You are on page 1of 76

‫تقدمة‬

‫مركز أب بكر الصديق‬


‫نر البارد –لبنان‬

‫تأليف‬
‫الدكتور‪ :‬ممد أحد عبد الغن‬

‫دار العلوم العربية‬


‫للطباعة والنشر‬
‫بيوت‬

‫‪1‬‬
‫يبا أيهبا الذيبن آمنوا ل تتبعوا خطوات الشيطان ومبن يتببع‬
‫‪.‬‬ ‫خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والنكر‬
‫النور‪21/‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الرسالة‬
‫رسبالة موجزة حول مشكلة مهمبة بدأت تتفشبى بيب البسبطاء‪،‬‬
‫وتوقبع أعدادا مبن الطيببي والبآء‪ ،‬إناب الشعوذة‪ ،‬الصبلة‬
‫الشيطانيبة‪ ،‬والّلة البليسبية واللوثبة الكفريبة‪ ،‬والدسبيسة‬
‫اليهوديبة‪ ،‬التب فب تعاطيهبا وإتيان أرباباب بيوت قبد ُهدّمبت‪،‬‬
‫وعلقات زوجية قد تَصرمت‪ ،‬وحبال مودة تقطعت‪.‬‬
‫فما حقيقة السحر‪ ،‬وما أنواعه؟ وما حكم تعلمه؟ وما هي حقيقة‬
‫الن وصفاتم؟ وكيق يُحضّر الساحر جنيا؟ وكيف نعال السحر‬
‫ف ضوء الكتاب وال سنة ال صحيحة؟ و ما ح كم التفرغ للقراءة‬
‫على الناس واتاذهبا حرفبة ومهنبة؟ ومبا حقيقبة العيب؟ وكيفيبة‬
‫إصابة العائن للمعيون؟‬
‫والواب هذه الكلمات الطيببة والعجالة الشافيبة بإذن ال تعال‪،‬‬
‫من النصوص الشرعية الثابتة‬
‫الؤلف‬

‫د‪ .‬ممد عبد الغن‬

‫‪3‬‬
‫تهيد حول السحر والشعوذة‬

‫المبد ل رب العاليب‪ ،‬الذي تضبع لعظمتبه السبموات‬


‫والرضون‪ ،‬ويشبع للله عبادُه الؤمنون‪ ،‬وأشهبد أن ل إله إل‬
‫ال وحده ل شريك له‪ ،‬ييُ من لذ بنابه‪ ،‬ويزي الطي عَ بعظيم‬
‫عال الغيب فل يُظهر على غيبه أحدا إل من ارتضى من‬ ‫ثوابه‪،‬‬
‫ر سول فإ نه ي سلك من ب ي يد يه و من خل فه ر صدا ليعلم أن قد‬
‫أبلغوا ر سالت رب م وأحاط ب ا لدي هم وأح صى كلّ ش يء عددا‬
‫‪ ، 1‬وأشهبد أن ممدا عبده ورسبوله وصبفيه وخليله‪ ،‬فاللهبم‬
‫صل عليه وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان‪ ،‬صلة تتعاقب آناء‬
‫الليل وأطراف النهار‪ ،‬وسلّم تسليما كثيا‪.‬‬
‫وبعد‬
‫ف في صدر ال سلم كا نت النفوس نا صعة البياض‪ ،‬ل مال‬
‫للوهبم فب عقولمب‪ ،‬وفب ظبل الدولة المويبة انشغبل القادة‬
‫بالفتوحات‪ ،‬حيبث امتدت امتدادا ل مثيبل له مبن حدود فرنسبا‬
‫إل قلب ال صي وال ند ورو سيا‪ .‬و ف ظل الدولة العبا سية كا نت‬

‫‪ 1‬سورة الجن‪ :‬اليات ‪ 26‬ـ ‪.28‬‬

‫‪4‬‬
‫بداية الداء من دخلوا السلم من أعاجم الفرس والند‪ ،‬إذ حلوا‬
‫طلسهم وعاداتم إل كنف الدولة السلمية‪ ،‬ف وقت مال فيه‬
‫بعض الولة إل الرفاهية بعد أن دانت لم البلد‪ ،‬فدخل السحرة‬
‫والدجالون إل أروقببة الدواويببن يقدمون اليببل ويتلعبون‬
‫بب الناس بلباب‬
‫بة‪ ،‬فتجلبب‬
‫بحر‪ ،‬وجاءت الدولة العثمانيب‬
‫بالسب‬
‫التصوف وانتشر السحر‪ ،‬وطبعت معظم كتبه‪ ،‬ول نعيب الدولة‬
‫ف هذا وإن ا من خلد إل الهبل‪ ،‬من ح بس نف سه ف الزوا يا‬
‫وأطال لقبه وهو قابع ف التكايا‪.‬‬
‫إن ر سالتنا التواض عة تدور حول مشكلة مه مة ف متمع نا‬
‫بدأت تتفشى به‪ ،‬وتوقع أعدادا من الطيبي والبآء فتدمر حياتم‬
‫وتعلهبم أشباحا بل أرواح‪ ،‬إنبه حديبث السبحرة والشعوذيبن‪.‬‬
‫وكيف ل‪ ،‬وقد صار لذه الالة صحف وملت وقنوات يعرض‬
‫من خللاب الدجلون دجلهبم ويقدمون شعوذت م‪ ،‬وجلّهبم يردد‬
‫اسم السلم ويتلفظ بآيات القرآن ليستر مروقه‪ ،‬إذ يظهر للرائي‬
‫أنه يعال بالقرآن‪ ،‬فإذا طُرق بابه عال بالشيطان‪.‬‬
‫وإنّ الستقرىء للتاريخ البشري‪ ،‬والتأمل للتراث النسان‬
‫يد أن ثة حقيقة مرةً مؤلة‪ ،‬وهي أن العقول البشرية قد تعرضت‬

‫‪5‬‬
‫لعمليات وأد واغتيال خطية عبب حقبب طويلة‪ ،‬باب غرز فب‬
‫أعماق ها من خنا جر الو هم والرا فة‪ ،‬وألغام الد جل والشعوذة‪،‬‬
‫ومن أصيب بذا الداء السلمون‪ .‬حت قيل ف آحادهم‪ :‬فلن بن‬
‫فلن وح يد ع صره وفر يد دهره‪ ،‬وأ ستاذ ال ساتذة‪ ،‬ف يض رب‬
‫العال ي‪ ،‬وش يخ الجدد ين‪ ،‬وح جة ال على العال ي‪ ،‬وكأ نه يقول‬
‫للقارىء اقرأ كتاب هذا وإياك أن تكون من الخالفي‪.‬‬
‫هذا الف كر الضطرب الذي يتلط ف يه ال ق مع البا طل‪ ،‬نعي شه‬
‫نن ف هذه اليام‪ ،‬وتلك لعمر الق أعت طعنة تسدد ف خاصرة‬
‫النسبان العقليبة وقواه الفكريبة والعنويبة‪ ،‬ومبن ثب فإن التحرر‬
‫القيقبي مبن أغلل الوهبم وآصبار الدجبل إناب يثبل السبياج‬
‫الح كم‪ ،‬والدرع الوا قي‪ ،‬وال صن ال صي ل ق من أ هم حقوق‬
‫النسبان‪ ،‬وهبو تصبي عقله مبن اليالت‪ ،‬وحفبظ فكره مبن‬
‫الرافات‪.‬‬
‫ومن هنا كانت أنبل معارك العقيدة ترير العقول النسانية‬
‫مبن كبل مبا يصبادم الفِطَر‪ ،‬ويصبادر الفكبر‪ ،‬ويغتال البادىء‬
‫والقيم‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫إن تصبديق أدعياء علم الغيبب وإتيان السبحرة والرمّاليب‬
‫والنجّم ي والشعوذ ين‪ ،‬الذ ين يزعمون الخبار عن الغيبات‪ ،‬أو‬
‫أن لم قوى خارقة يستطيعون من خللا جلب شيء من السعد‬
‫أو النحس أو الضر أو النفع لو ضلل عظيم وإث مبي‪.‬‬
‫وإن أعمال الشعوذة خ صلة شيطان ية‪ ،‬وخلة إبلي سية ولو ثة‬
‫كفر ية‪ ،‬ود سيسة يهود ية‪ ،‬يقود ها أناس تعا ظم خطر هم وتطا ير‬
‫شرهبم واسبتفحل شررهبم‪ ،‬فكبم مبن بيوت هدمبت‪ ،‬وعلقات‬
‫زوج ية ت صرمت‪ ،‬وحبال مودة تقط عت ب سببهم‪ ...‬ومقا بل مبلغ‬
‫زهيد يتقاضونه من ضعاف النفوس وعديي الخلق الذين أكل‬
‫السد قلوبم‪ ،‬فيتفرجون على أخوة لم‪ ،‬ويتشفّون برؤيتهم وهم‬
‫يعانون آثار السحر الوخيمة‪.‬‬
‫وهؤلء الغاشون لمتهم يأتون الناس من أبواب شت‪ :‬فتارة‬
‫مبن باب العلج الشعبب والتداوي بالطبب العربب‪ ،‬وأخرى مبن‬
‫باب التأل يف والح بة ب ي الزوج ي و هو ما ي سمى بالتّ َولَه‪ ،‬وتارة‬
‫مبن باب النتقام بيب الصبمي‪ ،‬وتارة مبن باب ادعاء الكرامبة‬
‫متظاهرين للناس بشيء من الوارق موهي السُدّج بشيء منها‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫وخسىء أعداء ال‪ ،‬وإن طاروا ف الواء‪ ،‬ومشوا على الاء‪،‬‬
‫وزعموا تضي الرواح والتنوي الغناطيسي‪ ،‬ولبّسوا على العيون‬
‫با يسمونه بطريقة الكف والفنجان وغيها من أعمال البهلوان‪،‬‬
‫وكلها من الوبقات الهلكات‪ ،‬والشرور والبليا والسيئات‪.‬‬
‫من ه نا يأ ت الوا جب العظ يم ف تكث يف ال صانة العقيد ية‬
‫اليان ية ضد هذه العمال الشيطان ية‪ .‬بل الوا جب القضاء على‬
‫هذه الفئة الضالة‪ ،‬ل ا تثله من خ طر على ال مة وإخلل بالعقائد‪،‬‬
‫واستهانة بالعقول وابتزاز للموال‪.‬‬
‫والمل كبي ف أن يسترجع السلمون ما فرّطوا فيه من أمر‬
‫عقيدت م‪ ،‬وإنقاذ التائه ي ف دروب البا طل والوهام إل شاطىء‬
‫النجاة وساحل المان‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫تعريف السحر‬
‫السحر ف اللغة‪:‬‬
‫تطلق مادة ب س ح ر ب عند علماء اللغة على معان جّة‪،‬‬
‫تبعا لورود استعمالا ف الوضع الذي وقع فيه التخاطب ومنها‪:‬‬
‫التمويه باليل والداع والفاء والستمالة واللطافة‪ .1‬فهو عبارة‬
‫عما ل طف أمره وخفي سببه‪ ،2‬ومنه قوله صلى ال عل يه وسلم‪:‬‬
‫تعال‪ :‬سحروا أعي الناس‪ ،4‬أي‬
‫‪‬‬ ‫"إنّ من البيان لسحرا"‪ ،3‬وقوله‬
‫أخفوا عنهم عملهم‪.‬‬
‫السحر ف الصطلح الشرعي‪ :‬هو عمل يقوم على الفاء‬
‫مبن خلل قدرة تؤثبر فب العيب والقلوب والبدان‪ .‬قال اببن‬
‫قدامة‪" :‬السحر ُعقَدٌ وَرُقَى وكل مٌ يتكل مُ به الساحر أو يكتبه أو‬
‫يعمبل شيئا‪ ،‬فيؤثبر فب بدن السبحور أو قلببه أو عقله مبن غيب‬
‫مباشرة له‪ ،‬وله حقيقة فمنه ما يقتل وما يرض وما يأخذ الرجل‬
‫عن امرأ ته فيمن عه وطأ ها‪ ،‬وم نه ما يفرق ب ي الرء وزو جه و ما‬

‫‪ 1‬الصفهاني‪ :‬غريب القرآن‪ ،‬ص ‪ ،226‬وانظر الجوهري (‪.)5/678‬‬


‫‪ 2‬ابن كثير‪.)1/147( :‬‬
‫‪ 3‬صحيح البخاري مع فتح الباري‪.)10/237( ،‬‬
‫‪ 4‬سورة العراف‪ ،‬الية رقم (‪.)116‬‬

‫‪9‬‬
‫يبغبض أحدهاب إل الخبر‪ ،‬أو يببب بيب اثنيب وهذا قول‬
‫الشافعي"‪.5‬‬

‫‪ 5‬ابن قدامة‪ :‬المغني (‪.)8/150‬‬

‫‪10‬‬
‫هل للسحر حقيقة وتأثي ف الواقع‬

‫قال النووي‪" :‬وال صحيح أن له حقي قة‪ ،‬و به ق طع المهور‪،‬‬


‫وعليبه عامبة العلماء‪ ،‬ويدل عليبه الكتاب والسبنة الصبحيحة‬
‫الشهورة"‪.1‬‬

‫أولً‪ :‬الدلة القرآنية‪:‬‬


‫‪ 1‬ب قال ال تعال‪ :‬ولا جاءهم رسول‪ ....‬لو كانوا يعلمون‪.2‬‬
‫قال الشوكانب‪" :‬فب إسبناد التفريبق إل السبحرة وجعبل‬
‫السحر سببا لذلك دليل على أن للسحر تأثيا ف القلوب بالب‬
‫‪3‬‬
‫والبغض والمع والفرقة والقرب والبعد"‬
‫وف قوله‪  :‬وما هم بضارين به من أحد إل بإذن ال‪ .‬تعليق‬
‫للثبر بشيئة ال‪ .‬قال سبفيان الثوري‪ " :‬إل بقضاء ال"‪ .‬وقال‬
‫ممد بن إسحاق‪" :‬إل بتخلية ال بينه وبي ما أراد"‪.‬‬
‫وقال السن البصري‪" :‬نعم من شاء ال سلطهم عليه‪ ،‬ومن‬
‫ل يشأ ال ل يسلط ول يستطيعون من أحد إل بإذن ال"‪.‬‬

‫‪ 1‬ابن حجر العسقلني‪ ،‬فتح الباري‪.)10/222( ،‬‬


‫‪ 2‬سورة البقرة‪ ،‬اليات ‪ 101‬ـ ‪.102‬‬
‫‪ 3‬الشوكاني‪ ،‬تفسير فتح القدير (‪.)1/120‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ 2‬بب قال تعال‪  :‬قبل أعوذ برب الفلق‪....‬العقبد‪ ، 1‬ولول أن‬
‫السبحر له حقيقبة لاب أمبر ال بالسبتعاذة منه‪ . 2‬ومبن ثب فإن‬
‫النفاثات هنّ ال ساحرات اللت ينفثن ف ع قد ال يط ح ي يرق ي‬
‫با‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬والدلة من السنة‪:‬‬


‫‪ 1‬ب روى البخاري ف صحيحه عن أ ب هريرة ر ضي ال ع نه‪،‬‬
‫قال رسول ال ‪" :‬اجتنبوا الوبقات‪ :‬الشرك بال والسحر"‪. 3‬‬
‫قال الافظ‪" :‬والنكتة ف اقتصاره على اثنتي من السبع هنا‬
‫‪4‬‬
‫الرمز إل تأكيد أمر السحر"‬
‫‪ 2‬ب روى البخاري ف صحيحه عن عائشة قالت‪ :‬سحر رسول‬
‫ال‬
‫رجلٌ من بن زُريق يقال له لبيد بن العصم‪ ،‬حت كان رسول‬
‫يُخيّ ُل إل يه أ نه كان يف عل الش يء و ما فعله‪ ،‬ح ت إذا كان‬ ‫ال‬

‫‪ 1‬سورة الفلق‪ ،‬اليات ‪ 1‬ـ ‪.4‬‬


‫‪ 2‬ابن قدامة‪ ،‬المغني‪.)8/150( ،‬‬
‫‪ 1‬انظر القرطبي في التفسير‪ ,)20/257( ،‬وابن كثير (‪ ،)573|4‬والقاسمي (‪.)10/302‬‬
‫‪ 3‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب الطب (‪.)10/232‬‬
‫‪ 4‬ابن حجر العسقلني‪ :‬فتح الباري‪.)10/232( ،‬‬

‫‪12‬‬
‫ذات يوم ب أو ذات ليلة ب و هو عندي‪ ،‬لك نه د عا ر سول ال‬
‫ث دعا‪ ،‬ث دعا‪ ،‬ث قال‪ :‬يا عائشة‪ ،‬أشعرت أن ال أفتان فيما‬
‫استفتيته فيه‪ ،‬أتان رجلن‪ ،‬فقعد أحدها عند رأسي‪ ،‬والخر عند‬
‫رجلي‪ ،‬فقال أحده ا ل صاحبه‪ :‬ما و جع الر جل؟ فقال‪ :‬مطبوب‪،‬‬
‫قال‪ :‬من طبّه؟ قال‪ :‬لبيد بن العصم‪ ،‬قال‪ :‬ف أي شيء؟ قال‪ :‬ف‬
‫م شط ومشا طة‪ ،‬و جف طلع نلة ذ كر‪ ،‬قال‪ :‬وأ ين هو؟ قال‪ :‬ف‬
‫فب ناس مبن أصبحابه‪ ،‬فجاء‬ ‫بئر ذروان‪ .‬فأتاهبا رسبول ال‬
‫فقال‪ :‬يبا عائشبة‪ ،‬كأن ماءهبا نقاعبة الناء وكأن رؤوس نلهبا‬
‫رؤوس الشياط ي‪ ،‬قلت‪ :‬يا ر سول ال أفل ا ستخرجته‪ ،‬قال‪ :‬قد‬
‫عافا ن ال‪ ،‬فكر هت أن أث ي الناس ف يه شرا‪ ،‬فأ مر ب ا فدف نت"‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫وف رواية مسلم‪ :‬قال‪" :‬فقلت‪ :‬يا رسول ال أل أحرقته"‬
‫والع ن أنّ اليهود اتفقوا مع لب يد بن الع صم على سحر‬
‫من خلل شعرات تساقطت من رأسه وليته عند‬ ‫رسول ال‬
‫ترجيلهمبا تب الصبول عليهبا مبن خلل جاريبة صبغية كانبت‬
‫‪ ،‬فعقبد عليهبا سبحرا وضبع فب بئر‬ ‫تذهبب إل بيوت النبب‬
‫ييبل إليبه أنبه ي ستطيع أن يامبع إحدى‬ ‫ذروان‪ ،‬فكان النبب‬

‫‪ 1‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب الطب (‪ ،)10/221‬وميلم (‪.)2189‬‬

‫‪13‬‬
‫ربه وألّ‬ ‫زوجاته فإذا اقترب منها ل يستطع ذلك‪ ،‬فدعا النب‬
‫فب الدعاء فاسبتجاب ال دعاءه وأنزل ملكيب أعلماه أنبه سبحر‬
‫با ستخراج ال سحر ودف نه‪ ،‬و ف ب عض الروايات حر قه‪،‬‬ ‫فأ مر‬
‫وقد كان هذا النوع من السحر من نوع عقد الرجل عن زوجته‬
‫ول يس عقله ول سلوكياته ول تصرفاته‪.‬‬
‫قال اببن قيبم الوزيبة رحهب ال‪" :‬وقبد دل قول ال تعال‪:‬‬
‫ومن شر النفاثات ف العقد‪ ،‬وحديث عائشة رضي ال عنها على‬
‫‪1‬‬
‫تأثي السحر وأ ّن له حقيقة"‬

‫‪ 1‬ابن قيم الجوزية‪ ،‬بدائع الفوائد (‪.)2/227‬‬

‫‪14‬‬
‫الفرق بي العجزة والكرامة والسحر‬
‫مببن خوارق العادة للنببب الرهاص والعجزة‪ ،‬وللول‬
‫الكرامة‪ ،‬وأما السحر فما الساحر والشيطان إل صنوان اجتمعا‬
‫على مع صية الرح ن‪ ،‬ك ما قال تعال‪  :‬هل أنبئ كم على من تتنل‬
‫الشياطي* تنل على كل أفاك أثيم ‪ .2‬وبشيء من البيان نقول‪:‬‬
‫‪ 1‬ب الرهاص‪ :‬أمر خارق للعادة يظهر للنب قبل بعثته تأسيسا‬
‫للنبوة وتهيدا لاب‪ .‬فمبن إرهاصبات موسبى عليبه السبلم تريب‬
‫الراضع عليه‪ ،‬ومن إرهاصات عيسى عليه السلم ولدته من أم‬
‫ما ظ هر‬ ‫دون أب‪ ،‬وتكل مه ف ال هد‪ .‬و من إرها صات م مد‬
‫لليمة السعدية من د ّر ثديها واخضرار أرضها‪.‬‬
‫‪ 2‬ب العجزة‪ :‬أ مر خارق للعادة ير يه ال تعال على يد نب أو‬
‫ر سول على سبيل التحدي ليث بت صدق دعواه‪ .‬و من معجزات‬
‫موسبى عليبه ال سلم تول العصبا إل ثعبان عظيبم‪ ،‬ورفبع جببل‬
‫الطور‪ .‬و من معجزات عي سى عل يه ال سلم أ نه يلق من الط ي‬
‫كهيئة الطي فينفخ فيه فيكون طيا بإذن ال‪ .‬وأنه يبىء العمى‬

‫‪ 2‬سورة الشعراء‪ ،‬اليات ‪ 221‬ـ ‪.222‬‬

‫‪15‬‬
‫انشقاق‬ ‫والبرص وييي الوتى بإذن ال‪ ،‬ومن معجزات ممد‬
‫القمر‪ ،‬ونبع الاء من بي أصابعه‪ ،‬وإبراء الرضى بلمسه‪.‬‬
‫‪ 3‬ب الكرا مة‪ :‬أ مر خارق للعادة ير يه ال تعال على يد ب عض‬
‫الصبالي غيب مقرون بالتحدي‪ .‬ومنهبا كرامبة أهبل الكهبف إذ‬
‫ضرب ال على آذانم ف الكهف سني عددا ث بعثهم بعد ذلك‪.‬‬
‫أناسا فقراء‬ ‫ومنها تكثي الطعام لب بكر لا أرسل إليه النب‬
‫ليأكلوا عنده‪ ،‬فجعلوا ل يرفعون لقمة إل ربت من أسفلها أكثر‬
‫منها‪ ،‬ومنها نداء أطلقه عمر عب مئات الميال يذر به سارية من‬
‫جيش الفرس خلف البل فأنقذ جيشا من اللك‪.‬‬
‫فإذا علمنبا حقيقبة كبل مبن الرهاص والعجزة للنبب‪،‬‬
‫والكرامة للول أدركنا أن السحر ل يتعلق بواحدة منها‪ ،‬فما هو‬
‫إل عمبل شيطانب‪ ،‬ومبا يظبن أنبه مبن خوارق العادة مبا هبو إل‬
‫استدراج‪.‬‬
‫‪ 4‬بب السبتدراج‪ :‬أمبر خارق للعادة يظهره ال تعال على يبد‬
‫فاسق أو كافر ليقيم عليه الجة‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫ف قد قال تعال‪ :‬وأملي ل م أن كيدي متي‪ ، 1‬وقال‪  :‬قل من‬
‫كان ف الضللة فليمدد له الرحن مدا‪  2‬وقال‪  :‬سنستدرجهم من‬
‫حيث ل يعلمون‪. 3‬‬
‫وثبت ف الحاديث أن الدجال حي يرج ف الرض يقول‬
‫للسبماء أمطري فتمطبر‪ ،‬وللرض أنبتب فتنببت‪ ،‬ثب يدعبو رجلً‬
‫يتليء شبابا فيضربه بالسيف فيقطعه قطعتي ث يناديه فيقول‪ :‬قم‬
‫بأمري فيقوم‪ ،‬فيقول للشاب‪ :‬أآمنت ب؟ فيقول الشاب‪ :‬ل إنك‬
‫كافر‪ .‬فيقول سأقتلك‪ ،‬فيقسمه قسمي‪ ،‬فيدعوه فيعود‪ ،‬فيقول له‬
‫الناس‪ :‬آمن‪ .‬فيقول‪ :‬ل‪ ،‬فإنن وعدت أنك لن تسلط علي أكثر‬
‫مبن ثلث‪ ،‬إناب كان رببك يسبتدرجك وأنبا أتداك أن تقتلنب‬
‫الثالثة‪ ،‬فيتحداه ف الثالثة فيقتله ث يقول قم فل يقوم‪ .‬هذه طبيعة‬
‫الستدراج‪.‬‬
‫لذلك و صف علماء العقيدة ع مل ال ساحر بأ نه اتفاق ب ي‬
‫سباحر وشيطان‪ ،‬غالببه ل يتوصبل إليبه إل بالشرك والتقرب إل‬
‫الرواح البيثة بشيء ما تب‪ .‬بعن أن يقوم الساحر بفعل بعض‬

‫‪ 1‬سورة القلم‪ ،‬الية ‪.45‬‬


‫‪ 2‬سورة مريم‪ ،‬الية ‪.75‬‬
‫‪ 3‬سورة العراف الية ‪.182‬‬

‫‪17‬‬
‫الحرمات أو الشركيّات ف مقا بل م ساعدة الشيطان له وطاع ته‬
‫في ما يطلب م نه‪ ،‬وو سائل ال سحرة ف التقرب للشياط ي كثية‬
‫منها‪:‬‬
‫أ مر الشيطان لل ساحر بأن ين كح ابن ته أو أن ي سجد ل صنم‪،‬‬
‫أو أن يك تب القرآن باء البول‪ ،‬أو أن يع بد صنما‪ .‬فالشيطان ل‬
‫يسباعد سباحرا إل مقاببل خدمبة‪ ،‬فالسباحر والشيطان صبنوان‬
‫اجتمعا على معصية الرحن‪.‬‬
‫وف هذا القام نذكر رواية حدثها الشيخ أحد حسون عن‬
‫الشيخ عبد الميد كشك رحه ال‪ ،‬عن رجل كان ف قريته إماما‬
‫لسجد القرية‪ ،‬خرجت على يديه عجائب وغرائب عديدة‪ ،‬حت‬
‫أن جنازته يوم وفاته ارتفعت عن اليدي‪ ،‬فصاح الشيعون بنداء‬
‫ال أكب‪ ،‬وقد كان للرجل ابن قال لمه يوما‪ :‬لو علمن والدي‬
‫ما يعلم قبل وفاته‪ ،‬فقالت الم‪ :‬أريد أن أطلعك على أمر ل تكن‬
‫تعلمه‪ ،‬وأخرجت من الزانة تثالً صغيا وقالت للبن‪ :‬إن أباك‬
‫ل ي كن يرج إل ال سجد إل إذا سجد لذا ال صنم‪ ،‬وكان ي ضع‬
‫بيب جراببه ولمبه آيات قرآنيبة يدوس عليهبا‪ ،‬وكان ل يدخبل‬
‫الرحاض إل والذاء ف رجله‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫بك والضلل‪ ،‬ول در المام‬
‫بل الفب‬
‫بن أهب‬
‫والعياذ بال مب‬
‫الشاف عي ح ي قال‪ :‬إذا رأي تم الر جل ي شي على الاء‪ ،‬ويط ي ف‬
‫الواء‪ ،‬فل تغتروا به حت تنظروا بتابعته لرسول ال ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫أنواع السحر‬
‫ذ كر الف خر الرازي ف تف سيه أق ساما كثية من ال سحر‪،‬‬
‫ونقلها ابن كثي ف تفسيه وعلّق على بعضها‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫‪ 1‬ب ال سحر الذي يعت مد على علم الفلك وال ساب بأن يعت قد‬
‫الفل كي بأن الكوا كب والنجوم مدبرة لشؤون الكون‪ ،‬فين ظر ف‬
‫حركتهبا وأماكبن وجودهبا ليسبتدل على الحوال والوادث‬
‫للمخلوقات‪ ،‬كأن يتن بأ بال سعد والن حس للناس من خلل الن ظر‬
‫ف النجوم‪ .‬وترصد أحوالا‪.‬‬
‫قال الشنقي طي‪ :‬ومعلوم أن هذا النوع من ال سحر ك فر بل‬
‫خلف‪ ،‬لنمب يتقربون إل الكواكبب كمبا يتقرب السبلمون إل‬
‫ال‪.1‬‬
‫‪ 2‬ب السحر الذي يعتمد على ملوقات غي منظورة كالشياطي‪،‬‬
‫إذ يتقرب إليهم بالرقى والعزائم والدخن لتنقاد له الشياطي‪ ،‬بغية‬
‫التأثي على القلوب والبدان من بن النسان‪.‬‬
‫‪ 3‬بب السبحر الذي يعتمبد على قوة الياء باسبتخدام التنويب‬
‫الغناطيسي‪ ،‬إذ بكلم منسق يعتمد به على علم النفس والفراسة‬
‫‪ 1‬الشنقيطي‪ :‬أضزاء البيان‪.4/443 ،‬‬

‫‪20‬‬
‫يؤ ثر ال ساحر على الن سان الب سيط‪ ،‬في سلبه شعوره فيكون م عه‬
‫كالنائم فيفعل الساحر به ما شاء‪.‬‬
‫‪ 4‬بب السبحر الذي يعتمبد على الادة وخصبائصها كأن يول‬
‫سائلً من لون إل آ خر‪ ،‬وكأن ي ستخدم خ صائص التمدد لادة‬
‫الزئبق الت إذا لمست الرارة ازداد حجمها‪ ،‬وبالتال تؤدي إل‬
‫حركات متلفة‪.‬‬
‫‪ 5‬ب ال سحر الذي يعت مد على قوى الن فس‪ ،‬من خلل ت سس‬
‫ال ساحر على الناس واهتما مه بأخبار هم ال سرية‪ ،‬ليقوم بإخبار ها‬
‫لم بثوب العارف لحوالم‪ ،‬الطلع على سرائرهم‪.‬‬
‫من خلل تق سيمات الرازي ن د أ نه أق حم ف ال سحر ما‬
‫ل يس م نه‪ ،‬وال سبب اعتماده على الع ن اللغوي لل سحر و هو ما‬
‫لطف وخفي سببه‪ ،‬وما يعنينا ف هذا البحث السحر الذي يعتمد‬
‫ف يه ال ساحر على ال ن والشياط ي‪ ،‬و من أنواع هذا ال سحر من‬
‫حيث تأثيه على السحور ما يلي‪:‬‬

‫‪21‬‬
‫أولً‪ :‬سحر التفريق‪ :‬قال ال تعال‪ :‬فيتعلمون منهمببا مببا‬
‫‪ .1‬وقد يكون التفريق بي الرجل‬ ‫يفرقون به بي الرء وزوجه‬
‫وأمه أو أبيه أو أخيه أو صديقه أو شريكه ف التجارة‪.‬‬
‫و من أعرا ضه‪ :‬تبدل الحوال فجأة مبن حبب إل بغبض‪ ،‬وكثرة‬
‫الشكوك وعدم التماس العذار‪ ،‬وتعا ظم أ سباب اللف‪ ،‬ون بت‬
‫الكراه ية ف القلوب لعمال الطرف ال خر‪ ،‬إذ ي يل للم سحور‬
‫سوء من ظر زوج ته‪ ،‬أو رداءة خلق صاحبه‪ ،‬و قد يكون ذلك من‬
‫سحر قد ت على أ ثر من آثار ال سحور‪ :‬كالش عر أو الثياب‪ ،‬أو‬
‫على ماء مسحور قد سكب ف طريق الراد سحره‪ ،‬أو وضع له‬
‫ف طعام‪ ،‬أو شراب كالعصي والشاي والقهوة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬سحر الحبة والتّوَلة‪:‬‬


‫يقول ا بن الث ي‪" :‬التّول ُة بك سر التاء وف تح الواو‪ :‬ما ي بب‬
‫من الشرك‬ ‫الرأة إل زوج ها من ال سحر وغيه‪ ،‬وجعله ال نب‬
‫لعتقادهم أن ذلك يؤثر ويفعل خلف ما قدره ال تعال"‪.2‬‬

‫‪ 1‬سورة البقرة‪ ،‬الية (‪.)102‬‬


‫‪ 2‬النهاية‪.)1/200( ،‬‬

‫‪22‬‬
‫ومن أعراضه‪ :‬الحبة الزائدة للزوجة‪ ،‬والتلهف الشديد لرؤيتها‪،‬‬
‫والرغببة الشديدة فب كثرة جاعهبا‪ ،‬وعدم الصبب على فراقهبا‪،‬‬
‫وطاعتها طاعة عمياء‪.‬‬
‫و قد يكون ذلك من سحر قد ت على أ ثر من آثار الزوج‬
‫مستعمل غي مغسول‪ ،‬فيعقد السحر على بعض خيوطه‪ ،‬ويدفن‬
‫ف مكان مهجور‪ ،‬أو يُصنَع ف رقية شيطانية تل ف ماء أو طعام‬
‫أو عطر يوضع للزوج‪.‬‬
‫ولذا السحر آثار عكسية منها‪ :‬قد يرض الزوج أو ينقلب‬
‫ال سحر على ال ساحر‪ ،‬فيكره الرء زوج ته ب سبب ج هل كث ي من‬
‫السبحرة‪ ،‬أو عموم الكراهيبة لميبع النسباء‪ ،‬فيكره الزوج أمبه‬
‫وأخواته وعماته حت زوجته‪.‬‬
‫ول يفى أن السبب ف سحر الحبة هو نشوب اللف بي‬
‫الزوجيب‪ ،‬أو طمبع الرأة فب ماله‪ ،‬أو خوف الزوجبة مبن زواج‬
‫زوجهبا بثانيبة‪ .‬وإن دلّ ذلك على شيبء فإناب يدل على جهبل‬
‫الزو جة‪ ،‬إذ أن ا ي كن أن ت سحر زوج ها ب ا أ حل ال ل ا بكثرة‬
‫التزين والتجمل له‪ ،‬فل تقع عينه منها على قبيح‪ ،‬ول يشم منها‬

‫‪23‬‬
‫إل أط يب ر يح‪ ،‬وبالبت سامة الشر قة‪ ،‬وبالكل مة الطي بة وح سن‬
‫العشرة‪.‬‬
‫أما أن تتزين بلي ها لتخرج كأن ا ف يوم زفاف ها‪ ،‬وتعود إل‬
‫بيتهبا فتتجرد مبن زينتهبا وترتدي الثياب البتذلة‪ ،‬وتفوح منهبا‬
‫رائحبة الطعام‪ ،‬فإنبه يولد الشقاق والصبام‪ ،‬ولو عقلت الرأة‬
‫لعلمبت أن زوجهبا أحبق بزينتهبا‪ ،‬وهذا لعمرُ ال هبو السبحر‬
‫اللل‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬سحر النون‪:‬‬
‫فأسلم‪،‬‬ ‫عن خارجة بن الصلت‪ ،‬عن عمه‪ :‬أنه أتى النب‬
‫ث أقبل راجعا من عنده‪ ،‬فمر على قوم عندهم رجل منون موثق‬
‫بالد يد‪ ،‬فقال أهله‪ :‬إ نا حُدّث نا أن صاحبكم هذا قد جاء ب ي‪،‬‬
‫فهبل عندكبم شيبء تداوونبه ببه؟ فرقيتبه بفاتةب الكتاب‪ ،‬فببأ‪،‬‬
‫فأ خبته‪ ،‬فقال‪" :‬و هل‬ ‫فأعطو ن مائة شاة‪ ،‬فأت يت ر سول ال‬
‫قلت غ ي هذا"؟ قال‪ :‬ل‪ .‬قال‪" :‬خذ ها‪ ،‬فلعمري لَمَن أ كل برق ية‬
‫باطلٍ‪ ،‬لقد أكلت برُقية حق"‪.‬‬
‫ومبن أعراضبه‪ :‬الشرود والذهول والنسبيان الشديبد‪،‬‬
‫والتخبط ف الكلم‪ ،‬وشخوص البصر وزوغانه‪ ،‬وعدم الستقرار‬

‫‪24‬‬
‫بكان‪ ،‬أو عدم ال ستمرار ف ع مل من العمال‪ .‬ول يدث هذا‬
‫إل بالسحر الذي يتمركز فيه الن ف مخ السحور‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬سحر المول والكسل‪:‬‬


‫ومبن أعراضبه‪ :‬حبب الوحدة والعزلة‪ ،‬والصبمت الدائم‪،‬‬
‫والشرود الذهنبب‪ ،‬والنطواء الكامببل‪ ،‬زكراهيببة اللقاءات‪،‬‬
‫والصداع الدائم‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬سحر الواتف والحلم‪:‬‬


‫ومببن أعراضببه‪ :‬الحلم الفزعببة‪ ،‬وكثرة الوسببوسة‬
‫والشكوك‪ ،‬والرؤ يا ف النام كأن مناديا يناد يه‪ ،‬أو أ نه سيسقط‬
‫من مكان عالٍ‪ ،‬أو أن اليوانات والشرات والوام تطارده‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬سحر الرض‪:‬‬
‫ومن أعراضه‪ :‬الل الدائم ف عضو من العضاء‪ ،‬والنويات‬
‫العصببية‪ .‬إل أن هذا السبحر يتشاببه مبع أعراض المراض‬
‫العضو ية‪ ،‬وي تم التفر يق بينه ما بقراءة الرق ية‪ ،‬فإن ش عر الر يض‬

‫‪25‬‬
‫بدو خة أو صداع‪ ،‬أو اهتزاز ف أطرا فه‪ ،‬ف هو ال سحر وإل ف هو‬
‫مرض عضوي يعال عند الطباء‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬سحر تعطيل الزواج‪:‬‬


‫ويتم هذا السحر بعمل لفتاة كي ل تتزوج‪ ،‬فيوكل با جنيا‬
‫يلزمها‪ ،‬إما بواسطة الدخول ف الرأة فيجعلها ترفض كل طالب‬
‫للزواج‪ ،‬وإما بواسطة التخييل من الارج إذ ييل إل الرجل أن‬
‫الرأة قبي حة‪ ،‬ك ما يو سوس للمرأة بأن الر جل غ ي منا سب‪ ،‬و قد‬
‫يكون ب عد الِط بة‪ ،‬إذ يش عر أحده ا أو كله ا بالض يق الشد يد‬
‫والنفور من الخر‪.‬‬
‫ومبن أعراضبه‪ :‬ضيبق الصبدر‪ ،‬وصبداع الرأس‪ ،‬والشرود‬
‫الذهنب‪ ،‬والقلق فب النوم‪ ،‬والل فب العدة‪ ،‬وفقرات الظهبر‬
‫السفلى‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫ثامنا‪ :‬سحر تعطيل الماع‪:‬‬

‫وهو أن يعجز الرجل الصحيح ف البدن عن إتيان زوجته أو‬


‫العكبس‪ .‬فالرجبل إذا اقترب مبن زوجتبه بقصبد العاشرة عطّلب‬
‫الشيطان مركز الثارة ف الخ فانتفى النتصاب لدى الرجل‪.‬‬
‫والرأة الربو طة بع مل تاول صدّ الزوج عن الماع بعدم‬
‫تكينه من الماع بقوة خارجة عن إرادتا‪ ،‬أو بتمكينه من نفسها‬
‫إل أن ا تكون مدرة ال سد‪ ،‬باردة الح ساس‪ ،‬أو بدوث نز يف‬
‫عند الماع ل يعل الرجل يتمكن من إتيانا‪.‬‬
‫ول بد من التنو يه ف هذا القام أن الربوط يتم تع بالنشاط‬
‫واليويبة على مباشرة زوجتبه مبا دام بعيدا عنهبا‪ ،‬فإذا اقترب‬
‫انكمش عضوه وتلبد إحساسه‪ ،‬وهذا يفترق عن العجز النسي‬
‫الذي تنتفي فيه القدرة النسية أو الضعف النسي الذي تتم فيه‬
‫الباشرة وسط تعرض النتصاب للخمول‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫كيف يضّر الساحر جنّيا‬
‫عرّف علماء العقيدة السحر بأنه‪ :‬اتفاق بي ساحر وشيطان‬
‫على أن يقوم السباحر بفعبل بعبض الحرمات أو الشركيات‪ ،‬فب‬
‫مقابل مساعدة الشيطان له وطاعته فيما يطلب منه‪.‬‬
‫وو سائل ال سحرة ف التقرب إل الشياط ي متعددة الطرق‪،‬‬
‫ومنها‪:‬‬

‫‪ 1‬ب طري قة الق سام والتعظ يم‪ :‬ح يث يو قد ال ساحر ف غر فة‬


‫مظلمة نارا يضع عليها بورا‪ ،‬ث يتلو عزيته الشركية الت تكتنف‬
‫الق سام على ال ن ب سيدهم و سؤالم بعظيم هم‪ ،‬وال ستغاثة ب م‪،‬‬
‫فيح ضر ال ن بيئة حيوان‪ ،‬أو ب صوت‪ ،‬فيأ مر ال ساحر ال ن ب ا‬
‫يريد‪.‬‬

‫‪ 2‬ب طري قة الذ بح‪ :‬ح يث يلب ال ساحر حيوانا غالبا ما يكون‬
‫أسودا‪ ،‬فيذبه دون ذكر اسم ال عليه‪ ،‬ويرميه ف مكان مهجور‪،‬‬
‫ث يعود إل غرفته‪ ،‬فيقول عزية شركية‪ ،‬ث يأمر الن با يريد‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ 3‬ب الطريقة السفلية‪ :‬حيث يقوم الساحر بارتداء الصحف ف‬
‫قدميبه على هيئة حذاء‪ ،‬ثب يدخبل ببه اللء‪ ،‬ثب يبدأ فب تلوة‬
‫الطلسم الكفرية ف اللء‪ ،‬ث يدخل غرفته‪ ،‬فيأمر الن با شاء‬
‫فيسارعون إل طاعته‪.‬‬

‫‪ 4‬بب طريقبة النجاسبة‪ :‬حيبث يقوم السباحر بكتاببة سبورة مبن‬


‫القرآن بدم اليبض‪ ،‬أو البول اللون‪ ،‬ثب يقرأ عزيتبه الشركيبة‪،‬‬
‫فيحضر الن فيأمره با يريد‪.‬‬

‫‪ 5‬ب طري قة التنك يس‪ :‬ح يث يقوم ال ساحر بكتا بة سورة من‬
‫القرآن بالروف الفردة معكوسبة‪ ،‬ثب يقرأ عزيتبه الشركيبة‪،‬‬
‫فيحضر الن‪ ،‬فيأمره بالطلوب‪.‬‬

‫‪ 6‬بب طريقبة التنجيبم أو الرصبد‪ :‬حيبث يقوم السباحر بترصبد‬


‫طلوع ن م مع ي‪ ،‬ث يقوم بخاطب ته بتلوات سحرية‪ ،‬وبركات‬
‫بلوانية تكتنف العبادة والتعظيم لغي ال‪ ،‬فتقوم الشياطي بتلبيته‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫‪ 7‬ب طري قة ال كف‪ :‬ح يث يقوم ال ساحر باحضار صب ل يبلغ‬
‫اللم‪ ،‬غالبا ما يكون اب نه‪ ،‬ث يأ خذ ك فه الي سر‪ ،‬في سم عل يه‬
‫مربعا يك تب حوله طل سم سحرية شرك ية‪ ،‬ث ي ضع ف كف‬
‫الصب ف وسط الربع زيتا وزهرةً زرقاء‪ ،‬أو زيتا وحبا أزرق‪ ،‬ث‬
‫يكتبب طلسبم أخرى على ورقبة مسبتطيلة يضعهبا على وجبه‬
‫الصب‪ ،‬ويرتدي فوقها قلنسوة ث يغطي الطفل كله بثوب ثقيل‪،‬‬
‫فيأ مر ال ساحر الط فل أن ين ظر ف ك فه‪ ،‬ث يقرأ ال ساحر عزي ة‬
‫كفرية‪ ،‬فإذا بالطفل يرى صورا تتحرك ف كفه‪ ،‬فيقول الساحر‪:‬‬
‫ماذا ترى؟ فيد الصب‪ :‬أرى صورة رجل‪ .‬فيقول الساحر‪ :‬قل له‬
‫كذا وكذا‪ ،‬فتتحرك الصبورة حسبب الوامبر لترشبد على أمبر‪،‬‬
‫وغالبا ما تستخدم طريقة الكف ف البحث عن الشياء الفقودة‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫هل الساحر كافر؟‬
‫قال المام النووي‪" :‬عمبل السبحر حرام وهبو مبن الكبائر‬
‫بالجاع‪ ،‬ومنه ما ل يكون كفرا بل معصية كبية‪ ،‬فإن كان فيه‬
‫قول أو فعل يقتضي الكفر فهو كفر وإل فل"‪. 1‬‬
‫وقال الشنقيطبي‪ :‬فإن كان السبحر ماب يعظبم فيبه غيب ال‬
‫كالكواكب والن وغي ذلك ما يؤدي إل الكفر‪ ،‬فإنه كفر بل‬
‫نزاع كما دل عليه قوله تعال‪ :‬وما كفر سليمان ولكن الشياطي‬
‫كفروا يعلمون الناس السحر‪ . 2‬وقوله تعال‪ :‬ومبا يعلمان مبن‬
‫وقوله تعال‪ :‬ول‬ ‫أحد حت يقول إنا نن فتنة فل تكفر‪.1‬‬
‫يفلح الساحر حيث أتى‪.2‬‬
‫وإن كان السحر ل يقتضي الكفر كالستعانة بواص بعض‬
‫الشياء من دهانات وغي ها‪ ،‬ف هو حرام حر مة شديدة‪ ،‬ولك نه ل‬
‫‪3‬‬
‫يبلغ بصاحبه الكفر"‬
‫وأ ما من ح يث حك مه ف الشري عة ال سلمية فإن جهور‬
‫العلماء يقولون بق تل ال ساحر‪ ،‬إل الشاف عي رح ه ال فيقول‪( :‬ل‬
‫‪ 1‬ابن حجر العسقلني‪ :‬فتح الباري ‪.10/224‬‬
‫‪ 2‬سورة البقرة‪ ،‬الية ‪.102‬‬
‫‪ 1‬سورة البقرة‪ ،‬الية ‪.102‬‬
‫‪ 2‬سورة طه‪ ،‬الية ‪.69‬‬
‫‪ 3‬الشنقيطي‪ :‬أضواء البيان‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫يقتل إل إن اعترف أنه قتل بسحره فيقتل به)‪ .1‬والراجح القتل‪،‬‬
‫لا أخرجه البخاري ف صحيحه عن عمرو بن دينار‪ :‬أنه سع بالة‬
‫بن عبده يقول‪" :‬كتب عمر بن الطاب رضي ال عنه‪ :‬أن اقتلوا‬
‫كل ساحر وساحر‪ ،‬قال‪ :‬فقتلنا ثلث سواحر"‪.2‬‬
‫وصح أن حفصة أم الؤمني سحرتا جارية لا‪ ،‬فأمرت با فقتلت‪.‬‬
‫ف‬ ‫وقال المام أحد‪" :‬صح عن ثلثة من أصحاب النب‬
‫قتل الساحر"‪.3‬‬
‫وقال ابن قدامة رحه ال‪" :‬وحدّ الساحر القتل‪ ،‬روي ذلك‬
‫عن ع مر‪ ،‬وعثمان بن عفان‪ ،‬وا بن ع مر‪ ،‬وحف صة‪ ،‬زجندب بن‬
‫عبدال‪ ،‬وجندب ببن كعبب‪ ،‬وقيبس ببن سبعد‪ ،‬وعمبر ببن عببد‬
‫العزيز‪ ،‬وهو قول أب حنيفة ومالك"‪.‬‬
‫وقال ابن حجر رحه ال‪" :‬ويقتل حدا إذا ثبت عليه ذلك‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫وبه قال أحد بن حنبل"‬

‫‪ 1‬ابن حجر‪ :‬فتح الباري (‪.)10/236‬‬


‫‪ 2‬صحيح البخاري‪ )6/257( ،‬فتح‪ ،‬دون ذكر قصة السواحر‪.‬‬
‫‪ 3‬ابن كثير‪ ،‬التفسير (‪.)144|1‬‬
‫‪ 4‬ابن حجر‪ ،‬فتح الباري (‪.)10/236‬‬

‫‪32‬‬
‫هل يوز تعلم السحر دون العمل به؟‬
‫التحق يق الذي عل يه المهور هو أ نه ل يوز تعلم ال سحر‬
‫على الطلق سبواء عمبل ببه أو ل يعمبل ببه‪ 4.‬لقوله تعال‪:‬‬
‫ويتعلمون ما يضرهم ول ينفعهم‪ . 5‬أي يضرهم ف دينهم‪ ،‬وليس‬
‫له نفع يوازي ضرره‪.‬‬
‫ول شبك أن تعلم السبحر والعمبل ببه كفبر‪ ،‬وببه قال أببو‬
‫حنيفة ومالك وأحد‪ .‬ومن أصحاب أب حنيفة من قال‪ :‬إن تعلمه‬
‫ليتقيه أو يتنبه فل يكفر‪ ،‬ومن تعلمه معتقدا جوازه أو أنه ينفعه‬
‫كفر‪ .‬وقال الشافعي‪" :‬إذا تعلم السحر قلنا له صف لنا سحرك‪،‬‬
‫فإن وصف ما يوجب الكفر مثل ما اعتقده أهل بابل من التقرب‬
‫إل الكواكب السبعة‪ ،‬وأنا تفعل ما يُلتم سُ منها‪ ،‬فهو كافر وإن‬
‫كان ل يوجب الكفر‪ ،‬فإن اعتقد إباحته فهو كافر"‪.1‬‬
‫وقال أبو حيان ف البحر الحيط‪" :‬وأما حكم تعلم السحر‬
‫فما كان منه يُعظّ مُ به غي ال من الكواكب والشياطي‪ ،‬وإضافة‬
‫ما يدثُه ال إلي ها ف هو ك فر إجاعا‪ ،‬ل ي ل تعلّ مه ول العملُ به‪،‬‬

‫‪ 4‬انظر فتح الباري (‪ )10/226‬والمغني (‪.)1/151‬‬


‫‪ 5‬سورة البقرة‪ ،‬الية ‪.102‬‬
‫‪ 1‬ابن كثير‪ :‬التفسير (‪.)1/270‬‬

‫‪33‬‬
‫وكذا مبا قُصبد بتعلّمبه سبفك الدماء والتفريبق بيب الزوجيب‬
‫وال صدقاء‪ ،‬وأ ما إذا كان ل يعلم م نه ش يء من ذلك من ذلك‪،‬‬
‫بل يتمل فالظاهر أنه ل يل تعلمه ول العملُ به‪ ،‬وما كان من‬
‫نوع التخييل والدجل‪ ،‬فل ينبغي تعلمه لنه من باب الباطل‪ ،‬وإن‬
‫قصد به اللهو واللعب وتفريج الناس على خفة صنعته فيكره"‪.1‬‬
‫قلت‪ :‬وهذه خلصبة جيدة‪ ،‬وكلم حسبن ينبغبي التعويبل‬
‫عليه ف هذا المر‪.‬‬
‫وإن ق يل ك يف كان اللكان يعلمان الناس ال سحر مع أ نه‬
‫حرام‪ ،‬ومعتقده كافر؟‬
‫فالواب‪ :‬أن ما ما كا نا يعلمان الناس ال سحر للعمبل ببه‪،‬‬
‫وإنا للتخلص من ضرره والحتراز منه‪ ،‬لن تعريف الشر للزجر‬
‫عنه حسن‪ ،‬وقد قيل لعمر بن الطاب‪ :‬إن فلنا ل يعرف الشر‪.‬‬
‫قال‪ :‬أجدر أن يقبع فيبه‪ .‬وقال اللوسبي‪ :‬إن ذلك كان للبتلء‬
‫والتمي يز ب ي العجزة وال سحر‪ ،‬ولذا جاء القرآن منها سليمان‬
‫عل يه ال سلم على أن يكون ساحرا‪ ،‬أو حاكما بال سحر أو آمرا‬
‫به‪ ،‬ف ما زعم ته ب نو إ سرائيل ف يه ز عم كاذب وقول با طل‪ ،‬وإن ا‬

‫‪ 1‬انظر روائع البيان‪.)1/85( ،‬‬

‫‪34‬‬
‫كان النب مسبخرين لسبليمان عليبه السبلم بأمبر ال تعال ل‬
‫بالسحر‪. 2‬‬

‫‪ 2‬الصابوني‪ :‬تفسير آيات الحكام‪.)1/88( ،‬‬

‫‪35‬‬
‫حقيقة الن وصفاتم‬
‫‪ ‬ال مد ل رب العال ي‪ ،‬أول آ ية ف أول سورة ف القرآن‬
‫تنبهنا أن ف الكوان غينا من الخلوقات‪ ،‬ومن ث فل يتركنا ف‬
‫عماء عنها‪ ،‬وإنا يدد العلقة بيننا وبينها‪.‬‬
‫والن عال من العوال‪ ،‬واسم للنوع الذي خلقه ال يأت تته‬
‫ل قب و هو الشيطان الذي ش طن وابت عد عن ال ق‪ ،‬ف كل شيطان‬
‫جنب وليبس كبل جنب شيطان‪ ،‬واللئكبة يفعلون مبا يؤمون ول‬
‫يعصون ال أبدا‪ ،‬والنسان يتسم بالظهور للعيان‪ ،‬وكل منهم قد‬
‫ذكره ال ف القرآن ثان وثاني مرة‪ ،‬وهذا من إبداع العدد‪.‬‬
‫ومن صفات الن‪:‬‬
‫‪ 1‬ب أن م خُلقوا من نار‪ ،‬قال ال تعال‪ :‬والانّ خلقناه من ق بل‬
‫من نار ال سموم‪ ،1‬وقال‪ :‬وخلق الانّ من مار جٍ من نار‪ ،2‬وقال‬
‫ر سول ال ‪" :‬خل قت اللئ كة من نور‪ ،‬وخلق الان من مارج‬
‫من نار‪ ،‬وخلق آدم ما وصف لكم"‪. 3‬‬

‫‪ 1‬سورة الحجر‪ ،‬الية ‪.27‬‬


‫‪ 2‬سورة الصف‪ ،‬الية ‪.15‬‬
‫‪ 3‬صحيح مسلم‪ ،‬كتاب الزهد والرقاق‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫وك ما تولت طبي عة الن سان الطين ية إل نوع يلق من ماء‬
‫مه ي‪ ،‬فإن ال ن ال ت خُل قت من نار لي ست الن نارا‪ ،‬بدل يل ما‬
‫رواه النسبائي بإسبناد صبحيح عبن عائشبة رضبي ال عنهبا‪ :‬أن‬
‫كان ي صلي فأتاه الشيطان فأخذه ف صرعه فخن قه‪،‬‬ ‫ر سول ال‬
‫‪" :‬ح ت وجدت برد ل سانه على يدي"‪ .‬ف تبي‬ ‫قال ر سول ال‬
‫أن ال ن الن لي ست نارا‪ ،‬إذ لو كا نت نارا ل ا و جد ر سول ال‬
‫للسان الشيطان بردا‪.‬‬
‫‪" :‬النب ثلثبة‬ ‫‪ 2‬بب أنمب أصبناف ثلثبة‪ ،‬لقول رسبول ال‬
‫أصبناف‪ ،‬صبنف لمب أجنحبة يطيون فب الواء‪ ،‬وصبنف حيات‬
‫وعقارب‪ ،‬وصنف يلّون ويظعنون"‪.‬‬
‫‪ 3‬ب أن م يفضلون الما كن الال ية‪ ،‬ومن هم من يق طن الزا بل‬
‫والقمامات واللء والشقوق والحور وأعطان البل‪ ،‬كما ثبت‬
‫ف أحاديث صحيحة‪.‬‬
‫‪ 4‬ب أن م يافون من ال نس‪ ،‬قال ما هد‪ :‬إن م يهابون كم ك ما‬
‫تابونم‪ ،‬وقال‪ :‬الشيطان أشد َفرَقا ب خوفا ب من أحدكم منه‪،‬‬
‫فإن تعرض لكبم فل تَفرُقوا ب تافوا ب منبه فيكبكبم‪ ،‬ولكبن‬
‫شدّوا عليه فإنه يذهب"‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫‪" :‬إذا‬ ‫‪ 5‬ب إن م ينتشرون ف ج نح الل يل‪ ،‬لقول ر سول ال‬
‫كان جنبح الليبل فكفوا صببيانكم‪ ،‬فإن الشياطيب تنتشبر حينئذٍ‪،‬‬
‫فإذا ذ هب ساعة من الل يل فحلّو هم‪ ،‬وأغلقوا البواب واذكروا‬
‫‪1‬‬
‫اسم ال‪"..‬‬
‫‪" :‬فإن‬ ‫‪ 6‬ببب إنمبب يأكلون ويشربون‪ ،‬لقول رسببول ال‬
‫‪4‬‬
‫الشيطان يأكل بشماله‪ ،‬ويشرب بشماله"‬
‫وطعام هم ك ما قال ع بد ال بن م سعود‪ " :‬قدم و فد ال ن‬
‫فقالوا‪ :‬يا م مد إن هَ أم تك أن ي ستنجوا بع ظم أو‬ ‫على ال نب‬
‫روثة أو حُمَمَة‪ ،‬فإن ال تعال جعل لنا فيها رزقا‪ ،‬فنهى النب‬
‫عن ذلك"‪ .1‬والممة‪ :‬الفحمة‪.‬‬
‫‪ 7‬ب يتناكحون ويتناسلون ولم ذرية‪ :‬قال ال تعال" ‪‬أفتتخذونه‬
‫وذريتبه أولياء مبن دون‪ . 2‬وقال ماهبد‪ :‬هبم ذريتبه‪ ،‬هبم‬
‫‪3‬‬
‫الشياطي‪.‬‬

‫‪ 1‬صحيح البخاري‪ ,)10/88( ،‬فتح‪ ،‬ومسلم‪ )13/185( ،‬نووي‪.‬‬


‫‪ 4‬صحيح مسلم‪ ،‬كتاب الشربة‪ )13/191( ,‬نووي‪.‬‬
‫‪ 1‬سنن أبي داود‪ ،‬كتاب الطهارة‪.‬‬
‫‪ 2‬سورة العراف‪ ،‬الية ‪.179‬‬
‫‪ 3‬القرطبي‪ :‬جامع البيان‪.)8/237( ،‬‬

‫‪38‬‬
‫‪ 8‬ب منهم السلم والكافر والصال والفاسد‪ ،‬قال ال تعال‪ :‬وأنا‬
‫منبا الصبالون ومنبا دون ذلك كنبا طرائق قددا‪ 4‬أي جاعات‬
‫متفرق ي وأ صنافا متل فة‪ .‬وقال ما هد‪ :‬م سلمي وكافر ين‪ .‬وقال‬
‫تعال‪:‬وأنا منا السلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تروا‬
‫رشدا وأما القاسطون فكانوا لهنم حطبا‪.5‬‬
‫‪ 9‬بب ماولة الشياطيب منهبم اسبتراق السبمع لعانبة شياطيب‬
‫‪" :‬تلك الكلمة من الن‬ ‫النس من السحرة‪ ،‬قال رسول ال‬
‫يطف ها ال ن‪ ،‬فيقر ها ف أذن ول يه قرّ الدجا جة فيخلطون في ها‬
‫أكثبر مبن مائة كذببة"‪ .1‬وهذا دليبل على أن منهبم مبن يكذب‬
‫الكذب العظيم‪.‬‬
‫‪ 10‬ب أنم ل يعلمون الغيب‪ :‬قال تعال‪ :‬قلما قضينا عليه الوت‬
‫ما دلم على موته إل دابة الرض تأكل منسأته فلما خرّ تبينت‬
‫الن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا ف العذاب الهي‪ .1‬فلو‬
‫علموا الغيب لعلموا بوت سليمان عليه السلم‪.‬‬

‫‪ 4‬سورة الجن‪ ،‬الية ‪.11‬‬


‫‪ 5‬سورة الجن‪ ،‬اليات ‪ 14‬ـ ‪.15‬‬
‫‪ 1‬رواه ؟؟؟‬
‫‪ 1‬سورة سبأ‪ ،‬الية ‪.14‬‬

‫‪39‬‬
‫‪ 11‬بب عدم ظهورهبم على صبورتم القيقيبة إل لنبب‪ ،‬قال‬
‫الشافعي‪" :‬من زعم أنه رأى الن فل تقبل له شهادة إل أن يكون‬
‫نبيا"‪ ،1‬فمن قال رأيت الن الزرق أو الحر فقد كذب‪ ،‬وإنا‬
‫يكون إتيانم ف صورة بشر‪ ،‬وقد كان يوم بدر عندما تثل إبليس‬
‫ف صورة ر جل‪ ،‬وك ما ت ثل الشيطان ف صورة ر جل ح ي جاء‬
‫لب هريرة كما ف البخاري‪.‬‬
‫‪ 12‬بب إتيانمب فب صبورة الكلب السبود واليات التب تلزم‬
‫البيوت‪ ،‬و صور الوام و هي الشرات الضارة‪ .‬و قد قال ر سول‬
‫‪" :‬اليات مسخ الن‪ ،‬كما مسخت القردة والنازير من‬ ‫ال‬
‫بن إسرائيل"‪.2‬‬
‫‪ 13‬ب أن م يؤذون الن سان إ ما لكو نه قد تعرض ل م بالذى‬
‫فآذا هم ب صب ماء حار علي هم‪ ،‬أو ببوله علي هم فينتقمون‪ ،‬وإ ما‬
‫مرد الظلم كما يظلم النسان أخاه النسان‪.‬‬
‫و قد ث بت ايذاء ال ن للن سان بد يث الشاب الن صاري‬
‫الذي طعن الن التمثل ف صورة حية‪ ،‬فما ماتت الية حت انتقم‬
‫م نه ال ن فقتلوه ح ت قال أ بو سعيد الدري‪" :‬ل يُدرَ أيه ما كان‬
‫‪ 1‬رواه البيهقي في مناقب الشافعي بإسناد عن الربيع‪ ،‬وانظر فتح الباري (‪.)4/489‬‬
‫‪ 2‬رواه ابن حبان‪ ،‬وصححه اللباني في الصحيحة (‪ )4/439‬رقم (‪.)1824‬‬

‫‪40‬‬
‫أسرع موتا من صاحبه الية أم الفت"‪ .‬وكفى بادثة النصاري‬
‫ف صحيح مسلم دليلً‪.‬‬
‫‪ 14‬ب أن م ي سكنون بيوت ال نس ك ما ث بت ف حد يث الف ت‬
‫النصاري‪ :‬أنه وجد جنا ف بيته بصورة حية‪ .‬إل أن سكن الن‬
‫ف البيوت ف الواقع أمر يتلط فيه الق بالباطل‪ ،‬إذ يستغل بعض‬
‫الناس القضية لشاعة كاذبة يروجونا على بيت بقصد رد البائع‬
‫عنه‪ ،‬من قِبل الورثة مثلً‪.‬‬
‫والن سان قد ي ستخدم ال ن إ ما للخ ي وإ ما لل شر‪ ،‬ف من‬
‫‪ ،‬فهذا من أف ضل أولياء ال‬ ‫ا ستخدمه ب ا أ مر ال به ور سوله‬
‫كسليمان ويوسف وإبراهيم وموسى وعيسى وممد صلوات ال‬
‫وسلمه عليهم جيعا‪.‬‬

‫‪ ،‬فحكمه على‬ ‫ومن استعمله فيما ينهى ال عنه ورسوله‬


‫قدر ذن به‪ ،‬ف من ا ستخدمه بالق تل لع صوم الدم‪ ،‬أو العدوان على‬
‫الناس كتمريض هم والتفر يق ب ي الرء وزو جه ف قد ك فر‪ .‬وليعلم‬
‫القاصي والدان أن كثيا من يستخدم الن ل يستخدمه إل بعد‬
‫دفع الثمن‪ .‬والثمن أن يرج الن النسان من السلم‪ .‬إما بأن‬

‫‪41‬‬
‫يأمره بكتاببة كلم ال فب النجاسبة كالدم والبول‪ ،‬وإمبا بقلب‬
‫حروف كلم ال‪ .‬وغي ذلك من الكفريات‪ .‬كما مرّ معنا‪.‬‬

‫أعاذنا ال من شياطي النس والن‪ ،‬ومن البث والبائث‪،‬‬


‫ومن شر ما خلق‪ ،‬ومن شر الوسواس الناس الذي يوسوس ف‬
‫صدور الناس‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫كيف نعال السحر‬

‫نظرا لكثرة العال ي ف الو نة الخية م ن يدعون ال طب‬


‫إدعاءً‪ ،‬ويعالون الرضبى عبن طريبق السبحر والكهانبة كذبا‪،‬‬
‫م ستغلي ال سذج من الناس م ن يغلب علي هم ال هل ف التفك ي‬
‫والبسباطة فب التدبيب‪ ،‬كان لزاما على السبلم أن يعلم حقيقبة‬
‫التداوي ليحفظ نفسه من الشرك‪ ،‬والتعلق بغي ال تعال‪ ،‬ومالفة‬
‫‪.‬‬ ‫أمره تعال وأمر رسوله‬
‫فال صل جواز التداوي اتفاقا‪ ،‬ل كن ال ل ي عل شفاء عباده‬
‫فيما حرمه عليهم‪ ،‬وإنا فيما أباحه وشرعه‪ ،‬فل يوز للمريض أن‬
‫يطلب الدواء للداء منب يعال بعلجات شيطانيبة‪ ،‬وتائم كفريبة‪،‬‬
‫وتعويذات شركيبة تقرأ على الصباب رجاء البء والشفاء‪ ،‬فإن‬
‫مثبل مبن يطلب الدواء لذا الداء مبن السبحرة كمبن يسبتجي‬
‫بالرمضاء من النار‪.‬‬
‫وعل يه فل يوز ال ستعانة بال ساحر ف حل ال سحر‪ ،‬إذ أن‬
‫اللجوء إل الساحر وحل السحر عن السحور بسحر مثله يكون‬
‫إقرارا بعمل الساحر‪ ،‬وعمل الساحر كفر‪ ،‬فل يوز الستعانة به‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫قال‪ :‬مبن أتبى‬ ‫لاب رواه مسبلم فب صبحيحه‪" :‬أن رسبول ال‬
‫عرافا ف سأله عن ش يء ل تق بل له صلة أربع ي يوما"‪ . 1‬وقال‪:‬‬
‫"من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه با يقول فقد كفر با أنزل على‬
‫"‪.2‬‬ ‫ممد‬
‫ول در القائل‪:‬‬
‫فكافر إن أضمر اعترافا‬ ‫ومن أتى كاهنا أو عرافا‬
‫صلته عشرة ف أربع‬ ‫ومن أتاه دونه ل ترفع‬
‫وإذا كان هذا حال السبائل الريبض‪ ،‬فكيبف بالسبؤول‬
‫الجيبب‪ ،‬ومبن ثب فإن اللجوء إل السبحرة والشعوذيبن ترك‬
‫للتوكبل والعتماد على ال‪ ،‬وقبد قال تعال‪ :‬وعلى ال فليتوكبل‬
‫التوكلون‪ ،1‬ولو كان يوز للم سلم أن يذ هب لل سحرة التما سا‬
‫‪‬‬
‫بقتل الساحر وفيه منفعة للناس‪.‬‬ ‫للدواء‪ ،‬لا أمر الرسول‬
‫وعليه فل يوز للمسلم أن يضع لا يزعمه السحرة علجا‬
‫كتمتمتهبم بالطلسبم أو صبب الرصباص‪ ،‬كمبا ل يوز الذهاب‬
‫إليهبم ليسبألم عبن إلقاء الحببة بيب الزوجيب أو نزعهبا‪ ،‬أو‬

‫‪ 1‬صحيح مسلم‪ ،‬رقم (‪.)2230‬‬


‫‪ 2‬مسند أحمد (‪ ،)2/408‬وأبو داود (‪.)4/15‬‬
‫‪ 1‬سورة‪ ...‬آية‪.........‬‬

‫‪44‬‬
‫ليسترشد عن مكان السروق والضالة‪ ،‬لن هذا من الغيب الذي‬
‫ل يعلمبه إل ال‪ ،‬وإن قال قائل قبد يقول السباحر حقا ويعبد‬
‫يوما‪" :‬إنم يدثونا أحيانا بشيء‬ ‫صدقا‪ ،‬كما قيل لرسول ال‬
‫‪ :‬تلك الكلمة من الق‪ ،‬يطفها‬ ‫فيكون حقا‪ ،‬فقال رسول ال‬
‫‪1‬‬
‫الن فيقرها ف أذن وليه فيخلطون معها مائة كذبة"‪.‬‬
‫لن استفسر عن إتيان الكهان قائلً‪:‬‬ ‫وف حديث آخر أجاب‬
‫"فل تأتيهم"‪. 2‬‬
‫فإن ق يل ك يف نعرف ال ساحر؟ ون يز العال القرآ ن الت قي‬
‫عن الساحر الشعوذ الشيطان؟‬
‫نقول‪ :‬إنّ وجود علمبة واحدة مبن العلمات التاليبة فب أحبد‬
‫العاليب تعله بل ريبب فب سبلك السبحرة والشعوذيبن‪ ،‬وهذه‬
‫العلمات هي‪:‬‬
‫‪ 1‬ب يسأل الريض عن اسه واسم أمه‪.‬‬
‫‪ 2‬ب يطلب أثرا من آثار الريض (منديل ب فانيلة)‪.‬‬
‫‪ 3‬ب يطلب حيوانا بصفات معينة ليذبه‪.‬‬

‫‪ 1‬صحيح البخاري‪ )10/185( ،‬ومسلم (‪.)2228‬‬


‫‪ 2‬صحيح مسلم‪.)2537( ،‬‬

‫‪45‬‬
‫‪ 4‬ب يكتب طلسم شرك ية وعزائم كفرية أو يتلوها أو يتم تم‬
‫با‪.‬‬
‫‪ 5‬ب اعطاء الر سض شيئا يدف نه ف التراب أو أوراقا يرق ها‬
‫ويتبخر با‪.‬‬
‫‪ 6‬ب يب الريض باسه واسم بلده‪.‬‬
‫‪ 7‬ب يكتب حروفا مقطعة على ورقة بغية إذابتها وشربا‪.‬‬
‫‪ 8‬بب اعطاء الريبض حجابا يتوي على رسبومت وأشكال‬
‫وحروف‪.‬‬
‫‪ 9‬ب يكتب من القرآن بروف مفردة معكوسة‪.‬‬
‫‪ 10‬ب يترصد طلوع نم معي ليحل السحر‪.‬‬
‫‪ 11‬ب يرشد السروق منه عن الشياء الفقودة بطريقة الكف‪.‬‬
‫فإن علمنا أن الرجل ساحر فإنّ "من أتى كاهنا فصدقه با يقول‬
‫‪1‬‬
‫فقد كفر با أنزل على ممد"‬
‫فإذا علمنا أن إتيان الكهنة والعرافي والسحرة منكر عظيم‬
‫وخطر جسيم‪ ،‬فما على الرء إل أن يعال نفسه با شرع ال تعال‬
‫لعباده‪ ،‬وف شرعه ما يتقى من السحر قبل وقوعه‪ ،‬وما يُعال به‬

‫‪ 1‬رواه البزار وهو حديث حسن بشواهده‪ ،‬وصححه اللباني في صحيح الجامع رقم (‪.)5939‬‬

‫‪46‬‬
‫بعد وقوعه رحة منه لم‪ ،‬وإحسانا منه إليهم‪ ،‬وفيما يلي وصفة‬
‫الدواء‪:‬‬
‫‪ 1‬بب ملزمبة العبادات مبن الصبلة والصبيام والتوببة والناببة‬
‫والستغفار‪.‬‬
‫يوم‬ ‫‪ 2‬ب استخراج السحر وإبطاله وحرقه ودفنه لفعل النب‬
‫سحره لبيد بن العصم‪ .‬فإن قيل‪ :‬إذا كان الذهاب إل السحرة‬
‫لبطال ال سحر ل يوز ف ما هي الو سائل الشرو عة ل ستخراج‬
‫السحر وتبطيله؟‬
‫نقول‪ :‬بالمور التالية‪:‬‬
‫ر به ل ا‬ ‫أ ب الدعاء ل أن يدلك على مكا نه ك ما سأل ال نب‬
‫سحره لبيد بن العصم‪ ،‬فدل عليه فاستخرجه‪.‬‬
‫ب ب الرؤيا ف النام‪ ،‬كأن يريه ال بنه وكرمه مكانه‪ ،‬وهذا من‬
‫تام نعمة ال على الصاب‪.‬‬
‫ج ب أن يوفق لرؤيته بواسطة البحث والتنقيب عن مكانه‪.‬‬
‫د ب أن يعرف مكانه عن طريق الن‪ :‬فمثل يقرأ على السحور‬
‫الذي تلبسبه النب‪ ،‬فينطقون على لسبانه فيخببون عبن مكان‬
‫السحر‪ ،‬وهذا أمر واقع ومعاين ف حوادث التلبسي ل ينكره إل‬

‫‪47‬‬
‫جاهل‪ .‬إل أنّ من الن من يكذب ف تديد مكانه بغية الفتنة بي‬
‫الناس‪.‬‬
‫هبب بب إسبتخراج النب الوكبل بالسبحر مبن جسبم الريبض‬
‫بواسطة الرقى الشرعية‪ ،‬فإذا طرد الن من جسم الريض بطل‬
‫السحر بإذن ال تعال‪.‬‬
‫و ب الجا مة‪ :‬ل ا ذ كر أ بو عب يد ف كتا به غر يب الد يث‪" :‬أن‬
‫احتجبم على رأسبه بقرن حيب طبب"‪ .‬وقال اببن قيبم‬ ‫النبب‬
‫الوزيبة‪ :‬كان ذلك قببل نزول الوحبي بالعلج القيقبي وهبو‬
‫ا ستخراجه وإبطاله‪ .‬وأف ضل و قت للحجا مة ما قاله ر سول ال‬
‫‪ " :‬من احت جم ل سبع عشرة من الش هر وت سع عشرة وإحدى‬
‫‪1‬‬
‫وعشرين كان له شفاء من كل داء"‬
‫‪ 3‬ب النشرة بالرق ية‪ ،‬والتعوذات‪ ،‬والدو ية والدعوات البا حة‪،‬‬
‫ومنها‪:‬‬
‫أولً‪ :‬قراءة القرآن بلسبان عربب مببي‪ .‬ومبن ذلك قراءة سبورة‬
‫الفات ة والبقرة‪ ،‬واليات (‪ 117‬ب ‪ )119‬من سورة العراف‪،‬‬

‫‪ 1‬صحيح الجامع لللباني‪.)2/1035( ،‬‬

‫‪48‬‬
‫و(‪ 79‬ب ‪ )82‬من سورة يونس‪ ،‬و(‪ 65‬ب ‪ )69‬من سورة طه‪،‬‬
‫والعوذتي والخلص‪ .‬لا ثبت من الحاديث التالية‪:‬‬
‫‪" :‬ل تعلوا بيوتكم مقابر‪ ،‬إن الشيطان ينفر‬ ‫‪ ‬قال رسول ال‬
‫‪1‬‬
‫من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة"‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪‬وقال‪" :‬من قرأ باليتي من آخر سورة البقرة ف ليلة كفتاه"‪.‬‬
‫‪‬وقال‪" :‬من قرأ آية الكرسي ف ليلة ل يزل عليه من ال حافظ‬
‫‪3‬‬
‫ول يعتريه شيطان حت يصبح"‬
‫إذا أوى إل فراشبه‬ ‫‪‬وعبن عائشبة قالت‪" :‬كان رسبول ال‬
‫نفث ف كفيه بقل هو ال أحد وبالعوذت ي جيعا‪ ،‬ث يسح بما‬
‫وجهه وما بلغت يداه من جسده"‪.‬‬
‫و ف و صفة طبية ل ن ح بس عن جاع أهله‪" :‬أن يأخذ سبع‬
‫ورقات من ال سدر الخ ضر‪ ،‬فيدق ها ب جر أو نوه‪ ،‬ويعل ها ف‬
‫إناء ويصب عليه من الاء ما يكفيه للغسل ويقرأ فيها‪ :‬قل هو ال‬
‫أحد والعوذتي وآيات السحر الت ف سورة العراف (‪ 118‬ب‬
‫‪ ،)125‬واليات ال ت ف سورة يو نس (‪ 79‬ب ‪ ،)82‬واليات‬

‫‪ 1‬صحيح مسلم‪ )780( :‬والترمذي (‪.)2880‬‬


‫‪ 2‬صحيح البخاري‪ ،)9/50( :‬ومسلم (‪.)808‬‬
‫‪..................... 3‬؟؟؟؟؟؟؟؟‬

‫‪49‬‬
‫ال ت ف سورة طه (‪ 65‬ب ‪ ،)69‬وب عد قراءة ما ذ كر ف الاء‬
‫يشرب بعبض الشيبء ويغتسبل بالباقبي فيزول الداء إن شاء ال‬
‫تعال"‪ .‬ذكر ذلك ابن كثي وابن القيم‪ ،1‬ووهب بن منبه وابن باز‬
‫وغيهم‪.‬‬
‫وقد ثبت ف سنن أب داود ف كتاب الطب‪" :‬أن النب‬
‫قرأ ف ماء ف إناء وصبّه على الريض"‪.‬‬
‫بببة‬
‫وبالتال‪ :‬فالعلج بالقرآن كله شفاء‪ ،‬فكلّ اليات القرآنيب‬
‫مندرجبة تتب قوله تعال‪ " :‬وننل مبن القرآن مبا هبو شفاء‬
‫للمؤمني"‪.1‬‬
‫دخل عليها‬ ‫وعن عائشة رضي ال عنها‪ :‬أن رسول ال‬
‫‪" :‬عاليها بكتاب ال"‪.2‬‬ ‫وامرأة تُعالها وترقيها فقال‬
‫و من هذا النطلق ن د العال ي بالرق ية الشرع ية من القرآن‬
‫ما سبق ذكره ول بأس‪،‬‬ ‫قد توسعوا ف غي ما ورد عن النب‬
‫فالقرآن شفاء من كل داء سواء أكان حسدا أم سّا أم سحرا أم‬
‫عينا‪ ،‬وبترصد مموع ما يُرقى به نقول‪:‬‬
‫ضع يدك على رأس الريض واقرأ هذه الرقية ف أذنه بترتيل‪:‬‬
‫‪ 1‬ابن القم‪ ،‬الطب النبوي‪ ،‬ص ‪.269‬‬
‫‪ 1‬سورة السراء‪ ،‬الية ‪.82‬‬
‫‪ 2‬صححه اللباني في السلسلة الصحيحة برقم (‪.)1931‬‬

‫‪50‬‬
‫‪ 1‬ب الفاتة‬
‫‪ 2‬ب البقرة ( ‪ 1‬ب ‪ 163 ( ،)102 ( ،)5‬ب ‪( ،)255 ( ،)164‬‬
‫‪ 285‬ب‬
‫‪.)286‬‬
‫‪ 3‬ب آل عمران (‪ 18‬ب ‪.)19‬‬
‫‪ 4‬ب العراف (‪ 54‬ب ‪ 117( ،)56‬ب ‪.)122‬‬
‫‪ 5‬ب يونس (‪ 81‬ب ‪.)82‬‬
‫‪ 6‬ب طه (‪.)69‬‬
‫‪ 7‬ب الؤمنون (‪ 115‬ب ‪.)118‬‬
‫‪ 8‬ب الصافات (‪ 1‬ب ‪.)10‬‬
‫‪ 9‬ب الحقاف (‪ 29‬ب ‪.)32‬‬
‫‪ 10‬ب الرحن (‪ 33‬ب ‪.)36‬‬
‫‪ 11‬ب الشر (‪ 21‬ب ‪.)24‬‬
‫‪ 12‬ب الن (‪ 1‬ب ‪.)9‬‬
‫‪ 13‬ب الخلص والفلق والناس‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫ثانيا‪ :‬الذكار والتعوذات الشرعية‪ ،‬ومن ذلك‪:‬‬
‫‪ :‬إذا نزل أحدكبم منلً‪ ،‬فليقبل أعوذ‬ ‫أ بب قال رسبول ال‬
‫بكلمات ال التامات من شر ما خلق‪ ،‬فإ نه ل يضره ش يء ح ت‬
‫يرتل عنه"‪. 2‬‬
‫ب ب "ب سم ال الذي ل ي ضر مع ا سه ش يء ف الرض ول ف‬
‫ال سماء و هو ال سميع العل يم"‪ 3.‬ل صحة الترغ يب ف ذلك عن‬
‫يقوله ف أول النهار وأول الليل ثلث مرات‪.‬‬ ‫رسول ال‬
‫ج ب "اللهم رب الناس‪ ،‬إذهب الباس‪ ،‬واشفه وأنت الشاف‪ ،‬ل‬
‫‪4‬‬
‫شفاء إل شفاؤك‪ ،‬شفاء ل يغادر سقما"‪.‬‬
‫د ب "بسم ال أرقيك‪ ،‬من كل شيء يؤذيك‪ ،‬ومن شر كل نفس‬
‫أو عيب حاسبد ال يشفيبك‪ ،‬بسبم ال أرقيبك"‪ 1.‬وليكرر ذلك‬
‫ثلث مرات‬
‫ه ب ب ضع يدك على الذي تأل من ج سدك‪ ،‬و قل‪" :‬ب سم ال"‬
‫ثلثا"‪ ،‬وقبل سببع مرات‪" :‬أعوذ بال وقدرتبه مبن شبر مبا أجبد‬
‫وأحاذر"‪. 2‬‬
‫‪ 2‬صحيح مسلم مع النووي‪.)17/31( ،‬‬
‫‪ 3‬مسند أحمد (‪ )1/66‬وقال اللباني‪ :‬صحيح‪ ،‬وانظر صحيح ابن ماجة (‪.)2/332‬‬
‫‪ 4‬البخاري مع الفتح‪.)10/176( :‬‬
‫‪ 1‬صحيح مسلم مع النووي‪.)14/170( ،‬‬
‫‪ 2‬صحيح مسلم مع النووي‪.)14/170( :‬‬

‫‪52‬‬
‫د ب "أعوذ بكلمات ال التامة من كل شيطان وهامة‪ ،‬ومن كل‬
‫عي لمة"‪. 3‬‬

‫ثالثا‪ :‬العجوة‬

‫فعن سعد بن أب وقاص رضي ال عنه مرفوعا‪" :‬من تصبح‬


‫بسبع ترات عجوة ل يضره ذلك اليوم سم ول سحر"‪. 4‬‬
‫والعجوة ت ر من أنواع ت ر الدي نة‪ ،‬ي يل إل سواد‪ ،‬غر سه‬
‫‪.‬‬ ‫بيده فصارت فيه هذه النافع ببكة غرس النب‬ ‫النب‬
‫بل هو علج م ستمر إل‬ ‫وهذا ليس خاصا بزمن ال نب‬
‫يوم القيا مة‪ ،‬لطلق الد يث الشر يف‪ ،‬و هو أيضا ل يس خا صا‬
‫بالعجوة‪ ،‬بل يعم جيع تر الدينة لقوله ‪" :‬من أكل سبع ترات‬
‫ما بي لبتيها حت يصبح ل يضره سحر حت يسي"‪. 5‬‬

‫‪ 3‬صحيح البخاري مع الفتح‪.)6/293( :‬‬


‫‪ 4‬صحيح البخاري برقم (‪ )5768‬ومسلم (‪.)2047‬‬
‫‪ 5‬صحيح مسلم‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫إرشادات ف العالة‬
‫أولً ب ما يتعلق بالرأة‪:‬‬
‫‪ 1‬ب منع اللوة بي الرجل العال والرأة الجنبية الريضة‪ .‬فقد‬
‫‪" :‬ل‬ ‫روى البخاري عبن اببن عباس رضبي ال عنهمبا‪ :‬قال‬
‫بع‬
‫بع ذي مرم"‪ .1‬فوجود الحرم ينب‬
‫بل بامرأة إل مب‬
‫يلون رجب‬
‫الوا جس الشيطان ية‪ ،‬ويول دون الزالق الؤد ية إل الري ة‪ ،‬و ف‬
‫الواقع من القصص ما ل يعد ويصى من ارتكاب مدعي العلج‬
‫لرية الزنا‪.‬‬
‫‪ 2‬بب اللتزام باللباس الشرعبي وعدم التببج والسبفور‪ ،‬وذلك‬
‫بأن يكون اللباس ساترا لم يع بدن ا إل وجه ها وكفي ها‪ ،‬وأن ل‬
‫يكون زي نة ف نف سه ول شفافا ول ضيّقا ي صف بدن ا كالبنطال‬
‫ول مشابا للباس الرجال‪ ،‬والكمة ف ذلك‪:‬‬
‫أن تتفبي الثيات النسبية‪ ،‬والفاتبن الغريزيبة عبن العال‪ ،‬فل‬
‫يستثيه منها شيء يدعوه إل أي ترش أو إيذاء‪.‬‬
‫‪ 3‬بب عدم وجود رجال مبن غيب الحارم‪ ،‬إذ ل يبيبح السبلم‬
‫للمرأة أن تتلط بالرجل إل لضرورة أو حاجة‪ ،‬وهل من ضرورة‬

‫‪ 1‬صحيح البخاري‪ ,)5/2005( ،‬ومسلم (‪.)2/978‬‬

‫‪54‬‬
‫أو حاجبة فب اجتماع ثلة مبن الرجال بجبة مسباعدة العال فب‬
‫القراءة على الريضة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬ما يتعلق بالعال‪:‬‬


‫‪ 1‬ب أن يكون معتقدا لعقيدة السلف الصال رضوان ال عليهم‪.‬‬
‫‪ 2‬ب أن يكون مققا للتوحيد الالص من الشرك بأنواعه ف قوله‬
‫وعمله‪.‬‬
‫‪ 3‬ب أن يكون عالا بقي قة ال ن و صفاتم ف القرآن وال سنة‬
‫الصحيحة‪.‬‬
‫‪ 4‬ب أن يكون ملزما لذكر ال العظيم‪ ،‬عالا بالذكار النبوية‬
‫اليومية مققا لا‪.‬‬
‫‪ 5‬ب أن يكون ملزما للطا عة متنبا للمع صية ح ت ير غم أ نف‬
‫الشيطان‪.‬‬
‫‪ 6‬بب أن يتأكبد مبن خروج النب مبن الريبض بإعادة الرقيبة‬
‫الشرعية‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫‪ 7‬ب أن ل ي ستخدم الضرب إل إذا كان ذا خبة تك نه من‬
‫معرفببة وقوعببه على النبب‪ ،‬ول يضرب إل على الكتاف‬
‫والرداف والطراف‪.‬‬
‫‪ 8‬ب أن ل يغتر بإخراج الن كقوله أخرجته‪ ،‬بل يقول أخرجه‬
‫ال‪ ،‬فإن الغرور من مداخل الشيطان‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬ما يتعلق بعرفة حضور الن‪:‬‬


‫‪ 1‬ب أن يغ مض الر يض العين ي‪ ،‬أو يش خص ب ما‪ ،‬أو يغطيه ما‬
‫بيديه‪.‬‬
‫‪ 2‬ب حدوث رعشة شديدة ف السد‪ ،‬أو خفيفة ف الطراف‪.‬‬
‫‪ 3‬ب صياح الريض وصراخه‪ ،‬وانتفاضة جسده وبكاؤه‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬ما يتعلق بالكان‪:‬‬


‫‪ 1‬ب تيئة الو اليان الصحيح ف الكان الذي تتم به العالة‪،‬‬
‫وذلك بإخراج ال صور والتماث يل الحر مة‪ ،‬ح ت يت سن للملئ كة‬
‫‪" :‬ل تدخل اللئكة بيتا فيه تاثيل‬ ‫أن تدخله لقول رسول ال‬
‫أو تصاوير"‪.1‬‬
‫‪ 1‬صحيح مسلم‪.)14/94( ،‬‬

‫‪56‬‬
‫‪ 2‬ب خلو الكان من مزمار الشيطان‪ ،‬والت اللهو الحرمة‪.‬‬
‫‪ 3‬ب خلو الكان من الخالفات الشرعية كرجل يلبس ذهبا‪ ،‬أو‬
‫يشرب دخانا‪ ،‬أو يتعاطى الركيلة‪ ،‬وللسف فإنه منتشر ف دور‬
‫العالة‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬ما يتعلق بتشخيص الداء‪:‬‬


‫‪ 1‬ب حرق كل تيمة أو حجاب مع الريض‪.‬‬
‫‪ 2‬ب إعطاء موعظة ف التوكل على ال تعال وعدم التعلق بغيه‪.‬‬
‫‪ 3‬ب طرح ال سئلة على الر يض لتشخ يص الداء‪ ،‬ف قد يكون‬
‫الداء عضويا فيكون العال طبيبا‪ ،‬و قد يكون الداء سحرا‪ ،‬و قد‬
‫يكون عينا‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬ما يتعلق بالرقية‪:‬‬


‫‪ 1‬بب أن تكون الرقيبة الشرعيبة مشافهبة مبن القرآن والسبنة‬
‫والذكار والتعويذات الباحة‪.‬‬
‫‪ 2‬ب أن تقرأ الرقية من طاهر من الدث الصغر والكب‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫سابعا‪ :‬ما يتعلق بسؤال العال للجن‪:‬‬
‫‪ 1‬ب أن يسأل العال الن قائلً‪ :‬ما اسك؟ وما ديانتك؟‬
‫‪ 2‬ب أن يبي للجن السلم أن فعله مالف للسلم‪.‬‬
‫‪ 3‬ب أن يعرض السلم على الن الكافر‪ ،‬فإن أسلم فنعم‪ ،‬وإل‬
‫فل إكراه ف الدين‪.‬‬
‫‪ 4‬ب أن يسأله عن مكان السحر‪ ،‬وعن موطن سكنه ف السد‪.‬‬
‫‪ 5‬ب أن ل يصدقه إن أرشد لكان السحر إل إذا وجد السحر‪.‬‬
‫‪ 6‬ب أن ي سأل ال ن‪ :‬هل هو وحده الو كل بال سحر أم م عه‬
‫غيه‪.‬‬
‫‪ 7‬ب أن ل ي صدق ال ن إذا أر شد على الن سان الذي ع مل‬
‫السبحر‪ ،‬لنبه يريبد أن يوقبع العداوة بيب الناس‪ ،‬ولن شهادتبه‬
‫مردودة لفسقه ولتعاونه مع الساحر‪.‬‬
‫وكبم مبن علقات قطعبت‪ ،‬وحبال مودة تصبرمت بيب القارب‬
‫نتيجة كذب الن عن طالب السحر‪.‬‬
‫‪ 8‬ب أن يأخذ العهد على الن بعدم العودة إل الريض ويأمره‬
‫بالروج منه‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫‪ 9‬ب إذا رفض الن الروج عاله بالوعظة السنة‪ ،‬وبالترغيب‬
‫والترهيب‪.‬‬
‫‪ 10‬ب إذا ترد ال ن ب سبب خو فه من تد يد قرنائه من ال ن‪،‬‬
‫يُعطى سلحا فتاكا يميه هو آية الكرسي‪.‬‬
‫‪ 11‬ب أن يرشده للخروج من ف مه أو أن فه أو أذ نه أو أ صابع‬
‫يديه أو رجليه‪ ،‬مذرا من خروجه من العي أو النجرة أو البطن‪.‬‬
‫‪ 12‬ب أن يأخذ عهدا على الن بعدم العودة إل السد‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫حكم اتاذ القراءة على الناس حرفة‬
‫من الناس مَن يشت هر بالرق ية وقراءة الذكار الشرع ية على‬
‫الرضبى‪ ،‬فتتزاحبم القدام على أبوابمب طلبا للدواء‪ ،‬وتتلىء‬
‫جيوب م بالموال م ا يدفع هم إل امتهان الرق ية والتفرغ للقراءة‪،‬‬
‫واتاذ ها مه نة وحر فة ل م فيو سعون دور هم كالش فى ويرتبون‬
‫الواعيد للمرضى‪.‬‬
‫و من العلوم أنّ الرق ية مبا حة بضوابط ها الشرع ية‪ ،‬ك ما أن‬
‫لن رقى لديغا بفاتة‬ ‫أخذ الجرة عليها مباح لقول رسول ال‬
‫الكتاب وأخذ شاة‪" :‬إن أحق ما أخذت عليه أجرا كتاب ال"‪.1‬‬
‫فإذا علم إبا حة الر قى‪ ،‬وإبا حة أ خذ الجرة علي ها ان صر‬
‫المر ف موضوع التفرغ لذا العمل‪ ،‬واتاذه مهنة وحرفة‪ ،‬وهذا‬
‫فب نظري يترتبب عليبه مفاسبد كثية بالنسببة للقارىء والقروء‬
‫عليه‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫‪ 1‬ب اعتقاد الناس أن للقارىء خصوصية معينة تطغى على أهية‬
‫القروء‪ ،‬والصل ف الرقية هي القروء‪ ،‬والقارىء تبع لذلك‪ ،‬ول‬
‫ننكر ما لصلح القارىء من تأثي‪ ،‬وعليه فالناس تدح القارىء‪،‬‬

‫‪ 1‬صحيح البخاري مع الفتح‪.)10/169( :‬‬

‫‪60‬‬
‫وكأن القروء ل اعتبار له‪ .‬وقبد قال تعال‪:‬وننل مبن القرآن مبا‬
‫هو شفاء ورحة للمؤمني‪.‬‬
‫‪ 2‬ب عدم اتاذ ال صحابة أو اللفاء حر فة القراءة‪ ،‬وإن ا الر يض‬
‫يقرأ على نف سه من كتاب ال‪ .‬و ما ترك علماء أ هل ال سنة هذا‬
‫المر إل من فقههم‪ ،‬وقد قيل لو أن شيخ السلم ابن تيمية رحه‬
‫ال فتح دكانا للقراءة على الرضى‪ ،‬لا استطاع أن يكتب سوداء‬
‫ف بيضاء‪ ،‬ف زمن الهل والرافات‪.‬‬
‫‪ 3‬ب إن الناس تزداد ثقت ها بالش خص القارىء عند ما ين جح ف‬
‫إق صاء الداء‪ ،‬أك ثر من ثقت ها بالقروء‪ ،‬ولذلك يقال فلن قد ير‪،‬‬
‫وهذا من مكر الشياطي بالناس‪.‬‬
‫‪ 4‬بب إن احتراف القراءة والتفرغ لاب يدر الموال الطائلة على‬
‫أصحابا‪ ،‬ما يعل الكثي منهم يفتحون الدكاكي الراقية‪ ،‬ويتلط‬
‫ال ق بالبا طل والعلم بال هل وال سنة والبد عة‪ ،‬والرق ية الشرع ية‬
‫بالتعاويذ الشيطانية‪ ،‬فيصعب التمييز بي الراقي التقيد بالشرع‪،‬‬
‫والراقي البتدع‪.‬‬
‫‪ 5‬بب إن التفرغ للرقيبة على الناس فيبه مشابةب بالتفرغ للدعاء‬
‫للناس‪ ،‬فالرقيبة والدعاء مبن جنبس واحبد‪ .‬ولقبد اشتهبر بعبض‬

‫‪61‬‬
‫الصبحابة بإجاببة الدعاء كسبعد ببن أبب وقاص مبن الصبحابة‪،‬‬
‫وأو يس القر ن من التابع ي‪ ،‬إل أ نه ل يشت هر أن م تفرغوا للدعاء‬
‫للناس‪ .‬ومبع أن عمبر ببن الطاب قبد سبأل أويبس القرنب أن‬
‫يستغفر له فاستغفر له‪ ،‬إل أنا حادثة واحدة‪ ،‬فهل يليق بعاقل أن‬
‫يقول للناس تعالوا إل أدعبو لكبم‪ .‬وقبد كان عمبر ببن الطاب‬
‫وغيه مبن الصبحابة والتابعيب يكرهون أن يطلب منهبم الدعاء‬
‫ويقولون‪ :‬أأنبياء نن؟ كما أورد ابن رجب‪. 1‬‬
‫‪ 6‬ب إن انتشار هذه الظاهرة يع طل ُسنّة رق ية الفراد لنف سهم‪،‬‬
‫وانطراحهم بي يدي رب السماوات والرض وسؤاله الشفاء‪.‬‬

‫‪ 1‬ابن رجب‪ ،‬الحكم الجديدة بالذاعة‪ ،‬ص ‪.54‬‬

‫‪62‬‬
‫الصابة بالعي‬
‫العي‪" :‬نظر باستحباب مشوب بسد من خبيث الطبع‪ ،‬يصل به‬
‫للمنظور منه ضرر"‪ .1‬فهي طاقة مشعة مؤثرة تنطلق من العي عند‬
‫نظر العائن‪ ،‬بعادة أجراها ال تعال عند اشتداد السد ف القلب‪،‬‬
‫فتؤثبر بالضبر على العيون‪ ،‬وبذا تكون العيب حسبدا‪ ،‬ببل أشبد‬
‫أنواع السد‪.‬‬
‫ول ريبب أنّ اللع تعال خلق فب الجسبام والرواح قوى‬
‫وطبائع متل فة‪ ،‬وج عل من ها خوا صّ وكيفيات مؤثرة‪ ،‬ول ي كن‬
‫لعاقل إنكار تأثي الرواح ف الجسام فإنه أمر مشاهد مسوس‪،‬‬
‫وأنبت ترى الوجبه كيبف يمّرب حرة شديدة إذا نظبر إليبه مبن‬
‫يتشمه ويستحي منه‪ ،‬ويصفّر صفرة شديدة عند نظر من يافه‬
‫إليه‪.‬‬
‫وتأثي العي حقيقي‪ ،‬ويضر العيون بإذن ال تعال لا أخرج‬
‫قال‪" :‬الع ي حق"‪ .2‬وقال‬ ‫البخاري عن أ ب هريرة‪ ،‬عن ال نب‬
‫‪" :‬العيب تُدخبل الرجبل القبب‪ ،‬وتُدخبل المبل القدر"‪ .3‬قال‬
‫‪ 1‬ابن حجر العسقلني‪ ،‬فتح الباري‪.)10/203( ،‬‬
‫‪ 2‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب الطب‪ ،)10/203( ،‬ومسلم (‪.)1719‬‬
‫‪ 3‬أخرجه أبو نعيم في الحلية (‪ ،)7/90‬وقال اللباني‪ :‬إسناده حسن في السلسلة الصحيحة (‬
‫‪.)1249‬‬

‫‪63‬‬
‫الناوي‪ :‬أي تقتله فيدفبن فب القبب‪ ،‬وتصبيب المبل الوت أو‬
‫‪1‬‬
‫الشراف على الوت‪ ،‬فيذبه مالكه ويطبخه ف القدر‪.‬‬
‫‪" :‬إن العيب لتولع بالرجبل بإذن ال تعال حتب‬ ‫وقال‬
‫‪" :‬العيب حبق تسبتنل‬ ‫يصبعد حالقا‪ ،‬ثب يتردى منبه"‪ .2‬وقال‬
‫‪" :‬العي حق‪ ،‬ولو كان شيء‬ ‫الالق"‪ .3‬أي البل العال‪ ،‬وقال‬
‫سابق القدر سبقته الع ي"‪ .4‬ولكن ها ل ت سبق القدر لن ال قدّر‬
‫القادير م ثل أن يلق اللق‪ ،‬فكان الديث على سبيل البالغة ف‬
‫‪" :‬أكثر من يوت‬ ‫تقيق إصابة العي كما قال القرطب‪ .‬وقال‬
‫من أمت بعد كتاب ال وقضائه وقدره بالنفس"‪ .5‬يعن بالعي‪.‬‬
‫و ما دام أن الع ي حق فإن ال شرّع ل نا أدع ية تفظ نا من‬
‫العيون قبل وقوع أثرها وبعد وقوع أثرها‪.‬‬
‫‪ 1‬ب الستعاذة‪ :‬وهي طلب اللجوء إل ال عز وجل من حسد‬
‫‪" :‬استعيذوا بال تعال من العي فإن العي‬ ‫العيون البيثة‪ ،‬قال‬
‫حق"‪.6‬‬

‫‪ 1‬فيض القدير‪.)4/397( ،‬‬


‫‪ 2‬مسند المام أحمد (‪ ،)5/147‬وصححه اللباني (‪.)889‬‬
‫‪ 3‬صحيح مسلم (‪.)1719‬‬
‫‪ 4‬الطيابسي (‪ ،)1760‬وقال اللباني‪ :‬إسناده حسن‪.)747( ،‬‬
‫‪................................. 5‬‬
‫‪ 6‬ابن ماجة (‪ ،)2/356‬وقال اللباني‪ :‬صحيح (‪.)737‬‬

‫‪64‬‬
‫يعوّذ ببه السبن‬ ‫وينبغبي التعوذ منهبا باب كان النبب‬
‫‪" :‬أعيذك ما بكلمات ال التا مة من كل‬ ‫وال سي‪ ،‬و هو قوله‬
‫شيطان وهامبة‪ ،‬ومبن كبل عيب لمبة"‪ .1‬والامبة ذات السبموم‪،‬‬
‫واللمة الامعة للشر على العيون‪.‬‬
‫وعندما نزلت العوذتان أخذها وترك سواها‪ ،‬وهذا ل يدل‬
‫على النع من التعوذ بغي هاتي السورتي‪ ،‬بل يدل على الولوية‬
‫‪2‬‬
‫كما قال الافظ ابن حجر‪.‬‬
‫‪" :‬إذا رأى أحدكبم مبن نفسبه أو‬ ‫‪ 2‬بب الدعاء بالبكبة‪ :‬قال‬
‫ماله أو أخيبه مبا يعجببه‪ ،‬فليدع له بالبكبة‪ ،‬فإن العيب حبق"‪.3‬‬
‫مبا شاء ال ل قوة إل بال‬ ‫وذلك أن يقول‪ :‬اللهبم بارك‪ ،‬أو‬
‫‪.4‬‬
‫‪ 3‬ب العلج بالرّ قى‪ :‬والحاد يث ف الر قى كثية‪ ،‬من ها عن أم‬
‫رأى ف بيته جارية ف وجهها‬ ‫سلمة رضي ال عنها‪ :‬أن النب‬

‫‪ 1‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب النبياء (‪.)408|6‬‬


‫‪ 2‬فيض القدير‪.)5/302( ،‬‬
‫‪ 3‬أخرجه أحمد‪ ،‬وصححه اللباني في الكلم الطيب ص (‪.)124‬‬
‫‪ 4‬سورة الكهف‪ ،‬الية ‪.39‬‬

‫‪65‬‬
‫سفعة فقال‪ :‬استرقوا لا فإن با النظرة"‪ .1‬وعن عائشة رضي ال‬
‫‪2‬‬
‫يأمر أن نسترقي من العي‪.‬‬ ‫عنها قالت‪ :‬كان النب‬

‫‪ 1‬صحيح البخاري (‪ ،)10/199‬ومسلم (‪.)1725‬‬


‫‪ 2‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب الطب‪.)10/199( ،‬‬

‫‪66‬‬
‫من الرقى الشيطانية والعمال الحظورة‬
‫‪ 1‬ب رسم العي وتصويرها على الكف أو على البواب‪ ،‬للب‬
‫النفع ورفع البلء‪.‬‬
‫‪ 2‬ب مسم العي الصاحب للخرزة الزرقاء‪ ،‬والعلق على مرآة‬
‫السيارة أو ثياب الطفال‪.‬‬
‫‪ 3‬ب الجاب السمى بالصن الصي والسطور باللغة الفارسية‬
‫العجمية‪ ،‬وبأساء الشياطي‪.‬‬
‫‪ 4‬ب تعل يق الغراض على البواب من حدوة الفرس وحذاء‬
‫الرجل‪.‬‬
‫‪ 5‬ب تسخي الرصاص حت يذوب وتقليبه سبع مرات‪.‬‬
‫‪ 6‬ب رش اللح حول الب يت‪ ،‬وغ سل الثياب ف مياه الب حر‬
‫الالةب‪ ،‬وغسبل البيبت باء فيبه ملح بقصبد التخلص مبن آثار‬
‫السحر‪ ،‬أو وضع اللح ف خزان الاء الرئيسي للبيت‪ ،‬كما سعته‬
‫من بعض النساء بأنه رقية شافية من كل سحر‪.‬‬
‫‪ 7‬ب ك سر الب يض والب صق والت فل على الشياء ال ت ي ظن أن ا‬
‫معيونة أو مسودة‪.‬‬
‫‪ 8‬ب حرق اسم العائن والاسد بنية الشفاء‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫‪ 9‬ب اكرار ب والرة‪ :‬وهي خرزة تعلق من أجل الصول على‬
‫حب الزواج‪ ،‬وزعموا أن ا رق ية يقولون في ها‪ :‬يا كرار كر ية يا‬
‫هرة اهرية ان اقبل فسريه وان أدبر فضريه من فرجه إل فيه‪.‬‬
‫إل غي ذلك من التمائم الشركية والتعاويذ الشيطانية الت‬
‫ل تزيد إل رهقا‪.‬‬
‫ف يا أخوة اليان‪ ،‬ح صنوا أنف سكم بطا عة رب كم‪ ،‬وال سي‬
‫على ن ج نبيكم صلوات ال و سلمه عل يه واعلموا أن ال تعال‬
‫يقول‪:‬‬
‫‪‬ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونشره يوم القيامة‬
‫أع مى قال رب ل ا حشرت ن أع مى و قد ك نت ب صيا قال كذلك‬
‫أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى‪. 1‬‬

‫والمد ل رب العالي‪.‬‬

‫‪ 1‬سورة طه‪ ،‬اليات ‪ 124‬ـ ‪.126‬‬

‫‪68‬‬
‫هل الربط حقيقة أو وهم ف ليلة الزفاف ؟‬
‫‪-‬ف ثقافة تتلط فيها الوهام بالقائق والرافات‬
‫والعادات يسقط العريس ضحية الهل ‪ ،‬وجشع‬
‫الدجالي ‪ ،‬وابتزاز السحرة ‪ ،‬اذ يكتشف الزوج فقدان‬
‫رجولته ‪ ،‬أو تكتشف الزوجة فقدان أنوثتها ‪،‬وتبدأ‬
‫رحلة البحث عن النوثة السروقة ‪ ،‬والرجولة الفقودة‬
‫‪.‬فمن قائل خلوت بزوجت ففوجئت ان عاجزجنسيا ‪،‬‬
‫فاستشرت طبيبا فطمأنن ‪ ،‬فذهبت ال دجال فأخبن‬
‫ان مربوط ‪ ،‬فكتب على بيضة مسلوقة كتابات غي‬
‫مفهومة بب اشبه بلون الدم ‪ ،‬وقرأ عليها تعاويذ ‪،‬ث‬
‫طلب من اقتسامها وزوجت ‪،‬ولكن ل يدث شيء ‪،‬‬
‫فذهبت ال ( شيخ ) يعال بالقرآن ‪ ،‬فقرأ علي من‬
‫اليات ‪ ،‬ث كتب على فخذي آيات من القرآن وعلى‬
‫كف يدي اليمن ‪ ،‬وأعطان حجابي أمرن بوضعهما ف‬

‫‪69‬‬
‫حجرة النوم وبعدها أصبحت أمارس حيات بشكل‬
‫طبيعي ‪.‬‬
‫هذة الالة وأشباهها تدور ف أمرين ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬العامل النفسي اذ يدخل أحد الزوجي ف دائرة‬
‫الوف من الفشل ما يزيد القلق فيؤدي ال الفشل ف الحاولة‬
‫الول وهو ما يوحي للزوج انه فاشل فيستسلم لذلك ‪.‬‬
‫وعليه ‪ ،‬فان العلج على أيدي الشعوذين والسحرة يتم‬
‫بالياء النفسي وما يدلل على ذلك أن بعض الزواج حي‬
‫يذهبون لدجال ول يساعدهم ف الشفاء يذهبون لخر لديه‬
‫القدرة على القناع والياء من خلل التوافق مع ميول‬
‫الزوج وثقافته نو رجل متعلم قبل العلج ببيضة نتيجة‬
‫ضغوط نفسيه من الهل مع عدم اقتناعه بالعلج ‪،‬فلما ذهب‬
‫لخر يتلو القرآن صادف هوى ف نفسه وانه يتوافق مع ميوله‬
‫فيشفى بالياء لنه ف حقيقته يشوب تلوته بالشعوذة ‪.‬‬
‫ومن يؤيد نظرية الياء د ‪ .‬أحد عمر القراقصي أستاذ طب‬
‫وجراحة الذكورة والعقم بكلية الطب ف جامعة الزهر‬

‫‪70‬‬
‫الثان ‪ :‬عامل السحر وذلك بتأثي الشيطان وعلجه بالرقية‬
‫الشرعية الت تمع بي التحصي والطمئنان القلب والياء‬
‫النفسي وأما طريق السحرة فخسارة للدنيا والدين ‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫ما العلقة بي السحر وظاهرة العنوسة ؟‬
‫_ أنا فتاة ف أواخر العشرينات كلما تقدم أحد لطبت ذهب‬
‫مع الريح راجعت ‪ ،‬فقيل أن مربوطة ‪.‬‬
‫_ان السحرحقيقة وأمر واقع ل ننكره ‪ ،‬ولكن ليس معن‬
‫ذلك ان نعلق كل مشكلتنا على السحر فقد يكث الشاب‬
‫حت الربعي من عمره يبحث عن شريكة حياته ‪ ،‬ولو سألناه‬
‫لاذا لتتزوج بعد ؟ لقال ‪ :‬ل اجد بنت اللل ‪.‬فالواجب‬
‫علينا ان نرج من مظنة السحر حت ل نعيش ف دوامة‬
‫الجهول فان كثيا من العاملي ف حقل الشعوذة لم الصلحة‬
‫ف ايهام من جاء اليهم أنه مسحور أو فيه مس من الن حت‬
‫وان ل يأخذوا بدل عن أتعابم ‪.‬‬
‫وبالنظر ف العال العرب ند أن ‪%37‬من الصريي و ‪%31‬‬
‫من الزائريات عوانس كما يوجد ما يقارب من ‪ /199‬ألف‬
‫عازب وعازبة ف امارتي خليجيتي ‪.‬وترجع ظاهرة العنوسة‬
‫لدى الطرفي ال عدة عوامل ‪ ،‬أهها ‪:‬عقبات مادية أو‬
‫اجتماعية أو نفسية ‪ .‬فالواجب على الرأة أل تلقي بال ال‬
‫كلم الداعي وان تعود ال ربا مؤمنة بأنه النافع والضار ‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫أثر السحر ف عدم سقوط المل‬
‫_ انا فتاة ل أحل ال بجاب خاص يلزمن طول المل فهل‬
‫انا مسوسة ؟‬
‫_ ان الرازق هو ال ول حرج بالذهاب ال الختصي من أهل‬
‫الطب لعرفة تأخر المل أو سقوطه ‪ .‬ول يوز الذهاب ال‬
‫الدجالي ‪ ،‬اذ ل بد من التضرع ال ال بالدعاء ( رب ل‬
‫تذرن فردا وأنت خي الوارثي ) ‪ .‬وأما الجاب فل علقة له‬
‫بالمل أو عدم سقوطه اذ يذهب بعض العلماء ال عدم جواز‬
‫تعليقه لعموم ني النب عن تعليق التمائم سدا للذريعة لن‬
‫تعليقه يؤدي ال تعليق غيه ولن تعليق القرآن قد يؤدي ال‬
‫امتهانه عند قضاء الاجة ‪ .‬فما على السائلة ال مراجعة ذوي‬
‫الختصاص ف الطب والكثار من الدعية فقد دعا ابراهيم‬
‫بقوله ‪ ( :‬رب هب ل من الصالي ) ودعا زكريا بقوله ‪:‬‬
‫( رب هب ل من لدنك ذرية طيبة انك سيع الدعاء ) ودعا‬
‫رسول ال لنس فقال ‪ :‬اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيه ‪.‬‬
‫واذا أنعم ال بالمل فل مانع من دعاء ال بفظه ‪ ،‬فقد ورد‬
‫ان النب قال ‪ ( :‬ان ال اذا استودع شيئا حفظه ) ‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫أثر التام بالسحر على العلقات الجتماعية‬

‫_ أنا فتاة متزوجة أعيش مع زوجي ف بيت يسكنه أهله ‪،‬‬


‫وكلما أقدم كوبا من الشاي لوالدة زوجي تعتذر عن أخذه‬
‫فلما سألتها صارحتن بأنا مرضت مرضا شديدا ف يوم‬
‫تناولت كوبا قدمته لا وأنا تعتقد انن وضعت لا شيئا فيه ‪.‬‬

‫_ ان التام بالباطل من أشد أنواع الظلم ففيه هدم للبيوت‬


‫ووأد للعلقات فل يتهم السلم أخاه ال اذا ت اثبات المر‬
‫بطريق قطعي وقد قال رسول ال ‪ ( :‬اياكم والظن فان الظن‬
‫أكذب الديث ) ‪.‬وما على‬

‫‪74‬‬
‫فهرس الوضوعات‬
‫مقدمة‬
‫تهيد حول السحر والشعوذة‬
‫ف تعريف السحر‬
‫هل للسحر حقيقة وتأثي ف الواقع‬
‫الفرق بي العجزة والكرامة والسحر‬
‫أنواع السحر‬
‫كيف يضّ الساحر جنيا‬
‫هل الساحر كافر‬
‫هل يوز تعلم السحر دون العمل به؟‬
‫حقيقة الن وصفاتم‬
‫كيف نعال السحر‬
‫إشادات ف العالة‬
‫حكم اتاذ القراءة على الناس حرفة‬
‫الصابة بالعي‬
‫من الرقى الشيطانية والعمال الحظورة‬
‫سؤال وجواب من وافع الياة‬

‫‪75‬‬
‫هذه الرسالة‬
‫رسبالة موجزة حول مشكلة مهمبة بدأت تتفشبى بيب البسبطاء‪،‬‬
‫وتوقبع أعدادا مبن الطيببي والبآء‪ ،‬إناب الشعوذة‪ ،‬الصبلة‬
‫الشيطانيبة‪ ،‬والّلة البليسبية واللوثبة الكفريبة‪ ،‬والدسبيسة‬
‫اليهوديبة‪ ،‬التب فب تعاطيهبا وإتيان أرباباب بيوت قبد ُهدّمبت‪،‬‬
‫وعلقات زوجية قد تَصرمت‪ ،‬وحبال مودة تقطعت‪.‬‬
‫فما حقيقة السحر‪ ،‬وما أنواعه؟ وما حكم تعلمه؟ وما هي حقيقة‬
‫الن وصفاتم؟ وكيق يُحضّر الساحر جنيا؟ وكيف نعال السحر‬
‫ف ضوء الكتاب وال سنة ال صحيحة؟ و ما ح كم التفرغ للقراءة‬
‫على الناس واتاذهبا حرفبة ومهنبة؟ ومبا حقيقبة العيب؟ وكيفيبة‬
‫إصابة العائن للمعيون؟‬
‫والواب هذه الكلمات الطيببة والعجالة الشافيبة بإذن ال تعال‪،‬‬
‫من النصوص الشرعية الثابتة‬
‫الؤلف‬
‫د‪.‬ممدعبد الغن‬

‫‪76‬‬

You might also like