You are on page 1of 6

‫خلق الكون‬

‫ف حلتها القياسية‪ ،‬تفتض نظرية النفجار الكبي أن كل أجزاء الكون بدأت بالتمدد آنيا‪،‬‬

‫ولكن كيف استطاعت كل الجزاء الختلفة للكون أن تتواقت ف بداية تددها ؟ من الذي أعطى ذلك‬

‫ً لدى الفلكيي‪ ،‬والسبب ف ذلك هو‬


‫قبل قرن مضى كان خلق الكون مفهوما غامضا ومهمل‬ ‫المر ؟‬

‫القبول العام لفكرة أن الكون أزل ف القدم وموجود منذ زمن ل نائي وبفحص الكون افتض‬

‫العلماء أنه كان مزيا من مادة ما ويظن أنا ل تكن ذات بداية‪ ،‬كما أنه ل توجد لظة خلق‪.‬‬

‫تلك اللحظة الت أتى فيها الكون وكل شيء للوجود‪ .‬تتلءم هذه الفكرة وهي "سرمدية الوجود "‬

‫ً ف‬
‫تاما مع الفكار الوربية القتبسة من الفلسفة الادية‪ ،‬وهذه الفلسفة نت وتقدمت أصل‬

‫‪.‬العال الغريقي القدي‬

‫و تضمنت أن الادة كانت الشيء الوحيد الوجود ف الكون‪ ،‬وأن الكون وجد ف الزمن اللنائي‪،‬‬

‫وسوف يبقى إل البد‪ .‬هذه الفلسفة عاشت ف أشكال متلفة خلل الزمنة الرومانية‪ ،‬لكن ف فتة‬

‫المباطورية الرومانية القريبة والعصور الوسطى صارت الادية تنحدر نتيجة تأثي الكنيسة‬

‫ً واسعا بي علماء أوروبا‬


‫الكاثوليكية والفلسفة السيحية علي يد رينايسانس ث بدأت تد قبول‬

‫ث ما لبث‬ ‫ومثقفيها‪ ،‬وكان سبب ذلك التساع هو الب الشديد للفلسفة الغريقية القدية‪.‬‬

‫الفيلسوف ( إيانويل كانت ) ف عصر النهضة الوربية أن أعاد مزاعم الادية ودافع عنها‪،‬‬

‫وأعلن ( كانت ) أن الكون موجود ف كل الزمان‪ ،‬وأن كل احتمالية ( إن كانت موجودة ) فسوف‬

‫و استمر أتباع ( كانت ) ف الدفاع عن فكرته ف أن الكون ل‬ ‫ينظر إليها على أنا مكنة‪.‬‬

‫ٍ مع النظرية الادية‪ ،‬ومع بداية القرن التاسع عشر صارت فكرة أزلية الكون‬
‫نائي ومتماش‬

‫وعدم وجود لظة لبدايته مقبولة بشكل واسع‪ ،‬وت نقل تلك الفكرة إل القرن العشرين من خلل‬

‫تتلءم هذه الفكرة عن‬ ‫أعمال الاديي الدليي من أمثال ( كارل ماركس) و( فريدريك أنلز )‪.‬‬

‫الكون اللمتناهي تاما مع اللاد‪ ،‬وليس من الصعب معرفة السبب لن فكرة أن للكون بداية‬

‫تقتضي أنه ملوق‪ ،‬وطبعا هذا يتطلب القرار بوجود خالق وهو ال‪ ،‬لذلك كان من الريح جدا‬

‫ً فكرة أن " الكون موجود سرمدي " حت‬


‫وأكثر سلمة بأن يدار العرض بطريقة خادعة فتوضع أول‬

‫ولو ل يكن هناك قاعدة علمية ولو كانت ضعيفة لتأكيد تلك الفكرة‪ .‬أعتنق ( جورج بوليتزر )‬

‫تلك الفكرة ودافع عنها ف كتبة النشورة ف أوائل القرن العشرين‪ ،‬وكان النصي الغيور لكل‬

‫النظريتي الاركسية والادية‪ ،‬وآمن بفكرة الكون اللمتناهي وعارض بولتزر فكرة اللق ف‬

‫كتابه " البادئ الساسية ف الفلسفة " حيث كتب‪ ":‬الكون ليس شيئا ملوقا‪ ،‬فإذا كان كذلك‬

‫فهذا يقتضي أنه خلق ف لظة ما من قبل إله‪ ،‬وبالتال ظهر إل الوجود من ل شيء‪ ،‬ولقبول اللق‬

‫يب على النسان أن يقبل ف القام الول أنه كانت توجد لظة ل يكن فيها الكون موجودا‪ ،‬ث‬

‫انبثق شيء من العدم‪ ،‬وهذا أمر ل يكن للعلم أن يقبل به"‪ .‬كان بوليتزر يتصور أن العلم‬

‫يقف إل جانبه ف رفضه لفكرة اللق ودفاعه عن فكرة الكون السرمدي‪ ،‬بيد أنه ل يض زمن طويل‬

‫حت أثبت العلم القيقة الت افتضها بوليتزر بقوله "‪ ..‬وإذا كان المر كذلك فإنه ينبغي‬
‫‪.‬القبول بفكرة الالق‪ "..‬بعن أنه أثبت حقيقة أن للكون بداية‬

‫تدد الكون واكتشاف النفجار الكبي‪ :‬كانت العوام الت تلت ‪1920‬هامة ف تطور علم الفلك‬

‫الديث‪ ،‬ففي عام ‪ 1922‬كشف الفيزيائي الروسي ألكسندر فريدمان حسابات بي فيها أن تركيب‬

‫الكون ليس ساكنا‪ .‬حت أن أصغر اندفاع فيه ربا كان كافيا ليسبب تدد التكيب بأكمله أو‬

‫لتقلصه وذلك طبقا لنظرية أينشتاين ف النسبية‪ .‬وكان جروج لوميت أول من أدرك أهية العمال‬

‫الت كان فريدمان يقوم با وبناء على تلك السابات أعلن الفلكي البلجيكي لوميت أن للكون‬

‫بداية‪ ،‬وأنه ف تدد متواصل‪ ،‬وصرح أيضا أن معدل الشعاع يكن استخدامه كمقياس عقب حدوث ذلك‬

‫الشيء‪ .‬ل تض التأملت النظرية لذين العالي ف تلك الفتة باهتمام يذكر‪ ،‬غي أن الدلة الت‬

‫نتجت عن اللحظات العلمية ف عام ‪1929‬كان لا وقع الصاعقة ف دنيا العلم‪ ،‬ففي ذلك العام‬

‫توصل الفلكي المريكي الذي يعمل ف مرصد جبل ويلسون ف كاليفورنيا إل واحد من أعظم‬

‫الكتشافات ف تاريخ علم الفلك‪ .‬فمن رصده عدد من النجوم من خلل تلسكوبه العملق اكتشف أن‬

‫ضوءها كان منحرفا نوالطرف الحر من الطيف وبشكل حاسم‪ ،‬وأن ذلك النراف كان مرتبطا مباشرة‬

‫مع بعد النجوم عن الرض‪ ،‬وهذا الكتشاف هز قواعد الفهوم الذي كان شائعا للكون‪ .‬وفق‬

‫ّزة إن أطياف الزم الضوئية السافرة نو نقطة الرصد تيل نو الطرف‬


‫القواني الفيزيائية المي‬

‫البنفسجي من الطيف‪ ،‬بينما أطياف حزم الضوء السافرة بعيدا عن نقطة الرصد تيل نو الحر‪،‬‬

‫تاما مثل صوت صفارة القطار أثناء حركته بعيدا عن الرصد فإن ذلك الصوت يكون خشنا غليظا‬

‫أما إذا كان القطار مقتبا فإن الصوت السموع يكون حادا ورفيعا‪ .‬و قد أظهرت أرصاد هابل‬

‫وفق هذا البدأ أن الجرام السماوية تتحرك بعيدا عنا‪ ،‬وبعد فتة وجيزة توصل هابل إل‬

‫اكتشاف آخر مهم‪ ،‬وهو أن النجوم ل تكن تتباعد عن الرض بل كانت تتباعد عن بعضها البعض‬

‫أيضا‪ ،‬والستنتاج الوحيد لتلك الظاهرة هو أن كل شيء ف الكون يتحرك بعيدا عن كل شيء فيه‪،‬‬

‫‪.‬وبالتال فالكون يتمدد بانتظام‬

‫ً رصديا لشيء ما كان جورج لوميت تنبأ به قبل فتة قصية من الزمن‪ ،‬وأحد‬
‫و جد هابل دليل‬

‫أعظم عقول عصرنا كان قد ميز ذلك المر قبل خس عشرة سنة بعده‪ ،‬ففي عام ‪ 1915‬استنتج العال‬

‫ألبت أنشتاين أن الكون ل يكن أن يكون ساكنا لن حساباته البنية على نظريته الكتشفة‬

‫حديثا وهي النسبية تشي إل ذلك … ( وهكذا تققت استنتاجات فريدمان ولوميت) ولقد صدم‬

‫أنيشتاين ذاته باكتشافاته فأضاف ثابتا كونيا لعادلته لكي يعل إجاباتا الناتة عنها‬

‫صحيحة‪ ،‬لن الفلكيي أكدوا له أن الكون ثابت وأنه ل توجد طريقة أخرى لعل معادلته تتطابق‬

‫مع مثل ذلك النموذج‪ ،‬وبعد سنوات اعتف أنيشتاين أن ذلك الثابت الكوني الذي أضافه كان‬

‫‪.‬أكب خطأ ارتكبه ف أعماله‬

‫لقد قاد اكتشاف هابل لقيقة الكون التمدد لنبثاق نوذج آخر كان ضروريا لكي ل يكون هناك‬

‫عبث‪ ،‬ولكي يعل نتائج معادلته صحيحة‪ ،‬فإذا كان الكون يتضخم ويكب مع مرور الوقت فهذا يعن‬

‫أن العودة إل اللف تقودنا نو كون أصغر‪ ،‬ث إذا عدنا إل اللف أكثر ( لدى بعيد )‪ ،‬فإن كل‬

‫شيء سوف ينكمش ويتقارب نو نقطة واحدة‪ ،‬والنتيجة المكن التوصل إليها من ذلك هو أنه ف‬
‫وقت ما كانت كل مادة الكون مضغوطة ف كتلة نقطية واحدة لا حجم صفر بسبب قوة النقطية ذات‬

‫الجم الصفر‪ ،‬وهذا النفجار الذي وقع سي بالنفجار الكبي‪ .‬توجد حقيقة أخرى مهمة تكشفها‬

‫نظرية النفجار الكبي‪ ،‬فلكي نقول أن شيئا ما له حجم صفر فهذا يكافئ القول بأنه ل يكن‬

‫هناك شيء‪ ،‬وأن كل الكون خلق من ذلك اللشيء‪ ،‬والكثر من ذلك أن للكون بداية وهذا عكس ما‬

‫ذهبت إليه الادية من أن الكون ل أول له ول آخر‪ .‬فرضية الالة الثابتة‪ :‬سرعان ما اكتسبت‬

‫ً واسعا ف الوساط العلمية بسبب الدليل الواضح القاطع لا‪ ،‬ومع‬


‫نظرية النفجار الكبي قبول‬

‫ذلك فإن الفلكيي الذين فضوا الادية وتشيعوا لفكرة الكون اللمتناهي والت يبدو أن الادية‬

‫تقر با‪ ،‬صاروا يملون على النفجار الكبي ويناضلون ضدها ليدعموا العقيدة الساسية لذهبهم‬

‫الفكرية ( اليديولوجية )‪ .‬و السبب أوضحه الفلكي النكليزي آرثر أدينغتون الذي قال‪" :‬‬

‫فلسفيا‪ :‬إن فكرة البداية الفاجئة ( الكتشفة ) ف النظام الال للطبيعة هي بغيضة ل " فلكي‬

‫آخر عارض نظرية النفجار الكبي هو فريد هويل‪ ،‬ففي منتصف القرن العشرين أتى هذا الفلكي‬

‫بنموذج جديد ودعاه بالالة الثابتة‪ ،‬وكان امتدادا لفكرة التضمن أن الكون يتمدد‪ ،‬فافتض‬

‫هويل وفق هذا النموذج أن الكون كان لمتناه ف البعد والزمن‪ ،‬وأثناء التمدد تنبثق فيه‬

‫مادة جديدة باستمرار من تلقاء نفسها بكمية مضبوطة تعل الكون ف حالة ثابتة‪ .‬وواضح أن‬

‫هدفه كان دعم عقيدة وجود الادة ف زمن لمتناه والت هي أساس فلسفة الاديي‪ ،‬وهذه النظرية‬

‫كانت على خلف كلي مع نظرية النفجار الكبي‪ ،‬والت تدافع عن أن للكون بداية‪ ،‬والذين دعموا‬

‫نظرية هويل ف ثبات الالة ظلوا يعارضون بصلبة النفجار الكبي لسنوات عديدة‪ ،‬ومع ذلك‬

‫فالعلم كان يعمل ضدهم‪ .‬انتصار النفجار الكبي ‪ :‬ف عام ‪ 1948‬طور العال جورج كاموف حسابات‬

‫جورج لوميت عدة مراحل لمام وتوصل إل فكرة جديدة تتعلق بالنفجار الكبي‪ ،‬مفادها أنه إذا‬

‫كان الكون قد تشكل فجأة فإن النفجار كان عظيما ويفتض أن تكون هناك كمية قليلة مددة من‬

‫الشعاع تلفت عن هذا النفجار والكثر من ذلك يب أن يكون متجانسا عب الكون كله‪ .‬خلل عقدين‬

‫من الزمن كان هناك برهان رصدي قريب لدس عاموف‪ ،‬ففي عام ‪ 1965‬قام باحثان ها آرنوبنزياس‬

‫وروبرت ويلسون بإجراء تربة تتعلق بالتصال اللسلكي وبالصدفة عثر على نوع من الشعاع ل‬

‫يلحظه أحد قبل ذلك وحت الن‪ ،‬وسي ذلك بالشعاع اللفي الكوني‪ ،‬وهو ل يشبه أي شيء ويأتي من‬

‫كل مكان من الكون وتلك صفة غريبة ل طبيعية‪ ،‬فهو ل يكن موجودا ف مكان مدد‪ .‬و بدل‬
‫ً من ذلك‬

‫كان متوزعا بالتساوي ف كل مكان‪ ،‬وعرف فيما بعد أن ذلك الشعاع هو صدى النفجار الكبي‪،‬‬

‫والذي مازال يتدد منذ اللحظات الول لذلك النفجار الكبي‪ .‬و بث غاموف عن تردد ذلك الشعاع‬

‫فوجد أنه قريب وله القيمة نفسها الت تنبأ با العلماء‪ ،‬ومنح بنزياس وويلسون جائزة نوبل‬

‫لكتشافهم هذا‪ .‬ف عام ‪ 1989‬أرسل جورج سوت وفريق عمله ف ناسا تابعا اصطناعيا للفضاء‪،‬‬

‫وكانت ثانية دقائق كافية للتأكد من النتائج ) ‪ ( cobe‬وسوه مستكشف الشعاع اللفي الكوني‬

‫الت توصل إليها كل من بنزياس وويلسون‪ ،‬وتلك النتائج النهائية الاسة قررت وجود شيء ما‬

‫له شكل كثيف وساخن بقي من النفجار الذي أتى منه الكون إل الوجود‪ ،‬وقد قرر العلماء أن‬

‫‪.‬ذلك التابع استطاع التقاط وأسر بقايا النفجار الكبي بنجاح‬


‫وإل جانب نظرية النفجار الكبي فثمة دليل آخر مهم يتمثل ف كمية غازي اليدروجي والليوم ف‬

‫الكون ‪ .‬فقد أشارت الرصاد أن مزج هذين العنصرين ف الكون أتى مطابقا للحسابات النظرية‬

‫لا يكن أن يكون قد بقي منهما بعد النفجار الكبي‪ ،‬ما أدى لدق إسفي قي قلب نظرية الالة‬

‫الثابتة‪ ،‬لن إذا كان الكون موجودا وخالدا ول يكن له بداية فمعن ذلك أن كل غاز اليدروجي‬

‫يب أن يكون قد احتق وتول إل غاز الليوم‪ .‬و بفضل جيع هذه الدلة كسبت نظرية النفجار‬

‫الكبي القبول شبه الكامل من قبل الوساط العلمية‪ .‬وف مقالة صدرت ف عام ( ‪ )1994‬ف ملة‬

‫( المريكية العلمية ) ذكر أن نوذج النفجار الكبي هو الوحيد القادر على تعليل تدد الكون‬

‫‪.‬بانتظام‪ ،‬كما أنه يفسر النتائج الشاهدة‬

‫كان دفاع (دنيس سياما) عن نظرية الالة الثابتة طويل‬


‫ً مؤيدا ف ذلك فريد هويل لكنه عندما‬

‫واجه دليل النفجار الكبي وصف ذلك الأزق بقوله‪ " :‬ف البداية كان ل موقف مع هويل لكن‬

‫ّ أن أقبل بأن الباراة انتهت وأن نظرية الالة‬


‫عندما بدأ الدليل بالتعاظم كان يب علي‬

‫بانتصار النفجار الكبي فإن دعوى‬ ‫الثابتة يب أن تلغى " من الذي خلق الكون من ل شيء‪:‬‬

‫الكون اللمتناهي الذي يشكل أساس العقيدة الادية أصبحت ف مهب الريح‪ ،‬لكن الاديي أثاروا‬

‫سؤالي اثني وكانا غي ملئمي وها ماذا كان يوجد قبل النفجار الكبي ؟ وما هي القوة الت‬

‫ً؟ ماديون آخرون مثل آرثر‬


‫سببت النفجار العظم الذي وقع ف الكون ول تكن موجودة قبل‬

‫أدنيغتون أدركوا أن الجابات على مثل تلك السئلة تشي إل وجود خالق أسى وهم ل يبون ذلك‪.‬‬

‫وقد علق الفيلسوف اللحد ( أنطوني فلو) على تلك النقطة بقوله‪ " :‬العتاض جيد للروح وهذا‬

‫قول مشهور لذلك سأبدأ بالعتاف بأنه على اللحد مهما كانت طبقته أن يرتبك من هذا التوافق‬

‫العلمي الكوني العاصر‪ ،‬لنه على ما يبدو أن علماء الكون اليوم يقدمون برهانا علميا لا‬

‫ناضل من أجله (السيتوماس ) ول يستطع البهان عليه فلسفيا‪ ،‬وبالتحديد السى هو أن للكون‬

‫بداية‪ ،‬وطالا أن الفكرية مرية ف عدم وجود بداية أو ناية للكون‪ .‬فيبقى هذا المر بشكله‬

‫الوحشي أسهل للمناقشة‪ ،‬ومهما كانت مظاهر الساسية فيجب قبولا على أنا قمة التفسيات‪ ،‬ومع‬

‫اعتقادي بأن فكرة أن للكون بداية ستبقى صحيحة مع ذلك فهي ليست سهلة ول مرية‪ ،‬ونن‬

‫بالتأكيد سنحافظ على موقفنا ف مواجهة قصة النفجار الكبي " كثيون هم العلماء الذين ل‬

‫ً عال الفيزياء الفلكي‬


‫يبون أنفسهم على أن يقبلوا وجود خالق له قدرة ل نائية فمثل‬

‫المريكي (هيوج روس ) يفتض وجود خالق للكون‪ ،‬وهذا الالق هو فوق كل البعاد الفيزيائية‬

‫وهنا يقول (روس ) مايلي‪ " :‬بالتعريف‪ :‬الزمن هو البعد الذي تدث فيه ظواهر السبب‬

‫والتأثي‪ ،‬وأنه بدون زمن ل يوجد سبب وتأثي‪ ،‬وإذا كانت بداية الكون كما تقول نظرية‬

‫الفضاء والزمن عندئذ يكون سبب الكون هو كينونة عملت ف بعد زمن مستقل تاما ويسبق وجود‬

‫هذا البعد الزمن للكون‪ ..‬وهذا يبنا بأن بالالق متعال وخلف نطاق البة والعرفة‪ ،‬ويعمل من‬

‫خلف الدود البعيدة للكون‪ ،‬كما يبنا أن ال ليس هو الكون ذاته ول هو متوى ضمن الكون "‬

‫من الواضح والؤكد أن النفجار الكبي يعن أن خلق الكون كان‬ ‫العتاضات على اللق وفشلها‪:‬‬

‫من لشيء‪ ،‬وهذا بالتأكيد دليل اللق القصود‪ ،‬ومع الخذ بالسبان هذه القيقة فإن بعض‬
‫الفلكيي الاديي والفيزيائيي حاول تقدي تفسيات بديلة ليعارضها‪ ،‬وقد صيغ قول عن نظرية‬

‫الالة الثابتة ليدل على صلبتها وتاسكها‪ ،‬وكان ذلك من قبل هؤلء الذين ل يكونوا مرتاحي‬

‫لفكرة اللق من العدم‪ ،‬وهذا القول يتضمن كل الدلة الناقضة وذلك ف ماولة لدعم فلسفتهم‬

‫الادية‪ .‬يوجد عدد من النماذج الخرى طورها ماديون قبلوا بنظرية النفجار الكبي‪ ،‬لكنهم‬

‫حاولوا إبعادها من فكرة اللق‪ ،‬وأحد تلك النماذج هو "الكون ذو النموذج الكوانت "‪،‬‬

‫ولنتفحص هذه النظريات ولنفهم لاذا هي غي صالة ؟‪ .‬نوذج الكون الزاز ‪ :‬طور هذا النموذج‬

‫من قبل الفلكيي الذين ل تعجبهم فكرة أن النفجار الكبي كانت بداية الكون‪ ،‬ويقضي ذلك‬

‫النموذج بأن التمدد الال للكون سوف ينعكس أخيا عند نقطة معينة ويبدأ بالنكماش والتقلص‬

‫‪ .‬وهذا النكماش سوف يسبب انيار واندماجا لكل شيء ف نقطة واحدة‪ ،‬ومن ث تعود تلك النقطة‬

‫لتنفجر ثانية مستهلة جولة جديدة من التمدد‪ ،‬وكما يقولون فهذه العلمية تتكرر بشكل ل‬

‫َ من‬
‫مدود مع الزمن‪ ،‬ويفتض هذا النموذج أن الكون عان لغاية الن هذا التحول عددا ل نائيا‬

‫الرات‪ ،‬وأن تلك العملية سوف تستمر إل البد‪ ،‬وبكلمة أخرى سيبقى الكون سرمديا خالدا رغم‬

‫أنه يتمدد وينهار خلل فواصل زمنية متلفة مع حدوث انفجار هائل يتم كل دورة‪ ،‬والكون الذي‬

‫نن فيه هو واحد فقط من هذه الكوان اللنائية والت تر عب الدورة نفسها‪ .‬هذا ل شيء لكنه‬

‫ماولة واهنة غي مدية كي يعلوا حقيقة النفجار الكبي تتلءم مع أفكارهم حول الكون‬

‫اللنائية والت تر عب الدورة نفسها‪ .‬هذا ل شيء لكنه ماولة واهنة غي مدية كي يعلوا حقيقة‬

‫النفجار الكبي تتلءم مع أفكارهم حول الكون اللمتناهي‪ ،‬وهذا السيناريو القتح من قبلهم ل‬

‫يتم دعمه بنتائج الباث العلمية الت جرت خلل الـ ‪ 15‬ـ ‪ 20‬مضت والت تشي إل أنه ليس من‬

‫المكن لفكرة الكون الزاز أن تظهر للوجود‪ ،‬والبعد من ذلك هو أن قواني الفيزياء ل تقدم‬

‫أي سبب معقول يدعو لنفجار الكون التقلص ثانية بعد انياره ف نقطة واحدة ؟ ولاذا ل يب أن‬

‫يبقى على ما هو عليه بالضبط بعد النيار ؟ كما أنم ل يقدموا أي تفسي أو سبب يوضح لاذا‬

‫يب على الكون أن يبدأ بالتقلص ف الكان نفسه‪ ;.‬حت إذا قبلنا بذلك فإنه يوجد بعض من‬

‫الليات والت تقوم بعملها خلل دورة النكماش والنفجار والتمدد وهي غي واضحة ف هذا‬

‫النموذج والنقطة الاسة ف تلك الدورة هو أنا ل تستطيع الستمرار إل البد كما يتطلبه هذا‬

‫النموذج‪ ،‬فقد بينت السابات وفقه بأن الكون بأسره سوف ينقل كمية من النتوبي إل وريثه‪،‬‬

‫ٍ للكون‬
‫وبكلمات أخرى فأن كمية الطاقة الفيدة ستصبح أقل من كل مرة‪ ،‬وسيكون كل فتح تال‬

‫( النفجار) أكثر بطأ ومن نقطة أكب قطرا‪ ،‬وهذا سيولد كونا أصغر ث تبدأ الرحلة‬

‫التالية‪ ...‬وهكذا‪ ،‬وأخيا يتلشى ف اللشيء وحت لو كانت الكوان الفتوحة أو الغلقة تستطيع‬

‫أن تكون موجودة‪ ،‬فإنم غي قادرين على التحمل حت يصلوا إل اللود والسرمدية‪ ،‬وعند نقطة ما‬

‫يصبح من الضرورة أن يلق الشيء من ل شيء و هكذا يكننا القول باختصار ما يلي‪ :‬إن نوذج‬

‫النموذج‬ ‫الكون الزاز هو مرد خيال جامح ل أمل فيه‪ ،‬وحقيقته الفيزيائية غي مكنة‪.‬‬

‫الكوانت للكون‪ :‬هو ماولة أخرى لتنظيف النفجار الكبي من متطلبات التخلقية وتليصها من‬

‫حقيقة اللق‪ ،‬وقد بن الداعمون لذا النموذج ماولتهم تلك على الشاهدات الكوانتية للفيزياء‬
‫ما دون الذرية‪ ،‬ففي الفيزياء الكوانتية تت مشاهدة جسيمات ما دون ذرية وهي تظهر وتتفي‬

‫تلقائيا ف اللء‪ ،‬وتعليل تلك الشاهدة هو أن الادة تنشأ عند سوية كوانتية ميزة تص الادة‬

‫وتلئمها‪ ،‬وقد حاول بعض الفيزيائيي تفسي أصل الادة من العدم خلل خلق الكون بطريقة ماثلة‬

‫وعلى أنا حالة ميزة وتص الادة‪ ،‬وتثيلها على أنا جزء من قواني الطبيعة‪ ،‬ووفق هذا‬

‫النموذج يفسر كوننا على أنه جسيم ما دون ذري لكنه أكب حجما على كل حال هذا القياس‬

‫النطقي بالتحديد هو خارج موضوع السؤال‪ ،‬وف أية حالة ل ينجح هذا النموذج ف تفسي كيف أتى‬

‫الكون إل الوجود‪ ،‬والكاتب ( وليام كرايج) مؤلف كتاب " النفجار الكبي‪ ،‬اليان واللاد‬

‫يفسر ذلك بقوله‪ " :‬اللء الكوانت اليكانيكي والذي )‪" (The big bang:Theism and Atheism‬‬

‫يقصد به اللء الذي يتم فيه توليد السيمات الادية هو معن بعيد عن الفكرة العادية للخلء‬

‫‪ ().‬والذي يعن هنا اللشيء‬

‫والغلب أن اللء الكوانت هو بر لتشكل وانلل مستمر للجسيمات والت تستعي بدورها طاقة منه‬

‫لتنجز وجودها الكوني الختصر وطبعا هذا ليس (ل شيء) وبالتال فالسيمات الادية ل تأتي إل‬

‫الوجود من ل شيء‪ .‬إذن ف الفيزياء الكوانتية ل توجد الادة إذا ل تكن موجودة قبل‬
‫ً‪ ،‬وما‬

‫يدث هو أن طاقة متفية تصبح فجأة مادة وكما اختفت تلك الطاقة فجأة تعود طاقة ثانية‬

‫وهكذا‪ ،‬وباختصار ل يوجد شرط " للوجود من العدم " كما هو مطلوب وفق هذا النموذج‪ .‬قال‬

‫ُل‬
‫ّ‬ ‫ِ ك‬
‫َاء‬
‫َ ال‬
‫ْ‬ ‫ِن‬‫َا م‬
‫ْن‬‫َل‬
‫َع‬‫َج‬
‫َا و‬
‫َاه‬
‫ُ‬ ‫ْن‬‫َق‬
‫َت‬‫َف‬
‫ْقا ف‬
‫َت‬‫َا ر‬
‫َت‬‫َان‬
‫َ ك‬
‫ْض‬‫َر‬
‫َال‬
‫ِ و‬
‫َات‬
‫َاو‬
‫ّم‬‫ّ الس‬
‫ُوا أن‬
‫َر‬‫َف‬
‫َ ك‬
‫ِين‬
‫ّذ‬‫َ ال‬
‫َر‬ ‫تعال‪َ( :‬أول‬
‫ْ ي‬
‫َ‬

‫ْض‬
‫ِ‬ ‫َر‬
‫َال‬
‫ِ و‬
‫َات‬
‫َاو‬
‫ّم‬‫َ الس‬
‫ِر‬‫َاط‬
‫ّ ف‬
‫ُم‬‫ّه‬
‫ِ الل‬
‫ُل‬‫‪ .)30‬قال تعال‪( :‬ق‬ ‫َ) (النبياء‪:‬‬
‫ُون‬
‫ِن‬‫ْم‬
‫ُؤ‬‫َل ي‬
‫ّ أف‬
‫َي‬‫ٍ ح‬
‫ْء‬‫َي‬
‫ش‬

‫َ)‬
‫ُون‬
‫ِف‬‫َل‬
‫ْت‬‫ِ ي‬
‫َ‬ ‫ِيه‬
‫ُوا ف‬
‫َان‬
‫َا ك‬
‫ِ م‬
‫َ ف‬
‫ِك‬‫َاد‬
‫ِب‬‫َ ع‬
‫َي‬
‫ْ‬ ‫ُ ب‬
‫ُم‬‫ْك‬
‫َ ت‬
‫َ‬ ‫ْت‬‫ِ أن‬
‫َة‬‫َاد‬
‫ّه‬‫َالش‬
‫ِ و‬
‫ْب‬‫َي‬
‫ْغ‬‫َ ال‬
‫َال‬
‫ِ‬ ‫ع‬

‫‪().‬الزمر‪46:‬‬

You might also like