

‫فيكفي عن الدم على ما اقتضاه كلمهما‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتب سم قوله فيكفي عن الدم‪ :‬المتجه أنه‬
‫يجب‪ ،‬وأنه المعتبر في قدرها ما همو اللئق بأمثماله‪ ،‬وأنهما إن أغنمت عمن الدم بمأن تمأتي عمادة‬
‫التأدم بها لم يجب معها أدم آخر‪ ،‬وإل وجب‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وإن لم تأكله( أي يجب لها ما جممرت بممه‬
‫العادة من الدم وإن لم تأكله لنه حقها )قوله‪ :‬كسمن الخ( تمثيل للدم )قوله‪ :‬وزيممت( أي الزيممت‬
‫الطيب ومثله الشيرج‪ ،‬وهو دهن السمسممم‪ ،‬وورد فيممه كلمموا الزيممت وادهنمموا بممه فممإنه مممن شممجرة‬
‫مباركة وفي رواية فإنه طيب مبارك )قوله‪ :‬ولو تنازعمما فيممه( أي فممي الدم مممن السمممن والزيممت‬
‫والتمر‪ :‬أي في قدره‪ .‬وقوله أو في اللحم‪ :‬أي قدره‪ .‬وقوله قدره قاض باجتهاده‪ :‬أي لنه ل تقممدير‬
‫فيهما من جهة الشرع‪ .‬وقمموله مفاوتمما فممي قممدر ذلممك‪ :‬أي الدم‪ .‬وقمموله بيممن الموسممر وغيممره هممو‬
‫المتوسط والمعسر‪ :‬أي فينظر القاضي ما يحتاجه المد من الدم فيفرضه على المعسر ويضمماعفه‬
‫على الموسر ويجعل ما بينهما على المتوسط وينظر في اللحممم إلممى عممادة المحممل مممن اسممبوع أو‬
‫غيره )قوله‪ :‬وتقدير الحاوي كالنص الخ( في التحفة‪ :‬وتقدير الشافعي بمكيلة سمن أو زيت حملوه‬
‫على التقريب وهي أوقية قال جمع‪ :‬أي حجازية‪ ،‬وهي أربعممون درهممما‪ ،‬ل بغداديممة‪ ،‬وهممي نحممو‬
‫اثني عشر‪ ،‬لنها ل تغني عنها شيئا‪ ،‬ونص على الدهن لنه أكمل الدم وأخفممه مؤنممة‪ .‬ا‍ه )قمموله‪:‬‬
‫ويجب أيضا لحم( إفراده عما قبله يفيد أنه ليس من الدم وقد يطلممق اسممم الدم عليممه فيكممون مممن‬
‫ذكر الخاص بعد العام لفضله‪ .‬ويدل على كونه أدممما حممديث سمميد أدم أهممل الممدنيا والخممرة اللحممم‬
‫أفاده البجيرمي‪ .‬وقوله اعتيد قدرا ووقتا‪ :‬عبارة المنهج‪ :‬ويجب لحم يليممق بممه كعممادة المحممل‪ ،‬قممال‬
‫في شرحه‪ :‬قدرا ووقتا‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثلمه المنهمماج‪ ،‬وهممي أولممى‪ :‬لن معنممى عبممارة المؤلممف يجممب لحممم‬
‫محتاد من جهة القدر والوقت أو في القدر والوقت‪ ،‬ومفاده أنه ل يجممب لحممم ليممس معتممادا كممذلك‪،‬‬
‫ول يخفى ما فيه‪ .‬فلو صنع كصنيعهما لكان أولى‪ .‬وقوله قدرا ووقتا‪ :‬أي ونوعا وكيفية من كممونه‬
‫مطبوخا أو مشويا أو نحممو ذلممك‪ .‬وقمموله بحسممب يسمماره‪ :‬أي ويعتممبر بحسممب ممما يليممق بممه يسممارا‬
‫وإعسارا وتوسطا ول يتقدر بشئ‪ :‬إذ ل توقيف فيه )قوله‪ :‬وإن لم تأكله( غاية في وجمموب اللحممم‪:‬‬
‫أي يجب على العادة وإن لم تأكله زوجته وقوله أيضا‪ :‬أي كمما يجمب الدم وإن لمم تمأكله )قموله‪:‬‬
‫فإن اعتيد مرة في السبوع( أي فإن جرت العادة بأكله مرة واحدة فممي السممبوع )قمموله‪ :‬فممالولى‬
‫كونه يوم الجمعممة( أي فممالولى أن يكممون أكلممه فممي يمموم الجمعممة لنممه أحممق بالتوسمميع )قمموله‪ :‬أو‬
‫مرتين( معطوف على مرة‪ :‬أي أو اعتيد كونه‪ ،‬أي أكلممه‪ ،‬مرتيممن مممن السممبوع‪ .‬وقمموله فالجمعممة‬
‫والثلثاء‪ :‬أي فالولى أن يكون ذلك في يوم الجمعة ويوم الثلثاء )قمموله‪ :‬والنممص( مبتممدأ‪ .‬وقمموله‬
‫رطل لحم بممدل منممه‪ .‬وقمموله محمممول خممبره‪ :‬أي وتقممدير اللحممم فممي النممص برطممل علممى المعسممر‬
‫ورطلين على الموسر محمول على قلة اللحم في أيام الشافعي بمصر‪ :‬أي فعادتهم فيهمما ممما ذكممر‪.‬‬
‫قال في التحفة‪ :‬وقول جمع ل يزاد على النص لنه فيه كفاية لمن يقنع ضعيف‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬فيزاد(‬
‫أي على ما في النص‪ .‬وقوله بحسب عادة المحل‪ :‬أو محل الزوجة )قوله‪ :‬والوجه أنمه المخ( فمي‬
‫التحفة وبحث الشيخان عمدم وجموب الدم يمموم اللحمم‪ ،‬ولهمما احتممال بوجمموبه علمى الموسممر إذا‬
‫أوجبنا عليه اللحم كل يوم ليكون أخذهما غذاء‪ ،‬والخر عشاء‪ ،‬واعتمد الذرعي الول‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي‬
‫حاشية الجمل‪ :‬قال أبو شكيل والذي يظهر توسط بين ذلك وهممو أنمه يجممب لهمما مممع اللحممم لصممف‬
‫الدم المعتاد في كل يوم إن كان اللحم ل يكفيها إل مممرة واحممدة‪ .‬وهممذا التفصمميل كممالمتعين‪ :‬إذ ل‬
‫يتجه غيره فيقال إن أعطاها من اللحم ما يكفيها للوقتين‪ ،‬فليس لها في ذلك اليوم أدم غيره وإن لم‬
‫يعطها إل ما يكفيها لوقت واحد وجب‪ ،‬أي نصفه‪ ،‬قاله في التنممبيه شمموبري‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقمموله إن كفاهمما‬
‫الخ‪ :‬قيد في انتفاء وجوب الدم يوم اللحممم‪ .‬وقمموله وإل‪ :‬أي وإن لممم يكفهمما غممذاء وعشمماء‪ .‬وقموله‬
‫وجب‪ :‬أي الدم والمراد تمام كفايتها منه‪ ،‬وبه وافقت عبارة‬

‫] ‪[ 78‬‬

‫المؤلف التفصيل الذي ذكره أبو شكيل )قوله‪ :‬ومع ملح الخ( معطوف على بأدم‪ ،‬وصممرح‬
‫في المعطوف بمعنى الباء‪ ،‬وهو المعية ولو صرح بها لكان أولى‪ :‬لنممه علممى حمماله يلممزم أن مممع‬
‫معطوفة على البمماء ومممدخول ممع معطمموف علمى ممدخول البمماء‪ ،‬ول يصمح عطمف السممم علممى‬
‫الحرف‪ .‬وهكذا يقال في جميع ما يأتي‪ :‬أي ويجب ما ذكر مع أدم ومع ملح‪ .‬وقمموله وحطممب‪ :‬أي‬
‫ومع حطب‪ ،‬أي ونحوه من كل ما يوقد به )قوله‪ :‬وماء شرب( في شممرح م ر‪ :‬ويجممب لهمما أيضمما‬
‫ماء تشربه‪ ،‬كما أفهمه قوله آلت أكل وشرب‪ ،‬لنممه إذا وجممب الظممرف وجممب المظممروف‪ ،‬وأممما‬
‫قدره فقال الزركشي والدميري‪ :‬الظاهر أنه الكفاية قال ويكون إمتاعا ل تمليكمما حممتى لممو مضممت‬
‫عليه مدة ولم تشربه لم تملكه‪ ،‬وإذا شرب غالب أهل البلمد مماء ملحما وخواصمها عمذبا وجمب مما‬
‫يليق بممالزوج‪ .‬ا‍ه‪ .‬لكمن مقتضممى كلم الشمميخين وغيرهممما أنممه تمليممك‪ ،‬وهممو المعتمممد‪ ،‬ا‍ه )قمموله‪:‬‬
‫لتوقف الحياة( علة لوجوب ماء الشممرب‪ .‬وقمموله عليممه‪ :‬أي ممماء الشممرب )قمموله‪ :‬ومممع مؤنممة( أي‬
‫تتعلق بالقوت وبالدم )قوله‪ :‬كأجرة طحن الخ( تمثيل للمؤنة المتعلقة بما ذكر‪ ،‬ومحل وجوب ممما‬
‫ذكر ما لم يتول ذلك بنفسه‪ ،‬وإل فل أجرة ولو باعته أو أكلته حبا استحقتها‪ .‬ويموجه بممأنه بطلمموع‬
‫الفجر تلزمه تلك المؤن فلم تسقط بما فعلتمه‪ .‬وقموله وعجمن المخ‪ :‬أي وأجمرة عجمن وأجمرة خممبز‬
‫وأجرة طبخ‪ .‬وفي ع ش ما نصه‪ :‬وقع السؤال في الدرس هل يجممب علممى الرجممل إعلم زوجتممه‬
‫بأنها ل تجب عليها خدمته بما جرت به العادة من الطبخ والكنس ونحوهما مما جرت به عممادتهم‬
‫أم ل ؟ وأجبنا عنه بأن الظاهر الول لنها إذا لم تعلم بعدم وجوب ذلك ظنت أنه واجب وأنهمما ل‬
‫تستحق نفقة ول كسوة إن لم تفعله فصارت كأنها مكرهمة علمى الفعمل‪ ،‬وممع ذلمك لمو فعلتمه ولمم‬
‫يعلمها فيحتمل أنه ل يجب لها أجرة على الفعممل لتقصمميرها بعممدم البحممث والسممؤال عمن ذلممك‪ .‬ا‍ه‬
‫)قوله‪ :‬ما لم تكن من قوم الخ( قيد في وجوب أجرة المذكورات عليه )قوله‪ :‬وجممزم غيرهممما( أي‬
‫غير ابن الرفعة والذرعي وقموله بمأنه ل فمرق‪ :‬أي فمي وجموب الممؤن بيمن أن تكمون ممن قموم‬
‫اعتادوا ذلك بأنفسهم أم ل )قوله‪ :‬ومع آلة( أي ويجممب ممما ذكممر مممع آلممة‪ :‬أي تليممق بممه ول يعتممبر‬
‫حالها )قوله‪ :‬كقصعة( بفتح القاف‪ ،‬وفي المثل‪ :‬ل تفتح الخزانة ول تكسر القصعة‪ .‬وقوله وكمموز‪:‬‬
‫آلة للشرب‪ ،‬ومثله الجرة‪ .‬وقوله وقدر ومغرقة‪ :‬مثالن للة الطبخ وهممي بكسممر الميممم ممما يغممرف‬
‫به‪ .‬وقوله وإبريق‪ :‬هذا مثال للة الوضوء فكان حقه أن يزيد بعد قمموله وشممرب ووضمموء )قمموله‪:‬‬
‫من خشب الخ( راجع للقصعة وما بعدها‪ .‬وقوله ول يجب‪ :‬أي ما ذكر من القصعة وما بعدها من‬
‫نحاس‪ .‬نعم‪ :‬إن اطرد عادة أمثالها بكونه نحاس وجب‪ ،‬إذ المعول عليه فيما يجب لها عليممه عممادة‬
‫أمثالها‪ :‬م ر )قوله‪ :‬ويجب لها( أي للزوجة ‪ -‬ولو رجعية ‪ -‬ومثلها الحامل البائن كممما مممر )قمموله‪:‬‬
‫ولو معسرا( هو من ل مال له أو له مال ل يكفيه لو وزع علممى العمممر الغممالب كممما تقممدم )قمموله‪:‬‬
‫أول كل ستة أشهر( أي من وقت التمكين واستشكل تعبيره بستة أشهر وإن تبع فيه شيخ السمملم‬
‫بما إذا وقع التمكين في نصف فصل الشتاء مثل فإنه يلممزم عليممه أنممه ل تتممم السممتة أشممهر إل فممي‬
‫نصف فصل الصيف وعكسه‪ .‬ومن المعلوم أن ما يلزم من الكسوة في الشتاء غير ممما يلمزم منهمما‬
‫في الصيف‪ ،‬فيلزم على تغليب نصف الشمتاء أنمه يلمزم فمي نصمف الصميف مما ليمس لزمما فيمه‬
‫ويسقط ما كان لزما فيه‪ ،‬وعلى تغليب نصف الصيف أنه يسقط في نصف الشتاء ما كان لزممما‬
‫فيه‪ ،‬ويلزم فيه ما ليس لزما‪ ،‬وكل باطل‪ .‬ولذلك عبر في المنهاج بقوله أول شتاء وأول صمميف‪.‬‬
‫والمراد بالشتاء ما يشمل الربيع‪ ،‬وبالصيف ما يشمل الخريف‪ .‬فالسنة عند الفقهمماء فصمملن‪ ،‬وإن‬
‫كانت في الصل أربعة‪ ،‬وهي الشتاء والربيع والصيف والخريف‪ .‬قال في التحفة‪ :‬هممذا إن وافممق‬
‫أول وجوبها أول فصل الشتاء وإل أعطيت وقت وجوبها ثم جددت بعممد كممل سممتة أشممهر‪ .‬وقمموله‬
‫أعطيت الخ‪ .‬أي بالقسط‪ .‬قال ع ش‪ :‬بأن يعتبر قيمة ما يدفع إليها عن جميع الفصل فيسممقط عليممه‬
‫ثم ينظر لما مضى قبل التمكين‪ ،‬ويجب فيه ما بقي من القيمة فيشتري لها مممن جنممس الكسمموة ممما‬
‫يساويه والخيرة لها في تعيينه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي سم ما نصه‪ :‬قال الدميري‪ :‬والظاهر أن هذا‬

‫] ‪[ 79‬‬

‫التقدير في غالب البلد التي تبقي فيها الكسوة هذه المدة‪ ،‬فلو كمانوا فممي بلد ل تبقمى فيهما‬
‫تلك المدة لفرط الحرارة أو لرداءة ثيابها اتبعت عادتهم‪ ،‬وكذلك لو كممانوا يعتممادون ممما يبقممى سممنة‬
‫كالكسية الوثيقة والجلود كأهل السراة بالسين المهملة فالشبه اعتبار عمادتهم‪ .‬ا‍ه )قموله‪ :‬كسموة(‬
‫بكسر الكاف وضممها‪ ،‬وإنمما وجبمت لمما روى الترممذي أن رسمول الم )ص( قمال فمي حمديث‪:‬‬
‫وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن وقوله تكفيها طول وضخامة‪ :‬أي المعتممبر‬
‫كفايتها‪ ،‬وهي تختلف بطولها وقصرها وسمنها وهزالها فل يكفي ما ينطلق عليه اسممم الكسمموة إذا‬
‫لم يكفها‪ .‬ولو اعتاد أهل البلد تقصيرها كثياب الرجال لم يعتبر ذلك‪ ،‬وإنما لم تقدر الكسوة كالنفقة‬
‫لمشاهدة كفاية البدن المانعة من وقوع تنازع فيها‪ ،‬ويختلف أيضا عددها بمماختلف البلد حممرا أو‬
‫بردا وجودتها وضدها بيساره وضده‪ ،‬فيفاوت بين الموسر وغيرها فممي الجممودة والممرداءة ل فممي‬
‫عدد الكسوة لنه ل يختلف بذلك )قوله‪ :‬فالواجب قميص( قال في المغنى‪ :‬هو ثوب مخيممط يسممتر‬
‫جميع البدن وفي ذلك إشعار بوجمموب الخياطممة علممى الممزوج وبممه صممرح فممي الروضممة كأصمملها‬
‫)قوله‪ :‬ما لم تكن الخ( قيد في وجوب القميص )قوله‪ :‬فيجبان( مفرع علممى مفهمموم القيممد‪ :‬أي فممان‬
‫كممانت مممن اعتممدن الزار والممرداء فانهممما يجبممان دون القميممص )قمموله‪ :‬وإزار( معطمموف علممى‬
‫قميص‪ :‬أي والواجب أيضا إزار )قوله‪ :‬وسراويل( الواو بمعنى أو‪ ،‬وهو ثوب مخيط يستر أسفل‬
‫البدن ويصون العورة‪ ،‬وهو معرب مؤنث عند الجمهور‪ ،‬وقيل مذكر‪ .‬ا‍ه‪ .‬مغنى )قوله‪ :‬وخمممار(‬
‫معطوف على قميص أيضا )قوله‪ :‬أي مقنعة( تفسير للخمار‪ ،‬وهي بكسر الميم شممئ مممن القممماش‬
‫يوضع على الرأس )قوله‪ :‬ولو لمة( أي فممإنه يجممب لهمما )قمموله‪ :‬ومكعممب( بكسممر الميممم وسممكون‬
‫الكاف وتخفيف العين أو بضم الميم وفتح الكاف وتشديد العين‪ .‬وقمموله أي ممما يلبممس فممي رجلهمما‪.‬‬
‫تفسير مراد له‪ ،‬وذلك كالمداس والبابوج والصرمة‪ ،‬وكالقبقاب إن جرت العادة به )قوله‪ :‬ويعتممبر‬
‫في نوعه( أي المكعب‪ .‬وقوله عرف بلممدها‪ :‬أي ل بلممده )قمموله‪ :‬نعممم الممخ( اسممتدراك مممن وجمموب‬
‫المكعب لها )قموله‪ :‬ويجمب ذلممك( أي مما ذكمر ممن القميمص وممما بعمده‪ .‬وقموله لهمما‪ :‬أي للزوجمة‬
‫ونحوها مما مر‪ .‬وقوله مع لحاف لشتاء‪ :‬أي مع زيادة لحاف في الشتاء )قوله‪ :‬يعني وقت البرد(‬
‫أي أن المراد بالشتاء الذي يزاد فيه اللحاف وقت البرد ولو في غير وقممت الشممتاء )قمموله‪ :‬ويزيممد‬
‫في الشتاء الخ( ل يحسن ارتباطه بما قبله‪ ،‬ولو قال ومع جبة الممخ عطفمما علممى مممع لحمماف لكمماف‬
‫أولى أخصر‪ .‬وقوله محشوة‪ :‬أي بالقطن أو نحوه كصوف‪ .‬وفي المغنى‪ :‬فان اشتد الممبرد فجبتممان‬
‫أو فروتان فأكثر بقدر الحاجة‪ ،‬وإذا لم تستغن في البلد الباردة بالثياب عن الوقود وجب لهمما مممن‬
‫الحطب والفحم بقدر العادة‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬أما في غير وقت البرد الخ( مقابل قمموله مممع لحمماف لشممتاء‬
‫الخ )قوله‪ :‬فيجب لها الخ( النسب بالمقابلة أن يقول فل تجب زيادة جبة محشوة‪ .‬وقوله أو نحوه‪:‬‬
‫أي الرداء كالملحفة أي الملءة التي يتلحف بها وهي غير لحماف الشمتاء‪ ،‬كمما يمدل عليمه عبمارة‬
‫المغني ونصها‪ :‬وتجب لها ملحفة بدل اللحاف أو الكساء في الصيف‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬إن كانوا الخ( قيد‬
‫في وجوب الرداء ونحوه‪ ،‬والضمير يعود على قوم هذه الزوجة‪ .‬ولو قال إن كانت مممن قمموم الممخ‬
‫لكان أولى‪ .‬وقوله يعتادون فيه‪ :‬أي في غير وقمت المبرد‪ .‬وقموله غطماء غيمر لباسمهم‪ :‬أي غطماء‬
‫زائدا على لباسهم‪ :‬أي ما يلبسونه من القميص ونحوه كالزار والرداء )قوله‪ :‬أو ينممامون عرايمما(‬
‫معطمموف علممى يعتممادون‪ :‬أي أو كممانوا مممممن ينممامون عرايمما ‪ -‬أي يعتممادون النمموم عرايمما ‪ -‬أي‬
‫مجردين من لباسهم‪ .‬والمراد يعتادون ذلممك مممن اسممتعمال غطمماء آخممر بممدله‪ ،‬وليممس المممراد أنهممم‬
‫يعتادون ذلك من غير غطماء لنمه حينئذ تنكشمف عمورتهم وهمو حمرام‪ ،‬كمما همو مقمرر معلموم‪،‬‬
‫)قوله‪ :‬كما هو السنة( الضمير يعود على العري عند النوم‪ :‬أي أن العري عنممد النموم همو السممنة‪،‬‬
‫والمراد بالعري فيه أيضا التجرد من ثيابهم التي يلبسممونها مممع اسممتعمال غطمماء بممدلها ل التجممرد‬
‫مطلقا من غير أخذ‬

‫] ‪[ 80‬‬

‫غطاء لن هذا مخالف للسنة ل من السنة‪ .‬إذ يترتب عليه كشممف العممورة المحممرم‪ ،‬وممممن‬
‫صرح بأن العري عند النوم هو السنة العلمة الرملي في شرح المنهاج في باب شممروط الصمملة‬
‫وعبارته هناك‪ :‬ولو نام في ثوب فكثر فيه دم البراغيث التحق بما يقتله منها عمدا لمخالفته السممنة‬
‫من العري عند النوم‪ ،‬ثم رأيت صورة سؤال رفع للعلمة السيد محمد بممن عبممد الرحمممن الهممدل‬
‫رحمه ال تعالى في المراد من العري في نظير العبارة المذكورة‪ ،‬فأجاب رحمممه ال م تعممالى بممما‬
‫يؤيد ما قررته فيه ولفظها‪ .‬سئل‪ :‬ما المراد بالتعري في قول اليعاب ولو نام في ثيابه فكممثر فيهمما‬
‫دم البراغيث التحق بما يقتله منها عمدا لمخالفته السنة من التعري عند النوم ا‍ه‪ .‬فأجمماب‪ :‬المممراد‬
‫بالتعري التجرد عن اللباس الذي كان على بدنه ثم يأخذ غطاء غير لباسممه أو يتجممرد عممما سمموى‬
‫الزار كما يدل على ذلك الحاديث الواردة في ذلك‪ ،‬وليس المممراد بممالتعري التعممري عممن جميممع‬
‫الثياب على البدن‪ ،‬فإن ذلك يؤدي إلى كشف العورة لغير ضرورة‪ ،‬وذلك حرام‪ ،‬بممل معممدود مممن‬
‫جملة الكبائر‪ ،‬كما في الزواجر‪ .‬ا‍ه‪ .‬ملخصا‪ .‬وقوله أو يتجرد عما سوى الزار‪ :‬هذا احتمال ثممان‬
‫في المراد من التعري‪ ،‬والول الذي اقتصرت عليه أولى‪ ،‬وذلممك لن الحكمممة فممي سممنية التعممري‬
‫خوف إصابة النجاسة لملبوسه عند النوم‪ ،‬وهمو ل يشمعر بمه وهمي غيمر مغتفمرة‪ .‬لن النموم فيمه‬
‫ينزل منزلة العمد في إصابة النجاسة‪ ،‬كممما تفيممده العبممارة المممارة‪ ،‬وإذا كممان لبسمما لزاره انتفممت‬
‫الحكمة المذكورة‪ .‬فتنبه )قوله‪ :‬فإن لم يعتادوا لنومهم غطاء( أي غير لباسممهم‪ ،‬بممل إنممما يعتممادون‬
‫النوم فيه‪ .‬وهذا مقابل قوله إن كانوا ممن يعتادون فيه غطاء غير لباسهم‪ ،‬وإنما اقتصر عليه ولممم‬
‫يأت بمقابل قوله أو ينامون عرايا وهو أو لم يناموا عرايا لن ذلك يعنممي عنمه‪ ،‬وذلممك لنممه يلممزم‬
‫من كونهم لم يعتادوا عند النوم غطاء غير لباسهم‪ ،‬بل إنما يعتادون النوم فيه أنهم لم يناموا عرايا‬
‫)قوله‪ :‬لم يجب ذلممك( أي الممرداء ونحمموه بممل الممواجب عليممه لباسممهم فقممط‪ ،‬وعبممارة المغنممي‪ :‬قممال‬
‫الروياني وغيره لو كانوا ل يعتادون في الصيف لنومهم غطاء غيممر لباسممهم لممم يجممب غيممره‪ .‬اه‍‬
‫)قوله‪ :‬ولو اعتادوا ثوبا للنوم وجب( إن كان المراد اعتادوا ثوبا للنوم غير لباسهم كان عين قوله‬
‫فيجب لها رداء أو نحوه بالنسبة للحالة الولى‪ :‬أعني قوله إن كانوا ممن يعتادون فيه غطمماء وإن‬
‫كان المراد أنهم يعتادون ثوبا مع التجرد من لباسهم أغنى عنه ذلك بالنسبة للحالممة الثانيممة‪ .‬أعنممي‬
‫قوله أو ينامون عرايا‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬ويختلف عددها‪ ،‬أي الكسوة باختلف محممل الزوجمة بممردا‬
‫وحرا‪ ،‬ومن ثم لو اعتادوا ثوبا للنوم وجب كما جزم به بعضهم وجودتها وضدها بيسمماره وضممده‬
‫ا‍ه‪ .‬ولو صنع المؤلف كصنيع شيخه لكان أولى )قوله‪ :‬ويختلف جودة الكسوة الخ( عبارة المنهاج‬
‫مع المغني‪ :‬وجنسها أي الكسوة قطن‪ :‬أي ثوب يتخذ منه لنه لباس أهل الدين وما زاد عليه ترفه‬
‫ورعونة‪ ،‬ويختلف ذلك بحال الزوج من يسممار وإعسممار وتوسممط‪ ،‬فيجممب لمممرأة الول ممن لينممه‬
‫والثاني من غليظه والثالث مما بينهما هذا إن اعتدنه‪ ،‬فإن جرت عادة البلد لمثله بكتممان أو حريممر‬
‫وجب في الصح مع وجوب التفاوت في مراتب ذلك الجنس بين الموسممر وغيممره عمل بالعممادة‪،‬‬
‫والثاني ل يلزمه ذلك‪ ،‬بل يقتصر على القطن لما مر وتعتبر العادة في الصفاقة ونحوها‪ .‬نعم‪ :‬لممو‬
‫جرت العادة بلبس الثياب الرفيعة التي ل تستر ول تصح فيهمما الصمملة فممإنه ل يعطيهمما منهمما ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وضدها( أي الجودة وهي الرداءة‪ .‬وقوله بيساره‪ :‬أي الزوج‪ ،‬وهو متعلق بيختلف‪ .‬وقمموله‬
‫وضده‪ :‬أي اليسار‪ ،‬وهو العسار‪ ،‬وعبارته‪ :‬ل تشمل حالة التوسط بيممن الجممودة والممرداءة وبيممن‬
‫اليسار والعسار ويمكن أن يقال إن المراد بالضد مطلق الخلف‪ ،‬فالمراد بضممد الجممودة خلفهمما‬
‫وهو صادق بحالة التوسط وبحالة الرداءة‪ ،‬والمراد بضمد اليسممار خلفمه وهمو صمادق بالعسمار‬
‫وبحالة التوسط )قوله‪ :‬ويجب عليه( أي الزوج )قوله‪ :‬توابممع ذلممك( أي الكسمموة )قمموله‪ :‬مممن نحممو‬
‫الخ( بيان للتوابع‪ .‬وقوله تكة‪ :‬وهو مضاف إلى ممما بعممده وهممي ممما يتمسممك بهمما السممراويل‪ .‬وقمموه‬
‫وزر‪ :‬معطوف على نحو من عطف‬

‫] ‪[ 81‬‬

‫الخاص على العام‪ ،‬وهو بكسر الزاي واحد أزرار القميص ‪ -‬كما في المختار ‪ -‬وقال فممي‬
‫المصباح‪ :‬زر الرجل القميص زرا من بمماب قتممل أدخممل الزرار فممي العممرى‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقمموله وخيممط‬
‫وأجرة خياط‪ :‬معطوفان أيضا على نحو تكة )قوله‪ :‬وعليه( أي ويجب على الزوج مطلقا موسممرا‬
‫كان أو متوسطا أو معسرا‪ ،‬لكن يفاوت بينهم في الكيفيممة‪ .‬وقموله فممراش‪ :‬أي كطراحممة ومضممربة‬
‫وثيرة‪ :‬أي لينة وقطيفة‪ ،‬أي دثار مخمل‪ ،‬أي له خمل‪ ،‬ويجب لها أيضا ممما تقعممد عليممه مممن بسمماط‬
‫ثخين له وبرة كبيرة وهو المسمى بالسجادة في الشممتاء‪ ،‬ونطممع بكسممر النمون وفتحهمما مممع إسممكان‬
‫الطاء وفتحها وهو الجلد كالفروة في الصيف بالنسبة للموسر‪ ،‬ونحو لباد في الشتاء وحصير فممي‬
‫الصيف بالنسبة للمعسر‪ .‬وتقدم قريبمما وجمموب ممما تتغطممى بممه كاللحمماف فممي الشممتاء والممرداء فممي‬
‫الصيف‪ .‬واعلم‪ ،‬أنه ل يجب تجديد ما ذكر من الفراش وما بعده في كل فصل كالكسوة‪ ،‬بل يجب‬
‫تصليحه كلما احتاج لذلك بحسب ما جرت به العادة‪ ،‬وهممو المسمممى عنممد النمماس بالتنجيممد )قمموله‪:‬‬
‫ومخدة( بكسر الميم وهي ما يوضع الرأس عليها‪ ،‬وسميت بذلك لوضع الخممد عليهمما )قمموله‪ :‬ولممو‬
‫اعتادوا على السرير( أي اعتادوا النوم عليه‪ .‬وقوله وجب‪ :‬أي السرير‪ ،‬ولو اعتممادوا النمموم علممى‬
‫فراش الجلوس لم يجب غيره )قوله‪ :‬يجب تجديد الكسوة الخ( أعاده مع أن قوله فيما تقدم ويجممب‬
‫لها أول كل ستة الخ‪ :‬يفيد مفاده لجل التقييد بقوله التي ل تدوم سنة ولجل بيان حكم ما إذا تلفت‬
‫في أثناء الفصممل )قمموله‪ :‬الممتي ل تممدوم سممنة( فممإن كممانت تممدوم سممنة كالكسممية الوثيقممة فل يجممب‬
‫تجديدها في كل فصل‪ ،‬كما تقدم‪) ،‬قوله‪ :‬بأن تعطاها الخ( تصوير لتجديدها )قوله‪ :‬ولو تلفمت( أي‬
‫الكسوة‪ ،‬وفي البجيرمي‪ :‬قال المنوفي وكذا لو أتلفتها أو تمزقت قبممل أو ان التمممزق لكممثرة نومهمما‬
‫فيها وتحاملها عليها لم يلزمه البدال أيضا‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ولو بل تقصير( غاية في التلف )قوله‪ :‬ولم‬
‫يجب تجديدها( أي الكسوة لنه وفاها عليه كالنفقممة إذا تلفممت فممي يممدها فل يجممب عليممه اعطاؤهمما‬
‫بدلها )قوله‪ :‬ولها عليه الخ( أي ويجب للزوجة ولو أمة على الزوج‪ .‬وقوله آلة تنظف‪ :‬أي ممما لممه‬
‫دخل في التنظيف‪ :‬أي إزالة الوسخ والرائحة الكريهة فيشمل نحو الجانة مما يغسل فيممه‪ ،‬وشمممل‬
‫نحو مرتك ‪ -‬بفتح الميم وكسرها ‪ -‬إذا تعين لدفع صنان‪ ،‬أما إذا لممم يتعيممن كممأن كممان ينممدفع بممماء‬
‫وتراب فل يجب )قوله‪ :‬وإن غاب عنها( أي يجب عليه آلة التنظيف وإن غاب الزوج عنهمما ولممو‬
‫كانت الغيبة طويلة‪ ،‬وظاهر هذا عدم الكتفاء بما يزيل شعثها فقط‪ ،‬وحينئذ فيتدافع مع قوله التي‬
‫وليمس لحاممل بمائن وممن زوجهما غمائب إل مما يزيمل الشمعث المخ‪ ،‬إل أن يقمال إن الممراد بآلمة‬
‫التنظيف ما له دخل في التنظيف ولو من بعض الوجمموه وهممو ممما يزيممل الشممعث فقممط فل تممدافع‪،‬‬
‫والغاية المذكورة ساقطة من عبارة التحفة وهو أولممى )قمموله‪ :‬لحتياجهمما إليممه( أي إلممى التنظيممف‬
‫وهو علة لوجوب آلة التنظيف‪ .‬وقوله كالدم‪ :‬أي نظير الدم في وجوبه لها )قوله‪ :‬فمنها( أي من‬
‫آلة التنظيف‪ .‬وقوله سدر‪ :‬هو شجر النبق‪ .‬وقوله ونحوه‪ :‬أي كصابون وأشممنان وغاسممول )قمموله‪:‬‬
‫كمشط( بضم الميم وسكون الشين أو ضمها وبكسر الميم مع سكون الشممين ممما تمشممط بممه المممرأة‬
‫شعرها‪ ،‬وهو تمثيل لنحممو السمدر بالنسممبة للشمرح‪ ،‬وتمثيممل للمة التنظيممف بالنسمبة للمتمن )قموله‪:‬‬
‫وسواك( قال سم‪ :‬هو ظاهر إن احتيج إليه لتنظيف الفم لتغير لونه أو ريحه‪ ،‬أما لو لم يحتممج إليممه‬
‫لذلك بأن لم يكن فيه تغيمر مطلقما وإنمما احتماجت لمجمرد التعبمد بمه وإقاممة سمنية السمتياك ففمي‬
‫الوجوب نظر‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وخلل( هو بكسر الخاء ما تخلل بممه أسممنانها‪ ،‬ومثلممه المممدري وهممو ممما‬
‫تفرق به شعر رأسها )قوله‪ :‬وعليه دهن الممخ( أي ويجممب عليممه دهممن لرأسممها الممخ‪ :‬أي أممما دهممن‬
‫الكل فتقدم في الدم )قوله‪ :‬وكذا المخ( أي وكممذلك يجمب الممدهن لجميمع بمدنها‪ .‬وقموله إن اعتيممد‪:‬‬
‫راجع لما بعد كذا‪ :‬أي أنه يجب الدهن لجميع بدنها إن جرت العادة به‪ ،‬وإل فل يجب )قوله‪ :‬مممن‬
‫شيرج( بيان للدهن وهو بفتح الشين‪ :‬دهن السمسم‪ ،‬ويتبع في نوع الدهن عممادة بلممدها‪ ،‬فممإن دهممن‬
‫أهله بزيت كالشام أو شيرج كالعراق‬

‫] ‪[ 82‬‬

‫أو سمن كالحجاز وجب كذلك‪ ،‬وكذلك يتبع في قممدره العممادة‪ .‬ولممو اعتيممد أن يكممون مطيبمما‬
‫ببنفسج أو ورد وجب أيضا )قوله‪ :‬فيجب الدهن الخ( مفرع على محذوف كان الولممى التصممريح‬
‫به وهو‪ :‬ويعتبر في تعيين زمنه العادة‪) .‬والحاصل( يعتبر في تعييممن نمموعه وقممدره وزمنممه عممادة‬
‫محلها )قوله‪ :‬وكذا دهن لسراجها( أي وكذلك يجممب لهمما دهممن لسممراجها بحسممب العممادة‪ ،‬وعبممارة‬
‫المغني‪ :‬سكتوا عن دهن السراج‪ ،‬والظاهر‪ ،‬كما قاله بعض المتأخرين‪ ،‬وجوبه ويتبع فيه العممرف‬
‫حتى ل يجب على أهل البوادي شئ‪ .‬ا‍ه‪ .‬وعبارة البجيرمي‪ :‬ويجب لها زيت السراج بممأول الليممل‬
‫وقضية تقييدهم بأول الليل عممدم وجمموبه كممل الليممل إذا جممرت العممادة بإسممراج كممل الليممل‪ ،‬ويمكممن‬
‫توجيهه بأنه خلف السممنة‪ :‬إذ يسمن إطفمماؤه عنمد النموم والقممرب وجموبه عمل بالعمادة وإن كمان‬
‫مكروها كوجوب الحمام لمن اعتاده‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحذف )قوله‪ :‬وليس لحامل الخ( مثلها الرجعية كما يعلم‬
‫من عبارة النهاية ونصمها‪ :‬والوجمه عمدم وجموب آلمة التنظيمف لبمائن حاممل وإن أوجبنما نفقتهما‬
‫كالرجعية‪ .‬نعم‪ :‬يجب لها ما يزيل شعثها فقط الخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله والوسخ‪ :‬معطوف على الشعث‪ ،‬من‬
‫العطف بالمرادف )قوله‪ :‬ويجب عليه( أي الزوج‪ .‬وقوله الماء‪ :‬أي أو ثمنه‪ .‬وقوله بسببه‪ .‬متعلممق‬
‫بالواجب‪ :‬أي الواجب بسبب الزوج‪ :‬أي أنه هو السبب في وجموبه عليمه كمأن لعبهما فمأنزلت أو‬
‫جامعها )قوله‪ :‬كغسل جماع( تمثيل للغسل الواجب بسببه‪ ،‬والولى حذف المضاف وجعله تمممثيل‬
‫للسبب‪ .‬وقوله ونفاس‪ :‬يعني ولدة ولو بل بلل لن الحاجة إليه من قبله‪ ،‬وبممه يعلممم أنممه ل يلزمممه‬
‫إل ماء الفرض ل السنة‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفة‪ .‬وفي ع ش ما نصه‪ :‬وقع السؤال في الممدرس عممما لممو انقطممع‬
‫دم النفاس قبل مجاوزة غالبه أو أكثره فأخذت منه أجرة الحمام واغتسلت ثم عاد عليهمما الممدم بعممد‬
‫ذلك فهل يجب عليه إبدال الجرة لتبين أنه من بقايمما الول وعممذرها فممي ذلممك أم ل ؟ فيممه نظممر‪،‬‬
‫والجواب عنه أن الظاهر أن يقال ل يجب إبدالها قياسا على ممما لمو دفمع لهما مما تحتمماج إليممه مممن‬
‫الكسوة ونحوها وتلف قبل مضي زمن يجدد فيه عادة حيث ل يبدل‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ل حيممض( بممالجر‬
‫عطف على جماع‪ :‬أي ل يجب عليه الماء للغسل من الحيض وإن وطئ فيه أو بعد انقطاعه فيما‬
‫يظهر لنه ليس بسببه‪ .‬وقمموله واحتلم‪ .‬وألحممق بممه اسممتدخالها لممذكره وهممو نممائم أو مغمممى عليممه‬
‫لنتفاء صنعه كغسل زناها ولو مكرهة وولدتها من وطئ شبهة فمماء همذه عليهما دون المواطئ‪،‬‬
‫وبه يعلم أن العلة مركبة من كونه زوجا وبفعله‪ .‬ا‍ه‪ .‬شرح م ر )قوله‪ :‬وغسممل نجممس( انظممر هممو‬
‫معطوف على ما إذا‪ ،‬فإن جعل معطوفا على حيض أفاد أنه ل يجب عليه الماء لغسل ممما تنجممس‬
‫من بدنها أو ثوبها وليس كذلك بل يجب عليه ذلك وإن لم يكن بتسببه كماء نظافتها بل أولممى وإن‬
‫عطف على غسل جماع صار تمثيل للغسل الواجب بسببه‪ ،‬وأفاد حينئذ أنممه ل يجممب عليممه الممماء‬
‫لغسل النجاسة إل إذا كانت بسببه مع أنه ليس كذلك لنه يجب عليه الماء لهمما مطلقمما وإن عطممف‬
‫على قوفه للغسل الواجب صح ذلك‪ ،‬وأفاد وجوبه عليه مطلقا إل أنه بعيممد مممن صممنيعه لممما يلممزم‬
‫عليه من تفريق المعطوفات‪ ،‬فكان الولى أن يسلك مسلك شمميخه فمي التعممبير ‪ -‬وعبممارته‪ .‬ويلمزم‬
‫أيضا ماء وضوء وجب لتسببه فيه وحده ‪ -‬بخلف ما وجب لغيممر ذلممك ‪ -‬كممأن تلمسمما معمما فيممما‬
‫يظهر وماء غسل ما تنجس مممن بممدنها وثيابهمما وإن لممم يكممن بتسممببه كممما اقتضمماه إطلقهممم كممماء‬
‫نظافتها بل أولى‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله ول ماء وضوء‪ :‬الولى حذف المضاف ويكون معطوفا على حيممض‬
‫لنه مع وجوده عطفه يصير التقدير‪ ،‬ول يجممب عليممه الممماء لممماء وضمموء‪ ،‬وفممي ذلممك ركاكممة ل‬
‫تخفى‪ .‬والحاصل‪ :‬كأن حق التعبير ما بينته لك‪ .‬وقوله إل إذا نقضه‪ :‬أي الوضوء‪ .‬وقوله بلمسممه‪:‬‬
‫يتعين أن تكون الضافة من إضافة المصدر لفاعله والمفعممول محممذوف‪ :‬أي للمممس الممزوج إياهمما‬
‫)قوله‪ :‬ل عليه طيب( معطوف على قوله ولها عليه آلة تنظف‪ :‬أي ل يجب عليممه لهمما طيممب‪ :‬أي‬
‫لنه لزيادة التلذذ فهو حقه فإن أراده هيأه ولزمها استعماله‪ .‬وقوله إل لقطع ريح كريممه‪ :‬أي كممأثر‬
‫الحيض فيجب عليه لها من الطيب مما تقطعمه بمه )قموله‪ :‬ول كحمل( أي ول يجمب كحمل‪ ،‬ومثلمه‬
‫الخضاب لما‬

‫] ‪[ 83‬‬

‫تقممدم آنفمما‪ .‬قممال فممي التحفمة‪ :‬ونممق الممماوردي أنممه )ص( لعممن المممرأة السمملتاء‪ :‬أي الممتي ل‬
‫تخضب‪ ،‬والمرهاء‪ :‬أي التي ل تكتحل‪ :‬من الممره ‪ -‬بفتحمتين ‪ -‬أي البيماض‪ ،‬ثمم حملمه علمى ممن‬
‫فعلت ذلك حتى يكرهها ويفارقها‪ .‬وفي رواية ذكرها غيره إني لبغض المرأة السمملتاء والمرهمماء‬
‫والكلم في المزوجة لكراهة الخضاب أو حرمته لغيرها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ودواء( عطف علممى طيممب‪:‬‬
‫أي ل يجب عليه دواء لمرضها ومنه ما يحتاج إليه المرأة بعد الولدة لما يزيممل ممما يصمميبها مممن‬
‫الوجع الحاصل في بطنها ونحوه فل يجب عليه‪ .‬أفاده ع ش‪ .‬وقوله وأجرة طبيب معطوف علممى‬
‫طيب أيضا‪ :‬أي ول يجب عليه أجرة طممبيب‪ :‬أي وحمماجم وفاصممد وخمماتن‪ ،‬وإنممما لممم تجممب عليممه‬
‫كالدواء لنها لحفظ الصل وهو ل يجب عليه كممما ل يجممب عمممارة الممدار المسممتأجرة‪ ،‬وأممما آلممة‬
‫التنظيف فإنها نظير غسل الدار وكنسها‪ .‬أفاده البجيرمي )قوله‪ :‬ولهمما( أي للزوجممة‪ ،‬ولممو رجعيممة‬
‫ومثلها البائن الحامل‪ .‬وقوله طعام أيام المرض الخ‪ :‬إنما وجب لها ذلك لنها محبوسة لممه )قمموله‪:‬‬
‫وتصرفه الخ( أي ولها أن تصرفه لنه حقها )قوله‪ :‬تنبيه الخ( الولى تأخيره عن قوله ولها عليه‬
‫مسكن لنه متعلق به أيضا كما نبه عليه بقوله أما المسكن الخ )قوله‪ :‬يجب الخ( أي يتعين‪ .‬وقوله‬
‫في جميع ما ذكر متعلق بيجب‪ .‬وقوله من الطعممام الممخ‪ :‬بيممان لممما‪ .‬وقمموله وآلممة ذلممك‪ :‬أي الطعممام‬
‫والدم‪ .‬وقوله والكسوة والفرش‪ :‬أي ومن الكسوة والفممرش‪ .‬وقمموله وآلممة التنظيممف‪ :‬أي ومممن آلممة‬
‫التنظيف )قوله‪ :‬أن يكون تمليكا( المصدر المؤول فاعل يجب‪ :‬أي يجب بمعنى يتعين كونه تمليكا‬
‫لها ل إمتاعا‪ ،‬وقيل هو إمتاع‪ .‬وينبني على هممذا الخلف أنممه علممى الول يشممترط أن يكممون ملكمما‬
‫للزوج وأن الحرة وسيد المة كل منهما يتصرف فيه بما شاء من بيع وغيره إل أن تضمميق علممى‬
‫نفسها أو يضيق سيد المة عليها في طعام أو غيره بما يضرها فله منعهما من ذلك لحممق التمتممع‪،‬‬
‫وينبني عليه أيضا أنمه ل يسمقط بمسمتأجر ول مسممتعار‪ .‬قممال فممي الممروض وشممرحه‪ ،‬فلمو لبسمت‬
‫المستعار وتلف فضمانه يلزم الزوج لنه المستعير وهي نائبة عنه فممي السممتعمال‪ ،‬والظمماهر أن‬
‫له عليها في المستأجر أجرة المثمل لنمه إنمما أعطاهما ذلمك عمن كسموتها‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقموله بالمدفع‪ :‬أي‬
‫للحرة أو لسيد المة‪ ،‬وقيد في شرح الروض المدفع الممذكور بشمرط قصمد أداء مما لزممه كسمائر‬
‫الديون‪ ،‬ومثله في النهاية وعليه لو وضعها بين يديها من غيممر قصممد شممئ ل يعتممد بممه‪ .‬وفممي سممم‬
‫خلفه ونصه‪ :‬قوله وتملكه بمجرد الدفع ول يتقيد بشرط قصمد المدفع عمما لزممه‪ ،‬بمل يكفمي عمن‬
‫القصد المذكور الوضع بين يديها مع التمكن من الخذ‪ .‬ا‍ه )قمموله‪ :‬دون إيجمماب وقبممول( أي دون‬
‫اشتراط إيجاب وقبول )قوله‪ :‬وتملكه هي( أي الزوجة وما ألحق بها )قوله‪ :‬فل يجمموز أخممذه( أي‬
‫ما ذكر من الطعام وما بعده‪ ،‬وهذا تفريع على كونها تملكه بممالقبض )قمموله‪ :‬أممما المسممكن( مقابممل‬
‫قوله ويجب في جميع ما ذكر من الطعام الخ )قوله‪ :‬فيكون إمتاعمما( أي حكمممه أن يكممون إمتاعمما‪:‬‬
‫أي انتفاعا ل تمليكا لنها تستمتع به )قوله‪ :‬حتى يسقط( أي فيسقط‪ :‬فحتى تفريعية‪ ،‬والفعل بعممدها‬
‫مرفوع )قوله‪ :‬لنه لمجرد النتفاع( علة لكونه إمتاعا‪ ،‬وفيه تعليممل الشممئ بنفسممه‪ :‬إذ المتمماع هممو‬
‫النتفاع‪ ،‬كما فسره به البجيرمي‪ .‬فإن قلت‪ :‬هو علة لقوله فيسقط بمضي الزمان‪ .‬قلت‪ :‬هو مفممرع‬
‫على كونه امتاعا ‪ -‬كما علمت ‪ -‬والقاعدة أن المفرع عليه علة فممي المفممرع فيصممير مكممررا معممه‬
‫لن التقدير عليه فيسقط بمضي الزمان لنه إمتاع لنه لمجرد النتفاع‪ .‬فلو قمال بمدل همذه العلمة‪،‬‬
‫كما في شرح المنهج‪ ،‬لنه ل يشترط أن يكون ملكه لكان أولى )قوله‪ :‬كالخممادم( الكمماف للتنظيممر‪:‬‬
‫أي أن المسكن مثل الخادم في كونه إمتاعا‪ ،‬وهذا بخلف نفقته فهي كنفقتها وهي تمليك ل إمتمماع‬
‫وعبارة المنهج‪ :‬والمسكن والخادم إمتاع ل تمليلك‪ .‬قال في شرحه‪ :‬لما مر أنه ل يشترط كونهممما‬
‫ملكه‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وما جعل تمليكا الخ( بيان لما يترتب على التمليك غير ما قممدمته‪ .‬وقمموله يصممير‬
‫دينا بمضي الزمان‪ :‬أي إذا مضت مدة وهو لم يكسها أو ينفق عليها‪ ،‬فالنفقة أو الكسوة لجميع ممما‬
‫مضى من تلك المدة دين لها عليه لنها استحقت ذلك في ذمته وفي التحفة ما نصه‪.‬‬

‫] ‪[ 84‬‬

‫فرع‪ :‬ادعت نفقة أو كسوة ماضية كفى في الجواب ل تستحق علي شميئا وكممذا نفقمة اليموم‬
‫إل أن عرف التمكين على ما بحثه بعضهم وفيه نظر‪ ،‬بل الوجه أنه يكفي وإن عممرف ذلممك لن‬
‫نشوز لحظة يسقط نفقة جميعه وتصدق بيمينها فمي عمدم النشموز وعمدم قبمض النفقمة‪ .‬ا‍ه )قموله‪:‬‬
‫ويعتاض عنه( أي عما جعل تمليكا‪ :‬أي أنه يجوز أن يسممتبدل الطعممام الممواجب لهمما بغيممره‪ ،‬وكممذا‬
‫الكسوة )قوله‪ :‬ول يسقط( أي ما جعل تمليكا‪ .‬وقمموله بممموت‪ :‬أي حصممل لهمما أو لممه‪ .‬وقمموله أثنمماء‬
‫الفصل‪ :‬أي أو اليوم‪ ،‬ومثل الثناء ‪ -‬على المعتمد ‪ -‬ما لو حصل الموت أول الفصل فتجممب كلهمما‬
‫لها‪ ،‬ول يقال كيف تجب كلها بمضي لحظة من الفصل ؟ لنا نقول ذلك جعل وقتمما لليجمماب فلممم‬
‫يفترق الحال بين قليل الزمان وكثيره ومن ثم ملكتها بالقبض وجمماز لهمما التصممرف فيهمما‪ ،‬بممل لممو‬
‫أعطاها نفقة وكسمموة مسممتقبلة جمماز وملكممت بممالقبض وجمماز لهمما التصممرف فيهمما كتعجيممل الزكمماة‬
‫ويسترد إن حصل مانع ا‍ه‪ .‬تحفة بتصرف )قمموله‪ :‬ولهمما عليممه مسممكن( أي ويجممب للزوجممة علممى‬
‫زوجها مسكن‪ :‬أي تهيئته لن المطلقة يجب لها ذلك لقوله تعالى‪) * :‬أسممكنوهن( * لزوجممة أولممى‬
‫)قوله‪ :‬تأمن فيه( شرط في المسكن‪ :‬أي يشترط فيه‪ ،‬أي الكتفاء به‪ ،‬أن تأمن الزوجة فيه‪ .‬وقمموله‬
‫لو خرج عنها‪ :‬أي تأمن إذا خرج عنها وتركها فيه )قوله‪ :‬على نفسها( متعلممق بتممأمن قممال ع ش‪:‬‬
‫يؤخذ منه أنه ل يجب عليه أن يأتي لها بمؤنسة حيث أمنت علمى نفسمها‪ ،‬فلممو لمم تمأمن أبممدل لهما‬
‫المسكن بما تأمن على نفسها فيه‪ .‬فتنبمه لمه فمإنه يقمع فيمه الغلمط كمثيرا ا‍ه‪ .‬وقموله ومالهما‪ :‬أي أو‬
‫اختصاصها‪ .‬وقوله وإن قل‪ :‬أي المال‪ ،‬فهو غاية لشتراط المان فيه )قوله‪ :‬للحاجممة الممخ( تعليممل‬
‫لوجوب المسكن عليه وقوله بل للضرورة إليه‪ :‬أي المسكن‪ ،‬والضراب انتقالي‪) .‬قوله‪ :‬يليق بهمما‬
‫عادة( شرط آخر للمسكن‪ ،‬وكان على الشارح أن يقدر قبله ما يناسبه كأن يقول‪ :‬ول بممد أن يليممق‬
‫بها أو نحوه‪ .‬والمعنى‪ :‬أنه يشترط في المسكن أن يكون لئقا بها بحسب العادة بأن يكون من دار‬
‫أو حجرة أو غيرهما كشعر أو صوف أو خشب أو قصب‪ ،‬وإنممما اعتممبر المسممكن بحالهمما بخلف‬
‫النفقة والكسوة ‪ -‬حيث اعتبرتا بحاله يسارا وغيره ‪ -‬لن المعتبر فيهما التمليك منه وفيممه المتمماع‬
‫فروعي حاله فيهما وحالها فيه ولنهما إذا لم يليقا بها يمكنها إبممدالهما بلئق فل إضممرار‪ ،‬بخلف‬
‫المسكن فإنها ملزمة بملزمته فتتضرر به إذا لم يكن لئقمما‪ .‬ولبعضممهم‪ :‬ممما كممان إمتاعمما كمسممكن‬
‫وجب لمرأة فراع حالها تثب وإن يكن تملكما كالكسموة فحمال زوج راعهما ل الزوجمة )قموله وإن‬
‫كانت ممن ل يعتادون السكنى( أي يجب لها المسكن وإن كانت من قوم ل يعتادون المسكن‪ .‬قممال‬
‫في فتح الجواب‪ :‬والذي يظهر في هذه أنه يعتبر اللئق بها لو كانت من أهممل المحممل الممذي يريممد‬
‫إسكانها به فيعتبر بمن يماثلها من أهله نسبا وغيره نظير ما مر في مهر المثل وغيممره‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفممي‬
‫النهاية ما نصه‪ :‬وذكر ابن الصلح أن له نقل زوجتممه مممن حضممر لباديممة وإن خشممن عيشممها لن‬
‫نفقتها مقدرة أي ل تزيد ول تنقص وأممما خشممونة عيممش الباديممة فهممي بسممبيل مممن الخممروج عنهمما‬
‫بالبدال ‪ -‬كما مر ‪ -‬قال‪ :‬وليس له سد طاق مسكنها عليها‪ ،‬ولممه إغلق البمماب عليهمما عنممد خمموف‬
‫لحوق ضرر له من فتحه وليس له منعها من نحو غزل وخياطة في منزله‪ .‬ا‍ه‪ .‬وممما ذكممره آخممرا‬
‫يتعين حمله على غير زمن الستمتاع الذي يريده أو على ما إذا لم يتعذر به‪ ،‬وفممي سممد الطاقممات‬
‫محمول على طاقات ل ريبة في فتحها‪ ،‬وإل فله السد بل يجب عليه ‪ -‬كما أفتى بممه الوالممد رحمممه‬
‫ال تعالى ‪ -‬أخذا من إفتاء ابن عبد السلم بوجوبه في طاقات ترى الجانب منها‪ :‬أي وعلممم منهمما‬
‫تعمد رؤيتهم‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ولو معارا ومكترى( غاية في المسكن وهي للتعميم‪ :‬أي ل فممرق بيممن أن‬
‫يكون مملوكا له أو معارا أو مكترى‪ ،‬وذلك لحصول المقصود بما ذكر )قوله‪ :‬ولو سكن الخ( لممو‬
‫شرطية‪ ،‬جوابها قوله لم يلزمه أجرة )قوله‪ :‬بإذنها( أي‬

‫)‪ (1‬الطلق‪ ،‬الية‪.6 :‬‬

‫] ‪[ 85‬‬

‫له في السممكنى معمه )قموله‪ :‬أو لمتناعهما( أي أو لممم يكممن بإذنهمما لكمن كممانت ممتنعمة ممن‬
‫النتقال معه إلى بيته أو بلده )قوله‪ :‬أو في منممزل الممخ( معطمموف علممى قمموله فممي منزلهمما‪ :‬أي أو‬
‫سكن معها في منزل نحو أبيها كأمها )قوله‪ :‬بإذنه( أي نحو أبيها‪ :‬أي أو منعه من النقلة )قوله‪ :‬لم‬
‫يلزمه أجرة( عبارة المغني‪ :‬سقط حق السكنى ول مطالبة لها بأجرة سكناها معها الخ‪ .‬ا‍ه )قمموله‪:‬‬
‫لن الذن العرى الخ( هذا التعليممل قاصممر علممى صممورة الذن‪ ،‬وكممان عليممه أن يزيممد بعممده ولن‬
‫امتناعها أو منع نحو أبيها من النقلة معه أمارة على رضاها أو رضاه بسكنى الزوج‪ ،‬فهو منممزل‬
‫منزلة الذن‪ ،‬ولو سكن معها مع السكوت وعدم المتنمماع مممن النقلممة معممه لزمتممه الجممرة )قمموله‪:‬‬
‫ينزل على العارة( أي يحمل على إعارة المسكن‪ .‬وقوله والباحة‪ :‬معطمموف علممى العممارة ممن‬
‫عطف اللزم إذ العارة عقممد يتضمممن إباحممة النتفمماع بالمعممار )قمموله‪ :‬وعليممه( أي ويجممب علممى‬
‫الزوج‪ .‬وقوله ولو معسرا‪ :‬الغايمة للممرد‪ :‬أي يجممب علممى الممزوج الخممدام‪ ،‬ويسممتوي فيمه الموسممر‬
‫والمتوسط والمعسر )قوله‪ :‬خلفا لجمممع( أي قممائلين بعممدم وجمموبه علممى المعسممر‪ ،‬واسممتدلوا بممأنه‬
‫)ص( لم يوجب لسيدتنا فاطمة على سيدنا علي رضي ال عنهما خادما لعساره‪ .‬قال في التحفة‪:‬‬
‫ويرد بأنه لم يثبت أنهما تنازعا في ذلك فلم يوجبه‪ ،‬وأما مجرد عدم إيجابه مممن غيممر تنممازع فهممو‬
‫لما طبع عليه )ص( من المسامحة بحقوقه وحقوق أهله علمى أنهما واقعمة حمال محتملمة فل دليمل‬
‫فيها‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬أو قنا( معطوف على معسممرا‪ :‬أي ولممو كممان الممزوج قنمما مكاتبمما أو غيممره )قمموله‪:‬‬
‫إخدام حرة( وفي المغني ما نصه‪ :‬أفهم قوله إخدام أن الزوج لممو قممال أنمما أخممدمها بنفسممي ليسممقط‬
‫عني مؤنة الخادم لم يلزمها الرضا به لنها تستحي منه وتعير به‪ ،‬وأنها لو قالت أنا أخممدم نفسممي‬
‫وآخذ أجرة الخادم أو ما يأخذ من نفقة لم يلزمممه الرضمما بممذلك لنهمما تصممير مبتذلممة‪ .‬ا‍ه‪ .‬ملخصمما‬
‫)قوله‪ :‬بواحدة ل أكثر( ظاهره وإن احتاجت إلى الكثر‪ ،‬وهو كممذلك‪ ،‬إل إن مرضممت واحتمماجت‬
‫لكثر من واحدة فيجب قممدر الحاجممة‪ .‬كممذا فممي البجيرمممي )قمموله‪ :‬لنممه( أي الخممدام وهممو تعليممل‬
‫لوجوب الخدام عليه‪ .‬وقوله من المعاشرة بالمعروف‪ :‬أي المأمور بها )قوله‪ :‬بخلف المممة( أي‬
‫بخلف الزوجة المة فل يجب إخدامها ولمو مبعضممة ممما لمم تكمن مريضمة لن العمرف علمى أن‬
‫تخدم نفسها لنقصها‪ .‬وقوله وإن كانت جميلة‪ :‬أي وإن كانت تخدم في بيممت سمميدها )قمموله‪ :‬تخممدم(‬
‫الجملة صفة لحرة‪ ،‬وهو شرط في وجوب الخدام لها‪ :‬أي يجب الخدام لها بشرط أن تكون ممن‬
‫تخدم‪ .‬وقوله أي يخدم مثلها‪ :‬أفاد به أن الشرط أن يكون مثلها ممن يخدم سواء هي خدمت بالفعل‬
‫أو لم تخدم به‪ ،‬فلو كان مثلها ل يخدم ولكن هذه خدمت بالفعل في بيت أهلها ل يجب على الزوج‬
‫إخدامها‪ .‬وقوله عند أهلها‪ :‬متعلق بيخممدم أي أن العممبرة فممي خدمممة مثلهمما بممبيت أهلهمما )قمموله‪ :‬فل‬
‫عبرة الخ( محترز قوله عند أهلها يعني لو ارتفعت في بيممت زوجهمما وترفهممت فيممه بحيممث صممار‬
‫يليق بحالها في بيت الزوج الخادم لم يجب‪ ،‬كما صرح به الشيخ أو حامممد فممي تعليقممه وأقممره فممي‬
‫الروضة‪) ،‬قوله‪ :‬وإنما يجب عليه الخدام الخ( الولى والخصر أن يقول والخدام الواجب عليه‬
‫يكون بحرة الخ إذ ل معنى للحصر ول للغاية‪ .‬وعبارة المنهماج‪ :‬وعليمه لممن ل يليممق بهمما خدمممة‬
‫نفسها إخدامها بحرة أو أمة له أو مستأجرة الخ اه وحاصل ذلممك أن لممه الخممدام بكممل ممما يحصممل‬
‫المقصود به‪ ،‬لكن بشرط حل النظر من الجانبين فله ذلك بحرة ولمو متبرعممة‪ .‬وقمول ابممن الرفعمة‬
‫لها المتناع من المتبرعة للمنة يرد بأن المنة عليه ل عليها وبأمة له أو مسممتأجرة وبصممبي غيممر‬
‫مراهق وبنحو محرم لها أو مملوك لها وبممسوح ل بنحو مراهق ول بذميممة مممع مسمملمة لحرمممة‬
‫النظر ول بنفسه‪ :‬أي الزوج لنها تستحي منه وتعير به‪ ،‬كما تقدم )قوله‪ :‬صحبتها( الجملممة صممفة‬
‫لحرة‪ ،‬والضمير المستتر يعود إليها والبارز يعود علممى الزوجممة‪ :‬أي لممه الخممدام بحممرة صممحبت‬
‫زوجته‪ ،‬والمراد صحبتها لتخدمها من غير استئجار لها بل بالنفقة فقممط )قمموله‪ :‬أو مسممتأجرة( أي‬
‫له الخدام بمستأجرة للخدمة )قوله‪ :‬أو بمحرم( أي لزوجته )قوله‪ :‬أو مملوك لها( أي أو له وكان‬
‫أمة أو عبدا غير مراهق‪ .‬وقوله ولو عبدا‪ :‬غاية في المملوك لها‪ ،‬ول فرق بين أن يكون‬

‫] ‪[ 86‬‬

‫صغيرا أو كبيرا )قوله‪ :‬أو بصبي( الولى حذف الباء ‪ -‬كالذي قبله ‪ -‬وقوله غير مراهممق‪:‬‬
‫فإن كان مراهقا ل يجوز إخدامها )قوله‪ :‬فالواجب للخادم الممذي عينممه الممزوج مممد الممخ( الفمماء فمماء‬
‫الفصيحة الواقعة في جواب سؤال حاصله‪ :‬إذا وجب الخدام عليه فما الممواجب عليممه للخممادم مممن‬
‫النفقة ؟ فأجاب بأن الواجب الخ‪ .‬ثم إنه ل يخفى ما في عبارته من إيهام أن الواجب للخادم مطلقمما‬
‫ما ذكره مع أن فيه تفصيل‪ ،‬وهو أنه إن كان مستأجرا فعليه أجرته فقط‪ ،‬وإن كان ملكا لممه فعليممه‬
‫كفايته سواء كانت مدا وثلثا أو تزيد أو تنقص فليس عليه نفقة مقدرة‪ ،‬وإن كان حمرة صممحبتها أو‬
‫محرما أو مملوكا لها فله ما ذكره بقوله مد وثلث ومممن إيهممام التقييممد بالممذي عينممه وهممو أن الممذي‬
‫عينته هي ليس لها ما ذكره مع أن معينها إذا رضي به كمعينه في التفصيل المممذكور‪ .‬ويممدل لممما‬
‫ذكرته عبارة فتح الجواد ونصها‪ :‬ثم الخادم إن لم يعينه الزوج بأن كان ملكه وجب له كفايته مممن‬
‫غير تقدير وإن عين‪ ،‬فإن كان مستأجرا لم يجب له غير أجرته‪ ،‬وإن كان ملكها أو حرة صحبتها‬
‫ورضي الزوج وجب لمن عينتها منهما أو عينها هو صبح كل يوم مد الخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحذف‪ .‬وأصممرح‬
‫منها عبارة المنهاج ونصها‪ :‬فإن أخدمها بحرة أو أممة بممأجرة فليمس عليمه غيرهمما أو بمأمته أنفممق‬
‫عليها بالملك أو بمن صحبتها لزمه نفقتها وجنس طعامها‪ :‬أي التي صحبتها جنس طعام الزوجممة‬
‫الخ‪ .‬ا‍ه )قموله‪ :‬مممد وثلمث( قممال فممي التحفممة‪ :‬ووجهمه أن نفقممة الخادمممة علممى المتوسممط ثلثمما نفقممة‬
‫المخدومة عليه فجعل الموسر كذلك إذ المد والثلث ثلثا المدين‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬على موسر( الملئم أن‬
‫يقول عليه‪ :‬أي الزوج إن كان موسممرا ومممد إن كممان معسممرا أو متوسممطا )قمموله‪ :‬ومتوسممط( إنممما‬
‫ألحقوه بالمعسر في الخادم ل في الزوجة لن مدار نفقة الخممادم علممى سممد الضممرورة )قمموله‪ :‬مممع‬
‫كسوة( أي مع أدم له على الصحيح لن العيش ل يتمم بمدونه وهمو‪ ،‬كمما فمي التحفمة‪ ،‬كجنمس أدم‬
‫المخدومة ودونه نوعا‪ ،‬وأما قدره فهو بحسب الطعام‪ .‬وفي وجمموب اللحممم وجهممان‪ ،‬والممذي يتجممه‬
‫ترجيحه منهما اعتبار عادة البلد‪ .‬وقوله أمثال الخادم‪ :‬أي واللئق بالخادم دون ما يليق للمخدومة‬
‫جنسا ونوعا )قوله‪ :‬من قميص الخ( بيان لكسوة )قوله‪ :‬ومقنعة( تقدم بيانها‪ ،‬والولى ذكرهمما بعممد‬
‫قوله ويزاد للخادمة ليهام تقديمه أن المقنعة مشتركة بين الخادم والخادمة وليمس كمذلك‪ .‬وعبمارة‬
‫فتح الجواد ويزاد ذكر قبعا وأنثى مقنعة وخمارا وخفا وملحفة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وعبارة شممرح المنهممج‪ :‬وقممدر‬
‫الكسوة قميص ونحو مكعب وللذكر نحو قمع وللنثى مقنعة وخف ورداء لحاجتها إلى الخممروج‪،‬‬
‫ولكل جبة في الشتاء ل سراويل‪ ،‬وله ما يفرشه وممما يتغطممى بممه كقطعممة لبممد وكسمماء فممي الشممتاء‬
‫وبارية في الصيف ومخدة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتب البجيرمي على قوله ل سراويل ما نصه‪ :‬هممذا مبنممي علممى‬
‫عرف قديم وقد اطرد العرف الن بوجموبه للخادممة‪ ،‬وهمذا همو المعتمممد‪ .‬زي‪ .‬ا‍ه )قموله‪ :‬ويممزاد‬
‫للخادمة خف وملحفة( أي ملءة‪ .‬وقوله إذا كانت تخرج‪ :‬قيد في زيادة مما ذكمر )قموله‪ :‬وإنمما لمم‬
‫يجب الخف والملحفمة للمخدوممة علمى المعتممد( قمال سمم والوجمه كمما أفماده الشميخ ‪ -‬أي شميخ‬
‫السلم ‪ -‬وجوب الخف والرداء للمخدممة أيضما فإنهما تحتمماج للخممروج إلمى حمممام أو غيمره ممن‬
‫الضرورات وإن كان نادرا م ر‪ .‬ش‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬لن الخ( علممة لعممدم الوجمموب )قمموله‪ :‬والحتيمماج‬
‫إليه( أي إلى الخروج‪ .‬وقوله نادر‪ :‬أي والنادر ل حكم له )قمموله‪ :‬تنممبيه ليممس علممى خادمهمما الممخ(‬
‫عبارة التحفة‪ ،‬وفي المراد بإخدامها الواجب خلف‪ ،‬والمعتمد منه أنممه ليممس علممى خادمهمما إل ممما‬
‫يخصه إلى آخر ما ذكره الشارح‪ ،‬وزاد عليه ولو منعها من أن تتولى خدمة نفسممها لتفمموز بمؤنممة‬
‫الخادم لنها تصير بذلك مبتذلة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله إل ما يخصها‪ :‬أي إل المممر المختممص بهمما‪ ،‬وسمميذكر‬
‫محترزه‪ .‬وقوله وتحتاج إليه‪ :‬قيد‪ ،‬فلو كان المر يخصها لكن ل تحتمماج إليممه فممإنه ل يجممب علممى‬
‫الخادم فعله )قوله‪ :‬كحمل الماء الخ( تمثيل للمر الذي يخصها وتحتاج إليه‪ .‬وقوله للمستحم‪ :‬هممو‬
‫بضم الميم مع فتح التاء والحاء موضع الغسل‪ .‬وقوله والشرب‪ :‬معطوف على‬

‫] ‪[ 87‬‬

‫المستحم‪ :‬أي وكحمل الماء للشرب )قوله‪ :‬وصبه على بدنها( أي وكصب الماء عليه‪ ،‬فهو‬
‫معطوف على حمل )قوله‪ :‬وغسل الخ( معطوف على حمممل أيضمما‪ :‬أي وكغسممل خممرق الحيممض‪،‬‬
‫وقوله والطبخ‪ :‬معطوف أيضا على حمل‪ :‬أي وكالطبخ لكلها )قوله‪ :‬أممما ممما ل يخصممها( أي بممل‬
‫يخص الزوج‪ .‬وقمموله كالطبممخ الممخ‪ :‬تمثيممل للممذي ل يخصممها‪ .‬وقمموله لكلممه‪ :‬أي الممزوج‪ .‬وقمموله‪:‬‬
‫وغسل ثيابه‪ :‬أي وكغسل ثيابه أي الزوج )قوله‪ :‬فل يجب( جواب أما‪ .‬وقوله علممى واحممد منهممما‪:‬‬
‫أي من الخادم والزوجة‪ ،‬والنسب بالمقابلممة أن يقممول فل يجممب علممى الخممادم كممما ل يجممب علممى‬
‫الزوجة )قوله‪ :‬بل هو( أي ما ل يخصها مما ذكر )قوله‪ :‬فيوفيه( أي فيوفي الزوج ما يخصها بل‬
‫يخصه‪ .‬وقوله بنفسه أو بغيره‪ :‬أي يوفيه‪ :‬أي يفعله إن شمماء بنفسمه وإن شمماء بغيمره باسمتئجار أو‬
‫غيره )قوله‪ :‬مهمات الخ( الملئم ذكرها في آخر التنبيه المممار قبيممل قمموله ولهمما مسممكن أو يممؤخر‬
‫التنبيه عن قوله ولها مسكن ‪ -‬كما نبهت على هذا هناك ‪ -‬وذلك لنه إنما ذكرها هنا مع أن غالبها‬
‫قد تقدم في باب الهبة لكونها لها تعلق بالتنبيه المذكور من جهة أنها كالتقييد لما ذكر فيه من كون‬
‫الطعام والكسوة والفرش تملكه بمجرد الدفع إليها ول يحتاج ذلك إلممى إيجمماب وقبممول‪ ،‬وبيممانه أن‬
‫ظاهر هذا أنها تملك ما ذكر بالدفع إليها مطلقا سواء كان من جنممس الممواجب عليممه أم ل مممع أنممه‬
‫ليس كذلك بل ل بد مممن تقييممده بكممونه مممن جنممس الممواجب عليممه‪ ،‬وإل فل بممد مممن لفممظ اليجمماب‬
‫والقبول أو قصد الهدية ويستفاد التقييممد المممذكور مممن المهمممات والمممراد مممن معظمهمما ويممدل لممما‬
‫ذكرته سياق التحفة ونصها بعد كلم وظاهر أنها على الول أي على أن المذكورات من الطعممام‬
‫وما بعده تمليك ل إمتاع تملكه بمجرد الدفع والخذ من غير لفظ وإن كان زائدا على ما يجب لها‬
‫لكن في الصفة دون الجنس فيقع عن الواجب بمجرد إعطائه لنه الصفة الزائدة وقعت تابعممة فلممم‬
‫تحتج للفظ‪ ،‬بخلف الجنس فل تملكه إل باللفظ لنه قممد يعيرهمما قصممدا لتجملهمما بممه ثممم يسممترجعه‬
‫منها وحينئذ فكسوتها الواجبة لها باقية في ذمته‪ .‬وفي الكافي‪ :‬لو اشترى حليا أو ديباجا إلممى آخممر‬
‫ما ذكره المؤلف‪ .‬ا‍ه‪ .‬فتنبه )قوله‪ :‬لو اشترى( أي الزوج‪ .‬وقوله حليا أو ديباجا‪ :‬أي ونحوهما من‬
‫كل ما يتخذ للزينة )قوله‪ :‬وزينها به( أي زين الزوج زوجته بالمذكور من الحلي والديباج )قوله‪:‬‬
‫ل يصير الخ( الجملة جواب لو‪ :‬أي ل يصير المذكور من الحلي والديباج ملكا لها بنفس الممتزيين‬
‫المذكور بل إنما يصير بصدور اليجاب والقبول منهما أو بقصد الهدية منه لها بذلك )قوله‪ :‬ولممو‬
‫اختلفممت هممي والممزوج فممي الهممداء والعاريممة( أي فممادعت هممي أنممه أهممدى لهمما الحلممي والممديباج‬
‫المذكورين وادعى هو أنه لم يهدهما لها وإنما جعلهممما عنممدها عاريمة )قموله‪ :‬صمدق( أي الممزوج‬
‫لن الصل عدم التمليك )قوله‪ :‬ومثله وارثه( أي مثل الزوج في ذلممك وارثممه‪ :‬يعنممي لممو اختلفممت‬
‫هي ووارث الزوج في الهداء والعارية صدق الوارث )قوله‪ :‬ولو جهز( أي أعطممى الب بنتممه‪،‬‬
‫وهذه المسألة ذكرها هنا استطرادي لنها ليس لها تعلق بالزوج والزوجة )قوله‪ :‬بجهاز( هو بفتح‬
‫الجيم ويجوز الكسر‪ ،‬المتعة )قوله‪ :‬لم تملكه الخ( جواب لو الثانية‪ ،‬وكان حقممه أن يصممرح بهممذا‬
‫أيضا في المسألة الولى )قوله‪ :‬والقول الخ( أي إن ادعت البنت بمأنه ملكهما إيماه بإيجماب وقبمول‬
‫وادعى هو بأنه لم يملكها فالقول قول الب في أنه لم يملكهمما )قمموله‪ :‬ويؤخممذ مممما تقممرر( أي مممن‬
‫أنها ل تملممك ممما ذكممر إل باليجمماب والقبممول )قموله‪ :‬أن ممما يعطيممه الممزوج( أي لزوجتممه‪ .‬وقموله‬
‫صلحة‪ :‬اسم للشممئ المعطممى لجممل المصممالحة إذا غضممبت‪ .‬وقمموله أو صممباحية‪ :‬هممي اسممم للشممئ‬
‫المعطى صبح الزواج ويسمى صبيحة )قوله‪ :‬كما اعتيد( أي إعطاء الصلحة والصممباحية ببعممض‬
‫البلد )قوله‪ :‬ل تملكه( أي ما أعطاه الزوج لها‬

‫] ‪[ 88‬‬

‫من الصلحة والصباحية )قوله‪ :‬إل بلفظ( أي مفيممد للتمليممك‪ ،‬ويصممح أن يقممرأ بغيممر تنمموين‬
‫ويكون هو وما بعده مضافين إلى إهداء )قوله‪ :‬خلفا لما مر( أي في بمماب الهبممة مممن أنهمما تملكممه‬
‫من غير لفظ ونص عبارته هناك‪ .‬ونقل شيخنا ابن زياد عن فتاوي ابن الخيمماط إذا أهممدى الممزوج‬
‫للزوجة بعد العقد بسببه فإنها تملكه ول يحتاج إلى إيجاب وقبول‪ ،‬ومن ذلك ما يدفعه الرجل إلممى‬
‫المرأة صبح الزواج‪ ،‬مما يسمى صبحية في عرفنا‪ ،‬وما يدفعه إليها إذا غضممبت أو تممزوج عليهمما‬
‫فإن ذلك تملكه المرأة بمجرد الدفع إليها‪ .‬انتهت‪ .‬ثم إن قوله هنا الحناطي وهناك ابن الخياط يعلممم‬
‫أنه وقع تحريف في النسخ ولم يعلم الصح منهما )قوله‪ :‬وإفتاء الخ( مبتممدأ‪ .‬وقمموله غيممر صممحيح‬
‫خبره )قوله‪ :‬بأنه( أي الحال والشأن )قوله‪ :‬لو أعطاها( أي زوجته قبل الدخول‪ .‬وقوله مصممروفا‬
‫للعرس‪ :‬أي لوليمة الزواج‪ .‬وقوله ودفعمما‪ :‬أي أعطاهمما دفعمما أي مهممرا‪ .‬وقمموله وصممباحية‪ :‬أي أو‬
‫أعطاها صباحية )قوله‪ :‬فنشزت( أي بعد أن أعطاهمما ممما ذكممر )قمموله‪ :‬اسممترد( أي الممزوج‪ ،‬وهممو‬
‫جواب لو‪ .‬وقوله الجميع‪ :‬أي جميع ما ذكر من مصروف العممرس والممدفع والصممباحية )قمموله‪ :‬إذ‬
‫التقييد بالنشوز الخ( تعليل لعدم الصحة‪ .‬وقوله ل يتأتى في الصباحية‪ :‬أي ل يأتي فيها )قوله‪ :‬لما‬
‫قررته فيها( أي في الصباحية‪ ،‬وهو تعليل لعدم تأتي النشوز فيها‪ ،‬وذلك لنه إن دفعهمما لهمما بلفممظ‬
‫الهداء أو قصده صارت ملكا لها سواء وقع منها ذلممك أم ل )قمموله‪ :‬أنهمما كالصمملحة( فممي عبممارة‬
‫التحفة إسقاط لفظة أنها وهو الولى لنه على إثباتها يستفاد أنه قرر حكممم الصمملحة أول ثممم قمماس‬
‫عليها الصباحية مع أنه لم يصنع كذلك )قوله‪ :‬لنه إن تلفظ الخ( هذا عين الذي قرره فيلزم تعليمل‬
‫الشئ بنفسه‪ ،‬فالولى أن يبدل لم التعليممل بمممن البيانيممة‪ ،‬وقممد علمممت معنممى العلممة المممذكورة آنفمما‬
‫)قوله‪ :‬فليس بواجب( أي عليه )قوله‪ :‬فإذا صرفته بإذنه ضاع عليه( أي سواء وقع منها نشوز أم‬
‫ل‪ ،‬ويفهم منه أنها لو لم تصرفه أو صرفته ل بإذنه ل يضيع عليممه بممل هممو بمماق علممى ملكممه فممي‬
‫لول وتغرمه له في الثاني )قوله‪ :‬وأما الدفع‪ :‬أي المهر فإن كان قبل الدخول اسممترده( اسممم كممان‬
‫يحتمل أن يعود على النشوز المعلوم من السياق وضمير استرده يعود علممى الممدفع بمعنممى المهممر‬
‫المفروض وقوعه قبل الدخول وهو الذي ربط المبتمدأ بالجملممة الواقعممة خمبرا‪ ،‬ويحتمممل أن يعمود‬
‫على الدفع المذكور ويقدر مضاف ومتعلق والتقدير على الول‪ ،‬وأما الدفع الواقممع قبممل النشمموز‪،‬‬
‫كما هو أصل فرض المسألة‪ ،‬فإن كان النشوز وقع قبل الدخول أيضا استرده وعلى الثاني‪ ،‬وأممما‬
‫الدفع فإن كان تسليمه وقمع قبمل المدخول اسمترده بالنشموز الواقمع قبلمه أيضما والول أقمرب إلمى‬
‫صنيعه وأولى لما في الثاني من كثرة الحذف‪ ،‬ثم إنممه إذا اسممترده يبقيممه عنممده إلممى زوال النشمموز‬
‫وحصول التمكين فإذا زال النشوز وحصل التمكين رده كله لها أو إلى طلقها‪ ،‬فإذا طلقها رد لها‬
‫النصف وأخذ هو النصف وكان حقه أن يسترد منها النصممف فقممط لنممه هممو الممذي يسممتحقه علممى‬
‫تقدير أنه يطلقها‪ .‬ولذلك كتب السيد عمر على قول التحفة استرده ما نصممه‪ :‬محممل تأمممل إن أريممد‬
‫استرداد جميعه‪ .‬ا‍ه‪ .‬ولعل ما ذكرته هو وجه التأمل‪ .‬ثم إني رأيت في الروض وشرحه فممي بمماب‬
‫الصداق ما يخالف ما ذكر من استرداده ونص عبارته‪ :‬لو امتنعت من تسليم نفسها بل عممذر وقممد‬
‫بادر بتسليم الصداق لم يسترده لتبرعه بالمبادرة كما لو عجل الدين المؤجل فممإنه ل يسممترده‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫ومثله في فتح الجواد )قوله‪ :‬وإل فل( أي وإن لم يكن النشمموز حاصممل قبممل الممدخول فل يسممترده‬
‫على الحتمال الول‪ :‬أي وإن لم يعط الدفع لها قبل الممدخول‪ ،‬بممل أعطممى بعممده فل يسممترده علممى‬
‫الثاني )قوله‪ :‬لتقرره( أي الدفع‪ .‬وقوله به‪ :‬أي بالدخول )قوله‪ :‬فل يسترد بالنشوز( ل حاجممة إليممه‬
‫لنه عين قوله فل )قوله‪ :‬وتسقط الخ( المراد بالسممقوط ممما يشمممل عممدم الوجمموب مممن أول المممر‬
‫حتى لو طلع الفجر وهي ناشزة فل وجوب‪ ،‬ويقال سقطت بمعنممى أنهمما لممم تجممب مممن أول المممر‬
‫وإن كان السقوط فرع الوجوب فغلب ما في الثناء علممى ممما فممي البتممداء وسمممى الكممل سممقوطا‪.‬‬
‫وقوله المؤن‪ :‬المراد بها ما يشمل المسكن )قوله‪ :‬بنشوز( متعلق‬

‫] ‪[ 89‬‬

‫بتسقط‪ .‬وقوله منها‪ :‬متعلق بمحذوف صفة لنشوز‪ :‬أي نشوز حاصمل ممن الزوجمة )قموله‪:‬‬
‫إجماعا( مرتبط بقوله تسقط‪ :‬أي تسقط بالجماع )قوله‪ :‬أي بخروج الممخ( تفسممير للنشمموز )قمموله‪:‬‬
‫وإن لم تأثم( غاية في سقوط المؤن بالنشوز‪ :‬أي تسقط به وإن لم تكن تأثم بممه وتسممقط أيضمما بممما‬
‫ذكر وإن قدر على ردها للطاعة وتركه )قوله‪ :‬كصغيرة الخ( تمثيل لغير الثمة بالنشمموز )قمموله‪:‬‬
‫ومكرهة( قال ع ش‪ :‬ومن ذلك ما يقع كثيرا من أن أهل المرأة يأخممذونها مكرهيممن لهمما ممن بيممت‬
‫زوجها وإن كان قصدهم بذلك إصلح شأنها كمنعهم للزوج من التقصير في حقها بمنع النفقممة أو‬
‫غيرها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولو ساعة أو ولو لحظة( غايتان في سقوط المؤن‪ :‬أي تسممقط المممؤن بالنشمموز‬
‫ولو نشزت ساعة أو لحظة فل يشترط نشوزها في كل اليوم أو كل الفصل فلو عادت للطاعة في‬
‫بقية اليوم أو بقية الفصل ل تعود نفقة ذلك اليوم ول كسوة ذلك الفصل‪ ،‬بل تنفق على نفسها بقيممة‬
‫ذلك اليوم وتكسو نفسها بقية الفصل ثممم بعممد ذلممك اليمموم ينفممق عليهمما الممزوج‪ ،‬وبعممد ذلممك الفصممل‬
‫يكسوها‪ ،‬وفي حاشية الجمل ما نصه‪ :‬وهذا كله ما لم يتمتع بها‪ ،‬أي بالناشزة‪ ،‬فإن تمتممع بهمما ولممو‬
‫لحظة لم تسقط بل تجممب نفقمة اليمموم بكمالهمما وكسمموة الفصممل بكمالهمما علممى معتمممد م ر وإن قيممل‬
‫بالتقسيط على زمن التمتع وغيره‪ .‬ا‍ه‪ .‬شيخنا‪ .‬وفي ق ل على الجلل‪ :‬ول تعود بعودهمما للطاعممة‬
‫في بقية الليلة أو اليوم أو الفصل ما لم يستمتع بها على المعتمد‪ ،‬كما تقدم‪ ،‬ا‍ه )قوله‪ :‬فتسممقط نفقممة‬
‫ذلك اليوم الخ( مفرع على سقوطها بنشمموزها سمماعة أو لحظممة‪ :‬أي وإذا نشممزت سمماعة أو لحظممة‬
‫سقطت ذلك اليوم كله وذلك الفصل كله‪ .‬قال سممم‪ :‬بقممي النشمموز بالنسممبة لممما يممدوم ول يجممب كممل‬
‫فصل كالفرش والواني وجبة البرد فهل يسقط ذلك ويسترد بالنشوز ولو لحظة في مدة بقائهمما أو‬
‫كيف الحال ؟ للذرعي فيه تردد واحتمالت يراجع ويحرر الترجيح‪ ،‬وقال أيضمما‪ :‬بقممي المسممكن‬
‫فانظر ما يسقط منه بالنشوز هل سكنى ذلك اليوم أو الليلة أو الفصل أو زمن النشمموز فقممط حممتى‬
‫لو أطاعته بعد لحظة استحقته لنه غير مقدر بزمممن معيممن ؟ فيممه نظممر‪ ،‬ول يبعممد سممقوط سممكنى‬
‫اليوم والليلة الواقع فيهما النشوز‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال البجيرمي‪ :‬والظاهر أن مثل السكنى غيرها من الفرش‬
‫والغطاء وغيرهما‪ :‬ا‍ه )قوله‪ :‬ول توزع الخ( هذا لزم لسقوطها كممل اليمموم وكممل الفصممل )قمموله‪:‬‬
‫ولو جهل سقوطها( أي النفقة‪ .‬وقوله بالنشوز‪ :‬متعلق بسقوط )قوله‪ :‬فأنفق( أي عليها جاهل بذلك‬
‫)قوله‪ :‬رجع عليها( أي إذا تبين له أنها كانت ناشزة )قوله‪ :‬ممممن يخفممى عليممه ذلممك( أي سممقوطها‬
‫بالنشوز‪ ،‬والظاهر أن المراد بمن يخفى عليه ذلك غير الفقيه ولممو كممان مخالطمما للعلممماء‪ .‬إذ هممذه‬
‫المسألة من فروع المسائل الدقيقة )قوله‪ :‬وإنممما لممم يرجممع( أي عليهمما فممي صممورة النكمماح وعلممى‬
‫سيدها في صورة الشراء‪ ،‬وهذا وارد على رجوع الممزوج بممما أنفقممه عليهمما عنممد جهلمه بالنشمموز‪.‬‬
‫وقوله فاسد‪ :‬صفة لكل مممن نكمماح وشممراء )قمموله‪ :‬وإن جهممل ذلممك( أي الفسمماد‪ ،‬وهممو غايممة لعممدم‬
‫الرجوع )قوله‪ :‬لنه شرع في عقدهما( أي النكاح والشراء‪ ،‬والضافة للبيممان‪ ،‬إذ المممراد بالنكمماح‬
‫والشراء العقد أيضا بدليل وصفهما بالفساد‪ ،‬وفيممه أن هممذا التعليممل ل يجممدي شمميئا لن مممن جهممل‬
‫سقوط نفقتها بالنشوز كذلك شرع في عقدها على أن يضمن مؤنتها فلو قال لنهما‪ :‬أي المنكوحممة‬
‫بنكاح فاسد والمشتراة بشراء فاسد تحت حبسه وقبضممته والناشممزة ليسممت كممذلك لكممان أولممى‪ ،‬ثممم‬
‫رأيت العلمة الرشيدي كتب على قول النهاية بأنه شرع الممخ ممما نصممه‪ :‬فيممه وقفممة ل تخفممى‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫ولعل وجهه ما ذكرته‪ .‬تأمل )قوله‪ :‬ول كممذلك هنمما( أي وليممس فممي صممورة جهلممه بسممقوط نفقتهمما‬
‫بالنشوز شارعا في عقدها على أن يضمن مؤنتها‪ ،‬وقد علمت ما فيممه )قمموله‪ :‬وكممذا مممن الممخ( أي‬
‫ومثل من أنفق في نكاح الخ من وقع عليه طلق باطنا الخ لنه شرع في عقدها علممى أن يضمممن‬
‫المؤن بوضع اليد على ما ذكممره‪ ،‬والولممى أن يقممال لن هممذه المطلقممة طلقمما باطنمما تحممت حبممس‬
‫الزوج وتمكنه‪ .‬وقوله باطنا‪ :‬وذلك بأن علق طلقها بالثلث على شئ فوجد الشئ‬

‫] ‪[ 90‬‬

‫المعلق عليه وهو لم يعلم بممه )قمموله‪ :‬ويحصممل النشمموز( دخممول علممى المتممن )قمموله‪ :‬بمنممع‬
‫الزوجة الزوج من تمتع( أي ولو بحبسها ظلما أو بحق وإن كان الحابس هو الزوج‪ ،‬كما اقتضمماه‬
‫كلم ابن المقري واعتمده الوالد رحمه ال تعالى‪ ،‬ويؤخذ منه بممالولى سممقوطها بحبسممها لممه ولممو‬
‫بحق للحيلولة بينه وبينها ‪ -‬كما أفتى به الوالد رحمه ال تعالى ‪ -‬أو باعتممدادها بمموطئ شممبهة‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫نهاية وكتب الرشيدي قوله وإن كان الحابس هو الزوج هو غاية في قوله أو بحق فقممط كممما يعلممم‬
‫من التحفة‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومحل كون المنع المذكور يحصل بممه النشمموز إذا لممم يكممن علممى وجممه التممدلل أي‬
‫التحبب وإظهار الجمال‪ ،‬وإل فل تكون ناشمزة بمه )قموله‪ :‬ولمو بنحممو لممس( أي ولمو منعتمه مممن‬
‫التمتع بنحو لمس كنظر‪ ،‬كأن غطت وجهها أو تولت عنممه وإن مكنتممه مممن الجممماع فممإنه يحصممل‬
‫النشوز به )قوله‪ :‬أو بموضع عينه( أي ولو منعته من التمتع بها في موضع منها قد عينممه كيممدها‬
‫وفخذها فإنه يحصل النشوز به )قوله‪ :‬ل إن منعته عنممه لعممذر( أي ل يحصممل النشمموز إن منعممت‬
‫زوجها عن التمتع بها لعذر )قوله‪ :‬ككبر آلته( مثال للعذر لكن في غير اللمس‪ :‬إذ هو ليس عممذرا‬
‫من منع اللمس )قوله‪ :‬بحيث ل تحتمله( تصمموير للكممبر‪ :‬أي حممال كممون الكممبر مصممورا بحالممة ل‬
‫تحتملها الزوجة )قوله‪ :‬ومرض الخ( معطوف على كبر‪ :‬أي وكمرض قائم بها يضر مع وجمموده‬
‫الوطئ فل يحصل النشوز بمنعها مممن المموطئ حينئذ )قمموله‪ :‬وقممرح فممي فرجهمما( معطمموف علممى‬
‫مرض من عطف الخاص على العام )قوله‪ :‬وكنحو حيض( ل حاجممة لزيممادة الكمماف كالممذي قبلممه‬
‫وإنما لم تسقط النفقة به وبما قبله من العذار لنممه إممما عممذر دائم ككممبر الممذكر أو يطممرأ ويممزول‬
‫كنحو الحيض والمرض وهي معذورة فيه وقد حصل التسليم الممكن ويمكن التمتع بها من بعض‬
‫الوجوه )قوله‪ :‬ويثبت كبر آلته الخ( قال ع ش‪ :‬وسكت عن بيان ما يثبت به المرض والقياس أنممه‬
‫ل يثبت إل برجلين من الطباء لنه مما تطلع عليه الرجال غالبا‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله بإقراره‪ :‬أي الممزوج‬
‫وهو متعلق بيثبت‪ .‬وقوله أو برجلين‪ :‬معطوف على بإقراره‪ .‬وقوله مممن رجممال الختممان‪ :‬أي مممن‬
‫الرجممال الممذين لهممم معرفممة بالختممان‪ ،‬وإنممما خصممهم لنهممم غالبمما لهممم اطلع علممى آلت الرجممال‬
‫فيميزون به صغيرها وكبيرها )قوله‪ :‬ويحتالن( أي الرجلن‪ ،‬وقوله لنتشار ذكره‪ :‬أي إذا كانت‬
‫معرفة الكبر متوقفة عليه‪ .‬وقوله بأي حيلة‪ :‬متعلق بيحتممالن‪ ،‬وقموله غيممر إيلج ذكمره فمي فمرج‬
‫محرم‪ :‬أما به فيحرم‪ .‬وقوله أو دبر‪ :‬معطوف على فرج محممرم مممن عطممف الخمماص علممى العممام‬
‫)قوله‪ :‬أو بأربع نسوة( معطوف علممى بممإقراره‪ :‬أي ويثبممت كممبر آلتممه بممأربع نسمموة أي شممهادتهن‬
‫)قوله‪ :‬فإن لم يمكن معرفته( أي كبر اللة )قوله‪ :‬إل بنظرهن( أي الربع النسوة‪ ،‬وقمموله إليهممما‪،‬‬
‫أي إلى الرجل وزوجته‪ ،‬وقوله مكشوفي الفرجين‪ :‬حال من ضمير إليهما‪ ،‬وقوله حال‪ :‬منصمموب‬
‫بإسقاط الخافض‪ :‬أي نظرهن فمي حمال انتشمار عضموه أي ذكمره )قموله‪ :‬جماز( أي النظمر وهمو‬
‫جواب إن‪ .‬وقوله‪ :‬ليشهدن علة الجواز )قوله‪ :‬فرع لها الخ( قممد تقممدم الصممداق‪ ،‬وإنممما أعمماده هنمما‬
‫ليرتب عليه عدم حصول النشوز وسقوط النفقة به‪ ،‬وكان الخصر أن يقول وكعدم إقباضه إياهمما‬
‫الصداق الحال أصالة قبل الوطئ عطفا على ككمبر آلتمه‪ .‬وذلمك لنمه ممن جملمة العمذار )قموله‪:‬‬
‫الحال أصالة( أي ابتداء‪ .‬وخرج به ما إذا نكحها بمهر مؤجل ثم حل فليس لها المتناع من التمتع‬
‫لنه قد وجب عليها التمكين قبل الحلول )قوله‪ :‬قبل الوطئ( متعلق بمنع )قموله‪ :‬بالغممة( حممال ممن‬
‫مقدر‪ :‬أي قبل وطئها حال كونها بالغة ولو عبر بكاملة كما عبر به في باب الصممداق لكممان أولممى‬
‫لتخرج المجنونة )قوله‪ :‬إذ لها المتنمماع( تعليممل لقمموله لهمما منممع المخ‪ ،‬وهممو عيمن المعلممل‪ ،‬كممما ل‬
‫يخفى‪ ،‬وقوله حينئذ‪ :‬أي حين إذ كان لقبض الصداق الحال )قوله‪:‬‬
‫] ‪[ 91‬‬

‫فل يحصل الخ( هذا هو ثمرة كونها لها المتناع‪ .‬وقوله‪ :‬ول تسقط الخ‪ :‬عطف لزم على‬
‫ملزوم‪ .‬وقوله بذلك‪ :‬أي بامتناعها لقبض الصداق‪ .‬وقيد في فتح الجواد عدم السقوط بما إذا كانت‬
‫عنده ونص عبارته‪ :‬فل تسقط مؤنتها بذلك إذا كمانت عنمده لعمذرها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قموله‪ :‬فمإن منعمت( أي‬
‫تمتعه بها فالمفعول محذوف‪ .‬وقوله لقبممض الصممداق المؤجممل‪ :‬أي وإن حممل قبممل المتنمماع‪ ،‬وهممو‬
‫محترز قوله الحال )قوله‪ :‬أو بعد المموطئ( محممترز قمموله قبممل المموطئ‪ .‬وقمموله طائعممة‪ :‬حممال مممن‬
‫محذوف واقع مفعول للمصدر ‪ -‬كما تقدم ‪) -‬قوله‪ :‬فتسقط( أي النفقة‪ ،‬وهو جواب إن )قمموله‪ :‬فلممو‬
‫منعته لذلك( أي لقبض الصداق الخ )قوله‪ :‬بعد وطئها( متعلق بمنعته‪ .‬وقوله مكرهة أو صممغيرة‪:‬‬
‫هذا محترز قوله بالغة مختارة‪ .‬وقوله‪ :‬ولو بتسليم الولي‪ :‬أي ممما لممم يكممن تسممليمه لمصمملحة‪ ،‬كممما‬
‫صرح به في باب الصداق‪ ،‬والغاية راجعة لقوله أو صغيرة فقط )قوله‪ :‬فل( أي فل تسقط نفقتهمما‬
‫لنها إذا وطئت غير كاملة لها أن تمنع نفسها بعد الكمال إل أن يسلمها الولي بمصلحة‪ ،‬ومثله ما‬
‫لو وطئت مكرهة فلها أن تمنع نفسها بعد زوال الكراه )قوله‪ :‬ولو ادعى وطأهمما الممخ( يعنممي لممو‬
‫ادعى وطئ من منعته نفسها لقبض الصداق الحال أصالة بتمكينها نفسها لممه وطلممب منهمما أو مممن‬
‫وليها تسليمها إليه وادعت هي عدم تمكينها نفسها له وامتنعت من التسليم فإنها هي المصممدقة فممي‬
‫ذلك‪ ،‬وعبارة الروج وشرحه‪ :‬فصل القول قول من ينكر الوطئ مممن الزوجيممن بيمينممه وإن وافممق‬
‫على جريان خلوة لن الصل عدمه‪ ،‬فلممو ادعممى وطأهمما بتمكينهمما وطلممب تسممليمها إليممه فممأنكرته‬
‫وامتنعت لتسليم المهر صدقت أو ادعت جماعها قبل الطلق وطلبت جميع المهر فممأنكره صممدق‪.‬‬
‫ا‍ه )قوله‪ :‬وطلب( بصيغة الماضي عطف على ادعمى ومتعلقمه محمذوف‪ :‬أي منهما أو ممن وليهما‬
‫)قوله‪ :‬فأنكرته( أي الوطئ بتمكينها نفسها له )قوله‪ :‬وامتنعممت( أي لجممل قبممض الصممداق الحممال‬
‫)قوله‪ :‬صدقت( أي باليمين ول تسقط نفقتها )قوله‪ :‬وخروج من مسكن( معطوف على بمنممع مممن‬
‫تمتع‪ :‬أي ويحصل النشوز أيضا بخروج من مسكن )قوله‪ :‬أي المحل( تفسير للمراد من المسكن‪:‬‬
‫أي أن المراد منه المحل الذي رضي بإقامتها فيه سواء كان محله أو محله أو محل أبيهمما )قمموله‪:‬‬
‫ولو لعيادة الخ( غاية لكون الخروج يعد نشوزا أي يعد الخروج نشوزا ولو كان لعيادة مريض أو‬
‫كان زوجها غائبا‪ ،‬وقوله بتفصيله‪ :‬أي الخروج بالنسبة لما إذا كمان المزوج غائبما‪ .‬وقموله التمي‪:‬‬
‫أي قريبا عند قوله ومنها إذا خرجت على غير وجه النشمموز الممخ‪ .‬وحاصممله أنممه إذا كممان الممزوج‬
‫غائبا وخرجت بل إذنه لعيادة أو زيارة قريب ولم يمنعها أو يرسل إليها بممه لممم يكممن نشمموزا وإل‬
‫عد نشوزا )قوله‪ :‬بل إذن الخ( متعلق بخروج أي يحصل النشوز بخروج منه بل إذن أصممل مممن‬
‫الزوج ول ظن رضاه‪ ،‬فإن كان الخممروج بممإذنه أو بظممن رضمماه فل يحصممل بممه النشمموز )قمموله‪:‬‬
‫فخروجها( مبتدأ خبره قوله عصيان ونشوز‪ .‬وهذا تصمريح بمما علمم ممما قبلمه‪ .‬وقموله أو عيمادة‬
‫غير محرم‪ :‬أي قريب‪ ،‬أما الخروج لعيادة المحرم‪ :‬أي القريب‪ ،‬فل يكون عصيانا ونشوزا‪ ،‬لكممن‬
‫بشرط أن ل يمنعها منه )قوله‪ :‬أن لها اعتماد العرف( أي ولو لم يأذن لها أو تظن رضاه‪ ،‬وقمموله‬
‫الدال‪ :‬أي ذلك العرف‪ .‬وقموله علمى رضمما أمثماله‪ :‬أي المزوج‪ ،‬وقموله بمثمل‪ :‬المخ متعلمق برضما‬
‫)قوله‪ :‬وهو( أي ما أخذه الذرعي وغيره من كلم المام )قوله‪ :‬ما لمم تعلمم المخ( قيممد فمي كمونه‬
‫محتمل‪ :‬أي محل كونه محتمل إذا لم تعلم بأن للزوج غيممرة زائدة تقطعممه عممن أمثمماله‪ :‬أي تفممرده‬
‫عنهم )قوله‪:‬‬

‫] ‪[ 92‬‬

‫في ذلك( أي فممي مثممل الخممروج الممذي تريممده )قموله‪ :‬تنمبيه يجمموز لهمما الخمروج المخ( همذا‬
‫كالستثناء مما قبله‪ ،‬فكأنه قال الخروج من المسكن عصيان ونشوز إل في هذه المواضع )قمموله‪:‬‬
‫منها( أي المواضع التي يجوز لجلها الخروج‪ .‬وقوله إذا أشرف الممبيت أي كلممه أو بعضممه الممذي‬
‫يخشى منه كما هو ظاهر‪ .‬اه‪ .‬تحفة )قوله‪ :‬وهل يكفي قولها الخ( أي إذا ادعى الزوج عليها بأنهمما‬
‫خرجت لغير ضرورة وادعت هي أنها خرجت خشية انهدام البيت وليس هناك قرينممة تممدل علممى‬
‫ذلك‪ ،‬فهل يكفي قولها المذكور فل تسقط نفقتها أو ل يكفي مجرد قولها المذكور إل إذا انضم إليه‬
‫قرينة تدل عادة على النهدام ؟ )قوله‪ :‬قال شيخنا‪ :‬كل( أي من الشقين محتمممل‪ .‬وقمموله والقممرب‬
‫الثاني‪ :‬من مقول قول شيخه وهو أنه ل بد من قرينة تدل عليه )قمموله‪ :‬ومنهمما( أي مممن المواضممع‬
‫التي يجوز لجلها الخروج )قوله‪ :‬إذا خممافت علممى نفسممها أو مالهمما( قممال فممي النهايممة‪ :‬ويتجممه أن‬
‫الختصاص الذي له وقع كذلك اه‪ .‬وكتب ع ش‪ :‬قولها أو مالها أي وإن قل أخذا من إطلقممه هنمما‬
‫وتقييده الختصاص بماله وقع‪ ،‬ولو اعتبر في المال كونه ليس تافها جدا لم يكن بعيدا‪ .‬ا‍ه )قمموله‪:‬‬
‫ومنها( أي المواضع المذكورة‪ ،‬وقوله إذا خرجت إلى القاضممي لطلممب الممخ‪ :‬أي إذا خرجممت إلممى‬
‫القاضي لجل طلب حقها من زوجهمما والمممراد خرجممت ليخلممص لهمما القاضممي حقهمما مممن الممزوج‬
‫)قوله‪ :‬ومنها( أي من المواضع المذكورة‪ ،‬وقمموله‪ :‬خروجهمما لتعلممم العلمموم العينيممة‪ :‬أي كممالواجب‬
‫تعلمممه مممن العقممائد والممواجب تعلمممه مممما يصممحح الصمملة والصمميام والحممج ونحوهمما )قمموله‪ :‬أي‬
‫للستفتاء( أي لمر تحتاج إليه بخصوصه وأرادت السؤال عنه أو تعلمه أما إذا أرادت الحضور‬
‫لمجلس علم لتستفيد أحكاما تنتفع بها من غير احتياج إليهما حمال أو الحضمور لسمماع الموعظ فل‬
‫يكون عذرا )قوله‪ :‬حيث لم يغنها( قيد في جواز الخروج لتعلم ما ذكر‪ :‬أي محل جواز ذلك إذا لم‬
‫يغنها الزوج الثقة عن الخروج لذلك‪ ،‬أما إذا أغناها عن ذلك بأن كممان يعلمهمما ممما تحتمماج إليممه فل‬
‫يجوز لها الخروج‪ ،‬وقوله أو نحو محرمها‪ :‬أي وحيث لم يغنها نحو محرمها ممن يحل له النظممر‬
‫كعبدها قال في التحفممة بعممده‪ :‬ويظهممر أنهمما لمو احتمماجت للخممروج لممذلك وخشممي عليهمما منممه فتنممة‬
‫والزوج غير ثقة وامتنع من أن يعلمها أو يسأل لها أجبره القاضممي علممى أحممد المريممن ولممو بممأن‬
‫يخرج معها أو يستأجر من يسممأل لهمما‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقمموله فيممما اسممتظهره شمميخنا‪ :‬راجممع لنحممو محرمهمما‬
‫)قوله‪ :‬ومنها( أي من المواضع التي يجوز الخروج لجلها‪ ،‬وقمموله‪ :‬إذا خرجممت لكتسمماب نفقممة‪:‬‬
‫أي لجل اكتساب نفقتها‪ :‬وقوله أو سؤال‪ :‬أي سؤال النفقة‪ :‬أي طلبها على وجممه الصممدقة‪ ،‬وقمموله‬
‫أو كسب‪ :‬أي عمل صنعة )قوله‪ :‬ومنها( أي المواضممع المممذكورة )قمموله‪ :‬إذا خرجممت علممى غيممر‬
‫وجه النشوز( يفيد التقييد به أن الخروج لزيادة أو عيادة قريب قممد يكممون علمى وجمه النشمموز أنمه‬
‫حينئذ يسقط النفقة‪ ،‬والتعليل التي في قوله لن الخروج لممذلك ل يعممد نشمموزا يفيممد خلفمما وحينئذ‬
‫يقع تدافع بين مفاده ومفاد التعليل‪ ،‬وعبارة فتح الجواد ليس فيها ذلممك ونصممها‪ :‬وتسممقط بممالخروج‬
‫إل إن لم يعد نشوزا‪ :‬كأن خرجت لطلب حقها منه أو للزيمارة أو للعيمادة لحمد ممن محارمهما بل‬
‫إذن مع تلبسه بغيبة عن البلد‪ .‬ا‍ه‪ .‬فالولى إسقاط التقييد المممذكور أو يزيممد قبممل قمموله لزيممارة الممخ‬
‫لفظ كأن خرجت لزيارة الخ ويكون تمثيل للخروج الذي ليس على وجه النشوز‪ ،‬كما فممي عبممارة‬
‫فتح الجواد المذكورة‪) ،‬قوله‪ :‬في غيبة الزوج عن البلد( قال سم‪ :‬خممرج خروجهمما فممي غيبتممه فممي‬
‫البلد فهو نشوز‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال ع ش‪ :‬وينبغممي أن مثممل غيبتممه عمن البلممد خروجهمما مممع حضمموره حيممث‬
‫اقتضى العرف رضاء بمثل ذلك‪ ،‬ومن ذلك ما لو جرت عادته بممأنه إذا خممرج ل يرجممع إل آخممر‬
‫النهار مثل فلها الخروج ونحوها إذا كانت ترجع إلى بيتها قبل عوده وعلمت منممه الرضمما بممذلك‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬وقوله ع ش موافق لما أخذه الذرعي من كلم المام أن لها اعتماد العرف‬

‫] ‪[ 93‬‬

‫الدال على رضا أمثاله الخ )قوله‪ :‬لزيارة أو عيادة( مضافان لما بعدهما فيقممرآن مممن غيممر‬
‫تنوين‪ .‬وعبارة المنهاج‪ :‬لزيارة ونحوها وكتب سم‪ :‬قوله ونحوها منه موت أبيها وشممهود جنممازته‬
‫فما نقله الزركشي عن الحموي شارح التنبيه مقيد بحضوره‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله فما نقله‪ :‬أي من أنه ليس‬
‫لها الخروج لموت أبيهمما ول لشممهود جنممازته‪ :‬وقمموله مقيممد بحضمموره‪ ،‬أي محمممول علممى الممزوج‬
‫الحاضر في البلد وذلك لتمكنها من استئذانه‪ .‬وقوله قريممب‪ .‬قممال فممي التحفممة‪ :‬قضممية التعممبير هنمما‬
‫بالقريب أنه ل فرق بين المحرم وغيره‪ ،‬لكن قضية تعبير الزركشممي بالمحمارم وتبعمه فمي شمرح‬
‫الروض تقيده بالمحرم‪ .‬وهو متجه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله ل أجنبي أو أجنبيمة‪ :‬أي ليمس ممن المواضمع المتي‬
‫يجوز الخروج لها إذا خرجت لزيارة أو عيادة أجنبي أو أجنبية‪ .‬وقوله على الوجه‪ :‬مقابله يقول‬
‫لها الخروج للزيارة والعيادة مطلقما سمواء كمان لقريمب أو نحموه )قموله‪ :‬لن الخمروج لمذلك( أي‬
‫لزيارة أو عيادة قريب وهو تعليل لكمون الخمروج لزيمارة أو عيمادة القريمب جمائزا ل تصمير بمه‬
‫ناشزة )قوله‪ :‬وظمماهر أن محممل ذلممك( أي كممون الخممروج المممذكور ل يعممد نشمموزا‪ ،‬وقمموله إن لممم‬
‫يمنعها‪ :‬أي قبل السفر‪ .‬وقوله أو يرسل لها بالمنع‪ :‬قال ع ش‪ :‬أي أو تدل القرينة على عدم رضاه‬
‫بخروجها في غيبته مطلقمما‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬وبسممفرها( معطمموف علممى منممع مممن تمتممع‪ :‬أي ويحصممل‬
‫النشوز أيضا بسفرها‪ :‬أي مطلقا سواء كان طويل أو قصيرا ول ينافي هذا قول الشممارح بعممد أي‬
‫بخروجها إلى محل يجوز القصر منه لنممه ل يلممزم مممن خروجهمما إليممه أن يكممون سممفرها طممويل‬
‫)قوله‪ :‬أي بخروجها وحدها( تفسير مراد للسفر الذي يحصل النشوز به )قوله‪ :‬إلممى محممل يجمموز‬
‫القصر منه( أي وهو خارج السور إن كمان أو العمممران وقموله للمسممافر‪ ،‬أي سممفرا طممويل وهمو‬
‫متعلق بيجمموز )قموله‪ :‬ولمو لزيمارة المخ( غايمة لحصممول النشموز لخروجهما وحممدها‪ .‬أي يحصممل‬
‫بخروجها‪ .‬أي ولو كان ذلك الخروج لزيارة أبويها أو للحج‪ ،‬ولو قال أو للنسك لكان أولى ليشمل‬
‫العمرة )قوله‪ :‬بل إذن منه( أي الزوج والجار والمجرور متعلق بمحذوف حممال مممن سممفرها‪ :‬أي‬
‫يحصل النشوز بالسفر في حال كونه بغيممر إذن مممن الممزوج‪ ،‬وقموله ولمو لغرضممه‪ :‬أي ولمو كمان‬
‫سفرها بل إذن لغرض الزوج‪ :‬أي حماجته فيحصممل بمه النشمموز )قموله‪ :‬ممما لممم تضمطر( قيممد فمي‬
‫حصول النشوز بالسفر المذكور‪ ،‬أي محل حصول النشوز بسممفرها بل إذنممه ممما لممم تضممطر إلممى‬
‫السفر‪ ،‬وإل فل يحصل النشوز به‪ .‬وقوله كان الخ‪ :‬تمثيممل لحالممة الضممطرار‪ .‬وقمموله جل جميممع‬
‫أهل البلد‪ .‬أي تفرقوا عنها‪ .‬قال في القاموس‪ :‬جل القوم عن الموضع‪ ،‬ومنه جلوا وجلء‪ ،‬وأجلوا‬
‫تفرقوا‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله أو بقي من ل تأمن معه‪ :‬أي أو لم يجل جميع أهل البلد ولكن بقي مممن ل تممأمن‬
‫معه على نفسها أو مالها )قوله‪ :‬أو بإذنه الخ( أي ويحصل النشوز بسفرها بإذنه أيضا ولكن كممان‬
‫سفرها لغرضها أو لغرض أجنبي )قوله‪ :‬فتسقط المؤن( مفرع على جميع ما قبله والمراد بالمؤن‬
‫ما يشمل الكسوة فتسقط كسوة ذلك الفصل‪ ،‬كما تقدم‪ ،‬وتقدم أيضا الخلف في المسكن‪ .‬فل تغفل‪،‬‬
‫وقوله لعدم التمكين‪ :‬أي بسبب سفرها المذكور )قوله‪ :‬ولو سممافرت بممإذنه لغرضممهما( أي الممزوج‬
‫والزوجة أو لجنبي بدلها )قوله‪ :‬فمقتضى المرجح( مبتمدأ خمبره قموله عمدم السمقوط‪ .‬وقموله فمي‬
‫اليمان‪ ،‬متعلق بالمرجح‪ .‬وقوله فيما إذا قممال الممخ‪ :‬بممدل ممن فممي اليمممان بممدل بعممض‪ .‬وقمموله إن‬
‫خرجت لغير الحمام فأنت طالق‪ :‬الجملة مقممول لقمموله‪ :‬وقمموله فخرجممت لهمما‪ :‬أي فخرجممت بقصممد‬
‫الذهاب إلى الحمام وبقصد غيره‪ .‬واعلم‪ :‬أنه يوجد في غالب النسخ فخرجت لها ولغيرهمما بتممأنيث‬
‫الضمير‪ ،‬وهذا مبني على أن الحمام مؤنث‪ ،‬وهو خلف الغالب‪ .‬وفي حاشية عبادة على الشممذور‬
‫ما نصه‪ :‬قوله وحمامات هذا بناء أن حمامات مذكر وهو قول جل أهل اللغممة‪ ،‬وقممال بعممض أهممل‬
‫اللغة الحمام مؤنثة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله أنها ل تطلق‪ :‬أن وما بعدها في تأويل مصدر بدل من المرجح أو‬

‫] ‪[ 94‬‬

‫عطف بيان له‪ :‬أي فمقتضى الذي رجح في اليمان وهو أنها ل تطلق عدم سقوط المممؤن‪.‬‬
‫وقوله هنا‪ :‬أي فيما إذا سافرت لغرضها )قوله‪ :‬لكن نممص الم والمختصممر يقتضممي السممقوط( أي‬
‫سقوط المؤن هنا قياسا على عدم وجوب المتعة إذا ارتدا معا ولنه إذا اجتمع مقتض ومانع يقممدم‬
‫المانع )قوله‪ :‬ل بسفرها معه( أي ل يحصل النشوز بسفرها مع زوجها إل إن منعها من الخروج‬
‫معه فخرجت ولم يقدر على ردها فيحصل النشوز به وتسقط المؤن‪ ،‬وقوله بإذنه‪ :‬ليس بقيممد كممما‬
‫يدل على ذلك عبممارة الفتممح وهممي‪ :‬ول إن سممافرت معممه ولممو لحاجتهمما بل إذن وإن عصممت‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫ومثلها عبارة شرح المنهج‪ .‬ثم إن هذا محترز قوله فيما مر وحممدها‪ .‬قمموله ولممو فممي حاجتهمما‪ :‬أي‬
‫ولو سافرت معه لجل قضمماء حاجممة نفسممها )قمموله‪ :‬ول بسممفرها بممإذنه لحمماجته( أي ول يحصممل‬
‫النشوز بسفرها وحدها بإذنه لحاجته‪ ،‬وهذا محترز قوله بل إذن منه‪ .‬وقوله ولو مع حاجة غيره‪:‬‬
‫الولى إسقاطه لنه يغني عنه‪ .‬قوله فيما تقدم ولو سافرت بإذنه لغرضهما معا‪ :‬إذ الغيممر صممادق‬
‫بها وبأجنبي )قوله‪ :‬فل تسقط المؤن( مفرع على قوله ل بسفرها الخ‪ :‬أي وإذا لم يحصل النشمموز‬
‫بما ذكر فل تسقط المؤن به )قوله‪ :‬لنها ممكنة( أي في الولى وهي ما إذا سممافرت معممه‪ ،‬وكممان‬
‫الولى زيادته بدليل المقابلة )قوله‪ :‬وهو( أي الزوج )قوله‪ :‬المفوت لحقه في الثانية( وهي ممما إذا‬
‫سافرت وحدها بإذنه )قوله‪ :‬لو امتنعت من النقلة معه( أي لسفر معه‪ .‬وقوله لممم تجممب النفقممة‪ :‬أي‬
‫لما تقدم من أنها ل تجب إل إن مكنته من التمتع بها ومن نقلها إلى حيث شاء )قوله‪ :‬إل إن كان(‬
‫أي الزوج‪ ،‬وهو استثناء من عدم وجوب النفقة إذا امتنعت من النقلة معه )قوله‪ :‬فتجب( أي النفقة‬
‫)قوله‪ :‬ويصير تمتعه بها الخ( أي ويصير بسب التمتع بها كأنه عفا من النقلة معه ورضي ببقائها‬
‫في محلها‪ ،‬وقوله حينئذ أي حين إذ امتنعت من النقلة والظرف متعلق بتمتعه )قوله‪ :‬وقضيته( أي‬
‫ما ذكر في الجواهر من أن امتناعها من النقلة مع التمتع بها ل يسقط النفقة‪ .‬وقوله جريممان ذلممك‪.‬‬
‫أي عدم سقوط النفقة بالتمتع‪ .‬وقوله في سائر صور النشموز‪ :‬أي فمي سمائر أنمواع النشموز المذي‬
‫يتأتى منه هنا كالخروج من المسكن‪ ،‬وأما الذي ل يتأتى كالنوع الول منه وهو منعها من التمتممع‬
‫بها لنها إذا منعته فكيف يقال إذا تمتع بها ل تسقط نفقتها إل أن يقال يتأتى التمتع مع كراهتها له‬
‫ومنعها منه بأن يتمتع بها قهرا عنها‪ .‬وقمموله وهممو‪ :‬أي القتضمماء المممذكور‪ .‬وقمموله محتمممل‪ :‬فممي‬
‫التحفة بعده ونوزع فيه بممما ل يجممدي وممما مممر فممي مسممافرة معممه بغيممر إذنممه مممن وجموب نفقتهمما‬
‫لتمكينها وإن أتمت بعصيانه صريح فيه‪ ،‬وظمماهر كلم الممماوردي أنهمما ل تجممب إل زمممن التمتممع‬
‫دون غيره‪ .‬نعم‪ :‬يكفي في وجوب نفقة اليوم تمتع لحظة منه بعد النشمموز وكممذا الليممل‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقمموله‬
‫صريح فيه‪ .‬أي في جريان ذلك في سائر صور النشوز )قوله‪ :‬وتسقط المؤن( الملئم لما قبله أن‬
‫يقول ويحصل النشوز وإن كان يلزمه سقوط المؤن‪ ،‬وقوله أيضا‪ :‬أي كما تسقط بما قبلممه )قمموله‪:‬‬
‫بإغلقها الباب في وجهه( أي وبعبوسها بعد لطف وطلقة وجه وبكلم خشممن بعممد أن كممان بليممن‬
‫لن ما ذكر كله يعد نشوزا )قوله‪ :‬وبدعواها طلقا بائنا كذبا( أي وتسقط المؤن بدعواها ما ذكممر‬
‫لنها ل تكون إل عن كراهة فتعد نشوزا فممي العممرف )قمموله‪ :‬وليممس مممن النشمموز شممتمه وإيممذاؤه‬
‫باللسان( لنه قد يكون لسوء الخلق )قوله‪ :‬وإن استحقت التأديب( غاية في كون ما ذكر من الشتم‬
‫واليذاء ليس من النشوز‪ :‬أي ليس منه وإن كانت تستحق عليه التأديب‪ .‬قال البجيرمي‪ :‬والمؤدب‬
‫لهمما هممو الممزوج فيتممولى تأديبهمما بنفسممه ول يرفعممه إلممى القاضممي لن فيممه مشممقة وعممارا وتنكيممدا‬
‫للسممتمتاع فيممما بعممد وتوحيشمما للقلمموب‪ ،‬بخلف ممما لممو شممتمت أجنبيمما‪ .‬قممال الزركشممي‪ :‬وينبغممي‬
‫تخصيص ذلك بما إذا لم يكن بينهما عداوة وإل فيتعين‬

‫] ‪[ 95‬‬

‫الرفع إلى القاضي‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬مهمة لو تزوجت زوجة المفقود الخ( هذه المهمممة مختصممرة‬
‫من عبارة الروض وشرحه ونصهما‪) .‬فصل( زوجة المفقود المتوهم موته ل تتزوج غيره حممتى‬
‫يتحقق‪ :‬أي يثبت بعدلين موته أو طلقه وتعتد لنه ل يحكم بموته في قسمممة ممماله وعتممق أم ولممده‬
‫فكذا في فراق زوجته ولن النكاح معلوم بيقين فل يزال إل بيقين‪ ،‬ولو حكممم حمماكم بنكاحهمما قبممل‬
‫تحقق الحكم بموته نقض لمخالفته للقياس الجلي‪ ،‬ويسقط بنكاحها غيره نفقتهمما عممن المفقممود لنهمما‬
‫ناشزة به وإن كان فاسدا‪ ،‬وكذا تسقط عنه إن فرق بينهما واعتممدت وعممادت إلممى منزلممه ويسممتمر‬
‫السقوط حتى يعلم المفقود عودهما إلمى طماعته لن النشموز إنمما يمزول حينئذ ول نفقمة لهما علمى‬
‫الزوج الثاني‪ .‬إذ ل زوجية بينهما ول رجوع له بما أنفقممه عليهمما لنممه متممبرع إل فيممما كلفممه مممن‬
‫النفاق عليها بحكم حاكم فيرجع عليها به‪ .‬فلو تزوجت قبل ثبوت ممموته أو طلقممه وبممأن المفقممود‬
‫ميتا قبل تزوجها بمقدار العدة صح التزوج لخلوه عن المانع في الواقع فأشبه ما لو باع ممال أبيمه‬
‫يظن حياته فبان ميتا‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬قبممل الحكممم بممموته( أي حكممم القاضممي بممموته ببينممة تشممهد بممه أو‬
‫باجتهاده عند مضي مدة ل يعيش مثله إليها في غالب العمادة فممإن تزوجمت بعممد الحكممم بممموته ثممم‬
‫تبينت حياته ل تسقط نفقتها لنها ليست ناشزة حينئذ )قوله‪ :‬سقطت نفقتها( أي عن المفقود )قوله‪:‬‬
‫ول تعود الخ( يعني لو تبين عدم موته فل تعممود نفقتهمما عليمه إل بعممد علمممه بعودهمما إلممى طمماعته‬
‫والتفريق بينها وبين زوجها الثاني لن نكاحها عليه فاسد )قوله‪ :‬يجمموز للممزوج الممخ( ويجمموز لممه‬
‫منعها أيضا من أكل سم وممرض لها خشية الهلك ومن تناول منتن كثوم وكراث وبصل وفجممل‬
‫دفعا للضرر‪ ،‬ل منعها من نحو غزل في منزله إل مع من يستحي من أخممذها مممن بينهممن لقضمماء‬
‫وطره )قوله‪ :‬ولو لموت أحد أبويها( أي له ذلك ولو كان الخروج لموت أحد أبويها )قمموله‪ :‬ومممن‬
‫أن تمكن من دخول الخ( أي وله منعها من أن تمكن من دخول غيممر خادمممة واحممدة لمنزلممه‪ ،‬أممما‬
‫هي فليس له منعها إن كنت ممن تخمدم‪ ،‬فمإن كممانت ممممن ل تخمدم فلمه منعهمما ممن أن تمكممن ممن‬
‫دخولها وإن أنفقت عليها‪ ،‬كما في الفتح‪ ،‬ونص عبارته‪ :‬وله منع لمن تخدم من زيممادة خممادم آخممر‬
‫من مالها ولمن ل تخدم أن تتخذ خادما وإن أنفقته‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله ولممو أبويهمما أو ابنهمما‪ :‬أي ولممو كممان‬
‫ذلك الغير أبويها أو ابنها‪ .‬وقوله من غيره‪ :‬أي غير زوجهمما الن أي حممال كممون ذلممك البممن مممن‬
‫زوج غيره )قوله‪ :‬لكن يكره منممع أبويهمما( أي مممن دخممول منزلممه )قمموله‪ :‬حيممث ل عممذر( أي فممي‬
‫المنع‪ ،‬فإن كان عذر كفسق أبويها أو إساءة خلقهما بحيث يحملنها على النشمموز وخروجهمما عممن‬
‫الطاعة فل يكره منعهما )قوله‪ :‬فإن كان المسكن الخ( مقابممل المحممذوف‪ :‬أي ممما تقممدم مممن جممواز‬
‫المنع له من تمكين دخول غير خادمة واحدة إذا لم يكن المسكن ملكها بأن كان ملكه أو مسممتأجره‬
‫فإن كان ملكها لم يمنع الخ‪ .‬وقوله لم يمنع شيئا من ذلك‪ :‬الولى لم يمنع ذلممك ويحممذف لفممظ شمميئا‬
‫ولفظ من الجارة لن اسم الشارة عائد على تمكينها من دخول غير خادمة واحدة فقط وهممو شممئ‬
‫واحد‪ ،‬ول يصح عوده على جميع ما تقدم من منعهما ممن الخمروج ممن المنمزل وممن منعهما ممن‬
‫التمكين المذكور لن له منعها من الخروج مطلقمما سمواء كممان مسممكنها أو مسممكنه ثممم رأيممت همذه‬
‫اللفظة سرت له من عبارة فتح الجواد ونصها‪ :‬وله منعها ممن أن تمكمن ممن دخمول غيمر خادممة‬
‫ولو أبويها أو ابنها وله منعهم أيضا من دخوله وإخراجهم منه وله إخراج سممائر أموالهمما ممما عممدا‬
‫خادمها من منزله‪ .‬نعم‪ :‬إن كان المسكن ملكها لم يمنع شيئا مممن ذلممك‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهممو ظمماهر فيهمما لن‬
‫المتقدم أشياء متعددة‪ ،‬فإذا كان المسكن ملكها ليس له أن يمنع شيئا منها‪.‬‬

‫] ‪[ 96‬‬

‫)قوله تتمة( أي في بيان بعض أحكام تتعلق بالنشوز الجلي والنشوز الخفي‪ ،‬وحاصله أنها‬
‫إذا نشزت نشوزا جليا أو ظاهرا كأن خرجممت ممن المنممزل ثممم غماب عنهما زوجهما وعمادت إلممى‬
‫الطاعة بعودها إلى المنزل في حال غيبته فل تجب عليه مؤنتها ولممو علممم ذلممك‪ .‬نعممم‪ :‬إن رفعممت‬
‫أمرها للحاكم وأظهرت له التسليم وكتب الحاكم لحاكم بلده ليعلم بالحال ويحضممر فممورا ليسممتلمها‬
‫أو يرسل من يستلمها عنه‪ ،‬فإن علم ذلك ولممم يفعممل ممما ذكممر وجبممت عليممه وهممو غممائب فيفممرض‬
‫القاضي لها من ماله الحاضر إن كممان‪ ،‬وإل فيقممترض لهمما عليممه‪ ،‬وإن نشممزت نشمموزا خفيمما كممأن‬
‫ارتدت بعد الوطئ ثم غاب عنها زوجها أو امتنعت من تمتعه بها ولم تخرج من المنزل ثم غمماب‬
‫وعادت إلى الطاعة باسلمها في الصورة الولى وبرجوعها عن المتناع من التمتممع فممي الثانيممة‬
‫فتجب لها المؤن بمجرد ذلك ولو لم ترفع أمرها إلى الحاكم‪ ،‬لكن بشرط أن يعلم بذلك بأن ترسممل‬
‫له يعودها إلى الطاعة )قوله‪ :‬لو نشزت بالخروج من المنزل( أي كان نشمموزها بسممبب خروجهمما‬
‫من المنزل )قوله‪ :‬فغاب( أي الزوج )قوله‪ :‬وأطاعت( أي الزوجة فممي حممال غيبتممه )قمموله‪ :‬بنحممو‬
‫عودها للمنزل( متعلق بأطاعت‪ ،‬وانظر ما ينممدرج تحممت قمموله نحممو مممما يحصممل بممه العممود إلممى‬
‫الطاعة ؟ وهو ساقط من عبارة المغني وهو أولى )قوله‪ :‬لم تجب مؤنهمما( جممواب لممو )قمموله‪ :‬فممي‬
‫الصح( مقابله يقول مؤنها تجب لعودها إلى الطاعة فإن الستحقاق زال بخروجها عن الطاعممة‪،‬‬
‫فإذا زال العارض عاد الستحقاق‪ .‬ا‍ه‪ .‬نهاية )قوله‪ :‬لخروجها عن قبضته( أي الزوج‪ ،‬وهمو علمة‬
‫لعدم وجوب مؤنها‪ .‬وعبارة المغني‪ :‬لنتفاء التسليم والتسلم‪ ،‬إذ ل يحصلن ممع الغيبمة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهمو‬
‫أولى من عبارتنا )قوله‪ :‬فل بد من تجديد تسليم( أي تسليم نفسها له‪ .‬وقوله وتسلم‪ :‬أي منه )قوله‪:‬‬
‫ول يحصلن( أي التسليم والتسلم‪ .‬وقوله مع الغيبة‪ :‬أي غيبة الزوج‪ .‬والمراد ل يحصمملن بغيممر‬
‫الطريق الذي سيذكره )قوله‪ :‬فالطريق في عممود السممتحقاق( أي لهمما فممي حممال غيبتممه‪ .‬وقمموله أن‬
‫يكتب الحاكم‪ :‬أي بعد أن ترفع أمرها إليه وتظهر له التسليم‪ .‬وعبارة فتممح الجممواد‪ .‬وإنممما يحصممل‬
‫بذلك بأن تبعث وكيل لقاضي بلده ليثبت عودها للطاعة عنده أو تثبت هي ذلك عند قاضممي بلممدها‬
‫ثم ينهيه إلى قاضي بلده ليعلمه فإذا علم خمرج فمورا أو وكمل ممن يممذهب إليهما ويسممتلمها وتجممب‬
‫المؤن من حين التسليم‪ ،‬فإن امتنع قدر له مدة يمكن عوده فيها ثم بعدها يفرض نفقتها في ماله إن‬
‫كان وإل اقترض عليه أو أذن لها أن تنفق لترجع‪ .‬فإن جهل موضعه كتب القاضي لقضمماة البلد‬
‫الذين ترد عليهم القوافل من بلده عادة‪ ،‬فإن لم يظهر فرضها من ماله الحاضممر وأخممذ منهمما كفيل‬
‫بما يصرفه إليها لحتمممال ممموته أو طلقممه ويجممري ذلممك كلممه فيممما لممو غمماب الممزوج عممن بلممدها‬
‫وأرادت القرض عليه ابتداء‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬فإذا علم( أي الزوج بعودها إلى الطاعممة وعمماد إليهمما مممن‬
‫سفره )قوله‪ :‬أو أرسل الخ( معطوف على عاد أي أو لم يعد ولكن أرسمل ممن يتسملمها )قموله‪ :‬أو‬
‫ترك ذلك( أي العود إليها أو إرسال من يتسلمها‪ .‬وقمموله لغيممر عممذر‪ :‬خممرج بممه ممما إذا منعممه مممن‬
‫العود أو التوكيل عذر فل يعود الستحقاق ول يفرض عليه القاضي شمميئا لعممدم تقصمميره )قمموله‪:‬‬
‫وقضية الخ( مبتدأ خبره أن النفقة تعود الخ‪ ،‬وقوله قول الشافعي‪ :‬أي أن النفقة تجب بالعقد فمقول‬
‫القول محذوف معلوم مما سبق ومن التعليل التي‪ .‬وقوله تعممود عنممد عودهمما للطاعممة‪ :‬أي مطلقمما‬
‫سواء حصل تجديد تسليم وتسلم أم ل‪ .‬وهممذا هممو مقابممل الصممح المممار )قمموله‪ :‬لن الممموجب فممي‬
‫القديم الخ( ل يخفي ما في هذا التعليل‪ :‬إذ هو عين القول القديم فل يصح أن يؤتى به ويجعل علة‬
‫لقضيته‪ .‬وإذا علمت ذلك فكان الولى تقديمه على قوله أن النفقة تعود الذي هو خممبر عممن قضممية‬
‫الخ‪ .‬وحذف لم الجر مع لفظ في القديم وجعله مقول لقول الشافعي في القديم بأن يقممول‪ :‬وقضممية‬
‫قول الشافعي في القديم‪ :‬ان الموجب‪ ،‬أي للنفقة‪ ،‬العقد ل التمكين أن النفقة تعممود المخ )قموله‪ :‬وبمه‬
‫قال مالك( أي بمقتضى قول الشافعي القديم قال مالك )قوله‪ :‬وصرحوا‬

‫] ‪[ 97‬‬

‫الممخ( صممنيعه يقتضممي أنممه تأييممد للقضممية المممذكورة وليممس كممذلك لن القضممية المممذكورة‬
‫مفروضة في النشوز الجلي وهو الخروج من المنزل‪ ،‬وما صرحوا به مفروض في الخفممي وهمو‬
‫الردة‪ ،‬وبينهما فرق‪ ،‬فل يصح أن يكون تأييدا وساقه في التحفة لجل بيان مخالفة النشوز بممالردة‬
‫للنشوز بالخروج عن المسكن وذكره عقب قوله ول يحصلن مع الغيبة بلفظ‪ ،‬وبه فارق نشوزها‬
‫بالردة الخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬فلو صنع كصنيع شيخه لكان أولى‪ .‬وقوله أن نشوزها بالردة‪ ،‬أي الحاصل بسممب‬
‫الردة‪ .‬وقوله يزول‪ :‬أي النشوز فتستحق النفقة من وقتممه لكممن حيممث أعلمتممه بممه‪ ،‬كممما فممي ع ش‪،‬‬
‫وقموله مطلقما‪ :‬أي سمواء حصمل تجديمد تسمليم وتسملم بمالطريق المذي ذكمره أم ل )قموله‪ :‬لمزوال‬
‫المسقط( أي للنفقة وهو الردة‪ .‬وكتب الرشمميد‪ :‬قمموله‪ :‬لممزوال المسممقط أي مممع كونهمما فممي قبضممته‬
‫ليفارق نظيره‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وأخذ منه( أي من كون النشموز بممالردة يممزول بالسملم مطلقمما لممزوال‬
‫المسقط‪ ،‬ووجه المناسبة بين المأخوذ والمأخوذ منممه ان النشمموز فممي كممل منهممما خفممي )قمموله‪ :‬لممو‬
‫نشزت في المنزل( أي نشزت وهي في المنزل بنوع خفي مممن أنمواع النشمموز )قموله‪ :‬ثممم عممادت‬
‫للطاعة( أي بصريح لفظ يدل عليه‪ .‬وقوله عممادت نفقتهمما‪ :‬أي مطلقمما أيضمما لممزوال المسممقط وهممو‬
‫منعها نفسها منه )قوله‪ :‬وهو كذلك الصح( هذا مممن جملممة كلم الذرعممي فكممان ينبغممي أن يزيممد‬
‫قبله لفظ قال‪ .‬ا‍ه‪ .‬رشيدي‪ .‬قال فمي التحفمة بعمده‪ :‬قمال وحاصمل ذلمك الفمرق بيمن النشموز الجلمي‬
‫والنشوز الخفي‪ .‬ا‍ه‪ .‬ويتجه أن مراده بعودها للطاعممة إرسممال إعلمممه بممذلك‪ ،‬بخلف نظيممره فممي‬
‫النشوز الجلي‪ .‬وإنما قلنا ذلك لن عودها للطاعممة مممن غيممر علمممه بعيممد‪ ،‬كممما هممو ظمماهر‪ ،‬وهممل‬
‫إشهادها عند غيبته وعدم حاكم كإعلمه ؟ فيه نظر‪ .‬وقياس ما مر في نظائره نعم‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثله فممي‬
‫النهاية )قوله‪ :‬ولو التمست زوجة الخ( هذه مسألة مستقلة‪ ،‬فكممان الولممى أن يقممول فممرع لممو الممخ‪.‬‬
‫كعادته‪ ،‬وكما في التحفة‪ .‬وقوله من القاضي‪ :‬متعلق بالتمسممت )قمموله‪ :‬أن يفممرض الممخ( المصممدر‬
‫المؤول مفعول التمست‪ .‬وقموله فرضمما عليمه‪ :‬أي علمى زوجهما الغممائب )قموله‪ :‬اشمترط( أي فممي‬
‫فرض القاضي لها فرضا‪ ،‬وقوله ثبوت النكاح‪ :‬أي بعدلين‪ ،‬وقموله وإقامتهمما‪ :‬بممالرفع عطفمما علممى‬
‫ثبوت المضاف‪ :‬أي واشترط أيضا إقامة الزوجة في مسممكن الغممائب‪ .‬ويحتمممل أنممه بممالجر عطفمما‬
‫على المضاف إليه‪ .‬وقوله وحلفها‪ :‬بالرفع ل غير معطوف على ثبوت أيضا‪ :‬أي واشممترط حلفهما‬
‫على أنها تستحق النفقة لكونها قد مكنته ولم تنشز‪ .‬وقوله وأنها لم تقبض‪ :‬أي وحلفها على أنها لم‬
‫تقبض من زوجها الغائب نفقة مممدة مسممتقبلة وهممي مممدة الغيبممة )قمموله‪ :‬فحينئذ( أي فحيممن إذ ثبممت‬
‫نكاحها وإقامتها في المنزل وحلفت على ما ذكر يفرض القاضي لها عليه نفقة المعسممر ولممو كممان‬
‫ما يفرضه من الدراهم‪ .‬قال في التحفة بعده‪ :‬ويظهر أن محل ذلك‪ ،‬أي الفرض المذكور‪ ،‬إن كان‬
‫له مال حاضممر بالبلممد تريممد الخممذ منممه‪ ،‬وإل فل فممائدة للفممرض إل أن يقممال لممه فممائدة‪ :‬هممي منممع‬
‫المخالف من الحكم بسقوطها بمضي الزمان‪ ،‬وأيضا فيحتمل ظهور مال لممه بعممد فتأخممذ منممه مممن‬
‫غير احتياج لرفع إليه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬إل إن ثبت يساره( أي فيفرض لها نفقة الموسر‪ .‬فممائدة‪ :‬تتعلممق‬
‫بالمسألة المذكورة في سم ما نصه‪) .‬سئل( شيخنا الشهاب الرملي عن اممرأة غمماب عنهمما زوجهما‬
‫وترك معها أولدا صغارا ولم يترك عندها نفقة ول أقام لها منفقا وضاعت مصمملحتها ومصمملحة‬
‫أولدها وحضرت إلى حاكم شافعي وأنهت له ذلك وشكت وتضررت وطلبت منه أن يفرض لهما‬
‫ولولدها على زوجها نفقة‪ ،‬ففرض لهم عن نفقتهم نقدا معينا في كل يوم وأذن لها في إنفاق ذلك‬
‫عليها وعلى أولدها أو في الستدانة عليه عند تعذر الخذ من ماله والرجوع عليممه بمذلك وقبلمت‬
‫ذلك منه‪ ،‬فهل التقدير والفرض صحيح ؟ وإذا قدر الزوج لزوجته نظير كسوتها عليه حين العقممد‬
‫نقدا كما يكتب في وثائق النكحة ومضت علمى ذلمك ممدة وطمالبته بمما قمدر لهما عمن ت‍ل ك الممدة‬
‫وادعت عليه بذلك عند حاكم شافعي واعمترف بمه وألزممه فهمل إلزاممه صمحيح أم ل ؟ وهمل إذا‬
‫مات الزوج وترك زوجته ولم يقدر لها كسوة وأثبتت وسألت الحاكم الشافعي أن‬

‫] ‪[ 98‬‬

‫يقدر لها عن كسوتها الماضية التي حلفت على استحقاقها نقدا وأجابها لذلك وقدره لها كما‬
‫تفعله القضاة الن فهل له ذلك أو ل ؟ وهممل ممما تفعلممه القضمماة مممن الفممرق للزوجممة والولد عمن‬
‫النفقة أو الكسوة عند الغيبة أو الحضور نقدا صحيح أو ل‪ .‬فأجاب‪ :‬تقممدير الشممافعي فممي المسممائل‬
‫الثلث صحيح إذ الحاجة داعية إليه‪ ،‬والمصلحة تقتضيه فله فعله ويثاب عليه‪ ،‬بل قد يجب عليه‪.‬‬
‫ا‍ه )قوله‪ :‬فرع في فسخ النكاح( أي بالعسار بالمؤن‪ ،‬وقد ترجم الفقهاء له بباب مستقل والصل‬
‫فيه خبر الدارقطني والبيهقي التي وحاصل الكلم على ذلممك أنممه إذا أعسممر الممزوج مممال وكسممبا‬
‫لئقا بأقل نفقة أو كسوة أو مهر وجب قبل وطئ ولم تصبر زوجتممه فلهمما الفسممخ بممالطريق التممي‬
‫بيانه‪ ،‬أما لو امتنع من النفاق وهو موسر أو متوسط أو معسر ل عن أقممل نفقممة أو كسمموة سممواء‬
‫حضر أو غاب فليس لها الفسممخ وإن انقطممع خممبره علممى المعتمممد الممذي عليممه النممووي والرافعممي‬
‫)قوله‪ :‬وشرع( أي الفسخ‪ ،‬وقوله دفعا لضرر المرأة‪ :‬أي تضررها بعد النفقة أو الكسوة أو المهر‬
‫)قوله‪ :‬يجوز لزوجة الخ( أي ويجوز لها الصبر فهي مخيرة بين الفسخ وبيممن الصممبر )قمموله‪ :‬أي‬
‫بالغة عاقلة( أي ولو كانت سفيهة فهي كالرشيدة هنا )قموله‪ :‬ل لمولي غيمر المكلفمة( أي ل يجموز‬
‫الفسخ لولي غير المكلفة‪ ،‬وكذا ولي المكلفة بالولى‪ ،‬وعبارة التحفة والنهاية‪ :‬ل لولي امرأة حمتى‬
‫صغيرة ومجنونة الخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬وإنما لم يجز الفسخ للولي لن الفسخ بذلك يتعلق بالشممهوة والطبممع فل‬
‫يفوض لغير مستحقه‪ ،‬وإذا لم تجز الفسخ له تكون النفقة في مالها إن كممان وإل فعلممى مممن تلزمممه‬
‫قبل النكاح وإن كانت تصير دينا على الزوج )قوله‪ :‬فسخ الخ( فاعل يجوز‪ .‬وقوله أي زوج‪ :‬أفاد‬
‫به أن من نكرة موصوفة‪ .‬وقوله أعسر الخ‪ :‬الحاصل شروط هذه المسألة خمسة تعلم من كلمممه‪:‬‬
‫الول العسار فخرج ما إذا امتنع مع عدم العسار‪ ،‬الثاني كونه بالنفقة أو الكسوة أو المسكن أو‬
‫المهر بشرطه التي فخرج ما إذا أعسر بنحو الدم‪ ،‬الثالث كون النفقة لهمما فخممرج ممما إذا أعسممر‬
‫بنفقة الخادم‪ ،‬الرابع كون العسار بنفقة المعسر فخرج ممما إذا أعسمر بنفقمة الموسممر أو المتوسمط‬
‫مع القدرة على نفقة المعسر‪ ،‬الخامس كون النفقة مستقبلة فخممرج ممما لممو أعسممر بالنفقممة الماضممية‬
‫)قوله‪ :‬مال وكسبا( منصوبان على التمييز‪ :‬أي أعسر من جهممة المممال ومممن جهممة الكسممب فليممس‬
‫عنده مال ول قدرة على كسب ينفق عليها من أحدهما )قوله‪ :‬لئقا به( صفة لكسبا وليس بقيد بممل‬
‫مثل اللئق غيره إذا أراد تحمممل المشممقة بمباشممرته‪ ،‬كممما فممي التحفممة‪ ،‬وقمموله حلل‪ :‬صممفة ثانيممة‬
‫وخرج به الحرام فل أثر لقدرته عليه فلها الفسخ قال في التحفة‪ :‬وأما قول الممماوردي والرويمماني‬
‫الكسب بنحو بيع الخمر كالعدم وبنحو صنعة آلة لهو محرمة لممه أجممرة المثممل فل فسممخ لزوجتممه‪،‬‬
‫وكذا ما يعطاه منجم وكاهن لنه عن طيب نفس فهو كالهبة فردوه بأن الوجه أنه ل أجرة لصممانع‬
‫محرم لطباقهم على أنه ل أجرة لصانع آنية النقمد ونحوهما‪ ،‬ومما يعطماه نحمو النجمم إنمما يعطماه‬
‫أجرة ل هبة فل وجه لما قاله‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬بأقل نفقة( متعلق بأعسمر‪ .‬وقموله تجمب‪ :‬أي النفقمة فمي‬
‫المستقبل‪ ،‬والمراد تجب لها بدليل قوله في المفاهيم ول بنفقة الخادم‪ ،‬وكان الولممى التصممريح بممه‬
‫لن ما ذكر هو محترزه )قوله‪ :‬وهو( أي أقل النفقة مد )قوله‪ :‬أو أقل كسوة( معطمموف علممى أقممل‬
‫نفقة‪ :‬أي أو أعسر بأقل كسوة‪ .‬وقوله تجب‪ :‬أي لها في المستقبل كالذي قبله )قوله‪ :‬كقميص الممخ(‬
‫تمثيل لقل الكسوة )قوله‪ :‬بخلف الخ( مرتبط بمحذوف يعلم من عبارة الفتح التي نقلها تقممديره‪،‬‬
‫والمراد بأقل الكسوة ما ل بد منه كقميص الخ بخلف نحو سراويل الخ ‪ -‬إل أن قوله وفرش وما‬
‫بعده ل يناسب ذكره هنا لنه ليس من أنواع الكسوة وعبارة فتح الجممواد ليممس فيهمما ذلممك ونصممها‬
‫مع الصل أو عن أقممل كسمموة وهممي كسمموة المعسممر إذ ل بقمماء بممدونها غالبمما وقيممد ابممن الصمملح‬
‫البعض‪ :‬أي المفهوم من لفظ أقل بما ل بد منه كخمممار وجبممة شممتاء بخلف نحممو نعممل وسممراويل‬
‫واختاره الزركشي وهو متجممه‪ .‬ا‍ه‪ .‬بزيممادة يسمميرة‪ .‬إذا علمممت ذلممك فكممان الولممى للشممارح أن ل‬
‫يذكره هنا وأن يزيد ما قدرته‪ .‬وقوله وفرش الخ‪ :‬في ع ش ما نصه‪ :‬وبحممث م ر الفسممخ بممالعجز‬
‫عما ل بد منه من الفرش بأن يترتب على عممدمه الجلمموس والنمموم علممى البلط والرخممام المضممر‬
‫ومن الواني كالذي يتوقف عليه‬

‫] ‪[ 99‬‬

‫نحو الشرب‪ .‬ا‍ه‪ .‬سم )قوله‪ :‬لعدم بقاء الخ( تعليل لجواز الفسخ بالعسار بأقل النفقة وأقممل‬
‫الكسوة‪ ،‬وقوله بدونهما‪ :‬أي أقل النفقة وأقل الكسوة )قوله‪ :‬فل فسخ بالعسار بالدم( هذا محممترز‬
‫قوله عن أقل نفقة بناء على أن المراد بأقل النفقة ما ل تقوم النفس بدونه كما أشممار إليممه الشممارح‬
‫بقوله فيممما تقممدم وهممو مممد‪ :‬أي ل غيممره‪ ،‬وقمموله وإن لممم يسممغ القمموت‪ :‬أي بممدون الدم‪ ،‬فممالمتعلق‬
‫محذوف وقوله ول بنفقة الخادم قد علمممت أن هممذا محممترز ممما قممدرته وهممو لفممظ لهمما‪ .‬وقمموله ول‬
‫بالعجز عن النفقة الماضية محترز قوله نفقة تجب ومثل العجز عممن النفقممة الماضممية العجممز عممن‬
‫الكسوة الماضية أيضا فل فسخ به‪ .‬واعلم‪ :‬أن ما ذكر من الدم ونفقة الخادم والنفقة الماضية وإن‬
‫كان ل يحصل الفسخ بالعجز عنها يصير دينا حتى في ذمة المعسر لنها في مقابلة التمكيممن وقممد‬
‫وجد‪ .‬وقوله كنفقة المس‪ :‬تمثيل للنفقة الماضية‪ .‬وقوله وما قبله‪ :‬أي قبل المس )قمموله‪ :‬لتنزيلهمما‬
‫الخ( علة لعدم جواز الفسخ بالعجز عن النفقة الماضية فقط ل كما يفيده صنيعه أنه علة لجميع ما‬
‫قبله أي وإنما لم يجز الفسخ بالعجز عنها لنها منزلة منزلة دين آخر غير النفقة الماضية الكائنممة‬
‫عليه لها وتوضيح ذلك أنها إذا كان لها دين غير ديممن النفقمة عنمد زوجهمما وأعسممر بمه فليمس لهما‬
‫الفسخ به‪ ،‬فكذلك دين النفقة الماضية لنها منزلة منزلته )قوله‪ :‬أو أعسر بمسكن( معطمموف علممى‬
‫أعسر بأقل الخ‪ :‬أي ويجوز فسخ نكاح من أعسر بمسكن ولم يقل بأقل مسكن كسابقه لعدم تصور‬
‫القل فيه‪ :‬إذ الواجب على المعسر مسكن لئق بحالها بخلف سابقيه‪ ،‬فإن الواجب فيهما ما يليممق‬
‫بحاله يسارا وإعسارا أو توسطا فيتصور فيهما أقل ووسط وأكثر‪ ،‬وإنما كممان لهمما الفسممخ بعجممزه‬
‫عن المسكن لشدة الحاجة إليه كالنفقة‪ ،‬وخالف بعضهم فجعله كالدم‪ ،‬وهو ضعيف )قوله‪ :‬وإن لم‬
‫يعتادون( غاية في كونها لها الفسممخ بالعسممار المسممكن‪ :‬أي لهمما الفسممخ بممذلك وإن لممم يعتممد أهممل‬
‫محلتها المسكن )قوله‪ :‬أو أعسر بمهر الخ( معطوف على أعسر بأقل نفقة أيضا‪ :‬أي ويجمموز لهمما‬
‫فسخ نكاح من أعسممر بمهممر لكممن بشممروط أربعممة مممذكورة فممي كلمممه‪ :‬أن يكممون واجبمما بتسمممية‬
‫وبدونها‪ ،‬وأني يكون حال‪ ،‬وأن ل تقبض منه شيئا‪ ،‬وأن يكون إعساره به قبل وطئها طائعة‪ ،‬فل‬
‫فسخ بإعساره بغير الواجب كمفوضة قبل الفرض‪ ،‬وذلك لنها إذا فوضت لوليها المهر بأن قالت‬
‫له زوجني بما شئت فل يجب على الزوج إل بعد أن يفرضه على نفسه أو يفرضه الحاكم عليممه‪،‬‬
‫كما تقدم‪ ،‬ول بغير الحال ول بعد قبضها منه شيئا ول بعممد المموطئ )قمموله‪ :‬واجممب( صممفة لمهممر‬
‫وهو الشرط الول‪ .‬وقوله حال‪ :‬صفة ثانية وهو الشرط الثاني‪ .‬وقوله لم تقبض منه شيئا‪ :‬الجملممة‬
‫صفة ثالثة وهو الشرط الثالث‪ .‬وقوله حال الخ‪ :‬هو الشرط الرابممع‪ .‬وقمموله بممه أي بممالمهر )قمموله‪:‬‬
‫قبل وطئ طائعة( أي قبل وطئها حال كونها طائعة )قوله‪ :‬فلها الفسخ( أي إذا أعسر بالمهر بدليل‬
‫سياق كلمه وليس مرتبطا بجميع ما قبله وأعاده ‪ -‬مع أنه معلوم ‪ -‬لجل العلممة بعممده وهممي قمموله‬
‫للعجز الخ )قوله‪ :‬عن تسليم العوض( هو المهر )قمموله‪ :‬مممع بقمماء المعمموض بحمماله( هممو البضممع‪،‬‬
‫وذلك لن تلفه إنما هو بالوطئ‪ ،‬فممإذا لممم يوجممد بقممي علممى حمماله‪ .‬والقاعممدة أنممه إذا لممم يسمملم أحممد‬
‫العاقدين العوض وكان المعوض باقيا بعينه رجع فيه مالكه وفسخ العقد )قوله‪ :‬وخيارها( أي فممي‬
‫الفسخ‪ .‬وقوله حينئذ‪ :‬أي حين إذا أعسر بالمهر المذكور‪ ،‬وليس والمراد حينئذ أعسممر بأقممل النفقممة‬
‫وبأقل الكسوة وبالمسكن وبمالمهر فيكمون راجعمما لجميمع ممما قبلممه لنمه غيمر صمحيح‪ :‬إذ الفوريمة‬
‫خاصة في الخيار بالعسار بالمهر‪ .‬وأما ما عداه فسيصرح المؤلف بأنه بعد توفر شروط الفسممخ‬
‫يمهل ثلثة أيام‪ ،‬وحينئذ فل يكون فوريا‪ .‬وقوله عقب الرفممع‪ :‬قمال ع ش‪ :‬أمما الرفممع نفسمه فليمس‬
‫فوريا‪ ،‬فلو أخرت مدة ثم أرادته مكنت‪ .‬والفرق أنه بعمد الرفمع سماغ لهما الفسمخ فتأخيرهما رضما‬
‫بإلعسار وقبممل الرفممع لممم تسممتحق الفسممخ الن لعممدم الرفممع المقتضممي لذن القاضممي لسممتحقاقها‬
‫الفسخ‪ .‬وقوله فوري‪ :‬قال في شرح الروض‪ :‬وعلم من كونه على الفور بعد الطلممب أنممه ل يمهممل‬
‫ثلثة أيام ول دونها وبه صرح الماوردي والروياني‪ .‬قال الذرعي‪ :‬وليس بواضممح بممل قممد يقممال‬
‫بأن المهال هنا هو أولى لنهمما تتضممرر بتممأخير النفقممة‪ ،‬بخلف المهممر‪ .‬ا‍ه‪ .‬قممال سممم‪ :‬وممما قمماله‬
‫الذرعي هو الوجه‪ ،‬والفورية إنما تعتبر بعد المهال‪ .‬ا‍ه‬

‫] ‪[ 100‬‬

‫)قوله‪ :‬فيسقط الفسخ( أي خياره فليس لها الخيار بالفسخ إذا أخرته بل عذر عن الرفع إلى‬
‫الحاكم أو عن المهال على ما قاله الذرعي‪ ،‬واسممتوجهه سممم‪ ،‬وقمموله كجهممل مثممال للعممذر‪ ،‬فممإذا‬
‫جهلت أن الخيار فوري وأخرته عن الرفممع المممذكور لهمما الفسمخ بعممد ذلممك )قموله‪ :‬ول فسممخ بعمد‬
‫الوطئ( أي طائعة وكان حقه أن يذكره كما ذكره فيما تقممدم لجممل أن يلئم التفريممع بعممده )قمموله‪:‬‬
‫لتلف المعوض( تعليل لعدم جواز الفسخ‪ :‬يعني ليس لها الفسممخ بممما ذكممر لكممون المعمموض‪ ،‬وهممو‬
‫البضع‪ ،‬قد تلف بالوطئ‪ ،‬والعوض‪ ،‬وهو المهممر‪ ،‬صممار دينمما فممي ذمتممه بتمكينهمما لممه لنممه يشممعر‬
‫برضاها بذمته‪ .‬والفسخ ل يتصور إل إذا كان المعوض باقيا بحمماله‪ ،‬والعمموض ليممس فممي الذمممة‪،‬‬
‫فصار حكمه حينئذ حكم عجز المشتري عممن الثمممن بعممد قبممض المممبيع وتلفممه )قمموله‪ :‬فلممو وطئهمما‬
‫مكرهة( محترز طائعة التي قدرتها أو التي ذكرت في كلمممه )قمموله‪ :‬فلهمما الفسممخ بعممده( أي بعممد‬
‫وطئها الذي أكرهت عليه لن وجوده كعدمه‪ ،‬وقوله أيضا‪ :‬أي كقبل الوطئ )قمموله‪ :‬قممال بعضممهم‬
‫الخ( مرتبط بقوله ول فسخ بعد الوطئ فالستثناء منه‪ ،‬فكان الولى تقديمه على قوله ولو وطئهمما‬
‫مكرهة‪ .‬واستوجه فممي النهايممة القممول المممذكور وقمموله لممه‪ :‬أي للممزوج وقمموله وهممي صممغيرة‪ :‬أي‬
‫والحال أنها صغيرة‪ :‬أي أو مجنونة‪ .‬وقوله بغير مصلحة‪ :‬متعلق بسمملمها والمصمملحة كممأن كممانت‬
‫تحتاج إلى النفاق وليس هناك من ينفق عليها فيسلمها له لجل النفاق )قوله‪ :‬فلها الفسممخ حينئذ(‬
‫أي حين إذ سلمها الولي بغير مصمملحة وحبسممت نفسممها عنممه عقممب بلوغهمما أو عقممب إفاقتهمما مممن‬
‫الجنون‪ ،‬وقوله إن عجز عنه‪ :‬أي عن المهر )قوله‪ :‬ولو بعد الوطئ( الولى عدم ذكر هذه الغايممة‬
‫لن الستثناء من قوله ول فسخ بعد الوطئ‪ ،‬كما علمت )قمموله‪ :‬لن وجمموده( أي المموطئ‪ :‬وقمموله‬
‫هنا‪ :‬أي في حالة ما إذا سلمها الولي له بغير مصلحة‪ .‬وقمموله كعممدمه‪ :‬أي المموطئ )قمموله‪ :‬أممما إذا‬
‫قبضت بعضه( مفهوم قوله لم تقبض منه شيئا )قوله‪ :‬فل فسخ لها( أي بعجمزه عمن بقيتمه )قموله‪:‬‬
‫على ما أفتى الخ( أي أن عدم الفسخ مبني على ما أفتى به الخ‪ ،‬وهذا هو المعتمد عند ابن حجممر‪.‬‬
‫قال‪ :‬لن البضع ل يقبل التبعيض فبأداء البعض يدور المر بين أن يغلب عليه حكم المقبوض أو‬
‫حكم غيره‪ ،‬والول أولى لتشموف الشمارع إلمى بقماء النكماح‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقموله حكمم المقبموض‪ :‬أي فل‬
‫فسخ‪ .‬وقوله أو حكم غيره‪ :‬أي فيثبت الفسخ‪ .‬وقال في التحفة‪ :‬وفممارق جممواز الفسممخ بممالفلس بعممد‬
‫قبض بعض الثمن بإمكان التشريك فيمه دون البضمع‪ .‬ا‍ه )قموله‪ :‬وقممال البمارزي كمالجوهري لهما‬
‫الفسخ( أي لنه يلزم على عدم جمموازه إجبارهمما علممى تسممليم نفسممها بتسممليم بعممض الصممداق ولممو‬
‫درهما واحدا من صداق هو ألف درهم وهو في غاية البعد‪ ،‬وقوله واعتمممده الذرعممي‪ :‬أي وقممال‬
‫هو الوجه نقل ومعنى‪ ،‬واعتمد هذا الخطيب في مغنيه أيضمما )قمموله‪ :‬يتحقممق العجممز( أي المثبممت‬
‫للفسخ‪ .‬وقوله عما مر‪ :‬أي من أقل النفقة وأقل الكسوة والمسممكن والمهممر )قمموله‪ :‬بغيبممة ممماله( أي‬
‫الزوج )قوله‪ :‬لمسافة القصر( خرج غيبته لدون مسافة القصر فل يتحقق العجز بها لنه في حكم‬
‫الحاضممر فيكلممف إحضمماره عمماجل )قمموله‪ :‬فل يلزمهمما الصممبر( أي فلهمما الفسممخ حممال لتضممررها‬
‫بالنتظار الطويل‪ .‬قال في شرح الروض‪ :‬وفرق البغوي بين غيبته موسممرا وغيبممة ممماله بممأنه إذا‬
‫غاب ماله فالعجز من جهته‪ ،‬وإذا غاب هو موسرا فقدرته حاصلة والتعذر من جهتها‪ .‬ا‍ه )قمموله‪:‬‬
‫إل إن قال أحضر الخ( أي فيلزمها الصبر‪ ،‬وعبارة شرح المنهج‪ :‬نعم‪ ،‬لو قممال أنمما أحضممره مممدة‬
‫المهال فالظاهر إجابته ذكره الذرعي وغيره‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله مدة المهال‪ :‬قال في الجمل أي إمهممال‬
‫المعسرين وهي ثلثة أيام‪ ،‬فإذا لم يحضره فيها أمهل ثلثة أخرى‪ ،‬فإذا لم يحضممره فيهمما فسممخت‬
‫ول يمهل مدة ثالثة‪ .‬ا‍ه‪ .‬شيخنا‪ .‬ا‍ه‪ .‬ثم إن هذا في غير العسار بالمهر لنه‬

‫] ‪[ 101‬‬

‫ليس فيه إمهال بل الفسخ فيه فوري‪ ،‬كما علمت )قوله‪ :‬أو بتأجيل دينه الخ( معطوف على‬
‫بغيبة ماله‪ :‬أي ويتحقق العجز أيضا بتأجيل دينه الممذي لمه علمى غيممره إن كممان الجمل بقممدر مممدة‬
‫إحضار ماله الغائب بمسافة القصر فما فوق‪ ،‬فإن كان بدون قدر ذلك فل يتحقق العجز به )قوله‪:‬‬
‫أو بحلوله الخ( معطوف على بغيبة ماله أي ويتحقق العجز أيضا بحلول الممدين مممع كممون المممدين‬
‫معسرا‪ ،‬وقوله ولو الزوجة‪ :‬أي ولو كان المدين الزوجة )قوله‪ :‬لنها الخ( تعليممل للخيممر‪ ،‬وقموله‬
‫ل تصل لحقها‪ :‬أي لكون الزوج ليس عنده إل الممدين الممذي علممى معسممر وقمموله والمعسممر منظممر‬
‫كالعلة لقوله ل تصل لحقها‪ ،‬وإنما كان منظرا لقمموله تعممالى‪) * :‬وإن كممان ذو عسممرة فنظممرة إلممى‬
‫ميسرة( * )قوله‪ :‬وبعدم وجدان الخ( معطوف على بغيبة ماله‪ :‬أي ويتحقممق العجممز بعممدم وجممدان‬
‫المكتسب من يستعمله لنه حينئذ في حكم المعسر وقوله إن غلممب ذلممك‪ :‬أي إن كممان عممدم وجممود‬
‫من يستعمله غالبا ل نادرا‪ :‬أي وتعذرت النفقة لممذلك‪ ،‬كممما فممي حاشممية الجمممل نقل عممن الممروض‬
‫وشرحه‪ ،‬ونص عبارته‪ :‬وإن كانت تحصل البطالة على الجعلء‪ :‬أي العملممة بممأن لممم يجممدوا مممن‬
‫يستعملهم وتعذرت النفقة لذلك وكان ذلك يقع غالبا لنادرا جماز لهمما الفسمخ لتضمررها‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفمي‬
‫النهاية‪ :‬فلو كان يكتسب في كل يوم ما يفي بثلثة ثم يبطل ثلثة ثم يكتسب ما يفممي بهمما فل فسممخ‬
‫لعدم مشقة الستدانة حينئذ فصار كالموسر‪ ،‬ومثله نحو نساج ينسج في السبوع ثوبا أجرته تفممي‬
‫بنفقة السبوع‪ ،‬ومن تجمع له أجرة السبوع في يوم منه وهي نفي بنفقة جميعه‪ ،‬وليس المراد أنا‬
‫نصبرها أسبوعا بل نفقة‪ ،‬وإنما المراد أنه في حكم واحد نفقتها وينفق مما استدانه لمكان الوفاء‪.‬‬
‫ويعلم من ذلك أنا مع كوننا نمكنها من مطالبته ونأمره بالستدانة والنفاق ل نفسخ عليه لو امتنع‬
‫لما تقرر أنه في حكم الموسر الممتنع‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬أو بعممروض( معطمموف علممى بغيبممة ممماله‪ :‬أي‬
‫ويتحقق العجز أيضا بعروض مانع كمرض يمنعه عن الكسب‪ ،‬ول بممد مممن تقييممد ذلممك بكممونه ل‬
‫يتوقع زوال المانع عن قرب‪ ،‬كما يفيده عبارة التحفة والنهاية ونصهما‪ :‬ول أثر لعجزه إن رجممى‬
‫برؤه قبل مضي ثلثة أيام‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي الروض وشرحه‪ :‬فلو أبطل مممن كممان يكتسممب فممي السممبوع‬
‫نفقة جميعه الكسب أسبوعا لعارض فسخت لتضممررها ل لمتنمماع لممه مممن الكسممب فل تفسممخ ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فائدة( أي في بيان حكم ما إذا كان عنمد زوجمة الغمائب بعمض مماله وكمان معسمرا بممامر‬
‫)قوله‪ :‬من صداق الخ( بيان للممدين الحممال‪ .‬وقمموله أو غيممره‪ :‬أي غيممر الصممداق كممدين نفقممة المممدة‬
‫الماضية أو الحاضرة أو دين آخر غيرها )قوله‪ :‬وكان عندها( أي زوجممة الغممائب‪ .‬وقمموله بعممض‬
‫ماله‪ :‬أي الغائب‪) ،‬وقوله‪ :‬وديعة( أي على سبيل الوديعمة والمانمة )قموله‪ :‬فهمل لهما( أي لزوجمة‬
‫الغائب‪ .‬وقوله أن تستقل‪ :‬أي من غير حاكم‪ .‬وقوله بأخذه‪ :‬أي بعض مال الغمائب‪ ،‬وقموله لمدينها‪:‬‬
‫أي لجل دينها الصداق أو غيره‪ ،‬وقوله بل رفع‪ :‬هممذا هممو معنممى اسممتقللها )قمموله‪ :‬ثممم( أي بعممد‬
‫أخذها إياه في مقابلة دينها‪ .‬وقوله تفسخ به‪ :‬أي بالعسار بالنفقة أو نحوها مما مر‪ .‬وقمموله أو ل‪:‬‬
‫أي أو ل تستقل به بل ل بد من الرفع إلى الحاكم )قوله‪ :‬بل ترفمع المممر إلممى القاضمي( أي وهمو‬
‫بعد ذلك يأذن لها في أخذه بعد ثبوت دينها عليه عنممده )قمموله‪ :‬لن النظممر الممخ( علممة لعممدم جممواز‬
‫استقللها بالخذ )قوله‪ :‬نعم الخ( استدراك من قوله ليس لها الستقلل الخ‪ .‬وقوله إن علمت أنممه‪:‬‬
‫أي القاضي‪) .‬وقوله‪ :‬ل يأذن لها( أي في أخذ ما عندها من ممال الغمائب لمدينها )قموله‪ :‬جماز لهما‬
‫الخ(‬

‫)‪ (1‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪.280 :‬‬

‫] ‪[ 102‬‬

‫جواب إن )قوله‪ :‬وإذا فرغ المممال( أي المممودع عنممدها‪ ،‬والمناسممب وإذا أخممذت المممال فممي‬
‫مقابلة مالهمما عليممه )قمموله‪ :‬وأرادت الفسممخ بإعسممار الغممائب( أي بالنفقممة أو بالصممداق أو نحوهممما‬
‫)قوله‪ :‬فإن الخ( أي ففي ذلك تفصيل وهو أنه إن لم يعلم الخ‪ .‬وقوله المال‪ :‬أي الممذي كممان عنممدها‬
‫لزوجها الغائب وأخذته لدينها )قوله‪ :‬ادعت( أي عند القاضي‪ ،‬وهممو جممواب إن‪ .‬وقمموله إعسمماره‪:‬‬
‫أي بما مر‪ .‬وقوله وأنه ل مال المخ‪ :‬أي وادعمت أنمه ل ممال لزوجهما الغمائب حاضمر فمي البلمد‪،‬‬
‫وقوله ول ترك نفقة‪ :‬أي وادعمت أنمه لممم يممترك لهمما نفقمة )قموله‪ :‬وأثبتمت العسممار( أي ببينممة أو‬
‫بإقراره كما سيأتي )قوله‪ :‬على الخيرين( أي كونه ل مال له حاضر وكممونه لممم يممترك لهمما نفقممة‬
‫)قوله‪ :‬ناوية الخ( أي لجل البراءة من الكذب‪ .‬ومحل هذا إذا ترك لها نفقة فإن لم يترك لها نفقممة‬
‫أصل فل حاجة إليه كما هو ظاهر‪ ،‬وقوله بعدم ترك النفقة‪ :‬أي وبعدم وجود مال )قوله‪ :‬وفسخت‬
‫بشروطه( أي الفسخ وهي ملزمتها للمسكن وعدم صدور نشوز منها وحلفها عليهما )قموله‪ :‬وإن‬
‫علم المال( مقابل قوله فإن لم يعلم المال أحد )قوله‪ :‬فل بد من بينة بفراغه( أي فل بد في فسممخها‬
‫بالعسار من بينة تشهد بفراغ المال المودع عندها‪ ،‬وقوله أيضا‪ :‬أي كما أنه ل بد من بينة علممى‬
‫العسار ومن حلفها على أنه ل مال له حاضر ول ترك نفقة مستقبله )قوله‪ :‬فل فسخ الخ( وذلممك‬
‫لنتفاء العسار المثبت للفسخ وهي متمكنة مممن خلص حقهمما فممي الحاضممر بالحمماكم بممأن يلزمممه‬
‫بالحبس وغيره وفي الغائب يبعث الحاكم إلى قاضي بلده )قوله‪ :‬علممى المعتمممد( ل يلئمممه التقييممد‬
‫بقوله بعد إن لم ينقطع خبره لنه المعتمد عدم الفسخ مطلقا انقطع خبره أو ل‪ ،‬فالصواب إسممقاطه‬
‫)قوله‪ :‬بامتناع غيره( أي غيمر ممن أعسمر بأقمل النفقمة أو أقمل الكسموة أو بالمسمكن أو بالصمداق‬
‫بشروطه‪ ،‬وهو صمادق بالموسمر والمتوسمط والمعسمر القمادر علمى نفقمة المعسمرين‪ ،‬فقموله بعمد‬
‫موسرا أو متوسطا‪ :‬أي أو معسرا قادرا على ما ذكر )قوله‪ :‬من النفاق( متعلممق بامتنمماع‪ :‬أي فل‬
‫فسخ بامتناعه من النفاق‪ :‬أي أو الكسوة أو المسكن أو المهر ومثله امتنمماع القممادر علممى الكسممب‬
‫من الكتساب فيجبره الحاكم على الكتساب )قوله‪ :‬حضر أو غاب( الجملة في محل نصب حممال‬
‫من غير‪ :‬أي حال كون غير المعسر حاضرا في البلد أو غائبا عنها )قمموله‪ :‬إن لممم ينقطممع خممبره(‬
‫المعتمد أنه متى امتنع من النفاق وهو قادر على نفقة المعسممرين يمتنممع الفسممخ مطلقمما حضممر أو‬
‫غاب انقطع خبره أول‪ .‬وعبارة شممرح م ر‪ :‬وشمممل كلمممه مممن تعممذر تحصمميلها منممه لغيبتممه وإن‬
‫طالت وانقطع خبره فقممد صممرح فممي الم بممأنه ل فسممخ ممما دام موسممرا وإن انقطممع خممبره وتعممذر‬
‫استيفاء النفقة من ماله‪ :‬أي ولم يعلم غيبة ماله في مرحلتين أخممذا مممما يممأتي والمممذهب نقممل‪ ،‬كممما‬
‫قاله الذرعي‪ ،‬وأفتى به الوالد رحمه ال تعالى‪ .‬وإن اختار كثيرون الفسخ‪ ،‬وجزم بممه الشمميخ فممي‬
‫شرح منهجه‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثله في التحفة‪ ،‬وفي ق ل ممما نصممه‪ :‬قمموله لفسممخ بمنممع موسممر ول متوسممط‬
‫سواء حضر أو غاب وإن انقطع خبره بأن تواصلت القوافل إلى الماكن التي يظن وصوله إليهمما‬
‫ولم تخبر به وإن لم يبلغ العمر الغالب سواء غاب موسرا أو معسممرا أو جهممل حمماله وإن شممهدت‬
‫بينة بأنه غاب معسرا وهذا ما اعتمده شيخنا‪ .‬ز ي‪ .‬وم ر‪ .‬وقال الذرعي‪ :‬إنه نص الشافعي وما‬
‫نقل مما يخالف ذلك مردود‪ .‬نعم‪ :‬لو شهدت البينة أنه معسر الن اعتمممادا علممى إعسمماره السممابق‬
‫على غيبته من غير أن تصرح بممذلك قبلممت ولهمما الفسممخ بممذلك‪ .‬وقممال شمميخ السمملم فممي المنهممج‬
‫وغيره وتبعه العلمة الطبلوي‪ .‬وغالب المتأخرين أن لهمما الفسممخ بانقطمماع خممبره وعممزى أيضمما‬
‫لوالد شيخنا م ر في بعض حواشيه وهو غير معتمد له‪ .‬اه‍ )قوله‪ :‬فإن انقطممع خممبره الممخ( مفهمموم‬
‫إن لم ينقطع )قوله‪ :‬ول مال له حاضر( أي في البلد‪ ،‬فإن كان له مال حاضر امتنع الفسممخ ومثلممه‬
‫ما إذا غاب ماله دون مسافة القصر فيمتنع الفسخ لنه في حكم الحاضر )قوله‪ :‬جمماز لهمما الفسممخ(‬
‫جواب إن )قوله‪ :‬لن تعذر واجبها( أي الزوجة من النفقة والكسوة ونحوهما مما مممر‪ ،‬وهممو علممة‬
‫لجواز الفسخ‪ .‬وقمموله بانقطمماع خممبره‪ :‬البمماء سممببية متعلقممة بتعممذر )قمموله‪ :‬كتعممذره( أي الممواجب‪،‬‬
‫والجار والمجرور خبر إن )قوله‪ :‬كما جزم به( أي بجواز الفسخ عند انقطاع خبره‬

‫] ‪[ 103‬‬

‫)قوله‪ :‬وخالفه تلميذه شيخنا( عبارته بعد كلم‪ :‬فجزم شيخنا في شرح منهجممه بالفسممخ فممي‬
‫منقطع خبر ل مال له حاضر مخالف للمنقول‪ ،‬كما علمت‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقد علمت أن م ل مخممالف أيضمما‬
‫له )قوله‪ :‬واختار الخ( هذا قول ثالث أعم مما جزم به شيخ السلم‪ ،‬وهمو ضمعيف أيضما )قموله‪:‬‬
‫في غائب( أي زوج غائب وهو متعلق باختار‪ ،‬وقوله تعذر تحصيل النفقة‪ :‬أي سواء كان التعممذر‬
‫بانقطاع خبره أم ل‪ .‬ومثل النفقة سائر ما يجب لها‪ :‬إذ ل فممرق بيممن أنممواع ممما يجممب لهمما )قمموله‪:‬‬
‫الفسخ( مفعول اختار )قوله‪ :‬وقواه( أي ما اختمماره كممثيرون )قمموله‪ :‬وقممال( أي ابممن الصمملح فممي‬
‫فتاويه )قوله‪ :‬إذا تعذرت النفقة( أي أو نحوها من كل ما هو واجب لها كممما علمممت )قمموله‪ :‬لعممدم‬
‫مال حاضر( علة التعذر )قوله‪ :‬مع عممدم إمكممان أخممذها( أي النفقممة‪ ،‬وقمموله منممه‪ :‬أي مممن الممزوج‬
‫الغائب‪ ،‬وقوله حيث هو‪ :‬أي في المكان الذي هو مستقر فيه‪ .‬وقوله بكتاب متعلق بأخممذها‪ .‬وقمموله‬
‫حكمي‪ :‬نسبة للحاكم بأن ترفع أمرها لحاكم بلدها ويكتب كتابا لحاكم بلده )قوله‪ :‬وغيره( أي غير‬
‫الكتاب الحكمي )قوله‪ :‬لكونه لم يعرف الخ( علمة لعممدم إمكمان أخممذها منمه )قموله‪ :‬أو عممرف( أي‬
‫موضعه )قوله‪ :‬ولكن تعذرت مطالبته( أي لكونه ظالما مثل )قمموله‪ :‬عممرف حمماله( أي مممن تعممذر‬
‫أخذ النفقة منه‪ ،‬وقوله في اليسار والعسار في بمعنى من البيانية لحاله‪ ،‬وقوله أو لم يعممرف‪ :‬أي‬
‫حاله ممن ذلمك )قموله‪ :‬فلهما الفسمخ( الجملمة جمواب إذا )قموله‪ :‬والفتماء بالفسمخ( ممن مقمول ابمن‬
‫الصلح‪ .‬وقوله هو الصحيح‪ :‬ضعيف )قوله‪ :‬ونقل شيخنا كلمممه( أي كلم ابمن الصمملح‪ .‬وقمموله‬
‫في الشرح الكبير‪ :‬هو المداد )قوله‪ :‬وقال فممي آخممره( أي وقممال شمميخنا فممي آخممر كلمممه‪ .‬وقمموله‬
‫وأفتى بما قاله‪ :‬أي ابن الصلح )قوله‪ :‬إذا لم يكن له( أي لزوجها الغائب‪ .‬وقوله مال كممما سممبق‪:‬‬
‫أي حاضر مع عدم إمكان أخذها منه حيث هو )قوله‪ :‬لها الفسخ( جممواب إذا )قمموله‪ :‬لقمموله تعممالى‬
‫وما جعل الخ( علة لكونها لها الفسخ )قمموله‪ :‬بعثممت بالحنيفيممة( أي بممالطريق الحنيفيممة‪ :‬أي المائلممة‬
‫عن سائر الديان إلى الدين الحق القيم‪ .‬وقمموله السمممحة‪ :‬أي السممهلة الممتي ل يكلممف فيهمما أحممد إل‬
‫وسعه‪ ،‬وقوله ولن مدار الفسخ على الضمرار‪ :‬أي أصمل الفسمخ مرتمب علمى إضمرار الزوجمة‬
‫)قوله‪ :‬موجود فيها( أي في المرأة‪ ،‬وقوله إذا لم يكن الخ‪ :‬قيد في وجود الضرر فيها‪ ،‬وقمموله وإن‬
‫كممان موسممرا‪ :‬غايممة فممي وجممود الضممرر حينئذ )قمموله‪ :‬إذ سممر الفسممخ الممخ( الولممى حممذف هممذا‬
‫والقتصار على قوله بعد ل سيما الخ لنه عين قوله ولن مدار الفسخ الممخ )قمموله‪ :‬فيكممون تعممذر‬
‫الخ( مفرع على كونها إذا لم يكن له مال كما سبق‪ ،‬وقوله حكمه حكممم العسممار‪ :‬أي وهممو كممونه‬
‫يثبت الفسخ )قوله‪ :‬وبالجملة( أي فأقول قممول متلبسمما بجملممة الكلم وحاصممله )قمموله‪ :‬عممدم جممواز‬
‫الفسخ كما سبق( أي على الوصف الذي سبق وهو كونه في‬

‫)‪ (1‬سورة الحج‪ ،‬الية‪.78 :‬‬

‫] ‪[ 104‬‬

‫غائب تعذر تحصيل النفقة منه )قوله‪ :‬والمختار الجممواز( أي جممواز الفسممخ وهممو ضممعيف‬
‫كما علمت )قوله‪ :‬وجزم( أي ابن زياد‪ ،‬وقوله في فتيا له أخرى‪ :‬أي غير همذه الفتيما المتي اختمار‬
‫فيها الجواز‪ ،‬وقوله بممالجواز‪ :‬أي جممواز الفسممخ حينئذ )قمموله‪ :‬ول فسممخ بإعسممار بنفقممة الممخ( هممذا‬
‫كالتقييد لجواز الفسخ بالعسار المار فكأنه قال محله إذا ثبت العسار وإل لم يجز الفسخ )قمموله‪:‬‬
‫ونحوها( أي النفقة كالكسوة والمسكن )قوله‪ :‬قبل ثبوت الممخ( الظممرف متعلممق بمحممذوف خممبر ل‪:‬‬
‫أي ل فسخ كائن قبل ثبوت العسار )قوله‪ :‬بإقراره( متعلق بثبوت )قوله‪ :‬أو بينة( معطوف على‬
‫إقممراره )قمموله‪ :‬تممذكر( أي البينممة فممي الشممهادة‪ ،‬وقمموله إعسمماره الن‪ :‬أي إذا أرادت البينممة تشممهد‬
‫بالعسار ل بد من أن نقول أنه معسر الن سواء كانت معتمدة في ذلك على ما كان من إعسمماره‬
‫حال الغيبة أم ل بدليل قوله ويجوز للبينة الخ )قوله‪ :‬ول تكفي الخ( المقام للتفريع على قوله تذكر‬
‫إعساره الن‪ :‬أي فل تكفي بينة تذكر أنه غاب عنهم وهو معسر وذلك لحتمممال طممرو الغنممى لممه‬
‫بعد غيبته والذي يظهر أن القرار ميل البينة فل بد من إقراره بأنه معسر الن‪ .‬فلو أقر بأنه كان‬
‫معسرا فل يكفي للعلة المذكورة )قوله‪ :‬ويجوز للبينة الخ( يعني يجوز للبينة القدام على الشممهادة‬
‫بإعساره الن اعتمادا على حالة الزوج التي غاب وهو متلبس بها وهي العسار ويقبلها القاضي‬
‫وإن علم أنها إنما شهدت معتمدة على ما كان عليه‪ .‬وقوله أو يسار‪ :‬الولى إسقاطه‪ ،‬إذ الكلم في‬
‫العسار )قوله‪ :‬ول تسئل الخ( أي ول يسأل القاضي البينة إذا شهدت بالعسممار ويقممول لهمما مممن‬
‫أين لك أنه معسر الن ؟ )قوله‪ :‬فلو صرح بمستنده( أي فلو صرح الشمماهد بمسممتنده فممي شممهادته‬
‫بإعساره الن وهو استصحاب حالته التي غاب وهو متلبس بها‪ ،‬والولى أن يقول فلممو صممرحت‬
‫بمستندها بتأنيث الضمير العائد علمى البينممة وقموله بطلممت الشممهادة فمي التحفمة ممما يقتضمي تقييممد‬
‫البطلن بما إذا ذكرته على سبيل الشك ل على سبيل التقوية ونصها بعد كلم‪ :‬بل لو شهدت بينة‬
‫أنه غاب معسرا فل فسخ ما لم تشممهد بإعسمماره الن وإن علممم اسممتنادها للستصممحاب أو ذكرتممه‬
‫تقوية ل شكا كما يأتي‪ .‬ا‍ه‪ .‬وسيأتي للشارح مثل هذا في آخر فصل الشهادات نقل عممن ابممن أبممي‬
‫الدم وعبممارته هنماك‪ :‬وشممرط ابمن أبمي المدم فمي الشمهادات بالتسممامع أن ل يصممرح بمأن مسمتنده‬
‫الستفاضة ومثلها الستصحاب‪ ،‬ثم اختار‪ ،‬وتبعه السبكي وغيره‪ ،‬أنه إن ذكره تقويممة لعلمممه بممأن‬
‫جزم بالشهادة‪ ،‬ثم قال‪ :‬مستندي الستفاضة أو الستصحاب سممعت شمهادته وإل فل‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحمذف‬
‫)قوله‪ :‬عند قاض( متعلق بثبوت )قوله‪ :‬أو محكممم( قممال فممي النهايممة‪ :‬بشممرطه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتممب ع ش‪:‬‬
‫قوله بشرطه‪ ،‬أي بأن يكون مجتهدا ولو مع وجود قاض أو مقلدا وليس في البلد قاضي ضرورة‪.‬‬
‫ا‍ه )قوله‪ :‬فل بد( أي في صحة الفسخ‪ ،‬وقوله من الرفع إليه‪ :‬أي رفممع أمرهمما إلممى مممن ذكممر مممن‬
‫القاضي أو المحكم‪ ،‬ول بد أيضا من ثبوت إعساره عنده )قمموله‪ :‬فل ينفممذ( أي الفسممخ منهمما وهممو‬
‫مفرع على فل بد الخ‪ .‬وقمموله قبممل ذلممك‪ :‬أي قبممل الرفممع إليممه )قمموله‪ :‬ول يحسممب عممدتها( أي إذا‬
‫فسخت بالشروط المذكورة‪ .‬وقوله إل من الفسخ‪ :‬أي ل من الرفع للقاضي )قوله‪ :‬قال شيخنا( أي‬
‫في التحفة )قوله‪ :‬فإن فقد قاض الخ( مفرع في كلمه على عدم جواز الفسخ حتى يثبممت إعسمماره‬
‫عند قاض أو محكم وقوله بمحلها‪ :‬أي الزوجة‪ ،‬والجار والمجرور متعلق بفقد‪ :‬أي فقد في محلهمما‬
‫من ذكر )قوله‪ :‬أو عجزت عن الرفع الخ( أي أو لم يفقممد القاضممي أو المحكممم لكممن عجممزت عممن‬
‫الرفع‪ .‬وقوله إلى القاضي‪ :‬أي أو المحكم‪ .‬ولو قممال أو عجممزت عمن الرفممع إليمه بالضممير العمائد‬
‫على من ذكر من القاضي والمحكم لوفى بالمراد وسلم من الظهار في محل الضمممار‪ ،‬والمممراد‬
‫بالعجز الشرعي لن العجز الحسي‪ ،‬وهو الفقد‪ ،‬قد ذكره بقموله فممإن فقممد قمماض )قموله‪ :‬كممأن قممال‬
‫الخ( تمثيل للعجز عن الرفع ويمثل أيضا بما إذا فقد‬

‫] ‪[ 105‬‬

‫الشهود أو غابوا‪ .‬وقوله ل أفسخ حتى تعطيني مال قال ع ش‪ :‬ظاهره وإن قل وقيمماس ممما‬
‫مر في النكاح من أن شرط جواز العدول عن القاضي للمحكم غير المجتهد حيث طلممب القاضممي‬
‫مال أن يكون له وقع جريان مثله هنا‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬استقلت بالفسخ( أي بشرط المهممال التممي وهمو‬
‫جواب إن )قوله‪ :‬وينفذ( أي الفسخ إذا استقلت به )قوله‪ :‬ظاهرا( أي بحسب ظاهر الشرع فلها أن‬
‫تتزوج بعد انقضاء العدة )قوله‪ :‬وكذا باطنا( أي ينفذ باطنا‪ :‬أي بحسب ما بينها وبيممن ال م )قمموله‪:‬‬
‫خلفا لمن قيد( أي النفوذ‪ .‬وقوله بالول‪ :‬هو نفوذه ظاهرا فقط )قوله‪ :‬لن الفسخ الخ( علة للنفمموذ‬
‫مطلقا ظاهرا وباطنا‪ ،‬وقوله على أصل صحيح‪ :‬وهو العسممار بممما مممر‪ .‬وقمموله وهممو‪ :‬أي بنمماؤه‬
‫على أصل صحيح مستلزم لنفوذه باطنا‪ ،‬ول ينافيه أن شرط نفوذه ثبموت العسمار عنمد القاضممي‬
‫أو المحكم لن محله إذا لم تعجز عنه )قوله‪ :‬جزموا بذلك( أي بالنفوذ باطنا ممممن جممزم بممه شمميخ‬
‫السلم في شرح الروض ونص عبارته‪ :‬فإن استقلت بالفسخ لعدم حاكم ومحكم ثم أوجممرت عممن‬
‫الرفع نفذ ظاهرا وباطنا للضرورة‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وفي فتاوى شيخنا ابن زياد الخ( هممو مممع ممما بعممده‬
‫تأييد لما قاله شيخه ابن حجر‪ .‬والحاصل‪ :‬الذي يستفاد من هذه النقول أن محل وجوب الرفع إلممى‬
‫القاضي أو المحكم وثبوت العسار عنده عند المكان فإن لم يمكن ذلك لفقممد القاضممي أو المحكممم‬
‫أو لطلبه مال أو لفقد الشهود أو غيبتهم جاز لها الفسخ بنفسها مع الشهاد عليه )قوله‪ :‬لو عجزت‬
‫المرأة عن بينة العسممار( أي لفقممدهم أو لغيبتهممم )قمموله‪ :‬جمماز الممخ( جممواب لممو )قمموله‪ :‬إذا تعممذر‬
‫القاضممي( أي والمحكممم )قمموله‪ :‬أو تعممذر الثبممات( أي أو لممم يتعممذر القاضممي ولكممن تعممذر إثبممات‬
‫العسار عنده‪ ،‬وقوله لفقد الخ‪ :‬علة تعذر الثبات‪ :‬أي وإنما تعذر إثبات العسار لفقممد الشممهود أو‬
‫غيبتهم عن البلد )قوله‪ :‬فلها أن تشهد بالفسخ( جممواب إذا ومفمماد هممذا أنممه ل بممد مممن الشممهاد ولممم‬
‫يتعرض ابن حجر لذلك ويمكن أن يقال إن عدم تعرضه له لكونه معلوما لنه ل بد مممن الشممهاد‬
‫على الفسخ )قوله‪ :‬وتفسخ بنفسها( أي وتستقل بالفسخ بنفسها لتعذر القاضي )قوله‪ :‬كما قالوا الخ(‬
‫أي قياسا على قولهم في المرتهن الخ‪ .‬وقوله إذا غمماب الراهممن‪ :‬وقممد حممل الجممل وأراد المرتهممن‬
‫استيفاء حقه منه‪) .‬قوله‪ :‬وتعذر إثبات الرهن( أي لفقد الشهود أو لغيبتهم أو لكون القاضي يطلممب‬
‫مال )قوله‪ :‬أن له( أي للمرتهن وهو مقول القول‪ ،‬وقوله بيممع الرهممن‪ :‬أي المرهممون‪ ،‬وقمموله دون‬
‫مراجعة قاض‪ :‬أي من غير أن يراجع المرتهن القاضي )قوله‪ :‬بل هممذا( أي فسممخها بنفسممها عنممد‬
‫تعذر القاضي أو الشهود‪ ،‬وقوله أهم‪ :‬أي من بيع المرتهن الرهن عند تعذر ذلك لتضممررها بعممدم‬
‫الفسخ‪ ،‬وقوله أعممم وقوعمما‪ :‬أي أكممثر وجمودا وحصممول )قمموله‪ :‬فممإذا تمموفرت شممروط الفسممخ ممن‬
‫ملزمتها المسكن الخ( فيه أنه لم يبين فيما تقدم أن شروط الفسخ ملزمتهمما الممخ‪ ،‬وصممنيعه يمموهم‬
‫أنه قد تقدم منه ذلك وأيضا هذه ليست شروطا للفسخ لنه قد نص على أن شرط الفسمخ العسممار‬
‫بما مر والعسار له قيود‪ ،‬وهي‪ :‬أن يكون بأقل النفقة أو الكسوة أو المسكن أو المهر‪ ،‬وأن يثبممت‬
‫عند القاضي بإقراره أو بينة‪ ،‬ولو سلم أن شروط النفقة شروط للفسخ بالعسممار بطريممق اللممزوم‪،‬‬
‫إذ المراد بالعسار العسار بنحو النفقة‪ ،‬ول يقال ذلك إل إذا كان ثابتا عليه وهممو ل يثبممت عليممه‬
‫إل بملزمتها المسكن ونحوه من كل ما ل يسقط النفقة‪ ،‬فكممان ينبغممي أن ينممص عليممه بممأن يقمول‪:‬‬
‫وشرط للفسخ شروط النفقة‪ .‬ولو قال فإذا أثبتت إعساره عند القاضممي أو المحكممم يمهلممه القاضممي‬
‫ثلثة أيام ثم يفسممخ همو أو يممأذن لهمما فيممه ول يجمموز الفسممخ إل بشممرط ملزمتهمما للمسممكن وعممدم‬
‫صدور نشوز منها وحلفها عليها وعلى أن ل مال له حاضممر ول تممرك نفقممة لكممان أولممى وأسممبك‬
‫)قوله‪:‬‬

‫] ‪[ 106‬‬

‫وعدم صدور نشوز منهمما( عطفمه علممى ممما قبلممه مممن عطممف العممام علممى الخمماص )قموله‪:‬‬
‫وحلفت عليهما( أي على ملزمتها للمسكن وعدم صدور نشوز منها‪ .‬وقوله وعلى أن الخ‪ :‬الجار‬
‫والمجرور معطوف على الجار والمجرور قبله‪ :‬أي وحلفت أن ل مال له حاضممر وعلممى أنممه لممم‬
‫يترك لها نفقة )قوله‪ :‬وأثبتت العسار( أي بإقراره أو ببينة‪ .‬وقوله بنحو النفقة‪ :‬متعلممق بالعسممار‬
‫)قوله‪ :‬على المعتمد( أي في أن الفسخ إنما يجوز لها بالعسار )قوله‪ :‬أو تعممذر تحصمميلها( جملممة‬
‫فعلية معطوفممة علممى جملممة وأثبتممت العسممار‪ ،‬ويحتمممل أن يقممرأ تعممذر بصمميغة المصممدر فيكممون‬
‫معطوفا على العسار‪ :‬أي وأثبتت تعذر تحصيلها‪ .‬وقوله علممى المختممار‪ :‬أي فممي أنممه يجمموز لهمما‬
‫الفسخ إذا غاب وتعذر تحصيل النفقة منه‪ .‬وهو ضممعيف )قمموله‪ :‬يمهممل القاضممي الممخ( جممواب إذا‬
‫)قوله‪ :‬أو المحكم( أي أو يمهل المحكم إذا فقد القاضي‪ ،‬وقوله ثلثة من اليمام‪ ،‬صمفة لموصموف‬
‫محذوف أي يمهل وجوبمما إمهممال ثلثممة أيمام بلياليهما )قموله‪ :‬وإن لمم يسممتمهله الممزوج( غايمة فمي‬
‫وجوب إمهال القاضي أو المحكم المدة المذكورة والسين والتاء للطلب‪ :‬أي يجب المهال وإن لممم‬
‫يطلب الزوج من القاضي المهلة )قوله‪ :‬ولم يرج الخ( معطوف على الغايممة فهممو غايممة أي يجممب‬
‫المهال للزوج المدة المذكورة وإن لم يرج الزوج حصول شئ في المستقبل ينفقممه عليهمما )قمموله‪:‬‬
‫ليتحقق إعساره( علة للمهال )قوله‪ :‬في فسخ( متعلق بيمهل‪ ،‬وقوله لغير إعسمماره بمهممر‪ :‬متعلممق‬
‫بفسخ‪ .‬وخرج به الفسخ لعساره بالمهر فإنه ل مهلة فيه‪ ،‬بل يكون على الفور عقممب الرفممع إلممى‬
‫القاضي‪ ،‬كما صرح به بقوله فإنه‪ :‬أي الفسخ بالعسار بالمهر على الفور‪ ،‬وقد علمت عنممد قمموله‬
‫وخيارها فوري ما نقله في شرح الممروض عممن الذرعممي مممن أن الفوريممة ليسممت بواضممحة وأن‬
‫المهال فيه أولى لنمه إذا ثبممت فمي العسمار بالنفقمة المتي ضمررها بتأخيرهما أكمثر فليثبمت فمي‬
‫العسار بالمهر بالولى )قوله‪ :‬وأفتى شيخنا أنه ل إمهال الخ( أي بل تنجممز الفسممخ عقممب ثبمموت‬
‫العسار )قوله‪ :‬ثم بعد إمهال الخ( أي ثم بعد مضي مدة المهال المذكورة )قوله‪ :‬يفسممخ هممو( أي‬
‫ولو بعد رضاها بإعساره‪ .‬ا‍ه‪ .‬فتح الجواد )قوله‪ :‬أثنمماء الرابممع( عبممارة المنهمماج‪ :‬صممبيحة الرابممع‬
‫)قوله‪ :‬في الرجل( متعلق بمحذوف صفة لخبر‪ :‬أي الخممبر المموارد‪ ،‬وقمموله ل يجممد شمميئا‪ :‬الجملممة‬
‫حال من الرجل‪ ،‬وقوله ينفق على امرأته‪ :‬الجملة صفة لشيئا‪ ،‬وقوله يفرق بينهممما‪ ،‬بممدل مممن لفممظ‬
‫خبر أو عطف بيان له أو مقول لقول محذوف‪ :‬أي قال عليه السلم فيه يفرق بينهما‪ ،‬وعبارة فتح‬
‫الجواد‪ :‬وذلك لقوله عليه الصلة والسلم في الرجل ل يجمد مما ينفمق علمى امرأتمه يفمرق بينهمما‬
‫وهو وإن أعله ابن القطان لكن يعضده عمل عمر وعلي وأبي هريرة رضي ال م عنهممم بقضمميته‪.‬‬
‫قال الشافعي رضي ال عنه‪ :‬ول أعلم أحدا من الصحابة خالفهم‪ ،‬وصح عن سعيد بن المسيب أن‬
‫ذلك سنة‪ ،‬قال الشافعي رضي ال عنه‪ :‬ويشبه أن يكون سنة النبي )ص(‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وقضممى( أي‬
‫حكم وقوله به‪ :‬أي بالخبر المذكور‪ :‬أي بمقتضاه )قوله‪ :‬ولو فسخت بالحاكم على غائب( أي ثبت‬
‫إعساره عنده‪ .‬وقوله لم يبطل‪ :‬أي الفسممخ‪ ،‬وقموله إل إن ثبممت أنهمما تعلمممه‪ :‬عبممارة التحفممة‪ .‬فممرع‪:‬‬
‫حضر المفسوخ نكاحه وادعى أن له بالبلد ما ل يخفى على بينة العسار لم يكفه حممتى يقيممم بينممة‬
‫بذلك وبأنها تعلمه وتقدر عليه فحينئذ يبطل الفسخ قاله الغزالي وفممي الحتيمماج إلممى إقممامته البينممة‬
‫بعلمها وقدرتها نظر ظاهر لنممه بيممان ببينممة الوجممود أنممه موسممر وهممو ل يفسممخ عليممه وإن تعممذر‬
‫تحصيل النفقة منه كما مر‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثله في النهاية‪ ،‬وفي حاشية الجمل ما نصه‪ :‬وانظر علممى قممول‬
‫شيخ السلم ومن تبعه لو حضر وادعى أن له مال بالبلد هل يقبممل قمموله ويبطممل الفسممخ أو ل ؟‪.‬‬
‫ا‍ه‪.‬‬

‫] ‪[ 107‬‬

‫)قوله‪ :‬ويسهل الخ( أي وإنها يسهل عليها أخذ النفقة من المال الذي تعلمه في البلد )قمموله‪:‬‬
‫بخلف نحو الخ( مفهوم قوله ويسهل عليها أخذ النفقة منه‪ :‬أي بخلف ما لو ادعممى مممال لممه فممي‬
‫البلد‪ ،‬وعلمت به لكنه ل يسهل عليها أخذ النفقة منه كعقار وعرض ل يتيسر بيعممه فممإنه ل يبطممل‬
‫به الفسخ لنه حينئذ كالعدم‪ .‬وقوله ل يتيسر بيعه‪ :‬أي إن احتيج إلى بيعه بأن لم تف غلته لو أجر‬
‫بالنفقة كما هو ظاهر‪ .‬وكتب ع ش‪ :‬قوله ل يتيسر بيعه‪ ،‬لعل المراد ل يتيسر بيعه بعد مدة قريبممة‬
‫فيكون كالمال الغائب فوق مسافة القصر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أو تفسممخ هممي( معطمموف علممى قمموله يفسممخ‬
‫هو‪ .‬وقوله بإذنه‪ :‬إنما توقف فسخها علممى إذنممه لنممه مجتهممد فيممه كالعنممة فل ينفممذ منهمما قبممل ذلممك‬
‫ظاهرا ول باطنا‪ .‬وقوله أي القاضي‪ :‬أي أو المحكم )قوله‪ :‬بلفظ فسخت النكاح( متعلممق بكممل مممن‬
‫الفعلين السابقين‪ :‬أعني قوله‪ :‬أول ويفسخ هممو‪ ،‬وقمموله ثانيمما أو تفسممخ هممي )قمموله‪ :‬فلممو سمملم نفقممة‬
‫الرابع( أي قدر عليها ح ل‪ ،‬وهذا مفهوم قيد ملحوظ بعمد قموله بمإذنه وهمو مما لمم تسملم لهما نفقمة‬
‫الرابع )قوله‪ :‬فل تفسخ الخ( جواب لو‪ ،‬والولى فيه أن يقول لم تفسخ‪ .‬وقوله بما مضى‪ :‬أي مممن‬
‫نحو النفقة )قوله‪ :‬لنه صار دينا( علة لعدم الفسخ‪ :‬أي ل تفسخ بمما مضمى إذا سملمها نفقمة اليموم‬
‫الرابع لن ما مضى من النفقة صار دينا عليه ول فسخ بالعسار بالدين‪ .‬قال في شممرح المنهممج‪:‬‬
‫ولو سلم بعد الثلث نفقة يوم وموافقا على جعلها ما مضممى ففممي الفسممخ احتمممالن فممي الشممرحين‬
‫والروضة بل ترجيح‪ ،‬وفي المطلب الراجممح منعممه ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬ولمو أعسممر( أي مممن أمهممل المممدة‬
‫المذكورة‪ ،‬وقوله بعد أن سلم نفقة الرابع‪ :‬متعلمق بأعسممر‪ ،‬وقموله بنفقمة الخممامس‪ :‬متعلمق بأعسممر‬
‫أيضا )قوله‪ :‬بنت على المدة( أي بنت الزوجة الفسخ على مدة المهال الماضية بمعنممى أنممه يعتممد‬
‫بها وتفسخ الن‪ .‬وقموله ولممم تسممتأنفها‪ :‬هممو معنممى البنمماء علممى المممدة المممارة أو لزم لهمما )قموله‪:‬‬
‫وظاهر قولهم( مقول لقول محذوف‪ :‬أي بنفقة الخامس‪ ،‬وهممو ثممابت فممي عبممارة التحفممة والنهايممة‪،‬‬
‫فلعله في الشرح ساقط من النساخ )قمموله‪ :‬أنممه الممخ( المصممدر المممؤول مممن أن المفتوحممة واسمممها‬
‫وخبرها خبر ظاهر )قوله‪ :‬استأنفتها( أي مدة المهال فل تفسخ إل بعد مضممي ثلثممة أخممرى مممن‬
‫بعد اليوم الرابع الذي وقع النفاق فيه )قوله‪ :‬هو( أي الستئناف الذي هو ظمماهر قممولهم المممذكور‬
‫محتمل )قوله‪ :‬ويحتمل أنه الخ( وعليه فتبنى على ما مضى إذا أعسر بنفقة السادس لن المتخلممل‬
‫أقل من ثلثة‪ .‬وقوله إن تخللت ثلثة‪ :‬أي فصلت ثلثة أيام ينفق فيهمما بيممن العسممار الول الممذي‬
‫مضت مدة المهال له وبين العسار الثاني‪ .‬والحاصل‪ :‬الضابط على هذا الحتمممال أن يقممال أنممه‬
‫متى أنفق ثلثة متوالية وعجز استأنفت‪ ،‬وإن أنفق دون الثلثة بنت على ممما قبلممه )قمموله‪ :‬أو أقممل‬
‫فل( أي أو تخلل أقل من الثلثة فل يجب الستئناف‪ ،‬بل تبنى وتفسخ حال‪ :‬كالمثال المار )قمموله‪:‬‬
‫ولو تبرع رجل بنفقتها لم يلزمها القبول( أي لما فيه من المنمة‪ ،‬وممن ثمم لمو سمملمها للمزوج وهمو‬
‫سلمها لها لزمها القبول لنتفاء المنة ثم إن محل عدم لزوم قبول تبرعه إذا لم يكممن أصممل للممزوج‬
‫ول سيدا له فإن كان له أصل أبا أو جدا وإن عل لزمها القبول لكن بشرط أن يكون الزوج تحت‬
‫حجره‪ ،‬وكذلك إن كان سيدا ووجهه في الول أنه يقدر دخول ما تبرع به في ملممك المممؤدي عنممه‬
‫ويكون الولي كأنه وهب وقبل له ووجهه في الثاني أن علقة السيد بقنه أتم من علقة الوالممد بولممده‪.‬‬
‫وبحث بعضهم أن تبرع ولد الزوج الذي يلزمه إعفافه كذلك فيلزمها القبول )قوله‪ :‬بل لها الفسخ(‬
‫الضراب انتقالي )قوله‪ :‬لها الخ( الجار والمجممرور خممبر مقممدم‪ ،‬وقمموله الخممروج‪ :‬مبتممدأ مممؤخر‪،‬‬
‫وقوله في مدة المهال‪ :‬متعلق به )قوله‪:‬‬
‫] ‪[ 108‬‬

‫والرضا بإعساره( أي وفي مدة الرضا بإعساره‪ ،‬وذلك لنها في حالة إعساره مخيرة بيمن‬
‫الفسخ وبين الرضا بإعساره مع عدم الفسخ‪ ،‬فمإذا رضميت لهما الخمروج فمي ممدة الرضما نهمارا‪،‬‬
‫وقوله قهرا عليه‪ :‬أي بالقهر على زوجها المعسر )قموله‪ :‬لسمؤال المخ( متعلممق بمالخروج‪ :‬أي لهما‬
‫الخروج لجل طلب نفقة أو اكتسابها‪ ،‬وقوله وإن كان لها‪ :‬غاية في جواز الخروج لممما ذكممر‪ :‬أي‬
‫يجوز لها الخروج لما ذكر وإن كان لها مال يكفيهما لنفقتهمما أو أمكمن كسممبها فمي بيتهما ممن غيمر‬
‫خروج )قوله‪ :‬وليس لها منعها( أي من الخروج لما ذكر‪ .‬قال‪ :‬فممي النهايممة‪ :‬والوجممه تقييممد ذلممك‬
‫بعدم الريبة‪ ،‬وإل منعها من الخروج أو خرج معها‪ .‬ا‍ه ومثله في التحفممة )قمموله‪ :‬لن حبسممه لهمما(‬
‫أي حبس الزوج‪ :‬أي منعه لها من الخروج وغيره )قوله‪ :‬إنما هو( أي الحبس‪ ،‬وقوله فممي مقابلممة‬
‫إنفاقه عليها‪ :‬أي فإذا لممم يوجممد النفمماق فليممس لمه حبسممها )قمموله‪ :‬وعليهمما الممخ( أي ويجممب عليهمما‬
‫الرجوع إلى مسكنها‪ :‬أي الذي رضي به الزوج‪ .‬وقوله ليل‪ :‬ظرف متعلممق برجمموع )قمموله‪ :‬لنممه‬
‫وقت اليواء( أي لن الليل وقت اليواء‪ :‬أي السكون والراحة‪ ،‬وهو علة لوجمموب الرجمموع ليل‪:‬‬
‫وفي البجيرمي نقل عن ع ش‪ :‬ويؤخذ منه أنه لو توقمف تحصمميلها‪ :‬أي الراحمة علممى مبيتهما فممي‬
‫غير منزله كان لها ذلك‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله دون العمل‪ :‬أي ليس الليل وقت العمممل والشممغل )قمموله‪ :‬ولهمما‬
‫منعه من التمتع( عبارة النهاية ولها منعه من التمتع بها‪ ،‬كما قاله البغوي ورجحه فممي الروضممة‪،‬‬
‫وقال الروياني‪ :‬ليس لها ذلك‪ ،‬وحممل الذرعممي وغيمره الول علممى النهمار‪ :‬أي وقممت التحصميل‬
‫والثاني على الليل وبه صرح في الحاوي وتبعه ابن الرفعة‪ .‬انتهت‪ .‬ومثله في التحفة )قوله‪ :‬قممال‬
‫شيخنا وقياسه الخ( خالفه في النهاية وعبارتهمما‪ :‬والوجممه عممدم سممقوط نفقتهمما مممع منعهمما لممه مممن‬
‫الستمتاع زمن التحصيل فإن منعته ذلك في غير مممدة التحصمميل سممقطت زمممن المنممع ا‍ه )قمموله‪:‬‬
‫فروع( أي ثلثة‪ :‬الول قوله ل فسخ الممخ‪ ،‬الثمماني قمموله‪ :‬ولممو زوج أمتممه الممخ الثممالث قمموله‪ :‬ولممو‬
‫أعسر الخ )قوله‪ :‬ل فسخ في غير مهر الخ( أي ل يجوز لسيد المة إذا زوج أمته وأعسر الزوج‬
‫بغير المهر من النفقة والكسوة والمسكن أن يفسخ النكاح مطلقا ولو كانت غير مكلفممة لن الفسممخ‬
‫بذلك يتعلق بالشهوة والطبع للمرأة ل دخل للسيد فيه‪ ،‬وما يجب لهمما مممن ذلممك وإن كممان ملكمما لممه‬
‫لكنه في الصل لها ويتلقاه السيد من حيث أنها ل تملك أما إذا أعسر بالمهر فله الفسخ بممه مطلقمما‬
‫لنه محض حقه ل تعلق للمة به ول ضرر عليها في فواته ولنه في مقابلة البضع فكممان الملممك‬
‫فيه‪ :‬لسيدها‪ .‬ويشبه ذلك بمما إذا بماع عبمدا وأفلمس المشمتري بمالثمن يكمون حمق الفسمخ للبمائع ل‬
‫للمشتري‪ .‬قال في التحفة‪ :‬نعم‪ .‬المبعضة ل بد لمن الفسخ فيها من موافقتها هي والسمميد أي مالممك‬
‫البعض‪ ،‬كما اعتمده الذرعي‪ ،‬أي بأن يفسخا معا أو يوكممل أحممدهما الخممر كممما هممو ظمماهر‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫ومثله في النهاية وشرح المنهممج )قمموله‪ :‬وليممس لممه منعهمما مممن الفسممخ بغيممره( أي ليممس للسمميد إذا‬
‫أرادت أمته الفسخ بإعساره بغير المهر أن يمنعها منه لن حق قبضه لها وفي الروض وشممرحه‪:‬‬
‫وتستقل المة بالفسخ للنفقة كما تفسخ بجبممه وعنتممه ولنهمما صمماحبة حممق فممي تنمماول النفقممة‪ ،‬فممإذا‬
‫أرادت الفسخ لم يكن للسيد منعها‪ ،‬ولممو كممانت المممة صممغيرة أو مجنونممة أو اختممارت المقممام مممع‬
‫الزوج لم يفسخ السيد لما مر ولن النفقة في الصل لهمما ثممم يتلقاهمما السمميد لنهمما ل تملممك فيكممون‬
‫الفسخ لها ل لسيدها‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ول الفسخ به الخ( لفظ فسخ يحتمل أن يكون معطوفا على منعها‪،‬‬
‫فهو مرفوع‪ ،‬وضمير به عليه يحتمل عوده على غير المهر‪ ،‬وهذا هو الملئم والقرب لممما بعممده‬
‫من التقييد والتعليل‪ ،‬ويحتمل عوده على المهر‪ .‬والمعنممى علممى الول‪ :‬وليممس للسمميد الفسممخ بغيممر‬
‫المهر عند رضاها بإعساره أو كونها غير مكلفة وفيه أن هممذا عيممن قمموله أول ل فسممخ فممي غيممر‬
‫مهر لسيد أمة‪ ،‬وعلى الثاني وليس للسيد الفسخ بالمهر‪ :‬أي بالعسار به عند رضاها بإعساره به‬
‫وهو باطل لن للسيد الفسخ به مطلقا ويحتمل‬

‫] ‪[ 109‬‬
‫أن يكون معطوفا على الفسخ فهو مجرور ويجري في ضمير به الحتمممالن المممذكوران‪،‬‬
‫والمعنى حينئذ وليس للسيد منعها من الفسخ بغير المهر على أن الضمير يعمود عليمه أو ليممس لمه‬
‫منعها من الفسخ بالمهر على أن الضمير يعود عليه والول مكرر مع ما قبله والثمماني باطممل لن‬
‫الفسخ بالمهر يتعلق بالسيد ل غير‪ ،‬وعبارة المنهج مع شرحه‪ :‬ول فسخ في غير مهممر لسمميد أمممة‬
‫بل له إن كانت غير صبية ومجنونة إلجاؤها إليه بأن يترك واجبها ويقول لها افسخي أو اصبري‬
‫على الجوع‪ ،‬أو العري دفعا للضرر عنه‪ .‬أما في المهر فله الفسممخ بالعسممار لنممه محممض حقمه‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬وعبارة فتح الجواد مع الرشاد‪ :‬وتفسخ مممن فيهمما رق دون سمميدها لنفقممة أو كسمموة أو مسممكن‬
‫ويفسخ سيد لمهر خاصة لنه محض حقه وليس له منعهمما مممن الفسممخ بغيممره ول الفسممخ بممه عنممد‬
‫رضاها أو عدم تكليفها لن النفقة في الصل لها الخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬فأنت ترى المؤلف خلممط صممدر عبممارة‬
‫المنهج بعجز عبارة فتح الجواد فمأوجب عممدم اللممتئام فممي عبممارته‪ ،‬فكمان عليمه أن يسملك مسملك‬
‫العبارة الولى أو مسلك العبارة الثانية ويحذف قوله ول الفسممخ بممه ويكممون التقييممد والتعليممل بعممد‬
‫مرتبطين بقوله ل فسخ في غير مهر لسيد أمة )قوله‪ :‬عند رضاها الخ( متعلق بقوله ول فسخ بممه‬
‫بناء على احتمال الرفع مع احتمال عود الضمير على غير المهر‪ :‬أي وليممس للسمميد الفسممخ بغيممر‬
‫المهر عند رضاها بإعصار به أو عدم تكليفها‪ ،‬فإن لم ترض به وكانت مكلفممة فهممي الممتي تباشممر‬
‫الفسخ ل السيد أما على بقية الحتمالت فهو متعلق بقوله ل فسخ في غير مهر لسيد أمممة‪ ،‬ومثلممه‬
‫التعليل بعده )قوله‪ :‬لن النفقة الخ( أي ليس للسيد الفسخ بغيممر المهممر لن النفقمة فممي الصممل لهمما‬
‫وإن كانت تؤول بعد ذلك له من حيث أن المة ل تملك شيئا )قوله‪ :‬بل لممه إلجاؤهمما( أي ليممس لممه‬
‫الفسخ بغير المهر عند رضاها لكن له إلجاؤها إلى الفسخ لكن محله إذا كانت مكلفة إذ ل ينفذ من‬
‫غيرها‪ ،‬وقوله‪ :‬بأن ل ينفق عليها تصوير لللجاء‪ ،‬فمعنى اللجمماء أن ل ينفممق عليهمما ول يمونهمما‬
‫حتى تفسخ فإذا فسخت أنفق عليها واستمتع بها أو زوجها على غيره وكفى نفسممه مؤنتهمما )قمموله‪:‬‬
‫دفعا للضرر عنه( تعليل لجواز اللجاء له )قوله‪ :‬ولو زوج أمته بعبده الخ( مثله ما لو زوج أمته‬
‫بأصل له يلزمه إعفافه فل فسخ لها ول له إذ مؤنتها عليه )قوله‪ :‬فل فسخ لها( أي للمممة‪ .‬وقمموله‬
‫ولله‪ :‬أي للسيد‪ ،‬وقوله إذ مؤنتها‪ :‬أي المة وكذا مؤنة العبد وفي بعممض النسممخ مؤنتهممما فيكممون‬
‫الضمير عائدا عليهما‪ .‬وقوله عليه‪ :‬أي على السيد )قمموله‪ :‬ولممو أعسممر سمميد المسممتولدة( أي منممه‪.‬‬
‫وقوله عن نفقتها‪ :‬متعلق بأعسر )قوله‪ :‬قمال أبمو زيمد أجمبر المخ( وقمال فممي النهايممة‪ :‬أجمبر علمى‬
‫تخليتها للكسب لتنفق منه أو على إيجارها ول يجبر على عتقها أو تزويجها ول بيعها مممن نفسممها‬
‫فإن عجزت عن الكسب أنفق عليها من بيت المال‪ .‬قال القمولي‪ :‬ولو غمماب مولهمما ولممم يعلممم لمه‬
‫مال ول لها كسب ول كان بيت مال فالرجوع إلى وجه أبي زيد بالتزويج أولى للمصمملحة وعممدم‬
‫الضرر‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬فائدة الخ( المناسب تقديم هذه الفائدة وذكرها فممي شممرح قمموله فل فسممخ إن لممم‬
‫ينقطع خبره )قوله‪ :‬لو فقد الزوج قبل التمكين( أي غاب وانقطع خبره قبل أن تمكنه الزوجمة مممن‬
‫نفسها‪ .‬ثم إن هذا يقتضي تقييد الخلف الممار فمي منقطممع الخمبر بالممكنممة‪ ،‬وهمو أيضمما مقتضممى‬
‫كلمه المار‪ :‬إذ هو مفروض في موسر أو متوسط ممتنع من النفاق‪ ،‬ول يقال إنممه ممتنممع إل إذا‬
‫وجب عليه ول يجب عليه إل بعد التمكين )قوله‪ :‬فظمماهر كلمهممم أنمه ل فسممخ( أي قممول واحممدا‪.‬‬
‫وانظر لم لم يجر فيه الخلف المار في منقطع الخبر بعد التمكين بجامع التضرر في كل وقد مممر‬
‫أن مدار الفسخ على الضرر ول شك أنه حاصل لها ؟ ويمكن أن يفرق بينهما بأن الفسخ إنما هممو‬
‫للعسار بالنفقة أو لتعذرها بانقطاع خبره والمفقود قبل التمكين لم تجب عليه نفقة حتى يقممال إنممه‬
‫أعسممر بهمما أو تعممذر تحصمميل النفقممة منممه‪ .‬فتنبممه‪) .‬قمموله‪ :‬ومممذهب مالممك رحمممه الم تعممالى( فممي‬
‫الباجوري‪ :‬مذهب المالكية إذا غاب الزوج ولم يترك لها مال تفسخ عندهم‪ ،‬فلو فعل ذلممك مممالكي‬
‫ثم حضر الزوج فللشافعي نقضه‪ ،‬ا‍ه‪ ،‬بالمعنى )قوله‪ :‬ل فرق( أي في جواز الفسخ‬

‫] ‪[ 110‬‬
‫)قوله‪ :‬إذا تعذرت( أي بغيبته‪ ،‬وقوله وضربت المدة‪ :‬معطوف على تعذرت النفقة )قمموله‪:‬‬
‫وهي( أي المدة‪ .‬وقوله عنده‪ :‬أي عند مالك رضي ال عنه‪ .‬وقمموله للتفحممص عنممه‪ :‬علممة لضممرب‬
‫المدة المذكورة عنده‪ :‬أي وتضرب المدة لجل التفحص عنه‪ :‬أي السؤال والتفتيش عنه )قوله‪ :‬ثم‬
‫يجوز الفسخ( أي ثم بعد ضرب المدة المذكورة يجوز لها الفسخ عندهم )قوله‪ :‬تتمة( أي في بيممان‬
‫حكم مؤن القممارب‪ :‬الصممول والفممروع‪ .‬والصممل فممي وجوبهمما للصممول قمموله تعممالى فممي حممق‬
‫البوين * )وصاحبهما في الدنيا معروفا( * وقوله تعالى‪) * :‬ووصينا النسان بوالممديه إحسممانا( *‬
‫ومن المعروف والحسان القيام بكفايتهما عند حاجتهما‪ ،‬وخبر أطيب ما يأكل الرجل مممن كسممبه‪،‬‬
‫وولده من كسبه‪ ،‬فكلمموا مممن أممموالهم والجممداد والجممدات ملحقممون بهممما فممي ذلممك‪ .‬والصممل فممي‬
‫وجوبها للفروع قوله تعالى‪) * :‬فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن( * إذ إيجاب الجرة لرضمماع‬
‫الولد يقتضي إيجاب نفقتهم‪ ،‬وقوله عليه الصلة والسلم لهند خذي ما يكفيك ولممدك بممالمعروف‬
‫رواه الشيخان‪ .‬وأولد الولد ملحقون بهممم )قمموله‪ :‬يجممب علممى موسممر( أي مممن أصممل أو فممرع‪،‬‬
‫والكلم على التوزيع‪ ،‬فإن كان الموسر فرعا فيجب عليه الكفاية لصممله‪ ،‬وإن كممان أصممل يجممب‬
‫عليه الكفاية لفرعه‪ ،‬وقوله ذكر أو أنثى‪ :‬تعميم في الموسممر )قمموله‪ :‬ولممو بكسممب( غايممة للموسممر‪،‬‬
‫وهي للرد‪ :‬أي يجب عليه ولو كان يساره بسب قدرته على كسب يليق بمه‪ ،‬وهممذا يفيمد أنمه يجمب‬
‫على الصل اكتساب نفقة فرعه‪ ،‬وهو كذلك إذ كان عاجزا عن الكسب‪ ،‬كما فممي سممم‪ ،‬وعبممارته‪:‬‬
‫يجب على الصل القادر اكتساب نفقة فرعه العاجز لنحو زمانة كصغر ‪ -‬ل مطلقمما ‪ -‬ا‍ه‪ .‬وقمموله‬
‫يليق به‪ :‬ول بممد أن يكممون حلل أيضمما‪ .‬وعبممارة التحفممة مممع الصممل‪ :‬ويلممزم كسمموبا كسممبها‪ ،‬أي‬
‫المؤن‪ ،‬في الصح إن حل ولق به وإن لم تجر عادته بممه لن القممدرة بالكسممب كهممي بالمممال فممي‬
‫تحريم الزكاة وغيرها‪ ،‬وإنما لم يلزمه‪ ،‬أي الكسب لوفاء دين لممم يعممص بممه لنممه علممى الممتراخي‪،‬‬
‫وهذه فورية ولقلة هذه وانضباطها بخلفه‪ ،‬ول يجب لجلهما‪ ،‬أي الممؤن‪ ،‬سمؤال زكماة ول قبمول‬
‫هبة‪ ،‬فإن فعل وفضل شئ عما مر أنفق عليه منه‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬بما فضل( متعلق بموسر‪ :‬أي يجممب‬
‫على موسر بما فضل الخ فإن لم يفضل شئ عما ذكر فل وجوب لنممه ليممس مممن أهممل المواسمماة‪،‬‬
‫ولقوله )ص( إبدأ بنفسك فتصدق عليها‪ ،‬فإن فضل شئ فلهلك‪ ،‬فإن فضل عن أهلممك شممئ فلممذي‬
‫قرابتك وقوله عن قوته‪ :‬أي حاجته من كل ما ل يغنى لمثله عنممه كمسممكن وملبممس وفممرش وممماء‬
‫وضوء‪ .‬وقوله‪ :‬وقوت ممونة‪ :‬أي حاجة من يمونه من زوجتممه وخادمهمما وأم ولممده‪ .‬وقمموله يممومه‬
‫وليلته‪ :‬الضمير فيهما يعود على النفاق المعلوم من المقام‪ ،‬والظممرف متعلممق بفضممل‪ :‬أي موسممر‬
‫بما فضل عن قوته وقوت ممونه في يموم النفمماق وليلتمه‪ :‬أي الممتي تمأخرت عنمه )قموله‪ :‬وإن لممم‬
‫يفضل عن دينه( أي يجب عليه ما ذكر وإن لم يكمن فاضممل عمن دينمه )قموله‪ :‬كفايممة المخ( فاعممل‬
‫يجب‪ ،‬وهو مضاف إلى ما بعده إضافة على معنى اللم أو من‪ :‬أي يجب على موسر كفاية لنفقممة‬
‫الخ لقوله عليه السلم خذي ما يكفيك وولممدك بممالمعروف ويجممب إشممباعه شممبعا يقممدر معممه علممى‬
‫التردد والتصرف‪ ،‬ول يجب ما زاد على ذلك وهو المبالغة في إشباعه‪ ،‬كما ل يكفي سد الرمممق‪،‬‬
‫ويعتبر حاله في سنه وزهادته ورغبته‪ ،‬وقوله‪ :‬ممع أدم ودواء‪ :‬أي ومسمكن‪ ،‬وعبمارة البجيرممي‪:‬‬
‫دخل في الكفاية القوت الدم والكسوة‪ ،‬وخالف البغوي في الدم‪ .‬وتجب الكسوة بما يليق بمه لمدفع‬
‫الحاجة والمسكن وأجرة الفصد والحجامة وطبيب وشرب الدويمة ومؤنمة الخمادم إن احتمماج إليمه‬
‫لزمانة أو مرض‪ .‬ا‍ه‪ .‬ثم إنه يباع لكفاية القريب ما يباع للدين من عقار وغيره كالمسكن والخادم‬
‫والمركوب ولو احتاجها لنها مقدمة على وفاء الدين فبيع فيها ما يباع فيه بالولى‪ .‬قال في شرح‬
‫المنهج‪ :‬وفي كيفية بيع العقار وجهان‪ :‬أحدهما يباع كل يوم جزء بقممدر الحاجممة‪ ،‬والثمماني ل لنممه‬
‫يشق‪ ،‬ولكن يقترض عليه إلى أن يجتمع ما يسهل بيع العقار له‪ ،‬ورجح النممووي فممي نظيممره مممن‬
‫نفقة‬

‫)‪ (1‬سورة لقمان‪ ،‬الية‪ (2) .15 :‬سورة العنكبوت‪ ،‬الية‪ (3) .8 :‬سورة الطلق‪ ،‬الية‪.6 :‬‬
‫] ‪[ 111‬‬

‫العبد الثاني فليرجع هنا‪ .‬وقال الذرعي‪ .‬أنه الصحيح أو الصواب‪ ،‬قممال ول ينبغممي قصممر‬
‫ذلك على العقار‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬لصل( متعلق بكفاية‪ ،‬وكما تجب الكفايممة لممه تجممب لقنممه المحتمماج لممه‬
‫وزوجته إن وجب إعفافه بممأن احتمماج إلممى النكمماح‪ .‬وقمموله وإن عل‪ :‬أي الصممل‪ .‬وقمموله ذكممر أو‬
‫أنثى‪ :‬أي ل فرق في الصل بين أن يكون ذكرا أو أنثى )قوله‪ :‬وفممرع( معطمموف علممى الصممل‪.‬‬
‫وقوله وإن نزل‪ :‬أي الفرع ولو كان من جهة البنات فشمل ولد البن وولد البنت وقوله كممذلك أي‬
‫ذكرا أو أنثى‪ .‬تنبيه‪ :‬اقتصاره علمى الصممل والفمرع يخمرج غيرهممما ممن سمائر القممارب كمالخ‬
‫والخت والعم والعمة‪ ،‬وأوجب أبو حنيفة رضي ال عنه نفقة كل ذي محرم بشممرط اتفمماق الممدين‬
‫في غير البعاض تمسكا بقوله تعالى‪) * :‬وعلى الوارث مثل ذلك( * وأجاب الشافعي‪ ،‬رضي ال‬
‫عنه‪ ،‬بأن المراد مثل ذلك في نفي المضارة كما قيده ابممن عبمماس‪ ،‬وهممو أعلممم بكتمماب الم تعممالى‪،‬‬
‫أفمماده فممي المغنممي )قمموله‪ :‬إذا لممم يملكاهمما( أي الكفايممة‪ .‬قممال فممي المنهممج وشممرحه‪ ،‬وكانمما حريممن‬
‫معصومين وعجز الفرع عن كسب يليمق بمه‪ ،‬ثمم قمال‪ :‬وبمما ذكمر‪ ،‬أي ممن تقييمد الفمرع بمالعجز‬
‫والطلق في الصل‪ ،‬علم أنهما لممو قممدرا علممى كسممب لئق بهممما وجبممت لصممل ل فممرع لعظممم‬
‫حرمة الصل الخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله حرين‪ :‬أي كل أو بعضا‪ .‬قال في حاشممية الجمممل‪ :‬فممالمبعض تجممب‬
‫عليه نفقه قريبة بتمامها‪ .‬كما في شرح م ر‪ ،‬خلفا لمن قال يجب عليه بقممدر ممما فيممه مممن الحريممة‬
‫ولمن قال ل يجب عليه شئ‪ .‬وعبارة الخطيب على المنهاج‪ :‬وأما المبعض فإن كممان منفقمما فعليممه‬
‫نفقة تامة لتمام ملكه فهو كحر الكل وقيل بحسب حريته‪ ،‬وإن كان منفقا عليه فتبعض نفقتممه علممى‬
‫القريب والسيد بالنسبة إلى ما فيه من رق وحرية‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وإن اختلفمما دينمما( غايممة فممي وجمموب‬
‫الكفاية‪ :‬أي تجب الكفاية للصل أو الفرع مطلقا سواء اختلفا في الدين أو اتفقا‪ ،‬فل يضر في ذلك‬
‫اختلف الدين فيجب على المسلم نفقة الكافر‪ ،‬لكن بشرط العصمة وعكسه لعموم الدلممة ولوجممود‬
‫الموجب وهو البعضية فممإن قيممل هل كممان وجمموب النفقممة كممالميراث فممي اشممتراط اتفمماق الممدين ؟‬
‫أجيب‪ ،‬بأن الميراث مبني على الموالة والمناصرة‪ ،‬ول موالة ول مناصرة عند اختلف الممدين‪،‬‬
‫والنفقة مبنية على الحاجة‪ ،‬وهي موجودة عند التفاق وعند الختلف )قوله‪ :‬ل إن كممان أحممدهما‬
‫الخ( مفهوم قيد ملحوظ يعلم من عبارة المنهج‪ :‬أي تجب الكفاية لصل وفرع إن كانا معصممومين‬
‫ل إن كان أحدهما حربيا أو مرتدا وإنما لم تجب كفايتهما لنها مواساة وهما ليسا من أهلهمما لنممه‬
‫ل حرمة لهما‪ .‬إذ أمر الشارع بقتلهما )قوله‪ :‬قال شيخنا في شرح الرشاد ول إن كان زانيا الممخ(‬
‫عبارته‪ :‬ويجب قوام بعض له من أصل أو فممرع معصمموم ل مرتممد وحربممي‪ ،‬وكممذا زان محصممن‬
‫وتارك الصلة بشرطه أخذا من التعبير بمعصوم وقياسا لهما على من قبلهما‪ .‬ا‍ه‪ .‬إذا علمت ذلك‬
‫فالمؤلف حكى قوله بالمعنى‪ .‬وقوله بشرطه‪ :‬أي بشرط عممدم عصمممته‪ ،‬وهممو أن يكممون قممد أمممره‬
‫المام بها واستتابه فلم يتب )قوله‪ :‬خلفا لما قاله في شرح المنهاج( عبارته‪ :‬وهل يلحق بهممما أي‬
‫المرتد والحربي نحو زان محصن بجامع الهدار أو يفرق بأنهما قممادران علممى عصمممة نفسمميهما‬
‫فكان المانع منهما بخلفه فإن توبته ل تعصمه ويسن له الستر على نفسه وكممذا للشممهود علممى ممما‬
‫يأتي فكان من أهل المواساة لعدم مانع قائم به يقدر على إسممقاطه ؟ كممل محتمممل‪ .‬والثمماني أوجممه‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬قال ع ش‪ :‬ومقتضى ما علل به أن مثله‪ ،‬أي الزاني المحصن‪ ،‬قاطع الطريق بعد بلوغ خممبره‬
‫للمام‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ول إن بلغ فرع الخ( هذا مفهوم قيد ملحوظ يعلم من عبارة المنهج أيضا وهممو‪،‬‬
‫وعجز الفرع عن كسب يليق به‪ :‬أي فل تجب الكفاية على الصل إن بلممغ فممرع وتممرك كسممبا لممه‬
‫قدرة عليه وكان لئقا به‪ ،‬بخلف الصل تجب له وإن ترك كسبا لق بمثله لما تقدم ويستثنى من‬
‫الول ما لو كان مشتغل بعلم شرعي ويرجى منه النجابة والكسب يمنعه فتجب كفممايته حينئذ ول‬
‫يكلف الكسب‪ .‬وفي حاشية الجمل‪ :‬وقع السؤال عما لو حفممظ القممرآن ثممم نسمميه بعممد البلمموغ وكممان‬
‫الشتغال بحفظه يمنعممه مممن الكسممب هممل يكممون ذلممك كاشممتغاله بممالعلم أم ل ؟ والجممواب عنممه أن‬
‫الظاهر أن يقال فيه إن تعين طريقا بأن تتيسر القمراءة فمي غيمر أوقمات الكسمب كمان كالشمتعال‬
‫بالعلم‪ ،‬وإل فل‪ .‬ا‍ه‪ .‬وخرج بقوله‬
‫)‪ (1‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪.233 :‬‬

‫] ‪[ 112‬‬

‫بلغ ما إذا لم يبلغ فكفايته تكون على الولي مطلقا ولو كان مكتسبا وترك الكسممب اختيممارا‪.‬‬
‫نعم‪ :‬يجوز له أن يحمله على الكتساب إذا أطاقه وينفق عليممه مممن كسممبه ولممه إيجمماره لممذلك ولممو‬
‫لخذ نفقته الواجبة له عليه )قوله‪ :‬ول أثر لقدرة أم أو بنت على النكاح( أي في وجمموب كفايتهممما‬
‫فيجب لهما الكفاية مع القدرة عليه‪ .‬وفي البجيرمي‪ :‬قال زي وقدرة الم أو البنت علممى النكمماح ل‬
‫تسقط نفقتها وهو واضح في الم‪ ،‬وأما البنت ففيه نظممر إذا خطبممت وامتنعممت لن هممذا مممن بمماب‬
‫التكسب والفرع إذا قدر عليه كلفه إل أن يقال أن التكسب بذلك يعممد عيبمما‪ .‬ا‍ه )قمموله‪ :‬لكممن تسممقط‬
‫الخ( الولى حذف أداة الستدراك ووضع حرف العطممف موضممعها‪ .‬وعبممارة التحفممة‪ :‬وبتزوجهمما‬
‫تسقط نفقتها بالعقد وإن كان الزوج معسرا ما لم تفسخ لتعذر إيجاب نفقتين‪ .‬كذا قيل‪ .‬وفيممه نظممر‪:‬‬
‫لن نفقتها على الزوج إنما تجب بالتمكين كما مر فكان القياس اعتباره‪ ،‬إل أن يقال إنهما بقمدرتها‬
‫عليه مفوتة لحقها‪ ،‬وعليه فمحله في مكلفة فغيرها ل بد من التمكين‪ ،‬وإل لم تسقط عن الب فيممما‬
‫يظهر‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وفيه( أي سقوط نفقتها بالعقد نظر‪ ،‬وهو غير ظاهر على القديم مممن أنهمما تجممب‬
‫بالعقد )قوله‪ :‬لن نفقتها الخ( علة النظر )قوله‪ :‬وإن كان الزوج معسرا( غاية لقوله تسممقط نفقتهمما‬
‫بالعقد‪ :‬أي تسقط نفقتها به وإن كان الزوج معسرا ل يملمك نفقتهما‪ ،‬وقموله‪ :‬مما لمم تفسمخ قيمد فمي‬
‫سقوط نفقتها بذلك مع إعسار الزوج‪ :‬أي محله ما لم تفسخ النكاح بالعسار‪ ،‬فإن فسخت استحقت‬
‫النفقة على الصل أو الفممرع )قمموله‪ :‬ول تصممير مممؤن القريممب الممخ( أي ل تصممير مممؤن القريممب‬
‫الصل أو الفرع بفوتها بمضي الزمان دينا عليه‪ ،‬بل تسقط بذلك وإن تعدى المنفق بالمنع‪ ،‬وذلممك‬
‫لنها وجبت لدفع الحاجة الناجزة مواساة وقد زالت‪ ،‬بخلف نفقة الزوجة‪ .‬وفي حاشية الجمل ممما‬
‫نصه‪ :‬قال بعضهم قد علم من ظاهر كلمهم المذكور أن في النفقممة المممذكورة‪ ،‬أي نفقممة القريممب‪،‬‬
‫شائبة إمتاع من حيث سقوطها بمضي الزمان‪ ،‬وشائبة إباحة ممن حيمث عمدم تصممرفه فيهما بغيممر‬
‫أكله‪ ،‬وشائبة تمليك من حيث ملكه لهما بالمدفع ممن غيمر صميغة وعمدم اسمتردادها منمه لمو أيسمر‬
‫فيأكلها‪ .‬ا‍ه‪ .‬ق ل‪ .‬على الجلل‪ .‬ا‍ه )قمموله‪ :‬إل بمماقتراض قمماض الممخ( أي فممإنه حينئذ تصممير دينمما‬
‫عليه‪ ،‬ويشترط في اقتراض القاضي أن يثبت عنده احتياج الفممرع وغنممى الصممل‪ .‬وقمموله لغيبممة‪:‬‬
‫متفق متعلق باقتراض‪ ،‬واللم للتعليل‪ .‬وقوله أو منع‪ :‬أي أو منعه من النفاق عليه‪ .‬وقوله صممدر‬
‫منه‪ :‬أي من المنفق )قوله‪ :‬ل بإذن منه( أي ل تصير دينا بإذن صادر من القاضي في القتراض‬
‫وما ذكر هو الذي جرى عليممه شمميخ السمملم فممي شممرح المنهممج‪ ،‬وقممال فيممه خلفمما لممما وقممع فممي‬
‫الصل‪ :‬أي من صيرورتها دينا بذلك‪ ،‬ونص عبارة الصل‪ :‬ول تصير دينا إل بفرض قمماض أو‬
‫إذنه في اقتراض‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال في التحفة والنهاية‪ :‬وبحث أنهما ل تصمير دينما إل بعمد القمتراض‪ .‬اه‍‬
‫)قوله‪ :‬ولو منع الزوج أو القريب النفاق( أي امتنع من النفاق على من يجممب عليممه النفمماق لممه‬
‫)قوله‪ :‬أخذها المستحق( أي من مال الزوج أو القريب الموسر وعبارة المغني وللقريب أخذ نفقته‬
‫من مال قريبه عند امتناعه إن وجد جنسها‪ ،‬وكذا لم يجده في الصح وله الستقراض إن لم يجممد‬
‫له مال وعجز عن القاضي ويرجع إن أشهد‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال في النهاية‪ :‬والوجمه جريممان ذلمك فمي كممل‬
‫منفق )قوله‪ :‬فرع( الولى فروع لنه ذكر ثلثة فروع‪ :‬الول قوله‪ :‬مممن لممه أب وأم الممخ‪ ،‬الثمماني‬
‫قوله‪ :‬من له أصل وفرع الخ‪ ،‬الثالث قوله‪ :‬ويجب على أم الممخ )قمموله‪ :‬مممن لممه أب( أي وإن عل‪.‬‬
‫وقوله وأم‪ :‬وإن علت )قوله‪ :‬فنفقته على الب( أي ولو كان بالغا استصحابا لما كممان فممي صممغره‬
‫ولعموم خبر هند السابق )قموله‪ :‬وقيممل هممي( أي النفقمة عليهممما أي علممى الب والم معمما‪ .‬وقمموله‬
‫لبالغ‪ :‬أي عاقل وإنما وجبت له عليهما لستوائهما فيممه ‪ -‬بخلف ممما إذا كممان صممغيرا أو مجنونمما‬
‫لتميز الب بالولية عليهما )قوله‪ :‬ومن له أصل وفرع( أي وهو عاجز‪ .‬وقوله فعلممى الفممرع‪ :‬أي‬
‫فنفقته على الفرع وإن بعد كأب وابن ابن لن عصوبته أقوى وهو أولى‬
‫] ‪[ 113‬‬

‫بالقيام بشأن أبيه لعظم حرمتمه‪ ،‬وقيممل إنهما علممى الصمل‪ ،‬وقيمل عليهمما لشمتراكهما فمي‬
‫البعضية )قوله‪ :‬أو له( أي من أيسر‪ .‬وقوله محتمماجون مممن أصممول وفممروع‪ :‬أي وغيرهممما ممممن‬
‫تلزمه نفقته كزوج وخادمها بدليل قوله بعد ثم زوجتمه‪ .‬وعبممارة التحفمة‪ :‬وممن لمه محتمماجون مممن‬
‫أصموله وفروعمه أو أحمدهما ممع زوجمة وضماق موجموده عمن الكمل‪ .‬ا‍ه )قموله‪ :‬قمدم نفسمه( أي‬
‫للحديث إبدأ بنفسك الخ‪ .‬وقوله ثم زوجته‪ :‬أي لن نفقتهمما آكممد لنهمما ل تسممقط بغناهمما ول بمضممي‬
‫الزمان‪ ،‬ولنها وجبت عوضا والنفقة على القريب مواساة‪ .‬قال في التحفة‪ :‬ومر أن مثمل الزوجمة‬
‫خادمهمما وأم ولممده‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقمموله وإن تعممددت أي الزوجممة فيقممدم المتعممدد مممن الزوجممات علممى بقيممة‬
‫القارب )قوله‪ :‬ثم القرب فالقرب( أي ثم قدم القرب فالقرب من أصوله وفروعه فيقممدم الب‬
‫على الجد والبن على ابن البن )قوله‪ :‬نعم لو كان الخ( هذا مفهوم قمموله قممدم القممرب فممالقرب‪:‬‬
‫أي فإن استووا في القرب فالحكم ما ذكره بقوله قدم الخ‪ ،‬فلو ذكره ل علممى وجممه السممتدراك بممل‬
‫على وجه المفهوم لكان أولمى‪ .‬وقموله‪ :‬البمن الصمغير‪ ،‬ويقمدم بالرضميع والمريمض علمى غيمره‬
‫)قوله‪ :‬ثم الب( قال في التحفة الوجه ان الب المجنممون مسممتو مممع الولممد الصممغير أو المجنممون‬
‫ويقدم من اختص من أحد مستويين قربا بمرض أو ضعف‪ ،‬كما تقممدم‪ ،‬بنممت ابممن علممى ابممن بنممت‬
‫لضعفها وإرثها وأبو أب على أبي أم لرثه وجد أو ابن ابن زمن علممى الب أو ابمن غيممر زممن‪،‬‬
‫ولو استوى جمع من سائر الوجمموه وزع ممما يجممده عليهممم إن سممد مسممدا مممن كممل وإل أقممرع‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫بتصرف )قوله‪ :‬ثم الولد الكبير( أي العاقل )قموله‪ :‬ويجمب علمى أم إرضماع ولمدها اللبمأ( أي لن‬
‫الولد ل يعيش بدونه غالبا أو ل يقوى ول تشتد بنيته إل به‪ .‬قال في التحفممة ومممع ذلممك لهمما طلممب‬
‫الجرة عليه إن كان لمثله أجرة كما يجب إطعام المضطر بالبممدل‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفممي ع ش‪ :‬فلممو امتنعممت‬
‫من إرضاعه ومات فالذي ذكره ابن أبي شريف عدم الضمممان لنممه لمم يحصممل منهمما فعمل يحمال‬
‫عليه سبب الهلك‪ ،‬قياسا على ما لو أمسك على المضطر واعتمممده شمميخنا الممخ ا‍ه )قمموله‪ :‬وهممو(‬
‫أي اللبأ‪ ،‬ويقرأ بالهمزة مع القصر‪ ،‬وقوله اللبن أول الولدة‪ :‬أي اللبن النازل أول الولدة‪ ،‬والممذي‬
‫في التحفة والنهاية هو ما ينزل بعد الولدة )قوله‪ :‬ومدته( أي اللبأ‪ .‬وقوله يسيرة‪ :‬أي قليلة )قوله‪:‬‬
‫وقيل يقدر( أي اللبأ‪ :‬أي مدته )قوله‪ :‬وقيل سبعة( أي وقيل يقدر بسبعة أيام‪ ،‬والمعتمد أنممه يرجممع‬
‫في قدره إلى أهل الخبرة )قوله‪ :‬ثم بعده( أي بعد إرضاع اللبأ‪ .‬وقوله إن لم توجد‪ :‬أي للرضاع‪،‬‬
‫وقوله إل هي‪ :‬أي الم‪ ،‬وقوله أو أجنبية‪ :‬أي أو لم توجد إل أجنبية )قوله‪ :‬وجممب إرضمماعه علممى‬
‫من وجدت( أي من الم أو الجنبية إبقاء وحفظا للطفل )قوله‪ :‬ولها( أي للمرضعة منهما‪ .‬وقمموله‬
‫طلب الجرة ممن تلزمه مؤنته‪ :‬عبارة المغني‪ :‬ولها طلممب الجممرة مممن ممماله إن كممان‪ ،‬وإل فمممن‬
‫تلزمه نفقته‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وإن وجممدتا( أي الم والجنبيممة‪ .‬وقمموله‪ :‬لممم تجممبر الم‪ :‬علممى الرضمماع‪،‬‬
‫وذلك لقوله تعالى‪) * :‬وإن تعاسرتم فسترضممع لممه أخممرى( * يعنممي فممإن تضممايقتم فممي الرضمماع‬
‫فممامتنع الب مممن الجممرة والم مممن فعلممه فسترضممع لممه‪ ،‬أي للب‪ ،‬أخممرى ول تكممره الم علممى‬
‫إرضاعه ح ل جلل )قوله‪ :‬خلية كانت( أي الم‪ .‬وقوله أو في نكاح أبيه‪ :‬أي أو كانت فممي نكمماح‬
‫أبي الطفل )قوله‪ :‬فإن رغبت( أي الم‪ ،‬وقوله في إرضاعه‪ :‬أي ولممو بممأجرة مثلممه‪ ،‬وقمموله فليممس‬
‫لبيه منعها‪ :‬أي من إرضاعه لنها أشفق على الولد من الجنبية ولبنها له أصلح وأوفق‪ ،‬وخممرج‬
‫بأبيه غيره كأن كانت منكوحة غير أبيه فله منعها )قوله‪ :‬إل إن طلبت( أي الم فوق أجرة المثل‪:‬‬
‫أي أو تبرعت بإرضاعه أجنبية أو رضيت بأقل من أجممرة المثممل دون الم فلممه منعهمما مممن ذلممك‪.‬‬
‫وعبارة الروض وشرحه‪ :‬فلو وجدت متبرعة بإرضاعه نزعه من أمه ودفعه إلى المتبرعة‬

‫)‪ (1‬سورة الطلق‪ ،‬الية‪.6 :‬‬


‫] ‪[ 114‬‬

‫لترضعه إن لم تتبرع أمه بالرضاع لن فممي تكليفممه الجممرة مممع المتبرعممة إضممرارا بممه‪،‬‬
‫وكالمتبرعة الراضية بدون أجرة المثل إذا لم ترض الم إل بها‪ ،‬والراضممية بممأجرة المثممل إذا لممم‬
‫ترض الم إل بأكثر منها‪ .‬ولو ادعى وجودها‪ ،‬أي المتبرعة أو الراضية‪ ،‬بما ذكر وأنكممرت هممي‬
‫صدق بيمينه لنها تدعي عليه أجرة والصل عدمها ولنه يشق عليه إقامة البينة‪ .‬انتهممت )قمموله‪:‬‬
‫وعلى أب أجرة مثل الخ( أي إذا رغبت الم فمي الرضماع وطلبمت أجمرة المثمل وأجيبمت فعلمى‬
‫الب تلك الجرة‪ ،‬لكن بشرط أن ل يوجد متبرع بالرضاع‪ ،‬فإن وجد نزعه منها حيث لم تتبرع‬
‫به ودفعه للمتبرع‪ .‬وكان الخصر والسبك للشارح ان يحذف هذا وما بعده ويزيد عقب قمموله إل‬
‫إن طلبت فوق أجرة المثل ما زدته أعني أو تبرعت بإرضاعه الخ‪ .‬تأمل )قوله‪ :‬وكمتممبرع راض‬
‫بما رضيت( لعممل لفظممه دون سمماقطة مممن النسمماخ قبممل ممما‪ ،‬والصممل وكمتممبرع راض بممدون ممما‬
‫رضيت به‪ ،‬وعبارة فتح الجواد‪ :‬وكمتبرع راض بدون أجرة المثممل إذا لممم تممرض الم إل بهمما أو‬
‫بدون ما رضيت به وإن كان دونها‪ .‬ا‍ه‪ .‬مهمة‪ :‬إذا أرضعت الم بأجرة المثل اسممتحقت النفقممة إن‬
‫لم ينقص إرضاعها تمتعمه وإل فل‪ ،‬كمما لمو سمافرت لحاجتهما بمإذنه فمإنه ل نفقمة لهما‪ ،‬كمذا قمال‬
‫الشيخان‪ .‬قال في التحفة‪ :‬واعترضهما الذرعي بأن ذاك فيما إذا لم يصحبها في سفرها وإل فلها‬
‫النفقة وهو هنا مصاحبها فلتستحقها‪ ،‬ويفرق بأن شأن الرضاع أن يشوش التمتع غالبا‪ ،‬فممإن وجممد‬
‫ذلك بحيث فات به كمال التمكين سقطت وإل فل فلممم ينظممروا هنمما للمصمماحبة‪ .‬ا‍ه‪ .‬والم سممبحانه‬
‫وتعالى أعلم‪.‬‬

‫] ‪[ 115‬‬

‫فصل الحضانة أي في بيان أحكام الحضانة ونفقممة الملمموك والحضممانة‪ ،‬بفتممح الحمماء‪ ،‬لغممة‬
‫الضم وشرعا ما سيذكره بقوله تربية الخ‪ .‬وتثبت لكممل ممن لمه أهليمة ممن الرجممال والنسماء‪ ،‬لكمن‬
‫الناث أليق بها لنهن بالمحضون أشفق وعلى القيام بها أصبر‪ ،‬وبأمر التربية أبصر‪ ،‬وإذا نوزع‬
‫في الهلية فل بد من ثبوتها عند الحاكم ومؤنتها في مال المحضون ثم الب ثممم الم ثممم هممو مممن‬
‫محاويج المسلمين فتكون المؤنمة فممي بيممت المممال إن انتظممم وإل فعلممى مياسممير المسمملمين )قمموله‪:‬‬
‫والولى بالحضانة( أي الحق بها‪ ،‬وهو مبتدأ خبره قوله التممي أم وممما بينهممما اعممتراض‪ ،‬وإنممما‬
‫كانت أولى لخبر البيهقي إن امرأة قالت يا رسول ال‪ :‬إن ابني هذا كان بطني له وعاء‪ ،‬وحجري‬
‫له حواء‪ ،‬وثديي له سقاء‪ .‬وإن أباه طلقني‪ ،‬وزعم أنه ينزعه مني فقال أنت أحق به ما لممم تنكحممي‬
‫قال في التحفة والنهاية‪ :‬نعم يقدم عليها ككل القممارب زوجممة محضممون يتممأتى وطممؤه لهمما وزوج‬
‫محضونة تطيق الوطئ‪ :‬ا‍ه‪ .‬واعلم‪ :‬أن المستحق للحضانة إن تمحض أناثا قدم الم ثم أمها تهمماثم‬
‫أمهات الب ثم أخت ثم خالة ثم بنت أخت ثم بنت أخ ثم عمة وقد نظمها بعضممهم فقممال‪ :‬أم فأمهمما‬
‫بشرط أن ترث فأمهات والد لقد ورث أخت فخالة فبنت أختممه فبنمت أخ يمما صمماح مممع عمتممه وإن‬
‫تمحض ذكورا ثبتت الحضانة لكل قريب وارث ولو غير محرم وترتيبهم كممترتيب وليممة النكمماح‬
‫ل الرث فيقدم الجد على الخ هنا‪ ،‬وإن لم يقدم عليه في الرث‪ ،‬ول تسلم مشممتهاة لغيممر محممرم‪،‬‬
‫بل تسلم لثقة وهو يعينها وإن اجتمع الذكور والناث قدمت الم ثم أمهاتها ثم الب ثممم أمهمماته ثممم‬
‫الجد لب ثم أمهاته ثم القرب فالقرب من الحواشي ذكرا كان أو أنثى‪ ،‬فتقدم الخوة والخمموات‬
‫على غيرهما كالخالة والعمة فإن استويا قربا قدمت النثى لما تقدم من أن النساء أبصممر وأصممبر‬
‫فتقدم أخت على أخ وبنت أخ على ابممن أخ‪ ،‬فممإن اسممتويا ذكممورة أو أنوثممة كممأخوين أو بنممتين قممدم‬
‫بقرعة من خرجت قرعته على غيره والخنثى كالذكر هنا‪ .‬فالحوال ثلثة‪ :‬اجتماع النمماث فقممط‪،‬‬
‫اجتماع الذكور فقط‪ ،‬اجتماعهمما‪ ،‬المصمنف رحممه الم تعمالى اقتصمر علمى الحالمة الثالثمة‪ ،‬كمما‬
‫سترى ولم يستوفها )قوله‪ :‬وهي تربية من ل يستقل( أي بفعل ما يصلحه ويقيه عممما يضممره كممأن‬
‫يتعهده بغلس جسده وثيابه ودهنه وكحله وربطه في المهد وغير ذلك‪ ،‬والمراد بمن ل يستقل مممن‬
‫ل يقوم بأموره كصغير ومجنممون قممال فممي الممروض وشممرحه‪ :‬المحضممون كممل صممغير ومجنممون‬
‫ومختل وقليمل التمييمز‪ .‬وقموله إلمى التمييمز‪ :‬أي وتسمتمر التربيمة إلمى التمييمز‪ :‬قمال فمي التحفمة‪:‬‬
‫واختلف في انتهائها في الصغير فقيل بالبلوغ‪ ،‬وقال الماوردي بالتمييز وما بعده إلى البلوغ كفالة‬
‫والظاهر أنه خلف لفظي نعم‪ :‬يأتي أن ما بعد التمييز يخالف مما قبلمه فمي التخييمر وتموابعه‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وهذا بالنسبة للصغير‪ ،‬وأما المجنون فتستمر تربيته إلى الفاقة )قوله‪ :‬لم يتزوج بآخر( أي بزوج‬
‫آخر‪ :‬أي غير أبيه ويشترط فيه أن ل يكون له حق في الحضانة‪ ،‬كعم الطفل وابن عمممه‪ ،‬وإل فل‬
‫تسقط حضانتها بالتزوج عليه وهذا أحد شروط الحضانة المنظومة في قول بعضهم‪:‬‬

‫] ‪[ 116‬‬

‫الحق في الحضانة للجامع تسممع شممرائط بل منممازع بلمموغه وعقلممه حريتممه إسمملمه لمسمملم‬
‫عدالته إقامة سلمة من ضرر كبرص وفقده للبصمر وممرض يممدوم مثممل الفالمج كمذا خلوهمما ممن‬
‫التزوج إل إذا تزوجت بأهل حضانة وقد رضى بالطفل وعدم امتناع ذات الدرمن الرضاع بأخممذ‬
‫الجر وقوله إقامة‪ :‬أي في بلد المحضون فلو اراد الحاضن سممفرا ولمو قصمميرا انتقلممت الحضممانة‬
‫إلى غيره ممن هو مقيم في بلده‪ ،‬نعم‪ :‬إن أراد أحد البوين يسفر نقلة من بلد إلى بلد آخممر فممالب‬
‫أولى بحضانته من الم ول يضر سفره إن أمن الطريق والمقصد حفظا للنسب لنه لو تممرك مممع‬
‫الم لضمماع نسممبه ومثممل الب بقيممة العصممبة‪ .‬وقمموله وعممدم امتنمماع الممخ‪ :‬يعنممي يشممترط إذا كممان‬
‫المحضون رضيعا وكانت الحاضنة ذات لبن أن ل تمتنع من إرضاعه‪ ،‬فإن امتنعت منممه سممقطت‬
‫حضانتها‪ ،‬وقوله لو بأخذ الجمر‪ :‬يعنمي‪ :‬لمو رضميت ترضمعه بمالجرة ووجمدت متبرعمة تسمقط‬
‫حضممانتها أيضمما‪ ،‬فلممو شممرطية‪ ،‬وجوابهمما محممذوف )قمموله‪ :‬فأمهاتهمما( أي الم ويشممترط أن يكممن‬
‫وارثات فل حضانة لغير الوارثات كأم الجدة الفاسدة وهي أم أبي أم‪ .‬ومحل الترتيب المذكور ممما‬
‫لم يكن للمحضون بنت‪ ،‬وإل قدمت في الحضانة عند فقد الم على الجدات وتقدم أنممه إذا كممان لممه‬
‫زوجة أو زوج يقدمان على سممائر القممارب حممتى البمموين )قموله‪ :‬وإن علممت( إن أعيممد الضمممير‬
‫للمهات فذكره مستدرك لنهممن جمممع مضمماف لمعرفممة فيعممم وإن أعيممد للم كممان ذكممر المهممات‬
‫مستدركا فالولى حذفه )قمموله‪ :‬فأمهمماته( أي الب ويشممترط أيضمما أن يكممن وارثممات فل حضممانة‬
‫لغيرهن كالجدة الفاسدة المارة )قوله‪ :‬فممأخت( أي للمحضممون ولممو كممانت لم )قمموله‪ :‬فبنممت أخممت‬
‫فبنت أخ( إنما قدمت الولى على الثانية لنه إذا اجتمعت الخممت مممع الخ قممدمت الخممت وبنممت‬
‫المقدم مقدمة على بنت غيره‪ .‬وقوله فعمة‪ :‬إنما أخرت عن الخالة لنها تدلي بذكر والخالممة تممدلى‬
‫بأنثى وما كان مدليا بأنثى يقدم في هذا الباب على المدلى بمذكر‪) .‬واعلمم( أنمه تقمدم أخمت وخالمة‬
‫وعمة لبوين عليهممن لب لزيممادة قرابتهممن ويقممدمن إذا كممن لب عليهممن إذا كممن لم لقمموة الجهممة‬
‫)قوله‪ :‬والمميز الخ( أفاد به أن الترتيب السابق إنما هو في المحضون غير المميز‪ ،‬وأممما المميممز‬
‫فيكون عند من اختاره ولو على خلف الترتيب السابق وسن التمييممز غالبمما سممبع سممنين أو ثمممان‬
‫تقريبا وقد يتقدم على السبع وقد يتأخر عن الثمان والمدار على التمييممز ل علممى السممن‪ .‬قممال ابممن‬
‫الرفعة‪ :‬ويعتبر في تمييمزه أن يعمرف أسمباب الختيمار‪ ،‬وذلمك موكمل إلمى نظمر الحماكم‪ ،‬وقموله‬
‫أسباب الختيار‪ :‬هي الدين والمحبة وكثرة المال وغير ذلك مما يفضي إلى ميله لحدهما )قمموله‪:‬‬
‫إن افترق أبواه من النكاح( أي وصلحا للحضانة فخرج بالول ما إذا لم يفترقا فإنه يكون عندهما‬
‫وخرج بالثاني ما إذا لم يصلح إل أحدهما فإنه يتعين وما إذا لممم يصمملح واحممد منهممما فإنهمما تنتقممل‬
‫الكفالة لمن بعدهما إن صلح وإل عين الحاكم وجوبا من يصلح لهمما‪ .‬قممال سممم‪ :‬وينبغممي أن يكممون‬
‫كالفتراق من النكاح ما إذا لم يفترقا منه لكنهما ل يجتمعان بأن اختلف محلهما وكان كممل منهممما‬
‫ل يأتي للخر لن ذلك في معنى الفتراق من النكاح‪ ،‬وكذا إذا كان يأتيه لكن أحيانا ل يتأتى فيها‬
‫القيام بمصالحه‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬كان عنده من اختاره منهما( أي للخبر الحسن أنممه )ص( خيممر غلممما‬
‫بين أبيه وأمه وإنما يدعى بالغلم المميز‪ ،‬ومثله الغلمة‪ ،‬أي فإن اختار الب سلم إليه وإن اختار‬
‫الم سلم إليها‪ ،‬فإن اختارهما معا أقرع بينهما وسلم لمن خرجمت قرعتمه منهممما ولمه بعممد اختيممار‬
‫أحدهما اختيار الخر لنه قد يظهر له المر على خلف ممما ظنممه كممأن يظممن أن فممي الب خيممرا‬
‫فيظهر له أن فيه شرا أو يتغير حال من اختاره أو ل فيحول إلى من اختاره ثانيا وهكذا حممتى إذا‬
‫تكرر منه ذلك نقل إلى من اختاره ما لم يظهر أن ذلك لقلة تمييزه وإل ترك عنممد مممن كممان عنممده‬
‫قبل التمييز‪ :‬وكما يقع التخيير بين البوين يقع أيضا عند فقد أحدهما بين الذي لم يفقد من البوين‬
‫وبين‬

‫] ‪[ 117‬‬

‫غيره ممن له الحضانة وعند فقدهما معا يقع بين غيرهممما كممذلك‪ ،‬فممإذا كممان المفقممود الب‬
‫يقع التخيير بين الم والجد إن وجد فإن لم يوجد وقع التخيير بينها وبين من علممى حاشممية النسممب‬
‫كأخ وعم وإذا فقدت الم وقع التخيير بين الب والخت لغير أب فقط بأن كانت شممقيقة أو لم أو‬
‫بين الب والخالة إن لم توجد الخت وإذا فقدا معا وقع بين الخت أو الخالة وبقية العصممبة علممى‬
‫الوجه‪ .‬قال في التحفة وظاهر كلمهم أن التخيير ل يجري بيممن ذكريممن ول أنممثيين‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫ولب اختير الخ( أي ويجوز لب اختاره المحضون أن يمنعه من زيارة أمه إن كان أنممثى وذلممك‬
‫لتألف الصيانة وعدم الخروج والم أولى منها بممالخروج لزيارتهمما‪ .‬قممال فممي التحفممة‪ :‬وإفتمماء ابممن‬
‫الصلح بأن الم إذا طلبتها أرسلت إليها محمول على معذورة عن الخروج للبنت لنحو تخممدر أو‬
‫مرض أو منع نحو زوج‪ ،‬ويظهر أن محل إلزام ولي البنت بخروجها للم عند عذرها بناء علممى‬
‫ما ذكر حيث ل ريبة في الخروج قوية‪ ،‬وإل لممم يلزمممه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقمموله ل الممذكر‪ :‬أي فل يمنعممه مممن‬
‫زيارة أمه لئل يكون ساعيا في العقوق وقطع الرحم‪ ،‬وهو أولى منها بالخروج لنه ليس بعممورة‪،‬‬
‫فإن منعه حرم عليه )قوله‪ :‬ول تمنع الم الخ( يعني ل يمنع الب المختار الم من زيارة ابنها أو‬
‫بنتها في بيته بل يمكنها من دخوله لممذلك‪ ،‬وعبممارة شممرح البهجممة‪ :‬وإذا زارت ل يمنعهمما الممدخول‬
‫لبيته ويخلى لها حجرة‪ ،‬فإن كان البيت ضيقا خرج ول تطيل المكث في بيته وعدم منعها الدخول‬
‫لزم‪ ،‬كما صرح به الماوردي‪ ،‬فقال‪ :‬يلممزم الب أن يمكنهما ممن الممدخول ول يولهما علممى ولممدها‬
‫للنهي عنه‪ ،‬وفي كلم غيره ما يفهم عدم الوجوب‪ ،‬وبه أفتى ابن الصمملح فقممال‪ :‬فممإن بخممل الب‬
‫بدخولها إلى منزله أخرجها إليها‪ ،‬فإن أبى تعين أن يبعثها إلى الم‪ ،‬فإن امتنع الزوج من إدخالهمما‬
‫إلى منزله نظرت إليها والبنت خارجة وهي داخله ثم نقل عن بعضهم أن الدخول من غير إطالممة‬
‫لغرض الزيارة ل منع منه‪ .‬انتهت )قوله‪ :‬على العادة( أي كيوم من السبوع ل في كل يوم‪ .‬قممال‬
‫في النهاية‪ :‬إل أن يكون منزلها قريبا فل بأس بدخولها كل يوم‪ .‬ا‍ه‪ .‬قممال ع ش‪ :‬وقممد يتوقممف فممي‬
‫الفرق بيممن قريبممة المنممزل وبعيممدته‪ ،‬فممإن المشممقة فممي حممق البعيممدة إنممما هممي علممى الم‪ .‬ا‍ه‪ .‬قممال‬
‫الرشيدي‪ :‬ثم ظهر أن وجهة النظر للعرف‪ ،‬فإن العرف أن قريب المنزل كالجممار يممتردد كممثيرا ‪-‬‬
‫بخلف بعيممده‪ .‬ا‍ه )قمموله‪ :‬والم أولممى بتمريضممهما( أي البممن والبنممت لنهمما أهممدى إليممه وأشممفق‬
‫عليهما‪ ،‬وقوله عند الب‪ :‬أي في بيت الب‪ ،‬وقمموله إن رضممي‪ :‬أي الب بتمريضممهما فممي بيتممه‪،‬‬
‫وقوله وإل فعندها‪ :‬أي وإن لم يرض أن يكون التمريض في بيته فليكن عندها في بيتها ويعودهما‬
‫الب‪ ،‬وليحترز حينئذ في هذه الحالة وفي التي قبلهما عمن الخلموة المحرممة )قموله‪ :‬وإن اختارهما‬
‫ذكر الخ( هذا مقابل قوله ولب اختير الخ‪ .‬وكان المناسب فممي التقابممل أن يقمول بممدل قمموله ولب‬
‫اختير الخ فإن اختاره ذكر لم يمنعه من زيارة أمه أو أنثى فله منعها ثم يقول ول تمنع الم الخ ثم‬
‫يقول وإن اختارها الخ )قوله‪ :‬فعندها ليل( أي فيكون عند الم المختارة ليل‪ .‬وقوله وعنممده نهممارا‬
‫أي ويكون عند الب نهارا‪ ،‬وذلك ليعلمه المور الدينية على ما يليق به وإن لم يكممن لئقما بممأبيه‪،‬‬
‫فإذا كان أبوه حمارا وهو عاقل حاذق جدا فالممذي يليممق بممه أن يكممون عالممما مثل‪ ،‬وإن كممان أبمموه‬
‫عالما وهو بليد جدا فالذي يليمق بمه مثل أن يكمون حممارا فيمؤد بمه بالمذي يليمق‪ ،‬فممن أدب ولمده‬
‫صغيرا سر به كممبيرا‪ .‬ويقممال‪ :‬الدب علممى البمماء والصمملح علممى الم تعممالى‪ .‬وممما أحسممن قممول‬
‫بعضهم‪ :‬علم بنيمك إن أردت صملحه ل خيمر فمي ولمد إذا لمم تضمرب أو مما تمرى القلم حيمن‬
‫قصامها إن لم تقط رؤوسها لم تكتب ؟ وقال آخر‪ :‬منممن اللممه علممى العبمماد كممثيرة وأجلهممن نجابممة‬
‫الولد فضع العصا أدبا لهم كي يسلكوا سبل الرشاد ومنهج الزهاد‬

‫] ‪[ 118‬‬

‫)قمموله‪ :‬أو اختارتهمما( أي الم‪ .‬وقمموله أنممثى‪ :‬أي محضممونة أنممثى )قمموله‪ :‬فعنممدها أبممدا( أي‬
‫فتكون عند الم ليل ونهارا‪ ،‬وذلك لسممتواء الزمنيممن فممي حقهمما‪ :‬إذ الليممق بهمما سممترها ممما أمكممن‬
‫)قوله‪ :‬ويزورها الب( أي مع الحتراز عن الخلوة‪ ،‬وقموله علمى العمادة‪ :‬فمي المغنمى مما نصمه‪:‬‬
‫)تنبيه( قوله على العادة يقتضي منعه من زيارتها ليل‪ ،‬وبه صممرح بعضممهم لممما فيممه مممن التهمممة‬
‫والريبة‪ ،‬وظاهر أنها لو كانت بمسكن زوج لها لممم يجممز لممه دخمموله إل بممإذن منممه‪ ،‬فممإن لممم يممأذن‬
‫أخرجتها إليه ليراها ويتفقد حالها ويلحظهما بقيمام تأديبهما وتعليمهما وتحممل مؤنتهما‪ ،‬وكمذا حكمم‬
‫الصممغير غيممر المميممز والمجنممون الممذي ل تسممتقل الم بضممبطه فيكونممان عنممد الم ليل ونهممارا‬
‫ويزورهما الب ويلحظهما بما مممر وعليممه ضممبط المجنممون‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬ول يطممالب إحضممارها‬
‫عنده( أي لتألف الصيانة وعدم الخروج كما مر )قوله‪ :‬ثم إن لم يختر( أي المجنون المميز ذكممرا‬
‫كممان أو أنممثى‪ ،‬وقمموله‪ :‬واحممدا منهممما‪ :‬أي الب أو الم )قمموله‪ :‬فممالم أولممى( أي مممن الب لن‬
‫الحضانة لها ولم يختر غيرها )قوله‪ :‬وليس لحدهما الخ( يعني إذا كن المحضون رضمميعا فليممس‬
‫لحد البوين‪ :‬أي أو غيرهممما ممممن لممه الحضممانة عنممد فقممدهما فطمممه عممن الرضمماع قبممل مضممي‬
‫حولين‪ .‬قال في النهاية‪ :‬لنهما تمام مدة الرضاع‪ ،‬فإن تنازعا أجيب الداعي إلممى إكمممال الحممولين‬
‫إل إذا كان الفطام قبلهما أصلح للولد فيجاب طالبه‪ :‬كفطمه عند حمل الم أو مرضممها ولممم يوجممد‬
‫غيرها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولهما فطمه الخ( أي إا تراضيا فلهما فطمه قبل مضي حولين‪ .‬لقوله تعالى‪* :‬‬
‫)فإن أراد فصال عن تراض منهما وتشاور( * أي لهمل الخمبرة أن ذلمك يضمرأ أو ل فل جنماح‬
‫عليهما وقوله إن لم يضر‪ :‬أي الفطم قبلهما بأن اكتفي عممن اللبممن بالطعممام )قمموله‪ :‬ولحممدهما بعممد‬
‫حولين( أي ولحدهما فطمممه مممن غيممر رضمما الخممر بعممد مضممي حممولين‪ ،‬وذلممك لسممتكمال مممدة‬
‫الرضاع‪ ،‬ولم يقيده بعدم الضرر كالذي قبل نظرا للغالب‪ ،‬إذ لو فممرض أن الفطمم يضمره بعمدهما‬
‫لضعف خلقته أو لشدة حر أو برد لزم الب بممذل أجممرة الرضمماع بعممدهما حممتى يجممتزئ بالطعممام‬
‫وتجبر الم على إرضاعه بالجرة إن لم يوجد غيرها‪ ،‬أفمماده فممي التحفممة )قمموله‪ :‬ولهممما الممخ( أي‬
‫وللبوين الزيادة فمي الرضماع علممي الحمولين )قموله‪ :‬حيممث ل ضمرر( أي بالزيممادة عليهممما فممإن‬
‫حصل ضرر له بالزيادة عليهما فليس لهما ذلك )قوله‪ :‬لكن أفتى الحناطي( هو بحاء مهملة ونون‬
‫معناه الحناط‪ :‬كخباز‪ ،‬ويقال ومع فاعممل وفعممال فعممل فممي وهممو مممن صمميغ النسممب منسمموب لممبيع‬
‫الحنطة‪ .‬قال ابن مالك ومع فاعل وفعال فعل في نسب أغنممى عممن اليافقبممل لكممن زادوا عليممه يمماء‬
‫النسب لتأكيد النسبة‪ ،‬قال ابن السمعاني‪ :‬لعل بعض أجداده كان يممبيع الحنطممة وهممو أبممو عبممد الم‬
‫الحسين له مصنفات كممثيرة فممي الفقممه وأصمموله‪ ،‬ا‍ه‪ .‬ذكممره السممنوي فممي المهمممات ا‍ه‪ .‬بجيرمممي‬
‫)قوله‪ :‬بأنه يسن عدمها( أي الزيادة اقتصارا على الوارد‪ ،‬وقوله إل لحاجمة‪ :‬أي فل يسمن عممدمها‬
‫والحاجة كشدة حر أو برد )قوله‪ :‬ويجممب علممى مالممك الممخ( شممروع فممي بيممان نفقممة المماليممك مممن‬
‫الرقاء وغيرهم‪ ،‬وقد أفرده الفقهاء بفصل مستقل‪ ،‬والمناسب تقديمه على الحضانة )قمموله‪ :‬كفايممة‬
‫رقيقه( أي لن السيد يملك كسبه وتصرفه فيه فتلزمه كفايته‪ ،‬والمعتبر كفممايته فممي نفسممه باعتبممار‬
‫حاله زهادة ورغبة‪ ،‬كما في نفقة القريب‪ ،‬ول بد من مراعماة حمال السميد أيضما يسمارا وإعسمارا‬
‫فيجب ما يليق بحاله من رفيع الجنس وخسيسه )قوله‪ :‬إل مكاتبا( أي فل تجب كفايته علممى سمميده‬
‫ولو كانت الكتابة فاسدة لسممتقلله بالكسمب‪ .‬نعمم‪ :‬إن عجمز نفسمه ولممم يفسمخ سمميده كتممابته فعليمه‬
‫كفايته‪ ،‬ومثل المكاتب المة المسلمة لزوجها ليل ونهارا فل تجب كفايتها على السيد )قوله‪ :‬ولممو‬
‫أعمى الخ( غاية في وجوب كفاية الرقيق‪ :‬أي تجب كفاية رقيقه ولو لم ينتفع السميد بمه كممأن كمان‬
‫أعمى أو‬

‫)‪ (1‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪.233 :‬‬

‫] ‪[ 119‬‬

‫زمنا‪ :‬أي أو مسممتأجرا أو موصممى بمنفعتممه أبممدا أو معممارا وذلممك لخممبرة للمملمموك طعممامه‬
‫وكسوته ول يكلف من العمل ما ل يطيق‪ ،‬وخبر كفى بممالمرء إثممما أن يحبممس عمن مملمموكه قمموته‬
‫رواهما مسلم‪ .‬وقيس بما فيهما ما في معناهما من سائر المؤن )قوله‪ :‬ولو غنيمما( فممي هممذه الغايممة‬
‫نظر‪ :‬إذ العبد ل يملك شيئا حتى أنه يتصف بالغني اللهم إل أن يقال إنه قد يتصور أن يكون غنيا‬
‫فيما إذا كان مبعضا وكان بينه وبين سيده مهايأة وملك ببعضه الحر ففي اليوم الذي لسمميده تكممون‬
‫كفايته عليه ولو ملممك أممموال كممثيرة‪ ،‬أو يقممال أن ذلممك بحسممب الظمماهر بممأن كممان مأذونمما لممه فممي‬
‫التجارة‪ ،‬أو يقال أنه جاز على القول القديم بأنه يملك إذا ملكه سيده‪ ،‬وقوله أو أكول‪ :‬أي ولو كان‬
‫كثير الكل بحيث يزيد فيه على أمثاله فممانه تجممب كفممايته )قمموله‪ :‬نفقممة وكسمموة( منصمموبان علممى‬
‫التمييز لقوله كفاية‪ ،‬ومثلهما سائر مؤنة حتى ماء طهممارته ولممو سممفرا وتممراب تيممممه إن احتمماجه‬
‫)قوله‪ :‬من جنس الخ( الجار والمجممرور متعلممق بمحممذوف صممفة لنفقمة وكسمموة‪ .‬أي نفقمة وكسمموة‬
‫كائنين من جنس المعتاد لمثله من أرقاء البلد‪) .‬والحاصمل( تجمب كفمايته ممن غمالب قموت أرقماء‬
‫البلد من قمح وشعير وذرة ونحو ذلك‪ ،‬ومن غالب أدمهم من سمممن وزيممت ومممن غممالب كسمموتهم‬
‫من قطن أو صوف ونحو ذلك‪ .‬فل يجب أن يكون طعامه من طعام سيده‪ ،‬ول أن يكون أدمه مممن‬
‫أدم سيده‪ ،‬ول أن تكون كسوته من كسوة سيده‪ ،‬ولكن يسن ذلك )قوله‪ :‬ول يكفممي( أي فممي كسمموة‬
‫الرقيق ساتر العورة لن فيه إهانة وتحقيرا له )قوله‪ :‬وإن لم يتأذ به( أي لنحممو حممر وبممرد‪ ،‬وهممو‬
‫غاية لعدم الكتفاء بساتر العورة )قمموله‪ :‬نعممم إن اعتيممد( أي سمماتر العممورة كبلد السممودان‪ ،‬وهممو‬
‫استدراك من عدم الكتفاء بساتر العورة )قوله‪ :‬كفى( أي سائر العورة‪ .‬وقمموله إذ ل تحقيممر‪ :‬علممة‬
‫له‪ ،‬قال في النهاية‪ :‬فلو كانوا ل يستترون أصل وجب ستر العورة لحق ال م تعممالى‪ .‬ويؤخممذ مممن‬
‫التعليل أن الواجب ستر ما بين السرة والركبة‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال ع ش‪ :‬أي ولو أنثى وينبغممي أن محلممه إذا‬
‫لم يرد إخراجها بحيث تراها الجممانب‪ ،‬وإل وجممب سممتر جميممع بممدنها‪ .‬ا‍ه )قمموله‪ :‬وعلممى السمميد(‬
‫المقام للضمار ولو حذفه لكان أخصر ويكون قموله بعمد مممن المخ معطوفما علمى نفقمة وكسموة‪،‬‬
‫وقوله ثمن دوائه‪ :‬مثله سائر المؤن كماء طهارته‪ ،‬كما علمت )قوله‪ :‬وكسب الرقيق( مبتدأ خممبره‬
‫الجار والمجرور بعده‪ :‬أي وكسب الرقيق يكون ملكا لسيده )قوله‪ :‬ينفقه منه( أي ينفممق عليممه مممن‬
‫كسبه‪ ،‬وقوله إن شاء‪ :‬أي النفاق منه وإل فمن غيره )قوله‪ :‬ويسقط ذلك الخ( أي يسممقط ممما ذكممر‬
‫من النفقة والكسوة وثمن الدواء وأجرة الطبيب بمضي الزمان فل تصير دينا عليممه إل بمماقتراض‬
‫القاضي بنفسه أو مأذونه‪ ،‬وقوله كنفقة القريب‪ :‬أي قياسا على نفقة القريب بجامع وجوب الكفايممة‬
‫)قوله‪ :‬ويسن أن يناوله الخ( أي ويسن للسيد أن يعطى رقيقه مما يتنعم هو بمه‪ ،‬وذلممك لخممبر إنممما‬
‫هم إخوانكم جعلهم ال تحت أيديكم‪ ،‬فمن كان أخوه تحت يممده فليطعمممه مممن طعممامه وليلبسممه مممن‬
‫لباسه وقوله من طعام الخ‪ :‬بيان لما يتنعم به )قموله‪ :‬والفضمل إجلسمه معمه للكمل( أي ليتنماول‬
‫القدر الذي يشتهيه فإن لم يفعل أو امتنع هو من جلوسه معه توقيرا له فليروغ له في الدسممم لقمممة‬
‫كبيرة تسد مسدا ل صغيرة تهيج الشهوة ول تقضي النهمة أو لقمتين ثم ينماوله لخمبر الصمحيحين‬
‫إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه فإن لم يجلسه معه فلينماوله لقممة أو لقمممتين أو أكلمة أو أكلممتين فمإنه‬
‫ولي حره وعلجه والمعنى فيه تشوف النفس لما تشاهده وهذا يقطممع شممهوتها‪ .‬ا‍ه‪ .‬نهايممة‪ .‬وقمموله‬
‫فليروغ‪ :‬أي يروى‪ .‬وقوله أحدكم‪ :‬مفعول مقدم وخادمه فاعل مؤخر )قوله‪ :‬ول يجمموز أن يكلفممه(‬
‫أي الرقيق للخبر السابق‪ .‬وقوله كالممدواب‪ :‬أي كممما ل يجمموز أن يكلممف الممدواب ممما ذكممر‪ ،‬وقمموله‬
‫عمل ل يطيقه‪ :‬أي ل يطيق الرقيق الدوام عليه فيحرم عليممه أن يكلفممه عمل يقممدر عليممه يوممما أو‬
‫يومين ثم يعجز عنه‪ ،‬وكذلك الدواب يحرم عليه أن يحملها ما ل تطيممق الممدوام عليممه )قمموله‪ :‬وإن‬
‫رضي( أي بما ل يطيقه وهو غايممة لعممدم الجمواز‪ .‬وقموله إذ يحممرم عليممه‪ :‬أي الرقيممق وهمو علمة‬
‫لمحذوف‪ :‬أي وإن رضي فل يعتبر رضاه‪ :‬إذ‬

‫] ‪[ 120‬‬

‫يحرم عليه أن يضر نفسه‪ ،‬وعبارة ع ش‪ :‬وبقي ما لو رغب العبد في العمال الشاقة مممن‬
‫تلقاء نفسه‪ ،‬فهل يجب على السيد منعه منها ؟ فيه نظر‪ .‬والقرب عدم الوجوب لنه الممذي أدخممل‬
‫الضرر على نفسه‪ ،‬ويحتمل المنع لنه قد يؤدي إلى ضرر يجممر إلممى إتلفممه أو مرضممه الشممديد‪،‬‬
‫وفي ذلك تفويت مالية على السيد بتمكينه فينسب إليه فينزل منزلة ما لو باشممر إتلفممه‪ .‬ا‍ه )قمموله‪:‬‬
‫فإن أبى السيد إل ذلك( أي تكليفه من العمل على الدوام ما ل يطيقه‪ ،‬وكذا لممو حملممه علممى كسممب‬
‫محرم‪ ،‬وقوله بيع عليه‪ :‬أي باعه الحاكم قهرا عنه )قوله‪ :‬إن تعين البيع طريقمما( أي فممي خلصممه‬
‫بأن لم يمتنع من تكليفه ذلك إل به )قوله‪ :‬وإل أو جر عليه( أي وإن لم يتعين البيع طريقا أو جممر‬
‫عليه‪ ،‬وفي المغنى ما نصه‪ :‬تنبيه‪ :‬قد علم مما تقرر أن القاضي إنما يبيعه إذا تعذرت إجارته كما‬
‫ذكره الجرجاني وصاحب التنبيه وإن كان قضية كلم الروضة وأصلها أن الحاكم يخير بين بيعه‬
‫وإجارته هذا في غير المستولدة‪ ،‬أما هي فيخليهمما للكسممب أو يؤجرهمما ول يجممبر علممى عتممق‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أما في بعض الوقات( مفهوم قوله على الدوام )قمموله‪ :‬فيجمموز أن يكلفممه عمل شمماقا( قممال‬
‫في فتح الجواد‪ .‬ويظهر أن محله إن أمن عاقبة ذلك الشاق بمأن لمم يخمف منمه محمذور تيممم ولمو‬
‫نادرا وإن كان مآل‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ويبع العادة في إراحته الخ( عبارة الروض وشرحه‪ :‬ويتبممع السمميد‬
‫في تكليفه رقيقه ما يطيقه العادة فممي إراحتممه فممي وقممت القيلولمة والسممتمتاع وفممي العمممل طرفممي‬
‫النهار ويريحه من العمل‪ ،‬أما الليل إن استعمله نهارا أو النهار إن استعمله ليل وإن اعتممادوا‪ :‬أي‬
‫السادة الخدمة من الرقاء نهارا مع طرفي الليل لطوله اتبعمت عمادتهم‪ ،‬وعلمى العبمد بمذل الجهمد‬
‫وترك الكسل في الخدمة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله وقت القيلولة‪ :‬الولى كوقت القيلولة )قوله‪ :‬والسممتمتاع( أي‬
‫وقت الستمتاع‪ :‬أي التمتع فيما إذا كان رقيقه مزوجا )قوله‪ :‬وله منعه الممخ( أي وللسمميد أن يمنممع‬
‫رقيقه من صوم التطوع وصلة التطموع‪ ،‬وعبمارة فتمح الجمواد‪ :‬ولمه منعمه ممن نفمل نحمو صموم‬
‫وصلة بتفصيله السابق في الزوجة على الوجه‪ .‬اه‪ .‬وقمموله بتفصمميله السممابق‪ :‬حاصممل التفصمميل‬
‫الذي ذكره فيها أنه إذا كان الزوج حاضرا وليممس بممه مممانع وطممئ وكممان نحممو الصمموم نفل غيممر‬
‫راتب فله منعها منه بخلف ما إذا كان غائبا أو به مانع كمإحرام أو كمان نحمو الصمموم فرضمما أو‬
‫كان نفل راتبا فليس لممه فممي الجميممع منعهمما ول تسممقط المممؤن بفعلممه‪ ،‬وأنممت خممبير بممأن التفصمميل‬
‫المذكور ل يظهر إل في المة التي يريد الستمتاع بها‪ .‬وفي شرح الروض في بمماب الصمموم ممما‬
‫نصه‪ :‬والمة المباحة لسيدها كالزوجة وغير المباحة كممأخته والعبممد إن تضممررا بصمموم التطمموع‬
‫لضعف أو غيره لم يجز بغير إذن‪ ،‬وإل جاز ذكره في المجموع وغيره‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وعلممى مالممك‬
‫الخ( أي ويجب على مالك علف‪ ،‬وهممو بسممكون اللم وبفتحهمما المعلمموف‪ ،‬وذلممك لحرمممة الممروح‪،‬‬
‫ولخبر الصحيحين أنه )ص( قال‪ :‬دخلت امرأة النار في هرة حبسممتها‪ ،‬ل هممي أطعمتهمما ول هممي‬
‫أرسلتها تأكل من خشاش الرض بفتح الخاء وكسرها أي هوامها‪ ،‬وقوله دابته‪ :‬أي الممتي لممم يممرد‬
‫بيعها ول ذبح ما يحل منها‪ ،‬كما في التحفة والنهاية‪ ،‬أما إذا أراد ذلك حال بممأن كممان شممارعا فممي‬
‫البيع في الولى ومتعاطيا لسباب الذبح في الثانية فل يجب عليه ذلك‪ .‬وقوله المحترمممة‪ :‬سمميذكر‬
‫محترزها )قوله‪ :‬ولو كلبا محترما( هو غير العقور‪ ،‬وهو غاية في الدابة التي يجب علممى مالكهمما‬
‫علفها‪ .‬وفيها نظر‪ :‬إذ الكلب ل يم‍ل ك وإنما تثبت عليه اليد كسائر الختصاصات‪ :‬فلممو قممال وكممذا‬
‫ما يختص به من نحو كلب محترم لكان أولى‪ .‬واعلممم‪ :‬أن الكلممب ينقسممم إلممى ثلثممة أقسممام عقممور‬
‫وهذا ل خلف في عدم احترامه وندب قتله وما فيه نفع من اصطياد أو حراسممة‪ ،‬وهممذا ل خلف‬
‫في احترامه وحرمة قتله وما ل نفع فيممه ول ضممرر وهممذا فيممه خلف‪ ،‬ومعتمممد الرملممي فيممه أنممه‬
‫محترم )قوله‪ :‬وسقيها( عطف على علف أي وعليه سقيها أي وسائر ما ينفعها‪ .‬قممال فممي النهايممة‪:‬‬
‫والواجب علفها وسقيها حتى تصل لول الشبع والري دون غايتهممما ويجمموز غصممب العلممف لهمما‬
‫وغصب الخيط لجراحتها ببدلها إن تعينا ولم يباعا‪ ،‬ثم قال‪ :‬ويجب على مالك النحممل أن يبقممى لممه‬
‫من العسل في الكوارة قدر حاجتها إن لم يكفها غيره‪ ،‬وإل فل يلزمه ذلك‪ ،‬وإن‬

‫] ‪[ 121‬‬

‫كان في الشتاء وتعذر خروجها كان المبقى أكثر فإن قام شئ مقممام العسممل فممي غممذائها لممم‬
‫يتعين العسل‪ ،‬قال الرافعي‪ :‬وقد قيل يشوي دجاجة ويعلقها بباب الكوارة فتأكل منها ويجممب علممى‬
‫مالك دود القز إما تحصيل ورق التوت ولو بشرائه‪ ،‬وإما تخليته لكلممه إن وجممد لئل يهلممك بغيممر‬
‫فائدة‪ ،‬ويجوز تشميسه عند حصول نوله وإن هلك به كما يجمموز ذبممح الحيمموان‪ .‬ا‍ه )قمموله‪ :‬إن لممم‬
‫تألف الخ( قيد في وجوب العلف عليه والسقي‪ .‬وقوله الرعممي‪ :‬أي والشممرب فممي طريقهمما )قمموله‪:‬‬
‫ويكفها( هكذا وجد بالنسخ المتي بأيمدينا بصمورة المجمزوم وليمس بظماهر‪ ،‬بمل الصمواب ويكفيهما‬
‫بصورة المرفوع وتكون الواو حالية‪ ،‬والمعنى هذا إن لم تألف الرعي حال كونه كافيا لها‪ ،‬وقوله‬
‫وإل‪ :‬أي بأن ألفته حال كونه كافيا كفى إرسالها له عممن العلممف وقمموله والشممرب أي إن كممان فممي‬
‫مرعاها نحو غدير تشرب منه‪ ،‬وإل لزمه السقي‪ ،‬كما هو ظاهر‪ ،‬وقمموله حيممث ل مممانع‪ :‬أي مممن‬
‫الرعي والشرب كثلج أو سبع‪ ،‬فإن وجد مانع فل يكفي إرسممالها لمذلك )قموله‪ :‬فممإن لمم يكفهمما( أي‬
‫الدابة المرسلة للرعي وقوله لزمه‪ :‬أي المالك وقوله التكميل‪ :‬أي تكميل كفايتها )قوله‪ :‬فإن امتنممع‬
‫الخ( عبارة الخطيب‪ :‬فإن امتنع المالك مما ذكر ولممه مممال أجبرهمما الحمماكم فممي الحيمموان المممأكول‬
‫على أحد ثلثة أمور‪ :‬بيع له أو نحوها مما يزول ضرره بممه أو علممف أو ذبممح وأجممبر فممي غيممره‬
‫على أحد أمرين‪ :‬بيع أو علف‪ .‬ويحرم ذبحه لنهي عن ذبح الحيوان إل لكله فإن لم يفعل ما أمره‬
‫الحاكم به ناب عنه في ذلك على ما يراه ويقتضيه الحال‪ ،‬فإن لم يكن له مال باع الحاكم الدابة أو‬
‫جزءا منها أو إكراها عليه‪ ،‬فإن تعذر ذلك فعلى بيت المال كفايتها‪ .‬ا‍ه‪ .‬وبها يعلممم ممما فممي عبممارة‬
‫الشارح حيث لم يفصل فيها بين من كان له مال ومن لم يكن له وحيث سكت عمن المممر الثمالث‪:‬‬
‫أعني إجباره على العلف وعن حكم غير المأكول )قوله‪ :‬فإن أبى( أي ممما أخممبره الحمماكم بممه مممن‬
‫إزالة ملكه أو الذبح )قوله‪ :‬فعل الحاكم( أي بنفسه أو مممأذونه‪ .‬وقمموله الصمملح مممن ذلممك‪ :‬أي مممن‬
‫إزالة الملك أو الذبح )قوله‪ :‬ورقيق كدابة في ذلك كله( أي مما يتممأتى فيممه وهممو أنممه يجممبر السمميد‬
‫على إزالة ملكه عنه إن امتنع من النفاق عليه‪ ،‬فإن أبى باعه الحاكم عليه‪ .‬وأما الذبممح فل يتممأتى‬
‫فيه ولو حذف لفظ التوكيد لكان أولى‪ ،‬بل قوله المذكور يغني عنه قوله المار في الرقيق فإن أبممى‬
‫السيد إل ذلك بيع الخ )قوله‪ :‬ول يجب علف غير المحترمة( أي غير دابته المحترمة‪ .‬وانظر ممما‬
‫مفاد هذه الضافة ؟ ل يقال مفادها الختصاص لنا نقول الفواسق ل تثبت عليها يممد لحممد بملممك‬
‫ول باختصاص‪ .‬تأمل‪ .‬شوبري‪ ،‬ويمكن أن يقال الضافة تأتى لدنى ملبسة وما هنمما كممذلك‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫بجيرمي‪ .‬وجمل‪ ،‬ومن الواضح أنه مع عدم وجوب العلف عليه يمتنع عليممه حبسممها حممتى تممموت‬
‫جوعا لخبر إذا قتلتم فأحسممنوا القتلممة )قمموله‪ :‬وهممي( أي غيممر المحترمممة الفواسممق الخمممس‪ ،‬وبقممد‬
‫نظمها بعضهم فقال‪ :‬خمس فواسق في حل وفي حرم يقتلن بالشرع عمن جاء بالحكم كلب عقممور‬
‫غراب حية وكذا حدأة فأرة خذ واضح الكلم وفي البجيرمي مما نصمه‪ :‬قممال فممي المصممباح الفسممق‬
‫أصله خروج الشئ على وجه الفساد وسميت هذه الحيوانات فواسق استعارة وامتهانا لهممن لكممثرة‬
‫خبثهن وأذاهن‪ .‬ا‍ه‪ .‬ثم إن عبارة الشارح تقتضي حصر غير المحترم في الفواسق الخمممس لنهمما‬
‫جملممة معرفممة الطرفيممن‪ ،‬وليممس كممذلك‪ :‬إذ بقممي منهمما أشممياء كالممدب والنسممر ونحوهممما‪ ،‬فلممو قممال‬
‫كالفواسق‪ ،‬بالكاف‪ ،‬لكان أولى )قوله‪ :‬ويحلب مالك الخ( قال في المختار حلب يحلب بالضم حلبمما‬
‫بفتح اللم وسكونها‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله ما ل يضر‪ :‬أي قدرا ل يضر بها‪ ،‬قوله ول بولدها‪ :‬أي ول يضر‬
‫بولدها‪ :‬أي لنه غذاؤه ما في ولد المة‪ ،‬بل قال الصحاب لو كان لبنها دون غذاء ولدها‪ ،‬وجممب‬
‫عليه تكميل غذائه من غيرها‪ ،‬وإنما يحلب الفاضل عممن ريممه‪ .‬ا‍ه‪ .‬نهايممة )قمموله‪ :‬وحممرم ممما ضممر‬
‫أحدهما( أي للنهي الصحيح عنه )قوله‪ :‬ولو لقلة العلف( في التحفممة تخصمميص الغايممة بممما يضممر‬
‫الم‪،‬‬

‫] ‪[ 122‬‬

‫وهو الظاهر‪ :‬أي ول يحلب ما يضرها ولو كان الضرر الحاصل لها في الحلب بسبب قلة‬
‫العلف‪ ،‬وعبارة الخطيب‪ :‬ول يجوز الحلب إذا كان يضر بالبهيمة علفهمما ول تممرك الحلممب أيضمما‬
‫إذا كان يضرها فإن لم يضرها كره للضافة ا‍ه )قوله‪ :‬والظاهر ضبط الضرر( أي الممذي يحممرم‬
‫ارتكابه في الحلب وقوله بما يمنع على حذف مضاف‪ :‬أي بممترك ممما يمنممع أي القممدر الممذي يمنممع‬
‫وأخذ ما عداه‪ ،‬وقوله من نمو أمثالهما‪ :‬أي الولد وأمه‪ ،‬وإذا كان هممذا هممو ضممابط الضممرر يكممون‬
‫الواجب حينئذ عليه ترك القدر الذي ينمممو بممه أمثالهممما وأخممذ ممما عممداه )قمموله‪ :‬وضممبطه فيممه بممما‬
‫يحفظه عن الموت( انظر ما مرجع الضمائر البارزة ؟ والظاهر أن الثاني والثالث يعممودان علممى‬
‫الولد المعلوم من المقممام‪ ،‬وأممما الول فظمماهر السممياق أنممه يعممود علممى الضممرر‪ ،‬وهممو مشممكل‪ ،‬إذ‬
‫ضبطه حينئذ ليس بما يحفظه عن الموت‪ ،‬بل بما ل يحفظمه‪ ،‬وإل لنافمماه قمموله بعممد المفممرع عليمه‬
‫فالواجب الترك له الخ‪ ،‬وعبارة شرح الروض‪ :‬والواجب في الولد‪ ،‬كما قال الرويمماني‪ ،‬أن يممترك‬
‫له ما يقيمه حتى ل يموت‪ .‬قال في الصل‪ :‬وقد يتوقممف فمي الكتفمماء بهمذا قمال الذرعمي‪ ،‬وهمذا‬
‫التوقف هو الصمواب الموافمق لكلم الشمافعي والصمحاب‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثلمه فمي النهايمة ونصمها‪ :‬قمال‬
‫الروياني والمراد أن يترك له ما يقيمه حتى ل يموت‪ .‬قال الرافعي‪ :‬وقد يتوقف في الكتفاء بهممذا‬
‫الخ‪ .‬وكتب ع ش قوله وقد يتوقف الخ‪ :‬فيقال يجب أن يترك له ممما ينميممه نمممو أمثمماله‪ .‬ا‍ه )قمموله‪:‬‬
‫ويسن أن ل يبالغ الخ( أي لخبر دع داعي اللبن )قوله‪ :‬وأن يقص( أي ويسممن أن يقممص أظفمماره‪:‬‬
‫أي لئل يؤذيها‪ .‬قال في فتح الجواد‪ :‬ويحرم حلبها مممع طممول ظفممره إن آذاهمما‪ .‬ا‍ه )قمموله‪ :‬ويجمموز‬
‫الحلب إن مات الولد( محط الجواز قوله بأي حيلة كممانت‪ ،‬وإل فجممواز الحلممب قمد علمم مممن قموله‬
‫سابقا ويحلب مالك الخ‪ .‬وقيد ذلك بموت الولد لن الغالب عند موته وذهاب اللبممن أو قلتممه ممما لممم‬
‫يتحايل على خروجه‪ ،‬والعرب يحشون جلده بتراب أو نحوه ويجعلونه أمامها يخيلون لها أنه حي‬
‫كي ل يذهب لبها أو يقل )قوله‪ :‬ويحرم التهريش بين البهائم( أي تسليط بعضها على بعض‪ .‬قممال‬
‫في القاموس‪ :‬التهريش التحريك بين الكلب‪ ،‬والفسمماد بيممن النمماس‪ ،‬والمهارشممة تحريمك بعضممها‬
‫على بعض‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ول يجب عمارة الخ( لما أنهى الكلم على حكم ماله روح شرع فممي بيممان‬
‫حكم ما ل روح لمه‪ ،‬وحاصممل الكلم علممى ذلممك أن ممما ل روح لممه كقنمماة ودار ل تجممب عمممارته‬
‫لنتفاء حرمة الروح‪ ،‬وهذا إذا كان المالك له رشيد‪ ،‬أما إذا كمان غيمر رشمميد فيلممزم وليممه عمممارة‬
‫داره وأرضه وحفظ ثمره وزرعه‪ ،‬وكذا وكيل وناظر وقف‪ ،‬وإذا لم تجب العمارة ل يكره تركها‬
‫إل إذا أدى إلى الخراب فيكره‪ ،‬ويكره أيضا ترك سقي الزرع والشجر عند المكان لممما فيممه مممن‬
‫إضاعة المال‪ .‬فإن قيل‪ :‬إضاعة المال تقتضي التحريممم‪ .‬أجيممب‪ :‬بممأن محممل الحرمممة حيممث كممانت‬
‫الضاعة ناشئة عن فعل كإلقاء متاع في البحر بل خوف ورمي الدراهم في الطريق‪ ،‬بخلف ممما‬
‫إذا كانت ناشئة عن ترك عمل كما هنا فإنها ل تحرم‪ ،‬ولكنها تكره‪ ،‬كما علمممت )قموله‪ :‬بممل يكممره‬
‫تركه( أي التعمير المأخوذ من لفظ عمممارة‪ ،‬وفممي بعممض نسممخ الخممط تركهمما‪ ،‬أي العمممارة‪ ،‬وهممو‬
‫الولى الموافق لما في التحفة‪ .‬وقوله إلى أن تخرب‪ ،‬بفتح الراء‪ .‬فإن قيل‪ :‬إن العمارة المتي يكمره‬
‫تركها ل تكون إل لدار قد خرجت والغاية تفيد خلفه‪ .‬أجيب‪ :‬بممأن الفممرض أن الممدار الممتي يكممره‬
‫ترك عمارتها ليست خربة بالكلية‪ ،‬وإنما فيها بعض مواضع خربة تحتاج إلى إصلح ولممو تممرك‬
‫لخربت بالكلية بحيث تصير ل تصلح للسكنى‪ .‬وقوله بغير عذر متعلق بترك‪ :‬أي يكره الترك لها‬
‫بل عذر‪ ،‬أما إذا كان بعذر‪ ،‬كأن لم توجد مؤن العمارة‪ ،‬فل يكره تركها )قوله‪ :‬كترك سممقي زرع‬
‫وشجر( أي فإنه يكره )قوله‪ :‬دون‬

‫] ‪[ 123‬‬

‫ترك زراعة الرض وغرسها( أي فل يكره )قوله‪ :‬ول يكره عمممارة لحاجممة وإن طممالت(‬
‫قال ع ش‪ :‬بل قد تجب العمارة إن ترتب علممى تركهمما مفسممدة بنحممو اطلع الفسممقة علممى حريمممه‬
‫مثل‪ .‬قال في النهاية‪ :‬والزيادة على العمارة خلف الولى وربما قيل بكراهتها‪ ،‬وفي صحيح ابن‬
‫حبان أن النبي )ص( قال‪ :‬إن الرجل ليؤجر في نفقته كلها إل في هذا التراب وفي أبممي داود كممل‬
‫ما أنفقه ابن آدم في التراب فهو عليه وبال يوم القيامة إل ما أي إل ما ل بد منه‪ :‬أي مما لممم ينفممق‬
‫بالنفاق في البناء به مقصدا صالحا كما همو معلموم‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقموله مقصمدا صمالحا‪ :‬ومنمه أن ينتفمع‬
‫بغلته بصرفها في وجوه القرب أو على عيمماله‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع ش )قموله‪ :‬والخبممار الدالممة المخ( قممال فممي‬
‫الزواجر‪ :‬أخرج ابن أبي الدنيا عن عمار بن ياسر قممال‪ :‬إذا رفممع الرجممل بنمماء فمموق سممبعة أذرع‬
‫نودي يا أفسق الفاسقين‪ :‬إلى أين ؟ وأبو داود عن أنس رضممي الم عنممه قممال‪ :‬خممرج رسممول الم‬
‫)ص( ونحن معه فرأى قبة مشرفة فقال ما هذه ؟ قال أصحابه هممذه لفلن‪ ،‬رجممل مممن النصممار‪،‬‬
‫فسكت وحملها في نفسه حتى إذ جاء صاحبها رسول ال )ص(‪ ،‬سلم عليه الناس‪ ،‬فأعرض عنه‪،‬‬
‫صنع ذلك مممرارا‪ ،‬حممتى عممرف الرجممل الغضممب فممي وجهممه والعممراض عنممه‪ ،‬فشممكا ذلممك إلممى‬
‫أصحابه قال‪ :‬وال إني لنكر رسول ال )ص(‪ ،‬قالوا خرج فرأى قبتك‪ ،‬فرجممع الرجممل إلممى قبتممه‬
‫فهدمها حتى سواها بالرض‪ ،‬فخرج رسول ال )ص( ذات يوم فلم يرها‪ .‬قممال ممما فعلممت القبممة ؟‬
‫قالوا شكا إلينا صاحبها إعراضك عنه فأخبرناه فهدمها‪ ،‬فقال أما إن كل بناء وبممال علممى صمماحبه‬
‫إل ما ؟ أي إل مال بد منه‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومن الخبار ما روي عن عمر بن عبد العزيز أنه كممان ل يبنممي‬
‫بيتا ويقول سنة رسول ال )ص( فإنه لم يضع لبنة على لبنة ول قصبة على قصبة‪ ،‬وعن ميسممرة‬
‫قال‪ :‬ما بنى عيسى عليه السلم بنيانا قط‪ ،‬فقيل له أل تبني بيتمما ؟ فقممال ل أتممرك بعممدي شمميئا ممن‬
‫الدنيا أذكر به‪ .‬وعن ابن مطيع أنه نظر يوما إلى داره فأعجبه حسنها فبكمى‪ ،‬ثمم قمال‪ :‬والم لمول‬
‫الموت لكنت بك مسرورا‪ ،‬ولول ما نصير إليه من ضمميق القبممور لقممرت بالممدنيا أعيننمما‪ ،‬ثممم بكممى‬
‫حتى ارتفع صوته )قوله‪ :‬محمولة( خبر الخبار أي ما فيها )قوله‪ :‬على من فعل ذلك( أي ما زاد‬
‫على سبعة أذرع وقوله للخيلء‪ :‬اللم تعليلية متعلقة بفعل‪ :‬أي فعلممه لجممل الخيلء والتكممبر علممى‬
‫الناس‪ ،‬أما إذا كان ل لجل ذلك فل يمنع من الزيادة المذكورة )قوله‪ :‬وال سبحانه وتعالى أعلممم(‬
‫أي من كل ذي علم‪ ،‬قال ال تعالى‪) * :‬وفوق كل ذي علم عليم( * أي حتى ينتهي المر إلممى ال م‬
‫سممبحانه وتعمالى فهمو أعلممم ممن كممل ذي علمم‪ ،‬وكمأن المصمنف قصمد بممذلك التممبري ممن دعموى‬
‫العلمية‪ ،‬ففي باب العلم من صحيح البخاري فممي قصممة موسممى مممع الخضممر مممع نبينمما وعليهممما‬
‫الصلة والسلم ما يقتضي طلب ذلك حيث سئل موسممى عممن أعلممم النمماس‪ ،‬فقممال أنمما‪ ،‬فعتممب الم‬
‫عليه‪ :‬إذ لم يرد العلم إليه‪ ،‬أي كأن يقول‪ :‬ال أعلم‪ ،‬وفممي القممرآن العظيممم‪ :‬الم أعلممم حيممث يجعممل‬
‫رسالته ويسن لمن سئل عما ل يعلم‪ :‬أن يقول‪ :‬ال ورسوله أعلم‪ .‬خاتمة‪ :‬نسأل ال م حسممن الختممام‬
‫ويكره للنسان أن يدعو على نفسه أو على ولده أو ممماله أو خممدمه‪ .‬لخممبر مسمملم فممي آخممر كتممابه‬
‫وأبي داود عن جابر بن عبمد الم رضمي الم عنمه قمال‪ :‬قمال رسمول الم )ص(‪ :‬ل تمدعوا علمى‬
‫أنفسكم‪ ،‬ول تدعوا على أولدكم‪ ،‬ول تدعوا على خدمكم‪ ،‬ول تدعوا على أموالكم‪ ،‬ل توافقوا من‬
‫ال ساعة يسممئل فيهمما عطمماء فيسممتجيب لممه وأممما خممبر إن الم ل يقبممل دعمماء حممبيب علممى حممبيبه‬
‫فضعيف‪ .‬وال سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫)‪ (1‬سورة يوسف‪ ،‬الية‪ (2) .76 :‬سورة النعام‪ ،‬الية‪.124 :‬‬
‫] ‪[ 124‬‬

‫باب الجناية أي في بيان أحكامها‪ :‬كوجموب القمود والديمة‪ ،‬والتعمبير بهما أولمى ممن تعمبير‬
‫بعضهم بالجراح‪ ،‬وذلك لنه يخرج القتل بالسحر ونحوه كالخنق‪ ،‬ويخرج إزالة المعاني كالسمع‪،‬‬
‫فيقتضي أن الحكم فيها ليس كالحكم في الجراح‪ ،‬وليس كذلك‪ ،‬وقممد تقممدم حكمممة تممأخير الجنايممات‬
‫عن المعاملت والمناكحات‪ ،‬والمراد بها هنا الجنايات علمى البمدان وأمما الجنايممة علمى الممموال‬
‫والعراض والنساب وغيرها فستأتي في كتاب الحدود والصل فيها قبل الجماع قمموله تعممالى‪:‬‬
‫* )يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى( * وخبر ل يحل دم امرئ مسمملم يشممهد أن‬
‫ل إله إل ال وأني رسول ال إل بإحممدى ثلث‪ :‬الممثيب الزانممي‪ ،‬والنفممس بممالنفس‪ ،‬والتممارك لممدينه‬
‫المفارق للجماعة وشرع القصاص في الجنايات حفظا للنفوس لن الجمماني إذا علممم أنممه إذا جنممى‬
‫يقتص منه انكف عن الجناية‪ ،‬فيترتب على ذلك حفممظ نفسممه ونفممس المجنممي عليممه‪ ،‬كممما شممرعت‬
‫الحدود التية حفظا للنساب والعقول والموال والديان‪ ،‬ثم إن مذهب أهممل السممنة والجماعممة أن‬
‫القتل ل يقطع الجل‪ ،‬وأن من قتمل ممات بممأجله‪ ،‬خلفما للمعتزلمة فمي قمولهم القتمل يقطممع الجمل‬
‫متمسكين بخبر إن المقتول يتعلق بقاتله يوم القيامة ويقممول‪ :‬يمما رب ظلمنممي وقتلنممي وقطممع أجلممي‬
‫وهو متكلم في إسناده‪ ،‬وبتقدير صحته فهو منظور فيه للظمماهر مممن أنممه لممو لممم يقتممل لحتمممل أن‬
‫يعيش‪ ،‬أو محمول على مقتول سبق في علم ال تعالى أنه لو لم يقتل لكان يعطى أجل زائدا‪ .‬قممال‬
‫صاحب الجوهرة‪ :‬وميت بعمره من يقتل وغير هذا باطل ل يقبممل )قمموله‪ :‬مممن قتممل وقطممع( بيممان‬
‫للجناية‪ ،‬وقوله وغيرهما‪ :‬أي كالجرح الذي ل يزهق وإزالة المعاني كالسمممع والبصممر ونحوهممما‬
‫)قوله‪ :‬والقتل ظلما( هو ما كان عمدا بغير حق )قوله‪ :‬أكممبر الكبممائر بعممد الكفممر( أي لخممبر سممئل‬
‫)ص( أي الذنب أعظم عند ال ؟ قال أن تجعل ل ندا وهو خلقك‪ .‬قيل ثممم أي ؟ قممال فممي أن تقتممل‬
‫ولدك مخافة أن يطعم معك رواه الشيخان‪ .‬وخبر لقتل مؤمن أعظم عند ال مممن زوال الممدنيا وممما‬
‫فيها رواه أبو داود بإسناد صحيح‪ .‬واعلم‪ ،‬أن توبة القاتل تصح منه لن الكافر تصممح تمموبته فهممذا‬
‫أولى‪ ،‬لكن ل تصح توبته إل بتسليم نفسه لورثة القتيل ليقتصوا منه أو يعفوا عنه علممى مممال ولممو‬
‫غير الدية أو مجانا فإذا تاب توبة صحيحة وسلم نفسه لورثة القتيل راضيا بقضاء ال تعالى عليه‬
‫فاقتصوا منه أو عفوا عنه سقط عنه حق ال بالتوبة‪ ،‬وحق الورثة بالقصاص أو بالعفو عنه وأممما‬
‫حق الميت فيبقى متعلقا بالقاتل لكن ال يعوضه خيرا ويصلح بينهما في الخرة‪ ،‬فإن لم يتب ولممو‬
‫يقتص منه بقيت عليه الحقوق الثلثة ثم إذا أصر على ذلك إلى أن مات فل يتحتم عممذابه بممل هممو‬
‫في خطر المشيئة‪ ،‬كسائر أصحاب الكبائر غير الكفر‪ ،‬فإن شاء ال م غفممر لممه وأرضممى الخصمموم‬
‫وإن شاء عذبه لقوله تعالى‪) * :‬إن ال ل يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء( * وإن‬
‫عذبه ل يخلد في النار‪ .‬وأما قوله تعالى‪) * :‬ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالممدا فيهمما( *‬
‫فمحمول على المستحل‬

‫)‪ (1‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪ (2) .178 :‬سورة النساء‪ ،‬الية‪ (3) .48 :‬سورة النساء‪ ،‬الية‪.93 :‬‬

‫] ‪[ 125‬‬

‫لممذلك‪ ،‬أو المممراد بممالخلود فيممه‪ :‬المكممث الطويممل‪ ،‬فممإن الممدلئل تظمماهرت علممى أن عصمماة‬
‫المسلمين ل يدوم عذابهم )قوله‪ :‬وبالقود( أي القصاص‪ ،‬وهو متعلق بالفعل الذي بعممده‪ .‬وقمموله أو‬
‫العفو‪ :‬أي على مال أو مجانا‪ .‬وقوله ل تبقى مطالبة أخروية‪ .‬هذا إذا تاب عند تسممليم نفسممه للقممود‬
‫أو عند العفو عنه من الورثة توبة صمحيحة‪ ،‬وإل بقيمت عليمه المطالبمة ممن الم‪ ،‬كممما علممت أن‬
‫الحقوق ثلثة‪ :‬حق الم تعمالى‪ ،‬وحمق الورثمة‪ ،‬وحمق المقتممول‪ .‬والحمق الول ل يسممقط إل بتوبممة‬
‫صحيحة )قوله‪ :‬والفعل( أي جنس الفعل بدليل الخبار عنه بثلثة‪ ،‬والمراد بالفعل ما يشمل القول‬
‫كشهادة الزور وكالصياح‪ ،‬وقوله المزهق‪ :‬أي المخرج للروح وهذا القيممد ل مفهمموم لممه لن غيممر‬
‫المزهق تأتي فيه الثلثة القسام التي ذكرها‪ ،‬وعبارة شرح المنهج‪ :‬هممي أي الجنايممة علممى البممدن‬
‫سواء كانت مزهقة للروح أو غير مزهقة من قطع نحموه ثلثمة المخ‪ .‬وقموله ثلثمة‪ :‬أي ول رابمع‬
‫لها‪ ،‬ووجه ذلك أن الجاني إن لم يقصد عين المجني عليه بأن لم يقصد الجناية أصل كممأن زلقممت‬
‫رجله فوقع على إنسان فقتله أو قصد الجناية على زيد فأصاب عمرا فهو الخطممأ المحممض سممواء‬
‫كان بمما يقتمل غالبما أو ل‪ ،‬وإن قصمد عيمن المجنمي عليمه فمإن كمان بمما يقتمل غالبما فهمو العممد‬
‫المحض‪ ،‬وإن كان بما ل يقتل غالبا فهو شبه العمد‪ .‬قال ابن رسلن في زبده‪ :‬فعمممد محممض هممو‬
‫قصد الضارب شخصا بما يقتله في الغالب والخطأ الرمي لشاخص بل قصممد أصمماب بشممرا فقتل‬
‫ومشبه العمد بأن يرمي إلى شخص بما في غالب لن يقتل )قوله‪ :‬عمد( أي محض‪ ،‬وقوله وشممبه‬
‫عمد‪ :‬ويقال لهذا عمد خطأ وخطأ عمد وخطأ شبه عمد وحقيقته مركبة مممن شممائبة العمممد وشممائبة‬
‫الخطأ‪ ،‬وقوله وخطممأ أي محممض )قمموله‪ :‬ل قصمماص إل فممي عمممد( أي للجممماع )قمموله‪ :‬بخلف‬
‫شبهه( أي العمد فل قصاص فيه‪ :‬لخبر إل أن في قتيل عمد الخطأ‪ ،‬قتيل السوط والعصا مائة من‬
‫البل وقوله والخطأ أي وبخلف الخطأ فل قصاص فيه لقوله تعممالى‪) * :‬ومممن قتممل مؤمنمما خطممأ‬
‫فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله( * )قوله‪ :‬وهو( أي العمد‪ ،‬وقوله قصممد فعممل‪ :‬أي قتممل‬
‫وخرج به ما إذا لم يقصد كأن زلقت رجله فوقع علمى إنسمان فقتلمه فل قصماص فيمه لنمه خطمأ‪.‬‬
‫وقوله ظلما‪ .‬الولى حذفه لنه سيذكر شروط القصاص كلها ويممذكره معهمما والمممراد كممونه ظلممما‬
‫من حيث التلف‪ ،‬فخرج ما إذا قصده بحق كالقتل قودا أو دفعا لصائل أو لباغ أو بغير حق لكن‬
‫ل من حيث التلف‪ ،‬أي إزهاق الروح‪ ،‬كأن استحق حز رقبته فقده نصفين فإنه ل قود فيهما بل‬
‫هو في الول جائز وفي الثاني وإن كان غير جائز لكنه من حيث العدول عن الطريممق المسممتحق‬
‫إلى غيممره ل مممن حيممث التلف )قمموله‪ :‬وعيممن شممخص( معطمموف علممى فعممل‪ .‬أي وقصممد عيممن‬
‫شخص أي ذاته‪ ،‬وخرج به ما لو قصد إصابة زيد مثل فأصاب السهم عمرا فل يلزمه القود لنه‬
‫لم يقصمد عيمن المصماب )قموله‪ :‬يعنمي النسمان( أي أن الممراد بالشمخص النسمان ل مما يشممل‬
‫النسان وغير‪ ،‬وقوله إذ لو قصد الخ‪ :‬تعليل لكون المراد مممن الشممخص النسممان‪ :‬أي وإنممما كممان‬
‫المراد من الشخص النسمان‪ ،‬ل مطلمق شمخص‪ ،‬لنمه لمو قصمد شخصما ظنمه ظبيمة أو نخلمة أو‬
‫نحوهما فرماه ثم تبين أنه إنسان كان قتله لممه خطممأ ل عمممدا لنممه وإن قصممد الشممخص الممذي هممو‬
‫الظبية ولم يقصد النسان المصاب وفي هذا التعليل نظر لنممه يقتضممي أنممه إذا قصممد إنسممانا عنممد‬
‫الرمي وأصاب إنسانا آخر غيره كان عمدا مع أنه خطأ كما تقدم‪ .‬إذا علمت ذلممك فكممان المناسممب‬
‫أن يقيد النسان المفسر للشخص بالمصاب ويأتي بدل صورة التعليممل المممذكور بصممورة التفريممع‬
‫بأن يقول فلو قصد شخصا الخ‪ .‬والصورة المعلل بها خارجة بقوله قصد عين شخص‪ ،‬وذلك لنه‬
‫إذا رمى شخصا على زعم أنه ظبيمة ثمم تمبين أن المصماب المرممي إنسمان فهمو لمم يقصمد عيمن‬
‫المصاب وقت الرمي كالصورة المتقدمة‪.‬‬

‫)‪ (1‬سورة النساء‪ ،‬الية‪.92 :‬‬

‫] ‪[ 126‬‬

‫تأمل )قوله‪ :‬بما يقتل( متعلق بقصد‪ :‬أي قصممده بممما يقتممل أي بشممئ يقتممل فممي الغممالب ولممو‬
‫بالنظر لبعض المحال كغرز البرة في المقتل‪ ،‬وعلم منه بالولى ممما لممو قصممده بممما يقتممل قطعمما‪.‬‬
‫وخرج به ما لو قصده بما يقتل ل غالبا بأن كان نادرا كغرز إبرة الخياط بغير مقتممل ولممم يظهممر‬
‫لها أثر أو ل غالبا ول نادرا بأن كان على حد سواء كضرب غير متوال في غير مقتل فإنه شممبه‬
‫عمد ول قود فيه كما سيصرح به )قوله‪ :‬جارحا كمان( أي الشمئ المذي يقتمل )قموله‪ :‬كغمرز إبمرة‬
‫الخ( تمثيل للجارح‪ .‬والمراد كالبرة‪ ،‬كما في البجيرمي عن زي إبممرة الخيمماط‪ ،‬أممما المسمملة الممتي‬
‫يخاط بها الظروف‪ ،‬فهي مما يقتل غالبا مطلقا سواء كان في مقتممل أو ل‪ ،‬وقمموله بمقتممل‪ :‬مصممدر‬
‫ميمي أريد به المكان‪ ،‬ومثلمه مما لمو غرزهمما فممي بمدن نحمو هممرم أو نحيمف أو صمغير أو كمانت‬
‫مسمومة وغرزها في كبير‪ ،‬وقوله كدماغ الخ‪ :‬تمثيل للمقتل‪ ،‬وفممي المغنممي المقتممل‪ ،‬بفتممح المثنمماة‬
‫الفوقية واحد المقاتل‪ ،‬وهممي المواضممع الممتي إذا أصمميبت قتلممت كعيممن ودممماغ وأصممل أذن وحلممق‬
‫وثغرة نحر الخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله وخاصرة‪ :‬هي ما بين رأس الممورك وآخممر ضمملع فممي الجنممب‪ ،‬ومثلممه‬
‫الخصر والكشح‪ ،‬وقوله وإحليل‪ :‬وهو مخرج البول من ذكممر النسممان واللبممن مممن الثممدي‪ .‬وقمموله‬
‫ومثانة‪ :‬هي موضع الولد أو موضع البول‪ .‬أفاد ذلك كله في القاموس‪ ،‬وقوله وعجان بكسر العين‬
‫)قوله‪ :‬وهو( أي العجان المحل الذي بين الخصممية والممدبر )قمموله‪ :‬أو ل( أي أو ل يكممون جارحمما‬
‫)قوله‪ :‬كتجويع الخ( تمثيل لما ل يكون جارحا )قوله‪ :‬وسحر( أي وكسحر فإذا قتل به اقتص منمه‬
‫وفي التحفة ما نصه وممر قبيمل همذا الكتماب أنمه ل ضممان علمى القاتمل بمالعين وإن تعممد ونقمل‬
‫الزركشي عن بعض المتأخرين أنه أفتى بممأن لممولي الممدم قتممل ولممي قتممل مممورثه بالحممال لن فيممه‬
‫اختيارا كالساحر وحينئذ فينبغي أن يأتي فيه تفصيله ا‍ه‪ .‬وفيممه نظممر‪ ،‬بممل الممذي يتجممه خلفممه لن‬
‫غايته أنه كعائن تعمد وقد اعتيد منه دائما قتل من تعمد النظر إليممه علممى أن القتممل بالحممال حقيقممة‬
‫إنما يكون لمهدر لعدم نفوذ حاله في محرم إجماعا‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقموله تفصميله أي السماحر وهمو أنمه إذا‬
‫قال قتلته بسحري وكان يقتل غالبا فيكون عمدا فيه القود وإن كان يقتل نادرا فشبه عمممد‪ ،‬أو قممال‬
‫أخطأت من اسم غيره له فخطأ وفيهما الدية على العاقلة )قوله‪ :‬وقصدهما( مبتدأ خبره شبه عمممد‬
‫)قوله‪ :‬أي الفعل والشخص( تفسممير لضممير قصممدهما‪ ،‬قممال فممي التحفمة والنهايمة‪ :‬وإن لممم يقصمد‬
‫عينه‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬بغيره( متعلق بقصد‪ :‬أي قصدهما بغير الشئ الذي يقتل في الغممالب )قمموله‪ :‬شممبه‬
‫عمد( أي يقال له شبه عمد واعترض في المغني على ضمابطه الممذكور فقمال‪ :‬يمرد علمى طمرده‬
‫التعزير ونحوه فإنه قصد الفعل والشمخص بمما ل يقتمل غالبما وليمس شمبه عممد بمل خطمأ وعلمى‬
‫عكسه ما لو قال الشاهدان الراجعان لم نعلم أنه يقتل بقولنا وكانا ممن يخفى عليهممما ذلمك فحكمممه‬
‫حكم شبه العمد مع وجوب قصد الشخص والفعل بمما يقتمل غالبما‪ .‬ا‍ه )قموله‪ :‬سمواء أقتمل كمثيرا(‬
‫تعميم في غير الذي يقتل في الغالب‪ ،‬وأفاد به أن الكثرة ل تنمافي عممدم الغلبمة وهمو كمذلك‪ .‬إذ قمد‬
‫يكون الشئ كثيرا في نفسه وليس بغالب‪ ،‬وقوله أم نادرا أي أم قتل نادرا لكن بحيممث يكممون سممببا‬
‫في القتل وينسب إليه القتل عادة ل نحو قلم مما ل ينسب إليه القتل عممادة لن ذلممك مصممادفة قممدر‬
‫فل شئ فيه‪ ،‬ل قود ول دية ول غيرهما‪ ،‬وقد أفاد الشارح هذا القيد بالتمثيممل بقمموله بعممد كضممربة‬
‫يمكن عادة الخ )قوله‪ :‬كضربة الخ( تمثيل للنادر لن الضربة الواحدة ينممدر القتممل بهمما ولممم يمثممل‬
‫للكثير‪ ،‬ومثاله نحو الضرب الكثير غير المتوالي في غير مقتل كما تقدم وقوله يمكن عادة إحالممة‬
‫الهلك عليها‪ ،‬كما إذا كانت بنحو سوط )قوله‪ :‬بخلفها( أي الضممربة وقمموله بنحممو قلممم كثمموب أو‬
‫منديل )قوله‪ :‬أو مع خفتها( أي أو كانت الضربة بنحو عصا مثل لكمن كمانت خفيفمة جمدا )قموله‪:‬‬
‫فهممدر( أي ل شممئ فيهمما‪ ،‬ل قصمماص ول ديممة ول غيرهممما )قمموله‪ :‬ولممو غممرز إبممرة الممخ( المقممام‬
‫للتفريع‪ .‬وحاصل مسألة البرة أنه إن غرزها في مقتل أو في بدن نحيف أو صممغير فعمممد مطلقمما‬
‫وإن لم يكن معه ألم فإن غرزها في غير ذلك كبدن كبير فإن تألم بذلك فعمد أيضا وإل فشبه عمد‬
‫وإن غرزها فيما ل يؤلم كجلدة عقب فهدر لعلمنا بأنه لم يمت به والموت‬

‫] ‪[ 127‬‬

‫عقبه موافقة قدر‪ ،‬وقد علممت الممراد بمالبرة فل تغفمل )قموله‪ :‬كأليمة وفخمذ( تمثيمل لغيمر‬
‫المقتل )قوله‪ :‬وتألم حتى مات( أي تألم تألما شديدا دام به حتى مات )قوله‪ :‬وإن لم يظهر أثر( إن‬
‫شرطية جوابها قوله فشبه عمدا‪ ،‬والنسب بما قبله وإن لم يتممألم )قمموله‪ :‬ومممات حممال( أي أو بعممد‬
‫زمن يسير‪ :‬أي عرفا فيما يظهر‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفة )قوله‪ :‬فشبه عمد( قال فممي التحفممة‪ :‬كالضممرب بسمموط‬
‫خفيف‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ولو حبسه الخ( النسب تأخير هذه المسألة وذكرها فممي التنممبيه التممي لن منممع‬
‫الطعام والشراب من أسباب الهلك ل من مباشرته‪ .‬وقوله كمأن أغلمق بابما عليمه‪ :‬مثمال للحبمس‪،‬‬
‫والغلق ليس بقيد‪ ،‬بل مثله ما لو لم يغلقه ووضع عليه حارسمما يمنعممه مممن ذلممك‪ .‬وقمموله ومنعممه‬
‫الخ‪ :‬عطف على جملة حبسه قال في النهاية‪ :‬وخرج بحبسه ما لممو أخممذ بمفممازة قمموته أو لبسممه أو‬
‫ماءه وإن علم هلكه به وبمنعه ما لو امتنع من تناول ممما عنممده وعلممم بممه خوفمما أو حزنمما أو مممن‬
‫طعام خوف عطش أو من طلممب ذلممك‪ :‬أي وقممد جمموز إجممابته لممذلك فيممما يظهممر فل قممود بممل ول‬
‫ضمان حيث كان حرا لنه لممم يحممدث فيممه صممنعا فممي الول وهممو القاتممل لنفسممه فممي البقيممة‪ .‬قممال‬
‫الفوراني‪ :‬وكذا لو أمكنه الهرب بل مخاطرة فتركه‪ ،‬أما الرقيق فيضمنه باليد‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقمموله الطعممام‬
‫والشراب‪ :‬أي معا‪ :‬وقوله أو أحدهما‪ :‬أي أو منعه أحمدهما‪ ،‬أي الطعمام أو الشمراب‪ ،‬ومثمل منعمه‬
‫من الطعام أو الشراب منعه من اللباس‪ ،‬كما في المدابغي‪ ،‬وسممأنقل لممك عبممارته )قمموله‪ :‬والطلممب‬
‫لذلك( معطوف على الطعام والشراب‪ :‬أي ومنعه الطلب للطعام والشراب )قوله‪ :‬حتى مات الممخ(‬
‫أي حبسه ومنعه من ذلك إلى أن مات بالجوع أو بالعطش أو بكليهما )قوله‪ :‬فإن مضت مممدة( أي‬
‫من ابتداء منعه إلى موته وهو جواب لو‪ ،‬وقوله بموت مثله‪ :‬أي المحبمموس الممنمموع مممن الطعممام‬
‫والشراب‪ ،‬وقوله فيها‪ :‬أي في تلك المدة‪ ،‬وقوله جوعا أو عطشا‪ :‬أي يممموت بممالجوع وبممالعطش‪،‬‬
‫فهما منصوبان بإسممقاط الخممافض )قمموله‪ :‬فعمممد( أي ففعلممه المممذكور عمممد ممموجب للقممود‪ ،‬وقمموله‬
‫لظهور الخ‪ :‬علة لكونه عمدا وقوله به‪ :‬أي بالفعل المذكور من الحبممس ومنممع الطعممام والشممراب‪:‬‬
‫أي ولما كان قصد الهلك بالفعل المذكور ظاهرا أحيل الهلك عليممه )قمموله‪ :‬ويختلممف ذلممك( أي‬
‫المدة التي يحصل الموت فيهمما غالبمما عنممد منممع الطعممام والشممراب‪ ،‬وذكممر اسممم الشممارة باعتبممار‬
‫تأويلها بالمذكور أو بالزمن‪ ،‬وعبارة شرح المنهج‪ ،‬وتختلممف المممدة بمماختلف حممال الممنمموع قمموة‬
‫وضعفا والزمن حرا أو بردا ففقد الماء في الحر ليس كهو فممي الممبرد‪ .‬ا‍ه )قمموله‪ :‬بمماختلف حممال‬
‫المحبوس( متعلق بيختلف‪ ،‬وقوله والزمن معطوف على حال‪ :‬أي وباختلف الزمن )قوله‪ :‬قمموة(‬
‫أي وضدها وهو راجع لحال المحبوس‪ ،‬وقوله وحرا‪ :‬أي وضده وهو راجع للزمن )قمموله‪ :‬وحممد‬
‫الطباء الجوع( أي ضبطوا زمنه‪ .‬وقوله باثنين وسبعين ساعة‪ :‬أي فلكية وهي ثلثة أيام بلياليها‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬رشيدي )قوله‪ :‬فإن لم تمض المدة المذكورة( أي التي يموت فيها غالبمما مثلممه )قمموله‪ :‬ومممات(‬
‫أي المحبوس الممنوع من الطعام والشراب مدة ل يموت مثله غالبا فيها )قوله‪ :‬فإن لم يكمن المخ(‬
‫جواب إن وقوله جوع أو عطش سابق‪ :‬أي على الحبس والمنع المذكورين )قوله‪ :‬فشبه عمد( أي‬
‫لن ما ذكر ل يقتل غالبا‪ .‬قال في التحفة والنهاية‪ :‬وعلم من كلمه السمابق أنمه ل بمد ممن مضمي‬
‫مدة يمكن عادة إحالة الهلك عليها‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬فيجب نصف ديته( ل يصح تفريعممه علممى ممما قبلممه‬
‫لن شبه العمد يجب فيه دية كاملة كالخطأ‪ ،‬ثم ظهر من عبارة التحفة مممع الصممل أن فممي عبممارة‬
‫الشارح سقطا من النساخ بعد قوله فشبه عمد وقبل قوله فيجب نصف ديته ونصهما لتعممرف ذلممك‬
‫السقط بعده فإن لم يكن به جوع وعطش سابق فشممبه عمممد‪ ،‬وإن كممان بعممد جمموع وعطممش سممابق‬
‫وعلم الحابس الحال فعمد لشمول حده السابق له وإل يعلم الحال فل يكون عمدا في الظهر لنممه‬
‫لم يقصد الهلك‪ ،‬ولو أتى بمهلك بل شبهه فيجب نصف ديته لحصول الهلك‬

‫] ‪[ 128‬‬

‫بالمرين‪ .‬ا‍ه‪ .‬بتصرف‪ .‬وقوله بممالمرين‪ :‬هممما الجموع أو العطمش السمابق علمى الحبمس‪،‬‬
‫والجوع أو العطش الواقع بعده فاعتبر للسابق نصف الدية وللحق نصممفها والواقممع مممن الحممابس‬
‫هو الثاني فوجب عليه النصف‪ .‬ومثلهما عبارة المدابغي على الخطيب ونصها‪ :‬فرع‪ :‬مممن حبممس‬
‫آدميا ومنعه الزاد والماء أو عراه فمات فإن كان زمنا يموت فيمه غالبما جوعما أو عطشما أو بمرد‬
‫فعمد أو ل يموت فيه‪ ،‬فإن لم يكن به جوع وعطش سممابق فشممبه عمممد‪ ،‬وإل فممإن حبسممه زمنمما إذا‬
‫ضم للول مات وعلم سابق جوعه وعطشه فعمد محض وإن جهل وجب نصف دية شبه العمممد‪،‬‬
‫فلو أطمعه وسقاه حتى مات ضممنه إن كمان عبمدا ل حمرا أو أخمذ زاده أو مماءه أو ثيمابه بمفمازة‬
‫فمات جوعا أو عطشا أو بردا هدر‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬تخويفا لممه( مفعممول لجلممه‪ :‬أي أشممار إليممه بسممكين‬
‫لجل أن يخوفه )قوله‪ :‬فسقطت( أي السكين‪ ،‬وقوله عليه‪ :‬أي على النسمان المشمار إليمه‪ ،‬وقموله‬
‫من غير قصد متعلق بسقطت‪ .‬أي سقطت ل بقصد السقوط بأن انفلتممت مممن يممده )قمموله‪ :‬إلممى أنممه‬
‫عمد( متعلق بمال‪ :‬أي مال إلى أن فعله المذكور عمد‪ ،‬فإذا مات وجب القود )قمموله‪ :‬وفيممه نظممر(‬
‫أي في كونه عمدا نظر لنه لم يقصد عينه‪ :‬أي المشار إليه المصاب‪ ،‬وقوله باللة‪ :‬أي بسممقوطها‬
‫عليه كممما فممي ع ش وعبممارته‪ :‬قمموله لنممه الممخ‪ ،‬فيممه نظممر‪ ،‬فممإنه حيممث أشممار كممان قاصممدا عينممه‬
‫بالشارة‪ .‬نعم‪ :‬خصوص الشارة التي وجممدت منممه ل تقتممل غالبمما‪ ،‬وسممقوط السممكين مممن يممده لممم‬
‫يقصده‪ ،‬ويمكن حمل كلم الشارح على هذا بممأن يقممال لممم يقصممد عينممه بسممقوط اللممة‪ .‬ا‍ه )قمموله‪:‬‬
‫فالوجه أنه غير عمد( أي بل هو شبه عمد لنه قصد الفعل‪ ،‬وهممو التخويممف الممذي ل يقتممل غالبمما‬
‫)قوله‪ :‬يجب قصاص بسبب( هو ما يؤثر في تحصمميل ممما يممؤثر فممي التلممف كممالكراه فممإنه يممؤثر‬
‫داعية القتل في المكره‪ ،‬وهذه الداعية تؤثر في التلف‪ ،‬وخرج به الشرط فممإنه ل يممؤثر فممي الفعممل‬
‫ول يحصله بل يحصل التلف عنده بغيره ويتوقف تأثير ذلك الغيممر عليممه كحفممر بئر مممع الممتردي‬
‫فيها فإن المفوت هو التخطي جهته والمحصل هو التردي فيها المتوقف على الحفر‪ ،‬ومممن ثممم لممم‬
‫يجب فيه قود مطلقا‪ ،‬ثم السبب تارة يكممون حسمميا كممالكراه‪ ،‬وتممارة يكممون عرفيمما كتقممديم الطعممام‬
‫المسموم إلى الضيف‪ ،‬وتارة يكون شمرعيا كشمهادة المزور وقموله كمباشمرة الكمماف للتنظيممر‪ :‬أي‬
‫نظير مباشرة القتل فإنه يجب بها القصاص وهي ما أثر في التلف وحصله‪ ،‬فتحصل أن المباشرة‬
‫ما ذكر وأن السبب ما أثر في التلف فقط‪ ،‬ولم يحصله ومنه منع الطعممام السممابق‪ ،‬والشممرط ممما ل‬
‫يؤثر فيه ول يحصله‪ ،‬وتقدم المباشرة على السبب‪ ،‬ثممم هممو علممى الشممرط ‪ -‬كممما سمميذكره )قمموله‪:‬‬
‫فيجب( أي القصاص وقوله على مكره‪ ،‬بكسر الراء‪ ،‬أي مكره إنسانا بأن يقتل آخممر معينمما سممواء‬
‫كان إماما أو متغلبا‪ ،‬ومنه آمر خيف من سطوته لممو خولممف فممأمره كممالكراه‪ .‬ويشممترط لوجمموب‬
‫القصاص عليه أن يكون عالما بأن المقتول آدمي سواء علم به المكره‪ ،‬بفتح الراء‪ ،‬أم ل‪ ،‬وشرط‬
‫لوجوبه على المكره‪ ،‬بفتح الراء‪ ،‬أن يكون عالما به أيضا سواء علم به المكره بكسر الممراء أم ل‬
‫فل يتوقف وجوب القصاص على علمهما به معا‪ .‬والحاصممل‪ :‬أن المكممره والمكممره إممما أن يكونمما‬
‫عالمين بأن المقتول آدمي أو جاهلين به‪ ،‬أو الول عالما والثاني جاهل أو بالعكس‪ ،‬فيجممب القممود‬
‫على كل منهما في الصورة الولى‪ ،‬وتجب الدية على عاقلتهما في الثانية لنه خطأ‪ ،‬ويجب القود‬
‫علمى المكمره‪ ،‬بكسمر المراء‪ ،‬وحمده فمي الثالثمة‪ ،‬وعلمى عاقلمة المكمره ‪ -‬بفتحهما ‪ -‬نصمف الديمة‪،‬‬
‫والرابعة بعكس الثالثة‪ .‬وقوله بغير حق‪ :‬خرج به ما إذا أبره الممام آخمر علمى قتمل ممن اسمتحق‬
‫القتل فل شئ فيه أصل )قوله‪ :‬بأن قال اقتل هذا( أي إشممارة لدمممي علمممه‪ ،‬كممما علمممت‪ ،‬وخممرج‬
‫بقوله هذا المشار به لمعين ما لو قال له اقتل نفسك وإل قتلتك فقتلها‪ ،‬وما لو قال له اقتل زيممدا أو‬
‫عمرا فقتلهما أو أحدهما فل قصاص على المكره ‪ -‬بكسر الراء ‪ -‬لنه ليس بإكراه حقيقممة لتحمماد‬
‫المأمور به والمخوف بمه فمي الصممورة الولممى‪ ،‬فكمأنه اختمار قتمل نفسمه ولتفمويض تعييممن عيمن‬
‫المقتول إلى المكره بفتح الراء في الثانية فصار له اختيار فممي القتممل‪ ،‬فممالقود يكممون عليممه )قمموله‪:‬‬
‫وعلى مكره أيضا( أي ويجب القصاص أيضا على مكره‪ ،‬بفتح الراء‪،‬‬

‫] ‪[ 129‬‬

‫لكن بشرط علمه بأن المقتول آدمي‪ ،‬كمما علممت‪ .‬قمال فمي التحفمة‪ :‬وقيمد البغموي وجموب‬
‫القود عليه بما إذا لم يظن أن الكراه يبيح القدام‪ ،‬وإل لم يقتل جزما‪ ،‬وأقره جمع لن القصمماص‬
‫يقسط بالشبهة ويتعيمن حملممه بعمد تسمليمه علممى مما إذا أمكمن خفماء ذلممك عليمه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وإنممما وجمب‬
‫القصاص عليه مع أنه مكره لنه آثر نفسه بالبقاء وإن كان كاللة فهو كالمضطر الذي قتل غيره‬
‫ليأكله فإن عليه الضمان‪ ،‬وقيل ل قصاص عليه لعموم خبر رفع عن أمتي الخطممأ والنسمميان وممما‬
‫اسممتكرهوا عليمه )قموله‪ :‬وعلممى ممن ضمميف المخ( أي ويجممب القصماص أيضمما علممى ممن ضمميف‬
‫بمسموم‪ ،‬ومثل التضييف بممه دس السممم فممي طعممام المقتممول‪ ،‬وقمموله بمسممموم يقتممل غالبمما‪ :‬عبممارة‬
‫التحفة‪ :‬بمسموم يعلم كونه يقتل غالبا فأفادت أنه ل بد من علم المضيف بذلك فلو لممم يعلممم بممه فل‬
‫قود‪ ،‬وخرج بقوله غالبا ما إذا كان يقتل ل غالبا ففيه الدية ل القود‪ .‬وقوله غير مميممز‪ :‬أي صممبيا‬
‫كان أو مجنونا‪ ،‬وهو مفعول ضيف )قوله‪ :‬فإن ضيف به( أي بالمسموم الذي يعلم أنه يقتل غالبا‪،‬‬
‫وقوله مميزا‪ :‬سواء كممان بالغمما أم ل )قمموله‪ :‬أو دسممه( أي السممم‪ .‬وقمموله فممي طعممامه‪ :‬أي المميممز‪.‬‬
‫وخرج به ما لو دسه في طعام نفسه فأكل منه من يعتاد الدخول له وقتله فإنه هدر‪ .‬وقوله الغممالب‬
‫أكله منه‪ :‬أي الذي يغلب أكل المميز من ذلك الطعام‪ .‬قال سم‪ :‬هذا القيد وقع فممي المنهمماج وغيممره‬
‫من كتب الشيخين ولمم يمذكره الكمثرون وهمو تقييممد لمحممل الخلف الممذكور حممتى يتمأتى القمول‬
‫بوجوب القصاص‪ ،‬وإل فدية شبه العمد واجبة مطلقا‪ ،‬سواء كممان الغممالب أكلممه منممه أو ل‪ ،‬خلفمما‬
‫لما ذكره كثير من الشراح من إهداره إذا لم يكن الغالب أكله منه‪ .‬نبه علممى ذلممك شمميخنا الشممهاب‬
‫الرملي‪ .‬فقول الشارح التي فهدر ممنوع‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فأكله جاهل( أي بأن فيه سما وخرج به ما‬
‫لو أكله عالما به ومات فإنه يكون هدرا )قوله‪ :‬فشبه عمد( ل يخفممى أن هممذا ل يصممدق عليممه حممد‬
‫شبه العمد المتقدم لنه تقدم أن يكون بما ل يتلف غالبا‪ ،‬إل أن يكون ذاك مخصوصا باللة وهممذا‬
‫في السبب‪ .‬تأمل‪ .‬ح ل‪ .‬بجيرمي )قوله‪ :‬فيلزمه ديته( أي دية شبه العمد )قوله‪ :‬ول قود( أي على‬
‫المضيف أو الداس للسم )قوله‪ :‬لتناوله الطعام باختياره( هذا هو الفممارق بينممه وبيممن غيممر المميممز‬
‫)قوله‪ :‬وفي قول قصاص( أي وفي قممول يجممب قصمماص علممى المضمميف أو الممداس للسممم )قمموله‪:‬‬
‫لتغريره( أي مممن ذكممر مممن المضمميف أو الممداس‪ :‬أي للتغريممر الحاصممل منممه للمميممز الكممل فهممو‬
‫كالكراه‪ .‬وفرق بأن في الكراه إلجاء دون هذا )قوله‪ :‬وفي قول ل شئ( أي ل قصاص ول ديممة‬
‫)قموله‪ :‬تغليبما للمباشمرة( قمال فمي النهايمة‪ :‬ورد بمأن محمل تغليبهما حيمث اضممحل السمبب معهما‬
‫كالممسك مع القاتل‪ ،‬ول كذلك هنا‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله كالممسك مع القاتل‪ :‬يعني إذا أمسممك شممخص آخممر‬
‫فجاء آخر وقتله فالقصاص على القاتل ل على الممسك تغليبا للمباشرة )قمموله‪ :‬وعلممى مممن ألقممى(‬
‫من واقعة على المميز القادر على الحركة‪ ،‬ومفعممول ألقممى محممذوف‪ .‬والمعنممى‪ :‬يجممب القصمماص‬
‫على مميز قادر على الحركة ألقى غيره وقوله في ماء‪ :‬أي جار أو راكد‪ ،‬ومثل الماء النار‪ ،‬ولممو‬
‫قال‪ ،‬كما في المنهج‪ ،‬فيما ل يمكنه التخلص منه لكان أولى‪ ،‬وقوله مغرق‪ :‬أي لمثله وخرج به ما‬
‫لو ألقاه في ماء غير مغرق‪ :‬كماء منبسط يمكنه الخلص منممه عممادة فمكممث فيممه مضممطجعا حممتى‬
‫هلك فإنه هدر ل ضمان فيه ول كفارة لنه المهلك لنفسه‪ ،‬وقوله ل يمكنه التخلممص منممه‪ :‬أي مممن‬
‫الغرق فيه كلجة وقت هيجانها‪ .‬وقوله بعوم‪ :‬الباء سممببية متعلقممة بممالتخلص‪ .‬وقمموله أو غيممره‪ :‬أي‬
‫غير العوم )قوله‪ :‬وإن التقمه حوت( غاية في وجوب القصاص‪ :‬أي يجب القصاص على الملقممى‬
‫وإن التقم الملقى بفتح القاف حوت‪ .‬وقوله ولو قبل وصوله للماء‪ :‬أي ولو وقممع التقممام الحمموت لممه‬
‫قبل أن يصل الماء )قوله‪ :‬فإن أمكنه تخلص( مفهوم قوله ل يمكنممه التخلممص منممه‪ ،‬وقمموله ومنعممه‬
‫منه‪ :‬أي التخلص بذلك‪ ،‬وقوله عارض‪ :‬أي بعد اللقاء‪ ،‬فإن كان العممارض موجممودا عنممد اللقمماء‬
‫فالقصاص‪ .‬ح ل‪ .‬وقوله كموج وريممح‪ :‬تمثيممل للعممارض‪ .‬وقمموله فهلممك‪ :‬أي الملقممى )قمموله‪ :‬فشممبه‬
‫عمد( أي فالفعل المذكور وهو اللقاء شبه عمد )قوله‪ :‬ففيه ديته( مفرع على كونه شبه عمممد‪ :‬أي‬
‫فيلزمه في‬

‫] ‪[ 130‬‬

‫هلك مممن أمكنممه التخلممص ومنعممه منممه عممارض ديممة شممبه العمممد )قمموله‪ :‬وإن أمكنممه( أي‬
‫التخلص‪ ،‬وقوله فتركه الخ‪ :‬أي فتركه ل لعممارض بممل خوفمما أو عنممادا )قمموله‪ :‬فل ديمة( أي علممى‬
‫الملقى ول كفارة عليه أيضا‪ .‬قال في التحفة والنهاية‪ :‬لنه الملك لنفسه‪ ،‬إذ الصل عممدم الدهشممة‪،‬‬
‫ومن ثم لزمته الكفارة‪ .‬اه‪ .‬وقوله لزمته‪ :‬أي لزمت من أمكنه التخلص وتركه الكفارة لقتله نفسممه‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬ع ش‪) .‬قوله‪ :‬فرع( الولى فرعان لنه ذكرهما الول قوله لو أمسممكه الممخ‪ ،‬الثمماني قمموله ول‬
‫قصاص الخ‪) .‬قوله‪ :‬لو أمسكه شخص الخ( مثله ما لو ألقاه من مكان عال فتلقاه آخر بسيف وقده‬
‫نصفين أو حفر بئرا فرداه فيها آخر‪ ،‬فالقصاص على القاد والمردي )قمموله‪ :‬ولممو للقتممل( أي ولممو‬
‫كان إمساكه لجل قتله والغاية للرد على المام مالك رضي ال عنه القممائل أنممه إذا أمسممكه للقتممل‬
‫يكممون القصمماص عليهممما لنممه شممريك‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمممي وقمموله فالقصمماص علممى القاتممل‪ :‬أي الهممل‬
‫للضمان أما غير الهل كمجنون أو سبع ضار أو حية فل أثر له لنه كاللة والقود على الممسك‬
‫)قوله‪ :‬ول قصاص على من أكره( من واقعة على المكره ‪ -‬بكسر الراء ‪ -‬والفعل مبني للمعلمموم‪،‬‬
‫ومفعوله محذوف‪ :‬أي على الذي أكره غيره‪ ،‬وقوله على صعود شممجرة‪ ،‬أي أو علممى نممزول بئر‬
‫)قوله‪ :‬فزلق( أي فصعد الشجرة فزلق وفي المصباح زلقت القممدم زلقمما مممن بمماب تعممب لممم تثبممت‬
‫حتى سقطت‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬بل هو( أي إكراهه على صعود الشجرة شبه عمد لنه ل يقصد به القتممل‬
‫غالبا‪ ،‬وقيل هو عمد فيجب القصاص لتسببه في قتله فأشبه ما لممو رممماه بسممهم )قمموله‪ :‬إن كممانت(‬
‫أي الشجرة‪ ،‬وهو قيد لكونه شبه عمد‪ ،‬وقوله مما يزلق أي من الشجر الذي يزلق على مثلهمما فممي‬
‫الغممالب‪ ،‬وقممال سممم‪ :‬المعتمممد أنممه شممبه عمممد وإن لممم تزلممق غالبمما والتقييممد بممالزلق غالبمما لجممل‬
‫الضعيف‪ ،‬وهو أن ذلك عمد‪ .‬م ر‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وإل فخطأ( أي وإن لم تكن مما يزلممق علممى مثلهمما‪،‬‬
‫فهو خطأ‪ ،‬وسيأتي بيان ما يترتب على الخطأ وشبه العمد )قوله‪ :‬وعدم قصد أحدهما( أي أو عدم‬
‫قصدهما معا‪ :‬أي الفعل وعين الشخص والمثال الول من مثاليه يصلح له )قمموله‪ :‬بممأن لممم يقصممد‬
‫الفعل الخ( تصوير لعدم قصد أحدهما‪ .‬واعلم‪ :‬أنه يلزم من عدم قصد الفعل عدم قصممد الشممخص‪،‬‬
‫إذ يستحيل فقد قصد الفعل دون فقد قصد الشخص وإن كانت عبارته تفيد خلفه )قوله‪ :‬كأن زلممق‬
‫الخ( تمثيل لعدم قصد الفعل )قوله‪ :‬أو قصده( أي الفعل فقط ولم يقصد الشخص )قوله‪ :‬كأن رمى‬
‫الخ( تمثيل لقصد الفعل فقط‪ ،‬ومثله من رمى زيدا فأخطأ السهم وأصمماب عمممرا‪ ،‬أو رمممى إنسممانا‬
‫ظنه شجرة فبان إنسانا فهو خطأ في الصورتين لنه لممم يقصممد عيممن الشممخص المصمماب‪ ،‬وقمموله‬
‫لهدف‪ :‬هو الغرض الذي يرمي إليه‪ ،‬ويسمى بالنيشان‪ .‬قال في المصباح‪ :‬الهدف بفتحتين كل شئ‬
‫عظيم مرتفع‪ ،‬ويطلق أيضا على الغرض‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬فخطأ( الولى حممذف الفمماء كممما حممذفها مممن‬
‫سابقه لنه خبر‪ ،‬وهو ل تدخل عليه الفاء إل بشروط مفقودة هنا )قوله‪ :‬ولو وجممد بشممخص الممخ(‬
‫شروع في بيان حكم الجناية من اثنين‪ ،‬وقد ترجم له في المنهاج بفصممل مسممتقل )قمموله‪ :‬أي حممال‬
‫كونهما الخ( أفاد أن متعلقمة بمحمذوف حمال ممن شخصمين‪ ،‬وفيمه مجمئ الحمال ممن النكمرة وهمو‬
‫ضعيف‪ ،‬وأفاد أيضا أنها تدل على التحاد في الزمن وفيه خلف فجوزه ثعلب ومن تبعه ومنعممه‬
‫ابن مالك محتجا بقول إمامنا رضي ال عنه في أن من قال لزوجتيه إن ولدتما معا فأنتما طالقممان‬
‫أنه ل يشترط في وقوع الطلق القتران بالزمن‪ ،‬وبعضهم حمل قول ابممن مالممك علممى ممما إذا لممم‬
‫توجد قرينة فإن وجدت دلت على القتران في الزمان والقرينة هنا قد وجدت وهممي قمموله بعممد أو‬
‫وجدا به مرتبا‪ ،‬وقوله بأن تقارنا في الصابة‪ :‬أي وإن لم يتقارنا في ابتداء الرمي )قمموله‪ :‬فعلن(‬
‫نائب فاعل وجد‪ ،‬وقوله مزهقان للروح‪ :‬أي مخرجان لها )قموله‪ :‬مممذففان( بكسمر الفماء المشممددة‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬أي مسرعان تفسير لمذففان‪ ،‬إذ التذفيف السراع )قوله‪ :‬كجز‬

‫] ‪[ 131‬‬

‫للرقبة( أي صادر من أحدهما‪ ،‬وقوله وقد للجثة‪ :‬أي صادر من الخممر لكممن الفعلن وقعمما‬
‫معا )قوله‪ :‬أول( أي أو لم يوجد منهما فعلن مذففان فقول الشارح أي غير مممذففين‪ :‬حممل معنممى‪،‬‬
‫ولو عبر بما عبرت به لكان أولى )قوله‪ :‬كقطع عضمموين( أي اشممتركا فيهممما أو قطممع كممل واحممد‬
‫عضوا في آن واحد )قوله‪ :‬أي جرحين( التفسير ل يصلح هنا‪ ،‬فلعله حصل تحريممف فممي النسمماخ‬
‫بإبدال أو بأي‪ ،‬وعبارة التحفممة‪ :‬أو جرحيممن أو جممرح مممن واحممد‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهممي ظمماهرة‪ ،‬والمممراد أو‬
‫جرحا جرحين بأن اشتركا فيهما أو جرح كل واحد جرحا في بدنه‪ ،‬ويشممترط فممي ذلممك أن يكممون‬
‫كل واحد لو انفرد لقتل )قوله‪ :‬أو جرح من واحد وعشرة مثل من آخر( لكن يشترط ممما مممر أنممه‬
‫لو انفرد جرح الواحد لقتل‪ ،‬وكذا لو انفممردت الجممراح العشممرة لقتلممت )قموله‪ :‬فقمماتلن( أي فهممما‬
‫قاتلن‪ ،‬فهو خبر لمبتدأ محذوف‪ ،‬والجملة جواب ولو وجد )قوله‪ :‬فيقتلن( أي بشروط القصاص‬
‫التية )قوله‪ :‬إذ رب جرح الخ( علة لكن بالنسبة للصورة الخيرة‪ :‬أعني قوله أو جرح من واحممد‬
‫وعشرة من آخر كما هو ظاهر‪ .‬وقوله له نكايممة‪ :‬أي تممأثير )قمموله‪ :‬فممإن ذفممف الممخ( مفهمموم قمموله‬
‫مذففان‪ ،‬وقوله‪ :‬أحدهما‪ :‬أي الفعلين‪ .‬وقوله فقط‪ :‬أي دون الفعل الخر )قوله‪ :‬فهو( أي الذي ذفف‬
‫فعله‪ ،‬فالضمير يعود على معلوم وقوله فل يقتل الخر‪ :‬أي الذي لم يذفف فعله )قوله‪ :‬وإن شككنا‬
‫في تذفيف جرحه( أي الخر الذي لم نوجب قتله والملئم إبدال جرحه بفعله‪ :‬إذ هو أعممم يصممدق‬
‫بالجرح وبقطع العضو‪ ،‬والغاية المذكورة لعدم قتممل الخممر )قمموله‪ :‬لن الصممل عممدمه( أي عممدم‬
‫تذفيف جرحه‪ ،‬وهو تعليل لمحذوف‪ :‬أي وإنما لم نقتله إذا شككنا فممي تممذفيف جرحممه لن الصممل‬
‫عدمه )قوله‪ :‬والقمود ل يجممب بالشمك( أي ممع سممقوطه بالشممبهة‪ .‬ا‍ه‪ .‬نهايمة )قموله‪ :‬أو وجممدا( أي‬
‫الفعلن‪ .‬وقوله به‪ :‬أي بالشخص المقتول‪ ،‬وقمموله مرتبمما‪ :‬أي بممأن لممم يقترنمما فممي الصممابة‪ ،‬وهممو‬
‫مفهوم قوله معا )قوله‪ :‬فالقاتل الول( جملة مركبمة ممن مبتمدأ وخمبر‪ :‬أي فالقاتمل همو الول‪ ،‬أي‬
‫الذي جرحه أول أو قطع عضوه أول )قوله‪ :‬إن أنهمماه( أي أوصممله بجنممايته إلممى حركممة مممذبوح‪،‬‬
‫وحينئذ يعطى حكم الموات‪ ،‬وهذا قيد لكون القاتل همو الول )قمموله‪ :‬بمأن لممم يبمق المخ( تصموير‬
‫لنهائه‪ :‬أي وصوله إلى حركة المذبوح‪ :‬أي ويتصور وصوله إلى حركة مذبوح بممما إذا لممم يبممق‬
‫فيه بسبب الجرح إدراك وإبصار ونطق وحركة‪ ،‬وقوله اختياريات‪ :‬صفة للربعة قبله‪ .‬قممال فممي‬
‫التحفة‪ :‬وأفهم التقييد بالختيار أنه ل أثر لبقاء الضطرار فهو معه في حكم الموات ومنه ما لممو‬
‫قد بطنه وخرج بعض أحشائه عن محله خروجا يقطع بموته معه فممإنه وإن تكلممم بمنتظممم كطلممب‬
‫من وقع له ذلك ماء فشربه‪ ،‬ثم قال‪ :‬هكذا يفعل بالجيران ليس عن رؤية واختيار فلم يمنممع الحكممم‬
‫عليه بالموت‪ ،‬بخلف ما لو بقيت أحشاؤه كلها بمحلها فإنه في حكمم الحيماء لنمه قممد يعيممش مممع‬
‫ذلك كما هو مشاهد حتى فيمن خرق بعض أمعائه لن بعض المهرة فعل فيه ما كان سمببا للحيماة‬
‫مدة بعد ذلك‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي المغني ما نصه‪ :‬وإن شك في وصوله إلى حركممة ممذبوح رجممع إلممى أهمل‬
‫الخبرة‪ ،‬كما قال الرافعي‪ ،‬أي وعمل بقول عدلين منهم وحالة المذبوح تسمممى حمماله اليممأس وهممي‬
‫التي ل يصح فيها إسلم ول ردة ول شمئ ممن التصممرفات وينتقمل فيهمما مماله لمورثته الحاصملين‬
‫حينئذ ل لمن حدث ولو مات له قريب لم يرثه‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ويعزر الثاني( أي لهتكه حرمممة الميممت‬
‫)قوله‪ :‬وإن جنى الثاني قبل إنهاء الول إليها( أي إلى حركة المذبوح‪) ،‬قوله‪ :‬وذفف( أي الثمماني‪:‬‬
‫أي جرحه )قوله‪ :‬كحز به( الباء بمعنمى اللم أي كحمز صمادر منمه لمه‪ :‬أي للمقتمول ويحتممل أن‬
‫تكون الباء بمعنى من والضمير يعود على الثاني‪ ،‬وقوله بعمد جمرح‪ :‬همو بفتمح الجيمم لنمه مثمال‬
‫للفعل وهو مصدر‪ .‬أما الثر الحاصل بالجرح فهو جرح بالضم‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع ش )قوله‪ :‬فالقاتل الثاني(‬
‫أي فعليه القصاص لن الجرح الصادر من الول إنما يقتمل بالسمراية وحمز الرقبمة الصمادر ممن‬
‫الثاني إنما يقطع أثرها‪ ،‬ول فرق بين أن يتوقع البرء من الجراحة السابقة أو يتيقن‬

‫] ‪[ 132‬‬

‫الهلك بها بعد يوم أو أيام لن له في الحال حياة مستقرة وقد عهممد عمممر فممي هممذه الحالممة‬
‫وعمل بعهده ووصاياه‪ .‬ا‍ه‪ .‬مغني‪ .‬ببعض زيادة )قمموله‪ :‬وعلممى الول( أي ويجممب علممى الجممارح‬
‫الول‪ ،‬وقوله قصاص العضو‪ :‬أي إن كان عمدا‪ ،‬وقموله أو مممال‪ :‬أي إن كمان غيمر عمممد )قموله‪:‬‬
‫بحسب الحال( أي من عمد أو ضده على التوزيع المار )قوله‪ :‬وإن لم يذفف الثاني( أي لم يسرع‬
‫جرحه في الهلك‪ ،‬وهذا مفهوم قوله وذفف أي الثمماني‪ .‬وقمموله أيضمما‪ :‬أي كممالول )قمموله‪ :‬ومممات‬
‫المجني( أي عليه‪ .‬وقوله بالجنايتين‪ :‬أي الواقعتين من الول ومن الثاني مع عدم تذفيفهما )قمموله‪:‬‬
‫كأن قطع الخ( تمثيل للجنمايتين اللمتين لمم تمذففا )قموله‪ :‬فقماتلن( خمبر لمبتمدأ محمذوف‪ :‬أي فهمما‬
‫قاتلن فيقتص منهما معا )قوله‪ :‬لوجود السراية( علة لثبوت كونهما قاتلين بالجنايتين الصممادرتين‬
‫منهما‪ ،‬وقوله منهما‪ :‬أي من الجنممايتين‪ .‬قممال فممي المغنممي بعممد العلممة المممذكورة‪ :‬ول يقممال إن أثممر‬
‫القطع الثاني أزال أثر القطع الول‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬لممو انممدملت الجراحممة( أي بممرئت‪ .‬قممال المصممباح‪:‬‬
‫اندمل الجرح تراجع إلى البرء‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬فإن قال الخ( جممواب لممو )قمموله‪ :‬إنهمما( أي الحمممى مممن‬
‫الجرح )قوله‪ :‬فالقود( أي يلزم الجارح )قوله‪ :‬وإل فل ضمان( أي وإن لم يقل عدل طب أنها من‬
‫الجرح فل ضمان‪ :‬أي فل يلزمه شئ ل قصمماص ول غيممره مممن حيممث الهلك‪ ،‬وأممما مممن حيممث‬
‫الجرح فيلمزم منممه مما ترتممب عليمه )قموله‪ :‬وشممرط المخ( شممروع فممي بيممان شمروط الخمذ الخمذ‬
‫بالقصاص المتعلقة بالقتل وبالقتيل وبالقاتل‪ ،‬وكان الولى أن يذكر أول أركان القود ثممم يممذكر ممما‬
‫يتعلق بكل من الشروط كما صنع في المنهج وعبارته‪ :‬أركان القود في النفس ثلثة‪ :‬قتيممل وقاتممل‬
‫وقتل‪ ،‬وشرط فيه أي في القتل ما مرأي من كونه عمدا ظلما‪ ،‬وفي القتيل عصمة ثم قال‪ :‬وشممرط‬
‫في القاتل أمران‪ :‬التزام للحكام ومكافمأة حمال جنايمة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قموله‪ :‬أي للقصماص فمي النفمس( أي‬
‫لخذ القصاص بالنسبة للنفس‪ .‬وقوله في القتل‪ :‬متعلق بشممرط )قمموله‪ :‬كممونه( أي القتممل‪) ،‬وقمموله‪:‬‬
‫عمدا ظلما( خبران عن الكون ممن جهمة النقصممان‪ ،‬وقمد تقممدم أن الممراد بكمونه ظلمما ممن حيممث‬
‫التلف )قوله‪ :‬فل قممود فممي الخطممأ( أي لقموله تعمالى‪) * :‬وممن قتممل مؤمنمما خطمأ فتحريممر رقبممة‬
‫مؤمنة( * وهو وما بعده مفهوم قوله عمدا‪) .‬وقوله‪ :‬وغير الظلم( مفهوم قمموله ظلممما )قمموله‪ :‬وفممي‬
‫قتيل عصمة( أي وشرط في قتيل وجود عصمة‪ ،‬قال في التحفة‪ :‬من أول أجزاء الجناية كممالرمي‬
‫إلى الزهوق‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬بإيمان( أي مع عدم نحو صيال وقطع طريق للخبر الصحيح فممإذا قالوهمما‬
‫عصموا مني دماءهم وأموالهم إل بحقها )قوله‪ :‬أو أمان يحقن دمه( أي يحفظه )قمموله‪ :‬بعقممد ذمممة‬
‫أو عهد( أي أو أمان مجرد ولو من الحاد‪ :‬كأن يقول شخص أنت تحت أممماني أو ضممرب الممرق‬
‫عليه لنه يصير مال للمسلمين ومالهم في أمممان‪ ،‬ولمو قمال كعقمد‪ ،‬بكماف التمثيممل‪ ،‬لشممل الممان‬
‫جميع ذلك ودليل أن عقد الذمة أي الجزية يحقن الدم قوله تعالى‪) * :‬قاتلوا الذين ل يؤمنممون بممال‬
‫ول باليوم الخر‪ ،‬ول يحرمون ما حرم ال ورسوله‪ ،‬ول يدينون الحممق مممن المذين أوتمموا الكتماب‬
‫حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون( * ودليل الثاني والثالث قوله تعالى‪) * :‬وإن أحممد مممن‬
‫المشركين استجارك فأجره( * )قوله‪ :‬فيهدر الحربي الخ( أي لعدم العصمممة فممي الجميممع‪ ،‬ولقمموله‬
‫تعالى‪) * :‬فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم( *‪ ،‬وقوله والمرتد‪ :‬أي ويهدر المرتد لخبر من بدل‬
‫دينه فاقتلوه والمراد يهدر في حق معصوم‪ ،‬ل على مثله‪ ،‬كما يستفاد مما يأتي‪ ،‬والفرق بينه وبين‬
‫الحربي‪ ،‬حيث أهدر مطلقا‪ ،‬أن المرتد ملتزم للحكام فعصم على مثله‪،‬‬

‫)‪ (1‬سورة النساء‪ ،‬الية‪ (2) .92 :‬سورة التوبة‪ ،‬الية‪ (3) .29 :‬سورة التوبة‪ ،‬الية‪ (4) .6 :‬سورة التوبة‪ ،‬الية‪.5 :‬‬

‫] ‪[ 133‬‬

‫ول كذلك الحربي )قوله‪ :‬وزان محصن( أي ويهدر زان محصن‪ .‬وقوله قتله مسلم‪ :‬خممرج‬
‫به ما لو قتله غير المسلم كذمي غير حربي أو مرتد فإنه يقتل به‪ ،‬أما الحربي‪ ،‬فل يقتل بممه‪ ،‬كممما‬
‫سيأتي‪ ،‬قال في التحفة مع الصل‪ :‬والزاني المحصن إن قتله ذمي‪ ،‬والمراد بممه غيممر الحربممي أو‬
‫مرتد قتل به‪ :‬إذ ل تسليط لهما على المسلم ول حق لهما في الواجب عليه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقمموله‪ :‬ليممس‪ :‬أي‬
‫القاتل المسلم‪ .‬وقوله زانيا محصنا‪ :‬أي أو نحوه من كل مهمدر‪ ،‬كمما سميذكره )قموله‪ :‬سمواء المخ(‬
‫تعميم في إهدار الزاني المحصن‪ .‬وقمموله ببينممة‪ :‬هممي فممي الزنمما أربعممة شممهود )قمموله‪ :‬أم بممإقرار(‬
‫معطوف على بينة أي أم ثبت زناه بإقراره بأنه زنى‪ ،‬وقوله لم يرجع عنممه‪ :‬أي عممن إقممراره فممإن‬
‫رجع عنه قتل قاتله إن علم برجوعه‪ ،‬كما في التحفة )قوله‪ :‬الزاني المحصن( فاعل خرج )قمموله‪:‬‬
‫فيقتل( أي الزاني المحصن‪ ،‬وقوله به‪ :‬أي بقتله للزانممي المحصممن الممذي هممو مثلممه )قمموله‪ :‬ممما لممم‬
‫يأمره المام بقتله( قيد في قوله به‪ ،‬وخرج به ما لو أمره بممه فل يقتممل بممه‪ ،‬بممل ول ضمممان عليممه‬
‫)قوله‪ :‬قوله‪ :‬ويظهر أن يلحق بالزاني المحصن( أي القاتل لمثله‪ ،‬وقوله في ذلك‪ :‬أي كممونه يقتممل‬
‫إذا قتل مثله )قوله‪ :‬كل مهدر( نائب فاعل يلحق )قوله‪ :‬كتارك صلة( أي كسل بعد أمر المام له‬
‫بها وامتناعه منها‪ ،‬وإل فهو معصوم‪ ،‬ول عبرة بأمر غيممر المممام )قمموله‪ :‬وقمماطع طريممق متحتممم‬
‫قتله( أي بأن قتل في الطريق من يكافئه )قمموله‪ :‬والحاصممل أن المهممدر معصمموم الممخ( أي بشممرط‬
‫المكافأة فيما سيأتي فل يرد عليه ما إذا كان القتيل مرتدا والقاتممل مسمملما زانيمما محصممنا أو قمماطع‬
‫طريق فإنه سيذكر أن المسلم ولو مهدرا بنحو زنا ل يقتل بكافر لعدم التكافؤ بينهما فممي السمملم‪.‬‬
‫وقوله في الهدار متعلق بمثلممه‪ :‬أي مثلممه فممي مطلممق الهممدار )قمموله‪ :‬وإن اختلفمما( أي المهممدران‬
‫وقوله في سببه‪ :‬أي الهدار أي كتارك صلة قتل زانيما محصممنا )قموله‪ :‬ويمد السممارق( بالنصمب‬
‫عطف على المهدر‪ :‬أي وأن يد السارق وقوله مهدرة إل على مثله‪ :‬أي على سارق مثله فإنهمما ل‬
‫تكون مهدرة عليه فيطالب بها إذا جنى عليها )قوله‪ :‬سواء المسروق منه وغيره( أي سممواء كممان‬
‫ذلك المثل الذي ل تهدر يد السارق بالنسبة إليه من سرق منه وغيه )قمموله‪ :‬ومممن عليممه قصمماص‬
‫الخ( أي ومن وجب عله قصاص كائن كغيره ممن ليس عليه ذلك في العصمممة‪ ،‬وقمموله فممي حممق‬
‫غير المستحق‪ :‬متعلق بممما تعلممق بممه الخممبر‪ ،‬أممما فممي حممق المسممتحق فليممس همو كغيممره فلممو قتلممه‬
‫المستحق ل يقتل ولو بغير أمر المام )قموله‪ :‬فيقتمل قماتله( أي ممن عليمه قصماص إذا كمان غيمر‬
‫المستحق )قوله‪ :‬ول قصاص على حربي( أي ول دية أيضا إذا قل غيره في حال حرابته )قمموله‪:‬‬
‫وإن عصم بعد( أي بعد جنايته بإسلم أو عقد ذمة‪ .‬وقمموله لعممدم الممتزامه‪ :‬أي للحكممام وهمو علمة‬
‫لكونه ل قصاص عليه لو قتل )قوله‪ :‬ولما تواتر الخ( علة ثانية لكممون الحربممي ل قصمماص عليممه‬
‫أيضا )قوله‪ :‬من عدم الفادة( بيان لما‪ :‬أي من عدم أخذ القممود ممممن أسمملم )قمموله‪ :‬كوحشممي قاتممل‬
‫حمزة( أي فإنه عليه الصلة والسلم لم يقتله لنه قتل في حال حرابته‪ .‬نعم‪ :‬قال له عليه السمملم‪:‬‬
‫إن استطعت أن تغيب عنا وجهك فافعل لنه عليه الصلة والسلم حزن على عمه حزنمما شممديدا‪،‬‬
‫وقد استشهد في أحد رضي ال عنه )قوله‪ :‬بخلف الذمي( مثله المرتد للتزامه الحكام‪ ،‬كما مممر‬
‫)قوله‪ :‬فعليه القود( أي القصمماص إذا قتممل غيممره للممتزامه للحكممام وقمموله وإن أسمملم‪ :‬أي الممذمي‬
‫فالقود يبقى عليه إذ السلم يثبته ول يرفعه )قمموله‪ :‬وشممرط فممي قاتممل تكليممف( أي وعممدم حرابممة‬
‫أيضا لما تقدم تقريبا أن الحربي ل قود عليه وكان عليه أن يزيد ما ذكر ويؤخر قوله المتقممدم ول‬
‫قصاص على حربي الخ عنه‬

‫] ‪[ 134‬‬

‫)قوله‪ :‬فل يقتل صبي ول مجنممون( أي لعممدم تكليفهممما‪ ،‬وقمموله حممال القتممل‪ :‬هممو منصمموب‬
‫بإسقاط الخافض متعلق بكل ممن صمبي ومجنمون )قموله‪ :‬والممذهب وجموبه( أي القمود‪ .‬قممال فممي‬
‫النهاية‪ :‬وفي قول ل وجوب عليه كالمجنون أخذا مما مر في الطلق في تصرفه‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬على‬
‫السكران المتعدي( مثله كل من تعدى بإزالة عقله )قوله‪ :‬فل قود الخ( مفهوم قوله المتعممدي الممخ‪.‬‬
‫وقوله على غير متعد به‪ .‬أي بتناول المسكر كأن أكره على شرب مسكر أو شرب ممما ظنممه دواء‬
‫أو ماء فإذا هو مسكر‪ .‬قال ع ش‪ :‬ويصدق في ذلك وإن قمامت قرينمة علمى كمذبه للشمبهة فيسمقط‬
‫القصاص عنه وتجب الدية‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ولو قال كنت وقت القتل صبيا الخ( قال في الممروض‪ :‬وإن‬
‫قممامت بينتممان بجنممونه وعقلممه تعارضممتا‪ .‬ا‍ه‪ .‬قممال سممم‪ :‬وينبغممي أن يجممري ذلممك إذا قامتمما بصممباه‬
‫وبلوغه‪ .‬ا‍ه‪ .‬ولو قال أنا صبي الن وأمكن صدق من غير حلف لن التحليف لثبات صممباه ولممو‬
‫ثبت لبطلت يمينه ففي تحليفه إبطال لتحليفه‪ ،‬وقوله وأمكن صباه فيه‪ :‬أي في وقت القتممل‪ .‬وخممرج‬
‫بقوله وأمكن صباه ما إذا لم يمكن صباه بأن كان عمره نحو عشممرين سممنة مثل وكممان القتممل مممن‬
‫قبل بسنة مثل )قوله‪ :‬أو مجنونا( أي أو قال كنت وقت القتممل مجنونمما‪ ،‬وقمموله وعهممد جنممونه‪ :‬أي‬
‫ولو مرة ولو متقطعا‪ ،‬وهو قيد خرج به ما إذا لم يعهد جنونه فل يصدق )قوله‪ :‬فيصممدق بيمينممه(‬
‫جواب لو‪ ،‬والضمير يعود على المذكور من مدعي الصبا والجنون‪ .‬وفي التحفممة ممما نصممه‪ :‬ولممو‬
‫اتفقا على زوال عقله وادعى الجنون والولي المسكر صدق القاتل بيمينه‪ ،‬ومثله‪ ،‬كما هممو ظمماهر‬
‫ما لو قال زال بما لم أتعد به وقال الولي بل بما تعديت به‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ومكافأة( معطوف على تكلي‍‬
‫ف‪ :‬أي وشرط مكافأة )قوله‪ :‬أي مساواة( أي من المقتول لقاتله‪ ،‬وقوله حال جناية‪ :‬أي فل عممبرة‬
‫بما حدث بعدها‪ ،‬فلو قتل مسلم كافرا ل يقتل به ولو ارتد المسلم بعد لعمدم المسماواة حمال الجنايمة‬
‫)قوله‪ :‬بأن ل يفضل( فاعله يعممود علممى القاتممل‪ ،‬وقمموله قممتيله‪ :‬مفعمموله‪ ،‬والبمماء لتصمموير المكافممأة‬
‫)قوله‪ :‬بإسلم الخ( الحسن تعلقه بيفضل المنفي‪ :‬أي بأن ل يفضل القاتل على قتيله بإسمملم‪ ،‬فممإن‬
‫فضل عليه به ل يقتل ول يفضل عليه بحرية‪ ،‬فإن فضل عليممه بهمما ل يقتممل بممه ول يفضممل عليممه‬
‫بأصالة‪ ،‬فإن فضل عليه بها بأن يكممون القاتممل أصممل والمقتممول فرعمما فل يقتممل ول يفضممل عليممه‬
‫بسيادة‪ ،‬فإن فضل عليه بها بأن يكون القاتل سيدا والمقتول عبده فل يقتل به )قوله‪ :‬فل يقتل مسلم‬
‫الخ( هذا مفهوم قوله بإسلم‪ ،‬وإنما لم يقتل المسلم بالكافر لخبر البخاري أل ل يقتممل مسمملم بكممافر‬
‫وقوله بكافر‪ :‬أي ولو ذميا‪ ،‬خلفا للممام أبمي حنيفمة رضممي الم عنمه حيممث قمال‪ :‬ويقتمل المسمملم‬
‫بالذمي‪ .‬ووافق المام الشافعي رضي ال عنه على عدم قتل المسمملم بالكممافر مطلقمما المممام مالممك‬
‫والمام أحمد وإسحاق رضي ال عنهم‪ .‬وحكي‪ :‬أنه رفع إلى أبي يوسف مسمملم قتممل كممافرا فحكممم‬
‫عليه بالقود فأتاه رجل برقعة ألقاها إليه من شاعر يكنى أبا المضرح وفيها هذه البيات‪ :‬يمما قاتممل‬
‫المسلم بالكافر جرت‪ ،‬وما العادل كالجائر يا من ببغداد وأطرافها من فقهاء الناس أو شاعر جممار‬
‫على الدين أبو يوسف بقتله المسمملم بالكمافر فاسمترجعوا وابكموا علمى دينكمم واصمطبروا فممالجر‬
‫للصابر فأخذ أبو يوسف الرقعة ودخل بها إلى هارون الرشيد فأخبره بالحممال وقممرأ عليممه الرقعممة‬
‫فقال له الرشيد تدارك هذا المر بحيلة لئل يكممون منممه فتنممة‪ ،‬فخممرج أبممو يوسممف وطممالب أوليمماء‬
‫المقتول بالبينة على صحة الذمة وأداء الجزية فلم يأتوا بها‪ ،‬فأسقط القود وحكممم بالديممة‪ ،‬وهممذا إذا‬
‫كان مفضيا إلى استنكار النفوس وانتشار الفتن كان العدول عنه أحق وأصوب‪ .‬واعلمم‪ :‬أنمه يقتمل‬
‫الذمي أو المعاهد أو المرتد بمثله ولو أسلم القاتل بعد للمكافأة حال الجناية‪ ،‬ويقتل من ذكر‬

‫] ‪[ 135‬‬

‫بالمسلم أيضا لنه إذا قتل بمثله فيمن فوقه أولى )قوله‪ :‬ول حر بمن فيه رق( هممذا مفهمموم‬
‫قول أو حرية‪ :‬أي ول يقتل حر بمن فيه رق لقوله تعالى‪) * :‬الحر بالحر والعبد بالعبد( * ولخممبر‬
‫ل يقتل حر بعبد رواه الدارقطني‪ .‬وحكممى الرويمماني أن بعمض فقهمماء خراسممان سممئل فممي مجلممس‬
‫أميرها عن قتل الحر بالعبد فقال‪ :‬أقدم حكاية قبل ذلك‪ :‬كنت في أيام فقهي ببغممداد قائممما ذات ليلممة‬
‫على شاطئ نهر الدجلمة إذ سمممعت غلممما يمترنم ويقمول‪ :‬خمذوا بمدمي هممذا الغمزال فمإنه رمماني‬
‫بسهمي مقلتيه على عمد ول تقتلوه إنني أنما عبمده ولمم أر حمرا قمط يقتمل بالعبمد فقمال لمه الميمر‬
‫حسبك فقد أغنيت عن الدليل‪ ،‬وقوله خممذوا بممدمي‪ :‬أي بممدله وهممو الديممة لئل ينممافي قمموله بعممد ول‬
‫تقتلوه‪ .‬واعلم‪ :‬أنه يقتل بالرقيق مطلقا سواء استويا كقنين ومكمماتبين أم ل‪ :‬كممأن كممان أحممدهما قنمما‬
‫والخر مدبرا أم مكاتبا أم أم ولد‪ .‬نعم ل يقتممل مكماتب بقنمه وإن سماواه رقما أو كممان أصمله علمى‬
‫المعتمد لتمييزه عليه بسيادته‪ ،‬والفضائل ل يقابل بعضها ببعممض )قمموله‪ :‬ول أصممل بفرعممه( هممذا‬
‫مفهوم قوله أو أصالة‪ :‬أي ول يقتل أصل بقتل فرعه‪ ،‬وإن نزل لخبر‪ :‬ل يقاد للبن من أبيه رواه‬
‫الحاكم وصححه‪ .‬وبقية الصول كالب وبقية الفروع كالبن والمعنى فيممه أن الصممل كممان سممببا‬
‫في وجود الفرع فل يكون الفرع سببا في عدمه‪ ،‬وكما ل يقتل الصل إذا قتل فرعه كذلك ل يقتل‬
‫إذا قتل عتيق الفرع أو أمه أو زوجته ونحوهم من كل ما للفرع فيه حق لنه إذا لم يقتممل بجنممايته‬
‫على الفرع نفسه فلن ل يقتل بجنايته على من له في قتله حممق أولممى‪ .‬واعلممم‪ :‬أنممه أسممقط مفهمموم‬
‫قوله أو سيادة فكان عليه أن يزيده بممأن يقممول ول سمميد برقيقممه )قمموله‪ :‬ويقتممل الفممرع بأصممله( أي‬
‫بشرط المكافأة في السلم والحرية ويستثنى المكاتب إذا قتل أباه وهو يملكممه بممأن اشممتراه أسمميرا‬
‫فإنه ل يعتق عليه فل يقتل به كما مر ويقتمل المحممارم بعضممهم ببعمض إذ ل تميمز )قموله‪ :‬ويقتمل‬
‫جمع بواحد( أي بقتلهم واحدا لكن بشرط وجود المكافأة ويجب على كل واحد كفارة )قمموله‪ :‬كممأن‬
‫جرحمموه جراحممات( أي كممأن جممرح الجمممع واحممدا جراحممات بمحممدد أو بمثقممل‪ .‬وقمموله لهمما‪ :‬أي‬
‫للجراحات‪ ،‬وقوله دخل في الزهوق‪ :‬أي خروج الروح‪ ،‬وأفاد بهممذا أنممه ل يشمترط أن تكمون كمل‬
‫واحدة من الجراحات تقتل غالبا لو انفردت بل الشرط أن يكون لها دخل في الزهوق‪ .‬وخرج بممه‬
‫ما لو لم يكن لها دخل في الزهوق بأن كانت خفيفة بحيث ل تممؤثر فممي القتممل فل اعتبممار بهمما ول‬
‫شئ على صاحبها )قوله‪ :‬وإن فحممش بعضممها( أي الجراحممات‪ ،‬وهممو غايممة فممي الجراحممات الممتي‬
‫توجب القتل للجمع‪ ،‬وقوله أو تفاوتوا في عددها‪ :‬أي كأن صدر من واحممد جراحممة واحممدة‪ ،‬ومممن‬
‫آخر أكثر وهكذا‪ ،‬وهو غاية أيضا فيما ذكر )قوله‪ :‬وإن لم يتواطأوا( أي يتوافقمموا علممى قتلممه بممأن‬
‫جرح كل واحد منهم اتفاقا )قوله‪ :‬وكأن ألقوه( معطوف على قوله كأن جرحوه‪ .‬قممال فممي التحفمة‪:‬‬
‫وكأن ضربوه ضربات وكل قاتلة لو انفردت أو غير قاتلة وتواطأوا ا‍ه‪ .‬وقمموله وتوطممأوا‪ :‬راجممع‬
‫لغير القاتلة وإنما لم يعتبروا التواطؤ في الجراحات مطلقا لنها ل يقصد بها الهلك غالبا )قمموله‪:‬‬
‫لما روى الشافعي الخ( علة لكون الجمع يقتلون بواحد‪ :‬أي ولنه لو لم يجب عليه الشتراك لكان‬
‫كل من أراد قتل شخص استعان بغيره واتخذ الناس ذلك ذريعممة لسممفك الممدماء فمموجب القصمماص‬
‫عند الشتراك لحقن الدماء )قوله‪ :‬غيلة( بكسر المعجمة وهي أن يخدع ويقتل في موضع ل يممراه‬
‫فيه أحد‪ ،‬وقوله أي خديعة‪ :‬تفسير لها‪ ،‬وقوله بموضع خال‪ :‬متعلق بقتلوا )قوله‪ :‬وقممال( أي سمميدنا‬
‫عمر‪ .‬وقوله ولو تمال‪ :‬أي اجتمع‪ ،‬وقوله أهل‬

‫)‪ (1‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪.178 :‬‬

‫] ‪[ 136‬‬

‫صنعاء‪ :‬إنما خصهم لن القاتلين كانوا منهم‪ .‬بجيرمي )قوله‪ :‬ولم ينكر عليه( أي ولم ينكر‬
‫أحد من الصحابة على سيدنا عمر )قمموله‪ :‬فصممار( أي الحكممم بقتممل جمممع بواحممد إجماعمما )قمموله‪:‬‬
‫وللولي العفو عن بعضهم( أي وقتل الباقين‪ ،‬وقوله على حصته من الدية‪ :‬أي على أخذ ما يخص‬
‫ذلك البعض من الدية )قوله‪ :‬باعتبار عدد الرؤوس( أي فلممو كممانوا عشممرة مثل وعفمما عممن واحممد‬
‫منهم أخذ عشر الدية لنه هو الذي يخصه لممو وزعممت الديممة عليهممم )قمموله‪ :‬دون الجراحممات( أي‬
‫دون اعتبار الجراحات‪ ،‬وإنما لم تعتبر لن تأثيرها ل ينضبط بل قممد تزيممد نكايممة الجممرح الواحممد‬
‫على جراحات كثيرة‪ .‬هذا في صورة الجراحات‪ ،‬وأما في صورة الضربات فممالمعتبر عممددها‪ ،‬ل‬
‫عدد الرؤوس‪ ،‬فلو كانوا ثلثة وضرب واحد ضربة وواحممد ضممربتين وواحممد ثلثمما فعلممى الول‬
‫سدس الدية وعلى الثاني ثلثها وعلممى الثممالث نصممفها لن مجممموع الضممربات سممت فتمموزع الديممة‬
‫عليهم بنسبة ما لكل من الضربات إلى المجموع‪ .‬قال في التحفة‪ :‬وفممارقت الضممربات الجراحممات‬
‫بأن تلقى ظاهر البدن فل يعظم فيها التفاوت‪ ،‬بخلف هذه‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ومن قتل جمعا مرتبمما قتممل‬
‫بممأولهم( بممأن قتلهممم دفعممة واحممدة قتممل بواحممد منهممم بالقرعممة وللبمماقين الممديات مممن تركتممه لتعممذر‬
‫القصاص‪ ،‬ولو قتله غير الول في الولى وغير من خرجت قرعته في الثانية عصى ووقع قتلممه‬
‫قصاصا وللباقين الديات‪ .‬قال في النهاية‪ :‬ولو قتله أولياء القتلى جميعمما وقممع القتممل عنهممم موزعمما‬
‫عليهم فيرجع كل منهم إلى ما يقتضيه التويع من الدية‪ ،‬فإن كممانوا ثلثممة حصممل لكممل منهممم ثلث‬
‫حقه وله ثلثا الدية‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬لو تصارعا( أي طرح كممل صمماحبه علممى الرض بشممدة فتولممد مممن‬
‫ذلك قتل أو كسر عضو‪ .‬قال في القاموس‪ :‬الصرع والطرح على الرض‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ضمن بقود‬
‫أو دية( أي بحسب الحال من عمد أو غيره )قوله‪ :‬كل الخ( فاعمل ضمممن‪ .‬وقموله منهممما‪ :‬أي ممن‬
‫المتصارعين وقوله ما تولد‪ :‬مفعول ضمن‪ .‬وقوله من الصراعة متعلق بتولد‪ :‬أي يضمن كممل ممما‬
‫نشأ في الخر من الصراعة‪ ،‬فإذا مات كل منهما أخذت دية كل من تركة الخممر )قمموله‪ :‬لن كل‬
‫الخ( تعليل للضمان‪ ،‬وقوله لم يأذن‪ :‬أي للخر‪ ،‬وقوله فيما يؤدي‪ :‬أي في التصممارع الممذي يممؤدي‬
‫إلى نحو قتل‪ ،‬وقوله أو تلف عضو‪ :‬معطوف على نحمو مممن عطمف الخمماص علممى العممام )قموله‪:‬‬
‫ويظهر أنه ل أثر الخ( أي ل عبرة بما جرت به العادة من عدم المطالبة فيما تولد مممن الصممراعة‬
‫)قوله‪ :‬بل ل بد في انتفائها( أي المطالبة‪ ،‬وقوله من صريح الذن‪ :‬أي بأن يقول كل واحد للخر‬
‫صارعني وأذنت لك في كل ما تقدر عليه مما يؤدي إلى قتلي أو شجي أو نحمو ذلممك‪ ،‬فمإنه حينئذ‬
‫ل ضمان على كل مما تولد في الخر بالصراعة )قوله‪ :‬تنبيه( أي فيما يوجب القصاص في غير‬
‫النفس مما يأتي )قوله‪ :‬يجب قصاص في أعضاء( أي أطممراف وهممي خمسممة عشممر‪ :‬أذن‪ ،‬عيممن‪،‬‬
‫جفن‪ ،‬أنف‪ ،‬شفة‪ ،‬لسان‪ ،‬سن‪ ،‬لحى‪ ،‬يد‪ ،‬رجل‪ ،‬حلمة‪ ،‬ذكر‪ ،‬أليممان‪ ،‬أنثيممان‪ ،‬شممفران‪ ،‬وكممما يجممب‬
‫القصاص في الطراف كذلك يجب في إزالممة ممما ضممبط مممن المعمماني وهممو سممتة‪ :‬بصممر‪ ،‬سمممع‪،‬‬
‫بطش‪ ،‬ذوق‪ ،‬شم‪ ،‬كلم‪ .‬أما مال يضبط منها كالنطق‪ ،‬والصوت‪ ،‬والمضممغ‪ ،‬والبطممش‪ ،‬والمشممي‪،‬‬
‫وقوة الحبال‪ ،‬والمناء‪ ،‬والجماع‪ ،‬والعقل فل قود فيه ويجب أيضا في الموضممحة مممن الجممروح‪،‬‬
‫وهي الجراحة التي تصل إلى العظم بعد خرق الجلدة التي عليه وإن لم ير العظم لصممغر الجممرح‬
‫كغرز إبرة وصلت إليه دون غيرها منها‪ :‬كالحارصة وهي ما شق الجلد قليل‪ ،‬والدامية هي التي‬
‫تشقه وتدميه‪ ،‬والباضعة هي التي تقطع اللحم بعد الجلد‪ ،‬والمتلحمة وهي التي تغوص في اللحممم‬
‫ول تبلغ الجلدة التي بينه وبين العظم‪ ،‬والهاشمة وهي التي تكسر العظم‪ ،‬والمنقلة وهي التي تنقله‬
‫من محله إلى محل آخر‪ .‬وإنما وجب في الموضحة دون غيرهمما لتيسممر ضممبطها واسممتيفاء مثلهمما‬
‫بأن يقاس مثلها طول وعرضا من عضو‬

‫] ‪[ 137‬‬

‫الشاج‪ ،‬ويوضح بالموسى ونحوه بخلف البقية )قوله‪ :‬حيث أمكن من غير ظلم( أي حيمث‬
‫أمكن القصاص من غير تعد إلى ما ل يستحق‪ ،‬وذلك بأن يكون العضممو الممذي قطعممه الجمماني لممه‬
‫مفصل وقطعه من المفصل كمرفق وكوع ومفصل القدم والركبة أو لممم يكممن لممه مفصممل لكممن لممه‬
‫نهايات مضبوطة كالعين والذن والجفن والمارن والشممفة واللسممان والممذكر والنممثيين‪ ،‬أممما ممما ل‬
‫يمكن القصاص فيه من غير ظلم فل قصاص فيه ككسممر العظممام لعممدم الوثمموق بالمماثلممة لنممه ل‬
‫ينضبط‪ .‬نعم‪ :‬إن أمكن في كسر السن بقول أهممل الخممبرة وجممب كممأن يكممون أصممل الجنايممة بنحممو‬
‫منشار أو مبرد فتنشر سن الجاني كذلك )قوله‪ :‬كيد الخ( تمثيممل للعضمماء الممتي يمكممن القصمماص‬
‫فيهمما مممن غيممر تعممد )قمموله‪ :‬وأنممثيين( أي بيضممتين ويشممترط لوجمموب القصمماص فيهممما قطعهممما‬
‫بجلدتيهما‪ ،‬بخلف قطعهممما دون جلممدتيهما بممأن سمملهما منهممما مممع بقائهممما فل قممود فيهممما لتعممذر‬
‫النضباط حينئذ )قوله‪ :‬وهو( أي المارن‪ .‬ما لن من النف )قوله‪ :‬ويشترط القصمماص الطممرف(‬
‫بفتح الراء‪ ،‬وأما بسكونها فجفن العين‪ .‬وقوله والجممرح‪ :‬فيممه أنممه لممم يممذكر قصمماص الجممرح فيممما‬
‫تقدم‪ ،‬فكان الولى القتصار على الول‪ ،‬وقوله ما شرط للنفممس‪ :‬أي لقصمماص النفممس‪ :‬أي فيقممال‬
‫هنا يشترط في قطع الطرف أن يكون عمدا وظلما ويشترط في المقطوع منممه عصمممة‪ ،‬ويشممترط‬
‫في القاطع تكليف ومكافأة بما سبق‪ .‬والحاصل‪ :‬كل مممن ل يقتممل بشممخص ل يقطممع بقطممع طممرف‬
‫ذلك الشخص‪ ،‬فل يقطع الصبي والمجنممون بقطممع طممرف غيرهممما كممما ل يقتلن بممه‪ ،‬ول يقطممع‬
‫الوالد بقطع طرف ولده وكما ل يقتل به‪ ،‬ول يقطع المسلم بقطع طممرف الكممافر كممما ل يقتممل بممه‪،‬‬
‫ول يقطع الحر بقطع طرف العبد كممما ل يقتممل بممه وهكممذا‪ ،‬ويشممترط أيضمما زيممادة علممى ممما تقممدم‬
‫شممرطان أحممدهما الشممتراك فممي السممم الخمماص للطممرف المقطمموع كمماليمني بمماليمنى واليسممرى‬
‫باليسممرى‪ ،‬ويسممتفاد هممذا الشممرط مممن قمموله بعممد ول يؤخممذ يميممن الممخ‪ .‬ثانيهممما أن ل يكممون بأحممد‬
‫العضوين نحو شلل فل تقطع يد أو رجل صحيح بشلء‪ ،‬ول تؤخذ عين صحيحة بحدقممة عميمماء‪،‬‬
‫ول لسان ناطق بأخرس لعدم المماثلة )قوله‪ :‬ول يؤخذ يمين الخ( هممذا مفهمموم قيممد الشممتراك فممي‬
‫السم الخاص الذي طواه ولم يذكره‪ ،‬وكممان الولممى ذكممره ليرتممب عليممه ممما ذكممر )قموله‪ :‬وأعلممى‬
‫بأسفل( أي ول يؤخذ طرف أعلى بطرف أسفل كجفن أعلى بجفن أسفل وكشفة عليا بشممفة سممفلى‬
‫)قوله‪ :‬ول قصاص في كسر عظم( أي لعدم الوثمموق بالمماثلممة فيممه لنممه ل ينضممبط ‪ -‬كممما مممر ‪-‬‬
‫)قوله‪ :‬ولو قطعت الخ( عبارة التحفة مع الصل‪ :‬وله أي المقطوع بعض سمماعده أو فخممذه سممواء‬
‫سبق القطع كسر أم ل كما أفاده كلمه هنا مع قوله التي ولممو كسممر عضممده وأبممانه قطممع أقممرب‬
‫مفصل إلى موضع الكسر وإن تعدد ذلك المفصل ليستوفي بعممض حقممه وحكومممة البمماقي لنممه لممم‬
‫يأخذ عوضا عنه وفيما إذا كسر من الكوع له التقاط أصابعها وأناملها وإن تعددت المفاصل لعممدم‬
‫قدرته على محل الجناية ومفصل غيممر ذلممك وأفهممم قمموله أبممانه أنممه ل بممد فممي وجمموب القممود مممن‬
‫المفصل بعد الكسر واعتمده البلقينممي وغيممره‪ ،‬فلممو كسممر بل فصممل لممم يقتممص منممه بقطممع أقممرب‬
‫مفصل‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحذف )قوله‪ :‬ويقطع جمع( أي أيديهم )قوله‪ :‬بيد( أي بقطعها )قمموله‪ :‬تحمماملوا عليهمما‬
‫دفعة( خرج به ما إذا لم يتحاملوا كذلك بأن تميز فعمل بعضمهم عمن بعمض كمأن قطمع واحمد ممن‬
‫جانب وآخر من جانب حتى التقت الحديدتان فل تقطع يد واحد منهما‪ ،‬بل على كل منهما حكومة‬
‫تليق بجنايته‪ ،‬وقوله بمحدد‪ :‬أي أو بمثقل كممأن أبانوهمما بضممربة اجتمعمموا عليهمما كممما فممي النفممس‪،‬‬
‫وقوله فأبانوها‪ :‬أي ولو بالقوة شرح م ر‪ :‬أي كأن صارت معلقممة بالجلممدة ا‍ه‪ .‬ع ش )قمموله‪ :‬ومممن‬
‫قتل( من واقعة على الجاني والفعل مبني للمعلوم )قمموله‪ :‬بمحممدد( أي أو بمثممل كحجممر )قمموله‪ :‬أو‬
‫خنق( بكسر النون مصدرا‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفة ونهايممة‪ .‬وكتممب الرشمميدي قمموله بكسممر النممون مصممدرا‪ :‬أي‬
‫ككذب ومضارعه يخنق‪ ،‬بضم النون‪ ،‬كما‬

‫] ‪[ 138‬‬

‫قاله الجمموهري‪ .‬وجموز فيممه الفممارابي إسمكان النمون وتبعمه المصممنف فمي تحريممره فقممال‪:‬‬
‫ويجوز إسكان النون مع فتح الخاء وكسرها‪ ،‬قال وحكى صاحب المطممالع فتممح النممون وهممو شمماذ‬
‫وغلط قوله اقتص النسب بما بعمده بنماؤه للمعلموم وفماعله ضممير مسمتتر يعمود علمى المسمتحق‬
‫ومتعلقه محذوف أي اقتص المستحق منه بمثله‪ ،‬ويحتمممل أن يكممون بالبنمماء للمجهممول‪ ،‬وقمموله إن‬
‫شاء‪ :‬ضميره يعود على المستحق‪ ،‬ومفعوله محذوف‪ :‬أي إن شاء المثل فإن شمماء السمميف اقتممص‬
‫به وإن لم يرض الجاني لنه أسهل وأسرع في القتممل‪ ،‬وقمموله بمثلممه‪ :‬نممائب فاعممل‪ :‬أي يأخممذ منممه‬
‫المستحق القصاص بمثل ما قتل به )قوله‪ :‬أو بسحر( معطوف علممى قمموله بمحممدد‪ :‬أي ومممن قتممل‬
‫بسحر يقتص منه بالسيف ل غير لتعذر المثل هنا لحرمته‪ ،‬ومثل السحر نحوه من كممل ممما يحممرم‬
‫فعله كلواط وخمر فيقتص فيهممما بالسمميف ل غيممر‪ ،‬ل يقممال إن التجويممع والتغريممق يحممرم فعلهممما‬
‫أيضا‪ ،‬فكيف يتقص بهما ؟ لنا نقول التجويع ونحوه إنما حرم فعلهممما ممن حيممث أنممه يممؤدي إلممى‬
‫إتلف النفس والتلف هنا مستحق فل يمتنع بخلف نحو الخمر فإنه يحرم مممن حيممث ذاتممه وإن‬
‫أمن التلف به‪ .‬ثم إن محل قتل الساحر بالسحر إذا كان عمدا بأن قال قتلته بسحري وكان يقتممل‬
‫غالبا فإن كان نادرا فشبه عمد‪ ،‬أو قال أخطأت من اسم غيره له فخطأ فيهما الدية على العاقلة إن‬
‫صدقوه وإل فعليه‪ ،‬وقد تقدم هذا التفصيل أول الباب‪ .‬تنبيه‪ :‬قال في التحفة‪ :‬تعلم السممحر وتعليمممه‬
‫حرامان مفسقان مطلقا على الصح‪ ،‬ومحل الخلف حيث لم يكن فعل مكفر ول اعتقاده‪ .‬ويحممرم‬
‫فعله ويفسق به أيضا‪ ،‬ول يظهر إل على فاسق إجماعا فيهما‪ .‬نعم‪ :‬سئل المام أحمد عمن يطلممق‬
‫السحر عن المسحور فقال ل بأس به وأخذ منه حل فعله لهذا الغرض وفيه نظر‪ ،‬بل ل يصح‪ :‬إذ‬
‫إبطاله ل يتوقف على فعله‪ ،‬بل يكون بالرقي الجائزة ونحوها مما ليس بسحر‪ ،‬وفي حديث حسممن‬
‫النشرة من عمل الشيطان قال ابن الجوزي هي حل السحر‪ ،‬ول يكمماد يقممدر عليممه إل مممن عممرف‬
‫السحر‪ .‬ا‍ه‪ :‬أي فالنشرة التي هي من السحر محرمة وإن كانت لقصد حلممه‪ ،‬بخلف النشممرة الممتي‬
‫ليست من السحر فإنها مباحة كما بينها الئمة‪ ،‬وذكممروا لهمما كيفيممات‪ ،‬وظمماهر المنقممول عممن ابممن‬
‫المسيب جواز حله عن الغير ولو بسحر‪ ،‬قمال لنمه حينئذ صملح ل ضمرر‪ ،‬لكمن خمالفه الحسمن‬
‫غيره‪ ،‬وهو الحق‪ ،‬لنه داء خبيث من شأن العممالم بممه الطبممع علممى الفسمماد والضممرار بممه ففطممم‬
‫الناس عنه رأسا‪ ،‬وبهذا يرد على من اختار حله إذا تعين لرد قوم يخشى منهم‪ ،‬قممال‪ :‬كممما يجمموز‬
‫تعلم الفلسفة المحرمة‪ ،‬وله‪ ،‬أي للسممحر‪ ،‬حقيقممة عنممد أهممل السممنة‪ ،‬ويممؤثر نحممو مممرض وبغضمماء‬
‫وفرقة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬موجب العمد( بفتح الجيم أي ما يوجبه العمد ويقتضيه‪ ،‬وهو مبتدأ خممبره قمموله‬
‫قيممد‪ ،‬وهممو بفتممح الممواو‪) ،‬قمموله‪ :‬سمممي ذلممك الممخ( أي إنممما سمممي القصمماص بممالقود لنهممم‪ ،‬أي‬
‫المستحقين‪ ،‬يقودون الجاني بحبل وغيره إلى محل قتله )قوله‪ :‬والدية( هي شمرعا الممال المواجب‬
‫بالجناية على الحر فممي نفممس أو فيممما دونهمما فشممملت الروش والحكومممات‪ .‬والصممل فيهمما قمموله‬
‫تعالى‪) * :‬ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنممة وديمة مسمملمة إلمى أهلمه( * وخممبر الترمممذي‬
‫التي )قوله‪ :‬عند سقوطه( أي القود عن الجاني‪ .‬وقوله بعفو‪ :‬متعلق بسقوط‪ ،‬وقوله عنممه أي عممن‬
‫القود أو عن الجاني‪ ،‬وقوله عليها‪ :‬أي الدية وذلك بأن يقممول المسممتحق لمه عفموت عنممك علممى أن‬
‫تعطيني الدية )قوله‪ :‬أو بغير عفو( المراد بغيره موت القاتممل بجنايمة أو غيرهما قبمل القتصماص‬
‫منه ول يشمل قتل الوالد ولده فإن الواجب قيد الدية ابتداء والكلم هنا في سقوط القود بعد ثبوته‪،‬‬
‫وفي ع ش ما يقتضي أن المراد بالغير ما يشمل قتل الوالد ولده وعليه يكون المراد بالسممقوط ممما‬
‫يشمل عدم ثبوته بالكلية‪ :‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي ملخصا )قمموله‪ :‬بممدل عنممه( أي عممن القممود‪ .‬قممال فممي شممرح‬
‫المنهممج‪ ،‬أي علممى ممما قمماله الممدارمي وجممزم بممه الشمميخان‪ .‬والوجممه ممما اقتضمماه كلم الشممافعي‬
‫والصحاب‪ ،‬وصرح به الماوردي في قود النفس أنها بدل ما جنى عليه‪ ،‬وإل لممزم المممرأة بقتلهمما‬
‫الرجل دية امرأة‪ .‬وليس كذلك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فلو عفا المستحق( عنه أي عن القممود أو عممن الجمماني‪،‬‬
‫وقوله مجانا‪ :‬أي بل مال‪ .‬والمراد صرح له بذلك بممأن قممال لممه عفمموت عنممك بل شممئ‪ ،‬وقمموله أو‬
‫مطلقا‪ :‬أي أو‬

‫)‪ (1‬سورة النساء‪ ،‬الية‪.92 :‬‬

‫] ‪[ 139‬‬

‫عفا عن عفوا‪ .‬مطلقا‪ :‬أي من غير تعرض للدية بأن قال له عفوت عنك وأطلق )قوله‪ :‬فل‬
‫شئ( أي يجب على الجاني )قوله‪ :‬وهي( مبتدأ خبره مائة بعير )قوله‪ :‬لقتل حر( خرج به الرقيق‬
‫ففيه القيمة بلغت ما بلغت تشبيها له بالدواب بجامع الملكية‪ .‬وقمموله مسمملم‪ :‬خممرج بممه الكممافر ففيممه‬
‫ثلث دية المسلم إن كان كتابيا وثلث خمس ديته إن كان مجوسيا‪ ،‬وقوله معصوم‪ :‬أي غير جنيممن‪،‬‬
‫وخرج غير المعصوم كزان محصن وقاطع طريق ومرتد وتارك صلة وحربي فل دية فيممه ول‬
‫كفارة‪ ،‬وقيده سم بما إذا لم يكن القاتل مثله‪ ،‬وخرج بما زدته الجنين ففيه الغرة عبد أو أمة )قوله‪:‬‬
‫مائة بعير( أي لن ال تعالى أوجب في الية دية وبينها النبي )ص( فممي كتمماب عمممرو بممن حممزم‬
‫في قوله‪ :‬في النفس مائة من البل رواه النسائي وصححه ابن حبان‪ ،‬ونقل ابن عبممد الممبر وغيممره‬
‫فيه الجماع‪ ،‬وأن أول من سنها مائة عبد المطلب‪ ،‬وقيل غيره‪ .‬ثم إن محل كونها مائة إذا صممدر‬
‫القتل من حر ملتزم للحكام‪ ،‬أما إذا صدر من رقيق فإن كان قنا لغير القتيممل أو مكاتبمما فممالواجب‬
‫أقل المرين من قيمة القن والدية أو مبعضا وبعضه القن مملوك لغير القتيل‪ ،‬فالواجب مممن جهممة‬
‫الحرية القدر الذي يناسبها من الدية كنصف ومن جهة الرقيق أقل المرين من قيمة باقيه الرقيممق‬
‫أو الباقي من الدية‪ .‬أما القن للقتيل فل يتعلق به شئ‪ .‬إذ السيد ل يجب له على قنه شممئ أو صممدر‬
‫من غير ملتزم الحكام كالحربي فل شئ عليه أصل‪ ،‬كما مر )قمموله‪ :‬مثلثممة( بالنصممب حممال مممن‬
‫مائة لتخصيصها بالضافة‪ ،‬وبالرفع خبر لمبتدأ محذوف‪ .‬أي وهي مثلثة )قوله‪ :‬في عمد وشبهة(‬
‫أي في القتل عمدا أو شبهة‪ ،‬والجار والمجرور متعلق بمثلثة )قوله‪ :‬أي ثلثة أقسام( بيمان لمعنمى‬
‫كونها مثلثة )قوله‪ :‬فل نظر لتفاوتها عددا( أي بل المدار على كونها تقسم ثلثة أجممزاء وإن كممان‬
‫بعضها أكثر عددا كالقسم الثالث فممإن أربعممون )قمموله‪ :‬ثلثممون حقممة( وهممي ممما لهمما ثلث سممنين‪،‬‬
‫سميت بذلك لنها استحق أن يطرقها الفحل‪ ،‬أو أن تركب ويحمل عليها )قموله‪ :‬وثلثمون جذعمة(‬
‫وهي مالها أربع سنين‪ ،‬سميت بذلك لنها أجزعت‪ ،‬أي أسممقطت مقممدم أسممنانها )قمموله‪ :‬وأربعممون‬
‫خلفة( قال في المصباح‪ :‬الخلفة‪ ،‬بكسر اللم‪ ،‬اسم فاعل يقال خلفت خلفا من باب تعب إذا حملت‪،‬‬
‫فهي خلفة مثل تعبة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وعند الجمهور ل جمع لهمما مممن لفظهمما‪ ،‬بممل مممن معناهمما وهممي مخمماض‬
‫بمعنى الحوامل‪ ،‬وقال ابن سيده تجمع على خلفات‪ ،‬وقوله بقول خممبيرين‪ :‬متعلممق بحامممل ‪ -‬يعنممي‬
‫أن حملها يثبت بقول عدلين من أهل الخبرة )قمموله‪ :‬ومخمسممة( معطمموف علممى مثلثممة‪ :‬أي خمسممة‬
‫أقسام متساوية وفي العدد لعدم زيادة بعض القسام على بعممض‪ ،‬وكممان الملئم لممما قبلممه أن يممأتي‬
‫بهذا التفسير‪ ،‬وقوله في خطأ‪ :‬أي في القتل خطأ والجار والمجمرور متعلمق بمخمسمة )قموله‪ :‬ممن‬
‫بنات مخاض( متعلق بمخمسة أيضا‪ ،‬وبنت المخاض هي ما لها سنة ودخلممت فممي الثانيممة )قمموله‪:‬‬
‫وبنات لبون( هي ما لها سنتان ودخلت في الثالثة‪ .‬وقد سبق الكلم في الزكاة على بيان ممما ذكممر‪،‬‬
‫وإنما عدته هنا لبعد العهد )قوله‪ :‬وحقاق وجذاع( لو قال وحقات وجذعات لكان أولى‪ :‬إذ المعتبر‬
‫فيهما الناث‪ :‬قال م ر‪ :‬لن أجزاء الذكور منهما لم يقل به أحد من أصحابنا‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬مممن كممل(‬
‫الجار والمجرور خبر مقدم وعشرون مبتمدأ ممؤخر‪ ،‬وضممير منهما يعمود علمى الممذكورات ممن‬
‫بنات المخاض وما بعده )قوله‪ :‬لخبر الترمذي( دليل لكونها مثلثة بالنسبة للعمد وشممبهه ومخمسممة‬
‫وبالنسبة للخطأ‪ ،‬قال سم‪ :‬لفظه بالنسبة للعمد من قتل عمممدا رجممع إلممى أوليمماء المقتممول إن شمماءوا‬
‫قتلوا وإن شاءوا أخذوا الدية وهي ثلثون حقة وثلثون جذعة وأربعممون خلفممة ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬إل إن‬
‫وقع الخطأ الخ( استثناء من كونها مخمسة في الخطأ‪ :‬أي هي مخمسة فيه إل إن وقع القتممل خطممأ‬
‫في حرم مكة فل تخمس بل تثلث مطلقا سواء كان القاتل والمقتول فيممه أو كممان فيممه أحممدهما بممأن‬
‫كان القاتل فيه والمقتول في الحل أو بالعكس أو كلهما بالحل لكن قطع السهم فمي ممروره همواء‬
‫الحرم‪ .‬هذا إذا كان المقتول مسلما‪ ،‬فإن كان كافرا فل تغلظ ديته بالتثليث لنه ممنوع مممن دخممول‬
‫الحرم‪ ،‬واختلف ابن حجر والرملي في تغليظها بما ذكر فيما إذا دخله لضممرورة وقتممل فيممه فقممال‬
‫الول تغلظ وقال الثاني ل‪ .‬قال الخطيب هو الوجه‪) .‬قوله‪ :‬أو فممي أشممهر حمرم( معطموف علممى‬
‫في حرم مكة فهو‬

‫] ‪[ 140‬‬

‫مستثنى أيضا مما تقدم أي وإل إذا وقممع القتممل خطممأ فممي الشممهر الحممرم‪ .‬أي فممي بعضممها‬
‫سواء كان المقتول مسلما أو كافرا )قوله‪ :‬ذي القعدة( بدل من أشهر حرم‪ ،‬وهي بفتح القاف علممى‬
‫المشهور سمي بذلك لقعودهم عن كالقتال فيه‪ ،‬وقمموله ذي الحجممة‪ ،‬بكسممر الحمماء‪ ،‬علممى المشممهور‬
‫سمي بذلك لوقوع الحج فيه‪ ،‬وقوله والمحرم‪ ،‬بضمم الميمم وفتمح الحماء وتشمديد المراء المفتوحمة‪،‬‬
‫سمي بذلك لن أول تحريم القتال كان فيه علممى ممما قيممل‪ ،‬وقيممل لتحريممم الجنممة علممى إبليممس فيممه‪،‬‬
‫وقوله ورجب‪ :‬بالصرف إذا لم يرد به معين كما هنمما ؟ فممإن أريممد بممه معيممن منممع مممن الصممرف‪،‬‬
‫سمي بذلك لن العرب كانت ترجبممه‪ :‬أي تعظمممه‪ .‬ثممم إن عممدها علممى هممذا الممترتيب وجعلهمما مممن‬
‫سنتين قال في شرح مسلم‪ :‬هو الصواب‪ ،‬خلفا لمن بدأ بالمحرم لتكون من سنة واحدة )قمموله‪ :‬أو‬
‫محرم رحم( معطوف على أشهر حرم‪ ،‬فهو مستثنى أيضا مما تقدم‪ :‬أي وإل إذا وقع القتممل خطممأ‬
‫في محرم رحم )قوله‪ :‬بالضافة( أي إضافة محرم إلى رحم‪ :‬أي محرم نشأت محرميته من جهمة‬
‫الرحم‪ :‬أي القرابة‪ ،‬واحترز بذلك عن المحرم الذي لم تنشأ محرميته من الرحم بل مممن الرضمماع‬
‫أو المصاهرة كبنت عم هي أخت من الرضمماع أو أم زوجممة فممإنه ل تغلممظ ديتممه بممالتثليث )قمموله‪:‬‬
‫فمثلثة( خبر لمبتدأ محذوف‪ :‬أي فهي مثلثة في الثلثة أقسممام )قمموله‪ :‬كممما فعلممه( أي التثليممث فيهمما‬
‫)قوله‪ :‬ولعظم( متعلق بما بعده‪ ،‬وقوله حرمممة الثلثممة‪ :‬أي حممرم مكممة والشممهر الحممرم والمحممرم‬
‫والرحم‪ ،‬وقوله زجر عنها‪ :‬أي نهي عمن القتممل فيهما‪ ،‬وقموله بممالتغليظ ممن هممذا الموجه‪ :‬أي وهمو‬
‫التثليث‪ .‬واعلم‪ :‬أن دية العمد مغلظة من ثلثة وجوه‪ :‬كونها مثلثة‪ ،‬وكونها معجلممة‪ ،‬وكونهمما علممى‬
‫الجاني‪ .‬ودية الخطأ مخففة من ثلثة أوجه‪ :‬كونها مخمسة‪ ،‬وكونها مؤجلة‪ ،‬وكونها على العاقلممة‪،‬‬
‫ودية شبه العمد والخطأ الواقع في الثلثة المذكورة‪ :‬مغلظة من وجه واحد وهو التثليث‪ ،‬ومخففممة‬
‫من وجهين وهما التأجيل وكونها على العاقلة )قوله‪ :‬ول يلحق بها( أي بهذه الثلثة‪ ،‬والكلم على‬
‫التوزيع بالنسبة للمجموع‪ :‬أي ول يلحق بحرم مكة حرم المدينة لختصماص حمرم مكمة بوجموب‬
‫جممزاء الصمميد فيممه دون حممرم المدينممة ول الحممرام فممي غيممر الحممرم لن حرمتممه عارضممة غيممر‬
‫مستمرة‪ ،‬ول يلحق بالشهر الحرم رمضان‪ ،‬وإن كان سيد الشهور‪ ،‬لن المتبع في ذلك التوقيممف‬
‫)قوله‪ :‬ول أثر لمحرم رضاع ومصاهرة( محترز قوله رحم‪ ،‬وكذا ل أثر لما لو كان الرحم غيممر‬
‫محرم كبنت العم )قوله‪ :‬وخرج بالخطأ( أي الذي يغلظ فيه إذا وقع في واحد مممن الثلثممة المممارة‪،‬‬
‫)وقوله‪ :‬ضداه( العمد وشبهه )قوله‪ :‬فل يزيد واجبهممما( أي فل يممزاد التغليممظ فممي واجبهممما وهممو‬
‫الدية‪ ،‬وقوله بهذه الثلثة‪ :‬أي بوقوعهما في واحد من هذه الثلثة‪) ،‬وقوله‪ :‬اكتفمماء بممما فيهممما مممن‬
‫التغليظ( أي والمغلظ ل يغلظ نظير قولهم المكبر ل يكبر )قوله‪ :‬وأما دية النثى الخ( لم يتقممدم لممه‬
‫مقابل‪ ،‬وهو متحرز قوله فيما تقدم ذكره‪ ،‬وبين محترزه ولم يبين محترز بقية القيود‪ ،‬وكان عليممه‬
‫أن يبينها وقد علمتها‪) ،‬وقوله‪ :‬فنصف دية الذكر( أي لما روى الممبيهقي‪ :‬ديممة المممرأة نصممف ديممة‬
‫الرجل وألحق بالنثى هنا الخنثى لن زيادته عليها مشكوك فيها‪ ،‬ففي قتل المرأة أو الخنثي خطممأ‬
‫عشر بنات مخاض وعشر بنات لبون وهكذا‪ ،‬وفي قتلها أو قتله عمدا أو شبه عمد خمممس عشممرة‬
‫حقة وخمس عشرة جذعة وعشرون خلفة‪ .‬تتمة‪ :‬قال في القناع‪ :‬يدخل التغليظ والتخفيف في دية‬
‫المرأة والذمي ونحوه ممن له عصمة‪ ،‬وفي قطع الطرف وفي ديممة الجممرح بالنسممبة لديممة النفممس‪،‬‬
‫ول يدخل قيمة العبد تغليظ ول تخفيف‪ ،‬بل الواجب قيمته يوم التلف على قياس سائر المتقومات‪،‬‬
‫ول تغليظ في قتل الجنين بالحرم‪ ،‬كما يقتضيه إطلقهم‪ ،‬وصرح بمه الشميخ أبمو حاممد‪ ،‬وإن كمان‬
‫مقتضى النص خلفه‪ ،‬ول تغليظ في الحكومات‪ ،‬كما نقله الزركشي عن تصريح الماوردي‪ ،‬وإن‬
‫كان مقتضى كلم الشيخين خلفه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ودية عمد على جان( مبتدأ خبره الجار والمجرور‬
‫بعده‪ :‬أي ودية عمد كائنة على الجاني‪) .‬وقوله‪:‬‬

‫] ‪[ 141‬‬

‫معجلة( أي حالة بالنصب حال من الضمير المستتر في الخبر‪ ،‬ويحتمممل أن يكممون بممالرفع‬
‫خبرا والجار والمجرور قبله متعلق به )قوله‪ :‬كسائر أبدال المتلفممات( أي فإنهمما معجلمة علمى ممن‬
‫أتلفها )قوله‪ :‬ودية غيره( أي غير العمد‪) ،‬وقوله‪ :‬من شبه الخ( بيان للغير‪) ،‬وقمموله‪ :‬وإن تثلثممت(‬
‫أي دية الخطأ بأن وقع في المواضع الثلثة المتقدمة )قوله‪ :‬علمى عاقلمة( جممع عاقمل علمى غيمر‬
‫قياس سميت بذلك لعقلهم البل بفناء دار المستحق‪ ،‬وقيممل لتحملهممم عمن الجمماني العقممل‪ :‬أي الديممة‬
‫)قوله‪ :‬مؤجلة بثلث سنين( قال في شرح المنهج‪ :‬والظاهر تسمماوي الثلث فممي القسمممة وأن كممل‬
‫ثلث آخر سنته‪ .‬ا‍ه‪ .‬وما ذكر من تأجيلها ثلث سنين محله في حق دية نفس كاملة بإسلم وحرية‬
‫وذكورة‪ ،‬فإن كانت غير كاملة بأن كان المقتول كافرا معصوما فتؤجل ديته بسنة أو كممان رقيقمما‪،‬‬
‫فإن كانت قيمته قدر دية نفس كاملة فتؤجل ثلث سنين فممي آخممر كممل سممنة قممدر ثلممث الديممة‪ ،‬وإن‬
‫زادت على ذلك يزاد في التأجيل‪ .‬والحاصل التأجيل فممي الرقيممق بحسممب قيمتممه ول يتقممدر بثلث‬
‫سنين‪ ،‬بل قد يزيد عليها وقد ينقص عنها‪ ،‬أو كان غير ذكر بأن كان أنثى أو خنممثى فممديته تؤجممل‬
‫سنتين‪ :‬يؤخذ في السنة الولى قدر ثلث دية النفس الكاملة وهو ثلث وثلثون وثلث‪ ،‬وفي السممنة‬
‫الثانية الباقي وهو سدس‪) .‬قوله‪ :‬على الغني منهم( أي من العاقلة‪ ،‬وهو هنا من يملممك زائدا علممى‬
‫كفايممة ممممونه بقيممة العمممر الغممالب عشممرين دينممارا‪) ،‬وقمموله‪ :‬نصممف دينممار( مبتممدأ خممبره الجممار‬
‫والمجرور قبله‪) ،‬وقوله‪ :‬والمتوسط( أي وعلى المتوسط منهممم ربممع دينممار‪ ،‬وهممو هنمما مممن يملممك‬
‫زائدا على ذلك أقل من عشرين دينارا وفوق ربع دينار‪ ،‬ويعتبر الغني وغيره آخر السممنة )قمموله‪:‬‬
‫كل سنة( ظرف متعلق بما تعلق به الجار والمجرور قبله‪ :‬أي نصف دينار كائن على الغنممي فممي‬
‫كل سنة وربع دينار كائن على المتوسط في كل سنة )قوله‪ :‬فممإن لممم يفمموا( أي العاقلممة بممالواجب‪،‬‬
‫)وقوله‪ :‬فمن بيت المال( أي فيوفي من بيت المال‪) ،‬وقوله‪ :‬فإن تعممذر( أي بيممت المممال بممأن كممان‬
‫غير منتظم‪) ،‬وقوله‪ :‬فعلى الجاني( أي فباقي الدية يكون على الجاني )قمموله‪ :‬لخممبر الصممحيحين(‬
‫دليل على كون دية غير العمد تكون على العاقلة‪ ،‬ولفظ الخبر عن أبي هريرة رضي ال عنممه أن‬
‫امرأتين اقتتلتا فحذفت إحداهما الخرى بحجر فقتلتها وما في بطنها فقضى رسممول الم )ص( أن‬
‫دية جنينها غرة عبد أو أمة وقضى بدية المرأة على عاقلتها وفي رواية وأن العقل على عصممبتها‬
‫وفي رواية لبي داود وبرأ الولد أي من العقل )قوله‪ :‬والمعنممى فممي كمون الممخ( أي والحكمممة فممي‬
‫ذلك‪) ،‬وقوله‪ :‬فيهما( أي شبه العمممد والخطممأ )قمموله‪ :‬أن القبممائل فممي الجاهليممة( أي قبممل السمملم‪،‬‬
‫)وقوله‪ :‬كانوا الخ( خبر أن )وقمموله‪ :‬بنصممرة الجمماني منهممم( أي مممن القبممائل‪ ،‬والمممراد كممل قبيلممة‬
‫تنصر الجاني‪ .‬منها )قوله‪ :‬ويمنعون( أي القبائل‪) ،‬وقوله‪ :‬أوليمماء الممدم( أي المسممتحقين‪) ،‬وقمموله‪:‬‬
‫أخذ حقهم( أي استيفاء القصاص )قوله‪ :‬فأبدل الشممرع الممخ( أي جعممل الشممرع بممدل تلممك النصممرة‬
‫والحمية من منعهم أولياء الدم حقهم بذل المال‪ :‬أي دفع المال لولياء الدم )قوله‪ :‬وخص تحملهم(‬
‫أي لعاقلة للدية‪) ،‬وقوله‪ :‬بالخطأ وشبه العمد( متعلق بخص‪ :‬أي خص بهما‪) .‬وقمموله‪ :‬لنهممما( أي‬
‫الخطأ وشبه العمد‪) ،‬وقمموله‪ :‬مممما يكممثر( أي وقمموعه )قموله‪ :‬فحسممنت إعممانته( أي الجمماني فيهممما‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬لئل يتضرر( أي الجاني وهو تعليل لحسن إعانته‪) ،‬وقوله‪ :‬بما هو معممذور فيممه( أي مممن‬
‫الخطأ أو شبهه )قوله‪ :‬وأجلت الدية عليهم( أي على العاقلة )قوله‪ :‬رفقمما بهممم( أي بالعاقلممة‪ ،‬وهممو‬
‫علة لجعل الدية مؤجلة عليهم )قوله‪ :‬وعاقلة الخ( بيان لضابط العاقلممة الممتي تتحمممل الديممة )قمموله‪:‬‬
‫المجمع على إرثهم( خرج به ذو الرحام فل‬

‫] ‪[ 142‬‬

‫يعقلون إل إن عدمت عصبات النسب والولء وبيت المال )قوله‪ :‬إذا كانوا ذكممورا( خممرج‬
‫بهم الناث والخنماثى فل يعقلمن‪ .‬نعمم‪ :‬إن بمان أن الخنمثى ذكمر غمرم حصمته المتي أداهما غيمره‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬مكلفين( خرج غيرهم من الصبيان والمجممانين فل يعقلممون ويشممترط فيهممم أيضمما الحريممة‬
‫والتفاق في الدين‪ ،‬فل يعقل الرقيق‪ ،‬ولممو مكاتبمما‪ ،‬ول مسمملم عممن كممافر وعكسممه‪) ،‬وقمموله‪ :‬غيممر‬
‫أصل وفرع( خرج الصل والفرع فل يعقلن )قموله‪ :‬ويقمدم منهمم( أي ممن العصمبات‪) ،‬وقموله‪:‬‬
‫القرب فالقرب( أي فيقدم الخوة لبوين ثم لب ثم يتوهم وإن سفلوا ثم العمال لبوين ثم لب‬
‫ثم بنوهم ثم معتق الجاني الذكر ثم عصبته‪ ،‬إل أصمله وفرعمه كأصمل الجمماني وفرعمه ثممم معتممق‬
‫المعتق ثم عصبته ‪ -‬إل الصل والفرع كما مر ‪ -‬ثم معتق أبي الجمماني ثممم عصممبته ‪ -‬إل الصممل‬
‫والفرع‪ ،‬وهكذا أبدا‪ ،‬ول يعقل عتيق عن معتقه كما ل يرثه‪ ،‬فإن فقد العاقل ممممن ذكممر عقممل ذوو‬
‫الرحام إن لم ينتظم أمر بيت المال‪ ،‬وإن انتظم عقل فيؤخذ منه قدر الواجب‪ ،‬فممإن لممم يكممن بيممت‬
‫المال فكل الواجب على الجاني بناء على أن الديممة تجممب عليممه ابتممداء ثممم تتحملهمما العاقلممة‪ ،‬وهممو‬
‫الصح )قوله‪ :‬ول يعقل الخ( المقام للتفريع على قوله على الغني الخ‪ ،‬وكان الولى تقديمه عنده‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬فقير( هذا مفهوم قوله على الغني والمتوسط‪) .‬وقموله‪ :‬ولمو كسمموبا( أي فل يعتممبر كسمبه‬
‫هنا‪) ،‬وقوله‪ :‬وامرأة( أي ول تعقل امرأة‪ ،‬وهذا مفهوم ذكورا‪ ،‬والمناسب أن يأتي فيه وفيما بعممده‬
‫بصيغة الجمع بأن يقول‪ :‬ونساء وخناثى وغير مكلفين‪) .‬وقوله‪ :‬وخنثى( هذا مفهمموم قمموله ذكممورا‬
‫أيضا‪) ،‬وقوله‪ :‬غير مكلف( محترز مكلفين )قوله‪ :‬ولو عدمت( بالبناء للمفعول‪ :‬أي فقدت )قمموله‪:‬‬
‫في المحل الذي يجب تحصيلها منه( أي وهو محل الدافع من جان أو عاقلة أو أقممرب محممل إليممه‬
‫)قوله‪ :‬حسا( أي فقدت في الحس بأن لم توجد في المحل المذكور أصل‪) ،‬وقمموله‪ :‬أو شممرعا( أي‬
‫أو فقدت في الشرع )قوله‪ :‬بأن وجدت الخ( وهو وما بعده مثالن للفقممد الشممرعي‪) ،‬وقمموله‪ :‬فيممه(‬
‫أي في المحل الذي يجب تحصيلها منه )قوله‪ :‬أو بعدت الخ( أي أو وجدت بثمن المثل لكن بعدت‬
‫عن المحل الذي يجب تحصيلها منه‪) .‬وقوله‪ :‬وعظمت المؤنة والمشقة( أي في نقلهما ممن المحمل‬
‫الذي هي فيه وضبط المام عظم المؤنة بأن يزيد مجموع المرين من مؤنة إحضارها وما يدفعه‬
‫في ثمنها في محل الحضار على قيمتها بمحل الفقممد )قمموله‪ :‬فممالواجب قيمتهمما( هممذا إن لممم يمهممل‬
‫الدافع‪ ،‬فإن أمهل بأن قال له المستحق أنا أصبر حتى وجد البل لزمه امتثاله لنها الصممل‪ ،‬فممإن‬
‫أخذت القيمة فوجدت البل لم ترد لتشممتري البممل لنفصممال المممر بالخممذ‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمممي )قمموله‪:‬‬
‫وقت وجوب التسليم( أي تسليم البل )قوله‪ :‬من غالب نقد البلد( أي أن القيمة تكون من غالب نقد‬
‫البلد‪ :‬أي محل الفقد الواجب تحصيلها منه‪ .‬وفي سم ما نصه‪ :‬هل المراد بالمحل المذكور بلممده أو‬
‫أقرب البلد إليه حيث فممرض فقممدها منهممما بعممد وجودهمما فيهممما ؟ وقممد يؤيممد الول أن بلممده هممي‬
‫الصل‪ ،‬ول معنى لعتبار غيرها مع وجود شئ فيه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬الواجب عند عممدمها( أي البممل‬
‫)قوله‪ :‬في النفس الكاملة( متعلممق بممالواجب )قمموله‪ :‬ألممف مثقممال ذهبمما( والمعتممبر فيممه وفيممما بعممده‬
‫المضروب الخالص‪ .‬قال في التحفة والنهاية‪ :‬ول تغليظ هنا علممى الصممح‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومقممابله يقممول إن‬
‫غلظت الدية ولو من وجه واحد زيد عليها قدر الثلث لجل التغليمظ‪ ،‬ففمي المدنانير ألمف وثلثممائة‬
‫وثلثة وثلثون دينارا‪ ،‬وفي الفضة ستة عشر ألف درهممم )قمموله‪ :‬تنممبيه( أي فممي بيممان ممما يتعلممق‬
‫بقطع الطراف من وجوب ديممة كاملممة‪ ،‬أو نصممفها‪ ،‬أو عشممرها‪ ،‬أو نصممف العشممر )قمموله‪ :‬وكممل‬
‫عضو مفرد( أي كاللسان والذكر أو حشفته )قوله‪ :‬فيه جمال ومنفعة( خرج ممما ل جمممال فيممه ول‬
‫منفعة كالذكر الشل وكلسان الخممرس خلقيمما كممان الخممرس أو عارضمميا‪ ،‬فممإن فيممه حكومممة لن‬
‫الشرع لم ينص على ما يجب فيه ولم يبينه‬

‫] ‪[ 143‬‬

‫فوجبت فيه حكومة وهي جزء من الدية نسبته إلى دية النفس كنسممبة ممما نقممص مممن قيمتممه‬
‫بسبب الجناية لو كان رقيقا إليها سليما‪ ،‬فلو كانت قيمة المجني على يده مثل لو كان رقيقا عشممرة‬
‫لو لم يجن عليها وصارت بالجناية تسعة فالنقص عشر فيجب عشر ديممة النفممس وهممو عشممر مممن‬
‫البل )قوله‪ :‬إذا قطعه( أي ذلك العضو )قوله‪ :‬وجبت فيه( أي في العضو المقطوع‪ ،‬وهو جممواب‬
‫إذا‪ ،‬وجملة الشرط والجواب خممبر كمل )قموله‪ :‬مثممل ديممة الممخ( أي فممي التغليمظ وضمده والتعجيمل‬
‫وضده‪) ،‬وقوله‪ :‬صاحب العضو( أي المقطوع‪) ،‬وقوله‪ :‬إذا قتلمه( أي خطممأ أو شمبه عممد )قموله‪:‬‬
‫وكذا كل عضوين( أي ومثل العضو المقطمموع فممي وجمموب ديمة كاملممة كممل عضمموين ممن جنممس‬
‫واحد‪ ،‬والمراد كل عضوين فيهما جمال ومنفعة‪ ،‬أما ممما ل منفعممة فيهممما ول جمممال‪ ،‬كممأن يكممون‬
‫فيهما شلل‪ ،‬ففيهما الحكومة كما مر )قوله‪ :‬ففيهما( أي العضوين المقطوعين الكممائنين مممن جنممس‬
‫واحد‪) .‬وقوله‪ :‬الدية( أي الكاملة‪) .‬قموله‪ :‬وفممي أحممدهما( أي العضمموين اللممذين ممن جنممس واحممد‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬نصفها( أي الدية )قوله‪ :‬ففي قطع الذنيممن الديمة( أي إذا كممان القطممع مممن أصمملهما بغيممر‬
‫إيضاح سواء كان سميعا أم أصم‪ ،‬وذلك لخبر عمرو بن حزم في الذن خمسون مممن البممل رواه‬
‫الدارقطني والبيهقي‪ ،‬ولنهما عضوان فيهممما جمممال ومنفعممة فمموجب أن تكمممل فيهممما الديممة‪ ،‬فممإن‬
‫حصل بالجناية إيضاح وجب مع الدية أرش والجناية في بعممض الذن بقسممطه ويقممدر بالمسمماحة‪،‬‬
‫ولو أيبسهما بالجناية عليهما بحيث لو حركتا لم تتحركا فدية كما لو ضرب يده فشلت‪ ،‬ولممو قطممع‬
‫أذنين يابستين بجناية أو غيرها فحكومة )قمموله‪ :‬ومثلهممما العينممان( أي ومثممل الذنيممن العينممان أي‬
‫فتجب فيهما دية كاملة لخبر عمرو بن حزم بذلك‪ ،‬وحكى ابن المنذر فيهما الجماع ولنهممما مممن‬
‫أعظم الجوارح نفعا فكانتا أولى بإيجاب الدية‪ ،‬وفي كل عين نصفها ولو عين أحول وهو من فممي‬
‫عينيه خلل دون بصره‪ ،‬وعين أعمش وهو من يسيل دمعه غالبا مع ضعف رؤيته‪ ،‬وعيمن أعمور‬
‫وهو ذاهب حس إحدى العينين مع بقاء بصممره فممي الخممرى‪ ،‬وعيممن أخفممش وهممو صممغير العيممن‬
‫المبصرة وعين أعشى وهو من ل يبصر ليل‪ ،‬وعين أجهر وهو مممن ل يبصممر فممي الشمممس لن‬
‫المنفعة باقية بأعين من ذكر‪ ،‬ومقدار المنفعة ل ينظر إليممه )قمموله‪ :‬والشممفتان( أي ومثلهممما أيضمما‬
‫الشفتان ففي قطعهما معا دية كاملة‪ ،‬وفي كل شفة نصفها عليمما كممانت أو سممفلى رقيقممة أو غليظممة‬
‫صغيرة أو كبيرة‪ ،‬وإشللهما كقطعهما‪ ،‬وفممي شممقهما بل إبانممة حكومممة‪ ،‬ولمو قطممع شممفة مشممقوقة‬
‫وجبت ديتها إل حكومة الشق )قوله‪ :‬والكفان بأصبعهما( أي ومثلهما أيضا الكفان مممع أصممبعهما‪،‬‬
‫وأصبع مفرد مضاف فيعم جميع الصممابع‪ ،‬ففممي قطعهممما مممع الصممابع ديممة واحممدة فقممط لنهممما‬
‫كالعضو الواحد بدليل قطعهما في السرقة بدليل قمموله تعممالى‪) * :‬فمماقطعوا أيممديهما( * وفممي قطممع‬
‫إحداهما النصف‪ ،‬ومحل ما ذكر إن قطعت من مفصل الكف وهو الكوع‪ ،‬فممإن قط‍ع ت مممن فمموق‬
‫الكف وجب مع دية الكف حكومة كما مر‪ ،‬وخرج بقوله مع أصبعهما ما إذا لم تقطعمما معهمما بممأن‬
‫قطعت الصابع أولى ثم بعد مدة قطعت الكف فلكل حكمه ففي كل أصبع عشر الدية وفممي الكممف‬
‫حكومة )قوله‪ :‬والقدمان بإصبعهما( أي ومثلهما أيضا القممدمان مممع إصممبعهما أي أصممابعهما ففممي‬
‫قطعهما معها دية واحدة فقط‪ ،‬وخرج بقوله مع أصبعهما ما إذا لم تقطعا مع الصابع بأن قطعممت‬
‫الصابع أول ثم بعد مدة قطعت القدمان فلكل حكمه‪ ،‬كما مر )قوله‪ :‬وفي كممل أصممبع( أي أصمملية‬
‫أما الزائدة ففيها حكومة وفي كل أنملة من أصابع اليدين أو الرجلين من غيممر إبهممام ثلممث العشممر‬
‫لن كل أصبع له ثلث أنامل إل البهام فله أنملتان ففي أنملته نصفها عمل بقسط واجب الصبع‬
‫)قوله‪ :‬وفي كل سممن( أي أصملية تامممة مثغمورة غيمر مقلقلمة صممغيرة كممانت أو كممبيرة بيضمماء أو‬
‫سوداء‪ .‬وخرج بقيد الصلية الزائدة وهي الخارجة عن سمت السنان الصلية لمخالفة نباتها لهمما‬
‫ففيها حكومة كالصبع الزائدة‪ ،‬وبقيممد التامممة ممما لممو كسممر بعممض الظمماهر منهمما ففيممه قسممطه مممن‬
‫الرش‪ ،‬وبقيد المثغورة ما لو قلع سن‬

‫)‪ (1‬سورة المائدة‪ ،‬الية‪.38 :‬‬

‫] ‪[ 144‬‬

‫صغير أو كبير لم يثغر فينظر فيه‪ :‬فإن بان فساد المنبت فكالمثغورة وإن لممم يتممبين الحممال‬
‫حتى مات ففيها الحكومة‪ ،‬وبقيد غير المقلقلة المقلقلممة‪ ،‬أي المتحركممة‪ ،‬فممإن بطلممت منفعتهمما ففيهمما‬
‫الحكومة‪ ،‬وقوله خمس‪ :‬أي من البل وهي نصف العشر‪ .‬قممال فممي المنهممج وشممرحه‪ :‬ولممو قلعممت‬
‫السنان كلها وهي اثنان وثلثون فبحسابه وإن زادت على دية ففيها مائة وستون بعيرا وإن اتحد‬
‫الجاني لظاهر خبر عمرو ولو زادت على ثنتين وثلثين فهل يجب لما زاد حكومممة أو لكممل سممن‬
‫منه أرش ؟ وجهممان بل ترجيممح للشمميخين‪ ،‬وصممحح صمماحب النمموار الول والقمممولي والبلقينممي‬
‫الثاني‪ ،‬وهو الوجه‪ ،‬ا‍ه‪ .‬تتمة‪ :‬تجب دية كاملة فممي ذهمماب واحممد مممن المعمماني كالسمممع والبصممر‬
‫والكلم والذوق والمضغ وغيرها مما تقدم أول الباب‪ ،‬وتجب أيضا في المارن وهممو ممما لن مممن‬
‫النف مشتمل على طرفين وحاجز‪ ،‬وفي كل من الثلثة ثلث الدية‪ ،‬وفي اللحيين‪ ،‬وهما العظمممان‬
‫تنبت عليهما السنان السفلى‪ ،‬فإن زال معهما شئ من السنان وجبت ديتممه أيضمما لن كل منهممما‬
‫له منفعة مستقلة‪ ،‬وفي الجفممون الربعممة‪ ،‬ولممو كممانت لعمممى‪ ،‬لن فيهمما جمممال ومنفعممة‪ ،‬وتممدخل‬
‫حكومة الهداب في ديتها ولو أزال الهداب فقط وجبت فيها حكومة كسائر الشعر إن فسد منبتها‬
‫لن الفائت بقطعها الزينة والجمال دون المقاصممد الصمملية وإن لممم يفسممد منبتهمما وجبممت التعزيممر‬
‫فقط‪ ،‬ويجب ثلث الدية في مأمومة وهي الجراحممة الممتي تبلممغ خريطممة الممدماغ ول تخرقهمما‪ ،‬وفممي‬
‫جائفة وهي جراحة تنفذ إلى جوف باطن محيل للغذاء أو الدواء كبطن أو طريق له كصممدر وفممي‬
‫ثلث لسان وثلث كلم وما مر من أحد طرفي النف أو الحاجز‪ ،‬ويجب ربعها في جفن واحد مممن‬
‫جفون العين وفي ربع شئ مما مر كربع الذن واللسان‪ ،‬فتحصل أن الواجب في دية غير النفممس‬
‫من الطرف والجرح‪ ،‬والمعنى قد يكون دية كاملة‪ ،‬وقد يكون نصفها‪ ،‬وقد يكون ثلثها‪ ،‬وقد يكون‬
‫ربعها‪ ،‬وقد يكون عشرها‪ ،‬وقد يكممون نصممف عشممرها‪ ،‬وقممد علمممت أمثلتهمما كلهمما فتفطممن )قمموله‪:‬‬
‫ويثبت القود للورثة الخ( شروع في بيان مستحق القود ومستوفيه )قوله‪ :‬العصبة( بدل من الورثة‬
‫وهي كل من لبس له فروض مقممدرة‪) ،‬وقمموله‪ :‬وذي الفممروض( الولممى وذوي‪ ،‬بصمميغة الجمممع‪،‬‬
‫وهم كل من لممه فممروض مقممدرة كممالزوجين والم والخ مممن الم )قمموله‪ :‬بحسممب إرثهممم( متعلممق‬
‫بيثبت‪ :‬أي يثبت القود لمجموع الورثة بحسب إرثهم‪ :‬أي يوزع عليهم بحسب إرثهم كالديممة فإنهمما‬
‫تثبت لهم بحسب ذلك والقود يثبت لهم بطريق التلقي عن الميت ل ابتداء على المعتمد فممإذا عفممي‬
‫عنه على مال تعلقت به الديون وجهز منه لن ذلك من جملة تركه الميت‪ ،‬وقيل يثبت لهم ابتممداء‬
‫فل يوفي الدين من المال الذي عفي عليه على هذا )قوله‪ :‬ولو مع بعممد القرابممة( غايممة فممي ثبمموته‬
‫للورثة‪ :‬أي يثبت القود لهم بحسب إرثهم مطلقا سممواء كممان إرثهممم ثابتمما لهممم مممع قرابممة قريبممة أو‬
‫بعيدة أو مع عدمها رأسا‪ .‬وعبارة المنهاج مع شرح م ر‪ :‬الصممحيح ثبمموته لكممل وارث بفممرض أو‬
‫تعصيب بحسممب إرثهممم المممال‪ ،‬سممواء أورث بنسممب وإن بعممد‪ :‬كممذي رحممم إن ورثنمماه‪ ،‬أم بسممبب‬
‫كالزوجين والمعتق والمام فيمن ل وارث له مسممتغرق‪ .‬انتهممت )قمموله‪ :‬كممذي رحممم( تمثيممل لممذي‬
‫القرابة البعدية‪) .‬وقوله‪ :‬إن ورثناه( أي ذا الرحم‪ ،‬أي بأن فقد أرباب السممتحقاق ولممم ينتظممم بيممت‬
‫المال )قوله‪ :‬أو مع عممدمها( أي القرابممة )قمموله‪ :‬كأحممد الزوجيممن( تمثيممل للورثممة العادمممة للقرابممة‬
‫)قوله‪ :‬تنبيه( أي في بيان ممما إذا كممان المسممتحق للقممود غيممر كامممل أو كممان غائبمما )قمموله‪ :‬يحبممس‬
‫الجاني( أي يحبسه الحاكم وجوبا من غير توقف على طلب ولي ول حضور غائب ضبطا للحممق‬
‫من عذر مستحقه‪ ،‬وإنما توقف حبس الحامل التي أخر قتلها لجممل الحمممل علممى طلبممه للمسممامحة‬
‫فيها رعاية للحمل‪ .‬كذا في التحفة‪) .‬قموله‪ :‬إلمى كممال الصمبي( أي فينتظمر حمتى يكممل بمالبلوغ‪،‬‬
‫ومثله المجنمون فينتظمر حمتى يكممل بالفاقمة‪ ،‬وإنممما انتظممر ذلمك لن القمود للتشممفي ول يحصمل‬
‫باستيفاء غير المستحق له من ولي أو حاكم أو بقية الورثة‪ ،‬فإن كممان الصممبي والمجنممون فقيريممن‬
‫محتاجين للنفقة جاز لولي المجنون غير الوصي العفو على الدية دون ولي الصممبي لن لمه غايمة‬
‫تنتظر‪ ،‬بخلف المجنون‪ ،‬وفي ع ش ممما نصممه‪ :‬لممو اسممتوفاه أي القممود‪ ،‬الصممبي فممي حممال صممباه‬
‫فينبغي العتداد به‪) ،‬وقوله‪ :‬من الورثمة( أي حمال كمون الصمبي ممن الورثمة‪) ،‬وقموله‪ :‬بمالبلوغ(‬
‫متعلق بكمال )قوله‪ :‬وحضور الغائب( معطوف على كمال‪ :‬أي ويحبس‬

‫] ‪[ 145‬‬

‫الجاني إلى حضور المستحق للقود الغائب‪) ،‬وقوله‪ :‬أو إذنه( أي الغائب لبقيممة الورثممة فممي‬
‫أخذ القود )قوله‪ :‬فل يخلى بكفيل( مفرع على قوله يحبس الجمماني‪ :‬أي وإذا كممان الجمماني يحبممس‪:‬‬
‫أي وجوبا فل يترك مطلقا من غير حبس بضامن‪) ،‬وقوله‪ :‬لنه( أي الجاني‪) ،‬وقوله‪ :‬قد يهممرب(‬
‫بضم العين مضارع هرب بفتحها مثل طلممب يطلممب‪ ،‬وقمموله فيفمموت الحممق‪ :‬مفممرع علممى الهممرب‬
‫)قوله‪ :‬والكلم الخ( أي والكلم المذكور في الجاني من كونه يحبس إلى كمال الصبي أو حضور‬
‫الغائب ول يخلى بكفيل محله في جان غير قاطع طريق )قوله‪ :‬أما هو( أي قاطع الطريق )قوله‪:‬‬
‫إذا تحتم قتله( أي بأن أخذ المال وقتل )قوله‪ :‬فيقتله المام( في شرح الروض قاطع الطريق أمره‬
‫إلى المام لتحتم قتله‪ ،‬لكن يظهر أن المام إذا قتله يكون لنحو الصبي الديممة فممي ممماله‪ :‬أي قمماطع‬
‫الطريق لن قتله لم يقع عن حقه‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬مطلقا( أي سواء كان المسممتحق صممبيا أم ل غائبمما‬
‫أم ل )قوله‪ :‬ول يستوفي القود إل واحد الممخ( أي ويمتنممع اجتممماعهم علممى قتممل أو نحممو قطممع ول‬
‫يمكنهم المممام ممن ذلمك لمو أرادوه لن فيمه تعممذيبا‪ ،‬وممن ثممم لمو كممان القمود بنحممو إغممراق جماز‬
‫اجتماعهم‪ ،‬كما صرح به البلقيني‪ ،‬ا‍ه شممرح م ر )قمموله‪ :‬أو مممن غيرهممم( أي أو واحممد مممن غيممر‬
‫الورثة‪ ،‬ويتعين الغير في قود نحو طرف‪ ،‬ول يجوز أن يكون مستوفيه منهم لنه ربممما بممالغ فممي‬
‫ترديد اللة فشدد عليه )قوله‪ :‬بتراض منهم( أي من الورثممة كلهممم إذا كممان المسممتوفى واحممدا مممن‬
‫غيرهم‪) ،‬وقوله‪ :‬أو من باقيهم( أي الورثة إذا كممان المسممتوفي واحممدا منهممم‪ ،‬فممالكلم علممى سممبيل‬
‫اللف غير المرتب )قوله‪ :‬أو بقرعة بينهم( معطوف على بتراض‪ ،‬وما ذكر مختص بممما إذا كممان‬
‫المستوفى واحدا منهم‪ :‬أي ويستوفي القمود واحمد منهمم بقرعمة إذا لمم يتراضموا‪ :‬أي يتفقموا علمى‬
‫شئ‪ ،‬وعبارة المنهماج ممع شمرح الرملمي‪ :‬وليتفقموا علمى مسمتوف لمه‪ ،‬وإل بمأن لمم يتفقموا علمى‬
‫مستوف وقال كل أنا أستوفية فقرعة يجب على المام فعلها بينهم فمن خرجت لممه اسممتوفى بممإذن‬
‫الباقي إذ له منعه وطلب الستيفاء بنفسه بأن يقول ل تسممتوف وأنمما أسممتوفي‪ .‬انتهممت )قمموله‪ :‬ولمو‬
‫بادر الخ( المقام للتفريع‪ :‬أي فلو أسرع أحد المستحقين في القتل من غيممر إذن البمماقين )قمموله‪ :‬فل‬
‫قصاص عليه( أي على المبادر لن له حقا في قتله في هذه الحالة‪ .‬قال في النهاية‪ :‬نعممم لممو حكممم‬
‫حاكم بمنعه من المبادرة قتل جزما أو باستقلله لم يقتل جزما كما لو جهممل تحريممم المبممادرة‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫ومثله في التحفة )قوله‪ :‬قبل عفو منه( أي من المبادر بالقتل‪) ،‬وقمموله‪ :‬أو مممن غيممره( أي أو قبممل‬
‫عفو من غيره من بقية الورثة )قوله‪ :‬وإل فعليه القصاص( أي وإن لم يكن القتمل قبمل العفمو منمه‬
‫أو من غيره بأن كان بعده فيجمب علممى المبممادر ممن المسمتحقين القصمماص والمسمتحق لمه ورثمة‬
‫الجاني الذي بودر بقتله ولبقية ورثة المجني عليه أول قسط الدية مممن تركتممه لفمموات القممود بغيممر‬
‫اختيارهم )قوله‪ :‬ولو قتله( أي الجمماني مممن غيممر إذن المسممتحقين )قمموله‪ :‬أخممذ الورثممة( أي ورثممة‬
‫المجني عليه أول )قوله‪ :‬من تركممة الجمماني( أي لنممه همو القاتممل لمممورثهم فهممو المطممالب بممالحق‬
‫)وقوله‪ :‬ل من الجنبي( أي ل توجد من الجنبي لنهم ليس لهم حق عليه والحق إنما هو لوارث‬
‫الجاني‪ .‬على الجنبي الذي جنى عليه فإما أن يقتص منه أو يعفو عنمه )قمموله‪ :‬ول يسممتوفي الممخ(‬
‫أي لخطره احتياجه إلى النظر لختلف العلماء في شروطه‪ .‬قال في شرح المنهج‪ :‬نعم ل يحتاج‬
‫مالك رقيق في رقيقه إلى الذن ول مضطر لكل من له عليه قود ول منفردا ل يراه أحد وعجز‬
‫عن الثبات ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬إل بإذن المام( ويتعين عليه أن ل يأذن إل لعممارف بالسممتيفاء أهممل لممه‬
‫أما غير العارف أو غير الهل كالشيخ والزمن والمممرأة فل يممأذن لممه فممي السممتيفاء‪) .‬وقمموله‪ :‬أو‬
‫نائبه( أي الذي تنالت وليته إقامة الحدود عليه ا‍ه‪ .‬م ر )قوله‪ :‬فإن استقل( أي المستحق‪) .‬وقوله‪:‬‬
‫به( أي القود )وقوله‪ :‬عزر( أي عزره المام التعزير اللئق به على حسب ما‬

‫] ‪[ 146‬‬

‫يراه‪) .‬قوله تتمة( أي في حكم ما يلقى في البحر إذا أشرفت السفينة على الغرق من جواز‬
‫اللقاء أو وجوبه‪ .‬وحاصل الكلم على ذلك أنه إذا أشرفت سفينة فيها متاع وركمماب علممى غممرق‬
‫وخيف غرقها بما فيها يجوز طرح متاعها عند توهم النجاة بأن اشتد المر وقرب اليأس ولم يفممد‬
‫اللقاء إل على ندور أو عند غلبة ظن النجاة بأن لم يخش من عدم الطممرح إل نمموع خمموف غيممر‬
‫قوي حفظا للروح‪ ،‬ويجب طرح ذلك عنممد ظممن النجمماة مممع قمموة الخمموف لممو لممم يطممرح‪ ،‬وينبغممي‬
‫للمالك‪ ،‬إذا تولى‪ ،‬اللقاء بنفسه أو غيره بإذنه العام له تقممديم الخممف قيمممة مممن المتمماع والحيمموان‬
‫حفظا للمال حسب المكان‪ ،‬فإن لم يلق من وجب عليه اللقاء حتى حصل الغرق وهلممك بممه شممئ‬
‫أثم ول ضمان )قوله‪ :‬يجممب عنممد هيجممان البحممر( أي شممدة اضممطرابه بسممبب كممثرة المممواج فيممه‬
‫وتعرض المؤلف لحالة الوجوب ولممم يتعممرض لحالممة الجممواز‪ ،‬وقممد علمتهمما فممي الحاصممل المممار‬
‫)قوله‪ :‬وخوف الغرق( أي خوفا قويا بحيث يغلب الهلك لو لم يطرح وإل فل يجممب كممما علمممت‬
‫)قوله‪ :‬إلقاء( فاعل يجب )قوله‪ :‬من المتاع( بيان لغير الحيوان )قوله‪ :‬لسلمة الخ( علممة لوجمموب‬
‫إلقاء غير حيوان‪ :‬أي يجب اللقاء لجل سلمة حيمموان محممترم ولمو كلبمما )قموله‪ :‬وإلقماء الممدواب‬
‫الخ( معطوف على إلقاء غير الحيمموان أي ويجممب إلقمماء الممدواب لجممل سمملمة الدمممي المحممترم‬
‫)قوله‪ :‬إن تعين( أي إلقاء الدواب بأن لم يمكن في دفع الغممرق غيممره‪ ،‬فممإن أمكممن غيممره فممي دفممع‬
‫الغرق لم يجب بل ل يجوز أفاده فممي الممروض وشممرحه‪ .‬وقموله لممدفع الغممرق‪ :‬أي غمرق الدممي‬
‫المحترم )قوله‪ :‬وإن لم يأذن المالك( غاية لوجوب اللقاء في الصورتين‪ :‬أي يجب إلقاء ممما ذكممر‬
‫من المتاع أو الدواب سواء أذن المالك لهما فيه أو لم يأذن لكنه يضمن الملقى فيما إذا كممان بغيممر‬
‫الذن كما سيصرح به‪) ،‬قوله‪ :‬أما المهدر( مفهوم محترم الذي هو قيممد فممي الحيمموان فممي الدمممي‬
‫)قوله‪ :‬كحربي( أي وككلب عقور وتارك الصلة بعد أمر المام وقاطع الطريق )قوله‪ :‬فل يلقى(‬
‫أي في البحر‪ ،‬وقوله لجله‪ .‬أي المهدر وقوله مال مطلقا‪ :‬أي سواء كممان متاعمما أو دواب )قمموله‪:‬‬
‫بل ينبغي أن يلقي هو( أي المهدر‪ .‬قال في التحفة‪ :‬ويؤيده بحث الذرعي أنه لو كان‪ ،‬ثممم أسممرى‬
‫وظهر للمام المصلحة في قتلهم بدأ بهم قبل المال ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬بدأ بهم( أي في إلقائهم في البحممر‬
‫قبل المممال )قمموله‪ :‬لجممل المممال( أي سمملمته )قمموله‪ :‬ويحممرم إلقمماء العبيممد للحممرار( أي لسمملمة‬
‫الحرار‪ ،‬وكذلك يحرم إلقاء كافر لمسلم وجاهل لعالم متبحمر ولمو انفمرد وغيمر شمريف لشمريف‬
‫لشتراك الجميع في أصل التكريم وإن تفاوتوا في الصفات‪ ،‬وحينئذ فيبقون كلهم‪ ،‬فإما أن يغرقوا‬
‫كلهم‪ ،‬أو يسلموا كلهم )قوله‪ :‬والدواب الخ( أي ويحرم إلقاء الدواب لجممل سمملمة ممما ل روح لمه‬
‫من المتعة )قوله‪ :‬ويضمن ما ألقاه( أي من غير الحيموان لجمل سملمة الحيموان المحمترم وممن‬
‫الدواب لجل سلمة الدمي المحترم‪ ،‬ول ينافي الضمان عدم الثم في اللقاء لنه واجب مطلقا‪،‬‬
‫كما صرح به‪ ،‬لن الثم وعدمه يتسامح فيهما ما ل يتسممامح فممي الضمممان لن مممن بمماب خطمماب‬
‫الوضع )قوله‪ :‬ولو قال( أي شخص من ركمماب السممفينة‪) ،‬وقموله‪ :‬لخممر( أي شممخص آخمر غيمر‬
‫المالك‪) ،‬وقوله‪ :‬ألق الخ( الجملة مقول القول‪ ،‬وقوله متاع زيد‪ :‬خرج به ما لو قال له ألق متاعممك‬
‫وعلي ضمانه فألقاه لزم المر ضمانه وإن لم يكن لمه فمي السمفينة شمئ ولمم تحصمل النجماة لنمه‬
‫التمس إتلفا لغرض صحيح بعوض فصار كقوله أعتق عبدك عني بكممذا فممأعتق‪ ،‬بخلف ممما لممو‬
‫اقتصر على قمموله ألممق متاعممك ففعممل فل ضمممان‪ ،‬ويشممترط لضمممان المممر شممرطان‪ :‬أن يخمماف‬
‫الغرق‪ ،‬وأن ل يختص مالكه بفمائدة اللقماء بمأن يختمص بهما الملتممس أو أجنمبي أو أحمدهما ممع‬
‫المالك )قوله‪ :‬ضمنه الملقى( أي لنممه المباشممر للتلف‪ .‬قممال فممي التحفممة‪ :‬نعممم إن كممان المممأمور‬
‫أعجميا يعتقد وجوب طاعة آمره ضمن المر لن ذلك آلة له‪ .‬ا‍ه‪.‬‬

‫] ‪[ 147‬‬

‫تنبيه‪ :‬قال في المغني‪ :‬سكت المصنف عن المضمون أهو المثل ولو صممورة كممالقرض أو‬
‫المثل في المثلى والقيمة في المقموم أو القيممة مطلقما ؟ ظماهر كلمهمم الخيمر‪ ،‬وإن كمان الملقمى‬
‫مثليا‪ ،‬ورجحه البلقيني لما في إيجاب المثل من الجحاف‪ ،‬وجممزم فممي الكفايممة بالوسممط‪ ،‬ورجحممه‬
‫الذرعي‪ ،‬وهو كما قال شيخي أوجه من كلم البلقيني‪ ،‬خلفمما لبعممض المتممأخرين‪ ،‬وتعتممبر قيمممة‬
‫الملقى حيث أوجبناها قبل هيجان البحر إذ ل قيمة له حينئذ‪ .‬ا‍ه‪ .‬بتصرف‪ ،‬وفي الروض وشرحه‬
‫ما نصه‪ :‬فرع‪ :‬لو لفظ البحر المتاع الملقى فيممه علممى السمماحل وظفرنمما بممه أخممذه المالممك واسممترد‬
‫الضامن منه عين ما أعطى إن كان باقيا‪ ،‬وبدله إن كان تالفا ممما سمموى الرش الحاصممل بممالغرق‬
‫فل يسترده‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬فرع أفتى أبو إسحاق المخ( عبمارة التحفمة فمي فصمل عمدة الحاممل‪ .‬فمرع‪:‬‬
‫اختلفوا في التسبب لسقاط ما لم يصل لحد نفمخ المروح فيمه وهمو ممائة وعشمرون يومما‪ ،‬والمذي‬
‫يتجه وفاقا لبن العماد وغيره الحرمة‪ ،‬ول يشكل عليه جواز العزل لوضمموح الفممرق بينهممما بممأن‬
‫المني حال نزوله محض جماد لم يتهيأ للحياة بوجه بخلفه بعد اسممتقراره فممي الرحممم وأخممذه فممي‬
‫مبادئ التخلق ويعرف ذلك بالمارات‪ ،‬وفي حديث مسلم أنه يكون بعد اثنممتين وأربعيممن ليلممة‪ :‬أي‬
‫ابتداؤه كما مر في الرجعة‪ ،‬ويحرم استعمال ما يقطع الحبل من أصله‪ ،‬كما صممرح بممه كممثيرون‪،‬‬
‫وهو وظاهر‪ .‬ا‍ه‪ .‬والذي رجحه م ر أنه بعد نفخ الروح يحرم مطلقا ويجوز قبلممه ونممص عبممارته‬
‫في باب أمهمات الولد بعمد كلم‪ .‬قمال المدميري‪ :‬ل يخفمى أن الممرأة قمد تفعمل ذلمك بحممل زنما‬
‫وغيره‪ ،‬ثم هي إما أمة فعلت ذلك بإذن مولها الواطئ لها وهممي مسممألة الفراتممي أو بممإذنه وليممس‬
‫هو الواطئ وهو صورة ل تخفى‪ ،‬والنقل فيها عزيز‪ ،‬وفي مذهب أبي حنيفة شممهير‪ ،‬ففممي فتمماوى‬
‫قاضيخان وغيره أن ذلك يجوز‪ ،‬وقد تكلممم الغزالممي عليهمما فممي الحيمماء بكلم مممتين غيممر أنممه لممم‬
‫يصرح بالتحريم‪ .‬ا‍ه‪ .‬والراجح تحريمه بعد نفخ الروح مطلقا وجوازه قبله‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬يحل سقي‬
‫أمته( المة ليس بقيد كما يعلم ذلك من عبارة التحفة في النكاح ونص عبارته‪ :‬واختلفوا في جواز‬
‫التسبب إلى إلقاء النطفة بعد استقرارها في الرحم فقال أبو إسحاق المروزي يجمموز إلقمماء النطفممة‬
‫والعلقة‪ ،‬ونقل ذلك عن أبي حنيفة الخ‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬مطلقمما( المممراد بممالطلق هنمما وفيممما يممأتي ممما‬
‫يشمل العلقة والمضغة وحالة ما بعد نفممخ الممروح )قمموله‪ :‬وكلم الحيمماء يممدل علممى التحريممم( أي‬
‫وليس صريحا فيممه وعبممارته بعممد أن قممرر أن العممزل خلف الولممى‪ :‬وليممس هممذا كالسممتجهاض‬
‫والوأد‪ ،‬أي قتل الطفال‪ ،‬لنه جناية على موجود حاصل‪ ،‬فأول مراتب الوجممود وقممع النطفممة فممي‬
‫الرحم فيختلط بماء المرأة فإفسادها جنايممة‪ ،‬فممإن صممارت علقممة أو مضممغة فالجنايممة أفحممش‪ ،‬فممإن‬
‫نفخت الروح واستقرت الخلقة زادت الجناية تفاحشا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬قال شيخنا الممخ( عبممارته‪ .‬فممرع‪:‬‬
‫أفتى أبو إسحاق المروزي بحل سقي أمته لتسقط ولدها ما دام علقة ومضغة وبالغ الحنفيممة فقممال‪:‬‬
‫يجوز مطلقا‪ ،‬وكلم الحياء يدل على التحريم مطلقا وهو الوجه كما مر ا‍ه‪ .‬أي في فصممل عممدة‬
‫الحامل‪ ،‬وقد علمت عبارته آنفا‪) .‬قوله‪ :‬خاتمة( أي في بيان وجوب الكفارة )قوله‪ :‬تجممب الكفممارة‬
‫الخ( أي لقوله تعالى‪) * :‬ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنممة( *‪ ،‬وخممبر واثلممة بممن السممقع‬
‫قال‪ :‬أتينا إلى النبي )ص( في صاحب لنا قد استوجب النار بالقتل‪ ،‬فقال‪:‬‬

‫)‪ (1‬سورة النساء‪ ،‬الية‪.92 :‬‬

‫] ‪[ 148‬‬

‫أعتقوا عنه رقبة يعتق ال بكل عضو منها عضوا منه من النممار رواه أبممو داود وصممححه‬
‫الحاكم وغيره‪ .‬وقوله على من قتل‪ :‬أي على كل قاتمل ولمو كمان كمافرا غيمر حربمي أو صمبيا أو‬
‫مجنونا أو عبدا أو أمة‪ ،‬ول فرق في القتل بين أن يكون بمباشرة أو تسممبب أو شممرط‪ ،‬فممدخل فيممه‬
‫شاهد الزور والمكره‪ ،‬بكسر الراء‪ ،‬وحافر بئر عدوانا‪ .‬واعلم‪ ،‬أنه ل كفارة في القتل بالحال كممأن‬
‫توجه ولي بحاله إلى شخص فقتله كما أنه ل ضمان فيه بقود ولية‪ ،‬كما مر عن التحفة‪ ،‬ول فممي‬
‫القتل بالدعاء كما نقل ذلك عن جماعة من السلف‪ .‬قال مهران بن ميمون‪ :‬حدثنا غيلن بن جرير‬
‫بن مطرف بن عبد ال بن الشخير أنه كان بينه وبين رجل كلم‪ ،‬فكذب عليه فقال مطرف‪ :‬اللهممم‬
‫إن كان كاذبا فأمته فخر ميتا فرفع ذلك إلى زياد‪ ،‬فقال قتلت رجل فقال ل‪ :‬ولكنهمما دعمموة وافقممت‬
‫أجل‪ ،‬ول في القتل بالعين كما ل ضمان فيه بالقود ول بالدية كما مممر وإن اعممترف بممه وإن كممان‬
‫ذلك حقا‪ .‬وينبغي للمام حبس العائن أو أمره بلزوم بيته ويرزقه من بيت المال ما يكفيه إن كممان‬
‫فقيرا لن ضرره أشد من ضرر المجذوم الذي منعه عمر من مخالطة النمماس‪ .‬وبنممدب للعممائن أن‬
‫يدعو للمعيون بأن يقول له باسم ال ممما شمماء الم ل حممول ول قمموة إل بممال اللهممم بممارك فيممه ول‬
‫تضره‪ .‬أو يقول‪ :‬حصنتك بالحي القيوم الذي ل يموت أبدا ودفعت عنك السوء بألف ألف ل حول‬
‫ول قوة إل بال العلي العظيم‪ .‬وهكذا ينبغي للنسممان إذا رأى نفسممه سممليمة وأحممواله مسممتقيمة أن‬
‫يقول ذلك ولو في نفسه‪ .‬وكممذلك ينبغممي للشمميخ إذا اسممتكثر تلمممذته أو استحسممن حممالهم أن يقممول‬
‫ذلك‪ ،‬ومثله الوالد في ولده‪ ،‬وفي الذكار ممما نصمه‪ :‬ذكممر الممام أبمو محممد القاضمي حسممين ممن‬
‫أصحابنا رحمهم ال في كتابه التعليق في المذهب قال‪ :‬نظر بعض النبياء‪ ،‬صلوات ال وسمملمه‬
‫عليهم أجمعين إلى قومه يوما فاستكثرهم وأعجبوه‪ ،‬فمات منهم في ساعة سبعون ألفا‪ ،‬فأوحى ال‬
‫سبحانه وتعالى إليه أنك عنتهم ولو أنك إذ عنتهم حصنتهم لم يهلكوا‪ .‬قمال وبمأي شمئ أحصمنهم ؟‬
‫فأوحى ال تعالى إليه تقول‪ :‬حصنتكم بالحي القيوم الذي ل يممموت أبممدا ودفعممت عنكممم السمموء بل‬
‫حول ول قوة إل بال العلي العظيم‪ .‬قال المعلق عن القاضي حسين‪ :‬وكان عادة القاضممي‪ ،‬رحمممه‬
‫ال‪ ،‬إذا نظر إلى أصحابه فأعجبه سمتهم وحسن حممالهم حصممنهم بهممذا المممذكور‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬مممن‬
‫يحرم قتله( أي من كل نفس معصومة عليه فدخل فيمه نفسمه لنهمما معصممومة عليممه وعبمد نفسممه‪،‬‬
‫ودخل أيضا الزاني المحصن ونحوه من كل مهدر إذا كان هو‪ ،‬أي القاتل‪ ،‬مهدرا مثله لما مر أنه‬
‫معصوم بالنسمبة لمثلمه‪ .‬وخمرج بمه الحربمي وكمل مهمدر إذا لمم يكمن القاتمل مثلمه وبماغ وصمائل‬
‫ومقتص منه قتله المستحق فل كفارة فممي قتلهممم كممما ل ضمممان فيهممم بقممود ول ديممة ‪ -‬كممما مممر ‪-‬‬
‫)قموله‪ :‬خطمأ كمان( أي القتمل‪) .‬وقموله‪ :‬أو عمممدا( أي أو شممبه عمممد لكمن تجممب فمي الخطممأ علمى‬
‫التراخي وفي العمد وشبهه على الفور تداركا للثم )قوله‪ :‬وهي( أي الكفارة‪) .‬وقوله‪ :‬عتق رقبة(‬
‫أي إعتاق رقبة‪ :‬أي مؤمنة سليمة من العيوب المخلة بالعمل أو الكسمب )قموله‪ :‬فمإن لمم يجمد( أي‬
‫الرقبة بشروطها‪ ،‬والمراد لم يجدها حسا بأن فقدها أو شرعا بأن وجدها بأكثر من ثمممن مثلهمما أو‬
‫وجدها بثمنها وعجز عنه‪) ،‬وقوله‪ :‬فصيام شهرين( أي فعليه صيام شممهرين مممع النيممة‪ .‬ويشممترط‬
‫فيها ما مر في باب الصوم من تبييتها وتعيينها بكونها من الكفارة‪ ،‬ول يشممترط نيممة التتممابع علممى‬
‫المعتمد‪ ،‬فإن عجز المكفر عن الصيام فل إطعام على الصح‪ .‬نعم‪ :‬لو مات أطعم عنممه بممدل عممن‬
‫الصوم الواجب ‪ -‬كما علم مما مر في باب الصوم ‪) -‬وقوله‪ :‬متتابعين( أي بأن ل يفصل بين أيام‬
‫الصوم فاصل فينقطع التتابع بفطر يوم ولو بعذر ل ينافي الصمموم كمممرض‪ ،‬بخلف العممذر الممذي‬
‫ينافي كجنون وحيض ونفاس فل يقطع التتابع‪ .‬واعلم أن صوم الفرض من حيممث التتممابع وعممدمه‬
‫ثلثة أنواع‪ :‬الول ما يجب فيه التتابع وهو صوم رمضان وكفارة الظهار وكفممارة القتممل وكفممارة‬
‫الجماع في نهار رمضان عمدا وصوم النذر الذي شرط فيه التتابع‪ ،‬الثاني ما يجب فيممه التفريممق‪:‬‬
‫وهو صوم التمتع والقران وفوات النسك وترك الواجب فيه وصوم النذر المشروط فيممه التفريممق‪،‬‬
‫الثالث ما يجوز فيه المران‪ :‬وهو قضاء رمضان وكفارة الجماع في النسك وكفارة اليمين وفدية‬
‫الحلق والصيد والشجر واللبس والتطيب والحصار وتقليم الظفار ودهن غير الممرأس أو اللحيممة‬
‫في الحرام وصوم النذر المطلق وال سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫] ‪[ 149‬‬

‫باب في الردة أي في بيان أحكامها‪ ،‬أعاذنا ال وأحبتنا وجميع المسلمين منها‪ ،‬وإنممما ذكممر‬
‫هذا الباب بعدما قبله لنه جناية مثله‪ ،‬لكن ما تقدم من أول الجناية إلممى هنمما متعلممق بممالنفس وهممذا‬
‫متعلق بالدين‪ ،‬وأخره عما تقدم‪ ،‬وإن كان هذا أهم‪ ،‬لكثرة وقمموع ذلممك ا‍ه‪ .‬ع ش‪ ،‬وحاصممل الكلم‬
‫على أنواع الردة أنها تنحصر في ثلثة أقسام‪ :‬اعتقادات وأفعال وأقوال‪ ،‬وكل قسممم منهمما يتشممعب‬
‫شعبا كثيرة‪ .‬فمن الول‪ :‬الشك في ال أو في رسالة رسوله أو في شممئ مممن القممرآن أو فممي اليمموم‬
‫الخر أو في وجود الجنة أو النار أو في حصول الثواب للمطيممع والعقمماب للعاصممي أو فيممما هممو‬
‫مجمع عليه مما هو معلوم من الدين بالضرورة أو اعتقاد فقد صفة من صفاته تعالى أو تحليل ما‬
‫هو حرام‪ ،‬ومن الثاني السجود لصنم أو لشمس أو مخلوق آخر‪ ،‬ومن الثالث قوله لمسلم يمما كممافر‬
‫أو يا عديم الدين قاصدا بالول أن دينه المتلبس به وهو السلم كفر‪ ،‬وبالثاني أن ما هو متصمف‬
‫به ل يسمى دينا‪ ،‬أو قوله لو آخذني ال بترك الصلة مع ما أنا فيه من المممرض والشممدة ظلمنممي‪،‬‬
‫أو قوله أنا أفعل بغير تقدير ال عند سماعه من يقول فعلك هذا بتقدير ال تعالى‪ ،‬أو قوله لو شهد‬
‫عندي جميع المسلمين ما قبلتهم استهزاء بهم وسخرية‪ ،‬أو قوله للمفتي عند إعطائه جواب سممؤال‬
‫استفتاه فيه أي شئ هذا الشرع ويرمي الجممواب اسممتخفافا بالشممرع‪ ،‬أو قمموله‪ :‬وقممد أمممر بحضممور‬
‫مجلس علم أي شئ أعمل بمجلس العلم‪ ،‬أو لعنة ال على كل عممالم قاصممد السممتخاف إن لممم يممرد‬
‫الستغراق وإل لم يشترط الستخفاف لشموله النبياء والملئكة‪ ،‬أو قوله يكممون البعممد قمموادا إن‬
‫صممليت أو صمممت‪ ،‬أو ممما أصممبت خيممرا منممذ صممليت‪ ،‬أو الصمملة ل تصمملح لممي قاصممدا بممذلك‬
‫الستخفاف أو الستهزاء‪ ،‬أو قول مريض طال مرضه توفني مسلما أو كافرا إن شممئت‪ ،‬أو قممول‬
‫معلم الصبيان اليهود خير من المسلمين لنهم يقضون حق معلمي أولدهم لكن إن قصد الخيريممة‬
‫المطلقة ومما يخشى منه الكفر‪ ،‬والعياذ بال تعالى‪ ،‬شتم رجل اسمه من أسماء النبي )ص( ذاكرا‬
‫النبي‪ ،‬والكلم بكلم الدنيا عنممد سممماع قممرآن أو أذان‪ ،‬وقمموله للقممراء هممؤلء آكلمموا الربمما‪ ،‬وقمموله‬
‫لصالح وجهه كالخنزير‪ ،‬أو أنا أريد المال سواء كان من حلل أو حرام‪ .‬واعلم‪ :‬أنه يجري علممى‬
‫ألسنة العامة جملة من أنواع الكفر من غير أن يعلموا أنها كذلك فيجب على أهل العلممم أن يممبينوا‬
‫لهم ذلك لعلهم يجتنبونه إذا علموه لئل تحبط أعمالهم ويخلدون في أعظم العذاب‪ ،‬وأشممد العقمماب‪،‬‬
‫ومعرفة ذلك أمر مهم جدا‪ ،‬وذلك لن من لم يعرف الشر يقع فيه وهو ل يدري‪ ،‬وكل شممر سممببه‬
‫الجهل‪ ،‬وكل خير سببه العلم‪ ،‬فهو النور المبين‪ ،‬والجهل بئس القريممن‪ ،‬وقممد اسممتوفى الكلم علممى‬
‫جميع أنواع الردة وبيان المختلف فيه منها والمتفق عليه ابمن حجمر فمي كتمابه المسممى بمالعلم‬
‫بقواطع السلم‪ ،‬فمن أراد الحاطة بجميع ذلك فعليه بالكتاب المذكور )قوله‪ :‬الردة لغة الرجوع(‬
‫أي عن مطلق شئ إلى غيره سواء كان رجوعا عن السلم إلى غيممره وهممو الكفممر أو عممن شممئ‬
‫آخر إلى غيره فالمعنى اللغوي أعم من الشرعي كما هو الغالب )قوله‪ :‬وهي( أي الممردة‪) .‬وقمموله‬
‫أفحش أنواع الكفر( أي أغلظ من غيرها من بقية أنواع الكفر وذلك لقمموله تعممالى‪) * :‬ومممن يرتممد‬
‫منكم عن دينه فيمت وهو كافر( * الية‪ ،‬وقوله تعالى‪) * :‬ومن يبتغ‬

‫)‪ (1‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪.217 :‬‬

‫] ‪[ 150‬‬

‫غير السلم دينا فلن يقبل منه( * ولخبر البخاري من بممدل دينممه فمماقتلوه )وقمموله‪ :‬ويحبممط‬
‫بها العمل( أي الحاصل منه قبل الردة فكأنه لم يعمل شيئا ويترتب على ذلك وجمموب مطممالبته بممه‬
‫في الخرة‪) ،‬وقوله إن اتصلت بالموت( فإن لم تتصل به بأن أسلم قبله فل يحبط بها العمل وإنما‬
‫يحبط بها ثوابه فقط فيدعو له العمل مجردا عمن الثمواب‪ ،‬ويمترتب علمى ذلمك أنمه ل يجمب عليمه‬
‫قضاؤه ول يطالب به في الخرة )قوله‪ :‬فل يجب إعادة الخ( مفرع على مفهوم قمموله إن اتصمملت‬
‫بالموت وهو فإن لم تتصل بالموت فل يحبط عمله فل يجب إعادة‪ ،‬ولعله سقط هممذا المفهمموم مممن‬
‫النساخ )قوله‪ :‬وقال أبو حنيفة تجب( أي العادة لنها يحبط بها عنده العمل مطلقا ولو لممم تتصممل‬
‫بالموت )قوله‪ :‬وشرعا( معطوف علممى لغممة )قمموله‪ :‬قطممع مكلممف( مممن إضممافة المصممدر لفمماعله‪،‬‬
‫وخرج به الكفر الصلي فل يسمى ردة وهي تفارقه في أمور منها أن المرتد ل يقممر علممى ردتممه‬
‫فل يقبل منه إل السلم‪ ،‬ومنها أنممه يلممزم بأحكامنمما للممتزامه لهمما بالسمملم‪ ،‬ومنهمما أنممه ل يصممح‬
‫نكاحه‪ ،‬ومنها تحرم ذبيحته ول يستقر له ملك ول يسبى ول يفممادي ول يمممن عليممه ول يممرث ول‬
‫يورث‪ ،‬بخلف الكافر الصلي في جميع ذلك‪) ،‬قوله‪ :‬فتلغو( أي الردة‪ :‬أي ل يؤاخذ بهمما )وقمموله‬
‫من صبي ومجنون( أي وسكران غير معتد بسكره )قمموله‪ :‬ومكممره عليهمما( أي وتلغممو مممن مكممره‬
‫عليها لقوله تعالى‪) * :‬إل مممن أكممره وقلبممه مطمئن باليمممان( * )قمموله‪ :‬إسمملما( أي دوام إسمملم‪،‬‬
‫وهو مفعول قطع‪ ،‬وخرج به قطع الصلة ونحوهمما فل يسمممى ردة )قمموله‪ :‬بكفممر( متعلممق بقطممع‪،‬‬
‫وقوله عزما تمييز محول عن المضاف والصل بعزم كفر )قوله‪ :‬حال أو مآل( يعنممي أن العممزم‬
‫على الكفر يقطع السلم سواء عزم أن يكفر حال أو عزم أن يكفر غدا‪ ،‬ومثل العزم على التردد‬
‫فيه فيكفر به أيضا )قوله‪ :‬فيكفر به حال( أي فيكفر بعزمممه علممى الكفممر فممي المممآل‪ :‬أي المسممتقبل‬
‫حممال )قمموله‪ :‬أو قممول أو فعل( معطوفممان علممى عزممما فهممما منصمموبان عممى التمييممز أيضمما لن‬
‫المعطوف على التمييز تمييز وهما محولن عن المضاف أيضا‪ ،‬والتقدير أو قممول كفممر أو فعلممه‪،‬‬
‫وقد علمت بعضا من القوال المكفرة والفعال كذلك‪ ،‬ومن الول أيضا غير ما تقدم أن يقول الم‬
‫ثالث ثلثة‪ ،‬ومن الثاني غير ما تقدم أن يلقى مصحفا وكتب علم شرعي أو ممما عليممه اسممم معظممم‬
‫في قاذورة ولو طاهرة‪ ،‬وأما ضرب الفقيه مثل للولد الذين يتعلمون منه بألواحهم أو رميهم بها‬
‫من بعد فقال ع ش‪ :‬الظاهر أنه ليس كفرا لن الظمماهر مممن حممال الفقيممه أنممه ل يريممد السممتخفاف‬
‫بالقرآن‪ .‬نعم‪ :‬ينبغي حرمته لشعاره بعدم التعظيم كما قالوه فيما لممو روح بالكراسممة علممى وجهممه‬
‫)قوله‪ :‬باعتقاد( الجار والمجرور متعلق بمحذوف صفة لما قبله‪ ،‬وظاهر عبارته أن العتقاد ومما‬
‫بعده من العناد والستهزاء مختصان بالقول والفعل وليس كذلك‪ ،‬بل تأتي الثلثة أيضا في العممزم‬
‫على الكفممر‪ ،‬كممما صممرح بممذلك فممي التحفممة والنهايممة فعزمممه عليممه يكممون مممع اعتقمماد أو عنمماد أو‬
‫استهزاء‪ ،‬قال بعضهم ل يظهر الستهزاء في العممزم‪ .‬وقمموله أي معممه‪ :‬أفمماد أن البمماء بمعنممى مممع‬
‫)قوله‪ :‬أو مع عناد( أي بأن عر ف أن الحق باطنا وامتنع أن يقر به كأن يقول ال ثالث ثلثة‪ ،‬أو‬
‫يسجد لصنم عنادا لمن يخاصمه مع اعتقاد أن ال واحد‪ ،‬أو أن السجود ل يكون إل ل )قمموله‪ :‬أو‬
‫مع استهزاء( مثل م ر للستهزاء في القول بما إذا قيل له قلم أظفارك فإنه سنة فقال ل أفعله وإن‬
‫كان سنة أو لو جاءني به النبي ما قبلته ما لم يرد المبالغة في تبعيد نفسممه أو يطلممق فممإن المتبممادر‬
‫منه التبعيد‪ ،‬كما أفتى به الوالد رحمه ال تعالى تبعا للسبكي في أنه ليممس مممن التنقيممص قممول مممن‬
‫سئل في شئ لو جاءني جبريل أو النبي ما فعلته‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬بخلف الخ( مقابل قوله باعتقمماد وممما‬
‫معه‪ :‬أي أن هذه الثلثة أعني العزم على الكفممر‪ ،‬أو قمموله أو فعلممه تقطممع السمملم‪ ،‬ويحصممل بهمما‬
‫الردة بالعتقاد أو العناد أو الستهزاء‪ .‬أما إذا لم تقترن بها بل اقترنت بسبق لسان أو حكاية كفممر‬
‫أو غير ذلك فل تقطع السلم ول يحصل بها الردة‪) .‬وقوله‪ :‬ممما لممو اقممترن بممه( ممما واقعممة علممى‬
‫الثلثة الول‪ :‬أعني العزم والقول والفعل‪ ،‬وضمير به يعود عليها‪) .‬وقوله‪:‬‬

‫)‪ (1‬سورة آل عمران‪ ،‬الية‪ (2) .85 :‬سورة النحل‪ ،‬الية‪.106 :‬‬

‫] ‪[ 151‬‬

‫كسبق لسان الخ( تمثيل لما يخرجه عن الكفر‪) .‬وقوله‪ :‬أو حكاية كفر( أي كفر غيره كممأن‬
‫يقول قال فلن أنا ال مثل‪) .‬وقوله‪ :‬أو خوف( أي كممأن يكممون فممي بلد الكفممر وأمممروه بالسممجود‬
‫لصنم فسجد له خوفا منهممم أن يقتلموه لمو لممم يسمجد‪ ،‬ومثمل ممما ذكمر ممن سممبق اللسمان ومما بعممده‬
‫الجتهاد فيما لم يقم الدليل القاطع على خلفه كاعتقاد المعتزلة عدم رؤية البمماري فممي الخممرة أو‬
‫عدم عذاب القبر أو نعيمه فل يكفرون بذلك لنه اقترن به اجتهمماد )قمموله‪ :‬وكممذا قممول الممولي( أي‬
‫مثل ما اقترن به ما يخرجه عن الردة قول الممولي فممي حممال غيبتممه أنمما الم فل يقتممل لعممدم تكليفممه‬
‫حينئذ‪ .‬وعبارة المغنى‪ :‬وخرج بذلك من سبق لسانه إلى الكفر أو أكره عليه فإنه ل يكون مرتممدا‪،‬‬
‫وكذا الكلمات الصادرة من الولياء في حال غيبتهم‪ ،‬وفي أمالي الشيخ ابن عبد السمملم أن الممولي‬
‫إذا قال أنا ال عزر التعزير الشرعي ول ينافي الولية لنهم غير معصومين‪ ،‬وينممافي هممذا قممول‬
‫القشيري من شرط الولي أن يكون محفوظا كما أن من شرط النبي أن يكون معصوما‪ ،‬فكممل مممن‬
‫كان للشرع عليه اعتراض فهو مغرور مخادع‪ ،‬فالولي الممذي تمموالت أفعمماله علممى الموافقممة‪ ،‬وقممد‬
‫سئل ابن سريج عن الحسين الحلج لما قال‪ :‬أنا الحق فتوقممف فيممه‪ ،‬وقممال هممذا رجممل خفممي علممي‬
‫أمره‪ ،‬وأما أقول فيه شيئا‪ ،‬وأفتى بكفره بذلك القاضي أبو عمرو والجنيممد وفقهمماء عصممره‪ ،‬وأمممر‬
‫المقتدر بضربه ألف سوط‪ ،‬فإن مات وإل ضرب ألفا أخري‪ ،‬فإن لم يمت قطعت يداه ورجله ثممم‬
‫ضرب عنقه‪ ،‬ففعل به جميع ذلك لست بقين من ذي الحجة سمتة تسممع وثلثممائة والنماس ممع ذلممك‬
‫يختلفون في أمره‪ ،‬فمنهم من يبالغ في تعظيمه‪ ،‬ومنهم من يكفره لنه قتل بسيف الشرع‪ ،‬وجممرى‬
‫ابن المقري‪ ،‬تبعا لغيره‪ ،‬على كفر من شك في كفر طائفة‪ ،‬كابن عربي الذين ظاهر كلمهم عنممد‬
‫غيرهممم التحمماد‪ ،‬وهممو بحسممب ممما فهممموه مممن ظمماهر كلمهممم‪ ،‬ولكممن كلم هممؤلء جممار علممى‬
‫اصطلحهم‪ :‬إذ اللفظ المصطلح عليه حقيقة في معنمماه الصممطلحي مجمماز فممي غيممره‪ ،‬والمعتقممد‬
‫منهم لمعناه معتقد لمعنى صحيح‪ ،‬وأما ممن اعتقمد ظماهره ممن جهلمة الصموفية فمإنه يعمرف فمإن‬
‫استمر على ذلك بعد تعريفه صار كافرا‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي شممرح الممروض بعممد كلم‪ :‬والحممق أن همؤلء‪،‬‬
‫أي الطائفة كابن عربي‪ ،‬مسلمون أخيار وكلمهم جار علممى اصممطلحهم كسممائر الصمموفية وهممو‬
‫حقيقة عندهم في مرادهم وإن افتقر عند غيرهم ممن لو اعتقد ظمماهره عنممده كفممر إلممى تأويممل‪ :‬إذ‬
‫اللفظ المصطلح عليه حقيقة في معناه الصطلحي مجاز في غيممره بالمعتقممد منهممم لمعنمماه معتقممد‬
‫لمعنى صحيح‪ ،‬وقد نص على ولية ابن عربي جماعة علماء عارفون بال منهم الشيخ تاج الدين‬
‫بن عطاء ال والشيخ عبد ال اليافعي ول يقدح فيه وفي طائفة ظاهر كلمهم المممذكور عنممد غيممر‬
‫الصوفية لما قلناه ولنه قد يصدر عن العارف بال إذا استغرق في بحر التوحيد والعرفان بحيممث‬
‫تضمحل ذاته في ذاته وصمفاته فممي صممفاته ويغيممب عمن كممل ممما سممواه عبممارات تشممعر بممالحلول‬
‫والتحاد لقصود العبارة عن بيان حاله الذي ترقى إليه وليست في شممئ منهممما كممما قمماله العلمممة‬
‫السعد التفتازاني وغيره‪ .‬ا‍ه‪ .‬في حاشية المير علمي عبمد السملم النماس فمي التوحيمد متفماوتون‪،‬‬
‫فالعامة السلمية اقتصروا على علم ظاهر ل إله إل ال‪ ،‬ومنهم من ترقى إلى معرفممة ممما يمكممن‬
‫بالبراهين الفكرية‪ ،‬ومنهم من فتح عليه بأمور وجدانية‪ ،‬ومنهم من ذاق الكل من ال وإليه فرضي‬
‫بكل شئ من هذه الحيثية‪ ،‬كما سبقت الشارة إليه غير مرة‪ ،‬ومنهم من غاب عن المغايرة وطفممح‬
‫في سكره حيث قال أنا ال‪ ،‬أو ما في الجبة إل ال‪ ،‬أو ما في الكممون إل المم‪ ،‬فمنهممم مممن عممذرهم‬
‫بذلك‪ ،‬ومنهم من عاقبهم‪ ،‬والكل على خير إن شاء ال تعالى حيث صممح الصممل‪ .‬ا‍ه )قمموله‪ :‬وممما‬
‫وقع( مبتدأ‪ ،‬خبره غير مراد به ظاهره‪ ،‬والمعنى أن ما وقع في عبممارات القموم مممما يموهم الكفممر‬
‫كالكلمات المتقدمة غير مراد به ظاهره‪ ،‬بل له معنى صحيح عندهم اصطلحوا عليممه )قمموله‪ :‬كممما‬
‫ل يخفى على الموفقين( أي المنورين البصيرة )قوله‪ :‬نعم يحرم الخ( استدراك على كون ما وقممع‬
‫من هذه الطائفة غير مراد ظاهره بل له معنى صحيح عندهم )قوله‪ :‬مطالعة( فاعل يحرم )قمموله‪:‬‬
‫فإنها( أي مطالعة كتبهم‪) ،‬وقوله‪ :‬مزلة قدم( أي موضع زللها‪ ،‬والمراد من طممالع كتبهممم وهممو ل‬
‫يعرف حقيقة اصطلحهم يكون ذلك له سببا في زل وخروجه‬

‫] ‪[ 152‬‬

‫عن سنن أهل الحق والستقامة إلى سنن أهل البدع والضممللة )قمموله‪ :‬ومممن ثممم( أي ومممن‬
‫أجل أنها مزلة قدم )قوله‪ :‬وقول ابن عبد السلم الخ( عبارة التحفة‪ :‬وقوله ابن عبد السمملم يعممزر‬
‫ولي قال أنا ال ول ينافي ذلك وليته لنه غير معصوم فيمه نظمر لنمه إن كمان غائبما فهمو غيممر‬
‫مكلف ل يعزر كما لو أول بمقبول‪ ،‬وإل فهو كافر‪ ،‬ويمكممن حملممه علممى ممما إذا شممككنا فممي حمماله‬
‫فيعزر فطما له ول يحكم عليه بممالكفر لحتمممال عممذره ول بعممدم الوليممة لنممه غيممر معصمموم‪ .‬ا‍ه‬
‫)قوله‪ :‬وذلك( أي المكفر قول أو فعل أو عزما‪ ،‬لكن المثلة التي ذكرهمما بعضممها يناسممب الول‪،‬‬
‫وبعضها يناسب الثاني‪ ،‬وبعضها يناسب الثالث فتكون على التوزيممع‪) ،‬وقمموله‪ :‬كنفممي صممانع( أي‬
‫وجوده وهو ال سبحانه وتعالى والذي نفى الصانع الدهرية وهم طائفة يزعمون أن العالم لم يزل‬
‫موجودا كذلك بل صانع‪ ،‬ومثله نفي صفة من صممفاته الواجبممة لممه تعممالى إجماعمما كالقممدم والبقمماء‬
‫ونكر لفظ صانع لنه هو الوارد ففي حديث الطبراني والحاكم اتقوا ال فإن ال فاتح لكممم وصممانع‬
‫)قوله‪ :‬ونفي نبي( أي نبوته‪ ،‬والمراد نممبي مممن النبيمماء الممذين يجممب اليمممان بهممم تفصمميل‪ ،‬وهممم‬
‫الخمسة والعشمرون الممذكورون فمي القمرآن وقمد نظمهمم بعضمهم فمي قموله‪ :‬حتمم علمى كمل ذي‬
‫التكليف معرفة لنبياء على التفصيل قد علموا في تلك حجتنا منهم ثمانيممة مممن بعممد عشممر ويبقممي‬
‫سبعة وهمو إدريس هود شعيب صالح وكذا ذو الكفل آدم بالمختار قممد ختممموا )قمموله‪ :‬أو تكممذيبه(‬
‫أي نبي من النبياء‪ ،‬ومثل التكذيب تنقيصه بأي منقص كممان‪ :‬كممأن صممغر اسمممه مريممدا تحقيممره‪.‬‬
‫وخرج بتكذيبه الكذب عليه فل يكون كفرا وإن كان حراما‪ .‬قممال فممي التحفممة‪ :‬وقممول الجممويني أن‬
‫الكذب على نبينا )ص( كفر بالغ ولده إمام الحرمين في تزييفه وأنه زلة‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وجحد مجمممع‬
‫عليه( أي إنكار ما أجمع على إثباته أو على نفيه فدخل فيه جميع الواجبات المجمع عليها وجميممع‬
‫المحرمات كذلك‪ ،‬ودخل أيضا القرآن فمن أنكر وجوب شئ من الواجبممات كالصمملة والصمموم أو‬
‫حرمة شئ من المحرمات المجمع عليها كالزنا واللواط وشرب الخمر أو أنكر شيئا مممن القممرآن‪،‬‬
‫ولو آية‪ ،‬كفر بذلك‪ ،‬وسبب التكفير به ‪ -‬كما في التحفة ‪ -‬أن فمي إنكممار مما همو معلمموم ممن المدين‬
‫بالضرورة تكذيبا للنبي )ص(‪) .‬وقوله‪ :‬معلوم مممن الممدين بالضممرورة( أي معلمموم مممن أدلممة ديننمما‬
‫علما يشمبه الضمروري المذي ل يحتماج إلمى نظمر واسمتدلل بحيمث اسمتوى فمي معرفتمه العاممة‬
‫والخاصة‪ .‬قال اللقاني‪ :‬ومن لمعلوم ضرورة جحد من ديننا يقتل كفرا ليس حممد )قموله‪ :‬ممن غيممر‬
‫تأويل( متعلق بجحد‪ ،‬أي جحد من غير تأويل‪ :‬أي أو بتأويل قطعي بالبطلن كجحد أهممل اليمامممة‬
‫وجوب اليمان بعد موته )ص( قائلين أنه ل يجب اليمان إل في حياته لنقطمماع شممريعته بممموته‬
‫كبقية النبياء فهذا التأويل باطل قطعا لن شريعته )ص( إلى يوم القيامة‪ ،‬أما ما كان بتأويل غير‬
‫قطعي البطلن كجحد كفر فرعون وإثبات إيمممانه تمسممكا بظمماهر قمموله تعممالى‪) * :‬قممال آمنممت( *‬
‫الية فل يكون مكفرا لوجود تأويل وإن كان فاسدا لن اليمان ل ينفع عند يأس الحياة بأن وصل‬
‫لخر رمق كالغرغرة وإدراك الغرق في الية من ذلك كما هو واضح لكنه غيممر قطعممي الفسمماد‪.‬‬
‫والحاصل كفر فرعون مجمع عليه لما ذكر لكن من جحد ذلك ل يكفر لوجود تأويل ما قال وفممي‬
‫التحفة بعد كلم‪ :‬وبما تقرر علم خطأ من كفر القائلين بإسلم فرعون لنا وإن اعتقدنا بطلن هذا‬
‫القول لكنه غير ضروري وإن فرض أنه‬

‫)‪ (1‬سورة يونس‪ ،‬الية‪.90 :‬‬

‫] ‪[ 153‬‬

‫مجمممع عليممه بنمماء علممى أنممه ل عممبرة بخلف أولئك إذ لممم يعلممم أن فيهممم مممن بلممغ مرتبتممة‬
‫الجتهاد‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وإن لم يكن فيه نص( غاية في تكفير جاحد مجمع عليه‪ :‬أي يكفر بممه وإن لممم‬
‫يكن لهذا المجمع عليه نص من القرآن أو السنة كالجماع السكوتي )قوله‪ :‬كوجمموب الممخ( تمثيممل‬
‫للمجمع عليه فإذا جحده كفر‪ .‬وقوله نحو الصلة‪ :‬أي كالصيام والزكاة والحج )قوله‪ :‬وتحليل نحو‬
‫البيع والنكاح( عطف على وجوب‪ :‬أي وكتحليل الخ‪ :‬أي فهو مجمع عليه‪ ،‬فمن جحده كفر )قوله‪:‬‬
‫وندب الرواتب( أي السنن الراتبة‪ :‬أي فهو مجمع عليه‪ ،‬فمن أنكمره كفمر‪ ،‬وقموله والعيمد‪ :‬عطمف‬
‫على الرواتب أي وندب العيد‪ :‬أي صلته قال في العلم وفممي تعليممق البغمموي مممن أنكممر السممنن‬
‫الراتبة أو صلة العيدين يكفر‪ ،‬والمراد إنكممار مشممروعيتها لنهمما معلومممة مممن الممدين بالضممرورة‬
‫ومنكر هيئة الصلة زعما منه أنها لم ترد إل مجملة وهذه الصفات والشروط لم ترد بنممص جلممي‬
‫متواتر يكفر أيضا إجماعا ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بخلف مجمممع عليمه المخ( محمترز قمموله معلمموم ممن الممدين‬
‫بالضرورة‪) .‬وقوله‪ :‬ل يعرفمه إل الخمواص( أي دون العموام‪ .‬قمال ع ش‪ :‬ظماهره وإن علممه ثمم‬
‫أنكره وهو المعتمد‪ .‬وفي شرح البهجة لشيخ السلم ما يخالفه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬كاستحقاقه بنممت البممن‬
‫السدس( تمثيممل للمجمممع عليمه المذي ل يعرفممه إل الخمواص‪ :‬أي فمممن جحمده ل يكفمر بممه )قموله‪:‬‬
‫وكحرمة نكاح المعتدة( أي فمن جحدها ل يكفممر‪ .‬قممال ع ش‪ :‬أي مممع اعممترافه بأصممل العممدة وإل‬
‫فإنكار العدة من أصملها كفمر لثبموته بمالنص وعلممه بالضمرورة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قموله‪ :‬وبخلف المعمذور(‬
‫محترز قيد ملحوظ‪ .‬أي وجحد مجمع عليه من غير عذر وكان الولى التصريح به )قمموله‪ :‬كمممن‬
‫قرب عهده بالسلم( تمثيل للمعذور‪ ،‬ومثله مممن نشممأ بباديممة بعيممدة عممن العلممماء )قمموله‪ :‬وسممجود‬
‫لمخلوق( معطوف على نفي صانع‪ :‬أي وكسجود لمخلوق سواء كان صممنما أو شمسمما أو مخلوقمما‬
‫غيرهما فيكفر به لنه أثبت ل شريكا‪ .‬قال في العلم‪ .‬سواء كان السجود في دار الحرب أم فمي‬
‫دار السلم بشرط أن ل تقوم قرينة على عدم استهزائه أو عذره وما في الحلية عن القاضي عن‬
‫النص أن المسلم لو سجد للصنم في دار الحرب لم يحكممم بردتممه ضممعيف وواضممح أن الكلم فممي‬
‫المختار‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬اختيارا( خرج المكره كأن كان في دار الحرب وأكرهوه على السجود لنحممو‬
‫صنم‪ .‬وقوله من غير خوف‪ :‬ل حاجة إليه لنه يغني عنه ما قبله )قوله‪ :‬ولممو نبيمما( أي ولممو كممان‬
‫المخلوق نبيا فإنه يكفر بالسجود له )قوله‪ :‬وإن أنكر الستحقاق( أي يكفر بالسجود للمخلمموق وإن‬
‫أنكر استحقاقه له واعتقد أنه مستحق ل تعالى خاصة )وقوله‪ :‬أو لم يطابق الممخ( عطفممه علممى ممما‬
‫قبله من عطف العام على الخاص‪ .‬قال في العلم‪ :‬وفي المواقف وشرحها مممن صممدق بممما جمماء‬
‫به النبي )ص( ومع ذلك سجد للشمس كان غير مممؤمن بالجممماع لن سممجوده لهمما يممدل بظمماهره‬
‫على أنه ليس بمصدق ونحن نحكم بالظاهر‪ ،‬فلذلك حكمنا بعدم إيمانه لن عدم السجود لغيممر ال م‬
‫داخل في حقيقة اليمان حتى لو علم أنه لم يسجد لها على سبيل التعظيم واعتقاد اللهية‪ ،‬بل سجد‬
‫لها وقلبه مطمئن بالتصديق لم يحكم بكفره فيما بينه وبين الم وإن أجمرى عليمه حكمم الكمافر فمي‬
‫الظاهر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ممن دخمل دار الحمرب( أي ممن المسملمين )قموله‪ :‬فسمجد( أي ممن دخمل دار‬
‫الحرب‪) .‬وقوله‪ :‬لصنم( أي أو نحوه كشمس )قوله‪ :‬أو تلفممظ بكفممر( معطمموف علممى سممجد لصممنم‬
‫)قوله‪ :‬ثم ادعمى إكراهما( خمرج بمه مما إذا لمم يمدعه فيحكمم بكفمره مطلقما )قموله‪ :‬فمإن فعلمه( أي‬
‫المذكور من السجود والتلفظ بالكفر‪ ،‬والجملة جواب من )وقوله‪ :‬في خلوته( أي ليس بين أيديهم(‬
‫)وقوله‪ :‬لم يقبل( أي لن قرينة حاله تكذبه )قوله‪ :‬أو بين أيديهم( معطوف على الجار والمجرور‬
‫قبله‪ :‬أي أو فعله بين أيديهم‪) .‬وقوله‪ :‬قبل( لن قرينة حاله وهي أسره وكونه بيممن أيممديهم تصممدقه‬
‫)قوله‪ :‬أو تاجر( معطوف على أسير‪ :‬أي فإن فعله بين‬

‫] ‪[ 154‬‬

‫أيديهم وهو تاجر فل يقبل لن عدم السر يدل على كذبه )قوله‪ :‬وخرج بالسجود الركوع(‬
‫أي فل يكفر به ولكنه يحرم )قمموله‪ :‬لن صممورته( أي الركمموع‪ ،‬وهممو علممة لعممدم كفممره بممالركوع‬
‫)قوله‪ :‬بخلف السجود( أي فإن صورته ل تقع في العادة لمخلوق )قوله‪ :‬أن محل الفرق بينهممما(‬
‫أي الركوع والسجود‪) ،‬وقوله‪ :‬عند الطلق( أي عند عدم قصده شيئا أي أو عند قصده تعظيمممه‬
‫لكن ل كتعظيم ال‪ .‬قال البجيرمي‪ :‬الحاصل أن النحناء لمخلوق‪ ،‬كما يفعل عند ملقاة العظممماء‪،‬‬
‫حرام عند الطلق أو قصد تعظيمهم ل كتعظيم ال تعالى‪ ،‬وكفر إن قصد تعظيمهممم كتعظيممم ال م‬
‫تعالى‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فإنه( أي من قصممد تعظيممم مخلمموق بممالركوع كتعظيممم الم )وقمموله ل شممك فممي‬
‫الكفر( أي في كفره‪ .‬فأل عوض عن الضمير‪) .‬وقوله‪ :‬حينئذ( أي حين إذ قصممد ممما ذكممر )قمموله‪:‬‬
‫وكمشى إلى الكنائس( معطوف على كسممجود لمخلمموق‪ :‬أي والمكفممر أيضمما كمشممى إلممى الكنممائس‬
‫حالة كونه متلبسا بزيهم‪ :‬أي بهيئتهم التي يتلبسون بها كممأن يشممد علممى وسممطه زنممارا وهممو خيممط‬
‫غليظ فيه ألوان يشد في الوسط فوق الثوب أو يخيط فوق الثياب بموضع ل يعتمماد الخياطممة عليممه‬
‫كالكتف ما يخالف لونها أو يضع البرنيطة فيكفر بذلك وأفهم قوله وكمشي إلى الكنائس بزيهم أنه‬
‫لو فقد أحدهما كأن مشى إلى الكنائس ل بزيهم بل بزي المسلمين أو تزيا بزيهممم مممن غيممر مشممي‬
‫إليها ل يكفر‪ ،‬وهو كذلك )قوله‪ :‬وكإلقاء ما فيه قرآن في مستقذر( أي فيكفر به‪ .‬قال فممي العلم‪:‬‬
‫والمراد بالمستقذر النجاسات مطلقا‪ ،‬بل والقذر الطاهر‪ ،‬كما صرح به بعضهم‪ ،‬ثممم قممال‪ :‬وكإلقمماء‬
‫المصحف ونحوه في القذر تلطيخ الكعبة أو غيرها من المساجد بنجس‪ ،‬ولو قيل إن تلطيخ الكعبة‬
‫بالقذر الطاهر كذلك لم يبعد‪ ،‬إل أن كلمهم ربما يأباه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقال في التحفة‪ :‬وقضممية قمموله كإلقمماء‬
‫أن اللقاء ليس بشرط وأن مماسة شئ من ذلك بقذر كفر أيضا‪ ،‬وفي إطلقه نظر‪ ،‬ولو قيل ل بد‬
‫من قرينة تدل على الستهزاء لم يبعد‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقال سم‪ :‬اختلف مشايخنا في مسممح القممرآن مممن لمموح‬
‫المتعلم بالبصاق‪ ،‬فأفتى بعضهم بحرمته مطلقا وبعضهم بحرمته إن بصق على القرآن ثم مسحه‪،‬‬
‫وبحله إن بصق على نحو خرقة ثم مسح بها‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقال ع ش‪ :‬ما جممرت بممه العممادة مممن البصمماق‬
‫على اللوح لزالة ما فيه ليس بكفر‪ ،‬وينبغي عدم حرمته أيضا‪ ،‬ومثله ما جممرت العممادة بممه أيضمما‬
‫من مضغ ما عليه قرآن أو نحوه للتبرك به أو لصيانته عن النجاسة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬قال الرويمماني أو‬
‫علم شرعي( قال فممي العلم أيضمما‪ :‬وهممل مممراد الرويمماني بممالعلوم الشممرعية الحممديث والتفسممير‬
‫والفقه وآلتها كالنحو وغيره وإن لم يكن فيه آثار السلف أو يختمص بالحمديث والتفسمير والفقمه ؟‬
‫الظاهر الطلق‪ ،‬وإن كان بعيد المدرك في ورقة من كتاب نحو مثل ليس فيهمما اسممم معظممم‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ومثله( أي العلم الشرعي‪ ،‬وقوله ما فيه اسم معظم‪ :‬أي من أسماء ال أو أسماء النبياء أو‬
‫الملئكة )قوله‪ :‬وتردد في كفر( عطف على نفي صانع‪ :‬أي وكممتردد فممي كفممر هممل يفعلممه أم ل ؟‬
‫فإنه يكفر به حال‪ .‬قال في شرح الروض‪ :‬لن استدامة اليمال واجبممة والممتردد ينافيهمما‪ .‬ا‍ه‪ .‬فممإن‬
‫قلت‪ :‬التردد من أي قسم من القسام السابقة‪ :‬هل هو من العزم أو الفعل أو القول ؟‪ .‬قلت‪ :‬يحتمممل‬
‫أن يكون من العزم لن المراد به القصد مطلقمما سممواء كممان مممع جممزم أو مممع تممردد‪ ،‬ويحتمممل أن‬
‫يكون من الفعل ويراد به ما يشمل الفعل القلبي‪ ،‬ويحتمل أن يكون من الثالث بأن يراد من التردد‬
‫التردد اللساني لكن الموافق للقلبي كما هو ظاهر )قوله‪ :‬وكتكفير مسلم( أي بأن قال لممه يمما كممافر‪.‬‬
‫وقوله لذنبه‪ :‬أي لجل ارتكابه ذنبا من الذنوب‪ ،‬وهو ليس بقيد‪ ،‬بل مثله بالولى ما إذا كفممره مممن‬
‫غير ذنب‪) .‬وقوله‪ :‬بل تأويل( أي فيكفر به إن كفره بل تأويل للكفممر ككفممر النعمممة مثل‪ ،‬وإل فل‬
‫يكفر )قوله‪ :‬لنه سمى السلم كفرا( علة لمقدر‪ :‬أي فيكفر من كفر مسلما مممن غيممر تأويممل لنممه‬
‫سمى السلم المتلبس به كفرا‪ ،‬وقد صح أنه )ص( قال‪ :‬إذا قال الرجل لخيه يا كافر فقد باء بها‬
‫أي رجع بكلمة الكفر )قوله‪ :‬وكالرضا بالكفر( أي فيكفممر بممه‪ .‬قممال فممي العلم‪ :‬ومممن المكفممرات‬
‫أيضا أن يرضى بالكفر ولو ضمنا‪ :‬كأن يسأله كافر يريد‬

‫] ‪[ 155‬‬

‫السلم أن يلقنه كلمة السلم فلم يفعل أو يقول له اصبر حتى أفرغ من شغلي أو خطبتي‬
‫ولو كان خطيبا‪ ،‬وكأن يشير عليه بأن ل يسلم وإن لم يكن طالبا لسمملم فيممما يظهممر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫فيكفر في الحال( تفريع على جميع ما مر من نفي صمانع إلممى هنما بمدليل قموله فمي كمل ممما مممر‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬لمنافاته( أي ما مر للسلم )قوله‪ :‬وكذا يكفر من أنكممر إعجمماز القممرآن( أي لنممه مجمممع‬
‫عليه معلوم من الدين بالضرورة‪) .‬قوله‪ :‬أو حرفا منه( أي أو أنكر حرفا مممن القممرآن‪ :‬أي أو آيممة‬
‫مجمعا عليها كبسملة النمل التي في وسمطها‪ ،‬أمما بسمملة الفاتحمة فل يكفمر ممن نفاهما منهما لعمدم‬
‫الجماع عليها‪ ،‬ومثله ما لو زاد فيه آيممة معتقممدا أنهمما منممه فيكفممر بممه‪ .‬تنممبيه‪ :‬قممال شمميخنا السممتاذ‬
‫العارف بربه المنان سيدنا السيد أحمد بن زيني دحلن في كتابة له في التجويد ما نصه‪ :‬قممد كفممر‬
‫بعضهم من وقف على نحو قوله تعالى‪) * :‬وقالت اليهود( * وابتدأ بقوله‪) * :‬عزير ابن ال( * أو‬
‫* )وقالت النصارى( * وابتدأ بقوله‪) * :‬المسيح ابن ال( * أو وقالت اليهممود وابتممدأ بقمموله‪) * :‬يممد‬
‫ال مغلولة( * أو * )ما أنتم بمصرخي( * وابتدأ بقوله‪) * :‬إني كفرت( * والمحققون علممى أنممه ل‬
‫يطلق القول بالتكفير ول بالحرمة‪ ،‬بل إن كان مضطرا وابتدأ بما بعده غير معتقد لمعناه ل يكفممر‬
‫وإن اعتقد معناه كفر مطلقا وقف أم ل‪ ،‬وعليه يحمل كلم من أطلق فإن وقف متعمدا غير معتقممد‬
‫المعنى حرم ولم يكفر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أو صحبة أبي بكر( أي أو أنكر صممحبة أبممي بكممر رضممي ال م‬
‫عنه فيكفر به لثبوتها بالقرآن‪ ،‬وفي إنكارها تكذيب للقرآن‪ ،‬وظمماهره أنممه ل يكفممر بإنكممار صممحبة‬
‫غيره‪ .‬وفي رسالة شيخنا الستاذ في فضل أبي بكر رضي ال عنه ما نصه‪ :‬ومممن اليممات الدالممة‬
‫على فضله قوله تعالى‪) * :‬ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه ل تحزن إن ال معنمما( *‬
‫أجمع المسلمون على أن المراد بالصاحب هنا أبو بكر رضي ال عنه‪ ،‬ومن ثم من أنكر صممحبته‬
‫كفر إجماعا‪ ،‬ول كذلك إنكار صحبة غيره‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي البجيرمي‪ :‬قال الشهاب الرملي‪ :‬لو قممال أبممو‬
‫بكر لم يكن من الصحابة كفر‪ ،‬ولو قال ذلك لغيمر أبمي بكمر لمم يكفمر‪ ،‬وفيمه نظمر‪ :‬لن الجمماع‬
‫منعقد على صحابة غيره‪ ،‬والنص وارد شائع‪ .‬قلممت‪ :‬وأقممل الممدرجات أن يتعممدى ذلممك إلممى عمممر‬
‫وعثمان وعلي رضي ال عنهم لن صممحابتهم يعرفهمما الخمماص والعممام مممن النممبي )ص(‪ ،‬فنممافي‬
‫صحبة أحدهم مكذب للنبي )ص(‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬أو قذف عائشة رضممي الم عنهمما( أي وكممذلك يكفممر‬
‫من قذف عائشة لن القرآن نزل ببراءتها‪ ،‬ففي قذفها حماها ال تكذيب للقرآن )قوله‪ :‬ويكفممر فممي‬
‫وجه الخ( قال في العلم‪ :‬وفي وجه حكاه القاضي حسين في تعليقه أنه يلحق بسب النممبي )ص(‬
‫سب الشيخين وعثمان وعلي رضي ال عنهم فقال‪ :‬من سب الصحابة فسممق ومممن سممب الشمميخين‬
‫أو الحسنين يكفر أو يفسق وعبارة البغوي‪ :‬من أنكر خلفة أبي بكر يبممدع ول يكفممر‪ ،‬ومممن سممب‬
‫أحدا من الصحابة ولم يستحل يفسق‪ ،‬واختلفوا في كفر من سب الشيخين‪ .‬قال الزركشي كالسبكي‬
‫وينبغي أن يكون الخلف إذا سبه لمممر خمماص بممه‪ ،‬أممما لممو سممبه لكممونه صممحابيا فينبغممي القطممع‬
‫بتكفيره لن ذلك استخفاف بحق الصحبة‪ ،‬وفيه تعريممض بممالنبي )ص(‪ ،‬وقممد روى الترمممذي أنممه‬
‫)ص(‪ :‬رأى أبمما بكممر وعمممر فقممال هممذان السمممع والبصممر وهكممذا القممول فممي شممأن غيرهممما مممن‬
‫الصحابة‪ .‬وقد ثبت عنه عليه الصلة والسلم أنه قال‪ :‬يقول ال تعالى‪ :‬من آذى لي وليا فقد آذنتممه‬
‫بالحرب ‪ -‬وفي رواية فقد استحل محارمي‪ ،‬ول شك أنا نتحقممق وليممة العشممرة‪ ،‬فمممن آذى واحممدا‬
‫منهم فقد بارز ال تعالى بالمحاربة فلو قيل يجب عليه ما يجب على المحمارب لمم يبعمد ول يلمزم‬
‫هذا في غيرهم إل من تحققت وليته بإخبار‬
‫)‪ (1‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪ (2) .113 :‬سورة التوبة‪ ،‬الية‪ (3) .30 :‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪ (4) .113 :‬سورة التوبة‪ ،‬اليممة‪:‬‬
‫‪ (5) .30‬سورة المائدة‪ ،‬الية‪ (6) .64 :‬سورة إبراهيم‪ ،‬الية‪ (7) .22 :‬سورة إبراهيم‪ ،‬الية‪ (8) .22 :‬سورة التوبممة‪،‬‬
‫الية‪.40 :‬‬

‫] ‪[ 156‬‬

‫الصادق‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ل من قال الخ( أي ل يكفممر مممن قممال لخصمممه وقممد أراد الخصممم بممال‬
‫تعالى ل أريد الحلف بال تعالى بل بالطلق أو العتاق )قوله‪ :‬أو قال رؤيممتي إيمماك كرؤيممة ملممك‬
‫المو ت( أي ل يكفر بذلك ول يكفر أيضا من قال لمسلم سلبك ال اليمان أو لكافر ل رزقممك الم‬
‫اليمان لنه مجرد دعاء عليه بتشممديد المممر والعقوبممة عليممه‪ ،‬ول إن دخممل دار الحممرب وشممرب‬
‫معهم الخمر وأكل لحم الخنزير‪ ،‬ول إن صلى بغير وضوء متعمدا أو بنجمس أو إلمى غيمر القبلمة‬
‫ولم يستحل ذلك‪ ،‬ول إن تمنى حل ما كان حلل في زمنه قبل تحريمه‪ :‬كممأن تمنممى أنممه ل يحممرم‬
‫ال الخمر‪ ،‬ول إن شد الزنار علمى وسمطه أو وضمع قلنسموة المجموس علمى رأسمه أو دخمل دار‬
‫الحرب للتجارة أو لتخليص الساري‪ ،‬ول إن قال النصرانية خير من المجوسية‪ ،‬ول إن قممال لممو‬
‫أعطاني ال الجنة ما دخلتها‪ .‬صرح بذلك كله في شرح الروض )قوله‪ :‬تنممبيه ينبغممي للمفممتي( أي‬
‫يتعين عليه‪) .‬وقوله‪ :‬أن يحتاط الخ( أي أن يسمملك طريممق الحتيمماط فممي الفتمماء بتكفيممر أحممد‪ ،‬فل‬
‫يفتي بذلك إل بعد الفحص الشديد واليقين السديد )قوله‪ :‬لعظم خطره( أي التكفير وذلك لنه ربممما‬
‫كفممر مسمملما بلفممظ غيممر مكفممر فيكفممر‪ ،‬وقمموله وغلبممة عممدم قصممده أي المكفممر‪ ،‬وقمموله سمميما‪ :‬أي‬
‫خصوصا من العوام فإنهم يتلفظون بكلمات مكفرة ول يقصممدون معناهمما )قمموله‪ :‬وممما زال أئمتنمما‬
‫على ذلك( أي على الحتياط فيه قال في التحفة بعده‪ :‬بخلف أئمة الحنفية فممإنهم توسممعوا بممالحكم‬
‫بمكفرات كثيرة مع قبولها للتأويل بل مع تبادره منها‪ ،‬ثم رأيت الزركشي قممال عممن ممما توسممع بممه‬
‫الحنفية أن غالبه في كتمب الفتماوى نقل عمن مشمايخهم وكمان المتورعمون ممن متمأخري الحنفيمة‬
‫ينكرون أكثرها ويخالفونهم ويقولون هؤلء ل يجوز تقليدهم لنهم غير معروفيممن بالجتهمماد ولممم‬
‫يخرجوها على أصل أبي حنيفة لنه خلف عقيدته‪ :‬إذ منها إن معنا أصل محققا هو اليمممان فل‬
‫نرفعه إل بيقين‪ .‬فليتنبه لهذا وليحذر ممن يبادر إلى التكفير في هممذه المسممائل منمما ومنهممم فيخمماف‬
‫عليه أن يكفر لنه كفر مسلما‪ .‬ا‍ه‪ .‬ملخصا‪ .‬فائدة‪ :‬قال الغزالي‪ :‬من زعم أن له مع ال حال أسقط‬
‫عنه نحو الصلة أو تحريم نحو شرب الخمر وجب قتله‪ ،‬وإن كمان فممي الحكممم بخلموده فمي النمار‬
‫نظر‪ .‬وقتل مثله أفضل من قتل مائة كافر لن ضرره أكثر‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ويستتاب الخ( شممروع فممي‬
‫بيان ما يجب على المرتد والعياد بال تعالى بشئ ممما ممر وحاصمل ذلمك أنمه يجمب عليمه العمود‬
‫فورا إلى دين السلم‪ ،‬ول يحصل إل بالتلفظ بالشهادتين والقلع‪ ،‬عما وقعممت بممه الممردة والنممدم‬
‫على كل ما صدر منه والعممزم علممى أن ل يعممود لمثلممه‪ .‬ويجممب عليممه أيضمما قضمماء ممما فمماته مممن‬
‫واجبات الشرع في مدة الردة‪ ،‬فإذا فعل ذلك كله حكم عليممه بممالعود إلممى السمملم لقمموله تعممالى‪* :‬‬
‫)قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ممما قممد سمملف( * ولخممبر فممإذا قالوهمما عصممموا منممي دممماءهم‬
‫وأموالهم فإن لم يعد لذلك بنفسه وجب على المام أو نائبه أن يأمره بذلك فورا بأن يقممول لممه تممب‬
‫وارجع لدين السمملم وإل قتلتممك‪) .‬وقموله وجوبما( أي اسممتتابة واجبمة والفممرق بينممه وبيممن تمارك‬
‫الصلة حيث ندبت استتابته أن جريمة المرتد تقتضي تخليمده فمي النمار ول كمذلك جريممة تممارك‬
‫الصلة )قوله‪ :‬ذكرا كان أو أنممثى( تعميممم فممي المرتممد )قمموله‪ :‬لنممه كممان محترممما بالسمملم( علمة‬
‫للستتابة‪ .‬أي إنما استتيب أول ولم يقتل من غير اسمتتابة لنمه كمان محترمما بالسملم أي ولنمه‬
‫)ص( أمر في امرأة ارتممدت أن يعممرض عليهمما السمملم‪ ،‬فممإن أسمملمت وإل قتلممت )قمموله‪ :‬وربممما‬
‫عرضت له شمبهة( كالعلمة الثانيمة للسمتتابة‪ :‬أي ولنمه ربمما عرضمت لمه شمبهة اقتضمت ردتمه‬
‫فيسعى في إزالتها قال في التحفة‪ :‬بمل الغممالب أنهمما‪ ،‬أي المردة‪ ،‬ل تكممون عمن عبممث محمض‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وقال في‬
‫)‪ (1‬سورة النفال‪ ،‬الية‪.38 :‬‬

‫] ‪[ 157‬‬

‫الروض وشرحه‪ ،‬ولو سأل المرتد قبل الستتابة أو بعدها إزالة شبهة عرضممت لممه نمموظر‬
‫بعد إسلمه ل قبله لنه الشممبهة ل تنحصممر فحقممه أن يسمملم ثممم يستكشممفها مممن العلممماء‪ ،‬وهممذا ممما‬
‫صححه الغزالي‪ .‬وفي وجه يناظر أول لن الحجة مقدمة على السيف‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ثم إن لممم يتممب(‬
‫أي المرتد وقوله بعد الستتابة‪ :‬أي طلب التوبة منه )قوله‪ :‬قتل( أي كفرا ل حدا فل يجممب غسممله‬
‫ول تكفينه ول يصلى عليه ول يدفن في مقابر المسمملمين لخروجممه عنهممم بممالردة )قمموله‪ :‬أي قتلممه‬
‫الحاكم( فلو قتله غيره عزر لفتياته على المام‪ ،‬ومحله إذا كان المرتد حرا‪ ،‬فإن كان رقيقا جمماز‬
‫للسيد قتله في الصح لنه ملكه فله فعل ما يتعلق به من تممأديب ونحمموه )قمموله‪ :‬بضممرب الرقبممة(‬
‫متعلق بقتل‪ :‬أي قتممل بضممرب رقبتممه بسمميف‪) .‬وقمموله ل بغيممره( أي غيممر ضممرب الرقبممة بسمميف‬
‫كإحراق وتغريق وذلك لخبر إذا قتلتممم فأحسممنوا القتلمة )قمموله‪ :‬بل إمهممال( متعلممق بكممل مممن قمموله‬
‫يستتاب‪) .‬وقوله‪ :‬قتل( كما يدل عليه‪ :‬تفسيره بعد )قمموله‪ :‬لخممبر البخمماري الممخ( دليممل للقتممل حممال‬
‫)قوله‪ :‬فإذ أسلم الخ( الولى تقديمه على قوله ثم إن لم يتممب الممخ لنمه مفممرع علممى السممتتابة‪ :‬أي‬
‫فإذا امتثل أمر المام وتاب بممأن عمماد إلممى السمملم صممح إسمملمه وتممرك‪) .‬وقمموله‪ :‬وإن تكممررت‬
‫ردته( غاية لصحة إسلمه إذا أسلم‪) .‬وقموله‪ :‬لطلق النصمموص( راجممع للغايممة‪ :‬أي تقبمل تموبته‬
‫وإن تكررت منه الردة لطلق النصوص كقوله تعالى‪) * :‬قل للذين كفممروا إن ينتهمموا يغفممر لهممم‬
‫ما قد سلف( * وكخبر فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم )قوله‪ :‬نعممم يعممزر مممن تكممررت‬
‫ردته( استدراك من صحة إسلمه إذا تكممررت منممه الممردة‪ :‬أي يصممح إسمملمه مممع تكررهمما لكنممه‬
‫يعزر لزيادة تهاونه بالدين‪) ،‬وقوله‪ :‬ل في أول مرة( عطف على محذوف‪ :‬أي فيعزر فممي المممرة‬
‫الثانية والثالثة ل في أول مرة أما فيها فل يعزر )وقوله‪ :‬إذا تاب( متعلق بيعزر )قوله‪ :‬خلفا لممما‬
‫زعمه جهلة القضاة( أي من تعزيره في أول مرة‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬ول يعزر مرتد تاب على أول‬
‫مرة خلفا لما يفعله جهلة القضاة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬تتمة( أي في بيان ما يحصل به السلم مطلقا على‬
‫الكافر الصلي وعلى المرتد )قوله‪ :‬إنما يحصمل إسملم المخ( عبمارة التحفمة ول بمد فمي السملم‬
‫مطلقا وفي النجاة مممن الخلممود فممي النممار كممما حكممى عليممه الجممماع فممي شممرح مسمملم مممن التلفممظ‬
‫بالشهادتين الخ )قوله‪ :‬بالتلفظ بالشهادتين( متعلق بيحصل وإنما توقممف صممحة السمملم عليممه لن‬
‫التصديق القلبي أمر باطني ل إطلع لنا عليممه فجعلممه الشممارع منوطمما بممالنطق بالشممهادتين الممذي‬
‫مدار السلم عليه )وقوله‪ :‬من الناطق( خرج به الخرس فل يطالب بالنطق‪ ،‬بل إذا قامت قرينة‬
‫على إسلمه كالشارة كفى في حصول السلم )قوله‪ :‬فل يكفممي ممما بقلبممه مممن اليمممان( أي فممي‬
‫إجراء أحكام المؤمنين في الدنيا عليه بناء على ن النطق شرط في اليمان أو في النجاة من النار‬
‫بناء على أنه شطر منه‪ .‬والحاصل‪ :‬اختلف فممي النطممق بالشممهادتين‪ :‬هممل هممو شممرط فممي اليمممان‬
‫لجل إجممراء الحكممام عليممه أو شممطر منممه‪ ،‬أي جممزء منممه‪ ،‬فممذهب إلممى الول محققممو الشمماعرة‬
‫والماتريدية وغيرهم‪ .‬ويترتب عليه أن من صدق بقلبه ولم يقر بلسانه فهو مممؤمن عنممد ال م غيممر‬
‫مؤمن في الحكام الدنيوية‪ ،‬ومن أقر بلسانه ولم يصدق بقلبممه كالمنممافق فهممو مممؤمن فممي الحكممام‬
‫الدنيوية غير مؤمن عند ال‪ ،‬وذهب إلمى الثمماني قموم محققمون كالممام أبممي حنيفمة وجماعمة ممن‬
‫الشاعرة‪ ،‬وعليه فيكون اليمان عند هؤلء اسما لعملممي القلممب واللسممان جميعمما وهممما التصممديق‬
‫والقرار‪ ،‬ويترتب عليه أن من صدق بقلبه ولم يتفق له القرار‬

‫)‪ (1‬سورة النفال‪ ،‬الية‪.38 :‬‬

‫] ‪[ 158‬‬
‫في عمره ل مرة ول أكممثر مممع القممدرة علممى ذلممك ل يكممون مؤمنمما ل عنممدنا ول عنممد الم‬
‫تعالى‪ ،‬وهذا ضعيف‪ .‬والمعتمد الول )قوله‪ :‬وإن قال به( أي بالكتفاء بممما فممي قبممه مممن اليمممان‬
‫)قوله‪ :‬ولو بالعجمية( أي يحصل السلم بالتلفظ بالشهادتين‪ ،‬ولو أتى بهما بالعجمية‪) .‬قوله‪ :‬وإن‬
‫أحسن العربية‪ :‬غاية للغاية( وكلهما للرد )قوله‪ :‬ل بلغة الخ( أي ل يكفممي فممي حصممول السمملم‬
‫التيان بهما بلغة لقنها له العمارف بتلمك اللغمة وهمو ل يفهمم الممراد منهما )قموله‪ :‬ثمم العمتراف(‬
‫عطف على التلفظ‪ :‬أي إنما يحصل السلم بمالتلفظ وبمالعتراف لفظما برسمالته )ص( إلمى غيممر‬
‫العرب‪) .‬وقوله ممن ينكرها( حال من العتراف‪ :‬أي حالة كون العتراف المشروط ممممن ينكممر‬
‫رسالته إلى غير العرب ويقول إنها خاصة بالعرب )قوله‪ :‬فيزيد العيسوي الخ( قال فممي السممنى‪:‬‬
‫العيسوية فرقة من اليهود تنسب إلى أبي عيسى اسحاق بممن يعقمموب الصممبهاني كممان فممي خلفممة‬
‫المنصور يعتقد أنه )ص( رسول إلى العرب خاصة‪ ،‬وخالف اليهود في أشياء غير ذلك منها أنممه‬
‫حرم الذبائح‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬محمد رسول( الولى أن يقول بعد محمد رسول ال إلى جميمع الخلمق‪،‬‬
‫لن المزيد الجار والمجرور فقممط )قمموله‪ :‬أو الممبراءة( ظمماهر صممنيعه أنممه معطمموف علممى محمممد‬
‫رسول ال الخ‪ .‬ويكون المعنى أو يزيد البراءة من كل الخ‪ ،‬وهو صريح عبارة الفتح ونصها‪ :‬نعم‬
‫العيسوي ل بد في صحة إسلمه أن يقول بعد محمد رسول ال إلى جميع الخلق أو يبرأ مممن كممل‬
‫دين يخالف ديممن السمملم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬فيزيممدك المشممرك الممخ( ل يناسممب تفريعممه علممى ممما قبلممه‪،‬‬
‫فالولى التيان بواو الستئناف بدل الفاء )قوله‪ :‬وبرجمموعه الممخ( عطممف علممى قمموله بممالعتراف‬
‫يعني إذا اعتقد مكفرا من المكفرات‪ ،‬فل بد مع النطق بالشهادتين منرجوعه عن اعتقمماده‪ .‬قممال ع‬
‫ش‪ :‬كأن يقول برئت من كذا‪ ،‬فيبرأ منه ظاهرا أممما فممي نفممس المممر فممالعبرة بممما فممي نفسممه‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قمموله‪ :‬وممن جهممل القضمماة( الجممار والمجممرور خممبر مقممدم‪ ،‬والمصممدر المممؤول مممن أن واسمممها‬
‫وخبرها بعد مبتدأ مؤخر )قوله‪ :‬أن من ادعى عليه عندهم( أي عنممد القضمماة‪) ،‬وقمموله‪ :‬بممردة( أي‬
‫أنكرها‪) .‬وقوله‪ :‬أو جاءهم يطلب الحكم بإسلمه( أي بعد أن نسبت إليه الممردة‪) .‬وقمموله ويقولممون‬
‫أي القضاة له( أي لمن ادعى عليه بممالردة أو جمماءهم يطلممب الحكممم بإسمملمه‪) .‬وقمموله‪ :‬تلفممظ بممما‬
‫قلت( أي مما نسب إليك من ألفاظ الردة‪ ،‬وهذا مقول يقولون )قوله‪ :‬وهذا( أي ما يقولون له غلممط‬
‫فاحش لما يلزم عليه من إعادة لفظ الكفر على لسانه )قوله‪ :‬فقد قال الشافعي الممخ( اسممتدلل علممى‬
‫كون ما يفعله القضاة غلطا فاحشا‪) .‬وقوله‪ :‬إذا ادعى على رجل( أي عندي‪) .‬وقمموله‪ :‬لممم أكشممف‬
‫عن الحال( أي عن السبب الذي ارتد به )قوله‪ :‬وأشهد أن محمدا رسمول المم( فمي التحفمة إسمقاط‬
‫واو العطف وكتب سم عليها هذا النص فيه تصريح بأن ل يشترط عطف إحدى الشممهادتين علممى‬
‫الخرى‪ ،‬ويوافقه قولهم لمو أذن كمافر غيممر عيسموي حكممم باسملمه بالشممهادتين ممع أن الذان ل‬
‫عطف على شهادتيه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويؤخذ من تكريره( أي المام الشافعي رضي ال عنممه‪) .‬وقمموله‬
‫لفظ أشهد( مفعول تكرير‪ .‬وقوله أنه‪ :‬نائب فاعل يؤخذ‪) .‬وقوله‪ :‬ل بد منه( أي من التكريممر‪ .‬قممال‬
‫سم‪ :‬ينبغي أن يغني عنه العطف‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي حاشية العلمة الباجوري على الجوهرة ما نصممه‪ :‬ول‬
‫بد من لفظ أشهد وتكريره ول يشترط أن يأتي بحرف العطف على ما قمماله الزيممادي ورجممع إليممه‬
‫الرملي آخرا‪ ،‬فل يكفي إبدال لفظ أشهد بغيره وإن كان مرادفا لما فيه من معنى التعبد ول بد من‬
‫ترتيب الشهادتين وموالتهما ثم قال‪ :‬وما تقدم من الشروط مبني على المعتمد في ممذهبنا معاشمر‬
‫الشافعية‪ ،‬وبه قال ابن عرفة من المالكية حيث قال‪ :‬ل بد أن يقول أشهد أن ل إلممه إل الم وأشممهد‬
‫أن محمدا رسول ال‬

‫] ‪[ 159‬‬

‫وخالف البي شيخه ابن عرفة فقال‪ :‬ل يتعين ذلك بل يكفي كل ما يمدل علمى اليممان فلمو‬
‫قال ال واحد ومحمد رسول ال كفى‪ ،‬ونحوه ما قاله البي لبعض من الشافعية وهو العلمممة ابممن‬
‫حجر‪ ،‬وللنووي ما يوافقه أيضا‪ ،‬فيكون في المسألة قولن لهل كل من المذهبين‪ .‬قممال المصممنف‬
‫في شرحه‪ :‬وأولهما أولى بالتعويل‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وهو( أي وجوب التكرير )قمموله‪ :‬فممي الكفممارة( أي‬
‫في بابها وقوله وغيرها‪ :‬أي غير الكفارة )قوله‪ :‬لكن خالف فيه( أي في وجمموب التكريممر )قمموله‪:‬‬
‫وفي الحاديث ما يدل لكل( أي من وجوب التكرير وعدمه )قوله‪ :‬باليمان بالبعث( متعلممق بممأمر‬
‫والبعث عبارة عن احياء الموتى وإخراجهم من قبورهم بعد جمممع الجممزاء الصمملية وهممي الممتي‬
‫من شأنها البقاء من أول العمر إلى آخره‪ ،‬وينممدب أيضمما أمممره بجميممع ممما يجممب بممه اليمممان مممن‬
‫عذاب القبر ونعيمه وسؤال منكر ونكير والميزان‪ .‬والصراط والنار والجنة ونحو ذلك مما أخممبر‬
‫به نبينا صلى ال عليه وعلى آله وسلم )قوله‪ :‬ويشترط لنفع السلم( أي لكممونه منجيمما فممي الممدار‬
‫الخرة )قوله‪ :‬مع ما مر( أي من التلفظ بالشهادتين )قوله‪ :‬تصديق القلب بوحدانية ال تعالى( أي‬
‫بأن ال واحد في ذاته وصفاته وأفعاله‪ ،‬ول بد أيضا من تصديقه بما يجب له سبحانه وتعالى وممما‬
‫يستحيل عليه وما يجوز في حقه تفصيل‪ ،‬ومجموع ذلك واحد وأربعون عقيدة قد تقدم بيانهمما أول‬
‫الكتاب‪ ،‬ثم بعد ذلك تصديقه بأن ال متصف بكل كمال منزه عن شائبة النقصان )قمموله‪ :‬ورسممله(‬
‫معطوف على وحدانية ال تعالى‪ :‬أي ويشترط تصديق القلب برسممله‪ :‬أي بممأن لم رسممل أرسمملهم‬
‫فضل منه ورحمة للعباد ليعلموا الناس الشرائع والحكام وأنه ل يعلم عددهم إل ال تعممالى لقموله‬
‫تعالى‪) * :‬منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك( * لكممن ممما قممام الممدليل بمعرفتهممم‬
‫تفصيل يجب تصديق القلب بهم كذلك‪ ،‬وهؤلء هم الخمسة والعشممرون المممذكورون فممي القممرآن‪،‬‬
‫وما قام الدليل بمعرفتهم إجمال يجب تصديق القلب بهم كذلك‪ ،‬ول بد من تصديقه بممما يجممب لهممم‬
‫عليهم الصلة والسلم من الصدق والمانة والتبليغ والفطانة وبما يستحيل عليهم من أضداد هممذه‬
‫الربعة‪ ،‬وبما يجوز في حقهم مممن العممراض البشمرية المتي ل تمؤدي إلمى النقممص فممي مراتبهمم‬
‫العلية )قوله‪ :‬وكتبه( معطوف على وحدانية أيضا‪ :‬أي ويشترط تصديق القلممب بكتبممه أي المنزلممة‬
‫من السماء على النبياء‪ ،‬والمراد بها ما يشمل الصحف واختلف في عددها والمشهور أنهمما مممائة‬
‫وأربعة‪ :‬المنزل على شيث ستون‪ ،‬وعلممى إبراهيممم ثلثممون‪ ،‬وعلممى موسممى قبممل التمموراة عشممرة‪،‬‬
‫والكتب الربعة‪ ،‬أعني التوراة‪ ،‬والنجيمل‪ ،‬والزبمور‪ ،‬والفرقمان‪ ،‬ويشمترط أيضما تصمديق القلمب‬
‫بملئكته وهم أجسام لطيفة نورانية ل يأكلون ول يشربون ول ينامون شأنهم الطاعات ومسممكنهم‬
‫السموات * )ل يعصون ال ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون( * )قوله‪ :‬واليوم الخر( أي ويشترط‬
‫تصديق الق‍ل ب باليوم الخر وهو يوم القياممة‪ ،‬وأولمه ممن وقمت الحشمر إلمى مما ل يتنماهى علمى‬
‫الصحيح‪ ،‬وقيل إلى أن يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار‪ ،‬وسممي بماليوم الخمر لنمه آخممر‬
‫أيام الدنيا بمعنى أنه متصل بآخر أيام الدنيا لنه ليس منها حتى يكون آخرها‪ ،‬وسمي بيوم القيامة‬
‫لقيام الناس فيه من قبورهم وقيامهم بين يدي خمالقهم وقيمام الحجمة لهمم وعليهمم‪ ،‬ويشمترط أيضما‬
‫تصديق القلب بما يقع فيه من هول الموقف‪ :‬أي ما ينال الناس فيممه مممن الشممدائد لطممول الموقممف‪،‬‬
‫قيل ألف سنة ‪ -‬كما في آية السجدة‪ ،‬وقيل خمسين ألممف سممنة‪ ،‬كممما فممي آيممة سممأل‪ ،‬ول تنممافي لن‬
‫العدد ل مفهوم له وهو مختلف باختلف أحوال الناس فيطول على الكفار ويتوسممط علممى الفسمماق‬
‫ويخف على الطائعين حتى يكون كصلة ركعتين )قوله‪ :‬فإن اعتقد هذا( أي ما ذكر من وحدانيممة‬
‫ال تعالى والرسل والكتب واليوم الخر )قوله‪ :‬ولم يأت بما مر( أي بالشممهادتين )قمموله‪ :‬لممم يكممن‬
‫مؤمنا( أي عندنا وعند ال إن قلنا بالشطرية أو عندنا فقط إن قلنا بالشرطية كما‬

‫)‪ (1‬سورة غافر‪ ،‬الية‪ (2) .78 :‬سورة التحريم‪ ،‬الية‪.6 :‬‬

‫] ‪[ 160‬‬

‫مر‪ ،‬ومحل ما ذكر إذا لم يكن عدم التيان بهممما عممن إبمماء بممأن عرضممت عليممه الشممهادتان‬
‫فأبى‪ ،‬فإن كان كذلك فهو كافر مطلقا على القولين )قوله‪ :‬وإن أتى به( أي بما مر من الشممهادتين‪،‬‬
‫)وقوله‪ :‬بل اعتقاد( أي لما مر من الوحدانية‪ ،‬وما بعدها )قوله‪ :‬ترتب عليممه الحكممم الممدنيوي( أي‬
‫فهو مؤمن عندنا في الدنيا ويترتب عليه الحكام الدنيوية في مناكحته وأكممل ذبيحتممه ومممن غسممله‬
‫وتكفينه والصلة عليه ودفنه في مقابر المسلمين بعد موته لحديث أمرت أن أحكم بالظاهر‪ ،‬والمم‬
‫يتولى السرائر وليس مؤمنا عند ال بل هو منافق فممي الممدرك السممفل مممن النممار‪ :‬ثبتنمما الم علممى‬
‫اليمان ورزقنا التمتع بالنظر إلى وجهه الكريم في الجنان‪ .‬بجمماه سمميدنا محمممد سمميد ولممد عممدنان‪.‬‬
‫آمين‪ .‬وال سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫] ‪[ 161‬‬

‫باب الحدود أي باب في بيان الحدود أسبابها‪ .‬والحدود جمع حد‪ ،‬وهو لغة المنممع‪ ،‬وشممرعا‬
‫ما ذكر من الجلد أو الرجم ونحو ذلك من كل عقوبة مقممدرة‪ .‬وسممميت بممذلك لمنعهمما مممن ارتكمماب‬
‫الفواحش‪ .‬وشرعت حفظا للكليات الستة المنظومة في قول اللقاني‪ :‬وحفظ دين ثم نفس مال نسب‬
‫ومثلها عقل وعرض قد وجب فشرع القصاص حفظا للنفس وقتل الردة حفظا للدين‪ ،‬وقممد تقممدمك‬
‫وحد الزنا حفظا للنسب‪ ،‬وحد القذف حفظمما للعممرض‪ ،‬وحممد السممرقة حفظمما للمممال‪ ،‬وحممد الشممرب‬
‫حفظا للعقل‪ .‬وبيان ذلك أنه إذا علم القاتل أنه إذا قتل قتل انكف عن القتل فكممان ذلممك سممببا لحفممظ‬
‫النفس‪ ،‬وهكذا يقال في الباقي‪ .‬واعلم‪ :‬أن ارتكاب الكبائر ل يسلب اليمممان ول يحبممط الطاعممات‪:‬‬
‫إذ لو كانت محبطة لذلك للزم أن ل يبقى لبعممض العصماة طاعمة والقمائل بالحبماط يحيممل دخمموله‬
‫الجنة‪ .‬قال السبكي‪ :‬والحاديث الدالة على دخول من مات غير مشرك الجنة بلغت مبلممغ التممواتر‬
‫وهي قاصمة لظهور المعتزلة القائلين بخلود أهل الكبائر في النار ذكممره المنمماوي )قمموله‪ :‬أولهمما(‬
‫أي أول الحدود وقوله حد الزنا‪ .‬هو بالقصر لغة حجازيمة‪ ،‬وبالممد لغمة تميميمة )قموله‪ :‬وهمو( أي‬
‫الزنا‪ .‬وقوله أكبر الكبائر بعد القتل‪ :‬أي لقوله تعالى‪) * :‬ول تقربوا الزنمما إنممه كممان فاحشممة وسمماء‬
‫سبيل( * ولجماع أهل الملل على تحريمه فلم يحل في ملة قط‪ ،‬ولهذا كان حده أشممد الحممدود فممي‬
‫الجملة )قوله‪ :‬وقيل هو( أي الزنا )وقوله مقدم عليه( أي على القتممل لن فيمه جنايممة علممى النسممب‬
‫وعلى العرض‪ .‬وفي ع ش ما نصه‪ :‬وفي كلم بعممض شممراح الجممامع الصممغير أن أكممبر الكبممائر‬
‫الشرك بال ثم قتل النفس وأن ما وراء ذلك ممن السمبع الموبقممات وغيرهما كالزنما ل ترتيممب فيمه‬
‫وإنما يقال في كل فرد منه من أكبر الكبائر‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬يجلد وجوبا( أي لقمموله تعممالى‪) * :‬الزانيممة‬
‫والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة( * وقوله‪ :‬فاجلدوا أمر وهو للوجوب‪ .‬وقمموله إمممام أو‬
‫نائبه‪ :‬هذا إذا كان الزاني حرا أو مبعضا‪ ،‬فإن كان رقيقا ل يتحتم فيه المام‪ ،‬بل يجمموز للسمميد أن‬
‫يحده ولو بغير إذن المام كما سيذكره لخبر مسلم إذا زنت أممة أحمدكم فليحممدها وخممبر أبممي داود‬
‫والنسمائي أقيممموا الحممدود علممى ممما ملكمت أيمممانكم )قموله‪ :‬دون غيرهممما( أي المممام أو نممائبه فل‬
‫يستوفي الحد‪ .‬وقوله خلفا للقفممال‪ :‬أي القممائل بممأن لغيممر المممام أن يسممتوفيه )قموله‪ :‬حممرا( خممرج‬
‫الرقيق فل يجلد مائة بل نصفها‪ ،‬كممما سمميذكره‪) ،‬وقمموله‪ :‬مكلفمما( أي ولممو حكممما فشمممل السممكران‬
‫المتعدي بسكره‪ .‬وخرج به الصبي والمجنممون والسممكران غيممر المتعممدي فل يجلممدون‪ ،‬ول بممد أن‬
‫يكون المكلف ملتزما للحكام‪ .‬وخرج به الحربي والمستأمن وأن يكون واضممح الممذكورة وخممرج‬
‫الخنثى المشكل إذا أولج آلة الذكورة في فرج فل يحد لن إيلجمه ل يسمممى زنما لحتممال أنموثته‬
‫وكون هذا عضوا زائدا )قوله‪ :‬زنى بإيلج حشفة( أي‬

‫)‪ (1‬سورة السراء‪ ،‬الية‪ (2) .32 :‬سورة النور‪ ،‬الية‪.2 :‬‬

‫] ‪[ 162‬‬
‫إدخال حشفة‪ ،‬ول بد فيها أن تكون أصلية ومتصلة فخرج إيلج غير الحشفة كأصممبعه أو‬
‫الحشفة الزائدة‪ ،‬ولو احتمال‪ ،‬كما لو اشتبه الصلي بالزائد أو المنفصلة فل حد في جميع ما ذكممر‬
‫لنه ل يسمى زنا )قوله‪ :‬أو قدرها( أي أو إيلج قدر الحشفة‪ ،‬وقوله من فاقدها‪ :‬خرج بممه ممما لممو‬
‫ثنى ذكره وأدخل قدر الحشفة مع وجودها فل حد لنه كإدخال بعض أصبع‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي )قمموله‪:‬‬
‫في فمرج المخ( متعلمق بمإيلج‪ ،‬ويشمترط فيمه أن يكمون واضمحا فل حمد فمي إيلج فمرج الخنمثى‬
‫المشكل لنه ل يسمى زنا لحتمال كون هذا المحممل زائدا وشمممل الفممرج فممرج نفسممه كممأن أدخممل‬
‫ذكره في دبره فيحد به‪ .‬قال البجيرمي‪ :‬ونقل عن بعض أهل العصر خلفه فاحذره‪ .‬وقوله آدمممي‬
‫حي‪ :‬سيأتي محترزهما )قوله‪ :‬قبل أو دبر( بدل من فرج ثم يحتمل عدم تنوينهما وإضافتهما إلممى‬
‫ما بعدهما ويحتمل تنوينهما وما بعدهما بدل من آدمي‪) .‬وقوله‪ :‬ذكر أو أنثى( أي ولو صغيرا فلو‬
‫أولج مكلف ذكره في فرج صغيرة ولو بنت يوم فإنه يحد كما أن المرأة المكلفممة لممو أدخلممت ذكممر‬
‫صبي ولو ابن يوم في فرجها فإنها تحد )قوله‪ :‬مع علم تحريمه( أي الزنمما والظممرف متعلممق بزنمما‬
‫أو بإيلج‪ ،‬وخرج به الجاهل بالتحريم فل يحد بخلف الجاهل بوجوب الحممد مممع علممه بممالتحريم‬
‫فإنه يحد )قوله‪ :‬فل حد بمفاخذة الخ( محترز قمموله بممإيلج الممخ‪ :‬إذ ل إيلج فممي فممرج فممي جميممع‬
‫ذلك‪) ،‬وقوله‪ :‬واستمناء( أي تعمد طلب إخراج المني‪ .‬وقوله‪ :‬بيد نفسه أو غير حليلتممه‪ :‬فممإن كممان‬
‫بيدها فل حرمة ول تعزير‪ ،‬وبالولى عدم وجوب الحد )قوله‪ :‬بل يعزر فاعل ذلممك( أي ممما ذكممر‬
‫من المفاخذة والمساحقة والستمناء وإنما عمزر لحرمتمه )قموله‪ :‬ويكمره( أي السمتمناء‪) .‬وقموله‪:‬‬
‫بنحو يدها( أي حليلته )قوله‪ :‬كتمكينها( الضافة من إضافة المصدر للمفعول بعد حممذف الفاعممل‪:‬‬
‫أي كتمكين الزوج إياها من العبث واللعب بذكره فإنه يكره عليه ذلك )قوله‪ :‬لنه( أي ما ذكر من‬
‫الستمناء بيدها وتمكينها من العبث بذكره‪ ،‬وهممو علممة الكراهممة‪) ،‬وقمموله‪ :‬فممي معنممى العممزل( أي‬
‫عزل المني عن الحليلة وهو مكروه )قوله‪ :‬ول بإيلج الخ( أي ول حد بإيلج في فرج بهيمممة أو‬
‫ميت‪ :‬أي لنه مما ينفر الطبع عنه فل يحتاج إلى الزجر عنه‪ .‬قال في شرح الروض‪ :‬لكن يعزر‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬وهذا محترز قوله آدمي حي )قموله‪ :‬ول يجممب ذبممح البهيمممة المأكولممة( أي إذا وطئت )قمموله‪:‬‬
‫خلفا لمن وهم فيه( أي في وجوب ذبحها‪ ،‬وهذا مبني على وجوب الحممد علممى الفاعممل‪ .‬قممال فممي‬
‫الروض وشرحه‪ :‬قال في الصل‪ ،‬وقيل يحد واطئ البهيمة وعليه فقيل حده قتله مطلقا وقيل قتله‬
‫إن كان محصنا وعلى وجوب القتل ل يختص القتل به بل يجب به‪ :‬أي باليلج فيها ذبح البهيمة‬
‫المأكولة ول بإيلج في دبرها وعليه حمل حديث الترمذي وغيره من أتى بهيمممة فمماقتلوه واقتلمموا‬
‫البهيمة بخلف غير المأكولة لما في قتلها من ضياع المال بالكلية والمأكولة إذا ذبحت يحل أكلها‬
‫لنها مذكاة‪ .‬ا‍ه‪ .‬ملخصا‪ .‬وفي المغنى‪ :‬اختلفوا في علة ذلك‪ :‬أي وجوب ذبح البهيمممة عنممد القممائل‬
‫به فقيل لحتمال أن تأتي بولد مشوه الخلق فعلمى هممذا ل تذبمح إل إذا كمانت أنمثى وقمد أتاهمما فممي‬
‫الفرج‪ ،‬وقيل إن في بقائها تذكارا للفاحشة فيعبر بها وهذا هو الصح فعلى هذا ل فرق بين الذكر‬
‫والنثى‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وإنما يجلد من ذكر( يصح أن يكممون الفعمل مبنيمما للمعلموم والموصممول فماعله‬
‫وهو واقع على المام أو نائبه ومفعوله محذوف‪ :‬أي وإنما يجلد المام أو نائبه حرا مكلفا الخ‪ ،‬أو‬
‫الفاعل ضمير مستتر يعود على المام أو نائبه والموصول مفعوله وهو واقع على الحر المكلممف‬
‫الخ‪ .‬ويصح أن يكون مبنيا للمجهول‪ ،‬والموصول نائب فاعل وهو واقع علممى الحمر المكلمف المخ‬
‫)قوله‪ :‬مائة من الجلدات( منصوب على المفعولية المطلقة ليجلد )قوله‪ :‬ويغرب عاما( أي من بلد‬
‫الزنا تنكيل له وإبعادا من موضع الفاحشة‪ .‬واعلم‪ :‬أن شممروط التغريممب سممبعة‪ :‬أولهمما‪ :‬أن يكممون‬
‫بأمر المام أو نائبه فلو تغرب بنفسه لم يحسب‪ ،‬ثانيهمما‪ :‬أن يكممون إلممى مسممافة القصممر فممأكثر فل‬
‫يكفي ما دونها لتواصل الخبار إليه غالبا فل يحصممل لممه اليحمماش بالبعممد عممن الهممل والمموطن‪،‬‬
‫ثالثها‪ :‬أن يكون إلى بلد معين فل يرسله المام إرسال وإذا عين له المام جهة فليس له أن يختار‬
‫غيرها‪،‬‬

‫] ‪[ 163‬‬
‫رابعها‪ :‬أن يكون الطريق والمقصد آمنين‪ ،‬خامسها‪ :‬أن ل يكممون بالبلممد الممذي يغممرب إليممه‬
‫طاعون لنه يحرم الدخول في البلد الذي فيه الطاعون والخروج منه لغير حاجة‪ ،‬سادسها‪ :‬كونها‬
‫عاما في الحر ونصف عام في الرقيق‪ ،‬سممابعها‪ :‬كممون التغريممب عاممما أو نصممفه ولء فل يجمموز‬
‫التفريق لن اليحاش ل يحصل بالمفرق‪ ،‬وذكر المؤلف منها ثلثة‪ .‬وفي المغنى ما نصه‪ :‬تنممبيه‪:‬‬
‫أفهم عطفه التغريمب بمالواو أنمه ل يشمترط المترتيب بينهمما‪ :‬أي بيمن الجلمد والتغريمب‪ ،‬فلمو قمدم‬
‫التغريب على الجلد جاز‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬ولء( راجع لكل من قوله مائة من الجلدات‪ .‬وقمموله ويغممرب‬
‫عاما‪ :‬وإن كان ظاهر العبارة يقتضي أنه مختص بالثاني‪ ،‬فلو فرق الجلدات فمإن دام اللمم بمه لمم‬
‫يضر‪ ،‬وإن زال اللم‪ ،‬فإن كان الماضي خمسين لم يضر أيضا لنه حد الرقيق فقد حصل حد في‬
‫الجملة وإن كان دونها ضر ووجب الستئناف‪ ،‬أو فرق العممام أو نصممفه اسممتأنف مممن أول العممام‪،‬‬
‫وقوله لمسافة القصر‪ :‬متعلق بيغرب فل يكفممي التغريممب لممما دون مسممافة القصممر لنممه فممي حكممم‬
‫الحضر لتواصل الخبار فيها إليه‪ ،‬والمقصود إيحاشه بالبعد عن الهل والوطن‪) ،‬وقوله‪ :‬فممأكثر(‬
‫أي من مسافة القصر‪ :‬أي على حسب ما يراه المام )قوله‪ :‬إن كان الممواطئ أو الموطمموءة حممرا(‬
‫الولى أن يقول إن كان من ذكر من الحر المكلف الذي زنى بإيلج الخ بكرا‪ ،‬ثم يقول ومثله فمي‬
‫ذلك الموطوءة‪ ،‬وذلك لن اشتراط كون الواطئ حرا قد صممرح بممه‪ ،‬فيلممزم بالنسممبة إليممه التكممرار‬
‫وهذا قيد للجلد مائة والتغريب عاما )قوله‪ :‬وهو( أي البكر‪) .‬وقوله من لم يطأ أو توطأ فممي نكمماح‬
‫صحيح( أي بأن وطممئ أو وطئت ممن غيممر نكماح أصمل أو بنكمماح لكنمه فاسممد‪ ،‬أمما إن وطمئ أو‬
‫وطئت في نكاح صحيح فيرجم لنه حينئذ محصن )قوله‪ :‬ل إن زنى مممن ظممن حممل( أي ل يجلممد‬
‫مائة ويغرب عاما إن زنى ظانا حل الزنا لعذره‪) .‬وقوله‪ :‬بأن ادعاه( أي الحل وقمموله وقممد قممرب‬
‫الخ خرج به ما إذا ادعاه وهو بين المسلمين فل تقبل دعمواه ويحمد‪ .‬قمال ع ش‪ :‬ويؤخمذ ممن همذا‬
‫جواب حادثة وقع السؤال عنها‪ :‬وهي أن شخصا وطئ جارية زوجته وأحبلهمما مممدعيا جهلممه وإن‬
‫ملك له زوجته ملك له وهو‪ ،‬أي الجواب‪ ،‬عدم قبول ذلك منه وحده وكون الولد رقيقا وعدم خفاء‬
‫ذلك على مخالطنا‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬أو مع تحليل عالم الخ( أي ول إن زنى باعتبار مممذهبه ولكممن وجممد‬
‫عالم يحكم على ذلك الوطئ بأنه حلل وليس بزنا فإنه ل يجلد به ول يغرب ول يعاقب عليه فممي‬
‫الخرة لوجود الشبهة‪ ،‬وقوله يعتد بخلفه‪ :‬خرج به ممما ل يعتممد بخلفممه كإباحممة الشمميعة ممما فمموق‬
‫الربع‪ ،‬فإذا وطئ زائدا عليهن يحد )قوله‪ :‬لشبهة إباحته( علة لعدم الجلد والتغريب‪ :‬أي وإنما لممم‬
‫يجلد ويغرب لشبهة إباحة العالم وطأه وهذه الشبهة تسمى شبهة الطريق‪ :‬أي المذهب‪ ،‬وأما شبهة‬
‫الفاعل فهي فيمن وطئ أجنبية ظانا أنها زوجته وشبهة المحممل تكممون فيمممن وطممئ أمممة مشممتركة‬
‫وكوطئ الصل جارية ولده وحد فيهما أيضا‪ .‬وقد نظم الثلثة بعضهم في قوله‪ :‬اللذ أباح البعض‬
‫حله فلحد به وللطريق استعمل وشممبهة الفاعممل كممأن أتممى لحرمممة يظممن حل مثبتمما ذات اشممتراك‬
‫ألحقن وسمين هذا الخير بالمحل فاعلمن )قوله‪ :‬وإن لم يقلده( أي العالم‪ ،‬وهممو غايممة لعممدم الجلممد‬
‫والتغريب عند وجود شبهة عالم‪) .‬وقوله‪ :‬الفاعل( أي الزاني )قوله‪ :‬كنكاح بل ولي( مثال لما إذا‬
‫زنى مع تحليل عالم )قوله‪ :‬أو بل شهود( أي وكنكاح بولي وبل شهود‪ ،‬وقوله كمذهب مالك‪ :‬قال‬
‫في النهاية على ما اشتهر عنه لكن المعروف من مذهبه اعتبارهم في صحة الدخول حيث لم يقع‬
‫وقت العقد )قوله‪ :‬بخلف الخالي عنهما( أي عن الولي وعن الشممهود فممإنه يجممب فيممه الحممد لعممدم‬
‫الشبهة ول نظر لخلف داود لعدم العتداد به‪ ،‬هذا ما جرى عليه ابممن حجممر‪ ،‬وجممرى م ر علممى‬
‫أنه يعتد به وأنه شبهة يسقط بها الحد ونص عبارة النهاية أو‬

‫] ‪[ 164‬‬

‫بل ولي وشهود كما نقل عن داود‪ ،‬وصرح به المصنف في شرح مسلم لجعلممه مممن أمثلممة‬
‫نكاح المتعة الذي ل حد فيممه جريممانه مؤقتمما بممدون ولممي وشممهود‪ ،‬فممإذا انتفممى مممع وجمود التممأقيت‬
‫المقتضي لضعف الشبهة فلن ينتفي مع انتفائه بالولى‪ .‬وقد أفتى بذلك الوالد رحمممه ال م تعممالى‪.‬‬
‫ا‍ه )قوله‪ :‬وكنكاح متعة( معطوف على كنكاح بل ولي‪ ،‬فهو مثممال لممما إذا زنممى مممع تحليممل عممالم‬
‫ونكاح المرأة إلى مدة وهو باطل‪ ،‬لكن لو نكح به شخص لم يحممد لشممبهة ابممن عبمماس رضممي ال م‬
‫عنهما‪ .‬واعلم‪ :‬أن نكاح المتعة كان مباحا ثم نسخ يوم خيبر ثم أبيح يمموم الفتممح ثممم نسممخ فممي أيممام‬
‫الفتح واستمر تحريمه إلى يوم القيامة وكان فيه خلف في الصدر الول ثم ارتفع وأجمعوا علممى‬
‫تحريمه‪ .‬قال بعض الصحابة رضي ال عنهم‪ :‬رأيت رسول ال )ص( قائممما بيممن الركممن والبمماب‬
‫وهو يقول‪ :‬أيها الناس إني كنت أذنت لكم في السممتمتاع‪ ،‬أل وإن الم حرمهمما إلممى يمموم القيامممة‪،‬‬
‫فمن كان عنده منهن شئ فليخمل سمبيلها‪ ،‬ول تأخمذوا ممما آتيتمموهن شميئا وعمن إمامنما الشمافعي‬
‫رضي ال عنه ل أعلم شيئا حرم ثم أبيح ثم حرم إل المتعة‪ .‬وما نقل عن ابن عباس من جوازهمما‬
‫رجع عنه فقد قال بعضهم وال ما فارق ابن عباس الدنيا حتى رجع إلى قول الصحابة في تحريم‬
‫المتعة‪ .‬ونقل عنمه أنمه قمام خطيبما يموم عرفمة وقمال أيهما النماس إن المتعمة حمرام كالميتمة والمدم‬
‫والخنزير‪ .‬وقد وقعت مناظرة بين القاضي يحيى بن أكثم وأمير المؤمنين المممأمون فممإن المممأمون‬
‫نادى بإباحة المتعة‪ ،‬فدخل يحيى بن أكثم وهو متغير بسبب ذلك وجلس عنده فقال له المأمون‪ :‬ما‬
‫لي أراك متغيرا ؟ قال لما حدث في السلم‪ .‬قال وما حدث ؟ قال النداء بتحليل الزنا‪ .‬قال المتعة‬
‫زنا ؟ قال نعم المتعة زنا قال ومن أين لك هذا ؟ قال من كتاب ال وسنة رسوله‪ .‬أما الكتمماب فقممد‬
‫قال ال تعالى‪) * :‬قد أفلممح المؤمنممون( * إلممى قمموله * )والممذين هممم لفروجهممم حممافظون‪ ،‬إل علممى‬
‫أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين‪ ،‬فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العممادون( * يمما‬
‫أمير المؤمنين زوجة المتعة ملك اليمين ؟ قال‪ :‬ل قال‪ :‬فهي الزوجة التي عند الم تممرث وتممورث‬
‫وتلحق الولد ولها شرائطها ؟ قال‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬فقد صار متجاوزا هذين من العادين‪ ،‬وأما السممنة فقممد‬
‫روى الزهري بسند إلى على بن أبي طالب رضي ال عنه أنه قال‪ :‬أمرني رسممول ال م )ص( أن‬
‫أنممادي بممالنهي عممن المتعممة وتحريمهمما بعممد أن كممان أمممر بهمما فممالتفت المممأمون للحاضممرين وقممال‬
‫أتحفظون هذا من حديث الزهري قالوا نعم‪ .‬فقال المأمون أستغفر ال نممادوا بتحريممم المتعممة‪ .‬وقممد‬
‫تقدم معظم ذلك في باب النكاح عند قول المؤلف ول مع تأقيت‪ ،‬وقد تقدم هناك أيضا تفسير نكاح‬
‫المتعة بتفسير غير هذا التفسير الذي ذكرته هناك )قوله‪ :‬ولو من معتقد تحريمه( أي ل يحممد ولممو‬
‫صدر هذا المذكور من النكاح بل ولي وبل شهود أو نكاح المتعممة ممممن يعتقممد تحريمممه‪ ،‬وعبممارة‬
‫الروض وشرحه‪ :‬ويسقط بالشبهة فممي الجهممة‪ ،‬أي الطريممق‪ ،‬وهممي إباحممة بعممض العلممماء المموطئ‬
‫بجهة‪ :‬كالنكاح بل ولي ‪ -‬كمذهب أبي حنيفة‪ ،‬أو بل شهود كمذهب مالك‪ ،‬ونكاح المتعممة كمممذهب‬
‫ابن عباس‪ ،‬ولو اعتقد المولج التحريم في هذه الشبهة نظرا لختلف العلممماء‪ .‬ا‍ه )قمموله‪ :‬نعممم إن‬
‫حكم حاكم( اسممتدراك مممن عممدم الحممد إذا زنممى مممع تحليممل عممالم‪) .‬وقمموله بإبطممال النكمماح( أي أو‬
‫بالتفرقة بينهما ووقع الوطئ بعممدم علممم الممواطئ بممه‪) ،‬وقمموله‪ :‬حممد( أي قطعمما‪) ،‬وقمموله‪ :‬لرتفمماع‬
‫الشبهة حينئذ( أي حين إذ حكم الحاكم بإبطال النكاح المختلف فيه‪ .‬وفي المغني ممما نصممه‪ :‬تنممبيه‪:‬‬
‫محل الخلف في النكمماح المممذكور‪ ،‬كممما قمماله الممماوردي‪ ،‬أن ل يقممارنه حكممم‪ ،‬فممإن حكممم شممافعي‬
‫ببطلنه حد قطعا أو حنفي أو مالكي بصحته لم يحممد قطعمما‪ .‬ا‍ه )قمموله‪ :‬ويحممد( أي مممن ذكممر مممن‬
‫الحر المكلف الحد المار‪ ،‬وهو مائة جلدة ويغرب أيضا عاما )قوله‪ :‬في مسممتأجرة للزنمما بهمما( أي‬
‫في وطئ امرأة استأجرها لجل أن يزني بها )قوله‪ :‬إذ ل شبهة(‬

‫)‪ (1‬سورة المؤمنون‪ ،‬الية‪.1 :‬‬

‫] ‪[ 165‬‬

‫أي موجودة وهو تعليل للحد في المسممتأجرة )قمموله‪ :‬لعممدم العتممداد الممخ( أي وإنممما انتفممت‬
‫الشبهة في المستأجرة لن عقد الستئجار لذلك باطل ول يعتد بالعقد الباطل في وجه من الوجمموه‬
‫)قوله‪ :‬وقول أبي حنيفة أنه( أي الستئجار للزنمما‪) .‬وقمموله‪ :‬شممبهة( أي فل يحممد بممه وقمموله ينممافيه‬
‫الجملة خبر قول‪ ،‬وكتب سم ما نصه‪ :‬مما يمنع هذه المنافاة أن الكراه شبهة دافعة للحممد مممع أنممه‬
‫ل يثبت النسب‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬الجماع على عدم ثبوت النسب بذلك( أي بذلك الستئجار‪ ،‬والمممراد‬
‫بذلك الوطئ الحاصل بالستئجار‪ :‬أي ولو كان شبهة لثبت النسب بممه )قمموله‪ :‬ومممن ثممم( أي ومممن‬
‫أجل أن قول المام ينافيه الجماع الخ‪ ،‬وقوله ضعف مدركه‪ ،‬بضم الميم‪ ،‬مصممدر ميمممي بمعنممى‬
‫إدراك‪ ،‬والمراد ما يدرك منه الحكم من نحو دليل‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي‪ .‬وقوله ولم يراع خلفه‪ :‬قال فممي‬
‫التحفة بعده‪ :‬هذا ما أورده شارح عليه‪ ،‬وهو ل يتم إل لو قال إنه شبهة في إباحة الوطئ‪ ،‬وهو لم‬
‫يقل بذلك بل بأنه شبهة في درء الحد‪ ،‬فل يرد عليه ما ذكر وإنما الذي يرد عليممه إجممماعهم علممى‬
‫أنه لو اشترى حرة فوطئها أو خمرا فشربها حد ولم تعتبر صورة العقممد الفاسممد‪ .‬ا‍ه )قمموله‪ :‬وكممذا‬
‫في مبيحة( أي وكذا يحد في وطئ مبيحة‪ :‬أي إباحة الوطئ‪ ،‬وقوله لن الباحة الممخ‪ :‬علممة للحممد‪،‬‬
‫وقوله هنا‪ :‬أي في الوطئ‪) .‬وقوله‪ :‬لغو( أي فل يعتممد بممه )قمموله‪ :‬ومحرمممة عليممه( بممالجر عطممف‬
‫على مبيحة‪ :‬أي وكذا يحد في وطئ محرمة عليه‪ .‬وقوله لتوثن‪ :‬اللم للجل متعلقة بمحرمممة‪ :‬أي‬
‫محرمة عليه لجل توثن‪) ،‬وقوله‪ :‬أو لنحو بينونة كبرى( أي أو محرمة عليه لنحو بينونة كممبرى‬
‫وهي التي تكون بالطلق ثلثا‪ ،‬ويدخل تحت النحممو الرضمماع والمصمماهرة والقرابممة )قمموله‪ :‬وإن‬
‫كان قد تزوجها( غاية لحده بوطئ المحرمة عليه بما ذكر‪ :‬أي يحد بوطئها وإن كممان عقممد عليهمما‬
‫لن العقد ليس بشبهة‪ .‬وقال المام أحمد وإسحاق‪ :‬يقتل ويؤخذ ماله لحديث فيه صححه يحيى بممن‬
‫معين‪) ،‬وقوله‪ :‬خلفا لبي حنيفة( أي في قوله‪ :‬إن صورة العقممد شممبهة‪ ،‬وفممي المغنممي ممما نصممه‪.‬‬
‫فروع‪ :‬لو ادعى الجهل بتحريم الموطوءة بنسب لم يصدق لبعمد الجهمل بمذلك قماله الذرعمي لن‬
‫الجهممل مممع ذلممك النسممب ولممم يظهممر لنمما كممذبه فالظمماهر تصممديقه أو تحريمهمما برضمماع فقممولن‬
‫أظهرهما‪ ،‬كما قاله الذرعي‪ ،‬تصديقه إن كان ممن يخفى عليه ذلك أو بتحريمها بكونها مزوجممة‬
‫ل معتدة وأمكن جهله بذلك صدق بيمينه وحدت هي دونه إن علمت تحريم ذلممك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬أممما‬
‫مجوسية تزوجها الخ( قال في الروض وشرحه‪ :‬وخرج بالوثنية المجوسية ففيها‪ ،‬كما في الصل‬
‫عمن البغموي‪ ،‬أنمه يجمب الحمد وعمن الرويماني ل يجمب للخلف فمي صمحة نكاحهما‪ ،‬وهمذا نقلمه‬
‫الروياني في التجربة عن النممص‪ .‬قممال الذرعممي والزركشممي‪ :‬فهممو المممذهب ا‍ه‪ .‬وقمموله فل يحممد‬
‫بوطئها‪ :‬أي المجوسية )قوله‪ :‬للختلف في حل نكاحها( علة لعدم الحممد‪ ،‬وإنممما اختلفمموا فيممه لن‬
‫المجوس كان لهم كتاب منسوب إلمى زرداشمت‪ ،‬فلمما بمدلوه رفمع علمى الصمح )قموله‪ :‬ول يحمد‬
‫باليلج في قبل مملوكة لممه الممخ( عبممارة الفتممح مممع الصممل‪ :‬ول إن كممان مممع شممبهة فممي المحممل‬
‫كاليلج في قبل أمة مملوكة له لكنها حرمممت عليممه بنحممو محرميممة بنسممب أو غيممره أو تمموثن أو‬
‫تمجس أو إسلم ونحو شركة لغيره فيها‪ ،‬وكليلج في قبل أمة فرع ولمو مسمتولدة لشمبهة الملمك‬
‫فيما عدا الخيرة وشبهة العفاف الواجب له في الجملة فيهمما‪ ،‬وظمماهر كلمممه هنمما وجمموب الحممد‬
‫باليلج في دبر الخيرتين‪ ،‬وفيه نظر بينته في الصل )قوله‪ :‬أو شركة لغيره( أي شممركة ثابتممة‬
‫لغير الواطئ معه في المة الموطوءة )قوله‪ :‬أو توثن أو تمجس( معطوفممان علممى نحممو محرميممة‬
‫عطف الخاص على العام‪ :‬أي أو حرمت عليه مملوكته بسبب توثن أو تمجس )قوله‪ :‬ول بممإيلج‬
‫في أمة فرع( أي ول يحد بإيلج في أمة فرع‪ ،‬وقوله ولو‬

‫] ‪[ 166‬‬

‫مستولدة‪ :‬أي ولو كانت أمة فرع مستولدة له )قموله‪ :‬لشمبهة الملممك( أي ل يحمد فمي وطممئ‬
‫المذكورات لقيام شبهة الملك في غير الصورة الخيرة وهي اليلج في أمة الفرع )قوله‪ :‬وشبهة‬
‫العفاف فيها( أي في الصورة الخيرة‪ :‬أي لن مال الولد كله محل لعفاف الصل والمممة مممن‬
‫جملة مال الولد )قوله‪ :‬وأما حد ذي رق( أي وتغريبه ففممي الكلم اكتفمماء‪ ،‬وهممو محممترز قمموله إن‬
‫كان حرا‪ .‬وقوله محصن أو بكر‪ :‬بدل من ذي رق أو عطف بيان‪ ،‬والمحصن ضد البكممر‪ .‬وقمموله‬
‫ولو مبعضا‪ :‬أي ولو كان ذو الرق مبعضا )قوله‪ :‬فنصف الخ( جواب أما‪ .‬وقوله وتغريبه‪ :‬بالجر‬
‫عطف على حد الحر‪ :‬أي ونصف تغريبممه )قمموله‪ :‬فيجلممد الممخ( بيممان لنصممف حممد الحممر وتغريبممه‬
‫)قوله‪ :‬ويحد الرقيق المام أو السيد( فحده ل يتعين فيممه المممام بممل للسمميد أن يحممده بنفسممه للخممبر‬
‫المار‪ :‬فإن تنازعا قدم المام )قوله‪ :‬ويرجم( هو من باب نصممر )قمموله‪ :‬بممأن يممأمر الممخ( تصمموير‬
‫لرجم المام أو نائبه‪ ،‬فمعنى رجمه أن يأمر النماس المخ‪ .‬فإسمناد الرجمم إليمه علمى سمبيل المجماز‬
‫العقلي )قوله‪ :‬فيرموه( ويسن لمرأة حفرة إلى صدرها إن لممم يثبممت زناهمما بممإقرار لئل تنكشممف‪،‬‬
‫بخلف ما إذا ثبت بالقرار فل تسن لها ليمكنها الهرب إن رجعت )قوله‪ :‬بحجارة معتدلة( خممرج‬
‫بالمعتدلة الحصيات الخفيفة لئل يطول تعذيبه والصخرات لئل تدفعه فيفوت به التنكيل المقصود‪،‬‬
‫وليس لما يرجم به تقدير ل جنسا ول عددا فقد تصيب الحجار مقاتله فيموت سريعا‪ ،‬وقد يبطممئ‬
‫ممموته )قمموله‪ :‬وإن كممان( أي الزانممي محصممنا‪ .‬واعلممم‪ :‬أن الحصممان لغممة المنممع‪ .‬قممال تعممالى‪* :‬‬
‫)لتحصنكم من بأسكم( * وشرعا عبارة عن البلوغ والعقممل والحريممة والموطئ فممي نكمماح صممحيح‬
‫)قوله‪ :‬حتى يموت( أي يرجم حتى يموت )قوله‪ :‬إجماعا( روى الشمميخان عممن عمممر رضممي ال م‬
‫عنه أنه خطب فقال‪ :‬الرجم حق على من زنى إذا كان محصمنا‪ ،‬وقمال‪ :‬إن الم بعمث محممدا نبيما‬
‫وأنزل عليه كتابا‪ ،‬وكان فيما أنزل عليه آية الرجم فتلوناها ووعيناهمما وهممي‪ :‬الشمميخ والشمميخة إذا‬
‫زنيا فارجموها ألبتة نكال من ال وال عزيز حكيممم‪ .‬قممال وقممد رجممم النممبي )ص( ورجمنمما بعممده‪،‬‬
‫وكان ذلك بمحضر من الصحابة ولم ينكر عليمه )قموله‪ :‬لنمه )ص( رجممم ممماعزا والغامديمة( أي‬
‫أمر برجمهما‪ .‬قال البجيرمي‪ :‬ظاهرة أن ماعزا زنى بالغامدية‪ ،‬وليس كذلك‪ ،‬بل هو زنى بممامرأة‬
‫وهي زنت برجل آخر‪ .‬روى أبو داود والنسائي عن يزيد بن أبي نعيمم عمن أبيمه أبمي نعيمم قمال‪:‬‬
‫كان ماعز بن مالك في حجر أبي هزال فأصاب جارية من الحي تسمى فاطمة‪ ،‬وقيل غيممر ذلممك‪،‬‬
‫وكانت أمة لبي هزال‪ ،‬فقال أبو هزال ائت رسول ال )ص( فممأخبره بممما صممنعت لعلممه يسممتغفر‬
‫لك‪ .‬فجاء رسول ال )ص( فأخبره بذلك وأقر عنده أربع مرات فمأمر برجمممه‪ ،‬وقمال رسممول الم‬
‫)ص( لماعز قبل رجمه لو سترته بتوبتك لكان خيرا لك وأما الغامدية فهي امرأة من غامد‪ ،‬حممي‬
‫من الزد‪ ،‬وفي حديثها‪ :‬لقد تابت توبة لو تابها صمماحب مكممس لغفممر لممه ا‍ه‪ .‬ملخصمما‪ .‬واعلممم أنمه‬
‫يسن للزاني ولكل من ارتكب معصية أن يستر على نفسمه‪ :‬لخمبر‪ :‬ممن أتمى ممن همذه القماذورات‬
‫شيئا فليستتر بستر ال تعالى‪ ،‬فإن من أبدى لنا صفحته أقمنا عليممه الحممد رواه الحمماكم )قمموله‪ :‬ول‬
‫ج ب جلممده ثممم‬‫يجلد مع الرجم( محله إذا زنى بعد الحصان أما لو زنى قبله ثم زنممى بعممده فممإنه ي ‍‬
‫رجمممه علممى الصممح مممن وجهيممن فممي الروضممة‪ ،‬وهممو المعتمممد‪ ،‬لنهممما عقوبتممان مختلفتممان فل‬
‫يتداخلن لكن يسقط التغريب بالرجم )قوله‪ :‬وتعرض عليه توبة( أي ويسممتحب أن تعممرض علممى‬
‫الزاني المحصن قبل الرجمم توبمة لتكمون خاتممة أمممره )قموله‪ :‬ويمؤمر( أي الزانممي المحصمن إذا‬
‫أرادوا رجمه )قوله‪:‬‬

‫)‪ (1‬سورة النبياء‪ ،‬الية‪.80 :‬‬

‫] ‪[ 167‬‬

‫ويجاب لشرب( أي إذا طلب عند الرجم ماء يشربه فيجمماب لممه )قمموله‪ :‬ولصمملة ركعممتين(‬
‫أي ويجاب أيضا لصلة ركعتين إذا طلبها )قوله‪ :‬ويعتد بقتله بالسمميف( أي فل يرجممم بعممده‪ :‬إذ ل‬
‫فائدة فيه‪ ،‬وقوله لكن فات الواجب وهو الرجم بالحجارة )قوله‪ :‬والمحصن مكلممف( أي وإن طممرأ‬
‫تكليفه أثناء الوطئ فاستدامه قيل ل معنى لشتراط التكليف في الحصان بعد اشتراطه في مطلق‬
‫وجوب الحد‪ ،‬ويرد بأن له معنى هو أن حذفه يوهم أن اشتراطه لوجوب الحد ل لتسميته محصممنا‬
‫فبين بتكريره أنه شرط فيهما‪ ،‬ويلحق بالمكلف هنا أيضا السكران‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفممة وقمموله حممر أي كلممه‬
‫مسلما كان أو كافرا لنه )ص( رجممم اليهمموديين‪ .‬كممما فممي الصممحيحين‪ ،‬زاد أبممو داود‪ :‬وكانمما قممد‬
‫أحصنا )قوله‪ :‬وطئ أو وطئت( أي حال الكمال بالبلوغ والعقل والحرية فل بد مممن وقمموعه حممال‬
‫الكمال بما ذكر كما أنه ل بد أن يكون الزنا حال الكمال‪ ،‬فل يرجم إل من كان كامل في الحممالين‬
‫وإن تخللهما نقص كجنون ورق بخلف ما لو وطئ وهو نمماقص بممأن كممان صممبيا أو مجنونمما ثممم‬
‫زنى وهو كامل فل يرجم‪ ،‬ول يرد النائم إذا استدخلت المرأة ذكره من حيممث أنممه صممار محصممنا‬
‫وليس بمكلف عند الفعل لنا نقول هو مكلف استصحابا بالحالة قبل النوم والظهر أن الكامل من‬
‫رجل أو امرأة يكون محصنا بوطئ نماقص كمما لمو كانما كماملين )قمموله‪ :‬بقبمل( متعلمق بكممل ممن‬
‫الفعلين قبله والباء مستعملة في التعدية بالنسبة للول‪ ،‬وفي الظرفية بالنسممبة للثمماني‪ ،‬والمممراد بممه‬
‫على الول ذكر الواطئ‪ ،‬وعلى الثاني فرج المرأة‪ ،‬ويحتمممل جعلهمما للظرفيممة مطلقمما ويقممدر لكممل‬
‫منهما متعلق‪ :‬أي وطئ بذكر أصمملي فممي قبممل أو وطئت بممه فممي قبلهمما‪ ،‬وخممرج بالقبممل الممدبر فل‬
‫يحصل بالوطئ فيه تحصين‪ ،‬كما ل يحصل به تحليل‪) ،‬قوله‪ :‬في نكاح صحيح( أي عقد صحيح‪،‬‬
‫وهو متعلق بكل من الفعلين أيضا‪ .‬وإنما اعتبر في الحصممان المموطئ فممي نكمماح صممحيح لن بممه‬
‫قضي الواطئ الشهوة واستوفى اللذة فحقه أن يمتنع عن الحرام‪ ،‬فإذا وقع فيه غلممظ عليممه بممالرجم‬
‫)قوله‪ :‬ولو في حيض( أي يكون محصنا بممالوطئ المممذكور‪ ،‬ولممو وقممع فممي زمممن حيممض‪ :‬أي أو‬
‫نحوه من كل ما يحرم الوطئ معه حرمة عارضية كالوطئ في نهار رمضان أو فممي الحممرام أو‬
‫في عدة شبهة )قوله‪ :‬فل إحصان لصبي أو مجنون( محترز قوله مكلفا وإنما لم يكونمما محصممنين‬
‫لنقصهما فل يرجمان وإنما يؤدبان إن كان لهما نوع تمييز بما يزجرهما عن الوقمموع فممي الزنمما‪،‬‬
‫وقوله أو قن‪ :‬أي ول إحصان لقن فل يرجم وذلك لنه على النصف من الحر كممما تقممدم والرجممم‬
‫ل نصف له‪ ،‬وهذا محترز قوله حر وقمموله وطممئ‪ :‬أي مممن ذكممر مممن الصممبي والمجنممون والقممن‪،‬‬
‫وقوله في نكاح‪ :‬أي صحيح )قوله‪ :‬ول لمن وطئ في ملك يمين( أي ول إحصان لمن وطممئ فممي‬
‫ملك يمين‪ ،‬وهو محترز قوله في نكاح‪ ،‬وقمموله أو نكمماح فاسممد‪ :‬محممترز قمموله صممحيح )قمموله‪ :‬ثممم‬
‫زنى( معطوف على وطئ في نكاح ووطئ في ملك اليمين أي ول إحصان لصبي أو مجنممون أو‬
‫قن وطئ بمن زنى ولمن وطئ في ملك اليمين ثم زنى ول حاجة إليمه إذ الكلم فمي بيممان مفماهيم‬
‫قيود الحصان )قوله‪ :‬وأخر وجوبا رجم الخ( قال في الروض وشرحه‪ :‬ويؤخر وجوبا حدود ال‬
‫كقطع السرقة لمرض يرجى زواله وشدة حر وبرد إلى البرء واعتدال الزمان لئل يهلك المحدود‬
‫لن حقوقه تعالى مبنية على المسماهلة بخلف حقموق الدمييمن كقصمماص وحمد قمذف فل تمؤخر‬
‫لنها مبنية عن المضايقة‪ ،‬ل الرجم‪ ،‬فل يؤخر بشئ مما ذكممر ولممو ثبممت زنمماه بممإقرار لن نفسممه‬
‫مستوفاة ويؤخر للحمل وانقضاء الفطام ولو كان الحمل من زنا‪ ،‬كما في اسممتيفاء القصمماص‪ ،‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬لوضع حمل( أي إلى وضعه‪ ،‬وقوله وفطام‪ :‬أي وإلى فطم الرضيع‪ ،‬فإذا وضعت ومضت‬
‫مدة الرضاع رجمت )قوله‪ :‬ل لمرض الخ( أي ل يؤخر الرجم لجل مرض‪ ،‬وقوله يرجى برؤه‬
‫منه‪ :‬هو ليس بقيد‪ ،‬بل مثلممه بمالولى ممما ل يرجممى بمرؤه‪ ،‬وذكممر فممي المنهمماج قممول أنمه إن ثبممت‬
‫بإقراره يؤخر ندبا‪ ،‬وذلك لنه بسبيل من الرجوع )قوله‪ :‬وحر وبرد( معطوفان على مممرض‪ :‬أي‬
‫ول يؤخر الرجم لجل حر وبرد مفرطين )قوله‪ :‬نعم يؤخر الجلممد الممخ( ل معنممى للسممتدراك‪ :‬إذ‬
‫الكلم في الرجم‪ ،‬فالولى حذف أداة الستدراك والتيان بواو‬

‫] ‪[ 168‬‬

‫العطف في محلها‪ ،‬وقوله لهما‪ :‬أي لحر وبرد مفرطين إلى اعتدال الوقت )قوله‪ :‬ولمرض‬
‫يرجى برؤه منه( أي ويؤخر الجلد أيضا لمممرض يرجمى بممرؤه منممه‪ ،‬فممإن لمم يمرج بمرؤه منمه ل‬
‫يؤخر‪ ،‬ول تفرق السياط على اليام وإن احتمل التفريق بل يضرب في الحال‪ .‬إذ ل غاية تنتظممر‬
‫لكن ل يضرب بسياط لئل يهلك‪ ،‬بل يضرب بعثكال‪ ،‬أي عرجون عليممه مممائة غصممن مممرة‪ ،‬فممإن‬
‫كان عليه خمسون غصنا فمرتين‪ ،‬فإن برئ بعد ضربه بذلك أجزأه الضرب به )قوله‪ :‬أو لكونهمما‬
‫حامل( أي ويؤخر الجلد لذلك كمما يمؤخر الرجمم )قموله‪ :‬لن القصمد المردع( علمة لتممأخير الجلمد‬
‫)قوله‪ :‬ويثبت الزنا بإقرار حقيقي( خرج الحكمي وهو اليمين المردودة بعممد نكممول الخصممم‪ :‬كممأن‬
‫ادعى شخص على آخر أنه زنى وأراد تحليفه على أنه لم يزن فنكل ثم رد اليميممن علممى المممدعي‬
‫فحلف اليمين المردودة فإنها كالقرار لكن ل يثبت بها الزنا في حق المدعى عليممه‪ ،‬وإنممما يسممقط‬
‫بها الحد عن القاذف‪ ،‬وقوله مفصل قال البجيرمي‪ :‬كأن يقممول أدخلممت حشممفتي فممرج فلنممة علممى‬
‫سبيل الزنا ول بد أن يذكر الحصان أو عدمه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله نظير ما فممي الشممهادة‪ :‬أي مممن اعتبممار‬
‫التفصيل فيها كما يأتي )قوله‪ :‬ولو بإشارة أخرس( غاية في القرار‪ :‬أي يثبت بالقرار ولممو كممان‬
‫القرار بإشارة أخرس‪ ،‬لكن بشرط أن يفهمها كل أحد )قوله‪ :‬ولو مرة( غاية ثانية للقرار أيضا‪:‬‬
‫أي يثبت بالقرار ولو كان القرار مرة وهي للرد )قوله‪ :‬ول يشترط الخ( المقام للتفريممع‪ ،‬وقمموله‬
‫تكرره‪ :‬أي القرار أربع مرات‪ ،‬وقوله خلفا لبمي حنيفمة‪ :‬أي وأحممد فإنهمما اشممترطا أن يكمون‬
‫القرار أربعا لحديث ماعز لن كل مرة قائمة مقام شاهد‪ ،‬وأجمماب أئمتنما بممأنه )ص( إنممما كممرره‬
‫على ماعز في خبره لنه شك في عقله‪ ،‬ولهممذا قممال لممه‪ :‬أبممك جنممون ؟ ولممم يكممرره فممي الغامديممة‬
‫)قوله‪ :‬وبينة( معطوف على إقرار‪ :‬أي ويثبت الزنا أيضا ببينة وهي أربعة شهود لقوله تعممالى‪* :‬‬
‫)واللتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم( * )قوله‪ :‬فصلت الخ( يعني أنه‬
‫يشترط في البينة أن تفصل وتفصيلها يكون بذكر المزني بها لحتمممال أن ل حممد بوطئهمما وبممذكر‬
‫الكيفية‪ :‬أي كيفية ما وجد منممه ممن إدخممال الحشممفة أو قممدرها لحتمممال إرادة المباشممرة فيممما دون‬
‫الفرج بقولها إنه زنى وذكر مكان الوطئ وزمانه لن المرأة قد تحل فممي مكممان دون مكممان وفممي‬
‫زمان دون زمان‪ ،‬ولو اختلفت البينة في مكانه ووقته بطلمب الشمهادة )قموله‪ :‬كاشمهد المخ( تمثيمل‬
‫للشهادة المستكملة للقيود السابقة )قوله‪ :‬ولو أقر( أي الزاني بالزنا )قوله‪ :‬ثم رجع عممن ذلممك( أي‬
‫عن إقراره )قوله‪ :‬قبل الشروع( متعلممق برجممع‪ .‬وقمموله أو بعممده‪ :‬أي بعممد الشممروع )قمموله‪ :‬بنحممو‬
‫كذبت الخ( متعلق برجع أيضا )قوله‪ :‬وإن قال الخ( غاية لمقدر‪ :‬أي يقبل رجوعه بممذلك وإن قممال‬
‫بعد الرجوع كذبت في رجوعي ولو أخر هذه الغاية عن قوله سقط الحد لكان أولى للسممتغناء بممه‬
‫عن تقدير ما ذكر )قوله‪ :‬أو كنت فاخذت( معطوف على قمموله بنحممو كمذبت فيكممون متعلقما بقموله‬
‫رجع أيضا‪ :‬أي أو رجع بقوله كنت فاخذت فظننته زنا وأقررت به )قوله‪ :‬وإن شهد حاله بكممذبه(‬
‫أي يقبل الرجوع بما ذكر وإن شهد حاله بكذبه أي في ظنه أن المفاخممذة زنمما بممأن يكممون ممممن ل‬
‫يخفى عليه ذلك )قوله‪ :‬بخلف ما أقررت به( أي بخلف قوله بعد إقراره أنما مما أقممررت بمه فل‬
‫يقبل به الرجوع )قوله‪ :‬لنه( أي قوله ما أقررت به‪ .‬وقوله مجرد تكذيب للبينممة الشمماهدة بممه‪ :‬أي‬
‫بإقراره‪ .‬ا‍ه‪ .‬سم )قوله‪ :‬سقط الحد( جواب لو‪ ،‬فلو قتممل بعممد سممقوطه عنممه بممالرجوع وجممب علممى‬
‫قاتله الدية ل القود لختلف العلماء في سقوط الحد بالرجوع‪ ،‬وأفهم قوله سقط الحممد أن غيممره ل‬
‫يسقط عنه كمهر من قال زنيت بها مكرهة ثم رجع عن قوله وهو كذلك كما صممرح بممه فممي فتممح‬
‫الجواد‪ ،‬وقال‪ :‬لنه حق آدمي‪ .‬وفي سم‪ :‬لو أقر بالزنا فهل تسقط عدالته بممإقراره بالزنمما ثممم يعممود‬
‫حكمهمما برجمموعه ؟ فيممه نظممر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬لنممه الممخ( علممة لسممقوط الحممد )قمموله‪ :‬عممرض لممماعز‬
‫بالرجوع(‬

‫)‪ (1‬سورة النساء‪ ،‬الية‪.15 :‬‬

‫] ‪[ 169‬‬

‫أي بقوله عليه الصلة والسلم له‪ :‬لعلك قبلت‪ .‬لعلك لمست‪ .‬أبك جنون )قوله‪ :‬فلول أنه ل‬
‫يفيد( الصواب حذف ل ‪ -‬كما في التحفة والنهاية ‪ -‬وذلمك لن لمول تفيمد امتنماع الجمواب لوجممود‬
‫الشرط فلو كانت ل ثابتة لكان المعنى ثبت امتناع عدم التعريض لوجود عدم الفممادة‪ ،‬وهممو غيممر‬
‫مستقيم لن القصد ثبوت الفادة ل عدمها )قوله‪ :‬ومن ثم سممن الرجمموع( أي وممن أجمل أن النمبي‬
‫)ص( عرض لماعز بالرجوع سن لمن أقر بذلك الرجوع عن إقراره ويتوب بينه وبين ال تعالى‬
‫فإن ال يقبل توبته إذا أخلص نيته )قوله‪ :‬وكالزنا في قبممول الرجمموع عنممه( أي عممن القممرار بممه‪.‬‬
‫وقوله كل حد ل تعالى‪ :‬أي كل موجب حد‪ .‬إذ الذي يقربه ثم يرجع عنه الموجب ويدل لممه تمثيممل‬
‫الشارح له بعد بقوله كشرب الخ‪ :‬إذ هو ل يصح تمثيل للحممد وإنممما هممو لممموجبه )قمموله‪ :‬بالنسممبة‬
‫للقطع( راجع للسرقة أي يقبل الرجوع في السممرقة بالنسممبة لسممقوط الحممد عنممه وهممو القطممع‪ ،‬أممما‬
‫بالنسبة للمال المسروق فل يقبل رجوعه بل يؤخذ منممه‪) .‬قمموله‪ :‬وأفهممم كلمهممم( المناسممب وأفهممم‬
‫قولي ولو أقر ثم رجع لن ما ذكره مفهوم قوله وإن كان هو مفهوم كلمهم أيضا )قوله‪ :‬أنممه( أي‬
‫الزنا )قوله‪ :‬ل يتطرق إليه( الضمير عائد على الزنمما‪ ،‬لكممن بتقممدير مضمماف‪ :‬أي ل يتطممرق إلممى‬
‫إثباته بالبينة رجوع )قوله‪ :‬وهو كذلك( أي ما أفهمه كلمهم من عدم تطممرق الرجمموع إليمه كممذلك‬
‫)قوله‪ :‬لكنه( أي الزنا أي حده يتطرق إليه‪ :‬أي إلى حده السقوط‪ ،‬وقوله بغيره‪ :‬أي غير الرجمموع‬
‫)قوله‪ :‬كدعوى زوجية( أي لمن زنى بها وهو تمثيل لتطرق السقوط بغير الرجوع )قوله‪ :‬وملممك‬
‫أمة( أي وكدعوى ملك أمة زنى بها‪ ،‬وقوله وظممن كونهمما حليلممة‪ :‬أي وكممدعوى أن هممذه الجنبيممة‬
‫التي زنى بها يظن أنها حليلته ففي جميع ما ذكر يسقط عنه حد الزنا الثابت بالبينة لوجود الشبهة‬
‫وقد قال عليه السلم‪ :‬ادرءوا الحدود بالشبهات )قوله‪ :‬وثانيها حد القممذف( أي وثمماني الحممدود حممد‬
‫القذف‪ ،‬والقذف لغة الرمي‪ :‬يقال قذف النواة أي رماها وشرعا الرمي بالزنا في معرض التعيير‪:‬‬
‫أي في مقام هو التعيير‪ :‬أي التوبيخ‪ .‬وألفاظه ثلثة‪ :‬صريح‪ ،‬وكنايمة‪ ،‬وتعريممض‪ .‬فممالول همو مما‬
‫اشتهر فيه ولم يحتمل غيره كقوله لرجل أو امرأة زنيت أو زنيت بفتح التاء وكسرها أو يا زاني‪،‬‬
‫ول يضر اللحن بالتذكير للمؤنث وعكسه‪ .‬والثاني هممو ممما احتمممل القممذف واحتمممل غيممره‪ :‬كقمموله‬
‫زنأت بالهمز في الجبل أو نحوه فهو كناية لن ظاهره يقتضي الصعود‪ ،‬وكقوله لرجممل يمما فمماجر‬
‫يا فاسق يا خبيث ولمرأة يا فاجرة يا خبيثة يا فاسقة وأنت تحبين الخلوة أو الظلمممة أو ل ترديممن‬
‫يد لمس‪ ،‬فإن نوى به القذف حد وإل فل‪ ،‬وإذا ادعى عليه بمأنه أراده وأنكمره صممدق بيمينمه فمي‬
‫أنه ما أراده‪ .‬والثالث هو ما ل يحتمل ظاهره القذف‪ ،‬كقوله لغيره في خصومة أو غيرها يمما ابممن‬
‫الحلل وأنا لست بزان أو ليست أمي بزانية فليس بقذف وإن نواه )قوله‪ :‬وهو( أي القذف‪ ،‬وقوله‬
‫من السبع الموبقات‪ :‬أي المهلكات من أوبقتممه الممذنوب إذا أهلكتممه‪ ،‬وهممي‪ :‬السممحر‪ ،‬والشممرك بممال‬
‫تعالى‪ ،‬وقتل النفس التي حرم ال إل بالحق‪ ،‬وأكل الربا‪ ،‬وأكل مال اليتيم‪ ،‬والتولي يمموم الزحممف‪،‬‬
‫وقذف المحصنات‪ :‬أي الحرائر البريئات )قوله‪ :‬وحد قاذف الخ( وذلممك لقمموله تعممالى‪) * :‬والممذين‬
‫يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شممهداء فاجلمدوهم ثمممانين جلممدة( * وقموله )ص( لهلل بمن‬
‫أمية حين قذف زوجته بشريك بن سحماء‪ :‬البينة أو حد في ظهرك‪ ،‬ولما قال )ص( له ذلك‪ ،‬قال‪:‬‬
‫يا رسول ال إذا رأى أحدنا على امرأته رجل أينطلق يلتمممس البينممة ؟ فجعممل )ص( يكممرر ذلممك‪.‬‬
‫فقال هلل‪ :‬والذي بعثك بالحق نبيا إني لصادق ولينزلن ال ما يبرئ ظهري من الحد فنزلت آيممة‬
‫اللعان )قوله‪ :‬مكلف( أي بممالغ عاقممل‪ ،‬فل حممد علممى صممبي ومجنممون لنفممي اليممذاء بقممذفهما لعممدم‬
‫تكليفهما‪ ،‬لكن يعزران إذا كان لهما نوع تمييز‪ ،‬وقوله مختار‪ :‬خممرج المكممره بفتممح الممراء فل حممد‬
‫عليه لعدم قصد اليذاء بذلك‪ .‬وقوله ملتزم للحكام‪ :‬أي فل حد على غير‬

‫)‪ (1‬سورة النور‪ ،‬الية‪.4 :‬‬

‫] ‪[ 170‬‬

‫الملتزم لها كالحربي‪ .‬وقوله عالم بالتحريم‪ :‬خرج الجاهل بممه لقربممه مممن السمملم فل يحممد‬
‫)قوله‪ :‬محصنا( مفعول قاذف )قموله‪ :‬وهمو( أي المحصممن أي ضممابطه‪ .‬وقموله هنما‪ :‬أي فمي حمد‬
‫القذف‪ ،‬واحترز به عن المحصن في حد الزنا فهو غير المحصن هنا من حيث أن الممذي يشممترط‬
‫هنا كالسلم‪ ،‬والعفة ل يشترط هناك‪ .‬والحاصل شروط الحصان هنا خمسة‪ :‬السلم‪ ،‬والبلوغ‪،‬‬
‫والعقل‪ ،‬والحرية‪ ،‬وعفته عن وطئ يحد به وعن وطئ محرم مملوكة له وعن وطئ زوجتممه فممي‬
‫دبرها‪ .‬وشروط الحصان هناك أي في حد الزنا‪ ،‬البلوغ‪ ،‬والعقل‪ ،‬والحريممة‪ ،‬والموطئ فممي نكمماح‬
‫صحيح )قوله‪ :‬مكلف( خرج الصبي والمجنون فل يحد قاذفهما‪ .‬وقوله حر‪ :‬خرج الرقيق فل يحد‬
‫قاذفه لنقصه‪ ،‬وقوله مسلم‪ :‬خرج الكافر مطلقا فل يحد قاذفه لما تقدم‪ .‬وفممي البجيرمممي‪ :‬لممو نممازع‬
‫القاذف في حرية المقذوف أو في إسلمه صدق المقذوف بيمينه‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬عفيممف الممخ( خممرج‬
‫غير العفيف من ذلك فل يحد قاذفه لما تقدم‪) ،‬وقوله‪ :‬من زنا ووطئ دبر حليلته( أي ومممن وطممئ‬
‫مملوكة محرم له‪ ،‬كما في شرح المنهج‪ ،‬فالمعتبر عفته عن هممذه الثلثممة فل تبطممل عفتممه بغيرهمما‬
‫ولو كان حراما‪ :‬كوطئ زوجته في عدة شمبهة لن التحريممم عمارض يممزول‪ ،‬وكموطئ أمممة ولممده‬
‫لثبوت النسب حيث حصل علوق من ذلك الوطئ مع انتفاء الحد‪ ،‬وكوطئ في نكاح فاسممد كمموطئ‬
‫منكوحة بل ولي أو بل شهود لقوة الشهبة‪ ،‬وكوطئ زوجته أو أمته في حيض أو نفاس أو إحرام‬
‫أو نحو ذلك )فرعان( لو زنى مقذوف قبل أن يحد قاذفه سمقط الحمد عمن قماذفه لن الحصمان ل‬
‫يتيقن‪ ،‬بل يظن فظهور الزنا يدل على سبق مثله‪ ،‬فكأنه وقت القذف كان غير محصن‪ ،‬ومن زنى‬
‫مرة ثم صلح بأن صلح حاله لم يعد محصنا أبدا‪ ،‬ولو لزم العدالممة‪ ،‬وصممار مممن أورع خلممق الم‬
‫تعالى وأزهدهم لن العرض إذا انخرم بالزنا لم يزل خلله بما يطرأ لمه ممن العفمة‪ .‬فمإن قيمل‪ :‬قمد‬
‫ورد التائب من الذنب كمن ل ذنب له‪ .‬أجيب‪ :‬بأن هذا بالنسبة إلى الخممرة )قمموله‪ :‬ثمممانين جلممدة(‬
‫مفعول مطلق لحد‪ ،‬وذلك للية المارة‪ ،‬ول تصح الزيادة عليهمما ومممات ضمممن بالقسممط )قموله‪ :‬إن‬
‫كان القاذف حرا( قيد في كون الحد ثمانين جلدة‪ ،‬واستفيد كون الثمانين مخصوصة بالحرار من‬
‫قوله تعالى‪) * :‬ول تقبلوا لهم شهادة أبدا( * وذلك لقتضاء أنهم قبل القذف كانت شهادتهم مقبولة‬
‫فتستلزم حريتهم‪ .‬إذ الرقيق ل تقبل شهادته وإن لم يقذف وإنما ردت شهادتهم بالقممذف لفسممقهم بممه‬
‫إذ هو كبيرة كما في آخر الية حيث قممال * )وأولئك هممم الفاسممقون( * )قمموله‪ :‬وإل فممأربعين( أي‬
‫وإن لم يكن القاذف حرا‪ ،‬بل كان رقيقا‪ ،‬فيحد أربعين لنه نصف الحمر‪) .‬قموله‪ :‬ويحصمل القمذف‬
‫الخ( أي ويحصل القذف بلفظ يدل عليه إما صريحا فيه أو كناية‪ ،‬كما تقدم‪ ،‬وجميع ما ذكممره مممن‬
‫الصريح ما عدا يا مخنث ويمما لمموطي فإنهممما ممن الكنايممة‪ ،‬لن الول مممأخوذ مممن التخنممث‪ ،‬وهممو‬
‫التكسر‪ ،‬فهمو محتممل لمه وللقمذف‪ ،‬والثماني محتمممل لرادة كممونه علمى ديمن قموم لموط‪) .‬وقمموله‪:‬‬
‫بزنيت( هو بتاء المخاطب المفتوحة ومثله أو بلطت )قوله‪ :‬ومممن صممريح قممذف المممرأة أن يقممول‬
‫لبنها من زيد الخ( أي ولو كان منفيا بلعان لكنه قال له ذلك بعد استلحاقه أما قبله فكناية فيسممئل‪،‬‬
‫فإن قال أردت تصديق النافي في نسبة أمه إلى الزنا فقاذف لها‪ ،‬أو أردت أن النافي نفاه أو انتفى‬
‫نسبه منه شرعا أو أنه ل يشبهه خلقا أو خلقا صممدق بيمينممه ويعممزر لليممذاء ا‍ه‪ .‬ش ق )قمموله‪ :‬ل‬
‫قوله لبنه لست ابني( أي ليس من صريح قذف الممرأة قموله لبنمه مما ذكمر بمل همو ممن الكنايمة‬
‫فيسأل حينئذ فإن قال أردت أنه ممن زنما فقمماذف لممه أو أنمه ل يشممبهني خلقمما ول خلقمما فيصمدق‬
‫بيمينه‪ ،‬والفرق بين قول الب لولده ما ذكر وبين قول الجنبي ما تقدم أن الب لحتياجه‬

‫)‪ (1‬سورة النور‪ ،‬الية‪.4 :‬‬

‫] ‪[ 171‬‬

‫إلى تأديب ولده يحمل ما قاله على التأديب‪ ،‬بخلف الجنبي )قوله‪ :‬ولو قممال( أي شممخص‬
‫أبا أو غيره‪) ،‬وقوله‪ :‬كان( أي قوله المذكور‪) ،‬قوله‪ :‬قذفا لمه( أي الولد‪ .‬وعبارة المغني‪ .‬فممرع‪:‬‬
‫قال في الحاوي في باب اللعان لو قال لبنه أنت ولد زنما كمان قاذفمما لمممه‪ .‬قممال الممدميري‪ :‬وهمذه‬
‫مسألة حسنة ذكرها ابن الصلح في فتاويه بحثا من قبل نفسه‪ ،‬وكأنه لم يطلع فيها على نقل وزاد‬
‫أنه يعزر للمشتوم ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ول يحد أصل لقذف فرع( أي وإن عل الصل وسفل الفرع )قوله‪:‬‬
‫بل يعزر( أي الصممل لليممذاء الحاصممل منممه لفرعممه‪ .‬قممال فممي المغنممي‪ :‬فممإن قيممل‪ :‬قممد قممالوا فممي‬
‫الشهادات إن الصل ل يحبس في وفاء دين فرعه مع أن الحبس تعزير‪ .‬أجيب‪ :‬بأن حبسه للممدين‬
‫قد يطول زمنه فيشق عليه‪ ،‬بخلف التعزير هنا فإنه قد يحصل بقيام من مجلممس ونحمموه‪ ،‬وحيممث‬
‫ثبت فهو لحق ال تعالى ل لحق الولد‪ ،‬وكما ل يحد بقذف ورثممة الولممد‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬كقمماذف غيممر‬
‫مكلف( أي فإنه ل يحد بل يعزر‪ ،‬ثم إنه يحتمل تنوين اسم الفاعل وما بعممده مجممرور صممفة لممه أو‬
‫منصوب به‪ ،‬ويحتمل عدم تنوينه وما بعده مجرور بالضافة ل غير‪ ،‬والمعنى على كل صممحيح‪.‬‬
‫إذ التكليف شرط في حد القاذف والمقذوف‪ ،‬فإذا فقد من أحدهما فل حد على واحد منهممما )قمموله‪:‬‬
‫ولو شهد بزنا دون أربعة( أي شهد به رجممال أحممرار مسمملمون كممائنون دون أربعممة أي أقممل مممن‬
‫أربعة فدون ظرف غير متصرف صفة لفاعل محممذوف‪ ،‬وهممذا هممو الصممحيح الممذي جممرى عليممه‬
‫سيبويه والبصريون‪ ،‬وجرى الكوفيون على أنها من الظروف المتصممرفة فعليممه هممي فاعممل شممهد‬
‫)قوله‪ :‬أو نساء أو عبيد( أي أو شهد به نساء أو عبيممد ولمو زادوا علممى أربعممة )قموله‪ :‬حممدوا( أي‬
‫لنهم في غير الولى ليسوا من أهل الشهادة‪ ،‬وحذرا في الولى من الوقوع فممي أعممراض النمماس‬
‫بصورة الشهادة ولما في البخاري أن عمر رضي ال عنه حد الثلثة الذين شممهدوا بزنمما المغيممرة‬
‫بن شعبة رضي ال عنه ولم يخالفه أحد‪ .‬قال فممي التحفممة والنهايممة‪ :‬ولهممم‪ ،‬أي لممما دون الربعممة‪،‬‬
‫تحليفه أنه لم يزن‪ ،‬فإن نكل وحلفوا لم يحدوا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قموله‪ :‬ولممو تقاذفمما( أي صممدر مممن كممل منهممما‬
‫قذف لصاحبه‪) ،‬وقوله‪ :‬لم يتقاصا( أي لم يسقط حد هذا بقذف الخر ول العكس‪ ،‬بممل لكممل منهممما‬
‫حد على الخر‪ ،‬وذلك لن شرط التقاص اتحاد الجنس والصفة وهمو متعممذر هنمما لختلف تممأثير‬
‫الحدين باختلف البدنين غالبا )قوله‪ :‬ولقاذف تحليف مقذوفه( أي رجاء أن ينكل المقذوف فيحلف‬
‫القاذف ويسقط عنه الحد )قوله‪ :‬وسقط( أي حد القذف‪) ،‬وقوله‪ :‬بعفو( أي عنه كلممه فلممو عفمما عممن‬
‫بعضه لم يسقط منه شئ‪) .‬وقوله‪ :‬من مقذوف( متعلق بمحذوف صفة لعفو‪ :‬أي عفممو صممادر مممن‬
‫مقمذوف )قموله‪ :‬أو وارثمه الحمائز( أي أو بعفمو صمادر ممن وارث المقمذوف الحمائز‪ :‬أي لجميمع‬
‫التركة وخرج بالحائز غيره كأن عفا بعض الورثة فل يسممقط منممه شممئ‪ ،‬وذلممك لنممه يممرث الحممد‬
‫جميع الورثة الخاصين غير موزع‪ ،‬بل يثبممت كلممه جملممة لكممل واحممد بممدل عممن الخممر‪ ،‬فلممو عفمما‬
‫بعضهم عن حصته فللباقين استيفاء جميعه لنه عار‪ ،‬والعار يلزم الواحد كما يلزم الجميع‪ .‬وكممما‬
‫يسقط الحد بالعفو يسقط بإقامة البينة على زنا المقذوف وبإقرار المقذوف به وبإرث القاذف الحممد‬
‫)قوله‪ :‬ول يستقل المقذوف الخ( أي بل الذي يستقل به المام أو نائبه‪ ،‬فلو استقل به المقممذوف لممم‬
‫يقع الموقع ولو كان بإذن المام أو القاذف‪ ،‬فإن مات القاذف به قتممل المقممذوف ممما لممم يكممن بممإذن‬
‫القاذف وإن لم يمت لم يجلد حتى يبرأ من اللم الول )قوله‪ :‬ولزوج قذف زوجته الخ( ظاهره أن‬
‫له ذلك ويسقط عنه الحد‪ ،‬وليس كذلك‪ ،‬بمل ل يسمقط عنمه إل إذا أقمام بينمة علمى زناهما أو لعمن‬
‫زوجته‪ .‬تنبيه‪ :‬إعلم أن الفقهاء عقدوا اللعان بابا وذكروه بعد الظهار‪ ،‬والشارح رحممه الم تعمالى‬
‫لم يتعرض له أصل‪ ،‬ويناسب ذكر نبذه تتعلق به هنا‪ .‬وحاصلها أن اللعان شممرعا كلمممات خمسممة‬
‫جعلت كالحجة للمضطر إلى قذف الزوجة التي‬

‫] ‪[ 172‬‬

‫لطخت فراشه أو إلى نفي ولد علم أو ظن ظنا مؤكدا أنه ليس منه ظاهرا كممأن لممم يطممأ أو‬
‫ولدته لدون ستة أشهر من الوطئ‪ ،‬والقذف لنفيه حينئذ واجممب وهممي أن يقممول‪ :‬إذا قممذف زوجتممه‬
‫أربع مرات أشهد بال أني لمن الصادقين فيما رميت به هذه من الزنا وأن يقول الخامسة أن لعنة‬
‫ال عليه إن كان من الكاذبين‪ ،‬وذلك لقوله تعالى‪) * :‬والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شمهداء‬
‫إل أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بال إنه لمن الصممادقين‪ .‬والخامسممة أن لعنممة الم عليممه إن‬
‫كان من الكاذبين( * ويحصل باللعان أشياء كانتفاء نسب نفاه به حيث كان ولد لما في الصحيحين‬
‫أنه )ص( فرق بينهما وألحق الولد بالمرأة ودرأ الحد عنممه الثممابت لهمما بالقممذف‪ ،‬وكممذا للزانممي إن‬
‫كان قد عينه في قذفه وسماه فممي لعممانه وكتحريممم المممرأة عليممه مؤبممدا لخممبر الممبيهقي اللعنممان ل‬
‫يجتمعان وكإيجاب الحد عليها إن لم تلعن فممإن لعنممت فل حممد‪ ،‬وذلممك لقمموله تعممالى‪) * :‬ويممدرأ‬
‫عنها العذاب أن تشهد أربع شهادة بال إنه لمن الكاذبين‪ .‬والخامسة أن غضب ال عليهمما إن كممان‬
‫من الصادقين( * وكانفساخ النكاح ظاهرا وباطنا )قموله‪ :‬الممتي علمم زناهمما( أي كمأن رآهما تزنمي‬
‫وكأن أخبره عدد التواتر بزناها‪ ،‬فإن لم يعلم زناها ولم يظنه ظنا مؤكدا حرم عليه قممذفها ولعانهمما‬
‫ولو كان هناك ولد لنه يلحقه بالفراش وقوله وهي في نكاحه‪ :‬الجملممة حممال مممن زناهمما‪ :‬أي علممم‬
‫زناها والحال أنها هي في نكاحه فإن علم زناها وليست هي في نكاحه فليممس لممه أن يقممذفها‪ ،‬فممإن‬
‫قذفها حد وليس له لعان لعدم احتياجه لقذفها حينئذ كالجنبية )قوله‪ :‬ولو بظممن ظنمما مؤكممدا( تأمممل‬
‫هذه الغاية بعد قوله علم زناها والولى أو ظن بأو العاطفة بدل ولو )قوله‪ :‬مممع قرينممة( حممال مممن‬
‫ظنا أي أو ظنه ظنا مصحوبا بقرينة‪ ،‬والولممى أن يقممول بقرينممة ببمماء التصمموير بممدل مممع المفيممدة‬
‫للمصاحبة‪ ،‬وذلك لن الظن يحصل بالقرينة مع الشمميوع ل معهمما )قمموله‪ :‬كممأن رآهمما الممخ( تمثيممل‬
‫للقرينة‪) ،‬وقوله‪ :‬أو رآه( أي أو رأى الجنبي خارجمما مممن عنممد زوجتممه‪ :‬أي أو رأى رجل معهمما‬
‫مرارا في محل ريبة أو مرة تحت شعار واحد‪ ،‬وهو ما ولي الجسد من الثياب )قوله‪ :‬مممع شمميوع‬
‫بين الناس( متعلق بممالفعلين قبلممه‪ ،‬ويحتمممل جعلممه متعلقمما بمحممذوف صممفة لقرينممة‪ :‬أي مممع قرينممة‬
‫مصحوبة بشيوع فل تكفي القرينة وحدها لنه ربما رأى الجنبي دخل عليها لخوف أو سممرقة أو‬
‫نحوها أو دخلت هي على الجنبي لذلك ول الشيوع وحده لنه قد يشمميعه عممدو لهمما أو مممن طمممع‬
‫فيها ولم يظفر بشئ )قموله‪ :‬أو ممع خمبر ثقمة( معطموف علمى قموله ممع قرينمة‪ ،‬وعبمارة التحفمة‪:‬‬
‫وكإخبار عدل رواية أو من اعتقد صدقه له عن معاينة بزناها وليس عدوا لها ول له ول للزاني‪.‬‬
‫قال بعضهم‪ :‬وقد بين كيفية الزنا لئل يظن ما ليممس بزنمما وكإقرارهمما لممه بممه واعتقممد صممدقها‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أو مع تكرر الخ( معطوف على قوله مع قرينة‪ ،‬أو على قمموله أو مممع خممبر ثقممة‪) ،‬وقمموله‪:‬‬
‫رؤيته( أي الزوج‪) ،‬وقوله‪ :‬لهما( أي لزوجته والجنبي وقموله كممذلك‪ :‬أي فممي الخلموة أو خارجما‬
‫من عندها‪) ،‬وقوله‪ :‬مرات( مفعول مطلق مؤكد لقوله تكرر‪ ،‬إذ التعممدد يفهممم مممن التكممرر )قمموله‪:‬‬
‫ووجب نفي الولد( أي فورا‪ ،‬فإن أخر بل عذر بطل حقه من النفممي فيلحقممه الولممد‪ ،‬بخلف ممما إذا‬
‫كان بعذر كأن بلغه الخبر ليل فأخر حتى يصبح‪ ،‬أو كممان مريضمما أو محبوسمما ولممم يمكنممه إعلم‬
‫القاضي بذلك أو لم يجد القاضي فأخر حتى يجده فل يبطل حقه في ذلك إن تعسممر عليممه الشممهاد‬
‫بأنه باق على النفي‪ ،‬وإل بطل حقه ثم إن علم زناها أو ظنه ظنا مؤكدا قذفها ولعممن‪ ،‬ول بممد أن‬
‫يذكر نفي الولد في كلمات اللعان الخمسة بأن يقول أشهد بال إني لمن الصمادقين فيمما رميمت بمه‬
‫هذه من الزنا وأن هذا الولد ليس مني أو هذا الولد من زنا فإن لم يعلم زناهمما أو يظنممه فل يجمموز‬
‫له قذفها‪ ،‬كما تقدم‪ ،‬ويقتصر على النفي باللحان لجواز كونه من شبهة أو زوج سابق بممأن يقممول‪:‬‬
‫أشهد بال إني لمن الصادقين في أن هذا الولد ليس مني‪) ،‬وقوله‪ :‬إن تيقممن أنممه ليممس منممه( أي أو‬
‫ظنه ظنا مؤكدا‪ ،‬وذلك بأن لم يطأها في القبل أو لم تستدخل ماءه المحترم أصل أو وطئها فيه أو‬
‫استدخلت ماءه المحترم ولكن ولدته لدون ستة أشهر من الوطئ ولو لكثر منها من العقد أو فوق‬
‫أربع سنين من الوطئ فإن لم يكن يعلم أو يظن أنمه ليممس منمه حممرم عليمه النفمي والقمذف )قموله‪:‬‬
‫وحيث ل ولد ينفيه الخ( هذا مقابل لمقدر‪ :‬أي ما مر من جواز القذف ووجوب نفي الولد‬

‫)‪ (1‬سورة النور‪ ،‬الية‪ (2) .6 :‬سورة النور‪ ،‬الية‪.8 :‬‬

‫] ‪[ 173‬‬

‫إذا كان هناك ولد ينفيه‪ ،‬فإن لم يكن هناك ولد فالولى له أن يسممتر عليهمما مممع إمسمماكها أو‬
‫مع طلقها فهو مخير في ذلك‪ ،‬فقوله بعد وأن يطلقها الخ بيان لهذين الحممالين‪ ،‬وقمموله فممإن أحبهمما‬
‫أمسكها‪ :‬في البجيرمي‪ :‬قال الحلبي فيه تصريح بأن له إمساكها مع علمه بأنها تأتي الفاحشممة‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬إذا سب شخص آخر للخر أن يسبه( أي لخبر أبي داود أن زينب لما سبت عائشة رضي‬
‫ال عنها قال لهمما النممبي )ص( سممبيها وإذا سممبه فقممد اسممتوفى حممق نفسممه‪ ،‬ويبقممى علممى الول إثممم‬
‫البتداء لما فيه من اليذاء‪ ،‬والثم لحق ال تعالى‪ .‬قال في التحفممة‪ :‬كممذا قمماله غيممر واحممد‪ ،‬والممذي‬
‫يتجه أنه ل يبقى عليه إل الثاني لنه إذا وقممع السممتيفاء بالسممبب المماثممل فممأي ابتممداء يبقممى علممى‬
‫الول للثاني حتى يكون عليه إثم ؟ وإنما الذي عليه الثم المتعلق بحق المم‪ ،‬فممإذا مممات ولممم يتممب‬
‫عوقب عليه إن لم يعف عنه‪ .‬ا‍ه‪ .‬بتصرف‪) .‬وقوله‪ :‬بقدر ما سبه( قال ح ل‪ :‬أي عددا ل مثممل ممما‬
‫يأتي به الساب لن الذي يأتي به الساب قد يكون كذبا وقذفا وهو ل يسب بنظيممره‪) ،‬وقمموله‪ :‬مممما‬
‫ل كذب فيه ول قذف( بيان للقدر الصادر من الثمماني فهممو متعلممق بمحممذوف حممال منممه‪ :‬أي حممال‬
‫كون هذا القدر الذي يسبه به ليس فيه كذب ول قذف وليس بيانا لما الواقعة على السممب الصممادر‬
‫من السب الول‪ ،‬ويدل على ذلك عبارة شرح المنهج ونصها‪ :‬وإنما يسبه بما ليس كذبا ول قممذفا‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬وكتب عليها البجيرمي‪ :‬قوله بما ليس كذبا ول قذفا وإن كان ما أتى به الول كذبا وقذفا‪ ،‬وقد‬
‫يقال في هذا لم يسبه بقدر ما سبه ح ل‪ .‬ويممدفع بممأن المممراد قممدره عممددا ل صممفة كممما ذكممره‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬كيا ظالم ويا أحمق( تمثيل لما ل كذب فيه ول قذف‪ ،‬وذلك لنه ليس هنمما أحممد يكمماد ينفممك‬
‫عن ذلك والحمق هو من يفعل الشئ في غير موضعه مع علمممه بقبحممه‪ .‬وفممي المصممباح الحمممق‬
‫فساد في العقل‪ .‬تنبيه‪ :‬قال فممي المغنممي‪ :‬يجمموز للمظلمموم أن يممدعو علممى ظممالمه كممما قمماله الجلل‬
‫السيوطي في تفسير قوله تعالى‪) * :‬ل يحب ال الجهر بالسوء من القول إل من ظلم( * قال‪ :‬بممأن‬
‫يخبر عن ظلم ظالمه ويدعو عليه‪ :‬ا‍ه‪ .‬ويخفممف عمن الظممالم بممدعاء المظلمموم لممما رواه أحمممد فممي‬
‫كتاب الزهد عن عمر بن عبد العزيز أنه قال‪ :‬بلغني أن الرجل ليظلممم مظلمممة فل يممزال المظلمموم‬
‫يشتم الظالم وينقصه حتى يستوفي حقه وفي الترمذي عن عائشة رضي ال عنها أن النممبي )ص(‬
‫قال من دعا على من ظلمه فقد استنصر وفي كتاب اللطائف للقاضي أبممي يوسممف أن امممرأة مممن‬
‫بني إسرائيل كانت صوامة قوامة سرقت لها امرأة دجاجة فنبت ريش الدجاجة في وجه السممارقة‬
‫وعجزوا عن إزالته عن وجهها‪ ،‬فسألوا عن ذلك بعض علمائهم فقالوا‪ :‬ل يممزول هممذا الريممش إل‬
‫بدعائها عليها‪ ،‬فلم تزل تكرر ذلك حتى سقط جميع الريش‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وثالثها( أي الحدود )قوله‪:‬‬
‫حد الشرب( أي شرب كل مسكر‪ ،‬وهو من الكبائر لقوله تعالى‪) * :‬يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر‬
‫والميسر( * أي القمار و * )النصمماب( * أي ممما ينصممب ليعبممد مممن دون الم * )والزلم( * أي‬
‫القداح التي يضرب بها * )رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون‪ ،‬إنممما يريممد الشمميطان‬
‫أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر ال وعن الصلة فهل أنتم‬
‫منتهون( * وقوله عليه الصلة والسلم‪ :‬لعن ال الخمر‪ ،‬وشاربها‪ ،‬وساقيها‪ ،‬ومبتاعهمما‪ ،‬وبائعهمما‪،‬‬
‫وعاصرها‪ ،‬ومعتصرها‪ ،‬وحاملها‪ ،‬والمحمولة إليه زاد في رواية‪ :‬وآكل ثمنها وقوله عليه السلم‬
‫من كان يؤمن بال واليوم الخر فل يشرب الخمر وقوله عليه الصمملة والسمملم‪ :‬اجتنبمموا الخمممر‬
‫فإنها مفتاح كل شر وقمموله عليممه الصمملة والسمملم‪ :‬إذا تنمماول العبممد كممأس الخمممر نمماداه اليمممان‪:‬‬
‫أنشدك بال أن ل تدخله علي فإني ل أستقر أنا وهو في‬

‫)‪ (1‬سورة النساء‪ ،‬الية‪ (2) .148 :‬سورة المائدة‪ ،‬الية‪.90 :‬‬

‫] ‪[ 174‬‬

‫موضع واحد‪ ،‬فإن شربه يفر منه مفرة لم يعد إليه أربعين صباحا‪ ،‬فإن تاب تاب ال عليممه‬
‫وسلب من عقله شيئا ل يرده عليه إلى يوم القيامة‪ .‬واعلم‪ :‬أن في شممربها عشممر خصممال مذمومممة‬
‫تقع له في الدنيا‪ :‬أولها إذا شربها يصير بمنزلة المجنون ويصير مضحكة للصبيان ومذموما عند‬
‫العقلء‪ ،‬وإلى هذا أشار ابن الوردي بقوله‪ :‬واهجر الخمرة إن كنت فتى كيممف يسممعى فممي جنممون‬
‫من عقل ؟ ثانيها‪ :‬أنها مذهبة للعقل متلفممة للمممال‪ .‬ثالثهمما‪ :‬أن شممربها سممبب للعممداوة بيممن الخمموان‬
‫والصدقاء‪ .‬رابعها‪ :‬أن شربها يمنع من ذكر ال ومن الصلة‪ .‬وخامسها‪ :‬أن شممربها يحمممل علممى‬
‫الزنا وعلى طلق امرأته وهو ل يدري‪ .‬سادسها‪ :‬أنها مفتاك كل شممر‪ .‬سممابعها أن شممربها يممؤذي‬
‫الحفظة الكرام بالرائحة الكريهمة‪ .‬ثامنهما‪ :‬أن شماربها أوجمب علمى نفسمه أربعيمن جلمدة‪ ،‬فمإن لمم‬
‫يضرب في الدنيا ضرب في الخرة بسياط من نار علممى رؤوس الشممهاد والنمماس ينظممرون إليمه‬
‫والباء والصدقاء‪ .‬تاسعها‪ :‬أنه أغلق باب السماء على نفسه فل ترفع حسناته ول دعاؤه أربعيممن‬
‫يومما‪ .‬عاشمرها‪ :‬أنمه مخماطر بنفسمه لنمه يخماف عليمه أن ينمزع اليممان منمه عنمد مموته‪ .‬وأمما‬
‫العقوبات التي في الخرة فل تحصممى‪ :‬كشممرب الحميممم‪ ،‬والزقمموم‪ ،‬وفمموت الثممواب‪ ،‬وغيممر ذلممك‪.‬‬
‫واعلم‪ :‬أن الخمرة كان شربها جائزا في صدر السلم‪ ،‬ثممم حصممل التحريممم بعممد ذلممك فممي السممنة‬
‫الثالثة من الهجرة بعد أحد‪ ،‬وفي تفسير البغوي ما نصه‪ :‬وجملة القول على تحريم الخمممر أن الم‬
‫أنزل في الخمر أربع آيات نزلت بمكة وهي‪) * :‬من ثمرات النخيل والعناب تتخذون منه سممكرا‬
‫ورزقا حسنا( * فكان المسلمون يشربونها‪ ،‬وهي لهم حلل يومئذ‪ .‬ثم إن عمر بن الخطاب ومعاذ‬
‫بن جبل وجماعة من النصار أتوا رسول ال )ص( فقالوا‪ :‬يا رسول ال أفتنا في الخمر والميسر‬
‫فإنهما مذهبة للعقل مسلبة للمال‪ ،‬فأنزل ال تعالى‪) * :‬يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهممما إثممم‬
‫كبير ومنافع للناس( * إلى أن صنع عبد الرحمن بن عوف طعاما فدعا أناسا من أصممحاب النممبي‬
‫)ص( وأتاهم بخمر فشربوا وسكروا وحضرت صلة المغرب وتقدم بعضهم ليصلي فقرأ‪) * :‬قل‬
‫يا أيها الكافرون‪ ،‬ل أعبد ما تعبدون( * بحذف ل النافية‪ ،‬فأنزل ال تعالى‪) * :‬يا أيها الذين آمنمموا‬
‫ل تقربوا الصلة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون( * فحرم السكر في أوقممات الصمملة‪ .‬فلممما‬
‫نزلت هذه الية تركها قوم وقالوا ل خير فمي شمئ يحمول بيننما وبيمن الصملة‪ ،‬وتركهما قموم فمي‬
‫أوقات الصلة وشربوها في غير أوقاتها حتى كان الرجل يشرب بعد صلة العشاء فيصممبح وقممد‬
‫زال عنه السكر ويشرب بعد صلة الصبح فيصحو إذا جاء وقت الظهر‪ .‬واتخذ عتبمان بمن مالممك‬
‫طعاما ودعا رجال من المسلمين فيهم سعد بن أبي وقاص وكان قد شوى لهممم رأس بعيممر فممأكلوا‬
‫وشربوا الخمر حتى أخذت منهم‪ ،‬ثم إنهم افتخروا عند عتبان وانتسبوا وتناشدوا الشممعار‪ ،‬فأنشممد‬
‫سعد قصيدة فيها هجو للنصار وفخر لقومه‪ ،‬فأخر رجل من النصممار لحممي البعيممر فضممرب بممه‬
‫رأس سعد فشجه شجة موضحة‪ ،‬فانطلق سعد إلممى رسممول الم )ص( وشممكا إليممه النصممار فقممال‬
‫عمر‪ :‬اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا‪ ،‬فأنزل ال تعممالى تحريممم الخمممر فممي سممورة المممائدة فممي‬
‫قوله تعالى‪) * :‬يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر( * إلى قوله * )فهل أنتم منتهون( * وذلممك‬
‫بعد غزوة الحزاب بأيام فقال عمر انتهينا يا رب‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويجلد( أي بسوط أو عصا معتدلممة‬
‫أو نعل أو أطراف ثياب لما روى الشيخان أنه )ص( كان يضرب بالجريد والنعال وفي البخاري‬
‫عن أبي هريرة أنه أتى النبي )ص( بسكران فأمر بضربه‪ :‬فمنا من ضرب بيده‪ ،‬ومنا من ضرب‬
‫بنعله‪ ،‬ومنا من ضرب بثوبه‪ .‬ويفرق الضارب الضرب علممى العضمماء فل يجمعممه فممي موضممع‬
‫واحد لنه قد يؤدي إلى الهلك‪ ،‬ويجتنب المقاتل‪ ،‬وهي المواضع التي يسممرع الضممرب فيهمما إلممى‬
‫القتل‪ :‬كالقلب ونقرة النحر والفرج‪ ،‬ويجتنب الوجه أيضمما لقمموله )ص(‪ :‬إذا ضممرب أحممدكم فليتممق‬
‫الوجه ولنه مجمع‬

‫)‪ (1‬سورة النحل‪ ،‬الية‪ (2) .67 :‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪ (3) .219 :‬سورة الكافرون‪ ،‬الية‪ (3) .2 :‬سورة النساء‪ ،‬اليممة‪:‬‬
‫‪.43‬‬

‫] ‪[ 175‬‬

‫المحاسن‪ ،‬بخلف الرأس فل يجتنبه لنه مغطى بالعمامة غالبا )قوله‪ :‬أي المام أو نممائبه(‬
‫أي أن الذي يستوفي الحد المام أو نائبه ل غيرهما )قوله‪ :‬مكلفا( أي ولو حكما‪ ،‬فدخل السممكران‬
‫المتعدي بسكره‪ ،‬ول بد أن يكون ملتزما للحكام‪ .‬فخرج الحربي لعدم التزامه لها‪ ،‬والذمي أيضمما‬
‫لنه ل يلزم بالذمة ما ل يعتقده )قوله‪ :‬عالما بتحريم الخمر( أي وبكممون ممما شممربه خمممرا )قمموله‪:‬‬
‫شرب الخ( الجملة صفة لمكلفا أي مكلفا موصوفا بكونه شرب خمرا‪ ،‬أي أو أكل بأن جمد الخمر‬
‫وأكله‪ ،‬بخلف ما لو احتقن به بأن أدخله دبره أو اسممتعط بممه بممأن أدخلممه أنفممه فل يحممد بممذلك لن‬
‫الحد للزجر ول حاجة إليه هنا )وقوله‪ :‬خمرا( أي صمرفا لغيمر ضمرورة وإن قمل وإن لمم يسممكر‬
‫لقلته وإن كان درديا‪ ،‬وهو ما يبقى في أسفل إنائه ثخينا‪ ،‬وخرج بالصرف ما لممو شممربه فممي ممماء‬
‫استهلك فيه بحيث لم يبق له طعم ول لون ول ريح‪ ،‬أو أكل خبزا عجممن دقيقممه بممه أو لحممما طبممخ‬
‫به‪ ،‬أو معجونا هو فيه فل حد بممذلك لسممتهلك عيممن الخمممر‪ ،‬بخلف ممما لممو شممرب مممرق اللحممم‬
‫المطبوخ به أو غمس به أو ثرد فيه فإنه يحد به لبقاء عينه‪ ،‬وخرج بغيممر ضممرورة ممما لممو غممص‬
‫بلقمة‪ ،‬أي شرق بها‪ ،‬ولم يجد غيممره فأسمماغها بممه فل حممد عليممه لوجوبهمما عليممه إنقمماذا لنفسممه مممن‬
‫الهلك‪ ،‬فهذه رخصة واجبة‪ ،‬فلو وجد غيممره‪ ،‬ولممو بممول‪ ،‬أسمماغها بممه‪ ،‬وحممرم إسمماغتها بممالخمر‪،‬‬
‫ولكن ل حد به على المعتمد للشبهة )قوله‪ :‬وحقيقتها( أي حقيقمة الخمممر اللغويمة ممما ذكممر‪ ،‬وعليمه‬
‫فإطلق الخمر على المسكر من غير عصير العنب مجاز‪) .‬وقوله‪ :‬المسكر مممن عصممير العنممب(‬
‫إنما سمي خمرا لكونه يخمر العقل‪ :‬أي يستره )قوله‪ :‬وإن لم يقذف بالزبد( أي وإن لم يرم به قال‬
‫في المصباح‪ :‬الزبد بفتحممتين مممن البحممر وغيممره كممالرغوة ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬فتحريممم غيرهمما( أي غيممر‬
‫الخمرة المتخذة من عصير العنب كالمتخذة من النبذة‪) :‬وقوله‪ :‬قياسي( أي بالقياس علممى المتخممذ‬
‫من عصير العنب بجامع السكار في كل )قوله‪ :‬أي بفرض الخ( أي أن كونه قياسا إنما هو علممى‬
‫فرض عدم ورود ما يأتي من خبر الصحيحين وخبره مسلم وقممال سممم‪ :‬ل حاجممة إليممه بنمماء علممى‬
‫جواز القياس مع وجود النص )قوله‪ :‬وإل( أي بأن فرض وروده‪) .‬وقوله‪ :‬فسمميعلم منممه( أي مممما‬
‫يأتي‪) .‬وقوله‪ :‬أن تحريم الكممل( أي ممما اتخممذ مممن عصممير العنممب وممما اتخممذ مممن غيممره‪ ،‬والملئم‬
‫والخصر في الجواب أن يقول فهو منصوص عليه )قوله‪ :‬وعند أقلهم( معطوف على قمموله عنممد‬
‫أكثر أصحابنا‪ :‬أي وحقيقتها عند أقلهم كل مسكر وهذا هو ظمماهر الحمماديث كحممديث كممل مسممكر‬
‫خمر‪ ،‬وكل خمر حممرام )قموله‪ :‬ولكممن ل يكفممر مسممتحل المسممكر( عبممارة النهايممة‪ :‬ولكمن ل يكفممر‬
‫مستحل قدر ل يسكر من غيره‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتب الرشيدي عليها‪ :‬بخلف مستحل الكثير منه فإنه يكفر‪،‬‬
‫خلفا لبن حجر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬للخلف فيه( أي في المسكر من غيممر عصممير العنممب‪) .‬وقمموله‪ :‬أي‬
‫من حيث الجنس( دفع به ما يقال أن الخلف ليس فيه مطلقا‪ ،‬بل في القليل منه وهممو القممدر الممذي‬
‫ل يسكر‪ .‬وحاصل الدفع أن يقال إن المراد أن الخلف فيه من حيث جنسممه وهممو يصممدق بالقليممل‬
‫والكثير والمراد القليل‪) ،‬وقوله‪ :‬لحل قليلممه( أي وهممو القممدر الممذي ل يسممكر بممدليل قمموله بعممد أممما‬
‫المسكر الخ )قوله‪ :‬بخلف مستحله( أي المسكر وقوله من عصير العنمب متعلمق بمحمذوف حمال‬
‫من ضمير مستحله‪ .‬وقوله الصرف‪ :‬خرج غير الصرف وقد تقدم الكلم عليمه )وقموله‪ :‬المذي لمم‬
‫يطبخ( أي بخلف ما لو طبخ علممى صممفة يقممول بحلهمما بتلممك الصممفة بعممض المممذاهب‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع ش‬
‫)قوله‪ :‬لنه مجمع عليه ضروري( علممة لمحممذوف‪ :‬أي بخلف مسممتحله مممن عصممير العنممب الممخ‬
‫فيكفر به لنه مجمع عليه ضممروري‪ :‬أي لن تحريمممه مجمممع عليممه‪ .‬وفممي مغنممي الخطيممب‪ :‬ولممم‬
‫يستحسن المام إطلق القول بتكفير مستحل الخمر‪ .‬قال‪ :‬وكيف نكفر من خالف الجممماع ونحممن‬
‫لنكفر من يرد أصله وإنما نبدعه ؟ وأول كلم الصحاب على ما إذا صممدق المجمعيممن علممى أن‬
‫تحريم الخمر ثبت شرعا ثم حلله فإنه رد للشرع‪ .‬حكاه عن الرافعي‪ .‬ثم قال‪ :‬وهذا إن صح‬

‫] ‪[ 176‬‬

‫فليجر في سائر ما حصل الجماع علممى افتراضممه فنفماه أو تحريمممه فممأثبته‪ ،‬وأجماب عنمه‬
‫الزنجاني بأن مستحل الخمر ل نكفره لنه خالف الجماع فقط‪ ،‬بل لنه خالف ممما ثبممت ضممرورة‬
‫أنه من دين محمد )ص( والجماع والنص عليه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وخرج بالقيود المذكورة فيه( أي في‬
‫جلد من شرب المسكر‪ ،‬وهي كونه مكلفا مختارا عالممما بتحريممم الخمممر شممرب لغيممر تممداو خمممرا‬
‫)قوله‪ :‬فل حممد علممى مممن الممخ( أي ول حرمممة أيضمما فممي معظمهمما )وقمموله‪ :‬بشممئ منهمما( أي مممن‬
‫أضدادها )قوله‪ :‬من صبي الخ( بيان لشئ )قوله‪ :‬ومكره( منه المصبوب في حلقممه قهممرا‪ ،‬ويجممب‬
‫عليه أن يتقايأه بعد زوال الكراه )قوله‪ :‬وجاهل بتحريمه( بخلف ممما لممو كممان عالممما بممه وجهممل‬
‫وجوب الحد عليه فإنه يجب عليه الحد لنه كان من حقه حيث علم الحرمة أن يمتنع عن الشممرب‬
‫فلما شرب مع ذلك غلظ عليه بإيجاب الحد‪ .‬وقوله أو بكونه خمرا‪ :‬أي أو جاهل بكونه خمرا كأن‬
‫شربه يظنه ماء أو نحوه فل حد عليه للعذر ويصمدق فممي دعمواه الجهمل بيمينمه )قموله‪ :‬إن قممرب‬
‫الخ( قيد في عدم حده بالجهل )قوله‪ :‬ول على من شرب لتداو( أي ول حد على من شرب الخمر‬
‫للتداوي‪) .‬قوله‪ :‬وإن وجد غيرها( أي غير الخمر ممن الطماهرات للشمبهة وهمو غايمة لعمدم الحمد‬
‫بشربها للتداوي )قوله‪ :‬وإن حرم التداوي بها( أي بصرفها‪ ،‬وهو غاية ثانية لما ذكر‪ ،‬وإنما حممرم‬
‫التداوي بها لنه )ص( لما سئل عن التداوي به قال إنه ليس بدواء ولكنه داء‪ .‬وصح خبر إن ال م‬
‫لم يجعل شفاء أمتي فيما حرم عليها وما دل عليه القرآن أن فيهمما منممافع إنممما هممو قبممل تحريمهمما‪،‬‬
‫وأما بعده فال سبحانه وتعالى سلبها منافعها‪ .‬وخرج بصممرفها ممما إذا اسممتهلكت فممي دواء فيجمموز‬
‫التداوي به إذا لم يجد ما يقوم مقامه من الطاهرات كالتممداوي بممالنجس غيممر الخمممر كلحممم الميتممة‬
‫والبول بالشرط المذكور‪) .‬قوله‪ :‬فائدة( أي بيان ضابط حرمة شرب الخمر )قوله‪ :‬كل الخ( مبتممدأ‬
‫خبره حرم قليله الخ )قوله‪ :‬من خمر( بيان للشراب‪ ،‬وهي المتخذة من عصير العنب‪) ،‬وقوله‪ :‬أو‬
‫غيرها( أي غير الخمر‪ ،‬وهو المتخذ من نقيع التمر والزبيب وغيره )قمموله‪ :‬حممرم قليلممه وكممثيره(‬
‫قال في المغني‪ :‬وخالف المام أبو حنيفة في القدر الذي ل يسكر من نقيع التمر والزبيممب غيممره‪،‬‬
‫واستند لحاديث معلولة بيممن الحفمماظ‪ ،‬وأيضمما أحمماديث التحريممم متممأخرة فمموجب العمممل بهمما‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬لخبر الصحيحين( أي ولخبر أنهاكم عن قليل ما أسكر كثيره وخبر مما أسممكر كمثيره قليلمه‬
‫حرام )قوله‪ :‬ويحد شاربه وإن لم يسكر( أي حسما لمادة الفساد كما حرم تقبيل الجنبيممة والخلمموة‬
‫بها لفضائه إلى الوطئ المحرم )قوله‪ :‬أي متعاطيه( تفسير لقوله شاربه‪ :‬أي أن المراد بالشممارب‬
‫المتعاطي له سواء كان بالشرب أو غيممره‪ ،‬كممما فممي المغنممي‪ ،‬وعبممارته‪ .‬تنممبيه‪ :‬المممراد بالشممارب‬
‫المتعاطي شربا كان أو غيره‪ ،‬سواء فيه ليتفق على تحريمه والمختلف فيه‪ ،‬وسواء جامدة ومائعه‬
‫مطبوخه ونيئه‪ ،‬وسواء أتناوله معتقدا تحريمه أم إباحته على المممذهب لضممعف أدلممة الباحممة‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وخرج بالشراب ما حرم من الجامدات( أي ما عدا جامد الخمممر‪ ،‬أممما هممو فيحممد متعمماطيه‬
‫كما مر )قوله‪ :‬فل حد فيها( أي الجامدات وقوله وإن حرمممت‪ :‬الصممواب حممذف هممذه والقتصممار‬
‫على ما بعده لن الكلم فيما حرم من الجامدات‪ .‬تأمل )قوله‪ :‬بمل التعزيممر( أي بمل فيهمما التعزيمر‬
‫)قوله‪ :‬ككثير البنج الخ( تمثيل لما حرم من الجامدات )قوله‪ :‬والحشيشة( أي وككثير الحشيشة‪.‬‬

‫] ‪[ 177‬‬

‫واعلممم‪ :‬أن العلممماء قممد ذكممروا فممي مضممار الحشيشممة نحممو مممائة وعشممرين مضممرة دينيممة‬
‫ودنيوية‪ :‬منها أنها تورث النسيان والصداع وفسماد العقمل والسمل والستسمقاء والجمذام والمبرص‬
‫وسائر المراض وإفشاء السر وإنشماء الشممر وذهمماب الحيماء وعمدم المممروءة وغيممر ذلممك‪ ،‬ومممن‬
‫أعظممم قبائحهمما أنهمما تنسممي الشممهادة عنممد الممموت‪ ،‬وجميممع قبائحهمما موجممود فممي الفيممون والبنممج‬
‫ونحوهما‪ .‬ويزيد الفيون بأن فيه تغيير الخلقممة‪ ،‬كممما هممو مشمماهد مممن أحمموال مممن يتعاطمماه‪ ،‬وممما‬
‫أحسن ما قيل في الحشيشة‪ :‬قل لمن يأكل الحشيشة جهليا خسيسا قد عشت شر معيشة دية العقل‬
‫بدرة فلماذا يا سفيها قد بعتها بحشيشة ؟ والبدرة كما في القاموس كيس فيممه ألممف أو عشممرة آلف‬
‫درهم أو سبعة آلف درهم )قوله‪ :‬ويكره أكل يسير منها( أي من هذه الثلثة‪ ،‬والمراد باليسير أن‬
‫ل يؤثر في العقل‪ ،‬ولو تخديرا وفتورا‪ ،‬وبالكثير ما يممؤثر فيممه كممذلك‪ ،‬فيجمموز تعمماطي القليممل مممع‬
‫الكراهة‪ ،‬ول يحرم‪ ،‬ولكن يجب كتمه على العوام لئل يتعاطوا كثيره ويعتقممدوا أنممه قليممل‪ ،‬وقمموله‬
‫من غير قصد المداومة‪ :‬مفهومه أنه إذا تعاطاه مع قصدها حرم‪ .‬فانظره )قمموله‪ :‬ويبمماح( أي أكممل‬
‫ما ذكر من الثلثة )قوله‪ :‬لحاجة التداوي( مطلقا سواء كان كثيرا أم قليل وإن كان ظاهر عبارته‬
‫أنه مختص بالقليممل‪ .‬قممال فممي الممروض وشممرحه‪ .‬فممرع‪ :‬مزيممل العقممل مممن غيممر الشممربة كالبنممج‬
‫والحشيشة حرام لزالته العقل ل حد فيه لنه ل يلذ ول يطرب ول يدعو قليله إلى كثيره بممل فيممه‬
‫التعزير‪ ،‬وله تناوله ليزيل عقله لقطع عضو متأكل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أربعين جلدة( مفعول مطلق لقوله‬
‫ويجلد‪ :‬أي يجلده المام أو نائبه جلدات أربعين‪ ،‬وذهبت الئمة الثلثة إلممى أنهمما ثمممانون‪ ،‬ويجممب‬
‫توالي الضربات ليحصل الزجر والتنكيل فل يجوز أن يفرق على اليام والساعات لعدم حصممول‬
‫اليلم المقصود من الحدود‪ ،‬والضابط أنه إن تخلل زمممن يممزول فيممه اللممم الول لممم يكممف علممى‬
‫الصح‪ ،‬ويحد الذكر قائما والنثى جالسة ويجعل عند المرأة محرم أو امرأة تلف عليها ثيابهمما إذا‬
‫انكشفت ويجعل عند الخنثى محرم ل رجل أجنبي ول امرأة أجنبيممة‪ ،‬ويكفممي الحممد المممذكور ولممو‬
‫تعدد الشرب مممرارا كممثيرة قبممل الحممد وحممديث المممر بقتممل الشممارب فممي المممرة الرابعممة منسمموخ‬
‫بالجماع )قوله‪ :‬إن كان حرا( سيأتي محترزه )قموله‪ :‬ففممي مسمملم المخ( دليممل علممى أنهمما أربعممون‬
‫)قوله‪ :‬يضرب في الخمر( أي في شربه )قوله‪ :‬أربعيممن( أي فممي غممالب أحممواله )ص(‪ ،‬وإل فقممد‬
‫جلد ثمانين كما في جامع عبد الرزاق‪ .‬ا‍ه‪ .‬ح ل )قوله‪ :‬فيجلد عشرين جلدة( أي لنه حد يتبعممض‬
‫فتنصف على الرقيق كحد الزنا )قوله‪ :‬وإنما يجلد المام الخ( دخول على المتن )قمموله‪ :‬إن ثبممت(‬
‫أي شربه الخمر‪ ،‬وقوله بإقراره أو شهادة رجلين‪ :‬أي لن كل من القرار وشهادة من ذكر حجة‬
‫شرعية‪ ،‬ول يشترط فيهما تفصيل‪ ،‬بل يكفي الطلق في إقراره مممن شممخص بممأنه شممرب خمممرا‬
‫وفي شهادة بشرب مسممكر بممأنه شممرب فلن خمممرا‪ ،‬ول يحتمماج أن يقمول وهمو مختممار عممالم لن‬
‫الصل عدم الكراه والغالب من حال الشارب علمه بممما يشممربه‪ ،‬فنممزل القممرار والشممهادة عليممه‬
‫)قوله‪ :‬ل بريح الخ( أي ل يثبت شرب الخممر بريمح خممر وهيئة سمكر وقمئ لحتممال أن يكمون‬
‫شرب غالطا أو مكرها‪ ،‬والحد يدرأ بالشبهة‪ ،‬وكذلك ل يثبت برجل وامرأتيممن لن البينممة ناقصممة‬
‫والصل براءة الذمة‪ .‬وكتب سم على قول التحفة وهيئة سكر وما نصممه تقممدير هيئة الظمماهر أنممه‬
‫غير ضروري‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وحد عثمان( مبتدأ خبره اجتهاد لمه وقموله بمالقئ متعلمق بحمد‪ ،‬وقموله‬
‫اجتهاد له أي لسيدنا عثمان رضي ال عنه‪ :‬أي فقمد أثبمت رضمي الم عنمه الحمد لشمارب الخممر‬
‫بالقئ )قوله‪ :‬ويحد الرقيق‬

‫)‪) (1‬قوله كما في القاموس الخ( عبارته‪ :‬كيس فيه ألف أو عشرة آلف درهم أو سمبعة آلف دينمار‪ .‬ا‍ه‪ .‬فتأممل وحمرر ا‍ه‪.‬‬
‫مصححة‪ .‬حاشية إعانة الطالبين ج ‪ 4‬م ‪12‬‬

‫] ‪[ 178‬‬

‫أيضا( أي كما يحد بإقراره أو بشهادة رجلين‪ .‬وقمموله بعلممم السمميد‪ :‬أي أنممه شممرب الخمممر‪.‬‬
‫وقوله دون غيره‪ :‬أي غير الرقيق فل يحده القاضي بعلمه‪ ،‬والفرق أنه جاز للسيد ذلممك لصمملح‬
‫ملكه‪ .‬تتمة‪ :‬ل يحد السكران في حال سكره لن المقصود منه الردع والزجر والتنكيممل‪ .‬وذلممك ل‬
‫يحصل مع السكر بل يؤخر وجوبا إلى إفماقته ليرتمدع‪ ،‬فممإن حمد قبلهما ففممي العتمداد بمه وجهمان‬
‫أصحهما‪ ،‬كما قاله البلقيني‪ ،‬العتداد به ول في المسجد لخبر أبي داود وغيره‪ :‬ل تقام الحدود في‬
‫المساجد ولحتمال أن يتلوث من جراحة تحدث )قوله‪ :‬جزم صاحب الستقصاء( عبممارة التحفممة‪.‬‬
‫تنبيه‪ :‬جزم صاحب الستقصاء بحل إسقائها للبهائهم وللزركشي احتمال أنها كالدمي في امتنمماع‬
‫إسقائها إياها للعطش‪ .‬قال‪ :‬لنها تثيره فيهلكها فهو من قبيل إتلف المال ا‍ه‪ .‬والولى تعليلممه بممأن‬
‫فيه إضرارا لها وإضرار الحيوان حرام وإن لم يتلف‪ .‬قال‪ :‬والمتجمه منمع إسمقائها لهما ل لعطمش‬
‫لنه من قبيل التمثيل بالحيوان وهو ممتنع‪ ،‬وفي وجه غريب حل إسقائها للخيل لممتزداد حممموا أي‬
‫شدة في جريها‪ ،‬قال‪ :‬والقياس حممل إطعامهمما نحممو حشمميش وبنممج للجمموع‪ ،‬وإن تخممدرت‪ ،‬ويظهممر‬
‫جوازه لدمي جاع‪ .‬ولم يجد غير ذلك وإن تخدرت لن المخدر ل يزيممد فممي الجمموع‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫بحل إسقائها( أي الخمر‪ ،‬فالضافة من إضممافة المصممدر لمفعمموله بعممد حممذف الفاعممل‪ :‬أي إسممقاء‬
‫الشخص إياخا‪ ،‬وقوله للبهائم متعلق بالمصدر )قمموله‪ :‬وللزركشممي احتمممال( مبتممدأ وخممبره وقمموله‬
‫أنها الخ‪ :‬المصدر المؤول بدل من احتمال أو خبر لمبتدأ محذوف‪ ،‬وقوله في حرمممة إسممقائها‪ :‬أي‬
‫الخمر‪) ،‬وقوله‪ :‬لها( أي للبهائم )قوله‪ :‬ورابعها( أي ورابع الحدود وقوله قطع السممرقة‪ :‬هممي لغممة‬
‫أخذ الشئ خفية‪ ،‬وشرعا أخذ المال خفية من حرز مثممل بشممروط‪ .‬وهممي مممن الكبممائر لقمموله عليممه‬
‫الصلة والسلم‪ :‬ل يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن‪ ،‬ول يسممرق السممارق حيممن يسممرق وهممو‬
‫مؤمن وفي رواية‪ :‬إذا فعل ذلك فقد خلع ربقة السلم من عنقممه فممإن تمماب تمماب الم تعممالى عليممه‬
‫وقوله عليه السلم‪ :‬لعن ال السارق‪ :‬يسرق البيضة فتقطع يده ويسرق الحبل فتقطع يممده والمممراد‬
‫بالبيضة بيضة الحديد التي تساوي ربع دينار والمراد بالحبل حبل تساوي قيمته ما ذكر وإل نافى‬
‫ما يأتي من أن شرط القطع في المسروق أن يساوي ربع دينار‪ ،‬وقوله عليه السلم‪ :‬ل يحل لحد‬
‫أن يأخذ عصا أخيه بغير طيب نفس منه وقوله عليه السلم‪ :‬إن دم المسلم وعرضه وممماله حممرام‬
‫)قوله‪ :‬ويقطع الخ( أي لقوله تعالى‪) * :‬والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسممبا نكممال‬
‫من ال( * ولما نظم أبو العلء المعري البيت الذي شكك به علممى أهممل الشممريعة فممي الفممرق بيممن‬
‫الدية والقطع في السرقة وهو‪ :‬يد بخمس مئين عسممجد وديممت ممما بالهمما قطعممت فممي ربممع دينممار ؟‬
‫أجابه القاضي عبد الوهاب المالكي بقوله‪ :‬وقاية النفس أغلها وأرخصها وقاية المال فافهم حكمه‬
‫الباري ويروي‪ :‬عز المانة أغلها وأرخصها ذل الخيانة فافهم حكمة الباري وقال ابن الجمموزي‬
‫لما سئل عن ذلك‪ :‬لما كانت أمينة كانت ثمينة‪ ،‬فلما خانت هانت‪ :‬وأركان السرقة الموجبممة للقطممع‬
‫ثلثة‪ :‬مسروق وسارق وسرقة‪ .‬ويشترط في المسروق كونه ربع دينار أو ما قيمته ذلممك‪ ،‬وكممونه‬
‫محرزا بحممرز مثلممه‪ ،‬وأل يكممون للسممارق فيممه ملممك‪ ،‬وأن ل يكممون لممه فيممه شممبهة‪ ،‬ويشممترط فممي‬
‫السارق‪ :‬أن يكون بالغا عاقل مختارا ملتزما للحكام‬

‫)‪ (1‬سورة المائدة‪ ،‬الية‪.38 :‬‬

‫] ‪[ 179‬‬

‫عالممما بممالتحريم وأن ل يكممون مأذونمما لممه مممن المالممك )قمموله‪ :‬أي المممام( يعنممي أن الممذي‬
‫يستوفي القطع في غير الرقيق المام أو نائبه فلو فوضه للسارق لممم يقممع الموقممع‪ ،‬بخلف ممما لممو‬
‫فوضه للمسروق منه فيقع الموقع‪ ،‬وإن امتنع من التفويض له مخافة أن يردد اللممة عليممه فيممؤدي‬
‫إلى إهلكه أو قطعها أحد بل إذن المام عزر لفتياته وتعممديه عليممه ول يضمممن شمميئا وإن مممات‬
‫بالسراية لنها مستحقة وما تولد من قطعها تولد من مستحق‪ .‬ا‍ه‪ .‬ش ق )قموله‪ :‬وجوبمما( أي حمال‬
‫كون القطع وجوبا‪ :‬أي واجبا للمر به في الية السابقة‪ ،‬وهو الوجمموب‪ .‬ويمتنممع العفممو عنممه بعممد‬
‫رفع المر إليه‪ ،‬وأما ما نقل عن سيدنا معاوية رضي ال عنه أنمه عفما عمن سمارق حيممن أنشمدته‬
‫أمه‪ :‬يميني أمير المؤمنين أعيذها بعفوك أن تلقى نكال يشينها فل خير في الدنيا وكانت خبيثة إذا‬
‫ما شمالي فارقتها يمينها فهو مذهب صحابي فل يرد )قوله‪ :‬بعد طلب المالممك( متعلممق بيقطممع أي‬
‫يقطع المام بعد طلب صاحب المال للقطع وقوله وثبوت السممرقة‪ :‬أي عنممده بممما يممأتي ول يقطممع‬
‫قبل ذلك‪ ،‬فلو قطع ل يقع الموقممع )قمموله‪ :‬كمموع يميممن( مفعممول يقطممع‪ :‬أي تقطممع يممده اليمنممى مممن‬
‫مفصل الكوع ولو كانت معيبممة أو ناقصممة‪ ،‬كفاقممدة الصممابع أو زائدتهمما خلقممة أو عروضمما‪ ،‬وإن‬
‫سرق مرارا قبل قطعه لتحاد السبب‪ ،‬كما لو زنى أو شرب مرارا فممإنه يكتفممي بحممد واحممد‪ ،‬كممما‬
‫مر‪ ،‬فإن سرق ثانيا بعد قطعه قطعت رجله اليسرى من مفصل القدم‪ ،‬فإن سرق ثالثا قطعممت يممده‬
‫اليسرى كذلك‪ ،‬فإن سرق رابعا قطعت رجله اليمنى فممإن سممرق بعممد ذلممك عممزر‪ ،‬ول يقتممل‪ ،‬كممما‬
‫سيذكره‪ ،‬وقوله بالغ‪ :‬مجرور بإضافة يمين إليه‪ ،‬ويشترط أيضا أن يكممون عمماقل مختممارا ملتزممما‬
‫للحكام‪ ،‬فل قطع على صبي ومجنون ومكره وحربممي )قمموله‪ :‬سممرق الممخ( الجملممة صممفة لبممالغ‪،‬‬
‫وقوله‪ :‬أي أخذ خفية تفسير ليسرق )قوله‪ :‬ربممع دينممار( مفعممول سممرق‪ :‬أي سممرق ربممع دينممار أي‬
‫فصمماعدا لخممبر مسمملم‪ :‬ل تقطممع يممد سممارق إل فممي ربممع دينممار فصمماعدا‪ .‬واعلممم‪ :‬أن العممبرة فممي‬
‫المضروب من الذهب بالوزن فقط فلتعتممبر فيممه القيمممة‪ ،‬والعممبرة فممي غيممر المضممروب بممالوزن‬
‫والقيمة معا فلو كان وزنه دون ربع دينار فل قطع به‪ ،‬وإن بلغت قيمته ربع دينممار كخمماتم وزنممه‬
‫دون ربع دينار وبلغ بالصنعة ربع دينار فأكثر فل نظر لقيمة الصنعة‪ ،‬ولو كان وزنه ربع دينممار‬
‫فأكثر ولم تبلغ قيمته ذلك فل قطع بمه أيضما كربمع دينمار سمبيكة أو حليما أو نحمو ذلمك كقراضمة‬
‫الذهب ل يساوي ربعا مضروبا‪ ،‬والعبرة في غير الذهب ولو من الفضة بالقيمة فقط‪ ،‬فلممو سممرق‬
‫من الفضة ما يبلغ قيمته ربع دينار قطع به وإن لم يبلغ وزنه ذلك‪ ،‬وكممذا لممو سممرق شمميئا يسمماوي‬
‫ذلك حتى المصحف وكتب العلم الشرعي وما يتعلق به وكتب شعر نافع مباح‪ ،‬وكذا الكتممب الممتي‬
‫ل يحل النتفاع بها إن بلغت قيمة ورقها وجلدها نصابا وإناء النقدين إن بلغ بدون صنعته نصممابا‬
‫إل إن أخرجه من الحرز ليظهر كسره فل قطممع حينئذ‪ ،‬وكممذا كممل ممما سمملط الشممرع علممى كسممره‬
‫كمزمار وطنبور وصنم وصليب لن إزالة المعصية مطلوبة شرعا فصار شبهة لكمن محمل ذلمك‬
‫إن قصد بإخراجه تكسيره فإن قصد السرقة وبلغ مكسره نصابا قطممع بممه لنممه سممرق نصممابا مممن‬
‫حرز مثله كما لو كسره في الحرز ثم أخرجه وهمو يبلمغ نصمابا فممإنه يقطمع بمه كمما يقطمع بإنمماء‬
‫الخمر أو إناء البول إن بلغ نصابا وقصد بإخراجه السرقة‪ ،‬فإن قصممد بممإخراجه إراقتممه فل قطممع‬
‫لن ذلك مطلوب شرعا ول قطع فيما ل يتمول كخمر ولو محترمممة وخنزيممر وكلممب ولممو معلممما‬
‫وجلد ميتة بل دبغ لن ما ذكره ل قيمة له‪ .‬نعم‪ :‬إن صار الخمر خل قبل إخراجه مممن الحممرز أو‬
‫دبغ الجلد قبل ذلك ولو بدبغ السارق به وكل منهما يساوي نصابا قطع به ويقطع بثمموب رث‪ ،‬أي‬
‫بال‪ ،‬في جيبه تمام نصاب وإن جهله السارق لنه أخرج نصممابا مممن حممرز مثلممه بقصممد السممرقة‪،‬‬
‫والجهل بجنسه ل يؤثر كالجهممل بصممفته )قمموله‪ :‬أي مثقممال( تفسممير للممدينار‪ ،‬وقمموله ذهبمما‪ :‬تمييممز‬
‫لمثقال )قوله‪ :‬مضممروبا خالصمما( حممالن مممن ربممع دينممار‪ :‬أي حممال كممون الربممع الممذي يقطممع بممه‬
‫مضروبا‪ ،‬فل يقطع بما إذا كان ربع دينار سبيكة ول يساوي قيمة مضروب كممما سمميذكره وحممال‬
‫كممونه خالصمما فل يقطممع بممما إذا كممان ربعمما مغشوشمما )قمموله‪ :‬وإن تحصممل ممن مغشمموش( أي أن‬
‫المعتبر في المسروق أن يكون وزنه ربع دينار خالصا ولو تحصل ذلك من مغشوش‬

‫] ‪[ 180‬‬

‫مسروق )قوله‪ :‬أو قيمته( معطوف على ربممع دينممار‪ :‬أي أو سممرق ممما يسمماوي قيمممة ربممع‬
‫دينار من عروض ودراهم‪ ،‬وقوله بالذهب الخ‪ :‬الباء بمعنى من وهي متعلقة بمحممذوف حممال مممن‬
‫المضاف إليه العائد على ربع الدينار‪ :‬أي حال كون ذلك الربع المعتبر تقويم غيره به من الممذهب‬
‫المضروب الخالص‪ .‬قال في التحفة‪ :‬فإن لم تعرف قيمته بالدنانير قوم بالدراهم ثم هي بالممدنانير‪،‬‬
‫فإن لم يكن بمحل السرقة دنانير انتقل لقرب محمل إليهما فيمه ذلمك‪ ،‬كمما همو قيماس نظمائره‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وإن كان الربع لجماعة( أي يقطع به ولو كان لجماعة اتحد حرزهم فل يشترط في الربممع‬
‫اتحاد المالك )قوله‪ :‬فل يقطع الممخ( مفهمموم قمموله مضممروبا‪) .‬وقمموله‪ :‬بكممونه( أي المسممروق ربممع‬
‫دينار‪) ،‬وقوله‪ :‬سبيكة( حال من ربع دينار‪ :‬أي حال كونه سبيكة‪ :‬أي غير مضروب‪) ،‬وقوله‪ :‬أو‬
‫حليا( معطوف علممى ربممع دينممار‪ :‬أي أو بكممونه حليمما‪) ،‬وقمموله‪ :‬ل يسمماوي( أي كممل مممن السممبيكة‬
‫والحلي ربعا مضروبا‪ ،‬والمراد قيمتهما ل تساوي ربع دينار خالصا مضروبا )قوله‪ :‬مممن حممرز(‬
‫متعلق بسرق‪ :‬أي سرق ذلك من حرز مثله‪ ،‬فل قطع فيما إذا أخممذه مممن غيممر حممرزه لن المالممك‬
‫مكنه منه بتضييعه‪ ،‬ولذلك قال )ص(‪ :‬ل قطع في شئ من الماشية إل فيما أواه المراح أي أو ممما‬
‫يقوم مقامه من حافظ يراهما )قموله‪ :‬أي موضمع المخ( تفسمير للحمرز‪ ،‬وفيمه إشمارة إلمى أنمه اسمم‬
‫مصدر بمعنى اسم المفعول‪ :‬أي محرز فيه‪) .‬وقوله‪ :‬يحرز فيه( أي يحفظ فيه مثل ذلك المسروق‬
‫وقوله عرفا‪ :‬أي أن المحكم في الحرز العرف لنه لم يضبط في الشرع ول في اللغة فرجممع فيممه‬
‫إلى العرف‪ ،‬وضبطه الغزالي بما ل يعمد صماحبه مضميعا لمه )قموله‪ :‬ول قطمع المخ( مفهموم قيمد‬
‫ملحوظ في كلمه وهو أن ل يكون للسارق فيما سرقه شبهة‪) ،‬وقوله‪ :‬بما للسارق فيه شركة( أي‬
‫بمسروق فيه شركة وإن قل نصيبه فيه لن له في كل جزء حقا وذلك شبهة‪) ،‬وقوله‪ :‬ول بملكممه(‬
‫أي ول قطع بأخذ ملكه من يد غيره ولو بالدعوى بأن ادعى بعد أن سرقه أنه ملكه فل يقطممع بممه‬
‫لحتمال ما ادعاه فيكون شبهة‪ .‬وسمممى هممذا المممام الشممافعي رضممي الم عنممه السممارق الظريممف‬
‫)قوله‪ :‬وإن تعلق به نحو رهن( غاية لقوله ول بملكممه‪ :‬أي ل يقطمع بملكمه‪ ،‬وإن كمان مرهونمما أو‬
‫مؤجرا )قوله‪ :‬ولو اشترك اثنان( هذا مفهوم مرجع ضمير سرق وهو البالغ‪ :‬إذ منطوقة أن الممذي‬
‫تقطع يده هو البالغ الذي سرق ربع دينار ومفهومه أنه إذا كانا بالغان سممرقا ربممع دينممار ل تقطممع‬
‫يدهما‪) ،‬وقوله‪ :‬في إخراج نصاب( هو هنا ربع دينار بخلفه فمي الزكمماة )قموله‪ :‬لممم يقطمع واحممد‬
‫منهما( أي من المشتركين‪ ،‬وذلك لن كل واحد لم يسرق نصابا‪ ،‬والمراد لم يقطع ول واحممد ولممو‬
‫قال لم تقطع يدهما لكان أولى لئل يوهم أن المراد نفي قطع واحد فقط فيصدق بإثباته للثنين مممع‬
‫أنه ل يصح ذلك )قوله‪ :‬وخرج بسرق ما لو اختلس الخ( الختلس أخذ المال جهرا مع العتممماد‬
‫على الهرب والنهب أخذه كذلك مع العتماد على القوة الغلبممة )قموله‪ :‬معتمممدا الهممرب( حمال مممن‬
‫فاعل اختلس )قوله‪ :‬أو انتهب( معطوف على اختلس‪ ،‬وقوله معتمدا القوة‪ :‬حال أيضمما مممن فاعممل‬
‫انتهب )قوله‪ :‬فل يقطع بهما( أي بالختلس والنهب ومثلهما ما لو خان بجحد نحو وديعة‪ .‬وقوله‬
‫للخممبر الصممحيح بممه‪ :‬أي المموارد بممه أي بعممدم القطممع فممي الختلس والنهممب ولفظممه‪ :‬ليممس علممى‬
‫المختلس والمنتهب والخائن قطع صححه الترمذي‪ ،‬وقوله ولمكممان دفعهممم‪ :‬الولممى دفعهممما‪ ،‬أي‬
‫المختلس والمنتهممب‪ ،‬ولممو زاد بعممد قمموله أو انتهممب أو خممان لوافممق ممما فممي الخممبر وناسممب جمممع‬
‫الضمير لكن يبقى عليه أن يجمع الضمير في قوله فل يقطع بهممما‪ .‬والقصمميد بهممذا‪ :‬التعليممل بيممان‬
‫الفرق بين السارق وبين غيره ممن ذكره‪ ،‬وحاصله أن السارق يأخذ المال خفية ول يتممأتى منعممه‬
‫بالسلطان أو غيره وكل من المختلس والمنتهب يأخذ المال جهرة معاينة فيتأتى منعه بالسلطان أو‬
‫غيره‪ ،‬والخائن يعطيه المالك المال بنفسه فربما يشهد عليه فيتأتى أخذ حقه منه بالحمماكم إذا خممان‬
‫بعد ذلك‪ ،‬فإن لم يشهد عليه فهو المقصر )قوله‪ :‬بخلف السارق( أي فإنه ل يتأتى دفعه بالسلطان‬
‫لنه أخذ المال‬

‫] ‪[ 181‬‬

‫خفية‪ ،‬فلذلك إذا اطلع عليممه تقطممع يممده )قموله‪ :‬ل حممال كمون المممال مغصمموبا( أفماد بمه أن‬
‫مغصوبا حال مما قبله وهو ربع دينار‪ ،‬والمراد بالمال ربع الدينار‪ ،‬ولو عبر به لكان أنسممب بممما‬
‫قبله )قوله‪ :‬فل يقطع سارقه( أي يد سارق المال المغصوب‪) .‬وقوله‪ :‬من حرز الغاصب( متعلممق‬
‫بسارقه‪ ،‬ويعلم بالولى عدم قطع يممد سممارقه مممن غيممر حممرز الغاصممب )قموله‪ :‬وإن لممم يعلممم( أي‬
‫السارق )قوله‪ :‬لن مالكه الخ( علة لعدم قطع يد سارق المال المغصوب‪ :‬أي ل يقطممع لن مالممك‬
‫المال لم يرض بإحرازه في حرز الغاصب )قمموله‪ :‬أو حممال كممونه فيممه( أفمماد بممه أيضمما أن الجممار‬
‫والمجرور متعلق بمحذوف حال مما قبله أيضا وهو ربع دينار )قوله‪ :‬فل قطع الخ( مفممرع علممى‬
‫قوله أو حال كونه في مكان مغصوب‪) .‬وقوله‪ :‬أيضا( أي كممما أنممه ل يقطممع فيممما إذا كممان المممال‬
‫المسروق مغصوبا )قوله‪ :‬لن الغاصب الخ( علة لعدم قطع يد السارق مممن حممرز مغصمموب‪ :‬أي‬
‫وإنما لم تقطع يده لن الغاصب للموضع الذي أحرز فيه مماله ممنموع‪ :‬أي شمرعا ممن أن يحمرز‬
‫فيه ماله )قوله‪ :‬بخلف نحو مستأجر ومعار( أي بخلف حرز مؤجر أو معار وسرق منه فيقطع‬
‫السارق منه لن المستأجر والمسمتعير مسمتحقان لمنممافعه )قمموله‪ :‬ويختلمف الحمرز المخ( النسمب‬
‫ذكره بعد قوله عرفا )قوله‪ :‬باختلس الموال( إنما اختلف باختلفها لنه قممد يكممون الشممئ حممرزا‬
‫في مال دون مال‪ :‬أي فصحن الدار وصفتها حرز لخسيس آنية‪ ،‬وأما نفيسها فحرزه بيوت الدور‬
‫وبيوت الخانات وبيوت السواق المنيعة وخزانة وصندوق حرز حلي ونقمد ونحوهمما نموم بنحمو‬
‫صحراء أو كمسد وشارع على متاع أو توسده حرز له ورأسه حرز لعمامته وجيبه حرز لما فيه‬
‫وأصبعه حرز لخاتمه ورجله حرز لمداسه‪ ،‬وقوله والحوال‪ :‬أي ويختلف ذلك باختلف الحوال‬
‫فقد يكون الشئ حرزا في حال دون حال‪ :‬فالدار المنفصلة عن العمارة حممرز فممي حممال ملحظممة‬
‫قوي يقظان بها ولو مع فتح الباب أو نائم مع إغلقه والمتصلة بالعمارة حرز بإغلق البمماب مممع‬
‫ملحظ ولو نائما أو ضعيفا ومع غيبته زمن أمن نهارا ل مع فتحه ونممومه ليل أو نهممارا ول مممع‬
‫غيبتممه زمممن خمموف ولممو نهممارا أو زمممن أمممن ليل أو والبمماب مفتمموح فليسممت حممرزا‪) ،‬وقمموله‪:‬‬
‫والوقات( أي ويختلف ذلك باختلف الوقات فقد يكون الشئ حرزا في وقت دون وقممت بحسممب‬
‫صلح أحوال الناس وفسادها وقمموة السمملطان وضممعفه )قمموله‪ :‬فحممرز الثمموب( أي النفيممس‪ ،‬وهممو‬
‫تفريع علممى اختلفممه بمماختلف الممموال‪) ،‬وقموله‪ :‬والنقممد( أي ونحموه كمماللؤلؤ )قمموله‪ :‬الصممندوق‬
‫المقفل( أي ونحوه من كل موضع حصين خزانة )قوله‪ :‬والمتعممة( أي وحممرز المتعممة الممدكاكين‬
‫وقوله وثم حارس‪ :‬قيد في كون الدكاكين حرزا للمتعة‪ :‬أي ويشترط في كونهمما حممرزا أن يكممون‬
‫عندها حارس يحرسها على العادة‪ ،‬وهذا بالنسبة لليل‪ ،‬أما بالنسبة إلى النهار فيكفممي إرخمماء نحممو‬
‫شبكة وشراع لن الجيران والمارة ينظرونها‪ .‬قممال فممي الممروض وشممرحه‪ :‬وإن ضممم العطممار أو‬
‫البقال أو نحوهما المتعة وربطها بحبل على باب الحانوت أو أرخممى عليهمما شممبكة أو خممالف لممو‬
‫حين على باب حانوت فحرزه بممذلك بالنهممار‪ ،‬ولممو نممام فيممه أو غمماب عنممه لن الجيممران والمممارة‬
‫ينظرونها‪ ،‬ثم قال‪ :‬والحانوت المغلق بل حارس حرز لمتاع البقممال فممي زمممن المممن ولممو ليل ل‬
‫لمتاع الممبزاز ليل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قموله‪ :‬ونمموم بمسممجد( مبتممدأ خممبره حممرز لممه‪) .‬وقمموله‪ :‬أو شممارع( أي أو‬
‫صحراء‪) .‬وقوله‪ :‬على متاع( متعلق بنوم‪) .‬وقوله‪ :‬ولو بتوسدة( أي نومه على المتاع حممرز لممه‪،‬‬
‫سواء كان مفترشا له أو متوسده‪ ،‬أي جاعل له كالوسادة الممتي يوضممع عليهمما الممرأس عنممد النمموم‪.‬‬
‫ومحل هذا فيما كان التوسد حرزا له‪ ،‬وإل كأن توسد كيسا فيه نقد أو جوهر فل يكممون حممرزا لمه‬
‫)قوله‪ :‬ل إن وضعه( أي ل إن كان النائم وضع المتاع بقربه‪ ،‬ومثل النائم الذاهل عنممه‪ ،‬والولممى‬
‫حذف ل وزيادة الواو‪ ،‬وعبارة الروض‪ :‬وإن وضع متاعه بقربه في صحراء أو مسجد أو شارع‬
‫وأعرض عنه كأن وله ظهره أو ذهل عنه شاغل أو نام فليس بمحممرز‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬بل ملحممظ(‬
‫أي حارس‪ ،‬فإن كان هناك ملحظ قوي ول زحمة أو كثر الملحظون ولو وجدت فهو حممرز لممه‬
‫فيقطع من سرقة‪) .‬وقوله‪ :‬يمنع( أي ذلك الملحظ‪) .‬وقوله‪ :‬بقوة( أي يمنعه بسبب قمموة‪) ،‬وقمموله‪:‬‬
‫أو‬

‫] ‪[ 182‬‬

‫استغاثة( أي أو يمنعه بسبب اسممتغاثة‪ :‬أي طلممب مممن يغيثممه علممى دفممع السممارق )قموله‪ :‬أو‬
‫انقلب( أي النائم عنه‪ :‬أي عن متاعه‪) .‬وقمموله‪ :‬ولممو بقلممب السممارق( أي سممواء كممان انقلبممه عنممه‬
‫بنفسه أو بقلب السارق فل قطع به لزوال الحرز قبل أخذه‪ .‬قال فممي النهايممة‪ :‬وأممما قممول الجممويني‬
‫وابن القطان لو وجد جمل صماحبه نمائم عليمه فألقماه عنمه وهمو نممائم قطمع فممردود‪ ،‬فقممد صمرح‬
‫البغوي بعدمه لنه قد رفع الحرز ولم يهتكه‪ ،‬وقد علم من كلمهم الفرق بين هتك الحممرز ورفعمه‬
‫من أصله‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬هتك الحرز( أي كما في نقب السارق الجدار‪) .‬قوله‪ :‬ورفعممه مممن أصممله(‬
‫أي إزالته من أصله كما هنا فإن نومه على متاعه حرز له‪ ،‬فإذا قلبممه عنممه فقممد زال ذلممك الحممرز‬
‫)قموله‪ :‬فليمس حمرزا لمه( جمواب إن )قموله‪ :‬ويقطمع( أي السمارق )قموله‪ :‬بممال وقمف( المتركيب‬
‫توصيفي‪ ،‬كما يممدل عليممه تفسمميره بعممد‪ ،‬ويصممح جعلممه إضممافيا علممى جعممل الضممافة مممن إضممافة‬
‫الموصوف للصفة )قوله‪ :‬أي بسرقة مال موقوف على غيره( فممإن وقممف عليممه أو كممان هممو أحممد‬
‫الموقوف عليهم فل قطع لنه مستحق له‪ ،‬وكذلك ل يقطع لو كان السارق أبمما الموقمموف عليممه أو‬
‫ابنه للشبهة‪ ،‬ثم أنه ل فرق في القطع بسرقة المال الموقوف على غيره بيممن أن يكممون الملممك فيمه‬
‫ل م أو للموقمموف عليممه أو للواقممف )قمموله‪ :‬ومممال مسممجد( أي ويقطممع بسممرقة مممال مسممجد‪ .‬قممال‬
‫البجيرمي‪ :‬ويلحق به ستر الكعبة فيقطع سارقه على المذهب إن خيممط عليهمما لنممه حينئذ محممرز‪،‬‬
‫وينبغي أن يكون ستر المنبر كذلك إن خيط عليه‪ ،‬ول قطع بسرقة مصحف موقمموف للقممراءة فيممه‬
‫في المسجد ولو غير قارئ لشبهة النتفاع به بالستماع للقارئ منه كقناديل السراج‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫كبابه( تمثيل لمال المسجد‪ ،‬ومثل الباب ما أعد لتحصممينه وعمممارته وأبهتممه كالسممقوف والشممبابيك‬
‫)قوله‪ :‬وقنديل زينة( أي القنديل المعد للزينممة‪ ،‬وسمميأتي مفهممومه )قمموله‪ :‬ل بنحممو حصممره( أي ل‬
‫يقطع بسرقة نحو حصره من كممل ممما يفممرش فيممه )قمموله‪ :‬وقناديممل تسممرج( أي ول يقطممع بسممرقة‬
‫قناديل تسرج فيه )قوله‪ :‬وهو مسلم( قيد في عدم القطع‪ :‬أي محل عدم قطعه بسرقة ممما ذكممر مممن‬
‫الحصر والقناديل إذا كان السارق له مسلما أما إذا كان ذميا فيقطممع بمه‪ .‬قمال زي‪ :‬وكمذا مسملم ل‬
‫يستحق النتفاع بها بأن اختصت بطائفة ليس هو منهم كما هو قضية التعليممل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬لنهمما(‬
‫أي الحصر والقناديل ونحوهما‪ ،‬وهو علة لعممدم القطممع بسممرقة ممما ذكممر‪ :‬أي وإنممما لممم تقطممع يممده‬
‫بسرقتها لنها إنما أعدت للنتفاع بها‪ ،‬وذلك السارق أحد المستحقين للنتفاع فله شممبهة النتفمماع‪.‬‬
‫قال في التحفة‪ :‬فكان كبيت المال‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ول بمال صدقة( معطمموف علممى ل بنحممو حصممره‪:‬‬
‫أي ول يقطع بسرقة مال صدقة‪) ،‬وقوله‪ :‬أي زكاة( تفسير للصدقة هنا )قوله‪ :‬وهو مسممتحق لهمما(‬
‫قيد في عدم قطع السارق من مال الصدقة‪ ،‬أي محممل عممدم قطعممه إذا كممان السممارق مسممتحقا لهمما‪،‬‬
‫)وقوله‪ :‬بوصف فقر( الباء سببية متعلقة بمستحق‪ ،‬أي مستحق للصدقة بسبب وجود وصممف فقممر‬
‫فيه‪) ،‬وقوله‪ :‬غيره( أي غير وصف الفقر ككونه غازيا أو غارما )قوله‪ :‬ولو لم يكن الخ( الولممى‬
‫التفريممع بالفمماء لن المقممام يقتضمميه ولممو شممرطية جوابهمما قمموله قطممع‪) ،‬وقمموله‪ :‬لمه( أي للسممارق‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬فيه( أي في مال الصدقة‪) ،‬وقوله‪ :‬كغنى الخ( تمثيل للسارق الذي ليس لمه حممق فممي ممال‬
‫الصدقة )قوله‪ :‬وليس غارما( هو على ثلثة أقسام‪ ،‬كما تقدم في باب الزكاة‪ ،‬والمراد به هنمما مممن‬
‫استدان دينا لتسكين فتنة بين طائفتين فيعطى ما يقضى به دينه ولو كان غنيمما ترغيبمما للنمماس فممي‬
‫هذه المكرمة‪) ،‬وقوله‪ :‬لصلح ذات البين( أي لصلح الحال الواقع بين القوم‪ ،‬والمراد لتسممكين‬
‫الفتنة الواقعة بين القوم )قوله‪ :‬قطع( أي الغني‪ :‬أي يممده )قمموله‪ :‬لنتفمماء الشممبهة( علممة للقطممع‪ :‬أي‬
‫وإنما قطع لن شبهة النتفاع منتفية عنه )قمموله‪ :‬ول بمممال مصممالح( معطمموف أيضمما علممى بنحممو‬
‫حصر‪ ،‬أي ول يقطع بسرقة مال يصرف في مصممالح المسمملمين كعمممارة المسمماجد وسممد الثغممور‬
‫ونحو ذلك )قوله‪ :‬كبيت المال( أي الذي لم يفرز لغيره‪ ،‬أما ما أفرز لغيممره ممممن لممه سممهم مقممدر‪،‬‬
‫كذوي القربى‪ ،‬فيقطع به‪ ،‬وعبارة المنهاج مع شرح م ر‪ :‬ومن سممرق بيممت المممال وهممو مسمملم إن‬
‫أفرز لطائفة ليس هو منهم قطع لنتفاء الشبهة‪ ،‬وإل بأن لم يفرز فالصح أنه إن‬

‫] ‪[ 183‬‬

‫كان لممه حممق فممي المسممروق كمممال مصممالح ولمو غنيمما فل يقطممع‪ .‬ا‍ه‪) .‬قموله‪ :‬لن لممه( أي‬
‫للسارق في بيت المال حقا‪ ،‬وهو علة لعدم قطع السارق من بيت المممال‪) ،‬وقمموله‪ :‬لن ذلممك الممخ(‬
‫علة للعلة‪ ،‬أي وإنما كان له فيه حق وإن كان غنيا لن ذلك قد يصرف الخ‪) .‬وقمموله‪ :‬فينتفممع بممه(‬
‫أي بما ذكر من المساجد والرباطات‪) ،‬وقمموله‪ :‬مممن المسمملمين( أفمماد بممه أنممه يشممترط لعممدم القطممع‬
‫السلم‪ ،‬فلو كان ذميا وسرق من مال المصالح قطع بمه‪ ،‬ول نظممر إلمى إنفمماق المممام عليمه عنمد‬
‫الحاجة لنه إنما ينفق عليه للضرورة وبشممرط الضمممان كممما فممي النفمماق علممى المضممطر‪ ،‬وأممما‬
‫انتفاعه بالقناطر والرباطات فللتبعية من حيث أنه قاطن ببلد السلم‪ ،‬ل لختصاصممه بحممق فيممه‬
‫)قوله‪ :‬ول بمال بعض( معطوف أيضا على ل بنحو حصر الخ‪ :‬أي ول يقطع بسرقة مال بعممض‬
‫للسارق‪) ،‬وقوله‪ :‬من أصل أو فرع( بيان للبعض‪ ،‬وفي هذا البيان نظممر‪ .‬إذ الصممل ليممس بعضمما‬
‫من الفرع ولو عبر كغيره بقوله ول بمال أصل أو فرع لكان أولممى‪ ،‬وعبممارة الممروض وشممرحه‪:‬‬
‫ول يقطع بمال فرعه وإن سممفل وأصممله وإن عل لممما بينهممما مممن التحمماد ولن مممال كممل منهممما‬
‫مرصد لحاجة الخر‪ ،‬ومنها أن ل تقطع يده بسرقة ذلك المال‪ ،‬بخلف سائر القارب‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكممما‬
‫ل يقطع الصل والفرع بسممرقة مممال الخممر ل يقطممع رقيممق كممل منهممما بسممرقة مممال الخممر لن‬
‫القاعدة أن من ل يقطع بمال ل يقطع به رقيقه )قوله‪ :‬وسيد( معطوف على بعض‪ :‬أي ول يقطممع‬
‫رقيق بسرقة مال سيده لن يده كيده ولشبهة استحقاقه النفقة في مال سيده ولممو مبعضمما أو مكاتبمما‬
‫لنه قد يعجز نفسه فيصير قنا كما كان‪ ،‬ولذلك ل يقطع السيد بسممرقة مممال مكمماتبه )قمموله‪ :‬لشممبهة‬
‫استحقاق النفقة( تعليل لعدم القطع في المسألتين سرقة مال البعض ومال السيد‪ :‬أي وإنما لم تقطع‬
‫يد السارق من مال البعض أو السيد لوجود الشبهة وهي استحقاق النفقة‪) ،‬وقوله‪ :‬في الجملة( أي‬
‫من بعض الوجوه‪ ،‬وهو ما إذا كان البعض المنفق عليه فقيمرا ومما إذا كمان الرقيمق غيمر مكماتب‬
‫لن المكاتب نفقته على نفسه ل على سيده )قوله‪ :‬والظهر قطع أحد الزوجين بالخر( أي لعموم‬
‫الدلة وشبهة استحقاقها النفقة والكسوة فممي ممماله ل أثممر لهمما لنهمما مقممدرة محممدودة‪ ،‬وبممه فممارقت‬
‫المبعض والقن وأيضا‪ ،‬فالفرض أنه ليس لها عنده شئ منها‪ ،‬فممإن فممرض أن لهمما شمميئا مممن ذلممك‬
‫حال السرقة وأخذته بقصد الستيفاء لم تقطع ومقابل الظهممر قممولن‪ :‬الول ل قطممع علممى واحممد‬
‫من الزوجين للشبهة لنها تستحق النفقة وهو يستحق الحجممر عليهمما‪ ،‬الثمماني يقطممع الممزوج دونهمما‬
‫لن لها حقوقا في ماله‪ ،‬بخلفه‪ ،‬ومال إلى هذا الذرعي‪ .‬أفاده المغني )قوله‪ :‬أي بسرقة الخ( أفاد‬
‫به أن في الكلم مضافين مقدرين بعممد البمماء الجممارة لجممل تصممحيح العبممارة‪) ،‬وقمموله‪ :‬ممماله( أي‬
‫الخر‪) .‬وقوله‪ :‬المحرز عنه( أي المحفوظ عن السارق بسبب جعله في حممرزه )قمموله‪ :‬فممإن عمماد‬
‫الخ( مرتبط بقوله ويقطمع‪ ،‬أي الممام كموع يميممن بمالغ )قموله‪ :‬بعمد قطمع يمنمماه( أي ممن مفصمل‬
‫الكوع‪ ،‬وخرج به ما لو سرق قبل قطع يمناه فإنه يكتفي بقطعها‪ ،‬كما علم مما مممر‪) ،‬وقمموله‪ :‬إلممى‬
‫السرقة ثانيا( متعلق بعاد )قوله‪ :‬فتقطممع رجلممه اليسممرى( أي بعممد انممدمال يممده اليمنممى لئل يفضممي‬
‫التوالي إلى الهلك‪ ،‬وهكذا يقال فيما بعده‪) .‬وقوله‪ :‬مممن مفصممل السمماق والقممدم( أي مممن المفصممل‬
‫الذي بين الساق والقدم )قوله‪ :‬فإن عمماد ثالثمما( أي إلممى السممرقة بعممد قطممع رجلممه اليسممرى )قمموله‪:‬‬
‫فتقطع يده اليسرى من كوعها( أي من مفصل كوعها وهو‪ ،‬كما تقدم أول الكتاب الذي يلممي إبهممام‬
‫اليد )قوله‪ :‬فإن عاد رابعا( أي إلى السرقة بعد قطممع يممده اليسممرى‪ ،‬وقمموله فتقطممع رجلممه اليمنممى‪.‬‬
‫واعلم‪ :‬أنه إنما كان القطع من خلف لئل يفوت عليممه جنممس المنفعممة مممن جهممة واحممدة فتضممعف‬
‫حركته كما في قطع الطريق‪ ،‬وقد روى المام الشافعي رضي ال عنممه بإسممناد عممن أبممي هريممرة‬
‫رضي ال عنه أن رسول ال )ص( قال في السارق إن سرق فاقطعوا يده‪ ،‬ثم إن سممرق فمماقطعوا‬
‫رجله‪ ،‬ثم إن سرق فاقطعوا يده‪ ،‬ثم إن سرق فاقطعوا رجله وحكمة قطع اليممد والرجممل أنهممما آلممة‬
‫السرقة‪ ،‬بالخذ والنقل‪ ،‬ومحل ممما ذكمر ممن الممترتيب إذا كمان لمه أربمع‪ ،‬إذ همو المذي يتمأتى فيمه‬
‫الترتيب‪،‬‬

‫] ‪[ 184‬‬

‫أما إذا لم يكن إل بعض الربع فيقطع في الولى ما يقطع في الثانية‪ ،‬بل يقطع في الولى‬
‫ما يقطع في الرابعة‪ ،‬بأن لم يكن له إل رجل واحدة يمنى لنه لما لم يوجممد ممما قبلهمما تعلممق الحممق‬
‫بها )قوله‪ :‬ثم إن سرق بعد قطع ما ذكر( أي من أعضائه الربعة وذلك كأن سرق بفمه أو رأسممه‬
‫)قوله‪ :‬عزر ول يقتل( أي على المشهور لنه لم يبق في نكاله بعدما ذكر إل التعزير )قوله‪ :‬وممما‬
‫روى( مبتدأ خبره منسوخ‪) ،‬قوله‪ :‬قتله( أي السارق بعد المرة الرابعة )قوله‪ :‬أو مممؤول( أي وإذا‬
‫كان غير منسوخ بالفرض‪ ،‬فهو مؤول بأنه عليه السلم إنما قتله بعد المرة الرابعة لكون السممارق‬
‫استحل السرقة )قوله‪ :‬بل ضعفه الخ( ما تقدم من الجواب بالنسخ أو التأويل مبني علممى تسممليم أن‬
‫المروي عنه )ص( صحيح ثم انتقل عنه إلى الجواب بأن المروي‪ :‬ل يحتممج بممه لنممه ضممعيف أو‬
‫منكر )قوله‪ :‬ومن سرق مرارا الخ( هذا مفهوم تقييد القطع ثانيا وثالثا ورابعا بممما إذا كممان العممود‬
‫حصل بعد القطع )قوله‪ :‬لم يلزمه( أي السارق المتكررة منه السرقة وقوله إل حد واحد‪ :‬أي كممما‬
‫لو زنى أو شرب مرارا فإنه يكتفي فيه بحد واحد )قوله‪ :‬فتكفي يمينه عن الكممل( أي فيكفممي قطممع‬
‫يمينه عن كل المرات‪) ،‬وقوله‪ :‬لتحاد السبب( أي وهو السرقة‪) ،‬وقمموله‪ :‬فتممداخلت( أي الحممدود‪:‬‬
‫أي اندرج بعضها في بعض لوجود الحكمة وهي الزجر ولتحاد أسممبابها‪ ،‬وإنممما تعممددت الكفممارة‬
‫فيما لو لبس أو تطيب في الحرام في مجالس مع اتحاد السبب لن فيه حقا لدمممي لصممرفها إليممه‬
‫فلم تتداخل‪ ،‬بخلف الحممد‪) ،‬قموله‪ :‬وتثبمت السممرقة برجليممن( همذا بالنسمبة للقطممع مممع الممال‪ ،‬أمما‬
‫بالنسبة للمال فقط فتثبت برجل وامرأتين وبرجل ويمين لكن بعمد دعموى المالممك أو وكيلمه المممال‬
‫فلو شهدوا حسبة لم يثبت بشهادتهم أيضا لن شهادتهم منصبة إلى المال‪ ،‬وشهادة الحسبة بالنسبة‬
‫إليه غير مقبولة )قوله‪ :‬كسائر العقوبات( أي فإنها تثبت برجلين‪) .‬وقوله‪ :‬غير الزنا( أي أممما هممو‬
‫فل يثبت إل بأربعة‪ ،‬كما تقدم‪) ،‬قوله‪ :‬وإقرار من سارق( معطوف على رجلين‪ :‬أي وتثبت أيضا‬
‫بإقرار السارق بالمال الذي سرقه‪ ،‬وقوله بعممد دعموى عليممه‪ :‬قيممد فممي القممرار‪ ،‬فلممو أقممر بممه قبممل‬
‫دعوى من المالك عليه ثبت به المال فقط ول يثبت به القطع إل إن طلب المالك ماله )قمموله‪ :‬مممع‬
‫تفصيل( متعلق بتثبت بالنسمبة للرجليمن وللقمرار )قموله‪ :‬بمأن تمبين المخ( تصموير للتفصميل‪ :‬أي‬
‫والتفصيل مصور ببيان السرقة‪ :‬أي أخذ المال خفية‪ ،‬وذلك لنه ربما أخذه بممالختلس أو النهممب‬
‫فل قطع وببيان المسروق منه هل هو زيد أو عمرو‪ ،‬وذلك لنممه ربمما أن يكممون أصممل أو فرعما‬
‫فل قطع بالسرقة منه وببيان قدر المسروق كربع دينار لنه قد ل يكممون نصممابا فل قطممع وببيممان‬
‫الحرز كصندوق أو خزانة‪ ،‬وذلك لنه قد يكون حرزا للمسروق فل قطع )قوله‪ :‬وتثبت السممرقة(‬
‫أي بالنسبة للقطع مع المال‪) ،‬وقوله‪ :‬خلفا لما اعتمده جمع( أي من أنه ل يقطع بها‪ ،‬وعللوه بأن‬
‫القطع حمق لم تعمالى وهمو ل يث‍ب ت بماليمين الممردودة‪ ،‬وصمنيع عبمارته يفيمد أن معتممد الجممع‬
‫المذكور ضعيف عنده‪ ،‬وهو خلف ما عليه شمميخه مممن اعتممماده وعبممارته‪ :‬والمنقممول المعتمممد ل‬
‫قطع كما ل يثبت بها حد الزنمما‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثلهمما النهايممة والمغنممي )قمموله‪ :‬بيميممن الممخ( متعلممق بتثبممت‪.‬‬
‫وقوله رد‪ :‬يحتمل قراءته بصيغة المصدر ويكون مجرورا بالضافة وهي من إضافة الموصوف‬
‫إلى الصفة‪ :‬أي يمين مردودة ويحتمل قراءته بصيغة الماضي والجملممة صممفة‪ ،‬وتممذكير الضمممير‬
‫فيه باعتبار الحلف‪ .‬وقوله من الممدعى عليمه‪ :‬متعلمق بمرد وهمو السمارق‪ ،‬وقموله علمى الممدعي‪:‬‬
‫متعلق أيضا برد‪ ،‬وهو المسروق منه )قوله‪ :‬لنها( أي اليمين المردودة‪ ،‬وهو علة لثبوت السممرقة‬
‫باليمين المردودة )قوله‪ :‬وقبل رجوع مقر بالنسبة لقطع( قال سم‪ :‬ولو أقممر بالسممرقة ثممم رجممع ثممم‬
‫كذب رجوعه قال الدارمي ل يقطع‪ ،‬ولو أقر بها ثم أقيمت عليه‬

‫] ‪[ 185‬‬

‫البينة ثم رجع‪ ،‬قال القاضي سقط عنه القطع على الصحيح لن الثبوت كممان بممالقرار‪ .‬اه‍‬
‫)قمموله‪ :‬بخلف المممال( أي بخلف الرجمموع بالنسممبة للمممال )قمموله‪ :‬فل يقبممل رجمموعه( أي عممن‬
‫إقراره‪ .‬وقوله فيه‪ :‬أي في المال‪ ،‬وقوله‪ :‬لنه‪ :‬أي المال حق آدمي‪ :‬أي وهو مبني على المشاحة‪،‬‬
‫بخلف القطع فإنه حق ال وهو مبني على المسامحة )قوله‪ :‬وممن أقمر بعقوبمة لم تعمالى( خمرج‬
‫حق الدمي فل يحل التعريض بالرجوع عنه وإن لم يفد الرجوع فيه شيئا‪ ،‬ووجهه بأن فيه حمل‬
‫على محرم فهو كمتعاطي العقد الفاسد‪ ،‬وقوله أي بموجبها‪ ،‬بكسر الجيم‪ ،‬أي سممببها )قمموله‪ :‬كزنمما‬
‫الخ( تمثيل لموجب العقوبة )قوله‪ :‬ولو بعد دعوى( غاية فممي القممرار‪ :‬أي ولممو كممان إقممراره بعممد‬
‫دعوى عليه )قوله‪ :‬فلقاض( الفاء واقعة في جواب من الشرطية والجممار والمجممرور خممبر مقممدم‪،‬‬
‫وقوله‪ :‬بعد تعريض الخ‪ :‬مبتدأ مؤخر )قوله‪ :‬أي يجوز له( تفسممير مممراد لقمموله فلقمماض‪ ،‬والمممراد‬
‫يجوز له ذلك جوازا مستوي الطرفين‪ ،‬فهو جائز وليس بمندوب‪ ،‬وبما ذكر صح الستدراك بعد‪،‬‬
‫وأفاد به أنه ليس المراد بالجواز ما ذكر‪ ،‬بل المراد به النممدب‪ ،‬وإنممما جمماز ذلممك لمه سممترا للقبيممح‬
‫ولخبر الترمذي وغيره من ستر مسلما ستره ال في الدنيا والخممرة )قموله‪ :‬الجمماع علممى نممدبه(‬
‫أي التعريض‪ .‬قال في النهاية‪ :‬والمعتمد الول‪ ،‬أي عدم النممدب‪ ،‬ا‍ه )قمموله‪ :‬وحكمماه( أي الجممماع‬
‫على ندبه )قوله‪ :‬وقضية تخصيصهم القاضي الخ( يفهم التخصيص مممن تقممديم الجممار والمجممرور‬
‫)قوله‪ :‬حرمته( أي التعريض‪) ،‬وقوله‪ :‬على غيره( أي غير القاضي )قوله‪ :‬وهو( أي مما اقتضماه‬
‫التخصيص من التحريم )قوله‪ :‬ويحتمل أن غير القاضي الخ( هو مممن مقممول قممول شمميخه‪ .‬وقمموله‬
‫أولى‪ :‬أي بالجواز من القاضي‪ .‬قال في النهاية‪ :‬وهمو الوجمه‪ .‬ا‍ه )قمموله‪ :‬لمتنمماع التلقيممن عليممه(‬
‫علة للولوية‪ :‬أي وإنما كان غير القاضي أولى بممالجواز منممه لن القاضممي يمتنممع عليممه أن يلقممن‬
‫الخصم الحجة ول يمتنع ذلك على غيره‪ ،‬فإذا جاز التعريض من القاضي الذي يمتنممع عليممه ذلممك‬
‫فلن يجوز من غيره بمالولى )قموله‪ :‬تعريمض لمه( أي للمقمر‪ :‬قمال فمي التحفمة‪ :‬إن كمان جماهل‬
‫بوجوب الحد وقد عذر على ما في العزيز ولكن توقف الذرعي‪ ،‬ويؤيممد تمموقفه أن لممه التعريممض‬
‫لمن علم أن له الرجوع‪ ،‬فكذا لمن علمم أن عليممه الحمد‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقموله برجموع عمن القمرار‪ :‬متعلمق‬
‫بتعريض‪ :‬أي تعريض بالرجوع عنمه )قموله‪ :‬أو بالنكمار( معطمموف علمى قموله برجموع‪ :‬أي أو‬
‫تعريممض بالنكممار أي لممموجب العقوبمة ل للمممال‪ .‬وعبمارة التحفممة‪ :‬وأفهمم قمموله بممالرجوع أنمه ل‬
‫يعرض له بالنكار لنه فيه حمل على الكذب‪ ،‬كذا قيل‪ ،‬وفيه نظمر لمما ممر فمي الزنما أن إنكماره‬
‫بعد القرار الرجوع عنه‪ .‬ثم رأيتهم صرحوا بأن له التعريض بالنكار وبالرجوع‪ ،‬ويجمماب عممما‬
‫علل به بأن تشوف الشارع إلى درء الحدود الغي النظر إلى تضمن النكار للكذب على أنه ليممس‬
‫صريحا فيه فخف أمره ا‍ه‪ .‬وانظر كيف يصور التعريض بالنكار بموجب الحد ؟ ولعممل صممورة‬
‫ذلك أن يقول له لعلك ما سرقت‪ ،‬لعلك ما زنيت ويبدأ ذلك بحرف النفي‪ ،‬وعليه فيكون التعريممض‬
‫بممالرجوع أعممم منممه لنممه ل يختممص بحممرف النفممي )قمموله‪ :‬فيقممول الممخ( بيممان لصممور التعريممض‬
‫بالرجوع‪ .‬وقوله لعلك فاخذت هذا بالنسبة للتعريممض بممالرجوع عممن القممرار بالزنمما‪) .‬وقمموله‪ :‬أو‬
‫أخذت من غير حرز( أي أو لعلك أخذت من غير حرز‪ ،‬وهذا بالنسممبة للتعريممض بممالرجوع عممن‬
‫السرقة‪) ،‬وقوله‪ :‬أو ما علمته خمرا( أي أو لعلك شربته وأنت لممم تعلممم بممأنه خمممر وهممذا بالنسممبة‬
‫للتعريض بالرجوع عن القرار بشرب الخمر )قمموله‪ :‬لنممه الممخ( علممة لجممواز التعريممض )قمموله‪:‬‬
‫عرض لماعز( أي المقر بالزنا بقوله لعلممك قبلممت أو غمممزت أو نظممرت )قمموله‪ :‬وقممال( أي عليمه‬
‫الصلة والسلم‪ .‬وقوله ما أخالك‪ ،‬بكسر الهمممزة‪ ،‬علممى الفصممح‪ ،‬ويفتحهمما علممى القيمماس‪ :‬أي ممما‬
‫أظنك )قوله‪ :‬وخرج بالتعريض التصريح( أي بالرجوع أو بالنكار )قوله‪:‬‬

‫] ‪[ 186‬‬

‫كارجع( تمثيل للتصممريح بممالرجوع‪ .‬وقمموله أو أجحممده‪ :‬تمثيممل للتصممريح بالنكممار )قمموله‪:‬‬
‫فيممأثم( أي القاضممي وقمموله بممه‪ :‬أي بالتصممريح )قمموله‪ :‬لنممه الممخ( علممة للثممم بممه )قمموله‪ :‬ويحممرم‬
‫التعريض عند قيام البينة( أي لما فيه من تكذيب الشهود )قوله‪ :‬ويجمموز للقاضممي أيضمما( أي كممما‬
‫يجوز له التعريض لمن أقر الخ )قوله‪ :‬بالتوقف في حد ال تعالى( أي بممالتوقف فممي أداء الشممهادة‬
‫فيما يوجب حمد الم تعمالى كشمرب الخممر والزنما وغيمر ذلمك وعبمارة المغنمي وهمل للحماكم أن‬
‫يعرض للشهود بالتوقف في حدود ال تعالى ؟ وجهان‪ ،‬أصحهما في زيادة الروضة نعممم إن رأى‬
‫المصلحة في الستر وإل فل‪ .‬قال الذرعمي‪ :‬ولممم يصمرحوا بممأن التصممريح ل يجموز أو مكمروه‪،‬‬
‫والظاهر أن مرادهم الول‪ .‬اه )قوله‪ :‬إن رأى( أي القاضممي‪) .‬وقمموله‪ :‬المصمملحة فممي السممتر( أي‬
‫على من اتصف بشئ من هذه القاذورات )قوله‪ :‬وإل فل( أي وإن لم ير المصلحة فممي السممتر فل‬
‫يجوز التعريض لهم بالتوقف )قوله‪ :‬وبه يعلم( أي بعموم قوله‪ ،‬وإل فل الصادق بما يترتب علممى‬
‫ذلك من المفسدة كضياع المسروق ونحوه‪ .‬وقوله أنه‪ :‬أي القاضي أو الحال أو الشأن‪) ،‬وقوله‪ :‬ل‬
‫يجوز له( أي للقاضي‪) ،‬وقوله‪ :‬التعريض( أي للشهود في التوقف عند أداء الشهادة‪) ،‬وقوله‪ :‬ول‬
‫لهم التوقف( أي ول يجوز للشهود التوقف عن ذلك وإن عممرض القاضممي لهممم بممه‪) ،‬وقمموله‪ :‬وإن‬
‫ترتب على ذلك( أي على التوقف عن أداء الشهادة فيما يوجب حد ال كالسرقة‪) ،‬وقمموله‪ :‬ضممياع‬
‫المسروق( أي المال المسروق‪ ،‬وقوله أو حممد الغيممر‪ :‬بممالرفع عطممف علممى ضممياع‪ :‬أي أو ترتممب‬
‫على ذلك وجوب حد علممى الغيممر كممأن شممهد ثلثممة بالزنمما فيجممب علممى الرابممع أن ل يتوقممف فممي‬
‫الشهادة ول يجوز للقاضي التعريض له به لئل يتوجه على الثلثة حد القذف‪ .‬تنبيه‪ :‬لممم يتعممرض‬
‫المؤلف للشفاعة في الحد‪ ،‬ثم رأيت المغني نص علممى ذلممك فقممال‪ :‬وأممما الشممفاعة فممي الحممد فقممال‬
‫المصنف في شرح مسلم أجمع العلماء على تحريمها بعمد بلموغ الممام وأنمه يحمرم تشمفيعه فيمه‪،‬‬
‫وأما قبل بلوغ المام فأجازها أكثر العلماء إن لم يكن المشفوع فيه صاحب شر وأذى للناس‪ ،‬فإن‬
‫كان لم يشفع‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬خاتمة في قاطع الطريق( أي في حكم مانع المرور في الطريق‪ ،‬فالقاطع‬
‫بمعنى المانع‪ :‬مأخوذ من القطع بمعنى المنع‪ .‬وقطع الطريممق هممو الممبروز لخممذ مممال أو لقتممل أو‬
‫إرعاب مكابرة اعتماد على القوة ويثبت برجلين‪ ،‬ل برجل وامرأتين كالسرقة‪ ،‬ولذلك ذكر عقبهمما‬
‫والصل فيه قوله تعالى‪) * :‬إنما جزاء الذين يحاربون ال ورسمموله ويسممعون فممي الرض فسممادا‬
‫أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلف أو ينفوا من الرض( * أي أن يقتلمموا إن‬
‫قتلوا ولم يأخذوا المال‪ ،‬أو يصلبوا مع القتل إن قتلوا وأخذوا المال أو تقطع أيممديهم وأرجلهممم مممن‬
‫خلف إن أخذوا المال فقط‪ ،‬أو ينفوا من الرض إن أخافوا السبيل ولم يقتلوا‪ ،‬ولم يأخذوا المممال‪،‬‬
‫كما فسره ابن عباس رضي ال عنهما بذلك‪ ،‬فحمل كلمة أو‪ :‬على التنويع‪ ،‬ل على التخيير )قوله‪:‬‬
‫لو علم المام قوما( أي ملتزمين للحكام مختارين مكلفين ولمو حكمما‪ .‬وخمرج بمالقيود الممذكورة‬
‫أضدادها فليس المتصف بها أو بشئ منها من حربي ولممو معاهممدا أو صممبي أو مجنممون أو مكممره‬
‫قاطع طريق‪ ،‬وقوله يخيفون الطريق‪ :‬أي المار فيهمما بسممبب وقمموفهم فيهمما‪ ،‬ول بممد أن يكممون لهممم‬
‫شوكة‪ :‬أي قوة بحيث يقاومون من يممبرز إليهممم‪ ،‬وخممرج بممذلك المختلسممون لنتفمماء الشمموكة فيهممم‬
‫فليسوا بقطاع‪ ،‬بل حكمهم قودا أو ضمانا كحكم غيرهم )قوله‪ :‬ولم يأخذوا مال( أي نصاب سرقة‬
‫فيصدق بما لو أخذوا دون ذلك ويلزمهم في هذه الصورة مع التعزير رده )قوله‪ :‬ول قتلوا نفسمما(‬
‫أي ولم يقتلوا أحدا ممن يمر عليهم‬

‫)‪ (1‬سورة المائدة‪ ،‬الية‪.33 :‬‬

‫] ‪[ 187‬‬

‫)قوله‪ :‬عزرهممم( أي المممام‪ ،‬وهمو جممواب لممو‪) ،‬وقمموله‪ :‬وجوبمما( أي تعزيممرا واجبمما عليممه‬
‫)قوله‪ :‬بحبس( متعلق بعزر‪) ،‬وقوله‪ :‬وغيره( أي غير الحبس بما يراه المام من ضممرب وغيممره‬
‫لرتكابهم معصية ل حد فيها ول كفارة وللمام ترك ذلك إذا رآه مصلحة‪ ،‬وإنممما وجممب التعزيممر‬
‫لجل ردعهم عن هذه الورطة العظيمة )قوله‪ :‬وإن أخذ القاطع المال( أي نصاب السرقة‪ ،‬ول بممد‬
‫أن يكون من حرز مثله ول شبهة له فيه وإل فل قطع كممما مممر فممي السممرقة‪) ،‬وقمموله ولممم يقتممل(‬
‫خرج به ما إذا قتل وسيذكر حكمه )قوله‪ :‬قطعت يده اليمنى ورجله اليسرى( أي وجوبا فلو قطممع‬
‫المام مع اليد اليمنى الرجل اليمنى ضمن الرجل بالقود إن كان عاممدا‪ ،‬وإل فبالديمة‪ ،‬ول تجممزئ‬
‫عن قطع اليسرى لمخالفة قوله تعالي‪) * :‬من خلف( * )قوله‪ :‬فإن عاد( أي لقطع الطريق وأخممذ‬
‫المال ولم يقتل أيضا‪) ،‬وقوله‪ :‬فرجله اليمنى( أي فتقطع رجله اليمنممى ويممده اليسممرى )قمموله‪ :‬وإن‬
‫قتل( أي عمدا عدوانا ولم يأخذ نصابا قتله المام حتما‪ ،‬فلو قتل خطممأ أو شممبه عمممد أو ل عممدوانا‬
‫بأن قتل مرتدا أو زانيا محصنا أو تاركا للصلة بعد أمر المام أو من يستحق عليه القصاص فل‬
‫يقتل )قوله‪ :‬وإن عفا الخ( غاية في قتله )قوله‪ :‬وإن قتل( أي عمدا عدوانا كممما مممر )قمموله‪ :‬وأخممذ‬
‫نصابا( أي نصاب السرقة وهو ربع دينار كما مر‪) .‬وقوله‪ :‬قتل أي قتله المام أو نائبه( أي يأمر‬
‫بذلك‪) .‬وقوله‪ :‬ثم صلب( أي على خشبة أو نحوها‪) .‬وقوله‪ :‬بعد غسممله الممخ( أي إن كممان مسمملما‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬ثلثة أيام( أي صلب ثلثة أيام‪ ،‬ومحله إن لم يتفجر قبلها‪ ،‬فإن تفجر أنزل‪ .‬وإنممما صمملب‬
‫بعد القتل زيادة في التنكيل وزجرا لغيره ولذلك ل يقام عليه الحد إل فممي مكممان يشمماهده فيممه مممن‬
‫ينزجر به‪ ،‬وإنما كان ثلثممة أيممام ليشممتهر الحممال ويتممم النكممال ولن لهمما فممي الشممرع اعتبممارا فممي‬
‫مواضع كثيرة ول غاية لما زاد عليها‪ ،‬فلذلك لم يعتبر في الشرع غالبما )قموله‪ :‬ثمم ينمزل( أي ثمم‬
‫بعد صلبه ثلثة أيام على نحو خشبة مثل ينزل ويدفن )قوله‪ :‬وقيل يبقى وجوبا حتى يتهممرى( أي‬
‫ولو زاد على ثلثة أيام )قوله‪ :‬وفي قول يصلب حيا( أي لنه عقوبة فيفعل به حيمما‪ .‬وقمموله قليل‪:‬‬
‫قال في التحفة‪ :‬الذي يظهر أن المراد به أدنى زمن ينزجر به عرفمما غيممره‪ .‬ا‍ه‪ .‬واعلممم‪ :‬أن محممل‬
‫قتله وصلبه هو محل محاربته إل أن ل يمر به من ينزجر به فأقرب محل إليه‪ .‬خاتمة‪ :‬نسأل ال م‬
‫حسن الختام تسقط عقوبات تخص القاطع من تحتم قتل وصلب وقطع رجل‪ ،‬وكذا يد بتمموبته عممن‬
‫قطع الطريق قبل القدرة عليه لقوله تعالى‪) * :‬إل الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن‬
‫ال غفور رحيم( * بخلف ما ل تخصه‪ ،‬كالقود وضمان المال‪ ،‬فل يسقط عنه بها أما تمموبته بعممد‬
‫القدرة عليه فل يسقط بها شئ مممن ذلممك وإن صمملح عملممه لمفهمموم اليممة‪ ،‬والفممرق أن التوبممة قبممل‬
‫القدرة ل تهمة فيها وبعدها فيها تهمة دفع الحد‪ ،‬ول تسقط سائر الحدود المختصة بال تعالى كحد‬
‫زنا وسرقة وشرب خمر بالتوبة لنه )ص( حد من ظهرت توبته‪ ،‬وقيل تسقط بها قياسا على حممد‬
‫قاطع الطريق‪ .‬نعم‪ :‬تارك الصلة يسقط حده بها مطلقا‪ ،‬وهذا الخلف بحسمب الظماهر‪ ،‬أمما فيمما‬
‫بينه وبين ال فحيث صحت توبته سقط بها سائر الحدود قطعا‪ ،‬ومن حد لم يعاقب في الخر على‬
‫ذلك لحديث‪ :‬أيما عبد أصاب شيئا مما نهى ال عنه‪ ،‬ثم أقيم عليه حده كفممر الم عنممه ذلممك الممذنب‬
‫نعم‪ :‬يعاقب على الصرار عليه إن لم يتب‪ .‬وال سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫)‪ (1‬سورة المائدة‪ ،‬الية‪.34 :‬‬

‫] ‪[ 188‬‬

‫فصل في التعزير أي في بيممان ممموجبه وممما يحصممل بممه‪ ،‬والتعزيممر لغممة التممأديب وشممرعا‬
‫تأديب على ذنب ل حد فيه ول كفارة‪ ،‬كما يؤخذ مممن كلمممه‪ ،‬والصممل فيممه قبممل الجممماع آيممة *‬
‫)واللتي تخافون نشوزهن( * الية‪ ،‬فأباح الضرب عند المخالفة‪ ،‬فكان فيه تنممبيه علممى التعزيممر‪،‬‬
‫وقمموله )ص( فممي سممرقة التمممر إذا كممان دون نصمماب غممرم مثلممه وجلممدات نكممال رواه أبممو داود‬
‫والنسائي بمعناه‪ ،‬وروى المبيهقي أن عليما رضمي الم عنمه سمئل عممن قمال للرجمل يما فاسمق يما‬
‫خبيث ؟ فقال يعزر‪ ،‬وهو يفارق الحد من ثلثة أوجه‪ :‬أحممدها اختلفممه بمماختلف النمماس‪ ،‬والثمماني‬
‫جواز الشفاعة والعفو عنه بل يستحبان‪ ،‬والثالث التالف به مضمممون‪ ،‬خلفمما لبممي حنيفممة ومالممك‬
‫رضممي ال م عنهممما‪) ،‬قمموله‪ :‬ويعممزر أي المممام أو نممائبه( أي أو السمميد أو الب أو الممزوج‪ ،‬كممما‬
‫سيذكره‪) ،‬قوله‪ :‬لمعصية( متعلق بيعزر‪ ،‬واللم تعليلية‪ :‬أي يعزر لجل صدور معصية‪) ،‬وقمموله‬
‫ل حد لها( أي المعصية‪ ،‬وهممو قيممد خممرج بممه المعصممية الممتي فيهمما الحممد كالزنمما فل تعزيممر فيممه‪،‬‬
‫)وقوله‪ :‬ول كفارة( خرج المعصية التي توجب الكفارة كالتمتع بممالطيب فممي الحممرام فل تعزيممر‬
‫أيضا فيه )قوله‪ :‬سواء كانت( أي المعصية وهو تعميم فيها‪) ،‬وقوله‪ :‬حقا ل م تعممالى( أي كشممهادة‬
‫الزور وموافقة الكفار في أعيادهم ونحوها ومسك الحيات ودخول النممار وغيممر ذلممك‪) .‬وقمموله‪ :‬أم‬
‫لدمي( أي أم حقا لدمي‪ ،‬وقوله كمباشرة الخ تمثيل له )قوله‪ :‬غالبا( راجع لقوله ويعممزر ولقمموله‬
‫لمعصية ولقوله ل حد لها ول كفارة بدليل كلم الشارح التممي‪ ،‬فممبين محممترز التقييممد بالغلبممة فممي‬
‫الثاني بقوله‪ :‬وقد يشرع التعزير بل معصية الخ‪ ،‬وفي الول بقمموله‪ :‬وقممد ينتفممي مممع انتفمماء الحممد‬
‫الخ‪ ،‬وفي الثالث بقوله وقد يجامع التعزير الكفارة الممخ )قمموله‪ :‬كمممن يكتسممب بمماللهو( أي كالطبممل‬
‫والنفير‪ .‬فللمام أن يعزره وإن لم يكن مثله معصية‪ ،‬ومثله الصبي والمجنممون إذا فعل ممما يعممزر‬
‫عليه البالغ العاقل فيعممزران وإن لممم يكممن فعلهممما معصممية‪) .‬وقمموله‪ :‬الممذي ل معصممية فيممه( يعلممم‬
‫بالولى التعزير على اكتساب اللهو الذي فيه معصية ول حممد فيهمما ول كفممارة كمماللعب بالوتممار‪.‬‬
‫قال البجيرمي‪ :‬ومن ذلك ما جممرت بممه العممادة فممي مصممر مممن اتخمماذ مممن يممذكر حكايممة مضممحكة‬
‫وأكثرها أكاذيب فيعزر على ذلك الفعل ول يسممتحق مما يأخمذ عليممه‪ ،‬ويجمب رده إلممى دافعممه وإن‬
‫وقعت صورة الستئجار‪ ،‬لنه على ذلممك المموجه فاسممد‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬وقممد ينتفممي( أي التعزيممر فممي‬
‫ارتكار معصية‪) .‬قوله‪ :‬كصغيرة الخ( أي وكما في قطممع شممخص أطممراف نفسممه )قمموله‪ :‬لحممديث‬
‫الخ( دليل لنتفاء التعزير مع انتفاء الحد والكفارة )قوله‪ :‬أقيلوا ذوي الخ( أي تجمماوزوا عنهمما ول‬
‫تؤاخذوهم عليها‪) .‬وقوله‪ :‬عثراتهم( جمع عثرة‪ ،‬وهي الصغيرة المتي ل معصمية فيهما ‪ -‬كمما همو‬
‫أحد وجهين ‪ -‬وقيل أول زلة ولو كبيرة صممدرت مممن مطيممع )قمموله‪ :‬إل الحممدود( أي فل تقيلمموهم‬
‫فيها )قوله‪ :‬وفي رواية‬

‫)‪ (1‬سورة النساء‪ ،‬الية‪.34 :‬‬

‫] ‪[ 189‬‬

‫زلتهم( أي بدل عثراتهم )قوله‪ :‬وفسرهم( أي ذوي الهيئات )قوله‪ :‬بمن ذكممر( أي بمممن ل‬
‫يعرف بالشر‪ .‬وعبارة المغني‪ :‬اقتضممى كلم المصممنف ثلثممة أمممور‪ :‬الول تعزيممر ذي المعصممية‬
‫التي ل حد فيها ول كفارة‪ ،‬ويستثنى منه مسائل‪ :‬الولى إذا صدر من ولي ل تعالى صغيرة فممإنه‬
‫ل يعزر ‪ -‬كما قمماله ابممن عبممد السمملم ‪ -‬قممال‪ :‬وقممد جهممل أكممثر النمماس فزعممموا أن الوليممة تسممقط‬
‫بالصغيرة‪ ،‬ويشهد لذلك حديث أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إل الحدود رواه أبو داود‪ ،‬قال المممام‬
‫الشافعي رحمه ال تعالى‪ :‬والمراد بذوي الهيئات الذين ل يعرفون بالشر فيزل أحدهم الزلة‪ .‬ولممم‬
‫يعلقه بالولياء لن ذلك ل يطلع عليه‪ .‬فإن قيل‪ :‬قد عزر عمممر رضممي الم عنممه غيممر واحممد مممن‬
‫مشاهير الصحابة رضي ال عنهم وهم رؤوس الولياء وسادات المة ولم ينكره أحممد ؟‪ .‬أجيممب‪:‬‬
‫بأن ذلك تكرر منه‪ ،‬والكلم هنمما فممي أول زلممة زلهمما مطيممع الممخ‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬وقيممل هممم( أي ذوو‬
‫الهيئات‪) .‬وقوله‪ :‬أصحاب الصغائر( أي مع عدم الصرار عليها ‪ -‬كما هو ظاهر ‪) -‬قوله‪ :‬وقيممل‬
‫من يندم الخ( أي وقيل هم من يندم على الذنب ويتوب منه‪ ،‬وظاهره أنه ل فممرق فممي الممذنب بيممن‬
‫أن يكون كبيرة أو صغيرة‪ ،‬وإل لساوى هذا القيل ما قبلممه‪) .‬قمموله‪ :‬وكقتممل مممن رآه يزنممي بممأهله(‬
‫معطوف على قوله كصغيرة‪ :‬أي فمن رأى شخصا يزني بأهله‪ :‬أي وهو محصن فقتله انتفى عنه‬
‫الحممد والكفممارة والتعزيممر لعممذره‪ .‬ومقتضممى السممياق أن قتلممه المممذكور معصممية‪ ،‬لن الكلم فممي‬
‫إرتكاب معصية إنتفى فيها التعزير مع انتفاء الحمد والكفممارة‪ ،‬وهمو كمذلك‪ .‬ول ينممافيه قمموله بعممد‪:‬‬
‫ويحل قتله باطنا لن ذلك مفروض فيمن ثبت زناه بأربعة‪) .‬وقوله‪ :‬المذكور بعد( مفروض فيمممن‬
‫لم يثبت زناه ‪ -‬كما ستقف عليه ‪ -‬ويفرق بين من ثبت زناه فل يجوز قتله بإمكممان رفعممه للحمماكم‪،‬‬
‫وبين من لم يثبت زناه‪ ،‬فل يجوز قتله بعذره حيث رآه‪ ،‬يزني بأهله‪ ،‬وعجز عن إثبمماته‪) .‬وقمموله‪:‬‬
‫لجل الحمية( أي ويعذر في ذلك لجمل الحميممة‪ :‬أي إرادة المنممع عمما يطلممب منمه حمممايته‪ .‬وفمي‬
‫المختار‪ :‬الحمية العار والنفة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويحل قتله باطنمما( الضمممير يعممود علممى مممن رآه يزنممي‬
‫بأهله‪ ،‬والعبارة فيها سقط يعلم من عبارة التحفة‪ ،‬ونصها بعد قوله‪ :‬وكقتل مممن رأى الممخ‪ :‬هممذا إن‬
‫ثبت ذلك‪ ،‬وإل حل له قتله باطنا‪ ،‬وأقيد به ظاهرا‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬هذا إن ثبت الخ( أي ما ذكممر مممن‬
‫إنتفاء الحد والكفارة والتعزير إن ثبت زناه بأربعة‪ ،‬فإن لم يثبت‪ ،‬حل قتله باطنا‪ ،‬ولكن يؤخذ منممه‬
‫القود ظاهرا )قوله‪ :‬وقد يجامع التعزير الكفارة( أي وقد يجممامع الحممد أيضمما‪ ،‬كممما لممو قطعممت يممد‬
‫السارق‪ ،‬وعلقت في عنقه زيادة في نكاله‪ .‬وقد تجتمع الثلثممة الحممد والكفممارة والتعزيممر‪ :‬كممما لممو‬
‫زنى بأمه في جوف الكعبة في رمضان وهو صممائم معتكممف محممرم‪ ،‬فممإنه يلزمممه العتممق لفسمماده‬
‫صوم يوم من رمضان بالجماع‪ ،‬ويلزمممه البدنممة لفسمماده الحممرام بالجممماع‪ ،‬ويلزمممه الحممد للزنمما‬
‫والتعزير لقطع الرحم وانتهاك البيت‪) .‬قوله‪ :‬كمجامع حليلته فممي نهممار رمضممان( أي فيجممب فيممه‬
‫التعزير مع الكفارة والقضاء‪ ،‬ومثله المظاهر فإنه يجب عليمه التعزيممر معهما‪ ،‬واليميممن الغمموس‪:‬‬
‫أي الفاجرة‪ ،‬سميت بذلك لنها تغمس صاحبها فممي النممار‪ ،‬أو فممي الثممم‪ ،‬فيجممب فيهمما ذلممك أيضمما‬
‫)قوله‪ :‬ويحصل التعزير( دخول على المتن )قوله‪ :‬بضرب غير مبرح( أي غير شديد مؤلم‪ .‬قممال‬
‫في المغني‪ :‬فإن علم أن التأديب ل يحصل إل بالضرب المبرح فعن المحققيممن أنممه ليممس لممه فعممل‬
‫المممبرح ول غيممره‪ .‬قممال الرافعممي‪ :‬ويشممبه أن يقممال يضممربه ضممربا غيممر مممبرح‪ ،‬إقامممة لصممورة‬
‫الواجب‪ .‬قال في المهمات‪ .‬وهو ظاهر‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬أو صفع( معطوف على ضممرب‪ :‬أي ويحصممل‬
‫التعزير بصممفع )وقمموله‪ :‬وهممو( أي الصممفع‪ .‬وقمموله بجمممع الكممف ‪ -‬بفتممح الجيممم ‪ -‬أي ضمممها مممع‬
‫الصابع‪ ،‬وليس بقيد‪ ،‬بل مثله بسطها )قوله‪ :‬أو حبس( معطوف على ضرب‪ :‬أي‬

‫] ‪[ 190‬‬

‫ويحصل التعزير بحبس )قوله‪ :‬حتى عن الجمعة( أي حممتى يحبسممه عممن حضممور الجمعممة‬
‫)قوله‪ :‬أو توبيخ بكلم( أي ويحصل التعزير بتوبيخ‪ :‬أي تهديد بكلم‪ ،‬لنه يفيد الرد والزجر عممن‬
‫الجريمة )قوله‪ :‬أو تغريب( أي ويحصل التعزير بتغريب عن بلده إلى مسافة القصر‪ :‬إذ هممو إلممى‬
‫ما دونها ليس بتعزير كما مر في الزنا )قوله‪ :‬أو إقامة من مجلس( أي ويحصل التعزيممر بإقممامته‬
‫من المجلس )قمموله‪ :‬ونحوهمما( أي ويحصممل التعزيممر بنحممو المممذكورات‪ ،‬ككشممف رأس‪ ،‬وتسممويد‬
‫وجه‪ ،‬وحلق رأس لمن يكرهه‪ ،‬وإركابه حمارا منكوسا‪ ،‬والدوران به كذلك بين الناس )قوله‪ :‬مما‬
‫يراها( بيان لنحوها‪ :‬أي من كل عقوبة يراهمما الممخ )وقمموله‪ :‬المعممزر( أي المممام أو نممائبه‪ .‬وقمموله‬
‫جنسمما وقممدرا‪ :‬منصمموبان علممى التمييممز أي مممن جهممة جنسممها وقممدرها بحسممب ممما يممراد تأديبمما‪.‬‬
‫والحاصل‪ :‬أمر التعزير مفوض إليه لنتفاء تقديره شرعا‪ ،‬فيجتهممد فيممه جنسمما‪ ،‬وقممدرا‪ ،‬وانفممرادا‪،‬‬
‫واجتماعا‪ ،‬فله أن يجمع بين المور المتقدمة‪ ،‬وله أن يقتصمر علمى بعضممها‪ ،‬بمل لمه تركممه رأسما‬
‫بالنسبة لحق ال تعالى‪ ،‬لعراضه )ص( عن جماعة إسممتحقوه‪ ،‬كالغممال فممي الغنيمممة‪ :‬أي الخممائن‬
‫فيها‪ ،‬وكلوي شدقه في حكمه )ص( للزبير رضممي الم عنمه‪ .‬ول يجمموز تممرك التعزيممر إن كممان‬
‫لدمي‪ ،‬وتجوز الشفاعة فيه‪ ،‬وفي غيره من كل ما ليس بحممد‪ ،‬بممل تسممتحب لقمموله تعممالى‪) * :‬مممن‬
‫يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها( * ولخبر الصمحيحين‪ ،‬عمن أبمي موسمى أن النمبي )ص(‬
‫كان إذا أتاه طالب حاجة أقبل على جلسائه وقال‪ :‬اشفعوا تؤجروا ويقضي ال على لسان نممبيه ممما‬
‫شاء‪) .‬قوله‪ :‬ل بحلق لحية( معطوف على بضرب‪ :‬أي ل يحصل التعزير بحلق لحية‪ ،‬وصمريحه‬
‫عدم الجزاء به‪ .‬قال سم على المنهج‪ :‬وليس كذلك‪ ،‬بل يجزئ وإن كان ل يجوز‪ ،‬ونص عبارته‪:‬‬
‫صريح هذا الكلم أن حلق اللحية ل يجزئ في التعذير لو فعله المام‪ ،‬وليس كممذلك فيممما يظهممر‪،‬‬
‫والذي رأيته في كلم غيره‪ ،‬أن التعزير ل يجوز بحلق اللحية‪ ،‬وذلممك ل يقتضممي عممدم الجممزاء‪،‬‬
‫ولعله مراد الشارح‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وظاهره( أي ظاهر منع التعزير بحلق اللحية حرمة حلقها لجلممه‬
‫)قوله‪ :‬وهو( أي المنع من التعزير بالحلق المقتضي للتحريم‪ ،‬إنما يتأتى على القول بحرمة الحلق‬
‫مطلقا‪) .‬وقوله‪ :‬أما على كراهته الخ( أي أما إن جرينا على القول بكراهة الحلق‪ ،‬فل وجممه لمنممع‬
‫التعزير به‪ .‬وقال في النهاية ل يعزر بحلق لحية‪ ،‬وإن قلنا بكراهته وهو الصممح‪ .‬ا‍ه )وقمموله‪ :‬إذا‬
‫رآه المام( أي رأى التعزير بحلق اللحية زاجرا له عن الجريمة‪ ،‬قال في التحفة بعده‪ :‬فإن قلممت‪:‬‬
‫فيه تمثيل وقد نهينا عن المثلة‪ .‬قلت‪ :‬ممنوع لمكان ملزمته لبيته حتى تعود‪ ،‬فغايته أنممه كحبممس‬
‫دون سنة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويجب أن ينقص التعزير الخ( أي لخبر من بلغ حدا في غيممر حممد فهممو ممن‬
‫المعتدين رواه البيهقي‪) .‬وقوله‪ :‬عن أربعين ضممربة( هممذا إذا كممان التعزيممر بالضممرب‪ ،‬فممإن كممان‬
‫بالحبس أو بالتغريب‪ ،‬فيجب أن ينقص عن سنة في الحر‪ ،‬وفي غيره يجب أن ينقص عن نصممف‬
‫سنة‪) .‬قوله‪ :‬وعزر أب( أي بضرب وغيره وهذا ما بعده كالستثناء من قمموله ويعممزر أي المممام‬
‫أو نائبه لمعصية الخ‪ .‬وصرح فمي المغنمي بالسمتثناء الممذكور وعبمارته‪ :‬وقضمية كلممه أنمه ل‬
‫يسممتوفيه‪ :‬أي التعزيممر إل المممام‪ ،‬واسممتثنى منممه مسممائل‪ :‬الولممى‪ :‬للب والم ضممرب الصممغير‬
‫والمجنون زجرا لهما عن سئ الخلق‪،‬‬

‫)‪ (1‬سورة النساء‪ ،‬الية‪.85 :‬‬

‫] ‪[ 191‬‬
‫وإصلحا لهما‪ .‬قال شيخنا‪ :‬ومثلهما السفيه‪ .‬وعبارة الممدميري‪ :‬وليممس للب تعزيممر البممالغ‬
‫وإن كان سفيها على الصح‪ ،‬وتبعه ابن شهبة‪ ،‬الثانية‪ :‬للمعلم أن يؤدب من يتعلم منه‪ ،‬لكممن بممإذن‬
‫الولي‪ ،‬الثالثة‪ :‬للزوج ضرب زوجته لنشوزها‪ ،‬ولما يتعلق به من حقمموقه عليهمما‪ ،‬وليممس لممه ذلممك‬
‫لحق ال تعالى لنه ل يتعلق به‪ ،‬الرابعة‪ :‬للسيد ضرب رقيقه لحقه ا‍ه‪ .‬بحذف )قمموله‪ :‬وألحممق بممه‬
‫الخ( أي وألحق الرافعي الم بالب في تعزيرها الصغير‪ .‬قال ع ش‪ :‬ظاهره وإن لم تكن وصية‪،‬‬
‫وكان الب والجد موجودين‪ ،‬ولعل وجهه أن هذا لكونه ليس تصرفا في المال‪ ،‬بل لمصلحة تعود‬
‫على المحجور عليه‪ ،‬سومح فيه ما لم يسامح فممي غيممره‪ .‬ا‍ه‪) .‬قموله‪ :‬وإن علممت( أي الم فلهمما أن‬
‫تعزر )قوله‪ :‬ومأذونه( معطوف على أب‪ :‬أي وعزر مأذون الب أيضا )قوله‪ :‬كالمعلم( أي فممإذا‬
‫أذن له الب بالتعزير فله ذلك ولو كان بالغا‪ ،‬وإذا لم يأذن له فيه‪ ،‬فليس له ذلك ‪ -‬كما فممي التحفممة‬
‫والنهاية ‪ -‬وقال في شرح الروض‪ :‬قال الذرعي وسممكت الخمموارزمي وغيممره عممن هممذا التقييممد‪،‬‬
‫والجماع الفعلي مطرد من غير إذن‪ .‬ا‍ه‪ .‬وشمل المعلم‪ :‬الشيخ مع الطلبة‪ ،‬فله تأديب مممن حصممل‬
‫منه ما يقتضي تأديبه فيما يتعلق بالتعلم‪ .‬قال البجيرمي‪ :‬وليس منممه ممما جممر ت بممه العممادة مممن أن‬
‫المتعلم إذا توجه عليه حق لغيره يأتي صاحب الحق للشيخ‪ ،‬ويطلب منمه أن يخلصممه مممن المتعلممم‬
‫منه‪ ،‬فإذا طلبه الشيخ منه ولم يوفه فليس له ضربه ول تأديبه على المتناع من توفية الحممق‪ ،‬فلممو‬
‫عزره الشيخ بالضرب وغيره حرم عليه ذلك لنه ل ولية له عليهم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬صغيرا( مفعممول‬
‫عزر‪) .‬وقوله‪ :‬وسفيها( أي أو مجنونا )قمموله‪ :‬بارتكابهممما( البمماء سممببية متعلقممة بعممزر‪ :‬أي عممزر‬
‫الب أو مأذونه‪ ،‬صغيرا أو سفيها بسبب ارتكابهما ما ل يليق‪) .‬وقوله‪ :‬زجرا لهما الخ( أي منعمما‬
‫لهما عن التصاف بذميم الخلق‪ :‬أي وإصلحا لهما‪ ،‬وهممو علممة التعزيممر )قمموله‪ :‬وللمعلممم الممخ(‬
‫مكرر مع قوله كالمعلم وأيضا هذا يقتضي عدم إشتراط الذن‪ ،‬وما تقدم يقتضي الشتراط )قوله‪:‬‬
‫وعزر زوج زوجته لحقه( أي بالنسبة لحق نفسه )وقوله‪ :‬كنشوزها( تمثيل له‪ :‬أي فممإذا نشممزت ‪-‬‬
‫أي أو تركت حقا من الحقوق المتعلقة به ‪ -‬فله تعزيرها على ذلك )قوله‪ :‬ل لحممق الم تعممالى( أي‬
‫ل يعزرها بالنسبة لحق ال تعالى‪ ،‬ومحله ‪ -‬كما في التحفة والنهاية ‪ -‬ما لم يبطل أو ينقممص شمميئا‬
‫من حقه‪ ،‬وإل كأن شربت خمرا‪ ،‬فحصل نفور منها‪ ،‬له سممبب ذلممك‪ ،‬أو نقممص تمتعممه بهمما بسممبب‬
‫رائحة الخمر‪ ،‬فله تعزيرها على ذلك )قوله‪ :‬وقضيته( أي قضية منع تعزيرهمما لحممق ال م تعممالى‪.‬‬
‫وقوله أنه ل يضربها على ترك الصلة‪ :‬أي لنها حق ال تعالى )قوله‪ :‬وأفتى بعضممهم( هممو ابممن‬
‫البزري )وقوله‪ :‬بوجوبه( أي ضربها على ترك الصلة قمال فمي التحفمة‪ :‬وبحممث ابمن المبزري ‪-‬‬
‫بكسر الموحدة ‪ -‬أنه يلزمه أمر زوجته بالصلة في أوقاتها وضربها عليها‪ ،‬وهو متجه حممتى فممي‬
‫وجوب ضرب المكلفة‪ ،‬لكممن ل مطلقمما‪ ،‬بممل إن توقممف الفعممل عليممه‪ ،‬ولممم يخممش أن يممترتب عليممه‬
‫مشوش للعشرة يعسر تداركه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وتقدم الكلم على هذه المسألة في أول الكتاب )قوله‪ :‬كممما قممال‬
‫شيخنا( أي في فتح الجواد وعبارته‪ :‬وأفتى بعضهم بوجوبه‪ ،‬والوجه جوازه ‪ -‬كما بينتممه مممع ممما‬
‫يتعلق به في الصل ‪ -‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وللسيد تعزيممر رقيقممه لحقمه وحممق الم تعممالى( أي لن سمملطنته‬
‫أقوى من غيره ولما مر في الزنا )قوله‪ :‬وإنما يعزر مممن ممر( الفعمل مبنممي للمعلموم‪ ،‬وفماعله مما‬
‫بعده‪ ،‬وهو واقع على الب ومممأذونه والممزوج والسمميد‪ ،‬ويحمممل بنمماؤه للمجهممول وممما بعممده نممائب‬
‫فاعل‪ ،‬ويكون واقعا على المحجور والزوجة والرقيق‪) .‬وقوله‪ :‬بضرب( أي إن كان التعزيممر بممه‬
‫)وقوله‪ :‬غير مبرح( أي شديد مؤلم كما مر )قوله‪ :‬فإن لم يفد تعزيره( أي مممن ذكممر‪) .‬وقموله‪ :‬إل‬
‫بمبرح( أي بضرب مبرح )قوله‪ :‬ترك( أي التعزيممر رأسمما‪ ،‬وهممذا بخلف التعزيممر الصممادر مممن‬
‫المام فإنه يعزر بضرب غير مبرح‪ ،‬وإن لم يفد كما مر عن المغني نقل عن الرافعي‪ .‬وفي فتممح‬
‫الجواد‪ :‬ويعزر من مر‪ ،‬وإن لم يفد إل نحممو الزوجممة إذا لممم يفممد تعزيممره إل بمممبرح فيممترك لنممه‬
‫مهلك‪ ،‬أي‬

‫] ‪[ 192‬‬
‫قد يؤدي إلى الهلك‪ ،‬ومنه يؤخممذ حممد المممبرح بممأنه ممما خشممي منممه هلك ولمو نممادرا‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬وغيره ل يفيد( أي ولن غير المبرح ل يفيد شيئا فل حاجممة إليممه‪) .‬قمموله‪ :‬وسممئل شمميخنا‬
‫الخ( تأييد لقوله وإنما يعزر من مر بضرب غير مبرح الخ )قوله‪ :‬عن عبد مملوك( متعلق بسممئل‬
‫)قوله‪ :‬عصى( أي العبد )قوله‪ :‬وخالف أمره الخ( هذا هو معنمى العصميان‪ .‬فلمو قمال بمأن خمالف‬
‫أمره ولم يخدمه الخ لكان أولى )قوله‪ :‬هل لسيده الخ( هذه صورة السؤال )قوله‪ :‬أن يضممربه( أي‬
‫عبده المذكور )قوله‪ :‬أم ليس له ذلك( أي أم ليس لممه أن يضممربه ضممربا غيممر مممبرح )قمموله‪ :‬وإذا‬
‫ضربه( أي العبد العاصي )قوله‪ :‬ورفع به( أي رفع العبد أو غيره بسبب ضربه المبرح‪ :‬أي شكا‬
‫سيده‪ ،‬فالفعل مبني للمجهول‪ ،‬والجار والمجرور نائب فمماعله )قمموله‪ :‬فهممل للحمماكم أن يمنعممه( أي‬
‫السيد )قوله‪ :‬أم ليس له ذلك( أي أم ليس للحاكم أن يمنعه عن ذلك )قموله‪ :‬وإذا منعممه الحمماكم( أي‬
‫عن الضرب المبرح‪ ،‬وقوله مثل‪ :‬أي أو نائبه )قوله‪ :‬ولم يمتنع( أي السيد عممن الضممرب المممبرح‬
‫)قوله‪ :‬فهل للحاكم أن يبيع العبد ويسلم ثمنه الخ( لم يجب عن هذه المسألة بالصممراحة‪ ،‬وإن كممان‬
‫يعلم بالمفهوم من قوله أنه يباع عليه‪ :‬أي يبيعه قهرا عليه‪ ،‬والممذي يممبيع كمذلك همو الحماكم‪ .‬وممن‬
‫المعلوم أن المبيع ملك للسيد‪ ،‬وقيمته كذلك‪ ،‬فيسلمها الحاكم له )قوله‪ :‬وبماذا يممبيعه( أي وإذا أراد‬
‫بيعه فبأي شئ يبيع العبد به‪ ،‬فما ركبت مع ذا وجعلتا كلمة واحدة‪ ،‬ويحتمل عدم التركيب‪ ،‬فتكون‬
‫ما إستفهامية‪ ،‬وذا موصولة بدل من ما والعائد محذوف‪ :‬أي وبما الذي يبيعه بممه والظهممر الول‬
‫)قوله‪ :‬بمثل الثمن( بدل ممن الجمار والمجمرور قبلمه‪ ،‬والقيماس ذكمر أداة السمتفهام قبلمه لتضممن‬
‫المبدل منه معنى همزة الستفهام عمل بقول ابن مالك‪ :‬وبدل المضمممن الهمممز يلممي همممزا‪ ،‬كمممن‬
‫ذا ؟ أسعيد أم علي ؟ )قوله‪ :‬أو بما قاله المقومون( أي أو يممبيعه بممما يقمموله المقومممون‪ :‬أي للسمملع‬
‫)قوله‪ :‬أو بما انتهت الخ( أي أو يبيعه بما انتهت‪ :‬أو وصلت إليه الرغبات في وقت الممبيع )قمموله‪:‬‬
‫فأجاب( أي العلمة عبد الرحمن بن زياد رحمممه الم )قمموله‪ :‬إذا امتنممع الممخ( إذا شممرطية جوابهمما‬
‫جملممة فللسمميد الممخ‪) .‬وقمموله‪ :‬الخدمممة الواجبممة عليممه( أي علممى العبممد‪) .‬وقمموله‪ :‬أن يضممربه علممى‬
‫المتناع( أي من الخدمممة المممذكورة‪) .‬وقمموله‪ :‬ضممربا غيممر مممبرح( مفعممول مطلممق مممبين للنمموع‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬إن أفاد الضرب المذكور( هو غير المبرح )قوله‪ :‬وليس لممه أن يضممربه ضممربا مبرحمما(‬
‫مقابل قوله فللسيد أن يضربه ضربا غير مبرح )قوله‪ :‬ويمنعه( أي السيد )قوله‪ :‬من ذلك( أي من‬
‫الضرب المبرح )قوله‪ :‬فإن لم يمتنع( أي السيد‪) .‬قوله‪ :‬من الضرب المذكور( هو المممبرح‪ ،‬وفيممه‬
‫إظهار في مقام الضمار )قوله‪ :‬فهو( أي السيد‪ :‬أي حكمه )قوله‪ :‬كما لممو كلفممه مممن العمممل ممما ل‬
‫يطيق( أي كحكم السيد الذي كلف رقيقه مممن العمممل ممما ل يطيممق‪ ،‬وسمميذكره قريبمما‪) .‬وقمموله‪ :‬بممل‬
‫أولى( أي بل هذا الذي لم يمتنع من الضرب المذكور‪ ،‬أولى من الذي كلف رقيقه ما ذكر بممالحكم‬
‫الذي سيذكر )قوله‪ :‬إذا الضرب الخ( علة للولية )قوله‪ :‬بجامع التحريم( أي في كل من الضممرب‬
‫المبرح‪ ،‬ومن التكليف بما ل يطاق‪ ،‬وهذا بيان لوجه الشبه في‬

‫] ‪[ 193‬‬

‫قوله فهو كما لو كلفه الخ‪ ،‬ولو قدمه على الضمراب وعلتمه لكمان أولمى )قموله‪ :‬أنمه يبماع‬
‫عليه( بدل من أنه الولى وجواب إذا محذوف يدل عليه هذا البدل‪ .‬ولو قال وأفتى بأنه يباع عليه‬
‫مملوكه إذا كلفه الخ لكان أولى )قوله‪ :‬وهو ما انتهت إليه الخ( أي ثمن المثل ما انتهممت إليممه‪ ،‬أي‬
‫وصلت إليه ووقفت عنده رغبة الراغبين في دفعممه لشممراء ذلممك العبممد‪) .‬وقمموله‪ :‬الرغبممات( بفتممح‬
‫الغين‪ ،‬جمع رغبة بسمكونها‪) ،‬وقموله‪ :‬فممي ذلمك الزمممان( أي زممان المبيع )وقموله‪ :‬والمكمان( أي‬
‫مكانه‪ ،‬وهو بلد السيد التي العبد فيها‪ .‬وال سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫] ‪[ 194‬‬
‫فصل في الصيال أي في بيممان حكمممه‪ :‬أي وفممي بيممان حكممم الختممان وإتلف البهممائم‪ .‬فهممذا‬
‫الفصل معقود لذلك كله ‪ -‬كما ستقف عليممه ‪ -‬وإنممما ذكممر عقممب التعزيممر لنممه يناسممبه فممي مطلممق‬
‫التعدي‪ .‬إذ التعزير سببه التعدي على حق ال أو حق عباده‪ .‬والصل فممي الصمميال قبممل الجممماع‬
‫قوله تعالى * )فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتممدى عليكممم( * وتسمممية الثمماني إعتممداء‬
‫مشاكلة‪ ،‬وإل فهو جزاء للعتداء الول‪ .‬وخبر البخاري أنصر أخاك ظالما أو مظلوما والصممائل‬
‫ظالم ونصره منعه من ظلمه وفي مسند المام أحمد بن حنبل رضي ال عنه من أذل عنده مسمملم‬
‫فلم ينصره وهو قادر أن ينصره أذله ال تعالى على رؤوس الخلئق يوم القيامة )قوله‪ :‬وهو( أي‬
‫الصيام لغة ما ذكر‪ .‬وأما شرعا‪ :‬فهو الوثوب على معصموم بغيمر حمق‪) .‬وقموله‪ :‬السمتطالة( أي‬
‫فهو مأخوذ من صال إذا استطال وعطف الوثوب عليها تفسير‪ :‬أي الهجوم والعدو والقهر )قوله‪:‬‬
‫يجوز للشخص الخ( أي عند غلبة ظن صياله‪ ،‬فل يشممترط لجممواز الممدفع تلبممس الصممائل بصممياله‬
‫حقيقة‪) .‬وقوله‪ :‬دفع كل صائل( أي ولو آدمية حامل‪ ،‬فإذا صالت على إنسان‪ ،‬ولم تندفع إل بقتلها‬
‫مع حملها‪ ،‬جمماز علممى المعتمممد ول ضمممان‪ ،‬وفممرق بينهمما وبيممن الجانيممة حيممث يممؤخر قتلهمما بممأن‬
‫المعصية هناك قد انقضت‪ ،‬وهنا موجودة مشاهدة حال دفعها‪ ،‬وهي الصيال‪ ،‬وكذا يقمال فمي دفمع‬
‫الهرة الحامل إذا صالت على طعام أو نحمموه‪ .‬ا‍ه‪ .‬ش ق )قمموله‪ :‬مسمملم الممخ( تعميممم فممي الصممائل‪،‬‬
‫وسيأتي التعميم في المصول عليه‪) .‬قوله‪ :‬مكلممف وغيممره( تعميممم ثممان فممي الصممائل أيضمما وغيممر‬
‫المكلف كصبي ومجنون وبهيمة )قوله‪ :‬على معصوم( متعلق بصممائل‪ .‬وخممرج غيممره‪ ،‬كممالحربي‬
‫والمرتد وتارك الصلة‪ ،‬بعد أمر المام‪ ،‬فل يجوز للشخص دفع الصممائل عنهممم‪ ،‬ولممه دفممع مسمملم‬
‫عن ذممي‪ ،‬ووالمد عمن ولمده‪ ،‬وسميد عمن عبمده‪ ،‬لنهمم معصمومون )قموله‪ :‬ممن نفمس المخ( بيمان‬
‫للمعصوم‪ :‬أي المصول عليه‪ ،‬وهو كالتعميم‪ :‬أي ل فرق في المصول عليه بيممن أن يكممون نفسمما‪،‬‬
‫أو طرفا‪ ،‬أو منفعة‪ ،‬أو بضعا‪ ،‬أو غير ذلك‪ .‬قال في النهايممة‪ :‬فممإن وقممع صمميال علممى الجميممع فممي‬
‫زمن واحد ولم يمكن إل دفع واحد فواحدة قدم النفس ومن يسري إليها كممالجرح فالبضممع‪ ،‬فالمممال‬
‫الخطير فالحقير‪ ،‬أو وقع الصيال على صبي يلط به‪ ،‬أو امرأة يزني بها‪ ،‬قدم الدفع عنها كما هو‬
‫أوجه احتمالين‪ ،‬واقتضاه كلمهم‪ ،‬لن حد الزنا مجمممع عليممه ولممما يخشممى مممن اختلف النسمماب‬
‫المنظور له شرعا‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقال ابن حجر‪ :‬في الصورة الخيرة يقدم الدفع عن الصممبي الملمموط بممه‪،‬‬
‫لن اللواط ل طريق إلى حله‪ .‬وقال الخطيب‪ :‬يتخير بينهما التعارض المعنيين )قوله‪ :‬أو طممرف(‬
‫‪ -‬بفتحتين ‪ -‬العضو كممما مممر )قمموله‪ :‬أو منفعممة( إن كممان المممراد منفعممة الطممرف‪ ،‬فل حاجممة إلممى‬
‫ذكرها‪ ،‬لنه يلزم من إبطاله إبطالها ‪ -‬كما قاله سم ‪ -‬وإن كان المراد منفعة دار‪ ،‬أو دابة مثل بأن‬
‫يسكن الولى‪ ،‬ويركب الثانية‪ ،‬فظاهر ول يغني عنه ما قبله ول يقال إن منفعة ما ذكر داخلة فممي‬
‫مال لنا نقول هي ل تسمى مال في العرف‪ ،‬وإن قوبلت بمال )قمموله‪ :‬أو بضممع( بمموزن قفممل‪ :‬أي‬
‫قبل كان أو دبرا‪،‬‬

‫)‪ (1‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪.194 :‬‬

‫] ‪[ 195‬‬

‫من آدمي أو بهيمة ولو بضع حربية‪ ،‬والدفع عن بعضها ل لحترامها‪ ،‬بل من بمماب إزالممة‬
‫المنكر‪ ،‬وإن كان الواطئ لها حربيا‪ ،‬لن الزنا لمم يبمح فمي ملمة ممن الململ‪) .‬قموله‪ :‬مقمدماته( أي‬
‫البضع‪ :‬أي مقدمات الحال فيه‪ ،‬وهو الوطئ )قوله‪ :‬أو مال( معطوف على نفس‪) .‬وقوله‪ :‬وإن لممم‬
‫يتمول( أي يقابل بمال‪ .‬وقال فمي شمرح المنهمج‪ :‬أو ممال وإن قمل‪ ،‬واختصماص كجلمد ميتمة‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫واستشكل ذلك بما مر في السممرقة مممن إشممتراط نصمماب لقطممع اليممد‪ .‬وأجيممب بممأن ممما ينزجممر بممه‬
‫السارق ‪ -‬وهو قطع اليد ‪ -‬أمر محقق‪ ،‬ل يجوز العدول عنه لنص القرآن‪ ،‬فاشممترط لممه أن يكممون‬
‫المال المسروق محققا‪ ،‬وهو ربع دينار فأكثر‪ ،‬وما ينزجر به الصممائل‪ ،‬كقتممل غيممر محقممق‪ ،‬لعممدم‬
‫النص عليه‪ ،‬فيجوز العدول عنه إلى ما دونه‪ ،‬فلم يشمترط تقمدير الممال المصمول عليمه‪) .‬وقموله‪:‬‬
‫على ما اقتضاه إطلقهم( راجممع للغايممة‪ :‬أي إن عممدم إشممتراط التمممول فممي المممال‪ ،‬جممار علممى ممما‬
‫اقتضاه إطلق الفقهاء المال الذي يجوز الدفع عنه‪ :‬أي أنهم لممم يقيممدوه بقليممل ول كممثير‪ .‬قممال فممي‬
‫التحفة بعده‪ :‬ويؤيده أن الختصاص هنا كالمال مع قولهم‪ :‬قليل المال خير من كثير الختصاص‪،‬‬
‫ويحتمل تقييد نحمو الضمرب بمالمتمول‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقموله‪ :‬تقييمد نحمو الضمرب( أي تقييمد المدفع بنحمو‬
‫الضرب‪ ،‬كالقطع والقتل‪) .‬وقوله‪ :‬بالمتمول( أي بأخذ الصائل متمول )قوله‪ :‬كحبة بر( مثال لغير‬
‫المتمول )قوله‪ :‬أو إختصاص( معطوف على نفس‪ ،‬ويصح عطفه على مال‪ ،‬وهكذا كل معطموف‬
‫بأو يجوز عطفه على الول وعلى ما قبله‪) .‬وقوله‪ :‬كجلد ميتة( تمثيل للختصاص‪) .‬قوله‪ :‬سواء‬
‫كانت( أي المذكورات من النفس وما بعدها )قوله‪ :‬وذلك( أي ممما ذكممر مممن جمواز دفممع الصممائل‪،‬‬
‫ثابت للحديث الصحيح )وقوله‪ :‬أن الخ( بدل من الحديث‪ ،‬أو عطف بيان له‪) .‬وقوله‪ :‬قتل( بالبنمماء‬
‫للمجهول‪) .‬وقوله‪ :‬دون دمه( أي لجل الدفع عن دمه الخ‪ .‬قال القرطبي‪ :‬دون في الصل ظممرف‬
‫مكان بمعنى أسفل وتحت‪ ،‬وهو نقيض فوق‪ ،‬وقد استعملت في هذا الحديث بمعنممى لجممل )قمموله‪:‬‬
‫ويلزم منه( أي من كونه شهيدا إذا قتل‪ ،‬وهذا بيان لوجه دللة الحديث على جممواز دفممع الصممائل‪.‬‬
‫وحاصله أنه لما جعل المقتول لجل الدفع شهيدا دل التزما على أن له القتل والقتال‪ ،‬كممما أن مممن‬
‫قتله أهل الحرب لما كان شهيدا‪ ،‬كان له القتل والقتال‪) .‬وقوله‪ :‬أي وما يسممري إليهممما( أي أو ممما‬
‫يؤدي إلى القتل والقتال‪) .‬وقوله‪ :‬كالجرح( مثال له‪) .‬قوله‪ :‬بل يجب( إضراب انتقالي‪) .‬قموله‪ :‬إن‬
‫لم يخف الخ( قيد في وجوب الممدفع بالنسممبة لنفممس الغيممر وبضممعه‪ :‬أي فممإن خمماف ل يجممب عليممه‬
‫لحرمة الروح‪) .‬وقوله‪ :‬الدفع( فاعل يجب‪) .‬قوله‪ :‬عن بضع( متعلق بالدفع‪ ،‬ول فرق فيه بيممن أن‬
‫يكون الصائل كافرا أو غيره‪) .‬قوله‪ :‬ومقدماته( أي البضع كالقبلممة والمفاخممذة والمعانقممة‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫ولو من غير أقاربه( أي يجب الدفع‪ ،‬ولو كان البضع لغير أقاربه‪ :‬أي ولممو كممان لبهيمممة‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫ونفس( أي له أو لغيره أو هو معطوف على بضع‪) .‬وقوله‪ :‬ولو مملوكممة( أي ولممو كممانت النفممس‬
‫المصول عليها مملوكة‪ ،‬فإنه يجب الدفع عنها‪) .‬قوله‪ :‬قصدها( أي النفمس‪) .‬قموله‪ :‬أو مسملم غيمر‬
‫محقون الدم( أي غير معصموم المدم بمأن كمان مهمدرا‪) .‬قموله‪ :‬كمزان محصمن المخ( تمثيمل لغيمر‬
‫محقون الدم‪) .‬قوله‪ :‬وقاطع طريق تحتم قتله( أي بأن أخذ المال وقتل‪) .‬قمموله‪ :‬فيحممرم الستسمملم‬
‫لهم( أي للكافر والبهيمة وغير محقون الدم‪ ،‬وذلك لن الستسلم للكافر فيممه ذل دينممي‪ ،‬والبهيمممة‬
‫تذبح لستبقاء الدمي‪ ،‬فل وجه للستسلم لها‪ .‬وغير المعصوم كممذلك‪) .‬قمموله‪ :‬فممإن قصممدها( أي‬
‫النفس له أو لغيره‪) .‬قوله‪ :‬لم يجب الدفع( أي دفع المسلم الصائل عن النفس‪) .‬قوله‪ :‬بل يجوز‬

‫] ‪[ 196‬‬

‫الستسلم( ومحله إذا لم يكن المصممول عليممه ملكمما توحممد فممي ملكممه‪ ،‬أو عالممما توحممد فممي‬
‫زمانه وكان في بقائه مصلحة عامة‪ ،‬وإل فيجممب الممدفع عنممه‪ ،‬ول يجمموز الستسمملم‪) .‬قمموله‪ :‬بممل‬
‫يسن( أي الستسلم )وقموله‪ :‬للممر بمه( أي فمي خمبر كمن خيمر ابنمي آدم ‪ -‬أي قابيمل وهابيمل ‪-‬‬
‫وخيرهما المقتول ‪ -‬وهو هابيل ‪ -‬لكونه استسملم للقاتمل ولمم يمدفع عمن نفسمه ولمذا استسملم سميدنا‬
‫عثمان رضي ال عنه وقال لعبيده ‪ -‬وكانوا أربعمائة ‪ -‬من ألقى منكممم سمملحه فهممو حممر‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫ول يجب الدفع عن مال( حله ما لم يتعلق به حق‪ ،‬كرهن وإجارة‪ ،‬وإل وجب الدفع عنه‪) .‬وقوله‪:‬‬
‫ل روح فيه( خرج ما فيه روح كبهيمممة‪ ،‬فممإنه يجممب المدفع عنهما لكممن بشمرط أن يقصمد الصمائل‬
‫إتلفها‪ ،‬وأن ل يخاف الدافع على نفسه‪) .‬وقوله‪ :‬لنفسه( متعلق بمحممذوف صممفة لمممال‪ ،‬ومفهممومه‬
‫أنه إذا كان لغيره يجب الدفع عنه مطلقا‪ ،‬وليس كذلك بممل ل يجممب إل إذا كممان مممال محجمموره أو‬
‫وديعة تحت يده‪ ،‬أو وقفا‪ .‬نعم‪ :‬جرى الغزالي على وجوب الدفع عن مال الغيممر مطلقمما إن أمكنممه‬
‫من غير مشقة بدن‪ ،‬أو خسران مال‪ ،‬أو نقص جاه‪ ،‬فيمكن أن يكون الشارح تبعه في ذلك‪ .‬تأمممل‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وليدفع( أي الشخص المصول عليه‪ ،‬وهو شروع في بيان كيفية المدفع‪) .‬وقموله‪ :‬الصمائل(‬
‫مفعوله‪) .‬وقوله‪ :‬المعصوم( سيأتي محترزه‪) .‬قوله‪ :‬بالخف فالخف( أي من النواع التي يتممأتى‬
‫الدفع بها‪) .‬قوله‪ :‬إن أمكن( أي الدفع بالخف وسيأتي محترزه‪) .‬قوله‪ :‬كهممرب فزجممر الممخ( بيممان‬
‫للخف على الترتيب‪ :‬أي فيبدأ بالهر ب لنه أخف من غيره‪ ،‬فإذا لم يندفع بممه فبممالزجر بممالكلم‪:‬‬
‫أي نهيه به فإذا لم يندفع به فبالستغاثة‪ ،‬أو التحصن من الصائل بحصن يستتر فيه‪ ،‬فإذا لم ينممدفع‬
‫به بالضرب‪ ،‬فإذا لم يندفع به فبقطع عضو من أعضائه‪ ،‬فإذا لم يندفع به بالقتل ول قود عليه ول‬
‫دية ول كفارة‪ .‬ومحل وجوب الترتيب بين الزجممر والسممتغاثة إن ترتممب علممى السممتغاثة ضممرر‬
‫أقوى من الضرر المترتب على الزجر‪ ،‬كأن يممترتب عليممه إمسمماك حمماكم جممائر‪ ،‬وإل فل ترتيممب‬
‫بينهما‪ .‬وظاهر المنهاج عمدم المترتيب بينهمما مطلقما‪) .‬قموله‪ :‬لن ذلمك المخ( علمة لوجموب المدفع‬
‫بالخف فالخف‪ :‬أي وإنما وجمب المدفع بمذلك لنمه إنمما جموز للضمرورة‪) .‬قموله‪ :‬ول ضمرورة‬
‫للثقل( أي الشد ضررا‪) .‬قوله‪ :‬مع إمكان الخف( أي مع إمكمان المدفع بمالخف‪) .‬قموله‪ :‬فممتى‬
‫خالف( أي المصول عليه الترتيب المذكور‪) .‬قوله‪ :‬وعدل إلى رتبة( أي أشد‪) .‬قمموله‪ :‬مممع إمكممان‬
‫الكتفاء( أي الدفع‪) .‬وقوله‪ :‬بدونها( أي الرتبة المعدول إليهمما‪) .‬قمموله‪ :‬ضمممن بممالقود وغيممره( أي‬
‫كالدية والكفارة‪ .‬وقيمة البهيمة والرقيق‪) .‬قمموله‪ :‬نعممم الممخ( اسممتدراك مممن وجمموب البممدء بممالخف‬
‫فالخف المقتضي لوجوب الترتيب‪) .‬وقوله‪ :‬بينهما( أي بين الصائل والدافع‪) .‬قوله‪ :‬واشتد المر‬
‫عممن الضممبط( أي خممرج المممر‪ :‬أي أمممر الممدافع عممن ضممبطه بممالترتيب السممابق )قمموله‪ :‬مراعمماة‬
‫الترتيب( جواب لو‪ ،‬ولو اختلفا في ذلك صدق الدافع‪) .‬قوله‪ :‬أيضا( ل محل لهمما هنمما‪ ،‬ويمكممن أن‬
‫يلتمس لها محل من الستدراك المذكور‪ :‬أي أن محل رعاية الترتيب في الفاحشة‪ ،‬كما أن محلهمما‬
‫في غير حالة التحام القتال‪) .‬قوله‪ :‬فلو رآه الخ( مفرع على مفهوم في غير الفاحشة‪ :‬أي أما فيهمما‬
‫فتسقط رعاية الترتيب‪ ،‬فلو رآه الخ‪ .‬وفاعل رأى يعود على الدافع‪ ،‬ومفعوله يعود علممى الصممائل‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فله( أي الدافع أن يبدأه في الدفع بالقتل‪ ،‬ويسقط الترتيب‪) .‬قمموله‪ :‬وإن انممدفع بممدونه( غايممة‬
‫في جواز بدئه بالقتل‪ :‬أي له ذلك وإن اندفع المولج في أجنبية بدون القتل‪ .‬قال سم‪ :‬كلم الشيخين‬
‫مصرح بخلف هذا‪ ،‬وعبارة العباب كالروض‪ ،‬وأصله‪ :‬فإن اندفع بغير القتل فقتله‪ ،‬فالقود إن لممم‬
‫يكن محصنا‪ .‬ا‍ه‪ .‬ولهذا قال شيخنا الشهاب الرملي‪ :‬المعتمد خلف ما قاله الممماوردي والرويمماني‬
‫وأنه يجب الترتيب حتى في الفاحشة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لنه( أي المولممج فممي أجنبيممة‪) .‬وقمموله‪ :‬فممي كممل‬
‫لحظة مواقع( أي مجامع لها‪) .‬وقوله‪ :‬ل يستدرك( السين والتاء زائدتممان‪ ،‬والمممراد ل يممدرك‪ :‬أي‬
‫ل يحصل منعه من الوقاع بالناة بوزن‬

‫] ‪[ 197‬‬

‫قناة‪ :‬أي بالتأني والتراخي‪ ،‬يعني أن اللحظة التي يدفع فيهمما بممالخف فممالخف هممو مواقممع‬
‫فيها‪ ،‬والقصد منعه منه رأسا‪ ،‬ول يكممون ذلممك إل بالقتممل‪ ،‬وفيممه أن العلممة المممذكورة ل تظهممر إل‬
‫بالنسبة لما إذا لم يندفع عن الوقاع إل بالقتل‪ ،‬أما بالنسبة لما إذا كان يندفع بغيره فل تظهر‪ ،‬لنممه‬
‫ل يصدق عليه أنه في كل لحظة مواقع ل يحصل منعممه منممه بالنمماة‪ ،‬لنمه قممد انكممف بغيممره عمن‬
‫الوقاع‪) .‬قوله‪ :‬قاله( أي ما ذكر من البدء بالقتل‪) .‬قوله‪ :‬وقال شيخنا( أي في فتح الجواد‪) .‬وقوله‪:‬‬
‫وهو( أي ما قاله الماوردي الخ من بدئه بالقتل‪) .‬وقوله‪ :‬في المحصن( أي بممأن كممان بالغمما عمماقل‬
‫واطئا في نكاح صممحيح كممما مممر‪ ،‬وإنممما كممان ممما ذكممر ظمماهرا فيممه لسممتحقاقه القتممل بفعلممه هممذه‬
‫الفاحشة‪) .‬قوله‪ :‬أما غيره( أي غير المحصن‪) .‬قوله‪ :‬فالمتجه أنه ل يجمموز قتلممه إل إن أدى الممخ(‬
‫أي فإن لم يؤد الدفع بغير القتل إلى ما ذكر‪ ،‬لم يجز الدفع بالقتممل‪ ،‬وهممذا يفيممد أنممه قممد ينكممف عممن‬
‫الوقاع بغير القتل‪) .‬قوله‪ :‬وإذا لم يمكن الخ( محترز قوله وإن أمكن )وقوله‪ :‬أما إذا كان الصممائل‬
‫الخ( محترز قوله المعصوم‪ ،‬فهو جار على اللف غير المرتب‪) .‬قمموله‪ :‬فممرع( مناسممبة ذكممره هنمما‬
‫من حيث وجوب الدفع‪ ،‬وإل فليس فيه صيال إل أن يقال أن مرتكب المنكمر صممائل مجممازا علممى‬
‫الشرع من حيث عدم امتثاله له‪) .‬قوله‪ :‬يجب الدفع عن منكر( أي ولو أدى إلى القتل‪ ،‬ول ضمان‬
‫عليه بل يثاب على ذلك‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬قال المام ول يختممص الخلف بالصممائل‪ ،‬بممل مممن أقممدم‬
‫على محرم‪ ،‬فهل للحاد منعه حتى بالقتل ؟ قال الصوليون ل‪ ،‬وقال الفقهمماء نعممم‪ .‬قممال الرافعممي‬
‫وهو المنقول‪ ،‬حتى قالوا لمن علم شرب خمر‪ ،‬أو ضرب طنبور في بيت شخص‪ ،‬أن يهجم عليه‬
‫ويزيل ذلك‪ ،‬فإن أبوا قاتلهم‪ ،‬فإن قتلهم فل ضمان عليه‪ ،‬ويثاب على ذلك‪ .‬وظاهر أن محل ذلممك‪:‬‬
‫ما لم يخش فتنة من وال جائر‪ ،‬لن التغرير بمالنفس والتعمرض لعقوبمة ولة الجمور ممنموع‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫ومثله في النهاية والروض وشرحه‪) .‬قوله‪ :‬ولو للقاتل( أي ولممو كممان الحيمموان ملكمما للقاتممل‪ ،‬فلممه‬
‫منعه من قتله لحرمة الروح‪ .‬وخرج بالقتل التذكية‪ ،‬فليس له منعه منها إن كان مممما يممذكى وكممان‬
‫ملكا للمذكي ‪ -‬كما هو ظاهر ‪) -‬قوله‪ :‬ووجب ختان الخ( مناسبة ذكره هنا من حيث أن من تعدى‬
‫بختان الصبي أو المجنون من غير إذن الولي‪ ،‬وهلك المختون ضمنه‪ ،‬كما أن من تعدى في دفممع‬
‫الصائل بعدم الترتيب في المراتب السابقة يضمن أيضا‪) .‬وقوله‪ :‬للمرأة والرجممل( خممرج الخنممثى‬
‫فل يجب ختنه بل ل يجوز على ما فممي الروضممة والمجممموع لن الجممرح مممع الشممكال ممنمموع‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬حيث لم يولدا مختونين( أي فإن ولدا كذلك فل يجمب الختممان‪ .‬فمائدة‪ :‬روي أن نبينمما )ص(‬
‫ولد مختونا ‪ -‬كثلثة عشر نبيا ‪ -‬وقد نظمهم المسعودي في قوله‪ :‬وإن ترد المولود من غيممر قلفممة‬
‫بحسن ختان نعمة وتفضل من النبياء الطاهرين فهاكم ثلثة عشر باتفاق أولممي العل فممآدم شمميث‬
‫ثم نوح بنيه شعيب للوط في الحقيقة قد تل وموسى وهود ثم صالح بعده ويوسممف زكريمماء فممافهم‬
‫لتفضل وحنظلة يحيى سليمان مكمل لعدتهم في الخلف جاء لمن تل‬

‫)‪ (1‬سورة النحل‪ ،‬الية‪.123 :‬‬

‫] ‪[ 198‬‬

‫ختاما لجمع النبياء محمد عليهم سلم ال مسكا ومندل والمندل‪ :‬اسم لعود البخور‪ ،‬وغلب‬
‫غير آدم عليه‪ ،‬وإل فهو لم يولد‪ .‬انتهى‪ .‬ع ش‪) .‬قوله‪ :‬لقمموله تعممالى الممخ( دليممل لوجمموب الختممان‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬أن اتبع ملة إبراهيم( يعني أن الذي لم يوح إليك فيه شئ‪ ،‬وكان في ملة إبراهيممم فمماتبعه‪،‬‬
‫وحينئذ يكون إتباعه فيه بوحي من عند ال تعممالى‪ ،‬ل أنممه تممابع لممه فيممه بل وحممي‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمممي‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ومنها( أي ومن ملة إبراهيم الختممان‪ :‬أي بوجموبه كممما فممي المهممذب‪ ،‬فممدل علممى المممدعي‪،‬‬
‫واندفع ما يقال لم يعلم أن الختن عنده واجب أو مندوب‪ ،‬والمر بالتباع يشممملهما‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمممي‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬اختتن( أي إبراهيم بالقدوم‪ ،‬اسم موضع‪ ،‬وقيل آلة للنجار‪) .‬وقوله‪ :‬وهو ابن ثمممانين سممنة(‬
‫وقيل وهو ابن مائة وعشرين‪ ،‬والول أصح‪ .‬وقد يحمل الول على حسممبانه مممن النبمموة‪ ،‬والثمماني‬
‫من الولدة‪) .‬قوله‪ :‬وقيل واجب الخ( أي الختان واجب الخ‪) .‬قموله‪ :‬ونقمل( أي همذا القيممل )قموله‪:‬‬
‫ببلوغ وعقممل( متعلقممان بيجممب‪) .‬قموله‪ :‬إذ ل تكليممف قبلهممما( أي قبممل البلمموغ والعقممل‪ ،‬وهممو علممة‬
‫لوجوب الختان بما ذكر‪) .‬قمموله‪ :‬فيجممب( أي الختممن بعممدهما‪ :‬أي البلمموغ والعقممل فممورا‪ .‬قممال فممي‬
‫التحفة‪ :‬إل إن خيف عليه منممه فيممؤخر‪ ،‬حممتى يغلممب علممى الظممن سمملمته منممه‪ ،‬ويممأمره بممه حينئذ‬
‫المام‪ ،‬فإن امتنع أجبره ول يضمنه إن مات إل أن يفعله به في شدة حممر أو بممرد فيلزمممه نصممف‬
‫ضمانه‪ .‬ولو بلغ مجنونا لم يجب ختانه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قموله‪ :‬وبحممث الزركشمي المخ( عبمارة فتممح الجمواد‪:‬‬
‫وبحث الزركشي وجوبه على ولي مميز توقفت صحة صلته عليه لضمميق القلفممة‪ ،‬وعممدم إمكممان‬
‫غسل ما تحتها من النجاسة فيه نظر‪ ،‬لنه لم يخاطب بوجوب الغسممل حممتى يلممزم وليممه ذلممك‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فالواجب الخ( شروع في بيممان كيفيممة الختممن‪) .‬قمموله‪ :‬فممي ختممان( الولممى فممي ختممن‪ ،‬لنممه‬
‫المصدر وهو الفعل‪ ،‬وأما الختان فهو موضع القطممع‪) .‬قمموله‪ :‬قطممع ممما يغطممي حشممفته( أي وهممو‬
‫القلفة ‪ -‬بضم القاف ‪ -‬قال ع ش‪ :‬وينبغي أنها إذا نبتت بعد ذلك ل تجب إزالتها لحصول الفممرض‬
‫بما فعل أول‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬حتى تنكشف( أي الحشفة كلها‪) .‬قوله‪ :‬والمممرأة الممخ( أي والممواجب فممي‬
‫ختان المرأة قطع جزء يقع عليه اسم الختان وتقليله أفضل لخبر أبي داود وغيممره أنممه )ص( قممال‬
‫للخاتنة‪ :‬أشمي ول تنهكي فممإنه أحظممى للمممرأة وأحممب للبعممل أي لزيممادته فممي لممذة الجممماع‪ ،‬وفممي‬
‫رواية‪ :‬أسرى للوجه أي أكثر لمائه ودمه‪) .‬قموله‪ :‬ممن اللحممة( متعلمق بقطمع‪) .‬قموله‪ :‬فموق ثقبمة‬
‫البول( حال من اللحمة‪ :‬أي حال كونها فوق ثقبة البمول وهمو توكيمد لمما قبلمه‪) .‬قموله‪ :‬تشمبه( أي‬
‫اللحمة الكائنة فوق ما ذكر‪) .‬قوله‪ :‬عرف الديك( ‪ -‬بضم العين ‪ -‬اللحمة الحمراء المتي فمي رأسمه‬
‫)قوله‪ :‬وتسمى( أي اللحمة المذكورة )قوله‪ :‬ونقل الردبيلي( هو بهزة مفتوحة‪ ،‬وراء سمماكنة‪ ،‬ثممم‬
‫دال مفتوحة‪ ،‬وباء مكسورة‪ ،‬صاحب النوار‪) .‬قوله‪ :‬ولو المخ( جملمة الشمرط‪ ،‬والجمواب مفعمول‬
‫نقل‪ .‬أي نقل هذا اللفظ‪) .‬قوله‪ :‬كان( أي الذي يممراد ختنممه‪) .‬وقمموله‪ :‬ضممعيف الخلقممة( خممبر كممان‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بحيث الخ( تصوير لضعيف الخلقة‪ ،‬أي أنه مصور بحالة هممي أنممه لممو ختممن لخيممف عليممه‬
‫الهلك‪) .‬قوله‪ :‬لم يختن( جواب لو الولى‪ ،‬فلو خولف وختن‪ ،‬ضمنه من ختنممه بممالقود أو بالمممال‬
‫بشرطهما من المكافأة في القود والعصمة في المال كما مر‪ .‬ومن ختن مطيقا فمممات‪ ،‬لممم يضمممنه‬
‫إن كان وليا أو مأذونه‪ ،‬فإن كان أجنبيا ضمنه لتعديه بالمهلك كذا في شرح المنهج‪) .‬قوله‪ :‬إل أن‬
‫يغلب على الظن سلمته( أي فإنه يختن )قموله‪ :‬وينمدب تعجيلمه سمابع المخ( أي لنمه )ص( ختمن‬
‫الحسن والحسين رضي ال عنهما يوم سابعهما ويكره قبل السابع‪ ،‬ول يحسممب مممن السممبعة‪ ،‬يمموم‬
‫ولدته‪ ،‬لنه كلما أخر قوي عليه‪ .‬وبه فارق العقيقة‪ ،‬حيث حسب فيهمما يمموم الممولدة مممن السممبعة‪،‬‬
‫ولنها بر فندب السراع‬

‫] ‪[ 199‬‬

‫إليه‪) .‬قوله‪ :‬فإن أخر( أي الختن عنه‪ :‬أي سممابع يمموم الممولدة‪) .‬قمموله‪ :‬ففممي الربعيممن( أي‬
‫فيختن في الربعين من الولدة‪) .‬قوله‪ :‬وإل( أي وإن لم يختممن فممي الربعيممن‪ ،‬فيختممن فممي السممنة‬
‫السابعة‪ .‬قال ع ش‪ :‬وبعدها ينبغي وجوبه على الولي إن تمموقفت صممحة الصمملة عليممه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهممو‬
‫مؤيد لبحث الزركشي السابق‪) .‬قوله‪ :‬لنها( أي السنة السابعة وقت أمر الصبي بالصلة‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫لم يختن( أي بعد موته في الصح‪) .‬قوله‪ :‬ويسن إظهار الخ( قال في التحفة بعده‪ :‬كذا نقلممه جمممع‬
‫منا عن ابن الحاج المالكي‪ ،‬وسكتوا عليه‪ ،‬وفيه نظممر‪ ،‬لن مثممل هممذا إنممما يثبممت بممدليل ورد عنممه‬
‫)ص(‪ ،‬فإن أريد أن ذلك أمر استحساني لم يناسبه الجزم بسنيته‪ ،‬وظاهر كلمهم فممي الممولئم‪ ،‬أن‬
‫الظهار سنة فيهما‪ ،‬إل أن يقال ل يلزم من نممدب وليمممة الختمان إظهمماره فممي الممرأة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قموله‪:‬‬
‫وأما مؤنة الختان( أي من أجرة الخاتن وشراء أدوية وغير ذلك‪) .‬قوله‪ :‬ففممي مممال المختممون( أي‬
‫لنه لمصلحته‪) .‬قوله‪ :‬ثم على الخ( أي ثم إن لممم يكممن عنممده مممال‪ ،‬فهممي واجبمة علممى مممن تلزمممه‬
‫مؤنته‪) .‬قوله‪ :‬ويجب أيضا( أي كما يجب الختان‪) .‬قوله‪ :‬قطع سرة المولود( الولى سر ‪ -‬بحذف‬
‫التاء ‪ -‬لن السرة ل تقطع‪ .‬إذ هي الموضع الذي يقطع منه السمر‪ ،‬والمخمماطب بقطعهمما المولي إن‬
‫حضر‪ ،‬وإل فمن علم به عينا تارة‪ ،‬وكفاية أخرى‪ ،‬كإرضاعه لنه واجب فوري ل يقبل التأخير‪.‬‬
‫فإن فرط فلم يحكم القطع أو نحو الربط التي ضمن‪) .‬وقوله‪ :‬بعد ولدته( أي عقبها‪) .‬قموله‪ :‬بعمد‬
‫نحو ربطها( متعلق بقطع )قوله‪ :‬لتوقف الخ( علة لوجوب القطع بعد نحو الربط‪) .‬وقمموله‪ :‬عليممه(‬
‫أي على القطع المذكور )قوله‪ :‬وحرم تثقيب أنف مطلقمما( أي لصممبي أو صممبية‪ .‬وعبممارة التحفممة‪:‬‬
‫ويظهر في خرق النف بحلقة تعمل فيه من فضة أو ذهب أنه حرام مطلقا‪ ،‬لنه ل زينة في ذلممك‬
‫يغتفر لجلها إل عند فرقة قليلة‪ ،‬ول عبرة بها مع العرف العام‪ ،‬بخلف ما في الذان فممإنه زينممة‬
‫للنساء في كل محل‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال ع ش‪ :‬ومممع حرمممة ذلممك فل يحممرم علممى مممن فعممل بممه ذلممك وضممع‬
‫الخزام للزينة‪ ،‬ول النظر إليه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وأذن صممبي( أي وحممرم تثقيممب أذن الصممبي‪ ،‬والولممى‬
‫لصبي‪ :‬إذ لفظ أذن من المتن فهو منممون‪) .‬قمموله‪ :‬قطعمما( صممريح فممي أنممه ل خلف فممي حرمتممه‪،‬‬
‫وليس كذلك‪ ،‬لن العلمة الرملي استوجه الجممواز مطلقمما فممي الصممبي والصممبية ‪ -‬كممما يعلممم مممن‬
‫عبارته فلتراجع ‪) -‬قوله‪ :‬وصبية على الوجه( أي وحرم تثقيب أذن صبية على الوجممه‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫لتعليق الخ( متعلق بتثقيب‪) .‬وقوله‪ :‬الحلق( جمع حلقة )قوله‪ :‬كما صرح به الممخ( أي كممما صممرح‬
‫بتحريم تثقيب الذن في الصبي والصبية الغزالي وغيره‪) .‬قوله‪ :‬لنممه( أي التثقيممب‪ ،‬وهممو تعليممل‬
‫للحرمة‪) .‬قوله‪ :‬لم تدع إليه حاجة( أي لم تدع إلى ذلك اليلم حاجة‪) .‬قوله‪ :‬وجوزه( أي التثقيممب‬
‫في خصوص الذن مطلقا للصبي والصبية‪ ،‬وليس راجعا لتثقيب النف أيضا‪ ،‬كما قد يتبادر مممن‬
‫كلمه‪) .‬قوله‪ :‬واستدل( أي الزركشي‪) .‬قمموله‪ :‬بممما فممي حممديث أم زرع(‪ .‬إعلممم‪ ،‬أن هممذا الحممديث‬
‫أفرده الئمة بالتصنيف‪ ،‬ولمه ألقمماب كممثيرة أشممهرها ممما ذكممره‪ .‬ولمه أيضمما طممرق كممثيرة بعضممها‬
‫موقوف‪ ،‬وبعضها مرفوع‪ ،‬والمرفوع ‪ -‬كما في رواية عبد ال بن مصعب ‪ -‬عممن عائشممة رضممي‬
‫ال تعالى عنها قالت‪ :‬دخل علي رسول ال )ص( فقال‪ :‬يا عائشة‪ :‬كنت لك كأبي زرع لم زرع‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬يا رسول ال‪ :‬وما حديث أبي زرع وأم زرع ؟ قال‪ :‬جلست إحمدى عشمرة اممرأة فتعاهمدن‬
‫وتعاقدن أن ل يكتمن من أخبار أزواجهن شيئا‪ ،‬فقالت الولى‪ :‬زوجي لحم جمل غممث علممى رأس‬
‫جبل وعر‪ ،‬ل سهل فيرتقي ول سمين فينتقل‪ .‬قالت الثانية‪ :‬زوجي ل أثير خبره إني أخمماف أن ل‬
‫أذره‪ ،‬إن أذكره أذكر عجره وبجره‪ .‬قالت الثالثة‪ :‬زوجي العشنق إن أنطق أو أطلق‪ ،‬وإن أسممكت‬
‫أعلق‪ .‬قالت الرابعة‪ :‬زوجي كليل تهامممة ل حممر ول قممر‪ ،‬ول مخافممة ول سممآمة‪ .‬قممالت الخامسممة‪:‬‬
‫زوجي إن دخل فهد‪ ،‬وإن خرج أسد‪ ،‬ول يسأل‬

‫] ‪[ 200‬‬

‫عما عهد‪ .‬قالت السادسة‪ :‬زوجي إن أكل لف وإن شرب اشممتف وإن اضممطجع التممف‪ ،‬ول‬
‫يولج الكف ليعلم البث‪ .‬قالت السابعة‪ :‬زوجي عياياء أو غياياء طباقاء كل داء‪ ،‬لممه داء شممجك‪ ،‬أو‬
‫فلك أو جمع كللك‪ .‬قالت الثامنة‪ :‬زوجي المس مس أرنب‪ ،‬والريح ريح زرنممب‪ .‬قممالت التاسممعة‪:‬‬
‫زوجي رفيع العماد‪ ،‬طويل النجاد‪ ،‬عظيم الرماد‪ ،‬قريب البيت من النمماد‪ .‬قممالت العاشممرة‪ :‬زوجممي‬
‫مالك‪ ،‬وما مالك‪ ،‬مالك خيممر مممن ذلممك‪ ،‬لممه إبممل كممثيرات المبممارك‪ ،‬قليلت المسممارح‪ ،‬إذا سمممعن‬
‫صوت المزهر أيقن أنهن هوالك‪ .‬قالت الحادية عشرة‪ :‬زوجي أبو زرع‪ ،‬وممما أبممو زرع ؟ أنمماس‬
‫من حلي أذني‪ ،‬ومل من شحم عضدي‪ ،‬وبجحنممي فبجحممت إلممى نفسممي‪ .‬وجممدني فممي أهممل غنيممة‬
‫بشق‪ ،‬فجعلنمي فمي أهمل صمهيل وأطيمط ودائس ومنمق‪ ،‬فعنمده أقمول فل أقبمح‪ ،‬وأرقمد فأتصمبح‪،‬‬
‫وأشرب فأتقمح‪ ،‬أم أبي زرع‪ .‬فما أم أبي زرع ؟ عكومها رداح‪ ،‬وبيتها فساح‪ .‬ابن أبي زرع فممما‬
‫ابن أبي زرع ؟ مضجعه كمسل شطبه ؟ وتشبعه ذراع الجفرة‪ .‬بنت أبي زرع فما بنت أبي زرع‬
‫؟ طوع أبيها‪ ،‬وطوع أمها‪ ،‬ومل ء كسائها‪ ،‬وغيممظ جارتهمما‪ .‬جاريممة أبممي زرع‪ .‬فممما جاريممة أبممي‬
‫زرع ؟ ل تبث حديثنا تبثيثا‪ ،‬ول تنقث ميرتنا تنقيثا‪ ،‬ول تمل بيتنا تعشيشا‪ .‬قالت‪ :‬خرج أبو زرع‬
‫والوطاب تمخض‪ ،‬فلقي امرأة معها ولممدان لهمما كالفهممدين يلعبممان مممن تحممت خصممرها برمممانتين‬
‫فطلقني ونكحها‪ ،‬فنكحت بعده رجل سمريا‪ ،‬ركمب شمريا‪ ،‬وأخممذ خطيمما‪ ،‬وأراح علممي نعممما ثريمما‪،‬‬
‫وأعطاني من كل رائحة زوجا‪ ،‬وقال‪ :‬كلي أم زرع وميري أهلك‪ ،‬فلو جمعت كممل شممئ أعطممانيه‬
‫ما بلغ أصغر آنية أبي زرع‪ :‬قالت عائشة رضي ال عنها‪ :‬فقال لي رسول ال م )ص(‪ :‬كنممت لممك‬
‫كأبي زرع لم زرع وحيث سقنا الحديث بتمامه‪ ،‬فلنتمم الفائدة بشممرح كلممماته بالختصممار تبركمما‬
‫بذلك‪ .‬فقوله في الحديث قالت الولى‪ :‬زوجي لحم جمل غث‪ ،‬أي كلحم الجمممل شممديد الهممزال فممي‬
‫الرداءة‪ .‬وقوله‪ :‬على رأس جبل أي كائن ذلك اللحم على رأس جبل‪ .‬وقوله‪ :‬ل سممهل فيرتقممي أي‬
‫ليس ذلك الجبل سهل فيصعد إليه‪ .‬وقوله‪ :‬ول سمين أي ذلمك اللحمم فينتقمل إلمى المبيوت‪ .‬والكلم‬
‫على اللف غير المرتب‪ .‬والمقصود من ذلك‪ :‬المبالغة في تكبره‪ ،‬وسوء خلقمه مممع كمونه مكروهمما‬
‫رديئا‪ .‬وقوله‪ :‬قالت الثانية زوجي ل أثير خبره‪ :‬أي ل أظهره‪ .‬قوله‪ :‬إني أخاف أن ل أذره أي ل‬
‫أترك عدم ترك الخبر بأن أذكره والمقصمود أنهما تريممد أن ل تممذكر خمبره‪ ،‬لنهمما تخمماف الشمقاق‬
‫والفراق وضياع العيال‪ ،‬لنها إن تذكره تذكر عجره وبجره‪ :‬أي سائر عيمموبه الظمماهرة والخفيممة‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬قالت الثالثة‪ :‬زوجي العشنق ‪ -‬بعين مهملة وشين معجمة مفتوحتين ونون مفتوحممة مشممددة‬
‫‪ -‬وهو الطويل المستكره في طوله النحيف‪ .‬قوله‪ :‬إن أنطممق أطلممق أي إن أنطممق بعيمموبه تفصمميل‬
‫يطلقني لسوء خلقه‪ ،‬ول أحب الطلق لحاجتي إليمه‪) .‬وقموله‪ :‬وإن أسممكت أعلممق( أي وإن أسممكت‬
‫عن عيوبه يصيرني معلقة‪ ،‬وهي المرأة التي ل هممي مزوجمة بممزوج ينفممع‪ ،‬ول مطلقممة تتوقممع أن‬
‫تتزوج‪ .‬وقوله‪ :‬وقالت الرابعة‪ :‬زوجي كليل تهامة‪ ،‬أي في العتدال وعدم الذى وسهولة أمممره ‪-‬‬
‫كما بينته بقولها بعد ل حر ول قر ‪ -‬أي ل ذو حرارة مفرطة‪ ،‬ول ذو قر بفتح القاف‪ ،‬أي برودة‪.‬‬
‫وبقولها‪ :‬ل مخالفة ول سآمة( أي ل ذو مخافة ول ذو سآمة‪) .‬وقوله‪ :‬وقالت الخامسممة زوجممي إن‬
‫دخل فهد( أي فهو كالفهممد بفتمح الفمماء والهمماء‪ ،‬وفممي الوثموب علممي لرادة الجممماع‪ ،‬أو فممي النموم‬
‫والتمرد‪ ،‬فهو يحتمل المدح والذم‪ .‬وقوله‪ :‬وإن خممرج أسممد‪ :‬أي فهممو كالسممد أي فممي فضممل قمموته‬
‫وشجاعته‪ ،‬أو في غضبه وسفهه فيحتمل أيضا المدح والذم‪) .‬وقوله‪ :‬ول يسأل عما عهد( أي علم‬
‫في بيته من مطعم ومشرب وغيرهما‪ ،‬إما تكرما وإما تكاسل‪ ،‬فهممو محتمممل أيضمما للمممدح والممدم‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬وقالت السادسة‪ :‬زوجي إن أكممل لممف ‪ -‬بتشممديد الفمماء ‪ -‬أي كممثر وخلممط صممنوف الطعممام‪،‬‬
‫ومرادها أنه إن أكل لم يبق شئ للعيال‪ ،‬وأكل الطعام بالستقلل‪) .‬وقوله‪ :‬وإن شرب اشممتف( أي‬
‫شرب الشفافة بضم الشين‪ ،‬وهي بقية الماء في قعر الناء‪) .‬وقوله‪ :‬وإن اضطجع التممف( أي وإن‬
‫اضطجع التممف فممي ثيممابه وتغطممى بلحمماف منفممردا فممي ناحيممة وحممده‪ ،‬ول يباشممرها فل نفممع فيممه‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬ول يولج الكف ليعلم البمث( أي ول يممدخل يممده تحمت ثيابهمما عنممد مرضممها ليعلمم الحمزن‬
‫والمرض‪ .‬والمراد ل شفقة عنمده عليهما حمتى فمي حمال مرضمها فكمأنه أجنمبي‪) .‬وقموله‪ :‬وقمالت‬
‫السابعة‪ :‬زوجي عياياء( بفتح العين المهملة وتحتيتين بينهما ألف وهو من البممل الممذي عيممى مممن‬
‫الضراب‪ ،‬ومرادها أنه عنيممن ل يقممدر علممى الجممماع‪) .‬وقمموله‪ :‬أو غيايمماء( بفتممح الغيممن المعجمممة‬
‫وتحتيتين كالذي قبله‪ :‬أي ذو غي وهو الضللة أو الخيبة‪) .‬وقوله‪ :‬طباقاء بفتح أوله ممممدودا( أي‬
‫أحمق تنطبق عليه المور فل يهتدي لها‪) .‬وقوله‪ :‬كل داء له دواء( أي كل داء يعرف في النمماس‬
‫فهو داء له‪ .‬والمراد أنه اجتمع فيه سائر العيوب‬

‫] ‪[ 201‬‬

‫والمصائب‪ .‬وقوله‪ :‬شجك بتشديد الجيم وكسر الكمماف أي جرحممك إن ضممربك‪ .‬وقمموله‪ :‬أو‬
‫فلك ‪ -‬بتشديد اللم وكسر الكاف أيضا ‪ -‬بمعنممى كسممرك‪) .‬وقمموله‪ :‬أو جمممع كل( أي مممن الجممرح‬
‫والكسممر لممك‪ .‬والمممراد أنممه ضممروب لهمما‪ ،‬فممإن ضممربها شممجها أو كسممر عظمهمما‪ ،‬أو جمممع الشممج‬
‫والكسر‪ ،‬لسوء عشرته مع الهل‪) .‬وقوله‪ :‬وقالت الثامنة‪ :‬زوجممي المممس مممس أرنممب( أي كمممس‬
‫الرنب في اللين والنعومة‪) .‬وقوله‪ :‬والريح ريح زرنب( أي وريحه كريممح الزرنممب‪ ،‬وهممو نمموع‬
‫من النبات طيب الرائحة‪) .‬وقوله‪ :‬قالت التاسعة‪ :‬زوجي رفيع العماد( أي شممريف الممذكر‪ ،‬ظمماهر‬
‫الصيت‪ .‬وقوله‪ :‬طويل النجاد ‪ -‬بكسر النون ‪ -‬حمائل السيف‪ ،‬وطولها يستلزم طول القامممة‪ ،‬وهممو‬
‫المراد‪ .‬وقوله‪ :‬عظيم الرماد‪ ،‬أي عظيم الكرم والجود على سممبيل الكنايممة‪) .‬وقمموله‪ :‬قريممب الممبيت‬
‫من الناد( أي قريب المنزل من النادي الذي هو مجتمع القموم‪) .‬وقموله‪ :‬وقمالت العاشمرة‪ :‬زوجمي‬
‫مالك( أي اسمه مالك‪ .‬وقوله‪ :‬وما مالك ؟ استفهام تعظيم وتفخيم‪ ،‬فكأنها قالت‪ :‬مالك شممئ عظيممم‪،‬‬
‫ل يعرف لعظمته‪ ،‬فهو خير مما يثنى عليه به‪ .‬وقوله‪ :‬مالك خير من ذلك‪ :‬أي من كل زوج سمبق‬
‫ذكره‪ .‬وقوله‪ :‬له إبل كثيرات المبممارك‪ :‬جمممع مممبرك‪ ،‬وهممو محممل بممروك البعيممر‪ .‬وقمموله‪ :‬قليلت‬
‫المسارح‪ :‬جمع مسرح‪ ،‬وهو محل تسريح الماشية‪ ،‬والمراد أنه لستعداده للضيفان يتركها باركممة‬
‫بفناء بيته كثيرا‪ ،‬ول يوجههما للرعي إل قليل‪ ،‬حممتى إذا نممزل بممه ضمميف كممانت حاضممرة عنممده‪،‬‬
‫ليسرع إليه بلبنها أو لحمها‪ .‬وقوله‪ :‬إذا سمعت صمموت المزهممر ‪ -‬بكسممر الميممم ‪ -‬أي العممود الممذي‬
‫يضرب به عند الغناء‪ .‬وقوله‪ :‬أيقن أنهممن هوالممك أي منحممورات للضمميف‪ .‬وقمموله‪ :‬قممالت الحاديممة‬
‫عشرة زوجي أبو زرع‪ ،‬وما أبو زرع ؟ الستفهام للتعظيم‪ .‬وقوله‪ :‬أناس من حلي أذنممي‪ :‬أي مل‬
‫أذني من الحلى‪ ،‬وهذا هو محل إسممتدلل الزركشممي‪ ،‬ونظممر فممي التحفممة فممي السممتدلل بممه‪ ،‬بممأن‬
‫وجود الحلي فيهما ل يدل على حل ذلك التخريق السابق‪ .‬وقوله‪ :‬ومل من شحم عضدي‪ :‬المممراد‬
‫وجعلني سمينة بالتربية في التنعم‪ ،‬وخصت العضدين بالذكر‪ ،‬لنهما إذا سمنا يسمن سائر الجسد‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬وبجحني فبجحت إلى نفسي‪ :‬أي فرحني وعظمني‪ ،‬ففرحت وعظمت إلممى نفسممي‪ .‬وقمموله‪:‬‬
‫وجدني في أهممل غنيمممة بالتصمغير‪ :‬أي فممي أهممل غنممم قليممل‪ .‬وقموله‪ :‬بشممق ‪ -‬بفتمح الشممين ‪ -‬اسممم‬
‫موضع‪ :‬وقوله‪ :‬فجعلني في أهل صهيل وأطيممط ودائس ومنممق‪ :‬أي فحملنممي إلممى أهممل خيممل ذات‬
‫صهيل‪ ،‬وإبل ذات أطيط‪ ،‬وبقر تدوس الزرع‪ ،‬ومنق ينق الحب وينظفه‪ ،‬وقمموله‪ :‬فعنممده أقممول فل‬
‫أقبح‪ :‬أي فأتكلم عنده بأي كلم فل ينسبني إلى القبح‪ ،‬لكرامتي عليه ولحسن كلمي لديه‪ .‬وقمموله‪:‬‬
‫وأرقد فأتصبح‪ :‬أي فأنام إلى أن يدخل الصباح‪ ،‬ول يوقظني لخدمته‪ .‬وقوله‪ :‬وأشرب فأتقمح‪ :‬أي‬
‫أروى وأدع الماء لكثرته عنده‪ ،‬مع قلته عند غيمره‪ .‬وقموله‪ :‬أم أبمي زرع‪ :‬لمما ممدحت أبما زرع‪،‬‬
‫انتقلت إلى مدح أمه‪ .‬وقوله‪ ،‬فما أم أبي زرع ؟ إسممتفهام تعظيممم وتفخيممم‪ .‬وقمموله‪ :‬عكومهمما رداح‪:‬‬
‫بضم العين والكاف‪ ،‬وفتح الراء والدال‪ ،‬أي أعدالها عظيمممة ثقيلممة‪ ،‬وقموله‪ :‬وبيتهمما فسمماح ‪ -‬بفتمح‬
‫الفاء ‪ -‬أي واسع‪ .‬وقوله‪ :‬ابن أبي زرع‪ :‬لما مدحت أبا زرع وأمه‪ ،‬انتقلت إلى مدح ابنممه‪ .‬وقمموله‪:‬‬
‫مضجعه كمسل شطبة‪ :‬أي محل اضطجاعه ‪ -‬وهو الجنب ‪ -‬كشممطبة مسمملولة مممن جريممد النخممل‪.‬‬
‫والمراد أنه في غاية اللطافة‪ .‬وقوله‪ :‬وتشبعه ذراع الجفرة‪ :‬فيه إشارة إلى قلة أكلمه‪ .‬وقموله‪ :‬بنمت‬
‫أبي زرع‪ .‬لما مدحت أبا زرع وأمه وابنه‪ ،‬انتقلت إلى مدح بنته‪ .‬وقوله‪ :‬طوع أبيها وطوع أمهمما‪:‬‬
‫أي هي مطيعة لهما بارة بهما‪ .‬وقوله‪ :‬وملئ كسائها أي مالئة لكسائها لضممخامتها وسمممنها‪ ،‬وهممذا‬
‫ممدوح في النساء‪ .‬وقوله‪ :‬وغيظ جارتها‪ :‬المراد منها ضرتها‪ ،‬وإنما أغاظتها لغيرتها منها بسبب‬
‫مزيد جمالها وحسنها‪ .‬وقوله‪ :‬جارية أبي زرع‪ :‬لما مدحت من تقممدم‪ ،‬انتقلممت إلممى مممدح جمماريته‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬ل تبث حديثنا تبثيثا أي ل تنشر كلمنا الذي نتكلم به فيما بيننا نشرا‪ ،‬لممديانتها‪ .‬وقمموله‪ :‬ول‬
‫تنقث ميرتنا تنقيثا‪ :‬أي ل تنقل طعامنا نقل لمانتها وصيانتها‪ .‬وقوله‪ :‬ول تمل بيتنمما تعشيشمما‪ :‬أي‬
‫ل تجعل بيتنا مملوءا من القمامة والكناسة‪ ،‬حتى يصير كأنه عممش الطممائر‪ ،‬بممل تصمملحه وتنظفممه‬
‫لشطارتها‪ .‬وقوله‪ :‬قالت ‪ -‬أي أم زرع ‪ -‬خرج أبو زرع‪ :‬أي من البيت لسفر والوطاب تمخض‪،‬‬
‫بالبناء للمجهول‪ ،‬أي أسقية اللبن تحرك لستخراج الزبد من اللبن‪ .‬وقوله‪ :‬فلقي‪ :‬أي أبو زرع في‬
‫سممفره‪ .‬وقمموله‪ :‬يلعبممان مممن تحممت خصممرها برمممانتين‪ :‬المممراد أنهمما ذات كفممل عظيممم‪ ،‬بحيممث إذا‬
‫استلقت‪ ،‬يصير تحت وسطها فجوة يجري فيها الرمان‪ ،‬فيلعب ولممداها برمممي الرمممانتين‪ .‬وقمموله‪:‬‬
‫فطلقني ونكحها‪ :‬أي فبسبب ذلك طلقنممي وتممزوج علممي‪ .‬وقموله‪ :‬رجل سممريا‪ :‬أي شممريفا‪ .‬وقموله‪:‬‬
‫ركب شريا‪ :‬بفتح الشين وتشديد الياء‪ :‬أي فرسنا‪ .‬وقوله‪ :‬وأخذ خطيا ‪ -‬بتشديد‬

‫] ‪[ 202‬‬

‫الطاء المكسورة ‪ -‬أي رمحا‪ .‬وقوله‪ :‬وأراح علي نعما ثريا‪ :‬أي أدخممل علممي نعممما كممثيرة‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬وأعطاني من كل رائحة زوجا‪ :‬أي أعطاني من كل بهيمة اثنين اثنين‪ .‬وقوله‪ ،‬وقممال كلممي‬
‫أم زرع‪ :‬أي وقال لي ذلك الرجل الذي تزوجته‪ ،‬كلي ما تشائين يا أم زرع‪ .‬وقوله‪ :‬وميري أهلك‬
‫أي أعطيهم الميرة‪ :‬أي الطعام‪ .‬وقوله‪ :‬فلو جمعت كممل شمئ المخ تعنمي أن جميمع مما أعطاهما‪ ،‬ل‬
‫يساوي أصغر شئ حقير مما لبي زرع‪ .‬وفي ذلك إشارة إلى قولهم‪ :‬ما الحب إل للحممبيب الول‬
‫ولذلك كانت السنة تزوج البكر‪) .‬وقوله‪ :‬كنت لك كأبي زرع لم زرع( أي في اللفممة والعطمماء ‪-‬‬
‫ل في الفرقة والخلء ‪ -‬فالتشبيه ليس من كل وجه‪ .‬وال سبحانه وتعالى أعلم‪) .‬قوله‪ :‬أنه ل بممأس‬
‫به( أي أن تثقيب الذن ل بأس به مطلقا‪) .‬قوله‪ :‬لنهممم( أي العممرب )وقمموله‪ :‬كممانوا يفعلممونه( أي‬
‫التثقيب )وقوله‪ :‬فلم ينكر عليهم الخ( هذا هو محل الستدلل‪ ،‬وفيه نظممر‪ ،‬لن التثقيممب سممبق فممي‬
‫الجاهلية‪ ،‬وسكوت النبي )ص( ل يدل على حله‪ .‬وزعم أن تأخير البيان عن وقت الحاجممة ممتنممع‬
‫ل يجدي هنا‪ ،‬لنه ليس فيه تأخير ذلك‪ ،‬إل لو سئل عن حكم التثقيب‪ ،‬أو رأى من يفعله‪ ،‬أو بلغممه‬
‫ذلك‪ ،‬فهذا هو وقت الحاجة‪ .‬وأما شئ وقع وانقضى‪ ،‬ولم يعلم هل فعل بعد أو ل‪ ،‬فل حاجة ماسة‬
‫لبيانه‪ ،‬نعم لو كان نقل أنهم استمروا على فعله بعد السلم‪ ،‬ولم ينكممر عليهممم رسممول الم )ص(‪،‬‬
‫لصلح الستدلل به‪ ،‬ولم يثبت ذلك ‪ -‬كمما نقلمه فمي التحفمة عمن الغزالمي ونصمها ‪ -‬نعمم‪ ،‬صمرح‬
‫الغزالي وغيره بحرمة تثقيب أذن الصبي أو الصبية‪ ،‬لنه إيلم لم تدع إليه حاجة‪ .‬قممال الغزالممي‪:‬‬
‫إل إن يثبت فيه من جهة النقل رخصه ولم تبلغنا‪ ،‬وكأنه أشار بممذلك إلممى رد ممما قيممل مممما جممرى‬
‫عليه قاضيخان من الحنفية في فتاويه إلى آخر الشرح‪) .‬قوله‪ :‬وفي الرعاية( اسممم كتمماب‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫يجوز( أي التثقيب في الذن )قمموله‪ :‬لغممرض الزينممة( أي بتعليممق الحلممي‪) .‬قمموله‪ :‬ومقتضممى كلم‬
‫شيخنا في شرح المنهمماج( عبممارته‪ .‬والحاصممل‪ :‬أن الممذي يتمشممى علممى القواعممد حرمممة ذلممك فممي‬
‫الصبي مطلقا‪ ،‬لنه ل حاجة له فيه يغتفر لجلها ذلك التعذيب‪ ،‬ول نظر لما يتوهم أنممه زينممة فممي‬
‫حقه ما دام صغيرا‪ ،‬لن الحق أنه ل زينة فيه بالنسبة إليه‪ ،‬وبفرضه هو عممرف خمماص ول يعتممد‬
‫به إل في الصبية لما عرف أنه زينة مطلوبة في حقهن قديما وحديثا‪ ،‬وقد جوز )ص( اللعب لهن‬
‫للمصلحة‪ ،‬فكذا هذا‪ .‬وأيضا جوز الئمة لوليها صرف مالها فيما يتعلق بزينتها‪ ،‬لبسا وغيره‪ ،‬مما‬
‫يدعو الزواج إلى خطبتها‪ ،‬وإن ترتب عليه فوات مال ل في مقابل‪ ،‬تقديما لمصلحتها المذكورة‪،‬‬
‫فكذا هنا ينبغي أن يغتفر هممذا التعممذيب لجممل ذلممك‪ .‬علممى أنممه تعممذيب سممهل محتمممل‪ ،‬وتممبرأ منممه‬
‫سريعا‪ ،‬فلم يكن في تجويزه لتلك المصلحة مفسدة بمموجه‪ .‬فتأمممل ذلممك فممإنه مهممم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬لممما‬
‫عرف أنه( أي التثقيب في الذن زينة‪ .‬والمراد أنه سبب في الزينة الحاصلة بتعليممق الحلممي‪ ،‬وإل‬
‫فنفس التثقيب ل يعد زينة‪) .‬قوله‪ :‬قديما وحديثا( أي جاهلية وإسلما‪) .‬قمموله‪ :‬تتمممة( أي فممي بيممان‬
‫حكممم ممما تتلفممه البهممائم‪) .‬قمموله‪ :‬مممن كممان مممع دابممة( أي سممواء كممان مالكهمما‪ ،‬أو مسممتعيرها‪ ،‬أو‬
‫مستأجرها‪ ،‬أو غاصبها‪ ،‬أو وديعها‪ ،‬أو مرتهنهمما‪ ،‬وسمواء كممان مممن ذكممر راكبهمما‪ ،‬أو سممائقها‪ ،‬أو‬
‫قائدها‪ .‬وإذا اجتمع الثلثة‬

‫] ‪[ 203‬‬

‫‪ -‬أعني الراكب والسائق والقائد ‪ -‬فيختص الضمان بممالراكب علممى الرجممح ممن وجهيممن‪،‬‬
‫ولو كان أعمى ثانيهما يكممون الضمممان أثلثمما‪ ،‬وخممص ع ش كممون الضمممان علممى الراكممب علممى‬
‫الرجح‪ ،‬بما إذا كان الزمام بيده‪ ،‬وإل فالضمان على ممن الزممام بيمده‪ .‬ولمو اجتممع سمائق وقمائد‬
‫دون راكب‪ ،‬فالضمان عليهما نصفين‪ ،‬ولو كان عليها راكبان فالضمان علممى المقممدم منهممما‪ ،‬لن‬
‫سيرها منسوب إليه‪ ،‬وقيل عليهما لن اليممد لهممما‪ .‬نعممم‪ ،‬إن لممم ينسممب إلممى المقممدم فعممل‪ ،‬كصممغير‬
‫ومريض ل حركة له‪ ،‬وجب الضمان على المؤخر وهو الرديف وحده‪ ،‬لن فعلها حينئذ منسمموب‬
‫إليه‪ ،‬وكذا لو كان المقدم غير ملتزم للحكام كحربي‪ .‬هممذا إن كانمما علممى ظهرهمما‪ ،‬فممإن كممان فممي‬
‫جنبيها متحاذيين‪ ،‬كأن كانا في محارة أو شقدف فالضمان عليهما‪ .‬فلممو ركممب فممي الوسممط ثممالث‪،‬‬
‫اختص الضمان به عند العلمة الرملي‪ ،‬وعند غيره الضمان على الثلثة‪) .‬وقمموله‪ :‬يضمممن الممخ(‬
‫أي غالبا‪ ،‬ومن غير الغالب قد ل يضمن‪ ،‬كأن أركب أجنممبي صممبيا أو مجنونمما بغيممر إذن الممولي‪،‬‬
‫فأتلفت شيئا فالضمان على الجنبي‪ ،‬وكأن نخسها إنسان بغير إذن راكبها‪ ،‬فرمحت فأتلفت شمميئا‪،‬‬
‫فالضمان على الناخس‪ .‬فلو كان بإذنه فالضمان عليه‪ ،‬وكأن ند بعيره‪ ،‬أو انفلتممت دابتممه مممن يممده‪،‬‬
‫فأفسدت شيئا‪ ،‬فل ضمان عليه لغلبتها له حينئذ‪ ،‬وكأن كانت الدواب مع راع فهاجت ريح‪ ،‬وأظلم‬
‫النهار فتفرقت منه‪ ،‬وأتلفت زرعا مثل‪ ،‬فل ضمان على الراعي فممي الظهممر للغلبمة‪ ،‬بخلف مما‬
‫لو تفرقت لنومه‪ ،‬فأتلفت شيئا فإنه يضمنه لتفريطه‪) .‬وقوله‪ :‬ما أتلفته ليل ونهارا( قال في المنهج‬
‫وشرحه‪ :‬أي أو ما تلف ببولها أو روثها أو ركضها ولو معتادا بطريممق‪ ،‬لن الرتفمماق بممالطريق‬
‫مشروط بسلمة العاقبة ‪ -‬كما في الجناح والروشن ‪ -‬وهذا ما جزم به في الروضة‪ ،‬وأصمملها فممي‬
‫باب محرمات الحرام‪ ،‬وهو المنقول عن نص الم والصحاب‪ ،‬وجزم بممه فممي المجممموع‪ ،‬وفيممه‬
‫إحتمال للمام بعدم الضمان‪ ،‬لن الطريق ل تخلو منممه‪ ،‬والمنممع منهمما ل سممبيل إليممه‪ ،‬وعلممى هممذا‬
‫الحتمال جرى الصل‪ ،‬كالروضة وأصلها هنا‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬وعلممى هممذا الحتمممال الممخ( اعتمممده‬
‫أيضا في النهاية والتحفة‪ ،‬ومحل الضمان فيما أتلفته الدابة إذا لم يقصر صاحبه‪ ،‬فممإن قصممر كممأن‬
‫وضعه بطريممق‪ ،‬أو عرضممه لهمما‪ ،‬فل ضمممان لتفريطممه‪ ،‬فهممو المضمميع لممماله‪) .‬قموله‪ :‬وإن كممانت‬
‫وحدها( أي وإن كانت الدابة سممائرة وحممدها‪ :‬أي وقممد أرسمملها فممي الصممحراء‪ ،‬علممى الصممح فممي‬
‫الروضة‪ .‬وقال الرافعي‪ :‬إنه الوجه‪ .‬أما لو أرسلها في البلد‪ ،‬فيضمن مطلقا لمخممالفته العممادة‪ .‬قممال‬
‫في التحفة‪ :‬وقضيته أن العادة لو اطردت به ‪ -‬أي بإرسالها فممي البلممد ‪ -‬أديممر الحكممم عليهمما أيضمما‬
‫كالصحراء‪ ،‬إل أن يفرق بغلبة ضرر المرسلة بالبلممد‪ ،‬فلممم تقممو فيهمما العممادة علممى عممدم الضمممان‪.‬‬
‫ويؤيده قول الرافعي‪ :‬إن الدابة في البلد تراقب ول ترسل وحدها‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬لم يضمن صاحبها‬
‫الخ( أي للحديث الصحيح بذلك‪ ،‬الموافق للعادة في حفظ نحممو الممزرع نهممارا‪ ،‬وحفممظ الدابممة ليل‪،‬‬
‫ومن ثم لو جرت عادة بلد بعكس ذلك‪ ،‬إنعكس الحكم‪ ،‬أو بحفظها فيهما ‪ -‬أي ليل ونهارا ‪ -‬ضمن‬
‫فيهما ‪ -‬كما بحثه البلقيني ‪ -‬وقياسه أنها لو جرت بعدمه فيهما لم يضمن فيهممما ا‍ه‪ .‬تحفممة‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫إل أن يفرط في ربطها( أي أن الضمان عليه فيما أتلفتممه ليل‪ ،‬إل إذا لممم يفممرط فممي ربطهمما‪ ،‬بممأن‬
‫أحكمه وأغلق الباب واحتاط على العادة‪ ،‬فخرجت ليل لنحمو حلهما‪ ،‬أو فتمح لمص للبماب‪ ،‬فممإنه ل‬
‫ضمان عليه حينئذ لعدم تقصيره‪) .‬قوله‪ :‬وإتلف نحو هرة( دخممل فيممه الطيممر والنحممل‪ ،‬فقممولهم ل‬
‫ضمان بإرسال الطير والنحل‪ ،‬محمول على غير العادي الذي عهد إتلفه‪ .‬سم‪ .‬وقال‪ :‬ق ل علممى‬
‫الجلل‪ :‬إنه ل ضمان مطلقا‪ ،‬كممما قمماله شمميخنا ز ي وخ ط‪ ،‬وخالفهممما شمميخنا م ر ا‍ه‪ .‬بجيرمممي‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬عهد إتلفها( أي الهرة‪ ،‬والولى إتلفه بتذكير الضمير‪ ،‬والمراد عهد ذلك منه مرتين أو‬
‫ثلثا‪ .‬وقيل يكتفي بمرة‪ .‬وخرج به التي لم يعهممد ذلممك منهمما‪ ،‬فل ضمممان فيممه علممى الصممح‪ ،‬لن‬
‫العادة جرت بحفظ الطعام عنها ل ربطها‪) .‬وقوله‪ :‬ضمن( ‪ -‬بفتح الضاد وتشديد الميم المفتوحة ‪-‬‬
‫وضميره المستتر يعود على المبتدأ وهو إتلف‪ ،‬والجملة خبره‪) .‬وقوله‪ :‬مالكها( أي نحو الهممرة‪،‬‬
‫والولى أيضا أن يكون مالكه بتذكير الضمير‪ .‬ولو قال كما في شممرح المنهممج مضمممن لممذي اليممد‬
‫لكمان أولمى‪ ،‬ليهمامه تخصميص ذلمك بالمالمك‪ ،‬وليمس كمذلك إذ المسمتعير والمسمتأجر ونحوهمما‬
‫كالمالك‪) .‬وقوله‪ :‬إن قصر في ربطه( أي نحو‬

‫] ‪[ 204‬‬

‫الهرة‪ ،‬لن هذا ينبغي أن يربط‪ ،‬ويكفى شره‪ ،‬وخرج به ما إذا أحكم ربطممه وأغلممق البمماب‬
‫واحتاط على العادة‪ ،‬فانحل من رباطه‪ ،‬أو فتممح لممص البمماب‪ ،‬فخممرج وأتلممف فل ضمممان‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫وتمدفع الهممرة الضمارية( أي المفترسمة الممتي عهممد منهما ذلمك‪) .‬وقموله‪ :‬علممى نحمو طيممر( متعلممق‬
‫بمحذوف صفة‪ :‬أي الضارية الجانية على نحو طير‪ .‬وسيأتي محممترزه‪) .‬قمموله‪ :‬كصممائل( متعلممق‬
‫بتدفع )وقوله‪ :‬برعاية الترتيب السابق( متعلق أيضا بتدفع‪ :‬أي تممدفع بممالخف فممالخف‪ ،‬كممما فممي‬
‫الصائل‪ .‬ولو أخر قوله كصائل عنه لكان أنسب‪) .‬قمموله‪ :‬ول تقتممل ضممارية سمماكنة( أي ل يجمموز‬
‫قتلها حال كونها ساكنة غير جانية على شئ‪) .‬وقوله‪ :‬خلفا لجمع( أي قالوا إنها تقتل‪ ،‬إلحاقا لهمما‬
‫بالفواسق الخمس المأمور بقتلها‪ ،‬فل يعصمها القتناء ووضممع اليممد عليهمما‪ .‬تتمممة‪ :‬لممو كممان بممداره‬
‫كلب عقور‪ ،‬أو دابة جموح‪ ،‬ودخلها شخص بإذنه ولم يعلمممه بالحممال‪ ،‬فعضممه الكلممب‪ ،‬أو جمحتممه‬
‫الدابة‪ ،‬ضمنه ولو كان الداخل بصيرا‪ ،‬فإن دخل بل إذنه‪ ،‬أو أعلمه‪ ،‬فل ضمان لنه المتسبب في‬
‫هلك نفسه‪ ،‬وكذا لو كان ما ذكر خارجا عن داره‪ ،‬ولو كان بجممانب بابهمما‪ ،‬فل ضمممان لن ذلممك‬
‫ظاهر يمكن الحتراز عنه‪ .‬وال سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫] ‪[ 205‬‬

‫باب الجهاد أي باب في بيان أحكام الجهاد‪ :‬أي القتال في سبيل ال مممأخوذ مممن المجاهممدة‪،‬‬
‫وهي المقاتلة في سبيل ال‪ .‬واعلممم‪ ،‬أنمه ورد فمي الجهماد ممن اليممات والخبمار ممما يطمول ذكممره‬
‫ويتعذر حصره‪ ،‬فمن الول قوله تعالى‪) * :‬كتب عليكم القتال وهو كممره لكممم( * وقمموله تعممالى‪* :‬‬
‫)وقاتلوهم حتى ل تكون فتنة ويكون الدين كله لمم( * وقمموله تعممالى‪) * :‬فمماقتلوا المشممركين حيممث‬
‫وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد( * وقوله تعمالى‪) * :‬أذن المذين يقماتلون‬
‫بأنهم ظلموا وأن ال على نصرهم لقدير( * وقوله تعالى‪) * :‬إن ال اشترى من الممؤمنين أنفسمهم‬
‫وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل ال فيقتلون ويقتلون( * الية‪ .‬ومممن الثمماني قمموله )ص(‪:‬‬
‫جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم وقوله عليه السلم‪ :‬اغزوا في سبيل الم‪ ،‬ممن قاتممل‬
‫في سبيل ال‪ ،‬فواق نافة وجبت له الجنة‪ .‬والفواق ما بين الحلبممتين‪ ،‬وقمموله عليممه السمملم‪ :‬إن فممي‬
‫الجنة مائة درجة أعدها ال للمجاهدين في سبيل ال‪ ،‬ما بين الدرجتين كما بيممن السممماء والرض‬
‫وقوله عليه السلم‪ :‬ما اغبرت قدما عبد في سبيل ال فتمسممه النممار‪ .‬وقمموله عليممه السمملم‪ :‬ل يلممج‬
‫النار رجل بكى من خشية ال تعالى‪ ،‬حتى يعود اللبن في الضرع‪ ،‬ول يجتمع غبار في سبيل ال م‬
‫ودخان جهنم في منخري مسلم أبدا‪ .‬وقوله عليه السلم‪ :‬ممن رمممى بسمهم فممي سممبيل الم كممان لمه‬
‫كعدل محرر وقوله عليه السلم‪ :‬من احتبس فرسا في سبيل ال إيمانا بال وتصممديقا بوعممده‪ ،‬فممإن‬
‫شبعه وريه وروثه وبوله في ميزانه يوم القيامة‪ .‬يعني حسنات‪ .‬وقد ورد في فضل الشهادة أيضمما‬
‫شئ كثير‪ :‬فمن ذلك قوله تعالى‪) * :‬ول تحسبن الذين قتلوا فممي سممبيل الم أمواتمما بممل أحيمماء عنممد‬
‫ربهم يرزقون‪ .‬فرحين بما آتاهم ال من فضله( * وقوله تعالى‪) * :‬والذين قتلوا في سبيل ال فلممن‬
‫يضل أعمالهم‪ .‬سيهديهم ويصلح بالهم‪ .‬ويدخلهم الجنة عرفها لهم( * وقوله )ص(‪ :‬إن للشهيد عند‬
‫ال سبع خصمال‪ :‬أن يغفمر لمه فمي أول دفعمة ممن دممه‪ ،‬ويمرى مقعمده ممن الجنمة‪ ،‬ويحلمى حليمة‬
‫اليمان‪ ،‬ويجار من عذاب القمبر‪ ،‬ويمأمن ممن الفمزع الكمبر‪ ،‬ويوضمع علمى رأسمه تماج الوقمار‪:‬‬
‫الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها‪ ،‬ويزوج اثنين وسبعين زوجة من الحمور العيمن‪ ،‬ويشمفع فمي‬
‫سبعين من أقاربه‪ .‬واعلم‪ ،‬أنه ينبغي لكل مسلم أن ينوي الجهاد في سممبيل المم‪ ،‬ويحممدث نفسممه بممه‬
‫حتى يسلم من الوعيد الوارد في ترك ذلك‪ ،‬وذلك لقوله عليه الصلة والسلم‪ :‬من مات ولممم يغممز‬
‫ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شبهة من النفاق وينبغي الكثار من سؤال الشممهادة‪ .‬قممال عليممه‬
‫الصلة والسلم‪ :‬من سأل ال الشهادة بصدق‪ ،‬بلغه ال منازل الشممهداء‪ ،‬وإن مممات علممى فراشممه‪.‬‬
‫نسأل ال العظيم أن يمن علينا بالشهادة وبالحسنى وزيادة‪.‬‬

‫)‪ (1‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪ (2) .216 :‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪ (3) .193 :‬سورة التوبة‪ ،‬الية‪ (4) .5 :‬سورة الحج‪ ،‬الية‪.39 :‬‬
‫)‪ (5‬سورة التوبة‪ ،‬الية‪ (6) .111 :‬سورة آل عمران‪ ،‬الية‪ (7) .169 :‬سورة محمد‪ ،‬الية‪.4 :‬‬

‫] ‪[ 206‬‬

‫)قوله‪ :‬هو( أي الجهاد فرض كفاية‪ ،‬أما كونه فرضا فبالجماع‪ .‬وأممما كممونه علممى الكفايممة‬
‫فلقوله تعالى‪) * :‬ل يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سممبيل ال م‬
‫بأموالهم وأنفسهم‪ ،‬فضل ال المجاهدين بأموالهم وأنفسمهم علمى القاعمدين درجممة‪ ،‬وكل وعمد الم‬
‫الحسنى( * ففاضل بين المجاهدين والقاعدين‪ ،‬ووعد كل الحسنى وهي الجنة‪ ،‬والعاصي ل يوعد‬
‫بها‪ .‬ول يفاضل بين مأجور ومأزور‪ .‬وقال تعالى‪) * :‬فلول نفر من كل فرقة منهممم طائفممة( * أي‬
‫ومكثت طائفممة * )ليتفقهمموا( * أي الممماكثون * )فممي الممدين ولينممذروا قممومهم إذا رجعمموا إليهممم( *‬
‫فحثهم على أن تنفر طائفة فقط‪ .‬فدل ذلك على أن الجهاد فرض كفاية‪ ،‬ل فرض عين‪) .‬قوله‪ :‬كل‬
‫عام( أي لفعله )ص( إياه كل عام منذ أمر به‪ ،‬وكإحياء الكعبممة فممإنه فممرض كفايممة فممي كممل عممام‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬ولو مرة( أي ولو فعل في كل عام مرة‪ ،‬فإنه يكفي‪ ،‬والمرة في الجهاد هي أقله‪ .‬وعبممارة‬
‫المغني‪ :‬أقل الجهاد مرة في السنة كإحياء الكعبة‪ ،‬ولقوله تعممالى‪) * :‬أول يممرون أنهممم يفتنممون فممي‬
‫كل عام مرة أو مرتين( *‪ .‬قال مجاهد‪ :‬نزلت فمي الجهماد‪ ،‬ولن الجزيمة تجمب بمدل عنمه‪ ،‬وهمي‬
‫واجبة في كل سنة‪ ،‬فكذا بدلها‪ ،‬فإن زاد على مرة فهو أفضل‪ .‬وتحصل الكفاية بأن يشممحن المممام‬
‫الثغور بمكافئين للكفار‪ ،‬مع إحكام الحصمون والخنمادق وتقليمد الممراء‪ ،‬أو بمأن يمدخل الممام أو‬
‫نائبه دار الكفممر بممالجيوش لقتممالهم‪ ،‬ووجمموب الجهمماد وجمموب الوسممائل ل المقاصممد‪ :‬إذ المقصممود‬
‫بالقتال إنما هو الهداية‪ ،‬وما سواها من الشهادة‪ .‬وأما قتل الكفار فليممس بمقصممود‪ ،‬حمتى لمو أمكمن‬
‫الهداية بإقامة الدليل بغير جهاد كان أولى من الجهاد‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحذف‪ .‬ثم إن محل الكتفمماء فيممه بمممرة‬
‫إذا لم يحتج إلى زيادة‪ ،‬احتيج إليها‪ ،‬زيممد بقممدر الحاجممة‪) .‬قمموله‪ :‬إذا كممان الممخ( قيممد لكممونه فممرض‬
‫كفاية‪ :‬أي أنه فرض كفاية في كل عام إذا كان الكفار حالين في بلدهممم لممم ينتقلمموا عنهمما‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫ويتعين( أي الجهماد‪ ،‬أي يكمون فمرض عيمن‪ ،‬والملئم أن يقمول وفمرض عيمن المخ‪) .‬وقموله‪ :‬إذا‬
‫دخلوا بلدنا( أي بلدة من بلد المسلمين ومثل البلدة القريممة وغيرهمما‪) .‬قمموله‪ :‬كممما يممأتي( أي فممي‬
‫المتن في قوله وإن دخلوا بلدة لنا تعين الخ‪) .‬قوله‪ :‬وحكم فرض الكفاية( أي مطلقا جهادا كممان أو‬
‫غيره‪) .‬قوله‪ :‬أنه إذا فعله من فيهم كفايممة( أي لمقاومممة الكفممار‪ ،‬وإن لممم يكونمموا مممن أهممل فممرض‬
‫الجهاد‪ ،‬كالصبيان والمجانين والنساء‪ ،‬وذلك لنه أقوى نكاية في الكفار )وقوله‪ :‬سقط الحرج( أي‬
‫الثم )وقوله‪ :‬عنه( أي عن الفاعل إن كان من أهله‪) .‬وقوله‪ :‬وعممن البمماقين( أي الممذين لممم يفعلمموا‬
‫الجهاد لحصول الكفاية بفعل ممن فيمه كفايمة )قموله‪ :‬ويمأثم المخ( داخمل فمي حكمم فمرض الكفايمة‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬من ل عذر له من المسلمين( فإن كان به عممذر فل يممأثم‪) .‬وقمموله‪ :‬إن تركمموه( أي كلهممم‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬وإن جهلموا( أي يمأثمون بمالترك‪ ،‬وإن كممانوا جماهلين بفرضمية الجهماد عليهمم‪ .‬قمال فمي‬
‫التحفة‪ :‬أي وقد قصروا في جهلهم به‪ ،‬أخممذا مممن قممولهم لتقصمميرهم‪ ،‬كممما لممو تممأخر تجهيممز ميممت‬
‫بقرية‪ :‬أي ممن تقضي العادة بتعهده‪ ،‬فإنه يأثم وإن جهل موته‪ ،‬لتقصيرهم بعدم البحممث عنممه‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وفروضها( أي الكفاية كثيرة‪ ،‬ولما كان شأن فروض الكفاية مهما لكثرتها وخفائهمما‪ ،‬ذكممر‬
‫جملة منها هنا‪) .‬قوله‪ :‬كقيام بحجج دينية( أي وقيام بحل مشكلة في الدين‪ ،‬وإنما كان ما ذكر مممن‬
‫فروض الكفايممات لتنممدفع الشممبهات‪ ،‬وتصممفو العتقممادات عممن تمويهممات المبتممدعين‪ ،‬ومعضمملت‬
‫الملحدين‪ ،‬ول يحصل كمال ذلك إل بإتقان قواعد علم الكلم‪ ،‬المبنية على الحكميممات واللهيممات‪.‬‬
‫ومن ثم قال المام‪ :‬لو بقي الناس على ما كانوا عليه في صفوة السلم‪ ،‬لما أوجبنا التشمماغل بممه‪،‬‬
‫وربما نهينا عنه ‪ -‬أي كما جاء عن الئمة كالشافعي‪ ،‬بل جعله أقبح مما عدا الشرك‪ .‬فأممما الن ‪-‬‬
‫وقد ثارت البدع ول سبيل إلى تركها تلتطم ‪ -‬فل بد من إعداد ممما يممدعي بممه إلممى المسمملك الحممق‪،‬‬
‫وتحل به الشبهة فصار الشتغال بأدلة المعقول‪ ،‬وحممل الشممبهة مممن فممروض الكفايممات‪ ،‬وأممما مممن‬
‫استراب في أصل من أصول العتقاد فيلزمه السعي في إزالته‪،‬‬

‫)‪ (1‬سورة النساء‪ ،‬الية‪ (2) .95 :‬سورة التوبة‪ ،‬الية‪ (3) .122 :‬سورة التوبة‪ ،‬الية‪.122 :‬‬

‫] ‪[ 207‬‬

‫حتى تستقيم عقيدته‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفة‪) .‬قوله‪ :‬وهممي الممبراهين الممخ( أي أن الحجممج هممي الممبراهين‬
‫الدالة على إثبات الصانع سبحانه وتعالى‪ ،‬وإثبات ما يجب له سبحانه وتعالى من الصفات المتقدم‬
‫بيانها في أول الكتاب‪ ،‬وإثبات ما يستحيل عليه منها‪) .‬قوله‪ :‬وعلى إثبات النبوات( أي والممبراهين‬
‫الدالة على إثبات ما يتعلق بالنبياء مما يجب لهم من الصفات‪ ،‬ويستحيل عليهم منها‪) .‬قوله‪ :‬وممما‬
‫ورد به الشرع( أي من كل ما أخبر به الشارع )ص( من البعث‪ ،‬والنشور‪ ،‬والحساب‪ ،‬والعقاب‪،‬‬
‫ودخول الجنة‪ ،‬وغير ذلك‪) .‬قوله‪ :‬وعلوم شرعية( أي وكقيام بعلوم شرعية‪ ،‬فهمو معطموف علممى‬
‫بحجج‪) .‬وقوله‪ :‬كتفسير الخ( تمثيل لها‪) .‬وقوله‪ :‬زائد( صفة لفقه‪ :‬أي وفرض الكفايممة منممه القيممام‬
‫بالزائد على ما ل بد منه‪ ،‬أممما القيممام بممما ل بممد منممه فهممو فممرض عيممن‪) .‬قمموله‪ :‬وممما يتعلممق بهمما(‬
‫معطوف على علوم شرعية‪ ،‬وليس معطوفا على تفسير الخ‪ .‬لفادته أنه من العلوم الشممرعية مممع‬
‫أنه ليس منها‪ .‬والمراد بما يتعلق بالعلوم الشرعية‪ ،‬ما تتوقف عليممه مممن علمموم العربيممة‪ ،‬وأصممول‬
‫الفقه‪ ،‬وعلم الحساب‪ ،‬المضطر إليه في المواريث والقارير والوصايا‪ ،‬فتجب الحاطة بذلك كلممه‬
‫لشدة الحاجة إليه‪) .‬قوله‪ :‬بحيث يصلح للقضاء والفتاء( مرتبمط بعلموم شمرعية‪ ،‬والبماء لتصموير‬
‫القيام بها‪ ،‬الذي هو فرض كفاية‪ :‬أي ويتصور القيام بها المسقط للحرج‪ ،‬بأن يتلبس بحالة هي أن‬
‫يصلح للقضاء أو الفتاء‪ .‬قال في النهاية‪ :‬وإنما يتوجه فرض الكفاية في العلم على كل مكلف حر‬
‫ذكر غير بليد مكفي ولو فاسقا‪ ،‬غير أنه ل يسقط به لعدم قبول فتواه‪ ،‬ويسقط بالعبممد والمممرأة فممي‬
‫أوجه الوجهين‪ .‬وبقوله غير بليد مع قول المصنف رحمه ال تعالى كممابن الصمملح‪ ،‬أن الجتهمماد‬
‫المطلق انقطع من نحو ثلثمائة سنة‪ ،‬يعلم أنه ل إثم على الناس اليوم بتعطيل هذا الفممرض‪ ،‬وهممو‬
‫بلمموغ درجممة الجتهمماد المطلممق‪ ،‬لن النمماس صمماروا كلهممم بلممداء بالنسممبة إليهمما‪ .‬أي إلممى درجممة‬
‫الجتهمماد‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثلممه فممي التحفممة‪) .‬قمموله‪ :‬للحاجممة إليهممما( أي إلممى القضمماء والفتمماء‪ ،‬وهممو علممة‬
‫لتصوير القيام بها بما ذكر‪) .‬قوله‪ :‬ودفممع ضممرر معصمموم( يصممح عطفممه علممى قيممام‪ ،‬أي وكممدفع‬
‫ضرر الخ‪ ،‬ويصح عطفه على حجج‪ :‬أي وكالقيام بدفع‪ .‬قال في النهاية‪ :‬هل المممراد بممدفع ضممرر‬
‫من ذكر ما يسد الرمق أم الكفاية ؟ قولن أصحهما ثانيهما‪ ،‬فيجب في الكسوة ما يستر كل البدن‪،‬‬
‫على حسب ما يليق بالحال من شتاء وصيف‪ .‬ويلحق بالطعام والكسمموة ممما فممي معناهممما‪ ،‬كممأجرة‬
‫طممبيب‪ ،‬وثمممن دواء‪ ،‬وخممادم منقطممع‪ - ،‬كممما هممو واضممح‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقمموله‪ :‬معصمموم( خممرج غيممره‬
‫كالحربي والمرتد وتارك الصلة‪ ،‬فل يجب دفع ضررهم‪) .‬قوله‪ :‬من مسلم الخ( بيان للمعصمموم‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬جائع( صفة لمعصوم‪) .‬وقموله‪ :‬لمم يصمل لحالمة الضمطرار( أمما إذا وصمل إليهما فيجمب‬
‫إطعامه على كل من علم به‪ ،‬ولو لم يزد ما عنده عن كفايممة سممنة‪ ،‬وإن كممان يحتمماجه عممن قممرب‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أو عار( معطوف علممى جممائع‪) .‬قمموله‪ :‬أو نحوهممما( أي نحممو الجممائع والعمماري كمريممض‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬والمخاطب به( أي بدفع الضرر عمن ذكر‪) .‬قوله‪ :‬بما زاد( متعلممق بموسممر‪) .‬قمموله‪ :‬عنممد‬
‫اختلف الخ( متعلق بالمخاطب‪ :‬أي أن المخاطب بممدفع الضممرر الموسممر عنممد عممدم انتظممام بيممت‬
‫المال‪ ،‬وعدم وفاء الزكاة‪ ،‬أو نحوها بكفايته‪ ،‬فإن لم يختل ما ذكر‪ ،‬أو وقت الزكمماة بهمما‪ ،‬ل يكممون‬
‫الموسر هو المخاطب به‪ ،‬بل يكون دفع ضرره من بيت المال أو من الزكاة‪) .‬وقوله‪ :‬وعدم وفاء‬
‫زكاة( أي أو نذر أو وقف أو وصية‪ ،‬بسد حاجات المحتاجين‪) .‬قوله‪ :‬وأمر بمعروف( أي وكممأمر‬
‫بمعروف أو قيام بأمر الخ‪ ،‬فهو بالجر معطوف على قيام أو على حجج كما تقدم‪ .‬واعلم أنممه ورد‬
‫في المر بالمعروف والنهي عن المنكر ممن اليمات والخبمار شمئ كمثير ل يكماد يحصمر‪ ،‬فممن‬
‫الول قوله تعالى‪) * :‬ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر‬
‫وأولئك هم المفلحون( * ومن‬

‫)‪ (1‬سورة آل عمران‪ ،‬الية‪.104 :‬‬

‫] ‪[ 208‬‬

‫الثاني قوله عليه السلم‪ :‬من رأى منكم منكرا فليغيره بيده‪ ،‬فإن لم يستطع فبلسانه‪ ،‬فإن لممم‬
‫يستطع فبقلبه‪ .‬وذلك أضعف اليمان وفي رواية أخرى‪ :‬ليس وراء ذلك ‪ -‬يعني النكار بممالقلب ‪-‬‬
‫من اليمان مثقال ذرة وقموله عليمه الصمملة والسمملم‪ :‬ليممس منمما ممن لممم يرحمم صممغيرنا‪ ،‬ويموقر‬
‫كبيرنا‪ ،‬ويأمر بالمعروف‪ ،‬وينهى عن المنكر‪) .‬قوله‪ :‬أي واجبات الخ( تفسممير للمعممروف‪ :‬أي أن‬
‫المراد به شيئان واجبان‪ ،‬الشرع والكممف عممن محرممماته‪) .‬وقمموله‪ :‬فشمممل( أي المممر بممالمعروف‬
‫والنهممي عممن المنكممر‪ ،‬وهممو تفريممع علممى تفسمميره المعممروف بممما ذكممر‪ .‬وبيممان ذلممك أنممه إذا أريممد‬
‫بالمعروف ما يشمل الكف عن المحرم‪ ،‬وأريد من المر المر اللغوي‪ ،‬وهو الطلممب سممواء عممبر‬
‫عنه بصيغة المر الصطلحي‪ ،‬أو بصيغة النهي‪ ،‬صدق ذلك بالنهي عممن المنكممر‪ .‬إذ هممو طلممب‬
‫الكف عن المحرم‪ .‬والقصد من ذلك كله دفع ما يرد على اقتصاره على المر بالمعروف‪ ،‬من أن‬
‫مقتضاه أن النهي عمن المنكممر‪ ،‬ليممس ممن فمروض الكفايممة‪ ،‬مممع أنمه منهما‪ .‬وحاصمل الجمواب أن‬
‫عبارته صادقة به أيضا‪ ،‬فل إيراد‪) .‬قوله‪ :‬لكن محله( أي محل وجوب المر بالمعروف والنهممي‬
‫عن المنكر‪) .‬وقوله‪ :‬مجمع عليه( صفة لكل من واجب ومن حرام‪ ،‬والمجمع عليه منهممما هممو ممما‬
‫علم وجمموبه بالنسممبة للول‪ ،‬وتحريمممه بالنسممبة للثمماني مممن الممدين بالضممرورة‪ .‬والول‪ :‬كالصمملة‬
‫والزكمماة والحممج وغيممر ذلممك‪ ،‬والثمماني‪ :‬كالزنمما واللممواط وشممرب الخمممر‪ .‬وخممرج بممالمجمع عليممه‬
‫المختلف فيه منهما‪ ،‬فليس القيام به من فروض الكفايمة‪ ،‬فل يمأمر الشمافعي الحنفمي بالبسمملة فمي‬
‫الفاتحة‪ ،‬كما أنه ل ينهى المالكي عن استعمال الماء القليل الواقع فيه نجاسممة لممم تغيممره‪ ،‬ول يممرد‬
‫حد الشافعي حنفيا شرب نبيذا يري إباحته لضعف أدلته‪ ،‬ولن العبرة بعد الرفع للقاضي بإعتقمماده‬
‫فقط‪) .‬قوله‪ :‬أو في اعتقاد الفاعل( معطوف على مجمع عليه‪ :‬أي أو واجب أو حممرام فممي اعتقمماد‬
‫الفاعل‪ ،‬فله أن يأمر به أو ينهى عنه‪ ،‬وإن كان علمى خلف اعتقماده‪ .‬قمال فمي النهايمة‪ :‬ول ينكمر‬
‫العالم مختلفا فيه‪ ،‬حتى يعلم من فاعله اعتقاد تحريمممه لممه حممال ارتكممابه‪ ،‬لحتمممال أنممه حينئذ قلممد‬
‫القائل بحله أو أنه جاهل بحرمته‪ ،‬أما من ارت‍ك ب ما يرى إباحته بتقليد صحيح‪ ،‬فل يحل النكممار‬
‫عليه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬والمخاطب به( أي بالمر بالمعروف الشامل للنهي عن المنكر )قوله‪ :‬لممم يخممف‬
‫الخ( قال في الروض وشرحه‪ :‬ول يسقط المر بالمعروف والنهي عن المنكر‪ ،‬إل لخمموف منهمما‬
‫على نفسه أو ماله أو عضوه أو بضعه‪ ،‬أو لخمموف مفسممدة علممى غيممره أكممثر مممن مفسممدة المنكممر‬
‫الواقع‪ ،‬أو غلب على ظنه أن المرتكب يزيد فيما هو فيه عنممادا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬وإن علممم عممادة الممخ(‬
‫غاية لقوله والخاطب به كل مكلف‪ :‬أي هو مخاطب بما ذكر‪ ،‬وإن علم عادة أن أمممره أو نهيممه ل‬
‫يفيد المأمور أو المنهي شيئا‪ .‬قال في الروض وشرحه‪ :‬ول يختص المر بالمعروف والنهي عن‬
‫المنكر بمسموع القول‪ ،‬بل عليه ‪ -‬أي على كل مكلف ‪ -‬أن يممأمر وينهممى وإن علممم بالعممادة أنممه ل‬
‫يفيد‪ ،‬فإن الذكرى تنفع المؤمنين‪ ،‬فل يسقط ذلك عن المكلممف بهممذا العلممم‪ ،‬لعممموم خممبر‪ :‬مممن رأى‬
‫منكم الخ‪ ،‬ول يشترط في المر والناهي كونه ممتثل ما يأمر به مجتنبا ما ينهممى عنممه‪ ،‬بممل عليممه‬
‫أن يأمر وينهى نفسه وغيره‪ ،‬فإن اختل أحدهما لم يسقط الخر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قموله‪ :‬بممأن يغيممره( تصمموير‬
‫للنهي عن المنكر المندرج تحت المر بالمعروف‪ .‬وعبارة فتح الجمواد بعممد قمموله والمخمماطب بممه‬
‫الخ‪ :‬فعليه إنكاره حينئذ بأن يغيره الخ‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بكل طريق أمكنه( أي بكل شئ ممكن له يزيممل‬
‫به المنكر‪) .‬وقوله‪ :‬من يد الخ( بيان للطريق )وقوله‪ :‬فاستغاثة بممالغير( أي يسممتغيث بغيممره لجممل‬
‫أن يعينه على إزالة المنكر‪) .‬قوله‪ :‬فإن عجز( أي عن تغيير بيده الخ‪) .‬وقوله‪ :‬أنكممره بقلبممه( قممال‬
‫في التحفة‪ .‬تنبيه‪ :‬ظاهر كلمهم أن المر والنهي بالقلب من فروض الكفايممة‪ ،‬وفيممه نظممر ظمماهر‪،‬‬
‫بل الوجه أنه فرض عين‪ ،‬لن المراد منهما بممه الكراهممة والنكممار بممه‪ ،‬وهممذا ل يتصممور فيممه أن‬
‫يكون إل فرض عين‪ .‬فتأمله فإنه مهم نفيس‪ .‬ا‍ه‪.‬‬

‫] ‪[ 209‬‬

‫)قوله‪ :‬وليس لحد البحث الخ( قال سمميدنا الحممبيب عبممد الم الحممداد فممي نصممائحه الدينيممة‪.‬‬
‫واعلم‪ ،‬أنه ليس بواجب على أحد أن يبحث عن المنكرات المستورة‪ ،‬حتى ينكرهمما إذا رآهمما‪ ،‬بممل‬
‫ذلك محرم لقوله تعالى‪) * :‬ول تجسسوا( * ولقول النبي عليه السلم‪ :‬من يتتبع عورة أخيه يتتبممع‬
‫ال عورته الحديث‪ ،‬وإنما الواجب هو المر بالمعروف عندما ترى التاركين له في حال تركهممم‪،‬‬
‫والنكار للمنكر كذلك‪ ،‬فاعلم هذه الجملة فإنا رأينا كثيرا من الناس يغلطون فيها‪ .‬ومممن المهممم أن‬
‫ل تصدق ول تقبل كل ما ينقل إليك من أفعال الناس وأقوالهم المنكرة‪ ،‬حتى تشاهد ذلك بنفسك أو‬
‫ينقله إليك مؤمن تقي ل يجازف ول يقول إل الحق‪ ،‬وذلك لن حسن الظن بالمسمملمين أمممر لزم‪،‬‬
‫وقد كثرت بلغات الناس بعضهم على بعض‪ ،‬وعم التساهل في ذلك‪ ،‬وقلممت المبممالة‪ ،‬وارتفعممت‬
‫المانمة‪ ،‬وصمار المشمكور عنمد النماس ممن وافقهمم علمى أنفسمهم ‪ -‬وإن كمان غيمر مسمتقيم لم ‪-‬‬
‫والمذموم عندهم من خالفهم ‪ -‬وإن كممان عبممدا صممالحا ‪ -‬فممتراهم يمممدحون مممن ل يسممتأهل المممدح‬
‫لموافقته إياهم‪ ،‬وسكوته على باطلهم‪ ،‬ويذمون من يخالفهم وينصحهم في دينهم‪ .‬هذا حممال الكممثر‬
‫إل من عصم ال‪ ،‬فوجب الحتراز والتحفظ والحتياط فممي جميممع المممور‪ ،‬فممإن الزمممان مفتممون‪،‬‬
‫وأهله عن الحق ناكبون‪ ،‬إل من شاء ال منهم ‪ -‬وهم القلون ‪ -‬ا‍ه )قوله‪ :‬والتجسس( هممو البحممث‬
‫عما ينكتم عنممك مممن عيمموب المسمملمين وعمموراتهم‪ ،‬فحينئذ عطفممه علممى البحممث مممرادف‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫واقتحام الدور( أي الدخول فيها من غير إذن صاحبها‪) .‬قوله‪ :‬بالظنون( متعلق بكل من المصادر‬
‫السابقة‪) .‬قوله‪ :‬نعم الخ( استدراك من قوله ليس لحد الخ‪ .‬لنه يوهم أنه ليس له ذلك‪ ،‬ولو أخبره‬
‫ثقة بشخص اختفى بمنكر الخ‪ ،‬مع أنه ليس كذلك‪ ،‬فدفع هذا اليهام بالستدراك المممذكور‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫بمن اختفى بمنكر الممخ( أي لرادة فعمل منكمر ل يتمدارك لمو فعممل كالقتممل والزنما‪ ،‬فممإنه ل يمكممن‬
‫تداركهما بعد حصولهما‪ ،‬بخلف ما يتدارك كالغصب والسرقة فل يلزمممه فيممه ذلممك‪ ،‬فممإنه يمكممن‬
‫تدارك المغصوب بعد غصبه‪ ،‬والمسروق بعد سرقته‪) .‬قوله‪ :‬لزمه ذلك( أي ما ذكمر ممن البحممث‬
‫والتجسس واقتحام الدور‪) .‬قوله‪ :‬ولو توفق النكار( أي للمنكر‪ :‬أي إزالته‪) .‬وقمموله‪ :‬علممى الرفممع‬
‫للسلطان( متعلق بتوقف‪) .‬قوله‪ :‬لم يجب( أي الرفع إلى السلطان‪) .‬قوله‪ :‬لما فيه( أي فممي الرفممع‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬من هتك حرمة( أي من كشف وفضيحة حرمة المرتكب‪ ،‬وقد أمرنمما بسممترها ممما أمكممن‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬وتغريم مال( أي تغريم السلطان المرتكب مال‪ ،‬وهذا إن كممان المنكممر الممذي ارتكبممه فيممه‬
‫تغريم ماله‪ ،‬أو كان السلطان جائرا يأخممذ مممال نكممال‪) .‬قمموله‪ :‬ولممه( أي لبممن القشمميري‪) ،‬وقموله‪:‬‬
‫احتمال بوجوبه( أي الرفع للسلطان‪) .‬وقوله‪ :‬إذا لم ينزجممر( أي مرتكممب المنكممر إل بممالرفع إليممه‬
‫)قوله‪ :‬وهو( أي هذا الحتمال الوجه‪) .‬قوله‪ :‬صممريح فيممه( أي فممي هممذا الحتمممال‪ .‬تتمممة‪ :‬يجممب‬
‫علممى المممام أن ينصممب محتسممبا يممأمر بممالمعروف وينهممى عممن المنكممر‪ ،‬وإن كانمما ل يختصممان‬
‫بالمحتسب‪ ،‬فيتعين عليه المر بصلة الجمعة إذا اجتمعت شروطها‪ ،‬وكذا بصلة العيممد وإن قلنمما‬
‫إنها سنة‪ .‬فإن قيل‪ :‬قال المام‪ :‬معظم الفقهاء على أن المر بممالمعروف فممي المسممتحب مسممتحب‪،‬‬
‫وهنا مستحب‪ .‬أجيب‪ :‬بأن محله في غير المستحب‪ ،‬ول يقاس بالوالي غيره‪ ،‬ولهذا لو أمر المام‬
‫بصلة الستسقاء أو صومه صار واجبا‪ ،‬ول يأمر المخالفين له في المذهب بما ل يجوزونه‪ ،‬ول‬
‫ينهاهم عما يرونه فرضا عليهم أو سنة لهم‪ .‬ا‍ه‪ .‬مغني‪) .‬قوله‪ :‬وتحمل شهادة( أي وكتحمل شهادة‬
‫أو قيام بتحمل شهادة فيجري عليه ما مر من العطف على قيام‪ ،‬أو على حجج‪ ،‬فهو مممن فممروض‬
‫الكفاية‪) .‬قوله‪ :‬على أهل له( أي للتحمل‪ :‬أي بأن يكون مكلفا حرا ذا مروءة وعدالة‪) .‬قوله‪:‬‬

‫)‪ (1‬سورة الحجرات‪ ،‬الية‪ .12 :‬حاشية إعانة الطالبين ج ‪ 4‬م ‪14‬‬

‫] ‪[ 210‬‬

‫حضر إليه( أي إلى الهل الذي يجب عليه التحمل‪) .‬قوله‪ :‬أو طلبه( أي أو طلب المشهود‬
‫عليه الهل الذي يريد التحمل‪) .‬وقوله‪ :‬إن عذر بعذر جمعة( قيد في كون التحمل يجب بممالطلب‪:‬‬
‫أي محل وجوبه عليه بالطلب إن عذر‪ :‬أي الطالب المشهود عليه‪ ،‬فإن لم يعممذر ل يجممب التحمممل‬
‫بالطلب‪ .‬وعبارة المغني‪ :‬وتحمل الشهادة إن حضر المشهود عليه‪ ،‬فإن دعا الشاهد المتحمممل‪ ،‬لممم‬
‫يجب عليه إل إن دعاه قاض أو معذور بمرض أو نحوه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وأدائها( أي وكأداء الشممهادة‬
‫والقيام بأداء الشهادة فهو من فروض الكفاية‪) .‬وقوله‪ :‬إن كممان أكممثر ممن نصماب( قيممد فمي كمونه‬
‫فرض كفاية‪ :‬أي محل كون الداء فرض كفاية على المتحمل إن كان أكثر من نصاب‪ .‬والنصاب‬
‫في الشهود يختلف‪ ،‬ففي نحو الزنما أربعممة‪ ،‬وفممي الممموال والعقمود رجلن‪ ،‬أو رجممل وامرأتمان‪،‬‬
‫ولما يظهر للرجال غالبا كنكاح وطلق وعتق رجلن‪ .‬وهكممذا وسمميذكر ذلممك فممي بمماب الشممهادة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وإل الخ( أي وإن لم يكن المتحمل أكثر من نصمماب‪ ،‬بممل كممان نصممابا فقممط‪ ،‬فيكممون الداء‬
‫فرض عين‪ .‬قال في المغني‪ .‬تنبيه‪ :‬التحمل يفارق الداء من جهة أن التحمممل فممرض كفايممة علممى‬
‫الناس‪ ،‬والداء على من تحمل دون غيره‪ .‬قاله الماوردي في باب الشهادة‪ :‬وفممرض الداء أغلممظ‬
‫من فرض التحمل لقوله تعالى‪) * :‬ول تكتموا الشهادة( * ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وكإحيمماء الممخ( عطممف علممى‬
‫قوله كقيام‪ .‬وانظر لم أعاد العامممل ؟ والولممى عممدم ذكممره لكممون المعطوفممات علممى نسممق واحممد‪،‬‬
‫فإحياء الكعبة ‪ -‬أي قصدها بالنسك من جمع ‪ -‬يحصل بهم للشعار فرض كفاية كل عام‪) .‬وقمموله‪:‬‬
‫بحج وعمرة( فل يكفممي إحياؤهمما بأحممدهما‪ ،‬ول بغيرهممما كالصمملة والعتكمماف‪ .‬تنممبيه‪ :‬قمماله فممي‬
‫المغني‪ :‬ول يشترط في القائمين بهذا الفرض قدر مخصمموص‪ ،‬بممل الفممرض أن يحجهمما كممل سممنة‬
‫بعض المكلفين‪ .‬قاله في المجموع‪ .‬قال السنوي‪ :‬ويتجه اعتباره من عدد يظهممر بهممم الشممعار ا‍ه‪.‬‬
‫ونوزع في ذلك‪ .‬فإن قيل‪ :‬كيف الجمع بين هذا وبين المتطمموع بالحممج‪ ،‬لن إحيمماء الكعبممة بالحممج‬
‫من فروض الكفايات فكل‪ ،‬وقد يجيئون كل سنة للحج‪ ،‬فهم يحيون الكعبة‪ ،‬فمن كان عليممه فممرض‬
‫السلم حصل ما أتى به سقوط فرضه‪ ،‬وممن لمم يكمن عليمه فمرض السملم كممان قائممما بفمرض‬
‫الكفاية فل يتصور حج التطوع ؟‪ .‬أجيب‪ :‬بأن هنا جهتين من حيثيتين‪ :‬جهة التطوع من حيث أنمه‬
‫ليس عليه فرض السلم‪ ،‬وجهة فرض الكفاية من حيث المر بإحياء الكعبة‪ ،‬فيصح أن يقال هو‬
‫تطوع من حيث أنه ليس فرض عين‪ ،‬وأن يقال فممرض كفايممة ممن حيممث الحيمماء‪ ،‬وبممأن وجمموب‬
‫الحياء ل يستلزم كون العبادة فرضا‪ ،‬لن الواجب المتعين قد يسقط بالمنممدوب‪ ،‬كاللمعممة المغفلممة‬
‫في الوضوء تغسل في الثانية أو الثالثة‪ ،‬والجلوس بيممن السممجدتين بجلسممة السممتراحة‪ .‬وإذا سممقط‬
‫الواجب المتعين بفعل المندوب‪ ،‬ففرض الكفاية أولى‪ .‬ولهذا تسممقط صمملة الجنممازة عممن المكلفيممن‬
‫بفعل الصبي‪ .‬ولو قيل يتصممور ذلممك فممي العبيممد والصممبيان والمجممانين لكممان وجيهمما‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫وتشييع جنازة( أي وكتشييع جنازة‪ ،‬فهو فرض كفاية‪ ،‬ومثله غسل الميت وتكفينه والصلة عليه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ورد سلم( أي وكرد سلم‪ ،‬أي جوابه‪ ،‬فهو فرض كفاية إذا كان المسلم مسلما مميزا غير‬
‫متحلل به من صلة‪ ،‬أما كونه فرضا فلقوله تعالى‪) * :‬وإذا حييتممم بتحيممة فحيمموا بأحسممن منهمما أو‬
‫ردوها( * وأما كونه كفاية فلخبر‪ :‬يجزئ عن الجماعممة إذا مممروا أن يسمملم أحممدهم‪ ،‬ويجممزئ عممن‬
‫الجلوس أن يرد أحدهم‪) .‬وقوله‪ :‬مسنون( صفة السلم‪ ،‬وخرج به غير المسنون مما سيذكره فممي‬
‫قوله ول يندب السلم على قاضي حاجة الخ فل يجب رده‪) .‬قوله‪ :‬عن جمع( عممن بمعنممى علممى‪،‬‬
‫وهي ومجرورها متعلق بسلم‪ :‬أي أن رد السلم الكائن على جماعة فرض كفاية عليهم‪ ،‬إذا قممام‬
‫به واحد منهم سقط الحرج عن‬

‫)‪ (1‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪ (2) .283 :‬سورة النساء‪ ،‬الية‪.86 :‬‬

‫] ‪[ 211‬‬

‫الباقين‪) .‬قوله‪ :‬أي اثنيممن فممأكثر( ول بممد أن يكونمموا مكلفيمن‪ ،‬أو سممكارى لهممم نمموع تمييممز‬
‫سمعوه‪) .‬قوله‪ :‬ويختص( أي الرد بالثواب‪) .‬قوله‪ :‬فإن ردوا كلهم( أي كل المسلم عليهم‪) .‬وقوله‪:‬‬
‫ولو مرتبا( أي ولو كان ردهم مرتبا‪ ،‬وليس في آن واحد‪) .‬قوله‪ :‬أثيبوا( أي كلهم‪) .‬وقوله‪ :‬ثممواب‬
‫الفرض( أي فرض الكفاية‪) .‬قوله‪ :‬كالمصلين على الجنازة( أي فإنهم يثابون كلهم ثواب الفرض‪.‬‬
‫فإن قلت‪ :‬لم لم يسقط الفممرض بممرد الصممبي بخلف نظيممره فممي الجنممازة ؟‪ .‬قلممت‪ :‬لن القصممد ثممم‬
‫الدعاء‪ ،‬وهو منه أقرب للجابة‪ ،‬والقصد هنا المن‪ ،‬وهو ليس من أهلممه‪) .‬قمموله‪ :‬ولممو سمملم جمممع‬
‫مرتبون( أي أو دفعة‪) .‬قوله‪ :‬فرد مرة( أي فأجابهم بجواب واحد‪) .‬وقمموله‪ :‬قاصممدا جميعهممم( أي‬
‫قاصدا الرد على جميعهم‪) :‬وقوله‪ :‬وكذا لو أطلق( أي لم يقصد شمميئا‪ .‬وخممرج بممذلك ممما إذا قصممد‬
‫البتداء فل يسقط به الفرض‪) .‬قوله‪ :‬أجزأه( أي الرد عمن الجميمع‪) .‬قموله‪ :‬مما لمم يحصمل فصمل‬
‫ضار( أي بين السلم والجواب‪ ،‬فإن حصل فصل ضار فل يجزئه‪ ،‬وفيه أنه كيف يتصممور عممدم‬
‫وجود فصل ضار بالنسبة لغير السلم الخير المتصل بالجواب‪ ،‬إذا كان المسلمون كثيرا‪ ،‬وسمملم‬
‫واحد بعد واحد كما هو فرض المسألة‪ .‬ثم رأيممت فممي المغنممي ممما يؤيممد الشممكال ونممص عبممارته‪:‬‬
‫وظاهر كلم المجموع أنه ل فرق بين أن يسلموا دفعة واحدة أو متفرقين‪ ،‬وهو كممما قمماله بعممض‬
‫المتأخرين ظاهر فيما إذا سلموا دفعة واحدة‪ ،‬أما لو سلموا واحدا بعد واحد‪ ،‬وكممانوا كممثيرين‪ ،‬فل‬
‫يحصل الرد لكلهم‪ :‬إذ قد ممر أن شمرط حصمول المواجب‪ ،‬أن يقمع متصمل بالبتمداء‪ .‬ا‍ه‪) .‬قموله‪:‬‬
‫سلم امرأة على امرأة( أي فإنه مسنون‪) .‬قوله‪ :‬أو نحممو محممرم( بممالجر عطممف علممى امممرأة‪ :‬أي‬
‫سلمها على نحو محرم‪ ،‬والولى حذف لفظ نحو‪ ،‬لن ما اندرج تحته صرح به بعممد‪) .‬قمموله‪ :‬أو‬
‫سيد أو زوج( أي أو سلمها على زوج أو سمميد‪) .‬قموله‪ :‬وكممذا علممى أجنممبي( أي وكممذا دخممل فممي‬
‫المسنون‪ ،‬سلمها على رجل أجنبي‪ ،‬والحال أنها عجوز ل تشتهي‪) .‬قوله‪ :‬ويلزمهمما( أي المممرأة‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬في هذه الصورة( أي صورة كونها عجوزا ل تشتهي‪) .‬وقوله‪ :‬رد سلم الرجممل( أي إذا‬
‫سلم الرجل عليها وهي عجوز ل تشتهي‪ ،‬لزمها أن ترد عليه‪ ،‬لن سلمه عليها مسنون كسلمها‬
‫عليه‪) .‬أممما مشممتهاة الممخ( مفهمموم قمموله ل تشممتهي‪ .‬والحاصممل‪ :‬يحممرم الممرد عنممد اختلف الجنممس‬
‫بشروط أربعة‪ :‬كون النثى وحممدها‪ ،‬وكونهمما مشممتهاة‪ ،‬وكممون الرجممل وحممده‪ ،‬وانتفمماء المحرميممة‬
‫ونحوها‪ :‬كالزوجية‪) .‬قوله‪ :‬ومثله( أي ومثل الممرد فممي حرمتممه منهمما ابتممداؤه منهمما‪ ،‬فإنهمما حممرام‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ويكره رد سلمها( أي يكره على الجنبي أن يرد سلم المشتهاة‪) .‬وقوله‪ :‬ومثله( أي الرد‬
‫في الكراهة‪ ،‬ابتداء السلم منه عليها‪) .‬قوله‪ :‬والفرق( أي بين ابتدائها وردها حيممث حرمما‪ ،‬وبيممن‬
‫رده وابتممدائه حيممث كرهمما‪) .‬وقمموله‪ :‬أن ردهمما( أي الجنبيممة المشممتهاة علممى الجنممبي‪) .‬وقمموله‪:‬‬
‫وابتداءها( أي ابتداء السلم منها عليه‪) .‬وقوله‪ :‬يطمعه لطمعه فيها أكثر( فممي بعممض نسممخ الخممط‬
‫إسقاط لفظة لطمعه‪ ،‬وهو الصواب الموافق لما في التحفة‪ ،‬وإل لزم تعليل الشممئ بنفسممه‪ .‬والمممراد‬
‫أن كل من ردها سلم الجنبي‪ ،‬أو ابتدائها بالسلم عليه‪ ،‬يطمع ذلك الجنبي فيها طمعا أكثر من‬
‫طمعه فيها الحاصل برده عليها‪ ،‬أو ابتدائها به‪) .‬قوله‪ :‬بخلف ابتممدائه ورده( أي فل يطمعممه كممل‬
‫منهما فيها أكثر‪) .‬قوله‪ :‬قاله شيخنا( أي قال ما ذكر‬

‫] ‪[ 212‬‬

‫من قوله ودخل في قولي مسنون‪ ،‬ل الفرق فقط‪ ،‬وإن كان هو ظاهر عبارته كما يعلم مممن‬
‫الوقوف على عبارة شيخه في التحفة‪) .‬قوله‪ :‬ولممو سمملم( أي أجنممبي‪) .‬وقمموله‪ :‬علممى جمممع نسمموة(‬
‫التركيب إضافي أو توصيفي‪) .‬قوله‪ :‬وجب الخ( جواب لو‪) ،‬وقوله‪ :‬رد إحداهن( فلو رددن كلهن‬
‫جاز وأثبن ثواب الفرض‪ ،‬فالتقييد بإحداهن ليس بمتعين‪ .‬قال في المغني‪ :‬ول يكره أي الرد علممى‬
‫جمع نسوة أو عجوز‪ ،‬لنتفاء خوف الفتنة‪ ،‬بل يندب البتداء به منهن على غيرهممن وعكسممه‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬إذ ل يخشى فتنة حينئذ( أي حين إذ كممن جمعمما‪ ،‬وهممو علممة وجمموب الممرد‪) .‬قمموله‪ :‬وخممرج‬
‫بقولي عن جمع الواحد( أي المسلم عليمه الواحمد‪) .‬وقموله‪ :‬فمالرد فمرض عيمن عليمه( أي جمواب‬
‫السلم يكون فرض عين عليه‪ ،‬لكن إن كان مكلفا‪) .‬قوله‪ :‬ولو كان المسمملم الممخ( غايممة فممي كممونه‬
‫فرض عين‪) .‬قوله‪ :‬ول بد في البتداء والرد من رفممع الصمموت( أي فل تسممقط سممنية البتممداء إل‬
‫برفع الصوت‪ ،‬ول تسقط فرضية الرد إل بذلك أيضا‪) .‬وقوله‪ :‬بقدر ممما يحصممل بممه السممماع( أي‬
‫أنه يرفع كل من المبتدئ والراد صوته بقدر ما يحصل به سماع كل للخممر سممماعا محققمما‪ ،‬ولممو‬
‫بالنسبة لثقيل السمع‪ .‬قال في الذكار‪ :‬وأقل السلم الذي يصير به مسمملما مؤديمما سممنة السمملم‪ ،‬أن‬
‫يرفع صوته بحيث يسمع المسلم عليه‪ ،‬فإن لم يسمعه‪ ،‬لم يكن آتيا بالسلم‪ ،‬فل يجممب الممرد عليممه‪.‬‬
‫وأقل ما يسقط به فرض رد السلم‪ ،‬أن يرفع صمموته بحيممث يسمممعه المسمملم‪ ،‬فممإن لممم يسمممعه‪ ،‬لممم‬
‫يسقط عنه فرض الرد‪ .‬ذكرهما المتولي وغيره‪ .‬قلت‪ :‬والمستحب أن يرفع صوته رفعا يسمعه به‬
‫المسلم عليه‪ ،‬أو عليهم سماعا محققا‪ ،‬وإذا تشكك في أنه يسمعهم زاد في رفعه واحتاط‪ .‬واسممتثنى‬
‫ما إذا سلم على إيقاظ عندهم نيمام‪ ،‬فالسمنة أن يخفممض صموته بحيمث يحصممل سمماع اليقماظ ول‬
‫يستيقظ النيام‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬نعم الخ( إستدراك على إشتراط حصممول السممماع المحقممق‪) .‬وقمموله‪ :‬إن‬
‫مر الخ( فاعل مر يعود على المسلم‪ ،‬وكذلك ضمممير يبلغممه‪ ،‬وبمماقي الضمممائر يعممود علممى المسمملم‬
‫خ ص وهو مار بسرعة على آخر‪ ،‬وبعد عنه بحيممث أنممه إذا رد عليممه‪،‬‬ ‫عليه‪ .‬والمعنى‪ :‬إذا سلم ش ‍‬
‫لم يبلغ المسلم صوته يجب على ذلك الخر المسلم عليه‪ ،‬أن يرفع صوته طاقته‪ ،‬ول يجممب عليممه‬
‫أن يسعى خلفه‪ ،‬سواء بلغه صوته أم ل‪) .‬قمموله‪ :‬ويجممب اتصممال الممرد بالسمملم( أي الصممادر مممن‬
‫المسلم نفسه‪ ،‬أو من المبلغ‪ ،‬فالتصال في كل شئ بحسبه‪ .‬فل يعترض‪ .‬ويقال أن ذاك ظاهر فيما‬
‫لو كان السلم حصل من المسلم مشافهة‪ ،‬أما إذا كان بالتبليغ‪ ،‬فل يتصور‪ :‬أي فلممو فصممل بينهممما‬
‫كلم أجنبي‪ ،‬أو سكوت طويل‪ ،‬لم يسقط به الفرض‪) .‬قوله‪ :‬كإتصال قبول الخ( أي نظير وجمموب‬
‫إتصال قبول البيع بإيجابه‪) .‬قمموله‪ :‬ول بممأس بتقممديم عليممك الممخ( أي بممأن يقممول فيممه كممما سمميأتي‪،‬‬
‫وعليك وعليه السلم‪ ،‬فالفصل بعليك غير مضر‪ ،‬لنه ليس بأجنبي‪ ،‬أو هو مستثنى‪ ،‬كما عبر بممه‬
‫بعضهم‪) .‬قوله‪ :‬وحيث زالت الفورية( أي في الرد‪ ،‬أي لم يحصل رد فورا‪ ،‬والنسب بما قبله أن‬
‫يقول وحيث لم يحصل التصال‪) .‬وقوله‪ :‬فل قضاء( أي فل يقضى الرد‪ ،‬بممل يفموت عليمه ويممأثم‬
‫بذلك‪ .‬قال سم‪ :‬ويؤيد عدم القضاء‪ ،‬أو يصممرح بممه‪ ،‬قممول الذكممار‪ :‬فصممل قممال المممام أبممو محمممد‬
‫القاضي حسين‪ ،‬والمام أبو الحسن الواحدي وغيرهما‪ :‬ويشترط أن يكون الجممواب علممى الفممور‪،‬‬
‫فإن أخره ثم رد‪ ،‬لم يعد جوابا‪ ،‬وكان آثما بترك الرد‪ .‬ا‍ه‪ .‬فقمموله لممم يعممد جوابمما وكممان آثممما الممخ‪:‬‬
‫يقتضي ذلك‪ ،‬إذ لو كان يقضى‪ ،‬لم يقل بترك الرد‪ :‬كأن يقول بتأخير الرد‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬خلفمما لممما‬
‫يوهمه كلم الروياني( أي من أنه يقضى إذا زالت الفورية‪) .‬قوله‪ :‬ويجب في الممرد علممى الصممم‬
‫الخ( به يعلم الفرق بين ثقيل السمع وبينه‪.‬‬

‫] ‪[ 213‬‬

‫)قوله‪ :‬أن يجمع( أي الراد ليحصمل الفهمام‪ ،‬ويسمقط عنمه فمرض الجمواب‪) .‬وقموله‪ :‬بيمن‬
‫اللفظ والشارة( أي بنحو اليد‪ .‬ويغني عن الشارة علمه بأن الصم فهممم بقرينممة الحممال‪ ،‬والنظممر‬
‫إلى فهمه الرد عليه‪ .‬كذا في شرح الروض‪) .‬قوله‪ :‬ول يلزمه الرد الخ( أي ول يلزم الصم الرد‬
‫على من سلم عليه‪ ،‬إل أن جمع له من سلم عليه بين اللفظ والشارة‪ .‬قال فممي الممروض وشممرحه‪.‬‬
‫وتجزئ إشارة الخرس إبتداء وردا‪ ،‬لن إشارته قائمة مقام العبارة‪) .‬قوله‪ :‬وابتداؤه أي السمملم(‬
‫يؤخذ من قوله إبتداؤه‪ ،‬أنه لو أتى به بعد تكلم لم يعتد به‪ .‬نعممم‪ :‬يحتمممل فممي تكلممم سممهوا أو جهل‪،‬‬
‫وعذر به أنه ل يفوت البتداء به فيجب جوابه‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفممة‪) .‬قمموله‪ :‬عنممد إقبمماله( أي علممى شممخص‬
‫مسمملم‪) .‬وقمموله‪ :‬أو انصممرافه( أي عنممه‪ :‬أي إذا أراد أن ينصممرف عنممه‪ ،‬يسممن للمنصممرف إبتممداء‬
‫السلم عليه‪) .‬قوله‪ :‬على مسلم( متعلق بالسمملم‪ .‬وخممرج بممه الكممافر‪ ،‬فل يسممن السمملم عليممه‪ ،‬بممل‬
‫يحرم ‪ -‬كما سيذكره ‪) -‬قوله‪ :‬غير نحو فاسق أو مبتدع( سيأتي محترزهما‪) .‬قوله‪ :‬حممتى الصممبي‬
‫المميز( غاية في المسلم‪ :‬أي يسن السلم عليه‪ ،‬ولو كان صبيا مميزا‪) .‬قوله‪ :‬وإن ظن عدم الرد(‬
‫غاية في سنية إبتداء السلم على مسلم‪ .‬فلو أخرها عن قمموله سممنة لكممان أولممى )قمموله‪ :‬سممنة( قممال‬
‫الحليمي‪ :‬وإنما كان الرد فرضا والبتداء سممنة‪ ،‬لن أصممل السمملم أمممان ودعمماء بالسمملمة‪ ،‬وكممل‬
‫اثنين أحدهما آمن من الخر‪ ،‬يجب أن يكون الخر آمنا منه‪ ،‬فل يجوز لحد إذا سلم عليممه غيممره‬
‫أن يسكت عنممه لئل يخممافه‪ .‬ا‍ه‪ .‬واعلممم‪ :‬أن أصممل السمملم ثممابت بالكتمماب والسممنة والجممماع‪ ،‬أممما‬
‫الكتاب فقد قال سبحانه وتعالى‪) * :‬فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند ال مباركممة‬
‫طيبة( *‪ .‬وقال تعممالى‪) * :‬وإذا حييتممم بتحيمة فحيمموا بأحسمن منهما أو ردوهمما( *‪ .‬وقمال تعممالى‪* :‬‬
‫)فقالوا سلما قال سلم( *‪ .‬وأما السنة ففي الصحيحين‪ :‬عن عبد ال بن عمرو بن العاص رضي‬
‫ال عنهما‪ ،‬أن رجل سأل رسول ال )ص(‪ :‬أي السلم خير ؟ قممال تطعممم الطعممام وتقممرأ السمملم‬
‫على من عرفت ومن لم تعر ف‪ .‬وفيهما أيضا عن أبي هريرة رضي الم عنممه عممن النممبي )ص(‬
‫قال‪ :‬خلق ال عزوجل آدم على صورته‪ ،‬طوله ستون ذراعا‪ ،‬فلما خلقممه قممال‪ :‬اذهممب فسمملم علممى‬
‫أولئك النفر‪ ،‬وهم نفر من الملئكة جلوس‪ ،‬فاستمع ما يحيونك‪ ،‬فإنها تحيتك وتحية ذريتك‪ .‬فقممال‪:‬‬
‫السلم عليكم‪ ،‬فقالوا‪ :‬السلم عليك ورحمة ال‪ .‬فزادوه رحمة ال‪ .‬وفيهما عن الممبراء بممن عممازب‬
‫رضي ال عنهما قال‪ :‬أمرنا رسول ال )ص( بسبع‪ :‬بعيادة المريض‪ ،‬واتبمماع الجنممائز‪ ،‬وتشممميت‬
‫العاطس‪ ،‬ونصر الضعيف‪ ،‬وعون المظلوم‪ ،‬وإفشاء السلم‪ ،‬وإبممرار القسممم‪ .‬وفممي صممحيح مسمملم‬
‫عن أبي هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قممال رسممول الم )ص(‪ :‬ل تممدخلوا الجنمة حمتى تؤمنموا‪ ،‬ول‬
‫تؤمنوا حتى تحابوا‪ .‬أو ل أدلكم على شئ إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلم بينكممم‪) .‬قمموله‪ :‬عينمما‬
‫للواحد( حممال مممن سممنة‪ :‬أي حممال كممون السممنة عينمما‪ :‬أي سممنة عيممن مممن الواحممد‪) .‬قمموله‪ :‬وكفايممة‬
‫للجماعة( أي وسنة كفاية إذا كان من جماعة‪ ،‬فمإذا فعلمه واحمد منهمم‪ ،‬فقمد أدى المطلمموب وسممقط‬
‫الطلب به عن الباقين‪ .‬قال ابن رسلن في زبده‪ :‬والسنة المثاب من قد فعله ولممم يعمماقب امممرؤ إن‬
‫أهمله ومنه مسنون على الكفاية كالبدء بالسلم من جماعة )قوله‪ :‬كالتسمية للكل( أي فإنهمما سممنة‬
‫عين من الواحد‪ ،‬وكفاية من الجماعة‪) .‬قوله‪ :‬لخبر الخ( دليل على سنية إبتمداء السملم‪ :‬أي وإنمما‬
‫كان سنة لخبر‪ :‬إن أولى الناس بال ‪ -‬أي برحمته‪ ،‬أو بدخول جنته ‪ -‬أي من بدأهم بالسلم‪.‬‬

‫)‪ (1‬سورة النور‪ ،‬الية‪ (2) .61 :‬سورة النساء‪ ،‬الية‪ (3) .86 :‬سورة الذاريات‪ ،‬الية‪.25 :‬‬

‫] ‪[ 214‬‬

‫)قوله‪ :‬وأفتى القاضي بأن البتداء أفضل( أي من المرد‪ ،‬وإن كمان واجبمما‪) .‬قموله‪ :‬كمما أن‬
‫إبراء المعسر أفضمل ممن إنظماره( أي ممع أن البمراء سمنة‪ ،‬والنظمار واجمب‪) .‬قموله‪ :‬وصميغة‬
‫إبتدائه السلم عليكم( أي وصيغة رده‪ :‬وعلكيم السلم‪ ،‬أو سلم ولو ترك الممواو جمماز ‪ -‬وإن كممان‬
‫ذكرها أفضل ‪ -‬فإن عكس فيهما‪ ،‬بأن قال في البتداء عليكم السلم‪ ،‬وقال في الرد السلم عليكم‪،‬‬
‫جاز وكفى‪ .‬فإن قال في الرد وعليكم وسكت عن السمملم لممم يجممز‪ :‬إذ ليممس فيممه تعممرض للسمملم‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وكذا عليكم السلم( أي وكذلك يكفي في صيغة البتداء عليكم السلم بتقديم الخبر‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫أو سلم( معطوف على لفظ السلم‪ :‬أي وكذا يكفي عليكم سلم‪ ،‬بممالتنكير وتقممديم الخممبر‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫لكنه مكروه( أي لكن التيان في البتداء بعليكممم السمملم‪ ،‬أو عليكممم سمملم مكممروه‪ ،‬فضمممير لكنممه‬
‫يعود على ما بعد‪ ،‬وكذا ل على قوله أو سلم فقط‪ .‬وعبارة النهاية‪ :‬ويجممزئ مممع الكراهممة عليكممم‬
‫السلم‪ ،‬ويجب فيه الممرد‪ ،‬وكعليكمم السملم عليكمم سملم‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقموله‪ :‬للنهمي عنمه( أي فممي خممبر‬
‫الترمذي وغيره‪) .‬قوله‪ :‬ومع ذلك( أي مع كونه مكروها‪) .‬وقمموله‪ :‬يجممب الممرد فيممه( أي فممي هممذا‬
‫المكروه‪) .‬قوله‪ :‬بخلف وعليكم السلم( أي فإنه ل يجب فيه الرد‪ ،‬لنه ل يصلح لبتداء السمملم‪،‬‬
‫لتقدم واو العطف‪) .‬قوله‪ :‬والفضل في البتداء والممرد الممخ( قممال النممووي فممي الذكممار‪ :‬إعلممم أن‬
‫الفضل أن يقول المسلم السمملم عليكممم ورحمممة الم وبركمماته‪ ،‬فيممأتي بضمممير الجمممع‪ ،‬وإن كممان‬
‫المسلم عليه واحدا ويقول المجيب وعليكم السلم ورحمة ال وبركماته‪ ،‬ويمأتي بمواو العطمف فمي‬
‫قوله وعليكممم‪ .‬وممممن نممص علممى أن الفضممل فممي المبتممدئ أن يقممول السمملم عليكممم ورحمممة الم‬
‫وبركاته‪ ،‬المام أقضى القضاة أبو الحسن الماوردي في كتابه الحاوي في كتمماب السممير‪ ،‬والمممام‬
‫أبو سعيد المتولي من أصحابنا في كتاب صلة الجمعممة وغيرهممما‪ .‬ودليلممه ممما روينمماه فممي مسممند‬
‫الدارمي وسنن أبي داود والترمذي‪ ،‬عن عمران بن حصين رضي ال عنهما قال‪ :‬جاء رجل إلى‬
‫النبي )ص( فقال‪ :‬السلم عليكم‪ ،‬فرد عليه السلم ثم جلس‪ .‬فقال النبي )ص( عشر‪ .‬ثم جمماء آخممر‬
‫فقال‪ :‬السلم عليكم ورحمة ال‪ ،‬فرده عليممه فجلممس‪ ،‬فقممال عشممرون‪ .‬ثممم جمماء آخممر فقممال‪ :‬السمملم‬
‫عليكم ورحمة ال وبركاته‪ ،‬فرد عليه فجلس‪ ،‬فقال ثلثون قال الترمذي حديث حسن‪ .‬وفي رواية‬
‫لبي داود من رواية معاذ بن أنس رضي ال عنه زيادة على هذا‪ :‬قال‪ :‬ثم أتى آخر فقممال السمملم‬
‫عليكم ورحمة ال وبركاته ومغفرته‪ ،‬فقال أربعون‪ ،‬وقال‪ :‬هكذا تكون الفضائل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬حممتى‬
‫في الواحد( أي يأتي المبتدئ بصيغة الجمممع‪ ،‬ولممو كممان المسمملم عليممه واحممدا‪ ،‬ويممأتي الممراد بممذلك‬
‫أيضا‪ ،‬ولو كان المسلم عليه واحدا‪) .‬وقوله‪ :‬لجل الملئكة( أي نظرا لمن معه من الملئكة‪ .‬قممال‬
‫ابن العربي‪ :‬إذا قلت السلم علينا وعلى عباد ال الصمالحين‪ ،‬أو سملمت علمى أحمد فمي الطريمق‪،‬‬
‫فقلت السلم عليكم‪ ،‬فأحضر في قلبك كل عبد صالح ل في الرض والسماء‪ ،‬وميت وحممي‪ ،‬فممإن‬
‫من في ذلك المقام يرد عليك‪ ،‬فل يبقممى ملممك مقممرب‪ ،‬ول روح مطهممر‪ ،‬يبلغممه سمملمك إل ويممرد‬
‫عليك‪ ،‬وهو دعاء فيستجاب فيك فتفلح‪ ،‬وممن لممم يبلغممه سمملمك مممن عبمماد الم المهيممم فممي جللممه‬
‫المشتغل به‪ ،‬فأنت قد سلمت عليه في هذا الشمول‪ ،‬فإن ال ينوب عنه في الرد عليك‪ ،‬وكفى بهممذا‬
‫شرفا لك حيث يسلم عليك الحق‪ .‬فليته لم يسمع أحد ممن سلمت عليه‪ ،‬حتى ينموب الم عمن الكمل‬
‫فممي الممرد عليممك‪ .‬ا‍ه‪ .‬منمماوي‪) .‬قمموله‪ :‬وزيممادة الممخ( أي والفضممل زيممادة ورحمممة ال م وبركمماته‬
‫ومغفرته‪ ،‬لما تقدم آنفا عن النووي‪ ،‬ولما روي عن أنممس رضمي الم عنمه قمال‪ :‬كمان رجممل يمممر‬
‫بالنبي )ص( يرعى دواب أصحابه فيقممول السمملم عليممك يمما رسممول المم‪ ،‬فيقممول لممه النممبي )ص(‬
‫وعليك السلم ورحمة ال وبركاته ومغفرته ورضوانه‪ .‬فقيل يا رسول ال تسلم على هممذا سمملما‬
‫ما تسلمه على أحد من‬

‫] ‪[ 215‬‬

‫أصحابك‪ .‬قال وما يمنعني من ذلك وهو ينصممرف بممأجر بضممعة عشممر رجل‪) .‬قمموله‪ :‬ول‬
‫يكفي الفراد للجماعة( أي ول يكفممي الفممراد فممي السمملم علممى الجماعمة فل يجممب عليهممم الممرد‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ولو سلم كل( أي من اثنين تلقيا‪) .‬قوله‪ :‬فإن ترتبا( أي السلمان بممأن تقممدم أحممدهما علممى‬
‫الخر‪) .‬وقوله‪ :‬كان الثاني جوابا( أي كان السلم الثاني كافيا في المرد‪ :‬أي إن قصممد بمه الممرد أو‬
‫أطلق أو شرك أخذا مما بعده‪) .‬وقوله‪ :‬ما لمم يقصممد( أي المسمملم الثماني بمه‪ :‬أي بسمملمه البتمداء‬
‫وحده‪ ،‬فإن قصده وحده لم يكف عن الجواب‪ ،‬فيجب عليممه رد السمملم علممى مممن سمملم عليممه أول‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وإل لزم كل الرد( أي وإن لم يترتبا‪ ،‬بأن وقع سمملمهما دفعممة واحممدة‪ ،‬لممزم كل منهممما أن‬
‫يرد سلم الخر‪) .‬قوله‪ :‬يسن إرسال السلم( أي برسممول أو بكتمماب‪) .‬وقمموله‪ :‬للغممائب( أي الممذي‬
‫يشرع له السلم عليه لو كان حاضرا بأن يكون مسلما غير نحمو فاسممق أو مبتممدع )قموله‪ :‬ويلمزم‬
‫الرسول التبليغ( أي ولو بعد مدة طويلة‪ ،‬بأن نسي ذلممك ثممم تممذكره لنممه أمانممة‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع ش )قمموله‪:‬‬
‫لنه( أي السلم المرسل أمانة‪) .‬قوله‪ :‬ويجب أداؤها( أي المانة‪ .‬قممال بعضممهم‪ :‬والظمماهر أنممه ل‬
‫يلزم المبلغ قصد محل الغائب‪ ،‬بل إذا اجتمع به وذكر بلغه‪ .‬ا‍ه‪ .‬ونظر فيه في التحفمة‪ ،‬وقمال‪ :‬بمل‬
‫الذي يتجه أنه يلزمه قصد محلممه حيممث ل مشممقة شممديدة عرفمما عليممه‪ ،‬لن أداء المانممة ممما أمكممن‬
‫واجب‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ومحله( أي ومحل لزوم التبليغ عليه‪) .‬وقوله‪ :‬ما إذا رضي( أي لفظا والولى‬
‫حذف لفظ ما والقتصار على ما بعده‪) .‬وقمموله‪ :‬بتحمممل تلممك المانممة( أي وهممي السمملم المرسممل‬
‫للغائب‪) .‬قوله‪ :‬أما لو ردها( أي تلك المانة )وقوله‪ :‬فل( أي فل يلزمه التبليممغ‪) .‬قمموله‪ :‬وكممذا إن‬
‫سكت( أي وكذا ل يلزمه التبليغ إن سكت ولم يردها لفظا‪ .‬قال في التحفة بعده أخذا ممن قممولهم ل‬
‫ينسب لساكت قول‪ ،‬وكما لو جعلت بين يديه وديعة فسكت‪ .‬ويحتمل التفصيل بيممن أن تظهممر منممه‬
‫قرينة تدل على الرضا وعدمه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وقال بعضهم الممخ( عبممارة التحفممة‪ :‬ثممم رأيممت بعضممهم‬
‫قال‪ :‬قالوا يجب على الموصى به تبليغه ومحله الخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬فالشارح تصرف فيهمما حممتى جعممل قمموله‬
‫ومحله الخ من كلمه وأنه تابع فيه لشيخه مع أنه من مقول البعممض‪ ،‬كممما يعلممم مممن آخممر عبممارة‬
‫التحفة‪) .‬وقوله‪ :‬يجب على الموصى به تبليغه( يعني إذا أوصى شخص آخر أن يبلغ سلمه على‬
‫زيد مثل بعد موته‪ ،‬فيجب على ذلك الشخص الموصى ‪ -‬بفتمح الصمماد ‪ -‬بالسمملم التبليممغ‪) .‬قموله‪:‬‬
‫ومحله( أي ومحل وجوب التبليغ على الوصي‪) .‬وقمموله‪ :‬إن قبممل الوصممية( أي لنممه يبعممد تكليفممه‬
‫الوجوب بمجممرد الوصممية‪) .‬وقموله‪ :‬يمدل علممى التحممل( أي تحمممل أمانممة السملم‪) .‬قموله‪ :‬ويلمزم‬
‫المرسل إليه الرد فورا( أي إن أتى الرسول بصيغة معتبرة‪ ،‬كأن قممال لممه فلن يقممول لممك السمملم‬
‫عليك‪ ،‬أو أتى المرسل بها‪ ،‬كأن قال السلم على فلن فبلغه عنممي‪ ،‬فقممال الرسممول لممه‪ :‬زيممد يسمملم‬
‫عليك‪ .‬والحاصل‪ ،‬ل بد في وجوب الرد‪ ،‬من صيغة شرعية من المرسل أو الرسول‪ ،‬بخلف ممما‬
‫إذا لم توجد من واحد منهما‪ ،‬كأن قال المرسل سلم لي على فلن‪ ،‬فقال الرسممول لفلن زيممد يسمملم‬
‫عليك‪ ،‬فل يجب الرد‪) .‬قوله‪ :‬وبه الخ( معطوف على باللفظ‪ :‬أي ويلزم المرسممل إليممه الممرد فممورا‬
‫باللفظ أو بالكتابة‪ ،‬فيما إذا أرسل له السلم في كتمماب فيلممزم الممرد إممما بمماللفظ أو بالكتابممة‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫ويندب الرد( أي في ضمن رده على المرسل‪ ،‬كممما يعلممم مممن التفريممع بقمموله فيقممول الممخ‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫والبداءة به( أي ويندب البداءة بالمبلغ في صيغة رد السلم‪) .‬قوله‪ :‬فيقول الخ( بيان لكيفية‬
‫] ‪[ 216‬‬

‫صيغة الرد على المبلغ‪ ،‬مع البداءة به وعلى المرسممل‪ :‬أي فيقممول المرسممل إليممه فممي الممرد‬
‫عليهما‪ ،‬وعليك وعليه السلم‪) .‬قوله‪ :‬للخممبر المشممهور فيممه( أي فممي نممدب الممرد علممى المبلممغ مممع‬
‫البداءة به‪ ،‬وذلك الخبر هو ما رواه أبو داود فممي سممننه‪ ،‬عممن غممالب القطممان عممن رجممل قممال لممه‪:‬‬
‫حدثني أبي عن جدي قال‪ :‬بعثني أبي إلى رسول ال )ص( فقال‪ :‬ائته فأقرئه السلم‪ ،‬فأتيته فقلممت‬
‫إن أبي يقرئك السلم‪ ،‬فقال عليك السلم وعلى أبيك السمملم‪) .‬قمموله‪ :‬نممدب البممداءة بالمرسممل( أي‬
‫بأن يقول وعليه وعليك السلم‪) .‬قوله‪ :‬ويحرم أن يبدأ به( أي بالسلم ذميا‪ ،‬وذلك للنهي عنممه فممي‬
‫خبر مسلم‪ ،‬فإن بان من سلم عليه معتقدا أنه مسلم ذميا‪ ،‬استحب له أن يسترد سمملمه‪ ،‬بممأن يقممول‬
‫له رد علي سلمي‪ .‬والغرض من ذلك أن يوحشه‪ ،‬ويظهر له أنه ليس بينهما ألفة‪ .‬وروي أن ابن‬
‫عمر سلم على رجل‪ ،‬فقيل له إنمه يهمودي فتبعممه‪ ،‬وقممال لمه‪ :‬رد علمي سمملمي‪ .‬قمال النمووي فممي‬
‫الذكار‪ :‬روينا في صحيح مسلم‪ ،‬عن أبي هريرة رضممي الم عنمه أن رسمول الم )ص( قمال‪ :‬ل‬
‫تبدأوا اليهود ول النصارى بالسلم‪ ،‬فإذا لقيتم أحدهم في الطريق فاضطروه إلى أضمميقه‪ .‬وروينمما‬
‫في صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أنممس رضممي الم عنممه قممال‪ :‬قممال رسممول الم )ص(‪ :‬إذا سمملم‬
‫عليكم أهل الكتاب فقولوا عليكم‪ .‬وروينا في صحيح البخاري‪ ،‬عن ابن عمر رضي ال عنهما أن‬
‫رسول ال )ص( قال‪ :‬إذا سلم عليكم اليهود فإنما يقول أحدهم السام عليك‪ ،‬فقل وعليممك‪ .‬ثممم قممال‪:‬‬
‫قال أبو سعيد‪ :‬لو أراد تحية ذمي فعلها بغير السلم‪ ،‬بممأن يقممول هممداك المم‪ ،‬وأنعممم الم صممباحك‪.‬‬
‫قلت‪ :‬هذا الذي قاله أبو سعيد ل بأس به إذا احتاج إليه‪ ،‬وأممما إذا لممم يحتممج إليممه‪ ،‬فالختيممار أن ل‬
‫يقول شيئا‪ ،‬فإن ذلك بسط له وإيناس‪ ،‬وإظهار صورة مودة‪ ،‬ونحممن مممأمورون بممالغلظ عليهممم‪،‬‬
‫ومنهيون عن ودهم فل نظهره‪ .‬وال أعلم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويسممتثنيه( أي الممذمي وجوبمما إن كممان ذلممك‬
‫الذمي مع مسلم‪ .‬قال النووي فممي الذكممار أيضمما‪ :‬إذا مممر علممى جماعممة فيهممم مسمملمون‪ ،‬أو مسمملم‬
‫وكفار‪ ،‬فالسنة أن يسلم عليهم‪ ،‬ويقصد المسلمين أو المسلم‪ .‬روينا في صحيحي البخاري ومسمملم‪،‬‬
‫عن أسامة رضي ال عنه أن النبي )ص( مر على مجلس فيه أخلط مممن المسمملمين والمشممركين‬
‫عبدة الوثان واليهود‪ ،‬فسلم عليهم النبي )ص(‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويسن لمن دخل الخ( قال في الروض‬
‫وشرحه‪ :‬ومن دخل داره فليسلم ندبا على أهله‪ ،‬لخبر أنس أنه )ص( قال لممه‪ :‬يمما بنممي‪ ،‬إذا دخلممت‬
‫على أهلك فسلم‪ ،‬يكمن بركممة عليمك وعلممى أهلممك رواه الترمممذي‪ ،‬وقممال حسمن صممحيح‪ ،‬أو دخممل‬
‫موضعا خاليا عن الناس فليقل ندبا‪ ،‬السلم علينا وعلى عباد ال الصممالحين‪ .‬لممما روى مالممك فممي‬
‫موطئه‪ ،‬أنه بلغني أنه يستحب ذلك‪ ،‬وقال تعالى‪) * :‬فإذا دخلتم بيوتمما فسمملموا علممى أنفسممكم تحيممة‬
‫من عند ال مباركة طيبة( * وليقل ندبا قبمل دخموله‪ ،‬بسممم المم‪ ،‬ويممدعو بممما أحممب‪ ،‬ثممم يسمملم بعممد‬
‫دخوله لخبر أبي داود‪ ،‬إذا ولج الرجل بيته فليقل اللهم إني أسألك خير المولج وخير المدخل‪ .‬بسم‬
‫ال ولجنا‪ ،‬وبسم ال خرجنا‪ ،‬وعلى ال توكلنا‪ ،‬ثم يسلم علممى أهلممه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬ول ينممدب السمملم‬
‫على قاضي حاجة الخ( أي للنهي عنه‪ ،‬ولن مكالمته بعيدة عن المروءة والدب‪ ،‬ول يندب أيضا‬
‫على من في الحمام‪ .‬قال الرافعممي‪ :‬لنممه بيممت الشمميطان‪ ،‬ولشممتغاله بالغسممل‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقمموله‪ :‬بممول(‬
‫مضاف إليه لفظ حاجة‪ ،‬والضافة فيه للبيان‪) .‬قوله‪ :‬ول على شارب( أي ول يندب على شارب‪:‬‬
‫أي في فمه جرعة ماء على قياس ما بعده‪) .‬وقوله‪ :‬لشغله( أي المذكور من الشارب والكل‪ ،‬بممما‬
‫في فيه من الماء واللقمة‪) .‬قوله‪ :‬ول على فاسق( أي ول ينممدب السمملم علممى فاسممق‪ .‬قممال المممام‬
‫النووي في الذكار‪ :‬وأما المبتدع ومن اقترف ذنبا عظيما ولم يتب منه‪ ،‬فينبغي أن ل يسلم عليهم‬
‫ول يرد عليهم السلم‪ ،‬كذا قاله البخاري وغيره من العلماء‪ .‬فإن اضطر إلى السلم على‬

‫)‪ (1‬سورة النور‪ ،‬الية‪.61 :‬‬

‫] ‪[ 217‬‬
‫الظلمة‪ ،‬بأن دخل عليهم وخاف ترتب مفسدة على دينممه أو دنيمماه أو غيرهممما‪ ،‬إن لممم يسمملم‬
‫عليهم‪ .‬قال المام أبو بكر بن العربي‪ :‬قال العلماء يسلم وينوي أن السلم مممن أسممماء الم تعممالى‪:‬‬
‫المعنى ال عليكم رقيب‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بل يسن تركه( أي ترك السمملم فيثمماب عليممه‪) .‬وقمموله‪ :‬علممى‬
‫مجاهر بفسقه( حال من ضمير تركه‪ ،‬أو متعلق بنفس الضمير‪ ،‬بناء على القممول بجممواز ذلممك إذا‬
‫عاد على ما يجمموز التعلممق بممه‪) .‬قموله‪ :‬ومرتكممب ذنممب عظيممم( الممذي يظهممر أنممه معطمموف علممى‬
‫مجاهر‪ ،‬ومثله ما بعده‪ .‬ثم رأيت العلمة الرشيدي صرح به مستدل بعبارة التحفة المماثلة لعبارة‬
‫شارحنا‪ .‬فتحصل أن هؤلء ل يسن إبتداء السمملم عليهممم‪ .‬ويسممن تركممه بحيممث يثمماب عليممه‪ ،‬وممما‬
‫عداهم من مرتكب ذنب غير عظيم‪ ،‬وهو مخف ل يسن السلم عليه فقط‪ ،‬وأما تركه فليس بسنة‪،‬‬
‫بل هو مباح‪) .‬قوله‪ :‬إل لعذر( يحتمل إرتباطه بقوله ول على فاسق‪ ،‬ويحتمل إرتبمماطه بقمموله بممل‬
‫يسن تركه‪ .‬قال ع ش‪ :‬ومن العذر خوفه أن يقطع نفقتممه‪) .‬قمموله‪ :‬أو خمموف مفسممدة( عطممف علممى‬
‫عذر من عطف الخاص على العام‪ .‬إذ العذر شامل لخوف المفسدة‪) .‬قوله‪ :‬ول على مصممل الممخ(‬
‫أي ول يندب السلم على مصل الخ‪ .‬والحاصل‪ ،‬ضمابط مممن ل ينمدب السمملم عليمه كممل شمخص‬
‫مشغول بحالة ل يليق بالمروءة القرب منه فيها‪ .‬كذا في شممرح الممروض‪) .‬قمموله‪ :‬ول رد عليهممم(‬
‫أي ول رد واجب عليهم‪ :‬أي على قاضي الحاجة ومن بعده‪ ،‬لن من ل يسممتحب السمملم عليممه ل‬
‫يلزمه رده لو سلم عليه‪ ،‬إل ما استثنى‪) .‬قوله‪ :‬إل مسممتمع الخطيممب( أي إذا سمملم عليممه‪) .‬وقمموله‪:‬‬
‫فإنه يجب عليه ذلك( أي الرد‪ .‬أي مع أن السلم عليه مكروه‪ ،‬وقيل ل يجب عليه الممرد‪ ،‬لتقصممير‬
‫المسلم عليه‪ .‬وعبارة المغني‪ :‬وإذا سلم على حاضر الخطبة وقلنا بالجديد ل يحممرم عليهممم الكلم‪،‬‬
‫ففي الرد ثلثة أوجه‪ :‬أصحها عند البغوي وجموب المرد‪ ،‬وصممححه البلقينممي‪ ،‬والثماني اسمتحبابه‪،‬‬
‫والثالث جوازه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بممل يكمره الممرد لقاضممي الحاجممة المخ( أي لنمه يسمن لهممم عممدم الكلم‬
‫مطلقا‪) .‬قوله‪ :‬ويسن( أي الرد للكل المتقدم‪ ،‬وهمو الممذي سمملم عليمه واللقممة بفممه‪) .‬وقموله‪ :‬وإن‬
‫كانت اللقمة بفيه( أي يسن للكل المذكور الرد سواء كانت اللقمة باقيممة بفمممه أو ل‪) .‬قمموله‪ :‬نعممم‪:‬‬
‫يسن الخ( استثناء من الكل‪ ،‬وهو في الحقيقة مفهوم التقييد بقوله سابقا في فمه اللقمة‪ ،‬فممإنه يفهممم‬
‫منه أنه إذا لم تكن في فمه يندب السلم عليممه‪ ،‬وإذا نممدب وجممب رده‪ .‬وعبممارة المغنممي‪ :‬واسممتثنى‬
‫المام من الكل‪ ،‬ما إذا سلم عليه بعممد البتلع‪ .‬وقبممل وضممع لقمممة أخممرى‪ ،‬فيسممن السمملم عليممه‪،‬‬
‫ويجب عليه الرد‪ ،‬وكذا من في محل نزع الثياب في الحمام ‪ -‬كما جرى عليه الزركشي وغيره ‪-‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويسن الرد لمن في الحمام( الخصر حذف قوله‪ :‬ويسن الرد‪ .‬ويكون قوله ولمممن الممخ‬
‫معطوفا على للكل وهو الولممى أيضمما‪ ،‬ليكممون قمموله بمماللفظ مرتبطمما بممرد الكممل أيضمما‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫وملب( أي ويسن الرد لملب‪ .‬قال النووي‪ :‬والملبي يكره أن يسلم عليه‪ ،‬لنه يكره له قطع التلبية‪،‬‬
‫فإن سلم عليه‪ ،‬رد السلم باللفظ‪ .‬نممص عليممه الشممافعي وأصممحابنا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬ولمصممل الممخ( أي‬
‫ويسن الرد لمن سلم عليه وهو في الصلة أو الذان أو القامة بالشارة بالرأس أو باليد أو بغيممر‬
‫ذلك‪ .‬قال النووي في الذكار‪ :‬وأما المصلي فيحرم عليه أن يقول وعليكم السلم‪ ،‬فممإن فعممل ذلممك‬
‫بطلت صلته إن كان عالما بتحريمه‪ ،‬وإن كان جاهل لم تبطل على أصمح الموجهين عنمدنا‪ ،‬وإن‬
‫قال عليه السلم ‪ -‬بلفظ الغيبة ‪ -‬لم تبطل صلته‪ ،‬لنه دعمماء ليممس بخطمماب‪ ،‬والمسممتحب أن يممرد‬
‫عليه في الصلة بالشارة‪ ،‬ول يتلفظ بشئ‪ ،‬وإن رد بعد الفراغ من الصلة فل بأس‪ .‬وأما المؤذن‬
‫فل يكره له رد الجواب بلفظه المعتاد‪ ،‬لن ذلك يسير ل يبطل الذان ول يخل به‪ .‬ا‍ه‪ .‬وما جممرى‬
‫عليه الشارح في الذان من رده بالشمارة‪ ،‬وإل فبعمد الفمراغ خلف مما ذكمر‪) .‬قموله‪ :‬بالشمارة(‬
‫متعلق بما تعلق به‪.‬‬

‫] ‪[ 218‬‬

‫)قوله‪ :‬لمصل الخ( أي ويسن الرد بالشارة لمصل الخ‪) .‬قوله‪ :‬وإل فبعد الفممراغ( أي وإن‬
‫لم يرد من ذكر من المصلي والمؤذن والمقيممم بالشممارة‪ ،‬فليممرد بعممد الفممراغ‪ :‬أي مممن الصمملة أو‬
‫الذان أو القامة‪ .‬وما ذكر من سنية الرد بالشارة أو بعد الفممراغ هممو الوجممه‪ .‬وقيممل يجممب بعممد‬
‫الفراغ‪ .‬وعبارة المغني‪ :‬ولو سلم على الممؤذن لمم يجمب حمتى يفمرغ‪ .‬وهمل الجابمة بعمد الفمراغ‬
‫واجبة أو مندوبة ؟ لم يصر جوابه‪ .‬والوجه ‪ -‬كما قال البلقيني ‪ -‬أنه ل يجممب‪ .‬ا‍ه‪) .‬قموله‪ :‬أي إن‬
‫قرب الفصل( أي بين السلم والرد‪ :‬قال ع ش‪ :‬بأن ل يقطع القبول عممن اليجمماب فممي الممبيع‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ول يجب( أي الرد‪) .‬وقوله‪ :‬عليهم( أي على الكل‪ ،‬ومن في الحمام ومن بعده‪ .‬وقممد نظممم‬
‫الجلل السيوطي المسائل التي ل يجب فيها الرد فقال‪ :‬رد السلم واجب إل على مممن فممي صمملة‬
‫أو بأكل شغل أو شرب أو قمراءة أو أدعيمة أو ذكمر أو فمي خطبمة أو تلبيمة أو فمي قضماء حاجمة‬
‫النسان أو في إقامة أو الذان أو سلم الطفل أو السكران أو شابة يخشممى بهمما افتتممان أو فاسممق أو‬
‫ناعس أو نائم أو حالة الجماع أو تحاكم أو كمان فممي حمممام أو مجنونمما فواحمد ممن بعمده عشممرونا‬
‫وقوله‪ :‬أو شابة يقرأ بتخفيف الباء للضرورة‪) .‬قوله‪ :‬ويسن عند التلقي( أي فممي طريممق‪ .‬وخممرج‬
‫بالتلقي ما إذا كان القموم جلوسمما‪ ،‬أو وقوفمما‪ ،‬أو مضممجعين‪ ،‬وورد عليهممم غيرهممم‪ ،‬فممالوارد يبممدأ‬
‫بالسلم مطلقا سواء كان صغيرا أو كبيرا‪ ،‬قليل أو كثيرا‪) .‬قوله‪ :‬سلم صمغير المخ( فلمو عكمس‪،‬‬
‫بأن سلم الكبير على الصغير‪ ،‬أو الواقف على الماشي‪ ،‬أو الماشي علممى الراكممب‪ ،‬لممم يكممره‪ ،‬وإن‬
‫كممان خلف السممنة )وقمموله‪ :‬وممماش علممى واقممف( أي أو جممالس أو مضممطجع‪) .‬وقمموله‪ :‬وراكممب‬
‫عليهم( أي ويسن سملم راكمب علممى كممبير وممماش وواقمف‪ ،‬ولمو كممان الراكممب صممغيرا‪) .‬قموله‪:‬‬
‫وقليلين على كثيرين( أي ويسن سلم قليلين على كثيرين‪ .‬قال في شرح الروض‪ :‬فلو تلقى قليل‬
‫ماش‪ ،‬وكثير راكب‪ ،‬تعارضا‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬تعارضا( أي فل أولوية لحدهما على الخر‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫وحتى الظهر( أي عند السلم‪) .‬وقوله‪ :‬مكروه( أي لخبر‪ :‬أن رجل قال‪ :‬يا رسول ال الرجل منا‬
‫يلقممى أخمماه أو صممديقه أينحنممي لممه ؟ قممال‪ :‬ل‪ .‬قممال أفيلممتزمه ويقبلممه ؟ قممال‪ :‬ل‪ .‬قممال فيأخممذ بيممده‬
‫ويصافحه ؟ قال‪ :‬نعم رواه الترمذي‪ .‬ول يغتر بكثرة من يفعله ممن ينسب إلى علم أو صلح‪ ،‬أو‬
‫غيرهما من خصال الفضل‪ ،‬فإن القتداء إنما يكون برسول الم )ص(‪ ،‬قممال ال م تعممالى‪) * :‬وممما‬
‫آتاكم الرسول فخذوه‪ ،‬وما نهاكم عنه فانتهوا( *‪ .‬وعن الفضيل بن عياض رحمه ال‪ :‬اتبع طريق‬
‫الهدي ول يضرك قلة السالكين‪ ،‬وإياك وطريق الضللة‪ ،‬ول تغتر بكثرة الهالكين‪ .‬ومحل كراهة‬
‫التقبيل‪ ،‬إذا لم يكن لنحو صلح‪ ،‬أما إذا كان لذلك فل يكره ‪ -‬بل يندب ‪ -‬كما سينص عليه قريبمما‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وقمال كمثيرون حمرام( أي خصوصما إن وصمل إلمى حمد الركموع )قموله‪ :‬وأفمتى النمووي‬
‫بكراهة النحناء بالرأس( معتمد )قوله‪ :‬وتقبيل الخ( معطوف علممى النحنمماء‪ :‬أي وأفممتى بكراهممة‬
‫تقبيل الخ‪ ،‬ومحلها في غير تقبيل المرد الحسن الوجه‪ ،‬أما هو فيحرم بكل حال ‪ -‬سواء قممدم مممن‬
‫سفر أم ل ‪ -‬والمعانقة كالتقبيل‪ ،‬بل أولممى‪) .‬وقمموله‪ :‬ل سمميما لنحممو غنممي( أي خصوصمما إذا كممان‬
‫لنحو غني‪ .‬ودخل تحت نحو‪ :‬ذو‬

‫)‪ (1‬سورة الحشر‪ ،‬الية‪.7 :‬‬

‫] ‪[ 219‬‬

‫ثروة وشوكة ووجاهة‪) .‬وقوله‪ :‬لحديث الخ( تعليل لكراهة التقبيل لنحو غني‪) .‬وقوله‪ :‬مممن‬
‫تواضع( أي من أظهر التواضع‪ ،‬سواء كان بتقبيل أو قيام‪ ،‬أو غير ذلك‪) .‬قوله‪ :‬ويندب ذلممك( أي‬
‫التقبيل‪ :‬قال المام النووي في الذكار‪ :‬إذا أراد تقبيل غيممره‪ ،‬إن كممان ذلممك لزهممده وصمملحه‪ ،‬أو‬
‫علمه‪ ،‬أو شرفه‪ ،‬وصيانته‪ ،‬أو نحو ذلك من المور الدينية لم يكره‪ ،‬بل يسممتحب‪ .‬وإن كممان لغنمماه‬
‫ودنياه وثروته وشوكته ووجاهته عند أهل الدنيا ونحممو ذلممك‪ ،‬فهممو مكممروه شممديد الكراهممة‪ .‬وقممال‬
‫المتولي من أصحابنا‪ :‬ل يجوز‪ ،‬فأشار إلى أنه حرام‪ .‬روينا في سنن أبي داود عن زارع رضممي‬
‫ال عنه ‪ -‬وكان في وفد عبد القيس ‪ -‬قال فجعلنا نتبادر من رواحلنا فنقبل يد النبي )ص( ورجله‪،‬‬
‫ثم قال‪ :‬وأما تقبيل الرجل خد ولده الصغير وأخيه‪ ،‬وقبلة غير خده من أطرافه ونحوها على وجه‬
‫الشفقة والرحممة واللطمف ومحبمة القرابمة فسمنة‪ ،‬وكمذلك قبلتمه ولمد صمديقه وغيمره ممن صمغار‬
‫الطفال على هذا الوجه‪ ،‬وأما التقبيل بالشهوة فحرام بالتفاق‪ ،‬وسواء في ذلك الوالد وغيمره‪ ،‬بمل‬
‫النظر إليه بالشهوة حرام إتفاقا‪ :‬على القريب والجنبي‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويسن القيممام لمممن فيممه فضمميلة‬
‫ظاهرة( أي إكراما وبرا وإحتراما له ل رياءا‪) .‬وقوله‪ :‬من نحو صلح( بيان للفضمميلة‪) .‬وقمموله‪:‬‬
‫أو ولدة( أي ويسن القيام لمن له ولدة‪ :‬كممأب أو أم‪) .‬وقمموله‪ :‬أو وليممة( أي وليممة حكممم‪ :‬كممأمير‬
‫وقمماض‪) .‬قمموله‪ :‬مصممحوبة بصمميانة( قممال ع ش‪ :‬راجممع للجميممع‪ .‬ا‍ه‪ .‬والمممراد بالصمميانة‪ :‬العفممة‬
‫والعدالة‪ ،‬ومفهومها أنه لو كان كل ممن ذكر ليس فيه صيانة‪ ،‬بأن كان فاسقا أو ظالمما‪ ،‬فل يسمن‬
‫لممه القيممام )قمموله‪ :‬أو لمممن يرجممى خيممره( أي ويسممن القيممام لمممن يممترقب خيممره‪ ،‬قممال السمميد عمممر‬
‫البصري‪ :‬لعل المراد الخير الخروي ‪ -‬كالمعلم ‪ -‬حتى ل ينممافي الحممديث المممار‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقموله‪ :‬أو‬
‫يخشى شره( أي يخاف شره لو لم يقم له‪) .‬قوله‪ :‬ويحرم على الرجل أن يحممب الممخ( أي للحممديث‬
‫الحسن من أحب أن يتمثل الناس له قياما‪ ،‬فليتبوأ مقعده من النار‪) .‬قوله‪ :‬ويسن تقبيل الخ( أي لما‬
‫روي‪ ،‬عن عائشة رضي ال عنها قالت‪ :‬قدم زيد بن حارثة المدينة ورسول ال )ص( فمي بيمتي‪،‬‬
‫فأتاه فقرع الباب‪ ،‬فقام إليه النمبي )ص( يجمر ثموبه‪ ،‬فماعتنقه وقبلمه قمال الترممذي حمديث حسمن‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬كتشميت عاطس( أي فهو سنة عندنا‪ ،‬واختلف أصحاب مالمك فمي وجموبه‪ :‬فقمال القاضمي‬
‫عبد الوهاب هو سنة‪ ،‬ويجزئ تشميت واحد من الجماعممة‪ ،‬كمممذهبنا‪ ،‬وقممال ابممن مزيممن يلممزم كممل‬
‫واحد منهم‪ ،‬واختاره ابن العربي المالكي ا‍ه‪ .‬أذكار‪) .‬قوله‪ :‬بالغ( سيذكر مقابله‪) .‬قموله‪ :‬حمممد الم‬
‫تعالى( قيد وسيذكر محترزه‪ ،‬ول بد أيضا أن ل يزيد عطاسه علممى ثلث‪ ،‬وأن ل يكممون بسممبب‪،‬‬
‫وإل فل يسن التشميت‪) .‬قوله‪ :‬بيرحممك المم( أي أن التشممميت يكمون بيرحمممك الم‪ ،‬أو ربمك‪ ،‬أو‬
‫بيرحمكم ال‪ ،‬أو رحمكممم المم‪) .‬قمموله‪ :‬وصممغير مميممز( معطمموف علممى بممالغ‪ ،‬وهممو مفهممومه‪ :‬أي‬
‫وكتشميت صغير مميز‪ ،‬ولم يقيد في التحفة والنهاية الصغير بكونه مميزا‪ ،‬ولعل مما جممرى عليمه‬
‫الشارح هو الظاهر‪ ،‬لن التشميت ل يسن إل بعد الحمد‪ ،‬وإذا كممان غيممر مميممز فل يتصممور منممه‬
‫حمد‪) .‬وقوله‪ :‬بنحو أصلحك ال( أي تشميت الصغير يكون بما يناسبه‪ ،‬كأصلحك المم‪ ،‬أو أنشممأك‬
‫ال إنشاء صالحا‪ ،‬أو بارك ال فيك‪ ،‬ولممم يفممرق النممووي فممي الذكممار بيممن ممما يشمممت بممه الكممبير‬
‫والصغير‪) .‬قوله‪ :‬فإنه( أي التشميت سنة‪ ،‬لما رواه أبو هريرة رضي الم عنممه عممن النممبي )ص(‬
‫قال‪ :‬إن ال يحب العطاس ويكره التثاؤب‪ ،‬فإذا عطس أحدكم وحمد ال تعالى‪ ،‬كان حقا على كممل‬
‫مسلم سمعه أن يقول له يرحمك ال‪ ،‬وأمما التثمماؤب فإنمما همو ممن الشمميطان‪ ،‬فممإذا تثمماءب أحمدكم‬
‫فليرده ما استطاع‪ ،‬فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان‪ .‬قال العلماء‪ :‬والحكمة فممي ذلممك أن‬
‫العطاس سببه محمود‪ ،‬وهممو خفمة الجسممم الممتي تكممون لقلممة الخلط وتخفيممف الغممذاء‪ ،‬وهمو أمممر‬
‫مندوب إليه‪ ،‬لنه يضعف الشهوة ويسهل الطاعة‪ ،‬والتثاؤب بضممد ذلممك‪) .‬قمموله‪ :‬علممى الكفايممة إن‬
‫سمع جماعة( أي العطاس والحمد عقبه‪ ،‬فالمفعول‬

‫] ‪[ 220‬‬

‫محذوف‪ .‬فإذا شمت واحد سقط الطلب عن الباقين‪ ،‬لكم الفضل أن يشمته كل واحد منهم‪،‬‬
‫للحديث المتقدم‪) .‬قوله‪ :‬وسنة عين إن سمع واحمد( قمال فمي الذكمار‪ .‬فمإن كمانوا جماعمة فسممعه‬
‫بعضهم دون بعض‪ ،‬فالمختار أنه يشمته مممن سمممعه دون غيممره‪ .‬وحكممى ابمن العربممي خلفمما فممي‬
‫تشميت الذي لم يسمع الحمد‪ ،‬إذا سمع تشميت صاحبه‪ ،‬فقيل يشممته لنمه عمرف عطاسمه وحممده‬
‫بتشميت غيره‪ ،‬وقيل ل لنه لم يسمعه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬إذا حممد الم المخ( أعماده لجمل بيمان إشمتراط‬
‫العقبية‪ ،‬وبيان أن الحمد سنة عين للعاطس‪ .‬ولو قال أول حمد ال عقب عطاسه بأن الخ‪ ،‬ثممم قممال‬
‫بعد قوله فإنه سنة عين كالحمممد للعمماطس‪ ،‬فممإنه يسممن الممخ لكممان أخصممر وأسممبك‪) .‬وقمموله‪ :‬عقممب‬
‫عطاسه( لم يقيد به في التحفة والنهاية وشرح المروض والذكمار فليراجمع‪) .‬قموله‪ :‬بمأن لمم المخ(‬
‫تصوير للعقبية‪) .‬وقوله‪ :‬بينهما( أي العطاس والحمممد‪) .‬وقمموله‪ :‬فمموق الممخ( أي مقممدار فمموق الممخ‪.‬‬
‫فلفظ فوق صفة لموصوف محذوف هممو الفاعممل‪ ،‬أو لفممظ فمموق هممي الفاعممل لنهمما مممن الظممروف‬
‫المتصرفة‪) .‬قوله‪ :‬فإنه يسن له( أي للعمماطس عينمما )وقمموله‪ :‬أن يقممول عقبممه( أي العطمماس وذلممك‬
‫لحديث‪ :‬إذا عطس أحدكم فليحمد ال تعالى‪) .‬قوله‪ :‬وأفضل منه( أي من الحمد ل‪ ،‬الحمد ل م رب‬
‫العالمين‪) .‬وقوله‪ :‬وأفضل منه( أي من الحمد ل رب العالمين‪ ،‬الحمد ل م علممى كممل حممال‪ ،‬وذلممك‬
‫لحديث‪ :‬من عطس أو تجشى فقال‪ :‬الحمد ل على كممل حممال‪ ،‬رفممع الم عنممه سممبعين داء‪ ،‬أهونهمما‬
‫الجذام‪ .‬فائدة‪ :‬من قال بعد العطاس عقممب حمممدا لمم‪ :‬اللهممم ارزقنممي مممال يكفينممي‪ ،‬وبيتمما يممأويني‪،‬‬
‫واحفظ علي عقلي وديني‪ ،‬واكفني شر من يؤذيني‪ :‬أعطاه ال سؤاله‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬من لممم‬
‫يحمده( أي أو قال لفظا آخر غيممر الحمممد‪) .‬وقمموله‪ :‬عقبممه( الولممى إسممقاطه لنممه ليممس داخل فممي‬
‫المخرج بالحمد‪ ،‬أو يقول وخرج بقولي عقبه ما إذا لم يحمده عقبه‪) .‬قوله‪ :‬فل يسن التشمميت لمه(‬
‫أي للعاطس الذي لم يحمد ال تعالى عقبه‪) .‬قوله‪ :‬فإن شك( أي شخص فممي أن العمماطس حمممد أو‬
‫ل‪) .‬قوله‪ :‬قال( أي الشاك‪) .‬وقموله‪ :‬يرحمم الم ممن حممده( أي ول يقمول رحممك الم بالخطماب‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ويسن تذكيره الحمد( أي ويسن تذكير من عطس‪ ،‬ولم يحمد ال تعالى الحمممد‪ ،‬لنممه إعانممة‬
‫على معروف‪ ،‬ولما روي من سممبق العمماطس بالحمممد أمممن مممن الشمموص ‪ -‬أي وجممع الضممرس ‪-‬‬
‫واللوص ‪ -‬أي وجع الذن ‪ -‬والعلوص ‪ -‬وهو وجع البطممن ‪ -‬ونظمهمما بعضممهم فقممال‪ :‬مممن يبتممدي‬
‫عاطسا بالحمد يأمن من شوس ولوص وعلوص‪ ،‬كذا وردا )قوله‪ :‬وعنممد تمموالي العطمماس يشمممته‬
‫لثلث( أي لما روي عن أبي هريرة رضي الم عنممه قممال‪ :‬سمممعت رسممول الم )ص( يقممول‪ :‬إذا‬
‫عطممس أحممدكم فليشمممته جليسممه‪ ،‬وإن زاد علممى ثلث فهممو مزكمموم‪ ،‬ول يشمممت بعممد ثلث‪ .‬قممال‬
‫النووي في الذكار‪ :‬واختلف العلماء فيه ‪ -‬أي في المزكوم ‪ -‬فقال ابن العربي المممالكي قيممل يقممال‬
‫له في الثانية إنك مزكوم‪ ،‬وقيل يقال له في الثالثة‪ ،‬وقيل في الرابعة‪ ،‬والصح أنه في الثالثة‪ .‬قال‬
‫والمعنى فيه‪ ،‬أنك لست ممن يشمت بعد هذا‪ ،‬لن هذا الذي بك زكممام ومممرض ل خفممة العطمماس‪.‬‬
‫فإن قيل‪ :‬فممإذا كممان مرضمما فكممان ينبغممي أن يممدعى لممه ويشمممت‪ ،‬لنممه أحممق بالممدعاء مممن غيممره‪.‬‬
‫فالجواب‪ :‬أنه يستحب أن يدعى له‪ ،‬لكن غير دعاء العطاس المشروع‪ ،‬بممل دعمماء المسمملم للمسمملم‬
‫بالعافية والسلمة ونحو ذلك‪ ،‬ول يكون من باب التشميت‪ .‬ا‍ه‪.‬‬

‫] ‪[ 221‬‬

‫)قوله‪ :‬ويسر به( أي بالحمد المصلي‪ .‬قال في الذكار‪ :‬إذا عطس في صلته‪ ،‬يسممتحب أن‬
‫يقول الحمد ل ويسمع نفسه‪ ،‬هذا مذهبنا‪ .‬ولصحاب مالك ثلثة أقوال‪ :‬أحدها‪ ،‬هذا‪ ،‬واختاره ابمن‬
‫العربي‪ ،‬والثاني‪ :‬يحمد في نفسه‪ ،‬والثالث‪ :‬قاله سحنون‪ ،‬ل يحمد جهرا ول في نفسه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫ويحمد في نفسه الخ( أي يجري ألفاظ الحمممد فممي قلبممه فممي غيممر أن يتلفممظ بهمما إن كممان العمماطس‬
‫مشغول ببول ونحوه كغائط‪ .‬وبالتفسير المذكور حصل الفرق بينه وبين الحمد سممرا وحاصممله أن‬
‫معنى الحمد سرا‪ ،‬أن يتكلم به بحيث يسمع نفسه‪ ،‬ومعنى الحمد في نفسمه إجمراؤه علمى قلبمه ممن‬
‫غير أن يتكلم به‪ ،‬ويثاب على هذا الحمد‪ .‬وليس لنا ذكر يثاب عليه مممن غيممر لفممظ إل هممذا ‪ -‬كممما‬
‫تقدم أول الكتاب في آداب داخل الخلء ‪) .-‬قوله‪ :‬ويشترط رفع( أي رفع الصوت‪) .‬وقوله‪ :‬بكممل(‬
‫أي من الحمد والتشميت‪) .‬وقوله‪ :‬بحيث يسمعه صاحبه( أي بحيث يسمع أحدهما الخر‪ ،‬فالحمممد‬
‫يرفع صوته بالحمد بحيث يسمممعه المشمممت‪ ،‬والمشمممت يرفممع صمموته بالتشممميت‪ ،‬بحيممث يسمممعه‬
‫الحامد‪) .‬قوله‪ :‬ويسن للعاطس وضع شئ عى وجهه وخفض صوته ما أمكنه( أي لممما روي عممن‬
‫أبي هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬كان رسمول الم )ص( إذا عطمس وضمع يمده أو ثموبه علمى فيمه‬
‫وخفض ‪ -‬أو غض ‪ -‬بها صوته‪ .‬وعن عبد ال بن الزبير رضي ال عنهما قال‪ :‬قممال رسممول الم‬
‫)ص(‪ :‬إن ال عزوجل يكره رفع الصوت بالتثاؤب والعطمماس‪ .‬وعمن أم سمملمة رضممي الم عنهمما‬
‫قالت‪ :‬سمعت رسول ال )ص( يقمول‪ :‬التثماؤب الرفيممع والعطشممة الشمديدة ممن الشميطان‪) .‬قموله‪:‬‬
‫وإجابة مشمته( أي ويسن للعاطس أن يجيب مشمته‪ :‬أي من قال له يرحمممك المم‪) .‬وقمموله‪ :‬بنحممو‬
‫الخ( متعلق بإجابة‪) .‬قوله‪ :‬للمر به( الولى بها‪ :‬أي بإجابة المشمت‪ ،‬وذلمك فممي قمموله )ص(‪ :‬إذا‬
‫عطس أحدكم فليقل الحمد ل‪ ،‬وليقل له أخوه أو صاحبه يرحمك المم‪ ،‬فممإذا قممال لممه يرحمممك المم‪،‬‬
‫فليقل يهديكم ال ويصلح بالكم‪ .‬أي شأنكم‪) .‬قوله‪ :‬ويسن للمتثائت الخ( أي للحديث المتقدم‪) .‬قوله‪:‬‬
‫وستر فيه الخ( أي ويسن له ستر فمه عند التثاؤب‪ :‬لما روي عن أبي سعيد الخممدري رضممي ال م‬
‫عنه قال‪ :‬قال رسول ال )ص(‪ :‬إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيممده علممى فمممه‪ ،‬فممإن الشمميطان يممدخل‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬ولو في الصلة( أي ولو كان التثاؤب في الصلة‪ ،‬ول ينافيه ما تقممدم فممي بمماب الصمملة‪،‬‬
‫من أنه يكره للمصلي وضع يده على فمه‪ ،‬لن محله إذا لم تكن حاجة كالتثاؤب وشبهه‪) .‬وقمموله‪:‬‬
‫بيده اليسرى( متعلق بستر‪) .‬قوله‪ :‬ويسن إجابة الداعي( أي المنادي له‪) .‬وقوله‪ :‬بلبيك( بأن يقول‬
‫له لبيك فقط‪ ،‬أو لبيك وسعديك‪ .‬ويسن أيضا أن يرحب بالقمادم عليمه‪ ،‬بممأن يقمول لمه مرحبمما‪ ،‬وأن‬
‫يدعو لمن أحسن إليه‪ ،‬بأن يقول جزاك ال خيممرا‪ ،‬أو حفظممك الم ونحوهممما‪ ،‬للخبممار المشممهورة‬
‫بذلك‪) .‬قوله‪ :‬والجهاد فرض كفاية الخ( شروع في بيان شروط الجهاد الذي هو فرض كفاية‪ ،‬أما‬
‫الذي هو فرض عين‪ ،‬فل تشترط فيه هذه الشروط كما سيذكره‪) .‬قمموله‪ :‬علممى كممل مسمملم( أي فل‬
‫جهاد على كافر ولو ذميا‪ ،‬لقوله تعالى * )يا أيها الذين آمنمموا قمماتلوا الممذين يلممونكم مممن الكفممار( *‬
‫فخاطب به المؤمنين دون غيرهم‪ ،‬ولن الذمي إنما بذل الجزية لنذب عنه‪ ،‬ل ليذب عنمما‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫مكلف( أي بالغ عاقل ولو حكما‪ ،‬فدخل السكران المتعدي‪ ،‬فل جهاد على صبي لن النممبي )ص(‬
‫رد ابن عمر يوم أحد ‪ -‬وكان إذ ذاك ابن أربع عشرة سنة ‪ -‬وأجممازه يمموم الخنممدق‪ ،‬وكممان إذ ذاك‬
‫ابن خمس عشرة سنة‪ ،‬ول على مجنون لقوله تعالى‪) * :‬ليمس علمى الضمعفاء( * اليمة‪ ،‬قيمل همم‬
‫المجانين لضعف عقولهم‪ ،‬وقيل الصبيان لضعف أبدانهم )قوله‪ :‬لرفع القلم عن غيرهممما( أي عممن‬
‫غير البالغ والعاقل‪) .‬قوله‪ :‬ذكر( أي واضح الذكورة‪ ،‬فل جهاد‬

‫)‪ (1‬سورة التوبة‪ ،‬الية‪ (2) .123 :‬سورة التوبة‪ ،‬الية‪.91 :‬‬

‫] ‪[ 222‬‬

‫على امرأة وخنثى مشكل لضعفهما غالبا‪ ،‬ولقوله تعالى‪) * :‬يا أيها النبي حرض المممؤمنين‬
‫على القتال( *‪ .‬ولفظ المؤمنين ينصرف للرجال دون النساء‪ ،‬ولخبر البيهقي وغيره‪ :‬عممن عائشممة‬
‫رضي ال عنها قلت‪ :‬يا رسول ال هل على النساء جهاد ؟ قممال‪ :‬نعممم‪ .‬جهمماد ل قتممال فيممه‪ :‬الحممج‬
‫والعمرة‪ .‬وتسمية الحج جهادا لكونه مشتمل على مجاهدة النفس بالتعب والمشقة‪) .‬قوله‪ :‬لضممعف‬
‫المرأة عنه( أي عن الجهاد‪ ،‬ومثلها الخنثى‪) .‬قوله‪ :‬حر( أي كله‪) .‬قوله‪ :‬فل يجب علممى ذي رق(‬
‫أي ذكرا كان أو أنثى )وقوله‪ :‬ولو مكاتبا( أي أو مدبرا‪) .‬قوله‪ :‬وإن أذن لممه سمميده( أي فل يجممب‬
‫عليه‪ ،‬ولو أمره به فل يجب عليه امتثال أمره لن الجهاد ليممس مممن السممتخدام المسممتحق للسمميد‪،‬‬
‫فإن الملك ل يقتضي التعريض للهلك‪ .‬نعممم‪ :‬للسمميد استصممحاب غيممر المكمماتب معممه فممي الجهمماد‬
‫للخدمة‪) .‬قوله‪ :‬لنقصه( أي ذي الممرق أي ولقموله تعممالى‪) * :‬وتجاهممدون فممي سممبيل الم بممأموالكم‬
‫وأنفسكم( *‪ .‬ول مال للرقيممق‪ ،‬ول نفممس لممه يملكهمما‪ ،‬فلممم يشمممله الخطمماب‪) .‬قمموله‪ :‬مسممتطيع( أي‬
‫للجهاد بأن يكون صحيحا واجدا ما يكفيه ذهابا وإيابا‪ ،‬فاضل عن مؤنة من تلزمممه مممؤنته كممذلك‪.‬‬
‫والحاصل‪ ،‬الستطاعة المعتبرة في الحج معتبرة هنا‪ ،‬ما عدا أمن الطريق‪ ،‬فليس معتبرا هنا وإن‬
‫اعتبر في الحج‪ ،‬فلو كان الطريق مخوفا من كفممار‪ ،‬أو لصمموص مسمملمين‪ ،‬ل يمتنممع الجهمماد‪ .‬لن‬
‫مبناه على إرتكمماب المخمماوف‪ ،‬فيحتمممل فيممه ممما ل يحتمممل فممي الحممج‪) .‬قمموله‪ :‬لممه( أي للمسممتطيع‬
‫)وقوله‪ :‬سلح( أي يصلح لقتال العدو‪) .‬قوله‪ :‬فل يجب( أي الجهمماد علممى غيممر مسممتطيع‪ ،‬وذلممك‬
‫لقوله تعالى‪) * :‬ليس على العمى حرج‪ ،‬ول على العرج حرج‪ ،‬ول على المريممض حممرج( *‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬كأقطع( أي لليدين أو الرجلين أو الواحدة منهما‪) .‬قمموله‪ :‬وفاقممد معظممم أصممابع يممده( أي أو‬
‫أشل معظمها‪ ،‬وإنما لم يجب الجهاد مع ذلممك‪ ،‬لن المقصممود منممه البطممش والنكايممة‪ ،‬وهممو مفقممود‬
‫فيهما‪ .‬وخرج بمعظم فقد القل‪ .‬وبقوله أصابع يده فقد معظم أصابع رجليه فل أثر فيهما‪ ،‬لمكان‬
‫البطش والنكاية بذلك‪) .‬قوله‪ :‬ومن به عرج بين( أي ولو في رجل واحدة‪ .‬وخممرج بممالبين العممرج‬
‫اليسير الذي ل يمنع المشي‪ ،‬فإنه ل يؤثر‪) .‬قوله‪ :‬أو مرض تعظم مشقته( أي بأن كان يمنعه مممن‬
‫الركوب والقتال إل بمشقة شديدة‪ ،‬بحيث ل تحتمل عادة‪ ،‬كحمى مطبقه‪ ،‬بخلف المرض الذي ل‬
‫يمنعه عن ذلك‪ ،‬كصداع خفيف‪ ،‬ووجممع ضممرس‪ ،‬وحمممى خفيفممة‪ ،‬فممإنه ل يممؤثر‪) .‬قمموله‪ :‬وكعممادم‬
‫مؤن( أي لنفسه‪) .‬وقوله‪ :‬ومركوب( أي وكعادم مركوب حسا أو شرعا‪) .‬وقوله‪ :‬في سفر قصر(‬
‫قيد في المركوب‪ ،‬فهو ليس بشرط‪ ،‬إل إن كان السفر سفر قصر‪ ،‬فممإن كممان دونمه لممم يشممترط إن‬
‫كان قممادرا علممى المشممي‪ ،‬وإل اشمترط‪) .‬قموله‪ :‬فاضمل ذلممك( نعمت لكممل ممن قموله ممؤن‪ ،‬وقموله‬
‫مركوب‪ ،‬واسم الشارة يعود عليه أيضا‪ .‬والمعنى وكعادم المؤن المركوب الفاضلين علممى مؤنممة‬
‫من تلزمه مؤنته‪ ،‬وذلك صادق بأن ل يوجد أصل وأوجدا‪ ،‬لكن غير فاضلين عن ذلك لن النفممي‬
‫المأخوذ من عادم يصح تسليطه على المقيد والقيد معا‪ ،‬أو على القيد فقممط‪) .‬قمموله‪ :‬ول علممى مممن‬
‫لبس له سلح( أي ول يجب الجهاد على من ليس عنده سمملح )قمموله‪ :‬لن عممادم ذلممك الممخ( علممة‬
‫لعدم وجوبه على من ليس عنده سلح‪ :‬أي وإنما لم يجب لن عادم السلح ل تحصل به النصممرة‬
‫على العدو‪) .‬قوله‪ :‬وحرم على مدين( أي ولو والدا‪) .‬قوله‪ :‬موسر( أي بأن كممان عنممده أزيممد مممما‬
‫يبقى للمفلس فيما يظهر‪ ،‬ويلحق بالمدين وليه‪) .‬وقمموله‪ :‬عليممه( أي الموسممر‪) .‬وقمموله‪ :‬ديممن حممال(‬
‫سيذكر محترزه‪) .‬قوله‪ :‬لم يوكل الخ( أي فإن وكل‬

‫)‪ (1‬سورة النفال‪ ،‬الية‪ (2) .65 :‬سورة الصف‪ ،‬الية‪ (3) .11 :‬سورة الفتح‪ ،‬الية‪.17 :‬‬

‫] ‪[ 223‬‬

‫من يؤديه عنه من ماله الحاضر‪ ،‬فل يحرم السممفر‪ ،‬لكممن بشممرط أن تثبممت الوكالممة‪ ،‬ويعلممم‬
‫الدائن بالوكيل‪) .‬قوله‪ :‬سمفر( فاعمل حمرم‪) .‬وقموله‪ :‬بالجهماد( متعلمق بسمفر‪) .‬قموله‪ :‬وغيمره( أي‬
‫وغير الجهاد‪ ،‬كحج وتجارة‪) .‬قوله‪ :‬وإن قصر( أي السفر‪ .‬قال في التحفة‪ :‬يظهر ضممبط القصممير‬
‫هنا بما ضبطوه به في التنفل على الدابة‪ ،‬وهو ميل أو نحوه‪ ،‬وحينئذ‪ .‬فليتنبه لذلك‪ ،‬فممإن التسمماهل‬
‫يقع فيه كثيرا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وإن لم يكن مخوفا( غايممة فممي الحرمممة‪ :‬أي يحممرم السممفر وإن لممم يكممن‬
‫مخوفا بأن كان آمنا‪) .‬قوله‪ :‬أو كان لطلب علم( غاية ثانية‪ .‬أي يحرم وإن كان لجل طلب العلممم‪،‬‬
‫ول حاجة لهذه الغاية‪ ،‬لندراج طلب العلم فممي قمموله أو غيممره‪) .‬قمموله‪ :‬رعايممة لحممق الغيممر( علممة‬
‫للحرمة‪ :‬أي وإنما حرم السفر رعاية وحفظا وتقديما للدين الذي هو حق الغيممر‪ .‬وقممال فممي شممرح‬
‫المنهج‪ :‬تقديما لفرض العين على غيره‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ومن ثم الخ( أي ومن أجل رعاية حق الغير‪،‬‬
‫ورد في صحيح مسلم‪ :‬القتل في سمبيل الم يكفمر كمل شمئ إل المدين‪ .‬أي فل يكفمره‪ ،‬لكمونه حمق‬
‫الغير‪) .‬قوله‪ :‬بل إذن غريم( أي دائن‪ ،‬والجار والمجممرور متعلممق بحممرم أو بسممفر‪ :‬أي فممإن كممان‬
‫بإذنه فل يحرم لرضاه بإسقاط حقه‪ .‬قال في النهاية والتحفة‪ :‬نعممم ل يتعممرض للشممهادة‪ ،‬بممل يقممف‬
‫وسط الصف‪ ،‬أو حاشمميته‪ ،‬حفظمما للممدين‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬وهممو مممن أهممل الذن( أي والحممال أن ذلممك‬
‫الغريم من أهل الذن‪ :‬أي والرضا بأن كان مكلفا رشيدا‪ ،‬فلو لم يكن من أهل الذن‪ ،‬حرم السممفر‬
‫مطلقا ولو أذن‪ ،‬ول يجوز لوليه أن يأذن في السفر‪ .‬ولو أذن فممإذنه لغ ل يتعممد بممه‪) .‬قمموله‪ :‬ولممو‬
‫كان الغريم ذميا الخ( غاية في حرمة السفر بل إذن‪ :‬أي يحمرم السمفر بل إذن الغريمم‪ ،‬ولمو كمان‬
‫ذلك الغريم ذميا‪ ،‬أو كان رهن وثيممق فممي الممدين‪ ،‬أو ضممامن موسممر‪) .‬قمموله‪ :‬قممال السممنوي الممخ(‬
‫حاصل ما استفيد من نقل ما ذكر أن بعضهم إشترط لجواز السممفر بممالذن‪ ،‬أن يكممون ذلممك الذن‬
‫لفظا‪ ،‬وأن السكوت غير كاف‪ ،‬وبعضهم لم يشترط ذلك‪ ،‬وقال متى لم يحصل منممع بمماللفظ‪ ،‬جمماز‬
‫السفر مطلقا ‪ -‬سواء حصل بإذن اللفظ أو ل ‪) .-‬قوله‪ :‬معتمدا( حال من فاعل قممال‪) ،‬وقمموله‪ :‬فممي‬
‫ذلك( أي في أن السكوت ليس بكاف‪) .‬وقوله‪ :‬على ما فهممم( بالبنمماء للمجهممول‪) .‬وقمموله‪ :‬هنمما( أي‬
‫في باب الجهاد‪) .‬قوله‪ :‬والبندنيجي( بباء مفتوحة‪ ،‬فنون سمماكنة‪ ،‬فممدال مفتوحممة‪ ،‬فنممون مكسممورة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬والقزويني( بقاف مفتوحممة‪ ،‬وزاي سمماكنة‪) .‬قمموله‪ :‬ل بممد فممي الحرمممة( أي حرمممة السممفر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬من التصريح بالمنع( أي منع الغريم السفر‪) .‬قوله‪ :‬ونقله( أي نقل ما قاله هؤلء من أنه ل‬
‫بد من التصريح‪) .‬قوله‪ :‬إن كان معسرا( مفهوم قوله موسمرا‪) .‬قموله‪ :‬أو كمان المدين مممؤجل( أي‬
‫ول يحرم السفر‪ ،‬بل ول يمنع منه إن كان الدين مؤجل‪ ،‬لنه ل مطالبة لمسممتحقيه الن‪ .‬نعممم‪ :‬لممه‬
‫الخروج معه ليطالبه به عند حلوله‪) .‬وقوله‪ :‬إن قرب حلوله( غاية لعدم الحرمة‪) .‬وقموله‪ :‬بشمرط‬
‫الخ( تقييد للغاية‪) .‬وقوله‪ :‬لما يحل له فيه القصر( أي لمكان يحل له‪ :‬أي للمسافر القصر كخممارج‬
‫السور العمممران‪) .‬وقموله‪ :‬وهمو مؤجممل( أي والحمال أن الممدين بماق علممى تممأجيله‪ ،‬فممإن حمل قبممل‬
‫وصوله لما يحل له القصر منه‪ ،‬حرم السفر ومنع منه‪ ،‬لنه حينئذ في البلد‪) .‬قوله‪ :‬وحممرم السممفر‬
‫لجهاد الخ( السفر ليس بقيد بالنسبة للجهاد‪ ،‬لنه يحرم الجهاد بل إذن من الصممل مطلقمما ‪ -‬سممواء‬
‫وجد سفر أم ل ‪ -‬وذلك لن بره فرض عين‪ ،‬ولقوله )ص( لمن استأذنه فممي الجهمماد‪ ،‬وقممد أخممبره‬
‫أنهما أي الوالدين له‪ ،‬ففيهما فجاهد‪ ،‬وصح ألك والدة ؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬قال انطلق فأكرمها‪ ،‬فإن الجنممة‬
‫تحت رجليها‪) .‬قوله‪ :‬بل إذن أصل( متعلممق بحممرم أو بالسممفر‪) .‬قمموله‪ :‬مسمملم( خممرج الكممافر‪ ،‬فل‬
‫يحرم‬

‫] ‪[ 224‬‬

‫الجهاد بل إذنه‪ ،‬لنه ل يجممب اسممتئذانه‪ ،‬لتهممامه بمنعممه لممه حميممة لممدينه‪ ،‬وإن كممان عممدوا‬
‫للمقاتلين‪) .‬قوله‪ :‬أب وأم( بدل ممن أصمل‪) .‬قموله‪ :‬وإن عليما( أي الب والم‪ ،‬وكمان القيماس وإن‬
‫علموا ‪ -‬بممالواو ‪ -‬لنمه واوي‪ ،‬يقمال عل يعلمو‪ ،‬ثمم رأيمت إن عل جمماء بمالواو واليمماء‪ ،‬فيقممال فممي‬
‫مضارعه يعلو ويعلى‪ .‬وعليه فما هنا على إحدى اللغتين‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع ش‪ .‬بزيادة‪) .‬قوله‪ :‬ولو أذن مممن‬
‫هو أقرب منه( غاية في حرمة السفر بل إذن‪ :‬أي يحممرم السمفر بل إذن ممن أحمد الصمول‪ ،‬وإن‬
‫أذن له أصل أقرب من المانع‪ ،‬كأن منعه جده وأذن له أبوه‪) .‬قوله‪ :‬وكذا يحرم الممخ( أي كممما أنممه‬
‫يحرم السفر للجهاد وحج التطوع بل إذن أصل‪ ،‬يحرم السفر للتجارة بل إذنه‪) .‬وقوله‪ :‬لممم تغلممب‬
‫فيه السلمة( ظاهره أنه قيد حتى في السفر القصير‪ .‬وعبارة المغني صريحة فممي كمونه قيممدا فممي‬
‫الطويممل‪ ،‬أممما القصممير فيجمموز مطلقمما ونصممها‪ .‬تنممبيه‪ :‬سممكت المصممنف عممن حكممم السممفر المبمماح‬
‫كالتجارة‪ ،‬وحكمه أنه إن كان قصيرا فل منممع منممه بحممال‪ ،‬وإن كممان طممويل‪ ،‬فممإن غلممب الخمموف‬
‫فكالجهاد‪ ،‬وإل جاز على الصحيح بل إستئذان‪ .‬والوالد الكافر في هممذه السممفار كالمسمملم ممما عممدا‬
‫الجهاد ‪ -‬كما مر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ل سفر لتعلم فرض( قال في النهاية‪ ،‬ومثلممه كممل واجممب عينممي وإن‬
‫كان وقته متسعا‪ ،‬لكن يتجه منعهما له من خروج لحجة السلم قبل خممروج قافلممة أهممل بلممده‪ :‬أي‬
‫وقته عادة لو أرادوه‪ ،‬لعمدم مخماطبته بمالوجوب إلمى الن‪ .‬ا‍ه‪) .‬قموله‪ :‬ولمو كفايمة( أي ولمو كمان‬
‫الفرض كفاية‪ ،‬من علم شرعي‪ ،‬كطلب درجة الفتوى أو آلة له‪ ،‬كطلب نحو أو صرف أو منطق‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فل يحرم( أي السفر لما ذكر‪ ،‬لكن بشرط أن يكون أمنا أو قل خطره‪ ،‬ولم يجممد ببلممده مممن‬
‫يصلح لكمال ما يريده‪ ،‬أو رجا بقرينة زيادة فمراغ‪ ،‬أو إرشمماد أسمتاذ‪ ،‬وأن يكمون رشميدا‪ ،‬وأن ل‬
‫يكون أمرد جميل‪ ،‬إل أن يكون معه محرم يأمن على نفسه‪) .‬وقوله‪ :‬عليممه( أي الفممرع‪) .‬وقمموله‪:‬‬
‫وإن لم يأذن( أصله غاية في عدم الحرمة‪) .‬قوله‪ :‬وإن دخلوا الخ( المناسب تقديم هممذا علممى قمموله‬
‫وحرم سفر الخ‪ ،‬لنه مرتبط بقوله والجهاد فرض كفاية‪ ،‬وذكره في المنهج مفهوم قيد ذكره لقوله‬
‫الجهاد فرض كفاية‪ ،‬وذلك القيد هو قوله والكفار ببلدهم‪ .‬وكممان الولممى للشممارح أن يممذكر القيممد‬
‫المذكور بعد قوله والجهاد فرض كفاية‪ ،‬وقبل قوله على كل مكلف المخ‪ ،‬كممما صممنع فممي المنهمج‪،‬‬
‫وكما صنع هو نفسه أول الباب فانظره‪ .‬ثم إن الدخول ليس بقيد‪ ،‬فمثله ممما لممو صممار بينهممم وبيممن‬
‫البلدة دون مسافة القصر‪) .‬وقمموله‪ :‬بلممدة( مثممل البلممدة القريممة‪) .‬وقمموله‪ :‬لنمما( أي المسمملمين‪ ،‬ومثممل‬
‫كونها لنا كونها للذميين‪ .‬ولو زاد الشارح لفظة مثل بعد قوله بلدة‪ ،‬وقوله لنا لكممان أولممى‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫تعين الخ( جواب إن )وقوله‪ :‬على أهلها( أي البلمدة المتي لنما أو للمذميين‪) .‬قموله‪ :‬أي يتعيمن المخ(‬
‫تفسير مراد لتعين الجهاد‪) .‬قوله‪ :‬الدفع بما أمكنهم( أي بأي شئ أطاقوه‪ ،‬ولممو بحجممارة أو عصمما‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وللدفع مرتبتان الخ( القصد من هذا بيان كيفية الدفع‪ ،‬وأن فيها تفصيل‪) .‬قوله‪ :‬أن يحتمممل‬
‫الحال اجتماعهم( أي يمكن اجتماعهم‪ ،‬بأن لم يهجم عليهم العممدو‪) .‬وقمموله‪ :‬وتممأهبهم للحممرب( أي‬
‫إستعدادهم له‪) .‬قموله‪ :‬فمموجب المدفع( الفمماء للتفريمع‪ ،‬والولممى التعممبير بالمضمارع‪ :‬أي ففممي هممذه‬
‫المرتبة يجب الدفع مطلقا من غير تقييد بشئ‪) .‬وقوله‪ :‬على كل منهم( أي علممى كممل واحممد واحممد‬
‫من أهل البلد‪ ،‬وممن دون مسافة القصر‪) .‬وقوله‪ :‬بما يقممدر عليممه( متعلممق بالممدفع الممواجب عليممه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬حتى على الخ( أي يجب الدفع حمتى علمى ممن ل يلزممه الجهماد‪) .‬قموله‪ :‬نحمو فقيمر المخ(‬
‫تمثيل لمن ل يلزمه الجهاد‪) .‬قمموله‪ :‬بل إذن ممممن مممر( أي مممن الصممل ورب الممدين والسمميد‪ :‬أي‬
‫والزوج‪ ،‬وإن لم يتقدم له ذكر‪) .‬قوله‪ :‬ويغتفر ذلك( أي عدم وجود الذن في هؤلء‪) .‬وقوله‪:‬‬

‫] ‪[ 225‬‬

‫لهذا الخطب العظيم( أي لهذا المممر العظيممم المذي همو دخمول الكفمار فمي بلد المسملمين‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬الذي ل سبيل لهماله( أي تركه‪ ،‬أي هذا الخطب‪) .‬قوله‪ :‬وثانيتهما( أي ثانيممة المرتبممتين‬
‫أن يغشاهم الكفار‪ :‬أي يهجموا عليهم ويحيطوا بهم‪) .‬قوله‪ :‬ول يتمكنون( أي المسلمون‪) .‬وقمموله‪:‬‬
‫من اجتماع( أي اجتماعهم‪) .‬وقوله‪ :‬وتأهب( أي تأهبهم للقتال‪) .‬قوله‪ :‬فمن قصده كافر الخ( الفاء‬
‫للتفريع على المرتبة الثانية‪ :‬أي ففي هذه المرتبة الثانية كل من قصده الخ‪) .‬وقوله‪ :‬وعلم أنه( أي‬
‫من قصده الخ‪ ،‬ومثل العلم غلبة الظن‪ .‬وسيأتي محترزه في الفروع‪) .‬وقمموله‪ :‬يقتممل إن أخممذه( أي‬
‫أخذه الكافر )قوله‪ :‬فعليه الخ( أي فيجب على من قصده كافر‪ ،‬والجملممة جممواب مممن‪) .‬قمموله‪ :‬وإن‬
‫كان ممن ل جهاد عليه( غاية في الوجوب‪ ،‬وهو بعيد بالنسبة للصبي‪) .‬قوله‪ :‬لمتنمماع الستسمملم‬
‫لكافر( أي لنه ذل ديني‪) .‬قوله‪ :‬فروع الخ( السبك والخصر أن يحذف لفظة فروع وممما بعممدها‬
‫إلى قوله ولو أسروا الخ ويذكر مفهوم قوله قبل الفروع‪ ،‬وعلم أنه يقتل إن أخذه بأن يقول فإن لممم‬
‫يعلم أنه يقتل‪ ،‬بأن جوز أسرا وقتل الخ‪ ،‬ثم يقول بعد ذلك ولو أسروا الخ‪) .‬قمموله‪ :‬وجمموز أسممرا(‬
‫أي من غير قتل‪) .‬وقوله‪ :‬وقتل( الواو بمعنى أو‪ :‬أي أو جمموز قتل‪ :‬أي بعممد السممر‪) .‬قمموله‪ :‬فلممه‬
‫قتال الخ( أي فيجوز لمه إذا جموز السمر‪ ،‬وجموز القتمل‪ ،‬أن يقاتمل‪ ،‬ويجموز لمه أن يستسملم لهمم‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬إن علم الخ( قيد في الستسلم‪ :‬أي محل جوازه له‪ ،‬إن علم أو ظن ظنا قويا‪ ،‬أنه إن إمتنع‬
‫من الستسلم يقتل يقينا‪) .‬قوله‪ :‬وأمنت المرأة الخ( أي وإن أمنت المرأة التي قصدها كممافر فعممل‬
‫الفاحشة فيها إن أسرت‪) .‬قوله‪ :‬وإل تعين( أي وإن لم يعلم أنه إن امتنع من الستسلم يقتل‪ ،‬ولممم‬
‫تأمن المرأة فعل الفاحشة فيها تعين الجهاد‪ ،‬ول يجمموز الستسمملم‪ ،‬لنممه حينئذ ذل دينممي‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫فمن علم أو ظن الخ( هذا مفهوم قوله وجوز أسرا وقتل‪ ،‬لن مفهومه أنه إن لم يجمموز ذلممك‪ ،‬بممل‬
‫تيقن أو غلب على ظنه أنه إن أخذ قتل‪ ،‬إمتنممع عليممه الستسمملم‪) .‬قمموله‪ :‬كممما مممر آنفمما( أي قبيممل‬
‫الفروع في قوله فمن قصده كافر الخ‪) .‬قموله‪ :‬ولممو أسممروا( أي الكفممار‪) .‬وقمموله‪ :‬يجممب النهمموض‬
‫إليهم( أي وجوبا عينيا كدخولهم دار نابل همذا أولمى‪ :‬إذ حرممة المسمملم أعظممم‪) .‬قموله‪ :‬علممى كممل‬
‫قادر( متعلق بالنهوض أو بيجب‪ :‬أي يجب النهمموض علممى كممل قممادر‪ ،‬أي ولممو كممان قنمما‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫لخلصه( اللم تعليلية متعلقة بيجب‪ :‬أي يجب النهوض لجل خلص المسلم المأسور مممن أيممدي‬
‫الكفار‪) .‬قوله‪ :‬إن رجى( أي الخلص ولو على ندور‪ ،‬فإن لم يرج خلصممه‪ ،‬تركنمماه للضممرورة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ولو قال لكافر الممخ( عبممارة التحفممة‪ :‬ويسممن للمممام ‪ -‬بممل وكممل موسممر ‪ -‬عنممد العجممز عممن‬
‫خلصه مفاداته بالمال‪ ،‬فمن قال لكافر الخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهي أولى بالزيممادة الممتي زادهمما قبممل قمموله فمممن‬
‫الخ‪) .‬قوله‪ :‬لزمه( أي لزم من قال للكافر ما ذكر المال له‪) .‬قمموله‪ :‬ول يرجممع( أي الممدافع للكممافر‬
‫ذلك المال‪) .‬وقوله‪ :‬به( أي المال‪) .‬قوله‪ :‬إل إن أذن الخ( أي إل إن أذن السير لممه فممي أن يفممديه‬
‫بمال‪ ،‬بأن قال له أفدني بمال‪ ،‬فحينئذ يرجع على السير به‪) .‬وقوله‪ :‬وإن لم يشترط له الرجمموع(‬
‫غاية في الرجوع على السير إذا أذن‪ :‬أي يرجع عليه إذا أذن له في المفاداة‪ ،‬وإن لم يقل وترجع‬
‫به علي‪ .‬ففاعل يشترط يعود على السير‪ ،‬وضمير له يعود على القممائل للكممافر ممما تقممدم‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫وتعين( أي الجهاد‪) .‬قوله‪ :‬وإن كان فممي أهلهممم( الولممى فممي أهلهمما‪ :‬أي البلممدة الممتي دخلوهمما‪ ،‬ثممم‬
‫وجدت ذلك في بعض نسخ الخط‪) .‬قوله‪ :‬لنهم في‬

‫] ‪[ 226‬‬

‫حكمهم( أي لن من كان دون مسافة القصر‪ ،‬في حكممم أهممل البلممدة الممتي دخلوهمما‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫وكذا من كان الخ( أي وكذا يتعين الجهاد على من كان على مسافة القصر‪) .‬وقموله‪ :‬إن لمم يكمف‬
‫أهلها( أي البلدة التي دخلوها )وقوله‪ :‬ومن يليهم( أي ومن يلي أهل البلدة التي دخلوها‪ ،‬وهمم ممن‬
‫على دون مسافة القصر‪) .‬قوله‪ :‬فيصير( أي الجهاد‪) .‬وقوله‪ :‬فرض عين في حق مممن قممرب( أي‬
‫وهم من على دون مسافة القصر‪) .‬قوله‪ :‬وفرض كفاية( بالنصب معطوف على فرض عيممن‪ :‬أي‬
‫ويصير فرض كفاية‪) .‬وقوله‪ :‬في حممق مممن بعممد( أي وهممم مممن علممى مسممافة القصممر‪ ،‬ول يظهممر‬
‫تفريع هذا على ما قبله إل لو زاد بعد قوله وكذا على من كان على مسافة القصممر بقممدر الكفايممة‪،‬‬
‫فيفهم منه حينئذ أنه ل يلزم جميعهم الخروج‪ ،‬بل يكفي في سقوط الحرج عنهم خروج قمموم منهممم‬
‫فيهم كفاية‪ .‬ولعل في كلمه سقطا من الناسخ وهو ما ذكر‪) .‬قوله‪ :‬وحرم على مممن هممو مممن أهممل‬
‫فرض الجهاد( خرج من هو ليس من أهله كمريض وامرأة‪ ،‬فل حرمة عليه بانصرافه‪) .‬وقمموله‪:‬‬
‫انصراف عن صف( خرج به ما لو لقي مسلم مشركين‪ ،‬فإنه يجوز إنصرافه عنهما‪ ،‬وإن طلبهما‬
‫ولم يطلباه‪) .‬قوله‪ :‬بعد التلقي( أي تلقي الصفين فإن كان قبله فل يحرم )قوله‪ :‬وإن غلممب علممى‬
‫ظنه الخ( غاية في الحرمة‪ ،‬أي يحرم النصراف وإن غلب علممى ظنممه أنممه إذا ثبممت فممي الصممف‬
‫قتل‪ .‬وكتب سم‪ .‬على قول التحفة وإن غلب على ظنه إلى آخره ما نصه‪ :‬إل فيما يأتي قريبا عممن‬
‫بعضهم‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬إل فيما يأتي الخ( سيذكره المؤلف أيضا بقمموله وجممزم بعضممهم الممخ )قمموله‪:‬‬
‫لعده الخ( أي ولقوله تعالى‪) * :‬يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فل تولوهم الدبممار(‬
‫* )وقوله‪ :‬الفممرار مممن الزحممف( أي الفممرار مممن الصممف‪ ،‬لجممل زحممف الكفممار إلممى جهممة صممف‬
‫المسلمين‪) .‬وقوله‪ :‬من السبع الموبقات( أي المهلكات‪ .‬وقد تقدم بيانها غير مرة‪) .‬قوله‪ :‬ولو ذهب‬
‫سلحه الخ( مثله ما لو مات مركوبه وأمكنه الجهاد راجل‪ ،‬فيمتنع عليه النصراف‪) .‬قوله‪ :‬على‬
‫تناقض فيه( أي على تناقض في عدم جواز النصراف‪ ،‬وقع في كلمهمم )قموله‪ :‬وجمزم بعضمهم‬
‫بأنه( أي الحال والشأن‪) .‬وقوله‪ :‬إذا غلب ظن الهلك بالثبممات( بثبمماته فممي الصممف‪) .‬وقمموله‪ :‬مممن‬
‫غير نكاية فيهم( أي من غير أن يحصل منه نكاية‪ :‬أي قتل وإثخان في الكفار‪ .‬قال في المصباح‪:‬‬
‫نكيت في العدو أنكى‪ ،‬والسم النكاية إذا قتلت وأثخنمت‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحممذف‪) .‬وقموله‪ :‬وجممب الفممرار( أي‬
‫لقوله تعالى‪) * :‬ول تلقوا بأيديكم إلى التهلكة( *‪) .‬قوله‪ :‬إذا لم يزيدوا الخ( متعلق بحرم‪ :‬أي حرم‬
‫النصراف إذا لم يزيدوا على مثلينا‪ .‬وعبممارة المنهممج‪ :‬إن قاومنمماهم‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقممال فممي شممرحه‪ :‬وإن‬
‫زادوا على مثلينا‪ ،‬كمائة أقوياء عن مائتين وواحد ضعفاء‪ ،‬ثممم قممال‪ :‬وخممرج ممما إذا لممم نقمماومهم‪،‬‬
‫وإن لم يزيدوا على مثلينا‪ ،‬فيجوز النصراف‪ ،‬كمائة ضممعفاء عممن مممائتين إل واحممدا أقويمماء‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وهي أولى لن العبرة بالمقاومة ل بالعدد‪ ،‬ول ينافي ذلك الية‪ ،‬فإنهمما ينظممر فيهمما للمعنممى‪ ،‬وهممو‬
‫المقاومة المأخوذة من قوله صابرة‪ ،‬وعبارة التحفة‪ :‬وإنما يراعي العمدد عنمد تقمارب الوصماف‪،‬‬
‫ومن ثم لم يختص الخلف بزيادة الواحد ونقصممه‪ ،‬ول براكممب وممماش‪ ،‬بممل الضممابط ‪ -‬كممما قمماله‬
‫الزركشي كالبلقيني ‪ -‬أن يكون في المسلمين من القوة ما يغلب على الظممن أنهممم يقمماومون الممزائد‬
‫على مثليهم‪ ،‬ويرجون الظفر بهم‪ ،‬أو من الضعف ما ل يقاومونهم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬لليممة( هممي قمموله‬
‫تعالى‪) * :‬الن خفف ال عنكم وعلم أن فيكم ضعفا‪ ،‬فإن يكن منكم مممائة صممابرة يغلبمموا مممائتين‪،‬‬
‫وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن ال‪ .‬وال ممع الصمابرين( *‪ .‬وهمي خمبر بمعنمى الممر‪ :‬أي‬
‫لتصبر مائة لمائتين‪) .‬قوله‪ :‬وحكمة الممخ( أي الحكمممة فممي كوننمما مممأمورين بالصممبر علممى مقاتلممة‬
‫ضعفنا من الكفار‪،‬‬

‫)‪ (1‬سورة النفال‪ ،‬الية‪ (2) .15 :‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪ (3) .195 :‬سورة النفال‪ ،‬الية‪.66 :‬‬

‫] ‪[ 227‬‬

‫أن المسمملمين يقمماتلون علممى إحممدى الحسممنيين‪ :‬إممما الفمموز بالشممهادة إن قتلمموا‪ ،‬وإممما الفموز‬
‫والظفر بالغنيمة مع حصول الجر إن لم يقتلوا‪ .‬وأممما الكفممار فإنممما يقمماتلون علممى الفموز والظفممر‬
‫بالدنيا فقط‪ ،‬فكان الحاصل للمسلمين بسبب الجهاد ضعف ما هو حاصل للكفار‪ ،‬فوجب عليهم أن‬
‫يصبروا على ملقاة ضعفهم من الكفار‪) .‬قوله‪ :‬أما إذا زادوا الخ( مفهوم قوله إذا لم يزيدوا علممى‬
‫مثلينا‪) .‬وقوله‪ :‬كمائتين وواحد عن مائة( قد علمت أن العممبرة بالمقاومممة وعممدمها‪ ،‬ل بالعممدد‪ .‬فل‬
‫تغفل‪) .‬قوله‪ :‬فيجوز النصراف( أي عن الصف )وقوله‪ :‬مطلقا( أي غلب علممى الظممن الهلك أم‬
‫ل‪ ،‬بلغوا اثني عشر ألفا أم ل‪) .‬قوله‪ :‬وحرم جمع مجتهممدون النصممراف مطلقمما( أي زادوا علممى‬
‫مثلينا أم ل‪) .‬وقوله‪ :‬إذا بلغ الخ( قيد في الحرمة‪) .‬قمموله‪ :‬لخممبر الممخ( علممة للحرمممة‪) .‬وقمموله‪ :‬لممن‬
‫يغلب( بالبناء للمجهول ونائب فاعله ما بعده‪) .‬وقوله‪ :‬من قلة متعلق به( أي لن يغلب جيش جيشا‬
‫بلغ اثني عشر ألفا من أجل قلته‪ ،‬بل هو إذا بلغ هذا المقدار فهو كثير ول يعد قليل‪ ،‬فيفهممم الخممبر‬
‫حينئذ أنه ل يجوز النصراف لنهم كثير‪) .‬قمموله‪ :‬وبممه خصممت اليممة( أي وبهممذا الخممبر خصممت‬
‫الية السابقة المقتضية أن المسلمين إنما يقاتلون الضعف ولو زادوا على اثنمي عشمر ألفما‪ ،‬فيقمال‬
‫أن محل ذلك ما لم يبلغ المسمملمون هممذا المقممدار‪ ،‬فممإن بلغمموه قمماتلوا مطلقمما ولممو زاد الكفممار علممى‬
‫ضعفهم‪) .‬قوله‪ :‬أن الغالب على هذا العدد( أي المذي فمي الحمديث‪) .‬وقموله‪ :‬الظفمر( أي بالعمداد‬
‫ولو زاد الكفار على ضعفهم‪) .‬قوله‪ :‬فل تعرض فيه( أي في الحديث‪ ،‬وهممذا هممو محممط الجممواب‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬كما هو( أي كون المراد منه ما ذكر واضح‪) .‬قوله‪ :‬وإنما يحرم النصراف( أعاده لجممل‬
‫الستثناء بعده وإل فهو مصرح به فيما قبل‪ .‬ولو قال ومحل حرمة النصراف إذا لم يكن متحرفا‬
‫الخ‪ ،‬لكان أولى وأخصر‪) .‬وقوله‪ :‬إن قاومنمماهم( المناسممب لعبممارته أن يقممول إن لممم يزيممدوا علممى‬
‫مثلينا‪) .‬قوله‪ :‬إل متحرفا لقتال الخ( إستثناء من عموم الحوال‪ :‬أي يحرم إنصممراف المسمملم عممن‬
‫الصف في جميع الحوال‪ ،‬إل في حالة كونه متحرفمما لقتممال‪ :‬أي مممائل عممن محلممه ومنتقل عنممه‪،‬‬
‫لجل مصلحة القتال‪ ،‬بأن كان قصد به النتقال لمكان أرفع مممن مكممانه‪ ،‬أو أصمموب منممه‪ ،‬ليكمممن‬
‫من العدو‪ ،‬أو في حالة كونه متحيزا‪ :‬أي ذاهبا إلى فئة من المسلمين يستنجد بها‪ :‬أي يستنصر بها‬
‫على العدو فل يحرم‪) .‬قوله‪ :‬ولو بعيدة( أي ولمو كمانت الفئة المتي قصمدها بعيمدة‪) .‬قموله‪ :‬ويمرق‬
‫الخ( شروع في بيان ما يفعممل بالسممرى‪) .‬وقمموله‪ :‬ذراري( جمممع ذريممة وهممم الصممغار‪ .‬قممال فممي‬
‫المصباح‪ :‬الذرية فعلية من الذر وهم الصغار‪ ،‬وتجمع على ذريات‪ ،‬وقد تجمع على ذراري‪ ،‬وقد‬
‫أطلقت الذرية على الباء مجازا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وعبيدهم( أي ويرق عبيدهم‪ .‬قال في شمرح المنهمج‪:‬‬
‫والمراد برق العبيد إستمراره ل تجديده‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقيل أن الرق الذي فيهم يزول بالسر‪ ،‬ويخلفممه رق‬
‫آخر لنا‪ ،‬ومثلهم المبعضون بالنسبة لبعضهم الرقيق‪ ،‬ويأتي في بعضممهم الحممر التخيممر بيممن المممن‬
‫والفداء والسترقاق‪ ،‬ل القتل تغليبا لحقن الدم‪) .‬وقمموله‪ :‬ولممو مسمملمين( غايممة فممي رق العبيممد‪ ،‬أي‬
‫يرق عبيدهم ولو كانوا مسلمين كاملين‪) .‬قوله‪ :‬بأسر( متعلق بيرق‪ ،‬والمراد به الستيلء والقهر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬كما يرق حربي مقهور لحربي بالقهر( الكاف للتنظيممر فممي كممون الحربممي إذا قهممر حربيمما‬
‫آخر أسترقه بذلك‪) .‬قوله‪ :‬أي يصيرون الخ( تفسير مراد لرقاق الذراري والعبيد بالسر‪) .‬قوله‪:‬‬
‫ويكونون( أي الذين استرقوا بالسر‪) .‬وقوله‪ :‬كسائر أموال الغنيمة( أي فيخمسون الخمس لهلممه‬
‫والباقي للغانيمن‪ ،‬لنه )ص( كان يقسم السبي كما‬
‫] ‪[ 228‬‬

‫يقسم المال‪) .‬قوله‪ :‬ودخل في الذراري الخ( في دخول المجانين والنسمموان البممالغين نظممر‪:‬‬
‫إل أن يكون على سبيل المجاز‪ ،‬بأن يممراد بالممذراري‪ ،‬كممل مممن ينتمممي للكفممار ممممن تجممب مممؤنته‬
‫عليهم‪) .‬قوله‪ :‬ول حد( أي لزم‪) .‬قوله‪ :‬إن وطئ غانم( أي واحد من الغممانمين‪) .‬قمموله‪ :‬أو أبمموه(‬
‫أي أو أبو الغانم‪) .‬وقوله‪ :‬أو سيده( أي سيد الغانم )وقوله‪ :‬أمة( مفعول وطئ‪) .‬قوله‪ :‬في الغنيمة(‬
‫الجار والمجرور صفة لمة‪ ،‬أي أمة كائنة في الغنيمة الممتي غنهممما المسمملمون‪) .‬قمموله‪ :‬ولممو قبممل‬
‫اختيار التملك( غاية لعدم الحد‪ :‬أي ل يحممد‪ ،‬ولمو قبممل أن تممدخل فممي ملكممه‪ ،‬والممدخول فيممه يكممون‬
‫باختيار التملك‪ :‬بأن يقول اخترت نصيبي ذلك لن الملك في الغنيمة إنما يحصل بعد إختيممار كممل‬
‫التملك لنصيبه‪) .‬قوله‪ :‬لن فيها شبهة ملك( علة لعدم الحد‪ :‬أي وإنما لم يحد بوطئ أمممة الغنيمممة‪،‬‬
‫لن فيها شبهة الملك‪) .‬قوله‪ :‬ويعزر عالم بالتحريم( أي يعزره المام بما يراه‪ :‬أي ويلزمه المهممر‬
‫للشبهة‪ ،‬كوطئ الب جارية ابنه‪ ،‬فإن أحبلهما لمم يثبمت السمتيلد وإن كمان موسمرا لعمدم الملمك‪،‬‬
‫ولزمه أرش الولدة لحصة غيره‪ .‬كذا في شرح الروض‪) .‬قوله‪ :‬ل جاهل به( أي ل يعزر جاهل‬
‫بالتحريم‪ ،‬لكن بشرط أن يكون معممذورا بممأن قممرب الممخ‪) .‬قمموله‪ :‬فممرع الممخ( لممما ذكممر أن ذراري‬
‫الكفار يسترقون بالصل‪ ،‬فرع على ذلك أنه يحكم عليهم بالسلم تبعا للمسلمين الممذين أسممروهم‪،‬‬
‫وذكر في ضمن ذلك تبعيتهم فيه أيضا لحد الصول‪) .‬قوله‪ :‬يحكم بإسمملم غيممر بممالغ( أي ذكممرا‬
‫كان أو أنثى أو خنثي والمجنون البالغ كالصغير‪ ،‬سواء بلممغ مجنونمما أو بلممغ عمماقل ثممم جممن علممى‬
‫الصح‪) .‬قوله‪ :‬ظاهرا وباطنا( وقد يحكم عليه بالسلم ظاهرا فقط‪ ،‬كمما لمو وجمد لقيمط فمي دار‬
‫السلم‪ ،‬أو في دار كفار وفيها مسلم‪ ،‬فإنه يحكم عليه تبعمما للممدار‪ ،‬والفممرق بيممن مممن يحكممم عليممه‬
‫بالسلم ظاهرا وباطنا وبين من يحكم عليه به ظاهرا فقط‪ ،‬أنه في الول لممو وصممف الكفممر بعممد‬
‫بلوغه يصير مرتدا فيستتاب‪ ،‬فإن تاب ترك وإل قتل‪ ،‬وفي الثاني يتممبين أنممه كممافر أصمملي وليممس‬
‫مرتدا‪) .‬قوله‪ :‬إما تبعا للسابي المسلم( أي ولمو كمان غيمر مكلمف‪ ،‬ويشمترط لتبعيتمه لمه أن يكمون‬
‫منفرد عن أبويه‪ ،‬بحيث ل يكون معه أحدهما في جيش واحد غنيمة واحدة‪ ،‬فإن لم يكن كذلك فل‬
‫يتبع السابي له‪ ،‬بل يتبع أحد أبويه‪ ،‬لن تبعية الصل أقوى من تبعية الفرع‪) .‬قمموله‪ :‬ولممو شمماركه‬
‫كافر( أي يحكم عليه بالسلم تبعا للسممابي المسمملم‪ ،‬ولمو شمماركه فممي السممبي كممافر تغليبمما لجممانب‬
‫المسلم‪) .‬قوله‪ :‬وإما تبعمما لحممد أصمموله( أي مممن جهممة الب أو الم وإن لممم يكونمموا وارثيممن وإن‬
‫بعدوا‪ .‬فإن قيل‪ :‬إطلق ذلك يقتضي الحكم على جميع الطفال بالسمملم‪ ،‬بإسمملم أبيهممم آدم عليممه‬
‫الصلة السلم‪ .‬أجيب‪ :‬بأن الكلم في جد ينسب إليه بحيممث يعممرف بمه‪) .‬قموله‪ :‬وإن كممان إسمملما‬
‫قبل علوقه( أي يحكم عليه بالسلم تبعا وإن كان إسلم أحد أصوله قبل علوقه‪ :‬أي قبل أن تعلممق‬
‫به أمه أي تحمل‪ ،‬وفيه أنه ل معنى لهذه الغاية وذلمك لنمه إن أسملم أحمد أصموله قبمل العلموق أو‬
‫عنده‪ ،‬فقد انعقد الحمممل مسملما بالجمماع‪ .‬ول يقمال أنممه حكمم بالسملم فيممه تبعما‪ ،‬وإن أسملم بعمد‬
‫العلمموق‪ ،‬فممالحكم بالسمملم يكممون علممى الحمممل ل علممى الصممبي ‪ -‬كممما صممرح بممه البمماجوري ‪-‬‬
‫وعبارته‪ :‬ومثل الصبي الحمل في إسلمه بإسمملم أحممد أبممويه أو أحممد أصمموله‪ :‬وصممورة ذلممك أن‬
‫تحمل به أمه في حال كفر أبويه وسائر أصوله‪ ،‬ثم يسلم أحد أبويه أو أحد أصوله قبممل انفصمماله‪،‬‬
‫أو بعده وقبل تمييزه أو بعده وقبل بلوغه‪ ،‬أما لو كان أحد أبويه أو أحد أصوله مسلما وقت علوقه‬
‫فقد انعقد مسلما بالجماع‪ ،‬ول يضر ما يطرأ بعد ذلممك مممن ردة أحممد أبممويه أو أحممد أصمموله‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫تنبيه‪ :‬خرج بقوله تبعا في الصورتين إسلمه إستقلل‪ ،‬كأن نطق بالشهادتين فل يعتممد بممه‪ ،‬وذلممك‬
‫لن نطقه‬

‫] ‪[ 229‬‬

‫بالشهادتين إما خبر أو إنشاء‪ ،‬فإن كممان خممبرا فخممبره غيممر مقبممول‪ ،‬وإن كممان إنشمماء فهممو‬
‫كعقوده وهي باطلة‪ .‬وأما إسلم سيدنا علي رضي ال عنه فقد اختلممف فممي وقتممه‪ ،‬فقيممل إنممه كممان‬
‫بالغا حين أسلم ‪ -‬كما نقله القاضي أبو الطيب عن المممام ‪ -‬وقيممل إنممه أسمملم قبممل بلمموغه ‪ -‬وعليممه‬
‫الكثرون ‪ -‬وأجاب عنه البيهقي بأن الحكام إنما صارت معلقة بالبلوغ بعد الهجرة‪ .‬قال السبكي‪:‬‬
‫وهو الصحيح‪) .‬قوله‪ :‬فلو أقر أحدهما( أي المحكوم عليه بالسلم تبعا للسابي‪ ،‬أو المحكوم عليممه‬
‫به تبعا لحد الصول‪) ،‬وقوله‪ :‬فهو مرتد من الن( أي من وقت إقراره بالكفر‪ ،‬ل كممافر أصمملي‪،‬‬
‫وحينئذ يستتاب‪ ،‬فإن تاب ترك‪ ،‬وإل قتل ‪ -‬كما مر ‪) .-‬قوله‪ :‬ول إمام أو أميممر( أي أميممر جيممش‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬خيار في أسير كامل( أي من الكفار الصليين‪ :‬أما إذا كان من المرتدين‪ ،‬فل خيار فيه بل‬
‫يطالبه المام أو المير بالسلم فقط‪) .‬قوله‪ :‬ببلوغ الخ( متعلق بكامل‪ :‬أي أن كماله يكون ببلمموغ‬
‫وعقل وذكورة وحرية‪ ،‬فإن لم يكمل بما ذكر بأن كان صبيا‪ ،‬أو مجنونمما‪ ،‬أو أنممثى‪ ،‬أو خنممثى‪ ،‬أو‬
‫رقيقا‪ ،‬فل خيار فيه‪ ،‬بل يسترق بمجرد السر فقط‪ ،‬كما مممر‪) .‬قمموله‪ :‬بيممن أربممع خصممال( متعلممق‬
‫بخيار‪ :‬أي هو مخير بين أربع خصال‪ ،‬وهذا بالنسبة لغير المبعضين‪ ،‬أما هم فيتخير فيهممم المممام‬
‫بين ثلثة أشياء فقط‪ ،‬كما مر‪) .‬قوله‪ :‬من قتل الخ( بيان للربممع الخصممال‪ ،‬ثممم إن محممل القتممل إذا‬
‫كان فيه إخماد شوكة الكفار وإعزاز المسلمين وإظهار قوتهم‪) .‬وقمموله‪ :‬بضممرب الرقبممة ل غيممر(‬
‫أي ل بتحريق وتغريق ول بغير ذلك من أنواع القتل‪) .‬قوله‪ :‬ومممن عليممه( أي إنعممام عليممه‪ ،‬وهممو‬
‫معطوف على قتل‪) .‬وقوله‪ :‬بتخلية سبيله( متعلق بمن‪ :‬أي من عليه بتخليممة سممبيله بفكممه وإطلقممه‬
‫من السر من غير مقابل‪ ،‬ويفعل ذلك المام إذا كان فيممه إظهممار عممز المسمملمين‪) .‬قمموله‪ :‬وفممداء(‬
‫معطوف على قتل أيضا ‪ -‬وهو بكسر الفاء مع المد أو بفتحها مع القصر ‪) -‬وقوله‪ :‬بأسممرى منمما(‬
‫أي برد أسرى من المسلمين إلينا‪ ،‬ومثلهممم الممذميون‪ .‬والمممراد يممدفع لهممم أسممراهم‪ ،‬ويممدفعون إلينمما‬
‫أسرانا‪) .‬قوله‪ :‬أو مال( معطوف على أسرى‪ :‬أي أو فداء بأخذ مال منهم سواء كان من مممالهم أو‬
‫من مالنا تحت أيديهم‪) .‬قوله‪ :‬فيخمس( أي المال الذي نأخذه كبقية أموال الغنيمة‪) .‬قوله‪ :‬أو بنحممو‬
‫سلحنا( معطوف على بأسرى‪ ،‬أي أو فداء بأخذ نحو سلحنا الممذي أخممذوه منمما‪) .‬قمموله‪ :‬ويفممادي‬
‫سلحهم بأسرانا( يعني نعطيهم سلحهم الذي أخذناه منهم برد أسرانا إلينا‪) .‬قوله‪ :‬ل بمال( أي ل‬
‫يفادى سلحهم الذي أخذناه بدفع مال إلينا‪ .‬قال في التحفة‪ :‬إل إن ظهرت فيه مصلحة لنا ظهممورا‬
‫تاما ل ريبة فيه‪ ،‬فيجوز ويفرق بينه وبين منع بيع السلح لهم مطلقمما‪ :‬أي ولممو ظهممرت مصمملحة‬
‫فيه‪ ،‬بأن ذلك فيه إعانتهم إبتداء من الحاد‪ ،‬فلم ينظر فيه لمصلحة‪ ،‬وهممذا أمممر فممي الممدوام يتعلممق‬
‫بالمام‪ ،‬فجاز أن ينظر فيه إلى مصلحة‪ .‬ا‍ه‪ .‬بزيادة‪) .‬قمموله‪ :‬وإسممترقاق( معطمموف علممى قتممل أي‬
‫ومن إسترقاق‪ :‬أي ضرب الرق ولممو لمموثني أو عربممي‪ ،‬أو بعممض شممخص إذا رآه مصمملحة‪ ،‬ول‬
‫يسري الرق إلى باقيه على الصح فيكون مبعضا‪) .‬قوله‪ :‬فيفعمل المخ( مفمرع علمى قموله ولممام‬
‫خيار الخ‪ .‬وأشار به إلى أن التعبير بالخيار فيه مسامحة‪ ،‬لنه إنما يكممون عنممد اسممتواء الخصممال‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬الحظ للمسلمين( أي الصلح والنفع للمسلمين‪ :‬أي وللسمملم‪ ،‬وذلممك لن حممظ المسمملمين‬
‫ما يعود إليهم من الغنائم وحفظ مهجهم‪ ،‬ففي السترقاق والفداء حظ للمسلمين‪ ،‬وفي المممن والقتممل‬
‫حظ للسلم‪ .‬هذا إن ظهر له الحظ‪ ،‬فإن لم يظهر له حبسهم حتى يظهر له الحممظ فيفعلممه‪ ،‬لنممه‬
‫أمر راجع إلى الجتهمماد ل إلممى التشممهي‪ ،‬فيممؤخر لظهممور الصممواب‪ .‬تنممبيه‪ :‬قممال فممي التحفممة‪ :‬لممم‬
‫يتعرضوا فيما علمت إلى أن المام لو اختار خصلة له الرجوع عنهمما أول‪ ،‬ول إلممى أن اختيمماره‬
‫هل يتوقف على لفظ أو ل ؟ والذي يظهر لي في ذلك تفصيل ل بممد منممه‪ .‬أممما الول فهممو أنممه لممو‬
‫اختار خصلة ظهر له بالجتهاد أنها الحظ‪ .‬ثم ظهر له به أن الحظ غيرها‪ ،‬فممإن كممانت رقمما لممم‬
‫يجز له الرجوع عنها مطلقا‪ ،‬لن الغانمين وأهل الخمس ملكوا بمجممرد ضممرب الممرق‪ ،‬فلممم يملممك‬
‫إبطاله عليهم‪ ،‬أو قتل جاز له الرجوع عنه تغليبا لحقن الممدماء ممما أمكممن‪ ،‬وإذا جمماز رجمموع مقممر‬
‫بنحو الزنا بمجرد تشهيه وسقط عنه القتل بذلك‪ ،‬فهنا أولى‪ ،‬لن هذا محض حق ال تعالى‪ ،‬وذاك‬

‫] ‪[ 230‬‬
‫فيه شائبة حق آدمي‪ ،‬أو فداء‪ ،‬أو من‪ ،‬لم يعمل بالثاني لستلزامه نقض الجتهاد بالجتهاد‬
‫من غير موجب‪ ،‬كممما لممو اجتهممد الحمماكم وحكممم‪ ،‬ول ينقممض حكمممه باجتهمماد بممان‪ ،‬نعممم‪ ،‬إن كممان‬
‫اختياره أحدهما‪ :‬لسبب ثم زال ذلك السبب‪ ،‬وتعينت المصمملحة فممي الثمماني عمممل بقضميته‪ ،‬وليمس‬
‫هذا نقض اجتهاد باجتهاد‪ ،‬بل بما يشبه النصر لزوال موجب الول بالكليمة‪ .‬وأمما الثماني فهمو أن‬
‫السترقاق ل بد فيه من لفظ يدل عليه‪ ،‬ول يكفي فيه مجرد الفعل بالسممتخدام‪ ،‬لنممه ل يسممتلزمه‪،‬‬
‫وكذا الفداء‪ ،‬نعم‪ ،‬يكفي فيه لفظ ملتزم البدل مع قبض المام له من غير لفممظ‪ ،‬بخلف الخصمملتين‬
‫الخيرتين لحصولهما بمجممرد الفعممل ا‍ه‪) .‬وقموله‪ :‬أممما الول( أي أممما التفصمميل فممي الول‪ ،‬وهممو‬
‫كونه لو اختار خصلة له الرجوع أول‪) .‬وقوله‪ :‬وأما الثاني( أي وأممما التفصمميل فممي الثمماني وهممو‬
‫كون اختياره هل يتوقف على لفظ أم ل ؟ )قوله‪ :‬ومن قتل أسيرا الخ( قال فممي القنمماع‪ .‬تنممبيه‪ :‬ل‬
‫يقتل من ذكر‪ :‬أي النساء والصبيان والمجانين والعبيد للنهي عن قتممل النسمماء والصممبيان والبمماقي‬
‫في معناهما‪ ،‬فإن قتلهم المام ولو لشرهم وقوتهم‪ ،‬ضمن قيمتهمم للغمانمين كسمائر أمموال الغنيممة‬
‫وقوله‪ :‬فإن قتلهم المام‪ :‬مثل المام غيره‪ ،‬وهذا في قتل الناقصين‪ .‬أممما قتممل الكمماملين‪ ،‬فممإن كممان‬
‫بعد اختيار المام القتل أو قبله‪ ،‬فل ضمان إل لتعزير‪ ،‬وإن كان بعممد اختيممار المممام للفممداء‪ .‬فممإن‬
‫كان بعد قبضه الفداء‪ ،‬وقبل وصول الكافر لمأمنه ضممن بالديمة‪ ،‬ويأخمذ الممام منهما قمدر للفمداء‬
‫والباقي لورثته‪ ،‬وإن كان بعد وصوله لمأمنه فل ضمان‪ .‬وأما إن كان القتل بعد المممن‪ ،‬فممإن كممان‬
‫قبل وصوله لمأمنه‪ ،‬ضمن بالدية لورثته‪ .‬وإن كان بعد وصوله لممأمنه فل ضممان ا‍ه‪ .‬بجيرمممي‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أو كامل( أي أو قتل أسيرا كامل‪ ،‬وكماله بما مر‪) .‬وقوله‪ :‬قبل التخيير فيممه( متعلممق بقتممل‬
‫المقدر‪ :‬أي قتله قبل أن يختار المام فيه شمميئا ممن الخصممال الربممع‪ .‬ومفهممومه أنممه إذا كممان بعممد‬
‫التخيير ل شئ عليه أصل‪ ،‬ل تعزير ول غيره‪ ،‬مع أنه ليس كذلك بل فيه تفصيل يعلم من عبارة‬
‫البجيرمي المممارة آنفمما‪) .‬وقمموله‪ :‬عممزر( أي القاتممل وهمو جممواب أن المقممدرة مممع شممرطها )قموله‪:‬‬
‫وإسلم كافر كامل( خرج الناقص فل يعتد بإسلمه إل تبعا وسيذكر حكمه‪) .‬قوله‪ :‬بعد أسممر( أي‬
‫وقبل اختيار المام فيه شيئا‪ ،‬فإن كان بعد اختيار المام فيه خصلة من الخصال‪ ،‬تعينممت ممما عممدا‬
‫القتل ا‍ه‪ .‬بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬يعصم دمه من القتل( الجملة خبر إسلم‪) .‬قوله‪ :‬لخبر الخ( دليممل علممى‬
‫عصمة دم من أسلم الخ‪) .‬قوله‪ :‬حتى يشممهدوا أن ل إلممه إل المم( أي وأن محمممدا رسممول المم‪ ،‬أو‬
‫يقممال أن ل إلممه إل الم صممارت علممما علممى الشممهادتين‪ .‬ا‍ه‪ .‬ز ي )قمموله‪ :‬فممإذا قالوهمما( أي كلمممة‬
‫التوحيد‪) .‬قوله‪ :‬وأموالهم( فيه أن الموال ل تعصم بإسلمه بعممد السممر‪ ،‬فمحممل السممتدلل قمموله‬
‫دماءهم‪ ،‬وكان الولى ذكر همذا الخممبر بعممد قمموله وإسملمه قبلممه يعصمم دممما ومممال ا‍ه‪ .‬بجيرممي‬
‫)قوله‪ :‬إل بحقها( أي بحق الدماء والموال والنساب التي تقتضي جواز قتلهم وأخذ أموالهم‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫ع ش‪ .‬وذلك كالقود والزكاة‪) .‬قوله‪ :‬ولم يذكر هنا( أي ولم يمذكر المصمنف هنما‪ :‬أي فمي إسملمه‬
‫بعد السر‪ ،‬كما ذكره بعد في قوله وإسلمه قبله‪ ،‬وكان حق التعممبير أن يقممول‪ :‬ولممم أذكممر بهمممزة‬
‫التكلم إل أن يقال أنه ارتكب التجريد‪) .‬قوله‪ :‬وماله( مفعول يذكر‪) .‬قوله‪ :‬لنممه( أي السمملم بعممد‬
‫السر )وقوله‪ :‬ل يعصمه( أي الممال‪ ،‬لن المقمدور عليمه بعممده غنيمممة‪) .‬قمموله‪ :‬إذا اختممار المممام‬
‫رقه( قال الرشيدي‪ :‬قضية هذا القيد أنه إذا اختار غير الرق يعصم ماله‪ ،‬وانظره مع قمموله التممي‬
‫ومن حقها ‪ -‬أي الموال ‪ -‬أن ماله المقدور عليه بعد السممر غنيمممة‪ ،‬ولممم أر هممذا القيممد فممي غيممر‬
‫كلمه‪ ،‬وكلم التحفة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ول صغار أولده( معطوف على قوله وماله‪ :‬أي ولم يذكر هنمما‬
‫صغار أولده‪) .‬قوله‪ :‬للعلم بإسلمه الخ( عبارة التحفة للعلم بإسلمهم تبعا له من كلمه التي‪ :‬إذ‬
‫التقيد فيه بقبل الظفر‪ ،‬لفادة عموم العصمة‪ ،‬ثمم بخلفهما هنمما لمما ذكمر فمي المممال‪ ،‬وأممما صمغار‬
‫أولده فالملحظ في الصورتين‬

‫] ‪[ 231‬‬
‫واحد وزعم المخالفة بين ما هنا‪ .‬وثم وأن عموم ذلك مقيد بهممذا‪ ،‬فل يتبعممونه فممي إسمملمه‬
‫بعد الظفر‪ ،‬ول يعصمون به عن الرق ليس في محله لتصريحهم بتبعيتهم لممه قبممل الظفممر‪ ،‬فبعممده‬
‫كذلك‪ .‬ا‍ه‪ .‬فلعل في العبارة سقطا من الناسخ يعلممم مممن العبممارة المممذكورة‪) .‬وقمموله‪ :‬تبعمما لممه( أي‬
‫لصله الذي أسلم‪) .‬قوله‪ :‬وإن كانوا الخ( غاية في التبعيممة‪ :‬أي يتبعممونه فممي السمملم‪ ،‬وإن كممانوا‬
‫بدار الحرب‪) .‬وقوله‪ :‬أو أرقاء( أي أو كانوا أرقمماء‪ ،‬بممأن سممباهم مسمملمون‪ ،‬أو قهرهممم حربيممون‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وإذا تبعوه( أي الصل الممذي أسمملم‪) .‬وقمموله‪ :‬وهممم أحممرار( أي والحممال أنهممم‪ ،‬أي صممغار‬
‫أولده أحرار‪) .‬قوله‪ :‬لم يرقوا( جواب إذا‪) .‬قوله‪ :‬لمتناع طرو الرق الخ( علة لعممدم إسممترقاقهم‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬على من قارن إسلمه حريته( أي على الشخص الذي قارن إسلمه حريته‪) .‬قوله‪ :‬ومممن‬
‫ثم( أي ومن أجل إمتناع طرو الطرق علممى مممن ذكممر‪) .‬وقمموله‪ :‬أجمعمموا علممى أن الحممر المسمملم(‬
‫خرج الرقيق المسلم‪ ،‬فيسبي ويسترق إذا كان للحربين كما تقدم‪) .‬وقوله‪ :‬ل يسبي( أي ل يؤسممر‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬ول يسممترق( عطممف لزم علممى ملممزوم‪ ،‬لنممه يلممزم مممن عممدم صممحة سممبيه عممدم صممحة‬
‫استرقاقه‪) .‬قوله‪ :‬أو أرقاء( معطمموف علممى أحمرار‪ :‬أي وإذا تبعمموه فمي السمملم وهممم أرقماء‪ ،‬لمم‬
‫ينقممض رقهممم‪ :‬أي فل يعصمممهم إسمملم أبيهممم مممن الممرق‪ ،‬لن أمرهممم تممابع لسمماداتهم‪ ،‬لنهممم مممن‬
‫أموالهم‪) .‬قوله‪ :‬ومن ثم( يعني ومممن أجممل أن الممرق ل ينقممض بطممرو إسمملمهم تبعمما لبيهممم‪ ،‬بممل‬
‫يستمر رقهم مع السلم‪) .‬وقوله‪ :‬ثم حكم بإسلمه( أي ذلممك الصممغير )وقمموله‪ :‬تبعمما لصممله( أي‬
‫أصل ذلك الصغير بأن أسلم أحمد أصمموله‪) .‬وقموله‪ :‬جمماز سممببه واسممترقاقه( أي صممح سمبي ذلمك‬
‫الصغير واسترقاقه‪ :‬أي لنه رقيق لحربي‪ ،‬ولم ينقض رقه بإسلمه تبعا‪ ،‬ورقيمق الحربممي يجموز‬
‫سبيه واسترقاقه أي لنه رقيق لحربي‪ ،‬ولم ينقض رقه بإسلمه تبعا‪ ،‬ورقيق الحربي يجوز سممبيه‬
‫واسترقاقته ولو كممان مسمملما‪) .‬قمموله‪ :‬ويبقممى الخيممار الممخ( مرتبممط بممالمتن يعنممي أن إسمملمه إنممما‬
‫يعصمه من القتل فقط‪ ،‬ويبقى الخيار في باقي الخصال‪ ،‬كما أن من عجز عن العتاق في كفممارة‬
‫اليمين يبقى خياره في الباقي من خصالها‪) .‬وقوله‪ :‬مممن المممن الممخ( بيممان لبمماقي الخصممال )قمموله‪:‬‬
‫ومحل جواز المفاداة الخ( قال ع ش‪ :‬ينبغي أن مثله‪ :‬أي الفداء المن بممالولى مممع إرادتممه القامممة‬
‫بدار الحرب‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬إن كان له ثم( أي في دار الكفممر عشمميرة‪ :‬أي جماعممة يممأمن معهمما علممى‬
‫نفسه وماله‪ ،‬فإن لم يكن له ثم عشيرة كما ذكر‪ ،‬ل تجوز مفمماداته ومثلهمما المممن‪) .‬قموله‪ :‬وإسمملمه‬
‫قبله( هذا مفهوم قمموله‪ :‬وإسمملم كممافر بعممد أسممر‪) .‬قموله‪ :‬أي قبممل أسممر( أي أسممر المممام أو أميممر‬
‫الجيش‪) ،‬وقوله‪ :‬بوضع أيدينا عليه( متعلق بأسر‪) .‬قوله‪ :‬يعصم دممما الممخ( الجملممة خممبر إسمملمه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أي نفسا الخ( أشار بهذا التفسير إلى أنه ليس المراد بالدم سفكه بالقتل‪ ،‬كالدم المتقدم فيمممن‬
‫أسلم بعد السر‪ ،‬بل المراد به النفس‪ .‬والمراد عصمتها من القتل ومن غيره كممالرق )فقمموله‪ :‬عممن‬
‫كل ما مر( أي من الخصال السابقة من القتل والرق والمفاداة‪) .‬قمموله‪ :‬ومممال( أي ويعصممم مممال‪:‬‬
‫أي من غنمه‪) .‬قوله‪ :‬بدارنا أو دراهم( الجار والمجرور متعلممق بمحممذوف صممفة لمممال‪ :‬أي مممال‬
‫كائنا بدار المسلمين‪ ،‬أو بدار الكفار‪) .‬قوله‪ :‬وكذا فرعه الحر الصممغير( أي وكممذا يعصممم إسمملمه‬
‫فرعه الحر الصغير‪ ،‬لتبعيته له في السلم‪ .‬وقيد بالحر‪ .‬لن الرقيممق يسممبى ويسممترق ول يمنعممه‬
‫السلم كما علمت )وقوله‪ :‬الصغير( خرج الكبير فل يعصمه إسملم أصمله‪) .‬وقموله‪ :‬والمجنمون‬
‫عند السبي( أي وكذا يعصم ولده المجنون عند السر‪ .‬ولو طرأ جنونه بعد البلوغ كما مر‪ .‬ومثممل‬
‫الصبي والمجنون الحمل‪ ،‬ة فيعصمه إسلم أبينه‪ ،‬لنه يتبعه في السلم كما مر‪ .‬نعممم‪ ،‬إن سممبيت‬
‫أمه قبل إسلم أبيه‪ ،‬ثبت رقه‬

‫] ‪[ 232‬‬

‫بسبي الم مع الحكم بإسلمه تبعا لبيه‪ ،‬ولكن ل يبطل إسملمه رقمه كالمنفصمل‪) .‬وقموله‪:‬‬
‫عن السترقاق( متعلق بيعصم المقدر بعد كذا‪) .‬قوله‪ :‬ل زوجته( يعني أن إسلم الكافر ل يعممص‬
‫زوجته عن السترقاق ولو كممانت حممامل لسممتقللها‪ .‬فممإن قيممل‪ :‬إذا عقممد الكممافر الجزيممة‪ ،‬عصممم‬
‫زوجته الموجودة حين عقد الجزية عن استرقاقها‪ ،‬فكان السلم أولى بذلك‪) .‬أجيب( بأن الزوجة‬
‫تستقل بالسلم‪ ،‬فل تجعل فيه تابعة‪ ،‬لن ما يمكن إستقلل الشخص به ل يجعل فيه تابعا لغيمره‪،‬‬
‫ول تستقل ببذل الجزية فتجعل فيه تابعة‪ ،‬لن ما ل يمكن إستقلل الشممخص بممه يجعممل فيممه تابعمما‬
‫لغيره‪) .‬قوله‪ :‬فإذا سبيت( أي زوجته‪) .‬وقوله‪ :‬ولو بعمد المدخول( غايمة لقموله انقطمع نكماحه‪ :‬أي‬
‫ينقطع النكاح‪ ،‬ولو كان السبي حصل بعد الدخول بها‪ ،‬وهي للرد على القائل بأنه إن كممان السممبي‬
‫بعد الدخول بها إنتظرت العدة‪ ،‬فلعلها تعتق فيها فيدوم النكاح كالردة‪) .‬قوله‪ :‬انقطع نكمماحه حممال(‬
‫أي انفسخ نكاحه حال‪ :‬أي حال السبي‪ ،‬وذلك لمتناع إمساك المة الكافرة في نكاح المسمملم‪ ،‬كممما‬
‫يمتنع إبتداء نكاحها‪) .‬قوله‪ :‬وإذا سبي زوجان أو أحدهما( أي وكانا حرين‪ ،‬أو أحدهما حرا فقممط‪،‬‬
‫ورق بأن كان غير مكلف‪ ،‬أو أرقه المام بممأن كممان مكلفمما‪ .‬أممما لممو كانمما رقيقيممن‪ ،‬سممواء سممبيا أم‬
‫أحدهما‪ ،‬فل ينقطع نكاحهما‪ :‬إذ لم يحدث رق‪ ،‬وإنما انتقل الملك من شخص إلممى آخممر‪ ،‬وذلممك ل‬
‫يقطع النكاح‪ ،‬كالبيع والهبة‪) .‬قوله‪ :‬إنفسخ النكاح بينهما( محله في سمبي زوج صمغير أو مجنمون‬
‫أو مكلف إختار المام رقه‪ ،‬فإن من عليه‪ ،‬أو فادى به‪ ،‬إستمر نكاحه حيث لم يحكم برق زوجته‪،‬‬
‫بأن سبي وحده وبقيت بدار الحرب‪) .‬قوله‪ :‬لما في خبر مسلم الخ( دليل لنفساخ النكاح بينهما إذا‬
‫سبيا أو أحدهما‪) .‬قوله‪ :‬أنهم( أي الصحابة‪ ،‬وهو بيان لما في خممبر مسمملم‪) .‬قمموله‪ :‬يمموم أوطمماس(‬
‫بفتح الهمزة كما في المختار‪ .‬وقال ق ل‪ :‬هو بضم الهمزة أفصح من فتحها‪ :‬اسم واد من همموازن‬
‫عند حنين‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬من وطممئ المسممبيات المتزوجممات( أي اللئي كممن متزوجممات قبممل السممبي‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬والمحصنات( أي وحرمت عليكم المحصنات‪ ،‬فهو معطوف على ما قبله في الية‪) .‬قوله‪:‬‬
‫فحرم ال تعالى المتزوجات إل المسبيات( أي واسممتثنى منهممم مممن سممبي منهممن‪ ،‬فأحممل نكمماحهن‪،‬‬
‫وهذا يدل على أنه ينفسخ بالسبي النكماح‪ ،‬وإل لمم يحمل نكماحهن‪) .‬قموله‪ :‬فمرع( الولمى فرعمان‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬لو ادعى أسير( أي كامل إذ الدعوى ل تسمع إل منه‪ ،‬وإنما ادعى ذلك لجل أن ل يصممح‬
‫سبيه‪ ،‬فل يصح إسترقاقه‪) .‬قوله‪ :‬قد أرق( أي قد اختار المام رقه‪ ،‬ومفهمومه أنمه إذا ادعماه قبمل‬
‫أن يرق يقبل حتى بالنسبة للرق فانظره‪) .‬قوله‪ :‬لم يقبل في الرق( أي لمم يقبمل مما ادعماه بالنسمبة‬
‫للرق‪ ،‬فيستدام الرق الذي اختاره المام فيه‪ ،‬أممما بالنسممبة للقتممل والمفمماداة فيقبممل‪) .‬قمموله‪ :‬ويجعممل‬
‫مسلما الن( أي ويحكم بإسلمه من وقت دعواه ذلك‪) .‬قوله‪ :‬ويثبت الممخ( هممذا كالتقييممد لقمموله لممم‬
‫يقبل‪ :‬أي أن محل عدم قبوله إذا لم يثبت إسلمه الذي ادعاه بالبينممة‪ ،‬فممإن ثبممت بهمما‪ ،‬وهممي رجممل‬
‫وامرأتان‪ ،‬قبلت فل يصح أسره ول استرقاقه ول غير ذلك‪) .‬قوله‪ :‬ولمو ادعممى أسممير أنممه مسمملم(‬
‫تأمله‪ ،‬فإن كان المراد أنه ادعى إسلمه قبل أسره‪ ،‬فهو عين ما قبله‪ :‬وإن كان المراد بعد أسممره‪،‬‬
‫فانظر لم فصل فيه بقوله فإن أخذ من دارنا الخ‪ .‬ولم يفصل فيما إذا ادعى أنه أسلم قبممل السممر ؟‬
‫والظاهر أن المراد الول‪ ،‬وقصده بيان تقييد قوله فيما تقدم‪ ،‬لم يقبل‬

‫)‪ (1‬سورة النساء‪ ،‬الية‪.24 :‬‬

‫] ‪[ 233‬‬

‫في الرق المقتضي قبوله بالنسبة لغير الرق‪) .‬قوله‪ :‬ويجعل مسلما من الن( بما إذا أخذناه‬
‫من دارنا‪ ،‬فإن أخذناه من دارهم فل يقبل مطلقمما‪ ،‬ول يحكممم عليممه بالسمملم‪ ،‬لكممن كممان المناسممب‬
‫والخصر في التعبير‪ ،‬حيث كان هذا هو المراد‪ ،‬أن يقول بعممد قمموله ويجعمل مسمملما ممن الن إن‬
‫أخذناه من دارنا‪ ،‬فإن أخذناه من دارهم فل‪ .‬وفيه أن هذا يقتضي أنهم يجوز قتلهم إذا أخذناهم من‬
‫ديارهم‪ ،‬ولو قالوا‪ :‬نحن مسلمون فممانظره‪ .‬ثممم رأيممت ع ش بحممث فممي ذلممك واختممار استفسممارهم‪.‬‬
‫وعبارته‪ .‬فرع‪ :‬لو أسر نفر فقالوا‪ :‬نحن مسلمون أو أهل ذمة‪ ،‬صدقوا بأيمانهم إن وجدوا في دار‬
‫السلم‪ .‬وإن وجدوا في دار الحرب لم يصدقوا‪ .‬جزم به الرافعي في آخممر البمماب‪ .‬ا‍ه‪ .‬سممم علممى‬
‫منهج‪ .‬وقضية عدم تصديقهم جواز قتلهم مع قولهم نحن مسلمون‪ ،‬وقد يقال‪ ،‬القياس إستفسممارهم‪،‬‬
‫فإن نطقوا بالشهادتين تركوا‪ ،‬وإل قتلوا الخ‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وإذا أرق الحربي( بالبنمماء للمجهممول‪ :‬أي‬
‫وإذا أرق المام أو أمير الجيش الحربي‪) .‬قوله‪ :‬وعليه دين لمسلم أو ذمي( مثممل مممن عليممه ديممن‪،‬‬
‫من له الدين‪ ،‬فإذا أرق‪ ،‬فإن كان دينه على مسلم أو ذمي لم يسقط‪ ،‬وإن كممان علممى حربممي سممقط‪.‬‬
‫والحاصل‪ ،‬صور لمقام ستة‪ ،‬لنه إذا أرق من عليه الدين‪ ،‬إممما أن يكمون دينمه لمسمملم أو ذممي أو‬
‫حربي‪ ،‬وإذا أرق من له الدين‪ ،‬إما أن يكون من عليه الدين مسمملما أو ذميمما أو حربيمما‪ .‬ول يسممقط‬
‫في هذه الصور كلها‪ ،‬إل دين حربممي علممى مثلممه إذا أرق أحممدهما‪) .‬قمموله‪ :‬لممم يسممقط( أي الممدين‪،‬‬
‫فيقضي من ماله إن غنم بعد رقه‪ ،‬وإن زال ملكه عنه بالرق قياسا للرق علممى الممموت‪ ،‬فممإن غنممم‬
‫قبل رقه أو معه لم يقض منه‪ ،‬فإن لم يكن له مال‪ ،‬أو لم يقض منه‪ ،‬بقي فممي ذمتممه إلممى أن يعتممق‬
‫فيطالب به‪ .‬ا‍ه‪ .‬شرح المنهج‪) .‬قوله‪ :‬وسممقط( أي الممدين إن كممان لحربممي مفهمموم قمموله‪ :‬لمسمملم أو‬
‫ذمممي‪ .‬والفممرق بيممن الحربممي وغيممره‪ ،‬أن مممال الول غيممر محممترم‪ ،‬بخلف الثمماني‪) .‬قمموله‪ :‬ولممو‬
‫اقترض حربي من حربي( أي أو كان له عليه دين معاوضممة كصممداق‪) .‬قمموله‪ :‬أو غيممره( بممالجر‬
‫معطوف على حربي المجرور بمن‪ :‬أي أو اقترض حربي من غير الحربي‪ ،‬مممن مسمملم أو ذمممي‬
‫أو معاهد أو مستأمن‪) .‬قوله‪ :‬أو اشترى( أي الحربي‪) .‬وقوله‪ :‬منممه( أي حربممي آخممر‪) .‬قمموله‪ :‬ثممم‬
‫أسلما( أي الحربيان معا أو مرتبا‪ ،‬أو أعطيا الجزية‪ ،‬أو أخممذا أمانمما‪ .‬وعبممارة المنهممج‪ :‬ثممم عصممم‬
‫أحدهما بإسلم أو أمان مع الخر أو دونه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لم يسقط( أي الدين الملتزم بعقد القرض أو‬
‫الشراء‪) .‬قوله‪ :‬للتزامه( أي الممدين‪ ،‬وهمو علمة لعممدم السممقوط‪) .‬وقمموله‪ :‬بعقممد صممحيح( أي وهممو‬
‫القرض أو البيع‪) .‬قوله‪ :‬ولو أتلف( مفهمموم قمموله‪ :‬إقممترض أو اشممترى المقتضممي وجممود عقممد‪ :‬إذ‬
‫التلف ل عقد فيه‪) .‬وقوله‪ :‬على حربي( ليس بقيد كما يفهم من قوله التي‪ ،‬ولو أتلف مال مسلم‬
‫أو ذمي لم يضمنه‪) .‬قوله‪ :‬فأسلما( أي الحربيان معا أو مرتبا‪) .‬قوله‪ :‬أو أسلم المتلف( فممي شممرح‬
‫الممروض وكإسمملمهما إسمملم أحممدهما‪ ،‬وتقييممد الصممل بإسمملم المتلممف لبيممان محممل الخلف‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فل ضمان( أي على المتلف‪) .‬قوله‪ :‬لنه( أي المتلف لم يلممتزم‪ :‬أي فممي ذمتممه شمميئا بعقممد‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬حتى يستدام حكمه( أي حكم الملتزم بالعقد‪ ،‬وهو الضمان‪ .‬وأفهم التعليل المممذكور أن ممما‬
‫اقترضه المسلم أو الذمي من الحربي يستحق المطالبة به‪ ،‬وإن لممم يسمملم للممتزامه بعقممد‪ .‬أفمماده ع‬
‫ش‪) .‬قوله‪ :‬ولن الحربي الخ( معطوف على لنه لم يلتزم الخ‪) .‬قمموله‪ :‬فممأولى مممال الحربممي( أي‬
‫فمال الحربي المتلف أولى‬

‫] ‪[ 234‬‬

‫بعدم الضمان‪) .‬قوله‪ :‬لممو قهممر حربممي دائنممه( أي لممو قهممر حربممي مممديون دائنممه الحربممي‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬أو سيده( أي أو قهر عبد حربي سمميده الحربممي‪) .‬وقمموله‪ :‬أو زوجممة( أي أو قهممر حربممي‬
‫زوجه‪ ،‬أي زوجته فإطلق الزوج بل تاء علممى المممرأة همو القيمماس‪ .‬ومثلمه ممما لممو قهممرت امممرأة‬
‫زوجها‪) .‬قوله‪ :‬ملكه( أي ملك القاهر المقهور‪) .‬وقوله‪ :‬وارتفع الدين( أي سقط بالنسممبة للصممورة‬
‫الولى‪) .‬قوله‪ :‬والرق( أي وارتفع الممرق بالنسممبة للصممورة الثانيممة‪) .‬قموله‪ :‬والنكمماح( أي وارتفممع‬
‫النكاح بالنسبة للصورة الثالثة‪) .‬قوله‪ :‬وإن كان المقهور كممامل( أي ملكممه وارتفممع ممما ذكممر‪ ،‬وإن‬
‫كان المقهور كامل ببلوغ وعقل وحرية وذكورة‪ .‬قال في شرح الروض‪ :‬قال المام‪ :‬ولم يعتبروا‬
‫في القهر قصد الملك‪ ،‬وعندي ل بد منه‪ ،‬فقد يكون للستخدام أو غيره‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وكممذا إن كممان‬
‫القاهر بعضا للمقهور( أي وكذا يملكه إن كان القاهر ولدا للمقهور‪ ،‬أو والدا له‪ .‬فمممراده بممالبعض‬
‫ما يشمل الصل والفرع‪ ،‬وإن كان في إطلقه على الصل تسمح‪) .‬قوله‪ :‬ولكن ليس للقمماهر( أي‬
‫الصل أو الفرع‪) .‬قوله‪ :‬بيع مقهوره البعض( أي الصل أو الفرع‪) .‬قوله‪ :‬لعتقممه عليممه( أي بعممد‬
‫ثبوت الملك بالقهر يعتق عليه‪) .‬قوله‪ :‬خلفما للسممهودي( مقتضمى السمياق أنمه يخمالف فمي عمدم‬
‫جواز البيع‪) .‬قوله‪ :‬مهمة( أي تتعلق بما يسبى من بلد الروم ونحوها‪ .‬وحاصل الكلم على ذلممك‬
‫أنه إن كان حرا مسلما‪ ،‬فل يصمح سمبيه‪ ،‬ول اسمترقاقه كمما ممر‪ ،‬وإن كمان كمافرا‪ ،‬فمإن علمم أن‬
‫السابي له كافر صح سبيه واسترقاقه وجاز شراؤه وسائر التصرفات فيه‪ ،‬أو علم أنه مسمملم سممباه‬
‫باختلس أو نهب أو غير ذلك‪ ،‬فإن علم أن المام خمسه كسائر أممموال الغنيمممة‪ ،‬أو قممال كممل ممن‬
‫أخذ شيئا فهو له‪ .‬فكذلك يصح شراؤه وسائر التصرفات قطعا‪ .‬وإن علم أنه لم يخمسه‪ ،‬أو لم يقممل‬
‫ذلك‪ ،‬فل يصح شراؤه ول سائر التصرفات قطعا‪ .‬ووقع الخلف فيما إذا احتمل أن السابي كافر‪،‬‬
‫واحتمل أنه مسلم‪ ،‬والمعتمد أنه يصح شراؤه للحتمال الول‪) .‬قوله‪ :‬في السراري( جمع سممرية‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬والرقاء( معطوف على ما قبله‪ ،‬من عطف العام على الخمماص‪) .‬قمموله‪ :‬المجلمموبين( أي‬
‫المأخوذين‪) .‬قوله‪ :‬من الروم والهند( أي ونحوهما‪ ،‬كممالترك والسممودان‪) .‬قمموله‪ :‬وحاصممل معتمممد‬
‫مذهبنا فيهم( أي في السراري والرقاء المجلوبين من الروم والهند‪) .‬قوله‪ :‬إن من لم يعلممم كممونه‬
‫غنيمة لم تتخمس ولم تقسم( أي بأن علم أنه غنيمة تخمست وقسمت أو جهممل ذلممك‪) .‬قمموله‪ :‬يحممل‬
‫شراؤه( أي من لم يعلم كونه غنيمة‪ ،‬لمم تتخممس ولمم تقسمم‪) .‬قموله‪ :‬وسمائر التصمرفات فيمه( أي‬
‫ويحل فيه سائر التصرفات‪ ،‬كالهبة والعتق والرهممن والجممارة‪) .‬قمموله‪ :‬لحتمممال الممخ( علممة لحممل‬
‫ذلك‪ :‬أي وإنما حل شراؤه‪ ،‬لحتمال أن الذي أسره حربي أو ذمي‪) .‬قوله‪ :‬فممإنه ل يخمممس عليممه(‬
‫علة للعلة‪ :‬أي وإنممما حممل شممراؤه إذا احتمممل أن سممابيه حربممي أو ذمممي‪ ،‬لن مأسممور الحربممي أو‬
‫الذمي ل يخمسه المام عليه‪ ،‬بل يستقل به‪ ،‬لكونه ليس غنيمة للمسلمين‪) .‬قمموله‪ :‬وهممذا( أي كممون‬
‫السر له حربيا أو ذميا‪ ،‬كثير ل نادر‪) .‬قوله‪ :‬فإن تحقق أن آخذه مسلم( أي وأنه لم يخمسه المام‬
‫ولم يقسمه‪ .‬وهذا مفهوم قوله من لم يعلم كونه الخ‪) .‬وقوله‪ :‬بنحو سرقة( متعلق بآخذه‪) .‬قوله‪ :‬لممم‬
‫يجز شراؤه( أي لنه غنيمة للمسلمين‪ ،‬وهي ل تملممك إل بعممد التخميممس والقسمممة‪) .‬قمموله‪ :‬أنممه ل‬
‫يخمس عليه( أن وما بعدها في تأويل مصدر بدل من المموجه الضممعيف‪ ،‬أو عطممف بيممان‪) .‬قموله‪:‬‬
‫فقول جمع‬

‫] ‪[ 235‬‬

‫الخ( مبتدأ خبره جملة يتعين حمله الخ‪ ،‬وهذا جممواب شممرط مقممدر تقممديره‪ .‬وإذا علمممت أن‬
‫حاصل معتمد مذهبنا ما ذكر من التفصيل فقول جمع الخ‪) .‬قوله‪ :‬ظاهر المخ( مبتمدأ خمبره الجمار‬
‫والمجرور بعده‪ ،‬والجملة مقول القول‪ .‬وفي التحفة تظاهر بصيغة الماضي بمعنى اتفق‪) .‬وقمموله‪:‬‬
‫على منع وطئ السراري( أي على حرمة ذلك لعدم صحة شممرائهن‪) .‬قمموله‪ :‬إل أن ينصممب الممخ(‬
‫أي إل أن يولي المام من يقسم الغنائم‪ ،‬فإن ولي فل منع‪) .‬وقوله‪ :‬ول حيف( أي ول جور وظلم‬
‫موجود في القسمة‪ ،‬بأن يعطى كل ذي حق حقه‪ ،‬أما إذا وجد حيف‪ ،‬بأن أعطممى بعممض الغممانمين‬
‫وحرم الباقين‪ ،‬فيمتنع وطؤهن‪) .‬قوله‪ :‬يتعين حمله( أي القول المذكور‪) .‬وقوله‪ :‬على ما علم( أي‬
‫تيقن أن الغانم له‪ :‬أي للمذكور من السراري المسلمون‪) .‬قوله‪ :‬وإنه لممم يسممبق( أي وعلممم أنممه لممم‬
‫يسبق الخ‪) .‬قوله‪ :‬من أخذ شيئا فهو له( فاعل يسبق‪ .‬أي لم يسبق من أميرهممم هممذا اللفممظ‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫لجوازه( أي لجواز أن يسبق من المير الممذكور ذلمك‪ :‬أي صمحته عنممد الئممة الثلثممة‪ .‬وعبمارة‬
‫المؤلف في آخر باب الزكاة‪ :‬ول يصح شرط المام من أخذ شيئا فهو له‪ ،‬وفي قول يصح وعليممه‬
‫الئمممة الثلثممة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وإذا جمماز قممول الميممر المممذكور‪ ،‬جمماز الخممذ بقمموله ‪ -‬كممما فممي الرشمميدي ‪-‬‬
‫وعبارته‪ :‬إذ بقوله المذكور كل من أخذ شيئا اختص به‪ ،‬أي عند الئمة الثلثة‪ ،‬ل عند الشممافعي‪،‬‬
‫إل في قول ضعيف له‪ .‬ا‍ه‪ .‬وإذا جاز الخممذ بقممول الميممر‪ ،‬لصممحته عنممد الئمممة الثلثممة‪ ،‬فيصممح‬
‫وطئ السراري‪ ،‬ويبطل قول جمع ظاهر الكتاب الخ‪ ،‬إل أن يحمل على ما ذكره المؤلف‪) .‬قوله‪:‬‬
‫وفي قول الشافعي( معطوف عل عند الئمممة الثلثممة‪ ،‬أي ولجمموازه فممي قممول ضممعيف للشممافعي‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بل زعم التاج الفزاري الخ( وعليه فيحمل وطئ السراري مطلقا لصحة شممرائهن‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫وله أن يحرم الخ( معطوف على اسم إن وخبرها‪ :‬أي وزعمم الفمزاري أن للممام أن يحمرم المخ‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬لكن رده( أي ما زعمممه التمماج الفممزاري‪) .‬وقمموله‪ :‬المصممنف( أي النممووي‪) .‬وقموله‪ :‬بممأنه(‬
‫متعلق برده‪) .‬قوله‪ :‬وطريق من وقع بيده غنيمة لم تخمس( أي والمخلص لمن وقع فممي يممده شممئ‬
‫من الغنائم التي لم تخمس يقينا‪ ،‬بشراء أو هبة أو وصية‪ ،‬أن يدفعه لمستحقه إن كممان معلوممما‪ ،‬ثممم‬
‫بعد ذلك إن شاء اشتراه منه بعقد جديممد‪ ،‬ويحممل وطممؤه حينئذ‪) .‬قمموله‪ :‬وإل فللقاضممي( أي وإن لممم‬
‫يعلم المستحق‪ :‬أي ولم ييأس منه بدليل التشبيه التممي‪ ،‬فيممرده للقاضممي ليحفظممه عنممده حممتى يعلممم‬
‫المستحق فيعطيه له‪) .‬قوله‪ :‬كالمال الضائع( الكاف للتنظير‪ :‬أي أن هذه الغنائم الممتي لممم تخمممس‪،‬‬
‫نظير المال الضائع في أنه يدفع للقاضي ليحفظممه عنممده‪) .‬قمموله‪ :‬أي الممذي الممخ( بيممان لقيممد المممال‬
‫الضائع‪ ،‬ومثله في القيد المذكور من وقع بيده من الغنائم‪) .‬قمموله‪ :‬وإل( أي بممأن وقممع اليممأس مممن‬
‫مالكه‪ ،‬كأن ملك بيت المال‪ ،‬وعلى قياسه يقال هنا إذا وقع اليأس من مستحق الغنيمة‪ ،‬يكون ملكمما‬
‫لبيت المال‪) .‬قوله‪ :‬فلمن له فيه الخ( تفريع على كونه لبيت المال‪ :‬أي وإذا صممار ملكمما لممه‪ ،‬فلكممل‬
‫من كان له في بيت المال حق الظفر به‪ :‬أي بالمال الضائع الذي أيس من مالكه‪) .‬قوله‪ :‬ومممن ثممم‬
‫الخ( أي ومن أجل أن من كان له حق في بيت المال له الظفر به‪ ،‬كممان المعتمممد فيمممن وصممل لممه‬
‫شئ‪ :‬أي أعطي شيئا يسممتحقه مممن بيممت المممال حممل أخممذه‪ ،‬وإن كممان بقيممة المسممتحقين مظلممومين‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬كما مر( يعني في كلم التحفة في كتاب قسم الفئ والغنيمة‪ ،‬وعبارته هنمماك‪ .‬فممائدة‪ :‬منممع‬
‫السلطان المستحقين حقوقهم من بيت المال‪ .‬ففممي الحيمماء قيممل‪ :‬ل يجمموز لحممدهم أخممذ شممئ منممه‬
‫أصل لنه مشترك ول يدري حصته منه‪ ،‬وهذا غلو‪ .‬وقيل يأخذ كفاية يوم بيوم‪ .‬وقيل كفاية سنة‪.‬‬
‫وقيل ما يعطى إذا كان قدر‬

‫] ‪[ 236‬‬

‫حقه‪ ،‬والباقون مظلومون‪ .‬وهذا هو القياس لن المال ليس مشتركا بين المسلمين‪ ،‬ومن ثم‬
‫من مات وله فيه حق ل يستحقه وارثممه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وخممالفه ابممن عبممد السمملم فمنممع الظفممر فممي الممموال‬
‫العامة لهل السلم‪ ،‬ومال المجانين واليتام‪ .‬وما ذكره الغزالي أوجه مما ذكره ابن عبد السلم‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬بحذف‪) .‬قوله‪ :‬نعم الورع الخ( مرتبط بقوله يحل شراؤه فممي أول المبحممث‪ :‬يعنممي أنممه إذا لممم‬
‫يعلم كونه غنيمة لم تخمس‪ ،‬يحمل شمراؤه وسمائر التصمرفات‪ ،‬لكممن المورع لمريممد التسمري المخ‪.‬‬
‫ويحتمل أن يكون مرتبطا بقوله قريبا حل له أخذه‪ .‬ويدل للول صنيع النهاية‪ ،‬وقوله المؤلف بعد‬
‫أن يشتري ثانيا‪ .‬إذ هو يدل على أنه وقع الشراء منه أول‪ ،‬وفي صورة حل الخذ ليس فيه شراء‬
‫أصل‪) .‬وقوله‪ :‬أن يشتري ثانيا( أي بثمن ثان غير الذي اشترى به أول‪ .‬ويشترط أن يكممون ثمممن‬
‫مثلها‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع ش‪) .‬وقوله‪ :‬واليأس( بالرفع عطف على عدم التخميس‪ :‬أي ولن الغالب اليأس من‬
‫معرفة مالكها‪ :‬أي السراري )قوله‪ :‬فيكون( أي الذي لم يخمس‪ ،‬وأيس من معرفة مالكه‪) .‬وقوله‪:‬‬
‫ملكا لبيت المال( أي ككل مما أيمس ممن معرفمة ممالكه‪ .‬ا‍ه‪ .‬رشميدي‪) .‬قموله‪ :‬تتممة( أي فمي ذكمر‬
‫مسائل تتعلق بالهدنة‪ ،‬وهي مصالحة أهل الحرب على ترك القتال مدة معينممة مجانمما أو بعمموض‪،‬‬
‫ل على سبيل الجزية‪ ،‬وهي جائزة ل واجبة‪ .‬والصل فيها قبممل الجممماع قمموله تعممالى‪) * :‬بممراءة‬
‫من ال ورسموله( * اليمة‪ ،‬وقموله‪) * :‬وإن جنحموا للسملم فاجنمح لهما( *‪ .‬وأركانهما ثلثمة‪ .‬الول‬
‫العاقد‪ :‬وهو المام أو نائبه إن كانت الهدنة للكفار مطلقا‪ ،‬أو لهل إقليم كالروم والهنممد‪ ،‬لن فيهمما‬
‫خطرا عظيما بترك الجهاد فاختصت بهما‪ ،‬فإن كانت لبعض كفار إقليممم‪ ،‬جماز أن يكممون الموالي‪،‬‬
‫وأن يكون المام‪ ،‬وإنما يعقدها من ذكر لمصلحة‪ ،‬كضعفنا بقلة عدد وأهبممة‪ ،‬وكرجمماء إسمملم‪ ،‬أو‬
‫بذل جزية‪ ،‬أو إعانتهم لنا‪ ،‬أو كفهم عن العانة علينا‪ .‬الثاني المممدة‪ :‬وهممي أربعممة أشممهر فأقممل إن‬
‫كان بنا قوة‪ ،‬وعشر سنين فأقل إن كان بناضعف‪ .‬فمتى زادت المدة على أربعة أشهر فمي الحالمة‬
‫الولى‪ ،‬أو على عشر سنين في الحالة الثانية‪ ،‬بطل العقممد فممي الممزائد‪ ،‬وصممح فممي الجممائز تفريقمما‬
‫للصفقة‪ ،‬فإن لم يذكر في عقد الهدنة مدة أصل بطل مطلقا‪ ،‬لنه يقتضي التأبيممد‪ .‬الثالثمة الصمميغة‪:‬‬
‫وهي كهادنتكم أو وادعتكم مثل على ترك القتال مدة كذا‪ .‬وإذا صحت الهدنة وجممب علينمما الكممف‬
‫عنهم وفاء بالعهد حتى تنقضي مدتها‪ ،‬أو ينقضوها هم بتصممريح منهممم بنقضممها أو بقتالنمما أو قتممل‬
‫مسلم أو ذمي بدارنا عمدا‪) .‬قوله‪ :‬يعتق رقيق حربي( هو تركيب إضافي‪ ،‬والمراد قنه مطلقا ولو‬
‫مستولدة أو مكاتبا‪) .‬وقوله‪ :‬إذا هرب( أي من سيده الحربي‪) .‬وقوله‪ :‬ثممم أسمملم( أي بعممد الهممرب‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬ولو بعد الهدنة( أي ولو وقع السلم بعد الهدنة‪ ،‬فإنه يعتممق عليمه‪ ،‬لن الهدنممة ل تموجب‬
‫أمان بعضهم من بعض‪ .‬قال في الروض وشرحه‪ :‬ولو هاجر قبل الهدنة أو بعدها ثم أسلم عتممق‪،‬‬
‫لنه إذا جاء قاهرا لسيده ملك نفسه بالقهر فيعتق‪ ،‬أو أسلم ثم هاجر قبل الهدنة‪ ،‬فكذا يعتق لوقمموع‬
‫قهره حال الباحة‪ ،‬أو بعدها فل يعتق لن أموالهم محظورة حينئذ‪ ،‬فل يملكها المسلم بالستيلء‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أو أسلم ثم هرب قبلها( أي الهدنة‪) .‬وقوله‪ :‬وإن لم يهاجر إلينا( غاية لعتقممه بممما ذكممر‪:‬‬
‫أي يعتق عليه بما ذكر‪ ،‬وإن لم يهاجر‪ :‬أي يأت إلى المسلمين‪) .‬قوله‪ :‬ل عكسه( أي ل يعتق فممي‬
‫عكس المذكور‪) .‬قوله‪ :‬بأن أسلم الخ( تصوير للعكس‪) .‬قوله‪ :‬ثم هرب( أي بعد السمملم‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫فل يعتممق( أي علممى سمميده الحربممي‪ ،‬لن أممموالهم محظممورة علينمما حينئذ‪ ،‬فل يملكهمما المسمملم‬
‫بالستيلء ‪ -‬كما تقدم ‪) .-‬قوله‪ :‬لكن ل يرد إلى سيده( إستدراك من عدم عتقه حينئذ‪ ،‬دفممع بممه ممما‬
‫يتوهم منه من تمكين السيد منه‪) .‬قوله‪ :‬فإن لم يعتقه الخ( مقابل لمحذوف‪ ،‬أي فإن عتقممه أو بمماعه‬
‫عن مسلم فذاك واضح‪ ،‬وإن لم يعتقه ولم‬

‫)‪ (1‬سورة التوبة‪ ،‬الية‪ (2) .1 :‬سورة النفال‪ ،‬الية‪.61 :‬‬

‫] ‪[ 237‬‬

‫يبعه عليه باعه المممام علممى مسمملم‪ ،‬أو دفممع لممه قيمتممه مممن بيممت المممال وأعتقممه عممن كافممة‬
‫المسلمين‪ ،‬والولء يكون لهم جميعا‪) .‬قوله‪ :‬وإن أتانا بعد الهدنة( فاعل الفعل قوله بعممد حممر ذكممر‬
‫مكلف‪) .‬وقوله‪ :‬وشرط رد من جاء منهم إلينا( الجملة حالية‪ :‬أي والحال أنهممم شممرطوا علينمما فممي‬
‫عقد الهدنة أن نرد إليهم من جاء منهم إلينا‪) .‬قموله‪ :‬مسملما( حمال مممن فاعممل جمماء‪ ،‬أو ممن فاعمل‬
‫أتانا‪ ،‬وهو قوله حر‪ ،‬ولو رفعه وجعله صفة رابعة لكان أولى‪) .‬قوله‪ :‬فإن لم تكن الخ( جممواب إن‬
‫أتانا‪ :‬أي وإن أتانا‪ ،‬من ذكر مسلما ففيه تفصيل‪ ،‬فإن لم تكن لممه عشمميرة‪ :‬أي جماعممة ثممم‪ ،‬أي فممي‬
‫بلد أهل الحرب تحميه‪ ،‬فل يجوز رده إليهم‪ .‬وإن كان له ثم عشيرة تحميه رد إليهم بطلبهم إياه‪،‬‬
‫فإن طلبه غير عشيرته لم يرد‪ ،‬وإن كان يحميه إل أن يقدر المطلوب على قهر الطممالب والهممرب‬
‫منه فيرد إليه‪ ،‬وعليه حمل رد النبي )ص( أبا بصير لما جاء في طلبه رجلن‪ ،‬فقتل أحمدهما فممي‬
‫الطريق‪ ،‬وهرب منه الخر‪) .‬قوله‪ :‬بالتخلية بينه وبين طالبه( تصوير للرد‪ ،‬فمعنى رده إليهممم أن‬
‫يخلي بينه وبين طالبه‪) .‬قوله‪ :‬بل إجبار الخ( أي أنه يخلي بينه وبيمن طممالبه ممن غيمر أن نجممبره‬
‫على الرجوع مع طممالبه‪ ،‬لحرمممة إجبممار المسمملم علممى إقممامته بممدار الحممرب‪ ،‬ول يلممزم المطلمموب‬
‫الرجوع مع طالبه‪ ،‬بل ل يجوز له إن خشي فتنة‪ ،‬وذلك لنه لم يلتزمه‪ ،‬إذ العاقد غيره‪ ،‬ولهذا لممم‬
‫ينكر )ص( على أبي بصير إمتناعه ول قتله لطالبه‪ ،‬بل سره ذلك‪ ،‬ومن ثم سن أن يقال لممه سممرا‬
‫ل ترجع‪ ،‬وإن رجعت فاهرب متى قدرت أفاده في التحفة‪) .‬قوله‪ :‬وكذا ل يرد الممخ( أي كممما أنممه‬
‫ل يرد من ليس له ثم عشيرة تحميمه‪ ،‬كمذلك ل يمرد صمبي ومجنمون‪ ،‬وهمو مفهموم قموله مكلمف‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬وصفا السلم أم ل( أي نطقا بالشهادتين أم ل‪ ،‬وإنممما قممال وصممفا ولممم يقممل أسمملما لعممدم‬
‫صحة السلم منهما‪) .‬قوله‪ :‬وامرأة( أي وكذا ل ترد امرأة‪ :‬أي لئل يطأهمما زوجهمما أو يتزوجهمما‬
‫حربي‪) .‬وقوله‪ :‬وخنثى( أي وكذا ل يرد خنثى وهما مفهوم قوله ذكممر‪ ،‬وبقممي عليممه مفهمموم قمموله‬
‫حر‪ ،‬وهو الرقيق‪ ،‬فل يرد أيضا‪ ،‬لنه جاء مسلما مراغما لسيده‪ ،‬وتقدم بيان كونه يعتممق عليممه أم‬
‫ل‪) .‬قوله‪ :‬أي ل يجوز ردهم( تفسممير مممراد لقمموله وكممذا ل يممرد الممخ‪ ،‬أفمماد بممه حكمممه وهممو عممدم‬
‫الجواز‪) .‬قوله‪ :‬لضعفهم( علممة لعممدم جممواز ذلممك‪ :‬أي ل يجمموز لضممعفهم‪ .‬أي الصممبي والمجنممون‬
‫والمرأة والخنثى‪ .‬قال فمي التحفمة‪ .‬فمإن كممل الصمبي أو المجنمون واختيمارهم مكنماه منهممم‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ويغرمون لنا قيمة رقيق ارتد( أي وهرب منا إليهممم وقممد شممرطوا علينمما أن ل يممردوا مممن‬
‫جاءهم مرتدا آمنا‪ .‬قال في المنهج وشرحه‪ :‬ولو شممرط عليهممم فممي الهدنممة رد مرتممد جمماءهم منمما‪،‬‬
‫لزمهم الوفاء به عمل بالشرط سواء كان رجل أم أمرأة‪ ،‬حرا أو رقيقا‪ ،‬فإن أبمموا فناقضممو العهممد‬
‫لمخالفتهم الشرط‪ ،‬وجاز شرط عدم رده‪ :‬أي مرتد جاءهم منا‪ ،‬ولو امرأة ورقيقا فل يلزمهم رده‪،‬‬
‫لنه )ص( شرط ذلك في مهادنة قريمش‪ ،‬ويغرممون مهمر الممرأة وقيممة الرقيمق‪ ،‬فمإن عماد إلينما‬
‫رددنا لهم قيمة الرقيق دون مهممر المممرأة‪ ،‬لن الرقيممق بممدفع قيمتممه يصممير ملكمما لهممم‪ ،‬والمممرأة ل‬
‫تصير زوجة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬دون الحر المرتد( أي إذا ذهب إليهممم فل يلزمهممم شممئ فيممه‪ .‬إذ ل قيمممة‬
‫للحر‪ .‬خاتمة‪ :‬نسأل ال حسممن الختممام‪ ،‬العقممود الممتي تفيممد الكفممار المممن ثلثممة‪ :‬الهدنممة‪ ،‬والمممان‪،‬‬
‫والجزية‪ .‬وقد علمت ما يتعلق بالهدنة‪ ،‬وأنها تختص بالمام أو نائبه‪ .‬وأما المان فل يختص بممه‪،‬‬
‫بل يجوز لكل مسلم مختار غير صبي ومجنون وأسير‪ ،‬ولممو امممرأة وعبممدا وفاسممقا وسممفيها أمممان‬
‫جماعة من أهل الحرب محصورين قبل أسممر‪ ،‬وذلممك لقمموله تعممالى‪) * :‬وإن أحممد مممن المشممركين‬
‫استجارك فأجره( * وخبر الصحيحين‪ :‬ذمممة المسمملمين واحممدة‪ ،‬يسممعى بهمما أدنمماهم ‪ -‬أي يتحملهمما‬
‫ويعقدها مع الكفار أدناهم ‪ -‬فمن أخفر مسلما ‪ -‬أي نقض عهده ‪ -‬فعليه لعنة ال والملئكة والناس‬
‫أجمعين‪ .‬وخرج بمسلم‬

‫)‪ (1‬سورة التوبة‪ ،‬الية‪.6 :‬‬

‫] ‪[ 238‬‬

‫الكممافر‪ ،‬فل يصممح أمممانه لنهممم متهممم‪ ،‬وبمختممار المكممره‪ ،‬وبممما بعممده الصممبي والمجنممون‬
‫والسير‪ ،‬فل يصح أمانهم‪ .‬وخرج بالمحصورين غيرهم‪ .‬وضابطه أن يؤدي المممان إلممى إبطممال‬
‫الجهاد في تلك الناحية‪ ،‬فل يصح من الحاد حينئذ أمممان‪ ،‬لبطمماله شممعار الممدين وأعظممم مكاسممب‬
‫المسلمين‪ ،‬وإنما ينعقد المان بإيجاب صريح‪ :‬كأمنتك‪ ،‬وأجرتك‪ ،‬ول تخممف‪ ،‬ول بممأس عليممك‪ ،‬أو‬
‫كناية نحوكن كيف شئت‪ .‬ومنها الكتابة‪ ،‬وبقبول للمان ولو بما يشمعر بمه كمترك القتمال‪ .‬ويمدخل‬
‫في المان للحربي بدارنا‪ ،‬ماله وأهله من ولده الصغير والمجنون وزوجته إن كان بممدارنا‪ ،‬وكممذا‬
‫ما معه من مال غيره إن كان المؤمن له المام‪ .‬فإن أمنه غيره لم يدخل أهله ول ما يحتمماجه مممن‬
‫ماله إل بشرط دخولهما‪ ،‬وكذا يدخلن فيه إن كانا بدارهم‪ ،‬وشرط دخولهما إمممام ل غيممره‪ .‬وأممما‬
‫الجزية فتختص بالمام أو نائبه كالهدنة‪ ،‬وهي لغة اسم لخراج مجعول على أهل الذمممة‪ ،‬وشممرعا‬
‫مال يلتزمه كافر بعقد مخصوص‪ .‬والصممل فيهمما قبممل الجممماع قمموله تعممالى‪) * :‬قمماتلوا الممذين ل‬
‫يؤمنون بال ول باليوم الخر ول يحرمون ما حرم ال ورسوله ول يدينون دين الحق مممن الممذين‬
‫أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يممد وهممم صمماغرون( * وممما رواه البخمماري مممن أنممه )ص(‬
‫أخذها من مجوس هجر وقال‪ :‬سنوا بهم سنة أهل الكتاب وما رواه أبو داود من أخذه لها من أهل‬
‫نجران‪ .‬وفسر إعطمماء الجزيممة فممي اليممة بالتزامهمما بالعقممد والصممغار فيهمما بممالتزام أحكامنمما الممتي‬
‫يعتقدونها كحرمة زنا وسرقة‪ ،‬بخلف التي ل يعتقدونها كحرمة شممرب مسممكر‪ ،‬ونكمماح مجوسممي‬
‫محارم‪ ،‬فإنهم ل يلتزمونها‪ ،‬لنه ل يلزمهم النقياد إل للحكام التي يعتقدونها‪ .‬وأركانهمما خمسممة‪:‬‬
‫عاقد‪ ،‬ومعقود له‪ ،‬ومكان‪ ،‬ومال‪ ،‬وصيغة‪ .‬وشرط فيها ما مر في البيع من نحو إتصال اليجمماب‬
‫بالقبول‪ ،‬وهي إيجابا كأقررتكم‪ ،‬أو أذنت في إقامتكم بدارنا على أن تلتزموا كذا وتنقادوا لحكمنمما‪،‬‬
‫وقبول كقبلنا ورضينا‪ .‬وشرط في العقاد كونه إماما أو نائبه‪ ،‬فل يصح عقدها من غيره لنها من‬
‫المور الكلية‪ ،‬فيحتاج إلى نظر واجتهاد‪ ،‬وشممرط فممي المعقممود لممه كممونه متمسممكا بكتمماب كتمموراة‬
‫وإنجيل وزبور حرا ذكرا غير صبي ومجنون‪ .‬وشرط في المكان قبوله للتقرير‪ ،‬فيمنع كافر ولمو‬
‫ذميا إقامة بالحجاز‪ ،‬وهو مكة والمدينة واليمامة وطرقها وقراها كالطائف لمكة‪ ،‬وخيبر للمدينممة‪.‬‬
‫وشرط في المال عند قوتنا كونه دينارا فأكثر كل سنة عن كل واحد‪ ،‬لقوله )ص( لمعاذ لممما بعثممه‬
‫إلى اليمن‪ :‬خذ من كل حالم ‪ -‬أي محتلم ‪ -‬دينارا رواه أبو داود وغيره‪ .‬ويسممن للمممام أن يشمماحح‬
‫غير الفقير عند العقد في قدر ما يعقد بمه‪ ،‬بمأن يقمول للمتوسمط ل أعقمد إل بمدارين‪ ،‬وللموسمر ل‬
‫أعقد إل بأربعة دنانير‪ .‬ويسن للمام أيضا أن يشرط عليهم الضيافة لمن يمر عليهم من المسلمين‬
‫المجاهممدين وغيرهممم‪ .‬ويتضمممن عقممد الجزيممة أربعممة أشممياء‪ :‬أحممدها‪ :‬أن يممؤدوا الجزيممة بالذلممة‬
‫والصغار‪ .‬ثانيها‪ :‬أن تجري عليهم أحكام المسلمين فيضمنون ما يتلفونه عليهممم مممن نفممس ومممال‪.‬‬
‫ثالثها‪ :‬أن ل يذكروا السلم إل بخير‪ .‬رابعها‪ :‬أن ل يفعلوا ما فيه ضرر علممى المسمملمين‪ ،‬كرفممع‬
‫بناء لهم على بنمماء جممار مسمملم‪ ،‬وكممإيوائهم مممن يطلممع علممى عممورات المسمملمين‪ ،‬وكممدللتهم أهممل‬
‫الحرب على عورة لنا‪ ،‬وكدعائهم مسمملما للكفممر‪ ،‬وكزنمما ذمممي بمسمملمة‪ ،‬فممإن فعلمموا ذلممك إنتقممض‬
‫عهدهم‪ .‬ويجب على المام إذا اختلطوا بنا أن يأمرهم بلبس الغيار‪ ،‬وهو تغير اللباس‪ ،‬بأن يخيممط‬
‫الذمي على ثوبه شيئا يخالف لون ثوبه‪ ،‬وشممد الزنممار ‪ -‬وهمو خيمط غليممظ يشممد فممي الوسممط فمموق‬
‫الثياب ‪ -‬وبغير ذلك مما هو مذكور في المطولت‪ .‬وال سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫)‪ (1‬سورة التوبة‪ ،‬الية‪.29 :‬‬

‫] ‪[ 239‬‬

‫باب القضمماء أي فممي بيممان أحكممام القضمماء‪ :‬مممن كممونه فممرض كفايمة‪ ،‬أو فممرض عيمن‪ ،‬أو‬
‫مندوبا‪ ،‬أو مكروها‪ ،‬أو حراما‪ .‬وما يتعلق بذلك من شروط القاضي‪ .‬وإنما أخمر إلمى هنمما لنممه ل‬
‫يجري في جميع ما قبله‪ .‬من معاملت وغيرها‪) .‬قوله‪ :‬أي الحكم بين النمماس( أي المممترتب علممى‬
‫الولية‪ ،‬وهذا معنى القضاء شرعا‪ :‬أما لغة‪ :‬فهو إحكام الشئ بكسر الهمزة‪ :‬أي إتقانه وإمضمماؤه‪،‬‬
‫أي تنفيذه‪ ،‬وله معنى أيضا عند المتكلمين وهو إيجاد ال الشياء مع زيادة الحكام والتقممان عنممد‬
‫الماتريدية منهم‪ ،‬أو إرادة ال الشياء في الزل على ما هممي عليممه فيممما ل يممزال عنممد الشمماعرة‬
‫منهم‪) .‬قوله‪ :‬والصل فيه( أي والدليل عليه قبل الجماع‪) .‬قوله‪ :‬قوله تعالى( أي وقوله تعالى‪* :‬‬
‫)إنا أنزلنا إليك الكتاب بمالحق لتحكمم بيمن النماس( *‪) .‬قموله‪ :‬وأن احكمم بينهمم( أي اقمض بينهمم‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وأخبار( أي والصل فيه أخبار‪) .‬قوله‪ :‬وفممي روايممة بممدل الولممى( أي قمموله فلممه أجممران‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬فلمه عشممرة أجممور( ل ينمافي هممذا الروايمة الولمى لن الخبممار بالقليمل ل ينفممي الكممثير‪،‬‬
‫ولجواز أنه أعلم أول بالجرين فأخبر بهما‪ ،‬ثم بالعشرة فأخبر بها‪) .‬قوله‪ :‬أجمع المسمملمون علممى‬
‫أن هذا( أي ما في خبر الصحيحين من كون المصيب له أجران‪ ،‬أو عشرة أجور‪ ،‬والمخطممئ لممه‬
‫أجر واحد‪) .‬قوله‪ :‬في حاكم الخ( أي مفروض في حاكم عالم مجتهممد‪) .‬قمموله‪ :‬أممما غيممره( أي أممما‬
‫حاكم غير العالم المجتهد‪) .‬قوله‪ :‬فآثم بجميع أحكامه( أي لنه ل يجمموز لممه الحكممم حينئذ‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫وإن وافق الصواب( غاية في إثمه بذلك‪ .‬قال في التحفة بعمد الغايمة‪ :‬وأحكمامه كلهما ممردودة لن‬
‫إصابته اتفاقية‪ .‬ا‍ه‪ .‬وعبارة المغني مثلها ونصممها‪ :‬ول ينفممذ حكمممه سممواء وافممق الحممق أم ل‪ ،‬لن‬
‫إصابته اتفاقية ليست عن أصل شرعي‪ .‬ا‍ه‪ .‬وإذا علمت ما ذكممر تعلممم أن فممي عبممارته سممقطا مممن‬
‫النساخ‪ ،‬وهو المعلل بالعلة التي ذكرها‪ :‬أعني لن إصابته إتفاقية‪ .‬وقوله في التحفة وأحكامه كلها‬
‫مردودة‪ :‬محله كما سيأتي‪ ،‬وكما في الرشمميدي‪ .‬ممما لممم يولممد ذو شمموكة‪ ،‬وإل فل تكممون مممردودة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وصح خبر القضاة ثلثة الخ(‪ .‬يحكى أنممه كممانت القضمماة فممي بنممي إسممرائيل ثلثممة‪ ،‬فمممات‬
‫أحدهم‪ ،‬فولي مكانه غيره‪ ،‬ثم قضوا ما شاء ال أن يقضوا‪ ،‬ثم بعث ال لهم ملكا يمتحنهممم‪ ،‬فوجممد‬
‫رجل يسقي بقرة علمى مماء‪ ،‬وخلفهما عجلمة‪ ،‬فمدعاها الملمك وهمو راكمب فرسما‪ ،‬فتبعتهما العجلمة‬
‫فتخاصما‪ ،‬فقال‪ :‬بيننا القاضي‪ ،‬فجاءا إلى القاضي الول فدفع إليه الملك درة كانت معه‪ ،‬وقال له‬
‫احكم‬

‫)‪ (1‬سورة المائدة‪ ،‬الية‪ (2) .49 :‬سورة المائدة‪ ،‬الية‪ (3) .42 :‬سورة النساء‪ ،‬الية‪.105 :‬‬
‫] ‪[ 240‬‬

‫بأن العجلة لي‪ .‬قال بماذا أحكم ؟ قال‪ :‬أرسل الفرس والبقرة والعجلممة‪ ،‬فممإن تبعممت الفممرس‬
‫فهي لي‪ .‬فأرسلها فتبعت الفرس فحكم بها له‪ ،‬وأتبا القاضي الثاني فحكم كممذلك‪ ،‬وأخممذ درة‪ .‬وأممما‬
‫القاضي الثالث فدفع له الملك درة وقال له‪ :‬احكم بيننا‪ .‬فقال له‪ :‬إني حائض‪ .‬فقال الملمك‪ :‬سمبحان‬
‫ال‪ :‬أيحيض الذكر ؟ فقال له القاضي‪ :‬سبحان ال أتلممد الفممرس بقممرة ؟ وحكممم بهمما لصمماحبها‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫فشني على الربعين‪ .‬وعن أبي هريرة رضي ال عنه أن رسول ال )ص( قال‪ :‬من ولممي قضمماء‬
‫المسلمين ثم غلب عدله جوره فله الجنة‪ ،‬وإن غلب جوره عدله فله النار أخرجه أبممو داود‪ .‬وقممال‬
‫عليه السلم‪ :‬عج حجر إلى ال تعالى وقال‪ :‬إلهي وسيدي عبدتك كممذا وكمذا سممنة ثمم جعلتنمي فمي‬
‫أس كنيف‪ ،‬فقال أما ترضى إن عدلت بك عن مجالس القضاة ؟ رواه ابن عسمماكر‪ .‬ولممذلك امتنممع‬
‫الكابر من قبول القضاء لما عرض عليهم‪ :‬كابن عمر رضي ال عنهما‪ ،‬فإنه امتنع منه لما سأله‬
‫عثمان رضي ال عنه القضاء‪ ،‬وعرض على الحسين بن منصور النيسممابوري قضمماء نيسممابور‪،‬‬
‫فاختفى ثلثة أيام‪ ،‬ودعا ال فمات في اليوم الثالث‪ ،‬وامتنع منه المام الشافعي رضي ال عنه لما‬
‫استدعاه المأمون لقضمماء الشممرق والغممرب‪ ،‬وامتنممع منممه المممام أبمو حنيفممة رضممي الم عنممه لممما‬
‫استدعاه المنصور فحبسه وضربه‪ .‬وحكى القاضي الطبري وغيره أن الوزير ابن الفممرات طلممب‬
‫أبا علي بن خيران لتولية القضاء‪ ،‬فهرب منه‪ ،‬فختم على دوره نحوا من عشممرين كممما قيممل فيممه‪:‬‬
‫وطينوا الباب على أبي علي عشرين يوما ليلي فما ولي وقال بعض القضاة‪ :‬وليت القضاء وليممت‬
‫القضالم يك شيئا توليته فأوقعني في القضاء القضاوما كنت قدما تمنيته وقال آخممر‪ :‬فيمما ليتنممي لممم‬
‫أكن قاضياويا ليتها كانت القاضية )قوله‪ :‬وفسر الول( أي فسر النبي )ص( الول‪ ،‬فالمفسر هممو‬
‫النبي‪ ،‬كما تدل عليه عبارة الخطيب ونصها‪ :‬وقد روى الربعة والبيهقي والحاكم أن النبي )ص(‬
‫قال‪ :‬القضاة ثلثة‪ :‬قاضيان في النار‪ ،‬وقاض في الجنة‪ .‬فأما الذي في الجنة‪ :‬فرجل عممرف الحممق‬
‫وقضى به‪ ،‬واللذان في النار‪ :‬رجل عرف الحق فجار في الحكم‪ ،‬ورجل قضى للناس على جهل‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬والخيران( بكسر الخاء‪ :‬أي وفسر الخيران‪ :‬أي فسممرهما النممبي )ص( ‪ -‬كممما علمممت ‪.-‬‬
‫)قوله‪ :‬وما جاء في التحذير عنه( أي وما ورد عن النبي )ص( في التحذير عن القضمماء‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫فقد ذبح بغير سكين( هو كناية عن هلكممه بسممبب القضمماء‪) .‬قموله‪ :‬محمممول( خممبر ممما جمماء الممخ‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬على عظم الخطر فيه( أي في القضاء‪ :‬أي فينبغي ترك الدخول فيه‪) .‬قوله‪ :‬أو علممى ممن‬
‫يكره له القضاء( فيه أن الكراهة ل تمموجب هممذا الوعيممد الشممديد‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمممي‪ .‬وفممي المغنممي ممما‬
‫نصه‪ :‬وورد من الترغيب والتحذير أحاديث كثيرة‪ ،‬ول شك أنه ‪ -‬أي القضاء ‪ -‬منصب عظيم إذا‬
‫قام العبد بحقه‪ ،‬ولكنه خطممر والسمملمة فيممه بعيممدة‪ ،‬إل إن عصمممه الم تعممالى‪ .‬وقممد كتممب سمملمان‬
‫الفارسي إلى أبي الدرداء رضي ال تعالى عنهما لممما كممان قاضمميا بممبيت المقممدس‪ :‬أن الرض ل‬
‫تقدس أحدا‪ ،‬وإنما يقدس المرء عمله‪ ،‬وقد بلغني أنك جعلت طبيبا تداوي‪ ،‬فإن كنممت تممبرئ فنعممما‬
‫لك‪ ،‬وإن كنت مطببا فاحذر أن تقتل أحدا فتدخل النار‪ .‬فما بالك بمن ليممس بطممبيب ول مطبممب ؟‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وهو( مبتدأ خبره فرض كفاية‪) .‬قمموله‪ :‬أي قبممول الممخ( تفسممير للضمممير الواقممع مبتممدأ‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬من متعددين صالحين له( أي‬

‫] ‪[ 241‬‬

‫القضاء‪) .‬قوله‪ :‬فرض كفاية( أما كونه فرضا فلقوله تعالى‪) * :‬كونوا قمموامين بالقسممط( *‪.‬‬
‫وأما كونه على الكفاية‪ ،‬فلنه أمر بمعروف أو نهي عن منكر‪ .‬وهما على الكفاية‪ .‬وقد بعث النبي‬
‫)ص( عليا إلى اليمن قاضيا‪ ،‬فقال‪ :‬يمما رسممول الم بعثتنممي أقضممي بينهممم وأنمما شمماب ل أدري ممما‬
‫القضاء ؟ فضرب النبي )ص( صدره وقال‪ :‬اللهم اهممده وثبممت لسممانه‪ .‬قممال‪ :‬فوالممذي فلممق الحبممة‪،‬‬
‫وبرأ النسمة‪ ،‬ما شككت في قضاء بين اثنين‪ .‬واستخلف النممبي )ص( عتمماب بممن أسمميد علممى مكممة‬
‫واليا وقاضيا‪ ،‬وقلد معاذا قضاء اليمن‪ ،‬وبعممث عممر رضممي الم عنمه أبمما موسمى الشمعري إلمى‬
‫البصرة‪ ،‬فلو كان القضاء فرض عين لم يكف واحد‪ .‬أفاده في المغنممي‪) .‬قمموله‪ :‬فممي الناحيممة( هممي‬
‫مسافة العدوى دون ممما زاد‪) .‬قمموله‪ :‬بممل أسممنى الممخ( أي بممل القضمماء أسممنى‪ :‬أي أفضممل فممروض‬
‫الكفايات‪ ،‬وذلك للجماع مع الضطرار إليه‪ ،‬لن طباع البشممر مجبولممة علممى التظممالم‪ ،‬وقممل مممن‬
‫ينصف من نفسه‪ .‬والمام العظم مشتغل بما هممو أهممم منممه‪ ،‬فمموجب مممن يقمموم بممه‪ ،‬وكممان أسممنى‬
‫فروض الكفايممة‪) .‬قمموله‪ :‬فممإن امتنممع الصممالحون لممه( أي للقضمماء‪) .‬وقمموله‪ :‬منممه( متعلممق بممامتنع‪،‬‬
‫فالضمير يعود على القضاء أيضا‪) .‬وقوله‪ :‬أثموا( أي وأجبر المام أحدهم‪) .‬قوله‪ :‬أما تولية الخ(‬
‫مقابل قوله هو‪ :‬أي قبوله‪ .‬وعبارة المغني‪ :‬وخرج بقبول التولية إيقاعها للقاضي من المممام فإنهمما‬
‫فرض عين عليه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬في إقليم( أي كالهند وجاوى والحجاز‪) .‬قمموله‪ :‬ففممرض عيممن عليممه(‬
‫أي على المام‪ ،‬ويتعين على قاضي القليم أن يولي تحته فيممما عجممز عنممه‪) .‬قمموله‪ :‬ثممم علممى ذي‬
‫شوكة( أي ثم هو فرض عين على ذي شوكة إن لم يوجود المام‪) .‬قوله‪ :‬ول يجمموز إخلء الممخ(‬
‫والمخاطب بذلك المام أو من فوض إليممه المممام السممتخلف‪ :‬كقاضممي القليممم‪) .‬وقمموله‪ :‬مسممافة‬
‫العدوى( هي التي خرج منها بكرة ‪ -‬أي من طلوع الفجر ‪ -‬لبلد الحاكم رجع إليها يومه بعد فراغ‬
‫زمن المخاصمة المعتدلة من دعوى وجواب وإقامة بينة حاضرة وتعديلها‪ .‬والعبرة بسير الثقممال‬
‫لنه منضبط‪) .‬وقوله‪ :‬عن قاض( أي أو خليفته‪) .‬قوله‪ :‬فرع ل بد من تولية من المام أو مممأذونه‬
‫الخ( فيه أن هذا عين قوله أول أما تولية المام أو نائبه ففرض عين الخ‪ ،‬فكان السبك والخصر‬
‫أن يقول بعد قوله ثم على ذي شوكة‪ ،‬ثم على أهل الحل والعقد الخ‪ .‬وبعد قمموله معارضمما للبمماقين‬
‫يأتي بقوله أول‪ ،‬ول يجوز إخلء مسافة العدوى عن قاض‪ ،‬ثم يأتي بقمموله ومممن صممريح التوليممة‬
‫الخ‪ .‬واعلم أنه يشترط في التولية أن تكون للصممالح للقضمماء‪ ،‬فممإن لممم يكممن صممالحا لممه لممم تصممح‬
‫توليته‪ ،‬ويأثم المممولي ‪ -‬بكسممر اللم ‪ -‬والمممولى ‪ -‬بفتحهمما ‪ -‬ول ينفممذ حكمممه‪ ،‬وإن أصمماب فيممه إل‬
‫للضرورة‪ ،‬بأن ولي سلطان ذو شوكة مسلما فاسقا‪ ،‬فينفذ قضاؤه للضممرورة لئل تتعطممل مصممالح‬
‫الناس ‪ -‬كما سيذكره ‪ -‬روى البيهقي والحاكم‪ :‬من استعمل عامل علممى المسمملمين‪ ،‬وهممو يعلممم أن‬
‫غيره أفضل منه ‪ -‬وفي رواية رجل على عصابة‪ ،‬وفي تلك العصابة من هممو أرضممى ل م منممه ‪-‬‬
‫فقد خان ال ورسوله والمؤمنين‪) .‬قوله‪ :‬فإن فقد المام فتولية( يقرأ بالجر‪ :‬أي فل بممد ممن توليمة‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬أهل الحل والعقد( أي حل المور وعقدها من العلماء ووجوه الناس المتيسممر اجتممماعهم‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أو بعضهم( أي بعض أهل الحل والعقد‪ ،‬ولو كان واحدا لكن مع رضا الباقين‪) .‬قوله‪ :‬ولو‬
‫وله( أي الصالح للقضاء‪) .‬وقوله‪ :‬أهل جانب من البلد( أي من أهل الحل والعقمد‪) .‬قموله‪ :‬صمح(‬
‫أي ما ذكر من التوليمة‪ ،‬ولمو قمال صمحت بتماء التمأنيث لكمان أولمى‪) .‬وقموله‪ :‬فيمه( أي فمي ذلمك‬
‫الجانب‪) .‬وقوله‪ :‬دون‬

‫)‪ (1‬سورة النساء‪ ،‬الية‪ .135 :‬حاشية إعانة الطالبين ج ‪ 4‬م ‪16‬‬

‫] ‪[ 242‬‬

‫الخر( أي دون الجانب الخر من البلد‪ ،‬فل تصح التولية بالنسبة إليممه‪ ،‬لكممن محلممه إن لممم‬
‫يرض به أهله إل صحت‪) .‬قوله‪ :‬ومن صريح التولية الممخ( مرتبممط بمحممذوف‪ ،‬أي ويشممترط فممي‬
‫صحة التوليمة الصمميغة ممن إيجمماب وقبمول‪ ،‬وممن صممريح التوليمة أي إيجابمما بتوليتممك‪ ،‬أو قلممدتك‬
‫القضاء‪) .‬قوله‪ :‬ومن كنايتها( أي التولية‪) .‬قوله‪ :‬عليك فيه( متعلقان بكممل مممن عممولت واعتمممدت‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ويشترط القبول( أي من المممولى بفتمح اللم‪) .‬وقمموله‪ :‬لفظمما( أي بممأن يقمول قبلممت ذلممك أو‬
‫توليته‪) .‬قوله‪ :‬وكذا فورا الخ( أي وكذا يشترط أن يكون فورا فيما إذا كان المولى ‪ -‬بفتممح اللم ‪-‬‬
‫حاضرا‪) .‬قوله‪ :‬وعند بلوغ الخبر في غيره( أي ويشترط أن يكون القبول عند بلوغ خبر التوليممة‬
‫بكتاب أو برسول فيما إذا كان غير حاضر‪) .‬قوله‪ :‬وقال جمع محققون الخ( معتمممد‪ .‬قممال سممم‪ :‬ل‬
‫يعتبر القبول لفظا‪ ،‬بل يكفي فيه الشروع بالفعل كالوكيل ‪ -‬كما أفتى بذلك شيخنا الشممهاب الرملممي‬
‫‪ -‬نعم‪ :‬يرتد بالرد‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ومن تعين في ناحية( أي للقضاء بأن لم يوجد في نمماحيته أي بلممده‪،‬‬
‫ومن على دون مسافة العدوى صممالح لممه غيممره‪) .‬قمموله‪ :‬لزمممه قبمموله( أي القضمماء للحاجممة إليممه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وكذا طلبه( أي وكذا يلزمه طلبه القضاء إن تعين له‪ .‬وفي المغني ممما نصممه‪ :‬تنممبيه‪ :‬محممل‬
‫وجوب الطلب إذا ظن الجابة ‪ -‬كما بحثه الذرعي ‪ -‬فإن تحقق أو غلممب علممى ظنممه عممدمها لممما‬
‫علم من فساد الزمان وأئمته لم يلزمه‪ ،‬فإن عرض عليه لزمه القبول‪ ،‬فإن امتنع عصممى‪ ،‬وللمممام‬
‫إجباره على الصح‪ ،‬لن الناس مضطرون إلى علمممه ونظممره‪ ،‬فأشممبه صمماحب الطعممام إذا منعممه‬
‫المضطر‪ ،‬فإن قيل أنه بامتناعه حينئذ يصير فاسقا‪ ،‬ويحمل قولهم يجممبر علممى أنممه يممؤمر بالتوبممة‬
‫أول‪ ،‬فإذا تاب أجبر‪ :‬أجيب بأنه ل يفسق بذلك‪ ،‬لنه ل يمتنع غالبا إل متأول للتحممذيرات المواردة‬
‫في الباب‪ ،‬واستشعاره من نفسه العجز‪ ،‬وعدم اعتماده على نفسه المممارة بالسمموء‪ ،‬وكيممف يفسممق‬
‫من امتنع متأول تأويل سائغا أداه اجتهاده إليه ؟ وأن المنجي له من عذاب ال وسخطه لممه‪ ،‬عممدم‬
‫التلبس بهذا المر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولو ببذل مال( أي إن قممدر عليممه فاضممل عممما يعتممبر فممي الفطممرة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وإن خاف من نفسه الميل( أي يلزمه القبول والطلب وإن خاف من نفسممه الجممور والظلممم‪،‬‬
‫وإذا توله احترز عنه كسائر فروض العيان‪) .‬قوله‪ :‬فإن لم يتعين فيها( أي في ناحيته بأن وجممد‬
‫من يصلح له غيره‪) .‬قوله‪ :‬كره للمفضول القبول والطلب( وذلك لما روي‪ ،‬عن عبد الرحمن بممن‬
‫سمرة أنه قال له النبي )ص(‪ :‬ل تسأل المارة‪ .‬ومحل كراهة ما ذكر حيممث لممم يتميممز المفضممول‬
‫بكونه أطوع في الناس‪ ،‬أو أقرب إلممى القلمموب‪ ،‬أو أقمموى فممي القيممام فممي الحممق‪ ،‬أو ألممزم لمجلممس‬
‫الحكم‪ ،‬وإل جاز له القبول والطلب من غير كراهة‪) .‬قوله‪ :‬إن لم يمتنع الفضل( فإن امتنممع فهممو‬
‫كالمعدوم‪ ،‬ول يكره للمفضول ذلك‪) .‬قوله‪ :‬ويحرم طلبه( أي القضاء‪ ،‬قال في المروض وشمرحه‪:‬‬
‫وإن كان هناك قاض‪ ،‬فإن كان غير مسممتحق للقضمماء فكالمعممدوم‪ ،‬وإن كممان مسممتحقا لممه‪ ،‬فطلممب‬
‫عزله‪ ،‬حرام وإن كان مفضول‪ ،‬فإن فعمل ‪ -‬أي عمزل وولمى غيممره ‪ -‬نفممذ للضمرورة‪ :‬أي عنمدها‬
‫وأما عند تمهد الصول الشرعية فل ينفذ‪ ،‬صرح به الصل فيما إذا بذل مال لذلك‪ ،‬والظاهر أنممه‬
‫بدونه كذلك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بعزل صالح له( أي للقضاء‪ ،‬فممإن كممان غيممر صممالح لممه فل يحممرم طلبممه‬
‫بعزله‪ ،‬بل يسن ولو ببممذل المممال‪ .‬واعلممم أن الممذي تحصممل مممن كلمممه أن قبممول القضمماء تعممتريه‬
‫الحكام الخمس ‪ -‬ما عدا الباحة ‪ -‬فيجب إذا تعين في الناحية‪ ،‬ويندب إن لم يتعين‪ ،‬وكان أفضممل‬
‫من غير‪ ،‬ويكره إن كان مفضول ولم يمتنع الفضل‪ ،‬ويحرم بعزل صالح ولمو مفضممول‪) .‬قموله‪:‬‬
‫وشرط قاض( هو مفرد مضاف فيعم )قوله‪ :‬كونه أهل الخ( فيه إحالة على مجهممول‪ ،‬إل أن يقممال‬
‫إتكل في ذلك على شهرته‪) .‬وقموله‪ :‬للشمهادات كلهما( أي لسمائر أنواعهما‪ ،‬إذ همي تتنموع بحسمب‬
‫المشهود به إلى سبعة أنواع‪ ،‬كما‬

‫] ‪[ 243‬‬

‫سيأتي بيانيا في بابها‪) .‬قوله‪ :‬بأن يكون مسلما( قال الماوردي‪ :‬وما جرت به عممادة الممولة‬
‫من نصب رجل من أهل الذمة فتقليد رياسة وزعامة‪ :‬أي سيادة ل تقليد حكم وقضاء‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫مكلفا( أي بالغا عاقل‪) .‬قوله‪ :‬حرا( أي كله‪) .‬قمموله‪ :‬ذكممرا( أي يقينمما‪) .‬قمموله‪ :‬عممدل( العدالممة لغممة‬
‫التوسط‪ ،‬وشرعا ملكة في النفس‪ ،‬تمنع من اقتراف الكبائر والرذائل المباحة ‪ -‬كممما تقممدم‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫سممميعا( إنممما اشممترط السمممع فيممه‪ ،‬لن الصممم ل يفممرق بيممن إقممرار‪ ،‬وإنكممار‪ ،‬وإنشمماء‪ ،‬وإخبممار‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬ولو بالصياح( غاية في كونه سميعا‪ :‬أي ولو كمان ل يسممع إل بالصمياح فمي أذنيمه فمإنه‬
‫يكفي ول يضر إل الصمم الشديد‪ ،‬بحيث ل يسمع أصل‪) .‬قوله‪ :‬بصيرا( أي ولو بإحممدى عينيممه‪،‬‬
‫ولو كان يبصر نهارا فقط دون من يبصر ليل فقممط‪ .‬قمماله الذرعممي‪ .‬وخممالفه الرملممي وممن تبعممه‬
‫فيمن يبصر ليل فقط‪ ،‬فقال يكفي كونه يبصر ليل فقط‪ ،‬كما يكفي كونه يبصر نهارا فقممط‪ .‬فممائدة‪:‬‬
‫البصممر قمموة فممي العيممن تممدرك بممه المحسوسممات‪ ،‬كممما أن البصمميرة قمموة فممي القلممب تممدرك بهمما‬
‫المعقولت‪ ،‬فالبصيرة للقلب بمنزلة البصر للعين‪) .‬قوله‪ :‬فل يولى من ليس كممذلك( أي مممن ليممس‬
‫مستكمل للشروط المذكورة‪ ،‬بأن يكون كافرا‪ ،‬أو صبيا‪ ،‬أو مجنونمما أطبممق جنممونه أول‪ ،‬أو رقيقمما‬
‫كله أو بعضممه‪ ،‬أو أنممثى‪ ،‬أو خنممثى‪ ،‬أو فاسممقا‪ ،‬أو أصممم‪ ،‬أو أعمممى‪ ،‬فل يصممح تمموليتهم لنقصممهم‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ول أعمى( فيه أنه مندرج في قوله من ليس كذلك فلي شئ أفرده‪) .‬قوله‪ :‬وهو ممن يممرى‬
‫الخ( عبارة التحفة‪ :‬فل يولى أعمى ومن يرى الشبح الخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬فلعل لفظه هممو‪ :‬زائدة مممن النسمماخ‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬الشبح( أي الجسم‪) .‬وقوله‪ :‬ول يميز الصورة( أي ول يميز صورة ذلك الشممبح‪ ،‬هممل هممي‬
‫صورة زيد أو عمرو‪ ،‬أو غير ذلك ؟ )قوله‪ :‬وإن قربممت( أي ل يميزهمما مطلقمما مممع القممرب ومممع‬
‫البعد‪) .‬قوله‪ :‬بخلف من يميزها إذا قربت( أي الصورة فإنه يصح توليته‪) .‬قوله‪ :‬بحيث يعرفهمما(‬
‫تصوير لتمييزه إياها‪ .‬والمراد بحيث يعرف أنها صورة زيممد مثل‪) .‬قمموله‪ :‬ولممو بتكلممف الممخ( أي‬
‫ولو كانت معرفتها بتكلف ومزيد تأمل‪ ،‬فإنه يصح توليته‪) .‬قوله‪ :‬وإن عجز عن قراءة المكتمموب(‬
‫أي فإنه يصح توليته‪) .‬قمموله‪ :‬واخممتير صممحة وليممة العمممى( أي واختممار بعضممهم صممحة وليممة‬
‫العمى مستدل بأنه )ص(‪ :‬استخلف ابن أم مكتوم على الصلة وغيرها مممن أمممور المدينممة رواه‬
‫الطبراني‪ .‬وأجاب المانعون وليته باحتممال أنمه اسمتخلفه فمي الممور العاممة ممن الحراسمة ومما‬
‫يتعلق بها‪ ،‬ل في خصوص الحكم الذي الكلم فيه‪) .‬قوله‪ :‬كافيا للقيام بمنصممب القضمماء( أي بممأن‬
‫يكون ذا يقظة تامة‪ ،‬وقوة على تنفيذ الحق بحيث ل يؤتى من غفلة‪ :‬أي ل يصاب في الحكم‪ ،‬بممأن‬
‫يحكم بخلف الحق من أجل غفلته‪ ،‬ول يخدع مممن غممرة‪ :‬أي ل يخممدع عمن الحممق بسممبب غممرور‬
‫شخص له‪ .‬قال في المغني‪ :‬وفسر بعضهم الكفاية اللئقة بالقضاء‪ ،‬بأن يكون فيه قمموة علممى تنفيممذ‬
‫الحق بنفسه‪ ،‬فل يكون ضعيف النفس جبانا‪ .‬فإن كثيرا من الناس يكون عالما دينا‪ ،‬ونفسه ضعيفة‬
‫عن التنفيذ واللزام والسطوة‪ ،‬فيطمع في جانبه بسبب ذلك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فل يولى مغفل( هو الممذي‬
‫ل يضبط المور بأن يكون مختل النظر والفكر‪ ،‬لكممبر أو مممرض أو غيممر ذلممك‪) .‬قمموله‪ :‬ومختممل‬
‫نظر( أي فكر‪ ،‬وعطفه على ما قبله من عطمف التفسمير‪) .‬وقموله‪ :‬بكمبر أو ممرض( البماء سمببية‬
‫متعلق بكل من مغفل ومختل نظر‪) .‬قوله‪ :‬مجتهدا( أي اجتهادا مطلقا لنه المنصممرف إليممه اللفممظ‬
‫عند الطلق‪ ،‬وبمدليل بيممانه التمي‪ ،‬والجتهمماد فمي الصمل بمدل المجهمود فممي طلمب المقصممود‪،‬‬
‫ويرادفه التحري والتوخي‪ ،‬ثم استعمل في استنباط الحكام من الكتاب والسنة‪ .‬وخرج بممه مجتهممد‬
‫المذهب‪ ،‬وهو من يستنبط الحكام من قواعد إمممامه كمالمزني‪ ،‬ومجتهمد الفتموى‪ ،‬وهمو مممن يقممدر‬
‫على الترجيح في القوال كالرافعي والنووي‪ ،‬والمقلد الصممرف وهمو الممذي لممم يتأهممل للنظمر فممي‬
‫قواعد إمامه والترجيح بين القوال‪) .‬قوله‪ :‬فل يصح تولية جاهل( أي بالحكام الشرعية‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫ومقلد( أي ول يصح تولية مقلد لمام من الئمة الربعة‪) .‬قوله‪ :‬وإن حفظ الخ(‬

‫] ‪[ 244‬‬

‫غاية في عدم صحة تولية المقلد‪) .‬قوله‪ :‬لعجزه عمن إدراك غوامضمه( أي مسمائل ممذهب‬
‫إمامه الصعبة‪ .‬قال في التحفة بعده‪ :‬وتقرير أدلته إذ ل يحيط بهما إل مجتهد مطلق‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقال في‬
‫النهاية‪ :‬المقلد هو من حفظ مذهب إمامه‪ ،‬لكنه غير عارف بغوامضه‪ ،‬وقاصر عن تقريممر أدلتممه‪،‬‬
‫لنه ل يصملح للفتموى‪ ،‬فالقضماء أولمى‪ .‬ا‍ه‪) .‬قموله‪ :‬والمجتهمد( أي المطلمق‪) .‬قموله‪ :‬ممن يعمرف‬
‫بأحكام القرآن( الباء زائدة‪ .‬وفمي الكلم حممذف مضممافين‪ :‬أي ممن يعممرف أنمواع محمال الحكمام‪،‬‬
‫ليتمكن من استنباطها منها‪ ،‬ويقدر على الترجيح فيها عند تعارض الدلة‪) .‬قوله‪ :‬مممن العممام الممخ(‬
‫بيان للمضاف الول من المضافين اللذين قمدرتهما‪ ،‬وليمس بيانما للحكمام فمي كلممه‪ ،‬كمما يفيمده‬
‫صنيعه‪ :‬إذ العام ليس حكما‪ ،‬وإنما هو محل له‪ ،‬والعام لفظ يستغرق الصالح لممه ممن غيممر حصممر‬
‫كقوله تعالى‪) * :‬ول تبطلوا أعمالكم( *‪ .‬والخاص بخلفه كقوله عليممه الصمملة والسمملم‪ :‬الصممائم‬
‫المتطوع أمير نفسه إن شاء صام‪ ،‬وإن شاء أفطر‪ .‬والمجمل ما لم تتضح دللتممه كقمموله تعممالى‪* :‬‬
‫)وآتوا الزكاة( *‪ .‬وقوله‪) * :‬خذ من أموالهم صدقة( *‪ .‬لنه لم يعلم منهمما قممدر الممواجب‪ ،‬والمممبين‬
‫هو ما اتضحت دللته‪ ،‬والمطلق ما دل على الماهية بل قيممد كآيممة الظهممار‪ .‬والمقيممد ممما دل علممى‬
‫الماهية بقيد كآية القتل‪ .‬والنص ما دل دللة قطعية‪ ،‬والظاهر ممما دل دللممة ظنيممة‪ .‬قممال فممي جمممع‬
‫الجوامع‪ :‬المنطوق ما دل عليه اللفظ في محل النطق‪ ،‬وهو نممص إن أفمماد معنممى ل يحتمممل غيممره‬
‫كزيممد‪ ،‬وظمماهر إن احتمممل غيممره مرجوحمما كأسممد‪ .‬ا‍ه‪ .‬والناسممخ كآيممة‪) * :‬والممذين يتوفممون منكممم‬
‫ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا( *‪ .‬والمنسمموخ كآيممة‪) * :‬والممذين يتوفممون‬
‫منكم ويذرون أزواجا وصية لزواجهمم متاعما إلمى الحمول( *‪ .‬والمحكمم كقموله تعمالى‪) * :‬ليمس‬
‫كمثله شئ وهو السميع البصير( * فهذه نص في أنه ل يماثله شئ في ذاته ول في صفاته ول في‬
‫أفعاله‪ ،‬والمتشمابه كقموله تعمالى‪) * :‬الرحممن علمى العمرش اسمتوى( *‪) .‬قموله‪ :‬وبأحكمام السمنة(‬
‫معطوف على بأحكام القرآن‪ .‬والمراد أن يعرف أنواع محال الحكام من السنة أيضا ‪ -‬كممما تقممدم‬
‫‪ -‬والسنة هي الحاديث الشريفة‪ ،‬وهممي كممل ممما نسممب للنممبي )ص( مممن القمموال والفعممال والهممم‬
‫والتقرير‪ ،‬كأن فعل بعض الصحابة شيئا أو قال شيئا بحضممرة النممبي )ص( وأقممره عليممه‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫من المتواتر الخ( بيان لما قدرته أيضا وليس بيانا لنفس الحكممام ‪ -‬كممما مممر ‪) .-‬قمموله‪ :‬وهممو( أي‬
‫المتواتر ممما تعممددت طرقممه‪ ،‬بممأن رواه جمممع عممن جمممع يمؤمن مممن تواطممؤهم علممى الكممذب‪ .‬قممال‬
‫البجيرمي‪ :‬المتواتر ما ترويه جماعة يستحيل تواطؤهم على الكذب عن جماعة كممذلك فممي جميممع‬
‫الطبقات‪ ،‬والحاد ما يرويه واحد عن واحد أو أكثر ولم يبلغوا عدد التواتر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬والحمماد(‬
‫بالجر عطف على المتواتر‪) ،‬قوله‪ :‬وهو( أي الحمماد‪ :‬أي حممديثهم‪) .‬وقمموله‪ :‬باتصممال رواتممه( أي‬
‫المصور باتصال رواته‪ ،‬فالباء للتصوير‪ ،‬وكان الملئم لما قبله‪ ،‬أي يأتي به في صورة التعريف‬
‫بأن يقول وهو ما اتصلت رواته الخ‪) .‬قوله‪ :‬ويسمى( أي المتصل باتصممال المخ المرفمموع )قموله‪:‬‬
‫أو إلى الصحابي( معطوف على قوله إليه‪ :‬أي أو باتصال رواتممه إلممى الصممحابي ولممم يرفممع إلممى‬
‫النبي )ص(‪) .‬قوله‪ :‬ويسمى( أي المتصل إلى الصحابي الموقوف‪) .‬قوله‪ :‬والمرسل( بالجر أيضا‬
‫عطف على المتواتر‪) .‬وقوله‪ :‬وهو قول التابعي الخ( أي فهو ما سقط منه الصحابي‪ ،‬كما قال في‬
‫البيقونية‪ :‬ومرسل منه الصحابي سقط‬

‫)‪ (1‬سورة محمد‪ ،‬الية‪ (2) .33 :‬سورة النور‪ ،‬الية‪ (3) .56 :‬سورة التوبمة‪ ،‬اليمة‪ (4) .103 :‬سمورة البقمرة‪ ،‬اليمة‪:‬‬
‫‪ (5) .234‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪ (6) .240 :‬سورة الشورى‪ ،‬الية‪ (7) .11 :‬سورة طه‪ ،‬الية‪.5 :‬‬

‫] ‪[ 245‬‬

‫وهذا اصطلح المحدثين‪ .‬وأما اصطلح الفقهاء والصوليين‪ ،‬فهو ما سقط من سممنده راو‬
‫أو أكثر‪ ،‬سواء كان من أوله أو من آخره أم بينهما‪ .‬وعبارة ق ل في حاشية شرح الورقات‪ ،‬وأما‬
‫اصطلح المحدثين‪ :‬فالمرسل ما سقط منه الصحابي‪ ،‬وممما وقممف علممى الصممحابي موقمموف‪ ،‬وممما‬
‫وقف على التابعي مقطوع‪ ،‬وما سقط منه راو منقطع‪ ،‬أو راويان فمنقطع من موضممعين إن كممان‬
‫بغير اتصال‪ ،‬وإل فمعضل‪ ،‬وما سقط أوله معلق‪ ،‬وما أسند إلى النبي )ص( مرفمموع‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫أو بحال الرواة( معطوف على بأحكام القرآن‪ ،‬وأو بمعنى الواو‪ :‬أي ويعممرف بحممال الممرواة لنممه‬
‫يتوصل به إلى تقرير الحكام‪) .‬قوله‪ :‬قوة وضعفا( منصموبان علمى التمييمز‪ :‬أي ممن جهمة القموة‬
‫ومن جهة الضعف‪) .‬قوله‪ :‬وما تواتر ناقلوه( أي بلغوا عدد التواتر‪ ،‬وهو مستأنف‪) .‬قوله‪ :‬وأجمع‬
‫السلف( عبارة التحفة‪ :‬نعم ما تواتر ناقلوه‪ ،‬أو أجمع السلف على قبوله ل يبحث عن عدالة ناقليه‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬فعليممه تكممون الممواو بمعنممى أو‪) .‬قمموله‪ :‬ولممه الممخ( أي للمجتهممد الكتفمماء بتعممديل إمممام لممراوي‬
‫الحديث‪ :‬أي قوله أنممه عممدل‪) .‬وقمموله‪ :‬عممرف( أي المجتهممد‪) .‬وقمموله‪ :‬صممحة مممذهبه( أي المممام‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬في الجرح والتعممديل( أي جممرح الممرواة وتعممديلهم‪ :‬أي بيممان أنهممم عممدول أو غيممر عممدول‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ويقدم عنممد التعممارض المخ( بيممان لكيفيمة الترجيممح عنممد تعممارض الدلممة‪) .‬قمموله‪ :‬والناسممخ‬
‫والمتصل والقوي( أي وتقدم هذه الثلثة على مقابلها‪ ،‬وهو المنسوخ والمنقطع والضعيف‪) .‬قوله‪:‬‬
‫ول تنحصر الحكام الخ( قممال فممي النهايممة‪ :‬ول ينحصممر ذلممك فممي خمسمممائة آيممة‪ ،‬ول خمسمممائة‬
‫حديث‪ ،‬للستنباط في الولى مممن القصممص والمممواعظ وغيرهممما أيضمما‪ ،‬ولن المشمماهدة قاضممية‬
‫ببطلنه في الثاني‪ .‬فإن أراد القائل بالحصر فممي ذلممك بالنسممبة للحمماديث الصممحيحة السممالمة ممن‬
‫الطعن في سند أو نحوه‪ ،‬أو الحكمام الخفيمة الجتهاديمة‪ ،‬كمان لمه نموع قمرب علمى أن قمول ابمن‬
‫الجوزي أنها ثلثة آلف ونحوه‪ ،‬مردود بممأن غممالب الحمماديث ل تكمماد تخلممو عمن حكممم‪ ،‬أو أدب‬
‫شرعي‪ ،‬أو سياسة دينية‪ ،‬ويكفي اعتمماده فيهما علمى أصمل مصمحح عنمده يجممع غمالب أحماديث‬
‫الحكام كسنن أبي داود‪ :‬أي ممع معرفممة اصمطلحه‪ ،‬وممما للنماس فيممه ممن نقمل ورد‪ .‬ا‍ه‪) .‬قموله‪:‬‬
‫خلفمما لزاعمهممما( أي زاعممم انحصممار الحكممام فممي خمسمممائة آيممة وخمسمممائة حممديث‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫وبالقياس( معطوف على بأحكام القرآن‪ :‬أي وبأن يعرف بالقياس‪) .‬وقوله‪ :‬بممأنواعه( أي القيمماس‪،‬‬
‫والجار والمجرور بدل من الجار والمجرور قبله‪) .‬قوله‪ :‬من الجلممي الممخ( بيممان للنممواع الثلثممة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وهو( أي الجلي‪) .‬قوله‪ :‬ما يقطع فيه بنفي الفارق( أي بين المقيس والمقيس عليمه‪) .‬قموله‪:‬‬
‫كقياس ضرب الولد على تأفيفه( أي فمي التحريمم الثمابت بقموله تعمالى‪) * :‬فل تقمل لهمما أف( *‪.‬‬
‫ومثله قياس من فوق الذرة بها في قوله تعالى‪) * :‬فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يممره( *‪) .‬قمموله‪ :‬أو‬
‫المساوي( معطوف على الجلي‪) .‬قوله‪ :‬وهو( أي المساوي‪) .‬وقوله‪ :‬ما يبعممد فيممه انتفمماء الفممارق(‬
‫الصواب وجود الفارق‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬وهو ما يبعد فيه الفارق‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهي ظاهرة‪) .‬قوله‪ :‬كقياس‬
‫إحراق مال اليتيم على أكلممه( أي فممي التحريممم الثممابت بقمموله تعممالى‪) * :‬إن الممذين يممأكلون أممموال‬
‫اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطممونهم نممارا( *‪) .‬قموله‪ :‬أو الدون( معطمموف علممى الجلممي أيضمما‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وهو ما ل يبعد فيه انتفاء‬

‫)‪ (1‬سورة السراء‪ ،‬الية‪ (2) .23 :‬سورة الزلزلة‪ ،‬الية‪ (3) .7 :‬سورة النساء‪ ،‬الية‪.10 :‬‬

‫] ‪[ 246‬‬

‫الفارق( عبارة التحفة‪ :‬وهو مال يبعد فيه ذلك‪ :‬أي وجود الفارق‪ ،‬وهي الصممواب‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫كقياس الذرة على البر( الذي في التحفة والنهاية‪ :‬كقيماس التفماح علمى المبر بجمامع الطعمم‪ ،‬وهمو‬
‫أولى‪ :‬إذ قياس الذرة على البر من القياس المساوي‪ ،‬لنه يبعد فيه وجود الفارق بينهما‪ ،‬إذ القصد‬
‫منهما واحد‪ ،‬وهو القتيات‪ ،‬بخلف قياس التفاح على البر‪ ،‬فإنه ل يبعممد فيممه وجممود الفممارق‪ ،‬بممل‬
‫هو قريب‪ ،‬إذ القصممد مممن التفمماح التفكمه والتلممذذ ‪ -‬بخلف المبر فالقصمد منممه القتيممات ‪) .-‬قموله‪:‬‬
‫وبلسان العرب( معطوف على بأحكام القرآن أيضا‪ :‬أي وبأن يعرف بلسممان العممرب‪ :‬أي كلمهممم‬
‫لغة ونحوا وصرفا وغيرها‪ ،‬لنه ل بد منها في فهم الكتماب والسممنة‪ .‬إذ بهما يعمرف عمموم اللفمظ‬
‫وخصوصممه‪ ،‬وإطلقممه وتقييممده‪ ،‬وإجممماله وبيممانه‪ ،‬وصمميغ المممر والنهممي‪ ،‬والخممبر والسممتفهام‬
‫والسماء والفعال والحروف‪) .‬قوله‪ :‬وبأقوال العلماء( معطوف علممى بأحكممام القممرآن‪ :‬أي وبممأن‬
‫يعرف بأقوال العلماء إجتماعا واختلفا‪ ،‬لئل يخالفهم في اجتهاده‪) .‬قوله‪ :‬ولو فيما يتكلم فيه فقممط(‬
‫أي يكفي معرفة القوال ولو في المسألة التي يتكلم فيها‪ ،‬فل يشترط أن يعرف أقوال العلممماء فممي‬
‫كل مسألة‪ ،‬بل في المسألة التي يريد النظر فيها‪ ،‬بأن يعلم أن قوله فيها ل يخالف إجماعا‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫اجتماع ذلك كله( أي معرفته أحكام القرآن والسنة والقياس ولسان العرب وأقوال العلماء‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫إنما شرط للمجتهد المطلق( أي وقد فقد من بعد الخمسمائة بحسب ما يظهر لنا‪ ،‬فل ينافي أنه في‬
‫نفس المر يوجد‪ ،‬وأقله قطب الغوث‪ ،‬فإنه ل يكممون إل مجتهممدا‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمممي‪ .‬وفممي المغنممي ممما‬
‫نصه‪ :‬قال ابن دقيق العيد‪ :‬ول يخلو العصر عن مجتهد‪ ،‬إل إذا تممداعى الزمممان وقربممت السمماعة‪،‬‬
‫وأما قول الغزالي والقفال إن العصر خل عن المجتهد المستقل‪ ،‬فالظمماهر أن الممراد مجتهممد قممائم‬
‫بالقضاء‪ ،‬فإن العلماء يرغبون عنه‪ .‬وهذا ظماهر ل شمك فيمه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قموله‪ :‬أمما مقيمد( همو صمادق‬
‫بمجتهد المذهب‪ ،‬وبمجتهد الفتوى‪ ،‬وبالمقلد الصرف‪) .‬قوله‪ :‬ل يعدو مممذهب إمممام خمماص( أي ل‬
‫يتجاوزه‪) .‬وقوله‪ :‬فليس عليه الخ( جواب أما‪) .‬قوله‪ :‬وليراع فيها( أي في قواعد إمممامه‪ :‬أي بممأن‬
‫يقدم الخاص منها على العام‪ ،‬والمقيمد علمى المطلمق‪ ،‬والنمص علمى الظماهر وهكمذا‪) .‬قموله‪ :‬فمي‬
‫قوانين الشرع( أي قواعده‪) .‬قوله‪ :‬فإنه مع المجتهد الخ( أي فإن المقيد الذي ل يعدو قواعد إمامه‬
‫بالنسبة لمامه المجتهد‪ ،‬كالمجتهد بالنسبة لنصوص الشممرع‪ ،‬فقواعممد إمممامه فممي حقممه كنصمموص‬
‫الشرع في حق إمامه‪) .‬قوله‪ :‬ومن ثم( أي ومن أجل أنمه ممع المجتهممد المخ‪) .‬وقموله‪ :‬لمم يكممن لمه‬
‫عدول عن نص إمامه( أي ل يجوز له أن يعدل عن نص إمامه‪ ،‬كما ل يسوغ للمجتهممد أن يعممدل‬
‫عن نص الشرع‪) .‬قوله‪ :‬فإن ولى سلطان( أي مطلقا ذا شوكة كان أم ل‪ :‬بأن حبممس أو أسممر ولممم‬
‫يخلع‪ ،‬فإن أحكامه تنفممذ‪) .‬قموله‪ :‬ولمو كمافرا( لممم يمذكر هممذه الغايمة فمي التحفمة‪ ،‬ول فممي النهايمة‪،‬‬
‫ولغيرهما‪ ،‬وهي مشكلة‪ .‬إذ السلطان يشترط فيه أن يكون مسلما‪ ،‬وأما الكافر فل تصح سلطنته‪،‬‬
‫ول تنعقد إمامته‪ .‬ولو تغلب‪ ،‬ولو أخرها عن قوله أو ذو شوكة‪ ،‬وجعلها غاية له‪ ،‬لنممه ممكممن أن‬
‫يكون كافرا‪ ،‬أو عن قوله غير أهل‪ ،‬وجعلها غاية له‪ ،‬وتكون بالنسبة للثاني للممرد علممى الذرعممي‬
‫القائل بعدم نفوذ تولية الكافر القضمماء‪ ،‬لكممان أولممى‪ .‬تأمممل‪) .‬قموله‪ :‬أو ذو شموكة غيممره( أي غيممر‬
‫السلطان‪) .‬قوله‪ :‬في بلد( متعلق بمحذوف حمال‪ :‬أي حمال كمون ذي الشموكة فمي بلمد‪ ،‬أي ناحيمة‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬بأن انحصرت قوتها( أي البلدة فيه‪ ،‬أي ذي الشوكة‪ ،‬والباء لتصوير كونه له شمموكة فممي‬
‫بلده‪ .‬وعبارة التحفة والنهاية‪ :‬بأن يكون بناحية انقطع غوث السلطان عنها‪ ،‬ولم يرجعوا إل إليممه‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬غير أهل( مفعول ولى‪) .‬قوله‪ :‬كمقلد الخ( تمثيل لغير الهل‪) .‬قوله‪ :‬أي مع علمه( أي‬

‫] ‪[ 247‬‬

‫المولي ‪ -‬بكسر اللم ‪ -‬سلطانا أو ذا شوكة‪) .‬وقوله‪ :‬بنحو فسممقه( أي المممولى ‪ -‬بفتممح اللم‬
‫‪) .-‬قوله‪ :‬وإل الخ( أي وإن لم يعلم به‪) .‬وقوله‪ :‬ولو علم فسقه لم يوله( المواو للحمال‪ :‬أي والحمال‬
‫أنه لو كان يعلم بفسقه لم يوله‪) .‬وقوله‪ :‬فالظاهر الخ( جواب إن الشرطية المدغمممة فممي ل النافيممة‬
‫)وقوله‪ :‬كما جزم به شيخنا( أي في فتح الجواد‪) .‬قوله‪ :‬وكذا لو زاد الخ( أي وكذا ل ينفممذ حكمممه‬
‫لو زاد فسقه‪ ،‬بأن كان يشرب الخمر في الجمعة مرة‪ ،‬فصار يشرب علممى خلف العممادة‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫أو ارتكب مفسقا آخر( أي بأن كان يزني فصار يزني ويشرب الخمر‪) .‬قوله‪ :‬على تردد فيه( أي‬
‫فيما بعد كذا مممن زاد فسمقه‪ ،‬أو ارتكمب مفسممقا آخممر‪) .‬قموله‪ :‬وجممزم بعضممهم بنفموذ تموليته( أي‬
‫الفاسق مطلقا‪) .‬وقوله‪ :‬وإن وله غير عالم بفسقه( هذا هو الفارق بين ما جزم بممه بعضممهم وبيممن‬
‫ما ذكره قبل‪) .‬قوله‪ :‬وكعبد الممخ( معطمموف علممى قمموله كمقلممد‪) .‬قمموله‪ :‬نفممذ ممما فعلممه( أي المممولى‬
‫سلطانا‪ ،‬أو ذا شوكة‪) .‬قوله‪ :‬من التولية( بيان لما‪) .‬قوله‪ :‬وإن كان الممخ( غايممة فممي نفمموذ التوليمة‪:‬‬
‫أي تنفذ التولية وإن كان هناك‪ :‬أي في الناحية المولى عليها غير الهل مجتهد عدل‪) .‬قوله‪ :‬على‬
‫المعتمد( متعلق بنفذ‪) .‬قوله‪ :‬فينفذ قضاء( مفرع على نفوذ التولية‪) .‬قوله‪ :‬للضرورة( قال البلقيني‬
‫يستفاد من ذلك‪ ،‬أنه لو زالت شوكة من وله بموت أو نحوه‪ ،‬انعزل لممزوال الضممرورة‪ ،‬وأنممه لممو‬
‫أخذ شيئا من بيت المممال علممى وليمة القضماء‪ ،‬أو جوامممك فمي نظممر الوقمماف‪ ،‬اسممترد منمه‪ ،‬لن‬
‫قضاءه إنما نفذ للضرورة‪ ،‬ول كذلك المال‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬وإن نممازع كممثيرون فيممما ذكممر(‬
‫أي في نفوذ قضاء من وله للضرورة إذا كان فاسقا‪) .‬وقوله‪ :‬وأطالوا( أي فممي النممزاع‪) .‬وقمموله‪:‬‬
‫وصوبه الزركشممي( أي وقممال أنمه ل ضمرورة إليمه‪ ،‬بخلف المقلممد‪ .‬قمال فمي التحفمة بعمده وهمو‬
‫عجيب‪ ،‬فإن الفرض أن المام أو ذو الشوكة هو الذي وله عالما بفسقه‪ ،‬بل أو غير عالم به على‬
‫ما جزم به بعضهم‪ ،‬فكيف حينئذ يفممرع إلممى عممدم تنفيممذ أحكممامه المممترتب عليممه مممن الفتممن ممما ل‬
‫يتدارك خرقه‪ ،‬وقد أجمعت المة ‪ -‬كما قاله الذرعي ‪ -‬على تنفيذ أحكام الخلفاء الظلمة‪ ،‬وأحكممام‬
‫من ولوه ؟ ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وما ذكر في المقلد الخ( أي ما ذكر في المقلد مممن أنممه إذا وله سمملطان‪ ،‬أو‬
‫ذو شوكة‪ ،‬تنفذ توليته محله إن كان ثم مجتهد‪ ،‬وإل نفذت ولو من غير ذي شوكة‪ .‬ول يخفممى ممما‬
‫في عبارة شيخه المذكورة‪ .‬إذ قوله سلطان صادق بذي الشموكة وغيممره ‪ -‬كممما صممرح بمه هممو ‪.-‬‬
‫وإذا كان كذلك فل معنى للتقييد الذي ذكره بل ل يتممأتى‪ .‬نعممم‪ ،‬يصممير للتقييممد المممذكور معنممى لمو‬
‫أبقى عبارة المنهاج على حالها‪ ،‬وهي فإن تعذر جمع هذه الشروط‪ ،‬فولى سلطان له شوكة فاسقا‪،‬‬
‫أو مقلدا‪ ،‬نفذ قضاؤه للضرورة‪ .‬ففيها تخصيص التولية بذي الشمموكة‪ ،‬وحينئذ فيصممح قمموله‪ ،‬وممما‬
‫ذكر محله الخ‪ .‬ثم رأيت الرشيدي اعترض على قول النهاية المضاهي لقول شيخه المممذكور بممما‬
‫نصه‪ :‬قوله‪ :‬وما ذكر في المقلد محله الخ‪ ،‬هذا إنما يتممأتى لممو أبقممى المتممن علممى ظمماهره الموافممق‬
‫لكلم غيره‪ ،‬وأما بعد أن حوله إلى ما مر‪ ،‬فل موقع لهذا هناك‪ .‬وحاصل المراد ‪ -‬كما يؤخذ مممن‬
‫كلمهم ‪ -‬أن السلطان إذا ولى قاضيا بالشوكة‪ ،‬نفذت توليته مطلقا ‪ -‬سواء كان هناك أهل للقضاء‬
‫أم ل ‪ -‬وإن وله ل بالشركة‪ ،‬أو وله قاضي القضاة كذلك‪ ،‬فيشممترط فممي صممحة تمموليته فقممد أهممل‬
‫للقضاء‪ .‬انتهى‪) .‬قوله‪ :‬وإل الخ( أي وإن لم يكن هناك مجتهد نفممذت توليممة المقلممد‪ ،‬ولممو صممدرت‬
‫من غير ذي شوكة‪ ،‬كسلطان محبوس أو مأسور ولممم يخلممع كممما مممر‪) .‬قمموله‪ :‬وكممذا الفاسممق( أي‬
‫ومثل المقلد فيما ذكر من التفصيل الفاسق‪) .‬قوله‪ :‬فإن كان هناك عدل الخ( تصريح بما علممم مممن‬
‫التشبيه‪) .‬قوله‪ :‬اشترطت شوكة( أي في المولي )ص( بكسر اللم ‪) .-‬قوله‪ :‬وإل فل( أي وإن لمم‬
‫يكن هناك عدل‪ ،‬فل تشترط الشوكة‪.‬‬

‫] ‪[ 248‬‬

‫)قوله‪ :‬كما يفيد ذلك( أي التفصيل المذكور‪) .‬قمموله‪ :‬الحممق الممخ( مقممول قممول ابممن الرفعممة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬والوجه أن قاضمي الضمرورة يقضمي بعلممه( أي يحكمم بمما علممه إن شماء‪ :‬كمأن يمدعي‬
‫شخص على شخص بمال‪ ،‬وقد رآه القاضي أقرضه إياه أو سمعه يقر به‪ ،‬فله أن يحكم عليممه بممما‬
‫علمه ويثبت المال عنده‪) .‬قوله‪ :‬ويحفظ مال اليتيم( أي وله أن يحفظ مممال اليممتيم‪) .‬قمموله‪ :‬ويكتممب‬
‫لقاض آخر( أي وله أن يكتب لقاض آخر‪ ،‬فيما إذا ادعى عنده على غائب بمال مثل‪ ،‬وثبت عنده‬
‫بالبينة‪ ،‬فله أن يكتب إلى قاضي بلد الغائب ليستوفي له مممن ممال الغممائب الحاضممر عنممده‪) .‬قموله‪:‬‬
‫خلفا للحضرمي( أي الشيخ إسماعيل الحضرمي في قوله ليس لقاضي الضرورة أن يحكم بعلمه‬
‫الخ‪) .‬قوله‪ :‬يلزمه بيممان مسممتنده( أي إذا سممئل عنممه كممما أفصممح بممه فممي التحفممة‪ ،‬وسمميأتي أيضمما‪،‬‬
‫والمراد بمستند ما استنده إليه من بينمة‪ ،‬أو نكمول‪ ،‬أو نحمو ذلمك‪ .‬ا‍ه‪ .‬رشميدي‪ .‬وذلمك كمأن يقمول‬
‫مثل‪ ،‬ثبت عندي بالبينة أن المال المدعى بمه عنمدك‪ ،‬وحكممت عليمك بمه‪) .‬قموله‪ :‬ول يقبمل قموله‬
‫حكمت بكذا الخ( قال في التحفة‪ :‬وكأنه لضعف وليتمه‪ ،‬ثمم قمال‪ :‬ومحلمه إن لمم يمنمع مموليه مممن‬
‫طلب بيان مستنده ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬من غير بيمان مسممتنده فيممه( أي فيمما حكممم بممه‪) .‬قموله‪ :‬ولمو طلممب‬
‫الخصم( أي المممدعى عليممه‪) .‬قمموله‪ :‬تممبيين الشممهود( أي عينهممم كزيممد وعمممرو مثل‪) .‬قمموله‪ :‬لممزم‬
‫القاضي( أي الفاسق‪ ،‬والمقام للضمار‪ .‬فلو قال لزمه لكان أولى‪) .‬قوله‪ :‬وإل( أي وإن لم يممبينهم‬
‫لم ينفذ حكمه‪) .‬قوله‪ :‬يندب للمام( أي أو نائبه‪) .‬قموله‪ :‬أن يممأذن الممخ( أن وممما بعممدها فممي تأويممل‬
‫مصدر نائب فاعل يندب‪ :‬أي يندب له إذنه للقاضي المولى ‪ -‬بفتح اللم ‪ -‬في السممتخلف ليكممون‬
‫أسهل له‪ ،‬وأقرب لفصل الخصومات‪ ،‬ويتأكد ذلك عند اتسمماع الخطمة‪ ،‬فبمان نهماه المممام عنمه لممم‬
‫يستخلف استخلفا عاما لعدم رضاه بنظر غيره‪ ،‬فإن كان ما فوض له أكثر مما يمكنه القيممام بممه‪،‬‬
‫اقتصر على المتمكن وترك الستخلف‪ .‬أما السممتخلف الخمماص كتحليممف وسممماع بينممة‪ ،‬فقطممع‬
‫القفال بجوازه للضرورة إل أن ينص على المنع منممه‪ .‬أفماده م ر‪) .‬قموله‪ :‬وإن أطلممق التوليمة( أي‬
‫بأن لم يأذن له في الستخلف ولم ينهه عنه‪) .‬وقوله‪ :‬استخلف فيما ل يقدر عليه( أي فيممما عجممز‬
‫عنه لحاجته إليه‪) .‬وقوله‪ :‬ل غيره( أي ل يسممتخلف فممي غيممره ممما ل يقممدر عليممه‪ ،‬وهممو المقممدور‬
‫عليه‪ ،‬لن قرينة الحال تقتضي عدم الستخلف فيه‪) .‬وقوله‪ :‬في الصح( مقممابله يقممول يسممتخلف‬
‫مطلقا فيما عجز عنه وغيره‪ .‬تنمبيه‪ :‬يشمترط فمي الخليفمة مما شمرط فمي القاضمي ممن كمونه أهل‬
‫للشهادات كلها ومجتهدا‪ ،‬إل إن استخلف في أمر خاص كسماع بينة وتحليممف‪ ،‬فيكفممي علمممه بممما‬
‫يتعلق به من شروط البينة والتحليف‪ ،‬ويحكم الخليفة باجتهاده أو باجتهاد مقلممده ‪ -‬بفتممح اللم ‪ -‬إن‬
‫كان مقلدا‪ ،‬ول يجوز أن يشرط عليه أن يحكم بخلف اجتهاده أو اجتهاد مقلده ‪ -‬بفتح اللم ‪ -‬لنه‬
‫يعتقد بطلنه‪ ،‬وال تعالى إنما أمر بالحكم بالحق‪) .‬قوله‪ :‬مهمة( أي في بيان كمون القاضمي يحكمم‬
‫باجتهاده إن كان مجتهدا‪ ،‬أو باجتهاد مقلده إن كان مقلدا‪) .‬قوله‪ :‬يحكم القاضي( أي أو خليفته كما‬
‫مر‪) .‬قوله‪ :‬باجتهاده( أي بما أداه إليه اجتهاده من المسائل‪) .‬قمموله‪ :‬إن كممان مجتهممدا( أي اجتهممادا‬
‫مطلقا‪) .‬قوله‪ :‬أو اجتهاد مقلده( أي أو يحكم باجتهاد مقلده‪ ،‬أي إمامه فهو بفتممح اللم‪) .‬وقمموله‪ :‬إن‬
‫كان( أي القاضي‪) .‬وقوله‪ :‬مقلدا( بكسر اللم )قوله‪ :‬وقضية كلم الشيخين الخ( أقره سممم )قمموله‪:‬‬
‫وقال الماوردي وغيره يجوز( أي الحكم بغير مذهب مقلده ‪ -‬بفتح اللم ‪) -‬قوله‪ :‬وجمع ابممن عبممد‬
‫السلم‬

‫] ‪[ 249‬‬

‫والذرعممي( أي بيممن قضممية كلم الشمميخين وقممول الممماوردي‪) .‬وقمموله‪ :‬بحمممل الول( أي‬
‫قضية كلم الشيخين‪) .‬قوله‪ :‬وهو( أي من لم ينته لما ذكر‪) .‬قوله‪ :‬المقلد الصرف( أي المحممض‪،‬‬
‫وبينه بقوله بعد الذي لم يتأهل للنظر‪ :‬أي أن المقلد الصرف هو الذي لم يتأهل للنظممر فممي قواعممد‬
‫إمامه‪ ،‬والترجيح بيممن القمموال‪) .‬قمموله‪ :‬والثمماني الممخ( أي وحمممل الثمماني‪ ،‬وهممو قممول الممماوردي‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬على من له أهلية لذلك( أي للنظر والترجيح‪ .‬قال في التحفة بعده‪ :‬ومنممع ذلممك الحسممباني‬
‫من جهة أن العرف جرى بأن تولية المقلد مشروطة بأن يحكم بمذهب مقلده‪ ،‬وهو متجه ‪ -‬سممواء‬
‫الهل لما ذكر وغيره ‪ -‬لسيما إن قال له في عقد التولية على عادة من تقدمك‪ ،‬لنه لم يعتد لمقلد‬
‫حكم بغير مذهب إمامه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ونقممل ابممن الرفعممة الممخ( مؤيممد لكلم الشمميخين‪) .‬قمموله‪ :‬وقممال‬
‫الغزالي ل ينقض( عبارة التحفة‪ :‬وما أفهمه كلم الرافعممي عممن الغزالممي مممن عممدم النقممض‪ ،‬بنمماء‬
‫على أن للمقلد تقليد من شاء‪ ،‬وجزم به فممي جمممع الجوامممع‪ .‬قممال الذرعممي‪ :‬بعيممد‪ ،‬والموجه ‪ -‬بممل‬
‫الصواب ‪ -‬سد هذا الباب من أصله‪ ،‬لما يلزم عليه من المفاسد الممتي ل تحصممى‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقممال غيممره‬
‫المفتي على مذهب الشافعي‪ :‬ل يجوز له الفتمماء بمممذهب غيممره ول ينفممذ منممه‪ :‬أي لممو قضممى بممه‬
‫لتحكيم أو تولية لما تقرر عن ابن الصلح‪ .‬نعم‪ ،‬إن انتقل لمذهب آخر بشرطه وتبحمر فيمه‪ ،‬جماز‬
‫له الفتاء به‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وتبعه الرافعي( أي تبع الغزالممي الرافعممي فممي قمموله ل ينقممض‪) .‬وقمموله‪:‬‬
‫بحثا( أي أنه بحث ذلك من غير نص‪) .‬قوله‪ :‬وشيخنا في بعض كتبه( أي وتبعه شيخنا في بعض‬
‫كتبه‪) .‬قوله‪ :‬فائدة( أي في بيان التقليد‪ .‬وحاصل الكلم عليمه أن التقليممد همو الخمذ والعمممل بقمول‬
‫المجتهد من غير معرفة دليله‪ ،‬ول يحتاج إلى التلفظ به‪ ،‬بل متى استشعر العامل أن عمله موافممق‬
‫لقول إمام فقد قلده‪ ،‬وله شروط ستة‪ :‬الول‪ :‬أن يكون مذهب المقلد ‪ -‬بفتح اللم ‪ -‬مممدونا‪ .‬الثمماني‪:‬‬
‫حفظ المقلد ‪ -‬بكسر اللم ‪ -‬شممروط المقلممد ‪ -‬بفتممح اللم ‪ -‬فممي تلممك المسممألة‪ .‬الثممالث‪ :‬أن ل يكممون‬
‫التقليد مما ينقض فيمه قضماء القاضمي‪ .‬الرابمع‪ :‬أن ل يتتبمع الرخمص بمأن يأخمذ ممن كمل ممذهب‬
‫بالسهل‪ ،‬وإل فتنحل ربقة التكليف من عنقه‪ .‬قال ابن حجر‪ :‬ومن ثم كممان الوجممه أن يفسممق بممه‪،‬‬
‫وقال الرملي الوجه أنه ل يفسق وإن أثم بممه‪ .‬الخممامس‪ :‬أن ل يعمممل بقممول فممي مسممألة ثممم يعمممل‬
‫بضده في عينها‪ ،‬كممأن أخممذ نحممو دار بشممفعة الجمموار تقليممدا لبممي حنيفممة‪ ،‬ثممم باعهمما ثممم اشممتراها‬
‫فاستحق واحد مثله بشفعة الجوار‪ ،‬فأراد أن يقلد المام الشافعي ليدفعها‪ ،‬فإنه ل يجوز‪ .‬السممادس‪:‬‬
‫أن ل يلفق بين قولين تتولممد منهممما حقيقممة واحممدة مركبممة‪ ،‬ل يقمول كممل مممن المممامين بهمما‪ ،‬وزاد‬
‫بعضهم شرطا سابعا‪ :‬وهمو أنمه يلمزم المقلمد اعتقماد أرجحيمة أو مسماواة مقلمده للغيمر‪ .‬وقمال فمي‬
‫التحفة‪ :‬الذي رجحه الشيخان جواز تقليد المفضول مع وجوه الفاضل‪ ،‬وزاد بعضهم أيضا شممرطا‬
‫ثامنا‪ :‬وهو أنه ل بد في صحة التقليد أن يكون صاحب المذهب حيا‪ ،‬وهو مردود بممما اتفمق عليمه‬
‫الشيخان وغيرهما من جواز تقليد الميت وقال ‪ -‬وهو الصحيح ‪ -‬قال في التحفة‪ :‬ومن أدى عبمادة‬
‫اختلف في صحتها من غير تقليد للقائل بالصحة‪ ،‬لزمه إعادتها إذا علم بفسادها حممال تلبسممه بهمما‪،‬‬
‫لكونه عابثا حينئذ‪ ،‬أما من لم يعلم بفسادها حال تلبسه بها‪ ،‬كمن مس فرجه مثل‪ ،‬فنسمميه أو جهممل‬
‫التحريم وقد عذر به‪ ،‬فله تقليد المام أبي حنيفة رضي ال عنه في إسقاط القضاء إن كان مممذهبه‬
‫صحة صلته‪ ،‬مع عدم تقليده له عند الصلة‪ .‬ا‍ه‪ .‬بالمعنى‪) .‬وقوله‪ :‬فله تقليممد المممام أبممي حنيفممة(‬
‫قال سم وهو صريح في جواز التقليد بعد الفعممل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قموله‪ :‬إذا تمسمك العممامي( مثلمه غيممره مممن‬
‫العلماء الذين لم يبلغوا رتبة الجتهاد كما ذكره سم عند قول التحفة قال الهروي‪ :‬مذهب أصمحابنا‬
‫أن العامي ل مذهب له الخ‪ .‬فانظره إن شئت‪) .‬قوله‪ :‬لزمممه التمممذهب( أي المشممي والجممري علممى‬
‫مذهب معين من المذاهب الربعة‪.‬‬

‫] ‪[ 250‬‬

‫)قوله‪ :‬ل غيرها( أي غير المذاهب الربعة‪ ،‬وهذا إن لم يدون مذهبه‪ ،‬فإن دون جمماز كممما‬
‫في التحفة ونصها‪ :‬يجوز تقليد كل من الئمة الربعة‪ ،‬وكذا من عداهم ممن حفظ مذهبه فمي تلمك‬
‫المسألة ودون حتى عرفت شروطه وسائر معتبراته‪ ،‬فالجماع الذي نقلممه غيممر واحممد علممى منممع‬
‫تقليد الصحابة‪ ،‬يحمل على ما فقد فيه شرط من ذلك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ثم له( أي ثم يجوز له الممخ‪ .‬قممال‬
‫ابن الجمال‪) :‬إعلممم( أن الصممح مممن كلم المتممأخرين ‪ -‬كالشمميخ ابممن حجممر وغيممره ‪ -‬أنممه يجمموز‬
‫النتقال من مذهب إلى مذهب من المذاهب المدونة ولو بمجرد التشهي‪ ،‬سواء انتقل دواما أو فممي‬
‫بعض الحادثة‪ ،‬وإن أفتى أو حكم وعمل بخلفمه مما لمم يلمزم منمه التلفيمق‪ .‬ا‍ه‪) .‬قموله‪ :‬وإن عممل‬
‫بالول( أي بالمذهب الول كمذهب الشافعي‪) .‬قوله‪ :‬النتقال إلى غيممره( أي غيممر الول بالكليممة‪:‬‬
‫كأن ينتقل من مذهب الشافعي إلى مذهب أبي حنيفة رضي ال عنهما‪) .‬قوله‪ :‬أو في المسائل( أي‬
‫أو النتقال في بعض مسائل لغير مذهبه‪) .‬وقوله‪ :‬بشرط الخ( مرتبط به‪ :‬أي يجوز له أن يقلد في‬
‫بعض المسائل بشرط أن ل يتتبع الرخص‪) .‬قوله‪ :‬بأن يأخذ الخ( تصوير لتتبع الرخممص‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫فيفسق به( أي بتتبع الرخص‪ ،‬وهذا ما جرى عليه ابن حجر‪ .‬أما ما جرى عليه الرملي فل يفسق‬
‫به‪ ،‬ولكنه يأثم‪ ،‬كما مر‪) .‬قوله‪ :‬وفي الخادم الخ( هذا كالتقييد لما قبلممه‪ ،‬فكممأنه قممال محممل اشممتراط‬
‫عممدم تتبممع الرخممص فيمممن لممم يبتممل بالوسممواس‪ ،‬أممما هممو فيجمموز لممه ذلممك‪) .‬وقمموله‪ :‬عممن بعممض‬
‫المحتاطين( أي الذين يأخذون بالحوط في أعمالهم‪) .‬قوله‪ :‬لئل يزداد( أي الوسواس‪ ،‬وهممو علممة‬
‫الولوية‪) ،‬وقوله‪ :‬فيخرج( بالنصب عطف على يزداد‪ :‬أي فيخممرج بسممبب زيممادة الوسممواس عمن‬
‫الشرع مثل‪ ،‬وابتلى بالوسواس في النية فممي الوضمموء‪ ،‬أو بقممراءة الفاتحممة خلممف المممام‪ ،‬وصممار‬
‫يصرف أكثر الوقت في الوضوء أو في الصلة‪ ،‬فله أن يممترك النيمة ويقلممد الممام أبمما حنيفمة فيممه‬
‫فإنها سنة عنمده‪ ،‬أو يقلمده فمي تمرك الفاتحمة خلمف الممام‪ ،‬حمتى يمذهب عنمه الوسمواس‪) .‬قموله‪:‬‬
‫ولضده( أي والولى لضد من ابتلي بالوسواس‪ ،‬وهو الذي لم يبتل به‪) .‬قوله‪ :‬الخممذ بالثقممل( أي‬
‫بالشد‪) .‬قوله‪ :‬لئل يخرج عن الباحة( أي عن لمبمماح لممو لممم يأخممذ بالثقممل‪) .‬قموله‪ :‬وأن ل يلفممق‬
‫الخ( معطوف على قمموله أن ل يتتبممع الرخممص‪ :‬أي وبشممرط أن ل يلفممق‪ :‬أي يجمممع بيممن قممولين‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬يتولد الخ( أي ينشأ من القولين اللذين لفق بينهما حقيقة واحدة متركبة‪ ،‬كتقليد الشافعي فممي‬
‫مسح بعض الرأس‪ ،‬ومالك في طهارة الكلب‪ ،‬في صلة واحدة‪ ،‬فل يصممح تقليممده المممذكور‪ ،‬لنممه‬
‫لفق فيه بين قولين نشأ منهما حقيقة واحدة‪ ،‬وهي الصلة ل يقول بصمحتها كل الممامين‪) .‬قموله‪:‬‬
‫وفي فتاوى شيخنا الخ( مؤيد لشتراط عدم التلفيق‪) .‬قوله‪ :‬لزمه أن يجممري علممى قضممية مممذهبه(‬
‫أي على ما يقتضيه مذهب ذلك المام الذي قلده في تلك المسألة‪) .‬وقوله‪ :‬وجميع ممما يتعلممق بهمما(‬
‫أي بتلك المسألة‪ :‬أي من استكمال شروطها‪ ،‬ومراعماة مصممححاتها‪ ،‬واجتنمماب مبطلتهمما‪) .‬قموله‪:‬‬
‫فيلزم من انحرف الخ( تعبيره بالماضي فيممه وفيممما بعممده ل يلئم قمموله بعممد أن يمسممح الممخ‪ ،‬فممإنه‬
‫للستقبال وانحرف وصمملى للمضممي‪ ،‬فل بممد مممن ارتكمماب تأويممل فممي الول‪ ،‬بممأن يجعممل بمعنممى‬
‫المضارع‪ ،‬أو في الثاني بأن يجعل بمعنى الماضي‪ :‬أي فيلمزم الشممافعي الممذي قصممده أن ينحمرف‬
‫عن عين القبلة‪ ،‬ويصلي إلى جهتها مقلدا للمام أبي حنيفة رضي ال عنه أن تكون طهارته علمى‬
‫مذهبه‪ ،‬بأن يكون يمسح فممي الوضمموء قممدر الناصممية‪ ،‬وأن ل يسمميل منممه دم بعممد الوضمموء‪ ،‬فممإنه‬
‫ناقض له عنده‪ ،‬أو فيلزم الشافعي الذي انحرف وصلى إلى الجهة مقلدا للمام أبي حنيفة‬
‫] ‪[ 251‬‬

‫في ذلك أنه كان قد مسح الخ‪) .‬وقوله‪ :‬وأن ل يسيل الخ( معطوف على أن يمسح‪) ،‬قمموله‪:‬‬
‫وما أشبه ذلك( أي ما ذكر من مسح قدر الناصية وعدم سيلن الدم‪ ،‬والمشممبه لممذلك فعممل كممل ممما‬
‫هو شرط لصحة الصلة عند المام أبي حنيفة رضي ال عنه‪ ،‬وترك كل ما هو مبطل لها عنممده‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وإل( أي بأن لم يمسح قدر الناصية‪ ،‬أو سال منه دم بعد الوضمموء‪ ،‬كممانت صمملته باطلممة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فليتفطن لذلك( أي للشرط المذكور‪) .‬قوله‪ :‬ووافقه( أي الشيخ ابن حجر‪) .‬قوله‪ :‬وزاد( أي‬
‫العلمة عبد ال أبو مخرمة‪) .‬قوله‪ :‬قد صرح بهذا الشرط( أي وهو أن من قلممد إماممما فممي مسممألة‬
‫لزمه الجريان على قضية مذهبه فيها‪) .‬قوله‪ :‬وقال شيخنا المحقق ابن زياد الخ( فيه مخالفة لبممن‬
‫حجر ومن وافقه فيما إذا كان التركيب من قضيتين‪) .‬قوله‪ :‬إن الذي فهمناه من أمثلتهممم( أي الممتي‬
‫يجوز فيها التقليد والتي ل يجوز‪) .‬قوله‪ :‬إن التركيب القادح( أي المضر في التقليممد‪) .‬قمموله‪ :‬إنممما‬
‫يمتنع( صوابه إنمما يوجمد‪) .‬قموله‪ :‬إذا كمان( أي المتركيب وقمع فمي قضمية واحمدة‪ ،‬كالطهمارة أو‬
‫الصلة‪) .‬قوله‪ :‬فمن أمثلتهم( أي للتقليممد المضممر )قمموله‪ :‬إذا توضممأ ولمممس( أي الجنبيممة‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫تقليدا لبي حنيفة( أي في عدم نقض الوضوء بمماللمس‪) .‬قموله‪ :‬واقتصممد تقليممدا للشممافعي( أي فممي‬
‫عدم نقض الوضوء بممذلك‪) .‬قمموله‪ :‬ثممم صمملى( أي بممذلك الوضمموء‪) .‬قمموله‪ :‬لتفمماق المممامين( أي‬
‫الشافعي وأبي حنيفة‪) .‬وقوله‪ :‬على بطلن ذلممك( أي الوضمموء لنتقاضممه بمماللمس عنممد الشممافعي‪،‬‬
‫وبخروج الدم عند أبي حنيفة‪) .‬قوله‪ :‬وكذلك( أي مثل هذا المثال في البطلن‪) .‬وقوله‪ :‬إذا توضممأ‬
‫ومس( أي فرجه‪) .‬وقوله‪ :‬تقليدا للمام مالك( أي في عدم نقض الوضوء‪) .‬وقوله‪ :‬ولم يدلك( أي‬
‫لم يتبع المام مالكا في المدلك‪ ،‬بمل تبمع الممام الشمافعي فمي عمدمه‪) .‬قموله‪ :‬ثمم صملى( أي بمذلك‬
‫الوضوء المجرد عن الدلك‪) .‬قوله‪ :‬لتفاق المممامين( أي الشممافعي ومالممك‪) .‬وقمموله‪ :‬علممى بطلن‬
‫طهارته( أي لنه مس وهو مبطل عند الشافعي‪ ،‬ولم يدلك وهو مبطل عنممد المممام مالممك‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫بخلف ما إذا كان التركيب( أي الناشئ من التلفيق بين قولين‪) .‬وقوله‪ :‬من قضيتين( أي حاصممل‬
‫من قضيتين‪ :‬أي كالطهارة والصلة مثل‪) .‬قوله‪ :‬فالذي يظهر أن ذلك( أي التركيب من قضيتين‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬غير قادح في التقليد( أي غير مضر لممه‪) .‬قمموله‪ :‬كممما إذا توضممأ الممخ( تمثيممل لممما إذا كممان‬
‫التركيب حاصل من قضمميتين )قمموله‪ :‬ومسممح بعممض رأسممه( أي أقممل مممن الناصممية تقليممدا للمممام‬
‫الشافعي فيه‪) .‬قوله‪ :‬ثم صلى إلى الجهة( أي ل إلى عين الكعبة‪) .‬وقوله‪ :‬تقليممدا لبممي حنيفممة( أي‬
‫في قوله بصحة الصلة إلى جهة الكعبة‪) .‬قوله‪ :‬فالممذي يظهممر الممخ( الجملممة جممواب إذا‪) .‬وقمموله‪:‬‬
‫صممحة صملته( خممبر الممذي )قموله‪ :‬لن المممامين( أي الشممافعي وأبمما حنيفمة رضممي الم عنهممما‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬لم يتفقا على بطلن طهارته( إذ هي صممحيحة علممى مممذهب المممام الشممافعي رضممي الم‬
‫عنه‪) .‬قوله‪ :‬فإن الخلف فيها بحاله( أي فإن الخلف بين‬

‫] ‪[ 252‬‬

‫المامين باق بحاله في تلك الطهارة‪ ،‬فهي صحيحة علممى مممذهب الشممافعي‪ ،‬وباطلممة علممى‬
‫مذهب أبي حنيفة‪) .‬قوله‪ :‬ل يقال إتفقا على بطلن صلته( أي لفقد شرطها عنممد الشممافعي‪ ،‬وهممو‬
‫استقبال العين وفقد شرطها عند أبي حنيفة وهو مسح قدر ربع الرأس‪) .‬قوله‪ :‬لنا نقول الخ( علة‬
‫النفي‪) .‬قوله‪ :‬من التركيب في قضيتين( أي الحاصل في قضيتين‪ ،‬وهما الطهممارة والصمملة‪ ،‬كممما‬
‫مر‪) .‬قوله‪ :‬والذي فهمناه( أي من أمثلتهم‪) .‬وقوله‪ :‬أنه( أي التركيب الواقع في قضيتين‪) .‬وقمموله‪:‬‬
‫غير قادح في التقليد( أي غير مضر ومؤثر فيه‪) .‬قوله‪ :‬ومثله( أي مثل هذا المثممال فممي الممتركيب‬
‫من قضيتين‪) .‬قوله‪ :‬في أن العورة السوأتان( أي القبل والدبر‪ ،‬فالواجب عند المام أحمد سترهما‬
‫فقط‪) .‬قوله‪ :‬وكان( فعل ماض‪ ،‬واسمها يعود علممى المقلممد للمممام أحمممد‪ :‬أي وكممان المقلممد للمممام‬
‫أحمد في قدر العورة ترك المضمضة مقلدا للمام الشافعي‪) .‬قوله‪ :‬والستنشاق( الواو بمعنممى أو‬
‫)قوله‪ :‬الذي يقول الخ( الولى في التعبير أن يقول التي يقمول المممام أحمممد بوجوبهمما‪ :‬أي الثلثممة‬
‫وهو المضمضة‪ ،‬والستنشاق‪ ،‬والبسملة‪) .‬قوله‪ :‬فالذي يظهر الخ( جواب إذا )قوله‪ :‬إذا قلممده( أي‬
‫قلد المام أحمد‪) .‬قوله‪ :‬لنهممما( أي المممام أحمممد والمممام الشممافعي‪ ،‬وهممو تعليممل لظهممور صممحة‬
‫صلته فيما ذكر‪) .‬وقوله‪ :‬لم يتفقا على بطلن طهارته( أي لن الشافعي يقول بصحتها‪ ،‬والمممام‬
‫أحمد يقول ببطلنها‪) .‬وقوله‪ :‬التي هي( أي الطهارة‪) .‬وقوله‪ :‬قضية واحدة( أي هممي الممتي يضممر‬
‫فيها التركيب‪) .‬قوله‪ :‬ول يقدح في ذلك( أي فمي التقليمد الممذكور‪) .‬قموله‪ :‬فمإنه( أي فمإن البطلن‬
‫المتفق عليه‪) .‬وقوله‪ :‬تركيب من قضيتين( هما ستر العورة والطهارة‪) .‬قوله‪ :‬وهو( أي التركيب‬
‫من قضيتين غير قادح في التقليد‪) .‬قوله‪ :‬وقممد رأيممت فممي فتمماوي البلقينممي الممخ( مؤيممدا لممما تقممدم‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬تتمة( أي في بيان حكم الستفتاء‪) .‬قوله‪ :‬يلزم محتاجا( أي إلى معرفممة حكممم مممن الحكممام‬
‫الشرعية‪) .‬وقوله‪ :‬إستفتاء عالم عرف أهليته( عبارة الروض وشرحه‪ :‬يجب على المسممتفتي عنمد‬
‫حدوث مسألة‪ ،‬أن يستفتي من عرف علمه وعدالته‪ ،‬ولو بإخبار ثقة عارف‪ ،‬أو بإستفاضممة لممذلك‪،‬‬
‫وإل بأن لم يعرفهما بحث عن ذلك ‪ -‬يعني عن علمه ‪ -‬بسؤال الناس‪ ،‬فل يجمموز لممه إسممتفتاء مممن‬
‫انتسب إلى ذلك وانتصب للتدريس وغيره من مناصب العلماء بمجرد إنتسابه وانتصابه‪ .‬وقضممية‬
‫كلمه أنه يبحث عن عدالته أيضا‪ ،‬والمشهور كما في الصل خلفه‪ ،‬وبه يشعر قوله فلممو خفيممت‬
‫عليه عدالته الباطنة اكتفى بالعدالة الظاهرة‪ ،‬لن الباطنممة تعسممر معرفتهمما علمى غيممر القضماة‪ .‬ا‍ه‬
‫)قوله‪ :‬ثم إن وجد( أي المحتمماج‪) .‬وقمموله‪ :‬مفممتيين( مفعممول وجممد‪ ،‬وهممو هنمما بمعنممى أصمماب‪ ،‬فل‬
‫يطلب إل مفعول واحدا‪) .‬قوله‪ :‬فممإن اعتقممد أحممدهما أعلممم الممخ( قممال فممي الممروض‪ :‬ويعمممل ‪ -‬أي‬
‫المستفتي ‪ -‬بفتوى عالم مع وجود أعلم منه جهله‪ .‬قال في شرحه‪ :‬بخلف ما إذا علمه بأن اعتقده‬
‫أعلم ‪ -‬كما صرح به بعد ‪ -‬فل يلزمه البحث عن العلم إذا جهل اختصاص أحدهما بزيممادة علممم‪،‬‬
‫ثم قال في الروض‪ :‬فإن اختلفا ‪ -‬أي المفتيان ‪ -‬جوابا وصفة ول نص قدم العلم‪ ،‬وكذا إذا اعتقممد‬
‫أحدهما أعلم أو أورع‪ ،‬قدم من اعتقده أعلم أو أورع‪ ،‬ويقدم العلم على الورع‪ .‬ا‍ه‪ .‬بزيممادة مممن‬
‫شرحه‪) .‬قوله‪ :‬قال في الروضة ليس لمفت وعامل الخ( قال في التحفة بعد أن نقل ما ذكر‪ :‬ونقممل‬
‫ابن الصلح الجماع فيه‪ ،‬لكن حمله بعضهم على المفتي والقاضي‪ ،‬لما مر من جواز‬

‫] ‪[ 253‬‬

‫تقليد غير الئمة الربعة بشرطه‪ ،‬وفيه نظر‪ .‬لنه صرح بمساواة العامل للمفتي في ذلممك‪،‬‬
‫فالوجه حمله على عامل متأهل للنظر في الدليل وعلم الراجممح مممن غيممره‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقممال فممي الفمموائد‬
‫وابن الجمال في فتممح المجيممد‪) .‬اعلممم( أن القممولين أو المموجهين أو الطريقيممن إذا كانمما لواحممد ولممم‬
‫يرجح أحدهما‪ ،‬فللمقلد أن يعمل لنفسه بأيهما شاء إذا لم يكن أهل للترجيح‪ ،‬فإن كان أهل لممه‪ ،‬فل‬
‫يجمموز لممه العمممل إل بممالتتبع والترجيممح‪ ،‬فممإن رجممح أحممدهما فممالفتوى والحكممم بالراجممح مطلقمما‪،‬‬
‫والمرجوح منهما إذا رجحه بعض أهل الترجيح يجوز تقليده للعمل فقط‪ ،‬سممواء كممان المقلممد أهل‬
‫للنظر والترجيح أم ل‪ .‬وإن لم يرجح فيمتنع تقليده على الهل ل على غيممره‪ ،‬وإذا كممان الوجهممان‬
‫والطريقان لثنين‪ ،‬ولم يرجح أحدهما ثالث يجوز تقليد كل منهما في الفتاء والقضاء أيضا إذا لم‬
‫يكن المقلد أهل‪ ،‬ويجوز لعمل نفسه فقط إذا كان التقليممد مممن المتأهممل‪ ،‬لتضمممن ذلممك ترجيممح كممل‬
‫منهما من قائله الهل‪ ،‬وإن رجح أحدهما ثممالث‪ ،‬فممالفتوى بالراجممح لتقممويته بممالترجيحين ‪ -‬سممواء‬
‫كممان المفممتي أهل أم ل ‪ -‬والمرجمموح منهممما يجمموز تقليممده لعمممل النفممس فقممط‪ ،‬ولممو مممن المتأهممل‬
‫للتضمن المذكور‪ .‬هذا هو الحق الصريح الذي ل محيد عنه‪ ،‬لنه المنقول والمعتمد عند جمهممور‬
‫المتأخرين‪ .‬ا‍ه‪ .‬من تذكرة الخوان المشتملة على مصطلحات التحفمة وغيرهما‪) .‬قموله‪ :‬أن يعتممد‬
‫أحدهما( أي الوجهين أو القولين‪ ،‬وأن وما بعدها فمي تأويمل مصمدر اسمم ليمس‪) .‬قموله‪ :‬بل نظمر‬
‫فيه( أي بل تأمل وتفكر في ذلك الحد الذي يريد أن يعتمده‪) .‬قوله‪ :‬بل خلف( أي ليس لممه ذلممك‬
‫بل خلف‪ ،‬وقد علمت أن محله إذا كان أهل للنظر والترجيح‪) .‬قوله‪ :‬بل يبحممث عممن أرجحهممما(‬
‫أي الوجهين أو القولين‪) .‬قوله‪ :‬بنحو تأخره( متعلق بأرجحهما‪ ،‬وهو بيممان المقتضممي للرجحيممة‪،‬‬
‫فتأخر أحد القولين أو الوجهين أو قوة دليله أو نحو ذلك يقتضي الرجحية‪) .‬قموله‪ :‬وإن كانما( أي‬
‫القولن أو الوجهان لمتبحر واحد‪ ،‬وهو غاية لكونه يبحث عن الرجح بممما ذكممر )قمموله‪ :‬ويجمموز‬
‫تحكيم اثنين( أي غير حد وتعزير ل تعالى‪ ،‬أما هما فل يجموز فيهمما التحكيمم‪ .‬إذ ل طمالب لهمما‬
‫معين‪) .‬قوله‪ :‬ولو من غير خصومة( غاية في جمواز التحكيمم‪ :‬أي يجموز مطلقما سمواء كمان فمي‬
‫خصومة‪ ،‬كأن حكم خصمان ثالثا‪ ،‬أو في غير خصومة‪ ،‬كأن حكم اثنمان فممي نكماح ثالثمما‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫كما في النكاح( أي لفاقدة ولي خاص بنسب أو معتق‪ ،‬وهو تمثيممل للتحكيممم فممي غيممر الخصممومة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬رجل( مفعول تحكيم المضاف إلى فاعله‪) .‬قمموله‪ :‬أهل لقضمماء( صممفة لممرجل‪) .‬قمموله‪ :‬أي‬
‫من له أهلية القضاء المختلفة( تفسير للمراد من الهممل للقضمماء‪ ،‬وتقممدم ضممابط مممن لمه أهليممة ممما‬
‫ذكر‪ ،‬وهو من له قدرة على استنباط الحكام من الكتاب والسنة والقياس والجماع‪) .‬قوله‪ :‬ل في‬
‫خصوص تلك الواقعة( أي ليس المراد به مممن كممان أهل للقضمماء فممي تلممك المسممألة الحادثممة فقممط‬
‫)قوله‪ :‬خلفا لجمع( أي قالوا بممأن الشممرط وجممود الهليممة فممي خصمموص تلممك الواقعممة ل مطلقمما‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ولو مع وجود قاض أهل( غاية في جواز تحكيم رجل أهل‪ :‬أي يجوز تحكيم الهممل‪ ،‬ولممو‬
‫مع وجود قاض أهل في تلك البلدة‪) .‬قوله‪ :‬خلفمما للروضممة( أي القائلممة بعممدم جممواز التحكيممم مممع‬
‫وجوده‪) .‬قوله‪ :‬أما غير الهل( مفهوم قوله أهل‪) .‬قوله‪ :‬أي مع وجممود الهممل( أنظممر ممما المممراد‬
‫بالهل‪ :‬هل هو خصوص القاضي‪ ،‬أو ما يعمه وغيره ؟ والظاهر أن المراد الول‪ ،‬وإل بأن كان‬
‫المراد الثاني نافته الغاية بعد‪ :‬أعني قوله وإن كان ثم مجتهد‪) .‬قوله‪ :‬وإل مجاز( أي وإن لم يوجد‬
‫قاض أهل على ما مر‪ ،‬بأن لم يوجممد قمماض أصممل‪ ،‬أو وجممد لكنممه غيممر أهممل‪ ،‬جمماز تحكيممم غيممر‬
‫الهل‪ ،‬وهو ضعيف‪ ،‬كما يفيده الستدراك بعد‪) .‬قوله‪ :‬ولو في النكاح( أي ولو كممان التحكيممم فممي‬
‫النكاح فإنه يجوز‪) .‬قوله‪ :‬وإن كان ثم مجتهد( أي غير قاض‪) .‬قوله‪ :‬كما جممزم بمه( أي بمما ذكمر‬
‫من عدم جواز تحكيم غير الهل مع وجود الهل‪ ،‬وجواز تحكيمه مع عدم‬

‫] ‪[ 254‬‬

‫وجوده‪ ،‬وفيه أنه لم يجزم بهذا شيخه‪ ،‬وإنما ذكره وأحاله على ما مر منه في النكمماح‪ ،‬مممن‬
‫أنه ل يجوز مع وجود الحاكم‪ ،‬ونض عبارته هنا وأمما غيممر الهممل فل يجمموز تحكيممه ‪ -‬أي مممع‬
‫وجود الهل ‪ -‬وإل جاز‪ ،‬ولو في النكاح على ما مر فيه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬علممى ممما مممر‪ :‬أي فممي بمماب‬
‫النكاح‪ .‬ونص عبارته هناك‪ :‬نعم لو لم يكن لها ولي‪ ،‬جاز لها أن تفوض مع خاطبهمما أمرهمما إلممى‬
‫مجتهد عدل‪ ،‬فيزوجها ولو مع وجود الحاكم المجتهد‪ ،‬أو إلى عممدل غيممر مجتهممد ولممو مممع وجممود‬
‫مجتهد غير قاض‪ ،‬فيزوجها ل مع وجود حاكم ولو غير أهل‪ ،‬كممما حررتممه فممي شممرح الرشمماد‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لكن الذي أفتاه( أي أفتى به شيخه ابن حجر‪ ،‬وعبارته تفيد أن هذا هو ما جزم بممه فممي‬
‫فتاويه مع أنه جزم به في غيرها ‪ -‬كما يعلم من عبارته فممي بمماب النكمماح ‪ -‬ثممم إن هممذا هممو الممذي‬
‫جزم به في النهاية أيضا ونصها‪ :‬نعم ل يجوز تحكيم غير مجتهد مع وجممود قمماض‪ ،‬ولممو قاضممي‬
‫ضرورة‪ .‬ا‍ه‪ .‬ونقله سم وأقره فهو المعتمد‪) .‬وقوله‪ :‬ولو غيممر أهممل( أي ولممو كممان القاضممي غيممر‬
‫أهل‪ .‬قال البجيرمي‪ :‬فيمتنع التحكيم الن لوجود القضاة ولو قضاة ضرورة‪ ،‬كما نقلممه زي عممن م‬
‫ر‪ ،‬إل إذا كان القاضي يأخذ مال له وقممع‪ ،‬فيجمموز التحكيممم حينئذ كممما قمماله ح ل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬ول‬
‫يجوز تحكيم غير العدل مطلقا( أي سواء فقد القاضي أم ل‪) .‬قوله‪ :‬ول يفيد حكممم المحكممم( أي ل‬
‫ينفع ويؤثر‪) .‬وقوله‪ :‬إل برضاهما( أي الخصمين من قبل الحكم‪ ،‬ويشترط استمراره إلى انتهائه‪.‬‬
‫قال في التحفة‪ :‬نعم إن كان أحد الخصمين القاضي الذي له الستخلف واستمر رضاه‪ ،‬لممم يممؤثر‬
‫عدم رضا خصمه‪ ،‬لن المحكم نائبه‪) .‬وقوله‪ :‬به( أي بالحكم الذي يستحكم به‪) .‬وقوله‪ :‬لفظا( أي‬
‫بأن يقول له حكمنمماك لتحكممم بيننمما‪ ،‬ورضممينا بحكمممك‪) .‬وقمموله‪ :‬ل سممكوتا( أي فل يكفممي )قمموله‪:‬‬
‫فيعتبر رضا الزوجين معا( قال ع ش أي فل يكتفي بالرضا من ولي المرأة والزوج‪ ،‬بل الرضمما‬
‫إنما يكون بين الزوجين حيث كانت الولية للقاضي‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬نعممم الممخ( إسممتدراك مممن اعتبممار‬
‫رضا الزوجين‪ :‬أي باللفظ‪) .‬قوله‪ :‬وليجوز التحكيم مع غيبة الولي( هذا كالتقييد لما تقممدم‪ ،‬فكممأنه‬
‫قال محل جواز التحكيم في النكاح إذا لم يكن الولي غائبا بأن كان مفقودا بالكلية‪) .‬قوله‪ :‬ولو إلممى‬
‫مسافة القصر( أي ل يجوز التحكيم مع غيبة الولي‪ ،‬ولو كانت غيبته إلممى مسممافة القصممر )قمموله‪:‬‬
‫إن كان ثم( أي في البلدة التي يراد التحكيم فيها‪) .‬قوله‪ :‬خلفا لبن العماد( أي القائل بجوازه عند‬
‫غيبته ولو كان هناك قاض )قوله‪ :‬لنه( أي القاضي وهي علة لعدم جواز التحكيممم حيممن إذ غمماب‬
‫الولي‪) .‬قوله‪ :‬بخلف المحكم( أي فإنه ل ينوب عن الغائب‪ ،‬فل يجوز تحكيمه مع وجود الغائب‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ويجوز له( أي للمحكم أن يحكم بعلمه كقاضي الضرورة كما مر‪) .‬وقوله‪ :‬علممى الوجممه(‬
‫أي عند ابن حجر‪ ،‬وأما عند م ر فالوجه عدم الجواز قال‪ :‬لنحطاط رتبته عن القاضمي‪) .‬قموله‪:‬‬
‫وينعزل القاضي الخ( شروع فيما يقتضمي انعمزال القاضمي ومما يمذكر معمه‪ .‬وقمد أفمرده الفقهماء‬
‫بفصل مستقل‪) .‬قوله‪ :‬ببلوغ خبر العزل( أي الصادر من المام بأخذ السباب التية‪) .‬قوله‪ :‬ولممو‬
‫من عدل( أي ولو كان بلغه الخبر‪ ،‬أي وصل إليه من عدل واحد فإنه ينعزل بممه‪ .‬وعبممارة التحفممة‬
‫وبحث الذرعي الكتفاء في العزل بخبر واحد مقبول الرواية‪ ،‬والقياس ما قاله الزركشممي أنممه ل‬
‫بد من عدلي الشهادة أو الستفاضة كالتولية‪ ،‬ل يقال يتعين على من علم عزله أو ظنممه أن يعمممل‬
‫باطنا بمقتضى علمه أو ظنه كما هو قياس نظائره‪ ،‬لنا نقول إنما يتجه ذلك إن قلنما بعزلمه باطنما‬
‫قبل أن يبلغه خبره‪ ،‬وقد تقرر أن الوجه خلفه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وإذا علمتها تعلم أن المؤلمف وافممق الذرعمي‬
‫في الكتفاء بالواحد‪ ،‬وخالف شيخه‪) .‬قوله‪ :‬وينعمزل نمائبه( أي نمائب القاضمي المذي عمزل‪ ،‬ولمو‬
‫قاضي القليم‪ ،‬لن القصد بالستنابة المعاونة‪ ،‬وقممد زالممت وليتممه فطلبممت المعاونممة‪) .‬قمموله‪ :‬فممي‬
‫عام( متعلق بنائبه‪ ،‬أي نائبه في أمر عام‪ ،‬كأن أنابه في كل الحكام‪) .‬وقوله‪ :‬أو خمماص( أي أمممر‬
‫خاص كسماع شهادة في حادثة معينة على ميت أو‬

‫] ‪[ 255‬‬

‫غائب‪) .‬قوله‪ :‬بأن يبلغه( أي النائب‪ ،‬والجار والمجرور متعلق بينعزل‪ ،‬أي ينعزل النممائب‬
‫ببلوغه خبر عزل مستخلفه له‪ ،‬وإضافة عزل إلى ما بعده من إضافة المصدر لفمماعله‪) .‬قمموله‪ :‬أو‬
‫المام الخ( بالجر عطف على مستخلفه‪ :‬أي أو يبلغه خبر عزل المام لمسمتخلفه‪ .‬قممال فممي شمرح‬
‫الروض‪ :‬قال البلقيني‪ :‬ولو بلغه الخبر ولم يبلغممه نمموابه ل ينعزلممون حممتى يبلغهممم الخممبر‪ ،‬وتبقممى‬
‫ولية أصلهم مستمرة حكما‪ ،‬وإن لم ينفذ حكمه‪ ،‬ويستحق ما رتب له على سد الوظيفة‪ .‬قال‪ :‬ولممو‬
‫بلغ النائب قبل أصله فالقياس أنه ل ينعزل وينفذ حكمه حتى يبلغ الصل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬إن أذن الخ(‬
‫أي ومحل انعزاله ببلوغه خبر عممزل المممام لمسممتخلفه إن كممان المممام أذن لممه أن يسممتخلف عممن‬
‫نفسه‪ ،‬بأن قال المام له‪ :‬وليتك القضاء واستخلف عن نفسك‪ ،‬أو أطلق بأن قال له‪ :‬استخلف‪ ،‬ولم‬
‫يقل له عن نفسك ول عني‪ .‬ومثل ذلك ما إذا لم يممأذن لممه فممي السممتخلف‪) .‬قمموله‪ :‬ل حممال كممون‬
‫النممائب الممخ( أي ول إن كممان قيممما ليممتيم‪ ،‬أو وقممف‪ ،‬فل ينعممزل بممانعزال القاضممي لئل تختممل‬
‫مصالحهما‪) .‬قوله‪ :‬بأن قال( أي المام )قوله‪ :‬فل ينعزل( أي النائب بذلك‪ :‬أي بانعزال القاضممي‪،‬‬
‫وذلك لنه خليفة المام‪ ،‬والقاضي إنما هو سفير في التولية‪) .‬قوله‪ :‬وإنما انعزل الخ( دخول على‬
‫المتن‪) .‬قوله‪ :‬ل قبل بلوغه ذلك( أي ل ينعزل كمل ممن القاضمي ونمائبه قبمل بلموغ خمبر العمزل‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬لعظم الخ( تعليممل لكمون العمزل إنمما يثبممت بعممد بلموغ الخممبر ل قبلمه‪) .‬وقموله‪ :‬فممي نقممض‬
‫أقضيته( أي في رد أقضيته الصادرة منه بعد العممزل فممي الواقممع وقبممل أن يعلممم بممه‪) .‬وقمموله‪ :‬لممو‬
‫انعزل( أي لو حكم عليه بالنعزال قبل بلوغ الخبر‪) .‬قوله‪ :‬بخلف الوكيل الخ( أي لن من شأنه‬
‫عدم عظم الضرر في نقض تصرفاته‪) .‬قوله‪ :‬فإنه( أي الوكيممل‪ ،‬سممواء كممان وكيل عممن صمماحب‬
‫المال مثل‪ ،‬أو عن وكيل صاحب المال‪ ،‬بأن أذن له في أن يوكل عن نفسه أو أطلق‪) .‬وقوله‪ :‬من‬
‫حين العزل( أي عزل الموكل صاحب المال له‪ ،‬أو عزل صاحب المال لموكله‪) .‬قوله‪ :‬ومن علم‬
‫عزله الخ( كالستثناء من عدم انعزاله قبل بلموغ خمبره‪ ،‬فكمأنه قمال‪ :‬ومحمل عمدم ثبموت انعزالمه‬
‫بالنسبة لمن لم يعلم به‪ .‬أما بالنسبة له فيثبت‪ ،‬ول ينفذ حكمه لعلمه أنه غير حاكم باطنمما‪ .‬قممال فممي‬
‫التحفة بعد نقله ما ذكر عن الماوردي‪ :‬وإنما يتجه إن صح ما قاله أنه غير حمماكم باطنمما علممى ممما‬
‫اقتضاه إطلقهم أنه قبل أن يبلغه خبر عزله باق على وليته ظاهرا وباطنمما‪ ،‬فل يصممح ممما قمماله‪.‬‬
‫أل ترى أنه لو تصرف بعد العزل وقبل بلوغ الخبر بتزويج من ل ولي لها مثل‪ ،‬لم يلزم الممزوج‬
‫باطنا ول ظاهرا انعزالها ؟‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬إل أن يرضمى المخ( أي فينفمذ حكممه فيممه‪) .‬وقموله‪ :‬فيمما‬
‫يجوز التحكيم فيه( أي وهو ما كان غير حد وتعزير ل تعالى‪ ،‬كما مممر‪) .‬قمموله‪ :‬وينعممزل أيضمما(‬
‫أي كما أنه ينعزل ببلوغه خبر العزل‪) .‬قوله‪ :‬كل منهما( أي القاضي ونائبه‪) .‬قوله‪ :‬بأحممد أمممور(‬
‫متعلق بينعزل‪) .‬قوله‪ :‬عزل نفسه( بدل مممن أحممد أمممور بالنسممبة للشممرح‪ ،‬ومعطمموف علممى خممبره‬
‫بالنسمبة للمتمن‪ ،‬ومحلمه مما لمم يتعيمن‪ ،‬وإل فل ينفمذ عزلمه لنفسمه كمما سميذكره‪) .‬قموله‪ :‬وجنمون‬
‫وإغماء( معطوفان على عزل نفسه‪) .‬قوله‪ :‬وإن قل زمنهما( أي الجنون والغماء‪ .‬قممال فممي فتممح‬
‫الجواد‪ :‬كما اقتضاه إطلقهم‪ ،‬لكن مر في نحو الشركة أنه ل انعزال بمه‪ ،‬إل إن كمان زمنمه بقمدر‬
‫ما بين صلتين‪ ،‬فيحتمل أن يقال هنا بذلك‪ ،‬ويحتمل الفرق بأنه يحتماط هنمما مما ل يحتماط بمه‪ ،‬ثممم‬
‫ولعل هذا أقرب ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬ولعل الخ‪ :‬جممرى عليممه فممي التحفممة‪ ،‬وعبارتهمما‪ :‬ولممو لحظممة ‪ -‬خلفمما‬
‫للشارح ‪ .-‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وفسق( إنما لم ينعزل المام العظممم بممه‪ ،‬لممما فيممه مممن اضممطراب المممور‬
‫وحدوث الفتن‪) .‬قوله‪ :‬أي ينعزل بفسق( يقرأ بالتنوين‪ ،‬وفاعممل للفعممل مممن لممم يعلممم‪) .‬قمموله‪ :‬حممال‬
‫توليته( ظرف متعلق بيعلم المنفي‪ :‬أي لم يعلم موليه‬

‫] ‪[ 256‬‬

‫حال توليته إياه بفسقه الصلي‪ ،‬أو علم به لكنه لم يعلم بممما زاد عليممه حممال التوليممة أيضمما‪،‬‬
‫فإن علم موليه بذلك حالها‪ ،‬فل ينعزل به‪ ،‬لما تقدم أنه إذا ولى سلطان أو ذو شوكة غير أهل‪ ،‬نفذ‬
‫قضاؤه للضرورة‪ ،‬وكلمه صريح في أن فسممقه أو ممما زاد عليممه لممم يطممرأ بعممد التوليممة‪ ،‬بممل هممو‬
‫موجود حال التولية‪ ،‬إل أنه لم يعلم موليه به‪ ،‬وكلم غيره صريح في أنه طارئ بعد التولية‪ .‬ولو‬
‫أبقى المتن على ظاهره لكان يمكن حمله عليه‪ ،‬بخلفه بعد أن فصل فيه بين علم موليه به وعممدم‬
‫علمه به حال التولية‪ ،‬فل يمكن حمله عليه لنه لم يكن موجودا إذ ذاك حتى يفصل فيه بما ذكممر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وإذا زالت هذه الحوال( أي الجنون والغممماء والفسممق‪) .‬وقمموله‪ :‬لممم تعممد وليتممه( أي لممم‬
‫ترجع له إل بتولية جديدة من المام‪ ،‬لن ما بطل ل يعود إل بتجديد عقده‪) .‬وقوله‪ :‬فممي الصممح(‬
‫مقابله يقول تعود من غير تولية جديدة‪ ،‬قياسا على الب إذا جن ثم أفاق‪ ،‬أو فسممق ثممم تمماب‪ ،‬فممإنه‬
‫تعود له الولية على موليه بعد ذلك‪) .‬قوله‪ :‬ويجوز للمام عزل قاض( أي لما روى أبو داود أنه‬
‫)ص(‪ :‬عزل إماما صلى بقوم بصق في القبلة‪ ،‬وقال‪ :‬ل يصلي بهم بعدها أبدا‪ .‬وإذا جاز هذا فممي‬
‫إمام الصلة‪ ،‬جاز في القاضي بل أولى‪ ،‬إل أن يكون متعينا فل يجمموز لممه عزلممه‪ .‬ولممو عممزل لممم‬
‫ينعزل‪ .‬ا‍ه‪ .‬شرح الروض‪) .‬قوله‪ :‬لممم يتعيممن( أي للقضمماء بممأن وجممد ممن يصمملح للقضمماء غيممره‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بظهور خلممل( متعلممق بعممزل )وقمموله‪ :‬ل يقتضممي انعزالممه( الجملممة صممفة لخلممل‪ :‬أي خلممل‬
‫موصوف بكونه غير مقتض لنعزاله‪ ،‬فإن اقتضاه لم يحتج إلى عزل المام لممه‪ ،‬لنعزالممه بنفممس‬
‫ذلك الخلل المقتضي له‪ ،‬وهو كالفسق والجنون إلى آخر ما تقدم )قوله‪ :‬ككثرة المخ( تمثيممل للخلممل‬
‫الذي ل يقتضي انعزاله‪) .‬وقوله‪ :‬الشكاوي( أي من الرعية بسممبب تضممررها منممه‪) .‬وقمموله‪ :‬فيممه(‬
‫أي في القاضي‪) .‬قوله‪ :‬وبأفضل منممه( معطمموف علممى بظهممور خلممل‪ ،‬أي ويجمموز عزلممه بوجممود‬
‫أفضل منه‪ ،‬وإن لم يظهر فيه خلل‪ ،‬رعاية للصلح للمسلمين‪ ،‬ول يجب العزل لذلك‪ ،‬وإن قلنا إن‬
‫ولية المفضول ل تنعقد مع وجود الفاضل‪ ،‬لن الغرض حدوث الفضل بعد الوليممة‪ ،‬فلممم يقممدح‬
‫فيها أفاده في التحفة‪) .‬قوله‪ :‬وبمصمملحة( معطموف أيضما علمى بظهممور خلممل‪ :‬أي ويجموز عزلمه‬
‫بسبب وجود مصلحة في العزل‪ ،‬كتسكين فتنة‪ ،‬ولو لم يعزل يخاف مممن حممدوثها‪) .‬وقمموله‪ :‬سممواء‬
‫أعزله بمثله أم بدونه( أي سواء عزله بذلك مع وجود مثله يوليه في مكانه أم دونه‪ ،‬فالباء بمعنممى‬
‫مع‪ ،‬وهي مضافة لمحذوف )قوله‪ :‬وإن لم يكن شئ من ذلك( أي من المممذكور مممن ظهممور خلممل‪،‬‬
‫ووجود أفضل منه‪ ،‬وظهور مصلحة‪) .‬وقموله‪ :‬لممم يجممز عزلمه لنممه عبممث( أي وتصمرف الممام‬
‫يصان عنه‪) .‬وقوله‪ :‬ولكن ينفذ العزل( أي مع إثم المولى والمتولي بذل لطاعة السلطان‪ .‬قال فممي‬
‫النهاية‪ :‬وهذا في المر العممام‪ ،‬أممما الوظممائف الخاصممة كإمامممة وأذان وتصمموف وتممدريس وطممب‬
‫ونحوها‪ ،‬فل تنعزل أربابها بالعزل من غير سبب ‪ -‬كما أفتى به جمع متأخرون ‪ -‬وهممو المعتمممد‪.‬‬
‫ومحل ذلك حيث لم يكن في شرط الواقف ممما يقتضممي خلف ذلممك‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقمموله‪ :‬خلف ذلممك( أي‬
‫وهو العزل من غير سبب بأن قال الواقف‪ ،‬وللناظر عزله وتولية آخر من غير سبب‪) .‬قوله‪ :‬أما‬
‫إذا تعين الخ( مفهوم قوله لم يتعين‪) .‬قوله‪ :‬بأن لم يكن ثم( أي في تلك الناحية من يصمملح للقضمماء‬
‫غيره‪) .‬قوله‪ :‬فيحرم الخ( جواب أما‪) .‬قوله‪ :‬ول ينفذ( أي عزله‪) .‬قوله‪ :‬وكذا عزله لنفسممه حينئذ(‬
‫أي وكذا يحرم عزله لنفسه مع عدم نفوذه حيممن إذ تعيممن للقضمماء‪) .‬قمموله‪ :‬بخلفممه فممي غيممر هممذه‬
‫الحالة( أي بخلف عزله لنفسه في غير حالة التعيين‪) .‬قوله‪ :‬فينفممذ عزلمه لنفسممه( أي ول يحممرم‪،‬‬
‫وهو تفريع على قوله بخلفه الخ‪) .‬وقوله‪ :‬وإن لم يعلم موليه( غاية في النفوذ‪) .‬قوله‪ :‬ول ينعممزل‬
‫قاض( أي ولو قاضي ضرورة إذا لممم يوجممد مجتهممد صممالح‪ ،‬أممما مممع وجمموده‪ ،‬فممإن رجممى تمموليه‬
‫انعزل‪ ،‬وإل فل فائدة في انعزاله‪ .‬ع ن‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي‪ .‬ومثل القاضي ‪ -‬في عدم انعزاله ‪ -‬المير‪،‬‬
‫والمحتسب‪ ،‬وناظر الجيش‪ ،‬ووكيل بيت المال‪ ،‬وما أشبه ذلك‪) .‬قوله‪ :‬ول بانعزاله(‬

‫] ‪[ 257‬‬

‫أي المام العظم بسبب كفره‪ ،‬أو عزله لنفسه‪) .‬قوله‪ :‬لعظم شدة الخ( إضافة عظم إلى ما‬
‫بعده للبيان‪ :‬أي لعظم‪ ،‬هو شدة الضرر‪ .‬وفي التحفة والنهايممة‪ :‬لعظممم الضممرر فقممط‪ ،‬بممدون زيممادة‬
‫شدة‪ ،‬وهو الولى‪) .‬وقوله‪ :‬بتعطيل الحمموادث( البمماء سممببية متعلقممة بعظممم‪ :‬أي إن عظممم الضممرر‬
‫حاصل بسبب تعطيل الحوادث‪ :‬أي الحكام لو انعزل القاضي بممانعزال المممام أو بممموته‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫فينعزل نوابه( أي القاضي‪) .‬وقوله‪ :‬بموته( أي القاضي‪ :‬أي أو بانعزاله بما مر‪ ،‬كما مر‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫ول يقبل( أي إل ببينة‪) .‬وقوله‪ :‬قول متول في غير محل وليته( أي ولو على أهل محل وليتممه‪.‬‬
‫زي‪) .‬قوله‪ :‬وهو( أي غير محل وليته‪) .‬وقوله‪ :‬خارج عملمه( أي تصممرفه‪ .‬قممال فممي التحفممة‪ :‬ل‬
‫خارج مجلسه ‪ -‬خلفا لمن وهم فيه ‪ -‬إل أن يريد أن موليه قيد وليته بذلك المجلممس‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫حكمت بكذا( مقول القول‪ ،‬سواء أقالها على وجه القرار‪ ،‬أو على وجه النشاء‪) .‬قوله‪ :‬لنه( أي‬
‫المتولي في غير محل وليته‪) .‬وقوله‪ :‬ل يملك إنشاء الحكم حينئذ( أي حين إذ كان في غير محل‬
‫وليته‪) .‬قوله‪ :‬فل ينفذ إقراره به( أي بالحكم في غير محل وليته‪) .‬قوله‪ :‬من ظاهر كلمهم( أي‬
‫الفقهاء‪) .‬قوله‪ :‬أنه الخ( المصدر المنسبك مفعول أخذ‪) .‬قوله‪ :‬لممم يتنمماول( أي تمموليه المفهمموم مممن‬
‫ولى‪ ،‬أو حكمه المعلوم من المقام )وقوله‪ :‬مزارعها( أي البلد‪) .‬وقوله‪ :‬وبساتينها( عطممف خمماص‬
‫على عام‪) .‬قوله‪ :‬فلو زوج( أي القاضي‪ ،‬وهو تفريع على قوله لم يتناول الخ‪) .‬وقوله‪ :‬وهممو( أي‬
‫القاضي‪) .‬وقوله‪ :‬بأحدهما( أي المزارع‪ ،‬أو البساتين‪) .‬قوله‪ :‬من هي بالبلد( مفعول زوج‪) .‬قوله‪:‬‬
‫أو عكسه( أي بأن زوج من هو في البلد من كممانت فممي أحممدهما‪) .‬قمموله‪ :‬لمم يصمح( أي الممتزوج‪،‬‬
‫وهو جواب لو‪) .‬قوله‪ :‬قيل وفيممه نظممر( أي وفيممما أخممذه الزركشممي مممن ظمماهر كلمهممم‪ :‬أي فممي‬
‫إطلقه نظر‪) .‬قوله‪ :‬والنظر واضح( وجهه أنمه قممد يقتضممي العمرف تبعيممة الممزارع أو البسماتين‬
‫للبلد‪ ،‬فل يصح إطلق القول بعد نفوذ حكمه فيهما حينئذ‪) .‬قوله‪ :‬بل الذي يتجه الخ( حاصممله أنممه‬
‫إن اطرد عرف بالتبعية نفذ حكمه فيهما‪ ،‬وإل فل ينفذ‪ ،‬وإن لم يطرد عرف ل بتبعية ول غيرهمما‬
‫اقتصممر علمى مما نممص عليمه فل يتجماوزه‪) .‬قموله‪ :‬بتبعيمة( أي تبعيممة الممزارع والبسماتين للبلمد‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬أو عدمها( أي التبعية )قوله‪ :‬فذلك( أي واضح‪ :‬أي فيعمل بممما جممرت بممه العممادة‪) .‬قموله‪:‬‬
‫وإل( أي وهن لم تعلم عادة ل بتبعية ول غيرها‪) .‬وقوله‪ :‬اتجه ما ذكممره( أي الزركشممي مممن أنممه‬
‫إذا ولى ببلد لم يتناول مزارعها وبساتينها‪) .‬قوله‪ :‬اقتصارا الخ( علة لتجممه ممما ذكممره‪ :‬أي وإنممما‬
‫اتجه ما ذكره إن علمت عادة بتبعية أو عدمها‪ ،‬اقتصارا على المحل الذي نممص المممام عليممه فممي‬
‫الولية‪ ،‬وهو هنا البلد فيقتصر عليها‪ ،‬ول يتجاوز حكمه غيرها من البسمماتين والمممزارع‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫أنه الخ( الجملة مقول قول المنهاج‪ :‬أي أن القاضممي بالنسممبة لغيممر محممل وليتممه كممائن كمعممزول‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أنه ل ينفذ الخ( المصدر المنسبك مفعول افهم‪) .‬وقمموله‪ :‬فيممه( أي فممي غيممر محممل وليتممه‪.‬‬
‫)وقمموله‪ :‬تصممرف( فاعممل ينفممذ )وقمموله‪ :‬اسممتباحه بالوليممة( الجملممة صمملة لتصممرف أي تصممرف‬
‫موصوف بكونه استباحة بسبب الوليممة‪) .‬قمموله‪ :‬كإيجممار وقممف( مثممال للتصممرف الممذي يسممتبيحه‬
‫بالولية‪ ،‬ول ينفذ فيه إن كان في غير محل وليته‪) .‬وقوله‪ :‬نظره للقاضي( أي النظر علممى ذلممك‬
‫الوقف كائن للقاضي‪) .‬قوله‪ :‬وبيع مممال الممخ( معطمموف علممى إيجممار وقممف‪ :‬أي وكممبيع مممال يممتيم‬
‫وتقرير أحد في وظيفة‪ ،‬وهما مثالن أيضا للتصرف الذي يستبيحه بالولية‪ ،‬ول ينفذ منه إن كان‬
‫في غير محل وليته‪) .‬قوله‪ :‬قال شمميخنا وهممو( أي ممما أفهمممه قممول المنهمماج ظمماهر‪ .‬وقممال بعممده‪:‬‬
‫كتزويج من ليست بوليته‪ ،‬وظاهر هطا أنه ل يصممح اسممتخلفه قبممل وصمموله لمحممل وليتممه مممن‬
‫يحكم بها‪ ،‬فإفتاء بعضهم بصحته‬

‫] ‪[ 258‬‬

‫بعيد‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬كما ل يقبل قول معزول( أي قاض معزول‪ ،‬والكاف للتنظير‪) .‬قوله‪ :‬بعد‬
‫انعزاله( متعلق بقول‪) .‬قوله‪ :‬ومحكم( معطوف على معزول‪ :‬أي وكممما ل يقبممل قممول محكممم بعممد‬
‫مفارقة المجلس الذي وقع الحكم فيه‪) .‬قوله‪ :‬حكمت بكذا( مقول لقول كل من المعزول والمحكممم‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬لنه( أي المذكور من المعزول والمحكم‪ ،‬ولو قممال لنهممما لكممان أولممى‪) .‬قموله‪ :‬حينئذ( أي‬
‫حين إذ صدر القول المذكور بعد النعزال وبعد مفارقة مجلس الحكممم‪) .‬قمموله‪ :‬فل يقبممل إقممراره(‬
‫أي بعد النعزال وبعد المفارقة المذكورة‪) .‬وقوله‪ :‬به( أي بالحكم‪) .‬قوله‪ :‬ول يقبل أيضا( أي كما‬
‫ل يقبل حكمهما حينئذ‪) .‬قوله‪ :‬شهادة كل منهما( أي من المعزول والمحكم‪ ،‬ومثلهما المتممولي فممي‬
‫غير محل وليته‪ .‬ولو قال شهادة من ذكر ليشمل الجميع لكان أولى‪) .‬وقوله‪ :‬بحكمه( خرج به ما‬
‫لو شهد أن فلنا أقر في مجلسممه بكممذا فيقبممل‪) .‬قمموله‪ :‬لنممه( أي كل منهممما‪) .‬وقمموله‪ :‬يشممهد بفعممل‬
‫نفسه( أي فعل نفسه‪ :‬أي والشهادة على ذلك غير صحيحة‪ .‬قال في التحفة‪ :‬وفارق المرضعة بأن‬
‫فعلها غير مقصود بالثبات‪ ،‬مع أن شهادتها ل تتضمن تزكية نفسممها‪ ،‬بخلف الحمماكم فيهممما‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬إل إن شهد الخ( إستثناء من عدم قبمول شممهادته علممى فعمل نفسمه‪ :‬أي ل يقبممل ذلمك إل إن‬
‫شهد كل منهما بحكم حاكم‪ ،‬ولم يضفه لنفسه بأن قال أشهد أنه حاكم حكم بهذا‪ ،‬أو ثبممت هممذا عنممد‬
‫حاكم ول يعلم القاضي الذي حصلت الدعوى عنده أن هذا الحكم حكم الشاهد الذي شهد به فتقبممل‬
‫شهادته‪ ،‬لنه لم يشهد على فعل نفسه ظاهرا‪ ،‬واحتمممال المبطممل ل أثممر لممه‪) .‬وقمموله‪ :‬إن لممم يكممن‬
‫فاسقا( قيد في قبول الشهادة من المذكور‪ .‬وخرج به ما إذا كممان فاسممقا فل تقبممل شممهادته‪ ،‬لنتفمماء‬
‫شرط الشهادة‪) .‬قوله‪ :‬فممإن علممم القاضممي( أي المشممهود عنممده‪ ،‬وهممو مفهمموم قمموله ول يعلممم الممخ‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬أنه( أي الحكم الذي شهد به‪) .‬وقوله‪ :‬حكمه( أي الشاهد‪) .‬قوله‪ :‬لم تقبل شممهادته( جممواب‬
‫إن‪ .‬قال في التحفة‪ :‬وقد يشكل عليه ممما فمي فتمماوى البغمموي‪ ،‬إشمترى شمميئا فغصممبه منمه غاصمب‬
‫فادعى عليه به وشهد له البائع بالملك مطلقا قبلت شهادته‪ ،‬وإن علم القاضي أنه البممائع لممه‪ ،‬كمممن‬
‫رأى عينا في يد شخص يتصرف فيها تصرف الملك‪ ،‬له أن يشممهد لمه بالملممك مطلقمما‪ ،‬وإن علممم‬
‫القاضي أنه يشهد بظاهر اليد فيقبله‪ ،‬وإن كان لو صرح به لمم يقبمل‪ .‬ثمم رأيمت الغمزي نظمر فمي‬
‫مسألة البيع‪ ،‬وقد يجاب بأن التهمممة فممي مسممألة الحكممم أقمموى‪ ،‬لن النسممان مجبممول علممى ترويممج‬
‫حكمه ما أمكنه‪ ،‬بخلف المسألتين الخيرتين ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬كما لو صممرح بممه( أي بممأنه حكمممه عنممد‬
‫أداء الشممهادة‪ ،‬فل تقبممل شممهادته‪) .‬قمموله‪ :‬ويقبممل قمموله( أي القاضممي‪) .‬وقمموله‪ :‬بمحممل حكمممه( أي‬
‫وليته‪ ،‬وهو وما بعده متعلقان بلفظ قوله‪ :‬ويحتمل أن يكونا متعلقيممن بمحممذوف حممال مممن ضمممير‬
‫قوله‪ :‬أي ويقبل قول القاضي حال كونه كائنا في محل وليته‪ ،‬وحال كممونه قبممل عزلممه‪) .‬وقمموله‪:‬‬
‫حكمت بكذا( مقول القول‪) .‬قوله‪ :‬وإن قال بعلمي( غاية في القبممول‪ :‬أي يقبممل قمموله ممما ذكممر وإن‬
‫قال حكمت بعلمي‪ :‬أي ل ببينة ول إقرار‪) .‬قوله‪ :‬لقدرته على النشاء حينئذ( أي حين إذ كان فممي‬
‫محل وليته وقبل العزل‪) .‬قوله‪ :‬حتى لو قال( حتى تفريعية‪ ،‬أي فلو قال القاضي‪) .‬وقمموله‪ :‬علممى‬
‫سبيل الحكم( أي ل على سبيل الخبار‪) .‬وقوله‪ :‬نساء هذه القرية( مبتدأ خبره طوالق‪) .‬قمموله‪ :‬أي‬
‫المحصممورات( عبممارة التحفممة‪ :‬وبحممث الذرعممي أن محلممه ‪ -‬أي قبممول قمموله المممذكور ‪ -‬فممي‬
‫المحصورات‪ ،‬وإل فهو كاذب مجازف‪ ،‬وفي قاض مجتهد ولو في مذهب إمامه‪ .‬قممال‪ :‬ول ريممب‬
‫عندي في عدم نفوذه من جاهل أو فاسق‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬قبل( جواب لو‪) .‬قوله‪ :‬إن كان الخ( قيد فممي‬
‫القبول‪ ،‬أي محل قبول قول القاضي ما ذكر إن كان مجتهدا‪) .‬وقوله‪ :‬ولو فممي مممذهب إمممامه( أي‬
‫ولو كان مجتهدا في مذهب إمامه فممإنه يكفممي‪ ،‬ول يشممترط أن يكممون مجتهممدا مطلقمما‪) .‬قمموله‪ :‬ول‬
‫يجوز لقاض أن يتبع( يقرأ بتشديد التاء‪ ،‬وأصله يتتبع بتاءين فأدغم أحدهما في الخر‪ .‬وعبارة‬

‫] ‪[ 259‬‬

‫الفتح‪ :‬أن يتتبع بالفك من غير إدغام‪ ،‬وقد عقد في الممروض وشممرحه لهممذه المسممألة فصممل‬
‫فقال‪ :‬فصل في جواز تتبع القاضي حكم من قبله من القضاة الصالحين‪ .‬للقضاء وجهان‪ :‬أحممدهما‬
‫نعم‪ ،‬واختاره الشيخ أبو حامد‪ ،‬وثانيهممما المنممع‪ ،‬لن الظمماهر منممه السممداد‪ ،‬وبممه جممزم المحمماملي‪،‬‬
‫وصححه الفارقي‪ ،‬وعزاه الماوردي إلممى جمهممور البصممريين‪ ،‬واقتضماه كلم الصممل فممي البماب‬
‫التي‪ ،‬فإن تظلم شخص من معزول أو نائبه‪ ،‬سأله عما يريد منه‪ ،‬ول يسارع إلممى إحضمماره فقممد‬
‫يقصد إبتذاله‪ ،‬فإن ادعى بأن ذكر أنه يمدعي معاملمة‪ ،‬أو إتلف ممال‪ ،‬أو عينما أخمذها بغصمب أو‬
‫نحوه‪ ،‬أحضره وفصل خصومته منه كغيره‪ .‬وكذا لو ادعى عليه رشمموة بتثليممث الممراء‪ .‬أو حكممما‬
‫بعبدين مثل‪ ،‬أي بشهادة عبدين أو غيرهما ممن ل تقبل شهادته‪ ،‬وإن لم يتعرض للخذ‪ ،‬أي أخممذ‬
‫المال المحكوم به منه‪ ،‬فإن أقام علمى المعمزول بعمد المدعوى عليمه بينمة‪ ،‬أو أقمر المعمزول حكمم‬
‫عليه‪ ،‬وإل صدق بيمينه‪ ،‬كسائر المناء إذا ادعى عليهم خيانة‪ ،‬ولعموم خبر‪ :‬البينة على المممدعي‬
‫واليمين على من أنكر الخ‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وليسو القاضي الخ( لما فرغ ممن شمروط القاضمي‪ ،‬شمرع‬
‫في المر المطلوب منه وفي المحرم عليه‪ ،‬وبدأ بالول فقال‪ :‬وليسو الخ‪) .‬قوله‪ :‬بيمن الخصمممين(‬
‫أي وإن وكل‪ ،‬فل يرفع الموكل على الخصم لن الدعوى متعلقة به أيضا‪ ،‬بممدليل أنممه إذا وجبممت‬
‫يمين وجب تحليفه‪ ،‬وكثير يوكل خلصا من ورطة التسوية بينه وبين خصممه‪ ،‬وهمو جهمل قبيمح‬
‫)قوله‪ :‬في إكرامهما( متعلق بيسو‪ :‬أي وليسممو فممي إكممرام الخصمممين‪ :‬أي بسممائر وجمموه الكممرام‪،‬‬
‫وفي الكلم إكتفاء‪ ،‬أي وفي عدم إكرامهما‪ ،‬كطلقممة وجممه وضممدها‪ ،‬وقيممام وضممده ونظممر إليهممما‬
‫وضده‪ ،‬وهكذا‪) .‬قوله‪ :‬وإن اختلفا شرفا( أي فضميلة‪ ،‬وهمو غايمة للتسموية‪ ،‬ومحلمه ممما لمم يختلفما‬
‫بالسلم والكفر‪ ،‬وإل فيجب أن يميز المسلم على الكمافر فمي سمائر وجموه الكممرام‪ :‬كمأن يجلممس‬
‫المسلم أقرب إليه‪ ،‬كما جلس سيدنا علي رضي ال عنه بجنب شريح في خصومة له مع يهودي‪،‬‬
‫وقال له لو كممان خصمممي مسمملما لجلسممت معممه بيممن يممديك‪ ،‬لكنممي سمممعت النممبي )ص( يقممول‪ :‬ل‬
‫تساووهم في المجالس‪ .‬رواه المبيهقي‪) .‬قموله‪ :‬وجمواب سمملمهما( معطمموف همو وممما بعمده علمى‬
‫إكرامهما‪ ،‬من عطف الخاص على العام‪ .‬وعبممارة المنهممج‪ :‬وليسممو بيممن الخصمممين فممي الكممرام‪،‬‬
‫كقيام‪ ،‬ودخول‪ ،‬واستماع‪ ،‬وطلقة وجه الخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهي أولى من عبممارة المؤلممف‪) .‬قمموله‪ :‬والنظممر‬
‫إليهما( أي وليسو في النظممر إلممى الخصمممين‪ ،‬فل ينظممر لحممدهما دون الخممر‪ ،‬لئل ينكسممر قلممب‬
‫الخر‪) .‬قوله‪ :‬والستماع للكلم( أي وليسو فممي اسممتماع كلمهممما‪ ،‬فل يسمممع كلم أحممدهما دون‬
‫الخر لما مر‪) .‬قوله‪ :‬وطلقة الوجه( أي وليسو في طلقممة المموجه‪ ،‬أي إظهممار الفممرح لهممما‪ ،‬فل‬
‫يخص أحدهما بطلقة الوجه لما مر‪) .‬قوله‪ :‬والقيام( أي وليسو بينهمما فمي القيمام لهمما‪ ،‬فل يقموم‬
‫لحدهما دون الخر لما مر‪ ،‬فلو قام لحدهما ولم يعلم أنه في خصومة‪ ،‬ينبغممي أن يقمموم للخممر‪،‬‬
‫أو يعتذر بأنه لم يعلم أنه جاء في خصومة‪) .‬قوله‪ :‬فل يخص أحدهما( أي الخصمين‪ ،‬وهو تفريع‬
‫على قوله وليسو الخ‪) .‬وقوله‪ :‬بشئ مما ذكر( أي من جواب السمملم‪ ،‬والنظممر والسممتماع للكلم‪،‬‬
‫وطلقممة المموجه‪ ،‬والقيممام‪) .‬قمموله‪ :‬ولممو سمملم الممخ( الولممى التفريممع بالفمماء‪) .‬وقمموله‪ :‬أحممدهما( أي‬
‫الخصمين‪) .‬وقوله‪ :‬انتظر( أي القاضي الخر‪ :‬أي سلمه‪ ،‬فيجيبهممما معمما‪ .‬وفممي البجيرممي‪ :‬قمال‬
‫بعضهم إن ما ذكر هنا يخالف ما سبق في السير من أن ابتداء السلم سنة كفايممة مممن جمممع‪ ،‬فممإذا‬
‫حضر جمع وسلم أحدهم كفى عن الباقين‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويغتفر طول الفصل( أي بين الممرد وسمملم‬
‫الول‪) .‬وقوله‪ :‬للضرورة( أي وهي المحافظة على التسوية‪) .‬قوله‪ :‬أو قال له سلم( واغتفممر هممذا‬
‫التكلم بأجنبي ولم يكن قاطعا للرد لضرورة التسوية أيضمما‪ .‬قممال زي‪ :‬فلممو لممم يسمملم تممرك جممواب‬
‫الول محافظة علممى التسمموية‪ .‬ا‍ه‪ .‬قممال البجيرمممي‪ .‬وفيممه أنممه يلممزم عليممه تممرك واجممب لتحصمميل‬
‫واجب‪ ،‬فما المرجح إل أن يقال المرجح الحتياط للمحافظة على التسوية‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬ول يمممزح‬
‫الخ( معطوف على )قوله‪ :‬فل يخص أحدهما( أي ول يمزح القاضي مع‬

‫] ‪[ 260‬‬

‫أحد الخصمين‪ ،‬لئل ينكسر قلب الخر ويتضرر بممه‪ .‬وتخصمميص المممزح بكممونه مممع أحممد‬
‫الخصمين ليس بقيد‪ ،‬بل مثله بالولى‪ ،‬ما إذا كممان مممع الخصمممين‪ ،‬كممما صممرح بممه فممي الممروض‬
‫وشرحه ونصهما‪ :‬وليقبل عليهما بقلبه‪ ،‬وعليه السكينة بل مزح معهما أو مع أحممدهما‪ ،‬ول نهممر‪،‬‬
‫ول صياح عليهما ما لم يتركا أدبا‪ ،‬فإن تركا أدبا نهرهما وصاح عليهممما‪ .‬وينمدب أن يجلسمما بيممن‬
‫يديه ليتميزا‪ .‬وليكون إستماعه لك منهما أسهل‪ ،‬وإذا جلسا تقاربا‪ ،‬إل أن يكونا رجل وامرأة غيمر‬
‫محرم فيتباعدان‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وإن شمرف المخ( غايمة لقموله ل يخمص المخ‪ :‬أي ل يخمص أحمدهما‬
‫بذلك‪ ،‬وإن شرف بعلم أو حرية أو نحوهما‪ ،‬وكان الولى تقديمه على قوله ولو سلم أحدهما الممخ‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬والولى أن يجلسهما( أي الخصمين بين يديه لما مر آنفا‪ .‬ولممو أجلممس أحممدهما عممن يمينممه‬
‫والخر عن يسمماره جمماز‪ ،‬لكنممه خلف الولممى‪) .‬قموله‪ :‬فممرع( الولممى فممروع )قمموله‪ :‬لممو ازدحممم‬
‫مدعون( أي في مجلس الحكم وقد جاءوا مترتبين‪ ،‬وعرف السابق بدليل قمموله بعممد‪ ،‬فممإن اسممتووا‬
‫أو جهل سابق‪) .‬قوله‪ :‬قدم السبق فالسبق( أي المسلم‪ ،‬أما الكافر فيقممدم عليممه المسمملم المسممبوق‪.‬‬
‫قال في التحفة‪ :‬والعبرة بسبق المدعي‪ ،‬لنه ذو الحق‪ ،‬وبحث البلقيني أنه لو جماء ممدع وحمده ثمم‬
‫مدع مع خصمه ثم خصم الول قدم من جاء مع خصمه‪) .‬قوله‪ :‬كمفت ومممدرس( أي فممي فممرض‬
‫العين أو الكفاية‪ ،‬أما في غير الفرض كالعروض‪ ،‬وزيادة التبحر‪ ،‬على ممما يشممترط فممي الجتهمماد‬
‫المطلممق‪ ،‬فالتقممدم بالمشمميئة والختيممار‪) .‬قمموله‪ :‬فيقممدمان( أي المفممتي والمممدرس‪ .‬ومفعممول الفعممل‬
‫محذوف‪ :‬أي يقدمان من جاء يستفتي أو يتعلم‪) .‬وقوله‪ :‬بسبق( متعلقان بيقدمان‪ ،‬وهذا إن كان ثممم‬
‫سبق‪ ،‬وعرف السابق بدليل ما بعد‪) .‬قوله‪ :‬فإن استووا( أي في مجيئهم عند القاضي‪ ،‬أو المفممتي‪،‬‬
‫أو المدرس‪ ،‬فهو مرتبط بالجميع ولو تمم الكلم على ما يتعلق بالقاضي ثممم قممال كمفممت ومممدرس‬
‫لكان أولى‪) .‬وقوله‪ :‬أو جهل سابق( أي جهل من جاء أول إليهم‪) .‬وقوله‪ :‬أقممرع( أي بينهممم‪ ،‬إذ ل‬
‫مرجح لحدهم على الخر‪ ،‬وحينئذ يقممدم مممن خرجممت قرعتممه‪ .‬قممال فممي الممروض وشممرحه‪ :‬فممإن‬
‫كثروا وعسر القراع‪ ،‬كتب الرقاع أو كتب فيها أسممماءهم وصممبت بيممن يممدي القاضممي‪ ،‬ليأخممذها‬
‫واحدة واحدة‪ ،‬ويدعى من خرج إسمه في كل مرة‪ ،‬ويستحب أن يرتمب ثقمة يكتمب أسمماءهم يموم‬
‫قضائه ليعرف ترتبهم‪ ،‬ولو قدم السبق غيره على نفسممه جمماز‪ ،‬ول يقممدم سممابق وقممارع‪ :‬أي مممن‬
‫خرجت قرعته إل بدعوى واحدة‪ ،‬وإن اتحد المدعى عليه دفعا للضرر عن الباقين‪ ،‬فممإن كممان لممه‬
‫دعوى أخرى‪ ،‬إنتظر فراغهم‪ ،‬أو حضر في مجلس آخر‪ .‬ويستحب له عند إجتماع الخصوم عنممد‬
‫تقديم مسافرين مستوفزين‪ ،‬أي متهيئين للسفر وخائفين من انقطاعهم عن رفقتهم إن تممأخروا عممن‬
‫المقيمين‪ ،‬لئل يتضرروا بممالتخلف‪ .‬وتقممديم نسمماء طلبمما لسممترهن‪ .‬ولممو كممان المسممافرون والنسمماء‬
‫مدعى عليهم‪ ،‬فمإنه يسمتحب تقمديمهم بمدعاويهم إن كمانت خفيفمة‪ ،‬بحيمث ل تضمر بمالمقيمين فمي‬
‫الولى‪ ،‬وبالرجال في الثانية إضطرارا بينا‪ ،‬ويقدم المسمافر علمى الممرأة المقيممة صمرح بمه فمي‬
‫النوار‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحذف‪) .‬قوله‪ :‬وقال شيخنا( أي في فتح الجمواد ونممص عبممارته مممع الصممل‪ :‬كمفممت‬
‫ومدرس في فرض عين أو كفاية‪ ،‬فيقدمان وجوبا بسبق إلى مجلسهما ولو قبل حضممورهما قياسمما‬
‫على ما مر في القاضي‪ ،‬فممإن اسممتووا‪ ،‬أو جهممل سممابق فبقرعممة بفتموى أو درس واحممد‪ ،‬نعممم‪ :‬إن‬
‫ظهر له جواب المسبوق فقط‪ ،‬قدمه‪ .‬بحثه الذرعي ويأتي في تقديم سفر‪ :‬أي مسافرين ونساء ممما‬
‫مر‪ ،‬أما في غير الفرض‪ ،‬قال بعضهم كالعروض‪ ،‬فالتقديم بمشمميئة المفممتي أو المممدرس‪ ،‬وظمماهر‬
‫أن طالب فرض العين مع ضيق الوقت يقدم كالمسافر بل أولمى‪ .‬ا‍ه‪ .‬وإذا تأملتهما تعلمم أن عبمارة‬
‫شارحنا مختصرة منها‪ ،‬إل أنه أخل في الختصار من حيث أنه لم يسممتوف الكلم علممى القاضممي‬
‫أول‪ ،‬ومن حيث أنه أطلق في المفتي والمدرس‪ ،‬ومممن حيممث أن قمموله وظمماهر أن طممالب فممرض‬
‫الخ‪ ،‬يوهم إرتباطه بالقاضي كالمفتي والمدرس مع أنه مرتبط بالخيرين فقممط‪) .‬قمموله‪ :‬ويسممتحب‬
‫كون مجلسه الخ( ويستحب أيضا له أن يأتي المجلس راكبا ويسلم على الناس يمينا وشمممال‪ ،‬وأن‬
‫يجلس على مرتفع كدكة وكرسي‪ ،‬ليسهل عليه النظممر إلممى النمماس‪ ،‬ويسممهل عليهممم المطالبممة بيممن‬
‫يديه‪ ،‬وأن‬

‫] ‪[ 261‬‬

‫يتميز عن غيره بفممرش كمرتبممة ووسممادة وطيلسممان وعمامممة‪ ،‬وإن كممان زاهممدا متواضممعا‬
‫ليعرفه الناس‪ ،‬وليكون أهيب للخصوم وأرفق به‪ ،‬وأن يسممتقبل القبلممة فممي جلوسممه‪ ،‬لنهمما أشممرف‬
‫الجهات‪ ،‬وأن يدعو عقب جلوسه بالتوفيق والسداد‪ ،‬والولى أن يقول كممما قممال النممبي )ص( فيممما‬
‫روته أم سلمة‪ :‬اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل‪ ،‬أو أزل أو أزل‪ ،‬أو أظلم أو أظلم‪ ،‬أو أجهل‬
‫أو يجهل علي‪ .‬وكان الشعبي يقوله إذا خرج إلى مجلس القضاء ويزيد فيه‪ :‬أو أعتممدي أو يعتممدى‬
‫علي‪ .‬اللهم أغنني بالعلم‪ ،‬وزيني بالحلم‪ ،‬وألزمني التقوى حتى ل أنطق إل بالحق‪ ،‬ول أقضي إل‬
‫بالعدل‪ .‬وأن يشاور المناء والفقهاء عند اختلف وجوه النظر وتعارض الدلة‪ ،‬قال تعممالى لنممبيه‬
‫)ص(‪) * :‬وشاورهم في المر( * قال الحسن البصري كان )ص( مستغنيا عن المشاورة‪ ،‬ولكممن‬
‫أراد ال أن تكون سنة للحكام‪ .‬وخرج بقولنا عنممد اختلف وجمموه النظممر وتعممارض الدلممة الحكممم‬
‫المعلوم بنص أو إجماع أو قياس جلي‪ ،‬فل حاجة للمشمماورة فيممه‪ .‬وأن ينظممر أول فممي حممال أهممل‬
‫الحبس‪ ،‬لنه عذاب عليهم‪ ،‬فمن أقر بحق منهم فعممل بممه مقتضمماه‪ ،‬ومممن ادعممى منهممم أنممه مظلمموم‬
‫بالحبس طلب من خصمه حجة إن كان حاضرا‪ ،‬فإن لم يقمهمما صممدق المحبمموس بيمينممه وأطلقممه‪.‬‬
‫وإن كان غائبا كتب إليه ليحضر عاجل هو أو وكيله‪ ،‬فإن لم يحضر صدقه بيمينه وأطلقه أيضا‪،‬‬
‫لكن يحسن أن يأخذ منه كفيل‪ .‬ثم بعد فراغمه ممن النظمر فمي حمال المحبوسمين‪ ،‬ينظمر فمي حمال‬
‫الوصياء‪ ،‬فمن ادعى منهم وصاية أثبتها عنده ببينة ثم يبحث عن حاله وتصرفه فيها‪ ،‬فمن وجده‬
‫عدل قويا أقره‪ ،‬ومن وجده فاسقا أو شك في عدالته‪ ،‬نزع المممال منممه ووضممعه عنممد عممدل‪ .‬ومممن‬
‫وجده عدل ضعيفا قواه بمعين يضمه إليه‪ .‬ثم بعد ذلك ينظر في أمناء القاضممي المنصمموبين علممى‬
‫المحاجير‪ .‬ثم في الوقف العام والمال والضمال واللقطمة‪ ،‬ويسمتحب أيضمما أن يتخممذ كاتبمما للحاجمة‬
‫إليه‪ ،‬فإن القاضي قد ل يحسن الكتابة‪ ،‬وإن أحسنها فل يتفرغ لها غالبا‪ ،‬ويشممترط فممي الكمماتب أن‬
‫يكون عدل لئل يخون فيما يكتبه‪ ،‬حرا ذكرا عارفا بكتابة محاضر وسجلت وكتب حكمية‪ ،‬ليعلم‬
‫كيفية ما يكتبه‪ .‬والمحاضر جمع محضر‪ ،‬وهو ما يكتب فيه حضر فلن وادعى على فلن بكممذا‪،‬‬
‫إلى آخر ما يقع من الخصمين من غير حكم‪ ،‬والسجلت جمع سجل‪ ،‬وهو ممما يسممجل فيممه الحكممم‬
‫بعد الدعوى‪ ،‬ويحفظ في بيت القاضي‪ ،‬والكتمب الحكميممة همي المعروفمة الن بالحجمج‪ ،‬وهمو مما‬
‫يكتب فيه ذلك ويكتب القاضي عليه خطه‪ ،‬ثم يعطى للخصم‪ ،‬وأن يتخذ له مترجمين يترجمان لممه‬
‫كلم من ل يعرف لغته من خصم أو شاهد‪ ،‬وإن كان ثقيل السمع إتخذ مسمعين أيضا‪ ،‬بشممرط أن‬
‫يكون كل من المترجمين والمسمممعين مممن أهممل الشممهادة‪ ،‬وأن يتخممذ سممجنا واسممعا للتعزيممز وأداء‬
‫الحق‪ ،‬وأجرته على المسجون لشغله له‪ ،‬وأجرة السجان على صاحب الحق‪ .‬ودرة ‪ -‬بكسر الممدال‬
‫وفتح الراء المشددة ‪ -‬للتأديب بها‪ ،‬وأول من اتخذها سيدنا عمر رضي ال عنه‪ ،‬وكانت مممن نعممل‬
‫سيدنا رسول ال )ص(‪ ،‬وكانت أهيب من سيف الحجاج‪ ،‬وما ضرب بها أحممدا علممى ذنممب وعمماد‬
‫إليه‪ ،‬بل يتوب منه‪) .‬قوله‪ :‬ويكره أن يتخذ المسجد الخ( أي بل عذر‪ ،‬فإن وجد عممذر كشممدة حممر‪،‬‬
‫أو برد‪ ،‬أو ريح‪ ،‬أو مطر‪ ،‬فل يكره‪) .‬قموله‪ :‬صمونا لمه( أي حفظما للمسمجد‪) .‬وقموله‪ :‬ممن اللغمط‬
‫وارتفاع الصوات( أي الواقعين بمجلس القضاء عادة وعطف إرتفاع الصوات على اللغممط مممن‬
‫عطف التفسير‪) .‬قوله‪ :‬نعم إن اتفق عند جلوسه فيه( أي في المسجد لصمملة أو غيرهمما‪) .‬وقمموله‪:‬‬
‫قضية الخ( فاعل اتفق‪) .‬قوله‪ :‬فل بأس بفصلها( أي القضية‪ :‬أي أو فصلهما ‪ -‬أي القضيتين ‪ -‬أي‬
‫فل يكره ذلك في المسجد‪ ،‬وعلى ذلك يحمل ممما جمماء عنممه )ص( وعممن خلفممائه مممن القضمماء فممي‬
‫المسممجد‪ .‬ثممم إن جلممس فممي المسممجد مممع الكراهممة أو دونهمما‪ ،‬منممع الخصمموم مممن الخمموض فيممه‬
‫بالمخاصمة والمشاتمة ونحوهما‪ .‬ول يدخلونه جميعمما بممل يقعممدون خممارجه‪ ،‬وينصممب مممن يممدخل‬
‫عليه خصمين خصمين‪) .‬قوله‪ :‬وحرم قبوله الخ( شروع فيما يحمرم علمى القاضممي‪ ،‬وهمو الهديمة‬
‫وما في معناها كالضيافة‪ ،‬والهبة‪ ،‬والعارية‪ ،‬إن كانت المنفعة تقابل بأجرة‪ ،‬كسكنى دار‪ ،‬وركوب‬
‫دابة‪ ،‬بخلف التي ل تقابل بأجرة كقطع بسكين‪ ،‬وغربلة بغربممال‪ ،‬وكالصممدقة‪ ،‬والزكمماة علممى ممما‬
‫سيأتي فيهما‪) .‬قوله‪ :‬أي القاضي( خرج به المفتي والواعظ ومعلم القرآن‪ ،‬فل يحرم عليهم قبممول‬
‫الهدية‪ .‬إذ ليس لهم رتبة اللزام‪ ،‬لكن ينبغي لهم‬

‫)‪ (1‬سورة آل عمران‪ ،‬الية‪.159 :‬‬

‫] ‪[ 262‬‬

‫التنزه عن ذلك‪) .‬قوله‪ :‬هدية( يقرأ يغير تنوين‪ ،‬لنه مضمماف إلممى ممما بعممده‪ ،‬وهمو مفعممول‬
‫المصدر المضاف إلى فاعله‪) .‬وقمموله‪ :‬مممن ل عممادة لممه بهمما( أي بالهديممة‪ :‬أي بإهممدائها للقاضممي‪.‬‬
‫والجار والمجرور متعلق بعادة ومثله الظرف بعده‪) .‬قمموله‪ :‬أو كممان الممخ( الجملممة معطوفممة علممى‬
‫جملة ل عادة له بها‪ :‬أي وحرم قبول هدية من له عادة بهمما الممخ‪) .‬قمموله‪ :‬لكنممه( أي مممن لممه عممادة‬
‫الهدية‪) .‬وقوله‪ :‬زاد في القدر( أي قدر الهدية‪ ،‬كأن كانت عادته قبممل الوليممة إهممداء عشممرة مثل‪،‬‬
‫فزاد عليها بعدها‪) .‬وقوله‪ :‬أي الوصف( أي كأن كانت عادته قبلها إهداء ثوب كتماب‪ ،‬فأهممدى لمه‬
‫بعدها ثوب حرير‪ .‬واختلف هل يحممرم فممي صممورة الزيممادة قبممول الجميممع أو الشممئ الممزائد فقممط‪،‬‬
‫وينبغي أن يقال ‪ -‬كما في الذخائر ‪ -‬إن لم تتميز الزيممادة بجنممس أو قممدر‪ ،‬حممرم قبممول الجميممع إن‬
‫كان للزيادة وقع‪ ،‬فإن لم يكمن لهما وقمع‪ ،‬فل عمبرة بهمما‪ .‬وإن تميممزت بجنممس أو قمدر حممرم قبمول‬
‫الزيادة فقط‪ ،‬ول يحرم قبول الصل‪) .‬قوله‪ :‬إن كان الخ( قيد في حرمة قبوله هدية من ذكممر‪ :‬أي‬
‫محل حرمة ذلك إن كان القاضي حال في محل وليته‪ ،‬سواء كان المهدي من أهل محممل وليتممه‬
‫أم لم يكن من محل وليته ودخل بها في محلها‪ ،‬وكذا لو أرسلها مع رسول ولم يدخل بها‪ ،‬فيحرم‬
‫قبولها على الراجح عند بعضهم كما سيذكره‪) .‬قوله‪ :‬وهدية( بالنصممب معطمموف علممى هديممة‪ :‬أي‬
‫وحرم قبوله هدية من له خصومة عنده حاضرة‪) .‬قوله‪ :‬أو من أحس منه( معطوف على مممن لممه‬
‫خصومة‪ :‬أي وحرم قبوله هدية من ليس له عنده خصومة حاضرة‪ ،‬ولكنممه أحممس واستشممعر منممه‬
‫بأنه يسخاصممم‪) .‬قموله‪ :‬وإن اعتادهمما المخ( غايمة فمي الصممورتين‪ :‬أي يحمرم قبمموله هديمة ممن لمه‬
‫خصومة أو من سيخاصم‪ ،‬وإن اعتاد القاضي الهدية منه قبل وليته‪ :‬أي وإن كان في غير محممل‬
‫وليته‪ ،‬فيحرم عليه أيضا قبولها‪) .‬قوله‪ :‬لنها الخ( علة لحرمة القبول في جميع الصور‪) .‬وقوله‪:‬‬
‫في الخيرة( مراده بها من له خصومة وما عطف عليه‪) .‬وقوله‪ :‬تدعو إلممى الميممل إليمه( أي إلمى‬
‫المهدي المذكور‪ ،‬فيقدمه على خصمه وربما يحكم له بغير الحمق‪) .‬وقموله‪ :‬وفمي الولممى( مممراده‬
‫بها من ل عادة له بها وما عطف عليه‪) .‬وقوله‪ :‬سببها( أي الهدية والولية‪ .‬روى الشمميخان‪ ،‬عممن‬
‫أبي حميد الساعدي‪ :‬ما بال العامل نستعمله فيأتينا فيقول‪ :‬هذا من عملكم وهممذا أهممدي إلممي ؟ أفل‬
‫قعد في بيت أبيه أو أمه فنظر هل يهدى له أم ل ؟ فوالذي نفمس محممد بيمده ل يغمل أحمدكم منهما‬
‫شيئا‪ ،‬إل جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه‪ .‬إن كان بعيرا جاء به لممه رغمماء‪ ،‬وإن كممانت بقممرة‬
‫جاء بها لها خوار‪ ،‬وإن كانت شاة جاء بها تيعر‪ .‬فقد بلغت‪ :‬أي حكم ال الذي أرسلت به فمي همذا‬
‫إليكم‪) .‬قوله‪ :‬وقد صحت الخبار الصحيحة بتحريم هدايا العمال( منها قوله عليممه السمملم‪ :‬هممدايا‬
‫العمال ‪ -‬وفي رواية المراء ‪ -‬غلول بضم الغيممن واللم ‪ -‬وهممو الخيانممة‪ ،‬والمممراد أنممه إذا أهممدى‬
‫العامل للمام أو نائبه شيئا فقبله فهو خيانة منه للمسلمين‪ ،‬فل يختص به دونهممم‪ .‬ومنهمما ممما رواه‬
‫أبو يعلى‪ :‬هدايا العمال حممرام كلهمما‪ ،‬وإنممما حممل لممه )ص( قبممول الهديممة لنممه معصمموم‪ ،‬فهممو مممن‬
‫خصوصياته‪ .‬روى الترمذي عن عائشة رضي ال عنها‪ :‬كان يقبل الهديممة ويممثيب عليهمما بخلف‬
‫غيره من الحكام وولة المور‪ ،‬فإنه رشوة‪ ،‬فيحرم عليهم خوفا من الزيغ عن الشرع والميممل مممع‬
‫الهوى‪ .‬أفاده البجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬وإل( أي وإن لم يكممن ل عممادة لمه‪ ،‬بممأن كممان لممه عممادة‪ ،‬لن نفممي‬
‫النفي إثبات‪) .‬وقوله‪ :‬أنه يهدى( بالبناء للمعلوم‪ ،‬وضميره مع الذي قبله يرجع للمهممدي‪ ،‬وضمممير‬
‫إليه يرجع للقاضي‪) .‬قوله‪ :‬ولو مرة( أي ولو كان الهداء إليه مرة واحدة‪ ،‬فإنه ل يحممرم‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫أو كان في غير محل وليته( معطوف على مدخول لو المقدر‪ ،‬أي ولممو كممان القاضممي فممي غيممر‬
‫محل وليته فإنه ل يحرم‪ ،‬والولى أن يأتي في الغاية بما هو مستبعد‪ ،‬بأن يقول أو كان في محل‬
‫وليته‪) .‬قوله‪ :‬أو لم يزد( الولى التعبير بالواو‪ ،‬لنه مع ما بعده قيد فيمممن كممان لممه عممادة‪ ،‬يعنممي‬
‫وإن كانت له عادة ولم يزد عليها‪ ،‬ولم تكن له خصومة الخ جاز قبولها‪ ،‬سواء كممان للقاضممي فممي‬
‫محل وليته أم ل‪.‬‬

‫] ‪[ 263‬‬

‫والحاصل أن من له خصومة في الحال‪ .‬أو مترقبة‪ ،‬يحرم قبول هديته‪ ،‬ولو كممان القاضممي‬
‫في غير محل وليته‪ ،‬وإن اعتادها قبل وليته‪ ،‬وأما غير من له خصممومة‪ ،‬فممإن لممم يكممن للمهممدي‬
‫عادة بالهدية‪ ،‬أو له عادة وزاد عليها قدرا وصفة‪ ،‬حرم قبول هممديته أيضمما إذا كممان القاضممي فممي‬
‫محل وليته‪ ،‬فإن كان للمهدي عادة بالهدية‪ ،‬ولم يزد عليها قدرا وصممفة‪ ،‬لمم يحممرم عليمه قبولهما‪،‬‬
‫سواء كان القاضي في محممل وليتممه أو غيرهمما‪) .‬قمموله‪ :‬جمماز قبمموله( جممواب أن المدغمممة فممي ل‬
‫النافية‪) .‬قوله‪ :‬ولو جهزها الخ( يعني لو أرسل المهدي هدية مع رسوله إلى القاضي‪ ،‬والحال أنمه‬
‫ليس له محاكمة‪ ،‬أي خصومة‪ ،‬ففي جواز القبول وجهان‪ ،‬وفيه أن هذه الصورة داخلة تحت قوله‬
‫وحرم قبوله هدية من ل عادة الخ‪ .‬إذ هو صادق بما إذا جاء بها إلى القاضي أو أرسلها إليممه ولممم‬
‫يجئ بنفسه‪ ،‬ففي كلمه تدافع‪ ،‬إذ ما سمبق يقتضمي الحرمممة بالتفماق‪ ،‬وهمذا يقتضمميها ممع وجمود‬
‫الخلف‪ .‬ويمكن أن يجاب بأن ما سبق محمول على ما إذا جاء صمماحبها بهمما فل تممدافع‪ .‬وعبممارة‬
‫التحفة في شرح قول المصنف حرم عليه قبولها‪ ،‬وسواء كان المهدي من أهل عمله أم من غيره‪،‬‬
‫وقد حملها إليه لنه صار في عمله‪ ،‬فلو جهزها له مع رسول وليس له محاكمة فوجهان الخ‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وهي ظاهرة‪ .‬فلو صنع كصنيع شيخه لكان أولى‪) .‬قوله‪ :‬رجح بعض شراح المنهاج الحرمة( أي‬
‫حرمة قبول القاضي للهدية في الصورة المذكورة‪) .‬قوله‪ :‬وعلم مما مر( أي من قوله إن كان في‬
‫محله المجعول‪ ،‬قيد الحرمة قبول هدية من ل عادة له‪ ،‬أو مممن لممه عممادة لكممن زاد عليهمما‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫أنه( أي القاضي ل يحرم عليه قبولها‪ :‬أي الهدية ممن ل عادة له بهما‪ ،‬أو زاد عليهمما‪) .‬قموله‪ :‬فممي‬
‫غير عمله( أي حال كون القاضي في غير محل وليته‪ ،‬فالجار والمجرور متعلق بمحذوف حممال‬
‫من ضمير أنه‪) .‬قوله‪ :‬وإن كان المهدى الخ( غاية في عدم حرمة قبمموله إذا كممان فممي غيممر محممل‬
‫وليته‪) .‬قوله‪ :‬ما لم يستشعر الخ( قيد في عممدم الحرمممة‪ :‬أي محممل عممدم الحرمممة إذا لممم يستشممعر‬
‫القاضي بأن الهدية مقدمة لخصومة ستقع من المهدي‪ ،‬فإن استشعر ذلك حرم قبولها‪) .‬قوله‪ :‬ولممو‬
‫أهدى له( أي للقاضي‪) .‬وقوله‪ :‬بعد الحكم( أي للمهدي‪) .‬قوله‪ :‬حرم القبول أيضا( أي كممما يحممرم‬
‫قبل الحكم‪) .‬قوله‪ :‬إن كان( أي ما أهدي له‪ ،‬وهو قيد في الحرمة‪) .‬وقوله‪ :‬مجازاة لممه( أي بقصممد‬
‫أنه مجازاة‪ :‬أي في مقابلة الحكممم )قمموله‪ :‬وإل فل( أي وإن لممم يقصممد أنممه مجممازاة لممه‪ ،‬فل يحممرم‬
‫قبوله‪) .‬قوله‪ :‬كذا أطلقه( أي ما ذكر من التفصيل بين الحرمة إن قصدت المجازاة وعدمها إن لممم‬
‫تقصد‪) .‬قوله‪ :‬ويتعين حمله( أي ما أطلقه بعض الشراح‪) .‬وقوله‪ :‬على مهد معتاد الخ( أي فإن لم‬
‫يكن معتادا حرم القبول مطلقا‪ ،‬سواء قصدت المجازاة أو ل‪) .‬قوله‪ :‬حيث حرم القبول أو الخممذ(‬
‫عبارة فتح الجواد‪ :‬والخذ بالواو وهي أولى‪ ،‬ولو اقتصر على الول لكان أولى‪) .‬قوله‪ :‬لم يملك(‬
‫أي القاضي‪) .‬وقوله‪ :‬ما أخذه( أي من المهدي‪) .‬قوله‪ :‬فيرده( أي يرد القاضي ما أخممذه‪) .‬وقمموله‪:‬‬
‫لمالكه( أي المال المأخوذ‪) .‬قموله‪ :‬إن وجمد( أي المالممك‪) .‬قموله‪ :‬وإل( أي وإن لممم يوجممد المالممك‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬فلبيت المال( أي فيرده في بيت المال‪) .‬قوله‪ :‬وكالهديممة الهبممة( أي فممي الحرمممة بقيودهمما‬
‫المارة‪ ،‬من كونه ليس له عادة قبل الولية‪ ،‬أو له عادة وزادت‪ ،‬مع كون القاضي فيهما فممي محممل‬
‫وليته‪ ،‬ووجود خصومة مطلقا‪ ،‬وجدت عادة أم ل‪ ،‬كان في محل وليته أم ل‪ .‬وفي عدم الحرمة‬
‫إن انتفت قيودها‪) .‬قوله‪ :‬والضيافة( أي كالهدية‪ ،‬هذا يفيد أن الضيافة غير الوليمممة‪ ،‬وهممو كممذلك‪.‬‬
‫إذ الضيافة تختص بالطعام الذي يصنع للنازل عنده‪ ،‬والوليمة مختصة بالطعام الذي ينادى عليه‪،‬‬
‫لكن رأيت في المصباح عرف الوليمة بتعريف شامل للضيافة‪ .‬وعبارته‪ :‬الوليمة اسم لكممل طعممام‬
‫يتخذ لجمع‪ .‬ا‍ه‪ .‬وعليه فتكون الضيافة من أفراد‬

‫] ‪[ 264‬‬

‫الوليمة‪ ،‬ويكون بينه وبين قوله التي‪ ،‬ويكره حضور الوليمة تدافع‪ .‬إذ هممو هنمما أطلممق أن‬
‫الضيافة كالهدية‪ ،‬وفيما سيأتي فصل تفصمميل غيممر التفصمميل المممذكور فممي الهديممة‪) .‬قمموله‪ :‬وكممذا‬
‫الصدقة( أي ومثل الهديممة فمي التفصمميل المممذكور بيمن الحرمممة بممالقيود المممارة وعمدمها بانتفائهمما‬
‫الصدقة‪) .‬قوله‪ :‬وجوز له السبكي الخ( الفرق بين ما قاله السبكي وبين ما مر‪ ،‬أن السممبكي أطلممق‬
‫الجواز فيما إذا لم يكن له عادة‪ ،‬ولم يقيده بما إذا لم يكن في محل وليته‪ ،‬بخلف ما مر فإنه مقيد‬
‫بذلك‪) .‬وقوله‪ :‬ول عادة( بالولى ما إذا كان له عادة‪) .‬قمموله‪ :‬وخصممه( أي خممص السممبكي جممواز‬
‫القبول ممن ل خصومة له ول عادة في تفسيره بما إذا لم يعرف المتصدق أن هذا المتصدق عليه‬
‫هو القاضي‪ :‬أي ولم يعرف القاضي عين المتصدق‪ ،‬كما يدل لذلك عبارة تفسمميره ونصممها ‪ -‬كممما‬
‫في الرشيدي ‪ -‬إن لم يكن المتصدق عارفا بأنه القاضي‪ ،‬ول القاضممي عارفمما بعينممه فل شممك فممي‬
‫الجواز‪ .‬انتهت‪ .‬وكما صرح به الشارح في باب الوقف )قوله‪ :‬وبحممث غيممره( أي غيممر السممبكي‪.‬‬
‫)وقموله‪ :‬القطمع( أي الجمزم بحمل أخمذه‪ :‬أي القاضمي الزكمماة‪) .‬قموله‪ :‬وينبغمي تقييممده( أي الحممل‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬بما ذكر( أي بما إذا لممم تكممن هنمماك خصممومة ول عممادة ولممم يكممن المزكممي ممممن يعممرف‬
‫القاضي‪ :‬أي ول القاضمي يعرفمه‪) .‬قموله‪ :‬وتمردد السمبكي فمي الوقمف عليمه( أي علمى القاضمي‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬من أهل عمله( الجار والمجرور حال من الوقف‪ :‬أي حال كونه صادرا من أهممل عملممه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬والذي يتجه فيه( أي في الوقف على القاضي‪) .‬وقوله‪ :‬في النذر( أي على القاضي )قمموله‪:‬‬
‫أنه( يصح عود الضمممير علممى القاضممي‪ ،‬ويصممح عموده علممى الواقممف أو النمماذر المممأخوذين مممن‬
‫الوقف والنذر‪) .‬وقوله‪ :‬إن عينه( الضمير المستتر يعمود علمى الواقمف أو النماذر‪ ،‬والبمارز يعمود‬
‫على القاضي‪) .‬وقمموله‪ :‬باسمممه متعلممق بعينممه( أي عينممه بإسمممه بممأن قممال‪ :‬وقفممت هممذا علممى فلن‬
‫القاضي‪ ،‬أو نذرت هذا عليه‪ .‬وخرج به ما إذا لم يعينه بإسمه بأن قال‪ :‬وقفت هذا على من يتممولى‬
‫القضاء في هذه البلدة‪ ،‬أو نذرت عليه أو على السادة‪ ،‬وكان القاضممي منهممم‪ ،‬فممإنه يصممح لنممه لممم‬
‫يقصده بعينه حال الوقف‪) .‬قوله‪ :‬وشرطنا القبول( أي قلنا إن القبول من الموقوف عليممه والمنممذر‬
‫له شرط‪ .‬قال ع ش‪ :‬وهو معتمد في الوقف دون النذور‪ .‬ا‍ه‪ .‬فممإن لممم نقممل إنممه شممرط فل يكونممان‬
‫كالهدية‪) .‬قوله‪ :‬كممان( أي الممذكور ممن الموقمموف والمنمذور‪) .‬وقموله‪ :‬كالهديممة لمه( أي للقاضمي‬
‫فيحرم عليه قبوله‪ ،‬وعليه حينئذ يكون الوقممف مممن منقطممع الول‪ ،‬فيكممون بمماطل‪) .‬قمموله‪ :‬ويصممح‬
‫إبراؤه( أي القاضي‪) .‬وقوله‪ :‬عن دينه( أي الدين الممذي عليمه‪) .‬قموله‪ :‬إذ ل يشمترط فيمه( أي فممي‬
‫البراء قبول‪ ،‬وهو تعليل لصحة إبمراء القاضمي ممن المدين المذي عليمه‪) .‬قموله‪ :‬ويكمره للقاضمي‬
‫حضور الوليمة( المراد بها ما يشمل وليمممة العممرس وغيرهمما‪ ،‬ول ينممافي هممذا أن وليمممة العممرس‬
‫إجابتها واجبة‪ ،‬لن محله في غير القاضي‪ ،‬أما هو فل تجب عليه كما تقدم في بابها‪) .‬قوله‪ :‬التي‬
‫خص بها( أي بالوليمة وحده‪) .‬قوله‪ :‬وقال جمممع يحممرم( أي فيممما إذا خممص بهمما وحممده‪ .‬قممال فممي‬
‫شرح الروض‪ :‬قال الذرعي‪ ،‬وما ذكر من كراهة حضوره لها فيما إذا اتخذت له‪ ،‬أخذه الرافعي‬
‫من التهذيب‪ ،‬والذي اقتضمماه كلم الجمهممور أن ذلممك كالهديممة‪ ،‬وهممو ممما أورده الفمموراني والمممام‬
‫والغزالي‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أو مع جماعة آخرين( معطوف على قوله وحده‪ :‬أي خص بها مممع جماعممة‬
‫آخرين غيره‪) .‬قوله‪ :‬ولم يعتد ذلك( أي تخصيصه بها وحده أو مع آخرين قبل الولية‪ ،‬فإن اعتيد‬
‫ذلك قبلها فله حضوره‪ ،‬ول يكره‪) .‬قوله‪ :‬بخلف ما إذا لم يقصد بهمما خصوصمما( أي ولممو يقصممد‬
‫بها أيضا في عموم الغنياء‪ ،‬كما في فتح الجواد فإنه ل يكره ول يحرم‪ ،‬بل تسمن الجابمة حينئذ‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬كما لو اتخذت( أي الوليمة وهو تمثيل لما إذا لم يقصد بها القاضي خصوصا‪) .‬قوله‪ :‬وهو‬
‫منهم( الجملة حالية‪ :‬أي والحال أن القاضي من جملة الجيران أو العلماء‪.‬‬

‫] ‪[ 265‬‬

‫واعلم أن محممل همذا التفصمميل إن كمانت الوليممة لغيممر خصمم‪ ،‬فمإن كممانت لمه حمرم عليمه‬
‫الحضور مطلقا‪ ،‬سواء كانت خاصة له أو عامة‪ ،‬كما في الروض وشرحه‪ ،‬وعبارتهما‪ :‬وليس له‬
‫حضور وليمة أحد الخصمين حال الخصومة‪ ،‬ول حضور وليمتهما ولو فممي غيممر محممل وليتممه‪،‬‬
‫لخوف الميل‪ ،‬ويجيب غيرهما استحبابا إن عم المولم النممداء لهمما‪ .‬ولممم يقطعممه كممثرة الممولئم عممن‬
‫الحكم‪ ،‬بخلف ما إذا قطعتمه عنمه‪ ،‬فيتركهما فمي حمق الجميمع‪ ،‬ولمه تخصميص إجابمة ممن اعتماد‬
‫تخصيصه بها قبل الولية‪ ،‬ويكره له حضور وليمة اتخذت له خاصممة أو للغنيمماء ودعممي فيهممم‪،‬‬
‫بخلف ما لو اتخمذت للجيمران أو العلمماء‪ .‬ا‍ه‪) .‬قموله‪ :‬ويجموز لغيمر القاضمي أخمذ هديمة بسمبب‬
‫النكاح( يعني إذا أهدى الزوج لغير القاضي من ولي المرأة المخطوبة‪ ،‬أو وكيلها‪ ،‬أو هممي نفسممها‬
‫لجل تزوجه عليها‪ ،‬جاز قبول الهدية منه‪ ،‬وتقدم للشارح في بمماب الهبممة وبمماب الصممداق أن مممن‬
‫دفع لمخطوبته أو وكيلهمما أو وليهمما طعاممما أو غيممره ليتزوجهمما‪ ،‬فممرد قبممل العقممد رجممع علممى مممن‬
‫أقبضه‪ ،‬وعلله ابن حجر بأن قرينة سبق الخطبة تغلب على الظن أنه إنما بعث أو دفمع إليهما لتتمم‬
‫الخطبة‪ ،‬ولم تتم إذ يفهم منه جواز قبولها‪ ،‬وعدم رجمموعه بعممد العقممد‪) .‬قمموله‪ :‬إن لممم يشممترط( أي‬
‫غير القاضي على الزوج بأنه ل يزوجه بنته مثل إل بمال‪ ،‬فإن اشترط ذلك حرم قبوله‪ .‬قال فممي‬
‫التحفة في أواخر باب الهبة‪ .‬وحيث دلت قرينة أن ممما يعطمماه إنممما هممو للحيمماء حممرم الخممذ‪ ،‬ولممم‬
‫يملكه‪ ،‬قال الغزالي إجماعا‪ .‬وكذا لو امتنع من فعل أو تسليم ما هو عليه إل بمال‪ ،‬كتزويممج بنتممه‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وكذا القاضي( أي وكذلك يجوز له ما أهممدي إليممه بسممبب النكمماح‪ ،‬بممأن كممان هممو ولممي‬
‫المخطوبة‪) .‬قوله‪ :‬حيث جاز له الحضور( انظره فإن الكلم فيممما يممدفع إليممه علممى سممبيل الهديممة‪،‬‬
‫وليس في ذلك حضور وليمة حتى يشممترط ذلممك‪ .‬تأمممل‪) .‬قمموله‪ :‬ولممم يشممترط( أي القاضممي علممى‬
‫الزوج أنه ل يزوج مثل إل بمال أو نحوه‪) .‬وقوله‪ :‬ول طلب( أي القاضي منه ذلك‪ ،‬فإن اشممترط‬
‫أو طلب‪ ،‬حرم عليه القبول‪ .‬إذ ل يقابل ذلك بمال‪) .‬قوله‪ :‬وفيممه نظممر( أي فممي قمموله بجممواز أخممذ‬
‫القاضي الهدية مطلقا نظر‪ .‬ووجهه أن القاضي ل يجوز له أخذ الهدية إل إذا اعتيد ذلك‪ ،‬ولم يزد‬
‫على العادة‪ ،‬ولم تكن خصومة‪ ،‬كما تقدم ل مطلقا‪ ،‬فالنظر بالنسبة للقاضي فقط ممن جهمة إطلقمه‬
‫فيه جواز الخذ‪) .‬قوله‪ :‬ويجوز لمن ل رزق( أي لقاض ل رزق له‪ ،‬وهو بفتح الراء اسم للفعل‪،‬‬
‫وبكسرها اسم للثر‪ ،‬وهو ما سيق إليك‪ .‬والمراد هنا الثاني‪) .‬قوله‪ :‬ول في غيره( أي غيممر بيممت‬
‫المال كمن مياسير المسلمين‪) .‬قوله‪ :‬وهو غير متعين للقضاء( أي والحال أن هذا القاضممي الممذي‬
‫ل رزق له فيما ذكر غير متعين للقضاء‪ ،‬بأن وجد من يصلح للقضمماء غيممره‪ ،‬وممما ذكممر قيممد فممي‬
‫جواز أن يقول ل أحكم بينكما إل بأجرة‪ .‬وخرج به ما إذا تعين للقضاء‪ ،‬فيحرم عليه ذلممك‪ ،‬وهممذا‬
‫مبني على الضعيف أن الممواجب العينممي ل يقابممل بممأجرة‪ ،‬والصممح أنممه يقابممل بممأجرة‪ ،‬فممالمتعين‬
‫كتعليم الفاتحة له أن يمتنع منممه إل بممأجرة‪ ،‬وكممذلك المتعيممن للقضمماء لممه أن يمتنممع مممن الحكممم إل‬
‫بأجرة‪ ،‬لكن إن كان مما يقابل بأجرة كما نبه على ذلك في فتح الجواد‪ ،‬وعبممارته‪ :‬ولمممن ل رزق‬
‫له في بيت المال ول في غيره وهو غير متعين للقضاء‪ ،‬وكان عمله مما يقابل بأجرة أن يقول ل‬
‫أحكم بينكما إل بأجرة أو رزق‪ ،‬على ما قاله جمع‪ ،‬وهو أقرب للمنقول‪ ،‬لكن في استثناء المتعيممن‬
‫والعمل يقابل بأجرة مخالفة لقولهم ل يلزم المتعيممن تعليممم الفاتحممة إل بممأجرة‪ ،‬لن الصممح جممواز‬
‫أخذها على الواجب العيني‪ ،‬كما ل يجب بذل طعام للمضطر إل بالتزام البدل‪ ،‬فلعممل ذلممك التقييممد‬
‫على مقابل الصح‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وكان عمله( أي عمل من ل رزق له مما يقابل بممأجرة‪ ،‬فممإن كممان‬
‫مما ل يقابل بأجرة‪ ،‬فليس له أن يقول ل أحكم بينكما إل بأجرة‪ ،‬ويحرم عليه قبولهمما ول يملكهمما‪،‬‬
‫وتقدم للشارح في باب الجارة أنه نقل عمن شميخه ابمن زيماد حرمممة أخمذ القاضممي الجمرة علممى‬
‫مجرد تلقين اليجاب‪ .‬إذ ل كلفة في ذلك‪) .‬قوله‪ :‬وقال آخرون يحرم( أي قوله ما ذكر‪ ،‬وإذا حرم‬
‫ذلك حرم قبولها ول يملكها لو أعطيت له‪) .‬قوله‪ :‬وهو( أي القول بالحرمة الحوط‪) .‬قمموله‪ :‬لكممن‬
‫الول( هو القول بالجواز أقرب‪ :‬أي إلى المنقول‪.‬‬

‫] ‪[ 266‬‬

‫تنبيه‪ :‬قال في المغني‪ :‬قبول الرشوة حرام‪ ،‬وهو ما يبذل له ليحكم بغيممر الحممق‪ ،‬أو ليمتنممع‬
‫من الحكم بالحق‪ ،‬وذلك لخبر‪ :‬لعممن الم الراشممي والمرتشممي فممي الحكممم رواه ابممن حبممان وغيممره‬
‫وصححوه‪ .‬لن الحكم الذي يأخذ عليه المال إن كان بغير حق‪ ،‬فأخذ المال فمي مقمابلته حمرام‪ .‬أو‬
‫بحق فل يجوز توقيفه على المال إن كان له رزق فممي بيممت المممال‪ ،‬وروي‪ :‬أن القاضممي إذا أخممذ‬
‫الهدية فقد أكل السحت‪ ،‬وإذا أخذ الرشمموة بلغممت بممه الكفممر واختلممف فممي تممأويله فقيممل‪ :‬إذا أخممذها‬
‫مستحل‪ ،‬وقيل أراد أن ذلك طريق وسبب موصل إليه‪ ،‬كما قمال بعمض السملف‪ ،‬المعاصمي بريمد‬
‫الكفر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ونقض القاضي لخ( شروع فيما ينقض حكم الحاكم‪ ،‬وقد ترجم له في الممروض‬
‫بفصل مستقل‪ ،‬وعبارته مع شممرحه‪ :‬فصممل‪ :‬فيممما ينقممض ممن قضممائه أي القاضممي‪ .‬ولنقممدم عليممه‬
‫قواعد فنقول‪ :‬المعتمد فيما يقضي به القاضي‪ ،‬ويفتي به المفممتي الكتمماب والسممنة والجممماع‪ ،‬وقممد‬
‫يقتصر على الكتاب والسنة‪ ،‬ويقال الجماع يصدر عن أحدهما‪ ،‬والقياس يرد إلى أحدهما‪ ،‬وليس‬
‫قول الصحابي إن لم ينتشر في الصحابة حجة‪ ،‬لنه غيممر معصمموم عممن الخطممأ‪ ،‬فأشممبه التممابعي‪،‬‬
‫ولن غيره يساويه في أدلة الجتهاد فل يكون قوله حجة على غيره‪ ،‬لكن يرجح به أحد القياسممين‬
‫على الخر‪ .‬وإذا تقرر أنه ليس بحجة فاختلف الصحابة في شئ كاختلف سائر المجتهدين‪ ،‬فل‬
‫يكون قول واحد منهم حجة‪ .‬نعم‪ :‬إن لم يكن للقياس فيه مجال فهو حجة‪ ،‬كما نص عليه الشممافعي‬
‫في اختلف الحديث فقال‪ :‬روي عن علي رضي ال عنه أنه صلى في ليلة ست ركعات‪ ،‬في كمل‬
‫ركعة ست سجدات‪ ،‬وقال‪ :‬لو ثبت ذلك عن علي لقلت به‪ ،‬فإنه ل مجال للقياس فيه‪ .‬فالظاهر أنممه‬
‫فعله توقيفا ا‍ه‪ .‬فإن انتشر قول الصحابي في الصحابة ووافقوه‪ ،‬فإجماع خفي في حقه‪ ،‬فل يجمموز‬
‫له كغيره مخالفة الجماع‪ ،‬فمإن خمالفوه فليمس بإجمماع ول حجمة‪ ،‬فمإن سمكتوا بمأن لمم يصمرحوا‬
‫بموافقته ول بمخالفته‪ ،‬أو لم ينقل سكوت ول قول‪ ،‬فحجة سواء كان القول مجرد فتمموى أم حكممما‬
‫من إمام أو قاض‪ ،‬لنهممم لممو خممالفوه لعترضمموا عليممه‪ ،‬هممذا إن انقرضمموا‪ ،‬وإل فل يكممون حجممة‬
‫لحتمال أن يخالفوه لمر يبدو لهم‪ .‬والقياس جلي وهو ما قطع فيه بنفي تأثير الفارق بين الصمل‬
‫والفرع‪ ،‬أو بعد تأثيره‪ .‬وغير جلي وهو ما ل يقطع فيه بذلك‪ ،‬والحق كائن مع أحد المجتهدين في‬
‫الفروع‪ .‬قال صاحب النوار‪ :‬وفي الصممول والخممر مخطممئ مممأجور لقصممده الصممواب‪ .‬ولخممبر‬
‫الصحيحين‪ :‬إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران‪ ،‬وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر ا‍ه‪ .‬بحممذف‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫حكما لنفسه أو غيره( أي حكما صدر من نفسممه أو صممدر مممن غيممره‪ ،‬لكممن إذا صممدر مممن غيممره‬
‫ونقضه‪ ،‬سئل عن مستنده‪ .‬وقولهم ل يسأل القاضي عن مستنده‪ ،‬محله إذا لممم يكممن حكمممه نقضمما‪،‬‬
‫ومحله أيضا كما مر إذا لم يكن فاسقا أو جاهل‪) .‬قوله‪ :‬إن كمان المخ( قيمد فمي النقمض‪ :‬أي محمل‬
‫كون الحكم ينقض إن بان مخالفا للنص‪) .‬وقوله‪ :‬كتمماب أو سممنة( بممدل مممن قمموله نممص أو عطممف‬
‫بيان له‪ ،‬وهذا إن كان القاضي مجتهدا‪) .‬قوله‪ :‬أو نص مقلمده(‪ .‬أي أو كمان بخلف نمص مقلمده ‪-‬‬
‫بفتح اللم ‪ -‬وهذا إن كان مقلدا‪ ،‬لما تقممدم أن نممص المقلممد بالنسممبة للمقلممد كنممص الشممارع بالنسممبة‬
‫للمجتهد المطلق‪) .‬قوله‪ :‬أو قياس جلي( عطف على نص‪ :‬أي أو كان بخلف قياس جلي‪ ،‬والمرد‬
‫به غير الخفي فيشمل المساوي‪ .‬وخرج به ما إذا كان بخلف قياس خفي‪ ،‬فل ينقممض الحكممم بممه‪.‬‬
‫وعبارة الروض وشرحه‪ .‬فإن بان له الخطممأ بقيمماس خفممي رجحمه‪ :‬أي رآه أرجممح مممما حكمم بمه‪،‬‬
‫إعتمده مستقبل‪ :‬أي فيما يستقبل من أخوات الحادثة‪ ،‬ول ينقض به حكما‪ ،‬لن الظنممون المتقاربممة‬
‫ل استقرار لها‪ ،‬فلو نقض ببعض لما استمر حكم ولشق المر على الناس‪ ،‬وعن عمر رضي ال م‬
‫عنه أنه شرك الشقيق في المشركة بعد حكمممه بحرمممانه‪ ،‬ولممم ينقممض الول وقممال‪ :‬ذاك علممى ممما‬
‫قضينا وهذا على ما نقضي‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬وهممو( أي القيمماس الجلممي‪) .‬قمموله‪ :‬ممما قطممع فيممه بإلحمماق‬
‫الفرع( أي المقيس للصل‪ :‬أي المقيس عليه‪ ،‬وذلك كإلحاق الضرب بالتفيف فممي قمموله تعممالى‪* :‬‬
‫)فل تقل لهما أف( * وكإلحاق ما فوق الذرة بها في قوله تعالى‪) * :‬فمممن يعمممل مثقممال ذرة خيممرا‬
‫يره( * كما تقدم أول الباب‪) .‬قوله‪ :‬أو إجماع( عطف على نص‪،‬‬

‫)‪ (1‬سورة السراء‪ ،‬الية‪ (2) .23 :‬سورة الزلزلة‪ ،‬الية‪.7 :‬‬

‫] ‪[ 267‬‬

‫أي أو كان ذلك الحكم بخلف الجماع‪) .‬قوله‪ :‬ومنه( أي ومن خلف الجمماع مما خمالف‬
‫شرط الواقف‪ ،‬فمن حكم بخلفه نقض‪) .‬قوله‪ :‬وما خالف الخ( أي والحكم الممذي خممالف المممذاهب‬
‫الربعة فهو كالمخممالف للجممماع‪ :‬أي فينقممض‪) .‬قمموله‪ :‬أو بمرجمموح( عطممف علممى قمموله بخلف‬
‫نص‪ :‬أي أو كان ذلك الحكم بقول مرجوح من مذهب إممامه‪) .‬قموله‪ :‬فيظهمر المخ( مرتبمط بقموله‬
‫ونقض‪ ،‬وهو كالتفسير له‪ :‬أي فالمراد من نقضه إظهمار بطلنممه‪ ،‬لنمه باطمل ممن أصممله‪ .‬وليمس‬
‫المراد به بطلن نفسممه‪ ،‬ليهممامه أنممه كممان صممحيحا ثممم بطممل‪) .‬وقمموله‪ :‬ممما ذكممر( أي مممن النمص‬
‫والقياس والجماع‪) .‬قوله‪ :‬وإن لم يرفع إليه( غاية فممي إظهممار البطلن والفعممل مبنممي للمجهممول‪،‬‬
‫ونائب فاعله يعود على المر المخالف لمما ذكمر‪ ،‬وضممير إليمه يعمود علمى القاضمي‪ :‬أي يظهمر‬
‫القاضي البطلن مطلقا سواء رفع الخصمان المر المخالف لما ذكر إليه أم ل‪ .‬قال فممي المغنممي‪:‬‬
‫وعلى القاضي إعلم الخصمين بصورة الحال‪ .‬قال الماوردي‪ :‬ويجممب علممى القاضممي أن يسممجل‬
‫بالنقض كما يسجل بالحكم‪ ،‬ليكون التسجيل الثاني مبطل للول‪ ،‬كما صممار الثمماني ناقضمما للحكممم‬
‫الول‪ ،‬فإن لم يكن قد سجل بالحكم لم يلزمه السجال بالنقض‪ ،‬وإن كان السممجال بممه أولممى‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قمموله‪ :‬بنحممو نقضممته( متعلممق بيظهممر‪ :‬أي يظهممر البطلن بصمميغة تممدل عليممه كنقضممته وأبطلتممه‬
‫وفسخته‪ .‬قال في التحفة‪ :‬إجماعا في مخالف الجماع وقياسا في غيره‪) .‬قوله‪ :‬تنبيه( أي في بيان‬
‫عدم جواز الحكم بخلف الراجح‪) .‬قوله‪ :‬بالجماع( مفعول نقل‪) .‬قوله‪ :‬على أنه( ضميره للحممال‬
‫والشأن‪ .‬والجار والمجرور متعلق بالجماع‪) .‬وقوله‪ :‬بخلف الراجممح( متعلممق بممالحكم‪) .‬وقمموله‪:‬‬
‫في المذهب( متعلق بالراجح‪ :‬أي ل يجموز للقاضمي أن يحكمم بخلف الراجمح فمي ممذهبه‪ ،‬وهمو‬
‫المرجوح‪) .‬قوله‪ :‬وصرح السبكي بذلك( أي بعدم الجواز‪) .‬قوله‪ :‬وأطال( أي السبكي الكلم على‬
‫ذلك‪) .‬قوله‪ :‬وجعل ذلك( أي الحكم بخلف الراجح في المذهب‪) .‬وقوله‪ :‬مممن الحكممم( بخلف ممما‬
‫أنزل ال تعالى‪ .‬قال في التحفة‪ :‬وبه يعلم أن مراد الولين بعدم الجممواز عممدم العتممداد بممه فيجممب‬
‫نقضه‪ ،‬وقال فيها أيضا‪ :‬قال ابن الصلح وتبعوه‪ ،‬وينفذ حكم من له أهلية الترجيح إذا رجح قممول‬
‫ولو مرجوحا في مذهبه بدليل جيد‪ ،‬وليس له أن يحكم بشاذ أو غريممب فممي مممذهبه‪ ،‬إل إن ترجممح‬
‫عنده‪ ،‬ولم يشرط عليه إلتزام مذهب باللفظ أو العرف‪ ،‬كقوله على قاعممدة مممن تقممدمه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫لن ال تعالى الخ( تعليل لجعل الحكم بخلف الراجح من الحكم بغير ما أنزل ال تعممالى‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫أنه( أي والد الجلل‪) .‬وقوله‪ :‬نقض( أي حكمه‪) .‬قوله‪ :‬وقضيته( أي الفتاء بنقض الحكم‪) .‬قوله‪:‬‬
‫والحالة هممذه( أي حالممة كممون الحكممم كائنمما بغيممر الصممحيح مممن مممذهبه‪) .‬وقمموله‪ :‬أنممه( أي الحممال‬
‫والشأن‪) .‬وقوله‪ :‬ل فرق( أي في نقض الحكم بغير الصحيح‪) .‬وقوله‪ :‬بين أن يعضده( أي يقويه‪،‬‬
‫وضميره يعود على غير الصحيح‪ ،‬والمقابل محذوف‪ :‬أي أول‪) .‬قمموله‪ :‬تنممبيه ثممان( أي فممي بيممان‬
‫المعتمد في المذهب‪) .‬قوله‪ :‬ما اتفق عليه الشيخان( أي النووي والرافعي‪ ،‬ومحله‬

‫] ‪[ 268‬‬

‫ما لم يتفق المتأخرون على أن ما اتفقا عليه سهو أو غلط‪) .‬قمموله‪ :‬فممما جممزم بممه النممووي(‬
‫يعني إذا اختلف كلم النووي والرافعي‪ ،‬فالمعتمد ما جزم به النووي‪ .‬واعلم أنه إذا اختلفت كتممب‬
‫النووي‪ ،‬فالمتبحر ل يتقيد بشئ منها في العتماد عليممه‪ ،‬وأممما غيممره فيعتمممد منهمما المتممأخر الممذي‬
‫يكون تتبعه فيه لكلم الصحاب أكثر‪ ،‬فالمجموع فالتحقيق فالتنقيح فالروضة فالمنهاج‪ ،‬وما اتفممق‬
‫عليه الكثر من كتبه مقدم على ما اتفق عليه القل منها‪ ،‬وما ذكر في بابه مقدم على ما ذكر فممي‬
‫غيره غالبا فيهما‪ .‬قاله ابن حجممر وتبعممه ابمن علن وغيممره‪) .‬قموله‪ :‬فممالرافعي( أي فممما جممزم بممه‬
‫الرافعي إن لم يجزم النممووي بشممئ‪) .‬قمموله‪ :‬فممما رجحممه الممخ( أي فممإن اختلفمما ولممم يجزممما بشممئ‪،‬‬
‫فالمعتمد من كلمهما ما رجحه أكثر الفقهاء‪ ،‬ثم ما رجحه أعلمهم‪ ،‬ثم ما رجحه أورعهم‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫قال شيخنا هذا( أي ما ذكر من كون المعتمد فيما ذكر ما اتفممق عليممه الشمميخان الممخ‪) .‬وقمموله‪ :‬ممما‬
‫أطبق( أي أجمع واتفق‪) .‬قوله‪ :‬والممذي أوصممى الممخ( أي وهممذا هممو الممذي أوصممى بممه الممخ‪ .‬فاسممم‬
‫الموصول معطوف على ما قبله‪ .‬واعلممم أنممه إذا اختلممف كلم المتممأخرين عممن الشمميخين ‪ -‬كشمميخ‬
‫السلم وتلمذته ‪ -‬فقد ذهب علماء مصر إلى اعتماد ما قاله الشيخ محمد الرملي‪ ،‬خصوصا فممي‬
‫نهايته‪ ،‬لنها قرئت على المؤلف إلى آخرها في أربعمائة من العلماء فنقدوها وصححوها‪ .‬وذهب‬
‫علماء حضرموت وأكثر اليمن والحجاز إلى أن المعتمد ما قاله الشيخ أحمد بن حجممر فممي كتبممه‪،‬‬
‫بل في تحفته لما فيها من الحاطة بنصوص المام مع مزيد تتبع المؤلف فيها‪ ،‬ولقراءة المحققين‬
‫لها عليه الذين ل يحصون‪ ،‬ثم إذا لم يتعرضا بشئ فيفتي بكلم شيخ السلم‪ ،‬ثم بكلم الخطيممب‪،‬‬
‫ثم بكلم الزيادي‪ ،‬ثم بكلم ابن قاسم‪ ،‬ثم بكلم عميرة‪ ،‬ثم بكلم ع ش‪ ،‬ثم بكلم الحلبي‪ ،‬ثم بكلم‬
‫الشوبري‪ ،‬ثم بكلم العناني‪ ،‬ما لم يخالفوا أصول المممذهب‪ .‬كقممولهم لممو نقلمت صممخرة مممن أرض‬
‫عرفات إلى غيرها يصح الوقوف عليها‪ ،‬وقد تقدم في خطبة الكتاب ما هو أبسط مما هنا‪ ،‬فارجع‬
‫إليه إن شئت‪) .‬قوله‪ :‬وقال السمممهودي الممخ( تأييممد لممما قبلممه‪) .‬قمموله‪ :‬ول يقضممي القاضممي( أي أو‬
‫نائبه‪) .‬قوله‪ :‬أي ل يجوز الخ( تفسير للمراد من نفي القضاء بخلف العلم‪) .‬قوله‪ :‬بخلف علمه(‬
‫أي بالشئ المخالف لعلمه‪ .‬قال بعضهم‪ :‬الصواب التعبير بما يعلم خلفه‪ ،‬فإن من يقضممي بشممهادة‬
‫من ل يعلم صدقهما ول كذبهما قاض بخلف علمه وهو نافذ إتفاقا‪ .‬ا‍ه‪ .‬ورده فممي التحفممة بقمموله‪:‬‬
‫وهو عجيب فإنه فرضه فيمن ل يعلم صدقا ول كذبا فكيف يصح أن يقال إن هممذا قضممى بخلف‬
‫علمه حتى يرد على المتن ؟ فالصواب صممحة عبممارته‪ .‬ا‍ه‪ .‬قممال فممي المغنممي‪ :‬وقمموله ول يقضممي‬
‫بخلف علمه يندرج فيه حكمممه بخلف عقيمدته‪ .‬قمال البلقينمي‪ :‬وهممذا يمكممن أن يممدعى فيمه إتفمماق‬
‫العلماء‪ ،‬لن الحكم إنما يبرم من حاكم بممما يعتقممده‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬وإن قممامت بممه( أي بخلف علمممه‬
‫بينة‪ ،‬وفي هذه الحالة ل يقضي بعلمممه‪ ،‬كممما ل يقضممي بالبينممة‪ ،‬للتعممارض بينهممما‪ ،‬فيعممرض عممن‬
‫القضية بالكلية‪) .‬قوله‪ :‬كما إذا شهدت( أي البينة‪) .‬وقوله‪ :‬برق الخ( اللفاظ الثلثة تقرأ من غيممر‬
‫تنوين لضافتها إلى لفظ من الواقعة إسما موصول‪) .‬وقوله‪ :‬يعلم( أي القاضي‪) .‬وقوله‪ :‬حريتممه(‬
‫راجع لما إذا شهدت البينة برقه‪) .‬وقوله‪ :‬أو بينونتهمما( أي أو يعلممم بينونتهمما‪ ،‬وهممو راجممع لممما إذا‬
‫شهدت بالنكاح‪ ،‬أي ببقائه ولم تبن منه‪.‬‬
‫] ‪[ 269‬‬

‫)وقوله‪ :‬أو عدم ملكه( أي أو يعلم عدم ملكه لهمذا العبممد مثل‪ ،‬وهمو راجمع لمما إذا شمهدت‬
‫بملكه له‪ ،‬فالكلم على التوزيع مع اللف والنشر المرتب‪) .‬قوله‪ :‬لنه قاطع( أي جممازم وهممو علممة‬
‫لعدم جواز قضائه‪ ،‬بخلف علمه فيما إذا قامت به بينمة‪) .‬وقموله‪ :‬بمه( أي بمما شمهدت بمه البينمة‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬حينئذ( أي حين إذ كان مخالفا لعلمه‪) .‬وقوله‪ :‬والحكممم بالباطممل محممرم( مممن تتمممة العلممة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ويقضي أي القاضي الخ( أي يجمموز لممه ذلممك‪) .‬وقمموله‪ :‬ولممو قاضممي ضممرورة( هكممذا فممي‬
‫التحفمة وقيمده فمي النهايمة بمما إذا كمان مجتهمدا‪) .‬قموله‪ :‬بعلممه( متعلمق بيقضمي‪ .‬قمال فمي شمرح‬
‫الروض‪ :‬لنه يقضي بالبينة‪ ،‬وهي إنممما تفيممده ظنمما‪ ،‬فبممالعلم أولممى‪ ،‬لكنممه مكممروه كممما أشممار إليممه‬
‫الشافعي في الم‪ ،‬فلو رام البينة نفيا للريبة كان أحسن‪ .‬قاله الغزالي في خلصممته‪ .‬ا‍ه‪) .‬قموله‪ :‬إن‬
‫شاء( أي القضاء بعلمه‪) .‬قوله‪ :‬أي بظنه المؤكد( تفسير للعلم‪ ،‬والوجه كما فممي سممم تفسمميره بممما‬
‫يشمل العلم والظن‪ .‬إذ قد يحصل له حقيقة العلم أو الظن ل تفسيره بخصوص الظن لخروج العلم‬
‫بممه‪) .‬قمموله‪ :‬الممذي الممخ( صممفة لظنممه‪) .‬وقمموله‪ :‬يجمموز( ‪ -‬بضممم اليمماء وفتممح الجيممم وتشممديد الممواو‬
‫المكسورة ‪) .-‬وقوله‪ :‬له( أي للقاضي‪) .‬وقوله‪ :‬لممه الشممهادة( مفعممول يجمموز‪) .‬قمموله‪ :‬مسممتندا( أي‬
‫معتمدا‪ ،‬وهو حال من ضمير له‪) .‬وقمموله‪ :‬إليممه( أي إلممى ظنممه المؤكممد‪) .‬قمموله‪ :‬وإن اسممتفاده( أي‬
‫العلم‪ ،‬وهو غاية للقضاء بعلمه‪ .‬يعني أنه يقضي بعلمه مطلقا‪ ،‬سواء استفاده قبل الولية أم بعدها‪،‬‬
‫وسواء أيضا أكان في الواقعة بينة أم ل‪) .‬قوله‪ :‬نعم ل يقضي به( أي بعلمه‪ ،‬إستدراك من جممواز‬
‫قضاء القاضي بعلمه‪ :‬أي يجوز له ذلك إل في الحمدود والتعمازير‪) .‬قموله‪ :‬لنمدب السمتر( أي ممع‬
‫سقوطها بالشبهة‪) .‬وقوله‪ :‬في أسبابها( أي الحدود والتعزيممر‪ ،‬وتلممك السممباب هممي الزنمما وشممرب‬
‫الخمر والسرقة‪ .‬قال في التحفة‪ :‬نعم من ظهر منه في مجلممس حكمممه ممما يمموجب تعزيممرا عممزره‪،‬‬
‫وإن كان قضاء بالعلم‪ .‬قال جمع متأخرون‪ :‬وقد يحكم بعلمه في حد ال تعممالى‪ ،‬كممما إذا علممم مممن‬
‫مكلف أنه أسلم ثم أظهر الردة‪ .‬فيقضي عليه بمموجب ذلمك‪ .‬قمال البلقينمي‪ :‬وكمما إذا اعمترف فمي‬
‫مجلس الحكم بموجب حد ولم يرجع عنه‪ ،‬فيقضي فيه بعلممه‪ ،‬وإن كمان إقمراره سمرا لخمبر‪ :‬فمإن‬
‫اعترفت فارجمها ولم يقيد بحضرة الناس‪ ،‬وكممما إذا ظهممر منممه فممي مجلممس الحكممم علممى رؤوس‬
‫الشهاد‪ ،‬نحو ردة وشممرب خمممر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬أممما حممدود الدمييممن( أي الحممدود المتعلقممة بحقمموق‬
‫الدميين‪) .‬قوله‪ :‬فيقضي فيها( أي في حدود الدميين‪) .‬وقوله‪ :‬به( أي بعلمه‪) .‬قوله‪ :‬سواء المممال‬
‫الخ( ل يصلح أن يكون تعميما للحدود‪ .‬إذ هي عقوبات مقدرة كما مممر‪ ،‬والمممال ليممس منهمما‪ ،‬ولممو‬
‫قال فيما تقدم أما حقوق الدميين فيقضي الخ لكان أولى‪ .‬إذ هي شاملة للمال وللحدود )قوله‪ :‬وإذا‬
‫حكم( أي القاضي‪) .‬قوله‪ :‬ل بد أن يصرح بمستنده( أي بما استند إليممه‪ ،‬وهممو هنمما علمممه‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫فيقول الخ( تمثيل للحكم بالعلم مع التصريح بمستنده‪) .‬قمموله‪ :‬فممإن تممرك أحممد هممذين اللفظيممن( أي‬
‫التركيبين وهما قوله علمت الخ‪ .‬وقوله وقضيت أو حكمت الخ‪) .‬وقمموله‪ :‬لممم ينفممذ حكمممه( جممواب‬
‫إن‪) .‬قوله‪ :‬ول يقضي لنفسه( أي ل يجوز له أن يقضي لنفسمه ممن غيمره للتهممة‪ ،‬فلمو قضمى لمم‬
‫ينفذ‪ ،‬كما ل ينفذ سماعه شمهادة لنفسمه‪ ،‬وإنمما جماز لمه تعزيمر ممن أسماء أدبمه عليمه فمي حكممه‪،‬‬
‫كحكمت علي بالجور‪ ،‬لئل يستخف ويستهان فل يسمع حكمه‪ .‬وخرج بقوله لنفسه القضمماء عليهمما‬
‫فيجوز‪ ،‬وهل هو إقرار أو حكم ؟ وجهان المعتمد عند ابممن حجممر الثمماني‪ ،‬وعنممد م ر الول‪ .‬قممال‬
‫الخطيب في مغنيه‪ :‬واستثنى البلقيني صورا تتضمن حكمه فيهمما لنفسممه وتنفممذ‪ .‬الولممى‪ :‬أن يحكممم‬
‫لمحجوره بالوصية‪ ،‬وإن تضمن حكمه إستيلءه على المممال المحكمموم بممه وتصممرفه فيممه‪ .‬الثانيممة‪:‬‬
‫الوقاف التي شرط النظممر فيهمما للحمماكم‪ ،‬أو صممار فيهمما النظممر إليممه بطريممق العممموم‪ ،‬لنقممراض‬
‫ناظرها الخاص له الحكم بصحتها‪ ،‬وإن تضمن الحكم إستيلءه عليه وتصرفه فيه‪ .‬الثالثة‪ :‬للمام‬
‫الحكم بانتقال ملك إلى بيت المال‪ ،‬وإن كان فيه استيلؤه عليه‬

‫] ‪[ 270‬‬
‫بجهة المامة‪ ،‬وللقاضي الحكم به أيضا‪ ،‬وإن كان يصرف إليه فممي جامكيممة ونحوهمما‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫بتصرف‪ ،‬ومثله في التحفممة والنهايممة‪) .‬قمموله‪ :‬ول لبعممض( أي ول يقضممي لبعممض مممن أصممله أو‬
‫فرعه للتهمة أيضا‪) .‬قوله‪ :‬ول لشريكه في المشترك( أي ول يقضي لشريكه في المممال المشممترك‬
‫للتهمة أيضا‪ .‬قال البلقيني‪ :‬ويستثنى من ذلك ما إذا حكم بشاهد وبيمين الشممريك‪ ،‬فممإنه يجمموز لن‬
‫المنصوص أنه ل يشاركه في همذه الصمورة قمال‪ :‬ولمم أر ممن تعمرض لمذلك‪ .‬ول يقضمي أيضما‬
‫لرقيقه للتهمة ولو مكاتبا‪ ،‬واستثنى البلقيني منه أيضا الحكم بجناية عليه قبل رقه‪ ،‬بأن جنى ملتزم‬
‫على ذمي‪ ،‬ثم حارب وأرق فإنه يجوز‪ ،‬قال‪ :‬ويوقف ما ثبت لممه حينئذ إلممى عتقممه‪ ،‬فممإن مممات قنمما‬
‫صار فيئا‪ .‬وفي المغني ما نصه‪ :‬قد يوهم إقتصار المصممنف علممى منممع الحكممم لمممن ذكممر جمموازه‬
‫على العدو‪ ،‬وهو وجه إختاره الماوردي‪ .‬والمشهور في المذهب أنه ل يجوز حكمه عليه ويجمموز‬
‫أن يحكم له‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويقضي لكل منهم( أي ممن القاضمي نفسمه والبعمض والشمريك‪) .‬وقموله‪:‬‬
‫غيره( أي غير القاضي الذي أراد الحكممم لنفسممه أو لهممؤلء‪) .‬وقمموله‪ :‬مممن إمممام الممخ( بيممان لممذلك‬
‫الغير‪) .‬قوله‪ :‬قاض آخر( أي غير هذا القاضي الذي أراد القضاء لنفسممه أو لهممؤلء‪) .‬قمموله‪ :‬ولممو‬
‫نائبا عنه( أي ولو كان القاضي الخر نائبا عن القاضي المذكور‪) .‬قوله‪ :‬دفعا للتهمة( علة لكممونه‬
‫يقضي له من ذكر‪) .‬قوله‪ :‬ولو رأى قاض الخ( أي أو شهد شاهدان أنك حكمت أو شهدت بما في‬
‫هذه الورقة‪) .‬قوله‪ :‬وكذا شاهد( أي وكمذلك مثممل القاضمي الشمماهد‪ :‬أي رأى ورقممة فيهما شممهادته‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ورقة( مفعول رأى‪) .‬وقوله‪ :‬فيها حكمه( أي في تلممك الورقممة مكتمموب فيهمما حكمممه‪ ،‬وهممذا‬
‫بالنسبة للقاضي‪) .‬وقوله‪ :‬أو شهادته( أي أو فيها شهادته‪ ،‬وهذا بالنسبة للشاهد‪) .‬قوله‪ :‬لممم يعمممل(‬
‫أي من ذكر من الحاكم أو الشاهد‪) .‬وقوله‪ :‬به( أي بمضمون ما في الورقة من الحكم أو الشهادة‪.‬‬
‫وفي البجيرمي‪ :‬وأشعر كلمه بجواز العمل به لغيره وهو كذلك‪ ،‬فلو شهدا عند غيممره بممأن فلنمما‬
‫حكم بكذا‪ ،‬لزمه تنفيذه‪ ،‬إل إن قامت بينممة بممأن الول أنكممر حكمممه‪ ،‬وكممذبهما زي وكلمممه قاصممر‬
‫على ما إذا شهد بالحكم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬في إمضاء الخ( فيه أن هذا هو معنى العمممل بممه المنفممي‪ ،‬فلممو‬
‫قال بأن يمضيه ويكون تصويرا للعمل لكان أولى وأخصر‪ .‬وفممي التحفممة والنهايممة إسممقاطه وهممو‬
‫أولى‪) .‬قوله‪ :‬حتى يتذكر ما حكم أو شهد به( أي تفصيل‪ ،‬كما في التحفممة‪ ،‬ونصممها‪ :‬حممتى يتممذكر‬
‫الواقعة بتفصيلها‪ .‬ا‍ه‪ .‬وبدليل قوله بعد‪ ،‬ول يكفي الخ‪) .‬قوله‪ :‬لمكان التزوير( هذا يناسممب جعلممه‬
‫علة لما زدته‪ ،‬وهو عممدم العمممل بشممهادة شمماهدين عليممه بممما ذكممر‪) .‬وقمموله‪ :‬ومشممابهة الخممط( أي‬
‫ولمكان مشابهة الخط‪ ،‬وهذا يناسب جعله علة لما ذكره‪ ،‬وهو عدم العمل بالورقة المكتوب فيهمما‬
‫الحكم أو الشهادة‪ .‬وقولي أو ل يناسب الخ‪ ،‬يعلم منه أنه يصح جعله علة أيضا لما ذكره‪ ،‬ويكممون‬
‫المراد بممالتزوير‪ ،‬الممتزوير فممي الخممط‪ .‬فتنبممه‪) .‬قمموله‪ :‬ول يكفممي تممذكره( أي القاضممي أو الشمماهد‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬أن هذا( أي المكتوب خطه‪) .‬وقوله‪ :‬فقط( أي من غير أن يتذكر الواقعمة تفصمميل‪ ،‬وهممذا‬
‫مقابل لما زدته أول بقولي‪ :‬أي تفصيل‪) .‬قوله‪ :‬وفيهما وجه( انظر ما مرجع الضمير ؟ فإن كممان‬
‫الحكم والشهادة بمضمون ما في الورقة فغير مناسب لما بعمده‪ ،‬لنمه ينحمل المعنمى‪ ،‬وفمي الحكمم‬
‫والشهادة وجه إن كان الحكم والشهادة الخ‪ ،‬وفي ذلك ركاكة ل تخفى‪ ،‬وإن كان الورقة المكتمموب‬
‫فيها الحكم‪ ،‬والورقة المكتوب فيهما الشمهادة فل معنممى لمه أصممل‪ ،‬ثممم ظهممر الول‪ ،‬وأنمه ارتكممب‬
‫الظهار في مقام الضمار في قوله بعد أن كممان الحكممم والشممهادة‪ ،‬فكممان عليممه أن يقممول إن كانمما‬
‫بألف التثنية‪ .‬تأمل‪) .‬قموله‪ :‬مصمونة عنمدهما( أي محفوظمة عنممد القاضمي وعنممد الشماهد‪) .‬قموله‪:‬‬
‫ووثق بأنه( أي ووثق كل من القاضي والشاهدين بأن ما في الورقة خطه‪) .‬قوله‪ :‬ولم يداخله فيه(‬
‫أي في كونه خطه‪) .‬قوله‪ :‬ريبة( أي شك‪) .‬قوله‪ :‬أنه يعمل( بدل من قمموله وجممه‪ ،‬أو عطممف بيممان‬
‫له‪ .‬قال في التحفة والنهاية‪ :‬والصح عدم الفرق لحتمال الريبة‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقمموله‪ :‬بممه( أي بمضمممون‬
‫ما في الورقة‪) .‬قوله‪ :‬وله الخ( الجار والمجرور خبر مقدم‪) .‬وقوله‪ :‬حلف( مبتدأ مؤخر‪،‬‬

‫] ‪[ 271‬‬
‫وهممو مسممتأنف‪) .‬قمموله‪ :‬حلممف( يشمممل اليميممن المممردودة واليميممن الممتي معهمما شمماهد‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬على استحقاق( لو قال كما في المنهج على ما له به تعلق كاسمتحقاق المخ‪ ،‬لكممان‬
‫أولى‪) .‬قوله‪ :‬أو أدائه لغيره( عطف على اسممتحقاق‪ :‬أي ولممو حلممف علممى أداء الحممق الممذي عليممه‬
‫لغيره‪) .‬قوله‪ :‬اعتمادا الخ( هو منصوب على الحال على تممأويله باسممم الفاعممل‪ :‬أي لممه أن يحلممف‬
‫على ذلك حال كونه معتمدا على ما ذكر‪ .‬قال في التحفة‪ :‬ودليل حممل الحلممف بممالظن حلممف عمممر‬
‫رضي ال عنه بين يدي النبي )ص( أن ابن صياد هو الدجال‪ ،‬ولم ينكر عليه مع أنممه غيممره عنممد‬
‫الكثرين‪ ،‬وإنما قال إن يكنه فلن تسلط عليه‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬على إخبار عدل( متعلممق بإعتمممادا‪ :‬أي‬
‫إخباره باستحقاق الحق أو أدائه‪) .‬قوله‪ :‬وعلى خط نفسممه( معطمموف علممى إخبممار عممدل‪) .‬وقمموله‪:‬‬
‫على المعتمد( مرتبط بالمعطوف‪ .‬أي وله الحلف اعتمادا على خممط نفسممه علممى المعتمممد‪ ،‬وفممارق‬
‫القضاء والشهادة السابقين‪ ،‬حيث ل يجوز فيهما العتماد على الخط بأن اليمين تتعلق به‪ ،‬والحكم‬
‫والشهادة يتعلقان بغيره‪) .‬قوله‪ :‬وعلمى خمط ممأذونه( أي واعتممادا علمى خمط ممأذونه‪ :‬أي رقيقمه‬
‫المأذون له في التجارة مثل‪ ،‬فإذا وجد سيده ورقة مكتوبا فيهمما بخطمه إن لمك عنممد فلن دينما كممذا‬
‫ثمن كذا‪ ،‬أو إني أديت عنك ما عليك من الدين‪ ،‬جاز له أن يحلممف اعتمممادا علممى خطممه‪) .‬وقمموله‪:‬‬
‫ووكيله( معطوف على مأذونه‪ ،‬أي واعتمادا على خط وكيله‪ :‬أي في بيع ماله‪ ،‬ولو في الذمة‪ ،‬أو‬
‫قضاء الديون التي عليه‪ ،‬فإذا وجد موكله ورقة مكتوبا فيها بخطه إن لك عنممد فلن ثمممن كممذا‪ ،‬أو‬
‫أني أديت الدين عنك‪ ،‬جاز له أن يحلف اعتمادا على ذلك الخط‪) .‬قوله‪ :‬وشريكه( معطوف علممى‬
‫مأذونه أيضا‪ :‬أي واعتمادا على خط شريكه‪ :‬أي المأذون لمه فممي بيممع المممال المشمترك‪ ،‬ولمو فمي‬
‫الذمة‪ ،‬وأداء الديون‪ ،‬فإذا وجد شريكه ورقة مكتوبا فيها إن لك عند فلن ثمن كذا‪ ،‬أو أنممي أديممت‬
‫الدين عنك‪ ،‬جاز له أن يحلف اعتمادا علممى ذلممك الخممط‪) .‬قمموله‪ :‬ومممورثه( معطمموف أيضمما علممى‬
‫مأذونه‪ ،‬أي واعتمادا على خط مورثه‪ ،‬فإذا وجد الوارث ورقة مكتوبا فيها بخممط مممورثه‪ ،‬أن لممي‬
‫عند فلن كذا‪ ،‬أو أني أديت الدين الذي كان علي‪ ،‬جاز له أن يحلف اعتمادا على الخط المممذكور‪.‬‬
‫)قموله‪ :‬إن وثمق( أي الشمخص‪) .‬وقموله‪ :‬بأممانته( أي ممن ذكمر ممن ممأذونه‪ ،‬ومما بعمده باعتبمار‬
‫الشرح‪ ،‬أو مورثه فقط باعتبار المتن‪) .‬قوله‪ :‬بأن علم( أي الحالف وهو تصوير للوثمموق بأمممانته‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬أنه( أي من ذكر من مأذونه وما بعده‪ ،‬أو المورث فقط علممى نسممق ممما قبلممه‪) .‬وقمموله‪ :‬ل‬
‫يتساهل في شئ من حقوق الناس( ضابط ذلك أنه لو وجممد فممي التممذكرة لفلن علممى كممذا سمممحت‬
‫نفسه بمدفعه‪ ،‬ولممم يحلمف علمى نفيمه‪) .‬قموله‪ :‬إعتضممادا بالقرينمة( علمة للحلمف‪ ،‬أي لمه أن يحلمف‬
‫إعتضادا‪ ،‬أي اعتمادا على القرينة‪ ،‬وهي خط مأذونه وما بعده‪ ،‬وفيه أن هذه العلة هي عين قمموله‬
‫اعتمادا على خط الخ‪ .‬تتمة‪ :‬له رواية الحديث اعتمادا على خط كتبه هو أو غيره‪ ،‬محفمموظ عنممده‬
‫أو عند غيره‪ ،‬متضمن ذلك الخط أنه قرأ البخاري مثل على الشيخ الفلني أو أنممه سمممعه منممه أو‬
‫أنه أجازه عليه‪ ،‬وإن لم يتذكر قراءة ول سماعا ول إجازة‪ ،‬لن باب الرواية أوسممع‪ ،‬وعلممى ذلممك‬
‫عمل السلف والخلف‪ ،‬ولو رأى خط شيخه بالذن له في الرواية وعرفه‪ ،‬جاز لممه العتممماد عليممه‬
‫أيضا‪) .‬قوله‪ :‬تنبيه( أي في بيان ما إذا خالف الظاهر الباطن‪ :‬أي حقيقة المر‪) .‬قوله‪ :‬والقضمماء(‬
‫أي الحكم الذي يستفيده القاضي بالولية فيما باطن المر فيه‪ ،‬بخلف ظاهره‪) .‬وقمموله‪ :‬الحاصممل‬
‫على أصل كاذب( أي المرتب على أصممل كمماذب‪ ،‬مثممل شممهادة الممزور‪) .‬قمموله‪ :‬ينفممذ طمماهرا( أي‬
‫بحسب ظاهر الشرع‪) .‬وقوله‪ :‬ل باطنا( أي ل ينفمذ فمي البماطن‪ :‬أي فيمما بينممه وبيمن المم‪ ،‬لقموله‬
‫)ص(‪ :‬إنكم تختصمون إلي‪ ،‬ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض‪ ،‬فأقضي له بنحمو ممما‬
‫أسمع منه‪ ،‬فمن قضيت له من حق أخيه بشئ فل يأخذه‪ ،‬فإنما أقطمع لمه قطعمة ممن النمار‪ .‬وقموله‬
‫ألحن‪ :‬قال ع ش‪ :‬أي أقدر‬

‫] ‪[ 272‬‬
‫‪ .‬وقال الرشيدي‪ :‬أي أبلغ وأعلم‪ ،‬والول أنسب‪) .‬قوله‪ :‬فل يحل( أي ذلممك الحكممم حراممما‪،‬‬
‫كأن أثبت بشاهدي زور نكاحه بامرأة‪) .‬وقوله‪ :‬ول عكسه( أي ول يحرم حلل‪ ،‬كأن ادعى عليه‬
‫بأنه طلق زوجته بذلك‪ ،‬فل تحرم عليه باطنمما‪ ،‬ويحممل لممه وطؤهمما إن أمكممن‪ ،‬لكنممه يكممره للتهمممة‪،‬‬
‫ويبقى التوارث بينهما ل النفقة للحيلولة‪ ،‬ولو نكحها آخر فوطئهما جماهل بالحمال فشمبهة‪ ،‬وتحمرم‬
‫على الول حتى تنقضي العدة‪ ،‬أو عالما أو نكحها أحد الشاهدين فكذا فممي الشممبه عنممد الشمميخين‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فلو حكم الخ( تفريع على الول‪ :‬أعني فل يحل حراممما‪) .‬قمموله‪ :‬بظمماهر العدالممة( بممدل‬
‫من بشاهدي زور‪ .‬ولو قال كما في شرح الرملي ظاهرهما العدالة لكان أولى‪) .‬قوله‪ :‬لممم يحصممل‬
‫الخ( جواب لو‪) .‬قوله‪ :‬سواء المال والنكاح( تعميم فممي عممدم حصممول الحممل باطنمما فيممما حكممم بممه‬
‫بشاهدي زور‪) .‬قوله‪ :‬أما المرتب( أي أما القضاء المرتب‪ ،‬وهو مقابممل قمموله والقضمماء الحاصممل‬
‫الخ‪) .‬وقوله‪ :‬على أصل صادق( وهو ما لم يكن بشهادة الزور‪) .‬قوله‪ :‬فينفذ القضاء فيه( أي فممي‬
‫المرتب على أصل صادق‪) .‬وقوله‪ :‬باطنا أيضا( أي كما ينفذ ظاهرا‪) .‬وقوله‪ :‬قطعا( هذا إن كان‬
‫في محل إتفاق المجتهدين‪ ،‬مثل وجوب صوم رمضان بشاهدين‪ ،‬وإل بأن كان في محل اختلفهم‬
‫فينفذ على الصح‪ ،‬مثل وجوب صومه بواحد‪ ،‬ومثل شفعة الجوار‪) .‬قوله‪ :‬وجاء فممي الخممبر( أي‬
‫ورد فيه‪ ،‬وساقه دليل على قوله ينفذ ظاهرا ل باطنا‪) .‬وقوله‪ :‬أمرت أن أحكم الخ( أي أمرني ال‬
‫أن أحكم بالظاهر وال يتولى السرائر‪ .‬قال في التحفممة جممزم الحممافظ العراقممي بممأن هممذا الخممبر ل‬
‫أصل له‪ ،‬وكذا أنكره المزي وغيره‪ ،‬ولعله من حيث نسبة هذا اللفظ بخصوصممه إليممه )ص(‪ ،‬أممما‬
‫معناه فهو صحيح منسوب إليه )ص( أخذا من قول المصنف في شرح مسلم في خبر‪ :‬إني أؤمممر‬
‫أن أنقب عن قلوب النمماس ول أشممق بطممونهم‪ .‬معنمماه أنممي أمممرت أن أحكممم بالظمماهر والم يتممولى‬
‫السرائر كما قال )ص(‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويلزم المرأة الخ( أي يجب عليها ما ذكر‪ ،‬فلممو سمملمت نفسممها‬
‫مع القدرة على ما ذكر أثمت به‪) .‬قوله‪ :‬الهمرب( أي ممن الممدعي عليهما بمما ذكمر‪) .‬وقموله‪ :‬بمل‬
‫والقتل( أي بل يلزمها أن تقتله ولو بسم‪ .‬ومحله إن لم يندفع بغيره‪) .‬وقوله‪ :‬إن قممدرت عليممه( أي‬
‫على المذكور من الهرب والقتل‪) .‬قوله‪ :‬كالصائل على البضع( أي فإنها يلزمها دفعه ولو بالقتل‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ول نظر لكونه( أي الواطئ‪ :‬أي يلزمها ما ذكممر ول تنظممر لكممونه يعتقممد الباحممة‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫يعتقد الباحة( أي إباحة الوطئ بالحكم كأن يكون حنيفا‪ .‬وعبممارة المغنممي‪ .‬فممإن قيممل‪ :‬فلعلممه ممممن‬
‫يرى الباحة فكيف يسوغ دفعه وقتله ؟ أجيممب‪ :‬بمأن المسمموغ للمدفع والمموجب لمه إنتهمماج الفمرج‬
‫المحرم بغير طريق شرعي‪ ،‬وإن كان الطالب ل إثم عليه‪ ،‬كما لو صممال صممبي أو مجنممون علممى‬
‫بضع امرأة‪ ،‬فإنه يجوز لها دفعه بل يجب‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فإن أكرهت( أي على الوطئ‪ ،‬بأن لم تقدر‬
‫على الهرب ول على قتله فل إثممم عليهمما بمموطئه إياهمما‪ .‬قممال فممي التحفممة‪ :‬ول يخممالف هممذا قممولهم‬
‫الكراه ل يبيح الزنا لشبهة‪ ،‬سبق الحكم على أن بعضهم قيد عدم الثم بممما إذا ربطممت‪ ،‬حممتى لممم‬
‫يبق لها حركة‪ ،‬لكن فيه نظر‪ :‬إذ لو كان هذا مرادا لم يفرقوا بين ما هنا والكراه على الزنا‪ ،‬لن‬
‫محل حرمته حيث لممم تربممط كممذلك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬والقضمماء علممى غممائب( شممروع فممي بيممان جممواز‬
‫القضاء لحاضر على غائب‪ .‬والصل فيه قوله )ص( لهنممد‪ :‬خممذي ممما يكفيممك وولمدك بمالمعروف‬
‫وهو قضاء منه على زوجها وهو غممائب‪ ،‬ولمو كممان فتمموى لقممال لهمما لممك أن تأخممذي‪ ،‬أو ل بممأس‬
‫عليك‪ ،‬أو نحوه ولم يقل خذي‪ .‬وقول عمر رضي ال عنه في خطبته‪ :‬من كان له على السمميفع ‪-‬‬
‫بالفاء المكسورة ‪ -‬دين فليأتنا غدا‪ ،‬فإنا بايعوا ماله وقاسموه بيممن غرمممائه ‪ -‬وكممان غائبمما‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫عن البلد( أي فوق مسافة العدوى‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬وإن كان( أي ذلك الغائب المدعى عليممه‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬في غير عمله( أي في غير محل ولية القاضي‪.‬‬

‫] ‪[ 273‬‬

‫)قوله‪ :‬أو عن المجلس( أي أو غائب عمن مجلممس الحكممم‪) .‬وقمموله‪ :‬بتمموار( متعلممق بغممائب‬
‫المقدر‪ :‬أي أو غائب عن المجلممس بتمموار‪ :‬أي اختفمماء خوفمما‪) .‬وقمموله‪ :‬أو تعممزز( أي امتنمماع مممن‬
‫الحضور ل خوفا بل تغلبا‪) .‬قوله‪ :‬جائز( أي لما تقدم‪ ،‬ولتفاقهم على سماع البينممة عليممه‪ ،‬فممالحكم‬
‫مثلها‪ ،‬ولن الغيبة ليست بأعظم من الصغر‪ ،‬والموت في العجز عن الدفع عن الغائب‪ ،‬فإذا جمماز‬
‫الحكم على الصغير والميت‪ ،‬فليجز على الغائب أيضا‪) .‬قوله‪ :‬في غير عقوبة ال تعالى( أي فممي‬
‫كل شئ سوى عقوبة ال تعالى‪ ،‬أما هي فل يقضى عليه بها لبنائها على المساهلة‪) .‬قوله‪ :‬إن كان‬
‫لمدع حجة( قيد في جواز القضاء على الغائب‪ :‬أي يجمموز القضمماء عليممه بشممرط أن يكممون لمممدع‬
‫حجة‪ :‬أي وقد علمها الحاكم وقت المدعوى‪ ،‬علممى مما دل عليممه كلمهممم‪ ،‬وإن اعترضممه البلقينمي‪،‬‬
‫وجوز سماعها إذا حدث بعدها علم البينممة أو تحملهمما‪ ،‬كممذا فممي التحفممة‪ .‬والمممراد بالحجممة هنمما ممما‬
‫يشمل الشاهد واليمين فيما يقضي فيه بهما‪ ،‬وعلمم الحماكم‪ ،‬وظماهر كلممه أنمه إذا لمم تكمن حجمة‬
‫سمعت دعواه‪ ،‬ولكن ل يحكم القاضي بها على غائب‪ ،‬وليممس كممذلك فل تسمممع لمه دعموى أصممل‬
‫حينئذ‪ ،‬فكان الولى للشارح أن يدخل على المتن بقوله‪ :‬وإنممما تسمممع دعممواه‪ ،‬ويقضممي بهمما علممى‬
‫الغائب إن كان لمدع حجة‪) .‬قوله‪ :‬ولم يقل هو الخ( سيأتي محترزه‪) .‬قوله‪ :‬بل ادعى( أي طممالب‬
‫الحق على المدعى عليه الغائب‪) .‬وقوله‪ :‬جحوده( أي للحق المدعى بمه‪ .‬وفمي المغنممي مما نصممه‪:‬‬
‫تنبيه‪ :‬يقوم مقام الجحود ما في معناه‪ ،‬كما لو اشترى عينا‪ .‬وخرجت مستحقة فادعى الثمممن علممى‬
‫البائع الغائب‪ ،‬فل خلف أنها تسمع وإن لم يذكر الجحود‪ ،‬وإقممدامه علممى الممبيع كمماف فممي الدللممة‬
‫على جحوده‪ .‬قمماله المممام والغزالممي‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬وأنممه يلزمممه الممخ( أي وادعممى أن الغممائب علممى‬
‫المدعى عليه يلزمه تسليمه المدعى به الن‪ ،‬وأنه مطالبه به‪ ،‬فلو لم يذكر فممي الممدعوى ممما ذكممر‪،‬‬
‫بأن قال لي عليه كذا فقط‪ ،‬فل تسمع دعمواه‪ ،‬إذ ممن شمروطها أن يتعلمق بهما إلمزام ومطالبمة فمي‬
‫الحال‪ .‬ويشترط أيضا لها بيان المدعى به وقدره ونوعه ووصفه كما سيأتي‪) .‬قوله‪ :‬فإن قال( أي‬
‫المدعي هو‪ :‬أي الغالب مقر‪ ،‬وهذا محترز قوله ولم يقل هو مقر‪) .‬قوله‪ :‬وأنا أقيم الحجة الخ( أي‬
‫فيكون قد ثبت الحق عليه بالحجة‪ .‬قال في التحفة‪ :‬ول أثر لقوله مخافممة أن ينكممر خلفمما للبلقينممي‪:‬‬
‫أي حيث قال إن مخافة إنكمماره مبتوعممة لسممماع الممدعوى‪) .‬وقمموله‪ :‬اسممتظهارا( أي طلبمما لظهممور‬
‫الحق‪) .‬قوله‪ :‬أو ليكتب( معطوف على استظهارا‪ ،‬أي أن إقامة الحجة إما لجل استظهار الحممق‪،‬‬
‫أو لجل أن يكتب الخ‪ .‬ويصح عطفه علممى مخافممة‪ :‬أي لجممل المخافممة‪ ،‬أو لجممل أن يكتممب الممخ‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬بها( أي بالحجة‪ :‬أي بثبوت الحق بها‪) .‬قوله‪ :‬لم تسمع حجته( جواب إن‪ ،‬قال في التحفممة‬
‫إل أن يقممول وهممو ممتنممع فإنهمما تسمممع‪ .‬وقممال فممي النهايممة‪ :‬ل تسمممع ولممو قممال قممال‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫لتصريحه( أي المدعى‪) .‬وقوله‪ :‬بالمنافي لسماعها( أي وهو القممرار‪ ،‬وذلممك لنهمما ل تقممام علممى‬
‫مقر‪) .‬قوله‪ :‬إذ ل فائدة فيها( أي الحجة‪ ،‬وهو علة المنافاة‪) .‬قوله‪ :‬نعم الممخ( اسممتدراك علممى عممدم‬
‫سماع الدعوى من المقر‪) .‬قوله‪ :‬ل ليكتب القاضي به( أي بثبوت الدين بالبينة‪) .‬قوله‪ :‬بممل ليمموفيه‬
‫منه( أي أقام البينة ليوفي القاضي دينه من ماله الحاضر‪) .‬قوله‪ :‬فتسمممع( أي البينممة وهممو جممواب‬
‫لو‪) .‬قوله‪ :‬وإن قال همو مقمر( الولمى حمذفه إذ السمتدراك مرتمب علممى قموله همو مقمر‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫وتسمع أيضا( أي كما تسمع إذا ادعى جحوده‪) .‬وقوله‪ :‬إن أطلق( أي لم يدع جحودا ول إقممرارا‪،‬‬
‫وإنما سمعت في هذه الحالة لنه قد ل يعلم جحوده في غيبته‪ ،‬ويحتاج إلممى إثبممات الحممق‪ ،‬فيجعممل‬
‫غيبته كسكوته‪) .‬قوله‪ :‬ووجب إن كانت الخ( أي ولم يكن للغائب وكيممل حاضممر‪) .‬وقمموله‪ :‬بممدين(‬
‫أي له على‬

‫] ‪[ 274‬‬

‫الغائب‪) .‬وقوله‪ :‬أو عيممن( أي أودعهمما عنممده‪ ،‬أو أعمماره إياهمما‪ ،‬أو نحممو ذلممك‪) .‬وقمموله‪ :‬أو‬
‫بصحة عقد( معطوف على بدين‪ ،‬أي أو كانت الدعوى عليه بصحة عقد‪ ،‬كأن ادعى على الغائب‬
‫أنه اشترى هذا العبد منه بشراء صحيح‪ ،‬وأنكر هو ذلك‪) .‬وقوله‪ :‬أو إبراء( أي أو كانت الدعوى‬
‫عليه بإبراء‪ ،‬أي بأن الغائب أبرأ الحاضر من الدين الذي له عليه وأنكره‪) .‬قوله‪ :‬كأن أحال الممخ(‬
‫تمثيل للبراء‪ ،‬ول يتصور بغير ما ذكر‪ ،‬لن الدعوى على الغائب بإسقاط حق ل تسمع‪ ،‬وعبارة‬
‫المغني‪ :‬ول تسمع الدعوى والبينة علممى الغممائب بإسممقاط حممق لممه‪ ،‬لن الممدعوى بممذلك والبينممة ل‬
‫تسمع إل بعد المطالبة بالحق‪ .‬قال ابن الصلح وطريقه فممي ذلممك أن يممدعي علممى إنسممان أن رب‬
‫الدين أحاله به‪ ،‬فيعترف المدعى عليه بالدين لربه وبالحوالة‪ ،‬ويممدعي أنممه أبممرأه منممه أو أقبضممه‪،‬‬
‫فتسمع الدعوى بذلك والبينة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فادعى( أي المممدين الحاضممر‪) .‬وقمموله‪ :‬أبممرأه( أي أبممرأه‬
‫الغائب إياه‪ ،‬فالضافة ممن إضمافة المصمدر لفماعله ممع حمذف المفعمول‪ .‬ويحتممل أن تكمون ممن‬
‫إضافة المصدر لمفعوله بعد حذف الفاعمل‪) .‬قموله‪ :‬تحليفمه( فاعمل وجمب‪) .‬وقموله‪ :‬أي الممدعي(‬
‫تفسير للضمير‪ ،‬وأفاد به أن الضافة من إضافة المصدر لمفعوله بعد حممذف الفاعممل‪ :‬أي تحليممف‬
‫الحاكم إياه‪ ،‬وهو غير متعين‪ ،‬بل يصح أن تكون مممن إضممافة المصممدر لفمماعله وحممذف المفعممول‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬يمين الستظهار( هي التي لم يثبت بها حق‪ ،‬وإنما وجبممت احتياطمما‪ .‬قممال فممي التحفممة‪ :‬ول‬
‫يبطل الحق بتأخير هذه اليمين ول ترتد بالرد‪ ،‬لنها ليست مكملة للحجة‪ ،‬وإنما هي شرط للحكممم‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬وإن لممم يكممن الغممائب متواريمما ول متعممززا( قيممد بممه فممي شممرح المنهممج أيضمما‪ ،‬ونقممل‬
‫البجيرمي عن ز ي أن المعتمد أنه يجب تحليفه‪ ،‬وإن كان متواريا أو متعززا‪) .‬قمموله‪ :‬بعممد إقامممة‬
‫الخ( متعلق بتحليفه‪ :‬أي تحليفه بعد إقامة البينة‪ :‬أي وبعد تعديلها‪) .‬قمموله‪ :‬أن الحممق( أي علممى أن‬
‫الحق‪ ،‬وهو متعلق بكل مممن بينمة وممن تحليفمه‪) .‬قموله‪ :‬فممي الصممورة الولممى( همي ممما إذا كممانت‬
‫الدعوى بدين‪) .‬وقوله‪ :‬ثابت فممي ذمتممه( أي الغممائب‪) .‬وقمموله‪ :‬إلممى الن( أي إلممى وقممت الممدعوى‬
‫عليه‪) .‬قوله‪ :‬احتياطا الخ( علة لوجوب التحليف‪ :‬أي وجب تحليفه بذلك احتياطا للغائب المحكمموم‬
‫عليه‪) .‬قوله‪ :‬لنه الخ( علة للعلة‪) .‬وقوله‪ :‬لربممما ادعممى( أي الغممائب بشممئ يممبرئه كممأداء وإبممراء‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ويشترط مع ذلك( أي مع قوله في الحلف أن الحق ثابت في ذمتممه‪) .‬وقمموله‪ :‬أن يقممول أنممه‬
‫الخ( أي لنه قد يكون عليه ول يلزمه أداؤه لتأجيل أو نحوه‪) .‬قوله‪ :‬وأنه ل يعلم الخ( أي ويلزمه‬
‫أيضا أن يقول أنه الخ‪ .‬قال في التحفة‪ :‬بناء على الصح أن المدعى عليه لو كان حاضرا وطلممب‬
‫تحليف المدعي على ذلك أجيب‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬قادحا( أي في الشممهادة مطلقمما‪ ،‬أو بالنسممبة للغممائب‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬كفسق وعداوة( تمثيل للقادح في الشهادة‪) .‬قوله‪ :‬قال شمميخنا فممي شممرح المنهمماج وظمماهر‬
‫الخ( فيه أن هذا ل يظهر بعد تقييده فيما سمبق بقموله فمي الصمورة الولمى‪ ،‬إذ يعلمم منمه أنمه فمي‬
‫غيرها ل يحلف بما ذكر‪) .‬وقوله‪ :‬أن هذا( أي ما في المتن فقط‪ ،‬وهو أن الحق ثممابت فممي ذمتممه‪،‬‬
‫وأما ما زاده عليه وهو أنه يلزمه الخ‪ ،‬فيأتي في جميع الصور‪) .‬وقمموله‪ :‬فممي الممدعوى بعيممن( أي‬
‫ادعى أنه جعلها وديعة عنده‪ ،‬أو استعارها منه‪ ،‬أو نحو ذلك كما تقدم‪) .‬قوله‪ :‬على ممما يليممق بهمما(‬
‫أي كأن يقول ادعى عليه بالثوب مثل وهو باق تحممت يممده‪ ،‬ويلزمممه تسممليمه إلممي‪ ،‬والعيممن باقيممة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وكذا نحو البراء( أي وكذلك ل يأتي ما ذكر في الدعوى بنحو إبراء كعتق وطلق وبيع‪،‬‬
‫بل يحلف فيه على ما يليق به‪ ،‬كأن يقول في البراء أنه أبرأني‪ ،‬وأنه ل يستحق في ذمممتي شمميئا‪،‬‬
‫وكأن يقول في العتق أن سيده أعتقه‪ ،‬وفي الطلق أن زوجها طلقها‪ ،‬وفممي الممبيع أنممه بمماعني إيمماه‬
‫بيعا صحيحا‪) .‬قوله‪ :‬أما لو كان الغائب الخ( مفهوم قوله إن لم يكن الغائب الخ‪) .‬قمموله‪ :‬فيقضممي(‬
‫أي القاضي‪) .‬وقوله‪:‬‬

‫] ‪[ 275‬‬

‫عليهما( أي على المتواري والمتعزز‪) .‬وقوله‪ :‬لتقصيرهما( أي بسبب التممواري والتعممزز‪.‬‬


‫)قوله‪ :‬قال بعضهم الخ( عبارة التحفة‪ :‬أما إذا كان له وكيممل حاضممر‪ ،‬فهممل يتوقممف التحليممف إلممى‬
‫طلبه ؟ وجهان‪ ،‬وقضية كلمهما توقفه عليه‪ ،‬واعتمده ابن الرفعة واستشكله في التوشيح بممأنه إذا‬
‫كان له وكيل حاضر لم يكن قضاء على غائب ولم تجب يمين جزما‪ ،‬وفيه نظر‪ ،‬لن العممبرة فممي‬
‫الخصومات في نحو اليمين بالموكل ل الوكيل‪ ،‬فهو قضاء على غائب بالنسبة لليمين‪ ،‬ويؤيد ذلك‬
‫قول البلقيني للقاضي سماع الدعوى على غائب وإن حضر وكيله‪ ،‬لوجود الغيبة المسوغة للحكممم‬
‫عليه‪ ،‬والقضمماء إنممما يقممع عليممه‪ ،‬أي فممي الحقيقممة‪ ،‬أو بالنسممبة لليميممن‪ .‬فالحاصممل أن الممدعوى إن‬
‫سمعت على الوكيل توجه الحكم إليه دون موكله ل بالنسبة لليمين‪ ،‬احتياطا لحق الموكل‪ ،‬وإن لممم‬
‫تسمع عليه توجه الحكم إلى الغائب من كل وجه في اليميممن وغيرهمما‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬كممما لممو ادعممى‬
‫شخص على نحو صبي( أي كمجنون‪ ،‬والكاف للتنظير في وجمموب الحلممف علممى المممدعي‪ .‬وفممي‬
‫المغني ما نصه‪ :‬ل تنافي بين ما ذكر هنا وما ذكر فممي كتمماب الممدعوى والقسممامة‪ ،‬مممن أن شممرط‬
‫المدعى عليه أن يكون مكلفا ملتزما للحكام‪ ،‬فل تصح الدعوى على صبي ومجنممون‪ ،‬لن محممل‬
‫ذلك عند حضور وليهما‪ ،‬فتكون الدعوى على الولي‪ ،‬أما عند غيبته فالممدعوى عليهممما كالممدعوى‬
‫على الغائب‪ ،‬فل تسمع إل أن تكون هناك بينة ويحتاج معها إلى اليمين‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬ل ولي لممه(‬
‫قال في التحفة أو له ولي ولم يطلب‪ ،‬فل تتوقف اليمين على طلبه‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثله في النهايممة‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫وميت( معطوف على صبي‪ ،‬أي وكما لو ادعى على ميت‪) .‬قوله‪ :‬ليس له وارث خاص حاضر(‬
‫أي بأن كان له وارث غير خاص‪ ،‬أو له وارث خاص‪ ،‬لكنه غير حاضر في البلد‪) .‬قمموله‪ :‬فممإنه(‬
‫أي المدعي على نحو الصبي والميت‪) .‬وقوله‪ :‬يحلف( أي بعد إقامممة البينممة بممما ادعمماه وتعممديلها‪،‬‬
‫وإل فل تسمع دعواه‪) .‬قوله‪ :‬لما مر( أي احتياطا للمحكوم عليه الصبي أو الميت‪) .‬قوله‪ :‬أممما لممو‬
‫كان لنحو الصبي ولي خاص الخ( هممذا خلف ممما جممرى عليممه شمميخه ممن أن وجموب الحلممف ل‬
‫يتوقف على طلب الولي إذا وجد بالنسبة للدعوى على الصبي والمجنون‪ ،‬كممما يعلممم مممن عبممارته‬
‫المارة‪ ،‬ويتوقف على طلب الوارث الخاص إذا وجد بالنسبة للميت‪ ،‬وقال‪ :‬الفرق بينه وبين الولي‬
‫واضح‪ .‬وجرى أيضا على ذلك في النهاية‪ ،‬وكتب ع ش على قممول النهايممة‪ ،‬والفممرق واحممض ممما‬
‫نصه‪ :‬وهو ‪ -‬أي الفرق ‪ -‬أن الحق في هذه يتعلق بالتركة التي هي للوارث‪ ،‬فتركه لطلممب اليميممن‬
‫إسقاط لحقه‪ ،‬بخلف الولي فإنه إنما يتصرف علممى الصممبي بالمصمملحة‪ .‬ا‍ه‪ .‬والمؤلممف تبممع شمميخ‬
‫السلم فيما ذكر كما يعلم من عبارة شرح المنهج والسنى‪ ،‬ونص الثاني‪ :‬فإن كان للميت وارث‬
‫خاص‪ ،‬اعتبر في الحلف طلب الوارث‪ ،‬لن الحق له في التركة‪ ،‬ومثله ما لو كان للصممبي نممائب‬
‫خاص‪ .‬الخ‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬اعتبر في وجوب التحليف( أي علمى الممدعي‪) .‬وقموله‪ :‬طلبمه( أي طلمب‬
‫من ذكر من الولي والوارث التحليف من المدعي‪ ،‬فالضافة من إضافة المصدر لفمماعله‪ ،‬وحممذف‬
‫مفعوله‪ ،‬ويحتمل أن تكون من إضافة المصدر لمفعوله بعد حذف الفاعل‪) .‬قوله‪ :‬فممإن سممكت( أي‬
‫من ذكر من المموارث الخمماص والممولي‪) .‬وقمموله‪ :‬عممن طلبهمما( أي اليميممن المعلومممة مممن السممياق‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬لجهل( أي بأنه يعتبر في وجوب اليمين طلبها‪) .‬وقوله‪ :‬عرفه الحاكم( أي بين لممه أن لممك‬
‫أن تحلفه )وقوله‪ :‬ثم إن الخ( أي ثم بعد التعريف إن لم يطلب منه اليمين‪ ،‬حكم عليه الحاكم بدون‬
‫يمين‪) .‬قوله‪ :‬لو ادعى وكيل الغائب( أي إلى مسافة يجوز القضمماء فيهمما علممى الغممائب‪ ،‬بممأن كممان‬
‫فوق مسافة العدوى‪ ،‬أو في غير ولية الحاكم وإن قربت‪ .‬أفاده في التحفة‪) .‬وقوله‪ :‬علممى غممائب(‬
‫أي إلى ما ذكر أيضا‪) .‬قوله‪ :‬أو نحو صممبي( بممالجر معطمموف علممى غممائب‪ :‬أي أو ادعممى وكيممل‬
‫الغائب على نحو صبي كمجنون‪) .‬قوله‪ :‬أو ميت( أي أو ادعى علممى ميممت‪ :‬أي وإن لممم يرثممه إل‬
‫بيت المال‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفة‪) .‬قوله‪ :‬فل تحليف( أي واجب على الوكيل‪) .‬قمموله‪ :‬بممل يحكممم( أي الحمماكم‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬بالبينة( أي التي أقامها الوكيل المدعي‪ ،‬ويعطى حينئذ المال المدعى به‬

‫] ‪[ 276‬‬

‫إن كان للمدعى عليه هنمماك مممال‪) .‬قمموله‪ :‬لن الوكيممل الممخ( تعليممل لعممدم تحليممف الوكيممل‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬ل يتصور حلفه على استحقاقه( أي ل يمكن أن يحلف الوكيل على استحقاقه للحق الممذي‬
‫ادعى به‪ ،‬لنه ليس له وإنما هو للموكل‪) .‬قوله‪ :‬ول على أن موكله يسممتحقه( أي ول يتصممور أن‬
‫يحلف على أن موكله يستحقه‪ :‬إذ يحتمل أن موكله أبرأه‪ ،‬ولو حلف فل يستحق الموكممل شمميئا‪ ،‬إذ‬
‫ل يثبت للشخص الحق بيمين غيره‪) .‬قوله‪ :‬ولو وقف المر الخ( من تتمة التعليممل‪ :‬أي ولنممه لممو‬
‫وقف المر الخ‪) .‬وقوله‪ :‬إلى حضور الموكل( أي من المحل الذي هو فيه وكان بعيممدا أو قريبمما‪،‬‬
‫وكان في غير ولية الحاكم‪ ،‬وإل بممأن كممان فممي محممل قريممب وهممو بوليممة القاضممي‪ ،‬فل بممد مممن‬
‫حضوره وتحليفه يمين الستظهار‪ ،‬إذ ل مشقة عليه في الحضور حينئذ‪ ،‬بخلف ممما لممو بعممد‪ ،‬أو‬
‫كان بغير ولية الحاكم كذا في التحفة‪ .‬ومثل حضور الموكممل فمي عمدم وقموف الممر إليمه بلموغ‬
‫الصبي‪ ،‬وإفاقة المجنون‪ ،‬وقيام نائب عن الميت‪ ،‬فل يوقف المر إلممى ذلممك‪) .‬قمموله‪ :‬ولممو حضممر‬
‫الغائب( أي المدعى عليه )وقوله‪ :‬وقال( أي بعد الدعوى عليه من وكيمل الغمائب بمدين لمه عليمه‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬أبرأني موكلك( مقول القول‪) .‬وقوله‪ :‬أو وفيته( أي أو قممال وفيتممه‪) .‬وقمموله‪ :‬فممأخر( فعممل‬
‫أمر‪ ،‬والمخالف الوكيل )وقوله‪ :‬إلى حضوره( أي الموكل‪) .‬وقوله‪ :‬ليحلف( أي لجممل أن يحلممف‬
‫لي بأنه ما أبرأني‪ :‬أي ما وفيته‪) .‬قوله‪ :‬لم يجب( جواب لو‪ :‬أي لم يجب ذلك الغائب الذي حضممر‬
‫إلى ما طلبه من التأخير‪) .‬قوله‪ :‬وأممر بالتسمليم لمه( أي أممر القاضمي ذلمك الغمائب المذي حضمر‬
‫بتسليم الحق للوكيل‪) .‬قوله‪ :‬ثم يثبت البراء( أي ثم بعد تسليم الحق يمكن من إثبممات البممراء‪ ،‬أو‬
‫التوفية ويأخذ حقه‪) .‬وقوله‪ :‬بعد( مبني علممى الضممم‪ :‬أي بعممد حضممور الموكممل‪) .‬وقمموله‪ :‬إن كممان‬
‫الخ( قيد في الثبات‪) .‬وقوله‪ :‬له( أي للغمائب المذي قمد حضمر‪) .‬وقموله‪ :‬بمه( أي بمالبراء‪ ،‬وكمذا‬
‫التوفية‪) .‬وقوله‪ :‬حجة( أي بينة‪) .‬قوله‪ :‬لنه لو وقف الخ( علة لعممدم إجممابته‪) .‬قموله‪ :‬نعممم لمه( أي‬
‫للغائب الذي قد حضممر وادعممى عليممه بالممدين‪ ،‬وهمو اسممتدراك علممى كممونه لممم يجممب فيممما يطلبممه‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬إذا ادعى عليه( أي الوكيل‪) .‬وقوله‪ :‬علمه( أي الوكيل وهو مفعول ادعى‪) .‬وقوله‪ :‬بنحممو‬
‫البراء( متعلق بعلمه‪ ،‬ونحو البراء التوفية‪) .‬وقوله‪ :‬أنه ل يعلم الخ( المصدر الممؤول منصموب‬
‫بنزع الخافض‪ ،‬وهو متعلق بتحليف‪ ،‬أي له تحليفه بعدم علمه بمأن الموكمل أبمرأه‪) .‬وقموله‪ :‬مثل(‬
‫أي أو وفاه الدين‪) .‬قوله‪ :‬لصحة هذه الدعوى( علة لكونه له تحليف الوكيممل بممما ذكممر‪ ،‬أي وإنممما‬
‫كان له ذلك لصحة هذه الدعوى‪ ،‬وهي علمه بنحو إبراء‪ ،‬لنه لو أقر بمضمممونها بطلممت وكممالته‪.‬‬
‫قال في المغني‪ .‬فإن قيل‪ :‬هذا يخالف ما سبق من أن الوكيل ل يحلف‪ .‬وأجيب‪ :‬بممأنه ل يلممزم مممن‬
‫تحليفممه هنمما تحليفممه ثممم لن تحليفممه هنمما إنممما جمماء مممن جهممة دعمموى صممحيحة يقتضممي اعممترافه‬
‫بمضمونها سقوط مطممالبته‪ ،‬لخروجممه بمماعترافه بهمما مممن الوكالممة فممي الخصممومة ‪ -‬بخلف يميممن‬
‫الستظهار ‪ -‬فإن حاصله أن المال ثابت في ذمة الغائب أو الميت‪ ،‬وثبمموته فممي ذمممة مممن ذكممر ل‬
‫يتأتى من الوكيل‪ .‬ا‍ه‪ .‬تنبيه‪ :‬قال في التحفة‪ :‬يكفي فممي دعموى الوكيممل مصمادقة الخصممم لمه علممى‬
‫الوكالة إن كان القصد إثبات الحق ل تسلمه‪ ،‬لنه وإن ثبممت عليممه ل يلزمممه الممدفع إل علممى وجممه‬
‫مبرر‪ ،‬ول يبرأ إل بعد ثبوت الوكالة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وإذا ثبت عند حاكم مال( أي بممأن أقممام المممدعي‬
‫الحجة عليه وحلف يمين الستظهار كما تقدم‪) .‬قوله‪:‬‬

‫] ‪[ 277‬‬

‫وحكم به( أي بثبوت المال عنده على ذلك الغائب‪ ،‬وهممو قيممد خممرج بممه ممما إذا ثبممت عنممده‬
‫ولكنه لم يحكم به‪ ،‬فل يقضيه منه‪) .‬قوله‪ :‬وله( أي للغمائب أو الميمت‪) .‬وقموله‪ :‬مممال حاضمر فمي‬
‫عمله( أي في محل عمل القاضي ووليته‪) .‬قوله‪ :‬أو دين الخ( معطوف على له مال حاضر‪ :‬أي‬
‫أو كان له دين ثابت على حاضر في محل عمله‪ .‬قال فممي النهايممة‪ :‬ول يعارضممه قممولهم ل تسمممع‬
‫الدعوى بالدين على غريم الغريم‪ ،‬إذ هو محمول على ما إذا كممان الغريممم حاضممرا أو غائبمما ولممم‬
‫يكن دينه ثابتا على غريم الغريم‪ ،‬فليس له الدعوى لثباته‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثله في التحفممة‪) .‬قمموله‪ :‬قضمماه(‬
‫أي الدين‪) .‬وقوله‪ :‬منه( أي من المال الحاضر أو الدين‪) .‬قمموله‪ :‬إذا طلبممه المممدعي( أي إذا طلممب‬
‫المدعى قضاء حقه من الحاكم‪ .‬وخرج به ما إذا لممم يطلبممه‪ ،‬فل يقضمميه الحمماكم منممه‪) .‬قمموله‪ :‬لن‬
‫الحاكم يقوم مقامه( أي الغائب‪ ،‬وهو تعليل لكون الحاكم يقضيه من مال الغائب الحاضر‪ .‬وعبارة‬
‫المغني‪ :‬لنه حق وجب عليه تعذر وفاؤه من جهة من هو عليه‪ ،‬فقام الحاكم مقامه‪ ،‬كممما لممو كممان‬
‫حاضرا فامتنع‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولو باع قاض( أي أو نائبه )قوله‪ :‬في دينه( أي في قضاء الدين الممذي‬
‫عليه‪) .‬قوله‪ :‬فقدم( أي وصل ذلك الغائب إلى بلد البيع‪) .‬قوله‪ :‬وأبطل الدين( أي أبطل إثبمماته فممي‬
‫ذمته‪) .‬وقوله‪ :‬بإثبات إيفائه( أي أدائه لدائنه‪ ،‬والجار والمجرور متعلممق بأبطممل‪) .‬قمموله‪ :‬أو بنحممو‬
‫فسق شاهد( أي أو أبطله بدعواه فسق الشاهد‪ ،‬ونحوه من كل ما يبطممل الشممهادة‪) .‬قمموله‪ :‬اسممترد(‬
‫أي القاضي‪) .‬وقوله‪ :‬ما أخذه( أي الخصم من القاضي‪) .‬قوله‪ :‬وبطل البيع( أي بيع القاضي مممال‬
‫الغائب )وقوله‪ :‬للدين( أي لجله‪ ،‬والجار والمجرور متعلق بممالبيع‪) .‬قمموله‪ :‬خلفمما للرويمماني( أي‬
‫القائل بعدم بطلن البيع‪ ،‬وعدم استرداد ما أخذه الخصم )قمموله‪ :‬وإل يكممن الممخ( الولممى أن يقممول‬
‫وإل بأن لم يكن له مال‪) .‬وقوله‪ :‬في عملممه( أي محممل عمممل القاضممي‪) .‬قمموله‪ :‬ولممم يحكممم( الممواو‬
‫بمعنى أو‪ ،‬ولو في عبر بها كما في التحفة لكان أولى‪ ،‬وهو مفهمموم قمموله وحكممم بممه‪) .‬قمموله‪ :‬فممإن‬
‫الخ( جواب إن المدغمة في ل النافية‪) .‬وقوله‪ :‬سأل المدعي( أي طلب من قاضممي بلممد الحاضممر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬إنهاء الحال( أي تبليغ المر الواقع عند قاضي بلد الحاضر من سماع بينة أو حكم‪) .‬قوله‪:‬‬
‫إلى قاضي( متعلق بإنهاء‪) .‬قوله‪ :‬أجابه( أي أجاب القاضمي الممدعي لمما سمأله إيماه‪) .‬قموله‪ :‬وإن‬
‫كان المكتوب إليه( الولى وإن كان المنهي إليه سواء كتب إليه أم ل‪ :‬إذ الكتابة غير شرط‪ ،‬وهذا‬
‫يجري في جمع ما يأتي )قوله‪ :‬مسارعة الخ( تعليل لوجوب الجابممة‪) .‬وقمموله‪ :‬بقضمماء حقممه( أي‬
‫حق المدعي من ذلك الغممائب‪) .‬قموله‪ :‬فينهممي( أي قاضمي بلمد الحاضممر‪ .‬وهمو تفريممع علمى قموله‬
‫أجابه‪) .‬وقوله‪ :‬إليه( أي قاضممي بلممد الغممائب‪) .‬قموله‪ :‬سممماع بينتممه( أي أنممه سمممع بينتممه المممدعي‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ثم إن عدلها( أي عدل قاضمي بلمد الحاضممر البينممة‪ :‬أي أثبمت عممدالتها‪) .‬وقمموله‪ :‬لمم يحتمج‬
‫المكتوب إليه( أي القاضي المكتوب إليه‪) .‬وقوله‪ :‬إلى تعممديلها( أي إثبممات عممدالتها عنممده‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫وإل احتاج إليه( أي وإن لم يعدلها قاضي بلد الحاضر‪ ،‬احتاج القاضي المنهممي إليممه إلممى تعممديلها‬
‫)قوله‪ :‬ليحكم( أي قاضي بلد الغائب‪ ،‬والجمار والمجمرو متعلممق بينهمي‪) .‬وقمموله‪ :‬بهما( أي بالبينمة‬
‫التي سمعها قاضي بلممد الحاضممر‪) .‬قمموله‪ :‬ثممم يسممتوفي( أي قاضممي بلممد الغممائب المنهممي إليممه مممن‬
‫المدعى عليه الكائن في بلدته الحق‪) .‬قوله‪ :‬وخرج بها( أي بالبينممة‪) .‬وقمموله‪ :‬علمممه( أي القاضممي‬
‫بما ادعى به المدعي‪) .‬قوله‪ :‬فل يكتب به( أي بعلمه ليحكممم بممه المكتمموب إليمه‪) .‬قمموله‪ :‬لنممه( أي‬
‫القاضي إذا كتب بعلمه‪ ،‬يكون شاهدا ل قاضيا‪ ،‬وعبارة شرح الروض‪ :‬لنه ما لممم يحكممم بممه هممو‬
‫كالشاهد‪ ،‬والشهادة ل تتأدى بالكتابة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتب السيد عمر البصري على قول التحفة وخرج بهمما‬
‫علمه ما نصه‪ :‬قد يقال إن حكم بعلمممه فظمماهر إنهمماء الحكممم المسممتند إلممى العلممم‪ ،‬وإل فهممو شمماهد‬
‫حينئذ‪ .‬ولعل ما في العدة محمول على الثاني‪ ،‬وكلم السرخسي علممى الول‪ .‬وأممما قممول البلقينممي‬
‫لن علمه الخ‪ .‬فإطلقه محل تأمل‪ ،‬لنه إنما يكون كالبينة‬

‫] ‪[ 278‬‬

‫بالنسبة إليه‪ ،‬ل بالنسبة لقاض‪ .‬أل ترى أنه لو كان القاضي الخر حاضرا فقال له قمماض‪:‬‬
‫أنا أعلم هذا المر يجوز له الحكم بمجرد قوله ؟ فليتأمل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ذكره( أي ما ذكممر مممن عممدم‬
‫كتابة علمه إلى قاضي بلد الغائب‪) .‬وقوله‪ :‬في العمدة( بضمم العيمن‪ ،‬اسمم كتماب للقاضمي شمريح‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وخالفه السرخسي( أي خممالف صمماحب العممدة السرخسممي‪ ،‬فأحمماز الكتابممة بممالعلم‪ .‬وعبممارة‬
‫شرح الروض‪ .‬وفي أمالي السرخسي جوازه‪ ،‬ويقضي به المكتوب إليه إذا جوزنا القضاء بالعلم‪،‬‬
‫لن إخباره عن علمه كإخباره عن قيممام البينممة‪ .‬ا‍ه‪ .‬والسرخسممي وجممدته مضممبوطا بممالقلم ‪ -‬بفتممح‬
‫السين والراء وسكون الخاء وكسر السين بعدها ‪) .-‬قوله‪ :‬لن علمه( أي القاضي‪) .‬وقوله‪ :‬كقيممام‬
‫البينة( أي عنده‪ :‬أي والخبار به جائز‪ ،‬فليكن الخبار بعلمه كذلك‪) .‬قموله‪ :‬ولمه( أي لقاضممي بلمد‬
‫الحاضر‪) .‬قوله‪ :‬أن يكتب( أي إلى قاضي بلد الغائب‪) .‬وقوله‪ :‬سماع شاهد واحد( أي أنممه يسمممع‬
‫شهادة شاهد واحد‪) .‬وقوله‪ :‬ليسمع الخ( اللم تعليلية متعلقة بيجوز مقدرا قبل قوله له الممخ أن‪ :‬أي‬
‫ويجوز له أن يكتب بذلك لجل أن يسمع القاضمي المكتمموب إليمه شمماهدا آخمر غيممر هممذا الشماهد‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أو يحلفه( بالنصب معطوف على ليسمع‪ :‬أي أو يحلفه فيممما إذا كممانت الممدعوى علممى شممئ‬
‫يثبت بشاهد ويمين‪) .‬قوله‪ :‬ويحكم( بالنصب معطوف على ليسمع أو يحلف‪ ،‬والفاعل يعممود علممى‬
‫المكتوب إليه‪) .‬وقوله‪ :‬له( أي للمدعي‪) .‬قوله‪ :‬أو ينهمى إليمه( معطموف علممى فينهممى إليمه سمماع‬
‫بينته‪) .‬وقوله‪ :‬حكما( أي ينهى إليه أنى حكمت لفلن على فلن بكذا وكذا‪) .‬وقوله‪ :‬إن حكم( قيممد‬
‫في إنهاء الحكم‪) .‬قوله‪ :‬ليستوفي( أي قاضي بلد الغائب الحق من المدعى عليه‪ ،‬وهو علة لنهمماء‬
‫الحكم‪) .‬قوله‪ :‬لن الحاجة الخ( تعليممل للنهمماء بسممماع البينممة أو بممالحكم‪) .‬وقمموله‪ :‬إلممى ذلممك( أي‬
‫النهاء‪) .‬قوله‪ :‬والنهاء أن يشهد الخ( أي والنهاء فسروه بأن يشهد قاضي بلد الحاضممر ذكريممن‬
‫عدلين بما جرى عنده من سماع بينة أو حكم‪ ،‬ليؤدياه عند قاضي بلممد الغممائب‪ ،‬وهممذان الشمماهدان‬
‫غير الشاهدين على إثبات الحق‪ ،‬ولو لم يشهدهما القاضي‪ ،‬ولكن أنشمأ الحكمم بحضممورهما فلهمما‬
‫أن يشهدا عليه‪ ،‬وإن لم يشهدهما‪) .‬قوله‪ :‬ول يكفي( أي في النهاء غير رجلين‪) .‬قمموله‪ :‬ولممو فممي‬
‫مال( أي ولو كان النهاء في إثبات مال‪ ،‬أو هلل رمضممان‪ ،‬لممما علمممت أن شممهود النهمماء غيممر‬
‫شهود الثبات‪) .‬قوله‪ :‬ويستحب كتاب( أي مع الشهاد‪) .‬وقوله‪ :‬به( أي بما جرى عنده من ثبوت‬
‫للحق أو حكم‪ .‬وحاصل صورة الكتاب‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيم‪ .‬حضر عندنا عافاني ال م وإيمماك‬
‫فلن‪ ،‬وادعى لفلن الغائب المقيم في بلدك بالشئ الفلني‪ ،‬وأقام عليه شمماهدين‪ ،‬وحلفممت المممدعي‬
‫يمين الستظهار وحكمت له بالمال‪ ،‬فاستوفه أنت منممه‪ ،‬وأشممهدت بالكتمماب فلنمما وفلنمما‪ .‬هممذا إذا‬
‫حكم عليه‪ .‬فإن لم يحكممم عليممه‪ ،‬قممال بعممد قمموله وحلفممت المممدعي يميممن السممتظهار‪ ،‬فمماحكم عليممه‬
‫واستوف الحق منه‪ ،‬وأشممهدت بالكتمماب فلنمما وفلنمما‪ .‬ويسممن ختمممه بعممد قراءتممه علممى الشمماهدين‬
‫بحضرته ويقول‪ :‬أشهدكما أني كتبت إلى فلن بما سمعتما‪ ،‬ويضعان خطهممما فيممه‪ .‬ول يكفيممه أن‬
‫يقول أشهدكما أن هذا خطي‪ ،‬أو أن ما فيه حكمممي‪ ،‬وينممدب أن يممدفع للشمماهدين نسممخة أخممرى بل‬
‫ختم ليطالعاها ويتذاكرا عند الحاجة‪ ،‬فإن أنكر الغائب بعد إحضاره أن المال الممذكور فيمه عليمه‪،‬‬
‫شهد عليه الشاهد أن عند قاضي بلده بحكم القاضي الكاتب‪ ،‬فإن قال ليس المكتوب اسمممي صممدق‬
‫بيمينه‪ ،‬لنه أخبر بنفسه والصل براءة ذمته‪ .‬هذا إن لم يعرف به‪ ،‬فإن عرف به لم يصدق‪ .‬فممإن‬
‫قال لست الخصل حكم قاضي بلده عليه إن ثبت أن المكتوب اسمه بإقرار أو بينة‪ ،‬ول يلتفت إلى‬
‫إنكاره أنه اسمه حينئذ إذا لم يكن ثم من يشاركه فيه‪ ،‬وهو معاصر للمدعي يمكن معاملته له‪ ،‬بأن‬
‫لم يكن ثم من يشاركه فيه أصل‪ ،‬أو كان ولم يعاصر المدعي‪ ،‬أو لم تمكن معمماملته‪ ،‬لن الظمماهر‬
‫أنه المحكوم عليه حينئذ‪ ،‬فإن كان هناك من يشاركه فيه وعاصممر المممدعي وأمكنممت معمماملته لممه‪،‬‬
‫بعث المكتوب إليه للكاتب أنه يطلب من الشهود زيادة تمييز للمشهود عليه‪ ،‬ويكتبها وينهيها‬

‫] ‪[ 279‬‬

‫ثانيا‪ ،‬فإن لم يجد زيادة تمييز وقف المر حتى ينكشف الحال‪ .‬فعلم من ذلك أنه يعتممبر مممع‬
‫المعاصرة إمكان المعاملة كما صرح به الجرجاني والبندنيجي وغيرهما أفاد ذلك كله في القناع‬
‫وحواشيه‪) .‬قوله‪ :‬يذكر( أي القاضي فيه‪ ،‬أي الكتمماب )وقمموله‪ :‬ممما يتميممز بممه المحكمموم عليممه( أي‬
‫الغائب المحكوم عليه‪ ،‬أي أو المشهود عليه‪ .‬وعبارة المنهج وشرحه‪ :‬ما يميز الخصمممين الغممائب‬
‫وذا الحق‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬من اسم( بيان لما‪) .‬وقوله‪ :‬أو نسب( أي أو صفة أو حلية‪) .‬قمموله‪ :‬وأسممماء‬
‫الشهود( أي على ما في الكتاب‪ ،‬وأما شهود الحق فل يحتاج إلى ذكر أسمائهم إن كممان قممد حكممم‪،‬‬
‫فإن لم يحكم احتيج إلى ذكرهم إن لم يعدلهم قاضممي بلممد الحاضممر‪ ،‬وإل فلممه تممرك ذلممك‪ .‬كممذا فممي‬
‫المنهج وشرحه‪) .‬قوله‪ :‬وتاريخه( أي يذكر تاريخ الكتاب‪ .‬تتمة‪ :‬لو شافه القاضي وهو فممي محممل‬
‫عمله قاضي بلد الغائب بحكمه‪ ،‬بمأن حضمر قاضمي بلمد الغمائب إلمى بلمد الحماكم وشمافهه بمذلك‪،‬‬
‫أمضاه ونفذه إذا رجع إلى محل وليته‪ ،‬بخلف ما لو شافه القاضي‪ ،‬وهمو فمي غيمر محمل عملمه‬
‫قاضي بلد الغائب‪ ،‬فل يمضيه كمال‪ ،‬قاله المام والغزالي‪ .‬ولو قال قاضي بلد الحاضر وهو فممي‬
‫طرف محل وليته‪ ،‬حكمت بكذا لفلن على فلن الذي ببلدك‪ ،‬أمضاه ونفذه أيضا‪ ،‬لنمه أبلمغ ممن‬
‫الشهادة والكتاب‪ ،‬وهو حينئذ قضاء بعلمه‪) .‬قوله‪ :‬والنهاء بالحكم( العبممارة فيهمما قلممب‪ ،‬والصممل‬
‫والحكم المنهي ولو بل كتاب‪) .‬قوله‪ :‬يمضمي( أي ينفمذ‪) .‬قموله‪ :‬وسمماع البينمة( بمالجر معطموف‬
‫على بالحكم‪ :‬أي والنهاء بسماع البينة‪ .‬وفي العبارة قلب أيضا‪ :‬أي وسماع البينة المنهي‪) .‬قوله‪:‬‬
‫ل يقبل إل فوق مسافة العدوى( أي ل يقيل النهاء بالسماع إل إذا كان بين القاضيين فوق مسافة‬
‫العدوى‪ .‬والفرق بينه وبين النهاء بالحكم أنه لم يتم المر في سماع البينة ممع سمهولة إحضمارها‬
‫في القرب دون البعد‪ ،‬فلذلك قبل في البعد دون القرب‪ ،‬وفي إنهاء الحكم قد تم الممر فلممم يبممق إل‬
‫الستيفاء‪ ،‬فلذلك قبل مطلقا‪) .‬قوله‪ :‬إذ يسهل( أي على قاضي بلد الغائب‪) .‬وقوله‪ :‬إحضارها( أي‬
‫البينة‪) .‬وقوله‪ :‬مع القرب( أي بأن تكون المسممافة مسممافة العممدوي فممما دونهمما‪) .‬قمموله‪ :‬وهممي( أي‬
‫مسافة العدوى‪) .‬وقوله‪ :‬التي يرجع منها( الجار والمجرور متعلق بما بعممده‪) .‬وقمموله‪ :‬مبكممر( أي‬
‫خارج من محله قبيل طلوع الشمس‪ ،‬وقيل عقب طلوع الفجر‪) .‬وقوله‪ :‬إلى محله( متعلق بيرجع‪،‬‬
‫وهو إظهار في مقام الضمار‪) .‬وقموله‪ :‬ليل( أي أوائلمه‪ .‬والمعنمى أن مسممافة العممدوى هممي المتي‬
‫يرجع أول الليل إلى محله من خرج منه إلى بلد الحاكم قبيل طلوع الشمس‪ ،‬وتعبيره بقوله ليل ل‬
‫ينافي تعبيرهم بقولهم يومه‪ ،‬لن أوائل الليل كالنهار كما في النهايممة‪ .‬وعبممارة الخطيممب‪ .‬ومسممافة‬
‫العدوى ما يرجع منها مبكر إلى محله يومه المعتدل‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال البجيرمي عليه‪ :‬والمعنى أن يممذهب‬
‫إليها ويرجع يومه المعتدل‪ .‬ا‍ه‪ .‬وسميت بذلك لن القاضي يعدي من طلب إحضار خصمه منهمما‪:‬‬
‫أي يعينه على إحضاره‪) .‬قوله‪ :‬فلو تعسر الخ( تفريع على التعليل‪ ،‬أعني إذ يسممهل الممخ‪ .‬وعبممارة‬
‫التحفة‪ :‬وأخذ في المطلب من التعليل المذكور أنه لو تعسر الخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬ولو صممنع المؤلممف كصممنيعه‬
‫لكان أولى‪) .‬وقوله‪ :‬مع القرب( أي قرب المسافة بين القاضمميين‪) .‬وقمموله‪ :‬بنحممو مممرض( متعلممق‬
‫بتعسر‪ :‬أي تعسر إحضار البينة له بسبب مرض أو نحوه‪ ،‬كخوف الطريق‪) .‬وقوله‪ :‬قبل النهاء(‬
‫جملة فعلية واقعة جوابا للو‪) .‬قوله‪ :‬قال القاضي( مقول القول جملمة لمو حضممر الغريمم‪) .‬وقموله‪:‬‬
‫وأقروه( أي الفقهاء في قوله المذكور‪) .‬قوله‪ :‬لو حضر الغريم( أي غريم المدعي فممي البلممد الممتي‬
‫هو فيها‪) .‬قوله‪ :‬وامتنع( أي الغريم‪) .‬قوله‪ :‬من بيع ماله الغائب( أي عن البلد الممتي حضممر فيهمما‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬لوفاء دينه( متعلق ببيع‪ :‬أي امتنع من البيع لجل وفاء الدين الذي عليه‪) .‬وقوله‪ :‬بممه( أي‬
‫بماله الغائب‪ :‬أي بثمنه إذا بيع‪ ،‬وهو متعلق بوفاء‪) .‬قوله‪ :‬عند‬

‫] ‪[ 280‬‬

‫الطلب( أي طلب المدعي حقه منمه‪ ،‬والظمرف متعلمق بمامتنع‪) .‬قموله‪ :‬سماغ للقاضمي( أي‬
‫جاز لقاضي بلد المدعي بيعه‪ ،‬وهو جواب لو‪) .‬وقوله‪ :‬لقضاء الدين( أي لجل قضاء الممدين مممن‬
‫ثمنه‪) .‬قوله‪ :‬وإن لم يكن المال بمحل وليته( أي القاضي‪ ،‬وهو غاية في جممواز الممبيع‪ .‬ويتصممور‬
‫بيعه حينئذ بما إذا كان المشتري من أهل بلد القاضي‪ ،‬وقممدر أي المممال الغممائب‪ ،‬وبممما إذا حضممر‬
‫مشتر من بلد المال الغائب واشتراه منه‪ ،‬أو له وكيل في الشراء عنه‪) .‬قوله‪ :‬وكذا إن غاب بمحل‬
‫وليته( أي وكذلك يسوغ للقاضي بيع المال الغمائب إن غماب الغريمم المذي همو ممالكه‪ ،‬لكمن فمي‬
‫محل وليته‪) .‬قمموله‪ :‬كممما ذكممره( أي ممما بعممد وكممذا‪) .‬قمموله‪ :‬وقممال( أي السممبكي والغممزي )قمموله‪:‬‬
‫بخلف ما لو كان( أي الغريم الذي هو المالك في غير محل وليتممه‪ ،‬أي فممإنه ل يسمموغ للقاضممي‬
‫بيع ماله الغائب‪ .‬ويؤخذ من قوله بعد ومنعه إذا خرجا عنها تقييممد عممدم جممواز الممبيع بممما إذا كممان‬
‫المال أيضا في غير محل وليته‪) .‬قوله‪ :‬لنه المخ( تعليمل لمما تضمممنه قمموله بخلف مما لمو المخ‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ل يمكن نيابته( أي القاضي‪) .‬وقمموله‪ :‬عنممه( أي عممن الغريممم الغممائب‪) .‬وقمموله‪ :‬حينئذ( أي‬
‫حين إذ كان في غير محل وليته‪ .‬قال في التحفة بعد ما ذكر‪ :‬ونوزعا بتصريح الغزالممي كإمممامه‬
‫واقتضاه كلم الرافعي وغيره بأنه ل فرق في العقار المقضي به بين كونه بمحل وليممة القاضممي‬
‫الكاتب وغيرها قال المام‪ .‬فإن قيل‪ :‬كيف يقضي ببقعة ليست في محممل وليتممه ؟ قلنمما هممذا غفلممة‬
‫عن حقيقة القضاء على الغائب‪ ،‬فكما أنه يقضي على من ليس بمحل وليته ففيما ليس فيه كذلك‪،‬‬
‫وعن هذا قال العلماء بحقائق القضاء‪ ،‬قاض في قرية ينقذ قضاؤه في دائرة الفاق‪ ،‬ويقضي على‬
‫أهل الدنيا‪ ،‬ثم إذا ساغ القضاء علممى غممائب فالقضمماء بالممدار الغائبممة قضمماء علممى غممالب‪ ،‬والممدار‬
‫مقضي بها‪ .‬ا‍ه‪ .‬ثم قال‪ :‬وقد اعتمد بعضهم كلم السبكي والغممزي فارقمما بيممن إنهمماء القاضممي إلممى‬
‫قاضي بلد المال‪ ،‬فيجوز مطلقا‪ ،‬وبين بيعه للمال فل يجوز إل إن كان أحممدهما فممي محممل عملممه‪،‬‬
‫فقال ما حاصله‪ .‬قال ابن قاضي شهبة‪ :‬وإنما يمتنع البيع إذا غاب هو وماله عن محل وليتممه‪ :‬أي‬
‫فينهيه إلى حاكم بلد هو فيها أو ماله كما ذكره الئمة‪ ،‬ول يجوز أن يممبيع إذا خرجمما عنهمما وقممول‬
‫بعضهم يجوز سهو‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله وحاصل كلمهما( أي السبكي والغممزي‪) .‬قمموله‪ :‬جممواز الممبيع( أي‬
‫بيع القاضي مال الغائب بمحل وليته‪) .‬قوله‪ :‬إذا كان هو( أي الغريم‪) .‬قمموله‪ :‬ومنعممه( أي الممبيع‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬إذا خرجا( أي الغريم وماله معا‪) .‬وقوله‪ :‬عنها( أي عن محل ولية القاضي‪) .‬قمموله‪ :‬لممو‬
‫غاب إنسان الخ( أي غاب إنسان عن بلده مممن غيممر أن يجعممل لممه وكيل فيهمما‪) .‬وقمموله‪ :‬ولممه( أي‬
‫للنسان الغائب‪) .‬وقوله‪ :‬مال حاضممر( أي فممي البلممد‪) .‬قمموله‪ :‬فممأنهى( بالبنمماء للمجهممول‪ ،‬والجممار‬
‫والمجرور بعده نائب فاعله‪ ،‬والصل فأنهى شخص من أهل محلته ما ذكر‪ .‬قممال ع ش‪ :‬وينبغممي‬
‫وجوب ذلك على سبيل الكفاية في حق أهل محلته‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أنه( أي المال الحاضر أو الحمماكم‪،‬‬
‫فالضمير يصلح عوده على كل منهما‪) .‬وقوله‪ :‬إن لم يبعه( الضمير المستتر يعممود علممى الحمماكم‪،‬‬
‫والبارز يعود على المال‪) .‬قوله‪ :‬اختل معظمه( أي فسد معظم المال‪) .‬قوله‪ :‬لزمه بيعممه( أي لممزم‬
‫الحاكم بيع المال‪ :‬أي وحفظ ثمنه عنده‪) .‬قوله‪ :‬إن تعين( أي البيع طريقا‪ :‬أي سببا لسمملمته‪ ،‬فممإن‬
‫لم يتعين لم يلزمه بيعه‪ ،‬بمل يبقيمه أو يقرضمه أو يمؤجره‪ .‬قممال فممي الممروض وشممرحه‪ :‬وللقاضمي‬
‫إقراض مال الغائب من ثقمة ليحفظمه بالذممة‪ :‬أي فيهما‪ ،‬ولمه بيمع حيموان لخموف هلكمه‪ ،‬ونحموه‬
‫كغصبه‪ ،‬سواء فيه مممال اليممتيم الغممائب وغيممره‪ ،‬ولممه تممأجيره ‪ -‬أي إجممارته ‪ -‬إن أمممن عليممه‪ ،‬لن‬
‫المنافع تفوت بمضي الوقت‪ .‬ومال من ل يرجى معرفته له بيعه وصرفه‪ ،‬أي صرف ثمنه في‬

‫] ‪[ 281‬‬

‫المصالح‪ ،‬وله حفظه‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحذف‪ :‬وقوله‪ :‬وللقاضي قضيته جواز ما ذكر عليه ل وجمموبه‪،‬‬
‫فهو خلف ما ذكره الشارح‪ .‬وفي فتاوي القفال ما يقتضي الجممواز أيضمما‪ ،‬ونصممه‪ :‬للقاضممي بيممع‬
‫مال الغائب بنفسه‪ ،‬أو قيمه‪ ،‬إذا احتاج إلى نفقة‪ ،‬وكذا إذا خاف فوته‪ ،‬أو كان الصمملح فممي بيعممه‪،‬‬
‫ول يأخذ له بالشفعة‪ ،‬وإذا قدم لم ينقض بيع الحاكم ول إيجاره‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وقد صرح الصممحاب‬
‫الخ( الغرض من سياقه تقوية ما ذكمره وإفمادة أن فيمه تفصميل‪) .‬قموله‪ :‬إنمما يتسملط علمى أمموال‬
‫الغائبين( أي إنما يتصرف فيها بممبيع ونحمموه‪) .‬قمموله‪ :‬إذا أشممرفت علممى الضممياع( أي قربممت مممن‬
‫الفساد‪) .‬قوله‪ :‬أو مست الحاجة إليها( أي ألجأت الحاجة إلى أموالهم‪) .‬وقوله‪ :‬في استيفاء حقوق(‬
‫متعلق بالحاجة‪ ،‬وفي بمعنممى اللم‪ :‬أي ألجممأت الحاجمة إلممى أمموالهم لقضمماء الحقموق الممتي ثبتممت‬
‫عليهم منها‪) .‬قوله‪ :‬وقالوا( أي الصحاب )قوله‪ :‬ثم في الضياع( أي فيما يؤول إلى الضياع لو لم‬
‫يتصرف فيه‪ ،‬إذ التفصيل ليس في الضياع نفسه‪ ،‬وإل لما صح قوله بعد وعسرت المراجعة قبممل‬
‫وقوع الضممياع )قموله‪ :‬فممإن امتممدت( أي طممالت‪) .‬وقموله‪ :‬الغيبممة( أي غيبممة مالممك المممال‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫وعسرت المراجعة( أي مراجعة الحاكم لصاحب المممال فممي شممأنه‪) .‬قمموله‪ :‬قبممل وقمموع الضممياع(‬
‫متعلق بالمراجعة‪) .‬قوله‪ :‬ساغ التصرف( أي جاز للحمماكم التصممرف فيممه بممبيع ونحمموه‪ .‬وقضمميته‬
‫عدم الوجوب إل أن يقال المراد بمه مما قابمل المتنماع‪ ،‬فيصمدق بمالوجوب وهمو الممراد‪) .‬قموله‪:‬‬
‫وليس من الضياع( أي المسوغ للتصرف فيه‪) .‬وقوله‪ :‬اختلل( أي فساد في المال‪) .‬وقوله‪ :‬لتلف‬
‫المعظم( أي معظم المال‪) .‬وقوله‪ :‬ولم يكن( أي الختلل سمماريا‪ ،‬وعطممف هممذه الجملممة علممى ممما‬
‫قبلها من عطف أحد المتلزمين على الخر‪ .‬إذ يلزم من عدم سممريانه عممدم تممأديته لتلممف المعظممم‬
‫وبالعكس‪) .‬قوله‪ :‬لمتناع الخ( علة لمقدر مرتب على قوله وليس من الضياع الممخ‪ :‬أي وإذا كممان‬
‫ليس من الضياع الختلل المذكور‪ ،‬فل يبيعه الحاكم لمتناع بيع مال الغائب لمجممرد المصمملحة‪،‬‬
‫وهذا ما يخالف ما مر عمن فتماوى القفمال ممن أنمه إذا كمان الصملح فمي بيعمه فلمه ذلمك‪) .‬قموله‪:‬‬
‫والختلل المؤدي الخ( هو مفهوم قوله ل يؤدي الخ‪ .‬وفي أخممذه مفهممومه‪ ،‬ولممم يؤخممذ مفهمموم ممما‬
‫بعده‪ ،‬أعني ولم يكن ساريا الخ يؤيد ما قررته عليه‪ ،‬والمعنى أن الختلل المقتضي لتلف معظممم‬
‫المال يعد ضياعا فيسوغ للمام التصرف فيه قبله‪) .‬قوله‪ :‬نعم الخ( إسممتدراك علممى التفصمميل فممي‬
‫الضياع‪ :‬أي أن التفصيل المذكور محله في غير الحيوان‪ ،‬أممما هممو فمممتى ممما حصممل اختلل فيممه‬
‫تصرف فيه مطلقا‪ ،‬ولممو لممم يممؤد اختللممه إلممى تلفمه‪) .‬وقموله‪ :‬لحرمممة الممروح( أي حفظمما لحرمممة‬
‫الروح‪ ،‬وهو علة البيع‪) .‬وقوله‪ :‬ولنمه( أي الحيموان‪ ،‬وهمو معطموف علممى العلمة قبلممه‪) .‬وقموله‪:‬‬
‫يباع( أي يبيعه الحاكم عليه‪ .‬ومحله إن تعين البيع‪ ،‬وإل بأن أمكن تدارك الضياع بالجارة اكتفي‬
‫بها‪ ،‬ويقتصر على أقل زمن يحتاج إليه كما مر‪) .‬وقمموله‪ :‬علممى مممالكه( أي قهممرا عممن مممالكه‪ ،‬أو‬
‫نيابة عنه‪ ،‬فعلى بمعنى عن‪ ،‬وهي متعلقممة بمحممذوف‪) .‬قمموله‪ :‬بحضممرته( متعلممق بيبمماع‪ :‬أي يبمماع‬
‫بحضرة مالكه‪) .‬وقوله‪ :‬إذا لم ينفق عليه( أي إذا لم ينفق المالك على الحيموان‪) .‬قموله‪ :‬ولمو نهمى‬
‫الخ( معطوف علممى العلمة قبلممه أيضمما‪ ،‬فهممو علمة لممبيع الحيمموان‪ .‬أي ولنممه لمو نهممى المالممك عممن‬
‫التصرف فيه‪ ،‬امتنع التصرف فيه إل في الحيوان‪ ،‬فل يمتنع حفظا للروح‪) .‬قوله‪ :‬يحبس الحاكم(‬
‫أي أو نائبه‪) .‬وقوله‪ :‬البق( أي الرقيق الهارب من سيده‪ ،‬وهو مفعول يحبس‪) .‬قمموله‪ :‬إذا وجممده(‬
‫أي وجد الحاكم البق‪) .‬قوله‪ :‬انتظارا لسيده( حال على تأويله بإسم الفاعل‪ :‬أي يحبسه حال كونه‬
‫منتظرا لسيده‪ .‬أو مفعول‬

‫] ‪[ 282‬‬

‫مطلق لفعل محذوف‪ :‬أي وينتظر سيده انتظارا‪) .‬قمموله‪ :‬فممإن أبطممأ سمميده( أي تراخممى فممي‬
‫طلب عبده‪) .‬قوله‪ :‬باعه الحاكم( أي أو يؤجره إن أمن عليه‪) .‬قوله‪ :‬فإذا جاء سيده فليس لممه غيممر‬
‫الثمن( أي وليس له فسخ البيع‪ ،‬لن ما صدر من المام كان نيابة شرعية عنه‪ .‬تتمة‪ :‬فممي القسمممة‬
‫وهي تمييز بعض النصباء من بعض‪ .‬والصل فيها قبممل الجممماع قمموله تعممالى‪) * :‬وإذا حضممر‬
‫القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه( *‪ .‬فكان يجمب إعطماء الممذكورين شميئا‬
‫من التركات في صدر السلم‪ ،‬ثم نسخ الوجوب وبقي النممدب‪ ،‬وأخبممار كخممبر الصممحيحين‪ :‬كممان‬
‫رسول ال )ص( يقسم الغنائم بين أربابها‪ .‬والحاجة داعية إليها ليتمكن كل واحد من الشريكين أو‬
‫الشركاء من التصرف فمي نصميبه اسمتقلل‪ ،‬ويتخلمص ممن سموء المشماركة‪ ،‬واختلف اليمدي‪.‬‬
‫وأركانها ثلثة‪ :‬قاسم ومقسوم ومقسوم له‪ ،‬ويشترط في القاسم المنصوب مممن جهممة المممام أهليممة‬
‫الشهادات‪ ،‬وعلمه بالقسمة وكمونه عفيفما عمن الطممع‪ ،‬حمتى ل يرتشمي ول يخمون‪ ،‬فمإن لمم يكمن‬
‫منصوبا من جهة المام بمل تراضمى عليمه الشمريكان أو الشمركاء ولمم يحكمموه فمي القسممة‪ ،‬لمم‬
‫يشترط فيه إل التكليف‪ ،‬فإن حكموه‪ ،‬إشترط فيه ما اشترط في منصوب المام‪ .‬واعلم أن القسمممة‬
‫على ثلثة أنواع‪ :‬أحدها‪ :‬القسمة بالنظر للجزاء المتساوية‪ ،‬كقسمة المثليات من حبوب وغيرها‪،‬‬
‫فتجزأ النصباء كيل في مكيل ووزنا في موزون‪ ،‬وتسمممى هممذه القسمممة قسمممة المتشممابهات‪ ،‬لن‬
‫الجزاء فيها متشابهة قيمة وصورة وقسمة الفراز‪ ،‬لكونهمما أفممرزت لكممل مممن الشممركاء نصمميبه‪.‬‬
‫ثانيها‪ :‬القسمة بالتعديل‪ :‬أي التقويم بأن تعدل السهام بالقيمة‪ ،‬كقسمة أرض تختلممف قيمممة أجزائهمما‬
‫بقوة إنبات أو قرب ماء‪ ،‬أو بسبب ما فيها‪ .‬كبستان بعضه نخممل وبعضممه عنممب‪ ،‬وتكممون الرض‬
‫بينهما نصفين‪ ،‬ويساوي قيمة ثلث الرض مثل قيمة ثلثيها‪ .‬وثالثا‪ :‬القسمة بالرد وهي التي يحتاج‬
‫فيها الرد أحد الشريكين للخر مال أجنبيا‪ ،‬كأن يكون في أحد جممانبي الرض المشممتركة بئر‪ ،‬أو‬
‫شجر مثل ل يمكن قسمته‪ ،‬فيرد من يأخذه بالقسمة قسط قيمة البئر أو الشجر‪ .‬فلو كانت قيمة كل‬
‫من البئر أو الشجر مثل ألفا رد الخذ لذلك الجممانب الممذي فيممه الممبئر أو الشممجر خمسمممائة‪ ،‬لنهمما‬
‫نصف اللف‪ .‬والنوع الول من أنواع القسمة الثلثة إقرار للحق‪ :‬أي يتبين به أن ممما خممرج لكممل‬
‫هو الذي ملكه ل يبيع‪ ،‬والنوعان الخران بيع لكن ل يفتقر للفظ نحممو بيممع أو تمليممك وقبممول‪ ،‬بممل‬
‫يقوم الرضا مقامهما‪ .‬ويشترط للقسمة الواقعة بالتراضي في النواع الثلثة رضا بها بعد خممروج‬
‫القرعة إن حكموا بالقرعممة‪ ،‬كممأن يقولمموا رضممينا بهممذه القسمممة‪ ،‬أو بممما أخرجتممه القرعممة بخلف‬
‫القسمة بالجبار‪ ،‬وهو ل يكون إل في قسمة الفمراز والتعمديل دون المرد‪ ،‬فل يمدخلها إجبمار فل‬
‫يعتبر فيها الرضا ل قبل القرعة ول بعدها‪ .‬فممإن لمم يحكمموا بالقرعمة كممأن اتفقموا علمى أن يأخمذ‬
‫أحدهم هذا القسم والخر ذاك القسم‪ ،‬وهكذا بتراضيهم كما يقع كثيرا‪ ،‬فل حاجة إلى رضمما آخممر‪،‬‬
‫وال سبحانه تعالى أعلم‪.‬‬

‫)‪ (1‬سورة النساء‪ ،‬الية‪.8 :‬‬

‫] ‪[ 283‬‬

‫باب الدعوى والبينات ذكرهما عقب القضمماء لكونهممما ل يقعممان إل عنممد قمماض أو محكممم‪.‬‬
‫وأفرد الدعوى لن حقيقتها واحدة وإن اختلف المدعى به‪ ،‬وجمع البينات لختلف أنواعها‪ ،‬لنها‬
‫إما رجل رجلن أو أربع نسوة كما سيأتي‪) .‬قوله‪ :‬الدعوى لغة الطلب( منه قوله تعالى‪) * :‬ولهممم‬
‫ما يدعون( * أي يطلبون‪) .‬قوله‪ :‬وألفها للتأنيث( أي كألف حبلى‪ ،‬وقد تؤنث بالتاء‪ ،‬فيقال دعمموة‪،‬‬
‫وتجمع على دعوات‪ ،‬كسجدة وسجدات‪ ،‬لكن المشهور أن الدعوة بالتاء تكون للدعوة إلى الطعام‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وشرعا( عطف على لغة‪) .‬وقوله‪ :‬إخبار عمن وجموب حمق( أي ثبموت حمق علمى غيمره‪،‬‬
‫وهذا يشمل الشهادة‪ ،‬فالولى أن يزيد لفظ له بأن يقول عن وجمموب حممق لممه‪ :‬أي للمخممبر لتخممرج‬
‫الشهادة‪) .‬وقوله‪ :‬عند حاكم( قال في التحفة‪ :‬وكأنهم إنما لم يذكروا المحكم هنا مع ذكرهم له فيمما‬
‫بعد‪ ،‬لن التعريف للدعوى حيث أطلقت‪ ،‬وهي ل يتبادر منها إل ذلك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬وجمعهمما الممخ(‬
‫الولى تقديمه على قوله‪ ،‬وشرعا كما في التحفة‪ ،‬لن الجمع المذكور للدعوى بالمعنى اللغوي ل‬
‫المعنى الشرعي‪ ،‬لنه حقيقة واحدة ل تعدد فيها‪ ،‬كما تقدم قريبما‪) .‬وقموله‪ :‬بفتمح المواو وكسمرها(‬
‫قال ابن مالك‪ :‬وبالفعالي والفعالى جمعا صحراء والعذراء والقيس اتبعا )قوله‪ :‬كفتمماوى( أي فممإنه‬
‫بفتح الواو وكسرها‪) .‬قموله‪ :‬والبينممة الشمهود( الولممى والبينمات جممع بينممة‪ ،‬وهمي الشمهود‪ ،‬لنمه‬
‫ذكرها في الترجمة كذلك‪) .‬قوله‪ :‬سموا( أي الشممهود‪) .‬وقمموله‪ :‬بهمما( أي بالبينممة‪) .‬قمموله‪ :‬لن بهممم‬
‫يتبين الحق( أي يظهر‪ ،‬واسم أن ضمير الشأن محذوف‪) .‬قموله‪ :‬وجمعمموا( أي البينممات‪ ،‬والولممى‬
‫وجمعت‪ ،‬أي البينة على بينات )قوله‪ :‬لختلف أنواعهم( أي البينات‪ ،‬والولى لختلف أنواعها‪.‬‬
‫أي البينة‪ .‬واختلف النواع يكون بحسب اختلف المدعى به‪ ،‬كما سيذكره في فصل الشممهادات‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬والصل فيها خبر الصحيحين( عبارة التحفة‪ :‬والصل فيها قوله تعالى‪) * :‬وإذا دعوا إلى‬
‫ال ورسوله ليحكم بينهم( * الية وخبر الصحيحين الخ‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولو يعطى الناس الخ( أي لممو‬
‫كان كل من ادعى شيئا عند الحاكم يعطمماه بمجممرد دعمواه بل بينممة‪ ،‬لدعممى أنماس المخ‪ ،‬ولكمن ل‬
‫يعطون بدعواهم بل بينة فلم يدعوا الخ‪) .‬قوله‪ :‬دماء رجال وأموالهم( قدم الدماء مممع أن الممدعوى‬
‫بالمال أكثر‪ ،‬لن الدماء أول ما تقع فيه المطالبممة‪ ،‬ويفصممل فيهمما بيممن المتخاصمممين يمموم القيامممة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ولكن الخ( هي وإن لم تأت لفظا على قانونها من وقوعها بين نفممي وإثبممات‪ ،‬لكنهمما جاريممة‬
‫عليه تقديرا‪ .‬لن لو تفيد النفي‪ ،‬إذ المعنى ل يعطي الناس بدعواهم المجردة ولكن باليمين‪ ،‬وهي‬

‫)‪ (1‬سورة يس‪ ،‬الية‪ (2) .57 :‬سورة النور‪ ،‬الية‪.48 :‬‬

‫] ‪[ 284‬‬

‫على المدعى عليه‪ ،‬إل في اللعان والقسامة إذا اقترن بدعوى الدم لوث‪ ،‬فاليمين في جمانب‬
‫المدعي فيهما‪) .‬قوله‪ :‬وفي رواية( أي للبيهقي وذكرها بعد ما تقدم لن فيها زيادة فائدة‪ ،‬وهي أن‬
‫البينة على المدعي‪) .‬قوله‪ :‬البينة على المدعي واليمين علممى ممن أنكممر( إنمما جعلمت البينممة علممى‬
‫الول‪ ،‬واليمين على الثاني‪ .‬لن جانب الول ضعيف لدعواه خلف الصل‪ ،‬والبينممة حجممة قويممة‬
‫لبعدها عن التهمة‪ .‬وجانب الثاني قوي لموافقته للصل في البراءة‪ ،‬واليمين حجة ضمعيفة لقربهما‬
‫من التهمة‪ ،‬فجعل القوي في جانب الضعيف والضعيف في جانب القوي‪) .‬قوله‪ :‬المدعي الخ( لما‬
‫كانت الدعوى تتضمن مدعيا ومدعى عليمه‪ ،‬شمرع فممي بيانهمما‪ ،‬فقمال الممدعي المخ‪) .‬قموله‪ :‬ممن‬
‫خالف قوله الظاهر( وقيل هو من لو سكت لترك‪ ،‬والمدعى عليه من لو سكت لم يترك‪ .‬قممال فممي‬
‫التحفة‪ :‬واستشكل أي التعريف الول للمدعي بأن الوديممع إذا ادعممى الممرد أو التلممف يخممالف قمموله‬
‫الظاهر‪ ،‬مع أن القول قوله‪ .‬ورد بأنه يدعي أمرا ظاهرا‪ ،‬هو بقاؤه علممى المانممة‪ ،‬ويممرده ممما فممي‬
‫الروضة وغيرها أن المناء الذين يصدقون في الرد بيمينهممم مممدعون‪ ،‬لنهممم يمدعون الممرد مثل‪،‬‬
‫وهو خلف الظاهر‪ ،‬لكن اكتفى منهم باليمين لنهم أثبتوا أيديهم لغرض المالك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وهو(‬
‫أي الظاهر‪) .‬وقوله‪ :‬براءة الذمة( أي ذممة الممدعى عليمه ممما ادعماه الممدعي‪ .‬فلمو أسملم المزوج‬
‫والزوجة قبل الدخول ثم قال الزوج أسلمنا معا فالنكاح باق‪ ،‬وقالت الزوجة بمل أسمملمنا مرتبما فل‬
‫نكاح‪ .‬فهو مدع لن إسلمهما معا خلف الظاهر‪ ،‬وهي مدعى عليها لموافقتهمما الظمماهر‪ ،‬فتحلممف‬
‫هي ويرتفع النكاح‪ .‬وفي البجيرمي‪ :‬وقضية هذا أن القول قول الزوجممة‪ ،‬والمعتمممد خلفممه‪ ،‬وهممو‬
‫أن القممول قممول الممزوج‪ ،‬لن الصممل بقمماء النكمماح‪ ،‬ول يرتفممع إل بيقيممن‪ .‬ا‍ه‪ .‬بممالمعنى‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫والمدعى عليه من وافقه أي الظاهر( أي أن ضابط المدعى عليه من وافق قمموله الظمماهر‪ ،‬وتقممدم‬
‫ضابط آخر له غير هذا‪) .‬قوله‪ :‬وشرطهما( أي المدعي والمدعى عليه‪) .‬وقوله‪ :‬تكليف( قممال سممم‬
‫أنظره مع قوله في أول باب القضاء على الغائب‪ .‬والقياس سماعها على ميت وصغير‪ ،‬ومع قول‬
‫المتن ويجريان في دعوى على صبي ومجنون‪ .‬ا‍ه‪ .‬بتصرف‪ .‬وقصده العتراض علممى اشممتراط‬
‫التكليف بالنسبة للمدعى عليه‪ ،‬مع أن ما تقدم في القضاء على الغالب يقتضي عدم الشممتراط‪ .‬ثممم‬
‫رأيت العلمة الرشيدي كتب على قول النهاية‪ :‬والمممدعى عليممه المتصممف بممما مممر ممما نصممه‪ :‬أي‬
‫الذي من جملته التكلف‪ ،‬ولعل مراده المدعى عليه الذي تجري فيه جميع الحكام التي من جملتها‬
‫الجواب والحلف‪ ،‬وإل فنحو الصبي يدعى عليه لكن لقامة البينممة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬والممتزام للحكممام(‬
‫أي أحكام المسلمين‪ .‬قال في فتح الجواد‪ :‬كذمي ل حربي ومعاهد ومسممتأمن‪ .‬نعممم‪ ،‬تسمممع دعمموى‬
‫الخيرين على مثلهما وذمي مسلم‪ ،‬بل قد تصح دعوى الحربي كما بينته في الصممل‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقمموله‬
‫في الول‪ :‬قال فيه بل الحربي نفسه تصح دعواه في بعض الصور‪ ،‬لما مر في المان أن السير‬
‫لو اشترى منه شيئا شراء صحيحا لزمه أن يبعث إليه ثمنه‪ ،‬أو فاسدا فعينه‪ ،‬فحينئذ تصممح دعممواه‬
‫ذلك‪ ،‬وكذلك تصح دعواه فيما لو دخل حربيان دارنا بأمان فقتل أحدهما الخممر‪ ،‬فممإذا قممدم وارث‬
‫المقتول أو سيده‪ ،‬سمعت دعواه علمى قمماتله‪ .‬ا‍ه‪) .‬قموله‪ :‬فليممس الحربممي ملتزمما للحكممام( أي فل‬
‫تصح الدعوى منه وعليه‪ .‬قال سم‪ :‬وقد تسمع دعوى الحربي‪ .‬ا‍ه‪ .‬أي في بعض الصور كما تقدم‬
‫آنفا‪) .‬قوله‪ :‬بخلف الذمي( أي فإنه ملتزم لها‪ ،‬فتسمع المدعوى منمه وعليمه‪) .‬قموله‪ :‬ثممم إن كمانت‬
‫الدعوى( أي المدعى به‪ ،‬فهي مصدر بمعنى إسممم المفعممول‪ ،‬وإل لممما صممح الخبممار عنهمما بقمموله‬
‫قودا الخ‪) .‬وقوله‪ :‬قممودا الممخ( والحاصممل أنممه إن كممان المممدعى بممه عقوبممة لدمممي‪ ،‬وجممب رفعهمما‬
‫للحاكم‪ ،‬ول يستقل صاحب الحق باستيفائها‪ .‬وإن كان عقوبة ل م فل تسمممع فيهمما دعمموى‪ ،‬لنتفمماء‬
‫حق المدعي فيها‪ ،‬فالطريق في إثباتها شهادة الحسبة‪ .‬وإن كان عينا أو دينا ففيه تفصمميل سمميذكره‬
‫الشارح‪ ،‬وإن كان منفعة‪ ،‬فإن كانت واردة على العين فهي كالعين‪ ،‬فله استيفاؤها منهمما بنفسممه إن‬
‫لم يخش من ذلك ضررا‪ ،‬ول فل بد من الرفممع إلممى الحمماكم‪ ،‬وإن كممانت واردة علممى الذمممة فهممي‬
‫كالدين‪ ،‬فإن كانت على غير ممتنع طالبه بها‪ ،‬ول يأخذ شيئا من ماله بغير‬

‫] ‪[ 285‬‬

‫مطالبة‪ .‬وإن كانت على ممتنع وقدر على تحصيلها بأخذ شئ من ممماله فلممه ذلممك بشممرطه‪.‬‬
‫قال الرشيدي‪ :‬وضابط ما تشترط فيه الدعوى عند ممن ذكمر كمل مما ل تقبمل فيمه شمهادة الحسمبة‬
‫وليس بمال‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وجب رفعها( أي الدعوى بما ذكر‪ ،‬فالضمير يعود على الدعوى بالمعنى‬
‫المصمدري ل بمعنمى اسمم المفعمول‪) .‬وقموله‪ :‬إلمى القاضمي( ومثلمه أميمر أو نحموه مممن يرجمي‬
‫الخلص على يده‪ ،‬والمقصود عدم الستقلل عميرة‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي‪) .‬قمموله‪ :‬ول يجمموز للمسممتحق‬
‫الستقلل باستيفائها( أي الدعوى‪ ،‬بمعنى المدعى به‪ ،‬فلو خالف واستقبل وقعت الموقع‪ ،‬وإن أثممم‬
‫باستقلله‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع ش‪) .‬قوله‪ :‬وكذا سائر العقود الممخ( أي ومثممل القممود وحممد القممذف والتعزيممر فممي‬
‫وجوب الرفع إلى القاضي وعدم جواز الستقلل في استيفائه سممائر العقممود والفسمموخ‪ .‬قممال سممم‪:‬‬
‫لعله في غير العقوبة كالنكاح والرجعة‪ ،‬باعتبار الظاهر فقط‪ ،‬حتى لو عامل من ادعممى زوجيتهمما‬
‫أو رجعيتها معاملة الزوجة جاز له ذلك فيما بينه وبين ال تعممالى‪ ،‬إذا كممان صممادقا فليراجممع‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬كالنكاح( راجع للعقود‪ ،‬أي فلو ادعى زوجية امرأة فل بد في ثبوتها من الرفع إلى الحاكم‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬والرجعة( أي فيما إذا ادعى بها بعد انقضاء العدة‪ :‬أي ادعى بعممد انقضمماء العممدة أنممه كممان‬
‫راجعها قبلها‪ ،‬وإل بأن ادعى بها قبل انقضاء العدة فل حاجة للدعوى والرفع للحاكم‪ ،‬لنممه قممادر‬
‫على إنشائها‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي‪ .‬وهي راجعة للعقود‪) .‬قوله‪ :‬وعيب النكاح( أي العيب الذي يثبت فسخ‬
‫النكاح‪ ،‬فهو راجع للفسوخ‪ ،‬فليس للزوج أو الزوجة الستقلل بفسخ النكاح بالعيب‪ ،‬بل ل بد مممن‬
‫الرفع إلى الحاكم‪) .‬قوله‪ :‬والبيع( يحتمل أنه معطوف على النكاح المضاف إليه عيب‪ :‬أي وعيممب‬
‫البيع‪ :‬أي الذي يثبت به فسخ البيع‪ ،‬فيكمون راجعما للفسموخ‪ ،‬ويحتممل أنمه معطموف علمى النكماح‬
‫الول‪ :‬أي وكالبيع فيكون راجعا للعقود‪) .‬قوله‪ :‬واستثنى الماوردي( أي من عدم جواز الستقلل‬
‫باستيفاء حد القذف أو التعزير‪) .‬وقوله‪ :‬من بعد عن السلطان( أي أو قرب منه وخاف من الرفممع‬
‫إليه عدم التمكن من إثبات حقه‪ ،‬أو غرم دراهم فله استيفاء حقمه حيممث لممم يطلمع عليممه مممن يثبمت‬
‫بقوله وأمن الفتنة‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع ش‪) .‬قوله‪ :‬فله اسممتيفاء المخ( أي وممع ذلمك إذا بلمغ الممام فلمه تعزيممره‬
‫لفتياته عليه‪) .‬وقوله‪ :‬حد قذف أو تعزير( أي فقط فل يستوفي القود‪ .‬وقال ابممن عبممد السمملم فممي‬
‫آخر قواعده‪ :‬لو انفرد بحيث ل يرى ينبغي أن ل يمنع من القود‪ ،‬ولسمميما إذا عجممز عممن إثبمماته‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬ينبغي أن ل يمنع( أي شرعا‪ .‬فيجوز له ذلك باطنا‪) .‬قوله‪ :‬وله أي للشممخص( مممراده‬
‫به الدائن‪ ،‬بدليل قوله بعد من مال مدين له‪ .‬فكلمممه قاصممر علممى الممدين‪ ،‬وكممان الولممى أن يممذكر‬
‫كغيره العين أيضا فيقول‪ :‬وله بل فتنة أخذ عين ماله استقلل ممن هي تحت يده‪ ،‬وأخذ ما هو له‬
‫من مال مدين مماطل الخ‪) .‬قوله‪ :‬بل خوف فتنة( الجممار والمجممرور متعلممق بمحممذوف حممال مممن‬
‫المصدر بعده‪ :‬أي له أخذ ماله حال كون الخذ كائنا بل فتنة‪) .‬قوله‪ :‬عليه أو على غيره( أي أنممه‬
‫ل فرق في خوف الفتنة بين أن تقع على الخذ نفسه أو على غيره‪) .‬قوله‪ :‬أخذ ماله( بكسر اللم‪:‬‬
‫أي حقه الذي في ذمة المدين‪ ،‬والمراد جنمس حقمه كمما سميذكره‪ .‬ويصمح قراءتمه بفتمح اللم‪ ،‬أي‬
‫الشئ الذي هو ثممابت لممه فممي ذمممة المممدين‪) .‬قمموله‪ :‬اسممتقلل( أي مممن غيممر رفممع للحمماكم‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫للضرورة( تعليل لجواز الخذ استقلل‪ :‬أي وإنما جاز له الخذ كذلك لوجممود الضممرورة‪ .‬قممال ح‬
‫ل‪ :‬وهي المؤنة ومشقة الرفع إلى الحاكم‪ .‬ا‍ه‪ .‬وإذا كان المراد بالضرورة ما ذكر كان مكررا مع‬
‫قوله التي‪ ،‬ولن في الرفع للقاضي مشقة ومؤنة‪ ،‬وحينئذ فالولى حذف هذا التعليممل إكتفمماء عنممه‬
‫بما سيأتي‪) .‬قوله‪ :‬من مال مدين( متعلق بأخذ‪) .‬وقوله‪ :‬له( متعلق بمممدين‪ ،‬وضممميره يعممود علممى‬
‫الخذ‪ ،‬أي مدين للخمذ‪) .‬قموله‪ :‬مقمر مماطمل( أي موعمد لمه بالوفماء ممرة بعمد أخمرى‪ .‬قمال فمي‬
‫المصباح‪ :‬مطله بدينه مطل‪ ،‬إذا سوقه بوعد الوفاء مرة بعد أخرى‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬بممه( أي بالممدين‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أو جاحد له( أي منكر للمدين‪ ،‬وهمو مقابمل قموله مقمر‪) .‬قموله‪ :‬أو متموار( أي مختمف بعمد‬
‫حلول الجل خوفا أن يطالبه الدائن‪) .‬قوله‪ :‬أو متعممزز( أي ممتنممع مممن أدائه اعتمممادا علممى القمموة‬
‫والغلبة‪ .‬قال في المصباح‪ :‬عز يعز‪ ،‬أي اشتد كناية عن النفة وتعزز‪ :‬أي تقوى‪ .‬ا‍ه‪.‬‬

‫] ‪[ 286‬‬

‫ولو قال كما في المنهج على ممتنع من أدائه مقرا كممان أو جاحممدا‪ ،‬لكممان أخصممر وأنسممب‬
‫بقوله التي ولو كان الدين على غير ممتنع من الداء طالبه الخ‪) .‬قمموله‪ :‬وإن كممان علممى الجاحممد‬
‫الخ( غاية لجواز الخذ‪) .‬قوله‪ :‬أو رجا( أي الدائن إقراره‪ :‬أي المدين الجاحد‪) .‬وقوله‪ :‬لممو رفعممه‬
‫للقاضي( أي رفع دعواه عليه للقاضي‪) .‬قوله‪ :‬لذنه الخ( علة لجواز الخذ‪) .‬قوله‪ :‬أن تأخممذ( أي‬
‫من مال أبي سفيان‪ .‬والمصدر المنسبك منصوب بنزع الخافض‪ ،‬وهو متعلق بإذنه‪) .‬قمموله‪ :‬ولن‬
‫في الرفع للقاضي مشقة ومؤنة( أي في الجملمة‪ ،‬وإل فقمد ل تكمون مشمقة ول مؤنمة فيمه‪) .‬قموله‪:‬‬
‫وإنما يجوز له( أي للدائن الظافر‪) .‬وقمموله‪ :‬مممن جنممس حقممه( أي الممذي مطلممه بممه أو جحممده إيمماه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ثم عند تعذر جنسه( أي بأن لم يوجد‪) .‬قوله‪ :‬يأخذ غيره( أي له أن يأخذ غيممر جنممس حقممه‬
‫ولو أمة‪ .‬ومحله إذا كان الغريم مصدقا أنه ملكمه‪ .‬فلمو كمان منكمرا ذلمك لمم يجمز لمه أخمذه وجهما‬
‫واحدا‪ ،‬كما في النهاية والتحفة‪) .‬قوله‪ :‬ويتعين في أخذ غير الجنس( أي غير جنس حقه‪) .‬وقوله‪:‬‬
‫تقديم النقد على غيره( أي تقديم النقد‪ ،‬أي في الخذ ليشتري به ما هو من جنس حقممه‪) .‬قمموله‪ :‬ثممم‬
‫إن كان المأخوذ( أي المال الذي أخذه الظافر‪) .‬قوله‪ :‬يتملكه( أي بلفظ يدل على كتملكت‪ .‬قال في‬
‫التحفة‪ :‬وظاهره كالروضة والشرحين أنه ل يملكه بمجرد الخذ‪ ،‬لكن قال جمممع يملكممه بمجممرده‪،‬‬
‫واعتمده السنوي وغيره‪ .‬لن الشارع أذن له في قبضه فكان كإقبمماض الحمماكم لممه‪ ،‬وهممو متجممه‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويتصرف( أي الخذ‪) .‬وقوله‪ :‬فيه( أي في المممأخوذ‪) .‬قمموله‪ :‬فممإن كممان( أي المممأخوذ‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬من غير جنسه( أي جنس حقمه قممال فممي التحفمة‪ :‬أو منمه وهمو بصمفة أرفممع‪ .‬ا‍ه‪) .‬قموله‪:‬‬
‫فيبيعه( أي ول يتملكه من غير بيع‪ ،‬وإن كان قممدر حقممه‪) .‬قمموله‪ :‬بنفسممه( متعلممق بممبيع‪ ،‬أي بممبيعه‬
‫بنفسه‪ :‬أي استقلل من غير رفع للحاكم كما يستقل بالخممذ‪) .‬قمموله‪ :‬ل لنفسممه( أي ل يممبيعه علممى‬
‫نفسه إتفاقا‪) .‬قوله‪ :‬ول لمحجوره( قال في التحفة بعده كما هو ظاهر‪) .‬قوله‪ :‬لمتناع الممخ( تعليممل‬
‫لعدم جواز البيع على نفسه أو محجوره‪) .‬وقوله‪ :‬تولي الطرفيممن( أي اليجمماب والقبممول‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫وللتهمة( تعليل ثان‪) .‬قوله‪ :‬هذا( أي محل كممونه بممبيعه بنفسمه للغيممر‪) .‬قموله‪ :‬وإن لمم يتيسممر علمم‬
‫القاضي به( أي لم يسهل علم القاضي بحق الظممافر الكممائن تحممت يممد الغيممر‪) .‬وقمموله‪ :‬لعممدم الممخ(‬
‫تعليل لعدم تيسر ذلك‪) .‬وقوله‪ :‬علمه( أي القاضي‪) .‬وقموله‪ :‬ل بينمة( أي موجمودة تشمهد بالحمال‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬أو مع أحدهما( أي أو تيسر علم القاضي مع العلم أو البينة‪ ،‬ول يخفممى ممما فممي ذلممك مممن‬
‫الركاكة‪ .‬وعبارة فتح الجواد‪ :‬وباع الظافر بغير جنس حقه ولو بوكليه‪ ،‬ما ظفر به حيث لممم يعلممم‬
‫القاضي الحال ولم يكن له بينة‪ ،‬لتقصير المدين بامتناعه‪ ،‬وليس له تملكممه‪ ،‬فممإن علممم القاضممي لممم‬
‫يبع إل بإذنه‪ ،‬وكذا لو كان له بينة‪ .‬ومحله كما بحثممه البلقينممي فممي الول وقياسممه الثمماني حيممث ل‬
‫مشقة ومؤنة فوق العادة‪ .‬وإل استقل‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهي ظاهرة‪) .‬قمموله‪ :‬لكنممه( أي الرفممع للقاضممي يحتمماج‬
‫إلى مؤنة ومشقة‪) .‬قوله‪ :‬وإل( أي بأن تيسر علم القاضي‪ ،‬أو وجدت بينة مممع وجممود المشممقة‪ ،‬أو‬
‫مع وجود المؤنة‪) .‬وقوله‪ :‬اشترط إذنه( أي إذن القاضي في البيع‪ .‬وعبممارة شممرح الممروض‪ :‬فممإن‬
‫اطلع عليه القاضي لم يبعه إل بإذنه‪ .‬قال البلقيني‪ :‬ولعله فيممما إذا لممم تحصممل مؤنممة ومشممقة فمموق‬
‫العادة‪ ،‬وإل فل يبعد أن يستقل بالبيع كما يستقل بأخذ الجنممس وغيممره‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬ول بممبيعه( أي‬
‫غير جنس حقه‪) .‬وقوله‪ :‬إل بنقد البلد( أي الغالب‪) .‬قوله‪ :‬ثم إن كان جنس حقه تملكه(‪ .‬واعلم أن‬
‫هذا من المتن في غالب النسخ‪ ،‬فبمقتضمماه يكممون اسممم كممان يعممود علممى المممأخوذ‪ ،‬ولكمن الشممارح‬
‫تصرف فيه‬

‫] ‪[ 287‬‬

‫وجعله عائدا على نقد البلد‪ .‬ويوجد في بعض نسممخ الخممط أنممه مممن الشممارح‪ ،‬وعليممه فعممود‬
‫الضمير على نقد البلد ظاهر‪) .‬قوله‪ :‬تملكه( يأتي فيمه مما تقمدم‪) .‬قموله‪ :‬وإل اشمترى( أي وإن لمم‬
‫يكن نقد البلد من جنس حقه‪ ،‬إشترى به جنس حقه‪ .‬قال فممي التحفممة‪ :‬ل بصممفة أرفممع‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫وملكه( أي ما اشتراه بنقد البلد الذي ليس من جنس حقه‪ ،‬وظاهره أنه يملكه بمجرد الشراء‪ ،‬وهو‬
‫كذلك كما في التحفة‪) .‬قموله‪ :‬ولمو كمان الممدين المخ( لمو شمرطية جوابهما قموله لمم يأخمذ إل قمدر‬
‫حصته‪) .‬قوله‪ :‬أو ميتا( أي أو كان المدين ميتا‪) .‬وقوله‪ :‬وعليه دين( أي وعلى الميممت ديممن آخممر‬
‫لشخص آخر‪) .‬قوله‪ :‬لم يأخذ( أي الظافر بحقه‪) .‬وقوله‪ :‬إل قدر حصته بالمضمماربة( أي قممدر ممما‬
‫يخصه من أموال المحجور عليه أو الميت بعد المقاسمة‪ ،‬وتقسيطها على أربمماب الممديون‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫إن علمهمما( أي قممدر حصممته‪ ،‬وأنممث الضمممير لكتسممابه التممأنيث مممن المضمماف إليممه‪) .‬قموله‪ :‬وإل‬
‫احتاط( أي وإن لم يعلم قدر حصته احتاط‪ .‬قال ع ش‪ :‬أي فيأخذ ما تيقن إن أخذه ل يزيد على ما‬
‫يخصه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وله( أي للشخص الدائن‪) .‬وقوله‪ :‬الخذ( أي ظفرا‪) .‬وقمموله‪ :‬مممن مممال غريممم‬
‫غريمه( أي كأن يكون لزيد على عمرو دين‪ ،‬ولعمرو على بكممر مثلممه‪ .‬فلزيممد أن يأخممذ مممن بكممر‬
‫ماله على عممرو‪ ،‬ويلزمممه حينئذ أن يعلممم الغريممم بأخمذه حممتى ل يأخمذ ثانيما‪ ،‬وإن أخمذ كممان همو‬
‫الظالم‪ ،‬ول يلزمه إعلم غريم الغريم إذ ل فائدة فيه‪ ،‬ومن ثم لو خشي أن الغريم يأخذ منه ظلما‪،‬‬
‫لزمه فيما يظهر إعلمه‪) .‬قوله‪ :‬وإن لم يظفر( أي الدائن الذي هو زيد في المثال‪) .‬وقمموله‪ :‬بمممال‬
‫الغريم( أي غريم الدائن وهو بكر في المثال‪ ،‬فإن ظفر به لم يجز له الخذ من مال غريم الغريم‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وجحد غريم الغريم( يعني وكمان غريمم الغريمم الممذي همو بكممر جاحممدا لغريمممه الممذي همو‬
‫عمرو‪ ،‬فلو كان مقرا له غير ممتنع من الداء لم يجز لزيد أن يأخذ منه شيئا‪) .‬قوله‪ :‬جاز له( أي‬
‫للخذ بنفسه‪ ،‬فلو وكل بذلك أجنبيا لم يجز‪ ،‬فإن فعل ضمممن المباشممر‪ .‬قممال فممي التحفمة‪ :‬ولمو قيممل‬
‫بجواز الستعانة به لعاجز عن نحو الكسر بالكلية لم يبعد‪) .‬قوله‪ :‬كسر باب أو قفل ونقب جممدار(‬
‫أي بشرط أن ل يكممون ممما ذكممر مرهونمما أو مممؤجرا‪ ،‬ول المحجممور عليممه حجممر فلممس‪) .‬وقمموله‪:‬‬
‫للمدين( متعلق بمحذوف صفة لكل مممن بمماب وقفممل وجممدار‪ .‬ويشممترط فيممه أن ل يكممون صممبيا أو‬
‫مجنونا أو غائبا‪ ،‬فل يؤخذ من مالهم إن ترتب عليممه كسممر أو نقممب لعممذرهم‪ ،‬خصوصمما الغممائب‪.‬‬
‫وإن لم يترتب على الخذ ما ذكر جاز‪ ،‬وبعضهم منع الخممذ مممن مممالهم مطلقمما‪ .‬وعبممارة النهايممة‪:‬‬
‫ويمتنع نحو النقب في غير متعد لنحو صغر‪ .‬قال الذرعي وفي غائب معممذور وإن جمماز الخممذ‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬إن تعين( أي المذكور من الكسر والنقب‪ ،‬فإن لم يتعين ذلك لم يجز‪ .‬فلمو فعمل ضممن‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وإن كان معه بينة( أي يجوز له الكسر والنقب وإن كان بينة معه تشممهد بممالحق الممذي لممه‪.‬‬
‫قال في التحفة‪ :‬وإن كان الذي له تافه القيمة‪ ،‬أو اختصاصا‪ ،‬كما بحثممه الذرعممي‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬فل‬
‫يضممنه( مفمرع علمى جمواز الكسمر والنقمب‪ ،‬وضمميره يعمود علمى الممذكور ممن البماب والقفمل‬
‫والجدار‪) .‬قوله‪ :‬كالصائل( أي فإنه لمو تعمذر دفعمه إل بمإتلف مماله جماز‪ ،‬ول يضممن‪ .‬وعبمارة‬
‫التحفة‪ :‬ول يضمن ما فوته‪ ،‬كمتلف مال صائل تعذر دفعه إل بإتلفه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وإن خاف فتنممة‬
‫الخ( محترز قوله بل خمموف فتنممة‪) .‬وقمموله‪ :‬أي مفسممدة( تفسممير لقمموله فتنممة‪) .‬قمموله‪ :‬تفضممي إلممى‬
‫الحرم( أي تؤدي تلك المفسدة إلى ارتكاب حرام‪) .‬وقوله‪ :‬كأخذ ممماله( أي مممال الخممذ الممدائن لممو‬
‫اطلع عليه‪ ،‬وهو مثال للمفسدة التي تفضي إلى محرم‪ .‬إذ أخممذ مممال الممدائن حممرام‪) .‬قمموله‪ :‬وجممب‬
‫الرفع( جواب إن‪) .‬قوله‪ :‬أو نحوه( أي كنائبه ومحكممم وذوي شمموكة‪) .‬قمموله‪ :‬لتمكنممه( أي الممدائن‪،‬‬
‫وهو تعليل لوجوب الرفع للقاضممي )وقمموله‪ :‬مممن الخلص بممه( أي مممن خلص حقممه مممن المممدين‬
‫بالقاضي‪) .‬قوله‪ :‬ولو كان الدين‬

‫] ‪[ 288‬‬

‫على غير ممتنع( أي على مقر غيممر ممتنممع مممن الداء‪ ،‬وهممذا مفهمموم قمموله مماطممل الممخ‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬طالبه( أي طالب الدائن مدينه غير الممتنع‪) .‬قوله‪ :‬فل يحل أخمذ شمئ( أي ممن ممال غيممر‬
‫الممتنع من غير مطالبة‪) .‬وقوله‪ :‬له( يصح تعلقه بالفعل‪ ،‬ويصممح بالمصمدر‪) .‬قموله‪ :‬لن لمه( أي‬
‫للمدين غير الممتنع‪) .‬وقوله‪ :‬الدفع من أي ماله شاء( أي بخلف ما لو استقل بالخذ‪ ،‬فربما يأخذ‬
‫شيئا ل تسمح نفس المدين به‪) .‬قوله‪ :‬فإن أخذ( أي الدائن شيئا مممن مممال غيممر الممتنممع مممن أدائه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬لزمه( أي الدائن الخذ‪) .‬وقوله‪ :‬رده( أي للمدين‪) .‬قوله‪ :‬وضمنه( أي ضمممان المغصمموب‬
‫إن تلف‪) .‬قوله‪ :‬ما لم يوجد الخ( قيد للزوم الرد والضمان‪) .‬وقوله‪ :‬شرط التقاص( وهو أن يكون‬
‫الذي أخذه مثل الذي له عند المدين جنسما وقمدرا وصمفة‪ .‬قمال فمي المصمباح‪ :‬قاصصمته مقاصمة‬
‫وقصاصا‪ ،‬من باب قاتل إذا كان لك عليه دين مثل ما له عليك‪ ،‬فجعلت الممدين فممي مقابلممة الممدين‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فرع( الولى فرعان لنه ذكرهما‪ ،‬الول‪ :‬قوله له السممتيفاء المخ‪ .‬والثماني‪ :‬قموله ولمه‬
‫جحد الخ‪) .‬قوله‪ :‬له( أي للدائن المعلوم من السياق‪) .‬وقوله‪ :‬استيفاء( الحاصل صورة المسألة أن‬
‫لعمرو مثل مائتي ريال على بكر‪ ،‬وإحدى المائتين عليها بينة والخرى ليممس عليهمما ذلممك‪ ،‬فممأدى‬
‫بكر المائة التي عليها البينة من غير إطلعها على الداء‪ ،‬وأنكر المائة التي بل بينة‪ ،‬فلعمرو أن‬
‫يدعي عليه بالمائة الولممى بممدل الثانيممة‪ ،‬ويقيممم البينممة علممى ذلممك‪ ،‬وإن كممان قممد أداهمما فممي الواقممع‬
‫للضرورة‪) .‬قوله‪ :‬جاحد له( أي جاحد ذلك الخمر لمذلك المدين‪) .‬قموله‪ :‬بشمهود( متعلمق باسمتيفاء‬
‫)وقوله‪ :‬دين آخر له( أي للدائن )وقوله‪ :‬عليه( أي على المدين الجاحد‪) .‬وقوله‪ :‬قضممى مممن غيممر‬
‫علمهم( أي قضى ذلك الدين الخر من غير علم الشهود به‪) .‬قوله‪ :‬وله جحد من جحده( يعني إذا‬
‫كان لزيد مائة ريال على عمرو ولعمرو على زيد كذلك وليس عليهما بينة‪ ،‬فممأنكر عمممرو الممدين‬
‫الذي عليه لزيد‪ ،‬فيجوز لزيد حينئذ أن يجحده أيضا‪) .‬قوله‪ :‬مثل ماله( أي للجاحد‪) .‬وقوله‪ :‬عليه(‬
‫أي على الدائن الول‪) .‬قوله‪ :‬فيحصل التقاص( أي فكل منهما يجعل الممدين فممي ذمتممه فممي مقابلممة‬
‫الدين الذي في ذمة الخر‪) .‬قوله‪ :‬فإن كان له( أي لمن يسوغ له الجحد‪) .‬وقوله‪ :‬دون ممما للخممر‬
‫عليه( بأن تكون له خمسممون ريممال وللجاحممد عنممده مممائة ريممال مثل‪) .‬وقمموله‪ :‬جحممد( جممواب إن‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬من حقه( أي حق الجاحد‪) .‬وقوله‪ :‬بقدره( أي بقدر حق نفسه‪ ،‬وهو فممي المثممال المممذكور‬
‫خمسون ريال‪) .‬قوله‪ :‬وشرط للدعوى الخ( إعلم أنه يشترط لصحة كل دعوى سواء كانت بدم أم‬
‫بغيره‪ ،‬كغصب وسرقة وإتلف مال ستة شروط‪ :‬الول أن تكون مفصلة بأن يفصممل المممدعي ممما‬
‫يدعيه‪ ،‬وتفصيله يختلف باختلف المدعى به‪ .‬ففي دعوى الدم يكون التفصيل بذكر قتله عمممدا أو‬
‫خطأ أو شبه عمد‪ ،‬إفرادا أو شممركة‪ .‬وفممي دعمموي نقممد يكممون بممذكر جنسممه ونمموعه وقممدره‪ .‬وفممي‬
‫دعوى عين تنضبط بالصفات‪ ،‬كحيوان وحبوب يكون بوصفها بصفات السلم‪ .‬وفي دعوى عقممار‬
‫يكون بذكر جهة وبلد وسكة وحدود أربعة‪ .‬وفي دعوى النكماح علمى حمرة يكمون بمذكر شمروطه‬
‫ورضاها إن كانت غير مجبرة‪ ،‬وعلى أمة يكون بما ذكر ويزيممد عليممه ذكممر خمموف العنممت وفقممد‬
‫مهر حرة‪ .‬الشرط الثاني‪ :‬أن تكون ملزمة للمدعى عليه‪ ،‬فل تسمممع دعموى هبممة شممئ أو بيعممه أو‬
‫القرار به حتى يقول وقبضته بإذن الواهب‪ ،‬ويلزم البائع أو المقر التسليم إلي‪ .‬وذلك لحتمال أن‬
‫يقول الواهب‪ ،‬لكنك لم تقبضها بإذني‪ ،‬فل يلزمه شئ‪ .‬ولحتمال أن يكون للبائع حممق الحبممس‪ ،‬أو‬
‫يكون المقر به ليس في يد المقر‪ ،‬فل يلزمه التسليم إليه‪ .‬الشرط الثالث‪ :‬أن يعيممن المممدعى عليممه‪،‬‬
‫فلو قال قتله أحد هؤلء لم تسمممع دعممواه‪ ،‬لبهممام المممدعى عليممه‪ .‬الشممرط الرابممع‪ :‬أن ل تناقضممها‬
‫دعوى أخرى‪ ،‬فلو ادعى على واحد انفراده بالقتل‪ ،‬ثم ادعى على آخر شركة فيه أو انفرادا به لم‬
‫تسمع دعواه الثانية‪ ،‬لن الولى تكذبها‪ ،‬ول يمكن‬

‫] ‪[ 289‬‬

‫من العمود إلممى الولمى لن الثانيممة تكمذبها‪ .‬الشممرط الخمامس‪ :‬أن يكمون كمل مممن الممدعي‬
‫والمدعى عليه مكلفا‪ ،‬ومثله السكران‪ .‬الشرط السادس‪ :‬أن يكون كل منهممما ملتزممما للحكممام وقممد‬
‫نظم بعضهم هذه الشروط بقوله‪ :‬لكل دعوى شروط ستة جمعت تفصيلها مع إلممزام وتعييممن أن ل‬
‫تناقضها دعوى تغايرها تكليف كل ونقي الحرب للممدين وكلهمما تؤخممذ مممن كلمممه ممما عممدا التعيممن‬
‫بعضها صراحة وبعضها ضمممنا‪) .‬قمموله‪ :‬حممتى تسمممع( أي تلممك الممدعوى‪ ،‬أي يسمممعها القاضممي‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬وتحوج إلى جواب( أي تحمموج الخصممم إلممى أن يجيممب صمماحب الممدعوى‪) .‬قمموله‪ :‬بنقممد(‬
‫متعلق بالدعوى‪) .‬وقوله‪ :‬خالص أو مغشوش( تعميم في النقد‪) .‬قوله‪ :‬أو دين( معطوف على نقد‪:‬‬
‫أي وشرط للدعوى بممدين‪) .‬قمموله‪ :‬مثلممي( أي ذلممك الممدين‪ ،‬كممإردب حممب مسمملم فيممه أو مقممترض‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬أو متقوم( هو بكسر الواو معطوف على مثلي‪ ،‬وذلك كعبد مسلم فيه أو مقترض‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫ذكر جنس( نائب فاعل شرط‪ ،‬والمراد بالجنس هنا ما كثرت أفممراده واختلفممت صممفاته ل الجنممس‬
‫المنطقي ‪ -‬كما هو ظاهر ‪ -‬قال في فتح الجواد‪ :‬وقد يغني النوع عنه‪) .‬قوله‪ :‬من ذهممب أو فضممة(‬
‫بيان للجنس‪) .‬قوله‪ :‬ونوع( معطوف علممى جنممس‪ :‬أي وشممرط ذكممر نمموع كأشممر فممي أو ظمماهري‬
‫وكريممال مجيممدي‪ ،‬أو فرنسمماوي كجنيممه فرنسمماوي أو مجيممدي وهكممذا‪) .‬قمموله‪ :‬وصممحة وتكسممر(‬
‫معطوف أيضا على جنس‪ :‬أي وشرط ذكر صحة وتكسر‪) .‬وقوله‪ :‬إن اختلف بهما( أي بالصممحة‬
‫والتكسر غرض‪ .‬وعبارة الروض وشرحه‪ :‬وكذا بيان صحة وتكسممر نقممدان أثممرا فممي قيمتممه بممأن‬
‫اختلفت قيمته بهممما‪ ،‬أممما إذا لممم تختلممف قيمممة النقممد بالصممحة والتكسممر فل يحتمماج إلممى بيانهمما ا‍ه‪.‬‬
‫بحذف‪) .‬قوله‪ :‬وقدر( معطوف على جنممس أيضمما‪ :‬أي وشممرط ذكممر قممدر كعشممرة‪) .‬قموله‪ :‬كمممائة‬
‫درهم الخ( مثال للمستجمع للقيود ما عدا ما قبل الخير فلم يذكره‪ ،‬وكان حقه أن يذكره‪ .‬وعبممارة‬
‫شممرح الممروض‪ :‬كمممائة درهمم فضممة ظاهريممة‪ ،‬صمحاح أو مكسممرة‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقموله‪ :‬أشممرفية( نسممبة‬
‫للسلطان الشرف‪) .‬قمموله‪ :‬أطممالبه بهمما الن( زائد علممى القيممود السممابقة‪ ،‬وهممو سمماقط مممن عبممارة‬
‫المنهج وشرح الروض‪ ،‬فكان الولى إسممقاطه هنمما‪ ،‬وإن كممان هممو ل بممد منممه لممما علمممت أن مممن‬
‫شروط الدعوى اللزام في الحال‪) .‬قوله‪ :‬لن شرط الخ( علة لشتراط ما ذكر فممي المدعوى بنقمد‬
‫أو دين‪ :‬أي وإنما شرط للدعوى بنقد أو دين‪ ،‬ذكر ما ذكر لن شرط الدعوى أن تكممون معلومممة‪،‬‬
‫وهي ل تعلم إل بذكر ذلك في المدعى به‪) .‬قوله‪ :‬وما علم الخ( هممو فممي معنممى السممتدراك علممى‬
‫اشتراط القدر‪ ،‬فكان الولى زيادة أداة الستدراك كما في شرح الروض‪) .‬قوله‪ :‬ول يشترط ذكر‬
‫القيمة في المغشوش( قال في التحفة‪ :‬بناء على الصح أنه مثلي‪ ،‬فقول البلقيني يجممب فيممه مطلقمما‬
‫ممنوع‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتب سم قوله بناء على الصح الخ‪ .‬ما نصه‪ :‬قضيته إعتبار ذكر القيمممة فممي الممدين‬
‫المتقوم لكن عبر في المنهج وشرحه بقوله‪ :‬ومتى ادعى نقدا أو دينا مثليمما أو متقوممما وجممب ذكممر‬
‫جنس ونوع وقدر وصفة‪ .‬ا‍ه‪ .‬ولم يتعرض لعتبار ذكر القيمة ‪) .-‬قمموله‪ :‬ول تسمممع دعمموى( أي‬
‫على المفلس‪) .‬وقوله‪ :‬دائن مفلس( تركيب إضافي‪) .‬وقوله‪ :‬ثبت فلسه( أي عند القاضممي‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫أنه وجد مال( المصدر المنسبك من أن وإسمها وخبرها منصمموب بنممزع الخممافض‪ ،‬وهممو متعلممق‬
‫بدعوى‪ .‬والمعنى ل تسمع دعوى دائن على مفلس بأن المفلس تحصل عنده مممال‪) .‬وقمموله‪ :‬حممتى‬
‫يبين( أي الدائن المدعى‪) .‬وقوله‪ :‬سببه( أي سبب وجود المال عنممده‪) .‬قمموله‪ :‬كممإرث الممخ( تمثيممل‬
‫للسبب‪) .‬قوله‪ :‬وقدره( بالنصب معطوف على سببه‪ ،‬أي وحتى يبين قدر المال الذي وجممد عنممده‪،‬‬
‫فإن لم يبين سببه وقدره ل تسمع دعواه عليه‪ .‬أما في الول فالظاهر عدم وجود مال عنممده‪ .‬وأممما‬
‫في الثاني فلن المال يطلق على أقل متمول فلربما أنه وجد مال‬

‫] ‪[ 290‬‬

‫كما قال المدعي‪ ،‬إل أنه ل يقع الموقع فل فائدة في سماع الدعوى‪) .‬قمموله‪ :‬وفممي الممدعوى‬
‫بعين( معطوف على للدعوى بنقد‪ ،‬أي وشرط في الدعوى بعين‪ ،‬والمراد بها غير النقد‪ ،‬أممما هممو‬
‫فقممد تقممدم ذكممره‪ .‬آنفمما‪) .‬قمموله‪ :‬تنضممبط بالصممفات( خممرج بممه العيممن الممتي ل تنضممبط بالصممفات‬
‫كالجواهر‪ ،‬فالمعتبر فيها ذكر القيمة‪ .‬فيقول جوهرة قيمتها كذا‪) .‬قموله‪ :‬كحبمموب وحيموان( تمثيممل‬
‫للعين التي تنضبط بالصفات‪ ،‬ومثل بمثالين إشارة إلمى أن ل فمرق فمي العيمن بيمن أن تكمون ممن‬
‫المثليات كالمثال الول‪ ،‬أو من المتقومات كالمثال الثاني‪) .‬قوله‪ :‬ذكمر صمفة نمائب( فاعمل شمرط‬
‫مقدرا قبل قوله وفي الدعوى بعين‪ .‬وأفهم إطلقه إشتراط ذكممر الصممفة فممي المتقموم‪ ،‬وهمو كممذلك‬
‫عند حجر‪ .‬وعند م ر يجب في المثلي‪ ،‬ويندب في المتقوم مع وجوب ذكر القيمة فيه‪) .‬قوله‪ :‬بممأن‬
‫يصفها( أي العين المدعى بها‪) .‬وقوله‪ :‬بصفات سملم( أي لنهما ل تتميمز التميمز الكاممل إل بهما‪،‬‬
‫وذلك بأن يذكر في الرقيق نوعه كحبشي أو رومي‪ ،‬وذكورته أو أنوثته‪ ،‬وقممده طممول أو قصممرا‪،‬‬
‫ولونه كممأبيض‪ .‬ويممذكر فممي الثمموب الجنممس كقطممن أو كتمماب أو حريممر‪ ،‬والنمموع كقطممن عراقممي‪،‬‬
‫والطول والعرض وهكذا‪ .‬وقد تقدم تفصيل ذلك في باب السلم‪) .‬قوله‪ :‬ول يجب ذكممر القيمممة( أي‬
‫قيمة العين إكتفاء بذكر صفات السلم‪) .‬قوله‪ :‬فإن تلفت العيممن الممخ( مقابممل لمحممذوف‪ ،‬أي هممذا إن‬
‫بقيت العين‪ ،‬فإن تلفت الخ‪ .‬ومثل التالفة ما إذا غابت عن البلد‪ ،‬فيجب ذكر القيمة في المتقوم‪ ،‬ول‬
‫يجب ذكر الصفات كما صرح بذلك في التحفة في فصل في غيبمة المحكموم بمه‪ ،‬ونمص عبارتهما‬
‫مع الصل‪ :‬ويبالغ وجوبا المدعي في الوصف للمثلممي‪ ،‬ويممذكر القيمممة فممي المتقمموم وجوبمما‪ ،‬إذ ل‬
‫يصير معلوما إل بها‪ ،‬أما ذكر قيمة المثلي والمبالغة في وصف المتقوم فمندوبان كما جريا عليممه‬
‫هنا‪ .‬وقولهما في الدعاوي يجب وصف العين بصفات السلم دون قيمتها مثليممة كممانت أو متقومممة‪،‬‬
‫محمول على عين حاضرة بالبلد يمكن إحضارها مجلس الحكم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وجب ذكر القيمة مممع‬
‫الجنس( أي ول يجب ذكر بقية الصفات‪ ،‬لن القيمة هي الواجبة عند التلف‪ ،‬فل حاجة لذكر شممئ‬
‫من الصفات معها‪) .‬قوله‪) :‬قوله‪ :‬وفي الدعوى بعقار( معطمموف علممى للممدعوى بنقممد‪ :‬أي وشممرط‬
‫في الدعوى بعقار‪) .‬وقوله‪ :‬ذكر جهة( نائب فاعل شرط مقممدرا قبممل قمموله وفممي الممدعوى بعقممار‪،‬‬
‫والجهممة كالحجمماز أو الشممام‪) .‬وقمموله‪ :‬ومحلممة( أي وذكممر محلممة‪ - ،‬وهممي بفتحممتين وتشممديد اللم‬
‫المفتوحة ‪ -‬المعبر عنها بالحارة‪) .‬وقوله‪ :‬وحدود أربعة( أي وذكر حممدود أربعممة وهممي ‪ -‬الشممرق‬
‫والغرب والشام واليمن ‪ ،-‬وبقي عليه ذكر البلد والسكة‪ ،‬أي الزقاق‪ ،‬وأنه فممي يمنممة داخممل السممكة‬
‫أو يسرته‪ .‬وعبارة الروض وشرحه‪ :‬ويبين فممي دعمموى العقممار الناحيممة والبلممدة والمحلممة والسممكة‬
‫والحدود الربعة‪ ،‬وأنه في يمنة داخل السكة أو يسرته أو صدرها ذكره البلقيني ول حاجممة لممذكر‬
‫القيمة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فل يكفي ذكر ثلثة منها( أي من الحدود‪) .‬وقوله‪ :‬إذا لم يعلم( أي العقار‪ ،‬وهو‬
‫قيد في عدم الكتفاء بذلك‪) .‬قوله‪ :‬فإن علم بواحد منها( أي ممن الحمدود الربعمة‪) .‬وقموله‪ :‬كفمى(‬
‫أي ذكر ذلك الواحد‪) .‬قوله‪ :‬بل لو أغنت شهرته( أي العقار‪ ،‬كأن وضع لممه إسممم ل يشمماركه فيممه‬
‫غيره‪ ،‬كممدار النممدوة بمكممة‪) .‬وقمموله‪ :‬عممن تحديممده( أي بالحممدود الربعممة‪) .‬وقمموله‪ :‬لممم يجممب( أي‬
‫التحديد‪) .‬قوله‪ :‬وفي الدعوى بنكاح( معطوف أيضا على للدعوى بنقممد‪ :‬أي وشممرط فممي الممدعوى‬
‫بنكاح‪) .‬وقوله‪ :‬على امرأة( متعلق بالممدعوى‪ ،‬وهممي ليسممت بقيممد‪ ،‬بممل مثلهمما الرجممل‪ ،‬فلممو ادعممت‬
‫زوجية رجل وذكرت ما يأتي من الصحة وشروط النكاح‪ ،‬فأنكر فحلفت اليمين المممردودة‪ ،‬ثبتممت‬
‫زوجيتها ووجبت مؤنتها وحل له إصابتها‪ ،‬لن إنكار النكاح ليس بطلق‪ ،‬قاله الممماوردي‪ .‬وحممل‬
‫إصابتها يكون ظاهرا ل باطنا إن صدق في النكار‪) .‬قوله‪ :‬ذكر صحته( أي النكاح‪ ،‬وهممو نممائب‬
‫فاعل شرط المقدر أيضا‪) .‬وقوله‪ :‬وشروطه( أي النكاح‪ ،‬وذلك بأن يقول نكحتهمما نكاحمما صممحيحا‬
‫بولي وشاهدين‪ ،‬ويصفهم بالعدالة‪ ،‬ويصف المرأة بالرضا إن كانت غير مجممبرة‪ .‬قممال فممي شممرح‬
‫الروض‪ :‬ول يشترط تعيين الولي والشاهدين‪ ،‬ول التعرض لعدم الموانع‪ ،‬لن الصل‬

‫] ‪[ 291‬‬

‫عدمها ولكثرتها‪ .‬ا‍ه‪ .‬وإنما شرط الجمع بين ذكر الصحة وذكر الشممرط مممع أن كممل واحممد‬
‫منهما يستلزم الخر إحتياطا في النكاح‪) .‬قوله‪ :‬من نحو ولي الممخ( بيممان للشممروط‪ ،‬ودخممل تحممت‬
‫نحو السيد الذي يلي نكاح المة‪) .‬وقوله‪ :‬عدول( صفة لكل من ولي وشاهدين‪) .‬قوله‪ :‬ورضمماها(‬
‫معطوف على نحو ولي من عطف الخاص على لعام‪ ،‬ولممو قممال كرضمماها تمممثيل لنحممو ممما ذكممر‬
‫لكان أولممى‪) .‬وقمموله‪ :‬إن شممرط( أي الرضمما‪) .‬وقمموله‪ :‬بممأن كممانت غيممر مجممبرة( تصمموير لشممرط‬
‫الرضا‪ .‬قال في التحفة‪ :‬أما إذا لم يشترط رضاها كمجبرة فل يتعرض له بل لمزوجها من أب أو‬
‫جد‪ ،‬أو لعلمها به إن ادعى عليها‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬بل لمزوجها الخ( أي بل يتعرض لممه أو لممما بعممده‬
‫بأن يقول نكحتها ممن أبيهما أو جمدها‪ ،‬أو همي عالممة بمه‪) .‬قموله‪ :‬فل يكفمي فيمه( أي فمي دعموى‬
‫النكمماح‪ ،‬وذكممر الضمممير مممع أن المرجممع مممؤنث لكتسممابه التممذكير مممن المضمماف إليممه‪) .‬وقمموله‪:‬‬
‫الطلق( أي بأن لم يتعرض للشروط‪ ،‬وقيل يكفممي ذلممك‪ ،‬ويكممون التعممرض لممذلك مسممتحبا‪ ،‬كممما‬
‫اكتفى به في دعوى إستحقاق المال‪ ،‬فإنه ل يشترط فيه ذكممر السممبب بل خلف‪ ،‬ولنممه ينصممرف‬
‫إلى النكاح الشرعي‪ ،‬وهو ما وجدت فيمه الشمروط‪ .‬ا‍ه‪ .‬نهايمة‪ .‬تنمبيه‪ :‬يسمتثنى ممن عمدم الكتفماء‬
‫بالطلق على المعتمد أنكحة الكفار‪ ،‬فيكفي في الدعوى بهمما أن يقممول هممذه زوجممتي‪ ،‬وإن ادعممى‬
‫استمرار نكاحها بعد السلم ذكر ما يقتضي تقريره‪ .‬وأفاده المغنممي‪) .‬قمموله‪ :‬فممإن كممانت الزوجممة‬
‫أمة وجب( أي زيادة على ما مر‪) .‬وقوله‪ :‬ذكر العجز الخ( أي ذكر ما يبيممح لممه نكمماح المممة مممن‬
‫الشروط التي ذكرها‪ ،‬وذلك بأن يقول نكحتها نكاحا صحيحا بممولي وشمماهدين‪ ،‬وإنممي عمماجز عممن‬
‫مهر حرة‪ ،‬وخائف العنت‪ ،‬وليس تحتي زوجة حرة‪) .‬قوله‪ :‬وفي الممدعوى بعقممد مممالي( معطمموف‬
‫على للدعوى بنقد أيضا‪ :‬أي وشمرط فمي المدعوى بعقمد ممالي‪ ،‬أي يتعلمق بالممال‪) .‬وقموله‪ :‬كمبيع‬
‫وهبة( تمثيل له‪) .‬وقوله‪ :‬ذكر صحته( أي العقد وهو نائب فاعل شرط المقدر كالذي قبله‪) .‬قوله‪:‬‬
‫ول يحتاج إلى تفصيل( أي ول يحتاج العقد المالي‪ :‬أي الدعوى به إلممى تفصمميل بممذكر شممروطه‪،‬‬
‫بل يكفي فيه الطلق‪ ،‬وقيل يشترط فيه ذلك كأن يقول بعته إياه بيعا صحيحا بثمن معلوم‪ ،‬ونحن‬
‫جائزا التصرف وتفرقنا عن تراض‪) .‬قوله‪ :‬كما في النكاح( تمثيل للمنفممي‪ ،‬فممإنه يحتمماج فيممه إلممى‬
‫التفصيل كما مر‪) .‬وقوله‪ :‬لنه( أي النكماح‪ ،‬وهمو علمة لكمون النكماح يحتمماج فيممه إلمى التفصمميل‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬أحوط حكما منه( أي مممن العقممد المممالي‪ ،‬وكممان المناسممب فممي العلمة أن يقمول‪ :‬لنممه دون‬
‫النكاح في الحتياط‪) .‬قوله‪ :‬وتلغو الدعوى بتناقض( أي بوجود تنمماقض‪ :‬أي منمماقض لهمما‪ ،‬وذلممك‬
‫كأن يدعي شخص على إنسان أنه قتل مورثه وحده‪ ،‬ثم يدعي ثانيا ويقول قتله آخر وحممده أو مممع‬
‫الول‪ ،‬فل تسمع الثانية لمناقضتها الولممى‪ ،‬ول يمكنممه الرجمموع إلممى الولممى لمناقضممتها الثانيممة‪.‬‬
‫ومحل إلغاء ما ذكر إذا لم يحصل إقرار من المدعى عليه حينئذ‪ ،‬فيؤاخذ مدعى عليه مقر صممدقه‬
‫المدعي في إقراره بمضمون الولى أو الثانية لن الحق ل يعدوهما‪ ،‬وغلط المدعي في الخممرى‬
‫محتمل‪) .‬قوله‪ :‬فل يطلب الممخ( تفريمع علمى إلغائهمما‪) .‬قمموله‪ :‬كشمهادة( أي كإلغماء شمهادة خممالفت‬
‫الدعوى‪ ،‬فالكاف للتنظير‪) .‬قوله‪ :‬كأن ادعى الخ( تمثيل للغاء الشهادة‪ ،‬ولم يمثل للغاء الممدعوى‬
‫وقد علمته‪) .‬وقوله‪ :‬بسبب( أي كإرث مثل‪) .‬قوله‪ :‬فذكر الشاهد سببا آخر( أي كهبمة‪) .‬قموله‪ :‬فل‬
‫تسمع( أي الشهادة )قوله‪ :‬لمنافاتها( أي الشهادة‪) .‬وقوله‪ :‬الدعوى( مفعول المصدر‪ ،‬أو منصمموب‬
‫بإسقاط الخافض‪) .‬قوله‪ :‬وقضيته( أي التعليل‪) .‬وقوله‪ :‬أنه( أي الشاهد‪) .‬وقمموله‪ :‬لممو أعادهمما( أي‬
‫الشهادة‪) .‬وقوله‪ :‬قبلت( أي الشهادة‪ .‬قال في التحفة‪ :‬وينبغي تقييده بمشهور بالديانممة إعتيممد‪ ،‬نحممو‬
‫سبق لسان أو نسيان‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وبه صرح الخ( أي وبقبول الشهادة المعادة‪ ،‬صرح الشيخ‬

‫] ‪[ 292‬‬

‫إسماعيل الحضرمي‪) .‬قوله‪ :‬ول تبطل الدعوى بقوله( أي المدعي‪) .‬وقوله‪ :‬شهودي فسقة‬
‫الخ( الجملة مقول القول‪ .‬وخرج بالدعوى نفس البينة‪ ،‬فتبطل بقمموله المممذكور ول تقبممل‪ .‬قممال فممي‬
‫الروض وشرحه‪ :‬ومن كذب شهوده سقطت بينته لتكذيبه لها ل دعواه‪ ،‬لحتمال كونه محقا فيها‪،‬‬
‫والشهود مبطلين لشهادتهم بما ل يعلمون‪ ،‬وفي مثله قال الم تعممالى‪) * :‬وال م يعلممم إنممك لرسمموله‬
‫وال يشهد إن المنافقين لكاذبون( *‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فله إقامة الخ( مفمرع علمى عمدم بطلن المدعوى‪:‬‬
‫أي وإذا لم تبطل الدعوى فله إقامة بينة أخرى‪ :‬أي غير بينته الولى‪ ،‬أما هي فل تقبل ثانيا ما لم‬
‫تحصل توبة وتمضممي مممدة السممتبراء‪ ،‬وإل قبلممت ‪ -‬كممما فممي البجيرمممي ‪ -‬نقل عممن سممم‪ .‬ونممص‬
‫عبارته‪ :‬ولو قال شهودي فسقة أو عبيممد ثممم جمماء بعممد‪ ،‬فممإن مضممت مممدة اسممتبراء أو عتممق قبلممت‬
‫شهادتهم‪ .‬وإل فل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬والحلف( هكذا في التحفة‪ .‬وانظر ما المراد بمه ؟ فمإن كمان الممراد‬
‫أن له إقامة البينة مع الحلف فانظر لي شممئ يحلممف ؟ وإن كممان المممراد أن لممه إقامممة البينممة ولممه‬
‫الحلف بمعنى أنه مخير بينهما فل يصح إذ ل يقبممل منممه حلممف فقممط‪ ،‬وإن كممان المممراد بممه حلممف‬
‫النكول بأن قال القاضي للخصم بعد عجز المدعي عن التيان بالبينمة أحلمف‪ ،‬فمأبى الخصمم ذلمك‬
‫صح‪ ،‬ولكنه بعيد من كلمه‪ .‬فتأمل‪) .‬قوله‪ :‬ومن قامت عليه بينة( أي شممهدت عليممه بينممة‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫بحق( أي بثبوت حق عنده‪ ،‬والجار والمجرور متعلق بقامت‪) .‬قوله‪ :‬ليس له( أي لمن قامت عليه‬
‫البينة‪) .‬وقوله‪ :‬تحليف المدعي( أي على من قامت عليه البينة بحق‪) .‬وقمموله‪ :‬علممى اسممتحقاق ممما‬
‫ادعاه( متعلق بتحليف‪) .‬وقوله‪ :‬بحق( هو ضد الباطل‪ ،‬وهو متعلق بإستحقاق‪ :‬أي ليس لمن قامت‬
‫عليه البينة أن يحلف المدعي بأن ما ادعى به عليه يستحقه بحق‪) .‬قوله‪ :‬لنه( أي التحليف‪ ،‬وهمو‬
‫علة لقوله ليس له الخ‪) .‬وقوله‪ :‬تكليف حجة( هي اليمين‪ ،‬وهممي حجممة فممي الجملممة‪) .‬وقمموله‪ :‬بعممد‬
‫حجة( هي البينة‪) .‬قوله‪ :‬فهو الخ( أي تحليف المدعي مع إقامممة البينممة كممالطعن فممي الشممهود‪ ،‬أي‬
‫القدح فيهم‪ ،‬وهو ممتنع فكذلك التحليف بعد إقامة البينة‪ .‬ممتنع‪ ،‬وهذا تعليل ثان لقمموله ليممس الممخ‪.‬‬
‫وعبارة النهاية‪ :‬لنه كالطعن في الشهود‪ ،‬ولظاهر قمموله تعممالى‪) * :‬واستشممهدوا شممهيدين( *‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬نعم له تحليف الخ( إستثناء من امتناع التحليف مع إقامة البينة‪ ،‬فكأنه قممال يمتنممع التحليممف‬
‫مع إقامة البينة‪ ،‬إل إن ادعى المدين أنه معسر وأقام بينة على إعساره‪ ،‬فللدائن تحليفممه بممأنه ليممس‬
‫عنده مال‪ ،‬لحتمال أن يكون له مال باطنما‪) .‬قموله‪ :‬بإعسمماره( تنمازعه كممل ممن تحليمف والبينمة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬لجواز الخ( علة لكون الدائن له أن يحلف المدين‪) .‬وقوله‪ :‬مال ل باطنا( أي لم تطلع عليه‬
‫البينة‪) .‬قوله‪ :‬ولو ادعى الخ( هذا استثناء أيضا من امتناع التحليممف مممع إقامممة البينمة‪ ،‬فكمأنه قمال‬
‫يمتنع التحليف مع إقامة البينة‪ ،‬إل إن ادعى الخصم بعد إقامة البينة عليه أنه أدى الدائن حقه وأن‬
‫الدائن أبرأه منه أو غير ذلك‪ ،‬فله أن يحلفه على نفي ما ادعاه‪) .‬قوله‪ :‬خصمه( أي خصم الممدائن‪،‬‬
‫وهو المدين‪) .‬قوله‪ :‬مسقطا لمه( أي للحمق‪) .‬قموله‪ :‬كمأداء المخ( تمثيمل للمسمقط‪) .‬وقموله‪ :‬لمه( أي‬
‫للحق‪ ،‬وكذا ضمير منه بعد‪ .‬وفي المغني ما نصه‪ :‬يستثني من إطلق المصنف الداء ما لمو قممال‬
‫الجير على الحج قد حججت‪ ،‬فإنه يقبل قوله ول يلزمه بينة ول يميممن‪ .‬قمماله الممدبيلي‪ .‬ا‍ه‪) .‬قموله‪:‬‬
‫أو شرائه( بالجر عطف علممى أدائه‪ :‬أي وكشممرائه‪ :‬أي الحممق منممه‪ :‬أي مممن المممدعي‪ ،‬وذلممك بممأن‬
‫يدعي عليه بعبد مثل في ذمته ويقيم البينة علممى ذلممك‪ ،‬فيقممول الخصممم قممد اشممتريته منممك‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫فيحلف( يصح قراءته بالبناء للمجهول‪ ،‬فيكون بضممم اليمماء وفتممح الحمماء وتشممديد اللم المفتوحممة‪،‬‬
‫وضميره يعود على الدائن المدعى عليه بالداء ونحوه‪ .‬ويصممح قراءتممه بالبنمماء للمعلمموم‪ ،‬فيكممون‬
‫بفتح الياء وسكون الحاء وكسر اللم‪ .‬والمناسب الول‪) .‬وقوله‪ :‬على نفي ما ادعاه الخصم( أي‬

‫)‪ (1‬سورة المنافقون‪ ،‬الية‪ (2) .1 :‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪.282 :‬‬

‫] ‪[ 293‬‬

‫بأن يقول وال ما تأديت منه الحق ول أبرأته ول بعته عليمه‪) .‬قموله‪ :‬لحتممال مما يمدعيه(‬
‫تعليل لكونه يحلف‪ ،‬ومحل تحليفه على نفي ذلك إن ادعى الخصم ذلك قبل قيام البينممة والحكممم أو‬
‫بينهما ومضي زمن إمكانه‪ ،‬وإل فل يلتفت لدعواه كذا في شرح المنهج‪) .‬قمموله‪ :‬وكممذا لممو ادعممى‬
‫الخ( أي وكذلك يحلف على نفي ما ادعاه لمو ادعمى الممخ وهمو مسمتثنى ممما ممر أيضما‪) .‬وقموله‪:‬‬
‫علمه( مفعول ادعى‪ ،‬وضميره يعود على من ادعممى عليممه بحممق دائنمما أو غيممره‪) .‬وقمموله‪ :‬بفسممق‬
‫شاهده( أي الذي أقامه شاهدا على حقه‪ ،‬وهو مفرد مضمماف فيعممم فيشمممل الشمماهدين‪) .‬وقمموله‪ :‬أو‬
‫كذبه( أي أو علمه بكذبه‪ ،‬فهو بالجر معطوف على بفسق‪ .‬وعبارة الروض وشممرحه‪ :‬وإن ادعممى‬
‫علمه بفسق الشهود أو كذبهم‪ ،‬فله تحليفه أنه ل يعلم ذلك لنه لممو أقممر بممه لنفعممه‪ ،‬وكممذا إن ادعممى‬
‫عليه بكل ما لو أقر به لنفعه‪ ،‬كأن ادعمى إقممراره لمه بكممذا‪ :‬أي بالممدعي بمه المخ‪ .‬ا‍ه‪) .‬قموله‪ :‬ول‬
‫يتوجه حلف على شاهد أو قاض الخ( عبارة الممروض وشممرحه‪ :‬ول يجمموز تحليممف القاضممي ول‬
‫الشهود‪ ،‬وإن كان ينفع الخصم تكذيبهما أنفسهما لما مر أن منصممبهما يممأبى التحليممف‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫ادعى( أي الخصم‪) .‬وقوله‪ :‬كذبه( أي الشاهد في شمهادته‪ ،‬أو القاضمي فمي حكممه‪ .‬وعبمارة متمن‬
‫المنهاج‪ :‬ول يحلف قاض على تركه الظلم في حكمه‪ ،‬ول شاهد أنه لممم يكممذب‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬لنممه(‬
‫أي توجه الحلف عليهما‪ ،‬وهو علمة لقموله ول يتمموجه‪) .‬وقموله‪ :‬يمؤدي إلمى فسمماد عمام( أي وهمو‬
‫ضياع حقوق الناس‪ ،‬وذلك لن التحليف كممالطعن فممي الشممهادة أو فممي الحكممم‪ ،‬وليممس هنمماك أحممد‬
‫يرضى الطعن في شهادته أو في حكمه‪ ،‬فإذا علم الشاهد أو القاضي أنه يحلف‪ ،‬امتنممع الول مممن‬
‫الشهادة والثاني من الحكم‪ ،‬فيؤدي ذلك إلى ضياع حقوق الناس‪ ،‬وهذا فساد عام‪ .‬هذا ما ظهر في‬
‫معنى الفساد العام‪) .‬قوله‪ :‬ولو نكل( أي مقسم البينمة ممن الحلمف‪ ،‬وهمو مرتبمط بالصمور الثلث‪:‬‬
‫أعني قوله‪ :‬نعم له تحليف الخ‪ .‬وقوله‪ :‬لو ادعى خصمه الخ‪ .‬وقوله‪ :‬وكممذا لممو ادعممى الممخ‪ .‬ومقيممم‬
‫البينة في الصورة الولى المدين المعسر‪ ،‬وفي الصورتين البمماقيتين المممدعي بحممق دائنمما كممان أو‬
‫غيره‪) .‬قوله‪ :‬حلمف الممدعى عليمه( أي اليميمن المممردودة‪ ،‬والمممدعى عليممه فمي الصمورة الولمى‬
‫الدائن‪ ،‬وذلك لن المدين يدعي بأنه معسر فطلب الدائن منممه اليميممن ونكممل منهمما‪ ،‬فيحلممف الممدائن‬
‫حينئذ اليميممن المممردودة‪ ،‬ول تسمممع بينممة العسممار‪ .‬وفممي الصممورتين البمماقيتين مممن عليممه الحممق‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬بطلت الشهادة( أي بالعسار في الصورة الولممى‪ ،‬وبثبمموت الحممق فممي ذمممة المممدين فممي‬
‫الصورتين الباقيتين‪) .‬قوله‪ :‬وإذا طلب المهال( أي من القاضي‪) .‬قوله‪ :‬مممن قممامت عليممه البينممة(‬
‫من إسم موصول فاعل طلب‪ ،‬والجملة بعده صلة الموصول‪) .‬قوله‪ :‬أمهله القاضي( أي أمهل من‬
‫طلب منه المهال‪) .‬قوله‪ :‬لكن بكفيممل( أي لكممن يمهلممه بشممرط أن يممأتي بكفيممل عليممه يحضممره إذا‬
‫هرب‪) .‬قوله‪ :‬وإل( أي وإن لم يأت بكفيل‪) .‬وقوله‪ :‬فبالترسيم عليه( أي فيمهله مع الترسيم عليممه‪:‬‬
‫أي المحافظة عليه من طرف القاضي‪) .‬قوله‪ :‬إن خيف هربه( راجع لصل السممتدراك كممما فممي‬
‫الرشيدي‪) .‬قوله‪ :‬ثلثة( مفعول في لمهل‪ ،‬أو نائب عن المفعول المطلق‪ :‬أي إمهممال ثلثممة أيممام‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ليأتي( أي من طلب المهال‪ ،‬وهو علة طلبه إياه‪ .‬أي طلممب المهممال لجممل أن يممأتي المخ‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬بدافع( أي بينة دافع‪ ،‬فهو على حذف مضمماف‪ ،‬إذ المممأتي بممه البينممة ل الممدافع الممذي بينممه‬
‫بقوله من نحو أداء أو إبراء‪ ،‬ويجب استفساره الدافع إن لم يفسره وكان جاهل لنه قممد يتمموهم ممما‬
‫ليس بدافع دافعا‪ ،‬بخلف ما إذا كان عارفا‪) .‬قوله‪ :‬ومكن من سفره( أي إن احتاج في إثباته إليه‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬ليحضره( أي الدافع‪ :‬أي بينته كما علمت‪) .‬قوله‪ :‬إن لم تزل المدة( أي مدة السممفر‪ ،‬وهممو‬
‫قيد لتمكينه من السفر‪) .‬وقوله‪ :‬على الثلثة( أي التي هي مدة المهال‪ ،‬فإن كممانت تزيممد عليهمما ل‬
‫يمكن منه‪ .‬وفي البجيرمي‪ :‬فرع‪ :‬لو قال لي بينة فممي المكممان الفلنممي والمممر يزيممد علممى الثلثممة‬
‫فمفهوم كلمهم عدم المهال‪ ،‬فلو قضى عليه ثم أحضممرها بعممد الثلثممة أو قبلهمما سمممعت‪ .‬عميممرة‬
‫شوبري‪ .‬ا‍ه‪.‬‬

‫] ‪[ 294‬‬

‫)قوله‪ :‬لنها( أي الثلث ل يعظم الضرر فيها‪ ،‬وهو تعليل لكونه يمهممل ثلثممة مممن اليممام‪.‬‬
‫قال في التحفة‪ :‬ولو أحضر بعد الثلث شهود الدافع‪ ،‬أو شاهدا واحدا‪ ،‬أمهل ثلثا أخممرى للتعممديل‬
‫أو التكميل‪ ،‬كما صرح به الماوردي‪ ،‬لكن ضعفه البلقينممي‪ .‬ولممو عيممن جهممة ولممم يممأت ببينتهمما ثممم‬
‫ادعى أخرى عند انقضاء مدة المهلة واستمهل لها لم يمهل‪ ،‬أو أثنائهما أمهمل بقيتهما‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقموله‪:‬‬
‫ولو عين جهة( أي للدفع‪ ،‬كأداء أو إبراء‪) .‬قوله‪ :‬ولو ادعمى( أي شممخص‪) .‬وقموله‪ :‬رق( مفعمول‬
‫ادعى‪) .‬قوله‪ :‬مجهول النسب( خرج به ما إذا علممم نسممبه‪ ،‬فل تسمممع دعمموى الممرق عليممه أصممل‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فقال( أي البالغ العاقل المدعى عليه في الرق‪) .‬قوله‪ :‬أنا حر أصالة( أي ل يضممرب علممي‬
‫الرق أصل‪ .‬وفي سم وقع السؤال عما لو كانت أمه رقيقة وقال أنا حر الصممل‪ ،‬فهممل يقبممل قمموله‬
‫بيمينه أيضا‪ ،‬لحتمال حرية الصل مع ذلك بنحو وطئ شبهة يقتضي الحرية‪ .‬أو ل بد مممن بينممة‬
‫لن الولد يتبع أمه في الرق‪ ،‬فالصل في ولد الرقيقة هو الرق‪ ،‬وفيه نظر‪ .‬ولعل الوجه الثمماني‪،‬‬
‫وبه أفتى م ر متكررا‪ ،‬ويؤيده تعليلهم بموافقة الصل وهو الحرية‪ ،‬إذ ل يقال في ولد الرقيقممة أن‬
‫الصل فيه الحرية‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولم يكن( أي المدعى عليه بالرق‪) .‬وقوله‪ :‬قد أقر له( أي لمممدعي‬
‫الرق‪ ،‬أي أو لغيره‪ .‬وعبارة شرح الروض ولم يسبق منه إقممرار بممرق ا‍ه‪ .‬وهممي أولممى‪) .‬وقمموله‪:‬‬
‫قبل( أي قبل قوله أنا حر أصالة‪ .‬وخرج به ما لو أقر بالرق ثممم ادعممى حريممة الصممل فل تسمممع‬
‫دعواه بها‪ ،‬كما صرح به في التحفة قبيل باب الجعالة‪ .‬وفي شرح الروض وخرج ما لو قممال أنمما‬
‫عبد فلن‪ ،‬فالمصدق السيد لعتراف العبد بالرق‪ ،‬وأنه مال ثبتت عليه اليد‪ ،‬واليد عليه للسمميد فل‬
‫تنتقل بدعواه‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬وهو رشمميد( الجملمة الحاليمة‪ ،‬أي لممم يكمن قممد أقممر بمه فمي حممال كمونه‬
‫رشيدا‪ ،‬وفي التقييد به خلف‪ .‬ولذلك قال في التحفة‪ :‬وهو رشيد على ما مر قبيل الجعالة‪ ،‬ونممص‬
‫عبارته هناك‪ ،‬وإن أقر به أي الرق‪ ،‬وهو المكلف‪ .‬وعن ابن عبد السلم ما يقتضي اعتبار رشممده‬
‫أيضا‪ ،‬وظاهر كلمهم خلفه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتب سم قوله اعتبار رشده قد يؤيده أنه إقرار بمممال وشممرطه‬
‫الرشد‪ ،‬اللهم إل أن يمنع أن القرار بالرق ليس من القرار بالمال‪ ،‬وإن ترتممب عليممه المممال‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬حلف( أي مدعي الحرية‪) .‬قوله‪ :‬فيصدق بيمينه( أي إن لم يممأت مممدعي الممرق ببينممة‪ ،‬وإل‬
‫قدمت‪) .‬قوله‪ :‬وإن استخدمه( أي إستخدم مدعي الرق مدعي الحرية‪ ،‬وهو غاية لتصممديق الثمماني‬
‫بيمينه‪) .‬قوله‪ :‬قبل إنكاره( أي إنكمار ممدعي الحريمة المرق‪ ،‬وهمو ل مفهموم لمه كمما همو ظماهر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أو تداولته اليدي( معطوف علممى الغايممة‪ ،‬فهممو غايممة أيضمما‪ :‬أي وإن تممداولته اليممدي‪ :‬أي‬
‫استعملته اليدي بأن صار ينتقل من يد إلى يد أخرى على سبيل الستخدام‪ ،‬أو الجارة‪ ،‬أو البيع‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬لموافقته الصل( تعليل لقوله فيصدق بيمينه‪ ،‬وعبارة شممرح الممروض‪ :‬صممدق بيمينممه وإن‬
‫تداولته اليدي وسبق من مدعي رقه قرينة تدل على الرق ظاهرا‪ ،‬كاستخدام وإجارة قبممل بلمموغه‬
‫لن اليد والتصرف إنما يدلن علممى الملممك فيممما هممو مممال فممي نفسممه‪ ،‬وهممذا بخلفممه لن الصممل‬
‫الحرية‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وهو( أي الصل الحرية‪) .‬قوله‪ :‬ومن ثممم( أي مممن أجممل أن الصممل الحريممة‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬قدمت بينة الرق( أي البينة المثبتة للرق‪) .‬وقمموله‪ :‬علممى بينممة الحريممة( أي البينممة المثبتممة‬
‫للحرية‪) .‬قوله‪ :‬لن الولى الخ( علة للمعلل مع علته‪ :‬أي وإنما قممدمت بينممة الممرق لكممون الصممل‬
‫الحرية‪ ،‬لن مع بينة الرق زيادة علم‪ :‬أي علم بينة الحرية‪ ،‬وبيان ذلك أن بينة الحرية إنما علمت‬
‫بالصل فقط وهو الحرية‪ ،‬وبينة الرق علمت به وبطرو الرق عليها فعلمها يزيد على علم الولى‬
‫بذلك‪) .‬وقوله‪ :‬بنقلها عن الصل( الضمير يعود على البينة‪ ،‬والباء سببية متعلقة بزيادة‪ :‬أي وإنما‬
‫كان معها زيادة علم بسبب إنتقالها عن الصل الذي هممو الحريممة‪ ،‬وشممهادتها بخلفممه وهممو الممرق‬
‫الذي يطرأ غالبا على الحرية‪) .‬قوله‪ :‬وخرج بقولي أصالة( أي من قوله أنمما حممر أصممالة‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫ما لو قال( أي مدعي الحرية الرق‪) .‬وقموله‪ :‬أعتقتنمي المخ( مقمول القمول‪) .‬قموله‪ :‬فل يصمدق إل‬
‫ببينة( أي ل يصدق مدعي العتممق إل ببينممة يقيمهمما عليممه‪ ،‬لن الصممل عممدمه‪) .‬قمموله‪ :‬وإذا ثبتممت‬
‫حريته‬

‫] ‪[ 295‬‬

‫الصلية( مثله ما لو ثبتت حريته العارضة بالعتق بالبينمة‪ ،‬فيرجمع المشمتري علمى بمائعه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بقوله( أي بقوله أنا حر أصالة‪ :‬أي مع اليمين كما هممو ظمماهر‪) .‬قمموله‪ :‬رجممع الممخ( جممواب‬
‫إذا‪) .‬قوله‪ :‬وإن أقر( أي المشتري له‪ .‬أي للبائع بالملك وهو غاية للرجوع بممالثمن‪) .‬قمموله‪ :‬لنممه(‬
‫أي المشتري المقر وهو علممة لمقممدر‪ :‬أي فل يضممر إقممراره لنممه الممخ‪) .‬وقمموله‪ :‬بنمماه( أي الملممك‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬على ظاهر اليد( أي على ظاهر كونه تحت يده وتصرفه‪ ،‬فإن الذي يظهر مممن ذلممك أنممه‬
‫ملكه‪) .‬قوله‪ :‬أو ادعممى( معطمموف علممى مممدخول لممو‪ ،‬فهممي مسمملطة عليممه أيضمما‪ ،‬أي ولممو ادعممى‬
‫شخص رق صمبي أو مجنمون‪) .‬وقموله‪ :‬كمبير( صمفة لمجنمون‪) .‬قموله‪ :‬ليمس( أي ممن ذكمر ممن‬
‫الصبي والمجنون‪) .‬وقوله‪ :‬في يده( أي في قبضته وتصرفه‪ .‬والضمير يعود على مممدعي الممرق‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وكذبه( أي كذب المدعي صاحب اليد‪ :‬أي بأن قال له أنه ليس برقيق‪ ،‬وهذا إذا كان في يد‬
‫غيره‪ ،‬وإل فقد يكون ليس في يد أحد والحكم واحد‪) .‬قوله‪ :‬لم يصممدق( أي مممدعي الممرق‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫من بينة( هو مع ما بعده بيان للحجة‪) .‬وقوله‪ :‬أو يمين مردودة( أي من صاحب اليد‪) .‬قمموله‪ :‬لن‬
‫الصل عدم الملك( أي ول يترك هذا الصل إل بحجة‪) .‬قوله‪ :‬فلو كان الصبي بيممده( أي مممدعي‬
‫الرق‪) .‬وقوله‪ :‬وصدقه صاحب اليد( إظهار في مقام الضمار‪ ،‬وهو محترز قوله وكذبه صاحب‬
‫اليد‪) .‬قوله‪ :‬حلف( أي مدعي الرق‪ ،‬أي يحكم له به باليمين‪) .‬قمموله‪ :‬لخطممر شممأن الحريممة( تعليممل‬
‫للحلف‪) .‬قوله‪ :‬ما لم يعرف لقطه( أي يحلف ويصدق به ما لم يعلم لقط صاحب اليد له‪ ،‬فالمضير‬
‫يعود على صاحب اليد مطلقا‪ ،‬سواء كان هو مدعي الرق أم ل‪ ،‬والضممافة مممن إضممافة المصممدر‬
‫لفاعله‪ ،‬ويصح أن يعود على المدعى عليه بالرق‪ ،‬والضمافة ممن إضمافة المصمدر لمفعموله بعمد‬
‫حذف الفاعل‪) .‬قوله‪ :‬ول أثر لنكاره( أي المدعى عليه بالرق إذا بلغ‪ .‬نعم‪ :‬إن أتممى ببينممة صممدق‬
‫بها‪) .‬قوله‪ :‬فإن عرف لقطه( محترز قوله ما لم يعرف لقطه‪) .‬قمموله‪ :‬لممم يصممدق( أي مممن ادعممى‬
‫الرق سواء كان هو الملتقمط أو ممن كممان تحمت يممده كمما مممر‪) .‬وقموله‪ :‬إل ببينممة( أي لن اللقيممط‬
‫محكوم عليه بالحرية ظاهرا فل يزال عنها إل بمستند قوي وهو البينة‪) .‬قوله‪ :‬ل تسمممع الممدعوى‬
‫بدين مؤجل( قال في النهاية‪ :‬إل إن كان بعضه حال وادعى بجميعه ليطالبه بما حل سمممعت‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬إذ لم يتعلق بها( أي بدعوى الدين المؤجل‪) .‬وقوله‪ :‬إلممزام ومطالبممة فممي الحممال( أي ومممن‬
‫شرط الدعوى كما تقدم أن تكون ملزمة المدعى عليه بالمدعى به في الحال‪) .‬قمموله ويسمممع قممول‬
‫البائع المبيع وقف الخ( أي إذا باع عينا ثم ادعى الوقفية وأن البيع باطل‪ ،‬سمعت دعواه‪ .‬والمممراد‬
‫بسماعها بالنسبة لتحليف الخصم أنه باعه وهي ملكه‪ .‬وفائدة ذلممك أنممه ربممما ينكممل فيحلممف البممائع‬
‫بأنها ليست ملكا وإنما هي وقف‪ ،‬ويبطل البيع وهممذا إن لممم يكممن عنممده بينممة‪ ،‬وإل عمممل بهمما‪ ،‬ول‬
‫تحليف كما هو ظاهر‪) .‬قوله‪ :‬وكذا ببينة( لعل الباء زائدة من النساخ‪ :‬أي وكذا تسمممع بينممة أيضمما‬
‫إن وجدت‪) .‬وقوله‪ :‬إن لم يصرح حال الخ( قيد لقوله وكذا ببينمة‪ :‬أي وكمذا تسممع إن لمم يصمرح‬
‫البائع حال البائع بأنها ملكه بأن اقتصر على البيع ولم يممذكر شمميئا‪) .‬قمموله‪ :‬وإل سمممعت الممخ( أي‬
‫وإل لم يصرح‪ ،‬بأن صرح حال البيع بأنها ملكه ثممم ادعمى الوقفيمة سمممعت دعمواه فقمط‪ ،‬أي ولممم‬
‫تسمع بينته‪ ،‬ولو قال وإل لم تسمع بينته وسمعت دعواه الخ لكممان أنسممب‪) .‬وقمموله‪ :‬لتحليممف الممخ(‬
‫هذا ثمرة سماع دعواه‪ :‬أي سمعت دعواه لجل تحليف الخصم أنه باعه والمبيع ملك له ل وقف‪،‬‬
‫فإن حلف استمر البيع على صحته‪ ،‬وإل بأن نكل حلف البممائع وبطممل الممبيع وثبتممت الوقفيممة‪ ،‬وممما‬
‫ذكرته من الحل المذكور هو مقتضى صنيعه كالتحفة‪ ،‬ويؤيده عبارة النوار ونصها‪ :‬ولممو ادعممى‬
‫البائع أنه وقف قال القفال‪ :‬ل تسمع بينته والتقييد بها يشعر بسماع دعواه وتحليف خصمه‪ ،‬وقممال‬
‫العراقيون تسمع إذا لم يصرح بأنه ملكه‬

‫] ‪[ 296‬‬

‫بل اقتصر على البيع‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله تسمع‪ :‬أي البينة‪ .‬وجرى في الروض وشممرحه علممى أنممه‬
‫إذا لم يصرح بأنهمما ملكممه سمممعت دعممواه وبينتممه‪ ،‬وإذا صممرح بممذلك لممم تسمممع دعمواه‪ ،‬ول بينتممه‬
‫وعبارتهما‪ :‬ولو ادعى البائع وقفها ولم يكن قممال حيممن الممبيع هممي ملكممي سمممعت دعممواه للتحليممف‬
‫وبينته وإل‪ :‬أي وإن قال ذلك لم تسمع دعواه ول بينته‪ ،‬وتقييد سماع دعمواه بكممونه لممم يقبمل ذلممك‬
‫من زيادته أخذا من المسألة التية‪ ،‬وظاهر أن محل عدم سماعها فيهما إذا لممم يمذكر تممأويل‪ .‬ولمو‬
‫قال البائع للمشتري منه بعتك وأنا ل أملكها والن قد ملكتها‪ ،‬ولم يكن قال حين البيع هممي ملكممي‪،‬‬
‫سمعت دعواه وبينته‪ .‬فإن لم يكن له بينة حلف المشتري أنه باعه إياها وهي ملكه‪ ،‬وإن كان قممال‬
‫ذلك لم تسمع دعواه ول بينته‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله إذا لم يذكر تأويل‪ :‬أي لقمموله أول هممي ملكممي‪ ،‬ثممم قمموله‬
‫ثانيا هي وقف‪ ،‬فإن ذكر تأويل سمممعت دعممواه وبينتممه‪ ،‬والتأويممل مثممل أن يممبيعه ظانمما أنهمما ملكممه‬
‫لكونه ورثها لم يعلم أن مورثه أوقفها‪ ،‬ثم يتبين له بعد البيع أنممه قممد وقفهمما فتسمممع دعممواه الوقفيممة‬
‫وبينتها‪ ،‬وال سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫] ‪[ 297‬‬

‫فصل في جواب الدعوى وما يتعلق به لما أنهى الكلم على بيان كيفية الدعوى شرع فممي‬
‫بيان كيفية الجواب وما يكفي منه وما ل يكفي‪ .‬والجواب شيئان‪ :‬إما إقرار أو إنكار‪) .‬وقوله‪ :‬وما‬
‫يتعلق به( أي بالجواب‪ ،‬وهو اليمين أو النكول‪) .‬قوله‪ :‬إذا أقر المدعى عليه( أي بالحق للمممدعي‪،‬‬
‫أي وكان ممن يصح إقراره‪) .‬قوله‪ :‬ثبت الحق( أي عليه للمدعي‪) .‬وقوله‪ :‬بل حكم( أي من غير‬
‫افتقار لحكم بخلف ما إذا ثبت بالبينة فيفتقر إليه‪ ،‬لن قبولها يفتقر إلى نظر واجتهاد‪) .‬قوله‪ :‬وإن‬
‫سكت( أي المدعى عليه‪) .‬وقوله‪ :‬عن الجواب( أي للدعوى الصممحيحة‪ ،‬وهمو عممارف أو جاهممل‪،‬‬
‫أو حصلت له دهشة‪ ،‬وأعلم أو نبه فلم يمتثل‪ .‬وإعلمه أو تنبيهه عنممد ظهممور كممون سممكوته لممذلك‬
‫واجب‪) .‬قوله‪ :‬وأمره القاضي به( أي بالجواب بأن يقول له أجبه‪) .‬قوله‪ :‬وإن لم يسممأل المممدعي(‬
‫غاية في أمر القاشي له به‪ :‬أي يأمره بذلك وإن لم يطلب المدعي من القاضممي ذلممك‪) .‬قمموله‪ :‬فممإن‬
‫سكت( أي فإن استمر على السكوت عن الجممواب بعممد أمممر القاضممي فكمنكممر‪ :‬أي فحكمممه كحكممم‬
‫المنكر للمدعى به‪) .‬وقوله‪ :‬فتعرض عليه اليمين( بيان لذلك الحكممم‪ .‬قممال فممي الممروض وشممرحه‪:‬‬
‫ويستحب عرضها ‪ -‬أي اليمين ‪ -‬على الناكل ثلثا وعرضها على ساكت عنها آكممد مممن عرضممها‬
‫على الناكل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فإن سكت( المممراد بممه هنمما السممكوت عممن الحلممف بعممد أن عممرض عليممه‪،‬‬
‫وليس المراد السكوت عن الجواب‪ ،‬وإل كان مكررا مع قوله أول فممإن سممكت فكمنكممر‪) .‬وقمموله‪:‬‬
‫أيضا( أي كما أنه سكت أول عن الجواب‪) .‬قوله‪ :‬ولم يظهر سببه( أي سبب السممكوت مممن جهممل‬
‫أو دهشة‪ ،‬والفعل يقرأ بالبناء للمعلوم وما بعد فاعله‪) .‬قمموله‪ :‬فنأكممل( أي فكنأكممل‪ :‬أي ممتنممع عمن‬
‫الحلف‪ .‬قال في الروض وشرحه‪ :‬والسكوت عن الحلف بعد الستحلف ل لدهش ونحوه كغبمماوة‬
‫نكول‪ ،‬كما أن السكوت عن الجواب في البتداء إنكار هذا مع الحكم به‪ :‬أي بالنكول ليرتب عليممه‬
‫رد اليمين بخلف ما لو صرح بالنكول‪ ،‬فإنه يردها وإن لم يحكم به‪ ،‬وبخلف السكوت لدهش أو‬
‫نحوه ليس نكول‪ ،‬وليس للقاضممي أن يحكممم بممأنه نكمول‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬فيحلممف المممدعي( أي اليميممن‬
‫المردودة ويثبت بها الحق‪ ،‬وهو تفريع على قوله فنأكل‪) .‬قوله‪ :‬وإن أنكممر الممخ( مقابممل قمموله وإن‬
‫سكت‪ ،‬وهو دخول أيضا على قوله فإن ادعى الخ‪) .‬قمموله‪ :‬اشممترط( أي لصممحة إنكمماره‪) .‬وقمموله‪:‬‬
‫إنكار ما ادعي عليه( أي به فالعائد على ما محممذوف‪) .‬وقمموله‪ :‬وأجممزائه معطمموف علممى ممما( أي‬
‫وإنكار أجزاء ما ادعى عليه به‪) .‬وقوله‪ :‬إن تجزأ( أي إن كان له أجزاء كالعشرة التيممة‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫فإن ادعى الخ( تفريع على قوله وإن أنكر إشمترط المخ‪) .‬قموله‪ :‬لممم يكمف فمي الجمواب( أي علمى‬
‫سبيل النكار‪) .‬وقوله‪ :‬ل تلزمني العشرة( فاعل يكفي قصد لفظه‪ :‬أي لم يكف هذا اللفظ‪) .‬وقوله‪:‬‬
‫حتى يقول ول بعضها( أي فممإذا قممال ذلممك مممع قمموله أول ل تلزمنممي العشممرة كفممى فممي الجممواب‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وكذا يحلف( أي ومثل الجواب المذكور يكون الحلممف‪ ،‬فل يكفممي أن يحلممف علممى العشممرة‬
‫حتى يقول ول بعضها‪) .‬قوله‪:‬‬

‫] ‪[ 298‬‬

‫إن توجهت اليمين عليه( أي بأن لم توجد بينة من المدعي‪) .‬قوله‪ :‬لن مممدعيها الممخ( علممة‬
‫لعدم الكتفاء في الجواب وفي الحلف بقوله ل تلزمني العشرة حتى الخ‪) .‬وقوله‪ :‬لكل جزء منها(‬
‫أي من العشرة‪) .‬قوله‪ :‬فل بد أن يطابق الخ( أي وإنما يطابقانها إن نفى المدعى عليممه كممل جممزء‬
‫منها‪) .‬وقوله‪ :‬دعواه( أي دعوى المدعي‪) .‬قوله‪ :‬فإن حلف( أي المدعى عليه علممى نفممي العشممرة‬
‫بأن قال وال ليس له عندي عشرة دراهم‪) .‬قوله‪ :‬واقتصر عليه( أي على نفممي العشممرة ولممم يممزد‬
‫عليها لفظ ول بعضها‪) .‬وقوله‪ :‬فنأكل( أي فهو ناكل‪) .‬وقوله‪ :‬عممما دونهمما( أي عممن الحلممف عممما‬
‫دون العشرة‪ ،‬وفي هذه العبارة بعض إجمال‪ ،‬لنه ل يكون ناكل بمجرد حلفه على نفممي العشممرة‪،‬‬
‫بل ل بد بعد هذا الحلف أن يقول له القاضي هذا غير كاف قل ول بعضها‪ ،‬فإن لممم يحلممف كممذلك‬
‫فنأكل عما دونها‪) .‬قوله‪ :‬فيحلف المدعي الخ( أي من غير تجديد دعوى‪ ،‬وهو تفريع على النكول‬
‫عما دونها‪ :‬أي وإذا كان ناكل عما دونها فيحلف المدعي على استحقاق ممما دون العشممرة‪ ،‬ويأخممد‬
‫ما حلف عليه‪ ،‬وهو الجزء الذي دون العشممرة وإن قممل‪) .‬قمموله‪ :‬لن النكممول عممن اليميممن( عبممارة‬
‫التحفة‪ .‬لما يأتي أن النكول مع اليمين كالقرار‪ .‬ا‍ه‪ .‬فلعل عن في كلمه بمعنى مممع‪ ،‬وإل فمجممرد‬
‫النكول ليس كالقرار‪) .‬قوله‪ :‬أو ادعى مال( عطف على قوله ادعى عليه عشرة‪) .‬قمموله‪ :‬مضممافا‬
‫لسبب( أي متعلقا بسبب كالقرض واليداع‪) .‬قوله‪ :‬كفاه في الجواب ل تستحق الممخ( أي كفمماه فممي‬
‫الجواه أن يقول ما ذكر‪ .‬ول يشترط فيه التعرض لسبب كأن يقول لم تقرضني شمميئا‪) .‬وقمموله‪ :‬أو‬
‫ل يلزمني الخ( معطوف على قوله ل تستحق الخ‪ :‬أي وكفاه في الجواب ل يلزمنممي الممخ‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫ولو اعترف الخ( أتى به في شرح المنهج في ضمن تعليل ذكره للكتفاء في الجواب بل يسممتحق‬
‫علي شيئا الخ‪ .‬ونص عبارته‪ :‬لن المدعي قد يكون صادقا ويعرض ما يسممقط المممدعي بممه‪ .‬ولممو‬
‫اعترف به وادعى مسقطا‪ ،‬طولب بالبينممة وقممد يعجممز عنهمما‪ ،‬فممدعت الحاجممة إلممى قبممول الجممواب‬
‫المطلق‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثلمه فمي التحفمة والنهايممة والمغنمي‪ ،‬وعبمارة الخيممر بعمد قمول المنهماج كفماه فمي‬
‫الجواب الخ‪ .‬ول يشترط التعرض لنفي تلك الجهة‪ ،‬لن المدعي قممد يكممون صممادقا فممي القمراض‬
‫وغيره‪ ،‬وعرض ما أسقط الحق مممن أداء أو إبممراء‪ ،‬فلممو نفممى السممبب كممذب‪ .‬أو اعممترف وادعممى‬
‫المسقط طولب ببينة قممد يعجممز عنهمما‪ ،‬فقبممل الطلق للضممرورة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وإذا علمممت ذلممك فلعممل فممي‬
‫عبارته سقطا من النساخ وهو قوله لن المدعي إلى قوله ولو اعترف‪) .‬وقوله‪ :‬بمه( أي بالممدعي‬
‫به وادعى مسقطا‪ :‬أي من أداء أو إبراء‪) .‬وقوله‪ :‬طولب بالبينة( أي على ذلك المسممقط‪ :‬أي وهممو‬
‫قد يعجز عنها‪) .‬قوله‪ :‬ولو ادعى عليه وديعة الخ( هذا كالستثناء من الكتفاء في جممواب دعمموى‬
‫ما أضيف للسبب بقوله ل يلزمنمي تسمليم شمئ إليمك‪) .‬وقموله‪ :‬فل يكفمي فمي الجمواب ل يلزمنمي‬
‫التسليم الخ( أي لنه ل يلزمه في الوديعة تسليم‪ ،‬وإنما يلزمه التخلية‪) .‬قوله‪ :‬بمل ل تسمتحق علمي‬
‫شيئا( أي بل الذي يكفي في الجواب أن يقول له ل تستحق علي شيئا‪ ،‬ومثلممه فممي الكتفمماء بممه أن‬
‫يقول هلكت الوديعة‪ ،‬أو رددتها‪ ،‬أو ينكرها من أصمملها‪ ،‬وعبممارة المغنممي‪ .‬فممالجواب الصممحيح أن‬
‫ينكر اليداع‪ ،‬أو يقول ل تستحق علي شيئا‪ ،‬أو هلكممت الوديعممة‪ ،‬أو رددتهمما‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬ويحلممف‬
‫الخ( مرتبط بجميع ما قبله‪) .‬وقوله‪ :‬كما أجاب( أي فإن أجمماب بمالطلق كقموله ل تسممتحق علممي‬
‫شيئا‪ ،‬حلف عليه كذلك‪) .‬وقوله‪ :‬ليطابق الخ( علة لكون الحلف يكون على وفق الجواب‪ ،‬وعبارة‬
‫المنهاج مع المغني‪ :‬ويحلف المدعى عليه على حسب جوابه هذا‪ ،‬أو على نفي السبب‪ ،‬ول يكلف‬
‫التعرض لنفيه‪ ،‬فإن تبرع وأجاب بنفس السبب المممذكور كقمموله فممي صممورة القممرض السممابقة ممما‬
‫أقرضني كذا حلف عليه‪ ،‬أي على نفي السبب كذلك ليطابق اليمين النكار‪.‬‬

‫] ‪[ 299‬‬

‫تنبيه‪ :‬قضية كلمه أنه إذا أجاب بالطلق ليس له الحلف على نفي السممبب‪ ،‬وليممس مممرادا‬
‫بل لو حلف على نفيمه بعمد الجمواب المطلمق جماز ا‍ه‪ .‬بحمذف‪) .‬قموله‪ :‬ولمو ادعمى( أي شمخص‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬عليه( أي على شخص آخر‪) .‬قوله‪ :‬فأنكر( أي المدعى عليه المممال المممدعى بممه‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫وطلب منه اليمين( أي وطلب المدعي من المدعى عليه اليمين عل نفي المدعى به‪) .‬قوله‪ :‬فقممال(‬
‫أي المدعى عليه‪) .‬قوله‪ :‬وأعطى المممال( أي وأعطيممك المممال الممذي ادعيممت بمه مممن غيممر حلممف‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬لم يلزمه قبوله( أي لم يلزم المدعي أن يقبممل المممال‪ .‬قممال ع ش‪ :‬ومفهممومه جممواز القبممول‪.‬‬
‫ويدل عليه قوله وله تحليفه الخ‪ .‬قال في التحفة وكذا لو نكل عن اليمين وأراد المممدعي أن يحلممف‬
‫يمين الرد فقال خصمه أنا أبذل المال بل يمين‪ ،‬فيلزمه الحاكم بممأن يقممر وإل حلممف المممدعي‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وله تحليفه( أي وللمدعي تحليف المدعى عليه على نفي ما ادعى بممه عليممه‪ ،‬لنممه ل يممأمن‬
‫من أن يدعي عليه بما دفعه بعد‪ .‬تنبيه‪ :‬يقع كثيرا أن المدعى عليه يجيب بقموله يثبممت ممما يممدعيه‪،‬‬
‫فتطالب القضاة المممدعي بالثبمات لفهمهمم أن ذلمك جممواب صممحيح‪ ،‬وفيمه نظمر ظمماهر‪ .‬إذ طلمب‬
‫الثبات ل يستلزم إعترافا ول إنكارا فتعين أن ل يكتفي منه بذلك‪ ،‬بممل يلممزم بالتصممريح بممالقرار‬
‫أو النكار‪ ،‬ويقع أيضا كثيرا أن المدعى عليه بعد الدعوى عليه‪ ،‬يقول ما بقيت أتحاكم عندك‪ ،‬أو‬
‫ما بقيت أدعي عندك‪ ،‬والوجه أنه يجعل بذلك منكمرا نماكل فيحلمف الممدعي ويسمتحق ‪ -‬كمذا فمي‬
‫التحفة وسم ‪) .-‬قوله‪ :‬لو ادعى عليه عينا( أي كائنة تحت يد المدعى عليممه‪ ،‬ول فممرق فممي العيممن‬
‫بين أن تكون عقارا أو عبدا أو غيرهما‪) .‬قوله‪ :‬فقال( أي المدعى عليه ليست‪ :‬أي تلك العين لمي‪:‬‬
‫أي واقتصر على ذلك‪) .‬قوله‪ :‬أو هي لرجل الخ( عبارة المنهج وشرحه‪ :‬أو أضممافها لمممن يتعممذر‬
‫مخاصمته كهممي لممن ل أعرفمه المخ‪) .‬قموله‪ :‬أو لبنمي الطفمل( أي أو همي لبنممي الطفمل‪ ،‬أي أو‬
‫المجنون أو السفيه سواء زاد على ذلك أنها ملكه‪ ،‬أو وقف عليه أم ل‪ ،‬كما هو ظاهر‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفممة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أو وقف الخ( أي أو قال هي وقف على الفقراء‪ ،‬أو مسجد كذا‪) .‬وقوله‪ :‬وهو( أي المممدعى‬
‫عليه ناظر فيه‪ ،‬أي ناظر على الوقف على المسجد أو الفقراء‪ .‬قال ح ل‪ :‬فإن كممان النمماظر غيممره‬
‫انصرفت الخصومة عنه إلى الناظر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فالصح الخ( جواب لو‪) .‬وقوله‪ :‬أنه( أي الحممال‬
‫والشأن‪) .‬وقوله‪ :‬ل تنصرف الخصومة عنه( أي عممن المممدعى عليممه‪ ،‬وذلممك لن ممما صممدر منممه‬
‫بالنسبة للولين ليس بمؤثر‪ ،‬ولنه لم يقر في البقية لذي يد يمكن نصب الخصومة معه‪) .‬وقمموله‪:‬‬
‫ول تنزع العين منه( أي لن الظمماهر أن ممما فممي يممده ملكممه‪ ،‬أو مسممتحقه‪ ،‬وممما صممدر عنممه ليممس‬
‫بمزيل‪) .‬قوله‪ :‬بل يحلفه الممدعي( أي يطلمب منمه الحلمف‪) .‬وقموله‪ :‬أنمه ل المخ( أي علمى أنمه ل‬
‫يلزمه أن يسلم للمدعي العين المدعى بها‪) .‬قوله‪ :‬رجاء الخ( علممة لقمموله يحلفممه‪ :‬أي وإنممما يحلفممه‬
‫رجاء أن يقر‪ :‬أي بالعين المدعى بها‪) .‬وقوله‪ :‬أو ينكل( معطوف على يقر‪ :‬أي ورجاء أن ينكمل‪،‬‬
‫أي عن اليمين‪ ،‬وهو بضم الكاف من باب دخمل‪) .‬قموله‪ :‬فيحلمف( أي المممدعي يميمن الممرد‪ ،‬وهمو‬
‫راجع لقوله ينكل‪) .‬وقوله‪ :‬وتثبت الخ( راجع لكل من القرار والنكول ممع الحلمف‪) .‬وقموله‪ :‬لمه(‬
‫أي للمدعي )قوله‪ :‬في الولين( هما قوله ليست لي‪ ،‬وقوله هي لرجممل ل أعرفممه‪) .‬قمموله‪ :‬والبممدل‬
‫للحيلولة( أي ويثبممت لمه البمدل للحيلولمة فممي البقيمة‪ :‬أي قمموله هممي لبنممي الطفممل‪ ،‬أو وقمف علممى‬
‫الفقراء‪ ،‬أو مسممجد كممذا‪ ،‬وذلممك البممدل همو القيمممة وإن كممانت العيممن مثليممة‪ ،‬كممما فممي ع ش‪ .‬وفممي‬
‫البجيرمي ما نصه‪) .‬قوله‪ :‬والبدل للحيلولة( فيه بحث‪ ،‬لن اليمين المردودة مفيدة لنممتزاع العيممن‬
‫في المسائل كلها‪ ،‬لن الفرض أن الخصومة ل تنصرف عنه‪ .‬نعم‪ ،‬إن قلنا بانصراف الخصممومة‬
‫في مسألة المحجور والوقف كما ذهب إليه الغزالي‪ ،‬وكذا في الولين على وجه كان له التحليممف‬
‫لتغريم البدل‪ .‬فما قاله شرح المنهج هنا وهم منشؤة انتقال النظر من‬

‫] ‪[ 300‬‬

‫حالة إلى حالة عميرة‪ .‬سم‪ .‬وعبارة شرح الروض فيحلف المدعي وتثبت له‪ .‬ا‍ه‪ .‬ولم يممزد‬
‫وهو صريح في ثبوت العين في جميع الصور‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أو يقيم المدعي( معطمموف علممى قمموله‬
‫بل يحلفه‪ ،‬فالمدعي مخير بين تحليفممه المممدعى عليمه وبيممن إقممامته البينممة‪ ،‬وإذا أقامهمما يقضممي لمه‬
‫بالعين‪) .‬قوله‪ :‬ولو أصر المدعى عليه الخ( هذا قد علم من قوله سابقا‪ ،‬فإن سكت أيضا فنأكل فل‬
‫حاجة إلى إعادته هنا‪ ،‬ويمكن أن يقال أنه أعاده لجل تقييد النكول بكونه بعممد حكممم القاضممي بممه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬إن حكم القاضي بنكوله( زاد في شرح المنهج بعممده‪ :‬أو قممال للمممدعي إحلممف بعممد عممرض‬
‫اليمين عليممه‪ ،‬أن المممدعى عليممه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتممب البجيرمممي قمموله إن حكممم الممخ‪ :‬أي فل يصممير نمماكل‬
‫بمجرد السكوت‪ ،‬بل ل بد من الحكم بالنكول‪ ،‬أو يقول للمدعي إحلممف‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقممد تقممدم عممن شممرح‬
‫الروض مثله وزيادة‪) .‬قوله‪ :‬وإذا ادعيا أي إثنان الخ( شروع في بيممان تعممارض البينممتين‪ ،‬وكممان‬
‫المناسب للمؤلف أن يفرده كغيره بفصل مستقل‪) .‬قموله‪ :‬أي كمل منهممما( أشممار بممه إلمى أنمه ليممس‬
‫المراد أنهما ادعياها جميعا على أنها شركة بينهما‪ ،‬بل المراد أن كل ادعى ذلك الشئ لنفسه على‬
‫حدته‪) .‬وقوله‪ :‬شيئا( مفعول ادعيا‪ ،‬والمراد بالشئ هنا العين كما عبر بها في المنهاج‪) .‬قوله‪ :‬في‬
‫يد ثالث( الجار والمجرور صفة لشيئا‪ :‬أي شيئا كائنا في يد ثالث‪) .‬قوله‪ :‬لممم يسممنده الممخ( الجملممة‬
‫صفة لثالث‪ :‬أي ثالث موصوف بكونه لم يسند ذلك الشممئ‪ .‬أي لممم يضممفه‪ :‬أو يقممر بممه لواحممد مممن‬
‫المدعيين‪) .‬قوله‪ :‬قبل البينة( أي قبل إتيان ذلك الحد بمبينته‪) .‬وقموله‪ :‬ول بعمدها( أي ولممم يسمنده‬
‫بعد التيان بالبينة إلى أحدهما‪) .‬قوله‪ :‬وأقاممما الممخ( أي أقممام كممل واحممد مممن المممدعيين بينممة تثبممت‬
‫دعواه‪ ،‬سواء كانتا مطلقتي التاريخ أو متفقممتيه‪ ،‬أو إحممداهما مطلقممة والخممرى مؤرخممة‪ .‬كممما فممي‬
‫شرح الروض‪) .‬وقوله‪ :‬به( الباء بمعنى على متعلقة بأقاما‪ .‬والضمير يعممود علممى الشممئ المممدعى‬
‫به‪) .‬قوله‪ :‬سقطتا( أي البينتان‪ ،‬ويحلف الثالث المدعى عليه حينئذ لكل منهممما يمينمما لخممبر‪ :‬البينممة‬
‫على المدعي‪ ،‬واليميمن علمى ممن أنكمر‪ .‬ويكمون الممدعى بمه لمه‪ ،‬وأمما خمبر الحماكم‪ :‬أن رجليمن‬
‫اختصما إلى رسول ال )ص( في بعير فأقام كممل واحممد منهممما بينممة أنممه لمه‪ ،‬فجعلممه النممبي )ص(‬
‫بينهما‪ .‬فأجيب عنه بمأنه يحتممل أن البعيمر كمان بيمدهما‪ ،‬فأبطمل البينمتين وقسممه بينهمما‪) .‬قموله‪:‬‬
‫لتعارضهما( أي البينتين‪) .‬وقوله‪ :‬ول مرجمح( أي والحمال أنمه ل مرجمح موجمود لحمد البينمتين‬
‫على الخرى‪ .‬قال في النهاية‪ :‬أي فأشبه الدليلين إذا تعارضا بل ترجيح‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فكان كممما ل‬
‫بينة( أي فكان الشئ المممدعى بممه عنممد التعممارض للبينممتين‪ ،‬كالممذي ل بينممة عليممه أصممل‪ .‬وعبممارة‬
‫التحفة‪ :‬فكأن ل بينة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فإن أقر ذو اليد( أي وهو المممدعى عليممه‪ ،‬وهممذا مفهمموم قمموله لممم‬
‫يسنده الخ‪ ،‬والملئم له أن يقول‪ :‬فإن أسنده ذو اليد الخ‪) .‬وقوله‪ :‬لحدهما( قال سم‪ :‬فلو أقممر بأنهمما‬
‫لهما فهل تجعل بينهما‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي ش ق أنها تجعل بينهما‪) .‬وقوله‪ :‬قبل البينة( متعلق بأقر‪ :‬أي أقر‬
‫قبل قيام بينته‪) .‬وقوله‪ :‬أو بعدها( أي البينة‪ :‬أي قيامها‪) .‬وقوله‪ :‬رجحت بينته( أي بينة ذلك الحد‬
‫المقر له لعتضادها بالقرار‪ ،‬فيعمل حينئذ بمقتضاها‪) .‬قوله‪ :‬أو ادعيا شيئا بيدهما( أي كأن كان‬
‫فراشا جالسين عليه‪ ،‬أو جمل راكبين عليه‪ ،‬أو دارا ساكنين فيها‪) .‬قوله‪ :‬وأقاممما بينممتين( أي أقممام‬
‫كل واحد منهما بينة بأن هذا الشئ كله له‪) .‬قوله‪ :‬فهو لهما( أي فذلك الشئ يبقى تحت يدهما كممما‬
‫كان أول للتعارض‪ ،‬وكلمه يقتضي أنه ل يحتاج السابق منهما إلى إعممادة البينممة‪ ،‬وليممس مممرادا‪،‬‬
‫بل الذي أقام البينة أول يحتاج إلى إعادتها للنصف الذي بيده‪ ،‬لتقع بعد بينة الخارج بالنسبة لممذلك‬
‫النصف‪ ،‬فإن لم يفعل كان الجميع لصاحب البينة المتأخرة ‪ -‬كما في البجيرمممي ‪ -‬هممذا إذا شممهدت‬
‫كل بينة بجميع الشئ كما علمت‪ ،‬فإن شهدت بينة كل واحد منهما بالنصف الذي في يممد صمماحبه‪،‬‬
‫فل تعارض‪ .‬لن البينتين لم يتواردا على محل واحد فيحكم القاضي لكل واحد منهما بما في يده‪،‬‬
‫لكن ل من جهة التساقط ول الترجيح باليد‪ ،‬بل من جهة الترجيح بالبينة‪) .‬قمموله‪ :‬إذ ليممس أحممدهما‬
‫الخ( تعليل لكون الشئ يجعل لهما بقيام كل بينة‬

‫] ‪[ 301‬‬

‫على مدعاه‪) .‬قوله‪ :‬أما إذا الخ( صنيعه يقتضي أن حكم هذه المسألة مخممالف لحكممم ممما إذا‬
‫كان بيدهما‪ ،‬وليس كذلك‪ ،‬بل هو مثلمه كممما يفيمده قمموله فيجعممل بينهممما ممع قمموله أول فهمو لهمما‪،‬‬
‫وعبارة المنهج‪ :‬أو بيدهما أو ل بيد أحد‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكان الولى أن يصمنع كصمنيعه‪) .‬وقموله‪ :‬لمم يكمن‬
‫بيد أحد( قال سم‪ :‬كأن كان عقارا أو متاعا ملقمى فممي طريمق وليممس الممدعيان عنمده‪ .‬ا‍ه‪) .‬قموله‪:‬‬
‫وشهدت بينة كل له بالكل( أي وشهدت بينة كل من المدعيين له بكل ذلك الشممئ‪ .‬قممال سممم‪ :‬وكممذا‬
‫بالبعض بالولى بل ل تعارض حينئذ بينهما‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فيجعممل بينهممما( جممواب أممما‪ :‬أي فيجعممل‬
‫الشئ المدعى به بين المدعييين‪ ،‬أي للتعارض‪ ،‬فليس أحدهما أولممى بممه مممن الخممر كممما إذا كممان‬
‫بيدهما معا‪) .‬قوله‪ :‬ومحل التساقط إذا وقع تعارض( أي كما في الصور السممابقة‪) .‬وقمموله‪ :‬حيممث‬
‫لم يتيمز أحدهما( الضمير للمدعيين‪ :‬أي حيث لم يتميممز بينممة أحممدهما‪) .‬وقمموله‪ :‬بمرجممح( متعلممق‬
‫بيتميز‪) .‬قوله‪ :‬وإل( أي بأن تميز أحدهما بمرجح‪) .‬وقوله‪ :‬قدم( أي ذلك الحد المتميز بما ذكممر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وهو( أي ذلك المرجح‪) .‬وقوله‪ :‬بيان نقل الملك( أي من أحد المتداعيين للخر‪ ،‬كأن قالت‬
‫إحداهما هذه الدار ملك زيد‪ ،‬وقال الخرى هذه ملك عمرو تملكهمما مممن زيممد‪ ،‬فتقممدم الثانيممة لنهمما‬
‫بينت انتقال الملك‪) .‬قوله‪ :‬ثم اليد فيه للمدعي( أي ثم المرجح أيضمما كممون اليممد علممى المممدعى بممه‬
‫ثابتة للمدعي‪) .‬وقوله‪ :‬أو لمن أقر له به( أي أو كمون اليمد لممن أقمر للممدعي بالممدعى بمه‪ ،‬كمأن‬
‫يكون في يد ثالث وأقر به لحد المدعيين‪ ،‬والنسب والولى أن يقول ثم إقرار الممدعى عليمه بمه‬
‫لحدهما‪ ،‬لن الغرض بيان المرجح‪ ،‬والمرجح هنا القرار المذكور ل كون اليممد لمممن أقممر الممخ‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬أو انتقل له منه( أي أو كون اليد لمن انتقل المدعى بممه منممه لحممد المممدعيين‪ :‬كممأن قممالت‬
‫إحدى البينتين هي ملك لزيد إشتراها من عمرو واقتصرت على ذلك‪ ،‬وقالت الخممرى هممي ملممك‬
‫لبكر إشتراها من خالد وهي في يده‪ ،‬قدمت الثانية‪) .‬قوله‪ :‬ثم شاهدان( معطوف على بيان‪ :‬أي ثم‬
‫المرجح أيضا شاهدان‪) .‬وقوله‪ :‬مثل( أي أو شمماهد وامرأتممان كممما سمميأتي‪) .‬وقمموله‪ :‬علممى شمماهد‬
‫ويمين( متعلق بمحذوف‪ :‬أي ويرجح الشاهدان على شاهد ويمين‪) .‬قوله‪ :‬ثم سممبق ملممك أحممدهما(‬
‫معطوف أيضا على بيان‪ :‬أي ثم المرجح أيضا سبق ملك أحد المممدعيين‪ :‬أي سممبق تمماريخه‪ ،‬وقممد‬
‫صرح به في التحفة‪) .‬وقوله‪ :‬بذكر زمن( أي متقدم‪ ،‬وهو متعلق بمقدر‪ :‬أي أو يعلممم ذلممك السممبق‬
‫بذكر زمن متقدم على الزمن الذي ذكرته البينة الخمرى‪ ،‬كمأن نقمول إحمدى البينمتين ونشمهد أنمه‬
‫ملكه من منذ سنة‪ ،‬وتقول الخرى من منذ شهر‪ ،‬فتقدم الولى ‪ -‬كممما سمميأتي ‪) .-‬قمموله‪ :‬أو بيممان(‬
‫بالجر عطف على ذكر‪ :‬أي ويعلم سبق تاريخ الملك أيضا‪ ،‬ببيممان أن الشممئ المممدعى بممه ولممد فممي‬
‫ملك أحدهما‪ ،‬كممأن شممهدت إحممدى البينممتين أن هممذه الدابممة ملكممه أنهمما ولممدت فممي ملكممه‪ ،‬وشممهدت‬
‫الخرى بأنها ملك فلن واقتصرت على ذلك‪ ،‬فتقدم الولى على الثانيممة‪) .‬قمموله‪ :‬ثممم بممذكر( البمماء‬
‫زائدة‪ ،‬ومدخولها معطوف على بيان الول‪ :‬أي ثم المرجح أيضمما ذكممر سممبب الملممك كشممراء‪ ،‬أو‬
‫هبة‪ ،‬أو وصية‪ ،‬أو إرث‪ ،‬وفيه أن بيان سبب الملك يستلزم بيان نقل الملك‪ ،‬وإذا كممان كممذلك فهممو‬
‫يغني عنه‪) ،‬قوله‪ :‬أو ادعيا( أي إثنان‪) .‬قمموله‪ :‬بيممد أحممدهما( الجممار والمجممرور متعلممق بمحممذوف‬
‫صفة لشيئا‪ :‬أي شيئا كائنا بيد أحد المتداعيين‪) .‬قوله‪ :‬تصرفا أو إمساكا( بيان لمعنى اليممد‪ :‬أي أن‬
‫المراد باليد الحكمية كالتصرف‪ ،‬أو الحسية كالمساك‪) .‬قوله‪ :‬قدمت بينتممه( أي ذلمك الحمد المذي‬
‫ذلك الشئ المدعى به تحت يده‪) .‬قوله‪ :‬من غير يمين( أي من ذلك الحد الذي العيممن تحممت يممده‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وإن تأخر تاريخها( غاية في التقديم‪ :‬أي قمدمت وإن تمأخر تاريخهمما‪ ،‬أي عمن تاريمخ بينمة‬
‫غير ذي اليد ويسمى الخارج‪ .‬قال البجيرمي‪ :‬ومحله إذا لم تسند انتقال الملك عن شممخص واحممد‪،‬‬
‫وإل قدمت بينة الخارج إن كانت أسبق تاريخا‪ ،‬كما ذكره في القوت عن فتاوى البغوي وغيرهمما‪،‬‬
‫واعتمده الشهاب الرملي‪ .‬ا‍ه‪ .‬وسيذكره الشارح أيضا في قوله ولو ادعى في عيون بيد غيره أنممه‬
‫اشتراها الخ‪) .‬قوله‪ :‬أو كانت‬

‫] ‪[ 302‬‬

‫شاهدا ويمينا( معطوف على الغايمة‪ ،‬فهمو غايمة أيضما‪ :‬أي قمدمت بينمة صماحب اليمد وإن‬
‫كانت شاهدا ويمينا‪ ،‬وبينة الخارج شاهدين‪) .‬قوله‪ :‬أو لم تبين سبب الملك( معطموف علمى الغايمة‬
‫أيضا فهو غاية‪ :‬أي قدمت بينة صاحب اليد‪ .‬وإن لم تبين سممبب الملممك‪ :‬أي وبينتممه بينممة الخممارج‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬من شراء وغيره( بيان لسبب الملك‪) .‬قوله‪ :‬ترجيحا الخ( علة لتقممديم بينممة صمماحب اليممد‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬بيده( الباء سببية متعلق بترجيحا‪) .‬قوله‪ :‬ويسمى( أي صماحب اليمد المداخل‪) .‬قموله‪ :‬وإن‬
‫حكم بالولى الخ( غاية أيضا لتقديم بينة صاحب اليد‪ .‬وانظر ما المممراد بممالولى‪ ،‬فممإن كممان بينممة‬
‫الداخل نافاه قوله بعد هذا‪ :‬إن أقامهمما بعممد بينممة الخممارج الممخ‪ ،‬وإن كممان المممراد بينممة الخممارج فل‬
‫منافاة‪ ،‬لكن يرد عليه أن الولى في كلمه بينة الداخل ل الخممارج‪ .‬ولعلهمما سممرت لممه مممن عبممارة‬
‫التحفة المستقيمة‪ ،‬لن الولى فيها بينة الخارج ونصها مع الصل‪ .‬ولو كانت بيده فأقام غيره بها‬
‫بينة وأقام هو بينة‪ ،‬قمدم صمماحب اليممد ويسممى المداخل‪ ،‬وإن حكممم بممالولى قبممل قيممام الثانيمة‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬أو بينت بينة الخارج سبب ملكه( غايممة أيضمما لتقممديم بينممة صمماحب اليممد‪ :‬أي قممدمت وإن‬
‫بينت بينة الخارج سبب الملك‪ ،‬وفيه أن هذه الغايممة يغنممي عنهمما الغايممة الثالثممة‪ .‬أعنممي أو لممم تممبين‬
‫سبب الملك‪ ،‬لن معناها كما تقدم قدمت بينة صاحب اليد مطلقا سواء بينت سبب الملك أم ل‪ ،‬مع‬
‫كون بينة الخارج بينت ذلك‪) .‬قوله‪ :‬نعم‪ ،‬لو شهدت الخ( إسممتثناء مممن المتممن‪ ،‬أعنممي قمموله قممدمت‬
‫بينته‪ :‬أي صاحب اليد‪ ،‬فكأنه قال تقدم بينة صاحب اليمد علمى بينمة الخمارج إن كمان معهما زيمادة‬
‫علم‪ ،‬وإل قدمت هي على بينة صاحب اليد‪) .‬وقوله‪ :‬بأنه( أي غير صاحب اليد‪) .‬وقموله‪ :‬إشمتراه‬
‫منه( أي من صاحب اليد‪) .‬وقوله‪ :‬أو من بائعه( معطوف على الجار والمجرور قبلممه‪ ،‬وضممميره‬
‫يعود على صاحب اليد‪ :‬أي أو اشتراه من البائع على صاحب اليد‪ ،‬لكن ل بد من تقييد هذا بتقممديم‬
‫شرائه على شراء صاحب اليد‪ ،‬حتى يكون شراء صمماحب اليممد بمماطل لنممه اشممتراه ممن الممذي ل‬
‫يملك‪ .‬وسيذكر الشارح هذه المسألة بقوله ولو ادعى في عين بيد غيره أنه اشتراها مممن زيممد مممن‬
‫منذ سنتين‪ ،‬فأقام الداخل بينة أنه اشتراها من زيد من منذ سنة‪ ،‬قدمت بينة الخارج لنها أثبتت أن‬
‫يد الداخل عادية بشرائه من زيد وقد زال ملكه عنمه‪) .‬وقموله‪ :‬مثل( راجمع لقموله إشمتراه‪ :‬أي أو‬
‫غصبها ذلممك الممداخل‪ ،‬أي أو البممائع عليمه‪ :‬أي شممهدت بينممة الخممارج بممأن الممداخل أو البممائع عليممه‬
‫غصبها منه‪) .‬قمموله‪ :‬قممدمت( أي بينممة الخممارج‪) .‬وقمموله‪ :‬لبطلن اليممد( أي يممد المممدعي‪) .‬وقمموله‪:‬‬
‫حينئذ( أي حين إذ أقام الخارج البينة بأنه اشتراه الخ‪) .‬قوله‪ :‬ولو أقام الخارج( أي غيممر صمماحب‬
‫اليد‪) .‬قوله‪ :‬بأن الداخل( أي صاحب اليد‪) .‬وقوله‪ :‬أقر لممه( أي للخممارج‪) .‬قمموله‪ :‬قممدمت( أي بينممة‬
‫الخارج‪) .‬قوله‪ :‬ولم تنفعه( أي الداخل‪) .‬وقوله‪ :‬بينته بالملك( أي بينة الداخل التي شممهدت بالملممك‬
‫لن بينة القرار معها زيادة علم بانتقال الملك من المقر للمقر له‪) .‬قوله‪ :‬إل إن ذكممرت الممخ( أي‬
‫بأن قالت بينة الداخل نشهد أن هذا مالكه وهبه له فلن المقر له‪ ،‬فتقبممل حينئذ وتنفعممه‪ ،‬لن معهمما‬
‫زيادة بانتقال الملك من المقر له للمقر‪) .‬وقوله‪ :‬من المقر له( أي وهو الخارج‪) .‬وقوله‪ :‬إليممه( أي‬
‫إلى الداخل وهو المقر‪) .‬قوله‪ :‬هذا إن أقامها الخ( إسم الشارة يعود على تقديم بينة صاحب اليممد‪:‬‬
‫أي محل تقديمها إن أقامها بعد قيام بينة الخارج‪ ،‬ولو قبل تعممديلها‪) .‬قمموله‪ :‬بخلف ممما لممو أقامهمما‬
‫قبلها( أي بخلف ما لو أقام صاحب اليد بينته قبل بينة الخممارج فل يعتممد بهمما‪ ،‬فممإذا أقممام الخممارج‬
‫بينته إستحق نزع العين منه‪ ،‬فيحتاج حينئذ إلى إقامة البينة لتدفع بينة الخارج‪) .‬قمموله‪ :‬لنهمما( أي‬
‫بينة صاحب اليد وهو تعليل لمحذوف‪ :‬أي فل يعتد بها لنها الخ‪) .‬وقوله‪ :‬إنمما تسممع بعمدها( أي‬
‫بعد بينة الخارج‪) .‬قوله‪ :‬لن الصل الخ( علة للعلة‪) .‬وقوله‪ :‬في جانبه( أي الممداخل‪ ،‬وذلممك لنممه‬
‫مدعى عليه‪ ،‬وهو الذي يكون من جهته اليمين‪) .‬قموله‪ :‬فل يعمدل عنهما( أي اليميمن‪) .‬وقموله‪ :‬مما‬
‫دامت كافية( أي وهي كافية ما دام الخارج‬

‫] ‪[ 303‬‬

‫لم يقم بينته‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬فروع( أي ثلثممة‪ .‬الول‪ :‬قمموله لممو أزيلممت الممخ‪ ،‬الثمماني‪:‬‬
‫قوله ولو تداعيا دابة الخ‪ ،‬الثالث‪ :‬قوله ولو اختلف الزوجان‪) .‬قمموله‪ :‬لممو أزيلممت يممده( أي الممداخل‬
‫والمراد أزيل المال من تحت يده‪ :‬إما حسا بأن سلم المال لخصمه‪ ،‬وإما حكما بأن حكممم عليممه بممه‬
‫فقط‪) .‬وقوله‪ :‬ببينة( الباء سببية متعلقة بأزيلت‪ :‬أي أزيلت بسبب بينة أقامها الخارج وحكم له بهمما‬
‫القاضي‪) .‬قوله‪ :‬ثم أقام( أي الداخل الذي أزيلت يده‪) .‬وقوله‪ :‬بينة بملكه( أي بينة تشممهد بممأن هممذا‬
‫المال المزال من تحت يده ملك له ممن قبمل الزالمة‪) .‬وقموله‪ :‬مسمتندا( حمال ممن فاعمل أقمام‪ :‬أي‬
‫أقامها حال كونه مستندا‪ :‬أي مضيفا ملكه إلى ما قبل الزالة‪ ،‬أي مع استدامته إلى وقت الدعوى‪،‬‬
‫ويصح أن يكون حال من ملكه‪ ،‬ويكون بالبناء للمفعول‪ :‬أي بملكه حال كونه مسمتندا‪ ،‬أي مضمافا‬
‫إلى ذلك‪ ،‬قال في التحفة‪ :‬وخرج بمستندا الممخ شممهادتها بملممك غيممر مسممتند فل تسمممع‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫واعتممذر( أي الممداخل‪ :‬أي اعتممذر مممن عممدم إقامتهمما عنممد إرادة الزالممة‪ .‬قممال فممي شممرح المنهممج‪:‬‬
‫واشتراط العتذار ذكممره الصممل كالروضممة وأصمملها‪ .‬قممال البلقينممي‪ :‬وعنممدي أنممه ليممس بشممرط‪،‬‬
‫والعذر إنما يطلب إذا ظهر من صاحبه ما يخالفه‪ ،‬كمسألة المرابحة‪ ،‬قال الولي العراقي بعد نقلممه‬
‫ذلك‪ :‬ولهذا لم يتعرض له الحاوي‪ .‬ا‍ه‪ .‬ويجاب بأنه إنما شرط هنا وإن لم يظهر مممن صمماحب ممما‬
‫يخالفه لتقدم الحكم بالملك لغيره‪ ،‬فاحتيط بذلك ليسهل نقض الحكم‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬كمسألة المرابحة(‬
‫أي كما لو قال‪ :‬اشتريت هذا بمائة‪ ،‬وباعه مرابحة بمائة وعشرة‪ ،‬ثم قال غلطممت مممن ثمممن متمماع‬
‫إلى آخر وإنما اشتريته بمائة وعشرة‪ .‬ع ش‪ .‬فقوله غلطت هذا هو العذر‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي‪) .‬وقمموله‪:‬‬
‫بغيبة شهوده( المقام للضمار‪ ،‬فلو قال بغيبتها‪ :‬أي البينة التي أقامها بعد لكان أولممى‪) .‬وقمموله‪ :‬أو‬
‫جهله بهم( معطوف على غيبة‪ .‬أي أو اعتذر بجهله للشهود‪ .‬قال في التحفممة‪ :‬أي أو بقبممولهم‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬سمعت( أي بينة المداخل‪ ،‬وقيمل ل تسممع‪ ،‬فل ينقمض القضماء‪ .‬وإلمى همذا ذهمب القاضمي‬
‫حسين‪ ،‬ونقل عن الهروي أنه قال‪ :‬أشكلت على هذه المسألة نيفا وعشرين سنة لما فيها من نقض‬
‫الجتهاد بالجتهاد‪ ،‬وتردد جوابي فيها ثم استقر فيها على أنه ل ينقض‪ .‬ا‍ه‪ .‬مغني‪) .‬قوله‪ :‬إذا لممم‬
‫تزل( أي يد الداخل‪) .‬وقوله‪ :‬إل لعدم الحجة( أي وقت الزالة‪) .‬قوله‪ :‬وقد ظهرت( أي الحج بعد‬
‫الزالة‪) .‬قمموله‪ :‬فينقممض القضمماء( أي يبطممل الحكممم بإزالممة العيممن مممن تحممت يممد الممداخل وإثباتهمما‬
‫للخارج‪ ،‬وتردد بعض النقد إلى الداخل‪) .‬قوله‪ :‬لكممن لممو قممال الخممارج الممخ( إسممتدراك علممى قمموله‬
‫سمعت وقدمت‪ :‬أي تسمع بينة الداخل بعد إزالة العين من تحت يده ما لم تشهد بينة الخممارج بممأن‬
‫الزالة حصلت بسبب شراء الخارج منه‪ ،‬وأنكر الداخل ذلك‪ ،‬فإن شهدت بينممة الخممارج بممما ذكممر‬
‫قدمت على بينة الداخل‪ ،‬وهذا الستدراك ل حاجة إليممه هنمما‪ ،‬لنممه يغنممي عنممه السممتدراك الول‪.‬‬
‫أعني قوله نعم لو شهدت الخ‪ ،‬فالولى والخصر إسقاطه‪) .‬قوله‪ :‬لزيادة علم بينتممه( أي الخممارج‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬بانتقال الملك( متعلق بزيادة‪ ،‬والمراد بالخبار بانتقال الملك‪) .‬قموله‪ :‬وكمذا قمدمت بينتمه(‬
‫أي الخارج‪ :‬أي لتبين بطلن يد المداخل‪) .‬وقموله‪ :‬وشمهدت( أي بينمة الخمارج‪) .‬وقموله‪ :‬أنمه( أي‬
‫الشئ‪) .‬وقوله‪ :‬ملكه( أي الخارج‪) .‬وقوله‪ :‬وإنما أودعممه الممخ( فاعممل الفعممال الثلثممة يعممود علممى‬
‫الخارج‪ ،‬وضمير البارز يعمود علمى الشمئ‪) .‬وقموله‪ :‬للمداخل( تنمازعه كمل ممن الفعمال الثلثمة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أو أنه الخ( عطف على أنه ملكه‪ :‬أي أو شهدت بينة الخارج أن الداخل غصب ذلك الشئ‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬أو بائعه( بالنصب عطف على اسم إن‪ ،‬وضميره يعود على الداخل‪) .‬وقوله‪ :‬منه متعلممق‬
‫بغصبه( أي غصبه هو أو البائع عليه من الخارج‪) .‬قوله‪ :‬وأطلقت بينة الداخل( أي بأن قالت هو‬
‫ملكه‪ ،‬واقتصرت على ذلك‪) .‬قوله‪ :‬ولو تداعيا( أي شخصمان‪) .‬قموله‪ :‬لحممدهما( أي المتممداعيين‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬متاع فيها( في بمعنى على بالنسبة للدابة‪ ،‬وعلى حقيقتها بالنسبة للبقية‪،‬‬

‫] ‪[ 304‬‬

‫وعبارة المغني‪ :‬ولو تداعيا بعيرا لحدهما عليه متاع‪ ،‬فالقول قول صاحب المتمماع بيمينممه‬
‫لنفراده بالنتفاع‪ ،‬بخلف ما لو تداعيا عبدا لحدهما عليمه ثموب لمم يحكمم لمه بالعبمد‪ ،‬لن كمون‬
‫حمله على البعير انتفاع به قيده عليه‪ ،‬والمنفعة في لبس الثوب للعبد ل لصاحب الثوب فل يد له‪.‬‬
‫ولو تداعيا جارية حامل واتفقا على أن الحمل لحدهما‪ .‬قال البغوي‪ :‬فهممي لصمماحب الحمممل‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قمموله‪ :‬أو الحمممل( أي أو لحممدهما الحمممل أو الممزرع‪ ،‬والول بالنسممبة للدابممة‪ .‬والثمماني بالنسممبة‬
‫للرض‪) .‬قوله‪ :‬قدمت بينته( أي ذلك الحد الذي له المتاع أو الحمل أو الممزرع‪ .‬أي باتفاقهممما أو‬
‫ببينة‪) .‬قوله‪ :‬على البينة الممخ( متعلممق بقممدمت‪ :‬أي قممدمت علممى البينممة الممتي تشممهد للخممر بالملممك‬
‫المطلق‪ ،‬بأن قالت نشهد أن هذه الدابة أو الرض أو الدار ملك‪ ،‬ولم تتعرض لشممئ آخممر‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫لنفراده( أي ذلك الحممد المممذكور‪ ،‬وهممو علممة لتقممديم بينتممه‪) .‬وقمموله‪ :‬بالنتفمماع( أي بالدابممة‪ ،‬لن‬
‫متاعه عليها‪ ،‬وبالرض‪ ،‬لن زرعه فيها‪ .‬وبالدار لن متاعه فيها‪) .‬قمموله‪ :‬فاليممد لممه( أي للمنفممرد‬
‫بالنتفاع‪) .‬قوله‪ :‬فإن اختص المتاع ببيت( أي من الدار )قوله‪ :‬فاليد له فيممه( أي فممي الممبيت الممذي‬
‫فيه المتاع‪) .‬وقوله‪ :‬فقط( أي وليس له اليد في بيمت غيممر المذي فيمه المتماع‪) .‬قموله‪ :‬ولمو اختلممف‬
‫الزوجان في أمتعة البيت( أي فقال الزوج هي ملكي‪ ،‬وقال الزوجة هي ملكممي‪) .‬قمموله‪ :‬ولممو بعممد‬
‫الفرقة( أي ولو حصممل الختلف بعممد فراقهممما بطلق أو غيممره‪) .‬قمموله‪ :‬ول بينممة( أي لحممدهما‬
‫موجودة‪) .‬قوله‪ :‬ول اختصاص لحدهما بيد( أي ككونه في خزانة له‪ ،‬أو صممندوق مفتماحه بيمده‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فلكل( أي من الزوجين تحليف الخر‪ :‬أي علمى دعمواه‪) .‬قموله‪ :‬فمإذا حلفما( أي الزوجمان‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬جعل( أي المدعى به‪ .‬والولى جعلت‪ :‬أي المتعة‪ ،‬ومثله يقال في الفعال بعممده‪) .‬وقمموله‪:‬‬
‫بينهما( أي الزوجين‪ ،‬أي نصفين‪) .‬قوله‪ :‬وإن صلح لحدهما( إن غائية‪ ،‬وإن كان ظاهر صممنيعه‬
‫أنها شرطية جوابها قوله قضى الخ‪ .‬ويدل على ما قالته عبارة النهاية‪ ،‬ومثلها عبممارة عميممرة فممي‬
‫حواشي البهجة ونصها‪ .‬قال الشافعي رضي ال عنه‪ :‬إذا اختلف الزوجان في متمماع الممبيت‪ ،‬فمممن‬
‫أقام البينة على شئ من ذلك فهو له‪ ،‬ومن لم يقم بينة فالقيمماس الممذي ل يعممذر أحممد عنممدي بالغفلممة‬
‫عنه‪ ،‬أن هذا المتاع إن كان في أيديهما معا فيحلمف كمل منهممما لصمماحبه علمى دعمواه‪ ،‬فممإن حلفمما‬
‫جميعا فهو بينهما نصفين‪ ،‬وإن حلف أحدهما فقط قضى له به ‪ -‬سممواء اختلفمما فمي دوام النكمماح أم‬
‫بعممده ‪ -‬واختلف وارثهممما كهمما‪ ،‬وسمواء مما يصملح للممزوج ‪ -‬كالسميف والمنطقممة ‪ -‬وللزوجممة ‪-‬‬
‫كالخلخال والغزل‪ ،‬وغيرهما كالدراهم ‪ -‬أو ل يصلح لهما‪ :‬كالمصحف وهما أميان‪ ،‬وتاج الملوك‬
‫وهما عاميان‪ .‬وقال أبو حنيفة‪ :‬إن كان في يدهما حسا فهو لهما‪ ،‬وإن كممان فممي يممدهما حكممما فممما‬
‫يصلح للرجل فللزوج‪ ،‬وما يصلح للنثى فللزوجة‪ ،‬والذي يصلح لهممما يكممون لهممما‪ ،‬وعنممد أحمممد‬
‫ومالك قريب من ذلك‪ .‬واحتج الشافعي رضي ال عنه بأنا لممو اسممتعملنا الظنممون لحكممم فممي دبمماغ‬
‫وعطار تداعيا عطرا ودباغا في أيممديهما أن يكممون لكممل ممما يصمملح لمه‪ ،‬وفيممما لممو تنممازع موسممر‬
‫ومعسر في لؤلؤ أن نجعله للموسر ول يجوز الحكم بممالظنون‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬أو حلممف أحممدهما( أي‬
‫الزوجين دون الخر‪) .‬قوله‪ :‬قضى له( أي قضى ذلك المدعى به لممذلك الحممد‪ .‬والفعممل المممذكور‬
‫يجعل جوابا لن مقدرة قبل قوله حلف أحدهما‪ ،‬أي وإن حلف أحدهما قضى له‪ ،‬وذلك ليوافق ممما‬
‫قررته آنفا من جعل إن غائية ل شرطية‪) .‬قوله‪ :‬كما لو اختص باليد وحلف( هذا مفهوم قوله ول‬
‫اختصاص لحدهما بيد‪ ،‬آي كما لو اختص أحدهما بوضع اليد عليه فإنه يقضي له بممه‪ ،‬لكممن بعممد‬
‫الحلف عليه‪) .‬قوله‪ :‬وترجح البينة( أي مطلقا سممواء كممانت للممداخل أو للخممارج‪) .‬وقمموله‪ :‬بتاريممخ‬
‫سابق( أي على تاريخ البينة الخرى‪) .‬قوله‪ :‬فلو شهدت الخ( تفريع علممى ترجممح البينممة بالتاريممخ‬
‫السابق‪) .‬قوله‪ :‬في عين( متعلق بالمتنازعين‪) .‬قوله‪ :‬بيدهما الخ( متعلق بمحذوف صفة لعين‪ :‬أي‬
‫عين كائنة بيدهما‪ ،‬أو يد ثالث‪ ،‬أو ل بيد أحد‪ .‬وخرج بذلك ما إذا كممانت بيممد أحممدهما فتقممدم‪ ،‬ولممو‬
‫تأخر تاريخها كما تقدم‪ ،‬وكما سيأتي في قوله وإذا كان لصاحب متأخرة التاريخ‬

‫] ‪[ 305‬‬

‫الخ‪) .‬قوله‪ :‬بملك( متعلق بشهدت‪) .‬قوله‪ :‬من سنة( متعلق بملك‪ :‬أي شهدت بأنه يملكه من‬
‫منذ سنة‪) .‬وقوله‪ :‬إلى الن( متعلق بملك أيضا‪ :‬أي شهدت بأنه يملكه من منذ سممنة إلممى الن‪ :‬أي‬
‫أنه مستمر إلى الن‪ ،‬ول بد من ذكر هذا لما سيأتي قريبا أنممه لممو شممهدت بينممة بملممك أمممس‪ ،‬ولممم‬
‫تتعرض للحال لم تسمع‪) .‬قوله‪ :‬وشهدت بينة أخمرى( أي غيمر هممذه البينمة‪) .‬وقموله‪ :‬للخمر( أي‬
‫لحد المتنازعين الخر‪) .‬وقوله‪ :‬بملممك( متعلممق بشممهدت‪) .‬وقمموله‪ :‬لهمما( أي للعيممن المممدعى بهمما‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬من أكثر الممخ( هممو الجممار والمجممرور بعممده متعلقممان بملممك أيضمما كالممذي قبلممه‪) .‬وقمموله‪:‬‬
‫كسنتين( تمثيل للكثر من سنة‪) .‬قوله‪ :‬فترجح الخ( جواب لو‪) .‬قوله‪ :‬لنها( أي بينة ذي الكممثر‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬أثبتت الملك( أي ملك العين للمدعي بها‪) .‬وقوله‪ :‬في وقممت( متعلممق بممأثبتت‪) .‬وقمموله‪ :‬ل‬
‫تعارضها فيه الخرى( الجملة صفة لوقت‪ .‬أي وقت موصوف بكونه ل تعارض بينة ذي الكممثر‬
‫فيه البينة الخرى‪ ،‬وذلك الوقت هو السنة الولى‪ .‬وعبارة التحفة لنها أثبتت الملممك فممي وقممت ل‬
‫تعارضها فيه الخرى‪ ،‬وفي وقت تعارضها فيه‪ ،‬فيتساقطان في محل التعارض‪ ،‬ويعمل بصاحبة‬
‫الكثر فيما ل تعارض فيه‪ ،‬والصل في كل ثابت دوامه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولصاحب التاريممخ السممابق(‬
‫أي على صاحب التاريخ المتأخر‪) .‬وقوله‪ :‬أجرة( أي لما أثبممت لممه‪) .‬وقمموله‪ :‬وزيممادة حادثممة( أي‬
‫كولد وثمرة حدثا في المدعى به‪) .‬قوله‪ :‬من يوم ملكه بالشهادة( قال ع ش‪ :‬أي وهو الوقت الممذي‬
‫أرخت به البينة‪ ،‬ل من وقت الحكم فقط‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لنها( الولممى لنهممما‪ :‬أي الجممرة والزيممادة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وإذا كان لصاحب متأخرة التاريخ( أي لصاحب البينة التي تأخر تاريخها‪) .‬وقوله‪ :‬يد( أي‬
‫تصرفا أو حكما كما مر‪) .‬قوله‪ :‬لم يعلم أنها عادية( الجملة صفة ليد‪ ،‬أي يد موصوفة بكونهمما لممم‬
‫يعلم أن تلك اليد عادية‪ ،‬أي متعدية في جعل العين تحتها بغصممب أو بشممراء ممما ل يملممك‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫قدمت( أي متأخرة التاريخ‪ .‬قال في التحفة‪ :‬ذكرتا ‪ -‬أي البينتان أو إحداهما ‪ -‬النتقال لمممن تشممهد‬
‫له من معين أم ل‪ ،‬وإن اتحد ذلك المعيممن‪ ،‬لتسمماوي البينممتين فممي إثبممات الملممك حممال‪ ،‬فيتسمماقطان‬
‫وتبقى اليد في مقابلة الملك السابق وهي أقوى‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولو ادعى الخ( المقام للتفريع‪ ،‬فلو قال‬
‫فلو‪ ،‬بفاء التفريع لكان أولى‪) .‬وقوله‪ :‬بيد غيره( الجار والمجرور متعلممق بمحممذوف صممفة لعيممن‪:‬‬
‫أي عين كائنة بيد غيره‪) .‬وقموله‪ :‬أنمه اشمتراها المخ( أن ومما بعمدها فمي تأويمل مصمدر مجمرور‬
‫بحرف جر مقدر متعلق بادعى‪ :‬أي ادعى فيها بأنه اشممتراها مممن زيممد مممن منممذ سممنتين‪) .‬وقمموله‪:‬‬
‫فأقام الداخل( أي الذي اليد له‪) .‬قوله‪ :‬قدمت بينة الخارج( قال في التحفة‪ :‬نعم يؤخذ مما يأتي فممي‬
‫مسألة تعويض الزوجة أنه ل بد أن يثبت الخارج هنا أنها كانت بيممد زيممد حممال شممرائه منممه‪ ،‬وإل‬
‫بقيت بيد من هي بيده‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لنهمما( أي بينممة الخمارج‪) .‬قمموله‪ :‬بشمرائه( البمماء سمببية متعلقمة‬
‫بعادية‪) .‬وقوله‪ :‬ما زال ملكه( ما اسم موصول مفعول المصدر‪ :‬أي بشرائه الشئ الذي زال ملممك‬
‫زيد عنه‪ .‬قال في التحفة والنهاية‪ :‬ول نظر لحتمال أن زيدا استردها ثم باعهمما للخممر‪ ،‬لن هممذا‬
‫خلف الصل والظاهر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولو اتحد تاريخهما الخ( مقابل قوله بتاريخ سممابق‪ ،‬وهممذا قممد‬
‫علم من قوله أو ادعيا شيئا بيد أحدهما قدمت بينته وإن تأخر تاريخها‪ ،‬ففي كلمه شممبه التكممرار‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬أو أطلقتمما( أي فمي الشممهادة ولممم تتعرضمما للتاريممخ‪) .‬وقموله‪ :‬أو إحممداهما( أي أو أطلقمت‬
‫إحداهما‪ :‬أي وأرخت الخرى‪) .‬وقوله‪ :‬قدم ذو اليد( أي كممما أنمه يقممدم لمو اختلممف التاريممخ‪ ،‬لكمن‬
‫بشرط أن ل يعلم أن يده عادية كما مر‪) .‬قوله‪ :‬ولو شهدت بينة بملك أمس ولممم تتعممرض للحممال(‬
‫أي بأن قالت نشهد أن هذا ملك فلن أمس‪ ،‬ولمم تقمل إلمى الن‪ ،‬وهمذا محمترز التقييمد بقموله إلمى‬
‫الن‪) .‬قوله‪ :‬لم تسمع( أي البينة وهو جواب لو‪ .‬وفي المغني ما نصه‪.‬‬

‫] ‪[ 306‬‬

‫تنبيه‪ :‬يستثنى من إطلق المصنف عدم السماع مسائل‪ .‬الولى‪ :‬ما لممو ادعممى رق شممخص‬
‫بيده وادعى آخر أنه كان له أمس وأنه أعتقه‪ ،‬وأقام بذلك بينممة قبلممت‪ ،‬لن المقصممود منهمما إثبممات‬
‫العتق‪ ،‬وذكر الملك السابق وقع تبعا‪ .‬الثانية‪ :‬ما لو شهدت أن هذا المملوك وضعته أمه في ملكه‪،‬‬
‫أو هذه الثمرة أثمرتها نخلته في ملكه‪ ،‬ولم تتعرض لملك الولممد والثمممرة فممي الحممال فإنهمما تسمممع‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬إذا شهدت أن هذا الغزل ممن قطنمه‪ ،‬أو أن همذا الطيمر ممن بيضمه‪ ،‬أو الجمر ممن طينمه‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬إذا شهدت أنها ملكه بمالمس ورثهما‪ .‬قمال العمرانمي حكمم بهما علمى الصمح‪ ،‬وذكمر أن‬
‫الربيع والمزني نقل ذلمك‪ .‬الخامسمة‪ :‬إذا شمهدت أنهما ملكمه بمالمس اشمتراها ممن الممدعى عليمه‬
‫بالمس‪ ،‬أو أقر له بها المدعى عليه بالمس ولم تتعرض للحممال قبلممت‪ .‬السادسممة‪ :‬لممو شممهدوا أن‬
‫هذه الدار اشتراها المدعي من فلن وهو يملكها‪ ،‬ولم يقولوا وهي الن ملك المممدعي قبلممت علممى‬
‫ما يفهم من كلم الجمهور‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحذف‪) .‬قوله‪ :‬كما ل تسمممع دعممواه بممذلك( أي بالملممك أمممس مممن‬
‫غير تعرض للحال‪) .‬قوله‪ :‬حتى تقول الخ( مرتبط بقوله لم تسمع‪ :‬أي لم تسمع البينة حممتى تقممول‬
‫الخ‪ ،‬أي فإذا قالت ما ذكر سمعت‪) .‬وقوله‪ :‬ولم يزل ملكه( أي لم ينقل ملكممه عنممه‪ ،‬فهممو مممن زال‬
‫يزول التامة‪ .‬وليس في هذا شهادة بنفي محض حتى يقممول إنهمما غيممر مقبولممة‪) .‬قمموله‪ :‬أو ل نعلممم‬
‫الخ( معطوف على قوله‪ :‬ولم يزل ملكه‪ :‬أي أو تقول ل نعلم مزيل لملكممه‪) .‬قمموله‪ :‬أو تممبين الممخ(‬
‫بالنصب عطف على تقول‪ :‬أي أو حتى تبين سببه‪ ،‬أي الملك‪) .‬قوله‪ :‬كأن تقول الخ( تمثيل لتبيين‬
‫السبب‪) .‬وقوله‪ :‬من خصمه( أي وهو المدعى عليه‪) .‬قوله‪ :‬أو أقر( أي الخصم‪) .‬وقوله‪ :‬لممه( أي‬
‫للمدعي‪) .‬وقوله‪ :‬بمه( أي بالشمراء‪) .‬وقموله‪ :‬أممس( متعلمق بكمل ممن اشمترى وأقمر‪) .‬قموله‪ :‬لن‬
‫دعوى الملك الخ( علة لقوله لم تسمع‪ ،‬ول حاجة إليها للستغناء عنها بقوله سمابقا‪ ،‬كمما ل تسممع‬
‫دعواه بذلك‪ ،‬إذ هو فمي معنممى العلمة‪ .‬وفممي التحفمة القتصممار علمى الثماني‪ .‬وفمي شمرح المنهمج‪:‬‬
‫القتصار على الول‪) .‬قوله‪ :‬فكذا البينة( أي ل تسمع‪) .‬قوله‪ :‬ولو قال مممن بيممده عيممن الممخ( هممذه‬
‫الصورة من مفاهيم قوله سابقا لم يعلم أنها عادية‪) .‬قوله‪ :‬وأقممام بمه( أي بالشمراء ممن منممذ شممهر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فقالت زوجة البائع( أي الذي هو فلن المتقدم‪) .‬وقوله‪ :‬هي( أي تلك العين التي اشممتريتها‬
‫أنت ملكي‪) .‬وقوله‪ :‬تعوضتها منه( أي أخذتها منه بعوض بطريق الشراء أو الهبة‪) .‬وقمموله‪ :‬مممن‬
‫منذ شهرين( متعلق بتعوضتها‪) .‬قمموله‪ :‬وأقممامت بممه( أي بالملممك أو بممالتعويض مممن منممذ شممهرين‬
‫)قوله‪ :‬فإن ثبت( أي ببينة أو بإقرار المشتري‪) .‬وقوله‪ :‬أنها( أي العين‪) .‬وقوله‪ :‬حكم بها لها( أي‬
‫حكم بالعين للزوجة‪ ،‬لن يد الداخل عادية بشرائه ممممن ل يملممك كممما مممر‪) .‬قمموله‪ :‬وإل الممخ( أي‬
‫وإن لم يثبت أنها بيد الزوج حال التعويض‪ ،‬بقيت العين بيد من همي بيمده الن‪ .‬قمال فمي النهايمة‪:‬‬
‫كذا قيل‪ ،‬والوجه تقدم بينتها‪ :‬أي الزوجة مطلقا‪ ،‬لتفاقهما على أن أصل النتقال من زيد‪ ،‬فعمممل‬
‫بأسبقهما تاريخا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وترجح( أي البينة‪) .‬وقوله‪ :‬بشاهدين( الباء للتصمموير‪ ،‬وهممي متعلممق‬
‫بمحذوف حال من نائب فاعل ترجح‪ :‬أي وترجح البينة حال كونها مصممورة بشمماهدين‪ ،‬أو شمماهد‬
‫وامرأتين‪ ،‬أو أربع نسوة‪ .‬وعبارة المنهج‪ :‬ويرجح ‪ -‬بالياء التحتية ‪ -‬وعليهمما فنممائب الفاعممل يعممود‬
‫على أحد المدعيين‪ ،‬وهي ظاهرة‪) .‬وقوله‪ :‬فيما يقبل( أي يقبل النسوة فيه‪ ،‬وهو ما يظهممر للنسمماء‬
‫غالبا كولدة وحيض‪) .‬قوله‪ :‬على شاهد مع يمين( متعلق بترجح‪ ،‬ومحله في غيممر بينممة الممداخل‪،‬‬
‫كما يعلم مما مر‪) .‬قمموله‪ :‬للجممماع المخ( علممة الترجيممح‪ .‬وعبممارة شممرح المنهممج‪ ،‬لن ذلممك حجمة‬
‫بالجممماع‪ ،‬وأبعممد عممن تهمممة الحممالف بالكممذب فممي يمينممه‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقمموله‪ :‬قبممول مممن ذكممر( أي مممن‬
‫الشاهدين‪ ،‬أو الشاهد والمرأتين‪ ،‬أو الربع نسوة‪) .‬قوله‪ :‬ل ترجح( أي البينة‪) .‬قوله‪ :‬بزيادة نحممو‬
‫عدالة الخ( لفظ عدالة‪ ،‬يقرأ من غير تنوين‪ ،‬لنه مضاف إلى شهود‪ ،‬أو‬

‫] ‪[ 307‬‬

‫إلى نظيره‪ .‬ومثله لفظ عدد‪ .‬ودخل تحت نحممو عدالممة بقيممة الصممفات المعتممبرة فممي الشمماهد‬
‫كمروءة وإبصار وسمع وعقل‪) .‬وقوله‪ :‬شهود فيممه( إظهممار فممي مقممام الضمممار أورث ركممة فممي‬
‫العبارة‪ ،‬فلو قال ل بزيادة نحو عدالتها‪ ،‬أو عددها لكان أولى‪) .‬قوله‪ :‬بل تتعارضان( أي البينتان‪،‬‬
‫ومحممل التعممارض ممما لممم تبلممغ زيممادة إحممداهما عممدد التممواتر‪ ،‬وإل رجحممت لفادتهمما حينئذ العلممم‬
‫الضروري‪ ،‬وهو ل يعارض‪ .‬أفاده في التحفمة والنهايممة‪) .‬قموله‪ :‬لن الممخ( علمة لقمموله ل ترجممح‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬ما قدره الشمرع( أي الممر المذي قمدره وحمده الشمارع‪ ،‬كعمدد الشممهود هنما‪) .‬وقموله‪ :‬ل‬
‫يختلف بالزيادة( أي عددا وصفة كما مر‪) .‬وقموله‪ :‬والنقمص( أي عمن تلمك الزيممادة ل عمن المذي‬
‫قدره الشارع‪ ،‬لنه مضر كما هو ظمماهر‪) .‬قمموله‪ :‬ول برجليممن( أي ول ترجممح برجليممن الممخ‪ .‬أي‬
‫لكمال الحجة في الطرفين‪) .‬قوله‪ :‬ول بينة مؤرخممة( أي ول ترجممح بينممة مؤرخممة‪ ،‬وهممي المقيممدة‬
‫بزمن )قوله‪ :‬على بينة( متعلقة بترجح المقدر بعد ل النافية )وقوله‪ :‬مطلقة( ‪ -‬بكسممر اللم ‪ -‬إسممم‬
‫فاعل من أطلق‪ ،‬وقد بينها بقوله لم تتعرض لزمن الملك‪) .‬قوله‪ :‬حيث الخ( متعلق بترجح المقدر‪:‬‬
‫أي ل ترجح البينة المؤرخة على البينة المطلقة‪ ،‬بل هما سواء حيممث ل يممد لحممدهما‪ ،‬بممأن كممانت‬
‫لهما معا‪ ،‬أو ل لحد‪ ،‬أو لثالث غيرهما‪ ،‬أما إذا كانت اليممد لحممدهما‪ ،‬فترجممح بينممة صمماحبها وإن‬
‫كانت مطلقة‪ ،‬خلفا لما يوهمه ظاهر العبارة من أن المؤرخة ترجح إذا كان اليد لحدهما‪ ،‬سممواء‬
‫كممانت بينتممه هممي المؤرخممة أو المطلقممة‪) .‬قمموله‪ :‬واسممتويا( أي المتممداعيان‪) .‬وقمموله‪ :‬فممي أن لكممل‬
‫شاهدين( فإن لم يستويا في ذلك بأن كممان مممع أحمدهما شمماهد ويميمن‪ ،‬وممع الخممر شمماهدان‪ ،‬قمدم‬
‫الثاني‪ ،‬سواء كانت بينته مطلقة أم مؤرخة كما مر‪) .‬قوله‪ :‬ولم تبين الثانية( أي البينة الثانية سبب‬
‫الملك كشراء أو إرث كما مر‪ ،‬فإن بينت ذلممك قممدمت علممى غيرهمما مطلقمما‪) .‬قمموله‪ :‬فتتعارضممان(‬
‫مفرع على عدم ترجيمح إحمداهما علممى الخممرى المقتضممي للسمتواء‪ .‬قممال فممي النهايممة‪ :‬ومجممرد‬
‫التاريخ غير مرجح‪ ،‬لحتمال أن المطلقة لو فسرت فسرت بما هممو أكممثر مممن الول‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫نعم لو شهدت الخ( أي وقد أطلقت إحداهما وأرخت الخرى كممما هممو الفممرض‪ ،‬وصممرح بممه فممي‬
‫شرح الروض‪ ،‬فهو إستدراك على قوله‪ :‬ول مؤرخة على مطلقة كممما قمماله س ل‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمممي‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬وصرح به في شرح الروض‪ :‬وعبارته مع الصل‪ :‬والمؤرخة كالمطلقممة فل تقممدم عليهمما‬
‫بل تسمماويها‪ ،‬لن المطلقممة قممد تثبممت الملممك قبممل ذلممك التاريممخ‪ .‬نعممم‪ :‬لمو شممهدت إحممداهما بممالحق‬
‫والخرى بالبراء‪ ،‬وأطلقت إحداهما وأرخت الخرى‪ ،‬قدمت بينة البراء لنهمما إنممما تكممون بعممد‬
‫الوجوب‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لنها( أي بينة البراء‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬لنممه إنممما يكممون بعممد الوجمموب‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫فذكر الضمير وهو أولى لعوده على البراء‪) .‬وقوله‪ :‬بعد الوجوب( أي وجوب الدين‪ .‬أي ثبمموته‪.‬‬
‫أي فيكون مع بينة البراء زيادة علم‪) .‬وقوله‪ :‬والصل عدم تعدد الدين( من تتمة التعليممل‪ ،‬وأتممى‬
‫به لدفع ما يقال إنه ربما استدان منه دينمما آخممر فتسمممع بينتممه‪) .‬قمموله‪ :‬لممو شممهدت بينممة الممخ( هممذه‬
‫الصورة والتي بعدها كالستدراك من قوله والصل عدم تعممدد الممدين‪) .‬وقمموله‪ :‬يجممب ألفممان( أي‬
‫لحتمال حدوث ألف ثانية عليه‪ ،‬لممم تطلممع عليممه البينممة الولممى‪) .‬قمموله‪ :‬ولممو أثبممت( أي أحممدهما‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬إقرار زيد له( أي لذلك الحد‪) .‬وقوله‪ :‬بدين( أي علممى زيممد لممذلك الحممد‪) .‬قمموله‪ :‬فممأثبت‬
‫زيد إقراره( أي ذلك الحد المدعي‪) .‬وقوله‪ :‬بأنه ل شئ له( أي لذلك الحممد‪) .‬وقمموله‪ :‬عليممه( أي‬
‫على زيد‪) .‬قوله‪ :‬لم يؤثر( أي إثبات زيد إقرار ذلك الحد بأنه ل شئ له عليممه‪) .‬قمموله‪ :‬لحتمممال‬
‫حدوث الدين بعد( أي بعد إقرار ذلممك الحممد بممما ذكممر‪ .‬قممال فممي التحفممة‪ :‬ولن الثبمموت ل يرتفممع‬
‫بالنفي المحتمل‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬المحتمل أي لهذا الدين ولغيره‪.‬‬

‫] ‪[ 308‬‬

‫)قوله‪ :‬فروع( أي خمسة‪) .‬قوله‪ :‬لو أقام بينة بملك دابة أو شممجرة( أي لممو ادعممى شممخص‬
‫أن هذه الدابة‪ ،‬أو هذه الشجرة ملكه‪ ،‬وأقام بينة تشهد بذلك‪) .‬وقوله‪ :‬من غير تعرض الخ( متعلممق‬
‫بمحذوف‪ ،‬هو متعلق الجار والمجرور قبله‪ :‬أي أقام بينة تشهد بذلك ممن غيمر أن تتعممرض لملممك‬
‫سابق بالتاريخ‪ ،‬بأن قالت نشهد أن هذه الدابة أو الشجرة ملك فلن‪ ،‬واقتصرت على ذلك‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫لم يستحق( أي مقيم البينة‪) .‬وقوله‪ :‬ثمرة ظاهرة ول ولدا منفصل( إنما لم يستحقهما لنهممما ليسمما‬
‫من أجزاء العين‪ ،‬ولذا ل يدخلن في بيعها‪ .‬ولن البينة ل تثبت الملممك بممل تظهممره‪ ،‬فكفممى تقممدمه‬
‫عليها بلحظة فلم يستحق ثمرا ونتاجا حصممل قبممل تلممك اللحظممة‪ .‬ا‍ه تحفممة‪) .‬قمموله‪ :‬عنممد الشممهادة(‬
‫متعلق بكل من ظاهرة ومنفصل‪) .‬قوله‪ :‬ويستحق( أي مقيمم البينمة‪) .‬قموله‪ :‬غيممر الظماهر( صمفة‬
‫للثمر‪ :‬أي الثمر غير البارز المؤبر‪) .‬قوله‪ :‬عندها( متعلق بمحذوف صفة لكل من الحمل والثمر‪:‬‬
‫أي الموجودين عندها‪ :‬أي الشهادة‪) .‬قوله‪ :‬تبعا للم( أي بالنسممبة للحمممل‪) .‬وقمموله‪ :‬والصممل( أي‬
‫بالنسبة للثمر‪ .‬قال في التحفة‪ :‬ول عبرة بإحتمال كون ذلك الغير مالك الم والشجر بنحو وصية‪،‬‬
‫لنه خلف الصل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فإذا تعرضت الخ( مقابل قوله‪ :‬من غيممر تعممرض لملممك‪) .‬وقمموله‪:‬‬
‫سابق على حدوث ما ذكر( أي الثمرة الظاهرة والولد المنفصل‪ ،‬وذلممك بممأن قممالت نشممهد أن هممذه‬
‫الدابة‪ ،‬أو الشجرة ملك فلن من منذ سنة‪ ،‬فحينئذ كل ما يحدث في هذه السنة يكون ملكا للمشهود‬
‫له‪ .‬وعبارة المغني‪ :‬فإن تعرضت لوقت مخصمموص إدعمماه المشممهود لممه فممما يحصممل مممن النتمماج‬
‫والثمرة له‪ ،‬وإن تقدم على وقت أداء الشهادة‪) .‬قوله‪ :‬فيستحق( أي يستحق مالك الدابة أو الشجرة‬
‫ما ذكر من الولد المنفصل‪ ،‬أو الثمرة الظاهرة‪ ،‬ولو قممال فيسممتحقهما بضمممير التثنيممة العممائد علممى‬
‫الولد والثمرة لكان أولى‪) .‬قوله‪ :‬ولو اشترى شيئا( أي وأقبض ثمنه‪) .‬قوله‪ :‬فأخممذ منممه( أي فأخممذ‬
‫ذلك الشئ من المشتري بأن ادعى شخص فيه بأنه ملكه‪ ،‬وأقممام بينممة عليممه وأخممذه منممه‪) .‬وقمموله‪:‬‬
‫بحجة( أي ولو مطلقة عن تقييد الستحقاق بوقت الشراء أو غيره‪) .‬وقمموله‪ :‬غيممر إقممرار( سمميأتي‬
‫محترزه‪) .‬قوله‪ :‬رجع على بائعه( أي رجع المشتري على بممائعه بممما دفعممه لممه‪ .‬قممال البجيرمممي‪:‬‬
‫محل الرجوع ما لم يكن يعلم عند البيع أنه ل يملكه‪ ،‬كأن تحقق أنمه سمارقه‪ ،‬أو غاصمبه‪ ،‬وإل لمم‬
‫يرجع عليه بما دفعه له‪ ،‬لنه في مقابلة تسليمه إياه‪ ،‬وقد حصل أيضا‪ .‬فلما علم أنه ل يملكمه كمان‬
‫كأنه متبرع بما أعطاه له‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬الذي لم يصدقه( هذه الصلة جرت على غير من هممي لممه‪،‬‬
‫لن الضمير المستتر يعود على المشتري‪ ،‬والبارز يعود على الذي‪ ،‬فكان حقه أن يبرز الضمير‪،‬‬
‫والمعنى للمشتري أن يرجع على بائعه بشرط أن ل يصدقه في أن المدعى به ملكه‪ ،‬فممإن صممدقه‬
‫في أنه ملكه‪ ،‬وأن المدعي كاذب في دعواه لم يرجع عليه بشئ‪ ،‬لعترافه بأن الظالم غيممره وهممو‬
‫المدعي‪ .‬قال في النهاية‪ :‬نعم لو كان تصديقه له اعتمادا على ظماهر يمده‪ ،‬أو كمان ذلمك فمي حمال‬
‫الخصومة‪ ،‬لم يمنع رجوعه حيث ادعى ذلممك‪ ،‬لعممذره حينئذ‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬ول أقممام الممخ( معطمموف‬
‫على صلة الموصول‪ ،‬والفاعل ضمممير يعمود علمى البمائع الواقمع عليممه إسمم الموصممول‪ ،‬فالصمملة‬
‫بالنسبة له جرت على من هي له‪ :‬أي رجع عى بائعه الذي لم يقم بينة بأنه اشتراه من المدعى به‬
‫ثم باعه‪ ،‬فإن أقام بينة على ذلك بعد أن حكم به للمدعي وأخذ من المشتري‪ ،‬فل يرجع على بائعه‬
‫بشئ إذ الظالم غيره وهو المدعي‪) .‬قوله‪ :‬ولو بعد الحكم الخ( غاية في إقامة البينة‪ ،‬فهممي راجعممة‬
‫للمنفى )قوله‪ :‬بالثمن( متعلق برجع‪ :‬أي رجع على بائعه بالثمن الذي دفعه له‪) .‬قمموله‪ :‬بخلف ممما‬
‫لو أخذ الخ( مفهوم قوله غير إقرار‪ :‬أي بخلف ما لو أخذ ذلك الشئ مممن المشممتري بممإقراره أنممه‬
‫ملك للمدعي فإنه ل يرجع على بائعه بشممئ‪ ،‬لن إقممراره للغيممر ل يكممون حجممة علممى البممائع‪ ،‬ول‬
‫ملزما له أن يرجع عليه‪) .‬قوله‪ :‬أو بحلف الخ( معطوف علممى بممإقراره‪ :‬أي وبخلف ممما لممو أخممذ‬
‫منه بحلف المدعي اليمين المردودة من‬

‫] ‪[ 309‬‬

‫المشتري‪ ،‬بدليل قوله بعد نكوله‪ ،‬فإن المراد به بعد نكول المشتري عمن اليميممن‪ ،‬بممأن قمال‬
‫المدعي له‪ :‬إحلف أن هذا الذي اشتريته ليس ملكي‪ ،‬فينكل فيحلف المدعي ويأخذ حقه‪ ،‬ول يرجع‬
‫المشتري على البائع‪ ،‬لنه يعتقد أن هذا البيع ملكه وأن المدعي غير محق‪) .‬قوله‪ :‬ولممو اشممترى(‬
‫أي شخص‪ ،‬وهذه المسألة قد تقدمت في باب المدعوى بأبسمط ممما هنما‪) .‬وقموله‪ :‬قنما( أي رقيقما‪،‬‬
‫ذكرا كان أو أنثى‪) .‬قوله‪ :‬وأقر( أي المشتري بأنه قن‪) .‬قوله‪ :‬ثم ادعى( أي القن‪) .‬وقوله‪ :‬بحرية‬
‫الصل( أي بأنه حر أصالة‪) .‬قوله‪ :‬وحكممم لممه( أي لمممدعي الحريممة‪) .‬وقمموله‪ :‬بهمما( أي بالحريممة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬رجع( أي المشتري‪) .‬وقوله‪ :‬بثمنه( أي الرقيق‪) .‬وقوله‪ :‬على بائعه( متعلق برجع‪) .‬قوله‪:‬‬
‫ولم يضر( أي في الرجوع بالثمن‪) .‬وقوله‪ :‬إعترافه( أي المشتري‪) .‬وقوله‪ :‬برقه( أي ما اشتراه‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬لنه( أي المشتري‪ ،‬وهو علة لعدم الضرر‪) .‬وقوله‪ :‬معتمد فيه( أي في اعممترافه بممالرق‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬على الظاهر( أي ظاهر اليمد‪) .‬قموله‪ :‬ولمو ادعمى شمراء عيمن( أي ادعمى الملكيمة وبيمن‬
‫السبب‪) .‬قوله‪ :‬بملك مطلق( أي لم تبين فيه السبب‪) .‬قوله‪ :‬قبلت( أي البينة‪) .‬قوله‪ :‬لنهمما شممهدت‬
‫بالمقصود( أي وهو الملممك‪ ،‬وأممما السممبب فهممو تممابع لممه‪) .‬قمموله‪ :‬ول تنمماقض( أي والحممال أنممه ل‬
‫تناقض بين الدعوى والشهادة موجودة‪) .‬قوله‪ :‬على الصح( متعلق بقبلت‪ .‬وعبارة التحفممة‪ :‬وفممي‬
‫النوار عن فتاوى القفال لو ادعى شراء عين فشهدت بينمة لمه بملممك مطلممق قبلممت‪ ،‬لكمن رد بمأن‬
‫الصحيح أنها ل تسمع حتى تصرح لممه بالشممراء‪ ،‬وفيممه نظممر بممل الوجممه الول الممخ‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫وكذا( متعلق بلم يضر بعد الواقع جواب لو‪ :‬أي لم يضر كذا‪ :‬أي كما لو ادعى شممراء عيممن الممخ‪.‬‬
‫وعدم الضرر فيه لم يصرح به‪ ،‬وإنما يفهم مممن قمموله قبلممت‪) .‬وقمموله‪ :‬ملكمما مطلقمما( أي لممم يممذكر‬
‫سببه‪) .‬وقوله‪ :‬فشهدت( أي البينة‪) .‬وقوله‪ :‬له( أي لمدعي الملك المطلق‪) .‬وقوله‪ :‬به( أي بالملك‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬مع سببه( أي مع ذكر سبب الملك‪) .‬قوله‪ :‬لم يضر( أي ما زادته البينة مممن السممبب‪ .‬قممال‬
‫في التحفة‪ :‬لن سببه تابع له‪ ،‬وهو المقصود‪ ،‬وقد وافقت البينة فيه الدعوى‪ .‬نعم‪ :‬ل يكون ذكرهم‬
‫السبب مرجحا لنهم ذكروه قبل الدعوى به‪ ،‬فإن أعاد دعوى الملك وسببه فشهدوا بذلك‪ ،‬رجحت‬
‫حينئذ‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وإن ذكر( أي المممدعي‪) .‬وقمموله‪ :‬سممببا( أي للملممك كشممراء‪) .‬وقمموله‪ :‬وهممم( أي‬
‫وذكرهم‪ :‬أي الشهود‪) .‬وقوله‪ :‬سببا آخر( أي كإرث‪) .‬قوله‪ :‬ضر ذلك( أي ذكرهم السممبب الخممر‬
‫في شهادتهم‪) .‬قوله‪ :‬للتناقض الخ( قال في التحفة‪ :‬ويفرق بين هذا وما لو قال لممه علممي ألممف مممن‬
‫ثمن عبد‪ ،‬فقال المقر له ل بمل ممن ثممن دار‪ ،‬بمأنه يغتفمر فمي القمرار مما ل يغتفمر فمي الشمهادة‬
‫المشترط فيها المطابقة للدعوى ل فيه‪ :‬أي القرار‪ .‬ا‍ه‪) .‬قموله‪ :‬لمو بماع( أي شمخص‪) .‬قموله‪ :‬ثمم‬
‫قامت الخ( أي ثم بعد البيع قامت بينة حسية‪ ،‬وهي التي تشهد قبل الستشهاد‪ ،‬سواء سبقها دعوى‬
‫أم ل‪ ،‬وهي مأخوذة من احتسب بكذا أجرا عند ال‪ ،‬اعتده ينمموي بممه وجممه الم تعممالى‪) .‬قمموله‪ :‬إن‬
‫أباه( أي أبى البائع‪) .‬قوله‪ :‬وقفها( أي الدار المبيعة‪) .‬وقوله‪ :‬عليه( أي على البائع )قوله‪ :‬ثم على‬
‫أولده( أي ثم من بعده تكون وقفا على أولده‪ .‬ول بممد أن تكممون موقوفممة مممن بعممدهم علممى جهممة‬
‫عامة كالفقراء لتصح شهادة الحسبة‪ ،‬لما سيأتي في الشارح أنهمما ل تصممح إل فممي حممق مؤكممد لم‬
‫كطلق‪ ،‬وعتق‪ ،‬ووقف لنحو جهة عامة الخ‪) .‬قوله‪ :‬إنتزعت( أي الدار‪ .‬وهو جواب لممو‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫ورجع( أي المشتري‪) .‬قوله‪ :‬ويصرف له( أي للبممائع‪ :‬أي الممذي وقفممت الممدار عليممه‪) .‬قمموله‪ :‬مممن‬
‫الغلة( أي غلة الدار مثل‪ :‬أي أجرتها‪ ،‬وهو بيان لما حصل‪) .‬قوله‪:‬‬

‫] ‪[ 310‬‬

‫إن صدق البائع الشهود( أي في الوقفية‪) .‬قوله‪ :‬وإل( أي وإن لم يصدقهم‪) .‬وقوله‪ :‬وقفت(‬
‫أي الغلممة‪ ،‬أي تبقممى موقوفممة ول تصممرف علممى أحممد‪) .‬قمموله‪ :‬فممإن مممات مصممرا( أي علممى عممدم‬
‫تصممديقهم‪) .‬وقمموله‪ :‬صممرفت( أي الغلممة‪ .‬وانظممر حينئذ هممل يبطممل الوقممف أو ل ؟ مقتضممى قمموله‬
‫لقممرب النمماس إلممى الواقممف يؤيممد الول‪ ،‬وإل لقممال صممرفت إلممى أولد البممائع مممن بعممده‪ ،‬لنهممم‬
‫مذكورون في صيغة الواقف‪ ،‬وأيضا قولم فممي بمماب الوقممف يشممترط القبممول مممن الموقمموف عليممه‬
‫المعين‪ ،‬وإل بطل حقه‪ .‬وبطل أصل الوقف إن كان عدم القبول من البطممن الول يؤيممده‪ .‬وعبممارة‬
‫المنهاج مع التحفة هناك‪ :‬والصح أن الوقف على معين يشترط فيمه قبموله إن تأهمل‪ ،‬وإل فقبمول‬
‫وليه عقب اليجاب‪ ،‬أو بلوغ الخبر‪ .‬ولو رد الموقوف عليه المعين بطل بحقه منه‪ .‬وخممرج بحقممه‬
‫أصل الوقف‪ ،‬فإن كان الراد البطن الول بطل عليهما‪ ،‬أو من بعده فكمنقطع الوسط‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحممذف‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بل تجب( أي الشهادة‪) .‬قوله‪ :‬إن انحصر المر فيه( أي في الشاهد‪ ،‬بأن لممم يوجممد غيممره‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بملك( متعلق بالشهادة‪) .‬قوله‪ :‬إستصحابا( حال من مقدر‪ :‬أي تجوز الشهادة للشخص حال‬
‫كونه مستصحبا الخ‪) .‬وقوله‪ :‬لمما سمبق( أي لسمبب سمبق الشمهادة‪ :‬أي وجمد قبلهما‪) .‬وقموله‪ :‬ممن‬
‫إرث( بيممان لممما‪) .‬وقمموله‪ :‬وغيرهممما( أي غيممر الرث والشممراء كهبممة‪) .‬قمموله‪ :‬اعتمممادا علممى‬
‫الستصحاب( هو عين قمموله استصممحابا‪ ،‬فمماوولى إسممقاطه‪) .‬قمموله‪ :‬لن الصممل البقمماء( أي بقمماء‬
‫الملك‪ ،‬وهو علة للعلة‪) .‬قوله‪ :‬وللحاجة لذلك( أي للعتماد علممى الستصممحاب فممي أداء الشممهادة‪،‬‬
‫وذلك لنه ل يمكن استمرار الشاهد مع صماحبه دائمما ل يفمارقه لحظمة‪ ،‬لنمه ممتى فمارقه أمكمن‬
‫زوال ملكه عنمه‪ ،‬فتعممذرت عليممه الشممهادة‪) .‬قمموله‪ :‬وإل( أي وإن لممم تجممز الشممهادة اعتمممادا علممى‬
‫الستصحاب‪) .‬وقوله‪ :‬لتعسرت الشهادة على الملك السممابقة( أي لنممه يقممال فيهمما يحتمممل زوال‬
‫ملكه عنها‪) .‬قوله‪ :‬ومحله( أي محل قبول الشهادة اعتمادا على ما ذكر‪) .‬وقوله‪ :‬لممم يصممرح( أي‬
‫الشاهد في الشهادة بأنه اعتمد الستصحاب‪ ،‬بأن يقول أشهد أنممه ملممك لممه الن‪ ،‬اعتمممادا علممى ممما‬
‫سبق من أنه ورثه أو اشتراه‪) .‬قوله‪ :‬وإل( أي بأن صرح بذلك‪) .‬وقوله‪ :‬لممم تسمممع( أي الشممهادة‪،‬‬
‫قال في النهاية‪ :‬لكن يتجه حمله على ما إذا ذكره علمى وجمه الريبمة والمتردد‪ ،‬فمإن ذكمره لحكايمة‬
‫حال‪ ،‬أو تقوية قبلت معه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولو ادعيا الخ( المسألة الولى قد تقدمت‪) .‬قوله‪ :‬أي كل من‬
‫إثنين( أي ادعى كل واحد من إثنين‪) .‬قوله‪ :‬فإن أقر( أي الثالث‪ ،‬وإن أنكممر ممما ادعيمماه ول بينممة‪،‬‬
‫حلف لكل منهما يمينا وترك في يده‪) .‬وقوله‪ :‬به( أي بممذلك الشممئ‪) .‬قمموله‪ :‬سمملم( أي ذلممك الشممئ‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬إليه( أي إلى الحد المقر له‪) .‬قوله‪ :‬وللخر تحليفه( أي وللمممدعي الثمماني تحليممف المقممر‬
‫بأن هذا الشئ ليس ملكه‪ .‬قال في النهاية‪ :‬إذ لو أقر بممه لممه أيضمما غممرم لممه بممدله‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬وإن‬
‫ادعيا شيئا على ثالث( أي أنكرهما‪ ،‬وإنما عدل عن قوله في المتن بيد ثالث إلى ما قال ليشمل ممما‬
‫إذا لم يكن في يد البائع‪ ،‬كما سممتأتي الشممارة إليممه‪) .‬قمموله‪ :‬وأقممام كممل منهممما( أي مممن المممدعيين‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬أنه اشتراه منه( أي وهو يملكه إن كان الممبيع بغيمر يمده‪ ،‬وإل لمم يحتمج لمذكر ذلمك كمما‬
‫يأتي‪) .‬قوله‪ :‬وسلم ثمنه( قيممد بممه لجممل قمموله بعممد‪ :‬ويرجعممان عليممه بممالثمن‪) .‬قمموله‪ :‬فممإن اختلممف‬
‫تاريخهما( أي كأن شهدت إحدى البينتين أنه اشتراه في رجب‪ ،‬والخرى أنه اشتراه فممي شممعبان‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬حكم للسبق منهما( أي من البينتين‪ .‬قال سم‪ :‬ويلزم المدعى عليه للخر دفمع ثمنمه لثبموته‬
‫ببينة من غير تعارض فيه‪ ،‬كما هو ظاهر‪ .‬وكلم الروض صريح فيه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لن معها( أي‬
‫مع‬
‫] ‪[ 311‬‬

‫البينة التي هي أسبق تاريخا‪) .‬وقوله‪ :‬زيادة علم( أي بثبوت الملك فممي وقممت ل تعارضممها‬
‫فيه الخرى‪ .‬قال في التحفة‪ :‬ولن الثماني اشمتراه ممن الثمالث بعمد مما زال ملكمه عنمه‪ .‬ول نظمر‬
‫لحتمال عموده إليمه لنممه خلف الصممل‪ ،‬بمل والظماهر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قموله‪ :‬وإل يختلمف تاريخهممما( أي‬
‫البينتين معا‪ ،‬وهو صادق بثلث صور‪ :‬بأن ل يوجد تاريخ أصل منهما‪ ،‬وذلك بأن أطلقتمما‪ ،‬وبممما‬
‫إذا وجد تاريخ من إحداهما‪ ،‬وبما إذا وجد منهما ولكنممه متحممد‪ ،‬وقممد بينهمما بقمموله بممأن أطلقتمما الممخ‬
‫)قوله‪ :‬سقطتا( أي البينتان‪) .‬قمموله‪ :‬لسممتحالة أعمالهممما( أي لسممتحالة العمممل بهممما لتعارضممهما‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ثم إن أقر الخ( أي ثم بعد سقوطهما إن أقر المدعى عليه بأنه باع كل منهممما‪ ،‬أو أحممدهما‪.‬‬
‫فالحكم واضح وهو أنه في الولى يثبت البيع لحدهما‪ ،‬ويرجع الخر عليه بالثمن الذي سلمه له‪،‬‬
‫لبطلن البيع بالنسبة له‪ ،‬وفي الثانية كممذلك يثبممت الممبيع للمقممر لممه‪ ،‬ويرجممع الخممر عليممه بممالثمن‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وإل( أي وإن لم يقر‪) .‬وقوله‪ :‬حلف لكل منهما( أي بأنه ما باعه‪) .‬قمموله‪ :‬ويرجعممان عليممه‬
‫بالثمن( قال في شرح الروض‪ :‬إذ ل تعارض فيه‪ ،‬لن بينة كل منهما شهدت بتوفية الثمن‪ ،‬وإنممما‬
‫وقع التعارض في الدار لمتناع كونها ملكا لكل منهما في وقت واحد‪ ،‬فسممقطتا فيهمما دون الثمممن‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬ومحل رجوعهما عليه بالثمن ما لم تتعرض البينة لقبمض الممبيع‪ ،‬وإل فل يرجعمان عليمه بمه‬
‫لتقرر العقد بالقبض‪ ،‬وليس على البائع عهدة ما يحدث بعده‪) .‬قوله‪ :‬ولو قال كل منهما الممخ( هممذه‬
‫عكس المسألة السابقة‪ ،‬لن تلك في مشتريين وبائع‪ ،‬وهذه في بائعين ومشتر‪ ،‬ومقصودهما الثممن‬
‫وفي تلك العين‪) .‬قوله‪ :‬والمبيع الخ( أي والحال أن المبيع في يد المدعى عليه‪) .‬قوله‪ :‬بعتكه بكذا‬
‫وهو ملكي( مقول القول‪ .‬قال سم‪ :‬وانظر لو قال وهو في يدي هل يكفي كما قد يدل عليه ممما فممي‬
‫التنبيه التي ؟ ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وإل( أي وإن لم يقل هو ملكممي لممم تسمممع الممدعوى‪) .‬قمموله‪ :‬فممأنكر( أي‬
‫المدعى عليه الشراء منهما‪) .‬قوله‪ :‬وأما( أي مدعيا البيع‪) .‬قوله‪ :‬بمما قماله( أي ممن المبيع عليمه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فإن اتحد تاريخهما سقطتا( أي لمتناع كون العين ملكا لكل منهما في وقت واحد‪ ،‬فيحلممف‬
‫لكل منهما يمينا كما لو لم يكن بينممة‪ ،‬وتبقممى لممه العيممن ول يلزمممه شممئ‪) .‬قمموله‪ :‬وإن اختلممف( أي‬
‫تاريخهما‪ .‬مثله ما لو أطلقتا‪ ،‬أو أطلقت إحداهما وأرخت الخرى‪) .‬قوله‪ :‬لزمممه الثمنممان( أي لن‬
‫التنافي غير معلوم والجمع ممكن‪ ،‬لكن يشترط أن يكون بينهما زمان يمكممن فيممه العقممد الول‪ ،‬ثممم‬
‫النتقال من المشتري إلى البائع الثاني ثم العقد الثاني‪ ،‬فلو عين الشهود زمنا ل يتأتى فيه ذلك لممم‬
‫يلزم الثمنان‪ ،‬ويحلف حينئذ لكل‪ .‬ا‍ه‪ .‬نهاية‪) .‬قوله‪ :‬ولو قال الخ( شروع فممي حكممم ممما لممو اختلممف‬
‫مؤجر الدار مثل والمستأجر في قدر ما استؤجر كالمثال المذكور‪ .‬ومثله ممما لممو اختلفمما فممي قممدر‬
‫الجر‪ ،‬كأن قال أجرتك البيت بعشرة‪ ،‬فقال‪ :‬بل أجرتنيه بخمسة‪ .‬أو فيهما معا‪ ،‬كأن قممال أجرتممك‬
‫البيت بخمسة‪ ،‬فقال بل أجرتني جميع الدار بثلثة‪) .‬قوله‪ :‬وأقاما بينتين( أي أطلقتمما‪ ،‬أو إحممداهما‪،‬‬
‫أو اتحد تاريخهما‪ ،‬وكذا إذا اختلف تاريخهما‪ ،‬واتفقا على أنه لممم يجممر إل عقممد واحممد‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفممة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬تساقطتا( أي البينتان‪ ،‬لتناقضهما في كيفية العقد الواحد‪ .‬قال في شممرح الممروض‪ :‬ويفممارق‬
‫هذا ما لو شهدت بينة بألف وأخرى بألفين‪ ،‬حيممث ثبتممت اللفممان بأنهممما ل يتنافيممان‪ ،‬لن الشممهادة‬
‫باللف ل تنفي اللفين‪ ،‬وهنا العقد واحممد‪ .‬ا‍ه‪) .‬قموله‪ :‬ثممم يفسمخ العقممد( أي عقممد الجمارة‪ ،‬ويسملم‬
‫المكتري أجرة مثل ما سكن في الدار‪) .‬قوله‪ :‬ل يكفي في الدعوى كالشهادة الخ( عبارة الممروض‬
‫وشرحه‪ :‬ويشترط في دعوى المشتري من‬

‫] ‪[ 312‬‬

‫غير ذي اليد أن يقول المدعي‪ :‬إشتريتها منه وهي ملكه‪ ،‬أو تسلمتها منممه‪ ،‬أو سمملمها إلممي‪،‬‬
‫كالشهادة يشترط فيها أن يقول الشاهد إشتراها من فلن وهي ملكه‪ ،‬أو إشتراها أو تسلمها منه أو‬
‫سلمها إليه ل في دعوى الشراء من ذي‪ ،‬يد‪ ،‬فل يشترط فيها ذلك‪ ،‬بل يكفممي ذكممر اليممد‪ ،‬لن اليممد‬
‫تدل على الملك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬إذا كان( أي البائع غير ذي يد بأن كممان المممبيع فممي يممد شممخص آخممر‬
‫غير البائع‪) .‬قوله‪ :‬أو مع ذكر الخ( عطف على قوله مع ذكر ملك البائع‪ :‬أي أو إل مع ذكممر اليممد‬
‫فيكفي ذلك‪ ،‬لن اليمد تمدل علمى الملمك كممما مممر‪) .‬قموله‪ :‬إذا كمانت اليمد لمه( أي للبممائع‪) .‬وقموله‪:‬‬
‫ونزعت منه تعديا( فيه أنه يكمون حينئذ غيممر ذي يممد‪ ،‬فيقممال حينئذ ممما الفممرق بيممن هممذه الصممورة‬
‫والتي قبلها ؟ ويمكن أن يفرق بينهما بحمل قوله في الصورة الولى غير ذي يممد علممى ممما إذا لممم‬
‫يكن تحت يده أصل‪ ،‬بأن ورثه من أبيه ولم يستلمه من وكيله أو من وصيه‪ ،‬وحمل ما هنمما علممى‬
‫ما إذا دخل تحت يده ولكن انتزع منه‪ .‬ولو أسقطه ‪ -‬كما في شرح الروض ‪ -‬لكان أولممى‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫ولو ادعوا الخ( هذه المسألة ذكروها في باب الشهادة‪) .‬قوله‪ :‬مال( مفعول ادعمموا‪) .‬وقمموله‪ :‬عينمما‬
‫الخ( تعميم في المال‪) .‬قمموله‪ :‬لمممورثهم( متعلممق بمحممذوف صممفة لمممال‪ :‬أي مممال ملكمما لمممورثهم‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وأقاموا شاهدا( أي بعد إثباتهم لموته وإرثهم وانحصمماره فيهممم‪ .‬ا‍ه‪ .‬نهايممة‪) .‬قمموله‪ :‬وحلممف‬
‫معه بعضهم( أي وحلف مع الشاهد الذي أقاموه بعض الورثة‪ .‬قال في شرح الروض‪ :‬فإذا حلفوا‬
‫كلهم ثبت الملك له وصار تركة تقضى منها ديونه ووصماياه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قموله‪ :‬علمى اسممتحقاق ممورثه‬
‫الكل( أي المال‪ ،‬ول يقتصر على قدر حصته‪ ،‬لنه إنما يثبت الملك لمورثه‪ .‬وكذا لو حلفوا كلهممم‬
‫لما ذكر‪) .‬قوله‪ :‬أخممذ نصمميبه( قممال فممي شممرح الممروض‪ :‬ويقضممي مممن نصمميبه قسممطه ممن الممذين‬
‫والوصممية ل الجميممع‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬ول يشممارك( بالبنمماء للمجهممول‪) .‬وقمموله‪ :‬فيممه( نممائب فمماعله‪،‬‬
‫وضميره يعود على نصيبه الذي أخذه‪) .‬قوله‪ :‬من جهة البقية( أي بقية الورثة‪) .‬قوله‪ :‬لن الحجة‬
‫تمت الخ( علة عممدم المشمماركة‪) .‬وقموله‪ :‬فممي حقممه( أي الحممالف‪) .‬قمموله‪ :‬وغيممره( أي ولن غيممر‬
‫الحالف قادر عليها‪ ،‬أي الحجة‪) .‬وقوله‪ :‬بالحلف( متعلق بقممادر‪) .‬قمموله‪ :‬وأن يميممن النسممان الممخ(‬
‫علة ثالثة لعدم المشاركة‪) .‬وقمموله‪ :‬ل يعطممى بهمما( أي بيميممن النسممان‪) .‬وقمموله‪ :‬غيممره( أي غيممر‬
‫النسان صاحب اليمين‪) .‬قوله‪ :‬فلو كان الخ( مرتب على محذوف تقديره‪ :‬ويبطممل حممق كامممل لممم‬
‫يحلف بنكوله إن حضر في البلد‪ ،‬وكان قممد شممرع فممي الخصممومة أو شممعر بهمما‪ ،‬فلممو كممان بعممض‬
‫الورثة صبيا الخ‪) .‬قوله‪ :‬حلف إذا بلغ( راجع للصبي‪) .‬وقوله‪ :‬أو حضر( راجع للغممائب‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫وأخذ( أي وأخذ كل منهمما‪) .‬وقموله‪ :‬نصميبه( أي حصمته )قموله‪ :‬بل إعمادة دعموى وشمهادة( أي‬
‫لنهما وجدا أول من الكامل خلفة عن الميت‪) .‬قوله‪ :‬ولو أقر( أي شممخص بممدين لميممت‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫فأخذ بعض ورثته( أي الميت من ذلك الدين المقر به‪) .‬قوله‪ :‬ولو بغير دعوى( غاية فممي الخممذ‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬ول إذن من حاكم( أي في الخذ‪) .‬قوله‪ :‬فللبقية( أي بقية الورثة‪) .‬وقوله‪ :‬مشمماركته( أي‬
‫مشاركة بعض الورثة في القدر الذي أخذه‪) .‬قوله‪ :‬ولو أخذ أحمد شمركائه( أي الشمخص )وقموله‪:‬‬
‫في دار متعلق بشركاء( أي شركائه في نفس الدار‪) .‬وقوله‪ :‬أو منفعتها( معطوف على في الدار‪:‬‬
‫أي أو شركائه في منفعة الدار‪ ،‬بأن كان موصى بهما لجماعمة‪) .‬قموله‪ :‬مما يخصمه( مفعمول أخمذ‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬من أجرتها( بيان لما‪) .‬قوله‪ :‬لممم يشماركه فيمه( أي فيممما أخمذه مممما يخصممه ممن أجرتهما‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بقية الورثة( صوابه بقية الشركاء‪ ،‬كما في بعض نسخ الخط‪ .‬وال سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫] ‪[ 313‬‬

‫فصل في الشهادات شروع في القسم الثاني من ترجمة الباب السابق‪ ،‬وهو البينات‪ .‬وإنممما‬
‫أفرده بفصل مستقل لطول الكلم على القسم الول وهو الممدعاوي‪ ،‬ولن البمماب ممما اشممتمل علممى‬
‫فصول‪ ،‬فل يقال إنه في الباب السابق ترجم للبينات ولم يذكرها فيه‪) .‬قمموله‪ :‬جمممع شممهادة( وإنممما‬
‫جمعها لتنوعهمما كممما مممر بيممانه والصممل فيهمما قبمل الجمماع آيمات كقموله تعمالى‪) * :‬ول تكتمموا‬
‫الشهادة( * وقوله تعالى‪) * :‬وأشهدوا ذوي عمدل منكممم وأقيمموا الشمهادة لمم( *‪ .‬وقموله تعممالى‪* :‬‬
‫)واستشهدوا شهيدين من رجالكم( *‪ .‬وأخبار كخبر الصحيحين‪ :‬ليممس لممك إل شمماهداك أو يمينممه‪.‬‬
‫أي ليس لك يا مدعي في إثبات الحق على خصمك إل شاهداك‪ ،‬وليس لمك فممي فصممل الخصمومة‬
‫بينك وبينه عند عدم البينة إل يمينه‪ ،‬وكخبر البيهقي والحاكم وصحح إسناده أنه )ص(‪ :‬سئل عممن‬
‫الشهادة‪ ،‬فقال للسائل‪ :‬ترى الشمس ؟ قال نعم‪ .‬فقال‪ :‬على مثلها فاشهد أو دع‪ .‬وقوله‪ :‬علمى مثلهما‬
‫الخ‪ :‬المراد إن كنت تعلم الشئ الذي تريد الشهادة به مثل الشمس فاشممهد بممه‪ ،‬وإن كنممت ل تعلمممه‬
‫مثلها فاترك الشهادة به‪ .‬وأركانها خمسة‪ :‬شاهد ومشهود به ومشهود عليه ومشممهود لممه وصمميغة‪.‬‬
‫وكلها تعلم مممن كلمممه‪) .‬قمموله‪ :‬وهممي( أي الشممهادة شممرعا ممما ذكممر‪ .‬وأممما لغممة فمعناهمما الطلع‬
‫والمعاينة كما في المصباح‪) .‬وقوله‪ :‬إخبار الشخص الخ( عرفها بعضهم بأنهمما إخبممار عمن الشممئ‬
‫بلفظ خاص‪ ،‬وهو أولى لشموله لنحو هلل رمضان‪ ،‬بخلف تعريف الشارح‪) .‬قوله‪ :‬بحممق علممى‬
‫غيره( أي لغيره‪) .‬قوله‪ :‬بلفظ خاص( أي على وجه خاص‪ ،‬بممأن تكممون عنممد قمماض بشممرطه‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫رشيدي والمراد باللفظ الخاص لفظ أشهد ل غير‪ ،‬فل يكفي إبداله بغيره ولممو كممان أبلممغ‪ ،‬لن فيممه‬
‫نوع تعبد‪) .‬قوله‪ :‬الشهادة الخ( شروع في بيان ما يعتبر فيه شهادة الرجال وتعدد الشهود‪ ،‬ومما ل‬
‫يعتبر فيه ذلك‪) .‬وقوله‪ :‬لرمضان( أي وتمموابعه كتعجيممل زكمماة الفطممر فممي اليمموم الول‪ ،‬ودخممول‬
‫شوال‪ ،‬وصلة التراويح‪) .‬قوله‪ :‬أي لثبوته( أي رمضان‪ ،‬وأفمماد بهممذا التفسممير أن الشممهادة ليسممت‬
‫لنفس رمضان‪ ،‬وإنما هممي لثبمماته‪) .‬قمموله‪ :‬بالنسممبة للصمموم فقممط( أي ل بالنسممبة لحلممول أجممل أو‬
‫لوقوع طلق‪ ،‬كما مر في باب الصوم‪) .‬قوله‪ :‬رجل( خبر عن الشهادة‪ ،‬ول بد من تقدير مضاف‬
‫في الول أو الثاني ليتطابق المبتدأ والخبر‪ ،‬وذلك لن الشممهادة ليسممت عيممن الرجممل‪ :‬إذ هممي إسممم‬
‫معنى‪ ،‬وهو جثة‪ .‬وتقديره في الول ذو الشهادة لرمضان رجممل‪ ،‬وفممي الثمماني الشممهادة لرمضممان‬
‫شهادة رجل‪ ،‬ويصح أن يكون رجل فاعل لفعل محذوف مع متعلقه‪ ،‬والتقمدير يكفممي فيهما رجممل‪،‬‬
‫وهذا أقعد من جهة المعنى إل أنه يرد عليه أن حذف العامل ل يجوز إل مع القرينة‪ ،‬ول قرينة‬

‫)‪ (1‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪ (2) .283 :‬سورة الطلق‪ ،‬الية‪ (3) .2 :‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪.282 :‬‬

‫] ‪[ 314‬‬

‫هنا‪ ،‬إل أن يدعي المقام‪ ،‬ومثل ذلك يجري في جميع ما يأتي‪) .‬قوله‪ :‬ل امرأة وخنثى( أي‬
‫فل يثبت بهما هلل رمضان لنقصهما‪) .‬قوله‪ :‬ولزنا ولواط( معطوفان علممى قمموله لرمضممان‪ :‬أي‬
‫والشهادة لزنا ولواط‪ :‬أي وإتيان بهيمة أو ميتة‪) .‬قمموله‪ :‬أربعممة مممن الرجممال( أي لقمموله تعممالى‪* :‬‬
‫)والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة( *‪ .‬ولن الزنمما أقبممح‬
‫الفواحش‪ ،‬وإن كان القتل أغلظ منه على الصح‪ ،‬فغلظت الشهادة فيه سترا مممن ال م تعممالى علممى‬
‫عباده‪ ،‬واشتراط الربعة فيهممما إنممما هممو بالنسممبة لثبممات الحممد أو التعزيممز‪ ،‬أممما بالنسممبة لسممقوط‬
‫حصانته وعدالته ووقوع طلق علق بزناه فيثبت برجلين‪ ،‬وقد يشكل على ثبوت ما ذكر بهما ممما‬
‫مر في باب حد القذف من أن شهادة ما دون الربعة بالزنا تفسقهم وتوجب حدهم‪ ،‬فكيف يتصور‬
‫هذا‪ .‬وقد يجاب بأن صورته أن يقول نشهد بزناه بقصد سقوط أو وقوع ما ذكممر‪ ،‬فقولهممما بقصممد‬
‫الخ ينفي عنهما الحد والفسق‪ ،‬لنهما صرحا بما ينفي أن يكون قصدهما إلحاق العار به الذي هو‬
‫موجب حد القذف‪) .‬قوله‪ :‬يشهدون الممخ( بيممان لكيفيممة الشممهادة بالزنمما واللممواط‪) .‬قمموله‪ :‬أنهممم( أي‬
‫الربعة‪) .‬وقمموله‪ :‬رأوه( أي الزانممي أو اللئط‪) .‬قمموله‪ :‬مكلفمما مختممارا( حممالن مممن فاعممل أدخممل‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬حشفته( أي أو قدرها من مقطوعها‪ ،‬وهو مفعول أدخل‪) .‬قوله‪ :‬في فرجها( متعلق بأدخل‪،‬‬
‫ول بد من تعيينها كهذه‪ ،‬أو فلنة‪) .‬وقوله‪ :‬بالزنا( متعلق بأدخل‪ :‬أي على وجه الزنا‪ ،‬ول بد مممن‬
‫ذكر ذلك أو ما يفيد معناه‪ ،‬كأن يقول على وجه محرم‪) .‬قوله‪ :‬ل يشترط ذكر زمممان ومكممان( أي‬
‫زمان الزنا ومكانه‪) .‬قوله‪ :‬إل إن ذكره( أي المذكور من الزمممان والمكممان‪) .‬وقمموله‪ :‬أحممدهم( أي‬
‫أحد الشهود الربعة‪) .‬قوله‪ :‬فيجب سؤال الباقين( أي عن الزمان والمكان‪) .‬قوله‪ :‬لحتمال( علممة‬
‫للوجوب‪) .‬وقوله‪ :‬وقوع تناقض( أي إذا سئلوا عنهممما‪ .‬وذلممك كممأن تممذكر بقيممة الشممهود زمانمما أو‬
‫مكانا غير الذي ذكره الشاهد الول‪ ،‬كأن يقول أحمد الشمهود رأيتممه زنمى أول النهمار فمي المكممان‬
‫الفلني‪ ،‬ويقول الباقون رأينمماه زنممى آخممر النهممار فممي المكممان الفلنممي غيممر المكممان الول‪ ،‬فهممذا‬
‫تناقض وخلف وقع بينهممم‪ ،‬وهممو يسممقط الشممهادة أو يبطلهمما‪) .‬قمموله‪ :‬ول ذكممر رأينمما الممخ( أي ول‬
‫يشترط ذكر رأيناه أدخل حشفته في فرجها كدخول المرود في المكحلة‪ ،‬والمرود ‪ -‬بكسر الميممم ‪-‬‬
‫الميل‪) .‬قوله‪ :‬بل يسن( أي ذكر رأيناه كالمرود في المكحلة‪) .‬قوله‪ :‬ويكفي للقرار به( أي الزنا‪:‬‬
‫أي وما ألحق به من اللواط‪ ،‬وإتيان البهيمممة والميتممة‪) .‬وقمموله‪ :‬إثنممان( أي شممهادة إثنيممن‪) .‬وقمموله‪:‬‬
‫كغيره( أي كغير القرار بالزنا من القارير‪ ،‬فإنه يكفي فيها إثنان‪) .‬قوله‪ :‬ولمال( معطوف علممى‬
‫لرمضان أيضا‪ :‬أي والشهادة لمال )قوله‪ :‬عينا كان( أي ذلك لمال كدار وثوب )وقوله‪ :‬أو منفعة(‬
‫أي لدار ونحوها‪) .‬قوله‪ :‬وما قصد به مال( أي وللشئ الذي قصد منه مال‪) .‬قوله‪ :‬من عقد( بيان‬
‫لما‪) .‬وقوله‪ :‬مالي( أي متعلق بالمال )قموله‪ :‬أو حمق ممالي( أي متعلمق بالممال‪ ،‬ولمم يمثمل لمه إل‬
‫بمثال واحد وهو الخيار‪) .‬قوله‪ :‬كبيع( تمثيل للعقد المالي‪) .‬قمموله‪ :‬وحوالممة( معطمموف علممى بيممع‪،‬‬
‫عطف الخاص على العام‪ ،‬ومثله جميع المثلة التية ما عدا الخيار فإنهمما للعقممد إذ هممي بيممع ديممن‬
‫بدين فهي تمثيل أيضا للعقد المالي‪) .‬قوله‪ :‬وضمان( هو مثال للعقد المممالي أيضمما‪ .‬وفممي حواشممي‬
‫شرح المنهج جعله مثال للحق المالي وليس كذلك‪ :‬إذ هو عقممد‪) .‬قمموله‪ :‬ووقممف( هممو مثممال أيضمما‬
‫للعقد المالي‪ :‬أي الذي قصد منه المممال‪ .‬وفممي حاشممية البمماجوري جعلممه مممن الحممق المممالي وليممس‬
‫كذلك‪ ،‬إذ هو عقد أيضا‪ .‬وكتب البجيرمي على قول الخطيب‪ :‬تنبيه ممن همذا الضمرب الوقمف مما‬
‫نصه‪ ،‬لن المقصود منه فوائده أو أجرته وهي مممال‪ .‬وصممورة المسممألة‪ ،‬أن شخصمما ادعممى ملكمما‬
‫تضمن وقفية‪ ،‬كأن قال هذه الدار كانت لبي ووقفها علي‪ .‬وأنت غاصب لها‪ ،‬وأقام شاهدا وحلف‬
‫معه‪ ،‬حكم له بالملك‪ ،‬ثم تصير وقفا بإقراره‪ ،‬وإن‬

‫)‪ (1‬سورة النور‪ ،‬الية‪.4 :‬‬

‫] ‪[ 315‬‬

‫كان الوقف ل يثبت بشاهد ويمين‪ .‬قاله في البحر‪ .‬م‪ .‬ر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وقممرض( هممو وجميممع‬
‫ما بعده ما عدا الخيار من العقد المالي‪ ،‬أما الخيار فمممن الحممق المممالي كممما علمممت‪ ،‬ومثلممه جنايممة‬
‫توجب مال‪ .‬وجعل البجيرمي الجممل أيضمما مممن الحممق المممالي‪ ،‬وفيممه نظممر لنممه ل بممد أن يكممون‬
‫مصرحا به في العقد‪ ،‬فهو من متعلقات العقد ل الحمق‪) .‬قموله‪ :‬رجلن المخ( خمبر المبتممدأ المقممدر‬
‫قبل قوله لمال‪ :‬أي والشهادة لمال وما قصد بممه مممال يكفممي فيهمما رجلن‪ ،‬أو رجممل وامرأتممان‪ ،‬أو‬
‫رجل ويمين‪ ،‬وذلك لقوله تعالى‪) * :‬فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان( * أي إن لم ترغبوا في‬
‫إقامة الرجلين‪ ،‬وليس المراد أنه ل يكفي الرجل والمرأتان إل عند تعذر الرجلين‪ ،‬بدليل الجممماع‬
‫على خلفه ولعموم البلوى بالمعاملت ونحوها‪ ،‬فوسع في طرق إثباتها‪ ،‬واستثنى في التحفة مممن‬
‫الكتفاء بشهادة من ذكر‪ :‬الشركة والقراض‪ ،‬والكفالة‪ .‬وقال‪ :‬أما هي فل بد فيها من رجلين ما لممم‬
‫يرد في الولين إثبات حصة من الربح‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ول يثبت شئ بإمرأيتن ويميممن( أي ولممو فيممما‬
‫يثبت بشهادة النساء منفردات‪ ،‬وذلك لعدم ورود ذلك ولضعفهما‪ .‬وإنما قام المرأتممان مقممام الرجممل‬
‫في الرجل والمرأتين لوروده‪) .‬قوله‪ :‬ولغير ذلك( معطمموف علممى لرمضممان أيضمما‪ :‬أي والشممهادة‬
‫لغير ذلك المذكور من رمضان وما بعده‪) .‬وقوله‪ :‬أي ما ليس بمال ول يقصممد منممه مممال( تفسممير‬
‫لغير ذلك‪ ،‬ل لسم الشارة كما همو ظمماهر‪ .‬وكممان عليممه أن يزيممد وممما ليممس برمضممان ول زنمما‪،‬‬
‫لنهما من جملة المذكور قبل‪) .‬قوله‪ :‬من عقوبة ل تعالى( بيان لما‪ ،‬وهممو علممى حممذف مضمماف‪:‬‬
‫أي من موجب عقوبة كشرب وسرقة‪ ،‬لن الشممهادة لممه ل لهمما‪) .‬وقمموله‪ :‬كحممد شممرب( أي شممرب‬
‫خمر‪ ،‬وهو تمثيل للعقوبة‪) .‬قوله‪ :‬وسرقة( أي وحد سرقة‪) .‬قوله‪ :‬أو لدمي( معطمموف علممى لمم‪.‬‬
‫أي أو عقوبة لدمي‪ ،‬وهمو علمى حمذف مضماف أيضما كالمذي قبلممه‪ :‬أي مموجب عقوبمة لدممي‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬كقممود( أي قصمماص‪ ،‬وهممو تمثيممل لعقوبممة الدمممي )قمموله‪ :‬ومنممع أرث( عطممف علممى قممود‬
‫المجعول مثال لعقوبة الدمي‪ ،‬وهو يفيد أنه مثال لها أيضا‪ .‬وفيممه نظممر إل أن يممراد مممن العقوبممة‬
‫مطلق أذية‪ ،‬حسية كانت أو معنوية‪ .‬تأمل‪) .‬قوله‪ :‬بأن ادعممى الممخ( تصمموير لمنممع الرث‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫ولما يظهر للرجال( معطوف على لرمضان أيضا‪ :‬أي والشهادة لما يظهر للرجال الممخ‪) .‬وقمموله‪:‬‬
‫غالبا( أي في غالب الحوال‪ ،‬وقد ل يظهر على سبيل الندور‪ ،‬فقد يتفق أن الرجل يطلق زوجتممه‬
‫من غير حضور رجال‪ ،‬بل بحضور النساء‪ ،‬ومع ذلك فل عممبرة بهممن‪) .‬قمموله‪ :‬كنكمماح( قممال سممم‬
‫نقل عن ابن العماد‪ :‬يجمب علمى شممهود النكمماح ضمبط التاريممخ بالسمماعات واللحظمات‪ ،‬ول يكفمي‬
‫الضبط بيوم العقد‪ ،‬فل يكفي أن النكاح عقد يوم الجمعة مثل‪ ،‬بل ل بد أن يزيمدوا علممى ذلممك بعممد‬
‫الشمس مثل بلحظة أو لحظتين‪ ،‬أو قبل العصمر أو المغمرب كمذلك‪ .‬لن النكماح يتعلمق بمه لحماق‬
‫الولد لستة أشهر ولحظتين من حين العقد‪ ،‬فعليهم ضبط التاريخ بذلك لحق النسب‪ .‬وهذا مما يغفل‬
‫عنه في الشهادة بالنكاح‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي المغني‪) .‬تنبيه( يسممتثنى مممن النكمماح ممما لممو ادعممت أنممه نكحهمما‬
‫وطلقها‪ ،‬وطلبت شممطر الصممداق‪ ،‬أو أنهمما زوجممة فلن الميممت‪ ،‬وطلبممت الرث فيثبممت ممما ادعتممه‬
‫برجل وامرأتين‪ ،‬وبشاهد ويمين‪ ،‬وإن لم يثبت النكاح بذلك‪ ،‬لن مقصممودها المممال‪ .‬ومممن الطلق‬
‫ما لو كان بعضو وادعاه الزوج فإنه يثبت بشاهد ويمين ويلغز به فيقال‪ :‬لنا طلق يثبت بشاهدين‬
‫ويمين‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ورجعة( ذكرها مبني على القول بإشتراط الشهاد فيممه‪ ،‬والمعتمممد خلفممه‪ ،‬فل‬
‫تحتاج إلى إشهاد رأسا فضل عن إشتراط الرجلين فيها‪) .‬قوله‪ :‬وطلق( أي بعوض أو غيممره إن‬
‫ادعته الزوجة‪ .‬فإن ادعاه الزوج بعوض يثبممت بشمماهد ويميممن ويلغممز بممه فيقممال‪ :‬لنمما طلق يثبممت‬
‫بشاهد ويمين‪ .‬زي‪ .‬وفيه أن الطلق ثبت بإقراره‪ ،‬والثابت بالرجل واليمين إنما هو‬

‫)‪ (1‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪.282 :‬‬

‫] ‪[ 316‬‬

‫العمموض‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمممي‪) .‬قمموله‪ :‬وقممراض ووكالممة( محممل إشممتراط الرجليممن فيهممما‪ .‬وفممي‬
‫الوصمماية وفممي الشممركة إن أريممد عقودهمما والوليممة فيهمما‪ .‬فممإن أريممد إثبممات الجعممل فممي الوكالممة‬
‫والوصاية‪ ،‬وإثبات حصته من المال في الشركة‪ ،‬وحصته من الربح فيها وفي القراض‪ ،‬قبل فيها‬
‫رجلن‪ ،‬أو رجل وامرأتان‪ ،‬أو شاهد ويمين‪ ،‬لن المقصممود منهمما المممال حينئذ‪ .‬وقممد تقممدم التنممبيه‬
‫على بعض ذلك‪) .‬قوله‪ :‬ووديعة أي ادعى مالكها غصب ذي اليد لها‪ ،‬وذو اليممد أنهمما وديعممة‪ ،‬فل‬
‫بد من شاهدين‪ ،‬لن المقصود بالذات إثبات ولية الحفظ له‪ ،‬وعدم الضمان يترتب على ذلك‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫تحفة‪) .‬قوله‪ :‬ووصاية( أي فالشهادة للوصاية‪ :‬أي بأن فلنا وصى فلنا‪ ،‬ل بممد فيهمما مممن رجليممن‬
‫لقوله تعالى‪) * :‬شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية إثنممان( * المخ‪) .‬قمموله‪ :‬ورؤيممة‬
‫هلل غير رمضان( أي أما رؤية هلل رمضان فتثبت بواحد كما تقدم‪ .‬والراجح عند غير شمميخ‬
‫السمملم وابمن حجممر‪ :‬أن رؤيممة هلل غيممر رمضممان تثبممت بواحممد بالنسممبة للعبممادة كرؤيممة هلل‬
‫رمضان‪ ،‬فتقبل شهادة الواحد بهلل شوال للحرام بالحج‪ ،‬وصوم سممتة أيممام مممن شمموال‪ ،‬وبهلل‬
‫ذي الحجة للوقوف‪ ،‬وللصوم في عشره‪ ،‬ما عدا يمموم العيممد‪ ،‬وبهلل رجممب للصمموم فيممه‪ ،‬وبهلل‬
‫شعبان لذلك‪ ،‬حتى لو نذر صوم شهر فشهد واحد بهلله وجب‪) .‬قوله‪ :‬وشهادة علممى شممهادة( أي‬
‫بأن يشهد إثنان على شهادة كل من الشاهدين‪ ،‬بنحو قرض لغيبتهممما مثل‪) .‬قمموله‪ :‬وإقممرار بممما ل‬
‫يثبت إل برجلين( وهو ما يظهر للرجال غالبا كالنكاح وما بعده‪ .‬ولو قممال وإقممرار بهمما‪ :‬أي بهممذه‬
‫المذكورات لكان أولى‪ ،‬ومثل القرار بذلك القرار بما ل يثبت إل بأربعة رجال كالزنا كما مممر‪،‬‬
‫أما القرار بما يثبت بهما‪ ،‬أو برجل ويمين‪ ،‬مما مر من المال‪ ،‬أو ما يقصد به مممال‪ ،‬فيكفممي فيممه‬
‫ذلك أيضا كما صرح به في الروض‪ .‬وعبارته‪ :‬الضرب الثالث المال‪ ،‬وما المقصممود منممه المممال‬
‫كالعيان والديون والعقود المالية‪ ،‬وكذا القرار به يثبت برجلين‪ ،‬أو رجممل وامرأتيممن‪ .‬ا‍ه‪ .‬فقمموله‬
‫وكذا القرار به‪ :‬هو محل الستشهاد‪) .‬قوله‪ :‬ل رجل وامرأتان( أي ول رجل ويمين‪) .‬قوله‪ :‬لما‬
‫روى مالك الخ( أي ولنه تعالى نص في الطلق والرجعة والوصاية علممى الرجليممن‪ ،‬وصممح بممه‬
‫الخمبر فمي النكماح‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفمة‪) .‬وقموله‪ :‬مضمت السمنة( أي اسمتقرت بمأنه‪ ،‬أي علمى أنمه المخ‪ .‬أو‬
‫حكمممت‪ ،‬ونسممبة الحكممم إليهمما مجمماز‪ ،‬والسممنة الطريقممة‪ :‬أي شممريعة النممبي )ص(‪ ،‬وهممي الحكممام‬
‫الشرعية ل مقابل الفرض‪ .‬ا‍ه‪ .‬ش ق‪) .‬قوله‪ :‬وقيس بالمذكورات( أي فممي الخممبر‪ ،‬وهممي الحممدود‬
‫والنكاح والطلق‪) .‬وقوله‪ :‬غيرها( أي المذكورات‪ ،‬نائب فاعل قيممس‪) .‬قمموله‪ :‬مممما يشمماركها فممي‬
‫المعنى( أي وهو كل ما ليس بمال‪ ،‬ول هو المقصود منممه‪ .‬ول نظممر لرجمموع الوصمماية والوكالممة‬
‫للمال‪ ،‬لن القصد منهما إثبات الولية ل المال‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفة‪) .‬قموله‪ :‬ولمما يظهمر للنسمماء( معطموف‬
‫علمى لرمضمان أيضما‪ :‬أي والشمهادة للحمق المذي يظهمر للنسمماء‪) .‬وقمموله‪ :‬غالبما( أي فممي غممالب‬
‫الحوال‪ ،‬وقد يظهر للرجمال علمى سممبيل النممدور‪) .‬قموله‪ :‬كممولدة( أي ادعتهمما وأنكرهمما الرجمل‪،‬‬
‫فتثبت بهن‪ .‬قال في التحفة‪ :‬إذا ثبتت الممولدة للنسمماء ثبممت النسممب‪ ،‬والرث تبعمما‪ .‬لن كل منهممما‬
‫لزم شرعا للمشهود به ل ينفك عنه‪ ،‬ويؤخذ من ثبوت الرث فيما ذكر ثبوت حياة المولود‪ ،‬وإن‬
‫لم يتعرضن لها في شهادتهن بالولدة‪ ،‬لتوقف الرث عليها‪ ،‬أعني الحيمماة‪ ،‬فلممم يمكممن ثبمموته قبممل‬
‫ثبوتها‪ ،‬أما لو لم يشهدن بالولدة بل بحياة المولود‪ ،‬فظاهر أنهمن ل يقبلمن‪ ،‬لن الحيماة ممن حيممث‬
‫هي مما يطلع عليه الرجل غالبا‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحذف‪) .‬قوله‪ :‬وحيض( أي ادعته لجل العدة فممأنكر‪ .‬وفممي‬
‫البجيرمي ما نصه‪ :‬قوله وحيض ‪ -‬هو صريح في إمكممان البينممة عليممه‪ ،‬وبممه صممرح النممووي فممي‬
‫أصل الروضة‪ ،‬ونقله في فتماويه عمن ابمن الصمباغ‪ ،‬وصموبه بعضمهم خلفما لمما فمي الروضمة‪،‬‬
‫كأصلها في كتاب الطلق من تعذر إقامة البينة عليه‪ .‬ورجح بعضهم ما هنا‪ ،‬وحمل في‬

‫)‪ (1‬سورة المائدة‪ ،‬الية‪.106 :‬‬

‫] ‪[ 317‬‬

‫الطلق من التعذر على التعسر‪ .‬ا‍ه‪ .‬وإنما كان متعسرا‪ .‬لن الممدم وإن شمموهد إحتمممل أنممه‬
‫إستحاضة‪) .‬قوله‪ :‬وبكارة( أي فيما إذا شرطت في العقممد وادعممى زوجهمما أنممه وجممدها ثيبمما وأراد‬
‫الفسخ‪ ،‬وأنكرت ذلك وادعت أنها بكر إلى الن وأقامت أربع نسوة على دعواها فيقبلمن‪) .‬وقموله‪:‬‬
‫وثيابة( في بعض نسخ الخط وثيوبة ‪ -‬بالواو ‪ -‬وهي ضد البكارة‪ ،‬وصورتها أن يكون قممد طلقهمما‬
‫وادعى أنه طلقها وهي بكر لتشطير المهر عليه‪ ،‬فادعت أنها ثيب بوطئه لهمما ليسممتقر المهممر كلممه‬
‫لها وأقامت أربع نسوة على ذلك فيقبلن‪) .‬قوله‪ :‬ورضاع( أي إذا كان من الثدي‪ ،‬أما إذا كممان مممن‬
‫إناء فل يقبلن فيه‪ ،‬لن ذلك يطلع عليه الرجال غالبا‪ .‬نعم‪ :‬يقبلن في أن هممذا اللبممن الممذي فممي هممذا‬
‫الناء من هممذه المممرأة‪ ،‬لن الرجممال ل يطلعممون عليممه غالبمما‪) .‬قمموله‪ :‬وعيممب امممرأة( أي كرتممق‪،‬‬
‫وقرن‪ ،‬وجرح على فرجها‪ ،‬حرة كانت أو أمة‪) .‬وقوله‪ :‬تحت ثيابها( المراد به ممما ل يطلممع عليممه‬
‫الرجال غالبا‪ .‬وخرج بمه عيممب الموجه واليمد ممن الحمرة‪ ،‬فل يثبممت حيممث لمم يقصممد بمه ممال إل‬
‫برجلين‪ ،‬وكذا ما يبدو عند مهنة المة إذا قصد به فسممخ النكمماح مثل‪ ،‬أممما إذا قصممد بممه الممرد فممي‬
‫العيب‪ ،‬فيثبت برجل وامرأتين‪ ،‬وشاهد ويمين‪ :‬لن القصد منه حينئذ المال‪ .‬ل يقال كون هذا مممما‬
‫يطلع عليه الرجال غالبا‪ ،‬إنما يظهر على القول بحل النظر إلى ذلك ل على المعتمد من تحريمه‪،‬‬
‫لنا نقول الوجه والكفان يطلممع عليهمما الرجمال غالبما‪ .‬وإن قلنمما بتحريمم النظممر لهمما لنمه جمائز‬
‫لمحارمها وزوجها بل للجنبي لتعليم ومعاملة وتحمل شهادة‪) .‬قوله‪ :‬أربع من النساء( خممبر عممن‬
‫الشهادة المقدرة قبل قوله ولم يظهر الخ‪) .‬واعلم( أن ما قبلت فيه شهادة النساء على فعله‪ ،‬ل تقبل‬
‫شهادتهن على القرار به‪ ،‬لنه مما يطلع عليه الرجال غالبا بالسماع كسممائر القممارير‪) .‬قمموله أو‬
‫رجلن الخ(‪) ..‬واعلم( أن قبول شهادة من ذكر معلوم بالولى‪ ،‬لنه إذا قبلت شهادتهن منفممردات‬
‫قبلت شهادة الرجلين‪ ،‬والرجل والمرأتين بالولى‪) .‬قمموله‪ :‬لممما روى الممخ( دليممل للكتفمماء بشممهادة‬
‫الربع النسوة فيما ل يظهر للنساء غالبا‪) .‬قوله‪ :‬من ولدة الخ( بيان لما‪) .‬وقوله‪ :‬وعيمموبهن( أي‬
‫كالرتق وما بعده مما مر‪) .‬قوله‪ :‬وقيس بذلك( أي بالممذكور فمي الحمديث ممن المولدة والعيموب‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬غيره( أي غير المذكور في الحديث مما هو في معناه من كل ما ل يطلممع عليممه الرجممال‬
‫غالبا كالحيض وما بعده مما مر‪) .‬قوله‪ :‬ول يثبت ذلك( أي ما يظهر للنساء غالبا برجمل ويميمن‪،‬‬
‫لنها حجة ضعيفة‪ .‬وعيوب النساء ونحوها مما في معناها أمور مخطرة تحتاج إلى حجممة قويممة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وسئل الخ( الغرض من إيراد ما ذكر‪ ،‬بيان أن البلوغ قد يثبت بالنسوة تبعا لما يقبلمن فيممه‪،‬‬
‫وإن كان إستقلل ل يثبت إل برجلين‪) .‬قوله‪ :‬أن فلنة يتيمة( يحتمل أن هذا علم عليها‪ ،‬ويحتمممل‬
‫الوصف‪) .‬قوله‪ :‬ولدت( بالبناء للمجهول‪) .‬وقوله‪ :‬شهر مولده( أي مولد فلن الممذي شممهد رجلن‬
‫ببلوغه ست عشرة سنة‪) .‬وقوله‪ :‬أو قبله( أي أو ولدت قبل شهر مولده‪) .‬وقمموله‪ :‬أو بعممده( أي أو‬
‫بعد شهر مولده‪) .‬وقوله‪ :‬بشهر( متعلق بولدت المقدر‪ .‬وقوله‪ :‬مثل( أي أو بشهرين‪) .‬قوله‪ :‬فهممل‬
‫يجوز تزويجها( أي فيما إذا توقف على إذنها بأن لم يكن لهمما ولممي مجممبر‪) .‬قمموله‪ :‬إعتمممادا علممى‬
‫قولهن( أي في ثبوت الولدة‪) .‬قوله‪ :‬أو ل يجوز( أي تزويجها‪) .‬قوله‪ :‬إل بعد‬

‫] ‪[ 318‬‬

‫ثبوت بلوغ نفسها( أي إل بعد أن تثبت بلوغها بنفسها برجلين‪) .‬قمموله‪ :‬نعممم يثبممت ضمممنا(‬
‫أي تبعا للولدة )وقوله‪ :‬من شهدن( بنون النسوة‪) .‬قوله‪ :‬كما يثبت النسب( أي تبعما للمولدة‪ ،‬كممما‬
‫تقدم في عبارة التحفة‪) .‬قوله‪ :‬فيجوز تزويجها الخ( مفرع على ثبوت البلوغ بولدتها‪) .‬قمموله‪ :‬لممو‬
‫أقامت شاهدا الخ( أي إذا ادعت دخوله عليها ليستقر المهر كلها‪ ،‬وأنكممر الممزوج ليتشممطر المهممر‪،‬‬
‫فأقامت شاهدا على أنه أقر بأنه دخل عليها‪ ،‬كفى حلفها مع ذلممك الشمماهد‪ .‬لن القصممد المممال وممما‬
‫كان القصد منه ذلك يكفي فيه شاهد ويمين كما مر‪) .‬وقوله‪ :‬ويثبت المهر( أي كله بممذلك‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫أو أقامه الخ( أي إذا ادعى دخوله عليها لتثبت العدة إذا طلقها‪ ،‬والرجعة إذا كان رجعيا‪ ،‬وأنكرته‬
‫هي لئل يكون عليها عدة‪ ،‬ول تثبت له الرجعة‪ ،‬لن الطلق قبل الوطئ ل عممدة فيممه ول رجعممة‪.‬‬
‫وأقام شاهدا علمى إقرارهما بالمدخول فل يكمون الحلمف معمه‪ ،‬لنمه ليمس القصمد الممال بمل العمدة‬
‫والرجعة‪ ،‬وما كان كذلك ل بد فيه من رجلين كما مر‪) .‬قوله‪ :‬وشرط في شاهد الممخ( شممروع فممي‬
‫بيان شروط الشاهد‪ ،‬وذكر منها هنا خمسة شروط‪ ،‬وسيذكر ثلثة وهي عممدم التهمممة‪ ،‬والبصممار‬
‫والسمع فمي المبصمرات والمسمموعات‪ ،‬وسميذكر محمترزات الجميمع‪ ،‬وبقمي عليمه فمي الشمروط‬
‫السلم والنطق‪ ،‬والرشد‪ ،‬فل تقبل الشهادة من كافر ولو على مثله‪ ،‬لنممه أخممس الفسمماق‪ ،‬ولقمموله‬
‫تعالى‪) * :‬واستشمهدوا شمهدين ممن رجمالكم( * وقموله تعمالى‪) * :‬وأشمهدوا ذوي عمدل منكمم( *‪.‬‬
‫والكافر ليممس مممن رجالنمما وليممس بعممدل‪ ،‬وأممما خممبر‪ :‬ل تقبممل شممهادة أهممل ديممن علممى غيرهممم إل‬
‫المسلمون فإنهم عدول على أنفسهم وعلى غيرهم فضعيف‪ ،‬وأما قمموله تعممالى‪) * :‬أو آخممران مممن‬
‫غيركم( * فمعناه من غير عشيرتكم‪ ،‬أو منسوخ بقوله تعممالى‪) * :‬وأشممهدوا ذوي عممدل منكممم( *‪.‬‬
‫ول من أخرس وإن فهم إشارته كل أحد فل يعتد بشهادته بها‪ ،‬كما ل يحنث فيما لو حلف ل يتكلم‬
‫ول تبطل صلته بها‪ ،‬فهي لغية في هذه البواب الثلثة‪ ،‬ومعتبرة في غيرها‪ ،‬ول ممن محجمور‬
‫عليه بسفه لنقصه‪) .‬واعلم( أن هذه الشروط يعتبر وجودها في الشاهد عنممد التحمممل‪ ،‬والداء فممي‬
‫النكاح لتوقف صحته على الشهود‪ ،‬وعنمد الداء فقمط فمي غيمره‪ ،‬فيجموز أن يتحملهما وهمو غيمر‬
‫كامل‪ ،‬ثم يؤديها وهو كامل‪) .‬قمموله‪ :‬فل تقبممل مممن صممبي( أي لقمموله تعممالى‪) * :‬مممن رجممالكم( *‪.‬‬
‫والصبي ليس من رجالنا فل تقبل شهادته ولو لمثله أو عليه‪ ،‬خلفا للمام مالك رضممي ال م عنممه‬
‫حيث قبل شهادة الصبيان فيما يقع بينهم من الجراحات ما لم يتفرقوا‪) .‬وقمموله‪ :‬ومجنممون( أي فل‬
‫تقبممل شممهادته بالجممماع‪) .‬قمموله‪ :‬ول ممممن بممه رق( أي ول تقبممل الشممهادة ممممن فيممه رق كسممائر‬
‫الوليات‪ ،‬إذ في الشهادة نفوذ قول على الغير‪ ،‬وهو نوع ولية‪ .‬ولنممه مشممغول بخدمممة سمميده فل‬
‫يتفرغ لتحمل الشهادة ول لدائها‪ .‬ا‍ه‪ .‬شرح الروض‪) .‬قمموله‪ :‬ول مممن غيممر ذي مممروءة( أي ول‬
‫تقبل الشهادة من غير صاحب مروءة‪ ،‬وهي ‪ -‬بضم الميم ‪ -‬لغة‪ :‬الستقامة‪ ،‬وشرعا ممما سمميذكره‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬لنه( أي غير صاحب مروءة‪ ،‬ل حياء له‪) .‬قوله‪ :‬ومن ل حياء له يقول ما شاء( أي لقوله‬
‫)ص(‪ :‬إذا لم تستح فاصنع ما شئت‪) .‬قموله‪ :‬وهممي( أي الممروءة شمرعا‪ ،‬ومعناهما لغمة مما تقمدم‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬توقي الدناس( أي التحرز من كل دنس‪ ،‬أي خسيس ل إثم فيه‪ .‬أو فيه إثم كسممرقة لقمممة‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬عرفا( راجع‬

‫)‪ (1‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪ (2) .282 :‬سورة الطلق‪ ،‬الية‪ (3) .2 :‬سورة المائدة‪ ،‬الية‪.106 :‬‬

‫] ‪[ 319‬‬

‫للدنمماس‪ ،‬فممالمراد مممن الممدنس‪ ،‬ممما يعممد فممي العممرب دنسمما‪ ،‬فهممو ل ينضممبط‪ ،‬بممل يختلممف‬
‫باختلف الشخاص والحوال والماكن‪ .‬وعبارة المنهاج‪ :‬والمروءة تخلق بخلق أمثاله في زمانه‬
‫ومكانه‪ .‬قممال فممي المغنممي‪ :‬لن المممور العرفيممة قلممما تنضممبط‪ ،‬بممل تختلممف بمماختلف الشممخاص‬
‫والزمنممة والبلممدان‪ ،‬وهممي بخلف العدالممة فإنهمما ل تختلممف بممإلختلف الشممخاص‪ ،‬فممإن الفسممق‬
‫يستوى فيه الشريف والوضيع‪ ،‬بخلف المروءة فإنها تختلف‪ .‬وقيل المروءة التحرز‪ .‬عما يسممخر‬
‫منه ويضحك به‪ .‬وقيل هي أن يصون نفسه عن الدناس ول يشينها عند الناس‪ ،‬وقيل غير ذلممك‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬وقيل غير ذكل‪ ،‬منه‪ :‬المروءة ترك ما يممزري بمتعمماطيه لكممونه غيممر لئق بممه عرفمما‪،‬‬
‫وهذه التعاريف متقاربة من جنة المعنى‪) .‬واعلم( أنه يجوز تعاطي خارم المروءة‪ ،‬إل إذا تعينممت‬
‫عليه الشهادة فيحرم عليه تعبه‪ .‬وقد فقدت المروءة الن إل من القليل من النمماس‪ .‬وممما أحسممن ممما‬
‫قيل فيها‪ :‬مررت على المروءة وهي تبكي فقلت علم تنتحب الفتاة ؟ فقالت كيف ل أبكي وأهلممي‬
‫جميعا دون خلق ال ماتوا ؟ )قوله‪ :‬فيسقطها( أي المروءة‪) .‬وقوله‪ :‬الكل والشممرب فممي السمموق(‬
‫أي ونحوه من كل مكان ل يعتاد فيه ذلك‪ ،‬فالسوق ليس بقيد‪ .‬ومحل إسممقاطهما للمممروءة حيممث ل‬
‫عذر‪ ،‬وإل كأن غلبه جوع أو عطش واضطر إلى ذلك فيه‪ ،‬أو كان صائما وقصد المبممادرة لسممنة‬
‫الفطر فل يسقطانها‪ ،‬ومحله أيضا كما في النهاية فيما إذا أكل أو شرب خارج الحممانوت‪ ،‬أممما لممو‬
‫أكل داخل الحانوت وكان مستترا فيه‪ ،‬بحيث ل ينظره غيره ممممن هممو خممارجه‪ ،‬فل يضممره ذلممك‬
‫ولم يرتض‪ .‬هذا في التحفة ونصها‪ :‬قال البلقيني أو أكل داخل حانوت مستترا ونظممر فيممه غيممره‪،‬‬
‫وهو الحق فيممن ل يليمق بمه ذلمك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬والمشممي المخ( بممالرفع معطموف علمى الكممل‪ :‬أي‬
‫ويسقطها المشي في السوق حال كونه كاشفا ما ذكر‪ ،‬والمشي ليس بقيممد‪) .‬وقمموله‪ :‬أو بممدونه( أي‬
‫غير العورة‪ ،‬أما كشمف العمورة فحمرام‪) .‬قموله‪ :‬لغيمر سموقي( متعلمق بكمل ممن الكمل والشمرب‬
‫والمشي‪ ،‬فإن صدرت هذه الثلثة من السوقي فل تسقط مرؤته‪) .‬قوله‪ :‬وقبلة الحليلة الخ( بممالرفع‬
‫أيضا عطف على الكل‪ :‬أي ويسقطها أيضا قبلة الحليلمة‪ ،‬زوجمة كمانت أو أممة بحضمرة النماس‪.‬‬
‫وفي المغني ما نصه‪ :‬قال البلقيني‪ :‬والمراد بالناس الذين يستحيي منهم في ذلممك‪ ،‬وبالتقبيممل الممذي‬
‫يستحيي من إظهاره‪ ،‬فلو قبل زوجته بحضرة جواريه أو بحضرة زوجات له غيرها‪ ،‬فإن ذلك ل‬
‫يعد من ترك المروءة‪ .‬وأما تقبيل الرأس ونحوه فليخل بممالمروءة‪ .‬ا‍ه‪ .‬بتصممرف‪ .‬ول يممرد علممى‬
‫إسقاط القبلة لها تقبيل ابن عمر رضي ال عنهما أمتمه الممتي وقعمت فممي سمهمه‪ ،‬لنمه كممان تقبيممل‬
‫إستحسان لغاظة الكفار ل تمتع‪ ،‬أو كان بيانا للجواز‪ ،‬ومثل القبلة في إسقاط المروءة وضع يممده‬
‫على موضع الستمتاع منها من صدر ونحمموه‪) .‬قمموله‪ :‬وإكثممار الممخ( بممالرفع أيضمما عطممف علممى‬
‫الكل‪ :‬أي ويسقطها إكثار ما يضحك من الحكايات بين الناس‪ ،‬ومحله إن قصد ضحك الجالسين‪،‬‬
‫فإن لم يقصده لكون ذلك طبعه لم يعممد خارممما للمممروءة‪ ،‬كممما وقممع ذلممك لبعممض الصممحابة‪ ،‬وفممي‬
‫الصحيح‪ ،‬من تكلم بالكلمة يضحك بها جلساءه‪ ،‬يهوي بها في النار سبعين خريفا‪) .‬قوله‪ :‬أو لعممب‬
‫شطرنج( بالجر عطف على مما يضممحك‪ :‬أي وإكثمار لعمب شممطرنج بحيمث يشممغله عمن مهمماته‪،‬‬
‫والكلم إذا خل عن المال‪ ،‬وإل فحرام كما سيذكره‪) .‬قوله‪ :‬أو رقممص( هممو بممالجر أيضمما عطممف‬
‫على ما‪ :‬أي وإكثار رقص والكلم أيضا حيث لم يكن تكسر‪ ،‬وإل فهو حرام‪) .‬قوله‪ :‬بخلف قليل‬
‫الثلثة( أي ما يضحك ولعب شطرنج والرقص فإنه ل يسقطها‪ ،‬ومما يسقطها أيضا إكثار الغنمماء‬
‫‪ -‬بكسر الغين ‪ -‬والمد‪ ،‬أو استماعه‪ .‬ويسقطها أيضا حرفة دنيئة كحجم وكنس زبل ودبممغ ممممن ل‬
‫تليق به لشعارها بالخسة‪ ،‬بخلفها ممن تليق به‪ ،‬وإن لم تكن حرفة آبائه فل يسقطها‪) .‬قوله‪ :‬ول‬
‫من فاسق( عطف على قوله من صبي‪ :‬أي ول تقبمل الشممهادة ممن فاسممق لقموله تعممالى‪ :‬وأشمهدوا‬
‫ذوي عدل منكم‪ ،‬وهو ليس بعدل‪) .‬قوله‪ :‬واختار جمع الخ( قال في التحفة‪ :‬رده إبن‬

‫] ‪[ 320‬‬

‫عبد السلم بأن مصلحته‪ :‬أي المشهود له يعارضها مفسدة المشهود عليه‪) .‬وقمموله‪ :‬قضممى‬
‫الحاكم بشهادة المثل فالمثل( أنظر ما المراد به ؟ ولعله الخف فسقا‪) .‬قوله‪ :‬والعدالة الخ( هممي‬
‫لغة التوسط‪ ،‬وشرعا ما ذكره وهو إجتناب الكبائر والصرار على الصغائر‪ .‬وقيل هي ملكة فممي‬
‫النفس تمنع من إقتراف الكبائر والرذائل المباحة‪) .‬قوله‪ :‬بإجتناب كممل كممبيرة( أي بالتباعممد عنهمما‬
‫والترك لها‪ ،‬وعبارته من عموم السلب‪ ،‬فتفيد أنه متى ارتكب كممبيرة إنتفممت عنممه العدالممة‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫كالقتل الخ( أفادت كاف التمثيل مع الضابط التي أن الكبائر أشياء كثيرة‪ .‬قممال فممي المغنممي‪ :‬قممال‬
‫ابن عباس هي إلى السبعين أقرب‪ .‬وقال سعيد بن جبير أنها إلى السممبعمائة أقممرب‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقممد نظممم‬
‫بعضهم جملة منها فقال‪ :‬إذا رمت تعداد الكبائر آخذا عن المصطفى والصحب كممي تبلممغ الغممرف‬
‫فشرك وقتل ثم سحر مع الربا فظلم اليتامى والفرار إذا زحف عقوق وإلحاد وتبديل هجرة وسكر‬
‫ومن يزنممي ويسممرق أو قممذف وزور وتقممذير ببمول نميمممة غلمول ويممأس أو مممن المكممر لممم يخممف‬
‫وإضرار موص منع ماء ونحلة ونسيان قرآن كذا سبه السلف وسوء ظنون والذي وعده أتى بنار‬
‫ولعن أو عذاب فخذ ووف وقوله‪ :‬منع ماء‪ :‬أي عن ابن السبيل‪ .‬وقوله‪ :‬ونحلة‪ :‬أي مهر‪ ،‬ويممروى‬
‫وفحله‪ ،‬أي ومنع فحله‪ .‬وفي الزواجر أخمرج المبزار بسمند فيمه ضمعف‪ :‬أكمبر الكبمائر‪ :‬الشمراك‬
‫بال‪ ،‬وعقوق الوالدين‪ ،‬ومنع فضل الماء‪ ،‬ومنع الفحل‪) .‬قوله‪ :‬واليمين الغموس( بفتممح المعجمممة‪:‬‬
‫أي الفاجرة‪ ،‬وهي التي يبطل بها حق‪ ،‬أو يثبت بها باطل‪ .‬وسميت بذلك لنها تغمس الحممالف فممي‬
‫الثم في الدنيا‪ ،‬وفي النار في الخرى‪ .‬قال عليه الصمملة والسمملم‪ :‬مممن حلممف علممى مممال امممرئ‬
‫مسلم بغير حق لقي ال وهو عليه غضبان‪ .‬وقال عليه السلم‪ :‬من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينممه‬
‫فقد أوجب ال له النار وحرم عليه الجنة‪ .‬فقال له رجل‪ :‬وإن كان شيئا يسيرا يا رسول ال ؟ قال‪:‬‬
‫وإن كان قضيبا من أراك‪) .‬قوله‪ :‬والفرار من الزحف( أي النصراف من الصف لزحف الكفممار‬
‫على المسلمين‪ ،‬وتقدم الكلم عليه في مبحث الجهاد‪ ،‬فارجع إليه إن شئت‪) .‬وقوله‪ :‬بل عذر( أممما‬
‫إذا كان لعذر كمرض‪ ،‬وكالنصراف من الصف لجل أن يكمن في موضع ثممم يهجممم فل يحممرم‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وعقوق الوالدين( أي ولمو كمافرين وهمو الظمماهر‪ ،‬وإن وقممع فمي بعممض الحماديث التقييمد‬
‫بالمسلمين لن الظاهر أنه جري علممى الغممالب‪ .‬ومعنممى عقوقهممما أن يؤذيهممما أذى ليممس بممالهين‪،‬‬
‫ومنه التأفيف‪ .‬قال رسول ال )ص(‪ :‬من عق والديه فقد عصى ال ورسوله‪ ،‬وأنه إذا وضممع فممي‬
‫قبره ضمه القبر حتى تختلف أضمملعه‪ ،‬وأشممد النمماس عممذابا فممي جهنممم عمماق لوالممديه‪ ،‬والزانممي‪،‬‬
‫والمشرك بال سبحانه وتعالى‪ .‬وروي‪ :‬أن رجل شكا إلى رسول ال )ص( أباه‪ ،‬وأنه يأخذ ممماله‪.‬‬
‫فدعاه فإذا هو شيخ يتوكأ على عصا فسأله‪ ،‬فقال‪ :‬إنه كان ضعيفا وأنا قمموي‪ ،‬وفقيممرا وأنمما غنممي‪،‬‬
‫فكنت ل أمنعه شيئا من مالي‪ ،‬واليوم أنا ضعيف وهو قوي‪ ،‬وأنا فقيممر وهممو غنممي‪ ،‬ويبخممل علممي‬
‫بماله‪ .‬فبكى رسول ال )ص( وقال‪ :‬ما من حجر ول مدر يسمع بهذا إل بكى‪ ،‬ثم قال للولد‪ :‬أنممت‬
‫ومالك لبيك‪ .‬وشكا إليه آخر سوء خلق أمه فقال‪ :‬لم لم تكن سيئة الخلق حين حملتك تسعة أشممهر‬
‫؟ قال إنها سيئة الخلق‪ .‬قال لم لم تكن كذلك حين أرضعتك حولين ؟ قال‪ :‬إنها سيئة الخلق‪ .‬قال لم‬
‫لم تكن كذلك حين سهرت لك ليلها وأظمأت لك نهارها ؟ قال لقد جازيتها‪ .‬قال‪ :‬ما فعلممت ؟ قممال‪:‬‬
‫حججت بها على عنقي‪ .‬قال‪ :‬ما جازيتها‪ .‬وقال عليه السلم‪ :‬إياكم وعقمموق الوالممدين‪ ،‬فممإن الجنممة‬
‫يوجد ريحها من مسيرة ألف عام‪ ،‬ول يجد ريحها عاق‪ ،‬ول قاطع رحم‪ ،‬ول شيخ زان‪ ،‬ول جار‬
‫إزاره خيلء‪ .‬إن الكبرياء ل رب العالمين‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي‪) .‬قموله‪ :‬وغصممب قمدر ربممع دينممار( أممما‬
‫غصب ما دونه فهو من الصغائر‪ .‬قال في الروض وشرحه‪ :‬وغصب مال لخبر مسلم‪:‬‬
‫] ‪[ 321‬‬

‫من اقتطع شبرا ممن أرض ظلممما‪ ،‬طموقه الم إيماه يموم القيامممة ممن سمبع أرضمين‪ .‬وقيمده‬
‫جماعة بما يبلغ قيمة ربع مثقال كما يقطع به فممي السممرقة‪ .‬وخممرج بغصممب المممال غصممب غيممره‬
‫كغصب كلب فصغيرة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وتفويت مكتوبة( أي فهو من الكبائر‪ ،‬لقوله تعالى إخبممارا عممن‬
‫أصحاب الجحيم‪ :‬ما سلككم في سقر ؟ قالوا‪ :‬لم نك من المصلين‪ ،‬ولم نممك نطعممم المسممكين‪ ،‬وكنمما‬
‫نخوض مع الخائضين ولما روي أن‪ :‬من ترك الصمملة متعمممدا فقممد بممرئت منممه ذمممة المم‪ .‬ومثممل‬
‫تفويت الصلة تعمدا‪ ،‬تأخيرها عن وقتها أو تقديمها عليه من غير عذر كسممفر أو مممرض‪ ،‬لقمموله‬
‫تعالى‪) * :‬فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلة‪ ،‬واتبعوا الشهوات‪ ،‬فسوف يلقممون غيمما إل مممن‬
‫تاب( *‪ .‬قال ابن مسعود رضي ال عنهما‪ :‬ليس معنى أضاعوها تركوها بالكلية‪ ،‬ولكممن أخروهمما‬
‫عن أوقاتها‪ ،‬وقال سعيد بن المسيب إمام التابعين‪ :‬هو أن ل يصلي الظهر حتى تأتي العصر‪ ،‬ول‬
‫يصلي العصر إلى المغرب‪ ،‬ول يصلي المغرب إلى العشاء‪ ،‬ول يصلي العشاء إلممى الفجممر‪ ،‬ول‬
‫يصلي الفجر إلى طلوع الشمس‪ .‬فمن مات وهو مصر على هذه الحالة ولم يتب أوعده ال بغممي‪،‬‬
‫وهو واد في جهنم بعيد قعره‪ ،‬شديد عقابه‪) .‬قمموله‪ :‬وتممأخير زكمماة( مثلممه بممالولى تركهمما بالكليممة‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬عداونا( أي عمدا‪ ،‬وهو راجع لكل من تفويت الصلة‪ ،‬وتأخير الزكاة‪ .‬وخرج بممه ممما إذا‬
‫كان تفويت الصلة لعذر كنسيان‪ ،‬أو نوم‪ ،‬أو كان تأخير الزكاة لعذر كأن لم يحضر المستحق لها‬
‫وقت وجوبها‪ ،‬فل حرمة في ذلك مطلقا‪) .‬قوله‪ :‬ونميمة( هي نقل الكلم على وجه الفساد‪ ،‬سواء‬
‫قصد الفساد أم ل‪ ،‬وسواء نقله لمن تكلم به فيممه أو نقلممه إلممى غيممره‪ ،‬كممأبيه وإبنممه مثل‪ ،‬وحصممل‬
‫الفساد‪ .‬والمراد بالفساد ضرر ل يحتمل‪ .‬ونقل الكلم ليس قيدا بل نقل الشممارة والفعممل كممذلك‪،‬‬
‫وسواء نقله بكلم أو إشارة أو كتابة‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي‪ .‬وإنما كانت من الكبائر لورود الوعيممد الشممديد‬
‫فيها‪ ،‬فقد روى الشيخان‪ :‬ل يدخل الجنة قتات أي نمممام‪ .‬وروى أحمممد والنسممائي‪ :‬ل يممدخل الجنممة‬
‫عاق‪ ،‬ول مدمن خمر‪ ،‬ول نمام‪) .‬قوله‪ :‬وغيرها( أي وغير المذكورات‪) .‬قوله‪ :‬مممن كممل جريمممة‬
‫الخ( بيان للغير‪ ،‬وهذا حد للكبيرة‪ ،‬واعترض بشموله صغائر الخسة كسرقة لقمة‪ ،‬لنهما جريممة‪:‬‬
‫أي معصية تؤذن بقلة إكتراث‪ :‬أي إعتناء مرتكبها بالدين‪ ،‬وبرقممة الديانممة‪ :‬أي ضممعفها‪ ،‬لكممن مممع‬
‫شموله لذلك مع أولى من حدها بأنها هي التي توجب الحد‪ ،‬لن أكثرها ل حد فيه‪ ،‬ومن حدها بما‬
‫فيه وعيد شديد بنص الكتاب أو السنة‪ ،‬لن كثيرا مما عدوه كبائر ليس فيه ذلممك كالظهممار‪ ،‬وأكممل‬
‫لحم الخنزير وكثيرا مما عدوه صغائر فيه ذلك كالغيبة‪) .‬واعلم( أن للعلماء أقاويل كمثرة فمي حمد‬
‫الكبيرة‪ ،‬فمنها ممما تقممدم‪ ،‬ومنهمما قممول ابمن الصملح فمي فتماويه‪ :‬قممال الجلل البلقينممي وهمو المذي‬
‫أختاره‪ :‬الكبيرة كل ذنب عظم عظما يصمح معممه أن يطلمق عليمه إسممم الكممبيرة‪ ،‬ويوصمف بكمونه‬
‫عظيما على الطلق‪ ،‬ولها أمارات منها إيجاب الحد‪ ،‬ومنها اليعاد عليه بالعذاب بالنار‪ ،‬ونحوها‬
‫في الكتاب أو السنة‪ ،‬ومنها وصف فاعلهما بالفسمق‪ ،‬ومنهمما اللعمن‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومنهما قمول البممارزي فمي‬
‫تفسيره التحقيق‪ :‬أن الكممبيرة كممل ذنممب قممرن بممه وعيممد أو لعممن بنممص كتمماب أو سممنة‪ ،‬أو علممم أن‬
‫مفسدته كمفسدة ما قرن به وعيد أو حد أو لعن‪ ،‬أو أكثر من مفسدته أو أشعر بتهاون مرتكبه فممي‬
‫دينه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقد استوعبها الشيخ ابن حجر في كتابه المسمى بالزواجر على اقممتراف الكبممائر وقممال‬
‫فيه‪ :‬واعلم أن كل ما سبق مممن الحممدود إنممما قصممدوا بممه التقريممب فقممط‪ ،‬وإل فهممي ليسممت بحممدود‬
‫جامعة وكيف يمكن ضبط ما ل طمع في ضممبطه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬واجتنمماب إصممرار علممى صممغيرة(‬
‫معطوف على اجتناب كل كبيرة‪ .‬والصرار هو أن يمضي زمن تمكنه فيه التوبة ولم يتب‪ ،‬وقيل‬
‫بأن يرتكبها ثلث مرات من غير توبة‪ ،‬وقال عميرة الصرار قيل‪ :‬هو الممدوام علممى نمموع واحممد‬
‫منها‪ ،‬والرجح أنه الكثممار مممن نمموع أو أنممواع‪ .‬قمماله الرافعممي‪ :‬لكنممه فممي بمماب العضممل قممال‪ :‬إن‬
‫المداومة على النوع الواحد كبيرة‪ ،‬وبه صمرح الغزالمي فمي الحيماء‪ ،‬قمال الزركشمي والحمق أن‬
‫الصرار الذي تصير به الصغيرة كبيرة‪ ،‬إما تكرارها بالفعل وهو الذي تكلم عليه الرافعي‪ ،‬وإما‬
‫تكرارها في الحكم وهو العزم عليها قبل تكفيرها وهو الذي تكلم فيه ابن الرفعة‪ .‬وتفسيره بممالعزم‬
‫فسر به الماوردي قوله تعالى‪) * :‬ولم يصروا على ما فعلوا( *‪ .‬وإنما يكون العمزم إصمرارا بعمد‬
‫الفعل وقبل التوبة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي‬

‫)‪ (1‬سورة المدثر‪ ،‬الية‪ (2) .42 :‬سورة مريم‪ ،‬الية‪ (3) .59 :‬سورة آل عمران‪ ،‬الية‪.135 :‬‬

‫] ‪[ 322‬‬

‫الحياء أن الصغيرة قممد تكممبر بغيممر الصممرار كاستصممغار الممذنب‪ ،‬والسممرور بممه‪ ،‬وعممدم‬
‫المبالة‪ ،‬والغفلة عن كونه يسبب الشقاوة والتهاون بحكم ال‪ ،‬والغترار بستر ال تعممالى وحلمممه‪،‬‬
‫وأن يكون عالما يقتدى به ونحو ذلممك‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمممي‪) .‬قمموله‪ :‬أو صممغائر( أي مممن نمموع واحممد أو‬
‫أنواع‪) .‬قوله‪ :‬بممأن ل تغلممب طاعمماته صممغائره( الممذي يظهممر أن البمماء بمعنممى مممع‪ ،‬وهممي متعلقمة‬
‫بإصرار المنفي‪ .‬والمعنى أن العدالممة تتحقممق بإجتنمماب الصممرار المصمماحب لعممدم غلبممة طاعمماته‬
‫معاصيه‪ ،‬بأن استويا أو غلبت المعاصي‪ ،‬أما الصرار المصاحب لغلبة الطاعات فتحقممق العدالممة‬
‫بدون إجتنابه ‪ -‬كما سيصرح به ‪ -‬ورأيت لسيد عمممر البصممري كتممب علممى قممول التحفممة‪ ،‬بممأن ل‬
‫تغلب الخ ما نصه‪ :‬كذا في النهاية‪ ،‬وفي هامش أصله بخط تلميذه عبد الرؤوف ما نصه‪ :‬الظمماهر‬
‫أن ل زائدة‪ ،‬وفيه نظر لن الظاهر أن مراد الشارح تفسممير الصممرار المممراد للمصممنف‪ ،‬وحينئذ‬
‫فيتعين إثبات ل‪ ،‬وأما حذف ل فإنما يتأتى لو كان المراد تفسير إجتناب الصرار‪ ،‬وليس مممرادا‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬وهو يفيد أن الباء تصوير لمراد المصنف من الصرار وهو بعيد‪ ،‬ويدل على ما ذكرته قول‬
‫التحفة‪ :‬قيل عطف الصرار من عطف الخاص على العام‪ ،‬لما تقرر أنه ليس المراد مطلقممه‪ ،‬بممل‬
‫مع غلبة الصغائر أو مساواتها للطاعات الخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬بل مع الخ مع محممل السممتدلل‪) .‬قموله‪:‬‬
‫فمتى ارتكب الخ( تفريع على مجموع قوله باجتناب كل كبيرة‪ ،‬وإجتنمماب إصممرار علممى صممغيرة‬
‫الخ المفيد للطلق في جانب الكبيرة‪ ،‬والتقييمد فمي جمانب الصمغيرة‪) .‬وقموله‪ :‬مطلقما( أي سمواء‬
‫غلبت طاعاته صغائرة أم ل‪) .‬قوله‪ :‬أو صغيرة( أي ومتى ارتكبت صغيرة أو صممغائر‪) .‬وقمموله‪:‬‬
‫داوم عليها( أي أصر عليهمما أم ل‪) .‬وقمموله‪ :‬خلفمما لمممن فممرق( أي بيممن المداومممة‪ :‬أي الصممرار‬
‫وعدمها‪ ،‬والظاهر أن هذا الفارق يقول إن المداومة عليها تسقط الشهادة مطلقا ‪ -‬غلبممت معاصمميه‬
‫أم ل ‪ -‬كالكبيرة‪ ،‬كما يدل على ذلك عبارة الروض وشرحه ونصهما‪ :‬فالصرار علممى الصممغائر‬
‫ولو على نوع منهما يسمقط الشمهادة‪ ،‬بشمرط ذكمره فمي قموله‪ :‬قمال الجمهمور‪ :‬ممن غلبمت طماعته‬
‫معاصيه كان عدل‪ ،‬وعكسه فاسق‪ .‬ا‍ه‪ .‬فيؤخذ من قوله بشرط الخ أن خلف الجمهور ل يقولممون‬
‫به‪ .‬تأمل‪) .‬قوله‪ :‬فإن غلبت الخ( جممواب مممتى المقممدرة قبممل قمموله‪ :‬أو صممغيرة‪ .‬قممال فممي النهايممة‪:‬‬
‫ويتجه ضبط الغلبة بالعد من جانبي الطاعة والمعصية من غير نظر‪ ،‬لكثرة الثممواب فممي الولممى‪،‬‬
‫وعقاب في الثانية‪ ،‬لن ذلك أمر أخروي ل تعلق لممه بممما نحممن فيممه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتممب ع ش‪ :‬قمموله ممن‬
‫جانبي الطاعة والمعصية ‪ -‬أي بأن يقابل كل طاعة بكل معصية في جميع اليام‪ ،‬حتى لمو غلبممت‬
‫الطاعات على المعاصي في بعض اليام‪ ،‬وغلبت المعاصي في باقيهمما‪ ،‬بحيممث لممو قمموبلت جملممة‬
‫المعاصي بجملة الطاعات كانت المعاصي أكثر لم يكن عمدل‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقموله‪ :‬ممن غيمر نظمر لكمثرة‬
‫الخ‪ :‬معناه أن الحسنة تقابل بسميئة ل بعشمر سميئات‪ .‬وعبمارة ق ل‪ :‬ومعنمى غلبتهما مقابلمة الفمرد‬
‫بالفرد من غير نظممر إلممى المضمماعفة‪ .‬ا‍ه‪ :‬قممال فممي النهايممة‪ :‬ومعلمموم أن كممل صممغيرة تمماب منهمما‬
‫مرتكبها ل تدخل في العد‪ ،‬لذهاب التوبة الصحيحة أثرها رأسا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬والصغيرة الخ( هممي‬
‫كل ذنب ليس بكبيرة‪ ،‬قال في الزواجر‪) :‬واعلممم( أن جماعممة مممن الئمممة أنكممروا أن فممي الممذنوب‬
‫صغيرة‪ ،‬وقالوا‪ :‬بل سائر المعاصي كبائر‪ ،‬منهم السمتاذ أبمو إسممحاق السمفرايني والقاضمي أبمو‬
‫بكر الباقلني وإمام الحرمين في الرشاد‪ ،‬وابن القشيري في المرشد‪ ،‬بل حكمماه ابممن فممورك عممن‬
‫الشاعرة واختاره في تفسيره فقال‪ :‬معاصي ال عندنا كلها كبممائر‪ ،‬وإنممما يقمال لبعضممها صممغيرة‬
‫ولبعضها كبيرة بالضافة إلى ما هو أكبر منها‪ .‬ثم قال‪ :‬وقال جمهور العلماء أن المعاصي تنقسم‬
‫إلى صغائر وكبائر‪ ،‬ول خلف بين الفريقين في المعنى‪ ،‬وإنممما الخلف فممي التسمممية والطلق‪،‬‬
‫لجماع الكل على أن من المعاصي ما يقممدح فممي العدالممة‪ ،‬ومنهمما ممما ل يقممدح فممي العدلممة‪ ،‬وإنممما‬
‫الولون فروا من هذه التسمية‪ ،‬فكرهوا تسمية معصية ال صمغيرة نظممرا إلممى عظممة الم تعمالى‬
‫وشدة عقابه‪ ،‬وإجلل له عزوجل عن تسمية معصيته صممغيرة‪ ،‬لنهمما بممالنظر إلمى بماهر عظمتمه‬
‫كبيرة‪ ،‬أي كبيرة‪ .‬ولم ينظر الجمهور إلى ذلك لنه معلوم‪ ،‬بل قسموها إلى صغائر وكبائر لقمموله‬
‫تعالى‪) * :‬وكره إليكم الكفر والفسوق‬

‫] ‪[ 323‬‬

‫والعصيان( *‪ .‬فجعلهمما رتبمما ثلثممة‪ ،‬وسمممى بعممض المعاصممي فسمموقا دون بعممض‪ ،‬وقمموله‬
‫تعالى‪) * :‬الذين يجتنبون كبائر الثم والفواحش إل اللمم( *‪ .‬الية‪ ،‬وسيأتي في الحديث الصممحيح‬
‫الكبائر سبع ‪ -‬وفي رواية تسع ‪ -‬وفي الحديث الصحيح أيضا ومن كذا إلى كذا كفممارة لممما بينهممما‬
‫ما اجتنبت الكبائر‪ ،‬فخص الكبائر ببعض الذنوب‪ ،‬ولو كانت الممذنوب كلهمما كبممائر لممم يسممغ ذلممك‪،‬‬
‫ولن ما عظمت مفسدته أحق بإسم الكبيرة‪ ،‬علم أن قوله تعالى‪) * :‬إن تجتنبمموا كبممائر ممما تنهممون‬
‫عنه نكفر عنكم سيئاتكم( *‪ .‬صريح في انقسام الذنوب إلى كبائر وصغائر‪ ،‬ولممذلك قممال الغزالممي‪:‬‬
‫ل يليق إنكار الفرق بين الكبائر والصمغائر‪ .‬وقممد عممرف ممن مممدارك الشمرع‪ .‬ا‍ه‪) .‬قموله‪ :‬كنظممر‬
‫الجنبية( أي لغير حاجة‪ ،‬أمما إذا كمان لحاجمة كتحمممل الشممهادة‪ ،‬أو إستشممفاء‪ ،‬فل يحممرم‪) .‬قموله‪:‬‬
‫ووطئ رجعية( أي من قبل الرجعة‪) .‬قوله‪ :‬وهجممر المسمملم فمموق ثلث( أي مممن اليممام بل سممبب‬
‫يقتضي ذلك‪ ،‬وقد تقدم الكلم عليه في فصل القسم والنشوز‪) .‬قوله‪ :‬ولبس رجل ثوب حريممر( أي‬
‫لغير حاجة‪ .‬أما إذا كان لحاجة كجرب وقمل‪ ،‬فل يحرم كما مر في باب الجمعممة‪) .‬قمموله‪ :‬وكممذب‬
‫ل حد فيه( عبارة الروض وشرحه‪ :‬وكذب ل حممد فيممه ول ضممرر‪ ،‬وقممد ل يكممون صممغيرة‪ ،‬كممأن‬
‫كذب في شعره بمدح وإطراء‪ .‬وأمكن حمله على المبالغة فإنه جائز‪ ،‬لن غرض الشاعر إظهممار‬
‫الصنعة ل التحقيق كما سيأتي ذلك‪ .‬وخرج بنفي الحد والضرر ما لو وجدا أو أحدهما مع الكممذب‬
‫فيصير كبيرة‪ ،‬لكنه مع الضرر ليس كبيرة مطلقا‪ ،‬بل قد يكون كبيرة كالكذب على النبيمماء‪ ،‬وقممد‬
‫ل يكون‪ ،‬بل الموافق لتعريف الكبيرة بأنها المعصممية الموجبممة للحممد أنممه ليممس كممبيرة مطلقمما‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ولعن( عمده ابمن حجمر فممي الزواجممر ممن الكبممائر إن كممان لمسملم‪ ،‬ونصممها‪ :‬سممب المسمملم‬
‫والستطالة في عرضه‪ ،‬وتسبب النسان في لعن أو شتم والديه وإن لم يسبهما‪ ،‬ولعنه مسلما مممن‬
‫الكبائر‪ .‬ا‍ه‪ .‬واللعن معناه الطرد والبعد من رحمة ال ومحل حرمته إن كان لمعين ولو فاسقا‪ ،‬أو‬
‫كافرا حيا أو ميتا‪ ،‬ولم يعلم موته على الكفر‪ ،‬لحتمال أنه ختم له بالسلم ‪ -‬بخلف من علمم أنمه‬
‫ختم له على غير السلم كفرعون‪ ،‬وأبي جهل‪ ،‬وأبي لهب ‪ -‬ويجمموز إجماعمما لعممن غيممر المعيممن‬
‫بالشخص بل بالوصف‪ ،‬كلعنة ال على الكاذبين أو الظالمين‪ ،‬وقد ورد في النهي عنه شئ كثيرة‪:‬‬
‫فمن ذلك قوله عليه السلم‪ :‬من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والممديه‪ .‬قيممل‪ :‬وكيممف يلعنهممما ؟ قممال‬
‫يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه‪ ،‬ويسب أمه فيسب أمه‪ .‬وقوله عليممه السمملم‪ :‬إن العبممد إذا لعممن‬
‫شيئا صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها‪ ،‬ثممم تهبممط إلممى الرض فتغلممق أبوابهمما‬
‫دونها‪ ،‬ثم تأخذ يمينا وشمال‪ ،‬فإن لم تجممد مسمماغا‪ ،‬رجعممت علممى الممذي لعمن‪ ،‬فممإن كممان أهل وإل‬
‫رجعت على قائلها وقوله عليه السلم‪ :‬ليس المؤمن بالطعان ول باللعان ول بالفاحش ول بالبذي‪.‬‬
‫أي المتكلم بالفحش والكلم القبيح‪ .‬ومر عليه السلم بأبي بكر رضي ال عنممه وهممو يلعممن بعممض‬
‫رقيقه‪ ،‬فالتفت إليه وقال‪ :‬لعانين ؟ كل ورب الكعبة‪ ،‬فأعتقه أبو بكمر رضمي الم عنمه يمومئذ‪ ،‬ثمم‬
‫جاء لرسول ال )ص( فقال‪ :‬ل أعود‪ .‬ولعن رجل بعيره فقال له عليه السلم‪ :‬ل تتبعنا على بعيمر‬
‫ملعون‪ .‬وقال عليه السلم‪ :‬ل تسبوا الديك فمإنه يموقظ للصملة‪ .‬وصممرخ ديمك قمرب النمبي )ص(‬
‫فقال رجل‪ :‬اللهم العنه‪ ،‬فقال عليه السمملم‪ :‬ممه فممإنه يممدعو إلممى الصمملة‪ .‬ولممدغت برغمموث رجل‬
‫فلعنها‪ ،‬فقال عليه السلم‪ :‬ل تلعنها فإنها نبهت نبيا ممن النبيماء لصملة الصمبح‪ .‬وفمي حمديث‪ :‬ل‬
‫تسبوها فنعمت الدابة‪ ،‬فإنها أيقظتكم لذكر ال وقد قيل فيها شعر‪ :‬ل تشتموا البرغوث إن اسمه بر‬
‫وغوث لك لو تدري فبره شمرب دم فاسمدوغوثه اليقماظ للفجمر ولعمن الرجمل الريمح فقمال عليمه‬
‫الصلة والسلم‪ :‬ل تعلن الريح فإنها مأمورة‪ ،‬من لعن شيئا ليس بأهل رجعت اللعنة‬

‫)‪ (1‬سورة الحجرات‪ ،‬الية‪ (2) .7 :‬سورة النجم‪ ،‬الية‪ (3) .32 :‬سورة النساء‪ ،‬الية‪.31 :‬‬

‫] ‪[ 324‬‬

‫عليه‪) .‬وقوله‪ :‬ولو لبهيمة أو كافر( أي فإنه يحممرم‪ .‬قممال فممي الزواجممر‪ :‬واسممتفيد مممن هممذه‬
‫الحاديث أن لعن الدواب حرام‪ ،‬وبه صرح أئمتنا‪ ،‬والظاهر أنه صغيرة ثم قال‪ :‬ثم رأيت بعضهم‬
‫صرح بأن لعن الدابة والذمي المعين كبيرة‪ ،‬وقيمد حرممة لعمن المسملم بغيمر سمبب شمرعي وفيمه‬
‫نظر‪ ،‬والذي ينجه ما مر من أن لعن الدواب صغيرة‪ ،‬وأما الذمي فيحتمل أنه كبيرة لستوائه مممع‬
‫المسلم في حرمة إيذائه‪ ،‬وأما تقييده فغير صحيح‪ ،‬إذ ليس لنا غرض شمرعي يجموز لعممن المسملم‬
‫أصل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وبيع معيب بل ذكر عيب( أي للمشتري فإنه حرام مممن الصممغائر‪ ،‬ومحلهمما إذا‬
‫علم البائع بالعيب‪ ،‬وإل فل حرمة كما هو ظاهر‪) .‬قوله‪ :‬وبيع رقيق مسلم لكافر( أي فإنه حممرام‪،‬‬
‫ول يصح كما تقدم في باب البيع لما في ذلك من الذلل للمسلم‪ ،‬ولقوله تعالى‪) * :‬ولن يجعل ال‬
‫للكافرين على المؤمنين سبيل( * نعم يصح فيما إذا كان يعتق عليه كما إذا كممان المممبيع أصممل أو‬
‫فرعا للمشتري الكافر‪ ،‬لنه يستعقب العتممق فل إذلل‪ ،‬ويحممرم أيضمما بيممع المصممحف لكممافر‪ ،‬ول‬
‫يصح كما تقدم لما فيه من الهانة‪) .‬قوله‪ :‬ومحاذاة قاضي الحاجة الكعبة بفرجه( أي فإنهمما حممرام‬
‫إستقبال وإستدبارا‪ ،‬لكن بشرط أن يكون في صحراء بدون ساتر‪ ،‬أو في بنمماء غيممر معممد لقضمماء‬
‫الحاجة‪ .‬وذلك لخبر‪ :‬إذا أتيتم الغائط فل تسممتقبلوا القبلممة ول تسممتدبروها ببممول ول غممائط‪ ،‬ولكممن‬
‫شرقوا أو غربوا وقد تقدم هذا في أول الكتاب‪) .‬قوله‪ :‬وكشف العممورة فممي الخلمموة عبثمما( أي مممن‬
‫غير حاجة فهو حرام حينئذ‪ ،‬فإن كان لحاجة كإغتسال لم يحرم ‪ -‬كما تقدم أول الكتاب في شروط‬
‫الصلة ‪) .-‬قوله‪ :‬ولعب بنرد( هو المعروف عند الناس بالطاولمة‪ ،‬وفمي مسمملم‪ :‬ممن لعمب بممالنرد‬
‫فكأنما غمس يده في لحممم خنزيممر ودمممه‪ .‬وفممارق الشممطرنج حيممث يكممره إن خل عممن المممال بممأن‬
‫معتمده الحساب الدقيق والفكر الصحيح‪ ،‬ففيه تصممحيح الفكممر ونمموع مممن التممدبير‪ ،‬ومعتمممد النممرد‬
‫الحزر والتخمين المؤدي إلى غاية من السفاهة والحمق‪ .‬قال العلمة الهمام ابن نباتة فممي شممرحه‬
‫لرسالة إبن زيدون‪ :‬وقد وضع النرد لزدشير ممن ولممد ساسممان‪ ،‬وهمو أول الفممرس الثانيممة تنبيهمما‬
‫على أنه ل حيلة للنسان مع القضاء والقدر‪ ،‬وهو أول من لعب به‪ ،‬فقيل نردشير‪ ،‬وقيل أنممه هممو‬
‫الذي وضعه‪ .‬وشبه به تقلب الدنيا بأهلها‪ ،‬فجعل بيوت النرد اثني عشر بيتمما بعممدد شممهور السممنة‪،‬‬
‫وعدد كلبها ثلثون بعدد أيام الشهور‪ ،‬وجعل الفصين مثال للقضاء والقدر وتلقيبهما بأهل الدنيا‪،‬‬
‫وأن النسان يلعبه فيبلغ بإسعاف القدر ممما يريممده‪ ،‬وأن اللعممب غيممر الفطممن يتممأتى لممه ممما يتممأتى‬
‫للفطن إذا أسعفه القدر‪ .‬فعارضهم الهند بالشطرنج‪) .‬قوله‪ :‬وغيبة وسكوت عليها( عبارة الممروض‬
‫وشرحه‪ :‬وغيبة للمسر فسقه واستماعها بخلف المعلن ل تحرم غيبته بما أعلن بممه كممما مممر فممي‬
‫النكاح‪ ،‬وبخلف غير الفاسق فينبغي أن تكون غيبته كبيرة‪ ،‬وجمرى عليمه المصممنف كأصممله فمي‬
‫الوقوع في أهل العلم وحملة القرآن كما مر‪ ،‬وعلى ذلك يحمل ما ورد فيها من الوعيد الشديد فممي‬
‫الكتاب والسنة‪ ،‬وما نقله القرطبي من الجماع على أنها كبيرة‪ ،‬وهذا التفصيل أحسن مممن إطلق‬
‫صمماحب العممدة أنهمما صممغيرة‪ ،‬وإن نقلممه الصممل عنممه وأقممره وجممرى عليممه المصممنف‪ .‬وقمموله‪:‬‬
‫واستماعها أخص من قول الصل‪ ،‬والسكوت عليها لنه قد يعلمها ول يسمعها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ونقممل‬
‫بعضهم( مبتدأ خبره قوله محمول الخ‪) .‬قوله‪ :‬الجماع على أنها( أي الغيبة كممبيرة‪) .‬وقمموله‪ :‬لممما‬
‫فيها من الوعيد الشديد( علة لكونها كبيرة‪ ،‬ومما ورد فيها قوله عليه السلم‪ :‬من قممذفا مؤمنمما بممما‬
‫ليس فيه حبسه ال فممي ردغممة الخبممال‪ .‬رواه الطممبراني وغيممره‪ .‬وردغممة بسممكون الممدال وفتحهمما‪.‬‬
‫عصارة أهل النار‪ .‬وقوله عليه السلم‪ :‬لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخشمممون‬
‫صدورهم‪ ،‬فقلت‪ :‬ممن همؤلء يما جبريمل‪ :‬قمال‪ :‬همؤلء الممذين يمأكلون لحموم النمماس ويقعممون فممي‬
‫أعراضهم‪ .‬وقوله عليه السلم فممي حجممة المموداع‪ :‬إن دممماءكم وأعراضممكم حممرام عليكممم كحرمممة‬
‫يومكم هذا في شهركم هذا‪ ،‬في بلدكم هذا‪ ،‬ومممن أربممى الربمما إسممتطالة المممرء فممي عممرض أخيممه‪.‬‬
‫وعن عائشة رضي ال عنها قالت للنبي )ص(‪ :‬حسبك من صفية كذا وكممذا ‪ -‬قممال بعممض الممرواة‬
‫تعني أنها قصيرة ‪ -‬فقال عليمه السمملم‪ :‬قلممت كلمممة لمو مزجممت بممماء البحممر لمزجتممه‪ .‬أي لنتنتممه‬
‫وغيرت ريحه‪ .‬وجاء رجل إلى النبي )ص( وأخبره‬

‫)‪ (1‬سورة النساء‪ ،‬الية‪.141 :‬‬

‫] ‪[ 325‬‬

‫أن فتاتين ظلتا صائمتين فأعرض عنه أربع مرات وهو يكرر عليه ذلك‪ ،‬ثم قال‪ :‬إنهما لممم‬
‫يصوما‪ .‬وكيف صام من ظل هذا اليموم يأكمل لحموم النماس ؟ إذهمب فمرهمما إن كانتما صمائمتين‬
‫فلتتقيآ‪ ،‬فرجع إليهما وأخبرهما فقاءت كل واحدة علقممة مممن دم‪ ،‬فرجممع إليممه )ص( فممأخبره فقممال‪:‬‬
‫والذي نفسي بيده لو بقيتا في بطونهما لكلتهما النار‪ .‬وفممي روايممة‪ :‬فقممال لحممداهما قيئي‪ ،‬فقمماءت‬
‫قيحا ودما وصديدا ولحما حتى ملت نصف القدح‪ ،‬ثم قممال للخممرى قيئي‪ ،‬فقمماءت مممن قيممح ودم‬
‫وصديد ولحم عممبيط وغيممره حممتى ملت القممدح‪ ،‬ثممم قممال‪ :‬إن همماتين صممامتا عممما أحممل الم لهممما‬
‫وأفطرتا على ما حرم ال عليهما‪ ،‬جلست إحداهما إلى الخرى فجعلتا تممأكلن ممن لحمموم النمماس‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬محمول على غيبة أهل العلم وحملت القممرآن( أي لشممدة إحممترامهم‪) .‬قموله‪ :‬لعممموم البلموى‬
‫بها( أي وإنما حمل الجماع على ذلك ولم يبق على إطلقه لعموم البلوى بالغيبة‪ ،‬فيحصل حممرج‬
‫عظيم لو لم يحمل عليه‪) .‬قوله‪ :‬وهي( أي الغيبة‪ ،‬وهو بيان لحممدها‪ ،‬وقممد بينهمما عليممه السمملم فممي‬
‫قوله‪ :‬هل تدرون ما الغيبة ؟ قالوا ال ورسوله أعلم‪ .‬قال‪ :‬ذكرك أخاك بما يكرهممه‪ .‬قممال‪ :‬أفرأيممت‬
‫إن كان في أخي ما أقول ؟ قال‪ :‬إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته‪ ،‬وإن لم يكمن فيممه فقمد بهتمه‪ .‬قممال‬
‫في الزواجر‪ :‬وذكر الخ في الحمديث كاليمة للعطمف والتمذكير بالسمبب البماعث علمى أن المترك‬
‫متأكد في حممق المسمملم أكممثر‪ ،‬لنممه أشممرف وأعظممم حرمممة‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقمموله‪ :‬ذكممرك( المممراد بالممذكر‬
‫التعرض باليذاء بدليل الغاية بعده‪) .‬وقوله‪ :‬ولو بنحمو إشمارة( دخمل تحمت نحمو الغممز والكتابمة‬
‫والتعرض‪ ،‬كأن يذكر عنده غيره فيقول الحمد ل الذي ما ابتلنمما بقلممة الحيمماء‪ ،‬أو بالممدخول علممى‬
‫السلطين‪ ،‬وليس قصده بدعائه إل أن يفهم عيب ذلك الغير‪ ،‬ومثله كممل ممما يتوصممل بممه إلممى فهممم‬
‫المقصود كأن يمشي مشيته‪ ،‬بل قال الغزالي إن هذا أعظم لنه أبلغ من التصريح والتفهيم وأنكممى‬
‫للقلب‪) .‬قوله‪ :‬غيرك( مفعول ذكر المضماف لفمماعله‪ ،‬والممراد بمه لغيممر ممما يعممم المسمملم والمذمي‪.‬‬
‫وسئل‪ :‬الغزالي رحمه ال تعالى عن غيبة الكافر‪ .‬فقال‪ :‬هي في حق المسلم محذورة لثلثة علممل‪:‬‬
‫اليذاء‪ ،‬وتنقيص ما خلقه ال تعممالى‪ ،‬وتضممييع المموقت بممما ل يعنممي‪ .‬والولممى تقتضممي التحريممم‪،‬‬
‫والثانية الكراهة‪ ،‬والثالثة خلف الولى‪ .‬وأما الذمي فكالمسلم فيما يرجع إلى المنممع مممن اليممذاء‪،‬‬
‫لن الشرع عصم دمه وعرضه وماله‪ ،‬وأممما الحربممي فليممس بمحممرم علممى الولممى‪ ،‬ويكممره علممى‬
‫الثانية والثالثة‪ .‬وأما المبتدع فإن كفر فكالحربي‪ ،‬وإل فكالمسلم‪) .‬وقمموله‪ :‬المحصممور المعيممن( لممو‬
‫اقتصر على القيد الثاني لكان أولى‪ ،‬لنه يفيد مفاد الول وزيادة‪ .‬وخرج بذلك غيممر المعيممن كممأن‬
‫يذم البخلء‪ ،‬أو المتكبرين‪ ،‬أو المرائين‪ ،‬ويتعرض لهم بالتنقيص من غير تعيين أحد منهممم‪ ،‬فهممذا‬
‫ل يعد غيبة‪) .‬قوله‪ :‬بما يكره( متعلممق بممذكرك‪ :‬أي أن تممذكره بشممئ يكرهممه سممواء كممان فممي بممدنه‬
‫كقصير وأسود وغير ذلك‪ ،‬أو في نسبه كأبوه إسكافي‪ ،‬أو في خلقه كسئ الخلممق عمماجز ضممعيف‪،‬‬
‫أو في فعله الديني ككذاب‪ ،‬أو متهمماون بالصمملة‪ ،‬أو ل يحسممنها‪ ،‬أو الممدنيوي كقليممل الدب‪ ،‬أو ل‬
‫يرى لحد حقا على نفسه‪ ،‬أو كثير الكل أو النوم‪ ،‬أو في ثوبه كطويل الممذيل وقصمميره ووسممخه‪،‬‬
‫أو في داره كضيقة‪ ،‬أو قليلة المنافع‪ ،‬أو دابته كجموح‪ ،‬أو ولده كقليل التربية‪ ،‬أو زوجتممه ككممثيرة‬
‫الخروج‪ ،‬أو عجوز‪ ،‬أو تحكم عليه‪ ،‬أو قليلة النظافة‪ ،‬أو في خادمه كأبق أو غير ذلك من كممل ممما‬
‫يعلم أنه يكرهه‪ .‬واعلم‪ :‬أن أصل الغيبة الحرمة‪ ،‬وقد تباح لغرض صحيح شرعي ل يتوصل إليه‬
‫إل بها‪ .‬وينحصر في ستة أسباب‪ ،‬وقد تقدم الكلم عليها‪ ،‬لكن يحسن ذكرهمما هاهنمما أيضمما‪ ،‬وهممي‬
‫التظلم‪ ،‬فلمن ظلم ‪ -‬بالبناء للمجهول ‪ -‬أن يشكو لمن يظن أن له قدرة علممى إزالممة ظلممم أو تخفيفممه‬
‫والستعانة على تغيير منكر يذكره لمن يظن قدرته على إزالته بنحو فلن يعمل كذا فممازجره‪ ،‬أو‬
‫أعني علي زجره ومنعه منه‪ ،‬والستفتاء بأن يقول لمفت ظلمني فلن فهل يجوز له ؟ ما طريقممي‬
‫في الخلص منه أو تحصيل حقي منممه ؟ أو نحممو ذلممك‪ .‬وتحممذير المسمملمين مممن الشممر ونصممحهم‬
‫كجرح المرواة والشمهود والتجماهر بالفسمق‪ ،‬فيجموز ذكمر المتجماهر بمما تجماهر بمه دون غيمره‪،‬‬
‫والتعريممف بنحممو لقممب كممالعمش والصممم‪ .‬وتنممبيه‪ :‬البممواعث علممى الغيبممة كممثيرة‪ ،‬وهممي عامممة‬
‫وخاصممة‪ ،‬فالعامممة كتشممفي الغيممظ بممذكر مسمماوي مممن أغضممبه‪ ،‬وكموافقممة الخمموان ومجمماملتهم‬
‫بالسترسال معهم بما هم فيه‪ ،‬أو إبداء نظير ما أبدوه خشية أنه لو سكت أو أنكر إستثقلوه ونفروا‬
‫عنه‪،‬‬

‫] ‪[ 326‬‬

‫ويظن لجهله أن هذا من المجاملة في الصحبة‪ ،‬بل وقد يغضب لغضمبهم إظهمارا للجاهليمة‬
‫في السراء والضراء‪ ،‬فيخوض معهم في ذكر المساوي والعيوب فيهلك‪ .‬والخاصة كالتعجب مممن‬
‫فعل غيره منكرا كأن يقول ما أعجب ما رأيت ممن فلن‪ ،‬أو عجيممب مممن فلن كيممف يحممب أمتمه‬
‫وهي قبيحة‪ ،‬أو كيف يقرأ على فلن الجاهل وهكذا‪ .‬يتعين عليك معرفة علج الغيبممة‪ ،‬وهممو بممأن‬
‫تعلم أنك قد تعرضت بها لسخط ال تعالى وعقوبته‪ ،‬وأنها تحبط حسناتك‪ ،‬وبأن تنظر في باعثهمما‬
‫فتقطعه من أصله‪ ،‬إذ علج العلة إنممما يكمون بقطمع سمببها‪ .‬وممما ينفعممك فممي ذلممك أن تتمدبر فممي‬
‫عيوبك وتجتهد في الطهارة منها لتدخل في قوله عليه السلم‪ :‬طوبى لمن شغله عيبه عممن عيمموب‬
‫الناس‪ .‬وما أحسن قول بعضهم‪ :‬لعمرك إن في ذنبي لشغللنفسي عن ذنوب بني أمية علممى ربممي‬
‫حسابهم إليه تناهى علم ذلك ل إليه وليس بضائري ما قد أتوه إذا ما ال أصلح ما لديه وعن عمر‬
‫بن الخطاب رضي ال عنه قال لبعض إخوانه‪ :‬أوصيك بسممتة أشممياء‪ :‬إن أردت أن تقممع فممي أحممد‬
‫وتذمه فذم نفسك‪ ،‬فإنك ل تعلم أحدا أكممثر عيوبمما منهمما‪ ،‬وإن أردت أن تعممادي أحممدا فعمماد البطممن‪،‬‬
‫فليس لك عدو أعدى منها‪ ،‬وإن أردت أن تحمد أحدا‪ ،‬فاحمد ال فليس أحممد أكممثر منممه منممة عليممك‬
‫وألطف بك منه‪ ،‬وإن أردت أن تترك شيئا‪ ،‬فاترك الدنيا فإنك إن تركتها فإنك محمود وإل تركتك‬
‫وأنت مذموم‪ ،‬وإن أردت أن تستعد لشئ‪ ،‬فاستعد للموت فإنك إن لم تستعد لممه حممل بممك الخسممران‬
‫والندامة‪ ،‬وإن أردت أن تطلب شيئا‪ ،‬فاطلب الخرة فلسممت تنالهمما إل بممأن تطلبهمما‪ .‬اللهممم بصممرنا‬
‫بعيوب أنفسنا عن عيوب غيرنا يا كريممم‪) .‬قمموله‪ :‬واللعممب( مبتممدأ خممبره مكممروه‪ .‬قممال فممي شممرح‬
‫الروض‪ :‬واحتج لباحة اللعب به بأن الصل الباحة‪ ،‬وبأن فيه تممدابير الحممروب‪ .‬وللكراهممة بممأن‬
‫فيه صرف العمر إلى ما ل يجدي‪ ،‬وبأن عليا رضي ال عنه مر بقوم يلعبممون بممه فقممال‪ :‬ممما هممذه‬
‫التماثيل التي أنتم لها عاكفون ؟ ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬إن لم يكن فيه( أي في اللعب بالشطرنج‪ ،‬وهو قيد فممي‬
‫الكراهة‪) .‬وقوله‪ :‬شرط مال من الجانبين( أي جانب اللعمبين‪ :‬أي بممأن يشممرط كممل واحممد منهممما‬
‫على الخر مال إن غلب‪) .‬وقوله‪ :‬أو أحدهما( أي وإن لم يكن فيه شرط مممال مممن أحممد اللعممبين‬
‫بأن يخرج مال ليبذله إن غلب ‪ -‬بالبناء للمجهول ‪ -‬ويمسكه إن غلب‪ ،‬وليس له على الخر شممئ‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أو تفويت صلة( معطوف على شرط مال‪ :‬أي وإن لم يكممن فيممه تفممويت لصمملة‪ :‬أي عممن‬
‫أدائها في الوقت‪) .‬وقمموله‪ :‬ولممو بنسمميان( أي سممواء كممان تفممويته لهمما عمممدا‪ ،‬أو نسمميانا‪ ،‬نشممأ عممن‬
‫الشتغال باللعب به‪ .‬قال في الزواجر‪ :‬فإن قلت‪ :‬لو استغرقه اللعب به حممتى أخممرج الصمملة عممن‬
‫وقتها غير متعمد لذلك‪ ،‬فما وجه تأثيمه مع أنه الن غافل‪ ،‬والغافل غير مكلف فيستحيل تممأثيمه ؟‬
‫قلت‪ :‬محل عدم تكليف الناسي والغافل حيث لم ينشأ النسيان والغفلة والجهممل عممن تقصمميره‪ ،‬وإل‬
‫كان مكلفا آثما‪ .‬أما في الغفلة فلما صرحوا به في الشطرنج من أنه ل يعذر بإستغراقه فمي اللعممب‬
‫به حتى خرج وقت الصلة‪ ،‬وهو ل يشعر لما تقممرر أن هممذه الغفلممة نشممأت عممن تقصمميره بمزيممد‬
‫إكبابه وملزمته على هذا المكروه حتى ضيع بسببه الواجب عليه‪ ،‬وأما في الجهل فلما صممرحوا‬
‫به من أنه لو مات إنسان فمضت عليه مدة ولممم يجهممز ول صمملي عليممه‪ ،‬أثممم جمماره وإن لممم يعلممم‬
‫بموته‪ ،‬لن تركه البحث عن أحوال جاره إلى هذه الغاية تقصير شديد‪ ،‬فلم يبعد القممول بعصمميانه‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أو لعب( الولى قراءته بصيغة الفعل‪ ،‬وهو مع فاعله معطوف على مدخول يكممن‪ :‬أي‬
‫وإن لم يكن لعب به مع معتقد تحريمه كحنفي ومالكي‪) .‬قوله‪ :‬وإل( أي بأن كان فيممه شممرط مممال‬
‫من الجانبين‪ ،‬أو من أحدهما‪ ،‬أو كان فيه‬

‫] ‪[ 327‬‬

‫تفويت صلة‪ ،‬أو كمان لعمب بمه ممع معتقمد تحريممه‪) .‬وقموله‪ :‬فحمرام( وجمه الحرممة فمي‬
‫الصورة الولى أن فيها اشتراط المال من الجانبين وهو قمار‪ ،‬وفي الثانية أن فيهمما اشممتراط مممال‬
‫من أحدهما‪ ،‬وهو وإن كان ليس بقمار عقد مسابقة فاسدة لنه على غير آلة قتال‪ ،‬وتعاطي العقود‬
‫الفاسدة حرام‪ .‬وفي الثالثة تممأخير الصملة عمن وقتهما‪ .‬وفمي الرابعممة إعانمة علممى محممرم‪) .‬قموله‪:‬‬
‫ويحمل ما جاء في ذمه( أي لعب الشطرنج المقتضي للحرمممة‪) .‬وقمموله‪ :‬مممن الحمماديث والثممار(‬
‫من ذلك ما روي عن أبي هريرة رضي الم عنمه أن رسمول الم )ص( قمال‪ :‬إذا مررتمم بهمؤلء‬
‫الذين يلعبون بهذه الزلم ‪ -‬النرد والشطرنج وما كان مممن اللهممو ‪ -‬فل تسمملموا عليهممم‪ ،‬فممإنهم إذا‬
‫اجتمعوا وأكبوا عليها جاءهم الشيطان بجنوده فأحدق بهم‪ ،‬كلما ذهب واحد منهم يصممرف بصممره‬
‫عنها لكزه الشيطان بجنوده‪ ،‬فممما يزالممون يلعبممون حممتى يتفرقمموا كممالكلب‪ :‬اجتمعممت علممى جيفممة‬
‫فأكلت منها حتى ملت بطونها ثممم تفرقممت‪ .‬وروي عنممه )ص( أنممه قممال‪ :‬أشممد النمماس عممذابا يمموم‬
‫القيامة صاحب الشاه ‪ -‬يعني صاحب الشطرنج ‪ -‬أل تراه يقول‪ :‬قتلتممه والمم‪ ،‬مممات والمم‪ ،‬افممتراء‬
‫وكذبا على ال ؟ قال علي كرم ال وجهه‪ :‬الشطرنج ميسر العاجم‪ .‬ومممر رضممي الم عنمه علممى‬
‫قوم يلعبون الشطرنج فقال‪ :‬ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون ؟ لن يمس أحممدكم جمممرا حممتى‬
‫يطفأ خير له من أن يمسها‪ ،‬ثم قال‪ :‬وال لغير هذا خلقتم‪ .‬وقمال أيضما رضمي الم عنمه‪ :‬صماحب‬
‫الشطرنج أكثر الناس كذبا‪ ،‬يقول أحدهم قتلت وما قتل‪ ،‬ومات وما مات‪) .‬قوله‪ :‬على ما ذكر( أي‬
‫من شرط مال من الجانبين‪ ،‬أو أحدهما‪ ،‬أو تفويت الصلة‪ ،‬أو لعممب مممع معتقممد تحريمممه‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫وتسقط مروءة الخ( مكرر مع قوله فيما تقدم وإكثار ما يضحك بينهممم‪ ،‬أو لعممب شممطرنج الممخ فل‬
‫حاجة إليه‪) .‬قوله‪ :‬وهو( أي لعب الشطرنج‪) .‬وقوله‪ :‬حرام( عند الئمة الثلثممة‪ ،‬وهممم أبممو حنيفممة‬
‫ومالك وأحمد بن حنبل رضي ال عنهم‪ .‬وإنما قالوا بالحرمة للحاديث الكممثيرة الممتي جمماءت فممي‬
‫ذمه‪ .‬قال في التحفة‪ :‬لكن قال الحافظ لم يثبت منها حديث من طريق صحيح ول حسن‪ ،‬وقد لعبممه‬
‫جماعة من أكابر الصحابة ومن ل يحصى من التابعين ومن بعدهم‪ ،‬وممن كان يلعبممه غبمما سممعيد‬
‫بن جبير رضي ال عنه‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬مطلقا( أي وجد شرط مال أم ل‪ ،‬كان هنمماك تفمويت صمملة‬
‫عن قوتها أم ل‪) .‬قوله‪ :‬ول تقبل الشهادة من مغفل( محترز قوله وتيقمظ‪) .‬وقموله‪ :‬ومختمل نظمر(‬
‫أي ناقص عقل ل يضبط المور‪ ،‬وعطفه على مما قبلمه ممن عطمف الممرادف‪) .‬قموله‪ :‬ول أصمم‬
‫الخ( أي ول تقبل الشهادة من أصم في مشهود به يسمع‪ ،‬ول مممن أعمممى فممي مشممهود بممه يبصممر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬كما يأتي( أي عند قوله وشممرط لشممهادة بفعممل إبصممار‪ ،‬وبقممول هممو وسمممع‪ ،‬ومممراده بهممذا‬
‫العتذار عن عدم اشتراط السمع والبصر هنا‪) .‬قوله‪ :‬ومن التيقظ الممخ( المناسممب تقممديمه وذكممره‬
‫بعد قوله وتيقظ‪) .‬قوله‪ :‬ومن ثم( أي ومن أجل أن من التيقظ ضبط ألفاظ الممخ‪) .‬وقمموله‪ :‬ل تجمموز‬
‫الشهادة بالمعنى( أي فلو كانت صيغة البيع مثل من البائع بعت ومن المشتري اشتريت‪ ،‬فل يعتد‬
‫بالشهادة إل إذا قال أشهد أن البائع قال بعت والمشتري قال اشتريت‪ ،‬بخلف ما لو قال‪ :‬أشهد أن‬
‫هذا اشترى هذا من هذا‪ ،‬فل يكفي‪ .‬فتنبه له‪ .‬فإنه يغلط فيه كثيرا‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع ش‪) .‬قمموله‪ :‬نعممم ل يبعممد‬
‫جواز التعبير بأحد الرديفين عن الخر حيث ل إبهام( قال في التحفة‪ :‬كما يشير لممذلك قممولهم‪ :‬لممو‬
‫قال شاهد وكله‪ ،‬أو قال‪ :‬قال وكلته‪ ،‬وقال الخممر فموض إليمه‪ ،‬أو أنمابه قبممل‪ ،‬أو قممال واحمد قمال‪:‬‬
‫وكلت وقال الخممر قممال‪ :‬فوضممت إليممه‪ ،‬لممم يقبل لن كل أسممند إليممه لفظمما مغممايرا للخممر‪ ،‬وكممان‬
‫الفرض أنهما اتفقا على اتحاد اللفظ الصادر منه‪ ،‬وإل فل مانع أن كل سمممع ممما ذكممره فممي مممرة‪.‬‬
‫ويجري ذلك في قول أحدهما‪ ،‬قال القاضي ثبمت عنمدي طلق فلنمة‪ ،‬والخمر قمال‪ :‬ثبمت عنمدي‬
‫طلق هذه‪ ،‬وهي تلك فإنه يكفي اتفاقا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وشرط في الشاهد أيضمما( أي كممما اشممترط فيممه‬
‫التكليف‪ ،‬وما بعده من الشروط المارة‪) .‬وقوله‪ :‬عدم تهمة( هي بضم ففتح‪ ،‬وإنما اشممترط عممدمها‬
‫لخبر‪ :‬ل تجوز شهادة ذي الظنة‪ ،‬ول ذي الحنة‪ .‬والظنة ‪ -‬بكسر الظاء وتشديد النون المفتوحممة ‪-‬‬
‫التهمة‪ ،‬والحنة‬

‫] ‪[ 328‬‬

‫‪ -‬بكسر الحاء وفتح النون المخففة ‪ -‬العداوة‪ .‬قال في التحفة‪ :‬ويضر حممدوثها ‪ -‬أي التهمممة‬
‫‪ -‬قبل الحكم ل بعده‪ ،‬فلو شهد لخيه بمال فمات وورثه قبل استيفائه‪ ،‬فممإن كممان بعممد الحكممم أخممذه‬
‫وإل فل‪ ،‬وكذا لو شهد بقتل فلن لخيه الذي له ابن ثم مات وورثه‪ ،‬فإن صار وارثه بعممد الحكممم‬
‫لم ينقض‪ ،‬أو قبله لم يحكم له‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بجر نفممع المخ( البمماء للتصموير متعلقمة بمحمذوف صممفة‬
‫لتهمة‪ :‬أي تهمة مصورة بجر نفع إلى الشاهد‪ :‬أي بتحصيل نفع إليه‪) .‬وقوله‪ :‬أو إلى مممن ل تقبممل‬
‫شهادته له( أي أو بجر نفع إلى شخص‪ ،‬ل تقبل شهادة ذلممك الشممخص لممذلك الشمماهد‪ ،‬كممأن يكممون‬
‫أصله أو فرعه‪) .‬قوله‪ :‬أو دفع ضر( معطوف على بجر نفع‪ :‬يعني أن التهمة تتصور أيضا بممدفع‬
‫ضر‪) .‬وقوله‪ :‬عنه( ضميره راجع للحد الدائر بين المذكورين‪ :‬أي الشاهد ومن ل تقبممل شممهادته‬
‫له‪) .‬وقوله‪ :‬بها( أي بالشهادة‪ ،‬وهو متعلق بكل مممن جممر نفممع ودفممع ضممر‪) .‬قمموله‪ :‬فممترد الشممهادة‬
‫لرقيقه( مفرع على مفهوم الشرط‪ :‬أي فإذا وجممدت التهمممة ردت الشممهادة كشممهادة السمميد لرقيقممه‪،‬‬
‫لنها تجر نفعا إلى السيد‪ .‬ومحله إن شهد له بالمممال‪ ،‬فممإن شممهد أن فلنمما قممذفه قبلممت‪ ،‬إذ ل فممائدة‬
‫تعود عليه حينئذ‪) .‬قوله‪ :‬ولو مكاتبا( غاية في رد الشهادة لرقيقه‪ :‬أي ترد له ولو كان مكاتبا لنممه‬
‫ملكه‪ ،‬فله علقة بماله بدليل منعممه لمه مممن بعممض التصممرفات‪ ،‬ولنمه بصممدد العممود إليممه بعجممز أو‬
‫تعجيز ‪ -‬كما في التحفة ‪) .-‬قوله‪ :‬ولغريم الخ( معطمموف علممى لرقيقممه‪ :‬أي وتممرد الشممهادة لغريممم‬
‫للشاهد قد مات وصورته ‪ -‬كما في البجيرمي ‪ -‬أن يدعي وارث الميت المدين بممدين للميممت علممى‬
‫آخر‪ ،‬ويقيم الوارث المذكور دائن الميت يشممهد مممع آخممر للميممت بممدينه‪ ،‬فل تصممح شممهادة الممدائن‬
‫للميت للتهمة‪ ،‬لنه إذا أثبت بشهادته للغريم الميت شيئا فقد أثبت لنفسمه المطمالب بمه لجمل وفماء‬
‫دينه‪ ،‬ومثله غريم المحجور عليه بفلس‪ ،‬فل تقبل شهادته له لذلك‪) .‬قمموله‪ :‬وإن لممم تسممتغرق الممخ(‬
‫غاية في رد شهادته للغريم‪) .‬وقمموله‪ :‬تركتممه( أي الغريممم‪ ،‬وهممو مفعممول مقممدم‪) .‬وقمموله‪ :‬الممديون(‬
‫فاعل مممؤخر‪) .‬قمموله‪ :‬بخلف شممهادته لغريمممه الموسممر( أي الحممي‪) .‬وقمموله‪ :‬وكممذا المعسممر( أي‬
‫الحي‪ .‬فقوله قبل موته‪ ،‬راجع لكل منهما‪ ،‬وهو محممترز قمموله قممد مممات‪ .‬وعبممارة التحفممة‪ :‬بخلف‬
‫غريمه الحي ولو معسرا‪ ،‬لم يحجر عليه لتعلق الحق بذمته‪ .‬وجعله في شرح المنهج مفهمموم شممئ‬
‫آخر‪ ،‬وعبارته مع المنهج‪ :‬وترد شهادته لرقيقممه وغريممم لممه مممات أو حجممر عليممه بفلممس‪ ،‬بخلف‬
‫حجر السفه والمرض‪ ،‬وبخلف شهادته لغريمه الموسر‪ ،‬وكذا المعسر قبل موته‪ ،‬والحجممر عليممه‬
‫لتعلق الحق حينئذ بذمته ل بعين أمواله‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحذف‪ .‬فقوله‪ :‬وبخلف شممهادته لغريمممه الممخ مفهموم‬
‫قوله‪ :‬أو حجر عليه بفلس‪ ،‬لن مفهومه صادق بصورتين بما إذا كان موسرا فإنه ل حجر عليممه‪،‬‬
‫وبما إذا كان معسرا ولم يحجر عليه‪ ،‬وفي كلتيهما تقبل الشهادة‪) .‬قوله‪ :‬وترد لبعضممه( أي وتممرد‬
‫شهادة الصل لفرعه وبالعكس‪ ،‬ولو بالرشد أو التزكية لنممه بعضممه‪ ،‬فكممأنه شممهد لنفسممه فوجممدت‬
‫التهمة‪) .‬قوله‪ :‬من أصل الخ( بيان للمراد من البعض‪ :‬أي أن المراد به ما يشمل الصل والفرع‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ل ترد الشهادة عليه( أي على بعضه‪ .‬قال في التحفة‪ :‬ومحلممه حيممث ل عممداوة بينهممما وإل‬
‫فوجهان‪ ،‬والذي يتجه منهما عدم القبول أخذا مما مر أن الب ل يلي بنته إذا كممان بينهممما عممداوة‬
‫ظاهرة‪ .‬ثم رأيممت صماحب النموار جمزم بمه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قموله‪ :‬أي ل علممى أحمدهما بشممئ( أي ل تممرد‬
‫الشهادة على أحدهما‪ :‬أي الصل والفرع بشئ‪ ،‬وأفاد بهذا التفسير أن مرجع ضمممير عليممه الحممد‬
‫الدائر‪ ،‬والولى كما أشرت إليه إرجاعه للبعض‪ ،‬وهو صادق بذلك الحد‪ ،‬والخصر حمذف لفمظ‬
‫ل‪) .‬وقوله‪ :‬إذ ل تهمة( أي موجودة‪ ،‬وهو علة لعدم رد الشهادة عليه‪) .‬قوله‪ :‬ول علممى أبيممه( أي‬
‫ول ترد شهادة البعض على أبيه‪ .‬والمراد بالبعض الجنس فيشمل الثنين‪ ،‬إذ شرط صحة الشهادة‬
‫به رجلن‪ ،‬وكذا يقال فيما يأتي‪ .‬وعبارة متن المنهاج‪ :‬وكمذا تقبمل شمهادتهما علمى أبيهمما بطلق‬
‫ضرة أمهما أو قذفها في الظهر‪ .‬قال في التحفة‪ :‬لضعف تهمة نفع أمهما بذلك إذ له طلق أمهما‬
‫متى شاء مع كمون ذلمك حسمبة تلزمهمما الشمهادة بمه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قموله‪ :‬طلقما( مفعمول مطلمق لطلق‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬بائنا( هو ما يكون بالثلث أو بالخلع‪) .‬قوله‪ :‬وأمه تحته( أي وأم الشهد تحت أبيه‪ ،‬وهو‬

‫] ‪[ 329‬‬

‫ليس بقيد‪ ،‬وإنما أتى به لن التهمة إنما تتوهم حينئذ‪) .‬قوله‪ :‬إما رجعي( مقابل قمموله بائنمما‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬فتقبل قطعا( لم يذكر في الصورة السابقة ما يفيد الخلف حتى يجزم هنمما بممالقبول‪ ،‬فكممان‬
‫الولى أن يزيد في الصورة السابقة ما يفيده‪ ،‬وهو في الظهر كما في المنهاج‪) .‬قوله‪ :‬هممذا كلممه(‬
‫أي ما ذكر ممن عدم رد الشهادة على أبيه بطلق الضرة بائنا في الظهممر‪ ،‬وعممدم رده قطعمما إذا‬
‫كان رجعيا‪) .‬وقوله‪ :‬في شهادة حسبة( أي بأن شهد ولداه عليه من غيممر تقممدم دعمموى‪) .‬قمموله‪ :‬أو‬
‫بعد دعوى الضرة( أي أن زوجها طلقها‪ ،‬وأقامت ولديه يشهدان به عليه‪) .‬قوله‪ :‬فإن ادعمماه الب‬
‫الخ( أي فإن ادعى الطلق الب في زمن سابق لسقاط نفقة ماضية‪ ،‬وأقام بعضه يشهد بممذلك لممم‬
‫تقبل شهادته‪ ،‬لنها في الحقيقة شمهادة للب ل عليمه‪ ،‬فالتهمممة موجمودة‪ .‬قمال فمي المغنمي‪ :‬ولكممن‬
‫تحصل الفرقة بدعواه الخلع كما مر في بابه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وكذا لو ادعته أمممه( أي وكممذلك ل تقبممل‬
‫شهادة بعضه لو ادعت أمه طلق ضرتها‪ .‬وإقامته يشمهد بمذلك للتهممة‪) .‬قموله‪ :‬لمو ادعمى الفمرع‬
‫على آخر بدين لموكله( أي في استيفائه من ذلك الخر‪) .‬قمموله‪ :‬فممأنكر( أي المممدين أن عليمه دينمما‬
‫للموكل‪) .‬قوله‪ :‬فشهد به( أي بالدين‪) .‬وقوله‪ :‬أبو الوكيل( أي الذي هو الفرع‪ ،‬والمممراد شممهد مممع‬
‫غيره‪) .‬قوله‪ :‬قبل( أي أبو الوكيل‪ ،‬والولى قبلت‪ :‬أي شهادته‪) .‬قمموله‪ :‬وإن كممان فيممه الممخ( الممواو‬
‫للحال‪ ،‬وأن صلة‪ ،‬وضمير فيه يعود على قبول شهادته‪ ،‬أي تقبل شممهادته والحممال أن فممي قبولهمما‬
‫تصديق ابنه‪ .‬قال في التحفة والنهاية‪ :‬لضعف التهمة جدا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وتقبممل شممهادة كممل الممخ( أي‬
‫لنتفاء التهمة‪) .‬وقوله‪ :‬من الزوجين( محل القبول فيهما ما لم يشممهد الممزوج بزنمما زوجتممه‪ ،‬أو أن‬
‫فلنمما قممذفها‪ ،‬وإل فل تقبممل علممى الراجممح‪) .‬وقمموله‪ :‬للخممر( متعلممق بتقبممل‪ ،‬والمممراد الخممر مممن‬
‫الزوجين‪ ،‬والخوين‪ ،‬والصديقين‪ ،‬فتقبل شهادة الزوج لزوجته وبالعكس‪ :‬أي لن الحاصل بينهما‬
‫عقد يطرأ ويزول‪ ،‬فل يمنع قبول الشهادة‪ ،‬كما لو شهد الجيممر للمسمتأجر وعكسمه وتقبممل شمهادة‬
‫الخ لخيه‪ ،‬وكذا بقية الحواشي‪ ،‬والصديق لصمديقه‪ ،‬وهمو ممن صمدق فمي ودادك بمأن يهممه مما‬
‫أهمك‪ .‬قال سم‪ :‬وقليل ذلك‪ :‬أي في زمممانه‪ ،‬ونممادر فممي زماننمما‪ ،‬وذلممك لضممعف التهمممة لنهممما ل‬
‫يتهمان تهمة الصل والفرع‪ .‬أفاده المغني‪) .‬قموله‪ :‬وتمرد الشمهادة بمما همو محمل تصمرفه( يعنمي‬
‫وترد شهادة مأذون له في التصرف‪ ،‬كوكيل وولي ووصممي فممي الشممئ الممذي همو محممل تصمرفه‪،‬‬
‫وهو المممال مثل‪) .‬قمموله‪ :‬كممأن وكممل أو أوصممى( يقممرآن بالبنمماء للمجهممول‪ ،‬وفيممه نممائب فاعلهممما‪،‬‬
‫وضمميره يعمود علمى مما همو محمل تصمرفه‪ ،‬وهمو تمثيمل لكمون الشمهادة تكمون فيمما همو محمل‬
‫التصرف‪ .‬وفي العيارة حذف‪ :‬أي ثم ادعى فيه فشهد كل من الوكيل أو الوصي بثبوته للموكل أو‬
‫لليتيم‪ :‬مثل وإيضاحه أن يكون المالك قد وكله في بيع شئ مثل‪ ،‬ثم ادعى شخص أنه ملكه فشممهد‬
‫هو ‪ -‬أي الوكيل ‪ -‬بأنه ملك موكله أو أوصاه على يتيم‪ .‬ثم ادعى آخر ببعض مال اليتيم فشهد هو‬
‫‪ -‬أي الوصي ‪ -‬بأنه ملك اليتيم فترد شهادة مممن ذكممر للتهمممة‪) .‬قمموله‪ :‬لنممه( الضمممير يعممود علممى‬
‫معلوم من المقام‪ ،‬وهو المأذون له في التصرف ‪ -‬وكيل كان أو وصيا ‪ -‬وهممو علممة لممرد الشممهادة‬
‫فيما هو محل تصرفه‪) .‬وقوله‪ :‬يثبت بشهادته( أي بثبوت المال لموكله أو اليتيم‪) .‬وقمموله‪ :‬وليممة(‬
‫أي سلطنة لنفسه علممى المشممهود بممه‪ .‬أي فالتهمممة موجممودة فممي حقممه‪) .‬قمموله‪ :‬نعممم لممو شممهد الممخ(‬
‫استدراك على رد شهادة من ذكر فيما ذكر‪ ،‬وعبارة شرح الرملي‪ :‬فمإن عممزل الوكيممل نفسمه ولممم‬
‫يخص في الخصومة قبلت‪ ،‬أو بعدها ‪ -‬أي الخصمومة ‪ -‬فل وإن طمال الفصمل‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقموله‪ :‬بعممد‬
‫عزله( أي عزل الولي له بالنسبة للوكيل‪ ،‬أو عزل القاضي له بالنسبة للوصمي‪) .‬قموله‪ :‬ولمم يكمن‬
‫خاصم( أي ولم يكن من ذكر خاصم المدعي لمال موكله‪ ،‬أو اليممتيم قبممل العممزل‪ ،‬فممإن خاصممم ثممم‬
‫عزل لم تقبل‪) .‬قوله‪ :‬قبلت( أي شهادته‪ ،‬وهو جواب لو‪) .‬قمموله‪ :‬وكممذا ل تقبممل شممهادة وديممع( أي‬
‫بأن الوديعة ملك للمودع‪) .‬وقوله‪ :‬مرتهن لراهنه( أي ول تقبل شهادة مرتهن‪،‬‬

‫] ‪[ 330‬‬

‫أي بأن الرهن ملك للراهن عنده‪) .‬قوله‪ :‬لتهمة بقاء يدهما( أي إستدامة يممدهما‪ :‬أي الوديممع‬
‫والمرتهن على الوديعة والرهن‪ ،‬والتهمة تبطل الشهادة‪) .‬قوله‪ :‬أممما ممما ليممس الممخ( أي أممما الشممئ‬
‫الذي ليس وكيل فيه‪ ،‬أو وصمميا فيممه‪ ،‬فتقبممل شممهادة الوكيممل أو الوصممي‪ .‬وعبممارة المغنممي‪ :‬وأفهممم‬
‫كلمه كغيره القطع بقبول شهادة الوكيل لموكله بما ليس وكيل فيممه‪ ،‬ولكممن حكممى الممماوردي فيممه‬
‫وجهين وأصممحهما الصممحة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬ومممن حيممل شممهادة الوكيممل( أي مممن المحيممل المصممححة‬
‫لشهادة الوكيل‪) .‬قوله‪ :‬ما لو باع( أي الوكيل شيئا ولم يقبض ثمنه‪) .‬قوله‪ :‬فأنكر المشتري الثمن(‬
‫أي بأن ادعى أداءه إليه‪) .‬قوله‪ :‬أو اشترى( أي الوكيل شميئا‪) .‬قموله‪ :‬فمادعى أجنمبي بمالمبيع( أي‬
‫بأنه ملكه‪) .‬قوله‪ :‬فله( أي للوكيل‪) .‬وقوله‪ :‬أن يشممهد لممموكله بممأن الممخ( راجممع للصممورة الولممى‪،‬‬
‫أعني صورة ممما لمو بماع الوكيممل المخ‪) .‬وقموله‪ :‬لمه( أي للموكممل‪) .‬وقموله‪ :‬عليمه( أي المشمتري‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬كذا( أي الثمن‪) .‬وقوله‪ :‬أو بأن هممذا الممخ( راجممع للصممورة الثانيممة‪ :‬أعنممي صممورة ممما إذا‬
‫اشترى الخ‪ ،‬فهو على اللف والنشر المرتب‪) .‬وقوله‪ :‬ملكه( أي أو أن يشهد بممأن هممذا الممبيع الممذي‬
‫ادعاه الجنبي ملك الموكل‪) .‬قوله‪ :‬إن جاز له أن يشهد به للبائع( أي محل جواز شهادته بأن هذا‬
‫ملك موكله‪ ،‬إن جاز للوكيل أن يشهد به للبائع لو فرض أنه استشهد عليه‪ ،‬بأن يعلممم أنممه ملممك لممه‬
‫حقيقة‪) .‬قوله‪ :‬ول يذكر( أي في الشهادة أنه وكيل‪ ،‬فإن ذكر ذلك ل تقبل شهادته‪) .‬قوله‪ :‬وصوب‬
‫الذرعي حله( أي ما ذكر مممن شمهادة الوكيمل بمما ذكممر‪ .‬قمال فمي التحفمة بعمده‪ :‬ثممم توقمف ‪ -‬أي‬
‫الذرعي ‪ -‬فيه لحمله الحاكم على الحكم بما لو عرف حقيقتممه لممم يحكممم بممه‪ .‬ويجمماب بممأنه ل أثممر‬
‫لذلك‪ ،‬لن القصد وصول المستحق لحقممه‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقمموله‪ :‬باطنمما( أي بينممه وبيممن الم بمعنممى أنممه ل‬
‫يعاقبه على ذلك‪) .‬قوله‪ :‬لن في توصل للحق( علة الحل باطنا‪ :‬أي وإنممما حممل لممه أن يشممهد بممما‬
‫تقدم لن فيه إيصال الحق للمستحق‪) .‬وقوله‪ :‬بطريق مباح( الذي يظهر أنه متعلق بتوصممل‪ ،‬وأن‬
‫المراد بالطريق المباح هي شهادته بما ذكر لعلمه أن المشهود بممه ملممك حقيقممة للمشممهود لممه‪ ،‬وإذا‬
‫كان كذلك يكون من قبيل الظهار في مقام الضمار‪ ،‬لن التقدير وإنما جازت الشممهادة بممما ذكممر‬
‫لن فيها توصل للحق بها‪) .‬قوله‪ :‬وكذا ل تقبل ببراءة الممخ( أي وكممما ل تقبممل شممهادة الوكيممل أو‬
‫الوصي فيما هو محل التصرف فيه‪ ،‬ل تقبل الشهادة بممبراءة الممذي ضمممنه الشمماهد‪ ،‬أو أصممله‪ ،‬أو‬
‫فرعه‪ ،‬أو رقيقه‪ .‬فالضمان ل فرق فيه بين أن يكون من الشاهد نفسممه‪ ،‬أو مممن أصممل الشمماهد‪ ،‬أو‬
‫من فرع الشاهد‪ ،‬أو من رقيقه‪ ،‬فالشاهد في الول هو الضامن‪ ،‬وفيممما عممداه غيمره‪ .‬لن الضمامن‬
‫الصل أو الفرع أو الرقيق والشاهد غير ذلك ببراءة الذي ضمنه ممن الممدين الممذي عليممه‪ ،‬ومثلهمما‬
‫الداء‪) .‬وقوله‪ :‬لنه( أي الشاهد الضامن هو‪ ،‬أو أصله‪ ،‬أو فرعممه‪ ،‬أو عبممده‪) .‬وقمموله‪ :‬يممدفع بممه(‬
‫الولى بها‪ :‬أي بشهادته كما في التحفة‪) .‬وقوله‪ :‬الغرم عن نفسه( وذلك لنه لو لم يؤد المضممون‬
‫الدين الذي عليه فالمطالب به الضامن‪ :‬أي فالتهمة موجودة‪) .‬وقوله‪ :‬أو عمن الخ( معطوف على‬
‫عن نفسمه‪ ،‬وممن واقعمة علمى الضمامن الصمل أو الفمرع أو الرقيمق‪) .‬وقموله‪ :‬ل تقبمل شمهادته(‬
‫الضمير يعود على من‪ ،‬وضمير له يعود على الشاهد‪ ،‬والتقدير‪ :‬أو لنه يدفع الغرم عن أصله أو‬
‫فرعه أو رقيقه الذين ل تقبل شهادته له لو أشهدهم‪ ،‬أي فالتهمممة موجممودة‪) .‬قمموله‪ :‬وتممرد الشممهادة‬
‫من عدو على عدوه( أي لحديث‪ :‬ل تقبل شهادة ذي غمر على أخيممه‪ .‬رواه أبممو داود وابممن ممماجه‬
‫بإسناد حسن‪ ،‬والغمر ‪ -‬بكسر الغين ‪ -‬الغل والحقد لما في ذلك من التهمة‪) .‬قوله‪ :‬عممداوة دنيممويه(‬
‫خرج به الدينية‪ :‬أي المتعلقة بالدين‪ ،‬كشهادة مسلم على كافر فتقبل‪ ،‬ول بد أن تكممون ظمماهرة لن‬
‫الباطنة ل يطلع عليها إل علم الغيوب‪ .‬وفي معجم الطبراني أن النبي )ص( قال‪ :‬سيأتي قوم في‬
‫آخر الزمان إخوان العلنية أعداء السريرة‪ .‬قيل لنبي ال أيمموب عليممه الصمملة والسمملم‪ :‬أي شممئ‬
‫كان أشد عليك مما مر بك ؟ قال شماتة العداء‪ .‬وكان النبي )ص( يستعيذ‬

‫] ‪[ 331‬‬

‫بال منها‪ .‬فنسأل ال سبحانه وتعالى العافية من ذلممك‪) .‬وقمموله‪ :‬ل لممه( أي ل تممرد الشممهادة‬
‫لعدوه إذ ل تهمة حينئذ‪ .‬وما أحسن ما قيل‪ :‬ومليحة شهدت لهمما ضممراتها والفضممل ممما شممهدت بممه‬
‫العداء )قوله‪ :‬وهو( أي عدو الشخص‪) .‬وقوله‪ :‬من يحزن الخ( عبارة المنهاج‪ :‬وهو من يبغضه‬
‫بحيث يتمنى زوال نعمته‪ ،‬ويحزن بسروره‪ ،‬ويفرح بمصيبته‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهو بمعنى ما ذكره المؤلممف‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬وعكسه( هو من يفرح بحزنه‪) .‬قوله‪ :‬فلو عمادى المخ( مرتمب علمى محمذوف‪ ،‬يعلمم ممن‬
‫عبارة التحفة ونصها‪ :‬وقد تمنع العداوة من الجانبين ومن أحدهما‪ ،‬فلو عادى مممن يريممد أن يشممهد‬
‫عليه وبالغ في خصومته فلم يجبه قبلت شهادته عليه‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثلها عبارة النهاية والخطيب‪ ،‬ونممص‬
‫الثاني‪ :‬وقد تكون العداوة من الجانبين‪ ،‬وقد تكون من أحدهما‪ ،‬فيختص برد شهادته علممى الخممر‪.‬‬
‫ولو عادى من يستشهد عليه وبالغ في خصامه ولم يجبه ثم شهد عليممه لممم تممرد شممهادته لئل يتخممذ‬
‫ذلك ذريعة إلى ردها‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬من يريد الخ( من واقعة علممى الشمماهد‪ ،‬وهممو المعممادي ‪ -‬بفتممح‬
‫الدال ‪) .-‬وقوله‪ :‬أن يشهد عليه( فاعل يشهد يعود على من وهو العائد‪ ،‬وضمير عليه يعممود علممى‬
‫المشهود عليه الذي هو المعادي ‪ -‬بكسر الدال ‪ -‬والمعنى أن هممذا المشممهود عليممه عممادى الشمماهد‪،‬‬
‫فهذه العداوة ل تمنع شهادة الشاهد عليه‪ ،‬وإل اتخذ الناس العداوة المممذكورة ذريعممة ووصمملة لممرد‬
‫الشهادة عليه‪) .‬قوله‪ :‬وبالغ( أي المشهود عليه‪) .‬وقمموله‪ :‬فممي خصممومته( أي الشمماهد‪) .‬قمموله‪ :‬فلممم‬
‫يجبه( أي لم يجب الشاهد من بالغ في الخصممومة‪) .‬قمموله‪ :‬قبلممت شممهادته( أي هممذا الممذي خوصممم‬
‫وعودي‪) .‬وقوله‪ :‬عليه( أي على المشهود عليه الذي هو المعادي والمخاصم‪) .‬قوله‪ :‬قبولهمما( أي‬
‫الشهادة‪) .‬وقوله‪ :‬من ولد العدو( أي فلو شهد ولد عدوه عليه قبلت‪ .‬ومثمل الولمد الصمل كمما فمي‬
‫المغني نص عبارته‪ :‬وخرج بالعدو أصله وفرعه فتقبل شهادتهما إذ ل مانع بينهما وبين المشهود‬
‫عليه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويوجه( أي قبول شهادة ولد العدو‪) .‬وقوله‪ :‬بأنه ل يلزم من عداوة الخ( قال في‬
‫التحفة‪ :‬وزعم أنه أبلغ في العداوة من أبيه‪ ،‬وأنه ينبغي أن ل تقبل ولو بعد ممموت أبيممه‪ ،‬وإن كممان‬
‫الصح على ما قيل عند المالكية قبوله بعد موته ل في حياته ليس في محلمه‪ ،‬لن الكلم فممي ولمد‬
‫عدو لم يعلم حاله‪ ،‬وحينئذ يبطل زعم أنه أبلغ في العداوة من أبيه لطلقه‪ .‬أما معلوم الحممال مممن‬
‫عداوة أو عدمها فحكمه واضح‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أن من قذف آخر( أي قبممل الشممهادة كممما فممي النهايممة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ل تقبممل شمهادة كمل منهممما علمى الخمر( أي ل تقبمل شممهادة القماذف علمى المقممذوف‪ ،‬ول‬
‫المقذوف على القاذف‪ ،‬لن كل عدو للخر‪) .‬قوله‪ :‬وإن لم الخ( غاية في عدم قبممول شممهادة كممل‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬حده( أي القاذف‪) .‬قوله‪ :‬وكذا الخ( أي من قذف آخر في عدم قبول شهادة كل من ادعممى‬
‫على آخر أنه قطع عليه الطريق وأخذ ماله‪) .‬وقوله‪ :‬فل تقبل شهادة أحممدهما علممى الخممر( أي ل‬
‫تقبل شهادة المدعي بقطع الطريق على آخر‪ ،‬ول شهادة الخر عليه للعممداوة بينهممما‪) .‬قمموله‪ :‬قممال‬
‫شيخنا يؤخذ من ذلك( أنظمر ممن أيممن يؤخممذ ؟ فمإنه ل يلمزم ممن عممدم قبمول الشممهادة فممي القممذف‬
‫ودعوى قطع الطريق عدم قبولها في كل فسق‪ .‬ولعل في العبارة سقطا هو المأخوذ منه ذلك يعلممم‬
‫من عبارة التحفة ونصها‪ :‬بعد نقله حاصل كلم الروضة الخ‪ :‬ويمموجه بممأن رد القمماذف والمممدعي‬
‫ظاهر‪ ،‬لنه نسبه فيهما إلى الفسق‪ ،‬وهذه النسبة تقتضي العدالة عرفا‪ ،‬وإن صممدق ورد المقمذوف‬
‫والمدعى عليه كذلك‪ ،‬لن نسبته للزنمما أو القطممع تممورث عنممده عممداوة لممه تقتضممي أنمه ينتقممم منممه‬
‫بشهادة باطلة عليه‪،‬‬

‫] ‪[ 332‬‬

‫وحينئذ يؤخذ من ذلك أن كل من نسب آخر الخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬فقوله‪ :‬وحينئذ يؤخذ من ذلك‪ :‬أي من‬
‫توجيه عدم قبول الشهادة في صممورة القممذف‪ ،‬وصممورة قطممع الطريممق‪ ،‬بحصممول العممداوة بينهممما‬
‫بسبب ذلك‪) .‬قوله‪ :‬اقتضى وقوع عداوة( الجملة في محل جر صفة لفسق‪ ،‬وذلمك كشممرب الخممر‬
‫ونحوه‪) .‬قوله‪ :‬نعم يتردد النظر( أي في قبول الشممهادة ممن أحممدهما علمى الخمر‪ ،‬وعمدم قبولهما‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فيمن اغتاب الخ( متعلق بيتردد‪ ،‬أو بالنظر‪) .‬قوله‪ :‬يجوز له غيبته به( يصح قراءة يجمموز‬
‫‪ -‬بفتح الياء وبضم الجيم المخففة وسكون الواو ‪ -‬وغيبته بعده فاعله‪ ،‬ويصح قراءتممه بضممم اليمماء‬
‫وفتح الجيم وتشديد الواو المكسورة ‪ -‬وغيبته مفعوله‪ ،‬والفاعل ضمير يعود علممى مفسممق‪ ،‬وعلممى‬
‫كل الجملة صفة لمفسق‪ :‬أي مفسق موصموف بكمونه يجمموز لممن اغتماب غيبتممه بممه‪) .‬قمموله‪ :‬وإن‬
‫أثبت الخ( غاية في تردد النظر‪) .‬وقوله‪ :‬السبب المجوز لذلك( أي للغيبة‪ ،‬وذلك السبب كالتجاهر‬
‫به أو كظلمه له‪ .‬واعلم‪ :‬أن المؤلف اقتصر في النقل من عبارة شيخه على تردد النظر فيما ذكر‪،‬‬
‫ولم يذكر ما انحط رأيه عليه‪ ،‬فكان عليه أن يذكره لنه من تتميم عبارته‪ ،‬ونصها بعممد قمموله وإن‬
‫أثبت السبب المجوز لذلك‪ :‬وقضية ما تقرر في الدعوى بالقطع ‪ -‬أي قطممع الطريممق ‪ -‬مممن أنممه ل‬
‫تقبل شهادة أحدهما على الخر‪ ،‬وإن أثبت المدعي دعواه أنه هنا كذلك‪ ،‬وعليه فيفرق بين مسممألة‬
‫القطع ومسألة الغيبة‪ ،‬بأن المعنى المجوز للغيبة‪ ،‬وهو أن المغتاب هتك عرضه بظلممه للمغتماب‪،‬‬
‫فجوز له الشارع النتقام منه بالغيبة غير المعنى المقتضي للرد‪ ،‬وهو أن ذلك المر يحمممل علممى‬
‫النتقام بشهادة باطلة‪ ،‬وذلك جائز وقوعه من كل منهما‪ ،‬فلم تقبل شهادة أحدهما على الخممر‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫ببعض تصرف‪) .‬قوله‪ :‬فرع تقبل شهادة الخ( عبارة الممروض وشممرحه‪ .‬فممرع‪ :‬تقبممل شممهادة أهممل‬
‫البدع كمنكري صممفات المم‪ ،‬وخلقممه أفعممال عبمماده‪ ،‬وجممواز رؤيتممه يمموم القيامممة‪ ،‬لعتقممادهم أنهممم‬
‫مصيبون في ذلك لما قام عندهم‪ ،‬إل الخطابية وهم أصحاب الخطاب السدي الكمموفي كممان يقممول‬
‫بإلهيممة جعفممر الصممادق ثممم ادعممى اللهيممة لنفسممه‪ ،‬فل تقبممل شممهادتهم لمثلهممم وإن علمنمما أنهممم ل‬
‫يستحلون دماءنا وأموالنا لتجويزهم الشهادة لمن صدقوه في دعواه‪ ،‬أي لنهم يرون جواز شممهادة‬
‫أحدهم لصاحبه إذا سمعه يقول‪ :‬لي على فلن كذا‪ ،‬فيصدقه بيمين أو غيرها‪ ،‬ويشممهد لممه اعتمممادا‬
‫على أنه ل يكممذب‪ ،‬إذ الكممذب عنممدهم كفممر‪ ،‬وإل منكممري العلممم لم تعممالى بالمعممدوم والجزئيممات‪،‬‬
‫ومنكري حدوث العالم‪ ،‬والبعث والحشر للجسام‪ ،‬فل تقبممل شممهادتهم لكفرهممم لنكممارهم ممما علممم‬
‫مجئ الرسول به ضرورة‪ ،‬ل من قال بخلق القرآن أو نفي الرؤية‪ ،‬وممما ورد مممن كفرهممم مممؤول‬
‫بكفممران النعمممة‪ ،‬ل الخممروج عممن الملممة‪ ،‬بممدليل أنهممم لممم يحلقمموهم بالكفممار فممي الرث والنكحممة‬
‫ووجوب قتلهم وقتالهم وغيرها‪ .‬فلو قال الخطابي في شهادته رأيت أو سمعت‪ ،‬قبلممت شممهادته لممه‬
‫لتصريحه بالمعاينمة‪ ،‬وتقبمل شمهادة ممن يسمب الصمحابة والسملف‪ ،‬لنمه يقموله اعتقمادا ل عمداوة‬
‫وعنادا‪ ،‬فل نكفر متأول بما له وجه محتمل‪ .‬نعم‪ ،‬قاذف عائشة رضي الم عنهمما كممافر‪ ،‬فل تقبممل‬
‫شهادته لنه كذب ال تعالى في أنهمما محصممنة قممال الم تعممالى‪) * :‬إن الممذين يرمممون المحصممنات‬
‫الغافلت( * الية‪ .‬وقذف سائر المحصنات يوجب رد الشهادة فقذفها أولى‪ .‬ا‍ه‪ .‬بالحرف‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫ل نكفره ببدعته( خممرج مممن نكفممره ببممدعته كمنكممري حممدوث العممالم والبعممث والحشممر‪ ،‬فل تقبممل‬
‫شهادته كما مر‪) .‬قوله‪ :‬وإن سب الصحابة( غاية في قبول الشهادة من المبتممدع أي تقبممل الشممهادة‬
‫من المبتدع وإن كان يسب الصحابة‪.‬‬
‫)‪ (1‬سورة النور‪ ،‬الية‪.23 :‬‬

‫] ‪[ 333‬‬

‫وعبارة المغني‪ .‬تنبيه‪ :‬قضمية إطلقمه أنمه ل فمرق بيمن سمب الصمحابة رضمي الم عنهمم‬
‫وغيره‪ ،‬وهو المرجح في زيادة الروضة‪ ،‬قممال بخلف مممن قممذف عائشممة رضممي الم عنهمما فممإنه‬
‫كافر‪ ،‬أي لنه كذب ال تعالى‪ ،‬وقال السبكي في الحلبيات في تكفيممر مممن سممب الشمميخين وجهممان‬
‫لصحابنا‪ ،‬فإن لم نكفره فهو فاسق ل تقبل شهادته‪ ،‬ومن سب بقيممة الصممحابة فهممو فاسممق مممردود‬
‫الشهادة‪ ،‬ول يغلط فيقال شهادته مقبوله‪ .‬ا‍ه‪ .‬فجعل ما رجحه في الروضة غلطمما‪ .‬قممال الذرعممي‪:‬‬
‫وهو كما قال‪ ،‬ونقل عن جمع التصريح به‪ ،‬وأن الماوردي قال‪ :‬من سب الصحابة‪ ،‬أو لعنهممم‪ ،‬أو‬
‫كفرهم‪ ،‬فهو فاسق مردود الشهادة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقموله‪ :‬وهمو المرجممح فممي زيممادة الروضممة جممزم بممه فممي‬
‫التحفة والنهاية‪) .‬قوله‪ :‬وادعى السبكي والذرعي( عبممارة التحفممة وإن ادعممى بزيممادة إن الغائيممة‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬أنه غلط( أي أن قبول الشهادة ممن يسب الصحابة غلط‪) .‬قوله‪ :‬وتممرد( أي الشممهادة مممن‬
‫مبادر بشهادته‪) .‬قوله‪ :‬قبل أن يسألها( بالبناء للمجهول‪ .‬أي قبل أن يطلب منه أداؤها‪) .‬قوله‪ :‬ولو‬
‫بعد الدعوى( غاية في الرد‪ :‬أي ترد منه مطلقا‪ ،‬سواء بادر بها قبممل الممدعوى أم بعممدها‪ .‬قممال فممي‬
‫المغني‪ :‬وترد قبل الدعوى جزما وكذا بعممدها‪ ،‬وقبممل أن يستشممهد‪ ،‬علممى الصممح للتهمممة‪ ،‬ولخممبر‬
‫الصحيحين أن النبي )ص( قال‪ :‬خير القرون قرني‪ ،‬ثم الذين يلونهم‪ ،‬ثممم الممذين يلممونهم‪ ،‬ثممم يجممئ‬
‫قوم يشهدون ول يستشهدون‪ .‬فإن ذلممك فممي مقممام الممذم لهممم‪ .‬وأممما خممبر مسمملم‪ :‬أل أخممبركم بخيممر‬
‫الشهود الذي يأتي بشهادته قبل أن يسألها فمحمول على ما تسمع فيه شممهادة الحسممبة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫لنه( أي المبادر بالشهادة منهمم‪ .‬ا‍ه‪ .‬قموله‪ :‬نعمم لمو أعادهما( أي الشمهادة‪ ،‬وهمذا إسمتثناء ممن رد‬
‫شهادة المبادر‪ ،‬فكممأنه قممال‪ :‬تممرد إل إن أعادهمما‪) .‬وقمموله‪ :‬فممي المجلممس( أي الممذي شممهد فيممه أول‬
‫مبادرة‪ ،‬وانظر هل هو قيد أو ل ؟ )وقوله‪ :‬بعد الستشممهاد( أي بعممد طلممب الشممهادة منممه‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫قبلت( أي الشهادة المعادة وهو جواب لو‪) .‬قوله‪ :‬إل في شمهادة حسمبة( إسمتثناء ممن عمدم صمحة‬
‫شهادة المبادر والحسبة مأخوذة ممن الحتسماب‪ ،‬وهمو طلمب الجمر كمما ممر‪) .‬قموله‪ :‬وهمي( أي‬
‫شممهادة الحسممبة‪) .‬قموله‪ :‬فتقبممل( أي شممهادة الحسممبة‪) .‬قمموله‪ :‬قبممل الستشممهاد( أي قبممل طلممب أداء‬
‫الشهادة منه‪) .‬قوله‪ :‬ولو بل دعوى( أي تقبل ولو من غير سبق دعمموى‪ .‬قممال الرشمميدي‪ :‬وقضممية‬
‫الغاية أنها قد تقع بعد الدعوى وتكون شهادة حسبه‪ .‬وليس كذلك فقد صرح الذرعي وغيره أنهمما‬
‫بعد الدعوى ل تكون حسبة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬في حق مؤكد ل( متعلق بقول الشارح فتقبل الخ‪ .‬وعبارة‬
‫المنهاج‪ :‬وتقبل شهادة الحسبة في حقوق ال تعمالى وفيمما لمه فيمه حمق مؤكمد‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثلهما عبمارة‬
‫المنهج والمراد بالول‪ .‬أعني حقوق الم تعممالى ممما كممان متمحضمما لم تعممالى كالصمملة والصمموم‬
‫والحدود‪ ،‬وبالثاني أعني ما له فيه حق مؤكد‪ ،‬ممما كممان فيممه حممق لدمممي وحممق لمم‪ ،‬لكممن المغلممب‬
‫الثاني كالطلق رجعيا كمان أو بائنما‪ ،‬لن المغلمب فيمه حمق الم‪ .‬وكمالعتق والسمتيلد والوصمية‬
‫والوقف لجهة عامة ونحو ذلك‪ ،‬فلعممل فممي عبممارته سممقطا‪ ،‬أو يقممال إن المممراد بممالحق المؤكممد ممما‬
‫يشمل المتمحض ل وغيره‪) .‬قوله‪ :‬وهو ما ل يتأثر الخ( أي أن الحق المؤكد ل هممو ممما ل يتممأثر‬
‫برضا الدمي‪ :‬أي ل يتغير ول يرتفممع برضمماه‪ ،‬مثل لممو اتفممق الزوجممان وتراضمميا علممى إرتفمماع‬
‫الطلق‪ ،‬فممإنه ل يرتفممع ول أثممر لرضمماهما‪) .‬قمموله‪ :‬كطلق( تمثيممل للحممق المؤكممد لمم‪) .‬وقمموله‪:‬‬
‫رجعي( صفة لطلق‪) .‬وقوله‪ :‬أو بائن( أي ولو خلعا‪ .‬لكن بالنسبة للفراق دون المال‪ ،‬بممأن يشممهد‬
‫بذلك ليمنع من مخالفة ما يترتب عليه‪) .‬قوله‪ :‬وعتق وإستيلد( عبارة الروض وشرحه‪ .‬وكالعتق‬
‫والستيلد ل في عقدي التدبير والكتابممة‪ ،‬وفارقهممما السممتيلد بممأنه يفضممي إلممى العتممق ل محالممة‬
‫بخلفهما‪ ،‬ول في شراء القريب الذي يعتق بممه وإن تضمممن العتممق‪ ،‬لكممون الشممهادة علممى الملممك‪.‬‬
‫والعتق تبع وليس كالخلع‪ ،‬لن المال فيه تابع‪ ،‬وفي الشراء مقصود فإثباته دون المال محممال‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ونسب( إنما كان حقا مؤكدا ل‪ ،‬لن ال‬
‫] ‪[ 334‬‬

‫أكد النساب ومنع قطعها‪) .‬قوله‪ :‬وعفو عن قود( إنما كممان حقمما لم أيضمما لن فيممه إحيمماء‬
‫نفس‪ ،‬وهو حق ل‪) .‬قوله‪ :‬وبقاء عدة( إنما كان حقا ل أيضا لنه يترتب على الشهادة بممه صمميانة‬
‫الفرج عن استباحته‪ ،‬وتمتع الزواج به‪ ،‬وهي حق ل تعممالى‪) .‬قمموله‪ :‬وانقضممائها( أي العممدة‪ ،‬أي‬
‫فيما إذا طلقها زوجها طلقا رجعيا أراد أن يراجعها‪ ،‬فشهدوا بانقضاء العدة‪ .‬وإنممما كممان حقمما لم‬
‫لما يترتب على الشهادة من صيانة الفرج من تمتع زوجها بممه مممن غيممر طريممق شممرعي‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫لنحو جهة عامة( متعلمق بكمل ممن الوصمية والوقمف‪ :‬وعبمارة المروض وشمرحه‪ :‬وفمي الوصمية‬
‫والوقف إذا عمت جهتهما ولو أخرت الجهة العامة‪ ،‬فيدخل نحو ما أفممتى بممه البغمموي مممن أنممه لممو‬
‫وقف دارا على أولده ثم على الفقراء فاستولى عليها ورثته وتملكوها فشهد شمماهدان حسممبة قبممل‬
‫انقراض أولده بوقفيتها‪ ،‬قبلت شهادتهما‪ .‬لن آخره وقف على الفقممراء‪ ،‬ل إن خممص جهتهممما فل‬
‫تقبل فيهما لتعلقهما بحظوظ خاصة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وحق لمسجد( أي وحق مستحق للمسممجد بوصممية‬
‫أو وقف‪ ،‬فإذا شهد إثنان بأن هذا الدار وقف علمى المسمجد‪ ،‬قبلمت شمهادتهما‪) .‬قموله‪ :‬إنمما تسممع‬
‫شمهادة الحسمبة المخ( قمال فمي المغنمي‪ :‬وكيفيمة شمهادة الحسمبة أن الشمهود يجيئون إلمى القاضمي‬
‫ويقولون‪ ،‬نحن نشهد على فلن بكذا فأحضره لنشهد عليه‪ ،‬فإن ابتدأوا قالوا فلن زنى فهمم قذفمة‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬عند الحاجة إليها( أي إلى شهادة الحسمبة‪) .‬قموله‪ :‬فلمو شممهد المخ( تفريمع علممى مفهموم‬
‫قوله‪ :‬عند الحاجة إليها‪) .‬قوله‪ :‬لم يكف( أي قولهما المممذكور فممي شممهادة الحسممبة‪) .‬وقمموله‪ :‬حممتى‬
‫يقول الخ( غاية لعدم الكتفاء‪ :‬أي ل يكفي ذلك حتى يقول إن فلنا الذي أعتق عبممده يسممترقه‪ ،‬أو‬
‫أن فلنا أخو فلنة من الرضاع يريد الممتزوج بهمما‪ ،‬فممإذا قممال ذلممك اكتفممى بممه فممي شممهادة السممحبة‬
‫لوجود الحاجة‪ ،‬وهي السترقاق أو التزوج‪) .‬قوله‪ :‬وخرج بقولي فممي حممق الم تعممالى( هممذا مممما‬
‫يؤيد أن في العبارة سقطا‪) .‬قوله‪ :‬حممق الدمممي( أي المتحمممض لممه‪) .‬قمموله‪ :‬فل تقبممل فيممه شممهادة‬
‫الحسبة( قال في المغني‪ :‬لكن إذا لم يعلم صماحب الحمق بمه أعلممه الشماهد بمه ليستشمهده بمه بعمد‬
‫الدعوى‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وتقبل في حد الزنا الخ( أي لنها محممض حممق لم تعممالى‪ ،‬وكممان الولممى أن‬
‫يذكره بعد قوله كطلق الخ ويسبكه به‪) .‬قوله‪ :‬وتقبل الشهادة من فاسممق بعممد توبممة( أي فممي غيممر‬
‫الشهادة المعادة‪ ،‬أما هي بأن شهد وهو فاسق فردت شهادته ثممم تمماب وأعادهما فإنهما ل تقبممل همذه‬
‫المعادة منه‪) .‬قوله‪ :‬حاصلة( أي التوبة‪) .‬وقوله‪ :‬قبل الغرغرة( أي معاينممة سممكرات الممموت‪ ،‬أممما‬
‫بعدها فل تقبل‪ ،‬وذلك لن ممن وصمل إلممى تلمك الحالمة أيمس مممن الحيماة فتموبته إنممما هممي لعلممه‬
‫باستحالة عوده إلى ممما فعممل‪) .‬قمموله‪ :‬وطلمموع الشمممس الممخ( معطمموف علممى الغرغممرة‪ :‬أي وقبممل‬
‫طلوعها من مغربها‪ ،‬أما بعده فل تقبل توبته‪ :‬ونقل عن ابن العربي في شرح المصابيح أنه قممال‪:‬‬
‫اختلف أهل السنة في أن عدم قبول توبة المذنب وإنما الكافر هل هو عام حتى ل يقبل إيمان أحممد‬
‫ول توبته بعد طلوع الشمس من مغربها إلى يوم القيامة‪ ،‬أو هو مختص بمن شمماهد طلوعهمما مممن‬
‫المغرب وهو مميز‪ ،‬فأما من يولد بعد طلوعها من المغرب أو ولممد قبلممه ولممم يكممن مميممزا فصممار‬
‫مميزا ولم يشاهد الطلوع‪ ،‬فيقبل إيمانه وتموبته‪ ،‬وهمذا همو الصمح فليراجمع‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرممي‪ .‬وفمي‬
‫الروض وشرحه‪ :‬تجب التوبة من المعصية على الفور بالتفاق‪ ،‬وتصح من ذنب دون ذنب‪ ،‬وإن‬
‫تكررت توبته وتكرر منه العود إلى الذنب‪ ،‬ول تبطل تموبته بمه‪ ،‬بمل همو مطممالب بالممذنب الثمماني‬
‫دون الول‪ ،‬وإن كانت توبته من القتل الموجب للقود صحت توبته في حق ال تعالى قبل تسممليمه‬
‫نفسه ليقتص منه‪ ،‬ومنعه القصمماص حينئذ عممن مسممتحقه معصممية جديممدة ل تقممدح فممي التوبممة بممل‬
‫تقتضي توبته منه‪ ،‬ول يجب عليه تجديد التوبممة كلممما ذكممر الممذنب‪ ،‬وقيممل يجممب لن تركممه حينئذ‬
‫استهانة بالذنب الول يمنع ذلك‪ ،‬وسقوط الذنب بالتوبة مظنون ل مقطوع به‪ ،‬وسقوطه‬

‫] ‪[ 335‬‬
‫بالسلم مع الندم مقطوع به وثابت بالجماع‪ ،‬وإنممما كممان توبممة الكممافر مقطوعمما بهمما لن‬
‫اليمان ل يجامع الكفر‪ ،‬والمعصية قد تجامع التوبة‪ .‬ا‍ه‪ .‬ببعمض‪ .‬تصمرف‪ .‬واعلمم‪ :‬أنمه ورد فمي‬
‫فضائل التوبة من اليات والحاديث شئ كثير‪ ،‬فمن ذلك قوله تعالى‪) * :‬وتوبمموا إلممى الم جميعمما‬
‫أيها المؤمنون لعلكم تفلحون( *‪ .‬وقوله تعالى‪) * :‬إل من تاب وآمن وعمممل عمل صممالحا فممأولئك‬
‫يبدل ال سيئاتهم حسنات‪ ،‬وكان ال غفورا رحيما( *‪ .‬وقوله عليه الصلة والسلم‪ :‬إن ال يبسممط‬
‫يده بالليل ليتوب مسئ النهار‪ ،‬ويبسط يمده بالنهممار ليتموب مسمئ الليممل‪ ،‬حممتى تطلممع الشمممس مممن‬
‫مغربها‪ .‬رواه مسلم‪ ،‬وقال عليه السلم‪ :‬إن من قبل المغرب لبابا مسيرة عرضه أربعممون عاممما ‪-‬‬
‫أو سبعون سنة ‪ -‬فتحه ال عزوجل للتوبممة يمموم خلممق السممموات والرض‪ ،‬فل يغلقممه حممتى تطلممع‬
‫الشمس منه‪ .‬رواه الترمذي وصححه‪ .‬اللهم اجعلنا من التائبين يا كريم‪) .‬قمموله‪ :‬وهممي( أي التوبممة‬
‫ندم‪ ،‬وعبارته تقتضي أنها هي الندم بالشروط التية‪ ،‬وهو الموافق لحديث‪ :‬التوبة النمدم‪) .‬وقموله‪:‬‬
‫من حيث أنها معصية( عبارة الزواجر‪ :‬وإنما يعتد به‪ :‬أي بالندم إن كان على ما فاته مممن رعايممة‬
‫حق ال تعالى ووقوعه في الذنب حياء من ال تعالى وأسفا على عدم رعاية حقه‪ ،‬فلممو نممدم لحممظ‬
‫دنيوي كعار‪ ،‬أو ضياع مال‪ ،‬أو تعب بدن‪ ،‬أو لكون مقتوله ولده‪ ،‬لممم يعتممبر كممما ذكممره أصممحابنا‬
‫الصوليون‪ ،‬وكلم أصحابنا الفقهاء ناطق بذلك‪ ،‬وإنما لم يصرحوا به لن التوبة عبادة‪ ،‬وهممي ل‬
‫تكون إل ل تعالى‪ ،‬فل يعتد بها إن كان لغرض آخر‪ ،‬وإن قيل من خصائص التوبة أنممه ل سممبيل‬
‫للشيطان عليها لنها باطنة فل تحتاج إلى الخلص لتكون مقبولة‪ ،‬ول يمدخلها العجمب والريماء‪،‬‬
‫ول مطمع للخصماء فيها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ل لخوف عقمماب الممخ( أي إن كممان النممدم مممن حيممث خمموف‬
‫عقاب لو اطلع عليه‪ ،‬أو كان من حيث غرامة مال عليه‪ ،‬فإنه ل يعتبر فيهما ول يعد تائبا‪) .‬قوله‪:‬‬
‫بشرط إقلع عنها( أي عن المعصية‪) .‬وقوله‪ :‬حال( أي بأن يتركها من غيممر مهلممة‪) .‬وقمموله‪ :‬إن‬
‫كان متلبسا( أي بالمعصية‪) .‬وقوله‪ :‬أو مصرا على معاودتهمما( الظمماهر أن هممذا يغنممي عنممه قمموله‬
‫فيما سيأتي وعزم أن ل يعود‪ ،‬إذ بوجود هذا ينتفي الصرار على معاودتهمما تأمممل‪) .‬قمموله‪ :‬ومممن‬
‫القلع رد المغصوب( ل حاجة إلى هذا لندراجه في قوله‪ .‬وخروج عن ظلمة آدمي الذي هممو‬
‫ثمرة القلع‪ ،‬وسيصممرح بممه هنمماك‪) .‬قمموله‪ :‬وعممزم أن ل يعممود إليهمما معطمموف علممى إقلع‪ :‬أي‬
‫وبشرط العممزم علممى أن ل يعممود إلممى المعصممية‪ .‬قممال فممي التحفممة‪ :‬ومحلممه إن تصممور منممه‪ ،‬وإل‬
‫كمجبوب تعذر زناه لم يشترط فيه العزم على عدم العمود لمه بالتفمماق‪ .‬ا‍ه‪) .‬قموله‪ :‬وخممروج عمن‬
‫ظلمة آدمي( معطوف على إقلع أيضا‪ :‬أي وبشرط خروج عن ظلمممة آدمممي‪ .‬وعبممارة التحفممة‬
‫في الدخول على هذا‪ ،‬ثم صرح بما يفهممه القلع للعتنماء بمه فقمال‪ :‬ورد ظلممة آدممي‪ ،‬يعنمي‬
‫الخروج منها بأي وجه قدر عليه‪ ،‬مال كانت أو عرضا نحو قود وحد قذف إلى تعلقت به‪ ،‬سممواء‬
‫تمحضت له أم كان فيها مع ذلك حق مؤكد ل تعالى كزكاة‪ ،‬وكذا نحممو كفممارة وجبممت فممورا‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬من مال( بيان للظلمة‪) .‬وقوله‪ :‬أو غيممره( كممالعرض‪) .‬قموله‪ :‬فيمؤدي المخ( أي ممن عليمه‬
‫ظلمة وأراد التوبة‪ ،‬وهذا هو معنى الخروج عن الظلمة‪) .‬قوله‪ :‬ويرد المغصمموب إن بقممي( أي‬
‫إن كان باقيا بعينه‪) .‬قوله‪ :‬وبدله( أي أو يممرد بممدله إن كممان قممد تلممف‪) .‬وقمموله‪ :‬لمسممتحقه( متعلممق‬
‫بيرد‪) .‬قوله‪ :‬ويمكن الخ( أي ويمكن التممائب الممذي عليمه ظلممة مسممتحق القمود وحمد القممذف ممن‬
‫الستيفاء‪ ،‬بأن يأتي إليه ويقول له أنا الذي قتلت أو قذفت ولزمني موجبهما‪ ،‬فممإن شممئت فاسممتوف‬
‫وإن شئت فاعف‪) .‬قوله‪ :‬أو يممبرئه منممه المسممتحق( الظمماهر أنممه معطمموف علممى مقممدر‪ ،‬أي فبعممد‬
‫التمكين يستوفيه منه‬

‫)‪ (1‬سورة النور‪ ،‬الية‪ (2) .31 :‬سورة الفرقان‪ ،‬الية‪.70 :‬‬

‫] ‪[ 336‬‬
‫المستحق أو يبرئه منه‪ ،‬فهو مخير في ذلك‪) .‬قوله‪ :‬للخبر الصحيح( دليل إشتراط الخروج‬
‫عن ظلمة آدمي‪ .‬وعبارة الزواجر‪ :‬والصل في توقف التوبة على الخروج من حق الدمي عند‬
‫المكان قوله )ص(‪ :‬من كان لخيه المخ‪ ،‬ثمم قمال كمذا أورده‪ ،‬الزركشمي عمن مسملم‪ .‬والمذي فمي‬
‫صحيحه كما مر‪ :‬أتدرون من المفلس ؟ قالوا‪ :‬المفلممس فينمما مممن ل درهممم لممه ول متمماع‪ .‬قممال‪ :‬إن‬
‫المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلة وصيام وزكاة وقد شتم هممذا وقممذف هممذا وأكممل مممال‬
‫هذا وسفك دم هذا وضرب هذا‪ ،‬فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته‪ ،‬فإن فنيت حسناته قبممل‬
‫أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحممت عليممه‪ ،‬ثممم طممرح فممي النممار‪ .‬رواه الترمممذي ورواه‬
‫البخاري بلفظ‪ :‬من كانت عنده مظلمة فليستحلله منها‪ ،‬فإنه ليس هناك دينار ول درهم من قبل أن‬
‫يؤخذ لخيه من حسناته‪ ،‬فإن لم يكن حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه‪ .‬ورواه الترمذي‬
‫بمعناه‪ .‬وقال في أوله‪ :‬رحم ال عبدا كانت لخيه مظلمة في عممرض أو مممال فجمماء فاسممتحله‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬من كانت لخيه عنمده مظلممة( قممال فممي القمماموس‪ :‬المظلمممة ‪ -‬بكسمر اللم ‪ -‬وكثماممة ممما‬
‫يظلمه الرجل‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬وكثمامة‪ ،‬أي وهو ظلمة‪) .‬قوله‪ :‬فممي عممرض( أي مممن عممرض‪ ،‬ففممي‬
‫بمعنى من البيانية‪) .‬قمموله‪ :‬فليسممتحله اليمموم( أي فممي الممدنيا‪) .‬وقمموله‪ :‬قبممل أن ل يكممون دينممار ول‬
‫درهم( أي ينفع‪ ،‬وهو يوم القيامة‪) .‬قوله‪ :‬فإن كان له( أي لمن كانت عنده مظلمة‪) .‬وقوله‪ :‬عمل(‬
‫أي صالح‪) .‬قوله‪ :‬يؤخذ منه( أي من عمله‪) .‬قمموله‪ :‬وإل( أي وإن لممم يكممن لممه عمممل‪ :‬أي صممالح‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أخذ من سيئات صاحبه( أي الذي له المظلمة‪) .‬قوله‪ :‬فحمل عليه( أي طرح عليه قال فممي‬
‫التحفة‪ :‬ثم تحميله للسيئات يظهر من القواعد أنه ل يعاقب إل على ما سببه معصية‪ ،‬أما من عليه‬
‫دين لم يعص به وليس له من العمل ما يفي به‪ ،‬فإذا أخذ من سيئات الدائن وحمل على المممدين لممم‬
‫يعاقب به‪ .‬وعليه ففائدة تحميله له تخفيف ما على الممدائن ل غيممر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬وشمممل العمممل( أي‬
‫في الحديث‪) .‬وقوله‪ :‬الصوم( أي فيؤخذ ثوابه ويعطى للمظلوم‪) .‬قوله‪ :‬خلفا لمن استثناه( عبممارة‬
‫التحفة‪ .‬فمن استثناه فقد وهم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قموله‪ :‬فمإذا تعمذر رد الظلممة علمى المالمك أو وارثمه( عبمارة‬
‫الروض وشرحه‪ :‬فإن لم يكن مستحق‪ ،‬أو انقطع خبره‪ ،‬سلمها إلى قاض أمين‪ ،‬فإن تعذر تصممدق‬
‫به على الفقراء ونوى الغرم له إن وجده‪ ،‬أو يتركها عنده‪ .‬قال السنوي‪ :‬ول يتعين التصممدق بهمما‬
‫بل هو مخير بين وجوه المصالح كلها‪ ،‬والمعسر ينوي الغرم إذا قدر‪ ،‬بممل يلزمممه التكسممب ليفمماء‬
‫ما عليه إن عصى به لتصح توبته‪ ،‬فإن مات معسرا طولب في الخرة إن عصى بالستدانة كممما‬
‫تقتضيه ظواهر السنة الصحيحة‪ ،‬وإل فالظاهر أنه ل مطالبة فيها إذ ل معصية منه‪ ،‬والرجاء في‬
‫ال تعويض الخصم‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحذف‪) .‬قوله‪ :‬فإن تعذر( أي القاضي الثقة‪ ،‬أي المين بأن لممم يوجممد أو‬
‫وجد ولكنه غير ثقة‪) .‬قوله‪ :‬صرفها( أي الظلمة‪) .‬قوله‪ :‬فيما شاء( أي في الوجه الذي شاءه من‬
‫هي تحت يده‪) .‬وقوله‪ :‬من المصالح( بيان لمما‪) .‬قموله‪ :‬عنمد انقطماع خمبره( الظماهر أن ضمميره‬
‫يعود علممى المسممتحق ول حاجممة إليممه‪ ،‬إذ الكلم مفممروض فممي أنممه متعممذر‪ ،‬وتعممذره يكممون بعممدم‬
‫وجوده‪ ،‬أو بانقطاع خبره‪) .‬قوله‪ :‬بنية الغرم( متعلق بصرفها‪) .‬وقوله‪ :‬له( أي للمسممتحق‪) .‬قموله‪:‬‬
‫إذا وجده( أي المستحق‪) .‬قوله‪ :‬فإن أعسر( أي فإن كان من عنده المظلمة معسممرا‪) .‬قمموله‪ :‬عممزم‬
‫على الداء( أي أداء الظلمة وإعطائها للمستحق لها‪) .‬وقوله‪ :‬إذا أيسر( متعلممق بممالداء‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫فإن مات( أي المعسر‪) .‬وقوله‪ :‬قبله( أي قبل الداء‪) .‬قوله‪ :‬إنقطع الطلب عنه في الخممرة( أي ل‬
‫يطالبه بها مستحقها فممي الخممرة‪) .‬قمموله‪ :‬فممالمرجو الممخ( معطمموف علممى جملممة إنقطممع‪ ،‬والولممى‬
‫التعبير بالواو‪ ،‬أي انقطع عنه الطلب‪ ،‬والذي يرجى من فضل ال أن يعوض المستحق فممي حقممه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ويشترط أيضا( أي كما اشترط ما مر لصحة التوبة‪) .‬وقوله‪ :‬عن إخراج صمملة أو صمموم‬
‫عن وقتهما( أي بأن ترك الصلة في وقتها‪ ،‬أو‬

‫] ‪[ 337‬‬
‫الصوم في وقتممه‪) .‬وقمموله‪ :‬قضمماؤهما( أي الصمملة والصمموم‪ .‬وعبممارة الزواجممر‪ :‬الحممادي‬
‫عشر‪ :‬أي من شروط التوبة التدارك فيما إذا كانت المعصية بترك عبادة‪ ،‬ففي ترك نحمو الصملة‬
‫والصوم تتوقف صحة توبته على قضائها لوجوبها عليه فممورا‪ ،‬وفسممقه بممتركه كممما مممر‪ ،‬فممإن لممم‬
‫يعرف مقدار ما عليه من الصلوات مثل‪ .‬قال الغزالي‪ :‬تحممرى وقضممى ممما تحقممق أنممه تركممه مممن‬
‫حين بلوغه‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬وإن كثر( أي القضاء عما فاته‪ ،‬فيشترط لصحة التوبة فعل جميع ما عليممه‬
‫من الصلوات أو الصيام‪) .‬قوله‪ :‬وعن القذف( معطوف على عن إخراج الخ‪ .‬أي ويشممترط أيضمما‬
‫في صحة التوبة عن القذف الخ‪) .‬وقوله‪ :‬أن يقول القاذف الخ( وفي البجيرمي ممما نصممه‪ :‬وانظممر‬
‫هذا القول يكون فمي أي زمممن يقمال لمممن‪ .‬شمموبري انتهمى‪ .‬وفمي الزواجممر‪ :‬أنممه يقموله بيمن يممدي‬
‫المستحل منه كالمقذوف‪ .‬انتهى‪ .‬قال سم‪ :‬ولو علم أنه لو أعلممم مسممتحق القممذف ترتممب علممى ذلممك‬
‫فتنة‪ ،‬فالوجه أنه ل يجب عليممه إعلمممه‪ ،‬ويكفيممه النممدم‪ ،‬والعممزم علممى عممدم العممود‪ ،‬والقلع‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬قذفي باطل( قيل المراد بهذا أن القذف من حيث هو باطل‪ ،‬ل خصوص قوله‪ :‬إذ قد يكون‬
‫صادقا‪ ،‬ولذا رد الجمهور على الصطخري إشتراطه أن يقول كذبت فيما قممذفته‪ .‬انتهممى‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫وعن الغيبة الخ( معطوف أيضا على عن إخراج الخ‪ :‬أي ويشترط في صحة التوبممة أن يسممتحلها‬
‫الخ‪ .‬وعبارة الزواجر‪ :‬ولو بلغممت الغيبمة المغتمماب‪ ،‬أو قلنمما أنهمما كممالقود والقمذف ل تتوقمف علمى‬
‫بلوغ‪ ،‬فالطريق أن يأتي المغتاب ويستحل منه‪ ،‬فإن تعذر لموته أو تعذر لغيبتمه الشاسمعة اسمتغفر‬
‫ال تعالى‪ ،‬ول اعتبار بتحليل الورثة‪ .‬ذكره الحنمماطي وغيمره‪ .‬وأقرهمم فممي الروضمة‪ .‬قمال فيهما‪:‬‬
‫وأفتى الحناطي بأن الغيبة إذا لم تبلغ المغتاب كفاه الندم والستغفار له‪ .‬وجزم بممه الصممباغ حيممث‬
‫قال‪ :‬إنما يحتاج لستحلل المغتاب إذا علم لما داخله من الضممرر والغممم‪ ،‬بخلف ممما إذا لممم يعلممم‬
‫فل فائدة في إعلمه لتأذيه‪ ،‬فليتب فإذا تاب أغناه عن ذلك‪ .‬نعم‪ :‬هن كان تنقصممه عنممد قمموم رجممع‬
‫إليهم وأعلمهم أن ذلك لم يكن حقيقة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولم يتعذر( أي السممتحلل‪) .‬وقمموله‪ :‬بممموت( أي‬
‫للمغتاب )وقوله‪ :‬أو غيبة طويلة( أي له أيضا‪) .‬قوله‪ :‬وإل( أي بأن لم تبلغه أو تعممذر السممتحلل‬
‫منه‪ ،‬كفى الندم‪) .‬قوله‪ :‬والستغفار له( أي للمغتاب‪ .‬وعبارة غيره كممالروض وشممرحه‪ :‬ويسممتغفر‬
‫ال تعالى من الغيبة‪ .‬ا‍ه‪ .‬ويمكن الجمع بأن يقال يستغفر لنفسه من المعصية الصممادرة منممه وهممي‬
‫الغيبة‪ ،‬ويستغفر للمغتاب في مقابلة غيبته لمه‪ ،‬وذلمك بمأن يقمول‪ :‬اللهمم اغفمر لنما ولمه‪ ،‬ثممم رأيتممه‬
‫مصرحا به في فتح الجواد‪ .‬وعبارته‪ :‬فإن تعذر أو تعسر لغيبته البعيممدة‪ ،‬إسممتغفر لممه ولنفسممه مممع‬
‫ندمه‪ .‬ويظهر أن الستغفار له هنا شرط ليكون في مقابلة تأذيه ببلوغ الخبر له‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال سم‪ :‬فممإن‬
‫استغفر ال ثم بلغته فهل يكفي الستغفار أم ل ؟ والوجه أنه يكفي‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬كالحاسد( أي فممإنه‬
‫يكفي فيه الندم والستغفار للمحسود‪ ،‬هذا ما يقتضيه صنيعه‪ ،‬وعبارة التحفة والنهاية‪ :‬وكذا يكفممي‬
‫الندم والقلع عن الحسد‪ .‬ا‍ه‪ .‬وعبارة الروض وشرحه‪ :‬ويستغفر ال من الحسد‪ ،‬وهو أن يتمنممى‬
‫زوال نعمة غيره‪ ،‬ويسر ببليته‪ .‬وعبارة الصل‪ :‬والحسد كالغيبة وهممي أفيممد‪ ،‬ول يخممبر صمماحبه‪:‬‬
‫أي ل يلزمه إخبار المحسود‪ .‬قال في الروضة‪ :‬بل ل يسن‪ ،‬ولو قيممل يكممره لممم يبعممد‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقمموله‪:‬‬
‫وهي أفيد‪ .‬قال سم‪ :‬وكأن وجه الفيدية أنها تفيد أيضا أنه إذا علم المحسمود ل بمد ممن إسمتحلله‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬واشترط جممع متقمدمون أنمه( أي الحمال والشمأن‪) .‬وقموله‪ :‬ل بمد فمي التوبمة ممن كمل‬
‫معصية من الستغفار( أي لنفسه‪) .‬وقوله‪ :‬أيضا( أي كما اشترط ما مر في صحة التوبة‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫وقال بعضهم يتوقف في التوبة الخ( أي يحتاج في صممحة التوبممة مممن الزنمما علممى اسممتحلل زوج‬
‫المزني بها إن لم يخف فتنة‪) .‬وقوله‪ :‬وإل( أي بأن خيممف فتنممة‪) .‬وقمموله‪ :‬فليتضممرع الممخ( أي فل‬
‫يتوقف على الستحلل‪ ،‬بل يكفي التضرع إلى ال تعالى في إرضاء الخصم عنه‪) .‬قوله‪ :‬وجعممل‬
‫بعضممهم الممخ( قممال فممي الزواجممر‪ ،‬بعممد كلم‪ :‬وقضممية ممما ذكممره ‪ -‬أي الغزالممي ‪ -‬مممن إشممتراط‬
‫الستحلل في الحرم الشامل للزوجة والمحارم كما صرحوا به‪ ،‬أن الزنا واللواط فيهما حق‬

‫] ‪[ 338‬‬
‫للدمي‪ ،‬فتتوقف التوبة منهما على إسممتحلل أقممارب المزنممي بهمما‪ ،‬أو الملمموط بممه‪ ،‬وعلممى‬
‫إستحلل زوج المزني بها‪ .‬هذا إن لم يخف فتنة‪ ،‬وإل فليتضرع إلى ال تعالى في إرضائهم عنه‪.‬‬
‫ويوجه ذلك بأنه ل شك أن فمي الزنما واللمواط إلحماق عمار‪ ،‬أي عمار بالقمارب‪ ،‬وتلطيمخ فمراش‬
‫الزوج‪ ،‬فوجب إستحللهم حيث ل عذر‪ .‬فإن قلت‪ :‬ينافي ذلك جعل بعضممهم مممن الممذنوب الممتي ل‬
‫يتعلق بها حق آدمي وطئ الجنبية فيما دون الفرج وتقبيلها من الصغائر‪ ،‬والزنا وشممرب الخمممر‬
‫من الكبائر‪ ،‬وهذا صريح في أن الزنا ليس فيه حق آدمي فل يحتمماج فيممه إلممى السممتحلل‪ .‬قلممت‪:‬‬
‫هذا ل يقاوم به كلم الغزالي‪ ،‬ل سيما وقد قمال الذرعمي عنمه أنمه فمي غايمة الحسمن والتحقيمق‪،‬‬
‫فالعبرة بما دل عليه دون غيره‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فل يحتاج( أي الزنا وهمو تفريممع علمى أنممه ليممس فيممه‬
‫حق آدمي‪) .‬وقوله‪ :‬إلى الستحلل( أي استحلل زوج المزني بهمما‪) .‬قمموله‪ :‬والوجممه الول( أي‬
‫ما قاله بعضهم من أنه يتوقف في التوبة من الزنا على الستحلل‪) .‬قوله‪ :‬ويسن للزاني الممخ( أي‬
‫لقوله عليه السلم‪ :‬من ابتلي منكم بشئ مممن هممذه القمماذورات‪ ،‬فليسممتتر بسممتر الم تعممالى‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫الستر على نفسه( نائب فاعل يسن‪) .‬قوله‪ :‬بمأن ل يظهرهما( أي المعصمية‪ ،‬وهمو تصموير للسمتر‬
‫المسنون‪) .‬قوله‪ :‬ليحد أو يعزر( علة الظهمار المنفمي‪ ،‬فهمو إذا أظهرهما يحمد أو يعمزر‪ ،‬ويكمون‬
‫خلف السممنة‪ .‬وإذا لممم يظهرهمما ل يحممد ول يعممزر‪ ،‬ويكممون مسممنونا‪) .‬قمموله‪ :‬ل أن يتحممدث بهمما(‬
‫معطوف على أن ل يظهرها‪ .‬والمعنى عليه‪ :‬يصور الستر بعدم إظهارهمما‪ ،‬ول يصممور بالتحممدث‬
‫بالمعصية الخ‪ ،‬وهذا أمر معلوم فل فائدة في نفيه‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬ل أن ل يتحدث بها‪ ،‬بزيممادة ل‬
‫النافية بعد أن‪ ،‬وهي ظاهرة‪ ،‬وذلك لن معناها أن السممتر المسممنون ل يصممور بعممدم التحممدث بهمما‬
‫تفكها أو مجاهرة‪ ،‬إذ يفيد حينئذ أن عدم التحدث بها سنة‪ ،‬وأن التحدث خلف السنة فقط‪ ،‬مع أنممه‬
‫حرام قطعا‪ .‬إذا علمت ذلك فلعل في العبارة إسقاط لفظ ل من النساخ‪ .‬تأمل‪) .‬وقمموله‪ :‬تفكهمما( أي‬
‫استلذاذا بالمعصية‪) .‬وقوله‪ :‬أو مجاهرة( أي أو لجل التجاهر بها‪) .‬قوله‪ :‬فممإن هممذا( أي التحممدث‬
‫بالمعصية تفكها أو مجاهرة‪ ،‬حرام قطعا‪ .‬وخرج بالتحدث لذلك التحدث ل لذلك‪ ،‬بل ليستوفى منه‬
‫الحد الذي أوجبته المعصية‪ ،‬فهو ليس بحرام‪ ،‬بل خلف السنة فقط كما علمت‪) .‬قوله‪ :‬وكذا يسن‬
‫لمن أقر بشئ من ذلك( أي من المعاصي‪) .‬وقوله‪ :‬الرجوع عن إقراره بمه( قمال فمي التحفمة‪ :‬ول‬
‫يخالف هذا قولهم يسن لمن ظهر عليه حد ‪ -‬أي ل ‪ -‬أن يأتي المممام ليقيمممه عليممه لفمموات السممتر‪،‬‬
‫لن المراد بالظهور هنا أن يطلع على زناه مثل من ل يثبت الزنا بشممهادته‪ ،‬فيسممن لممه ذلممك‪ ،‬أممما‬
‫حد الدمي‪ ،‬أو القود له‪ ،‬أو تعزيره‪ ،‬فيجب القرار به ليستوفى منه‪ .‬ويسن لشاهد الول الستر ما‬
‫لم ير المصلحة في الظهار‪ ،‬ومحلمه إن لممم يتعلمق بممالترك إيجماب حمد علمى الغيمر‪ ،‬وإل كثلثممة‬
‫شهدوا بالزنا لزم الرابع الداء‪ ،‬وأثم بتركه‪ .‬وليس استيفاء نحو القود مزيل للمعصممية‪ ،‬بممل ل بممد‬
‫معه من التوبة‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬لن المراد بالظهور هنا( أي في قوله‪ :‬يسن لمن ظهر عليه الخ‪ .‬قال‬
‫سم‪ :‬فقال في شرح الروض‪ :‬قال ابن الرفعة‪ :‬والمراد به ‪ -‬أي بالظهور ‪ -‬الشممهادة‪ .‬قممال‪ :‬وألحممق‬
‫به إبن الصباغ ما إذا اشتهر بين الناس‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬قال شيخنا الممخ( عبممارته فممي الزواجممر‪ .‬وفممي‬
‫الجواهر‪ :‬لو مات المستحق واستحقه وارث بعد وارث‪ ،‬فمن يستحقه فممي الخممرة‪ .‬أربعممة أوجممه‪:‬‬
‫الول آخر الورثة‪ ،‬ورابعها إن طالبه صاحبه به فجحده به وحلف فهو له‪ ،‬وإل انتقل إلى ورثته‪.‬‬
‫وادعى القاضي أنه لمو حلممف عليمه يكمون للول‪ .‬وقمال النسممائي‪ :‬لمو اسمتحق الوفماء وارث بعممد‬
‫وارث‪ ،‬فإن كان المستحق ادعاه وحلف‪ .‬قال في الكفاية‪ :‬فالطلب فممي الخممرة لصمماحب الحممق بل‬
‫خلف‪ ،‬أو لم يحلف فوجوه‪ ،‬في الكفاية أصحها ما نسبه الرافعي للحناطي كممذلك‪ ،‬والثمماني للكممل‪،‬‬
‫والثالث للخير ولمن فوقه ثواب المنع‪ .‬قال الرافعي‪ :‬وإذا دفع لخممر الورثممة خممرج عممن مظلمممة‬
‫الكل‪ ،‬إل فيما سوف وماطل‪ .‬ا‍ه‪ .‬ملخصا‪ .‬وقوله‪ :‬ثواب المنع‪ :‬أي من وفمماء ممما يسممتحقه‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫وله( أي لمن مات‪) .‬وقوله‪ :‬دين( أي على غيره‪.‬‬

‫] ‪[ 339‬‬
‫)وقوله‪ :‬لم يستوفه( أي لم يستوف ذلك الميت الدين ممن هو عليه‪) .‬قوله‪ :‬يكممون هممو( أي‬
‫من مات ل ورثته‪) .‬وقوله‪ :‬المطالب به( ‪ -‬بكسر اللم ‪ -‬اسم فاعل‪) .‬وقوله‪ :‬على الصح( مقابله‬
‫يعلم من العبارة المارة‪) .‬قوله‪ :‬وبعد استبراء سنة( معطوف على قوله بعد توبة‪ :‬أي تقبل الشهادة‬
‫من فاسق بعد توبة وبعد استبراء سنة‪ .‬قال في المغني‪ :‬واستثني مممن إشممتراط ذلممك صممور منهمما‪:‬‬
‫مخفي الفسق إذا تاب وأقر وسلم نفسه للحد‪ ،‬لنه لم يظهر التوبة عما كان مسممتورا عليممه إل عممن‬
‫صلح‪ .‬قاله الماوردي‪ ،‬والروياني‪ .‬ومنها ما لو عصى الولي بالعضل ثم تمماب زوج فممي الحممال‪،‬‬
‫ول يحتاج إلى استبراء كما حكاه الرافعي عن البغوي‪ ،‬ومنهمما شمماهد الزنمما إذا وجممب عليممه الحممد‬
‫لعدم تمام العدد‪ ،‬فإنه ل يحتاج بعد التوبة إلى استبراء‪ ،‬بل تقبل شهادته فمي الحمال علمى الممذهب‬
‫في أصل الروضة‪ ،‬ومنها ناظر الوقف بشرط الواقف‪ ،‬إذا فسق ثم تاب‪ ،‬عادت وليتممه مممن غيممر‬
‫إستبراء‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬من حين الخ( من إبتدائية متعلقة بمحذوف صفة لسنة‪ :‬أي بسممنة مبتمدأة‪ ،‬ممن‬
‫حين توبة فاسق‪) .‬وقوله‪ :‬ظهر فسقه( قيد في كون قبول التوبة يكون بعممد إسممتبراء سممنة‪ .‬وخممرج‬
‫به ما إذا خفي فسقه وأقر به ليقام عليه الحد‪ ،‬فتقبل شهادته عقب توبته كما مر آنفا‪) .‬قوله‪ :‬لنها(‬
‫أي التوبة قلبية‪ ،‬وهو علة لشتراط الستبراء‪) .‬قوله‪ :‬وهو متهم الخ( من تتمة العلة‪ .‬أي والفاسق‬
‫الذي ظهر فسقه متهم‪ :‬أي في إظهار توبته‪) .‬وقوله‪ :‬لقبول الخ( هذا سبب التهمة‪ :‬أي وإنممما كممان‬
‫متهما في إظهارها‪ ،‬لنممه يقممال‪ :‬ربممما أنممه إنممما أظهرهمما لجممل أن تقبممل شممهادته وتعممود وليتممه‪.‬‬
‫وعبارة التحفة‪ :‬وهو متهم بإظهارها لترويج شهادته وعود وليته‪ ،‬فاعتبر ذلك لتقوى دعواه‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وقال عميرة‪ :‬وجه ذلممك ‪ -‬أي إشممتراط السممتبراء ‪ -‬التحممذير مممن أن يتخممذ الفسمماق مجممرد التوبممة‬
‫ذريعة إلى ترويج أقوالهم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فاعتبر ذلك أي الستبراء بسنة‪) .‬وقوله‪ :‬لتقوي دعممواه( أي‬
‫للتوبة‪) .‬قوله‪ :‬وإنما قدرها( أي مدة الستبراء‪) .‬وقموله‪ :‬سمنة( الصمح أنهما تقريبيمة ل تحديديمة‪،‬‬
‫فيغتفر مثل خمسة أيام ل ما زاد عليها‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬لن للفصممول الربعممة( هممي الشممتاء‬
‫والربيع والصيف والخريف‪) .‬قوله‪ :‬في تهييج النفوس( أي تحريكها واشتياقها‪ ،‬وهو متعلق بقوله‬
‫بعد أثرا بينا‪) .‬قوله‪ :‬بشهواتها( البمماء بمعنممى اللم متعلقممة بتهييممج‪ :‬أي تهييممج النفمموس لشممهواتها‪.‬‬
‫وعبارة شرح الروض‪ :‬لن لمضيها ‪ -‬أي السنة المشتملة على الفصول الربعة ‪ -‬أثرا في تهييممج‬
‫النفوس لما تشتهيه‪ ،‬فإذا مضت على السلمة أشممعر ذلممك بحسممن السممريرة‪ .‬ا‍ه‪ .‬والمممراد أن لكممل‬
‫فصل من الفصول الربعة تأثيرا في تحريك النفس لما تشتهيه وتعتاده‪ ،‬فإن لم تتحرك نفسه لذلك‬
‫فيها حتى مضت دل على حسن توبته وارتفعممت التهمممة عنمه‪) .‬قمموله‪ :‬فممإذا مضممت( أي الفصممول‬
‫الربعة‪) .‬قوله‪ :‬وهو على حماله( أي وهمو بماق علمى حماله بعمد التوبمة‪) .‬قموله‪ :‬أشمعر ذلمك( أي‬
‫مضي الفصول وهو بماق علمى حماله‪) .‬قموله‪ :‬وكمذا ل بمد فمي التوبمة المخ( عبمارة المغنمي تنمبيه‬
‫إقتصار المصنف كالرافعي على الفسق يقتضي أنه إذا تمماب عممما يخممرم المممروءة ل يحتمماج إلممى‬
‫استبراء‪ ،‬وليس مرادا‪ ،‬فقد صرح صاحب التنبيه بأنه يحتمماج إلممى السممتبراء‪ .‬قممال البلقينممي‪ :‬ولممه‬
‫وجه فإن خارم المروءة صار باعتياده سجية له فل بد من إختبار حاله‪ .‬وذكمر فمي المطلمب‪ :‬أنمه‬
‫يحتاج إلى الستبراء في التوبة مممن العممداوة‪ ،‬سممواء كممانت قممذفا أم ل‪ ،‬كالغيبممة والنميمممة وشممهادة‬
‫الزور‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬من خارم المروءة( متعلق بالتوبة‪) .‬وقوله‪ :‬الستبراء( لعل لفظ من سقط من‬
‫النساخ‪ :‬أي ل بد من الستبراء‪) .‬قوله‪ :‬فروع( أي ثلثة‪ .‬الول‪ :‬قوله ل يقممدح فممي الشممهادة المخ‪،‬‬
‫والثاني‪ :‬قوله ول توقفه الخ‪ ،‬والثالث‪ :‬قوله ول قوله الخ‪ ،‬وعدها في التحفة فرعا واحممدا‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫ل يقدح في الشهادة( أي ل يؤثر فيها‪) .‬وقوله‪ :‬جهله( أي الشاهد‪.‬‬

‫] ‪[ 340‬‬

‫)وقوله‪ :‬بفروض نحو الصلة والوضوء اللذين يؤديهما( أي ولممم يقصممر فممي العلممم ‪ -‬كممما‬
‫في النهاية ‪ -‬فإن قصر فيه لم تقبل شهادته‪ ،‬لن تركه من الكبائر كما في التحفة‪ .‬ونصها‪ :‬وينبغي‬
‫أن يكون من الكبائر ترك تعلم ما يتوقف عليه صحة ما هو فرض عبين عليه‪ ،‬لكن مممن المسممائل‬
‫الظاهرة ل الخفية‪ .‬نعم‪ :‬مر أنه لو اعتقد أن كل أفعال نحو الصلة أو الوضوء فرض أو بعضممها‬
‫فرض‪ ،‬ولم يقصد بفرض معين النفلية صح وحينئذ فهل ترك تعلمم مما ذكمر كمبيرة أيضما أو ل ؟‬
‫للنظر فيه مجال‪ ،‬والوجه أنه غير كبيرة‪ ،‬لصحة عباداته مع تركه‪ .‬وأما إفتاء شيخنا بممأن مممن لممم‬
‫يعرف بعض أركان أو شروط نحو الوضوء أو الصلة ل تقبل شهادته‪ .‬فيتعين حمله علممى غيممر‬
‫هذين القسمين‪ ،‬لئل يلزم علممى ذلممك تفسمميق العمموام وعممدم قبممول شممهادة أحممد منهممم‪ ،‬وهممو خلف‬
‫الجماع الفعلي‪ ،‬بل صرح أئمتنا بقبول شهادة العامة‪ ،‬كما يعلم مما يأتي قبيل شهادة الحسبة على‬
‫أن كمثيرين ممن المتفقهمة يجهلمون كمثيرا ممن شمروط نحمو الوضموء‪ .‬ا‍ه‪) .‬قموله‪ :‬ول تموقفه فمي‬
‫المشهود بممه( معطمموف علممى جهلممه بفممروض الممخ‪ :‬أي ول يقممدح فممي الشممهادة تممردد الشمماهد فممي‬
‫المشهود به‪ ،‬كأن قال أشهد أن على فلن مائة أو تسممعين مممترددا فممي ذلممك‪) .‬قمموله‪ :‬إن عمماد( أي‬
‫الشاهد‪ ،‬وهو قيد لعدم القدح في توقفه‪) .‬قوله‪ :‬وجزم به( أي بالمشهود به‪) .‬قوله‪ :‬فيعيممد الشممهادة(‬
‫أي من أولها‪ ،‬ول يكفي إقتصاره على جزمه بالمشهود به‪) .‬قوله‪ :‬ول قوله الممخ( معطمموف علممى‬
‫قوله جهله أيضا‪ :‬أي ول يقدح في الشهادة قول الشاهد قبل أن تصدر منه هذه الشهادة‪ ،‬ل شممهادة‬
‫لي في هذا الشئ‪) .‬قوله‪ :‬إن قال الخ( قيد لعدم القدح في الشهادة بقوله المذكور‪) .‬وقمموله‪ :‬نسمميت(‬
‫أي الشهادة‪ ،‬فقلت ل شهادة لي‪ ،‬ثم تذكرتها وشمهدت‪) .‬قموله‪ :‬أو أمكمن حممدوث المشممهود بمه بعممد‬
‫قوله( أي ل شهادة لي‪ ،‬بأن مضى زمن يمكن فيه إيقاعه‪) .‬قمموله‪ :‬وقممد اشممتهرت ديممانته( أي مممن‬
‫قال ل شهادة لي‪ ،‬ثم شممهد‪ ،‬ومفهممومه أنممه إذا لممم تشممتهر ديممانته يكممون قمموله المممذكور قادحمما فممي‬
‫شهادته‪) .‬قوله‪ :‬ول يلزم الخ( كلم مستأف‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬وحيث أدى الشمماهد أداء صممحيحا لممم‬
‫ينظر لريبة يجدها الحاكم كما بأصله‪ ،‬ويندب له استفساره‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬إستفسمماره( ‪ -‬أي الشمماهد‬
‫‪ -‬أي طلب تفسير الشهادة‪ ،‬وتفصيلها بأن يسأله عن وقت تحملها وعن مكممانه‪) .‬قمموله‪ :‬إن اشممتهر‬
‫ضبطه وديانته( قيد في عدم لممزوم استفسمماره‪) .‬قمموله‪ :‬بممل يسممن( أي الستفسممار‪) .‬قمموله‪ :‬كتفرقممة‬
‫الشهود( أي فإنها تسن عند أداء الشهادة‪ ،‬بأن يستشهد القاضي كل واحد على حممدته‪) .‬قمموله‪ :‬وإل‬
‫الخ( أي وإن لم يشتهر ضبطه وديانته‪ ،‬لزم القاضي أن يستفسممره‪ .‬وعبممارة المغنممي‪ :‬قممال المممام‪:‬‬
‫والستفصال عند استشعار القاضي غفلة في الشهود حتم‪ ،‬وكذا إن رابه أمر‪ .‬وإذا استفصلهم ولم‬
‫يفصلوا بحث عن أحوالهم‪ ،‬فإن تبين له أنهم غير مغفلين قضى بشهادتهم المطلقممة‪ .‬قممال‪ :‬ومعظممم‬
‫شهادة العوام يشوبها غرة وسهو وجهل‪ ،‬وإن كانوا عدول فيتعين الستفصال كما ذكرنمما‪ ،‬وليممس‬
‫الستفصال مذكورا في نفسه‪ ،‬وإنما الغرض تممبيين تثبتهممم فممي الشممهادة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وتعقممب كلم المممام‬
‫المذكور في التحفة فقال فيها والوجه ما أشرت إليه آنفا أنه إن اشممتهر ضممبطه وديممانته لممم يلزمممه‬
‫استفساره‪ ،‬وإل لزمه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وشرط لشممهادة بفعممل( أي زيممادة علممى الشممروط المتقدمممة الممتي‬
‫ذكرها‪) .‬قوله‪ :‬كزنا الخ( تمثيل للفعممل‪) .‬قموله‪ :‬وولدة( قممال فممي التحفمة‪ :‬وزعممم ثبوتهما بالسمماع‬
‫محمول على ما إذا أريد بها النسمب ممن جهمة الم‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقموله‪ :‬محممول المخ‪ .‬وذلمك لن النسمب‬
‫يكفي فيه الستفاضة‪) .‬قوله‪ :‬إبصار الخ( نائب فاعممل شممرط‪ :‬أي شممرط إبصممار لممذلك الفعممل مممع‬
‫إبصار فاعله لحصول اليقين به‪ .‬قممال تعممالى‪) * :‬إل مممن شممهد بممالحق وهممم يعلمممون( *‪ .‬وللخممبر‬
‫السابق‪ :‬على مثلها ‪ -‬أي الشمس ‪ -‬فاشهد‪) .‬قوله‪ :‬فل يكفي فيممه( أي فممي الفعممل‪ ،‬أي الشممهادة بممه‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬السماع من الغير( أي بحصول ذلك الفعل بأن يسمع أن فلنا زنى بفلنممة‪ ،‬فل يجمموز لممه‬
‫أن يشهد بالسماع المذكور‪) .‬قوله‪ :‬ويجوز تعمد نظر فرج الزانيين( أي لنهما‬

‫)‪ (1‬سورة الزخرف‪ ،‬الية‪.86 :‬‬

‫] ‪[ 341‬‬

‫هتكا حرمة أنفسهما‪) .‬وقوله‪ :‬لتحمل شهادة( علة الجواز‪ :‬أي يجوز النظر لجممل التحمممل‪،‬‬
‫فإن كان لغيره فسقوا وردت شهادتهم‪ .‬وعبممارة الخطيممب‪ :‬وإنممما نقبممل شممهادتهم بالزنمما إذا قممالوا‪:‬‬
‫حانت منا إلتفاتة فرأينا‪ ،‬أو تعمدنا النظر لقامة الشهادة‪ .‬قال الممماوردي‪ :‬فممإن قممالوا تعمممدنا لغيممر‬
‫الشهادة فسقوا وردت شهادتهم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وكذا امممرأة الممخ( أي وكممذلك يجمموز تعمممد نظممر فممرج‬
‫امرأة تلد‪) .‬وقوله‪ :‬لجلها( أي لجل تحمل الشهادة‪ .‬وأنث الضمممير العممائد علممى مممذكر لكتسممابه‬
‫التأنيث من المضاف إليه‪) .‬قوله‪ :‬ولشهادة بقول( معطوف على لشهادة بفعل‪ :‬أي وشممرط لشممهادة‬
‫بقول )قوله‪ :‬كعقد الخ( تمثيل للقول )قوله‪ :‬هو( نائب فاعل شرط المقدر‪) .‬قوله‪ :‬وسمع( معطوف‬
‫على الضمير‪) .‬قوله‪ :‬لقائله( هو وما بعده متعلقان بإبصار المجعول تفسيرا للضمير‪ ،‬والولى أن‬
‫يذكرهما بعد قوله‪ :‬أي إبصار‪ ،‬ويقدر لسمع متعلقا يناسبه‪ :‬أي سمع لقمموله‪ .‬وعبممارة المنهمماج مممع‬
‫التحفة‪ :‬والقوال كعقد‪ ،‬وفسخ وإقرار‪ ،‬يشترط سمعها وإبصار قائلها حال صدورها منه‪ ،‬ولو من‬
‫وراء نحو زجاج فيها يظهر‪ ،‬ثم رأيممت غيممر واحممد قممالوا‪ :‬تكفممي الشممهادة عليهمما مممن وراء ثمموب‬
‫خفيف يشف على أحد وجهيممن كممما اقتضمماه ممما صممححه الرافعممي فممي نقمماب المممرأة الرقيممق‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬حال صدوره( أي القول )قوله‪ :‬فل يقبل الخ( تفريع علممى مفهموم شممرط القمول‪) .‬وقموله‪:‬‬
‫أصم ل يسمع شيئا( تفريع على مفهوم شرطه وشرط ما قبله وهو الفعل‪ :‬أي فل يقبمل فممي القمول‬
‫أي الشهادة به أصم ل يسمع شيئا‪ :‬أي وأما الفعل فيقبل لحصول العلم بالمشاهدة‪ ،‬كممما صممرح بمه‬
‫في المنهاج‪) .‬قوله‪ :‬ول أعمى في مرئي( أي ول يقبل شهادة أعمي فممي مممرئي‪ ،‬وهممو الفعممل مممع‬
‫فاعله بالنسبة للول‪ ،‬وقائل القول بالنسبة للثاني‪ ،‬ومثل العمى مممن يممدرك الشممخاص ول يميممز‬
‫بينها‪ .‬ويستثنى من ذلك صور تقبل شهادة العمى فيها على الفعل‪ ،‬والقول منها ما إذا وضع يممده‬
‫على ذكر داخل في فرج امرأة‪ ،‬أو دبر صبي مثل‪ ،‬فأمسكهما ولزمهما حتى شهد عند الحاكم بما‬
‫عرفه بمقتضى وضع اليد‪ ،‬فيقبل شهادته لن هذا أبلغ من الرؤية‪ ،‬ومنهمما فممي الغصممب والتلف‬
‫فيما لو جلس العمى على بساط لغيره فغصبه غاصب أو أتلفه فأمسكه العمممى فممي تلممك الحالممة‬
‫مع البساط وتعلق بهما حتى شهد عند الحاكم بما عرفه لتقبل شهادته‪ ،‬ومنهمما ممما إذا أقممر شممخص‬
‫في إذنه بنحو طلق‪ ،‬أو عتق‪ ،‬أو مال لرجل معروف السم والنسب‪ ،‬فمسكه حتى شهد عليه عند‬
‫قاض فتقبل شهادته‪ ،‬ومنها ما إذا كان عماه بعممد تحملممه الشممهادة‪ ،‬والمشممهود لممه والمشممهود عليممه‬
‫معروفا السم والنسب فتقبل شهادته لحصول العلم به‪ ،‬ومنها ما يثبت بالستفاضممة والشمميوع مممن‬
‫جمع كثير يؤمن تواطؤهم على الكذب‪ ،‬مثممل الممموت والنسممب والعتممق مممما سمميأتي قريبمما‪ ،‬فتقبممل‬
‫شهادته فيه‪) .‬قوله‪ :‬لنسداد طرق التمييز( أي المعرفة‪ ،‬وهو تعليل لعدم قبول شهادة العمى‪ :‬أي‬
‫وإنما لم تقبل لنسداد طرق التمييز عليه‪) .‬وقوله‪ :‬مع اشتباه الصوات( أي فقممد يحمماكي النسممان‬
‫صوت غيره فيشتبه صوته به‪ ،‬فلذلك ل تقبل شممهادته حممتى علممى زوجتممه اعتمممادا علممى صمموتها‬
‫كغيرها‪ ،‬خلفا لما بحثه الذرعي من قبول شهادته عليهمما اعتمممادا علممى ذلممك‪ ،‬وإنممما جموزوا لممه‬
‫وطأها اعتمادا على صوتها للضرورة‪ ،‬ولن الوطئ يجوز بالظن بخلف الشممهادة فل تجمموز إل‬
‫بالعلم واليقين‪ ،‬كما يفيده الخبر السابق وهو‪ :‬على مثلها فاشهد‪ .‬تنبيه‪ :‬العمى هو فقممد البصممر عممما‬
‫من شأنه أن يكون بصيرا ليخرج الجماد‪ ،‬وهو ليس بضار في الدين‪ ،‬بل المضممر إنمما همو عمممى‬
‫البصيرة ‪ -‬وهو الجهل ‪ -‬بدليل‪) * :‬فإنها ل تعمى البصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور(‬
‫*‪ .‬وضمير فإنها للقصة‪ .‬وما أحسن قول أبي العباس المرسي‪ .‬يقولون الضرير فقلت كلبل والم‬
‫أبصر من بصير سواد العين زار بياض قلبي ليجتمعا على فهم المور‬

‫)‪ (1‬سورة الحج‪ ،‬الية‪.46 :‬‬

‫] ‪[ 342‬‬

‫ولما عمي سيدنا عبد ال بن عباس رضي ال عنهما أنشد‪ :‬إن يأخذ ال من عيني نورهممما‬
‫فإن قلبي مضئ ما به ضرر أرى بقلبي دنياي وآخرتي والقلب يدرك ما ل يدرك البصممر )قمموله‪:‬‬
‫ول يكفي سماع شاهد الخ( لو حذف الفعل وجعل ما بعممده معطوفمما علممى قمموله‪ :‬ول أعمممى لكممان‬
‫أخصر وأولى‪ ،‬لن هذا مفرع أيضا على مفهوم اشممتراط البصممار‪) .‬وقمموله‪ :‬مممن وراء حجمماب(‬
‫يصح جعل من إسما موصول‪ ،‬وتكون مفعول سماع‪ :‬أي ول يكفي سماعه من كان وراء حجمماب‬
‫ويصح جعلها جارة‪ ،‬وهي متعلقة بمحذوف لشاهد‪ :‬أي كائن من وراء حجاب‪ ،‬والمراد بالحجمماب‬
‫غير الشفاف‪ .‬أما هو كزجاج فيكفي كما مر‪) .‬قوله‪ :‬وإن علممم( أي الشمماهد‪) .‬وقمموله‪ :‬صمموته( أي‬
‫المشهود عليه‪) .‬قوله‪ :‬لن ما أمكن إدراكه الخ( أي لن ما أمكممن معرفتممه يقينمما بإحممدى الحممواس‬
‫كالبصر هنا ل يعمل فيه بغلبة الظن الحاصلة بغيره كالسمع‪ ،‬وبما قررته اندفع ما يقال إن السمع‬
‫من الحواس والصوت يدرك به‪ ،‬فالعلة غير صحيحة‪ .‬وحاصل الدفع أن السمع وإن سلم أنممه مممن‬
‫الحواس إل أنه ل يحصل به الدراك‪ ،‬أي المعرفة يقينا‪ ،‬بل يفيد غلبممة الظممن فقممط لجممواز اشممتباه‬
‫الصوات‪ ،‬والذي يفيممد الدراك يقينمما هنمما هممو البصممر‪ ،‬فممإذا أمكممن بممه ل يجمموز العمممل بخلفممه‪.‬‬
‫والحواس الظاهرة خمس‪ .‬السمع والبصر والشم والذوق واللمس‪ ،‬فلو أدرك العمممى شمميئا بالشممم‬
‫وما بعده من الحواس جاز أن يشمهد بمه لحصمول الدراك بمه يقينما‪ ،‬فمإذا اختلمف المتبايعمان فمي‬
‫مرارة المبيع‪ ،‬أو حموضته‪ ،‬أو تغير رائحته‪ ،‬أو حرارته‪ ،‬أو برودته‪ ،‬جازت شهادة العمى بممه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬نعم لو علمه الخ( استثناء من عدم الكتفاء بسمماع شمماهد ممن وراء حجمماب‪ :‬أي ل يكتفممي‬
‫بذلك إل إن عرف الشاهد أن هذا المشهود عليه القائل بكذا مثل هو في البيت وحمده‪ ،‬وعمرف أن‬
‫الصوت خرج من هذا البيت الذي فيه المشهود عليه وحده‪ ،‬فممإنه يكتفممي بسممماع صمموته‪ ،‬ويجمموز‬
‫اعتماده وإن لم يره لحصول اليقين بما ذكر‪) .‬قوله‪ :‬وكممذا لممو علممم الممخ( أي وكممذا يجمموز للشمماهد‬
‫اعتماد الصوت ويكتفي به في سماع الشهادة لمم علمم إثنيمن كمائنين بمبيت وحمدهما ل ثمالت لهمما‬
‫وسمعهما يتعاقدان‪) .‬قوله‪ :‬وعلم الموجب( بكسر الجيممم‪) .‬وقمموله‪ :‬منهممما( أي مممن الثنيممن‪ ،‬وهممو‬
‫متعلق بالموجب‪) .‬وقوله‪ :‬من القابل( متعلق بعلم على تضمينه معنى ميز‪) .‬وقمموله‪ :‬لعلمممه بمالممك‬
‫المبيع( علة لعلمه الموجب من القابل‪ :‬أي أن معرفتممه الممموجب مممن القابممل لكممونه يعلممم مممن قبممل‬
‫بمالك المبيع‪ .‬وعبارة المغني‪ :‬وما حكاه الروياني عن الصحاب من أنه لو جلس بباب بيممت فيممه‬
‫إثنان فقط‪ ،‬فسمع معاقدتهما بالبيع وغيره‪ ،‬كفممى مممن غيممر رؤيممة زيفممه البنممدنيجي بممأنه ل يعممرف‬
‫الموجب من القابل‪ .‬قال الذرعي‪ :‬وقضية كلمه أنه لو عرف هذا مممن هممذا أنممه يصممح التحمممل‪،‬‬
‫ويتصممور ذلممك بممأن يعممرف أن المممبيع ملممك أحممدهما‪ ،‬كممما لمو كممان الشمماهد يسممكن بيتمما أو نحمموه‬
‫لحدهما‪ ،‬أو كان جاره‪ ،‬فسمع أحدهما يقول بعنممي بيتممك الممذي يسممكنه فلن الشمماهد أو الممذي فممي‬
‫جواره‪ ،‬أو علم أن القابل في زاوية والموجب في أخرى‪ ،‬أو كان كل واحد منهما في بيت بمفرده‬
‫والشاهد جالس بين البيتين وغير ذلك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أو نحو ذلك( أي نحو مالك المبيع‪ ،‬وهو القابل‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فله( أي للعالم بما ذكر‪ ،‬وهذه نتيجة التشبيه بقموله وكممذا‪) .‬قمموله‪ :‬ول يصممح تحمممل شممهادة‬
‫على منتقبة( أي على نفسها أو على نكاحها‪ ،‬كما يعلم ذلك من قوله قال جمع الخ‪ ،‬والمنتقبة بنون‬
‫ثم تاء هي التي غطت وجهها بالنقاب‪ .‬قال في المغني‪ :‬تنبيه‪ :‬مراد المصنف والصممحاب بممأنه ل‬
‫يصح التحمل على المنتقبة ليؤدي ما تحمله اعتمادا علممى عرفممة صمموتها‪ ،‬أممما لممو شممهد اثنممان أن‬
‫امرأة منتقبة أقرت يوم كذا لفلن بكذا‪ ،‬فشهد آخران أن تلك المرأة التي قد حضرت وأقممرت يمموم‬
‫كذا هي‬

‫] ‪[ 343‬‬

‫هذه‪ ،‬ثبت الحق بالبينتين‪ ،‬كما لو قامت بينة أن فلن بن فلن أقر بكذا وقامت أخرى على‬
‫أن الحاضر هو فلن بن فلن ثبت الحق‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثله فمي التحفمة والنهايمة‪) .‬قموله‪ :‬كممما ل يتحمممل‬
‫بصير في ظلمة( أي كما ل يتحمل الشهادة‪ ،‬وهو في ظلمة ل يرى القائل‪ .‬وقوله‪ :‬اعتممادا عليمه(‬
‫أي على الصوت‪) .‬قوله‪ :‬نعم لو سمعها الخ( عبارة التحفة والنهاية‪ :‬وأفهممم قمموله اعتمممادا أنممه لممو‬
‫سمعها فتعلممق بهما المخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهممي أولممى ممن السممتدراك‪ ،‬وضممير سممعها يعممود علممى المنتقبممة‪.‬‬
‫والمراد سمع قولها‪ ،‬إذ السماع ل يتعلق بذكر من الشهادة عليها‪ ،‬ولممو قممال جممازت ‪ -‬أي الشممهادة‬
‫عليها ‪ -‬لكان أولى‪) .‬قوله‪ :‬كالعمى( أي في أنه إن سمع من يقر لشممخص بشممئ فتعلممق بمه حممتى‬
‫وصل إلى القاضي‪ ،‬فإنه يجوز كما مر‪) .‬قوله‪ :‬بشرط أن تكشف الخ( فيه أن هذا شرط للحكممم ل‬
‫للشهادة التي الكلم فيها‪ ،‬ثم رأيت الرشيدي كتب على قوله النهاية‪ :‬بشرط أن يكشف نقابهمما الممخ‪.‬‬
‫ما نصه‪ :‬هذا شرط للعمل بالشهادة كما ل يخفى‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وقممال جمممع الممخ( قممال سممم‪ :‬إذا رأى‬
‫الشاهدان وجهها عند العقد صح وإن لم يره القاضي العاقد‪ ،‬لنه ليس بحمماكم بالنكمماح ول شمماهد‪،‬‬
‫كما لو زوج ولي النسب‪ ،‬موليته التي لم يرها قط‪ ،‬بل يشترط رؤية الشاهدين وجههمما فممي انعقمماد‬
‫النكاح كما مال إليه كلم الشارح في بماب النكماح خلف مما نقلمه هنما عمن الجممع الممذكور‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬كما مال الخ‪ :‬صرح به البجيرمي فقال‪ :‬قال حجممر‪ :‬يجمموز العقممد عليهمما مممع عممدم رؤيتهمما‬
‫ومعرفتها باسمها ونسبها بأن يشهدا على وقوع العقد بين الزوجين‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬اسما ونسممبا( أي‬
‫بأن يستفيض أنها فلنة بنت فلن‪) .‬وقوله‪ :‬وصورة( الواو بمعنى أو‪ ،‬وقممد عممبر بهمما فممي التحفممة‬
‫والنهاية‪ ،‬وهو أولى‪) .‬قوله‪ :‬وله أي للشخص الخ( شروع فيما يجمموز فيممه الشممهادة اعتمممادا علممى‬
‫الستفاضة‪ ،‬وذكر منه ستة أشياء وهي‪ :‬النسب والعتق والوقف والموت والنكمماح والملممك‪ ،‬وبقممي‬
‫مما يثبت بها أشياء وهي‪ :‬القضاء والجرح والتعديل والرشد والرث واستحقاق الزكاة والرضاع‬
‫وعزل القاضي وتضرر الزوجة والسلم والكفر والسممفه والحمممل والممولدة والوصممايا والحريممة‬
‫والقسامة والغصب‪ .‬وقد نظمها المناوي في قوله‪ :‬ففي السممت والعشممرين تكفممي استفاضممة وتثبممت‬
‫سمعا دون علم بأصله ففي الكفر والتجريح مع عزل حاكم وفي سفه أو ضد ذلك كله وفي العتممق‬
‫والوقاف والزكوات مع نكاح وإرث والرضاع وعسره وإيصائه مع نسبة وولدة وموت وحمممل‬
‫والمضر بأهله وأشربة ثم القسامة والول وحرية والملك مع طول فعله وإنممما ثبتممت هممذه المممور‬
‫بالستفاضة لن بها أمور مؤيدة‪ ،‬فإذا طالت مدتها عسر إقامة البينة على ابتدائها فمسممت الحاجممة‬
‫إلى ثبوتها بالستفاضة‪ .‬ول شك أحد أن السيدة عائشة رضي ال عنهمما وعممن أبويهمما زوج النممبي‬
‫)ص(‪ ،‬وأن السيدة فاطمة رضي ال عنها بنت النبي )ص(‪ ،‬ول مستند لذلك إل السممماع‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫بل معارض( سيذكر محترزه‪) .‬قوله‪ :‬شهادة على نسب( أي وإن لم يعرف عيممن المنسمموب إليممه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ولو من أم أو قبيلة( من بمعنى اللم‪ :‬أي أنه ل فممرق فممي الشممهادة بالنسممب بيممن أن يكممون‬
‫المنسوب إليه أبا أو أما أو جدا أو قبيلة‪ ،‬وذلك بأن يقول أشهد أن هذا إبن فلن أو فلنممة‪ ،‬أو مممن‬
‫قبيلة كذا‪ ،‬وفائدة هذه الشهادة بالنسبة إلى القبيلة‪ ،‬استحقاق المنسوب إليها مممن وقممف كممائن عليهمما‬
‫مثل‪) .‬قوله‪ :‬وعتق( معطوف على نسب‪ :‬أي وله شهادة على عتق بما سمميذكره‪) .‬قمموله‪ :‬ووقممف(‬
‫معطوف أيضا على نسب‪ :‬أي ولمه شممهادة علمى وقممف بممما سمميذكره‪ ،‬وهمذا بممالنظر لصممله‪ ،‬أممما‬
‫بالنظر لشروطه فقال النووي في فتاويه‪ ،‬ل يثبت بالستفاضة شروط الوقف وتفاصيله بل‬

‫] ‪[ 344‬‬

‫إن كانت وقفا على جماعة معينين أو جهات متعددة قسمت الغلممة بينهممم بالسمموية‪ ،‬أو علممى‬
‫مدرسة مثل وتعذرت معرفة الشروط صرف الناظر الغلة فيما يراه من مصالحها‪ .‬ا‍ه‪ .‬والوجممه‬
‫حمل هذا على ما أفتى به إبن الصلح شيخه من أن الشروط إن شهد بهمما منفممردة لممم يثبممت بهمما‪،‬‬
‫وإن ذكرها في شهادته بأصل الوقف سمممعت‪ ،‬لنمه يرجممع حاصممله إلممى بيممان كيفيممة الوقممف‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫مغني‪) .‬قوله‪ :‬وموت( إنما اكتفمى فيمه بالستفاضممة لن أسممبابه كمثيرة منهما مما يخفمى ومنهمما ممما‬
‫يظهر‪ ،‬وقد يعسر الطلع عليها فاقتضت الحاجة أن يعتمد فيه الستفاضة‪) .‬قوله‪ :‬ونكاح( واعلم‬
‫أنه حيث ثبت بالستفاضة ل يثبت الصداق المدعى به بها‪ ،‬بل يرجع لمهر المثل‪) .‬قوله‪ :‬وملممك(‬
‫أي مطلق‪ .‬أما المقيد بسبب فإن كان مما يثبت سببه بالستفاضة كالرث فكذلك‪ ،‬وإن كان مما ل‬
‫يثبت سببه بها فل‪) .‬قوله‪ :‬بتسامع( متعلق بشممهادة‪) .‬قمموله‪ :‬أي استفاضممة( تفسممير للتسممامع‪ .‬وفممي‬
‫البجيرمي‪ :‬نقل عن الدميري ما نصه‪ :‬والفرق بين الخبر المستفيض والخبر المتواتر أن المتواتر‬
‫هو الذي بلغت روايته مبلغا أحالت العادة تواطأهم على الكذب‪ ،‬والمستفيض الممذي ل ينتهممي إلممى‬
‫ذلك‪ ،‬بل أفاد المن من التواطء على الكممذب‪ .‬والمممن معنمماه الوثمموق‪ ،‬وذلممك بممالظن المؤكممد‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬من جمع( متعلمق بتسممامع )قمموله‪ :‬أي تواطمؤهم عليمه( أي يمؤمن تواطممؤهم علمى الكممذب‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬لكثرتهم( علة المن‪) .‬قوله‪ :‬فيقع الممخ( تفريممع علممى كممونهم يمؤمن منهممم ذلممك‪) .‬قمموله‪ :‬ول‬
‫يشترط حريتهم( أي الجمع المسموع منهم‪ :‬أي ول عدالتهم فيكفي فيهممم أن يكونمموا نسمماء وأرقمماء‬
‫وفسقة‪) .‬قوله‪ :‬ول يكفي( أي في الشممهادة بالستفاضممة‪) .‬وقموله‪ :‬أن يقممول( أي الشمماهد‪) .‬وقمموله‪:‬‬
‫سمعت الناس يقولمون كمذا( مقمول القمول‪ ،‬وإنمما لمم يكمف قموله الممذكور لنمه يحمدث ريبمة فمي‬
‫شهادته‪ ،‬لنه يشعر بعدم جزمه بالشهادة مع أنه ل بد من الجزم بها كأن يقول أشهد بمموت فلن‪،‬‬
‫أو أن فلنمما ابممن فلن‪ ،‬أو أن هممذا الشممئ ملممك فلن‪ ،‬أو أن فلنمما عممتيق فلن‪) .‬قمموله‪ :‬ولممه( أي‬
‫للشخص‪) .‬قوله‪ :‬على ملك( هذا مكرر على قوله السابق وملممك‪ ،‬فالصممواب القتصممار علممى هممذا‬
‫كما في المنهج فإنه اقتصر عليه‪) .‬وقوله‪ :‬به( معلق بالشممهادة‪) .‬قمموله‪ :‬ممممن ذكممر( أي مممن جمممع‬
‫يؤمن تواطؤهم على الكذب‪) .‬قوله‪ :‬أو بيد وتصرف الخ( معطوف على قوله به‪ :‬أي وله الشهادة‬
‫على ملك اعتمادا على اليد مع التصرف فيه تصممرف الملك‪ ،‬كممما أن لممه الشممهادة اعتمممادا علممى‬
‫الستفاضة‪ .‬وعبارة الروض وشرحه‪ :‬من رأى رجل يتصرف في شئ متميزا عن أمثاله كالممدار‬
‫والعبد واستفاض في الناس أنه ملكه جاز أن يشهد له به وإن لممم يعممرف سممببه‪ ،‬ولممم تطممل المممدة‪.‬‬
‫وكممذا يجمموز ذلممك انضممم إلممى اليممد تصممرف مممدة طويلممة ولممو بغيممر استفاضممة‪ ،‬لن امتممداد اليممد‬
‫والتصرف بل منازع يغلب على الظن الملك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬كالسكنى المخ( تمثيمل لكمونه تحمت اليممد‬
‫مع التصرف‪) .‬وقوله‪ :‬والبناء( الواو فيممه وفيممما بعممده بمعنممى أو‪ .‬إذ كممل واحممد منهمما علممى حممدته‬
‫كاف‪ ،‬كما صرح به في التحفة‪) .‬وقوله‪ :‬والممبيع( المممراد والفسممخ بعممده وإل فممالبيع يزيممل الملممك‪،‬‬
‫فكيف يشهد له بالملك‪) .‬قوله‪ :‬مده طويلة( متعلق بتصرف‪ ،‬وإنما جممازت الشممهادة بالملممك حينئذ‪،‬‬
‫لن امتداد اليدي والتصرف مع طول الزمان من غير منازع يغلب على الظممن الملممك‪) .‬وقمموله‪:‬‬
‫عرفمما( أي أن المعتمبر فممي طممول الممدة العممرف‪ .‬قممال الشمميخان‪ :‬ول يكفمي التصمرف مممرة‪ .‬قمال‬
‫الذرعي بل ومرتين بل ومرارا في مجلس واحد أو أيام قليلة‪) .‬قوله‪ :‬فل تكفممي الشممهادة بمجممرد‬
‫اليد( أي ل تكفي الشهادة بالملك اعتمادا على مجرد اليد‪ :‬أي من غير تصرف ويعلم مممن هممذا أن‬
‫المراد باليد فيما مر اليد الحسية ل الحكمية‪ ،‬وهو كمونه تحممت تصمرفه وسملطنته‪ ،‬وإل لمما صمح‬
‫قوله المذكور‪) .‬قوله‪ :‬لنها( أي اليد‪) .‬وقمموله‪ :‬ل تسممتلزمه( أي الملممك‪ ،‬وذلممك لن اليممد عليممه قممد‬
‫تكون بطريق الجارة أو العاريممة‪) .‬قمموله‪ :‬ول بمجممرد التصممرف( أي ول تكفممي الشممهادة بالملممك‬
‫اعتمادا على مجرد التصرف‪ :‬أي من غير يممد )قمموله‪ :‬لنممه( أي التصممرف المجممرد‪) .‬وقمموله‪ :‬قممد‬
‫يكون بنيابة( أي وكالة وقد يكون بغصب‪) .‬قوله‪ :‬ول تصرف بمدة قصيرة( عبارة شرح المنهج‪:‬‬
‫ول بهما‪،‬‬

‫] ‪[ 345‬‬

‫أي اليد والتصممرف معمما بممدون التصممرف المممذكور‪ ،‬كممأن تصممرف مممرة أو تصممرف مممدة‬
‫قصيرة‪ ،‬لن ذلك ل يحصل الظن‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬نعم إن انضممم الممخ( إسممتدراك علممى اشممتراط المممدة‬
‫الطويلممة‪ ،‬فهممو مرتبممط بممالمتن‪) .‬وقمموله‪ :‬استفاضممة( أن الملممك لممه‪ ،‬أي شمميوع أن الملممك لهممذا‬
‫المتصرف‪) .‬قوله‪ :‬جازت الشهادة به( أي بالملك‪ ،‬وذلك لنه إذا جازت بمجممرد الستفاضممة فلن‬
‫تجوز بها مع التصرف أولى‪) .‬قوله‪ :‬ول يكفممي قممول الشمماهد رأيممت ذلممك( أي ممما ذكممر مممن اليممد‬
‫والتصرف سنين‪ ،‬بل ل بد من الممدة الطويلمة فيهمما عرفما أو الستفاضمة‪) .‬قموله‪ :‬واسمتثنوا ممن‬
‫ذلك( أي من جواز الشهادة باليد‪ ،‬والتصرف في المدة الطويلة‪) .‬قوله‪ :‬فل تجمموز الممخ( أي فليممس‬
‫لمن رأى صغيرا في يد من يستخدمه ويأمره وينهاه مدة طويلة أن يشهد لممه بملكممه‪ ،‬وهممذا خلف‬
‫ما يسممتفاد مممن عبممارة شممرح الممروض المممارة‪) .‬قمموله‪ :‬إل إن انضممم لممذلك( أي لليممد والتصممرف‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬السماع من ذي اليد أنه له( أي بأن قال هممو عبممدي مثل‪ ،‬ول بممد أيضمما مممن السممماع مممن‬
‫الناس كما يستفاد من التحفة والنهاية وعبارتهممما‪ :‬إل إن انضممم لممذلك السممماع مممن ذي اليممد ومممن‬
‫الناس‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال ع ش‪ :‬أي فل يكفي السماع من ذي اليد من غير سماع من الناس ول عكسه‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬للحتياط في الحرية( تعليل لعدم جواز الشهادة بأنه ملكه بمجمرد اليمد والتصمرف‪ .‬وكتمب‬
‫الرشيدي على قول النهاية للحتياط للحرية ما نصه‪ :‬يؤخذ منه أن صورة المسألة أن النزاع مممع‬
‫الرقيق في الرق والحرية‪ ،‬أما لو كان بين السيد وبين آخر يدعي الملك فظاهر أنه تجوز الشمهادة‬
‫فيه بمجرد اليد والتصرف مدة طويلة‪ ،‬هكذا ظهر فليراجع‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وكثرة استخدام الحممرار(‬
‫علة ثانية لعدم جواز الشهادة بأنه ملكممه بمجممرد اليممد والتصممرف‪ :‬أي وإنممما لممم يجممز ذلممك لكممثرة‬
‫استخدام الحرار‪ :‬أي فل يدلن على الملكية‪) .‬قوله‪ :‬واستصحاب( مرتبط بممالمتن فهممو معطمموف‬
‫على الضمير من به والتقدير‪ :‬وله الشممهادة علممى ملممك باستصممحاب لممما سممبق‪ ،‬وكممان الولممى أن‬
‫يذكره بعد قوله‪ :‬مدة طويلة عرفا‪ ،‬ويعبر بأو‪ ،‬ويمدل علمى ذلممك عبممارة المنهمج ونصمها‪ :‬ولمه بل‬
‫معارض شهادة بملك به‪ ،‬أي بالتسامع ممن ذكر أو بيد‪ ،‬وتصممرف تصمرف ملك كسممكنى وهممدم‬
‫وبناء وبيع مدة طويلة عرفا‪ ،‬أو باستصحاب لما سبق الخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬بزيادة من شممرحه‪ .‬وهممذه المسممألة‬
‫قد تقدمت في الشرح قبيل فصل الشهادات‪ ،‬وعبممارته هنمماك‪ .‬فممرع‪ :‬تجمموز الشممهادة بممل تجممب إن‬
‫انحصر المر فيه بملممك الن للعيممن المممدعاة‪ ،‬استصممحابا لممما سممبق مممن إرث وشممراء وغيرهممما‬
‫اعتمممادا علممى الستصممحاب‪ ،‬لن الصممل البقمماء‪ ،‬وللحاجممة لممذلك‪ ،‬وإل لتعسممرت الشممهادة علممى‬
‫الملك السابقة إذا تطاول الزمن‪ ،‬ومحله إن لم يصرح بممأنه اعتمممد الستصممحاب وإل لممم تسمممع‬
‫عند الكثرين‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬من نحو إرث الخ( بيان لما سبق‪) .‬قوله‪ :‬وإن احتمل زواله( أي الملك‪،‬‬
‫وهو غاية لجواز الشهادة بالستصحاب لما سبق‪) .‬قوله‪ :‬للحاجة الخ( علة لجواز الشممهادة بالملممك‬
‫بالستصحاب‪ :‬أي بالعتماد عليه‪) .‬وقوله‪ :‬إلى ذلك( أي إلى الشهادة اعتمادا على الستصممحاب‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ولن الصل المخ( علمة ثانيمة للجمواز‪) .‬قموله‪ :‬وشممرط ابممن أبمي المدم المخ( عبمارة شممرح‬
‫الروض‪ :‬ول يذكر من غير سؤال الحاكم مستند شهادته من تسممامع‪ ،‬أو رؤيممة‪ ،‬أو تصممرف‪ ،‬فلممو‬
‫ذكره بأن قال أشهد بالتسامع‪ ،‬بأن هذا ملك زيد‪ ،‬أو أشهد أنه ملكه لبي رأيته يتصممرف فيممه مممدة‬
‫طويلة‪ ،‬لم يقبل علممى الصممح‪ ،‬لن ذكممره يشممعر بعممدم جزمممه بالشممهادة‪ ،‬ويمموافقه ممما سمميأتي فممي‬
‫الدعاوي من أنه لو صرح في شهادته بالملك بأنه يعتمممد الستصممحاب لممم تقبممل شممهادته‪ ،‬كممما ل‬
‫تقبممل شممهادة الرضمماع علممى امتصمماص الثممدي وحركممة الحلقمموم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬ومثلهمما( أي ومثممل‬
‫الستفاضة الستصحاب‪ ،‬فل يجوز أن يصرح بأنه مستنده في الشهادة‪) .‬قوله‪ :‬ثم اختار( أي ابن‬
‫أبي‬

‫] ‪[ 346‬‬

‫الدم‪) .‬قوله‪ :‬أنه( أي الشاهد‪) .‬وقمموله‪ :‬إن ذكممره( أي المسممتند‪ ،‬والمصممدر المممؤول مممن أن‬
‫ومعموليها مفعول اختار‪) .‬وقوله‪ :‬تقوية لعلمه( عبارة شرح الرملي‪ :‬والوجه أنه إن ذكممره علممى‬
‫وجه الريبة والتردد بطلت لتقوية كلم أو حكاية حال قبلت‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بممأن الممخ( تصمموير لكممون‬
‫ذكره على سبيل التقوية‪) .‬وقوله‪ :‬جزم بالشهادة( أي بأن قال أشهد أن هذا ملك فلن‪ ،‬ولم يصرح‬
‫فيها بالمستند‪) .‬قموله‪ :‬ثمم قمال( أي بعمد جزممه بالشمهادة بمتراخ‪ .‬قمال مما ذكمر كمما يفيمده حمرف‬
‫العطف‪) .‬قوله‪ :‬وإل( أي وإن لم يذكره تقوية لعلمه‪ ،‬وإنما ذكره على سبيل التردد‪) .‬وقمموله‪ :‬كممأن‬
‫قال شهدت بالستفاضة( أي بأن صرح بالمستند مقرونا بالشهادة ل متأخرا عنها‪) .‬قوله‪ :‬فل( أي‬
‫فل تسمع شهادته‪ ،‬وهو جواب إن المدغمة في ل النافية‪) .‬قوله‪ :‬خلفا للرافعي( أي القائل بأنه ل‬
‫يضر ذكر المستند مطلقمما‪ .‬وعبممارة التحفمة‪ :‬بممل كلم الرافعممي يقتضممي أنمه ل يضممر ذكرهمما‪ :‬أي‬
‫الستفاضة مطلقا حيث قال في شاهد الجرح يقممول‪ :‬سمممعت النمماس يقولمون فيممه كممذا‪ ،‬لكممن الممذي‬
‫صرحوا به هنا أن ذلك ل يكفي لنه قد يعلم خلف ممما سمممع‪ ،‬وعليممه فيمموجه الكتفمماء بممذلك فممي‬
‫الجرح بأنه مفيد في المقصود منه من عدم ظن العدالة‪ ،‬ول كذلك هنا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬واحترز( يقممرأ‬
‫بصيغة المضارع المبدوء بهمزة المتكلم بدليل قوله بقولي‪ ،‬ويصح قراءته بصيغة الماضممي مبنيمما‬
‫للمجهول‪) .‬وقوله‪ :‬بل معارض( أي للتسامع الذي هو مسممتند الشممهادة‪) .‬قمموله‪ :‬عممما إذا كممان فممي‬
‫النسب( أي في نسبة النسب إلى فلن‪) .‬وقوله‪ :‬مثل( أدخل به ما بعده من العتق والوقف والموت‬
‫وما بعدها‪) .‬وقوله‪ :‬طعن من بعض الناس( قال في التحفة‪ :‬كذا أطلقوه ويظهر أنه ل بد من طعن‬
‫لم تقم قرينة على كذب قممائله‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثممل الطعممن إنكممار المنسمموب إليممه‪) .‬قمموله‪ :‬لممم تجممز الشممهادة‬
‫بالتسامع( المناسب التفريع بأن يقول فإنه ل تجوز الشهادة بالتسمامع‪) .‬وقموله‪ :‬لوجمود معمارض(‬
‫أي وهو الطعن أو إنكممار المنسمموب إليمه‪) .‬قمموله‪ :‬يتعيممن علممى المممؤدي الممخ( النسممب تقممديم هممذه‬
‫المسألة أول الباب‪ ،‬أو تأخيرها إلى آخره‪) .‬قمموله‪ :‬فل يكفممي مرادفممه( أي مممرادف أشممهد‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫لنه( أي لفظ أشهد‪ :‬أي ولما مر أول الباب من أن فيه نوع تعبد‪) .‬وقوله‪ :‬أبلممغ فممي الظهممور( أي‬
‫من غيره‪) .‬قوله‪ :‬ولو عرف الشاهد السبب( أي للملك‪) .‬وقوله‪ :‬كالقرار( أي إقرار شخص بممأن‬
‫هذا العبد مثل ملك فلن‪) .‬قوله‪ :‬هل له أن يشهد بالسممتحقاق( أي اسممتحقاق الملممك اعتمممادا علممى‬
‫السبب‪) .‬قوله‪ :‬وجهان( أي قيل له ذلك‪ ،‬وقيممل ليممس لممه ذلممك‪) .‬وقمموله‪ :‬أشممهرهما( أي المموجهين‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬ل أي ل يشهد بالستحقاق( قال فممي التحفممة‪ :‬لنمه قممد يظممن ممما ليممس بسممبب سممببا‪ ،‬ولن‬
‫وظيفته نقل ما سمعه أو رآه‪ ،‬ثم ينظر الحاكم فيممه ليرتممب عليممه حكمممه‪ ،‬ل ترتيممب الحكممام علممى‬
‫أسبابها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وقال ابن الصباغ كغيره تسمع( أي الشهادة بالستحقاق‪ ،‬والملئم في المقابلممة‬
‫أن يقول يشهد بالستحقاق وتسمع‪) .‬قوله‪ :‬وهو( أي سممماعها‪) .‬وقموله‪ :‬مقتضممى كلم الشمميخين‪(.‬‬
‫قال في النهاية‪ :‬وهو الوجه‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال في التحفة بعده‪ :‬ولك أن تجمع بحمل الول علممى مممن يثممق‬
‫بعلمه‪ ،‬والثاني على من يوثق بعلمه‪ ،‬ثم أطال الكلم على ذلممك فممانظره إن شممئت‪) .‬قمموله‪ :‬وتقبممل‬
‫شهادة على شهادة( أي لعموم قوله تعالى‪) * :‬وأشهدوا ذوي عممدل منكممم( *‪ .‬فهممو شممامل للشممهادة‬
‫على أصل الحق‪ ،‬وللشهادة على الشهادة وللحاجة إليها‪ ،‬لن الصل قد يتعذر‪ ،‬ولن الشهادة حق‬
‫لزم الداء فيشد عليها‬

‫)‪ (1‬سورة الطلق‪ ،‬الية‪.2 :‬‬

‫] ‪[ 347‬‬

‫كسائر الحقوق‪) .‬قوله‪ :‬مقبول الخ( مجرور بإضافة شهادة التي في المتن إليه‪ ،‬وفيه حذف‬
‫التنوين منه‪ ،‬والولى إبقاؤه وزيادة من الجارة قبل قموله‪ :‬مقبمول‪) .‬وقموله‪ :‬شمهادته( نمائب فاعمل‬
‫مقبول‪ :‬أي تقبل شهادة على شهادة من قبلت شهادته‪ ،‬وخرج به مردودها كفاسق ورقيممق وعممدو‪،‬‬
‫فل يصح تحمل شهادته لعدم الفائدة فيه‪) .‬قوله‪ :‬في غيممر عقوبممة لمم( متعلممق بتقبممل‪) .‬قمموله‪ :‬مممال‬
‫كان( أي غير العقوبة‪ .‬ول فرق في المال بين أن يكون فيه حق لدمي وحق ل م كالزكمماة ووقممف‬
‫المساجد والجهات العامة‪ ،‬أو متمحضا لدمي كالديون‪) .‬قمموله‪ :‬أو غيممره( أي غيممر مممال‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫كعقد الخ( تمثيل لغير المال‪) .‬قوله‪ :‬ووقف على مسجد أو جهة عامة( أي أو على شخص معيممن‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وقود وقذف( أي وكقود وقذف‪ ،‬فهما معطوفان على عقد‪) .‬قوله‪ :‬بخلف عقوبة ل تعالى(‬
‫أي موجبها‪ ،‬إذ منع الشهادة على الشهادة إنما يكون فيممه‪ ،‬وأممما الشممهادة علممى الشممهادة فممي أصممل‬
‫العقوبة فل تمنع كما في البجيرمي ونص عبارته‪ :‬والمراد بمنع الشهادة على الشهادة فممي عقوبممة‬
‫ال منع إثباتها‪ ،‬فلو شهدا على شممهادة آخريممن أن الحمماكم حممد فلنمما قبلممت‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثممل عقوبممة الم‬
‫إحصان من ثبت زناه بممأن أنكممر كممونه محصممنا فشممهدت بينممة بإحصممانه لجممل رجمممه‪ ،‬فل تقبممل‬
‫الشهادة على هذه الشهادة‪) .‬قوله‪ :‬كحد زنمما الممخ( تمثيممل لعقوبممة الم تعممالى‪) .‬قموله‪ :‬وإنممما يجمموز‬
‫التحمل بشروط الخ( أي أربعة‪ :‬الول‪ :‬تعسر أداء الصل الشهادة‪ .‬الثاني‪ :‬السترعاء بأن يلتمس‬
‫الصل من الفرع رعاية الشهادة وحفظها‪ .‬الثالث‪ :‬تبيين الفرع عند الداء جهممة التحمممل‪ :‬الرابممع‪:‬‬
‫تسمية الفرع إياه‪ .‬ثم إنه ل يخفى أن هذه الشروط ما عدا السترعاء لقبول القاضي الشهادة علممى‬
‫الشهادة ل لجواز التحمل‪ ،‬فلو أبقى المتن على حاله‪ ،‬ولم يزد قوله وإنممما يجمموز التحمممل‪ ،‬أو قممال‬
‫وإنما تقبل بدل يجوز التحمل لكان أولى‪ .‬وعبممارة متممن المنهمماج‪ :‬وشممرط قبولهمما تعسممر أو تعممذر‬
‫الصل بمموت أو عممى المخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثلهما عبمارة المنهمج‪) .‬قموله‪ :‬تعسمر المخ( بمدل ممن شمروط‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬أداء أصل( أي للشهادة‪ ،‬والمراد بالصل من تحمل الشهادة على أصل الحق والفرع من‬
‫تحمل الشهادة على شممهادته‪) .‬قمموله‪ :‬بغيبممة( متعلممق بتعسممر‪ ،‬والبمماء سممببية‪ :‬أي أن تعسممره يكممون‬
‫بسبب غيبة الصل‪) .‬وقوله‪ :‬فوق مسافة العدوي( قد تقدم بيانها غير مممرة‪ .‬وخممرج بفمموق مسممافة‬
‫العدوى ما إذا كانت غيبة الصل إلى مسافة العممدوى أو دونهمما‪ ،‬فل تقبممل الشممهادة علممى الشممهادة‬
‫لنها إنما قبلت فيما إذا كانت الغيبة فوق مسافة العدوى للضرورة ول ضرورة حينئذ‪) .‬قمموله‪ :‬أو‬
‫خوف الخ( عطف على غيبة‪ ،‬فهو من أسباب التعسر فهو يكون بالغيبة‪ ،‬ويكممون بخمموف الصممل‬
‫الحبس من غريم لو أدى الشهادة بنفسه عند القاضي‪) .‬وقوله‪ :‬وهممو معسممر( أي والحممال أن ذلممك‬
‫الصل معسر ليس عنده ما يفي به دين الغريم‪ ،‬فإن كان موسممرا ل تقبممل الشممهادة علممى شممهادته‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أو مرض( معطوف أيضا على غيبة‪ ،‬فهو من أسباب التعسر أيضا والمراد بالمرض غير‬
‫الغماء‪ ،‬أما هو فينتظر لقرب زواله‪) .‬قوله‪ :‬يشق معه حضمموره( أي مشممقة ظمماهرة بممأن يجمموز‬
‫تممرك الجمعممة‪ .‬ومثممل المممرض المممذكور سممائر العممذار المرخصممة لممترك الجمعممة‪ ،‬لن جميعهمما‬
‫يقتضي تعسر الحضور‪ ،‬ومحله كما قال الشيخان في العذار الخاصة بالصل‪ ،‬فإن عمت الفرع‬
‫أيضا كالمطر والوحل لم يقبل‪) .‬قوله‪ :‬وكذا بتعذره( لو قال وكذا تعذره بإسقاط الباء لكممان أولممى‪،‬‬
‫والمراد أن مثممل تعسممر أداء الصممل تعممذره‪) .‬وقمموله‪ :‬بممموت( أي للصممل بعممد أن تحمممل الرفممع‬
‫الشهادة عنه‪) .‬وقوله‪ :‬أو جنون( أي له بعمد مما ذكمر أيضما‪) .‬قموله‪ :‬وباسمترعائه( الولمى حمذف‬
‫الباء‪ ،‬لنه معطوف على تعسر‪ ،‬فهو من جملة الشروط‪ .‬ثم رأيت فممي بعممض نسممخ الخممط بشممرط‬
‫تعسر الخ بصيغة المفرد‪ ،‬فعليه تكون الباء ظاهرة‪ ،‬وتكون هي ومدخولها معطوفين على بشرط‪.‬‬
‫واعلم‪ :‬أن مثل السترعاء ما إذا سمعه يشهد عند قمماض أو محكممم‪ ،‬فلممه أن يتحمممل الشممهادة عنممه‬
‫وإن لم يسترعه‪ ،‬لنه‬

‫] ‪[ 348‬‬

‫إنما يشهد عند من ذكر بعد تحقق الوجوب‪ ،‬وما إذا بين الصل سبب الوجمموب‪ ،‬كمأن قممال‬
‫أشهد أن لفلن على فلن كذا من ثمن مبيع أو قرض‪ ،‬فلمن سمعه أيضا أن يتحمممل الشممهادة عنممه‬
‫وإن لم يسترعه أيضا‪ ،‬لنتفاء احتمال الوعد في التساهل مع السناد إلى السبب‪ .‬وقد صممرح بممما‬
‫ذكرته في متن المنهاج ونص عبارته مع التحفة‪ :‬وتحملها الذي يعتد به إنممما يحصممل بأحممد ثلثممة‬
‫أمور‪ :‬إما بأن يسترعيه الصل فيقول أنا شمماهد بكممذا‪ ،‬فل يكفممي أنمما عممالم ونحمموه‪ ،‬وأشممهدك‪ ،‬أو‬
‫أشهدتك‪ ،‬أو اشهد على شهادتي‪ ،‬أو بممأن يسمممعه يشممهد بممما يريممد أن يتحملممه عنممه عنممد قمماض أو‬
‫محكم‪ ،‬قال البلقيني‪ :‬أو نحو أمير‪ .‬أو بأن يبين السبب كأن يقول ولممو عنممد غيممر حمماكم‪ :‬أشممهد أن‬
‫لفلن على فلن ألفا من ثمن مبيع أو غيره‪ ،‬لن إسناده للسبب يمنممع احتمممال التسمماهل فلممم يحتممج‬
‫لذنه أيضا‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحذف‪) .‬قوله‪ :‬أي التماسه( تفسير للسترعاء‪ ،‬وأشممار بمه إلممى أن السممين والتمماء‬
‫في استرعائه للطلب‪) .‬وقوله‪ :‬منه( أي من مريد تحمل الشهادة عنه‪ ،‬وهو الفرع‪) .‬قمموله‪ :‬رعايممة‬
‫شهادته( أي تحفظها‪ ،‬وهو مفعول استرعاء‪) .‬وقموله‪ :‬وضمبطها( العطمف للتفسمير‪) .‬قموله‪ :‬حمتى‬
‫يؤديهما( أي الفمرع‪) .‬وقموله‪ :‬عنمه( أي عمن الصمل‪) .‬قموله‪ :‬لن الشمهادة المخ( تعليمل لشمتراط‬
‫السترعاء‪ :‬أي وإنما اشترط لن الشهادة على الشهادة نيابة‪ :‬أي فالفرع نائب عممن الصممل فيهمما‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فاعتبر فيها( أي في الشهادة علممى الشممهادة لكونهمما نيابممة‪) .‬وقمموله‪ :‬إذن المنمموب عنممه( أي‬
‫وهو الصل‪) .‬قوله‪ :‬أو ما يقوم مقامه( أي الذن مما ذكرته لممك عنممد قمموله وباسممترعائه‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫فيقول( أي المسترعي الذي هو الصل‪ ،‬وهو بيان لصفة السممترعاء‪) .‬قموله‪ :‬فل يكفممي أنمما عمالم‬
‫به( أي كما ل يكفي ذلك في أداء الشهادة عند القاضي‪ ،‬لما تقدم أنه يتعين علممى المممؤدي حممروف‬
‫الشهادة‪) .‬قوله‪ :‬وأشهدك أو أشهدتك أو اشهد( أتى بأفعال ثلثة‪ :‬الول مضارع‪ ،‬والثمماني ممماض‪،‬‬
‫والثالث أمر‪ ،‬إشارة إلى أنه يجوز التعبير بأي واحد منها‪) .‬وقوله‪ :‬على شهادتي( متعلق بالفعال‬
‫الثلثة‪ ،‬ومثل ذلك ما لو قاله‪ :‬إذا استشهدت على شهادتي بكذا‪ ،‬فقد أذنت لك أن تشهد‪ .‬تنممبيه‪ :‬لممو‬
‫استرعى الصل شخصا معينا للشهادة‪ ،‬يجوز لمن سمعه الشهادة على شممهادته‪ ،‬وإن لممم يسمترعه‬
‫هو بخصوصه‪ ،‬كما صرح به في التحفة‪) .‬قوله‪ :‬فلو أهمل الصل لفظ الشهادة( أي لم يعممبر بممه‪،‬‬
‫بل عبر بمرادفه كأعلمك أو أخبرك‪ ،‬وهذا تفريع على إيثاره التعبير في الفعال الثلثممة بحممروف‬
‫الشهادة‪) .‬قوله‪ :‬فل يكفي( أي في التحمل‪ ،‬وهذا جواب لمو‪) .‬قموله‪ :‬كممما ل يكفممي ذلممك( أي قموله‬
‫أخبرك أو أعلمك‪) .‬قوله‪ :‬ول يكفي في التحمل( أي للشهادة‪) .‬وقوله‪ :‬سماع قوله الممخ( أي سممماع‬
‫شخص يريد التحممل‪ .‬قمول شمخص آخمر لفلن علمى فلن كمذا المخ‪ .‬أي ونحمو ذلمك ممن صمور‬
‫الشهادة التي في معرض الخبار‪ ،‬كأشهد بأن لفلن علممى فلن كممذا‪ ،‬وإنممما لممم يكممف سممماع هممذه‬
‫اللفاظ لنه مع كونه لم يأت في بعضها بلفظ الشهادة‪ ،‬قد يريد أن لفلن على فلن ذلك من جهممة‬
‫وعد وعده إياه‪ ،‬ويشير بكلمممة علممى الممخ‪ .‬إلممى أن مكممارم الخلق تقتضممي الوفمماء‪ ،‬وقممد يتسمماهل‬
‫بإطلق لفظ الشهادة لغرض صمحيح كحملمه علمى العطماء‪ ،‬أو فاسمد كمأن كمان غرضمه شمهادة‬
‫الفرع على أصله‪ ،‬فإذا آل المر إلى الشهادة تأخر عنها‪ .‬أفاده في شرح المنهممج‪) .‬قمموله‪ :‬وبتممبيين‬
‫فرع( معطوف أيضا على تعسر‪ ،‬فالولى حذف الباء كما تقدم‪ .‬وعبممارة المنهمماج‪ :‬وليممبين الفممرع‬
‫عند الداء جهة التحمل‪ ،‬فإن لم يبين ووثق القاضي بعلمه فل بأس‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬جهة تحمممل( أي‬
‫طريقه‪ ،‬وهو أحد المممور الثلثممة المتقدمممة‪ ،‬وهممي السممترعاء‪ ،‬أو سممماعه يشممهد عنممد حمماكم‪ ،‬أو‬
‫سماعه يبين سبب الشهادة‪) .‬قوله‪ :‬كأشهد الخ( أي كقول الفرع‪ :‬أشهد بصيغة المضارع أن فلنا‬

‫] ‪[ 349‬‬

‫شهد بكذا‪) .‬وقمموله‪ :‬وأشممهدني علممى شممهادته( يقممول هممذا إن اسممترعاه الصممل‪) .‬قمموله‪ :‬أو‬
‫سمعته( معطوف على قوله وأشهدني على شهادته‪ ،‬وهذا يقوله إن لم يسترعه زيممادة علممى قمموله‪:‬‬
‫أشهد أن فلنا شهد بكذا‪ ،‬وبقي عليه بيان سبب الملك كأن يقول أشهد أن فلنا شهد أن لفلن على‬
‫فلن ألفا من ثمن مبيع مثل‪) .‬قوله‪ :‬فإذا لم يبين( أي الفرع‪) .‬وقوله‪ :‬جهممة التحمممل( هممي المممور‬
‫الثلثة المار بيانها آنفا‪) .‬قوله‪ :‬ووثق الحاكم بعلمممه( أي علممم الفممرع بشممروط التحمممل‪ :‬أي ووثممق‬
‫القاضي بأن الفرع عالم بشروط التحمل‪) .‬قوله‪ :‬لم يجب البيان( جواب إذ‪ .‬قال فممي التحفممة‪ :‬إذ ل‬
‫محذور‪ :‬نعم‪ :‬يسن له إستفصاله‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬فيكفممي الممخ( تفريممع علممى عممدم وجمموب تممبيين جهممة‬
‫التحمل‪) .‬قوله‪ :‬لحصول الغرض( أي بهذه الشهادة المجردة عن البيان‪ ،‬وذلك الغرض هو إثبممات‬
‫الحق‪) .‬قوله‪ :‬بتسميته( معطوف على تعسر أيضا‪ ،‬فالولى حذف البماء كممما مممر‪ ،‬والضمافة ممن‬
‫إضمافة المصمدر إلمى فماعله‪ ،‬وإيماه مفعموله‪ .‬وعبمارة المروض وشمرحه‪ :‬فصمل‪ :‬يشمترط تسممية‬
‫الصول وتعريفهم من الفروع إذ ل بد ممن معرفمة عمدالتهم‪ ،‬ول تعمرف عمدالتهم مما لمم يعرفموا‬
‫وليتمكن الخصم من جرحهم إذا عرفوا‪ ،‬فل يكفي قول الفرع‪ :‬أشهدني عدل أو نحوه‪ ،‬لن الحاكم‬
‫قد يعرف جرحه لو سماه‪ ،‬ولنمه يسمد بماب الجمرح علمى الخصمم‪ :‬أي لمو لمم يسممه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قموله‪:‬‬
‫تسمية( مفعول مطلق لتسميته‪) .‬وقوله‪ :‬تميزه( أي تميز تلك التسمية الصممل عممن غيممره‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫وإن كان( أي الصل‪ ،‬وهو غاية لشممتراط التسمممية‪) .‬قمموله‪ :‬لتعممرف عممدالته( أي الصممل‪ ،‬وهممو‬
‫تعليل لشتراط تسميته‪ :‬أي وإنما اشترطت ليعرف القاضي عدالته‪ :‬أي أو ضدها‪ .‬وعبارة التحفة‬
‫ليعرف القاضي حالهم ويتمكن الخصم من القدح فيهم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فإن لم يسمه( أي لم يسم الفرع‬
‫الصل‪) .‬قوله‪ :‬لم يكف( أي في التحمل‪ ،‬فل يقبل الحاكم منه ذلك‪) .‬قوله‪ :‬لن الحمماكم الممخ( علممة‬
‫لعدم الكتفاء به‪) .‬وقوله‪ :‬قد يعرف جرحه( أي جرح الصل‪) .‬وقوله‪ :‬لو سماه( أي سمى الفممرع‬
‫الصل للحاكم‪) .‬قوله‪ :‬وفي وجوب تسمية قاض( الضافة من إضافة المصممدر إلممى مفعمموله بعممد‬
‫حذف الفاعل‪ :‬أي وفي وجوب تسمممية الفممرع أصممل قاضمميا عنممد قمماض آخممر أو محكممم‪ .‬وعبممارة‬
‫المغني‪ .‬تنبيه‪ :‬شمل إطلق المصنف ما لو كان الصل قاضيا‪ ،‬كما لمو قمال‪ :‬أشمهدني قمماض ممن‬
‫قضاة مصر‪ ،‬أو القاضي الذي بها‪ ،‬ولم يسمه الخ‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬شهد( أي الفممرع‪) .‬وقمموله‪ :‬عليممه(‬
‫أي القاضي‪ ،‬والمراد على شهادته كما هو الفرض‪) .‬قوله‪ :‬وجهان( مبتدأ خبره الجار والمجممرور‬
‫قبله‪ ،‬وفيه أنه ل معنى لكون الوجهين في الوجوب‪ ،‬فل بد مممن تقممدير الممواو مممع ممما عطفممت‪ :‬أي‬
‫وفي وجوبها وعدمه وجهان‪ .‬قال سم‪ :‬عبارة القوت بخلف ما لو قال‪ :‬أشهدني قاض مممن قضمماة‬
‫بغداد‪ ،‬أو القاضي الذي ببغداد‪ ،‬ولم يسمه وليس بها قمماض سممواه‪ ،‬علممى نفسممه فممي مجلممس حكمممه‬
‫بكذا‪ ،‬فهل تسمع فيه ؟ وجهان‪ ،‬والفممرق أن القاضممي عممدل بالنسممبة إلممى كممل أحممد‪ ،‬بخلف شمماهد‬
‫الصل فإنه قد يكون عند فرعه عدل والحاكم يعرفه بالفسق‪ ،‬فل بد من تعيينممه لينظممر فممي أمممره‬
‫وعدالته‪ ،‬والصواب في وقتنا تعيين القاضي لما ل يخفى‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وصوب الذرعي الوجوب(‬
‫أي وجوب التسمية‪) .‬قوله‪ :‬ولو حدث الخ( مرتب على شممرط مقممدر‪ ،‬وهممو أن ل يخممرج الصممل‬
‫عن صحة شهادته فإن حدث الخ‪ ،‬والمراد حدوث ما ذكر قبممل الحكممم‪ ،‬فممإن كممان بعممده لممم يممؤثر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬عداوة( أي بينه وبين المشهود عليه‪) .‬وقوله‪ :‬أو فسق( أي أو تكذيب الصل للفممرع‪ ،‬كممأن‬
‫قال ل أعلم أني تحملت الشهادة أو نسيت ذلك‪) .‬قوله‪ :‬لم يشهد‬

‫] ‪[ 350‬‬

‫الفرع( أي لم تقبل شهادته‪) .‬قوله‪ :‬فلو زالت هذه الموانع( أي من الصممل‪) .‬قمموله‪ :‬احتيممج‬
‫إلى تحمل جديد( أي بعد مضي مدة الستبراء المتي همي سمنة لتحقمق زوالهما‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع ش‪) .‬قموله‪:‬‬
‫فرع ل يصح تحمل النسوة الخ( عبارة الممروض وشممرحه‪ :‬ول يتحمممل نسمماء شممهادة مطلقمما ‪ -‬أي‬
‫سواء كانت الصول‪ ،‬أو بعضهم نساء أم ل‪ ،‬وسواء كانت الشهادة بالولدة والرضاع أم ل ‪ -‬لن‬
‫شهادة الفرع تثبت شهادة الصل ل ما شهد به الصل‪ ،‬ونفس الشهادة ليست بمال‪ ،‬ويطلع عليهمما‬
‫الرجال غالبا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولو علممى مثلهممن( أي شممهادة مثلهممن‪) .‬وقمموله‪ :‬فممي نحممو ولدة( متعلممق‬
‫بالمضاف المقدر‪ .‬ونحو الولدة كل ما ل يطلع عليه الرجال غالبمما كحيممض وبكممارة‪) .‬قمموله‪ :‬لن‬
‫الشهادة( أي على الشهادة‪) .‬وقوله‪ :‬مما يطلع عليه الرجال( أي وما يطلممع عليممه الرجممال ل تقبممل‬
‫فيه النسوة‪) .‬قوله‪ :‬ويكفي فرعان لصلين( أي يكفي شهادة فرعين على شممهادة أصمملين معما بمأن‬
‫يقول‪ :‬نشهد أن زيدا وعمرا شهدا بكذا وأشهدانا على شممهادتهما‪ ،‬وذلممك لنهممما شممهدا علممى قممول‬
‫اثنين‪ ،‬فهو كما لو شهدا على مقرين‪) .‬قوله‪ :‬أي لكل منهما( دفع بهممذا التفسممير ممما يمموهمه ظمماهر‬
‫المتن من أن الفرعين يوزعان على الصلين‪ ،‬فيشهد واحممد لهممذا وواحممد لهممذا‪ ،‬مممع أنممه ل يكفممي‬
‫ذلك‪ ،‬بل ل بد من شهادة مجموع الفرعين لكل واحد من الصلين‪) .‬قوله‪ :‬فل يشترط لكمل منهممما‬
‫فرعان( أي فل يشترط أن يكون لكل أصل فرعان غير فرعي الخر يتحملن شهادته‪ ،‬بل يكفي‬
‫فرعان فقط يتحملن عنهما معا‪) .‬قوله‪ :‬ول تكفي شهادة واحد المخ( أي وإن أوهممه المتممن‪ ،‬لمول‬
‫تفسير الشارح بقوله‪ :‬أي لكل منهما كما علمت‪) .‬قوله‪ :‬ول واحد على واحد فممي هلل رمضممان(‬
‫أي ول يكفي تحمل واحد شهادة واحد في هلل رمضان وإن كان الهلل يثبت بواحد‪ ،‬لن الفرع‬
‫ل يثبت بشهادته الحق‪ ،‬بل يثبت بها شهادة الحق‪ ،‬وهي ل بد فيها من رجلين‪ ،‬كممما تقممدم‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫فرع( أي في رجوع الشهود عن شهادتهم‪) .‬قوله‪ :‬لو رجعوا( أي الشهود كلهم‪ ،‬أي أو مممن يكمممل‬
‫النصاب به‪ ،‬والمراد بالرجوع التصريح به فيقول‪ :‬رجعت عن شهادتي‪ ،‬ومثله‪ :‬شممهادتي باطلممة‪،‬‬
‫أو ل شهادة لي فيه‪ .‬فلو قال‪ :‬أبطلت شهادتي‪ ،‬أو فسختها‪ ،‬أو رددتهمما‪ ،‬هممل يكممون رجوعمما ؟ فيممه‬
‫وجهان‪ :‬قال في التحفة‪ :‬ويتجه أنه غير رجوع‪ ،‬إذ ل قدرة له على إنشاء إبطالها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬عن‬
‫الشهادة( أي التي أدوها بين يدي الحكم‪) .‬قوله‪ :‬قبل الحكممم( أي بشممهادتهم ولمو بعمد ثبوتهمما‪ ،‬بنمماء‬
‫على الصح أنه ليس بحكم مطلقا‪) .‬قوله‪ :‬منع الحكم( جواب لو‪ ،‬والفعل مبني للمعلمموم‪ ،‬والفاعممل‬
‫ضمير مستتر يعود على الرجوع المأخوذ من رجعوا‪ ،‬والحكم مفعوله‪ :‬أي منمع رجمموعهم الحكمم‬
‫بهممذه الشممهادة‪ ،‬والمممراد أن الحمماكم يمتنممع عليممه أن يحكممم بهممذه الشممهادة‪ .‬قممال فممي المغنممي‪ :‬وإن‬
‫أعادوها‪ ،‬سواء كانت في عقوبة أو في غيرهمما‪ ،‬لن الحمماكم ل يممدري أصممدقوا فممي الول أو فممي‬
‫الثاني‪ ،‬فينتفي ظن الصدق‪ ،‬وأيضا فإن كذبهم ثابت ل محالة إممما فممي الشممهادة‪ ،‬أو فممي الرجمموع‪،‬‬
‫ول يجوز الحكم بشهادة الكذاب ول يفسمقون برجمموعهم إل إن قمالوا تعمممدنا شمهادة المزور‪ ،‬ولمو‬
‫رجعوا عن شهادتهم في زنا حدوا حد القذف‪ ،‬وإن قالوا غلطنا لما فيه مممن التعييممر وكممان حقهممما‬
‫التثبت‪ ،‬وكما لو رجعوا عنها بعد الحكم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أو بعده( معطوف علممى قبلممه‪ :‬أي أو رجعمموا‬
‫بعد الحكم‪) .‬وقوله‪ :‬لم ينقض( أي ذلك الحكم لجواز كذبهم في الرجوع‪ ،‬ويجب إستيفاء ما ترتممب‬
‫على الحكم إن كان غير عقوبة‪ ،‬فإن كان عقوبة ولو آدمي كزنا‪ ،‬وقمود‪ ،‬وحمد قمذف‪ ،‬لمم تسمتوف‬
‫لنها تسقط بالشبهة والرجوع شبهة‪ ،‬هذا إن رجعوا قبل استيفائها‪ ،‬فإن رجعوا بعد استيفائها بقتممل‬
‫أو رجم‪ ،‬أو جلد مات منه‪ ،‬أو قطع بجناية أو سرقة‪ ،‬وقممالوا تعمممدنا شممهادة الممزور‪ ،‬اقتممص منهممم‬
‫مماثلة‪ ،‬أو أخذت منهم دية مغلظة موزعة على عمدد رؤوسمهم‪ ،‬فمإن قمالوا أخطأنما فمي شمهادتنا‪،‬‬
‫فدية مخففة موزعة على عدد رؤوسهم تكون في مالهم ل‬

‫] ‪[ 351‬‬

‫على عاقلة‪ ،‬لن إقرارهم ل يلممزم العاقلممة ممما لممم تصممدقهم‪) .‬قمموله‪ :‬ولممو شممهدوا( قممال فممي‬
‫التحفة‪ :‬إعادة ضمير الخ على الثنين سائغ‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بطلق بائن( أي بخلممع أو ثلث‪ ،‬وخممرج‬
‫به الرجعي فل غرم فيه عليهم‪ ،‬إذ لم يفوتوا شيئا‪ ،‬فإن لم يراجع حتى انقضت العممدة غرممموا كممما‬
‫في البائن‪) .‬قوله‪ :‬أو رضاع محرم( بكسممر الممراء المشممددة‪ ،‬وهممو ‪ -‬كممما تقممدم فممي بممابه ‪ -‬خمممس‬
‫رضهات متفرقات‪) .‬قوله‪ :‬وفممرق القاضممي الممخ( قممال فممي النهايممة‪ :‬وممما بحثممه البلقينممي مممن عممدم‬
‫الكتفاء بالتفريق‪ ،‬بل ل بد من القضاء بالتحريم‪ ،‬ويترتب عليه التفريق‪ ،‬لنممه قمد يقضمي بمه ممن‬
‫غير حكم كما في النكاح الفاسد‪ :‬رد بأن تصرف الحاكم في أمر رفع إليه وطلب منه فصممله حكممم‬
‫منه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فرجعوا عن شهادتهم( أي بعد التفريق‪) .‬قوله‪ :‬دام الفراق( أي في الظاهر إن لممم‬
‫يكن باطن المر فيه كظاهره كما هو واضح فليراجع‪ .‬ا‍ه‪ .‬رشيدي‪ .‬قال في المغنممي‪ :‬تنممبيه‪ :‬قمموله‬
‫دام الفراق ل يأتي في الطلق البائن ونحوه بخلفه في الرضاع واللعان‪ ،‬فلو عبر بممدل دام بنفممذ‪،‬‬
‫أو بقول الروضة لم يرتفع الفراق كان أولممى‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬لن قولهممما( أي الشمماهدين‪ ،‬وهممو علممة‬
‫دوام الفراق‪) .‬قوله‪ :‬محتمل( أي صدقه وكذبه‪) .‬قوله‪ :‬والقضاء( أي قضاء القاضممي‪) .‬وقمموله‪ :‬ل‬
‫يرد بمحتمل( أي بقول محتمل صدقا وكذبا‪) .‬قوله‪ :‬ويجب علمى الشمهود( أي الممذين رجعمموا عمن‬
‫شهادتهم‪) .‬قوله‪ :‬حيث لم يصدقهم الزوج( أي في شهادتهم بما ذكر مممن الطلق والرضمماع‪ ،‬فممإن‬
‫صدقهم بأن قال إنهم محقون في شهادتهم بما ذكر‪ ،‬فل يجب عليهم له شئ‪ .‬ومحله أيضا حيث لم‬
‫يكن الزوج قنا كله‪ ،‬فإن كان كذلك فل يجب عليهم له شئ لنممه ل يملممك شمميئا‪ ،‬ول يجممب عليهممم‬
‫شئ أيضا لمالكه لنه ل تعلق له بزوجة عبده‪ ،‬فلو كان مبعضمما وجممب لممه عليهممم قسممط الحريممة‪.‬‬
‫كذلك في التحفة‪ ،‬واستظهر في المغني إلحاق ذلك بالكساب فيكون لسيده كلممه فيممما إذا كممان قنمما‪،‬‬
‫وبعضه فيما إذا كان مبعضا‪) .‬قوله‪ :‬مهر مثل( أي ساوى المسمممى فممي العقممد أو ل‪) .‬قمموله‪ :‬ولممو‬
‫قبل وطئ( أي ولو وقع الفراق قبل الوطئ‪ ،‬والغاية للرد علممى القمائل بوجموب نصمفه فقممط حينئذ‬
‫لنه الذي فوتاه‪) .‬قوله‪ :‬أو بعد إبراء الخ( معطوف على قبل وطئ‪ :‬أي يجب عليهم ذلك ولو بعممد‬
‫إبراء الزوجة زوجها عن المهر‪) .‬قموله‪ :‬لنممه( أي مهمر المثمل‪ ،‬وهمو علمة لوجمموب مهممر المثمل‬
‫مطلقا ولو قبل الوطئ أو بعد البراء‪) .‬وقوله‪ :‬الذي فوتوه عليممه( إسممم الموصممول صممفة للبضممع‪،‬‬
‫وضمير فوتوه المنصوب يعود عليه‪ :‬وضمير عليه يعود علممى الممزوج‪ :‬أي لن مهممر المثممل بممدل‬
‫البضع الذي فوته الشهود على الزوج‪) .‬وقوله‪ :‬بالشهادة( أي بسببها‪ ،‬فالباء سببية متعلقة بفوتمموه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬إل إن ثبت( أي ببينة أو إقرار أو علم قاض‪ .‬وعبارة المنهاج مع التحفة‪ :‬ولو شهدا بطلق‬
‫وفرق بينهما فرجع فقامت بينة أو ثبت بحجة أخرى أنه ل نكاح بينهما كأن ثبت أنممه كممان بينهممما‬
‫رضاع محرم‪ ،‬أو أنها بانت من قبل‪ ،‬فل غرم عليهما إذ لم يفوتا عليه شيئا‪ ،‬فإن غرما قبل البينممة‬
‫إستردا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بنحو رضماع( أي بسممبب نحممو رضماع‪ ،‬وهمو متعلممق بمما تعلمق بمه خمبر ل‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فل غرم( أي عليهما للزوج‪ ،‬والملئم لما قبله أن يقول فل يجب عليهم مهر المثل‪) .‬قوله‪:‬‬
‫إذ لم يفوتوا الخ( علة لعدم الغرم‪) .‬قوله‪ :‬ولو رجع( أي بعد الحكم‪) .‬وقوله‪ :‬شهود مال( أي عيممن‬
‫ولو أم ولد شهدا بعتقها‪ ،‬أو دين‪) .‬قوله‪ :‬غرموا الخ( أي لنهم حالوا بينه وبين ماله‪ ،‬وممن ثممم لمو‬
‫فوتوه ببدله كبيع بثمن يعادل المبيع‪ ،‬لم يغرموا كما قاله الممماوردي واعتمممده البلقينممي‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفممة‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬البدل( أي وهو القيمة في المتقوم‪ ،‬والمثل في المثلممي‪ ،‬واختلممف فممي القيمممة فقيممل‪ :‬تعتممبر‬
‫وقت الحكم لنه المفوت حقيقة‪ ،‬وقيل‪ :‬وقت الشهادة لنها السبب‪ ،‬وقيل‪ :‬أكثر ما كانت مممن وقممت‬
‫الحكم إلى وقت الرجوع‪ ،‬واعتمد في التحفة بالنسبة للشاهد الثاني‪ ،‬وبالنسبة للحاكم فيما إذا رجممع‬
‫عن حكمه الول‪) .‬قوله‪ :‬بعد غرمه( أي بعد دفع المحكوم‬

‫] ‪[ 352‬‬

‫عليه المال للممدعي‪ ،‬والظمرف متعلمق بغرمموا‪ ،‬والضمافة ممن إضمافة المصمدر لفماعله‪،‬‬
‫وحذف مفعوله‪ ،‬ويصح العكس‪ ،‬وعليه يكون الضمير عممائدا علممى المممال‪) .‬قمموله‪ :‬ل قبلممه( أي ل‬
‫يغرمون له قبل أن يغرم هو للمدعي‪) .‬قوله‪ :‬وإن قالوا أخطأنا( أي غلطنا في شهادتنا‪ ،‬وهو غاية‬
‫لغرمهم للمحكوم عليه البدل‪) .‬قوله‪ :‬موزعا الخ( حال من مفعول غرموا وهو البدل‪ :‬أي غرممموه‬
‫حال كونه موزعا عليهم‪ ،‬أو من فاعله وهو الواو‪ :‬أي غرموا حممال كممونهم موزعمما عليهممم البممدل‬
‫بالسوية‪ ،‬ول فرق في ذلك بين أن يرجعوا معا أو مرتبين‪ .‬تنبيه‪ :‬محممل ممما تقممدم فيممما إذا رجعمموا‬
‫كلهم‪ ،‬فإن رجع بعضهم‪ ،‬فإن كان الباقي نصابا فل غرم على الراجع لقيام الحجة بمن بقممي‪ ،‬وإن‬
‫كان دون نصاب فعلى الراجع نصف البدل يغرمه للمحكوم عليه‪ .‬وحمله أيضا فيما إذا اتحد نوع‬
‫الشهود‪ ،‬فإن اختلف كأن شهد رجل وامرأتان فيمما يثبممت بهمم ثممم رجعموا فعليمه نصممف وعليهمما‬
‫نصف لنهما كرجل واحد‪ ،‬أو شهد رجل وأربع نسوة فيما يثبت بمحضهن كرضاع ونحوه فعليه‬
‫ثلث وعليهن ثلثان لما تقرر أن كل ثنتين برجل‪) .‬قوله‪ :‬تتمة الخ( المناسب ذكر حاصممل ممما فيهمما‬
‫عند قوله فيما تقدم‪ .‬قال شيخنا‪ :‬ومممن ثممم ل تجمموز الشممهادة بممالمعنى‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬لممو شممهد واحممد‬
‫بإقراره الخ( أي بأن قال أشهد أن زيدا مثل أقر عنممدي بممأنه وكممل عمممرا فممي كممذا وكممذا‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫وآخر بأنه الخ( عبارة التحفة‪ :‬وآخر بإقراره بأنه أذن الخ‪ ،‬بزيادة لفظ إقراره‪ .‬ومثله فممي النهايممة‪،‬‬
‫فلعله ساقط من النساخ‪) .‬قوله‪ :‬لفقت الشهادتان( أي جمع بينهما وعمل بهما‪ ،‬والمراد بالشممهادتين‬
‫قوله‪ :‬شهد بأنه وكله في كذا بلفظ الوكالة‪ .‬وقوله‪ :‬شهد آخر بأنه أذن له الخ‪ .‬بمعناها‪) .‬قمموله‪ :‬لن‬
‫النقل بالمعنى( أي نقل الشهادة بمعنى اللفظ الصمادر ممن المشمهود عليمه كنقلهما بماللفظ‪ ،‬والممراد‬
‫بالنقل التعبير بذلك‪ .‬قال في التحفة‪ :‬ويتعيممن حملممه علممى ممما ذكرتممه مممن أنممه يجمموز التعممبير عممن‬
‫المسموع بمرادفه المساوي له من كل وجه ل غير‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثله في النهاية‪) .‬قمموله‪ :‬بخلف ممما لممو‬
‫شهد واحد بأنه قال الخ( عبارة التحفة‪ :‬أو قال واحد قال وكلت‪ ،‬وقال الخر قال فوضت إليه‪ ،‬لممم‬
‫يقبل‪ .‬لن كل أسند إليه لفظا مغايرا للخر‪ ،‬وكأن الفرض أنهما اتفقا علممى اتحمماد اللفممظ الصممادر‬
‫منه‪ ،‬وإل فل مانع أن كل سمع ما ذكره في مرة‪ .‬ثم قال‪ :‬ويؤيد قولي‪ :‬وكان الفممرض إلممى آخممره‬
‫قولهم‪ :‬لو شهد له واحد ببيع وآخر بالقرار به لم يلفقا‪ .‬فلو رجع أحدهما وشهد بما شهد به الخر‬
‫قبل‪ ،‬لنه يجوز أن يحضر المرين‪ ،‬فتعليلهم هذا صريح فيما ذكرته‪ .‬فتأمله‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أو شممهد‬
‫واحد باستيفاء الدين( أي بأن قال أشهد أن فلنا أوفى فلنا دينه‪) .‬قوله‪ :‬والخر بالبراء منه( أي‬
‫بأن قال‪ :‬أشهد أن فلنا أبرأه فلن مممن الممدين‪) .‬قمموله‪ :‬فل يلفقممان( أي الشممهادتان لممما علمتممه فممي‬
‫المثال الول‪ ،‬ولعدم التساوي في كل وجه في المثال الثاني‪ ،‬إذ اسممتيفاء الممدين أعممم مممن البممراء‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬لو شهد واحد ببيع( أي بأن قال‪ :‬أشهد أن فلنا باع عبده مثل علممى فلن‪) .‬قمموله‪ :‬والخممر‬
‫بإقرار به( أي وشهد الخر بالقرار بالبيع بأن قال‪ :‬أشهد أن فلنا أقر بأنه باع عبده علممى فلن‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أو واحد بملك ما ادعاه( أي أو شهد واحد بأن هذا العبد مثل ملك فلن المدعي به‪) .‬قوله‪:‬‬
‫وآخر بإقرار الداخل به( أي وشهد آخر بإقرار الممداخل‪ :‬أي مممن هممو تحممت يممده بالملممك للمممدعي‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬لم تلفق شهادتهما( أي لعدم تساويهما في الصورتين‪) .‬قمموله‪ :‬فلممو رجممع أحممدهما( أي عممن‬
‫شهادته التي تخالف شهادة الخر‪) .‬قوله‪ :‬قبل( جواب لو‪) .‬قوله‪ :‬لنه يجوز أن يحضر المريممن(‬
‫أي المر الذي شهد به أول ورجع عنه‪ ،‬والمر الثاني الذي رجع إليه‪) .‬قوله‪ :‬ومن ادعى ألفين(‬

‫] ‪[ 353‬‬

‫أي على آخر‪) .‬وقوله‪ :‬وأطلق( أي لم يبين السبب‪) .‬قوله‪ :‬فشهد له واحممد( أي‪ .‬بممما ادعمماه‬
‫من اللفين‪) .‬وقوله‪ :‬وأطلق( أي كالمدعي‪) .‬قوله‪ :‬وآخر أنه مممن قممرض( أي وشممهد آخممر أن ممما‬
‫ادعاه من اللفين ثبت عليه قرضا‪ :‬أي ونحوه‪ ،‬والمراد أنه بين السبب لم يطلق‪) .‬قوله‪ :‬ثبممت( أي‬
‫ما ادعاه بهممذه الشممهادة‪ ،‬لن شممهادة الثمماني المقيممدة ل تنممافي شممهادة الول المطلقممة‪ ،‬فلممم يحصممل‬
‫تخالف‪) .‬قوله‪ :‬أو فشهد له الخ( أي أو ادعى ألفين وأطلق‪ ،‬فشهد له واحد بألف ثمن مممبيع وشممهد‬
‫له الخر بألف قرضا‪ ،‬لم تلفق الشممهادتان لتنافيهممما مممن جهممة السممبب‪) .‬قمموله‪ :‬ولممه( أي للمممدعي‬
‫باللفين‪) .‬وقوله‪ :‬الحلف مع كل منهما( أي من الشاهدين‪ ،‬وتثبممت لممه اللفممان حينئذ‪) .‬قمموله‪ :‬ولممو‬
‫شهد واحد بالقرار( أي إقرار المدعى عليه بالملك مثل للمدعي‪) .‬قمموله وآخممر بالستفاضممة( أي‬
‫وشهد آخر بالملك بالستفاضة‪ ،‬أي بالشيوع‪) .‬وقوله‪ :‬حيث تقبل( أي الستفاضممة بممأن كممانت مممن‬
‫جمع يؤمن تواطؤهم على الكذب وكانت في ملك مطلمق‪ ،‬أو وقمف‪ ،‬أو عتمق‪ ،‬إلمى آخمر مما ممر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬لفقا( أي الشهادتان وثبت بهما الحق للمدعي‪) .‬قمموله‪ :‬عممن رجليممن( متعلممق بسممئل‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫سمع أحدهما( أي أحد الرجلين‪) .‬وقوله‪ :‬تطليق شخص ثلثا( أي تطليق شخص زوجته بالثلث‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬والخر القرار به( أي وسمع الرجل الخر القرار بممه‪ :‬أي بممالطلق ثلثمما‪) .‬قمموله‪ :‬فهممل‬
‫يلفقممان( أي الشممهادتان ويقممع الطلق‪) .‬قمموله‪ :‬أو ل( أي أو ل يلفقممان فل يقممع الطلق‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫فأجاب( أي الشيخ عطية‪) .‬وقوله‪ :‬بأنه( أي الحال والشأن‪) .‬قمموله‪ :‬يجممب علممى سممامعي( بصمميغة‬
‫التثنية‪ ،‬وحذفت منه النون لضافته إلى ما بعده‪) .‬قوله‪ :‬أن يشهدا عليممه( أي علممى المسممموع منممه‬
‫ذلك‪) .‬وقوله‪ :‬بتا( أي جزما‪) .‬قوله‪ :‬ول يتعرضا الخ( بيان لمعنى قموله بتما‪) .‬قموله‪ :‬وليممس هممذا(‬
‫أي قبول شهادتهما‪) .‬وقوله‪ :‬من تلفيق الشهادة من كل وجه( أي لفظا ومعنى‪) .‬قوله‪ :‬بممل صممورة‬
‫الخ( لو أتى به على صورة العلة وقال‪ :‬لن صورة الممخ لكممان أولممى‪) .‬وقمموله‪ :‬واحممدة( أي وهممي‬
‫قوله طلقتها ثلثا‪ .‬والفرق بينهما معنى‪ ،‬لن القرار إخبممار عممما مضممى‪ ،‬والنشمماء حصممول فممي‬
‫الحال‪) .‬وقوله‪ :‬في الجملمة( أي فممي غممالب الحمموال‪ ،‬وقممد تختلممف الصممورة كممما لمو قممال لوليهمما‬
‫زوجها‪ ،‬فهذا إقرار بالطلق كما مر في بابه‪ ،‬وليست صورته كصورة إنشممائه‪) .‬قمموله‪ :‬والحكممم(‬
‫أي على المدعى عليه بالطلق‪ ،‬وهذا من تتمة الممدليل علممى أن هممذا مممن تلفيممق الشممهادة مممن كممل‬
‫وجه‪) .‬وقوله‪ :‬يثبت بذلك( أي بصدور صورة الطلق منه‪) .‬وقوله‪ :‬كيف كان( أي على أي حالة‬
‫وجد ذلك‪ ،‬سواء كان بقصمد النشماء أو بقصمد القمرار‪) .‬قموله‪ :‬وللقاضمي عليمه( أي بمل يجمب‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬سماعها( أي الشهادة الصادرة منهما وإن اختلفت معنى وال سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫] ‪[ 354‬‬

‫)قوله‪ :‬خاتمة في اليمان( أي في بيان أحكامها‪ .‬وإنما ذكرها عقب المدعوى والبينمات لن‬
‫اليمان قد تحتاج لتقدم دعوى‪ ،‬والفقهاء يذكرونها قبل القضاء‪ ،‬لن القاضي قد يحتاج إلى اليميممن‬
‫من الخصوم فل يقضي إل بعدها‪ .‬فلكل وجهة‪ .‬واليمان ‪ -‬بفتح الهمزة ‪ -‬جمممع يميممن‪ ،‬وهممي فممي‬
‫اللغة اليد اليمنى‪ .‬وأطلقت على الحلف لنهم كانوا إذا حلفوا وضع أحدهم يمينه في يمين صاحبه‪.‬‬
‫وقيل القوة‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪) * :‬لخذنا منه باليمين( *‪ .‬أي بالقوة‪ .‬وعليه فتسمية الحلف به لنممه‬
‫يقوي على الحنث أو عدمه‪ ،‬وعلى الول جرى م ر في النهاية‪ ،‬وعلى الثاني جرى ابن حجر في‬
‫التحفة‪ .‬وفي الشرع تحقيق أمر محتمل باسم من أسمائه تعالى‪ ،‬أو صفة من صفاته‪ ،‬ماضمميا كممان‬
‫أو مستقبل‪ ،‬نفيا أو إثباتا‪ ،‬ممكنا فممي العممادة كحلفممه ليممدخلن الممدار‪ ،‬أو ممتنعمما فيهمما كحلفممه ليقتلممن‬
‫الميممت‪ ،‬أو ليقتلممن زيممدا بعممد ممموته‪ .‬والمممراد بتحقيممق ذلممك‪ ،‬إلممتزام تحقيقممه وإيجممابه علممى نفسممه‪،‬‬
‫والتصميم على تحصيلة‪ ،‬وإثبات أنه ل بد منه وأنممه ل سممعة فممي تركممه‪ .‬وليممس المممراد بممه جعلممه‬
‫محققا حاصل‪ ،‬لن ذلك غيممر لزم‪ .‬والمممراد بممالمر النسممبة الكلميممة‪ :‬كممما إذا قلممت‪ :‬زيممد قممائم‪،‬‬
‫فعورضت فيه فقلت‪ :‬وال إنه قائم تحقيقا لممذلك‪ ،‬والمممراد بالمحتمممل‪ ،‬المحتمممل عقل‪ ،‬فيممدخل فيممه‬
‫المحال العادي‪ .‬وخرج بتحقيق أمر‪ :‬لغممو اليميممن التممي‪ ،‬وبالمحتمممل المممراد بممه هنمما غيممره وهممو‬
‫الواجب فقط‪ :‬كقوله وال لموتن‪ ،‬فليس بيمين لمتناع الحنث فيه‪ :‬أي مخالفة المحلوف عليه‪ ،‬فل‬
‫إخلل فيه بتعظيم اسمه تعالى والصل فيها قبل الجماع آيات كقموله تعمالى‪) * :‬ل يؤاخمذكم الم‬
‫باللغو في أيمانكم‪ ،‬ولكن يؤاخذكم بما عقدتم اليمان( *‪ .‬أي قصدتموها بدليل آية أخرى وهممي‪* :‬‬
‫)ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم( *‪ .‬وقوله تعالى‪) * :‬إن الذين يشترون بعهد ال وأيمممانهم ثمنمما‬
‫قليل( *‪ .‬الية‪ .‬وأخبار منها أنممه )ص( كممان يحلمف‪ :‬ل‪ ،‬ومقلمب القلموب‪ .‬رواه البخماري‪ ،‬ومنهما‬
‫قوله عليه السلم‪ :‬وال لغزون قريشا ‪ -‬ثلث مرات ثم قال فممي الثالثممة‪ :‬إن شمماء المم‪ .‬رواه أبممو‬
‫داود‪ .‬وقد أمره ال بالحلف على تصديق ما أمر به في ثلثة مواضع من القرآن‪ :‬فممي يممونس فممي‬
‫قوله تعالى‪) * :‬قل إي وربي إنه لحق( *‪ .‬وفي سبأ في قوله تعالى‪) * :‬وقال الذين كفروا ل تأتينا‬
‫الساعة‪ ،‬قل بلى وربي لتأتينكم( *‪ .‬وفي التغممابن فممي قمموله تعممالى‪) * :‬زعممم الممذين كفممروا أن لممن‬
‫يبعثوا‪ .‬قل بلى وربي لتبعثن( *‪ .‬وأركانها‪ :‬حممالف‪ ،‬ومحلمموف بممه‪ ،‬ومحلمموف عليممه‪ .‬وشممرط فممي‬
‫الول التكليف والختيار والنطممق والقصممد‪ ،‬فل تنعقممد يميممن الصممبي والمجنممون والمكممره ويميممن‬
‫اللغو‪ .‬وفي الثاني أن يكون إسما من أسمائه تعالى‪ ،‬أو صممفة مممن صممفاته علممى ممما سمميأتي‪ .‬وفممي‬
‫الثالث أن ل يكون واجبا بأن يكون محتمل عقل ولو كان مستحيل عادة كممما علمممت‪ .‬واعلممم‪ :‬أن‬
‫اليمان نوعان‪ :‬واقعة في خصومة‪ ،‬وواقعة في غيرها‪ .‬فالتي تقع فيها إممما أن تكممون لممدفع وهممي‬
‫يمين المنكر للحق بأن قال‪ :‬لي عليك كذا‪ ،‬فمأنكر وحلمف لمدفع مطالبمة الممدعي بمالحق‪ ،‬وإمما أن‬
‫تكون للستحقاق وهي خمسة‪ :‬اللعان‪ :‬فالحالف يستحق بحلفه حد زوجته لزناها إن لم تحلف هي‪.‬‬
‫والقسامة‪ :‬فالمستحق يحلف ويستحق الدية‪ .‬واليمين مع الشاهد فمي المموال‪ :‬أي مما يمؤول إليهما‪.‬‬
‫واليمين المردودة على المدعي بعد النكول‪ .‬واليمين مع‬

‫)‪ (1‬سورة الحاقة‪ ،‬الية‪ (2) .45 :‬سورة المائدة‪ ،‬الية‪ (3) .89 :‬سمورة البقمرة‪ ،‬اليمة‪ (4) .225 :‬سمورة آل عمممران‪،‬‬
‫الية‪ (5) .77 :‬سورة يونس‪ ،‬الية‪ (6) .53 :‬سورة سبإ‪ ،‬الية‪ (7) .3 :‬سورة التغابن‪ ،‬الية‪.7 :‬‬

‫] ‪[ 355‬‬

‫الشاهدين‪ .‬والتي تقع في غير الخصومة ثلثة أقسام‪ :‬إثنان ل ينعقدان وهمما‪ :‬لغمو اليميمن‪،‬‬
‫ويمين المكره ‪ -‬بفتح الراء ‪ -‬وواحد ينعقد‪ ،‬وهو يمين المكلف المختار القاصممد فممي غيممر واجممب‪.‬‬
‫واعلم‪ :‬أيضا أن الفقهاء يجمعون النذر مع اليمان في كتاب واحد لما بينهما من المناسممبة‪ ،‬وهممي‬
‫أن بعض أقسام النذر فيه كفارة يمين‪ ،‬والمؤلف رحمه ال تعالى خالفهم‪ ،‬وذكره فمي أواخمر بماب‬
‫الحج عقب مبحث الضحية‪ ،‬وله وجه أيضا كما نبهنا عليه هناك‪ ،‬وهو أن بعض أقسام الحمج قمد‬
‫يكون منذورا وكممذلك الضممحية‪ ،‬فناسممب أن يسممتوفي الكلم علممى النممذر هنمماك‪) .‬قمموله‪ :‬ل ينعقممد‬
‫اليمين إل الخ( إنعقادها بهذين النوعين ممن حيممث الحنمث المرتمب عليمه الكفممارة‪ ،‬أممما ممن حيممث‬
‫وقوع المحلوف عليه فل ينحصممر فيهممما بممل يحصممل بغيرهممما أيضمما‪ ،‬كممالحلف بممالعتق والطلق‬
‫المعلقين على شئ كقوله‪ :‬إن دخلت الدار فأنت طالق‪ ،‬أو فعبدي حر‪ .‬وأما قولهم الطلق والعتممق‬
‫ل يحلف بهما‪ ،‬فمعنمماه أنهممما ل يكونممان مقسمما بهمما كقموله‪ :‬والطلق‪ ،‬أو والعتمق ل أفعممل كممذا‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬بإسم( المراد بالسمم مما دل علمى المذات فقممط كممال‪ ،‬أو علمى المذات والمعنمى كالخمالق‪،‬‬
‫وبالصفة ما دلت على المعنى فقط كعظمته‪) .‬وقوله‪ :‬خمماص بممال تعممالى( أي بممأن ل يطلممق علممى‬
‫غيره كال‪ ،‬وكرب العالمين‪ ،‬ومالك يوم الدين‪ ،‬وكالحي الذي ل يمموت‪ ،‬وكمممن نفسممي بيمده ‪ -‬أي‬
‫بقدرته يصرفها كيف يشاء ‪ -‬والذي أعبده أو أسجد له‪ .‬فل فرق بين المشتق وغيمره‪ ،‬ول بيمن أن‬
‫يكممون مممن السممماء الحسممنى أو ل‪ ،‬ول بيممن أن يكممون مممن السممماء المضممافة أو ل‪ .‬واعلممم‪ :‬أن‬
‫أسماءه تعالى ثلثة أنواع‪ ،‬كما يعلم من عبارة المنهاج‪ :‬ما ل يحتمل غير ال تعالى وهو ما ذكر‪،‬‬
‫وما يحتمل غيره والغالب إطلقه عليه تعالى كالرحيم والخالق والرازق‪ ،‬وما يسممتعمل فيممه وفممي‬
‫غيره على حد سواء كالموجود والعالم والقسممم الول ل تقبممل فيممه إرادة غيممر الم تعممالى لنممه ل‬
‫يحتمل غيره‪ ،‬إذ الفرض أنه مختص بال تعالى‪ ،‬وأما إذا قال أردت به غير اليمين كأن قال‪ :‬بال‬
‫ل أفعل كذا‪ ،‬وقال‪ :‬أردت أتبرك بال تعالى أو أستعين بال‪ ،‬فإنه يقبل منه لن التورية نافعة كممما‬
‫سيصرح به ما لم تكن بحضرة القاضي المستحلف له‪ ،‬وإل فل تنفعه‪ .‬قال في فتح الجممواد خلفمما‬
‫لما توهمه عبارة المنهاج‪ :‬أي من عدم قبول ذلممك منممه علممى أنمه قيممل إنهمما سممبق قلممم‪ .‬ا‍ه‪ .‬ونممص‬
‫عبارة المنهاج‪ :‬ل تنعقد اليمين إل بذات ال تعالى أو صفة له كقوله‪ :‬وال ورب العالمين‪ ،‬والحي‬
‫الذي ل يموت‪ ،‬ومن نفسي بيده‪ ،‬وكممل إسممم مختمص بمه‪ .‬ول يقبمل قمموله‪ :‬لممم أرد بممه اليميممن‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫والقسم الثاني‪ :‬تنعقد به اليمين ما لم يرد به غير ال بأن أراده‪ ،‬أو أطلق لنصممرافه عنممد الطلق‬
‫إليه تعالى لكونه غالبا فيه‪ ،‬فإن أراد به غيممره لممم تنعقممد اليميممن لنممه يطلممق علممى غيممره‪ :‬كرحيممم‬
‫القلب‪ ،‬وخالق الفك‪ ،‬ورازق الجيش‪ ،‬ورب البل‪ ،‬فيقبل هنا إرادة غيممره تعممالى كممما يقبممل إرادة‬
‫غير اليمين‪ .‬والقسم الثالث‪ :‬تنعقد به اليمين إن أراده تعالى بخلف ما إذا أراد به غيره‪ ،‬أو أطلق‬
‫لنه لما أطلق عليه وعلى غيره سواء أشبه الكنايات فل يكممون يمينمما إل بالنيممة‪) .‬قمموله‪ :‬أو صممفة‬
‫من صفاته( أي الذاتية كما في التحفة والنهاية وشرح التحرير‪ ،‬وكتب الرشيدي ممما نصممه‪ :‬قمموله‪:‬‬
‫الذاتية‪ .‬أخرج الفعلية كالخلق والرزق فل تنعقد بها ‪ -‬كما صممرح بممه الرافعممي ‪ -‬وأخممرج السمملبية‬
‫ككونه ليس بجسم ول جوهر ول عرض‪ ،‬لكن بحث الزركشي النعقاد بهمذه لنهما قديممة متعلقمة‬
‫به تعالى‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتب ش ق ما نصه‪ :‬ليس المراد بهمما ‪ -‬أي بالذاتيممة ‪ -‬خصمموص صممفات المعمماني‬
‫السبعة المذكورة في الكلم‪ ،‬بل المراد ما يشملها وغيرها من كل ما قام بالذات كالعظمة‪ .‬ومثلهمما‬
‫الصفات السلبية على المعتمد كعدم الجسمية‪ ،‬وكالقدم‪ ،‬والبقاء‪ ،‬وكذا الضافية كالزليممة‪ ،‬والقبليممة‬
‫للعالم‪ ،‬بخلف الصفات الفعليممة كممالخلق والممرزق والحيمماء والماتممة‪ ،‬فل ينعقممد بهمما اليميممن وإن‬
‫نوى‪ ،‬خلفا للحنفية‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال في شرح الروض‪ :‬والفرق بين صفتي الذات والفعممل أن الولممى ممما‬
‫استحقه في الزل‪ ،‬والثانية ما اسممتحقه فيممما ل يممزال دون الزل يقممال علممم فممي الزل‪ ،‬ول يقممال‬
‫رزق في الزل إل توسعا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬كوال( هو وما بعده‬

‫] ‪[ 356‬‬

‫إلى قوله وخالق الخلق أمثلة للسم‪) .‬وقوله‪ :‬ولو قال وكلم الخ( أمثلة للصفة‪ ،‬ولو حممذف‬
‫لفظ لو وعطف ما بعدها على ما قبلها لكان أولى‪ .‬تنبيه‪ :‬اللحن هنا ل يؤثر في النعقاد‪ ،‬فلو رفممع‬
‫السم الداخل عليمه واو القسمم‪ ،‬أو نصمبه‪ ،‬أو سمكنه‪ ،‬انعقمد بمه اليميمن‪ .‬كممما فممي المغنممي وشممرح‬
‫المنهج‪) .‬قوله‪ :‬وكلم ال( أي أو مشيئته وعلمه وقدرته وعزته وعظمتممه وكبريممائه وحقممه إن لممم‬
‫يرد بالحق العبادات ‪ -‬وبالعلم والقدرة المعلوم والمقدور ‪ -‬وبالبقية ظهممور آثارهمما الظمماهرة وهممي‬
‫قهر الجبابرة في العظمة والكبرياء‪ ،‬وعجز المخلوقات عن إيصال مكروه إليه تعالى فممي العممزة‪،‬‬
‫فإن أراد ذلك فليس بيمين‪) .‬قوله‪ :‬فيمين( خبر لمبتدأ محذوف‪ :‬أي فهو يمين ومحله إن أراد بذلك‬
‫كله الصفة القديمة‪ ،‬فإن أراد غيرها بأن أراد بالكلم اللفاظ التي نقرؤها‪ ،‬وبكتمماب ال م المكتمموب‬
‫من النقوش‪ ،‬وبالقرآن المقروء من اللفاظ التي نقرؤها أو الخطبممة‪ ،‬وبممالتوراة والنجيممل اللفمماظ‬
‫الممتي تقممرأ‪ ،‬فليممس ذلممك بيميممن‪) .‬قمموله‪ :‬وكممذا والمصممحف( أي وكممذلك يكممون يمينمما إذا حلممف‬
‫بالمصحف‪) .‬قمموله‪ :‬إن لممم ينممو الممخ( فممإن نمموى ذلممك فليممس بيميممن‪) .‬قمموله‪ :‬وإن قممال وربممي( أي‬
‫بالضافة‪ ،‬فإن قال والرب باللف واللم فهو يمين صريحا‪ ،‬لنه ل يستعمل في غير ال م تعممالى‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وكان عرفهم( أي عرف أهل بلدة الحالف‪) .‬قوله‪ :‬فكناية( أي فإن نمموى بممه اليميممن انعقممد‪،‬‬
‫وإل فل‪) .‬قوله‪ :‬وإل( أي بأن لم يكن في عرفهم ذلك‪) .‬وقوله‪ :‬فيمين ظاهرا( أي صريحا فينعقممد‬
‫به اليمين من غير نية‪) .‬قوله‪ :‬إن لم يرد غير ال( قيد في كون الحلمف بموربي ينعقمد بمه اليميمن‪.‬‬
‫وخرج به ما إذا أراد به غير ال فإنه ل يكون يمينا لنه يصح إطلقه على غير ال تعالى ولو لم‬
‫يكن في عرف بلده ذلك الطلق‪) .‬قوله‪ :‬ول ينعقد( أي اليمين بمعنى الحلف والولمى‪ ،‬فل ينعقمد‬
‫بفاء التفريع‪ ،‬لن المقام له‪ ،‬إذ هو مفهوم حصر انعقاد اليمين في القسمين السابقين‪ .‬والمعنممى‪ :‬إذا‬
‫حلف بغير ال ل تنعقد يمينه‪ ،‬ولو شرك في حلفه بين ما يصح الحلف به وغيممره كمموال والكعبممة‬
‫فالوجه انعقاد اليمين إن قصد الحلف بكل أو أطلق‪ .‬وكذا لو قصممد الحلممف بممالمجموع‪ ،‬لن جممزء‬
‫هذا المجموع يصح الحلف به‪ ،‬فالمجموع الذي جزؤه كذلك يصح الحلف به‪ .‬كذا فمي سمم )قموله‪:‬‬
‫كالنبي( أي بأن يقول والنبي‪ ،‬أو وحق النبي لفعلن كذا‪ .‬وينبغي للحالف أن ل يتساهل في الحلف‬
‫بالنبي )ص( لكونه غير موجب للكفارة‪ ،‬سيما إذا حلف على نية أن ل يفعممل‪ ،‬فممإن ذلممك قممد يجممر‬
‫إلى الكفر لعدم تعظيمه لرسول ال )ص( والستخفاف به‪) .‬قمموله‪ :‬للنهممي الصممحيح الممخ( أي فممي‬
‫خبر‪ :‬إن ال ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم‪ ،‬فمن كان حالفا فليلحف بال أو ليصمممت‪) .‬وقمموله‪ :‬وللمممر‬
‫بالحلف بال( أي في الخبر السابق في قوله‪ :‬فمن كان حالفا الخ‪ ،‬وهممو محممل الدللممة علممى النهممي‬
‫عن الحلف بالكعبة‪ ،‬أو النبي‪ ،‬أو نحوهما‪ .‬ول يرد على ذلك أنه ورد في القرآن الحلف بغير المم‬
‫تعالى كقوله تعالى‪ :‬والشمس‪ ،‬والضحى‪ ،‬لنه على حذف مضاف‪ :‬أي ورب الشمممس مثل‪ .‬أو أن‬
‫ذلك خاص به تعالى‪ ،‬فإذا أراد تعظيم شئ من مخلوقاته أقسم به‪ ،‬وليس لغيممره ذلممك‪) .‬قمموله‪ :‬فقممد‬
‫كفر( في رواية فقد أشرك‪) .‬قوله‪ :‬وحملوه( أي خبر الحاكم المذكور‪) .‬قوله‪ :‬علممى ممما إذا قصممد(‬
‫أي الحالف‪) .‬وقوله‪ :‬تعظيمه( أي غير ال‪) .‬قوله‪ :‬فإن لممم يقصممد ذلممك( أي تعظيمممه كتعظيممم الم‬
‫تعالى‪) .‬قوله‪ :‬أثم الخ( أي فهممو حممرام‪ ،‬ول يكفممر بممه‪) .‬قمموله‪ :‬أي تبعمما لنممص الشممافعي( قممال فممي‬
‫النهاية‪ :‬وأخشى أن يكون الحلف بغير ال معصية‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬كذا قاله الخ( أي قال أنه يأثم بممذلك‬
‫عند أكثر العلماء تبعا للنص‪) .‬قوله‪ :‬والذي الخ( مبتدأ خبره الكراهة‪ :‬أي كراهة الحلف بغير المم‬
‫مع‬

‫] ‪[ 357‬‬

‫عدم قصد ما مر‪) .‬قوله‪ :‬وهو المعتمد( أي القول بالكراهة المعتمد‪ .‬وفي التحفممة قممال ابممن‬
‫الصلح‪ ،‬يكره بما له حرمة شرعا كالنبي‪ ،‬ويحرم بما ل حرمة له كالطلق‪ .‬وذكر الماوردي أن‬
‫للمحتسب التحليف بالطلق دون القاضي‪ ،‬بل يعزله المام إن فعله‪ .‬وفي خبر ضعيف‪ :‬ممما حلممف‬
‫بمالطلق ممؤمن‪ ،‬ول اسمتحلف بمه إل منمافق‪ .‬ا‍ه‪) .‬قموله‪ :‬وإن كمان المخ( غايمة فمي كمون القمول‬
‫بالكراهة همو المعتممد‪) .‬قموله‪ :‬قممال بعضممهم وهمو( أي القمول بمالثم‪) .‬قموله‪ :‬لقصممد غممالبهم( أي‬
‫الحالفين بغير ال )وقوله‪ :‬إعظام المخلوق به( أي باليمين‪) .‬وقوله‪ :‬ومضاهاته( أي المخلوق‪ :‬أي‬
‫مشابهته ل‪ .‬وفيه أنهم إن قصدوا المضاهاة يكفممرون لثبمماتهم الشممركة ول يممأثمون فقممط‪ .‬فتأمممل‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬تعالى ال( أي تنزه ال وتباعد‪) .‬وقوله‪ :‬عن ذلك( أي عممن كممون أحممد يضمماهيه‪ ،‬أو يعظممم‬
‫كتعظيمه‪) .‬وقوله‪ :‬علوا( أي تعاليا‪ ،‬فوضع إسم المصدر في موضع المصدر مثل‪) * :‬وال أنبتكم‬
‫من الرض نباتا( *‪) .‬وقوله‪ :‬كبيرا( صفة لعلوا‪ ،‬وفيهمما تمممام المبالغممة فممي النزاهممة‪) .‬قمموله‪ :‬وإذا‬
‫حلف بما ينعقد به اليمين( أي مما مر في كلمه من اسم خاص بممه تعممالى أو صممفة مممن صممفاته‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬ثم قال لم أرد به اليمين لم يقبل( وهذه العبارة مساوية لعبممارة المنهماج‪ ،‬وقممد علممت عمن‬
‫فتح الجواد أنه قيل إنها سبق قلم‪ ،‬وكذلك قاله شيخ السلم ونص عباره المنهج مع شرحه له‪ :‬إل‬
‫أن يريد به غير اليمين فليس بيمين‪ ،‬فيقبل منه ذلك ‪ -‬كما في الروضة وأصمملها ‪ -‬ثممم قممال‪ :‬فقممول‬
‫الصل ول يقبل قوله‪ ،‬لم أرد به اليمين مؤول أو سبق قلم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولو قال بعد يمينه إن شمماء‬
‫ال( مثل الثبات النفي‪ ،‬كإن لم يشأ ال‪ ،‬ومثل مشيئة ال مشيئة الملئكة ل مشمميئة الدمييممن كممما‬
‫مر في باب الطلق‪) .‬قوله‪ :‬وقصد اللفظ الخ( فيه أنه ل يشترط قصد اللفظ قبل فراغ اليمين‪ ،‬بممل‬
‫الشرط قبله قصد الستثناء‪ .‬أي التعليمق‪ .‬وعبممارة المروض وشمرحه‪ :‬ويشمترط التلفممظ بالسممتثناء‬
‫وقصده قبل فراغ اليميمن واتصماله بهما‪ .‬ا‍ه‪) .‬قموله‪ :‬واتصممل السممتثناء بهما( أي بمماليمين اتصممال‬
‫عرفيا ل حقيقيا‪ ،‬لنه ل يضر الفصل بسكتة التنفس والعممي وانقطمماع الصمموت‪) .‬قمموله‪ :‬لممم تنعقممد‬
‫اليمين( جواب لو‪ ،‬وإنما لم تنعقد لعدم العلم بوقوع المعلق عليه‪ ،‬لن مشيئته تعالى وما ألحق بهمما‬
‫غير معلومة لنا‪ ،‬وقيل تنعقد لكن مع عدم المؤاخذة بها‪) .‬قوله‪ :‬فل حنث ول كفممارة( تفريممع علممى‬
‫عدم انعقاد اليمين‪) .‬قوله‪ :‬وإن لم يتلفظ بالستثناء( أي أو تلفظ به ولكن لممم يقصممد السممتثناء بممأن‬
‫سبق لسانه إليه‪ ،‬أو قصد التبرك‪ ،‬أو أن كل شئ بمشيئة ال‪ ،‬أو لم يعلمم همل قصممد التعليممق أم ل‪،‬‬
‫أو أطلق‪) .‬قوله‪ :‬لم يندفع الخ( جواب إن‪) .‬وقوله‪ :‬الحنث( بكسر الحاء‪ :‬أي إثم حلف اليمين بفعل‬
‫المحلوف عليه كأن قال والم ل أكلممم زيممدا فكلمممه‪ .‬قممال فممي القمماموس‪ :‬الحنممث ‪ -‬بالكسممر ‪ -‬الثممم‬
‫والحلف في اليمين‪ ،‬والميل من باطل إلى حق وعكسه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقال في المصممباح‪ :‬حنممث فممي يمينممه‬
‫يحنث حنثا إذا لم يف بموجبها فهو حممانث‪ ،‬وحنثتممه ‪ -‬بالتشممديد ‪ -‬جعلتممه حانثمما‪ ،‬والحنممث الممذنب‪،‬‬
‫وتحنث إذا فعل ما يخرج به عمن الحنمث‪ .‬قممال ابمن فممارس‪ :‬والتحنممث التعبمد‪ .‬ومنمه‪ :‬كمان )ص(‬
‫يتحنث في غار حرام‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بممل يممدين( ‪ -‬بضممم يمماء المضممارعة وفتممح الممدال وتشممديد اليمماء‬
‫المفتوحة ‪ :-‬أي يعمل باطنا بما نواه وقصده‪ ،‬فإن قصد قبل فراغ اليمين الستثناء لم تنعقممد باطنمما‬
‫وإن لممم يقصممد ذلممك انعقممدت‪) .‬قمموله‪ :‬ولممو قممال لغيممره أقسمممت عليممك( أي أو أقسممم عليممك‪ .‬وفممي‬
‫البجيرمي‪ :‬لو حذف لفظ عليك فيمين ل يجري فيهما تفصميل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قموله‪ :‬أو أسمألك بمال( قمال ع‬
‫ش‪ :‬وكذا لو قال بال ل تفعلن كذا من غير ذكر‬

‫)‪ (1‬سورة نوح‪ ،‬الية‪.17 :‬‬

‫] ‪[ 358‬‬

‫المتعلق‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وأراد يمين نفسه( أي فقط بأن أراد تحقيق هممذا المممر المحتمممل‪ ،‬فممإذا‬
‫حلف شخص على آخر أنه يأكل فالكل أمر محتمل‪ ،‬فإذا أراد تحقيقه وأنه ل بد مممن الكممل كممان‬
‫يمينا‪ ،‬وإن أراد أتشفع عندك بال أنك تأكل‪ ،‬أو أراد يمين المخاطب كأن قصد جعلممه حالفمما بممال‪،‬‬
‫فل يكون يمينا لنه لم يحلف هو ول المخاطب‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬ومتى لم يقصد يمين نفسممه(‬
‫إظهار في مقام الضمار‪ ،‬فلو قال ومتى لم يردها لكان أولى‪) .‬قوله‪ :‬بممل الشممفاعة( أي بممل قصممد‬
‫الشفاعة بال أن يفعل المخاطب كذا‪) .‬وقوله‪ :‬أو يمين المخاطب( أي جعممل المخمماطب حالفمما بممال‬
‫تعالى‪) .‬وقوله‪ :‬أو أطلق( أي لم يقصد يمين نفسه ول يميممن المخمماطب‪ ،‬ويحمممل فممي هممذه الحالممة‬
‫على الشفاعة‪ :‬أي جعلت ال شفيعا عندك في فعل كذا‪) .‬قوله‪ :‬فل تنعقد( أي اليمين‪) .‬قمموله‪ :‬لنممه‬
‫لم يحلف هو( أي القائل ذلك ول المخاطب‪ .‬واعلم أن اللفظ المذي ينعقمد بمه اليميمن إممما أن يكمون‬
‫صريحا ‪ -‬والمراد به هنما مما يحصمل النعقماد عنمد الطلق ‪ -‬وذلمك كمما فمي القسممين الوليمن‬
‫المارين‪ :‬أعني ما كان بمختص بال من اسم‪ ،‬أو صفة له‪ ،‬وما كان إطلقه عليممه غالبمما‪ ،‬وإممما أن‬
‫يكون كناية وهي ما ليس كذلك‪ ،‬فل ينعقد بها اليمين إل بالنية‪ ،‬وذلك كأن يأتي بالجللة مع حذف‬
‫حرف القسم نحو‪ :‬ال ‪ -‬بتثليب الهاء أو تسكينها ‪ -‬لفعلن كذا‪ .‬ونحو لعمر ال‪ ،‬أو على عهد المم‪،‬‬
‫أو ميثاقه‪ ،‬أو ذمته‪ ،‬أو أمانته‪ ،‬أو كفالته لفعلن كذا‪ .‬ونحو أشهد‪ ،‬أو شمهدت بمال لقمد كمان الممر‬
‫كذا‪ .‬ونحو عزمت‪ ،‬أو أعزم بال لفعلن كذا‪ .‬أو عليك لتفعلن كذا‪ ،‬ونحو ذلك كاللفاظ التي تطلق‬
‫على المولى وعلى غيره على حد سواء كالموجود والعممالم والحكيممم‪ .‬واختلممف فممي بلممه ‪ -‬بتشممديد‬
‫اللم وحذف اللف ‪ -‬فقال في التحفة هي لغو وإن نوى بها اليمين‪ ،‬لن هذه كلمة غير الجللة إذ‬
‫هي الرطوبة‪ .‬وقال في النهاية هي يميممن إن نواهمما ‪ -‬خلفمما لجمممع ذهبمموا إلممى أنهمما لغمو ‪ .-‬وفممي‬
‫البجيرمي‪ :‬وبقي ما لو قال‪ :‬وال بحذف اللف بعد اللم هممل يتوقممف النعقمماد علممى نيتهمما أو ل ؟‬
‫ويظهر الن الثاني لعدم الشتراك في اللفظ بين السم الكريم وغيره‪ ،‬بخلف البله فإنها مشممتركة‬
‫بين الحلف بال وبلة الرطوبة‪ ،‬وبقي أيضا ما لو حذف الهاء من لفظ الجللة وقال بالل‪ ،‬أو والل‬
‫هل هي يمين أو ل ؟ فيه نظر‪ .‬والقرب الثاني لنها بدون الهاء ليسممت مممن أسمممائه ول صممفاته‪،‬‬
‫ويحتمل النعقاد عند نية اليمين‪ ،‬ويحتمل على أنه حذف الهاء ترخيممما والمترخيم جممائز فمي غيمر‬
‫المنادى على قلة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويكره رد السائل بال تعالى( لخممبر مممن سمأل بممال تعممالى فمأعطوه‪.‬‬
‫وفي الزواجر‪ :‬أخرج الطبراني وغيره‪ :‬أل أحدثكم عن الخضر ؟ قالوا‪ :‬بلى يا رسول المم‪ .‬قممال‪:‬‬
‫بينما هو يمشي ذات يوم في سوق بني إسرائيل أبصره رجل مكاتب فقال‪ :‬تصدق علي بارك الم‬
‫فيك‪ .‬فقال الخضر‪ :‬آمنت بال ما شاء ال من أمر يكون ما عندي شممئ أعطيكممه‪ .‬فقممال المسممكين‪:‬‬
‫أسألك بوجه ال لما تصدقت علي فإني نظرت السماحة في وجهك ورجوت البركمة عنمدك‪ .‬فقمال‬
‫الخضر‪ :‬آمنت بال ما عندي شئ أعطيكه إل أن تأخذني فتبيعني‪ .‬فقال المسكين‪ :‬وهل يستقيم هذا‬
‫؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬أقول‪ :‬لقد سألتني بأمر عظيم‪ .‬إما أني ل أخيبك بوجه ربمي‪ ،‬بعنمي‪ .‬قمال‪ :‬فقمدمه إلمى‬
‫السموق فباعمة بأربعممائة درهمم‪ ،‬فمكمث عنمد المشمتري زمانما ل يسمتعمله فمي شمئ‪ .‬فقمال‪ :‬إنمما‬
‫اشتريتني التماس خير عندي فأوصني بعمل‪ .‬قال‪ :‬أكره أن أشق عليك‪ ،‬إنك شيخ كممبير ضممعيف‪.‬‬
‫قال‪ :‬ليس يشق علي‪ .‬قال‪ :‬قم فانقل هذه الحجارة‪ ،‬وكان ل ينقلها دون ستة نفر فممي يمموم ‪ -‬فخممرج‬
‫الرجل لبعض حاجته ثم انصرف وقد نقل الحجارة في ساعة‪ .‬قال‪ :‬أحسنت وأجملممت وأطقممت ممما‬
‫لم أرك تطيقه‪ .‬ثم عرض للرجل سفر‪ ،‬فقال‪ :‬إني أحسبك أمينا فماخلفني فمي أهلمي خلفمة حسمنة‪.‬‬
‫قال‪ :‬أوصني بعمل‪ .‬قال‪ :‬إني أكره أن أشق عليك‪ .‬قال‪ :‬ليس يشق علي‪ .‬قال‪ :‬فاضرب مممن اللبممن‬
‫لبيتي حق أقدم عليك‪ .‬قال‪ :‬فمر الرجل لسفره‪ .‬قال‪ :‬فرجع وقد شيد بناءه‪ .‬قمال‪ :‬أسمألك بموجه الم‬
‫ما سببك وما أمرك ؟ قال‪ :‬سألتني بوجه ال‪ ،‬ووجه ال أوقعني في هذه العبوديمة‪ .‬فقمال الخضمر‪:‬‬
‫سأحدثك من أنا‪ :‬أنا الخضر الذي سمعت به‪ ،‬سألني مسكين صدقة‪ ،‬فلم يكن عنممدي شممئ أعطيممه‪،‬‬
‫فسألني بوجه ال فأمكنته من رقبتي فباعني‪ ،‬وأخبرك أنه من سئل بوجه ال فرد سائله وهو يقدر‬
‫وقف يوم القيامة جلده ول لحم له يتقعقع‪ .‬فقال الرجل‪ :‬آمنت‬

‫] ‪[ 359‬‬

‫بال‪ .‬شققت عليك يا نبي اللهلم أعلم‪ .‬قال‪ :‬ل بممأس‪ .‬أحسممنت وأتقنممت‪ .‬فقممال الرجممل‪ :‬بممأبي‬
‫أنت وأمي يا نبي ال‪ ،‬أحكم في أهله ومالي بما شئت‪ ،‬أو اختر فأخلي سبيلك‪ .‬قال‪ :‬أحب أن تخلي‬
‫سبيلي فأعبد ربي‪ .‬فخلى سبيله‪ .‬فقال الخضر‪ :‬الحمد ل الذي أوثقني في العبودية ثم نجاني منهمما‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أو بوجهه( أي وجه الم‪ :‬كممأن يقمول أسممألك بموجه الم لتفعلمن كممذا‪) .‬قموله‪ :‬فممي غيممر‬
‫المكروه( متعلق برد‪ ،‬وهو على حذف مضاف‪ :‬أي في سؤال غير المكروه‪ ،‬أممما سممؤال المكممروه‬
‫فل يكره رده‪ ،‬ومثله المحرم بالولى‪ ،‬وذلممك لممما أخرجممه الطممبراني عممن أبممي موسممى الشممعري‬
‫رضي ال عنه أنه سمع رسول ال )ص( يقول‪ :‬ملعون من سممأل بمموجه المم‪ ،‬وملعممون مممن سممئل‬
‫بوجه ال ثم منع سائله ما لم يسأل هجرا بضم فسكون ‪ -‬قال في الزواجر‪ :‬أي ممما لممم يسممأل أمممرا‬
‫قبيحا ل يليق‪ ،‬ويحتمل أنه أراد ما لممم يسممأل سممؤال قبيحمما بكلم قبيممح‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬وكممذا السممؤال‬
‫بذلك( أي وكذا يكره السؤال بال أو بوجهه لحديث‪ :‬ل يسئل بوجه ال إل الجنة‪) .‬قوله‪ :‬ولممو قممال‬
‫إن فعلت كذا فأنا يهودي أو نصراني( أي أو مستحل الخمر‪ ،‬أو الزنا‪ ،‬أو أنا بممرئ مممن السمملم‪،‬‬
‫أو من ال‪ ،‬أو من رسوله‪ ،‬ونحو ذلك‪) .‬قوله‪ :‬فليس( أي قوله المممذكور بيميممن‪ ،‬وهممو جممواب لممو‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬لنتفاء الخ( علة عدم انعقاد قوله المذكور يمينا‪) .‬قوله‪ :‬ول كفمارة( أي عليمه‪) .‬قموله‪ :‬وإن‬
‫حنث( أي بأن فعل المحلوف عليه‪) .‬قوله‪ :‬نعم يحرم ذلك( أي قوله ما ذكر لنه معصية‪ ،‬والتلفظ‬
‫بها حرام‪) .‬قوله‪ :‬بل إن قصد الخ( الصواب حذف لفظ بل ولفظ حرم‪ ،‬لنه قيممد لقمموله ول يكفممر‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬أو أطلق( أي لم يقصد شيئا‪) .‬قوله‪ :‬ويلزمه التوبة( أي لنه حرام‪ ،‬والتوبة واجبة من كل‬
‫معصية‪ .‬ول ينافي ذلك قوله بعد‪ :‬سن له أن يستغفر المم‪ ،‬لن ذلممك باللسممان وهممو ليممس بممواجب‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فإن علق( أي قصد تعليق التهود ونحوه مما مر علممى فعممل ذلممك )وقمموله‪ :‬أو أراد الرضمما‬
‫بذلك( أي بالتهود ونحوه‪) .‬وقموله‪ :‬إن فعممل( أي المعلمق عليمه‪) .‬وقموله‪ :‬كفممر حممال( أي لن فيمه‬
‫رضا بالكفر وهو كفر كما مر في باب الردة‪ .‬قال فممي المغنممي‪ :‬فممإن لممم يعممرف قصممده لممموت أو‬
‫لغيبة وتعذرت مراجعته‪ ،‬ففي المهمات القياس تكفيره إذا عرى عن القرائن الحاملة علممى غيممره‪،‬‬
‫لن اللفمظ بوضممعه يقتضميه‪ ،‬وكلم الذكممار يقتضمي خلفممه‪ .‬ا‍ه‪ .‬والوجمه مما فممي الذكمار‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬والوجه الخ‪ .‬قال في التحفة هو الصواب‪) .‬قموله‪ :‬وحيمث لمم يكفمر( أي بمأن قصمد تبعيمد‬
‫نفسه أو أطلق‪) .‬قوله‪ :‬سن له أن يستغفر ال( أي باللفظ‪ ،‬وإل فالتوبة واجبممة كممما صممرح بممه آنفمما‬
‫بقوله ويلزمه التوبة‪ ،‬وذلك كأن يقول أستغفر ال العظيم الذي ل إله إل هو الحممي القيمموم وأتمموب‬
‫إليه‪ ،‬وهي أكمل من غيرها‪) .‬قوله‪ :‬ويقول الخ( أي وسن له أن يقول ل إله إل ال محمممد رسممول‬
‫ال‪ .‬قال في التحفة‪ :‬وحذفهم أشهد هنا ل يدل على عدم وجوبه فممي السمملم الحقيقممي لنممه يغتفممر‬
‫فيما هو للحتياط‪ ،‬ما ل يغتفر في غيره‪ ،‬على أنه لو قيل الولى أن يأتي هنا بلفممظ أشممهد فيهممما‪،‬‬
‫لم يبعد لنه إسلم إجماعا‪ ،‬بخلفه مع حذفه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وأوجممب صمماحب الستقصمماء ذلممك( أي‬
‫قوله ل إله إل ال الخ‪ .‬أي لخبر الصحيحين‪ :‬من حلف باللت والعزى فليقل ل إله إل المم‪ .‬ورده‬
‫الجمهور بأن المممر فيممه محمممول علممى النممدب‪) .‬قمموله‪ :‬ومممن سممبق لسممانه الممخ( عبممارة الممروض‬
‫وشرحه‪ :‬ومن حلف بل قصد‪ ،‬بأن سبق لسانه إلى لفظ اليمين بل قصد‪ ،‬كقوله في حالة غضممب‪،‬‬
‫أو لجاج‪ ،‬أو صلة كلم‪ ،‬ل وال تارة‪ ،‬وبلى وال تارة أخرى‪ ،‬أو سبق لسانه بأن حلف على شممئ‬
‫فسبق لسانه إلى غيره فلغو‪ :‬أي فهو لغو يمين‪ ،‬إذ ل يقصد بذلك تحقيق اليميممن ولقمموله تعممالى‪* :‬‬
‫)ل يؤاخذكم ال باللغو في أيمانكم( * ولخممبر‪ :‬لغممو اليميممن‪ :‬ل والمم‪ ،‬وبلممى والمم‪ .‬رواه أبممو داود‬
‫وابن حبان وصححه‪ .‬فلو جمع بين ل وال وبلى وال في كلم واحد‪ ،‬قال الماوردي الولى لغو‪،‬‬
‫والثانية‬

‫)‪ (1‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪.225 :‬‬

‫] ‪[ 360‬‬

‫منعقدة لنها استدراك مقصود منه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬قال الممماوردي الممخ‪ .‬قممال فممي التحفممة‪ :‬هممو‬
‫ظاهر إن علم أنه قصدها‪ .‬وكذا إن شك‪ ،‬لن الظمماهر أنمه قصمدها‪ ،‬أممما إذا علمم أنمه لمم يقصممدها‬
‫فواضح أنه لغو‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقال في المغني‪ :‬وجعل صاحب الكافي مممن لغممو اليميممن ممما إذا دخممل علممى‬
‫صاحبه فأراد أن يقوم له فقال‪ :‬وال ل تقمموم‪ ،‬وهممو مممما تعممم بمه البلمموى‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهممو ظمماهر إن لممم‬
‫يقصد اليمين فإن قصدهم كانت يمينا كما نبه عليه في التحفة والنهاية‪) .‬قوله‪ :‬بل قصد( ل حاجممة‬
‫إليه بعد قوله سبق لسانه كما نبه عليه في المغني وعبارته‪ :‬تنممبيه‪ :‬ل حاجممة لقمموله بل قصممد بعممد‬
‫قوله ومن سبق لسانه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬كل وال وبلى وال( أي كقوله ذلك‪) .‬وقوله‪ :‬في نحممو غضممب(‬
‫متعلق بقوله المقدر‪) .‬قوله‪ :‬لم ينعقد( أي اليمين بذلك‪ ،‬وهو جواب من‪) .‬قموله‪ :‬والحلممف مكممروه(‬
‫أي لقوله تعالى‪) * :‬ول تجعلوا ال عرضة ليمانكم( * أي نصبا لها بأن تكممثروا منهمما لتصممدقوا‪،‬‬
‫ولخبر‪ :‬إنما الحلف حنث أو ندم‪ ،‬رواه ابن حبان في صحيحه‪ ،‬ولنه ربما يعجز عن الوفمماء فيممما‬
‫حلف عليه‪ .‬قال حرملة‪ :‬سمعت الشافعي رضي ال عنه يقمول‪ :‬مما حلفمت بمال صمادقا ول كاذبما‬
‫قط‪ .‬تنبيه‪ :‬كان الولى للمؤلف أن يزيد بعد قوله مكروه لفظ في الجملة‪ ،‬وذلك لن من اليمين ممما‬
‫هو معصية كما سيأتي في كلمه‪ ،‬ومنها ما هو مباح‪ ،‬ومنها ما هو مسممتحب‪ .‬كممأن توقممف عليهمما‬
‫فعل مندوب أو ترك مكروه‪ ،‬ومنها ممما هممو واجممب فيممما إذا توقممف عليهمما فعممل واجممب‪ ،‬أو تممرك‬
‫حرام‪) .‬قوله‪ :‬إل في بيعة الجهاد الخ( لو قال كغيره إل في طاعة كبيعة الجهاد الخ‪ .‬لكممان أولممى‪،‬‬
‫إذ عبارته تفيد الحصر في هذه الثلثة مع أنه ليس كذلك‪ ،‬بل مثلها كل طاعة من فعل واجممب‪ ،‬أو‬
‫ترك حرام‪ ،‬أو فعل مندوب‪ ،‬فل كراهة في الحلف في جميع ذلك‪ .‬ومثل في شرح الروض للبيعة‬
‫على الجهاد بقوله عليه الصلة والسلم‪ :‬وال لغزون قريشا الحديث المار‪ .‬وقوله والحممث علممى‬
‫الخير‪ :‬أي كقوله وال إن لم تثبت لتندم‪) .‬قوله‪ :‬والصادق في الدعوى( الملئم لما قبلممه أن يقممول‪:‬‬
‫وفي الدعوى الصادقة‪ :‬أي عند حاكم‪ .‬ول تكره اليمين أيضا فيممما إذا دعممت حاجممة إليهمما كتوكيممد‬
‫كلم كقوله )ص(‪ :‬فوال ل يمل ال حتى تملوا أي ل يترك ثوابكم حتى تتركوا العمل‪ ،‬أو تعظيممم‬
‫أمر كقوله عليه السلم‪ :‬وال لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليل ولبكيتم كممثيرا‪) .‬قمموله‪ :‬ولممو حلممف‬
‫الخ( هذا إشارة إلى استثناء رابع‪ ،‬فكأنه قال‪ :‬وتكره إل إن حلف علممى التكمماب معصممية فتحممرم‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬ولزمه حنث الخ( تلخص من كلمه أن الحنث تارة يجب كما فممي هممذه الصممورة‪ ،‬وتممارة‬
‫يندب كما ذكره بقوله‪ :‬أو ترك مستحب‪ ،‬أو فعل مكروه‪ .‬وتممارة يكممون خلف الولممى كممما ذكممره‬
‫بقوله‪ :‬أو على ترك مباح أو فعله‪ .‬وبقي عليه الكراهة‪ ،‬وذلك كما إذا حلف على فعل منممدوب‪ ،‬أو‬
‫ترك مكروه‪ ،‬والتحريم كما إذا حلف على فعل واجب‪ ،‬أو ترك حرام‪ ،‬فيحرم عليه الحنممث بممترك‬
‫واجب أو فعل حممرام‪ .‬فتحصممل أن الحنممث تعممتريه أحكممام خمسممة ول تعممتريه الباحممة‪ ،‬لنممه فممي‬
‫صورة المباح يكون خلف الولى‪ ،‬وبضد ما قيل في الحنث يقال في البر‪ ،‬فحيمث وجممب الحنمث‬
‫حرم البر‪ ،‬وحيث حرم الحنث وجب البر‪ ،‬وحيث ندب الحنث كره البر‪ ،‬وحيث كره الحنث نممدب‬
‫الممبر‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمممي‪ .‬بتصممرف )وقمموله‪ :‬عصممى( أي بممالحلف‪ ،‬واسممتثنى بممالبلقيني مممن الصممورة‬
‫الولى‪ :‬أعني ترك الواجب مسألتين‪ ،‬الولى‪ :‬الواجب الذي يمكن سقوطه كالقصاص بعممد الحكممم‬
‫به‪ ،‬فإنه يمكن سقوطه بالعفو‪ .‬الثانية‪ :‬الواجب على الكفايممة‪ ،‬كممما لممو حلممف ل يصمملي علممى فلن‬
‫الميت حيث لم تتعين عليه‪ ،‬فإنه ل يعصي بهذا الحلف‪ .‬ا‍ه‪ .‬مغني‪) .‬وقوله‪ :‬ولزمه حنث وكفممارة(‬
‫أي لن القامة على هذه الحالة معصية‪ ،‬ولخبر الصحيحين‪ :‬من حلف علممى يميممن فممرأى غيرهمما‬
‫خيرا منها فليأت الذي هو خير‪ .‬ولكيفر عن يمينه‪ .‬وإنما يلزمه الحنث إذا لم يكن له طريق سواه‪،‬‬
‫وإل فل‪ ،‬كما لو حلف ل ينفق على زوجته فإن له طريقا‬

‫)‪ (1‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪.224 :‬‬

‫] ‪[ 361‬‬

‫بأن يعطيها من صداقها‪ ،‬أو يقرضها ثم يبرئها‪ ،‬لن الغرض حاصل مع بقاء التعظيم‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫شرح المنهج‪ :‬وقوله‪ :‬بأن يعطيها من صداقها‪ :‬أي مع كون النفقة باقية في ذمته‪ ،‬والولى ويمثممل‬
‫بنفقة القريب لنها تسقط بمضي الزمان‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬أو تممرك الممخ( بممالجر عطممف علممى‬
‫ترك واجب أن قوله مستحب‪ :‬أي كسنة الظهر‪) .‬وقوله‪ :‬أو فعمل المخ( عطممف علمى تمرك أيضما‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬مكروه( أي كالتفات في الصلة‪) .‬قوله‪ :‬سن حنثه وعليه كفارة( أي لن اليميمن والقاممة‬
‫عليه مكروهان‪ ،‬ولية‪) * :‬ول يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولممي القربممى والمسمماكين‬
‫والمهاجرين في سبيل ال وليعفوا وليصفحوا أل تحبون أن يغفر الم لكممم والم غفممور رحيممم( *‪.‬‬
‫وسبب نزولها أن الصديق رضي ال عنه حلف أن ل ينفق علمى مسممطح بعممدما قمال لعائشمة‪ :‬ممما‬
‫هي بريئة منه فأنزل ال‪) * :‬ول يأتل أولو الفضل( * الية‪ ،‬فقال‪ :‬بلى وال إنممي لحممب أن يغفممر‬
‫ال لي‪ ،‬فرجع إلى مسطح الذي كان يجريه عليه من النفقة‪ .‬ظريفة‪ :‬يحكممى أن ابممن المقممري منممع‬
‫النفقة عن ولده لما رآه غير مستقيم فكتب إليه ولده‪ :‬تقطعن عادة بر ول تجعل عقمماب المممرء فممي‬
‫رزقه فإن أمر الفك من مسطح يحط قدر النجم من أفقه وقد جرى منه الممذي قممد جممرى وعمموتب‬
‫الصديق في حقه فأجابه بقوله‪ :‬قد يمنع المضطر من ميتة إذا عصى بالسير في طرقه لنه يقمموى‬
‫على توبة توجب إيصال إلى رزقه لو لم يتب مسطح من ذنبه ما عوتب الصديق في حقه )قمموله‪:‬‬
‫أو على ترك مباح أو فعله( معطوفان علمى فمي تمرك واجمب‪ ،‬أي أو حلمف علمى ذلمك‪) .‬وقموله‪:‬‬
‫كدخول دار الخ( مثال للمباح‪ .‬تنبيه‪ :‬أختلف فيما لو حلف ل يأكمل طيبما‪ ،‬ول يلبممس ناعممما‪ ،‬فقيممل‬
‫مكروه لقوله تعالى‪) * :‬قل من حرم زينة ال( * الية‪ ،‬وقيل طاعة لما عرف من اختيممار السمملف‬
‫خشونة العيش‪ ،‬وقيل يختلف ذلك باختلف أحوال الناس‪ ،‬وقصودهم وفراغهم للعبادة‪ ،‬واشتغالهم‬
‫بالضيق والسعة‪ ،‬وهذا كما قال الرافعي الصواب‪) .‬قوله‪ :‬فالفضل ترك الحنث( وقيل الفضل له‬
‫الحنث ليستنفع الفقراء بالكفارة‪ .‬قال الذرعي ويشبه أن محل الخلف ما إذا لم يكن في ذلك أذى‬
‫للغير‪ ،‬فإن كان بأن حلف ل يدخل دار أحد أبويه أو أقمماربه أو صممديقه‪ ،‬فالفضممل الحنممث قطعمما‪.‬‬
‫وعقد اليمين على ذلك مكروه بل شك‪ .‬وكذا حكم الكل واللبس‪ .‬ا‍ه‪ .‬مغنممي )قمموله‪ :‬إبقمماء لتعظيممم‬
‫السم( أي المحلوف به‪ ،‬أي ولقوله تعالى‪) * :‬ول تنقضوا اليمان بعد توكيدها( *‪ .‬تنبيهات‪ :‬مممن‬
‫حلممف أن ل يفعممل شمميئا ككممونه ل يممزوج ممموليته‪ ،‬أو ل يطلممق امرأتممه‪ ،‬أو ل يعتممق عبممده‪ ،‬أو ل‬
‫يضرب غلمه‪ ،‬فأمر غيره بفعله ففعله وكيله ولو مع حضوره لم يحنممث‪ ،‬لنمه حلممف علممى فعلممه‬
‫ولم يفعل‪ ،‬إل أن يريد الحالف استعمال اللفظ في حقيقته ومجازه‪ ،‬وهو أن ل يفعله هو ول غيممره‬
‫فيحنث بفعل وكيله فيما ذكر عمل بإرادته‪ ،‬فإن فعل الشئ الذي حلممف عليممه بنفسممه عامممدا عالممما‬
‫مختارا حنث‪ ،‬بخلف ما لو كان جاهل أو ناسيا أو مكرها فل يحنممث حينئذ‪ .‬ومممن الفعممل جمماهل‬
‫أن يدخل دار ال يعرف أنها المحلوف عليها‪ ،‬أو يسلم علممى زيممد فممي ظلمممة ول يعممرف أنممه زيممد‬
‫وهو حالف‬

‫)‪ (1‬سورة النور‪ ،‬الية‪ (2) .22 :‬سورة العراف‪ ،‬الية‪ (3) .32 :‬سورة النحل‪ ،‬الية‪.91 :‬‬

‫] ‪[ 362‬‬

‫أنه ل يسلم عليمه‪ .‬وممن حلمف ل يممبيع همذا العبمد‪ ،‬أو ل يشمتري همذا الثموب‪ ،‬فموهبه فمي‬
‫الولى‪ ،‬أو وهب له في الثانية‪ ،‬لم يحنث لنه لممم يفعممل المحلمموف عليممه‪ .‬ومممن حلممف ل يممبيع ول‬
‫يوكل وكان قد وكل قبل ذلك ببيع ماله‪ ،‬فبمماع الوكيممل بعمد الحلمف بالوكالمة السمابقة‪ ،‬ففمي فتماوي‬
‫القاضي حسين‪ :‬أنه ل يحنث‪ ،‬لنه بعد اليمين لمم يباشمر ولمم يوكمل‪ .‬وقياسمه أنمه لمو حلمف علمى‬
‫زوجته أن ل تخرج إل بإذنه‪ ،‬وكان قد أذن لها قبل ذلك في الخروج إلى موضع معين‪ ،‬فخرجت‬
‫إليه بعد اليمين لم يحنث‪ .‬ومممن حلممف ل يعتمق عبمده فكماتبه وعتممق بمالداء لمم يحنمث‪ ،‬كممما نقلمه‬
‫الشيخان عن ابن القطان وأقراه‪ .‬ومن حلف ل يأكل الحشيشة فبلعها من غير مضممغ حنممث‪ ،‬لنممه‬
‫يسمى أكل عرفا‪ ،‬واليمان مبنية على العرف‪ .‬بخلف ما لو حلف بالطلق أنه ل يأكل الحشيشة‬
‫فبلعها من غير مضغ فإنه ل يحنممث‪ ،‬لنممه ل يسمممى أكل لغممة‪ ،‬والطلق مبنممي علممى اللغممة‪ .‬ولممو‬
‫حلف ل يلبس خاتما فلبسه في غير الخنصر لم يحنث‪ .‬ومن حلف ل يكتب بهذا القلم فكسر بريتمه‬
‫وبراه برية جديدة وكتب بمه لممم يحنممث‪ .‬ومممن حلممف ل يتغممدى‪ ،‬أو ل يتعشممى‪ ،‬أو ل يتسممحر‪ ،‬فل‬
‫يحنث في الول إل بأكله قبل الزوال‪ ،‬لن وقت الغداء من طلوع الفجر إلممى الممزوال‪ .‬ول يحنممث‬
‫في الثاني إل بأكله بعد الزوال‪ ،‬لن وقت العشاء مممن الممزوال إلممى نصممف الليممل‪ .‬ول يحنممث فممي‬
‫الثالث إل بأكله بعد نصف الليل‪ ،‬لن وقت السممحور مممن نصممف الليممل إلممى طلمموع الفجممر‪ .‬ومممن‬
‫حلف ل يفارق غريمه حتى يوفيه حقه‪ ،‬فهرب غريمه منه لم يحنممث ولمو تمكمن ممن إتبمماعه‪ ،‬بمل‬
‫ولو أذن له في الهرب‪ ،‬لنه لم يفارقه هو‪ .‬ومن حلف ل يدخل الدار‪ ،‬حنممث بممدخوله داخممل بابهمما‬
‫حتى دهليزها‪ ،‬ولو برجل واحدة معتمدا عليها فقممط‪ ،‬ل بصممعوف سممطح مممن خممارج الممدار‪ ،‬ولممو‬
‫محوطا بأن يكون له درج يصعد عليها له من خارجها‪ .‬وإذا حلممف الميممر مثل ل يضممرب زيممدا‬
‫فأمر الجلد فضربه لم يحنث‪ ،‬أو حلف ل يبني بيته فأمر البناء ببنممائه فبنمماه فكممذلك ل يحنممث‪ ،‬أو‬
‫حلف أن ل يحلق رأسه فأمر حلقا فحلقه لم يحنث ‪ -‬كما جرى عليمه ابمن المقممري ‪ -‬لعمدم فعلمه‪،‬‬
‫وقيل يحنث للعرف‪ .‬ومطلق الحلف على العقود ينزل على الصحيح منها فل يحنث بالفاسد‪ ،‬ولممو‬
‫أضاف العقد إلى ما ل يقبله‪ :‬كأن حلف ل يبيع الخمر‪ ،‬ول المستولدة‪ ،‬ثم أتى بصورة البيع‪ ،‬فممإن‬
‫قصد التلفظ بلفظ العقد مضافا إلى ما ذكره حنث‪ ،‬وإن أطلمق فل‪ .‬وكممذلك الحلممف علمى العبممادات‬
‫كالصلة والصوم ينزل علممى الصممحيح منهممما‪ ،‬فل يحنممث بالفاسممد منهممما إل الحممج‪ ،‬فممإنه يحنممث‬
‫بالفاسد‪ .‬ولو حلف ل يصلي لم يحنث بصلة الجنازة‪ ،‬لنهمما ل تسمممى صملة عرفمما‪ .‬وممن حلمف‬
‫ليثنين على ال أحسن الثناء‪ ،‬أو أعظمه‪ ،‬أو أجله‪ ،‬فليقل‪ :‬ل أحصممي ثنمماء عليممك أنممت كممما أثنيممت‬
‫على نفسك‪ ،‬أو بأجل التحاميد فليقل‪ :‬الحمد ل حمدا يوافي نعمه‪ ،‬ويكافئ مزيده‪ .‬أو حلف ليصلين‬
‫على النبي )ص( بأفضل الصلة عليه‪ ،‬فليصل بالصلة البراهيمية التي في التشهد‪ .‬وهنا فممروع‬
‫كثيرة تركناها خوف الطالة‪) .‬قوله‪ :‬فرع الخ( الولى فروع‪ ،‬لنه ذكر أربعة الول‪ :‬قمموله يسممن‬
‫تغليظ الخ‪ ،‬الثاني‪ :‬قموله ويعتمبر فمي الحلممف المخ‪ ،‬الثمالث‪ :‬قمموله واليميمن يقطممع الخصمومة المخ‪،‬‬
‫الرابع‪ :‬قوله واليمين المردودة الممخ‪ .‬واعلممم أن ممما ذكممر يممذكره الفقهمماء فممي بمماب الممدعوى‪ ،‬وهممو‬
‫النسب وإن كان لذكره هنا وجه أيضا‪ ،‬وهو أن الكلم في اليمان وأنها قد تقع في خصومة كممما‬
‫مر‪) .‬وقوله‪ :‬تغليظ يمين الخ( إنما سن ذلك لن اليمين إنما وضعت للزجر عن التعممدي‪ ،‬فغلظممت‬
‫مبالغة وتأكيدا للردع فيما هو متأكد في نظر الشرع‪ ،‬وهو ما سمميذكره مممن النكمماح الممخ‪) .‬وقمموله‪:‬‬
‫من المدعي( أي صادرة منه فيما إذا كممان المممدعى بمه يثبممت بيميممن وشمماهد‪ ،‬أو فممي يميممن الممرد‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬والمدعى عليه( أي وتغليظ يمين صادرة من المدعى عليه فيما إذا لم يكممن عنممد المممدعي‬
‫بينة‪) .‬قوله‪ :‬وإن لم يطلبممه( أي التغليممظ‪ ،‬وهممو غايممة فممي سممنية التغليممظ‪ :‬أي يسممن وإن لممم يطلبممه‬
‫الخصم‪ .‬قال في التحفة‪ :‬بممل وإن أسممقطه كممما قمماله القاضممي‪ .‬ا‍ه‪) .‬قموله‪ :‬فممي نكمماح المخ( أي فممي‬
‫دعوى ذلك‪ ،‬والجار والمجرور متعلق بمحذوف صممفة ليميممن‪ :‬أي يميممن واقعممة فممي دعموى الممخ‪.‬‬
‫ويحتمل أن في بمعنى على‪ ،‬والجار والمجرور متعلق‬

‫] ‪[ 363‬‬

‫بيمين‪ ،‬ول حاجة إلى تقدير مضاف‪ :‬أي يمين على نكمماح وطلق الممخ‪) .‬وقمموله‪ :‬ووكالممة(‬
‫أي ولو في درهم‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفة‪) .‬قوله‪ :‬وفي مال( معطوف على نكاح‪) .‬وقوله‪ :‬بلغ عشرين دينممارا(‬
‫أي أو ما قيمته ذلك‪ .‬تنبيه‪ :‬كان حقه أن يزيد ولعان كما في التحفة‪ ،‬لن قموله التمي وصمعودهما‬
‫عليه أولى ل يظهر إل في الزوجين المتلعنين‪ ،‬لنهما هما اللذان يصعدان على المنممبر‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫ل فيما دون ذلك( أي ل يسن تغليظ اليمين فيممما دون عشممرين دينممارا‪) .‬قمموله‪ :‬لنممه( أي ممما دون‬
‫ذلك‪) .‬وقوله‪ :‬حقير في نظر الشرع( أي فلم يعتن فيه بتغليظ اليمين‪) .‬قمموله‪ :‬نعممم الممخ( إسممتدراك‬
‫على عدم سنية التغليظ فيما دون ذلك‪) .‬وقوله‪ :‬لو رآه الحاكم( المفعول الثاني محممذوف‪ :‬أي رأى‬
‫التغليظ أصلح فيما دون ذلممك‪) .‬وقمموله‪ :‬لنحممو جممراءة الحممالف( أي علممى اليميممن‪ ،‬واللم للتعليممل‪،‬‬
‫وهي متعلقة بممرأى‪ ،‬أو بمفعمموله الثمماني المحممذوف‪) .‬وقمموله‪ :‬فعلممه( أي فعممل الحمماكم التغليممظ فممي‬
‫اليمين‪) .‬قوله‪ :‬وهو( أي الزمان الذي يحصل به التغليممظ‪) .‬وقمموله‪ :‬بعممد العصممر( أي لن اليميممن‬
‫الفاجرة بعد العصر أغلظ عقوبة لخبر الصحيحين‪ :‬عن أبي هريرة أن النبي )ص( قال‪ :‬ثلثممة ل‬
‫يكلمهم ال يوم القيامة ول يزكيهم ولهم عذاب أليم ‪ -‬وعد منهم رجل حلف على يمين كاذبممة بعممد‬
‫العصر يقتطع بها مال امرئ مسلم‪) .‬قوله‪ :‬وعصر الجمعة أولى( أي مممن عصممر غيممر الجمعممة‪،‬‬
‫لن يومها أشرف السبوع‪ ،‬وساعة الجابة فيها بعد عصرها‪) .‬قوله‪ :‬وبالمكممان( معطمموف علممى‬
‫بالزمان‪ :‬أي والتغليظ يكون بالمكان أيضا‪) .‬قمموله‪ :‬وهممو( أي المكممان الممذي يحصممل التغليممظ بممه‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬للمسلمين عند المنبر( الظممرف متعلممق بمحممذوف خممبر المبتممدأ‪ ،‬والجممار والمجممرور قبلممه‬
‫متعلق بما تعلق به هذا الخبر‪ :‬أي وذلك المكان كائن عند المنبر بالنسبة للمسلمين‪ :‬أي أما بالنسبة‬
‫لغيرهم إذا ترافعوا إلينا فبيعة ‪ -‬بكسر الباء ‪ -‬وهي معبد النصارى‪ ،‬أو كنيسة وهي معبد اليهممود‪،‬‬
‫أو بيت نار مجوس ل بيت أصنام وثني دخل دارنا بهدنة أو أمان وترافعوا إلينا‪ ،‬فل يحلف فيممه‪،‬‬
‫لنه ل أصل له في الحرمة والتعظيم‪ ،‬بل في مجلس الحكم‪ .‬وعبارة الخطيب في باب اللعان‪ :‬فإن‬
‫كان في غير المساجد الثلثة فيكون في الجمامع علمى المنمبر كمما صمححه صماحب الكمافي‪ ،‬لن‬
‫الجامع هو المعظم من تلك البلدة والمنبر أولى‪ ،‬فإن كان في المسجد الحرام فبين الركن الذي فيه‬
‫الحجر السود وبين مقام إبراهيم عليه الصلة والسلم‪ ،‬ويسمى ما بينهما بممالحطيم‪ .‬فممإن قيممل‪ :‬ل‬
‫شئ في مكة أشرف من البيت‪ .‬أجيب‪ :‬بأن عدولهم عنه صيانة له عن ذلك‪ .‬وإن كممان فممي مسممجد‬
‫المدينة فعلى المنبر ‪ -‬كما في الم والمختصر ‪ -‬لقوله )ص(‪ :‬ومن حلف علممى منممبري هممذا يمينمما‬
‫آثما تبوأ مقعده من النار‪ .‬وإن كان في بيت المقدس فعند الصخرة لنها أشرف بقمماعه لنهمما قبلممة‬
‫النبياء عليهم الصلة والسلم‪ .‬وفي ابن حنبل أنها ممن الجنمة‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومحمل ذلمك فمي غيمر الممرأة‬
‫الحممائض‪ ،‬أو النفسمماء‪ ،‬أو المتحيممرة‪ ،‬أممما هممي فعنممد بمماب الجممامع لتحريممم مكثهمما فيممه‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫وصعودهما( أي الزوجين عند اللعان ‪ -‬كما علمت ‪ -‬وعبارة فتح الجواد مع الصممل‪ :‬ورقممي كممل‬
‫منهما عند لعانه عليه ‪ -‬أي المنبر ‪ -‬بطيبة شرفها ال‪ ،‬وبغيرها أيضا أولممى ‪ -‬وإن قممل القمموم‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬عليه( أي على المنبر‪) .‬قوله‪ :‬وبزيادة الخ( معطوف علممى بالزمممان‪ :‬أي ويكممون التغليممظ‬
‫بزيادة السماء والصفات‪ ،‬كممأن يقممول والم الممذي ل إلممه إل همو عممالم الغيممب والشممهادة الرحمممن‬
‫الرحيم الذي يعلم السر والعلنية‪ ،‬هذا إن كان الحالف مسلما‪ ،‬فإن كان يهوديا حلفه القاضممي بممال‬
‫الذي أنزل التوراة على موسى ونجاه من الغرق‪ ،‬أو نصرانيا حلفه بال الذي أنزل النجيممل علممى‬
‫عيسى‪ ،‬أو مجوسيا أو وثنيا حلفه بال المذي خلقمه وصموره‪ .‬ول يجموز للقاضمي أن يحلمف أحمدا‬
‫بطلق أو عتمق أو نمذر‪ .‬وممتى بلمغ الممام أن القاضمي يسمتحلف النماس بمذلك عزلمه‪ ،‬كمما قماله‬
‫الشافعي رضي ال عنه‪ .‬وقال ابن عبد البر‪ :‬ل أعلم أحدا من أهل العلم يممرى السممتحلف بممذلك‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويسن أن يقرأ الخ( عبارة غيره‪ :‬ومن‬

‫] ‪[ 364‬‬

‫التغليظ أن يوضع المصحف في حجره ويطلع له سورة براءة‪ ،‬ويقال لممه ضممع يممدك علممى‬
‫ذلك ويقمرأ قموله تعمالى‪) * :‬إن المذين يشمترون( * اليمة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قموله‪ :‬ولمو اقتصمر( أي الحمالف‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬كفى( أي في الحلف‪) .‬قوله‪ :‬ويعتبر( أي يعتمد‪) .‬وقوله‪ :‬في الحلف( أي بال تعممالى لنممه‬
‫المممراد عنممد الطلق‪) .‬قمموله‪ :‬نيممة الحمماكم( أي وعقيممدته‪ .‬ومثممل الحمماكم نممائبه‪ ،‬أو المحكممم‪ ،‬أو‬
‫المنصوب للمظالم‪ ،‬وغيرهم من كل من له ولية التحليف‪ ،‬وإنما اعتبرت نيتممه دون نيممة الحممالف‬
‫لخبر مسلم‪ :‬اليمين على نية المستحلف‪ .‬وحمممل علممى الحمماكم لنممه الممذي لممه وليممة السممتحلف‪،‬‬
‫ولنه لو اعتبرت نية الحالف لضاعت الحقوق‪) .‬وقوله‪ :‬المستحلف( أي لمن توجه عليممه الحلممف‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فل يدفع إثم اليمين الخ( مفرع على اعتبار نية الحاكم‪ :‬أي وإذا كان المعتبر نية الحمماكم ل‬
‫نية الحالف‪ ،‬فلو حلف وورى في حلفه‪ ،‬أو تمأول‪ ،‬أو اسمتثنى‪ ،‬فل ينفعمه ذلمك ول يممدفع عنمه إثممم‬
‫اليمين الفاجرة‪ ،‬لكن بشروط أربعة تستفاد من كلمه‪ ،‬وهي أن يكون ذلك الحلف عند القاضممي أو‬
‫المحكم‪ ،‬فلو حلف عند المدعي فقط نفعه ذلك‪ ،‬وأن يطلممب منممه القاضممي أو المحكممم الحلممف‪ ،‬فلممو‬
‫حلف قبل طلبه منه نفعه ذلك‪ .‬وأن ل يكون التحليف بالطلق أو العتق‪ ،‬فإن كان بهما نفعه أيضمما‬
‫ذلك‪ ،‬وأن ل يكممون الحممالف محقمما وإل نفعممه‪) .‬وقمموله‪ :‬بنحممو توريممة( هممي قصممد مجمماز اللفممظ ل‬
‫حقيقته‪ ،‬كأن ادعى عليمه ثوبما وأنكمر فحلفمه القاضممي فقمال‪ :‬والم ل يسممتحق علمي وثوبما‪ ،‬وأراد‬
‫بالثوب الرجوع لنه من ثاب إذا رجع‪ ،‬وهذا مجاز مهجممور‪ .‬أو كممأن ادعممى عليمه درهممما فممأنكر‬
‫فحلفه القاضي فقال‪ :‬وال ل يستحق علي درهما‪ ،‬ونوى الحديقة لنه ‪ -‬كما في القمماموس ‪ -‬يطلممق‬
‫عليها‪) .‬وقوله‪ :‬كاستثناء( تمثيل لنحو التورية‪ .‬قال البجيرمي‪ :‬كمأن كممان لمه عليمه خمسممة فمادعى‬
‫عليه عشرة وأقام شاهدا واحدا على العشرة وحلف مع الشاهد أن له عليه عشرة وقال إل خمسممة‬
‫سرا‪ .‬ا‍ه‪ .‬أي فقوله إل خمسة ل يممدفع عنممه إثممم اليميممن الفمماجرة‪ .‬ومثممل السممتثناء التأويممل‪ ،‬وهممو‬
‫اعتقاد خلف نية القاضي بأن ادعى عليه دينارا قيمة متلف فأنكر فقال لممه القاضممي‪ :‬قممل والم ل‬
‫يستحق علي دينارا‪ ،‬فقال له ذلك ونوى ثمن مبيع ونوى القاضي قيمة المتلممف‪ ،‬أو قصممد بالممدينار‬
‫اسم رجل‪) .‬وقوله‪ :‬ل يسمعه الحاكم( الجملة صفة لستثناء‪ ،‬وضمممير يسمممعه يعممود عليممه‪ .‬وهممذا‬
‫القيد زاده لجل أن يكون الستثناء من نحو التورية ل للحتراز‪ ،‬لنه لو أسمممعه للحمماكم ل يممدفع‬
‫عنه إثم اليمين الفاجرة أيضا‪ ،‬بل يعزره الحاكم كما في النهاية ونصها‪ :‬وخممرج بحيممث ل يسمممعه‬
‫ما لو سمعه فيعزره ويعيد اليمين‪ :‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬إن لم يظلمه خصمه( قيد فممي عممدم دفممع إثممم اليميممن‬
‫الفاجرة بذلك‪) .‬وقوله‪ :‬أما من ظلمه خصمه الخ( محترز القيد المذكور‪) .‬قوله‪ :‬كممأن ادعممى علممى‬
‫معسر الخ( وكأن يدعي على شخص أنه أخذ من ماله كذا بغير إذنه وسممأله رده وهممو إنممما أخممذه‬
‫في دين له عليه‪ ،‬فأجابه بنفي الستحقاق‪ ،‬فقال المدعي للقاضي‪ :‬حلفه أنه ما أخذ مممن مممالي شمميئا‬
‫بغير إذني‪ ،‬وكان القاضي يرى إجابته لذلك‪ ،‬فحلف المدعى عليه أنه ما أخذ شيئا مممن ممماله بغيممر‬
‫إذنه‪ ،‬ونوى بغيممر اسممتحقاق فممإنه ينفعممه ذلممك ول إثممم عليممه‪) .‬قمموله‪ :‬أي تسممليمه الن( أي ونمموى‬
‫تسليمه الن لكونه معسرا‪) .‬قوله‪ :‬فتنفعه التورية والتأويمل( أي ول يمأثم بهمما‪ ،‬والملئم لمما قبلمه‬
‫في الجواب أن يقمول فل إثممم عليمه بهمما‪) .‬قموله‪ :‬لن خصممه ظمالم( علمة لكمونه تنفعمه التوريمة‬
‫والتأويممل حيممن إذ كممان مظلوممما‪) .‬وقمموله‪ :‬إن علممم( أي أن المممدين معسممر‪) .‬وقمموله‪ :‬أو مخطممئ(‬
‫معطوف على ظالم‪ :‬أي أو أن خصمه مخطئ إن جهل ذلك‪) .‬قوله‪ :‬فلو حلف إنسان الممخ( مرتممب‬
‫على ما يستفاد من قوله المار المستحلف‪ ،‬وهو اشتراط طلب الحاكم الحلف‪ .‬إذ السين والتمماء فيممه‬
‫للطلب كما في‬

‫)‪ (1‬سورة آل عمران‪ ،‬الية‪ (2) .77 :‬سورة آل عمران‪ ،‬الية‪.77 :‬‬

‫] ‪[ 365‬‬

‫التحفة‪) .‬وقوله‪ :‬إبتداء( أي من غيممر أن يطلممب منممه أحممد الحلممف‪) .‬وقمموله‪ :‬أو حلفممه غيممر‬
‫الحاكم( أي كالمدعي‪) .‬قوله‪ :‬اعتمبر نيمة الحمالف( أي اعتممدت نيتمه فيعممل بهما‪) .‬قموله‪ :‬ونفعتمه‬
‫التورية( أي فيتخلص بيمينه الموري فيها من استمرار الخصومة‪) .‬قوله‪ :‬وإن كانت( أي التورية‬
‫حراما‪) .‬وقوله‪ :‬حيث الخ( قيد في الحرمة‪) .‬قوله‪ :‬واليمين يقطممع الخصممومة الممخ( أي يفيممد قطممع‬
‫ذلممك‪ :‬أي قطممع المطالبممة بممالحق‪) .‬وقمموله‪ :‬ل الحممق( أي ل يقطممع الحممق‪ :‬أي ل يفيممد قطممع الحممق‬
‫المدعى به‪ ،‬وذلك للخبر الصحيح أنه )ص(‪ :‬أمر حالفا بالخروج من حق صمماحبه‪ .‬أي كممأنه علممم‬
‫كذبه ‪ -‬كما رواه المام أحمد‪) .‬قوله‪ :‬فل تبرأ الخ( مفرع على قوله إل الحممق‪) .‬وقمموله‪ :‬إن كممان(‬
‫أي الحالف كاذبا‪) .‬قوله‪ :‬فلو حلفه( أي حلف الحاكم المدعى عليه عند عدم البينة‪) .‬قوله‪ :‬ثم أقام(‬
‫أي ثم بعد حلفه أقام المدعى بينة‪ :‬أي أو شاهدا واحدا ليحلف معه‪) .‬قوله‪ :‬حكممم بهمما( أي بالبينممة‪،‬‬
‫ولغت يمين المدعى عليه لما علمت أنها ل تفيد البراءة من حق‪ ،‬وإنما تفيد قطع الخصومة فقممط‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬كما لو أقر الخصم( أي بالحق للمدعي‪ ،‬فإنه يثبت بممإقراره‪) .‬وقمموله‪ :‬بعممد حلفممه( أي بعممدم‬
‫الحق في ذمته مثل‪) .‬قوله‪ :‬والنكول الخ( ل يخفى أنه غير مرتبممط بممما قبلممه‪ ،‬فكممان الصممواب أن‬
‫يؤخره عنه قوله‪ :‬بعد النكممول الممخ‪ .‬وعبممارة المنهمماج‪ :‬وإذا نكممل حلممف المممدعي وقضممى لممه‪ ،‬ول‬
‫يقضي له بنكوله‪ ،‬والنكول أن يقول أنا ناكممل‪ ،‬أو يقممول لممه القاضممي إحلممف فيقممول ل أحلممف‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬واليميمن( مبتمدأ خمبره قموله كمإقرار المخ‪) .‬وقموله‪ :‬المممردودة( أي ممن الممدعى عليمه‪ ،‬أو‬
‫القاضي على المدعي‪) .‬قوله‪ :‬وهي( أي اليمين المردودة‪) .‬وقوله‪ :‬بعد النكول( أي نكول المممدعى‬
‫عليه من اليمين‪) .‬قوله‪ :‬كإقرار المدعى عليه( ينبني على ذلممك أنممه ل يحتمماج لحكممم حمماكم بعممدها‬
‫بالحق‪ ،‬ول تسمع بعدها دعوى بمسقط كأداء أو إبراء‪ ،‬لن القممرار مممن المممدعى عليممه ل يفتقممر‬
‫إلى حكم حاكم‪ ،‬ول يقبل الرجوع عنه‪ ،‬بخلف ما لو جعلممت كالبينممة فممإنه يحتمماج لممذلك لحتمممال‬
‫التزوير‪ .‬وتسمع الدعوى بما ذكر لعدم إقرار المدعى عليممه‪ .‬ا‍ه ش ق‪) .‬قمموله‪ :‬فلممو أقممام المممدعى‬
‫عليه( همو بصميغة اسمم المفعمول‪ ،‬ونمائب فماعله الجمار والمجمرور‪) .‬وقموله‪ :‬بعمدها( أي اليميمن‬
‫المردودة‪) .‬وقوله‪ :‬بينة( مفعول أقممام‪) .‬وقمموله‪ :‬بممأداء أو إبممراء( أي أو نحوهممما مممن المسممقطات‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬لم تسمع( أي البينة‪) .‬وقوله‪ :‬لتكذيبه( أي المدعى عليه‪ ،‬والضممافة مممن إضممافة المصممدر‬
‫لفاعله‪) .‬وقوله‪ :‬لها( أي للبينة‪ ،‬والولى إياها‪ ،‬لن المصممدر متعممد بنفسممه‪) .‬وقمموله‪ :‬بممإقراره( أي‬
‫التنزيل لنه لم يحصل إقرار بالفعل‪ ،‬وإنما حلف المدعي بعد النكول وهو كالقرار‪) .‬قوله‪ :‬وقال‬
‫الشيخان في محل( أي في موضع آخر ممن كتبهممما غيممر ممما ذكممراه هنمما‪ :‬أي فممي بمماب الممدعوى‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وصحح السنوي الول( أي عدم السماع‪) .‬قمموله‪ :‬والبلقينممي الثمماني( أي وصممحح البلقينممي‬
‫الثاني‪ ،‬أي السماع‪) .‬قوله‪ :‬وقال شيخنا الخ( عبممارة التحفممة‪ :‬وصممحح السممنوي الول‪ ،‬والبلقينممي‬
‫الثاني وبسط الكلم عليه‪ ،‬وتبعه الزركشي فصوبه لنه إقرار تقديري ل تحقيقي فل تكذيب فيممه‪.‬‬
‫واعترض بممأن ظمماهر كلم الشمميخين تفريممع السممماع علممى الضممعيف أنهمما كالبينممة‪ :‬وهممو متجممه‪،‬‬
‫فالمعتمد ما في المتن المخ‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقموله‪ :‬وهمو( أي العمتراض متجمه‪) .‬وقموله‪ :‬فالمعتممد مما فمي‬
‫المتن( أي من عدم سماعها‪) .‬قوله‪ :‬فرع( أي فمي بيممان صمفة كفمارة اليميممن واختصممت مممن بيممن‬
‫الكفارات بأنها مخيرة ابتداء مرتبة إنتهاء‪ .‬ومعنى كونها مخيرة ابتداء أنه يخبر المكفر فيهمما بيممن‬
‫العتاق والطعام والكسوة في ابتدائها‪ ،‬كما قال المؤلف‪ :‬يتخير في كفارة‬

‫] ‪[ 366‬‬

‫اليمين بين الخ‪ ،‬ومعنى كونها مرتبة انتهاء أنممه ل ينتقممل إلممى الخصمملة الرابعممة الممتي هممي‬
‫الصوم إل إذا عجز عن الخصال الثلثة كما قال‪ ،‬فإن عجز عن الثلثة لزمممه صمموم ثلثممة أيممام‪،‬‬
‫والراجح في سبب وجوبها عند الجمهور اليمين والحنث معمما‪ ،‬وللمكفممر فممي غيممر صمموم تقممديمها‬
‫على أحد سببيها كالزكاة‪ ،‬وليس له ذلك في الصوم لنممه عبممادة بدنيممة‪ ،‬وهممي ل تقممدم علممى وقممت‬
‫وجوبها بل حاجة‪ ،‬بخلف ما إذا كان ‍ب حاجة كما في الجمع بين الصلتين تقديما‪) .‬قوله‪ :‬يتخير(‬
‫أي المكفر‪ ،‬ويشترط فيه أن يكون حرا رشيدا‪ ،‬فإن كان رقيقا ولو مكاتبمما فل يتخيممر بيممن الثلثممة‬
‫المذكورة‪ ،‬بل عليه الصوم فقط‪ ،‬لنه ل يملك‪ ،‬أو يملك ملكا ضعيفا‪ .‬فلو كفر عنه سيده بغير إذنه‬
‫لم يجز‪ ،‬وكذا بالصوم أيضا‪ ،‬ويجزئ بعد موته بالطعام والكسموة لنمه ل رق بعمد المموت‪ :‬ولمه‬
‫في المكاتب أن يكفر عنه بهما بإذنه‪ ،‬كما أن للمكاتب أن يكفر بهما بممإذن سمميده‪ .‬وإن كممان سممفيها‬
‫أو مفلسا فليس له التكفير إل بالصوم‪ .‬والكافر يخير بين الثلثة ول ينتقل عنها إلى الصوم إل إذا‬
‫عجز عنها‪ .‬وحينئذ يستقر الصوم في ذمته‪ ،‬ول يصوم بالفعل إل إذا أسلم‪ .‬فلو أيسر بعد ذلممك لممم‬
‫يلزمه الرجوع إلى غير الصوم من الخصمال الثلث‪) .‬قموله‪ :‬فمي كفمارة اليميمن( قمد نظمهما ابمن‬
‫رسلن في زبده بقوله‪ :‬كفارة اليمين عتق رقبة مؤمنمة سمليمة ممن معيبمه أو عشمرة تمسمكنوا قمد‬
‫أدى من غالب القوات مدا مدا أو كسوة بما يسمى كسوه ثوبا قباء أو ردا أو فروة وعاجز صممام‬
‫ثلثا كالرقيق والفضل الولء وجاز التفريق )قوله‪ :‬بين عتق رقبة( هو عندنا أفضل من الطعام‬
‫ولو في زمن الغلء‪ ،‬والمراد بالعتق العتاق‪ ،‬ولو عبر به لكان أولى ليخرج مما لمو اشممترى ممن‬
‫يعتق عليه بقصد العتق عن الكفارة كأصله وفرعه‪ ،‬فإنه ل يجزئه عنها لنه مستحق العتق بجهممة‬
‫القرابة‪ ،‬فل ينصرف عنها إلى الكفارة‪ .‬وعلم ممن ذلممك أنمه يشممترط أن ل تكمون الرقبمة مسمتحقة‬
‫للعتق بجهة أخرى غير الكفارة فتخرج أم الولممد‪ ،‬فل يجمموز إعتاقهمما عمن الكفممارة لنهمما مسممتحقة‬
‫للعتق بجهة أخرى‪) .‬وقوله‪ :‬كاملة( أي فل يجزئ عتق نصف رقبة وإطعممام خمسممة أو كسمموتهم‪،‬‬
‫وكذلك ل يجزئ إطعام خمسة وكسوة خمسة‪) .‬وقوله‪ :‬مؤمنة( أي قبل العتممق فل تجممزئ الكفممارة‬
‫ول المؤمنة مع العتق‪ .‬والمممراد باليممان فيهما السمملم‪ ،‬إذ المممدار فمي إجمراء الحكمام إنمما همو‬
‫السلم‪ ،‬وأما اليمان بمعنى التصديق فأمر باطني ل اطلع لنا عليه‪) .‬قموله‪ :‬بل عيمب المخ( أي‬
‫ويشممترط أن تكممون سممليمة مممن العيمموب‪ ،‬لن المقصممود مممن العتممق تكميممل حممال الرقيممق ليممترفع‬
‫لوظائف الحرار‪ ،‬ول يتفرغ لها إل إن استقل بكفاية نفسممه‪ ،‬وإل صممار كل‪ ،‬أي ثقل علممى نفسممه‬
‫وعلى غيره‪ ،‬ول يستقل بكفاية نفسه إل السليم ولو بحسب الصل‪ ،‬والظاهر‪ ،‬فيجزئ صغير ولو‬
‫ابن يوم‪ ،‬لن الصل والظاهر من حاله السلمة‪ ،‬ومريض يرجى برؤه‪ ،‬فإن لممم يممبرأ تممبين عممدم‬
‫الجزاء على الصح‪ .‬ول يجزئ زمن‪ ،‬ول هرم عاجز‪ ،‬ول فاقد رجممل أو خنصممر وبنصممر مممن‬
‫يد‪ ،‬أو فاقد أنملتين من غيرهما‪ ،‬ول فاقد أنملة إبهام لتعطل منفعة اليممد بممذلك‪ ،‬بخلف فاقممد أنملممة‬
‫غير إبهام‪ ،‬أو أنملتين من الخنصممر أو البنصممر‪ .‬وأممما مممن كممل منهممما فيضممر‪ ،‬ويجممزئ مقطمموع‬
‫الخنصر من يد والبنصر من يد أخرى‪) .‬قوله‪ :‬يخل بالعمل( أي يضر بالعمل إضرارا بينا لكممونه‬
‫عظيما بخلف غير البين لكممونه يسمميرا‪ ،‬فيجممزئ فاقممد النممف‪ ،‬أو الذنيممن‪ ،‬أو أصممابع الرجليممن‪،‬‬
‫بخلف فاقد أصممابع اليممدين‪ .‬ويجممزئ الخممرس إذا كممان لممه إشممارة مفهمممة‪ ،‬وفهممم إشممارة غيممره‪،‬‬
‫والصم وهو فاقد السمع‪ ،‬والعور الذي لم يضعف عورة بصر عينممه السممليمة‪ ،‬والعممرج الممذي‬
‫يمكنه تتابع المشي بأن يكممون عرجممه يسمميرا‪ ،‬والقممرع وهممو الممذي ل نبممات برأسممه‪) .‬وقمموله‪ :‬أو‬
‫الكسب( أو بمعنى الواو‪ ،‬والعطف للتفسير أو مرادف‪) .‬قمموله‪ :‬ولممو نحممو غممائب( أي ولممو كممانت‬
‫الرقبة غائبة‪ ،‬أو نحوها كمرهونة ومغصوبة فإنه يجزئ إعتاقها‪) .‬وقوله‪ :‬علمت حياته( أي نحممو‬
‫الغائب ولو بعد العتاق‪) .‬قوله‪ :‬أو إطعام( الولى التعممبير بممالواو‪ ،‬لن مممدخولها معطمموف علممى‬
‫مدخول بين وهي ل تدخل إل على متعدد‪ ،‬والمراد بالطعام التمليك‪،‬‬

‫] ‪[ 367‬‬

‫وإنما عبر به اقتداء بالية الشريفة وهي‪) * :‬فكفارته إطعام عشممرة مسمماكين( * اليممة‪ ،‬فل‬
‫يكفي أن يصنع لهم طعاما يغديهم به أو يعشيهم‪) .‬وقوله‪ :‬عشرة مساكين( لو ملكهم جملة المممداد‬
‫كفى‪ ،‬كما لو ملكهم عشرة أثواب جملة فإنه يكفي‪ ،‬بخلف ما لو ملكهم ثوبا كبيرا يكفي العشممرة‪،‬‬
‫فل يكفي وإن اقتسموه بعد ذلك‪ ،‬نعم لو قطعه عشرة قطع وأعطاه لهم كفى بشرط أن تسمممى كممل‬
‫قطعة كسوة‪) .‬قوله‪ :‬كل مسكين مد( أي كل مسكين يعطى مممدا‪ ،‬فل يكفممي دون مممد لواحممد منهممم‪.‬‬
‫ولو أعطى العشرة أمداد لحد عشر مسكينا لم يكف‪ ،‬لن كل واحد أخذ دون مد‪) .‬وقمموله‪ :‬حممب(‬
‫ليس بقيد‪ ،‬بل الضابط أن يكون من جنس الفطرة بأن يكممون مممن غممالب قمموت البلممد ممن القمموات‬
‫المفصلة هناك‪) .‬وقوله‪ :‬من غالب قوت البلد( أي بلد المكفممر إن كفمر عمن نفسمه‪ ،‬فمإن كفممر عنمه‬
‫غيره فالعبرة بغالب قوت بلد المكفر عنه‪) .‬قوله‪ :‬أو كسوتهم( يقال فيه ما تقممدم‪ ،‬والضمممير يعممود‬
‫على العشرة مساكين‪ ،‬والمراد يدفع المكفر لكل واحد منهم ما يطلق عليه كسوة‪ ،‬وقممد علمممت أنممه‬
‫يجزئ أن يدفع للعشرة مساكين عشرة أثواب جملة‪ ،‬ثم يقتسموها بينهم‪ ،‬بخلف ممما لممو دفممع ثوبمما‬
‫كبيرا وإن اقتسموه بعد ذلك‪ ،‬إل إن قطعه عشرة قطع بالشرط المتقدم‪) .‬وقوله‪ :‬بما يسمى كسمموة(‬
‫أي بشئ يسمى كسوة مما يعتاد لبسه‪) .‬وقوله‪ :‬كقميص( ل يشترط فيه أن يكون صممالحا للمممدفوع‬
‫إليه‪ ،‬فيجزئ أن يدفع للرجل ثوب صغير‪ ،‬أو ثوب امرأة‪ ،‬ول يشترط كونه جديدا‪ .‬فيجمموز دفعممه‬
‫ملبوسا لم تذهب قوته ولو كان مغسول أو متنجسا‪ ،‬لكن يجب عليممه أن يعلمهممم بنجاسممته‪ ،‬بخلف‬
‫نجس العين فل يجزئ‪ ،‬وبخلف ما ذهبت قوته وهو الثوب البالي فل يجممزئ لضممعف النفممع بممه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أو إزار( أو رداء أو عمامة‪ ،‬وإن قلت كذراع‪) .‬قوله‪ :‬ل خف( أي ونحمموه مممن كممل ممما ل‬
‫يسمى كسوة كقفازين ومنطقة ‪ -‬وهي ما يشد به الوسط ‪ -‬وخاتم وتكة وتبان‪ :‬وهو سروال صغير‬
‫بقدر شبر ل يبلغ الركبة بل يغطي السوأتين كما يلبسه الملحون‪ ،‬ودرع مممن نحممو حديممد‪ ،‬ونعممل‬
‫وجورب وقلنسوة ‪ -‬وهي ما يغطى بها الرأس ‪ -‬وعرقية ‪ -‬وهي الطاقيممة المعروفممة‪ .‬وقممول شمميخ‬
‫السلم في شرح منهجه بأجزائها‪ ،‬محمول على أن المراد بهمما شممئ آخممر كالعراقممة الممتي تجعممل‬
‫تحت البرذعة أو السرج‪ ،‬وهذا الحمل وإن كان بعيدا أولى من إبقائه على ظاهره المخممالف لكلم‬
‫الصحاب‪ .‬ومما يبعد هذا الحمل المذكور كون العراقمة الممذكورة ل تسممى كسموة للدمييمن بمل‬
‫للدواب وقد قال تعالى‪) * :‬أو كسوتهم( * ولم يقل أو كسوة دوابهم‪) .‬قوله‪ :‬فإن عجز عن الثلثممة(‬
‫أي عن كل واحد من الثلثة‪ ،‬والمراد بالعجز مما يشممل الحسمي‪ ،‬كمأن لمم يجمد شميئا ممن الثلثمة‬
‫رأسا‪ ،‬والشرعي بأن وجد ذلك ولكن لم يملممك ثمنممه‪ ،‬أو ملكممه ولكممن يحتمماج إليممه لمؤنممة نفسممه أو‬
‫ممونه‪ ،‬وليس من العجز الشرعي وجود شئ من الثلثة بأكثر من ثمن مثله كممما فممي الممتيمم‪ ،‬بممل‬
‫يصبر إلى أن يجده بثمن مثله‪ ،‬وكذلك ليس منه ما لو غاب ماله إلى مسممافة القصممر فيصممير إلممى‬
‫أن يحضر ماله ويكفر به‪) .‬قوله‪ :‬لزمه صوم ثلثة أيام( أي بنية الكفارة‪ ،‬ويشترط تبييتها‪) .‬قوله‪:‬‬
‫ول يجب تتابعها( أي لطلق الية وهي‪) * :‬فممن لمم يجمد فصميام ثلثمة أيمام( *‪) .‬قموله‪ :‬خلفما‬
‫لكممثيرين( أي قممالوا بوجمموب التتممابع‪ ،‬واحتجموا بممذلك بقمراءة ابمن مسممعود ثلثمة أيممام متتابعممات‪،‬‬
‫والقرائة الشاذة كخبر الواحد في وجوب العمل بها‪ ،‬ولذلك أوجبمموا قطممع يممد السممارق اليمنممى فممي‬
‫السرقة الولى بقراءة‪) * :‬والسارق والسارقة فاقطعوا أيمانهما( * مع كونها قرائة شاذة‪ ،‬وأجمماب‬
‫الولون بأن قراءة متتابعات نسخت تلوة وحكما فل يستدل بها‪ ،‬بخلف آية السرقة فإنها نسخت‬
‫تلوة ل حكما‪ ،‬وال سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫)‪ (1‬سورة المائدة‪ ،‬الية‪ (2) .89 :‬سورة المائدة‪ ،‬الية‪ (3) .89 :‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪ (4) .196 :‬سورة المائدة‪ ،‬اليممة‪:‬‬
‫‪.38‬‬

‫] ‪[ 368‬‬

‫باب في العتاق هو لغممة‪ :‬السممبق والسممتقلل مممأخوذ مممن قممولهم عتممق الفممرس إذا سممبق‪،‬‬
‫وعتق الفرخ إذا طار واستقل‪ .‬فكأن العبد إذا فك من الرق تخلص واستقل وسممبق غيممره ممممن لممم‬
‫يعتق‪ .‬وشرعا‪ :‬إزالة الرق عن آدمي كما سمميذكره‪ .‬واعلممم‪ :‬أنممه قممد قممام الجممماع علممى أن العتممق‬
‫بالقول قربة سواء المنجز والمعلق‪ ،‬وأما تعليقه فليس قربممة إن قصممد بممه حممث أو منممع أو تحقيممق‬
‫خبر‪ :‬كإن دخلت الدار فأنت حر‪ ،‬أو إن لم تسافر فأنت حر‪ ،‬أو إن لم يكممن الخممبر الممذي أخممبرتكم‬
‫به حقا فعبدي حر‪ ،‬فإن لم يقصد به ذلك كان قربة نحو‪ :‬إن طلعت الشمس فأنت حر‪ .‬وأما العتممق‬
‫بالفعل وهو الستيلد فليس قربه لنه متعلق بقضاء أو طار‪ ،‬إل إن قصد به حصول عتق أو ولد‬
‫فيكون قربة ‪ -‬والعتق بالقول من الشرائع القديمة بدليل عتق ذي الكممراع الحميممري ثمانيممة آلف‪،‬‬
‫وكان ذلك في الجاهلية‪ .‬وعتق أبي لهب ثويبة لما بشرته بولدة النبي )ص(‪ .‬وأممما العتممق بالفعممل‬
‫فهو من خصوصيات هذه المة‪ .‬وأركانه ثلثة‪ :‬معتق وعتيق وصمميغة‪ .‬ويشممترط فممي المعتممق أن‬
‫يكون حرا كله مختارا مطلق التصرف‪ .‬وشرط في العتيق أن ل يتعلممق بمه حممق لزم غيممر عتممق‬
‫يمنع ذلك الحق بيعه بأن لم يتعلق به حق أصل‪ ،‬أو تعلق به حق جائز كالمعار‪ ،‬أو تعلق بممه حممق‬
‫لزم هو عتق كالمستولدة‪ ،‬أو تعلق به حق لزم غيممر عتممق ل يمنممع بيعممه كممالمؤجر‪ ،‬بخلف ممما‬
‫تعلق به حق لزم غير عتق يمنع بيعه كالمرهون فإن فيه تفصيل‪ :‬وهو أنه ينفذ من الموسممر ول‬
‫ينفذ من المعسر‪ .‬وشرط في الصيغة لفظ يشعر بالعتق‪ ،‬أو إشممارة أخممرس‪ ،‬أو كتابممة بنيممة‪ .‬وهممذه‬
‫الركان ما عدا العتيق مصرح بها في كلمه‪ ،‬وأما العتيق فمعلوم من كلمه ضمنا‪) .‬قمموله‪ :‬هممو(‬
‫أي العتاق شرعا‪) .‬وقوله‪ :‬إزالة الخ( المراد بالزالة ما يشمل الزوال فدخل فيه العتق بالبعضية‬
‫وبالسراية‪ ،‬والعتق بالفعل‪ ،‬وهو الستيلد‪ ،‬وذلك لنه ذكر ذلك كله في هذا البمماب‪) .‬وقمموله‪ :‬عممن‬
‫الدمي( خرج به غير الدمي كالطير والبهيمة‪ ،‬فل يصح عتقهممما لنممه كتسممييب السمموائب وهممو‬
‫حرام‪ .‬نعم‪ :‬لو أرسل مأكول بقصد إباحته لمن يأخذه لم يحرم‪ ،‬ولمن يأخذه أكلممه فقممط‪ ،‬وليممس لممه‬
‫إطعام غيره منه على المعتمد كالضيف‪ ،‬فإنه ل يجوز له إطعام غيره لنه إنما أبيح له أكلممه دون‬
‫غيره‪) .‬قوله‪ :‬والصل فيه( أي والدليل علممى مشممروعية العتمماق‪) .‬وقمموله‪ :‬قمموله تعممالى‪) * :‬فممك‬
‫رقبة( *( أي ممن الممرق أي وقمموله تعممالى‪) * :‬وإذ تقممول للممذي أنعممم الم عليمه( * أي بالسمملم *‬
‫)وأنعمت عليه( * أي بالعتق كما قاله المفسرون‪) .‬قوله‪ :‬وخبر الصحيحين( معطمموف علممى قمموله‬
‫تعالى‪ ،‬أي والصل فيه خبر الصممحيحين‪) .‬وقمموله‪ :‬أنممه )ص( الممخ( بممدل مممن خممبر الصممحيحين‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬من أعتق رقبة( المممراد بالرقبممة الممذات علممى سممبيل المجمماز المرسممل‪ ،‬وإنممما عممبر عنهمما‬
‫بالرقبة لن الرق كالغل في الرقبة‪ ،‬فإن السيد يحبسه به كما يحبس الدابة بالحبل في رقبتها‪ ،‬فممإذا‬
‫أعتقه فقد أطلقه من ذلك الغل الذي كان في رقبته‪) .‬وقوله‪ :‬مؤمنة( التقييممد بممه للغممالب فل مفهمموم‬
‫له‪) .‬وقوله‪ :‬وفي رواية امرأ مسلما( أي‬
‫)‪ (1‬سورة البلد‪ ،‬الية‪ (2) .13 :‬سورة البلد‪ ،‬الية‪ (3) .13 :‬سورة الحزاب‪ ،‬الية‪.37 :‬‬

‫] ‪[ 369‬‬

‫بدل قوله رقبة مؤمنة‪) .‬وقوله‪ :‬حتى الفرج بالفرج( نص على ذلك لن ذنبه أقبح وأفحش‪،‬‬
‫أو لنه قد يختلف من المعتق‪ ،‬والعتيق كعتممق الرجممل أممة‪ ،‬وكعتممق المممرأة رجل‪) .‬قموله‪ :‬وعتممق‬
‫الذكر أفضل( عبارة التحفة قبله‪ :‬وصح خبر‪ :‬أيما امرئ مسلم أعتق ل امرأ مسمملما كممان فكمما لممه‬
‫من النار‪ ،‬وأيما امرء مسلم أعتق امرأتين مسلمتين كانتا فكا له من النار‪ .‬وبه يعلم أن عتق الذكر‬
‫أفضل‪ :‬أي من عتق النثى‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وروي أن عبد الرحمن الممخ( عبممارة التحفممة قبلممه‪ :‬ويسممن‬
‫الستكثار منه كما جرى عليه أكابر الصحابة رضوان ال عليهم أجمعين‪ ،‬وأكمثر ممن بلغنمما عنمه‬
‫ذلك عبد الرحمن بن عوف رضي ال عنه‪ ،‬فإنه جاء أنه أعتق ثلثين ألف نسمة‪ ،‬وعن غيره أنه‬
‫أعتق في يمموم واحممد ثمانيممة آلف عبممد‪ .‬ا‍ه‪ .‬ويممروى أن النممبي )ص( أعتممق ثلثممة وسممتين نسمممة‬
‫وعاش ثلثا وستين سنة‪ ،‬ونحر بيده في حجة الموداع ثلثما وسمتين بدنمة‪ ،‬وأعتقمت عائشمة تسمعا‬
‫وستين‪ ،‬وعاشت كذلك‪ ،‬وأعتممق أبممو بكممر كممثيرا‪ ،‬وأعتممق العبمماس سممبعين‪ ،‬وأعتممق عثمممان وهممو‬
‫محاصر عشرين‪) .‬قوله‪ :‬وختمنا( أي الكتاب‪) .‬وقوله‪ :‬كالصحاب( أي أصممحاب المممام‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫تفاؤل( أي رجاء أن ال يعتقه من النممار‪ ،‬وأيضمما ليناسممب الختممام الفتتمماح‪ ،‬فالفتتمماح بالعبممادات‪،‬‬
‫والختام بالعتق الذي هو أفضل القربات‪ ،‬وبين العبادة والقربة تناسب واضح‪) .‬قوله‪ :‬صمح عتممق(‬
‫أي إعتاق‪) .‬وقوله‪ :‬مطلق تصرف( أي من يجوز له أن يتصرف تصرفا مطلقا‪ ،‬بأن يكممون بالغمما‬
‫عاقل رشيدا‪) .‬وقوله‪ :‬له ولية( أي على الرقيق بطريممق الملكيممة‪ ،‬أو بطريممق النيابممة‪ ،‬ول بممد أن‬
‫يكون حرا كامل الحرية‪ ،‬وأن يكون مختار‪ ،‬فل يصح من المكاتب والمبعض‪ ،‬ومن المكره بغيممر‬
‫حق‪ ،‬أما إذا كان بحق فيصح كما لو اشترى العبد بشرط العتق ثم امتنع من العتاق‪ ،‬فإذا أكرهممه‬
‫الحاكم عليه حينئذ صح لنه إكراه بحق‪) .‬قوله‪ :‬ولو كافرا( غاية في مطلق التصممرف‪ :‬أي يصممح‬
‫العتق منه ولو كان كافرا‪ .‬قال الشرقاوي‪ :‬فيخفف عنه من عذاب غيممر الكفممر بسممببه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫فل يصح( أي العتاق‪ ،‬وهو مفهوم القيود المندرجة تحمت قمموله‪ :‬مطلممق تصمرف‪ :‬أعنممي البلموغ‬
‫والعقل والرشد‪ ،‬وإنما لم يصح منهم لعدم صممحة تصممرفهم‪) .‬قمموله‪ :‬ومحجممور بسممفه( محممل عمدم‬
‫صحة اعتاقه إذا كان بالقول المنجز‪ ،‬أمما إذا كمان بالفعمل‪ ،‬أو كمان معلقما فينفمذ منمه‪) .‬وقموله‪ :‬أو‬
‫فلس( أي أو محجمور عليممه بفلممس‪ ،‬ومحممل عمدم صممحة إعتمماقه أيضمما إذا كمان بالفعمل أو بمالقول‬
‫المنجز‪ ،‬أما إذا كان بالقول المعلق كالتمدبير فيصمح منمه‪ .‬أفماده البجيرممي‪) .‬قموله‪ :‬ول ممن غيمر‬
‫مالك الخ( مفهوم قوله له ولية‪ :‬أي ول يصح العتق من غير مالك للعبد‪) .‬وقوله‪ :‬بغير نيابة( أي‬
‫من المالك‪ ،‬أما بالنيابة منه فيصح‪) .‬قوله‪ :‬بنحو أعتقتك الخ( الملئم لقمموله بعممد وبكنايممة أن يقممول‬
‫هنا بصريح عتق نحو أعتقتك الخ‪ ،‬وهذا شروع في بيان الركن الثممالث وهممي الصمميغة‪ .‬وحاصممل‬
‫الكلم عليها أنها تنقسم إلى صمريح فمي العتمق وإلمى كنايمة فيمه‪ ،‬والول همو مما ل يحتممل غيمر‬
‫العتق‪ ،‬وذلك كمشتق تحرير وإعتاق وفك رقبة‪ .‬كقوله أنت حر‪ ،‬أو محرر‪ ،‬أو حررتممك‪ ،‬أو أنممت‬
‫عتيق‪ ،‬أو معتق‪ ،‬أو أعتقتك‪ ،‬أو أنت فكيك الرقبة‪ ،‬أو مفكوك الرقبة‪ ،‬أو فككمت رقبتمك‪ .‬ولمو قمال‬
‫أعتقك ال‪ ،‬أو ال أعتقك‪ ،‬كان صريحا أيضا للقاعدة أن كل ممما اسممتقل بممه النسممان إذا أسممنده لم‬
‫كان صريحا‪ ،‬وما ل يستقل به النسان كالبيع إذا أسنده لم كممان كنايممة‪ .‬وقممد نظمهمما بعضممهم فممي‬
‫قوله‪ :‬ما فيه الستقلل بالنشاء وكان مسندا لذي اللء فهو صريح ضده كناية فكن لممذا الضممابط‬
‫ذا درايه وحكم الصريح أنه ل يحتاج إلى نية اليقاع‪ ،‬لنه ل يفهم منه غير العتق عنممد الطلق‪،‬‬
‫فهو قوي في نفسه فلم يحتج لتقويته بالنية‪ .‬نعم‪ :‬لو قال لمن إسمها حرة يا حرة ولم يقصممد العتممق‬
‫بأن قصد النداء‪ ،‬أو أطلق لم تعتق‪ .‬والثاني ما‬

‫] ‪[ 370‬‬
‫احتمل العتق وغيره‪ ،‬وذلك كقول السيد لعبده‪ :‬ل ملك لي عليك‪ ،‬أو ل سمملطان لممي عليممك‪،‬‬
‫أو ل سبيل لي عليك‪ ،‬أو ل خدمة لي عليك‪ ،‬أو أنت سممائبة‪ ،‬أو أنممت مممولي‪ ،‬أو أنممت سمميدي‪ ،‬أو‬
‫أزلت ملكي أو حكمي عنك‪ ،‬ونحو ذلك مما هو صريح أو كناية في الطلق أو الظهار‪ ،‬لكن فيممما‬
‫هو صالح للعتق‪ ،‬بخلف ما ليس بصالح له كقوله لعبده‪ :‬إعتد‪ ،‬أو استبرئ رحمك‪ .‬وقمموله لمتممه‬
‫أنا منك طالق‪ ،‬فل يقع به العتق وإن نواه‪ .‬وحكم ما كان بالكناية أنممه يقممع بممه العتممق إن نممواه وإن‬
‫احتفت به قرينة‪ ،‬فل تكفي عن النية‪ ،‬ويكفي قرن النيممة بجممزء مممن الصمميغة المركبممة مممن المبتممدأ‬
‫والخبر مثل ‪ -‬كما في الطلق بالكناية‪) .‬قوله‪ :‬كفككتك الخ( تمثيل لنحو أعتقتك‪) .‬قوله‪ :‬وبكنايممة(‬
‫معطوف على نحو الخ‪) .‬وقوله‪ :‬مع نية( أي للعتق‪ ،‬وذلك لحتمال اللفظ غير العتممق‪) .‬قمموله‪ :‬كل‬
‫ملك الخ( أي لكوني أعتقتك‪ ،‬ويحتمل لكوني بعتك‪) .‬وقوله‪ :‬لي عليممك( مرتبمط بكممل ممن قمموله ل‬
‫ملممك وقموله ل سمبيل‪) .‬قمموله‪ :‬أو أزلممت ملكمي عنمك( أي بممالعتق‪ ،‬ويحتمممل المبيع‪) .‬قموله‪ :‬وأنممت‬
‫مولي( إنما كان كناية لشتراكه بين المعتق والعتيق‪ ،‬قال الشاعر‪ :‬وهل يتساوى سادة وعبيممدهم‬
‫على أن أسماء الجميع موالي )قوله‪ :‬وكذا يا سيدي( أي وكذلك هو كناية‪) .‬وقوله‪ :‬على المرجح(‬
‫أي عند غير القاضي والغزالي‪ .‬وعبارة المغني‪ .‬تنبيه‪ :‬لو قال لعبده يا سيدي‪ ،‬هل هو كناية أو ل‬
‫؟ وجهان رجممح المممام أنممه كنايممة‪ ،‬وجممرى عليممه إبممن المقممرى‪ ،‬وهممو الظمماهر‪ .‬ورجممح القاضممي‬
‫والغزالي أنه لغو لنه من السؤدد‪ ،‬وتدبير المنزل‪ ،‬وليس فيه ما يقتضي العتق‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفممي التحفممة‪:‬‬
‫وهل أنت سيدي كممذلك‪ ،‬أو يقطممع فيممه بممأنه كنايممة ؟ كممل محتمممل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬وقمموله( أي المالممك‬
‫مخاطبا لعبده في المثال الول‪ ،‬ومخاطبا لغيره في بقية المثلة‪) .‬وقوله‪ :‬إعتاق( أي صريحا كممما‬
‫يدل عليه قوله بعد‪ :‬أو يا ابني كناية‪ ،‬وهو خبر عن قمموله أنممت الممخ‪) .‬قمموله‪ :‬إن أمكممن مممن حيممث‬
‫السن( أي إن أمكن أن يكون الرقيق إبنه‪ ،‬أو بنته‪ ،‬أو أباه‪ ،‬أو أممه‪ ،‬ممن حيمث السمن‪ .‬قمال ع ش‪:‬‬
‫وإل أي وإن لم يمكن ذلك كان لغوا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وإن عرف نسبه( أي نسب الرقيق لغير المدعي‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬مؤاخذة له بإقراره( تعليل لكون قوله المذكور إعتاقا‪ :‬أي يعتق عليه به‪ ،‬وإن عممرف نسممبه‬
‫لغيره مؤاخذة له بإقراره‪ ،‬قال ع ش‪ :‬أي فيعتق ظاهرا ل باطنا‪ .‬وينبغي أن محله حيث قصممد بممه‬
‫الشفقة والحنو‪ ،‬فلو أطلق عتق ظاهرا وباطنا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أو يا ابني الممخ( الولممى التعممبير بممالواو‬
‫كما في التحفة‪ :‬أي وقوله‪ :‬يا ابني بالنداء كناية‪) .‬قوله‪ :‬فل يعتق في النداء( الولى الضمار بممأن‬
‫يقول‪ :‬فل يعتق فيه‪ ،‬أي في قوله يا ابني‪) .‬وقموله‪ :‬إل إن قصممد بمه العتمق( أي فمإنه يعتمق عليمه‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬لختصاصه( أي النداء‪ ،‬وهمو علمة لعممدم العتممق أل بالقصمد )قموله‪ :‬كممما صممرح بممه( أي‬
‫بالمذكور كله من قوله أنت ابني الخ‪ ،‬لكن قوله‪ :‬فل يعتق في النداء الخ في شرح الرشمماد ل فممي‬
‫التحفة‪ ،‬ونص عبارة الول‪ :‬ويعتق أيضا بقوله أنت ابني‪ ،‬أو أنت بنتي‪ ،‬أو أنا أبوك‪ ،‬فيممما يظهممر‬
‫إذا كان ذلك خطابا لممكن‪ ،‬كونه قنه لصغر سنه‪ ،‬وإن لم ينو بذلك عتقه‪ .‬أو كان بالغا وكذبه فممي‬
‫أنه إبنه وعرف كذب السيد فيه‪ ،‬لكون القن معروف النسب من غير مؤاخذة له بممإقراره‪ ،‬ويؤخممذ‬
‫من ذلك أن عتقه بممذلك إنممما هممو فممي الظمماهر دون البمماطن إن لممم يكممن فيممه إبنممه‪ ،‬وهممو محتمممل‪،‬‬
‫والوجه كما بينته في الصل أن ما ذكر ل يجممري فممي النممداء‪ ،‬بممل ل يعتممق بممه إل إن قصممد بممه‬
‫العتق لختصاصه بأنه يستعمل في العادة كثيرا للملطفة وحسن العشرة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬وليممس مممن‬
‫لفظ القرار به( أي بالعتق‪.‬‬

‫] ‪[ 371‬‬

‫)وقمموله‪ :‬ل عتممق لعبممد فلن( الممذي يظهممر أن اللم الولممى لم البتممداء‪ ،‬ومممدخولها فعممل‬
‫مضارع‪ .‬واللم الثانية زائدة‪ ،‬ومدخولها مفعمموله‪) .‬وقمموله‪ :‬لنممه ل يصمملح موضمموعه الممخ( علممة‬
‫لكون اللفظ المذكور ليس إقرارا بالعتق‪ :‬أي وإنما لم يكن إقرارا به لن موضوعه‪ :‬أي لفظ أعتق‬
‫ل يصلح لقرار به‪ ،‬ول لنشائه‪ ،‬بل هو للوعد به‪ ،‬إذ صيغة الستقبال تفيد ذلك‪ ،‬وأنت خبير بأن‬
‫قياس قولهم في البيع أن صيغة المضارع كناية فيه لحتمالها الوعد والنشاء أن يكون هنا كممذلك‬
‫فليراجع‪) .‬قوله‪ :‬ولو بعوض( غاية لقوله صح عتق الخ‪) .‬وقوله‪ :‬أي معه( أفاد به أن الباء بمعنى‬
‫مع‪ :‬أي يصح العتق بما ذكر ولو مع عوض‪ :‬أي ملممتزم فمي ذمممة الرقيمق يممؤديه بعممد العتممق‪ ،‬فل‬
‫يصح أن يكون معينا كهذا الثوب‪ ،‬إذ ل ملممك لممه قبممل العتممق‪) .‬قمموله‪ :‬فلممو قممال( أي السمميد لعبممده‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬أعتقتك على ألف( أي في ذمتك تؤديني إياهمما بعممد العتممق كممما عرفممت‪) .‬قمموله‪ :‬أو بعتممك‬
‫نفسك بألف( عبارة المنهاج مع شرح إبن حجر‪ ،‬ولو قمال بعتمك نفسمك بمألف فمي ذمتمك حمال أو‬
‫مؤجل تؤديه بعد العتق‪ ،‬فقال‪ :‬اشتريت‪ ،‬فالمذهب صحة البيع كالكتابممة‪ ،‬بممل أولممى لن هممذا ألممزم‬
‫وأسرع‪ ،‬ويعتق في الحال وعليه ألف عمل بمقتضى العقد‪ ،‬وهو عقد عتاقة ل بيع فل خيار فيممه‪.‬‬
‫وخرج بقوله بألف قوله بهذا فل يصح لنه ل يملكه‪ ،‬والولء للسيد لممما تقممرر أنممه عقممد عتاقممة ل‬
‫بيع‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فقبل( أي العبد‪) .‬وقوله‪ :‬فورا( قيد لنه بيع في المعنى‪ ،‬وهو يشترط فيه الفوريممة‬
‫بين اليجاب والقبول كما تقدم‪) .‬قوله‪ :‬عتق( أي العبد‪ .‬واعلم‪ :‬أن عتق يسممتعمل لزممما كمما هنما‪،‬‬
‫ويستعمل متعديا كما في قولك عتقت عبدي‪ ،‬وقد تدخل عليه الهمزة فيقال أعتق وهو حينئذ متعممد‬
‫ل غير‪) .‬قوله‪ :‬ولزمه اللف( أي لزم الرقيق أداء اللف التي التزمها فممي ذمتممه للسمميد‪ .‬قممال فممي‬
‫التحفة ول حط هنا لضعف شبهه بالكتابة‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقموله‪ :‬فمي الصمورتين( أي قموله‪ :‬أعتقتمك علمى‬
‫ألف‪ ،‬وقوله‪ :‬بعتك نفسك بألف‪) .‬قوله‪ :‬والولء للسمميد( أي لعممموم خممبر الصممحيحين‪ :‬إنممما الممولء‬
‫لمن أعتق‪) .‬وقوله‪ :‬فيهما( أي في الصورتين‪) .‬قوله‪ :‬ولو أعتق حامل( شمل إطلقمه مما لمو قمال‬
‫لها أنت حرة بعد موتي‪ ،‬فإنها تعتق مع حملها على الصح‪ ،‬ولو عتقت بعممد خممروج بعممض الولممد‬
‫منها‪ ،‬سري إليه العتق كما في الروضة‪ ،‬وأصلها في باب العدد‪) .‬قوله‪ :‬مملوكة لممه( أي للمعتممق‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬هي( توكيد للضمير المستتر‪) .‬وقوله‪ :‬وحملها( بالرفع معطوف على الضمممير المسممتتر‪،‬‬
‫وساغ ذلك لوجود شرطه وهو الفصل بالضمير المنفصل‪ .‬كما قال إبممن مالممك‪ :‬وإن علممى ضمممير‬
‫رفع متصل عطفت فافصل بالضمير المنفصل أو فاصل ما الخ )قوله‪ :‬تبعها( أي ما لممم يكممن فممي‬
‫مرض الموت‪ ،‬ولم يحتملهمما الثلمث‪ ،‬فمإن كمان كمذلك فمإن الحممل ل يتبعهما‪ ،‬كمما نقلمه سمم عمن‬
‫البرلسي‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬وإن استثناه( أي استثنى الحمل في صيغة العتق بممأن قممال‪ :‬عتقتممك‬
‫دون حملك‪ ،‬فإنه يتبعها فيه‪ .‬ولقوة العتق لم يبطل بالستثناء‪ ،‬بخلفه فممي الممبيع كممما مممر‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫لنه( أي الحمل‪ ،‬وهمو علمة للتبعيمة‪ :‬أي وإنمما تبعهما فيممه لنمه كمالجزء منهما‪ ،‬فعتقمه بالتبعيممة ل‬
‫بالسراية‪ ،‬لن السراية إنمما تكمون فممي الشمقاص كممالربع ل فمي الشمخاص‪) .‬قموله‪ :‬ولمو أعتممق‬
‫الحمل( أي فقط‪) .‬وقوله‪ :‬عتق إن نفخت فيه الروح( أي لنه يشترط في العممتيق أن يكممون آدميمما‪.‬‬
‫قال في المغني‪ ،‬تنبيه‪ :‬محل صحة إعتمماقه وحممده إذا نفممخ فيممه الممروح‪ ،‬فممإن لممم تنفممخ فيممه الممروح‬
‫كمضغة كأن قال أعتقت مضغتك فهو لغممو‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقمموله‪ :‬دونهمما( أي دون المممة الحامممل‪ :‬أي فل‬
‫تتبعه في العتق‪ ،‬لن الصل ل يتبع الفرع‪.‬‬

‫] ‪[ 372‬‬

‫)قوله‪ :‬ولو كانت لرجل الخ( مفهوم قوله مملوكة له هي وحملهمما‪) .‬وقمموله‪ :‬بنحممو وصممية(‬
‫تصوير لكون الحمل يكون لشخص وأمة لخر‪ :‬أي يتصور ذلك بما إذا أوصممى شممخص بالحمممل‬
‫لشخص غير الوارث ومات فيكون الحمل ملكا للموصى له‪ ،‬والم للمموارث‪ .‬وانممدرج تحممت نحممو‬
‫الوصية الوقف‪) .‬قوله‪ :‬لم يعتق أحدهما بعتق الخر( أي لنممه ل اسممتتباع مممع اختلف المممالكين‪،‬‬
‫ول تتأتى السراية لما مر أن السراية إنما تكون في الشقاص ل في الشخاص‪) .‬قموله‪ :‬أو أعتمق‬
‫مشتركا( شروع في العتق بالسراية‪) .‬وقوله‪ :‬بينه( أي المعتق‪) .‬وقوله‪ :‬وبين غيره( هو الشريك‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أي كله( أي أعتق كل المشترك بأن قال له أنت حممر‪) .‬قمموله‪ :‬أو أعتممق نصمميبه( أي أو لممم‬
‫يعتقه كله بل أعتق نصيبه‪ :‬أي حصته من العبد المشترك بأن قال نصمميبي منممك حممر‪ ،‬أو نصممفك‬
‫حر‪ ،‬وهو يملك نصفه‪) .‬قوله‪ :‬عتق نصيبه( أي فقط‪ ،‬وهو جممواب لممو المقممدرة قبممل قمموله‪ :‬أعتممق‬
‫مشتركا‪) .‬وقوله‪ :‬مطلقا( أي موسرا كان أو معسممرا فممي صممورة عتقممه كلممه‪ ،‬وفممي صممورة عتقممه‬
‫نصيبه فقط‪ ،‬وذلك لنه يملك التصرف فيه‪) .‬قوله‪ :‬وسرى العتمماق الممخ( أي لخممبر الصممحيحين‪:‬‬
‫من أعتق شركا له في عبد وكان له مال يبلممغ ثمممن العبممد‪ ،‬قمموم العبممد عليممه قيمممة عممدل‪ ،‬فممأعطى‬
‫شركاءه حصصهم وعتق عليه العبد‪ ،‬وإل فقد عتق منه ما عتق‪) .‬قوله‪ :‬من موسر( المراد به هنا‬
‫الموسر بنصيب شريكه فاضل عن جميع ما يترك للمفلس مممن قموت مممونه يمومه وليلتمه‪ ،‬وممن‬
‫سكنى يومه‪ ،‬ومن دست ثوب يليق به ‪ -‬كما مر ‪ -‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي‪) .‬وقوله‪ :‬ل معسر( أي ل يسممري‬
‫العتاق من معسر بنصيب شريكه‪ ،‬فيبقى الباقي بعد العتاق رقيقا للشريك‪) .‬قوله‪ :‬لما أيسر بممه(‬
‫متعلق بسرى‪ ،‬أي سرى لما أيسر بقيمته‪) .‬وقوله‪ :‬مممن نصميب المخ( بيممان لمما‪) .‬قمموله‪ :‬ول يمنممع‬
‫السراية دين( أي لو كان المعتق مدينا فل يمنع الدين المسممتغرق لجميممع ممما عنممده السممراية‪ ،‬لنممه‬
‫مالك لما في يده نافذ التصرف فيه‪ ،‬ولهذا لو اشترى عبدا وأعتقه نفذ‪) .‬وقمموله‪ :‬بممدون حجممر( أي‬
‫ل يمنع الدين السراية عليه إذا كان غير محجور عليممه‪ ،‬فممإن كممان محجممورا عليممه منممع السممراية‪.‬‬
‫ويشترط أن يكون الحجر بفلس‪ ،‬أما إذا كان بسفه فل يمنع كممما فممي المغنممي‪ .‬وعبممارته بعممد قممول‬
‫الصل‪ :‬ول يمنع السراية دين مستغرق‪ .‬تنبيه‪ :‬هذا إذا كان من يسري عليه غير محجممور عليممه‪،‬‬
‫فإن حجر عليه بفلس بعد أن علق عتق حصته على صفة ثم وجدت حال الحجر فل سراية‪ ،‬وفي‬
‫نظيره في حجر السفه يعتق عليه‪ .‬والفرق أن المفلس لممو نفممذنا عتقممه أضممررنا بالغرممماء بخلف‬
‫السفيه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قموله‪ :‬وإسمتيلد( مبتمدأ خمبره جملمة يسمري‪) .‬وقموله‪ :‬الموسمر( بمالجر صمفة لحمد‬
‫الشريكين‪ .‬وخرج به المعسر فل يسري إستيلده‪ ،‬وينعقد الولد مبعضا ل حرا‪) .‬وقوله‪ :‬كممالعتق(‬
‫أي كسريانه كما مر‪) .‬قوله‪ :‬وعليه قيمة نصيب شريكه( هممذا مرتبممط بصممورة العتمماق وصممورة‬
‫الستيلد‪ ،‬فضمير عليه يعود على المذكور من المعتق والمستولد‪ :‬يعني أنه يسري العتمماق إلممى‬
‫ما أيسر به‪ ،‬وعليه قيمة نصيب شريكه‪ .‬ويسري الستيلد إلى حصة شريكه‪ ،‬وعليممه قيمممة ذلممك‪.‬‬
‫قال البجيرمي‪ :‬وهو يفيد أن الواجب قيمة ما أيسر به ل حصة ذلك من قيمة الجميممع‪ ،‬فممإذا أيسممر‬
‫بحصة شريكه كلها‪ ،‬فالواجب قيمة النصف ل نصف القيمة‪ .‬عميرة‪ .‬سم‪ .‬والمراد بقيمممة النصممف‬
‫قيمته منفردا عن النصف الخر‪ ،‬والمراد بنصف القيمة نصف قيمة جميعه بأن يقوم جميعممه‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وحصته من مهر المثل( هذا مرتبط بالصورة الثانية فقط‪ .‬أي وعليه لشممريكه حصممته مممن‬
‫مهر المثل‪ .‬وعبارة المنهج مع شرحه‪ :‬وعليه لشريكه في المستولدة حصممته ومممن مهممر مثممل مممع‬
‫أرش بكارة إن كانت بكرا‪ ،‬هذا إن تأخر النزال عممن تغييممب الحشممفة كممما هممو الغممالب‪ ،‬وإل فل‬
‫يلزمه حصة مهر‪ ،‬لن الموجب له تغييب الحشممفة فممي ملممك غيممره وهمو منتممف‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقموله‪ :‬مممع‬
‫أرش بكارة‪ :‬أي مع حصته من أرش بكارة‪ ،‬وينبغي أن محله إن تأخر‬

‫] ‪[ 373‬‬

‫النزال عن إزالتها كما هممو الغممالب‪ ،‬وإل فل يجممب لهمما أرش‪ .‬ولعلمه لممم ينبممه عليممه لبعممد‬
‫العلوق من النزال قبل زوال البكارة‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬ل قيمة الولد( أي ليس عليممه لشممريكه‬
‫قيمة الولد‪ ،‬وذلك لن أمه صارت أم ولد حال فيكممون العلمموق فممي ملممك الوالممد فل تجممب القيمممة‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬أي حصته( أفاد به أن هنا مضافا مقدرا بين المتضايفين هو ما ذكمر‪ :‬أي ل قيممة حصمة‬
‫الشريك من الولد‪ ،‬ولو قال من أول المر ل قيمة حصة الولممد لكممان أخصممر‪) .‬قمموله‪ :‬ول يسممري‬
‫التدبير( يعني إذا دبر أحد الشريكين نصيبه من العبد كممأن قممال‪ :‬إن مممت فنصمميبي منممك حممر‪ ،‬فل‬
‫يسري التدبير لنصيب شريكه لنه ليس إتلفا‪ ،‬بدليل جواز بيممع المممدبر‪ ،‬فبممموت السمميد يعتممق ممما‬
‫دبره فقط‪ ،‬لن الميت معسر‪ ،‬ومثل التدبير المعلق عتقه بصفة‪ .‬واعلم‪ :‬أنه يشترط للسراية أمور‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬اليسار كما علم مما مر‪ .‬ثانيها‪ :‬أن يتسبب في إعتاقه باختياره ولممو بنممائبه‪ ،‬كشممرائه جممزء‬
‫أصله أو فرعه فإنه يسري إلى الباقي لنه تسممبب فيممه باختيمماره‪ ،‬وإن عتممق عليممه قهممرا فممي هممذا‬
‫المثال‪ ،‬بخلف ما لو ورث جزء أصله أو فرعمه‪ ،‬فمإن يعتمق عليمه ذلمك الجمزء ول يسمري إلمى‬
‫الباقي‪ ،‬لن سبيل السراية سبيل ضمممان المتلفممات‪ ،‬ولممم يوجممد منممه إتلف‪ ،‬ول قصممد‪ .‬ثالثهمما‪ :‬أن‬
‫يكون المحل قابل للنقل‪ ،‬من شخص إلى آخر‪ ،‬فل سممراية فممي نصمميب حكممم بالسممتيلد فيممه بممأن‬
‫استولد المة أحد الشريكين وهو معسر‪ ،‬فيحكممم بالسممتيلد فممي نصمميبه فقممط‪ ،‬فممإذا أعتممق الخممر‬
‫نصيبه عتق فقط‪ ،‬ول سراية إلى الحصة الموقوفة‪ ،‬أو المنذور إعتاقها‪ .‬رابعها‪ :‬أن يعتممق نصمميبه‬
‫فقط‪ ،‬أو جميعه‪ ،‬فيعتق بذلك نصيبه ثم يسري العتق إلى نصيب شريكه‪ ،‬فلو أعتق نصيب شريكه‬
‫لغا لنه ل ملك ول تبعية‪) .‬قوله‪ :‬ول ملك الخ( شروع في الملك بالبعضممية‪ ،‬والمممراد بالملممك ممما‬
‫يشمل القهري كالرث‪ ،‬والختياري كالشراء والهبة والوصممية‪) .‬وقمموله‪ :‬شممخص( أي حممر كلممه‪،‬‬
‫ولو كان غير رشيد‪ :‬كصبي ومجنون وسفيه‪ ،‬خلفا لقول المنهاج‪ :‬إذا ملك أهل تبرع الخ‪ ،‬فتقييده‬
‫بأهل التبرع غير معتمبر كمما نبمه عليمه فمي شمرح المنهمج‪) .‬قموله‪ :‬ممن أصمل أو فمرع( أي ممن‬
‫النسب‪ ،‬أما من الرضاع فإنه ل يعتق عليه‪) .‬وقوله‪ :‬وإن بعد( أي ل فرق في كل مممن الصممل أو‬
‫الفرع بين أن يبعد أو يقرب من المشتري مثل‪ .‬ول فممرق أيضمما بيممن أن يتحممد الممدين أو يختلممف‪،‬‬
‫وذلك لنه حكم متعلق بالقرابة فاستوى فيه من ذكر‪) .‬قوله‪ :‬عتق عليه( أي على مالكه بشممرط أن‬
‫يكون حرا كله ‪ -‬كما علمت ‪ -‬فيخرج المكماتب والمبعمض‪ ،‬فلمو ملمك كمل واحمد منهمما أصمله أو‬
‫فرعه فل يعتق عليه لتضمنه الولء‪ ،‬وهما ليسا من أهله‪ ،‬وإنممما عتقممت أم ولممد المبعممض بممموته‪،‬‬
‫لنه أهل للولء حينئذ لنقطاع‪ ،‬الرق عنه بالموت‪ ،‬لنه ل رق بعد الموت‪) .‬قمموله‪ :‬لخممبر مسمملم(‬
‫هو قوله )ص(‪ :‬لن يجزي ولد والده إل أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقممه‪ .‬وقمموله‪ :‬فيعتقممه‪ :‬بممالرفع‬
‫وضميره المستتر يعود على الشراء‪ :‬أي يعتقه نفس الشراء‪ ،‬وليس المراد أن الولد يعتقه بإنشممائه‬
‫العتق‪ ،‬وهذا الخبر دليل لعتق الصل على الفرع‪ ،‬ويدل لممه أيضمما قممول الم تعممالى‪) * :‬واخفممض‬
‫لهما جناح الذل من الرحمة( * ول يتأتى خفض الجناح مع السترقاق‪ .‬ويممدل لعتممق الفممرع علممى‬
‫الصل قوله تعالى‪) * :‬وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا‪ ،‬إن كمل ممن فمي السمموات والرض إل‬
‫آتى الرحمن عبدا( *‪ .‬وقوله تعالى‪) * :‬وقالوا اتخذ الرحمن ولممدا سممبحانه بممل عبمماد مكرمممون( *‬
‫فدل ذلك على نفي إجتماع العبدية والولدية‪) .‬قوله‪ :‬وخرج بالبعض غيره( أي من سائر القممارب‬
‫كالخوة والعمام‪ ،‬فإنهم ل يعتقون بالملك لنه لم يرد فيهم نص‪ ،‬وأما خبر‪ :‬من ملك ذا رحم فقد‬
‫عتق عليه فضعيف‪ ،‬بل قال النسممائي إنممه منكممر‪) .‬قمموله‪ :‬فل يعتممق( أي غيممر البعممض بملممك‪ ،‬بممل‬
‫حكمه حكم الجنبي‪ .‬واعلم‪ :‬أنه ل يصح شراء الولي لصبي أو مجنون أو سفيه من يعتممق عليممه‪،‬‬
‫لنه إنما يتصرف بالمصلحة‪ ،‬ول مصلحة له في ذلك لنه يعتق عليه‪ ،‬وفممي تضممييع مممال عليممه‪،‬‬
‫وأما لو وهب لمن ذكر من يعتق له‪ ،‬أو وصى له به‪ ،‬فإن لم تلزمه نفقته‬

‫)‪ (1‬سورة السراء‪ ،‬الية‪ (2) .24 :‬سورة مريم‪ ،‬الية‪ (3) .93 :‬النبياء‪ ،‬الية‪.26 :‬‬

‫] ‪[ 374‬‬

‫كأن كان معسرا‪ ،‬أو فرعه الموهوب له كسمموبا فعلممى المولي قبموله‪ ،‬ويعتممق علمى الممولى‬
‫لنتفاء الضرر عنه‪ .‬وحصول الكمال لصله أو فرعه وإن لزمته نفقته‪ ،‬فليممس للمولي قبمموله‪ ،‬ول‬
‫يصح لو قبل‪ ،‬لحصول الضرر للمولى‪) .‬قوله‪ :‬ومن قال لعبده أنت حر بعممد ممموتي الممخ( شممروع‬
‫في بيان أحكام التدبير من كون المدبر يعتق بعد وفاة سيده من ثلث ماله‪ ،‬وجواز بيعه فممي حيمماته‬
‫وغير ذلك‪ ،‬وقد أفرده الفقهاء بترجمة مستقلة‪ ،‬والتممدبير لغممة النظممر فممي العممواقب والتأمممل فيهمما‪،‬‬
‫ومنه قوله عليه الصلة والسلم‪ :‬التدبير نصف المعيشة‪ .‬وشرعا‪ :‬تعليق المالك عتق رقيقه بموته‬
‫وسمي بذلك لن السيد دبر نفسه في الدنيا بإستخدام الرقيق‪ ،‬وفي الخرة بعتقه‪ .‬والصل فيه قبل‬
‫الجماع خبر الصحيحين‪ :‬أن رجل دبر غلما ليس له مال غيره فباعه النبي )ص( في دين كان‬
‫عليه‪ .‬فتقريره )ص( له حيث لم ينكر عليه يدل على جوازه‪ ،‬ول ينافي ذلممك بيعممه لن ذلممك يممدل‬
‫على جواز الرجوع عنه بالبيع ونحوه‪ .‬وأركانه ثلثة مدبر وهممو المالممك‪ ،‬ومممدبر ‪ -‬بفتممح البمماء ‪-‬‬
‫وهو الرقيق‪ ،‬وصيغة‪ ،‬وكلها تعلم من كلمه‪ ،‬ضمنا‪ .‬وشرط في الول‪ :‬بلوغ وعقل واختيار‪ ،‬فل‬
‫يصح من صبي ومجنون ومكره‪ ،‬ويصح من سفيه ومفلس ومبعض وسكران لنه مكلممف حكممما‪،‬‬
‫وكافر ولو حربيا‪ ،‬وأما المرتد فتدبيره موقمموف‪ ،‬فممإن أسمملم بممانت صممحته‪ ،‬وإن مممات مرتممدا بممان‬
‫بطلنه‪ .‬وللحربي حمل مدبره الكافر الصلي إلى دار الحرب بخلف المسلم والمرتد‪ ،‬لبقاء علقة‬
‫السلم فيه وشرط في الثاني كونه غيممر أم ولممد‪ ،‬فل يصممح تممدبير أم الولممد لنهمما تسممتحق العتممق‬
‫بجهة أخرى أقوى من التدبير‪ ،‬فإنها تعتق من رأس المال‪ ،‬والمدبر يعتق من الثلممث‪ .‬وشممرط فممي‬
‫الثالث‪ :‬وهو الصيغة لفظ يشعر بالتدبير‪ ،‬أو كتابممة بالنيممة‪ ،‬أو إشممارة أخممرس مفهمممة‪ .‬واللفممظ إممما‬
‫صريح وهو ما ل يحتمل غير التدبير كقوله‪ :‬إذا مت فأنت حر كما سيذكره‪ ،‬وكقوله‪ :‬دبرتممك‪ ،‬أو‬
‫أنت مدبر‪ ،‬وإن لم يقل بعد موتي‪ ،‬وإما كناية وهي ما يحتمل التممدبير وغيممره كخليممت سممبيلك‪ ،‬أو‬
‫حبستك بعد موتي فيهما‪ ،‬وكقوله إذا مت فأنت حرام‪ ،‬أو مسيب‪) .‬قوله‪ :‬أو أعتقتك بعد موتي( أي‬
‫أو حررتك‪ ،‬أو أنت حر بعد موتي‪ ،‬ول بد من التلفظ ببعد موتي وإل عتق حال‪) .‬قوله‪ :‬وكممذا إذا‬
‫مت( أي ومثل أنت حر بعد موتي الخ إذا مت فأنت حرام أو مسيب‪ ،‬لكن فممي همماتين الصممورتين‬
‫ل بد من نية التدبير لنهما من الكناية‪ ،‬كما أفاده بقوله مع نية‪) .‬قوله‪ :‬فهو مممدبر( جممواب مممن إن‬
‫كانت شرطية‪ ،‬وخبرها إن كانت موصولة‪) .‬قوله‪ :‬يعتممق بعممد وفمماته الممخ( أي وحكممم المممدبر أنممه‬
‫يعتق كله بعد وفاة السيد من ثلث ماله‪ ،‬وإن وقع التدبير في الصممحة‪ .‬ومحممل كممونه يعتممق كلممه إن‬
‫خرج كله من الثلث‪ ،‬فإن لم يخرج كله من الثلث عتق منه بقدر ما خرج من الثلممث كالنصممف إن‬
‫لم تجز الورثة ما زاد على الثلث‪ ،‬فإ أجازوا عتق كله‪ ،‬والحيلة فممي عتممق الجميممع وإن لممم يخممرج‬
‫من الثلث‪ ،‬وإن لم يكن هناك مال سواه أن يقول في حال صممحته‪ :‬إن مرضممت فهممذا الرقيممق حممر‬
‫قبل مرض موتي بيوم‪ ،‬وإن مت فجأة فهو حر قبل موتي بيوم‪ ،‬فإذا مات بعد التعليقين بأكثر مممن‬
‫يوم عتق من رأس المال‪ ،‬ول سبيل لحد عليه‪ ،‬لكن ليس هذا من التدبير كما هو ظاهر‪) .‬وقوله‪:‬‬
‫بعد الدين( أي محل كونه يعتق من الثلث بعد وفاء الدين‪ ،‬فإن استغرق الدين التركة ل يعتق منممه‬
‫شئ‪) .‬قوله‪ :‬وبطل أي التدبير بنحو بيممع( أي مممن كممل مزيممل للملممك كممالوقف والهبممة المقبوضممة‪،‬‬
‫وجعله صداقا‪ ،‬وبطل بإيلد لمدبرته أيضا‪ ،‬لنه أقوى من التدبير‪ ،‬بدليل أنمه ل يعتممبر ممن الثلمث‬
‫ول يمنع منه الدين‪) .‬قوله‪ :‬فل يعود( أي إلى التمدبير‪) .‬وقموله‪ :‬وإن ملكمه( ل معنمى للغايمة‪ ،‬فلمو‬
‫حذف الواو وجعله قيدا لما قبله لكان أولى‪ .‬وعبارة متن المنهاج‪ :‬فلو باعه ثم ملكه لم يعد التدبير‬
‫على المذهب‪ .‬ا‍ه‪ .‬وإنما لم يعد التدبير حينئذ‪ ،‬لن الزائل العائد هنا كالذي لم يعد‪) .‬قمموله‪ :‬ويصممح‬
‫بيعه( أي المدبر‪ ،‬لنه )ص( بماع الممدبر كمما ممر فمي حمديث الصمحيحين السمابق‪ .‬ويشمترط أن‬
‫يكون البائع له جائز التصرف‪ ،‬وخرج غيره كالسفيه‪ ،‬فإنه ل يصح بيعه وإن صح تدبيره‪ ،‬ومثممل‬
‫البيع سائر التصرفات فتصح منه فيه‪ ،‬ولعل الشارح اقتصر على البيع لنه المموارد فممي الحممديث‪،‬‬
‫ويقاس غيره عليه‪) .‬قوله‪ :‬ل برجوع الخ( أي ل يبطل التدبير بالرجوع‬

‫] ‪[ 375‬‬

‫عن التدبير لفظا كسائر التعليقات‪) .‬قوله‪ :‬ول بإنكار للتدبير( أي ول يبطممل أيضمما بإنكمماره‬
‫التدبير‪ ،‬فليس إنكاره رجوعا عنه‪ ،‬كما أن إنكار الردة ليس إسلما‪ ،‬وإنكار الطلق ليممس رجعممة‪،‬‬
‫ول يبطل التدبير أيضا بردة السيد‪ ،‬ول بردة الممدبر‪ ،‬صميانة لحمق الممدبر عمن الضمياع‪ ،‬فيعتمق‬
‫بموت السيد وإن كانا مرتدين‪) .‬قوله‪ :‬ويجوز له وطئ المممدبرة( أي للسمميد أن يطممأ مممدبرته لبقمماء‬
‫ملكه فيها كالمستولدة‪ ،‬مع أنه لم يتعلق بها حق لزم‪ .‬ول يكمون وطمؤه لهما رجوعما عمن التمدبير‬
‫لنه قد يؤدي إلى العلوق المحصل لمقصود التدبير وهو عتقها‪ ،‬بخلف نحممو الممبيع‪ .‬فممإن أولممدها‬
‫بطل تدبيره كما مر‪) .‬قوله‪ :‬ولو ولدت مدبرة ولدا( أي حملت به بعد التدبير‪) .‬وقوله‪ :‬من نكمماح(‬
‫بأن زوجها سيدها‪) .‬قوله‪ :‬ل يثبت للولد حكم التدبير( أي لنه عقد يقبل الرفممع‪ ،‬فل يسممري للولممد‬
‫الحادث بعده كالرهن‪ ،‬بخلف الستيلد‪ .‬وفي سم ما نصه‪ :‬قال في شممرح الرشمماد‪ :‬وقيممل يلحقممه‬
‫التدبير‪ ،‬ونقله في الشرح الصغير عمن ترجيمح الكمثرين‪ ،‬وبمه قمال الئممة الثلثمة‪ ،‬وانتصمر لمه‬
‫الزركشي بأنه قياس تبع الولد للم في نذر الهدي والضحية‪ .‬ويرد بأن النممذر لزم فيقمموى علممى‬
‫الستتباع الحادث بخلف التدبير فإنه جائز فلم يقو على ذلك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فلممو كممانت حممامل الممخ(‬
‫مفرع على مفهوم قوله ولدت‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬وخرج بولدت ما لو كانت حامل عند موت السمميد‬
‫فيتبعها جزما‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال سم‪ :‬حاصل المسألة أنها إذا كممانت حممامل فممي أحممد الوقممتين وقممت التممدبير‬
‫ووقت الموت دون الخر أو فيهممما معمما تبعهمما الولممد‪ ،‬وإل فل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قموله‪ :‬ولممو دبممر حممامل( أي‬
‫يملكها هي وحملها‪ ،‬سواء كان حملها من زنا أو من زوج‪ ،‬ويعرف وجوده عنمد التمدبير بوضمعه‬
‫لدون ستة شهر منه‪ ،‬فإن وضعته لكثر من أربع سنين لم يتبعها‪ ،‬وإن ولدته لما بينهما‪ ،‬فإن كممان‬
‫لها زوج يفترشها فل يتبعها‪ ،‬وإن كانت ليست كذلك تبعها‪ .‬أفاده البجيرمي نقل عن زي‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫إن لم يستثنه( أي إن لم يستثن السيد الحمل عند تدبير الم‪ ،‬بأن قال لها أنت مممدبرة‪ ،‬فممإن اسممتثناه‬
‫بأن قال لها أنت مدبرة دون حملك‪ ،‬لم يتبعها في التدبير‪ .‬ويفرق بينه وبين ما مر في العتق بقوته‬
‫وضعف التدبير‪ .‬ومحل ذلك إن ولدته قبل موت السيد وإل تبعها‪ ،‬لن الحرة ل تلممد إل حممرا‪ :‬أي‬
‫غالبا‪ .‬أفاده في التحفة‪) .‬قوله‪ :‬وإن انفصل الخ( غاية لثبوت التدبير لممه‪ :‬أي يثبممت التممدبير للحمممل‬
‫تبعا‪ ،‬سواء انفصل قبل موت سيدها أم ل‪) .‬قوله‪ :‬ل إن أبطل الخ( أي ل يثبت التممدبير للحمممل إن‬
‫أبطل السيد تدبيرها قبل انفصاله‪ .‬كأن باعها‪ ،‬أو وهبها‪ ،‬أو جعلها صداقا‪ .‬وخممرج بقبممل انفصمماله‬
‫ما لو أبطل تدبيرها بعد انفصاله‪ ،‬فإنه ل يبطل تمدبيره‪ .‬ولمو بطمل تمدبيرها قبمل انفصماله فمإنه ل‬
‫يبطل تدبيره أيضا إن عاش‪ ،‬وهو نممادر‪) .‬قمموله‪ :‬والمممدبر كعبممد فممي حيمماة السمميد( يعنممي أن حكممم‬
‫المدبر في حال حياة السيد حكم العبد القمن‪ ،‬فتكممون أكسمابه الممتي اكتسممبها فمي حممال حيماته للسمميد‬
‫بخلف التي اكتسبها بعد موته‪) .‬قوله‪ :‬ويصح تممدبير مكمماتب وعكسممه( أي كتابممة المممدبر فيصممير‬
‫فيهما مدبرا مكاتبا‪ ،‬ويعتق بالسبق من موت السيد‪ ،‬أو أداء النجوم‪) .‬قوله‪ :‬كما يصح تعليق عتق‬
‫مكاتب( أي وعكسه وهو كتابة المعلق عتقه بصفة‪ ،‬ويعتق فممي ذلممك بالسممبق مممن وجمود الصممفة‬
‫المعلق عليها‪ ،‬أو أداء النجوم‪) .‬قوله‪ :‬ويصدق المدبر بيمين فيما وجممد معممه( أي فممي المممال الممذي‬
‫وجد تحت يده‪) .‬وقوله‪ :‬وقال كسممبته الممخ( أي واختلممف هممو والمموارث فقممال المممدبر‪ :‬كسممبته بعممد‬
‫الموت فهو ملكي‪ ،‬وقال الوارث‪ :‬بل كسبته قبله فهو ملكي‪ ،‬لن الكساب الحاصلة منه حال حياة‬
‫السيد لسيده‪ ،‬فإذا مات انتقلت للوارث‪) .‬قموله‪ :‬لن اليممد لمه( علمة لتصممديق الممدبر‪ :‬أي وإذا كممان‬
‫كذلك فيرجع بيده‪ ،‬وكذلك تقدم بينته على بينة الوارث إذا أقاما بينتين لعتضاد بينته بيممده‪ ،‬وهممذا‬
‫بخلف ما لو ادعت المدبرة أنها ولدت بعد موت السيد فيكون حرا‪ ،‬وادعممى المموارث أنهمما ولممدته‬
‫قبله فيكون رقيقا‪ ،‬فإن القول قول الوارث بيمينه‪ ،‬لنها تزعم حريته والحممر ل يممدخل تحممت اليمد‪،‬‬
‫والفرض أنها حملت به بعد التدبير حتى يظهر الختلف المذكور‪،‬‬

‫] ‪[ 376‬‬

‫لنها لو كانت حامل به حين التدبير كممان مممدبرا تبعمما لهمما كممما مممر‪) .‬قمموله‪ :‬الكتابممة الممخ(‬
‫شروع في بيان أحكام الكتابة كاستحبابها إذا سألها العبد وكان أمينا مكتسممبا‪ ،‬ولزومهمما مممن جهممة‬
‫السيد‪ ،‬وجوازهمما مممن جهممة المكمماتب‪ .‬وقممد أفردهمما الفقهمماء بترجمممة مسممتقلة‪ .‬والصممل فيهمما قبممل‬
‫الجماع قوله تعالى‪) * :‬والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهممم خيممرا(‬
‫*‪ .‬أي أمانة وكسبا‪ ،‬كما فسره الشافعي رضي ال عنه بذلك‪ .‬وخبر‪ :‬من أعان غارما‪ ،‬أو غازيمما‪،‬‬
‫أو مكاتبا في فك رقبته أظله ال في ظله يوم ل ظل إل ظله‪ .‬وخبر‪ :‬المكمماتب عبممد ممما بقممي عليمه‬
‫درهم‪ .‬رواه أبو داود وغيره‪ .‬والحاجة داعية إليهمما لن السمميد قممد ل تسمممح نفسممه بممالعتق مجانمما‪،‬‬
‫والعبد ل يتشمر للكسب تشمره إذا علق عتقه بالتحصيل والداء‪ ،‬ولفظها إسلمي لممم يعممرف فممي‬
‫الجاهلية‪ .‬وأركانها أربعة‪ :‬مكاتب ‪ -‬بكسر التاء الفوقية ‪ -‬وهو السيد‪ ،‬ومكاتب ‪ -‬بفتح التاء ‪ -‬وهو‬
‫الرقيق‪ ،‬وعوض‪ ،‬وصيغة‪ .‬وشرط في الول كونه مختارا أهممل تممبرع وولء‪ ،‬لن الكتابممة تممبرع‬
‫وآيلة للولء‪ ،‬فتصح من كافر أصلي وسكران‪ ،‬ل من مكره‪ ،‬ول من صممبي ومجنممون‪ ،‬ومحجممور‬
‫سممفه أو فلممس‪ ،‬ول مممن أوليممائهم‪ ،‬ول مممن مبعممض ومكمماتب وإن أذن لمه سمميده لنهممما ليسمما أهل‬
‫للولء‪ ،‬ول من مرتد لن ملكه موقوف‪ ،‬والعقمود ل توقممف علممى الجديممد‪ .‬وشممرط الثمماني اختيممار‬
‫وتكليف‪ ،‬وأن ل يتعلق به حق لزم‪ ،‬بخلف المكره والصممبي والمجنممون كسممائر عقمودهم‪ ،‬ومممن‬
‫تعلق به حق لزم لنمه إممما معمرض للمبيع كمالمرهون‪ ،‬والكتابممة تمنمع منمه‪ .‬أو مسممتحق المنفعمة‬
‫كالمؤجر فل يتفرع لكتساب ما يوفي به النجوم‪ .‬وشرط في الثممالث أن يكممون مممال معلوممما ولممو‬
‫منفعة في الذمة مؤجل إلى أجل معلوم منجما بنجمين فأكثر‪ .‬وشرط في الرابع ‪ -‬وهو الصمميغة ‪-‬‬
‫أن يكون لفظمما يشممعر بالكتابممة‪ ،‬أو كتابممة‪ ،‬أو إشممارة أخممرس مفهمممة‪ .‬واللفممظ إممما إيجمماب كقمموله‪:‬‬
‫كاتبتك‪ ،‬أو أنت مكاتب على دينارين تدفعهما إلي في شهرين‪ ،‬فإذا أديتهما إلممي فممأنت حممر‪ ،‬وإممما‬
‫قبول كقول العبد قبلت ذلممك‪ .‬وسمميذكر المؤلممف بعممض هممذه الركممان معنونمما عنممه بلفممظ الشممرط‪،‬‬
‫وبقيتها تؤخذ من كلمه ضمنا‪) .‬قوله‪ :‬شرعا عقد الخ( أي وأما لغة‪ :‬فهي الضم والجمممع‪ ،‬وسمممي‬
‫المعنى الشرعي بها لن فيه ضم نجم إلى نجممم‪ ،‬وللعممرف الجمماري بكتابممة ممما تضمممنه العقممد فممي‬
‫كتاب‪) .‬قوله‪ :‬بلفظها( أي الكتابة‪) .‬قوله‪ :‬معلممق( بممالجر صممفة لعتممق‪) .‬وقمموله‪ :‬بمممال( أي بممأدائه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬منجم بنجمين( أي مؤقتا بوقتين‪ ،‬ويطلق النجم علممى القممدر الممذي يممؤدي فممي وقممت معيممن‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وهي( أي الكتابة‪) .‬وقوله‪ :‬سنة( أي بالشروط التية‪) .‬قوله‪ :‬ل واجبة( صرح به مع علمه‬
‫مما قبله توطئة للغاية بعده‪) .‬قوله‪ :‬وإن طلبها الرقيق( غاية لعدم الوجوب ل للسممنية‪ ،‬وهممي للممرد‬
‫على من قال بوجوبها إذا طلبها الرقيق تمسكا بقوله تعالى‪) * :‬والذين يبتغون الكتاب مممما ملكممت‬
‫أيمانكم فكاتبوهم( * الية‪ ،‬فحمل المر على الوجوب‪ ،‬والجمهور حملوه على النممدب قياسمما علممى‬
‫التدبير وشراء القريممب الممذي يعتممق عليممه ونحممو ذلممك‪ ،‬فل تجممب الكتابممة وإن سممألها الرقيممق لئل‬
‫يتعطل أثر الملك وتستحكم المماليك على الملك‪) .‬قوله‪ :‬كالتدبير( أي قياسا على التدبير في عدم‬
‫وجوبه‪ :‬أي ونحموه ممما ممر آنفما‪) .‬قموله‪ :‬بطلمب المخ( ذكمر للسمنية قيمودا ثلثمة‪ :‬وهمي الطلمب‪،‬‬
‫والمانة‪ ،‬والكتساب‪ ،‬فإن فقد واحد منها كانت مباحة كما سيذكره‪ .‬وقممال بعضممهم‪ :‬الطلممب ليممس‬
‫قيممدا للسمتحباب وإنممما همو قيممد لتأكمدها‪ ،‬فمإن لممم يطلبهمما فهمي مسمنونة ممن غيممر تأكمد‪ ،‬بخلف‬
‫الشرطين فهما للستحباب‪ ،‬فإن فقد أحدهما كانت مباحة‪) .‬وقمموله‪ :‬عبممد( المممراد بممه الرقيممق ولممو‬
‫أنثى‪) .‬وقوله‪ :‬أمين( أي فيما يكسبه بحيث ل يضيعه في معصممية‪ ،‬فالمممدار علممى كممونه ل يضمميع‬
‫المال وإن لم يكن عدل في دينه لترك صلة ونحوها‪ ،‬وإنما اعتبرت المانة فممي ذلممك لئل يضمميع‬
‫ما يحصله فل يعتق‪) .‬وقوله‪ :‬مكتسب بما يفي مؤنته ونجومه( أي قادر على كسب ما يفي بممذلك‪،‬‬
‫وإنما اعتبرت القدرة على ذلك ليوثق بتحصيل النجوم‪) .‬قوله‪ :‬وشرط في‬

‫)‪ (1‬سورة النور‪ ،‬الية‪.33 :‬‬

‫] ‪[ 377‬‬

‫صحتها( أي الكتابة‪) .‬وقوله‪ :‬لفظ( أي أو إشارة أخرس مفهمة‪ ،‬أو كتابة مع النية كما مر‪.‬‬
‫واللفظ إما صريح أو كناية كما تقدم‪ ،‬فمن الصريح ما ذكره بقوله كاتبتك الخ‪ .‬ومممن الكنايممة قمموله‬
‫كاتبتك على كذا واقتصر عليه‪ ،‬فإن نوى بذلك الكتابة صحت وإل فل‪ .‬وإنما كممان منهمما لحتمممال‬
‫اللفظ لكتابة الخراج‪ ،‬وللكتابة التي الكلم فيها‪) .‬قوله‪ :‬إيجابا( حال من لفظ‪ ،‬أي حممال كممون اللفممظ‬
‫المذكور إيجابا الخ‪ ،‬أو خبر لكان مقدرة مع إسمها‪ :‬أي كان ذلك اللفظ إيجابا وهو ممما صممدر مممن‬
‫السيد‪ .‬وسيذكر مقابله‪) .‬قوله‪ :‬ككاتبتك( ل بد من إضافته إلى الجملة‪ ،‬فلو قال‪ :‬كمماتبت يممدك مثل‪،‬‬
‫لم تصح‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي‪) .‬قمموله‪ :‬علممى كممذا( أي علممى أن تعطينممي كممذا‪) .‬قمموله‪ :‬منجممما( أي مؤقتمما‬
‫بوقتين فأكثر ‪ -‬كما سيأتي في كلمه ‪ -‬وهو حال من لفظ كذا‪) .‬قوله‪ :‬مع قوله الخ( أي ول بد أن‬
‫ينضم إلى اللفظ المذكور قوله‪ :‬إذا أديته الخ‪ ،‬والمراد بالقول ممما يشمممل قممول النفممس‪ ،‬إذ نيممة ذلممك‬
‫كافية كما صرح به في المنهاج ونصه‪ :‬ولو ترك لفظ التعليق‪ ،‬أي قوله إذا أديته فأنت حر‪ ،‬ونواه‬
‫جاز ول يكفي لفظ كتابة بل تعليق ول نية على المذهب‪ .‬ا‍ه‪ .‬وإنما اشترط إنضمام ذلممك لفظمما أو‬
‫نية إلى قوله كاتبتك ونحموه‪ ،‬لن لفمظ الكتابمة يصملح لهمذا ويصملح للمخارجمة‪ ،‬فاحتيمج لتميزهما‬
‫بالضميمة المذكورة‪ .‬قال في التحفة‪ :‬والتعبير بالداء للغممالب مممن وجممود الداء فممي الكتابممة‪ ،‬وإل‬
‫فيكفي ‪ -‬كما قال جمع ‪ -‬أن يقول‪ :‬فإذا بممرئت أو فرغممت ذمتممك منممه فممأنت حممر‪) .‬قمموله‪ :‬وقبممول(‬
‫عطف على إيجابما‪ ،‬ول بمد أن يكمون فمورا‪ ،‬وبمه تتمم الصميغة‪ ،‬فل تصمح الكتابمة بمدونه كسمائر‬
‫العقود‪ .‬وإنما لم يكف الداء بل قبول كالعطاء في الخلع لن هذا أشبع بالبيع مممن ذلممك‪ ،‬ويكفممي‬
‫استيجاب وإيجاب‪ ،‬ككاتبني على كذا فيقول‪ :‬كاتبتك‪) .‬قوله‪ :‬كقبلت ذلك( أي كقول المكاتب قبلممت‬
‫ذلك‪ ،‬فلو قبل أجنبي الكتابة من السيد ليؤدي عن العبد النجوم لم تصح‪ ،‬لمخممالفته موضممع البمماب‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وشرط فيها( أي في صحتها‪) .‬قوله‪ :‬من ديممن الممخ( بيممان للعمموض‪ ،‬ول فممرق فيممه بيممن أن‬
‫يكون نقدا أو عرضا‪ .‬وخرج بالدين العين فل تصح الكتابممة عليهمما‪ ،‬لنممه ل يملممك العيممان حممتى‬
‫يورد العقد عليها‪) .‬قوله‪ :‬أو منفعة( لو قال كما في المنهاج والمنهممج‪ :‬ولمو منفعمة لكممان أولمى‪ ،‬إذ‬
‫المراد بالمنفعة المتعلقة بالذمة كأن يقول له‪ :‬كاتبتك على بناء دارين في ذمتك في شممهرين وهممي‬
‫دين‪ ،‬أما المنفعة المتعلقة بعين من العيان كأن كاتبه على منفعة دابتين معينتين لزيد يمدفعهما لمه‬
‫في شهرين‪ ،‬فل تصح الكتابة عليها‪ ،‬إذ منفعة العين مثل العين‪ ،‬وهي ل تصح الكتابة عليهمما كممما‬
‫علممت‪ .‬نعمم‪ :‬المنفعمة المتعلقمة بيمن المكماتب تصمح الكتابمة عليهما بشمرطين‪ :‬أن تتصمل المنفعمة‬
‫المذكورة‪ ،‬كالخدمة والخياطة بالعقد‪ ،‬وأن تكون مع ضميمة شئ آخر إليها كدينار‪ ،‬ككاتبتك علممى‬
‫أن تخدمني شهرا من الن‪ ،‬أو تخيط لي ثوبا بنفسك وعلى دينار تأتي به بعد انقضمماء الشممهر‪ ،‬أو‬
‫نصفه‪ .‬فلو أجل المنفعة لم تصح لن العيان ل تقبل التأجيل فكذلك منافعها‪ .‬وكذلك ل تصلح إن‬
‫لم تكن مع الضميمة المذكورة‪ ،‬لعدم تعدد النجم الذي هو شممرط فمي صممحة الكتابمة‪ ،‬ولمو اقتصممر‬
‫على خدمة شهرين وصرح بأن كل شهر نجم لم يصح أيضا‪ ،‬لنهما نجم واحد ول ضميمة‪ ،‬ولممو‬
‫فرق بينهما كرجب ورمضان كان أولى بعدم الصحة‪ ،‬لنه يشترط في المنفعة المذكورة اتصممالها‬
‫بالعقد كما علمت‪) .‬قوله‪ :‬مؤجل( صفة لعوض‪ ،‬أي عمموض مؤجممل إلممى أجممل معلمموم‪ ،‬فل تصممح‬
‫الكتابة بالحال‪ ،‬لن الكتابة عقد خالف القياس في وضعه واتبع فيممه سممنن السمملف‪ .‬والمممأثور عممن‬
‫الصحابة فمن بعدهم قول وفعل إنما هو التأجيل‪ ،‬ولم يعقدها أحد منهم حالة‪ ،‬ولو جمماز لممم يتفقمموا‬
‫علممى تركممه مممع اختلف الغممراض‪ ،‬خصوصمما وفيممه تعجيممل عتقممه‪ .‬واختممار ابممن عبممد السمملم‬
‫والروياني في حليته جواز الحلول‪ ،‬وهو مذهب المامين مالك وأبي حنيفة رضي ال عنهما‪ .‬فإن‬
‫قيل‪ :‬لو اقتصر المصنف على الجل لغنى عن الدينية‪ ،‬فإن العيان ل تقبل التأجيل‪ .‬أجيب‪ :‬بأن‬
‫دللة اللتزام ل يكتفي بها في المخاطبات‪ ،‬وهذان وصفان مقصودان‪ .‬ا‍ه‪ .‬ونظر فممي التحفممة فممي‬
‫الجواب المذكور بأن دللة المؤجل على الدين من دللة التضمن ل اللتزام‪ ،‬لن مفهوم المؤجممل‬
‫شرعا دين تأخر وفاؤه‪ ،‬فهو مركب من شيئن‪ .‬ودللة التضمن يكتفي بها في المخاطبات‪ .‬وأجاب‬
‫بجواب آخر غيره‪ ،‬نظر فيه سم فانظره‪.‬‬

‫] ‪[ 378‬‬

‫)قوله‪ :‬ليحصله( أي ذلك العوض وهو علة لشممتراط التأجيممل‪) .‬وقمموله‪ :‬ويممؤديه( أي بعممد‬
‫تحصيله لسيده‪) .‬قوله‪ :‬منجم بنجمين فأكثر( صفة ثانية لعوض‪ :‬أي عوض مؤقت بوقتين فممأكثر‪،‬‬
‫فالمراد بالنجم هنمما المموقت‪ ،‬وسمممي بممذلك لن العممرب كممانت ل تعممرف الحسمماب‪ ،‬وكممانوا يبنممون‬
‫أمورهم على طلوع النجم‪ ،‬فيقول أحدهم‪ :‬إذا طلع النجم أديت حقك ونحو ذلك‪ ،‬فسممميت الوقممات‬
‫نجوما لذلك‪ .‬ويطلق النجم أيضا على المؤدي في الوقت كما مر‪ .‬قال فممي المغنممي‪ :‬تنممبيه‪ :‬قضممية‬
‫إطلقه أنها تصح بنجمين قصيرين ولو في مال كثير‪ ،‬وهو كممذلك لمكممان القممدرة عليممه‪ ،‬كالسمملم‬
‫إلى معسر في مال كثير إلى أجممل قصممير‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬كممما جممرى عليممه أكممثر الصممحابة( الكمماف‬
‫للتعليممل‪ :‬أي وإنممما اشممترط أن يكممون منجممما بنجميممن فممأكثر‪ ،‬لنممه هممو الممذي جممرى عليممه أكممثر‬
‫الصحابة‪ ،‬أي ومن بعدهم‪ ،‬فلو كفى نجم لفعلوه‪ ،‬لنهم كانوا يبادرون إلى القربات والطاعممات ممما‬
‫أمكممن‪ ،‬ولن الكتابممة عقمد إرفمماق‪ ،‬وممن تتمممة الرفماق التنجيمم بنجميممن فممأكثر‪) .‬قموله‪ :‬ولمو فمي‬
‫مبعض( غاية في اشتراط التأجيل‪ ،‬والتنجيم بنجمين يعني أنه يشترط ما ذكممر فممي صممحة الكتابممة‬
‫ولو بالنسبة لمبعض كوتب كتابة صحيحة فيما رق منه وهو قادر على أداء العمموض فممي الحممال‪،‬‬
‫أو دون نجمين‪ ،‬لما علمت من أن الكتابة عقد خالف القيمماس الممخ‪) .‬قمموله‪ :‬مممع بيممان قممدره( صممفة‬
‫ثالثة لعوض‪ ،‬أي عوض مصحوب ببيان قدره‪ :‬أي ويشترط لصحة الكتابة أن يبين قدر العوض‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬وصفته( أي ومع بيان صفة العوض‪ :‬أي وجنسه ونوعه‪ ،‬وذلك لنه عمموض فممي الذمممة‪،‬‬
‫فاشترط فيه بيان ذلك كدين السلم‪ .‬قال في التحفة‪ :‬نعم‪ ،‬الوجه أنه يكفي نممادر الوجممود‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفممي‬
‫الروض‪ :‬هل يشترط بيان موضع التسليم للنجوم أو ل ؟ فيه الخلف المذكور في السلم‪ .‬قممال فممي‬
‫شرحه‪ :‬قضيته ترجيح الول إن وقع العقد بموضممع ل يصمملح لتسممليمها‪ ،‬أو يصمملح لممه‪ ،‬ولحملهمما‬
‫مؤنة‪ .‬وبه جزم القاضي وغيره‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وعممدد النجمموم( أي وبيممان عممدد النجمموم كشممهرين أو‬
‫ثلثة‪) .‬قوله‪ :‬وقسط كل نجم( أي وبيان ما يمؤديه فممي كممل نجممم ممن العمموض لسمميده كخمسممة‪ ،‬أو‬
‫عشرة‪) .‬قوله‪ :‬ولزم سيدا( مثله وارثه ولو تعدد السيد واتحممد المكمماتب وجممب الحممط‪) .‬قمموله‪ :‬فممي‬
‫كتابة صحيحة( خرج بها الكتابة الفاسدة فل حط فيها لن المغلب فيها التعليممق بالصممفة‪ ،‬وهممي ل‬
‫توجد إل إن أدى ما كاتبه عليه‪ ،‬فلو حط عنه منممه شمميئا لممم توجممد الصممفة فل يعتممق‪) .‬قموله‪ :‬قبممل‬
‫عتق( فإن أخر الحط عنه أثم وكان قضاء‪ .‬وعبارة التحفة مع الصل‪ :‬والصح أن وقممت وجمموبه‬
‫قبل العتق‪ ،‬أي يدخل وقت أدائه بالعقد ويتضيق إذا بقي من النجم الخير قدر ما يفي به من مممال‬
‫الكتابة لما مر أنه ليس القصد به إل العانة على العتق‪ ،‬فإن لم يؤد قبله‪ ،‬أدى بعده وكان قضمماء‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬حط متمول( فاعل لزم‪ ،‬أي لزمه حط متمول وإن قمل كشمئ ممن جنمس النجموم قيمتمه‬
‫درهم نحاس‪ ،‬ولو كان المالك متعددا‪ .‬ويقوم مقام الحط أن يمدفع السميد جمزءا معلومما ممن جنمس‬
‫مال الكتابة‪ ،‬أو من غيره برضاه‪ ،‬ولكن الحط أولمى ممن المدفع‪ ،‬لن العانمة علمى العتمق بمالحط‬
‫محققة وبالدفع موهومة‪ ،‬لنه قد يصرف المدفوع من جهة أخممرى‪ .‬وإذا مممات السمميد وقممام مقممامه‬
‫وارثه في الحط قدمه على مؤن التجهيز‪) .‬قوله‪ :‬لقوله تعالى( دليل للزوم الحط‪ ،‬ووجه الدللة أن‬
‫آتوهم أمر‪ ،‬والمر للوجوب‪ .‬ولم يقم دليل على حمل اليتاء على الستحباب‪ ،‬فيعمل بممما اقتضمماه‬
‫الظاهر‪ .‬واستثنى من وجوب اليتاء ما لو كاتبه فممي مممرض ممموته‪ ،‬والثلممث ل يحتمممل أكممثر مممن‬
‫قيمته‪ ،‬وما لو كاتبه على منفعته‪ ،‬وما لممو أبممرأه مممن النجمموم‪ ،‬أو بمماعه مممن نفسممه‪ ،‬أو أعتقممه ولممو‬
‫بعوض‪ ،‬فل يجب شئ في ذلممك‪) .‬قمموله‪ :‬فسممر اليتمماء بممما ذكممر لن الممخ( أي فسسممر المفسممرون‬
‫اليتمماء فممي اليممة بممالحط‪ ،‬مممع أن المتبممادر منممه الممدفع‪ ،‬لن القصممد الممخ‪ .‬وفيممه أن المفسممرين لممم‬
‫يقتصروا في تفسير اليتاء على الحط‪ ،‬بل فسروه به وبالدفع‪ ،‬فكان علممى المؤلممف أن يزيممد لفممظ‪:‬‬
‫أو دفعه بعد قوله حط متمول‪ ،‬ويكون الممراد بقموله بمما ذكمر‪ :‬أي بمالحط والمدفع‪ .‬ثمم رأيمت فمي‬
‫المنهج ذكر‬

‫)‪ (1‬سورة النور‪ ،‬الية‪.33 :‬‬

‫] ‪[ 379‬‬

‫الزيممادة المممذكورة‪ .‬وقممال فممي شممرحه‪ :‬وفسممر اليتمماء بممما ذكممر لن القصممد الممخ‪ .‬وكتممب‬
‫البجيرمي ما نصه‪ :‬قوله وفسر الخ‪ .‬أي وإنما فسر اليتاء بما يشمل الحط وإن كان المتبممادر منممه‬
‫الدفع‪ ،‬لن القصد الخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهو الظاهر الموافق لما في التفاسير‪ .‬ولعل تلممك الزيممادة سممقطت مممن‬
‫النساخ‪ .‬فتنبه‪) .‬قوله‪ :‬وكونه( أي الذي يقصد حطه‪) .‬وقوله‪ :‬ربعا فسبعا أولى( عبارة المغني مممع‬
‫الصل‪ :‬ويستحب الربع‪ ،‬أي حط قدر ربع مال الكتابة إن سمح به السيد‪ ،‬وإل فالسبع‪ .‬روى حممط‬
‫الربع النسائي وغيره عن علي‪ .‬وروي عنه رفعه إلى النبي )ص(‪ ،‬وروى حط السبع مالممك عممن‬
‫ابن عمر رضي ال عنهما‪ .‬قال البلقيني‪ :‬بقي بينهما حممط السممدس‪ .‬رواه الممبيهقي عممن أبممي سممعيد‬
‫مولى أبي أسد‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ول يفسممخها( أي الكتابممة الصممحيحة‪ ،‬لنهمما لزمممة مممن جهتممه لكونهمما‬
‫عقدت لحظ مكاتبه‪ ،‬وهو تخليصه من الرق ل لحظ نفسه‪ ،‬أمما الكتابممة الفاسمدة‪ ،‬وهمي ممما اختلممت‬
‫صحتها بفساد شرط‪ ،‬كشرط أن يبيعه كذا‪ ،‬أو كتابة بعض رقيق‪ ،‬أو فساد عوض مقصود كخمر‪،‬‬
‫أو فساد أجل كنجم واحد‪ ،‬فللسمميد أن يفسممخها كالمكمماتب لنهمما جممائزة مممن جهتهممما‪ .‬وأممما الكتابممة‬
‫الباطلة‪ ،‬وهمي مما اختلمت صمحتها بماختلل ركمن ممن أركانهما‪ ،‬ككمون أحمد العاقمدين صمبيا‪ ،‬أو‬
‫مجنونا‪ ،‬أو مكرها أو عقدت بغير مقصود كدم فهي ملغاة‪ .‬واعلم‪ :‬أن الفاسد والباطل بمعنى واحد‬
‫إل في الكتابة‪ ،‬فيفرقون بينهما‪ ،‬وكذلك في الحج والعارية والخلع‪ .‬واعلم‪ :‬أنها كما ل يجوز للسيد‬
‫أن يفسممخها‪ ،‬ل تنفسممخ أيضمما بممالجنون والغممماء والحجممر‪ ،‬سممواء كممان ذلممك مممن السمميد أو مممن‬
‫المكاتب‪ ،‬لن اللزم من أحد الطرفين ل ينفسخ بشئ من ذلك كالرهن‪ ،‬ويقموم ولمي السمميد مقممامه‬
‫في قبضه‪ ،‬ويقوم الحاكم مقام المكاتب في أدائه إن وجد له مال‪ ،‬ولم يأخذ السيد استقلل‪ ،‬وثبتممت‬
‫الكتابة‪ ،‬وحل النجم‪ ،‬وحلف السيد على استحقاقه ورأى أن لممه مصمملحة فممي الحريممة‪ ،‬فممإن اسممتقل‬
‫السيد بالقبض‪ ،‬عتق لحصول القبض‪ ،‬المستحق‪ .‬وإن رأى الحاكم أنه يضيع إذا أفاق لم يمؤد عنمه‬
‫‪ -‬كما قاله الغزالي ‪ -‬قال الشيخان‪ :‬وهمذا حسمن‪ ،‬وإن لمم يجممد لمه مممال مكممن السميد ممن التعجيمز‬
‫والفسخ‪ .‬فإذا فسخ عاد المكاتب قنا له وعليه مؤنته‪ ،‬فإن أفمماق أو ارتفممع الحجممر وظهممر لممه مممال‪،‬‬
‫كأن حصله قبل فسخ السيد‪ ،‬دفعه الحاكم إلى السيد‪ ،‬ونقض تعجيزه وفسخه وحكم بعتقممه‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫إل إن عجز الخ( إسممتثناء مممن قمموله ول يفسممخها‪) .‬قمموله‪ :‬عممن أداء( متعلممق بعجممز‪) .‬قمموله‪ :‬عنممد‬
‫المحل( متعلق بأداء ‪ -‬وهو بكسر الحاء ‪ :-‬أي وقت الحلول‪ ،‬ولو اسممتمهل المكمماتب سمميده لعجممزه‬
‫عند المحل‪ ،‬سن إمهاله مساعدة له في تحصيل النجوم ليحصمل العتمق‪ ،‬أو اسمتمهله لمبيع عمرض‬
‫وجب إمهماله‪ ،‬أو لحضممار ممماله مممن دون مسمافة القصمر وجمب إمهماله أيضمما لنممه كالحاضمر‪،‬‬
‫بخلف ما لو كان فوق ذلك‪ ،‬فل يجب إمهالمه لطول المدة‪ ،‬وله أن ل يزيد في مدة المهال علممى‬
‫ثلثة أيام‪ ،‬ولو كان لكساد سلعته‪ ،‬لنها المدة المغتفرة شرعا‪ ،‬فليس لممه الفسممخ فيهمما‪ ،‬ولممه الفسممخ‬
‫فيما زاد عليها‪) .‬قوله‪ :‬لنجم( متعلق بأداء أيضا )وقوله‪ :‬أو بعضه( أي بعض النجممم‪ ،‬ومحلممه فممي‬
‫غير الواجب في اليتاء‪ ،‬فإن عجز عن بعضه الواجب في اليتاء فليس للسيد الفسخ‪ ،‬ول يحصل‬
‫التقاص فيه‪ ،‬لن للسيد أن يدفع غيره‪) .‬قوله‪ :‬أو امتنع عنه عند ذلك( أي وإل إن امتنممع المكمماتب‬
‫عن الداء عند المحل فللسيد أن يفسخها‪) .‬وقوله‪ :‬مع القدرة عليه( أي على الداء‪ ،‬وامتناع العبممد‬
‫عن الداء حينئذ جائز‪ ،‬لن الكتابة جائزة من جهته كما سيأتي‪) .‬قوله‪ :‬أو غاب عند ذلممك( أي أو‬
‫إل إن غاب المكاتب عند المحل‪) .‬قوله‪ :‬وإن حضر ماله أو كانت الخ( غايتان لجواز فسخ السمميد‬
‫إذا غمماب المكمماتب‪ :‬أي للسمميد فسممخها إذا غمماب وإن حضممر ممماله‪ ،‬أو كممانت غيبتممه دون مسممافة‬
‫القصر‪) .‬قوله‪ :‬فله فسخها الخ( مفرع على الصور الثلث‪ :‬أي وإذا عجز المكاتب‪ ،‬أو امتنممع‪ ،‬أو‬
‫غاب‪ ،‬فللسيد أن يفسخ الكتابة بنفسه‪ ،‬أو بحاكم‪ .‬وقيده البلقيني بما إذا لم يأذن له السيد فممي السممفر‬
‫وينظره إلى حضوره‪ ،‬وإل فليس له الفسخ‪) .‬قوله‪ :‬متى شاء( أي الفسخ‪ ،‬ومنه يعلم أنه ل بمد مممن‬
‫الفسخ‪،‬‬

‫] ‪[ 380‬‬

‫ول يحصل بمجرد التعجيز‪) .‬قوله‪ :‬وليس للحاكم الداء الخ( أي بل يمكن السيد من الفسخ‬
‫لن المكاتب ربما عجز نفسه أو امتنع مممن الداء لممو حضممر‪) .‬وقمموله‪ :‬الغممائب( صممفة للمكمماتب‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وله( أي للمكاتب فسخ‪ :‬أي لنها جائز من جهته خلفمما لبممي حنيفممة رضممي الم عنممه فممي‬
‫قوله أنها لزمة من جهتمه أيضما‪) .‬قموله‪ :‬كمالرهن بالنسمبة للمرتهمن( أي فمإنه جمائز ممن جهتمه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فله( أي للمكاتب‪) .‬وقوله‪ :‬ترك الداء( أي أداء النجوم‪) .‬وقمموله‪ :‬والفسممخ( بممالرفع عطممف‬
‫على ترك‪) .‬وقوله‪ :‬وإن كان معه وفاء( أي له ذلك مطلقا‪ ،‬سواء كان معه ما يوفي بممه النجمموم أم‬
‫ل‪ ،‬لجوازها من جهته كما علمت‪) .‬قوله‪ :‬وحرم عليه( أي على السمميد المكمماتب ‪ -‬بكسممر التمماء ‪.-‬‬
‫)وقوله‪ :‬تمتع( أي مطلقا‪ ،‬ولو بالنظر لنها كالجنبيممة‪) .‬قمموله‪ :‬لختلل ملكممه( أي لضممعف ملكممه‬
‫فيها‪) .‬قوله‪ :‬ويجب بوطئه لها مهر( أي وإن طمماوعته لشممبهة الملممك‪ .‬ا‍ه‪ .‬شممرح المنهممج‪ .‬وقمموله‪:‬‬
‫لشبهة الملك‪ :‬دفع لما قد يقال إذا طاوعته كانت زانية‪ ،‬فكيف لها المهممر‪ ،‬وحاصممله أن لهمما شممبهة‬
‫دافعة للزنا وهي الملك‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي قال ع ش‪ :‬ول يتكرر المهر بتكرر الوطئ إل إذا وطئ بعد‬
‫أداء المهر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لحد( أي ل يجب عليه حد بوطئه لهمما‪ ،‬وإن علممم التحريممم واعتقممده لنهمما‬
‫ملكه‪ .‬نعم‪ ،‬يعزر من علم التحريم منهما‪) .‬قوله‪ :‬والولد حممر( أي وإذا أحبلهمما وولممدت منممه يكممون‬
‫الولد حرا‪ ،‬لنها علقت به وهي في ملكه‪ .‬قال في المنهج وشرحه‪ :‬ول يجب عليه قيمتها لنعقمماده‬
‫حممرا وصممارت بالولمد مسمتولدة مكاتبمة‪ ،‬فممإن عجمزت عتقمت بممموت السمميد‪ .‬ا‍ه‪) .‬قموله‪ :‬ولمه أي‬
‫للمكاتب( بفتح التاء‪) .‬وقوله‪ :‬شراء إماء( أي توسعا له في طريممق الكتسمماب‪) .‬قمموله‪ :‬ل تممزوج(‬
‫أي ليس له أن يتزوج لما فيه من المؤن‪ ،‬ولنه عبد ما بقي عليه درهم‪ .‬وليس للمكاتبممة أيضمما أن‬
‫تتزوج خوفا من موتها بالطلق فيفوت حق السيد‪) .‬قمموله‪ :‬إل بممإذن سمميده( أي فلممه الممتزوج حينئذ‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ول تسر ولو بإذنه( أي ل يجوز له التسممري مطلقمما‪ ،‬سممواء كممان أذن سمميده لممه فيممه أم ل‪،‬‬
‫لضعف ملكه‪ ،‬وخوفا من هلك الجارية بالطلق لو حبلت‪ ،‬فمنعممه مممن الموطئ كمنممع الراهممن مممن‬
‫وطئ المرهونة‪ ،‬فإن خالف ووطئ فل حد عليه لنه ملكه‪ ،‬والولد منه يلحقه ويتبعمه رقما وعتقمما‪،‬‬
‫فإن عتق هو عتق ولده‪ ،‬وإل رق وصار للسيد‪ ،‬ول تصير المة به أم ولد‪ ،‬لنعقاده رقيقا مملوكا‬
‫لبيه‪) .‬قوله‪ :‬يعني ل يجوز له وطئ مملوكته( أي وإن لم ينزل‪ ،‬وإنما حمل التسري على مطلممق‬
‫الوطئ لن حقيقة التسري ليست مرادة هنا‪ ،‬وذلك لنه يعتبر فيها أمران‪ :‬حجب المة عن أعيممن‬
‫الناس‪ ،‬وإنزاله فيها‪ ،‬وهما ليسا بشرط هنا‪ .‬أفماده فمي النهايمة‪) .‬قموله‪ :‬ومما وقمع للشميخين( مبتمدأ‬
‫خبره مبني‪) .‬وقوله‪ :‬في موضع( أي من كتبهما‪) .‬وقوله‪ :‬مممما يقتضممي الممخ( بيممان لممما‪) .‬وقمموله‪:‬‬
‫جوازه( أي الوطئ‪) .‬وقوله‪ :‬بالذن( أي بإذن السيد‪) .‬قوله‪ :‬أن القن الخ( بممدل مممن الضممعيف‪ ،‬أو‬
‫عطف بيان له‪) .‬وقوله‪ :‬يملك بتمليك السيد( له وجه بنمماء جممواز وطممئ الكمماتب لمتممه علممى ملممك‬
‫الرقيق بتمليك السيد له أن الملك يستلزم جواز وطئه للمة التي ملكها سيده له‪ ،‬وإذا كمان الرقيمق‬
‫يجوز وطؤه على هذا الوجه فالمكاتب من باب أولى‪ ،‬لن له ملكا في الجملة‪) .‬قوله‪ :‬قال شمميخنا(‬
‫أي في التحفة‪) .‬وقوله‪ :‬ويظهر أنه( أي المكاتب‪) .‬وقوله‪ :‬ليس له الستمتاع بما دون الوطئ( أي‬
‫لن من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه‪) .‬وقوله‪ :‬أيضا( أي كما ل يجوز لممه المموطئ‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫ويجوز للمكاتب بيع الخ( الحاصل يجوز للمكاتب التصرف فيما فيه تنمية المال كممالبيع والشممراء‬
‫والجارة‪ ،‬ل فيما فيه نقصه واستهلكه كالهبة والصدقة والهدية‪ ،‬ول فيما فيه خطر كقرض وبيع‬
‫نسيئة وإن استوثق برهن أو كفيل‪ ،‬إل بإذن السيد‪) .‬قوله‪ :‬لهبة وصممدقة( أي ل يجمموز لممه ذلممك‪.‬‬
‫نعم‪ ،‬ما تصدق به عليه من نحو لحم وخبز مما العادة فيه أكله‪ ،‬وعدم بيعه له إهداؤه لغيره‪.‬‬

‫] ‪[ 381‬‬

‫)قوله‪ :‬فرع( الولى فرعان لذكره لهما‪ :‬الول‪ :‬قوله لو قال السيد الخ‪ ،‬والثاني‪ :‬قوله ولممو‬
‫قال كاتبتك الخ‪) .‬قوله‪ :‬لو قال السيد الممخ( أي لممو ادعممى السمميد علممى المكمماتب بعممد قبضممه نجمموم‬
‫الكتابة أنك فسخت عقد الكتابة قبل أن تؤديني المال‪ ،‬فممأنكر المكمماتب ذلممك‪ ،‬فممإن أقممام السمميد بينممة‬
‫على ما ادعاه سمعت وإل صدق المكاتب بيمينه‪) .‬قوله‪ :‬كنت( بتاء المخاطب‪) .‬وقمموله‪ :‬فسممخت(‬
‫أي قبل قبض المال‪) .‬قوله‪ :‬فممأنكر المكمماتب( أي أصممل الفسممخ‪ ،‬أو كممونه قبممل قبممض المممال منممه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬صدق( أي المكاتب بيمينه إن لم يأت السيد بالبينة‪) .‬قوله‪ :‬لن الصل عدم الفسخ( لو قممال‬
‫لن الصل عدم ما ادعاه السيد لكان أولى‪ ،‬ليشمل الصورة الثانيمة وهمي مما إذا أنكمر كمونه قبمل‬
‫قبض المال‪) .‬قوله‪ :‬وعلى السيد البينة( أي على ما ادعاه‪ ،‬فممإن أقامهمما سمممعت وفسممخت الكتابممة‪،‬‬
‫وبقي العبد علممى رقممه‪) .‬قمموله‪ :‬ولممو قممال( أي السمميد للمكمماتب‪) .‬قمموله‪ :‬وأنمما صممبي( فممي المنهمماج‬
‫والمنهج إسقاطه والقتصار على قوله‪ .‬كاتبتك وأنا مجنون‪ ،‬أو محجور علي‪ ،‬وهو الولممى ليلئم‬
‫قوله بعد إن عرف له ذلك‪ ،‬إذ هو إنما يظهممر فيهممما‪) .‬قمموله‪ :‬أو محجممور علممي( أي بسممفه‪ ،‬تحفممة‬
‫ونهاية‪) .‬قوله‪ :‬فأنكر المكاتب( أي ما ادعاه السيد وقال له‪ :‬بل كمماتبتني وأنممت بممالغ عاقممل رشمميد‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬حلممف السمميد( أي وصممدق بحلفممه‪) .‬قمموله‪ :‬إن عممرف لممه ذلممك( أي ممما ادعمماه مممن الجنممون‬
‫والحجر‪ ،‬وذلك لقوة جانبه حينئذ لكون الصل بقاءه‪ ،‬ومن ثم صدقناه مع كونه مدعيا للفساد على‬
‫خلف القاعدة‪ ،‬وهو مخالف لما ذكروه في النكاح من أنه لو زوج بنتممه ثممم قممال‪ :‬كنممت محجممورا‬
‫علي‪ ،‬أو مجنونا يوم زوجتها‪ ،‬لم يصدق وإن عرف له ذلك‪ .‬وفرق بأن الحق ثم تعلق بثالث وهو‬
‫الزوج بخلفه هنا‪) .‬قوله‪ :‬وإل فالمكاتب( أي وإن لممم يعممرف للسمميد ممما ادعمماه‪ ،‬فيحلممف المكمماتب‬
‫ويصدق بحلفه‪) .‬وقوله‪ :‬لن الصل عدم ما ادعاه السيد( أي ولضعف جانبه بفقد القرينة‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫إذا أحبل الخ( شروع في العتاق بالفعممل‪ ،‬وهممو السممتيلد‪ .‬وقممد أفممرده الفقهمماء بترجمممة مسممتقلة‪.‬‬
‫وختم كتابه به لن العتق فيه يعقب الموت الذي هو خاتمة أمر العبد في الدنيا‪ ،‬وهو قربة في حق‬
‫من قصد به حصول ولد وما يترتب عليه من العتق وغيره من القربات ‪ -‬كما تقدم ‪ -‬واختلف فيه‬
‫هل هو أقوى من العتق باللفظ‪ ،‬أو العتق باللفظ أقوى منمه ؟ ذهمب ابمن حجمر إلمى الول‪ ،‬وعللمه‬
‫بنفوذه من المجنون والمحجور عليه بسفه‪ ،‬وذهمب م ر إلمى الثماني وعللمه بمأن اللفمظ ينفمذ قطعما‬
‫بخلفممه بالسممتيلد لجممواز أن تممموت المسممتولدة أو ل‪ ،‬وبممأنه مجمممع عليممه‪ ،‬بخلف السممتيلد‪.‬‬
‫والصل فيه أنه )ص( قممال فممي ماريممة أم إبراهيممم لممما ولممدت أعتقهمما ولممدها‪ :‬أي أثبممت لهمما حممق‬
‫الحرية‪ .‬رواه الحاكم‪ ،‬وقال أنه صحيح السناد‪ .‬وخبر‪ :‬أيما أمة ولدت من سيدها فهممي حممرة عممن‬
‫دبممر منممه‪ .‬أي بعممد آخممر جممزء مممن حيمماته‪ .‬رواه ابممن ماجممة والحمماكم وصممحح إسممناده‪ ،‬وخممبر‬
‫الصحيحين‪ :‬عن أبي موسى قلنا يا رسول ال إنا نأتي السبايا ونحب أثمانهن فما ترى في العزل‪،‬‬
‫أي النزال خارج الفرج ؟ فقال‪ :‬ما عليكم أن ل تفعلوا‪ .‬ممما مممن نسمممة كائنممة أو مقممدرة إلممى يمموم‬
‫القيامة إل وهي كائنة‪ ،‬أي موجودة‪ .‬ففي قولهم ونحمب أثممانهن دليمل علمى أن بيعهمن بالسمتيلد‬
‫ممتنع‪ .‬واستشهد البيهقي لمتناع بيعها بقول عائشة رضي ال عنها‪ :‬لم يممترك رسممول ال م )ص(‬
‫دينارا‪ ،‬ول درهما‪ ،‬ول عبدا‪ ،‬ول أمة‪ .‬قال‪ :‬ففيه دللة على أنه لم يترك أم إبراهيم رقيقممة‪ ،‬وأنهمما‬
‫عتقت بعد موته‪ .‬وقد استنبط سيدنا عمر رضي ال عنه امتنماع بيمع أم الولمد ممن قموله تعمالى‪* :‬‬
‫)فعل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الرض وتقطعوا أرحامكم( * فقال وأي قطيعة أقطع من أن‬
‫تباع أم امرئ منكم ؟ وكتب إلى الفاق ل تباع أم امرئ منكم‪ ،‬فممإنه قطيعممة‪ ،‬وأنممه ل يحممل‪ .‬رواه‬
‫البيهقي مطول‪ .‬تنبيه‪ :‬آثمر التعمبير بمإذا علمى التعمبير بمأن لن أن تختمص بالمشمكوك والموهموم‬
‫والنادر‪ ،‬بخلف إذا فإنها للمتيقن والمظنون‪ .‬ول شك أن إحبال الماء كممثير مظنممون بممل مممتيقن‪،‬‬
‫ونظيره قوله تعالى‪) * :‬إذا قمتم إلى الصلة فاغسلوا( * الخ‪ .‬وقوله تعالى‪) * :‬وإن كنتم جنبمما( *‪.‬‬
‫فخص الوضوء بإذا لتكرره وكثرة أسبابه‪ ،‬والجنابة بأن لندرتها‪ .‬أفادته في التحفة‪.‬‬

‫)‪ (1‬سورة محمد صلى ال عليه وسلم‪ ،‬الية‪ (2) .22 :‬سورة المائدة‪ ،‬الية‪ (3) .6 :‬المائدة‪ ،‬الية‪.6 :‬‬

‫] ‪[ 382‬‬

‫)قوله‪ :‬حر( أي كله أو بعضه‪ ،‬فينفذ إيلد المبعض في أمته المتي ملكهما ببعضمه الحمر‪ .‬ل‬
‫يقال إنه ل يصح إعتقاه لنه ليس أهل للولء‪ ،‬لنا نقول ل رق بعد الموت‪ ،‬فبموته الذي يحصممل‬
‫به عتق أم ولده ينتفي كونه ليس أهل للولء‪ ،‬ومن ثم صح تدبيره‪ .‬ويشترط فيممه أن يكممون بالغمما‪،‬‬
‫فل ينفذ إيلد الصبي وإن لحقه الولد عند إمكان كونه منه‪ ،‬لن النسب يكفي فيه المكان احتياطمما‬
‫له‪ ،‬ومع ذلك ل يحكم ببلوغه‪ ،‬لن الصل عدمه‪ ،‬وبذلك يلغز فيقال لنا أب غير بالغ‪ .‬ول يشترط‬
‫أن يكممون عمماقل مختممارا‪ ،‬وينفممذ إيلد المجنممون والسممفيه‪ ،‬بخلف المفلممس فل ينفممذ إيلده علممى‬
‫المعتمد‪ ،‬لنه كالراهن المعسر‪ ،‬خلفا للبلقيني في اعتماده نفوذه‪ .‬وخرج بالحر المكمماتب فل ينفممذ‬
‫إيلده‪ ،‬فلو مات ل تعتق بموته أمته ول ولدها‪ ،‬ولو مات حرا بأن أدى نجوم الكتابة قبل الممموت‪.‬‬
‫كذا في المغني‪) .‬قوله‪ :‬أمته( أي ولو تقديرا‪ ،‬كأن وطئ الصل أمة فرعه التي لم يستولدها فيقدر‬
‫دخولها في ملك الصل قبيل العلوق‪ ،‬ومثلها أمة مكاتبه أو مكاتبة ولده‪ .‬ويشممترط فيهمما شممرطان‪:‬‬
‫الول‪ :‬أن تكممون مملوكممة للسمميد حممال علوقهمما منممه‪ ،‬الثمماني‪ :‬أن ل يتعلممق بهمما حممق لزم للغيممر‪،‬‬
‫فخرجممت المرهونممة إذا أولممدها الراهممن المعسممر بغيممر إذن المرتهممن‪ ،‬فل ينفممذ إيلده إل إن كممان‬
‫المرتهن فرعه ‪ -‬كما بحثه بعضهم ‪ -‬فإن انفك الرهن نفذ في الصح‪ ،‬وخرجممت الجانيممة المتعلممق‬
‫برقبتها مال إذا أولممدها مالكهمما المعسممر‪ ،‬فل ينفممذ إيلده إل إن كممان المجنممي عليممه فممرع مالكهمما‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أي من له فيها ملك( تفسير مراد للمة‪ ،‬وهمو يشممل الممة المشمتركة فينفمذ اسممتيلده فممي‬
‫نصيبه‪ ،‬ويسري إلى نصيب شريكه إن أيسر بقيمته‪ ،‬وإل فل يسري كما تقدم‪) .‬وقمموله‪ :‬وإن قممل(‬
‫أي ملكه الحاصل فيها كسدس‪) .‬قوله‪ :‬ولو كانت مزجة( غاية فمي الممة‪ .‬ولمو أخرهما عمن قموله‬
‫عتقت بموته وجعلها غاية له لكان أولى‪) .‬قوله‪ :‬أو محرمة( هي بضم الميم وفتممح الحمماء وتشممديد‬
‫الراء المفتوحة‪ ،‬عطف على مزوجة من عطف العام على الخاص‪ :‬أي ولو كممانت محرمممة عليممه‬
‫بسبب حيض‪ ،‬أو نفاس‪ ،‬أو إحمرام‪ ،‬أو فممرض صمموم‪ ،‬أو اعتكماف‪ ،‬أو لكمونه قبمل اسمتبرائها‪ ،‬أو‬
‫لكونها محرما له بنسب أو رضاع أو مصاهرة‪ ،‬أو معتمدة‪ ،‬أو مجوسية‪ ،‬أو مرتدة‪) .‬قمموله‪ :‬ل إن‬
‫أحبل الخ( فاعل الفعل وارث‪ ،‬ولفظ أمة مضاف إلى تركة‪ ،‬وهي مضافة إلى مممدين‪ .‬والمممراد بممه‬
‫المورث‪ ،‬أي ل تعتق بالموت إن أحبل وارث معسر أمة مورث مدين‪ ،‬لتعلق حممق الغرممماء بهمما‪،‬‬
‫وقد تقدم أنه يشترط فيها أن ل يتعلق بها حق لزم للغير‪) .‬قوله‪ :‬فولممدت( معطمموف علممى أحبممل‪:‬‬
‫أي أحبلها فولدت‪ .‬قال في التحفة‪ :‬أي في حياة السيد أو بعد موته بمممدة يحكممم بثبمموت نسممبه منممه‪،‬‬
‫وفي هذه الصورة الوجه كما رجحه بعضهم أنها تعتق إلى حين الموت فتملممك كسممبها بعممده‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬تعتق الخ( أي يتبين عتقها من حين الموت‪ ،‬وقيل تعتق من حين الولدة‪) .‬وقوله‪ :‬حيمما أو‬
‫ميتا( أي بشممرط أن ينفصممل جميعممه‪ ،‬فممإن انفصممل بعضممه ولممم ينفصممل بمماقيه لممم تعتممق إل بتمممام‬
‫انفصاله‪ ،‬ولو ولدت أحد توأمين عتقت وإن لم ينممزل الخممر‪) .‬قمموله‪ :‬أو مضممغة( معطمموف علممى‬
‫حيا‪ :‬أي أو ولدت مضغة‪) .‬وقوله‪ :‬مصمورة( أي فيهما صمورة آدممي ظماهرة أو خفيمة أخمبر بهما‬
‫القوابل‪ ،‬ويعتبر أربع منهممن‪ ،‬أو رجلن‪ ،‬أو رجممل وامرأتممان ‪ -‬بخلف ممما لممم يكممن فيهمما صممورة‬
‫آدمي‪ ،‬وإن قلن لو بقيت لتخططت ‪) .-‬قوله‪ :‬عتقت( جواب إذا‪) .‬وقوله‪ :‬بموته( أي ولو بقتلها له‪،‬‬
‫وهذا مستثنى من قوله من استعجل بشئ قبل أوانه عوقب بحرمانه‪ ،‬لتشوف الشمارع إلممى العتممق‪.‬‬
‫وفي البجيرمي‪ :‬قال الشوبري‪) .‬فإن قيل( إذا كانت الوليممة هممي الموجبممة للعتممق فلممم وقممف علممى‬
‫موت السيد ؟‪ .‬قيل‪ :‬لن لها حقا بالولدة وللسيد حقا بالملك‪ ،‬وفممي تعجيممل عتقهمما بممالولدة إبطممال‬
‫لحقه من الكسب والستمتاع‪ ،‬ففي تعليقه بموت السيد حفممظ للحقيممن فكممان أولممى‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬مممن‬
‫رأس المال( متعلق بعتق‪ :‬أي عتقهما يحسممب مممن رأس الممال ل ممن الثلمث سممواء اسممتولدها فممي‬
‫الصحة أو المرض‪ ،‬أو نجز عتقها في مرض موته‪ ،‬ول نظر إلى ما فوته من منافعها الممتي كممان‬
‫يستحقها إلى موته‪ ،‬لن الستيلد‬

‫] ‪[ 383‬‬

‫كالتلف بالكل واللبس وغير ذلك من اللممذات‪ ،‬وبالقيمماس علممى مممن تممزوج امممرأة بمهممر‬
‫مثلها في مرض موته‪) .‬قوله‪ :‬مقدما الخ( حال من العتق‪ :‬أي ويحسب العتق من رأس المال حال‬
‫كونه مقدما على قضاء الديون ولو ل تعالى كالكفارة‪ ،‬ولو على نفوذ الوصايا‪ ،‬ولممو لجهممة عامممة‬
‫كالفقراء‪) .‬قوله‪ :‬وإن حبلت في مرض موته( غايمة فمي حسمبان العتمق ممن رأس الممال وتقمديمه‬
‫على الديون والوصايا‪ :‬أي يحسب من رأس المال‪ ،‬ويقدم على الديون والوصايا‪ ،‬وإن حبلممت فممي‬
‫مرض موته‪ ،‬وإن أوصى بها من الثلث لما مممر وتلغممو وصمميته‪) .‬قمموله‪ :‬كولممدها( أي المسممتولدة‪،‬‬
‫والكاف للتنظير في العتق من رأس المال وتقديمه على الديون والوصايا‪) .‬وقوله‪ :‬الحاصممل( أي‬
‫من غير السيد‪ ،‬أما الحاصل منه فإنه ينعقد حرا‪) .‬قوله‪ :‬بنكمماح( متعلممق بالحاصممل‪) .‬وقمموله‪ :‬بعممد‬
‫وضعها( متعلق بالحاصل‪ .‬وخرج به ولدها الحاصل من غير سيدها قبل أن تضممع ولممدا لسمميدها‪،‬‬
‫فإنه ل يعتق من رأس المال بموت السيد‪ ،‬بل يكون رقيقا يتصرف فيه بما شمماء مممن التصممرفات‪،‬‬
‫لحدوثه قبل استحقاق الحرية للم‪) .‬قوله‪ :‬ولدا للسيد( مفعول وضعها‪) .‬قوله‪ :‬فإنه يعتق من رأس‬
‫المال( أي فإنه يكون مملوكا للسمميد ويعتممق مممن رأس المممال بممموته‪ ،‬لسممريان السممتيلد إليممه‪ :‬أي‬
‫ويقدم على الديون والوصايا‪) .‬قوله‪ :‬وإن ماتت الخ( غايممة فممي كممونه يعتممق مممن رأس المممال‪ :‬أي‬
‫يعتق من رأس المال وإن ماتت أمته قبل موت السيد‪ ،‬لنه حق اسممتحقه فممي حيمماة أمممه فل يسممقط‬
‫بموتها‪ .‬ولو أعتق السيد مستولدته قبل موته لم يعتق ولدها تبعا لها‪ ،‬فإذا مات السيد بعد ذلك عتق‬
‫بممموته‪) .‬قمموله‪ :‬ولممه وطممئ أم ولممد( أي وللسمميد أن يطممأ أم ولممده‪) .‬وقمموله‪ :‬إجماعمما( أي ولخممبر‬
‫الدارقطني‪ :‬أمهات الولد ل يبعن ول يوهبن ول يورثن‪ ،‬يسممتمتع بهمما سمميدها ممما دام حيمما‪ ،‬فممإذا‬
‫مات فهي حرة‪ .‬ومحل جواز وطئها إذا لم يقم بها مانع ككونها محرما‪ ،‬أو مسلمة وهو كممافر‪ ،‬أو‬
‫موطوءة أبيه ونحو ذلك‪) .‬قوله‪ :‬واستخدامها( معطوف على وطئ‪ :‬أي وله استخدامها‪ ،‬أي طلممب‬
‫الخدمة بجميع أنواعها لنها كالقنة في جميع الحكممام ممما لممم تكممن مكاتبممة‪ ،‬وإل امتنممع السممتخدام‬
‫وغيره مما ذكر معه‪) .‬قوله‪ :‬وإجارتها( معطوف أيضا على وطئ‪ :‬أي وله إجارتها‪ :‬أي لغيرها‪،‬‬
‫أما إذا أجرها نفسها فإنه ل يصح‪ ،‬لن الشخص ل يملك منفعة نفسه بعقممد‪ .‬وهممل لهمما أن تسممتعير‬
‫نفسها من سيدها ؟ قياس ما قالوه في الحر أنه لو أجر نفسه وسمملمها ثممم اسممتعارها جمماز أنممه هنمما‬
‫كذلك‪ ،‬ولو مات السيد بعد أن أجرها‪ ،‬انفسخت الجارة‪) .‬قوله‪ :‬وكذا تزويجهمما بغيممر إذنهمما( إنممما‬
‫فصله عما قبله لن فيه خلفا‪ ،‬والصح ما ذكره‪ :‬أي وكذلك للسيد أن يزوجها جممبرا بغيممر إذنهمما‬
‫على الصح‪ ،‬لبقاء ملكه عليها وعلى منافعها‪ ،‬إل إن كان السيد كممافرا وهممي مسمملمة فل يزوجهمما‬
‫هو‪ ،‬بل يزوجها الحاكم لنه ل ولية للكافر على المسلمة‪) .‬قوله‪ :‬ل تمليكها لغيممره( أي ل يجمموز‬
‫للسيد أن يملكها لغيره لنها ل تقبل النقل‪ ،‬وما رواه أبو داود عن جابر رضي ال عنممه قممال‪ :‬كنمما‬
‫نبيع سرارينا أمهات الولد والنبي )ص( حي ل نرى بذلك بأسا أجيممب عنممه بممأنه منسمموخ علممى‬
‫فممرض إطلع النممبي )ص( علممى ذلممك مممع كممونه قبممل النهممي‪ ،‬أو أنممه منسمموب إلممى النممبي )ص(‬
‫استدلل واجتهادا‪ ،‬أي من جابر حيث غلب على ظنممه أن النممبي )ص( اطلممع عليممه وأقممره‪ .‬فيقممدم‬
‫عليه ما نسب إليه )ص( قول ونصا وهو نهيه )ص( عن بيع أمهات الولد في خبر الممدارقطني‬
‫السابق‪ ،‬وهو وإن كان نفيا لفظا لكنه نهي معنى‪) .‬قوله‪ :‬فيحمرم ذلمك( أي تمليكهما لغيمر‪ .‬بمبيع أو‬
‫هبة‪) .‬قوله‪ :‬وكذا رهنها( أي وكذا ل يصح رهنها لما فيه من التسليط على بيعها‪) .‬قوله‪ :‬كولممدها‬
‫التابع لها( أي بأن كان من غير السيد كما مر‪) .‬وقوله‪ :‬في العتق بموت السيد( متعلق بالتابع لها‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فل يصح تمليكه( أي ولدها التابع لها‪ ،‬أي ول رهنه‪ ،‬ويصح استخدامه وإجارته وإعممارته‬
‫وإجباره على النكاح إن كان أنثى ل إن كان ذكرا‪ .‬والحاصل‪ :‬يمتنع على السيد التصرف فيه بما‬
‫يمتنع فيها‪ ،‬ويجوز له التصرف فيه بما يجوز فيها ما عدا الوطئ‪) .‬وقموله‪ :‬ممن غيمره( أي علمى‬
‫غيره أو لغيره‪ ،‬فمن بمعنى على أو اللم‪) .‬وقوله‪ :‬كالم( أي أمه‪ ،‬فإنه ل يصح‬

‫] ‪[ 384‬‬

‫تمليكها لغيره كما صرح به فيما قبل‪) .‬قوله‪ :‬بل لو حكم به( أي بالتمليك‪ ،‬أي صممحته فممي‬
‫الم وولدها التابع لها‪) .‬وقوله‪ :‬نقض( أي لمخالفته الجماع‪ ،‬وممما وقممع الخلف بيممن أهممل القممرن‬
‫الول فقد انقطع وانعقد الجماع على منع التمليك‪) .‬قوله‪ :‬وتصح كتابتها( أي أم الولد لما علمممت‬
‫من بقاء ملكه عليها‪) .‬قوله‪ :‬وبيعها من نفسها( أي ويصح على نفسها لنممه عقممد عتاقممة‪ ،‬وكبيعهمما‬
‫من نفسها هبتها لها وقرضها لنفسها‪ ،‬ويجب عليها في صورة القمرض رد مثلهما الصموري وهمو‬
‫جارية مثلها‪ ،‬فالبيع لها ليس بقيد‪) .‬قوله‪ :‬ولو ادعى ورثممة سمميدها( أي علممى المسممتولدة‪) .‬وقمموله‪:‬‬
‫مال له( أي لسيدها‪) .‬قوله‪ :‬بيدها قبل موته( أي كائنا ذلك المال تحت يدها من قبممل ممموت السمميد‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فادعت تلفه( أي فأقرت به وادعت أنه تلف قبل المموت‪) .‬قموله‪ :‬صممدقت بيمينهما( أي لن‬
‫يدها عليه قبل الموت يد أمانة‪) .‬قوله‪ :‬فإن ادعت تلفه بعممده( أي بعممد الممموت‪) .‬قمموله‪ :‬لممم تصممدق‬
‫فيه( أي في التلف‪ ،‬لن يدها عليه حينئذ يد ضمان‪ ،‬لنه ملك الغير وهي حرة‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفة‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫فيمن أقر بوطئ أمته( مفهوممة أنمه إذا أنكمر ل تصمدق‪) .‬قموله‪ :‬فمادعت المخ( أي وأنكمر همو مما‬
‫ادعته‪) :‬وقوله‪ :‬أسقطت منه ما تصير به أم ولممد( أي كمضممغة تصممورت‪) .‬قمموله‪ :‬بأنهمما تصممدق(‬
‫متعلق بأفتى‪ .‬قال في النهاية‪ :‬وفي فروع ابن القطان‪ :‬لممو قممالت المممة الممتي وطئهمما السمميد ألقيممت‬
‫سقطا صرت به أم ولد‪ ،‬فأنكر السيد إلقاءها ذلك‪ ،‬فمن المصدق‪ ،‬وجهان‪ :‬قال الذرعممي‪ :‬الظمماهر‬
‫أن القول قول السيد لن الصل معه‪ ،‬لسيما إذا أنكر السقاط والعلوق مطلقا‪ .‬وفيما إذا اعممترف‬
‫بالحمل احتمال‪ ،‬والقممرب تصممديقه أيضمما إل أن تمضممي مممدة ل يبقممى الحمممل منتسممبا إليهمما‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬إن أمكمن ذلمك( أي سمقوط حممل منهما تصمير بمه أم ولمد‪ ،‬بمأن أسمقطته بعمد مضمي ممائة‬
‫وعشرين يوما من الوطئ‪) .‬قمموله‪ :‬بيمينهمما( متعلممق بتصممدق‪) .‬قمموله‪ :‬فممإذا مممات عتقممت( أي فممإذا‬
‫صدقناها بيمينها ومات السيد عتقت بموته‪) .‬قوله‪ :‬أعتقنمما الم تعممالى( هممذه الجملممة دعائيممة‪ ،‬فهممي‬
‫خبرية لفظا إنشائية معنى‪ .‬ثم أنه يحتمل أن الشارح قصد نفسه فقط مع تعظيمهمما إظهممارا لتعظيممم‬
‫ال له حيث أهله للعلم‪ ،‬فيكون ممن بماب التحمدث بالنعممة‪ .‬قمال الم تعمالى‪) * :‬وأمما بنعممة ربمك‬
‫فحمدث( *‪ .‬ول ينمافيه أن مقمام المدعاء يقتضمي الذلمة والخضموع‪ ،‬لن الشمخص إذا نظمر لنفسمه‬
‫احتقرها بالنسبة لعظمة ال تعالى‪ ،‬وإذا نظر لتعظيم الم لمه عظمهمما‪ .‬ويحتممل أنمه أراد بممه نفسممه‬
‫وإخوانه المسلمين‪ ،‬وهو أولى لن الدعاء مع التعميم أقرب إلى القبمول‪ ،‬وجميممع مما ذكمر يجمري‬
‫في الجملتين بعد‪ .‬ثم إن المراد بالعتق هنا الخلص‪ ،‬فمعنى أعتقنا ال خلصنا المم‪ ،‬وليممس المممراد‬
‫حقيقته التي هي إزالة الملك عن الدمي‪ ،‬فيكممون فممي الكلم اسممتعارة تبعيممة‪ ،‬وتقريرهمما أن تقممول‬
‫شبه تخليص ال له من النار بمعنى العتق بجامع إزالة الضرر وحصول النفع في كممل‪ ،‬واسممتعير‬
‫العتق من معناه الصلي لتخليص ال له من النار‪ .‬ول تخفى مناسبة هذا الدعاء هنا على بصممير‪،‬‬
‫وفيه إشارة إلى أنه خلص من تأليف هذا الشرح المبارك العميم النفع ففيه من المحسنات البديعيممة‬
‫براعة المقطع‪ .‬وتسمى حسن الختام‪ ،‬وهي التيان في أواخر حسن ابتدائي به أرجو الكلم نظممما‬
‫أو نثرا بما يدل على التمام كقول بعضهم التلخص من نار الجحيم وهذا حسن مختتمي )قوله‪ :‬من‬
‫النار( هي جرم لطيف نوري علوي‪ ،‬وهي في الصممل اسممم لبعيممدة القعمر ‪ -‬كممما فممي القمماموس ‪-‬‬
‫والمراد بها دار العذاب بجميع طبقاتهمما السممبع الممتي أعلهمما جهنممم وتحتهمما لظممى ثممم الحطمممة ثممم‬
‫السعير ثم سقر ثم الجحيم ثم الهاوية‪،‬‬

‫)‪ (1‬سورة الضحى‪ ،‬الية‪.11 :‬‬

‫] ‪[ 385‬‬

‫وباب كل ممن داخمل الخمرى‪ .‬أعاذنما الم والمسملمين منهما‪) .‬قموله‪ :‬وحشمرنا فمي زممرة‬
‫المقربين( الحشر بمعنى الجمع‪ ،‬وفي بمعنى مع‪ ،‬وزمرة ‪ -‬بضم الزاي ‪ -‬بمعنى جماعة‪ .‬ويحتمل‬
‫أن المراد بالحشر الدخول‪ ،‬وفي باقية علممى معناهمما‪ .‬وعلممى كممل فإضممافة زمممرة لممما بعممد للبيممان‪.‬‬
‫والمعنممى علممى الول‪ :‬وجمعنمما مممع جماعممة هممي المقربممون مممن النبيمماء والصممديقين والشممهداء‬
‫والصالحين المذكورين في آية‪) * :‬أولئك مع الذين أنعم ال عليهم( * الممخ‪ .‬وعلممى الثمماني‪ :‬أدخلنمما‬
‫فيهم‪ ،‬والمراد جمعنا معهممم فممي دار السمملم أو أدخلنمما فيهممم‪ ،‬وذلممك لنسممتمتع فممي الجنممة برؤيتهممم‬
‫وزيارتهم والحضور معهم‪ ،‬وإن كان مقرهم في الدرجات العلى بالنسبة إلى غيرهم‪ ،‬ولذلك سبب‬
‫وهو محبتهم واقتفاء آثارهم‪ ،‬لما أخرج الطبراني وابن مردويه وأبممو نعيممم فممي الحليممة‪ ،‬والضممياء‬
‫المقدسي في صفة الجنة‪ ،‬وحسنه عن عائشة رضي ال عنها قالت‪ :‬جمماء رجممل إلممى النممبي )ص(‬
‫فقال‪ :‬يا رسول ال‪ :‬إنك لحب إلي من نفسي‪ ،‬وأنك لحب إلي من ولدي‪ ،‬وأني لكون في البيت‬
‫فأذكرك فما أصبر حتى آتي فأنظر إليك‪ ،‬وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنممك إذا دخلممت الجنممة‬
‫رفعت مع النبيين‪ ،‬وإني إذا دخلت الجنة خشيت أن ل أراك‪ .‬فلم يرد عليه النبي )ص( حتى نممزل‬
‫جبريل بقوله تعالى‪) * :‬ومن يطع الم والرسممول فممأولئك مممع الممذين أنعممم الم عليهممم مممن النممبيين‬
‫والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا( *‪ .‬وفي رواية‪ :‬عن أنمس رضممي الم عنمه‬
‫أن رجل سأل النبي )ص( عن الساعة فقال‪ :‬متى الساعة ؟ قال‪ :‬وما أعممددت لهمما ؟ قممال‪ :‬ل شممئ‬
‫إل أني أحب ال ورسوله‪ .‬فقال‪ :‬أنت مع من أحببت‪ .‬قال أنمس فأنما أحمب النمبي )ص( وأبما بكمر‬
‫وعمر‪ ،‬وأرجو أن أكون معهم‪ .‬والمراد بالمعية في الحديث المممذكور وفممي اليممة الممتردد للزيممارة‬
‫والحضور للتأنس بهم‪ ،‬مع أن مقر كل منهم الدرجات الممتي أعممدها الم لهممم‪ ،‬وليممس المممراد أنهممم‬
‫يكونون في درجة واحدة‪ ،‬لنه يقتضي استواء الفاضل والمفضول في الدرجة‪ ،‬وليس كممذلك‪ ،‬بممل‬
‫يكون كل في درجة‪ .‬ولكن يتمكن من رؤية غيره والتردد إليه‪ .‬اللهم امنحنا حبهممم‪ ،‬واحشممرنا فممي‬
‫زمرتهم آمين‪) .‬وقوله‪ :‬الخيار( جميع خير ‪ -‬بشد الياء وتخفيفها ‪ -‬كأموات جمممع ميممت ‪ -‬مشممددا‬
‫ومخففا ‪ ،-‬وهم الذين اختارهم ال واصطفاهم‪) .‬وقوله‪ :‬البرار( جمع بر‪ ،‬أو بار مممن الممبر وهممو‬
‫الحسان‪ ،‬يقال بره يبره ‪ -‬بفتمح البماء وضممها ‪ -‬فهمو بمر وبمار‪ ،‬وذكمر بعضمهم أن جممع البمار‪:‬‬
‫بررة‪ ،‬وجمع البر أبممرار‪ ،‬والمممراد بهممم الوليمماء والعبمماد والزهمماد‪ ،‬وقيممل المممراد بهممم المؤمنممون‬
‫الصادقون في إيمانهم سموا أبرارا لنهم بروا الباء والبناء والبنات‪ ،‬كما أن لوالديك عليك حقا‪،‬‬
‫كذلك لولدك عليك حقا‪ ،‬فالبر بالباء والمهات الحسان إليهم وإلنة الجانب لهممم‪ ،‬والممبر بالبنمماء‬
‫والبنات أن ل يفعل فيهم ما يكون العقوق‪) .‬قوله‪ :‬وأسكننا الفردوس( أي جعل سممكنانا الفممردوس‪،‬‬
‫وهو أفضمل الجنمان وأوسمعها كمما تقمدم سمببا فمي أول الكتماب‪ ،‬ول بمد ممن تقمدير مضماف قبمل‬
‫الفردوس‪ :‬أي قربه أو جواره‪ ،‬لنه خاص بالمصطفى )ص( كما في شرح منظومممة أسممماء أهممل‬
‫بدر‪) .‬قوله‪ :‬من دار القرار( أي دار استقرار المؤمنين وثباتهم‪ ،‬ومن تبعيضممية متعلقممة بمحممذوف‬
‫حال من الفردوس‪ :‬أي حال كونه بعض دار القرار الذي هو الجنمة‪ ،‬وهمو يفيمد أنهما متعمددة‪ :‬أي‬
‫تحتها أنواع‪ ،‬وهو الذي ذهب إليممه ابممن عبمماس رضممي الم عنهممما كممما تقممدم أيضمما أول الكتمماب‪،‬‬
‫واستدل لذلك بحممديث رواه عممن النممبي )ص( أنممه قممال‪ :‬الجنممان سممبع‪ :‬دار الجلل‪ ،‬ودار السمملم‪،‬‬
‫وجنة عدن‪ ،‬وجنة المأوى‪ ،‬وجنة الخلد‪ ،‬وجنة الفردوس‪ ،‬وجنة النعيم‪ .‬وذهممب بعضممهم إلممى أنهمما‬
‫واحدة‪ ،‬والسماء كلها صادقة عليها‪ ،‬إذ يصدق عليها جنة عدن أي إقامة‪ ،‬ودار السلم لسمملمتهم‬
‫فيها من كل خوف وحزن‪ ،‬ودار لخلودهم فيها وهكذا‪ ،‬وعليه فمن بيانية‪ ،‬أي الفردوس الممذي هممو‬
‫دار القرار‪) .‬قوله‪ :‬ومن علي( يطلق المن على النعام والحسان ابتداء مممن غيممر حسمماب‪ ،‬ومنممه‬
‫قوله تعالى‪) * :‬لقد من ال على المؤمنين( * الية‪ .‬ويطلممق علممى تعممداد النعممم كقولممك‪ :‬فعلممت مممع‬
‫فلن كذا وكذا‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪) * :‬ل تبطلوا صدقاتكم بالمن والذى( *‪ .‬وهو حرام إل من ال م‬
‫والنبي والصل والشيخ‪ .‬والمراد به هنا الول وإن كان الثاني يصح إطلقممه علممى المم‪ :‬أي أنعممم‬
‫علي وأحسن إلي تفضل منه ل وجوبا عليه‪ .‬وفي تعبيره هنا بعلي وتعبيره فيما قبله بنا دليل‬

‫)‪ (1‬سورة مريم‪ ،‬الية‪ (2) .58 :‬سورة النساء‪ ،‬الية‪ (3) .69 :‬سورة آل عمران‪ ،‬الية‪ (4) .164 :‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪:‬‬
‫‪.264‬‬

‫] ‪[ 386‬‬

‫على أن المراد بمدلولها الحتممال الثماني ممن الحتممالين الممارين عنمد قموله أعتقنما الم‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬في هذا التأليف( أي الذي هو الشرح مع الصل إذ كلهما له‪) .‬وقوله‪ :‬وغيره( أي غيممر‬
‫هذا التأليف من بقية مؤلفاته‪) .‬وقوله‪ :‬بقبمموله( الولممى بقبولهممما بضمممير التثنيممة العممائد علممى هممذا‬
‫التأليف وغيره‪ ،‬وإن كان يصح إرادة المذكور‪ ،‬ومثله يقال في الضمائر بعد‪) .‬قوله‪ :‬وعموم النفع‬
‫به( مطعوف على قبوله‪ ،‬وإضافة عموم إلى ما بعده من إضافة الصفة للموصوف‪ :‬أي ومن علي‬
‫بالنفع العام به‪ :‬أي إيصال الثواب بسببه لن النفع إيصال الخير للغير‪) .‬قوله‪ :‬وبممالخلص فيممه(‬
‫معطوف على قبوله أيضا‪ :‬أي ومن علي بالخلص فيه‪ :‬أي من المور التي تعموقه عمن القبمول‬
‫كالرياء والسمعة وحب الشهرة والمحمدة‪) .‬واعلم( أن مراتب الخلص ثلث‪ :‬الولممى‪ :‬أن تعبممد‬
‫ال طلبا للثواب وهربا من العقاب‪ ،‬الثانية‪ :‬أن تعبده لتتشرف بعبممادته والنسممبة إليممه‪ ،‬والثالثممة‪ :‬أن‬
‫تعبد ال لذاته ل لطمع في جنته ول لهمرب ممن نماره ‪ -‬وهمي أعلهما ‪ -‬لنهما مرتبمة الصمديقين‪،‬‬
‫ولذلك قالت رابعة العدوية رضي ال عنهما‪ :‬كلهمم يعبمدوك ممن خموف نمار ويمرون النجماة حظما‬
‫جزيل أو بأن يسكنوا الجنان فيحظوا بقصور ويشربوا سلسبيل ليس لي في الجنان والنار حظأنمما‬
‫ل أبتغي بحبي بديل وكلمه صادق بكل من المراتب الثلث‪ ،‬لكن بقطع النظر عن التعليممل بعممد‪،‬‬
‫أما بالنظر إليه فيكون خاصا بالمرتبة الولى‪) .‬قوله‪ :‬ليكون( أي ما ذكر من هذا التأليف وغيره‪،‬‬
‫والمراد جزاؤه وهو علة طلبه من ال أن يمن عليه في هذا التأليف وغيره بالقبول الممخ‪) .‬وقمموله‪:‬‬
‫ذخيرة( أي ذخرا‪ ،‬وهو ما أعددته لوقت الحاجة ممن الشمئ النفيمس‪ ،‬والممراد بمه هنما جمزاء همذا‬
‫التأليف وغيره على سبيل المجمماز‪ ،‬فشممبه جممزاء هممذا التممأليف بالشممئ النفيممس المممدخر إلممى وقممت‬
‫الحاجة بجامع النتفاع بكل‪) .‬قوله‪ :‬إذا جاءت الطامة( هي إسممم مممن أسممماء يمموم القيامممة‪ ،‬سممميت‬
‫بذلك لنها تطم كل شئ‪ :‬أي تعلوه لعظم هولها‪) .‬قوله‪ :‬وسببا( معطوف على ذخيرة‪ ،‬والسبب في‬
‫الصل الحبل قال تعالى‪) * :‬فليمدد بسبب إلى السماء( * ثم أطلق على كل شممئ يتوصممل بمه إلممى‬
‫أمر من المور‪ ،‬فيكون مجازا بالستعارة إن جعلت العلقممة المشممابهة فممي التوصممل فممي كممل‪ .‬أو‬
‫مجممازا مرسممل إن جعلممت علقتممه الطلق والتقييممد‪) .‬قمموله‪ :‬لرحمممة ال م الخاصممة( أي لعبمماده‬
‫المؤمنين في الخممرة‪) .‬وقمموله‪ :‬والعامممة( أي فممي الممدنيا لعبمماده المممؤمنين والكممافرين‪ ،‬وللطممائعين‬
‫والعاصين‪ .‬قال في حاشية الجمل‪ :‬وفي الخطيب‪ :‬ورحمتي وسعت كممل شممئ‪ .‬أي عمممت وشممملت‬
‫كل شئ من خلقي في الدنيا‪ ،‬مما ممن مسملم ول كمافر ول مطيمع ول عماص إل وهمو متقلمب فممي‬
‫نعمتي‪ ،‬وهذا معنى حديث أبي هريرة في الصممحيحين‪ :‬إن رحمممتي سممبقت غضممبي وفممي روايممة‪:‬‬
‫غلبت غضبي وأما في الخرة فقال‪ :‬فسأكتبها للذين يتقون الخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬الحاصل رحمة الم تعممم الممبر‬
‫والفاجر في الدنيا‪ ،‬وتخص المؤمنين في الخرة‪) .‬واعلم( أنه ينبغي لكممل شممخص أن يرحممم أخمماه‬
‫عمل بحديث‪ :‬الراحمون يرحمهم الرحمن‪ .‬قال كعب الحبار‪ :‬مكتمموب فممي النجيممل‪ :‬يمما ابممن آدم‬
‫كما ترحم كذلك ترحم‪ ،‬فكيف ترجو أن يرحمك ال وأنت ل ترحم عباد الم ؟ ومممما يعممزى لبممن‬
‫حجر رحمه ال تعال كما تقدم أول الكتاب‪ :‬إرحم هممديت جميممع الخلممق إنممك ممما رحمممت يرحمممك‬
‫الرحمن فاغتنما‬

‫)‪ (1‬سورة الحج‪ ،‬الية‪.15 :‬‬

‫] ‪[ 387‬‬

‫وله أيضا‪ :‬إرحم عباد ال يرحمك الذي عم الخلئق جوده ونممواله الراحمممون لهممم نصمميب‬
‫وافرمن رحمة الرحمن جل جلله اللهم يمما رحمممن ارحمنمما‪ ،‬واجعلنمما مممن الراحميممن بجمماه سمميدنا‬
‫محمد سيد الولين والخرين‪) .‬قوله‪ :‬الحمد ل الخ( لما كان تمام التأليف من النعم حمد ال م عليممه‬
‫كما حمده على ابتدائه‪ ،‬فكأنه قال‪ :‬الحمد ل الذي أقدرني على إتممامه كممما أقممدرني علمى ابتمدائه‪.‬‬
‫واختار الجملة السمية لفادتها الدوام المناسب للمقممام‪) .‬وقمموله‪ :‬حمممدا( مفعممول مطلممق منصمموب‬
‫بمثله‪ ،‬وهو الحمد الواقع مبتدأ‪) .‬وقوله‪ :‬يمموافي نعمممه( أي يقابلهمما بحيممث يكممون بقممدرها‪ ،‬فل تقممع‬
‫نعمة إل مقابلة بهذا الحممد‪ ،‬بحيمث يكمون الحممد بمإزاء جميمع النعمم‪ ،‬وهمذا علمى سمبيل المبالغمة‬
‫بحسب ما ترجاه‪ ،‬وإل فكل نعمة تحتمماج إلممى حمممد مسممتقل‪) .‬وقمموله‪ :‬ويكممافئ( بهمممزة فممي آخممره‬
‫بمعنى يساوي‪) .‬وقوله‪ :‬مزيده( مصدر ميمممي‪ ،‬والضمممير لم تعممالى‪ :‬أي يسمماوي الحمممد ممما زاده‬
‫تعالى من النعممم‪ .‬والمعنممى أن المؤلممف ترجممى أن يكممون الحمممد الممذي أتممى بممه موفيمما بحممق النعممم‬
‫الحاصلة بالفعل‪ ،‬ومساويا بما يزيده منها في المستقبل‪ .‬واعلم أن أفضل المحامد هذه الصيغة لممما‬
‫ورد‪ :‬إن ال لما أهبط أبانا آدم إلى الرض قال‪ :‬يا رب علمني المكاسب وعلمني كلمة تجمع لممي‬
‫فيها المحامد‪ ،‬فأوحى ال إليه أن قل ثلثا عند كمل صمباح ومسماء‪ :‬الحممد لم حممدا يموافي نعممه‬
‫ويكافئ مزيده‪ .‬ولهذا لو حلف إنسان ليحمدن ال بمجامع المحامد بر بذلك‪ .‬وقال بعض العارفين‪:‬‬
‫الحمد ل ثمانية أحرف كأبواب الجنة‪ ،‬فمن قالها عن صفاء قلب‪ ،‬إستحق أن يدخل الجنة من أيهمما‬
‫شاء‪) .‬قوله‪ :‬وصلى ال وسلم الخ( أي اللهم صل وسلم‪ ،‬فهي جملممة خبريممة لفظمما إنشممائية معنممى‪،‬‬
‫وأتى بالفعلين بصيغة الماضي رجاءا التحقق حصممول المسممؤول‪ .‬وقممد تقممدم الكلم علممى الصمملة‬
‫والسلم في خطبة الكتاب فارجع إليه إن شئت‪) .‬وقوله‪ :‬أفضل صلة( نائب عن المفعول المطلق‬
‫لصلى‪ :‬أي صلى ال عليه صلة موصوفة بكونها أفضل الصلوات الصادرة منك على خلقك‪ ،‬أو‬
‫الصادرة منهم على النبياء والمرسلين‪) .‬وقوله‪ :‬وأكمل سلم( نائب عن المفعممول المطلممق أيضمما‬
‫لقوله وسلم‪ :‬أي وسلم عليه سلما موصوفا بكونه أكممل السمملم‪ :‬أي التحيمة الصممادرة منممك علمى‬
‫خلقك‪ ،‬أو من خلقك على النبيماء والمرسملين‪) .‬قموله‪ :‬علمى أشمرف مخلوقماته( متعلمق بكمل ممن‬
‫صلى وسلم‪ ،‬أي صلى ال وسمملم علممى أفضممل المخلوقممات‪ ،‬أي علممى الطلق كممما قممال صمماحب‬
‫الجوهرة‪ :‬وأفضل الخلق على الطلق نبينما فممل عمن الشمقاق )وقموله‪ :‬محممد( بمالجر بمدل ممن‬
‫أشرف‪ ،‬ويصح رفعه على أنمه خمبر مبتمدأ محمذوف‪ ،‬ونصمبه علمى أنمه مفعمول لفعمل محمذوف‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وآله( معطوف على أشرف‪ ،‬والضمير يعود علممى محمممد‪ :‬أي وصمملى الم وسمملم علممى آل‬
‫محمد‪ ،‬أي أتباعه‪ ،‬ولو عصاة لن المقام مقممام دعمماء‪ .‬والعاصممي أحمموج إلممى الممدعاء مممن غيممره‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وأصحابه( معطوف على أشرف‪ ،‬والضمير يعود على سيدنا محمد‪ :‬أي وصلى ال وسمملم‬
‫على أصحابه‪ ،‬وهو جمع صاحب‪ ،‬والمراد به صاحب النبي )ص(‪ ،‬وهو من اجتمع بنبينمما )ص(‬
‫إجتماعا متعارفا مؤمنا به‪ ،‬ولو أعمى وغير مميز‪ .‬فإن قلت‪ :‬لم قدم الل على الصممحاب مممع أن‬
‫فيهم من هو أشرف النام بعد المصطفى )ص( وهممو أبممو بكممر‪ .‬فممالجواب أن الصمملة علممى الل‬
‫ثبتت بالنص في قوله )ص( قولوا‪ :‬اللهم صل على محمد وآله الحديث‪ ،‬وعلمى الصمحب بالقيماس‬
‫على الل‪ ،‬فاقتضى ذلك التقدم‪.‬‬

‫] ‪[ 388‬‬

‫)قوله‪ :‬وأزواجه( معطوف أيضمما علممى أشممرف‪ ،‬والضمممير يعممود علممى سمميدنا محمممد‪ ،‬أي‬
‫وصلى ال علمى أزواجمه‪ ،‬وهمو جممع زوج يقمال للرجمل والممرأة‪ ،‬ويقمال للممرأة أيضما زوجمة‪.‬‬
‫والمراد هنا نساؤه )ص( الطاهرات المطهمرات اللتممي اختممارهن الم تعمالى لنممبيه وخيممرة خلقمه‬
‫ورضيهن أزواجا له في الدنيا والخرة حتى استحققن أن يصلي عليهن مع )ص(‪ ،‬وأنزل ال في‬
‫شأنهن ما أنزل من إيتائهن أجورهن مرتين‪ ،‬وكونهن لسن كأحممد مممن النسمماء‪ :‬ا‍ه‪ .‬شممرح الممدلئل‬
‫للفاسي‪) .‬قوله‪ :‬عدد الخ( منصوب على النيابة عن المصدر لصلى وسلم‪ :‬أي صلى وسمملم صمملة‬
‫وسلما عددهما مساو لعدد ما ذكر‪) .‬وقوله‪ :‬معلوماته( أي ال سبحانه وتعممالى‪ :‬أي ممما تعلممق بممه‬
‫علم ال تعالى من الواجبات والجائزات والمسممتحيلت‪) .‬قمموله‪ :‬ومممداد كلممماته( أي المم‪ ،‬قممال فممي‬
‫شرح الدلئل‪ .‬مداد ‪ -‬بكسر الميم ‪ -‬وهو ما يكثر به ويزاد‪ ،‬قال فممي المشممارق‪ :‬أي قممدرها‪ .‬وقممال‬
‫السيوطي في الدر النثير في تلخيص نهاية ابن الثير‪ :‬أي مثل عددها‪ .‬وقيل‪ :‬قدر ما يوازنها فممي‬
‫الكثرة بمعيار كيل‪ ،‬أو وزن‪ ،‬أو عدد‪ ،‬أو ما أشبهه من وجوه الحصر والتقدير‪ ،‬وهذا تمثيل يممراد‬
‫به التقريب لن الكلم ل يدخل في الكيممل‪ ،‬والمموزن بممل فممي العممدد‪ .‬ا‍ه‪) .‬قمموله‪ :‬وحسممبنا المم( أي‬
‫كافينا ال‪ ،‬فحسب بمعنى كافي‪ ،‬فهو بمعنى إسم الفاعل‪ ،‬وهو خبر مقدم‪ ،‬وال مبتدأ مؤخر‪ .‬وقيممل‬
‫إن حسب إسم فعل بمعنى يكفي وال فاعله‪ ،‬والمعنى على الول ال كافينمما‪ ،‬وعلممى الثمماني يكفينمما‬
‫ال‪ .‬قال ال تعالى‪) * :‬ومن يتوكل على ال فهو حسبه( *‪ .‬فمنى اكتفى بال كفاه‪ ،‬وأعطمماه سممؤاله‬
‫ومناه‪ ،‬وكشف همه‪ ،‬وأزال غمه‪ ،‬كيف ل ومن التجأ إلى ملك من الملوك حفظه وسلك به أحسممن‬
‫السلوك ؟ فالولى بذلك من يحتسب رب العالمين ويكتفي بممه عممن الخلممق أجمعيممن‪) .‬قمموله‪ :‬ونعممم‬
‫الوكيل( أي ال‪ ،‬فالمخصوص بالمدح محممذوف‪ ،‬والجملممة معطوفممة علممى جملممة حسممبنا المم‪ ،‬مممن‬
‫عطف النشاء على النشاء‪ ،‬إن جعلنا جملة حسبنا ال لنشاء الحتسماب‪ ،‬فممإن جعلناهمما للخبممار‬
‫كان من عطف النشماء علمى الخمبر‪ ،‬وفمي جموازه خلف‪ ،‬والكمثرون علمى منعمه‪ .‬ولمذلك قمال‬
‫بعضممهم‪ :‬وعطفممك النشمما علممى الخبممار وعكسممه فيممه خلف جمماري فممابن الصمملح وابممن مالممك‬
‫أبواجوازه فيه وبالجل اقتمدوا وجموزته فرقمة قليلمة وسميبويه وارتضمى دليلمه ثمم إن وكيمل فعيمل‬
‫بمعنى مفعول‪ ،‬وقيل إنه بمعى فاعل‪ .‬والمعنى على الول‪ :‬ونعم الموكول إليه المممر‪ ،‬لن عبمماده‬
‫وكلوا أمورهم إليه‪ ،‬واعتمدوا في حوائجهم عليه‪ .‬والمعنى على الثاني‪ :‬ونعم القائم على خلقه بممما‬
‫يصلحهم‪ ،‬فوكل أمور عباده إلى نفسه وقام بها فرزقهم وقضى حوائجهم ومنحهم كل خيممر ودفممع‬
‫عنهم كل ضير‪ .‬للهم اجعلنا من المعتمدين عليك‪ ،‬المفوضين جميع أمورنا إليك‪) .‬قوله‪ :‬ول حول‬
‫ول قوة إل بال( أي ل تحول عن معصية ال إل بطاعة ال‪ ،‬ول قوة على طاعة ال م إل بمعونممة‬
‫ال‪) .‬وقوله‪ :‬العلي( أي الرفيع فوق خلقه وليس فوقه شئ‪ ،‬فممالمراد بممه علممو قممدر ومنزلممة‪ ،‬وقيممل‬
‫العلي بالملك والسلطنة والقهر‪ ،‬فل أعلى منه أحد‪) .‬وقوله‪ :‬العظيم( أي شممأنه وقممدره‪ .‬واعلممم أنممه‬
‫جاء في فضائل ل حول ول قوة إل بال العلي العظيم شئ كثير‪ ،‬فمن ذلك ممما أخرجممه الطممبراني‬
‫وابن عساكر عن ابن عباس رضي ال عنهما أنه قال‪ :‬قال رسول ال )ص(‪ :‬أكثروا من قممول ل‬
‫حول ول قوة إل بال العلي العظيم فإنها كنز من كنوز الجنة‪ ،‬وفيها شفاء من تسعة وتسعين داء‪،‬‬
‫أيسرها الهم‪ .‬وفي رواية‪ :‬أكثروا من ذكر ل حول ول قوة إل بممال فإنهمما تممدفع عمن قائلهمما تسممعة‬
‫وتسعين بابا من الضرر أدناها الهم‪ .‬ومن ذلك ما أخرجه الطبراني وابن عساكر عن أبي هريممرة‬
‫رضي ال عنه أنه قال‪ :‬قال رسول ال )ص(‪ :‬من أبطأ عليه رزقه فليكثر مممن قممول ل حممول ول‬
‫قوة إل بال العلي العظيم‪ .‬وفي رواية البخاري ومسلم‪ :‬أنها كنز من كنمموز الجنممة‪ .‬ومممن ذلممك ممما‬
‫رواه إبن أبي الدنيا بسنده إلى رسول ال )ص( أنه قال‪ :‬من قال في كل يوم ل حممول ول قمموة إل‬
‫بال العلي العظيم مائة مرة لم يصبه الفقر أبدا‪ .‬ومن ذلك‬

‫)‪ (1‬سورة الطلق‪ ،‬الية‪.3 :‬‬

‫] ‪[ 389‬‬

‫ما روي‪ :‬أن عوف بن مالك الشجعي رضي ال عنه أسر المشركون ابنا له يسمى سممالما‬
‫فأتى رسول ال )ص( فقال‪ :‬يمما رسممول الم أسممر ابنممي‪ ،‬وشممكى إليممه الفاقممة‪ ،‬فقممال عليممه الصمملة‬
‫والسلم ما أمسى عند آل محمد المد‪ ،‬فاتق ال واصبر‪ ،‬وأكثر من قول ل حول ول قوة إل بممال‬
‫العلي العظيم‪ .‬ففعل‪ ،‬فبينما هو في بيته إذ قرع ابنه الباب ومعه مائة من البل غفممل عنهمما العممدو‬
‫فاستاقها‪ .‬وفي الفشني على الربعين النووية‪ :‬ومن الدعية المستجابة أنه إذا دخل بالشخص أمممر‬
‫ضيق‪ ،‬يطبق أصابع يده اليمنى ثم يفتحها بكلمة ل حول ول قوة إل بال العلي العظيممم‪ .‬اللهممم لممك‬
‫الحمد‪ ،‬ومنك الفرج‪ ،‬وإليك المشتكى‪ ،‬وبك المستعان‪ .‬ول حممول ول قمموة إل بممال العلممي العظيممم‪.‬‬
‫وهي فائدة عظيمة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وبالجملة فل حول ول قوة إل بال العلي العظيم لها تأثير عظيم في طمرد‬
‫الشياطين والجن‪ ،‬وفي جلب الرزق والغنى‪ ،‬والشفاء وتحصيل القوة‪ ،‬ودفع العجممز‪ ،‬وغيممر ذلممك‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬يقول المؤلف الخ( هذه الجملة يحتمل أن تكون من المؤلممف‪ ،‬ويكممون جاريمما علممى طريقممة‬
‫اللتفات‪ ،‬إذ حقه أن يقول أقول كما في قول ابن مالك في أول ألفيتممه‪ :‬قممال محمممد هممو ابممن مالممك‬
‫ويحتمل أن تكون من بعض الطلبة أدخلها على قول المؤلف فرغت الممخ‪ ،‬والول أقممرب‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫عفا ال عنه الخ( جملة دعائية‪) .‬قوله‪ :‬فرغت الخ( الجملة مقول القممول‪) .‬قمموله‪ :‬ضممحوة( ظممرف‬
‫متعلق بفرغت‪ ،‬وهي بفتح الضاد وسكون الحماء‪ ،‬مثمل قريممة‪ ،‬والجممع ضممحى‪ :‬مثمل قممرى‪ .‬اسمم‬
‫للوقت‪ ،‬وهو من إرتفمماع الشمممس كرمممح إلممى المزوال‪) .‬قموله‪ :‬الرابممع والعشمرين( بمدل مممن يمموم‬
‫الجمعة‪) .‬وقوله‪ :‬من شهر رمضان( متعلق بمحذوف حال من الرابممع والعشممرين‪ :‬أي حممال كممون‬
‫الرابع والعشرين كائنا من شهر رمضان وفي المصباح‪ :‬أن رجب الشممهر مصممروف‪ ،‬وإن أريممد‬
‫به معين‪ ،‬وأما باقي الشهور فجمادي ممنوع للف التأنيث وشممعبان ورمضممان للعلميممة والزيممادة‪،‬‬
‫والباقي مصروف‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬المعظم( صفة لشهر رمضان‪) .‬وقوله‪ :‬قدره( نائب فمماعله‪) .‬قمموله‪:‬‬
‫سنة الخ( متعلق بمحذوف حال من شهر رمضان‪ :‬أي حال كونه كائنمما فممي سممنة إثنممتين وثمممانين‬
‫وتسعمائة من هجرة النبي )ص( )قوله‪ :‬وأرجو ال( الرجاء بالمد تعلق القلب بمرغمموب فيممه مممع‬
‫الخذ في السباب‪ ،‬فإن لم يكن معه أخذ في السباب فطمع وهو مذموم‪ ،‬وأما الرجا بالقصر فهو‬
‫الناحية‪ .‬والول هو المراد هنا‪ .‬والمعنى أطلب وأؤمل أمل من ال أن يقبل هذا الشرح الخ‪ ،‬وإنما‬
‫أعاد طلب ما ذكر مع أنممه قممد طلبممه أول بقمموله أعتقنمما الم الممخ‪ ،‬لن الم سممبحانه وتعممالى يحممب‬
‫الملحين في الدعاء كما جاء في الحديث‪) .‬وقوله‪ :‬سبحانه وتعالى( لما ذكممر السممم الكريممم ناسممب‬
‫أن يأتي بما ذكر‪ ،‬لنه يطلب من العبد أنه متى ذكر المولى أتى بما يدل على تنزيهه عما ل يليق‬
‫به‪ .‬ومعنى سبحانه‪ :‬تنزهه عن كل ما ل يليق بجلله‪ ،‬ومعنممى تعممالى‪ :‬تباعممد وارتبممع عممما يقمموله‬
‫الظالمون من اتخاذ الولد‪ ،‬أو الشريك‪ ،‬أو نحو ذلك‪) .‬قوله‪ :‬أن يقبلممه( أي هممذا الشممرح والمصممدر‬
‫المؤول من أن والفعل مفعول أرجو‪) .‬قوله‪ :‬وأن يعم النفع به( أي وأرجو ال أن يعممم النفممع بهممذا‬
‫الشرح‪ .‬وقد أجاب ال المؤلف بعين ما طلب فعممم النفممع بالشممرح المممذكور شممرقا وغربمما‪ ،‬وشمماما‬
‫ويمنا‪ ،‬وذلك لنه رضي ال عنه كان من أكابر الصوفية‪ ،‬وكان مجاب الدعوى رضممي ال م عنممه‬
‫ونفعنا بتراب أقدامه آمين‪) .‬قوله‪ :‬ويرزقنا( بالنصب عطف على يقبله‪ :‬أي وأرجو ال أن يرزقنمما‬
‫الخلص في هذا الشرح‪ .‬وقد تقدم الكلم عليممه آنفمما‪) .‬قمموله‪ :‬ويعيممذنا بممه( بالنصممب أيضمما علممى‬
‫يقبله‪ :‬أي وأرجو ال أن يجيرنا‪ :‬أي ينقذنا بسبب هذا الشرح من الهاوية‪ :‬أي نار جهنم أعاذنا ال م‬
‫والمسلمين منها‪) .‬قوله‪ :‬ويدخلنا به الممخ( بالنصممب أيضمما عطممف علممى يقبلممه‪ :‬أي وأرجممو الم أن‬
‫يدخلنا بسببه في جنة عالية‪ :‬أي عالية المكان مرتفعة على غيرها مممن المكنممة‪ ،‬أو عاليممة القممدر‪،‬‬
‫لن فيها ما تشتهيه النفس وتلذ العين‪ .‬لحرمنا ال والمسلمين منها‪) .‬قوله‪ :‬وأن يرحم الممخ( أي‬
‫وأرجو ال سبحانه وتعالى أن يرحم الخ‪:‬‬

‫] ‪[ 390‬‬

‫وهذا دعاء من المؤلف لمن نظر الخ‪) .‬قوله‪ :‬نظممر بعيممن النصمماف إليممه( أي نظممر بعيممن‬
‫العدل إلى هذا الشرح‪ .‬وفي الكلم استعارة بالكناية حيممث شممبه العممدل بإنسممان ذي عيممن‪ ،‬وحممذف‬
‫المشبه به ورمز له بشئ من لوازمه وهو عين‪ ،‬وفيه تنبيه على أن من نظر إليه بعيممن الجممور ل‬
‫يدخل في دعاء المؤلف المذكور‪ ،‬وأنه ل اعتداد به‪) .‬قوله‪ :‬ووقف الخ( معطوف علممى نظممر‪ :‬أي‬
‫ورحم ال امرأ وقف على خطأ في شرحي هذا فأطلعني عليه‪ ،‬وهذا تواضع مممن المؤلممف رحمممه‬
‫ال تعالى‪ ،‬حيث اعترف بأن شرحه هذا لم يأمن عدم وقمموع الخطممأ فيممه‪) .‬قمموله‪ :‬أو أصمملحه( أي‬
‫أصمملح ذلممك الخطممأ‪ ،‬وهممذا إذن مممن المؤلممف لمممن يكممون أهل أن يصمملح ذلممك الخطممأ‪ .‬والمممراد‬
‫بالصلح أن يكتب على الهامش لعله كذا‪ ،‬أو الصواب كذا‪ .‬وليس المراد أن يغير ما في الشممرح‬
‫على الحقيقة ويكتب بدله‪ ،‬لن ذلك ل يجوز‪ ،‬فإنه لو فتح باب ذلك لدى إلممى عممدم الوثمموق بشممئ‬
‫من كتب المؤلفين‪ ،‬وذلك لن كل من طالع وظهر له شئ غير ما هو مقرر في الكتاب غيره إلممى‬
‫غيره‪ ،‬ويجئ من بعده ويفعل مثل فعله‪ ،‬وهكذا فحينئذ ل يوثق بنسبة شئ إلى المؤلفين‪ ،‬لحتمممال‬
‫أن ما وجد مثبتا في كلمهم يكون من إصلح بعض من وقف على كتبهم‪ .‬قاله ع ش فممي كتممابته‬
‫على خطبة النهاية‪ ،‬وقال أيضا فيها‪ :‬ليس كل اعتراض سممائغا مممن المعممترض‪ ،‬وإنممما يسمموغ لممه‬
‫اعتراض بخمسة شروط كما قاله البشيطي وعبارته‪ :‬ل ينبغي لمعترض اعتراض إل باسممتكمال‬
‫خمسة شروط‪ ،‬وإل فهو آثم مع رد إعتراضه عليه‪ :‬كون المعترض أعلممى أو مسمماويا للمعممترض‬
‫عليه‪ ،‬وكونه يعلم أن ما أخذه من كلم شخص معروف‪ ،‬وكونه مستحضممرا لممذلك الكلم‪ ،‬وكممونه‬
‫قاصدا للصواب فقط‪ ،‬وكون ما اعترضه لم يوجد له وجمه فممي التأويممل إلممى الصممواب‪ .‬ا‍ه‪ .‬أقممول‬
‫وقد يتوقف في الشرط الول‪ ،‬فإنه قد يجري ال علممى لسممان مممن هممو دون غيممره بمراحممل ممما ل‬
‫يجريه على لسان الفضل‪ .‬ا‍ه‪ .‬واعلم أنه ل بد في الصلح من التأمل وإمعان النظر‪ ،‬فل يهجممم‬
‫ببادئ الرأي علمى التخطئة‪ .‬ومما أحسمن مما قماله الخضمري فمي نظمم المنطمق‪ :‬وأصملح الفسماد‬
‫بالتأمل وإن بديهة فل تبدل إذ قيل كم مزيف صحيحالجل كون فهمه قبيحا )قوله الحمد ل م الممخ(‬
‫أي الثناء بالجميل مستحق ل رب العالمين‪ .‬وحمد ثانيا تنبيها إلى أنه ينبغي الكثار من الحمد‪ ،‬إذ‬
‫نعم ال على عبده في كل لحظة ل تنقطممع‪ ،‬وليكممون شمماكرا ربممه علممى إلهممامه للحمممد الول‪ ،‬لن‬
‫إلهامه إياه نعمة تحتاج إلى الشكر عليها‪ ،‬وأيضا فيه إشارة إلى القبول‪ ،‬لن ختم الدعاء به علمة‬
‫على إجابته‪) .‬قوله‪ :‬اللهم صل وسلم( لما أعمماد الحمممد لم ناسممب أن يعيممد الصمملة والسمملم علممى‬
‫رسول ال تبركا بهما ولقمموله تعممالى‪) * :‬ورفعنمما لممك ذكممرك( * أي ل أذكممر إل وتممذكر معممي يمما‬
‫محمد‪ ،‬وإشارة إلى القبول لن ختم الدعاء بهما علمة على إجابته‪) .‬وقوله‪ :‬كلممما ذكممرك وذكممره‬
‫الذاكرون وغفل عن ذكرك وذكره الغافلون( هذه رواية‪ ،‬ويممروى أيضمما‪ :‬كلممما ذكممرك الممذاكرون‬
‫وغفل عن ذكره الغافلون‪ ،‬بذكر الذكر مرة في جانب الذاكرين ومرة فممي جممانب الغممافلين‪ .‬وهممذه‬
‫الرواية الثانية سمع فيها إحتمالت أربع‪ .‬الول‪ :‬ما ذكر من كونه بكاف الخطاب في الول وهاء‬
‫الغيبة في الثانية‪ ،‬الحتمال الثاني‪ :‬عكس هذا‪ ،‬وهمو بهماء الغيبمة فممي الول وكمماف الخطمماب فممي‬
‫الثاني‪ ،‬الحتمال الثالث بكاف الخطاب فيهممما‪ ،‬الحتمممال الرابممع‪ :‬بهمماء الغيبممة فيهممما‪ .‬والحتمممال‬
‫الول منها أولى لن الذاكرين ل أكثر من الغممافلين عنممه‪ ،‬والغممافلين عممن النممبي )ص( أكممثر مممن‬
‫الذاكرين له‪ ،‬إذ المؤمنون بالنسبة للكافرين كالشعرة البيضاء في الثور السود‪ ،‬وذكر الكثر مممن‬
‫جانب ال والكثر في جانب النبي )ص( أبلغ في كثرة الصلة‬

‫)‪ (1‬سورة الشرح‪ ،‬الية‪.4 :‬‬

‫] ‪[ 391‬‬

‫عليه )ص(‪ .‬ثم أنه يحتمل أن يكون المراد من الذكر القلبي وهو الستحضار‪ ،‬ويحتمل أن‬
‫يكون المراد منه اللساني‪ ،‬والمراد بالغفلة على الول النسيان‪ ،‬وعلى الثماني السمكوت كمما يؤخمذ‬
‫من شرح الدلئل‪ .‬واعلم‪ :‬أن أول من صلى بهذه الصيغة المممام الشممافعي رضممي الم عنممه‪ .‬قممال‬
‫محمد بن عبد الحكم‪ :‬رأيت الشافعي رضي ال عنه في المنام فقلت له‪ :‬ما فعل ال بممك يمما إمممام ؟‬
‫قال رحمني وغفر لي وزفت إلي الجنة كما تزف العروس‪ .‬فقلت‪ :‬بماذا بلغت هذا الحممال ؟ قممال‪:‬‬
‫بما في كتاب الرسالة من الصلة على رسول ال )ص(‪ ،‬قال‪ ،‬وقلت‪ :‬كيممف تلممك الصمملة ؟ قممال‪:‬‬
‫اللهم صل على سمميدنا محمممد عممدد ممما ذكممرك الممذاكرون وغفممل عممن ذكممره الغممافلون‪ .‬قممال‪ :‬فلممما‬
‫أصبحت أخذت الرسالة ونظرت فوجدت المر كما رأيت‪ .‬وقال بعمض الصمالحين‪ :‬رأيمت النمبي‬
‫)ص( فقلت‪ :‬يا رسول ال ما جزاء الشافعي عندك حيث قال في كتاب الرسالة وصمملى الم علممى‬
‫سيدنا محمد عدد ما ذكرك الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون ؟ فقال )ص(‪ ،‬جزاؤه عندي أنه ل‬
‫يوقف للحساب‪ .‬واختلف هل يحصل للمصلي بنحو هذه الصيغة ثواب صلوات بقممدر هممذا العممدد‪،‬‬
‫أو يحصل له ثواب صمملة واحممدة لكنممه أعظممم مممن ثممواب الصمملة المجممردة عممن ذلممك ؟ قممولن‪.‬‬
‫والمحققون علمى الثماني‪) .‬قموله‪ :‬وعلينما( معطموف علمى سميدنا محممد‪ :‬أي وصمل وسملم علينما‪،‬‬
‫والضمير للمتكلم وحده‪ ،‬أو هو مع غيره من جميع المسلمين‪ .‬ففيه إحتمممالن‪ ،‬والثمماني أولممى كممما‬
‫تقدم‪) .‬وقوله‪ :‬معهم( ظرف متعلق بكل من الفعلين المقدرين‪ ،‬والضافة لدنى ملبسة‪ ،‬أي صممل‬
‫وسلم علينا مع صلتك وسلمك عليهم‪ :‬أي النبي )ص( وآله وأصحابه فتحصل لنا الصمملة تبعمما‬
‫لهم‪ .‬واعلم‪ :‬أن هذه الصلة المفروغ منها قد احتوت على الصمملة علممى غيممر النممبي )ص(‪ ،‬وقممد‬
‫اختلف في ذلك‪ .‬والمعتمد أنها إن كانت على سبيل التبعية كممما هنمما فهممي جممائزة‪ ،‬وإل فممنوعممة‪.‬‬
‫واختلف في المنع هل هو من بمماب التحريممم‪ ،‬أو كراهممة التنزيممه‪ ،‬أو خلف الولممى ؟ والصممحيح‬
‫الذي عليه الكثرون الثاني لنه شعار أهل البمدع‪ ،‬وقمد نهينما عمن شمعارهم‪ ،‬ويسمتحب الترضمي‬
‫والترحم على الصحابة والتابعين فمن بعدهم من العلماء والعباد وسائر الخيار‪ .‬وأما قول بعممض‬
‫العلماء أن الترضي خاص بالصحابة ويقال في غيرهممم رحمممه الم تعممالى‪ ،‬فليممس كممما قممال‪ ،‬بممل‬
‫الصحيح الذي عليه الجمهور إسممتحبابه‪ .‬ا‍ه‪ .‬ملخصمما مممن شممرح الممدلئل‪) .‬قمموله‪ :‬برحمتممك الممخ(‬
‫الجار والمجرور يحتمل أن يكون متعلقا بمحذوف تقديره‪ ،‬وارحمنا برحمتك‪ ،‬ويحتمممل أن يكممون‬
‫متعلقمما بكممل مممن صممل وسمملم‪ :‬أي صممل وسمملم علممى مممن ذكممر برحمتممك‪ :‬أي بفضمملك الواسممع ل‬
‫بالوجوب عليك‪ ،‬فيكون فيه إشارة إلى ما في الصممحيح‪ :‬سممددوا وقمماربوا واعلممموا أنممه لممن يممدخل‬
‫الجنة أحد بعمله قالوا‪ :‬ول أنت يا رسول ال ؟ قال‪ :‬ول أنا إل أن يتغمدني ال برحمتممه‪ .‬ويحتمممل‬
‫أن تكون الباء للقسم‪ :‬أي وأقسم عليك في تنجيز ما سألته بحق رحمتك التي وسعت كل شئ ولممذا‬
‫طمع فيها إبليس حيث ل يفيده الطمع‪ .‬وقد ورد في الحديث عن سلمان رضي ال عنممه أنممه قممال‪:‬‬
‫قال رسول ال )ص(‪ :‬إن ال تبارك وتعالى خلق يوم خلق السمموات والرض ممائة رحمممة‪ ،‬كممل‬
‫رحمة طباق ما بين السماء والرض‪ ،‬فأنزل منها إلى الرض رحمة واحدة‪ ،‬فبها تعطف الوالممدة‬
‫على ولدها‪ ،‬والوحش والطير بعضها علممى بعممض‪ ،‬حممتى أن الفممرس لممترفع حافرهمما عممن ولممدها‬
‫خشية أن تصيبه‪ ،‬فإذا كان يوم القيامة رد ال تعالى هذه الرحمة إلممى التسممعة والتسممعين‪ ،‬فأكملهمما‬
‫مائة رحمة فيرحم بها عباده‪) .‬وقوله‪ :‬يا أرحم الراحمين( أي بعباده‪ ،‬فإنه تعالى أرحم بالعبممد مممن‬
‫نفسه‪ ،‬وأشفق عليه من والديه‪ ،‬ولذا أحب توبته ورجوعه إليمه‪ ،‬قمال )ص(‪ :‬لم أشمد فرحما بتوبمة‬
‫عبده من أحدكم إذا سقط عليه بعيره قد أضله بأرض فلة‪ .‬رواه الشمميخان‪ .‬وفممي الحممديث‪ :‬إن لم‬
‫ملكا موكل بمن يقول يا أرحم الراحمين‪ ،‬فمن قالها ثلثا‪ ،‬قال لمه الملممك‪ :‬إن أرحمم الراحميمن قمد‬
‫أقبل عليك فسل‪ .‬رواه الحاكم عن أبي أمامة‪ .‬ويا أرحم الراحمين كنز من كنوز الجنة‪ .‬ومن دعمما‬
‫به ألف مرة في جوف الليل لي حاجة كانت من الحاجات الدنيوية‬

‫] ‪[ 392‬‬

‫والخروية قضى الم حمماجته‪ .‬اللهممم يمما أرحممم الراحميممن‪ ،‬يمما أرحممم الراحميممن‪ ،‬يمما أرحممم‬
‫الراحمين‪ ،‬اقض حوائجنا الدنيوية‪ ،‬والخروية‪ ،‬ووفقنمما لصمملح النيممة‪ ،‬بجمماه سمميدنا محمممد خيممر‬
‫البرية‪ ،‬وأهل بيته ذوي النفوس الزكية‪ .‬وهذا آخممر ممما يسممر الم جمعممه مممن حاشممية فتممح المعيممن‬
‫بشرح قرة العين‪ ،‬وكان ذلك يوم الربعاء بعد صلة العصر السابع والعشرين من شممهر جمممادى‬
‫الثانية سنة ألف ومائتين وثمانية وتسعين‪ ،‬على يممد مؤلفهمما راجممي العفممو والغفممران مممن ربممه ذي‬
‫العطا أبي بكر ابن المرحوم محمد شطا‪ .‬وقد جاءت بحمد ال حاشية ل كالحواشمي‪ ،‬أعيممذها بممال‬
‫من كل حاسد وواشي‪ ،‬تقر بهمما أعيممن النمماظرين‪ ،‬ويشممفي بهمما صممدور المتصممدرين‪ ،‬وتنممزل مممن‬
‫القلمموب منزلممة الجنممان‪ ،‬ومممن العيممون منزلممة النسممان‪ .‬كيممف وقممد بممذلت الجهممد فممي توشمميحها‬
‫وترشمميحها‪ ،‬وصممرفت الوسممع فممي تهممذيبها وتنقيحهمما‪ ،‬مممع أنممي أبممدي العتممذار‪ ،‬لممذوي الفضممل‬
‫والقتدار‪ ،‬وأقول‪ :‬قل أن يخلص مصنف من الهفوات‪ ،‬أو ينجممو مؤلممف مممن العممثرات‪ ،‬مممع عممدم‬
‫تأهلي لذلك‪ ،‬وقصو رباعي من الوصول لما هنالك‪ ،‬ومع ضيق الوقت وكممثرة الشممغال‪ ،‬وتمموالي‬
‫الهموم على التصال‪ ،‬وترادف القواطع‪ ،‬وتتابع الموانع‪ ،‬وعدم الكتب التي ينبغي أن تراجممع فممي‬
‫مثل هذا الشأن‪ .‬وأرجو منهم إن رأوا خلل‪ ،‬أو عاينوا زلل‪ ،‬أن يصلحوه بعد التأمل بإحسان‪ ،‬ول‬
‫يستغرب هذا من النسان‪ ،‬خصوصا وقد قيل النسان محل النسيان‪ :‬وما سمي النسان إل لنسمميه‬
‫ول القلب إل أنه يتقلب ول در ابن الوردي حيث يقول‪ :‬فالناس لم يصنفوا في العلم لكي يصيروا‬
‫هدفا للذم ما صنفوا إل رجاء الجر والدعوات وجميل الذكر لكن فديت جسدا بل حسدول يضمميع‬
‫ال حقا لحد وال عند قوم كل قائل وذو الحجمما مممن نفسمه فممي شمماغل فممإذا ظفممرت أيهمما الطممالب‬
‫بمسألة فاخمة فادع لي بحسن الخاتمة‪ ،‬وإذا ظفرت بعثرة فادع لي بالتجاوز والمغفرة‪ .‬وأتضممرع‬
‫إلى ال سبحانه وتعالى وأسأله مممن فضممله العميممم‪ ،‬متوسممل بنممبيه الكريممم‪ ،‬أن ينفممع بهمما كممما نفممع‬
‫بأصلها الخاص والعام‪ ،‬ويقبلهما بفضممله كمما أنعمم بالتممام‪ ،‬وأن يجعلهمما خالصممة لموجهه الكريمم‬
‫وسببا للفوز بجنات النعيممم‪ .‬وأن يطهممر ظواهرنمما بإمتثممال أوامممر واجتنمماب نممواهيه‪ .‬وأن يخلممص‬
‫سرائرنا من شموائب الغيممار والشمميطان ودواعيمه‪ ،‬وأن يتفضممل علينمما بالسممعادة الممتي ل يلحقهمما‬
‫زوال‪ ،‬وأن يذيقنا لذة الوصال بمشاهدة الكبير المتعال‪ ،‬وأن يلحقنا بالممذين هممم فممي ريمماض الجنممة‬
‫يتقلبون‪ ،‬وعلى أسرتها تحت الحجال يجلسون‪ ،‬وعلى الفرش التي بطائنهمما مممن اسممتبرق يتكئون‪،‬‬
‫وبالحور العين يتمتعممون‪ ،‬وبممأنواع الثمممار يتفكهممون‪) * :‬يطمموف عليهممم ولممدان مخلممدون بممأكواب‬
‫وأباريق وكأس من معين‪ ،‬ل يصدعون عنها ول ينزفون‪ ،‬وفاكهة مما يتخيرون ولحممم طيممر مممما‬
‫يشتهون‪ ،‬وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون‪ ،‬جزاء بممما كممانوا يعملممون( *‪ .‬فنممالوا بممذلك السممعادة‬
‫البدية‪ ،‬وكانوا بلذائذ المشاهدة هم الواصلون‪ .‬والصلة والسلم علممى الواسممطة العظمممى لنمما فممي‬
‫كل نعمة‪ ،‬وعلى آله وأصحابه كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون‪ .‬يقول المؤلممف عفمما‬
‫ال عنه وعن آبائه وأخوانه ومحمبيه ومشمايخه والمسملمين أجمعيمن قممد تمم تحريممر هممذه الحاشممية‬
‫المباركة إن شاء ال تعالى‪ ،‬يوم الثنين المبممارك بعممد ظهممر الثممالث والعشممرين مممن شممهر شمموال‬
‫المعظم‪ ،‬قدره سنة ثلثمائة وألف ‪ 0031‬من هجممرة مممن خلقممه الم علممى أكمممل وصممف‪) ،‬ص(‪،‬‬
‫وجاء ل الحمد على أتم حال‪ ،‬وأحسن منوال‪ ،‬وذلمك بواسمطة حمبيبه المصمطفى )ص(‪ ،‬وشميخي‬
‫وأستاذي مربي الطالبين‪ .‬ناشر شريعة سيد المرسلين‪ .‬ورئيس العلماء والمدرسين‪ .‬ومفمتي النمام‬
‫ببلد ال المين‪ ،‬مولنا العارف بربه المنان‪ ،‬السيد أحمد بن زيني دحلن‪ .‬وبواسطة بقية‬

‫)‪ (1‬سورة الواقعة‪ ،‬الية ‪.24 - 17‬‬

‫] ‪[ 393‬‬

‫أشياخي الكرام‪ .‬بدور الظلم‪ .‬أطال ال في أعمارهم وأدام النفع بهم آمين‪ .‬اللهم إنا نسممألك‬
‫بالطاهر النسب‪ ،‬الكريم الحسب‪ ،‬خير العجم والعرب‪ ،‬سيدنا محمد بن عبد ال بن عبممد المطلممب‪،‬‬
‫أن تمحو من صحائفنا ما زل به البنان‪ ،‬أو أخل به البيان‪ ،‬وأن تتقبل منا ممما سممطرنا‪ ،‬وأن تجعلممه‬
‫حجة لنا ل حجة علينا‪ ،‬حتى نتمنى أننا ما كتبنا وما قرأنا‪ ،‬اللهمم يما محمول الحموال حمول حالنما‬
‫إلى أحسن حال‪ ،‬بحولك وقوتك يا عزيممز يمما متعممال‪ .‬اللهممم إنمما نسممألك مممن النعمممة تمامهمما‪ ،‬ومممن‬
‫العصمة دوامها‪ ،‬ومن الرحمة شمولها‪ ،‬ومن العافية حصولها‪ ،‬ومن العيممش أرغممده‪ ،‬وممن العمممر‬
‫أسعده‪ ،‬ومن الحسان أتمه‪ ،‬ومن النعام أعمه‪ ،‬ومن الفضل أعذبه‪ ،‬ومن اللطف أنفعه‪ ،‬اللهم كممن‬
‫لنا ول تكممن علينمما‪ .‬اللهممم اختممم بالسممعادة آجالنمما‪ ،‬وحقممق بالزيممادة آمالنمما‪ ،‬واقممرن بالعافيممة غممدونا‬
‫وآصالنا‪ ،‬واجعل إلى رحمتك مصيرنا ومآلنا‪ ،‬واصممبب سممجال عفمموك علممى ذنوبنمما‪ ،‬ومممن علينمما‬
‫بإصلح عيوبنا‪ ،‬واجعل التقوى زادنا‪ ،‬وفي دينك اجتهادنا‪ ،‬وعليك توكلنا واعتمادنا‪ ،‬وثبتنا علممى‬
‫نهج الستقامة‪ .‬وأعذنا فمي الممدنيا ممن موجبممات النداممة يموم القيامممة‪ ،‬وخفمف عنما ثقمل الوزار‪،‬‬
‫وارزقنا عيش البرار‪ ،‬واكفنا واصرف عنا شر الشرار‪ ،‬وأعتق رقابنمما ورقمماب آبائنمما وأمهاتنمما‬
‫وأولدنا وإخواننا وعشيرتنا وأصحابنا وأحبابنا من النار‪ ،‬برحمتك يا عزيز يا غفار يمما سممتار يمما‬
‫حليم يا جبار‪ ،‬يا ال يا ال يا ال يا رحيم‪ ،‬برحمتك يمما أرحممم الراحميممن‪ .‬وصمملى الم علممى خمماتم‬
‫الولية النبوية الرسالية‪ ،‬وعلى آله وأصحابه أرباب العنايممة اللهيممة‪ ،‬وسمملم تسممليما‪ .‬والحمممد لم‬
‫أول وآخرا‪ ،‬باطنا وظاهرا‪ ،‬والحمد ل مستغرق المحامد كلها‪ ،‬ول حمول ول قمموة إل بممال العلممي‬
‫العظيم‪ ،‬وحسبنا ال ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير‪ ،‬وسبحان ربك رب العزة عما يصفون‬
‫وسلم على المرسلين والحمد ل رب العالمين آمين‪.‬‬

You might also like