Professional Documents
Culture Documents
العالم السلمي.
الهداء
1
العالم السلمي بين المس و
اليوم .
يعيش العالم السلمي اليوم وضعا معقدا ومربكا في كل
تفاصيله ,وقد أصبحت الجغرافيا التي تدين بالسلم من
طنجة وإلى جاكرتا ووصول إلى روافد العالم السلمي
في معظم القارات عرضة للحتلل المباشر وغير المباشر
عسكرّيا وسياسّيا و إقتصادّيا وثقافّيا وأمنّيا ,وقد كان
ن العالم السلمي قد ودعّ وإلى البد العتقاد السائد أ ّ
الحركة الستعمارية التوسعية الغربية والتي أرخت بظللها
علىعالمنا السلمي في القرن الماضي ,والتي كانت سببا
رئيسا في تراجع المشروع النهضوي والتنموي السلمي ,
كما كانت السبب في إنتاج نخب علمانية أتاحت للفكر
الكولونيالي في كل أبعاده السياسية والثقافية والقتصادية
أن يستمر محركا لتفاصيل الدولة الحديثة المستقلة إسما
ن العالم السلمي قد تأثّر ك فيه فإ ّوشكل .ومما ل ش ّ
إلى أبعد الحدود بالحركات الستعمارية والحتللية التي
جة نشر الحضارة والمدنية في واقع جاءت من الغرب بح ّ
كله تخّلف حسب إدعاءات منظريّ الستعمار الذين كانوا
ملحقين بوزارات الخارجية في العواصم الغربّية .
ولم يغادر المحتلون عالمنا السلمي إل ّ بعد أن أطمأنوا
أّنهم وضعوا دساتير هي من روح دساتيرهم وعينوا
تكنوقراط وسياسيين في دوائر القرار في هذه الدولة
وتلك وكلهم من الذين نهلوا من معين الثقافة الغربية
الكولونيالّية ,وقد أكملت هذه النخب مسيرة الحركة
الستعمارية فحاصرت السلم في عقر داره وعملت على
تجفيف منابعه و ملحقة الدعاة إلى ثقافته ,ولم تكن هذه
السيئة الوحيدة للحركات الستعمارية بل هناك مجموعة
سيئات سياسية وإقتصادية وثقافية وجيوسياسّية ,فعلى
الصعيد السياسي لعب الستعمار الغربي دورا كبيرا في
صياغة الدساتير التي أصبحت مرجعا أساسا للدولة
2
ن بعض الدساتير كانت الحديثة في عالمنا السلمي ,بل أ ّ
نسخة طبق الصل من الدساتير الغربية ,وبطبيعة
الحال أوكلت مهمة شرح هذه الدساتير وتنفيذها
لشخصيات إسلمية إسما وغربية قلبا ومضمونا درست
في المعاهد الغربية وأستوعبت روح الحضارة الغربية ,
وهي الفئة التي عناها الفيلسوف الوجودي الفرنسي
بقوله ,كانت الدول الغربية الستعمارية فيما مضى تبعث
م تداركت وة ث ّدباباتها إلى الدول الثالثّية لنشر فكرها بالق ّ
سهم في الموقف وباتت تستورد أذكياء من تلك البلد وتدر ّ
كام لدول العالم الثالث م توفدهم كح ّ جامعاتها ومعاهدها ث ّ
وبهذا الشكل يتحققّ الغرض الستعماري بدون دباّبة !
وعلى الصعيد القتصادي فقد أفرغت الحركات
الستعمارية خزائن البنوك من محتوياتها وخلفوا وراءهم
دول بل موارد أو مقدرات ,بل قاموا في بعض البلد كدول
المغرب العربي بتحطيم كافة الجرارات الزراعية لعدم
إستخدامها في الستصلح الزراعي ,وأملوا على كل دولة
ما يحتاج له المستعمر , أن تنتج منتوجا واحدا أو إثنين م ّ
فالجزائر على سبيل المثال وعندما كانت ترزح تحت
در القمح إلى كل الدول الستعمار الفرنسي كانت تص ّ
الوربية وبنسبة ثمانين بالمائة ,وبعد أن أستقّلت الجزائر
باتت تستورد القمح بنسبة مائة بالمائة وأصبحت في
المقابل تزرع العنب وتنتج الخمور التي مازالت فرنسا
الدولة المستعمرة سابقا المشتري الول لها .
ن الدول الستعمارّية ظّلت تحتفظ لنفسها بخرائط كما أ ّ
دقيقة عن مكان وجود الموارد الولّية من نفط وذهب
وغاز ويورانيوم وحديد ومياه جوفّية وغير ذلك من المور .
ن معظم الدول التي كانت وعلى الصعيد الثقافي فإ ّ
مستعمرة – بفتح الراء – تعاني اليوم من أزمة هوّية ق ّ
ل
نظيرها أفضت إلى إنتاج حروب أهلّية بالجملة في أكثر
من دولة إسلمّية ,كما أعادت الحركات الستعمارية إحياء
الثنيات التي إنصهرت في بوتقة السلم على مدى أربع
عشر قرنا ,و إستغّلت التناقضات الداخلّية وتحوّلت
القلّيات إلى إطارات سياسّية وإيديولوجّية أفادت
3
ب الحنين الحركات الستعمارية في وقت لحق عندما د ّ
في هذه الحركات بمعاودة الكّرة التي كانت قبل أزيد من
قرن .
وتمكنت الحركات الستعمارّية من غرس بذور ثقافية
وفكرية في التربة السلمية أينعت بعد حين تماما كما
قال الجنرال الفرنسي شارل ديغول وهو يغادر الجزائر
سنة 1962تحت ضغط الثورة الجزائرّية :لقد تركت في
الجزائر بذورا ستينع بعد حين .
كت لحقا في هوّية وكانت هذه البذور هي التي شك ّ
الشعب الجزائري ذات البعدين العربي والسلمي .
وعلى الصعيد الجيوسياسي ترك الستعمار أزمة الحدود
ماها ملتهبة بين كل الدول السلمّية تقريبا وهي التي س ّ
رئيس الديبلوماسية المريكية السبق هنري كيسنجر
بعوامل التوّتر التي تفيد الدارة المريكية عند الحاجة
والضرورة .ومازالت أزمة الحدود بين الدول السلمية
دت لنشوء صراعات متفاقمة بل مازالت تهدد ّ قائمة مه ّ
سط .بإندلع صراعات حادة على المدى المتو ّ
وإذا كانت هذه صورة موجزة ومختزلة عن العالم
السلمي بالمس فإّنه اليوم ومع بداية اللفية الثالثة ل
يختلف كثيرا عن صورته في الماضي فالدول السلمية
مازالت عرضة للحتلل المباشر وما زال القسم الكبر
من العالم السلمي عرضة للغزو القتصادي والثقافي .
ن هناك ثلث دول فعلى صعيد الحتلل العسكري فإ ّ
إسلمية محتلة إحتلل مباشرا من قبل الدولة العبرّية و
الوليات المتحدة المريكية الوريث الشرعي
للمبراطورية البريطانية كما قال هنري كيسنجر في مقالة
له عن النظام العالمي الجديد وهذه الدول هي فلسطين
وأفغانستان والعراق ,وهناك دول إسلمية تفّتت بسبب
الوليات المتحدة المريكية ومساعيها وهي إندونسيا
والتي إستقّلت عنها تيمور الشرقّية و الصومال ,كما أ ّ
ن
هناك جمهوريات إسلمية تقبع تحت الحتلل الروسي
كالشيشان والتي لم تأخذ حظها من الستقلل ,على
ن الجمهوريات الكاثوليكية في التحاد الرغم من أ ّ
4
السوفياتي السابق نالت إستقللها بدعم من الغرب وعلى
رأسه الوليات المتحدة المريكية .
وعلى الصعيد القتصادي فما زالت الشركات المتعددة
الجنسيات المريكية في مجملها وصندوق النقد الدولي
كم في إقتصادّيات العالم السلمي وقد أصبحت يتح ّ
المساعدة القتصادية للعالم السلمي مقرونة بالرضوخ
طاتالسياسي والستجابة الكاملة لقرارات ومخط ّ
ن البنوك الدولية
الرادات الدولّية ,والكثر من ذلك فإ ّ
ذات التمويل المريكي هي التي باتت تخطط المنهج
القتصادي لهذه الدولة السلمية وتلك .
ن الدارة المريكة وضعت مخط ّ
طا كامل وثقافّيا فإ ّ
وإستراتيجية متعددة البعاد لعادة تأهيل العالم السلمي
ثقافيا وتربوّيا وعلمّيا ,وكل دولة إسلمية تحاول النطلق
من مقوماتها الذاتية وتعمل على إستكناه أسرار التقنية
وتحديدا تكنولوجيا السلح فإّنها تدرج في خانة الدول
م هائل من القوانين لمعاقبتها .دة وبالتالي هناك ك ّالمتمر ّ
وبعد الحادي عشر من أيلول – سبتمبر خرجت أمريكا من
دائرة الرغبة في بسط الحتلل السياسي والقتصادي
والثقافي إلى الحتلل العسكري ,ومثلما كان العالم
السلمي في بداية القرن الماضي عرضة للستعمار
ن بداية قرنه الحالي بإحتلل أمريكاوالحتلل فإّنه دش ّ
لدول مفصلية إستراتيجيا وجيوسياسّيا في الجغرافيا
السلمية وما زالت شهيتها مفتوحة إلى درجة أّنها أعادت
عسكرييها المتقاعدين إلى الخدمة وفي العالم السلمي !
5
المسلمون في الغرب و الحتلل
المريكي للعراق .
6
البرياء من العراق الذين ستطاولهم صواريخ توماهوك
وغيرها من أسلحة الدمار الشامل المريكية التي سيتم
تجريب بعضها لّول مرة في العراق .
ن العرب والمسلمين مشدودون إلى أقصى مدى ورغم أ ّ
إلى الحدث العراقي وبداية الحتلل المريكي للعراق إل ّ
أّنه يمكن تصنيفهم كما يلي :
أول :مسلمون ملتزمون حركيون قادرون على تحويل
القول إلى فعل و النظرية إلى تطبيق.
ثانيا :مسلمون متعاطفون مع مظلومية الشعب العراقي
ول يملكون غير الدعاء والمشاركة في التظاهرات
والحركات الحتجاجّية المناوئة للغطرسة المريكية في
الشوارع الوروبية .
ثالثا :قسم صغير من المسلمين قوامه فئة من العراقيين
اللجئين والكراد والعرب العلمانيين المستغربين الذين
ن أمريكا قادمة إلى العراق لتخليص الشعب يرون أ ّ
العراقي من الظلم والديكتاتورية وحكم البعث الحادي .
وحتى جزء كبير من هذه الفئة سيتراجع عن دعمه
لمريكا وحربها الحتللية على العراق ,مع بداية سقوط
الضحايا والبرياء الواحد تلو الخر جّراء القنابل المريكية
والبريطانية التي ستتهاطل على العراق بشكل مكّثف .
وسيكون لكل شريحة من الشرائح المذكورة طريقتها في
التعاطي مع الحتلل المريكي للعراق ,ول تستبعد بعض
ن تتحول العراق إلى ما يشبه أفغانستان الدوائر الغربّية أ ّ
في الثمانينيات من القرن الماضي – – 1980وذلك
عندما قام الجيش الحمر بغزو أفغانستان وتوافد العرب
والمسلمين على أفغانستان لنصرة الشعب الفغاني
طر لمغادرة دي للجيش الحمر اللحادي الذي أض ّ والتص ّ
أفغانستان تحت ضربات المجاهدين الفغان والعرب
جه مئات العرب والمسلمين الذين والمسلمين .وقد يتو ّ
مون إلى يحملون الجنسيات الغربية إلى العراق وينض ّ
قوافل المجاهدين العرب والمسلمين المتطوعين لنصرة
دار السلم في العراق .وعلى صعيد آخر تتوّقع الدوائر
الغربية أن يشهد الشارع الغربي غليانا كبيرا ضد الحتلل
7
كر بأيام أمريكا فيالمريكي للعراق وهو ما سوف يذ ّ
الفيتنام و الحرب الكوبية وغيرها من حروب أمريكا في
العالم .ومن المتوقع أن يكون للمسلمين دور كبير في
تحريك الشارع الغربي أقل كما تشير التوقعات في
محاولة ليجاد ضغط سياسي ديبلوماسي على الرئيس
المريكي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير
والمتحالفين معهما من هواة تمزيق العالم العربي
والسلمي .
ن الغضب وإذا كانت الدوائر الغربية متيقنة عين اليقين أ ّ
ن ماالعربي والسلمي سيتجلى في الشوارع الغربية فإ ّ
يقلق هذه الدوائر هو إستهداف المصالح المريكية
والبريطانية في العواصم الغربية ,ولجل ذلك جرى رفع
درجة الحراسة المنية لسفارات أمريكا وبريطانيا في
العواصم الغربية بالضافة إلى توفير الحماية السرّية
للشركات المريكية المتعددة الجنسيات في الدول
الغربية .
دات فعل المسلمين ول تخشى الدوائر الغربية من ر ّ
الطبيعّية فحسب ,بل تخشى من إنفجار الشارع الوروبي
ضد أمريكا حيث أظهرت الستطلعات في كل دولة
ن أكثر من ثمانين بالمائة من الوروبيين هم ضد غربّية أ ّ
الحتلل المريكي للعراق ,والخشية أن يقع تحالف
سياسي وإعلمي و ثقافي بين المسلمين في الغرب
الذين يحمل معظمهم الجنسية الغربية والغربيين
الوروبيين ضد ّ الشيطان الكبر أمريكا التي أملى عليها
جبروتها أن تدوس على صوت العقل وصوت النسانية
ن القساوسة والرهبان الراغبة في السلم ,وللشارة فإ ّ
في الغرب والذين كانوا على إمتداد قرون وسنوات
ن أمريكا هي يؤثرون الصمت على الكلم باتوا يصرحون أ ّ
الشيطان الكبر بل منازع .
8
مر النظام الدولي
أمريكا ستد ّ
والسلم العالمي .
9
م تلتها بريطانيا والتحاد السوفياتي السابق المتحدة ث ّ
والصين وأستراليا وبلجيكا وفرنسا وغيرها من الدول .
ن أمريكا أنشأت جمعية المم وحسب علماء القانون فإ ّ
المتحدة لتوحيد الجهود الدولّية ضد دول المحور والتي
كانت على رأسها ألمانّيا .وأستطاعت الوليات المتحدة
المريكية أن تحشد وراءها كل الدول التي وقفت في ذلك
الوقت ضد ّ النزعة الهتلرّية التوسعّية وتوافق المؤسسون
وعلى رأسهم الوليات المتحدة المريكية على أن تكون
جمعية المم المتحدة هيئة دولّية تضطلع بمهمة الحفاظ
على السلم في العالم ويحكمها مبدأ المساواة في
السيادة بين جميع الدول المحّبة للسلم .
وفي مؤتمر يالطا الذي إنعقد في الفترة الممتدة بين 03
– 11شباط – فبراير – 1945والذي إشتركت فيه كل
من أمريكا والتحاد السوفياتي السابق وبريطانيا ,تمت
الدعوة إلى عقد لقاء موسع في سان فرانسيسكو مع
دعوة الصين وفرنسا وهي الدول التي تتمّتع بحق النقض
– الفيتو – في مجلس المن .
وتقوم جمعية المم المتحدة على الهداف التالّية :
أول :حفظ السلم والمن الدولي وذلك من خلل التعاون
الدولي والتوافق الكامل بين كل الدول في حلحلة
النزاعات الدولّية .
ثانيا :تنمية العلقات الدولية على قاعدة حقّ تقرير
المصير والمساواة بين الشعوب .
ثالثا :التعاون الدولي في المجالت السياسية والثقافية
والقتصادية والجتماعّية في دائرة إحترام حقوق
النسان .
ومنذ 1945وأمريكا هي المموّلة المركزّية لجمعية المم
ن معظم الدول الوروبية كانت المتحدة بالضافة إلى أ ّ
تسبح في الفلك المريكي وحتى ألمانيا التي إستطاع
الحلفاء إنهاءها عسكريا وتقسيمها إنضمت إلى المحور
المريكي ,فيما إنضمت ألمانيا الشرقّية إلى التحاد
السوفياتي السابق ,وأصبح يوجد في جمعية المم
المتحدة معسكران معسكر رأسمالي ليبيرالي قطبه
10
أمريكا و معسكر شيوعي إشتراكي قطبه التحاد
السوفياتي السابق ,و الكتلة التي عرفت فيما بعد بكتلة
عدم النحّياز لم تكن في الواقع غير رافد من روافد
التحاد السوفياتي السابق ,وهذه المرحلة التي عرفت
بمرحلة الصراع البارد بين موسكو وواشنطن كان هناك
توافق كامل بين العاصمتين عاصمة كارل ماركس
وعاصمة آدم سميث في إشارة إلى مؤسسي المذهبين
الماركسي والرأسمالي ,توافق في تقسيم الجغرافيا
ن
والخيرات والموارد الطبيعية ,وعلى الرغم من أ ّ
ن واشنطن الصراع البارد كان يصل أحيانا إلى أوجه إل ّ أ ّ
وموسكو كانتا تهدئان اليقاع عندما كان يصل إلى أوجه ,
وكان كل طرف منهما راض بالغنائم التي في حوزته ,
محققا ذاته من خلل هذه الغنائم .
لكن التطورات الدولّية المذهلة والتداعيات التي حصلت
في العالم من قبيل سقوط أمبراطورّية كارل ماركس و
حاد الوروبي كل الت ّ تفتيت التحاد السوفياتي ,و بداية تش ّ
وبداية خروج العديد من الدول الوروبية من تحت العباءة
المريكية باحثة عن ذاتها ودورها و الزمة القتصادية
العالمية و تفّرد واشنطن في صناعة القرارات العالمّية و
وة بدأ يشعر أمريكا بأّنه ل حاجة للعودة تبوؤها عرش الق ّ
إلى جمعية المم المتحدة ما دامت أمريكا قادرة لوحدها
على تنفيذ إستراتيجياتها .
وقد تجلى ذلك في التدخل المريكي في الصومال في
العملية التي أطلقت عليها أمريكا عملّية إعادة المل حيث
خل في الصومال دون العودة إلى لجأت أمريكا إلى التد ّ
جمعية المم المتحدة ثم التدخل في أفغانستان ووصول
إلى الحرب المريكية في العراق وما سوف يعقب ذلك
فيما لو نجحت واشنطن في تنفيذ إستراتيجياتها .
لقد آمنت واشنطن على سبيل المناورة بضرورة التعاون
الدولي عندما كانت في حاجة إلى وضع حد ّ للظاهرة
الهتليرّية و عندما كان هناك قطب ثان في المعادلة
الدولّية ,والن وعندما إستفردت بالساحة الدولّية فل
مناص من تفكيك كافة المرجعيات القانونية الدولية
11
والمحافل الدولية بإعتبارها باتت تعتبر نفسها صانعة
القانون و راعية العلقات الدولية ,كما ورد في كتاب
الرئيس المريكي السبق ريتشارد نيكسون ,أمريكا
والفرصة التاريخية والذي قال فيه نيكسون :على أمريكا
أن تحكم العالم .
ن حرب على العراق دون قرار دولي ن قيام أمريكا بش ّ
إ ّ
بذلك ومع وجود معارضة واسعة لعضاء دائمين في
مجلس المن معناه لدى الفقهاء القانونيين الموت
التلقائي لجمعية المم المتحدة و تلشي المرجعية الدولية
التي تنظر في الزمات الدولية ,وفوق هذا وذاك شرعنة
الفوضى في العالم وغياب الشرعية والتي أقرتها أمريكا
في سنة 1945التي تنظر في القضايا الساخنة ,و
ن واشنطن ل تصريح المين العام لجمعية المم المتحدة بأ ّ
ن حرب على العراق دون الرجوع إلى المم يحق لها ش ّ
ن واشنطن التي ساهمت بالقسط المتحدة هو إقرار بأ ّ
الكبر في تأسيس جمعية المم المتحدة لدعم مصالحها
السياسية والقتصادية والجيوسياسية هي نفسها الذي
أطلقت رصاصة الرحمة على هذه الجمعية لّنها باتت
تعتبر نفسها الشرعية والقانون والمرجعّية ,وسوف تدخل
لالعالم في فوضى سياسية وإقتصادية و إجتماعية ق ّ
نظيرها في التاريخ الراهن .
ن أمريكا التي أنشأت هيئة المم جل التاريخ أ ّ وسوف يس ّ
المتحدة هي عينها التي أسقطت هذه الهيئة وهي التي
أسقطت النظام الدولي في سبيل أن تكون هي النظام
الدولي الجديد !
12
أمريكا ومنطق إستعباد الشعوب .
13
ن في فرنسا وزيرا الديموقراطية في أمريكا حيث عي ّ
لخارجية فرنسا .
هذه الشهادات وغيرها كثير و التي واكبت إنطلقة أمريكا
ن القوة هي السمة البارزة في السياسة المريكية تؤ ّ
كد أ ّ
ولم تتغّير هذه السياسة بتاتا وتكفي قراءة متأنّية لما كتبه
نعوم شومسكي وروجي غارودي وجاك تني وبول فندلي
ن أمريكا اليوم هي إمتداد عن أمريكا اليوم لكتشاف أ ّ
لمريكا القديمة التي قامت على أنقاض جماجم الهنود و
غيرهم .
وقد ل يكون من باب الصدفة ولع كل الرؤساء المريكيين
الذين توالوا على الحكم في أمريكا على مشاهدة أفلم
الغرب المريكي وأفلم رعاة البقر الذين يلحقون الهنود
ذون بشنقهم ,و في كتابه الحمر ويشنقونهم ويتلذ ّ
ن بنيامين
إيديولوجيا وإقتصاد قال نعوم شومسكي أ ّ
فرانكلين أبو المة المريكية وبإسم التنوير طرد السكان
الصليين كي يفسح المكان لمته .
وعلى إمتداد مسلكيتها السياسّية تحالفت أمريكا مع
محاور الشر والقوة وتعذيب الخرين تحالفت مع الفاشّية
اليطالّية وقد وصف السفير المريكي في روما بإيطاليا
عام 1922الفاشية بأّنها الثورة الشابة والجميلة
ومسحت مدينة هيروشيما اليابانّية يوم 02أوت –
أغسطس 1945بفعل قنبلة نووية أمريكية من الخارطة
اليابانّية ,وفي الداخل المريكي قامت منظمة كولكس
كلن المريكية بالدفاع عن سيادة النسان البيض وألحقوا
أفظع الضرار بالنسان السود والذي كان المريكان
يقومون بسرقته من براري إفريقيا ويبيعونه في أسواق
النخاسة في الوليات المتحدة المريكية ,وما زال السود
محرومون من العديد من المتيازات السياسّية وعلى
رأسها رئاسة أمريكا نفسها .لقد أدى إعتماد أمريكا على
مبدأ القوة وبالمناسبة فهذا عنوان لكتاب وهو أمريكا
ومبدأ القوة وضعه مستشار المن القومي السبق زبغينو
برجنسكي ,إلى تكريس هذا المبدأ في السياسة
المريكية ,حيث كلما كانت الدارة المريكية تخّير بين
14
ل عسكري أمني قمعي ل سياسي وديبلوماسي وح ّ ح ّ
كانت تختار الحل العسكري القمعي والمني وقد أحصى
الباحثون العسكريون مئات التدخلت العسكرية المريكية
ن واشنطن في القارات الخمس ,والتي كانت تؤ ّ
كد أ ّ
مصابة حقيقة بداء الشيزوفرانيا السياسة فهي تدعو إلى
صب حكاما عسكريين ,و تدعو إلى دمقرطة العالم وتن ّ
حكم الشعب والجماهير وتعّين حكاما تابعين لها رغم
أنوف الشعوب وإرادتهم وتطلعاتهم ,تدعو إلى حكم
الغلبية و تكّرس حكم القلّيات ,تدعو إلى إحترام
الخصوصّيات وتعمل على وأد الخصوصّيات من خلل
عولمتها وكوكبيتها وسيطرتها على مقدرات العالم .
ن مبدأ القوة الذي كانت إعتمدته وعلى الرغم من أ ّ
واشنطن منذ تأسيسها قد جلب لها الكثير من التقهقر
والتراجع إل ّ أّنها ماضية في مسلكيتها القائمة على منطق
إستعباد الشعوب وقد إزدادت تجبرا بعد إستفرادها
بصناعة القرارات العالمية .
ن أمريكا ل تريد على الطلق والمفارقة الكبيرة هي أ ّ
إجراء مراجعة لسياستها الخارجية القائمة على مبدأ القوة
رغم ما ألحقته من أضرار بالشعوب في أمريكا اللتينّية و
القارة السيوية في الفيتنام وغيرها و في القارة الفريقية
في الصومال وتوابعها وأخيرا في عالمنا السلمي
فلسطين حيث الدولة العبرية تحارب بأسلحة أمريكية
متطوّرة الشعب الفلسطيني العزل و في أفغانستان و
العراق .
وة المريكي سيدخل الدارة المريكية في ومبدأ الق ّ
منعطفات خطيرة ينبئ ببداية التراجع المريكي خصوصا
ن واشنطن المنبهرة بقوتها وزعت قواتها في القارات وأ ّ
الخمس وفتحت جبهات متعددة في العديد من المواقع
شر إلى بداية التفكك وقد تلتهم الجغرافّية المر الذي يؤ ّ
هذه القوة المريكية التي قامت على أساس الجبروت
بإبتلع نفسها وتلك سّنة الله في الخلق حيث قد تكون
كد حركة التاريخ . وة كما تؤ ّ
بداية السقوط في أوج الق ّ
15
أوروبا الغاضبة على أمريكا
شراء قنينة كول معناه المساهمة
في صناعة كروز أمريكي.
16
ن أغلبية
وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا واليونان وغيرها أ ّ
ي ضد ّ أمريكا وسياستها العدوانية في شعوب هذه الدول ه ّ
العراق .
ففي السويد مثل واكب بداية الحملة العسكرّية المريكية
على العراق والشروع في قصف بغداد سلسلة من ردود
الفعل الواسعة الرسمية والجماهيرّية في السويد ,وقد
بّثت القنوات السويدية الرسمية والخاصة صور بداية
صت العديد من العدوان المريكي على العراق كما خص ّ
البرامج السياسية بحضور سياسيين وعسكريين ورجال
دين للحديث عن الحرب المريكية على العراق ,كما
أجرت القناة السويدية الرسمية حوارا مع أطفال العراق
المقيمين في السويد والذين يحملون الجنسية السويدية
ن جورج بوش سيقتل أقرباءهم و أهلهم والذين ذكروا أ ّ
في العراق وسط حضور علماء نفس سويديين يلحقون
ما الصحف تأثير الحروب على الطفال المهاجرين ,أ ّ
السويدية فقد إستنكرت في مجملها بداية الحرب وأجرت
إستطلعات واسعة حول بداية الضربة المريكية للعراق
حيث رفضت الغلبية السويدية هذه الحرب الظالمة كما
وصفها حزب اليسار السويدي .
دةج رئيس الوزراء السويدي يوران بيرشون بش ّ وقد إحت ّ
على هذه الحرب وقال أّنه حزين للغاية لقّيام أمريكا
ن
بخرم مجلس المن وجمعية المم المتحدة ,وأعتبر أ ّ
هذه الحرب المريكية ضد ّ العراق ستجهز على حقوق
النسان و الشعب العراقي ,وقد توافقت كافة الحزاب
السويدية يسارها ويمينها ووسطها على إعتبار هذه الحرب
ظالمة منتهكة لحقوق النسان وحق الشعوب في العيش
,و طالبت بعض الحزاب السويدية ومنها حزب اليسار
السويدي الحكومة السويدية بإتخاذ أشد المواقف
والجراءات ضد الوليات المتحدة المريكّية .وقد إعتبر
ن الحرب دائما زعيم حزب المحافظين بو ليندغرين أ ّ
خاسرة .وأعتبرت المعلقة في جريدة أفتون بلدت
ن أمريكا ستكون الخاسر الذائعة الصيت هيلي كلين أ ّ
الكبر في هذه الحرب الظالمة .
17
وعلى صعيد الردود الجماهيرّية فقد دعت المنظمات
الجماهيرّية والجمعيات السويدية المتحالفة من أجل
السلم في السويد إلى تظاهرات عارمة في السويد ,
حيث شهدت المدن الكبيرة كستوكهولم و مالمو
وغوتنبورغ وغيرهما مظاهرات عارمة ,وقد توافق
الناشطون في تحالف من أجل السلم في العراق على
إبقاء التظاهرات مستمرة على مدى الّيام المقبلة في
ن المتظاهرين ضد ّ كل المدن السويدّية ,وللشارة فإ ّ
أمريكا في العاصمة السويدية ستوكهولم نصبوا مشانق
وشنقوا قنينات الكول المريكية في دعوة إلى مقاطعة
البضائع المريكية ,و في ألمانيا دعت قوى المجتمع
المدني إلى ضرورة الرتقاء بالحتجاج على الدارة
المريكية إلى مستوى مقاطعة البضائع المريكية ,وكما
قال بعض الذين شاركوا في تظاهرات برلين ضد الحرب
المريكية على العراق إّنه إذا كانت واشنطن قد خرمت
مجلس المن وجمعية المم المتحدة فعلى القل يجب أن
يخرم الوروبيون صناعتها ومنتوجاتها الصناعية ,وقد باتت
المقالت في وسائل العلم المكتوبة في ألمانيا تتناول
يوميا إرادة أمريكا في السطو على النفط العراقي ,ول
يمكن حسب بعض الصحف اللمانية أن تهدف أمريكا إلى
م التحرير بقصف البيوت وقتل تحرير العراق وكيف يت ّ
المدنيين البرياء .وفي فرنسا إنطلقت حركة تلقائية بين
الفرنسيين لمقاطعة كل ما له علقة بالمريكان ,ولول
مرة يصبح الحديث عن أمريكا وعدوانيتها وجبروتها مباحا
في وسائل العلم الفرنسية ,ولم يحظ شخص في
أوروبا بالتعليق عليه و الحديث عن سفاهته وإجرامه مثلما
ي به الرئيس المريكي جورج بوش البن ,وهذا حظ ّ
الشعور المعادي للسياسة المريكية ومنتوجاتها أيضا يزداد
تجذّرا في الواقع الوروبي و يتراكم يوما بعد يوم كلما
تناقلت الفضائيات والتلفزيونات الغربية صور القتلى
البرياء وآثار التدمير المريكي ضد ّ الشعب العراقي .
ن العدوان المريكي على العراق فرض نفسه وللشارة فإ ّ
على كل وسائل العلم الغربية التي خصصت أوقاتا
18
إضافية لهذا الحدث وتجمع كافة التعليقات وبمختلف
ن أمريكان هذه الحرب غير عادلة ,وأ ّ اللغات الوروبية أ ّ
دت لها واشنطن خدعت بعض العواصم الغربية عندما أك ّ
ن الحرب ستكون خاطفة ونظيفة ,ومع بداية الحديث أ ّ
ن العواصم الغربية بدأت تخشى من عن حرب طويلة فإ ّ
ن التظاهرات المنددة بأمريكا تطور الموقف ,خصوصا وأ ّ
ومقاطعة أمريكا متواصلة بل لقد تشكلت في كل عاصمة
غربية جمعيات تحالف من أجل السلم في العراق تقوم
بالتنسيق فيما بينها وتدعو للتظاهر في يوم واحد ,وقد
لوحظ في التظاهرات السابقة التي شهدتها العديد من
ن المتكلمين في المهرجانات الخطابية هم الدول الغربية أ ّ
من صناع القرار في بلدهم ومن المشرفين على الكنيسة
الغربية التي عّرت جورج بوش البن وأعتبرت أن حربه
ت بصلة إلى الدين كما قال رئيس على العراق ل تم ّ
الكنيسة السويدية في كلمة له أثناء تظاهرة سويدية ضد ّ
الحرب المريكية على العراق ,كما علق سياسي أوروبي
ن أمريكا نسفت أسس على ما يجري في العراق وقال أ ّ
الديموقراطية ,فمن خروج الدولة من رحم الشعب كما
هو مقتضى الديموقراطية إلى خروج الدولة من رحم
الكروز كما هو التعريف المريكي الجديد للديموقراطية .
ن هذا المناخ السياسي العام في أوروبا ك في أ ّول ش ّ
أرخى بظلله على تعامل الوروبيين مع البضائع المريكية
و تعتبر منظمة هجوم الوروبية Attackالمعارضة للمركة
ن شراء قنينة كول والسياسة المريكية في كل تفاصيلها أ ّ
معناه المساهمة في صناعة صاروخ كروز أمريكي .
19
جه المغول في شهر شّباط – فبراير من عام 1258م تو ّ
بقيادة هولكو المغولي إلى بغداد وأحتلوها بعد رفض
الخليفة المعتصم الذعان لرادة هولكو ,وفور سيطرة
هولكو على بغداد جرد ّ أهلها من السلح و قتلهم عن
بكرة أبيهم و أحرق بغداد ومكتباتها ومبانيها ومعالمها
الحضارّية بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرّية ,و
دى إحتلل هولكو لبغداد إلى توّقف المسار السياسي أ ّ
ل هولكو والقتصادي والثقافي والنهضوي العراقي و حو ّ
بغداد إلى عاصمة حمراء نسبة لكثرة الدماء التي أريقت
بعد أن كانت حاضرة إسلمية تتمّتع بهيبة كبيرة في
جوارها القليمي وحتى الدوّلي في ذلك الوقت .
ولم يترك هولكو سلحا إل ّ وأستخدمه في سبيل إركاع
العراقيين الذين كانوا يتصدون له ,فبقر البطون وقطع
م
الرقاب وجّز الرؤوس و أحرق الجساد ,كما قس ّ
الجغرافيا العراقّية إلى قسمين المنطقة الجنوبية و كانت
تابعة لبغداد والمنطقة الشمالّية وكانت تابعة للموصل و
ن على رأس المنطقتين حاكمين مغوليين بمساعدة عي ّ
تركمان من الدول المجاورة للعراق – ما أشبه الليلة
بالبارحة حيث يريد بوش تعيين حاكم عسكري أمريكي
ي
على العراق مع إعطاء التراك حقوق معينة ما زالت ط ّ
الكتمان في شمال العراق . -
و القائد المغولي هولكو هو حفيد الطاغّية المعروف
ن جنكيزخان كان له شأن جنكيزخان – مع الشارة إلى أ ّ
مع العراق تماما كما كان جورج بوش الب الرئيس
المريكي السبق قائد الحلفاء ضد العراق في أزمة
الخليج الثانّية و ها هو إبنه جورج بوش البن يكمل مسيرة
أبيه تماما كما أكمل هولكو مسيرة أبيه جنكيزخان -وقد
زحف هولكو غربا بإتجاه بغداد وقتل عندما وصل إلى
بغداد الخليفة العباسي المعتصم وأستولى على قصره
ب له المر في العراق وقتل كل رجاله و بعد أن أستت ّ
جه إلى سورية وغزا حلب وقتل رجال حلب الشاوس تو ّ
ن بوش البن وجه الذين تصدوا له – مع الشارة هنا إلى أ ّ
تهديده لسوريا في وقت سابق ,ويهدف إلى إضعاف
20
سورية بدولة عراقية متأمركة ودولة الكيان الصهيوني و
عندما تصبح سوريا بين فكي الكماشة المريكية يسهل
الجهاز عليها حسب إستراتيجيي البنتاغون – ولول ظهور
ن المغول درسا مؤلما وألحق بهم السلطان قطز الذي لق ّ
هزيمة نكراء لوصل هولكو إلى مصر ,تماما كما ردد ّ
ن العراق تكتيك وإستراتيجيتنا إستراتيجيو البنتاغون أ ّ
السعودية ومصر .
ومن سنة 1258م وإلى سنة 2003م أي بعد 745سنة
دا في شخصية تحديدا وبالضبط ها هو هولكو يظهر مجد ّ
الرئيس المريكي جورج بوش البن الذي أوفد عشرات
اللف من جنوده إلى بغداد بحرا وجوا وأرضا لفتحها
م بسط السيطرة على المنطقة العربية وغزوها ومن ت ّ
وإعادة ترتيبها ,و كهولكو تماما لم يترك جورج بوش
البن سلحا فتاكا ومدمرا ومبرمجا ومتطورا إل ّ وأستخدمه
,وها هي قنابله تصيب الطفال والنساء والشيوخ ل فرق
بين من هم سنة أو شيعة أو مندائّية أو مسيحيين أو أكراد
سة في ,و أرسل جورج بوش عسكره إلى العتبات المقد ّ
العراق في النجف التي يرقد في ثراها أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب وكربلء التي يرقد في ثراها الحسين
بن علي بن أبي طالب صاحب معركة كربلء الخالدة
لتركيع أهلها .
ورغم هذه المجازر والمذابح في حق الطفال الجائعين
وفي حق المهات الثكالى وفي حق الشيوخ العاجزين
يصّر بوش على أّنه يريد إقامة حكم الشعب في العراق ,
ويتيح للشعب العراقي أن يحكم نفسه بنفسه ,ويتضح
ن
كذبه أكثر عندما تكشف دوائر القرار المريكي أ ّ
ن أعضاءها أنتقواالحكومة العراقّية المقبلة جاهزة وأ ّ
ن رموز المعارضة العراقية ل نصيب لهم بحكمة ودقة ,وأ ّ
ن واشنطن تريد إستخدام المعارضة في هذه الحكومة إذ أ ّ
ن هذه الكاذيب و الفضائح تضيف م تكنسها و إ ّ العراقّية ث ّ
إلى جورج بوش البن سمة وصفة لم تكن موجودة في
هولكو وهذه الصفة هي الكذب والفتراء ,فهولكو كان
واضحا في تحديد هدفه تركيع بغداد وقتل أهلها وإحراق
21
علومها و كتبها وتدمير معالمها الحضارية ومسخ أصالتها
ذاب بإمتيازما جورج بوش البن فهو ك ّ دون مراوغة ,أ ّ
عي أّنه يهدف إلى تسليم يفعل كل ما فعله هولكو ويد ّ
عراق حّر إلى معارضة عراقية خرجت من دائرة
المساعدات الجتماعية للمؤسسات الجتماعية في الغرب
إلى مساعدة وكالة الستخبارات المريكية ,لكن لم يقل
بوش هولكو ماذا سيفعل بعشرات اللف من جنوده على
أرض العراق ,لم يقل لماذا سال لعابهم للنفط العراقي
الذي وضعت قواته يدها عليه في جنوب العراق وسوف
يشرع في بيعه ,فمن سيقبض ثمن النفط حكومة صدام
حسين أو حكومة جورج بوش البن !
ماذا سيقول جورج بوش البن لهالي القتلى والضحايا
في الناصرية والنجف والبصرة و كربلء ,هل يريد جورج
بوش أن يصل إلى بغداد على جثت العراقيين و جماجمهم
ن هولكو المعاصر بعد أن يسحق جماجم ,والعجيب أ ّ
أطفال العراق يوّزع عليهم الحلويات و الخبز ,وقد
ذكرتني هذه الصورة بمنظر عناصر الجيش الفرنسي في
حي القصبة الجزائري في قلب الجزائر العاصمة عندما
كانوا يقتلون أبطال الجزائر الرجال وبعدها مباشرة
يوزعون الشكولطة على أطفال القصبة وغيرها من أحياء
الجزائر الذين كانوا يرددون من الشرفات أقسمنا بالدماء
أن تحيا الجزائر بعد أن يقوموا بسحق الشكولطة
الفرنسية بأقدامهم .
ن هولكو وإذا كان هولكو القديم قد واجه قطزا واحدا فإ ّ
المعاصر سيواجه مئات القطزيين ويجب أن يكون كذلك و
جه هولكو المعاصر إلى سوريا ولبنان والسعودية إل ّ تو ّ
ومصر ليقتل رجالها و يسبي نساءها ويدمر أقصاها مع
ن هولكو حلفائه ويبني مجددا هيكل سليمان ,ويبدو أ ّ
المعاصر قرأ بدايات هولكو القديم ولم يقرأ مصيره
ونهايته ,و على الباغي تدو الدوائر .
ويبقى القول أّنه منذ 700سنة وأزيد و جغرافيتنا العربية
مر المر الذي عطل نهضتنا , والسلمية تستباح وتد ّ
ن حكامنا الشاوس هم السبب الكبر والمصيبة الكبر أ ّ
22
لتكالب العداء علينا ,ونأمل أن يأتي اليوم الذي نبيعهم
في سوق النخاسة كما فعل عالم مصر العّز بن عبد
السلم والله ل يخلف الميعاد .
خ ّ
طة لهزم أمريكا برسم الح ّ
كام
العرب !
23
كديوثين وقوادّين لصالح المريكان ,وهذه الفرصة تكمن
في أن يعلنوا الحرب على الوليات المتحدة المريكية
م باقي وجيشها الذي يقوم حالّيا بإحتلل العراق ومن ت ّ
ل الشعوب العربية إلى عبيد المناطق العربية ليحو ّ
لشطائره الخفيفة و غنائه الماجن ,وفي هذا السياق
المطلوب من الجيش القطري أن يغير على القوات
المريكية في قاعدة السيلية والعديد هذه القواعد التي
تختزل العقل العسكري المريكي ,والمطلوب من
الجيش السعودي أن يغير بقواته الجوية والرضية و حتى
البحرية على القواعد المريكية في عرعر والظهران
والجيش المريكي الرابض على الحدود العراقية –
السعودية ,و المطلوب من الجيش الكويتي أن يحاصر
الجيش المريكي في شمال الكويت ويقطع عنه
المدادات ,والمطلوب من الجيش الليبي أن ينزل
مظلييه في البصرة و الفاو لصفع من وصلوا بطائراتهم
في وقت سابق إلى طرابلس وبنغازي ,والمطلوب من
الجيش الجزائري أن يرسل قواته الخاصة المدرّبة على
أكل الثعابين والفئران إلى تخوم بغداد لكل المريكان ,و
المطلوب من الجيش المغربي أن يبعث قواته الجوية
لقصف البوارج المريكية في الخليج العربي ,والمطلوب
من الجيش المصري أن يبعث خيرة رجاله للتصدي
للمريكان الداخلين إلى العراق عبر شمال العراق ,
والمطلوب من الجيش اليمني أن يفلت زمام جنوده
بإتجاه أراضي العراق لحماية أطفاله ونسائه وشيوخه ,
والمطلوب من الجيش التونسي أن يبعث رجاله إلى ثغرة
من ثغور العراق لحماية الكيان العراقي من التمزق و
جه إلى القواعد المطلوب من الجيش الماراتي أن يتو ّ
المريكية في الخليج ويبددها عن بكرة أبيها ,و المطلوب
من الجيش الردني أن يتصدى للمريكان في الحدود
العراقية – الردنية ويضرم النار في القوات المريكية ,
والمطلوب من الجيش العماني أن يرسل فرقاطاته
للتصدي للبواخر الحربية المريكية والبريطانية ,
والمطلوب من الجيش السوري واللبناني أن يركل
24
القاعدة المامية للمريكان الدولة العبرية ,والمطلوب
جه إلى السفارة المريكية من الجيش الموريتاني أن يتو ّ
جه إلى فلول العراق , م يتو ّوالعبرية ويحرقهما ومن ت ّ
والمطلوب من الجيش العراقي أن ل يخّيب آمال العرب
والمسلمين و المطلوب من الجيش الفلسطيني أن يكمل
مسيرة تحرير فلسطين من النهر إلى البحر ,والمطلوب
ن أمريكا هي من الجيش اليراني الذي نشأ على عقيدة أ ّ
ن يبعث قواته الجوية للتصدي للمريكان الشيطان الكبر أ ّ
في الفاو البصرة والناصرية و المطلوب من الجيش
التركي والباكستاني والماليزي والندنسي والبنغالي و
جيوش الجمهوريات السلمية في آسيا الوسطى أن
تشارك بإسم الحفاظ على ثغور السلم في التصدي
للمريكان .
بهذه الطريقة ستنتهي أمريكا كقوة عظمى إستأسدت
ث حكام العرب والمسلمين ,بهذه الطريقة عندما تخن ّ
سنصنع قوتنا ونبني غدنا ,بهذه الطريقة سنكون الوفر
حظا في إدراة الحضارة الراهنة ,بهذه الطريقة سنرد
العتبار لكرامتنا وعزتنا ورجولتنا و نخوتنا .
هو قرار واحد يتخذه الحاكم العربي وسوف يجلب العزة
لنا ,ول داعي أن يخاف هذا الحاكم العربي من السيد
ن خطوة من هذا القبيل لن تبقي أمريكا سيدة المريكي ل ّ
العالم ,ولن تتيح لجورج بوش البن والطفل أن يصفع
حكامنا الرجال !
وإذا عجز حكامنا عن إتخاذ قرار من هذا القبيل فليعلنوا
أّنهم مخنثون ,وليتركوا المهمة للشارع العربي والسلمي
الذي سيلتهم بالتأكيد المريكان وعبيدهم الحكام العرب !
25
ما معنى أن تحت ّ
ل أمريكا العراق !
26
الحدود مع الدولة العبرية بل ستكون هذه الدولة متحالفة
قلبا وقالبا مع الدولة العبرية ,وأّول قرار سياسي ستقدم
عليه هو تدشين العلقات العراقّية – الصهيونية ليتسنى
بعدها للشركات الصهيونية الستفادة من التركة العراقية ,
وبغض النظر عن هذا المسلك السياسي للحكومة
ن الحكومة العراقية المرتقبة قد العراقية المتأمركة ,فإ ّ
م تعيين أعضائها مسبقا من قبل المريكان وتحديدا من ت ّ
نقبل وكالة الستخبارات المريكية ,و معنى ذلك أ ّ
الديموقراطية التي تعني حتى في المفهوم المريكي حكم
الشعب هي مجّرد قميص عثمان حمله المريكان لتحقيق
مآربهم ,ول أدري كيف يفرض المريكان ديموقراطية من
خلل الدبابة و الباشي و الكروز و التوماهوك ويقتلون
م يوزعون عليهم الماء ,فما الفرق عندها آلف البرياء ث ّ
بين الطغاة العرب والمريكان .
م من أين تستلهم الحكومة العراقية المتأمركة الجديدة ث ّ
شرعيتها !
من وكالة الستخبارات المريكية أو من الدبابة المريكية ,
ما دام المريكان قرروا كنس معظم العراقيين
المعارضين والذين عاشوا حقيقة آلم المنفى وتعرضوا
للتعذيب من مختلف التيارات السلمية واليسارية
والقومية – وهناك طبقة سياسية عراقية معارضة ما زالت
محافظة على طهرها السياسي وترفض التعامل مع
المخابرات العراقية والجهزة المنية الغربّية – ومن
ن الحكومة المتأمركة العراقية ستدخل في صراع المؤ ّ
كد أ ّ
حد يسع مع هؤلء النظيفين المحافظين على عراق مو ّ
لكل أبنائه .
ب للمريكان ما يريدون سيبدأون بتقطيع وبعد أن يستت ّ
الجبنة العراقية بإعتراف قائد العمليات العسكرية ضد ّ
العراق تومي فرانكس ,هذا غير وضعهم أيديهم على
النفط العراقي وشروعهم في بيعه وسوف يقبض
المريكان الثمن بالتأكيد على حساب الشعب العراقي .
وعلى الصعيد العربي سيعمد المريكان إلى تطويق كل
المحاور العربية المعارضة للسياسة المبريالية و سياسة
27
الكيان الصهيوني وعلى رأس هذه الدول سوريا وبعدها
إيران ,حيث ستصبح الحدود الغربية لسوريا معرضة دوما
للستنزاف من قبل المريكان ومواليهم في العراق ,
ن الدول العربية التي مازالت تتحدث من ومعنى ذلك أ ّ
منطلق الكرامة ستتلشى الواحدة تلو الخرى وسيصبح
كل المناضلين ضد ّ الكيان الصهيوني ملحقين وربما
معتقلين في غواتنانمو المريكية ,وسوف تعمد أمريكا
إلى وأد أي تّيار عربي أو إسلمي يؤمن بضرورة النطلق
من مقوماتنا النهضوية و مقاومة التطبيع ,كما سترخي
العنان للدول العربية المتأمركة ,وسوف تزداد هذه الدول
المريكية خنوعا وذلة وسجودا للمريكان خوفا من أن
تنفخ أمريكا على هذه العروش المريكية فتجعلها قاعا
صفصفا .
وق واشنطن الدولة العبرية في الواقع العربي وسوف تس ّ
ول يستبعد أن يتجول آرييل شارون رئيس الحكومة
العبرية في العراق وفي الدولة العربية المتأمركة وسط
حماية رجال المن العرب المخنثين الذين برعوا في قمع
شعوبهم وأبدعوا في إنتاج كل طرائق التعذيب في حق
الحرار من العالم العربي والسلمي .
وعلى الصعيد السلمي ستعمل واشنطن على إستبدال
العقيدة السلمية بما تسميه الواقعية المريكية المنتصرة
ل قدّر الله ,وسوف يكون من الصعب بعدها الحديث عن
أي دور للسلم في الواقع السياسي أو الثقافي أو
الجتماعي ,ستلغي واشتنطن المفردات السلمية
ن المنتصر يحق له أن بمفردات جديدة ,و في زعمها فإ ّ
يفرض رؤاه الثقافية والفكرية والقتصادية و الجتماعية و
غير ذلك .
ول أمريكا إلى ن إحتلل أمريكا للعراق سيح ّ و عالميا فإ ّ
غول ذي شهّية مطلقة يشرع في أكل كل الرقع
الجغرافية ,بل سوف يزداد جبروتا ,فإذا تسنى للمريكان
أن يلحقوا هزيمة ل قدر الله بالعراق فسوف يكون في
وسعهم إلحاق الذى بسوريا ولبنان وإيران وغيرها من
البلدان .
28
وعلى الشعوب العربية و السلمية أن تعي جيدا أّنه إذا
نتمكّنت أمريكا ل قدّر الله من إحتلل العراق فإ ّ
إستراتيجيتنا وعقيدتنا وكرامتنا وديننا و حاضرنا ومستقبلنا
ودورنا سيصاب في الصميم ,وما على الشارع العربي
والسلمي إل أن يدرك هذه التحديات ويبادر إلى إتخاذ
المبادرات قبل فوات الوان !
29
تثبت تهما معينة ضد ّ سعد الدين إبراهيم ,وحتى عندما
كت الدراة المريكية للضغط في سبيل إطلق سراحه تحر ّ
ن المسألة بيدح الرئيس المصري حسني مبارك :أ ّ صر ّ
القضاء والقضاء في مصر مستّقل .
وتحول سعد الدين إبراهيم إلى قضّية رأي عام في مصر
والعالم العربي وتحولت قضيته إلى قضية سياسية أسالت
الكثير من الحبر .
وفجأة وبدون إنذار ومع بداية قدوم السّيد المريكي إلى
الجغرافيا العربية ليسوس المنطقة مباشرة وبدون جهاز
تحكم من البيت البيض أطلق سراح سعد الدين إبراهيم ,
وأعلن القضاء المصري أّنه برئ من التهم المنسوبة إليه .
فهل كان القضاء المصري سينهج هذا النهج لو كان سعد
الدين إبراهيم مواطنا مصريا عاديا ل يحمل جنسّية دولة
تصفع حكامنا صباحا مساءا ,وتقودهم كما تقاد عرائس
الراجوز ! هل كان سعد الدين إبراهيم سيغادر السجن لو
كان مصريا بسيطا ل أمبراطورية تحميه !
سر إلى أبعد الحدود ن تصرف حكوماتنا العربية هذا يف ّ إ ّ
سّر إصطفاف ألف العرب والمسلمين أمام السفارات
م إقامات فجنسيات الغربية للحصول على تأشيرات ث ّ
الدول الغربية التي ستوّفر العزة للمواطنين العرب الذين
أذلتهم أنظمتهم ولحقت أنفاسهم ,وأذاقتهم العلقم بكل
ألوانه السياسية والقتصادية والجتماعية والمنية .
ن الجنسية الغربية أصبحت ضمانة للمواطن العربي الذي إ ّ
طر لترك وطنه الذي عاث فيه الطغاة فسادا ويصطبر يض ّ
السنة تلو السنة على فراق أسرته وكل هدفه أن يحمل
الجنسية الغربّية ليعود عزيزا إلى وطنه ,وإذا ما أعترضه
رجال المن القومي المنهار ورجال المباحث الشاوس
على أبناء جلدتهم ,يطلب المواطن سفير دولته الجديدة ,
وتكفي دقائق معدودات لتتحّرك ديبلوماسية هذه الدولة
الغربية للذوذ عن مواطنها العربي الصل أو المسلم
الصل .
ماذا لو عدل حكامنا وتخلوا عن طيشهم ورعونتهم
ض والنباح وجبروتهم ,ماذا لو أمروا كلبهم بالكف عن الع ّ
30
و الفتك بالمخالب ,ماذا لو طالبوا بمواطنيهم المعتقلين
في سجون أوروبا و أمريكا .
ن الحاكم يجب أن يكون شجاعا و في موروثنا الحضاري أ ّ
عالما ومثقفا ,لكن حكامنا اليوم جهلء جبناء ,أبناء آوى
شجعان على شعوبهم وعلى أبناء جلدتهم ,شجعان في
قتل المواطنين في الشوارع ,شجعان في إطلق الغازات
المسيلة للدموع ,شجعان في إعتقال المواطنين الشرفاء
وتوفير الحماية لمزدوجي الجنسية ,شجعان في خوزقة
المواطنين في المعتقلت ,شجعان في العتداء على
النسوة المعتقلت في سجونهم ,شجعان في قلع الظافر
والعتداء الجنسي على المواطنين الشرفاء ,شجعان
على قوت شعوبهم فيسرقونه ويصادرونه لولدهم
لء لمريكا يركعون وزوجاتهم ,لكن في الوقت نفسه أذ ّ
لها خمسين مرة في اليوم ول يركعون لربهم خمس
مرات في اليوم ,يحجون إلى البيت البيض عشرين مرة
في السنة ,ول يحجون إلى البيت العتيق مرة في العمر ,
ون لمريكا بإعطائها نفطنا وغازنا وفوسفاتنا وحديدنا و يزك ّ
كل مواردنا ول يدفعون قرشا واحدا للفقراء الذين تزدحم
بهم شوارعنا العربية والذين يجمعون قوتهم من الزبالة
يوميا حتى بات هذا طقسا مألوفا في شوارعنا العربية .
م كيف نتساءل بعد كل هذا وذاك لماذا نحن في موقع ث ّ
الذّلة الحضارية والنهضوية وغيرنا الغربي في موقع العّزة
ن
الحضارية والنهضوية ,والجواب سهل وبسيط هو أ ّ
حكامنا يريدوننا أذلء محبطين محدودبي الظهر ,رؤوسنا
سر أن تقوم في الرض تماما كالنعامة ,و إل ّ كيف نف ّ
السلطات العربية بسجن المواطنين الحرار وتسمح
بالعتداء الجنسي عليهم من قبل رجال المن المكبوتين
اللواطيين ,وتطلق سراح كل مواطن عربي يحمل
جنسية أمريكا أو بريطانيا أو فرنسا ,أليس ذلك إقرارا
للذلة وتكريسا للركوع لهبل العصر أمريكا .
سؤال برسم حكامنا اليلين إلى السقوط !
يصادرون مقدّراتنا و نحن نتفّرج !
31
هنيئا للنظام الرسمي العربي الذي إستطاع بإمتياز أن
ل الشعوب العربية إلى شعوب تتفّرج على الحدث يحو ّ
دون أن تصنعه ,تستقبل العداء دون مقاومة ,وتتيح
للغازي المريكي أن يصيغ الجغرافيا و الفكار والمنهج
والمعتقد والعادات و الوجوه و نوعية الثّيات و الكل وكل
ما له علقة بتفاصيل الحياة .
خلل عقود والنظام الرسمي العربي يعمل على وأد
الرجولة وعلى تخنيث البطال وإخصاء الحرار ومصادرة
الفكر الواعي الطلئعي و تجفيف منابع القوة في هذه
المة ,فعل ذلك وبكل صراحة تواطؤ مع وكالة
الستخبارات المريكية و الموساد السرائيلي والدوائر
الماسونية و كل الدوائر التي كانت تعمل منذ زمن في
ن
الخفاء على تمزيق العالم العربي والسلمي وكأ ّ
طوا لمشروع أكبر مشروع سايكس بيكو لم يكفهم فخط ّ
وأعظم .
ور أن ما ستقدم على فعله ومن الخطأ بمكان أن نتص ّ
أمريكا في العراق وما بعد العراق رهن باللحظة الراهنة ,
بل هو وليد تخطيط مسبق وإستراتيجيات وضعت عندما
كان حكامنا العرب يجتمعون في القمم العربية السابقة
ويختلفون نهارا على جدول العمال ويتفقون ليل على
شرب أكؤس الصبابة المعتقة وسط العاهرات اللئي
يحتفظن بمذكرات ستدخل التاريخ مستقبل .
كانوا يخططون عندما كانت الدول العربية تتآمر على
بعضها البعض ,عندما كانت كل دولة عربية في خلف
حدودي مع الخرى ,عندما كانت أجهزة المخابرات في
هذه الدولة العربية تخطط لنسف المن القومي في
الدولة العربية الخرى .
هنيئا للنظام الرسمي العربي الذي جعل شريحة من أبناء
ن أمريكا هي المهدي المنتظر ,وشريحة جلدتنا تؤمن بأ ّ
أخرى متقاعسة عن أداء دورها ,وشريحة أخرى معزولة
32
في سجن السلطين والحكام والجنرالت القساة البغاة
لء لمريكا والدولة العتاة الزناة الباة على شعوبهم الذ ّ
العبرّية .
فاللوم ليس على واشنطن التي تستهدف تاريخنا وراهننا
وحاضرنا ومستقبلنا وثقافتنا وجغرافيتنا ودورنا وسلحنا
ودماغنا وفكرنا و عقيدتنا وقرآننا و محمدنا ,اللوم على
النظام الرسمي العربي الذي شرعن الوجود المريكي
في مواقعنا كل مواقعنا الجغرافية ,اللوم على النظام
الرسمي العربي الذي دمّر العقول والكفاءات وعجز عن
إقامة نهضة صناعية متكاملة وأحوجنا إلى الدجاج
المريكي واللحم المريكي والدواء المريكي والخبز
المريكي والعقل الستراتيجي المريكي ,اللوم على
حكامنا البغاة مدمني الفياغرا و أفلم الخلعة الذين منحوا
أراضينا للمريكان و جغرافيتنا لقوات التدخل السريع
للحفاظ على كراسيهم وأمنهم القومي وأمن دولتهم
بخرم أمن مجتمعهم ,اللوم على حكامنا الذين راهنوا
على حماية المريكان لهم بعد أن ألهوا جنودهم
بالمخدرات والرشاوى وبيوت الدعارة وكل أنماط
الفساد ,اللوم على حكامنا الذين أبادوا اللغة العربية
وفرضوا اللغة النجليزية ,والذين قضوا على أم كلثوم و
فرضوا مايكل جاكسون والذين حاربوا قناة الجزيرة
وفتحوا المجال كل المجال لقنوات العهر اليطالية
والتركية و غيرها ,اللوم على حكامنا الذين تخندقوا خلف
شاكيرا و سلموا شعوبهم للمريكان ,اللوم على حكامنا
الذين عجزوا عن إدارة العباد والبلد وأستضافوا المريكان
لكي يتولوا المهمة بإمتياز ويتولون هم دفع الفاتورة من
أقوات ودماء الشعوب العربية والسلمية ,اللوم على
حكامنا الذين أعجبتهم الشقروات المريكيات فباعونا
ببضعة كيلوات من اللحم ,تماما كما فعل ذلك الحاكم
العربي الذي إستقدم فتاة أمريكية شقراء لدى زيارته إلى
واشنطن فطلقته زوجته !
اللوم على حكامنا الذين آمنوا بفقه النكاح وتركوا فقه
الكفاح ,الذين إعتنقوا فقه الجواري وتسليم المريكان
33
كل البراري والذين يطلبون منا الن أن نتفرج ,نتفرج
على جغرافيتنا وهي تسبى ,تاريخنا وهو يصاغ في
واشنطن ,حكامنا وهم يصنعون في لنغلي ,أطفالنا وهم
يقتلون بل ذنب ول جريرة في بغداد ورام الله وجنين ,
نتفرج نعم نتفرج دون أن ننبس ببنت شفة ,فل يجوز
التعليق على موت اللف بل المليين في العراق ,ل
ن
يجوز التعليق على دمار العراق ,لكن أل يعلمون أ ّ
ول النسان إلى قنبلة فتاكة تنفجر في كتمان الغيظ يح ّ
وجه حكامنا السمان وفي وجه المريكان .
ن غدا لناظره قريب !وإ ّ
34
أمريكا وإستحمار الشعوب السلمّية.
35
على المهزومين في العالم العربي عليك أن ترضخ للخيار
الصهيوني .
ن رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات وللشارة فإ ّ
في مفاوضات أوسلو طالب رئيس الحكومة العبرّية
إسحاق رابين بوضع ملف القدس على طاولة المفاوضات
ن ملف القدس شائك وطرحه ,فقال له إسحاق رابين :إ ّ
قد ينسف المفاوضات وتقدمها ويستحسن تأجيلها ,فوقع
المفاوض الفلسطيني في الفخ ,وفي وقت لحق عندما
ن الموضوع لم طلب عرفات بملف القدس قيل له إ ّ
يبحث في أوسلو .
أليس إستحمارا ما تقوم به أمريكا في أفغانستان والعراق
ط طنجة – جاكرتا ,ففي و عموم البلد الواقعة في خ ّ
العراق تسرق الموال المجمدة العراقية وتوّزع الفتات
جة الحصول على ما تكلفته في حربها على العراقيين بح ّ
على العراق ,وتستولي على آبار النفط وتدعي أّنها
ستعمل على إزدهار القتصاد العراقي ,و تتعاقد وفي
غياب حكومة عراقية شرعّية مع الشركات المريكية على
مشاريع متوسطة وبعيدة المدى في العراق ,فمن سوف
ل بأمور عديدة ول يوجد يحاسب هذه الشركات عندما تخ ّ
بينها وبين أي عراقي عقد إقتصادي أو إستثماري أو ما
شابه ,أليس إستحمارا أن تأذن أمريكا بإحراق الخضر
واليابس في العراق و إتلف المادة والروح حتى إذا عادت
دورة الحياة إلى العراق يطلب من الحكومة العراقية التي
تصنع على أيدي وأعين أمريكا أن تشترى كل صغيرة
وكبيرة من الشركات المريكية ,أليس إستحمارا أن تقوم
أمريكا بكنس المعارضة العراقية التي وقفت مع واشنطن
في الطاحة بنظام الطاغية المجرم أبي المقابر صدام
حسين ,و تقوم وبطريقتها الخاصة في شرعنة إحتللها
للعراق ,أليس إستحمارا أن تقوم أمريكا بإنتاج عوامل
الحرب الهلية والطائفية والمذهبية و العرقية في العراق
حتى إذا تلشى مشروعها الحتللي تلجأ إلى تقسيم
العراق وبالتالي تضمن بقاءها المطلق في العراق ,أليس
ن تغمض أمريكا عينيها عن الكفاءات العراقية إستحمارا أ ّ
36
الواسعة الخبرة والمثقفة و التي ملت الدنيا وتلجأ إلى
خبراء أمريكان حارمة أهل العراق من إعمار وطنهم
بأيديهم و توزيع ثروات بلدهم توزيعا عادل و محكما .
أليس إستحمارا عندما تتحدث أمريكا عن عراق السلم
ط لجعله قاعدة تنطلق منها جيوش الطاحة وهي تخط ّ
بالنظام السلمي في إيران و ربما بالنظام السوري إذا
إقتضت الضرورة .أليس إستحمارا أن تسكت أمريكا عن
حون بحمدها و الطغاة الذين يسبحون في تيارها ويسب ّ
تلتفت إلى بعض الطغاة الذين هي صنعتهم هي وغاية ما
هناك إنتهى دورهم و إنتهت دورتهم السياسية و الخدماتّية
حسب مقتضيات السياسة المريكية .أليس إستحمارا
عندما تنشر أمريكا ثقافتها القائمة على العنف والجنس
والمخدرات – إنتاج هوليهود السينيمائي مثال – وتطالبنا
بإستئصال ثقافتنا والتي يقول المريكي جورج واشنطن
عن أحد رموزها محمد بن عبد الله أّنه أعظم العظماء
في تاريخ البشرّية على وجه الطلق ,و الذي قال عنه
أيضا الفيلسوف برنارد شو :لو كان محمد موجودا لح ّ
ل
كل مشكلت العالم ريثما ينتهي من شرب فنجان قهوة .
أليس إستحمارا أن يصعد المريكان إلى الفضاء
ويتصرفون في الرض وفي الفضاء وينتجون كل أنواع
السلحة البيولوجية والكيميائية و النووية والجرثومية
العابرة للقارات والمحيطات و السماوات ويريدوننا أن
نبقى حميرا أسوة ببني حمير – بتسكين الميم وفتح الياء
أو بكسر الميم حسب فقه الستحمار المريكي ل فرق -
!!!
37
أوروبا القديمة وأمريكا الجديدة .
38
العسكرية المريكية المرتقبة على العراق أن ترخي
ط العلمي والسياسي لمعظم بظللها ليس على الخ ّ
الصحف الغربية بل أرخت بظللها على صّناع القرار في
مة طارئة الثنين 17 أوروبا الذين أضطّروا إلى عقد ق ّ
فبراير 2003في العاصمة البلجيكية بروكسل والتي
تناولت موضوع العراق والغارة المريكية المرتقبة عليه
في ضوء يقظة الشارع الوروبي المعادي للحرب
المريكية وقد أجمع القادة الوروبيون على ضرورة أن
تكون جمعية المم المتحدة هي مركز النظام العالمي
وليس أمريكا .
جريدة أفتون بلدت الذائعة النتشار في السويد نشرت
ن أوروبا
عنوانا عريضا جاء فيه :إستيقظ بوش ,معتبرة أ ّ
قالت بالجماع ل لمنطق الحرب المريكي .وفي السياق
ح الصحفي والكاتب السويدي يان غيلو المشهور ذاته صر ّ
ن تظاهرات 15فبراير شكّلت يوما بكتابته ضد ّ أمريكا بأ ّ
ن المليين في أسودا في وجه المتعطشين للدماء ,وأ ّ
أوروبا قد تظاهروا صراحة ضد ّ أمريكا .
وكانت هذه التظاهرات حاضرة في كثير من التصالت
بين المسؤولين الوروبيين الذين إستوعبوا بسرعة البرق
رسالة 15فبراير ,حيث جرى إتصال هاتفي بين رئيس
وزراء السويد يوران بيرشون والمستشار اللماني شرودر
,و بين وزير خارجية السويد و نظيرها الفرنسي ,وقالت
وزيرة خارجية السويد آنا ليند عقب التظاهرات المليونية
في أوروبا أّنه ليس وقت الغارة العسكرية على الطلق
ويجب إعطاء فرصة للمفتشين الدوليين ومنحهم الوقت
الكافي للبحث عن أسلحة الدمار الشامل .
وقد حصل القادة الوروبيون قبل ذهابهم للجتماع الطارئ
إلى بروكسل على تقارير مستفيضة عن التظاهرات
وة على طاولة البحث العارمة في أوروبا لتكون حاضرة بق ّ
مة الطارئة التي إنعقدت في العاصمة البلجيكية في الق ّ
في بروكسل .
ن بعض القادة الوروبيين شاركوا وتجدر الشارة إلى أ ّ
شعوبهم في التظاهرات المنددة بأمريكا كما فعل رئيس
39
وزراء النرويج بوندفيك الذي إنضم إلى تظاهرة مناوئة
لمريكا في النرويج .
ن القادة الوروبيين إذا لموحسب خبير أوروبي فإ ّ
يحسبوا حسابا لشعوبهم فعليهم أن يعدوا حقائب الخروج
ن الناخب الوروبي هو أهم لعب في من دوائر القرار ,ل ّ
ن
اللعبة السياسة في الغرب .و يقول هذا الخبير أ ّ
تظاهرات 15فبراير 2003ستبقى خالدة في الذاكرة
الوروبية ك 11سبتمبر مع الفارق ,لكن في الوقت ذاته
ن القادة الوربيين أصبحوا فعل بين يقول هذا الخبير أ ّ
المطرقة المريكية وسندان الشعوب الوروبية المنددة
بأمريكا .
و رغم حجم الضغوط السرّية و إحتجاجات الكواليس
المبطنة والتي وصلت على حد ّ التهديد من قبل أمريكا
ن هذه العواصم رفضت لحد ّ لبعض العواصم الغربية فإ ّ
الن الذعان للضغوط المريكية ,و بناءا عليه فقد تلجأ
واشنطن إلى تغيير موقفها من التحاد الوروبي الذي بات
ن أمريكا دعمت يرهقها في المحافل الدولّية ,وللشارة فإ ّ
بقوة قّيام التحاد الوروبي من منطلقات ثلث أولها أن
يكون هذا التحاد سابحا في دائرتها السياسية
والقتصادية ,و ثانيا للحاق الدول الوروبّية الشتراكية
سابقا بهذا التحاد وبالتالي تنتصر الليبيرالية على
ط له واشنطن ,وثالثا كانت الشتراكّية كما كانت تخط ّ
ل أوروبا الكبيرة إلى سوق كبيرة واشنطن تخطط أن تتحو ّ
تستوعب بضائعها القتصادية و منتوجاتها الزراعية و غير
ذلك ,و إذا بدأ التحاد الوروبي يخرج عن هذه المنطلقات
فسوف تكون بداية الطلق البائن بين أوروبا القديمة
وأمريكا الجديدة !
40
بداية سقوط دولة آمرك أو أمريكا .
41
دة المريكية تعتمد على إختلل و إذا كانت الوليات المتح ّ
ن السقوط الحضاري يكمن دائما توازن القوى لصالحها فإ ّ
وة الحضارّية كما يذهب إليه أرنولد توينبي في أوج الق ّ
صاحب كتاب :تاريخ البشرّية .
الدورة الحضارّية
42
ن
دورها في توجيه الحضارة النسانّية المعاصرة .وقد تمك ّ
العديد من المفكرين الغربيين من الوصول إلى هذه
النتيجة كروبنسون وبرتراند رسل وروني دوبو و روجي
غارودي وروني جينه وغيرهم .
الخلل الكبير
النسداد السياسي
43
التسليح العسكري ليجد نفسه بل خبز في نهاية المطاف ,
أو مثل الجزائر التي إعتمدت في عهد هواري بومدين
على الصناعات الثقيلة مهملة الزراعة لتجد نفسها في
نهاية المطاف بل صناعة ول زراعة .
ن الوليات وقد يقال هذا قّياس مع الفارق بإعتبار أ ّ
سم خطتها التنموية بالتكامل وهذا ما المتحدة المريكية تت ّ
يجعل كافة المجالت القتصادية في وضع متمّيز ,إل ّ أ ّ
ن
هذا الكلم يصبح ذا دللة لو كانت أمريكا تتبع منهاجا غير
ن أرباب المزارع ذاك المتّبع من قبلها ,إذ المعروف أ ّ
يتلفون مليين الطنان من الحبوب والحنطة حفاظا على
السعار المعروفة في السوق ,فمادامت مصلحة الكبار
ن المور قد تنعكس سلبا هي التي تؤخذ في الحسبان فإ ّ
على أمريكا .
44
دي هذا إلى خلق فجوة كبيرة في التركيبة
قائمة ,وقد يؤ ّ
الجتماعية المريكية وقد تكون الترسانة العسكرية
المريكية سببا آخر لبادة أشخاص يحملون الهوّية
المريكية .
القوة السوداء
صراع الكبار
45
سّيما في العالم العربي والسلمي حيث الثروات الهائلة ,
ن كل شركة متعددة الجنسيات تملك مركزا والمفارقة أ ّ
إستراتيجيا يعمل فيه خبراء في الستراتيجيا والجيوبوليتيكا
.وقد تتضارب مصالح الكبار لينعكس ذلك على اللعبة
السياسية الرسمية المتداخلة كثيرا مع البترودولر والمال
ومصارده بشكل عام .
46
مؤشرات السقوط الخارجي
47
جهوبدأت تتحدث عن الخطار المحدقة بالنصرانية كتو ّ
عقائدي وسياسي ,وقد تدخل هذه التوجهات المسيحية
المستيقظة في صراع سياسي مع اللوبي اليهودي في
أمريكا لينعكس ذلك تذبذبا على المسار السياسي
المريكي.
تفك ّ
ك التركيبة الجتماعية في أمريكا
48
تفاقم الظلم والسقوط الحضاري الكيد ,وكثيرا ما يربط
القرآن الكريم بين ظلم المراء وسقوط المم .
49
يملك أدنى قاعدة شعبية على الصعيد العالمي ,حيث
ن السياسة المريكية دّلت التظاهرات العالمية وبوضوح أ ّ
غير مقبولة ل أوروبّيا ول عربيا ول إسلمّيا ول أمريكيا على
صعيد القارة المريكية برمتها ول آسيويا ول أوسترالّيا.
ولم يسبق أن تدافع الناس في كل القارات وبهذا الزخم
للتعبير عن شيئ واحد :ل للسياسة المريكية التي تتخذ
من الحرب وسيلة لحلحلة الزمات الدولّية ,ل لمنطق
الشرطي الوحيد الذي يريد أن يدير العالم حسب مصالحه
الستراتيجية ,ل لمريكا الجديدة التي تحتقر الخرين
وتستقدمهم – تسمهم بالقدم , -لقد فتحت أمريكا
بمنطقها العوج كل الجبهات عليها ,ولم تجتمع سابقا
قوى المجتمع المدني والمنظمات الهلية والسياسية على
شيئ مثلما أجمعت على سقوط جورج بوش وسياسة
السوبرمان التي يقودها .لقد هتف العالم بكل لغاته وبكل
ثقافاته وبكل دياناته وبكل مذاهبة وبكل أعراقه وبكل
أفكاره وبكل مراكزه الدينية ومرجعياته الفقهية
والسياسّية :
ل لجورج بوش ,ل لحياء حركة الستعمار ,ل لستحمار
الشعوب ,ل لسرقة أقوات الناس ونفطهم بداعي
ده الترسانة النووية
الحفاظ على العالم الذي ستبد ّ
المريكية إذا إستمرت أمريكا في قيادة العالم بهذه
الطريقة .
لقد أصبح جورج بوش أمام تحدي خطير إن هو أقدم على
الحرب ,فهو سيخرم مجلس المن وجمعية المم
دة ,وسيخرم إجماع البشرية التي توافقت على المتح ّ
معارضة فصيحة لقرار الحرب المريكي .
ن صحوة شعوب العالم وإعتراضها على منطق إ ّ
ن منطق الحادّية الستحمار المريكي الجديد دليل على أ ّ
ن إقدام بوش على أي خطوة المريكي بدأ يتلشى ,وأ ّ
ضد ّ الشعب العراقي معناه دخوله في مواجهة مع شعوب
العالم كافة التي تعرف كيف ترد ّ على أمريكا في اللحظة
المناسبة .
50
وأشد ّ ما أخشاه أن تلجأ الدوائر المريكية إلى لعبة أمنية
ذها ذريعة لضرب العراق ,تماما كما حدث بين جديدة تتخ ّ
الداي الجزائري والسفير الفرنسي في الجزائري ,عندما
زار هذا الخير الداي الجزائري وطالب الداي الجزائري
ممثل فرنسا بتسديد الديون الجزائرية لفرنسا وبينما كان
الداي يرّوح عن وجهه بالمروحة إنفلتت منه وتوجهت إلى
ن الدايوجه السفير الفرنسي حيث أعتبرت فرنسا أ ّ
الجزائري صفع سفير فرنسا ,وكان ذلك سببا لغزو
فرنسا للجزائر سنة . 1830وقد تلجأ واشنطن إلى ما به
تغّير أمزجة الشعوب الرافضة لمذهبها الجديد القائم على
سياسة الصفعة وفي الوجه مباشرة .
ن
ومهما ستكون عليه الترتيبات المريكية اللحقة فإ ّ
واشنطن ل يمكنها أن تنسى تاريخ 15فبراير – شباط
2003عندما صرخت الشعوب بكل لغات أهل الرض :ل
لمريكا.
ومثلما كشفت هذه التظاهرات عن مدى سقوط السياسة
ن صدقية أمريكا الخارجّية المريكية فقد دّلت أيضا على أ ّ
دت ,ول يمكن للشطائر في العالم قد تلشت وتبد ّ
المريكية الخفيفة المنتشرة عالميا والتي يقبل الناس
على أكلها يوميا أن تنسي هؤلء الناس المجازر المريكية
في كل مناطق المعمورة ,ولذلك خرج الناس زرافات
ووحدانا مرددين شعارا واحدا :ل للحرب ,ل لسياسة
راعي البقر ,ل لسياسة وأد الهنود والمستضعفين في
الرض .
ن ضد ن عاهرات أوروبا اللئي صرخ ّ ويبقى القول أ ّ
ن أشرف من الرؤساء العرب الرئيس المريكي بوش ه ّ
الذين لذوا بالصمت وشعارهم الدائم :نعم لمريكا ,و
ي نعمتنا جورج بوش ! يعيش ول ّ
51
مع قرب حلول الذكرى الثانّية لحداث أيلول – سبتمبر
دة المريكية بدأت مت بالوليات المتح ّ 2001التي أل ّ
ص حيزاالصحف الغربية عموما والسويدّية خصوصا تخص ّ
من إهتماماتها لهذا الحدث الذي مازالت تداعياته تتوالى ,
وقد أجرت صحيفة أفتون بلدت Aftonbladetالشهيرة
في السويد حوارات مع مجموعة من الخبراء الذين
يعملون في المعهد السويدي الحكومي للزمات و قد
تركّز الحوار حول نجاح أمريكا في سياستها الستئصالية
ضد ّ من أسمتهم بالرهابيين ,و مما قالته برجيتا داريل
الخبيرة السويدية في المعهد المذكور للجريدة بتاريخ 16
ن الولياتآب – أغسطس 2003للجريدة المذكورة أ ّ
المتحدة المريكية أخفقت في القضاء على من تسميهم
ن هؤلء هم الذين إنتصروا على أمريكا بالرهابيين بل إ ّ
نفسّيا وإعلمّيا ونجحوا في إرباك أمريكا في العديد من
المواقع .
ن أعداء أمريكا نجحوا في بث الهلع وأستطردت قائلة أ ّ
والخوف في المجتمع المريكي وهذه تحسب على أمريكا
ل لها ,و هي معضلة لول مرة يواجهها بشكل حقيقي
المجتمع الصناعي كما قالت داريل ,وحسب داريل دائما
دا من العنف الذي ن المجتمع المريكي بات معق ّ فإ ّ
يستهدفه وبات هذا المر مسيطرا على تفكيره وشعوره
والدليل على ذلك هو ربط إنقطاع الكهرباء في مدينة
نيويورك بالرهاب مباشرة بعد إنقطاع التّيار الكهربائي ,و
إنتقال معسكر الخوف إلى المجتمع المريكي دليل على
نجاح أعداء أمريكا في خطتّهم .
وطالب خبراء سويديون الوليات المتحدة المريكية
ن النتائج تكون على بإجراء مراجعة شاملة لسياستها ل ّ
ن منطق القوة و إتخاذه مات ,وأ ّ
الدوام من سنخ المقد ّ
كمبدأ لحلحلة الزمات من شأنه أن يراكم العنف و يعطيه
المشروعّية المفقودة ,و في هذا السّياق تقول السيدة
52
ن أمريكا ل يمكنها أن إيفا من حزب اليسار السويدي أ ّ
تتحول إلى شرطي يحكم العالم و يسيره وفق مزاجه ,
سة و العضوة في ن مبدأ الدوس على الدول المؤس ّ كما أ ّ
جح كفة المنطق جمعية المم المتحدة من شأنه أن ير ّ
مه الوليات المتحدة المريكية . الحادي الذي باتت تتزع ّ
ن حالة القلق وتعتبر الخبيرة الحكومية برجيتا داريل أ ّ
شر خطير سوف تستمر في المجتمع المريكي وهذا مؤ ّ
ن داريل تعتبرعلى المدى المتوسط والبعيد وللشارة فإ ّ
خبيرة في شؤون أزمات المجتمع أيضا .
53
يتعّرض الشعب الفلسطيني إلى غارة إستباحة وتذبيح ل
مثيل لها في تاريخ البشرّية ,ومنذ بداية محنته مع
م الكّيان الصهيوني الجماعات الصهيونية الرهابية ومن ت ّ
الغاصب وهو يستنجد بالجيوش العربية التي نخرها الفساد
والتي أقام رجالتها أوشج العلقات بالراقصات اللئي
أضحين بإمتياز من علّية القوم ويملكن كل الرقام
المباشرة لصّناع قرارنا العربي المجيد ,و في الوقت
الذي تخذل فيه هذه الجيوش فلسطين وغيرها من روافد
ن الشارع العربي والسلمي العالم العربي والسلمي فإ ّ
من طنجة وإلى جاكرتا مع فلسطين قلبا وقالبا ,ينتظر
اللحظة التي يمد ّ فيها فلسطين بدمه وقلبه وشرايينه
ودموعه وزاده ومؤونته ,وأريد أن أقول لطفال الجنة
محمد الدّرة وإيمان حجو ولطفال الحضارة والحجارة ل
تراهنوا على الجيوش العربّية ,فمنذ خمسين سنة أي منذ
القرار الدولي أو العار الدّولي بتقسيم فلسطين وأجدادكم
م أنتم تراهنون على الجيوش العربّية وبعدها أباؤكم ث ّ
المهزومة .
وعندما يستغيث أبناء الجّنة في فلسطين بالجيوش
ي
ن الشرعّية الدولّية ل تسمح بأ ّ العربّية يأتيهم الرد ّ بأ ّ
ن الظروف السياسية والواقع المحلي ل تحرك ,وبأ ّ
يسمح والمعادلة الدولّية ل تجيز ,لكن عندما تدعو
واشنطن الجيوش العربّية لتغيير واقع عربي هنا أو
ن الجواب يكون لبيك استباحة واقع إسلمي هناك ,فا ّ
وسعديك يا واشنطن فنحن طوع بنانك بالبنادق
والمعلومات .
فرجاء ل تراهنوا على الجيوش العربّية فهي منصرفة إلى
ي العروش نفسها , حماية العروش بل لقد أضحت ه ّ
وأنصرفت إلى تتريس الكروش الجسمية وكروش البنوك
54
بما سلبته من قوت المواطنين ونفط المواطنين
ومستقبل المواطنين .
ن النظمة العربية ومعها الجيوش العربية أرادوا أن إ ّ
يقبروا التواصل بين الشعوب العربية والسلمّية وبين
فلسطين ويعدموا نصرة هذه الشعوب لفلسطين .
عة بأحدث والعار كل العار أنّنا نملك جيوشا عربية مدر ّ
دات العسكرّية ومازلنا نحققّ التراجع تلو التراجع المع ّ
والنكسة تلو النكسة ,وقد تحوّلت الجيوش العربية إلى
مل صدور عبئ على أمتها وتطلعات شعوبها .وعندما أتأ ّ
جنرالتنا في العالم العربي والسلمي أجدها معّبأة
بالنياشين والميداليات من ذهب وفضة وقدور وصحون
وغيرها من مواد خشبّية وكلها إشارات على النجازات
الكبرى و النتصارات العظمى ,لكن عندما أعود إلى
الواقع أجد النكسة تلو النكسة والهزيمة تلو الهزيمة ,
والنقلب تلو النقلب والعمالة تلو العمالة ,وقد ساهمت
العسكريتارّيا في تكبيل القدرات والطاقات للعتبارات
التالّية :
الندماج الكامل بين النظام السياسي -
والمؤسسة العسكرّية ,حتى أصبح النظام السياسي
هو الجيش والجيش هو النظام السياسي .والذي
ن كل يعمل النظر في خلفية الرؤساء العرب يجد أ ّ
الرؤساء العرب هم في الواقع عسكريون وخرجوا
من رحم المؤسسة العسكرّية .وحتى الملوك
الراهنون والمخضرمون تخرجوا من أرقى
الكاديمّيات العسكرّية ويجيدون اللغة النجليزية
والفرنسية أكثر من اللغة العربية .
سات العسكرّية عل ثلثي استولت المؤس ّ -
ميزانّية الدولة وعملت المؤسسات العسكرّية على
بقّية المؤسسات ,وكانت استراتيجيتها تكمن في
إضعاف المؤسسات والتيارات السياسّية و قوى
المجتمع المدني لتبقى هي القوى والوحد .
أصبح الجيش عبارة عن أقلّية هي الطغمة التي -
عسكرت السياسة كما القتصاد كما المشروع
55
الثقافي ,وأغلبية من الجنود المستضعفين الذين هم
أيضا جعلوا في خدمة الجنرالت ,كم هو عدد الجنود
مامات الذين يحرسون الجنرالت وينظّفون ح ّ
الجنرالت ويطبخون للجنرالت و يغرسون حدائق
الجنرالت ,ويسوقون سيارات الجنرالت
وعشيقاتهم .
الطغمة والمة صراع الضداد ,وقد أدخلت -
الطغمة الجيش في صراعات داخلّية جانبّية .
م الحضاري الكبير الجيوش العربية تركت اله ّ -
إلى الهم الداخلي حيث سلط الجيش على رقاب
المواطنين .
بالضافة إلى دخول هذه الجيوش في حروب -
الحدود مع الجيران العرب والمسلمين .
ل حركة التنمّية من خلل حركات النقلب ش ّ -
التي كانت مزدهرة وكل حركة انقلبية تصل إلى
السلطة تلغي ما فعلته السلطة الماضّية وهكذا
دواليك .
إستيلء العسكر على صناعة القرار السياسي -
وتعيينهم للسياسيين الذين يتولون مناصب سياسّية
أو ديبلوماسّية .
معاداة الحرّية وفرض حالة الطوارئ . -
تسمع من بعض الجنرالت العبارة التالّية : -
من الطبيعي أن يكون المرء جّيدا سياسيا إذا كان
جيدا عسكرّيا ,وإذا لم يكن جيدا عسكرّيا يستحيل
أن يكون جيدا سياسّيا .
النزعة العسكرّية أنتجت أمراض الشللّية -
والعشائرّية والجهوّية .
ن هناكلو كان شارون يحتمل بنسبة 2بالمائة أ ّ -
جيشا عربّيا سيتحّرك أو جيوش عربية ستتحرك
لنزل سقف إجرامه من ألف بالمائة إلى اثنين
بالمائة .
العلقة بين الجنرالت والرشوة والفساد ,مثال -
تركيا ,أندونسيا و الجزائر ,رئيس هيئة الركان
56
اللبناني ميشال عون الذي اختفى في السفارة
الفرنسية وسلب 200مليون دولر من قوت
اللبنانيين من البنك المركزي .
سماح العسكريين للسياسيين بالفساد ليسهل -
التأثير عليهم وترويضهم .
ن
وما دمنا بصدد القضية الفلسطينّية تقول الرواية أ ّ
الجيوش العربية التي ساهمت ورابطت على حدود
فلسطين في الحرب العربية – السرائيلّية الولى في
حرب 48كانت تطلب من الفلسطينيين أن يغادروا
أرضهم إلى الشتات .
57
س على العالم منأمريكا تتجس ّ
خلل أوروبا .
58
ن مايجري هو انتهاك صارخ مباشرة ,وفي نفس الوقت فا ّ
ن هذه الدول تحظر لقوانين دول التحاد الوروبي حيث أ ّ
التنصت على مكالمات مواطنيها .
ور المسائل بحسب بعض المراقبين في أوروبا وقد تتط ّ
الى أن تحرج الدول الوروبية أمام مواطنيها وخصوصا إذا
استمرت وسائل العلم الغربية في إثارة هذا الموضوع .
59
دمالمن في الخامس من فبراير المقبل ,حيث سيق ّ
كولن باول وزيرة خارجية أمريكا الدلة المريكّية التي
ستدين العراق حسب زعم واشنطن .
وقد سبقت جريدة أفتون بلدت السويدية وزير خارجية
أمريكا كولن باول في نشر بعض من الدلة التي جمعتها
وكالة المخابرات المريكية ضد العراق والتي من
المفترض أن يفصح عنها وزير خارجية أمريكا كولن باول
أمام مجلس المن في 05فبراير المقبل ,هذه الدلة
التي قيل عنها أّنها تدين العراق وتكشف عن مشاريعه
العسكرية في مجال إنتاج أسلحة الدمار الشامل ,
وحسب مصادر الجريدة السويدية فإن مجمل هذه الدّلة
عبارة عن صور إلتقطتها القمار الصناعية لمصانع عراقية
بالضافة إلى شهادات لبعض الخبراء العراقيين الذين
ن
طلبوا اللجوء السياسي في أوروبا و أمريكا ,ومعروف أ ّ
المخابرات المريكية أجرت إتصالت ببعض هؤلء الخبراء
في بعض العواصم الغربية .
وفي السيّاق ذاته نشرت صحيفة أخبار الدانمارك
الدانماركية مقالة عن الدلة التي سيكشف عنها جورج
جح الكّفة لصالح بوش في 05فبراير المقبل والتي قد تر ّ
واشنطن في مشروعها القاضي بإحتلل العراق .و تجدر
ن الحكومة الدانماركية وبعد وصول اليمين الشارة إلى أ ّ
إلى دوائر القرار فيها باتت أشد ّ ميل إلى الراديكالّية
السياسية ,وأبدت موقفا مؤيدا لواشنطن في توجهاتها
العدوانية عكس الموقف الوروبي المعارض للحرب
والذي تمثله فرنسا وألمانيا و السويد وغيرها من الدول
الوروبية .
ن لعب أمريكا هذه المرة وحسب الصحيفة الدانماركية فإ ّ
على المكشوف وفوق الطاولة مباشرة سيرفع سقف
الحرب والمحاربين ,وقد ل ينتهي شهر فبراير حتى تكون
العراق ثاني دولة إسلمية تحّتل عسكريا بعد أفغانسان
في مطلع اللفية الثالثة .
60
إستئصالّيو الجزائر
يطالبون أمريكا
بمزيد من
الستئصال .
61
والبربرّية واليسارّية والتي كانت منذ بداية الفتنة
الجزائرية تطالب باستئصال كافة التيارات السلمّية من
الواقع السياسي الجزائري ورميها إلى البحر دعم الحملة
المريكّية في أفغانستان وغيرها من الدول التي سيشملها
التأديب المريكي ,ولم تكتف بتحريض المؤسسة
العسكرّية الجزائرّية ضد ّ الحركات السلمّية الجزائرّية
ك في وعلى رأسها الجبهة السلمّية للنقاذ بل راحت تشك ّ
ثوابت المة الجزائرّية العروبة والسلم ,وأعتبرت
التغريب أحسن وسيلة لخراج الجزائر من أزماتها
ن المنتمين إلى الثالوث الفرانكفوني المتشعّبة ,علما أ ّ
والبربري واليساري كانوا في دوائر القرار منذ استقلل
الجزائر وهم الذين تسبّبوا في مجمل النكبات التي عرفتها
ومازالت تعرفها الجزائر .وقد وجدت القوى الستئصالّية
التي باتت تعرف هذه الّيام في الجزائر بالقوى
الديموقراطّية في الحداث الحرجة التي عصفت بأمريكا
فرصة لتقديم مطالبها إلى واشنطن عبر بعض القنوات
الديبلوماسّية المريكية وقامت هذه القوى باعداد ورقة
م تقديمها لواشنطن عبر قنوات ديبلوماسّية في عمل ت ّ
م هذه القوى رئيسا الوزراء السبقان في الجزائر ,ويتزع ّ
الجزائر سيد أحمد غزالي ورضا مالك ,وسعيد سعدي
زعيم التجمع من أجل الثقافة والديموقراطّية البربري ,
ن
وفي الوقت الذي أعتبر فيه سيد أحمد غزالي أ ّ
واشنطن وان كانت محّقة في مواجهة الرهاب إل ّ أّنها
ل سياستها وتحديدا تجاه الشرق الوسط , يجب أن تعد ّ
ما رضا مالك زعيم التحالف الوطني الجمهوري فقد أ ّ
وة العسكرّية هو وحده النجع ن ضرب الرهاب بالق ّ أعتبر أ ّ
في إنهاء القوى الظلمّية في نظره ,ودعا سعيد سعدي
إلى استثمار ما جرى للقضاء على الرهاب في الجزائر
وهو يقصد بطبيعة الحال الحركات السلمّية الجزائرية
وهو ل يفرقّ في أدبياته بين تّيار إسلمي معتدل وتّيار
ن هذه التيارات التي مازالت إسلمي متشدد ّ .كما أ ّ
مصّرة على مواقفها الستئصالّية وجدت في الحداث
المريكية الحرجة والعدوان المريكي على أفغانستان
62
فرصة مناسبة للتنديد بمشروع المصالحة الوطنّية التي
مازالت ترفع لواءه القوى الوطنّية والسلمّية في الجزائر
,وأعتبرت أن واشنطن القوة العظمى في العالم باتت
مقتنعة بالستئصال وأّنه هو الطريق الوحيد للقضاء على
الظاهرة الصولّية .وتدفع هذه القوى كما دفعت من قبل
الجيش الجزائري إلى الدخول في حروب متواصلة مع
السلميين ,السلطة الجزائرّية للوقوف قلبا وقالبا مع
واشنطن في حربها ضد ّ أفغانستان حتى لو أدىّ ذلك إلى
المشاركة الفعلّية في الحرب ضد ّ أفغانستان ول حرج في
ذلك في نظرهم مادامت تركيا الكمالّية قد باتت جزءا من
هذه الحرب ضد ّ أفغانستان .والسلطة الجزائرّية التي
ي
تصيغ مواقفها حسب الخارطة السياسّية الجزائرّية فه ّ
قول ترضي السلميين بإعلنها عدم الدخول المباشر في
الحرب ,وفعل ترضي الستئصاليّين بفتح قنوات عملّية
وإستخباراتّية وأمنية ومعلوماتّية مع واشنطن ولندن
وباريس وحتى دولة جنوب إفريقيا التي زارها عبد العزير
بوتفليقة في فترة سابقة وافقت على توقيع معاهدة
أمنّية مع الجزائر وبموجب هذه المعاهدة ستسّلم دولة
جنوب إفريقيا بعض السلميين الجزائريين للسلطات
م حظر كل النشاطات السلمّية الجزائرّية ,وسيت ّ
الجزائرّية في جوهنسبورغ .وزيادة في التنسيق المني
الستئصالي أجرى الرئيس المريكي جورج بوش البن
في بداية العدوان المريكي على أفغانستان اتصال ّ هاتفّيا
مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وأكد ّ بوتفليقة
م له تعازيه ن الجزائر مع مسعاه قلبا وقالبا وقد ّ لبوش أ ّ
ن
م بأمريكا وشعبها ,علما أ ّ الحارة للمصاب الذي أل ّ
الجزائر لم تتلق أيّ مواساة ل من واشنطن ول من
باريس في المائتين ألف جزائري الذين قتلوا على امتداد
الفتنة الجزائرّية قبل عشر سنوات .وبالعودة إلى
التّيارات الستئصالّية في الجزائر فإّنها تعمل من خلل ما
يعرف في الجزائر بالتنسيقّية الوطنّية للديموقراطيين
الجزائريين و تسعى إلى تكريس الستئصال والتبشير به
داخلّيا وخارجّيا ,وراحت هذه القوى السياسّية تستقوي
63
بالسياسة المريكية الستئصالّية الجديدة وترى في
العدوان المريكي على أفغانستان انتصارا لطروحاتها
شر بها في الجزائر .ويأتي نشاط وأفكارها التي مافتئت تب ّ
الستئصاليين الجزائريين الجديد في وقت تحتاج فيه
الجزائر إلى إجراء مصالحة شاملة تقّيها من النزلقات
الخطيرة المستقبلّية ,ويخشى بعض المراقبين في
العاصمة الجزائرّية أن يزداد الشرخ بين الستئصاليين
والتصالحيين واحتمالت انعكاس ذلك على الوضع المني ,
ل في المدة الخيرة ارتفاع مضطّرد لعمال وقد سج ّ
لالعنف شمل تقريبا كل الوليات الجزائرّية ولع ّ
الرسميين في الجزائر مرتاحون هذه الّيام لبتعاد الضواء
عن ساحتهم الداخلّية وتوجهّها بالكامل إلى العدوان
المريكي على أفغانستان والغطرسات المريكّية المقبلة
والتي تهيئ لها واشنطن المبررات أيضا ,ويرون في ذلك
فرصة لرفع سقف المواجهة وإعادة مشروع الستئصال
ن الشيخين عباسي مدني وعلي إلى الواجهة ,خصوصا وأ ّ
بلحاج زعيمي الجبهة السلمّية لللنقاذ قد أنهيا تقريبا مدة
عقوبتهما ,وتتحرك دوائر إستئصالية على خلط الوراق
دا في الجزائر لئل يطلق سراحهما في الوقت المحدد ّ مجد ّ
!
64
أغلبّية السويديين ضدّ الحرب
المريكية في أفغانستان .
65
طبيعي ,وسجّلت حالت فردّية في بعض المساجد انتهت
إلى توفير الشرطة السويدية الحماية لمسجد ستوكهولم
بعد الحداث في أمريكا مباشرة .
ن وسائل العلم السويدية ومنذ وقوع الحداث غير أ ّ
ص حيّزا كبيرا للسلم والمسلمين المريكية وهي تخص ّ
حت بن لدن تشريحا لم تحظ به أيّ شخصّية في وشر ّ
التاريخ المعاصر .
و من جهة أخرى فقد تظاهر في وقت سابق مئات
السويديين في العديد من المدن السويدية ضد ّ الحملت
المريكية والبريطانّية الموجهة ضد ّ أفغانستان ,وقد
شهدت العاصمة السويدية ستوكهولم أثناء الحملة
المريكية على أفغانستان تظاهرة شارك فيها أكثر من
خمسمائة متظاهرا سويديا وقد نددوا في تظاهرتهم
بالعدوان المريكي ضد ّ أفغانستان ,كما نددوا بموقف
رئيس الوزراء السويد يوران بيرشون الداعم لمريكا في
هجماتها على أفغانستان ,وكان رئيس الوزراء السويدي
يوران بيرشون قد أعلن في وقت سابق اقتناعه بجدوى
السياسة المريكية الجديدة المضادة لفغانستان .وكانت
العديد من الحزاب السويدية كحزب اليسار قد أبدت
ن
اعتراضها على الغطرسة المريكية الجديدة .كما أ ّ
عت مناشير العديد من المنظمات والجمعّيات السويدية وز ّ
على المارة والعابرين وكلها تندد ّ بالحرب المريكية ضد ّ
أفغانستان ,وحملت بعض هذه المناشير عبارة مبدأ العين
بالعين يجعل العالم أعمى ,وحملت كل المناشير الموّزعة
دةعلى الضربات المريكية وطالبت الوليات المتح ّ
ف عن هجوماتها ضد ّ أفغانستان .المريكية بالك ّ
كما تجمهر في مدينة غوتنبرغ السويدية الشهيرة أزيد
من 400متظاهرا ينتمي الكثير منهم إلى الشبيبة الثورّية
والمجموعات المعارضة للمبريالّية وقد نددوا جميعا بما
تفعله أمريكا في أفغانستان .و قد تساءل المتظاهرون
في مدينة سودرمالم في ستوكهولم عن هوّية الرهابي !
ورفعوا شعارا مفاده :من الرهابي الن ! وذلك في
66
إشارة إلى ما تفعله الوليات المتحدة المريكية في
أفغانستان .
وتقف الجمعيات السلمّية والعربية موقفا مضادا من
الهجمات المريكية ضد ّ أفغانستان وتطالب العديد من
هذه الجمعيات بضرورة اللجوء الى طرق أخرى لحلحلة
هذه المشاكل الطارئة بالضافة إلى عدم القفز على
ن هذه الجمعيات المؤسسات الدولية .والشكال القائم أ ّ
ل تملك وسائل إعلمّية يمكن من خللها التأثير على الرأي
العام السويدي ,بعكس وجهة النظر المريكية التي تجد
طريقها فورا إلى الرأي العام السويدي ,وتبدو وسائل
العلم المريكية ووجهات نظرها هي المسيطرة على
الساحة الوروبّية عموما .
67
العراقية أثروا إثراءا فاحشا من أموال الخمس والزكوات
وبعض الجهات العربية أو الخليجية على وجه التحديد
وأشتروا بيوتا فارهة في شوارع المزة والرملة البيضاء
ل قطاع واسع ولندن وغيرها من الشوارع النيقة ,فيما ظ ّ
من الشعب العراقي يدق أبواب العلماء والشخصيات
المعارضة هذا يريد كيلو أرز وذاك يريد أن يتزوج وآخر
يريد مساعدة عاجلة وكثيرا ما تغلق البواب في وجوه
دة يرتفع وسط هؤلء المحتاجين وهذا ما جعل سقف الر ّ
المهاجرين والمهجّرين العراقيين في القارات الخمس .
مون للكاميرات و المعارضون العراقيون الذين يتبس ّ
ينطبق عليهم قوله تعالى :تراهم جميعا وقلوبهم شتى .
فالمعارضة الشيعية فيها عشرات الحزاب من حزب
الدعوة وإلى منظمة العمل السلمي ,إلى جند المام
والمجلس العلى للثورة السلمية في العراق إلى حركة
المجاهدين وغير ذلك من التيارات التي تستند كل واحدة
ل من المرجع إلى مرجع فقهي معّين و كل حركة تقل ّ
ن كل حركة الفقهي للحركة الخرى وهكذا دواليك ,بل إ ّ
تسعى لستضعاف الحركة الخرى تماما كما فعله محمد
ن حزب باقر الحكيم بحزب الدعوة في إيران رغم أ ّ
دة ماالدعوة هو الذي إستقدمه من سوريا وأوصله إلى س ّ
هو فيه الن ,وقد دفع حزب الدعوة الكثير بسبب عدم
إيمانه بولية الفقيه المطلقة المعمول بها في إيران .
والمعارضة الكردّية ل يجمع بينها جامع على الطلق فبين
الطالباني والبرزاني تاريخ من التصدعات والتشققات وقد
تزيد المستجدات الراهنة والمقبلة في توسيع الفجوة بين
هذين الشخصين الطامحين إلى حكم كردستان العراق ,
وقد أّدى دخول المعارضة السلمية الكردية على الخ ّ
ط
والتي ساهمت إيران في تأسيسها إلى خلط الورواق في
المنطقة الكردّية .أما المعارضة السنية ورغم محاولت
الشيعة والكراد في السيطرة على رسم توجهات العراق
المستقبلية مازالت موزعة هي الخرى بين التيار الخواني
والسلفي والتنويري .
68
فهذه القوى السياسّية رغم توافقها على إسقاط نظام
دام حسين إل ّ أّنها غير متوافقة البتة على ما يجب أن ص ّ
ن هذه المعارضة شاءت أم يكون عليه مستقبل العراق ل ّ
كلت واشنطن في صناعة مستقبل العراق وهي أبت قد و ّ
س لمعادلة خطيرة في المنطقة العربية والسلمية ستؤس ّ
ن هذه ن التغيير يجب أن يأتي من أمريكا ,بل إ ّ مفادها أ ّ
المعارضة بما تتلقاه من أموال جبارة بالدولر المريكي
تعتبر سباقة إلى توكيل أمريكا في رسم مستقبل العراق .
ففي أفغانستان ل أحد كلف أمريكا بإقامة نظام متأمرك
ن الدارة المريكية هي التي قررت في أفغانستان ,بل إ ّ
ذلك عقب أحداث الحادي عشر من أيلول . 2001
م إل ّن المعارضة العراقية الله ّ و في الحالة العراقّية فإ ّ
القليل منها هي التي وكّلت واشنطن برسم مستقبل
جه بعض السئلة إلى بعض العراق ,وهنا بودي أن أو ّ
أقطاب المعارضة العراقية بمختلف ألوان طيفها
السياسي .وأبدأ بمحمد باقر الحكيم الذي قال في جلسة
خاصة قبل سنوات أّنه من واجبه الشرعي أن يحكم
العراق .
كيف يتعامل محمد باقر الحكيم مع قوله تعالى :ول
كم النار .وماذا يقول في تركنوا إلى الذين ظلموا فتمس ّ
ن الغربقول المام الخميني الذي عندما قيل له أ ّ
والشرق غاضبان علينا أجاب بقوله الحمد لّله نحن إذن
على حق مصداقا لقوله تعالى :لن ترضى عنك اليهود ول
النصارى حتى تتبع ملتهم .
وماذا يفعل الحكيم في فتاوى كبار علماء الشيعة
المتقدمين والمتأخرين الذين مازالوا يعتبرون أمريكا
شيطانا أكبر ويحرمون التعامل معها .ألم يقرأ باقر
ن رجل قال لجعفر الحكيم المجتهد ما أورده الكليني من أ ّ
جر- الصادق عليه السلم :يا إبن رسول إنني أكري – أؤ ّ
جمالي لحد الظلمة فما حكمي .فأجابه جعفر الصادق
أنت الظالم نفسه ,فماذا يقول الحكيم في هذا وهو الذي
أرسل عبد العزيز الحكيم إلى البيت البيض الذي فيه
تصاغ كل سياسات إذلل العالم العربي والسلمي .
69
س
خر لواء بدر الذي تأس ّ ن باقر الحكيم يريد أن يس ّإ ّ
لنصرة صاحب الزمان لخدمة سالبة الزمان والمكان
ن أمريكا هي التي دعمت أمريكا .وهل تناسى الكراد أ ّ
كافة الدول التي قهرتهم وأّذلتهم وحرمتهم من مشروع
الدولة الكردّية ,وهل مازال الكراد يتذكرون عندما وقعت
ن واشنطن رفضت إتهام العراق مجازر حلبجة كيف أ ّ
بإقتراف هذه المجازر وإتهمت إيران بالقّيام بهذه المجازر
,أليس رفيق درب البارزاني والطالباني عبد الله أوجلن
إصطادته المخابرات المريكية والصهيونية من إفريقيا
وجرى تسليمه للسلطات التركّية .
ن واشنطن ل يهمها شيعي أو سني أو كردي يهمها فقط إ ّ
مصالحها ومصالحها فحسب .أين أصبح أقطاب جيش
الشمال الذين حرروا ّ كابول من حكم الطالبان ألم
تخرجهم واشنطن من الملعب السياسي الفغاني و عينت
على مراكز القرار شخصيات ل يعرفها الشعب الفغاني
على الطلق .
م خدمات جليلة للمريكان في مجال أليس السودان قد ّ
الملفات المنية وغيرها وكافأتها واشنطن بالعمل على
تقسيمها والمساعدة على ذلك ,أليس مصر لعبت أكبر
الدوار في خدمة المشروع المريكي في العالم العربي
وهاهي واشنطن تسحب المساعدة تلو المساعدة عن
م على عين مصر تمهيدا لتغيير مرتقب في أرض الكنانة يت ّ
واشنطن .
ن المعارضة العراقية التي رفضت في الماضي حكما إ ّ
تسلطّيا تفرضه الدبابة والثكنات العسكرّية عليها أن
ترفض حكما مستعربا أمريكيا يأتي على متن طائرة
الشبح المريكية .
ن أقطاب المعارضة العراقّية الذين وبدون حياء مإ ّ ث ّ
يتبجحون بوجود موفدين أمريكيين رسميين بين ظهرانيهم
أل يستحون من أبناء جلدتهم ,أل يستحون من الجيال
ن هؤلء إستقدموا هولكو إلى بغداد القادمة عندما يقال أ ّ
وأعطوه شرعية البقاء في أرض الرافدين.
70
ن السلمي العراقي الذي يسعى للتمكين لمريكا في إ ّ
العراق إنما خان إسلمه ,والقومي الذي ينسق مع أمريكا
إّنما خان قوميته والوطني العراقي الذي يتلقى رواتب
ما لم يخن الوطن طازجة من المخابرات المريكية إن ّ
سات .فحسب بل خان كل المقد ّ
ن المعارضة التي تجتمع في فندق تدفع فاتورته السفارة إ ّ
المريكية في لندن وغيرها ل تعتبر معارضة بل هي أشبه
باليتام في مأدبة اللئام .
ن إسقاط الطغاة مهمة جماهيرية تضطلع بها الجماهير , إ ّ
ن أركان المعارضة العراقية إتقوا الله وطلقوا ووالله لو أ ّ
الدنيا وجاهدوا كما جاهد محمد باقر الصدر وإسترسلوا
ن كثيرا منفي جهادهم لمكنهم أن يفعلوا الكثير ,لك ّ
أقطاب هذه المعارضة تلعبت بخمس صاحب الزمان
ووزعته على البناء والحواشي والغواشي ,وأثّقالت إلى
مة الجهاد لمريكا , الرض وقعدت عن الجهاد وأسندت مه ّ
والجدى أن يكملوا خطوات الستسلم ويهدوا بوش
العمائم السوداء و يصمموا له نسبا شريفا ويجلعونه من
ما أن نعتبر أمريكا تستهدف واقعنا العربي الشراف .أ ّ
والسلمي وننسقّ معها فذاك حقا فقه القرامطة وليس
ف.فقه الحسين بن علي صاحب معركة الط ّ
71
أوروبا الباحثة عن دور في العصر
المريكي .
72
في بروكسل وفي غيرها من العواصم الوروبية ,وكثيرا
ما كان يجتمع وزراء الزراعة الوروبيون لينسّقوا في
دة في هذا المجال مموا قوانين موح ّ الملف الزراعي و يص ّ
,وكثيرا ما كان يجتمع وزراء التعليم ليرسموا طرائق
للتعليم متقاربة ,وقد قطع الوروبيون في سبيل وحدتهم
في التفاصيل أشواطا كبيرة ,وكان القادة الوروبيون في
حاد الوروبي يوقّعون على كل هذه التفاصيل . قمم الت ّ
ن الوروبيين إتفّقوا حتى على نوعية إشارات والعجيب أ ّ
المرور وكيفياتها و طرائق تصميم الراجيح التي يستخدمها
ن التوافق بين الطفال في مدارسهم .ويمكن القول أ ّ
الدول الوروبية في السياسات الداخلية بات كامل في
ى بالرهاب والحد ّ من الهجرة غير مجال مكافحة ما يسم ّ
الشرعية وغير ذلك من المواضيع ,وقد أصبح المسافر
من النرويج إلى فرنسا بّرا ل يصادف البتة رجال المن ول
ن أصبح داعي أن يبرز أوراقه الثبوتية ,وخصوصا بعد أ ّ
دا ويمكن معرفة تفاصيل شخص ما الحاسوب المني موح ّ
سافر من الدانمارك إلى فرنسا عبر إدراج إسمه في
الحاسوب المني الفرنسي .
وعلى الصعيد القتصادي تمكّنت أوروبا من توحيد عملتها
ورفعت القيود عن الصادرات والواردات من وإلى أوروبا ,
فالبضاعة التي تصل من فرنسا إلى السويد تكون معفاة
من الضرائب ,و مادامت البضائع من الدول الوروبية
فهي معفاة من الضرائب ,وبهذا الشكل إتسعت السوق
الوروبية وبات بالمكان أن يسوقّ الوروبي بضائعه في
عشرات الدول الوروبية دون أن يوقفه أحد .وبفضل
الخطة القتصادية التي وضعها الوروبيون أصبحت عملتهم
ن الخ ّ
طة دة تنافس العملة المريكية ,كما أ ّ الموح ّ
دة كسرت الحتكار المريكي القتصادية الوروبية الموح ّ
للسواق الوروبية وهو ما بدأ يوّلد بدايات عدم رضا
حاد الوروبي وخصوصا إذا كبر أمريكي من مشروع الت ّ
ما ينبغي . أكثر م ّ
حاد الوروبي قد إجتمعوا في العاصمة وكان قادة الت ّ
الدانماركّية كوبنهاغن بين 13 – 12ديسمبر 2002
73
للبحث في العديد من القضايا المتعلقة بسياسة التحاد
م عشر دول أوروبّية إلى التحاد الوروبي ومشاريع ض ّ
الوروبي بالضافة إلى بحث مجموعة قضايا تتعّلق
بإنضمام تركيا إلى التحاد الوروبي والوضاع في الشرق
الوسط .
ن الدانمارك التي تترأس الن التحاد الوروبي وللشارة فإ ّ
سبق لها وطرحت مجموعة مبادرات سياسّية لتقريب
وجهات النظر بين الكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينّية
.
حاد الوروبي هي مت إلى الت ّ والدول الوروبّية التي إنض ّ
مالطا وإستونيا ولتفّيا وليتوانيا وسلوفينيا والمجر
م قبرص بعد إزالة وسلوفيكيا والتشيك وبولوندا مع ض ّ
بعض الشكالت العالقة في الملف القبرصي .وبذلك
سيصبح عدد دول التحاد الوروبي 25دولة بإضافة الدول
العشر المذكورة .
ت في وقد قرّر قادة التحاد الوروبي بالجماع عدم الب ّ
عضوية تركيا في التحاد الوروبي لعدم أهلية تركيا
سياسّيا وإقتصادّيا ,و قد طالب قادة التحاد الوروبي
تركيا بإعداد نفسها ,وفي سنة 2005سيجري التفاوض
معها بشأن إنضمامها إلى التحاد الوروبي ,وينتظر قادة
التحاد الوروبي الحصول على تقرير كامل عن الوضع
التركي السياسي والقتصادي في نهاية سنة . 2004
وغير توسيع التحاد الوروبي ناقش القادة الوروبيون
موضوع الهجرة إلى التحاد الوروبي وسبل الحد من
الهجرة وذلك عبر المساهمة في تنمية الدول الفقيرة ,
ن الدانمارك وبعد نجاح وفي هذا السّياق يشار إلى أ ّ
اليمين في النتخابات التشريعية الخيرة إتخذت إجراءات
شديدة ضد ّ طالبي اللجوء وهو المر الذي جعل دولة
كالسويد تشكل على سياستها الجديدة تجاه المهاجرين
وطالبي اللجوء .
و قد ناقش قادة التحاد الوروبي الوضاع في الشرق
الوسط في شّقه الفلسطيني دون التطرق إلى موضوع
حادالعراق حيث أصبحت هناك قناعة لدى عواصم الت ّ
74
ن الغارة المريكية على العراق قائمة ل الوروبي من أ ّ
محالة ,والعتراض على أمريكا في هذا الموضوع قد
ن ل تعّبر عنه توجهات تبديه شخصيات أوروبية رسمية لك ّ
الحكومات الرسمية الموّزعة بين القبول المطلق أو
الصمت المطبق .
دة قد إستطاعت من ترتيب وإذا كانت أوروبا الموح ّ
أوراقها الداخلية السياسية والقتصادّية فقد أصبحت
تتعاطى مع القضايا الساخنة في العالم العربي
والسلمي والثالث بشكل جماعي وأصبحت لوروبا وجهة
نظر واحدة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ,أو القضايا
الفريقية ,وسبب ذلك يعود إلى تكثيف التنسيق بين
الدول الوروبية حيث لكل دولة أوروبية ممثل عنها سواء
في البرلمان الوروبي الموحد ّ في لوكسمبورغ أو في
اللجان العاملة فيما يعرف بالحكومة الوروبّية في
وه
بروكسل .وما يتّفق عليه المندوبون الوروبيون يصل لت ّ
إلى عواصم القرار في الدول الغربية والتي تتحّرك في
ضوء ما قرّره المندوبون الوروبيون في بروكسل أو في
العواصم الغربية التي تشهد على الدوام لقاءات
حاد الوروبي .ومؤتمرات لستراتيجيي الت ّ
ن هناك دول أوروبية ل تسعى للتغريد خارج وهذا ل يعني أ ّ
السرب الوروبي ,فبريطانيا وبسبب إدماج سياستها
الخارجية بالسياسة المريكية تسعى على الدوام ليكون
الموقف الوروبي في وجهة الهوى المريكي ,ولكّنها لم
تنجح بسبب الجدار الفرنسي حينا ,والجدار اللماني أو
ن بريطانياجدارات دول أوروبا الشمالّية .مع العلم أ ّ
دة اليورو مازالت إلى يومنا هذا ترفض فكرة العملة الموح ّ
ومازالت محتفظة بالجنيه السترليني .
دة قد حقّقت لحد ّ الن الكثير من وإذا كانت أوروبا الموح ّ
ن هناك العديد من التحدّيات الشياء والنجازات فإ ّ
الداخلية والخارجّية التي قد تعيق وصول المشروع
الوروبي إلى أهدافه النهائّية .فإنضمام الدول الوروبية
الفقيرة التي كانت محسوبة على المحور اليساري سابقا
سيرخي بظلله على أوروبا الموحدة وسيجعل أوروبا
75
منقسمة إلى قسمين أوروبا غنّية ومصنّعة وأوروبا فقيرة
ومستهلكة ,وقد أصبحت أوروبا الغنّية والمصنّعة تشكو
من تبعات إنضمام أوروبا الفقيرة إليها فقد بدأت جيوش
المتاجرين بالمخدرات يأتون إلى الخارطة الوروبية الغنية
بسمومهم البيضاء ,ورقيقهم البيض وهو ما بدأ ينتج
مشاكل إجتماعّية إضافية في الخارطة الوروبية الغنية
ن النهوض بأوروبا لتضاف إلى المشاكل القديمة .كما أ ّ
الفقيرة يتطلب رساميل كبيرة للغاية قد ل تستطيع أوروبا
سط .ويضاف الغنية توفيرها على المدى القريب والمتو ّ
ن أوروبا الغنية التي كانت تشكو من هجرة إلى ذلك فإ ّ
ديغير محدودة من العالم الثالث إليها باتت تواجه تح ّ
ن قوانين التحاد هجرة الوروبيين الفقراء إليها بإعتبار أ ّ
الوروبي تجيز لي أوروبي أن يقيم في أي دولة أوروبية
عضو في التحاد الوروبي دون الحاجة إلى القامة .
دة هو أمريكا حدي الخارجي الذي تواجهه أوروبا الموح ّ والت ّ
نفسها التي أشرفت على بعث الحياة في أوروبا عقب
الحرب الكونية الثانّية ,والتي كانت تريد بناء أوروبا موالّية
ل بسياستها وإقتصادها لها ,وإذا فكّرت أوروبا أن تستق ّ
شر على قرب الطلق البائن بين أمريكا فقد يكون ذلك مؤ ّ
وأوروبا كما توقّعت دراسة أمريكية خاصة ,ومعنى ذلك
ن واشنطن بعد أن تنتهي من صدامها مع العالم أ ّ
السلمي قد تدخل في صدام أخر مع مجموعات دولية
أخرى مادام الصدام هو مرتكز أساس للسياسة المريكّية
.
76
حدوا وتفرقنا !
لماذا تو ّ
77
جل تراجعا خطيرا في المشاريع التربوية العالم العربي تس ّ
والزراعّية والقتصادية والتنموية ,والشيئ الوحيد الذي
إضطّرد بقوة وتضخم بشكل ملفت للنظر هو الدين العام
المترتب على عالمنا العربي والسلمي لصناديق النقد
الدولي المتفرعة عن الدارة المريكية بإمتياز .ومع عجز
نظمنا العربية عن تسديد الديون العامة المتنامية قد تلجأ
إلى بيع الوطان ,وعندها يصبح الوطن مقابل الدين ,
تماما كالمعادلة المريكية الراهنة الدم مقابل النفط .
ط طنجة ومن الصعوبة بمكان حصر عوامل نكستنا في خ ّ
ط موسكو – – جاكرتا وعوامل نهضتهم ووحدتهم في خ ّ
ط الذي باتت تمسك به الوليات المتحدة واشنطن هذا الخ ّ
المريكية بذكاء شديد .
من أسباب تفرقنا ونكستنا نظمنا التي لم تكن على
مستوى تطلعات الشعوب ,نظمنا التي يشرف عليها
الجهلء الذين خرجوا من رحم العسكريتارّيا ,وترعرعوا
ن دولنا على فقه الصفعة بدل فقه المنفعة .تفرقنا ل ّ
تحولت إلى شركات يشرف عليها الرئيس وزوجته وبنوه
ماته وعشيرته ,وهؤلء إذا وأقرباؤه وأبناء خالته وع ّ
رسموا الستراتيجيا إذا كانوا يعرفون معنى الستراتيجيا
فلنفع القلّية المتسلطة ل الغلبّية المستضعفة ,وإذا
خططوا فلكي يزدادوا ثراءا على حساب شعوبهم .تفرقنا
ن النهج السياسي المتّبع ل هو من وحي السماء ول هو ل ّ
من وحي الرض ول من وحي بينهما ,هو أحيانا -
إشترورأسمال -أي إشتراكية الشعوب ورأسمالية
كام ,وهو أحيانا – ديكتاتوراطية -أي المزج بين الح ّ
الديموقراطّية والديكتاتورّية .
ن الذي حكمنا منذ عشرين سنة مازال يحكمنا تفرقنا ل ّ
برؤاه التقليدية القديمة البعيدة كل البعد عن الواقع ,وهذا
الذي يحكمنا إختزل العبقرية فيه ,والعبقرية فيه
والمعجزات فيه ,وقال نفس ما قاله فرعون لشعب مصر
ذات يوم كما ورد في القرآن الكريم :ل أريكم إل ّ ما
أرى .
78
ن نظمنا مريضة ,وإذا كان الرأس مريضا تفرقّنا ل ّ
متسرطنا فماذا عساه يكون التخطيط الصادر عنه .
ن الرادات الدولّية التي أوصلت حكامنا إلى دوائر تفرقنا ل ّ
ضت هذا الحاكم ضد ّ الحاكم الخر ,ومن يملك القرار حر ّ
معلومات وجيزة عما يدور بين هذا المسؤول المريكي
ن هناك وهذا الحاكم العربي أو ذاك يدرك إدراكا يقينّيا أ ّ
ن ما تلفظه واشنطن من يحرض بإتجاه الفرقة ,وبما أ ّ
أمر شرعي بالنسبة لحكامّنا فالفرقة هي سيدة الموقف .
ن شعوبنا مغيبة عن صناعة القرار ,فهي شعوب تفرقنا ل ّ
ل تملك أن تقرر في أي صغيرة وكبيرة ,فحتى لو حرصت
وزارات القتصاد العربية أن تطعم الشعوب العربية لحوم
الحمير على أّنها لحوم الضأن لقالت شعوبنا لّله ما أحلها
لحوم الضأن .
تفرقّنا لّننا سحبنا الماضي على الحاضر ,وأستصحبنا
بتعبير علماء الفقه والصول الموروث الماضوي على
الحاضر ,فكرسّنا المذهبيات والطائفّيات والجهويات ,
فبدل أن يكون لنا خطاب واحد بات لدينا خطابات ,وبدل
أن يكون لدينا إسلم واحد بات لدينا إسلمات ,وبدل أن
يكون لدينا رؤية واحدة باتت لدينا رؤى متعددة ,فكيف
بعدها نتحد ونتوافق على منهج وحدوي واحد !
أما لماذا تقدموا فذلك فصل أخر وبحث مغاير ,تقدموا
لّنها تعلموا من ماضيهم ,أخذوا من ماضيهم المحاسن
وتركوا المساوئ ,ونحن أخذنا من ماضينا المساوئ
وتركنا المحاسن .
قدسوا النسان والحيوان على السواء وأوجدوا خططا
منسجمة مع قدسّية هذا النسان ,ونحن قزمّنا إنساننا
وتعاملنا معه على خلفية أّنه حشرة ,على طريقة الفكر
الصهيوني الذي يعتبر النسان غير اليهودي من الحوييم أي
غير ذي روح يجوز قتله تماما شأنه شأن الحشرة.
آه يا فيصل إّنك تثير اللواعج دوما ولذلك سأتوّقف !
79
هكذا بدأت الحرب العالمّية ضدّ
السلم والمسلمين .
80
صة كاملة .وقد سارعت لدن زعيم تنظيم القاعدة بح ّ
وسائل العلم في دول الشمال – السويد ,الدانمارك ,
فنلندا ,النرويج ,إيسلندا -إلى كتابة عشرات المقالت
عن السلم والعالم السلمي وشارك في هذه الحملت
العلمّية عشرات الخبراء الغربيين بالعالم السلمي
ومناطق جغرافية في العالم العربي والسلمي وتحديدا
عاء منطقة أفغانستان ,وقد ذهبت فتاة سويدية إلى الد ّ
بأّنها كانت على علقة معاشرة مع أخ بن لدن المدعو
ما صرحت لجريدة أفتون بلدت سهلي بن لدن ك ّ
ن البرامج
السويدية الشعبّية .و الملفت للنظر أ ّ
دة سلفا المصوّرة عن السلم والمسلمين كأّنها كانت مع ّ
و بين عشّية وضحاها أصبح السلم والمسلمون الحدث
العلمي الول في معظم القنوات السويدية و في دول
شمال أوروبا وأوروبا الغربّية عموما .ول يمكن على
الطلق أن تكون هذه البرامج التي خرجت دفعة واحدة
طين يهدفون إلى إحداث صدام بين ن هناك مخط ّ بريئة إذ أ ّ
السلم والمسلمين في الغرب وبين الغرب والغربيين ,
وبشكل مفاجئ اختفى الحديث عن شارون وإجرامه
والدولة العبرّية وتماديها في قتل الفلسطينيين وبذرائع
جديدة هذه المرة .ويحاول الرسميون في السويد
الظهور بمظهر المعتدل الذي ل يخلط بين فعل بعض
الرهابيين و الجالّية العربية والمسلمة في السويد ,وقد
زارت السياسّية السويدية الشهيرة وزيرة الندماج منى
دةسالين ومعها بعض السياسيين مسجد ستوكهولم مؤك ّ
ن المسلمين في السويد ل داعي أن يشعروا بالخوف , أ ّ
ن السياسي السويدي زعيم حزب المحافظين كما أ ّ
ن الرهاب ح للتلفزيون السويدي أ ّالسابق كارل بلد صر ّ
موجود في كل الدّيانات ول داعي لحصر الرهاب بالسلم
ن
.وإذا كان للرسميين ضروراتهم السياسّية والنتخابّية فا ّ
ن لها
العلميين ووسائل العلم الغربية معروف أ ّ
امتدادات مغايرة وهي تساهم إلى أقصى درجة في جعل
المسلمين والسلم عدّوا يجب البطش به .وقد نجحت
الماكنة العلمية الغربية في جعل المسلمين كافة في
81
خانة المعتدين المتربصّين بالحضارة الغربية الراغبين في
تدمير منجزات الحضارة الغربّية .وبات من الصعوبة إقناع
ن السلم دين حضارة وهو ل يستهدف الغربيين اليوم بأ ّ
على الطلق إلحاق الذى بالخرين مهما كانت عقيدتهم و
توجهاتهم اليديولوجّية .لقد نجح اللوبي الصهيوني في
بناء جدار برلين من فولذ بين الغرب والسلم وأستطاع
جح الكفة لصالحه في مواقع جغرافّية ل حصر لها . أن ير ّ
ول يملك المسلمون في الغرب أي وسيلة لرد ّ هذه الغارة
ل النحياز العلمّية عليهم وعلى دينهم ,خصوصا في ظ ّ
الكامل لطروحات الصهيونية واليمين المتطّرف .ويرى
ن اليمينبعض المراقبين في العديد من العواصم الغربّية أ ّ
ن كثيرا المتطرف سينتعش في الّيام المقبلة خصوصا وأ ّ
ن المعركة في بدايتها و من الخبراء هنا في الغرب يرون أ ّ
ن ما يأتي سيكون أعظم بكثير .ونتيجة لكل هذه أ ّ
التوجهات أصيب المسلمون بحالة من الحباط واليأس
ن الدول العربية لم تبادر إلى لغّياب الناصر خصوصا وأ ّ
دعوة العواصم الغربية بضرورة الحفاظ على مشاعر
العرب والمسلمين بقدر ما راحت تبدي استعدادها لتقديم
ن ما جرى في الوليات المتحدة كأ ّالعون لمريكا .ل ش ّ
المريكية هو عمل فردي اضطلعّ به بعض الشخاص ول
يمكن تحميل مليار مسلم مسؤولّية ما جرى في الوليات
المتحدة المريكية ,وإذا كان بعض الرسميين في عواصم
القرار في الغرب شبه مقتنعين بهذه المسألة إل ّ أّنهم لم
يبذلوا أي جهد في سبيل وقف الحملت العلمية التي
تستهدف المسلمين بمختلف مشاربهم ومذاهبهم .وقد
بدأ بعض الكّتاب في الغرب يتحدثون مجددا عن صراع
الحضارات وحروب الديانات وهم بذلك يعملون على
معالجة الخطأ بالخطأ ,والخارطة العلمّية الغربية التي
شرعت في حملة غير طبيعية ضد ّ السلم والمسلمين
تهمل كل التصريحات وكافة المواقف التي أطلقها علماء
السلم والتي فيها دعوة إلى التراحم والتعاون بين أبناء
النسانّية قاطبة ,وراحوا ينقلون تصريحات لمن ل يعّتد
بأعلميتهم و فقاهتهم .
82
ن السائد اليوم في أمريكا والغرب هو أجواء حرب إ ّ
عالمّية حقيقّية ,لكّنها حرب عالمية بين الحضارات
والفكار واليديولوجّيات ,وهذا المناخ الفكري والعلمي
المحتقن قد يمّهد لحرب حقيقّية ل يعرف أحد مداها ,
ل الدعوة إلى إقامة تحالف دولي ضد ّ الرهاب قد ولع ّ
يكون البداية لمثل هذه الحرب ,قال عنها أحد منظّري
الحركة الصهيونية في يوم من الّيام :فلتكن حرب بين
المسلمين والمسيحيين يخرج منها اليهود منتصرين لرّيادة
العالم !
83
نقلت صحيفة سويدية أفتون بلدت – Aftonbladet 23 – 01
2003معلومات مستفيضة عن الخطة المريكية المراد
تنفيذها في العراق بعد أقل من شهر وتحديدا في الوسط
الثاني من شهر فبراير ,وقد إستقت الجريدة معلوماتها
من مصادر عسكرية روسية في وزارة الدفاع الروسّية
ولم تقدم الجريدة معلومات مستفيضة عن هذه المصادر
العسكرّية ول من أين إستقت المصادر الروسية معلوماتها
.
حت جريدة أفتون بلدت السويدية المعلومات وقد شر ّ
التي أدلت بها مصادر روسية عسكرية رفيعة المستوى
حول تحديد واشنطن لساعة الصفر المتعلقة ببداية الغارة
المريكية على العراق والتي ستفاجئ العراقيين كون
المعلومات تشير إلى حرب شاملة ومن جهات الرض
الثلث البرّية والبحرّية والجوّية ,وسيكون الهدف إجراء
مسح جغرافي إحتللي للعراق وصول إلى العاصمة
العراقية بغداد التي ستحاصر بعد إنهاكها بالضربات الجوية
وهو سيناريو مشابه لسيناريو واشنطن في أفغانستان
حيث كانت الطائرات الحربية المريكية العملقة تفرغ
حمولة قنابلها الفتاكة على العاصمة كابول المر الذي مهد ّ
لجيش الشمال الفغاني بالنقضاض على كابول .ومثلما
إستعانت واشنطن بباكستان والهند وغيرهما في حربها
ن الكثير من الدول في الجوار العراقي على أفغانستان فإ ّ
ستكون في خدمة الغارة المريكية على العراق ,وهو
المر الذي قد يملي على صدام اللجوء إلى سياسة الرض
المحروقة فيحرق آبار النفط برمتها ,و لهذا أعدت
كم في آبار النفط .واشنطن خطة طوارئ للتح ّ
طة المريكية ستربك ن الخ ّ
وحسب معلومات الجريدة فإ ّ
الدفاعات العراقية بإعتبار أّنها ستلجأ إلى تكثيف الضربات
الجوية بشكل متواصل وعلى مدار الدقيقة والساعة على
قاعدة الهجوم أول وثانيا وثالثا ,ومن شأن هذه الضربات
الجوية أن تطاول كل البنى التحتية والمؤسسات الحيوية
84
ومراكز التصال والكهرباء وكل ما من شأنه أن يساهم
في تعزيز الدفاعات العراقية .
85
العربي والسلمي إستباحة عسكرية و ثقافية وسياسّية
دت هذه الستباحة التي كان وراءها وإقتصادّية وقد أ ّ
الغرب بثقافتيه الفرنسية والنجليزّية إلى تعطيل
المشروع التنموي والنهضوي العربي والسلمي ,كما
دت إلى نشوء عوامل التخلف في كل مواقعنا .وفي أ ّ
ورالوقت الذي كانت فيه الحركة الستعمارّية الغربّية تط ّ
مشروعها النهضوي والحضاري بمواردنا الولّية و بخيراتنا
الظاهرة والباطنة و بأيدي أجدادنا الرخيصة ,كانت في
وق كل منطلقات النهضة في مواقعنا المقابل تدكدك وتط ّ
ما غادرت هذه الحركة الستعمارّية مواقعنا وحتى ل ّ
بضربات هذه الثورة وتلك ,فقد غرست في الصفوف
مامية والخلفّية لكل ثورة من سوف يكمل المسار ال ّ
ل هذا ما قصده الستعماري لكن بأساليب جديدة ,ولع ّ
الجنرال شارل ديغول وهو يغادر في الجزائر سنة 1962
عندما قال :لقد غرسنا في الجزائر بذورا ستينع بعد
حين .وشاءت الظروف أن فعل أبناء ثقافة فرنسا في
الجزائر ما لم تفعله فرنسا في الجزائر نفسها ,ففرنسا
كن وأدتمكّنت من قتل مليونين جزائري لكّنها لم تتم ّ
الثقافة العربية والسلمية ,التي سهل على أبناء الجزائر
من المتفرنسين من وأدها وبطرق جهنمّية.
وعلى إمتداد مائة سنة عاش عالمنا العربي والسلمي
عا بين ثقافتين وهما الثقافة الفرنسية والتي كانت موز ّ
تمثّلها المبراطورّية الفرنسّية التي كانت تحّتل ثلث الكرة
الرضية ,والثقافة النجليزّية والتي كانت تمثلها
ل ثلثا أخر من المبراطورّية البريطانّية والتي كانت تحت ّ
الكرة الرضّية .وتعتبر المستعمرات الفرنسية
والبريطانية السابقة من أكثر المناطق التي تعاني راهنا
أزمات في هويتها وإقتصادها وسياستها وأمنها وثقافتها
وزراعتها وجغرافيتها وما إلى ذلك .ولم تعمل
المبراطوريتان الفرنسية والنجليزية على نشر الحضارة
والزدهار كما أدعّتا في بداية إحتللهما لهذه الدولة وتلك ,
بل قامتا بإمتصاص كل الخيرات التي كانت كفيلة لو ظلت
بأيدي أصحابها بإحقاق النقلة النهضوّية في واقعنا العربي
86
والسلمي .كما قامت بإستحمار الشعوب العربية
والسلمية كما قال الستاذ مالك بن نبي .وعلى الرغم
من إنتهاء مرحلة المبراطورّيات ,إل ّ أنّنا دخلنا في مرحلة
ف
أشد خطورة هي عبارة عن جمع بين ما سبق من تعس ّ
أمبراطوري عسكري – حيث العتداء على الجسد
والجغرافيا – و التعسف العقلي والثقافي – حيث
التخطيط المحكم لمصادرة تاريخنا وموروثنا ومقدساتنا -
.
فالمركة أو العولمة هو المشروع الذي تقوده حالّيا
الوليات المتحدة المريكّية والتي تريد تعميمه على العالم
وخصوصا بعد أن أصبحت المهندس الوحيد لمجمل
القرارات العالمّية ,وعلى رغم تعميمها لنموذجها بقوة
التقنية والعلمية في مجمل القارات الخمس ,إل ّ أّنها
إنتقلت إلى مرحلة الفعل العسكري لتعميم هذا النموذج
في المواقع التي تتمّتع بممانعة ذاتية لمشروعها وهو
العالم السلمي الذي تدفعه عقيدته بإتجاه العتّزاز
بالذات .
وقد دفع مشروع المركة مشروعا أخر كان موجودا
ومطروحا لكن ليس بهذه القوة وهو مشروع الفرانكفونية
الذي تقود لواءه فرنسا .
وكل المشروعين المركة والفرانكفونية هما مشروعان
إرهابيان وليدا نزعة إستعلئّية إستكبارّية في حقّ الشعوب
المستضعفة .
فالغزاة الفرانكفونيون عندما وصلوا إلى المغرب العربي
في سنة , 1830حوّلوا المساجد إلى كنائس
دوا تدريس اللغة العربية ,وأعتبرواوإصطبلت ,وجم ّ
مدّرس اللغة العربية مجرما يجب سجنه بين ست أشهر
وسنتين ,وحظروا كل مدارس التعليم العربي والقرآني و
الديني ,وفي المقابل فرضوا اللغة الفرنسية وأجبروا
الناس على ضرورة تعلمها إلى أن نسوا لغتهم الم اللغة
العربّية .ولم يكتفوا بذلك بل قتلوا في الجزائر في بداية
غزوها أربع مليين جزائري هّبوا للدفاع عن مقدساتهم ,
وأنتهكوا حرمات النساء ,وفرضوا على الجزائريين أسماء
87
ل هي عربية ول هي أعجمية إمعانا في تشويه الشخصّية
الجزائرّية .
وقد تمكن الغزاة الفرانكفونيون من إفقار إفريقيا
وإمتصاص خيراتها ,ولم يبقوا حتى على الفاكهة الفريقية
التي كانت ترسل للنسان الوروبي ,بعد أن يزرعها
ويقطفها النسان الفريقي بدون مقابل .وحتى
المساعدات الفرنسّية إلى الشعوب الفريقّية بعد
إستقلل إفريقيا كانت تسترجع فرنسا بدلها ربحا
مضاعفا ,وقد قال مستشار الرئيس الفرنسي الراحل
ن كل فرنك تدفعه فرنسا كمساعدة فرانسوا متيران إ ّ
لفريقيا تسترجع بدله عشر فرنكات .وفرنسا التي ترفع
م مستعمراتها السابقة إلى لواء الفرانكفونية وتسعى لض ّ
مظلتها اللغوية والحضارية والثقافية حبذا لو تكون رفيقة
مع هذه الدول وتعفيها من ديونها المترتبة عليها لفرنسا
والتي تجاوزت مئات المليير من الدولرات .
ولم تكتف فرنسا بهذا بل إستقطبت مثقفين فرانكفونيين
من البلد العربية والسلمية وراحت تغدق عليهم الجوائز
ليسّبوا إسلمهم ودينهم وعروبتهم ,مثلما فعل كاتب
جزائري فرانكفوني يدعى كاتب ياسين والذي طالب
رسول السلم محمد بحمل حقيبته ومغادرة الجزائر !
والمركة المتحالفة مع الراديكاليين اليهود والبروتستانت
تهدف هي الخرى إلى إستئصالنا من واقعنا الثقافي
والحضاري إلى واقعها وحضارتها بإعتبارها النموذج
المنتصر على حد ماذهب إليه فوكوياما .والحروب
المريكية الماضية والراهنة والمقبلة في العالم العربي
مة وإستمرارّية لما كان وقد عرفه والسلمي هي تت ّ
عالمنا العربي والسلمي قبل أزيد من مائة عام .
وقد إستخدمت المركة نفوذها القتصادي والعسكري
والمني واللوجستي والسياسي في تنفيذ مشروعها الذي
م
بدأ بتحويل السلم إلى عدو رقم واحد للكتلة الغربّية ,ث ّ
لجأت إلى نخر هذا العدو رغم كونه مستضعفا ضعيفا ,
بتجفيف منابعه الثقافية تارة ,و محاصرته تارة أخرى ,
ولّنه لم يبق له إل ّ النفط فهي قادمة لتجريده من هذا
88
كد أّنها قدي له ,وبعد ذلك وعندما تتأ ّ
المصدر الذي بق ّ
أجهزت عليه تعمل في مواقع وجوده صياغة وإعادة رسم
تماما كما بدأت المبراطوريات السالفة الذكر برسم
خرائطنا وجغراقياتنا في بداية القرن الماضي .
ويأتي دور الصهينة لتكمل ما تبقى من مشاريع الوأد
الحضاري في أهم موقع جغرافي وحضاري نملكه ,
وبمباركة من المركة ,وصمت عفيف من الفرانكفونية
توغل الصهينة خناجرها في أهم موقع عربي وإسلمي ,
وتغذى الصهينة مشروعها السياسي والعسكري والمني
بمشروع ثقافي وفكري يهدف إلى تشويه حقائق التاريخ
والجغرافيا ,ويضيف إلى مشاريع النقضاض على عالمنا
العربي والسلمي مشروعا أخر ل يقل خطورة بل هو
الدافع لهذه المشاريع أن تمعن في طعن العالم العربي
والسلمي المريض .
والفرانكفونيون يحق لهم أن يتحدثوا عن الفرانكفونّية ,و
المريكيون يحق لهم أن يتحدثوا عن المركة والصهاينة
يحق لهم أن يتحدثوا عن الصهينة .فلماذا عندما يتحدث
المسلمون عن إسلمهم يتهمون بالرهاب !
89
أوروبا والغارة المريكّية المرتقبة
على العراق .
90
ن مشروعها أبعد من العراق كما تقول بعض بالعراق بل إ ّ
الدوائر الستراتيجّية في بعض العواصم الغربّية .و أوروبا
التي تحرص على علقات حسنة مع العالم العربي
والسلمي و تعتبر نفسها حلقة وصل بين العالم العربي
وبقية دول العالم في الكتلة الغربية وغيرها سوف تعّرض
ن التقارير القادمةهذه العلقات إلى الخطر خصوصا وأ ّ
من العالم العربي تشير إلى أّنه حتى الدول العربية
الموافقة على المشروع المريكي في العراق قد تغّير
موقفها تحت ضغوط إنفجارات الشارع العربي والسلمي
,ومع بداية المقاتلت المريكية العملقة في حصد رؤوس
البرياء العراقيين .
وف العواصم الغربية إن هي أبدت موافقة مطلقة وتتخ ّ
على الغارة المريكية أن تصبح مثل أمريكا في العالم
دة جملة وتفصيل ,وبالضافة إلى العربي مصالحها مهد ّ
م أزيد من 15 ن الخارطة الوروبية الغربية تض ّ ذلك فإ ّ
مليون من العرب والمسلمين وأغلبهم يتمتعون بالمواطنة
الوروبّية ويحق لهم المشاركة في الحياة السياسية بما
في ذلك التصويت في النتخابات العامة ,وقد تنعكس
التطورات في العراق على سيكولوجية المهاجرين
المسلمين الذين قد يلجأون إلى ما من شأنه المساس
ن جماعات اليسار و الشبيبة بالمن القومي الغربي ,كما أ ّ
الغربية المعارضة للرأسمالية والعولمة المريكية قد تغتنم
الفرصة للقّيام بأعمال عنف هنا وهناك وهم الذين تعودوا
أن يحرقوا كل شيئ أمامهم على هامش إنعقاد قمم
الكبار في بعض العواصم الغربّية .ومع تزايد موجة العداء
ن الخوف قائم من تطورات عكسية للمركة في الغرب فإ ّ
على الوضاع بشكل عام في الغرب .
وللشارة فإّنه منذ بداية الترتيبات المريكية للغارة على
العراق إرتفع سقف معارضة النخبة الغربية السياسية
والثقافّية لي عمل عسكري أمريكي في العراق وغيره ,
وفي الفق القريب تظاهرات بالجملة في العديد من
ن معظم الصحف الغربية باتت العواصم الغربية ,كما أ ّ
تبرز تصريحات السويدي هانس بليكس رئيس المفتشين
91
ن فرق التفتيش لم تعثر على المميين في العراق من أ ّ
ن هذه الفرق في حاجة إلى وقت شيئ في العراق ,وأ ّ
إضافي لكمال عملها في العراق ,وكثيرا ما تلجأ صحف
أوروبية إلى معارضة المشاريع المريكية بطريقة غير
مباشرة من قبيل نشر عناوين عريضة تصيب في الصميم
المبررات التي تبني عليها واشنطن سياستها وتحديدا في
المسألة العراقّية .
وقد ركّزت الصحف النرويجية على تصريحات هانس
بليكس السويدي المكّلف بالتفتيش عن أسلحة الدمار
ن فرق التفتيش لم الشامل في العراق والذي يقول فيها أ ّ
تعثر على أسلحة دمار شامل في العراق ,ومعنى ذلك
ضرورة وقف مشروع الحرب المريكية على العراق .
وقد ركّزت صحيفة داغ بلدت أوسلو النرويجّية على هذا
ن فرق التفتيش التابعة للمم الموضوع مشيرة إلى أ ّ
المتحدة لم تعثر على أي شيئ من شأنه أن يدين العراق
كد على إمتلكه أسلحة الدمار الشامل كما ترّوج أو يؤ ّ
لذلك كل من واشنطن ولندن .
وة
وإذا كانت بعض العواصم الغربية قد حسمت موقفها بق ّ
وأعلنت صراحة أنها لن تشارك أمريكا في حربها ضد ّ
ن بعض الدول الغربية خائفة من عدم جنيها العراق ,فإ ّ
لي غنيمة في حال لم توفد قواتها العسكرّية مع الجيش
المريكي إلى العراق وهي الن بصدد الموازنة بين حجم
الغنائم وحجم الخسائر بناءا على ذكر في البداية .وعلى
الرغم من حرص العواصم الغربية على علقاتها
الستراتيجية والقتصادية والسياسية بواشنطن إل ّ أّنها
وفي المسألة العراقية تحديدا بدأت تجهر بما ل يرضي
العاصمة المريكية .
وحتى رئيس الوزراء توني بلير الذي إعتبرته الصحافة
الشعبية البريطانية بأّنه وزير خارجية أمريكا بإمتياز بدأ
يعيد حساباته ويطالب واشنطن بتأجيل الحرب أو إعطاء
فرصة لفرق التفتيش عن ٍأسلحة الدمار الشامل في
ن الوزير الول العراق ,وحسب بعض الخبراء الغربيين فإ ّ
البريطاني توني بلير لم يتمكن من إقناع أي عاصمة غربية
92
بصدقّية التوجّهات المريكية المر الذي جعله وبلده
بريطانيا معلقا بين مشيمته الوروبية والحبل السّري الذي
يربطه بواشنطن .
كما أهتمت صحيفة أخبار اليوم السويدية بالتصريحات
ن الغارةالتي أطلقها رئيس وزراء بريطانيا توني بلير من أ ّ
جل إلى الخريف المريكية – البريطانية على العراق قد تتأ ّ
المقبل ,وفي الوقت الذي نشرت فيه الصحف السويدية
عاء الخير أّنه طلب هذه التصريحات المنسوبة لبلير وإد ّ
من واشنطن تأجيل الحرب على العراق ,إستفاضت
الصحف السويدية في الحديث عن جحافل الجيوش
البريطانية والمريكية المتوجّهة إلى منطقة الخليج
وعزّزت ذلك بالرقام والصور وما ذكرته المصادر
الديبلوماسية والسياسية المطلعة ,و في ذلك إشارة على
ن تصريحات توني بلير تندرج في سّياق الخدعة الحربية أ ّ
م النقضاض عليه التي تهدف إلى مراوغة العراق ومن ت ّ
في اللحظة والتوقيت الذي بات معروفا والذي وقعّ عليه
الرئيس المريكي جورج بوش شخصيا حسب المصادر
الوروبّية .
ن أوروبا تخضع ويذهب بعض الخبراء الغربيين إلى القول أ ّ
لمنطلقات براغماتّية خالصة ,فهي لجأت إلى الصمت
الن وتبدي إعتراضها الظاهري على الغارة المريكية على
العراق ,وتدرس بروّية تداعيات الموقف في العراق فإذا
رجحت الكّفة لصالح واشنطن مالت إلى ولّية نعمتها
السابقة ,وإذا لم تحكم واشنطن أطراف اللعبة
سم بكثير من المغامرة ل تكون أوروبا العسكرية التي تت ّ
قد خسرت الكثير بل تكون مؤسساتها الستراتيجية
والمنّية قد أصابت في رؤيتها إستنادا إلى البعاد المحلية
على صعيد الداخل الوروبي وإلى البعاد الدولّية على
صعيد تطورات الموقف في العالم العربي والسلمي .
ن ملفا من هذا القبيل كثير التشعّبات والتفرعات ول ّ
والتداعيات أيضا تشهد الكواليس الوروبية تنسيقا في
أكثر من صعيد وفي كل المستويات لضبط المواقف
ساعة بداية الغارة المريكية على العراق والتي ستضيف
93
أعباء جديدة وخطيرة ليس إلى الديبلوماسية الوروبية
فحسب بل إلى المؤسسات المنية التي مازالت تعيش
هاجس تداعيات الحادي عشر من أيلول وتوابعها في
العواصم الغربّية .
حاد الفريقي تتويجا لما كان طرحه سابقا يأتي ميلد الت ّ
مر القذاّفي الذي أصيب بحالة يأس وتبّناه العقيد الليبي مع ّ
جه إفريقّيا .وقد
من المشروع الوحدوي العربي فتو ّ
مر القذافي علقاته السابقة والقوّية إستثمر العقيد مع ّ
94
بمعظم القادة الفارقة الذين كانوا يتردّدون على العاصمة
ذافي يلّبي الحاجّيات الليبّية طرابلس ,وكان العقيد الق ّ
السّياسية وحتى المادّية لهؤلء القادة الفارقة .وتجدر
الشارة إلى أّنه لم يكن سهل على الطلق تدشين لبنة
ل التنافس المريكي – حاد الفريقي خصوصا في ظ ّ الت ّ
جج حول القارة الفريقّية التي تعتبرها الفرنسي المتأ ّ
دوائر القرار والستراتيجيا في الغرب بأّنها القارة البكر أو
القارة العذراء المزدحمة بالثروات الطبيعّية والموارد
الولّية غير المستنفذة وغير المستفاد منها .وكان العلن
مة ديربان في جنوب حاد الفريقي في ق ّ عن ميلد الت ّ
إفريقّيا بمثابة النتقال من الفكرة وإلى الفعل ,من دائرة
النظرّية وإلى دائرة التطبيق ,وقد أعلن القادة الفارقة
حاد الفريقي على أنقاض مة عن ميلد الت ّ في هذه الق ّ
ي نصف سست قبل حوال ّ منظمة الوحدة الفريقّية التي تأ ّ
ل المشاكل السياسية قرن وترهلت وعجزت عن ح ّ
والقتصادية والثقافية والجتماعّية والعرقّية العالقة في
إفريقّيا .وكانت منظمة الوحدة الفريقّية خليطا من
الرؤى والتوجّهات السياسية وأصبحت في فترة من
مة ديربان الفترات مطّية بيد الرادات الدولّية .وفي ق ّ
التي جمعت الزعماء الفارقة جرى التأكيد على ضرورة
تغيير النهج السياسي الذي كانت تنهجه منظمة الوحدة
م بعض الفريقّية ,بالضافة إلى النهج السياسي ,حيث قد ّ
القادة القادة الفارقة تصوراتهم لكيفّية النهوض
بإقتصادّيات إفريقيا المنهارة ,من خلل آلية لدمقرطة
الحّياة السياسية في القارة الفريقّية .ورغم الطموحات
ن المراقبين ل التي واكبت إنطلقة التحاد الفريقي إل ّ أ ّ
يتوقّعون أن يختلف هذا الخير عن منظمة الوحدة
الفريقّية ,والختلف الوحيد بين التحاد الفريقي الراهن
ومنظمة الوحدة الفريقّية الماضّية هو في تراجع مراكز
إفريقّية إقليمّية نافذة في منظمة الوحدة الفريقّية
وصعود مراكز إقليمّية ودول إفريقّية أخرى ستلعب دورا
حاد الفريقي المقبل . في الت ّ
95
قارة المستقبل :
رغم تراجع التنمّية في القارة الفريقّية وإنتشار الفقر
ن الستراتيجيا بشكل مدقع وحالة التخّلف العارمة ,إل ّ أ ّ
الغربّية تعتبر إفريقّيا قارة المستقبل كما يسمّيها بعض
ن القارة السمراء ل يعرف أ ّالمفكرين الغربيين .والك ّ
تستحوذ على ثروات باطنّية وظاهرّية لم يستّغل منها
ل حرص المحاور المتكالبة على سوى 10بالمائة .ولع ّ
عالمنا العربي والسلمي والثالث على إبقاء إفريقيا على
ي عليه يعود إلى النّية المبيّتة لوضع اليد على هذه ماه ّ
الخيرات بدل أن تكون عونا للنسان الفريقي
المستضعف على تحقيق نهضته .وفي هذا السّياق ل
ن الشكالت الكبرى التي تعيشها إفريقّيا يجب أن ننسى أ ّ
هي من مخلّفات الحركة الستعمارّية التي بدأت في هذه
القارة قبل خمس قرون ,وكلما كانت حركة إستعمارّية
تنتهي كانت حركة إستعمارّية أخرى تتوّلى إسترقاق
إفريقيا وتسخير الناس فيها وسرقتهم من بيوتهم وبيعهم
ن إفريقيا في أسواق النخاسة الغربّية .و يمكن القول أ ّ
مّرت بثلث مراحل ,لكل مرحلة خصائصها ومميزاتها
دت وهي على التوالي المرحلة الستعمارّية ,حيث جر ّ
ماته الدول الستعمارّية النسان الفريقي من كل مقو ّ
وحولّته إلى مجّرد عبد مستعبد مادّيا وحضارّيا للغرب .
والمرحلة الثانّية هي مرحلة الستقلل الوطني الناقص
حيث خرجت الحركة الستعمارية بآلياتها الحربّية لكّنها
ظّلت بمفرداتها التغريبّية من خلل القلّية التي أعدتها
لخلفتها في حال وقوع النسحاب التكتيكي .وهذه النخب
كن من الرتقاء بالنسان التي توّلت الحكم لم تتم ّ
ن
الفريقي إلى المستويات الوسطى من النهوض ,بل إ ّ
ست التبعّية ومكّنت الخرين وأقصد هنا هذه النخب كر ّ
ن
الغربيين من السترسال في ممارسة النهب المقن ّ
ظم .وفي يوم من الّيام قال مستشار الرئيس والمن ّ
ن كل فرنك تدفعه الفرنسي الراحل فرانسوا ميتيران أ ّ
فرنسا لفريقيا كمساعدة تسترجع بدله 10فرنكات .
96
حاد
والمرحلة الثالثة هي المرحلة الراهنة مرحلة الت ّ
الفريقي الذي يحاول أن يرسم لفريقّيا رؤّيا جديدة
م بموجبه خروج النسان الفريقي من ومنهج جديد يت ّ
دائرة المغلوبّية الحضارّية إلى دائرة الغالبّية الحضارّية .
وقد جرّبت إفريقيا مافيه الكفاية مبدأ العتماد على
المحاور الدولّية لمساعدتها على الخروج من دائرة
النهيارا ت الكبرى في كل المجالت ,وبدأ بعض القادة
الفارقة يعتقدون بأّنه آن الوان لتصحيح الخطاء والرجوع
إلى مبدأ العتماد على النفس والنطلق من قدرات
إفريقيا الذاتّية لبناء إفريقيا الجديدة .
وقد تأكد ّ هذا النهج الفريقي بعد فشل مشاريع الحوار بين
الشمال والجنوب والتي إنتهت كلها إلى طريق مسدود ,
والتي أفضت إلى إنتصار محور الشمال الذي تخندق تحت
الدراة المريكية والذي بموجبه أصبح عشرون بالمائة –
مون في مصير ثمانين بالمائة – من المستكبرين – يتحك ّ
من المستضعفين . -وقد بدأ قادة بعض الدول الفريقية
ن التعويل على الكبار الذين تسببوا في نكسة يعتقدون أ ّ
إفريقيا ماضّيا وراهنا من شأنه أن يديم الزمات ويعمّقها
ب الكساد لفريقيا ,وهذه القناعات ومن شأنه أن يسب ّ
حاد الفريقي الباحث برمتها هي التي أملت تأسيس الت ّ
عن دور في زمن العولمة المريكية !!!
97
عالمنا العربي بين طاغّية بلسان
عربي و طاغية بلسان إفرنجي !
98
خصائصه الداخلية و الخارجية على السواء ,إلى درجة
أصبح معها تعاطي جرعة من المخدرات أفضل من رؤية
الرئيس العربي في الشاشات الصغيرة لدى بعض الشباب
ن الخمسين ولم يجدوا ل بيتا ول العربي الذين بلغوا س ّ
م ما الحاجة إلى إنجاب الولد إذا كان الطاغية زوجة ,ث ّ
العربي أنجب ما يكفي من الولد والذين سيرثون الدولة
والوطن على السواء .
وأقام الطاغية المحلي ذي اللسان العربي أوشج العلقات
وأقوى الروابط وأمتن الجسور مع الطاغية العولمي
والكوكبي ذي اللسان الفرنجي و النجليزي والذي تمثّله
أمريكا اليوم ,و من هذا الطاغية إستمد ّ الطاغية المحلي
ذي اللسان العربي شرعيته وقوته وأسلحته و وسائل
ل الطاغية التعذيب والطرق المنية والستخباراتّية ,وظ ّ
الكوكبي المريكي على وجه التحديد يغذي الطاغية
المحلي بأسباب القوة و المنعة والمكنة وكان في المقابل
يجني ثروات ونفطا ومعادن ويورانيوما و فوسفاتا وحديدا
و أدمغة مهاجرة ومهجّرة وملفات أمنية وإستخباراتية
طازجة ودسمة تتعلق بأدق التفاصيل ول يمكن لهذا
الطاغّية العالمي أن يحصل عليها حتى لو غرس مليين
العيون في أوطاننا .
و بفضل هذا الطاغية العولمي والمستعمر الجديد كبر
طاغيتنا المحلي ذي اللسان العربي المبين فبات هذا
ن المقبرة تلو الطاغية يتمادى في قتله وطغيانه و يدش ّ
ن الخرة خير من الدنيا ,وما دام المقبرة على قاعدة أ ّ
ض
الطاغية العولمي يحصل على ما يريد فإّنه كان يغ ّ
الطرف عن الطاغية المحلي ,بل كان يدينه نهارا و يبعث
إليه وسائل التعذيب ليل ,يدينه من خلل الناطق الرسمي
له ويدعمه من خلل رجال المن والستخبارات و
الدسائس الذين كان يبعثهم إلى بلط الطاغية المحلي
لنقاذه من مؤامرة هنا ومحاولة إنقلبّية هناك .
وفي بعض الحيان كان الطاغية العولمي المريكي هو
دة الرئاسة الذي يختار الطاغية المحلي ويوصله إلى س ّ
ويمكن له في الرض ويفرضه على البلد والعباد ,وحتى
99
مت الطاحة بهذا الطاغية كان الطاغية العالمي إذا ت ّ
المريكي يعّين آخر مادام يملك خزانا من العملء الموالين
سة العسكرّية . له في العمود الفقري للدولة المؤس ّ
وحتى إذا جعل الطاغية المحلي المدعوم بالطاغية
الكوكبي الشعوب تكفر بكل القيم والشرائع ,و حتى إذا
أخرجهم من أطوارهم ,وأجهز على عقولهم ,و أربك
تفكيرهم راحوا يستنجدون بالطاغية العالمي الكوكبي
المريكي الذي هو أصل بلئهم و أرضية بذور طغاتهم ,و
ط ويبرمج ويضع ن الطاغية العالمي كان يخط ّ الواقع أ ّ
الستراتيجية تلو الستراتيجية لكي تؤول المور إلى هذه
المرحلة وهي الستنجاد بالطاغية الكبير .
و عندما أسقط الطاغية الكوكبي الطاغية المحلي فرح
ن طاغيتهم المحلي الناس لحظات ,و أكتشفوا بعد برهة أ ّ
ذي اللسان العربي المبين هو فرع من فروع هذا الطاغية
العالمي الكوكبي ,بل هو من سنخه وإمتداد له ,ووظيفة
الطاغية المحلي أن يمّهد الرض ويّعد النفس لستقبال
الطاغية الكوكبي و جعله مقبول ومشروعا .
عت نخبنا ومثقفونا وشعراؤنا بين تأييد الطاغية و توز ّ
المحلي و تأييد الطاغية العالمي ,فيما مازال العالم
العربي يبحث عن نفسه عساه يجد خياره الثالث البعيد
مات الطاغية المحلي و مكر الطاغّية عن مدله ّ
العالمي !!!
100
م الغرب وتقهقر
أسباب تقد ّ
الشرق ! .
101
والتغريب ,السلفّية والتنوير ,السلم والعروبة ,ووصول
إلى استراتيجيتنا واستراتيجيتهم أي نحن والخر ! ألسنا
في ألفية العولمة و القرية الكونية وذلك يستوجب إلغاء
الخصوصيات و ما به تتحدد الهوّية وإذا كنا بل استراتيجّية
فل بأس بالقتباس مادام العقل العربي والسلمي تعطل
مع رحيل أبي علي بن سينا !!
ط طنجة – وكل هذه أسئلة نسمع صداها هنا وهناك في خ ّ
جاكرتا .مبدئيا عندما نعمل النظر في خارطتنا جنوبا و
في خارطتهم شمال نستكشف مجموعة ل حصر لها من
الملحظات منها –
-1كل التراجع في خط الجنوب وكل التقدم في
خط الشمال .
-2ثمانون بالمائة من البشر يقطنون في خط
الجنوب وعشرون بالمائة في خط الشمال .
-3جنوب مستهلك و شمال منتج .
102
المنتصرة أمر لبد ّ منه ! لكن ما هي معالم استراتيجيتهم
و معالم استراتيجيتنا !
عندما يمعن النسان الباحث النظر في آلية عمل
ن هذه الحضارة لم تنطلق من الحضارة الغربية يدرك أ ّ
فراغ بل إنّها وصلت إلى ما حققته بعد جهد مستفيض في
كافة المجالت .فإذا أخذنا المثال السويدي نجد أن
ما تقديس ,ويردد السويديين يقدسون العمل أي ّ
السويديون بإستمرار عبارة العمل هويتنا والهوية عملنا .
ويضاف إلى ذلك حب غير طبيعي للعلم والستكشاف
والمعرفة ,و تصرف الحكومة السويدية مبالغ خيالية على
العلم والتعليم في نفس الوقت ,وكل المجالت مفتوحة
ن الحكومة تدفع للراغبين في التحصيل العلمي ,بل إ ّ
للطالب راتبا شهريا وتفتح له كل المجالت للتحصيل
العلمي حتى إذا أراد هذا الطالب إكمال دراساته خارج
السويد .
فالعلم والعمل هما جناحا الستراتيجية الغربية ,وهما
سببا التطور و النقلة النهضوية التي نراها في الغرب ,
ن القيمتين المذكورتين تراجع وللسف الشديد فا ّ
ى
رصيدهما في واقعنا العربي والسلمي المر الذي أد ّ
إلى اختلل التوازن في كل المجالت وربما تصحيح المور
في واقعنا يتم بدءا من إعادة العتبار للعلم والعمل على
السواء .
ن هذا النتصار الحضاري للكتلة الغربية بات والملحظ أ ّ
مقرونا ببعد إيديولوجي يراد تعميمه على واقعنا العربي
والسلمي ,ويخشى أن ينتهي بنا المطاف على المد
البعيد إلى فقدان الستراتيجيا واليديولوجيا على حد ّ سواء
,فنبقى مهيضي الجناح نتفّرج على غيرنا وهم يصنعون
الحاضر والمستقبل ,فيما نكتفي نحن ببعض النجازات
التاريخية والماضّية !!!
103
منتدى الناتو والخطر
الخضر.
104
على أوروبا والتي لول مشروع مارشال المريكي لظلت
أوروبا في خانة الدول المتخلفة .
و خلفية تشكيل حلف الناتو كانت سياسية في بداية
المطاف ,اذ بعد الحرب الكونية الثانية وبداية امتداد
التحاد السوفياتي باتجاه أوروبا الشرقية ,شعرت الوليات
المتحدة المريكية ومعها دول أوروبا الغربية بدنو الخطر
الحمر الى عقر الدار الوروبية ولمواجهة الخطر الحمر
تم تشكيل حلف الناتو لمواجهة اليديولوجيا الحمراء
والترسانة العسكرية الحمراء أيضا.
و اذا كان الخطر الحمر قد زال الى البد وباتت دول
أوروبا الشرقية تتكالب للنضمام الى حلف الناتو ,وحتى
روسيا وقعت اتفاق شراكة مع الناتو فما داعي لبقاء الناتو
وحرصه على مزيد من التوسع والستقواء.
و للجابة على هذا السؤال لبد من اعمال النظر في
تصريحات مسؤولي الناتو والتدقيق في البيانات الختامية
لمؤتمرات منتدى الناتو و فحص الدراسات التي يصدرها
الناتو.
مبدئيا تحرص بعض الدراسات على القول أن حلف الناتو
وبعد تفكك التحاد السوفياتي السابق أصبحت وظيفته
تكمن في الحفاظ على المن القومي للكتلة الغربية و
الحؤول دون وقوع أحداث مشابهة لتلك التي وقعت أثناء
الحرب الكونية الولى والثانية والتي كانت أوروبا مسرحا
لها .
وهناك بعض الدراسات التي قام بها الناتو و بعض
مؤسسات الدراسات التي تتعاون مع منتدى الناتو تفيد
بأن الخطر الحمر أصبح اليوم خطرا أخضر ,
وأن الخطر الخضر أخطر بكثير من الخطر الحمر ,
وتفترض بعض هذه الدراسات أن تعم الصولية العالم
العربي والسلمي واحتمال أن تندلع مواجهات بين الكتلة
العربية السلمية مع الكتلة الغربية .
وبعض هذه الدراسات تحمل الرائحة المريكية وفيها
بصمات لبعض صناع القرارالسابقين في أمريكا و الذين
باتوا يتعاونون مع مراكز الدراسات الستراتيجية .
105
وهناك محاولت حثيثة لتوجيه الناتو في منحنيات بيانية
مضادة للعالم العربي والسلمي ,وكانت بعض قمم الناتو
وضعت مخططات عسكرية عن كيفية التدخل السريع في
هذا القليم أوذاك في حال انهارت الوضاع المنية أو
نشبت مشاكل من أي قبيل كانت.
واللفت للنظر أن أحد الباحثين من تل أبيب ذكر في
بحث له أن أمنيته أن يدخل الناتو في حرب مع كتلة
العالم العربي والسلمي لتضمن الدولة العبرية بذلك
ضعف الكتلتين الغربية والسلمية ثم تستفرد هي بعدها
بالسيادة على البحر البيض المتوسط و الذي يعتبر قاسما
جغرافيا مشتركا بين الكتلة الغربية وعديد من الدول
العربية.
و أشد مايخشاه المراقبون أن يتحول الناتو الى مؤسسة
أمريكية في صيغة الشركة المتعددة الجنسيات ,و رغم
أن فرنسا تعمل على زحزحة الستفراد المريكي
بمنحنيات الناتو ال أنها في النهاية تقبل صاغرة بما تخطط
له واشنطن.وكانت واشنطن في وقت سابق أعطت
الضوء الخضر لدخول المجر وتشيكيا و بولندا الى منتدى
الناتو و تحفظت على انضمام رومانيا وسلوفينيا .وكانت
فرنسا وايطاليا اعترضتا على سياسة أمريكا الناتوية حيث
تسعى واشنطن للنفراد بصناعة سياسة الناتو العسكرية
والمنية وغيرها ويبدو ان واشنطن وحدها تأكل العنب
والبقية تتفرج على اللعبة فقط.
ومن هذا المنطلق يخشى أن تجّير واشنطن الناتو في
حروبها المفتوحة شرقا وغربا وحتى في الفضاء
مستقبل…..
106
إعادة إنتاج الستعمار في العالم
السلمي .
107
إلى أبعد الحدود بالحركات الستعمارية والحتللية التي
جة نشر الحضارة والمدنية في واقع جاءت من الغرب بح ّ
كله تخّلف حسب إدعاءات منظريّ الستعمار الذين كانوا
ملحقين بوزارات الخارجية في العواصم الغربّية .
ولم يغادر المحتلون عالمنا السلمي إل ّ بعد أن أطمأنوا
أّنهم وضعوا دساتير هي من روح دساتيرهم وعينوا
تكنوقراط وسياسيين في دوائر القرار في هذه الدولة
وتلك وكلهم من الذين نهلوا من معين الثقافة الغربية
الكولونيالّية ,وقد أكملت هذه النخب مسيرة الحركة
الستعمارية فحاصرت السلم في عقر داره وعملت على
تجفيف منابعه و ملحقة الدعاة إلى ثقافته ,ولم تكن هذه
السيئة الوحيدة للحركات الستعمارية بل هناك مجموعة
سيئات سياسية وإقتصادية وثقافية وجيوسياسّية ,فعلى
الصعيد السياسي لعب الستعمار الغربي دورا كبيرا في
صياغة الدساتير التي أصبحت مرجعا أساسا للدولة
ن بعض الدساتير كانت الحديثة في عالمنا السلمي ,بل أ ّ
نسخة طبق الصل من الدساتير الغربية ,وبطبيعة
الحال أوكلت مهمة شرح هذه الدساتير وتنفيذها
لشخصيات إسلمية إسما وغربية قلبا ومضمونا درست
في المعاهد الغربية وأستوعبت روح الحضارة الغربية ,
وهي الفئة التي عناها الفيلسوف الوجودي الفرنسي
بقوله ,كانت الدول الغربية الستعمارية فيما مضى تبعث
م تداركت وة ث ّدباباتها إلى الدول الثالثّية لنشر فكرها بالق ّ
سهم في الموقف وباتت تستورد أذكياء من تلك البلد وتدر ّ
كام لدول العالم الثالث م توفدهم كح ّ جامعاتها ومعاهدها ث ّ
وبهذا الشكل يتحققّ الغرض الستعماري بدون دباّبة !
وعلى الصعيد القتصادي فقد أفرغت الحركات
الستعمارية خزائن البنوك من محتوياتها وخلفوا وراءهم
دول بل موارد أو مقدرات ,بل قاموا في بعض البلد كدول
المغرب العربي بتحطيم كافة الجرارات الزراعية لعدم
إستخدامها في الستصلح الزراعي ,وأملوا على كل دولة
ما يحتاج له المستعمر , أن تنتج منتوجا واحدا أو إثنين م ّ
فالجزائر على سبيل المثال وعندما كانت ترزح تحت
108
در القمح إلى كل الدول الستعمار الفرنسي كانت تص ّ
الوربية وبنسبة ثمانين بالمائة ,وبعد أن أستقّلت الجزائر
باتت تستورد القمح بنسبة مائة بالمائة وأصبحت في
المقابل تزرع العنب وتنتج الخمور التي مازالت فرنسا
الدولة المستعمرة سابقا المشتري الول لها .
ن الدول الستعمارّية ظّلت تحتفظ لنفسها بخرائط كما أ ّ
دقيقة عن مكان وجود الموارد الولّية من نفط وذهب
وغاز ويورانيوم وحديد ومياه جوفّية وغير ذلك من المور .
ن معظم الدول التي كانت وعلى الصعيد الثقافي فإ ّ
مستعمرة – بفتح الراء – تعاني اليوم من أزمة هوّية ق ّ
ل
نظيرها أفضت إلى إنتاج حروب أهلّية بالجملة في أكثر
من دولة إسلمّية ,كما أعادت الحركات الستعمارية إحياء
الثنيات التي إنصهرت في بوتقة السلم على مدى أربع
عشر قرنا ,و إستغّلت التناقضات الداخلّية وتحوّلت
القلّيات إلى إطارات سياسّية وإيديولوجّية أفادت
ب الحنين الحركات الستعمارية في وقت لحق عندما د ّ
في هذه الحركات بمعاودة الكّرة التي كانت قبل أزيد من
قرن .
وتمكنت الحركات الستعمارّية من غرس بذور ثقافية
وفكرية في التربة السلمية أينعت بعد حين تماما كما
قال الجنرال الفرنسي شارل ديغول وهو يغادر الجزائر
سنة 1962تحت ضغط الثورة الجزائرّية :لقد تركت في
الجزائر بذورا ستينع بعد حين .
كت لحقا في هوّية وكانت هذه البذور هي التي شك ّ
الشعب الجزائري ذات البعدين العربي والسلمي .
وعلى الصعيد الجيوسياسي ترك الستعمار أزمة الحدود
ماها ملتهبة بين كل الدول السلمّية تقريبا وهي التي س ّ
رئيس الديبلوماسية المريكية السبق هنري كيسنجر
بعوامل التوّتر التي تفيد الدارة المريكية عند الحاجة
والضرورة .ومازالت أزمة الحدود بين الدول السلمية
دت لنشوء صراعات متفاقمة بل مازالت تهدد ّ قائمة مه ّ
سط . بإندلع صراعات حادة على المدى المتو ّ
109
وإذا كانت هذه صورة موجزة ومختزلة عن العالم
السلمي بالمس فإّنه اليوم ومع بداية اللفية الثالثة ل
يختلف كثيرا عن صورته في الماضي فالدول السلمية
مازالت عرضة للحتلل المباشر وما زال القسم الكبر
من العالم السلمي عرضة للغزو القتصادي والثقافي .
ن هناك ثلث دول فعلى صعيد الحتلل العسكري فإ ّ
إسلمية محتلة إحتلل مباشرا من قبل الدولة العبرّية و
الوليات المتحدة المريكية الوريث الشرعي
للمبراطورية البريطانية كما قال هنري كيسنجر في مقالة
له عن النظام العالمي الجديد وهذه الدول هي فلسطين
وأفغانستان والعراق ,وهناك دول إسلمية تفّتت بسبب
الوليات المتحدة المريكية ومساعيها وهي إندونسيا
والتي إستقّلت عنها تيمور الشرقّية و الصومال ,كما أ ّ
ن
هناك جمهوريات إسلمية تقبع تحت الحتلل الروسي
كالشيشان والتي لم تأخذ حظها من الستقلل ,على
ن الجمهوريات الكاثوليكية في التحاد الرغم من أ ّ
السوفياتي السابق نالت إستقللها بدعم من الغرب وعلى
رأسه الوليات المتحدة المريكية .
وعلى الصعيد القتصادي فما زالت الشركات المتعددة
الجنسيات المريكية في مجملها وصندوق النقد الدولي
كم في إقتصادّيات العالم السلمي وقد أصبحت يتح ّ
المساعدة القتصادية للعالم السلمي مقرونة بالرضوخ
طاتالسياسي والستجابة الكاملة لقرارات ومخط ّ
ن البنوك الدوليةالرادات الدولّية ,والكثر من ذلك فإ ّ
ذات التمويل المريكي هي التي باتت تخطط المنهج
القتصادي لهذه الدولة السلمية وتلك .
ن الدارة المريكة وضعت مخط ّ
طا كامل وثقافّيا فإ ّ
وإستراتيجية متعددة البعاد لعادة تأهيل العالم السلمي
ثقافيا وتربوّيا وعلمّيا ,وكل دولة إسلمية تحاول النطلق
من مقوماتها الذاتية وتعمل على إستكناه أسرار التقنية
وتحديدا تكنولوجيا السلح فإّنها تدرج في خانة الدول
م هائل من القوانين لمعاقبتها . دة وبالتالي هناك ك ّالمتمر ّ
110
وبعد الحادي عشر من أيلول – سبتمبر خرجت أمريكا من
دائرة الرغبة في بسط الحتلل السياسي والقتصادي
والثقافي إلى الحتلل العسكري ,ومثلما كان العالم
السلمي في بداية القرن الماضي عرضة للستعمار
ن بداية قرنه الحالي بإحتلل أمريكاوالحتلل فإّنه دش ّ
لدول مفصلية إستراتيجيا وجيوسياسّيا في الجغرافيا
السلمية وما زالت شهيتها مفتوحة إلى درجة أّنها أعادت
عسكرييها المتقاعدين إلى الخدمة وفي العالم السلمي !
حقيقة الديموقراطّية
المريكّية ! .
111
عي الوليات المتحدة المريكّية أّنها لجأت وستلجأ إلى تد ّ
الحروب الجهاضّية والوقائّية من أجل نشر الديموقراطّية
والحرّية في الدول المحرومة من التحّرر وحقّ إتخاذ
القرار والمشاركة في صناعة الخطوط الكبرى للدولة ,
وينطبق صدر البيت الشعري العربي يعطيك بطرف
اللسان حلوة ,تماما على الوليات المتحدة المريكية
سد الهوة الساحقة بين النظرّية التي باتت أفضل من يج ّ
والتطبيق .
فالديموقراطّية التي تعني في الفقه السياسي الغربي
وفي كل الدبيات الغربية الفرانكفونية والنجلوفونية و
عموم اللغات التي تنحدر من اللغتين اليونانية واللتينّية
حكم الشعب لنفسه أي ديموس كراتوس ,يبدو أّنها ل
تنسجم من بعيد أو قريب مع الديموقراطية المريكية
التي أجرت عليها المطابخ الفكرّية المريكّية تعديلت
جوهرّية في الصميم وفي المظهر ,وقد أصبحت هذه
الديموقراطّية المريكّية مصداقا لحكم القلّية للغلبية ,
ومصداقا لمسلكية المريكي في العيش وطريقة الحياة
م محّفز ومبرر للحروب فضل عن كونها أصبحت أه ّ
المريكية الجهاضّية .وأمريكا التي أوجدت الوضع
السياسي الستبدادي في العالم العربي والسلمي
والعالم الثالث من خلل دعمها لحركة العسكريتارّيا
والنقلبات العسكرية والنظم القمعّية إستثمرت هذا
الوضع لصالحها في وقت لحق و أطاحت بالذين قدموا
لها خدمات جليلة ومنهم على سبيل الذكر ل الحصر شاه
إيران الذي تخلى عنه المريكان ورفضوا حتى تقديم
حي له ,و ماركوس حاكم الفلبين ونورييغا في العون الص ّ
بنما وغيرهم .
وتتمّيز الديموقراطّية المريكّية بالتناقض الفاضح
والمكشوف فهي في الوقت الذي ترخي فيه العنان
للدول الديكتاتورية المتأمركة و التي تسبح في التيار
المريكي وتقدم العون القتصادي والعسكري لها ,فإّنها
112
تحّتج على بعض الدول التي تنص إيديولجية خطابها
ن أمريكا تصادر خيرات الشعوب السياسي وأدبياتها أ ّ
ومقوماتها القتصادية ,فمفهوم
الديكتاتورية نسبي في الفقه السياسي المريكي تماما
كمفردة الديموقراطّية ,ففي أفغانستان وعندما إحتّلتها
أمريكا قامت بتحرير الفغان من قيمهم وأصالتهم
ن الديموقراطية المريكية تعني وحضارتهم ودينهم وكأ ّ
ما
فيما تعني وأد الدين وإلغاء الخصوصّيات التي تّعد مقو ّ
ي في الحالة الفغانية لم تعمل بمبدأ إجتماعيا مهما ,فه ّ
حكم الغلبية حيث الغلبية هناك تريد السلم ,بل قامت
بتشكيل حكومة على عينها عشرة من أعضائها يحملون
الجنسية المريكية من الذين أدمنوا الفكر التغريبي
العلماني وجاءوا ليطبقوه على مجتمع ل يعرف منذ عصور
غير السلم كمصدر عّزة وكرامة له .
ونفس السيناريو يريد المريكيون فرضه على العراق
ن السلم صد أ ّحيث قرروا وتحت سبق الصرار والتر ّ
والدين يجب أن يبقيا بمنأى عن اللعبة السياسية في
ن الرئيس المريكي جورج بوش وحاشيته العراق ,علما أ ّ
ينطلقون في صياغة رؤاهم من النصوص البروتساتنية
دة ,وبوش نفسه قال عن القسيس بيل غراهام المتشد ّ
أّنه الرجل الذي قاده إلى الخير ,فكيف يسمح بوش
لنفسه أن يعّبر عن رجل دين مسيحي بمثل هذا التعبير
ول يسمح للمسلمين أن يتخذوا من إسلمهم مرجعا في
ن واشنطن حكومتهم المقبلة ,و من المثلة الخرى أ ّ
أمرت جنودها في العراق بإعتقال محسن الزبيدي رئيس
اللجنة الدارية في بغداد و الذي عينه وجهاء مدينة بغداد
جة أّنه ل يحظى بالشرعية التي تمنحها أمريكا . بح ّ
ن واشنطن فرضت على وبعيدا عن العالم السلمي فإ ّ
الدول الشتراكية سابقا أن تلعن ما كانت عليه من مذهب
فكري وسياسي وتعتنق الديموقراطية المريكية مقابل
الحصول على مساعدات وإعادة تأهيل لقتصادها
وسياستها ,وهذا يكشف أنّنا لسنا أمام ديموقراطية تعني
حكم الشعب لنفسه بقدر ما نحن أمام أمبريالية
113
إستعمارّية جديدة تحسن إستغلل مفاهيم الحرّية و حق
الشعوب في إدارة المور وتقاسم الثروات ,فأمريكا ذات
المائتين مليون نسمة تريد أن تفرض نموذجها على
خمسة مليير شخص في القارات الخمس وقد بدأت
الدبابة المريكية بفرض المركة على العالم العربي
ن السلم وبتعبير رئيس الديبلوماسية والسلمي ل ّ
المريكية السبق هنري كيسنجر هو القدر على مواجهة
الغرب ومنافسته .
ل أبرز من فضح المشروع المريكي هي مجلة ولع ّ
كيفونيم التي تصدرها المنظمة الصهيونية العالمّية بقولها :
ن أمريكا تهدف إلى تفتيت كل الدول المجاورة من النيل أ ّ
إلى الفرات وهي الطريقة الفضل التي تستجيب لطماع
الهيمنة العالمية للوليات المتحدة المريكية .
وفي السياق نفسه نشرت مجلة السطول المريكية
المتخصصة في القضايا الستراتيجية والدفاعية سنة
1990مقال جاء فيه :
يجب ضمان وصولنا إلى السواق القتصادية في العالم
كله دون عقبات ,وكذلك إلى المصادر الضرورّية لتأمين
إحتياجاتنا الصناعية ,لذلك يجب علينا إيجاد قدرة موثوقة
خل المسّلح مع قوى غزو فعلّية قادرة على تنفيذ للتد ّ
طيف واسع من المهمات .
و يتضح من خلل هذه النصوص وعشرات اللف من
النصوص المريكية في المصادر والمراجع المريكية
ن الديموقراطية المركية هي شبيهة بقول المعتمدة أ ّ
فرعون الذي أورده القرآن الكريم كما هو :
ل أريكم إل ما أرى ,فهل ينتبه من يراهن على أمريكا
كمنقذ ومحرر !
114
دام حسين طاغية بإمتيازص ّ
وأمريكا ملهمته !
115
دام حسين بكل وضوح ,وبعد ذلك بسنوات تلقيت ص ّ
دعوة من هيئة ثقافية عربية كبيرة للمشاركة في مؤتمر
ن الذي يكتب عن أقيم في العراق فرفضت الدعوة ل ّ
حكم الجنرالت في الجزائر وحكم السلطين في المغرب
وحكم العساكر في تونس وحكم الغلمان في دول الخليج
لبد ّ أن يكون موقفه واضحا من حكم الطغاة في العراق
ويشهد الله أنني قبيل تلقيي هذه الدعوة رأيت في عالم
الرؤيا كأنني في بغداد فأمر صدام حسين بتفتيش أوراقي
كافة والشروع في إعتقالي فقلت لما أستيقظت :سبحان
الله الطغاة يلحقوننا حتى في عالم الرؤيا .
جاه المعاكس في قناة وعندما جمعني لقاء في برنامج الت ّ
الجزيرة مع الستاذ موّفق الربيعي أحد السلميين
ن صدام طاغية ومتجبر ح بأ ّ
دت أن أصر ّ المستقلين تعم ّ
ولو لم يعدم غير المفكر البارز الستاذ محمد باقر الصدر
صاحب كتابي فلسفتنا و إقتصادنا لكفاه سوءا و طغيانا
وإجراما وتجبرا ,لقد قلت هذا الكلم وقد كنت على يقين
ن أعلى القيادات العراقية كانت تشاهد هذا البرنامج . بأ ّ
ن صدام حسين طاغية محلي وأمريكا غير أنني أوضحت أ ّ
ن الموقف الوطني والمشّرف ور أ ّ
طاغية عالمي ,و أتص ّ
هو الذي يدين الطاغية صدام حسين ويدين في الوقت
م أليست واشنطن هي نفسه الحتلل المريكي للعراق ,ث ّ
التي رّبت صدام حسين و ألهمته سبل الوصول إلى حكم
العراق في أبرز محطات حياة صدام حسين !
ألم تعتبر واشنطن وصول صدام حسين إلى السلطة في
العراق إنتصارا لخطتها وإستراتيجيتها في هذه المنطقة !
ألم تقدم واشنطن لصدام حسين الدعم تلوى الدعم و
النصيحة تلوى النصيحة وأعتبرته خير وسيلة لتمرير
الطروحات المريكية في العالم العربي وفي الخليج على
وجه التحديد !
لقد سئلت أثناء أزمة الخليج الثانية عن رأيي في صدام
حسين وهل ستطيح به أمريكا فقلت هناك قول معروف
طاب عن علي بن أبي طالب وهو في الثر قاله عمر الخ ّ
ل أبقاني الله في معضلة ليس فيها أبو الحسن ,ولسان
116
حال أمريكا اليوم هو :ل أبقانا الله في معضلة ليس فيها
أبو عديّ .
دام حسين وسياسته الرعناء المدروسة ومن خلل ص ّ
ن المريكان من تفعيل إستراتيجيتهم وبسط تمك ّ
ل المريكان صدام حسين سيطرتهم على المنطقة وحو ّ
ي يخيف أمراء الخليج أصحاب الجلبيب المكيّفة إلى جن ّ
ق
بآخر أجهزة التكييف المريكية ,و من خلله أيضا ش ّ
المريكان عصا المنطقة و جعلوا من صدام نار زرادشت
الدائمة والزلّية حتى تكون الحاجة إلى رجال الطفاء
المريكان ضرورّية دوما وأبدا .
ومثلما أجاز المريكان لصدام الهجوم على إيران ومن
ضون الطرف عن كل بعد ذلك على الكويت فقد كانوا يغ ّ
ممارساته العدوانية والدموية و السادّية حيث سيسج ّ
ل
ن صدام حسين قد جعل البشرية تعفو الراهن والتاريخ أ ّ
عن الفراعنة والقياصرة الذين إستعبدوا النسان
وإسترخصوا روحه ,فصدام لم يقترف مجزرة واحدة في
ن يحول كل المحافظات حقّ شعبه ,بل نجح بإمتياز أ ّ
العراقية إلى مقابر ومازالت إلى يومنا هذا أرض العراق
دام بالبرياء وحبلى بآلف المقابر التي عبأها ص ّ
دام حسين يحرمهم من المستضعفين الذين كان ص ّ
التنّفس .
وأدعو الله تعالى أن يلقي العراقيون القبض على صدام
حسين ليحلقوا شاربه لّنه مخنث إستضعف شعبه بإمتياز
وليس فيه من علمات الرجولة شيئ ,و ليضعوه في
ساحة عامة من ساحات العراق ليتسنى لكل إنسان
عراقي من صفعه بقوة وعلى مدى عشرات السنين ,
والصفعة قليلة في حقّ طغاتنا الذين سخرتهم واشنطن
لذللنا و إستعبادنا وتفقيرنا حتى إذا دنت ساعة تنفيذ
الستراتيجية المريكية التوسعية توهمنا أّنها تريد أن
تحررنا من طغاة هي صنعتهم وأمدتهم بكل أنواع السلحة
وأجهزة التعذيب حتى الكلب الكلة للبشر ,و عقب ذلك
تعّين صداميين جددا بأثواب جديدة في دوائر القرار
تستخدمهم لمد معين ريثما يحين تنفيذ الستراتيجية
117
الخرى ,وإذا كانت اللعبة واضحة في المشهد العراقي
ن الشعب بين الطاغية صدام و مربّيه المريكان ,فإ ّ
العراقي ومعه الشعوب العربية سيلعنون الطاغية صدام
حسين وأقرانه الطغاة العرب الذين كّلفوا بوظيفة واحدة
فقط هي تكفير الشعوب العربية بكل القيم والمبادئ
وإذاقتهم العلقم حتى يستصرخ هؤلء أغثنا أيها الطاغية
الكبير الكبر الوحيد الوحد أمريكا وأجرنا من أبنائك
وة إل ّ بالّله !!!!
الطغاة الصغار ,ول حول ول ق ّ
118
داخل الجزائر وفي العواصم الغربّية ,وقد أبدى
ن
المسؤولون المريكيون كامل سرورهم و خصوصا أ ّ
الملفات الجزائرّية دسمة إلى أبعد الحدود وتحوي
بالضافة إلى المعلومات الخاصة والدقيقة معلومات
أخرى تتعّلق باستراتيجّيات الحركات السلمّية بمختلف
تنوعاتها .ومقابل هذه الخدمة التي أعتبرتها واشنطن
ن واشنطن قرّرت مد ّ الجيش الجزائري بمعدات جّبارة فا ّ
عسكرّية وحربية كان الجيش الجزائري محروما منها
بسبب موقف واشنطن من الداء السياسي للحكومة
نجاه التعامل مع التيارات السلمية ,كما أ ّ الجزائرية ت ّ
بوتفليقة حصل على تزكية واشنطن لنظامه ووعد الرئيس
المريكي بتقديم مساعدات وقروض أمريكية للجزائر في
كافة المجالت .ومن جهة أخرى تعيد الجهزة المنية
الجزائرية التحقيق مع كل الفغان الجزائريين المعتقلين
لجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات حول أسامة بن
لدن وتفاصيل حياته ونشاطاته وطرق تفكيره ومجالت
جهن هذه المعلومات ستتو ّ استثماره وبطبيعة الحال فا ّ
فورا إلى واشنطن وخصوصا بعد تشكيل لجنة أمنّية
مشتركة بين الجزائر وواشنطن .وقد عاب العديد من
المراقبين في العاصمة الجزائرية على الرئيس الجزائري
ساس من لجوءه إلى المناورة في التعامل مع موضوع ح ّ
قبيل إبادة دولة إسلمية والستعداد لعادة صياغة
نظامها السياسي وفق الرؤّية المريكية .فبوتفليقة كان
ن هذه الحرب صليبّية بكل أبعادها ,وأّنه يصّرح سابقا بأ ّ
يجب على واشنطن أن تتوّقف عن استهداف المدنيين ,
وعلى وقع هذه التصريحات كانت القنوات المنّية
والسياسية والديبلوماسّية بين واشنطن والجزائر تشهد
ن واشنطن التي كانت سخونة غير عادّية الى درجة أ ّ
تعتبر النظام الجزائري عسكريا ّ وغير ديموقراطي راحت
تبادر الى اجراء اتصالت هاتفّية مع قصر المرادّية – قصر
الرئاسة – وماكانت واشنطن لتغّير موقفها من الجزائر
لول غزارة المعلومات التي تلقتها من الجزائر والتي بدأت
تظهر أثارها في العديد من المواقع الجغرافّية من خلل
119
العتقالت التي طاولت مئات الجزائريين في كندا وأوروبا
ن لهم علقة وأمريكا وبعض الدول العربية ,والمتهمين بأ ّ
ضت لها بأسامة بن لدن وحتى بالتفجيرات التي تعر ّ
أمريكا في الحادي عشر من أيلول – سبتمبر .و قد قلب
جن لتصريحاته السابقة وأبلغ بوش بوتفليقة ظهر الم ّ
ن الجزائر شريك فّعال في الحرب المريكية شخصّيا أ ّ
على الرهاب ,وهذا الموقف الجزائري الذي عبّر عنه
بوتفليقة في البيت البيض ل يهدف إلى الحصول على
الشرعية من واشنطن والقروض والسلحة المرجوة ,بل
تهدف إلى محاولة إقناع واشنطن بسلمة الموقف
الجزائري من قضية الصحراء الغربّية وبالتالي الحصول
على دعم واشنطن لقّيام دولة البوليساريو في الصحراء
الغربّية ,وقد فهمت الرباط هذا التحرك الجزائر في
دت عليه فورا من خلل تصريح للعاهل واشنطن ور ّ
ن مناطق الصحراء الغربّية مد السادس من أ ّ المغربي مح ّ
هي مناطق مغربّية و هي جزء ل يتجزأ من السيادة
المغربية وستعمل المغرب على إنمائها كباقي المناطق
المغربّية .ومن المتوّقع كما يقول مراقبون في العاصمة
الجزائرّية أن تشهد العلقات المريكية – الجزائرية
ن الجهات تطورات ملحوظة في الّيام المقبلة خصوصا وأ ّ
الرسمية في الجزائر عملت على إبرا أهمية الموقع
الجيوسياسي للجزائر وأهمية الثروات النفطّية التي
مازالت بدون استثمار وفي ذلك محاولة لسالة
ن بوتفليقة الذي اللعاب المريكي .وفوق هذا وذاك فا ّ
م كل الوراق لواشنطن وللرئيس بوش تحديدا كان قد ّ
مه بالدرجة الولى أن يحصل على ورقة قوّية وضاغطة يه ّ
يستقوي بها على الجنرالت الذين يعملون على سحب
ن الكثير من هؤلء صلحّياته ,خصوصا إذا علمنا أ ّ
الجنرالت محسوبون على باريس !!!
120
الجزائر و التحالف
الستراتيجي مع أمريكا .
بنت السلطة الجزائرية أساس تحالفها مع واشنطن على
مجموعة أمور إستراتيجية وسياسية وإقتصادية وأمنية ,
ن الجزائر التي تريد أن فعلى الصعيد الستراتيجي فإ ّ
تتّزعم المغرب المغرب العربي وحتى إفريقيا لن يتأتىلها
وي وفي كل المجالت ,و ذلك بدون دعم أمريكي ق ّ
الفرق بين جزائر هواري بومدين و جزائر عبد العزيز
ن بومدين كان يسعى لكي تكون الجزائر بوتفليقة اليوم ,أ ّ
يابان العالم العربي إنطلقا من المقومات الذاتية
الجزائرية وليس إعتمادا على محور موسكو أو واشنطن ,
بينما بوتفليقة قرّر أن يضع كل مصير الجزائر في السّلة
المريكية ودفعة واحدة طمعا في ولية ثانية بدأ يمّهد لها
من الن رغم رفض بعض كبار الضّباط التجديد له ,
عت وطمعا في إنهاء العنف العمى في الجزائر والذي إد ّ
ن
السلطة الجزائرّية مرارا وتكرارا أّنها قضت عليه ,وتبي ّ
ن هذه التصريحات الرسمّية تندرج في سّياق الستهلك أ ّ
ؤدي التحالف المريكي العلمي المحّلي والخارجي وقد ي ّ
– الجزائري إلى تحقين الجماعات السلمية المسلحة ضد ّ
السلطة الجزائرّية
وضد ّ المصالح المريكية والغربّية في الجزائر المر الذي
دي
قد يؤ ّ
جه إلى الجزائر للمساهمة إلى تفكير واشنطن بالتو ّ
وبشكل مباشر في الصراع الجزائري الداخلي .وإقامة
قاعدة أمنية للمخابرات والجهزة المنية المريكية في
الجزائر وإمداد الجزائر بمعدات حربّية و عسكرّية متطورة
سيكون له دور كبير في تكريس الدور المريكي
دي هذا الوجود المريكي المستقبلي في الجزائر ,وقد يؤ ّ
في الجزائر إلى إنفجار الصراع بين مراكز القوة في
وى بالمريكان على الجزائر خصوصا وأن بوتفليقة يتق ّ
الجنرالت الذين يسعون للحؤول دون أن تتوسع صلحّيات
121
بوتفليقة الرئاسّية .وقد يترّتب على ذلك إزاحة الجنرالت
عن الحكم في الجزائر وإعادة صياغة نظام سياسي
مد تواتي يصّرح إلى جديد و هذا ما جعل الجنرال مح ّ
ن الجزائر لن تتحالف عسكرّيا جريدة يومّية جزائرية قائل أ ّ
ن الجزائر لضرب دولة أخرى ,وقال في تصريحه أ ّ
وتطبيقا للدستور في مادتيه 27و 28يحول دون أن
ن الجيش تقوم الجزائر بهذه الخطوة .وعلى صعيد آخر فا ّ
الجزائري منهك في حربه مع الجماعات السلمّية
المسلحة ول يمكن أن يدخل في حروب أخرى قد ترهق
ن ذلك قد يجلب عليه كاهله وتكلّفه الكثير بالضافة إلى أ ّ
سخط الشارع العربي والسلمي .
ن السلطات الجزائرّية التي بادرت ومن جهة أخرى فا ّ
إلى تقديم كل ما لديها من معلومات عن عناصر
جزائرّية إسلمية لها علقة بأسامة بن لدن ,وقدمت أزيد
من ذلك ,فإّنها حصدت خيبة أمل كبيرة ولم تتعامل معها
ن
العاصمة واشنطن والعواصم الغربية بالمثل ,حيث أ ّ
الجزائر طلبت من بريطانيا وبعض العواصم الغربية
ن هؤلء تسليمها عناصر إسلمية جزائرّية وجاءها الرد ّ با ّ
يتمتعون بحق اللجوء السياسي و العواصم الغربية ليست
في وارد أن تضع قوانينها جانبا من أجل الجزائر ,و بناءا
ن للرسميين الجزائريين الذين باركوا الخطوات عليه تبي ّ
المريكية وفتحوا خزائن أمنهم القومي وأرشفيهم
المعلوماتي للمريكان والغربيين يشعرون أّنهم ابتّزوا بل
ثمن ول مقابل ومع ذلك وافقوا أن تكون لمريكا قاعدة
أمنية في الجزائر طمعا في التغلب على الجماعات
السلمية المسلحة في الجزائر وطمعا في الرضا عن
النظام الجزائري المتورط في إنتهاك حقوق النسان
وطمعا في حل أمريكي لزمة الصحراء الغربية يرضي
الجزائر وجبهة البوليساريو .
وعلى الرغم من تحمس السلطة الجزائرية لتحالفها
ن بعض المراقبين المني والستراتيجي مع واشنطن فإ ّ
ن سلطتهم قد إقترفت خطأ الجزائريين يرون أ ّ
استراتيجّيا فظيعا عندما قدمت للمريكان أدّلة تفيد بأ ّ
ن
122
الجماعة السلفية للدعوة والقتال والتي يتزعمها حسن
طاب قام أسامة بن لدن زعيم تنظيم القاعدة بتأسيسها ح ّ
ها بالدعم المادي واللوجستي مقابل أن وهو الذي يمد ّ
تقوم عناصر الجماعة بتقديم يد العون لبن لدن في
العواصم الوروبّية و قد أعتقلت السلطات السبانّية
عناصر جزائرّية تنتمي إلى الجماعة السلمية للدعوة
والقتال و تنسقّ مع أسامة بن لدن و كانت مدريد تلقت
معلومات من الجهزة الفرنسية التي تمدها الجهزة
الجزائرية بكل التفاصيل بغية السكوت عن موضوع حقوق
ن السلطة الجزائرية لم النسان في الجزائر ,وباعتبار أ ّ
تعد قادرة على القضاء على جماعة بن لدن في الجزائر
مة في الجزائر فلبد ّ أن يتولى الجيش المريكي هذه المه ّ
ن مهمة الجيش المريكي على مدى عشر باعتبار أ ّ
سنوات يسعى للقضاء على بن لدن وقاعدته العربية
والسلمّية .والرسميون الجزائريون عندما سارعوا إلى
فتح ملفاتهم كان همهم أن يحصلوا وبشكل فوري على
دعم منقطع النظير وتزكّية من واشنطن للقيام بكل ما
في وسعهم لستئصال الجماعات المسلحة .بالضافة إلى
الدعم المادي والعسكري .وعلى الرغم من أن الرئيس
الجزائري لدى زيارته الخيرة إلى مناطق الشرق
ح بأّنه آن الوان لنجاح الجزائري جيجل وسكيكدة صر ّ
المصالحة الوطنية في الجزائر ويجب أن نترّقى من الوئام
المدني إلى المصالحة الوطنّية ,وهذه التصريحات
تستبطن استشعارا عن بعد لخطورة المرحلة المقبلة
وخصوصا إذا ما أستمّر الوضع المني منهارا في الجزائر ,
ن منتدى الناتو سبق وأن أعد ّ وثيقة وتجدر الشارة إلى أ ّ
تتحدث عن سبل التدخل في الجزائر فيما لو انهار الوضع
عن بكرة أبيه في الجزائر ,وقد أصبحت هذه التصريحات
في خبر كان بعد القرار العملي بمواصلة الستئصال ومع
أمريكا هذه المرة و على الرض الجزائرية .
و كان يجب على الرسميين الجزائريين أن يترّوا قبل أن
وا خدماتهم المجانّية للمريكان والعواصم الغربية , يقدم ّ
فمصر التي تربطها بواشنطن علقات أشد عمقا من
123
العلقات الجزائرية – المريكية ترّوت في الدلء بموقفها
من التحالف الدولي ضد ّ أفغانستان وأعلنت أن الصراع
مر على إيقاعه الحالي العربي – السرائيلي إذا ما أست ّ
سيوّلد كوارث ل أحد يدرك عقباها .و الجزائر بموقفها
ما تدعو واشنطن للتدخل في شؤونها الداخلية , الحالي إن ّ
وتدعوها لتكون طرفا في صراعها الداخلي مع الجماعات
السلمّية المسلحة ,وهذه الدعوة وان كانت مبطّنة إل ّ
ن
أنّها تسيل اللعاب المريكي خصوصا إذا علمنا أ ّ
ط للستحواذ على استثمار الطاقة واشنطن ما فتئت تخط ّ
الجزائرية تسويقا واستخراجا و إشرافا ,وتكشف
ن الشركات المريكية باتت الحصاءات الجزائرّية الخيرة أ ّ
صة السد في قطاع الطاقة الجزائري ,فيما تملك ح ّ
الشركات الفرنسية باتت تكتفي بما يلبي حاجة الستهلك
المحّلي في فرنسا وبعض السواق الوروبّية ,والخطر
عت في خطوتها التحالفّية ن الجزائر التي تسر ّ من ذلك فا ّ
مع واشنطن يبدو أّنها لم تسأل عن موقف واشنطن من
حقّ البربر في إقامة دولتهم في الجزائر !!!
124
كانت ساخنة إلى أبعد الحدود ,فجورج بوش أجرى اتصال
هاتفّيا بالرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أثناء الغارة
المريكّية على أفغانستان حيث وضعه في صورة
السيناريو المريكي في أفغانستان ,وأعقب هذه المكالمة
اتصالت واسعة بين البلدين ,كان أخرها الزيارة التي قام
بها ولّيام بيرنز كاتب الدولة المريكي المكّلف بشؤون
الشرق الوسط السبوع الماضي .وقد لعبت واشنطن
دورا كبيرا في تمهيد الطريق للجزائر لتوقيع اتفاقّية أمنّية
واسعة مع حلف الشمال الطلس – الناتو – و التوقيع
على معاهدة الشراكة الجزائرّية –الوروبّية أثناء زيارة
الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة
ن التحاد الولى إلى العاصمة البلجيكّية بروكسل ,علما أ ّ
الوروبي كان يرفض جملة وتفصيل إدخال الجزائر في
الشراكة الوروبّية وقد رفض هذا الموضوع في سنة
1996إلى
جانب رفض الطلب السوري بالنضمام إلى الشراكة
الوروبّية ,و كان التحاد الوروبي يعترض على انتهاك
حقوق النسان في الجزائر و مافتئ يعلن عن عدم أهلّية
دت الجزائر في النضمام إلى الشراكة مع أوروبا .وقد تبد ّ
كل العتراضات الوروبّية وتلشت كل المآخذ التي كان
حاد الوروبي على الجزائر في مجالت حقوق يأخذها الت ّ
النسان و وضع المعتقلين و المفقودين بالضافة إلى
حرمان الحزاب السّياسية من التداول على السلطة .
دى إلى قبول الجزائر ن دخول واشنطن على الخط أ ّ غير أ ّ
حاد الوروبي وحليفا أمنّيا واستراتيجّيا لحلف شريكا للت ّ
الناتو ,واللقاء الذي جمع بين الرئيس الجزائري عبد
العزيز بوتفليقة والمين العام لحلف الشمال الطلسي -
الناتو -جورج روبرستون أفضى إلى وضع رؤّية مشتركة
بين الجزائر والناتو وانتهت بالتوقيع على اتفاقّية أمنّية
دي إلى فتح الجغرافّيا الجزائرّية أماممتكاملة قد تؤ ّ
وات الطلسّية فيما لو تطوّرت الوضاع المنّية بشكل الق ّ
سلبي في الجزائر .و قد أعلن المين العام لحلف الناتو
م حلف ن الجزائر هي من المحاور الجغرافّية التي ته ّ أ ّ
125
الناتو ,ومصدر الهتمام يعود الى ضمان تدّفق الغاز
والنفط الجزائريين إلى كل أوروبا وتحديدا فيما لو انهار
الوضع المني في الجزائر والتفاق الجزائري – الطلسي
ص إمكانّيات المحافظة على الوثائق التي سيتبادلها يخ ّ
مستقبل الجيش الجزائري والحلف الطلسي .ويهدف
حلف الناتو من خلل التحالف المني مع الجزائر الى
سط وتأمين ضمان استقرار الجبهة الجنوبّية لحوض المتو ّ
ح بذلك الواجهة المقابلة للجناح الجنوبي للناتو كما صر ّ
مسؤول قسم التعاون والمن القليمي لحلف الناتو العقيد
ن معاهدة الشراكة الجزائرّية – فرانكو لي .كما أ ّ
ن بنودا مشتركة لمكافحة ن فيما تتضم ّ الوروّبية تتضم ّ
الرهاب ,وفي الوقت الذي كانت فيه كل البنود الموجودة
في المعاهدة مستقبلّية من قبيل إعداد القتصاد الجزائري
ليصل إلى نفس مستوى القتصاد الوروبي سنة 2010
وإقامة سوق حّرة بين الجزائر ودول أوروبا وإعادة تأهيل
ن التوافق المجالت الجتماعية والعلمّية والسياسّية إل ّ أ ّ
المني ساري المفعول منذ اليوم الّول للتوقيع على
المعاهدة ,وقد استطاعت الجزائر أن تحصل على
تطمينات من رئيس المفوضّية الوروبّية رومانو برودي
ن الدول الوروبّية مجتمعة ستلحق الشبكات الجزائرّية بأ ّ
مها الجزائر بأّنها العاملة فوق الراضي الوروبّية والتي تته ّ
حة في شبكات دعم وإمداد للجماعات السلمّية المسل ّ
الداخل الجزائري .وقبل التوقيع على معاهدة الشراكة
الجزائرّية – الوروبّية مع رئيس المفوضّية الوروبّية
رومانو برودي في بروكسل ,كانت للرئيس الجزائري
ددة مع كبار الرسميين في بلجيكا ,كما التقى لقاءات متع ّ
الرئيس الجزائري بأعضاء الجالّية الجزائرّية ,حيث كان
ظا على هذه المعاهدة التي لن تعود بالنفع إل ّ البعض متحف ّ
ن القتصاد الجزائري يعتمد بالدرجة على أوروبا باعتبار أ ّ
الولى على النفط والغاز ولن يرقى المنتوج الجزائري
الخر إلى منافسة المنتوج الوروبي الذي يبدو مسيطرا
على السواق الجزائرّية دون اتفاق شراكة ,والستفادة
الطفيفة التي قد تجنيها الجزائر من شراكتها مع أوروبا هو
126
حصولها على بعض الموال لدعم بعض البرامج
والقطاعات التي ترى المجموعة الوروبّية أّنه يجب على
ن مثل هذه المساعدات الجزائر تطويرها ,وفي الغلب فا ّ
محدودة ول ترقى إلى مستوى النهوض باقتصاد مريض
كالقتصاد الجزائري .وواشنطن التي ساهمت في جعل
ض الطرف عن المسلكّية حاد الوروبي يغ ّ حلف الناتو والت ّ
السياسية للنظام الجزائري والتي كانا يعترضان عليها في
مها أن تستثمر ذلك في سبيل تفعيل أوقات سابقة يه ّ
دت الدراسات ن أك ّ
مصالحها في الجزائر ,خصوصا بعد أ ّ
ن الصحراء الجزائرّية التي تحتل مساحة المريكية أ ّ
مليونين كيلومتر مرّبع من أصل مليونين وثلثمائة ألف
كيلومتر مرّبع هي مجمل المساحة الجزائرّية تحتوي على
مخزون نفطي هائل ,ولم يستثمر منه إل ّ عشرين
ن الجزائر هي ثالث دولة مصدّرة بالمائة ,ومعروف أ ّ
در للغاز الطبيعي للغاز بعد روسيا وكندا و ثاني مص ّ
السائل بعد أندونسّيا ,و في سنة 2000وحدها كانت
عائدات الجزائر من النفط في حدود 22مليار دولر
أمريكي ,و عندما كانت الفتنة الجزائرّية مشتعلة قال أحد
المحللّين المريكان في الهيرالد تريبيون :فليتقاتل
الجزائريون فيما بينهم و المهم أن ل يصل حريقهم الى
ي هذا
آبار النفط والغاز في الصحراء الجزائرّية ,وقد نس ّ
ب إليها العنق
ل أن يقول هذه البار التي يشرئ ّ المحل ّ
دا !! المريكي الطويل والطويل ج ّ
127
أوروبا بعد الحادي عشر من أيلول
بين التبعّية والستقلل عن
أمريكا .
128
بأّنها تريد أن تلعب أدوارا كبيرة ولن يتأتى لها ذلك إل ّ من
خلل أمريكا التي إستفردت بصناعة القرارات الدولّية .
وإذا كان هذا المشهد السياسي في أوروبا قبل الحادي
ن المشهد إزداد تعقيدا وإرتباكا عشر من أيلول , 2001فإ ّ
بعد الحادي عشر من أيلول 2001حيث بعثت واشنطن
أكثر من رسالة إلى العواصم الوروبّية مفادها من ليس
معنا فهو بالتأكيد ضدّنا ,وكان هناك إلحاح أمريكي على
إقحام المجموعة الوروبّية في معادلة الحرب على ما
ن
ن واشنطن تعتبر أ ّ أسمته أمريكا بالرهاب ,بإعتبار أ ّ
ي أهم حليف لها بحكم التاريخ والراهن ,وبحكم أوروبا ه ّ
المرجعية العقائدية والفكرّية الواحدة .وبداية تجاوبت
أوروبا مع طروحات واشنطن الجديدة وأنساقت وراء
لحظات النفعال ,لكن وبعد زوال لحظات النفعال والتأثر
ن
بدأت العديد من العواصم الغربّية تراجع نفسها وتدرك أ ّ
النسياق وراء المشروع المريكي العالمي الجديد من
شأنه أن يجعل أوروبا تقفز على قوانينها الداخلية ومن
شأن ذلك أن يؤدي إلى إرباكات داخلية في أكثر من واقع
ن المسلمين في معظم الدول أوروبي خصوصا وأ ّ
الوروبّية هم أصحاب الدّيانة الثانية بعد المسيحية وأغلبهم
يتمتعون بحق المواطنة ,ويحق لهم التصويت والترشح
للنتخابات التشريعية وغيرها .ولحظة الستيقاظ من
النفعال بدى في عدم إستجابة كل الدول الوروبية في
الذهاب مع الجيش المريكي إلى أفغانستان وحتى بعض
الفرق الوروبية التي شاركت في الحرب المريكية في
أفغانستان بدأت تعود إلى بلدها تحت ضغط الرأي العام
الوروبي الذي يبدو في غالبيته ضد ّ التوجهات المريكية .
ولّول مرة في تاريخ أوروبا تنطلق تظاهرات يشارك فيها
عشرات اللف من الوروبيين ويهتفون ضد ّ السياسة
ن الدول المريكية وتوجهات جورج بوش الراهنة .كما أ ّ
الوروبّية لم تبادر إلى وضع حد ّ للوجود السلمي في
أوروبا وحتى أتباع أشد الحركات السلمية راديكالية لم
يتعرض لهم أحد ,والذين طاولتهم الجهزة المنية
مت بشأنهم وكالة الستخبارات الوروبية هم الذين قد ّ
129
المريكية ملفات ,وقد أطلق سراح الكثير منهم بعد أن
ن هؤلء أبرياء ,كالطّيارتبث للجهزة المنية الوروبية أ ّ
الجزائري لطفي رايسي الذي إتهمته واشنطن بتدريب
الطيارين الذين قاموا بتفجير برجي التجارة المريكي في
ن
نيويورك ,وأطلق سراحه لعدم وجود دليل علما أ ّ
واشنطن كانت تطالب بريطانيا بتسليمه لها ,وفي
السويد لم يتعّرض أي عنصر من أتباع تنظيم القاعدة
ن مسؤول في الستخبارات السويدية للعتقال علما أ ّ
ن هناك 15شخصا من أتباع تنظيم القاعدة في أعلن أ ّ
السويد ول يمكن إعتقالهم لّنهم لم يخرقوا القوانين
السويدّية .
وينطلق العديد من الساسة الوروبيين في توجهاتهم هذه
ن بين أوروبا و العالم العربي
من قاعدة مفادها أ ّ
والسلمي مصالح إستراتيجية وسياسية وإقتصادية ,وهذه
الكتلة العربية والسلمية هي أقرب إلى أوروبا جغرافّيا
من أمريكا ,وأي تصعيد في الموقف ضد ّ هذه الكتلة
معناه تعريض المن القومي الوروبي إلى الخطر .ولذلك
لم تستهدف العواصم الوروبّية الوجود السلمي في كل
دة ثبت أّنها
تفاصيله ,لكن لحقت عناصر بأعداد محد ّ
تورطت في أعمال عنف ,وهناك إحتياط سياسي
وإعلمي رسمي في عدم التعريض بالسلم وهنا يجب
التفريق بين المواقف الرسمية ومواقف وسائل العلم
ذات المتدادات الصهيونية .
وكل النقاشات التي كانت تدور بين الساسة الوروبيين
أثناء إجتماعات التحاد الوروبي
كانت تتطرق إلى ضرورة تمييز السياسة الوروبية عن
ل وزيرة خارجية السويد السيدة آنا ليند المريكية ,ولع ّ
كانت الكفأ في القول نيابة عن المسؤولين الوروبيين
أخيرا في العاصمة الدانماركّية كوبنهاغن :يجب أن نقول
لمريكا ل ,وقرّرت أن تبعث رسالة بهذا الخصوص إلى
ن الرأي وزير خارجية أمريكا كولن باول .ويمكن القول أ ّ
العام الوروبي الذي بدأ يتشكل في أوروبا ضد ّ التوجهات
المريكية الراهنة وقد أرخى هذا الرأي العام بظلله على
130
صناع القرار في أوروبا تحول إلى تّيار حقيقي ضاغط
ومؤّثر ,وألمانيا التي كانت أهم حليف أوروبي لمريكا بعد
بريطانيا بدأت سياستها الخارجية تستّقل عن الموقف
المريكي في الملفين الفلسطيني و العراقي على وجه
التحديد .
سع بين أوروبا وأمريكان الفجوة بدأت تت ّ ويمكن القول أ ّ
في منحنيات سياسية عديدة ,ول تريد العواصم الوروبية
ول إلى ساحة تصفيات تدفع ضريبة وقوفها العمى أن تتح ّ
مع أمريكا ,وإذا شرحّنا الخارطة الرسمية الوروبّية نجد
أّنها تنقسم إلى ثلث أقسام فهناك
أقلية أوروبية ترى ضرورة الوقوف إلى جنب واشنطن
قلبا وقالبا وعلى رأسها بريطانيا ودول أوروبية بدأت
تجهر برفض التوجهات المريكية مثل فرنسا والسويد
وألمانيا والدانمارك والنرويج وبلجيكا وغيرها ,ودول
أوروبية صامتة وهي تلك التي خرجت من الخيمة
ن
السوفياتية سابقا وأنضمت إلى التحاد الوروبي وتعتبر أ ّ
الولوية في تأهيل نفسها سياسيا وإقتصادّيا والصمت خير
وسيلة لعدم جلب السخط على واشنطن التي تكفّلت
بمساعدة هذه الدول الخارجة من البعبع الحمر .وإذا
كانت المواقف الرسمية تجاه العصر المريكي موزعة بين
ن الرأي العام الشعبي في أوروبا القسام الثلث ,فإ ّ
موقفه من أمريكا واحد ويتمثل فيما قالته سياسية
ي ل تكون واشنطن هي سويدية من أّنه علينا أن نناضل لك ّ
الشرطي الوحيد في العالم ..
131
معلومات عن العالم السلمي
بالجملة في الدوائر الغربّية .
يفد إلى الدول الوروبّية المانحة للجوء شهرّيا عشرات اللف من طالبي اللجوء السياسي والنساني ومعظمهم
ق القامة والعمل والمساعدة من العالم العربي والسلمي والثالث ,وحتى يحظى طالب اللجوء بالقبول وبالتالي ح ّ
الجتماعّية – عبارة عن راتب يقّدم للجئ وهو يكفيه لمأكله وملبسه -في هذه الدولة المانحة للجوء يجب عليه
ي وطنه والمؤسسات الحاكمة فيه تعرّية كاملة تكون كفيلة بذكر مئات المعلومات عن تركيبة نظام الحكم أن يعر ّ
والعوائل أو جماعات النفوذ الصانعة للقرار السياسي وخارطة التيارات السياسية ومفردات هذا المذهب أوذاك
ن من جملة السئلة التي يسألها المحققون المنيون لطالب اللجوء هل أنت شيعي أو سني أوبهائي وللشارة هنا فا ّ
أو زرادشتي اذا كان طالب اللجوء قادما من ايران مثل .وقد سئل أحد طالبي اللجوء من دولة عربية عن سّر
ل بعض المتابعين الخلف الفقهي بين علي خامنئي ومحّمد حسين فضل ال وهو خلف فقهي دقيق لم يطّلع عليه ا ّ
لهذا الموضوع ومن المهتّمين بالقضايا السلمية ,وسئل أخر ينتمي الى مايعرف بالبدون في الكويت عن ظاهرة
ق اللجوء باعتباره بدون البدون في الكويت ومستقبلهم وتفاصيل مشكلتهم وفي النهاية حاز هذا الشخص على ح ّ
ن الجهزة وطن .ويقول أحد المترجمين العرب الذين يقومون بترجمة مايقوله اللجئون الى اللغة السويدية ,لو أ ّ
المنية في الغرب مجتمعة سخّرت ميزانّية من مئات مليين الدولرات وغرست ألف العيون على امتداد العالم
السلمي من طنجة والى جاكرتا ليحصل على معلومات دقيقة من قبيل ما يجمعونه من خلل ظاهرة اللجوء لما
جمعوا مقدار عشر ما لديهم من معلومات جاءتهم عن طريق اللجئين .وتتعامل الجهزة الغربية مع المعلومات
القادمة بشكل علمي دقيق ويتّم أرشفتها جميعا ,و هناك معلومات تحتفظ بها هذه الدولة المانحة للجوء لنفسها
وأخرى تسوّقها ضمن مجموعة دول التحاد الوروبي وأخرى تذهب الى أمريكا وخصوصا المعلومات المتوفرة
عن بن لدن ,وأخرى تذهب الى الموساد وتحديدا تلك المستقاة من فلسطينيين طالبين للجوء وما أكثرهم
ومعلومات أخرى تستخدم لبتزاز دول عربية واسلمية ,وتقسم المعلومات الى أقسام منها :معلومات سياسية
ومعلومات عسكرّية ومعلومات علمية ومعلومات اجتماعية وذات صلة بالمجتمع وهلّم جّرا ويلحظ لدى أرشفة
المعلومات مصدرها وهناك اعتناء كبير بالمصدر ,فعندما يكون طالب اللجوء وزيرا أو وزيرا سابقا أو شخصا
كان منخرطا في جهاز أمني أو تركيبة الحكم أو صحافيا فهؤلء معلوماتهم تأخذ بعين العتبار والهتمام أيضا .
ويبقى طالبو اللجوء الذين ليس لهم مستوى ثقافي وحتى هؤلء يجري حلبهم بطريقة معينة كأن يتّم من خللهم
ن الدوائر المعنية بمنح ح ّ
ق معرفة الواقع الجتماعي وتفاصيل العادات والتقاليد .وتجزم المعلومات المتوفرة أ ّ
اللجوء باتت تتمتع بخبرة واسعة ودقيقة بتفاصيل التفاصيل عن العالم العربي والسلمي ,فأصبح هناك الخبير
بالجزائر وأخر بمصر وثالث بالعراق ورابع بلبنان وخامس بفلسطيين وهكذا دواليك ,وهذه الخبرة تشمل المعرفة
الدقيقة بالواقع السياسي وكيفية أداء الجهزة المنية وحتى اللهجة المحكية يعرفها هذا الخبير ,ويصادف أن
ي يسكن المرجع ي وفي هذا الح ّ ي يوجد هذا الح ّيمسك الخبير الخارطة فيشير قائل هنا النجف وقرب هذا الح ّ
ن طالبي اللجوء في الفلني أو الضابط الفلني في معرض حديثه مع عراقي طالب للجوء مثل .واذا علمنا أ ّ
ن العالم العربي والسلمي بات الدول المانحة للجوء ينتمون الى معظم الدول العربية والسلمية فمعنى ذلك أ ّ
مكشوفا ومخروما الى النخاع ,وتعتبر وفرة المعلومات عن العالم العربي والسلمي عامل قوة للدول المانحة
التي باتت تحسن استخدام كافة المعلومات في فرض سياسات معينة .وليس هذا فحسب بل أن الداء الجتماعي
والمسلكي للمسلمين في الغرب بات محل ملحقة ودراسات مستفيضة يقوم بها باحثون في أحيان كثيرة ينسّقون
ق في فهم المسلمين ليس على مع الدوائر التي تستجمع كل هذه المعلومات والغرض من تلك الدراسات هو التعم ّ
قاعدة التواصل معهم لكن على قاعدة اعرف عدّوك الذي جاءك الى عقر دارك .
ن العديد من طالبي اللجوء من العالم العربي والسلمي يبادرون الى اعطاء أكبر قدر ممكن من والشكال أ ّ
ق اللجوء سريعا ,وعندما ترى الجهزة ن ذلك سيساهم في حصولهم عل ح ّ المعلومات عن بلدهم ايمانا منهم أ ّ
ن من المصلحة ابقاء هذا الشخص مربوطا بها ,فاّنه يهدد بعدم قبول طلب الغربية المحققة مع طالب اللجوء أ ّ
جان في أحيان كثيرة وبدون مقابل . ل اذا تعاون مع هذه الجهزة ويصبح عينا على بني جلدته وبالم ّ لجوئه اللهّم ا ّ
132
وبهذا الشكل تمكّنت الجهزة المذكورة من غرس عشرات بل مئات العيون في المساجد ووسط التجمعات
السلمية والجالّيات العربّية .وبهذا الشكل يصبح المسلمون في الخارج – في الخارطة السلمّية – والمسلمون
في الداخل – ضمن الخارطة الغربّية – تحت دوائر الضوء والمجهر ,ومن غير اللئق السؤال لماذا بعد كل هذا
انهزمنا وأنتصروا !!!!!
133