Professional Documents
Culture Documents
1
منذ فجر التاريخ أحس النسان بحاجة ماسة إلى توثيق الحداث التي مر بها إثباتا ً لدوره
في المشاركة وصنع تلك الأحداث وتأثيره عليها ،ولول عملية التوثيق التي قام بها
النسان على مر العصور لما استطعنا أن نتعرف على الحضارات المختلفة السابقة ولما
وصلت إلينا أخبارهم ،ونستطيع القول بأن بداية عملية التوثيق المعروفة حاليا كانت مع
الحضارات الولى حيث استخدم النسان طرق وأساليب مختلفة باختلف الدوات
والمقومات المتاحة في ذلك الوقت والتي تعتمد على الظروف البيئية المحيطة بكل
فترة زمنية ،ويتجلى ذلك بوضوح في الثار والعملت والمخطوطات القديمة التي عثر
عليها والتي تضمنت معلومات تشير إلى الحقب الزمنية التي كان يعيش بها صانعي تلك
الثار والتي علمنا من خللها تفاصيل حياتهم اليومية وثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم.
وقد أدى ابتكار الطباعة إلى نشوء ظاهرة جديدة في عالم التوثيق فظهرت المحفوظات المطبوعة وبدأ يخف دور الوثائق الصلية
والمستندات المخطوطة باليد وأصبح تمييز الوثائق الصلية عن النسخ يتم بواسطة الختام والمضاءات الشخصية )التواقيع(،
وانطلقًا من هنا ظهر ما يسمى المخطوطات وهو كل ما كتب أو دون باليد وما يسمى مطبوعات وهو كل ما تم نسخه آليًا.
ثم اخذ علم التوثيق يتوسع بشكل عنكبوتي شمل العالم كله بشبكة مترابطة مع بعضها بشكل غير مسبوق في تاريخ البشرية وظهر ما
يعرف بـ علم المكتبات والمعلومات وعلم الببليوغرافيا والذي يهتم بتدوين وحفظ وتسجيل المعرفة البشرية منذ بداية البشرية ويسعى
إلى ترتيبها وتصنيفها وتسهيل استرجاع المعلومات.
2
:المزايا التي يجب توافرها في الوثيقة
أن تكون مصدر للمعرفة :أي أن تحتوي على معلومات تمكن 1.
المستفيد من العتماد عليها في إثبات حجة أو دفع شبهة أو رد
.على رأي أو الحصول على معلومات تفيد البحث العلمي
أن تمتلك قوة الثبات :نحو أن تحتوي بيانات للمسؤولية أو أن تكون 2.
.مسجلة في الدوائر المختصة أو أن تكون قد حققت سابقا ً
أن تكون قابلة للنتفاع حيث تقدم معلومات هي موضع حاجة لدى 3.
.الباحث مهما كانت صفته
3
يعرف قاموس وبستر التوثيق بأنه تجميع للمعرفة المسجلة وترميزها
وبثها على أن تعامل هذه المعرفة بطريقة شاملة وبإجراءات متكاملة مع
الستعانة بعلم المعاني والوسائل اللية المتعلقة بأساليب التصوير
المختلفة وذلك حتى تنال المعلومة اكبر قدر من التاحة والستخدام
إذن التوثيق هو العملية المتعمقة في دراسة الوثيقة ويقوم بها أخصائي متخصص بدراسة الوثائق من خلل
تحليلها ،حيث يغوص الموثق بين ثنايا الكلمات ليكشف لنا ما ل يراه الخرون وهو عمل فني جديد متطور
.أملته طبيعة البحث العلمي الحديثة
الحاجة للتوثيق:
سؤال تم تداوله بين المهتمين بالشأن التوثيقي لما يمثله من أهميه بالبالغة في العصر الحديث ،فبعد اتساع
رقعة المعرفة وزيادة التصال والتواصل بين مختلف الدوات العلمية وتطورها لدرجة أصبح هناك ما يعرف
APERLESS SOCIETYأي مجتمع بل ورق ،وأصبحت الحاجة ماسة للتوثيق سواء كان ذلك توثيقا
لحداث أو توثيقا فنيا لوثائق الحداث ،ونظرا لتعقد المور وتطورها بسرعة مذهلة والندفاع التكنولوجي غير
المسبوق حتم علينا ذلك إن نتطور معه ونواكبه بعمليات التوثيق لكي تسهل علينا عملية استرجاع تلك
الأحداث ووثائقها ،وهنا انتقل التوثيق من التوثيق الحجري إلى الورقي إلى الفيلمي إلى الضوئي ثم إلى
التوثيق الآلي أو الالكتروني مما خلق حاجة ماسة لتساع رقعة التوثيق بشكل مكثف ومعمق ،لكي نصل
بالنهاية إلى معلومة محددة بين مليين المعلومات التي يحتويها وعاء المعلومات ،لذلك ل بد من التوثيق
كمرحلة أولى وبعدها يتم حفظ الوثيقة على أي من وسائط الحفظ المعروفة والمتداولة في مراكز حفظ الوثائق.
4
العمليات
الفنية
التصنيف
التحليل
الفهرسة
التكشيف
5
ينبغي على دارس علم الوثائق أن يكون على علم ودراية بالعمليات الفنية التي
تمكنه من التحقق من جودة الوثيقة التي بين يديه كالتالي:
-1معرفة نوع المداد المستعمل في الكتابة و تركيبته والقلم التي كتبت بها.
-2أنواع الورق المستعمل وخصائصه.
-3العلمات المائية واللياف التي تتضح عند تعرض الورق للضوء
أهمية العمليات الفنية في التوثيق:
من خلل معرفة العمليات الفنية السابقة يمكن للباحث التثبيت من صحة الوثائق
التي تحت يده أو بطلنها وذلك باستخدام بعض الوسائل التي ساهمت في التحقق
من الوثيقة مثل بعض
العدسات المكبرة الخاصة ،وبواسطة المجهر والتحليل الكيميائي يمكن للدارس
معرفة عمر الورق ،وأحيانا يمكن الستعانة ببعض أنواع الشعة الحمراء والبنفسجية
لظهار الخطوط غير
الواضحة ،أو المطموسة ،أو المغيرة عمدًا ،ول شك في أن هذه الوسائل قد
أسهمت في مساعدة الباحث على التثبيت من صحة الوثائق أو بطلنها.
6
يعتبر التصنيف العمود الفقري لعملية التوثيق ،و تكمن أهمية التصنيف في
عمليات التوثيق في وضع الموضوعات المتشابهة والمتداخلة والمتشابكة
بشكل يمكننا من تسهيل عملية الرجوع إلى الوثيقة ،وتقوم عملية
التصنيف على أساس وضع كل موضوع بمكانه المناسب وتجميع ما يتفق
مضمونه مع بعضه البعض لكي يسهل لنا البحث عما هو مطلوب ،لذلك
تعتبر عملية التصنيف هي الخطوة الولى في عملية التوثيق التي ل يمكن
الستغناء عنها أو تجاهلها.
و التصنيف يقوم على أساس تقسيم أوعية المعلومات وفق الموضوعات
الرئيسية التي تتيفق مع خطة التصنيف المتبعة ويتفرع منها عدد من
الفرع والقسام للوصول إلى التخصص الضيق لمحتوى الوعاء مما يتيح
لنا المجال بتتبع الموضوعات وفق منطق الصل والفروع ،مثل تصنيف
ديوي العشري الذي يقسم المعرفة البشرية إلى عشرة أصول يتفرع عنها
مائة فرع تتفرع إلى ألف شعبة.
7
فالتصنيف إذا ً هو تنظيم مقنن )ذو قواعد( للعلوم والمعارف البشرية المتمثلة في أوعية المعلومات على
اختلف أشكالها حيث يتم التصنيف عادة وفق المحتوى الفكري )الموضوعي( مهما كانت أشكال أوعية
المعلومات التي تحتوي ذلك المحتوى ومن أهم التصنيفات في العالم :التصنيف العشري العالمي،
تصنيف مكتبة الكونغرس تصنيف رانجاناثان الهندي ،تصنيف بليس ،تصنيف ديوي العشري وهو أكثر
النظمة استخداما ً في العالم بشكل عام وفي العالم العربي بشكل خاص حيث أجريت عليه تعديلت
مختلفة في البلد العربية لتجعله أقرب إلى حاجات الثقافة العربية والتراث العربي كان الهدف منها
إبراز الجوانب الخاصة باثقافة العربية مثل الفلسفة والدين السلمي واللغة العربية وآدابها والتاريخ
.السلمي والعربي
:تصنيف ديوي العشري
ملفيل ديوي ) (1931 – 1851أمريكي من رواد علماء التصنيف في العالم وهو صاحب فكرة استخدام
الطريقة العشرية وطبق هذا النظام وطوره بكلية أمهرست حيث كان يعمل بعد تخرجهاستقى نظامه
.العشري من محاولت التصنيف السابقة له وخاصة من تصنيف فرنسيس بيكون للعلوم
ظهر تصنيف ديوي في عام 1876في ) (24صفحة وظل يتطور هذا التصنيف حتى صدر منه الن /22/
طبعة ،وتصنيف ديوي العشري هو نظام يستخدم الرقام للدللة على الموضوعات وهو متسلسل
بشكل منطقي )شجري ،هرمي( ويعتمد مبدأ التفريغ العشري لجميع المعارف البشرية أي أن كل
:موضوع من الموضوعات ينقسم إلى عشرة فروع تتفرع من عشرة أصول وسنوضح ذلك فيما يلي
8
000المعارف العامة
100الفلسفة وعلم النفس
200الديانات
300العلوم الجتماعية
400اللغات
500العلوم الطبيعية والرياضيات
600التكنولوجيا )العلوم التطبيقية(
700الفنون
800الداب والبلغة
900الجغرافيا والتاريخ
9
:الفروع
100الفلسفة
160المنطق
10
:الشعب
170علم الخلق أو الفلسفة الخلقية
)الفرع(
171المذاهب والنظم الخلقية )الشعب(
11
وبناء على ما سبق نستنتج أن كل رقم تصنيف يتألف بشكل
:أساسي من ثلث أرقام كما يلي
أصل فرع شعب
6 1 6
علوم تطبيقية طب أمراض
:علوم تطبيقية 600
طب 610
أمراض 616
أمراض الدورة الدموية 616.1
أمراض القلب 616.12
12
يعتبر التحليل علم قائم بذاته وله العديد من الطرق والمفاهيم التي تدعمه ،كما
أن له أهمية كبيرة بين العلوم الحديثة التي تخدم عملية التوثيق ،لذا تعتبر عملية
تحليل الوثيقة خطوة جوهرية في فهم وصياغة وحفظ الوثيقة من بين مليين
الوثائق ،ويمكننا تعريف التحليل بأنه العملية الذهنية التي يقوم بها الشخص
المعني بالتوثيق ،وتعنى عملية التحليل بالمحتوى الموضوعي للوثيقة وكيفية
التثبت من صدق هذا المحتوى وثباته وماهي النتقادات الموجهة لهذه الوثيقة
من جهة قدرتها على الجزم بحقيقة أو إنكارها.
13
ويمكننا هنا أن نعطي مثل ً على ذلك من خلل عرضنا لقصة "الحجر
المؤابي" حيث رويَ في التوراة المحرفة أن الصهاينة لهم انتصارات
ساحقة على العرب وأنهم أصحاب حق وهم من قاموا بإنشاء المدن
وشق وحفر البار الطرق وبناء القلع ...إلى أخره.
إلى أن تم العثور في الردن على حجر يعود إلى القرن التاسع قبل
الميلد يعرف اليوم "بالحجر المؤابي" ووجد مكتوب به الحقيقة المنافية
لكل ادعاءات اليهود الصهاينة كما زعموا ،واعتبر هذا الحجر وثيقة هامة
في أثبات حق العرب وإبطال ادعاءات اليهود لن العناصر الساسية
للوثيقة توفرت في هذا الحجر وهي كالتالي:
-أن التاريخ مدون بالحجر وهو القرن التاسع قبل الميلد.
-أن مصدر الوثيقة هي الرض التي زعم اليهود بأنها ملك لهم.
مستقبل الوثيقة هم أحفاد من عاصروا على هذا الحجر. -أن ُ
-أن موضوع الوثيقة يدحض الدعاء الكاذب من خلل ما تم كتابته على
الحجر وتكذيب مزاعم اليهود.
14
مما سبق نستطيع القول أن التصنيف والتحليل هما عمليتين تهدفان
إلى المساهمة في العمليات التوثيقية ،وهنا نتساءل هل التصنيف
هو مقدمة للتحليل؟ إن الحقيقة العملية المؤكدة هي إن التصنيف
جزء ل يتجزأ من عملية التحليل لأن التحليل يهدف إلى تفحص
ودراسة الوثيقة ومحاولة نقلها من شكلها الصلي إلى حزمة من
البيانات القابلة للقراءة والستدلل عليها من بين ملين الوثائق،
ومن المسلم به أن الوثائق أي كان نوعها هي ذات أشكال مختلفة
تحمل في طياتها مواضيع متضاربة ،المر الذي ل يسمح بحفظها
دون معرفة جوهرها وتحديد موضوعها وفقا لمعايير محددة على
بطاقات تتوحد في أشكالها ومعلوماتها وأهدافها لغرض البحث
العلمي أو للستعلم بشكل عام ،ومن ثم حفظ هذه الوثائق
بـأماكنها التي يستدل عليها من خلل هذا التصنيف الموضوعي أو
حفظها على وسائط الحفظ المختلفة ووضعها في حافظات خاصة
يتم تصنيفها وفق النظام المتبع .
من المؤكد أن عملية التحليل هذه ليست بالسهولة التي يتصورها
البعض إذ من المفروض أن التحليل يؤدي إلى مادة فرعية عن
الوثيقة الم بالنسبة لموضوعها ،وهذه المادة فرعية بالنسبة لجوهر 15
عملية الفهرسة هي أيضا جزء ل يتجزأ من عملية التوثيق بمعناها الشامل،
وهي عملية إنشاء أدلة السترجاع أي كان نوعها أو حجمها ،حيث يعتمد
الموثق في عملية الفهرسة على محتوى مادة البحث والدوات الفنية لمعالجة
الوثائق وهناك بيانات خاصة للفهرسة يجب على الموثق تدوينها بشكل كامل،
هذه البيانات تصف الشكل المادي للوثيقة وهي ما يسمى بالفهرسة الوصفية
أو تصف المحتوى الموضوعي للوثيقة وهي الفهرسة الموضوعية.
ويمكن تعريف الفهرسة بأنها عملية العداد الفني لوعية المعلومات بهدف
وضعها في متناول المستفيدين بأيسر الطرق وباقل وقت ممكن ،وبالتالي
هي عملية تحديد المسؤولية عن وجود مادة بعينها وبيان الملمح المادية
والموضوعية لها وترتيبها وفق نظام معين لتسهيل الوصول إليها
عنوان الوثيقة /بيانات المسؤولية .ـــ بيانات الطبعة .ـــ بيانات النشر .ـــ
الوصف المادي )عدد الوحدات ،الفترة الزمنية ،البعاد ،اللون ،المواد
المرافقة() .السلسلة ،الرقم ضمن السلسلة(.
الملحظات
16
التكشيف هو احد العمليات التوثيقية التي يستقى منها الكلمات الدالة على الموضوع المراد توثيقه ،وتعتبر
ضرورية ومتممة لعداد الفهارس ،وعملية التكشيف هي جزء ل يتجزأ من عملية التوثيق التي تساعدنا بعملية
.استرجاع المعلومات من خلل الكلمات الدالة و مرادفتها
المكنز:هو الداة التي يعتمد عليها المكشف للحصول على الواصفات التي يستخدمها في وصف المحتويات وهو
أيضا ً أداة الباحث والقارئ للحصول على الواصفات المناسبة التي يستخدمها في وصف حاجاته والوصول
للمعلومات التي يريدها ،ومن هنا يتبين أن دور المكنز هو ضبط الرموز والمصطلحات التي تعبر عن الموضوع
ليستخدمها المكشف عند القيام بتكشيف أوعية المعلومات والوثائق ...أي ضبط لغات التكشيف .فهو يقوم
بعملية الترجمة من مصطلحات المكشف إلى المصطلحات الثابتة والمعيارية التي سيستخدمها الباحث
.للوصول إلى مبتغاه من المعلومات
:تعريف المكنز
هو وسيلة لضبط المصطلحات ويستخدم للترجمة من اللغة الطبيعية للوعية من قبل المكشفين والمستفيدين
إلى )لغة النظام( وهي لغة التوثيق .وهي لغة مضبوطة تتكون من المصطلحات المتصلة مع بعضها البعض
دلليا ً وهرميا ً والتي تغطي أحد حقول المعرفة ،وتحتوي المكانز على مصطلحات تسمى واصفات تستخدم
بربط بعضها البعض وتكتفي المكانز بإظهار العلقات اللزمة بين الموضوعات حسب نوعية الاوعية المكشفة
.وهنا تكون الحالت أكثر دقة ٌوحكاما من قوائم رؤس الموضوعات
17
:أنواع المداخل بالمكنز
الواصفات :وهو مصطلح مقنن يعبر عن المفاهيم أو المادة الموضوعية في الوثيقة ،وهي بالتالي تستخدم من -
.قبل المكشف والباحث
اللواصفات :وهي المصطلحات التي ل يسمح باستخدامها بالتكشيف للشارة إلى المحتوى الموضوعي للوثيقة -
وهي تشمل المرادفات والشكال الخرى للمصطلح المفضل ،ومثل هذه المصطلحات يحال منها إلى
المصطلحات المجازة أ و الواصفات
:العلقات التي تربط بين المصطلحات في المكنز
علقة التساوي أو التكافؤ :حيث ان بعض المفاهيم أو رؤس الموضوعات يمكن أن يشار إليها باكثر1.
من مصطلح واحد أو أكثر من تسمية تتساوى في الدللة عليها:
الهاتف اس التليفون
إحالة استخدم
العاءلة س لـ السرة
إحالة استخدم لـ
العلقة الهرمية :تعبر هذه العلقة عن تبعية مصطلحات لمصطلحات أكثر شمولية ،أو تدل على ما يتبع2.
:الواصفات الشاملة من واصفات أكثر خصوصية ويرمز لها
م ضمصطلح أضيق الرضا الوظيفي
السلوك م شمصطلح أشمل
:علقة الترابط :وتستخدم لتغطية المفاهيم المتصلة ببعضها اتصال ً وثيقا ً ويشار لهذه العلقة بالرمز 3.
م ت] مصطلحات متصلة]
أ( وهي علقة متبادلة أي ) :أ[م ت]ب( والعكس صحيح )ب[م ت]
مثال:التدريس م تالتعليم
م تالتدريس التربية
ومن هنا نستطيع التمييز بين المكنز وقوائم رؤؤس الموضوعات حيث أن الترتيب في المكنز
.يكون موضوعي أو هجائي بينما في قوائم رؤس الموضوعات يكون الترتيب هجائيا ً
18
تهتم إدارة الوثائق بتنظيم وترتيب الوثائق وبوضع الخطط والساليب المتعلقة
بالتعامل مع الوثائق بدءا ً من نشوء الوثيقة مرورا ً بعملية الستخدام المتكرر لهذه
الوثيقة وانتهاءً ب حفظها وتخزينها ومن هنا يمكن تقسيم إدارة الوثائق إلى ثلث
:مراحل
وتتم المرحلة الولى في الجهاز أو الجهة التي أصدرت هذه الوثيقة ،أما المرحلة
الثانية فتتم بين هذه الجهة ودار الوثائق المركزية ،وتتم المرحلة الثالثة والخيرة فتتم
.بدار الوثائق المركزية
19
:حياة المستند
• الوثائق الدائمة :وهي وثائق ذات قيمة مستمرة وتتمتع
بقوة إثبات مثل:
-المستندات التي تثبت حقوق الدولة والفراد.
-المسندات التنظيمية لسير عمل المؤسسات والنظمة
والقوانين الوطنية
-الوثائق ذات الطابع التاريخي.
-المستندات الوثائقية المعبرة عن التراث العام للدولة
والمجتمع والأفراد.
• العمر الداري الناشط :ويمثل المرحلة الولى من عمر
الوثيقة حيث يتم تخزين الوثيقة في هذه المرحلة بمكان
يمكن الوصول إليه بسهولة.
• العمر الوسيط الساكن )السبات( :وهنا يتوقف استخدام
الوثيقة ويجب ان تنتقل الوثيقة من العمر الناشط إلى
مرحلة السبات بشكل تدريجي غير فجائي وأن تبقى
الوثيقة تحت سلطة الدارة التي أنتجتها وتمر الوثيقة
بنهاية هذه المرحلة بأخطر فترات حياتها حيث يتقرر
مصيرها بين الحفظ الدائم أو التلف.
• 20مرحلة الحفظ الدائم :وتحفظ الوثيقة في هذه العمر في
21
يشمل لفظ الرشيف Archivesثلثة معاني:
22
تتميز الوثائق الرشيفية بالخصائص التالية:
.1عدم التحيز impartialityبحيث يتم تحريرها بكل موضوعية
من قبل الجهة الرسمية التي تنتجها ،وبهذه الصفة تعتبر جزءا ً ل
يتجزأ من نشاط الجهة الرسمية التي أنتجتها أو تلقتها.
.2المصداقية authenticityتشتمل على معلومات صحيحة
خالية من الشك بسبب أنها قد خضعت للوصاية Legal Custody
من قبل الجهة الرسمية التي أنتجتها أم من ينوب عنها شرعيا ً.
.3الطبيعة Naturalnessتتكون الوثائق الرشيفية طبيعيا ً من
خلل مزاولة الجهات الرسمية لنشطتها اليومية.
.4العلقات المتبادلة. Interrelationship
ترتبط الوثيقة الرشيفية بعلقات وطيدة مع بقية الوثائق
الخرى سواء كانت داخل المجموعة الرشيفية أو خارجها .لذلك
يكون من الصحب جدا ً فهم محتويات وثيقة ما من دون الرجوع
إلى بقية التي ترتبط معها وللمحافظة على وحدة الوثائق
الرشيفية وعدم تشتيتها ثم الخذ بمبدأ المنشأ أو الصل
Principle of provenanceفي ترتيبها بالرشيف العـام.
23
فرض على مؤسسات الرشيف الدخول إلى العالم اللكتروني في الثمانينيات مع استخدام
التكتولوجيا في تسيير الرشيف ،وصدر عن منظمة UNESCOنظام خاص للمكتبات أول ً ثم
للرشيف ثانيا يهدف إلى المعالجة العلمية للوصف الرشيفي ""Micro-CDS/ISIS
وتطلبت هذه الطريقة الجديدة للتعامل مع الرشيف إصدار تقنين دولي موحد للوصف
الرشيفي سنة .”ISAD“ 1994
وأصبحت الن كل مراكز الرشيف عبر العالم مضطرة للدخول في العالم اللكتروني ،ويجب
عليها تتبع نفس المسار العلمي المقنن دوليا ً وأهم ما فيه:
-توحيد مفردات اللغة المستعملة في الوصف الرشيفي للوصول إلى موسوعة أرشيفية
وطنية ).(Thesaurus
-إصدار قاموس المصطلحات الرشيفية خاص بكل لغة انطلقا من المصدر
النجليزي).(Dictionary of Archival Terminology
-استخدام التقنين الدولي للوصف الرشيفي)(ISAD-G؛
-التصوير بالميكروفيلم أو التصوير الرقمي باحترام المقياس الدولي ).(ISO 10196
-التسيير العلمي للرشيف وفقا للمقياس الدولي " ”ISO 15489لتحسين سير الدارة في
كافة المؤسسات والحفظ الدائم للرشيف اللكتروني.
-تحويل أدوات البحث المنتجة من قبل من الشكل التقليدي على الورق إلى الشكل
اللكتروني باستخدام المقياس الدولي “. ”Encoded Archival Description
-اللجوء إلى مقياس دولي خاص لوصف البيانات المتعلقة بالرشيف اللكتروني The Dublin
.Core Metadata initiative
24
أول ً :حفظ الوثيقة بذاتها :ونعني بذلك حفظ الوثيقة
بصورتها الصلية ،مما يتطلب عناية وحماية متقنة من كافة
التأثيرات البيئية المحيطة بها ،وكذلك ل بد من صيانتها بين فترة
وأخرى حتى ل تتآكل وتتهالك نتيجة العوامل الطبيعية نحو
الرطوبة أو الحشرات إضافة إلى أساليب الحماية من الحرائق.
25
1.الميكروفيلم :Micro Film
وتتوفر على أشكال أفلم ملفوفة ذات عرض مختلف وتبعا ً لذلك تحدد الوثائق الملئمة
لكل نوع وتتوفر بشكل عام بمقاسات ) (8 – 16 – 35 – 105ملم ،وهو يشبه ذلك
النوع المستخدم في كاميرات التصوير العادية ويعتبر أقدم شكل عرف للمصغرات
الفيلمية .وللحصول على نسخة ميكرو فيلمية من أصل مطبوع تمر العملية بالمراحل
التالية:
1.عملية إعداد وتحرير المادة الورقية المطبوعة المراد تصويرها.
2.عملية التصوير ويقصد بها التقاط صور النصوص على الفلم الخام بنسبة التصغير
المراد العمل بها.
3.عملية إعداد الفيلم السالب عن طريق معالجة الفلم بالمواد الكيميائية وغسلها
وتنظيفها.
4.عملية تصحيح الفيلم السالب وهنا يتم تصحيح الخطاء المرتكبة في مرحلة مبكرة.
5.مرحلة إعداد وطبع ونسخ النسخة الموجبة.
6.إعداد القصاصات الرشادية وتعليب وشحن النسخ الموجبة وتخزين الفلم السالبة
في خزائن خاصة لدى الناشر للرجوع إليها وقت الحاجة.
درجات تصغير الميكروفيلم المعيارية:
درجة التصغير المنخفضة )العادية( ويتم فيها تصغير العمل بين 16مرة – 30مرة
درجة التصغير المرتفعة ،ويتم التصغير فيها بين 90 – 31مرة.
درجة التصغير المرتفعة جدًا ،ويتم التصغير فيها بين 150 – 61مرة.
درجة التصغير المتناهية وهي التي يزيد فيها التصغير عن 150مرة.
26
ميزات الميكروفيلم :
تثبيت واقع الوثيقة الصلية مهما كان نوعها أو اسلوبها من حيث الشكل والمضمون وبكامل
التفاصيل لطول فترة زمنية ممكنة حدها الدنى 100عام.
حماية الوثيقة الصلية وتوفير عنصر المان لها مع الحفاظ على القوة الثبوتية المعتبرة
للصل والصفة القانونية له في حال ضياع أو تلف الوثيقة الصلية.
حماية مضمون الوثائق الصلية من الحوادث القاهرة مثل الفيضانات والزلزل والحرائق
والحروب والكوارث والتلعب المقصود أو التخريب وطمس الوقائع.
إن استحالة إدخال وثيقة مزورة قبل التصوير واستحالة الضافة أو الشطب أو التغيير بعد
التصوير يزيد من الثقة الممنوحة للمايكرو فيلم ومصداقيته لن أساس العمل بنظام
المايكرو فيلم يقوم أصل ً على كشف التزوير وفضح التلعب.
ناحية المان المتوفرة لنظام المايكرو فيلم فهو ل يتأثر بالمجالت المغناطيسية القوية مهما
بلغت شدتها ول يتأثر بالشعة بعد معالجة الفيلم.
إمكانية الحصول على مواد كثيرة محملة على ميكروفيلم
إمكانية إنتاج النسخة الم بأثمان زهيدة
يمكن توزيع الميكروفيلم على قطاعات عريضة
إمكانية استخدام نظام السترجاع اللي للمعلومات المحملة عليه كذلك يمكن إعداد
كشافات وفهارس بمحتويات الفلم.
يمكن استخدام عدة أنواع من أجهزة القراءة معه
يمكن الحصول على نسخ مصورة من هذه الفلم بواسطة جهاز قراءة وطباعة الفيلم
إمكانية وضع علب الفلم في نفس الرف إلى جانب النسخ المطبوعة.
27
عيوب الميكروفيلم :
نسخه
استخدام لفافات الفلم يعني أن الفيلم سوف
28
الميكروفيش :Micro Fiche
وهو عبارة عن بطاقة فيلمية مسطحة شفافة تتاح بأحجام مختلفة
) )5×3بوصة أو ) (8×6بوصة ،ولكن الحجم المعياري وأكثرها
انتشارا ً هو ) 6×4بوصة( وتصور اللقطات على الفيلم في 7
صفوف على 14عمود لتعطي إمكانية تصوير /98/لقطة على
البطاقة الواحدة.
ويصلح الميكروفيش بدرجة التصغير المتوسطة لتحميل
المواد التالية:
-فهارس النظام اللى المصغرة "”COM
-الكتب والبحوث والكتب التي نفذت طبعتها
-الرسائل الجامعية
-الدوريات
-المخطوطات والمقالت
-المواد المبرمجة والمعدة لستخدامات الحاسبات اللكترونية
29
ميزات الميكروفيش :
طول عمر الميكروفيش حيث يصل إلى حوالي / 250 /عاما ً
رخص تكاليف نسخ بطاقة من أخرى
أمكانية استرجاع المعلومات المحملة عليه أليا ً بسرعة
احتواء الميكروفيش على مجموعة متصلة ومتكاملة من المعلومات مما
يسهل عملية استرجاعها كموضوع كامل متكامل
يمكن إضافة معلومات جديدة للملف بسبب الشكل المادي للبطاقات
وبذلك تحافظ على حداثة المعلومة
رخص تكاليف شحن ونقل الميكروفيش
سهولة نقل وشحن البطاقات إلى مراكز الرشيف حيث ل تحتاج إلى
تعليب خاص
إمكانية تمييز العمل عن غيره
يمكن الحصول على بطاقات الميكروفيش مجانا ً وبتكاليف زهيدة من
بعض المؤسسات الدولية مثل /nasa /و /aec/
يمكن عرض البطاقات من خلل مجموعة متنوعة ورخيصة من أجهزة
القراءة
يمكن الحصول على نسخ مصورة من هذه البطاقات باستخدام جهاز
قراءة وطباعة الميكروفيش
30
عيوب الميكروفيش :
كلما زاد حجم الملف كلما زادت صعوبة استرجاع المعلومات
31
وهناك أنواع أخرى من المصغرات الفيلمية مثل المايكرو أوبك Micro Opaqueوهي
عبارة عن صورة فوتوغرافية على ورق حساس مأخوذة من فيلم سالب أي ان الكتابة
ستكون بيضاء والخلفية معتمة أو سوداء ،وايضا ً المايكرو كارد Micro Cardوهو عبارة
عن بطاقة بيضاء مصقولة تصنع من الورق الحساس المستخدم في طبع الصور
الفوتوغرافية ويستوعب الميكرو كارد عدد من الصفحات قد يصل إلى 400صفحة تبعا ً
لحجم الصفحات ودرجة التصغير وهو متوفر باحجام قياسية 5 × 3بوصة أو 6 × 4
بوصة ،ومن أمثلة المصغرات الفيلمية أيضا ً نجد الجاكيت والبطاقات ذات الثقوب التي
تصلح لتحميل المواد ذات الحجام الكبيرة مثل الخرائط والمخططات والرسوم الهندسية
والفنية
32
منذ اختراع الحواسيب اللكترونية بدأت تشق طريقها إلى عالم حفظ المعلومات حتى أواخر القرن العشرين حيث
دخلت الحاسبات بقوة إلى هذا العالم وفرضت نفسها كحل ل بد منه إن لم نقل ل بديل عنه لحل مشكلة النفجار
الوثائقي الذي تعاني منه المكتبات ومراكز المعلومات وبات الستغناء عنه يضع هذه المراكز في خانة التخلف عن
الركب الحضاري.
أساليب الحفظ بالحاسوب :
أول هذه الساليب هي إدخال المعلومات نفسها أي طباعتها عبر لوحة المفاتيح وحفظها وربطها ببرامج خاصة
لسترجاع المعلومات وحفظها كبيانات ببليوغرافية وربطها بمكان حفظ الوثيقة نفسها سواء بصورتها الصلية أو
كميكروفيلم ،وكذلك عبر الماسح الضوئي حيث يمكن اعتماد أحد برامج الرشفة اللكترونية الخاصة فيتم تصوير
الوثيقة عبر الماسح الضوئي ومن ثم حفظها على قرص التخزين الخاص بالكومبيوتر ويمكن التحكم باسترجاع
وتصنيف وترتيب ومعالجة هذه الوثائق عن طريق هذه البرامج.
ويتميز الحفظ عبر الحاسوب بالوفرة المكانية والمالية ولكنه يتطلب برمجيات SoftWareقادرة على التعامل مع
المعلومات من ناحية آلية الحفظ وآلية البحث ،وتتيح برامج المسح الضوئي التلعب بالوثيقة لناحية إلغاء نصوص أو
كلمات وزيادة أخرى وهذا ما يضع هذه الوثائق موضع شك ويضعف قيمتها القانونية.
33
طول عمر الوسائط المستخدمة في تخزين الرشيف اللكتروني
كثيرا ً ما نسمع من قبل التجار بأن الوسائط اللكترونية تبقى صالحة للستخدام لمدة طويلة تقاس بعشرات السنين ،بينما
يعودون بعد سنتين أو ثلثة فقط ليقترحوا لنا تقنيات جديدة تخلف الوسائط القديمة ،لذا فإن عمر الوسائط يقاس حسب
المعطيات العلمية وليس حسب الفترة الزمنية التي يمكن أن يعيشها هذا المكون المادي.
وكل التحاليل في هذا الموضوع تقودنا إلى حقيقة ل مفر منها وهي أن المر لا يتعلق بطول عمر هذه الوسائط بقدر ما هو
مرتبط بطول عمر البرامج ) (Softwareوالجهزة ) (Hardwareالتي يجب توافرها لقراءة هذه الوسائط.
ومن هنا فما معنى قولنا أن عمر CDخمسون سنة إذا تغيرت البرامج والجهزة عدة مرات ،ولم نجد في السوق النظمة
والجهزة المناسبة لستغللها ،هل يجب علينا في المستقبل أن نبحث في "الخردة" لنجد ما نحتاج إليه لقراءة البيانات
اللكترونية؟
ويذكر الستاذ الدكتور عبد الكريم بجاجة أنه زار في أحد اليام قسم الرشيف اللكتروني في إحدى الدوائر الحكومية حيث
لحظ أن جزء ا ً كبيرا ً من الوثائق أتلف نهائيا ً بحجة تحويله إلى الشكل اللكتروني ،وعندما طلب قراءة بعض البيانات
اللكترونية لم يتمكن من ذلك بسبب فقدان البرنامج الصلي الذي استخدم عند التصوير الرقمي والنتيجة كانت :أتلف
الرشيف الصلي والبديل اللكتروني غير صالح للستخدام )!(closed system
34
القرص المرن ) :(floppyوهو أضعف الدعامات ،لذا لا يستخدم للحفظ على المدى
الكثر استعمال ا ً للحفظ على المدى الطويل ،ويمكن حفظه لمدة زمنية تزيد عن
عشر سنوات إذا توفرت شروط الحفظ من جانب الحرارة )15 -10درجة(
والرطوبة ) ،(%40-35ولكن هل يمكن استخدامه إذا تغيرت البرامج والجهزة؟
القرص : DVDوقدرته التخزينية تساوي سبعة أضعاف الـ CDأي ،GB 4.7ويبدو
أنه أكثر عرضة للزوال من CDبسبب التطور السريع للتكنولوجيا ،وتتوفر فيه كل
السمات الخرى للقراص . CD
عند اختيار القرص CDأو ، DVDيجب استعمال النوع الذي لا يقبل إعادة الكتابة
).(No Rewriting
35
الكاسيت ) :(DLTوهو تفوق CDو DVDفي مجال طاقة التخزين ويمكنها تخزين
لتخزين الارشيف اللكتروني ويتمتع بقدرات تخزينية كبيرة جدا مع حجم صغير
نسبيًا ،لا ينصح باستخدامه للحفظ على المدى الطويل ،ونقطة ضعفه تتعلق
بإمكانية فقدان جزء من البيانات كل مرة يتم توصيله بالكمبيوتر )بفعل الكهرباء(.
أما البرامج ) (Softwareوالجهزة ) (Hardwareفهي في تطور مستمر ،وترمى
في "الخردة" بعد مدة قصيرة لتفسح المجال أمام النظمة الجديدة.
أمام كل هذه الخيارات والمعطيات ،ما العمل؟ يجب تحديد سياسة لدارة
الرشيف اللكتروني توضح طرق العمل وتضع مقاييس لختيار أفضل الوسائط
لحفظ البيانات الرقمية على المدى الطويل.
36
حسين الوادي
دمشق 2008