You are on page 1of 20

‫نظري ة الوتار‬

‫الفائقة‬

‫أمضى ألبرت أينشتين عقداه الخيران من الزمن محاول ً حل لغز كبير كان يؤرقه‪ ،‬وهو‬
‫نظرية واحدة قوية تقوم بوصف كل مل يجري في الكون‪ ،‬وحتى أيامه الخيرة كان‬
‫اينشتين يمسك بمفكرة صغيرة يحاول فيها حل ذلك اللغز الكبير الذي شغله حوالي آخر‬
‫عشرين عام من حياته لنه كان مقتنعا أنه على وشك حل أكبر اللغاز في تاريخ العلم‪.‬‬
‫لكن الوقت لم يسعفه ومات قبل أن يحقق ذلك‪ .‬والن وبعد مضي أكثر من نصف قرن‬
‫على ذلك‪ ،‬فإن العلماء يعتقدون أنهم يمسكون بحل ذلك اللغز الكبير‪ ،‬معادلة واحدة‪،‬‬
‫نظرية واحدة تصف كل ما يجري في هذا الكون بأفكار جديدة مختلفة بشكل جذري عما‬
‫عرفه العلم‪ ،‬نظرية تدعى (نظرية الوتار‪ )string theory -‬أو نظرية الوتار الفائقة (‬
‫‪ )superstring theory‬وإن اتضح أن هذه النظرية صحيحة فإن مفاهيمنا العتيادة عن‬
‫الكون ووجودنا ستلقى صدمة كبيرة جداً‪.‬‬

‫تقول نظرية الخيوط الفائقة أننا نعيش في كون يلتقي فيه الخيال العلمي مع الحقيقة‪،‬‬
‫كون يتألف من أحد عشر بعدا ً (ل أربعة أبعاد فقط)‪ ،‬وأكوان موازية لكوننا أقرب إلينا مما‬
‫نتخيل‪ .‬كون منظم يتألف تماما من (موسيقى) الوتار‪ .‬وبكل ما تقدمه تلك النظرية من‬
‫آفاق‪ ،‬فإن الفكرة الساسية للنظرية بسيطة بشكل مذهل‪ ،‬النظرية تقول أن ما هو‬
‫موجود في هذا الكون من أصغر جزيء وحتى أكبر مجرة يتكون من عنصر واحد تماماً‪،‬‬
‫خيوط مهتزة متحركة صغيرة جدا من الطاقة ندعوها أوتاراً‪.‬‬
‫وكما أن وتر الكمان يستطيع أن يعطي تشكيلة كبيرة من العلمات الموسيقية بحسب‬
‫درجة اهتزازه فإن الوتار الفائقة التي نتحدث عنها تهتز بأشكال مختلفة معطية كل‬
‫أشكال مكونات الطبيعة التي نعرفها‪ .‬أو بعبارة أخرى فإن الكون عبارة عن سيمفونية‬
‫كونية عظيمة متمثلة بكل تلك النغمات التي تستطيع أوتار الطاقة إصدارها‪ .‬ل تزال هذه‬
‫النظرية في مرحلتها (الجنينة) إن صح التعبير‪ ،‬لكنها تكشف لنا صورة جديدة بشكل‬
‫جذري عن الكون‪ ،‬صورة غريبة جدا وجميلة أيضاً‪.‬‬

‫ما هو مفهوم التوحيد الكوني؟ ‪ .unification‬وما سبب العتقاد به؟‬


‫التوحيد هو صياغة قانون وحيد يصف كل مافي هذا الكون بواسطة فكرة واحدة‪ ،‬أو‬
‫معادلة واحدة رئيسة‪ .‬يعتقد العلماء أن هذه التوحيد موجود لن وخلل المئتي سنة‬
‫الماضيتين فإن فهمنا للكون أعطانا مجموعة من التفسيرات العديدة والتي تشير إلى‬
‫التجاه نفسه‪ ،‬تقود إلى طريق واحد‪ ،‬إلى فكرة وحيدة لزلنا نبحث عنها‪.‬‬

‫((التوحيد هو ما نسعى لتحقيقه‪ ،‬لن هدف الفيزياء الساسي هو أن نصف المزيد‬


‫والمزيدمن ظواهر الكون بطرق ومبادئ أبسط وأبسط ))‬
‫ستيفن وينبيرغ‬
‫((إن قدرتنا على وصف الظواهر الهائلة العدد بشكل بسيط واحد هو خطوة خطيرة جدا‬
‫في مفاهيمنا عن الكون ووجوده))‬
‫مايكل غرين‬

‫البداية‪ ...‬نيوتن‪...‬‬

‫قبل أن يسعى أينشتين لهذا الهدف‪ ،‬فإن الرحلة نحوه بدأت مع أشهر الحوادث الفيزيائية‬
‫في تاريخ العلم في يوم ما عام ‪ 1665‬عندما كان هناك شاب يجلس تحت شجرة ورأى‬
‫تفاحة تسقط من الشجرة‪ .‬ومع سقوط التفاحة فإن اسحق نيوتن غير نظرتنا إلى الكون‬
‫بشكل جذري عن السابق‪ ،‬وبكلمات العلم في ذلك الوقت فقد قال نيوتن أن القوتان‬
‫الولى التي جذبت التفاحة إلى الرض و الثانية التي تبقي القمر يدور حول الرض هما‬
‫حد نيوتن تلك القوتين في نظرية واحدة دعاها (الجاذبية)‬‫في الواقع قوة واحدة‪ ،‬لقد و ّ‬
‫((كان توحيد القوى التي تعمل على الرض والقوى التي تعمل في السماء (الكون‬
‫والكواكب) توحيدا ً رائعا لنظرتنا إلى الكون))‬
‫س‪ .‬وينبيرغ‬
‫الجاذبية كانت أول قوة تم فهمها بشكل علمي (رغم اكتشاف ثلثة قوى أخرى فيما بعد)‪،‬‬
‫ورغم أن قانون نيوتن في الجاذبية عمره ثلثمئة سنة فإن معادلته دقيقة لدرجة‬
‫نستخدمها للحصول على توقعات دقيقة جدا حتى في أيامنا هذه‪ ،‬في الواقع فإن العلماء‬
‫لم يحتاجوا لكثر من ذلك القانون لطلق الصواريخ الفضائية مثل ً وانزال النسان على‬
‫القمر‪.‬‬
‫لكن كانت هناك مشكلة‪ ..‬فرغم ان قوانين نيوتن قامت بوصف ممتاز لقوى الجاذبية فإن‬
‫نيوتن كان يعاني من مشكلة محرجة‪ ،‬فهو لم يملك أي فكرة عن كيفية عمل الجاذبية‬
‫حقيقة وطوال المئتان وخمسون عاما فإن العلماء أشاحوا بوجههم عن ذلك السر كلما‬
‫واجهوه‪.‬‬

‫النظرية النسبية‬
‫إلى أن أتى موظف مجهول يعمل في مكتب سويسري ليغير كل تلك المفاهيم‪ .‬فإلى‬
‫جانب عمله كان ألبرت أينشتين دائما يبحث في سلوك الضوء ولم يعرف حينها أن‬
‫أسئلته عن الضوء ستقوده لحل مشكلة نيوتن عن كيفية عمل الجاذبية‪ .‬في عامه الـ ‪26‬‬
‫قام اينشتين باكتشاف مذهل‪ ،‬وهو أن سرعة الضوء هي حد السرعة القصى‪ ،‬سرعة ل‬
‫يمكن لي شيء في هذا الكون أن يتجاوزها‪ .‬وبعد نشره لتلك الفكرة وجد أينشتين نفسه‬
‫في مواجهة مع مشكلة نيوتن تماما في عدم فهم ماهية الجاذبية‪.‬‬

‫لشرح تلك المشكلة سنتخيل أن الشمس فجأة اختفت من مكانها‪ ..‬إن نتائج هذه الختفاء‬
‫من وجهة نظر نيوتن تعني أن الكواكب ستخرج عن مساراتها فور اختفاء الشمس لتسير‬
‫في الكون متحررة من جاذبية الشمس‪ .‬أو بعبارة أخرى فإن نيوتن اعتقد أن الجاذبية هي‬
‫قوة تأثيرها فوري مهما اختلفت المسافة‪ ،‬لذا فسنشعر بشكل فوري باختفاء الشمس‬
‫وجاذبيتها وستتأثر الكواكب بذلك بشكل فوري‪.‬‬
‫لكن أينشتين وجد مشكلة كبيرة في تلك النظرة ظهرت من فهمه للضوء‪ ،‬فهو يعرف أن‬
‫الضوء ل ينتقل بشكل فوري بل يملك سرعة وهو بذلك يحتاج زمنا ليقطع مسافة معينة‪،‬‬
‫في الواقع فإن الضوء يحتاج لثمان دقائق ليقطع الـ ‪ 93‬مليون ميل من الشمس ويصل‬
‫إلينا‪ ،‬وطالما أنه وجد أن ل شيء يمكن أن يكون أسرع من الضوء‪ ،‬فكيف لختفاء‬
‫الشمس أن يحرر الرض قبل أن تصل الظلمة إلى الرض بسبب اختفاء الشمس مثل؟‬
‫بالنسبة لينشتين فإن أي شيء في هذا الكون ل يمكن أن يسافر أسرع من الضوء‪ ،‬وهذا‬
‫يعني أن فكرة نيوتن عن قوة الجاذبية كانت خطأ‪ .‬وإن كان نيوتن مخطئا ً فكيف تبقى‬
‫الكواكب في مساراتها؟ كيف كانت حساباته صحيحة ودقيقة عن مسارات الكواكب؟ كان‬
‫على أينشتين أن يحل تلك المشكلة‪ ،‬وبعد تقريبا عشر سنوات من جهده وجد الجواب‬
‫في نوع جديد من التوحيد (‪ )unification‬في نظرية النسبية العامة‪.‬‬
‫قال أينشتاين أن البعاد الثلثة المكانية للكون والبعد الرابع (الزمن) مرتبطة ببعضها‬
‫بنسيج كوني زماني‪-‬مكاني (أو يطلق عليه زمكان) وبفهمه للهندسة المكانية الزمانية‬
‫للنسيج الكوني فقد استطاع أن يتحدث عن حركة الشياء في ذلك النسيج‪ .‬ومثل سطح‬
‫الترامبولين المطاطي (الذي يقفز عليه البهلوان) فإن هذا النسيج الكوني يمكن لفه‬
‫وتمدده وتقعره إذا وضعنا فيه أجساما ثقيلة كالكواكب والنجوم‪ ..‬وهذا التغيير في النسيج‬
‫الكوني وانحاءه يخلق ما نشعر بأنه جاذبية‪.‬‬

‫لشرح هذه الفكرة بشكل أكبر سنتخيل سطحا من المطاط كالذي يقفز عليه البهلواني‪.‬‬
‫إن وضعنا كرة ثقيلة في وسطه فسوف يتقعر مشكل إنحناءاً‪ ...‬وأي جسم سيسير قريبا‬
‫من الكرة سيحني مساره وفقطا لنحناء ذلك السطح‪.‬‬
‫مثال آخر‪ ..‬في حلبات سباق السيارات وعند المنعطفات يكون الطريق مائل ً منحنيا ً لكن‬
‫السائق يرى نفسه عمودي على ذلك الطريق‪ .‬ونحن نقع في نفس الحساس فالنسيج‬
‫الكوني المنحني بسبب وجود الشمس يفرض على الرض أن تسير وفق ذلك الميلن‬
‫فتبدو أنها مشدودة للشمس بقوة الجاذبية‪ .‬فكوكب الرض ل يدور حول الشمس لنها‬
‫تطلق قوة لتمسك به‪ .‬بل ببساطة لنه يسير في منحنيات النسيج الكوني الذي تسببه‬
‫الشمس‪.‬‬
‫ومع هذا الفهم الجديد فإن إعادة تجربة اختفاء الشمس ستعطي نتائج مختلفة‪ ..‬لن‬
‫الرض لن تفلت من مسار الشمس فور اختفاء الشمس‪ ،‬بل سيصل تأثير اختفاء‬
‫الشمس إلينا بشكل موجة بعد ثمان دقائق على القل من اختفائها (قام أينشتين بحساب‬
‫سرعة موجة النسيج الكوني ووجد أنها بسرعة الضوء تماماً)‪.‬‬
‫أطلق أينشتين على هذه الصورة الجديدة للجاذبية اسم (النسية العامة) ‪General‬‬
‫‪.relativity‬‬

‫ورغم ذلك النجاز الضخم فإن أينشتين لم يكن راضيا عن عمله بعد‪ .‬فقد حاول جاهدا‬
‫توحيد الشكل الجديد الذي أتى به عن الجاذبية مع القوة الخرى الوحيدة المعروفة في‬
‫ذلك الوقت وهي القوة الكهرمغنطيسية ‪. electromagnetism‬‬
‫هذه القوة (الكهرمغنطيسية) التي هي أصل توحيد لما كان يعتقده العلماء قوتان‬
‫مختلفتنان (الكهرباء) و (المغنطيس)‪.‬‬

‫القوة الكهرمغنطيسية‬
‫من عدة عقود قبل أينشتين‪ .‬لحظ العالم السكتلندي جيمس ماكسويل أن التدفق‬
‫الكهربائي يؤدي إلى نشوء قوة مغنطيسية تؤثر في المعادن‪ .‬ومن خلل معادلت رياضية‬
‫أربع وصل ماكسويل إلى صيغة واحدة تصف تلك القوتان كقوة واحدة هي القوة‬
‫الكهرمغنطيسية ‪ .electromagnetism‬فكان كإسحاق نيوتن قد نقل العلم خطوة‬
‫أقرب على طريق توحيد المعادلت التي تصف الكون‪ .‬أينشتين أعجب كثيرا بالثنين‬
‫واعتبر أن ما قدمه هؤلء العلماء خطوات مهمة جدا على طريق توحيد نظريات القوى‬
‫التي تحكم الكون‪ .‬وبعد خمسين عاما من نظرية ماكسويل فإن أينشتين اعتقد أنه إن‬
‫استطاع أن يوحد فكرته عن الجاذبية مع فكرة ماكسويل عن الطاقة الكهرمغنطيسية‬
‫فإنه سيصل إلى المعادلة الم التي تصف كل شيء بذاتها وحدها‪.‬‬

‫مشكلة أينشتين‬
‫وعندما بدأ أينشتين بمحاولته لتوحيد الفكرتين واجه مشكلة الفرق العظيم في شدتهما‪..‬‬
‫فالقوة الكهرمغنطيسية أكبر بكثير من قوة الجاذبية الضعيفة‪ ..‬نحن نستطيع تحطيم قوة‬
‫الجاذبية كل يوم في حياتنا اليومية وبواسطة عضلت جسمنا مثل (إن رفعنا أي شيء عن‬
‫الرض مثل)‪ .‬لكن القوة الكهرمغنطيسية الكبيرة ل نستطيع تحديها بتلك السهولة‪ ..‬فهي‬
‫التي تمنعنا مثل من إختراق الرض إن سقطنا من ارتفاع ما‪ ...‬هي التي تعطي مقاومة‬
‫المادة الكبيرة‪...‬مثال آخر‪ ...‬مهما حاولت أن تمشي داخل حائط فلن تستطيع أن تدخل‬
‫فيه لن القوة التي تمنعك بكل بساطة هي القوة الكهرمغنطيسية الموجودة في الشحنة‬
‫السالبة على محيط الذرات التي تجمع جزيئات وذرات المادة وتربطها ببعضها بشكل‬
‫متماسك‪ .‬نحن نعتقد أن الجاذبية قوة كبيرة رغم أنها أضعف قوى الطبيعة‪ .‬لكن الكرة‬
‫الرضية بكل جاذبيتها عندما تجذب كرة فإن الكرة ترتد بكل بساطة بسبب القوى‬
‫الكهرطيسية التي تؤثر في بنية المادة بدل من أن تغوص في الرض‪ .‬في الواقع فإن‬
‫القوة الكهرمغنطيسية أقوى بمليارات المرات من قوة الجاذبية‪ ،‬لكننا ل نشعر بذلك لنها‬
‫تعمل على مستوى الذرات والجزيئات‪ .‬وكانت تلك أصعب مهام أينشتين بسبب الختلف‬
‫العظيم في شدة تلك القوتين‪.‬‬
‫ساءت المور أكثر بالنسبة لينشتين عندما ظهرت تغييرات واكتشافات كبيرة في‬
‫الفيزياء‪ .‬تلك الكتشافات على المستوى الذري تركت أينشتين عاجزا عن المضي في‬
‫هدفه لنه كان متمسكا بنظريته النسبية ‪ -‬والتي قدمت الكثير فعل ‪ -‬وأهمل الكتشافات‬
‫والكشوف التي ظهرت في أيامه على المستوى الدقيق الذري‪ .‬وفقدت أدوات أينشتين‬
‫قدرتها على مجاراة تلك الكتشافات ولم تستطع أن تساعده في توحيد القوتين‬
‫(الجاذبية) و(الكهرمغنطيسية)‪.‬‬

‫النظرية الكمومية (الكوانتية)‬


‫في العشرينات من القرن الماضي قام مجموعة من العلماء بقيادة العالم (نيلز بور)‬
‫بسرقة الشهرة من أينشتين ليأتوا بنظرة جديدة وغريبة للفيزياء‪ .‬نظرة تجعل من الخيال‬
‫العلمي في تلك الوقات شيئا سخيفاً‪ .‬نظرة قلبت رؤية أينشتين لنظرية التوحيد رأسا‬
‫على عقب‪ ،‬وجد هؤلء العلماء أن الذرات ليست هي أصغر جزء في المادة‪ ...‬بل إنها‬
‫تتكون من جزيئات صغيرة كالبروتونات والنيترونات‪ ..‬محاطة باللكترونات‪ ...‬وفي ذلك‬
‫العالم الصغير من الذرة‪ ،‬فإن نظريتا أينشتين وماكسويل كانتا عديمتا الفائدة في شرح‬
‫الطرق الغريبة التي تتصرف فيها تلك الجزيئات الصغيرة جداً‪ .‬فالجاذبية ل قيمة لها في‬
‫تلك المستويات الدقيقة من الذرة والكهرمغنطيسية لم تنفع إطلقا لشرح تلك القوى‬
‫الجديدة وتأثيرها في تلك الجزيئات‪ .‬وبل أي نظرية تصف ما يجري في ذلك المكان‬
‫الصغير في داخل الذرة فقد ضاع العلماء وهم يبحثون هن شيء يستطيع وصف ما يجري‬
‫داخل الذرة حتى آخر العشرينيات حين وصل العلماء إلى نظرية ميكانيك الكم أو‬
‫(النظرية الكوانتية) والتي تستطيع وصف ذلك العالم الدقيق من الجزيئات في الذرة‪..‬‬
‫كانت تلك النظرية مختلفة عن سابقاتها لدرجة غيرت نظرة العالم للكون تماماً‪.‬‬
‫كانت نظرية أينشتين النسبية توضح أن الكون منظم ويمكن توقع أحداثه لكن نيلز بور‬
‫اختلف معه في ذلك‪ .‬فعلى المستوى الدقيق للذرات والجزيئات فإن ذلك العالم الصغير‬
‫هو عالم من الحتمالت تماما ً وفي ذلك العالم فإن (الل تأكيد) هو ما يحكمه‪ ،‬والنظرية‬
‫الكوانتية (الكمومية) تستطيع أن تتوقع فقط احتمال لنتيجة أو أخرى‪ .‬هذه الفكرة الغريبة‬
‫فتحت الباب أمام صورة جديدة غير مستقرة للعالم والواقع‪.‬‬
‫كان عدم الستقرار في ذلك العالم الصغير لدرجة كبيرة لو أننا استطعنا ملحظته في‬
‫عالما المألوف الذي نعيش فيه لعتقدنا أننا فقدنا عقلنا‪ .‬إن القوانين في العالم الكوانتي‬
‫مختلفة تماما عن خبراتنا والقوانين الفيزيائية التي نلمسها يوميا ً فالعالم الكوتني عالم‬
‫مجنون بكل بساطة‪ ..‬ل يوجد فيه شيء مؤكد‪ ،‬تسود فيه الحتمالية عوضا عن الحتمية‬
‫لنه عالم تحكمه الحتمالت وظهور أي حدث محكوم باحتمال معين غير أكيد‪ .‬والهم من‬
‫ذلك أن عدم التقاط حدث معين محتمل ل يعني أنه لم يحصل فعل ً بل يعني أنه ربما قد‬
‫حصل في عالم مختلف عن الذي نراقبه في تلك اللحظة‪.‬‬
‫باختصار فإن كل شيء محتمل في ميكانيك الكم ول شيء أكيد‪...‬‬
‫سأقدم نتيجة غريبة لكنها حقيقية لتلك النظرية‪...‬مثل إن حسابات ميكانيكا الكم تظهر‬
‫فعل أن لدي فرصة في أن أسير عبر جدار اذا دفعته‪ ،‬لكن احتمال ذلك صغير لدرجة أنه‬
‫علي أن أحاول لمدة زمنية تعادل اللنهاية لتحقيق ذلك‪ .‬وفي العالم الصغير الذري فإن‬
‫تلك الحتمالت تحدث بشكل مستمر‪.‬‬

‫أينشتين قاوم فكرة أن ذلك العالم هو عالم أفضل ما نستطيع القيام به هو حساب‬
‫الحتمالت‪ ،‬وقال قوله الشهير (الله ل يرمي النرد)‪ ،‬لكن التجارب اللحقة كلها أظهرت‬
‫أن أينشتين كان مخطئا وأن النظرية الكمومية استطاعت بدقة مذهلة وصف العالم على‬
‫المستوى الذري‪ .‬فلفهم أي حدث وكل ما يحدث على المستوى الذري أو الجزيئي فإنك‬
‫تحتاج حتما لميكانيك الكم‪ .‬ولم تظهر أي ملحظة أو مراقبة علمية على ذلك المستوى‬
‫تعارض أي توقع تقدمه حسابات ميكانيكا الكم‪.‬‬

‫قوى أخرى جديدة‬


‫في الثلثينات وبينما كان أينشتين في مهمته الصعبة في محاولة الوصول لنظرية توحيدية‬
‫فإن ميكانيك الكم كانت تكشف المزيد والمزيد من أسرار الذرات وجزيئاتها‪ .‬اكتشف‬
‫العلماء أن الجاذبية والكهرمغنطيسية ليستا القوتان الوحيدتان اللتان تحكمان عالما‬
‫الفيزيائي‪.‬‬
‫وبمراقبتهم لبنية الذرة اكتشف العلماء قوتان إضافيتان‪ .‬واحدة هي (القوة النووية‬
‫الكبيرة) التي تعمل كالغراء القوي الذي يجمع أجزاء النواة (البروتونات والنيترونات)‬
‫بشكل محكم‪ .‬والثانية هي (القوة النووية الضعيفة) التي تسمح بتحول النيوترونات إلى‬
‫بروتونات مسببة الشعاعات الذرية‪ .‬وعلى المستوى الذري فإن قوة الجاذبية ل قيمة لها‬
‫على الطلق مقارنة بالقوى الخرى‪.‬‬
‫أوضح مثال وتطبيق على (القوة النووية الكبيرة) التي تربط جزيئات النواة وشدتها‬
‫العظيمة هو القنبلة الذرية التي تحرر عمليا تلك القوى الكامنة في نواة الذرة‪.‬‬
‫وبين تلك القوى الثلث القوية على مستوى الذرات فإن قوة أينشتين الجاذبية ل تجد‬
‫مكانا ً لهم بينها‪ .‬وكما أن أينشتين لم يستطع تفسير الحداث على المستوى الذري فإن‬
‫النظرية الكمومية أيضا ل تقترب من قوة الجاذبية على المستوى الذري‪ ،‬أو بكلمات‬
‫أخرى فإن الجاذبية التي قدمها أينشتين تعمل بشكل ممتاز على مستوى الجسام‬
‫الكبيرة والكواكب بينما تفشل في المستوى الذري‪ ..‬بنفس الوقت فإن النظرية‬
‫الكمومية هي نظرية على المستوى الذري لكن ل قيمة لها في الحداث التي تجري على‬
‫الجرام والجسام الكبيرة‪.‬‬

‫كان ل بد من نظرية تجمع الطرفين لن الجسام الكبيرة مكونة من المادة ذاتها المكونة‬
‫منها الذرات‪ .‬والكون بأكمله مبني من الجزيئات نفسها‪ .‬فل بد من قانون وحيد يجمعهما‪.‬‬
‫ببساطة لم يستطع أحد أن يجمع النسبية العامة وميكانيكا الكم في نظرية واحدة في‬
‫تلك الوقات‪ .‬وفشلت كل المحاولت لوصف الجاذبية بلغة ميكانيك الكم لعقود وعقود‬
‫وأصيب معظم العلماء بالحباط الشديد بسبب ذلك‪ .‬فالقاعدة الذهبية للعلماء أن قوانين‬
‫الطبيعة الصحيحة يجب أن تطبق في كل مكان وعلى كل ما هو موجود في الطبيعة‪.‬‬
‫وهذا ما كان مستحيل ً بين النسبية والكمومية‪.‬‬
‫بقي الطرفان (النسبية) و(الكمومية) يعملن بشكل منفصل بعد موت أينشتين‪ ..‬وحققا‬
‫نتائج مذهلة في فهم الكون‪ ...‬لكن المشكلة أن هناك ظواهر كونية ل يمكن دراستها‬
‫بإحدى النظريتان بل هي بحاجة لنظرية تجمعهما كأعماق الثقوب السوداء مثلً‪.‬‬

‫الثقوب السوداء‬
‫في عام ‪ 1916‬قدم فكرة الثقوب السوداء عالم فلك ألماني يدعى كارل شوارتزشيلد‪.‬‬
‫وبينما كان على الجبهة في الحرب العالمية الولى قام بحل معادلت أينشتين بطريقة‬
‫جديدة وغامضة‪.‬‬
‫اقترح شوارتزشيلد أن كتلة كبيرة ككتلة النجوم إذا اجتمعت وتكثفت في مكان صغير جدا‬
‫بحجم ذري فإنها ستشوه النسيج الكوني وتحنيه لدرجة ل تسمح لشيء بالهروب من‬
‫جذبه ول حتى الضوء‪ .‬وبقي العلماء يعتقدون أنها مجرد نظرية إلى أن رصدت القمار‬
‫والتلسكوبات الثقوب السوداء فعل ً وتحقق توقع شوارتزشيلد فعلً‪.‬‬
‫وهنا تكمن المشكلة‪ ،‬فإذا أردنا دراسة الثقب السود‪ ،‬هل نستخدم النسبية العامة لن‬
‫الثقب السود ذو كتلة هائلة (وزن كبير) أم نستخدم النظرية الكمومية (لن الثقب السود‬
‫صغير جدا بالحجم)؟‬
‫كان على العلماء أن يستعينوا بكلتا النظريتين بنفس الوقت‪ .‬لكن عندما نحاول وضع‬
‫النظريتين في تطبيق واحد فإنهما تنهاران وتعطيان نتائج منافية للواقع وهذا مستحيل لن‬
‫الكون يجب أن يتبع قوانين فيزيائية واضحة ومحددة‪ .‬هنا أيضا تبرز أهمية وجود نظرية‬
‫توحد قوانين الكون الفيزيائية‪..‬‬

‫مشكلة النفجار العظيم ‪.Big bang‬‬


‫أحد المشاكل الكبيرة التي توقف العلماء عن فهم لحظة بداية النفجار الكبير (وبالتالي‬
‫ما سبق تلك اللحظة تحديدا) هو تضارب النظريات التي يعملون بها‪.‬‬
‫ففي جهة واحدة لديهم النظرية النسبية الدقيقة جدا عند استخدامها في الحسابات‬
‫المتعلقة بالجرام السماوية الكبيرة كالكواكب والنجوم‪ .‬وفي الجهة الخرى لديهم‬
‫النظرية الكمومية التي تقدم أفضل وأدق الحسابات على المستوى الذري والجزيئي‪.‬‬
‫لكن المعضلة تكمن في محاولة دمج هاتين النظريتين‪.‬‬
‫في لحظة النفجار الكبير فإن كتلة صغيرة جدا اهتزت وانفجرت بشكل عنيف وخلل‬
‫الربعة عشر مليار عام بعد ذلك الحدث فإن الكون توسع من تلك الكتلة وتمدد وبرد‪...‬‬
‫وتشكلت المجرات والكواكب والنجوم التي نراها اليوم‪ .‬لكن إذا عدنا بالزمن إلى الوراء‬
‫تدريجيا فإن الكون سيتقلص ليعود إلى ما كان عليه من حرارة وكثافة شديدتين‪ ،‬وليعود‬
‫إلى الحجم الصغير جدا إلى أن نصل إلى نقطة بداية الزمن في الكون‪ .‬المشكلة أن‬
‫قانونا الفيزياء اللذان يستخدمها العلماء سيضطرون لدمجهما (النسبية) و(الكوانتية) وهما‬
‫قانونان ل يتفقان ول يعطيان نتائج صحيحة في تلك اللحظة‪ ،‬ويقف العلماء عاجزون عن‬
‫فهم ما جرى في لحظة بداية الكون‪.‬‬
‫قد يتساءل أحد‪ ،‬ما أهمية أن يكون لدينا قانونا فيزياء متعارضان في هذا الكون الكبير‪...‬‬
‫ولم عليهما أن يتفقا؟ لم علينا أن نحصل على قانون واحد فقط؟ الكون بكل مكوناته‬
‫يجب أن يشكلة وحدة متكاملة لن العلم وبشكل مستمر يشير إلى ذلك ولو أنه ل يقوله‬
‫صراحة‪ .‬ونظرية النفجار الكبير الن قطعت مرحلتها الفتراضية وصارت مؤكدة وهي‬
‫تقول أن الكون بدأ من كتلة حارة صغيرة كثيفة جداً‪ .‬نقطة واحدة‪ ..‬هذه النقطة ل بد أن‬
‫تخضع لقانون واحد فقط وليس لقانونين اثنين‪.‬‬

‫لماذا ل يتفق قانون الكم مع النظرية النسبية؟‬


‫الجاذبية على مستوى الجسام الكبيرة تقوم بلف وحني الكون وتغيير شكل الفضاء تبعا‬
‫لكتلة الجرم (الرض أو الشمس أو غيرهم)‪ .‬لكن الشكل المنحني الواضح والحتمي‬
‫والمحدد للكون على مقياس الجرام الكبيرة ليس هو الشكل الوحيد للكون‪ ،‬فالكون‬
‫يختلف تماما في المقاييس الصغيرة على مستوى الذرات والجزيئات ولفهم هذا الكون‬
‫علينا أن نستخدم ميكانيك الكم‪ .‬المشكلة أن ميكانيك الكم عندما تقوم بوصف الكون‬
‫على تلك المقاييس الدقيقة جدا فإنها تعطي صورة مختلفة تماما للكون‪ .‬وكأننا نتحدث‬
‫عن كونين مختلفين تماما‪.‬‬
‫عند تلك المقاييس الصغيرة في الكون فإن النظرية الكمومية تقول أن الكون يصبح‬
‫فوضوي بشكل كبير (على عكس النظام الهادئ الواضح للمجرات والجرام)‪ .‬هو عالم‬
‫مضطرب بشكل كبير لدرجة أن ل معنى للمفاهيم التي نعرفها عن الزمان والمكان‪.‬‬
‫فالمكان والزمان مشوهان بشكل كبير‪ ،‬ل يمكن معرفة إن كان هناك حدث قد حصل‬
‫قبل آخر أو بعده‪ ..‬فل معنى للزمن فيه‪ ..‬ل يمكن معرفة التجاهات لن ل معنى للمكان‬
‫أيضاً‪ .‬والزمان والمكان لي حدث غير محدد بل محتمل فقط‪.‬‬
‫لمئات السنين اعتقد كل الفيزيائيون أن المادة في النهاية تتكون من أجزاء كروية صغيرة‬
‫الحجم جدا‪ ..‬ورغم الكتشافات الحديثة نسبيا في علم الفيزياء (الذرات) و(الجزيئات)‬
‫فإن العتقاد بقي أن تلك الجزيئات هي كرات صغيرة جدا من المادة تكون البروتونات‬
‫والنيترونات (الكواركات) والضوء (الفوتونات)‪ ...‬الخ‪.‬أتت نظرية الوتار الفائقة واستبدلت‬
‫كرات المادة الدقيقة تلك بأوتار فكل جزئ صغير من المادة هو وتر من الطاقة يهتز‬
‫بشكل معين يعطي صفات هذا الجزيء‪ ،‬وباختلف الهتزاز يختلف الجزيء‪.‬وهذه الوتار‬
‫الفائقة لم يتم حتى الن رصد علمي اختباري لها بعد‪ ...‬وهذه مشكلة لن أي نظرية غير‬
‫مدعومة بالرصد تتحول إلى فلسفة ل علم‪ ...‬سنعود لهذه الفكرة بعد شرح نظرية الوتار‬
‫الفائقة بشكل أكبر‪.‬‬

‫تاريخ ونشأة نظرية الوتار الفائقة‪...‬‬

‫في أواخر الثمانينات وبينما كان فيزيائي شاب إيطالي يدعى (غابرييل فينيتسيانو) يبحث‬
‫عن بعض المعادلت الرياضية التي تصف قوى النواة الكبيرة في الذرة‪ ...‬وفي كتب‬
‫الرياضيات القديمة التي يملكها وجد معادلة رياضية قديمة عمرها مئتا عام كتبها عالم‬
‫سويسري يدعى ليونار أويل‪ .‬فينيتسيانو ذهل باكتشافه أن تلك المعادلت التي اعتبرت‬
‫لسنين عديدة مجرد فضول رياضي كانت تصف القوى الكبيرة في النواة فعل ً وقام‬
‫باكتشافه الذي اشتهر به فيما بعد في وصف القوى الكبيرة التي تعمل في نواة الذرة‪.‬‬
‫كان ذلك حدث ولدة نظرية الوتار‪.‬‬
‫وبسبب شهرة هذا الكتشاف فقد وقعت تلك المعادلت في يد فيزيائي أمريكي يدعى‬
‫(ليونارد سسكيند) اكتشف أن وراء الرموز الرياضية وصف لشيء أكثر من مجرد‬
‫جزيئات‪ .‬فالمعادلة تقدم متحولت تصف اهتزازات ووصف لخيوط‪ .‬قام بدراستها أكثر‬
‫ووجد أنها عمليا تصف خيوطا مهتزة مثل الخيوط المطاطية الحرة الطرفين‪ ،‬هذه‬
‫الخيوط بالضافة لصفاتها في التمدد والتقلص فهي تهتز بشكل دوراني أيضا حسب تلك‬
‫المعادلة‪ ،‬المضحك أن سسكند عندما قدم بحثه للنشر تم رفضه لعدم أهميته واعتقد أن‬
‫اكتشافه سيموت‪.‬‬
‫في تلك الوقات فإن العلماء كانوا مشغولين في اكتشاف الجزيئات وأنواعها الجديدة‬
‫الدقيقة بالقيام بتعريضها لسرعات كبيرة و اصطدامها ببعضها لشطرها إلى جزيئات‬
‫أصغر ودراسة نواتج تلك النشطارات‪ .‬كانت الكتشافات كبيرة جدا وأنواع الجزيئات‬
‫المكتشفة كبير‪ .‬أدى ذلك إلى استنتاجات كبيرة على مستوى الفيزياء أهمها أن قوى‬
‫الطبيعة يمكن وصفها كجزيئات أيضاً‪ .‬مثل ً القوة التي تنشأ بين جسمين هي عبارة عن‬
‫جزيء (رسول) بينهما‪ ،‬وكلما انتقل بين الطرفين بمعدل أكثر كلما اقترب الجسمان من‬
‫بعضهما أو بعبارة أخرى – زادت القوة بينهما‪ .‬أي أن تبادل الجزيئات هو ما يخلق ما‬
‫نشعر أنه طاقة‪ .‬وتم فعل ً تأكيد تلك النظريات باكتشاف الجزيئات المسؤولة عن القوة‬
‫الكهرطيسية والقوى النووية القوية (المسؤولة عن تماسك النواة في الذرة) والضعيفة‬
‫(المسؤولة عن النشاط الشعاعي الذري)‪ .‬وشعر العلماء أنهم اقتربوا من تحقيق حلم‬
‫توحيد القوى الذي بدأه أينشتين‪ .‬لن تلك الجزيئات المسؤولة عن القوى الثلث (القوة‬
‫الكهرطيسية والقوى النووية القوية (المسؤولة عن تماسك النواة في الذرة) والضعيفة‬
‫(المسؤولة عن النشاط الشعاعي الذري)) تبدأ بالتشابه في الخصائص في حال تطبيق‬
‫حالة النفجار الكبير أي أنها تنصهر في حرارة وكثافة الكون الشديد عند النفجار لتصبح‬
‫نوعا واحدا من القوى ودعى ذلك الشكل من الفهم بـالـ (الشكل القياسي للقوى)‬
‫‪ standard module‬العالم ستيفن وينبيرغ‪ ،‬لكن خلف ذلك النجاح برزت مشكلة‬
‫كبيرة‪ ...‬فذلك الشكل القياسي لجزيئات القوى استطاع أن يصف ثلث فقط من القوى‬
‫الرئيسية في الفيزياء مهمل القوة الرابعة (الجاذبية) لنها كانت تعمل على مستوى‬
‫مختلف عن العالم الكوانتي الدقيق‪.‬‬

‫في أواخر السبعينات كان العلماء المتبنون لنظرية الوتار قليلون ومهملون ويعانون من‬
‫مشاكل كبيرة في النظرية‪ ..‬فتلك النظرية مثل تنبأت بوجود جزيئات عديمة الكتلة‬
‫تستطيع أن تنطلق بسرعة أكبر من سرعة الضوء (وهذا غير ممكن حسب أينشتين)‪.‬‬
‫كانت أيضا تتنبأ بجزيئات بل كتلة تماما ً (غير مرئية وغير ممكن التحقق من وجودها)‪.‬‬
‫كانت تحتاج لعشر أبعاد بدل من البعاد الربعة (ثلث أبعاد للماكن وبعد زمني)‪ .‬كانت‬
‫أيضا متضاربة النتائج الرياضية تعطي أرقاما تدل على خطأ معادلتها‪ .‬إلى أن جاء العالم‬
‫جون شوارتز الذي بدأ بوضع تعديلت للنظرية وربط النظرية مع الجاذبية وافتراض أن‬
‫حجم تلك الوتار أصغر بمئة مليار مليار مرة من الذرة وبدأت النظرية تأخذ شكل صحيحا‪،‬‬
‫والجزيء الذي لم يكن يملك كتلة كان بنظر جون شوارتز جزيء (الجرافيتون)‬
‫‪ .Graviton‬أو الجزيء المسؤول عن نقل القوة الجاذبية على المستوى الكوانتي‪ .‬وهو‬
‫بذلك حل الجزء المفقود الذي قدمه ستيفن وينبيرغ في الشكل القياسي للقوى الذي‬
‫كان يفتقد لوصف الجاذبية على المستوى الكوانتي‪ .‬رغم ذلك لم يحظ البحث مرة أخرى‬
‫بالهتمام وبقيت النظرية في الظلم وبقي يعمل فيها ويؤمن بها عالمان اثنان من مجتمع‬
‫العلماء الفيزيائيين هما جون شوارتز ومايكل غرين‪.‬‬
‫وصل هذان العالمان في أوائل الثمانينات إلى حل المشاكل الرياضية في النظرية وبدأت‬
‫النظرية تصف القوى الثلثة الخرى إلى جانب الجاذبية وهي القوة الكهرطيسية والقوى‬
‫النووية القوية (المسؤولة عن تماسك النواة في الذرة) والضعيفة (المسؤولة عن‬
‫النشاط الشعاعي الذري)‪ .‬وقاد هذا الكتشاف المذهل العلماء إلى التهافت على‬
‫النظرية بالمئات وحظيت النظرية أخيرا على الهتمام وتم تسميتها (نظرية الكل) (‪The‬‬
‫‪.)Theory Of Everything‬‬

‫استطاعت النظرية وصف كل مكونات الطبيعة بشكل واحد مذهل فالبروتونات‬


‫والكترونات والنيوترونات التي تتكون منها الذرات تتكون من أجزاء أصغر هي الكواركات‬
‫‪ . quarks‬تلك الكواركات التي كان يعتقد أنها مادة هي وبحسب نظرية الوتار عبارة عن‬
‫أوتار أو خيوط صغيرة جدا من الطاقة مهتزة بعدة اتجاهات وطرق‪ .‬كل وتر من هذه‬
‫الوتار حجمه صغير جدا مقارنة بالذرة‪ .‬فهو كحجم شجرة من حجم كوكب الرض‪.‬‬
‫وكل اهتزاز معين لتلك الوتار يعطي الجزيء خصائص مختلفة‪ ..‬فقد يشكل الهتزاز‬
‫جزيئا مكونا لذرات المادة أو الطاقة أو الجاذبية‪ ،‬إلكترونات أو جزيئات ألفا أو بيتا‪..‬الخ‪...‬‬
‫أي أن كل ما في هذا الكون من مادة أو طاقة أو شحنات هي في الواقع أوتار لكنها‬
‫مهتزة بطرق مختلفة‪ .‬والفرق الوحيد بين الجزيئات التي تعطي مادة الخشب والجزيئات‬
‫التي تعطي طاقة الجاذبية هو طريقة اهتزاز تلك الوتار فقط‪.‬كانت نظرية الوتار الفائقة‬
‫حلقة الوصل بين ميكانيك الكم والنظرية النسبية لنها تفسر وتلغي الفروقات بينهما بناء‬
‫على طبيعة الوتار وخصائصها‪ ،‬والكون الفوضوي على المستوى الذري يصبح أقل‬
‫فوضوية وأقرب إلى الكون الكبير على مستوى الجسام الكبيرة‪ .‬وهو نصر كبير على‬
‫مستوى الفيزياء والرياضيات والكون للعلماء بآن واحد‪.‬‬
‫نظرة إلى عالم الواتار الفائقة‬
‫حتى تصح نظرية الوتار الفائقة‪ ،‬وتحقق الخواص التي تقدمها لنا لفهمنا للمادة‬
‫والجزيئات فإن هذه النظرية احتاجت إلى تطبيق فكرة أشبه بالخيال العلمي لكنها‬
‫ممكنة‪ ...‬فهي بحاجة لبعاد إضافية في الكون ول تكفيها البعاد الربع المعروفة (ثلثة‬
‫أبعاد لمكان وبعد للزمان)‪ .‬وهذه أغرب وأهم تنائج تلك النظرية‪ .‬دعونا نتذكر أن البعاد‬
‫الثلث المكانية هي ما يمكننا رؤيته وما يحتاج إليه عقلنا للفهم والستيعاب خلل حياتنا‬
‫اليومية‪،‬لكن ل يوجد مانع علمي أو رياضي من وجود أبعاد أخرى ل ندركها بحواسنا‬
‫المجردة‪ .‬المذهل أكثر أن تلك البعاد أقرب إلينا مما نتصور‪ ،‬لكننا ل ندركها لصغر‬
‫حجمها‪ .‬سنذكر مثال يوضح ذلك‪.‬‬
‫إن نظرنا لعمود من الكهرباء من مسافة بعيدة نسبيا فسيبدو لنا كخط مستقيم (له‬
‫بعدين اثنين فقط) لكن كلما اقتربنا من العمود فإن بعدا ثالثا سيظهر له (سماكته)‪.‬‬
‫وحتى تشكل الوتار الفائقة تلك التشكيلة الكبيرة من الجزيئات والخصائص المختلفة لها‬
‫فإن عليها أن تهتز في فضاء يملك أكثر من ثلثة أبعاد‪ ،‬في الواقع فإنها تحتاج لتسع أبعاد‬
‫مكانية إضافة إلى البعد الزمني والنتيجة عشر أبعاد‪.‬‬

‫تلك البعاد الصغيرة أقرب ما يمكن تخيلها إلى سطوح متداخلة على مستوى صغير جدا‬
‫كالشكل التالي‬
‫نتائج نظرية إم أو نظرية الوتار الفائقة وتطورها‪..‬‬

‫تنظيم النسيج الكوني‬

‫قبل أينشتين فإن العلماء كانوا يعتقدون أن الكون ثابت الشكل‪ ،‬لكن نظرية أينشتين‬
‫النسبية تقول أن الكون عبارة عن نسيج يمكن حنيه وثنيه‪ ..‬فإذا تخيلنا أننا نسير على‬
‫أرض مستوية لنقطع مسافة ما فإننا بثني تلك الرض يمكننا الوصول إلى هدفنا بشكل‬
‫أسرع‪ ...‬قدم اينشتين فكرة انحناءات الكون وتشوهات النسيج الكوني بما يعرف بـ‬
‫‪ wormholes‬أو الطرق الدودية‪ .‬وهي طرق مختصرة للوصول إلى أجزاء قصوى من‬
‫الكون بسرعة فائقة وزمن قصير (بشكل نظري فقط)‪.‬‬
‫وعلى المستوى الذري وحسب الصفات الكوانتية فإن النسيج الكوني معرض للتمزق‬
‫والتغير بشكل كبير جدا أيضا ً بسبب الختلفات الشديدة في المكان والزمان التي تسببها‬
‫فوضى الجزيئات‪ ،‬بوجود تلك الفوضى فإن النسيج الكوني معرض للتمزق بشكل دائم‪،‬‬
‫وذلك يسبب كوارث زمانية ومكانية أكبر مما نتخيل‪ ،‬هنا تأتي الوتار لتنظم ذلك النسيج‬
‫الفوضوي فتهتز عبر النسيج الكوني الممزق لتقوم بإصلحه وترميمه‪ .‬وهذا ما يجعل‬
‫النسيج الكوني مستقر نسبيا على المستوى الدقيق‪ .‬فل يمتد التمزق للنسيج الكوني‬
‫ويسبب كارثة كونية‪.‬‬

‫النسيج الكوني المشوه‬


‫البعد الحادي عشر وأهميته‪...‬‬
‫رغم الهمية الكبيرة التي وصلت إليها نظرية الوتار الفائقة فإنها كانت تعاني من مشكلة‬
‫كبيرة تحديدا في أواسط الثمانينات من القرن المنصرم‪ ...‬لنها لم تكن نظرية واحدة بل‬
‫خمس نسخ من النظرية‪ ..‬وكانت تلك مشكلة كبيرة فالعلماء في النهاية يبحثون عن‬
‫نظرية واحدة تصف الكون ل خمسة نظريات‪ ،‬إلى أن أتى العالم إدوارد ويتن ‪Edward‬‬
‫‪ witten‬وقام بجعل تلك النسخ الخمس في شكل نظرية واحدة أطلق عليها اسم نظرية‬
‫إم ‪ M-theory‬لكنه اضطر لضافة بعد جديد وصارت النظرية بأحد عشر بعداً‪ .‬وحتى‬
‫تقوم الوتار الفائقة بالهتزاز بالشكل الكافي فإنها تحتاج لحد عشر بعداً‪ ..‬كان البعد‬
‫الضافي الذي أضافه العالم إدوارد ويتن ذو نتائج خطيرة على النظرية‪ .‬فذلك البعد‬
‫يسمح للوتر المهتز بالتمدد والهتزاز بمساحة كبيرة جدا تصل إلى حجم الكون نفسه‬
‫مشكل غشاءا تمت دعوته بالـ ‪ membrane‬أو اختصارا ً ‪ .brane‬هذه الفكرة قادت إلى‬
‫استنتاج أننا نعيش على غشاء كوني سببه اهتزاز الوتار‪ ،‬وأننا نعيش في كون موجود‬
‫على غشاء في كون آخر ذو أبعاد أكثر وكأننا موجودون في شريحة من كون مؤلف من‬
‫عدة شرائح (أغشية) – (‪ .)membranes‬هذا قد يعني أيضا أن تلك البعاد والعوالم قد‬
‫تكون ملصقة لنا وحولنا في كل مكان لكننا ل نستطيع الحساس بها لن جزيئاتنا ل‬
‫تستطيع اختراق الغشاء الذي نعيش عليه بكل بساطة‪ .‬هذه الفكرة حصلت على أهميتها‬
‫أيضا في موضوع الجاذبية‪.‬‬

‫حل مشكلة الجاذبية مع نظرية الوتار الفائقة‬


‫منذ حوالي ثلثمئة سنة من أيام اسحق نيوتن والجاذبية هي أقدم القوى الفيزيائية التي‬
‫تعرف عليها البشر ورغم ذلك فقد بقيت معضلتهم الكبرى فهم طبيعتها وماهيتها‪ .‬ورغم‬
‫أن المعتقد أن الجاذبية هي قوة كبيرة (لنها تربطنا إلى الرض‪ ،‬وتبقي القمر إلى الرض‪،‬‬
‫والرض والشمس) إل أن العلم اكتشف قوى فيزيائية أكبر بكثير من قوة الجاذبية‪.‬‬
‫فالقوة الكهرمغنطيسية أقوى بكثر من قوة الجاذبية‪ ..‬نحن نستطيع رفع قطعة من‬
‫الحديد بمغنطيس صغير متحديا قوة جذب الرض بأكملها لتلك القطعة‪ ...‬الواقع أن‬
‫الحسابات تشير إلى أن القوة الكهرمغنطيسية أقوى بألف مليار مليار مليار مليار مرة‬
‫من قوة الجاذبية أي أقوى بواحد إلى جانبه ‪ 39‬صفراً‪ ...‬وهو فرق هائل جدا‪ .‬هذا الضعف‬
‫الشديد في الجاذبية أثار حيرة العلماء لسنوات عديدة‪ .‬إلى أن أتت نظرية الوتار الفائقة‬
‫وغيرت نظرة العلماء إلى الجاذبية‪ .‬فقد تكون قوة الجاذبية قوية كما القوة الكهرطيسية‬
‫أو باقي القوى‪ ،‬لكنها تبدو ضعيفة لنا بسبب خاصية الوتار‪ .‬الوتار كما رأينا هي التي‬
‫تكون الجزيئات المسؤولة عن نقل الطاقة‪ ،‬ماذا لو أن الجزيء المسؤول عن نقل قوة‬
‫الجاذبية ‪ Graviton‬كان جزيئا غير مستقر في كوننا‪ ،‬ماذا لو كان الجزيء ‪Graviton‬‬
‫يتسرب إلى البعاد الخرى فيبدو تأثيره ضعيفا في عالمنا؟‬
‫تلك هي الفكرة المهمة الخرى التي قدمتها نظرية الوتار الفائقة في فهم طبيعة‬
‫الجاذبية‪.‬فجزيئات الطاقة التي نعرفها والجزيئات التي تشكل المادة التي يتكون منها كل‬
‫ما هو موجود في الكون تحافظ على بقائها في البعد الذي نوجد به‪ ،‬والغشاء المكون من‬
‫اهتزاز الوتار في البعد الحادي عشر يحجبنا عن أكوان في أبعاد أخرى‪ ...‬لكن جزيء‬
‫الجاذبية ‪ Graviton‬حسب نظرية الوتار الفائقة مكون من وتر مغلق النهايات (كحلقة)‪.‬‬
‫وهذه الخاصة تجعله حرا طليقا غير مرتبط بالبعد الذي نوجد فيه مما يؤدي إلى تسربه‬
‫من الغشاء الذي نعيش فيه إلى أبعاد أو أكوان أخرى‪ ،‬لذا ل نشعر بقوته بسبب اختفائه‬
‫السريع من بعدنا‪.‬‬
‫تلك الفكار دفعت العلماء لفرضيات كنا نحسبها (خيال علميا بحتاً)‪ ،‬يقول أحد علماء‬
‫نظرية الوتار الفائقة (لو وجدت حياة أخرى في بعد آخر فإن جزيئات الجاذبية قد تكون‬
‫طريقة في اتصالنا مع ذلك البعد بتحرير جزيئات الجاذبية بشكل كبير لنها تستطيع‬
‫التملص من الغشاء الذي تسببه الوتار في البعد الحادي عشر – طبعا هذا كلم ممكن‬
‫نظريا ل عمليا بعد)‪.‬‬

‫منشأ النفجار العظيم ونظرية الوتار الفائقة‪.‬‬


‫((هل أعتقد حقا أن النفجار العظيم أتى من العدم؟ كل‪ ...‬أنا لست فيلسوفاً‪...‬أعتقد أن‬
‫هذه مشكلة بالنسبة للفلسفة‪ ..‬لكن حتى العلماء يكرهون كلمة عدم لنها ل توصلهم إلى‬
‫شيء فعلياً))‬
‫(بيرت أوفرت) أحد علماء نظرية الوتار الفائقة‪.‬‬
‫تقدم نظرية الوتار الفائقة افتراضا ً جريئا آخر يقول بما أننا نعيش في كون محمول على‬
‫غشاء كبير شكلته الوتار المتمددة في البعد الحادي عشر فهذا ل يمنع وجود غشاء آخر‬
‫يحمل كونا أخر بالقرب منا‪ ،‬بل ل مانع إطلقا من حدوث تماس بين تلك الغشية من‬
‫وقت لخر يؤدي إلى تحرير طاقة كبيرة تولد انفجارا كبيرا لكون آخر‪.‬‬
‫الشكل التالي يوضح الغشية الكونية التي تنشأ عن تمدد اهتزاز الوتار واحتمال‬
‫اصطدامها ببعضها برسم بسيط ثنائي البعد‬

‫مشكلة النظرية في الوقت الحاضر‪...‬‬


‫النظرية ورغم سلمتها وقوتها الرياضية التي تفسر العديد من الظواهر التي احتار بها‬
‫العلماء إل أنها تملك مشكلة مهمة فهي بالضافة لكونها تحتاج لكثير من الفتراضات‪...‬‬
‫فل يمكن التحقق من وجود الوتار في المخبر حاليا ً لصغرها الشديد‪ ...‬وهذا يضعها في‬
‫خانة فلسفية ل علمية‪ ،‬فالعلم مبني على الستقراء والملحظة والقياس‪ ،‬لكن هذا ل يمنع‬
‫العلماء الن من السعي للتحقق منها‪.‬و برأي العلماء‪ ،‬هناك بوادر أمل‪ ،‬فإذا كانت الوتار‬
‫موجودة منذ بدء الكون فل بد أنها تركت أثرا على محتويات الكون من نجوم أو كواكب‪،‬‬
‫وتمدد هذا الثر بتمدد حجم الكون وتلك فكرة يتم التقصي عنها‪.‬‬

‫وسيلة أخرى للتأكد تكمن في مخبران وحيدان في العالم للشطر الذري الول يدعى‬
‫‪ fermilab‬في ولية إيلونويز المريكية‪ ...‬والثاني هو مخبر ‪ cern‬في سويسرا (وهو أكبر‬
‫بكثير من المخبر المريكي لكنه قيد النجاز وسيدخل العمل في عام ‪ .)2007‬هذه‬
‫المخابر تقوم بدراسة الجزيئات عن طريق تسريع ذرات الهيدروجين بعد فصلها عن‬
‫الكتروناتها إلى سرعات تقارب سرعة الضوء‪ ،‬ثم تسييرها بإتجاهات معاكسة لتحقيق‬
‫اصطدامها ومشاهدة الجزيئات التي تخرج منها‪ .‬فإن استطاع العلماء مشاهدة جزئ‬
‫الجاذبية (‪ )Graviton‬وهو يختفي بعد الصطدام مباشرة (أو بكلمات أخرى يخرج من‬
‫الغشاء ‪ membrane‬الذي نعيش فيه إلى كون آخر ) فذلك يعني أن توقعات نظرية‬
‫الوتار الفائقة عن الجاذبية كانت صحيحة‪.‬‬

‫في النهاية‬

‫كثيرا ما عمل العلماء على نظريات انتهت بالفشل‪ ،‬وكثيرا ما أنفق العديد الوقت على‬
‫نظريات لم تثبت صحتها تماماً‪ ،‬ونظرية الوتار الفائقة ليست استثناءاً‪ ...‬لكن العلماء‬
‫مؤمنون بأنها تقدم تفسيرات منطقية لظواهر محيرة في السابق‪ ،‬وهم يعتقدون أن أناقة‬
‫تلك النظرية علميا ستقودهم إلى العديد من الجابات عن هذا الكون ومن أين أتى‪ .‬يقول‬
‫ستيفن وينبيرغ (ل أعتقد أن نظرية بتلك القوة الرياضية التي تملكها نظرية الوتار الفائقة‬
‫في تاريخ العلم باءت بالفشل تماما‪ ،‬ل بد أن تقدم هذه النظرية شيئا لمعارفنا يوما ماً‪.‬‬
‫والكل هنا يعمل عليها بجد كبير)‪.‬‬

‫‪---------------‬‬
‫‪imane bellagnech‬‬

You might also like