Professional Documents
Culture Documents
وبعد هذا إليك أخي الفاضل هذا الربط بين مرويات كتاب الكافي للكليني وبيممن كتممابين فممي تخريممج كتمماب الكممافي الول) :مممرآة
العقول للمجلسي( و )صحيح كتاب الكافي للبهبودي( وهو الذي قامت عليه القيامة حيث زاد كثيرا فممي تضممعيفه لروايممات الكممافي علممى ممما
ضعفه المجلسي حتى يمكن القول بأن كتابه بلغ مجلدا واحدا فقط.
وهذان الكتابان كثيرا ما يتناقضان في الحكم على روايات كتاب الكافي .فما يصححه المجلسي هنا يضممعفه البهبممودي هنمماك فممي
الغالب .ولم يبين البهبودي وهو متأخر عن زمن المجلسي سبب مخالفته للمجلسي وتضعيف ما صححه .وهذا ممما يممدفع بالشمميعة إلممى عممدم
الطمئنان إلى هذا الذي أسموه تحقيقا لروايات الئمة.
هذا هو سبب عملي في هذا الكتاب فإن من يضعف ل يمبين منهجمه فمي التضمعيف بمل كمثير ممما يصمححه المجلسمي همو غيمر
صحيح بشهادة البهبودي.
وهذا سيكون ضربة ومقتل لهذا الكتاب الذي فضلوه على صحيح البخاري.
وهو يؤكد ما أقوله مرارا من أن تخريج الرافضة لمصادرهم إنما إنما كان دفعا للتجريح.
وذلك حتى ل يقال :أين تحقيقكم للروايات عن الئمة؟ ألستم تخالفون الخباريين؟
فما كان من المجلسي إل أن هب ليسدد ضربة للكافي ظنا منه أنه يسدي له خدمة ويصونه من التشنيع.
فإننا نجد من مصطلحاته في التخريج ما يلي) :موثق كالصممحيح() .مجهممول كالصممحيح( .فكيممف اسممتوى وتشممابه المجهممول مممع
الموثق في مشابهتهما للصحيح .ثم أتى بتعبير آخر وهو )ضعيف على المشممهور معتممبر عنممدي( .ونسممأل ممما سممبب ترجيحممك للروايممة مممن
التضعيف إلى العتبار؟ وما سبب تضعيفك لما صححه الخرون على المشهور؟
ل نجد منهجا علميا في التحقق من صحة أسانيد رواياتهم .مما يؤكد لنا أنهممم فعلمموا ذلممك دفعمما للطعممن والتشممنيع عليهممم بممأنهم ل
يعرفون شيئا اسمه التحقق من السانيد.
وبقي كتاب مرآة العقول منبوذا ل يعرفة كثير من الشيعة .بل ولم نستطع الحصول عليمه فمي النمترنت ولمم يضمعه الشميعة فمي
برامج كتبهم على الكمبيوتر كالمعجم الفقهي.
وهذا ما دفعني إلى أن أقدم هذه الهدية المتواضعة للسني وللشيعي .ليستفيد كل الطرفيممن فممي معرفممة حكممم مشممايخ الشمميعة علممى
مرويات أوثق مصدر عندهم في الحديث فضلوه على صحيح البخاري .مع أن أكثر من ثلثيه ضعيف كما نراه من المجلسي.
المجلسي معلن بالتحريف وتخريجه فاسد
لقد كانت هذه نماذج قليلة جدا تكشف عوار التخريج الذي قام به المجلسي .ولكن ل ننسى أن المجلسي مجاهر بوقوع
التحريف في القرآن .فكيف يقبل منه حكم أصل على الحديث؟
أليس هو مصحح رواية أن القرآن الذي نزل به جبريل سبع عشرة ألف آية قم قال عقبها ما نصه:
» هذا الخبر وكثير من الخبار الصحيحة صممريحة فممي نقممص القممرآن وتغييممره« )مممرآة العقممول .(12/525ويعلممن
بصراحة أن » الخبار مستفيضة بأنه سقط من القرآن آيات كثيرة« )بحار النوار .(35/24ولهممذا يكممرر القممول فممي كممل مناسممبة بممأن »
التأليف يخالف التنزيل« )بحار النوار 20/57و 22/67و .(89/66
الحمد ل والصلة والسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه الميامين .أما بعد:
فقد لحظت أثناء المناقشات الطويلة مع الشيعة أنهممم عنممدما يسممئلون عمن عقيمدة مما يعتقممدونها يبممادرون إلمى سممرد الدلمة علمى
عقيدتهم من كتب السنة ل تكون صحيحة السند ،وقد تكون صحيحة السند لكن الفة من خطأ استدللهم بها حتى إنها تكون حجة عليهم.
وهم بذلك يدرأون أن يقال لهم :هاتوا هذا النص بسند صحيح من مصادركم .وحينئذ يظهر منهم العجز بوضوح.
وهم إنما يلهون خصمهم عن هذه الحقيقة – أو قل الفضيحة – بتلك القاعدة التي يكررونها دائما وهي ) ألزموا القوم بما ألزممموا
به أنفسهم(.
ونحن ول الحمد نمتلك في مصادرنا صحة السند بينما هم يتبين عند مطالبتهم بمصادرهم أنه ل سند صحيح لممديهم عممن رسممول
ال صلى ال عليه وسلم.
وهم إنما يبادرون السني إلى الستدلل من كتبه ويوهمونه بأنهم يحتجون ضده من كتبه .إنممما يريممدون فممي الحقيقممة إبعمماده عممن
الستدلل بكتبهم .لنهم سيقولون له هذه الكلمة المعهودة منهم « من قال بأننا نسلم بكل ما في كتبنا؟ من قال لمك بأننمما نسمملم ممما فممي كتمماب
الكافي؟»
فيقول لهم السني الحاذق « هل أتيتم بسند رد هذه الرواية من كتبكم؟ هل تحققتم من سندها ورواتها؟ وهنا سوف يسقط قناعهم.
منزلة الكافي عند الشيعة
يعتبر الكليني مؤلف أعظم كتاب من بين كتب الشيعة ومصممادر أصمولهم وفروعهممم ،حيممث يعنقممد الشمميعة أنممه أوثممق مممن كتمماب
صحيح البخاري.
قال الكليني نفسه يمدح كتابه في المقدمة « وقلت إنك تحب أن يكون عنممدك كتمماب كمماف يجمممع فنممون علممم الممدين ممما يكتفممي بممه
المتعلم ويرجع إليه المسترشد ويأخذ منه من يريد علم الدين والعمل به بالثار الصحيحة عن الصادقين» )مقدمة الكافي ص .(7
دعوى المدلس عابد الحسين تواتر الكافي
قال عبد الحسين شرف الدين « وأحسن ما جمع منها الكتب الربعة التي هي مرجع المامية في أصولهم وفروعهم من الصممدر
الول إلى هذا الزمان وهي الكافي والتهذيب والستبصار ومن ل يحضممره الفقيممه ،وهممي متممواترة ومضممامينها مقطمموع بصممحتها والكممافي
أقدمها وأعظمها وأحسنها وأتقنها» )المراجعات 335مراجعة رقم .110طبع دار صادق ببيروت.
وقال الفيض الكاشاني بعد الثناء على الكتب الربعة « والكافي أشرفها وأعظمهمما وأوثقهمما وأتمهمما وأجمعهمما» )مقدمققة المحقققق
للكافي ص 9مع اعترافه بأن المجلسي وصف كتاب الكافي بأن أكثر أحاديثه غير صحيحة(.
قال الميرزا النوري الطبرسي » الكافي بينها – أي الكتب الربعة -كالشمس بين نجوم السماء وامتاز عنها بامور إذا تأمل فيها
المنصف يستغني عن ملحظة حال آحاد رجال سند الحاديث المودعة فيممه وتممورثه الوثموق ويحصممل لممه الطمئنممان بصممدورها وثبوتهمما،
وصحتها بالمعنى المعروف عند القدمين« )خاتمة المستدرك 3/463كليات في علم الرجال ص 355للسبحاني(.
وقال الحر العاملي « الفائدة السادسة في صحة المعتمدة في تأليف هذا الكتماب وتوافرهما وصمحة نسمبتها وثبموت أحاديثهما عمن
الئمة عليهم السلم» )خاتمة الوسائل .(61
وقال آغا بزرك الطهراني عن كتاب الكافي « هو أجل الكتب الربعة الصول المعتمدة عليها ،لم يكتب مثله في المنقول من آل
الرسول» )الذريعة إلى تصانيف الشيعة .(17/245
وقال العباس القمي « وهو أجل الكتب السلمية وأعظم المصنفات المامية والممذي لممم يعمممل للماميممة مثلممه ،قممال محمممد أميممن
السترابادي :سمعنا عن مشائخنا وعلمائنا أنه لم يصنف في السلم كتاب يوازيه أو يدانيه» )الكنى واللقاب .(3/98
قلت :أنى تكون لسانيده الصحة والتواتر .ووقد ظهر لنا أنه ل يعرف السناد .فممأن غممالب روايمماته يبممدأ الكلينممي روايتهمما هكممذا
)عن عدة من أصحابنا( فهذا إسناد فيه مجاهيل .والصل تسمية الرواة حتى يتسنى لنا فحص السند وتتبع حال الرواة.
هذا ،ول يوجد عند الشيعة ضابط مستقيم في تتبع الروايات والحكم عليها ،بل هم يخبطون خبط عشواء .وإليكم مثال على ذلك.
فإننا نجد عبد الحسين في المراجعات يقول مدافعًا عن زرارة – وهو من أبرز الرواة عن جعفر الصادق رضي ال عنممه » -لممم
نجد شيئًا مما نسبه إليه الخصم .وما ذاك منهم إل البغي والعدوان « )المراجعات 110مؤسسة العلمي.(.
غير أن كتبًا شيعية أخرى قالت عن زرارة على لسان جعفر نفسه » كذب علي زرارة ،لعن الم زرارة ،لعممن الم زرارة ،لعممن
ال زرارة « وقال » إن مرض زرارة فل تعده ،وإن مات فل تشهد جنازته .زرارة شر من اليهود والنصارى « وقال » إن ال قممد نكممس
قلب زرارة « )رجال لكشي 147ط :مشهد .وانظر كتققاب تنقيققح المقققال 443:1ط :النجققف .والخققوئي فققي معجققم رجققال الحققديث .ط :
النجف) .رجال الكشي 160والمامقاني في تنقيح المقال (.(444:1
فهذا راو مكثر عن جعفر بل من أبرز رواة الشيعة ،وهذا حاله كما شاهدت .ومع ذلك يتظاهرون بالحرص والغيرة علممى السممنة
فيطعنون بأبي هريرة ويقولون « كيف يزعم أبو هريرة أنه روى ستة آلف حديث في فترة عدة سممنين؟ أليممس هممذا دليممل علممى كممذب أبممي
هريرة.
هكذا عدم استساغة مبنية على المزاج المحض لمن دعا له النبي أن يوسع ال له حفظه.
فإن كان هذا مرفوضا عندهم فلماذا ل يرفضون ما يرويه الكليني عن الحسن رضي ال عنه أنه كان يعرف سبعين مليون لغة.
بل زعم الكليني أن ال يعطي المام جميع اللغات ومعرفة النساب والجال والحوادث.
وأن للئمة علم ما كان وعلم ما يكون وأنه ل يخفى عليهممم شمميء .وأنهممم يحييممون ويميتممون) .الكققافي 1/426كققذلك انظققر فققي
المجلد نفسه 204و 217و .(225
وأنا أسأل :لماذا يمنحه كل ذلك إن كان في علم ال أنه سيبقى محروما من منصب المامة؟
هل هيأه ال وأودع فيه هذه المؤهلت مع علمه أنه لن يكون إماما ليستعملها؟
كلمة حول محقق كتاب الكافي
وهو علي أكبر الغفاري الذي قدم كتاب الكافي على البخاري ومسلم وطعن فيهما حتى إنه احتج بما نقله الحافظ ابممن حجممر عممن
عبد الرحمن بن أحمد النيسابوري أنه وصف الصحيحين بالمكسورين .
وتجاهل هذا المحقق الرافضي أن الذهبي وصفه بأن في قلبه غل على السلم وأهله وأنه كان غاليا في الرفض )لسان الميققزان
ترجمة رقم 609/4960ص 3/404تاريخ السلم .(33/152
ونقل عن الفيض الكاشاني بعد الثناء على الكتب الربعة قوله « والكافي أشرفها وأعظمها وأوثقهمما وأتمهمما وأجمعهمما» )مقدمققة
المحقق للكافي ص .(9
هذا بالرغم من اعترافه بأن المجلسي وصف كتاب الكافي بأن أكثر أحاديثه غير صحيحة(.
وهكذا ،وبعد ثنائه على كتاب الكافي وتقديمه على البخاري في الضبط والدراية اعترف بأن المجلسي حكممى بممأن أكممثر روايممات
الكافي ضعيفة .وهذه كلمة لم يقلها أحد في البخاري ومسلم )المقدمة (15وحاول أن يدفع ذلك بتبريرات واهية.
الشك في مصداقية كتاب الكافي
قال الشيخ عبد الرسول الغفاري » كثر الحديث حول كتاب الروضة عند العلماء المتقدمين فمنهم جعله بين كتاب العشرة وكتاب
الطهارة ومنهم من جعله مصنفا مستقل عن الكافي وقسم ثالث تردد في نسبته للمصنف ،بل في كلمات بعض المتأخرين نفمماه عممن الكلينممي
ونسبه إلى ابن إدريس صاحب السرائر .قال المولى خليل القزويني » الروضة ليس من تأليف الكليني ،بل هو من تأليف ابن إدريس ،وإن
ساعده في الخير بعض الصحاب ،وربما ينسب هذا القول الخير إلى الشهيد الثاني ولكن لم يثبت« )الكليني والكافي ص .(408
وذكر بحر العلوم في الفوائد الرجالية أن عدد كتب الكافي اثنان وثلثون كتابا )الفوائد الرجاليممة 3/332للسمميد بحممر العلمموم ط:
مكتبة العلمين النجف(.
ونقل الميرزا النوري عن الشيخ حسين البهائي العاملي صمماحب كتمماب وصممول الخيممار أن الكلينممي صممنف كتممابه الكممافي وأنممه
يشتمل على ثلثين كتابا« )وصول الخيار إلى أصول الخبار ص 85ط مجمع الذخائر السلمية مطبعة الخيام -قم( خاتمة المسممتدرك
.(3/466
وقال الطوسي في الفهرست بأن كتاب الكافي مشتمل على ثلثين كتابا )الفهرسممت ص 161ونقلممه عنممه فممي خاتمممة المسممتدرك
.(3/536
وقال مثله ابن شهر آشوب )معالم العلماء ص .(134
ومصطفى بن الحسين التفرشي )نقد الرجال .(4/353
والسيد علي البروجردي )طرائف المقال .(2/523
وهذا ما نقله الخوئي عن الشيخ البهائي )معجم رجمال الحممديث .(19/55وأبمو جعفممر السممبحاني )كليممات فمي علمم الرجممال ص
.(356
فها نحن نجد في كتاب الكافي الذي يقولون بأنه لم يكتب كتاب في السلم مثله وأن المهدي قال » هذا كاف لشيعتنا :نجد أكممثره
ضعيفا باعتراف المتأخرين اليوم .بل ونجد منهم أجزاء تم إضافتها مممن يلقمي بالشمك حمول مصمداقية الكتماب وتعرضمه للتمآمر والتعمديل
والضافة.