‫كرة ناجا النارية ‪Naga FireBall‬‬

‫الكثير من الناس سمعوا‪ ،‬أو آمنوا بالمخلوقات السطورية التي تعيش تحت الماء‪ ،‬ومنها المخلوق المسمى‬
‫ناجا‪ ،‬وهم يقولون أن إثبات وجوده في نهر ميكونج في تايلند هو كرة ناجا النارية‪.‬‬

‫في الواقع‪ ،‬تحدث هذه الظاهرة – والتي يظن أنها جوية فوق طبيعية – في اليام ما بين التاسع إلى الخامس‬
‫عشر من شهر تشرين ثاني‪ ،‬على طول المنطقة التي يمتد بها نهر ميكونج لمسافة ‪ 20‬كيلومترا ( حدثت‬
‫هذه الظاهرة في نهاية شهر تشرين أول أيضا)‪.‬‬
‫ولو عدنا إلى التصوير الذي تم تأريخه قبل ‪ 100‬عام من الهالي الذين يعيشون على ضفتي النهر في‬
‫تايلند‪ ،‬لوجدنا أنه في نهاية فترة التأمل التي ينزع اليها البوذيون في اليام التي حددناها سابقا‪ ،‬لوحظ أن‬
‫هناك ظاهرة غريبة تحدث في منتصف نهر ميكونج ‪ :‬حيث تخرج من الماء كرة نارية‪ ،‬لونها وردي ضارب‬
‫إلى الحمرة وتطفو عليه للحظات قبل ان ترتفع مسافة في الهواء‪،‬وتختفي‪..‬‬
‫المحليون ممن يقيمون على ضفتي النهر الخطير هذا‪ ،‬أسموها كرة ناجا النارية‪ ،‬لرتباطها بأسطورة بوذية‬
‫يعرفونها من قبل‪..‬حيث أنهم يؤمنون ان ناجا يطلق كرته النارية هذه في الحتفال بانتهاء أيام التأمل البوذية‬
‫خاصتهم‪ ،‬حيث أن الملك ناجا أيضا‪ ،‬يتأمل هو الخر!‪..‬‬

‫تقول السطورة باختصار وببساطة أن الملك ناجا ذهب لرؤية بوذا وهو يتأمل تحت شجرة وارفة الظلل في‬
‫أحد الدغال‪ ،‬وطلب منه ان يجعله راهبا عنده في صومعة‪ ،‬فرفض بوذا متعلل بان ملك ناجا حيوان وليس‬
‫إنسانا‪ ،‬لكن ملك ناجا تطوع بعدها بان يكون حارسا شخصيا لبوذا‪ ،‬وهذا يلحظ في الرسومات التي تزخر‬
‫بها المعابد البوذية؛ حيث يرى بوذا وهو يجلس متأمل بينما يظلل رأسه ظل ملك ناجا‪ ،‬وكأنه يحيمه‪..‬‬

‫حسنا‪ ،‬ما دخل هذا بالكرة النهرية تلك؟‬

‫ل تستعجلوا ! ‪ ،‬ابقوا معي‪:‬‬
‫بعد ان توفي بوذا عاد ملك ناجا إلى مكانه الصلي وهو نهر ميكونج‪ ،‬وفي أحد اليام‪ ،‬كان هناك مزارع‬
‫وزوجته يقومان باصطياد السمك ليل نهارا من النهر‪ ،‬حتى في اليام التي ينقطع فيها البوذوين للتأمل‪،‬‬
‫وهي الفترة التي حددناها سابقان ويحركون قاربهم في النهر مصدرين جلبة‪ ،‬مما أزعج ملك ناجا‪ ،‬فطلب‬
‫منهم أن يصيدوا أي حيوان آخر إل السماك لنهم يزعجونه ويفسدون عليه تأمله‪ ،‬وفوق هذا‪ ،‬عليهم أن‬
‫يتأملوا في تلك اليام لن ترك التأمل فيها خطيئة شنيعة!‪ ،‬فوافق الزوجان وأهل القرية على ذلك‪ ،‬عندها‬
‫أعلن ملك ناجا أن في نهاية هذه اليام‪ ،‬سيطلق كرة نارية منه احتفال بانتهاء هذه المدة ومشاركة للبوذيين‬
‫في احتفالتهم‪..‬‬
‫وهكذا‪ ،‬كانت ترى الكرة النارية في تلك الفترة‪..‬‬
 ‫وهذه هي الحكاية‪..‬‬

‫[نهر ميكونج من الجانب الملوي‬

‫نهر ميكونج من جانب تايلند‬

‫أما التفسير العلمي فهو بسيط للغاية‪ ،‬رغم أن الكثيرين لم يتقبلوه بعد‪ ،‬خاصة أن الكرة النارية تشاهد على‬
‫الغلب في تلك اليام فقط‪ ،‬ودون تدخل من الهالي‪ ،‬وقد شوهدت – بصورة نادرة – في برك زراعة الرز‬
‫في تايلند أيضا‪..‬‬
‫التفسير البسيط الذي لجأ إليه العلماء‪ ،‬هو أن قاع نهر ميكونج يحوي فجوة تطلق غازات تخميرية معينة‪،‬‬
‫فترتفع في الهواء حتى حد معين ثم ل تلبث أن تنفجر تلك الفقاعات‪..‬‬
‫وهذا هو التفسير الوحيد الذي أورده العلماء لتلك الظاهرة الغريبة وهو لم يتأكد بعد‪.‬‬

‫لكـــــــــــــــــــــــــن‪،‬‬
‫لماذا اعتبرت كرة ناجا ظاهرة جوية؟‬
‫وكيف استمرت تلك الغازات بالصعود من قاع النهر إلى سطحه دون أن تتلشى؟‬
‫ما الذي يجعل الغازات تضيء وتعطي ذاك اللون المتوهج؟‬
‫هل اختلطها بالغازات الخرى في الغلف الجوي هو السبب؟ ولماذا تنفجر؟‬
‫بل والدهى‪..‬ما الذي يجعل النهر ل يطلق هذه الكرات المتوهجة إل في تلك اليام؟‬

‫وعلى الرغم من هذا وذاك‪ ،‬ل زال أهل تايلند والمليو يطلقون في تلك اليام قاربا مصنوعا من الموز‬
‫وأغصان المانجا ويزينونه بالشموع احتفاء بتلك السطورة الجميلة‪..‬‬

‫‪ :‬من إعداد‬
‫عبد الحكيم الحاجي‬
‫أولى علوم رياضية ‪2‬‬