You are on page 1of 3

‫يوميات فصيح عربي !


‫يحي أبوزكريا‬

‫يوميات فصيح هي أحداث واقعية عاشها الكاتب‬


‫يحي أبوزكريا الذي نشأ على لغة الضاد منذ‬
‫نعومة أظفاره ‪ ,‬و خلل تجواله في الشوارع‬
‫العربية صادفته الكثير من اللقطات التي تكشف‬
‫ن شر البلّية‬‫بمرارة و أضحوكة في آن بإعتبار أ ّ‬
‫ما يضحك غرابة اللغة العربية ومظلوميتها في‬
‫الواقع العربي ‪ ,‬ففي الوقت الذي تسن فيه‬
‫القوانين لوقاية اللغة الفرنسية من الدخيل‬
‫النجليزي وترصد ميزانيات عملقة لنشر الثقافة‬
‫النجليزية من قبل الثنائي المريكي –‬
‫البريطاني ‪ ,‬فإن اللغة العربية بقيت عارية دون‬
‫تبني حقيقي لها من قبل الرسميين و العرب‬
‫أجمعين ‪ .‬والهدف من هذه الحلقات هو تذكير‬
‫الناس بلغتهم الجميلة ليعودوا إلى ينبوع اللغة‬
‫ن اللغة هي أهم مقوم للشخصية‬ ‫الرائع ل ّ‬
‫الفردية و الجماعية ‪ ,‬كما تبّين الحلقات‬
‫مظلومية لغة الضاد في الواقع العربي ‪...‬‬

‫كان صاحبنا الفصيح يحي أبوزكريا في مقهى‬


‫عام يتجاذب أطراف الحديث مع صديقة محمد ‪.‬‬

‫الفصيح ‪ :‬أرأيت يا محمد كيف أصبح الوضع‬


‫الثقافي في بلدنا !‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد ‪ :‬لعلك خير من يحلل أسباب الكساد‬
‫الثقافي و القحط الفكري ‪.‬‬
‫الفصيح ‪ :‬عندما تموت الثقافة في أمة تنتهي‬
‫نهضتها و يسقط مشروعها ‪.‬‬
‫محمد ‪ :‬هل تريد أن تقول أن سبب ترهلنا و‬
‫تراجعنا يعود إلى عدم وجود مشروع ثقافي‬
‫يستنهضنا ‪.‬‬
‫الفصيح ‪ :‬بالتأكيد ‪ ,‬فالمة السلمية في حد‬
‫ذاتها نجحت في إفراز مشروع حضاري إنطلقا‬
‫من قوله تعالى ‪ :‬إقرأ ‪ ,‬فقد كان المر الول من‬
‫المشّرع بأن نقرأ ‪.‬‬
‫محمد ‪ :‬دعنا نشرب الن شايا أو قهوة ‪,‬‬
‫م نستأنف ‪ .‬آه ها هو النادل‬ ‫ولنعتبرها إستراحة ث ّ‬
‫بجوارنا ولعله كان يتابع حديثنا ‪.‬‬
‫النادل ‪ :‬قبل أن تطلبوا شيئا ‪ ,‬كنت أريد أن‬
‫أسألكم عن المكسيك ‪ ,‬هل الوضع المعيشي‬
‫فيها أحسن من لبنان ‪ ,‬و هل بإمكانكم ترتيب‬
‫تأشيرة عمل لي هناك لقد سئمت من البلد‬
‫وأوضاعه ‪.‬‬
‫الفصيح ‪ :‬أيها النادل لبنان هذا أصبح وطن العز‬
‫و الكرامة والثقافة والفكر والبداع ‪ ,‬لكن ما‬
‫علقتنا نحن بالمكسيك ‪.‬‬
‫محمد ‪ :‬ربما سمعنا نتكلم في شؤون الثقافة ‪,‬‬
‫ففهم أننا على علم بالجغرافيا أيضا فيريدنا‬
‫مساعدته من أجل الهجرة ‪.‬‬
‫النادل‪ :‬و الله ل هذا ول ذاك ‪ ,‬أنا أعلم أنكم‬
‫مكسيكيون و أنتم القدر على مساعدتي على‬
‫الهجرة ‪.‬‬
‫محمد ‪ :‬مكسيكيون آه آه آه آه – ضحك ‪ , -‬لعلك‬
‫تقصد ثقافيين ‪..‬‬
‫النادل ‪ :‬بل أقصد مكسيكيين ‪ ,‬من أهل المكسيك‬
‫يعني ‪ ,‬أنتم سياح من مكسيكو ‪..‬‬

‫‪2‬‬
‫الفصيح ‪ :‬مكسيكو ‪ ,‬تعسا لك ولسايكس بيكو‬
‫ولميكسيكو أيضا ‪ ,‬نحن أبناء قحطان وعدنان ‪,‬‬
‫نحن عرب عاربة ‪ ,‬وجعلتنا من المكسيك ‪.‬‬
‫محمد ‪ :‬آه آه آه آه ‪-----‬‬
‫النادل ‪ :‬نفس هذه اللغة أسمعها في‬
‫المسلسلت المكسيكية – وأنتم سمر و وجوهكم‬
‫كوجوه أهل المكسيك ‪..‬‬
‫الفصيح ‪ :‬الذنب ليس ذنبك ‪ ,‬فغياب لغتنا الجميلة‬
‫عن الشارع العربي و المنتديات العامة و قاعات‬
‫النقاش و الساحات العامة ‪ ,‬هو الذي جعلك‬
‫تشتبه فينا و في لغتنا الجميلة ‪..‬‬
‫النادل‪ :‬يا أخي من يتحدث بهذه اللغة اليوم‬
‫المهم ماذا تشربون‬
‫الفصيح ‪ :‬قهوة مرة كمرارة الزمن العربي ‪.‬‬
‫محمد ‪ :‬وأنا قهوة مع سكر مكسيكي آه آه‬

‫يحي‬
‫أبوزكريا ‪.‬‬

‫‪3‬‬

You might also like