You are on page 1of 37

‫التطبيق المعاصر لمراكز المعلومات‬

‫‪1‬‬
‫منذ فجر التاريخ أحس النسان بحاجة ماسة إلى توثيق الحداث التي مر بها إثباتا ً لدوره‬
‫في المشاركة وصنع تلك الأحداث وتأثيره عليها‪ ،‬ولول عملية التوثيق التي قام بها‬
‫النسان على مر العصور لما استطعنا أن نتعرف على الحضارات المختلفة السابقة ولما‬
‫وصلت إلينا أخبارهم‪ ،‬ونستطيع القول بأن بداية عملية التوثيق المعروفة حاليا كانت مع‬
‫الحضارات الولى حيث استخدم النسان طرق وأساليب مختلفة باختلف الدوات‬
‫والمقومات المتاحة في ذلك الوقت والتي تعتمد على الظروف البيئية المحيطة بكل‬
‫فترة زمنية‪ ،‬ويتجلى ذلك بوضوح في الثار والعملت والمخطوطات القديمة التي عثر‬
‫عليها والتي تضمنت معلومات تشير إلى الحقب الزمنية التي كان يعيش بها صانعي تلك‬
‫الثار والتي علمنا من خللها تفاصيل حياتهم اليومية وثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم‪.‬‬

‫وقد أدى ابتكار الطباعة إلى نشوء ظاهرة جديدة في عالم التوثيق فظهرت المحفوظات المطبوعة وبدأ يخف دور الوثائق الصلية‬
‫والمستندات المخطوطة باليد وأصبح تمييز الوثائق الصلية عن النسخ يتم بواسطة الختام والمضاءات الشخصية )التواقيع(‪،‬‬
‫وانطلقًا من هنا ظهر ما يسمى المخطوطات وهو كل ما كتب أو دون باليد وما يسمى مطبوعات وهو كل ما تم نسخه آليًا‪.‬‬
‫ثم اخذ علم التوثيق يتوسع بشكل عنكبوتي شمل العالم كله بشبكة مترابطة مع بعضها بشكل غير مسبوق في تاريخ البشرية وظهر ما‬
‫يعرف بـ علم المكتبات والمعلومات وعلم الببليوغرافيا والذي يهتم بتدوين وحفظ وتسجيل المعرفة البشرية منذ بداية البشرية ويسعى‬
‫إلى ترتيبها وتصنيفها وتسهيل استرجاع المعلومات‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪:‬المزايا التي يجب توافرها في الوثيقة‬

‫أن تكون مصدر للمعرفة‪ :‬أي أن تحتوي على معلومات تمكن ‪1.‬‬
‫المستفيد من العتماد عليها في إثبات حجة أو دفع شبهة أو رد‬
‫‪.‬على رأي أو الحصول على معلومات تفيد البحث العلمي‬
‫أن تمتلك قوة الثبات‪ :‬نحو أن تحتوي بيانات للمسؤولية أو أن تكون ‪2.‬‬
‫‪.‬مسجلة في الدوائر المختصة أو أن تكون قد حققت سابقا ً‬

‫أن تكون قابلة للنتفاع حيث تقدم معلومات هي موضع حاجة لدى ‪3.‬‬
‫‪.‬الباحث مهما كانت صفته‬

‫‪3‬‬
‫يعرف قاموس وبستر التوثيق بأنه تجميع للمعرفة المسجلة وترميزها‬
‫وبثها على أن تعامل هذه المعرفة بطريقة شاملة وبإجراءات متكاملة مع‬
‫الستعانة بعلم المعاني والوسائل اللية المتعلقة بأساليب التصوير‬
‫المختلفة وذلك حتى تنال المعلومة اكبر قدر من التاحة والستخدام‬
‫إذن التوثيق هو العملية المتعمقة في دراسة الوثيقة ويقوم بها أخصائي متخصص بدراسة الوثائق من خلل‬
‫تحليلها‪ ،‬حيث يغوص الموثق بين ثنايا الكلمات ليكشف لنا ما ل يراه الخرون وهو عمل فني جديد متطور‬
‫‪.‬أملته طبيعة البحث العلمي الحديثة‬

‫الحاجة للتوثيق‪:‬‬
‫سؤال تم تداوله بين المهتمين بالشأن التوثيقي لما يمثله من أهميه بالبالغة في العصر الحديث‪ ،‬فبعد اتساع‬
‫رقعة المعرفة وزيادة التصال والتواصل بين مختلف الدوات العلمية وتطورها لدرجة أصبح هناك ما يعرف‬
‫‪ APERLESS SOCIETY‬أي مجتمع بل ورق‪ ،‬وأصبحت الحاجة ماسة للتوثيق سواء كان ذلك توثيقا‬
‫لحداث أو توثيقا فنيا لوثائق الحداث‪ ،‬ونظرا لتعقد المور وتطورها بسرعة مذهلة والندفاع التكنولوجي غير‬
‫المسبوق حتم علينا ذلك إن نتطور معه ونواكبه بعمليات التوثيق لكي تسهل علينا عملية استرجاع تلك‬
‫الأحداث ووثائقها‪ ،‬وهنا انتقل التوثيق من التوثيق الحجري إلى الورقي إلى الفيلمي إلى الضوئي ثم إلى‬
‫التوثيق الآلي أو الالكتروني مما خلق حاجة ماسة لتساع رقعة التوثيق بشكل مكثف ومعمق‪ ،‬لكي نصل‬
‫بالنهاية إلى معلومة محددة بين مليين المعلومات التي يحتويها وعاء المعلومات‪ ،‬لذلك ل بد من التوثيق‬
‫كمرحلة أولى وبعدها يتم حفظ الوثيقة على أي من وسائط الحفظ المعروفة والمتداولة في مراكز حفظ الوثائق‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫العمليات‬
‫الفنية‬
‫التصنيف‬
‫التحليل‬
‫الفهرسة‬
‫التكشيف‬

‫‪5‬‬
‫ينبغي على دارس علم الوثائق أن يكون على علم ودراية بالعمليات الفنية التي‬
‫تمكنه من التحقق من جودة الوثيقة التي بين يديه كالتالي‪:‬‬
‫‪ -1‬معرفة نوع المداد المستعمل في الكتابة و تركيبته والقلم التي كتبت بها‪.‬‬
‫‪ -2‬أنواع الورق المستعمل وخصائصه‪.‬‬
‫‪ -3‬العلمات المائية واللياف التي تتضح عند تعرض الورق للضوء‬
‫أهمية العمليات الفنية في التوثيق‪:‬‬
‫من خلل معرفة العمليات الفنية السابقة يمكن للباحث التثبيت من صحة الوثائق‬
‫التي تحت يده أو بطلنها وذلك باستخدام بعض الوسائل التي ساهمت في التحقق‬
‫من الوثيقة مثل بعض‬
‫العدسات المكبرة الخاصة‪ ،‬وبواسطة المجهر والتحليل الكيميائي يمكن للدارس‬
‫معرفة عمر الورق‪ ،‬وأحيانا يمكن الستعانة ببعض أنواع الشعة الحمراء والبنفسجية‬
‫لظهار الخطوط غير‬
‫الواضحة‪ ،‬أو المطموسة‪ ،‬أو المغيرة عمدًا‪ ،‬ول شك في أن هذه الوسائل قد‬
‫أسهمت في مساعدة الباحث على التثبيت من صحة الوثائق أو بطلنها‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫يعتبر التصنيف العمود الفقري لعملية التوثيق‪ ،‬و تكمن أهمية التصنيف في‬
‫عمليات التوثيق في وضع الموضوعات المتشابهة والمتداخلة والمتشابكة‬
‫بشكل يمكننا من تسهيل عملية الرجوع إلى الوثيقة‪ ،‬وتقوم عملية‬
‫التصنيف على أساس وضع كل موضوع بمكانه المناسب وتجميع ما يتفق‬
‫مضمونه مع بعضه البعض لكي يسهل لنا البحث عما هو مطلوب‪ ،‬لذلك‬
‫تعتبر عملية التصنيف هي الخطوة الولى في عملية التوثيق التي ل يمكن‬
‫الستغناء عنها أو تجاهلها‪.‬‬
‫و التصنيف يقوم على أساس تقسيم أوعية المعلومات وفق الموضوعات‬
‫الرئيسية التي تتيفق مع خطة التصنيف المتبعة ويتفرع منها عدد من‬
‫الفرع والقسام للوصول إلى التخصص الضيق لمحتوى الوعاء مما يتيح‬
‫لنا المجال بتتبع الموضوعات وفق منطق الصل والفروع ‪ ،‬مثل تصنيف‬
‫ديوي العشري الذي يقسم المعرفة البشرية إلى عشرة أصول يتفرع عنها‬
‫مائة فرع تتفرع إلى ألف شعبة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫فالتصنيف إذا ً هو تنظيم مقنن )ذو قواعد( للعلوم والمعارف البشرية المتمثلة في أوعية المعلومات على‬
‫اختلف أشكالها حيث يتم التصنيف عادة وفق المحتوى الفكري )الموضوعي( مهما كانت أشكال أوعية‬
‫المعلومات التي تحتوي ذلك المحتوى ومن أهم التصنيفات في العالم‪ :‬التصنيف العشري العالمي‪،‬‬
‫تصنيف مكتبة الكونغرس تصنيف رانجاناثان الهندي‪ ،‬تصنيف بليس‪ ،‬تصنيف ديوي العشري وهو أكثر‬
‫النظمة استخداما ً في العالم بشكل عام وفي العالم العربي بشكل خاص حيث أجريت عليه تعديلت‬
‫مختلفة في البلد العربية لتجعله أقرب إلى حاجات الثقافة العربية والتراث العربي كان الهدف منها‬
‫إبراز الجوانب الخاصة باثقافة العربية مثل الفلسفة والدين السلمي واللغة العربية وآدابها والتاريخ‬
‫‪.‬السلمي والعربي‬
‫‪:‬تصنيف ديوي العشري‬
‫ملفيل ديوي )‪ (1931 – 1851‬أمريكي من رواد علماء التصنيف في العالم وهو صاحب فكرة استخدام‬
‫الطريقة العشرية وطبق هذا النظام وطوره بكلية أمهرست حيث كان يعمل بعد تخرجهاستقى نظامه‬
‫‪.‬العشري من محاولت التصنيف السابقة له وخاصة من تصنيف فرنسيس بيكون للعلوم‬
‫ظهر تصنيف ديوي في عام ‪ 1876‬في )‪ (24‬صفحة وظل يتطور هذا التصنيف حتى صدر منه الن ‪/22/‬‬
‫طبعة‪ ،‬وتصنيف ديوي العشري هو نظام يستخدم الرقام للدللة على الموضوعات وهو متسلسل‬
‫بشكل منطقي )شجري ‪ ،‬هرمي( ويعتمد مبدأ التفريغ العشري لجميع المعارف البشرية أي أن كل‬
‫‪:‬موضوع من الموضوعات ينقسم إلى عشرة فروع تتفرع من عشرة أصول وسنوضح ذلك فيما يلي‬

‫‪8‬‬
‫‪000‬المعارف العامة‬
‫‪100‬الفلسفة وعلم النفس‬
‫‪200‬الديانات‬
‫‪300‬العلوم الجتماعية‬
‫‪400‬اللغات‬
‫‪500‬العلوم الطبيعية والرياضيات‬
‫‪600‬التكنولوجيا )العلوم التطبيقية(‬
‫‪700‬الفنون‬
‫‪800‬الداب والبلغة‬
‫‪900‬الجغرافيا والتاريخ‬
‫‪9‬‬
‫‪:‬الفروع‬
‫‪100‬الفلسفة‬ ‫‪‬‬

‫‪110‬ما وراء الطبيعة )الميتافيزيقيا(‬ ‫‪‬‬

‫‪120‬نظرية المعرفة‪ ،‬السببية‪ ،‬الجنس البشري‬ ‫‪‬‬

‫‪130‬ظواهر الخوارق وفنونها )التخاطر والسحر ‪...‬الخ(‬ ‫‪‬‬

‫‪140‬المدارس الفلسفية المحددة‬ ‫‪‬‬

‫‪150‬علم النفس‬ ‫‪‬‬

‫‪160‬المنطق‬ ‫‪‬‬

‫‪170‬علم الخلق‪ ،‬الفلسفة الخلقية‬ ‫‪‬‬

‫‪180‬الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى‬ ‫‪‬‬


‫والفلسفة السلمية‬
‫‪ 190‬الفلسفة المعاصرة الحديثة‬ ‫‪‬‬

‫‪10‬‬
‫‪:‬الشعب‬
‫‪170‬علم الخلق أو الفلسفة الخلقية‬ ‫‪‬‬

‫)الفرع(‬
‫‪171‬المذاهب والنظم الخلقية )الشعب(‬ ‫‪‬‬

‫‪172‬الخلق السياسية‬ ‫‪‬‬

‫‪173‬أخلق العلقات العائلية‬ ‫‪‬‬

‫‪174‬الخلق المهنية‬ ‫‪‬‬

‫‪175‬أخلق الترفيه والستجمام ووقت الفراغ‬ ‫‪‬‬

‫‪176‬أخلق الجنس والتناسل‬ ‫‪‬‬

‫‪177‬أخلق العلقات الجتماعية‬ ‫‪‬‬

‫‪178‬اخلق الستهلك‬ ‫‪‬‬

‫‪179‬النماذج الخلقية الخرى‬ ‫‪‬‬

‫‪11‬‬
‫وبناء على ما سبق نستنتج أن كل رقم تصنيف يتألف بشكل‬
‫‪:‬أساسي من ثلث أرقام كما يلي‬
‫أصل‬ ‫فرع‬ ‫شعب‬
‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬
‫علوم تطبيقية‬ ‫طب‬ ‫أمراض‬
‫‪:‬علوم تطبيقية ‪600‬‬
‫طب ‪610‬‬
‫أمراض ‪616‬‬
‫أمراض الدورة الدموية ‪616.1‬‬
‫أمراض القلب ‪616.12‬‬

‫‪12‬‬
‫يعتبر التحليل علم قائم بذاته وله العديد من الطرق والمفاهيم التي تدعمه‪ ،‬كما‬
‫أن له أهمية كبيرة بين العلوم الحديثة التي تخدم عملية التوثيق‪ ،‬لذا تعتبر عملية‬
‫تحليل الوثيقة خطوة جوهرية في فهم وصياغة وحفظ الوثيقة من بين مليين‬
‫الوثائق‪ ،‬ويمكننا تعريف التحليل بأنه العملية الذهنية التي يقوم بها الشخص‬
‫المعني بالتوثيق‪ ،‬وتعنى عملية التحليل بالمحتوى الموضوعي للوثيقة وكيفية‬
‫التثبت من صدق هذا المحتوى وثباته وماهي النتقادات الموجهة لهذه الوثيقة‬
‫من جهة قدرتها على الجزم بحقيقة أو إنكارها‪.‬‬

‫أهمية التحليل في عمليات التوثيق‪:‬‬


‫عندما نقوم بعملية التوثيق لبد وان يعقبها عملية تحليل بيانات الوثيقة بعد‬
‫تصنيفها أي كان شكلها أو نوعها لنتمكن لحقا من استرجاعها‪ ،‬وترتكز عملية‬
‫تحليل الوثيقة على أربعة أسس علمية ل يمكن الستغناء عنها وهي‪:‬‬
‫تاريخ الوثيقة‬
‫مصدر الوثيقة‬
‫مستقبل الوثيقة‬
‫موضوع الوثيقة‬

‫‪13‬‬
‫ويمكننا هنا أن نعطي مثل ً على ذلك من خلل عرضنا لقصة "الحجر‬
‫المؤابي" حيث رويَ في التوراة المحرفة أن الصهاينة لهم انتصارات‬
‫ساحقة على العرب وأنهم أصحاب حق وهم من قاموا بإنشاء المدن‬
‫وشق وحفر البار الطرق وبناء القلع‪ ...‬إلى أخره‪.‬‬
‫إلى أن تم العثور في الردن على حجر يعود إلى القرن التاسع قبل‬
‫الميلد يعرف اليوم "بالحجر المؤابي" ووجد مكتوب به الحقيقة المنافية‬
‫لكل ادعاءات اليهود الصهاينة كما زعموا‪ ،‬واعتبر هذا الحجر وثيقة هامة‬
‫في أثبات حق العرب وإبطال ادعاءات اليهود لن العناصر الساسية‬
‫للوثيقة توفرت في هذا الحجر وهي كالتالي‪:‬‬
‫‪ -‬أن التاريخ مدون بالحجر وهو القرن التاسع قبل الميلد‪.‬‬
‫‪ -‬أن مصدر الوثيقة هي الرض التي زعم اليهود بأنها ملك لهم‪.‬‬
‫مستقبل الوثيقة هم أحفاد من عاصروا على هذا الحجر‪.‬‬ ‫‪ -‬أن ُ‬
‫‪ -‬أن موضوع الوثيقة يدحض الدعاء الكاذب من خلل ما تم كتابته على‬
‫الحجر وتكذيب مزاعم اليهود‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫مما سبق نستطيع القول أن التصنيف والتحليل هما عمليتين تهدفان‬
‫إلى المساهمة في العمليات التوثيقية‪ ،‬وهنا نتساءل هل التصنيف‬
‫هو مقدمة للتحليل؟ إن الحقيقة العملية المؤكدة هي إن التصنيف‬
‫جزء ل يتجزأ من عملية التحليل لأن التحليل يهدف إلى تفحص‬
‫ودراسة الوثيقة ومحاولة نقلها من شكلها الصلي إلى حزمة من‬
‫البيانات القابلة للقراءة والستدلل عليها من بين ملين الوثائق‪،‬‬
‫ومن المسلم به أن الوثائق أي كان نوعها هي ذات أشكال مختلفة‬
‫تحمل في طياتها مواضيع متضاربة‪ ،‬المر الذي ل يسمح بحفظها‬
‫دون معرفة جوهرها وتحديد موضوعها وفقا لمعايير محددة على‬
‫بطاقات تتوحد في أشكالها ومعلوماتها وأهدافها لغرض البحث‬
‫العلمي أو للستعلم بشكل عام‪ ،‬ومن ثم حفظ هذه الوثائق‬
‫بـأماكنها التي يستدل عليها من خلل هذا التصنيف الموضوعي أو‬
‫حفظها على وسائط الحفظ المختلفة ووضعها في حافظات خاصة‬
‫يتم تصنيفها وفق النظام المتبع ‪.‬‬
‫من المؤكد أن عملية التحليل هذه ليست بالسهولة التي يتصورها‬
‫البعض إذ من المفروض أن التحليل يؤدي إلى مادة فرعية عن‬
‫الوثيقة الم بالنسبة لموضوعها‪ ،‬وهذه المادة فرعية بالنسبة لجوهر‬ ‫‪15‬‬
‫عملية الفهرسة هي أيضا جزء ل يتجزأ من عملية التوثيق بمعناها الشامل‪،‬‬
‫وهي عملية إنشاء أدلة السترجاع أي كان نوعها أو حجمها‪ ،‬حيث يعتمد‬
‫الموثق في عملية الفهرسة على محتوى مادة البحث والدوات الفنية لمعالجة‬
‫الوثائق وهناك بيانات خاصة للفهرسة يجب على الموثق تدوينها بشكل كامل‪،‬‬
‫هذه البيانات تصف الشكل المادي للوثيقة وهي ما يسمى بالفهرسة الوصفية‬
‫أو تصف المحتوى الموضوعي للوثيقة وهي الفهرسة الموضوعية‪.‬‬
‫ويمكن تعريف الفهرسة بأنها عملية العداد الفني لوعية المعلومات بهدف‬
‫وضعها في متناول المستفيدين بأيسر الطرق وباقل وقت ممكن‪ ،‬وبالتالي‬
‫هي عملية تحديد المسؤولية عن وجود مادة بعينها وبيان الملمح المادية‬
‫والموضوعية لها وترتيبها وفق نظام معين لتسهيل الوصول إليها‬

‫عنوان الوثيقة ‪ /‬بيانات المسؤولية ‪ .‬ـــ بيانات الطبعة ‪ .‬ـــ بيانات النشر ‪ .‬ـــ‬
‫الوصف المادي )عدد الوحدات‪ ،‬الفترة الزمنية‪ ،‬البعاد‪ ،‬اللون‪ ،‬المواد‬
‫المرافقة(‪) .‬السلسلة‪ ،‬الرقم ضمن السلسلة(‪.‬‬
‫الملحظات‬

‫‪16‬‬
‫التكشيف هو احد العمليات التوثيقية التي يستقى منها الكلمات الدالة على الموضوع المراد توثيقه‪ ،‬وتعتبر‬
‫ضرورية ومتممة لعداد الفهارس‪ ،‬وعملية التكشيف هي جزء ل يتجزأ من عملية التوثيق التي تساعدنا بعملية‬
‫‪.‬استرجاع المعلومات من خلل الكلمات الدالة و مرادفتها‬
‫المكنز‪:‬هو الداة التي يعتمد عليها المكشف للحصول على الواصفات التي يستخدمها في وصف المحتويات وهو‬
‫أيضا ً أداة الباحث والقارئ للحصول على الواصفات المناسبة التي يستخدمها في وصف حاجاته والوصول‬
‫للمعلومات التي يريدها‪ ،‬ومن هنا يتبين أن دور المكنز هو ضبط الرموز والمصطلحات التي تعبر عن الموضوع‬
‫ليستخدمها المكشف عند القيام بتكشيف أوعية المعلومات والوثائق ‪ ...‬أي ضبط لغات التكشيف‪ .‬فهو يقوم‬
‫بعملية الترجمة من مصطلحات المكشف إلى المصطلحات الثابتة والمعيارية التي سيستخدمها الباحث‬
‫‪.‬للوصول إلى مبتغاه من المعلومات‬
‫‪:‬تعريف المكنز‬
‫هو وسيلة لضبط المصطلحات ويستخدم للترجمة من اللغة الطبيعية للوعية من قبل المكشفين والمستفيدين‬
‫إلى )لغة النظام( وهي لغة التوثيق‪ .‬وهي لغة مضبوطة تتكون من المصطلحات المتصلة مع بعضها البعض‬
‫دلليا ً وهرميا ً والتي تغطي أحد حقول المعرفة‪ ،‬وتحتوي المكانز على مصطلحات تسمى واصفات تستخدم‬
‫بربط بعضها البعض وتكتفي المكانز بإظهار العلقات اللزمة بين الموضوعات حسب نوعية الاوعية المكشفة‬
‫‪.‬وهنا تكون الحالت أكثر دقة ٌوحكاما من قوائم رؤس الموضوعات‬

‫‪17‬‬
‫‪:‬أنواع المداخل بالمكنز‬
‫الواصفات‪ :‬وهو مصطلح مقنن يعبر عن المفاهيم أو المادة الموضوعية في الوثيقة‪ ،‬وهي بالتالي تستخدم من ‪-‬‬
‫‪.‬قبل المكشف والباحث‬
‫اللواصفات‪ :‬وهي المصطلحات التي ل يسمح باستخدامها بالتكشيف للشارة إلى المحتوى الموضوعي للوثيقة ‪-‬‬
‫وهي تشمل المرادفات والشكال الخرى للمصطلح المفضل‪ ،‬ومثل هذه المصطلحات يحال منها إلى‬
‫المصطلحات المجازة أ و الواصفات‬
‫‪:‬العلقات التي تربط بين المصطلحات في المكنز‬
‫علقة التساوي أو التكافؤ‪ :‬حيث ان بعض المفاهيم أو رؤس الموضوعات يمكن أن يشار إليها باكثر‪1.‬‬
‫من مصطلح واحد أو أكثر من تسمية تتساوى في الدللة عليها‪:‬‬
‫الهاتف‬ ‫اس‬ ‫التليفون‬
‫إحالة استخدم‬
‫العاءلة‬ ‫س لـ‬ ‫السرة‬
‫إحالة استخدم لـ‬
‫العلقة الهرمية‪ :‬تعبر هذه العلقة عن تبعية مصطلحات لمصطلحات أكثر شمولية‪ ،‬أو تدل على ما يتبع‪2.‬‬
‫‪:‬الواصفات الشاملة من واصفات أكثر خصوصية ويرمز لها‬
‫م ضمصطلح أضيق‬ ‫الرضا الوظيفي‬
‫السلوك م شمصطلح أشمل‬
‫‪:‬علقة الترابط‪ :‬وتستخدم لتغطية المفاهيم المتصلة ببعضها اتصال ً وثيقا ً ويشار لهذه العلقة بالرمز ‪3.‬‬
‫م ت] مصطلحات متصلة]‬
‫أ(‬ ‫وهي علقة متبادلة أي‪ ) :‬أ[م ت]ب( والعكس صحيح )ب[م ت]‬
‫مثال‪:‬التدريس م تالتعليم‬
‫م تالتدريس‬ ‫التربية‬
‫ومن هنا نستطيع التمييز بين المكنز وقوائم رؤؤس الموضوعات حيث أن الترتيب في المكنز‬
‫‪.‬يكون موضوعي أو هجائي بينما في قوائم رؤس الموضوعات يكون الترتيب هجائيا ً‬

‫‪18‬‬
‫تهتم إدارة الوثائق بتنظيم وترتيب الوثائق وبوضع الخطط والساليب المتعلقة‬
‫بالتعامل مع الوثائق بدءا ً من نشوء الوثيقة مرورا ً بعملية الستخدام المتكرر لهذه‬
‫الوثيقة وانتهاءً ب حفظها وتخزينها ومن هنا يمكن تقسيم إدارة الوثائق إلى ثلث‬
‫‪:‬مراحل‬

‫‪.‬مرحلة التكوين وإصدار الوثيقة ‪1.‬‬

‫‪.‬مرحلة الستخدام في الغراض الدارية ‪2.‬‬

‫‪.‬مرحلة التقييم للحفظ الدائم أو المؤقت أو للستبعاد والتلف ‪3.‬‬

‫وتتم المرحلة الولى في الجهاز أو الجهة التي أصدرت هذه الوثيقة‪ ،‬أما المرحلة‬
‫الثانية فتتم بين هذه الجهة ودار الوثائق المركزية‪ ،‬وتتم المرحلة الثالثة والخيرة فتتم‬
‫‪.‬بدار الوثائق المركزية‬

‫‪19‬‬
‫‪:‬حياة المستند‬
‫• الوثائق الدائمة‪ :‬وهي وثائق ذات قيمة مستمرة وتتمتع‬
‫بقوة إثبات مثل‪:‬‬
‫‪ -‬المستندات التي تثبت حقوق الدولة والفراد‪.‬‬
‫‪ -‬المسندات التنظيمية لسير عمل المؤسسات والنظمة‬
‫والقوانين الوطنية‬
‫‪ -‬الوثائق ذات الطابع التاريخي‪.‬‬
‫‪ -‬المستندات الوثائقية المعبرة عن التراث العام للدولة‬
‫والمجتمع والأفراد‪.‬‬
‫• العمر الداري الناشط‪ :‬ويمثل المرحلة الولى من عمر‬
‫الوثيقة حيث يتم تخزين الوثيقة في هذه المرحلة بمكان‬
‫يمكن الوصول إليه بسهولة‪.‬‬
‫• العمر الوسيط الساكن )السبات(‪ :‬وهنا يتوقف استخدام‬
‫الوثيقة ويجب ان تنتقل الوثيقة من العمر الناشط إلى‬
‫مرحلة السبات بشكل تدريجي غير فجائي وأن تبقى‬
‫الوثيقة تحت سلطة الدارة التي أنتجتها وتمر الوثيقة‬
‫بنهاية هذه المرحلة بأخطر فترات حياتها حيث يتقرر‬
‫مصيرها بين الحفظ الدائم أو التلف‪.‬‬
‫•‪ 20‬مرحلة الحفظ الدائم‪ :‬وتحفظ الوثيقة في هذه العمر في‬
21
‫يشمل لفظ الرشيف ‪ Archives‬ثلثة معاني‪:‬‬

‫‪   .1‬تطلق لفظة ‪ Archives‬على جميع الوثائق الجارية التي تستخدمها الهيئة‬


‫الأفراد في إدارة العمال بصفة دائمة‪.‬‬ ‫)المؤسسة( أو‬

‫‪   .2‬يعرف الرشيف ‪ Archives‬بأنه المكان المخصص لحفظ المواد الرشيفية‬


‫)الوثائق‪.‬‬

‫‪   .3‬يقصد بهذه اللفظة الوكالة الرشيفية ‪ Archival Agency‬التي تكون‬


‫مسؤولة تماما ً عن حفظ وإتاحة الوثائق للباحثين وغيرهم من القراء‬

‫‪22‬‬
‫تتميز الوثائق الرشيفية بالخصائص التالية‪:‬‬
‫‪   .1‬عدم التحيز ‪ impartiality‬بحيث يتم تحريرها بكل موضوعية‬
‫من قبل الجهة الرسمية التي تنتجها‪ ،‬وبهذه الصفة تعتبر جزءا ً ل‬
‫يتجزأ من نشاط الجهة الرسمية التي أنتجتها أو تلقتها‪.‬‬
‫‪   .2‬المصداقية ‪ authenticity‬تشتمل على معلومات صحيحة‬
‫خالية من الشك بسبب أنها قد خضعت للوصاية ‪Legal Custody‬‬
‫من قبل الجهة الرسمية التي أنتجتها أم من ينوب عنها شرعيا ً‪.‬‬
‫‪   .3‬الطبيعة ‪ Naturalness‬تتكون الوثائق الرشيفية طبيعيا ً من‬
‫خلل مزاولة الجهات الرسمية لنشطتها اليومية‪.‬‬
‫‪   .4‬العلقات المتبادلة‪. Interrelationship‬‬
‫ترتبط الوثيقة الرشيفية بعلقات وطيدة مع بقية الوثائق‬
‫الخرى سواء كانت داخل المجموعة الرشيفية أو خارجها‪ .‬لذلك‬
‫يكون من الصحب جدا ً فهم محتويات وثيقة ما من دون الرجوع‬
‫إلى بقية التي ترتبط معها وللمحافظة على وحدة الوثائق‬
‫الرشيفية وعدم تشتيتها ثم الخذ بمبدأ المنشأ أو الصل‬
‫‪ Principle of provenance‬في ترتيبها بالرشيف العـام‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫فرض على مؤسسات الرشيف الدخول إلى العالم اللكتروني في الثمانينيات مع استخدام‬
‫التكتولوجيا في تسيير الرشيف‪ ،‬وصدر عن منظمة ‪ UNESCO‬نظام خاص للمكتبات أول ً ثم‬
‫للرشيف ثانيا يهدف إلى المعالجة العلمية للوصف الرشيفي "‪"Micro-CDS/ISIS‬‬
‫وتطلبت هذه الطريقة الجديدة للتعامل مع الرشيف إصدار تقنين دولي موحد للوصف‬
‫الرشيفي سنة ‪.”ISAD“ 1994‬‬
‫وأصبحت الن كل مراكز الرشيف عبر العالم مضطرة للدخول في العالم اللكتروني‪ ،‬ويجب‬
‫عليها تتبع نفس المسار العلمي المقنن دوليا ً وأهم ما فيه‪:‬‬
‫‪ -‬توحيد مفردات اللغة المستعملة في الوصف الرشيفي للوصول إلى موسوعة أرشيفية‬
‫وطنية )‪.(Thesaurus‬‬
‫‪ -‬إصدار قاموس المصطلحات الرشيفية خاص بكل لغة انطلقا من المصدر‬
‫النجليزي)‪.(Dictionary of Archival Terminology‬‬
‫‪ -‬استخدام التقنين الدولي للوصف الرشيفي)‪(ISAD-G‬؛‬
‫‪ -‬التصوير بالميكروفيلم أو التصوير الرقمي باحترام المقياس الدولي )‪.(ISO 10196‬‬
‫‪ -‬التسيير العلمي للرشيف وفقا للمقياس الدولي " ‪ ”ISO 15489‬لتحسين سير الدارة في‬
‫كافة المؤسسات والحفظ الدائم للرشيف اللكتروني‪.‬‬
‫‪ -‬تحويل أدوات البحث المنتجة من قبل من الشكل التقليدي على الورق إلى الشكل‬
‫اللكتروني باستخدام المقياس الدولي “‪. ”Encoded Archival Description‬‬
‫‪ -‬اللجوء إلى مقياس دولي خاص لوصف البيانات المتعلقة بالرشيف اللكتروني ‪The Dublin‬‬
‫‪.Core Metadata initiative‬‬

‫‪24‬‬
‫أول ً ‪ :‬حفظ الوثيقة بذاتها‪ :‬ونعني بذلك حفظ الوثيقة‬
‫بصورتها الصلية‪ ،‬مما يتطلب عناية وحماية متقنة من كافة‬
‫التأثيرات البيئية المحيطة بها‪ ،‬وكذلك ل بد من صيانتها بين فترة‬
‫وأخرى حتى ل تتآكل وتتهالك نتيجة العوامل الطبيعية نحو‬
‫الرطوبة أو الحشرات إضافة إلى أساليب الحماية من الحرائق‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬المصغرات الفيلمية‪Micro Forms :‬‬


‫إن تقنية المصغرات الفيلمية )التصوير المايكرو فورمي( سمحت‬
‫بمعالجة أزمة المكان المخصص لحفظ الوثائق التي بات الزدياد‬
‫الهائل في حجمها يسبب عبئا ً ضخما ً يثقل كاهل المهتمين بحفظ‬
‫المعلومات‪ ،‬فالمصغرات الفيلمية تحتاج إلى مساحات أقل تسمح‬
‫بالسيطرة عليها لناحية احتياطات المان وسهولة وسرعة‬
‫السترجاع‪ ،‬وهكذا فإن مراكز الوثائق أضحت تهتم بصورة كبيرة‬
‫بإنشاء قسم للمايكروفورم‪.‬‬
‫وتقسم المصغرات الفيلمية إلى عدة أنواع‪ ،‬كل نوع منها يتميز‬
‫بخصائص محددة تصب في خانة رفع مستوى الداء‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫‪ 1.‬الميكروفيلم ‪:Micro Film‬‬
‫وتتوفر على أشكال أفلم ملفوفة ذات عرض مختلف وتبعا ً لذلك تحدد الوثائق الملئمة‬
‫لكل نوع وتتوفر بشكل عام بمقاسات )‪ (8 – 16 – 35 – 105‬ملم‪ ،‬وهو يشبه ذلك‬
‫النوع المستخدم في كاميرات التصوير العادية ويعتبر أقدم شكل عرف للمصغرات‬
‫الفيلمية‪ .‬وللحصول على نسخة ميكرو فيلمية من أصل مطبوع تمر العملية بالمراحل‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ 1.‬عملية إعداد وتحرير المادة الورقية المطبوعة المراد تصويرها‪.‬‬
‫‪ 2.‬عملية التصوير ويقصد بها التقاط صور النصوص على الفلم الخام بنسبة التصغير‬
‫المراد العمل بها‪.‬‬
‫‪ 3.‬عملية إعداد الفيلم السالب عن طريق معالجة الفلم بالمواد الكيميائية وغسلها‬
‫وتنظيفها‪.‬‬
‫‪ 4.‬عملية تصحيح الفيلم السالب وهنا يتم تصحيح الخطاء المرتكبة في مرحلة مبكرة‪.‬‬
‫‪ 5.‬مرحلة إعداد وطبع ونسخ النسخة الموجبة‪.‬‬
‫‪ 6.‬إعداد القصاصات الرشادية وتعليب وشحن النسخ الموجبة وتخزين الفلم السالبة‬
‫في خزائن خاصة لدى الناشر للرجوع إليها وقت الحاجة‪.‬‬
‫درجات تصغير الميكروفيلم المعيارية‪:‬‬
‫‪ ‬درجة التصغير المنخفضة )العادية( ويتم فيها تصغير العمل بين ‪ 16‬مرة – ‪ 30‬مرة‬
‫‪ ‬درجة التصغير المرتفعة ‪ ،‬ويتم التصغير فيها بين ‪ 90 – 31‬مرة‪.‬‬
‫‪ ‬درجة التصغير المرتفعة جدًا‪ ،‬ويتم التصغير فيها بين ‪ 150 – 61‬مرة‪.‬‬
‫‪ ‬درجة التصغير المتناهية وهي التي يزيد فيها التصغير عن ‪ 150‬مرة‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫ميزات الميكروفيلم ‪:‬‬
‫تثبيت واقع الوثيقة الصلية مهما كان نوعها أو اسلوبها من حيث الشكل والمضمون وبكامل‬ ‫‪‬‬
‫التفاصيل لطول فترة زمنية ممكنة حدها الدنى ‪ 100‬عام‪.‬‬
‫حماية الوثيقة الصلية وتوفير عنصر المان لها مع الحفاظ على القوة الثبوتية المعتبرة‬ ‫‪‬‬
‫للصل والصفة القانونية له في حال ضياع أو تلف الوثيقة الصلية‪.‬‬
‫حماية مضمون الوثائق الصلية من الحوادث القاهرة مثل الفيضانات والزلزل والحرائق‬ ‫‪‬‬
‫والحروب والكوارث والتلعب المقصود أو التخريب وطمس الوقائع‪.‬‬
‫إن استحالة إدخال وثيقة مزورة قبل التصوير واستحالة الضافة أو الشطب أو التغيير بعد‬ ‫‪‬‬
‫التصوير يزيد من الثقة الممنوحة للمايكرو فيلم ومصداقيته لن أساس العمل بنظام‬
‫المايكرو فيلم يقوم أصل ً على كشف التزوير وفضح التلعب‪.‬‬
‫ناحية المان المتوفرة لنظام المايكرو فيلم فهو ل يتأثر بالمجالت المغناطيسية القوية مهما‬ ‫‪‬‬
‫بلغت شدتها ول يتأثر بالشعة بعد معالجة الفيلم‪.‬‬
‫إمكانية الحصول على مواد كثيرة محملة على ميكروفيلم‬ ‫‪‬‬
‫إمكانية إنتاج النسخة الم بأثمان زهيدة‬ ‫‪‬‬
‫يمكن توزيع الميكروفيلم على قطاعات عريضة‬ ‫‪‬‬
‫إمكانية استخدام نظام السترجاع اللي للمعلومات المحملة عليه كذلك يمكن إعداد‬ ‫‪‬‬
‫كشافات وفهارس بمحتويات الفلم‪.‬‬
‫يمكن استخدام عدة أنواع من أجهزة القراءة معه‬ ‫‪‬‬
‫يمكن الحصول على نسخ مصورة من هذه الفلم بواسطة جهاز قراءة وطباعة الفيلم‬ ‫‪‬‬
‫إمكانية وضع علب الفلم في نفس الرف إلى جانب النسخ المطبوعة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪27‬‬
‫عيوب الميكروفيلم ‪:‬‬

‫صعوبة نسخ فيلم من فيلم آخر وارتفاع تكاليف‬ ‫‪‬‬

‫نسخه‬
‫استخدام لفافات الفلم يعني أن الفيلم سوف‬ ‫‪‬‬

‫يحوي مئات الوثائق والملفات مما يشكل بعض‬


‫الصعوبة عند استرجاعها‬
‫صعوبة الستدلل على محتويات الفيلم في‬ ‫‪‬‬

‫حالة فقدان الوعاء الحاوي له‬


‫قصر عمر الفيلم حيث أنه ل يزيد عن ‪ 150‬سنة‬ ‫‪‬‬

‫‪28‬‬
‫الميكروفيش ‪:Micro Fiche‬‬
‫وهو عبارة عن بطاقة فيلمية مسطحة شفافة تتاح بأحجام مختلفة‬
‫)‪ )5×3‬بوصة أو )‪ (8×6‬بوصة‪ ،‬ولكن الحجم المعياري وأكثرها‬
‫انتشارا ً هو )‪ 6×4‬بوصة( وتصور اللقطات على الفيلم في ‪7‬‬
‫صفوف على ‪ 14‬عمود لتعطي إمكانية تصوير ‪ /98/‬لقطة على‬
‫البطاقة الواحدة‪.‬‬
‫ويصلح الميكروفيش بدرجة التصغير المتوسطة لتحميل‬
‫المواد التالية‪:‬‬
‫‪ -‬فهارس النظام اللى المصغرة "‪”COM‬‬
‫‪ -‬الكتب والبحوث والكتب التي نفذت طبعتها‬
‫‪ -‬الرسائل الجامعية‬
‫‪ -‬الدوريات‬
‫‪ -‬المخطوطات والمقالت‬
‫‪ -‬المواد المبرمجة والمعدة لستخدامات الحاسبات اللكترونية‬

‫‪29‬‬
‫ميزات الميكروفيش ‪:‬‬

‫طول عمر الميكروفيش حيث يصل إلى حوالي ‪ / 250 /‬عاما ً‬ ‫‪‬‬
‫رخص تكاليف نسخ بطاقة من أخرى‬ ‫‪‬‬
‫أمكانية استرجاع المعلومات المحملة عليه أليا ً بسرعة‬ ‫‪‬‬
‫احتواء الميكروفيش على مجموعة متصلة ومتكاملة من المعلومات مما‬ ‫‪‬‬
‫يسهل عملية استرجاعها كموضوع كامل متكامل‬
‫يمكن إضافة معلومات جديدة للملف بسبب الشكل المادي للبطاقات‬ ‫‪‬‬
‫وبذلك تحافظ على حداثة المعلومة‬
‫رخص تكاليف شحن ونقل الميكروفيش‬ ‫‪‬‬
‫سهولة نقل وشحن البطاقات إلى مراكز الرشيف حيث ل تحتاج إلى‬ ‫‪‬‬
‫تعليب خاص‬
‫إمكانية تمييز العمل عن غيره‬ ‫‪‬‬
‫يمكن الحصول على بطاقات الميكروفيش مجانا ً وبتكاليف زهيدة من‬ ‫‪‬‬
‫بعض المؤسسات الدولية مثل ‪ /nasa /‬و ‪/aec/‬‬
‫يمكن عرض البطاقات من خلل مجموعة متنوعة ورخيصة من أجهزة‬ ‫‪‬‬
‫القراءة‬
‫يمكن الحصول على نسخ مصورة من هذه البطاقات باستخدام جهاز‬ ‫‪‬‬
‫قراءة وطباعة الميكروفيش‬
‫‪30‬‬
‫عيوب الميكروفيش ‪:‬‬

‫ارتفاع تكاليف إعداد النسخة الم‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫بدون استخدام نظم السترجاع اللية تكون عملية السترجاع‬ ‫‪‬‬

‫اليدوية صعبة للغاية‪.‬‬


‫صعوبة استرجاع البطاقة التي وضعت في غير مكانها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫كلما زاد حجم الملف كلما زادت صعوبة استرجاع المعلومات‬ ‫‪‬‬

‫سهولة تعرض البطاقة للسرقة بسبب صغر حجمها ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪31‬‬
‫وهناك أنواع أخرى من المصغرات الفيلمية مثل المايكرو أوبك ‪ Micro Opaque‬وهي‬
‫عبارة عن صورة فوتوغرافية على ورق حساس مأخوذة من فيلم سالب أي ان الكتابة‬
‫ستكون بيضاء والخلفية معتمة أو سوداء‪ ،‬وايضا ً المايكرو كارد ‪ Micro Card‬وهو عبارة‬
‫عن بطاقة بيضاء مصقولة تصنع من الورق الحساس المستخدم في طبع الصور‬
‫الفوتوغرافية ويستوعب الميكرو كارد عدد من الصفحات قد يصل إلى ‪ 400‬صفحة تبعا ً‬

‫لحجم الصفحات ودرجة التصغير وهو متوفر باحجام قياسية ‪ 5 × 3‬بوصة أو ‪6 × 4‬‬
‫بوصة‪ ،‬ومن أمثلة المصغرات الفيلمية أيضا ً نجد الجاكيت والبطاقات ذات الثقوب التي‬
‫تصلح لتحميل المواد ذات الحجام الكبيرة مثل الخرائط والمخططات والرسوم الهندسية‬
‫والفنية‬

‫‪32‬‬
‫منذ اختراع الحواسيب اللكترونية بدأت تشق طريقها إلى عالم حفظ المعلومات حتى أواخر القرن العشرين حيث‬
‫دخلت الحاسبات بقوة إلى هذا العالم وفرضت نفسها كحل ل بد منه إن لم نقل ل بديل عنه لحل مشكلة النفجار‬
‫الوثائقي الذي تعاني منه المكتبات ومراكز المعلومات وبات الستغناء عنه يضع هذه المراكز في خانة التخلف عن‬
‫الركب الحضاري‪.‬‬
‫أساليب الحفظ بالحاسوب ‪:‬‬
‫أول هذه الساليب هي إدخال المعلومات نفسها أي طباعتها عبر لوحة المفاتيح وحفظها وربطها ببرامج خاصة‬
‫لسترجاع المعلومات وحفظها كبيانات ببليوغرافية وربطها بمكان حفظ الوثيقة نفسها سواء بصورتها الصلية أو‬
‫كميكروفيلم‪ ،‬وكذلك عبر الماسح الضوئي حيث يمكن اعتماد أحد برامج الرشفة اللكترونية الخاصة فيتم تصوير‬
‫الوثيقة عبر الماسح الضوئي ومن ثم حفظها على قرص التخزين الخاص بالكومبيوتر ويمكن التحكم باسترجاع‬
‫وتصنيف وترتيب ومعالجة هذه الوثائق عن طريق هذه البرامج‪.‬‬
‫ويتميز الحفظ عبر الحاسوب بالوفرة المكانية والمالية ولكنه يتطلب برمجيات ‪ SoftWare‬قادرة على التعامل مع‬
‫المعلومات من ناحية آلية الحفظ وآلية البحث‪ ،‬وتتيح برامج المسح الضوئي التلعب بالوثيقة لناحية إلغاء نصوص أو‬
‫كلمات وزيادة أخرى وهذا ما يضع هذه الوثائق موضع شك ويضعف قيمتها القانونية‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫طول عمر الوسائط المستخدمة في تخزين الرشيف اللكتروني‬
‫كثيرا ً ما نسمع من قبل التجار بأن الوسائط اللكترونية تبقى صالحة للستخدام لمدة طويلة تقاس بعشرات السنين‪ ،‬بينما‬
‫يعودون بعد سنتين أو ثلثة فقط ليقترحوا لنا تقنيات جديدة تخلف الوسائط القديمة‪ ،‬لذا فإن عمر الوسائط يقاس حسب‬
‫المعطيات العلمية وليس حسب الفترة الزمنية التي يمكن أن يعيشها هذا المكون المادي‪.‬‬
‫وكل التحاليل في هذا الموضوع تقودنا إلى حقيقة ل مفر منها وهي أن المر لا يتعلق بطول عمر هذه الوسائط بقدر ما هو‬
‫مرتبط بطول عمر البرامج )‪ (Software‬والجهزة )‪ (Hardware‬التي يجب توافرها لقراءة هذه الوسائط‪.‬‬
‫ومن هنا فما معنى قولنا أن عمر ‪ CD‬خمسون سنة إذا تغيرت البرامج والجهزة عدة مرات‪ ،‬ولم نجد في السوق النظمة‬
‫والجهزة المناسبة لستغللها‪ ،‬هل يجب علينا في المستقبل أن نبحث في "الخردة" لنجد ما نحتاج إليه لقراءة البيانات‬
‫اللكترونية؟‬
‫ويذكر الستاذ الدكتور عبد الكريم بجاجة أنه زار في أحد اليام قسم الرشيف اللكتروني في إحدى الدوائر الحكومية حيث‬
‫لحظ أن جزء ا ً كبيرا ً من الوثائق أتلف نهائيا ً بحجة تحويله إلى الشكل اللكتروني‪ ،‬وعندما طلب قراءة بعض البيانات‬
‫اللكترونية لم يتمكن من ذلك بسبب فقدان البرنامج الصلي الذي استخدم عند التصوير الرقمي والنتيجة كانت‪ :‬أتلف‬
‫الرشيف الصلي والبديل اللكتروني غير صالح للستخدام )‪!(closed system‬‬

‫‪34‬‬
‫القرص المرن )‪ :(floppy‬وهو أضعف الدعامات‪ ،‬لذا لا يستخدم للحفظ على المدى‬ ‫‪‬‬

‫الطويل‪ ،‬وهوكثير الستعمال من قبل الشخاص في المعاملت اليومية وطاقته‬


‫التخزينية (‪ MB )1.475‬من الرشيف اللكتروني‪.‬‬
‫القرص المدمج )‪ :(CD‬قدرته التخزينية ‪ MB 700‬أي تساوي ‪ 474‬قرص مرن‪ ،‬وهو‬ ‫‪‬‬

‫الكثر استعمال ا ً للحفظ على المدى الطويل‪ ،‬ويمكن حفظه لمدة زمنية تزيد عن‬
‫عشر سنوات إذا توفرت شروط الحفظ من جانب الحرارة )‪15 -10‬درجة(‬
‫والرطوبة )‪ ،(%40-35‬ولكن هل يمكن استخدامه إذا تغيرت البرامج والجهزة؟‬
‫القرص ‪ : DVD‬وقدرته التخزينية تساوي سبعة أضعاف الـ ‪ CD‬أي ‪ ،GB 4.7‬ويبدو‬ ‫‪‬‬

‫أنه أكثر عرضة للزوال من ‪ CD‬بسبب التطور السريع للتكنولوجيا‪ ،‬وتتوفر فيه كل‬
‫السمات الخرى للقراص ‪. CD‬‬
‫عند اختيار القرص ‪ CD‬أو‪ ، DVD‬يجب استعمال النوع الذي لا يقبل إعادة الكتابة‬ ‫‪‬‬

‫)‪.(No Rewriting‬‬

‫‪35‬‬
‫الكاسيت )‪ :(DLT‬وهو تفوق ‪ CD‬و‪ DVD‬في مجال طاقة التخزين ويمكنها تخزين‬ ‫‪‬‬

‫ما يعادل ‪ ،CD= 105 GB 150‬ولكن هي أضعف من ‪ CD.R‬فيما يتعلق بطول‬


‫العمر والزوال التكنولوجي‪.‬‬
‫إصبع التخزين الخارجي )‪ :(USB - Stick‬وهو من أحدث التقنيات المستخدمة‬ ‫‪‬‬

‫لتخزين الارشيف اللكتروني ويتمتع بقدرات تخزينية كبيرة جدا مع حجم صغير‬
‫نسبيًا‪ ،‬لا ينصح باستخدامه للحفظ على المدى الطويل‪ ،‬ونقطة ضعفه تتعلق‬
‫بإمكانية فقدان جزء من البيانات كل مرة يتم توصيله بالكمبيوتر )بفعل الكهرباء(‪.‬‬
‫أما البرامج )‪ (Software‬والجهزة )‪ (Hardware‬فهي في تطور مستمر‪ ،‬وترمى‬ ‫‪‬‬

‫في "الخردة" بعد مدة قصيرة لتفسح المجال أمام النظمة الجديدة‪.‬‬
‫أمام كل هذه الخيارات والمعطيات‪ ،‬ما العمل؟ يجب تحديد سياسة لدارة‬ ‫‪‬‬

‫الرشيف اللكتروني توضح طرق العمل وتضع مقاييس لختيار أفضل الوسائط‬
‫لحفظ البيانات الرقمية على المدى الطويل‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫حسين الوادي‬
‫دمشق ‪2008‬‬

You might also like