You are on page 1of 40

‫تحفة الوفد بما ورد في سورتي الخلع‬

‫والحفد‬
‫جمع‬

‫أبي يعلى البيضاوي‬


‫عفا الله عنه‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫رب يسر وأعن‬
‫إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره‪ ,‬ونعوذ بالله من شرور‬
‫أنفسنا ومن سيئات أعمالنا‪ ,‬من يهده الله فل مضل له ومن يضلل‬
‫الله فل هادي له‬
‫وأشهد أن ل إله إل الله وحده ل شريك له‪ ,‬وأشهد أن محمدا عبده‬
‫خل َ َ‬ ‫َ‬
‫ة‬‫حدَ ٍ‬‫وا ِ‬ ‫س َ‬ ‫ف ٍ‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫م ْ‬‫م ِ‬ ‫قك ُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫قوا َرب ّك ُ ُ‬ ‫س ات ّ ُ‬ ‫ها الّنا ُ‬ ‫ورسوله } َيا أي ّ َ‬
‫ذي‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫قوا الل ّ َ‬ ‫وات ّ ُ‬ ‫ساءً َ‬ ‫ون ِ َ‬ ‫جال ً ك َِثيرا ً َ‬ ‫ر َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ث ِ‬ ‫وب َ ّ‬‫ها َ‬ ‫ج َ‬ ‫و َ‬ ‫ها َز ْ‬ ‫من ْ َ‬‫ق ِ‬ ‫خل َ َ‬ ‫و َ‬‫َ‬
‫قيبًا{ )النساء‪َ} ,(1:‬يا‬ ‫ر‬ ‫م‬
‫َ َ ْ ْ َ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫كا‬‫َ‬ ‫ه‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫م‬ ‫حا‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ْ‬ ‫وا‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫لو‬ ‫ُ‬ ‫تَ َ َ‬
‫ء‬ ‫سا‬
‫َ‬ ‫ْ َ َ ِ ّ‬ ‫َ ِ ِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫وأن ْت ُ ْ‬ ‫ن إ ِّل َ‬ ‫موت ُ ّ‬ ‫ول ت َ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫قات ِ ِ‬‫ق تُ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه َ‬ ‫قوا الل ّ َ‬ ‫مُنوا ات ّ ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫أي ّ َ‬
‫َ‬
‫قوا الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫مُنوا ات ّ ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫ن{ )آل عمران‪َ } (102:‬يا أي ّ َ‬ ‫مو َ‬ ‫سل ِ ُ‬‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫ديدا ً يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قول‬ ‫س ِ‬ ‫ول ً َ‬ ‫ق ْ‬ ‫قوُلوا َ‬ ‫و ُ‬ ‫َ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ع الل َ‬ ‫ن ي ُطِ ِ‬ ‫م ْ‬‫و َ‬‫م َ‬ ‫م ذُُنوب َك ْ‬ ‫فْر لك ْ‬ ‫غ ِ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫مالك ْ‬ ‫ع َ‬‫مأ ْ‬ ‫ح لك ْ‬ ‫صل ِ ْ‬‫سديدا (ي ُ ْ‬
‫ظيمًا( )الحزاب‪(71:‬‬ ‫ع ِ‬ ‫وزا ً َ‬ ‫ف ْ‬ ‫فاَز َ‬ ‫قدْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ه َ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫َ‬
‫‪1‬‬
‫أما بعد ‪:‬‬
‫فقد سألني بعض الخوة الفاضل عن قوله في دعاء القنوت‬
‫المشهور ‪ ) 2‬إن عذابك بالكافرين ملحق ( هل هو بكسر اللم في‬
‫ملحق‪ ,‬أو هو بفتحها ؟‬
‫مما دفعني إلى البحث عمن أخرج هذا الدعاء من أهل الحديث‪,‬‬
‫فكانت نتيجة بحثي ومطالعتي هذا الجزء المتواضع المسمى ‪:‬‬

‫‪ -1‬هذه هي خطبة الحاجة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمها أصحابه وقد‬
‫أخرجها أبو داود )‪ (2118‬والنسائي )‪ (105\3‬والحاكم )‪ (182-2‬المام أحمد )‪(3721‬‬
‫الترمذي )‪ (1105‬وابن ماجة )‪ (1892‬من حديث ابن مسعود‪ ,‬وأخرج مسلم )‪ (868‬منه‬
‫الخطبة دون ذكر اليات فقط و النسائي )‪ (89\6‬و ابن ماجة )‪ (1893‬من حديث ابن‬
‫عباس‪ ,‬وقد جمع العلمة المحدث محمد ناصر الدين اللباني رحمه الله طرقها في جزء‬
‫مفرد مطبوع‬
‫‪ -2‬وهو الذي يقنت به المالكية عندنا في صل ة الفجر واختاروه في كتبهم الفقهية‬
‫‪3‬‬
‫) بتحفـــــة الوفــــد بمـــا ورد في سورتي الخلع‬
‫‪3‬‬
‫والحفـــد (‬
‫وقد ألحقت به فصل في شروح أئمة اللغة والفقه لغريب ألفاظه‪,‬‬
‫وفصل آخر في رد شبه أهل الزيغ والضلل على ما أوردوه على‬
‫هذا الدعاء الماثور‪,‬وأسأل الله العلي العظيم أن يتقبله مني‪,‬‬
‫وينفع به من قرأه‪ ,‬أو سمعه بفضله ورحمته‪ ,‬إنه قريب مجيب‪.‬‬
‫كتبه أبو يعلى البيضاوي غفر الله له‬

‫• اعلم ‪ -‬رحمني الله وإياك‪ -‬أن هذا الدعاء يسمى عند العلماء‬
‫بسورتي ))القنوت((‪ ,‬وسورتي )) الخلع والحفد ((‬
‫• فسورة )الخلع(‪ ,‬وهي ثلث آيات‪ ,‬ولفظها بعد جمعها من عدة‬
‫روايات‪:‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‪ 1 ,‬اللهم إنا نستعينك‪ ,‬ونستغفرك‪2 ,‬‬
‫ونثني عليك الخير ) في رواية ‪ :‬كله( ] في رواية ‪ :‬ونشكرك [ و ل‬
‫نكفرك ‪ ],‬وفي رواية ‪ :‬ونؤمن بك ونخضع لك [ ] وفي أخرى ‪:‬‬
‫ونتوكل عليك [‪ 3 ,‬ونخلع ] في رواية‪ :‬ونخنع [ ونترك من‬
‫يفجرك ‪ ] ,‬وفي رواية ‪ :‬من يكفرك [‬
‫• وسورة )الحفد(‪ ,‬وهي ست آيات‪:‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‪ 1,‬اللهم إياك نعبد‪ 2 ,‬ولك نصلي‬
‫ونسجد‪3 ,‬وإليك نسعى ونحفد‪ 4 ,‬نرجو رحمتك ] في رواية‪ :‬ربنا [‪,‬‬
‫‪ 5‬ونخاف عذابك ] وفي رواية ‪ :‬نخشى نقمتك [‪ 6 ,‬إن عذابك [‬
‫وفي رواية ‪ :‬الجد [ بالكفار ] وفي رواية ‪ :‬بالكافرين [ ملحق‬
‫] وفي أخرى ‪ :‬لمن عاديت ملحق [‪.‬‬

‫• وقد ذكر المام المحدث )أبو الحسين أحمد بن جعفر بن‬


‫المنادى( ‪ 4‬في كتابه ))الناسخ و المنسوخ(( ‪:‬‬

‫‪ -3‬للحافظ السيوطي مؤلف سماه ‪) :‬إتحاف الوفد بنبأ سورة الحفد( أجاب فيه من سأله‬
‫عن كلمة ) الحفد ( هل هو بالدال المهملة أو المعجمة قال ‪ :‬الجواب ‪ :‬هو بالمهملة وهو‬
‫مودع في الجزء الثامن و الثلثين من التذكرة‪ ,‬وله أيضا مؤلف آخر اسمه‪) :‬الثبوت في‬
‫ضبط القنوت( وهو مودع في الجزء السادس والثلثين من تذكرته أيضا‪ ,‬وهو في ضبط‬
‫ألفاظ الدعاء الخر ) اللهم اهدني فيمن هديت (‪ ,‬و))التذكرة(( هذه قال صاحب ))كشف‬
‫الظنون(( ‪ :‬هو مؤلف كبير في ثلث مجلدات نظمها وسماها ))بالفلك المشحون((‬
‫‪ -4‬ابن المنادى ‪ :‬هو الشيخ الحافظ المحدث المقرئ أبو الحسن أحمد بن جعفر ابن‬
‫محمد بن عبيد الله البغدادي مفيد العراق‪ ,‬وصاحب الكتب‪ ,‬سمع جده وأبا داود ومنه أبو‬
‫عمر بن حيويه‪ ,‬وكان صلب الدين شرس الخلق‪ ,‬ثقة من كبار القراء‪ ,‬مات في محرم‬
‫سنة ‪336‬هـ عن تسع وسبعين سنة‪ .‬قاله السيوطي في ))طبقات الحفاظ(()‪(353\1‬‬
‫‪4‬‬
‫) إن مما رفع رسمه من القرآن ولم يرفع من القلوب حفظه‬
‫سورتي القنوت في الوتر‪ ,‬وتسمى سورتي الخلع و الحفد ‪,‬‬
‫قال ‪ :‬ول خلف بين الماضين والغابرين أنهما مكتوبتان في‬
‫المصاحف المنسوبة إلى أبي بن كعب‪ ,‬وأنه ذكر عن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم أنه أقرأه إياهما‪ ,‬وتسمى سورتا الخلع و الحفد( ‪.‬‬
‫نقله عنه العلمة )بدر الدين الزركشي( ‪ 5‬في كتابه العظيم‬
‫))البرهان في علوم القران(()‪(44\2‬‬
‫• و ذكر الحافظ )جلل الدين السيوطي( أن دعاء القنوت من‬
‫جملة الذي أنزله الله على النبي صلى الله عليه وسلم‪ ,‬وكانا‬
‫سورتين‪ ,‬كل سورة ببسملة وفواصل‪ ,‬إحداهما تسمى سورة‬
‫)الخلع(‪ ,‬وهي‪) :‬بسم الله الرحمن الرحيم‪ ,‬اللهم إنا‬
‫نستعينك‪...‬إلى قوله من يكفرك (‬
‫والخرى تسمى سورة )الحفد(‪ ,‬وهي‪) :‬بسم الله الرحمن الرحيم‪,‬‬
‫اللهم إياك نعبد‪...‬إلى ملحق(‬
‫وقد اختلفت الصحابة في نسخهما‪ ,‬وكتبهما أبي في مصحفه‪,‬‬
‫فعدة سور القرآن عنده مائة وست عشرة سورة‪,‬‬
‫انتهى من ))حاشية(( الطحطاوي على ))مراقي الفلح(()‪(252\1‬‬

‫• قلت‪ :‬وقد تتبعت هذا الدعاء المأثور في دواوين السلم‬


‫المشهورة‪ ,‬ممن صحاح‪ ,‬وسنن‪ ,‬ومسانيد‪ ,‬وغيرها ‪ -‬قدر طاقتي‪-‬‬
‫فوجدته قد ورد مسندا من حديث عدة من الصحابة‪ ,‬والتابعين‪,‬‬
‫مرفوعا وموقوفا‪ ,‬فأوردت المرفوع‪ ,‬ثم أتبعته موقوفات‬
‫الصحابة ‪,‬ثم مقطوعات التابعين‬

‫فالمرفوع روي من حديث ‪:‬‬ ‫•‬


‫‪ -1‬علي بن أبى طالب ‪‬‬
‫‪ -2‬وعبد الله بن مسعود ‪‬‬
‫‪ -3‬خالد بن أبى عمران التجيبي مرسل‬

‫والموقوف على الصحابة ‪ ‬مروي عن‪:‬‬ ‫•‬


‫عمر بن الخطاب ‪‬‬ ‫‪-1‬‬
‫وعثمان بن عفان الموي ‪‬‬ ‫‪-2‬‬
‫علي بن أبي طالب الهاشمي ‪‬‬ ‫‪-3‬‬
‫عبد الله بن مسعود الهذلي ‪‬‬ ‫‪-4‬‬
‫أبي بن كعب النصاري ‪‬‬ ‫‪-5‬‬

‫‪ -5‬الزركشي هو المام العلمة )بدر الدين أبو عبد الله محمد بن بهادر الزركشي(‬
‫الشافعي صاحب التصانيف المفيدة ))كالبحر المحيط(( في أصول الفقه‪ ,‬و))البرهان‬
‫في علوم القرآن(( وغير ذلك‪ ,‬المتوفى سنة ‪794‬هـ‪ ,‬ترجمته في ))شذرات الذهب(()‪\6‬‬
‫‪(335‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -6‬أبي موسى الشعري ‪‬‬
‫‪-7‬عبدالله بن عباس الهاشمي ‪‬‬
‫‪ -8‬أنس بن مالك النصاري ‪‬‬

‫والموقوف على التابعين مروي عن ‪:‬‬ ‫•‬


‫‪ -1‬إبراهيم بن يزيد النخعي‬
‫‪ -2‬أمية بن عبد الله بن خالد بن أمية‬
‫‪ -3‬الحسن بن أبي الحسن البصري‬
‫‪ -4‬سعيد بن المسيب بن حزن القرشي المخزمي‬
‫‪ -5‬سفيان بن سعيد الثوري‬
‫‪ -6‬طاووس بن كيسان اليماني‬
‫‪ -7‬عطاء بن أبى رباح القرشي مولهم المكي‬
‫‪ -8‬محمد بن مسلم بن شهاب الزهري‬
‫‪ -9‬مكحول الشامي‬
‫‪ -10‬عبد الملك بن جريج القرشي الموي مولهم المكي رحمهم‬
‫الله‬

‫فصل‬
‫في ذكر ما ورد مرفوعا إلى رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم‬

‫الحاديث المرفوعة في الباب كالتالي ‪:‬‬ ‫•‬


‫] ‪ [ 1\1‬أما حديث) علي بن أبي طالب ‪ (‬المرفوع‬
‫فأخرجه الحافظ الكبير )أبو القاسم الطبراني( في‬ ‫•‬
‫‪6‬‬
‫كتابه ))الدعاء(( )‪\238\1‬رقم ‪ (750‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة‪ ,‬ثنا عباد بن يعقوب السدي‪,‬‬
‫ثنا يحيى بن يعلى السلمي‪ ,‬عن ابن لهيعة‪ ,‬عن عبد الله بن‬
‫هبيرة‪ ,‬عن عبد الله بن زرير ‪ 7‬قال‪:‬‬
‫)) قال لي عبد الملك بن مروان‪ :‬ما حملك على حب أبي تراب إل‬
‫أنك أعرابي جاف ؟‪ ,‬فقلت‪ :‬والله لقد قرأت القرآن قبل أن يجتمع‬
‫أبويك‪ ,‬لقد علمني سورتين علمهما إياه رسول الله ‪ , ‬ما‬
‫علمتهما أنت ول أبوك‬
‫اللهم إنا نستعينك‪ ,‬ونستغفرك‪ ,‬ونثني عليك الخير ول نكفرك‪,‬‬
‫ونخلع ونترك من يفجرك‬
‫‪ -6‬طبع في دار الكتب العلمية بتحقيق مصطفى عبد القادر عطا في مجلد‬
‫‪ -7‬عبد الله بن زرير الغافقي المصري ثقة رمي بالتشيع من الثانية مات سنة ثمانين أو‬
‫بعدها قاله في التقريب‬
‫‪6‬‬
‫اللهم إياك نعبد‪ ,‬ولك نصلي ونسجد‪ ,‬وإليك نسعى ونحفد‪ ,‬نرجو‬
‫رحمتك‪ ,‬ونخشى عذابك‪ ,‬الجد إن عذابك بالكفار ملحق‬
‫اللهم عذب كفرة أهل الكتاب‪ ,‬والمشركين الذين يصدون عن‬
‫سبيلك‪ ,‬ويجحدون آياتك‪ ,‬ويكذبون رسلك‪ ,‬ويتعدون حدودك‪,‬‬
‫ويدعون معك إلها آخر‪ ,‬ل إله إل أنت‪ ,‬تباركت وتعاليت عما يقول‬
‫الظالمون علوا كبيرا ((‬

‫• قال الحافظ )ابن حجر العسقلني( رحمه الله في كتابه‬


‫))نتائج الفكار في أمالي الذكار(( ‪: (160\2)8‬‬
‫هذا حديث غريب‪ ,‬و عبد الله بن زرير صدوق‪ ,‬وأبوه ) بزاي وراء‬
‫مصغر (‪ ,‬وابن هبيرة اسمه عبد الله صدوق‪ ,‬و ابن لهيعة اسمه‬
‫عبد الله وهو صدوق‪ ,‬ضعيف من قبل حفظه‪ ,‬ويحيى ‪ 9‬الراوي عنه‬
‫من أقرانه‪ ,‬وهو ضعيف‪ ,‬وعباد صدوق أخرج له البخاري لكنه‬
‫منسوب إلى الرفض‬
‫‪10‬‬
‫• وأخرج )محمد بن نصرالمروزي( من طريق يزيد بن أبى‬
‫حبيب‪ ,‬عن عبد الله بن زرير بعض هذا الحديث‪ ,‬لكن موقوفا‪,‬‬
‫وجعل القصة مع عبد العزيز بن مروان‪ ,‬فإن كان الول محفوظا‬
‫حمل على أنه جرى له مع كل منهما‪ ,‬والثاني أشبه لنه مصري‪,‬‬
‫وكان عبد العزيز أمير مصر ‪ .‬انتهى‬

‫] ‪ [ 2\2‬حديث )عبد الله بن مسعود ‪ (‬المرفوع‬


‫• عزاه )السيوطي( في ))الدر المنثور في التفسير بالمأثور(()‬
‫‪11‬‬
‫‪ ( 697\6‬لمحمد بن نصر المروزي‬
‫‪- 8‬هي أمالي حديثية أملها الحافظ على كتاب الذكار للنووي أملى مـنها )‪( 660‬‬
‫مـجلسا وأتمه تلميذه السخاوي ولم يكمـلـه أيضا وقـد طبع منها )‪ (285‬مجلسا في دار‬
‫ابن كثير بتحقيق حمدي السلفي في ثلث مجلدات ثم أعيد طبعه في العلمية في‬
‫مجلدين بتحقيق أخر‬
‫‪ -9‬قال في )التقريب( ‪ :‬شيعي ضعيف‬
‫‪ -10‬لعله يقصد بذلك أحد كتبه الثلثة ))مختصر قيام الليل(( و))قيام رمضان(( ))الوتر((‬
‫وقد اختصرها العلمة المؤرخ )تقي الدين المقريزي( لمتوفى سنة ‪845‬هـ‪ ,‬وقد حذف‬
‫منه المكرر من الحاديث والثار‪ ,‬وحذف أسانيد الثار‪ ,‬وقد طبعت في مجموع بمطبعة‬
‫رفالهور الهند ‪1320‬هـ‪ ,‬وصورت في دار عالم الكتب بيروت ‪1403‬هـ‪ ,‬ثم في دار الكتب‬
‫العلمية‪ ,‬وهناك طبعات مفردة لكل كتاب‬
‫‪ -‬وأثر عبد الله بن زرير الذي أشار إليه الحافظ ل يوجد في المطبوع من هذه الكتب ول‬
‫في كتابه الخر ))تعظيم قدر الصلة((‬
‫‪ -‬و محمد بن نصر هو شيخ السلم أبو عبد الله المروزي الفقيه‪ ,‬ولد سنة ‪ 202‬هـ‪ ,‬وبرع‬
‫في هذا الشأن‪ ,‬وكان من أعلم الناس باختلف الصحابة ومن بعدهم في الحكام‪ ,‬قال‬
‫الحاكم‪ :‬إمام أهل الحديث في عصره بل مدافعة‪ ,‬له كتاب الصلة‪ ,‬وكتاب القسامة‪ ,‬وغير‬
‫ذلك‪ ,‬قال ابن حزم‪ :‬أعلم الناس من كان أجمعهم للسنن وأضبطهم لها وأذكرهم‬
‫لمعانيها وأدراهم بصحتها وبما أجمع عليه الناس مما اختلفوا فيه إلى أن قال وما نعلم‬
‫هذه الصفة بعد الصحابة أتم منها في محمد بن نصر فلو قال قائل ليس لرسول الله‬
‫حديث ول لصحابه سنة إل وهو عند محمد بن نصر لما بعد عن الصدق‪ ,‬مات في محرم‬
‫سنة ‪ 294‬بهـ‪ .‬اهـ )) طبقات الحفاظ(( للسيوطي ترجمة )‪(650‬‬
‫‪- 11‬لم أره في المطبوع من كتاب ))الوتر((‬
‫‪7‬‬
‫عن عطاء بن السائب قال‪:‬‬
‫)) كان أبو عبد الرحمن يقرئنا ‪:‬‬
‫اللهم إنا نستعينك‪ ,‬ونستغفرك‪ ,‬ونثني عليك الخير ول نكفرك‪,‬‬
‫ونؤمن بك‪ ,‬ونخلع ونترك من يفجرك‬
‫اللهم إياك نعبد‪ ,‬ولك نصلي ونسجد‪ ,‬وإليك نسعى و نحفد‪ ,‬نرجو‬
‫رحمتك‪ ,‬ونخشى عذابك‪ ,‬الجد إن عذابك بالكفار ملحق‬
‫وزعم أبو عبد الرحمن أن ابن مسعود كان يقرئهم إياها‪ ,‬ويزعم‬
‫أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرئهم إياها ((‬
‫• قلت ‪ :‬عطاء بن السائب قال الحافظ في ))التقريب(( ‪ :‬صدوق‬
‫اختلط ‪ ,‬والسند غير موجود حتى ينظر في الراوي عنه هل هو‬
‫ممن ذكر العلماء أنه أخد عن عطاء قبل اختلطه أم بعده ‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫] ‪ [ 3\3‬وأما حديث ) خالد بن أبى عمران التجيبي ( المرسل‬
‫• فأخرجه الحافظ )أبو داود السجستاني( في كتاب ))المراسيل((‬
‫برقم )‪ (89‬قال ‪ :‬حدثنا سليمان بن داود‪ ,‬حدثنا ابن وهب‪ ,‬أخبرني‬
‫معاوية بن صالح‪ ,‬عن عبد القاهر‪ ,‬عن خالد بن أبي عمران قال ‪:‬‬
‫)) بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو على مضر‪ ,‬إذ جاءه‬
‫جبريل‪ ,‬فأومأ إليه أن اسكت‪ ,‬فسكت‪ ,‬فقال‪ :‬يا محمد‪ ,‬إن الله لم‬
‫يبعثك سبابا‪ ,‬ول لعانا‪ ,‬وإنما بعثك رحمة‪ ,‬ولم يبعثك عذابا‪ } ,‬ليس‬
‫لك من المر شيء‪ ,‬أو يتوب عليهم‪ ,‬أو يعذبهم فإنهم ظالمون {‬
‫) آل عمران‪( 128:‬‬
‫قال ثم علمه هذا القنوت ‪ :‬اللهم إنا نستعينك‪ ,‬ونستغفرك‪,‬‬
‫ونؤمن بك‪ ,‬ونخضع لك‪ ,‬ونخلع ونترك من يكفرك‪,‬‬
‫اللهم إياك نعبد‪ ,‬ولك نصلي ونسجد‪ ,‬واليك نسعى و نحفد ((‪.‬‬
‫• وأخرجه أيضا الحافظ )أبو بكر البيهقي( في ))سننه الكبرى((‬
‫)‪\210\2‬رقم ‪ (3142‬وقال ‪ :‬هذا مرسل‪ ,‬وقد روي عن عمر بن‬
‫الخطاب رضي الله عنه صحيحا موصول ‪.‬انتهى‬
‫‪13‬‬
‫في ))المدونة((‬ ‫• وأخرجه الفقيه العلمة )سحنون المالكي(‬
‫من طريق عبد الله بن وهب )‪(103\1‬‬
‫• وكذلك أخرجه الحافظ )أبو بكر محمد بن موسى الحازمي‬
‫الهمذاني( ‪ 14‬في كتابه ))العتبار في الناسخ والمنسوخ من‬
‫‪ -12‬هو أبو عمر قاضي إفريقية قال الحافظ في التقريب ‪ :‬فقيه صدوق من الخامسة‬
‫مات سنة حمس ويقال تسع وعشرين اخرج له مسلم و أبو داود و الترمذي والنسائي‬
‫‪ -13‬سحنون ‪ :‬هو أبو سعيد عبد السلم بن سعيد التنوخي الملقب بسحنون الفقيه‬
‫المالكي قرأ على ابن القاسم وولي القضاء بالقيروان وعلى قوله المعول بالمغرب‬
‫وصنف كتاب المدونة في مذهب المام مالك وابن وهب وأشهب ثم انتهت الرياسة في‬
‫العلم بالمغرب إليه توفي سنه ‪ 240‬ولقب سحنون باسم طائر حديد بالمغرب يسمونه‬
‫سحنونا لحدة ذهنه وذكائه ذكر ذلك أبو العرب في كتاب طبقات من كان بإفريقية من‬
‫العلماء‪) /‬وفيات العيان( )‪(180 /3‬‬
‫‪ -14‬الحازمي هو المام الحافظ البارع النسابة أبو بكر محمد بن موسى بن عثمان بن‬
‫حازم الهمذاني صنف وجود وتفقه في مذهب الشافعي وجالس العلماء وصار من أحفظ‬
‫‪8‬‬
‫الثار(()ص ‪ (64‬من طريق أبي داود وقال ‪ :‬هذا مرسل أخرجه‬
‫أبو داود في ))المراسيل((‪ ,‬وهو حسن في المتابعات‬
‫• قال الحافظ )ابن حجر( في ))أمالي الذكار(()‪ : (161\2‬خالد‬
‫من صغار التابعين و عبد القاهر ما وجدت عنه راويا إل معاوية بن‬
‫صالح‪ ,‬وقد ذكره ابن حبان في الثقات ‪ .‬انتهى‬
‫• أقول ‪ :‬و معاوية بن صالح هو ابن حدير الحمصي‪ ,‬قاضي‬
‫الندلس‪ ,‬قال الحافظ في ))التقريب(( ‪ :‬صدوق له أوهام‬

‫فصل‬
‫في ذكر ما ورد موقوفا على الصحابة رضي الله‬
‫عنهم‬

‫] ‪ [ 1\4‬أثر )عمـر بن الخطاب ‪ ,( ‬ورد عنه من ثمان طرق ‪:‬‬

‫‪ -1‬الول ‪ :‬عن )عبد الله بن عباس الهاشمي(‬


‫• أخرجه )أبو جعفرالطحاوي( في ))شرح معاني الثار(()‪(250\1‬‬
‫قال أبو بكرة‪ ,‬قال ثنا وهب بن جرير‪ ,‬قال ثنا شعبة‪ ,‬عن الحكم‪,‬‬
‫عن مقسم‪ ,‬عن ابن عباس ‪ , ‬عن عمر رضي الله ‪:‬‬
‫)) أنه كان يقنت في صلة الصبح بسورتين‪ ,‬اللهم إنا‬
‫نستعينك‪,...‬واللهم إياك نعبد‪.((...‬‬
‫• وأخرجه )عبد الرزاق( في ))المصنف(()‪ ( 4972‬عن رجل عن‬
‫شعبة به‪. . .‬‬
‫بلفظ ‪ )) :‬أن عمر ‪ ‬كان يقنت بسورتين ((‬

‫الناس للحديث وأسانيده ورجاله مع زهد وتعبد صنف عجالة المبتدئ في النساب‬
‫والمؤتلف والمختلف في أسماء البلدان والناسخ والمنسوخ وأملى أحاديث المهذب‬
‫وأسندها ولم يتمها وكان الحافظ أبو موسى يفضله على عبد الغني المقدسي ويقول‬
‫ما رأيت شابا أحفظ منه‪.‬‬
‫طبقات الحفاظ للسيوطي ترجمة )‪ (1071‬بتصرف‬
‫‪9‬‬
‫• وأخرجه أيضا )‪ (4978‬من طريق الحكم‪ ,‬وأخبرني طاووس أنه‬
‫سمع ابن عباس ‪ ‬يقول‪:‬‬
‫)) قنت عمر ‪ ‬قبل الركعة بهاتين السورتين ((‬
‫إل أنه قدم التي أخر علي‪ ,‬وأخر التي قدم علي‪ ,‬والقول سواء‪,‬‬
‫وهو طرف من أثر علي التي )رقم ‪(6‬‬
‫• وأخرجه الحافظ )أبو جعفر محمد بن جرير الطبري( في كتابه‬
‫))تهذيب الثار(( ‪\2\2) 15‬رقم ‪\1017‬و ‪\ 1018‬و ‪\ 1019‬و ‪\ 1020‬و‬
‫‪\ 1021‬و ‪\1081‬و ‪\ 1082‬و ‪\ 1083‬و ‪( 1091‬‬
‫من طرق عن الحكم‪ ,‬عن مقسم‪ ,‬عن ابن عباس به‬
‫• وعزاه )السيوطي( في ))الدر المنثور(()‪ ( 8296‬لمحمد بن‬
‫‪16‬‬
‫نصر المروزي‬
‫‪17‬‬
‫‪ -2‬الطريق الثاني ‪:‬عن )عبيد بن عمير( عنه‬
‫أخرجه )عبد الرزاق الصنعاني( في ))مصنفه(()‪(4969‬‬ ‫•‬
‫عن ابن جريج قال أخبرني عطاء ‪:‬‬
‫))أنه سمع عبيد بن عمير يأثر عن عمر بن الخطاب ‪ ‬في القنوت‬
‫أنه كان يقول‪:‬‬
‫اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات‪ ,‬والمسلمين والمسلمات‪ ,‬وألف‬
‫بين قلوبهم‪ ,‬وأصلح ذات بينهم‪ ,‬وانصرهم على عدوك وعدوهم‬
‫اللهم العن كفرة أهل الكتاب الذين يكذبون رسلك‪ ,‬ويقاتلون‬
‫أولياءك‪ ,‬اللهم خالف بين كلمتهم‪ ,‬وزلزل أقدامهم‪ ,‬وأنزل بهم‬
‫بأسك الذي ل ترده عن القوم المجرمين‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم ‪ ,‬اللهم إنا نستعينك ونستغفرك‪ ,‬ونثني‬
‫عليك ول نكفرك‪ ,‬ونخلع ونترك من يفجرك‬

‫‪ -15‬كتاب ))تهذيب الثار((كتاب عظيم أثنى عليه العلماء قال الخطيب البغدادي ‪ :‬لم أر‬
‫سواه في معناه ولم يتمه‪ ,‬قال أبو محمد الفرغاني ‪:‬ابتدأ بتصنيف كتاب تهذيب الثار‬
‫وهو من عجائب كتبه ابتداء بما أسنده الصديق مما صح عنده سنده وتكلم على كل حديث‬
‫منه بعلله وطرقه ثم فقهه واختلف العلماء وحججهم وما فيه من المعاني والغريب‬
‫والرد على الملحدين فتم منه مسند العشرة وأهل البيت والموالي وبعض مسند ابن‬
‫عباس فمات قبل تمامه قال الذهبي ‪ :‬قلت هذا لو تم لكان يجيء في مائة مجلد ‪.‬‬
‫انتهى بتصرف من السير) ‪(273-14‬‬
‫وقد طبع الموجود من هذا السفر القيم في ثلث مجلدات بتحقيق الستاذ محمود شاكر‬
‫أخو أبي الشبال المحدث المشهور رحمه الله ويحتوي على مسند علي وعمر ابن‬
‫عباس رضي الله عنهم‪ ,‬ثم أعيد طبعه في مطابع الصفا بمكة بتحقيق د‪ .‬ناصر بن سعد‬
‫الرشيد وعبد القيوم عبد رب النبي‪ ,‬وطبع مجلد أخر منه بدار المأمون للتراث بتحقيق‬
‫علي رضا ويتضمن مسند عبد الرحمن بن عوف و طلحة و الزبير‬
‫‪ -16‬أثر عمر في كتاب ))الوتر(( المطبوع )‪ (291‬بدون ذكر ابن عباس‬
‫‪ -17‬عبيد بن عمير بن قتادة الليثي أبو عاصم المكي ولد على عهد النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم قاله مسلم وعده غيره في كبار التابعين وكان قاص أهل مكة مجمع على ثقته‬
‫مات قبل ابن عمر‪ .‬قاله في ))التقريب((‬
‫‪10‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم ‪ ,‬اللهم إياك نعبد‪ ,‬ولك نصلي ونسجد‪,‬‬
‫وإليك نسعى و نحفد‪ ,‬نرجو رحمتك ونخاف عذابك‪ ,‬إن عذابك‬
‫بالكفار ملحق‬
‫قال وسمعت عبيد بن عمير يقول‪ :‬القنوت قبل الركعة الخرة من‬
‫الصبح‪ ,‬وذكر أنه بلغه أنهما سورتان من القرآن في مصحف ابن‬
‫مسعود‪ ,‬وأنه يوتر بهما كل ليلة‪ ,‬وذكر أنه يجهر بالقنوت في‬
‫الصبح‬
‫قلت‪ :‬فإنك تكره الستغفار في المكتوبة فهذا عمر قد استغفر‪,‬‬
‫قال ‪ :‬قد فرغ هو في الدعاء في آخرها ((‬
‫• وأخرجه أيضا )ابن أبى شيبة( في ))مصنفه(( )‪7027‬و ‪ 7031‬و‬
‫‪29714‬و ‪(29719‬‬
‫• و)محمد بن نصر المروزي( في ))صلة الوتر(()رقم ‪(292‬‬
‫• و)الطحاوي( في ))معاني الثار(()‪\249\1‬رقم ‪(1475‬‬
‫• و)البيهقي( في ))سننه الكبرى(()‪ \210\2‬رقم ‪(3143‬‬
‫• و)ابن جرير( في ))تهذيب الثار(( )‪ \23\2‬رقم ‪(1092‬‬
‫• قال الحافظ )ابن حجر( في ))المالي(()‪ (158-2‬هذا موقوف‬
‫صحيح ‪ .‬انتهى‬
‫• قال العلمة )أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين اللباني( رحمه‬
‫الله في ))إرواء الغليل تخريج منار السبيل(()‪ : (170\2‬هذا إسناد‬
‫رجاله كلهم رجال الشيخين‪ ,‬ولول عنعنة ابن جريج لكان حريا‬
‫بالصحة ‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫‪ -3‬الطريق الثالث عن )عبد الرحمن بن أبزى( عنه‬
‫• أخرجه )البيهقى( في ))سننه(()‪\211\2‬رقم ‪ (3144‬قال ‪:‬‬
‫أخبرنا أبو عبد الله الحافظ‪ ,‬ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب‪ ,‬أنبأ‬
‫العباس بن الوليد‪ ,‬أخبرني أبي‪ ,‬ثنا الوزاعي‪ ,‬حدثني عبدة بن‬
‫أبي لبابة‪ ,‬عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى‪ ,‬عن أبيه قال ‪:‬‬
‫)) صليت خلف عمر بن الخطاب ‪ ‬صلة الصبح‪ ,‬فسمعته يقول‬
‫بعد القراءة قبل الركوع‪:‬‬
‫اللهم إياك نعبد‪ ,‬ولك نصلى ونسجد‪ .‬وإليك نسعى و نحفد‪ ,‬نرجو‬
‫رحمتك‪ ,‬ونخشى عذابك‪ ,‬إن عذابك بالكافرين ملحق‬
‫اللهم إنا نستعينك‪ ,‬ونستغفرك‪ ,‬ونثني عليك الخير ول نكفرك‪,‬‬
‫ونؤمن بك‪ ,‬ونخضع لك‪ ,‬ونخلع من يكفرك‬
‫قال )البيهقي( ‪ :‬كذا قال ) قبل الركوع ( وهو وإن كان إسنادا‬
‫صحيحا فمن روي عن عمر قنوته بعد الركوع أكثر‪ ,‬فقد رواه أبو‬
‫رافع وعبيد بن عمير‪ ,‬وأبو عثمان النهدي‪ ,‬وزيد بن وهب‪ ,‬والعدد‬

‫‪ -18‬صحابي صغير وكان في عهد عمر رجل وكان على خراسان لعلي‬
‫‪11‬‬
‫أولى بالحفظ من الواحد‪ ,‬وفي حسن سياق عبيد بن عمير للحديث‬
‫دللة على حفظه‪ ,‬وحفظ من حفظ عنه‪ .‬انتهى‬
‫• قال الشيخ )اللباني( رحمه الله في ))الرواء(()‪(165\2‬‬
‫إسناده صحيح ‪.‬‬
‫• وأخرجه )ابن أبى شيبة( في ))المصنف(() ‪ ( 7028‬قال‪ :‬حدثنا‬
‫هشيم‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا حصين‪ ,‬عن ذر‪ ,‬عن سعيد به‬
‫ولفظه ‪ )) :‬أنه صلى خلف عمر فصنع مثل ذلك (( )أي مثل رواية‬
‫عبيد عنده ‪( 7027‬‬
‫• وأخرجه )الطحاوي( في ))شرح المعاني(()‪\250\1‬رقم ‪(1476‬‬
‫ثنا صالح‪ ,‬ثنا سعيد‪ ,‬أنا حصين‪ ,‬عن ذر بن عبد الله الهمذاني‪ ,‬عن‬
‫سعيد به‪...‬‬
‫• وأخرجه )ابن جرير الطبري( في ))تهذيب الثار(() ‪\22\2‬رقم‬
‫‪ ( 1089‬قال ‪ :‬ثنا ابن حميد‪ ,‬قال ثنا هارون‪ ,‬عن عنبسة‪ ,‬عن أبى‬
‫إسحاق‪ ,‬عن عبد الرحمن به‪...‬‬
‫• وعزاه )السيوطي( في ))الدر المنثور(()‪ ( 695\ 6‬لبن‬
‫‪19‬‬
‫الضريس‬
‫‪20‬‬
‫‪ -4‬الطريق الرابع ‪ :‬عن) أبي رافع( عنه‬
‫• أخرجه )عبد الرزاق( في ))مصنفه(()‪\110\3‬رقم ‪ (4968‬عن‬
‫معمر‪ ,‬عن علي بن زيد بن جدعان ‪ ,21‬عن أبي رافع قال ‪:‬‬
‫)) صليت خلف عمر بن الخطاب الصبح‪ ,‬فقنت بعد الركوع‪ ,‬قال‬
‫فسمعته يقول‪:‬‬
‫اللهم إنا نستعينك‪ ,‬ونستغفرك‪ ,‬ونثني عليك ول نكفرك‪ ,‬ونؤمن‬
‫بك‪ ,‬ونخلع ونترك من يفجرك‬
‫اللهم إياك نعبد‪ ,‬ولك نصلي ونسجد‪ ,‬وإليك نسعى و نحفد‪ ,‬ونرجو‬
‫رحمتك‪ ,‬ونخاف عذابك‪ ,‬إن عذابك بالكافرين ملحق‬
‫اللهم عذب الكفرة‪ ,‬وألق في قلوبهم الرعب‪ ,‬وخالف بين‬
‫كلمتهم‪ ,‬وأنزل عليهم رجزك وعذابك‪ ,‬اللهم عذب الكفرة أهل‬
‫الكتاب‪ ,‬الذين يصدون عن سبيلك‪ ,‬ويكذبون رسلك‪ ,‬ويقاتلون‬
‫أوليائك‬
‫اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات‪ ,‬والمسلمين والمسلمات‪ ,‬وأصلح‬
‫ذات بينهم‪ ,‬و ألف بين قلوبهم‪ ,‬واجعل في قلوبهم اليمان‬
‫والحكمة‪ ,‬وثبتهم على ملة نبيك‪ ,‬و أوزعهم أن يوفوا بالعهد الذي‬

‫‪1‬‬
‫‪ -19‬والثر ل يوجد في المطبوع من كتاب فضائل القران‪-‬‬
‫‪ -20‬أبو رافع المدني نفيع بن رافع الصائغ نزيل البصرة أدرك الجاهلية روى عن أبى بكر‬
‫وعمر وعثمان وعلي وغيرهم من الصحابة قال في التقريب ‪ :‬ثقة ثبت‬
‫‪ -21‬ابن جدعان قال الذهبي في ديوان الضعفاء ‪:‬حسن الحديث صاحب غرائب احتج به‬
‫بعضهم وقال أبوزرعة ‪:‬ليس بقوي وقال أحمد ‪ :‬ليس بشيء‪.‬‬
‫وقال الحافظ في التقريب‪ :‬ضعيف‬
‫‪12‬‬
‫عاهدتهم عليه‪ ,‬وانصرهم على عدوك وعدوهم‪ ,‬إله الحق‪ ,‬واجعلنا‬
‫منهم‬
‫قال عبد الرزاق ‪ :‬ولو كنت إماما قلت هذا القول‪ ,‬ثم قلت ‪ :‬اللهم‬
‫اهدنا فيمن هديتى ((‬
‫• قال الحافظ في ))المالي(()‪ :(161\2‬أخرجه عبد الرزاق بسند‬
‫حسن‬
‫• وأخرجه أيضا )محمد بن نصر( في ))قيام الليل(( برقم)‪(293‬‬

‫‪ -5‬الطريق الخامس ‪ :‬عن )عثمان بن زياد( عنه‬


‫• أخرجه )ابن أبى شيبة( في ))المصنف(( برقم )‪ 7032‬و‬
‫‪ ( 29716‬قال ‪ :‬حدثنا هشيم‪ ,‬قال أخبرنا حصين قال ‪:‬‬
‫)) صليت الغداة ذات يوم‪ ,‬وصلى خلفي عثمان بن زياد‪ ,‬قال ‪:‬‬
‫فقنت في صلة الصبح‪ ,‬قال‪ :‬فلما قضيت صلتي قال لي‪ :‬ما قلت‬
‫في قنوتك ؟‪ ,‬قال ‪ :‬فقلت‪ :‬ذكرت هؤلء الكلمات‬
‫اللهم إنا نستعينك‪ ,‬ونستغفرك‪ ,‬ونثني عليك الخير كله‪ ,‬ول‬
‫نكفرك‪ ,‬ونخلع ونترك من يفجرك‬
‫اللهم إياك نعبد‪ ,‬ولك نصلي ونسجد‪ ,‬وإليك نسعى و نحفد‪ ,‬نرجو‬
‫رحمتك‪ ,‬ونخشى عذابك‪ ,‬إن عذابك الجد بالكفار ملحق‬
‫فقال عثمان ‪ :‬كذا كان يصنع عمر بن الخطاب وعثمان بن‬
‫عفان ((‬
‫‪22‬‬
‫‪ -6‬الطريق السادس‪ :‬عن )معبد بن سيرين( عنه‬
‫• أخرجه )ابن جرير الطبري( في ))تهذيب الثار(()‪ 23\2‬رقم‬
‫‪ (1093‬ثنا عمرو بن علي الباهلي‪ ,‬قال ثنا سعيد بن عامر‪ ,‬قال‬
‫ثنا هشام بن حسان‪ ,‬عن ابن سيرين‪ ,‬عن معبد بن سيرين قال ‪:‬‬
‫)) صليت خلف عمر بن الخطاب رضوان الله عليه صلة الصبح‪,‬‬
‫فقنت بعد الركوع بالسورتين ((‬
‫وكرره برقم ) ‪ (1094‬مثله‪ ,‬والراوي عن معبد هو أخوه محمد كما‬
‫صرح به في الرواية الثانية‬
‫‪23‬‬
‫‪ -7‬الطريق السابع ‪ :‬عن )عبد الله بن شداد( عنه‬
‫• أخرجه )ابن جرير الطبري( في ))تهذيب التهذيب(()‪\23\2‬رقم‬
‫‪ (1095‬ثنا ابن حميد‪ ,‬قال ثنا هارون‪ ,‬عن عنبسة‪ ,‬عن ابن أبى‬
‫ليلى‪ ,‬عن عثمان بن سعيد قال ‪:‬‬

‫‪ -22‬معبد بن سيرين النصاري أكبر إخوته ثقة من الثالثة مات على رأس المائة‪ .‬قاله في‬
‫التقريب‬
‫‪ -23‬عبد الله بن شداد بن الهاد الليثي أبو الوليد الليثي المدني ولد على عهد النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم و ذكره العجلي من كبار التابعين الثقات وكان معدودا في الفقهاء مات‬
‫بالكوفة مقتول سنة ‪ 81‬وقيل بعدها اهـ من التقريب‬
‫‪13‬‬
‫)) لقي عبد الرحمن بن أبى ليلى عبد الله بن شداد‪ ,‬فقال ‪ :‬هل‬
‫حفظت صلة عمر ؟ ‪ ,‬فقال‪:‬نعم‪ ,‬صلى بنا عمر فقرأ في الفجر‬
‫بسورة يوسف حتى بلغ ) وهو كظيم (‪ ,‬فبكى حتى انقطع‪ ,‬ثم‬
‫ركع‪ ,‬ثم قام فقرأ سورة الفجر‪ ,‬فلما أتى على آخرها سجد‪ ,‬ثم‬
‫قام فقرأ )إذا زلزلت (‪ ,‬ثم رفع صوته فقنت بهاتين السورتين ‪:‬‬
‫اللهم إنا نستعينك‪ ,‬ونستغفرك‪ ,‬ونثني عليك‪ ,‬ول نكفرك‪ ,‬ونترك‬
‫من يفجرك‬
‫اللهم إياك نعبد‪ ,‬ولك نصلي ونسجد‪ ,‬وإليك نسعى و نحفد‪ ,‬نرجو‬
‫رحمتك‪ ,‬ونخشى عذابك‪ ,‬إن عذابك بالكفار ملحق((‬
‫‪24‬‬
‫‪ -8‬الطريق الثامن‪ :‬عن) محمد بن أبى ليلى(‬
‫• أخرجه )محمد بن نصر المروزي( ‪: 25‬‬
‫)) أن عمر قنت بهاتين السورتين ‪ :‬اللهم إنا نستعينك… واللهم‬
‫إياك نعبد‪((...‬‬
‫• عزاه له )السيوطي( في ))الدر المنثور(()‪(696\8‬‬

‫] ‪ [ 5‬أ ثر )عثمان بن عفان ‪(‬‬


‫وهو مذكور ضمن أثر )عمر ‪ (‬السابق من رواية عثمان بن زياد‬
‫)ص ‪(13‬‬

‫] ‪ [ 6‬أثر ) علي بن أبي طالب ‪( ‬‬

‫وقد روي عنه من طريقين ‪:‬‬


‫‪ -1‬الول ‪ :‬عن )عبد الرحمن بن السود الكاهلي( عنه‬
‫• أخرجه )عبد الرزاق( في ))مصنفه(()‪ (4978‬عن الحسن بن‬
‫عمارة‪ ,‬عن حبيب بن أبي ثابت‪ ,‬عن عبد الرحمن بن السود‬
‫الكاهلي ‪:‬‬
‫)) أن عليا ‪ ‬كان يقنت بهاتين السورتين في أنه يقدم الخرة‬
‫ويقول‪:‬‬
‫اللهم إياك نعبد‪ ,‬ولك نصلي ونسجد‪ ,‬وإليك نسعى و نحفد‪ ,‬نرجو‬
‫رحمتك‪ ,‬ونخاف عذابك‪ ,‬إن عذابك بالكافرين ملحق‬
‫اللهم إنا نستعينك‪ ,‬ونستهديك‪ ,‬ونثني عليك الخير كله‪ ,‬ونشكرك‬
‫ول نكفرك‪ ,‬ونؤمن بك ونخلع ونترك من يفجرك‬
‫قال الحكم وأخبرني طاووس ‪:‬‬
‫‪ -24‬محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى النصاري الكوفي القاضي أبو عبد الرحمن‬
‫صدوق شيء الحفظ من السابعة مات سنة ‪48‬‬
‫‪ -25‬ولم أره في كتاب )الوتر( المطبوع‬
‫‪14‬‬
‫أنه سمع ابن عباس يقول ‪ :‬قنت عمر قبل الركعة بهاتين‬
‫السورتي‪,‬ن إل أنه قدم التي أخر علي‪ ,‬وأخر التي قدم علي‪,‬‬
‫والقول سواء ((‬
‫• وأخرجه أيضا )ابن أبى شيبة( )‪7029‬و ‪ (29717‬حدثنا وكيع‪,‬‬
‫قال حدثنا سفيان‪ ,‬عن حبيب به‪ ,‬عن عبد الملك بن سويد الكاهلي‬
‫به‬
‫• وأخرجه أيضا )ابن سعد( في ))طبقاته(()‪ (241\6‬قال ‪ :‬أخبرنا‬
‫الفضل بن دكين قال حدثنا حمزة الزيات عن حبيب به‪.‬‬

‫‪ -2‬الثاني ‪ :‬عن )عبد الله بن زرير الغافقي( ‪:‬‬


‫• عزاه الحافظ في ))أمالي الذكار(()‪ ( 160\2‬لمحمد بن نصر‬
‫المروزي قال ‪ :‬من طريق يزيد بن أبى حبيب‪ ,‬عن عبد الله بن‬
‫زرير موقوفا‪ ,,‬وفيه قصة مع عبد العزيز بن مروان‬
‫وانظر حديث )علي ‪ (‬المرفوع المتقدم )رقم ‪ ,(1‬فقد اختلف‬
‫على )علي ‪ (‬في رفعه ووقفه‪ ,‬ورجح الحافظ )ابن حجر( في‬
‫))أماليه(( الرواية الموقوفة ‪.‬‬

‫] ‪ [ 7‬أثر ) عبد الله بن مسعود ‪ ( ‬روي عنه من طريقين ‪:‬‬


‫‪26‬‬
‫‪ -1‬الول عن )أبي عبد الرحمن السلمي( عنه‬
‫• أخرجه )ابن أبى شيبة( في ))مصنفه(( )‪ 6893‬و ‪ (29708‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا ابن فضيل‪ ,‬عن عطاء بن السائب‪ ,‬عن أبي عبد الرحمن‬
‫قال‪:‬‬
‫)) علمنا ابن مسعود أن نقرأ في القنوت ‪:‬‬
‫اللهم إنا نستعينك ونستغفرك‪ ,‬ونؤمن بك‪ ,‬ونثني عليك الخير ول‬
‫نكفرك‪ ,‬ونخلع ونترك من يفجرك‬
‫اللهم إياك نعبد‪ ,‬ولك نصلي ونسجد‪ ,‬واليك نسعى و نحفد‪ ,‬نرجو‬
‫رحمتك‪ ,‬ونخشى عذابك‪ ,‬إن عذابك الجد بالكفار ملحق ((‬
‫• قلت ‪ :‬عطاء قال الحافظ في ))التقريب(( ‪ :‬صدوق اختلط ‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫‪ -2‬الثاني عن )عبيد بن عمير( عنه‬
‫• أخرجه عنه )عبد الرزاق( في ))مصنفه(()‪ (4969‬عن ابن جريج‪,‬‬
‫قال‪ :‬أخبرني عطاء‪ ,‬قال سمعت عبيد بن عمير يقول‪:‬‬
‫‪ -26‬عبد الله بن حبيب بن ربيعة بفتح الموحدة وتشديد الياء أبو عبد الرحمن السلمي‬
‫الكوفي المقرئ مشهور بكنيته ولبيه صحبة‪ .‬ثقة ثبت‪ .‬من الثانية مات بعد السبعين‬
‫قاله في التقريب‬
‫‪ -27‬عبيد بن عمير بن قتادة الليثي أبو عاصم المكي ولد على عهد النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم قاله مسلم وعده غيره في كبار التابعين وكان قاص أهل مكة مجمع على ثقته‬
‫مات قبل ابن عمر‪ .‬قاله في التقريب‬
‫‪15‬‬
‫)) القنوت قبل الركعة الخرة من الصبح‪ ,‬وذكر أنه بلغه أنهما‬
‫سورتان من القرآن في مصحف ابن مسعود ‪ ,‬وأنه يوتر بهما كل‬
‫ليلة ((‬
‫• وهو طرف من أثر عمر السابق من رواية عبيد‬
‫• وأخرجه )محمد بن نصر( في كتاب ))الوتر(()‪(292‬‬
‫وهذا كما ترى بلغ ولم يذكر من أبلغه‬

‫] ‪ [ 8‬أثر ) أبي بن كعب ‪ ,( ‬و له عنه تسعة طرق ‪:‬‬


‫‪28‬‬
‫‪ -1‬أولها عن )ميمون بن مهران( عنه‬
‫• أخرجه )عبد الرزاق( في ))المصنف(()‪ (4970‬عن الثوري‪ ,‬عن‬
‫جعفر بن برقان‪ ,‬عن ميمون ابن مهران‪ ,‬عن أبي بن كعب ‪:‬‬
‫)) أنه كان يقول‪ :‬اللهم إنا نستعينك‪ ,‬ونستغفرك‪ ,‬ونثني عليك فل‬
‫نكفرك‪ ,‬ونخلع ونترك من يفجرك‬
‫اللهم إياك نعبد‪ ,‬ولك نصلي ونسجد‪ ,‬وإليك نسعى و نحفد‪ ,‬نخشى‬
‫عذابك‪ ,‬ونرجو رحمتك‪ ,‬إن عذابك بالكفار ملحق((‬
‫• و أخرجه أيضا )ابن أبى شيبة( في ))المصنف(() ‪ 7030‬و‬
‫‪ (29718‬قال ‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬قال حدثنا جعفر بن برقان‪ ,‬عن‬
‫ميمون بن مهران قال‪:‬‬
‫)) في قراءة أبي بن كعب‪ :‬اللهم إنا نستعينك‪...‬الحديث ((‬
‫• قال الشيخ )اللباني( رحمه الله في ))الرواء(()‪: (171\2‬‬
‫رجال إسناده ثقات‪ ,‬ولكن ابن مهران لم يسمع من أبي‪ ,‬فهو‬
‫منقطع ‪.‬اهـ‬

‫‪ -2‬الثاني عن )عروة بن الزبير( عنه‬


‫• أخرجه )ابن خزيمة( في ))صحيحه(()‪ (1100‬قال ‪ :‬نا الربيع بن‬
‫سليمان المرادي‪ ,‬نا عبد الله بن وهب‪ ,‬أخبرني يونس‪ ,‬عن ابن‬
‫شهاب‪ ,‬أخبرني عروة بن الزبير‪:‬‬
‫)) أن عبد الرحمن بن عبد القاري وكان في عهد عمر بن الخطاب‬
‫مع عبد الله بن الرقم على بيت المال ‪:‬‬
‫أن عمر خرج ليلة في رمضان‪ ,‬فخرج معه عبد الرحمن بن عبد‬
‫القاري‪ ,‬فطاف بالمسجد‪ ,‬وأهل المسجد أوزاع متفرقون‪ ,‬يصلي‬
‫الرجل الرجل فيصلي بصلته الرهط‪ ,‬فقال عمر ‪:‬‬
‫والله إني أظن لو جمعنا هؤلء على قارئ واحد لكان أمثل‪ ,‬ثم‬
‫عزم عمر على ذلك‪ ,‬وأمر أبى بن كعب أن يقوم لهم في رمضان‬
‫فخرج عمر عليهم‪ ,‬والناس قارئهم فقال عمر‪:‬‬
‫نعم البدعة هي والتي تنامون عنها أفضل من التي تقومون ‪ -‬يريد‬
‫آخر الليل‪-‬‬
‫‪ -28‬ميمون بن مهران الجزري أبو أيوب أصله كوفي نزل الرقة ثقة فقيه ولي الجزيرة‬
‫لعمر بن عبد العزيز وكان يرسل من الرابعة مات سنة سبع عشرة من التقريب‬
‫‪16‬‬
‫فكان الناس يقومون أوله‪ ,‬وكانوا يلعنون الكفرة في النصف‬
‫اللهم قاتل الكفرة‪ ,‬الذين يصدون عن سبيلك‪ ,‬ويكذبون رسلك‪,‬‬
‫ول يؤمنون بوعدك‪ ,‬وخالف بين كلمتهم‪ ,‬وألق في قلوبهم‬
‫الرعب‪ ,‬وألق عليهم رجزك‪ ,‬وعذابك إله الحق‬
‫ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو للمسلمين بما‬
‫استطاع من خير ثم يستغفر للمؤمنين قال ‪:‬‬
‫وكان يقول إذا فرغ من لعنة الكفرة وصلته على النبي‬
‫واستغفاره للمؤمنين والمؤمنات ومسألته ‪:‬‬
‫اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى و نحفد ونرجو‬
‫رحمتك ربنا ونخاف عذابك الجد إن عذابك لمن عاديت ملحق‬
‫ثم يكبر ويهوى ساجدا ((‬
‫• قال الشيخ )اللباني( رحمه الله في تخريج ))صحيح ابن‬
‫خزيمة((‪ :‬إسناده صحيح‬
‫‪29‬‬
‫‪ -3‬الثالث عن )سلمة بن كهيل( عنه‬
‫)) أقرأها في مصحف أبى بن كعب مع قل أعوذ برب الناس‪ ,‬وقل‬
‫أعوذ برب الناس‪((.‬‬
‫• أخرجه )محمد بن نصر المروزي( في كتاب ))الوتر(() رقم‬
‫‪(294‬‬

‫‪ -4‬الرابع‪ :‬عن )حماد( عنه‬


‫‪30‬‬
‫قال ‪ :‬أخبرنا‬ ‫• أخرجه )ابن الضريس( في ))فضائل القرآن((‬
‫موسى بن إسماعيل أنبانا حماد قال ‪:‬‬
‫)) قرأنا في مصحف أبي بن كعب ‪:‬‬
‫اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير ول نكفرك ونخلع‬
‫ونترك من يفجرك‬
‫قال حماد ‪ :‬هذه الن سورة وأحسبه قال‪:‬‬
‫اللهم إياك نعبد‪ ,‬ولك نصلي ونسجد‪ ,‬وإليك نسعى و نحفد‪ ,‬نخشى‬
‫عذابك‪ ,‬ونرجو رحمتك‪ ,‬إن عذابك بالكفار ملحق ((‬
‫• ذكره )السيوطي( في ))الدر المنثور(()‪(695\8‬‬

‫‪ -5‬الخامس ‪ :‬عن )الشعبي( عنه‬

‫‪ -29‬سلمة بن كهيل الحضرمي أبو يحيى الكوفي ثقة من الرابعة ع من ))التقريب((‬


‫‪ - 30‬ابن الضريس هو الحافظ أبو عبد الله محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس البجلي‬
‫الرازي‪ ,‬مصنف فضائل القرآن ولد على رأس المائتين وثقه ابن أبي حاتم و الخليلي‬
‫وقال هو محدث ابن محدث وجده يحيى من أصحاب الثوري توفي سنة ‪ 294‬هـ‬
‫‪ -‬و أثر حماد هذا ل يوجد في ))فضائل القران(( المطبوع في دار الفكر بتحقيق غزوة‬
‫بدير‬
‫‪17‬‬
‫• عزاه )السيوطي( في ))الدر المنثور(()‪ (697\8‬لمحمد بن نصر‬
‫المروزي عنه‪ 31‬قال ‪:‬‬
‫)) قرأت أو حدثني من قرأ في بعض مصاحف أبي بن كعب هاتين‬
‫السورتين‪ ,‬اللهم إنا نستعينك‪,....‬والخرى‪ ,‬بينهما ) بسم الله‬
‫الرحمن الرحيم (‪ ,‬قبلهما سورتان من المفصل‪ ,‬وبعدهما سور من‬
‫المفصل ((‬

‫‪ -6‬السادس عن )محمد بن سيرين( عنه‬


‫• أخرجه )أبو عبيد القاسم بن سلم( عزاه له )السيوطي( في‬
‫))التقان في علوم القرآن(()‪ (844‬قال‪:‬‬
‫)) كتب أبي بن كعب في مصحفه فاتحة الكتاب‪ ,‬والمعوذتين‪,‬‬
‫واللهم إنا نستعينك‪ ,‬واللهم إياك نعبد‪ ,‬وتركهن ابن مسعود‪ ,‬وكتب‬
‫عثمان منهن فاتحة الكتاب‪ ,‬والمعوذتين ((‬

‫‪ -7‬السابع عن )عبد الرحمن بن أبزى( عنه‬


‫‪ -‬أخرجه )ابن الضريس( ‪ 32‬قال ‪ :‬أنبأنا أحمد بن جميل المروزي‪,‬‬
‫عن عبد الله بن المبارك‪ ,‬أنبأنا الجلح ‪ , 33‬عن عبد الله بن عبد‬
‫الرحمن‪ ,‬عن أبيه قال‪:‬‬
‫)) في مصحف ابن عباس قراءة أبي وأبي موسى‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‪ ,‬اللهم إنا نستعينك‪ ,‬ونستغفرك‪ ,‬ونثني‬
‫عليك الخير ول نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك‬
‫وفيه‪ ,‬اللهم إياك نعبد‪ ,‬ولك نصلي ونسجد‪ ,‬وإليك نسعى و نحفد‪,‬‬
‫نخشى عذابك‪ ,‬ونرجو رحمتك‪ ,‬إن عذابك بالكفار ملحق ((‬
‫• أورده )السيوطي( في ))التقان(( بسند ابن الضريس )‪( 849‬‬

‫‪ -8‬الثامن عن )محمد بن اسحق بن يسار( عنه‬


‫• أخرجه )محمد بن نصر( في ))الوتر(()‪ (295‬قال‪:‬‬
‫)) قد قرأت في مصحف أبي بن كعب بالكتاب الول العتيق‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‪ ,‬قل هو الله أحد إلى آخرها‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‪ ,‬قل أعوذ برب الفلق إلى آخرها‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‪ ,‬قل أعوذ برب الناس إلى آخرها‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‪ ,‬اللهم إنا نستعينك‪ ,‬ونستغفرك‪ ,‬ونثني‬
‫عليك الخير ول نكفرك‪ ,‬ونخنع ونترك من يفجرك‪,‬‬

‫‪ -31‬ولم أره في كتاب الوتر المطبوع‬


‫‪ -32‬ول يوجد في المطبوع من ))فضائل القران((‬
‫‪ -33‬أجلح بن عبد الله بن حجية الكندي يقال اسمه يحيى قال الحافظ في‬
‫))التقريب(( ‪:‬صدوق شيعي وقال صاحبا ))تحرير التقريب(( ‪ :‬بل ضعيف يعتبر به ضعفه‬
‫احمد و أبو داود والنسائي وابن سعد و الجوزجاني و الساجي وابن حبان وابن الجارود‪,‬‬
‫وقال أبو حاتم ‪:‬يكتب حديثه ول يحتج به‬
‫‪18‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‪ ,‬إياك نعبد‪ ,‬ولك نصلي ونسجد‪ ,‬وإليك‬
‫نسعى و نحفد‬
‫نخشى عذابك‪ ,‬ونرجو رحمتك‪ ,‬إن عذابك بالكفار ملحق‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‪ ,‬اللهم ل ينزع ما تعطي‪ ,‬ول ينفع ذا‬
‫الجد منك الجد‪ ,‬سبحانك وغفرانك‪ ,‬و حنانيك‪ ,‬إله الحق ((‬

‫‪ -9‬التاسع عن )عطاء بن أبي رباح( عنه‬


‫• أخرجه )محمد بن نصر( في كتاب ))الوتر(()‪(296‬عن سلمة بن‬
‫خصيف ‪:‬‬
‫)) سألت عطاء بن أبي رباح ‪ :‬أي شيء أقول في القنوت ؟‬
‫قال ‪ :‬هاتين السورتين اللتين في قراءة أبي ‪ :‬اللهم إياك نعبد‪,‬‬
‫ولك نصلي ونسجد‪ ,‬وإليك نسعى و نحفد‪ ,‬نرجو رحمتك‪ ,‬ونخشى‬
‫عذابك‪ ,‬إن عذابك بالكفار ملحق‪ ,‬اللهم إنا نستعينك‪ ,‬ونستغفرك‪,‬‬
‫ونثني عليك‪ ,‬ول نكفرك‪ ,‬ونخلع ونترك‪ ,‬من يفجرك ((‬

‫• فــــائدة‪ :‬قال ابن أشتة ‪ 34‬في كتاب ))المصاحف(( ‪ :‬أنبأنا‬


‫محمد بن يعقوب‪ ,‬حدثنا أبو داود‪ ,‬حدثنا أبو جعفر الكوفي‪ ,‬قال ‪:‬‬
‫)) هذا تأليف مصحف أبي ‪ :‬الحمد ثم البقرة‪ ,‬ثم النساء‪ ,‬ثم آل‬
‫عمران‪ ,‬ثم النعام‪ ,‬ثم العراف‪ ,‬ثم المائدة‪ ,‬ثم يونس‪ ,‬ثم النفال‪,‬‬
‫ثم براءة‪ ,‬ثم هود‪ ,‬ثم مريم‪ ,‬ثم الشعراء‪ ,‬ثم الحج‪ ,‬ثم يوسف‪ ,‬ثم‬
‫الكهف‪ ,‬ثم النحل‪ ,‬ثم الحزاب‪ ,‬ثم بني إسرائيل‪ ,‬ثم الزمر‪ ,‬أولها‬
‫حم‪ ,‬ثم طه ثم النبياء‪ ,‬ثم النور‪ ,‬ثم المؤمنون‪ ,‬ثم سبأ‪ ,‬ثم‬
‫العنكبوت‪ ,‬ثم المؤمن‪ ,‬ثم الرعد‪ ,‬ثم القصص‪ ,‬ثم النمل‪ ,‬ثم‬
‫الصافات‪ ,‬ثم ص‪ ,‬ثم يس‪ ,‬ثم الحجر‪ ,‬ثم حمعسق‪ ,‬ثم الروم‪ ,‬ثم‬
‫الحديد‪ ,‬ثم الفتح‪ ,‬ثم القتال‪ ,‬ثم الظهار‪ ,‬ثم تبارك الملك‪ ,‬ثم‬
‫السجدة‪ ,‬ثم إنا أرسلنا نوحا‪ ,‬ثم الحقاف‪ ,‬ثم ق‪ ,‬ثم الرحمن‪ ,‬ثم‬
‫الواقعة‪ ,‬ثم الجن‪ ,‬ثم النجم‪ ,‬ثم سأل سائل‪ ,‬ثم المزمل‪ ,‬ثم‬
‫المدثر‪ ,‬ثم اقتربت‪ ,‬ثم حم الدخان‪ ,‬ثم لقمان‪ ,‬ثم حم الجاثية‪ ,‬ثم‬
‫الطور‪ ,‬ثم الذاريات‪ ,‬ثم ن‪ ,‬ثم الحاقة‪ ,‬ثم الحشر‪ ,‬ثم الممتحنة‪ ,‬ثم‬
‫المرسلت‪ ,‬ثم عم يتساءلون‪ ,‬ثم ل أقسم بيوم القيامة‪ ,‬ثم إذا‬
‫الشمس كورت‪ ,‬ثم يا أيها النبي إذا طلقتم النساء‪ ,‬ثم النازعات‪,‬‬
‫ثم التغابن‪ ,‬ثم عبس‪,‬ثم المطففين‪ ,‬ثم إذا السماء انشقت‪ ,‬ثم‬
‫والتين والزيتون‪ ,‬ثم اقرأ باسم ربك‪ ,‬ثم الحجرات‪ ,‬ثم المنافقون‪,‬‬
‫ثم الجمعة‪ ,‬ثم لم تحرم‪ ,‬ثم الفجر‪ ,‬ثم ل أقسم بهذا البلد‪ ,‬ثم‬
‫والليل‪ ,‬ثم إذا السماء انفطرت‪ ,‬ثم والشمس وضحاها‪ ,‬ثم‬

‫‪ -34‬هو محمد بن عبد الله بن أشته اللودزي أبو بكر‪ ,‬قال الداني ‪ :‬أصبها ني سكن مصر‪,‬‬
‫ضابط مأمون‪ ,‬عالم بالعربية بصير بالمعاني‪ ,‬حسن التصنيف‪ ,‬صاحب سنة‪ ,‬توفي سنة‬
‫‪360‬هـ انتهى من ))بغية الوعاة(( للسيوطي )‪ (142\1‬من تصانيفه ‪ :‬المفيد في الشاذ‪,‬‬
‫والمصاحف‪ ,‬قال السيوطي ‪ :‬نقلت منه أشياء في ))التقان((‬
‫‪19‬‬
‫والسماء والطارق‪ ,‬ثم سبح اسم ربك‪ ,‬ثم الغاشية‪ ,‬ثم الصف‪ ,‬ثم‬
‫سورة أهل الكتاب‪ ,‬وهي لم يكن‪ ,‬ثم الضحى‪ ,‬ثم ألم نشرح‪ ,‬ثم‬
‫القارعة‪ ,‬ثم التكاثر‪ ,‬ثم العصر‪ ,‬دد‪ ,‬دددد ددددد دد دددد ددددد‪,‬‬
‫ثم ويل لكل همزة‪ ,‬ثم إذا زلزلت‪ ,‬ثم العاديات‪ ,‬ثم الفيل‪ ,‬ثم‬
‫ليلف‪ ,‬ثم أرأيت‪ ,‬ثم إنا أعطيناك‪ ,‬ثم القدر‪ ,‬ثم الكافرون‪ ,‬ثم إذا‬
‫جاء نصر الله‪ ,‬ثم تبت‪ ,‬ثم الصمد‪ ,‬ثم الفلق‪ ,‬ثم الناس‪((.‬‬
‫نقله الحافظ )السيوطي( في كتابه ))التقان في علوم القرآن(()‬
‫‪.(832‬‬
‫• و ذكر )ابن النديم( في كتابه ))الفهرست(()‪ : (40\1‬باب ترتيب‬
‫القرآن في مصحف أبي بن كعب ) وفيه اختلف بينه وبين رواية‬
‫)ابن اشته( في ترتيب بعض السور‪ ,‬ولفظه ‪:‬‬
‫قال )الفضل بن شاذان( ‪ 35‬أخبرنا الثقة من أصحابنا قال‪:‬‬
‫كان تأليف السور في قراءة أبي بن كعب ‪ ‬بالبصرة في قرية‬
‫يقال لها قرية النصار‪ ,‬على رأس فرسخين عند محمد بن عبد‬
‫الملك النصاري‪ ,‬أخرج إلينا مصحفا‪ ,‬وقال هو مصحف أبي‪ ,‬رويناه‬
‫عن آبائنا‪ ,‬فنظرت فيه‪ ,‬فاستخرجت أوائل السور‪ ,‬وخواتيم‬
‫الرسل‪ ,‬وعدد الي ‪:‬‬
‫فأوله فاتحة الكتاب‪ ,‬البقرة‪ ,‬النساء‪ ,‬آل عمران‪ ,‬النعام‪ ,‬العراف‪,‬‬
‫المائدة الذي التبسته )كذا (‪ ,‬وهي يونس‪ ,‬النفال‪ ,‬التوبة‪ ,‬هود‪,‬‬
‫مريم‪ ,‬الشعراء‪ ,‬الحج‪ ,‬يوسف‪ ,‬الكهف‪ ,‬النحل‪ ,‬الحزاب‪ ,‬بني‬
‫إسرائيل‪ ,‬الزمر‪ ,‬حم تنزيل‪ ,‬طه‪ ,‬النبياء‪ ,‬النور‪ ,‬المؤمنين‪,‬حم‬
‫المؤمن‪ ,‬الرعد‪ ,‬طسم القصص‪ ,‬طس سليمان‪ ,‬الصافات‪ ,‬داود‬
‫سورة ص‪ ,‬يس ‪ ,‬أصحاب الحجر‪ ,‬حم عسق‪ ,‬الروم‪ ,‬الزخرف‪ ,‬حم‬
‫السجدة‪ ,‬سورة إبراهيم‪ ,‬المليكة‪ ,‬الفتح‪ ,‬محمد صلى الله عليه‬
‫وسلم‪ ,‬الحديد‪ ,‬الطهارة‪ ,‬تبارك الفرقان‪ ,‬ألم تنزيل‪ ,‬نوح‪,‬‬
‫الحقاف‪ ,‬ق‪ ,‬الرحمن‪ ,‬الواقعة‪ ,‬الجن‪ ,‬النجم‪ ,‬نون‪ ,‬الحاقة‪ ,‬الحشر‪,‬‬
‫الممتحنة‪ ,‬المرسلت‪ ,‬عم يتساءلون‪ ,‬النسان‪ ,‬ل أقسم‪ ,‬كورت‪,‬‬
‫النازعات‪ ,‬عبس‪ ,‬المطففين‪ ,‬إذا السماء انشقت‪ ,‬التين‪ ,‬اقرأ‬
‫باسم ربك‪ ,‬الحجرات‪ ,‬المنافقون‪ ,‬الجمعة‪ ,‬النبي عليه السلم‪,‬‬
‫الفجر‪ ,‬الملك‪ ,‬الليل إذا يغشى‪ ,‬إذا السماء انفطرت‪ ,‬الشمس‬
‫وضحاها‪ ,‬السماء ذات البروج‪ ,‬الطارق‪ ,‬سبح اسم ربك‪ ,‬العلى‪,‬‬
‫الغاشية‪ ,‬عبس‪ ,‬وهي أهل الكتاب‪ ,‬لم يكن أول ما كان الذين‬
‫كفروا‪ ,‬الصف‪ ,‬الضحى‪ ,‬ألم نشرح لك‪ ,‬القارعة‪ ,‬التكاثر‪ ,‬ددددد‪,‬‬

‫‪ -35‬الفضل بن شاذان ‪ :‬أبو العباس الرازي المقرئ أحد العلم وشيخ القراء بالري‪. .‬‬
‫روى عنه أبو حاتم الرازي مع تقدمه وابنه عبد الرحمن بن أبي حاتم وقال ثقة ‪..‬قال‬
‫أبو عمرو الداني‪ :‬لم يكن في دهره مثله في علمه وفهمه وعدالته وحسن اضطلعه‬
‫قلت ) أي الذهبي ( ‪ :‬وهو قديم الموت‪.‬‬
‫معرفة القراء للذهبي ترجمة )‪ ( 133‬تمييز ‪ :‬وهناك آخر اسمه الفضل بن شاذان بن‬
‫خليل وهو شيعي إمامي رافضي توفي سنة ‪ 260‬ه ‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫دددد دددد‪ ],‬ددددد [ ‪ ,36‬ست آيات‪ :‬اللهم إياك نعبد‪ ,‬وآخرها‬
‫بالكفار ملحق‪ ,‬اللمز‪ ,‬إذا زلزلت‪ ,‬العاديات‪ ,‬أصحاب الفيل‪ ,‬التين‪,‬‬
‫الكوثر‪ ,‬القدر‪ ,‬الكافرون‪ ,‬النصر‪ ,‬أبي لهب‪ ,‬قريش‪ ,‬الصمد‪ ,‬الفلق‬
‫الناس‪ ,‬فذلك مائة وستة عشر سورة‪ ,‬قال ‪ :‬إلى هاهنا أصبت في‬
‫مصحف أبي بن كعب ((‪ .‬انتهى‬

‫] ‪ 9‬و ‪ [ 10‬أثر )أبي موسى الشعري ‪ ( ‬و )عبد الله بن عباس‬


‫‪(‬‬
‫تقدما ضمن أثر )أبي بن كعب ‪ (‬من رواية عبد الرحمن بن أبي‬
‫أبزي)‪(19‬‬

‫] ‪ [ 11‬أثر )أنس بن مالك ‪( ‬‬


‫‪37‬‬
‫في ))الطوالت(( ‪ :‬أنبأ أبو‬ ‫• أخرجه )أبو الحسن القطان(‬
‫محمد الحارث بن محمد بن أبي أسامة ثنا يزيد بن هارون أنبأ أبان‬
‫بن أبي عياش قال‪:‬‬
‫)) سألت أنس ابن مالك رضي الله عنه عن الكلم في القنوت‬
‫فقال ‪:‬‬
‫اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير ول نكفرك‬
‫ونؤمن بك ونخلع ونترك من يفجرك‬
‫اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى و نحفد ونرجو‬
‫رحمتك ونخشى عذابك الجد أن عذابك بالكافرين ملحق‬
‫اللهم عذب الكفرة وألق في قلوبهم الرعب وخالف بين كلمتهم‬
‫وأنزل عليهم رجزك وعذابك‬
‫اللهم عذب كفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون‬
‫رسلك ويجهدون بآياتك ويجعلون معك إلها ل إله غيرك‬
‫اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات و‬
‫أصلحهم استصلحهم وألف بين قلوبهم وأصلح ذات بينهم واجعل‬
‫في قلوبهم اليمان والحكمة وثبتهم على ملة رسولك و أوزعهم‬
‫أن يشكروا نعمتك التي أنعمت عليهم وأن يوفوا بعهدك الذي‬
‫عاهدتهم عليه وانصرهم على عدوهم وعدوك إله الحق‬
‫قال أنس والله إن أنزلتا إل من السماء ((‬

‫‪ -36‬كذا والصواب ) الحفد(‬


‫‪ -37‬هو الحافظ المام القدوة أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة ابن بحر القزويني‪,‬‬
‫محدث قزوين وعالمه‪ ,‬ولد سنة ‪ 254‬ورحل وسمع ابن ماجة وأبا حاتم وكان شيخا عالما‬
‫بجميع العلوم التفسير والفقه والنحو واللغة زاهدا‪ ,‬قال ابن فارس سمعته يقول‪ :‬كنت‬
‫حين رحلت أحفظ مائة ألف حديث‪ ,‬مات سنة ‪ 345‬طبقات السيوطي)ترجمة ‪(801‬‬
‫‪21‬‬
‫• ذكره المام )عبد الكريم بن محمد الرافعي( ‪ 38‬في ))تاريخه(( ‪:‬‬
‫))التدوين في أخبار قزوين(()‪ (174\1‬في ترجمة‪) :‬محمد بن‬
‫أحمد أبو سليمان الجاباري القزويني(‬
‫وقال ‪ :‬أبان بن أبـي عياش أبو إسماعيل البصري يروى عن شعبة‬
‫‪ 39‬إساءة القول فيه ‪ .‬انتهى‬
‫• ونقله )السيوطي( في ))الدر المنثور(()‪(695\8‬‬
‫• قلت ‪ :‬وقول أنس ‪ ) ‬والله إن أنزلتا إل من السماء ( يدل‬
‫على أن الحديث من المرفوع‪ ,‬فإن الصحابي ل يقدم على الجزم‬
‫إل إذا كان عنده من النبي ‪ ‬شيء‪ ,‬ولكن السند ضعيف جدا‪,‬‬
‫فأبان بن أبى عياش قال الفلس‪ ,‬و المام أحمد ‪ :‬متروك‬
‫الحديث‪ ,‬وقال ابن معين‪ :‬ليس حديثه بشيء‪ ,‬وقال الحافظ في‬
‫))التقريب(( ‪ :‬متروك‬

‫فصل‬
‫في ذكرما ورد موقوفا على التابعين رضي الله‬
‫عنهم‬

‫وهي كالتالي ‪:‬‬

‫] ‪ [ 12‬أثر )الحسن البصري(‬


‫• أخرجه )عبد الرزاق( في ))المصنف(()‪ ( 4982‬عن معمر‪ ,‬عن‬
‫عمرو‪ ,‬عن الحسن يقول ‪:‬‬
‫)) القنوت في الوتر والصبح ‪:‬‬
‫اللهم إنا نستعينك‪ ,‬ونستغفرك‪ ,‬ونثني عليك الخير ول نكفرك‪,‬‬
‫ونؤمن بك‪ ,‬ونخلع ونترك من يفجرك‬
‫اللهم إياك نعبد‪,‬ولك نصلي ونسجد‪ ,‬وإليك نسعى و نحفد‪ ,‬نرجو‬
‫رحمتك ونخشى عذابك‪ ,‬الجد إن عذابك الجد بالكفار ملحق‬

‫‪ -38‬هو شيخ الشافعية المام العلمة أبو القاسم عبد الكريم ابن العلمة أبي الفضل‬
‫محمد الرافعي القزويني‪ ,‬قرأ على أبيه‪ ,‬وكان من العلماء العاملين يذكر عنه تعبد ونسك‬
‫وأحوال وتواضع‪ ,‬انتهت إليه معرفة المذهب‪ ,‬له ))الفتح العزيز في شرح الوجيز\ط((‪,‬‬
‫وشرح آخر صغير‪ ,‬وله ))شرح مسند الشافعي(( في مجلدين تعب عليه‪ ,‬وأربعون حديثا‬
‫مروية‪ ,‬وله أمالي على ثلثين حديثا‪ ,‬وكتاب ))التذنيب\ط(( فوائد على الوجيز‪ ,‬توفي‬
‫سنة ‪) 623‬سير النبلء ‪(252\22‬‬
‫‪-39‬قال البخاري‪:‬كان شعبة سيئ الرأي فيه وقال عباد المهلبي ‪ :‬أتيت شعبة أنا وحماد‬
‫بن زيد فكلمناه في أبان أن يمسك عنه فأمسك ثم لقيته بعد ذلك فقال ما أراني‬
‫يسعني السكوت عنه ‪.‬من التهذيب‬
‫‪22‬‬
‫اللهم عذب الكفرة والمشركين‪ ,‬وألق في قلوبهم الرعب‪ ,‬وخالف‬
‫بين كملتهم‪ ,‬وأنزل عليهم رجزك وعذابك‪ ,‬اللهم عذب كفرة أهل‬
‫الكتاب‪ ,‬الذين يصدون عن سبيلك‪ ,‬ويكذبون رسلك‬
‫اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات‪ ,‬والمسلمين والمسلمات‪ ,‬اللهم‬
‫أصلح ذات بينهم‪ ,‬وألف بين قلوبهم‪ ,‬واجعل في قلوبهم اليمان‬
‫والحكمة‪ ,‬وأوزعهم أن يشكروا نعمتك التي أنعمت عليهم‪ ,‬وأن‬
‫يوفوا بعهدك الذي عاهدتهم عليه‪ ,‬وتوفهم على ملة رسولك‪,‬‬
‫وانصرهم على عدوك وعدوهم‪ ,‬إله الحق‪ ,‬واجعلنا منهم‬
‫فكان يقول هذا ثم يخر ساجدا‬
‫وكان ل يزيد على هذا شيئا من الصلة على النبي ‪‬‬
‫وكان بعض من يسأله يقول‪ :‬يا أبا سعيد‪ ,‬أيزيد على هذا شيئا من‬
‫الصلة على النبي ‪ , ‬والدعاء‪ ,‬والتسبيح والتكبير ؟‬
‫فيقول ‪ :‬ل أنهاكم‪ ,‬ولكني سمعت أصحاب رسول الله ‪ ‬ل‬
‫يزيدون على هذا شيئا‪ ,‬ويغضب إذا أرادوه على الزيادة‬
‫• و أخرجه )محمد بن نصر( في ))الوتر(()‪ (298‬ولفظه مختصر‪:‬‬
‫عن الحسن ‪ :‬يبدأ في القنوت بالسورتين‪ ,‬ثم يدعو على الكفار‪,‬‬
‫ثم يدعو للمؤمنين والمؤمنات ‪.‬‬

‫] ‪ [ 13‬أثر )إبراهيم النخعي(‬


‫• أخرجه )عبد الرزاق( )‪( 4797‬عن الثوري‪ ,‬عن الزبير بن عدي‪,‬‬
‫عن إبراهيم‬
‫)) كان يستحب أن يقول في قنوت الوتر بهاتين السورتين‬
‫اللهم إنا نستعينك‪ ,‬ونستغفرك‪ ,‬ونثني عليك‪ ,‬ول نكفرك‪ ,‬ونخلع‬
‫ونترك من يفجرك‬
‫اللهم إياك نعبد‪ ,‬ولك نصلي ونسجد‪ ,‬وإليك نسعى و نحفد‪ ,‬نرجو‬
‫رحمتك‪ ,‬ونخشى عذابك‪,‬إن عذابك بالكافرين ملحق ((‬
‫• وأخرجه )ابن نصر( في ))الوتر(( مختصرا ) ‪(301‬‬

‫] ‪ [ 14‬أثر )طاووس اليماني(‬


‫• أخرجه )عبد الرزاق( ) ‪ ( 4983‬قال ‪ :‬وروي عن ابن جريج‪,‬‬
‫ومعمر‪ ,‬عن ابن طاووس‪ ,‬عن أبيه قال‪:‬‬
‫)) إنما القنوت طاعة لله‪ ,‬وكان يقنت بأربع آيات من أول البقرة‪,‬‬
‫ض { )آل عمران‪ :‬من الية ‪(190‬‬ ‫ْ َ‬ ‫في َ ْ‬
‫والْر ِ‬ ‫ت َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ما َ‬ ‫س َ‬‫ق ال ّ‬ ‫خل ِ‬ ‫ن ِ‬
‫ثم } إ ِ ّ‬
‫م ()البقرة‪ :‬من الية‬ ‫ي ال ْ َ‬
‫قّيو ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫و ال ْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ه إ ِّل ُ‬ ‫ه ل إ ِل َ َ‬‫هذه الية و} (الل ّ ُ‬
‫‪ (255‬وهذه الية‬
‫ض {)البقرة‪ :‬من الية ‪(284‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫} ل ِل ّ ِ‬
‫في الْر َ ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫و َ‬ ‫ت َ‬ ‫وا ِ‬‫ما َ‬‫س َ‬ ‫في ال ّ‬‫ما ِ‬‫ه َ‬
‫ل‬ ‫حد { )الخلص‪ (1:‬ثم } ُ‬
‫ق ْ‬ ‫هأ َ‬‫و الل ّ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ل ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫حتى يختم البقرة‪ ,‬ثم } ُ‬

‫‪23‬‬
‫س( )الناس‪:‬‬ ‫ب الّنا ِ‬ ‫ل أَ ُ‬
‫عوذُ ب َِر ّ‬ ‫ق( )الفلق‪ ,(1:‬ثم )( ُ‬
‫ق ْ‬ ‫ب ال ْ َ َ‬
‫فل ِ‬ ‫أَ ُ‬
‫عوذُ ب َِر ّ‬
‫‪ (1‬ثم يقول ‪:‬‬
‫اللهم إياك نعبد‪ ,‬ولك نصلي ونسجد‪ ,‬وإليك نسعى و نحفد‪ ,‬نخشى‬
‫عذابك ونرجو رحمتك‪ ,‬إن عذابك بالكافرين ملحق‪ ,‬اللهم إنا‬
‫نستعينك‪ ,‬ونستغفرك‪ ,‬ونثني عليك فل نكفرك‪ ,‬ونؤمن بك ونخلع‬
‫ونترك من يكفرك‬
‫وذكروا أنها )كذا( سورتان من البقرة‪ ,‬وأن موضعهما بعد }قل هو‬
‫الله أحد{‬
‫قال ابن جريج في حديثه عن ابن طاووس قال ‪:‬‬
‫كان يقولهما أبي ‪ ‬في الصبح‪ ,‬وكان ل يجهر به‪ ,‬وكان يقول هو‬
‫في الظهر والعصر والعشاء الخرة فيقول في الركعتين الخريين‬
‫من الظهر والعصر والعشاء‪ ,‬ويقول في الركعة الولى من‬
‫الخريين من الظهر ما في البقرة‪ ,‬ويقول في الخرة من‬
‫الخريين من الظهر ما سوى ذلك‪ ,‬وكذلك في العصر والعشاء‬
‫الخرة‪ ,‬وكان يوتر‪ ,‬وكان يجعل القراءة في الوتر((‬

‫] ‪ [ 15‬أثر )سعيد بن المسيب(‬


‫• أخرجه )محمد بن نصر( في ))الوتر(()‪ (297‬عن سعيد بن‬
‫المسيب قال ‪:‬‬
‫)) يبدأ في القنوت فيدعو على الكفار‪ ,‬ويدعو للمؤمنين‬
‫والمؤمنات‪ ,‬ثم يقرأ السورتين ‪ :‬اللهم إنا نستعينك‪....‬واللهم إياك‬
‫نعبد‪((...‬‬

‫] ‪ [ 16‬أثر )أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد(‬


‫• أخرجه )أبو القاسم الطبراني( في ))معجمه الكبير(()‪\1‬‬
‫‪\292‬رقم ‪ (860‬قال‪ :‬ثنا محمد بن إسحاق بن راهويه‪ ,‬ثنا أبي‪ ,‬ثنا‬
‫عيسى بن يونس‪ ,‬حدثني أبي‪ ,‬عن جدي قال ‪:‬‬
‫)) أمنا أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد بخراسان‪ ,‬فقرأ بهاتين‬
‫السورتين‪ ,‬إنا نستعينك ونستغفرك‪((.‬‬
‫وجد يونس هو أبو إسحاق السبيعي‬
‫• قال )السيوطي( في ))التقان(()‪ :(850‬بسند صحيح‬

‫] ‪ [ 17‬أثر )ابن شهاب الزهري(‬


‫• أخرجه محمد بن نصر في ))الوتر(()‪ (299‬عن ابن شهاب ‪:‬‬
‫)) كانوا يلعنون الكفرة في النصف يقولون‪:‬‬
‫اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك ول‬
‫يؤمنون بوعدك وخالف بين كلمهم والق في قلوبهم الرعب و‬
‫ألق عليهم رجزك وعذابك إله الحق‬

‫‪24‬‬
‫ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو للمسلمين بما‬
‫استطاع من الخير ثم يستغفر للمؤمنين‬
‫وكان يقول إذا فرغ من لعنة الكفرة وصلته على النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم‪ ,‬واستغفاره للمؤمنين ومسألته‬
‫اللهم إياك نعبد‪ ,‬ولك نصلي ونسجد‪ ,‬ولك نسعى و نحفد‪ ,‬نرجو‬
‫رحمتك ربنا‪ ,‬ونخاف عذابك الجد‪ ,‬إن عذابك لمن عاديت ملحق‪ ,‬ثم‬
‫يكبر ويهوي ساجدا ((‬

‫] ‪ [ 18‬أثر )سفيان(‬
‫• أخرجه )ابن نصر( في ))صلة الوتر(()‪(309‬قال ‪:‬‬
‫)) كانوا يستحبون أن يجعلوا في قنوت الوتر هاتين السورتين ‪:‬‬
‫اللهم إنا نستعينك‪ ,‬ونستغفرك‪ ,‬ونثني عليك‪ ,‬ول نكفرك‪ ,‬ونخلع‬
‫ونترك من يفجرك‬
‫اللهم إياك نعبد‪ ,‬ولك نصلي ونسجد‪ ,‬وإليك نسعى و نحفد‪ ,‬نخشى‬
‫عذابك‪ ,‬ونرجو رحمتك‪ ,‬إن عذابك بالكفار ملحق‬
‫وهذه الكلمات ‪ :‬اللهم اهدني فيمن هديت‪ ,‬وعافني فيمن عافيت‪,‬‬
‫وتولني فيمن توليت‪ ,‬وبارك لي فيما أعطيت‪ ,‬وقني شر ما‬
‫قضيت‪ ,‬إنك تقضي ول يقضى عليك‪ ,‬ل يذل من واليت‪ ,‬تباركت‬
‫ربنا وتعاليت‬
‫ويدعو بالمعوذتين‪ ,‬وإن دعوت بغير هذا أجزأك‪ ,‬وليس فيه شيء‬
‫موقت ((‬
‫‪40‬‬
‫] ‪ [ 19‬أثر )ابن جريج الموي(‬
‫• أخرجه )عبد الرزاق( في ))المصنف(()‪(4989‬قال ‪:‬‬
‫)) يقول آخرون في القنوت ‪:‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم ‪ ,‬اللهم لك نصلي ولك نسجد‪ ,‬و إياك‬
‫نعبد‪ ,‬ولك نصلي ونسجد‪ ,‬وإليك نسعى و نحفد‪ ,‬نرجو رحمتك‪,‬‬
‫ونخاف عذابك‪ ,‬الجد إن عذابك بالكافرين ملحق‬
‫اللهم إنا نستعينك‪ ,‬ونستغفرك‪ ,‬ونثني عليك‪ ,‬ول نكفرك‪ ,‬ونؤمن‬
‫بك‪ ,‬ونخلع ونترك من يفجرك‬
‫اللهم أسلمنا نفوسنا إليك‪ ,‬وصلينا وجوهنا إليك‪ ,‬وألجأنا ظهورنا‬
‫إليك‪ ,‬رغبة ورهبة إليك‪ ,‬ل ملجأ ول منجأ منك إل إليك‪ ,‬آمنت‬
‫بكتابك الذي أنزلت‪ ,‬ورسولك الذي أرسلت‬
‫اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات‪ ,‬والمسلمين والمسلمات‪ ,‬وأصلح‬
‫ذات بينهم‪ ,‬وألف بين قلوبهم‪ ,‬واجعل في قلوبهم اليمان‬

‫‪ -40‬عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الموي مولهم المكي‪ ,‬ثقة فقيه‪ ,‬فاضل‪ ,‬وكان‬
‫يدلس ويرسل‪ ,‬من السادسة ‪ ,‬مات سنة خمسين أو بعدها‪ ,‬وقد جاز السبعين وقيل جاز‬
‫المائة ولم يثبت ‪.‬قاله في ))التقريب((‬
‫‪25‬‬
‫والحكمة‪ ,‬وأوزعهم أن يوفوا بعهدك الذي عاهدتهم عليه‪ ,‬وتوفهم‬
‫على ملة نبيك‪ ,‬وانصرهم على عدوك وعدوهم‪ ,‬إله الحق‬
‫اللهم عذب الكفرة‪ ,‬والق في قلوبهم الرعب‪ ,‬وخالف بين‬
‫كلمتهم‪ ,‬وأنزل عليهم رجزك وعذابك‪ ,‬اللهم عذب كفرة أهل‬
‫الكتاب‪ ,‬الذين يكذبون رسلك‪ ,‬ويصدون عن سبيلك‪ ,‬اللهم اغفر‬
‫لنا‪ ,‬وارحمنا‪ ,‬وارض عنا ((‬
‫‪41‬‬
‫] ‪ [ 20‬أثر )مكحول الشامي(‬
‫‪42‬‬
‫• أخرجه الحافظ )ابن عساكر( في ))تاريخ دمشق(( ) ‪35\11‬‬
‫‪ ( 6‬قال ‪ :‬أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه‪ ,‬حدثنا أبو‬
‫الفتح المقدسي‪ ,‬وابن محمد الكلعي‪ ,‬وأخبرنا أبو الحسن علي‬
‫بن يزيد السلمي‪ ,‬حدثنا نضر بن إبراهيم الزاهد‪ ,‬قال أنبأنا أبو‬
‫الحسين بن عوف‪ ,‬أنبأنا أبو علي بن مني‪,‬ر أنبأنا محمد بن خريم‪,‬‬
‫أنبأنا هشام بن عمار في مشيخته الدمشقيين أنبأنا أبو فروة‪,‬‬
‫حاتم بن شفي الهمداني‪ ,‬ويخضب بحمرة قال‪:‬‬
‫)) رأيت مكحول يقنت في صلة الصبح بعد الركوع‪ ,‬ويرفع يديه‬
‫قليل من تحت الرواح‪ ,‬ويقول ‪:‬‬
‫ربنا ولك الحمد‪ ,‬ملء السماوات وملء الرضين السبع‪ ,‬وما بينهن‪,‬‬
‫وملء ما فيهن من شيء بعد‬
‫اللهم إياك نعبد‪ ,‬ولك نصلي ونسجد‪ ,‬وإليك نسعى و نحفد‪ ,‬نرجو‬
‫رحمتك‪ ,‬ونخاف عذابك‪ ,‬الجد إن عذابك بالكافرين ملحق ((‬

‫فصل‬
‫‪ -41‬مكحول الشامي أبو عبد الله ثقة فقيه كثير الرسال مشهور من الخامسة مات سنة‬
‫بضع عشرة ومائة‪ .‬قاله في التقريب‬
‫‪)) -42‬تاريخ دمشق الشام(( لحافظ المة وناصر السنة وخادمها ختام الجهابذة الحافظ‬
‫وصاحب التصانيف الجليلة أبي القاسم بن عساكر الدمشقي في ثمانين مجلدا أو أكثر‬
‫وفي بغية الوعاة في سبعة وخمسين مجلدا وفي أول شرح القاموس للشيخ مرتضى‬
‫انه خمس وخمسون مجلدا أتى فيه بالعجائب وهو على نسق تاريخ بغداد ذكر فيه تراجم‬
‫العيان والرواة و مروياتهم وقد قالوا انه يقصر العمر عن إن يجمع النسان فيه مثل‬
‫هذا الكتاب وعليه أذيال وله مختصرات ومن مختصراته ))مختصر(( لشهاب الدين عبد‬
‫الرحمن بن إسماعيل الدمشقي الشافعي المعروف بابي شامة المتوفى سنة ‪665‬هـ‪,‬‬
‫وهو نسختان كبرى في خمسة عشر مجلدا وصغرى ‪.‬انتهى من ))الرسالة المستطرفة((‬
‫للكتاني )‪ 99‬ص(‬
‫وقد طبع هذا السفر العظيم كامل ولله الحمد والمنة في دار الفكر ببيروت في أكثر‬
‫من سبعين مجلدا و طبع من مختصراته اثنان الول للشيخ عبد القادر ابن بدران في‬
‫سبع مجلدات بدار المسيرة وهو قدر النصف من الكتاب والثاني مختصر العلمة اللغوي‬
‫ابن منظور صاحب اللسان في خمسة عشر مجلدا بدار الفكر بسوريا ‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫في شرح مفردات هذا الدعاء المأثور‬
‫وهذا فصل في شرح مفردات هذا الدعاء المأثور‪ ,‬وغريب ألفاظه‪,‬‬
‫وهو مما جادت به قرائح أهل اللغة والفقه‪ ,‬وفيه تحقيق وتلبية‬
‫لرغبة الخ السائل‪ ,‬وقد رتبت أقوالهم حسب وفياتهم‪ ,‬و الله‬
‫الموفق‬
‫‪43‬‬
‫في‬‫‪ -1‬قال المام )الخليل بن أحمد الفراهيدي()ت ‪ 175‬هـ(‬
‫كتابه ))العين(( )‪(48\3‬‬
‫حق ( بالكسر‬ ‫وقوله ) إن عذابك بالكفار مل ِ‬
‫يقال إنه من القرآن لم يجدوا عليها إل شاهدا واحدا فوضعت في‬
‫َ‬
‫سَرى‬
‫ذي أ ْ‬‫ن ال ّ ِ‬
‫حا َ‬
‫سب ْ َ‬
‫القنوت‪ ,‬وهذه لغة موافقة لقوله تعالى‪ُ } :‬‬
‫ه { )السراء‪ :‬من الية ‪(1‬‬ ‫د ِ‬
‫عب ْ ِ‬
‫بِ َ‬
‫‪44‬‬
‫)ت ‪224‬هـ ( في‬ ‫‪ -2‬وقال الحافظ )أبو عبيد القاسم بن سلم(‬
‫كتابه القيم ))غريب الحديث(()‪( 96\2‬‬
‫) في حديث عمر ‪ ‬في قنوت الفجر‬
‫ن‬‫كإ ّ‬ ‫عذاب َ َ‬ ‫شى َ‬ ‫خ َ‬‫ون ْ‬‫ك َ‬ ‫مت َ َ‬
‫ح َ‬
‫جو َر ْ‬
‫د‪ ,‬ن َْر ُ‬
‫ف ُ‬
‫ح ِ‬‫قوله‪ :‬وإليك نسعى و ن َ ْ‬
‫ق‪.‬‬ ‫مل ْ ِ‬
‫ح ٌ‬ ‫ر ُ‬ ‫ك ِبالك ُ ّ‬
‫فا ِ‬ ‫ذاب َ َ‬
‫ع َ‬
‫َ‬
‫فدًا;‬‫ح ْ‬ ‫فدُ َ‬ ‫فد َيح ِ‬ ‫ح َ‬
‫فد الخدمة والعمل‪ ,‬يقال‪َ :‬‬ ‫ح ْ‬ ‫فدُ ‪ ,‬أصل ال َ‬ ‫ح ِ‬‫قوله‪ :‬ن َ ْ‬
‫وقال الخطل ‪ ) :‬الكامل(‬
‫ة‬
‫م َ‬ ‫ز ّ‬ ‫نأ ِ‬ ‫ه ّ‬ ‫ت بأك ُ ّ‬
‫ف ِ‬ ‫فد الولئ ِدُ حوَلهن واسلمت *** وأسلم ْ‬ ‫ح َ‬ ‫) َ‬
‫الجمال(‬
‫أراد خدمهن الولئد‬
‫وقال الشاعر‪) :‬البسيط(‬
‫دوا(‬‫ف ُ‬ ‫ح َ‬ ‫حداة على أكسائها َ‬ ‫ت مجهوَلها نوقا يماِنية *** إذا ال ُ‬ ‫) ك َّلف ُ‬
‫ة( أنهم‬ ‫فدَ ً‬‫ح َ‬
‫و َ‬‫ن َ‬ ‫وقد روي عن مجاهد في قوله عّز وعل) ب َن ِي ْ َ‬
‫الخدم‪ ,‬وعن عبدالله أنهم الصهار ; وأما المعروف في كلمهم‬
‫فإن الحفد هو الخدمة‪,‬‬

‫‪ -43‬هو الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم أبو عبد الرحمن البصري الفراهيدي الزدي‬
‫النحوي اللغوي الزاهد كان يمتنع عن قبول عطايا الملوك فكان قوته من بستان ورثه‬
‫من أبيه وكان يحج سنة ويغزو سنة إلى أن مات‪ .‬له مصنفات مشهورة منها كتاب العين‬
‫ولم يكمله قيل كمله النضر بن شميل وهو أول من اخترع العروض والقوافي ومات‬
‫سنة سبعين ومائة أو خمس وسبعين ‪)) .‬البلغة للفيروزابادي(() ترجمة ‪(125‬‬
‫‪ -44‬أبو عبيد القاسم بن سلم البغدادي القاضي أحد العلم وثقه أبو داود وابن معين‬
‫وأحمد وغير واحد وقال ابن راهويه‪ :‬أبو عبيد أوسعنا علما وأكثرنا أدبا وأكثرنا جمعا إنا‬
‫نحتاج إلى عبيدة وأبو عبيدة ل يحتاج إلينا‪ ,‬ولي قضاء طرطوس وفسر غريب الحديث‬
‫وصنف كتبا ومات بمكة سنة ‪. 224‬‬
‫طبقات السيوطي )ترجمة ‪(403‬‬
‫‪27‬‬
‫دك وَنسعى في‬ ‫عب ُ‬‫د‪ ,‬هو من ذاك‪ ,‬يقول‪ :‬إنا ن َ ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫عى ون َ ْ‬ ‫س َ‬‫فقوله‪ :‬ن َ ْ‬
‫فدَ إحفادًا;‬ ‫ح َ‬ ‫ة أخرى‪ :‬أ ْ‬ ‫طلب رضاك‪ .‬وفيها لغ ٌ‬
‫قال الراعي‪) :‬الطويل (‬
‫ح َ‬
‫فدا(‬ ‫ن وأ ْ‬‫خِلفا ِ‬
‫م ْ‬ ‫ب بهن ال ُ‬ ‫خ ّ‬
‫ة *** أ َ‬ ‫سي ْ َ‬
‫ف ٍ‬ ‫م ِ‬‫ن ُ‬ ‫دي ِ‬ ‫ء الي َ َ‬ ‫خْرقا ِ‬‫مزايدُ َ‬ ‫) َ‬
‫مل‬‫فقد يكون قوله‪ :‬أحفدا أخدما‪ ,‬وقد يكون أحفدا غيرهما أع َ‬
‫َبعيرهما‬
‫فد‪ ,‬العمل لله بطاعته‪.‬‬ ‫ح ِ‬
‫فأراد عمر بقوله‪ :‬وإليك نسعى ون َ ْ‬
‫ق فهكذا يروى الحديث‪ ,‬فهو جائز في‬ ‫ح ٌ‬ ‫مل ْ ِ‬ ‫وأما قوله‪ :‬بالكفار ُ‬
‫حق‪ ,‬لنهما لغتان‪ .‬يقال‪ :‬لحقت‬ ‫حق يريد ل ِ‬ ‫مل ِ‬ ‫الكلم أن يقول‪ُ :‬‬
‫حق لحق ‪ ,‬قاله‬ ‫مل ْ ِ‬
‫حقتهم بمعنى‪ ,‬فكأنه أراد بقوله‪ُ :‬‬ ‫القوم و أل ْ َ‬
‫الكسائي وغيره ( انتهى‬

‫‪ -3‬وقال المام العلمة )أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة‬


‫الدينوري()ت ‪276‬هـ( في كتابه ))غريب الحديث(()‪( 17\1‬‬
‫وقوُله في صلة الوْتر‬
‫ة‬
‫دارك َ‬ ‫م َ‬ ‫فد ُنبادر‪ .‬وأصل الحفد ُ‬ ‫ح ِ‬‫فد يريد بن َ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ك نسعى ون َ ْ‬ ‫وإلي َ‬
‫سرع‬ ‫فد الحادي وراء البل إذا أ ْ‬ ‫ح َ‬‫سراع فيه يقال َ‬ ‫طو وال ْ‬ ‫خ ْ‬ ‫ال َ‬
‫سرعون إذا‬ ‫فدةَ لنهم ي ُ ْ‬ ‫لماء ح َ‬ ‫طوه ومنه قيل للعبيد وا ِ‬ ‫خ ُ‬ ‫ك َ‬ ‫وداَر َ‬
‫مة‪.‬‬ ‫خد ْ‬ ‫وا لل ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫م َ‬
‫َ‬
‫فدَةً (‬ ‫ح َ‬‫و َ‬ ‫ن َ‬‫م ب َِني َ‬‫جك ُ ْ‬ ‫وا ِ‬
‫ن أْز َ‬ ‫م ْ‬
‫م ِ‬ ‫ل ل َك ُ ْ‬ ‫ع َ‬ ‫ج َ‬ ‫و َ‬ ‫عّز‪َ } :‬‬ ‫لو َ‬ ‫وقال الله ج ّ‬
‫دم وقد ذكرت هذا‬ ‫خ َ‬‫)النحل‪ :‬من الية ‪ (72‬يريد أّنهم بنون وهم َ‬
‫خر‪.‬‬ ‫ع أُ َ‬‫في مواض َ‬
‫د" بكسر الجيم ول تفتح أي هو الحق ل‬ ‫ج ُ‬‫وقوُله ‪ :‬وَيخشى عذاَبك ال ِ‬
‫عب ول العَبث أي‬ ‫الل ّ ِ‬
‫وى هذا‬ ‫فتح هكذا ُير ْ‬ ‫حق بكسر الحاء ول ت ُ َ‬ ‫مل ْ ِ‬‫فارة ُ‬ ‫ن عذاَبك بالك ّ‬ ‫وأ ّ‬
‫مْلحق في‬ ‫ت القوم وأْلحقتهم بمعنى واحد و ُ‬ ‫ق ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫الحرف يقال‪ :‬ل َ ِ‬
‫ن الله‬‫حق بفتح الحاء أراد أ ّ‬ ‫مل ْ َ‬ ‫هذا الموضع بمعنى لحق‪ ,‬ومن قال ُ‬
‫ى صحيح غير أن الّرواية هي الولى‬ ‫ل وعز يلحقه إّياه وهو معن ً‬ ‫ج ّ‬
‫عت القوم وأتبعتهم‪.‬‬ ‫مت ِْبع يقال ت ِب ِ ْ‬ ‫حق تابع و ُ‬ ‫مل ِ‬ ‫ومثل لحق و ُ‬
‫ل عن أفضل‬ ‫ل النبي ‪ ‬حين ُ‬
‫سئ َ‬ ‫والقُنوت أصُله القيام ومنه قو ُ‬
‫قُنوت ((‬ ‫ل ال ُ‬ ‫طو ُ‬ ‫صلة فقال‪ُ )) :‬‬ ‫ال ّ‬
‫دعاء قنوت لنه كان يدعى به‪ ,‬وهم‬ ‫ل القيام و إنما قيل لل ّ‬ ‫طو ُ‬‫أي ُ‬
‫قيام قبل الركوع أو بعده فسمي باسم القيام على ما بينت من‬
‫تسمية الشيء باسم غيره‪ ,‬إذا كان منه بسبب‪.‬‬
‫كل(( اهـ‬ ‫ش ِ‬ ‫م ْ‬ ‫جوه قد ذكرُتها في كتاب ))ال ُ‬ ‫و ُ‬ ‫ت يتصّرف على ُ‬ ‫قنو ُ‬ ‫وال ُ‬

‫‪28‬‬
‫‪45‬‬
‫)ت ‪382‬هـ(في‬ ‫‪ -4‬و قال المام الديب )أبو الحسن العسكري(‬
‫كتابه ))تصحيفات المحدثين(()ص ‪(87‬‬
‫جد بالكفار ملحق‬
‫وأما قولهم في القنوت إن عذابك ال ِ‬
‫دَ‬
‫ج ُ‬
‫فمعناه أن عذابك الحق الذي ليس بالهزل ول يجوز هاهنا ال َ‬
‫بالفتح (‬
‫‪46‬‬
‫)‪666‬هـ( في ))مختار‬ ‫‪ – 5‬قال الشيخ )زين الدين الرازي(‬
‫الصحاح(()‪(247\1‬‬
‫حق بكسر الحاء أي لحق‬
‫مل ِ‬
‫) وفي الدعاء إن عذابك بالكفار ُ‬
‫والفتح صواب (‬
‫‪47‬‬
‫في كتابه ))المغرب في ترتيب المعرب((‬ ‫‪ -6‬قال )المطرزي(‬
‫)‪: (197\2‬‬
‫القنوت الدعاء والطاعة والقيام في قوله عليه السلم‪ )) :‬أفضل‬
‫الصلة طول القنوت(( والمشهور الدعاء‬
‫وقولهم دعاء القنوت إضافة بيان وهو ‪:‬‬
‫اللهم إنا نستعينك ونستغفرك‪ ,‬ونؤمن بك‪ ,‬ونتوكل عليك‪ ,‬ونثني‬
‫عليك الخير‪ ,‬ونشكرك ول نكفرك‪ ,‬ونخلع ونترك من يفجرك‪ ,‬اللهم‬
‫إياك نعبد‪ ,‬و لك نصلي ونسجد‪ ,‬وإليك نسعى و نحفد‪ ,‬نرجو‬
‫رحمتك‪ ,‬ونخشى عذابك‪ ,‬إن عذابك بالكفار ملحق‬
‫المعنى يا ألله نطلب منك العون على الطاعة‪ ,‬وترك المعصية‪,‬‬
‫ونطلب المغفرة للذنوب‬
‫)ونثني( من الثناء وهو المدح’ وانتصاب الخير على المصدر‪,‬‬
‫والكفر نقيض الشكر‪ ,‬وقولهم كفرت فلنا على حذف المضاف‪,‬‬
‫والصل كفرت نعمته‬
‫)ونخلع( من خلع الفرس رسنه إذا ألقاه وطرحه‪ ,‬والفعلن‬
‫موجهان إلى من والمعمل منهما نترك‪ ,‬و يفجرك يعصيك ويخالفك‬

‫‪ -45‬هو أبو أحمد الحسن بن عبيد الله بن سعيد بن أحمد العسكري اللغوي‪ ,‬أحد الئمة في‬
‫الداب والحفظ وهو صاحب أخبار ونوادر وله رواية متسعة وله التصانيف المفيدة منها‬
‫كتاب التصحيف الذي جمع فيه فأوعب وغير ذلك توفي سنة ‪ 382‬هـ)) وفيات(()‪\2‬‬
‫‪,( 83‬يقال إنه كان يميل إلى العتزال‬
‫‪ -46‬هو محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي زين الدين صاحب مختار الصحاح في‬
‫اللغة فرغ من تأليفه سنة ‪ 660‬ه وهو من فقهاء الحنفية وله علم بالتفسير و الدب زار‬
‫مصر والشام وكان في قونية سنة ‪ 660‬من كتبه شرح المقامات الحريرية و أنموذج‬
‫جليل في أسئلة وأاجوبة غرائب التنزيل‬
‫‪ -47‬ناصر بن أبي المكارم عبد السيد بن علي أبو المظفر وأبو الفتح المطرزي المقلب‬
‫برهان الدين كان إماما في الفقه واللغة والعربية وله المغرب وله اليضاح في شرح‬
‫المقامات الحريري كان يقال هو خليفة الزمخشري ولد سنة ‪ 536‬بجرجانية خوارزم‬
‫وقيل ‪ 538‬وتوفي بخوارزم سنة ‪ 610‬قرأ ببلده على أبيه عبد السيد وعلى أبي المؤيد‬
‫الموفق بن أحمد ابن محمد المكي خطيب خوارزم وسمع الحديث من أبي عبد الله محمد‬
‫ابن علي التاجر وكان رأسا في العتزال دخل بغداد حاجا سنة ‪ 601‬وتفقه على النعالي‬
‫ولما مات رثي بثلث مائة قصيدة ‪.‬طبقات الحنفية للقرشي )‪(592‬‬
‫‪29‬‬
‫)والسعي( السراع في المشي‬
‫)و نحفد( أي نعمل لك بطاعتك من الحفد‪ ,‬وهو السراع في‬
‫الخدمة‬
‫وألحق بمعنى لحق ومنه ) إن عذابك بالكفار ملحق ( أي لحق عن‬
‫جه‬‫حق بالكفار غيرهم‪ ,‬وهذا أو َ‬
‫مل ِ‬
‫الكسائي‪ ,‬وقيل المراد ُ‬
‫للستئناف الذي معناه التعليل ‪.‬‬

‫‪ -7‬وقال المام الفقيه )موفق الدين ابن قدامة المقدسي(‬


‫الحنبلي )‪ 692‬هـ( في كتابه ))المغني شرح مختصر الخرقي(()‪\1‬‬
‫‪: (449‬‬
‫) الجد ( يروي بكسر الجيم أي الحق ل اللعب‬
‫) ملحق ( بكسر الحاء لحق‪ ,‬هكذا يروى هذا الحرف‪ ,‬يقال لحقت‬
‫القوم وألحقتهم بمعنى واحد‪ ,‬ومن فتح الحاء أراد أن الله يلحقه‬
‫إياه‪ ,‬وهو معنى أن الرواية هي الولى‬
‫وقال الخلل‪ :‬سألت ثعلبا عن ملحق وملحق ‪ ,‬فقال‪ :‬العرب‬
‫تقولهما معا انتهى‬

‫‪ -8‬وقال المام )أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أبي الفتح‬
‫البعلي( ‪ 48‬الحنبلي في كتابه ))المطلع على أبواب المقنع(()‪19\1‬‬
‫‪: (3‬‬
‫)نستعينك ونستهديك ونستغفرك( أي نطلب منك العون والهداية‬
‫والمغفرة‬
‫)ونؤمن بك ونتوب إليك( نؤمن أي نصدق ونتوب إليك أي نفعل‬
‫التوبة وقد تقدم شرحها في باب الحيض‬
‫)ونتوكل عليك( إلى آخر الدعاء قال الجوهري‪ :‬التوكل إظهار‬
‫العجز و العتماد على غيرك و السم التكلن واتكلت على فلن‬
‫في أمري إذا اعتمدته قال أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن ‪:‬‬
‫التوكل محله القلب‪ ,‬والحركة في الظاهر ل تنافي التوكل‬
‫بالقلب‪ ,‬بعد تحقيق العبد أن التقدير من قبل الله عز وجل ‪,‬‬
‫وقال ذو النون المصري ‪ :‬التوكل ترك تدبير النفس و النخلع من‬
‫الحول والقوة‬
‫وقال سهل ابن عبدالله ‪ :‬التوكل السترسال مع الله تعالى على‬
‫ما يريد وعنه قال ‪ :‬التوكل قلب عاش مع الله بل علقة‬
‫وقيل التوكل الثقة بما في يد الله واليأس عما في أيدي الناس‪,‬‬
‫وقيل غير ذلك يطول شرحه‬
‫‪ -48‬قال )ابن بدران( في )المدخل إلى مذهب المام احمد بن حنبل( )ص ‪ (427‬عند‬
‫ذكره )للمطلع( ‪ :‬أجاد في مباحث اللغة ونقل في كتابه فوائد منها دلت على رسوخ‬
‫قدمه في اللغة و الدب وكثيرا ما يذكر فيه مقال لشيخه المام محمد ابن مالك‬
‫المشهور ورتب كتابه على أبواب المقنع ثم ذيله بتراجم ما ذكر في المقنع من العلم‬
‫فجاء كتابه غاية في الجودة ‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫)ونثني عليك الخير ( أي نمدحك ونصفك بالخير قال الجوهري ‪:‬‬
‫وأثنى في الخير والشر والثناء في الخير خاصة‬
‫قال المام أبو عبد الله بن مالك في ))مثلثه(( ‪ :‬الثناء المدح‪.‬‬
‫فظاهر هذا أن الثناء مخصوص بالخير و النثاء ) بتقديم النون (‬
‫مشترك بينهما‬
‫وقال أبو عثمان سعيد بن محمد المعافري في أفعاله ‪ :‬وأثنيت‬
‫على الرجل وصفته بخير أو بشر‬
‫)ونشكرك ( تقدم ذكر الشكر في أول الكتاب‬
‫)ول نكفرك ( قال صاحب ))المشارق(( ‪ 49‬فيها ‪ :‬أصل الجحد لن‬
‫الكافر جاحد نعمة ربه عليه وساتر لها ومنه ) تكفرن العشير (‬
‫يعني الزوج أي يجحدن إحسانه والمراد هنا والله أعلم كفر النعمة‬
‫لقترانه ب نشكرك ونعبدك‬
‫قال الجوهري‪ :‬ومعنى العبادة الطاعة مع الخضوع والتذلل وهو‬
‫جنس من الخضوع ل يستحقه إل الله تعالى وهو خضوع ليس‬
‫فوقه خضوع وسمي العبد عبدا لذلته وانقياده لموله ويقال‬
‫طريق معبد إذا كان مذلل موطوءا بالقدام‬
‫) ونسعى ( قال الجوهري‪ :‬سعى الرجل يسعى سعيا أي عدا‬
‫وكذلك إذا علم وكسب‬
‫وقال صاحب ))المشارق(( )‪: (280\2‬‬
‫وقال بعضهم والسعي إذا كان بمعنى الجري والمضي تعدي ب‬
‫إلى وإذا كان بمعنى العمل فباللم قال الله تعالى ) وسعى لها‬
‫سعيها ( السراء‬
‫)و نحفد( بفتح النون ويجوز ضمها يقال حفد بمعنى أسرع و أحفد‬
‫لغة فيه حكاهما الشيخ في فعل وأفعل‬
‫وقال أبو السعادات ‪ 50‬في نهايته ‪:‬‬
‫نسعى و نحفد أي نسرع في العمل والخدمة وقال ابن قتيبة‪:‬‬
‫نحفد نبادر وأصل الحفد مداركة الخطو السراع‬
‫) وإن عذابك الجد ( اِلجد بكسر الجيم نقيض الهزل فكأنه قال إن‬
‫عذابك الحق‬
‫قال أبو عبد الله بن مالك في ))مثلثه(( ‪:‬‬
‫جد يعني بالفتح من النسب معروف وهو أيضا العظمة والحظ‬ ‫ال َ‬
‫والقطع و الوكف والرجل العظيم‬
‫‪ -49‬هو القاضي عياض السبتي المالكي صاحب الشفاء والكمال المعلم وغيرها من‬
‫التصانيف الجليلة المتوفى سنة ‪ 544‬هـ‪ ,‬وكتابه ))مشارق النوار على صحاح الثار((‬
‫في تفسير غريب حديث الموطأ والبخاري ومسلم و ضبط اللفاظ والتنبيه على مواضع‬
‫الوهام و التصحيفات وضبط أسماء الرجال وقد طبع عدة طبعات‪ ,‬ومن آخرها طبعة دار‬
‫الفكر في مجلدين‬
‫‪ -50‬هو مجد الدين المبارك بن محمد الشيباني الجزري الشافعي المتوقي سنة ‪ 606‬هـ‬
‫صاحب جامع الصول في أحاديث الرسولوغيرها من التصانيف‪ ,‬وكتابة النهاية في غريب‬
‫الحديث طبع في خمس مجلدات بتحقيق الزاوي و الطناحي وقد اختصره الحافظ‬
‫السيوطي في كتابه ))الدر النثير(( وقد طبع مؤخرا في مجلدين‬
‫‪31‬‬
‫جد يعني بالكسر الجتهاد ونقيض الهزل وشاطئ النهر‬ ‫وال ِ‬
‫جد يعني بالضم الرجل العظيم والبئر عند الكل وجانب الشيء‬ ‫وال ُ‬
‫وجمع أجد وهو الضرع اليابس وجمع جداء وهي الشاة اليابسة‬
‫الضرع والمقطوعة والسنة المجدبة والناقة المقطوعة الذن‬
‫والمرأة بل ثدي والفلة بل ماء‬
‫) وملحق( قال الجوهري ‪ :‬لحقه ولحق به أدركه وألحقه به غيره و‬
‫حق (‬
‫ألحقه أيضا بمعنى لحقه وفي الدعاء ) إن عذابك بالكفار مل ِ‬
‫بكسر الحاء أي لحق بهم والفتح أيضا صواب آخر كلمه ‪.‬‬

‫‪ -9‬وقال العلمة ابن منظور )ت ‪711‬هـ( في ))لسان العرب(()‪\10‬‬


‫‪:(327‬‬
‫وفي القنوت ) إن عذابك بالكافرين ملحق ( بمعنى لحق ومنهم‬
‫من يقول إن عذابك بالكافرين ملحق‬
‫قال الجوهري والفتح أيضا صواب‬
‫قال ابن الثير‪ :‬الرواية بكسر الحاء أي من نزل به عذابك ألحقه‬
‫بالكفار وقيل هو بمعنى لحق لغة في لحق يقال لحقته و‬
‫ألحقته بمعنى كتبعته وأتبعته ويروى بفتح الحاء على المفعول أي‬
‫إن عذابك ملحق بالكفار ويصابون به(‬

‫‪ -10‬قال الشيخ )أحمد بن غنيم النفراوي( المالكي ‪) 51‬ت ‪1125‬‬


‫هـ( في ))الفواكه الدواني شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني(()‬
‫‪: (185\1‬‬
‫)اللهم( أي يا الله فحذفت ياء النداء وعوض عنها الميم وشددت‬
‫لنها عوض من ياء وهو حرفان ولذا ل يجمع بينهما إل في ضرورة‬
‫الشعر‬
‫)إنا نستعينك( أي نطلب منك العانة على طاعتك‪ ,‬أو على جميع‬
‫والل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫مهماتنا‪ .‬ويدل عليه حذف المتعلق المؤذن بالعموم على حد } َ‬
‫سلم ِ { )يونس‪ :‬من الية ‪ (25‬جميع عباده‬
‫ر ال ّ‬ ‫عو إ َِلى َ‬
‫دا ِ‬ ‫ي َدْ ُ‬
‫)ونستغفرك( أي نطلب منك المغفرة وهي ستر ذنوبنا وعدم‬
‫مؤاخذتنا عليها‬
‫)ونؤمن بك( أي نصدق بوجوب ما يجب لك علينا‬
‫)ونتوكل ( أي نعتمد عليك في جميع أمورنا فإنا لحول ول قوة‬
‫قال سيدي )أحمد زروق( ‪:‬‬
‫والصحيح أن لفظ ) ونتوكل عليك ( ليس في الرسالة وإنما هو‬
‫من زيادة بعض الرواة وربما ثبت في بعض الروايات‬
‫‪ -51‬هو الشيخ أحمد بن غنيم بن سالم بن مهنا النفراوي ولد ببلدة نفرة ونشأ بها ثم‬
‫حضر إلى القاهرة فتفقه في مبادىء أمره بالشهاب اللقاني ثم لزم العلمة عبد الباقي‬
‫الزرقاني والشمس محمد بن عبد الله الخرشي وتفقه بهما واخذ الحديث عنهما واجتهد‬
‫وتصدر وانتهت إليه الرياسة في مذهبه ومن مؤلفاته شرح الرسالة وشرح النورية‬
‫وشرح الجرومية توفي سنة ‪ 1125‬هـ‪)).‬عجائب الثار(()‪(127\1‬‬
‫‪32‬‬
‫)ونثني عليك الخير كله (والصواب عدم زيادتها‬
‫)ونخنع( أي ونخضع ونذل ونلجأ لك لن جميع المخلوقات مفتقرة‬
‫إليك‬
‫)ونخلع( أي ونزيل ربقة الكفر من أعناقنا بمعنى نترك جميع‬
‫الديان الباطلة ل تباع دينك وطريقة نبيك محمد صلى الله عليه‬
‫وسلم‬
‫)ونترك ( أي نطرح مودة كل من يكفرك ول يشكل على هذا عدم‬
‫حرمة نكاح الكتابية مع أن في نكاحها مودة لن النكاح من باب‬
‫المعاملت ولن المطلوب عدم المودة التي معها محبة لدينهم‬
‫المراد بقوله تعالى‬
‫)ل تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الخر يوادون من حاد الله‬
‫ورسوله ( الية والنكاح ل يلزم منه محبة الدين إذ يمكن أن‬
‫يتزوجها مع كراهة دينها بل يجب عليه ذلك‬
‫)اللهم إياك نعبد( أي نخصك بالعبادة لن عبادة غيرك كفر والدليل‬
‫على هذا تقديم المعمول نحو إياك نعبد‬
‫)ولك نصلي ونسجد( أي ل نصلي ول نسجد إل لك وذكرهما بعد‬
‫العبادة تنبيها على شرفهما‬
‫)وإليك نسعى( أي ل نعمل طاعة ول شيئا من أنواع الخير إل لك‬
‫)و إليك نحفد( بفتح الفاء وكسرها والدال المهملة أي نخدم‬
‫ونسرع في طاعتك ومنه تسمية الخدمة حفدة لسرعتهم في‬
‫خدمة السادات‬
‫)نرجو رحمتك( أي نطلب ونطمع في نيل إحسانك إذ الرجاء تعلق‬
‫القلب بمرغوب فيه مع الخذ في أسبابه‬
‫)ونخاف عذابك( فنتجنب جميع منهياتك‬
‫جد ( بكسر الجيم على الشهر أي الثابت الحق لنه ضد الهزل‬ ‫)ال ِ‬
‫ويروي بالفتح‪ ,‬مصدر جد‪ ,‬وجمع بين الرجاء والخوف لن شأن‬
‫القادر أن يرجى فضله‪ ,‬ويخاف عذابه‪ ,‬وهي أحسن الحالت إل في‬
‫حال المرض‪ ,‬فتغلب الرجاء على الخوف أفضل وفي الحديث‪:‬‬
‫)) ل يجتمعان في قلب عبد مؤمن إل أعطاه الله ما يرجوه‪ ,‬وأمنه‬
‫مما يخاف منه(( ‪ ,52‬إل أنه في حال الشبوبية والكهولة يغلب‬
‫الخوف‪ ,‬وفي حال الشيخوخة والمرض يغلب الرجاء‬
‫)إن عذابك الجد بالكفار ملحق( بكسر الحاء وفتحها فالكسر بمعنى‬
‫ل حق والفتح بمعنى أن الله ملحقه بالكافرين‪ ,‬وهذا القنوت‬

‫‪ -52‬الحديث أخرجه الترمذي في جامعه )‪ ( 983‬عن أنس ‪ ) :‬أن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم دخل على شاب وهو في الموت فقال‪ :‬كيف تجدك قال‪ :‬والله يا رسول الله إني‬
‫أرجو الله وإني أخاف ذنوبي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ :‬ل يجتمعان في‬
‫قلب عبد في مثل هذا الموطن إل أعطاه الله ما يرجو و آمنه مما يخاف (‪.‬قال أبو‬
‫عيسى هذا حديث حسن غريب وقد روى بعضهم هذا الحديث عن ثابت عن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم مرسل‪ .‬و أخرجه أيضا ابن ماجة ) ‪ (4261‬قال الشيخ اللباني رحمه الله‬
‫‪ :‬حسن‪)) .‬السلسلة الصحيحة(()‪(1051‬‬
‫‪33‬‬
‫اختاره في ))المدونة(( ‪ ( 103\1) 53‬عن النبي ‪ ,‬وذكره في‬
‫))التلقين((‪)54‬ص ‪ ( 35‬إلى )نحفد(‪ .‬انتهى‬

‫‪ -11‬قال الشيخ )أبو بكر عثمان بن محمد البكري الدمياطي(‬


‫الشافعي ‪ 55‬في كتابه ))إعانة الطالبين(()‪: (160\1‬‬
‫قوله )اللهم إنا نستعينك( الخ السين والتاء في الفعال الثلثة‬
‫للطلب‪ ,‬والمعنى نطلب منك يا الله العون والمغفرة والهداية‬
‫وقوله )ونؤمن بك( أي نصدق‬
‫وقوله) ونتوكل( أي نعتمد ونظهر العجز لك‬
‫وقوله ) ونثني عليك الخير كله( أي الثناء الخير فيكون مفعول‬
‫مطلقا‪ ,‬أو بالخير فيكون منصوبا بنزع الخافض‪ ,‬المراد إنشاء الثناء‬
‫على الله بقدر الستطاعة‪ ,‬لن الشخص ل يقدر أن يثني عليه بكل‬
‫خير تفصيل‬
‫وقوله ) نشكرك( المراد بالشكر ضد الكفر بدليل المقابلة‬
‫وقوله ) ول نكفرك( أي ل نجحدك نعمتك بعدم الشكر عليها‬
‫وقوله ) ونخلع (أي نترك فعطف ما بعده عليه للتفسير به‪ ,‬إشارة‬
‫إلى أن الكافر كالنعل التي تخلع من الرجلين‬
‫وقوله ) من يفجرك( أي يخالفك بالمعاصي‬
‫وقوله ) وإليك نسعى( أي إلى طاعتك نسعى‬
‫وقوله ) و نحفد( بضم النون وفتحها مع كسر الفاء وفسره بقوله‬
‫أي نسرع‪,‬‬
‫‪56‬‬
‫عن قوله فيه ) و نحفد ( هل هو‬ ‫قال سئل )الجلل السيوطي(‬
‫بالمهملة أو بالمعجمة‪ ,‬فأجاب بقوله‪ :‬هو بالمهملة وألفت في ذلك‬
‫كتابا إلخ ‪ .‬انتهى‬
‫وقوله ) إن عذابك الجد( أي الحق‬
‫قوله ) بالكفار ( متعلق بما بعده‬
‫وقوله ) ملحق ( بكسر الحاء أي لحق أو فتحها على معنى أن الله‬
‫يلحقه‪.‬انتهى‬

‫‪ -53‬انظر )ص ‪ (9‬فهو فيها من رواية خالد بن عمران التجيبي مرسل‬


‫‪ -54‬هو كتاب في فقه المالكية للقاضي عبد الوهاب البغدادي المتوفى سنة ‪ 422‬وهو‬
‫مطبوع في وزارة الوقاف السلمية‬
‫‪ -55‬هو عثمان بن محمد شطا الدمياطي البكري نزيل مكة فقيه صوفي من تصانيفه ‪:‬‬
‫إعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح المعين في أربعة أجزاء في فقه الشافعية ‪ ,‬الدرر‬
‫البهية فيما يلزم المكلف من العلوم الشرعية ‪ ,‬كفاية التقياء ومنهاج الصفياء و غير‬
‫ذلك كان حيا سنة ‪ .1300‬بتصرف من ))معجم المؤلفين(( )‪(369\2‬‬
‫‪ -56‬ذكره السيوطي في ))الحاوي للفتاوى(()‪ ( 58\1‬قال ‪:‬وألفت فيه مؤلفا سميته‪:‬‬
‫)) إتحاف الوفد بنبأ سورة الحفد(( قال‪ :‬وهو مودع في الجزء الثامن و الثلثين من‬
‫))التذكرة(( ‪.‬انتهى و))التذكرة(( هذه قال صاحب ))كشف الظنون((‪ :‬هو مؤلف كبير في‬
‫ثلث مجلدات ثم نظمها وسماها بالفلك المشحون‬
‫‪34‬‬
‫فصل‬
‫في دفع شبهة لعداء السلم عن القرآن‬
‫المجيدبسبب هذا الثر المروي‬

‫• قال الشيخ القاضي )أبو بكر الباقلني( الشعري رحمه الله‬


‫في كتابه ))النتصار(()ص ‪:57 (79‬‬
‫وأما القنوت فإنهم قالوا‪ :‬إذا كان أمر القرآن كما ذكرتم من‬
‫الشتهار والنتشار‪ ,‬وكان أبي ‪ ‬من أعلم الناس به‪ ,‬وأحفظهم‬
‫له‪ ,‬فكيف جاز عليه أن ل يعلم أن القرآن ليس فيه القنوت ؟‬
‫يقال لهم ‪ :‬ليس القنوت من القرآن بسبيل‪ ,‬لنه لو كان القرآن‬
‫لثبته الرسول ‪ ‬حسب ما ذكرنا‪ ,‬ولننا قد علمنا قصور نظمه عن‬
‫القرآن‪ ,‬وإنما يعلم ذلك أهل البلغة والفصاحة‪ ,‬فلعل أبيا ‪ ‬إن‬
‫كان قال ذلك أو كتبه في مصحفه أو رقاع كان يكتب فيها القرآن‪,‬‬
‫إنما قاله وفعله سهوا‪ ,‬ثم أثبته واستدرك‬
‫وأيضا فإنه ل يروي عن أبي ‪ ‬لفظة واحدة في أن ذلك القنوت‬
‫قرآن منزل‪ ,‬وإنما روى قوم أنه أثبته في مصحفه‪ ,‬فلعل ذلك إن‬
‫صح إنما أثبته لنه دعاء ل استغناء عنه‪ ,‬وهو سنة مؤكدة يجب‬
‫المواظبة عليه‪ ,‬وأثبته في آخر مصحفه‪ ,‬أو تضاعيفه لجل ذلك‪ ,‬ل‬
‫على أنه قرآن منزل قامت به الحجة‪ ,‬ويدل على ضعف هذا الخير‬
‫عن أبي ‪ ‬علمنا بأن عثمان ‪ ‬تشدد في قبض المصاحف‬
‫المخالفة لمصحفه وتحريقها‬
‫والعادة توجب أن أبيا ‪ ‬أول من قبض مصحفه‪ ,‬وأن تكون سرعة‬
‫عثمان ‪ ‬على مطالبته أشد من سرعة غيره بمصحفه‪ ,‬ولو وجد‬
‫مصحف أبي ‪ ‬فيه دعاء القنوت لوجب أن يعلم أنه قصد بوضعه‬
‫إفساد الدين‪ ,‬وكذب فيه على أبي ‪ ‬الذي أثبته في رقاعه التي‬
‫كان يثبت فيها القرآن لما دعته الحاجة إلى كتبه كما يفعل الناس‪,‬‬
‫ل أنه عنده من القرآن‬
‫وغاية ما يريدونه أن يحمل عليه أمر أبي ‪ ‬أن يقولوا إنه اشتبه‬
‫عليه أمر القنوت‪ ,‬لما رأى من فصاحته وبلغته وإدمان النبي ‪‬‬
‫على ذكره في صلواته‪ ,‬فقدر لجل هذا كله أنه من القرآن فأثبته‬
‫معه‬
‫فإن قالوا ‪ :‬فعلى هذا يجب أن يكون أبي ‪ ‬عندكم ل يعرف وزن‬
‫القرآن من غيره؟‬

‫‪ -57‬هو كتاب ))النتصار لنقل القرآن(( طبع مختصره للشيخ )أبي عبد الله الصيرفي(‬
‫باسم ))نكت النتصار(( في دار المعارف السكندرية ‪ 1971‬بتحقيق )محمد زغلول‬
‫سلم( وهو كتاب مفيد‬
‫‪35‬‬
‫قيل ‪ :‬معاذ الله‪ ,‬بل كان يعرف ذلك‪ ,‬وهو من أعرف الناس به‪,‬‬
‫لكن ظن أن القنوت وإن قصر عن رتبة باقي السور في الجزالة‬
‫فإنه يجوز أن يكون قرآنا‪ ,‬ويبعد أن يؤتى بمثله‪ ,‬وإن كان غيره‬
‫أبلغ منه‪ ,‬كما قال الناس‪ :‬من القرآن ما هو أجود وأفصح من‬
‫جي ّا ً {‬ ‫َ‬
‫صوا ن َ ِ‬‫خل َ ُ‬
‫ه َ‬‫من ْ ُ‬ ‫سوا ِ‬
‫ست َي ْأ ُ‬
‫ما ا ْ‬‫فل َ ّ‬
‫سواه منه‪ ,‬نحو قوله ‪َ } :‬‬
‫ك { )هود‪ :‬من‬ ‫ض اب ْل َ ِ‬ ‫َ‬ ‫قي َ‬
‫ماءَ ِ‬
‫عي َ‬ ‫ل َيا أْر ُ‬ ‫)يوسف‪ :‬من الية ‪ ,(80‬و } ِ‬
‫الية ‪ ,(44‬الية فهذا أوجز من مثل قدره من غيره من القرآن‪,‬‬
‫وزعم قوم أنه ل يمتنع أن يكون القنوت قرآنا ثم نسخ‪ ,‬وأزيل‬
‫رسمه لما فيه من الفصاحة‪ ,‬وفي هذا نظر‪ ,‬لن نظمه مباين‬
‫لنظم سائر القرآن‪ ,‬وخارج عن أوزان كلم العرب‬
‫وزعم قوم أن القنوت من كلم رسول الله ‪ ‬وفي هذا نظر‪ ,‬لن‬
‫النبي ‪ ‬لم يتهجد بمثل شيء من كلمه‪ ,‬ولو فعل ذلك لعاد‬
‫بتهمته عند قوم ‪ ,‬وإن كان ذلك زائدا عندنا في معجزته‬
‫قال الشيخ )أبو الحسن الشعري( رحمه الله‪ :‬قد رأيت أنا مصحف‬
‫أنس ‪ ‬بالبصرة عند قوم من ولده‪ ,‬فوجدته مساويا لمصحف‬
‫الجماعة‪ ,‬وكان ولد أنس يروي أنه روى أنه خط أنس ‪ ‬وإملء‬
‫أبي ‪ ‬اهـ‬

‫• وقال الشيخ )محمد عبد العظيم الزرقاني( رحمه الله في كتابه‬


‫))مناهل العرفان في علوم القران(()‪263\1‬و ‪264‬و ‪: ( 270‬‬
‫كان القرآن ول يزال هدفا لعداء السلم‪ ,‬يسددون إليه سهام‬
‫المطاعن‪ ,‬ويتخذون من علومه مثارا للشبهات‪ ,‬يلفقونها زورا‬
‫وكذبا‪ ,‬ويروجونها ظلما وعدوانا‪ ,‬من ذلك ما نقصه عليك في‬
‫موضوعنا هذا‪ ,‬مشفوعا بالتفنيد فيما يأتي ] وذكر سبع شبهات‬
‫لهم الرابعة منها حول سورتي القنوت [‬
‫قالوا‪ ):‬رابعا( أن أبي بن كعب ‪ ‬حذف من القرآن ما كان يرويه‪,‬‬
‫ول نجده اليوم في المصحف‪ ,‬وهو‪:‬‬
‫اللهم إنا نستعينك‪ ,‬ونستهديك‪ ,‬ونستغفرك‪ ,‬ونتوب إليك‪ ,‬ونؤمن‬
‫بك‪ ,‬ونتوكل عليك‪ ,‬ونثني عليك الخير كله‪ ,‬نشكرك ول نكفرك‪,‬‬
‫ونخلع ونترك من يفجرك‬
‫اللهم إياك نعبد‪ ,‬ولك نصلي ونسجد‪ ,‬وإليك نسعى و نحفد‪ ,‬نرجو‬
‫رحمتك‪ ,‬ونخاف عذابك‪ ,‬إن عذابك الجد بالكفار ملحق‬
‫فأجاب )الزرقاني( عن شبهتهم بقوله ‪:‬‬
‫احتجاجهم بأن الصحابة قد حذفوا من القرآن عند جمعه ما رأوا‬
‫المصلحة في حذفه ومنه آية المتعة‪ ,‬وصيغة القنوت‪ ,‬فهو احتجاج‬
‫باطل‪ ,‬قائم على إهمال النصوص الصحيحة المتظافرة على أن‬
‫الصحابة رضوان الله عليهم كانوا أحرص الناس على الحتياط‬
‫للقرآن‪ ,‬وكانوا أيقظ الخلق في حراسة القرآن‪ ,‬ولهذا لم يعتبروا‬
‫من القرآن إل ما ثبت بالتواتر‪ ,‬وردوا كل ما لم يثبت تواتره‪ ,‬لنه‬
‫‪36‬‬
‫غير قطعي‪ ,‬ويأبى عليهم دينهم وعقلهم أن يقولوا بقرآنية ما‬
‫ليس بقطعي‪ ,‬وقد سبق لك ما وضعوه من الدساتير المحكمة‬
‫الرشيدة في كتابة الصحف على عهد أبي بكر ‪ ,‬وكتابة‬
‫المصاحف على عهد عثمان ‪ ‬فارجع إليها إن شئت لتعرف مدى‬
‫إمعان هؤلء المبطلين في التجني والضلل‬
‫وإذا كان هؤلء الطاعنون يريدون أن يلمزوا الصحابة ويعيبوهم‬
‫بهذه الحيطة البالغة لكتاب الله حتى أسقطوا ما لم يتواتر‪ ,‬وما لم‬
‫يكن في العرضة الخيرة‪ ,‬وما نسخت تلوته‪ ,‬وكان يقرؤه من لم‬
‫يبلغه النسخ‪ ,‬نقول‪ :‬إذا كانوا يريدون أن يلمزوا الصحابة والقرآن‬
‫بذلك فالولى لهم أن يلمزوا أنفسهم‪ ,‬وأن يواروا سوأتهم‪ ,‬لن‬
‫المسلمين كانوا ول يزالون أكرم على أنفسهم من أن يقولوا في‬
‫كتاب الله بغير علم‪ ,‬وأن ينسبوا إلى الله ما لم تقم عليه حجة‬
‫قاطعة‪,‬وأن يسلكوا بالقرآن مسلك الكتب المحرفة‪ ,‬والناجيل‬
‫المبدلة‪ ,‬وإننا نذكر هؤلء بتلك الكلمة التي يرددونها هم‪ ,‬وهي ‪:‬‬
‫من كان بيته من زجاج‪ ,‬فل يرجمن الناس بالحجارة‬
‫وكلمة الفصل في هذا الموضوع أن آية المتعة التي يزعمون‬
‫وصيغة القنوت التي يحكون لم يثبت قر آنيتهما حتى يكونا في‬
‫هاُتوا‬ ‫ق ْ‬
‫ل َ‬ ‫عداد القرآن‪ ,‬وإن ادعوا قرآنيتهما فعليهم البيان‪ُ } : ,‬‬
‫ن { )البقرة‪ :‬من الية ‪(111‬‬ ‫قي َ‬
‫صاِد ِ‬
‫م َ‬‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫هان َك ُ ْ‬
‫م إِ ْ‬ ‫ب ُْر َ‬
‫‪58‬‬
‫ما نصه ‪ :‬إن كلم القنوت المروي أن‬ ‫قال صاحب ))النتصار((‬
‫أبي بن كعب ‪ ‬أثبته في مصحفه لم تقم الحجة بأنه قرآن منزل‪,‬‬
‫بل هو ضرب من الدعاء‪ ,‬وأنه لو كان قرآنا لنقل إلينا نقل القرآن‪,‬‬
‫وحصل العلم بصحته‬
‫ثم قال ‪ :‬ويمكن أن يكون منه كلم كان قرآنا منزل ثم نسخ‪ ,‬وأبيح‬
‫الدعاء به‪ ,‬وخلط بما ليس بقرآن‪ ,‬ولم يصح ذلك عنه‪,‬إنما روي عنه‬
‫أنه أثبته في مصحفه‪ ,‬وقد أثبت في مصحفه ما ليس بقرآن من‬
‫دعاء أو تأويل اهـ‬
‫وهذا الدعاء هو القنوت الذي أخد به السادة الحنفية‬
‫وبعضهم ذكر أن أبيا ‪ ‬كتبه في مصحفه‪ ,‬وسماه سورة الخلع و‬
‫الحفد لورود مادة هاتين الكلمتين فيه‪ ,‬وقد عرفت توجيه ذلك ‪.‬‬
‫والخلصة أن بعض الصحابة الذين كانوا يكتبون القرآن لنفسهم‬
‫في مصحف‪ ,‬أو مصاحف خاصة بهم ربما كتبوا فيها ما ليس‬
‫بقرآن‪ ,‬مما يكون تأويل لبعض ما غمض عليهم من معاني القرآن‪,‬‬
‫أو مما يكون دعاء يجري مجرى أدعية القرآن‪ ,‬في أنه يصح التيان‬
‫به في الصلة عند القنوت‪ ,‬أو نحو ذلك‪ ,‬وهم يعلمون أن ذلك كله‬
‫‪ - 58‬هو القاضي أبو بكر بن الطيب بن محمد بن جعفر البصري المتكلم صاحب‬
‫المصنفات‪ ,‬وأوحد وقته في فنه‪ ,‬المشهور بابن الباقلني الصولي الشعري المالكي‬
‫صنف تصانيف واسعة في الرد على الفرق الضالة‪ ,‬قال شيخ السلم ابن تيمية ‪ :‬هو‬
‫أفضل المتكلمين المنتسبين إلى الشعري ليس فيهم مثله ل قبله ول بعده ‪)) .‬شذرات‬
‫الذهب(() ‪ ( 168\2‬بتصرف‬
‫‪37‬‬
‫ليس بقرآن‪ ,‬ولكن ندرة أدوات الكتابة‪ ,‬وكونهم يكتبون القرآن‬
‫لنفسهم وحدهم دون غيرهم هون عليهم ذلك‪ ,‬لنهم أمنوا على‬
‫أنفسهم اللبس واشتباه القرآن بغيره‪ ,‬فظن بعض قصار النظر أن‬
‫كل ما كتبوه فيها إنما كتبوه على أنه قرآن‪ ,‬مع أن الحقيقة ليست‬
‫كذلك‪ ,‬إنما هي ما علمت أضف إلى ذلك أن النبي ‪ ‬أتى عليه‬
‫حين من الدهر نهى عن كتابة غير القرآن‪ ,‬إذ يقول فيما يرويه‬
‫مسلم ‪ )) :‬ل تكتبوا عني‪ ,‬ومن كتب عني شيئا غير القرآن فليمحه‬
‫((‪ ,‬وذلك كله مخافة اللبس والخلط‪ ,‬والشتباه في القرآن الكريم‬
‫انتهى كلمه جزاه الله خيرا بتصرف‬

‫• وقال تلميذه الشيخ العلمة )أبو عمر محمد بن محمد أبو شهبة‬
‫المصري( رحمه الله في كتابه ))المدخل على دراسة القرآن‬
‫الكريم(()ص ‪ (259‬في فصل الشبه التي أوردت على جمع القرآن‬
‫الشبهة الرابعة‪:‬‬
‫قالوا‪ :‬إن القرآن نقص منه ما كان بعض الصحابة يكتبه في‬
‫مصحفه‪ ,‬يدل على ذلك ما روي عن أبي بن كعب ‪ ‬أنه كان يكتب‬
‫في مصحفه سورتي الخلع والحفد‪ ,‬وهو دعاء القوت ‪ )) :‬اللهم إنا‬
‫نستعينك‪ ,‬ونستهديك‪ ,‬ونستغفرك‪ ,‬ونخلع ونترك من يفجرك‪ ,‬و‬
‫اللهم إياك نعبد‪ ,‬ولك نصلي ونسجد‪ ,‬و وإليك نسعى ونحفد((‬
‫الجواب على ذلك ‪ :‬ل نسلم أنهما من القرآن وكتابة أبي بن كعب‬
‫‪ ‬لهذا الدعاء في مصحفه ل يدل على القرآنية‪ ,‬ونحن نعلم أن‬
‫مصحف بعض الصحابة لم تكن قاصرة على المتواتر‪ ,‬بل كان‬
‫بعضها مشتمل على الحادي والمنسوخ تلوة‪ ,‬على بعض‬
‫تفسيرات وتأويلت‪ ,‬وأدعية‪ ,‬ومأثورات‪ ,‬ومن ذلك هذا الدعاء الذي‬
‫يقنت به بعض الئمة في الوتر‪ ,‬ووجوده في مصحف أبي ‪ ‬ل‬
‫يدل على أنه قرآن‪ ,‬كما أن القنوت به في الصلة ل يدل على‬
‫القرآنية‬
‫ول يشك ذو نظر فاحص وذوق أدبي أن هذا الدعاء ليس عليه‬
‫مسح من سحر القرآن وبلغته‪ ,‬وإعجازه‪ ,‬وإشراقه‪ ,‬مما يلقي‬
‫بهذه الشبهة في غياهب الهمال‬
‫على فرض أن أبيا ‪ ‬أثبتها في المصحف على أنها قرآن فهي‬
‫رواية آحادية ظنية ل تعارض القطعي الثابت بالتواتر‪ ,‬كما أنها ل‬
‫تكفي في إثبات كونها من القرآن‪ ,‬لن المعول عليه في ثبوت‬
‫القرآن التواتر‬
‫وهنا قاعدتان ينبغي التنبه إليهما في رد كل رواية تفيد زيادة‬
‫شيء من القرآن‪ ,‬أو نقص شيء منه‪ ,‬وهما‪:‬‬
‫‪ -1‬كل رواية آحادية ل تقبل في إثبات شيء من القرآن‬
‫‪ -2‬كل رواية أحادية تخالف المتواتر من القرآن ل تقبل‪ ,‬ويضرب‬
‫بها عرض الحائط اهـ كلمه رحمه الله‬
‫‪38‬‬
‫خاتمة‬
‫• إلى هنا انتهى ما وفقت عليه مرويا في كتب أهل الحديث من‬
‫روايات هذا الدعاء المأثور‪ ,‬وتفسير غريب ألفاظه من كلم أهل‬
‫العلم والفقه واللغة‬
‫وقد تبين جليا أن دعاء القنوت هذا والمعروف بسورتي )الخلغ و‬
‫الحفد( لم يصح مسندا مرفوعا إلى رسول الله ‪‬من طريق‬
‫صحيح‪ ,‬ول حسن‪ ,‬خالية من علة أو جرح‪ ,‬وإنما صح موقوفا عن‬
‫بعض الصحابة الكرام‬
‫وبمثل هذه الموقوفات ‪ -‬وإن تعددت‪ -‬ل يمكن إثبات قرآنية هذا‬
‫الدعاء إذ من شرط ذلك أن يتواتر عند مجموع المة‪ ,‬كما هو حال‬
‫ما بين دفتي المصحف الكريم‪ ,‬كما نص على ذلك العلماء‬
‫والتواتر كما عرفوه هو ما نقله جمع ل يمكن تواطؤهم على‬
‫الكذب‪ ,‬عن مثلهم إلى منتهاه‪ ,‬وهذا مما لم يتوفر في نقل هذا‬
‫الدعاء المأثور‬
‫• قال الحافظ )جلل الدين السيوطي( في كتابه ))التقان في‬
‫علوم القرآن(()‪ :(1055‬ل خلف أن كل ما هو من القرآن يجب أن‬
‫يكون متواترا في أصله‪ ,‬وأجزائه‪ ,‬وأما محل وضعه وترتيبه فكذلك‬
‫عند محققي أهل السنة‪ ,‬للقطع بأن العادة تقضي بالتواتر في‬
‫تفاصيل مثله‪ ,‬لن هذا المعجز العظيم الذي هو أصل الدين‬
‫القويم‪ ,‬والصراط المستقيم مما تتوفر الدواعي على نقل جمله‪,‬‬
‫وتفاصيله‪ ,‬فما نقل آحادا ولم يتواتر يقطع بأنه ليس من القرآن‬
‫قطعا‪ ,‬وذهب كثير من الصوليين إلى أن التواتر شرط في ثبوت‬
‫ما هو من القرآن بحسب أصله‪ ,‬وليس بشرط في محل وضعه‬
‫وترتيبه‪ ,‬بل يكثر فيها نقل الحاد‬
‫قيل‪ :‬وهو الذي يقتضيه صنع )الشافعي( في إثبات البسملة من‬
‫كل سورة‪ ,‬ورد هذا المذهب بأن الدليل السابق يقتضي التواتر‬
‫‪39‬‬
‫في الجميع‪ ,‬ولنه لو لم يشترط لجاز سقوط كثير من القرآن‬
‫المكرر‪ ,‬وثبوت كثير مما ليس بقرآن‪,‬‬
‫أما الول‪ :‬فلنا لو لم نشترط التواتر في المحل جاز أن ل يتواتر‬
‫كثير من المكررات الواقعة في القرآن‪ ،‬مثل } َ َ‬
‫ء َرب ّك ُ َ‬
‫ما‬ ‫ي آل ِ‬
‫فب ِأ ّ‬
‫ت ُك َذَّبا ِ‬
‫ن{ )الرحمن‪(13:‬‬
‫وأما الثاني ‪ :‬فلنه إذا لم يتواتر بعض القرآن بحسب المحل جاز‬
‫إثبات ذلك البعض في الموضع بنقل الحاد‬
‫وقال )أبو بكر( في ))النتصار((‪ :‬ذهب قوم من الفقهاء‬
‫والمتكلمين إلى إثبات قرآن حكما‪ ,‬ل علما‪ ,‬بخبر الواحد دون‬
‫الستفاضة‪ ,‬وكره ذلك أهل الحق‪ ,‬وامتنعوا منه‬
‫وقال قوم من المتكلمين‪ :‬إنه يسوغ إعمال الرأي والجتهاد في‬
‫إثبات قراءة‪ ,‬وأوجه‪ ,‬وأحرف‪ ,‬إذا كانت تلك الوجه والحرف صوابا‬
‫في العربية‪ ,‬وإن لم يثبت أن النبي ‪ ‬قرأ بها‪ ,‬وأبى ذلك أهل‬
‫الحق‪ ,‬وأنكروه‪ ,‬وخطئوا من قال به اهـ‬

‫هذا ‪ -‬والله أعلم – كل ما تيسر لي جمعه بفضل الله وحوله وقوته‬


‫‪ ,‬وليس لي فيه إل الجمع و حسن الترتيب والتبويب‪ ,‬وأسال الله‬
‫العلي العظيم أن ينفع به جامعه‪ ,‬وقارئه‪ ,‬والناظر فيه‪ ,‬والرجاء‬
‫ممن نظر فيه وانتفع به دعوة صالحة بظهر الغيب‪ ,‬وأن يعذرنا‬
‫ويسامحنا على ما فيه من العيب والتقصي‬
‫وأنا أسأل من وقف على كتابي هذا ورأى فيه خطأ أو خلل أن‬
‫يصلحه‪ ,‬وينبه عليه‪ ,‬ويوضحه ويشير إليه‪ ,‬حائزا مني شكرا جميل‪,‬‬
‫ومن الله أجرا جزيل‬
‫وليكن هذا آخر الكتاب‪ ,‬فما كان صوابا فمن الله وحده‪ ,‬وهو المان‬
‫به‪ ,‬وما كان منه من خطإ فمن مؤلفه‪ ,‬ومن الشيطان‪ ,‬والله‬
‫ورسوله منه بريئان‪ ,‬والله سبحانه المسؤول‪ ,‬والمرغوب إليه‬
‫والمأمول‪ ,‬أن يجعله خالصا لوجهه‪ ,‬وأن يعيدنا من شرور أنفسنا‪,‬‬
‫ومن سيئات أعمالنا‪ ,‬وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه‪ ,‬إنه قريب‬
‫مجيب‬
‫والحمد لله رب العالمين‬

‫*وتم الفراغ منه ليلة الثنين ‪ 29‬شعبان ‪1421‬هـ ثم‬


‫زيادة تعليقات عليه*‬
‫* في ‪ 17‬ربيع الثاني ‪1426‬هـ وصلى الله على محمد‬
‫وعلى آله وصحبه*‬
‫*وسلم تسليما كثيرا والحمد لله*‬
‫‪40‬‬
‫*رب العالمين*‬
‫*تم*‬
‫*‬

‫فهرس الحاديث المرفوعة‬


‫أفضل الصلة طول القنوت\ص ‪28‬‬
‫بينا رسول الله ‪ ‬يدعو على مضر\خالد بن ابي عمران\ص ‪9‬‬
‫قُنوت\ص ‪27‬‬‫ل ال ُ‬ ‫ُ‬
‫طو ُ‬
‫كان أبو عبد الرحمن يقرئنا اللهم إنا نستعينك ونستغفرك\ابن مسعود\ص ‪8‬‬
‫لقد علمني سورتين علمهما إياه رسول الله\علي\ص ‪7‬‬

‫فهرس الحاديث الموقوفة‬

‫أقرأها في مصحف أبى بن كعب\سلمة بن كهيل\ ص ‪17‬‬


‫أمنا أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد بخراسان\ ص ‪23‬‬
‫أن عليا كان يقنت بهاتين السورتين\عبد الرحمن بن السود\ ص ‪14‬‬
‫أن عمر خرج ليلة في رمضان\عبد الرحمن بن عبدالقارئ\ ص ‪16‬‬
‫أن عمر قنت بهاتين السورتين\محمد بن ابي ليلى\ ص ‪14‬‬
‫إنما القنوت طاعة لله\طاوس\ ص ‪23‬‬
‫أنه صلى خلف عمر فصنع\عبدالرحمن بن ابزى\ ص ‪12‬‬
‫أنه كان يقنت في صلة الصبح بسورتين\ابن عباس\ ص ‪10‬‬
‫أنه كان يقول‪:‬اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات\عبيد بن عمير\ ص ‪11‬‬
‫أنه كان يقول‪ :‬اللهم إنا نستعينك‪ ,‬ونستغفرك\ميمون بن مهران\ ص ‪16‬‬
‫رأيت مكحول يقنت في صلة الصبح\حاتم بن شفي\ ص ‪25‬‬
‫سألت أنس ابن مالك رضي الله عنه عن الكلم\أبن بن أبي عياش\ص ‪21‬‬
‫سألت عطاء بن أبي رباح ‪ :‬أي شيء أقول في القنوت\سلمة بن خصيف\ ص ‪19‬‬
‫صلى بنا عمر فقرأ في الفجر بسورة يوسف\عبد الله بن شداد\ص ‪14‬‬
‫صليت خلف عمر بن الخطاب ‪ ‬صلة الصبح\معبد بن سيرين\ص ‪13‬‬
‫صليت خلف عمر بن الخطاب ‪ ‬صلة الصبح فسمعته\ابن أبي أبزى\ ص ‪11‬‬

‫‪41‬‬
‫صليت خلف عمر بن الخطاب الصبح‪ ,‬فقنت\أبو رافع\ ص ‪12‬‬
‫صليت الغداة ذات يوم\عثمان بن حصين\ ص ‪13‬‬
‫علمنا ابن مسعود أن نقرأ في القنوت\عبدالرحمن السلمي\ ص ‪15‬‬
‫في قراءة أبي بن كعب‪ :‬اللهم إنا نستعينك\ميمون بن مهران\ ص ‪16‬‬
‫في مصحف ابن عباس قراءة أبي وأبي موسى\ابن أبي أبزى\ ص ‪18‬‬
‫قد قرأت في مصحف أبي بن كعب بالكتاب الول\محمد بن إسحاق\ ص ‪18‬‬
‫قرأت أو حدثني من قرأ في بعض مصاحف أبي بن كعب\الشعبي\ص ‪18‬‬
‫قرأنا في مصحف أبي بن كعب\حماد\‪17‬‬
‫قنت عمر ‪ ‬قبل الركعة بهاتين السورتين\ابن عباس\‪10‬‬
‫القنوت في الوتر والصبح ‪:‬اللهم إنا نستعينك\الحسن البصري\ص ‪22‬‬
‫القنوت قبل الركعة الخرة من الصبح\عبيد بن عمير\ص ‪ 11‬و ‪16‬‬
‫كان يستحب أن يقول في قنوت الوتر\إبراهيم النخعي\ ص ‪22‬‬
‫كانوا يستحبون أن يجعلوا في قنوت الوتر\سفين\ص ‪24‬‬
‫كانوا يلعنون الكفرة في النصف يقولون\ابن شهاب\ص ‪23‬‬
‫كتب أبي بن كعب في مصحفه\محمد بن سيرين\ص ‪17‬‬
‫يبدأ في القنوت بالسورتين\الحسن\ص ‪22‬‬
‫يبدأ في القنوت فيدعو على الكفار\سعيد بن المسيب\ص ‪23‬‬
‫يقول آخرون في القنوت ‪ :‬بسم الله الرحمن الرحيم\ابن جريج\ص ‪24‬‬

‫‪42‬‬

You might also like