‫من كتاب ‪ /‬المتحولون إلى السلم في الغرب ‪.

‬‬

‫بقلم الكاتب الصحفي يحي أبوزكريا ‪.‬‬

‫حوار مع الفّنانة السويدية ريجينا مكويكي التي أسلمت ‪.‬‬

‫يعتبر الفّنان السويدي الشهير إيفان أغيلي ‪ Ivan Agueli‬المولود‬

‫في فييي الول ميين أكتييوبر –‬ ‫في ‪ 24‬مييايو – أي ّييار ‪ 1869‬و المتييو ّ‬
‫ول ‪ 1917‬من أشهر الفنانين السويديين الذين تركييوا‬ ‫تشرين ال ّ‬
‫بصييمات عميقيية وواضييحة فييي المدرسيية السييويدية الفننييية بكييل‬
‫ن إيفييان أغيلييي مييؤثرا علييى الجيييال‬ ‫منعرجاتهييا ‪ ,‬و مييا زال فيي ّ‬
‫دت ذكراه في متحف فني شهير يحوي‬ ‫السويدية الراهنة التي خل ّ‬
‫لوحاته فقط في مدينة سال السويدية ‪ ,‬و قد أصبحت لهذا الفنان‬
‫مدرسة فنية خاصة تعرف بإسم مدرسة إيفان أغيلي ‪ .‬ولم يكتييف‬
‫أغيلييي بدراسيية الفيين فييي العديييد ميين الييدول الغربييية بييل درس‬
‫الحضارة العربية و السلمية و درس القرآن على وجه التحديييد و‬
‫أسلم و صييرح بييذلك فييي وقتهييا ‪ ,‬و قييد خصييص دارسييوه فصييول‬
‫بكاملها عن إسلمها و ربطوا بين روحانية الفين و السيلم اليذي‬
‫إنتهى إليه أغيلي ‪ ,‬وتشاء الظروف أن تنهج فنانة سويدية شهيرة‬
‫ن الرسم وتحصييد جييوائز كييبيرة و‬ ‫في السويد نهجه و تتألق في ف ّ‬
‫منح مين مؤسسييات ثقافيية سيويدية لهيا وزنهيا فيي السييويد ‪ ,‬و‬
‫إنتهت هي الخرى إلييى السييلم و تلييتزم بييه عقيييدة و شييريعة و‬
‫تقرر إرتداء الحجاب و تواصل عرض لوحاتها الفني ّيية فييي كبريييات‬
‫القاعات بحجابها الذي تشييبثت بييه ‪ ,‬بييل إنهييا بيياتت تسييتلهم ميين‬
‫السلم موضوعات للوحاتها التي لقت شهرة واسعة في السويد‬

‫‪1‬‬
‫و التي كانت ول زالت محور حديث الصحافة الثقافية في السويد‬
‫‪ ,‬إنهييييا الفنانيييية و السييييتاذة السييييويدية ريجينييييا مكييييويكي‬
‫‪ Regina Mucwicki‬التي ستحدثنا عن رحلتها إلى السلم و إيمانها‬
‫به عقيدة وشريعة ومسلكا في الحياة وعن إكتشافها للسلم عن‬
‫واء‬
‫ن والتي باتت تعرف بعييد إسييلمها بإسييم ريجينييا ح ي ّ‬ ‫طريق الف ّ‬
‫جييت حييواء أو ريجينييا ميين مدرسيية الفنييون العليييا فييي‬ ‫‪..‬وقييد تخر ّ‬
‫العاصمة السويدية ستوكهولم ‪ ,‬و ما زالت تواصل عملها كفنانة و‬
‫تقيم معارض في أنحاء السويد ‪ ,‬كما تعمل كأسييتاذة لمييادة الفيين‬
‫ون اليييات‬ ‫والخياطة والتطريز الذي برعييت فيييه ‪ ,‬و كييثيرا مييا تييد ّ‬
‫القرآنية على لوحاتها ‪ ,‬من قبيل الله نور السموات والرض وغير‬
‫ذلك ‪ .‬و قد كان لنا معها هذا اللقاء عن تعرفها على السلم في‬
‫مجتمع سويدي عرف عنه أّنه مجتمع المجون و الشهوات ‪..‬‬

‫جاه السلم !‬
‫كيف كانت رحلتك بإت ّ‬

‫ولدت في سنة ‪ 1960‬في منطقة ريفية تقع في جنييوبي نورلنييد‬

‫في السويد ‪ ,‬عائلتي تتألف من أبي وأمي و أختي الكبيرة ‪ ,‬لقييد‬
‫كان أبي يعيش في بولونيا فهو بالساس من أصييل بولييوني جيياء‬
‫إلى السويد في سنة ‪ 1948‬أي بعد إنتهاء الحرب الكونية الثانية و‬
‫إستيلء الروس على بولونيا و سيييطرة الشيييوعيين علييى مقاليييد‬
‫ط أن يكمييل طريقييه إلييى الوليييات‬ ‫الحكم هناك ‪ ,‬وكان أبي يخط ي ّ‬
‫ب كييل الوراق الضييرورية ميين إجييازة‬ ‫المتحدة المريكية ‪ ,‬و قد رت ّ‬
‫ن القييدر‬‫عمل وغير ذلك بل حتى أّنه عثر على عمل هناك ‪ ,‬غييير أ ّ‬
‫ف أبي على أمي السويدية و قرّر‬ ‫كان يريد لنا غير ذلك ‪ ,‬فقد تعر ّ‬
‫العيش في السويد و لجأ والدي إلى رعاية الخيول و أقييام لييذلك‬
‫إصيطبل ‪ ,‬و قيد كيانت هيذه الجيواء الطبيعيية اليتي عشيتها فيي‬
‫طفولتي بداية علقتي بالفن ‪.‬‬
‫طفولتي كانت سعيدة للغاية فقد عشت وسط أسييرة كاثوليكييية ‪,‬‬
‫ي و علييى‬ ‫وقد حاولت عائلتي عكس الجواء الدينية الكاثوليكية عل ّ‬
‫طر إلى النتقال كل أحد إلى المدينيية‬ ‫تربيتي ‪ ,‬و كانت عائلتي تض ّ‬
‫الكبيرة لزيارة الكنيسة ‪ ,‬كان يوجد هنيياك مكييان خياص بالراهبييات‬
‫عرف بأخوات إليزابيييت ‪ ,‬وهنيياك أيضييا تعلمييت أشييياء كييثيرة عيين‬
‫اليمان بالّله ‪ ,‬لكن لم يكن يييدور فييي خيياطري أن أصييبح راهبيية ‪,‬‬
‫فقد كان لدي ما يكفي من العتقاد بالّله ‪.‬‬
‫كنت أحلم أن أصبح بيطرّية و لذلك درسييت المييواد الطبيعييية فييي‬
‫صة في العلوم الطبيعية ‪ ,‬و في المرحلة الثانوييية‬ ‫الثانوية المتخص ّ‬
‫ي ‪ ,‬كما بدأت أطرح أسئلة موضوعوية‬ ‫ن تسيطر عل ّ‬ ‫بدأت ملكة الف ّ‬
‫س هييو‬‫حول الكنيسيية و الوضييع الكنسييي ‪ ,‬فييالتثليث و كييون الق ي ّ‬

‫‪2‬‬
‫الواسطة بين الّله والبشر لم تكيين تييروق لييي أبييدا ‪ .‬وعنييدها بييدأ‬
‫أفقد حماسي بالكنسية ‪.‬‬

‫و كيف إكتشفت السلم إذن !‬

‫ن‪.‬‬
‫ن ‪ ,‬نعم من خلل الف ّ‬
‫لقد إكتشفت السلم من خلل الف ّ‬

‫تماما كالفنان السويدي الشهير إيفان أغيلي !‬

‫صحيح إيفان ذو الشهرة العالمية قيياده الفيين إلييى معرفيية اللييه و‬

‫التوحيد ‪.‬‬

‫نترك أغيلي و نعود إلى رجينا اليتي أصيبحت تيدعى بعيد إسيلمها‬
‫حواء !‬

‫نعييم ‪ ,‬لقييد بييدأ إهتمييامي بييالفن بيياكرا ‪ ,‬عنييدما كييان عمييري ‪5‬‬
‫سنوات ‪ ,‬و قد إنضممت في ذلك اليوقت إلييى مشييروع فنيي فيي‬
‫منطقتنا السويدية همسوندا ‪ ,‬و كان هييذا المشييروع الفنييي علييى‬
‫علقة بمنطقيية مصييرية فييي الصييعيد و ظييروف حياتهييا ‪ ,‬و طبعييا‬
‫سكان هذه المنطقة كانوا من المسلمين ‪ ,‬وقد سييمحت لييي هييذه‬
‫الدورات الدراسية الفنية بمعرفيية تفاصيييل عيين سييكان مصيير ‪ ,‬و‬
‫تحقق حلمي عندما بلغييت سيين ‪ 15‬سيينة حيييث قمنييا بزيييارة إلييى‬
‫مصيير ‪ ,‬و تعرفنييا عيين قييرب علييى كييل المعييالم الفنييية و الثرييية‬
‫المصرية و قمنا برحلة على إمتداد نهيير النيييل ‪ ,‬وطبعييا لييم تكيين‬
‫الثار وحدها التي تشدني والييتي ربمييا كييانت مرتبطيية بتاريييخ مييا‬
‫قبييل السييلم ‪ ,‬بييل كييان يشييدني منيياظر المسيياجد وعظمتهييا و‬
‫الخطوط العربية التي تزين أسقف المساجد والجدارن ‪.‬‬
‫ي و حملني على ضرورة معرفة الدين السييلمي ‪,‬‬ ‫كل ذلك أثّر عل ّ‬
‫و عندما كنت في القصر إشتريت قلدة فضّية كتب عليها ‪ :‬بإسم‬
‫ط متييألق‬ ‫الله الرحمان الرحيم ‪ .‬وكانت هذه البسييملة مكتوبيية بخ ي ّ‬
‫ورائع و ظللت أحمل هذه القلدة على إمتداد رحلتي من القصيير‬
‫وإلى القاهرة ‪ .‬وأثناءها قال لي اليدليل السييياحي ‪ :‬ل يمكنييك أن‬
‫تحملي هذه القلدة التي عليها البسييملة ‪ ,‬فييأنت لسييت مسييلمة ‪,‬‬
‫فرددت عليه تلقائيا وعفويا ‪ :‬بلى أنا مسلمة و قلبي مسييلم ‪ ,‬ول‬
‫حقا قرأت القرآن في نسخته السويدية و قد قرأته من أوله إلييى‬
‫آخره وكان ذلك طريقي الحقيقي إلى السلم الييذي أعلنييت عنييه‬
‫في وقت لحق ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫وهل زعزع يقينييك هييذا تصييرفات بعييض المسييلمين السييلبية فييي‬
‫الغرب مثل !‬

‫كل ّ و ألييف كل ‪ ,‬فكييل إنسييان مسييؤول عيين تصييرفاته ‪ ,‬و ل تييزر‬

‫وازرة وزر أخرى وكل يحاسب بمفرده يوم القّيامة ‪ ,‬و واجييبي أن‬
‫ل فييي عله منييي ‪ ,‬نعييم‬ ‫أتبع تعاليم السلم و ما أراده الخييالق ج ي ّ‬
‫يحزننييي جييدا أن يخييالف بعييض المسييلمين إسييلمهم ‪ ,‬و تحديييدا‬
‫هييم‬‫الشباب الذين ل يبالون بدينهم و سييبب حزنيي عليهييم هييو أن ّ‬
‫سيخسرون آخرتهم ‪.‬‬
‫ي عندما كنت مسلمة جديييدة الكييل أراد أن يعلمنييي و‬ ‫وبالنسبة إل ّ‬
‫ي أن أفرق بين ما هو ديين ‪ ,‬و ميا هييو عيادات ‪,‬‬ ‫يرشدني وكان عل ّ‬
‫وماهو تقاليد ‪ ,‬و مييا هييو ثقافيية ‪ ,‬و قييد نصييحني أحييدهم بقييوله ‪:‬‬
‫عودي إلى المصدر دائما ‪ ,‬و أبحثي في تفاصيل كل شيئ ‪.‬‬
‫وكان علي أن أنمعنى في أحكام القرآن و السنة النبوييية حييتى ل‬
‫أقع في الخطأ و حتى أتلفى الخلط بين المور ‪....‬‬

‫كيف ترين مستقبل السلم في الغرب !‬

‫ما زلت أتذ ّ‬

‫كر جيدا ما قيياله أحييد الكت ّيياب والصييحفيين السييويديين‬
‫عندما تهاوى جدار برلين بين اللمانيتين الشرقية والغربية ‪ ,‬فقد‬
‫ن الخطيير الحميير قييد زال وبييدأ الخطيير الخضيير ويقصييد‬ ‫قييال ‪ :‬أ ّ‬
‫السلم ‪ ,‬في ذلك الوقت كنت أغوص في قراءات شتى أوصلتني‬
‫ت أفهم السلم وحضارته فقد إسييتغربت‬ ‫إلى السلم ‪ ,‬ولكوني ب ّ‬
‫ميين غمييز هييذا الصييحفي ‪ ,‬و تعجبييت كيييف يمكيين أن يكييون هييذا‬
‫السلم العظيم خطيرا ‪ .‬وقد بدأ البعض يحمل على السلم فييي‬
‫ن‬
‫الغييرب ميين خلل مييا يعييرف بالسييلم فوبيييا ‪ ,‬و الحمييد للييه أ ّ‬
‫الجمعيييات السييلمية أدت دورهييا فييي التصييدي لهييذه الهجمييات‬
‫الشرسة على السلم ‪ ,‬و نجح شباب المسلمين فييي الغييرب فييي‬
‫ن مشييروع‬ ‫تصحيح الكثير من الصور المغلوطة عن السلم ‪ ,‬كما أ ّ‬
‫الدمقرطية الموجيود فيي الغيرب أتياح بنياء مسيياجد تحيولت إليى‬
‫منارات مع مرور اليام ‪.‬‬
‫ل السلم موجودا في أوروبا ‪ ,‬بل سيكون له مستقبل غير‬ ‫وسيظ ّ‬
‫متو ّ‬
‫قع ‪.‬‬

‫نعييود إلييى محيطييك العييائلي قليل ووسييطك الجتميياعي ‪ ,‬عنييدما‬

‫دات الجميع إتجاهك !‬
‫إرتديت الحجاب كيف كانت ر ّ‬

‫مبدئيا أودّ أن أقول أنني عنييدما أسييلمت وتلفظّييت بالشييهادتين ‪,‬‬

‫بقيت فترة بييدون حجيياب إلييى أن قييررت إرتييداء الحجيياب بشييكل‬

‫‪4‬‬
‫كامل ‪ ,‬وعندما إتخذت قراري بالحجاب لم أفعل ذلك من أجل أحد‬
‫ل فييي عله و أن أطبييق‬ ‫‪ ,‬لقييد كييان هييدفي أن أرضييي خييالقي جي ّ‬
‫ل جلله ‪ ,‬وبعييد ذلييك‬ ‫أحكام السلم ‪ ,‬وأن أقترب أكثر من الّله ج ّ‬
‫وعندما إرتديت الحجاب كييان هييدفي كييل هييدفي أن أبييرز هويييتي‬
‫العقائدييية الجديييدة و أن أؤكييد للمجتمييع أننييي مسييلمة و أن ذلييك‬
‫يزدني إيمانا و إعتقادا وثقة بالنفس أكثر ‪ .‬ولم أعتقييد كييا يعتقييد‬
‫سييد مظلومييية المييرأة‬ ‫ن الحجيياب يج ّ‬ ‫العديييد ميين الغربيييين بييأ ّ‬
‫ن الحجيياب يصييون‬ ‫المسلمة ‪ ,‬لقيد كنييت أثبييت للجميييع العكييس بييأ ّ‬
‫المرأة و يرفع من قيمتها وقدرها ‪ ,‬و قد دخلت فييي نقيياش كييبير‬
‫مع أختي التي تقبّلت فيما بعييد إسييلمي وحجييابي ‪ ,‬وأبييي تقبي ّ‬
‫ل‬
‫بيسر منظري الجديد و إستساغه فيما ظل ّييت أمييي تتسيياءل علييى‬
‫ن الحجياب سييجلب ليي المشياكل‬ ‫اليدوام ‪ ,‬وكيانت أميي تعتقيد أ ّ‬
‫ور أنني مهيياجرة مسييلمة و ل‬ ‫ن المجتمع السويدي سيتص ّ‬ ‫بإعتبار أ ّ‬
‫ن أميي أننيي سأصيادف‬ ‫ى كسييويدية ‪ ,‬و بالتيالي فييي ظي ّ‬ ‫ينظر إلي ّ‬
‫نفس المشاكل التي تصادفها المهاجرات المسلمات مع المجتمييع‬
‫ن عائلتي لم ترفض المبدأ وقد‬ ‫السويدي ‪ .‬وعدا هذه النقاشات فإ ّ‬
‫مت بعد ذلك ‪.‬‬ ‫تفه ّ‬

‫و في هذا السّياق كيف تنظرين إلى حظر الحجاب في فرنسا !‬

‫هذه من أمهات القضايا في الغرب و حظيير الحجيياب فييي فرنسييا‬

‫يناقض جملة وتفصيل وقلبا وقالبا مبييدأ حقييوق النسييان و مبييدأ‬
‫حرية التدين الذي لطالما إفتخرت به فرنسا و هييو أيضييا إضييطهاد‬
‫للفتيياة المسييلمة الييتي يييراد لهييا أن تييدع جانبييا مييا تييراه صييحيحا‬
‫ن الفتياة المسيلمة حيرة فيي إختييار‬ ‫ومعتقيدا ‪ .‬وفيي نظيري فيإ ّ‬
‫ن هذا المر ل ييؤذي أحيدا ول‬ ‫ملبسها و إرتداء حجابها خصوصا وأ ّ‬
‫يلحق الضرر بأحد ‪ ,‬و حتى في السويد طالب البعض بحظر إرتداء‬
‫الحجاب ‪ ,‬و هي مسألة غير مقبولة و غير مفهومة مطلقا‪.‬‬

‫و كيف تنظرين إلى الرسومات الكاريكاتورية التي تناولت رسييول‬

‫الله – ص – في الدانمارك !‬
‫ن الكييثير فييي الغييرب يتييذّرع بمبييدأ الحرييية‬
‫مبييدئيا أود أن أشييير أ ّ‬
‫للوصول إلى ذروة البداع وأنا كفنانيية أشييعر بحاجيية الفنييان إلييى‬
‫ول الميير‬ ‫الحرية عندما يتعلق المر بمسألة إبداعية ‪ ,‬لكيين أن يتح ي ّ‬
‫إلييى إهانيية لمجموعيية بشييرية واسييعة و مقدسيياتها فهييذا غييير‬
‫ن هذا يدخل في س يّياق السييتهتار و العتييداء علييى‬ ‫مقبول ‪ ,‬بل إ ّ‬
‫حرمات الديان ‪.‬‬

‫لماذا في نظرك أخفق المسلمون سياسّيا في الغرب !‬

‫‪5‬‬
‫للتأثير على السياسة والمجتمع في الغييرب يجييب علييى المييرء أن‬
‫يتقن لغة البلد التي يعيش فيها إتقانا كامل ‪ ,‬و يجب علييى المييرء‬
‫أن يكون منخرطا فييي تفاصيييل العمييل السياسييي والجتميياعي ‪,‬‬
‫وهذا ما يفتقده الكثير من مسلمي الغرب الذين يعتييبرون الغييرب‬
‫محطة وليس دار قرار ‪ ,‬فهم على الييدوام يفكييرون فييي الرجييوع‬
‫إلييى بلدهييم بعييد زوال السييباب السياسييية أو القتصييادية الييتي‬
‫أجبرتهم على الهجرة إلى دّيار أوروبا ‪ .‬وربما تلجأ بعض الحييزاب‬
‫السياسية إلى إغلق أبوابها في وجه المسلمين بإعتبارهم أقلييية‬
‫و مغايرين للكثرية في الرأي و المسلكية الجتماعية ‪.‬‬

‫إذن ما هي الطريقة المثلى لنشر السلم في الغرب !‬

‫ن السلم يختلف عيين المسيييحية ‪ ,‬الييدين المسيييحي‬ ‫في نظري أ ّ‬

‫كان له مبشييرون ومنصييرون فييي القييارات الخمييس و السييلم ل‬
‫يحتاج إلى هؤلء المبشرين ّ‬
‫لنه ينتشر تلقائيا بسييبب قييوة ربانييية‬
‫فيه ‪ ,‬فالناس في الغرب يقبلون على السلم عن طريييق البحييث‬
‫ن مسييلمي الغييرب لييو عاشييوا علييى إيقيياع‬
‫والدراسيية ‪ ,‬وأتصييور أ ّ‬
‫دينهم و إلتزموا بالحكييام الشييرعية الحضييارية لنجييذب الغربيييون‬
‫ن بعييض المحسييوبين علييى‬ ‫إلييى السييلم تلقائيييا ‪ ,‬وللسييف فييإ ّ‬
‫السلم يسيئون إلى الحضارة السلمية بشكل فظيع ‪.‬‬

‫و كيف كنت تنظرين إلى السلم قبل إسلمك !‬

‫ن السلم هو دين ميين الديييان المنتشيير فقييط فييي‬ ‫كنت أعتقد أ ّ‬

‫ن المسلمين يصلون متوجهين إلييى مكيية ‪ ,‬هييذه‬‫البلد العربية ‪ ,‬وأ ّ‬
‫ل معلوماتي عن السلم قبل إسلمي ‪.‬‬ ‫ج ّ‬

‫وكيف تنظرين إلى الصراعات الحييادة إلييى ح يدّ العنييف والقتتييال‬

‫بين بعض المسلمين !‬

‫ن السييلم ينبييذ العنييف و يقيير بمبييدأ‬‫مبييدئيا أود أن أشييير إلييى أ ّ‬

‫الحوار و التوافق ‪ ,‬ولنا في سيييرة المصييطفى – ص‪ -‬خييير درس ‪,‬‬
‫فقد كان يحل كل الشكالت العالقة بدون عنف و بدون عصييبية ‪,‬‬
‫و قد علمنا عليه الصلة والسلم أساليب الدعوة وحل النزاعييات ‪,‬‬
‫ن مين قتييل نفسيا بغيير حييق فكأنميا قتييل‬ ‫ن السلم إعتيبر أ ّ‬ ‫بل إ ّ‬
‫الناس جميعا ‪ ,‬و لن تحل في نظييري هييذه النزاعييات إل ّ بييالرجوع‬
‫الفعلي إلى تعاليم الكتاب والسنة النبوية ‪.‬‬

‫‪6‬‬
 ‫هل يبدي الغربيون إهتماما بدراسة السلم !‬

‫ن السييلم‬ ‫هناك إهتمام كبير من قبل الغربيين بتعلم السلم ‪ ,‬ل ّ‬

‫يحل مشاكل الفرد و المجتمع والدولة علييى السييواء ‪ ,‬كمييا يعالييج‬
‫معظم الفات الجتماعية و تحديدا تلك المنتشيرة فيي الغيرب ‪ ,‬و‬
‫أنا شخصيا كفنانة وأثنيياء عرضييي للوحيياتي فيي السييويد والغييرب‬
‫أصادف العديد من الغربيين الذين يبحثون عن السلم ‪.‬‬

‫أذكيير جمليية وردت فييي كتيياب شيييخ الزهيير السييبق عبييد الحليييم‬
‫ن باحثييا غربيييا زاره فييي‬
‫محمود السييلم وأوروبييا و فيييه يقييول أ ّ‬
‫الزهر الشريف وقال له ‪ ,‬أدركوا أوروبا قبييل أن تصييير بوذييية أو‬
‫هندوسية ‪ ,‬فهل هذا صحيح !‬

‫فعليا إن ّييه صييحيح ‪ ,‬فييالخواء الروحييي يييدفع الكييثير ميين الغربيييين‬

‫بإتجاه البحث عن دين يروي ظمأهم الروحييي و هييل هنيياك ينبييوع‬
‫أعظم من السلم ‪ ,‬فماء السلم عييذب زلل يييروى العطشييان و‬
‫ل ميين السييتغراق‬ ‫هه الوجهة الصحيحة ‪ .‬والنسان الغربييي م ي ّ‬ ‫يوج ّ‬
‫في الحياة المادية و يبحث الن عن التوازن ‪.‬‬

‫وكيف هي صورة السلم والمسلمين في العلم الغربي !‬

‫المسلمون في العلم الغربي أهل عنف و إرهاب وقتل و سييطو‬

‫وإعتداءات وما إلى ذلييك ‪ ,‬و تتحامييل معظييم وسييائل العلم فييي‬
‫الغييرب علييى السييلم و دافعهييا لييذلك السييلم فوبيييا الييذي بييات‬
‫شعارا للجميع هنا في الغرب وخصوصا وسائل العلم ‪.‬‬

‫ماذا منحك السلم !‬

‫الساس الذي منحنى إياه السلم هو أّنه أقام بين و بين خييالقي‬
‫علقية المعبيود بالعابيد وعلقية المخليوق بالخيالق ‪ ,‬لقيد منحنيى‬
‫السلم التوازن والطمأنينة ‪ ,‬و عرفني من أين وإلى أين !!‬
‫و كل السئلة التي كييانت عالقيية و تلحقنييي علييى الييدوام أجيياب‬
‫عليهييا السييلم خييير إجابيية ‪ ,‬لقييد أرجعنييي السييلمي إلييى ذاتييي‬
‫وفطرتي و نفسي ‪..‬والحمد لله تعالى ‪.‬‬

‫‪7‬‬
 ‫حوار مع ميكائيل بليخيو ‪Micael Ibrahim Blicksjo -‬‬
‫السويدي الذي أسلم و فتح مدرسة إسلمية لتعليم السلم لبنيياء‬
‫الجالية المسلمة في السويد ‪.‬‬

‫أصبحت ظاهرة المتحولين إلى السلم في الغرب ملفتة للنظيير ‪,‬‬

‫فأعداد الغربيين الذين أسلموا ويسلمون باتت مدهشة للغاييية ‪ ,‬و‬
‫ن المتحييولين إلييى‬‫لم يعد المر مقصورا على فئة دون أخرى بل إ ّ‬
‫السلم في الغرب يتنمييون إلييى الجنسييين معييا ‪ ,‬و إلييى مختلييف‬
‫المسييتويات العلمييية والكاديمييية ‪ ,‬كمييا فعييل أخيييرا الفيلسييوف‬
‫السويدي هوجان لرسون الذي أعلن عيين إسييلمه فييي السييويد ‪,‬‬
‫وقد حييدث ذلييك بعييد دراسييات مستفيضيية عيين السييلم قييام بهييا‬
‫ج كل ذلك بإعلن إسلمه فييي مدينيية مييالمو فييي‬ ‫لرسون الذي تو ّ‬
‫الجنييوب السييويدي ‪ ,‬وميين هييؤلء المتحييولين السييويدي ميكائيييل‬
‫مى نفسه إبراهيم ‪ ,‬لم يكتييف بييإعلن إسييلمه بييل‬ ‫بليخيو الذي س ّ‬
‫ق في الدراسات السلمية وفتح مدرسة إسييلمية فييي مدينيية‬ ‫تعم ّ‬
‫أوبسال السويدية لتعليم أبناء الجالية المسلمة في السويد تعاليم‬
‫دينهم ‪...‬و قد كان لنا معه هذا اللقاء ‪..‬‬

‫هل لك أن تحدثنا عن حياتك قبل السلم في السويد !‬

‫على إمتداد حياتي و منذ أن بدأت ذاكرتي تعي كنت علييى الييدوام‬
‫ن اللييه موجييود ‪ ,‬لكيين هييذا العتقيياد لييم يكيين مييؤثّرا فييي‬
‫أؤمن بأ ّ‬
‫حياتي ‪ ,‬أو موجها لها ‪ ,‬فهذا العتقاد كان في واد ‪ ,‬و حياتي فييي‬
‫واد آخر ‪ ,‬لقد كانت حياتي مليئة بالمشاكل والعقد والنكسارات ‪,‬‬

‫‪8‬‬
‫فقد توفّيت أمي عندما كان عمييري ‪ 14‬سيينة ‪ ,‬و سييافر أبييي إلييى‬
‫منطقة أخرى وقطن فيها ‪ ,‬وتولى أخييي الكييبر رعييايتي ‪ ,‬و كييان‬
‫جه إلى شرب الخمور و‬ ‫مرا في رعايته لي ‪ ,‬المر الذي جعلني أتو ّ‬
‫أتعاطى المخدرات – الحشيييش علييى وجييه التحديييد ‪..‬والحمييد للييه‬
‫أنني إكتشفت السلم ‪ ,‬الذي منحنى الطمأنينة و اليقين والمان‬
‫و نقلني من دوائر الضياع و الهلكة و إلى دائرة النور والستقرار‬
‫و العبودية ‪ ,‬وقد إكتشافي للسلم إلى معرفة كم هييي الجاهلييية‬
‫قة ورائعة و تصييون فطييرة‬ ‫مضرة للنسان ‪ ,‬و كم هي الهداية خل ّ‬
‫النسان ‪...‬‬

‫وكيف إكتشفت السلم !‬

‫فت علييى عائليية ميين إرتيريييا تقيييم‬ ‫عندما كان عمري ‪ 17‬سنة تعر ّ‬
‫في السويد ‪ ,‬و كنت عنيدما أزور هييذه العائلية كن ّييا نتنياقش حيول‬
‫الديانات و السلم ‪ ,‬و الخصوصييية الموجييودة فييي السييلم و مييا‬
‫إلى ذلييك ميين المواضيييع ذات الصييلة ‪ ,‬وهييذه النقاشييات لييم تكيين‬
‫لتوصلني إلى السلم ‪ ,‬فقد كنت أعتبرهييا مجييرد نقاشييات عادييية‬
‫خصوصا بعييد أن إسييتقّر آلف المسييلمين فييي السييويد و أصييبحوا‬
‫ظاهرة حقيقية ‪ ,‬و أعترف أيضا أنني بدأت أحييب هييذه النقاشييات‬
‫ن العشييرين إسييتعرت النسييخة‬ ‫الحيوييية ‪ ,‬حيييث عنييدما بلغييت س ي ّ‬
‫عن كل مييا ورد فييي‬ ‫السويدية من القرآن الكريم و أخذت أقرأ بتم ّ‬
‫القرآن الكريم ‪ ,‬وكان يهمني في هذه المرحلة عقد مقارنيية بييين‬
‫النجيل وقييد كنييت قرأتيه والقييرآن الييذي تعرفييت عليييه حييديثا ‪.‬و‬
‫ن القييرآن مقييدس‬ ‫ن العائلة الرتيرية قالت لييي ‪ :‬أ ّ‬ ‫الطريف أيضا أ ّ‬
‫بالنسبة للمسلمين ول يجوز لمسه إل ّ إذا كان النسان متوضييئا ‪,‬‬
‫و نصييحوني بالوضييوء لقييراءة القييرآن الكريييم ‪ ,‬فوجييدت نفسييي‬
‫أتوضأ تلقائيا بعد أن دلوني إلى كيفية الوضوء ‪..‬‬
‫و ضعت القرآن الكريم التي ترجمت معانيه إلى اللغة النجليزية و‬
‫التي قام بها عبييد اللييه يوسييف علييي فييي كيييس ‪ ,‬و فييي داخلييه‬
‫قصاصة ورق كتب عليها كيفييية الوضييوء ‪ ,‬و تييوجهت إلييى بيييتي ‪,‬‬
‫حيث توجهت رأسيا غلى الحميام وبيدأت بالوضيوء كميا كتيب ليي‬
‫على الورقة ‪ ,‬و عندما إنتهيت من الوضوء شعرت بإشراقة ما في‬
‫ي ‪ ,‬وبعد الوضوء شييرعت‬ ‫قلبي و أحسست براحة عجيبة جديدة عل ّ‬
‫في قراءة معاني القرآن الكريم ‪.‬‬
‫الله أكبر ‪ ,‬مشاعر عدة إنتابتني وأنا أقرأ القرآن ‪ ,‬فييرح داخلييي و‬
‫إنفراجة في الصدر ‪ ,‬و أدركت تلقائّيا أنني مسلم ‪..‬و ظلّلت أقييرأ‬
‫القرآن الكريم ‪ ,‬و أقييرأ ‪ ,‬لييم أشييعر مطلقييا بالملييل ‪ ,‬وبعييد ثلثيية‬
‫أسابيع ميين قييرأءة القييرآن و بعييض الكتييب نطقييت بالشييهادتين ‪,‬‬

‫‪9‬‬
‫ن محمييدا رسييول اللييه ‪ ,‬عليييه‬‫قييائل ‪ :‬أشييهد أن ل إلييه إل ّ اللييه وأ ّ‬
‫الصلة والسلم ‪.‬‬
‫وبعد أن أسلمت لم أتمكن من الذهاب إلى المسجد لعلن شهادة‬
‫ن المسلمين و كما يصورهم العلم الغربي‬ ‫نأ ّ‬ ‫إسلمي ‪ ,‬كنت أظ ّ‬
‫أصييحاب لحييى طويليية وكثيفيية و يحملييون دومييا سييكاكين لقتييل‬
‫الناس ‪ ,‬لكن و عندما توجهت إلى المسجد وجدت كل الرعاية ميين‬
‫المسلمين الذي ساعدوني و إستوعبوني ‪.‬‬

‫هل أثّر عليك عدم إلتزام كثير من المسلمين بإسلمهم !‬

‫هذا يتوقف على نوعية السلوك ‪ ,‬فإذا كان المسلم في الغييرب أو‬
‫في العالم السلمي ل يصيلي ‪ ,‬فيالله تعيالى هيو اليذي سييتولى‬
‫أمره ‪ ,‬و ربما الثر يختلف عين أثير تيأثير الجيرائم اليتي يقترفهيا‬
‫بعض المسلمين في الغييرب حيييث أن ذلييك يييؤثّر سييلبا علييى نمييو‬
‫السلم في السويد وفي الغرب على السواء ‪..‬‬
‫فأنا عندما أحدث السييويديين غييير المسييلمين عيين السييلم كييونه‬
‫م يتعرض هؤلء السويديون للسرقة من قبييل‬ ‫دين سلم وآمان ‪ ,‬ث ّ‬
‫أشييخاص مسييلمين ‪ ,‬فهييذا الشيييئ ينييزع الصييدقية عيين دعييوتي‬
‫السلمية وسط السويديين والغربيين ‪.‬‬
‫ن عدم إلتزام المسلمين بإسييلمهم فييي الغييرب يييؤّثر إلييى أبعييد‬ ‫إ ّ‬
‫الحدود على تطور السلم وتكامله فييي الغييرب وخصوصييا قضييايا‬
‫المعاملت ‪ ,‬ولهذا عنيدما نحييدث الغربيييين عين السيلم يحييدثوننا‬
‫فورا عن السييرقات والغتصيياب والسييطو وبيييع المخييدارت الييتي‬
‫يضطلع بها أشخاص يحملون أسماء إسييلمية للسييف الشييديد ‪ ,‬و‬
‫هنا تبدأ صعوبة دعوة الغربيين إلى السلم الييذين يربطييون فييورا‬
‫بييين تصييرفات المسييلمين والسييلم و يعتييبرون هييذه التصييرفات‬
‫السيئة من وحي السلم ‪.‬‬

‫ومييع كييل ذلييك ‪ ,‬كيييف تييرى مسييتقبل السييلم فييي الغييرب‬

‫والعالم !‬

‫يعتبر السلم ميين الييديانات الكييثر إنتشييارا فييي أوروبييا و يمكيين‬

‫ن للسلم مسييتقبل كييبيرا فيي أوروبيا ‪ ,‬منييذ أن أسييلمت‬ ‫القول أ ّ‬
‫وإلى يومنا هذا شاهدت إقبال اللف على السلم في كل أوروبا‬
‫‪ ,‬وسيصبح بالتأكيد الديانة الكثر إنتشار من شييمال أوروبييا وإلييى‬
‫جنوبهييا ‪ ,‬وأنظيير علييى سييبيل المثييال إلييى إنتشييار السييلم فييي‬
‫فرنسييا ‪ ,‬فعلييى رغييم دعاييية اليمييين المتطييرف ضييد السييلم‬
‫ن السلم يتطور ويتقييدم بشييكل مييدهش‬ ‫والمسلمين هناك ‪ ,‬إل ّ أ ّ‬
‫في فرنسا وغيرها ‪..‬‬

‫‪10‬‬
‫ن السييلم‬
‫وكما يقول الحديث النبييوي الشييريف أو الييذي معنيياه أ ّ‬
‫شع مجددا على الكون والمعمورة ‪ .‬وعالميييا سييتحول السييلم‬ ‫سي ّ‬
‫إلى أصعب رقييم فييي المعييادلو الدولييية ‪ ,‬و الييدلئل والمؤشييرات‬
‫ل على ذلك ‪.‬‬‫كلها تد ّ‬

‫كيف كانت ردة فعل أقاربك و المجتمع السويدي عنييدما دخلييت‬

‫السلم !‬

‫لقد كان المر صعبا في البداية ‪ ,‬قد أبتليت أشدّ البلء في طريق‬
‫إسلمي ‪ ,‬فقد تنكّرت لي عائلتي و غادرت بيتي حامل معي بعييض‬
‫أغراضي ‪ ,‬أصبحت أنام في المساجد و لييدى بعييض الخييوة الييذين‬
‫ي‬
‫فتحوا لي بيوتهم والحمد لله ‪ .‬و قد قيياطعني أقييرب النيياس إل ي ّ‬
‫ي ‪ ,‬وكييثيرا‬
‫وباتوا ل يتصلون بي ‪ ,‬وهو المر الذي أحزنني و أغمني ّ‬
‫ما كنت أعود في هييذه المرحليية إلييى القييرآن الكريييم مييرددا ميين‬
‫قف عنييد قييوله تعييالى ‪ :‬لكييم‬‫تلقاء نفسي سورة الكافرون ‪ ,‬وأتو ّ‬
‫ي ديني ‪.........‬‬
‫دينكم ول ّ‬
‫لقد أصررت على إسلمي ‪ ,‬و كنت دوما اردد لكييم طريقكييم ولييي‬
‫طريقي ‪ ,‬و قد أدخلني هذا الصرار في صراع مييع مكيياتب العمييل‬
‫وأسواق العمل وعموم المجتمع السويدي ‪.‬‬

‫من هذا المنطلق ‪ ,‬كيف تنظر إلى حظر الحجاب في فرنسا!‬

‫مبييدئيا أقييول سيياعد اللييه أخواتنييا هنيياك ‪ ,‬لقييد خييالف النظييام‬

‫الفرنسي أبسط المنطلقات الديموقراطييية ‪ ,‬و أبسييط قواعييد‬
‫جح بهييا الغييرب ‪ ,‬وعلييى الخييوات فييي‬ ‫حقوق النسان الذي يتب ّ‬
‫فرنسا أن يناضييلن ميين أجييل حقييوقهن ‪ ,‬و الجيياب حييق و هييذا‬
‫الحق مكفول في الدساتير الغربية ‪ ,‬و إل ّ كانت الديموقراطييية‬
‫الغربية حكر على النسان الغربي و تعني الشهوات والحيوانية‬
‫فقط ‪..‬‬

‫وكيف ترى ما أقدمت عليه جريييدة يولنييد بوسييتن الدانماركييية‬

‫التي تطاولت على النبي محمد عليه الصلة والسلم !‬

‫ور أن ما أقييدمت عليييه جريييدة يولنييد بوسييتن قييد خييدش كييل‬

‫أتص ّ‬
‫الحترام ‪ ,‬و قفز على كييل المسييلمات والمقدسييات ‪ ,‬و يجييب أن‬
‫نسأل أنفسنا لماذا فعلت يولند بوستن ذلك ! ولماذا لقيت دعما‬
‫من أكثرية غربية ل تفهم السلم ! وبنيياءا عليييه يجييب أن نسييعى‬
‫جاهدين لتقديم الوجه الحضياري للسيلم فيي الغيرب ‪ ,‬و إيصيال‬
‫المحتوى الحضاري للسلم إلى كل الجهات في الغرب ‪..‬‬

‫‪11‬‬
‫ن السيرة النبوية حافلة بعشرات الييدروس الييتي يمكيين‬ ‫ور أ ّ‬
‫و أتص ّ‬
‫إقتباسييها فييي راهننييا ‪ ,‬فلطالمييا ضييرب الرسييول عليييه الصييلة‬
‫والسلم بالحجارة وهو يصلي ‪ ,‬و كان أحدهم يضع القماميية قييرب‬
‫بيته ‪ ,‬لقييد جييابه رسييول اللييه كييل أولئك بييالخلق الحسيينة الييتي‬
‫جعلت أعداءه يقرون في النهاية بعظمة السلم ‪...‬‬

‫لميياذا أخفييق مسييلمو أوروبييا فييي دخييول معييترك السياسيية‬

‫الوروبية !‬

‫في الواقع قد قرأت العديد ميين الدراسييات السييلمية و الفكرييية‬

‫والسياسية التي تتمحور حييول آلييية العمييل السياسييي السييلمي‬
‫ضمن منظومة سياسية غير إسلمية‬
‫والواقع أن مشيياركة المسييلمين ضييرورية فييي العمييل السياسييي‬
‫الغربي حتى يييؤثروا علييى مجريييات القييوانين الييتي سييتؤثر علييى‬
‫حياتهم بالتأكيد ‪.‬‬
‫فمسلمو فرنسا لو كان لهم وجود كبير داخل البرلمان الفرنسييي‬
‫لمكنهم إلغاء قانون حظر الحجاب أو عرقلته على القل ‪ ,‬و على‬
‫ذلك فقس ‪..‬‬
‫ن المسييلمين كييان‬‫ونفس الشيئ ينطبق أيضا على أمريكا ‪ ,‬فلو أ ّ‬
‫لهييم مشيياركة سياسييية فاعليية لمييا بلييغ التعيياون السييرائيلي –‬
‫المريكي مداه هناك ‪..‬‬

‫ماهي في نظرك أحسيين الوسييائل والطييرق لنشيير السييلم فييي‬

‫أوروبا !‬

‫مبدئّيا يجب أن يكون لدينا تخطيط بعيد المدى ‪ ,‬ول يجييب أن نقييع‬
‫ل وعلييى‬‫في معضلة إستعجال قطف الثمار ‪ ,‬فالقرآن الكريييم ظي ّ‬
‫إمتداد ثلث وعشرين سنة يتنّزل على الرسول محمد عليه الصلة‬
‫والسلم ‪ ,‬ول يجب التركيز فقط على فقييه الحلل والحييرام بييين‬
‫الغربيييين ‪ ,‬فييالولى تعريييف الغربيييين بأصييول العقيييدة و ماهييية‬
‫التوحيييد لّنييه الصييل ‪ ,‬و الفييروع تييأتي بعييد ذلييك ‪ ,‬فميين غييير‬
‫المنطقي أن نحدث الغربي عن حرمة لحم الخنزير و شرب الخمر‬
‫‪ ,‬قبل أن نحدّثه ماهية الوجود ومن أوجد هذا الوجييود ‪ ,‬و فلسييفة‬
‫الكون و الرؤية التوحيدية عبر مقارنات ما هو مطروح في الفكيير‬
‫الغربي وغير ذلك ‪...‬‬
‫وما زلت أعتقد أن في سيرة النبي محمييد عليييه الصييلة والسييلم‬
‫أكبر الستراتيجيات في آليات نشر السلم في أوروبا ‪.‬‬

‫‪12‬‬
 ‫أنت شخصّيا ‪ ,‬ماذا كنت تعرف عن السلم قبل إسلمك !‬

‫لم أكن أعرف الكثير عن السلم ‪ ,‬لقييد كييان العلم الغربييي هييو‬
‫المرجييع بالنسييبة إلييي فييي فهييم الييدين السييلمي و حييياة‬
‫ن العلم الغربييي يلعييب أكييبر الدوار‬‫المسلمين ‪ ,‬وفي الواقع فإ ّ‬
‫في تشويه السلم والمسلمين ‪.‬‬

‫وكيف تنظر إلى الخلفات بين المسلمين في الغرب وفي العييالم‬

‫السلمي !‬

‫أن يختلف المسلمون في الراء الفهية والفكرية ‪ ,‬فهذا أمر كييان‬

‫ول هذا الخلف إلى فتنيية‬ ‫وسيظل منذ مئات السنين ‪ ,‬لكن أن يتح ّ‬
‫ن‬‫بييين المسييلمين فهييذا أميير غييير مقبييول مطلقييا ‪ ,‬خصوصييا و أ ّ‬
‫ي أمته من الفتنة ‪.‬‬ ‫الرسول دعا الله أن يق ّ‬
‫أن يقتل المسلمون بعضهم بعضا فهذا غير مقبول ويعتبر جريمة‬
‫كبيرة في السلم ‪ ,‬وللسف الشديد فقد أصبح الخلف المفضييي‬
‫ي‬
‫إلى الفتنة بين المسلمين كالسرطان الذي ينهش الجسم القييو ّ‬
‫ويرديه صريعا ‪.‬‬
‫ن السييلم منحنييي الطمأنينيية و السييلم وسيوف‬ ‫ي فإ ّ‬‫وبالنسبة إل ّ‬
‫أستمر مسلما إلى أن ألقى الله ‪.....‬‬

‫هل يهتم الوروبيون عادة بدراسة السلم !‬

‫ن العديد من المراهقين و الشباب الغربيين يبييدون‬ ‫ن لي أ ّ‬

‫لقد تبي ّ‬
‫حرصا على دراسة السلم ‪ ,‬و دورنا و واجبنييا أن نريهييم الطريييق‬
‫المستقيم ‪.‬‬

‫م وسائل العلم الغربية السلم !‬

‫كيف تقد ّ‬

‫دم السييلم بطريقيية سييلبية‬ ‫كييل وسييائل العلم فييي الغييرب تق ي ّ‬

‫للسف الشديد ‪ ,‬و مع كل الخبث الموجود فييي هييذه الوسييائل إل ّ‬
‫م وتحديدا الشاشات الصييغيرة أفلمييا وثائقييية عيين‬ ‫أّنها أحيانا تقد ّ‬
‫السلم تكون سببا في تعريف الكثير من الوروبيييين السييلم أو‬
‫أقل تحملهم على التفكير فييي ماهييية السييلم وجييوهره ‪ ,‬و فييي‬
‫م السلم بصييورة نقييية وحضييارية و‬ ‫ن المهم هو أن نقد ّ‬‫نظري فإ ّ‬
‫أخلق المسييلمين الحسيينة فييي الغييرب هييي الفيصييل فييي نشيير‬
‫السلم بشكل صحيح في الغرب ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫و هل أثّر العنف في البلد العربية والسلمية علييى إهتمييام‬
‫الغربيين بالسلم !‬

‫ن هييذا أهييم مييا يييؤّثر علييى الغربيييين و يحييول دون‬

‫بالتأكيييد فييإ ّ‬
‫تواصلهم مع الثقافة السلمية ‪ ,‬وهذا العنف المتداول في العالم‬
‫السييلم لييم يييؤّثر علييى الغربيييين و يجعلهييم غييير قييادرين علييى‬
‫إستيعاب حضارية السلم ‪ ,‬بل أثّر علينييا كمسييلمين غربيييين ميين‬
‫ناحية نشر السلم بين الغربيين ‪.‬‬

‫مع أي المنهجين أنت ‪ ,‬مع حوار الحضارات أو صراعها !‬

‫بطبيعة الحال أنا مع الحييوار قلبييا وقالبييا ‪ ,‬وهييذا أسيياس إسييلمنا‬

‫ل يدعونا في قرآنه إلى إستخدام البيّنة‬ ‫وقرآننا ‪ ,‬فالمولى عّز وج ّ‬
‫جة والبرهان ‪ ..‬ول إكراه فييي الييدين ‪ ,‬والسييلم لييم ينتشيير‬ ‫و الح ّ‬
‫ط بييالعنف و الجبييار بييل إنتشيير بالبيّنيية و الحكميية ‪ ,‬وهييذه‬‫قيي ّ‬
‫المنطلقات هي التي قييامت عليهييا الحضييارة السييلمية ‪ ,‬وبنيييت‬
‫عليها الدعوة السلمية ‪.‬‬

‫ماذا منحك السلم !‬

‫لقد منحني السلم كل شيئ ‪ ,‬منحني الطمأنينيية والسييلم ‪ ,‬لقييد‬

‫علمني السلم كل شيئ علييى الصييعيد الشخصييي والجتميياعي و‬
‫علمني دفئ السرة ‪ ,‬و جعل لحييياتي مغييزى هييدف ‪ ,‬ول يمكننييي‬
‫في هذا الحوار أن أحصي ما منحني إياه السييلم ‪ ,‬ومييا أعطتنييي‬
‫إياه العبودية لّله تعالى ‪.‬‬

‫ول الكثير من الغربيين إلى السلم !‬

‫لماذا في نظرك نشهد تح ّ‬

‫ن السلم واضح ومبسط على عكييس المسيييحية القائميية علييى‬ ‫ل ّ‬

‫التعقيد ‪ ,‬و أهداف السلم بينة وواضحة ‪ ,‬و هو يمنح الطمأنينة و‬
‫الستقرار النفسي للغربيين الذين يؤرقهم قلق الحييياة و سييرعة‬
‫إيقاعها بمنأى عن الروح ‪.‬‬
‫فالمسيحية على سبيل المثال وقع فيها تغيير كبير ‪ ,‬ووصلنا إلى‬
‫مرحليية بييات فيهييا رجييال الكنيسيية فييي السييويد والغييرب يقييرون‬
‫الزواج المثلي واللواط و غير ذلك ‪.‬‬
‫ل الجانب اليجابي الوحيد فييي الحضييارة الغربييية هييو هييامش‬ ‫ولع ّ‬
‫دي مناسكنا وفرائضنا بييدون‬ ‫الحرية الذي يتيح لنا كمسلمين أن نؤ ّ‬
‫خل من السلطات القائمة ‪.‬‬ ‫تد ّ‬

‫‪14‬‬
‫طبيبيية سييويدية تعتنييق السييلم و تييدعو قومهييا إلييى إكتشيياف‬
‫السلم‪.‬‬

‫في الوقت الييذي تحيياول فيييه المييرأة العربييية و المسييلمة تقليييد‬

‫ن هنيياك مئات‬ ‫المييرأة الغربييية فييي مسييلكيتها المنحرفيية ‪ ,‬فييإ ّ‬
‫الغربيات اللئي مارسن الرذيلة بكل تفاصيلها و أسلمن ‪.‬‬
‫ن في الحياة بل هييدف و ل قضييية إنتلقيين ميين‬ ‫ن يعش ّ‬ ‫و بعد أن ك ّ‬
‫ن على السلم ومن هؤلء السييويدية‬ ‫الضللة إلى الهدى ‪ ,‬و تعرف ّ‬
‫فييت علييى السييلم و أعجبييت‬ ‫مريم إلبورنسون الطبيبة الييتي تعر ّ‬
‫بتعاليمه و أسلمت حاصلة على الطمأنينة التي إفتقدتها منذ زمن‬
‫و أسلمت سنة ‪.. 1998‬‬
‫دث مريييم إلبورنسييون الطبيبيية المولييودة‬ ‫و بكثير من الريحية تتح ّ‬
‫فهييا علييى العقيييدة السييلمية‬ ‫سيينة ‪ 1973‬عيين إسييلمها و تعر ّ‬
‫والقرآن الكريييم ‪ ,‬فتقييول أّنهييا طبيبيية سييويدية أبواهييا سييويديان‬
‫سييا فيي‬‫ملتزمان بالدّيانة المسيحية ‪ ,‬حيث كان أبوهيا ول يييزال ق ّ‬
‫ها رئيس كنيسة ‪.‬‬ ‫الكنيسة السويدية ‪ ,‬فيما كان جد ّ‬
‫ن العاشييرة عنييدما بييدأ إلييتزامي بالديانيية‬ ‫كنييت صييغيرة فييي الس ي ّ‬
‫المسيحية تقول مريم ‪ ,‬وكنت أجييد صييعوبة بالغيية فييي إستسيياغة‬
‫حى ميين أجلييي ‪,‬‬ ‫ن شخصييا ض ي ّ‬ ‫ن ذنوبي سوف تغفر لمجّرد أ ّ‬ ‫مبدأ أ ّ‬
‫وبسبب هذه المسألة كنت على الدوام مضطربة أن أذنب و أذنييب‬
‫و أعصي وأعصي وشخص آخر يدفع الثمن بدل عني ‪..‬‬
‫ن‬
‫والمسألة الخرى التي كانت تؤرقني تقول مريم هييو موضييوع أ ّ‬
‫ب ومع ذلك ترك يسوع المسيح يقتل ويصلب على‬ ‫الله هو إله الح ّ‬
‫ّ‬
‫صليب ويبقى معلقا عليه ليام معدودة ‪..‬‬
‫جهت إلى فرنسا تقول مريم وميين خلل بعييض‬ ‫في سنة ‪ 1997‬تو ّ‬
‫أصدقائي المسلمين بدأت أتعّرف على السلم ‪.‬‬
‫ن السييلم‬ ‫ن لييي أ ّ‬‫ومن خلل هذه الصداقات مييع المسييلمين تييبي ّ‬
‫ن النسييان هييو‬ ‫ن النيياس سواسييية كأسيينان المشييط ‪ ,‬و أ ّ‬ ‫يقيّر بييأ ّ‬

‫‪15‬‬
‫ن الله تعالى هو خييالق هييذا النسييان‬ ‫النسان ليس إلها مطلقا وأ ّ‬
‫كما المجرات والسماوات والرضين ‪..‬‬
‫و أعييترف تقييول مريييم لقييد وجييدت كييل الجوبيية عيين السييئلة‬
‫الميثولوجية التي كانت تييؤرقني و تلحقنييي فييي السييلم ‪ ,‬فقييد‬
‫أجابني السلم بوضوح عن كل هذه السييئلة وشييفى غليلييي ميين‬
‫أمور كثيرة ‪ ,‬وتعمقت في دراسة السلم بحيث كلما كنت أنتهييي‬
‫من إشكالية أغوص في أخرى بما في ذلك قضّية الحجاب ‪.‬‬
‫فت أمامي وأنا أدرس وأبحث وأسييأل‬ ‫ومع كل الحقائق التي تكش ّ‬
‫ن السلم هو الديانة التي أبحث عنهييا وأّنييه‬ ‫ن لي بكل وضوح أ ّ‬ ‫تبي ّ‬
‫ق ليي القيدر الكيافي مين الطمأنينية و السيتقرار و‬ ‫الذي سييحق ّ‬
‫الروحانية ‪.‬‬
‫وإتخذت القرار الصعب ذات يوم في العاصييمة سييتوكهولم و كييان‬
‫ذلك يوم الجمعة حيث تييوجهت إلييى المسييجد أثنيياء صييلة الجمعيية‬
‫وقرّرت أن أعتنق السلم ‪ .‬و دخلت إلييى المسييجد وقييابلت إمييام‬
‫ظت بالشهادتين أمامه ‪:‬‬ ‫مسجد ستوكهولم الذي تلف ّ‬
‫دا رسول الله ‪....‬‬ ‫ن محم ّ‬ ‫أشهد أن ل إله إل ّ الله و أ ّ‬
‫ظت بييه بالشييهادتين أروع و أمتييع‬ ‫كان هذا اليوم الجمعة الذي تلف ّ‬
‫وأسعد أيام حياتي ‪ ,‬يوم ل ينسييى ميين عمييري ‪ ,‬فيييه بييدأت حييياة‬
‫جديدة ‪ ,‬لقد ولدت من جديد تقول الطبيبة السويدية التي أسلمت‬
‫‪ .‬لقد كان شعورا فظيعا هّزني من الداخل و ما زال هييذا الشييعور‬
‫ن فييي‬ ‫ملزما لي منذ تلك اللحظة ‪ .‬ول أنسى المسلمات اللئي ك ّ‬
‫المسجد حيث منحنني خمارا ممهورا بالمحبة والتوقير والحييترام‬
‫ن‬
‫هييج نفسييي عميييق ‪ ,‬خصوصييا وأ ّ‬ ‫فشييعرت بسييعادة غييامرة و تو ّ‬
‫ن للدرب الذي إخترته بكامل قناعتي ‪.‬‬ ‫أخواتي المسلمات سعد ّ‬
‫س غضييب كييثيرا‬ ‫ي ‪ ,‬والييدي الق ي ّ‬ ‫أول من علم بإسلمي كان والييدا ّ‬
‫وأنزعييج ميين إعتنيياقي للسييلم ‪ ,‬ومييع مييرور اليييام بييدأ والييدي‬
‫ووالدتي يتقبلن فكرة إسلمي ‪ ,‬و إعتبرا ذلييك خييياري الخيياص و‬
‫أنا حّرة فيه تقول مريم ‪ ,‬وبعد هذه المرحلة أخذا يسآلن لماذا يييا‬
‫ترى أسلمت !‬
‫وما هي السباب الييتي جعلتنييي أتييرك ديييانتي السييابقة وأعتنييق‬
‫عقيدة السلم !‬
‫م والدي عنييدما إرتييديت الحجيياب ‪ ,‬كييان يصييعب عليييه أن‬ ‫و كم تأل ّ‬
‫يراني ملتزمة بديني معتقدا وشريعة ‪ ,‬وإزداد إحساسه باللم بعييد‬
‫أن وضعت الخمار علييى رأسييي ‪..‬وفييي ذلييك الييوقت كنييت أدرس‬
‫ي ‪ ,‬غييير أننييي كنييت‬ ‫ب وأسكن في بيييت آخيير غييير بيييت والييد ّ‬ ‫الط ّ‬
‫أزورهما وبدأ والدي يتقّبل كوني مسلمة ‪..‬‬
‫في سنة ‪ 1999‬كنت مع عائلتي وأخي حيث قضينا فصييل الصيييف‬
‫سوية و هو موسم عطلة كما هو معروف في السويد و كانت هذه‬

‫‪16‬‬
‫العطلة معّبأة بالسئلة من قبل عييائلتي عيين السييلم والقييرآن و‬
‫كل ما له علقة بالثقافة السلمية ‪.‬‬
‫ن السييلم ظلييم المييرأة إلييى أبعييد‬ ‫أما أقربائي فكانوا يقولون بييأ ّ‬
‫الحدود و من الخطييأ تبنييي عقيييدة تضييطهد النسييان ‪ ,‬كمييا كييانوا‬
‫يذكّرونني أنني إمرأة غربية و ل يجييب أن أن أنسييى هيذا النتميياء‬
‫الجغرافي و الديني والثقافي ‪ ,‬وكنت دائما أقييول أنكييم ترك يّزون‬
‫على المظهر دون الداخل ودون الييروح ‪ ,‬وميين جهييتي فقييد كنييت‬
‫مطمئنة و أردد على الدوام كلمة الحمد لّله ‪...‬وكنييت أشييعر أننييي‬
‫دني‬ ‫ب العالمين الذي كان يميي ّ‬ ‫قوّية بإسلمي ومعتقدي الجديد وبر ّ‬
‫بالقوة ‪.‬‬
‫م‬
‫لقد منحني السلم الطمأنينة والستقرار النفسي ‪ ,‬و قييد تفه ي ّ‬
‫العاملون معي وضعي الجديد وباتوا يعرفون أنني ل أقرب الخميير‬
‫أو لحم الخنزير ‪.‬‬
‫س أّنه وبسبب حجييابي و إسييلمي بييات العديييد‬ ‫وكسويدية كنت أح ّ‬
‫من السويديين فضوليين لمعرفة المزيد عن السلم والقرآن ‪.‬‬
‫مت ليه معلوميات خياطئة‬ ‫وفي نظري فإن المجتمع السيويدي قيد ّ‬
‫عن السلم ‪ ,‬فالمدرسة السويدية تجهل الكييثير عيين السييلم ‪ ,‬و‬
‫ن رسييول السييلم محمييد عليييه‬ ‫ور أ ّ‬‫س كييان يتصي ّ‬
‫حتى والدي الق ي ّ‬
‫الصييلة والسييلم هييو راعييي جمييال ونييياق تمامييا كمييا هييو سييائق‬
‫الشاحنة في هذه الّيام ‪ ,‬وقد جميع القصيص اليتي كيان يسيمعها‬
‫فييي حل ّييه وترحيياله وجعييل منهييا دينييا جديييدا ‪ ...‬لقييد كييانت هييذه‬
‫إنطباعات أبي عن السلم ‪.‬‬
‫يجب علينا تقول مريم الطبيبيية السييويدية أن نتييوجه إلييى النيياس‬
‫والمجتمييع ومختلييف المنييابر و نعرفهييم بحقيقيية السييلم الييذي‬
‫يملكون عنه إنطباعات خاطئة ‪..‬يجب أن نتواصييل مييع النيياس كييل‬
‫هم عن حقيقة السلم ‪ ,‬فأنا شخصيا إمييرأة سييويدية‬ ‫الناس ونحدث ّ‬
‫مثقفة و متعلمة أسييلمت و ل أشييعر مطلقييا أننييي مظلوميية كمييا‬
‫ور ذلك وسائل العلم ‪.‬‬ ‫تص ّ‬
‫ن السلم يمنح المرأة هوييية و قيميية‬ ‫بل على العكس من ذلك فإ ّ‬
‫ن لكييل منهمييا‬ ‫راقية و المرأة والرجل في السلم متسيياويان لك ي ّ‬
‫واجبات ووظائف يؤديها في الحياة والمجتمع ‪.‬‬
‫م هييائل ميين الخييوات‬ ‫والحمييد للييه منييذ أسييلمت فأنييا محاطيية بكي ّ‬
‫المؤمنيات اللئي ييدعمنني و نتواصييل فيمييا بيننييا للتبيياحث فيمييا‬
‫يخصنا وحتى في قضايانا الخاصة ‪.‬‬
‫ت أهتم بالدرجة الوليى بصييلواتي الخميس اليتي‬ ‫بعد أن أسلمت ب ّ‬
‫تمنحنى السكينة و الطمأنينة ‪ ,‬وبقية واجباتي الدينية وهييي دومييا‬
‫ي وبعييدها تييأتي المييور الثانوييية‬ ‫ول بالنسييبة إل ي ّ‬‫فييي المقييام ال ّ‬
‫الخرى ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫وحتى عندما أداوم في قاعيية الطييوارئ حيييث أسييتقبل المرضييى‬
‫الذين يجب إسعافهم فورا فإنني ل أنسى صلتي مطلقا ‪..‬‬
‫ت نفسي على قراءة القرآن والكتب السلمية بشيكل ييومي‬ ‫عود ّ‬
‫مر و لييذلك أحمييد اللييه دومييا علييى أن‬ ‫وأشعر أنني في تقدم مست ّ‬
‫هداني للسلم ‪..‬الذي هو دين السلم و الحرية و المن ‪.‬‬
‫قدوتي في الحياة هو رسول الله محمد بن عبد الله عليييه الصييلة‬
‫ي دوما إلى سبيل الرشاد ‪ .‬و‬ ‫والسلم ‪ ,‬فهو قدوتي و دليلي وهاد ّ‬
‫ن قدوتي في الحييياة و‬ ‫أيضا السيدة خديجة وزوجات المصطفى ه ّ‬
‫ن يسوع المسيح عليه السييلم هييو رسييول‬ ‫مدرستي ‪.‬كما تعلمت أ ّ‬
‫الله و رسول ذو حظوة كبيرة وميين أولييي العييزم و هييو عبييد اللييه‬
‫ورسوله عليه السلم ‪.‬‬
‫والقرآن هو الدستور الذي ألتزم بييه وهييي الكلمييات الييتي أنزلهييا‬
‫ميية‬
‫الله تعالى علييى رسييول السييلم عليييه الصييلة والسييلم ‪..‬وق ّ‬
‫سعادتي عندما أقرأ القرآن الكريم ‪ ,‬حقيقة لقييد أصييبحت سييعيدة‬
‫للغاية بإكتشافي السييلم ‪ ,‬أتمنييى أن يكتشييفه أبييي وأمييي ذات‬
‫يوم ‪...‬‬
‫وقييد أصييبحت أمنيييتي الغالييية هييي أن أعيييش مسييلمة و ملتزميية‬
‫بإسييلمي فييي السييويد ‪..‬وأتمنييى أن يعييود المسييلمون الييذين ل‬
‫يطبقييون إسييلمهم إلييى السييلم ويتخييذونه منهييج حييياة ‪ ,‬و أمييا‬
‫الملتزمون بالسلم فعليهم أن يغوصوا أكثر في قراءة علومه ‪..‬‬
‫عندما كنت مسيحية كنت أذهب إلى الكنيسة يوم الحد فقييط أمييا‬
‫الن فأنا أعيش مع الله تعالى في كل لحظة و في كييل ثانييية ‪ ,‬و‬
‫أتمنى أن أساعد الخرين على معرفة السلم ‪...‬‬

‫‪18‬‬
19