You are on page 1of 558

‫المملكة العربية السعودية‬

‫وزارة التعليم العالي‬


‫الثار الواردة عن السففلف فففي‬ ‫جامعة المام محمد بففن سففعود‬
‫السلمية‬
‫اليهود‬ ‫كلية أصول الدين‬
‫قسففففم العقيففففدة والمففففذاهب‬
‫في تفسير الطبري‬ ‫المعاصرة‬
‫جمعا ً ودراسة عقدية‬

‫رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراة في العقيدة والمذاهب‬


‫المعاصرة‬
‫إعداد‬
‫يوسف بن حمود الحوشان‬
‫قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة‬
‫بكلية أصول الدين بالرياض‬
‫‪1424‬هف‬

‫‪1‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫الحفمد لله وحده ل شففريك لفه والصفلة والسلم علففى‬
‫المبعوث رحمفة للعالمين‪.‬‬
‫والحمد لله الذي هففدانا صففراطا ً مسففتقيماً‪ ،‬غيففر صففراط‬
‫المغضوب عليهم ول الضالين‪ ،‬والحمد لله الذي أرسففل لنففا‬
‫رسول ً منففا يتلففو علينففا آيففات اللففه ويزكينففا ويعلمنففا الكتففاب‬
‫والحكمة‪ ،‬فأخذ عنففه صففحابته عقيففدة صففافية غيففر مشففوبة‪،‬‬
‫بيضاء نقية‪ ،‬وتلقاها تابعوهم من سلف هذه المة فنقلوا لنا‬
‫ما أثر عن الرسول صلى الله عليففه وسففلم وعففن صففحابته‬
‫وبلغوها خلفا ً عن سلف‪،‬‬
‫وقام من أئمة السففلف مففن جمففع هففذه الثففار والقففوال‬
‫السلفية النقية في مؤلفات عظيمة‪ ،‬بينففوا لنففا فيهففا أصففول‬
‫الدين وأحكامه منهم‪ :‬المام ابن جرير الطبري رحمففه اللففه‬
‫في كتابه الحافل )جامع البيان عن تأويل آي القرآن( الففذي‬
‫يعد عمدة التفاسير المففأثورة عففن رسففول اللففه صففلى اللففه‬
‫عليه وسلم والصحابة والتابعين‪.‬‬
‫وقففد قففام بعففض الففزملء البففاحثين فففي جمففع مرويففات‬
‫السلف وأقوالهم فففي عففدد مففن أبففواب العتقففاد كالربوبيففة‬
‫واللوهية وأصول اليمان واليوم الخر وغيرها من البواب‪.‬‬
‫و هناك جانب مهم وعظيم في هذا الكتاب الحافل وهففو‬
‫جانب الديان والفرق ومففا ورد عففن السففلف مففن آثففار فففي‬
‫اليهود وغيرهم‪ ،‬حيث جاءت آثار كثيرة في بيان حال هؤلء‪،‬‬
‫فاخترت أن أكتب في هذا الموضوع وهو ‪:‬‬

‫)الثار الواردة عن السلف في اليهود في تفسير‬


‫الطبري(‬
‫) جمعا ً ودراسة عقدية(‬

‫خطة البحث‪:‬‬
‫التمهيد‪ :‬وفيه‪:‬‬
‫ترجمة موجزة للمام الطبري‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫التعريف )بجامع البيان عن تأويففل آي القففرآن( وقيمتففه‬
‫العلمية‬
‫عرض مجمل لحديث القرآن عن اليهود‬
‫الروايات السرائيلية في التفسير‬
‫البففاب الول‪) :‬الثففار الففواردة عففن السففلف فففي حقيقففة‬
‫اليهود و أبرز صفاتهم(‬
‫وفيه فصلن‪:‬‬
‫الفصل الول‪ :‬الثار الواردة في حقيقة اليهود‪ .‬وفيه‬
‫ثلثة مباحث‪:‬‬
‫المبحث الول‪ :‬الثار الواردة في تسميتهم‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الثار الففواردة فففي منزلتهففم ونعففم اللففه‬
‫عليهم‬
‫المبحث الثالث‪ :‬الثار الواردة في عقاب الله لهم‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الثففار الففواردة فففي أبففرز صفففات اليهففود‪.‬‬
‫وفيه ستة مباحث‪:‬‬
‫المبحث الول‪ :‬الثار الواردة في قسوة قلوبهم‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الثار الواردة في اتباعهم الهوى‬
‫المبحث الثالث‪ :‬الثار الواردة في تزكيتهم أنفسهم‬
‫المبحث الرابع‪ :‬الثار الواردة في نقضهم العهود‬
‫المبحث الخامس‪ :‬الثار الواردة في كذبهم وافترائهم‬
‫المبحث السادس‪ :‬الثار الواردة في حسدهم‬
‫البففاب الثففاني‪ :‬الثففار الففواردة عففن السففلف فففي عقيففدة‬
‫اليهود في أصول اليمان‪.‬‬
‫وفيه ستة فصول‪:‬‬
‫الفصل الول‪ :‬الثار الواردة في عقيدة اليهود في‬
‫اليمان بالله‬
‫الفصل الثففاني‪ :‬الثففار الففواردة فففي عقيففدة اليهففود فففي‬
‫اليمان بالملئكة‬
‫الفصل الثففالث‪ :‬الثففار الففواردة فففي عقيففدة اليهففود فففي‬
‫اليمان بالكتب‬

‫‪3‬‬
‫الفصففل الرابففع‪ :‬الثففار الففواردة فففي عقيففدة اليهففود فففي‬
‫اليمان بالنبياء‬
‫الفصل الخامس ‪ :‬الثار الواردة في عقيففدة اليهففود فففي‬
‫اليمان باليوم الخر‬
‫الباب الثالث ‪:‬الثار الواردة عن السلف في موقففف اليهففود‬
‫من النصرانية والسلم‬
‫وفيه فصلن‪:‬‬
‫الفصل الول‪ :‬الثففار الففواردة فففي موقففف اليهففود مففن‬
‫وفيه ثلثة مباحث‪:‬‬ ‫النصرانية‬
‫المبحث الول‪ :‬الثار الواردة في موقفهم من‬
‫مريم‪-‬عليها السلم‪-‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الثار الففواردة فففي مففوقفهم مففن‬
‫عيسى عليه السلم‬
‫المبحث الثالث‪ :‬الثار الواردة فففي مففوقفهم مففن‬
‫النصارى‬
‫الفصل الثاني موقف اليهود من المسلمين‬
‫وفيه ثلثة مباحث‪:‬‬
‫المبحث الول‪ :‬الثار الواردة فففي مففوقفهم مففن‬
‫الرسول صلى الله عليه وسلم‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الثار الففواردة فففي مففوقفهم مففن‬
‫المسلمين‬
‫المبحث الثالث‪ :‬علقة اليهود بالمنافقين‬
‫الخاتمة ‪:‬وفيها أهم النتائج‬
‫المراجع والفهارس المتنوعة‬
‫منهج البحث‪:‬‬
‫سلكت في هذا البحث المنهج التالي‪:‬‬
‫‪ -1‬قمت بقراءة التفسففير مففن أولففه إلففى آخففره‪ ،‬قففراءة‬
‫متأنية واستخرجت منه جميع الثففار المرويففة عففن السففلف‪،‬‬
‫مما لفه صلة باليهود من قريب أو بعيففد‪ ،‬ثففم قمففت بقففراءة‬
‫هذه الثار مرة أخففرى واسففتبعدت كففل مففا ظهففر لففي عففدم‬
‫صلته بالموضوع‪ ،‬أو كانت صلته بالموضوع ضعيفة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -2‬رتبت هذه الثففار المرويففة عففن السففلف فففي اليهففود‪،‬‬
‫حسب خطة البحث السابقة‪.‬‬
‫‪ -3‬رتبت الثار المتعلقة بالمبحث الواحد حسففب ترتيبهففا‬
‫في تفسير الطبري في العم الغلب‪ ،‬ذاكرا ً أول ً الية الففتي‬
‫ورد في تفسيرها ذكر الثر؛ وذلك ليهتدي القارئ إلى الثففر‬
‫في تفسير الطبري مهما كففانت طبعففة الكتففاب الففتي لففديه‪.‬‬
‫دم بعففض الثففار علففى خلف ترتيبهففا فففي التفسففير‬ ‫وقففد أق ف ّ‬
‫لمعنى يقتضيه‪.‬‬
‫‪ -4‬احتفظت بأرقام هذه الثار حسففب طبعففة دار الفكففر‬
‫‪-‬بيروت ‪1405‬هففف‪ . -‬وإذا لففم يكففن لفففه رقففم فففي التفسففير‬
‫وضعت له الرمز التالي‪ :‬‬
‫‪ -5‬أوردت الثففار كاملففة‪ ،‬إل إذا كففان الثففر طففويل ً جففدًا‪،‬‬
‫فأكتفي بموضع الشاهد منه‪.‬‬
‫‪ -6‬ترجمت لقففائلي الثففار ترجمففة مففوجزة‪ ،‬دون غيرهففم‬
‫من رجال السند‪ ،‬لكونهم المعتمد على قولهم فففي البحففث‪.‬‬
‫وجعلت هذا في ملحق في نهاية البحث‪.‬‬
‫‪ -7‬وثقت الثر‪ ،‬خاصة من الكتب المسندة كتفسير ابففن‬
‫أبي حاتم‪ ,‬وعبد الرزاق‪ ،‬وإن لففم أجففده فيهمففا فففإني أوثقففه‬
‫من السنن والمسانيد والمصففنفات وغيرهففا‪ ،‬خاصففة تفسففير‬
‫الففدر المنثففور للسففيوطي‪ ،‬لحتففوائه عففل غففالب التفسففير‬
‫بالمأثور خاصففة الكتففب المفقففودة منهففا‪ ،‬ثففم مففن تفسففيري‬
‫القرطبي وابن كثير‪ ,‬ثففم مففن فتففح البففاري وتاريففخ دمشففق‪,‬‬
‫ناقل ً ما أقف عليه من أقوال العلماء في الحكم عليه‪ .‬ولففم‬
‫أقففم بدارسففة السففانيد والحكففم عليهففا ‪ -‬رغففم أهميتففه‪ -‬لن‬
‫القيففام بففذلك يسففتغرق وقت فا ً طففويل ً جففدا ً عنففد المختصففين‪،‬‬
‫فكيف بغيرهم‪ .‬لكني حرصت على ذكر ما وقفت عليه مففن‬
‫حكم أهل العلم بالحففديث علففى الثففر‪ ،‬وخاصففة المتقففدمين‬
‫منهم كالحافظ ابن كثير وابن حجر‪ ،‬لن النفس تطمئن إلى‬
‫تصحيح المتقدمين‪ ،‬فإن لم أجد لهؤلء حكما ً اسففتفدت مففن‬
‫حكم المتأخرين كعلمة مصر الشيخ أحمد شاكر رحمه الله‬

‫‪5‬‬
‫‪،‬وعلمة الشام الشففيخ ناصففر الففدين اللبففاني رحمففه اللففه ‪،‬‬
‫ووجدت أن الففدكتور حكمففت بشففير ياسففين فففي موسففوعته‬
‫النافعففة فففي التفسففير المسففماة )الصففحيح المسففبور مففن‬
‫التفسير بالمففأثور( قففد جمففع ذلففك كلففه فكففان هففو المرجففع‬
‫الرئيس في الثار الصحيحة والحسنة‪ ،‬وكذلك استفدت مما‬
‫وقفت عليه من أحكام بعض المحققين لكتب السنة‪ ،‬وكففذا‬
‫ما صنعه بعض طلبة العلم في المدينة النبويففة مففن مففذكرة‬
‫سموها )إيضاح بعففض أسففانيد الطففبري مففن أحكففام الشففيخ‬
‫أحمد شاكر مع الزيادة عليها(‪ ،‬أو غيرهم من المحققين‪.‬‬
‫‪ -8‬عملت دراسففة لتلففك الثففار‪ ،‬ركففزت فيهففا علففى فهففم‬
‫السلف لليات الواردة في اليهود مع إيراد الحاديث النبوية‬
‫الموضحة لهففا وكلم أئمففة السففلف مففن المفسففرين خاصففة‬
‫المامين ابن جرير الطبري وابن كثير عليهمففا رحمففة اللففه‪,‬‬
‫ولم أطل فيما كانت دللته على المسألة واضحة‪.‬‬
‫‪ -9‬عزوت اليات إلى سورها‪ ،‬وجعلت العزو فففي المتففن‬
‫لئل أثقل الحاشية بكثرة الحواشي وخاصة أن اليات كففثيرة‬
‫في البحث‪.‬‬
‫‪ -10‬خرجففت الحففاديث الففتي فففي الدراسففة‪ ،‬فففإن كففان‬
‫الحديث في الصحيحين أو أحدهما اكتفيت بتخريجه منهمففا‪،‬‬
‫وإن لفم يكففن كففذلك فففإني أخرجففه مففن السففنن والمسففانيد‬
‫والمصنفات‪.‬‬
‫‪ -11‬ترجمت لهم العلم الذين ورد ذكرهم فففي أبففواب‬
‫البحث‪ .‬كما ترجمت لصحاب الثار فففي ملحففق خففاص فففي‬
‫نهاية البحث ترجمة مختصرة‪.‬‬
‫‪ -11‬عرفففت بففالفرق والمففاكن الففتي ورد ذكرهففا فففي‬
‫البحث‪.‬‬
‫‪ -12‬شرحت المفردات الغريبة الواردة في البحث كلمففا‬
‫دعت الحاجة إلى ذلك ‪.‬‬
‫‪ -13‬فففي تخريففج الحففاديث‪ ،‬والثففار‪ ،‬وترجمففة العلم‪،‬‬
‫والتعريف بالفرق‪ ،‬وشرح الغريب من اللفففاظ‪ ،‬أذكففر ذلففك‬

‫‪6‬‬
‫في أول موضففع يففرد فقففط‪ ،‬تجنب فا ً للتكففرار‪ ،‬ول أشففير إلففى‬
‫مكان ذلك‪ ،‬مكتفيا ً بعمففل فهففرس للعلم فففي آخففر البحففث‬
‫لمففن أراد الوقففوف علففى أمففاكن تكففرار ورود العََلففم فففي‬
‫البحث‪.‬‬
‫‪ -15‬اعتمففدت فففي اسففتخراج الثففار طبعففة دار الفكففر‬
‫‪1405‬هف‬
‫‪ -16‬وحرصا ً على الختصار في الحواشي‪ ،‬اقتصرت في‬
‫التخريج على ذكر طرف من أسماء الكتب‪ ،‬ولففم اتكففثر بهففا‬
‫لكثرة الثار وحصول المقصودببعضها‪.‬‬
‫وبعد فقد بففذلت فففي هففذا البحففث قففدر وسففعي‪ ،‬ومبلففغ‬
‫طاقتي‪ ،‬ومع ذلك فإني لم أوف الموضوع حقففه‪ ،‬ول أدعففي‬
‫عن فد ِ غ َي ْفرِ الل ّف ِ‬
‫ه‬ ‫ن ِ‬
‫مف ْ‬
‫ن ِ‬ ‫الصابة فيما كتبت لقول الله ‪} :‬وَل َوْ َ‬
‫كا َ‬
‫ل َوََجففُدوا ِفيففهِ اْخِتلًفففا ك َِثيففًرا{ ]سورة النسففاء ‪ ، [4/82‬ولقففوله‬
‫صففلى اللففه عليففه وسففلم ‪)) :‬كففل بنففي آدم خطففأ‪ ،‬وخيففر‬
‫الخطائين التوابون‪ ،(1) ((.‬فما كان في البحففث مففن صففواب‬
‫فمن الله وحده وبتوفيقه وفضله‪ ،‬وما كففان فيففه مففن خطففأ‬
‫فمن نفسي‪ ،‬واستغفر الله منه‪ ،‬وجزى الله خيففرا ً مففن رأى‬
‫فيه اختلف فا ً فأرشففدني إليففه لصففلحه‪ ،‬أو رأى خط فأ ً فففدلني‬
‫وبه‪.‬‬
‫على تصويبه أو ص ّ‬
‫وفففي الختففام فففإني أحمففد اللففه وأشففكره علففى تففوفيقي‬
‫وهدايتي لهذا الموضوع‪ ،‬وأن أتففم اللففه علففي فضففله ومنتففه‬
‫بإنجففاز هففذا البحففث وإتمففامه‪ ،‬وإنففي لدعففو اللففه لوالففدي‬
‫بففالمغفرة علففى مففا بففذله مففن حسففن تربيففة وأقففول رب‬
‫ارحمهما كما ربياني صغيرًا‪.‬‬
‫ثم أشكر شيخي الفاضل الدكتور ناصففر بففن عبففدالكريم‬
‫العقففل علففى رعففايته للبحففث مففن فكرتففه الففى مناقشففته‬
‫فأحسن الله اليه‬
‫وكذلك أشكر الستاذ الدكتور احمد بففن عطيففة الغامففدي‬
‫على قبوله للمناقشة وحسن إفادته‬

‫(‬ ‫)‬
‫‪ () 1‬رواه الترمذي ‪. 2499‬‬

‫‪7‬‬
‫ثم اشكرالمشرف على هففذا البحففث السففتاذ الففدكتور‪/:‬‬
‫يوسف عبد الغني ‪ ،‬أحسن الله اليه‬
‫كما أشكر ‪-‬أيضًا‪ -‬كل مففن أعففانني فففي بحففثي هففذا مففن‬
‫المشايخ والزملء سواًء كان ذلك بفففائدة علميففة‪ ،‬أو إعففارة‬
‫كتاب‪ ،‬أو غير ذلك ‪.‬وأخص منهم أخي فففي اللففه سففعود بففن‬
‫عبد العزيز العقيل علففى مسففاعدته لففي وفقففه اللففه وذريتففه‬
‫للخير‬
‫وأخيرا ً ل يسففعني إل أن أتففوجه بالشففكر لجامعففة المففام‬
‫محمد بن سعود السففلمية ممثلففة فففي كليففة أصففول الففدين‬
‫وفففي قسففم العقيففدة والمففذاهب المعاصففرة منهففا‪ ،‬وذلففك‬
‫لمنحي هذه الفرصة لعداد رسالتي هذه ‪.‬‬
‫وأسأل الله ‪ ‬أن يجعل أعمالنا صالحة‪ ،‬ولوجهه الكريم‬
‫خالصففة‪ ،‬وأن ل يجعففل لحففد فيهففا شففيئًا‪ ،‬كمففا أسففأله ‪ ‬أن‬
‫يوفقنا لما يرضيه‪ ،‬وأن يجنبنا سخطه ومعاصيه‪ ،‬وأن يعيففذنا‬
‫من فتنة القول والعمل‪ ،‬إنه ولي ذلك والقادر عليه‪ ،‬وصففلى‬
‫الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬
‫وكتبه‪ :‬يوسف بن حمود الحوشان‬

‫‪8‬‬
‫التمهيد‪ :‬وفيه‪:‬‬
‫ترجمة الطبري )‪(1‬‬
‫‪ -1‬نسبففه‪:‬‬
‫هو محمد بن جرير بن يزيد والي جدة‪ ،‬اتفق المؤرخففون‬
‫في نسبه ثم اختلفوا فمنهم من قال‪ ) :‬يزيففد هففذا هففو ابففن‬
‫كثير بن غالب(‪ ،‬وعلى هففذا الففرأي جمهففرة المحققيففن مففن‬
‫المؤرخين ولم يتوقفوا في هذا بل قطعوا به‪.‬‬
‫‪ () 1‬اختصرت ترجمة المام الطبري هنا لكثرة الدراسات التي قدمت عنه‬
‫وعن جهوده العلمية ‪ -‬في كتب ورسائل جامعية ‪ -‬واشتملت على ترجمة‬
‫وافية له ‪ .‬ومن تلك الدراسات ‪ ،‬عدة رسائل علمية مثل‪:‬‬
‫‪ -1‬القراءات المتواترة التي أنكرها ابن جريففر الطففبري فففي تفسففيره والففرد‬
‫عليه ‪ -‬رسالة الماجستير قدمها الشيخ‪ /‬محمد عارف عثمان الهرري عام‬
‫ول فففي ترجمففة الطففبري حيففث بلغففت ‪84‬‬ ‫‪ 1404 - 1403‬هف ‪ .‬وقففد طف ّ‬
‫صفحة من الرسالة ‪.‬‬
‫‪ -2‬استدراكات ابن كثير على ابن جريففر فففي تفسففيره ‪ -‬رسففالة الففدكتوراه ‪،‬‬
‫قدمها الشيخ ‪ /‬أحمد عمر عبد الله الغاني ‪ ،‬عام ‪ 1405‬هف ‪ .‬واسففتغرقت‬
‫الترجمة ‪ 40‬صفحة ‪.‬‬
‫‪ -3‬استدراكات ابن عطية في المحرر الوجيز علففى الطففبري فففي تفسففيره ‪-‬‬
‫رسالة الدكتوراه ‪ ،‬قدمها الشيخ ‪ /‬شايع بففن عبففده بففن شففايع السففمري ‪،‬‬
‫عام ‪ 1417‬هف ‪ .‬وقد اختصر في الترجمة ‪.‬‬
‫وهناك دراسات أخرى عنه ‪ ،‬منها ‪:‬‬
‫‪ -4‬الطففبري ‪ -‬للففدكتور أحمففد محمففد الحففوفي ‪ ،‬بحففث مففن سلسففلة أعلم‬
‫العرب ‪ ،‬رقم ) ‪ . ( 13‬وقد قدم ترجمة مستفيضة للطبري ‪.‬‬
‫‪ -5‬الطبري ومنهجه في التفسير ‪ -‬للدكتور محمود بن الشريف ‪ ،‬وقد اعتمد‬
‫كثيرا في الترجمة على ما سطره ياقوت الحموي في معجم الدباء ‪.‬‬
‫‪ -6‬المام الطبري ‪ ،‬شيخ المفسرين ‪ ،‬وعمدة المففؤرخين ‪ ،‬ومقففدم الفقهففاء‬
‫المحدثين ‪ ،‬صاحب المذهب الجريري‪-‬للدكتور محمد الزحيلي ‪ ،‬بحث من‬
‫سلسلة أعلم المسلمين رقم ) ‪ . ( 33‬وهو بحث نفيس لرجوع المؤلففف‬
‫إلى مصادر غزيرة ‪ ،‬بلغت ‪ 90‬مصدرا ‪.‬‬
‫‪ -7‬أبو جعفر محمد بن جرير الطبري ‪ -‬سيرته ‪ ،‬عقيدته ‪ ،‬ومؤلفاته ‪ -‬للشففيخ‬
‫علي بن عبد العزيز بن علي الشبل ‪ ،‬تكلم المؤلف عففن سففيرة الطففبري‬
‫بشيء من التفصيل ‪ ، .‬وطبع عام ‪ 1417‬هف ‪ .‬هذا بالضافة إلى الترجمففة‬
‫المقدمة من قبل بعض الناشرين أو المحققين لكتب الطففبري ‪ ،‬كترجمففة‬
‫الشيخ محمد محمففود الحلففبي ‪ -‬مففدير شففركة مكتبففة ومطبعففة مصففطفى‬
‫ألبابي الحلبي بمصر ‪ -‬في مقدمففة التفسففير ‪ ،‬وترجمففة العلمففة المحقففق‬
‫محمد أبو الفضل إبراهيم في مقدمة تاريخ الطبري ‪.‬‬
‫أما ترجمته في كتب التراجم‪:‬‬
‫العلم ) ‪ ، ( 6/69‬إنبففاه الففرواة ) ‪ ، ( 3/89‬النسففاب ) ‪ ، ( 4/46‬البدايففة‬
‫والنهايففة ) ‪ ،(146 - 11/145‬تاريففخ الدب العربففي ) ‪ ، ( 3/45‬تاريففخ‬
‫الففتراث العربففي ) ‪ ، ( 1/518‬تاريففخ بغففداد ) ‪ ، ( 2/162‬تاريففخ دمشففق )‬

‫‪9‬‬
‫ومنهم من قال إن يزيد هو ابن خالد )‪.(1‬‬
‫على أن أبا جعفر نفسه رحمه الله تعالى لم يكن يزيففد‬
‫في نسبه اسما ً آخر على أبيه فقد صففأل سففائل عففن نسففبه‬
‫فقففال‪ :‬محمففد بففن جريففر قففال السففائل زدنففا فففي النسففب‬
‫فأنشده بيت رؤبة)‪ (2‬بن العجاج‪:‬‬
‫قفففد رففففع العجفففاج ذكفففرى باسففمي إذا النسففاب طففالت‬
‫يكفن‬
‫عصره‪:‬‬ ‫ففففففففففففففففففففففففففففففادعني‬
‫والعلمية في‬ ‫‪ -2‬الحالة السياسية‬
‫لقد عاش الطبري رحمه الله تعالى في عهد العباسففين‬
‫بعد أن مضى من عصره الذهبي اثنان وثلثون عاما ً تقريبًا‪،‬‬
‫وفي هذه الفترة التي عاش فيها ابففن جريففر تففولى الخلفففة‬
‫المعتصم بالله‪ ،‬وهو أبو إسحاق‪ ،‬محمد بن ابن الرشففيد بففن‬
‫المهدي بن المنصور‪ ،‬ولد سنة تسففع وسففبعين ومففائة وبينففه‬
‫وبيففن أخيففه المففأمون تسففع سففنين‪ ،‬وكففان فففي عهففد أخيففه‬
‫المأمون واليا ً على الشام ومصر‪ ،‬وكان المأمون يميل إليففه‬
‫بشجاعته فوله عهده وترك ابنه‪ ،‬وفففي اليففوم الففذي تففوفي‬
‫فيه المففأمون ببلد الففروم بويففع بالخلفففة فففي تسففعة عشففر‬

‫‪ ، ( 15/160‬دول السلم ) ‪ ، ( 1/187‬سير أعلم النبلء ) ‪، ( 14/267‬‬


‫شففذرات الففذهب ) ‪ ، ( 2/260‬طبقففات الحفففاظ ) ص ‪ ، ( 307‬طبقففات‬
‫الشففففافعية الكففففبرى ) ‪ ، ( 3/120‬طبقففففات المفسففففرين للففففداوودي )‬
‫‪ ، ( 2/106‬طبقات المفسرين للسيوطي ) ص ‪ ، ( 95‬العبر في خبر من‬
‫غبر )‪ ، (1/460‬الفهرسففت ) ص ‪ ، ( 334‬كشففف الظنففون ) ‪( 1/437‬ف ‪،‬‬
‫لسان الميزان ) ‪ ، ( 5/100‬مرآة الجنان ) ‪ ، ( 2/261‬المنتظم في تاريخ‬
‫الملوك والمم ) ‪ ، ( 13/215‬معجففم الدبففاء ) ‪ ، ( 94 - 18/40‬معجففم‬
‫المؤلفين ) ‪ ، ( 9/147‬ميففزان العتففدال ) ‪ ، ( 3/498‬النجففوم الزاهففرة )‬
‫‪ ، ( 3/205‬هديففة العففارفين )‪ ، ( 2/26‬الففوافي بالوفيففات ) ‪( 2/284‬ف ‪،‬‬
‫وفيات العيان ) ‪. ( 4/191‬‬
‫وتعتبر ترجمته عند يففاقوت الحمففوي أقففدم وأوسففع ترجمففة حيففث بلغففت ‪50‬‬
‫صفحة من الكتاب ‪ .‬واعتمد ياقوت كثيرا فففي الترجمففة علففى كتففاب فففي‬
‫سيرة الطبري ‪ ،‬أّلفه عبد العزيز بن محمد الطبري ‪ ،‬وكتاب لبي بكر بن‬
‫كامففل ‪ ،‬كمففا صففرح بففذلك فففي آخففر الترجمففة ‪ .‬انظففر ‪ :‬معجففم الدبففاء )‬
‫‪. ( 18/94‬‬
‫‪ () 1‬انظر وفيات العيان ‪ – 3/332‬مطبعة السعادة‬
‫‪ () 2‬هو أبو محمد رؤبة بن العجاج ‪ ،‬والعجاج لقب واسمه أبو الشعثاء عبففد‬
‫الله بن رؤية البصري التميمي السعدي توفي سففنة ‪145‬هف ف انظففر معجففم‬
‫الدباء‪.150-11/149 .‬‬

‫‪10‬‬
‫رجففب ‪ – 19‬سففنة ‪ – 218‬ولففم يففزل خليفففة إلففى أن تففوفي‬
‫بمدينففة سففامراء فففي ‪ 18‬ثمانيففة عشففر ربيففع الول سففنة‬
‫‪227‬هف‪ ،‬فكانت خلفته ثماني سنين وثمانية أشففهر وثمانيففة‬
‫أيام)‪.(1‬‬
‫ثم تولى بعده الخلفففة الواثففق‪ (232 – 227) :‬ويعتففبر‬
‫عهد الواثق نهاية العصر الذهبي للدولة العباسية‪ ،‬ثم تففولى‬
‫بعدهم فففي عصففر نفففوذ التففراك المتوكففل )‪(247 – 232‬‬
‫والمنتصففر )‪ (248 – 247‬والمسففتعين )‪(252 – 248‬‬
‫والمعتز )‪ (255 – 252‬والمهتدي )‪ (256 – 255‬والمعتمد‬
‫) ‪ (279 – 256‬والمقتصد )‪ (289 – 279‬والمكتفي )‪289‬‬
‫–‪ (295‬والمقتدر )‪.(320 – 295‬‬
‫وقد عاش الطبري في عصر الدولففة العباسففية الففذهبي‪،‬‬
‫وفففي عصففر نفففوذ التففراك وانقسففام البلد السففلمية إلففى‬
‫دويلت متفرقففة‪ ،‬فيبففدأ بعهففد المتوكففل إلففى نهايففة الدولففة‬
‫العباسية‪ ،‬وقد عاش الطففبري فففي هففذا العصففر ولكففن هففذا‬
‫الضعف السياسففي لففم يففؤثر علففى الحركففة العلميففة‪ ،‬فلقففد‬
‫سارت الحياة العلمية سيرا ً حسنًا‪ ،‬وكان أصحاب المففارات‬
‫يكرمون العلماء ويتنافسون في إكرامهم‪ ،‬ممففا دفففع بعجلففة‬
‫العلم والبحث إلى التقدم في مسيرته الطيبة‪.‬‬
‫أما الحياة العلمية في عهد الطففبري‪ :‬فهففي حيففاة حافلففة‬
‫بالتصنيف والرواية‪ ،‬ودونت أهففم أقففوال المففذاهب الربعففة‪،‬‬
‫ووصلت القراآت إلى حد بعيد من التأليف‪.‬‬
‫وكذلك النحو والصرف والعروض والدب كلها قد سارت‬
‫ى مباركة‪ ،‬وقطعت شوطا ً كبيرًا‪.‬‬ ‫خط ً‬‫ُ‬
‫وقد طوف الطبري رحمففه اللففه تعففالى فففي طبرسففتان‬
‫والعراق والشام ومصففر‪ ،‬واسففتقى مففن ينففابيع الثقافففة فففي‬
‫كففثير مففن المففدن‪ ،‬وقففد تخففرج فففي هففذه المففدن كففثير مففن‬
‫الفقهاء والمحدثين والمؤرخين واللغويين والنحاةوالدباء‪.‬‬

‫‪ () 1‬انظر محاضرات تاريخ المم السلمية "الدولة العباسية" تأليف الشففيخ‬


‫محمد الخضري بك ص ‪229‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ -3‬حياته العلمية ونبوغه‪:‬‬
‫لم يكد أبو جعفر رحمففه اللففه تعففالى يبلففغ السففن الففذي‬
‫يففؤهله للتعلففم حففتى عهففد بففه والففده إلففى علمففاء )آمففل(‪،‬‬
‫وسرعان مففا تفتففح عقلففه وبففدت عليففه مخايففل النبففوغ وهففو‬
‫صغير‪ ،‬فقد قففال‪ :‬إنففي حفظففت القففرآن ولففي سففبع سففنين‪،‬‬
‫وصليت بالناس وأنا ابن ثماني سنين‪ ،‬وكتبت الحففديث وأنففا‬
‫في التاسعة‪(1) .‬‬
‫وكان هففذا النبففوغ المبكففر حففافزا ً لبيففه علففى الجففد فففي‬
‫إكمال تعليمه‪ ،‬وخاصة أنه رأى حلما ً تفاءل من تأويله‪ ،‬قففال‬
‫الطبري رحمه الله تعالى‪ :‬رأى لي أبي في النوم أنني بين‬
‫يففدي رسففول اللففه صففلى اللففه عليففه وسففلم ‪ ،‬ومعففي مخلة‬
‫مملوءة بالحجار وأنا أرمي بين يديه‪.‬‬
‫وقص رؤياه على المعبر فقال لفه‪ :‬إن ابنك إن كبر نصح‬
‫في دينه وذب عن شريعته‪ .‬ولم يطل حبس هذه الرؤيا عن‬
‫البن إذ أخبره بها أبوه فزادت مففن رغبتففه ونشففاطه‪ ،‬وكففان‬
‫لها من الثر على البن المقبل على العلم الشففيء الكففثير‪،‬‬
‫فففاجتمع لفففه ركنففا التحصففيل والتعليففم وهمففا السففتعداد‬
‫الفطري‪ ،‬وتيسر العامففل الكسففبي مففع توفيففق اللففه وعففونه‬
‫طلبه للعلم‪.‬‬
‫وقففد بففدأ الطففبري رحمففه اللففه تعففالى دراسففته وحيففاته‬
‫العلميففة فففي بلففدة )آمففل(‪ ،‬وحفففظ القففرآن الكريففم وتلقففى‬
‫مبادئ العلوم من علمائها الجلء‪.‬‬
‫‪ -4‬شيوخه وتلميذه‪:‬‬
‫أ‪ -‬شيوخه‪:‬‬
‫لقد كان لتجوال المام الطبري في البلدان لطلب العلم‬
‫أثر في كثرة شيوخه ومن أبرز أولئك الشيوخ‪:‬‬
‫‪ -1‬هناد بففن السففري التميمي الكففوفي)‪ (2‬المففام الزاهففد‬
‫الحافظ توفي سنة ‪243‬هف ‪ .‬لقيه ابن جرير بالكوفففة وروى‬
‫عنه الحديث‪.‬‬
‫‪ () 1‬انظر معجم الدباء ‪.18/49‬‬
‫‪ () 2‬انظر ترجمته في‪ :‬سير أعلم النبلء ‪.11/465/118‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ -2‬أحمد بن منيففع البغففوي )‪ (1‬البغففدادي المففام الحففافظ‬
‫الثقة‪ ،‬يعد من أقران المام أحمد‪ ،‬توفي سنة ‪244‬هف ‪ ،‬وقد‬
‫روى عنه ابن جرير ببغداد لما فاته الخذ عن المام أحمد‪.‬‬
‫‪ -3‬محمد بن عبففد الملففك بففن أبففي الشففوارب )‪ (2‬المففام‬
‫الحافظ‪ ،‬المتوفى سنة ‪244‬هف سمع منه الطبري بالبصرة‪.‬‬
‫‪ -4‬محمد بففن عبففد العلففى الصففنعاني )‪ (3‬البصففري‪ ،‬أحففد‬
‫الحفاظ الثقات الكبار‪ ،‬مات سنة ‪245‬هف ‪ ،‬والتقففى بففه ابففن‬
‫جرير بالبصرة‪ ،‬وسمع منه وأخرج لفه في التفسير كثيرًا‪.‬‬
‫‪ -5‬محمففد بففن العلء الهمففداني )‪ (4‬أبففو كريففب الكففوفي‪،‬‬
‫المتوفى سنة ‪247‬هفف ‪ ،‬حففافظ الكوفففة المتقففن‪ ،‬أكففثر ابففن‬
‫جرير الرواية عنه‪ ،‬حتى قيل‪ :‬إنففه بلففغ مففا تلقففاه عنففه مففائة‬
‫ألف حديث )‪.(5‬‬
‫‪ -6‬محمد بن حميد الففرازي )‪ (6‬التميمففي‪ ،‬المتففوفى سففنة‬
‫‪248‬هف ‪ ،‬أحد الشيوخ الذين أكثر ابن جريففر الروايففة عنهففم‪،‬‬
‫فبلغ ما تلقاه عنه أكثر من مائة ألف حديث‪ ،‬وقد أخففذ عنففه‬
‫التفسير والحديث فففي بلد الففري‪ ،‬وهففو مففن أكففثر الشففيوخ‬
‫الذين روى عنهم في تفسيره‪.‬‬
‫‪ -7‬محمد بن بشار العبدي )‪ (7‬البصري المعففروف ببنففدار‬
‫المتوفى سنة ‪252‬هف ‪ ،‬من مشاهير رواة الحديث لقيه ابففن‬
‫جرير بالبصرة‪ ،‬وأكثر الرواية عنه‪.‬‬
‫‪ -8‬سففليمان بففن عبففد الرحمففن بففن حمففاد الطلحي‪(8) ،‬‬
‫المتوفى سنة ‪252‬هف ‪ ،‬أخذ عنه القراءات في الكوفة‪.‬‬

‫)( انظر ترجمته في‪ :‬سير أعلم النبلء ‪.11/483/127‬‬ ‫‪1‬‬


‫)( انظر ترجمته في‪ :‬سير أعلم النبلء ‪.11/103/32‬‬ ‫‪2‬‬
‫)( انظر ترجمته في‪ :‬تهذيب الكمال في أسماء الرجال‪ ،‬جمال الدين أبي‬ ‫‪3‬‬
‫الحجاج بوسف المزي‪ ،‬تحقيق‪ :‬بشار عففواد معففروف‪ ،‬مؤسسففة الرسففالة‬
‫بيروت‪ ،‬ط الثانية ‪.1403ç. 25/581/5385‬‬
‫)( انظر ترجمته في‪ :‬سير أعلم النبلء ‪.11/394/86‬‬ ‫‪4‬‬
‫)( انظر‪ :‬معجم الدباء ‪.18/52‬‬ ‫‪5‬‬
‫)( انظر ترجمته في‪ :‬سير أعلم النبلء ‪.11/503/137‬‬ ‫‪6‬‬
‫)( انظر ترجمته في‪ :‬سير أعلم النبلء ‪.12/144/52‬‬ ‫‪7‬‬
‫)( انظر ترجمته في‪ :‬غاية النهاية في طبقات القراء‪ ،‬لبففن الجففزري‪ ،‬دار‬ ‫‪8‬‬
‫الكتب العلمية بيروت‪ ،‬ط الثالثة ‪.1402ç. 1/314‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ -9‬الربيع بن سليمان بن داود الزدي‪ (1) ،‬المتوفى سففنة‬
‫‪256‬هف ‪ ،‬لقيه ابن جرير عند دخولفه إلى مصففر‪ ،‬وأخففذ عنففه‬
‫فقه المام الشافعي ومروياته‪.‬‬
‫‪ -10‬إسماعيل بن يحيى المزني‪ (2) ،‬المتوفى سنة ‪264‬‬
‫هف ‪ ،‬صاحب المام الشافعي‪ ،‬أخذ عنه ابن جرير الفقه حين‬
‫لقائه به في القاهرة‪.‬‬
‫‪ -11‬أحمففد بففن يحيففى بففن يزيففد الشففيباني‪ (3) ،‬الكففوفي‬
‫المعروف بثعلب‪ ،‬المتوفى سنة ‪291‬هف ‪ ،‬إمام نحاة الكوفة‬
‫أخذ عنه ابن جرير النحو والعربية وآدابها عندما ارتحل ابففن‬
‫جرير إلى الكوفة‪.‬‬
‫هؤلء من أشهر شيوخ ابن جرير‪ ،‬الذين أخذ عنهم فنونا ً‬
‫من العلم‪ ،‬مما كان لفه الثر الواضح والكبير فيما تركه من‬
‫آثار ومؤلفات‪.‬‬

‫ب‪ -‬تلميذه‪:‬‬
‫تتلمذ على يد المام الطبري كففثيرون‪ ،‬وروى عنففه جمففع‬
‫ل سعة اطلعه‪ ،‬وطول حياته‪ ،‬مففن أسففباب كففثرة‬ ‫غفير‪ ،‬ولع ّ‬
‫تلمذته فمن أشهر تلمذته‪:‬‬
‫‪ -1‬القاضي أبو بكر أحمد بن كامل بففن خلف‪ (4) ،‬قاضففي‬
‫الكوفة أّلف كتابا ً في ترجمففة شففيخه ابففن جريففر‪ ،‬نقففل منففه‬
‫ياقوت الحموي كثيرا ً في معجم الدبففاء عنففد ترجمتففه لبففن‬
‫جرير‪.‬‬
‫‪ -2‬عبد العزيز بن محمد الطبري‪ ،‬ولفه كتاب فففي تاريففخ‬
‫أستاذه‪ ،‬نقل ياقوت كثيرا ً منه‪.‬‬
‫‪ -3‬أبو إسحاق بن إبراهيففم بففن حففبيب الطففبري‪ ،‬مؤلففف‬
‫كتاب في التاريخ‪ ،‬موصول بكتاب الطبري‪ ،‬ضمنه من أخبار‬

‫تهذيب الكمال ‪.9/86/1863‬‬ ‫في‪:‬‬ ‫ترجمته‬ ‫انظر‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬


‫سير أعلم النبلء ‪.12/492/180‬‬ ‫في‪:‬‬ ‫ترجمته‬ ‫انظر‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬
‫سير أعلم النبلء ‪.14/5/1‬‬ ‫في‪:‬‬ ‫ترجمته‬ ‫انظر‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬
‫سير أعلم النبلء ‪.15/544/323‬‬ ‫في‪:‬‬ ‫ترجمته‬ ‫انظر‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬

‫‪14‬‬
‫أبي جعفر وأصحابه شيئا ً كثيرًا‪ ،‬ولفه كتاب الرسالة‪ ،‬وكتففاب‬
‫جامع الفقه )‪.(1‬‬
‫‪ -4‬أبو الحسففن أحمففد بففن يحيففى بففن علففم الففدين‪ ،‬وهففو‬
‫صاحب كتاب المدخل إلى مذهب الطبري ونصففرة مففذهبه‪،‬‬
‫وكتاب الجماع في الفقه‪ ،‬على مذهب أبي جعفر‪.‬‬
‫‪ -5‬أبو بكففر أحمففد بففن موسففى بففن العبففاس بففن مجاهففد‬
‫البغففدادي‪ (2) ،‬المففام المقففرئ المحففدث النحففوي‪ ،‬المتففوفى‬
‫سنة ‪ 324‬هف ‪ ،‬أخذ عن ابن جرير القراءات‪.‬‬
‫‪ -6‬المففام الحففافظ أبففو القاسففم سففليمان بففن أحمففد‬
‫الطففبراني‪ (3) ،‬المتففوفى سففنة ‪360‬هف ف ‪ ،‬صففاحب المعففاجم‬
‫الثلثة الكبير والوسط والصغير‪.‬‬
‫‪ -7‬أبو أحمد عبد الله بن عدي‪ (4) ،‬المتوفى سنة ‪365‬هف‬
‫‪ ،‬والمشتهر بكتابه الجامع )الكامل في ضعفاء الرجال(‪.‬‬
‫‪ -8‬أبو الفرج المعافي بن زكريا النهرواني‪ (5) ،‬المتففوفى‬
‫سنة ‪390‬هف ‪ ،‬من أشهر علماء وقته يعرف بابن طّرار‪ ،‬وهو‬
‫من أبرز تلميذ ابن جرير‪ ،‬والمتأثرين به‪ ،‬شرح بعففض كتففب‬
‫ابن جرير كف )الخفيف في أحكففام شففرائع السففلم( وغيففره‬
‫وقد لزم ابن جرير وهو صغير‪ ،‬وسمع منه وأخذ عنه الفقففه‬
‫والتفسير ‪.‬‬
‫‪ -9‬علي بن عبد العزيز بن محمد الدولبي‪ ،‬مؤلف كتاب‬
‫القففراءات‪ ،‬وكتففاب أصففول الكلم‪ ،‬وكتففاب الصففول الكففبر‪،‬‬
‫وكتاب الصول الوسط وكتاب إثبات الرسالة‪.‬‬
‫‪ -10‬أبو مسلم الكجي‪(6) .‬‬
‫‪ -5‬مكانته العملية وثناء العلماء عليه‪:‬‬
‫قال مسلمة بن قاسم ‪» :‬كان حصورا ً ل يعرف النساء‬
‫‪ ،‬ورحل من بلده في طلب العلففم وهففو ابففن اثنففتي عشففرة‬

‫الفهرست لبن النديم ص‪.328/‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬


‫‪.15/272/121‬‬ ‫انظر ترجمته في‪ :‬سير أعلم النبلء‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬
‫‪.16/119/86‬‬ ‫انظر ترجمته في‪ :‬سير أعلم النبلء‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬
‫‪.16/154/111‬‬ ‫انظر ترجمته في‪ :‬سير أعلم النبلء‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬
‫‪.16/544/398‬‬ ‫انظر ترجمته في‪ :‬سير أعلم النبلء‬ ‫)(‬ ‫‪5‬‬
‫الفهرست لبن النديم ص‪.328/‬‬ ‫)(‬ ‫‪6‬‬

‫‪15‬‬
‫سنة ؛ سنة ست وثلثين ‪ ،‬فلم يزل طالبا للعلم مولعا بففه ‪،‬‬
‫إلى أن مات«‪.‬‬
‫قال أبو معبد عثمان بن أحمففد الففدينوري ‪ » :‬حضففرت‬
‫مجلس محمد بن جرير وحضر الفضل بن جعفر بن الفرات‬
‫بففن الففوزير ‪ ،‬وقففد سففبقه رجففل‪،‬فقففال الطففبري للرجففل‪ :‬أل‬
‫تقرأ ؟! فأشار إلففي الففوزير‪ .‬فقففال لففه الطففبري ‪ :‬إذا كففانت‬
‫النوبفففة لفففك ‪ ،‬فل تكفففترث بدجلفففة ول الففففرات« ‪ .‬قفففال‬
‫العسقلني في اللسان معلقا ‪ » :‬قلت ‪ :‬وهذه من لطففائفه‬
‫وبلغته وعدم التفاته لبناء الدنيا«‪.‬‬
‫قال الخطيب البغدادي في تاريخه ‪ » :‬وكان أحد أئمففة‬
‫العلماء ‪ ،‬يحكم بقوله ويرجع إلى رأيه ؛ لمعرفتففه وفضففله ‪،‬‬
‫وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحففد مففن أهففل‬
‫عصره‪ ،‬وكان حافظا ً لكتاب الله‪ ،‬عارفا ً بففالقراءات‪ ،‬بصففيرا ً‬
‫بالمعاني ‪ ،‬فقيها ً في أحكام القرآن‪ ،‬عالما ً بالسنن وطرقها‪،‬‬
‫صففحيحها وسففقيمها‪ ،‬وناسففخها ومنسففوخها‪ ،‬عارف فا ً بففأقوال‬
‫الصحابة والتابعين‪ ،‬ومن بعدهم من الخالفين‪ ،‬في الحكففام‬
‫ومسففائل الحلل والحففرام‪ ،‬عارففا ً بأيففام النففاس وأخبففارهم‪،‬‬
‫ولفففه الكتففاب المشففهور فففي » تاريففخ المففم والملففوك « ‪،‬‬
‫وكتاب في »التفسير« ‪،‬لم يصنف أحد مثله ‪ ،‬وكتاب سففماه‬
‫» تهذيب الثار « ‪ ،‬لم أر سواه في معناه ! إل انه لم يتمه‪،‬‬
‫ولفه في أصول الفقففه وفروعففه كتففب كففثيرة‪ ،‬واختيففار مففن‬
‫أقاويل الفقهاء‪ ،‬وتفرد بمسائل حفظت عنه‪.‬‬
‫وقال أيضًا‪» :‬سمعت على بن عبيد الله بن عبد الغفار‬
‫اللغففوي‪ ،‬المعففروف بالسمسففماني يحكففى أن ‪ :‬محمففد بففن‬
‫جرير مكث أربعين سنة يكتففب فففي كففل يففوم منهففا أربعيففن‬
‫ورقة‪«.‬‬
‫وقال أيضفا ً ‪» :‬بلغنففي عففن أبففي حامففد أحمففد بففن أبففي‬
‫طاهر الفقيه السفرائيني أنففه قففال ‪ :‬لففو سففافر رجففل إلففى‬
‫الصين‪ ،‬حتى يحصل لفه كتاب » تفسير « )محمد بن جرير(‬
‫‪ ،‬لم يكن ذلك كثيرًا‪ - ،‬أو كلما ً هذا معناه ‪. «-‬‬

‫‪16‬‬
‫وقال أيضفًا‪ » :‬أخبرنففا القاضففي أبففو عبففد اللففه محمففد‪،‬‬
‫قال ‪ :‬ثنا علي بن أحمد ابن الصناع‪ ،‬وعبيففد اللففه بففن أحمففد‬
‫السمسففار‪ ،‬وأبففي ‪ :‬أن أبففا جعفففر الطففبري قففال لصففحابه ‪:‬‬
‫أتنشففطون لتفسففير القففرآن ؟! قففالوا كففم يكففون قففدره ؟‬
‫فقال ‪ :‬ثلثون ألف ورقة ‪ .‬فقالوا ‪ :‬هذا ممففا تفنففى العمففار‬
‫قبل تمامه ‪ .‬فاختصره في نحو ثلثة آلف ورقة‪(1) « .‬‬
‫وقال أبو بكر محمد بن إسحاق يعني بن خزيمة ‪» :‬قد‬
‫نظرت في )التفسير( من أولفه إلى آخره‪ ،‬وما أعلففم علففى‬
‫أديففم الرض اعلففم مففن محمففد بففن جريففر‪ ،‬ولقففد ظلمتففه‬
‫الحنابلة«‪.‬‬
‫قال الحسين بن علي التميمي‪ -‬حسففينك ‪» :‬لمففا رجعففت‬
‫من بغداد إلى نيسابور سألني محمد بن إسحاق بن خزيمففة‬
‫فقال لي ‪ :‬ممن سمعت ببغداد؟ فذكرت لففه جماعففة ممففن‬
‫سمعت منهم‪ .‬فقففال ‪ :‬هففل سففمعت مففن محمففد بففن جريففر‬
‫ل عليففه؛ لجففل‬ ‫خ ُ‬‫شففيئًا؟ فقلففت لففه ‪ :‬ل ‪ ،‬إنففه ببغففداد ل ي ُفد ْ َ‬
‫الحنابلة‪- ،‬وكانت تمنع منه ‪ -‬فقففال‪ :‬لففو سففمعت منففه لكففان‬
‫خيرا ً لك من جميع من سمعت منه سواه« ‪(2) .‬‬
‫وقال أبو علي الطوماري ‪» :‬كنت أحمل القنففديل فففي‬
‫شهر رمضان بين يدي أبففي بكففر بففن مجاهففد إلففى المسففجد‬
‫لصلة التراويح ‪ ،‬فخرج ليلة من ليالي العشففر الواخففر مففن‬
‫داره ‪ ،‬واجتاز على مسجده فلم يدخله ‪ ،‬وأنففا معففه ‪ ،‬وسففار‬
‫حتى انتهى إلى آخر سوق العطففش ‪ ،‬فوقففف ببففاب مسففجد‬
‫) محمففد بففن جريففر ( ‪ ،‬ومحمففد يقففرأ )سففورة الرحمففن ( ‪،‬‬
‫فاستمع قراءته طويل ً ثم انصرف ‪ .‬فقلت لففه ‪ :‬يففا أسففتاذ !‬
‫تركت الناس ينتظرونك وجئت تسمع قراءة هذا؟ فقال ‪ :‬يا‬
‫أبا علي ! دع هذا عنك ‪ ،‬ما ظننت أن الله تعالى خلق بشرا ً‬
‫يحسن يقرأ هذه القراءة ‪ .‬أو كما قال« ‪(3) .‬‬

‫‪ () 1‬تاريخ بغداد ) ‪. ( 2/163‬‬


‫‪ () 2‬تاريخ بغداد ج‪ 2:‬ص‪ 164:‬والكامل في التاريخ ج‪ 7:‬ص‪9:‬‬
‫‪ () 3‬تاريخ بغداد ج‪ 2:‬ص‪ 164:‬وتاريخ مدينة دمشق ج‪ 52:‬ص‪200:‬‬

‫‪17‬‬
‫وقال أبو العباس البكري ‪ -‬من ولد أبي بكر الصديق ‪-‬‬
‫‪» :‬جمعت الرحلة بين محمد بن جرير ‪ ،‬ومحمد بن إسففحاق‬
‫بن خزيمة ‪ ،‬ومحمد بن نصر المروزي ‪ ،‬ومحمد ابن هففارون‬
‫الروياني ‪ ،‬بمصر ‪ ،‬فأرملوا ‪ ،‬ولم يبق عنففدهم مففا يقففوتهم ‪،‬‬
‫وأضر بهم الجففوع فففاجتمعوا ليلففة فففي منففزل كففانوا يففأوون‬
‫إليه ‪ ،‬فاتفق رأيهم علففى أن يسففتهموا ‪ ،‬ويضففربوا القرعففة‪،‬‬
‫فمففففن خرجففت عليففه القرعففة سففأل لصففحابه الطعففام ‪،‬‬
‫فخرجت القرعة على ) محمففد بففن إسففحاق بففن خزيمففة ( ‪،‬‬
‫فقال لصحابه ‪ :‬أمهلوني حتى أتوضأ وأصلي صلة الخيففرة‪.‬‬
‫ي مففن‬ ‫صف ّ‬ ‫خ ِ‬
‫قال‪:‬فاندفع في الصلة ‪ ،‬فإذا هففم بالشففموع ‪ ،‬و َ‬
‫قبل والي مصر ‪ ،‬يدق البففاب ‪ ،‬ففتحففوا البففاب ‪ ،‬فنففزل عففن‬
‫دابته فقال ‪ -:‬أيكم محمد بن نصر ؟ فقيل هو هذا ‪ .‬فففأخرج‬
‫صرة فيها خمسون دينارا ‪ ،‬فففدفعها اليففه ‪ ،‬ثففم قففال ‪ :‬أيكففم‬
‫محمد بن جرير ؟ فقالوا هو ذا ‪ .‬فأخرج صرة فيها خمسون‬
‫دينارا ‪ ،‬فدفعها إليه ‪ ،‬ثم قففال ‪ :‬أيكففم محمففد بففن هففارون ؟‬
‫فقالوا هو ذا ‪ .‬فأخرج صرة فيها خمسففون دينففارا ‪ ،‬فففدفعها‬
‫إليه ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬أيكم محمد بن إسحاق بففن خزيمففة ؟ فقففال‬
‫هو ذا يصلي ‪ .‬فلما فرغ ‪ ،‬دفع إليه الصرة ‪ ،‬وفيها خمسففون‬
‫دينارا ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬إن المير كان قففائل ً بففالمس ‪ ،‬فففرأى فففي‬
‫المنام خيال ً قال ‪ :‬إن المحامد طووا كشحهم جياعا ً ؛ فانفذ‬
‫ي‬‫إليكم هذه الصرار ‪ ،‬وأقسم عليكم‪ ،‬إذا نفدت فففابعثوا إلفف ّ‬
‫أمدكم« ‪.‬‬
‫وقال محمد بن علي بن محمد بففن سففهل بففن المففام‪:‬‬
‫»سمعت أبا جعفر الطبري وجففرى ذكففر علففي _ فقففال أبففو‬
‫جعفر ‪ :‬من قال ‪ :‬أن أبا بكر وعمر ليسا بإمامي هدى أيش‬
‫هو؟ فقال له ابن العلم‪ :‬مبتدع‪ .‬فقال لفه الطففبري منكففرا ً‬
‫عليه‪ :‬مبتففدع؟! مبتففدع؟! هففذا ُيقتففل! مففن قففال أن أبففا بكففر‬
‫وعمر ليسا بإمامي هدى ُيقتل‪ُ ،‬يقتل« ‪(1) .‬‬

‫‪ () 1‬تاريخ مدينة دمشق ج‪ 52:‬ص‪ 201:‬سير أعلم النبلء ج‪ 14:‬ص‪275:‬‬

‫‪18‬‬
‫وقال الذهبي فففي السففير‪» :‬المففام‪ ،‬العلففم‪ ،‬المجتهففد‪،‬‬
‫عففالم العصففر‪ ،‬صففاحب التصففانيف البديعففة‪ .‬أكففثر الترحففال‪،‬‬
‫ولقي نبلء الرجال‪ ،‬وكففان مففن أفففراد الففدهر علمفًا‪ ،‬وذكفاء‪،‬‬
‫وكثرة تصانيف‪ ،‬قل أن ترى العيون مثلففه‪ ،‬وكففان مففن أئمففة‬
‫الجتهاد«‪.‬‬
‫وقال فيه أيضا ‪» :‬كان ثقة ‪ ،‬صادقا ً ‪ ،‬حافظا ً ‪ ،‬رأسا ً فففي‬
‫التفسير ‪ ،‬إماما ً في الفقه ‪ ،‬والجمففاع ‪ ،‬والختلف ‪ ،‬علمففة‬
‫في التاريخ ‪ ،‬وأيام الناس ‪ ،‬عارفا ً بالقراءات ‪ ،‬وباللغة وغير‬
‫ذلك« ‪(1) .‬‬
‫قال الحافظ ابن حجر في )لسففان الميففزان( ‪» :‬وإنمففا‬
‫نبز بالتشيع ‪ ،‬لنه صففحح حففديث ) غففدير خففم ( ‪ ،‬وقففد اغففتر‬
‫شيخ شيوخنا أبو حيففان بكلم السففليماني فقففال فففي الكلم‬
‫على الصراط في أوايل تفسيره ‪ :‬وقال أبو جعفر الطففبري‬
‫وهو إمام من أئمة المامية ‪ :‬الصراط بالفساد ‪ ،‬لغة قريش‬
‫إلى آخر المسألة‪.‬‬
‫ونبهت عليه لئل يغتر بففه؛ فقففد ترجمففه أئمففة النقففل فففي‬
‫عصره وبعده فلم يصفوه بذلك؛ وإنما ضره الشففتراك فففي‬
‫اسمه ‪ ،‬واسم أبيه ‪ ،‬ونسبه ‪ ،‬وكنيتففه ‪ ،‬ومعاصففرته ‪ ،‬وكففثرة‬
‫تصانيفه ‪ ،‬والعلم عند الله تعالى ‪ ،‬قاله الخطيب« ‪(2) .‬‬
‫ثففم قففال »أقففذع أحمففد بففن علففي السففليماني الحففافظ؛‬
‫فقففال ‪ :‬كففان يضففع للروافففض ‪ .‬كففذا قففال السففليماني قففال‬
‫الذهبي‪:‬وهذا رجم بالظن الكاذب ؛ بففل ) ابففن جريففر ( مففن‬
‫كبار أئمة السلم المعتمدين‪ ،‬وما ندعي عصمته من الخطأ‬
‫‪ ،‬ول يحل لنا أن نؤذيه بالباطل والهوى ؛ فففإن كلم العلمففاء‬
‫بعضهم في بعض ‪ ،‬ل ينبغي أن يتففأتى فيففه ؛ ول سففيما فففي‬
‫مثل إمام كبير« )‪.(3‬‬

‫‪ () 1‬سير أعلم النبلء ج‪ 14:‬ص‪270:‬‬


‫‪ () 2‬لسان الميزان ج‪ 5:‬ص‪.100:‬‬
‫‪ () 3‬لسان الميزان ج‪ 5:‬ص‪100:‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ -6‬عقيدته ومذهبه الفقهي ‪:‬‬
‫إن الطبري من كبار أئمة أهل السففنة والجماعففة ‪ .‬ألففف‬
‫عدة كتب في بيففان العقيففدة الصففحيحة والففذب عنهففا‪ :‬منهففا‬
‫كتاب " صريح السنة " ‪ ،‬و" التبصففير فففي معففالم الففدين " ‪.‬‬
‫ومن قرأ ما كتبه في مباحث العقيدة‪ ،‬عرف قدره ومنزلته‪.‬‬
‫وتفسيره الذي بين أيففدينا يعتففبر مففن أجففل التفاسففير لهففل‬
‫السنة والجماعة ‪.‬‬
‫ومجمل عقيدة المام الطبري ‪ -‬رحمه الله ‪ -‬نجده فيما‬
‫كتبه في " صريح السنة وأما مذهبه الفقهففي ‪ ،‬فكففان علففى‬
‫المذهب الشافعي في بداية أمره‪ ،‬ثم تبحففر فففي المففذاهب‬
‫الفقهية الخرى حتى صار إماما ً في الفقه المقارن‪ ،‬إلى أن‬
‫بلغ مرتبة المجتهد المطلق)‪ .(1‬فصار لففه مففذهب مسففتقل ‪،‬‬
‫يعففرف بف ف " الجريففري " )‪ ،(2‬وتبعففه أنففاس ‪،‬كمففا قففال ابففن‬
‫الثيرفي ترجمة أبففو الفففرج المعففافى بففن زكريففا المعففروف‬
‫بابن طراز الجريري بفتففح الجيففم منسففوب إلففى محمففد بففن‬
‫جرير الطبري لنه كان يتفقه على مذهبه‪(3) .‬‬
‫‪ -7‬مؤلفاته ‪:‬‬
‫أثنى المام الذهبي علففى الطففبري ‪ ،‬فوصفففه بقولفففه ‪" :‬‬
‫وكان من أفراد الدهر علما ‪ ،‬وذكاء ‪ ،‬وكثرة تصففانيف ‪ .‬قففل‬
‫أن ترى العيون مثله " )‪ .(4‬ومن نظر في مؤلفات الطبري ‪،‬‬
‫ليعجب من كثرتها ‪ ،‬وتنوعها ‪ ،‬ونفاستها ‪.‬‬
‫وفيما يلي بعض مؤلفاته)‪: (5‬‬
‫)( انظر ‪ :‬معجم الدباء ) ‪. ( 18/53‬‬ ‫‪1‬‬
‫)( المام الطبري للزحيلي ) ص ‪. ( 162‬‬ ‫‪2‬‬
‫)( الكامل في التاريخ ج‪ 8:‬ص‪15:‬‬ ‫‪3‬‬
‫)( سير أعلم النبلء ) ‪. ( 14/267‬‬ ‫‪4‬‬
‫)( لمزيد من التفصيل ‪ ،‬ينظر ‪ :‬معجم الدباء ) ‪ ، ( 94 - 18/42‬وتاريففخ‬ ‫‪5‬‬
‫الدب العربي ) ‪ ، ( 51 - 3/46‬وطبقات الشافعية الكبرى ) ‪، ( 3/121‬‬
‫والطبري للحففوفي ) ص ‪ ، ( 98 - 89‬والمففام الطففبري للففدكتور محمففد‬
‫الزحيلي ) ص ‪ ، ( 53 - 50‬وأبو جعفر محمد بن جرير الطففبري للشففيخ‬
‫علي بن عبد العزيز الشبل )ص ‪ . ( 120 - 94‬ذكر الحففوفي فففي كتففابه‬
‫‪ 28‬كتابا ‪ ،‬وزاد عليه الدكتور الزحيلي بكتاب واحففد ‪ ،‬وهففو"الرسففالة فففي‬
‫أصول الفقففه " ‪ .‬وأمففا الشففيخ علففي الشففبل فقففد ذكففر ‪ 37‬كتابففا ‪ ،‬ببيففان‬
‫صل لكل كتاب ‪ ،‬من حيث اسمه‪ ،‬ومحتواه ‪ ،‬ونسخه ‪ ،‬وطبعاته ‪ .‬وقففد‬ ‫مف ّ‬

‫‪20‬‬
‫‪ -1‬جامع البيان عن تأويل آي القرآن ‪ ،‬المعروف‬
‫بتفسير الطبري )‪ .(1‬سيأتي الحديث عنه بالتفصيل في‬
‫المبحث التالي‪.‬‬
‫‪ -2‬تاريخ المم والملوك أو تاريخ الرسل والنبياء‬
‫والملوك والخلفاء ‪ ،‬المعروف بتاريخ الطبري )‪.(2‬‬
‫‪ -3‬كتاب ذيل المذّيل )‪.(3‬‬
‫‪ -4‬اختلف علماء المصار في أحكففام شففرائع السففلم ‪،‬‬
‫المعروف باختلف الفقهاء)‪.(4‬‬
‫‪ -5‬لطيف القول في أحكام شرائع السلم‪.‬‬
‫‪ -6‬الخفيف في أحكففام شففرائع السففلم ‪ ،‬وهففو مختصففر‬
‫للكتاب السابق‪.‬‬
‫‪ -7‬بسيط القول في أحكام شرائع السلم‪.‬‬
‫‪ -8‬تهذيب الثار وتفصففيل الثففابت عففن رسففول اللففه مففن‬
‫تمامه‪.‬‬ ‫الخبار )‪ .(5‬توفي الطبري قبل‬
‫‪ -9‬آداب القضاة‪.‬‬
‫‪ -10‬أدب النففففوس الجيفففدة والخلق النفيسفففة أو أدب‬
‫الحميدة‪ .‬توفي الطبري قبل‬ ‫النفس الشريفة والخلق‬
‫مه‪.‬‬
‫أن يت ّ‬
‫مه‪.‬‬‫‪ -11‬كتاب المسند المجّرد‪ .‬ولم يت ّ‬
‫‪ -12‬الرد على ذي السفار‪.‬‬
‫‪ -13‬كتاب القراءات وتنزيل القرآن )‪.(6‬‬

‫أجاد وأفاد ‪.‬‬


‫)( طبع عدة طبعفات ‪ ،‬منهففا بتحقيففق السففتاذين محمففود وأحمففد شففاكر ‪-‬‬ ‫‪1‬‬
‫رحمهما الله ‪ ، -‬وصل التحقيق إلى الية‪ 27 :‬من سورة إبراهيم ‪ .‬وبقيففة‬
‫التفسير لم يتم تحقيقه ‪.‬‬
‫)( طبففع عففدة طبعففات ‪ ،‬أحسففنها طبعففة دار المعففارف ‪ ،‬بتحقيففق السففتاذ‬ ‫‪2‬‬
‫محمد أبو الفضل إبراهيم ‪.‬‬
‫)( طبع منه جزء باسم " المنتخب من كتاب ذيل المذيل " ‪ ،‬وألحففق فففي‬ ‫‪3‬‬
‫آخر تاريخه ‪ ،‬بتحقيق الستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم ‪.‬‬
‫)( طبع منه جزء ‪ ،‬بتحقيق د ‪ .‬فردريك كيرن ‪ ،‬وهففو مستشففرق ألمففاني ‪،‬‬ ‫‪4‬‬
‫وطبع بمصر بمطبعة الموسوعات سنة ‪ 1320‬هف ‪.‬‬
‫)( طبع ما ُوجد منه بتحقيق الستاذ محمود شاكر ‪. ، ’ -‬‬ ‫‪5‬‬
‫)( يوجد منه نسخة خطية بالزهر ‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ -14‬صريح السنة أو شرح السنة )‪.(7‬‬
‫‪ -15‬التبصففير فففي معففالم الففدين أو تبصففير أولففى النهففى‬
‫مي بف " البصير في معففالم الففدين "‬ ‫ومعالم الهدى ‪ ،‬وقد س ّ‬
‫)‪. ( 2‬‬
‫‪ -16‬فضائل علي بن أبي طالب ‪.‬‬
‫مه الطبري ‪.‬‬ ‫‪ -17‬فضائل أبي بكر وعمر ‪ .‬ولم يت ّ‬
‫مه أيضا ‪.‬‬ ‫‪ -18‬فضائل العباس ‪ .‬ولم يت ّ‬
‫‪ -19‬مختصر مناسك الحج ‪.‬‬
‫‪ -20‬مختصر الفرائض ‪.‬‬
‫‪ -21‬العدد والتنزيل ‪.‬‬
‫وقد فصل القففول فففي وصففف مخطوطففات ومطبوعففات‬
‫كتب المام الطبري الشيخ ) علي بن عبد العزيففز الشففبل (‬
‫‪-‬حفظه الله تعالى – في الترجمة التي جمعها للطبري فففي‬
‫) ‪132‬صفحة ( والتي سماها » إمام المفسرين والمحدثين‬
‫والمؤرخين الطففبري « والصففادرة عففن ) دار الففوطن ( فففي‬
‫) الرياض ( ) سنة ‪ 1417‬هف ( وفي تقديمه لكتاب الطففبري‬
‫» التبصير في معالم الدين « ‪..‬‬
‫‪-8‬وفاته ‪:‬‬
‫توفي المام الطبري في بغداد سنة ‪ 310‬هف )‪ ،(3‬وعمره‬
‫ست وثمانون سنة ‪ .‬بذل أكثر عمره لخدمة الدين والعلم ‪،‬‬
‫فجزاه الله عنا وعففن سففائر المسففلمين خيففر مففا يجففزي بففه‬
‫عباده المؤمنين الصالحين ‪ ،‬ورحمه رحمة واسعة ‪ ،‬وأدخلففه‬
‫فسيح جناته ‪.‬‬

‫‪ () 7‬طبع الجزء الخير مففن الكتففاب فففي الهنففد سففنة ‪ 1321‬هف ف ‪ ،‬ثففم طبففع‬
‫بمصر ‪ .‬كما طبعه معلقا على أجزاء منه الشيخ عبد الله بن حميففد بمكففة‬
‫سنة ‪ 1391‬هف ‪ ،‬وحققها أخيرا بدر بن يوسف المعتوق ‪ .‬انظر ‪ :‬الطففبري‬
‫للحوفي )ص ‪ ، ( 95‬وأبو جعفففر محمففد بففن جريففر الطففبري للشففيخ علففي‬
‫الشبل ) ص ‪. ( 110 - 109‬‬
‫‪ () 2‬طبففع الكتففاب بتحقيففق الشففيخ علففي بففن عبففد العزيففز الشففبل ‪ .‬ويففرى‬
‫المحقق أن تسمية الكتففاب بف ف " البصففير فففي معففالم الففدين " ‪ ،‬تصففحيف‬
‫ظاهر ‪.‬‬
‫‪ () 3‬تاريخ بغداد ) ‪ ، ( 2/166‬وطبقات الشافعية الكبرى ) ‪. ( 3/126‬‬

‫‪22‬‬
‫ورثاه كثير من معاصريه منهم أبو سعيد)‪(1‬بففن العرابففي‬
‫بقوله‪:‬‬
‫حففدث مفظففع وخطففب جليل‬ ‫دق عن مثله اصطبار الصبور‬
‫قام ناعي العلوم أجمففع لمففا‬ ‫قام نففاعي محمففد بففن جريففر‬
‫فهففوت أنجففم لهففا زاهففواتي‬ ‫مؤذنفففات رسفففومها بالفففدثور‬
‫وغدا روضففها النيففق هشففيما ً‬ ‫ثفم عفادت سفهولها كفالوعور‬
‫يفا أبفا جعفففر مضففيت حميففدا ً‬ ‫غير وان في الجد والتشففمير‬
‫بين أجفو علفى اجتهفاد مفوفر‬ ‫موفففور وسففعي إلففى التقففى‬
‫مسففتحقا ً بففه الخلففود لفففدى‬ ‫مشفففففففففففففففففففففففففففففكور‬
‫جنة عدن في غبطة وسففرور‬
‫بقصيدة منها‪:‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫ورثاه ابن دريد‬
‫لن تستطيع لمر اللففه تعقيبفا ً‬ ‫فاستنجد الصبر أو فاستشعر‬
‫وافففزع إلففى كنففف التسففليم‬ ‫فففففففففففففففففففففففففففففففاً‬
‫قضفففى المهيمفففن مكروهفففا‬ ‫الحوبف‬
‫بمففففففففففففففففففففففففففا‬
‫وارضأبففففو جعفففففر والعلففففم‬
‫أودى‬ ‫ومحبوبفففففففففففففففففففففففففففففا‬
‫أعظففففم بففففذا صففففاحبا إذاك‬
‫فاصفففففففففففففففففففففففففففطحبا‬
‫إن المنية لففم تتلففف بففه رجل ً‬ ‫ففففففففففففففففففففففففففففحوبا‬
‫بفففل أتلففففت علمفففا ً للفففدين‬‫مصف‬
‫منصففففففففففففففففففففففففففففففوبا‬
‫تنبيه مهم ‪ :‬هناك من اسمه أبو جعفر محمففد بففن جريففر‬
‫بن رستم الطبري الرافضففي ‪.‬لففه عففدة كتففب ‪ ،‬منهففا كتففاب‬
‫الرواة عن أهل البيت ‪ ،‬رماه بالرفض عبد العزيز الكتاني ‪.‬‬
‫وقففال هففو مففن هففو مففن الروافففض صففنف كتبففا كففثيرة فففي‬
‫ضللتهم لفه كتاب الرواة عن أهل البيت وكتاب المسترشد‬
‫في المامة‪(3) .‬‬

‫‪ () 1‬هو ابن سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن بشر بن درهففم ابفن العرابفي‬
‫مؤرخ من علمففاء الحففديث مففن أهففل البصففرة لففه كتففاب الخلص ‪ ..‬انظففر‬
‫العلم ‪ – 1/199‬ولد سنة ‪ 244‬ت ‪340‬هف‪.‬‬
‫‪ () 2‬هو محمد بن الحسن بن دريد الزدي مففن أزد عمففان مففن قحطففان أبففو‬
‫بكر من أئمة اللغة والدب صاحب المقصورة الدريديففة ولففد سففنة ‪– 223‬‬
‫‪21‬هف انظر العلم للزركلي ‪.6/309‬‬
‫‪ () 3‬سير أعلم النبلء ‪ 14/282‬و نوابغ الرواة في رابعففة المئات ج‪ 1:‬ص‪:‬‬
‫‪ 8‬وهو في رجال الشيعة للمطهر المقدسي وصف ابففن جريففر الرافضففي‬
‫بانه غير ابن جرير )العامي(؟‬

‫‪23‬‬
‫التعريف »جامع البيان عن تأويل آي القرآن«وقيمته العلمية‪:‬‬
‫قدم الطبري لتفسففيره بمقدمففة تعتففبر منهجففا لمففن أراد‬
‫تفسير الكتاب العزيز فيقول معرفا ً بمنهجه‪ :‬نحن في شرح‬
‫تأويله‪ ،‬وبيان ما فيه مففن معففانيه‪ ،‬منشففئون ‪ -‬إن شففاء الل ّففه‬
‫ذلك ‪ -‬كتابًا‪ ،‬مستوعبا ً لكل ما بالناس إليه الحاجة من علمه‬
‫جامعًا‪ ،‬ومن سائر الكتب غيره فففي ذلففك كافي فًا‪ ،‬ومخففبرون‬
‫في كل ذلك‪ ،‬بما انتهى إلينا من اتفاق الحجة فيمففا اتفقففت‬
‫عليه المة‪ ،‬واختلفها فيما اختلفت فيففه منففه‪ ،‬ومففبينو علففل‬
‫كل مذهب من مذاهبهم‪ ،‬وموضحو الصحيح لدينا مففن ذلففك‪،‬‬
‫بأوجز ما أمكن من اليجاز في ذلك‪ ،‬وأخصر ما أمكففن مففن‬
‫الختصار فيه)‪.(1‬‬
‫قال الحلبي فففي مقدمففة التفسففيروهو تفسففير ذو منهففج‬
‫خاص‪ :‬يذكر الية أو اليففات مففن القففرآن‪ ،‬ثففم ي ُعِْقبهففا بففذكر‬
‫أشهر القوال التي ُأثرت عن الصحابة والتابعين من سففلف‬
‫المة في تفسيرها‪ .‬ثم يورد بعد ذلك روايات أخرى متفاوتة‬
‫وة‪ ،‬في الية كلها‪ ،‬أو بعففض أجزائهففا‪،‬‬ ‫الدرجة في الثقة والق ّ‬
‫بناء علففى خلف فففي القففراءة أو اختلف فففي التأويففل‪ .‬ثففم‬
‫يعّقب على كل ذلك بالترجيح بين الروايات‪ ،‬واختيففار َأولهففا‬
‫بالتقدمة‪ ،‬وأحقها باليثار‪ .‬ثم ينتقل إلففى آيففة أخففرى‪ ،‬فينهففج‬
‫جحًا‪.‬‬
‫نفس الن ّْهج‪ :‬عارضًا‪ ،‬ثم ناقدًا‪ ،‬ثم مر ّ‬
‫جح‪ ،‬يرد ّ النقد أو الترجيح الى مقاييس‬ ‫وهو إذ ينقد أو ير ّ‬
‫تاريخه‪ ،‬من حال رجال السّند في القوة والضففعف‪ ،‬أو إلففى‬
‫مقاييس علمية وفنية‪ :‬من الحتكام إلففى اللغففة الففتي نفففزل‬
‫بها الكتاب‪ ،‬نصوصففها وأقففول شففعرائها‪ ،‬ومففن نقففد القففراءة‬
‫وتوثيقها أو تضعيفها‪ ،‬ومن رجوع إلى ما تقفّرر بيففن العلمففاء‬
‫من أصول العقائد أو أصول الحكام‪ ،‬أو غيرهما من ضروب‬
‫المعارف التي أحاط بها ابن جرير‪ ،‬وجمع مففادة لففم تجتمففع‬
‫لكثير غيره من كبار علماء عصره‪.‬‬

‫‪ () 1‬مقدمة التفسير‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫وقد نقل ابن جرير روايات عن أشهر مفسري الصففحابة‬
‫والتابعين‪ ،‬كابن عّباس رضي الله عنهما من خمسة طرق‪،‬‬
‫وعن سعيد بن جبير من طريقيففن‪ ،‬وعففن مجاهففد مففن ثلثففة‬
‫طرق أو أكثر في بعض المواضع‪ ،‬وعن قتادة بن دعامة من‬
‫ثلثة طرق‪ ،‬وعن الحسن البصففري مففن ثلثففة طففرق‪ ،‬وعففن‬
‫عكرمة مففن ثلثففة طففرق‪ ،‬وعففن الضففحاك بففن مزاحففم مففن‬ ‫ِ‬
‫طريقين‪ ،‬وعن عبد الل ّففه بففن مسففعود _ مففن طريففق واحففد‪.‬‬
‫وذكر من التفاسير تفسير عبد الرحمن بن زيد بففن مسففلم‪،‬‬
‫جريجج‪ ،‬وتفسير مقاتل بن حيان‪ ،‬ولم يتعففّرض‬ ‫وتفسير ابن ُ‬
‫لتفسير غير موثوق به‪ ،‬فانه لم يدخل فففي كتففابه شففيئا مففن‬
‫كتاب محمد بن السائب الكلبي‪ ،‬ول مقاتل بن سليمان‪ ،‬ول‬
‫محمد بن عمر الواقدي‪ ،‬لنهم عنده أظ ِّناء‪.‬‬
‫وقففد ذاعففت شففهرة تفسففير ابففن جريففر فففي الفففاق‬
‫السففلمية‪ ،‬وأصففبح مضففرب المثففل فففي غففزارة المففادة‪،‬‬
‫واستقامة المنهج‪:‬‬
‫قال السيوطي في التقان بعد أن ساق أسففماء جماعففة‬
‫من المفسرين بالمأثور قبل الطبري‪) :‬وبعففدهم ابففن جريففر‬
‫ل التفاسير وأعظمها(‪.‬‬ ‫الطبري‪ ،‬وكتابه أج ّ‬
‫ثم قال‪ :‬فففإن قلففت‪ :‬فففأي التفاسففير ترشففد إليففه‪ ،‬وتففأمر‬
‫الناظر أن يعول عليه ؟ قلت‪ :‬تفسير المام أبي جعفففر بففن‬
‫جرير الطبري‪ ،‬الذي أجمع العلماء المعتبرون علففى أنففه لففم‬
‫يؤلف مثله‪ .‬قال النووي في تهففذيبه‪ :‬كتففاب ابففن جريففر فففي‬
‫التفسير لم يصنف أحد مثله‪(1).‬‬
‫ثم اختلففف بعففد ذلففك مناهففج المفسففرين‪ ،‬ولففم يتقيففدوا‬
‫بالمنقول عن الصحابة والتففابعين‪ ،‬وتميففز كففل تفسففير منهففا‬
‫ى ببيففان‬ ‫ص غلففب علففى صففاحبه‪ ،‬فمنهففا مففا عُن ِف َ‬ ‫بطففاَبع خففا ّ‬
‫ص بالحكففام الفقهيففة‪ ،‬ومنهففا مففا بففالغ‬ ‫العقائد‪ ،‬ومنها ما اخت ّ‬
‫في شرح قصص القرآن‪ ،‬ومنها مففا الففتزم بيففان الخصففائص‬

‫‪ () 1‬التقان ‪.(160/) 2‬‬

‫‪25‬‬
‫السففلوبية والبلغيففة المرتبطففة بالعجففاز‪ ،‬ومنهففا مففا جمففع‬
‫أطرافا من كل ذلك‪ ،‬ومن اللغة والنحو والعراب ‪...‬الخ‪.‬‬
‫ول يزال الناس حتى يومنا هذا يرومففون تفسففير الكتففاب‬
‫العزيز‪ ،‬ول يكاد يخلو تفسففير ممففا ألففف فففي النصففف الّول‬
‫من القرن العشرين من معنى جديد‪ ،‬أو مذهب مستطرف‪.‬‬
‫عرض مجمل لحديث القرآن عن اليهود‪:‬‬
‫ختم الله ف تبارك وتعالى ف كتبه إلى العباد بكتابه المعجز‬
‫الذي ل يأتيه الباطل من بين يديه ول من خلفه‪ ،‬فكففان فيففه‬
‫الوعظ والقصة والتوجيه والترغيب والترهيب وحكاية المم‬
‫السففابقة وبدايففة لخلففق ونهففايته وخففبر الخففرة‪ ،‬فمففا فففرط‬
‫الرحمن في القرآن من شيء‪.‬‬
‫حي ْهِ إ ِل ّ‬
‫جَنا َ‬
‫طيُر ب ِ َ‬ ‫ن َداب ّةٍ ِفي ال َْرض َول َ‬
‫طائ ِرٍ ي َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫قال تعالى‪}:‬وَ َ‬
‫ما ِ‬
‫ِ‬ ‫أ ُم َ‬
‫ن‬ ‫ح َ‬
‫ش فُرو َ‬ ‫م إ ِل َففى َرب ّهِ ف ْ‬
‫م يُ ْ‬ ‫يءٍ ث ُف ّ‬ ‫ن َ‬
‫ش ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ما فَّرط َْنا ِفي ال ْك َِتا ِ‬
‫ب ِ‬ ‫مَثال ُك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫مأ ْ‬‫َ ٌ‬
‫= ‪] { 38‬سورة النعام ‪[6/38‬‬
‫وكففان للديففان السففابقة والنبيففاء وأتبففاعهم نصففيب مففن‬
‫الكتاب العزيز‪.‬‬
‫والملحظ أن بني إسرائيل كان لهم نصففيب كففبير نسففبة‬
‫إلى غيرهم بل يصعب أن تمر بجزء ليس فيه ذكرهم‪ ،‬ومن‬
‫الحصاآت في هذا الشأن أنهم ذكففروا فففي نحففو خمسففمائة‬
‫خمس القرآن حففديثا ً عنهففم فيمففا يقففرب مففن‬ ‫موضع‪ ،‬فكان ُ‬
‫ستة أجزاء‪ ،‬وكان حففديث القففرآن عففن اليهففود؛ مففذكرا ً لهففم‬
‫بنعم الله ‪،‬عليهففم مففن بدايففة دخففولهم لمصففر‪ ،‬فففي تفضففيل‬
‫ليوسففف وإخففوته أبنففاء إسففرائيل نففبي اللففه يعقففوب عليهففم‬
‫السلم ‪ ،‬إلى تصوير لحالهم مع فرعون وقومه ومففا حصففل‬
‫لهم فيه من اضففطهاد وقتففل‪ ،‬ثففم منففة للففه عليهففم بإرسففال‬
‫موسى ودفاعه عنهم وتعليمهم الدين الحففق وتفضففيل اللففه‬
‫لهم على عالمي زمانهم‪.‬‬
‫ثففم خففرج موسففى ومعففه هففارون عليهمففا السففلم ببنففي‬
‫إسرائيل من مصر هربا ً من بطش فرعون‪ ،‬وفصل القففرآن‬

‫‪26‬‬
‫ذلففك فففي عففدة سففور مففن سففور القففرآن‪ ،‬انتهففت بنجففاتهم‬
‫وإغراق فرعون ومن معه‪.‬‬
‫ثم بين الله عنادهم‪ ،‬وما حصل منهم فففي سففيناء‪ ،‬ولقففاء‬
‫موسى بربه‪ ،‬وعبادتهم للعجل‪ ،‬ثم حكم الله عليهففم بففالتيه‪،‬‬
‫ثففم ذهففابهم إلففى الرض المقدسففة‪ ،‬وقففص اللففه علينففا فففي‬
‫القرآن أخبار بعد أنبيائهم‪ ،‬وسيرهم مع أقوامهم‪ ،‬وما حصل‬
‫وع في موقفهم من آخففر‬ ‫من قتل وتكذيب‪ ،‬وأبان القرآن ون ّ‬
‫أنبيائهم وهو عيسى بن مريففم عليففه السففلم ‪،‬وقففولهم فيففه‬
‫وأمه واتهامهم بالعظائم‪.‬‬
‫وقص علينا بعض أخبففار آحففادهم‪ ،‬ومففا فيهففا مففن العففبر؛‬
‫كأصففحاب الجنففة وأهففل القريففة‪ ،‬ومففا فففي قصففة هففاروت‬
‫وماروت‪ ،‬وغيرها مما هو داخل في الحديث عنهم‪.‬‬
‫وفي أثناء ذلك كان حديث القففرآن منبهفا ً علففى صفففاتهم‬
‫التي ميزتهم‪ :‬من قسوة القلففب‪ ،‬والكففذب‪ ،‬والحسففد وأكففل‬
‫الربا‪ ،‬ونقض العهد وتحريف الكتاب‪ ،‬وقتل الرسل‪.‬‬
‫وكان الحديث عن موقفهم مففن بعثففة سففيد الخلففق قبففل‬
‫الهجرة‪ ،‬وتعاونهم مع الكفار‪ ،‬أو بعد الهجففرة وولدة النفففاق‬
‫بين أظهرهم وفي أحضانهم‪ ،‬وموالتهم للكافرين‪ ،‬ونقضففهم‬
‫للعهففود‪ ،‬والصففد عففن الففدعوة الجديففدة‪ ،‬وتشففويه سففيرة‬
‫الرسول صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬بل ومحاولة قتله‪.‬‬
‫وتحدث عففن غففزوات الرسففول صففلى اللففه عليففه وسففلم‬
‫لهم‪ ،‬والقتال معهم‪ ،‬وأحكامه التي انتهت بقتففل كففثير منهففم‬
‫وإجلء بقيتهم‪.‬‬
‫وكان خبر أصدق القائلين منصفا ً لمن آمن منهففم‪ ،‬مثني فا ً‬
‫عليهم ومحذرا ً فففي الففوقت نفسففه مففن مففوالتهم واللتقففاء‬
‫معهم‪.‬‬
‫وجاء الحففديث عففن اليهففود فففي السففور المكيففة التاليففة‪:‬‬
‫العراف‪ ،‬يونس‪ ،‬السراء‪ ،‬طه‪ ،‬الشففعراء‪ ،‬القصففص‪ ،‬غففافر‪،‬‬
‫الدخان‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫وأطال عنهم فففي السففور المدنيففة التاليففة‪ :‬البقففرة‪ ،‬وآل‬
‫عمران‪ ،‬والمائدة‪ ،‬والمجادلة‪ ،‬والحشر‪ ،‬والصف‪ ،‬والجمعة‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫الروايات السرائيلية في التفسير‪:‬‬
‫ل تخلففو كتففب التفاسففير غالب فا ً مففن آثففار مصففدرها أهففل‬
‫الكتاب‪ ،‬وخاصة الروايففة فففي عهففد متففأخري التففابعين‪ ،‬وقففد‬
‫فصل شيخ السلم ابن تيمية –رحمففه اللففه ‪ -‬الضففابط فيمففا‬
‫يروى عنهففم فقففال‪ :‬بعففد أن ذكففر أن الحففاديث السففرائيلية‬
‫تذكر للستشهاد ل للعتقاد‪ :-‬فإنها على ثلثة أقسام‪:‬‬
‫‪ -1‬أحدها‪ :‬ما علمنففا صففحته ممففا بأيففدينا ممففا يشففهد لففه‬
‫بالصدق‪ ،‬فذلك صحيح‪.‬‬
‫‪ -2‬والثاني‪ :‬ما علمنا كذبه بما عندنا مما يخالفه‪.‬‬
‫‪ -3‬والثالث‪ :‬ما هو مسكوت عنه‪ ،‬ل من هذا القبيففل‪ ،‬ول‬
‫من هذا القبيل‪ ،‬فل نؤمن به ول نكذبه‪ ،‬وتجففوز حكففايته لمففا‬
‫تقدم‪ ،‬وغالب ذلك مما ل فائدة فيففه تعففود إلففى أمففر دينففي‪،‬‬
‫ولهذا يختلف علماء أهل الكتاب في مثل هذا كففثيرًا‪ ،‬ويففأتي‬
‫عن المفسرين خلف بسبب ذلك‪.‬‬
‫كما يذكرون في مثل هذا أسماء أصحاب الكهف‪ ،‬ولففون‬
‫كلبهففم‪ ،‬وعففدتهم‪ ،‬وعصففا موسففى مففن أي الشففجر كففانت؟‬
‫وأسماء الطيور التي أحياها اللففه لبراهيففم‪ ،‬وتعييففن البعففض‬
‫الذي ضرب به القتيل من البقرة‪ ،‬ونوع الشجرة الففتي كلففم‬
‫الله منها موسى‪ ،‬إلى غير ذلك مما أبهمه الله في القففرآن‪،‬‬
‫مما ل فائدة في تعيينه تعود على المكلفين في دنيففاهم ول‬
‫دينهم‪ ،‬ولكن نقل الخلف عنهم فففي ذلففك جففائز‪ ،‬كمففا قففال‬
‫م‬
‫سفهُ ْ‬
‫ساد ِ ُ‬
‫ة َ‬‫سف ٌ‬
‫م َ‬
‫خ ْ‬ ‫قول ُففو َ‬
‫ن َ‬ ‫م ك َل ْب ُهُف ْ‬
‫م وَي َ ُ‬ ‫ة َراب ِعُهُف ْ‬ ‫قوُلو َ‬
‫ن َثلث َف ٌ‬ ‫تعالى‪َ } :‬‬
‫سي َ ُ‬
‫م‬
‫ل َرب ّففي أعلف ُ‬ ‫م ك َل ْب ُهُف ْ‬
‫م قُ ف ْ‬ ‫ة وَث َففا ِ‬
‫من ُهُ ْ‬ ‫سفب ْعَ ٌ‬ ‫قول ُففو َ‬
‫ن َ‬ ‫جما ً ب ِففال ْغَي ْ ِ‬
‫ب وَي َ ُ‬ ‫ك َل ْب ُهُ ْ‬
‫م َر ْ‬
‫مففراًء ظففاهرا ً ول تسففتفت‬ ‫ل فل ُتمارِ فيِهم إل ّ ِ‬ ‫مُهم إل ّ َقلي ٌ‬ ‫بعد ّت ِِهم ما يعل َ ُ‬
‫فيهم منهم أحدا ً{ ]سورة الكهف ‪[18/22‬‬
‫فقد اشتملت هففذه اليففة الكريمففة علففى الدب فففي هففذا‬
‫المقام‪ ،‬وتعليم ما ينبغي فففي مثففل هففذا‪ ،‬فففإنه تعففالى أخففبر‬
‫عنهم بثلثة أقففوال‪ ،‬ضففعف القففولين الوليففن‪ ،‬وسففكت عففن‬
‫الثالث‪ ،‬فدل على صحته‪ :‬إذ لو كان باطل ً لرده كما ردهمففا‪،‬‬

‫‪29‬‬
‫ثم أرشد إلى أن الطلع على عدتهم ل طائل تحته‪ ،‬فيقففال‬
‫في مثل هذا‪ُ} :‬قل رّبي أعلُم بعِد ّت ِِهم{ فإنه مففا يعلففم بففذلك إل‬
‫قليل من الناس ممن أطلعففه اللففه عليففه؛ فلهففذا قففال‪} :‬فل‬
‫ظففاهرِا ً{ أي ل تجهد نفسففك فيمففا ل طففائل‬ ‫مففراًء َ‬
‫ُتمارِ فيِهم إل ّ ِ‬
‫تحته‪ ،‬ول تسألهم عن ذلك‪ ،‬فففإنهم ل يعلمففون مففن ذلففك إل‬
‫رجم الغيب‪.‬‬
‫فهذا أحسن ما يكون فففي حكايففة الخلف‪ :‬أن تسففتوعب‬
‫القففوال فففي ذلففك المقففام‪ ،‬وأن ينبففه علففى الصففحيح منهففا‪،‬‬
‫ويبطل الباطففل‪ ،‬وتففذكر فففائدة الخلف وثمرتففه؛ لئل يطففول‬
‫النفزاع والخلف فيما ل فائدة تحته‪ ،‬فيشتغل به عن الهففم‪،‬‬
‫فأما مففن حكففى خلففا ً فففي مسففألة‪ ،‬ولففم يسففتوعب أقففوال‬
‫الناس فيها فهففو نففاقص؛ إذ قففد يكففون الصففواب فففي الففذي‬
‫تركه‪ ،‬أو يحكي الخلف ويطلقه‪ ،‬ول ينبه على الصحيح مففن‬
‫القوال فهو ناقص أيضًا‪ ،‬فإن صحح غير الصحيح عامدا ً فقد‬
‫تعمد الكذب‪ ،‬أو جاهل ً فقد أخطأ‪ ،‬كذلك مففن نصففب الخلف‬
‫فيما ل فائدة تحتففه‪ ،‬أو حكففى أقففوال ً متعففددة لفظ فا ً ويرجففع‬
‫حاصلها إلى قول أو قولين معا ً فقد ضيع الزمان‪ ،‬وتكثر بما‬
‫ليففس بصففحيح‪ ،‬فهففو كلبففس ثففوبي زور‪ ،‬واللففه الموفففق‬
‫للصواب)‪.(1‬‬
‫ويعلل العلمففة السففعدي –رحمففه اللففه ‪ -‬بقففاء الروايففات‬
‫السرائيلية بقوله‪:‬‬
‫وهذه التفاسير التي توجد وتشففتهر بهففا أقففوال ل يعففرف‬
‫غيرها تنقل هذه القوال عن بني إسرائيل مجففردة‪ ،‬ويغفففل‬
‫الناقففل عففن مناقضففتها للمعففاني الصففحيحة تطبيقهففا علففى‬
‫القوال ثم ل تزال تتناقل وينقلها المتأخر مسففلما ً للمتقففدم‬
‫حتى يظن أنها الحق فيقع من القوال الردية في التفاسففير‬
‫ما يقع‪(2).‬‬

‫‪ () 1‬مجموع الفتاوى )‪.(368 – 13/366‬‬


‫‪ () 2‬تيسير الكريم الرحمن ‪2/246‬‬

‫‪30‬‬
‫موقف الطبري من السرائيليات ‪:‬‬
‫معلوم عناية المام الطبري ‪ -‬رحمه الله ‪ -‬بأمر السناد‬
‫وهي عنايففة فائقففة ‪ ،‬وقففد الففتزم بففذكر السففانيد فففي جميففع‬
‫القوال التي أوردها في تفسففيره ‪ .‬والففذي يتأمففل فففي هففذا‬
‫التفسير العظيم يجد هذا المام الجليل قففد ذكففر نحففو أكففثر‬
‫من ثمانية وثلثين ألف رواية مسندة في تفسيره ؛ ما بيففن‬
‫حديث وأثر)‪.(1‬‬
‫وقففد علففل العلمففة محمففود شففاكر سففبب ذكففر الطففبري‬
‫للسرائيليات ‪ ،‬وهو أنه مففا قصففد بففذكرها إل تحقيففق معنففى‬
‫لفظ ‪ ،‬أو بيان سياق عبارة ‪ ،‬فهو لم يسقها لتكففون مهيمنففة‬
‫علففى تفسففير آي التنفففزيل الكريففم ‪ ،‬بففل يسففوقها للغففرض‬
‫السففابق ‪ .‬وأن اسففتدلله بهففا كففان يقففوم مقففام السففتدلل‬
‫بالشعر القديم )‪.(2‬‬
‫أورد المام الطبري بعض السرائيليات عن عففدد الففذين‬
‫خرجوا من ديارهم حذر الموت ‪ ،‬وذلك عنففد قففوله تعففالى ‪:‬‬
‫ت{‬ ‫حفذ ََر ال ْ َ‬
‫مفوْ ِ‬ ‫م أ ُل ُففو ٌ‬
‫ف َ‬ ‫م وَهُ ف ْ‬ ‫جففوا ْ ِ‬
‫مففن د ِي َففارِه ِ ْ‬ ‫خَر ُ‬
‫ن َ‬ ‫م ت ََر إ ِل َففى ال ّف ِ‬
‫ذي َ‬
‫َ‬
‫}أ ل َ ْ‬
‫]سورة البقرة ‪ [2/243‬وقصد الطبري بإيرادها بيان معنففى‬
‫) ألففوف ( ‪ ،‬هففل هففي بمعنففى جمففاع ) ألففف ( ‪ ،‬أو بمعنففى‬
‫) مؤتلفون ( ‪(3).‬‬
‫وعلى ما سبق بيانه فإن استدلل الطبري بالسرائيليات‬
‫لبيان معنى لفففظ أو عبففارة يعتففبر مففن أحففد السففباب الففتي‬
‫حملته على ذكر بعض السرائيليات في تفسيره‪ .‬ولكن هذا‬
‫ليس في كل ما أورده من السففرائيليات ‪ ،‬لن الكففثير منهففا‬
‫ل صلة لها بالسففتدلل اللغففوي‪ .‬والمثلففة علففى هففذا كففثيرة‬
‫جففدًا‪ ،‬يصففعب حصففرها‪ .‬وعلففى سففبيل المثففال ‪ ،‬مففا ذكففره‬

‫‪ () 1‬حسب ترقيم طبعة دار الكتب العلمية ‪ -‬الطبعة الولى ‪ 1412 ،‬هف ‪، -‬‬
‫بلغ عدد الروايات في هذا التفسير بكامله ‪ 38397‬رواية ‪.‬‬
‫‪ () 2‬ينظر ‪ :‬جامع البيان ) ‪ - ( 454 - 1/453‬حاشية ‪.‬‬
‫‪ () 3‬انظر ‪ :‬جامع البيان ) ‪. ( 276 - 5/266‬‬

‫‪31‬‬
‫الطبري من السرائيليات في بيففان المففراد بالففذين سفّلطوا‬
‫على بني إسرائيل )‪.(1‬‬
‫والطبري رحمه الله يبين ‪-‬أحيانًا‪ -‬نقده لبعففض السففانيد‬
‫من ذلك‪:‬‬
‫قوله‪ :‬حدثنا موسى بن هففارون ‪ ،‬قففال ‪ :‬حففدثنا أسففباط ‪،‬‬
‫عن السدي في خبر ذكره عن أبي مالك عن أبي صالح عن‬
‫ابن عباس رضي الله عنهما ‪ ،‬وعن مرة عن ابن مسعود _‪،‬‬
‫وعن أناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسففلم ‪: ....‬‬
‫ثم قال‪ ) :‬فإن كان ذلك صحيحا ً ‪ -‬ولست أعلمه صففحيحا ً إذ‬
‫كنت بإسناده مرتابا ً ‪.(2) (...‬ونقده هذا السناد المتكرر فففي‬
‫تفسيره يكفينا مؤنة الحكم عليه‪.‬‬
‫وأحيان فا ً تكففون صففيغة الداء مففن الصففيغ التعففارف علففى‬
‫ضعفها عند أهل الصناعة الحديثية‪ ,‬كحدثت عن فلن وروي‬
‫عن فلن‪ ،‬وهذا كثير فففي تفسففيره رحمففه اللففه وأمففا نقففده‬
‫للمتففن فواضففح‪ ،‬وفيففه نفففس العففالم الربففاني الففذي جعففل‬
‫مقياسة الوحيين‪.‬‬
‫كتنبيهه كثيرا ً على على عدم الفففائدة مففن الخففوض فففي‬
‫تفاصيل المور التي لم يبينها القففرآن الكريففم ول الحففاديث‬
‫الصحيحة ‪ ،‬وكففثير مففن هففذه التفاصففيل مففن السففرائيليات‪.‬‬
‫جَرةَ{ ]سورة البقففرة‬ ‫قَرَبا هَذ ِهِ ال ّ‬
‫ش َ‬ ‫مثاله‪ :‬قولفه تعالى ‪} :‬وَل َ ت َ ْ‬
‫‪ ، [2/35‬فقد ذكر الطبري الروايات الواردة في تعيين نففوع‬
‫مففه ‪ ،‬وإن‬ ‫م بففه عل ُ‬ ‫الشجرة ‪ ،‬وبين أنه إذا علم لم ينفع العال َ‬
‫جهلففه جاهففل لففم يضففره جهلففه بففه )‪ .(3‬وكففذلك عنففد قولفففه‬
‫ه‬ ‫ريك ُ ْ‬
‫م آَيات ِ ِ‬ ‫ه ال ْ َ‬
‫موَْتى وَي ُ ِ‬ ‫حِيي الل ّ ُ‬
‫ك يُ ْ‬‫ضَها ك َذ َل ِ َ‬ ‫قل َْنا ا ْ‬
‫ضرُِبوه ُ ب ِب َعْ ِ‬ ‫تعالى ‪} :‬فَ ُ‬
‫ن = ‪ ،(4) { 73‬فقففد عّقففب الطففبري علففى‬ ‫قل ُفففو َ‬ ‫ل َعَل ّك ُففف ْ‬
‫م ت َعْ ِ‬
‫السرائيليات الففواردة فففي تعييففن " البعففض" مففن البقففرة ‪،‬‬

‫انظر ‪ :‬جامع البيان ) ‪. ( 44 - 15/21‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬


‫ينظر ‪ :‬جامع البيان ) ‪. ( 354 ، 348 - 1/347‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬
‫انظر ‪ :‬جامع البيان ) ‪. ( 521 - 1/520‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬
‫سورة البقرة ‪73 :‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬

‫‪32‬‬
‫بقوله ‪" :‬ول يضر الجهل بأي ذلك ضربوا القتيففل ‪ ،‬ول ينفففع‬
‫العلم به‪(1) ".‬‬
‫بقي أن يقال أن المام الطبري ذكر السانيد وخرج من‬
‫عهدتها‪ ،‬كما ذكر شيئا ً من ذلك في تاريخه فقال‪) :‬فما يكن‬
‫مففا‬
‫في كتابي هذا مففن خففبرٍ ذكرنففاه عففن بعففض الماضففين م ّ‬
‫ه سففامعه‪ ،‬مففن أجففل أن ّففه لففم‬ ‫ست َ ْ‬
‫شفن ِعُ ُ‬ ‫يسففتنكره قففارئه‪ ،‬أو ي َ ْ‬
‫ى في الحقيقة‪ ،‬فل ْي ُعْل َففم‬ ‫حة‪ ،‬ول معن ً‬ ‫ص ّ‬‫ف لفه وجها ً في ال ّ‬ ‫يعر ْ‬
‫ُ‬
‫مففن قِب َففل بعففض‬ ‫ي ِ‬ ‫من قَِبلنا‪ ،‬وإّنمففا أت ِف َ‬ ‫ت في ذلك ِ‬ ‫أّنه لم ي ُؤْ َ‬
‫دينا ذلك على نحو ما أ ُد ّيَ إلينا()‪.(2‬‬ ‫ناقليه إلينا‪ ،‬وأنا إّنما أ ّ‬
‫قال الستاذ محمد حسففين الففذهبي‪" :‬ثففم إن ابففن جريففر‬
‫وإن التزم في تفسيره ذكر الروايات بأسانيدها ‪ ،‬إل أنه في‬
‫العم الغلب ل يتعقب السانيد بتصحيح ول تضففعيف ‪ ،‬لنففه‬
‫كان يرى ‪ -‬كما هو مقّرر في أصول الحديث ‪ -‬أن من أسند‬
‫لك فقد حملك البحث عن رجال السند ومعرفة مبلغهم من‬
‫العدالة أو الجرح ‪ ،‬فهو بعمله هذا قد خرج من العهففدة ‪"...‬‬
‫)‪( 3‬‬
‫ي ‪" : -‬أكففثر‬ ‫قففال ابففن حجففر فففي ‪ -‬ترجمففة ال ّ‬
‫طففبران ّ‬
‫م جفّرا‪،‬‬
‫دثين في العصار الماضية من سنة مائتين وهل ّ‬ ‫المح ّ‬
‫إذا ساقوا الحديث بإسناده‪ ،‬اعتقدوا أّنهم برئوا من عهففدته"‬
‫)‪( 4‬‬

‫انظر ‪ :‬جامع البيان ) ‪. ( 2/231‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬


‫مقدمة تاريخ المم والملوك للطبري‪ 1:‬ص‪13:‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬
‫التفسير والمفسرون ) ‪. ( 1/212‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬
‫لسان الميزان ‪3/74‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬

‫‪33‬‬
‫الباب الول‪ :‬الثار الواردة عن السلف في حقيقة‬
‫اليهود و أبرز صفاتهم‬

‫وفيه فصلن‪:‬‬
‫الفصل الول‪ :‬الثار الواردة في حقيقة اليهود‬

‫الفصل الثاني‪ :‬الثار الواردة في أبرز صفات اليهود‬

‫‪34‬‬
‫الفصل الول‪ :‬الثار الواردة في حقيقة اليهود‬
‫المبحث الول‪ :‬الثار الواردة في تسميتهم‪.‬‬
‫أول‪ :‬الثففففار‪:‬‬
‫المطلب الول‪ :‬تسميتهم بني إسرائيل‬
‫َ‬
‫ت ع َل َي ْك ُف ْ‬
‫م‬ ‫مف ُ‬ ‫مت ِففي ال ّت ِففي أن ْعَ ْ‬‫ل اذ ْك ُُروا ن ِعْ َ‬‫سَراِئي َ‬ ‫قولفه تعالى‪َ} :‬يا ب َِني إ ِ ْ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن = ‪] { 40‬سففورة‬ ‫م وَإ ِي ّففايَ فَففاْرهَُبو ِ‬‫ف ب ِعَهْ فد ِك ُ ْ‬ ‫دي أو ِ‬ ‫وَأوْفُففوا ب ِعَهْ ف ِ‬
‫البقرة ‪[2/40‬‬
‫‪ -666-1‬حدثنا ابن حميد حدثنا جرير عن العمش عن إسماعيل بففن‬
‫رجاء عن عمير مولى ابن عباس‪ ،‬عن ابن عباس رضي الله عنهمففا ‪:‬‬
‫إن إسرائيل كقولك عبد الله‪(1) .‬‬
‫‪ -667-2‬حدثنا ابن حميد قال‪ :‬حدثنا جرير عن العمش عن المنهففال‬
‫عن عبد الله بن الحارث قال‪ :‬إيل‪ :‬الله بالعبرانية‪(2) .‬‬
‫‪ -668-3‬حدثنا به ابن حميد قال‪ :‬حدثنا سلمة عن ابففن إسففحاق عففن‬
‫محمد بن أبي محمد عن عكرمففة أو عففن سففعيد بففن جففبير عففن ابففن‬
‫مت ِففي ال ّت ِففي‬ ‫ل اذ ْك ُفُروا ن ِعْ َ‬ ‫س فَراِئي َ‬ ‫عباس رضي الله عنهما قوله‪َ} :‬يا ب َِني إ ِ ْ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن = ‪{ 40‬‬ ‫م وَإ ِي ّففايَ فَففاْرهَُبو ِ‬ ‫ف ب ِعَهْفد ِك ُ ْ‬
‫دي أو ِ‬ ‫م وَأوْفُففوا ب ِعَهْف ِ‬ ‫ت ع َل َي ْك ُف ْ‬
‫م ُ‬‫أن ْعَ ْ‬
‫قال‪ :‬يا أهل الكتاب للحبار من يهود‪(3) .‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تسميتهم باليهود‪:‬‬
‫ك‪] { .‬سورة العراف ‪[7/156‬‬ ‫قوله تعالى‪} :‬إ ِّنا هُد َْنا إ ِل َي ْ َ‬
‫‪ - 914-4‬حدثنا القاسم قال‪ :‬ثنا الحسين قال‪ :‬حدثني حجاج عن ابن‬
‫ك{‬ ‫جريج قال‪ :‬إنما سميت اليهود من أجل أنهم قالوا‪} :‬إ ِن ّففا هُ فد َْنا إ ِل َي ْف َ‬
‫)‪( 4‬‬
‫‪ - 11802-5‬قال‪ :‬ثنا أبي عن شففريك عففن جففابر عففن عبففد اللففه بففن‬
‫يحيى عن علي قال‪ :‬إنما سميت اليهود لنهم قالوا }إ ِن ّففا هُ فد َْنا إ ِل َي ْف َ‬
‫ك{‬
‫)‪( 5‬‬
‫‪-6‬حدثني المثني قال‪ :‬ثنا عبد الله بن صالح قففال‪ :‬ثنففي معاويففة عففن‬
‫علي عن ابن عباس رضي الله عنهما ‪} :‬إ ِن ّففا هُفد َْنا إ ِل َي ْف َ‬
‫ك{ يعنففي‪ :‬تبنففا‬
‫إسناده‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 248 / 1‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 153 / 1‬‬
‫ضعيف لضعف ابن حميد انظر‪ :‬تهذيب الكمال ‪ 25/97‬والتقريب ‪.2/96‬‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪ - ( 248 / 1‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪ - ( 182 / 1‬فتح‬ ‫‪2‬‬
‫إسناده ضعيف‪.‬‬
‫الباري )‪(8/165‬‬
‫إسناده ضعيف‪.‬‬
‫)( تفسير ابن أبي حاتم ) ‪( 95 / 1‬‬ ‫‪3‬‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪ - ( 318 / 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 79 / 9‬تفسففير‬ ‫‪4‬‬
‫الدر المنثور ) ‪ - ( 182 / 1‬تفسير ابن كثير ) ‪. ( 251 / 2‬‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪ - ( 318 / 1‬تفسير الطففبري ) ‪ - ( 79 / 9‬تفسففير‬ ‫‪5‬‬
‫الدر المنثور ) ‪ - ( 182 / 1‬تفسير ابن كثير ) ‪( 251 / 2‬‬

‫‪35‬‬
‫إليك‪(1) .‬‬
‫‪-7‬حدثنا ابن البرقي قال‪ :‬ثنا عمرو قال‪ :‬سمعت رجل يسأل سففعيدا‪:‬‬
‫ك{ قال‪ :‬إنا تبنا إليك‪(2) .‬‬ ‫}إ ِّنا هُد َْنا إ ِل َي ْ َ‬
‫المطلب الثالث‪ :‬تسميتهم أهل الكتاب‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م وَأوْفُففوا‬ ‫ت ع َل َي ْك ُف ْ‬
‫مف ُ‬ ‫مِتي ال ِّتي أن ْعَ ْ‬ ‫ل اذ ْك ُُروا ن ِعْ َ‬‫سَراِئي َ‬ ‫قولفه‪َ} :‬يا ب َِني إ ِ ْ‬
‫ُ‬
‫ن = ‪] { 40‬سففورة البقففرة‬ ‫م وَإ ِي ّففايَ فَففاْرهَُبو ِ‬‫ف ب ِعَهْ فد ِك ُ ْ‬
‫دي أو ِ‬ ‫ب ِعَهْ ف ِ‬
‫‪[2/40‬‬
‫‪ - 668-8‬حدثنا به ابن حميد قال‪ :‬حدثنا سلمة عن ابن إسففحاق عففن‬
‫محمد بن أبي محمد عن عكرمففة أو عففن سففعيد بففن جففبير عففن ابففن‬
‫مت ِففي ال ّت ِففي‬‫ل اذ ْك ُفُروا ن ِعْ َ‬‫س فَراِئي َ‬ ‫عباس رضي الله عنهما قوله‪َ} :‬يا ب َِني إ ِ ْ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن = ‪{ 40‬‬ ‫م وَإ ِي ّففايَ فَففاْرهَُبو ِ‬‫ف ب ِعَهْفد ِك ُ ْ‬
‫دي أو ِ‬ ‫م وَأوْفُففوا ب ِعَهْف ِ‬ ‫ت ع َل َي ْك ُف ْ‬ ‫م ُ‬‫أن ْعَ ْ‬
‫قال‪ :‬يا أهل الكتاب للحبار من يهود‪(3) .‬‬
‫‪ - 1481-9‬حدثنا ابن حميد قال‪ :‬ثنا سلمة قال‪ :‬حدثني ابن إسففحاق‪.‬‬
‫وحدثنا أبو كريب قال‪ :‬ثنا يونس بن بكير قال‪ :‬ثنا محمد بففن إسففحاق‬
‫قال‪ :‬حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بففن ثففابت قففال‪ :‬حففدثني‬
‫سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‪ :‬كان‬
‫حيي بن أخطب وأبو ياسر بن أخطب من أشد يهود للعرب حسدا إذ‬
‫خصهم الله برسوله صلى الله عليه وسففلم ‪ ،‬وكانففا جاهففدين فففي رد‬
‫ن‬
‫مف ْ‬‫الناس عن السلم بما استطاعا‪ ،‬فأنففزل اللفه فيهمفا‪} :‬وَد ّ ك َِثيفٌر ِ‬
‫م‬‫س فهِ ْ‬
‫ف ِ‬‫عن ْفد ِ َأن ُ‬
‫ن ِ‬ ‫ْ‬ ‫سففدا ً ِ‬
‫م‬ ‫فففارا ً َ‬
‫ح َ‬ ‫م كُ ّ‬‫مان ِك ُ ْ‬
‫ن ب َعْد ِ ِإي َ‬‫ْ‬ ‫م‬
‫م ِ‬‫ب ل َوْ ي َُرّدون َك ُ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ل ال ْك َِتا‬
‫ِ‬ ‫أ َهْ‬
‫فحوا حتى يأ ْتي الل ّ َ‬
‫ن الل ّف َ‬
‫ه‬ ‫مرِهِ إ ِ ّ‬ ‫ه ب ِأ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ّ َ ِ َ‬ ‫ص َ ُ‬ ‫فوا َوا ْ‬ ‫حقّ َفاع ْ ُ‬‫م ال ْ َ‬ ‫ن ل َهُ ْ‬
‫ما ت َب َي ّ َ‬ ‫ن ب َعْد ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ديٌر = ‪] { 109‬سورة البقرة ‪ [2/109‬الية‪( ) .‬‬
‫‪4‬‬
‫يٍء قَ ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ع ََلى ك ُ ّ‬
‫‪ - 5678-10‬حدثنا القاسم قال‪ :‬ثنا الحسففين قففال‪ :‬ثنففي حجففاج عففن‬
‫ابن جريج قال‪ :‬بلغنا أن نبي الله صلى الله عليففه وسففلم دعففا يهففود‬
‫أهل المدينة إلى ذلك فأبوا عليه فجاهدهم‪ ،‬قففال‪ :‬دعففاهم إلففى قففول‬
‫م{‬ ‫واء ب َي ْن ََنا وَب َي ْن َ ُ‬
‫كفف ْ‬ ‫س َ‬ ‫ب ت ََعال َوْا ْ إ َِلى ك َل َ َ‬
‫مةٍ َ‬ ‫ل َيا أ َهْ َ‬
‫ل ال ْك َِتا ِ‬ ‫الله عز وجل ‪} :‬قُ ْ‬
‫]سورة آل عمران ‪ .. [3/64‬الية‪( ) .‬‬
‫‪5‬‬

‫‪ - 5689-11‬حدثنا بشر قال‪ :‬ثنا يزيد قال‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قففال‪:‬‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪ - ( 78 / 9‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 1577 / 5‬‬ ‫‪1‬‬
‫صحيح البخاري ) ‪( 1695 / 4‬‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪ - ( 78 / 9‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 1577 / 5‬‬ ‫‪2‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪( 571 / 3‬‬
‫إسناده ضعيف‬
‫)( تفسير ابن أبي حاتم ) ‪( 95 / 1‬‬ ‫‪3‬‬
‫)( تفسير الطبري )‪ - (1/488‬تفسففير ابففن أبففي حففاتم )‪ - (1/204‬تفسففير‬ ‫‪4‬‬
‫إسناده ضعيف‪.‬‬
‫الدر المنثور )‪(1/260‬‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪ - ( 302 / 3‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 669 / 2‬‬ ‫‪5‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪( 234 / 2‬‬

‫‪36‬‬
‫ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسففلم دعففا يهففود أهففل المدينففة‬
‫إلى كلمة السواء‪ ،‬وهم الذين حاجوا في إبراهيففم وزعمففوا أنففه مففات‬
‫م‬
‫ب ِلفف َ‬ ‫يهوديًا‪ .‬فأكذبهم الله عز وجل ونفاهم منه فقال‪َ} :‬يا أ َهْ َ‬
‫ل ال ْك َِتا ِ‬
‫ن ب َعْ فد ِهِ أ ََفل‬ ‫ل إ ِل ّ ِ‬
‫مف ْ‬ ‫جي ف ُ‬
‫لن ِ‬
‫ت الت ّفوَْراة ُ َوا ِ‬
‫ُ‬
‫مففا أْنف فزِل َ ْ‬
‫م وَ َ‬
‫هي ف َ‬
‫ن فِففي إ ِب َْرا ِ‬
‫جو َ‬‫حففا ّ‬‫تُ َ‬
‫ن = ‪]{ 65‬سورة آل عمران ‪( ) [3/65‬‬
‫‪1‬‬ ‫ُ‬
‫قلو َ‬ ‫ت َعْ ِ‬
‫‪ -6044-12‬حدثنا ابن حميد قال‪ :‬ثنا سلمة عففن محمففد بففن إسففحاق‬
‫قال‪ :‬ثني محمد بن محمد عن عكرمة أو عن سعيد بن جبير عن ابن‬
‫عباس رضي الله عنهما قال‪ :‬لما أسلم عبد الله بن سلم وثعلبة بن‬
‫سعية وأسيد بن سعية وأسد بن عبيففد ومففن أسففلم مففن يهففود معهففم‬
‫فآمنوا وصدقوا ورغبوا في السلم ومنحففوا فيففه قففالت‪ :‬أحبففار يهففود‬
‫وأهل الكفر منهم‪ :‬ما آمن بمحمد ول تبعه إل أشرارنا ولو كففانوا مففن‬
‫خيارنا ما تركوا دين آبائهم‪ ،‬وذهبوا إلى غيره فأنفففزل اللففه عففز وجففل‬
‫ُ‬ ‫في ذلك من قولهم‪} :‬ل َيسوا ْ سواء م َ‬
‫ن‬‫ة ي َت ْل ُففو َ‬‫مف ٌ‬‫ة َقآئ ِ َ‬‫مف ٌ‬‫بأ ّ‬ ‫ل ال ْك ِت َففا ِ‬
‫ن أهْف ِ‬
‫ّ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫مفف َ‬
‫ك ِ‬ ‫ه{ ]سففورة آل عمففران ‪ [3/113‬إلففى قففوله‪} :‬وَأوْلئ ِ َ‬ ‫ت الّلفف ِ‬ ‫آَيففا ِ‬
‫ن = ‪(2) { 114‬‬ ‫حي َ‬ ‫صال ِ ِ‬
‫ال ّ‬
‫‪ - 6633-13‬حدثنا الحسن بن يحيى قال‪ :‬أخبرنا عبففد الففرزاق قففال‪:‬‬
‫أخبرنا الثففوري عففن أبففي الجحففاف عففن مسففلم البطيففن قففال‪ :‬سففأل‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫ميَثاقَ اّلفف ِ‬ ‫ه ِ‬‫خذ َ الل ّ ُ‬‫الحجاج بن يوسف جلساءه عن هذه الية‪} :‬وَإ ِذ ْ أ َ َ‬
‫ُ‬
‫ه‬ ‫ذوه ُ وََراءَ ظ ُُهورِه ِ ْ‬
‫م َوا ْ‬
‫شت ََرْوا ِبفف ِ‬ ‫ه فَن َب َ ُ‬ ‫س َول ت َك ْت ُ ُ‬
‫مون َ ُ‬ ‫ه ِللّنا ِ‬ ‫ب ل َت ُب َي ّن ُن ّ ُ‬
‫أوُتوا ال ْك َِتا َ‬
‫ن = ‪] { 187‬سورة آل عمففران ‪[3/187‬‬ ‫ما ي َ ْ‬
‫ش فت َُرو َ‬ ‫س َ‬ ‫منا ً قَِليل ً فَب ِئ ْ َ‬ ‫ثَ َ‬
‫فقام رجل إلى سعيد بن جبير فسأله فقال‪ :‬وإذ أخذ الله ميثاق أهففل‬
‫الكتاب يهففود "ليففبيننه للنففاس" محمففد صففلى اللففه عليففه وسففلم ول‬
‫يكتمونه فنبذوه‪(3) .‬‬
‫‪ -21623 -14‬حدثنا ابن حميد قال‪ :‬ثنا سلمة قال‪ :‬ثنففي محمففد بففن‬
‫إسحاق عن يزيد بن رومان مففولى آل الزبيففر عففن عففروة بففن الزبيففر‬
‫وعمن ل أتهم عن عبيد الله بن كعب بن مالففك وعففن الزهففري وعففن‬
‫عاصم بن عمر بن قتادة عن عبد اللففه بففن أبففي بكففر بففن محمففد بففن‬
‫عمرو بن حففزم وعففن محمففد بفن كعففب القرظففي وعففن غيرهففم مففن‬
‫علمائنا‪ :‬أنه كان من حديث الخندق أن نفرا ً من اليهود منهففم‪ :‬سففلم‬
‫بن أبي الحقيق النضري‪ ،‬وحيي بن أخطب النضري‪ ،‬وكنانة بن الربيع‬
‫بففن أبففي الحقيففق النضففري‪ ،‬وهففوذة بففن قيففس الففوائلي‪ ،‬وأبففو عمففار‬
‫حسنه‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 305 / 3‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 234 / 2‬‬
‫في التفسير الصحيح )‪(1/223‬‬

‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ ( 52 / 4‬حسنه في التفسير الصحيح )‪(453-1/452‬‬


‫إسناده ضعيف‪.‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪( 296 / 2‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 203 / 4‬تفسير عبد الرزاق ) ‪( 141 / 1‬‬

‫‪37‬‬
‫الوائلي‪ ،‬في نفر من بنففي النضففير ونفففر مففن بنففي وائل وهففم الففذين‬
‫حزبوا الحزاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم خرجوا حففتى‬
‫قدموا مكة على قريش فدعوهم إلى حرب رسففول اللففه صففلى اللففه‬
‫عليه وسلم وقالوا‪ :‬إنا سنكون معكففم عليففه حففتى نستأصففله‪ .‬فقففال‬
‫لهفم قريفش‪ :‬يفا معشفر يهفود إنكفم أهفل الكتفاب الول والعلفم بمفا‬
‫أصبحنا نختلف فيه نحن ومحمد أفديننا خير أم دينه؟ قالوا‪ :‬بل دينكم‬
‫خير من دينه وأنتم أولى بالحق منه‪(1) .‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬تسميتهم بالعبرانيين‪:‬‬


‫َ‬
‫حت ّففى‬
‫ه َ‬
‫جن ُن ّ ُ‬ ‫ت ل َي َ ْ‬
‫سف ُ‬ ‫مففا َرأْوا الي َففا ِ‬
‫ن ب َعْفد ِ َ‬
‫مف ْ‬ ‫دا ل َهُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫قولفه تعالى‪} :‬ث ُ ّ‬
‫م بَ َ‬
‫ن = ‪] { 35‬سورة يوسف ‪[12/35‬‬ ‫حي ٍ‬
‫ِ‬
‫‪ - 14739-15‬حدثنا ابن وكيع قال‪ :‬ثنا عمرو بن محمففد عففن أسففباط‬
‫َ‬
‫ن =‬ ‫حيفف ٍ‬ ‫حّتى ِ‬ ‫ه َ‬‫جن ُن ّ ُ‬
‫س ُ‬‫ت ل َي َ ْ‬
‫ما َرأْوا الَيا ِ‬
‫ن ب َعْد ِ َ‬
‫م ْ‬‫م ِ‬‫دا ل َهُ ْ‬
‫م بَ َ‬ ‫عن السدي‪} :‬ث ُ ّ‬
‫‪ { 35‬قال‪ :‬قالت المرأة لزوجها‪ :‬إن هذا العبد العبراني قد فضحني‬
‫في الناس‪ ،‬يعتففذر إليهففم ويخففبرهم أنففي راودتففه عففن نفسففه ولسففت‬
‫أطيق أن أعتذر بعذري‪ ،‬فإمففا أن تففأذن لففي فففأخرج فأعتففذر وإمففا أن‬
‫مففا‬
‫ن ب َْعففد ِ َ‬‫مف ْ‬
‫م ِ‬‫دا ل َهُ ْ‬ ‫م بَ َ‬‫تحبسه كما حبستني فذلك قول الله تعالى‪} :‬ث ُ ّ‬
‫َ‬
‫ن{ ) ‪( 2‬‬ ‫حي ٍ‬
‫حّتى ِ‬ ‫ه َ‬ ‫جن ُن ّ ُ‬‫س ُ‬‫ت ل َي َ ْ‬
‫َرأْوا الَيا ِ‬
‫‪ - 1346-16‬حففدثنا ابففن حميففد قففال‪ :‬ثنففا جريففر عففن العمففش عففن‬
‫المنهففال بففن عمففرو عففن عبففد اللففه بففن الحففارث قففال‪" :‬إيففل" اللففه‬
‫بالعبرانية‪(3) .‬‬
‫‪ - 14744-17‬حدثنا ابن وكيع قال‪ :‬ثنا عمرو بن محمففد عففن أسففباط‬
‫عن السدي قال‪ :‬لما دخففل يوسففف السففجن قففال‪ :‬أنففا أعففبر الحلم‪.‬‬
‫فقال أحد الفتيين لصاحبه‪ :‬هلم نجرب هذا العبد العبراني نتراءى له!‬
‫فسأله من غير أن يكونا رأيا شيئًا‪ .‬فقال الخبففاز‪ :‬إنففي أرانففي أحمففل‬
‫فوق رأسي خبزا ً تأكل الطيففر منففه وقففال الخففر‪ :‬إنففي أرانففي أعصففر‬
‫خمرًا‪(4) .‬‬
‫‪ -21185-18‬حدثنا محمد بن المثنى قال‪ :‬ثنا عثمان بن عمففر قففال‪:‬‬
‫أخبرنا علي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سففلمة عففن أبففي هريففرة‬
‫قففال‪ :‬كففان أهففل الكتففاب يقففرؤون التففوراة بالعبرانيففة‪ .‬فيفسففرونها‬

‫إسناده ضعيف‪.‬‬
‫)( فسير الطبري ) ‪( 129 / 21‬‬ ‫‪1‬‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪ - ( 213 / 12‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 503 / 4‬‬ ‫‪2‬‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪ - ( 248 / 1‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪ - ( 182 / 1‬فتح‬ ‫‪3‬‬
‫إسناده ضعيف‪.‬‬
‫الباري ) ‪( 165 / 8‬‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪ - ( 214 / 12‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 2143 / 7‬‬ ‫‪4‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪( 503 / 4‬‬

‫‪38‬‬
‫بالعربية لهل السلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسففلم ‪)) :‬ل‬
‫تصففدقوا أهففل الكتففاب ول تكففذبوهم وقولففوا آمنففا بالففذي أنفففزل إلينففا‬
‫وأنفزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن لفه مسلمون‪(1) ((.‬‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 3 / 21‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 3070 / 9‬‬


‫تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 469 / 6‬تفسير ابن كثير ) ‪( 417 / 3‬‬

‫‪39‬‬
‫الدراسففففة‪:‬‬
‫اليهود هم أمة موسى صلى الله عليففه وسففلم واختلففف‬
‫في تسميتهم على أقوال‪:‬‬
‫ك{ ]سففورة‬ ‫‪ -1‬الهود التوبة وقولفه عز وجل}إ ِن ّففا هُ فد َْنا إ ِل َي ْف َ‬
‫العراف ‪ [7/156‬أي تبنا إليك‪ ،‬قاله النووي رحمه الله ‪.‬‬
‫‪ -2‬وقال غيره هاد في اللغة معناه‪ :‬مال‪ ،‬يقال‪ :‬هاد زفر‬
‫ك{‬ ‫هيادة وهودًا‪ .‬وقال المبرد فففي قولفففه تعففالى‪ُ } :‬‬
‫هففد َْنا إ ِل َْيفف َ‬
‫أي‪ :‬ملنا إليك ويقال لمن تاب‪ :‬هاد؛ لن من تاب من شيء‬
‫مال عنه‪.‬‬
‫ثم اختلف فيما تابوا عنه‪:‬‬
‫‪ -1‬فقال الليث‪ :‬سميت اليهود يهودا ً اشتقاقا ً مففن هففادوا‬
‫أي‪ :‬تابوا من عبادة العجل‪ ،‬فعلففى هففذا القففول لزمهففم هففذا‬
‫السم في ذلك الوقت‪.‬‬
‫‪ -2‬وقففال غيففره‪ :‬سففموا بففذلك؛ لنهففم مففالوا عففن ديففن‬
‫السلم‪ ،‬وعن دين موسى عليففه السففلم ‪ ،‬فعلففى هففذا إنمففا‬
‫سموا يهودا ً بعد أنبيائهم‪.‬‬
‫‪ -3‬وقال ابن العرابي يقال هاد إذا رجففع مففن خيففر إلففى‬
‫شر ومن شففر إلففى خيففر‪ ،‬وسففموا اليهففود بففذلك لتخليطهففم‬
‫وكثرة انتقالهم من مذاهبهم‪.‬‬
‫‪ -4‬وحكففي عففن أبففي عمففرو بففن العلء أنففه قففال سففميت‬
‫اليهففود لنهففم يتهففودون أي يتحركففون عنففد قففراءة التففوراة‪،‬‬
‫وعلى هذا‪ :‬التهود تفعل مففن الهيففد بمعنففى الحركففة‪ ،‬يقففال‪:‬‬
‫هدته أهيده هيدا ً كأنك تحركه ثم تصلحه‪.‬‬
‫‪ -5‬وقيل‪ :‬اليهود معرب يهوذا بن يعقوب عليهما السففلم‬
‫بالذال المعجمة عرب ثم نسب الواحد إليه‪.‬‬
‫‪-6‬ويقال‪ :‬هاد إذا دخل في اليهودية‪ ،‬وتهود إذا تشبه بهم‬
‫ودخففل فففي دينهففم‪ ،‬وهففود إذا دعففي إلففى اليهوديففة‪ ،‬ومنففه‬
‫الحديث ))فأبواه يهودانه‪(1) ((.‬‬

‫‪ () 1‬تهذيب السماء واللغات للنووي ج‪ 3 :‬ص‪357 :‬‬

‫‪40‬‬
‫وقال البخاري ‪":‬هادوا صاروا يهودًا‪ ،‬وأمففا قففوله‪) :‬هففدنا(‬
‫تبنا هائد تائب‪(1)".‬‬
‫ود‪:‬‬ ‫ودا ً و ت ََهفف ّ‬ ‫ة هاد َ ي َُهود ُ هَ ْ‬ ‫وقال ابن منظور‪" :‬الهَوُْد‪ :‬الت ّوْب َ ُ‬
‫ل‬‫ل حففائ ِ ٍ‬ ‫مث ْف ُ‬
‫د‪ِ :‬‬ ‫م هُففو ٌ‬ ‫د‪ .‬وقففو ٌ‬ ‫ب ورجع ِإلفى الفحق فهففو هففائ ٌ‬ ‫تا َ‬
‫َ‬
‫حه‬ ‫م فد ْ ِ‬‫ن َ‬ ‫مف ْ‬ ‫ل؛ قال أعرابفففي‪ :‬إ ِّنفففي ام فُرؤٌ ِ‬ ‫ل وب ُْز ٍ‬‫ل وبازِ ٍ‬ ‫حو ٍ‬ ‫و ُ‬
‫هائ ِد ُ وففي التنفزيل العزيز‪} :‬إ ِّنففا ُهففْدنا ِإلفففيك{ َأي ت ُْبنففا ِإلفففيك‬
‫وهو قففول مفففجاهد وسففعيد بففن جبفففير وِإبففراهيم‪ .‬قففال ابففن‬
‫لن ففيه معنى رجعنففا‪ ،‬وسففميت الفففيهود‬ ‫داه بإلفى َ‬ ‫سيده‪ :‬ع ّ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫اشففتقاقا ً مففن هففاُدوا أي تففابوا وأرادوا بالف في َُهودِ الفي َُهودِّيفففي َ‬
‫ن‬
‫لضافة‪.‬‬ ‫ولكنهم حذفوا ياء ا ِ‬
‫موْل ُففود ُيول َفد ُ علفففى‬ ‫ل َ‬ ‫قال سيبويه‪" :‬وففي الفحديث‪)) :‬ك ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫صراِنه‪ (2) ((.‬؛ معناه‬ ‫وداِنه أو ي ُن َ ّ‬ ‫الِفط َْرةِ حتفى يكون أبواه ي ُهَ ّ‬
‫دخلنه ففففيه‪ .‬و‬ ‫َ‬
‫أنهما يعلفمانه ديففن الفففيهودية والنصففارى وي ُف ْ‬
‫َ‬
‫ود ِإذا صففار‬ ‫ن ي َُهودِي ّفًا‪ .‬وهففاد َ و ت َهَف ّ‬ ‫لنسففا ُ‬ ‫صفي َّر ا ِ‬‫د‪ :‬أن ي ُ َ‬ ‫ويف ُ‬‫الت ّهْ ِ‬
‫يهودّيا‪(3) .‬‬
‫وهذا الذي دلل له علماء اللغة هللو الللذي وردت‬
‫به الثار عللن السلللف رحمهللم الللله فإضللافة الللى‬
‫الثار السابقة‪ ,‬أخرج ابن أبي حاتم بسنده إلى عبد اللففه‬
‫بن مسعود _ قففال‪)) :‬نحففن أعلففم النففاس مففن أيففن تسففمت‬
‫اليهود باليهودية بكلمة موسى عليه السلم إنا هففدنا إليففك‪،‬‬
‫ولم تسمت النصففارى بالنصففرانية مففن كلمففة عيسففى عليففه‬
‫السلم كونوا أنصار الله‪((.‬‬
‫وقففال أنففه المففروي عففن أبففى الطفيل‪ ،‬وأبففى العاليففة‪،‬‬
‫ومجاهففد وسففعيد بففن جففبير‪ ،‬وإبراهيففم الففتيمي‪ ،‬والنخعي‪،‬‬
‫وعكرمة‪ ،‬وعطاء الخراساني‪ ،‬والربيع بن أنسف‪ ،‬والضففحاك‪،‬‬
‫وقتادة‪(4) .‬‬

‫صحيح البخاري ج‪ 3 :‬ص‪1434 :‬‬ ‫‪() 1‬‬


‫وله عدة روايات‬ ‫واه‬
‫البخاري ج‪ 1:‬ص‪465:‬‬ ‫ر‬ ‫‪() 2‬‬
‫لسان العرب ج‪ 3 :‬ص‪439 :‬‬ ‫‪() 3‬‬
‫تفسير ابن أبي حاتم الجزء‪ 5 :‬الصفحة‪1577 :‬‬ ‫‪() 4‬‬

‫‪41‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن ابن مسعود _ قففال‪)) :‬نحففن أعلففم‬
‫النففاس مففن أيففن تسففمت اليهففود باليهوديففة ولففم تسففمت‬
‫النصارى بالنصففرانية إنمففا تسففمت اليهففود باليهوديففة بكلمففة‬
‫قالها موسى إنا هففدنا إليففك فلمففا مففات قففالوا هففذه الكلمففة‬
‫كففانت تعجبففه فتسففموا اليهففود‪ ،‬وإنمففا تسففمت النصففارى‬
‫بالنصرانية لكلمة قالها عيسى من أنصاري إلى اللففه؟ قففال‬
‫الحواريون‪ :‬نحن أنصار الله فتسموا بالنصرانية‪(1) ((.‬‬
‫وقففد ورد ذكراليهففود فففي القففرآن الكريففم ثمففان مففرات‬
‫بلفظة اليهود وهو السم الذي يصفففهم بففه الرسففول صففلى‬
‫الله عليه وسلم وهو ما يطلق عليهم إلى اليوم‪.‬‬
‫نشأتهفففم ‪:‬‬
‫تعود بداية اليهود كأمففة ذات تاريففخ وعقيففدة إلففى تلففك‬
‫الفترة الففتي أرسففل اللففه تعففالى فيهففا نففبيه موسففى ‪ -‬عليففه‬
‫السلم ‪ -‬إليهففم بففالتوراة لهففدايتهم وتخليصففهم مففن عبففادة‬
‫ماسواه‪.‬‬
‫واليهففود هففم تلففك المففة الففتي نشففأت فففي مصففر إثففر‬
‫استقرار أبناء يعقوب بن إسحق بن إبراهيم عليهم السلم‬
‫فيها‪ .‬فقد عاشوا فيها حياة مستقرةً منففذ عهففد يوسففف بففن‬
‫يعقوب عليهما السلم وتكاثروا في مصر وتناسلوا وصاروا‬
‫الطبقة العاملة عند القباط‪.‬‬
‫ثم إن فرعون رأى في منامه ‪,‬كأن نارا ً قد أقبلت مففن‬
‫نحو بيت المقدس‪ ,‬فأحرقت دور مصر‪ ,‬وجميففع القبط ولففم‬
‫تضر بني إسرائيل‪ ,‬فلما استيقظ هففاله ذلففك فجمففع الكهنففة‬
‫والحذقة والسحرة وسألهم عن ذلك فقالوا‪ :‬هذا غلم يولففد‬
‫من هؤلء يكون سبب هلك أهل مصر على يديه فلهذا أمففر‬
‫َ‬
‫بقتل الغلمان وترك النساء‪ ،‬وهو قولفه تعالى‪} :‬وَإ ِذ ْ أن ْ َ‬
‫جي َْنففاك ُ ْ‬
‫م‬
‫قتل ُففو َ‬ ‫سففوءَ ال ْعَف َ‬
‫ن‬
‫حُيو َ‬
‫سفت َ ْ‬ ‫ن أب ْن َففاَءك ُ ْ‬
‫م وَ ي َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ب يُ َ ّ‬‫ذا ِ‬ ‫مون َك ُ ْ‬
‫م ُ‬ ‫سو ُ‬
‫ن يَ ُ‬
‫ل فِْرع َوْ َ‬ ‫نآ ِ‬ ‫م ْ‬‫ِ‬
‫م{ ]سورة العراف ‪.[7/141‬‬ ‫ساَءك ُ ْ‬‫نِ َ‬

‫تفسير‬
‫الدر المنثور ج‪ 1:‬ص‪.182:‬‬ ‫‪() 1‬‬

‫‪42‬‬
‫واستمر الحففال علففى هففذا إلففى أن "شففكا القبففط إلففى‬
‫فرعون قلففة بنففي إسففرائيل بسففبب قتففل ولففدانهم الففذكور‪،‬‬
‫وخشوا أن تتفففانى الكبففار مففع قتففل الصففغار فيصففيرون هفم‬
‫الذين يلون ماكففان بنففو إسففرائيل يعففالجون‪ ،‬فففأمر فرعففون‬
‫بقتل البناء عاما ً وأن يتركوا عامًا‪".‬‬
‫وفي عام المسففامحة ولففد هففارون عليففه السففلم‬
‫وفففي عففام القتففل ولففد موسففى عليففه السففلم وأراد اللففه‬
‫تعالى لموسى أن يعيش في بيففت فرعففون نفسففه يقففول‬
‫عز وجل ‪} :‬وأ َوحينا إَلى أ ُم موسى أ َ َ‬
‫ت ع َل َي ْف ِ‬
‫ه‬ ‫فف ِ‬ ‫ض فِعيهِ فَفإ َِذا ِ‬
‫خ ْ‬ ‫ن أْر ِ‬
‫ْ‬ ‫ّ ُ َ‬ ‫َ ْ َ َْ ِ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫مف َ‬ ‫عُلوه ُ ِ‬‫جففا ِ‬ ‫حَزِني إ ِن ّففا َراّدوه ُ إ ِل َي ْف ِ‬
‫ك وَ َ‬ ‫خاِفي َول ت َ ْ‬ ‫قيهِ ِفي ال ْي َ ّ‬
‫م َول ت َ َ‬ ‫ف َأ ل ْ ِ‬
‫ن ل َهُ فْم عَفد ُوّا ً وََحَزن فا ًً{‬ ‫ن ل ِي َك ُففو َ‬
‫ل فِْرع َفوْ َ‬ ‫هآ ُ‬ ‫قط َ ُ‬
‫ن = ‪ 7‬فَففال ْت َ َ‬ ‫سِلي َ‬
‫مْر َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫‪.‬‬ ‫]سورة القصص ‪[28/7‬‬
‫وقففد صففدق اللففه وعففده لم موسففى حينمففا بعثففه إلففى‬
‫فرعون وبنى إسرائيل يففدعوهم لعبففادته‪ .‬حيفففث آمنفففوا بفففه‬
‫وخرجفوا معفه من مصفر علففى إثفففر الضففطهاد الففذي لحففق‬
‫بهم من فرعون مصر ثففم لففم يلبثففوا أن ارتففدوا إلففى عبففادة‬
‫م‬‫ش فرُِبوا فِففي قُل ُففوب ِهِ ُ‬ ‫ص في َْنا وَأ ُ ْ‬
‫معَْنا وَع َ َ‬ ‫س ِ‬ ‫العجل يقول تعالى‪َ} :‬قاُلوا َ‬
‫ل ب ِك ُْفرِهِْم{ ]سورة البقرة ‪.[2/93‬‬ ‫ال ْعِ ْ‬
‫ج َ‬
‫وبسففبب قسففوة قلففوبهم وعصففيانهم فففرض اللففه تعففالى‬
‫ة ع َل َيه ف َ‬ ‫عليهم التيه قال تعالى‪َ} :‬قا َ‬
‫ة‬
‫س فن َ ً‬
‫ن َ‬ ‫م أْرب َِعي ف َ‬
‫ِْ ْ‬ ‫مف ٌ‬‫حّر َ‬ ‫ل فَإ ِن َّها ُ‬
‫م َ‬
‫ن{ ]سورة المففائدة‬ ‫ق وْم ِ ا ل ْ َ‬
‫س ع ََلى ال ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫قي َ‬ ‫س ِ‬‫فا ِ‬ ‫ض َفلت َأ َ‬
‫ن ِفي الْر ِ‬
‫ي َِتيُهو َ‬
‫‪ .[5/26‬وفي هذه الفترة توفى موسى عليه السففلم ولففم‬
‫يدخل الرض المقدسة ودخلها بنو إسرائيل بعد ذلك بقيادة‬
‫نبي الله يوشع بن نون عليه السلم ‪.‬‬
‫السماء التي اشتهروا بها‬
‫ُأطلق علففى اليهففود مففن خلل تففاريخهم الطويففل عففدة‬
‫أسماء مشهورة مثل‪:‬‬
‫‪ -1‬العبريين أو العبرانيين‬
‫‪ -2‬وأيضا ً ورد في القففرآن الكريففم بعض فا ً مففن أسففمائهم‬
‫مثل‪ :‬بنو إسرائيل‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫‪ -3‬وأهففل الكتففاب الففذي يطلففق عليهففم بالشففتراك مففع‬
‫النصارى‪.‬‬
‫‪ -4‬وأما في العصر الحففديث فقففد ظهففر لهففم اسففم آخففر‬
‫هو ‪ :‬بنو صهيون أو أحباء صهيون ومنه الصهيونيون ‪.‬‬
‫ل من هذه السماء معنى وسبب من أجله سموا‬ ‫ولك ٍ‬
‫به‪ ،‬ولكنها في النهاية تففدل فففي الغلففب علففى أتبففاع الففدين‬
‫الذي جاء به موسى‪-‬عليه السلم ‪.-‬‬
‫وتفصيلها كما يلي‪:‬‬
‫أو ً‬
‫ل‪ :‬اليهففود‪:‬‬
‫هو من السماء المشهورة ويستخدم للدللة علففى أتبففاع‬
‫موسى ‪ -‬عليه السلم ‪ -‬وقد ورد ذكره في القففرآن الكريففم‬
‫حوالي ثمان مرات بلفظة اليهود وقد اختلففف فففي اشففتقاق‬
‫هذه الكلمة على رأيين ‪:‬‬
‫‪ -1‬الول ‪ :‬أنها نسبة إلى صفة الندم والتوبة وهففو الهففود‬
‫ك{ وهي بففذلك تكففون‬ ‫المذكور في قولفه تعالى‪} :‬إ ِّنا هُد َْنا إ ِل َي ْ َ‬
‫نسبة إلى كلمة عربية‪.‬‬
‫ومعنففى هففدنا‪" :‬أي تبنففا ورجعنففا وأنبنففا إليففك" )‪ (1‬قففال‬
‫ن ُهففوًدا{ يقففول‬ ‫ن َ‬
‫كففا َ‬ ‫مفف ْ‬
‫ة ِإل َ‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫جّنفف َ‬ ‫خ َ‬ ‫تعففالى‪} :‬وََقففاُلوا َلفف ْ‬
‫ن َيففد ْ ُ‬
‫القرطبي‪" :‬وأجاز الفراء أن يكون هودا ً بمعنى يهوديا ً حذف‬
‫منه الزائد وأن يكون جمع هائد‪ (2) ".‬وعنففد ابففن منظففور أن‬
‫الهود هو‪" :‬التوبة هففاد يهففود هففودا ً وتهففود‪ :‬تففاب ورجففع إلففى‬
‫الحق فهو هائد ‪ ... ...‬والهود‪ :‬اليهففود هففادوا يهففودون هففودا ً‬
‫وسميت اليهففود اشففتقاقا ً مففن هففادوا أي تففابوا ‪ ... ...‬وهففود‬
‫الرجل‪ :‬حولفه إلى ملة يهود قففال سففيبويه‪ :‬وفففي الحففديث‪:‬‬
‫))كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه يهففودانه أو‬
‫ينصرانه(()‪ (3‬معناه‪ :‬أنهما يعلمانه ديففن اليهوديففة والنصففارى‬
‫ويدخلنه فيه والتهويد أن يصير النسان يهودي ً‬
‫ا‪(4) ".‬‬

‫بن كثير‬
‫‪ ،‬ج ‪.2/334‬‬ ‫تفسيرا‬ ‫‪() 1‬‬
‫القرطبي‪.2/74 ،‬‬ ‫‪() 2‬‬
‫يح البخاري ح ‪1319‬‬
‫صح‬ ‫‪() 3‬‬
‫ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬ج ‪.156-15/155‬‬ ‫‪() 4‬‬

‫‪44‬‬
‫‪ -2‬أما الرأي الثففاني ‪ :‬أنففه نسففبة إلففى إسففم يهففوذا وهففو‬
‫البن الرابع ليعقوب عليه السلم "ويهوذا إسم عبري معناه‬
‫حمد‪(1) ".‬‬
‫والكثيرون على أنه نسبة إلى الهود وهو التوبة والرجوع‬
‫إلى الحق وهو الحق كما صح في الثار‪ .‬يذكر الشهرستاني‬
‫ذلك فيقول‪" :‬هاد الرجل‪ :‬أي رجع وتاب وإنمففا لزمهففم هففذا‬
‫ك{" )‪(2‬‬‫السم لقول موسى عليه السلم }إ ِّنا هُد َْنا إ ِل َي ْ َ‬
‫وقد وردت صيغ عديدة في القرآن لكلمة )اليهود(‪:‬‬
‫هادوا‪ :‬وقففد وردت عشففر مففرات مسففبوقة دائم فا ً بالسففم الموصففول‪}:‬الذين‬
‫هادوا{‬
‫هدنا‪ :‬ووردت مرة واحدة في معففرض إقرارهففم وتففوبتهم وهففم مففن اختففارهم‬
‫موسى للقاء الله‪.‬‬
‫هود‪ :‬وردت ثلث مرات وكلها في البقرة‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬العبرانيون ‪:‬‬
‫عرف اليهود في تاريخهم القديم باسم العففبريين‪ ،‬حيففث‬
‫لم تكن لفظففتي اليهففود‪ ،‬أو بنففي إسففرائيل قففد شففاعتا بعففد‪،‬‬
‫واختلفت آراء البففاحثين حففول أصففل التسففمية علففى أقففوال‬
‫أهمهففا‪ :‬نسففبة العففبريين إلففى فعففل العبففور والتنقففل‪ .‬يقففول‬
‫الدكتور‪ :‬أحمد سوسه‪" :‬وقد ظلت هذه التسمية أي تسمية‬
‫عبري وعبراني تطلق على الجماعات من القبففائل النازحففة‬
‫مففن الباديففة ومففن جهففة فلسففطين إلففى مصففر‪ ،‬وعلففى هففذا‬
‫الساس صار المصريون يسمون السففرائيليين بففالعبرانيين‬
‫باعتبارهم من تلك الجماعات البدوية‪(3)".‬‬

‫‪ () 1‬قاموس الكتاب المقدس‪ ،‬ص ‪.1085‬‬


‫‪ () 2‬الملل والنحل‪ ،‬ج ‪.1/250‬‬
‫‪ () 3‬د‪.‬أحمد سوسه‪ ،‬مفصل العرب واليهود في التاريخ‪ ،‬الطبعة الخامسففة‪،‬‬
‫‪1981‬م‪ ،‬دار الحرية للطباعة‪ ،‬ص ‪ .505‬وفصففل فففي التسففمية د‪ .‬رفقففى‬
‫زاهر‪ ،‬قصة الديان‪ ،‬دراسة تاريخيففة مقارنففة‪ ،‬الطبعففة الولففى‪1400 ،‬هففف‪/‬‬
‫‪1980‬م‪ ،‬دار المطبوعات الدولية‪ ،‬ص ‪. 33‬و إسففرائيل ولفنسففون‪ ،‬تاريففخ‬
‫اللغات السامية‪،‬الطبعة الولى‪،‬دارالقلم ‪1980‬م‪،‬بيروت‪،‬ص ‪.77‬‬

‫‪45‬‬
‫ثالثًا‪ :‬بنو إسرائيل ‪:‬‬
‫سمى الله نبيه‪ :‬يعقوب بن إسحق بن إبففراهيم ‪ -‬عليهففم‬
‫حل ّ ل ّب َِنففي‬
‫ن ِ‬ ‫ل الط َّعففام ِ َ‬
‫كففا َ‬ ‫السلم ‪ -‬إسرائيل فقففال تعففالى‪ُ }:‬‬
‫كفف ّ‬
‫ل َأن ت َُنففّز َ‬
‫ل الت ّفوَْراةُ‬ ‫مففن قَب ْف ِ‬
‫سفهِ ِ‬ ‫ل ع ََلى ن َ ْ‬
‫ف ِ‬ ‫سَراِئي ُ‬‫م إِ ْ‬ ‫حّر َ‬
‫ما َ‬ ‫ل إ ِل ّ َ‬ ‫سَراِئي َ‬‫إِ ْ‬
‫ن = ‪] { 93‬سورة آل‬ ‫ْ‬
‫ل فَأُتوا ْ ِبالت ّوَْراةِ َفات ُْلوهَففا ِإن ُ‬‫قُ ْ‬
‫صففاد ِِقي َ‬
‫م َ‬ ‫كنت ُف ْ‬
‫عمففران ‪ [3/93‬وقففد ذ ُك ِفَر هففذا السففم فففي القففرآن إحففدى‬
‫وأربعين مرة‪ ,‬خمسفا ً وعشففرين مففرة فففي السففور المكيففة‪,‬‬
‫وستة عشر مرة في السور المدنية‪.‬‬
‫وجففاء فففي تففاج العففروس‪" :‬وإسففرال‪ :‬هففو مخفففف عففن‬
‫إسرائيل ومعناه‪ :‬صفوة الله وقيففل عبففد اللففه وهففو يعقففوب‬
‫عليه السلم ‪ (1) ".‬وقال السدي أن معناه"سري الله" )‪(2‬‬
‫وأخرج الحاكم عن ابن عباس ف رضففي اللففه عنهمففا ‪..)) :‬‬
‫ولم يكن من النبياء من لفففه اسففمان إل إسففرائيل وعيسففى‬
‫عليهما السلم فإسرائيل يعقوب وعيسى المسيح‪(3) ((.‬‬
‫أما بنو إسرائيل فهم‪ :‬رأوبين ‪ -‬شمعون ‪ -‬لوي ‪ -‬يهوذا‬
‫‪ -‬يساكر ‪ -‬زبولون ‪ -‬يوسف ‪ -‬بنيامين ‪ -‬جاد ‪ -‬أشففير ‪ -‬دان ‪-‬‬
‫نفتالي ‪(4).‬‬
‫وقد كون هؤلء ونسلهم مففاعرف فيمففا بعففد بالسففباط‬
‫الثنففي عشففر‪ ،‬وفففي عهففد رحبعففام بففن سففليمان انقسففمت‬
‫مملكة اليهود إلى قسمين‪:‬‬
‫‪ -1‬أحفففدهما‪ :‬مملكفففة بنفففي إسفففرائيل ففففي الشفففمال‪،‬‬
‫وعاصمتها شكيم وتتكون من جميع قبائل بني إسففرائيل مففا‬
‫عدا قبيلتي يهوذا وبنيامين اللتين كونتا المملكة الجنوبية‪.‬‬
‫‪ -2‬مملكة يهوذا وعاصمتها أورشليم‪.‬‬
‫)( الزبيففدي‪ ،‬تففاج العففروس‪ ،‬تحقيففق‪ :‬إبراهيففم الففترزي ‪1393‬هففف‪،1972-‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪.10/52‬‬
‫فففي قصففة يعقففوب ‪‬‬
‫‪ ..:‬فكففان‬ ‫)( تاريففخ الطففبري ج‪ 1:‬ص‪ 192:‬وقففال‬ ‫‪2‬‬
‫يسري بالليل ويكمن بالنهار ولذلك سمي إسرائيل وهو سري الله‪.‬‬
‫)( المستدرك على الصحيحين ج‪ 2:‬ص‪ 405:‬وقال حديث صففحيح السففناد‬ ‫‪3‬‬
‫‪.‬‬
‫ولم يخرجاه‬
‫)( تفسير ابن أبي حففاتم جففزء ‪ 1 :‬صفففحة ‪ 243 :‬ورواه عففن ابففي العاليففة‬ ‫‪4‬‬
‫‪.‬‬
‫وغيره‬

‫‪46‬‬
‫و عندما يطلق القرآن عليهففم لفففظ بنففي إسففرائيل فففإن‬
‫هذا يكون فففي معففرض المففدح لهففم‪ ،‬والتففذكير بفضففل اللففه‬
‫تعففالى عليهففم‪ ،‬ورضففاه عنهففم‪ ،‬ومففاينبغي أن يكونففوا عليففه‪،‬‬
‫َ‬
‫ت‬ ‫ي ال ّت ِففي أن ْعَ ْ‬
‫مف ُ‬ ‫ل اذ ْك ُفُروا ن ِعْ َ‬
‫مت ِف َ‬ ‫يقول الله تعففالى‪} :‬ي َففاب َِني إ ِ ْ‬
‫س فَراِئي َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫مففا أْنففَزل ْ ُ‬
‫ت‬ ‫من ُففوا ب ِ َ‬
‫ن َوآ ِ‬ ‫ف ب ِعَهْد ِك ُ ْ‬
‫م وَإ ِّيايَ َفاْرهَُبو ِ‬ ‫ع َل َي ْك ُ ْ‬
‫م وَأوُْفوا ب ِعَهْ ِ‬
‫دي أو ِ‬
‫صد ًّقا ل َِما َمعَك ُْم{ ]سورة البقرة ‪.[41-2/40‬‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫وينسب القرآن من آمففن منهففم إلففى هففذه النسففبة مثففل‬
‫عنفد ِ الل ّفهِ وَك َ َ‬ ‫قوله تعالى‪}:‬قُ ْ َ َ‬
‫فْرت ُففم ب ِفهِ وَ َ‬
‫ش فهِد َ‬ ‫ن ِ‬
‫مف ْ‬ ‫م ِإن ك َففا َ‬
‫ن ِ‬ ‫ل أَرأي ْت ُ ْ‬
‫دي‬ ‫ن الّلفف َ‬
‫ه ل ي َْهفف ِ‬ ‫سففت َك ْب َْرت ُ ْ‬
‫م إِ ّ‬ ‫ن َوا ْ‬
‫م َ‬ ‫ل ع ََلى ِ‬
‫مث ْل ِهِ َفآ َ‬ ‫سَراِئي َ‬
‫من ب َِني إ ِ ْ‬‫شاه ِد ٌ ّ‬ ‫َ‬
‫ن = ‪] { 10‬سورة الحقاف ‪ [46/10‬في مففن‬ ‫مي َ‬ ‫م ال ّ‬
‫ظال ِ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ق وْ َ‬
‫قال أنها نفزلت في عبد الله بن سلم _ كما في الصحيحين‬
‫عن عامر بن سعد عن أبيه قال‪)) :‬ما سمعت رسففول اللففه‬
‫صلى الله عليه وسلم يقول لحد يمشي على وجففه الرض‬
‫إنه من أهل الجنة إل لعبففد اللففه بففن سففلم _(( قففال‪ :‬وفيففه‬
‫ل عََلففى ِمث ِْلففِه{ ]سففورة‬
‫سففَراِئي َ‬
‫مففن ب َِنففي إ ِ ْ‬‫شففاه ِد ٌ ّ‬ ‫شففهِد َ َ‬ ‫نفففزلت }وَ َ‬
‫َ‬
‫كن‬ ‫الحقاف ‪ ، (1) [46/10‬ومن جنس قولفه تعالى‪} :‬أوَل َ ْ‬
‫م يَ ُ‬
‫ل ّهم آي ً َ‬
‫ل = ‪] { 197‬سورة الشعراء‬ ‫سَراِئي َ‬ ‫ماء ب َِني إ ِ ْ‬‫ه ع ُل َ َ‬ ‫ة أن ي َعْل َ َ‬
‫م ُ‬ ‫ُ ْ َ‬
‫‪[26/197‬‬
‫قففال الطففبري ‪" :‬عنففي بعلمففاء بنففي إسففرائيل فففي هففذا‬
‫الموضع‪ :‬عبد الله بن سلم ومن أشبهه ممن كان قففد آمففن‬
‫برسول الله صلى الله عليه وسلم من بنففي إسففرائيل فففي‬
‫عصره‪(2) ".‬‬
‫واليهود اليففوم يطلقففون علففى أنفسففهم بنففي إسففرائيل‬
‫وذلك للدللت الدينية الخاصة حيث تربطهم بيعقوب نسبًا‪،‬‬
‫وحففتى يخلعففوا علففى أنفسففهم بهففذا الوصففف معنففى القففوة‬
‫والقففدرة واكتسففاب صفففات الغلبففة‪ ،‬ليتيسففر لهففم أن يحيففوا‬
‫الحياة التي يريدون‪ ،‬وبالسلوب الففذي يحبففونه‪ ،‬وتتعلففق بففه‬
‫عواطفهم ويتفق واستعدادهم‪(3) ".‬‬

‫‪.‬‬
‫‪ () 1‬رواه البخاري ‪ 3812‬ومسلم ‪2483‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري جزء ‪ 19 :‬صفحة ‪113 :‬‬
‫‪ () 3‬صابر طعيمه‪ ،‬اليهود في مففوكب التاريففخ‪ ،‬مكتبففة القففاهرة الحديثففة‪ ،‬ص‬

‫‪47‬‬
‫وأما تفصيل وجهة نظرهم الخاطئة فهي كالتالي‪:‬‬
‫تنسب تسففمية "إسففرائيل" إلففى يعقففوب عليففه السففلم ‪،‬‬
‫حيث ترد في التوراة قصة مفادها أنه خاض عراكا ً ضد رجل‬
‫حتى مطلففع الفجففر عنففد جففدول صففغير فففي منطقففة الردن‬
‫يدعى "يبوق"‪ ،‬ولما رأى الرجل أنه ل يقدر عليه‪ ،‬طلب منففه‬
‫أن يطلقه‪ ،‬فقال لفه ل أطلقك حتى تباركني‪ ،‬فبففاركه وقففال‬
‫لفه "لن يدعى اسمك يعقوب من بعففد‪ ،‬بففل إسففرائيل‪ ،‬لنففك‬
‫صارعت الله والناس وغلبت‪.(1) ".‬‬
‫ولفظة إسرائيل مكونة مففن كلمففتين سففاميتين قففديمتين‬
‫هما‪) :‬إسر( ‪ :‬بمعني غلب‪ ،‬و)إيل( ‪ :‬أي اللففه أو اللففه‪ ،‬وقففد‬
‫أصبحت هذه التسمية مصدر فخر من الناحية القومية لبني‬
‫إسرائيل وأصففبحوا ينسففبون أنفسففهم لهففا فيقولففون‪" :‬بيففت‬
‫إسرائيل" أو "آل إسرائيل" أو "بني إسففرائيل"‪ ،‬وكففثيرا ً مففا‬
‫يختصرون التعبير فيقولون "إسرائيل" فقط كمففا رأينففا فففي‬
‫مففأثور التلمففود والسففم العففبري لفلسففطين هففو "إيرتففس‬
‫يسرائيل" أي "أرض إسرائيل"‪.‬‬
‫وبففالرغم مففن أن تيففودور هرتسففل زعيففم الصففهيونية‬
‫السياسية‪ ،‬ورئيس المؤتمر الصهيوني العالمي الول الففذي‬
‫عقد في مدينة بال بسويسففرا عففام ‪ ،1897‬لففم يففتردد فففي‬
‫تسمية كتابه المتضمن لدعوته هذه "دولة اليهود" فإن هذه‬
‫الففدعوة الصففهيونية آثففرت عنففد الكتابففة عففن فلسففطين أن‬
‫تسففميها "أرض إسففرائيل"‪ ،‬حرصفا ً علففى تأكيففد انتمففاء هففذه‬
‫الرض إلى من يزعمون أنهم أسففلفهم الوائل‪ ،‬وهففم أبنففاء‬
‫يعقوب‪ ،‬أو "بنو إسرائيل"‪.‬‬
‫وعندما أعلنت الصهيونية قيام دولتها في فلسطين فففي‬
‫‪ 15‬مايو ‪ ،1948‬أطلقت عليها أسم "إسرائيل" وطبففع هففذا‬
‫السم فففي العففداد الولففى مففن "الجريففدة الرسففمية" فففي‬
‫رأس صحيفة تدعى "إسرائيل"‪ ،‬ولكن بعد أن قامت موجففة‬
‫من النقد تجاه هذه التسففمية قففامت الحكومففة السففرائيلية‬
‫‪.54‬‬
‫‪ () 1‬سفر التكوين ‪ 23:20‬وما بعدها‬

‫‪48‬‬
‫بتغيير السففم إلففى "دولففة إسففرائيل" وإن كففان الشففائع هففو‬
‫اسفففتخدام السفففم المختصفففر ففففي جميفففع أجهفففزة العلم‬
‫السرائيلية‪.‬‬
‫وقد فضل الصهاينة استخدام هذا السم "دولة إسرائيل"‬
‫لدولتهم‪ ،‬بدل ً من السم الذي كان قد اختففاره هرتسففل وهففو‬
‫"دولة اليهود" لسباب نذكر منها‪:‬‬
‫إيجففاد تناسففق بيففن اسففم الدولففة‪ ،‬والسففم العففبري لفلسففطين‪ ،‬وهففو "أرض‬
‫إسرائيل"‪.‬‬
‫إيثار الصفة العنصرية الكافية فففي اسففم إسففرائيل علففى الصفففة الدينيففة فففي‬
‫لفظة اليهود‪.‬‬
‫عدم الرغبة في التذكير بالحدود القديمة لمملكة يهود البائدة‪ ،‬الففتي لففم تكففن‬
‫تشمل إل القسم الجنوبي من فلسطين مففن دون سففاحل البحففر‪ ،‬ممففا يمثففل‬
‫قيففدا ً تاريخي فا ً للمطففامع التوسففعية السففتعمارية للصففهاينة الففذين يريففدون أن‬
‫يضعوا تحت قبضتهم أوسع رقعة ممكنة من الوطن العربي‪.‬‬

‫وقد خلقت هذه التسمية عدة مشاكل أمففام المشففرعين‬


‫الصهاينة‪ ،‬حيث انتقلت صفة السرائيلي من الشعب )وهففي‬
‫صفة مذكرة في العبرية( إلى الدولة )وهي صفة مؤنثة فففي‬
‫العبرية(‪ ،‬وهو النتقال الففذي أدى إلففى انطبففاق هففذه الصفففة‬
‫على كل من يقيم داخل إسففرائيل مففن العففرب والمسففلمين‬
‫والنصارى وأرغم السلطات السرائيلية علففى اعتمففاد هففؤلء‬
‫العرب المقيمين فيها في عففداد المففواطنين الففذي يتمتعففون‬
‫بالجنسية السرائيلية‪.‬‬
‫وقد أصبح اليهودي المقيم خارج إسرائيل‪ ،‬وفقا ً لقففانون‬
‫العودة‪ ،‬الصادرة في ‪ 5‬يوليو ‪ ،1950‬هو الخر "إسرائيليًا"‪.‬‬
‫والخلصففة أن السففرائيلي وفففق هففذا المفهففوم هففو أول ً‬
‫وأخيرا ً اليهودي المقيم في إسرائيل واليهودي المقيم خارج‬
‫إسرائيل أيضًا‪ ،‬بشرط أن يكففون صففهيونيا ً متمسففكا ً بففالولء‬
‫لسففرائيل‪ ،‬ومففن هنففا اكتسففبت لفظففة "إسففرائيل" فففي‬
‫المصففطلح السياسففي المعاصففر دللففة مختلفففة تمام فا ً عففن‬
‫السرائيلي قبل الصهيونية‪ ،‬والسرائيلي في بداوة العبريين‬
‫الولى‪ .‬وقد تجدر الشارة إلى عدم الخلط في إطار تحديد‬

‫‪49‬‬
‫مفففاهيم هففذه الصففطلحات بيففن اصففطلحات مثففل "دولففة‬
‫إسرائيل" و "أرض إسرائيل"‪.‬‬
‫إن "دولة إسرائيل" هي اصطلح سياسففي محففدد‪ ،‬بينمففا‬
‫"أرض إسففرائيل" هففي اصففطلح جغرافففي فدولففة إسففرائيل‬
‫يمكن أن تمتد على كل "أرض إسرائيل" أو على جففزء مففن‬
‫منها‪ ،‬أو حتى علففى أجففزاء ليسففت تابعففة "لرض إسففرائيل"‬
‫)مثل شرم الشففيخ والجففولن علففى سففبيل المثففال(‪ ،‬ودولفة‬
‫إسرائيل هي الطار الحاسم بالنسبة للمبدأ الصهيوني‪(1) .‬‬
‫رابعًا‪ :‬أهل الكتاب ‪:‬‬
‫هذا السم مما أطلق على اليهففود ويشففترك معهففم فيففه‬
‫النصارى‪ .‬وقد ورد ذكره فففي القففرآن إحففدى وثلثففون مففرة‬
‫وقد عّرفهففم الشهرسففتاني بقففوله‪" :‬الخففارجون عففن الملففة‬
‫الحنيفية‪ ،‬والشريعة السلمية ممن يقول بشففريعة وأحكففام‬
‫وحدود وأعلم‪ ،‬وقففد انقسففموا إلففى مففن لفففه كتففاب محقففق‬
‫مثل‪ :‬التوراة والنجيل‪ ،‬وعن هففذا يخففاطبهم التنفففزيل بأهففل‬
‫الكتاب‪.(2)"...‬‬
‫وعلى تعريف الشهرستاني هم إذن من أنفففزل عليهففم‬
‫كتاب سماوي وأرسل فيهم الرسل‪ ،‬وقد كان يقففابلهم قبففل‬
‫بعثة محمد صففلى اللففه عليففه وسففلم المميين الففذين كففانوا‬
‫علففى عبففادة الوثففان والصففنام فففأطلق عليهففم هففذا السففم‬
‫لتمييزهم عنهم‪ ،‬وقد ورد ذكر هذه التسمية في القرآن في‬
‫معرض النكار عليهم‪ ،‬وتذكيرهم بما يجب أن يكونوا عليففه‪،‬‬
‫واٍء ب َي ْن َن َففا‬
‫سف َ‬ ‫ب ت ََعال َوْا ْ إ َِلى ك َل ِ َ‬
‫م فةٍ َ‬ ‫ل َيا أ َهْ َ‬
‫ل ال ْك َِتا ِ‬ ‫مثل قوله تعالى‪} :‬قُ ْ‬
‫ض فَنا ب َْعض فا ً أ َْرَباب فا ً‬ ‫شْيئا ً وَل َ ي َت ّ ِ‬
‫خذ َ ب َعْ ُ‬ ‫ش رِ َ‬
‫ك ب ِهِ َ‬ ‫ه وَ ل َ ن ُ ْ‬ ‫وبينك ُ َ‬
‫م أل ّ ن َعْب ُد َ إ ِل ّ الل ّ َ‬ ‫َََْ ْ‬
‫ن الل ِّه{ ]سورة آل عمران ‪ [3/64‬الية‪ .‬وقوله تعالى‪:‬‬ ‫من ُدو ِ‬ ‫ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن{ ]سورة آل‬ ‫دو َ‬‫شفففهَ ُ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫ت الل ّهِ وَأنت ُ ْ‬
‫ن ِبآَيا ِ‬‫فُرو َ‬ ‫م ت َك ْ ُ‬‫ب لِ َ‬ ‫ل ال ْك َِتا ِ‬ ‫}َيا أهْ َ‬
‫عمففران ‪ [3/70‬وغيرهففا مففن اليففات‪.‬ولكففن سففياق اليففات‬
‫‪ () 1‬د‪ .‬عبففد الوهففاب المسفففيري‪ ، ،‬موسفففوعة المفففاهيم والمصففطلحات‬
‫الصهيونية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مركففز الدراسففات السياسففية والسففتراتيجية ‪.1975‬‬
‫وموسوعة اليهود واليهودية والصهيونة لفه ايضا الموسففوعة الفلسففطينية‪،‬‬
‫المجلد الثاني‪.1984 ،‬‬
‫‪ () 2‬الملل والنحل‪ ،‬ج ‪.1/247‬‬

‫‪50‬‬
‫وأسباب النفزول الواردة فيها تحففدد ‪-‬غالبفًا‪-‬المقصففود بأهففل‬
‫الكتاب‪.‬‬
‫خامسًا‪ :‬بنو صهيون ‪:‬‬
‫وهذا أيضا ً من السماء التي تطلق على اليهود‪ ،‬وهففو مففا‬
‫تنتسب إليه غالب طوائف اليهود اليوم‪ ،‬وكلمة صهيون هففي‬
‫نسبة الى المنطقة أو الجبل المطل على الففبيت المقففدس‪.‬‬
‫كما في الثر الذي ساقه الطبري بسنده عن وهب بن منبه‬
‫قال‪)) :‬لما اشتملت مريم على الحمل كان معها قرابة لهففا‬
‫يقال لفه يوسف النجار‪ ،‬وكانا منطلقين إلى المسففجد الففذي‬
‫عند جبل صهيون‪ ،‬وكففان ذلففك المسففجد يففومئذ مففن أعظففم‬
‫مسففاجدهم‪ ،‬فكففانت مريففم ويوسففف يخففدمان فففي ذلففك‬
‫المسجد فففي ذلففك الزمففان‪ ،‬وكففان لخففدمته فضففل عظيففم‪،‬‬
‫فرغبففا فففي ذلك فكانففا يليففان معففالجته بأنفسففهما‪ ،‬تحففبيره‬
‫وكناسته وطهوره وكل عمل يعمل فيه‪ ،‬وكان ل يعمففل مففن‬
‫أهل زمانهما أحد أشد اجتهادا ً وعبادة منهما‪(1) .‬‬
‫وقففال عنففه يففاقوت الحمففوي‪" :‬موضففع معففروف بففالبيت‬
‫المقدس محلة فيها كنيسة صهيون‪ ،‬وصففهيون أيض فا ً حصففن‬
‫حصين من أعمال سواحل بحر الشام من أعمففال حمص ف‪".‬‬
‫)‪( 2‬‬
‫وجاء في قاموس الكتففاب المقففدس‪" :‬صففهيون‪ :‬رابيففة‬
‫من الروابي التي تقوم عليها أورشففليم‪ ،‬ورد ذكرهففا للمففرة‬
‫الولى في العهد القديم كموقع لحصن يبوسي‪ ،‬فاحتل داود‬
‫الحصن وسففماه مدينففة داود‪ ،‬وإليهففا أتففي بالتففابوت فمنففذئذ‬
‫صارت الرابية مقدسة‪(3) ".‬‬
‫وأما الصهيونية فهففي‪ :‬منظمففة يهوديففة تنفيذيففة‪ ،‬مهمتهففا‬
‫تنفيذ المخططات المرسومة لعادة مجد بنففي إسففرائيل‬
‫‪-‬اليهود‪ -‬وبناء هيكل سليمان‪ ،‬ثم إقامة مملكة إسففرائيل‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ ( 64 / 16‬باختصار‬


‫‪ () 2‬معجم البلدان ج‪ 3:‬ص‪436:‬‬
‫‪ () 3‬قاموس الكتاب المقدس‪ ،‬ص ‪. 558‬‬

‫‪51‬‬
‫ثم السيطرة من خللها علففى العففالم تحففت ملففك )ملففك‬
‫يهوذا( المنتظر‪.‬‬
‫‪ -‬وقد ظهر مصطلح الصهيونية )‪ (Zionism‬لول مرة على‬
‫يد الكاتب اللماني ناثان برنباوم سنة ‪1893‬م‪.‬‬
‫‪ -‬في عام ‪1882‬م ظهرت في روسيا لول مففرة حركففة‬
‫عرفت باسم ) حب صهيون ( وكففان أنصففارها يتجمعففون‬
‫في حلقات اسففمها )أحبففاء صفهيون( وقففد تففم العففتراف‬
‫بهذه الجماعات في عففام ‪1890‬م تحففت اسففم " جمعيففة‬
‫مسفففاعدة الصفففناع والمزارعيفففن اليهفففود ففففي سفففوريا‬
‫وفلسطين وإحياء اللغة العبرية‪.‬‬
‫‪ -‬الصهيونية الحديثة وهي الحركة المنسوبة إلى تيففودور‬
‫هرتزل الصحفي اليهففودي المجففري ولففد فففي بودابسففت‬
‫فففي ‪2/5/1860‬م‪ ،‬حصففل علففى شففهادة الحقففوق مففن‬
‫جامعة فينففا ‪1878‬م‪ ،‬وهففدفها الساسففي الواضففح قيففادة‬
‫اليهففود إلففى حكففم العففالم بففدءا ً بإقامففة دولففة لهففم فففي‬
‫فلسففطين‪ .‬وقففد فففاوض السففلطان عبففد الحميففد بهففذا‬
‫الخصوص في محاولتين‪ ،‬لكنه أخفق‪ ،‬عنففد ذلففك عملففت‬
‫اليهودية العالمية على إزاحففة السففلطان وإلغففاء الخلفففة‬
‫السلمية‪.‬‬
‫‪ -‬وقد أقففام هرتففزل أول مففؤتمر صففهيوني عففاملي سففنة‬
‫‪1897‬م‪ ،‬مستغل ً محاكمففة الضففابط اليهففودي الفرنسففي‬
‫دريفوس ف الففذي اتهففم بالخيانففة ‪1894‬م لنقلففه أسففرارا ً‬
‫عسكرية من فرنسا إلى ألمانيا‪ ،‬لكن ثبتت براءتففه فيمففا‬
‫بعد ونجح هرتزل من تصوير المأساة اليهودية في زعمه‬
‫من خلل هففذه الواقعففة الفرديففة وأصففدر كتففابه الشففهير‬
‫الدولة اليهودية الذي أكسبه أنصارا ً ل بأس بعددهم‪ ،‬مما‬
‫شففجعه علففى إقامففة أول مففؤتمر صففهيوني فففي بففال‬
‫بسويسرا ‪ 31/8/47-29‬وقففد علففق عليففه بقولفففه ‪" :‬لففو‬
‫طلب إلى تلخيص أعمال المؤتمر فإني أقول بففل أنففادي‬
‫علففى مسففمع مففن الجميففع إننففي قففد أسسففت الدولففة‬

‫‪52‬‬
‫اليهودية‪ ".‬ونجح في تجميع يهود العالم حولفه‪ ،‬كما نجففح‬
‫فففي جمففع دعففاة اليهففود الففذين صففدرت عنهففم أخطففر‬
‫مقففررات فففي تاريففخ العففالم وهففي بروتوكففولت حكمففاء‬
‫صهيون المستمدة من تعاليم كتب اليهود المحرفة التي‬
‫يقدسونها‪ ،‬ومففن ذلففك الففوقت أحكففم اليهففود تنظيمففاتهم‬
‫وأصبحوا يتحركون بدقة ودهاء وخفاء لتحقيففق أهففدافهم‬
‫التدميرية التي أصبحت نتائجها واضحة للعيان في زماننا‬
‫هذا‪.‬‬
‫وللمنظمة الصهيونية جانبان مهمان ‪:‬ديني وسياسي‬
‫أما الجانب الديني فيتلخص فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬إثارة الحماس الديني بيففن أفففراد اليهففود فففي جميففع‬
‫أنحاء العالم‪ ،‬لعودتهم إلى أرض الميعففاد المزعومففة ) أرض‬
‫فلسطين(‪.‬‬
‫‪ -2‬حففث سففائر اليهففود علففى التمسففك بالتعففاليم الدينيففة‬
‫والعبففادات والشففعائر اليهوديففة واللففتزام بأحكففام الشففريعة‬
‫اليهودية‪.‬‬
‫‪ -3‬إثارة الففروح القتاليففة بيففن اليهففود‪ ،‬والعصففبية الدينيففة‬
‫والقومية لهم للتصدي للديان والمم والشعوب الخرى‪.‬‬
‫أما الجانب السياسي فيتلخص فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬محاولة تهويففد فلسففطين )أي جعلهففا يهوديففة داخليفًا(‬
‫وذلك بتشجيع اليهود في جميع أنحففاء العففالم علففى الهجففرة‬
‫إلى فلسطين وتنظيففم هجرتهففم وتمويلهففا‪ ،‬وتففأمين وسففائل‬
‫السففتقرار النفسففي والففوظيفي والسففكني وذلففك بإقامففة‬
‫المسففتوطنات داخففل أرض فلسففطين )وهففي عبففارة عففن‬
‫مجمعات سكنية حديثة كاملففة المرافففق تمولهففا الصففهيونية‬
‫مففن تبرعففات اليهففود والففدول المواليففة لهففم فففي العففالم(‪،‬‬
‫وتوطيففد الكيففان اليهففودي الناشففئ فففي فلسففطين سياسففيا ً‬
‫واقتصاديا ً وعسكريًا‪.‬‬
‫‪ -2‬تدويل الكيان السرائيلي في فلسطين عالميا ً ‪ ،‬وذلك‬
‫بانتزاع اعتراف أكثر دول العالم بوجود دولة إسففرائيل فففي‬

‫‪53‬‬
‫فلسطين وشرعيتها‪ ،‬وضمان تحقيق الحمايففة الدوليففة لهففا‪،‬‬
‫وفرضفففها علفففى العفففالم‪ ،‬وعلفففى المسفففلمين علفففى وجفففه‬
‫الخصوص‪ .‬لذلك نجد أن الصهيونية تقوم بففدور رئيففس فففي‬
‫دفع أمريكا وروسيا وأكثر الدول في أوربا لحماية إسففرائيل‬
‫سياسيا ً وعسكريا ً ودعمها اقتصففاديا ً وبشففريًا‪ ،‬فبففالرغم مففن‬
‫أن أمريكا ودول أوربا ‪ -‬دول نصففرانية ‪ ، -‬وبففالرغم مففن أن‬
‫روسففيا شففيوعية تحففارب الديففان وبففالرغم –أيض فًا‪ -‬مففن أن‬
‫شعوب هذه الدول تكره اليهود بحق إل أنها ل تففزال تحمففي‬
‫دولففة إسففرائيل وتففدعمها‪ .‬ومففا ذك إل بتففأثير الصففهيونية‬
‫الواضح‪.‬‬
‫‪ -3‬متابعفففة وتنفيفففذ المخططفففات اليهوديفففة العالميفففة‬
‫السياسففية والقتصففادية‪ ،‬خطففوة بخطففوة‪ ،‬ووضففع الوسففائل‬
‫الكفيلة بالتنفيففذ السففريع والففدقيق لهففذه المخططففات‪ ،‬ثففم‬
‫التهيئة لها إعلميا ً وتمويلها اقتصاديًا‪ ،‬ودعمها سياسيًا‪.‬‬
‫‪ -4‬توحيد وتنظيم جهود اليهود فففي جميففع العففالم أفففراد ً‬
‫وجماعففففات ومؤسسففففات ومنظمففففات‪ ،‬وتحريففففك العملء‬
‫والمأجورين عند الحاجة لخدمة اليهففود وتحقيففق مصففالحهم‬
‫ومخططاتهم‪.‬‬
‫هذه أهم أهداف وأساليب الصهيونية بإيجاز‪(1) .‬‬

‫‪ () 1‬انظر كتاب الموجز في الديان والمذاهب المعاصرة‪ ،‬للشيخين‪ :‬ناصر‬


‫القفاري وناصر العقل والموسوعة الميسرة في الديان للنففدوة العالميففة‬
‫للشباب السلمي ‪.1/529‬‬

‫‪54‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الثار الواردة في منفزلتهم ونعم الله عليهم‪.‬‬
‫وفيه سبعة مطالب‪:‬‬
‫المطلب الول‪:‬تفضيلهم على العالمين‪:‬‬
‫الثفففففار‪:‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن = ‪] { 47‬سففورة‬ ‫مي َ‬
‫م ع َلففى العَففال ِ‬ ‫ض فلت ُك ُ ْ‬ ‫قوله تعففالى‪} :‬وَأن ّففي فَ ّ‬
‫البقرة ‪[2/47‬‬
‫‪ - 727-19‬حدثنا به محمففد بففن عبففد العلففى الصففنعاني قففال‪ :‬حففدثنا‬
‫محمد بن ثور عن معمر وحدثنا الحسن بففن يحيففى قففال‪ :‬حففدثنا عبففد‬
‫َ‬
‫ن{‬ ‫مي َ‬ ‫م ع َل َففى ال ْعَففال َ ِ‬ ‫ضل ْت ُك ُ ْ‬‫الرزاق قال‪ :‬أخبرنا معمر عن قتادة‪} :‬وَأّني فَ ّ‬
‫قال‪ :‬فضلهم على عالم ذلك الزمان‪(1).‬‬
‫‪ -728-20‬حدثني المثنى قال‪ :‬حدثنا آدم قال‪ :‬حدثنا أبففو جعفففر عففن‬
‫َ‬
‫ن{ قففال‪ :‬بمففا‬ ‫مي َ‬ ‫م ع َل َففى ال ْعَففال َ ِ‬ ‫ض فل ْت ُك ُ ْ‬‫الربيع عن أبففي العاليففة‪} :‬وَأن ّففي فَ ّ‬
‫أعطوا من الملك والرسل والكتففب علففى عففالم مففن كففان فففي ذلففك‬
‫الزمان فإن لكل زمان عالمًا‪(2) .‬‬
‫‪ -729-21‬حدثنا القاسم قال‪ :‬حدثنا الحسين قال‪ :‬حدثني حجاج عففن‬
‫َ‬
‫ن{‬ ‫مي َ‬ ‫م ع ََلى ال ْعَففال َ ِ‬ ‫ضل ْت ُك ُ ْ‬‫ابن جريج قال‪ :‬قال مجاهد في قوله‪} :‬وَأّني فَ ّ‬
‫قال‪ :‬على من هم بين ظهرانيه‪(3) .‬‬
‫‪ -730-22‬وحدثني يونس بن عبد العلى قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب قال‪:‬‬
‫َ‬
‫ن = ‪{ 47‬‬ ‫مي َ‬ ‫م ع ََلى ال َْعال َ ِ‬ ‫ضل ْت ُك ُ ْ‬ ‫سألت ابن زيد عن قول الله‪} :‬وَأّني فَ ّ‬
‫م ع َل َففى‬ ‫خت َْرن َففاهُ ْ‬‫ق فد ْ ا ْ‬ ‫قال‪ :‬عالم أهل ذلك الزمان‪ .‬وقرأ قول اللففه‪} :‬وَل َ َ‬
‫ن = ‪] { 32‬سورة الدخان ‪ [44/32‬قال‪ :‬هذه لمن‬ ‫مي َ‬ ‫عل ْم ٍ ع ََلى ال َْعال َ ِ‬
‫ِ‬
‫أطاعه واتبع أمره وقد كان فيهم القردة وهم أبغض خلقه إليه وقففال‬
‫ْ‬
‫ن‬
‫ف وَت َن ْهَ فوْ َ‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫ن ب ِففال ْ َ‬ ‫مُرو َ‬ ‫س ت َفأ ُ‬ ‫ت ِللّنا ِ‬ ‫ج ْ‬ ‫خرِ َ‬ ‫مةٍ أ ُ ْ‬ ‫ُ‬
‫خي َْر أ ّ‬ ‫لهذه المة‪} :‬ك ُن ْت ُ ْ‬
‫م َ‬
‫م‬
‫من ْهُف ْ‬ ‫خي ْففرا ً ل َهُف ْ‬
‫م ِ‬ ‫ب ل َك َففا َ‬
‫ن َ‬ ‫ن أ َهْف ُ‬
‫ل ال ْك ِت َففا ِ‬ ‫ه وَل َوْ آ َ‬
‫مف َ‬ ‫ن ِبالل ّ ِ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫منك َرِ وَت ُؤ ْ ِ‬ ‫عَ ْ‬
‫م ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ن = ‪] { 110‬سورة آل عمران ‪[3/110‬‬ ‫قو َ‬ ‫س ُ‬‫فا ِ‬ ‫ن وَأك ْث َُرهُ ْ‬ ‫مُنو َ‬‫مؤ ْ ِ‬‫ال ْ ُ‬
‫قال‪ :‬هذه لمن أطاع الله واتبع أمره واجتنب محارمه‪(4) .‬‬
‫َ‬
‫ن = ‪{ 20‬‬ ‫ن ال ْعَففال َ ِ‬
‫مي َ‬ ‫حففدا ً ِ‬
‫مف ْ‬ ‫تأ َ‬ ‫مففا ل َف ْ‬
‫م ي ُفؤ ْ ِ‬ ‫قوله تعالى‪َ } :‬وآَتاك ُ ْ‬
‫م َ‬
‫]سورة المائدة ‪[5/20‬‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 264 / 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 265 / 1‬تفسير‬
‫صححه في التفسير الصحيح )‪(3/262‬‬
‫الدر المنثور ) ‪( 165 / 1‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 264 / 1‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 104 / 1‬‬
‫حسفن‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 165 / 1‬تفسير ابن كفثير ) ‪( 89 / 1‬‬
‫إسناده الحافظ في الفتح )‪.(6/366‬‬
‫صححه في التفسير الصحيح )‪(3/122‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪( 265 / 1‬‬
‫‪ () 4‬تفسير الطبري ) ‪( 265 / 1‬‬

‫‪55‬‬
‫‪ - 9083-23‬حدثنا سفيان بن وكيع قففال‪ :‬ثنففا أبففي عففن سفففيان عففن‬
‫َ‬
‫ن = ‪ { 20‬قال‪:‬‬ ‫مي َ‬ ‫ن ال َْعال َ ِ‬‫م ْ‬‫حدا ً ِ‬ ‫تأ َ‬ ‫م ي ُؤ ْ ِ‬‫ما ل َ ْ‬‫م َ‬ ‫رجل عن مجاهد‪َ} :‬وآَتاك ُ ْ‬
‫المن والسلوى والحجر والغمام‪(1) .‬‬
‫‪-24‬حدثني محمد بن عمرو قال‪ :‬ثنا أبو عاصم قال‪ :‬ثنا عيسففى عففن‬
‫َ‬
‫ن =‬ ‫مي َ‬ ‫ن ال ْعَففال َ ِ‬ ‫مف ْ‬ ‫حففدا ً ِ‬ ‫تأ َ‬ ‫م ي ُفؤ ْ ِ‬ ‫ما ل َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ابن أبي نجيح عن مجاهد‪َ} :‬وآَتاك ُ ْ‬
‫‪ { 20‬يعني أهل ذلك الزمان المن والسلوى والحجر والغمام‪(2) .‬‬
‫ن = ‪{ 32‬‬ ‫مي َ‬ ‫عل ْم ٍ ع ََلففى ال َْعففال َ ِ‬ ‫م ع ََلى ِ‬ ‫خت َْرَناهُ ْ‬‫قد ْ ا ْ‬ ‫قولفه تعالى‪} :‬وَل َ َ‬
‫]سورة الدخان ‪[44/32‬‬
‫‪ -24083-25‬حدثنا بشر قال‪ :‬ثنففا يزيففد قففال‪ :‬ثنففا سففعيد عففن قتففادة‬
‫ن = ‪ { 32‬أي اخففتيروا علففى‬ ‫مي َ‬ ‫عل ْم ٍ ع َل َففى ال ْعَففال َ ِ‬ ‫م ع ََلى ِ‬ ‫خت َْرَناهُ ْ‬
‫قد ْ ا ْ‬ ‫}وَل َ َ‬
‫أهل زمانهم ذلك ولكل زمان عالم‪(3) .‬‬
‫م‬
‫ن هُ ف ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ة ل ِل ّف ِ‬‫مف ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫دى وََر ْ‬ ‫خت َِها هُ ف ً‬
‫سف َ‬ ‫ح وَِفي ن ُ ْ‬ ‫وا َ‬ ‫َ‬
‫خ ذ َ ال ل ْ َ‬ ‫قولفه تعالى‪} :‬أ َ َ‬
‫ن = ‪] { 154‬سورة العراف ‪[7/154‬‬ ‫م ي َْرهَُبو َ‬ ‫ل َِرب ّهِ ْ‬
‫‪ - 11752-26‬حدثنا بشر بن معاذ قال‪ :‬ثنا يزيد قال‪ :‬ثنا سففعيد عففن‬
‫م‬ ‫م ل َِرب ّهِف ْ‬‫ن هُ ف ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ة ل ِل ّف ِ‬‫مف ٌ‬‫ح َ‬‫دى وََر ْ‬ ‫خت َِها هُف ً‬ ‫س َ‬ ‫ح وَِفي ن ُ ْ‬ ‫وا َ‬ ‫َ‬
‫خذ َ الل ْ َ‬ ‫قتادة قوله‪} :‬أ َ َ‬
‫ن = ‪ { 154‬قففال‪ :‬رب إنففي أجففد فففي اللففواح أمففة خيففر أمففة‬ ‫ي َْرهَب ُففو َ‬
‫أخرجت للنففاس يففأمرون بففالمعروف وينهففون عففن المنكففر فففاجعلهم‬
‫أمتي! قال‪ :‬تلك أمة أحمد‪ .‬قال‪ :‬رب إني أجد فففي اللففواح أمففة هففم‬
‫الخرون السابقون‪ :‬أي آخرون في الخلق سابقون في دخول الجنففة‬
‫رب اجعلهم أمتي! قففال‪ :‬تلففك أمففة أحمففد‪ .‬قففال‪ :‬رب إنففي أجففد فففي‬
‫اللواح أمة أناجيلهم في صدورهم يقرؤونها وكان من قبلهم يقرؤون‬
‫كتابهم نظرا ً حتى إذا رفعوها لم يحفظففوا شففيئا ً ولففم يعرفففوه ‪ -‬قففال‬
‫قتادة‪ :‬وإن الله أعطاكم أيتها المة من الحفظ شيئا ً لفم يعطفه أحفدا ً‬
‫من المم ‪ -‬قال‪ :‬رب اجعلهم أمتي! قال‪ :‬تلك أمة أحمففد‪ .‬قففال‪ :‬رب‬
‫إنففي أجفد ففي اللفواح أمفة يؤمنفون بالكتفاب الول وبالكتففاب الخففر‬
‫ويقاتلون فصول الضللة حتى يقاتلوا العور الكذاب فاجعلهم أمففتي!‬
‫قال‪ :‬تلك أمة أحمد‪ .‬قال‪ :‬رب إني أجففد فففي اللففواح أمففة صففدقاتهم‬
‫يأكلونها في بطونهم ثم يؤجرون عليها وكان من قبلهم من المم إذا‬
‫تصدق بصدقة فقبلت منففه بعففث اللففه عليهففا نففارا ً فأكلتهففا‪ ،‬وإن ردت‬
‫عليه تركت تأكلها الطير والسباع‪ ،‬قال‪ :‬وإن الله أخذ صففدقاتكم مففن‬
‫غنيكم لفقيركم قال‪ :‬رب اجعلهم أمتي! قال‪ :‬تلك أمففة أحمففد‪ .‬قففال‪:‬‬
‫رب إني أجد في اللواح أمة إذا هففم أحففدهم بحسففنة ثففم لففم يعملهففا‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 170 / 6‬تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 47 / 3‬تفسير‬


‫القرطبي ) ‪( 124 / 6‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪( 170 / 6‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 127 / 25‬تفسير ابن كثير ) ‪ ( 144 / 4‬حسنه‬
‫في التفسير الصحيح )‪(4/318‬‬

‫‪56‬‬
‫كتبت لفه حسنة فإن عملها كتبت لفه عشر أمثالها إلى سففبعمائة رب‬
‫اجعلهم أمتي! قال‪ :‬تلك أمة أحمد‪ .‬قال‪ :‬رب إنففي أجففد فففي اللففواح‬
‫أمة إذا هم أحدهم بسيئة لففم تكتففب عليففه حففتى يعملهففا فففإذا عملهففا‬
‫كتبت عليه سيئة واحدة فاجعلهم أمتي! قال‪ :‬تلك أمففة أحمففد‪ .‬قففال‪:‬‬
‫رب إني أجففد فففي اللففواح أمففة هففم المسففتجيبون والمسففتجاب لهففم‬
‫فاجعلهم أمتي! قال‪ :‬تلك أمة أحمد‪ .‬قال‪ :‬رب إني أجفد ففي اللفواح‬
‫أمة هم المشفعون والمشفوع لهم فاجعلهم أمففتي! قففال‪ :‬تلففك أمففة‬
‫أحمد‪ .‬قال‪ :‬وذكر لنا أن نبي الله موسى عليففه السففلم نبففذ اللففواح‬
‫وقال‪ :‬اللهم اجعلني من أمة أحمد! قال‪ :‬فأعطي نففبي اللففه موسففى‬
‫سففى إ ِن ّففي‬ ‫عليففه السففلم ثنففتين لففم يعطهمففا نففبي قففال اللففه‪} :‬ي َففا ُ‬
‫مو َ‬
‫ن‬
‫مف ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ك وَك ُف ْ‬ ‫مففا آت َي ْت ُف َ‬ ‫خ فذ ْ َ‬ ‫مففي فَ ُ‬
‫كل ِ‬‫سففالِتي وَب ِ َ‬‫س ب ِرِ َ‬ ‫في ْت ُ َ َ‬‫ص فط َ َ‬
‫ك ع َلففى الن ّففا ِ‬ ‫ا ْ‬
‫ن = ‪] { 144‬سورة العففراف ‪ [7/144‬قففال‪ :‬فرضفي نفبي‬ ‫ري َ‬‫شاك ِ ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ُ‬
‫حقّ وَب ِفهِ‬‫ن ب ِففال ْ َ‬
‫دو َ‬ ‫ة ي َهْف ُ‬‫مف ٌ‬
‫سففى أ ّ‬ ‫مو َ‬‫ن قَفوْم ِ ُ‬ ‫الله‪ .‬ثم أعطفي الثانيففة‪} :‬وَ ِ‬
‫مف ْ‬
‫ن = ‪] { 159‬سورة العراف ‪ [7/159‬قال‪ :‬فرضي نبي اللففه‬ ‫ي َعْد ُِلو َ‬
‫عليه السلم كل الرضا‪(1).‬‬

‫حسنه في التفسير الصحيح )‪(1/223‬‬


‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪( 65 / 9‬‬

‫‪57‬‬
‫الدراسففففة‪:‬‬
‫ن بففه علففى‬ ‫يذكر الله تبارك وتعالى لبني إسرائيل مففا م ف ّ‬
‫أسلفهم يوم أطاعوا أمره واتبعوا نبيه‪ ،‬وأن هذا مففآلهم لففو‬
‫اتبعوا محمدا ً صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وقد فضلهم بالتوحيففد‬
‫والطاعة على أهل زمانهم‪ ،‬وهففو المففراد بهففذه اليففات كمففا‬
‫صرح بهذا جمع من السلف‪ ،‬كمجاهد وأبي العاليففة و قتففادة‬
‫كما في الثار السابقة‪.‬‬
‫وليففس فففي هففذه اليففات حجففة لمففن أراد تنفففزيلها علففى‬
‫اليهود في كل الزمان لما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬روى بهز بن حكيم عن أبيه عففن جففده قففال‪ :‬سففمعت‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‪)) :‬أل إنكففم وفيتففم‬
‫سبعين أمة" قال يعقوب في حديثه‪" :‬أنتففم آخرهففا"‪ .‬وقففال‬
‫الحسن‪" :‬أنتم خيرها وأكرمها على الله(( ‪(1).‬‬
‫قال الطبري رحمه الله ‪" :‬فقد أنبأ هذا الخبر عن النففبي‬
‫صلى الله عليه وسلم أن بني إسرائيل لم يكونوا مفضلين‬
‫على أمففة محمففد عليففه الصففلة والسففلم وأن معنففى قففوله‪:‬‬
‫م ع َل َفففى‬ ‫َ‬
‫ضفففل ْت ُك ُ ْ‬
‫ن{ وقففوله‪} :‬وَأن ّفففي فَ ّ‬ ‫مي َ‬ ‫م ع َل َفففى ال ْعَفففال َ ِ‬ ‫ضفففل َْناهُ ْ‬ ‫}وَفَ ّ‬
‫ن{ ما بينا من تأويله‪.‬‬ ‫مي َ‬ ‫ال َْعال َ ِ‬
‫وقد قال الطبري في أول اليات‪" :‬ويعني بقوله }وَأ َن ّفففي‬
‫ن{ أني فضففلت أسففلفكم‪ ،‬فنسففب نعمففه‬ ‫مي َ‬‫م ع ََلى ال َْعال َ ِ‬ ‫ضل ْت ُك ُ ْ‬‫فَ ّ‬
‫على آبائهم وأسلفهم إلى أنهففا نعففم منففه عليهففم؛ إذ كففانت‬
‫مآثر الباء مآثر للبناء‪ ،‬والنعم عند الباء نعمففا ً عنففد البنففاء؛‬
‫لكون البنففاء مففن البففاء‪ ،‬وأخففرج جففل ذكففره قففوله‪} :‬وَأ َّنففي‬
‫ن{ مخرج العموم وهو يريد بففه خصوص فًا؛‬ ‫مي َ‬‫م ع ََلى ال َْعال َ ِ‬ ‫ضل ْت ُك ُ ْ‬‫فَ ّ‬
‫لن المعنى وأني فضلتكم على عالم من كنتم بيففن ظهريففه‬
‫وفي زمانه‪(2) ".‬‬
‫ْ‬
‫ن‬
‫مُرو َ‬ ‫س ت َفأ ُ‬‫ت ِللن ّففا ِ‬ ‫جف ْ‬
‫خ رِ َ‬ ‫م فةٍ أ ُ ْ‬ ‫ُ‬
‫خي ْفَر أ ّ‬ ‫‪ -2‬ولقولفه تعالى‪} :‬ك ُن ْت ُف ْ‬
‫م َ‬
‫ب‬ ‫ن أ َهْف ُ‬
‫ل ال ْك ِت َففا ِ‬ ‫ن ب ِففالل ّهِ وَل َفوْ آ َ‬
‫مف َ‬ ‫من ُففو َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫من ْك َرِوَت ُؤ ْ ِ‬ ‫ن ع َف ِ‬
‫ف وَت َن ْهَوْ َ‬ ‫ِبال ْ َ‬
‫معُْرو ِ‬

‫‪ () 1‬رواه أحمد حديث رقم ‪ 20037‬ج ‪/5‬ص ‪ 3‬والبيهقي في سننه ج ‪/9‬ص‬


‫‪.‬‬
‫‪ 5‬والدارمي ج ‪/2‬ص ‪ 404‬وحسن إسناده شعيب الرناؤط‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ج‪ 1:‬ص‪265-264:‬‬

‫‪58‬‬
‫م ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ن{ ]سورة آل‬ ‫قو َ‬ ‫سف ُ‬ ‫فا ِ‬ ‫ن وَأك ْث َُرهُ ف ُ‬
‫من ُففو َ‬ ‫م ال ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬ ‫من ْهُ ف ُ‬ ‫خْيرا ً ل َهُ ف ْ‬
‫م ِ‬ ‫ن َ‬ ‫لَ َ‬
‫كا َ‬
‫خْيففرا ً‬
‫ن َ‬ ‫ب لَ َ‬
‫كففا َ‬ ‫ل ال ْك َِتففا ِ‬‫هفف ُ‬ ‫ن أَ ْ‬‫مفف َ‬‫عمران ‪ ، [3/110‬فقولفه }وََلففوْ آ َ‬
‫ل ُّهم{ يعلن أنهم غيرمقصودين بالتفضيل المطلففق‪ ،‬بففل هففي‬
‫دعففوة لهففم للتفضففيل بففدخولهم لهففذا الففدين‪ ،‬وهكففذا يففدور‬
‫التفضففيل مففع التوحيففد‪ ،‬فيففوم أن كففانوا موحففدين وغيرهففم‬
‫ّ‬
‫مشرك فضلوا‪ ،‬ولما ّ جاءهم الحق وتركوه صاروا المغضوب‬
‫عليهم‪.‬‬
‫وقد بين الرسول صلى الله عليه وسففلم هففذه المسففألة‬
‫فقففال‪)) :‬إنمففا مثلكففم واليهففود والنصففارى كرجففل اسففتعمل‬
‫عمال ً فقال‪ :‬من يعمل لي إلففى نصففف النهففار علففى قيففراط‬
‫قيففراط‪ ،‬فعملففت اليهففود علففى قيففراط قيففراط‪ ،‬ثففم عملففت‬
‫النصارى على قيراط قيراط‪ ،‬ثففم أنتففم الففذين تعملففون مففن‬
‫صلة العصر إلى مغرب الشمس على قيراطين قيراطيففن‪،‬‬
‫فغضبت اليهود والنصففارى وقففالوا‪ :‬نحففن أكففثر عمل ً وأقففل‬
‫عطاء‪ ،‬قال‪ :‬هل ظلمتكم من حقكم شيئًا؟ قالوا‪ :‬ل‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫فذلك فضلي أوتيه من أشاء‪(1) ((.‬‬
‫منطلق اليهود في دعواهم‪:‬‬
‫ينطلق اليهود في نظرتهم لغيرهم مففن المففم ‪ -‬وخاصففة‬
‫المسلمين ‪ -‬من خلل أمرين هما‪:‬‬
‫‪ - 1‬الدعاء بالصطفاء والختيار والتفضيل لهم من اللففه‬
‫‪ -‬تبارك وتعالى ‪ -‬وتبعا ً لذلك فهم يقولون بالمر الثاني‪.‬‬
‫‪ - 2‬أحقيتهم في أرض فلسففطين باعتبارهففا الرض الففتي‬
‫ُوعد بها آباؤهم من قبل )إبراهيم ‪ -‬إسحاق ‪ -‬يعقوب عليهم‬
‫السلم (‪.‬‬
‫ولكي تتضح صففورة موقففف العهففد القففديم مففن المففم‬
‫الخرى كان لبد من مناقشة هذين المرين‪:‬‬
‫أو ً‬
‫ل‪ :‬الدعاء بالصطفاء والتفضيل ‪:‬‬
‫ينظفففر اليهفففود إلفففى أنفسفففهم باعتبفففارهم مختفففارون‬
‫ومفضلون على الناس جميعاً‪ ،‬وأن هذا التفضففيل جففاء بنففاءً‬
‫على اختيار واصطفاء من الله ‪ -‬تبففارك وتعففالى ‪ -‬ورد ذلففك‬
‫‪ () 1‬صحيح البخاري ‪2/792‬‬

‫‪59‬‬
‫في نصوص العهففد القففديم كففثيرًا‪ ،‬ومففن أمثلتففه ماجففاء فففي‬
‫سفر الخروج ‪" :‬والن إن امتثلتم أوامري وحفظتم عهففدي‪،‬‬
‫فإنكم تكونون لففي خاصففة مففن جميففع الشففعوب‪ ،‬لن جميففع‬
‫الرض لففي‪ ،‬وأنتففم تكونففون لففي مملكففة أحبففار وشففعبا ً‬
‫مقدسًا")‪.(1‬‬
‫وأيضا ً ماورد في سفر التثنيففة ‪" :‬لنففك شففعب مقففدس‬
‫للرب إلهك‪ ،‬وإياك اصطفى الرب إلهك أن تكففون لفففه أمففة‬
‫خاصة من جميع المم التي على وجه الرض‪(2) ".‬‬
‫وجاء فيه أيضًا‪" :‬لنك شعب مقدس للرب إلهففك وقففد‬
‫اصطفاك الرب لتكون لفه شعبا ً خاصا ً على جميع الشففعوب‬
‫التي على وجه الرض‪(3) ".‬‬
‫الرد علي هذا الدعاء ‪:‬‬
‫أثبتت نصوص التوراة ‪ -‬كما مفّر سففابقا ً ‪ -‬أفضففلية بنففي‬
‫إسرائيل على غيرهم وعند مناقشة هذا المر فإنه لبد مففن‬
‫ورود بعض التساؤلت مثل‪:‬‬
‫ضل بني إسرائيل على غيرهم؟‬ ‫• هل حقا ً فُ ّ‬
‫• وإذا كففان المففر كففذلك فمففتى كففان هففذا‬
‫التفضفففيل؟ وهفففل يصفففح أن ُيطلفففق أمفففره بفففدون‬
‫ضوابط؟ وماهي هذه الضوابط ؟‬
‫• ثم هل التزم بها اليهود لتصح مقالتهم بففأنهم‬
‫شعب الله المختار؟‬
‫الحقيقففة أن نصففوص القففرآن الكريففم أثبتففت أن بنففي‬
‫إسرائيل فضلوا على غيرهم من الناس‪ ،‬وقد ورد ذلك ففففي‬
‫القرآن الكريم يقول ‪ -‬تعالى ‪ -‬فففي سففورة البقففرة‪َ} :‬يففاب َِني‬
‫م ع َل َففى‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ض فل ْت ُك ُ ْ‬
‫م وَأن ّففي فَ ّ‬ ‫ت ع َل َي ْك ُف ْ‬‫مف ُ‬‫ي ال ّت ِففي أن ْعَ ْ‬ ‫مت ِف َ‬‫ل اذ ْك ُفُروا ن ِعْ َ‬ ‫س فَراِئي َ‬ ‫إِ ْ‬
‫ن{ ]سورة البقرة ‪ [2/47‬وفففي سففورة البقففرة أيض فا ً‬ ‫مي َ‬ ‫ال َْعال َ ِ‬
‫َ‬
‫ت‬ ‫ي ال ّت ِففي أن ْعَ ْ‬
‫مف ُ‬ ‫ل اذ ْك ُفُروا ن ِعْ َ‬
‫مت ِف َ‬ ‫س فَراِئي َ‬ ‫جاء قولفه ‪-‬تعالى‪} -‬ي َففاب َِني إ ِ ْ‬
‫َ‬
‫ن{ ]سورة البقففرة ‪[2/122‬‬ ‫مي َ‬‫م ع ََلففى ال َْعففال َ ِ‬ ‫ضففل ْت ُك ُ ْ‬
‫م وَأّنففي فَ ّ‬ ‫ع َل َي ْك ُ ْ‬

‫‪ () 1‬سفر الخروج ‪. 6 - 5 : 19‬‬


‫‪ () 2‬سفر تثنية ‪. 6 : 7‬‬
‫‪ () 3‬سفر تثتثنية ‪. 2 : 14‬‬

‫‪60‬‬
‫م إ ِل َهًففا وَهُ ف َ‬
‫و‬ ‫َ‬ ‫}قَففا َ َ‬
‫ل أغ َي ْفَر الل ّفهِ أب ِْغيك ُف ْ‬ ‫وفي سورة العراف أيضفًا‪:‬‬
‫ن{ ]سورة العراف ‪ [7/140‬وفي سففورة‬ ‫مي َ‬ ‫م ع ََلى ال َْعال َ ِ‬ ‫ضل َك ُ ْ‬
‫فَ ّ‬
‫م َوالن ّب ُفوّة َ وََرَزقْن َففاهُ ْ‬
‫م‬ ‫حك ْ َ‬ ‫ب َوال ْ ُ‬‫ل ال ْك َِتا َ‬‫سَراِئي َ‬ ‫الجاثية‪} :‬وَل َ َ‬
‫قد ْ آت َي َْنا ب َِني إ ِ ْ‬
‫ضل َْناهُْم عََلى ال َْعال َِميَنن{ ]سورة الجاثيففة ‪[45/16‬‬ ‫ت وَ فَ ّ‬ ‫ن الط ّي َّبا ِ‬ ‫م َ‬
‫ِ‬
‫‪.‬‬
‫ففي اليات السابقة أثبت القرآن الكريم مسألة تفضيل‬
‫بني إسرائيل على العالمين‪ ،‬بل إن الله تعالى أنعففم عليهففم‬
‫بأن جعل منهم أنبياء وملوكًا‪ ،‬وآتاهم مففالم يففؤت أحففدا ً مففن‬
‫مهِ َيففاقَوْم ِ اذ ْ ُ‬
‫كففُروا‬ ‫قففوْ ِ‬‫سففى ل ِ َ‬ ‫مو َ‬‫ل ُ‬ ‫العالمين‪ ،‬يقول تعالى‪} :‬وَإ ِذ ْ َقففا َ‬
‫ل فيك ُ َ‬
‫ت‬ ‫ما ل َ ْ‬
‫م ي ُؤ ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫مُلو ً‬
‫كا َوآَتاك ُ ْ‬ ‫جعَل َك ُ ْ‬
‫م ُ‬ ‫ج عَ َ ِ ْ‬
‫م أن ْب َِياَء وَ َ‬ ‫م إ ِذ ْ َ‬‫ة الل ّهِ ع َل َي ْك ُ ْ‬
‫م َ‬‫ن ِعْ َ‬
‫َ‬
‫ن{ ]سورة المائدة ‪.(1) [5/20‬‬ ‫مي َ‬ ‫ن ال َْعال َ ِ‬‫م َ‬ ‫دا ِ‬‫ح ً‬‫أ َ‬
‫إذن قضية التفضيل صففحيحة ومسففلم بهففا بنففص القففرآن‬
‫الكريم‪ ،‬لكن متى كان بنو إسرائيل يتميففزون عففن غيرهففم؟‬
‫الواقع أن ذلك المر كان حيففن لففم يكففن علففى وجففه الرض‬
‫مؤمن سواهم‪ ،‬فقد كانت الرض ‪-‬على وقتهم‪ -‬تعج بالوثنية‬
‫وعبادة غير الله ‪-‬تعالى‪ -‬خاصة في مصر التي كان يسففكنها‬
‫بنو إسرائيل قبل خروجهم منها علففى يففد نففبي اللففه الكريففم‬
‫موسى ‪ -‬عليه السلم ‪ ،-‬فقد كانوا الفئة المؤمنة الموحففدة‬
‫بالله ‪-‬تعالى‪ ،-‬وكانوا أيضفا ً المففة المستضففعفة الففتي تعففاني‬
‫من فرعون وظلمه ‪ -‬كما أخبر بذلك القرآن الكريم‪ ،-‬وتبعا ً‬
‫ليمانهم والتزامهم بما شرع اللففه ‪-‬تعففالى‪ -‬كففان تفضففيلهم‪،‬‬
‫ومع هذا فإن إطلق أمر الصطفاء والختيار بففدون قيففود أو‬
‫شروط أمر ليصح؛ إذ أن لهففذا الختيففار والتفضففيل شففروط‬
‫لم يلتزم بها بنو إسففرائيل‪ ،‬فففالله ‪-‬تبففارك وتعففالى‪ -‬فضففلهم‬
‫بشرط اليمان به ‪-‬سبحانه وتعففالى‪ ،-‬واللففتزام بمففا شففرعه‬
‫لهففم وأوصففاهم بففه‪ ،‬فبتحقيففق هففذين المريففن يكففون لبنففي‬
‫إسرائيل الفضل على غيرهم في ذلك الوقت‪ ،‬والذي عليففه‬
‫واقع بني إسرائيل بعد ذلك أنهم لم يلتزموا بما أمرهففم بففه‬
‫الله ‪-‬تبارك وتعالى‪ ،-‬بل نقضوا ماعاهدوا اللففه عليففه‪ ،‬وأول‬
‫مانقضوا ‪-‬الوصايا العشر‪ -‬التي أوصاهم بها ‪-‬سبحانه‪ ،-‬فقففد‬
‫‪ () 1‬سورة المائدة‪ ،‬آية ‪. 20‬‬

‫‪61‬‬
‫ورد في التوراة‪" :‬لتقتل لتزن لتسرق لتشهد على قريبك‬
‫شهادة زور لتشففته بيففت قريبففك لتشففته امففرأة قريبففك ول‬
‫عبده ول أمته ول ثوره ول حماره ول شيئا ً مما لقريبك‪(1) ".‬‬
‫وأيضفًا‪" :‬ل تقتففل ل تففزن ل تسففرق ل تشففهد علففى صففاحبك‬
‫شهادة زور ل تشته زوجة صاحبك ول تشففته بيتففه ول حقلففه‬
‫ول عبفففده ول أمتفففه ول ثفففوره ول حمفففاره ول شفففيئا ً ممفففا‬
‫لصاحبك‪(2) ".‬‬
‫فالساس الذي شففرعه اللففه ‪-‬تبففارك وتعففالى‪ -‬مففن أن‬
‫تفضففيلهم لففم يكففن إل بسففبب إيمففانهم وتقففواهم‪ ،‬فمففتى‬
‫مففاتركوا ذلففك انتقففض حقهففم فففي التفضففيل والختيففار‪،‬‬
‫فالميزان في ذلك هو‪ :‬اللتزام باليمان بالله ‪-‬تعالى‪ -‬وحده‬
‫لشريك لفه‪ ،‬والقيام بما شرع‪ ،‬وأداء ما أمر به‪ .‬وهكذا كان‬
‫تفضيل الله لهم لنهم آمنوا حينا ً ببعض النبياء‪ ،‬وعرفوا نور‬
‫التوحيففد فففي الففوقت الففذي كففانت فيففه معظففم الشففعوب‬
‫معرضة عن عبادة الله‪ ،‬فلم يكففن اختيففار اللففه لهففم بسففبب‬ ‫ُ‬
‫العنصففر أو العففرق أو النففوع أو اللففون أو غيففر ذلففك مففن‬
‫أباطيلهم‪ ،‬وإنما كان تكليفا ً لبني إسففرائيل‪ ،‬واختيففارا ً وابتلًء‬
‫أيشكرون أم يكفرون‪ ،‬ولهذا قرن القرآن الكريم بين آيففات‬
‫عْلففم ٍ ع ََلففى‬
‫م ع ََلففى ِ‬ ‫خت َْرَنففاهُ ْ‬ ‫الختيار والختبار معا ً فقال‪} :‬وَل َ َ‬
‫قففد ِ ا ْ‬
‫ن = ‪{ 33‬‬ ‫مِبي ف ٌ‬‫مففا ِفي فهِ َبلٌء ُ‬ ‫ت َ‬ ‫ن الي َففا ِ‬ ‫مف َ‬ ‫م ِ‬
‫َوآت َي َْناهُ ْ‬ ‫ن = ‪32‬‬ ‫مي َ‬‫ال َْعال َ ِ‬
‫]سورة الدخان ‪ [33-44/32‬والبلء هففو الختبففار واللففه قففد‬
‫يختففبر عبففاده بففالنعم‪ ،‬كمففا يختففبرهم بففالنقم‪ ،‬ولكففن اليهففود‬
‫سقطوا في امتحانهم‪ ،‬فلم يشكروا نعمة اختيار اللففه لهففم‪،‬‬
‫وإنما انحرفوا عن منهج الله‪ ،‬وحرفوا كتبه‪ ،‬وكففذبوا رسففله‪،‬‬
‫وهنا غضب الله عليهم ولعنهففم وعففدد مسففاوئهم وكفرهففم‪،‬‬
‫ن‬
‫سففى اب ْف ِ‬‫عي َ‬ ‫ن َداوُد َ وَ ِ‬ ‫ل ع َل َففى ل ِ َ‬
‫سففا ِ‬ ‫سفَراِئي َ‬
‫ن ب َن ِففي إ ِ ْ‬
‫م ْ‬ ‫ن كَ َ‬
‫فُروا ِ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫}ل ُعِ َ‬
‫من ْك َ ٍ‬
‫ر‬ ‫ن ُ‬
‫ن عَ ْ‬ ‫ن = ‪َ 78‬‬
‫كاُنوا ل ي َت ََناهَوْ َ‬ ‫دو َ‬
‫كاُنوا ي َعْت َ ُ‬‫وا وَ َ‬ ‫ص ْ‬‫ما ع َ َ‬ ‫م ذ َل ِ َ‬
‫ك بِ َ‬ ‫مْري َ َ‬
‫َ‬
‫ن = ‪] { 79‬سورة المففائدة ‪-5/78‬‬ ‫فعَل ُففو َ‬ ‫ما َ‬
‫كاُنوا ي َ ْ‬ ‫س َ‬ ‫فَعَُلوه ُ ل َب ِئ ْ َ‬
‫‪ [79‬كما يناقشهم القففرآن فففي دعففواهم مناقشفة منطقيففة‬
‫‪ () 1‬سفر الخروج ‪. 17 - 13 : 20‬‬
‫‪ () 2‬تث ‪.21 - 17 : 5‬‬

‫‪62‬‬
‫هادوا إن زع َمتم أ َنك ُ َ‬ ‫فيقول‪} :‬قُ ْ َ‬
‫ن‬
‫ن ُدو ِ‬ ‫مف ْ‬ ‫م أوْل ِي َففاُء ل ِل ّفهِ ِ‬
‫ن َ ُ ِ ْ َ ْ ُ ْ ّ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل َياأي َّها ال ّ ِ‬
‫مففا‬ ‫النففاس فَتمنفوا ال ْمفوت إن ك ُنتفم صففادقين = ‪ 6‬ول يتمنفون َ‬
‫دا ب ِ َ‬
‫ه أب َف ً‬‫َ ََ َ ّ َْ ُ‬ ‫َ ْ َ ِ ْ ُْ ْ َ ِ ِ َ‬ ‫ِ َ َ ّ ُ‬ ‫ّ‬
‫َ‬
‫ن = ‪] { 7‬سورة الجمعفة‬ ‫م ِبالظ ّففال ِ ِ‬
‫مي َ‬ ‫ه ع َِلي ف ٌ‬ ‫م َوالل ّف ُ‬ ‫ديهِ ْ‬
‫ت أي ْف ِ‬ ‫ق َ فد ّ َ‬
‫م ْ‬
‫دعون أن الله قد أفردهم بففوليته وحبففه‬ ‫‪ [7-62/6‬فاليهود ي ّ‬
‫واختيففاره‪ ،‬ولكففن القففرآن يصففف كلمهففم بففأنه مجففرد زعففم‬
‫باطففل‪ ،‬ومففع ذلففك يطلففب منهففم أن يتمنففوا المففوت لكففي‬
‫يسارعوا إلى لقاء الله الذي يحبهم إن كففانوا صففادقين‪ ،‬بففل‬
‫يعقففب فففي صففراحة ووضففوح بففأن واحففدا ً منهففم لففن يتمنففى‬
‫الموت لنهم يعلمون أنهم كاذبون في دعواهم‪(1) .‬‬
‫إذن يتضح من ذلك أن مسألة التفضيل حقيقة ‪ -‬ولكن‬
‫ليس على إطلقها‪ -‬إنما لها شروطها التي لم يلتزم بها بنففو‬
‫إسففرائيل فمففن الشففروط‪ :‬اليمففان بففالله ‪-‬تبففارك وتعففالى‪،-‬‬
‫فمن آمففن بففالله والففتزم سففواٌء مففن بنففي إسففرائيل أم مففن‬
‫غيرهم فله الفضل على غيره‪ ،‬فأسففاس التفاضففل إنمففا هففو‬
‫عبادة الله ‪-‬تعالى‪ ،-‬فأكرم الناس أتقاهم كما أخبر عن ذلك‬
‫القرآن الكريم‪ ،‬يقول ‪-‬تبارك وتعالى‪} :-‬إ َ‬
‫عن ْفد َ الل ّف ِ‬
‫ه‬ ‫م ِ‬ ‫مك ُف ْ‬
‫ن أك َْر َ‬ ‫ِ ّ‬
‫أ َت َْقاك ُْم{ ]سورة الحجرات ‪[49/13‬‬
‫وعلى هذا تكون أمة السففلم هففي خيففر أمففة أخرجففت‬
‫س{ ]سورة‬ ‫ت ِللّنففا ِ‬ ‫جفف ْ‬ ‫مففةٍ أ ُ ْ‬
‫خ رِ َ‬
‫ُ‬
‫خي َْر أ ّ‬ ‫للناس‪ ،‬يقول تعالى‪} :‬ك ُن ْت ُ ْ‬
‫م َ‬
‫آل عمران ‪ [3/110‬وهي خيرية ليست على إطلقها أيض فا ً‬
‫ْ‬
‫ن‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫ف وَت َن ْهَوْ َ‬‫معُْرو ِ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬‫مُرو َ‬ ‫وإنما باستيفاء شروطها‪ ،‬وهي‪} :‬ت َأ ُ‬
‫ن ِبالل ِّه{ ]سورة آل عمران ‪.[3/110‬‬ ‫ال ْ ُ‬
‫من ْك َرِ وَت ُؤ ْ ِ‬
‫مُنو َ‬
‫يقول ابن كثير رحمه اللففه ‪ " :‬فمففن اتصففف مففن هففذه‬
‫المففة بهففذه الصفففات دخففل معهففم فففي هففذا الثنففاء عليهففم‬
‫والمدح‪ ،‬كما قال قتادة‪)) :‬بلغنا أن عمر بن الخطاب _ فففي‬
‫م‬‫حجة حجها رأى من الناس سرعة‪ ،‬فقففرأ هففذه اليففة }ك ُن ُْتفف ْ‬
‫س{ ثم قال‪ :‬من سره أن يكون من تلففك‬ ‫ت ِللّنا ِ‬
‫ج ْ‬ ‫م ةٍ أ ُ ْ‬
‫خ رِ َ‬
‫ُ‬
‫خي َْر أ ّ‬ ‫َ‬
‫المة فليؤد شرط الله فيها‪.(2) ((.‬‬

‫انظر‪:‬‬
‫العقيدة اليهودية‪ ،‬وخطرها على النسانية‪. 356-355 ،‬‬ ‫‪() 1‬‬
‫‪ () 2‬نفسير ابن كثير‪. 1/516 ،‬‬

‫‪63‬‬
‫ثم إن نص التوراة يؤكد على هذه الشففروط فقففد جففاء‬
‫فيففه‪" :‬والن إن امتثلتففم أوامففري وحفظتففم عهففدي ‪.(1) "...‬‬
‫وهو مايدل حقيقففة علففى أن التفضففيل هففو بسففبب المتثففال‬
‫لشرع الله ‪-‬تعالى‪ -‬وأوامره ل لشيء آخر‪.‬‬
‫ووردت أيضفا ً نصففوص أخففرى تففدل علففى هففذا المعنففى‬
‫منها‪" :‬وإن نسيت الرب إلهك‪ ،‬واتبعت آلهة غريبة وعبففدتها‪،‬‬
‫وسجدت لها‪ ،‬فأنا شاهد عليكم اليوم بففأنكم تهلكففون هلك فا ً‬
‫كالمم التي أبادها الرب من أمففامكم‪ ،‬تهلكففون لجففل أنكففم‬
‫لم تسمعوا لصوت الرب إلهكففم")‪ .(2‬وأيض فًا‪" :‬انظففروا إنففي‬
‫ل عليكم اليففوم بركففة ولعنففة‪ :‬البركففة إن سففمعتم لوصففايا‬‫تا ٍ‬
‫الرب إلهكم‪ ،‬وزغتم عن الطريق التي أنا ساّنها لكففم اليففوم‬
‫إلى اتباع آلهة غريبة لم تعرفوها" )‪ .(3‬فهذان النصان يففدلن‬
‫على أن امتثال الوامففر بعبففادة اللففه وطففاعته هففو الركيففزة‬
‫الساسففية للتفضففيل وأنففه مففتى مففا حففاد هففؤلء عففن ذلففك‬
‫انتقضت دعواهم بالتفضيل على العالمين فنصوصففهم ‪-‬مففن‬
‫كتبهم‪ -‬شاهدة عليهم‪(4).‬‬

‫المطلب الثاني‪:‬كثرة النبياء فيهم‬


‫الثفففففففار‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫دي‬ ‫ت ع َلي ْك ُف ْ‬
‫م وَأوْفُففوا ب ِعَهْف ِ‬ ‫مف ُ‬ ‫قولفه تعالى‪} :‬اذ ْك ُُروا ن ِعْ َ‬
‫مت ِففي الت ِففي أن ْعَ ْ‬
‫ُ‬
‫ن = ‪].{ 40‬سورة البقرة ‪[2/40‬‬ ‫م وَإ ِّيايَ َفاْرهَُبو ِ‬ ‫ف ب ِعَهْد ِك ُ ْ‬
‫أو ِ‬
‫‪ - 672-27‬وحدثني يونس بن عبففد العلففى قففال‪ :‬أخبرنففا ابففن وهففب‬
‫)( سفر الخروج ‪. 5 : 19‬‬ ‫‪1‬‬
‫)( سفر التثنية ‪. 20-19 : 8‬‬ ‫‪2‬‬
‫)( سفر التثنية ‪.28-26 : 11‬‬ ‫‪3‬‬
‫ً‬
‫)( لو أن باحثا جمع آيات القرآن الكريم عن اليهود‪ ،‬واستخلص منهففا مففا‬ ‫‪4‬‬
‫تدل عليه مففن مثففالبهم ومسففاوئ أخلقهففم وأفعففالهم‪ ،‬والتففواء طففبيعتهم‪،‬‬
‫لجمع ف أو كاد ف جميع خصال السوء‪ ،‬واخلق الرذيلة‪ .‬فكيف يتبجحون مع‬
‫هذا بأن القرآن يقصد امتيازهم على جميع من سواهم من المم‪ ،‬وكيففف‬
‫يستمسكون بما يفهمون من ظاهر آية أو آيتين وقد تحالفت آيات القرآن‬
‫التي نزلت فيهم على غير ما فهموا؟ والخلصففة أن القففرآن حسففين قففرر‬
‫أنهم فضلوا على العالمين‪ ،‬وأنهم أوتوا مالم يؤت أحد من العالمين‪ ،‬انمففا‬
‫ساق ذلففك فففي معففرض المتنففان عليهففم بففالنعم واثبففات أنهففم يجحففدونها‬
‫ويكفرون بها‪ ،‬فهففو الففزام منطقففي بلففومهم‪ ،‬حيففث أو ثففروا وأوتففوا النعففم‬
‫فكفروا وتولوا واستغنى الله! ) محمود شلتوت‪-‬تفسير القرآن ص ‪(241‬‬

‫‪64‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫دي‬ ‫م وَأوُْفوا ب ِعَهْ ِ‬ ‫ت ع َل َي ْك ُ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫مِتي ال ِّتي أن ْعَ ْ‬ ‫قال‪ :‬قال ابن زيد في قوله‪} :‬ن ِعْ َ‬
‫ُ‬
‫ن{ قال‪ :‬نعمه عامة‪ ،‬ول نعمففة أفضففل مففن‬ ‫م وَإ ِّيايَ َفاْرهَُبو ِ‬ ‫ف ب ِعَهْد ِك ُ ْ‬ ‫أو ِ‬
‫ك أَ َ‬
‫موا‬ ‫س فل َ ُ‬
‫نأ ْ‬ ‫ن ع َل َي ْف َ ْ‬ ‫من ّففو َ‬‫السلم والنعم بعد تبع لها‪ .‬وقرأ قول الله }ي َ ُ‬
‫ل الل ّه يمن ع َل َيك ُ َ‬
‫م‬
‫كنت ُ ْ‬‫ن ُ‬ ‫ن إِ ْ‬‫ما ِ‬
‫لي َ‬
‫م لِ ِ‬ ‫داك ُ ْ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ُ َ ُ ّ‬ ‫م بَ ْ‬ ‫مك ُ ْ‬ ‫سل َ‬ ‫ي إِ ْ‬‫مّنوا ع َل َ ّ‬ ‫ل ل تَ ُ‬ ‫قُ ْ‬
‫ن = ‪] { 17‬سورة الحجرات ‪(1) [49/17‬‬ ‫صاد ِِقي َ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫م َبلٌء‬ ‫م وَِفي ذ َل ِكفف ْ‬ ‫ساَءك ْ‬ ‫ن نِ َ‬ ‫حُيو َ‬ ‫ست َ ْ‬
‫م وَ ي َ ْ‬‫ن أب َْناَءك ْ‬ ‫حو َ‬ ‫قولفه تعالى‪} :‬ي ُذ َب ّ ُ‬
‫م = ‪].{ 49‬سورة البقرة ‪[2/49‬‬ ‫ظي ٌ‬
‫م عَ ِ‬ ‫ن َرب ّك ُ ْ‬ ‫م ْ‬
‫ِ‬
‫‪ - 747-28‬حدثنا به العباس بففن الوليففد الملففي وتميففم بففن المنتصففر‬
‫الواسطي قال‪ :‬حدثنا يزيد بن هففارون قففال‪ :‬أخبرنففا الصففبغ بففن زيففد‬
‫قال‪ :‬حدثنا القاسم بن أيوب قففال‪ :‬حففدثنا سففعيد بففن جففبير عففن ابففن‬
‫عباس رضي الله عنهما قال‪ :‬تذاكر فرعون وجلساؤه مففا كففان اللففه‬
‫وعففد إبراهيففم خليلففه أن يجعففل فففي ذريتففه أنبيففاء وملوكفًا‪ ،‬وائتمففروا‬
‫وأجمعوا أمرهم على أن يبعث رجففال ً معهففم الشفففار‪ ،‬يطوفففون فففي‬
‫بني إسرائيل فل يجدون مولودا ً ذكرا ً إل ذبحوه ففعلوا‪ .‬فلمففا رأوا أن‬
‫الكبار من بني إسرائيل يموتون بآجالهم وأن الصففغار يففذبحون قففال‪:‬‬
‫توشففكون أن تفنففوا بنففي إسففرائيل فتصففيروا إلففى أن تباشففروا مففن‬
‫العمال والخدمة ما كففانوا يكفففونكم فففاقتلوا عام فا ً كففل مولففود ذكففر‬
‫فتقل أبناؤهم ودعوا عامًا‪ .‬فحملت أم موسى بهارون في العام الذي‬
‫ل يذبح فيه الغلمان فولدته علنية أمه حففتى إذا كففان القابففل حملففت‬
‫بموسى‪(2) .‬‬
‫ن = ‪56‬‬ ‫شففك ُُرو َ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫م ل َعَل ّ ُ‬
‫كفف ْ‬ ‫موْت ِك ُ ْ‬
‫ن ب َعْد ِ َ‬
‫م ْ‬‫م ِ‬‫م ب َعَث َْناك ُ ْ‬‫قولفه تعالى‪} :‬ث ُ ّ‬
‫{‪].‬سورة البقرة ‪[2/56‬‬
‫‪ - 804-29‬حدثني بذلك موسى بن هارون قال‪ :‬ثنا عمفرو بفن حمفاد‬
‫قال‪ :‬ثنا أسباط عن السدي ‪ :‬أي بعثناكم أنبياء‪(3) .‬‬
‫ن = ‪56‬‬ ‫شففك ُُرو َ‬
‫م تَ ْ‬ ‫م ل َعَل ّ ُ‬
‫كفف ْ‬ ‫مففوْت ِك ُ ْ‬
‫ن ب َعْد ِ َ‬
‫م ْ‬‫م ِ‬ ‫م ب َعَث َْناك ُ ْ‬‫قوله تعالى‪} :‬ث ُ ّ‬
‫{‪].‬سورة البقرة ‪[2/56‬‬
‫‪ - 807-30‬حدثني موسى بن هارون قال‪ :‬ثنا عمرو بففن حمففاد قففال‪:‬‬
‫ثنا أسباط بن نصر عن السدي‪ :‬لمففا تففابت بنففو إسففرائيل مففن عبففادة‬
‫العجل وتاب الله عليهم بقتل بعضهم بعضا ً كما أمرهم بففه أمففر اللففه‬
‫تعالى موسى عليففه السففلم أن يففأتيه فففي نففاس مففن بنففى إسففرائيل‬
‫يعتذرون إليه من عبادة العجل‪ ،‬ووعدهم موعدًا‪ ،‬فاختار موسى عليه‬
‫السلم من قومه سبعين رجل ً على عينفه‪ ،‬ثفم ذهفب بهففم ليعتففذروا‪.‬‬
‫فلما أتوا ذلك المكان }قالوا لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة{ فإنففك‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪( 250 -249/ 1‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 272 / 1‬تفسير الففدر المنثففور ) ‪- ( 569 / 5‬‬
‫صححه في التفسير الصحيح )‪(1/166‬‬
‫تفسير ابن كثير ) ‪( 149 / 3‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ج‪ 1:‬ص‪291:‬‬

‫‪65‬‬
‫قد كلمتففه فأرنففاه‪ .‬فأخففذتهم الصففاعقة فمففاتوا‪ ،‬فقففام موسففى يبكففي‬
‫ويدعو اللفه ويقفول‪ :‬رب مفاذا أقفول لبنفي إسفرائيل إذا أتيتهفم وقفد‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ل وَإ ِّيايَ أت ُهْل ِك َُنا ب ِ َ‬
‫مففا فََعفف َ‬ ‫ن قَب ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ت أهْل َك ْت َهُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫ب ل َوْ ِ‬
‫شئ ْ َ‬ ‫أهلكت خيارهم }َر ّ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫ض ّ‬ ‫ي إ ِل ّ فِت ْن َت ُ َ‬
‫شففاُء أن ْف َ‬ ‫مف ْ‬
‫دي َ‬
‫شاُء وَت َهْ ف ِ‬ ‫م ْ‬‫ل ب َِها َ‬ ‫ك تُ ِ‬ ‫ن هِ َ‬ ‫مّنا إ ِ ْ‬
‫فَهاُء ِ‬ ‫س َ‬
‫ال ّ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن = ‪] { 155‬سورة العراف‬ ‫ري َ‬
‫خي ُْر الَغافِ ِ‬
‫ت َ‬‫مَنا وَأن ْ َ‬ ‫ح ْ‬‫فْر لَنا َواْر َ‬ ‫وَل ِي َّنا َفاغ ْ ِ‬
‫‪ [7/155‬فأوحى الله إلى موسى عليففه السففلم إن هففؤلء السففبعين‬
‫ممن اتخذ العجل فذلك حين يقول موسى‪} :‬إن هففي إل فتنتففك تضففل‬
‫بها من تشاء وتهدي من تشاء‪ ...‬إنا هدنا إليك{ وذلك قولفه‪} :‬وَإ ِذ ْ قُل ُْتفف ْ‬
‫م‬
‫ق ُ َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫ة وَأنت ُف ْ‬‫ع َ‬
‫صففا ِ‬ ‫خفذ َت ْك ُ ُ‬
‫م ال ّ‬ ‫جهْفَرة ً فَأ َ‬ ‫حّتى ن َفَرى الل ّف َ‬
‫ه َ‬ ‫ن لَ َ‬
‫ك َ‬ ‫سى َلن ن ّؤ ْ ِ‬
‫م َ‬ ‫مو َ‬ ‫َيا ُ‬
‫ن = ‪] { 55‬سورة البقرة ‪ [2/55‬ثم إن الله جل ثناؤه أحياهم‬ ‫َتنظ ُُرو َ‬
‫فقففاموا وعاشففوا رجل ً رجل ً ينظففر بعضففهم إلففى بعففض كيففف يحيففون‪،‬‬
‫فقالوا‪ :‬يا موسى أنت تدعو الله فل تسففأله شففيئا ً إل أعطففاك فففادعه‬
‫م ب َعَث َْناك ُ ْ‬
‫م‬ ‫يجعلنا أنبياء! فدعا الله تعالى فجعلهم أنبياء فذلك قوله‪} :‬ث ُ ّ‬
‫ن = ‪]{ 56‬سورة البقرة ‪ [2/56‬ولكنففه‬ ‫شك ُُرو َ‬ ‫م تَ ْ‬‫م ل َعَل ّك ُ ْ‬
‫موْت ِك ُ ْ‬
‫ن ب َعْد ِ َ‬
‫م ْ‬
‫ِ‬
‫قدم حرفا ً وأخر حرفًا‪( ) .‬‬
‫‪1‬‬

‫مففا‬‫قات ِن َففا فَل َ ّ‬ ‫جل ً ل ِ ِ‬


‫مي َ‬ ‫ن َر ُ‬
‫س فب ِْعي َ‬
‫ه َ‬ ‫سففى قَ فوْ َ‬
‫م ُ‬ ‫مو َ‬ ‫قولفه تعففالى‪َ} :‬وا ْ‬
‫خت َففاَر ُ‬
‫ل وَإ ِي ّففايَ أ َت ُهْل ِك ُن َففا‬‫ن قَب ْف ُ‬
‫مف ْ‬‫م ِ‬
‫َ‬
‫ت أهْل َك ْت َهُف ْ‬ ‫شئ ْ َ‬‫ب ل َوْ ِ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫ة َقا َ‬ ‫ف ُ‬‫ج َ‬‫م الّر ْ‬ ‫خذ َت ْهُ ْ‬‫أَ َ‬
‫دي‬ ‫شففاُء وَت َهْف ِ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫مف ْ‬ ‫ضف ّ‬
‫ل ب ِهَففا َ‬ ‫ك تُ ِ‬ ‫ي إ ِل ّ فِت ْن َت ُ َ‬
‫ن هِ َ‬ ‫مّنا إ ِ ْ‬‫فَهاُء ِ‬ ‫س َ‬‫ل ال ّ‬ ‫ما فَعَ َ‬ ‫بِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن = ‪155‬‬ ‫ري َ‬ ‫خي ُْر ال َْغففافِ ِ‬
‫ت َ‬ ‫مَنا وَأن ْ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫فْر ل ََنا َواْر َ‬
‫ت وَل ِي َّنا َفاغ ْ ِ‬ ‫شاُء أن ْ َ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫{‪].‬سورة العراف ‪[7/155‬‬
‫‪ - 11772-31‬حدثنا ابن بشار وابن وكيففع قففال‪ :‬ثنففا يحيففى بففن يمففان‬
‫قال‪ :‬ثنا سفيان قال‪ :‬ثني أبو إسحاق عن عمارة بففن عبففد السففلولي‬
‫عن علي _ قال‪ :‬انطلق موسى وهارون وشبر وشبير فانطلقوا إلففى‬
‫سفح جبل‪ ،‬فنام هارون على سرير فتوفاه اللففه‪ .‬فلمففا رجففع موسففى‬
‫إلى بني إسرائيل قالوا له‪ :‬أين هارون؟ قال‪ :‬توفاه الله‪ .‬قالوا‪ :‬أنففت‬
‫قتلته حسدتنا على خلقه ولينه ‪ -‬أو كلمة نحوها ‪ -‬قال‪ :‬فاختاروا مففن‬
‫سى‬‫مو َ‬ ‫ل‪ .‬قال‪ :‬فذلك قوله‪َ} :‬وا ْ‬
‫خَتاَر ُ‬ ‫شئتم! قال‪ :‬فاختاروا سبعين رج ً‬
‫ت‬‫ش فئ ْ َ‬ ‫ب ل َفوْ ِ‬ ‫ل َر ّ‬‫ة قَففا َ‬ ‫فف ُ‬ ‫ج َ‬
‫م الّر ْ‬ ‫مففا أ َ َ‬
‫خ فذ َت ْهُ ْ‬ ‫قات ِن َففا فَل َ ّ‬
‫مي َ‬ ‫جل ً ل ِ ِ‬
‫ن َر ُ‬‫س فب ِْعي َ‬ ‫ه َ‬ ‫قَ فوْ َ‬
‫م ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ي إ ِل ّ فِت ْن َت ُف َ‬
‫ك‬ ‫ن ه ِف َ‬ ‫من ّففا إ ِ ْ‬‫فَهاُء ِ‬ ‫سف َ‬
‫ل ال ّ‬ ‫ما فَعَ ف َ‬ ‫ل وَإ ِّيايَ أت ُهْل ِك َُنا ب ِ َ‬ ‫ن قَب ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬‫أهْل َك ْت َهُ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫مَنفا وَأْنف َ‬ ‫ح ْ‬‫فْر ل ََنفا َواْر َ‬ ‫ت وَل ِي َّنفا َففاغ ْ ِ‬ ‫شاُء أن ْ َ‬ ‫ن تَ َ‬‫م ْ‬ ‫دي َ‬ ‫شاُء وَت َهْ ِ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ب َِها َ‬ ‫ض ّ‬ ‫تُ ِ‬
‫ن{ قال‪ :‬فلما انتهوا إليه قالوا‪ :‬يا هارون من قتلك؟ قال‪:‬‬ ‫ري َ‬ ‫ْ‬
‫خي ُْر الَغافِ ِ‬ ‫َ‬
‫ما قتلني أحد ولكنني توفاني الله‪ .‬قالوا‪ :‬يا موسففى لففن نعصففي بعففد‬
‫اليففوم! قففال‪ :‬فأخففذتهم الرجفففة‪ .‬قففال‪ :‬فجعففل موسففى يرجففع يمين فا ً‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ل وَإ ِّيايَ أت ُهْل ِك َُنا ب ِ َ‬
‫ما فَعَ ف َ‬ ‫ن قَب ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ت أهْل َك ْت َهُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫ب ل َوْ ِ‬
‫شئ ْ َ‬ ‫وشمال ً وقال‪ :‬يا }َر ّ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫ض ّ‬ ‫ي إ ِل ّ فِت ْن َت ُ َ‬
‫شففاُء أن ْف َ‬ ‫مف ْ‬
‫دي َ‬
‫شاُء وَت َهْ ف ِ‬ ‫م ْ‬‫ل ب َِها َ‬ ‫ك تُ ِ‬ ‫ن هِ َ‬ ‫مّنا إ ِ ْ‬
‫فَهاُء ِ‬ ‫س َ‬
‫ال ّ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن = ‪ { 155‬قال‪ :‬فأحيففاهم‬ ‫ري َ‬
‫خي ُْر الَغففافِ ِ‬
‫ت َ‬‫مَنا وَأن ْ َ‬ ‫ح ْ‬‫فْر لَنا َواْر َ‬ ‫وَل ِي َّنا َفاغ ْ ِ‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 292 / 1‬تفسير ابن كثير ) ‪( 95 / 1‬‬

‫‪66‬‬
‫الله وجعلهم أنبياء كلهم‪(1) .‬‬
‫ل فيك ُ َ‬
‫مففا ل َف ْ‬
‫م‬ ‫مُلوكفا ً َوآت َففاك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫جعَل َك ُف ْ‬
‫م ُ‬ ‫ج عَ َ ِ ْ‬
‫م أن ْب ِي َففاَء وَ َ‬ ‫قولفه تعالى‪} :‬إ ِذ ْ َ‬
‫َ‬
‫ن = ‪].{ 20‬سورة المائدة ‪[5/20‬‬ ‫ن ال َْعال َ ِ‬
‫مي َ‬ ‫حدا ً ِ‬
‫م ْ‬ ‫تأ َ‬‫ي ُؤ ْ ِ‬
‫‪ - 9071-32‬حدثنا بشر قال‪ :‬ثنا يزيد قال‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله‪:‬‬
‫ل ِفيك ُف ْ‬
‫م‬ ‫جعَ ف َ‬‫م إ ِذ ْ َ‬‫ة الل ّفهِ ع َل َي ْك ُف ْ‬ ‫مهِ َيا قَوْم ِ اذ ْك ُُروا ن ِعْ َ‬
‫م َ‬ ‫قوْ ِ‬‫سى ل ِ َ‬‫مو َ‬ ‫ل ُ‬ ‫}وَإ ِذ ْ َقا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن{ قفال‪ :‬كنفا‬ ‫مي َ‬ ‫ن ال ْعَففال َ ِ‬‫مف ْ‬ ‫حففدا ً ِ‬ ‫تأ َ‬ ‫ما ل َ ْ‬
‫م ي ُفؤ ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫مُلوكا ً َوآَتاك ُ ْ‬ ‫م ُ‬‫جعَل َك ُ ْ‬‫أن ْب َِياَء وَ َ‬
‫نحدث أنهم أول من سخر لهم الخدم من بني آدم وملكوا‪(2) .‬‬
‫َ‬
‫صفَنا‬
‫ص ْ‬ ‫ن قَ َ‬ ‫مف ْ‬‫م َ‬ ‫من ْهُف ْ‬‫ك ِ‬ ‫ن قَب ْل ِف َ‬ ‫مف ْ‬ ‫س فل ً ِ‬ ‫سفل َْنا ُر ُ‬‫قفد ْ أْر َ‬ ‫قولفه تعالى ‪} :‬وَل َ َ‬
‫ْ‬ ‫كان ل ِرسو َ‬ ‫ص ع َل َي ْ َ‬
‫ي ِبآي َفةٍ إ ِل ّ‬ ‫ن ي َأت ِ َ‬
‫لأ ْ‬ ‫ما َ َ َ ُ ٍ‬ ‫ك وَ َ‬ ‫ص ْ‬ ‫ق ُ‬‫م نَ ْ‬ ‫ن لَ ْ‬
‫م ْ‬‫م َ‬‫من ْهُ ْ‬
‫ك وَ ِ‬‫ع َل َي ْ َ‬
‫َ‬
‫مب ْط ِل ُففو َ‬
‫ن‬ ‫ك ال ْ ُ‬ ‫س فَر هَُنال ِف َ‬
‫خ ِ‬ ‫ي ب ِففال ْ َ‬
‫ح قّ وَ َ‬ ‫ض َ‬ ‫مُر الل ّهِ قُ ِ‬ ‫جاَء أ ْ‬ ‫ن الل ّهِ فَإ َِذا َ‬
‫ب ِإ ِذ ْ ِ‬
‫= ‪] { 78‬سورة غافر ‪[40/78‬‬
‫‪ -23456 -33‬حدثنا علي بن شعيب السمسففار قففال‪ :‬ثنففا معففن بففن‬
‫عيسى قفال‪ :‬ثنفا إبراهيففم بفن المهفاجر بفن مسفمار عفن محمفد بفن‬
‫المنكدر عن يزيد بن أبان عن أنس بن مالك قال‪ :‬بعث النففبي صففلى‬
‫الله عليه وسلم بعد ثمانية آلف من النبيففاء منهففم أربعففة آلف مففن‬
‫بني إسرائيل‪(3) .‬‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 73 / 9‬تفسير ابن كثير ) ‪ ( 251 / 2‬وقال‪ :‬هذا‬


‫أثر غريب جدا وعمارة ل أعرفه و ايده الذهبي في الميزان ‪3/177‬‬
‫حسنه في‬
‫‪ () 2‬تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 46 / 3‬تفسير الطبري ) ‪( 169 / 6‬‬
‫التفسير الصحيح )‪(1/223‬‬
‫‪ () 3‬تفسففير الطففبري ) ‪ - ( 86 / 24‬المسففتدرك علففى الصففحيحين ) ‪/ 2‬‬
‫‪ - ( 653‬تفسير القرطبي ) ‪ - ( 19 / 6‬تفسير ابن كثير ) ‪( 587 / 1‬‬

‫‪67‬‬
‫الدراسففففة‪:‬‬
‫وهذه منة أخرى من اللففه علففى بنففي إسففرائيل أن جعففل‬
‫النبياء فيهم أرسلهم اليهم وبعثهم منهم وقففد ذك ّففر موسففي‬
‫عليه السففلم بنففي إسففرائيل بففذلك يففوم أن دعففاهم لقتففال‬
‫الجبارين‪.‬‬
‫ونقل الطبري عففن السففدي أن المقصففود هففم السففبعون‬
‫الففذين اختففارهم موسففى عليففه السففلم لميقففات اللففه ثففم‬
‫أخذتهم الصاعقة‪.‬‬
‫قال الطففبري‪" :‬وتأويففل الكلم علففى مففا تففأوله السففدي‪:‬‬
‫فأخففذتكم الصففاعقة ثففم أحيينففاكم مففن بعففد مففوتكم وأنتففم‬
‫تنظرون إلى إحيائنا إياكم من بعد موتكم‪ ،‬ثم بعثناكم أنبيففاء‬
‫لعلكم تشكرون‪ .‬وزعم السدي أن ذلك مففن المقففدم الففذي‬
‫معناه التأخير والمؤخر الذي معناه التقديم‪(1) ".‬‬
‫ومعلوم أنه لم يبعث فففي أمففة مثففل مففا بعففث فففي بنففي‬
‫إسرائيل من النبياء‪ ،‬بل إن الله جعل النبياء هففم الساسففة‬
‫كما قال صففلى اللففه عليففه وسففلم ‪)) :‬كففانت بنففوا إسففرائيل‬
‫تسوسهم النبياء‪ ،‬كلمففا هلففك نففبي خلفففه نففبي‪ ،‬وإنففه لنففبي‬
‫بعدي‪(2) ((.‬‬
‫و أخففرج ابففن المنففذر والطففبراني والففبيهقي فففي شففعب‬
‫اليمان والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي اللففه عنهمففا‬
‫قال‪)) :‬كانت النبياء من بني إسرائيل إل عشرة‪ .‬نوح وهود‬
‫وصالح ولوط وشعيب وإبراهيم وإسماعيل وإسحق ومحمد‬
‫عليهم السلم ‪(3) ((.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابففن أبففي حففاتم عففن أبففي عبيففدة بففن‬
‫الجراح قال‪ :‬قلت‪)) :‬يا رسول اللففه أي النففاس أشففد عففذابا ً‬
‫يوم القيامة؟(( قال‪)) :‬رجل قتل نبيًا‪ ،‬أو رجل أمر بففالمنكر‬
‫و نهى عن المعروف‪ ((.‬ثم قرأ رسول الله صلى الله عليففه‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪( 291 / 1‬‬
‫‪ () 2‬صحيح البخاري الجزء‪ 3 :‬الصفحة‪1273 :‬‬
‫ت‬
‫‪ () 3‬فسير الطبري ) ‪ - ( 216 / 3‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 621 / 2‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪0( 169 / 2‬‬

‫‪68‬‬
‫ْ‬
‫ط‬
‫سف ِ‬ ‫ن ِبال ْ ِ‬
‫ق ْ‬ ‫مُرو َ‬
‫ن ي َفأ ُ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫قت ُُلو َ‬
‫ح قّ وَ ي َ ْ‬
‫ن ب ِغَي ْرِ َ‬ ‫قت ُُلو َ‬
‫ن الن ّب ِّيي َ‬ ‫وسلم ‪} .‬وَي َ ْ‬
‫س{ ]سورة آل عمران ‪ [3/21‬إلففى قولفففه }ومففا لهففم‬ ‫ن الّنا ِ‬
‫م َ‬
‫ِ‬
‫من ناصرين{ ثم قال رسول اللففه صففلى اللففه عليففه وسففلم ‪:‬‬
‫))يا أبا عبيدة‪ ،‬قتلت بنففو إسففرائيل ثلثففة وأربعيففن نبي فا ً أول‬
‫النهار في ساعة واحدة‪ ،‬فقام مائة وسبعون رجل ً من عبففاد‬
‫بني إسرائيل فففأمروا مففن قتلهففم بففالمعروف ونهففوهم عففن‬
‫المنكر‪ ،‬فقتلوا جميعا ً من آخر النهففار مففن ذلففك اليففوم فهففم‬
‫الذين ذكر الله‪(1) ((.‬‬
‫وأما القول بأن السبعين صاروا أنبيففاء فل دليففل صففحيح‬
‫يعضده‪ ،‬إذ لم يففرد مففن كففان نبي فا ً فففي زمففن موسففى عليففه‬
‫السلم غير أخيه هارون عليففه السففلم ومففن بعففده يوشففع‬
‫ابن نون عليهم السلم والرواية في ذلك ضعيفة‪.‬‬
‫قال ابففن كففثير رحمففه اللففه ‪" :‬وقففد أغففرب الففرازي فففي‬
‫تفسيره حيففن حكففى فففي قصففة هففؤلء السففبعين أنهففم بعففد‬
‫إحيائهم قالوا‪ :‬إنك ل تطلب من الله شيئا ً إل أعطاك فادعه‬
‫أن يجعلنا أنبيففاء‪ ،‬فففدعى بففذلك فأجففاب اللففه دعففوته‪ ،‬وهففذا‬
‫غريب جدا ً إذ ل يعرف في زمان موسى نبي سففوى هففارون‬
‫ثم يوشع بن نون‪(2) ".‬‬
‫وسيرد مزيد من التفصيل في موقف اليهود من النبيففاء‬
‫في الباب الثاني ‪-‬بإذن الله‪-‬‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 216 / 3‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 621 / 2‬‬


‫تفسير الدر المنثور ) ‪(169 / 2‬‬
‫‪ () 2‬تفسير ابن كثبر ‪1/240‬‬

‫‪69‬‬
‫المطلب الثالث‪:‬جعلهم ملوكفففا‪:‬‬
‫الثفففففار‪:‬‬
‫ب‬ ‫ْ‬
‫سوَء الَعفف َ‬
‫ذا ِ‬ ‫مون َك ُ ْ‬
‫م ُ‬ ‫سو ُ‬
‫ن يَ ُ‬
‫ل فِْرع َوْ َ‬
‫نآ ِ‬‫م ْ‬ ‫جي َْناك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫قولفه تعالى‪}:‬وَإ ِذ ْ ن َ ّ‬
‫ي فذ َبحو َ‬
‫ن َرب ّك ُف ْ‬
‫م‬ ‫مف ْ‬ ‫م وَفِففي ذ َل ِك ُف ْ‬
‫م َبلٌء ِ‬ ‫سففاَءك ُ ْ‬
‫ن نِ َ‬
‫حُيو َ‬
‫س فت َ ْ‬ ‫ن أب ْن َففاَءك ُ ْ‬
‫م وَي َ ْ‬ ‫ُ ّ ُ َ‬
‫م{ ]سورة البقرة ‪[2/49‬‬ ‫ظي ٌ‬
‫عَ ِ‬
‫‪ 747--34‬حدثنا به العبففاس بففن الوليففد الملففي وتميففم بففن المنتصففر‬
‫الواسطي قال‪ :‬حدثنا يزيد بن هففارون قففال‪ :‬أخبرنففا الصففبغ بففن زيففد‬
‫قال‪ :‬حدثنا القاسم بن أيوب قففال‪ :‬حففدثنا سففعيد بففن جففبير عففن ابففن‬
‫عباس _ قال‪ :‬تذاكر فرعففون وجلسففاؤه مففا كففان اللففه وعففد إبراهيففم‬
‫خليله أن يجعل في ذريتففه أنبيففاء وملوكفا ً وائتمففروا وأجمعففوا أمرهففم‬
‫على أن يبعث رجال ً معهم الشفففار يطوفففون فففي بنففي إسففرائيل فل‬
‫يجدون مولودا ً ذكرا ً إل ذبحوه ففعلوا‪ .‬فلمفا رأوا أن الكبفار مفن بنفي‬
‫إسرائيل يموتففون بآجففالهم وأن الصففغار يففذبحون قففال‪ :‬توشففكون أن‬
‫تفنوا بني إسرائيل فتصيروا إلى أن تباشروا من العمال والخدمة ما‬
‫كانوا يكفونكم فاقتلوا عام فا ً كففل مولففود ذكففر فتقففل أبنففاؤهم ودعففوا‬
‫عامًا‪ .‬فحملت أم موسى بهارون في العام الذي ل يذبح فيه الغلمان‬
‫فولدته علنية أمه حتى إذا كان القابل حملت بموسى‪(1) .‬‬
‫ت ع َل َي ْ ُ‬ ‫َ‬
‫م{ ]سورة البقففرة‬ ‫كفف ْ‬ ‫ي ال ِّتي أن ْعَ ْ‬
‫م ُ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬اذ ْك ُُروا ْ ن ِعْ َ‬
‫مت ِ َ‬
‫‪.[2/40‬‬
‫‪ - 672-35‬وحدثني يونس بن عبففد العلففى قففال‪ :‬أخبرنففا ابففن وهففب‬
‫َ‬
‫م{ قال‪ :‬نعمففه‬ ‫ت ع َل َي ْك ُ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ي ال ِّتي أن ْعَ ْ‬ ‫مت ِ َ‬‫قال‪ :‬قال ابن زيد في قوله‪} :‬ن ِعْ َ‬
‫عامة ول نعمة أفضل من السلم والنعم بعد تبع لها‪ .‬وقرأ قول اللففه‬
‫ك أَ َ‬
‫كم{ ]سورة الحجرات‬ ‫م ُ‬ ‫سل َ‬ ‫ي إِ ْ‬‫مّنوا ع َل َ ّ‬ ‫موا ُقل ل ّ ت َ ُ‬ ‫سل َ ُ‬
‫نأ ْ‬ ‫ن ع َل َي ْ َ ْ‬ ‫}ي َ ُ‬
‫مّنو َ‬
‫‪ [49/17‬الية‪ .‬وتذكير الله الذين ذكرهم جففل ثنففاؤه بهففذه اليففة مففن‬
‫نعمه على لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسففلم نظيففر تففذكير‬
‫موسى صلوات الله عليه أسلفهم على عهده الففذي أخففبر اللففه عنففه‬
‫ة‬ ‫مهِ َيا قَفوْم ِ اذ ْك ُفُروا ْ ن ِعْ َ‬
‫مف َ‬ ‫قوْ ِ‬ ‫سى ل ِ َ‬ ‫مو َ‬ ‫ل ُ‬ ‫أنه قال لهم وذلك قوله‪} :‬وَإ ِذ ْ َقا َ‬
‫حففدا ً‬ ‫َ‬ ‫ل فيك ُ َ‬
‫تأ َ‬ ‫مففا ل َف ْ‬
‫م ي ُفؤ ْ ِ‬ ‫كم ّ‬ ‫مُلوكا ً َوآَتا ُ‬
‫كم ّ‬ ‫جعَل َ ُ‬ ‫م أنب َِياء وَ َ‬ ‫جعَ َ ِ ْ‬ ‫م إ ِذ ْ َ‬ ‫الل ّهِ ع َل َي ْك ُ ْ‬
‫ن{ ]سورة المائدة ‪(2) [5/20‬‬ ‫مي َ‬ ‫من ال َْعال َ ِ‬ ‫ّ‬
‫َ‬
‫سففى إ ِذ ْ‬‫مو َ‬ ‫ن ب َعْد ِ ُ‬‫م ْ‬‫ل ِ‬ ‫سَراِئي َ‬ ‫ن ب َِني إ ِ ْ‬‫م ْ‬ ‫مل ٍ ِ‬ ‫م ت ََر إ َِلى ال ْ َ‬
‫قولفه تعالى‪}:‬أل َ ْ‬
‫ل{ ]سورة البقففرة‬ ‫س فِبي ِ‬
‫ل فِففي َ‬ ‫قات ِف ْ‬‫مِلك فا ً ن ُ َ‬ ‫ث ل َن َففا َ‬ ‫ي ل َهُ ْ‬
‫م اب ْعَ ْ‬ ‫َقاُلوا ل ِن َب ِ ّ‬
‫‪[2/246‬‬
‫‪ - 4392-36‬حدثنا به محمد بن حميد قال‪ :‬حدثنا سفلمة بفن الفضفل‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 272 / 1‬تفسير الففدر المنثففور ) ‪- ( 569 / 5‬‬


‫صححه في التفسير الصحيح )‪(1/166‬‬
‫تفسير ابن كثير ) ‪( 149 / 3‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪( 250 / 1‬‬

‫‪70‬‬
‫قال‪ :‬حدثني محمد بن إسحاق عن وهفب بفن منبفه قفال‪ :‬خلفف بعفد‬
‫موسى عليه السلم في بني إسففرائيل يوشففع بففن نففون يقيففم فيهففم‬
‫التوراة وأمر الله حتى قبضه الله‪ .‬ثففم خلففف فيهففم كففالب بففن يوقنففا‬
‫يقيم فيهم التوراة وأمر الله حتى قبضه الله تعالى‪ .‬ثففم خلففف فيهففم‬
‫حزقيل بن بوزي وهو ابن العجوز‪ .‬ثم إن الله قبض حزقيل وعظمت‬
‫في بني إسرائيل الحداث ونسوا ما كان من عهففد اللففه إليهففم حففتى‬
‫نصبوا الوثان وعبدوها من دون اللففه‪ .‬فبعففث اللففه إليهففم إليففاس بففن‬
‫يس بن فنحاص بن العيزار بن هارون بن عمففران نبي فًا‪ .‬وإنمففا كففانت‬
‫النبياء من بني إسرائيل بعد موسى يبعثون إليهففم بتجديففد مففا نسففوا‬
‫من التوراة‪ .‬وكان إلياس مع ملك من ملوك بني إسفرائيل يقفال لففه‬
‫أخاب‪ ،‬وكان يسمع منه ويصدقه‪ ،‬فكان إلياس يقيم لففه أمففره‪ .‬وكففان‬
‫سائر بني إسرائيل قد اتخذوا صففنما ً يعبففدونه مففن دون اللففه‪ ،‬فجعففل‬
‫إلياس يدعوهم إلى الله وجعلوا ل يسمعون منه شيئًا‪ ،‬إل ما كان من‬
‫ذلك الملك‪ ،‬والملوك متفرقة بالشام‪ ،‬كل ملك له ناحية منها يأكلهففا‪.‬‬
‫فقال ذلك الملك الذي كان إلياس معه يقففوم لففه أمففره ويففراه علففى‬
‫هدى من بين أصحابه يوما ً ‪ :‬يفا إليفاس واللفه مفا أرى مفا تفدعو إليفه‬
‫ل! والله ما أرى فلنا ً وفلن فا ً ‪ -‬يعففدد ملوك فا ً مففن ملففوك‬ ‫الناس إل باط ً‬
‫بني إسرائيل ‪ -‬قد عبدوا الوثان من دون الله إل على مثل مففا نحففن‬
‫عليه‪ ،‬يأكلون ويشربون ويتنعمون مالكين ما ينقص من دنيففاهم‪ ،‬ومففا‬
‫نرى لنا عليهم من فضل‪(1) .‬‬
‫ة الل ّف ِ‬
‫ه‬ ‫مف َ‬‫مهِ ي َففا قَفوْم ِ اذ ْك ُفُروا ْ ن ِعْ َ‬ ‫قفوْ ِ‬ ‫سففى ل ِ َ‬ ‫مو َ‬ ‫ل ُ‬ ‫قولفه تعالى‪} :‬وَإ ِذ ْ َقا َ‬
‫كم ّمُلوكا ً{ ]سورة المائدة ‪[5/20‬‬ ‫ج عَ ل َ ُ‬ ‫ل فيك ُ َ‬
‫م أنب َِياء وَ َ‬‫ج عَ َ ِ ْ‬ ‫م إ ِذ ْ َ‬‫ع َل َي ْك ُ ْ‬
‫‪ - 9071-37‬حدثنا بشر قال‪ :‬ثنا يزيد قال‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله‪:‬‬
‫ل ِفيك ُف ْ‬
‫م‬ ‫جعَ ف َ‬ ‫ة الل ّفهِ ع َل َي ْك ُف ْ‬
‫م إ ِذ ْ َ‬ ‫مهِ َيا قَوْم ِ اذ ْك ُُروا ْ ن ِعْ َ‬
‫م َ‬ ‫قوْ ِ‬ ‫سى ل ِ َ‬‫مو َ‬ ‫ل ُ‬ ‫}وَإ ِذ ْ َقا َ‬
‫كم ّمُلوكا ً{ قال‪ :‬كنا نحدث أنهم أول من سخر لهم الخففدم‬ ‫جعَل َ ُ‬ ‫َ‬
‫أنب َِياء وَ َ‬
‫من بني آدم وملكوا‪(2) .‬‬
‫‪ - 9073-38‬حدثنا الزبير بففن بكففار‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا أبففو ضففمرة أنففس بففن‬
‫جعَل َك ُففم ّمُلوك فا ً{ فل‬ ‫عياض‪ ،‬قال‪ :‬سففمعت زيففد بففن أسففلم‪ ،‬يقففول‪} :‬وَ َ‬
‫أعلم إل أنه قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪" :‬من كان‬
‫له بيت وخادم فهو ملك‪(3) ".‬‬
‫‪ - 9074-39‬حدثنا سفيان بن وكيع‪ ،‬قال‪ :‬ثنا العلء بففن عبففد الجبففار‪،‬‬

‫)باختصار(‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪( 597 - 596/ 2‬‬
‫حسنه في‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ ( 169 / 6‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 46 / 3‬‬
‫التفسير الصحيح )‪(1/223‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 169 / 6‬تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 47 / 3‬تفسير‬
‫القرطبي ) ‪( 124 / 6‬‬

‫‪71‬‬
‫عن حماد بففن سففلمة‪ ،‬عففن حميففد‪ ،‬عففن الحسففن‪ ،‬أنففه تل هففذه اليففة‪:‬‬
‫مُلوكا ً{ فقال‪ :‬وهل الملك إل مركب وخادم ودار‪(1) .‬‬ ‫كم ّ‬‫جعَل َ ُ‬‫}وَ َ‬
‫‪ - 9075-40‬حدثنا سفيان بن وكيع وابن حميد‪ ،‬قال‪ :‬ثنففا جريففر‪ ،‬عففن‬
‫جعَل َك ُففم ّمُلوك فا ً{ قففال‪ :‬كففانت بنففو‬
‫منصور‪ ،‬قال‪ :‬أراه عففن الحكففم‪} :‬وَ َ‬
‫إسرائيل إذا كان للرجل منهم بيت وامرأة وخادم‪ ،‬عد ملكًا‪( ) .‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ - 9076-41‬حدثنا محمد بن بشار‪ ،‬قال‪ :‬ثنا مؤمل‪ ،‬قال‪ :‬ثنا سفيان‪،‬‬


‫عن العمش‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‪:‬‬
‫مُلوكا ً{ قال‪ :‬البيت والخادم‪(3) .‬‬ ‫كم ّ‬‫جعَل َ ُ‬‫}وَ َ‬
‫‪ - 9077-42‬حدثنا محمد بن عمرو‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا أبففو عاصففم‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا‬
‫جعَل َك ُففم‬
‫عيسى‪ ،‬عن ابن أبي نجيففح‪ ،‬عففن مجاهففد فففي قففول اللففه‪} :‬وَ َ‬
‫مُلوكا ً{ قال‪ :‬جعل لكم أزواجا ً وخدما ً وبيوتًا‪(4) .‬‬ ‫ّ‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 169 / 6‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 47 / 3‬‬


‫إسناده‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 169 / 6‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 46 / 3‬‬
‫ضعيف‪.‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 169 / 6‬تفسففير عبففد الففرزاق ) ‪- ( 187 / 1‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪( 46 / 3‬‬
‫‪ () 4‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 169 / 6‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 47 / 3‬‬

‫‪72‬‬
‫الدراسففففة‪:‬‬
‫من المنن العظيمة الففتي يففذكر اللففه بهففا بنففي إسففرائيل‬
‫جعلهم ملوك فا ً واختلففف فففي المففراد بففذلك وذكففر الطففبري‪-‬‬
‫رحمه الله ‪ -‬ثلثة أقوال‪:‬‬
‫‪ -1‬قيل‪ :‬وجعلكم ملوك فا ً سففخر لكففم مففن غيركففم خففدما ً‬
‫يخدمونكم‪.‬‬
‫‪ -2‬وقيل‪ :‬إنما قال ذلك لهم موسى عليففه السففلم لنففه‬
‫لم يكن في ذلك الزمان أحد سواهم يخدمه أحففد مففن بنففي‬
‫آدم‪.‬‬
‫كم ّمُلوكا ً{ أنهففم‬ ‫ج عَ ل َ ُ‬
‫‪ -3‬وقال آخرون‪ :‬إنما عنى بقوله‪} :‬وَ َ‬
‫يملكون أنفسهم وأهليهففم وأمففوالهم‪ ،‬بعففد الففذل والعبوديففة‬
‫لفرعففون وقففومه‪ ،‬وملكهففم الففدور والمسففاكن بعففد الففتيه‪،‬‬
‫وأخدمهم الخدم والعبيد بعد أن كانو هم الخدم والعبيد فففي‬
‫مصر‪ ،‬فالمرء يشعر بأنه ملك لنه سيد في نفسه‪ ،‬سيد في‬
‫تصرفه‪ ،‬وعلى العكففس مففن ذلففك الففذليل الخاضففع الففذي ل‬
‫تصففرف لفففه فففي نفسففه‪ ،‬ول يتمتففع بحقففه الطففبيعي فففي‬
‫التصرف‪ ،‬فهففو عبففد مملففوك‪ ،‬وشففتان بيففن العبففد المملففوك‬
‫والسيد المالك‪.‬‬
‫"وقد استشكل بعض الناس على الية‪ :‬بففأنه لففم يعففرف‬
‫أن بني اسرائيل على عهد موسى عليه السلم كان فيهففم‬
‫ملوك وإن وجد فيهففم ملففوك بعففد ذلففك‪ ،‬وهففذا الستشففكال‬
‫مبنففي علففى فهففم أن المففراد بففالملوك أصففحاب السففلطة‬
‫والصولجان‪ ،‬وهو فهم ل يساعد عليه نص الية‪ ،‬ول ما جففاء‬
‫كففم ّمُلوك فا ً{ ‪ ،‬ولففو‬ ‫في السنة تفسيرا ً لها‪ .‬فنففص اليففة }وَ َ‬
‫ج عَ ل َ ُ‬
‫كففان المففراد ملففوك السففلطان والصففولجان لجففاء النففص‪:‬‬
‫)وجعل فيكم أو منكم ملوكًا(‪ ،‬لنه لم تجر العادة بأن يكون‬
‫أفراد الشعوب جميعا ً ملوكا ً بهذا المعنففى‪ ،‬ويففؤازر ذلففك أن‬
‫الية فّرقت في التعففبير بيففن جعففل النبيففاء وجعففل الملففوك‬
‫مُلوكًا{ ول سر لهذا إل‬ ‫ج ع َل َ ُ‬ ‫ل فيك ُ َ‬
‫كم ّ‬ ‫جعَ َ ِ ْ‬
‫م أنب َِياء وَ َ‬ ‫فقالت إ ِذ ْ َ‬
‫إرادة معنى في جعلهم ملوكا ً يصلح أن يقع فيه الفعل على‬

‫‪73‬‬
‫ضمير المخاطبين‪ ،‬وهذا المعنففى هففو مففا ذكرنففاه مففن أنهففم‬
‫صاروا أحرارا ً متصرفين سادة لنفسهم‪(1) ".‬‬

‫‪ () 1‬تفسير القرآن محمود شلتوت ص ‪ 239‬مجلة رسالة السلم عدد ‪27‬‬

‫‪74‬‬
‫المطلب الرابع‪:‬نجاتهم من عدوهم وما صاحبها‬
‫الثفففار‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن‬
‫ل فِْرع َ فوْ َ‬ ‫م وَأغ َْرقْن َففا آ َ‬ ‫جي ْن َففاك ُ ْ‬‫حَر فَأن ْ َ‬ ‫م ا لب َ ْ‬ ‫قولفه تعالى‪}:‬وَإ ِذ ْ فََرقَْنا ب ِك ُ ْ‬
‫َ‬
‫ن = ‪] { 50‬سورة البقرة ‪[2/50‬‬ ‫م َتنظ ُُرو َ‬ ‫وَأن ْت ُ ْ‬
‫‪ - 763-43‬حدثنا الحسن بن يحيففى قففال‪ :‬أخبرنففا عبففد الففرزاق قففال‪:‬‬
‫أخبرنا معمر عن أبي إسحاق الهمداني عن عمرو بن ميمففون الودي‬
‫َ‬ ‫م وَأ َغ َْرقْن َففا آ َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫ن وَأن ْت ُف ْ‬ ‫ل فِْرع َ فوْ َ‬ ‫جي ْن َففاك ُ ْ‬‫حَر فَأن ْ َ‬ ‫م ال ْب َ ْ‬
‫في قولفه‪} :‬وَإ ِذ ْ فََرقَْنا ب ِك ُ ْ‬
‫ن{ قال‪ :‬لما خرج موسى عليه السلم ببني إسرائيل بلغ ذلك‬ ‫َتنظ ُُرو َ‬
‫فرعون فقال‪ :‬ل تتبعوهم حتى يصيح الففديك‪ .‬قففال‪ :‬فففوالله مففا صففاح‬
‫ليلتئذ ديك حتى أصبحوا‪ ،‬فدعا بشاة فففذبحت ثففم قففال‪ :‬ل أفففرغ مففن‬
‫كبدها حتى يجتمع إلي ستمائة ألف من القبط‪ .‬فلم يفرغ مففن كبففدها‬
‫حتى اجتمع إليه ستمائة ألف من القبط‪ .‬ثم سففار فلمففا أتففى موسففى‬
‫عليه السلم البحر قال له رجل من أصحابه يقال له يوشع بن نون‪:‬‬
‫أين أمرك ربك يا موسى؟ قال‪ :‬أمامففك! يشففير إلففى البحففر‪ .‬فففأقحم‬
‫يوشع فرسه في البحر حتى بلغ الغمر )‪ (1‬فذهب به ثم رجففع فقففال‪:‬‬
‫أين أمرك ربك يا موسى؟ فوالله مفا كفذبت ول كففذبت! ففعففل ذلففك‬
‫صففا َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫رب ب ّعَ َ‬ ‫ض ِ‬‫نا ْ‬ ‫ثلث مرات ثم أوحى الله جل ثناؤه إلى موسى‪} :‬أ ِ‬
‫ظي فم ِ{ ]سففورة الشففعراء‬ ‫ق ك َففالط ّوْد ِ ال ْعَ ِ‬ ‫ل فِ فْر ٍ‬ ‫ن ك ُف ّ‬ ‫فل َقَ فَك َففا َ‬ ‫ح فَر فَففان َ‬ ‫ال ْب َ ْ‬
‫‪ [26/63‬يقول‪ :‬مثل جبل‪ .‬قال‪ :‬ثم سار موسفى ومفن معفه وأتبعهففم‬
‫فرعون في طريقهم حتى إذا تتاموا فيه أطبقففه اللففه عليهففم فلففذلك‬
‫َ‬ ‫قال‪} :‬وَأ َغ َْرقَْنا آ َ‬
‫ن{ قال معمر‪ :‬قال قتادة‪ :‬كان‬ ‫م َتنظ ُُرو َ‬ ‫ن وَأنت ُ ْ‬ ‫ل فِْرع َوْ َ‬
‫مع موسى ستمائة ألف وأتبعه فرعون علففى ألففف ألففف ومففائة ألففف‬
‫حصان‪(2) .‬‬
‫قد أ َوحينا إل َففى موسففى أ َ َ‬
‫ب‬‫ض فر ِ ْ‬ ‫س فرِ ب ِعِب َففاِدي َفا ْ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫قولفه تعالى ‪}:‬وَل َ َ ْ ْ َ ْ َ ِ‬
‫شففى = ‪{ 77‬‬ ‫خ َ‬ ‫ف د ََركفا ً َول ت َ ْ‬ ‫خففا ُ‬ ‫حفرِ ي ََبسفا ً ل ت َ َ‬ ‫ريقفا ً فِففي ال ْب َ ْ‬ ‫م طَ ِ‬ ‫ل َهُف ْ‬
‫]سورة طفه ‪[20/77‬‬
‫‪ - 18273-44‬حدثني علي قال‪ :‬ثنا أبو صالح قال‪ :‬ثنفي معاويفة عفن‬
‫ف د ََركفا ً َول‬ ‫خفا ُ‬ ‫علي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قولفه‪} :‬ل ت َ َ‬
‫شففى{ مففن‬ ‫خ َ‬ ‫ف{ من آل فرعففون }د ََرك فا ً َول ت َ ْ‬ ‫خففا ُ‬ ‫شى{ يقول‪} :‬ل ت َ َ‬ ‫خ َ‬ ‫تَ ْ‬
‫البحر غرقًا‪(3) .‬‬
‫‪ - 18274-45‬حدثنا بشر قال‪ :‬ثنا يزيد قال‪ :‬ثنا سعيد عن قتففادة }ل‬
‫شى{ يقول‪ :‬ل تخاف أن يدركك فرعون مففن بعففدك‬ ‫خ َ‬ ‫ف د ََركا ً َول ت َ ْ‬ ‫خا ُ‬ ‫تَ َ‬

‫‪ () 1‬أي الماء الكثير ‪ .‬اللسان ) ‪( 5/29‬‬


‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ ( 276 / 1‬و أخرجه عبدالرزاق في تفسيره ) ‪1/45‬‬
‫‪( 46-‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 191 / 16‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 590 / 5‬‬

‫‪75‬‬
‫ول تخشى الغرق أمامك‪(1) .‬‬
‫قولفه تعالى‪} :‬وأ َوحينا إَلى موسى أ َ َ‬
‫ن‬
‫مت ّب َعُففو َ‬ ‫س فرِ ب ِعِب َففاِدي إ ِن ّك ُف ْ‬
‫م ُ‬ ‫نأ ْ‬‫ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ ْ َ َْ ِ‬
‫= ‪] { 52‬سورة الشعراء ‪[26/52‬‬
‫‪ -20222-46‬حدثني يعقوب بن إبراهيم قال‪ :‬ثنا ابن علية عن سعيد‬
‫الجريري عن أبي السليل عن قيس بن عبففاد قففال‪ :‬وكففان مففن أكففثر‬
‫الناس أو أحدث الناس عن بني إسرائيل قففال‪ :‬فحففدثنا أن الشففرذمة‬
‫الذين سماهم فرعون من بني إسرائيل كففانوا سففت مئة ألففف قففال‪:‬‬
‫وكان مقدمة فرعون سبعة مئة ألف‪ ،‬كففل رجففل منهففم علففى حصففان‬
‫على رأسه بيضة وفي يده حربة وهو خلفهم في الدهم‪ .‬فلمففا انتهففى‬
‫موسى عليه السلم ببني إسرائيل إلى البحر قالت بنو إسرائيل‪ .‬يففا‬
‫موسى أين ما وعدتنا؟! هذا البحر بين أيففدينا وهففذا فرعففون وجنففوده‬
‫قد دهمنا من خلفنا! فقال موسى للبحر‪ :‬انفلق أبا خالد قففال‪ :‬ل لففن‬
‫أنفلق لك يا موسى أنففا أقففدم منففك خلق فًا؛ قففال‪ :‬فنففودي أن اضففرب‬
‫بعصاك البحر فضربه فانفلق البحر وكففانوا اثنففي عسففر سففبطًا‪ .‬قففال‬
‫الجريري‪ .‬فأحسبه قال‪ :‬إنه كان لكل سبط طريق قال‪ :‬فلمففا انتهففى‬
‫أول جنود فرعون إلى البحر هابت الخيل اللهب؛ قال‪ :‬ومثل لحصان‬
‫منها فرس وديق‪ ،‬فوجد ريحها فاشتد فاتبعه الخيل؛ قال‪ :‬فلمففا تتففام‬
‫آخر جنود فرعون ففي البحفر وخفرج آخفر بنفي إسفرائيل أمفر البحفر‬
‫فانصفق عليهففم فقففالت بنففو إسففرائيل‪ :‬مففا مففات فرعففون ومففا كففان‬
‫ليموت أبدا ً فسمع الله تكذيبهم نبيه عليففه السففلم قففال‪ :‬فرمففى بففه‬
‫على الساحل كأنه ثور أحمر يتراآه بنو إسرائيل‪(2) .‬‬
‫ظي فم ِ{ ]سففورة‬ ‫ب ال ْعَ ِ‬ ‫ن ال ْك َفْر ِ‬ ‫م َ‬ ‫ما ِ‬‫م هُ َ‬ ‫ما وَقَوْ َ‬ ‫قولفه تعالى ‪} :‬وَن َ ّ‬
‫جي َْناهُ َ‬
‫الصافات ‪[37/115‬‬
‫‪ -22675-47‬حدثنا محمد بن الحسين قال‪ :‬ثنففا أحمففد بففن المفضففل‬
‫ن‬
‫مف َ‬‫مففا ِ‬ ‫مففا وَقَوْ َ‬
‫مهُ َ‬ ‫جي َْناهُ َ‬ ‫قال‪ :‬ثنففا أسففباط عففن السففدي فففي قففوله‪} :‬وَن َ ّ‬
‫ظيم ِ{ قال‪ :‬من الغرق‪(3) .‬‬ ‫ب ال ْعَ ِ‬ ‫ال ْك َْر ِ‬
‫‪ -22676-48‬حدثنا بشر قال‪ :‬ثنففا يزيففد قففال‪ :‬ثنففا سففعيد عففن قتففادة‬
‫ظيم ِ{ أي من آل فرعون‪ .‬وقففوله ‪:‬‬ ‫ب ال ْعَ ِ‬ ‫ن ال ْك َْر ِ‬ ‫م َ‬‫ما ِ‬ ‫مه ُ َ‬‫ما وَقَوْ َ‬‫جي َْناهُ َ‬ ‫}وَن َ ّ‬
‫م{ يقول‪ :‬ونصرنا موسى وهارون عليهما السلم وقومهما‬ ‫صْرَناهُ ْ‬ ‫}وَن َ َ‬
‫ن{ لهم‪( ) .‬‬ ‫م ال َْغال ِِبي َ‬ ‫كاُنوا هُ ُ‬ ‫على فرعون وآله بتغريقناهم }فَ َ‬
‫‪4‬‬

‫م وَأ َغ َْرقَْنا آ َ‬ ‫َ‬


‫ن‬
‫عففوْ َ‬
‫ل فِْر َ‬ ‫جي َْناك ُ ْ‬
‫حَر فَأن ْ َ‬ ‫م ال ْب َ ْ‬‫قولفه تعالى ‪} :‬وَإ ِذ ْ فََرقَْنا ب ِك ُ ُ‬
‫َ‬
‫ن{ ]سورة البقرة ‪[2/50‬‬ ‫م ت َن ْظ ُُرو َ‬‫وَأن ْت ُ ْ‬
‫حسنه في التفسير الصحيح )‪(1/223‬‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪( 191 / 16‬‬ ‫‪1‬‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪ ( 76 - 75/ 19‬مصنف ابن أبي شيبة ) ‪( 333 / 6‬‬ ‫‪2‬‬
‫)( تفسير الطففبري ) ‪ ( 90 , 67 / 23‬حسففنه فففي التفسففير الصففحيح )‬ ‫‪3‬‬
‫‪(4/209‬‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪ ( 90 / 23‬حسنه في التفسير الصحيح )‪(4/209‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪76‬‬
‫‪ - 759-49‬حدثني موسى بن هففارون قففال‪ :‬حففدثنا عمففرو بففن حمففاد‬
‫قال‪ :‬حدثنا أسباط بن نصر عن السدي‪ :‬لما أتى موسى عليه السلم‬
‫البحر كناه أبا خالد وضربه فانفلق فكان كل فففرق كففالطود العظيففم‪،‬‬
‫فدخلت بنو إسرائيل وكان في البحر اثنا عشر طريقا ً في كل طريق‬
‫سبط )‪(1‬‬
‫م وَأ َغ َْرقْن َففا آ َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫جي ْن َففاك ُ ْ‬‫ح فَر فَأن ْ َ‬‫م ال ْب َ ْ‬ ‫قولفففه تعففالى ‪ :‬وَإ ِذ ْ فََرقْن َففا ب ِك ُف ُ‬
‫َ‬
‫ن{ ]سورة البقرة ‪[2/50‬‬ ‫م ت َن ْظ ُُرو َ‬ ‫ن وَأن ْت ُ ْ‬ ‫فِْرع َوْ َ‬
‫‪ - 764-50‬حدثني عبد الكريم بففن الهيثففم‪ ،‬قففال‪ :‬حففدثنا إبراهيففم بففن‬
‫بشفار الرمففادي‪ ،‬قففال‪ :‬حففدثنا سفففيان‪ ،‬قففال‪ :‬حففدثنا أبففو سففعيد‪ ،‬عففن‬
‫عكرمة‪ ،‬عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‪ :‬أوحى الله جففل وعففز‬
‫إلى موسى عليه السلم أن أسففر بعبففادي ليل ً إنكففم متبعففون‪ .‬قففال‪:‬‬
‫ل‪ ،‬فأتبعهم فرعون ففي ألففف ألففف‬ ‫فسرى موسى ببنفي إسرائيفل لفي ً‬
‫حصان سوى الناث‪ ،‬وكان موسى ففي ستفمائة ألف‪ ،‬فلفففما عففاينهم‬
‫ن‬‫ظو َ‬‫م ل َن َففا ل َغَففائ ِ ُ‬ ‫ن = ‪ 54‬وَإ ِن ّهُف ْ‬ ‫ة قَِليل ُففو َ‬ ‫م ٌ‬‫شْرذ ِ َ‬‫ؤلء ل َ ِ‬ ‫ن هَ ُ‬‫فرعون قال ‪} :‬إ ِ ّ‬
‫ن = ‪] { 56‬سورة الشعراء ‪، [56-26/54‬‬ ‫حاذ ُِرو َ‬ ‫ميعٌ َ‬ ‫ج ِ‬ ‫= ‪ 55‬وَإ ِّنا ل َ َ‬
‫فسرى موسى ببنفي إسرائيفل حتفى هجموا علفى البحففر‪ ،‬ففففالتفتوا‪،‬‬
‫ب فرعون‪ ،‬فقالوا ‪ :‬يا موسى ‪ ،‬أوذينا مففن قبففل‬ ‫هج)‪ (2‬دوا ّ‬ ‫فإذا هم بَر ْ‬
‫أن تأتينا ومن بعففد مففا جئتنففا! هففذا البحففر أمامنففا‪ ،‬وهففذا فرعففون قففد‬
‫فك ُ ْ‬
‫م‬ ‫خل ِ َ‬
‫سفت َ ْ‬
‫م وَي َ ْ‬ ‫ك ع َفد ُوّك ُ ْ‬ ‫م َأن ي ُهْل ِف َ‬ ‫سففى َرب ّك ُف ْ‬ ‫رهقنا) ( بفمن معه‪ .‬قال }ع َ َ‬
‫‪3‬‬

‫ن{ ]سورة العففراف ‪ ،[7/129‬قففال ‪:‬‬ ‫مل ُففو َ‬ ‫ض فََينظ ُفَر ك َي ْف َ‬ ‫َ‬
‫ف ت َعْ َ‬ ‫ِفي الْر ِ‬
‫فأوحى الله جل ثناؤه إلفى موسى أن اضرب بعصاك البحر ‪ ،‬وأوحى‬
‫إلفى البحر‪ :‬أن اسمع لفموسى وأطع إذا ضربك ‪ .‬قال ‪ :‬فبفات البحففر‬
‫له أفكل)‪ - (4‬يعنفي له رعدة ‪ -‬ل يدرى من أيّ جوانبه يضربه ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫فقال يوشع لفموسى ‪ :‬بفماذا أمرت؟ قال ‪ :‬أمرت أن أضرب البحففر‪.‬‬
‫قال‪ :‬ففاضربه‪ .‬قال‪ :‬فضرب موسى البحففر بعصففاه‪ ،‬ففففانفلق‪ ،‬فكففان‬
‫ففيه اثنا عشر طريقًا‪ ،‬كل طريق كالطود العظيفم‪ ،‬فكان لكل سففبط‬
‫منهم طريق يأخذون ففيه‪ .‬فلفما أخذوا ففففي الطريففق‪ ،‬قففال بعضففهم‬
‫لبعض‪ :‬ما لنا ل نرى أصحابنا؟ قالوا لفموسى‪ :‬أين أصحابنا ل نراهم؟‬
‫قال‪ :‬سيروا! فففإنهم علفففى طريففق مثففل طريقكففم‪ .‬قففالوا‪ :‬ل نرضففى‬
‫حتفى نراهم‪.‬‬
‫‪-51‬قال سففيان ‪ ،‬قال عمار الدهنفي) ( ‪ :‬قال موسى عليه السلم ‪:‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( تفسير الطبري ) ‪ - ( 275 / 1‬تفسير الففدر المنثففور ) ‪- ( 294 / 6‬‬ ‫‪1‬‬
‫تفسير ابن كثير ) ‪( 337 / 3‬‬
‫)( الرهج ‪ :‬الغبار ‪ .‬النهاية ) ‪. ( 2/281‬‬ ‫‪2‬‬
‫)( أي دنونا منه ‪ .‬انظر النهاية ) ‪. ( 2/283‬‬ ‫‪3‬‬
‫)( أي الرعدة من برد أو خوف ‪ .‬النهاية ) ‪. ( 1/56‬‬ ‫‪4‬‬
‫)( عمار بن معاوية الدهني ‪ ،‬أبو معاوية البجلي الكوفي ‪ ،‬صففدوق يتشففيع‬ ‫‪5‬‬

‫‪77‬‬
‫م أعنفي علفى أخلقهم السيئة‪ .‬قال‪ :‬فأوحى اللففه إلفففيه‪ :‬أن قففل‬ ‫الله ّ‬
‫بعصاك هكذا‪ ،‬وأومأ بفيده يديرها علفففى البحففر‪ .‬قففال موسففى بعصففاه‬
‫وى ؛ ينظر بعضهم إلفى بعض‪.‬‬ ‫علفى الفحيطان هكذا ‪ ،‬فصار ففيها ك ُ ً‬
‫‪-52‬قال سففيان ‪ :‬قال أبو سففعيد ‪ ،‬عففن عكرمففة ‪ ،‬عففن ابففن عبفففاس‬
‫رضي الله عنهما ‪ :‬فساروا حتفى خرجوا من البحففر‪ ،‬فلفففما جففاز آخففر‬
‫قوم موسى عليه السلم ‪ ،‬هجم فرعون علفى البحر هففو وأصففحابه ‪،‬‬
‫وكان فرعون علفى فرس أدهم ذ َُنوب حصان)‪ .(1‬فلفففما هجففم علفففى‬
‫البحر هاب الفحصان أن يقتفحم ففي البحر‪ ،‬فتفمثل له جبريفل علفففى‬
‫حففم خفففلفها ‪ .‬وقفيفففل‬‫فففرس أنففثى وديففق ‪ .‬فلفففما رآهففا الفففحصان تق ّ‬
‫هوا‪ -‬قال ‪ :‬طرقا ً علفى حاله ‪ -‬قففال‪ :‬ودخفففل‬ ‫لفموسى ‪ :‬اترك البحر َر ْ‬
‫فرعون وقومه ففي البحر‪ ،‬فلفما دخفل آخر قوم فرعففون وجففاز آخففر‬
‫قوم موسى أطبق البحر علفى فرعون وقومه فأغرقوا‪(2).‬‬

‫التقريب ) ‪( 4833‬‬
‫‪ () 1‬أي وافر شعر الذنب ‪ .‬النهاية ) ‪. ( 2/170‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ ( 277 - 276/ 1‬صححه فففي التفسففير الصففحيح )‬
‫‪(1/158‬‬

‫‪78‬‬
‫الدراسففففة‪:‬‬
‫يففذكر اللففه تبففارك وتعففالى ليهففود المدينففة منتففه علففى‬
‫أسلفهم يوم كانوا مستعبدين عند فرعففون وقففومه‪ ،‬وكيففف‬
‫أنجاهم منهم وأقففر أعينهففم بهلك عففدوهم أمففامهم‪ ،‬وكيففف‬
‫خلصهم يوم كانوا يسومونهم سوء العذاب يذبحون الففذكور‬
‫ويستبقون الناث‪.‬‬
‫سوُمون َك ُْم{ قيل معناه‪:‬‬
‫قال القرطبي )‪} (1‬ي َ ُ‬
‫‪ -1‬يذيقونكم ويلزمونكم إياه‪ ،‬وقال أبو عبيففدة‪ :‬يولففونكم‬
‫يقال‪ :‬سامه خطة خسف‪ ،‬إذا أوله إياها‪ ،‬ومنه قففول عمففرو‬
‫بن كلثوم‪:‬‬
‫أبينففا أن نقففر الخسففف فينففا‬
‫إذا مففا الملففك سففام النففاس‬
‫خسففففففففففففففففففففففففففففففففا ًفقد جعل فرعون بني إسففرائيل‬
‫‪ -2‬وقيل يديمون تعذيبكم‪،‬‬
‫خداما ً وصناعا ً ومن لم يستخدمه ضففرب عليففه الجزيففة‪ .‬ثففم‬
‫أبدلهم الله بالمعجزات على ضعفهم وفقرهففم‪ ،‬ففلففق لهففم‬
‫البحر معجزة باقية يتلوها الناس إلى يوم القيامففة‪ ،‬وأغففرق‬
‫عففدوهم الجبففار الففذي دعففاهم إلففى عبففادته أغرقففه وقففومه‬
‫أمامهم‪.‬‬
‫وفي هذه المعاني من الشارات ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬نجففاة أسففلفهم مففن الهلك والعففذاب مففن فرعففون‬
‫وقومه نجاة لهم‪ ،‬فهم الخلف الذين ورثوا الكتففاب‪ ،‬والففدين‬
‫من بعدهم فليشكروا الله على ذلك وليتبعوا نبيه‪.‬‬
‫‪ -2‬تففذكير اليهففود بمففا كففان عليففه سففلفهم مففن الففذل‬
‫والضعف‪ ،‬وعففدوهم مففن الجففبروت والعظمففة‪ ،‬إل أن الحففق‬
‫كان معهم والباطل مففع خصففمهم‪ ،‬ومففع ذلففك كففانت الغلبففة‬
‫والظهففور لصففاحب الحففق مففع فقففره وضففعفه‪ ،‬فل يغففتروا‬
‫بقوتهم وضففعف محمففد صففلى اللففه عليففه وسففلم وأصففحابه‬
‫فليس لهم إل متابعته واليمان بما جاء به‪(2).‬‬

‫‪ () 1‬تفسير القرطبي ‪1/348‬ومابعدها‬


‫‪:‬‬
‫‪ () 2‬انظر الطبري ‪1/314‬وابن كففثير ‪1/234‬ومفاتيففح الغيففب للففرازي ‪3/74‬‬
‫)بتصرف(‬

‫‪79‬‬
‫قال الحافظ ابن كففثير فففي تفسففيره معلق فا ً علففى عففدد‬
‫الذين خرجوا مع فرعون‪" :‬فأمففا مففا ذكففره غيففر واحففد مففن‬
‫السرائيليات من أنففه خففرج فففي ألففف ألففف وسففتمائة ألففف‬
‫فارس‪ ،‬منها مائة ألف على خيل دهم ‪ ،‬وقال كعب الحبار‪:‬‬
‫فيهم ثمانمائة ألف حصان أدهم ‪ -‬ففي ذلك نظر ‪ .‬والظاهر‬
‫أنففه مففن مجازفففات بنففي إسففرائيل‪ .‬واللففه سففبحانه وتعففالى‬
‫أعلم‪ .‬والففذي أخففبر بففه هففو النففافع‪ ،‬ولففم يعيففن عففدتهم إذ ل‬
‫فائدة تحته‪ ،‬إل أنهم خرجوا بأجمعهم" )‪(1‬‬
‫وفي نجاتهم من عففدوهم ‪,‬مففع قلففة عففددتهم‪ ,‬وضففعفهم‪,‬‬
‫وتشردهم‪ ,‬وكثرة عدوهم وقوته‪:‬آية صدق يقيس بها اليهود‬
‫بين ظهراني الرسففول صففلى اللففه عليففه وسففلم يففوم قففدم‬
‫عليهففم المديففة ‪ ,‬فففوجب إيمففانهم بففه‪ .‬لن اللففه سينصففره‬
‫وصففحبة ‪,‬كمففا نصففر موسففى عليففه السففلم وقففومه‪ ,‬فكففان‬
‫عليهم الستفادة مما حصل لسلفهم ول يجحدوا نعمة الله‬
‫عليهم‪.‬‬
‫كما أن فيه تسلية وعبرة وعظة للمسففلمين جميعفًا‪ ،‬وأل‬
‫يكونوا في حياتهم مثل بنففي إسففرائيل‪ ,‬بففل يلتفففوا طففائعين‬
‫منقادين مستسلمين لما يأمرهم به رسول الله صففلى اللففه‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬خاصففة فففي حالففة ضففعفهم وقلتهففم كمففا قففال‬
‫تعالى مذكرا ً صففحابة رسففول اللففه صففلى اللففه عليففه وسففلم‬
‫َ‬
‫ن ِفففي‬
‫فو َ‬
‫ضففعَ ُ‬
‫ست َ ْ‬
‫م ْ‬
‫ل ّ‬ ‫كففُروا ْ إ ِذ ْ أنُتفف ْ‬
‫م قَِليفف ٌ‬ ‫بفضله عليهم فقففال‪َ} :‬واذ ْ ُ‬
‫ص فرِهِ وََرَزقَك ُففم‬ ‫م وَأ َي ّفد َ ُ‬
‫كم ب ِن َ ْ‬ ‫س فَففآَواك ُ ْ‬
‫م الّنا ُ‬ ‫خط ّ َ‬
‫فك ُ ُ‬ ‫ن َأن ي َت َ َ‬ ‫خاُفو َ‬‫ض تَ َ‬ ‫َ‬
‫الْر ِ‬
‫ن = ‪] { 26‬سورة النفال ‪[8/26‬‬ ‫شك ُُرو َ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫ت ل َعَل ّك ُ ْ‬
‫ن الط ّي َّبا ِ‬
‫م َ‬‫ّ‬
‫فالواجب الصبر والشكر وسؤال الله النصر‪.‬‬

‫‪ () 1‬تفسير ابن كثير) ‪( 6/153‬‬

‫‪80‬‬
‫المطلب الخامس‪:‬بعثهم بعد الموت‬
‫الثار‪:‬‬
‫ن = ‪{ 56‬‬ ‫شك ُُرو َ‬ ‫م ل َعَل ّك ُ ْ‬
‫م تَ ْ‬ ‫موْت ِك ُ ْ‬‫ن ب َعْد ِ َ‬
‫م ْ‬‫م ِ‬‫م ب َعَث َْناك ُ ْ‬
‫قولفه تعالى‪}:‬ث ُ ّ‬
‫]سورة البقرة ‪[2/56‬‬
‫‪ -806-53‬حدثنا به محمد بن حميد قال‪ :‬ثنا سففلمة بففن الفضففل عففن‬
‫محمد بن إسحاق قال‪ :‬لما رجع موسى إلى قومه ورأى ما هففم فيففه‬
‫من عبادة العجل وقال لخيه وللسامري ما قال وحرق العجل وذراه‬
‫في اليم؛ اختار موسى عليه السلم منهم سبعين رجل ً الخير فالخير‬
‫وقال‪ :‬انطلقوا إلى الله عز وجل فتوبففوا إليفه ممفا صفنعتم‪ ،‬وسفلوه‬
‫التوبة على من تركتم وراءكم من قومكم‪ ،‬صوموا وتطهروا وطهروا‬
‫ثيابكم! فخرج بهم إلى طور سففيناء لميقففات وقتففه لففه ربففه‪ ،‬وكففان ل‬
‫يأتيه إل بإذن منه وعلم‪ .‬فقال له السبعون فيما ذكر لي حين صففنعوا‬
‫ما أمرهم به وخرجففوا للقففاء اللففه‪ :‬يففا موسففى اطلففب لنففا إلففى ربففك‬
‫لنسمع كلم ربنا! فقال‪ :‬أفعل‪ .‬فلما دنففا موسففى عليففه السففلم مففن‬
‫الجبل وقع عليه الغمام حتى تغشى الجبففل كلففه‪ ،‬ودنففا موسففى عليففه‬
‫السلم فدخل فيه‪ ،‬وقال للقوم‪ :‬ادنوا‪ .‬وكففان موسففى عليففه السففلم‬
‫إذا كلمه ربه وقع على جبهته نور ساطع ل يستطيع أحد من بني آدم‬
‫أن ينظر إليه‪ ،‬فضرب دونه الحجاب‪ .‬ودنا القوم حتى إذا دخلففوا فففي‬
‫الغمام وقعوا سجودا ً فسمعوه وهو يكلم موسى يأمره وينهاه‪ :‬افعل‬
‫ول تفعل‪ .‬فلما فرغ من أمره وانكشف عففن موسففى الغمففام فأقبففل‬
‫إليهم فقالوا لموسى‪ :‬لن نؤمن لك حتى نففرى اللففه جهففرة فأخففذتهم‬
‫الرجفة وهي الصاعقة فماتوا جميعًا‪ .‬وقام موسى يناشد ربه ويدعوه‬
‫َ‬
‫ي{‬‫ل وَإ ِي ّففا َ‬ ‫مففن قَب ْف ُ‬ ‫ت أهْل َك ْت َهُففم ّ‬ ‫ش فئ ْ َ‬‫ب ل َفوْ ِ‬ ‫ل َر ّ‬‫ويرغب إليه ويقففول‪} :‬قَففا َ‬
‫]سورة العففراف ‪ [7/155‬قففد سفففهوا أفتهلففك مففن ورائي مففن بنففي‬
‫إسرائيل بما تفعل السفهاء منا؟ أي أن هذا لهم هلك اخففترت منهففم‬
‫سبعين رجل ً الخير فالخير أرجع إليهم وليس معي منهففم رجففل واحففد‬
‫ك{‬ ‫فما الذي يصدقوني به أو يأمنوني عليفه بعفد هفذا؟ }إ ِن ّففا هُفد َْنا إ ِل َي ْف َ‬
‫]سورة العراف ‪ [7/156‬فلم يزل موسىناشد ربه عز وجل ويطلب‬
‫إليه حتى رد إليهم أرواحهم فطلب إليه التوبة لبني إسرائيل يل مففن‬
‫عبادة العجل فقال‪ :‬ل إل أن يقتلوا أنفسهم‪(1) .‬‬
‫‪ - 808-54‬حدثني يونس بن عبد العلفى قفال‪ :‬أنفا ابفن وهفب قفال‪:‬‬
‫قال ابن زيد‪ :‬قال لهم موسى عليه السلم لمفا رجفع مفن عنفد ربفه‬
‫باللواح قد كتب فيها التوراة فوجدهم يعبدون العجل‪ ،‬فأمرهم بقتففل‬
‫أنفسهم ففعلوا فتاب الله عليهم‪ ،‬فقال‪ :‬إن هذه اللففواح فيهففا كتففاب‬
‫الله فيه أمره الذي أمركم‪ ،‬به ونهيه الذي نهاكم عنففه‪ .‬فقففالوا‪ :‬ومففن‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 291 / 1‬تفسير ابن كثير ) ‪( 94 / 1‬‬

‫‪81‬‬
‫يأخذ بقولك أنت؟ ل والله حتى نرى الله جهرة حتى يطلع الله علينففا‬
‫فيقول‪ :‬هذا كتففابي فخففذوه! فمففا لففه ل يكلمنففا كمففا يكلمففك أنففت يففا‬
‫ن‬ ‫موسى فيقول‪ :‬هذا كتابي فخذوه؟ وقرأ قول الله تعالى‪َ} :‬لن ّنففؤ ْ ِ‬
‫م َ‬
‫جهَْرةً{ ]سورة البقرة ‪ [2/55‬قال‪ :‬فجففاءت غضففبة‬ ‫ه َ‬ ‫حّتى ن ََرى الل ّ َ‬ ‫ك َ‬ ‫لَ َ‬
‫من الله عففز وجففل فجففاءتهم صففاعقة بعففد التوبففة فصففعقتهم فمففاتوا‬
‫أجمعون‪ .‬قال‪ :‬ثم أحياهم الله من بعد موتهم وقرأ قول الله تعففالى‪:‬‬
‫ن{ ]سففورة البقففرة ‪[2/56‬‬ ‫ش فك ُُرو َ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫م ل َعَل ّك ُف ْ‬‫موْت ِك ُ ْ‬
‫من ب َعْد ِ َ‬ ‫كم ّ‬ ‫م ب َعَث َْنا ُ‬‫}ث ُ ّ‬
‫فقففال لهففم موسففى‪ :‬خففذوا كتففاب اللففه! فقففالوا ل فقففال‪ :‬أي شففيء‬
‫أصابكم؟ قالوا‪ :‬أصابنا أنا متنا ثم حيينا‪ .‬قال‪ :‬خذوا كتاب اللففه! قففالوا‬
‫ل‪ .‬فبعث الله تعالى ملئكة فنتقت الجبل فوقهم‪(1) .‬‬
‫‪ 809-55‬أ‪ -‬حدثنا الحسن بن يحيى قففال‪ :‬أخبرنففا عبففد الففرزاق قففال‪:‬‬
‫ق ُ َ‬ ‫َ‬
‫م َتنظ ُفُرو َ‬
‫ن‬ ‫ة وَأنت ُف ْ‬ ‫ع َ‬‫صا ِ‬ ‫م ال ّ‬ ‫خذ َت ْك ُ ُ‬‫أخبرنا معمر عن قتادة في قولفه‪} :‬فَأ َ‬
‫ن = ‪] { 56‬سورة‬ ‫ش فك ُُرو َ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫م ل َعَل ّك ُف ْ‬
‫م فوْت ِك ُ ْ‬‫من ب َعْد ِ َ‬ ‫كم ّ‬ ‫م ب َعَث َْنا ُ‬‫= ‪ 55‬ث ُ ّ‬
‫البقففرة ‪ [56-2/55‬قففال‪ :‬أخففذتهم الصففاعقة ثففم بعثهففم اللففه تعففالى‬
‫ليكملوا بقية آجالهم‪(2) .‬‬
‫‪809-56‬ب‪-‬حدثني المثنى قال‪ :‬ثنا إسحاق قال‪ :‬ثنا ابففن أبففي جعفففر‬
‫َ‬
‫عَقُة{ قففال‪:‬‬ ‫صففا ِ‬ ‫م ال ّ‬ ‫خ فذ َت ْك ُ ُ‬‫عن أبيه عن الربيع بن أنس في قولفففه‪} :‬فَأ َ‬
‫هم السبعون الففذين أختففارهم موسففى عليففه السففلم فسففاروا معففه‪.‬‬
‫جهَْرةً{ قال‪:‬‬ ‫ه َ‬ ‫حّتى ن ََرى الل ّ َ‬ ‫ك َ‬ ‫ن لَ َ‬ ‫قال‪ :‬فسمعوا كلما ً فقالوا‪َ} :‬لن ن ّؤ ْ ِ‬
‫م َ‬
‫مففن‬ ‫كم ّ‬ ‫م ب َعَث ْن َففا ُ‬ ‫فسمعوا صوتا فصعقوا‪ .‬يقول‪ :‬ماتوا‪ .‬فذلك قففوله‪} :‬ث ُف ّ‬
‫م{ فبعثوا من بعد موتهم؛ لن موتهم ذاك كفان عقوبففة لهففم‬ ‫موْت ِك ُ ْ‬‫ب َعْد ِ َ‬
‫فبعثوا لبقية آجالهم‪( ) .‬‬
‫‪3‬‬

‫‪ - 796-57‬وكما حدثنا به القاسم بن الحسن قال‪ :‬ثنا الحسين قففال‪:‬‬


‫حدثني حجاج عن ابن جريج قال‪ :‬قال ابن عباس رضي الله عنهمففا ‪:‬‬
‫جهَْرةً{ قال‪ :‬علنية‪(4) .‬‬ ‫ه َ‬ ‫حّتى ن ََرى الل ّ َ‬ ‫} َ‬
‫‪ - 800-58‬حدثنا به الحسن بن يحيى قال‪ :‬أخبرنا عبد الففرزاق قففال‪:‬‬
‫َ‬
‫عَقُة{ ]سففورة‬ ‫صففا ِ‬ ‫م ال ّ‬ ‫خ فذ َت ْهُ ُ‬ ‫أخبرنففا معمففر عففن قتففادة فففي قففوله‪} :‬فَأ َ‬
‫النساء ‪ [4/153‬قال‪ :‬ماتوا‪(5) .‬‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 292 / 1‬تفسير ابن كثير ) ‪( 95 / 1‬‬


‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 292 / 1‬تفسير عبد الرزاق ) ‪ - ( 46 / 1‬تفسير‬
‫صححه في التفسير الصحيح )‪(1/164‬‬
‫ابن أبي حاتم ) ‪( 112 / 1‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 292 / 1‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 112 / 1‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪( 170 / 1‬‬
‫‪ () 4‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 289 / 1‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 111 / 1‬‬
‫تفسير ابن أبي حاتم ) ‪ - ( 1103 / 4‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 170 / 1‬‬
‫‪ () 5‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 290 / 1‬تفسير عبد الرزاق ) ‪ - ( 46 / 1‬تفسير‬
‫صححه في‬
‫ابن أبي حاتم ) ‪ - ( 112 / 1‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 170 / 1‬‬

‫‪82‬‬
‫الدراسففففة‪:‬‬
‫من نعم الله على بني إسرائيل أن جعلهم يرون بأعينهم‬
‫الموت ثم يحييهم بعد ذلك‪ ،‬وهي آية عجيبة‪ ،‬ومنة عظيمففة‪،‬‬
‫وإن كان ظاهرها العقوبة ولكنها لم تدم عليهم‪ ،‬وذلك حيففن‬
‫اختار موسى عليه السلم سبعين رجل ً مففن قففومه ليتوبففوا‬
‫الى الله من اتخاذهم العجففل‪ ،‬وجعففل هففارون خليفتففه علففى‬
‫الباقين‪ ،‬وكان الموعد جبل الطور‪ (1) ،‬وكان هؤلء السبعين‬
‫الذين اختارهم موسى عليه السلم هم أصلح القوم‪ ،‬فلمففا‬
‫جاؤا لميقات الله‪ ،‬وكلم الله نبيه وكليمه عليه السلم وهم‬
‫يسمعون وأبت نفوسهم المشففبعة بالعنففاد إل أن يففروا اللففه‬
‫حت ّففى‬ ‫ن ل َف َ‬
‫ك َ‬ ‫م َ‬ ‫سففى ل َف ْ‬
‫ن ن ُفؤ ْ ِ‬ ‫مو َ‬ ‫م َيا ُ‬ ‫جهرة كما قال تعالى ‪} :‬وَإ ِذ ْ قُل ْت ُ ْ‬
‫ق ُ َ‬ ‫َ‬
‫ن{ ]سففورة البقففرة‬ ‫م ت َن ْظ ُُرو َ‬
‫ة وَأن ْت ُ ْ‬ ‫ع َ‬ ‫صا ِ‬ ‫خذ َت ْك ُ ُ‬
‫م ال ّ‬ ‫جهَْرة ً فَأ َ‬ ‫ن ََرى الل ّ َ‬
‫ه َ‬
‫‪ [2/55‬فهلكوا جميعًا‪ ،‬فقام موسى عليه السلم يعتذر إلى‬
‫سففى‬ ‫مو َ‬‫خَتففاَر ُ‬‫ربه‪ ،‬ويدعوه فاستجاب له ربه قال تعففالى ‪َ} :‬وا ْ‬
‫ت‬ ‫ش فئ ْ َ‬‫ب ل َفوْ ِ‬ ‫ل َر ّ‬‫ة قَففا َ‬ ‫فف ُ‬
‫ج َ‬‫م الّر ْ‬ ‫مففا أ َ َ‬
‫خ فذ َت ْهُ ُ‬ ‫قات َِنا فَل َ ّ‬ ‫مي َ‬ ‫جل ً ل ِ ِ‬‫ن َر ُ‬ ‫سب ِْعي َ‬
‫ه َ‬ ‫م ُ‬‫ق َو ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ي إ ِل ّ فِت ْن َُتفف َ‬
‫ك‬ ‫ن هِ َ‬‫مّنا إ ِ ْ‬‫فَهاُء ِ‬ ‫س َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ما فَعَ َ‬ ‫ل وَإ ِّيايَ أت ُهْل ِك َُنا ب ِ َ‬ ‫ن قَب ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬‫أهْل َك ْت َهُ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬‫مَنا وَأن ْف َ‬ ‫ح ْ‬ ‫فْر ل ََنا َواْر َ‬
‫ت وَل ِي َّنا َفاغ ْ ِ‬‫شاُء أن ْ َ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫دي َ‬ ‫شاُء وَت َهْ ِ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ب َِها َ‬ ‫ض ّ‬ ‫تُ ِ‬
‫ن{ ]سورة لعراف ‪[7/155‬‬ ‫ري َ‬ ‫خي ُْر ال َْغافِ ِ‬ ‫َ‬

‫التفسير الصحيح )‪(1/164‬‬


‫‪:‬‬
‫‪ () 1‬قال ياقوت الحموي في معجم البلدان ج‪ 4 :‬ص‪ 47 :‬طور بالضم ثم‬
‫السكون وآخره راء والطور في كلم العرب الجبل وقال بعض أهل اللغة‬
‫ل يسمى طورا حتى يكون ذا شجر ول يقففال للجففرد طففور وقيففل سففمي‬
‫طورا ببطور بن إسمعيل ‪ À‬أسقطت بففاؤه للسففتثقال ويقففال لجميففع بلد‬
‫الشام الطور وقد تقدم لففذلك شففاهد فففي طففرآن بففوزن قففرآن مففن هففذا‬
‫الكتاب وقال أهل السير سميت بطور بن اسمعيل بففن إبراهيففم ‪ À‬وكففان‬
‫يملكهففا فنسففبت إليففه وقففد ذكففر بعففض العلمففاء أن الطففور هففذا الجبففل‬
‫المشرف على نابلس ولهذا يحجه السامرة وأما اليهود فلهم فيه اعتقففاد‬
‫عظيم ويزعمون أن إبراهيم أمر بذبح إسمعيل فيه وعندهم فففي التففوراة‬
‫أن الذبيح إسحاق ‪ À‬وبالقرب مففن مصففر ثففم موضففع يسففمى مففدين جبففل‬
‫يسمى الطور ول يخلو من الصالحين وحجارته كيففف كسففرت خففرج منهففا‬
‫صورة شجرة العليق وعليه كان الخطاب الثففاني لموسففى ‪ À‬ثففم خروجففه‬
‫من مصر ببني إسرائيل وبلسان النبط كل جبل يقال له طففور فففإذا كففان‬
‫عليه نبت وشجر قيل طور سيناء والطور جبل بعينه مطففل علففى طبريففة‬
‫الردن بينهما أربعة فراسخ على رأسه بيعة واسعة محكمة البنففاء موثقففة‬
‫الرجاء‬

‫‪83‬‬
‫وقد وردت أقففوال كففثيرة فففي السففبب الففذي مففن أجلففه‬
‫طلبوا الرؤية‪ ،‬غالبها من الروايات السرائيلية‪ .‬قال الطبري‬
‫رحمه الله ‪" :‬فهذا ما روي في السبب الذي من أجله قالوا‬
‫ك َحّتففى َنففَرى الّلففَه َجْهففَرةً{ ول خبر عندنا‬‫ن َلفف َ‬
‫م َ‬ ‫لموسى‪} :‬ل َ ْ‬
‫ن ن ُؤ ْ ِ‬
‫بصحة شيء مما قاله مففن ذكرنففا قولفففه فففي سففبب قيلهففم‬
‫ذلك لموسى تقوم به حجففة فتسففلم لهففم‪ .‬وجففائز أن يكففون‬
‫ذلك بعض ما قالوه‪ ،‬فإذا كان ل خبر بففذلك تقففوم بففه حجففة‬
‫فالصواب من القول فيه أن يقففال‪ :‬إن اللففه جففل ثنففاؤه قففد‬
‫ن ل َف َ‬
‫ك‬ ‫سى ل َف ْ‬
‫ن ن ُفؤ ْ ِ‬
‫م َ‬ ‫أخبر عن قوم موسى أنهم قالوا له‪َ} :‬يا ُ‬
‫مو َ‬
‫َحّتى ن ََرى الل َّه َجهَْرةً{ كما أخبر عنهم أنهم قالوه‪ .‬وإنمففا أخففبر‬
‫الله عز وجل بذلك عنهم الذين خوطبوا بهذه اليات توبيخا ً‬
‫لهم في كفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وقففد قففامت‬
‫حجته على من احتج به عليه‪ ،‬ول حاجة لمن انتهت إليه إلى‬
‫معرفة السبب الداعي لهم إلى قيل ذلك‪ .‬وقففد قففال الففذين‬
‫أخبرنا عنهم القوال التي ذكرناهففا وجففائز أن يكففون بعضففها‬
‫حقا ً كما قال‪(1) ".‬‬
‫وكما قال قتادة وغيره إنما هي عقوبففة‪ ،‬وردوا لسففتيفاء‬
‫آجالهم وأرزاقهففم ولففو مففاتوا بآجففالهم لففم يبعثففوا إلففى يففوم‬
‫القيامة‪(2) .‬‬
‫والمخاطب هنا هم يهود المدينة واليهود عامة إلى قيففام‬
‫الساعة‪ ،‬ففي تعففداد النعففم موعظففة للجميففع‪ ،‬وعففبرة لهففم‪،‬‬
‫حتى ل يطلبوا من محمد صلى الله عليففه وسففلم مثففل مففا‬
‫طلب أسلفهم مففن موسففىعليه السففلم ‪ ،‬وتففذكيرا ً لسففلفهم‬
‫من اليهود‪.‬‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ‪1/332‬‬


‫‪ () 2‬تفسيرابن أبي حاتم ‪1/112‬والقرطبي ‪ 1/275‬والبغوي ‪1/97‬‬

‫‪84‬‬
‫المطلب السادس‪:‬تمكينهم من الرض المقدسة‬
‫الثففففار‪:‬‬
‫ش فئ ْت ُ ْ‬
‫م‬ ‫ث ِ‬
‫حي ْف ُ‬ ‫ة فَك ُل ُففوا ِ‬
‫من ْهَففا َ‬ ‫خُلوا هَذ ِهِ ال ْ َ‬
‫قْري َ َ‬ ‫قولفه تعالى‪}:‬وَإ ِذ ْ قُل َْنا اد ْ ُ‬
‫زيد ُ‬
‫سَنف ِ‬
‫م وَ َ‬ ‫خ َ‬
‫طاَياك ُ ْ‬ ‫فْر ل َك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫حط ّ ٌ‬
‫ة ن َغْ ِ‬ ‫جدا ً وَُقوُلوا ِ‬
‫س ّ‬ ‫خُلوا ال َْبا َ‬
‫ب ُ‬ ‫غدا ً َواد ْ ُ‬‫َر َ‬
‫ن = ‪] { 58‬سورة البقرة ‪[2/58‬‬ ‫سِني َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫م ْ‬
‫‪ - 837-59‬حدثنا الحسن بن يحيى قال‪ :‬أنبأنا عبد الرزاق قال‪ :‬أنبأنففا‬
‫خُلوا هَذ ِهِ ال َْقْري ََة{قال‪ :‬بيففت المقففدس‪.‬‬
‫معمر عن قتادة في قوله‪} :‬اد ْ ُ‬
‫)‪( 1‬‬
‫‪ - 838-60‬حدثني موسى بن هارون قففال‪ :‬حفدثني عمففرو بفن حمففاد‬
‫خُلوا هَذ ِهِ ال َْقْري ََة{ أما القريففة‬
‫قال‪ :‬ثنا أسباط عن السدي‪} :‬وَإ ِذ ْ قُل َْنا اد ْ ُ‬
‫فقرية بيت المقدس‪(2) .‬‬
‫‪ - 840-61‬حدثني يونس قال‪ :‬أخبرنا ابففن وهففب قففال‪ :‬سففألته يعنففي‬
‫خُلوا هَذ ِهِ ال َْقْري ََة فَك ُل ُففوا ِمن ْهَففا{ قال‪ :‬هففي أريحففا‬‫ابن زيد عن قوله‪} :‬اد ْ ُ‬
‫وهي قرية من بيت المقدس‪(3) .‬‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 299 / 1‬تفسير عبد الرزاق ) ‪ - ( 46 / 1‬تفسير‬


‫صححه في‬
‫ابن أبي حاتم ) ‪ - ( 116 / 1‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 172 / 1‬‬
‫التفسير الصحيح )‪(1/164‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 299 / 1‬فتح الباري ) ‪( 200 / 8‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 299 / 1‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 172 / 1‬‬

‫‪85‬‬
‫الدراسففففة‪:‬‬
‫قضففى اللففه علففى بنففي إسففرائيل بعففدم دخففول الرض‬
‫المقدسففة أربعيففن سففنة يففتيهون فففي الصففحراء وهففو مففا‬
‫عرف) بالتيه( وسيأتي الحديث عنه‪ ،‬قال تعالى ‪َ} :‬قا َ‬
‫ل فَإ ِن َّها‬
‫س ع َل َففى ال ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ة ع َل َيه َ‬
‫ق فوْم ِ‬ ‫ض َفل ت َفأ َ‬ ‫ن فِففي الْر ِ‬ ‫ة ي َِتيهُففو َ‬‫سن َ ً‬
‫ن َ‬ ‫م أْرب َِعي َ‬
‫ِْ ْ‬ ‫م ٌ‬‫حّر َ‬‫م َ‬ ‫ُ‬
‫ن{ ]سورة المففائدة ‪ [5/26‬وفففي نهايففة هففذه المففدة‬ ‫قي َ‬ ‫س ِ‬‫فا ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ة وَك ُُلوا ِ‬
‫من َْها‬ ‫قْري َ َ‬‫سك ُُنوا هَذ ِهِ ال ْ َ‬ ‫ما ْ‬‫ل ل َهُ ُ‬ ‫الطويلة‪ ،‬قال تعالى‪} :‬وَإ ِذ ْ ِقي َ‬
‫م‬‫طيَئات ِك ُف ْ‬‫خ ِ‬
‫م َ‬ ‫ففْر ل َك ُف ْ‬ ‫جدا ً ن َغْ ِ‬
‫سف ّ‬ ‫خل ُففوا ال ْب َففا َ‬
‫ب ُ‬ ‫ة َواد ْ ُ‬ ‫حط ّ ٌ‬‫م وَُقوُلوا ِ‬ ‫شئ ْت ُ ْ‬
‫ث ِ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ن{ ]سورة العراف ‪[7/161‬‬ ‫سِني َ‬‫ح ِ‬‫م ْ‬ ‫سَنفَزي ِد ُ ال ْ ُ‬ ‫َ‬
‫يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليففه وسففلم ‪:‬‬
‫واذكر أيضا ً يا محمد من خطإ فعل هففؤلء القففوم‪ ،‬وخلفهففم‬
‫على ربهم‪ ،‬وعصيانهم نبيهم موسى عليه السلم ‪ ،‬وتبديلهم‬
‫سففك ُُنوا‬ ‫القول الذي أمروا أن يقولوه حين قال اللففه لهففم‪} :‬ا ْ‬
‫هَذِهِ ال َْقْري ََة{ وهي قرية بيت المقدس‪} ،‬وَك ُُلففوا ِمن َْهففا{ يقففول‪:‬‬
‫شففئ ْت ُْم{ منهففا يقففول‪ :‬أنففى‬ ‫ث ِ‬ ‫من ثمارها وحبوبها ونباتها } َ‬
‫حْيفف ُ‬
‫شئتم منها }وَُقوُلوا ِحط ٌّة{ يقول‪ :‬وقولوا‪ :‬هذه الفعلففة حطففة‬
‫تحففط ذنوبنففا }ن َغِْف فْر ل َك ُفْم{ يتغمففد لكففم ربكففم ذنففوبكم الففتي‬
‫سلفت منكم فيعفففو لكففم عنهففا فل يؤاخففذكم بهففا‪َ } .‬‬
‫سَنف فَزي ِد ُ‬
‫ن{ منكم وهم المطيعون لله على ما وعففدتكم مففن‬ ‫سِني َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫م ْ‬
‫غفران الخطايا‪.‬‬
‫ثم قال‪ :‬فذكرهم بذلك جل ذكره اختلف آبائهم‪ ،‬وسففوء‬
‫استقامة أسلفهم لنبيائهم‪ ،‬مففع كففثرة معففاينتهم مففن آيففات‬
‫اللففه جففل وعففز وعففبره مففا تثلففج بأقلهففا الصففدور‪ ،‬وتطمئن‬
‫بالتصديق معهففا النفففوس؛ وذلففك مففع تتففابع الحجففج عليهففم‪،‬‬
‫وسبوغ النعم من الله لديهم‪ .‬وهم مففع ذلففك مففرة يسففألون‬
‫نبيهم أن يجعل لهم إلها ً غير الله‪ ،‬ومرة يعبدون العجل مففن‬
‫دون الله‪ ،‬ومرة يقولون ل نصدقك حففتى نففرى اللففه جهففرة‪،‬‬
‫َ‬
‫ك‬ ‫ت وََرب ّف َ‬ ‫ب أن ف َ‬ ‫دعوا إلى القتال‪} :‬فَففاذ ْهَ ْ‬ ‫وأخرى يقولون لفه إذا ُ‬
‫ن{ ]سورة المففائدة ‪ [5/24‬ومففرة يقففال‬ ‫دو َ‬‫عفف ُ‬ ‫هاهَُنا َقا ِ‬ ‫فَ َ‬
‫قاِتل إ ِّنا َ‬
‫طيَئات ِك ُفْم{‬ ‫خ ِ‬ ‫م َ‬‫ف فْر ل َك ُف ْ‬
‫جدا ً ن ّغْ ِ‬
‫سف ّ‬‫ب ُ‬ ‫خل ُففوا ْ ال ْب َففا َ‬
‫ة َواد ْ ُ‬‫ح ط ّف ٌ‬‫لهم‪ُ} :‬قول ُففوا ْ ِ‬
‫]سففورة العففراف ‪ [7/161‬فيقولففون‪ :‬حنطففة فففي شففعيرة‬

‫‪86‬‬
‫ويدخلون الباب من قبل أستاههم‪ ،‬مع غير ذلك من أفعالهم‬
‫الففتي آذوا بهففا نففبيهم عليففه السففلم الففتي يكففثر إحصففاؤها‪.‬‬
‫فأعلم ربنا تبارك وتعالى ذكره الذين خاطبهم بهففذه اليففات‬
‫من يهود بنففي إسففرائيل الففذين كففانوا بيففن ظهرانففي مهففاجر‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم لن يعدوا أن يكونوا‬
‫في تكففذيبهم محمففدا ً صففلى اللففه عليففه وسففلم ‪ ،‬وجحففودهم‬
‫نبففوته‪ ،‬وتركهففم القففرار بففه وبمففا جففاء بففه مففع علمهففم بففه‬
‫ومعرفتهم بحقيقة أمففره‪ ،‬كأسففلفهم وآبففائهم الففذين فصففل‬
‫عليهم قصصهم في ارتدادهم عففن دينهففم مففرة بعففد أخففرى‬
‫وتوثبهم على نبيهم موسى صلوات الله وسلمه عليففه تففارة‬
‫بعد أخرى مع عظيم بلء الله جل وعز عندهم وسففبوغ آلئه‬
‫عليهم‪.‬‬
‫وبسط ذلك كالتالي‪:‬‬
‫لما طلب موسففى عليففه السففلم مففن بنففي إسففرائيل أن‬
‫يدخلوا الرض المقدسففة الففتي كتففب اللففه لهففم‪ ،‬جبنففوا عففن‬
‫دخولهفففا‪ ،‬ورفضفففوا وتعللفففوا بفففالقوم الجبفففارين القفففاطنين‬
‫لها‪،‬وقالوا أنهم ولن يففدخلوها حففتى يخففرج منهففا الجبففارون‪،‬‬
‫وكففان فيهففم رجلن ممففن يخففاف اللففه‪ ،‬فففبينوا لهففم أنسففب‬
‫الطرق لدخولها‪ ،‬وما زادهم ذلك غير العناد‪ ،‬بل طلففب بنففوا‬
‫إسرائيل من موسى أن يذهب هو وربه فيقاتل‪ ،‬ومن النعففم‬
‫كر الله بها اليهففود عامففة‪ ،‬مففا مففن اللففه بففه‬ ‫العظيمة التي يذ ّ‬
‫على أسلفهم‪ ،‬وذلك يوم أن أذن لهففم بففالخلص مففن الففتيه‬
‫الذي دام أربعين عامًا‪ ،‬وهففي الففتي حففرم اللففه عليهففم فيهففا‬
‫الدخول الى الرض المقدسة‪ ،‬دلهم إلى مففا يففوجب رجمتففه‬
‫والخلص من عناء التيه والضياع‪ ،‬فأمرهم بالدخول )سجدًا(‬
‫وأن يقولوا )حطة(‬
‫ث‬‫حْيفف ُ‬ ‫ة وَك ُُلوا ِ‬
‫من َْها َ‬ ‫قْري َ َ‬‫سك ُُنوا هَذ ِهِ ال ْ َ‬‫ما ْ‬ ‫ل ل َهُ ْ‬
‫قال تعالى ‪} :‬وَإ ِذ ْ ِقي َ‬
‫كففْم{‪].‬سففورة‬ ‫فففْر ل َ ُ‬ ‫جدا ً ن َغْ ِ‬‫سفف ّ‬
‫ب ُ‬ ‫خُلففوا ال َْبففا َ‬ ‫ة َواد ْ ُ‬ ‫ح ّ‬
‫طفف ٌ‬ ‫م وَُقوُلففوا ِ‬
‫شففئ ْت ُ ْ‬
‫ِ‬
‫العراف ‪[7/161‬‬

‫‪87‬‬
‫وقد وعدهم الله بالرزق الرغيد والواسع إن هم أطففاعوا‬
‫أمره‪.‬‬
‫واختلف في هذه القرية ماهي؟‬
‫‪ -1‬فقيففل‪ :‬بيففت المقدسفف وهففو المففروي عففن السففدي‬
‫والربيع بن أنس وقتادة وأبي مسلم الصفهاني وغير واحد‪.‬‬
‫)‪( 1‬‬
‫‪ -2‬وقيل‪ :‬أريحا ويحكى عن ابن عباس رضي الله عنهما‬
‫وعبد الرحمن بن زيد‪(2).‬‬
‫‪ -3‬وقيل ‪ :‬مصر كما حكاه الرازي في تفسيره‪.‬‬
‫ورجح ابن كثير رحمه الله أنها بيت المقدس‪ ،‬وقال عن‬
‫أريحا ‪:‬هذا بعيد لنها ليست على طريقهففم‪ ،‬وهففم قاصففدون‬
‫بيت المقدس ل أريحاء‪.‬‬
‫والصحيح الول أنها بيت المقدس‪ ،‬وهذا كان لما خرجوا‬
‫من التيه بعد أربعين سنة مع يوشع بن نون عليففه السففلم ‪،‬‬
‫وفتحها الله عليهم عشية جمعة‪ ،‬وقد حبست لهم الشففمس‬
‫يومئذ قليل ً حتى أمكن الفتح‪ ،‬ولما فتحوها أمروا أن يدخلوا‬
‫الباب ‪-‬باب البلد‪ ) -‬سجدا ً ( أي شكرا ً للففه تعففالى علففى مففا‬
‫أنعم عليهم من الفتففح والنصففر‪ ،‬ورد عليهففم وإنقففاذهم مففن‬
‫التيه والضلل‪.‬‬
‫‪ () 1‬قال ياقوت الحموي‪ :‬أيلة بالفتح مدينة على سففاحل بحففر القلففزم ممففا‬
‫يلي الشام وقيل هي آخر الحجففاز وأول الشففام واشففتقاقها قففد ذكففر فففي‬
‫اشتقاق إيلياء بعده قال أبوزيد أيلة مدينة صغيرة عففامرة بهففا زرع يسففير‬
‫وهي مدينة لليهففود الففذين حففرم اللففه عليهففم صففيد السففمك يففوم السففبت‬
‫فخالفوا فمسخوا قردة وخنازير وبها في يففد اليهففود عهففد لرسففول اللففه ‘‬
‫وقال أبو المنذر سميت بأيلة بنت مدين بن إبراهيففم ‪ À‬وقففال أبففو عبيففدة‬
‫أيلة مدينة بين الفسطاط ومكة على شاطىء بحففر القلففزم تعففد فففي بلد‬
‫الشام وقدم يوحنة بن روبة على النبي ‘ من أيلة وهو في تبوك فصففالحه‬
‫على الجزية وقرر على كففل حففالم بأرضففه فففي السففنة دينففارا فبلففغ ذلففك‬
‫ثلثمائة دينار واشترط عليهم قرى من مر بهم من المسلمين وكتب لهم‬
‫كتابا أن يحفظوا ويمنعوا ‪:‬معجم البلدان ج‪ 1:‬ص‪292:‬‬
‫‪ () 2‬أريحا بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة والحففاء مهملففة والقصففر وقففد رواه‬
‫بعضهم بالخاء المعجمة لغة عبرانية وهي مدينة الجبارين في الغففور مففن‬
‫أرض الردن بالشام بينها وبيففن بيففت المقففدس يففوم للفففارس فففي جبففال‬
‫صعبة المسلك سميت فيما قيل بأريحا بن مالك بن أرفخشد بن سام بن‬
‫نوح ‪ : À‬معجم البلدان ج‪ 1:‬ص‪165:‬‬

‫‪88‬‬
‫خُلففوا ْ‬
‫}َواد ْ ُ‬
‫واختلف ي المراد بالسجود فففي قففوله تعففالى‪:‬‬
‫جدا ً{ على أقوال‪:‬‬
‫س ّ‬ ‫ال َْبا َ‬
‫ب ُ‬
‫‪ -1‬عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقففول فففي‬
‫قولفه تعالى‪)) :‬أي ركعًا(( وروى ابن جرير عن ابففن عباسفف‬
‫جدا ً{ قففال‪:‬‬
‫سف ّ‬
‫ب ُ‬‫خُلففوا ْ ال ْب َففا َ‬
‫رضي الله عنهما فففي قولفففه }َواد ْ ُ‬
‫))ركعففا ً مففن بففاب صففغير(( ورواه الحففاكم )‪ (1‬مففن حففديث‬
‫سفيان به ورواه ابففن أبففي حففاتم مففن حففديث سفففيان وهففو‬
‫الثوري به وزاد فدخلوا من قبل أستاههم‪،‬‬
‫‪ -2‬وقففال الحسففن البصففري‪)) :‬أمففروا أن يسففجدوا علففى‬
‫وجوههم حال دخولهم(( واستبعده الرازي‪.‬‬
‫‪ -3‬وحكففي عففن بعضففهم أن المففراد ههنففا بالسففجود‪:‬‬
‫الخضوع لتعذر حمله على حقيقته‪،‬‬
‫ثم اختلف في المراد بالباب‪:‬‬
‫‪ -1‬فقال ابن عباس رضي الله عنهما ‪)) :‬كان الباب قبل‬
‫القبلة((‬
‫‪ -2‬وفي رواية أخرى عنه _ أنه قال‪)) :‬هففو بففاب الحطففة‬
‫من باب إيلياء بيت المقدس(( وهففو قففول مجاهففد والسففدي‬
‫وقتادة والضحاك‪.‬‬
‫‪ -3‬وحكى الرازي عن بعضهم أنه عني بالباب جهة من‬
‫جهات القبلة‪.‬‬
‫أما طريقة دخولهم فقال ابن عباس رضي اللففه عنهمففا‬
‫))فدخلوا على شق(( وعن عبد اللففه بففن مسففعود _ ))قيففل‬
‫لهم أدخلوا الباب سجدا ً فدخلوا مقنعي رؤسهم أي رافعففي‬
‫رؤسهم خلف ما أمروا((‬
‫أما قوله تعالى }وقولوا حطة{‬
‫‪ -1‬فعن ابن عبففاس رضففي اللففه عنهمففا }وقولففوا حطففة{‬
‫قففال‪)) :‬مغفففرة أسففتغفروا(( وروي عففن عطففاء والحسففن‬
‫وقتادة والربيع بن أنس نحوه‬

‫المستدرك‬
‫‪2/262‬‬ ‫‪() 1‬‬

‫‪89‬‬
‫‪ -2‬وقففال الضففحاك عففن ابففن عبففاس رضففي اللففه عنهمففا‬
‫}وقولوا حطة{ قال‪)) :‬قولوا هذا المر حق كما قيل لكم((‬
‫‪ -3‬وقال عكرمة ))قولوا‪ :‬ل إله إل الله((‬
‫‪ -4‬وقال الوزاعي ))كتب ابن عباس رضففي اللففه عنهمففا‬
‫إلى رجل قد سماه فسأله عن قولفه تعالى }وقولففوا حطففة{‬
‫فكتب إليه أن أقر بالذنب((‬
‫‪ -5‬وقال الحسن وقتادة‪)) :‬أي احطط عنا خطايانا((‬
‫ل ل َهُفْم{‬ ‫موا ْ قَفوْل ً غ َي ْفَر ال ّف ِ‬
‫ذي ِقيف َ‬ ‫ن ظ َل َ ُ‬ ‫ل ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫وقولفه تعالى }فَب َد ّ َ‬
‫]سورة البقرة ‪ [2/59‬روى البخاري عن أبي هريففرة _ عففن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم قففال‪)) :‬قيففل لبنففي إسففرائيل‪:‬‬
‫ادخلوا الباب سجدًا‪ ،‬وقولوا‪ :‬حطة‪ ،‬فففدخلوا يزحفففون علففى‬
‫أستاههم‪ ،‬فبدلوا وقالوا‪ :‬حبة في شعرة‪(1) ((.‬‬
‫وروى عبد الرزاق عن أبي هريرة _ قففال‪ :‬قففال رسففول‬
‫الله صلى الله عليففه وسففلم ‪)) :‬قففال اللففه لبنففي إسففرائيل‪:‬‬
‫ادخلوا الباب سففجدًا‪ ،‬وقولففوا‪ :‬حطففة نغفففر لكففم خطايففاكم‪،‬‬
‫فبدلوا ودخلوا الباب يزحفون على أسففتاههم‪ ،‬فقففالوا‪ :‬حبففة‬
‫فففي شففعرة‪ ((.‬وهففذا حففديث صففحيح رواه البخففاري )‪ (2‬عففن‬
‫إسحاق بن نصر ومسلم )‪ (3‬عن محمد بففن رافففع والترمففذي‬
‫)‪ (4‬عففن عبففد بففن حميففد كلهففم عففن عبففد الففرزاق بففه وقففال‬
‫الترمذي حسن صحيح‪.‬‬
‫وقال محمد بن إسحاق كان تبديلهم كمففا حففدثني صففالح‬
‫بففن كيسففان عففن صففالح مففولى التوأمففة عففن أبففي هريففرة _‬
‫وعمن ل أتهم عن ابن عباس رضي الله عنهمففا أن رسففول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم قال‪)) :‬دخلوا الباب الذي أمروا‬
‫أن يدخلوا فيه سجدا ً يزحفون على أستاههم وهففم يقولففون‬
‫حنطففة فففي شففعيرة(( وقففال أبففو داود )‪ (5‬حففدثنا أحمففد بففن‬
‫)( البخاري ح ‪4479‬‬ ‫‪1‬‬
‫)( البخاري ‪3403‬‬ ‫‪2‬‬
‫)( مسلم ‪3015‬‬ ‫‪3‬‬
‫سنن‬
‫الترمذي ‪2956‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬
‫سنن أبي داود‬
‫‪4006‬‬ ‫)(‬ ‫‪5‬‬

‫‪90‬‬
‫صالح‪ ،‬وحدثنا سليمان بن داود‪ ،‬حدثنا عبففد اللففه بففن وهففب‪،‬‬
‫حدثنا هشام بن سعد‪ ،‬عن زيففد بففن أسففلم‪ ،‬عففن عطففاء بففن‬
‫يسار‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري _‪ ،‬عن النبي صلى الله عليففه‬
‫وسففلم ‪)) ،‬قففال اللففه لبنففي إسففرائيل ادخلففوا البففاب سففجدا ً‬
‫وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم(( ثم قال أبو داود )‪.(1‬‬
‫وقال ابن مردويه حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا إبراهيم‬
‫بن مهدي حدثنا أحمد بففن محمففد بففن المنففذر القففزاز حففدثنا‬
‫محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن هشام بن سففعد عففن‬
‫زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخففدري _‬
‫قال‪)) :‬سرنا مع رسول الله صلى اللففه عليففه وسففلم حففتى‬
‫إذا كففان مففن آخففر الليففل أجزنففا فففي ثنيففة يقففال لهففا ذات‬
‫الحنظل(( فقال رسول الله صلى الله عليففه وسففلم ‪)) :‬مففا‬
‫مثل هذه الثنية الليلة إل كمثل الباب الففذي قففال اللففه لبنففي‬
‫طاي َففاك ُْم{‬‫خ َ‬ ‫م َ‬ ‫ف فْر ل َك ُف ْ‬‫ة ن ّغْ ِ‬‫ح ط ّف ٌ‬ ‫جدا ً وَُقوُلوا ْ ِ‬ ‫س ّ‬
‫ب ُ‬ ‫خُلوا ْ ال َْبا َ‬
‫إسرائيل }اد ْ ُ‬
‫]سورة البقرة ‪(( [2/58‬‬
‫وقال سفيان الثوري عففن أبففي إسففحاق عففن الففبراء فففي‬
‫س{ ]سففورة البقففرة‬ ‫ن الن ّففا ِ‬ ‫مف َ‬‫فَهاء ِ‬ ‫سف َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫قوله تعففالى‪َ } :‬‬
‫س في َ ُ‬
‫جدا ً{ قففال‪:‬‬ ‫سفف ّ‬‫ب ُ‬ ‫خُلوا ْ ال َْبا َ‬ ‫‪ [2/142‬قال‪)) :‬اليهود قيل لهم }اد ْ ُ‬
‫طففٌة{ أي مغفففرة فففدخلوا علففى أسففتاههم‬ ‫ح ّ‬ ‫ركعففا ً }وَُقوُلففوا ْ ِ‬
‫وجعلوا يقولون حنطة حمراء فيها شعيرة‪ ،‬فذلك قول اللففه‬
‫ل ل َهُ فْم{ ]سورة‬ ‫ذي ِقي ف َ‬ ‫مففوا ْ قَ فوْل ً غ َي ْفَر ال ّف ِ‬‫ن ظ َل َ ُ‬‫ذي َ‬ ‫ل ال ّف ِ‬‫تعالى‪} :‬فَب َد ّ َ‬
‫البقرة ‪[2/59‬‬
‫وقال الثوري عن السدي عن أبي سعد الزدي عن أبففي‬
‫الكنود عن ابن مسعود _‪})) :‬وَُقول ُففوا ْ ِحط ّفٌة{ فقففالوا‪ :‬حنطففة‬
‫موا ْ قَ فوْل ً‬‫ن ظ َل َ ُ‬ ‫ذي َ‬‫ل ال ّ ِ‬
‫حبة حمراء فيها شعيرة‪ ،‬فأنفزل الله }فَب َد ّ َ‬
‫ل ل َهُْم{‬ ‫ذي ِقي َ‬‫غ َي َْر ال ّ ِ‬
‫قال أسباط عن السدي عن مرة عن ابن مسعود _ أنففه‬
‫قال‪)) :‬إنهم قالوا هطا ً سمعانا ً أزبة مزبا فهي بالعربية حبففة‬

‫سنن أبي داود‬


‫‪4007‬‬ ‫‪() 1‬‬

‫‪91‬‬
‫حنطة حمراء مثقوبة فيها شعرة سوداء فذلك قوله تعففالى‪:‬‬
‫ل ل َهُْم{‬ ‫ذي ِقي َ‬ ‫موا ْ قَوْل ً غ َي َْر ال ّ ِ‬ ‫ن ظ َل َ ُ‬ ‫ذي َ‬‫ل ال ّ ِ‬ ‫}فَب َد ّ َ‬
‫وقال الثوري عن العمش عن المنهال عففن سففعيد عففن‬
‫خُلففوا ْ‬ ‫ابن عباس رضي الله عنهمففا فففي قولفففه تعففالى‪} :‬اد ْ ُ‬
‫جدا ً{ قال‪)) :‬ركعا ً من باب صغير فففدخلوا مففن قبففل‬ ‫س ّ‬ ‫ب ُ‬ ‫ال َْبا َ‬
‫موا ْ‬
‫ن ظ َل َ ُ‬ ‫ذي َ‬‫ل ال ّ ِ‬
‫أستاههم وقالوا حنطة فذلك قولفه تعالى }فَب َد ّ َ‬
‫ل ل َهُ فْم{ وهكففذا روي عففن عطففاء ومجاهففد‬ ‫ذي ِقي ف َ‬ ‫قَ فوْل ً غ َي ْفَر اّلفف ِ‬
‫وعكرمة والضحاك والحسن وقتادة والربيع بن أنس ويحيى‬
‫بن رافع‪.‬‬
‫وحاصل ماذكره المفسرون ومففادل عليففه السففياق أنهففم‬
‫بدلوا أمر الله لهم من الخضوع بالقول والفعل‪ ،‬فففأمروا أن‬
‫يدخلوا سففجدا ً فففدخلوا يزحفففون علففى أسففتاههم‪ ،‬مففن قبففل‬
‫أسففتاههم‪ ،‬رافعففي رؤسففهم‪ ،‬وأمففروا أن يقولففوا حطففة أي‬
‫احطط عنا ذنوبنا وخطايانا‪ ،‬فاسففتهزأوا فقففالوا حنطففة فففي‬
‫شعيرة! وهذا في غاية ما يكففون مففن المخالفففة والمعانففدة‪،‬‬
‫ولهذا أنفزل الله بهم بأسه‪ ،‬وعذابه بفسقهم‪ ،‬وهو خروجهم‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫جففزا ً ّ‬
‫مف َ‬ ‫مففوا ْ رِ ْ‬
‫ن ظ َل َ ُ‬ ‫عن طاعته ولهففذا قففال }فَأنَزل ْن َففا ع َل َففى ال ّف ِ‬
‫ذي َ‬
‫ن = ‪] { 59‬سورة البقرة ‪ [2/59‬وقال‬ ‫قو َ‬ ‫س ُ‬‫ف ُ‬‫كاُنوا ْ ي َ ْ‬
‫ما َ‬ ‫ماء ب ِ َ‬ ‫س َ‬‫ال ّ‬
‫الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما ‪)) :‬كل شيء في‬
‫كتاب الله من الرجس يعني به العففذاب(( وهكففذا روي عففن‬
‫مجاهد وأبي مالك والسففدي والحسففن وقتففادة أنففه العففذاب‬
‫وقال أبو العالية‪)) :‬الرجز الغضب(( وقال الشعبي ))الرجز‬
‫إمففا الطففاعون‪ ،‬وإمففا الففبرد(( وقففال سففعيد بففن جففبير‪:‬‬
‫))الطاعون(( وقال ابن أبي حففاتم حففدثنا أبففو سففعيد الشففج‬
‫حدثنا وكيع عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن إبراهيم‬
‫بن سعد يعني ابن أبي وقاص عن سعد بففن مالففك وأسففامة‬
‫بن زيففد وخزيمففة بففن ثففابت رضففي اللففه عنهففم قففالوا قففال‬
‫رسول الله صففلى اللففه عليففه وسففلم ‪)) :‬الطففاعون رجففز أو‬
‫عذاب عذب به من كان قبلكففم(( وهكففذا رواه النسففائي )‪(1‬‬

‫سنن البيهقي‬
‫‪ 7523‬م ‪2218‬‬ ‫‪() 1‬‬

‫‪92‬‬
‫من حديث سفيان الثوري به وأصل الحديث في الصحيحين‬
‫)‪ (1‬من حديث حبيب بن أبي ثففابت‪)) :‬إذا سففمعتم الطففاعون‬
‫بأرض فل تدخلوها(( الحديث قال ابن جرير أخبرني يففونس‬
‫بن عبد العلى عن ابن وهب عن يونس عففن الزهففري قففال‬
‫أخبرني عامر بن سعد بن للبي وقاص عن أسامة بففن زيففد‬
‫عن رسول اللففه صففلى اللففه عليففه وسففلم قففال‪)) :‬إن هففذا‬
‫الوجع والسقم رجز عففذب بففه بعففض المففم قبلكففم(( وهففذا‬
‫الحديث أصله مخرج في الصحيحين )‪ (2‬من حديث الزهففري‬
‫ومن حديث مالك عن محمد بففن المنكففدر وسففالم بففن أبففي‬
‫النضر عن عامر بن سعد بنحوه‪.‬‬

‫حيح مسلم‬ ‫حيح البخاري‬


‫‪2218‬‬ ‫‪ 5728‬ص‬ ‫‪ () 1‬ص‬
‫حيح مسلم‬ ‫حيح البخاري‬
‫‪2218‬‬ ‫‪ 3473‬ص‬ ‫‪ () 2‬ص‬

‫‪93‬‬
‫المطلب السابع‪:‬مضاعفة أجر من آمن منهم‬
‫الثففففار‪:‬‬
‫مف َ‬
‫ل‬ ‫صففاِلحا ً وَع َ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫مف َ‬
‫خ فر ِ و َ ع َ ِ‬‫ن ب ِففالل ّهِ َوال ْي َفوْم ِ ال ِ‬‫م َ‬ ‫نآ َ‬ ‫قولفه تعالى‪َ } :‬‬
‫م ْ‬
‫صاِلحا ً فَل َه َ‬
‫ن{‬ ‫حَزن ُففو َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫م َول هُف ْ‬ ‫ف ع َل َي ْهِف ْ‬‫خفوْ ٌ‬‫م َول َ‬ ‫عن ْفد َ َرب ّهِف ْ‬‫م ِ‬
‫جُرهُ ْ‬
‫مأ ْ‬‫ُ ْ‬ ‫َ‬
‫]سورة البقرة ‪[2/62‬‬
‫‪ - 929-62‬حدثني المثنى قال‪ :‬ثنا أبو صالح قال‪ :‬حدثني معاوية بففن‬
‫من ُففوا‬‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّف ِ‬‫صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله‪} :‬إ ِ ّ‬
‫مف َ‬
‫ل‬ ‫ن ب ِففالل ّهِ َوال ْي َفوْم ِ ال ِ‬
‫خ فرِ وَع َ ِ‬ ‫مف َ‬ ‫نآ َ‬ ‫مف ْ‬‫ن َ‬ ‫صاب ِِئي َ‬ ‫صاَرى َوال ّ‬‫هاُدوا َوالن ّ َ‬ ‫ن َ‬ ‫َوال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫ل صففاِلحا ً فَل َهف َ‬
‫م‬‫هف ْ‬ ‫م َول ُ‬ ‫ف ع َل َي ِْهف ْ‬
‫خفوْ ٌ‬ ‫م َول َ‬ ‫عْنفد َ َرب ِّهف ْ‬‫م ِ‬ ‫هف ْ‬
‫جُر ُ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫م َ َ‬ ‫صاِلحا ً وَع َ ِ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫سلم ِ ِدينا فَل ْ‬ ‫ن ي َب ْت َِغ غ َي َْر ال ِ ْ‬
‫م ْ‬‫ن{ فأنفزل الله تعالى بعد هذا‪} :‬وَ َ‬ ‫حَزُنو َ‬ ‫يَ ْ‬
‫ن{‪] .‬سفورة آل عمفران ‪[3/85‬‬ ‫ري َ‬‫سف ِ‬‫خا ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م ْ‬‫خَرةِ ِ‬
‫ه وَهُوَ ِفي ال ِ‬ ‫من ْ ُ‬
‫ل ِ‬‫قب َ َ‬ ‫يُ ْ‬
‫)‪( 1‬‬
‫َ‬
‫م‬‫سففول ِهِ ي ُفؤ ْت ِك ُ ْ‬‫من ُففوا ب َِر ُ‬
‫ه َوآ ِ‬‫قوا الل ّ َ‬ ‫مُنوا ات ّ ُ‬‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫قولفه تعالى‪َ} :‬يا أي َّها ال ّ ِ‬
‫م َوالل ّف ُ‬
‫ه‬ ‫ففْر ل َك ُف ْ‬
‫ن ب ِفهِ وَي َغْ ِ‬
‫شففو َ‬ ‫م ُ‬‫م ن ُففورا ً ت َ ْ‬
‫جَعل ل ّك ُف ْ‬ ‫مت ِهِ وَي َ ْ‬
‫ح َ‬
‫من ّر ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كِ ْ َ‬
‫فلي ْ ِ‬
‫م = ‪] { 28‬سورة الحديد ‪[57/28‬‬ ‫حي ٌ‬
‫فوٌر ّر ِ‬ ‫غَ ُ‬
‫‪ -26086-63‬حدثني محمد بن سعد‪ .‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ،‬ثني عمي‪ ،‬قال‪:‬‬
‫َ‬
‫مُنوا‬ ‫قوا الل ّ َ‬
‫ه َوآ ِ‬ ‫مُنوا ات ّ ُ‬
‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫ثني أبي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن عباس }َيا أي َّها ال ّ ِ‬
‫ه{ يعني الذين آمنوا من أهل الكتاب‪(2).‬‬ ‫سول ِ ِ‬
‫ب َِر ُ‬
‫ن = ‪{ 51‬‬ ‫ل ل َعَل ّهُ ف ْ‬
‫م ي َت َفذ َك ُّرو َ‬ ‫ق فوْ َ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫صل َْنا ل َهُ ُ‬ ‫قولفه تعالى‪} :‬وَل َ َ‬
‫ق د ْ وَ ّ‬
‫]سورة القصص ‪[28/51‬‬
‫‪ - 20953-64‬حدثنا ابن سنان‪ ،‬قال‪ :‬ثنا حيان‪ ،‬قال‪ :‬ثنففا حمففاد‪ ،‬عففن‬
‫عمرو‪ ،‬عن يحيى بن جعدة‪ ،‬عن عطيففة القرظففي قففال‪ :‬نفففزلت هففذه‬
‫ن{ حففتى بلففغ }إنففا كنففا مففن‬ ‫ل ل َعَل ّهُ ْ‬
‫م ي َت َذ َك ُّرو َ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫قوْ َ‬ ‫صل َْنا ل َهُ ُ‬ ‫الية }وَل َ َ‬
‫قد ْ و َ ّ‬
‫قبله مسلمين{ في عشرة أنا أحدهم‪ ،‬فكأن ابففن عبففاس أراد بقففوله‪:‬‬
‫يعني محمدًا‪ :‬لعلهم يتذكرون عهد اللففه فففي محمففد إليهففم‪ ،‬فيقففرون‬
‫بنبوته ويصدقونه‪(3) .‬‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 323 / 1‬تفسير ابن كثير ) ‪ ( 104 / 1‬وحسن‬


‫إسناده الحافظ في الفتح )‪.(10/441‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 245 / 27‬تفسير الدر المنثففور ) ‪- ( 67 / 8‬‬
‫تفسير ابن أبي حاتم ) ‪ - ( 3341 / 10‬تفسير ابن كففثير ) ‪( 318 / 4‬‬
‫اسففناده مسلسففل يالضففعفاء ذكففر الحففافظ ابففن حجففر فففي فتففح البففاري‬
‫‪ :6/503‬أن هذا اسناد ضعيف‪ ،‬وذكر الشيخ أحمد شاكر في تعليقه علففى‬
‫تفسير الطبري ‪ :1/263‬أن هففذا إسففناد مسلسففل بالضففعفاء‪ ،‬مففن أسففرة‬
‫واحدة ‪.‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 88 / 20‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 2988 / 9‬‬

‫‪94‬‬
‫‪ - 20956-65‬حدثنا بشر‪ ،‬قال‪ :‬ثنا يزيد‪ ،‬قال‪ :‬ثنا سعيد‪ ،‬عففن قتففادة‪،‬‬
‫ن{ ]سورة القصففص‬ ‫من قَب ْل ِهِ ُ‬
‫هم ب ِهِ ي ُؤ ْ ِ‬
‫مُنو َ‬ ‫م ال ْك َِتا َ‬
‫ب ِ‬ ‫ن آت َي َْناهُ ُ‬ ‫قوله }ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫‪ [28/52‬قال‪ :‬كنا نحدث أنها نفزلت في أناس من أهل الكتاب كففانوا‬
‫على شريعة من الحق‪ ،‬يأخذون بها‪ ،‬وينتهون إليهففا‪ ،‬حففتى بعففث اللففه‬
‫محمدا صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فففآمنوا بففه‪ ،‬وصففدقوا بففه‪ ،‬فأعطففاهم‬
‫الله أجرهم مرتين‪ ،‬بصففبرهم علففى الكتففاب الول‪ ،‬واتبففاعهم محمففدا‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وصبرهم على ذلك‪ ،‬وذكر أن منهم سلمان‪،‬‬
‫وعبد الله بن سلم‪(4) .‬‬

‫تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 422 / 6‬تفسير القرطبي ) ‪- ( 296 / 13‬‬


‫تفسير ابن كثير ) ‪ - ( 394 / 3‬المعجم الكبير ) ‪( 53 / 5‬‬
‫‪ () 4‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 89 / 20‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪( 2990 / 9‬‬
‫حسنه في التفسير الصحيح )‪(1/223‬‬

‫‪95‬‬
‫الدراسففففة‪:‬‬
‫وعففد اللففه ‪-‬تبففارك وتعففالى ‪ -‬مففن آمففن مففن اليهففود أو‬
‫النصارى بمضاعفة أجره إن هو أمن برسففالة محمففد صففلى‬
‫الله عليه وسلم ويدل ذلك قوله صلى اللففه عليففه وسففلم ‪:‬‬
‫))ثلثة لهم أجران‪ :‬رجل من أهل الكتاب آمففن بنففبيه وآمففن‬
‫بمحمد صلى اللففه عليففه وسففلم ‪ ،‬والعبففد المملففوك إذا أدى‬
‫حق الله وحق مواليه‪ ،‬ورجل كانت عنده أمة يطؤها فأدبهففا‬
‫فأحسن أدبها وعلمها فأحسن تعليمها ثففم أعتقهففا فتزوجهففا‬
‫فله أجران‪(1) ((.‬‬
‫وروى المففام أحمففد بسففنده إلففى ابففن أبففي أمامففة قفال‪:‬‬
‫))إني لتحت راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم يففوم‬
‫ل‪ ((.‬وقففال فيمففا قففال ‪)) :‬مففن‬ ‫الفتح فقال قففول ً حسففنا ً جمي ً‬
‫أسلم من أهل الكتابين فله أجره مرتين‪ ،‬وله ما لنففا وعليففه‬
‫ما علينا‪(2) ((.‬‬
‫ويؤيد ذلك ما ورد في سبب نفزول قففوله تعففالى‪} :‬أ ُوْل َئ ِ َ‬
‫ك‬
‫ن{ ]سففورة القصففص ‪ [28/54‬فقففد ورد‬ ‫يؤ ْتففو َ‬
‫مّرت َْيفف ِ‬‫هففم ّ‬ ‫جَر ُ‬‫نأ ْ‬‫ُ َ ْ َ‬
‫نفزولها في طائفة آمنوا من اليهود كعبففد اللففه بففن سففلم _‬
‫كما مر في الثر‪.‬‬
‫وهنا إشكال وهففو هففل لبففد لليهففودي أن يففؤمن بعيسففى‬
‫ل‪ ,‬ثم محمد حتى يضاعف أجره؟‬ ‫عليه السلم أو ً‬
‫الظاهر من النصوص السابقة عدم التحديففد ويؤيففد ذلففك‬
‫ما رواه علي بن رفاعة القرظي قال‪ :‬خرج عشرة من أهل‬
‫الكتاب ‪ -‬منهففم أبففي رفاعففة ‪ -‬إلففى النففبي صففلى اللففه عليففه‬
‫مففن‬ ‫ب ِ‬ ‫م ال ْك َِتففا َ‬
‫ن آت َي َْنففاهُ ُ‬ ‫وسلم فآمنوا به فأوذوا فنفففزلت }اّلفف ِ‬
‫ذي َ‬
‫ن{ ]سورة القصففص ‪ [28/52‬اليففات‪(3) .‬‬ ‫مُنففو َ‬ ‫قَب ِْلففهِ ُ‬
‫هففم ِبففهِ ي ُؤ ْ ِ‬
‫فهؤلء من بني إسرائيل ولم يؤمنففوا بعيسففى بففل اسففتمروا‬

‫‪ () 1‬متفق عليه وهذا لفظ البخاري ‪ 1/32‬ومسلم ‪1/464‬‬


‫‪ () 2‬مسند الما م أحمد ‪5/259‬‬
‫‪ () 3‬رواه الطبراني في المعجم الكبير ) ‪ ( 53 / 5‬وصححه ابن حجر فففي‬
‫فتح الباري ج‪ 1:‬ص‪191:‬‬

‫‪96‬‬
‫على اليهودية إلى أن آمنوا بمحمد صلى اللففه عليففه وسففلم‬
‫وقد ثبت أنهم يؤتون أجرهم مرتين كما في الحديث‪.‬‬
‫قال الطيبي‪ :‬فيحتمل إجراء الحديث على عمففومه إذ ل‬
‫يبعد أن يكون طريان اليمان بمحمد صلى الله عليه وسلم‬
‫سببا ً لقبول تلك الديان وإن كانت منسوخة‪.‬‬
‫ويمكن أن يقال في حق هؤلء الذين كانوا بالمدينة‪ :‬إنففه‬
‫لم تبلغهم دعوة عيسى عليه السلم ؛ لنها لففم تنتشففر فففي‬
‫أكثر البلد فاستمروا على يهوديتهم مؤمنين بنففبيهم موسففى‬
‫عليه السلم إلى أن جاء السلم فآمنوا بمحمد صلى اللففه‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬فبهذا يرتفع الشكال إن شاء الله تعالى‪(1) .‬‬
‫وكما ثبت هففذا الجففر لمففؤمني أهففل الكتففاب‪ ,‬فأمففة محمففد‬
‫موعودة بالخيرية دائما ً فمن آمن بالله ورسوله فقففد وعففده‬
‫الله بكفلين )‪ (2‬من رحمته‪ .‬كما روى ابن ابي حاتم بسففنده‪:‬‬
‫ك يؤ ْت فو َ‬ ‫ُ‬
‫جَرهُففم‬ ‫نأ ْ‬ ‫عن مقاتل بن حيان قال‪)) :‬لما نفزلت‪} :‬أوْل َئ ِ َ ُ َ ْ َ‬
‫صب َُروا{ ]سورة القصص ‪ [28/54‬فخر مؤمنوا أهل‬ ‫ما َ‬ ‫ن بِ َ‬‫مّرت َي ْ ِ‬‫ّ‬
‫الكتاب على الصحابة رضي الله عنهم فأنفزل الله }ي َففا أ َي ّهَففا‬
‫ن ِمن ّرْحَمت ِفِه{‬ ‫م كِ ْ َ‬‫سففول ِهِ ي ُفؤ ْت ِك ُ ْ‬ ‫قففوا الل ّف َ‬ ‫ال ّف ِ‬
‫فلي ْف ِ‬ ‫من ُففوا ب َِر ُ‬
‫ه َوآ ِ‬ ‫من ُففوا ات ّ ُ‬‫نآ َ‬‫ذي َ‬
‫]سففورة الحديففد ‪ [57/28‬فجعففل لهففم أجريففن مثففل أجففور‬
‫مؤمني أهل الكتاب‪(3) ((.‬‬

‫‪ () 1‬فتح الباري ج‪ 1:‬ص‪191:‬‬


‫‪ () 2‬قال الطبري وأصففل الكفففل‪ :‬الحففظ‪ ،‬وأصففله‪ :‬مففا يكتفففل بففه الراكففب‪،‬‬
‫فيحسبه ويحفظه عن السقوط؛ يقول‪ :‬يحصنكم هذا الكفل من العففذاب‪،‬‬
‫ح ّ‬
‫ظ‬ ‫فففل‪ :‬الف ف َ‬
‫كما يحصن الكفل الراكب من السقوط وقال ابن منظور لك ِ ْ‬
‫َ‬
‫فلن مففن الجففر‪.‬‬ ‫لثم‪ ،‬وعم به بعضهم‪ ،‬ويقال له‪ :‬ك ِ ْ‬ ‫َ‬
‫ضعف من الجر وا ِ‬‫وال ّ‬
‫لسان العرب ج ‪ 11‬ص ‪590‬‬
‫‪ () 3‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪ ( 2990 / 9‬واستشهد به ابن كثير على انهففا‬
‫في حق المؤمنين ‪( 318 / 4‬‬

‫‪97‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬الثار الواردة في عقاب الله لهم‪:‬‬
‫المطلب الول ‪ :‬عقاب الله لهم في الدنيا‪:‬‬
‫وفيه ثمان مسائل‪:‬‬
‫المسألة الولى‪ :‬غضب ال عليهم‬
‫الثففففار‪:‬‬
‫َ‬
‫ب ع َل َي ْهِ ْ‬
‫م َول‬ ‫ضو ِ‬ ‫م غ َي ْرِ ال ْ َ‬
‫م غْ ُ‬ ‫ت ع َل َي ْهِ ْ‬
‫م َ‬
‫ن أن ْعَ ْ‬ ‫ط ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫صَرا َ‬
‫قوله تعالى‪ِ } :‬‬
‫ن = ‪] { 7‬سورة الفاتحة ‪[1/7‬‬ ‫ضاّلي َ‬
‫ال ّ‬
‫‪ - 166-66‬وحدثنا أبو كريب قال‪ :‬حدثنا عثمان بن سعيد قال‪ :‬حفدثنا‬
‫بشر بن عمار قال ‪ :‬حففدثنا أبففو روق عففن الضففحاك عففن ابففن عبففاس‬
‫ب{ يعني اليهفود الففذين غضففب اللففه‬ ‫ضو ِ‬ ‫مغْ ُ‬ ‫رضي الله عنهما ‪} :‬غ َي ْرِ ال ْ َ‬
‫عليهم‪(1) .‬‬
‫َ‬
‫ن هَ ف َ‬
‫ذا‬ ‫قول ُففو َ‬‫م يَ ُ‬ ‫م ثُ ّ‬‫ديهِ ْ‬ ‫ب ب ِأي ْ ِ‬‫ن ال ْك َِتا َ‬ ‫ن ي َك ْت ُُبو َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ل ِل ّ ِ‬
‫قولفه تعالى‪} :‬فَوَي ْ ٌ‬
‫منا ً قَِليل ً{ سورة البقرة ‪.[2/79‬‬ ‫شت َُروا ب ِهِ ث َ َ‬ ‫عن ْد ِ الل ّهِ ل ِي َ ْ‬
‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫‪ - 1151-67‬حدثني المثنى بففن إبراهيففم قففال‪ :‬ثنففا إبراهيففم بففن عبففد‬
‫السلم قال‪ :‬ثنا علي بن جرير عن حماد بن سلمة عففن عبففد الحميففد‬
‫بن جعفر عن كنانة العدوي عن عثمان بن عفان _ عففن رسففول اللففه‬
‫َ‬
‫مففا‬
‫م ّ‬‫ل ل ّهُففم ّ‬‫م وَوَي ْف ٌ‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫ت أي ْف ِ‬ ‫ما ك َت َب َف ْ‬‫م ّ‬ ‫ل ل ُّهم ّ‬ ‫صلى الله عليه وسلم ‪} :‬فَوَي ْ ٌ‬
‫ن{ "الويل‪ :‬جبل في النار"‪ .‬وهو الذي أنفزل في اليهود؛ لنهففم‬ ‫سُبو َ‬ ‫ي َك ْ ِ‬
‫حرفوا التوراة وزادوا فيها ما يحبون ومحوا منها ما يكرهون‪ ،‬ومحففوا‬
‫اسم محمد صلى الله عليه وسلم من التففوراة؛ فلففذلك غضففب اللففه‬
‫َ‬
‫م وَوَي ْف ٌ‬
‫ل‬ ‫ديهِ ْ‬
‫ت أي ْف ِ‬ ‫مففا ك َت َب َف ْ‬‫م ّ‬ ‫ل ل ُّهم ّ‬ ‫عليهم فرفع بعض التوراة فقال‪} :‬فَوَي ْ ٌ‬
‫ن {)‪( 2‬‬ ‫سُبو َ‬ ‫ما ي َك ْ ِ‬ ‫م ّ‬‫ل ُّهم ّ‬
‫‪ - 1280-68‬حدثنا بشر بن معاذ‪ ،‬قال‪ :‬ثنا يزيد‪ ،‬قال‪ :‬ثنا سعيد‪ ،‬عففن‬
‫ب{ ]سففورة البقففرة ‪[2/90‬‬ ‫ضف ٍ‬ ‫ب ع َل َففى غ َ َ‬ ‫ضف ٍ‬ ‫قتففادة قففوله‪} :‬فَب َففاُءوا ْ ب ِغَ َ‬
‫غضب الله عليهم بكفرهم بالنجيل وبعيسى‪ ،‬وغضب عليهم بكفرهم‬
‫بالقرآن وبمحمد صلى الله عليه وسلم ‪(3) .‬‬
‫‪-1281-69‬حدثني المثنى قال‪ :‬ثنا أبو حذيفففة‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا شففبل‪ ،‬عففن‬
‫ب{ اليهففود بمففا كففان مففن‬ ‫ضف ٍ‬ ‫ابن أبي نجيح‪ ،‬عففن مجاهففد‪} :‬فَب َففاُءوا ْ ب ِغَ َ‬
‫تبديلهم التوراة قبل خففروج النففبي صففلى اللففه عليففه وسففلم ‪} ،‬ع َل َففى‬
‫ب{ جحودهم النبي صلى الله عليه وسلم وكفرهم بما جففاء بففه‪.‬‬ ‫ض ٍ‬ ‫غَ َ‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 80 / 1‬تفسير ابن كثير ) ‪( 31 / 1‬‬


‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 379 / 1‬تفسير الففدر المنثففور ) ‪- ( 201 / 1‬‬
‫تفسير ابن كثير ) ‪( 118 / 1‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 417 / 1‬تفسير الففدر المنثففور ) ‪- ( 218 / 1‬‬
‫حسنه في التفسير الصحيح )‪(1/223‬‬
‫تفسير ابن كثير ) ‪( 126 / 1‬‬

‫‪98‬‬
‫)‪( 1‬‬
‫‪ - 1282-70‬حدثنا المثنى‪ ،‬قال‪ :‬ثنففا آدم‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا أبففو جعفففر‪ ،‬عففن‬
‫ب{ يقففول‪ :‬غضففب‬ ‫ضف ٍ‬ ‫ب ع َل َففى غ َ َ‬
‫ضف ٍ‬ ‫الربيع‪ ،‬عن أبي العالية‪} :‬فََباُءوا ْ ب ِغَ َ‬
‫الله عليهم بكفرهم بالنجيل وعيسى عليه السلم ‪ ،‬ثم غضبه عليهففم‬
‫بكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن‪(2) .‬‬
‫‪ - 1283-71‬حدثني موسى‪ ،‬قال‪ :‬ثنا عمرو‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا أسففباط‪ ،‬عففن‬
‫ب{ أمفا الغضفب الول‪ :‬فهفو حيفن‬ ‫ضف ٍ‬ ‫ب ع َل َففى غ َ َ‬‫ض ٍ‬‫السدي‪} :‬فََباُءوا ْ ب ِغَ َ‬
‫غضب الله عليهم في العجل‪ ،‬وأمففا الغضففب الثففاني‪ :‬فغضففب عليهففم‬
‫حين كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم ‪(3) .‬‬
‫‪ - 1284-72‬حدثنا القاسم‪ ،‬قال‪ :‬ثنا الحسففين‪ ،‬قفال‪ :‬حففدثني حجفاج‪،‬‬
‫ب ع َل َففى‬
‫ضف ٍ‬ ‫عن ابن جريج وعطاء وعبيد بفن عميففر قولففه‪} :‬فَب َففاُءوا ْ ب ِغَ َ‬
‫ب{ قال‪ :‬غضب الله عليهم فيما كانوا فيه من قبل خففروج النففبي‬ ‫غَ َ‬
‫ض ٍ‬
‫صلى الله عليه وسلم من تبديلهم وكفرهم‪ ،‬ثففم غضففب عليهففم فففي‬
‫محمد صلى الله عليه وسلم إذ خرج فكفروا به‪(4) .‬‬
‫ل الّلفف ُ‬
‫ه‬ ‫ما َأنفَز َ‬ ‫فُروا ب ِ َ‬ ‫ن ي َك ْ ُ‬ ‫فسه َ‬
‫مأ ْ‬
‫َ‬
‫شت ََرْوا ب ِهِ أن ُ َ ُ ْ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫قولفه تعالى‪} :‬ب ِئ ْ َ‬
‫س َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ض فل ِهِ ع َل َففى َ‬
‫مف ْ‬ ‫ن فَ ْ‬‫مف ْ‬‫ه ِ‬ ‫ل الل ّف ُ‬
‫ن ي َُنف فّز َ‬ ‫ن فَ ْ‬
‫ض فل ِهِ أ ْ‬ ‫م ْ‬
‫ه ِ‬ ‫ل الل ّ ُ‬
‫ن ي َُنفّز َ‬‫ب َْغيا ً أ ْ‬
‫ب ُمِهيففن{‬ ‫ذا ٌ‬‫ن عَ َ‬ ‫ري َ‬
‫كافِ ِ‬‫ب وَل ِل ْ َ‬‫ض ٍ‬‫ب ع ََلى غ َ َ‬ ‫ض ٍ‬ ‫عَباد ِهِ فََباُءوا ب ِغَ َ‬
‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫شاُء ِ‬ ‫يَ َ‬
‫]سورة البقرة ‪[2/90‬‬
‫‪ -1281-73‬حدثني المثنى قال‪ :‬ثنا أبو حذيفة قال‪ :‬ثنا شبل عن ابن‬
‫ب{ اليهود بمففا كففان مففن تبففديلهم‬ ‫ض ٍ‬ ‫أبي نجيح عن مجاهد‪} :‬فََباُءوا ب ِغَ َ‬
‫ب{‬ ‫ضف ٍ‬ ‫التوراة قبل خففروج النففبي صففلى اللففه عليففه وسففلم }ع َل َففى غ َ َ‬
‫جحودهم النبي صلى الله عليه وسلم وكفرهم بما جاء به‪(5) .‬‬
‫ك‬‫ه ع َل َففى قَل ْب ِف َ‬‫ه َنف فّزل َ ُ‬
‫ل فَ فإ ِن ّ ُ‬
‫ري ف َ‬ ‫ن ع َفد ُوّا ً ل ِ ِ‬
‫جب ْ ِ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫م ْ‬ ‫قولفه تعالى‪} :‬قُ ْ‬
‫ل َ‬
‫ه{ ]سورة البقرة ‪.[2/97‬‬ ‫ن الل ّ ِ‬
‫ب ِإ ِذ ْ ِ‬
‫‪ - 1330-74‬حدثنا أبفو كريفب قففال‪ :‬ثنفا يفونس عفن بكيففر عففن عبفد‬
‫الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عففن ابففن عباس ف رضففي اللففه‬
‫عنهما أنه قال‪ :‬حضرت عصابة من اليهففود رسففول اللففه صففلى اللففه‬
‫عليه وسلم فقالوا‪ :‬يا أبا القاسم حففدثنا عففن خلل نسففألك عنهففن ل‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري )‪ - (1/417‬تفسير الدر المنثور ) ‪ ( 218 / 1‬وصحح‬
‫إسناده الحافظ في الفتح )‪.(13/494‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 417 / 1‬تفسير ابففن أبففي حففاتم ) ‪( 173 / 1‬‬
‫حسن إسناده الحافظ في الفتح )‪.(6/366‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 417 / 1‬تفسير القرطبي ) ‪ - ( 28 / 2‬تفسير‬
‫ابن كثير ) ‪( 126 / 1‬‬
‫‪ () 4‬تفسير الطبري ) ‪( 417 / 1‬‬
‫‪ () 5‬تفسير الطبري )‪ - (1/417‬تفسير الدر المنثور ) ‪ ( 218 / 1‬وصحح‬
‫إسناده الحافظ في الفتح )‪.(13/494‬‬

‫‪99‬‬
‫يعلمهن إل نبي! فقال رسول الله صففلى اللففه عليففه وسففلم ‪" :‬سففلوا‬
‫عما شئتم ولكن اجعلوا لي ذمة الله وما أخذ يعقفوب علففى بنيففه لئن‬
‫أنا حدثتكم شيئا ً فعرفتموه لتتابعني على السلم"‪ .‬فقالوا‪ :‬ذلك لففك‪.‬‬
‫فقال رسول اللففه صففلى اللففه عليففه وسففلم ‪" :‬سففلوني عمففا شففئتم"‬
‫فقالوا أخبرنا عن أربع خلل نسألك عنهن! أخبرنففا أي الطعففام حففرم‬
‫إسرائيل على نفسه من قبل أن تنفزل التففوراة؟ وأخبرنففا كيففف مففاء‬
‫المرأة وماء الرجل وكيف يكففون الففذكر منففه والنففثى؟ وأخبرنففا بهففذا‬
‫النبي المي في النوم ومن وليففه مففن الملئكففة؟ فقففال رسففول اللففه‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪" :‬عليكم عهد الله لئن أنففا أنبففأتكم لتتففابعني"‪.‬‬
‫فأعطوه ما شففاء مففن عهففد وميثففاق فقففال‪" :‬نشففدتكم بالففذي أنفففزل‬
‫التوراة على موسى هل تعلمون أن إسففرائيل مففرض مرض فا ً شففديدا ً‬
‫فطال سقمه منه‪ ،‬فنففذر نففذرا ً لئن عافففاه اللففه مففن سففقمه ليحرمففن‬
‫أحب الطعام والشراب إليه‪ ،‬وكان أحب الطعام إليه لحففم البففل؟" ‪-‬‬
‫قال أبو جعفر‪ :‬فيمففا أرى‪" :‬وأحففب الشففراب إليففه ألبانهففا" ‪ -‬فقففالوا‪:‬‬
‫اللهم نعم‪ .‬فقال رسول الله صففلى اللففه عليففه وسففلم ‪" :‬أشففهد اللففه‬
‫عليكم وأنشدكم بالله الذي ل إله إل هو‪ ،‬الففذي أنفففزل التففوراة علففى‬
‫موسى هل تعلمففون أن مففاء الرجففل أبيففض غليففظ‪ ،‬وأن مففاء المففرأة‬
‫أصفر رقيق‪ ،‬فأيهما عل كان له الولد والشبيه بإذن الله‪ ،‬فإذا عل ماء‬
‫الرجل ماء المرأة كان الولد ذكرا ً بإذن الله‪ ،‬وإذا عل ماء المرأة مففاء‬
‫الرجل كان الولد أنثى بإذن الله؟ "قففالوا‪ :‬اللهففم نعففم! قففال‪" :‬اللهففم‬
‫اشففهد"‪ .‬قففال‪" :‬وأنشففدكم بالففذي أنفففزل التففوراة علففى موسففى هففل‬
‫تعلمون أن هذا النبي المي تنام عيناه ول ينام قلبففه؟ "قففالوا‪ :‬اللهففم‬
‫نعم! قال‪" :‬اللهففم اشففهد‪ ".‬قففالوا‪ :‬أنففت الن تحففدثنا مففن وليففك مففن‬
‫الملئكة؟ فعندها نتابعك أو نفارقك‪ .‬قففال‪" :‬فففإن وليففي جبريففل ولففم‬
‫يبعث الله نبيا ً فقط إل وهفو وليفه"‪ .‬قفالوا‪ :‬فعنفدها نفارقفك لفو كفان‬
‫وليك سواه من الملئكة تابعناك وصففدقناك‪ .‬قففال‪" :‬فمففا يمنعكففم أن‬
‫ن ع َفد ُوّا ً‬ ‫مففن ك َففا َ‬‫تصدقوه؟" قالوا‪ :‬إنه عدونا‪ .‬فأنفزل الله عز وجل ‪َ } :‬‬
‫ه{ ]سففورة البقففرة ‪ [2/97‬إلففى‬ ‫ن الل ّف ِ‬ ‫ك ب ِفإ ِذ ْ ِ‬‫ه ع ََلى قَل ْب ِف َ‬ ‫ه ن َّزل َ ُ‬ ‫ل فَإ ِن ّ ُ‬ ‫ري َ‬ ‫لّ ِ‬
‫جب ْ ِ‬
‫َ‬
‫ن{ ]سففورة البقففرة ‪ .[2/101‬فعنففدها بففاؤوا‬ ‫مففو َ‬ ‫م ل َ ي َعْل َ ُ‬‫قولفففه‪} :‬ك َفأن ّهُ ْ‬
‫بغضب على غضب‪(1).‬‬
‫َ‬
‫م‬‫ه ع َل َي ِْهفف ْ‬
‫ب الّلفف ُ‬‫ض َ‬‫وما ً غ َ ِ‬‫وا قَ ْ‬ ‫مُنوا ل ت َت َوَل ّ ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫قولفه تعالى‪َ} :‬يا أي َّها ال ّ ِ‬
‫ب ال ُْقُبوِر{ ]سففورة‬ ‫َ‬ ‫س ال ْك ُ ّ‬
‫حا ِ‬ ‫ص َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫فاُر ِ‬ ‫ما ي َئ ِ َ‬ ‫خَرةِ ك َ َ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫م ْ‬‫سوا ِ‬ ‫قَد ْ ي َئ ِ ُ‬
‫الممتحنة ‪[60/13‬‬
‫‪ - 26178-75‬حدثنا بشر قال‪ :‬ثنا يزيففد قففال‪ :‬ثنففا سففعيد عففن قتففادة‬
‫ب الل ّفُه ع َل َي ْهِففم{ ]سففورة‬ ‫َ‬
‫ضف َ‬‫وم فا ً غ َ ِ‬ ‫وا قَ ْ‬ ‫ن ت َوَل ّف ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ت َفَر إ ِل َففى ال ّف ِ‬ ‫قوله‪} :‬أل َف ْ‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - (432 - 431 / 1‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- 704 / 3‬‬
‫‪ - (705‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 222 -221 / 1‬‬

‫‪100‬‬
‫المجادلة ‪ [58/14‬إلى آخر الية قففال‪ :‬هففم المنففافقون تولففوا اليهففود‬
‫وناصحوهم‪(1).‬‬
‫‪ 26178-76‬أ‪ -‬حدثنا ابن عبد العلى قال‪ :‬ثنا ابن ثور عن معمر عن‬
‫ب الّلففُه ع َل َي ِْهففم{ قففال‪ :‬هففم اليهففود تففولهم‬ ‫ضفف َ‬ ‫ومففا ً غ َ ِ‬ ‫قتففادة }ت َوَّلفف ْ‬
‫وا قَ ْ‬
‫المنافقون‪(2) .‬‬
‫حِنيف فا ً‬
‫ن َ‬ ‫صَران ِي ّا ً وَل َك ِف ْ‬
‫ن ك َففا َ‬ ‫م ي َُهود ِي ّا ً َول ن َ ْ‬
‫هي ُ‬‫ن إ ِب َْرا ِ‬ ‫ما َ‬
‫كا َ‬ ‫قوله تعالى‪َ } :‬‬
‫ن{ ]سورة آل عمران ‪.[3/67‬‬ ‫كي َ‬
‫ش رِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬‫م ْ‬‫ن ِ‬ ‫كا َ‬‫ما َ‬ ‫سِلما ً وَ َ‬
‫م ْ‬
‫ُ‬
‫‪ - 5697-77‬حدثني يونس بن عبففد العلففى قففال‪ :‬أخبرنففا ابففن وهففب‬
‫قال‪ :‬أخبرني يعقوب بن عبد الرحمن الزهري عن موسى بففن عقبففة‬
‫عن سالم بففن عبففد اللففه ‪ -‬ل أراه إل يحففدثه عففن أبيففه ‪ :-‬أن زيففد بففن‬
‫عمرو بن نفيل خرج إلى الشام يسأل عن الدين ويتبعه فلقي عالم فا ً‬
‫من اليهود فسأله عن دينه‪ ،‬وقال‪ :‬إني لعّلي أن أدين دينكم فأخبرني‬
‫عن دينكم! فقال له اليهودي‪ :‬إنك لففن تكففون علففى ديننففا حففتى تأخففذ‬
‫بنصيبك من غضب الله‪ .‬قال زيد‪ :‬ما أفر إل من غضب الله ول أحمل‬
‫من غضب الله شيئا ً أبدًا‪ ،‬وأنا ل أستطيع فهل تدلني على ديففن ليففس‬
‫فيه هذا؟ قال‪ :‬ما أعلمه إل أن تكون حنيفا ً قال‪ :‬وما الحنيففف؟ قففال‪:‬‬
‫دين إبراهيم لم يك يهوديا ً ول نصرانيا ً وكففان ل يعبففد إل اللففه‪ .‬فخففرج‬
‫من عنده فلقي عالما ً من النصارى فسأله عن دينه فقال‪ :‬إني لعّلفي‬
‫أن أدين دينكم فأخبرني عن دينكم! قال‪ :‬إنك لففن تكففون علففى ديننففا‬
‫حتى تأخذ بنصيبك من لعنة الله‪ .‬قال‪ :‬ل أحتمل من لعنففة اللففه شففيئا ً‬
‫ول من غضب الله شيئا ً أبدًا‪ ،‬وأنا ل أستطيع فهففل تففدلني علففى ديففن‬
‫ليس فيه هفذا؟ فقفال لفه نحفوا ً ممفا قفاله اليهفودي‪ :‬ل أعلمفه إل أن‬
‫تكون حنيفًا‪ .‬فخرج من عنده وقد رضففي الففذي أخففبراه والففذي اتفقففا‬
‫عليه من شأن إبراهيم‪ ،‬فلم يزل رافعا ً يفديه إلفى اللفه وقفال‪ :‬اللهفم‬
‫إني أشهدك أني على دين إبراهيم‪(3) .‬‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪( 23 / 28‬تفسير عبد الرزاق ) ‪ - ( 280 / 3‬تفسير‬


‫و‬
‫الدر المنثور ) ‪ ( 85 / 8‬حسنه في التفسير الصحيح )‪(4/459‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 23 / 28‬تفسير عبد الرزاق ) ‪( 280 / 3‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 307 / 3‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 237 / 2‬‬

‫‪101‬‬
‫الدراسففففة‪:‬‬
‫أمة الغضب‪ ،‬هذا هو الوصف الذي ينطبق علففى اليهففود‪.‬‬
‫واستحقوا غضففب اللففه فففي الففدنيا والخففرة كففونهم عرفففوا‬
‫الحق ولم يتبعوه‪ ،‬وليسوا مثل النصارى الففذين عبففدوا اللففه‬
‫على غير علم‪ ،‬بففل هففم أشففد انحراففا ً وعنففادا ً اسففتحقوا بففه‬
‫غضب الله‪.‬‬
‫وهو أول وصف لليهود يقابلك فففي كتففاب اللففه‪ ,‬بففل فففي‬
‫ب عَل َي ْهِْم{ ]سورة الفاتحففة ‪ [1/7‬وهففذه‬ ‫ضو ِ‬ ‫فاتحته‪} :‬غ َي ْرِ ال ْ َ‬
‫م غْ ُ‬
‫العقوبة هي سبب العقوبات الدنيوية والخروية لهم‪.‬‬
‫واليهود الذين ُلعنوا كففانوا يعرفففون الحففق قبففل أن يففأتي‬
‫من يخبرهم عنففه‪ ،‬فلعففن الففذين كفففروا مففن بنففي إسففرائيل‬
‫وليس كل بني إسرائيل‪ ,‬فقط الذين ليتناهون عففن المنكففر‬
‫مع معرفتهم بأنه منكر فهم مغضوب عليهم‪.‬‬
‫وكذلك هم مع محمد صلى اللففه عليففه وسففلم يعرفففونه‬
‫كما يعرفون أبنائهم‪ ،‬وكانوا يتوعدون العففرب بففه ولمففا جففاء‬
‫من غيرهم وعلى غير ما يخبرون به النصار جحففدوا نبففوته؛‬
‫لنهم يكفرون بآيات الله‪ ,‬ولقتلهم النبيففاء بغيففر حففق‪ ,‬وبمففا‬
‫كففانوا يعتففدون‪ ,‬ولمثففل هففذا أمرنففا ربنففا تبففارك وتعففالى ان‬
‫نستعيذ من طريق المغضوب عليهم والضالين في كل يففوم‬
‫سبعة عشر مرة في فاتحة الكتاب التي تتضمنها كل ركعة‪،‬‬
‫وكان يكفي اليهود أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسففلم‬
‫حتى يحففط اللففه عنهففم لعنتففه وغضففبه‪ ،‬ولكففن أبففت نفففوس‬
‫أكثرهم إل الضلل‪.‬‬
‫فعن عوف بن مالك الشففجعي _ قففال‪)) :‬انطلففق النففبي‬
‫صلى الله عليه وسلم وأنا معه حتى دخلنففا كنيسففة اليهففود‬
‫بالمدينة يوم عيدهم‪ ،‬وكرهوا دخولنففا عليهففم((‪ ،‬فقففال لهففم‬
‫رسول الله صففلى اللففه عليففه وسففلم ‪)) :‬يففا معشففر اليهففود‪،‬‬
‫أرونى اثنى عشر رجل ً يشهد أن ل اله إل الله وأني رسففول‬
‫الله‪ ،‬يحبط الله عن كل يهودي تحت أديم السففماء الغضففب‬
‫الذي عضب عليه‪ ،‬قال فأمسكوا وما أجابه منهففم أحففد‪ ،‬ثففم‬

‫‪102‬‬
‫رد علهيم فلم يجبه أحد‪ ،‬ثم ثلث فلم يجبه أحد‪ ،‬فقال أبيتم‬
‫فوالله إنى لأنا الحاشر وأنا العاقب وأنا المقفففى آمنتففم أو‬
‫كذبتم‪ ،‬ثم انصرف وأنا معه حففتى دنففا أن يخففرج فففإذا رجففل‬
‫من خلفنا يقول كما أنت يا محمد‪ ،‬قال‪ :‬فقال ذلك الرجففل‪:‬‬
‫أي رجل تعلمونى فيكم يا معشر اليهود‪ ،‬قالوا ما نعلففم أنففه‬
‫كان فينا رجل أعلم بكتاب الله ول أفقه منك‪ ،‬ول من أبيففك‬
‫من قبلك‪ ،‬ول من جدك قبل أبيك‪ ،‬قال فإني أشهد له بالله‬
‫أنه نبي الله الذي تجدونه في التوراة‪ ،‬قالوا كذبت ثففم ردوا‬
‫عليه وقالوا له شففرًا‪ ،‬فقففال رسففول اللففه صففلى اللففه عليففه‬
‫وسلم كذبتم لن يقبل قولكم‪ ،‬أمففا آنف فا ً فتثنففون عليففه مففن‬
‫الخير ما أثنيتم‪ ،‬وأما إذا آمن كذبتموه وقلتم مففا قلتففم فلففن‬
‫يقبل قولكم‪ ،‬قال‪ :‬فخرجنا ونحففن ثلثففة رسففول اللففه صففلى‬
‫الله عليه وسلم وأنا وعبد الله بن سلم‪(1) ((.‬‬
‫ب عَل َي ِْهففْم{ ]سففورة‬ ‫ضففو ِ‬ ‫م غْ ُ‬ ‫وقولفففه تبففارك وتعففالى }غ َْيففرِ ال ْ َ‬
‫الفاتحة ‪ [1/7‬ل شك أنه يعني اليهود بالدرجففة الولففى‪ ،‬وإن‬
‫كان يصدق على كل ضال‪.‬‬
‫وقد استدل لذلك ابن جرير رحمه اللففه بففالقرآن بقففوله‬
‫ل هَ ْ ُ‬
‫ه الل ّف ُ‬
‫ه‬ ‫ن ل َعَن َف ُ‬ ‫عن ْد َ الل ّهِ َ‬
‫مف ْ‬ ‫ة ِ‬‫مُثوب َ ً‬ ‫ك َ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬
‫م ْ‬ ‫ل أن َب ّئ ُك ُ ْ‬
‫م بِ َ‬
‫شّر ِ‬ ‫تعالى‪} :‬قُ ْ‬
‫ت أ ُوْل َئ ِ َ‬
‫ك َ‬
‫شففّر‬ ‫غو َ‬ ‫خَناِزيَر وَع َب َد َ ال ّ‬
‫طا ُ‬ ‫قَرد َة َ َوال ْ َ‬
‫م ال ْ ِ‬
‫من ْهُ ْ‬
‫ل ِ‬ ‫ب ع َل َي ْهِ وَ َ‬
‫ج عَ َ‬ ‫ض َ‬‫وَ غ َ ِ‬
‫َ‬
‫ل = ‪] { 60‬سورة المائدة ‪[5/60‬‬ ‫سِبي ِ‬ ‫واِء ال ّ‬ ‫س َ‬‫ن َ‬ ‫ل عَ ْ‬‫ض ّ‬ ‫كانا ً وَأ َ‬
‫م َ‬
‫َ‬
‫وبالسنة بقولفه صلى الله عليه وسلم لعففدي بففن حففاتم‬
‫_‪ :‬قففال لففي رسففول اللففه صففلى اللففه عليففه وسففلم ‪)) :‬إن‬
‫المغضوب عليهم اليهود((‪(2).‬‬
‫وقد تكرر غضب الله على اليهود‪ ،‬وذلك مع كل عصففيان‬
‫فسه َ‬ ‫َ‬
‫ن ي َك ْ ُ‬
‫ف فُروا‬ ‫مأ ْ‬ ‫ما ا ْ‬
‫شت ََرْوا ب ِهِ أن ُ َ ُ ْ‬ ‫يظهرونه‪ ،‬كما قال تعالى‪} :‬ب ِئ ْ َ‬
‫س َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ما َأنفَز َ‬
‫ن فَ ْ‬
‫ضففل ِهِ‬ ‫مفف ْ‬ ‫ل الّلفف ُ‬
‫ه ِ‬ ‫ن ي َُنفّز َ‬ ‫ن فَ ْ‬
‫ضل ِهِ أ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ل الل ّ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫ه ب َْغيا ً أ ْ‬
‫ن ي َُنفّز َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫بِ َ‬

‫‪ () 1‬مسند المام أحمد ‪ 6/25‬وابن حبان ‪ 16/120‬والحاكم في المسففتدرك‬


‫‪3/470‬‬
‫‪ () 2‬رواه أحمد في مسففنده ‪ 4/378‬والترمففذي ‪ 2953‬وابفن حبفان ‪7206‬‬
‫‪.‬‬
‫وصححه أحمد شاكر في تخريجه للطبري برقم ‪193‬‬

‫‪103‬‬
‫ب‬ ‫ن ع َف َ‬
‫ذا ٌ‬ ‫ب وَل ِل ْك َففافِ ِ‬
‫ري َ‬ ‫ب ع ََلى غ َ َ‬
‫ض ٍ‬ ‫عَباد ِهِ فََباُءوا ب ِغَ َ‬
‫ض ٍ‬ ‫ن ِ‬
‫م ْ‬ ‫ن يَ َ‬
‫شاُء ِ‬ ‫ع ََلى َ‬
‫م ْ‬
‫ن = ‪] { 90‬سورة البقرة ‪[2/90‬‬ ‫مِهي ٌ‬
‫ُ‬
‫فهناك غضب أول‪ ،‬وهو على جرائمهم الولى من عبففادة‬
‫العجل‪ ،‬والكفر بعيسى عليه السففلم ‪ ،‬وارتكففاب المعاصففي‬
‫وتضييع التوراة‪ .‬وهناك غضب ثففان علففى كفرهففم وتكففذيبهم‬
‫لمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫المسألة الثانية‪:‬اللعن‬
‫الثففففار‪:‬‬
‫ن‬
‫سففا ِ‬ ‫ل ع َل َففى ل ِ َ‬ ‫سفَراِئي َ‬ ‫مففن ب َن ِففي إ ِ ْ‬ ‫ن ك َفَفُروا ْ ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّف ِ‬‫قولفه تعالى‪} :‬ل ُعِف َ‬
‫ن = ‪{ 78‬‬ ‫دو َ‬ ‫صففوا وّك َففاُنوا ْ ي َعْت َف ُ‬ ‫مففا ع َ َ‬ ‫ك بِ َ‬ ‫م ذ َل ِ َ‬‫مْري َ َ‬‫ن َ‬ ‫سى اب ْ ِ‬ ‫عي َ‬ ‫َداُوود َ وَ ِ‬
‫]سورة المائدة ‪[5/78‬‬
‫‪ - 9600-78‬حدثني محمد بن سعد قال‪ :‬ثني أبففي قففال‪ :‬ثنففي عمففي‬
‫قال‪ :‬ثني أبي عن أبيفه عفن ابفن عبفاس رضفي اللفه عنهمفا قولففه‪:‬‬
‫ن‬‫سففى اب ْف ِ‬ ‫عي َ‬ ‫ن َداُوود َ وَ ِ‬ ‫سفا ِ‬‫ل ع َل َففى ل ِ َ‬ ‫سفَراِئي َ‬ ‫مففن ب َن ِففي إ ِ ْ‬ ‫ففُروا ْ ِ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫}ل ُعِ َ‬
‫م{ قال‪ :‬لعنوا بكل لسان؛ لعنوا على عهد موسففى عليففه السففلم‬ ‫مْري َ َ‬ ‫َ‬
‫في التوراة‪ ،‬ولعنوا على عهد داود عليه السلم فففي الزبففور‪ ،‬ولعنففوا‬
‫على عهد عيسى عليه السلم في النجيل‪ ،‬ولعنوا على عهففد محمففد‬
‫صلى الله عليه وسلم في القرآن‪(1).‬‬
‫‪-79‬حدثني المثني قال‪ :‬ثنا عبد الله بن صالح قال‪ :‬ثنففي معاويففة بففن‬
‫صالح عن علي بن أبففي طلحففة عففن ابففن عبففاس رضففي اللففه عنهمففا‬
‫سففى‬ ‫عي َ‬ ‫ن َداُوود َ وَ ِ‬ ‫سففا ِ‬ ‫ل ع َل َففى ل ِ َ‬ ‫س فَراِئي َ‬ ‫من ب َِني إ ِ ْ‬ ‫فُروا ْ ِ‬‫ن كَ َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫قوله‪} :‬ل ُعِ َ‬
‫م{ يقول‪ :‬لعنوا في النجيل علففى لسففان عيسففى ابففن مريففم‬ ‫مْري َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫اب ْ ِ‬
‫عليه السلم ‪ ،‬ولعنوا في الزبور على لسان داود عليه السلم ‪( ) .‬‬
‫‪2‬‬

‫‪-80‬حدثنا ابن وكيع قال‪ :‬ثنا ابن فضففيل عففن أبيففه عففن خصففيف عففن‬
‫ف فُروا ْ‬ ‫ن كَ َ‬‫ذي َ‬ ‫ن ال ّف ِ‬ ‫سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما ‪} :‬ل ُعِ َ‬
‫م{ قال‪ :‬خففالطوهم‬ ‫مْري َ َ‬
‫ن َ‬ ‫سى اب ْ ِ‬ ‫عي َ‬ ‫ن َداُوود َ وَ ِ‬ ‫سا ِ‬ ‫ل ع ََلى ل ِ َ‬ ‫سَراِئي َ‬ ‫من ب َِني إ ِ ْ‬ ‫ِ‬
‫بعد النهي فففي تجففاراتهم فضففرب اللففه قلففوب بعضففهم ببعففض‪ ،‬فهففم‬
‫ملعونون على لسان داود وعيسى ابن مريم عليهما السلم ‪(3).‬‬
‫‪ - 9601-81‬حدثنا ابن وكيع قال‪ :‬ثنا جرير عن حصففين عففن مجاهففد‪:‬‬
‫ن‬ ‫سففى اب ْف ِ‬ ‫عي َ‬ ‫ن َداُوود َ وَ ِ‬ ‫سفا ِ‬‫ل ع َل َففى ل ِ َ‬ ‫سفَراِئي َ‬ ‫مففن ب َن ِففي إ ِ ْ‬ ‫ففُروا ْ ِ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫}ل ُعِ َ‬
‫م{ قال‪ :‬لعنففوا علففى لسففان داود عليففه السففلم فصففاروا قففردة‪،‬‬ ‫مْري َ َ‬ ‫َ‬
‫ولعنوا على لسان عيسى عليه السلم فصاروا خنازير‪( ).‬‬
‫‪4‬‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 317 / 6‬تفسير ابن أبي حففاتم ) ‪( 1182 / 4‬‬


‫إسناده ضعيف‬
‫وحسففن‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري )‪ - (6/317‬تفسير ابن أبففي حففاتم )‪(4/1182‬‬
‫إسناده الحافظ في الفتح )‪.(10/441‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 317 / 6‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 126 / 3‬‬
‫‪ () 4‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 317 / 6‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 1182 / 4‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪( 126 / 3‬‬

‫‪105‬‬
‫الدراسففففة‪:‬‬
‫لعن الله اليهففود فففي كتففابه العزيففز فففي مواضففع كففثيرة‪،‬‬
‫ولسباب عديدة‪ ،‬بي َّنها الرب تبارك وتعالى‪ ،‬واللعنة يراد بهففا‬
‫البعاد عن رحمة الله‪ (1) ،‬فأصل اللعن‪ :‬الطرد والبعاد عففن‬
‫الخير‪ (2) ،‬وهو الطرد والبعاد علففى سففبيل السففخط‪ ،‬وذلففك‬
‫من الله تعالى في الخرة عقوبة‪ ،‬وفي الففدنيا انقطففاع مففن‬
‫قبول رحمته وتوفيقه‪ ،‬ومن النسان دعاء على غيره‪(3).‬‬
‫ولعن الله اليهود في كتففابه الكريففم مففرارًا‪ ،‬وبيففن سففبب‬
‫اللعن‪ ،‬ولعنهم على لسان أنبيائه الكرام عليهم السلم ‪ ،‬بل‬
‫إنهففم لعنففوا فففي جميففع الكتففب السففماوية كمففا فففي الثففار‬
‫السابقة‪.‬‬
‫فلماذا استحقوا اللعن؟‬
‫ف َبفف ْ‬
‫ل‬ ‫‪ -1‬لعنوا بسبب كفرهم‪ .‬قال تعالى‪}:‬وََقاُلوا قُُلوب َُنا غ ُل ْ ٌ‬
‫ن = ‪] { 88‬سورة البقرة‬ ‫قِليل ً َ‬
‫مففا ي ُؤ ْ ِ‬
‫مُنففو َ‬ ‫م فَ َ‬ ‫هفف ْ‬
‫ف رِ ِ‬ ‫م الّلفف ُ‬
‫ه ب ِك ُ ْ‬ ‫ل َعَن َهُ ْ‬
‫‪[2/88‬‬
‫‪ -2‬ولعنوا بسبب تفضيلهم الشرك وعبادة الوثففان علففى‬
‫ما جاء به الرحمن‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫من ُففو َ‬ ‫ن ال ْك ِت َففا ِ‬
‫ب ي ُؤ ْ ِ‬ ‫صيبا ً ِ‬
‫مف ْ‬ ‫ن أوُتوا ن َ ِ‬‫ذي َ‬ ‫م ت ََر إ َِلى ال ّ ِ‬ ‫قال تعالى‪} :‬أل َ ْ‬
‫َ‬
‫مُنففوا‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬‫م ْ‬ ‫دى ِ‬ ‫ؤلِء أهْ َ‬ ‫فُروا هَ ُ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ل ِل ّ ِ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫ت وَي َ ُ‬ ‫غو ِ‬ ‫طا ُ‬ ‫ت َوال ّ‬ ‫جب ْ ِ‬‫ِبال ْ ِ‬
‫ه‬‫جفد َ ل َف ُ‬ ‫ن تَ ِ‬‫ه فَل َف ْ‬ ‫ن الل ّف ُ‬ ‫ن ي َل ْعَف ْ‬ ‫مف ْ‬ ‫ه وَ َ‬‫م الل ّف ُ‬ ‫ن ل َعَن َهُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ك ال ّ ِ‬ ‫سِبيل ً = ‪ 51‬أ ُوْل َئ ِ َ‬ ‫َ‬
‫صيرا ]سورة النساء ‪[52-4/51‬‬ ‫ً‬ ‫نَ ِ‬
‫ت‬ ‫‪ -3‬ولعنوا لوصفهم اللففه بالصفففات الففرديئة‪ .‬قففال تعففالى‪} :‬وَقَففال َ ْ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫سوط ََتا ِ‬ ‫مب ْ ُ‬ ‫داه ُ َ‬ ‫ل يَ َ‬ ‫ما َقاُلوا ب َ ْ‬ ‫م وَل ُعُِنوا ب ِ َ‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫ت أي ْ ِ‬ ‫ة غ ُل ّ ْ‬ ‫مغُْلول َ ٌ‬ ‫ال ْي َُهود ُ ي َد ُ الل ّهِ َ‬
‫ك ط ُغَْيانفا ً‬ ‫ن َرب ّف َ‬ ‫مف ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫ل إ ِل َي ْف َ‬‫ما ُأنفزِ َ‬ ‫م َ‬ ‫من ْهُ ْ‬‫ن ك َِثيرا ً ِ‬ ‫زيد َ ّ‬ ‫شاُء وَل َي َ ِ‬ ‫ف يَ َ‬ ‫فقُ ك َي ْ َ‬ ‫ُين ِ‬
‫دوا َنارا ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما أوْقَ ُ‬ ‫مةِ ك ُل ّ َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫ضاَء إ َِلى ي َوْم ِ ال ْ ِ‬ ‫داوَة َ َوال ْب َغْ َ‬ ‫م ال ْعَ َ‬ ‫فرا ً وَأل ْ َ‬
‫قي َْنا ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫وَ ك ُ ْ‬
‫َ‬ ‫لل ْحففرب أ َط ْ َ َ‬
‫ب‬ ‫حفف ّ‬ ‫ه ل يُ ِ‬ ‫سففادا ً َوالّلفف ُ‬ ‫ض فَ َ‬ ‫ن ِفففي الْر ِ‬ ‫سففعَوْ َ‬ ‫ه وَي َ ْ‬ ‫هففا الّلفف ُ‬ ‫فأ َ‬ ‫ِ َ ْ ِ‬
‫ن = ‪] { 64‬سورة المائدة ‪[5/64‬‬ ‫دي َ‬ ‫س ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫‪ -4‬ولعنوا لتحريفهم كلم الله ومعصففيتهم مففع معرفتهففم‬
‫ه‬
‫ضففعِ ِ‬
‫وا ِ‬
‫م َ‬
‫ن َ‬
‫عفف ْ‬ ‫ن ال ْك َل ِ َ‬
‫م َ‬ ‫حّرُفو َ‬
‫هاُدوا ي ُ َ‬
‫ن َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫للحق‪ .‬قال تعالى‪ِ } :‬‬
‫م ْ‬
‫‪ () 1‬قاله النووي في شرح مسلم ‪16/148‬‬
‫‪ () 2‬مختار الصحاح مادة ل ع ن وفتح الباري ‪12/77‬‬
‫‪ () 3‬مفردات القرآن للراغب الصفهاني ‪451‬‬

‫‪106‬‬
‫م وَط َْعنا ً‬ ‫َ‬
‫عَنا ل َي ّا ً ب ِأل ْ ِ‬
‫سن َت ِهِ ْ‬ ‫مٍع وََرا ِ‬ ‫س َ‬ ‫معْ غ َي َْر ُ‬
‫م ْ‬ ‫س َ‬‫صي َْنا َوا ْ‬‫معَْنا وَع َ َ‬ ‫س ِ‬‫ن َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫وَي َ ُ‬
‫خي ْففرا ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن َ‬‫معْ َوانظ ُْرن َففا ل َك َففا َ‬ ‫سف َ‬ ‫معَْنا وَأط َعْن َففا َوا ْ‬ ‫س ِ‬ ‫م َقاُلوا َ‬ ‫ن وَل َوْ أن ّهُ ْ‬‫دي ِ‬ ‫ِفي ال ّ‬
‫َ‬
‫ن إ ِل ّ قَِليل ً{]سففورة‬ ‫م َفل ي ُؤ ْ ِ‬
‫من ُففو َ‬ ‫ه ب ِك ُ ْ‬
‫ف رِه ِ ف ْ‬ ‫م الل ّف ُ‬
‫ن ل َعَن َهُ ْ‬
‫م وَل َك ِ ْ‬ ‫ل َهُ ْ‬
‫م و َ أ ق ْو َ َ‬
‫النساء ‪[4/46‬‬
‫‪ -5‬ولعنوا على لسان أنبياء الله كففداود وعيسففى عليهمففا‬
‫السلم لمعصيتهم واعتدائهم وتركهم التناهي عن المنكففر‪،‬‬
‫ن َداُوود َ‬ ‫ل ع َل َففى ل ِ َ‬
‫سففا ِ‬ ‫سَراِئي َ‬‫ن ب َِني إ ِ ْ‬‫م ْ‬ ‫فُروا ِ‬ ‫ن كَ َ‬
‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫قال تعالى‪} :‬ل ُعِ َ‬
‫ن = ‪] { 78‬سففورة‬ ‫دو َ‬ ‫وا وَ َ‬
‫كاُنوا ي َعْت َ ُ‬ ‫ص ْ‬‫ما ع َ َ‬‫ك بِ َ‬‫م ذ َل ِ َ‬‫مْري َ َ‬‫ن َ‬ ‫سى اب ْ ِ‬
‫عي َ‬ ‫وَ ِ‬
‫المائدة ‪[5/78‬‬
‫وهو في حديث ابن مسعود _ قال ‪:‬قال صلى الله عليففه‬
‫وسلم ))إن أول ما دخل النقص على بنففي إسففرائيل‪ :‬كففان‬
‫الرجل يلقى الرجل فيقول‪ :‬يا هذا اتففق اللففه ودع مففا تصففنع‬
‫فإنه ل يحل لك‪ ،‬ثم يلقاه من الغد فل يمنعه ذلك أن يكففون‬
‫أكيله وشريبه وقعيده‪ ،‬فلما فعلوا ذلففك ضففرب اللففه قلففوب‬
‫ل ع ََلففى‬‫سَراِئي َ‬ ‫من ب َِني إ ِ ْ‬‫فُروا ْ ِ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬‫ن ال ّ ِ‬‫بعضهم ببعض ثم قال }ل ُعِ َ‬
‫ن َمْرَيففَم{ ‪ -‬إلى قففوله ‪} -‬فاسففقون{ ثففم‬ ‫سى اْبفف ِ‬ ‫عي َ‬ ‫ن َداُوود َ وَ ِ‬‫سا ِ‬
‫لِ َ‬
‫قففال‪ :‬كل واللففه لتففأمرن بففالمعروف ولتنهففون عففن المنكففر‪،‬‬
‫ولتأخذن على يففدي الظففالم‪ ،‬ولتففأطرنه علففى الحففق أطففرًا‪،‬‬
‫ولتقصرنه على الحق قصرًا‪(1) ((.‬‬
‫‪ -6‬ولعنوا على لسان محمد صلى الله عليففه وسففلم لمففور‬
‫منه‪:‬‬
‫أ‪ -‬اتخاذ قبور أنبيللائهم مسللاجد‪:‬كمففا روت عائشففة‬
‫رضي الله عنها وعبففد اللففه بففن عبففاس رضففي اللففه عنهمففا‬
‫قال‪)) :‬لما نفزل برسول الله صلى الله عليه وسففلم طفففق‬
‫يطرح خميصة لفه على وجهه‪ ،‬فففإذا اغتففم بهففا كشفففها عففن‬
‫وجهففه‪ ((،‬فقففال وهففو كففذلك‪)) :‬لعنففة اللففه علففى اليهففود‬
‫والنصارى؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد‪ ،‬يحذر ما صففنعوا‪((.‬‬
‫)‪( 2‬‬

‫‪ () 1‬سففنن أبففي داود ج‪ 4:‬ص‪ 121:‬وسففنن الففبيهقي الكففبرى ج‪ 10:‬ص‪93:‬‬


‫وضعفه اللباني في ضعيف الجامع برقم ‪1822‬‬
‫‪ () 2‬صحيح البخاري ج‪ 1:‬ص‪168:‬‬

‫‪107‬‬
‫ب‪ -‬مخادعتهم في مسألة ‪:‬تحريم الشحوم‪ ,‬وإذابتهم لها‬
‫ثم بيعها على أنها سمن وليست شحم ‪:‬فعن بن عباس‬
‫رضي الله عنهما قال ‪:‬سمعت عمر _ يقول‪)) :‬قاتل الله‬
‫فلنا ً ألم يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم (( قال‪:‬‬
‫))لعن الله اليهود؛ حرمت عليهم الشحوم فجملوها‬
‫فباعوها‪(2) (1) ((.‬‬

‫‪ () 1‬صحيح البخاري ج‪ 3:‬ص‪1275:‬‬


‫‪ () 2‬وللتفصيل ينظر كتاب لماذا لعن اليهففود ؟ لحمففد الحففاج عففن دار ابففن‬
‫حزم ‪1415‬‬

‫‪108‬‬
‫المسألة الثالثة‪ :‬الصاعقة‬
‫الثار‪:‬‬
‫سك ُ ْ‬
‫م{‬ ‫م َأن ُ‬
‫ف َ‬ ‫م ظ َل َ ْ‬
‫مت ُ ْ‬ ‫مهِ َيا قَوْم ِ إ ِن ّك ُ ْ‬
‫ق وْ ِ‬
‫سى ل ِ َ‬
‫مو َ‬ ‫قال تعالى‪} :‬وَإ ِذ ْ َقا َ‬
‫ل ُ‬
‫]سورة البقرة ‪[2/54‬‬
‫‪ - 793-82‬حدثنا ابن حميد قال‪ :‬حدثنا سلمة عن ابن إسففحاق قففال‪:‬‬
‫لما رجع موسى عليه السلم إلى قففومه وأحففرق العجففل وذراه فففي‬
‫اليم؛ خرج إلى ربه بمن اختار من قومه فأخذتهم الصاعقة ثم بعثففوا‪.‬‬
‫سأل موسففى عليففه السففلم ربففه التوبففة لبنففي إسففرائيل مففن عبففادة‬
‫العجففل فقففال‪ :‬ل إل أن يقتلففوا أنفسففهم‪ .‬قففال‪ :‬فبلغنففي أنهففم قففالوا‬
‫لموسى‪ :‬نصبر لمر الله‪ ،‬فأمر موسى عليه السففلم مفن لفم يمكفن‬
‫عبد العجل أن يقتل من عبده‪ ،‬فجلسوا بالفنية واصلت عليهم القوم‬
‫السيوف فحملوا يقتلونهم‪ ،‬وبكى موسى عليه السففلم وبهففش إليففه‬
‫النساء والصبيان يطلبون العفو عنهم‪ ،‬فتاب عليهم وعفا عنهم‪ ،‬وأمر‬
‫موسى أن ترفع عنهم السيوف‪(1) .‬‬
‫‪ -801-83‬حدثت عن عمار بن الحسن قال‪ :‬حدثنا عبد الله بففن أبففي‬
‫َ‬
‫عَقُة{ ]سففورة البقففرة‬ ‫صففا ِ‬
‫م ال ّ‬ ‫خ فذ َت ْك ُ ُ‬
‫جعفففر عففن أبيففه عففن الربيففع‪} :‬فَأ َ‬
‫‪ [2/55‬قال‪ :‬سمعوا صوتا ً فصعقوا‪ .‬يقول‪ :‬فماتوا‪(2) .‬‬
‫‪ -802-84‬حدثني موسى بن هففارون الهمففداني قففال‪ :‬ثنففا عمففرو بففن‬
‫َ‬
‫عَقُة{ والصففاعقة‪:‬‬ ‫صففا ِ‬
‫م ال ّ‬ ‫خذ َت ْك ُ ُ‬‫حماد قال‪ :‬ثنا أسباط عن السدي‪} :‬فَأ َ‬
‫نار‪(3) .‬‬
‫‪ -803-85‬حدثنا به ابن حميد قال‪ :‬ثنا سلمة عن ابففن إسففحاق قففال‪:‬‬
‫أخذتهم الرجفة وهي الصاعقة فماتوا جميعًا‪(4) .‬‬

‫إسففناده‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 287 / 1‬تفسير ابن كففثير ) ‪( 94 / 1‬‬
‫ضعيف‪.‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 290 / 1‬تفسير ابن كثير ) ‪ ( 94 / 1‬إسففناده‬
‫لجهالة شيخ المصنف‬
‫‪.‬‬ ‫ضعيف‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 290 / 1‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 1104 / 4‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 626 / 4‬تفسير ابن كثير ) ‪( 94 / 1‬‬
‫إسناده ضعيف‪.‬‬
‫‪ () 4‬تفسير الطبري ) ‪( 290 / 1‬‬

‫‪109‬‬
‫الدراسففففة‪:‬‬
‫عاقب الله بني إسرائيل‪ -‬حين طلبوا معاندين رؤية اللففه‬
‫عيانًا‪ -‬بأن أنفزل عليهمم الصاعقة‪ ،‬وهففولء هففم خيففرة بنففي‬
‫إسففرائيل ولمففا نظففر بعظهففم إلففى بعففض وهففم يضففربون‬
‫بالصواعق‪ ،‬هرعوا الى موسى عليه السلم فطفففق يففدعوا‬
‫سففى ل َف ْ‬
‫ن‬ ‫مو َ‬ ‫ربه حتى عفى عنهم‪ ،‬كما قال تعالى}وَإ ِذ ْ قُل ْت ُف ْ‬
‫م ي َففا ُ‬
‫ق ُ َ‬ ‫َ‬
‫ن =‬ ‫م َتنظ ُفُرو َ‬ ‫ة وَأن ْت ُف ْ‬ ‫ع َ‬
‫صففا ِ‬‫م ال ّ‬ ‫خفذ َت ْك ُ ْ‬‫جهَْرة ً فَأ َ‬ ‫ه َ‬ ‫حّتى ن ََرى الل ّ َ‬ ‫ك َ‬ ‫ن لَ َ‬ ‫م َ‬‫ن ُؤ ْ ِ‬
‫سى‬ ‫مو َ‬ ‫خَتاَر ُ‬ ‫‪] { 55‬سورة البقرة ‪ [2/55‬وكما قال تعالى }َوا ْ‬
‫ت‬ ‫ش فئ ْ َ‬ ‫ب ل َفوْ ِ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫ة قَففا َ‬ ‫فف ُ‬ ‫ج َ‬
‫م الّر ْ‬ ‫مففا أ َ َ‬
‫خ فذ َت ْهُ ْ‬ ‫قات َِنا فَل َ ّ‬ ‫مي َ‬ ‫جل ً ل ِ ِ‬‫ن َر ُ‬ ‫سب ِْعي َ‬‫ه َ‬ ‫م ُ‬‫ق َو ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ي إ ِل ّ فِت ْن َُتفف َ‬
‫ك‬ ‫ن هِ َ‬ ‫مّنا إ ِ ْ‬ ‫فَهاُء ِ‬ ‫س َ‬‫ل ال ّ‬ ‫ما فَعَ َ‬ ‫ل وَإ ِّيايَ أت ُهْل ِك َُنا ب ِ َ‬ ‫ن قَب ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫أهْل َك ْت َهُ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬‫مَنا وَأن ْف َ‬ ‫ح ْ‬ ‫فْر ل ََنا َواْر َ‬ ‫ت وَل ِي َّنا َفاغ ْ ِ‬ ‫شاُء أن ْ َ‬ ‫ن تَ َ‬‫م ْ‬ ‫دي َ‬ ‫شاُء وَت َهْ ِ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ب َِها َ‬ ‫ض ّ‬ ‫تُ ِ‬
‫ن = ‪]{ 155‬سورة العراف ‪[7/155‬‬ ‫ري َ‬ ‫خي ُْر ال َْغافِ ِ‬ ‫َ‬
‫قال الربيع بن أنس‪)) :‬كففان مففوتهم عقوبففة لهففم فبعثففوا‬
‫من بعد الموت ليستوفوا آجالهم‪(1) ((.‬‬
‫وفففي هففذه اليففة كمففا قففال ابففن القيم رحمففه اللففه ‪:‬‬
‫"استعطاف من موسى عليففه السففلم لربففه‪ ،‬وتوسففل إليففه‬
‫بعفوه عنهم من قبل حيففن عبففد قففومه العجففل ولففم ينكففروا‬
‫عليهم‪ ،‬يقول موسى عليه السلم إنهم قد تقدم منهففم مففا‬
‫يقتضي هلكهم‪ ،‬ومع هذا فوسففعهم عفففوك ومغفرتففك ولففم‬
‫تهلكهم‪ ،‬فليسعهم اليوم مففا وسففعهم مففن قبففل‪ ،‬وهففذا كمففا‬
‫يقول من واخذه سيده بجرم‪ :‬لو شئت واخففذتني مففن قبففل‬
‫هذا بما هو أعظم من هذا الجرم‪ ،‬ولكن وسعني عفوك أول ً‬
‫فليسعني اليوم‪(2) ".‬‬
‫وأصل الصاعقة‪ :‬كل أمففر هففائل رآه أو عففاينه أو أصففابه‪،‬‬
‫حتى يصير من هوله وعظيم شأنه إلى هلك وعطب‪ ،‬وإلى‬
‫ذهاب عقل وغمور فهم‪ ،‬أو فقد بعض آلت الجسففم‪ ،‬صففوتا ً‬
‫كان ذلك أو نارا أو زلزلة أو رجفًا‪.(3) .‬‬

‫‪ () 1‬تفسير ابن كثير ‪1/239‬‬


‫‪ () 2‬إغاثة اللهفان ج‪ 2 :‬ص‪307 :‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ‪1/330‬‬

‫‪110‬‬
‫وكما في الثار الواردة فقد فسففرت الصففاعقة بففالموت‪،‬‬
‫وفسرت بالنار‪ ،‬وفسرت بالصيحة والرجفة‪.‬‬
‫قال الطبري‪" :‬وتكون الصاعقة صوتا ً أو نارا ً أوزلزلففة أو‬
‫رجف ً‬
‫ا‪(1) ".‬‬
‫واحتففج علففى أن الصففاعقة ل يلففزم منهففا المففوت بقففوله‬
‫ب أ َرِن ِففي َأنظ ُفْر‬ ‫ه قَففا َ‬
‫ل َر ّ‬ ‫ه َرب ّف ُ‬ ‫قات َِنا وَك َل ّ َ‬
‫مف ُ‬ ‫مي َ‬
‫سى ل ِ ِ‬
‫مو َ‬
‫جاَء ُ‬ ‫تعالى‪} :‬وَل َ ّ‬
‫ما َ‬
‫ف‬‫سففوْ َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫م َ‬
‫كففان َ ُ‬ ‫قّر َ‬
‫ست َ َ‬
‫نا ْ‬ ‫ل فَ إ ِ ْ‬ ‫ن انظ ُْر إ َِلى ال ْ َ‬
‫جب َ ِ‬ ‫ن ت ََراِني وَل َك ِ ْ‬ ‫ل لَ ْ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫إ ِل َي ْ َ‬
‫مففا أ َفَففاقَ‬
‫ص فِعقا ً فَل َ ّ‬
‫سففى َ‬ ‫مو َ‬ ‫خّر ُ‬ ‫ه د َك ّا ً وَ َ‬
‫ج عَ ل َ ُ‬
‫ل َ‬ ‫ه ل ِل ْ َ‬
‫جب َ ِ‬ ‫جّلى َرب ّ ُ‬ ‫ما ت َ َ‬ ‫ت ََراِني فَل َ ّ‬
‫ن = ‪] { 143‬سورة‬ ‫مِني َ‬ ‫م فؤ ْ ِ‬‫ل ال ْ ُ‬ ‫ك وَأ َن َففا أ َوّ ُ‬ ‫ت إ ِل َي ْف َ‬ ‫حان َ َ‬
‫ك ت ُب ْف ُ‬ ‫س فب ْ َ‬‫ل ُ‬‫قَففا َ‬
‫العراف ‪ [7/143‬يعني مغشيا ً عليه‪ .‬ومنه قففول جريففر بففن‬
‫عطية‪:‬‬
‫أصففابته الصففواعق فاسففتدارا‬ ‫وهل كان الفرزدق غيففر قففرد‬
‫فقد علم أن موسى عليه السلم لم يكن حين غشففي عليففه‬
‫وصعق ميتًا؛ لن الله جل وعز أخبر عنه أنه لما أفاق قففال‪:‬‬
‫ك{ ]سففورة العففراف ‪ [7/143‬ول شففبه جريففر‬ ‫ت إ ِل َي ْففف َ‬
‫}ت ُب ْففف ُ‬
‫الفرزدق وهو حي بالقرد ميتا ً ولكن معنففى ذلففك مففا وصفففنا‬
‫)‪.(2‬‬
‫وأما سبب الصاعقة فهو طلبهم رؤية اللففه‪ ،‬وقففد وردت‬
‫الثار باختلف في السبب الذي من أجله طلبوا لقففاء اللففه‪,‬‬
‫ثم طلبوارؤية الله‪ ،‬أقربها‪ :‬ذهابهم للقاء اللففه و التوبففة مففن‬
‫عبادة العجل‪ ،‬وقد وردت آثار آخففرى تففذكر أسففبابا ً غيففر مففا‬
‫سبق كماورد عن علي _ قال‪)) :‬لما حضر أجل هارون عليه‬
‫السلم أوحى الله إلففى موسففى عليففه السففلم أن انطلففق‬
‫أنت وهارون وابن هارون إلى غار فففي الجبففل فإنففا قابضففوا‬
‫روحه‪ ،‬فانطلق موسى وهارون وابن هارون فلما انتهوا إلى‬
‫الغار دخلوا‪ ،‬فإذا سرير فاضطجع عليه موسى ثم قام عنففه‬
‫فقال‪ :‬ما أحسن هذا المكففان يففا هففارون فاضففطجع هففارون‬
‫فقبض روحه‪ ،‬فرجع موسى وابن هارون إلى بني إسففرائيل‬

‫‪ () 1‬تفسبر الطبري ‪1/330‬‬


‫‪ () 2‬تفسبر الطبري ‪1/330‬‬

‫‪111‬‬
‫حزينين فقالوا لفه أين هارون؟ قال مات‪ .‬قالوا‪ :‬بففل قتلتففه؛‬
‫كنت تعلم أنا نحبه‪ .‬فقال لهم موسى‪ :‬ويلكففم أقتففل أخففي؟‬
‫وقد سألته الله وزيرا ً ولو أنى أردت قتله أكان ابنه يدعني؟‬
‫ل‪،‬‬ ‫قالوا لفه‪ :‬بل قتلته حسدتناه‪ .‬قال‪ :‬فاختففاروا سففبعين رج ً‬
‫فانطلق بهم فمرض رجلن في الطريق فخط عليهما خطًا‪،‬‬
‫فانطلق موسى وابن هارون وبنو إسرائيل حتى انتهوا إلففى‬
‫هارون عليه السلم فقالوا‪ :‬يا هارون من قتلففك؟ قففال لففم‬
‫يقتلني أحد ولكني مت‪ .‬قالوا‪ :‬ما تقضي يا موسى؟ ادع لنا‬
‫ربك يجعلنا أنبياء‪ .‬قال‪ :‬فأخذتهم الرجفة فصففعقوا‪ ،‬وصففعق‬
‫الرجلن اللذان خلفوا‪ ،‬وقام موسففى عليففه السففلم يففدعو‪:‬‬
‫رب لو شئت أهلكتهففم مففن قبففل وإيففاي‪ ،‬أتهلكنففا بمففا فعففل‬
‫السفهاء منا‪ ،‬فأحياهم الله فرجعوا إلى قومهم أنبياء‪(1) ((.‬‬
‫وما رواه الحاكم في مسففتدركه‪ :‬عففن محمففد بففن جعفففر‬
‫عن أبيه قال‪)) :‬كان علم اللففه وحكمتففه فففي ذريففة إبراهيففم‬
‫عليه السلم ‪ ،‬فعند ذلك آتى الله يوسف بففن يعقففوب عليففه‬
‫السلم ملك الرض المقدسة‪ ،‬فملك اثنتين وسبعين سففنة‪،‬‬
‫مففن‬ ‫ك وَع َل ّ ْ‬
‫مت َن ِففي ِ‬ ‫مل ْف ِ‬
‫ن ال ْ ُ‬ ‫ب قَد ْ آت َي ْت َن ِففي ِ‬
‫مف َ‬ ‫وذلك قوله عز وجل ‪َ} :‬ر ّ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ض{ ]سففورة يوسففف‬ ‫ت َوالرْ ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ث َففففاط َِر ال ّ‬
‫سففف َ‬ ‫ل ال َ َ‬
‫حفففاِدي ِ‬ ‫ت َأِويففف ِ‬
‫‪ [12/101‬الية فعند ذلك بعث الله موسى وهارون عليهما‬
‫السلم فأورثهما مشارق الرض ومغاربها‪ ،‬وملكهمففا ملكففا ً‬
‫ناعمفًا‪ ،‬فملففك موسففى عليففه السففلم ومففن معففه مففن بنففي‬
‫إسرائيل ثمان وثمانين سنة‪ ،‬ثم إن الله تعففالى أراد أن يففرد‬
‫ذلك عليهم‪ ،‬فملكهم مشارق الرض ومغاربها‪ ،‬وآتاهم ملكا ً‬
‫عظيمًا‪ ،‬حتى سألوا أن ينظروا إلى ربهم‪ ،‬فقففالوا أرنففا اللففه‬
‫جهرة‪ ،‬وذلك حيففن رأوا موسففى عليففه السففلم كلمففه ربففه‪،‬‬
‫وسمعوا فطلبوا الرؤية‪ ،‬وكان موسى عليه السففلم انتقففى‬
‫خيارهم ليشهدوا لفه عند بنففي إسففرائيل أن ربففه قففد كلمففه‪،‬‬
‫فقففالوا لففن نشففهد لففك حففتى ترينففا اللففه جهففرة‪ ،‬فأخففذتهم‬
‫الصاعقة وهم ينظرون‪(2) ((.‬‬

‫‪ () 1‬كنز العمال للمتقي الهندي رقم الحديث ‪4381‬‬


‫‪ () 2‬مستدرك الحاكم ‪2/632‬رقم الحديث ‪4106‬‬

‫‪112‬‬
‫قال الطبري‪" :‬ول خبر عندنا بصحة شيء مما قاله مففن‬
‫ذكرنا قوله في سبب قيلهم ذلففك لموسففى تقففوم بففه حجففة‬
‫فتسلم لهم‪ .‬وجائز أن يكون ذلك بعض ما قالوه‪ ،‬فإذا كففان‬
‫ل خبر بذلك تقوم بففه حجففة فالصففواب مففن القففول فيففه أن‬
‫يقال‪ :‬إن الله جل ثنففاؤه قففد أخففبر عففن قففوم موسففى أنهففم‬
‫ك َحّتى ن ََرى الل َّه َجْهفففَرةً{ ]سورة‬ ‫ن لَ َ‬
‫م َ‬ ‫سى ل َ ْ‬
‫ن ن ُؤ ْ ِ‬ ‫مو َ‬ ‫قالوا لفه‪َ} :‬يا ُ‬
‫البقرة ‪ [2/55‬كما أخبر عنهم أنهم قالوه‪ .‬وإنمففا أخففبر اللففه‬
‫عز وجل بذلك عنهم الذين خوطبوا بهذه اليات توبيخا ً لهم‬
‫في كفرهم بمحمففد صففلى اللففه عليففه وسففلم ‪ ،‬وقففد قففامت‬
‫حجته على من احتج به عليه ول حاجة لمن انتهت إليه إلففى‬
‫معرفة السبب الداعي لهم إلى قيل ذلك‪ .‬وقففد قففال الففذين‬
‫أخبرنا عنهم القوال التي ذكرناهففا وجففائز أن يكففون بعضففها‬
‫حقا ً كما قال‪(1) ".‬‬
‫بقي أن يقال أن مما يؤخذ من عذاب اللففه لليهففود تنففبيه‬
‫لليهود والمسلمين أن يسألوا رسففول اللففه أسففئلة التعنففت‪،‬‬
‫وقد قال تعالى}أ َم تريدون أ َن ت َ‬
‫سففى‬ ‫مو َ‬ ‫ل ُ‬ ‫سفئ ِ َ‬ ‫مففا ُ‬ ‫م كَ َ‬‫سففول َك ُ ْ‬
‫سأُلوا َر ُ‬ ‫ْ ُ ِ ُ َ ْ َ ْ‬
‫ل{ ]سففورة‬ ‫سِبي ِ‬‫واَء ال ّ‬ ‫س َ‬‫ل َ‬ ‫ض ّ‬‫قد ْ َ‬‫ن فَ َ‬‫ما ِ‬
‫لي َ‬‫فَر ِبا ِ‬ ‫ل ال ْك ُ ْ‬
‫ن ي َت َب َد ّ ْ‬
‫م ْ‬ ‫ن قَب ْ ُ‬
‫ل وَ َ‬ ‫م ْ‬‫ِ‬
‫ن أَ ْ‬ ‫البقرة ‪ [2/108‬وقال تعالى‪} :‬ل ت َ‬
‫م‬‫ن ت ُب ْفد َ ل َك ُف ْ‬ ‫ش فَياَء إ ِ ْ‬ ‫سأُلوا ع َ ْ‬ ‫َ ْ‬
‫سففؤْك ُْم{ ]سففورة المففائدة ‪ [5/101‬وإن كففان هففذا السففؤال‬ ‫تَ ُ‬
‫نوعا ً آخر لكن المقصود أن سؤال النبياء حتى سؤال العلم‬
‫منهففم فيففه أنففواع كففثيرة محرمففة‪ ،‬وإن كففانوا قففد يعطففون‬
‫السائل فل يدل ذلففك علففى أن السففؤال مشففروع هففذا فففي‬
‫حياتهم فكيف بعد مماتهم؟ ولم ينقففل أحففد مففن أهففل العلم‬
‫أن أحدا ً من السففلف سففأل النففبي صففلى اللففه عليففه وسففلم‬
‫شيئا ً بعد موته ل عند قبره ول عند غير قبره‪ ،‬وكففذلك قففوم‬
‫عيسى لما سألوا المائدة قبل رفع عيسى إلى السففماء لففم‬
‫يكونففوا محمففودين فففي مسففألهم‪ ،‬بففل كففان نفففزولها ضففررا ً‬
‫عليهم‪ ،‬وكذلك قوم موسففى سففألوا موسففى أن يريهففم اللففه‬
‫جهرة فأخذتهم الصاعقة‪ ،‬وقوم صالح عليه السففلم سففألوا‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ‪1/332‬‬

‫‪113‬‬
‫صففالحا ً آيففة فكففانت سففبب هلكهففم‪ ،‬فالسففؤال فتنففة وشففر‬
‫للسائل وهو للمسؤول أجر وخير ومعجزة‪(1) ((.‬‬

‫‪ () 1‬الرد على البكري لبن تيمية ج‪ 1 :‬ص‪205 :‬‬

‫‪114‬‬
‫المسألة الرابعة‪ :‬التيه )وأبرز ما حصل فيه(‬
‫الثار‪:‬‬
‫ة ع َل َيه َ‬ ‫قولفه تعالى‪َ} :‬قا َ‬
‫ن فِففي‬ ‫ة ي َِتيهُففو َ‬
‫س فن َ ً‬
‫ن َ‬
‫م أْرب َِعيف َ‬
‫ِْ ْ‬ ‫م ٌ‬
‫حّر َ‬ ‫ل فَإ ِن َّها ُ‬
‫م َ‬
‫ض{ ]سورة المائدة ‪[5/26‬‬ ‫َ‬
‫الْر ِ‬
‫‪ - 9126-86‬حدثني المثني قال‪ :‬ثنا إسحاق قففال‪ :‬ثنففا عبففد اللففه بففن‬
‫أبي جعفر عن أبيه عن الربيع قال‪ :‬لما قال لهم القوم ما قالوا ودعا‬
‫ل فَإ ِن ّهَففا‬
‫موسى عليه السلم عليهففم‪ ،‬أوحففى اللفه إلفى موسففى‪} :‬قَففا َ‬
‫س ع َل َففى ال ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ة ع َل َيهف َ‬
‫قفوْم ِ‬ ‫ض فَل َ ت َفأ َ‬
‫ن فِففي الْر ِ‬
‫ة ي َِتيهُففو َ‬
‫سفن َ ً‬
‫ن َ‬
‫م أْرب َِعيف َ‬
‫ِْ ْ‬ ‫مف ٌ‬
‫حّر َ‬
‫م َ‬ ‫ُ‬
‫ن = ‪ { 26‬وهففم يففومئذ فيمففا ذكففر سففتمائة ألففف مقاتففل‪،‬‬ ‫قي َ‬‫سف ِ‬ ‫فا ِ‬ ‫ْ‬
‫ال َ‬
‫فجعلهم فاسقين بما عصوا‪ ،‬فلبثوا أربعين سنة في فراسخ سففتة‪ ،‬أو‬
‫دون ذلك‪ ،‬يسيرون كل يوم جادين لكي يخرجوا منهففا‪ ،‬حففتى يمسففوا‬
‫وينفزلوا فإذا هم في الففدار الففتي منهففا ارتحلففوا‪ .‬وإنهففم اشففتكوا إلففى‬
‫موسى ما فعففل بهفم فأنفففزل عليهفم المفن والسففلوى‪ ،‬وأعطففوا مفن‬
‫الكسوة ما هي قائمة لهم‪ ،‬ينشففأ الناشففئ فتكففون معففه علففى هيئتففه‪.‬‬
‫وسأل موسى عليه السففلم ربففه أن يسففقيهم‪ ،‬فففأتى بحجففر الطففور‪،‬‬
‫وهو حجر أبيض إذا ما نفزل القوم ضففربه بعصففاه‪ ،‬فيخففرج منففه اثنتففا‬
‫عشرة عينًا‪ ،‬لكل سبط منهم عين‪ ،‬قد علم كل أناس مشربهم‪ .‬حتى‬
‫إذا خلت أربعون سنة‪ ،‬وكانت عذابا ً بما اعتففدوا وعصففوا‪ ،‬أوحففى إلففى‬
‫موسى عليه السففلم أن مرهففم أن يسففيروا إلففى الرض المقدسففة‪،‬‬
‫فإن الله قد كفاهم عدوهم‪ ،‬وقل لهم إذا أتوا المسجد أن يأتوا الباب‬
‫ويسجدوا إذا دخلوا ويقولوا حطة‪ .‬وإنما قولهم حطة أن يحففط عنهففم‬
‫خطاياهم‪ .‬فأبى عامة القوم‪ ،‬وعصوا وسففجدوا علففى خففدهم‪ ،‬وقففالوا‬
‫ذي ِقيف َ‬
‫ل‬ ‫موا ْ َقفوْل ً غ َْيفَر اّلف ِ‬ ‫ن ظ َل َ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬
‫حنطة‪ ،‬فقال الله جل ثناؤه‪} :‬فَب َد ّ َ‬
‫ن{ ) (‬
‫‪1‬‬
‫قو َ‬ ‫س ُ‬
‫ف ُ‬ ‫كاُنوا ْ ي َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫م{ ]سورة البقرة ‪ ...[2/59‬إلى‪} :‬ب ِ َ‬ ‫ل َهُ ْ‬
‫‪ - 9127-87‬حدثنا محمد بن بشار قال‪ :‬ثنا سليمان بن حففرب قففال‪:‬‬
‫م{ قففال‪:‬‬ ‫ة ع َل َي ْهِف ْ‬
‫مف ٌ‬
‫حّر َ‬‫م َ‬ ‫ثنا أبو هلل عن قتادة في قففول اللففه‪} :‬فَإ ِن ّهَففا ُ‬
‫أبداً‪(2) .‬‬
‫‪ - 9129-88‬حدثنا المثني قال‪ :‬ثنا مسلم بن إبراهيم قال‪ :‬ثنا هارون‬
‫النحوي قال‪ :‬ثني الزبير بن الخريت عن عكرمففة فففي قففوله‪} :‬فَإ ِن ّهَففا‬
‫ض{ ]سورة المففائدة ‪[5/26‬‬ ‫َ‬ ‫ة ع َل َيه َ‬
‫ن ِفي الْر ِ‬ ‫ة ي َِتيُهو َ‬
‫سن َ ً‬
‫ن َ‬
‫م أْرب َِعي َ‬
‫ِْ ْ‬ ‫م ٌ‬
‫حّر َ‬‫م َ‬‫ُ‬
‫قال‪ :‬التحريم ل منتهى له‪( ) .‬‬
‫‪3‬‬

‫‪ - 9131-89‬حدثني عبد الكريم بن الهيثم قال‪ :‬ثنا إبراهيم بن بشففار‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪( 182- 181 / 6‬‬


‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 182 / 6‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 51 / 3‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪( 182 / 6‬‬

‫‪115‬‬
‫قال‪ :‬ثنا سفيان قال‪ :‬قال أبففو سففعيد عففن عكرمففة عففن ابففن عباس ف‬
‫رضي الله عنهما قففال‪ :‬لمففا دعففا موسففى عليففه السففلم قففال اللففه‪:‬‬
‫َ‬ ‫ة ع َل َيه َ‬
‫ض{ قففال‪ :‬فففدخلوا‬ ‫ن فِففي الْر ِ‬
‫ة ي َِتيهُففو َ‬
‫سفن َ ً‬
‫ن َ‬ ‫م أْرب َِعي ف َ‬
‫ِْ ْ‬ ‫م ٌ‬‫حّر َ‬‫م َ‬ ‫}فَإ ِن َّها ُ‬
‫التيه‪ ،‬فكل من دخل التيه ممن جاوز العشرين سنة مات فففي الففتيه‪.‬‬
‫قال‪ :‬فمففات موسففى عليففه السففلم فففي الففتيه ومففات هففارون عليففه‬
‫السلم قبله‪ .‬قال‪ :‬فلبثوا في تيههم أربعين سنة‪ ،‬فناهض يوشع بمن‬
‫بقي معه مدينة الجبارين فافتتح يوشع المدينة‪(1) .‬‬
‫‪ - 9132-90‬حدثنا بشر قال‪ :‬ثنا يزيد قال‪ :‬ثنا سعيد عن قتففادة قففال‬
‫ة ع َل َيه َ‬
‫سن ًَة{ حرمت عليهم القرى‪ ،‬وكففانوا‬ ‫ن َ‬ ‫م أْرب َِعي َ‬
‫ِْ ْ‬ ‫م ٌ‬
‫حّر َ‬
‫م َ‬‫الله‪} :‬فَإ ِن َّها ُ‬
‫ل يهبطون قرية‪ ،‬ول يقدرون على ذلك‪ ،‬إنما يتبعون الطففواء أربعيففن‬
‫سنة‪ .‬وذكر لنا أن موسى صلى الله عليه وسلم مات فففي الربعيففن‬
‫سنة‪ ،‬وأنه لم يدخل بيت المقدس منهم إل أبناؤهم‪ ،‬والرجلن اللذان‬
‫قال ما قال‪(2) .‬‬
‫‪ - 9133-91‬حدثنا ابن حميد قال‪ :‬ثنا سلمة عففن ابففن إسففحاق قففال‪:‬‬
‫ثني بعض أهل العلم بالكتاب الول قال‪ :‬لما فعلت بنففو إسففرائيل مففا‬
‫فعلت من معصيتهم نبيهم‪ ،‬وهمهم بكالب ويوشع إذ أمراهففم بففدخول‬
‫مدينة الجبارين‪ ،‬وقال لهم ما قال‪ ،‬ظهرت عظمة الله بالغمففام علففى‬
‫نار فيه الرمز على كل بني إسرائيل‪ ،‬فقال جل ثناؤه لموسففى عليففه‬
‫السلم ‪ :‬إلففى مففتى يعصففيني هففذا الشففعب‪ ،‬وإلففى مففتى ل يصففدقون‬
‫باليات كلها التي وضعت بينهم؟ أضففربهم بففالموت فففأهلكهم وأجعففل‬
‫لك شعبا ً أشد منهم‪ .‬فقال موسى عليه السلم يسفمع أهففل المصففر‬
‫الذين أخرجت هذا الشففعب بقوتففك مففن بينهففم‪ ،‬ويقففول سففاكنو هففذه‬
‫البلد الذين قد سمعوا أنك أنت الله في هذا الشعب‪ ،‬فلو أنك قتلففت‬
‫هذا الشعب كلهم كرجل واحد لقالت المفم الفذين سفمعوا باسفمك‪:‬‬
‫إنما قتل هذا الشعب مفن أجفل ل يسفتطيع أن يفدخلهم الرض الفتي‬
‫خلق لهم‪ ،‬فقتلهم في البرية‪ ،‬ولكن لترتفع أياديك ويعظم جففزاؤك يففا‬
‫رب كما كنت تكلمت‪ ،‬وقلت لهم فإنه طويل صففبرك‪ ،‬كففثيرة نعمففك‪،‬‬
‫وأنت تغفر الذنوب فل توبق‪ ،‬وإنك تحفففظ البففاء علففى البنففاء وأبنففاء‬
‫البناء إلى ثلثة أجيال وأربعة‪ ،‬فاغفر أي رب آثام هذا الشعب بكففثرة‬
‫نعمك‪ ،‬كما غفرت لهم منذ أخرجتهم من أرض مصر إلى الن! فقال‬
‫الله جل ثنففاؤه لموسففى صففلى اللففه عليففه وسففلم ‪ :‬قففد غفففرت لهففم‬
‫بكلمتك‪ ،‬ولكن قد أتى إني أنا الله وقد ملت الرض محمففدتي كلهففا‪،‬‬
‫أل يرى القوم الذين قد رأوا محمدتي وآياتي الففتي فعلففت فففي أرض‬
‫مصففر وفففي القففار‪ ،‬سففألوني عشففر مففرات ولففم يطيعففوني ل يففرون‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 183 / 6‬تفسير ابن كثير ) ‪( 41 / 2‬‬
‫حسنه في‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 183 / 6‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 52 / 3‬‬
‫التفسير الصحيح )‪(1/223‬‬

‫‪116‬‬
‫الرض التي خلقت لبائهم ول يراها من أغضبني؛ فأمففا عبففدي كففالب‬
‫الذي كان روحه معي واتبع هففواي فففإني مففدخله الرض الففتي دخلهففا‬
‫ويراها خلفه‪ .‬وكان العماليق والكنعانيون جلوسا ً في الجبال ثم غدوا‬
‫فففارتحلوا فففي القفففار فففي طريففق يحرسففون‪ ،‬وكلففم اللففه عففز وجففل‬
‫موسى وهارون عليهما السلم وقال لهما‪ :‬إلى متى توسففوس علففي‬
‫هذه الجماعة جماعة السففوء؟ قففد سففمعت وسوسففة بنففي إسففرائيل‪.‬‬
‫وقال‪ :‬لفعلن بكم كما قلت لكففم ولتلقيففن جيفكففم فففي هففذه القفففار‬
‫وحسابكم مففن بنففي عشففرين سففنة فمففا فففوق ذلففك مففن أجففل أنكففم‬
‫وسوستم علي فل تدخلوا الرض التي دفعففت إليهففا‪ ،‬ول ينفففزل فيهففا‬
‫أحد منكم غير كالب بن يوفنا ويوشع بن نففون‪ ،‬وتكففون أثقففالكم كمففا‬
‫كنتم الغنيمة‪ .‬وأما بنوكم اليوم الذين لم يعلموا ما بين الخير والشر‪،‬‬
‫فإنهم يدخلون الرض‪ ،‬وإني بهم عارف لهم الرض الففتي أردت لهففم‬
‫وتسقط جيفكففم فففي هففذه القفففار‪ ،‬وتففتيهون فففي هففذه القفففار علففى‬
‫حساب اليام التي جسستم الرض أربعين يومًا‪ ،‬مكان كل يوم سنة‪،‬‬
‫وتقتلون بخطاياكم أربعين سنة‪ ،‬وتعلمون أنكففم وسوسففتم‪ :‬قففد أنففى‬
‫لي أنا الله فاعل بهذه الجماعة ‪ -‬جماعة بني إسرائيل ‪ -‬الذين وعدوا‬
‫بأن يتيهوا في القفار فيها يموتون! فأما الرهففط الففذين كففان موسففى‬
‫بعثهم يتجسسون الرض‪ ،‬ثففم حرشففوا الجماعففة فأفشففوا فيهففم خففبر‬
‫الشر فماتوا كلهم بغتة وعاش يوشع وكففالب بففن يوفنففا مففن الرهففط‬
‫الذين انطلقوا يتحسسففون الرض‪ .‬فلمففا قففال موسففى عليففه السففلم‬
‫هذا الكلم كله لبنففي إسففرائيل‪ ،‬حففزن الشففعب حزنفا ً شففديدًا‪ ،‬وغففدوا‬
‫فارتفعوا على رأس الجبل وقالوا‪ :‬نرتقي الرض التي قال جل ثنففاؤه‬
‫من أجل أنا قد أخطأنا‪ .‬فقال لهم موسى‪ :‬لم تعتدون فففي كلم اللففه‬
‫من أجل ذلك ل يصلح لكم عمل‪ ،‬ول تصعدوا من أجل أن اللففه ليففس‬
‫معكففم‪ ،‬فففالن تنكسففرون مففن قففدام أعففدائكم مففن أجففل العمالقففة‬
‫والكنعانيين أمامكم‪ ،‬فل تقعفوا ففي الحفرب مفن أجفل أنكفم انقلبتفم‬
‫على الله فلم يكن الله معكم! فأخذوا يرقون في الجبففل ولففم يففبرح‬
‫التابوت الذي فيه مواثيق الله جل ذكره وموسى من المحلففة؛ يعنففي‬
‫مففن الحكمففة حففتى هبففط العمففاليق والكنعففانيون فففي ذلففك الحففائط‬
‫فحرقففوهم وطردوهففم وقتلففوهم‪ .‬فففتيههم اللففه عففز ذكففره فففي الففتيه‬
‫أربعين سنة بالمعصية حتى هلك من كان استوجب المعصية من الله‬
‫في ذلففك‪ .‬قففال‪ :‬فلمففا شففب النواشففئ مففن ذراريهففم وهلففك آبففاؤهم‪،‬‬
‫وانقضت الربعون سنة التي تتيهوا فيهففا‪ ،‬وسففار بهففم موسففى ومعففه‬
‫يوشع بن نون وكالب بن يوفنا‪ ،‬وكان فيما يزعمون علففى مريففم ابنفة‬
‫عمران أخت موسى وهارون‪ ،‬وكان لهما صهرًا؛ قدم يوشع بففن نففون‬
‫إلى أريحاء في بني إسرائيل فدخلها بهم‪ ،‬وقتل الجبابرة الذين كففانوا‬
‫فيها‪ ،‬ثم دخلها موسى ببنففي إسففرائيل فأقففام فيهففا مففا شففاء اللففه أن‬

‫‪117‬‬
‫يقيم‪ ،‬ثم قبضه الله إليه ل يعلم قبره أحد من الخلئق‪(1) .‬‬
‫قصة البقرة‬
‫‪ - 978-92‬حدثنا به محمففد بففن عبففد العلففى قففال‪ :‬ثنففا المعتمففر بففن‬
‫سليمان قال‪ :‬سمعت أيوب عن محمد بن سيرين عففن عبيففدة قففال‪:‬‬
‫كان في بنففي إسففرائيل رجففل عقيففم أو عففاقر قففال‪ :‬فقتلففه وليففه ثففم‬
‫احتمله فألقاه في سبط غير سففبطه‪ .‬قففال‪ :‬فوقففع بينهففم فيففه الشففر‬
‫حتى أخذوا السلح‪ .‬قال‪ :‬فقال أولو النهي‪ :‬أتقتتلففون وفيكففم رسففول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال‪ :‬فأتوا نبي الله فقال‪ :‬اذبحوا بقرة!‬
‫عوذ ُ بففالل ّه أ َ َ‬ ‫ل أَ ُ‬ ‫فقالوا‪َ} :‬قاُلوا ْ أ َت َت ّ ِ‬
‫ن =‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫جففاه ِِلي َ‬ ‫مف َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن أك ُففو َ‬ ‫ِ ْ‬ ‫ِ‬ ‫خذ َُنا هُُزوا ً َقا َ‬
‫ل إ ِن َّها ب ََقففَرةٌ{ ]سففورة‬ ‫قو ُ‬‫ه يَ ُ‬ ‫ي َقا َ‬
‫ل إ ِن ّ ُ‬ ‫ما ه ِ َ‬ ‫ك ي ُب َّين ل َّنا َ‬
‫‪َ 67‬قاُلوا ْ اد ْع ُ ل ََنا َرب ّ َ‬
‫ن{ قففال‪:‬‬ ‫فعَل ُففو َ‬‫مففا ك َففاُدوا ْ ي َ ْ‬‫ها وَ َ‬ ‫حو َ‬‫البقرة ‪ [68-2/67‬إلففى قففوله‪} :‬فَ فذ َب َ ُ‬
‫ضرب فأخبرهم بقاتله‪ .‬قال‪ :‬ولم تؤخذ البقرة إل بوزنها ذهبا‪ .‬قففال‪:‬‬ ‫ف ُ‬
‫ولو أنهم أخذوا أدنى بقرة لجزأت عنهم فلم يورث قاتففل بعففد ذلففك‪.‬‬
‫)‪( 2‬‬
‫‪ - 979-93‬وحدثني المثنى قال‪ :‬ثنا آدم قال‪ :‬حدثني أبففو جعفففر عففن‬
‫حوا ْ ب ََقَرةً{‬ ‫الربيع عن أبي العالية في قول الله }إن الل ّه يأ ْمرك ُ َ‬
‫ن ت َذ ْب َ ُ‬‫مأ ْ‬‫َ َ ُ ُ ْ‬ ‫ِ ّ‬
‫قال‪ :‬كان رجل من بني إسرائيل وكان غنيًا‪ ،‬ولم يكن له ولففد‪ ،‬وكففان‬
‫لفه قريب‪ ،‬وكان وارثه فقتله ليرثه ثففم ألقففاه علففى مجمففع الطريففق‪،‬‬
‫وأتى موسى عليه السلم فقال لفه‪ :‬إن قريبي قتل‪ ،‬وأتى إلففي أمففر‬
‫عظيم‪ ،‬وإني ل أجد أحدا ً يبين لي من قتله غيرك يا نففبي اللففه‪ .‬قففال‪:‬‬
‫فنادى موسى في الناس‪ :‬أنشد الله من كان عنده من هففذا علففم إل‬
‫بينه لنا! فلم يكن عندهم علمه‪ ،‬فأقبفل القاتفل علفى موسفى فقفال‪:‬‬
‫أنت نبي الله فاسأل لنا ربك أن يفبين لنففا! فسففأل ربففه فففأوحى اللففه‬
‫خفذ َُنا هُفُزوا ً‬‫قَرةً{ فعجبوا وقالوا‪} :‬أ َت َت ّ ِ‬ ‫حوا ْ ب َ َ‬ ‫إليه‪} :‬إن الل ّه يأ ْمرك ُ َ‬
‫ن ت َذ ْب َ ُ‬
‫مأ ْ‬‫َ َ ُ ُ ْ‬ ‫ِ ّ‬
‫ك ي ُب َّين ل َّنففا‬‫ن = ‪َ 67‬قاُلوا ْ اد ْع ُ ل ََنا َرب ّ َ‬ ‫جاه ِِلي َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬‫كو َ‬ ‫ن أَ ُ‬ ‫َ‬
‫عوذ ُ ِبالل ّهِ أ ْ‬ ‫ل أَ ُ‬ ‫َقا َ‬
‫ض{ يعني هرمة }وَل َ ب ِك ْفٌر{ يعنففي‬ ‫قَرة ٌ ل ّ َفارِ ٌ‬ ‫ل إ ِن َّها ب َ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ه يَ ُ‬ ‫ي َقا َ‬
‫ل إ ِن ّ ُ‬ ‫ما ه ِ َ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ن ذ َل ِك{ أي نصف بين البكر والهرمة }َقففالوا اد ْعُ‬ ‫َ‬ ‫ن ب َي ْ َ‬ ‫وا ٌ‬ ‫ول صغيرة }ع َ َ‬
‫صْفَراء فَففاقِعٌ ل ّوْن ُهَففا{ أي‬ ‫قَرة ٌ َ‬ ‫ل إ ِن َّها ب َ َ‬‫قو ُ‬ ‫ه يَ ُ‬‫ل إ ِن ّ ُ‬ ‫ما ل َوْن َُها َقا َ‬ ‫ك ي ُب َّين ل َّنا َ‬ ‫ل ََنا َرب ّ َ‬
‫ك‬‫ن{ أي تعجب الناظرين‪َ} .‬قاُلوا ْ اد ْع ُ ل ََنا َرب ّف َ‬ ‫ري َ‬ ‫سّر الّناظ ِ ِ‬ ‫صاف لونها }ت َ ُ‬
‫ن = ‪70‬‬ ‫دو َ‬ ‫ه لَ ُ‬
‫مهْت َف ُ‬ ‫شففاَء الل ّف ُ‬‫ه ع َل َي َْنا وَإ ِن ّففآ ِإن َ‬ ‫شاب َ َ‬ ‫قَر ت َ َ‬ ‫ن الب َ َ‬ ‫ي إِ ّ‬ ‫ما ه ِ َ‬ ‫ي ُب َّين ل َّنا َ‬
‫ض{‬ ‫َ‬ ‫قَرة ٌ ل ّ ذ َُلو ٌ‬ ‫َقا َ‬
‫ل{ أي لففم يففذللها العمففل }ت ُِثي فُر الْر َ‬ ‫ل إ ِن َّها ب َ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ه يَ ُ‬
‫ل إ ِن ّ ُ‬
‫ث{ يقول ول تعمففل‬ ‫حْر َ‬ ‫قي ال ْ َ‬ ‫يعني ليست بذلول فتثير الرض }وَل َ ت َ ْ‬
‫س ِ‬
‫شي ََة ِفيَها{ يقول‬ ‫ة{ يعني مسلمة من العيوب }ل ّ ِ‬ ‫م ٌ‬ ‫سل ّ َ‬‫م َ‬ ‫في الحرث } ُ‬
‫ن{‪.‬‬ ‫ُ‬
‫فعَلففو َ‬ ‫ْ‬
‫مففا ك َففاُدوا ي َ ْ‬ ‫ها وَ َ‬‫حو َ‬ ‫حقّ فَفذ َب َ ُ‬ ‫ْ‬
‫ت ب ِففال َ‬‫جئ ْ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ل بياض فيها‪} .‬قَففالوا ال َ‬

‫إسناده ضعيف‪.‬‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪( 184 - 183/ 6‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ ( 337 / 1‬صححه في التفسير الصحيح )‪(1/174‬‬

‫‪118‬‬
‫قال‪ :‬ولو أن القوم حين أمروا أن يذبحوا بقرة استعرضوا بقففرة مففن‬
‫البقر فذبحوها لكانت إياها ولكنهم شددوا على أنفسهم فشففدد اللففه‬
‫ن{‬ ‫دو َ‬ ‫ه لَ ُ‬
‫مهْت َف ُ‬ ‫شففاَء الل ّف ُ‬
‫عليهم‪ .‬ولول أن القوم استثنوا فقالوا‪} :‬وَإ ِّنآ ِإن َ‬
‫لما هدوا إليها أبدًا‪ .‬فبلغنا أنهم لم يجدوا البقر التي نعتت لهم إل عند‬
‫عجوز عندها يتامى وهي القيمة عليهففم‪ ،‬فلمففا علمففت أنهففم ل يزكففوا‬
‫لهم غيرها‪ ،‬أضعفت عليهم الثمن‪ ،‬فففأتوا موسففى فففأخبروه أنهففم لففم‬
‫يجدوا هذا النعت إل عند فلنة‪ ،‬وأنهففا سففألتهم أضففعاف ثمنهففا‪ ،‬فقففال‬
‫لهم موسى‪ :‬إن الله قد كان خفففف عليكففم فشففددتم علففى أنفسففكم‬
‫فأعطوهففا رضففاها وحكمهففا! ففعلففوا واشففتروها فففذبحوها‪ .‬فففأمرهم‬
‫موسى أن يأخذوا عظما ً منها فيضربوا به القتيل ففعلففوا فرجففع إليففه‬
‫روحه‪ ،‬فسمى لهم قاتله‪ ،‬ثم عاد ميتا ً كمففا كففان‪ .‬فأخففذوا قففاتله وهففو‬
‫الذي كان أتى موسى فشكى إليه فقتله الله على سوء عمله‪(1) .‬‬
‫وفاة هارون‬
‫‪ - 11772-94‬حدثنا ابن بشار وابن وكيففع قففال‪ :‬ثنففا يحيففى بففن يمففان‬
‫قال‪ :‬ثنا سفيان قال‪ :‬ثني أبو إسحاق عن عمارة بففن عبففد السففلولي‬
‫عففن علي _ قففال‪ :‬انطلففق موسففى وهففارون عليهمففا السففلم وشففبر‬
‫وشبير فانطلقوا إلى سفح جبل فنام هارون على سرير فتوفاه الله‪.‬‬
‫فلما رجع موسى إلى بنففي إسففرائيل قففالوا لفففه‪ :‬أيففن هففارون؟ قففال‪:‬‬
‫توفاه الله‪ .‬قالوا‪ :‬أنففت قتلتففه حسففدتنا علففى خلقففه ولينففه ‪ -‬أو كلمففة‬
‫ل‪ .‬قففال‪:‬‬ ‫نحوها ‪ -‬قال‪ :‬فاختاروا من شئتم! قال‪ :‬فاختاروا سففبعين رج ً‬
‫َ‬
‫خفذ َت ْهُ ْ‬
‫م‬ ‫قات ِن َففا فَل َ ّ‬
‫مففا أ َ‬ ‫جل ً ل ِ ِ‬
‫مي َ‬ ‫ن َر ُ‬
‫سفب ِْعي َ‬
‫ه َ‬ ‫سى قَفوْ َ‬
‫م ُ‬ ‫مو َ‬ ‫فذلك قوله‪َ} :‬وا ْ‬
‫خَتاَر ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مففا فَعَف َ‬
‫ل‬ ‫ل وَإ ِي ّففايَ أت ُهْل ِك ُن َففا ب ِ َ‬
‫ن قَب ْف ُ‬‫مف ْ‬‫م ِ‬‫ت أهْل َك ْت َهُف ْ‬ ‫شفئ ْ َ‬ ‫ب ل َفوْ ِ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫ة قَففا َ‬‫ف ُ‬‫ج َ‬ ‫الّر ْ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫ض ّ‬ ‫ي إ ِل ّ فِت ْن َت ُ َ‬
‫شففاُء أن ْف َ‬ ‫مف ْ‬ ‫دي َ‬ ‫شاُء وَت َهْ ف ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ب َِها َ‬ ‫ك تُ ِ‬ ‫ن هِ َ‬ ‫مّنا إ ِ ْ‬‫فَهاُء ِ‬ ‫س َ‬ ‫ال ّ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن = ‪] { 155‬سورة العراف‬ ‫ري َ‬‫خي ُْر الَغافِ ِ‬ ‫ت َ‬ ‫مَنا وَأن ْ َ‬ ‫ح ْ‬‫فْر لَنا َواْر َ‬ ‫وَل ِي َّنا َفاغ ْ ِ‬
‫‪ [7/155‬قال‪ :‬فلما انتهوا إليه قالوا‪ :‬يا هارون مففن قتلففك؟ قففال‪ :‬مففا‬
‫قتلني أحد ولكنني توفففاني اللففه‪ .‬قففالوا‪ :‬يففا موسففى لففن نعصففي بعففد‬
‫اليففوم! قففال‪ :‬فأخففذتهم الرجفففة‪ .‬قففال‪ :‬فجعففل موسففى يرجففع يمين فا ً‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ل وَإ ِّيايَ أت ُهْل ِك َُنا ب ِ َ‬
‫ما فَعَ ف َ‬ ‫ن قَب ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ت أهْل َك ْت َهُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫ب ل َوْ ِ‬
‫شئ ْ َ‬ ‫وشمال ً وقال‪ :‬يا }َر ّ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫ض ّ‬ ‫ي إ ِل ّ فِت ْن َت ُ َ‬
‫شففاُء أن ْف َ‬ ‫مف ْ‬
‫دي َ‬
‫شاُء وَت َهْ ف ِ‬ ‫م ْ‬‫ل ب َِها َ‬ ‫ك تُ ِ‬ ‫ن هِ َ‬ ‫مّنا إ ِ ْ‬
‫فَهاُء ِ‬ ‫س َ‬
‫ال ّ‬
‫َ‬
‫ن = ‪] { 155‬سورة العراف‬ ‫خي ُْر ال َْغافِ ِ‬
‫ري َ‬ ‫ت َ‬‫مَنا وَأن ْ َ‬ ‫ح ْ‬‫فْر ل ََنا َواْر َ‬‫وَل ِي َّنا َفاغ ْ ِ‬
‫‪[7/155‬قال‪ :‬فأحياهم الله وجعلهم أنبياء كلهم‪(2) .‬‬

‫‪ () 1‬تفسففير عبففد الففرزاق ‪ 1/48‬وتفسففير ابففن ابففي حففاتم ‪ 695‬والففبيهقي‬


‫حسن إسناده الحافظ في الفتح )‪.(6/366‬‬
‫‪6/220‬و ابن كثيير ‪1/265‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 73 / 9‬تفسير ابن كثير ) ‪ ( 251 / 2‬وقال‪ :‬هذا‬
‫أثر غريب جدا وعمارة ل أعرفه و ايده الذهبي في الميزان ‪3/177‬‬

‫‪119‬‬
‫قصة قارون‪:‬‬
‫‪ - 21047-95‬حففدثنا بشففر بففن هلل الصففواف قففال‪ :‬ثنففا جعفففر بففن‬
‫سليمان الضبعي قال‪ :‬ثنا علي بن زيد بففن جففدعان قففال‪ :‬خففرج عبففد‬
‫الله بن الحارث من الدار ودخل المقصورة؛ فلمففا خففرج منهففا جلففس‬
‫مل‬ ‫َ‬ ‫وتساند عليها وجلسنا إليه فذكر سليمان بفن داود }قَففا َ‬
‫ل ي َففا أي ّهَففا ال َ‬
‫ن = ‪] { 38‬سففورة النمففل‬ ‫ْ‬ ‫أ َيك ُم يأ ِْتيِني بعرشها قَب َ َ‬
‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬‫م ْ‬ ‫ل أن ي َأُتوِني ُ‬ ‫ْ‬ ‫َِ ْ ِ َ‬ ‫ّ ْ َ‬
‫م{ ]سففورة النمففل ‪[27/40‬‬ ‫ري ف ٌ‬ ‫َ‬
‫يك ِ‬ ‫َ‬
‫ن َرّبي غن ِ ّ‬ ‫‪ ... [27/38‬إلى قوله }إ ِ ّ‬
‫سففى‬ ‫مو َ‬ ‫مففن قَ فوْم ِ ُ‬ ‫ن ِ‬‫ن ك َففا َ‬ ‫ن قَففاُرو َ‬ ‫ثم سكت عن ذكر سليمان فقال }إ ِ ّ‬
‫م{ ]سورة القصص ‪ [28/76‬وكان قد أوتي من الكنوز مففا‬ ‫فَب ََغى ع َل َي ْهِ ْ‬
‫ة{ }قَففا َ‬
‫ل‬ ‫ق فوّ ِ‬ ‫صب َةِ ُأول ِففي ال ْ ُ‬
‫ه ل َت َُنوُء ِبال ْعُ ْ‬ ‫ح ُ‬‫فات ِ َ‬
‫م َ‬ ‫ن َ‬ ‫ذكر الله في كتابه } َ‬
‫ما إ ِ ّ‬
‫دي{ ]سففورة القصففص ‪ [28/78‬قففال‪ :‬وعففادى‬ ‫عل ْم ٍ ِ‬
‫ه ع ََلى ِ‬ ‫ُ‬
‫عن ِ‬ ‫ما أوِتيت ُ ُ‬‫إ ِن ّ َ‬
‫موسى عليه السلم وكان مؤذيا ً لفه وكان موسى يصفح عنه ويعفففو‬
‫للقرابة‪ ،‬حتى بنففى دارا ً وجعففل بففاب داره مففن ذهففب‪ ،‬وضففرب علففى‬
‫جدرانه صفائح الذهب‪ ،‬وكففان المل مففن بنففي إسففرائيل يغففدون عليففه‬
‫ويروحون‪ ،‬فيطعمهم الطعام ويحدثونه ويضحكونه‪ ،‬فلم تدعه شقوته‬
‫والبلء حتى أرسل إلففى امففرأة مففن بنففي إسففرائيل مشففهورة بالخنففا‪،‬‬
‫مشهورة بالسب‪ ،‬فأرسل إليها فجاءته فقال لها‪ :‬هل لففك أن أمولففك‬
‫وأعطيففك وأخلطففك فففي نسففائي علففى أن تففأتيني والمل مففن بنففي‬
‫إسرائيل عندي فتقولي‪ :‬يا قارون أل تنهى عني موسى! قالت‪ :‬بلى‪.‬‬
‫فلما جلس قارون وجاء المل من بني إسرائيل‪ ،‬أرسل إليهففا فجففاءت‬
‫فقامت بيففن يففديه فقلففب اللففه قلبهففا وأحففدث لهففا توبففة فقففالت فففي‬
‫نفسها‪ :‬لن أحدث اليوم توبة أفضل من أن أوذي رسول اللففه صففلى‬
‫الله عليه وسلم وأكذب عدو الله لفه‪ .‬فقالت‪ :‬إن قففارون قففال لففي‪:‬‬
‫هل لك أن أمولك وأعطيك وأخلطك بنسففائي علففى أن تففأتيني والمل‬
‫من بني إسرائيل عندي فتقولي‪ :‬يا قارون أل تنهى عني موسى فلففم‬
‫أجد توبة أفضل من أن ل أوذي رسول الله صففلى اللففه عليففه وسففلم‬
‫وأكذب عدو الله؛ فلما تكلمت بهذا الكلم سففقط فففي يففدي قففارون‪،‬‬
‫ونكس رأسه‪ ،‬وسكت المل‪ ،‬وعرف أنففه قففد وقففع فففي هلكففة‪ ،‬وشففاع‬
‫كلمها في الناس حتى بلفغ موسفى؛ فلمفا بلفغ موسفى اشففتد غضفبه‬
‫فتوضأ من الماء وصلى وبكففى وقففال‪ :‬يففا رب عففدوك لففي مففؤذ‪ ،‬أراد‬
‫فضيحتي وشففيني‪ ،‬يففا رب سففلطني عليففه‪ .‬فففأوحى اللففه إليففه أن مففر‬
‫الرض بما شئت تطعك‪ .‬فجاء موسى إلى قارون؛ فلمففا دخففل عليففه‬
‫عرف الشر في وجه موسى لفه فقال‪ :‬يا موسى ارحمنففي؛ قففال‪ :‬يففا‬
‫أرض خذيهم قال‪ :‬فاضطربت داره وسففاخت بقففارون وأصففحابه إلففى‬
‫الكعبين‪ ،‬وجعل يقول‪ :‬يا موسى فأخففذتهم إلففى ركبهففم وهففو يتضففرع‬
‫إلففى موسففى‪ :‬يففا موسففى ارحمنففي؛ قففال‪ :‬يففا أرض خففذيهم قففال‬

‫‪120‬‬
‫فاضطربت داره وساخت وخسففف بقففارون وأصففحابه إلففى سففررهم‪،‬‬
‫وهو يتضرع إلى موسى‪ :‬يا موسففى ارحمنففي؛ قففال‪ :‬يففا أرض خففذيهم‬
‫فخسف به وبداره وأصحابه‪ .‬قففال‪ :‬وقيففل لموسففى صففلى اللففه عليففه‬
‫وسلم ‪ :‬يا موسى ما أفظك‪ .‬أما وعزتي لو إياي نادى لجبته‪(1) .‬‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ ( 118 / 20‬حسن اسناده كما في قصص النبياءص‬


‫‪494‬‬

‫‪121‬‬
‫الدراسففففة‪:‬‬
‫كتففب اللففه علففى بنففي إسففرائيل الففتيه فففي أرض سففيناء‬
‫ضاعوا فيها أربعين سنة ليستطيعون الخروج منها‪ ،‬وسففبب‬
‫التيه كما قص الله علينا‪ :‬امتناع بنففي إسففرائيل عففن دخففول‬
‫الرض المقدسة بعد أن قال لهم موسى عليه السلم ‪َ}:‬يا‬
‫دوا ع َل َففى‬ ‫َ‬
‫م َول ت َْرت َف ّ‬ ‫ه ل َك ُف ْ‬
‫ب الل ّف ُ‬‫ة ال ّت ِففي ك َت َف َ‬
‫سف َ‬
‫قد ّ َ‬ ‫م َ‬‫ض ال ْ ُ‬‫خل ُففوا الْر َ‬ ‫قَفوْم ِ اد ْ ُ‬
‫سِرين{ ]سورة المائدة ‪[5/21‬‬ ‫َ‬
‫خا ِ‬‫قل ُِبوا َ‬‫م فَت َن ْ َ‬ ‫أد َْبارِك ُ ْ‬
‫ل فَإ ِن ّهَففا‬ ‫وهففذا العصففيان مففوجب للعقوبففة قففال تعففالى}قَففا َ‬
‫س ع َل َففى ال ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ة ع َل َيه َ‬
‫ق فوْم ِ‬ ‫ض فَل َ ت َفأ َ‬ ‫ن فِففي الْر ِ‬ ‫ة ي َِتيهُففو َ‬ ‫سن َ ً‬‫ن َ‬ ‫م أْرب َِعي َ‬‫ِْ ْ‬ ‫م ٌ‬‫حّر َ‬
‫م َ‬ ‫ُ‬
‫ن = ‪] { 26‬سورة المائدة ‪[5/26‬‬ ‫قي َ‬ ‫س ِ‬‫فا ِ‬‫ال ْ َ‬
‫يقول تعالى لئما ً بني إسرائيل على نكولهم عن الجهاد‬
‫ودخولهم الرض المقدسة لما قدموا من بلد مصر فففأمروا‬
‫بدخول الرض المقدسة التي هففي ميففراث لهففم مففن أبيهففم‬
‫إسرائيل‪ ،‬وقتال من فيها من العماليق الكفرة‪ ،‬فنكلوا عففن‬
‫قتالهم وضعفوا واستحسروا‪ ،‬فرماهم الله في التيه عقوبففة‬
‫لهم‪(1) .‬‬
‫وكما في الثر عففن الففربيع‪)) :‬وكففانت عففذابا ً بمففا اعتففدوا‬
‫وعصففوا(( وكففان عففددهم كففبيرا ً ومففع ذلففك احتجففوا بقففوة‬
‫ن وَإ ِّنا ل َ ْ‬
‫ن‬ ‫جّباِري َ‬ ‫وما ً َ‬ ‫ن ِفيَها قَ ْ‬ ‫سى إ ِ ّ‬ ‫مو َ‬‫عدوهم‪ ،‬قال تعالى‪َ} :‬قاُلوا َيا ُ‬
‫ن = ‪{ 22‬‬ ‫خل ُففو َ‬ ‫من ْهَففا فَإ ِن ّففا َدا ِ‬‫جففوا ِ‬ ‫خُر ُ‬
‫ن يَ ْ‬‫من َْها فَ فإ ِ ْ‬‫جوا ِ‬ ‫خُر ُ‬ ‫خل ََها َ‬
‫حّتى ي َ ْ‬ ‫ن َد ْ ُ‬
‫]سورة المائدة ‪(2) [5/22‬‬
‫ولمففا دعففوا للقتففال وليسففتعينوا بففالله قففالوا فحشفا ً مففن‬
‫َ‬
‫مففوا‬‫مففا َدا ُ‬ ‫خل ََها أب َففدا ً َ‬‫ن ن َفد ْ ُ‬‫سى إ ِن ّففا ل َف ْ‬‫مو َ‬ ‫القول‪ ،‬قال تعالى‪َ}:‬قاُلوا َيا ُ‬
‫ن = ‪] { 24‬سورة‬ ‫هاهَُنففا َقا ِ‬ ‫ك فَ َ‬ ‫ت وََرب ّ َ‬ ‫َ‬
‫دو َ‬ ‫عفف ُ‬ ‫قاِتل إ ِّنا َ‬ ‫ب أن ْ َ‬‫ِفيَها َفاذ ْهَ ْ‬
‫المائدة ‪ [5/24‬وهذه المقولففة الشففنيعة مففن بنففي إسففرائيل‬
‫هي التي ذكر بها المقداد بن السففود ‪ -_-‬النففبي صففلى اللففه‬

‫‪ () 1‬تفسير ابن كثير ‪2/5‬‬


‫‪ () 2‬وردت آثار في تعداد بني إسرائيل كستمائة الف وغيرها وهوعدد كففبير‬
‫لم يرد فيه توقيف ورد ّ مثل هذه المجازفات غيففر واحففد مففن اهففل العلففم‬
‫ونسففبوها الففى السففرائيلبيات وممففن توسففع فففي ذلففك ابففن خلففدون فففي‬
‫مقدمته )مقدمة ابن خلدون ج‪ 1:‬ص‪( 10:‬‬

‫‪122‬‬
‫عليه وسلم يوم بدر‪ ،‬قال ‪)) :‬يا رسول الله إنا ل نقول لك‬
‫َ‬
‫ت وََرب ّف َ‬
‫ك فَ َ‬
‫قففاِتل إ ِن ّففا‬ ‫ب أن ْف َ‬ ‫كما قالت بنو إسرائيل لموسى }فَففاذ ْهَ ْ‬
‫ن{ ولكن امض ونحن معك‪(1) ((.‬‬ ‫دو َ‬
‫ع ُ‬‫هاهَُنا َقا ِ‬
‫َ‬
‫المراد بالرض المقدسة‬
‫ورد ت آثار مختلفة في المراد بالرض المقدسة‪:‬‬
‫‪ -1‬فقيل الطور‪.‬‬
‫‪ -2‬وقيل الشام‪.‬‬
‫‪ -3‬وقيل أريحا‪.‬‬
‫‪ -4‬وقيل دمشق وفلسففطين وبعففض الردن‪ .‬وقيففل غيففر‬
‫ذلك‪.‬‬
‫ولم أقف على دليل صحيح في هذه المسألة‪ ،‬ولكن لففن‬
‫تخففرج عففن أن تكففون مففن الرض الففتي مففا بيففن الفففرات‬
‫وعريففش مصففر للجمففاع أن هففذه المنطقففة هففي الرض‬
‫المقدسة‪(2) .‬‬
‫سففى َلففن‬ ‫مو َ‬ ‫م َيففا ُ‬‫وقال القرطبي في قوله تعالى‪} :‬وَإ ِذ ْ قُل ُْتفف ْ‬
‫ى ط ََعام ٍ َواِحدٍ{ ]سورة البقرة ‪ [2/61‬كان هذا القففول‬ ‫َ‬
‫صب َِر ع َل َ‬
‫نّ ْ‬
‫منهم في التيه‪ ،‬حين ملوا المن والسلوى‪ ،‬وتذكروا عيشففهم‬
‫الول بمصففر‪ ،‬قففال الحسففن‪)) :‬كففانوا نتففانى‪ ،‬أهففل كففراث‬
‫وأبصففال وأعففداس‪ ،‬فنفففزعوا إلففى عكرهففم عكففر السففوء‪،‬‬
‫واشتاقت طباعهم إلى ما جرت عليففه عففادتهم‪ ،‬فقففالوا لففن‬
‫نصبر على طعام واحد((‪ ،‬وكنوا عن المن والسلوى بطعففام‬
‫واحد وهما اثنان؛ لنهم كانوا يأكلون أحدهما وصففله فلففذلك‬
‫قالوا طعام واحد‪ ،‬وقيل‪ :‬لتكرارهما في كل يوم غذاء‪ ،‬كمففا‬
‫تقول لمن يداوم على الصوم والصففلة والقففراءة هففو علففى‬
‫أمر واحد لملزمته لففذلك‪ ،‬وقيففل‪ :‬المعنففى لففن نصففبر علففى‬

‫‪ () 1‬رواه البخففاري فففي المغففازي والتفسففير ‪3952‬و ‪ 4609‬والنسففائي فففي‬


‫التفسير ‪160‬‬
‫‪ () 2‬انظففر القففوا ل والترجيففح فففي تفسففير الطففبري ‪ 4/512,513‬وتفسففير‬
‫المنار ‪6/325‬‬

‫‪123‬‬
‫الغنى فلهذا فيكففون جميعنففا أغنيففاء‪ ،‬فل يقففدر بعضففنا علففى‬
‫الستعانة ببعض‪ ،‬لستغناء كل واحد منا بنفسه‪(3) .‬‬
‫ة ع َل َيهف َ‬
‫ن فِففي‬
‫ة ي َِتيهُففو َ‬
‫سفن َ ً‬
‫ن َ‬‫م أْرب َِعيف َ‬
‫ِْ ْ‬ ‫مف ٌ‬
‫حّر َ‬ ‫قولفه تعالى‪} :‬فَإ ِن ّهَففا ُ‬
‫م َ‬
‫ض{ ]سففورة المففائدة ‪ [5/26‬اسففتجاب اللففه دعففاءه‬ ‫َ‬
‫الْر ِ‬
‫وعاقبهم في الففتيه أربعيففن سففنة‪ ،‬وأصففل الففتيه فففي اللغففة‪:‬‬
‫الحيرة‪ ،‬يقففال‪ :‬منففه تففاه يففتيه تيهففا وتوهفا ً إذا تحيففر‪ ،‬وتيهتففه‬
‫وتوهته باليففاء والففواو واليففاء أكففثر‪ ،‬والرض التيهففاء الففتي ل‬
‫يهتدى فيها‪ ،‬وأرض تيه وتيهاء‪ ،‬فكانوا يسيرون فففي فراسففخ‬
‫قليلة‪ .‬قيل في قدر ستة فراسخ يومهم وليلتهم فيصففبحون‬
‫حيث أمسوا ويمسون حيث أصبحوا‪ ،‬فكانوا سففيارة ل قففرار‬
‫لهم‪ ،‬واختلف هل كان معهم موسى وهرون عليهما السففلم‬
‫؟‬
‫‪ -1‬فقيل‪ :‬ل؛ لن التيه عقوبة‪ ،‬وكان سنو التيه بعدد أيام‬
‫العجل‪ ،‬فقوبلوا على كل يوم سنة‪ ،‬وقد قففال موسففى عليففه‬
‫السلم ‪ :‬فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين‪.‬‬
‫‪ -2‬وقيل‪ :‬كانا معهم لكن سهل الله المففر عليهمففا‪ ،‬كمففا‬
‫جعل النار بردا ً وسلما ً على إبراهيم عليه السلم ‪ ،‬أي أنهم‬
‫ممنوعون من دخولهففا‪ ،‬كمففا يقففال حففرم اللففه وجهففك علففى‬
‫النار‪ ،‬وحرمت عليك دخول الدار‪ ،‬فهو تحريم منع ل تحريففم‬
‫شرع عن أكثر أهل التفسير كما قال الشاعر‪:‬‬
‫جالت لتصففرعني فقلففت لهففا إنففي أمففرؤ صففرعي عليففك‬
‫حففففففففففففففففففففففففففففففففرام‬
‫أن‬ ‫فرعي وقففال أبففو علي‪ :‬يجففوز‬ ‫اقصفففففففففففففففففففففففففففففري‬
‫أي أنا فارس فل يمكنك صف‬
‫يكون تحريم تعبد‪.‬‬
‫فإن قيل‪ :‬كيففف يجففوز علففى جماعففة كففثيرة مففن العقلء أن‬
‫يسيروا في فراسخ فل يهتدوا للخروج منها؟ فالجواب‪ :‬قال‬
‫أبو علي‪ :‬قد يكون ذلففك بففأن يحففول اللففه الرض الففتي هففم‬
‫عليها إذا ناموا فيردهم‪.‬‬
‫قلت‪ :‬الله قادر على حجب الطريق الصحيح دون مففا ذكففره‬
‫من افتراض‪ ،‬كما حجب عنا رؤية قوم يأجوج ومأجوج‪.‬‬

‫‪ () 3‬تفسير القرطبي ‪1/422‬‬

‫‪124‬‬
‫مما حصل في التيه‪:‬‬
‫ل‪ :‬وفاة هارون‪:‬‬
‫أو ً‬
‫ذكر وفاة هارون بن عمففران عليففه السففلم فففإنه مففات‬
‫قبل موسى عليه السلم ‪.‬‬
‫عن وهففب بففن منبه قففال‪)) :‬نعففى اللففه هففارون لموسففى‬
‫عليهما السلم حيففن أراد اللففه أن يقبضففه‪ ،‬فلمففا نعففاه لفففه‬
‫حزن‪ ،‬فلما قبض جزع جزعا ً شديدا ً وبكى بكاء طوي ً‬
‫ل‪ ،‬فلمففا‬
‫عاد في ذلك أقبل الله تعالى عليه يعزيه ويعظه‪ ،‬فقال لفه‪:‬‬
‫يا موسى ما كان ينبغي لك أن تحن إلى فقففد شففيء معففي‪،‬‬
‫ول أن تسففتأنس بغيففري‪ ،‬ول أن تشففد ركبففك إل بففي‪ ،‬ول أن‬
‫يكون جزعك هذا الن على هارون إل لي‪ ،‬وكيف تستوحش‬
‫إلى شيء من الشياء وأنت تسففمع كلمففي‪ ،‬أم كيففف تحففن‬
‫إلففى فقففد شففيء مففن الففدنيا بعففد إذ اصففطفيتك برسففالتي‬
‫وبكلمي‪ ،‬وذكر مناجاة طويلة قال فأتى هارون وموسى بن‬
‫سبع عشرة ومائة سنة‪ ،‬قبل أن ينقضي التيه بثلث سففنين‪،‬‬
‫فأتى هارون وهو بن عشرين ومائة سنة بقي موسى بعففده‬
‫ثلث سنين حتى تم له مائة وعشرون سنة‪ ،‬وبنففو إسففرائيل‬
‫متفرقون عليه‪ ،‬يجتمعون عليه مرة‪ ،‬ويفترقون أخرى‪((.‬‬
‫عن عبد الله بن مسعود _ وعن أناس من أصحاب النبي‬
‫صلى الله عليففه وسففلم ))إن اللففه أوحففى إلففى موسففى بففن‬
‫عمران عليه السلم أني متوفى هارون فأت بففه جبففل كففذا‬
‫وكذا‪ ،‬فانطلق موسى وهففارون عليهمففا السففلم نحففو ذلففك‬
‫الجبل‪ ،‬فإذا هففم بشففجرة مثلهففا بففبيت مبنففي‪ ،‬وإذا هففم فيففه‬
‫بسرير عليه فرش‪ ،‬وإذا فيه ريح طيب‪ ،‬فلمففا نظففر هففارون‬
‫إلى ذلك الجبل والبيت وما فيه أعجبه‪ ،‬وقال يا موسى إني‬
‫لحب أن أنام على هذا السرير‪ ،‬قال له موسى‪ :‬فنم عليففه‪.‬‬
‫قال‪ :‬إني أخاف أن يأتي رب هذا البيت فيغضب علي‪ .‬قففال‬
‫لفه موسى‪ :‬ل ترهب أنا أكفيك رب هذا البيت فنففم‪ .‬فقففال‪:‬‬
‫يا موسى بل نم معي‪ ،‬فإن جاء رب هذا البيت غضب علففي‬
‫وعليك جميعًا‪ .‬فلما ناما أخذ هارون الموت فلما وجد حسه‬

‫‪125‬‬
‫قال‪ :‬يا موسى خدعتني‪ ،‬فلما قبض رفع ذلك البيت وذهبت‬
‫تلك الشجرة‪ ،‬ورفع السرير إلى السماء‪ ،‬فلما رجع موسففى‬
‫عليه السلم إلى بني إسرائيل وليس معففه هففارون‪ ،‬قففالوا‪:‬‬
‫إن موسى قتففل هففارون وحسففده حففب بنففي إسففرائيل لفففه‪،‬‬
‫وكان هارون آلف عنففدهم وأليففن لهففم مففن موسففى عليهمففا‬
‫السلم ‪ ،‬وكان في موسى بعض الغلظ عليهففم‪ ،‬فلمففا بلغففه‬
‫ذلك‪ ،‬قال لهم‪ :‬ويحكم إنه كان أخي‪ ،‬أفتروني أقتلففه‪ ،‬فلمففا‬
‫أكثروا عليه قام فصلى ركعتين ثم دعا الله فنفزل بالسففرير‬
‫حففتى نظففروا إليففه بيففن السففماء والرض فصففدقوه((‪ ،‬هففذا‬
‫حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه‪(1) .‬‬

‫ثانيًا‪ :‬قصة موسى والخضر‬


‫لقي نبي الله موسى صلى الله عليه وسلم ‪ -‬في فففترة‬
‫التيه ‪ (2) -‬الرجل الصالح الخضر وهو الذي قال فيه رسففول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪)) :‬إنما سمي الخضر أنه جلففس‬
‫على فروة بيضاء فففإذا هففي تهففتز مففن خلفففه خضففراء‪(3) ((.‬‬
‫وقص الله ما دار بينهما في سورة الكهففف‪ ,‬وتفصففيلها كمففا‬
‫في الصحيحين‪ :‬عن سعيد بن جبير قال قلففت لبففن عباس ف‬
‫رضففي اللففه عنهمففا ‪)) :‬إن نوففا ً البكففالي يزعففم أن موسففى‬
‫صاحب الخضففر ليففس هففو موسففى بنففي إسففرائيل إنمففا هففو‬
‫موسى آخر‪ ،‬فقال كذب عففدو اللففه‪ ((.‬حففدثنا أبففي بففن كعب‬
‫عن النبي صلى الله عليه وسلم ‪)) :‬أن موسى قام خطيبففا ً‬
‫في بني إسرائيل فسئل أي الناس أعلم؟ فقال‪ :‬أنا‪ ،‬فعتففب‬
‫الله عليه إذ لم يففرد العلففم إليففه‪ ،‬فقففال لففه‪ :‬بلففى لففي عبففد‬
‫بمجمع البحرين هو أعلم منك‪ ،‬قال‪ :‬أي رب ومن لي بففه‪- ،‬‬

‫‪ () 1‬تفسير ابن كثير ‪2/5‬‬


‫‪() 2‬كان موسى في التيه فلما فارقه الخضر رجع إلى قومه وهم فففي الففتيه‬
‫وقيل كانت قبل خروجه مففن مصففر واللففه أعلففم قففاله العينففي فففي عمففدة‬
‫القاري ج‪ 2:‬ص‪196:‬‬
‫‪ () 3‬وردت آثار في اسم الخضر فقيل العزير وقيل أرميا وقيل غير ذلك كما‬
‫في تفسير الطبري )‪( 28/ 3‬‬

‫‪126‬‬
‫وربما قال سفيان أي رب وكيف لي بففه ‪ -‬قففال تأخففذ حوت فا ً‬
‫فتجعله في مكتل‪ ،‬حيثما فقففدت الحففوت فهففو ثففم‪ - ،‬وربمففا‬
‫قال فهو ثمه ‪ -‬وأخذ حوتا ً فجعله في مكتل‪ ،‬ثم انطلففق هففو‬
‫وفتاه يوشع بن نففون‪ ،‬حففتى أتيففا الصففخرة وضففعا رؤوسففهما‬
‫فرقد موسى واضطرب الحوت فخففرج فسففقط فففي البحففر‬
‫فاتخذ سبيله في البحففر سففربًا‪ ،‬فأمسففك اللففه عففن الحففوت‬
‫جرية الماء فصففار مثففل الطففاق‪ ،‬فقففال هكففذا مثففل الطففاق‪،‬‬
‫فانطلقا يمشيان بقية ليلتهما ويومهمففا‪ ،‬حففتى إذا كففان مففن‬
‫الغد قال لفتاه‪ :‬آتنا غداءنا لقد لقينا من سفففرنا هففذا نصففبًا‪،‬‬
‫ولم يجد موسى النصب حتى جاوز حيففث أمففره اللففه‪ .‬قففال‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫مففا‬
‫ت وَ َ‬‫حففو َ‬‫ت ال ْ ُ‬ ‫خَرةِ فَفإ ِّني ن َ ِ‬
‫سففي ُ‬ ‫صف ْ‬ ‫ت إ ِذ ْ أوَي ْن َففا إ ِل َففى ال ّ‬ ‫لفه فتاه‪} :‬أَرأي ْف َ‬
‫جبففا ً{‬ ‫حففرِ ع َ َ‬ ‫ه ِفففي ال ْب َ ْ‬ ‫سففِبيل َ ُ‬‫خففذ َ َ‬ ‫كففَره ُ َوات ّ َ‬ ‫ن أ َذ ْ ُ‬ ‫طا َ‬
‫نأ ْ‬ ‫شففي ْ َ ُ‬‫ه إ ِل ّ ال ّ‬
‫سففاِني ُ‬
‫َ‬
‫أن َ‬
‫]سورة الكهف ‪ [18/63‬فكففان للحففوت سففربا ً ولهمففا عجب فا ً‬
‫صص فا ً{‬ ‫مففا قَ َ‬ ‫دا ع َل َففى آَثارِه ِ َ‬ ‫ما ك ُن ّففا ن َب ْفِغ َفاْرت َف ّ‬ ‫ك َ‬ ‫قال لفه موسى‪} :‬ذ َل ِ َ‬
‫]سورة الكهف ‪ [18/64‬رجعففا يقصففان آثارهمففا حففتى انتهيففا‬
‫إلى الصخرة‪ ،‬فإذا رجل مسجى بثوب فس فّلم موسففى فففرد‬
‫عليه‪ ،‬فقال وأنى بأرضك السلم؟! قففال‪ :‬أنففا موسففى‪ ،‬قففال‬
‫موسى بني إسرائيل؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬أتيتك لتعلمني مما علمت‬
‫رشدًا‪ ،‬قال‪ :‬يا موسى‪ ،‬إني على علم من علم الله علمنيففه‬
‫الله ل تعلمه‪ ،‬وأنت على علم من علم اللففه علمكففه اللففه ل‬
‫ص فْبرا ً =‬ ‫ي َ‬ ‫م عِ ف َ‬ ‫طيعَ َ‬‫س فت َ ِ‬‫ك ل َففن ت َ ْ‬ ‫أعلمه‪ ،‬قال‪ :‬هل أتبعك؟ }َقا َ‬
‫ل إ ِن ّ َ‬
‫ط ب ِهِ ُخْبرا ً = ‪] { 68‬سورة الكهف‬ ‫ح ْ‬ ‫م تُ ِ‬ ‫ما ل َ ْ‬ ‫صب ُِر ع ََلى َ‬‫ف تَ ْ‬‫‪ 67‬وَك َي ْ َ‬
‫‪ [68-18/67‬إلففى قولفففه }إ ِْمففراً{ فانطلقففا يمشففيان علففى‬
‫سففاحل البحففر فمففرت بهمففا سفففينة كلمففوهم أن يحملففوهم‬
‫فعرفوا الخضر فحملوه بغير نول‪ ،‬فلما ركبففا فففي السفففينة‬
‫جاء عصفور فوقففع علففى حففرف السفففينة فنقففر فففي البحففر‬
‫نقرة أو نقرتين‪ ،‬قال لفه الخضر‪ :‬يا موسى‪ ،‬ما نقص علمي‬
‫وعلمففك مففن علففم اللففه إل مثففل مففا نقففص هففذا العصفففور‬
‫بمنقاره من البحر‪ ،‬إذ أخذ الفأس فنفففزع لوح فًا‪ ،‬قففال‪ :‬فلففم‬
‫يفجأ موسى إل وقد قلع لوحا ً بالقدوم‪ ،‬فقال له موسى‪ :‬ما‬

‫‪127‬‬
‫صنعت قوم حملونا بغير نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها‬
‫ك ل َففن‬ ‫م أ َقُ ف ْ‬ ‫لتغرق أهلهففا لقففد جئت شففيئا ً إمففرًا! }قَففا َ َ‬
‫ل إ ِن ّف َ‬ ‫ل أل َف ْ‬
‫قن ِففي‬
‫ت َول ت ُْره ِ ْ‬
‫سففي ُ‬ ‫خفذ ِْني ب ِ َ‬
‫مففا ن َ ِ‬ ‫ؤا ِ‬ ‫صْبرا ً = ‪ 72‬قَففا َ‬
‫ل ل تُ َ‬ ‫ي َ‬‫م عِ َ‬
‫طيعَ َ‬‫ست َ ِ‬‫تَ ْ‬
‫سرا ً = ‪] { 73‬سورة الكهف ‪ [73-18/72‬فكانت‬ ‫َ‬
‫ري ع ُ ْ‬ ‫م ِ‬
‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬‫ِ‬
‫الولى من موسى نسيانًا‪ ،‬فلما خرجا من البحر مففروا بغلم‬
‫يلعب مع الصبيان فأخذ الخضففر برأسففه فقلعففه بيففده هكففذا‬
‫وأومأ سفيان بأطراف أصابعه كأنه يقطف شيئًا‪ ،‬فقففال لفففه‬
‫كففرا ً = ‪74‬‬
‫شففْيئا ً ن ّ ْ‬ ‫س لّ َ‬ ‫فسا ً َزك ِي ّ ً‬ ‫َ‬
‫جئ ْ َ‬
‫ت َ‬ ‫قد ْ ِ‬ ‫ف ٍ‬
‫ة ب ِغَي ْرِ ن َ ْ‬ ‫موسى‪} :‬أقَت َل ْ َ‬
‫ت نَ ْ‬
‫سفأ َل ْت ُ َ‬
‫ك‬ ‫ل ِإن َ‬ ‫ص فْبرا ً = ‪ 75‬قَففا َ‬ ‫مِعي َ‬ ‫طيعَ َ‬ ‫ك َلن ت َ ْ‬
‫ست َ ِ‬ ‫ك إ ِن ّ َ‬ ‫م أ َُقل ل ّ َ‬ ‫َقا َ َ‬
‫ل أل َ ْ‬
‫ذرا ً = ‪76‬‬ ‫عفف ْ‬‫مففن ّلففد ُّني ُ‬ ‫ت ِ‬ ‫حب ِْني َقففد ْ ب َل َْغفف َ‬ ‫ها َفل ت ُ َ‬
‫صففا ِ‬ ‫يٍء ب َْعففد َ َ‬
‫شفف ْ‬ ‫عففن َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما‬
‫فوهُ َ‬ ‫ض في ّ ُ‬
‫وا أن ي ُ َ‬ ‫ما أهْل َهَففا فَفأب َ ْ‬‫س فت َط ْعَ َ‬ ‫ل قَْري َفةٍ ا ْ‬ ‫حّتى إ َِذا أت ََيا أهْف َ‬ ‫قا َ‬ ‫َفانط َل َ َ‬
‫َ‬
‫ض{ ]سورة الكهففف ‪[77-18/74‬‬ ‫قفف ّ‬‫ن َين َ‬ ‫ريد ُ أ ْ‬‫دارا ً ي ُ ِ‬ ‫ج َ‬ ‫دا ِفيَها ِ‬ ‫ف َو َ َ‬
‫ج َ‬
‫مائل ً أومأ بيده هكذا ‪ -‬وأشار سفيان كأنه يمسح شففيئا ً إلففى‬
‫فوق ‪ -‬فلم أسمع سفففيان يففذكر مففائل ً إل مففرة‪ ،‬قففال‪ :‬قففوم‬
‫أتيناهم فلم يطعمونا‪ ،‬ولم يضيفونا‪ ،‬عمدت إلى حائطهم لو‬
‫س فأ ُن َب ّئ ُ َ‬
‫ك‬ ‫ذا فِفَراقُ ب َي ْن ِففي وَب َي ْن ِف َ‬
‫ك َ‬ ‫شئت لتخذت عليه أجرًا‪َ} ،‬قا َ‬
‫ل هَ ف َ‬
‫صْبرا ً{ ]سورة الكهففف ‪ [18/78‬قففال‬ ‫ْ‬
‫طع ع ّل َي ْهِ َ‬
‫ست َ ِ‬ ‫ما ل َ ْ‬
‫م تَ ْ‬ ‫ل َ‬
‫ب ِت َأِوي ِ‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪ :‬وددنففا أن موسففى كففان صففبر‬
‫فقص الله علينا من خبرهما‪ ،‬قال سفيان‪ :‬قال النبي صففلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ :‬يرحم الله موسففى‪ ،‬لففو كففان صففبر لقففص‬
‫علينففا مففن أمرهمففا‪ ،‬وقففرأ ابففن عبففاس رضففي اللففه عنهمففا‬
‫)أمامهم ملك يأخذ كففل سفففينة صففالحة غصففبًا( وأمففا الغلم‬
‫فكان كافرا ً وكان أبواه مؤمنين ثم قال لي سفيان‪ :‬سمعته‬
‫منه مرتين وحفظتففه منففه‪ ،‬قيففل لسفففيان‪ :‬حفظتففه قبففل أن‬
‫تسففمعه مففن عمففرو أو تحفظتففه مففن إنسففان فقففال ممففن‬
‫أتحفظه ورواه أحد عن عمرو غيري سمعته منففه مرتيففن أو‬
‫ثلثا ً وحفظته منه‪(1) ((.‬‬

‫‪ () 1‬أخرجه البخاري في صحيحه ج ‪/3‬ص ‪/1246‬ح ‪3220‬‬


‫و مسففلم فففي صففحيحه ج ‪/4‬ص ‪/1850‬ح ‪ ،2380‬ج ‪/4‬ص ‪/1852‬ح ‪ ،2380‬ج‬
‫‪/4‬ص ‪/1854‬ح ‪.2380‬‬

‫‪128‬‬
‫ثالثًا‪ :‬بقرة بني إسرائيل ‪:‬‬
‫وفي التيه حصففل مففا قففص اللففه مففن خففبر القتيففل الففذي‬
‫طلب بني إسرائيل من موسففى عليففه السففلم أن يخففبرهم‬
‫بقاتله وقد تقدم في الثر السابق تفصيل القصة‪.‬‬
‫وفيها توبيخ من الله ليهود المدينففة بسففبب نقففض آبففائهم‬
‫الميثاق الذي أخذه الله عليهم بطاعففة أنبيففائه‪ ،‬ويقففول لهففم‬
‫اذكروا من نقضكم لميثاقي قصففة آبففائكم مففع البقففرة الففتي‬
‫أمرهم موسى بذبحها‪.‬‬
‫قال ابن كثير‪" :‬أخففبر تعففالى عففن تعنففت بنففي إسففرائيل‪،‬‬
‫وكثرة سؤالهم لرسولهم‪ ،‬ولهذا لمففا ضففيقوا علففى أنفسففهم‬
‫ضيق الله عليهم‪ ،‬ولو أنهففم ذبحففوا أي بقففرة كففانت لففوقعت‬
‫الموقففع عنهففم‪ ،‬كمففا قففال ابففن عبففاس وعبيففدة وغيففر واحففد‬
‫ولكنهم شددوا فشدد عليهم‪(1) ".‬‬
‫رابعًا‪ :‬قصة قارون‬
‫ذم الله تبارك وتعالى قففارون فففي أكففثر مففن آيففة فقففال‬
‫ن = ‪ 23‬إ ِل َففى‬ ‫س فل ْ َ‬ ‫َ‬
‫مِبي ف ٍ‬
‫ن ُ‬ ‫طا ٍ‬ ‫سففى ِبآَيات ِن َففا وَ ُ‬
‫مو َ‬ ‫س فل َْنا ُ‬ ‫تعالى‪} :‬وَل َ َ‬
‫ق فد ْ أْر َ‬
‫ب = ‪] { 24‬سورة غافر‬ ‫حٌر ك َ ّ‬
‫ذا ٌ‬ ‫سا ِ‬ ‫قاُلوا َ‬
‫ن فَ َ‬
‫ن وََقاُرو َ‬ ‫ما َ‬‫ها َ‬ ‫ن وَ َ‬
‫فِْرع َوْ َ‬
‫ن وَ ل َ َ‬
‫ق فد ْ‬ ‫مففا َ‬
‫ها َ‬
‫ن وَ َ‬
‫ن وَفِْرع َ فوْ َ‬‫‪ ، [24-40/23‬وقال تعففالى‪} :‬وَقَففاُرو َ‬
‫ن =‬ ‫قي َ‬ ‫سففاب ِ ِ‬ ‫مففا ك َففاُنوا َ‬ ‫ض وَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ست َك ْب َُروا فِففي ال َْر‬ ‫ت َفا ْ‬ ‫سى ِبال ْب َي َّنا ِ‬ ‫مو َ‬ ‫م ُ‬ ‫جاَءهُ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫خففذ َت ْ ُ‬
‫ه‬ ‫نأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫صبا ً وَ ِ‬
‫من ْهُ ْ‬ ‫حا ِ‬ ‫سل َْنا ع َل َي ْهِ َ‬‫ن أْر َ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫من ْهُ ْ‬‫خذ َْنا ب ِذ َن ْب ِهِ فَ ِ‬ ‫‪ 39‬فَك ُل ّ أ َ‬
‫م‬‫من ُْهفف ْ‬ ‫ض وَ ِ‬ ‫َ‬
‫فَنا ب ِهِ الْر َ‬ ‫س ْ‬ ‫خ َ‬
‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫من ْهُ ْ‬
‫ة وَ ِ‬ ‫ح ُ‬
‫صي ْ َ‬‫ه ال ّ‬ ‫خذ َت ْ ُ‬‫ن أَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬‫من ْهُ ْ‬
‫ة وَ ِ‬ ‫ح ُ‬‫صي ْ َ‬
‫ال ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن =‬ ‫مففو َ‬ ‫م ي َظ ْل ِ ُ‬ ‫س فهُ ْ‬‫ف َ‬ ‫ن ك َففاُنوا أن ْ ُ‬ ‫م وَل َك ِف ْ‬
‫م هُ ف ْ‬ ‫ه ل ِي َظ ْل ِ َ‬ ‫ن الل ّ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن أغ َْرقَْنا وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫‪] { 40‬سورة العنكبوت ‪[40-29/39‬‬
‫وألحق النبي صلى الله عليه وسففلم مففن تففرك الصففلة‬
‫بقارون‪ ،‬كما أخرج المام أحمففد وغيففره عففن عبففد اللففه بففن‬
‫عمرو رضي الله عنهما عن رسففول اللففه صففلى اللففه عليففه‬

‫‪ () 1‬تفسير ابن كثير ‪ 266-1/265‬وقال بعففد سففياق الروايففات الكففثيرة فففي‬


‫اسباب القصة‪:‬وهذه السياقات عن عبيدة وأبي العاليففة والسففدي وغيرهففم‬
‫فيها اختلف ما والظاهر أنها ما خوذة من كتففب بنففي إسففرائيل وهففي ممففا‬
‫يجوز نقلها ولكن ل تصففدق ول تكففذب فلهففذا ل يعتمففد عليهففا إل مففا وافففق‬
‫الحق عندنا والله أعلم‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫وسلم أنه ذكففر الصففلة يوم فًا‪ ،‬فقففال‪)) :‬مففن حففافظ عليهففا‬
‫كانت له نورا ً وبرهانًا‪ ،‬ونجاة يوم القيامة ومففن لففم يحففافظ‬
‫عليها لم يكن لفه برهان ول نور ول نجاة‪ ،‬وكان يوم القيامة‬
‫مع قارون وهامان وفرعون وأبي بن خلف‪(1) ((.‬‬
‫وقصة قارون هذه قد تكففون قبففل خروجهففم مففن مصففر‬
‫ض{ ]سففورة القصففص‬ ‫َ‬ ‫لقوله تعالى‪} :‬فَ َ‬
‫دارِهِ الْر َ‬
‫فَنا ِبففهِ وَِبفف َ‬
‫سفف ْ‬
‫خ َ‬
‫‪ [28/81‬وهو الراجح للتي‪:‬‬
‫‪ -1‬لن إرسففال موسففى كففان للطغففاة الثلثففة ‪:‬فرعففون‬
‫وهامان وقارون‪.‬‬
‫‪ -2‬ولن الية نصت علففى خسففف داره والففدور لففم تكففن‬
‫في الصحراء‪،‬‬
‫وقد توقف ابن كثير وأورد الحتمالين‪ .‬ووجففه الففدار الففى‬
‫أنها عبارة عن المحلة التي تضرب فيها الخيام‪ ،‬والله أعلففم‬
‫بالصواب‪(2) .‬‬
‫خامسًا‪ :‬وفاة موسى عليه السلم‬
‫مكث موسى عليه السلم ما شاء الله يربي أبناء الذين‬
‫كتب عليهففم الففتيه‪ ،‬ويعففدهم لففدخول الرض المقدسففة‪ ،‬ثففم‬
‫حان أجله‪ ،‬وكما في الحديث الصحيح أن اللففه يخيففر أنبيففائه‬
‫قبل موتهم‪ ،‬كما قففالت عائشففة رضففي اللففه عنهففا ‪)) :‬كنففت‬
‫أسمع أنه لن يموت نبي حففتى يخيففر بيففن الففدنيا والخففرة((‬
‫قالت فسمعت النبي صلى اللففه عليففه وسففلم فففي مرضففه‬
‫ه ع َل َي ِْهم‬ ‫َ‬
‫م الل ّ ُ‬ ‫ن أن ْعَ َ‬ ‫م عَ ا ل ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫الذي مات فيه وأخذته بحة يقول‪َ })) :‬‬
‫ك َرِفيقفا ً{‬ ‫ن أ ُوْل َئ ِ َ‬‫سف َ‬‫ح ُ‬ ‫ن وَ َ‬‫حي َ‬‫صففال ِ ِ‬
‫داء َوال ّ‬ ‫ن َوال ّ‬
‫ش فه َ َ‬ ‫قي َ‬
‫دي ِ‬
‫صف ّ‬
‫ن َوال ّ‬
‫ن الن ّب ِّيي َ‬
‫م َ‬
‫ّ‬
‫]سورة النساء ‪ [4/69‬قالت فظننته خير حينئذ‪(3) ((.‬‬

‫)( مسففند المففام أحمففد ج ‪/2‬ص ‪/169‬ح ‪.6576‬أخرجففه ابففن حبففان فففي‬ ‫‪1‬‬
‫صحيحه ج ‪/4‬ص ‪/329‬ح ‪1467‬‬
‫عبد بن حميد في مسففنده ج ‪/1‬ص ‪/139‬ح ‪ .353‬و الففدارمي فففي سففننه ج‬ ‫و‬
‫‪/2‬ص ‪/391‬ح ‪.2721‬‬
‫الطبراني في معجمه الوسط ج ‪/2‬ص ‪/213‬ح ‪1767‬‬ ‫و‬
‫)( ققص القرآن لبن كثير ‪375‬‬ ‫‪2‬‬
‫)( صحيح البخاري ‪ 4171‬وصحيح مسلم ‪2444‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪130‬‬
‫وهكذا موسى عليه السففلم جففاءه الملففك يخيففره وخففبر‬
‫ذلك ما قصه لنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم‬
‫ففي الصحيحين عن أبي هريففرة _ قففال‪)) :‬أرسففل ملففك‬
‫الموت إلى موسى عليه السففلم فلمففا جففاءه صففكه فرجففع‬
‫إلى ربه فقال‪ :‬أرسلتني إلى عبد ل يريد الموت‪ ،‬فففرد اللففه‬
‫عليه عينه وقال ارجع فقل لفه‪ :‬يضع يده على متن ثور فله‬
‫بكل ما غطت به يده بكففل شففعرة سففنة‪ ،‬قففال‪ :‬أي رب ثففم‬
‫ماذا؟ قال‪ :‬ثم الموت‪ .‬قففال‪ :‬فففالن‪ ،‬فسففأل اللففه أن يففدنيه‬
‫من الرض المقدسة رمية بحجر(( قففال‪ :‬قففال رسففول اللففه‬
‫م لريتكففم قففبره إلففى‬‫صلى الله عليه وسلم ‪)) :‬فلو كنت ث ف ّ‬
‫جانب الطريق عند الكثيب الحمر‪(1) ((.‬‬
‫وهذا هو الصحيح من موته عليه السلم في التيه بدليل‬
‫طلبففه أن يففدنيه مففن الرض المقدسففة‪ .‬وفففي المسففند فففي‬
‫سياق حديث السراء قال صففلى اللففه عليففه وسففلم ‪)) :‬لمففا‬
‫أسري بي مررت بموسى وهو قائم يصففلي فففي قففبره عنففد‬
‫الكثيب الحمر‪(2) ((.‬‬
‫وتحديد الكثيب الحمففر خففارج الرض المقدسففة يكففذب‬
‫ادعاء وجود قبره داخل فلسطين‪ ،‬وأن بني إسففرائيل نقلففوا‬
‫جثمانه معهم ودفنوه بين أريحا وبيت المقدس‪(3) .‬‬
‫سادساً ‪ :‬غير ذلك من السرائيليات فيما حصل في التيه‬
‫قال المام ابن كثير‪" :‬وقد ذكر كثير من المفسرين ههنا‬
‫آثارا فيها مجازفات كثيرة باطلة‪ ،‬يدل العقففل والنقففل علففى‬
‫خلفها‪ :‬من أنهم كانوا أشكال ً هائلة ضخاما ً جدًا‪ ،‬حتى إنهففم‬
‫ذكروا أن رسل بني إسرائيل لما قدموا عليهم تلقاهم رجل‬
‫من رسل الجبارين فجعل يأخذهم واحدا ً واحدا ً ويلفهم فففي‬

‫‪ () 1‬صحيح البخاري ‪ 1274‬ومسلم ‪399‬‬


‫‪ () 2‬مسففند أحمففد ج ‪/3‬ص ‪/148‬ح ‪.12526‬أخرجففه النسففائي فففي سففننه ج‬
‫‪/3‬ص ‪/215‬ح ‪ ،1631‬ج ‪/3‬ص ‪/216‬ح ‪ 1632‬والطفففبراني ففففي معجمفففه‬
‫الكبير ج ‪/11‬ص ‪/111‬ح ‪ .11207‬وللتفصيل قصص النبياء لبن كثير ‪509‬‬
‫‪ () 3‬يففدعى ذلففك السففرائيليون الصففهاينة ويتففابعهم بعففض المسففلمين انظففر‬
‫القصص القرآني د صلح الخالدي ‪3/341‬‬

‫‪131‬‬
‫ل‪ ،‬فجففاء بهففم‬‫أكمامه وحجزة سففراويله وهففم إثنففا عشففر رج ً‬
‫فنثرهم بين يدي ملك الجبارين‪ ،‬فقال‪ :‬ما هؤلء ولم يعرف‬
‫أنهففم مففن بنففي آدم حففتى عرفففوه‪ ،‬وكففل هففذه هففذيانات‬
‫وخرافات ل حقيقة لهففا‪ ،‬وأن الملففك بعففث معهففم عنب فا ً كففل‬
‫عنبففة تكفففي الرجففل‪ ،‬وشففيئا ً مففن ثمففارهم ليعلمففوا ضففخامة‬
‫أشكالهم‪ ،‬وهذا ليس بصحيح‪ ،‬وذكروا ههنا أن عوج بن عنق‬
‫خرج من عند الجبارين إلففى بنففي إسففرائيل ليهلكهففم وكففان‬
‫طوله ثلثة آلف ذراع وثلثمائة ذراع وثلثففة وثلثيففن ذراع فا ً‬
‫وثلث ذراع هكذا ذكففره البغففوي )‪ (1‬وغيففره‪ ،‬وليففس بصففحيح‬
‫كما قدمنا بيانه عند قوله صلى الله عليه وسلم ‪)) :‬إن الله‬
‫خلق آدم عليه السففلم طففوله سففتون ذراعفًا‪ ،‬ثففم لففم يففزل‬
‫الخلق ينقص حتى الن )‪ (2‬قالوا فعمد عوج إلى قمففة جبففل‬

‫‪ () 1‬معالم التنزيل ‪2/253‬‬


‫‪ () 2‬البداية والنهاية ج‪ 1 :‬ص‪ 144 :‬وله هنا تعليق لطيف أنقله لفائدته في‬
‫النقل عن أهل الكتاب قال ’‪ :‬المقصففود أن اللففه لففم يبففق مففن الكففافرين‬
‫ديارا فكيف يزعم بعض المفسرين ان عوج بففن عنففق ويقففال ابففن عنففاق‬
‫كان موجودا من قبل نوح إلى زمان موسى ويقولون كان كففافرا متمففردا‬
‫جبارا عنيدا ويقولون كان لغير رشدة بل ولدته أمه عنق بنت آدم من زنا‬
‫وإنه كان يأخذ مففن طففوله السففمك مففن قففرار البحففار ويشففويه فففي عيففن‬
‫الشمس وإنه كان يقول لنوح وهو في السفينة ما هذه القصيعة التي لك‬
‫ويستهزىء به ويذكرون أنه كان طوله ثلثة آلف ذراع وثلث مائة وثلثففة‬
‫وثلثين ذراعا وثلثا إلى غير ذلك من الهففذيانات الففتي لففول أنهففا مسففطرة‬
‫في كثير من كتب التفاسير وغيرها من التواريخ وأيام الناس لما تعرضففنا‬
‫لحكايتها لسففقاطتها وركاكتهففا ثففم إنهففا مخالفففة للمعقففول والمنقففول أمففا‬
‫المعقول فكيف يسوغ فيه أن يهلك الله ولد نوح لكفره وأبوه نبي المففة‬
‫وزعيم أهففل اليمففان ول يهلففك عففوج بففن عنففق ويقففال عنففاق وهففو أظلففم‬
‫وأطغى على ما ذكروا وكيف ل يرحم اللففه منهففم أحففدا ول أم الصففبي ول‬
‫الصبي ويترك هذا الدعى الجبار العنيد الفاجر الشففديد الكففافر الشففيطان‬
‫المريد على مففا ذكففروا وأمففا المنقففول فقففد قففال اللففه تعففالى ثففم أغرقنففا‬
‫الخرين وقال رب ل تذر على الرض من الكافرين ديارا ثم هففذا الطففول‬
‫الذي ذكروه مخالف لما في الصحيحين عن النبي ‘ أنه قال إن الله خلق‬
‫ً‬
‫آدم وطوله ستون ذراعا ثم لم يزل الخلففق ينقففص حففتى الن فهففذا نففص‬
‫الصادق المصدوق المعصوم الذي ل ينطففق عففن الهففوى إن هففو إل وحففي‬
‫يوحى أنه لم يزل الخلق ينقص حتى الن أي لم يزل الناس فففي نقصففان‬
‫في طولهم من آدم إلى يوم أخره بذلك وهلم جر إلى يوم القيامة وهففذا‬
‫يقتضي أنه لم يوجد من ذرية آدم من كان أطول منففه فكيففف يففترك هففذا‬

‫‪132‬‬
‫فاقتلعها ثم أخذها بيديه ليلقيها علففى جيففش موسففى فجففاء‬
‫طائر فنقر تلك الصففخرة فخرقهففا صففارت طوقففا فففي عنففق‬
‫عففوج بففن عنففق‪ ،‬ثففم عمففد موسففى إليففه فففوثب فففي الهففواء‬
‫عشفرة أذرع وطففوله عشففرة أذرع‪ ،‬وبيففده عصففاه وطولهففا‬
‫عشرة أذرع‪ ،‬فوصل إلى كعب قدمه فقتله‪ ،‬يروى هذا عففن‬
‫عوف البكالي ونقله ابن جرير عن ابففن عباس ف رضففي اللففه‬
‫عنهما وفي إسففناده إليففه نظففر‪ ،‬ثففم هففو مففع هففذا كلففه مففن‬
‫السرائيليات‪ ،‬وكل هذه من وضع جهال بني إسرائيل‪ ،‬فففإن‬
‫الخبار الكذبة قد كثرت عندهم‪ ،‬ول تميز لهففم بيففن صففحتها‬
‫وباطلها‪ ،‬ثم لو كان هذا صحيحا ً لكان بنو إسرائيل معذورين‬
‫فففي النكففول عففن قتففالهم‪ ،‬وقففد ذمهففم اللففه علففى نكففولهم‬
‫وعاقبهم بالتيه على ترك جهادهم ومخالفتهم رسولهم‪(1) .‬‬

‫ياهل عنه ويصار إلى أقوال الكذبة الكفرة من أهل الكتففاب الففذين بففدلوا‬
‫كتب الله المنزلة وحرفوها وأولوهففا ووضففعوها علففى غيففر مواضففعها فمففا‬
‫ظنك بما هم يستقلون بنقله أو يؤتمنون عليه وما أظن أن هذا الخبر عن‬
‫عوج بن عناق ال اختلفا من بعض زنادقتهم وفجارهم الذين كانوا أعففداء‬
‫النبياء والله أعلم‬
‫‪ () 1‬البداية والنهاية لبن كثير ج‪ 1 :‬ص‪278 :‬‬

‫‪133‬‬
‫المسألة الخامسة‪:‬التسليط عليهم و تشريدهم في الرض‬
‫الثار‪:‬‬
‫َ‬
‫ن‬
‫مف ْ‬
‫م فةِ َ‬ ‫م إ ِل َففى ي َفوْم ِ ال ْ ِ‬
‫قَيا َ‬ ‫ن ع َل َي ْهِ ف ْ‬
‫ك ل َي َب ْعَث َ ّ‬‫ن َرب ّ َ‬ ‫قولفه تعالى‪} :‬وَإ ِذ ْ ت َأذ ّ َ‬
‫م =‬ ‫حيفف ٌ‬‫فوٌر َر ِ‬ ‫ه ل َغَ ُ‬
‫ب وَإ ِن ّ ُ‬
‫قا ِ‬‫ريعُ ال ْعِ َ‬ ‫س ِ‬‫ك لَ َ‬ ‫ن َرب ّ َ‬ ‫ب إِ ّ‬ ‫ذا ِ‬ ‫سوَء ال ْعَ َ‬
‫م ُ‬
‫م هُ ْ‬
‫سو ُ‬
‫يَ ُ‬
‫‪{ 167‬‬
‫‪ - 11884-96‬حدثني محمد بن عمرو‪ ،‬قال‪ :‬ثنا أبو عاصم‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا‬
‫ن َرب ّ َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫عيسى‪ ،‬عن ابن أبي نجيح‪ ،‬عن مجاهد‪ ،‬في قول الله‪} :‬وَإ ِذ ْ ت َأذ ّ َ‬
‫ع‬
‫ري ُ‬ ‫ك لَ َ‬
‫سفف ِ‬ ‫ن َرب ّ َ‬
‫ب إِ ّ‬ ‫سوءَ ال ْعَ َ‬
‫ذا ِ‬ ‫م ُ‬
‫مهُ ْ‬
‫سو ُ‬
‫ن يَ ُ‬
‫م ْ‬
‫مةِ َ‬ ‫م إ َِلى ي َوْم ِ ال ْ ِ‬
‫قَيا َ‬ ‫ن ع َل َي ْهِ ْ‬
‫ل َي َب ْعَث َ ّ‬
‫م = ‪ { 167‬قال‪ :‬أمر ربك‪(1) .‬‬ ‫حي ٌ‬ ‫فوٌر َر ِ‬‫ه ل َغَ ُ‬‫ب وَإ ِن ّ ُ‬
‫قا ِ‬ ‫ال ْعِ َ‬
‫‪ - 11885-97‬حدثني المثني بن إبراهيم وعلي بن داود قال‪ :‬ثنا عبففد‬
‫الله بن صالح‪ ،‬قال‪ :‬ثني معاوية‪ ،‬عن علففي‪ ،‬عففن ابففن عباس ف رضففي‬
‫َ‬
‫ن‬
‫مف ْ‬‫م فةِ َ‬ ‫م إ ِل َففى ي َفوْم ِ ال ْ ِ‬
‫قَيا َ‬ ‫ن ع َل َي ْهِ ْ‬
‫ك ل َي َب ْعَث َ ّ‬
‫ن َرب ّ َ‬
‫الله عنهما ‪ ،‬قوله‪} :‬وَإ ِذ ْ ت َأذ ّ َ‬
‫م = ‪167‬‬
‫حي ف ٌ‬ ‫ه ل َغَ ُ‬
‫فوٌر َر ِ‬ ‫ب وَإ ِن ّ ُ‬ ‫ريعُ ال ْعِ َ‬
‫قا ِ‬ ‫ك لَ َ‬
‫س ِ‬ ‫ن َرب ّ َ‬
‫ب إِ ّ‬ ‫سوءَ ال ْعَ َ‬
‫ذا ِ‬ ‫م ُ‬
‫مه ُ ْ‬
‫سو ُ‬
‫يَ ُ‬
‫{ قال‪ :‬هي الجزية‪ ،‬والذين يسومونهم‪ :‬محمد صلى الله عليه وسلم‬
‫وأمته إلى يوم القيامة‪(2) .‬‬
‫‪ - 11886-98‬حدثني محمففد بفن سففعد‪ ،‬قفال‪ :‬ثنففي أبفي‪ ،‬قففال‪ :‬ثنفي‬
‫عمي‪ ،‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابففن عبففاس رضففي اللففه عنهمففا ‪،‬‬
‫َ‬
‫سففوَء‬ ‫م ُ‬ ‫مهُ ْ‬
‫سففو ُ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫م ْ‬‫مةِ َ‬ ‫قَيا َ‬‫م إ َِلى ي َوْم ِ ال ْ ِ‬ ‫ن ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫ك ل َي َب ْعَث َ ّ‬
‫ن َرب ّ َ‬‫قوله‪} :‬وَإ ِذ ْ ت َأذ ّ َ‬
‫م = ‪ { 167‬فهففي‬ ‫حي ف ٌ‬ ‫فففوٌر َر ِ‬ ‫ه ل َغَ ُ‬
‫ب وَإ ِن ّف ُ‬ ‫قففا ِ‬ ‫ريعُ ال ْعِ َ‬ ‫ك لَ َ‬
‫سف ِ‬ ‫ن َرب ّف َ‬ ‫ب إِ ّ‬ ‫ال ْعَف َ‬
‫ذا ِ‬
‫المسكنة‪ ،‬وأخذ الجزية منهم‪(3) .‬‬
‫‪-99‬حدثنا القاسم‪ ،‬قال‪ :‬ثنا الحسين‪ ،‬قال‪ :‬ثني حجاج‪ ،‬قال‪ :‬قال ابن‬
‫َ‬
‫ك ل َي َب ْعَث َف ّ‬
‫ن‬ ‫ن َرب ّف َ‬‫جريج‪ ،‬قال ابففن عبففاس رضففي اللففه عنهمففا ‪} :‬وَإ ِذ ْ ت َفأذ ّ َ‬
‫ب‬
‫قا ِ‬‫ريعُ ال ْعِ َ‬ ‫ك لَ َ‬
‫س ِ‬ ‫ن َرب ّ َ‬
‫ب إِ ّ‬ ‫سوءَ ال ْعَ َ‬
‫ذا ِ‬ ‫م ُ‬
‫مه ُ ْ‬
‫سو ُ‬
‫ن يَ ُ‬
‫م ْ‬
‫مةِ َ‬ ‫م إ َِلى ي َوْم ِ ال ْ ِ‬
‫قَيا َ‬ ‫ع َل َي ْهِ ْ‬
‫م = ‪ { 167‬قال‪ :‬يهود‪ ،‬وما ضرب عليهم مففن الذلففة‬ ‫حي ٌ‬‫فوٌر َر ِ‬ ‫ه ل َغَ ُ‬
‫وَإ ِن ّ ُ‬
‫والمسكنة‪(4) .‬‬
‫‪ - 11887-100‬حففدثنا بشففر‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا يزيففد‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا سففعيد‪ ،‬عففن‬
‫َ‬
‫سففوَء‬
‫م ُ‬
‫مهُ ْ‬
‫سففو ُ‬
‫ن يَ ُ‬
‫م ْ‬
‫مةِ َ‬ ‫م إ َِلى ي َوْم ِ ال ْ ِ‬
‫قَيا َ‬ ‫ن ع َل َي ْهِ ْ‬‫ك ل َي َب ْعَث َ ّ‬
‫ن َرب ّ َ‬‫قتادة‪} :‬وَإ ِذ ْ ت َأذ ّ َ‬
‫م = ‪ { 167‬قال‪ :‬فبعث‬ ‫حي ٌ‬ ‫فوٌر َر ِ‬ ‫ه ل َغَ ُ‬‫ب وَإ ِن ّ ُ‬‫قا ِ‬ ‫ريعُ ال ْعِ َ‬ ‫س ِ‬ ‫ك لَ َ‬‫ن َرب ّ َ‬ ‫ب إِ ّ‬ ‫ال ْعَ َ‬
‫ذا ِ‬
‫الله عليهم هذا الحي من العففرب‪ ،‬فهفم ففي عفذاب منهفم إلففى يفوم‬

‫)( تفسير الطبري ) ‪ ( 102 / 9‬صححه في التفسير الصحيح )‪(2/358‬‬ ‫‪1‬‬


‫)( تفسير الطبري ) ‪ - ( 102 / 9‬تفسير الدر المنثور ) ‪ ( 592 / 3‬حسنه‬ ‫‪2‬‬
‫في التفسير الصحيح )‪(2/359‬‬
‫إسناده ضعيف‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪( 102 / 9‬‬ ‫‪3‬‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪( 102 / 9‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪134‬‬
‫القيامة‪(1) .‬‬
‫‪ - 11888-101‬حدثنا محمد بن عبد العلى‪ ،‬قال‪ :‬ثنا محمد بن ثففور‪،‬‬
‫م‬ ‫مهُ ْ‬
‫سففو ُ‬
‫ن يَ ُ‬‫مف ْ‬ ‫م فةِ َ‬
‫قَيا َ‬‫م إ ِل َففى ي َفوْم ِ ال ْ ِ‬ ‫ن ع َل َي ْهِ ْ‬‫عن معمر‪ ،‬عن قتادة‪} :‬ل َي َب ْعَث َ ّ‬
‫م = ‪ { 167‬قففال‪:‬‬ ‫حي ٌ‬ ‫فوٌر َر ِ‬ ‫ه ل َغَ ُ‬
‫ب وَإ ِن ّ ُ‬ ‫قا ِ‬ ‫ريعُ ال ْعِ َ‬ ‫ك لَ َ‬
‫س ِ‬ ‫ن َرب ّ َ‬
‫ب إِ ّ‬ ‫سوَء ال ْعَ َ‬
‫ذا ِ‬ ‫ُ‬
‫بعث عليهم هذا الحي من العرب‪ ،‬فهففم فففي عففذاب منهففم إلففى يففوم‬
‫القيامة‪ .‬وقال عبد الكريم الجففزري‪ :‬يسففتحب أن تبعففث النبففاط فففي‬
‫الجزية‪(2) .‬‬
‫‪ - 11889-102‬حدثنا ابن وكيع‪ ،‬قال‪ :‬ثنا إسحاق بن إسففماعيل‪ ،‬عففن‬
‫ن ع َل َي ْه ْ َ‬ ‫َ‬
‫م إ ِلففى ي َفوْم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك ل َي َب ْعَث َ ّ‬
‫ن َرب ّ َ‬ ‫يعقوب‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عن سعيد‪} :‬وَإ ِذ ْ ت َأذ ّ َ‬
‫فففوٌر‬ ‫ه ل َغَ ُ‬ ‫ب وَإ ِن ّف ُ‬ ‫ريعُ ال ْعِ َ‬
‫قففا ِ‬ ‫سف ِ‬‫ك لَ َ‬ ‫ن َرب ّف َ‬‫ب إِ ّ‬
‫ذا ِ‬‫سوَء ال ْعَ َ‬‫م ُ‬ ‫مه ُ ْ‬‫سو ُ‬
‫ن يَ ُ‬
‫م ْ‬‫مةِ َ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫قَيا َ‬
‫ذاب يففذ َبحو َ‬
‫م‬‫ن أب َْنففاَءك ُ ْ‬ ‫سففوَء ال َْعفف َ ِ ُ ّ ُ َ‬ ‫م = ‪ { 167‬قففال‪ :‬العففرب‪ُ } .‬‬ ‫حيفف ٌ‬ ‫َر ِ‬
‫م = ‪ { 49‬قفال‪:‬‬ ‫ظيف ٌ‬‫م عَ ِ‬ ‫ن َرب ّك ُف ْ‬ ‫مف ْ‬ ‫م َبلٌء ِ‬‫م وَفِففي ذ َل ِك ُف ْ‬‫ساَءك ُ ْ‬
‫ن نِ َ‬
‫حُيو َ‬
‫ست َ ْ‬
‫وَي َ ْ‬
‫الخراج‪ .‬وأول من وضع الخراج موسى عليه السلم ‪ ،‬فجبى الخففراج‬
‫سبع سنين‪(3) .‬‬
‫‪-103‬حدثنا ابن حميد‪ ،‬قال‪ :‬ثنا يعقوب‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عففن سففعيد‪} :‬وَإ ِذ ْ‬
‫سففوَء ال ْعَف َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫ب إِ ّ‬ ‫ذا ِ‬ ‫م ُ‬ ‫مهُ ْ‬ ‫سففو ُ‬
‫ن يَ ُ‬‫مف ْ‬ ‫مةِ َ‬ ‫م إ َِلى ي َوْم ِ ال ْ ِ‬
‫قَيا َ‬ ‫ن ع َل َي ْهِ ْ‬
‫ك ل َي َب ْعَث َ ّ‬‫ن َرب ّ َ‬‫ت َأذ ّ َ‬
‫سففوءَ‬ ‫م = ‪ { 167‬قال‪ :‬العففرب‪ُ } .‬‬ ‫حي ٌ‬ ‫فوٌر َر ِ‬ ‫ه ل َغَ ُ‬
‫ب وَإ ِن ّ ُ‬ ‫قا ِ‬ ‫ريعُ ال ْعِ َ‬ ‫س ِ‬‫ك لَ َ‬ ‫َرب ّ َ‬
‫ذاب يذ َبحو َ‬
‫م‬ ‫ن َرب ّ ُ‬
‫كف ْ‬ ‫مف ْ‬‫م َبلٌء ِ‬ ‫م وَِففي ذ َل ِ ُ‬
‫كف ْ‬ ‫سفاَءك ُ ْ‬‫ن نِ َ‬ ‫حُيو َ‬ ‫سفت َ ْ‬‫م وَي َ ْ‬‫ن أب َْناَءك ُ ْ‬ ‫ال ْعَ َ ِ ُ ّ ُ َ‬
‫م = ‪ { 49‬قال‪ :‬الخراج‪ .‬قال‪ :‬وأول من وضع الخراج موسففى‪،‬‬ ‫ظي ٌ‬‫عَ ِ‬
‫فجبى الخراج سبع سنين‪(4) .‬‬
‫‪-104‬حدثنا ابن حميد‪ ،‬قال‪ :‬ثنا يعقوب‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عففن سففعيد‪} :‬وَإ ِذ ْ‬
‫سففوَء ال ْعَف َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ب إِ ّ‬‫ذا ِ‬ ‫م ُ‬
‫مهُ ْ‬
‫سففو ُ‬
‫ن يَ ُ‬
‫مف ْ‬
‫مةِ َ‬ ‫م إ َِلى ي َوْم ِ ال ْ ِ‬
‫قَيا َ‬ ‫ن ع َل َي ْهِ ْ‬‫ك ل َي َب ْعَث َ ّ‬‫ن َرب ّ َ‬
‫ت َأذ ّ َ‬
‫م = ‪ { 167‬قال‪ :‬هم أهل الكتاب‪،‬‬ ‫حي ٌ‬ ‫فوٌر َر ِ‬ ‫ه ل َغَ ُ‬
‫ب وَإ ِن ّ ُ‬ ‫قا ِ‬‫ريعُ ال ْعِ َ‬ ‫س ِ‬‫ك لَ َ‬ ‫َرب ّ َ‬
‫بعث الله عليهم العرب يجبونهم الخراج إلى يوم القيامة‪ ،‬فهففو سففوء‬
‫العذاب‪ ،‬ولم يجب نبي الخففراج قففط إل موسففى عليففه السففلم ثلث‬
‫عشرة سنة ثم أمسك‪ ،‬وإل النبي صلى الله عليه وسلم ‪(5) .‬‬

‫حسنه في‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 102 / 9‬مصنف عبد الرزاق ) ‪( 22 / 6‬‬
‫التفسير الصحيح )‪(1/223‬‬
‫صححه‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 103 / 9‬تفسير عبد الرزاق ) ‪( 240 / 2‬‬
‫في التفسير الصحيح )‪(3/262‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 103 / 9‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪( 1604 / 5‬‬
‫إسناده‬
‫‪ () 4‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 103 / 9‬تفسير ابن كثير ) ‪( 260 / 2‬‬
‫ضعيف‪.‬‬
‫صححه‬
‫‪ () 5‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 103 / 9‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 592 / 3‬‬
‫في التفسير الصحيح )‪.(1/164‬‬

‫‪135‬‬
‫‪ -11890-105‬حدثنا الحسن بن يحيففى‪ ،‬قففال‪ :‬أخبرنففا عبففد الففرزاق‪،‬‬
‫َ‬
‫ن ع َل َي ْهِف ْ‬
‫م‬ ‫ك ل َي َب ْعَث َ ّ‬
‫ن َرب ّ َ‬
‫قال‪ :‬أخبرنا معمر‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬في قوله‪} :‬وَإ ِذ ْ ت َأذ ّ َ‬
‫ه‬
‫ب وَإ ِّنف ُ‬ ‫ريعُ ال ْعِ َ‬
‫قفا ِ‬ ‫ك لَ َ‬
‫سف ِ‬ ‫ن َرب ّ َ‬
‫ب إِ ّ‬ ‫سوءَ ال ْعَ َ‬
‫ذا ِ‬ ‫م ُ‬
‫مهُ ْ‬
‫سو ُ‬
‫ن يَ ُ‬
‫م ْ‬
‫مةِ َ‬
‫قَيا َ‬‫إ َِلى ي َوْم ِ ال ْ ِ‬
‫م = ‪ { 167‬قال‪ :‬يبعث عليهم هذا الحي من العرب‪ ،‬فهم‬ ‫حي ٌ‬ ‫فوٌر َر ِ‬ ‫ل َغَ ُ‬
‫في عذاب منهم إلى يوم القيامة‪(1) .‬‬
‫‪ -11891-106‬قال‪ :‬أخبرنا معمر‪ ،‬قففال‪ :‬أخففبرني عبففد الكريففم‪ ،‬عففن‬
‫ابن المسيب‪ ،‬قال‪ :‬يستحب أن تبعث النباط في الجزية‪(2) .‬‬
‫‪ - 11892-107‬حففدثني محمففد بففن الحسففين‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا أحمففد بففن‬
‫َ‬
‫ن ع َل َي ْهِ ف ْ‬
‫م‬ ‫ك ل َي َب ْعَث َف ّ‬
‫ن َرب ّ َ‬
‫المفضل‪ ،‬قال‪ :‬ثنا أسباط‪ ،‬عن السدي‪} :‬وَإ ِذ ْ ت َأذ ّ َ‬
‫ه‬
‫ب وَإ ِّنف ُ‬ ‫ريعُ ال ْعِ َ‬
‫قفا ِ‬ ‫ك لَ َ‬
‫سف ِ‬ ‫ن َرب ّ َ‬
‫ب إِ ّ‬ ‫سوءَ ال ْعَ َ‬
‫ذا ِ‬ ‫م ُ‬
‫مهُ ْ‬
‫سو ُ‬
‫ن يَ ُ‬
‫م ْ‬
‫مةِ َ‬ ‫إ َِلى ي َوْم ِ ال ْ ِ‬
‫قَيا َ‬
‫م = ‪ { 167‬يقول‪ :‬إن ربففك يبعففث علففى بنففي إسففرائيل‬ ‫حي ف ٌ‬ ‫فففوٌر َر ِ‬ ‫ل َغَ ُ‬
‫العرب‪ ،‬فيسومونهم سوء العذاب‪ :‬يأخذون منهم الجزيففة ويقتلففونهم‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪ - 11893-108‬حدثني يونس‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ،‬قال‪ :‬قال ابففن‬
‫َ‬
‫ن‬
‫مف ْ‬ ‫مفةِ َ‬ ‫م إ ِل َففى ي َفوْم ِ ال ْ ِ‬
‫قَيا َ‬ ‫ن ع َل َي ْهِف ْ‬‫ك ل َي َب ْعَث َف ّ‬‫ن َرب ّف َ‬ ‫زيد‪ ،‬في قففوله‪} :‬وَإ ِذ ْ ت َفأذ ّ َ‬
‫م{ ليبعثففن‬ ‫حي ٌ‬ ‫فوٌر َر ِ‬ ‫ه ل َغَ ُ‬
‫ب وَإ ِن ّ ُ‬ ‫قا ِ‬‫ريعُ ال ْعِ َ‬ ‫ك لَ َ‬
‫س ِ‬ ‫ن َرب ّ َ‬ ‫ب إِ ّ‬ ‫ذا ِ‬ ‫سوَء ال ْعَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫مه ُ ْ‬
‫سو ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫على يهود‪( ) .‬‬
‫‪4‬‬

‫ض أَمم فا ً{ ]سففورة العففراف‬ ‫ُ‬ ‫َ‬


‫م فِففي الْر ِ‬ ‫قففوله تعففالى‪} :‬وَقَط ّعْن َففاهُ ْ‬
‫‪.[7/168‬‬
‫‪ - 11894-109‬حدثنا ابن وكيع قال‪ :‬ثنا إسففحاق بففن إسففماعيل عففن‬
‫يعقوب عن جعفر عن سعيد بففن جففبير عففن ابففن عباس ف رضففي اللففه‬
‫ض أ َُمما ً{ قال‪ :‬في كل أرض يدخلها قوم‬ ‫َ‬
‫م ِفي الْر ِ‬ ‫عنهما ‪} :‬وَقَط ّعَْناهُ ْ‬
‫من اليهود‪(5) .‬‬
‫َ‬
‫م فِففي الفد ّن َْيا‬ ‫جلء ل َعَفذ ّب َهُ ْ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ه ع َل َي ْهِف ُ‬
‫ب الل ّف ُ‬ ‫ول أن ك َت َ َ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬وَل َ ْ‬
‫ب الّناِر{ ]سورة الحشر ‪[59/3‬‬ ‫ذا ُ‬ ‫خَرةِ ع َ َ‬ ‫م ِفي ال ِ‬ ‫وَل َهُ ْ‬
‫‪ -26202-110‬حدثنا بشر قال‪ :‬ثنا يزيد قففال‪ :‬ثنففا سففعيد عففن قتففادة‬
‫َ‬
‫جلء{ خروج الناس مففن البلففد إلففى‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ه ع َل َي ْهِ ُ‬ ‫ب الل ّ ُ‬ ‫ول أن ك َت َ َ‬ ‫قوله‪} :‬وَل َ ْ‬

‫إسناده‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 102 / 9‬مصنف عبد الرزاق ) ‪( 22 / 6‬‬
‫ضعيف‪.‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪( 103 / 9‬‬
‫حسنه في‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 103 / 9‬تفسير ابن كثير ) ‪( 260 / 2‬‬
‫التفسير الصحيح )‪(2/281‬‬
‫‪ () 4‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 103 / 9‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪( 1604 / 5‬‬
‫‪ () 5‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 104 / 9‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 1605 / 5‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪( 592 / 3‬‬

‫‪136‬‬
‫البلد‪(1) .‬‬
‫‪ - 26204-111‬حدثنا ابن عبد العلى قال‪ :‬ثنفا ابفن ثفور عفن معمفر‬
‫عن الزهري قال‪ :‬كان النضير من سبط لم يصبهم جلء فيمففا مضففى‬
‫وكان الله قد كتب عليهم الجلء ولول ذلك لعذبهم في الففدنيا بالقتففل‬
‫والسبي‪(2) .‬‬
‫‪ - 26205-112‬حدثنا ابن حميد قال‪ :‬ثنا سلمة قال‪ :‬ثني محمففد بففن‬
‫َ‬
‫جلء{ وكان‬ ‫م ال ْ َ‬‫ه ع َل َي ِْهفف ُ‬
‫ب الّلفف ُ‬ ‫إسحاق عن يزيد بن رومان }وَل َ ْ‬
‫ول أن ك َت َ َ‬
‫ة‬
‫خففَر ِ‬
‫م ِفي ال ِ‬ ‫م ِفي الد ّن َْيا{ أي بالسيف }وَل َهُ ْ‬ ‫لهم من الله نقمة }ل َعَذ ّب َهُ ْ‬
‫ر{ مع ذلك‪(3) .‬‬ ‫ب الّنا ِ‬ ‫عَ َ‬
‫ذا ُ‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 31 / 28‬تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 98 / 8‬تفسير‬


‫ابن كثير ) ‪ ( 334 / 4‬حسنه في التفسير الصحيح )‪(4/463‬‬
‫تفسير عبد الرزاق ‪282( / )3‬‬
‫‪ -‬تفسير‬ ‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪( 31 / 28‬‬
‫لفه‬
‫ابن كثير ) ‪ - ( 333 / 4‬المستدرك علفى الصفحيحين ) ‪ ( 525 / 2‬و‬
‫شواهد صحيحة‬
‫انظر التفسير الصحيح )‪(4/463‬‬
‫إسناده ضعيف‪.‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪( 31 / 28‬‬

‫‪137‬‬
‫الدراسففففة‪:‬‬
‫كتب الله على اليهود بسففبب عصففيانهم لوامففره ‪-‬تبففارك‬
‫وتعالى‪ -‬من يسومهم العذاب بأخذ الجزية منهففم وتشففتيتهم‬
‫في الرض كما قال ابن عباسف رضففي اللففه عنهمففا وغيففره‬
‫من السلف‪.‬‬
‫قففال ابففن كففثيررحمه اللففه ‪" :‬ويقففال أن موسففى عليففه‬
‫السلم ضرب الخراج سبع سنين‪ ،‬وقيل ثلث عشرة سنة‪،‬‬
‫وكان أول من ضرب الخراج‪ ،‬ثم كانوا في قهر الملوك مففن‬
‫اليونانيين والكشففدانيين والكلففدانيين‪ ،‬ثففم صففاروا إلففى قهففر‬
‫النصارى‪ ،‬وإذللهم إياهم‪ ،‬وأخذهم منهففم الجففزى والخففراج‪،‬‬
‫ثم جاء السلم ومحمد صلى الله عليه وسلم فكانوا تحففت‬
‫قهره وذمته يؤدون الخراج والجزية‪(1) ".‬‬
‫وقففد أجففاب القرطففبي عففن إشففكال يفهففم مففن السففياق‬
‫فقال‪" :‬فإن قيل‪ :‬فقد مسخوا‪ ،‬فكيف تؤخذ منهم الجزيففة؟‬
‫فالجواب أنها تؤخذ من أبنففائهم وأولدهففم‪ ،‬وهففم أذل قففوم‪،‬‬
‫وهم اليهود‪(2) ".‬‬
‫ثففم كتففب اللففه عليهففم التقطيففع فففي الرض والشففتات‪،‬‬
‫فقطعهم إثنتي عشرة أسباطا ً أممفًا‪ ،‬فلففن يكففون لهففم أمففة‬
‫واحدة مجتمعة مستقرة‪ ،‬ول يعتد باتفاق مؤقت فإن الصل‬
‫التفرق‪ ،‬ففي أيام ملكهم الكبير أيام داود وسليمان عليهمففا‬
‫السلم ما لبثوا أن تفرقوا إلففى مملكففتين؛ مملكففة )يهففوذا(‬
‫ومملكة إسرائيل ‪ ،‬ولففم يقففم لهففم كيففان متماسففك الففى أن‬
‫قامت دولة إسرائيل المعاصففرة ‪-‬عجففل اللففه زوالهففا‪ -‬فهففذا‬
‫مم فا ً{ ]سففورة‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫س فَباطا ً أ َ‬ ‫قففوله تعففالى‪} :‬وَقَط ّعْن َففاهُ ْ‬
‫م اث ْن َت َف ْ‬
‫ي عَ ْ‬
‫ش فَرة َ أ ْ‬
‫العراف ‪[7/160‬‬
‫ً‬
‫وهناك التقطيع الثاني ‪ :‬وهو تفريقهم أمما‪ ،‬فهم موزعون في شتى‬
‫الرض‪ ،‬فل يخل منهم قطر‪ ،‬وتجدهم في كل أسقاع المعمورة‪(3) .‬‬

‫‪ () 1‬تفسير ابن كثير ‪3/226‬‬


‫‪ () 2‬تفسير القرطبي ‪7/210‬‬
‫‪ () 3‬التفسير المنير للزحيلي ‪ 9/150‬وتذكير النفس بحديث القدس للعفففان‬
‫‪ 3/117‬بتصرف‬

‫‪138‬‬
‫وقد مر اليهود عبر التاريخ بأدوار كانت غاية بالسففوم والضففطهاد‪،‬‬
‫ن ع َل َي ْهف ْ َ‬ ‫َ‬
‫م إ ِلففى ي َفوْم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك ل َي َب ْعَث َف ّ‬
‫ن َرب ّف َ‬
‫وهذا مصداق قولفه تعففالى‪} :‬وَإ ِذ ْ ت َفأذ ّ َ‬
‫ب{ وهي تتحففدث عففن تعقففب‬ ‫ذا ِ‬ ‫سففوَء ال ْعَ ف َ‬
‫م ُ‬ ‫م هُ ْ‬
‫سففو ُ‬
‫ن يَ ُ‬
‫مف ْ‬
‫م ةِ َ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫قَيا َ‬
‫هؤلء اليهود على مففر العصففور‪ ،‬ولففو لففم تكففن بهففم صفففات‬
‫تخالف صفات الدميين‪ ،‬وأنهم اصطبغوا بما لم يصففطبغ بففه‬
‫غيرهففم مففن التعنففت والصففلف والكبريففاء والخسففة والغففدر‬
‫والخيانة لما خصهم الله ف وهو أعلففم بهففم سففبحانه فف بكففثير‬
‫مففن آيففاته الففتي تكشففف أعمففالهم الخففاطئة‪ ،‬وتصففرفاتهم‬
‫الهوجاء‪ ،‬وتبين زيفهم الذي يظهرهففم علففى حقيقتهففم‪ ،‬ومففا‬
‫جبلوا عليه من فسق وفجور‪ ،‬ولقد مرت بهم حففالت كففانوا‬
‫فيها هدفا ً للضطهاد والحتقار‪ ،‬منبففوذين أينمففا ثقفففوا‪ ،‬فقففد‬
‫تحدث القرآن الكريم عن معاملة فرعون لهففم‪ ،‬وكيففف أنففه‬
‫كان يسوهم سوء العذاب‪ ،‬يقتل أبناءهم ويستحيي نساءهم‬
‫يستعبدهم ويستذلهم يتسلط عليهم ويقهرهم‪ ،‬وسففلط اللففه‬
‫عليهم الملك )سرجون( ملففك آشففور فقضففى علففى مملكففة‬
‫إسففففرائيل‪ ،‬وشففففتت شففففملهم وفففففرق جمففففوعهم سففففنة‬
‫‪721‬ق‪.‬م )‪.(1‬‬
‫ويذكر المؤرخون كيف غففزا )بختنصففر( بيففت المقدس ف‪،‬‬
‫وخربها واستحل أهلها‪ ،‬وقففاد أكففثرهم أسففرى حففوالي سففنة‬
‫‪586‬ق‪.‬م‪ ،‬ثم غزاها ثانيا ً فقتل المقاتلففة وسففبى الذريففة )‪،(2‬‬
‫فففي سففنة ‪203‬ق‪.‬م‪ .‬اضففطهد حكففام سففوريا اليهففود حيففن‬
‫استحلوا بلدهم‪ ،‬وأثقلوهم بالضرائب وفتنوهم عن دينهم‪.‬‬
‫وقد استولى أحد الرومان )بومبيه( على مملكففة يهففوذا‬
‫وجعلها أقليما ً رومانيا ً )‪ ،(3‬وفي سففنة ‪ 70‬للميلد ثففار اليهففود‬
‫على الرومان فاضطروا للستيلء على )أورشليم(‪ ،‬وأصففدر‬
‫المبراطور )تيتوس( أمففرا ً بففإحراق معبففدهم‪ ،‬وذبففح معظففم‬
‫أهلها‪ ،‬وبيع من بقي منهم‪ ،‬وفففي سففنة ‪135‬م قففامت ثففورة‬
‫ضد الرومان وكانت قد أنشئت مدينة اليهود من جديد‪ ،‬مما‬

‫‪ () 1‬مقارنة الديان )اليهودية ‪.(85‬‬


‫و‬ ‫تفسير‬
‫مقارنة الديان )‪ ،(85‬اليهود في القففرآن )‬ ‫الطبري )‪(1/538‬‬ ‫‪() 2‬‬
‫‪.(88‬‬
‫‪ () 3‬اليهود في القرآن )‪.(88‬‬

‫‪139‬‬
‫جعل المبراطور الروماني )أديان( يأمر بهففدم المدينففة مففن‬
‫أساسها‪ ،‬والقضاء على اليهففود‪ ،‬وقففد ذبففح منهففم ‪500.000‬‬
‫وتم بيع الباقين‪ ،‬وتشريدهم في أرجاء الرض‪.(1) .‬‬
‫أجلى الرسول صلى الله عليه وسلم بعض قبائلهم من‬
‫المدينة المنورة‪ ،‬وقضى على أخرى بعد أن تبين له غدرهم‬
‫وخيانتهم وتآمرهم مع أعداء المسلمين‪ ،‬وقاتلهم فففي خيففبر‬
‫حتى استحل بلدهم حين عرف أنهم يكيدون لففه ويجمعففون‬
‫له الجموع‪ .‬وسيأتي مزيد تفصيل لففذلك فففي البففاب الثففالث‬
‫بإذن الله‪.‬‬
‫وأجلهم عمر بن الخطاب _ مففن كافففة جزيففرة العففرب‬
‫متمثل ً قول الرسول صلى اللففه عليففه وسففلم ‪)) :‬ل يجتمففع‬
‫دينان في جزيرة العرب((‪(2) .‬‬
‫)وقد لبثوا عدة قرون يسامون الخسف من قبل المففم‬
‫المسيحية الذين يرون أن مطاردتهم واضطهادهم إنمففا هففو‬
‫عنوان الصلح والتقوى عندهم‪ ،‬فقد هاجمهوهم وامتهنففوهم‬
‫واحتقروهم حتى لم ينجهم منهم إل السلم يتفيئون ظللففه‬
‫فففي الندلسفف‪ ،‬ولكنففه حيففن قلففص هففذا الظففل واسففتولى‬
‫النصففارى علففى الحكففم لففم يعففد ذلففك الملذ لهففم‪ ،‬فقففرروا‬
‫إخراج اليهود وتعقبوهم في كل مدن النففدلس‪ ،‬وقففد بففذلك‬
‫رجال الكنيسة الكاثوليكيففة كففل جهففودهم فففي سففبيل طففرد‬
‫العنصر اليهففودي‪ ،‬فكففان أن أرغففم جميففع اليهففود الففذين لففم‬
‫يعتنقوا المسففيحية علففى مغففادرة البلد السففبانية وإل حكففم‬
‫عليهم بالعدام‪ ،‬وقد وقع كثيرون منهم فففي يففد القراصففنة‪،‬‬
‫فجردوهم من أموالهم واتخذوهم عبيدا ً أرقاء‪ ،‬وقد لجأ كثير‬
‫منهم إلى البرتغال‪ ،‬ولكففن القساوسففة أثففاروا الففرأي العففام‬
‫عليهم‪ ،‬فتم إبعاد جميع البففالغين منهففم‪ ،‬أمففا الولد الففتي ل‬
‫تتجاوز أعمارهم أربعة عشر عاما ً فقد انتزعوا مففن أحضففان‬
‫أمهاتهم لكي يربوا‪ ،‬وينشؤوا على مبادئ الدين المسففيحي(‬

‫‪ () 1‬مقارنة الديان )‪ ،(90‬اليهود في القرآن )‪.(89‬‬


‫‪ () 2‬رواه مالك في الموطأ ‪ 2/892‬والبيهقي في سننه ‪ 6/115‬وبنحوه في‬
‫مسند احمد ‪6/274‬‬

‫‪140‬‬
‫)‪ ،(1‬ولففم يقتصففر طففرد اليهففود مففن أسففبانيا والبرتغففال بففل‬
‫طردوا وشردوا من جميع دول أوربا‪.‬‬
‫‪ -‬ففففي انجلففترا طففر الملففك )إدوارد( اليهففود سففنة‬
‫‪1290‬م‪.‬‬
‫‪ -‬وفي فرنسا طردهم الملك )فيليب( سففنة ‪1306‬‬
‫وسمح لعدد ضئيل منهم بالعودة‪ ،‬ولكنهففم طففردوا بعففد‬
‫ذلك سنة ‪1394‬م‪.‬‬
‫‪ -‬ومن المجر طردوا سنة ‪1360‬م ولكنهم ما لبثففوا‬
‫أن عادوا حتى طردوا سنة ‪1582‬م‪.‬‬
‫‪ -‬وفي سنة ‪1370‬م طردوا من بلجيكا‪.‬‬
‫‪ -‬وفففي تشيكوسففلوفاكيا شففردوا مففن بففراغ سففنة‬
‫‪1380‬م وكففثيرون منهففم عففادوا فاسففتوطنوها سففنة‬
‫‪ 1562‬وفي سنة ‪ 1744‬طردتهم المففبراطورة )ماريففا‬
‫تيريزا( )‪.(2‬‬
‫‪ -‬وقففد تففم طردهففم مففن النمسففا علففى يففد الملففك‬
‫)البريخت الخامس( سنة ‪1420‬م‪.‬‬
‫‪ -‬وفففي سففنة ‪1444‬م طففردوا مففن أتففوريخت فففي‬
‫هولندا‪.‬‬
‫‪ -‬ومن إيطاليا طردوا مففن مملكففة نففابلي وسففردينيا‬
‫سنة ‪1540‬م‪.‬‬
‫‪ -‬ونفوا من بافاريففا فففي ألمانيففا سففنة ‪1551‬م‪ ،‬ثففم‬
‫كثر اضطهادهم على يد النازيين في الحففرب العالميففة‬
‫الثانية‪ ،‬وأزهقت أرواح مئات اللوف منهم‪.‬‬
‫‪ -‬أما في روسيا فقد طردوا منها سنة ‪1510‬م ثففم‬
‫عففادوا تففدريجيا ً إليهففا متعرضففين لنففواع شففتى مففن‬
‫الضففطهادات وأبرزهففا مففا حصففل فففي أوكرانيففا عففام‬
‫‪1919‬م‪.(3) .‬‬

‫‪ () 1‬اليهود في القرآن )‪ (90‬بتصرف‪.‬‬


‫‪ () 2‬اليهود في القرآن )‪.(90‬‬
‫‪ () 3‬اليهود في القرآن )‪ 90‬ف ‪.(91‬‬

‫‪141‬‬
‫وسيستمر أمر الله فيهففم حففتى يففذوقوا المهانففة والقتففل‬
‫على يد المسلمين قال صلى الله عليففه وسففلم ‪)) :‬ل تقففوم‬
‫الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود‪ ،‬فيقتلهم المسففلمون‬
‫حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر‬
‫أو الشجر‪ :‬يا مسلم يا عبد اللففه هففذا يهففودي خلفففي فتعففال‬
‫فاقتله‪ ،‬إل الغرقد فإنه من شجر اليهود‪(1) ((.‬‬

‫‪ () 1‬رواه مسلم ج‪ 4:‬ص‪2239:‬‬

‫‪142‬‬
‫المسألة السادسة‪ :‬المسخ قردة وخنازير‬
‫الثار‪:‬‬
‫قل ْن َففا‬
‫ت فَ ُ‬ ‫س فب ْ ِ‬ ‫م فِففي ال ّ‬ ‫من ْك ُف ْ‬
‫ن اع ْت َد َْوا ِ‬ ‫م ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫مت ُ ْ‬
‫قد ْ ع َل ِ ْ‬ ‫قولفه تعالى‪} :‬وَل َ َ‬
‫ن = ‪] .{ 65‬سورة البقرة ‪[2/65‬‬ ‫سِئي َ‬ ‫خا ِ‬ ‫كوُنوا قَِرد َة ً َ‬ ‫م ُ‬ ‫ل َهُ ْ‬
‫‪ -950 -113‬حدثنا أبو كريب قال‪ :‬ثنا عثمان بن سعيد قال‪ :‬ثنا بشر‬
‫بن عمارة عن أبي روق عففن الضففحاك عففن ابففن عباس ف رضففي اللففه‬
‫كون ُففوا‬ ‫م ُ‬ ‫قل ْن َففا ل َهُ ف ْ‬‫ت فَ ُ‬ ‫س فب ْ ِ‬‫م ِفي ال ّ‬ ‫من ْك ُ ْ‬‫ن اع ْت َد َْوا ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫مت ُ ْ‬‫قد ْ ع َل ِ ْ‬ ‫عنهما ‪} :‬وَل َ َ‬
‫ن = ‪ { 65‬يقول‪ :‬ولقففد عرفتففم وهففذا تحففذير لهففم مففن‬ ‫سِئي َ‬ ‫خا ِ‬ ‫قَِرد َة ً َ‬
‫المعصية يقفول‪ :‬احففذروا أن يصففيبكم مفا أصففاب أصففحاب السففبت إذ‬
‫ن =‬ ‫س فِئي َ‬ ‫خا ِ‬ ‫كون ُففوا قِ فَرد َة ً َ‬ ‫م ُ‬ ‫قل َْنا ل َهُ ف ْ‬
‫ت فَ ُ‬ ‫سب ْ ِ‬‫م ِفي ال ّ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫عصوني }اع ْت َد َْوا ِ‬
‫‪ { 65‬يقول اجترؤوا في السبت‪ .‬قال‪ :‬لم يبعففث اللففه نبيففا إل أمففره‬
‫بالجمعة وأخبره بفضلها وعظمها في السففموات وعنففد الملئكففة وأن‬
‫الساعة تقوم فيها فمن اتبع النبياء فيما مضى كما اتبعت أمة محمد‬
‫صلى الله عليه وسلم محمففدا قبففل الجمعففة وسففمع وأطففاع وعففرف‬
‫فضلها وثبت عليها بما أمففره اللفه تعفالى بفه ونففبيه صفلى اللففه عليفه‬
‫وسلم ومن لم يفعل ذلك كان بمنفففزلة الففذين ذكففر اللففه فففي كتففابه‬
‫كون ُففوا‬ ‫م ُ‬ ‫قل ْن َففا ل َهُ ف ْ‬‫ت فَ ُ‬ ‫س فب ْ ِ‬‫م فِففي ال ّ‬ ‫من ْك ُف ْ‬‫ن اع ْت َد َْوا ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫مت ُ ْ‬‫قد ْ ع َل ِ ْ‬ ‫فقال‪} :‬وَل َ َ‬
‫ن = ‪ .{ 65‬وذلك أن اليهود قالت لموسى حين أمرهففم‬ ‫سِئي َ‬ ‫خا ِ‬ ‫قَِرد َة ً َ‬
‫بالجمعة وأخبرهم بفضلها‪ :‬يا موسى كيف تأمرنففا بالجمعففة وتفضففلها‬
‫على اليام كلها والسبت أفضل اليام كلها؛ لن الله خلق السففموات‬
‫والرض والقوات في ستة أيام وسففبت لفففه كففل شففيء مطيعفا ً يففوم‬
‫السبت وكان آخر الستة؟ قال‪ :‬وكذلك قالت النصففارى لعيسففى ابففن‬
‫مريم حين أمرهم بالجمعة قالوا لفه‪ :‬كيففف تأمرنففا بالجمعففة وأفضففل‬
‫اليففام أفضففلها وسففيدها والول أفضففل واللففه واحففد والواحففد الول‬
‫أفضل؟ فأوحى الله إلى عيسى أن دعهم والحد ولكففن ليفعلففوا فيففه‬
‫كذا وكذا مما أمرهم به‪ .‬فلم يفعلوا فقص الله تعففالى قصصففهم فففي‬
‫الكتاب بمعصيتهم‪ .‬قال‪ :‬وكففذلك قففال اللففه لموسففى حيففن قففالت لففه‬
‫اليهود ما قالوا في أمر السبت‪ :‬أن دعهفم والسفبت فل يصفيدوا فيفه‬
‫سمكا ً ول غيففره ول يعملففون شففيئا ً كمففا قففالوا‪ .‬قففال‪ :‬فكففان إذا كففان‬
‫ْ‬
‫م‬
‫م ي َفوْ َ‬ ‫حيت َففان ُهُ ْ‬‫م ِ‬ ‫السبت ظهرت الحيتان على الماء فهو قوله‪} :‬إ ِذ ْ ت َأِتيهِ ْ‬
‫ْ‬
‫ن‬
‫قو َ‬
‫سف ُ‬
‫ف ُ‬ ‫مفا َ‬
‫كفاُنوا ي َ ْ‬ ‫ك ن َب ُْلوهُ ْ‬
‫م بِ َ‬ ‫م ك َذ َل ِ َ‬
‫ن ل ت َأِتيهِ ْ‬
‫سب ُِتو َ‬ ‫شّرعا ً وَي َوْ َ‬
‫م ل يَ ْ‬ ‫م ُ‬
‫سب ْت ِهِ ْ‬
‫َ‬
‫= ‪] { 163‬سورة العراف ‪ [7/163‬يقول‪ :‬ظاهرة على الماء ذلففك‬
‫لمعصيتهم موسى‪ .‬وإذا كان غير يففوم السففبت صففارت صففيدا ً كسففائر‬
‫ْ‬
‫مففا ك َففاُنوا‬ ‫ك ن َب ْل ُففوهُ ْ‬
‫م بِ َ‬ ‫م ك َفذ َل ِ َ‬
‫ن ل ت َفأِتيهِ ْ‬
‫س فب ُِتو َ‬ ‫اليام فهو قوله‪} :‬وَي َفوْ َ‬
‫م ل يَ ْ‬
‫ن = ‪ .{ 163‬ففعلت الحيتان ذلك ما شاء اللففه؛ فلمففا رأوهففا‬ ‫قو َ‬
‫س ُ‬
‫ف ُ‬
‫يَ ْ‬

‫‪143‬‬
‫كذلك طمعوا في أخذها وخفافوا العقوبفة فتنففاول بعضفهم منهففا فلففم‬
‫تمتنع عليه وحذر العقوبة التي حذرهم موسى من الله تعففالى‪ .‬فلمففا‬
‫رأوا أن العقوبة ل تحففل بهففم عففادوا وأخففبر بعضففهم بعضفا ً بففأنهم قففد‬
‫أخذوا السمك ولم يصبهم شيء‪ ،‬فكثروا في ذلك وظنوا أن مففا قففال‬
‫ن‬‫ذي َ‬‫م ال ّف ِ‬‫مت ُف ْ‬‫ق فد ْ ع َل ِ ْ‬ ‫لهم موسى كان باطل ً وهو قول الله جل ثناؤه‪} :‬وَل َ َ‬
‫ن = ‪ { 65‬يقول‬ ‫سِئي َ‬‫خا ِ‬ ‫كوُنوا قَِرد َة ً َ‬‫م ُ‬ ‫قل َْنا ل َهُ ْ‬ ‫ت فَ ُ‬ ‫سب ْ ِ‬ ‫م ِفي ال ّ‬ ‫من ْك ُ ْ‬‫اع ْت َد َْوا ِ‬
‫لهؤلء الذين صادوا السمك فمسخهم اللففه قففردة بمعصففيتهم يقففول‪:‬‬
‫إذا لم يحيوا فففي الرض إل ثلثففة أيففام ولففم تأكففل ولففم تشففرب ولففم‬
‫تنسل‪ ،‬وقد خلق اللففه القففردة والخنففازير وسففائر الخلففق فففي السففتة‬
‫اليام التي ذكر الله في كتابه‪ ،‬فمسخ هؤلء القوم في صورة القردة‬
‫وكذلك يفعل بمن شاء كما يشاء ويحوله كما يشاء‪(1).‬‬
‫‪ - 955-114‬حدثني محمد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبففو عاصففم قففال ‪ :‬ثنففا‬
‫ن‬ ‫ذي َ‬‫م ال ّف ِ‬‫مت ُف ْ‬‫قد ْ ع َل ِ ْ‬‫عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ‪} :‬وَل َ َ‬
‫ن{ قال ‪ :‬لففم‬ ‫س فِئي َ‬ ‫خا ِ‬ ‫م ُ‬
‫كون ُففوا قِ فَرد َة ً َ‬ ‫قل ْن َففا ل َهُ ف ْ‬
‫ت فَ ُ‬ ‫س فب ْ ِ‬ ‫م ِفي ال ّ‬ ‫من ْك ُ ْ‬‫اع ْت َد َْوا ِ‬
‫يمسخوا‪ ،‬إنما هو مثل ضربه الله لهففم مثففل مففا ضففرب مثففل الحمففار‬
‫يحمل أسفارا ً ‪(2) .‬‬
‫‪ - 956-115‬حدثنا بشار قال‪ :‬حففدثنا أبفو أحمفد الزبيففري قففال حفدثنا‬
‫كون ُففوا ْ قِفَرد َةً‬ ‫سفففيان عففن ابففن أبففي نجيففح عففن مجاهففد فففي قففوله‪ُ } :‬‬
‫ن{ ]سورة البقرة ‪ [2/65‬قال‪ :‬صاغرين‪(3) .‬‬ ‫سِئي َ‬‫خا ِ‬ ‫َ‬
‫‪ - 957-116‬حدثني الحسن بن يحيى قال‪ :‬أخبرنا عبد الففرزاق قففال‪:‬‬
‫أخبرنا معمر عن قتادة‪} :‬خاسئين{ قال‪ :‬صاغرين‪(4) .‬‬
‫كال ً{ ]سورة البقرة ‪.[2/66‬‬ ‫ها ن َ َ‬ ‫جعَل َْنا َ‬‫قوله تعالى‪} :‬فَ َ‬
‫‪ - 960-117‬حدثنا به أبو كريب قال‪ :‬حدثنا عثمففان بففن سففعيد قففال‪:‬‬
‫حدثنا بشر بن عمارة قففال‪ :‬حففدثنا أبففو روق عففن الضففحاك عففن ابففن‬
‫جعَل َْناهَففا{ فجعلنفا تلفك العقوبفة وهفي‬ ‫عباس رضفي اللفه عنهمفا ‪} :‬فَ َ‬
‫المسخة نكا ً‬
‫ل‪(5) .‬‬
‫خل َْفَها{ ]سورة البقرة ‪.[2/66‬‬ ‫ما َ‬‫ن ي َد َي َْها وَ َ‬ ‫ما ب َي ْ َ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬ل ّ َ‬
‫)( تفسير الطففبري ) ‪ - ( 330 -329/ 1‬تفسففير ابففن كففثير ) ‪- 106/ 1‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪( 107‬‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪ - ( 332 / 1‬تفسير الدر المنثور ) ‪ ( 185 / 1‬تفسير‬ ‫‪2‬‬
‫ابن كثير ) ‪( 106 / 1‬‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪ ( 333 / 1‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪ ( 133 / 1‬تفسير‬ ‫‪3‬‬
‫ابن كثير ) ‪( 107 / 1‬‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪ - ( 333 / 1‬تفسير عبد الرزاق ) ‪ - ( 48 / 1‬تفسير‬ ‫‪4‬‬
‫ابن أبي حاتم ) ‪ - ( 133 / 1‬تفسير ابن كثير ) ‪ ( 107 / 1‬صححه فففي‬
‫التفسير الصحيح )‪(1/172‬‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪ - ( 333 / 1‬تفسير الدر المنثور ) ‪ ( 185 / 1‬رواه‬ ‫‪5‬‬
‫ابن أبي حاتم بسند جيد عن أبي العالية انظر التفسير الصحيح )‪(1/172‬‬

‫‪144‬‬
‫‪ - 969-118‬حدثني به موسى بن هففارون قففال‪ :‬حففدثنا عمففرو قففال‪:‬‬
‫خل َْفهَففا{‬ ‫مففا َ‬ ‫ن ي َفد َي َْها وَ َ‬
‫ما ب َي ْف َ‬‫كال ً ل ّ َ‬ ‫جعَل َْنا َ‬
‫ها ن َ َ‬ ‫حدثنا أسباط عن السدي‪} :‬فَ َ‬
‫قال‪ :‬أما ما بين يديها‪ :‬فما سلف من عملهم }وما خلفها{ فمن كففان‬
‫بعدهم من المم أن يعصوا فيصنع الله بهم مثل ذلك‪(1) .‬‬
‫خن َففاِزيَر{ ]سففورة المففائدة‬ ‫ق فَرد َة َ َوال ْ َ‬
‫م ال ْ ِ‬ ‫من ْهُ ف ُ‬
‫ل ِ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬وَ َ‬
‫ج عَ ف َ‬
‫‪.[5/60‬‬
‫‪ 9532-119‬حدثنا ابن حميد قففال‪ :‬ثنففا سففلمة بففن الفضففل عففن ابففن‬
‫إسحاق عن عمرو بن كثير بن أفلح مولى أبي أيوب النصففاري قففال‪:‬‬
‫حدثت أن المسخ في بني إسرائيل من الخنازير كففان أن امففرأة مففن‬
‫بني إسرائيل كانت في قرية من قرى بني إسرائيل‪ ،‬وكان فيها ملك‬
‫بني إسرائيل‪ ،‬وكانوا قد اسففتجمعوا علففى الهلكففة إل أن تلففك المففرأة‬
‫كانت على بقية من السلم‪ ،‬متمسففكة بففه فجعلففت تففدعو إلففى اللففه‬
‫حتى إذا اجتمع إليها ناس فتابعوها على أمرها قففالت لهففم‪ :‬إنففه ل بففد‬
‫لكم من أن تجاهدوا عن دين الله‪ ،‬وأن تنادوا قومكم بذلك فففاخرجوا‬
‫فإني خارجة! فخرجت وخفرج إليهفا ذلفك الملفك ففي النفاس‪ ،‬فقتفل‬
‫أصحابها جميعا ً وانفلتت من بينهم‪ .‬قال‪ :‬ودعت إلى الله حففتى تجمففع‬
‫النففاس إليهففا‪ ،‬حففتى إذا رضففيت منهففم أمرتهففم بففالخروج‪ ،‬فخرجففوا‬
‫وخرجت معهم وأصيبوا جميعا ً وانفلتت من بينهم‪ .‬ثم دعت إلى اللففه‬
‫حتى إذا اجتمع إليها رجال اسففتجابوا لهففا أمرتهففم بففالخروج فخرجففوا‬
‫وخرجت فأصيبوا جميعفا ً وانفلتفت مفن بينهففم‪ .‬فرجعفت وقففد أيسفت‬
‫وهي تقول‪ :‬سبحان الله لو كان لهذا الدين ولي وناصففر لقففد أظهففره‬
‫بعد! قال‪ :‬فباتت محزونة وأصبح أهففل القريففة يسففعون فففي نواحيهففا‬
‫خنازير وقد مسخهم الله في ليلتهم تلك‪ ،‬فقالت حين أصبحت ورأت‬
‫ما رأت‪ :‬اليوم أعلم أن الله قد أعز دينه وأمر دينه! قففال‪ :‬فمففا كففان‬
‫مسخ الخنازير في بني إسرائيل إل على يدي تلك المرأة‪(2) .‬‬
‫‪ 9533-120‬حدثني محمد بن عمرو قففال‪ :‬ثنففا أبففو عاصففم قففال‪ :‬ثنففا‬
‫م ال ْ ِ‬
‫قففَرد َةَ‬ ‫من ْهُ ُ‬
‫ل ِ‬ ‫جعَ َ‬ ‫عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله‪} :‬وَ َ‬
‫زيَر{ قال‪ :‬مسخت من يهود‪(3) .‬‬ ‫خَنا ِ‬‫َوال ْ َ‬
‫‪ - 9601-121‬حدثنا ابن وكيع قال‪ :‬ثنا جرير عن حصين عن مجاهففد‪:‬‬
‫ن‬
‫سففى اب ْف ِ‬ ‫عي َ‬ ‫ن َداُوود َ وَ ِ‬ ‫سفا ِ‬ ‫ل ع َل َففى ل ِ َ‬ ‫سفَراِئي َ‬ ‫مففن ب َن ِففي إ ِ ْ‬ ‫ففُروا ْ ِ‬
‫ن كَ َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫}ل ُعِ َ‬
‫م{ ]سورة المائدة ‪[5/78‬قفال‪ :‬لعنففوا علففى لسفان داود فصففاروا‬ ‫مْري َ َ‬‫َ‬
‫قردة ولعنوا على لسان عيسى فصاروا خنازير‪( ).‬‬
‫‪4‬‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪( 335 / 1‬‬


‫إسناده ضعيف‪.‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪( 293 / 6‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 293 / 6‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪( 1165 / 4‬‬
‫‪ () 4‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 317 / 6‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 1182 / 4‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪( 126 / 3‬‬

‫‪145‬‬
‫‪-122‬حدثنا القاسم قال‪ :‬ثنا الحسين قال‪ :‬ثني حجاج عن ابن جريففج‬
‫مففن‬ ‫فُروا ْ ِ‬‫ن كَ َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫قال‪ :‬قال ابن عباس رضي الله عنهما قولفه‪} :‬ل ُعِ َ‬
‫ل{ بكل لسان؛ لعنوا على عهد موسى عليه السففلم فففي‬ ‫سَراِئي َ‬‫ب َِني إ ِ ْ‬
‫التوراة‪ ،‬وعلى عهد داود عليه السلم في الزبور‪ ،‬وعلى عهد عيسى‬
‫عليه السلم في النجيل‪ ،‬ولعنوا على لسان محمد صلى اللففه عليففه‬
‫وسلم في القرآن‪(1) .‬‬
‫ف فُروا ْ ِ‬
‫مففن ب َن ِففي‬ ‫ن كَ َ‬‫ذي َ‬‫ن ال ّف ِ‬
‫‪-123‬قففال ابففن جففريج وقففال آخففرون‪} :‬ل ُعِ ف َ‬
‫ن َداُوود َ{ على عهده فلعنوا بدعوته‪ .‬قال‪ :‬مففر داود‬ ‫ل ع ََلى ل ِ َ‬
‫سا ِ‬ ‫سَراِئي َ‬
‫إِ ْ‬
‫عليه السلم على نفر منهم وهم فففي بيففت فقففال مفن فففي الففبيت؟‬
‫قالوا‪ :‬خنازير قال‪ :‬اللهم اجعلهم خنازير! فكانوا خنازير؛ ثم أصففابتهم‬
‫لعنته‪ .‬ودعا عليهم عيسى عليه السلم فقال‪ :‬اللهم العن من افترى‬
‫علي وعلى أمي واجعلهم قردة خاسئين‪(2) .‬‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 317 / 6‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 126 / 3‬‬


‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪( 317 / 6‬‬

‫‪146‬‬
‫الدراسففففة‪:‬‬
‫مما أبتلى الله به بني إسرائيل يوم السبت‪ ،‬وما منعهم‬
‫الله من صيد الحيتان فيه كما هو مفصل في ما سففبق مففن‬
‫الثار‪.‬‬
‫وأمام هذه المعصية صار القوم ثلثة أصناف‪:‬‬
‫‪ -1‬صففنف وقففف عنففد حففدود اللففه ونهففى الخريففن عففن‬
‫المعصية‪.‬‬
‫‪ -2‬وصففنف أمسففك عففن المعصففية ولكنففه سففكت عففن‬
‫العصاة‪.‬‬
‫‪ -3‬وصنف وقع في المعصية وانتهك حدود الله‪.‬‬
‫ووقففع خلف بيففن السففلف عففن مففن وقففع عليففه الهلك‬
‫فيجزمففون أن العاصففين مسففخوا ويختلفففون فففي الففذين‬
‫ذابا ً‬ ‫ظون قَوما ً الل ّفه مهل ِك ُهف َ‬
‫م ع َف َ‬
‫معَفذ ّب ُهُ ْ‬
‫م أو ْ ُ‬
‫ُ ُ ْ ُ ْ‬ ‫م ت َعِ ُ َ ْ‬
‫أمسكوا وقالوا‪} :‬ل ِ َ‬
‫شِديدا ً{ ]سورة العراف ‪[7/164‬‬ ‫َ‬
‫وقد فصل ذلك ابن كففثير ثففم قففال‪" :‬فنففص علففى نجففاة‬
‫الناهين وهلك الظالمين وسكت عن السففاكتين لن الجففزاء‬
‫مففن جنففس العمففل‪ ،‬فهففم ل يسففتحقون مففدحا ً فيمففدحوا ول‬
‫ارتكبوا عظيما ً فيذموا" )‪(1‬‬
‫‪ -1‬وقد مسخ الله العصاة وتحولففوا الففى قففردة خاسففئين‬
‫لها أذناب تتعاوى بعدما كانوا رجال ً ونسففاًء‪ ،‬وهففو قففول ابففن‬
‫عباس رضي الله عنهما وجمع من التابعين‪.‬‬
‫‪ -2‬و ذهب مجاهد رحمففه اللففه الففى أن المسففخ معنففوي‬
‫كما رواه الطبري‪ ،‬وأنه مسخ لرواحهم وقلوبهم‪ ،‬وهو مثففل‬
‫ضربه الله كمثل الحمار الذي ضربه يحمل أسفارًا‪.‬‬
‫قففال القرطففبي‪ :‬ولففم يقلففه غيففره مففن المفسففرين فيمففا‬
‫أعلم‪(2) .‬‬
‫وقد خالفه الطففبري وبيففن مخففالفته للجمففاع‪ ،‬وعلففل أن‬
‫فهمه هذا مخالف لظاهر القرآن‪ ،‬وليس بجيد فقال‪" :‬وهذا‬
‫القول الذي قاله مجاهد قول مخففالف لظففاهر مففا دل عليففه‬
‫‪ () 1‬تفسير ابن كثير ‪224-1/223‬‬
‫‪ () 2‬تفسير القرطبي ‪1/300‬‬

‫‪147‬‬
‫كتاب الله‪ ،‬وذلك‪ :‬أن الله أخبر فففي كتففابه أنففه جعففل منهففم‬
‫القردة والخنففازير وعبففد الطففاغوت‪ ،‬كمففا أخففبر عنهففم أنهففم‬
‫قالوا لنبيهم‪} :‬أ َرَِنا الل َّه َجْهففَرةً{ ]سورة النسففاء ‪ [4/153‬وأن‬
‫اللففه ‪ -‬تعففالى ذكففره‪ -‬أصففعقهم عنففد مسففألتهم ذلففك ربهففم‪،‬‬
‫وأنهم عبففدوا العجففل فجعففل تففوبتهم قتففل أنفسففهم‪ ،‬وأنهففم‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫أمروا بدخول الرض المقدسة فقففالوا لنففبيهم‪} :‬اذ ْ َ‬
‫ب أنفف َ‬ ‫هفف ْ‬
‫ن{ ]سورة المائدة ‪ [5/24‬فففابتلهم‬ ‫دو َ‬ ‫هاهَُنا َقا ِ‬
‫ع ُ‬ ‫وََرب ّ َ‬
‫ك فَ َ‬
‫قاِتل إ ِّنا َ‬
‫بالتيه‪ .‬فسواء قال قائل‪ :‬هم لم يمسخهم قففردة وقففد أخففبر‬
‫جل ذكره أنه جعل منهففم قففردة وخنففازير‪ ،‬وآخففر قففال‪ :‬لففم‬
‫يكن شيء مما أخبر الله عن بني إسففرائيل أنففه كففان منهففم‬
‫من الخلف على أنبيائهم والعقوبففات والنكففال الففتي أحلهففا‬
‫الله بهم‪ .‬ومن أنكر شففيئا ً مففن ذلففك وأقففر بففآخر منففه سففئل‬
‫البرهان على قوله وعورض فيما أنكر من ذلك بما أقر بففه‪،‬‬
‫ثم يسأل الفرق من خبر مستفيض أو أثر صففحيح‪ .‬هففذا مففع‬
‫خلف قول مجاهد قول جميففع الحجففة الففتي ل يجففوز عليهففا‬
‫الخطأ والكذب فيما نقلته مجمعة عليففه‪ ،‬وكفففى دليل ً علففى‬
‫فساد قول إجماعها على تخطئته‪(1) ".‬‬
‫ومما يؤيد أن المسخ حقيقففي ول يسففتغرب قففوله صففلى‬
‫الله عليففه وسففلم فففي حففديث أم حبيبففة رضففي اللففه عنهففا‬
‫وفيه‪ :‬فقال رجل‪)) :‬يا رسففول اللففه القففردة والخنففازير هففي‬
‫مما مسخ(( فقال النبي صلى الله عليففه وسففلم ))إن اللففه‬
‫ل‪،‬‬‫عز وجل لم يهلك قوما ً أو يعذب قوما ً فيجعففل لهففم نس ف ً‬
‫وإن القردة والخنازير كانوا قبل ذلك‪(2) ((.‬‬
‫وهذا الذي عاقبهم به الله ذكر أن أصحابه هم مففن أشففر‬
‫خلق الله ‪:‬لعنهم وطردهم من رحمتففه ومسففخهم كمففا قففال‬
‫ل هَ ْ ُ‬
‫ه الل ّف ُ‬
‫ه‬ ‫ن ل َعَن َف ُ‬ ‫عن ْد َ الل ّهِ َ‬
‫مف ْ‬ ‫مُثوب َ ً‬
‫ة ِ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ك َ‬ ‫م ْ‬
‫شّر ِ‬‫م بِ َ‬‫ل أن َب ّئ ُك ُ ْ‬ ‫تعالى‪} :‬قُ ْ‬
‫ت أ ُوْل َئ ِ َ‬
‫ك َ‬
‫شففّر‬ ‫غو َ‬ ‫خَناِزيَر وَع َب َد َ ال ّ‬
‫طا ُ‬ ‫قَرد َة َ َوال ْ َ‬
‫م ال ْ ِ‬
‫من ْهُ ْ‬
‫ل ِ‬ ‫ب ع َل َي ْهِ وَ َ‬
‫ج عَ َ‬ ‫ض َ‬‫وَ غ َ ِ‬
‫َ‬
‫ل = ‪] { 60‬سورة المائدة ‪[5/60‬‬ ‫سِبي ِ‬ ‫واِء ال ّ‬ ‫س َ‬‫ن َ‬ ‫ل عَ ْ‬‫ض ّ‬ ‫كانا ً وَأ َ‬
‫م َ‬
‫َ‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ‪1/373‬‬


‫‪ () 2‬صحيح مسلم ‪ 3663‬وابن حبان ‪2969‬‬

‫‪148‬‬
‫كل ذلك تحذيرا ً لبني إسرائيل المعاصرين لرسففول اللففه‬
‫صلى اللففه عليففه وسففلم ‪ ،‬ولمففن جففاء بعففدهم‪ ،‬وللمسفلمين‬
‫حتى يطيعوا أمر الله ول يتعدوا حدوده‪ ،‬كما قال تعالى‪َ} :‬يا‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫لأ ْ‬ ‫ن قَب ْ ِ‬
‫مفف ْ‬
‫م ِ‬‫كفف ْ‬‫م عَ ُ‬
‫ما َ‬‫دقا ً ل ِ َ‬
‫ص ّ‬‫م َ‬ ‫ما َنفّزل َْنا ُ‬‫مُنوا ب ِ َ‬ ‫ن أوُتوا ال ْك َِتا َ‬
‫بآ ِ‬ ‫ذي َ‬‫أي َّها ال ّ ِ‬
‫َ‬ ‫ها ع ََلى أ َدبار َ َ‬
‫ت‬‫سفب ْ ِ‬
‫ب ال ّ‬ ‫حا َ‬‫ص َ‬‫ما ل َعَّنا أ ْ‬‫م كَ َ‬ ‫ها أوْ ن َل ْعَن َهُ ْ‬ ‫َْ ِ‬ ‫جوها ً فَن َُرد ّ َ‬ ‫س وُ ُ‬
‫م َ‬ ‫ن َط ْ ِ‬
‫كا َ‬
‫عول ً = ‪] { 47‬سورة النساء ‪(1) [4/47‬‬ ‫ف ُ‬ ‫مُر الل ّهِ َ‬
‫م ْ‬ ‫نأ ْ‬ ‫وَ َ َ‬

‫‪ () 1‬يذكر بعض الكتاب أن من المففور الففتي دعففت اليهففودي )دارون ( إلففى‬


‫القول بنظرية التطور وأن أصل النسففان فففي بعففض أطففواره كففان قففردا‬
‫تكذيب القرآن‪،‬‬
‫تقول الباحثة انعام قدوح‪ :‬فلقد كانت اليهودية رائدة علم‬
‫الطبيعيات الذي وضع أصففوله )دارون( علففى أسففاس زعمففه أن النسففان‬
‫أصله قرد؛ ول يخفى أن الغاية من وراء هذا الزعم هي "تكففذيب القففرآن‬
‫في بيان هففذه العلففة وهففي أن اللففه مسففخ عصففاة اليهففود فففي عهففد نففبيه‬
‫موسى)ع( وجعلهم قردة خاسئين"‪ .‬انظر ‪ :‬أسباب ظهففور العلمانيففة فففي‬
‫العففالم السففلمي مقففال للباحثففة فففي موقففع مجلففة البلغ فففي الشففبكة‬
‫العنكبوتية‬

‫‪149‬‬
‫المسألة السابعة ‪:‬تحريم بعض الطيبات‬
‫الثار‪:‬‬
‫ت‬‫حل ّف ْ‬‫ت أُ ِ‬ ‫م ط َي ّب َففا ٍ‬ ‫مَنا ع َل َي ْهِ ف ْ‬ ‫حّر ْ‬ ‫هاُدوا ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫م َ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬فَب ِظ ُل ْم ٍ ّ‬
‫م{ ]سورة النساء ‪.[4/160‬‬ ‫ل َهُ ْ‬
‫‪ - 8517-124‬حدثنا بشر بن معاذ قال‪ :‬ثنا يزيد قال‪ :‬ثنا سففعيد عففن‬
‫م{‪...‬‬ ‫ت ل َهُف ْ‬ ‫حل ّف ْ‬ ‫ت أُ ِ‬ ‫م ط َي ّب َففا ٍ‬ ‫من َففا ع َل َي ْهِ ف ْ‬‫حّر ْ‬ ‫ن هَففاُدوا ْ َ‬ ‫ذي َ‬‫ن ال ّ ِ‬‫م َ‬‫قتادة‪} :‬فَب ِظ ُل ْم ٍ ّ‬
‫الية عوقب القوم بظلم ظلموه وبغففي بغففوه حرمففت عليهففم أشففياء‬
‫ببغيهم وبظلمهم‪(1) .‬‬
‫ر{ ]سففورة‬ ‫فف ٍ‬ ‫ل ِذي ظ ُ ُ‬ ‫من َففا ك ُف ّ‬ ‫حّر ْ‬‫ن هَففاُدوا ْ َ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬وَع ََلى ال ّف ِ‬
‫ذي َ‬
‫النعام ‪.[6/146‬‬
‫‪ -10962-125‬حدثني المثنى وعلي بن داود قال‪ :‬ثنففا عبففد اللففه بففن‬
‫صالح قال‪ :‬ثني معاوية بن صالح عن علي بففن أبففي طلحففة عففن ابففن‬
‫ل ِذي‬ ‫من َففا ك ُف ّ‬ ‫حّر ْ‬ ‫ن هَففاُدوا ْ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫عباس رضي الله عنهما قففوله‪} :‬وَع َل َففى ال ّف ِ‬
‫ر{ وهو البعير والنعامة‪(2) .‬‬ ‫ف ٍ‬ ‫ظُ ُ‬
‫‪ --126‬حدثني محمد بن سعد قال‪ :‬ثني أبي قففال‪ :‬ثنففي عمففي قففال‪:‬‬
‫ن‬
‫ذي َ‬‫ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس رضففي اللففه عنهمففا ‪} :‬وَع َل َففى ال ّف ِ‬
‫ر{ قففال‪ :‬البعيففر والنعامففة ونحففو ذلففك مففن‬ ‫فف ٍ‬‫ل ِذي ظ ُ ُ‬ ‫من َففا ك ُف ّ‬ ‫هَففاُدوا ْ َ‬
‫حّر ْ‬
‫الدواب‪(3) .‬‬
‫‪ - 10963-127‬حدثنا ابن وكيع قال‪ :‬ثنففا يحيففى بففن آدم عففن شففريك‬
‫ر{ قفال‪:‬‬ ‫فف ٍ‬ ‫ل ِذي ظ ُ ُ‬ ‫مَنا ك ُف ّ‬ ‫حّر ْ‬ ‫هاُدوا ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫عن عطاء عن سعيد‪} :‬وَع ََلى ال ّ ِ‬
‫هو ليس الذي بمنفرج الصابع‪(4) .‬‬
‫‪ - 10969-128‬حدثني الحرث قال‪ :‬ثنا عبففد العزيففز قففال‪ :‬ثنففا شففيخ‬
‫ر{ قل‪:‬‬ ‫ففف ٍ‬‫ل ِذي ظ ُ ُ‬ ‫كفف ّ‬‫مَنففا ُ‬ ‫حّر ْ‬ ‫هاُدوا ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫عن مجاهد في قوله‪} :‬وَع ََلى ال ّ ِ‬
‫النعامة والبعير شقا شقا قال‪ :‬قلت‪" :‬ما شقا شقا؟" قال كل ما لففم‬
‫تفرج قوائمه لم يأكله اليهففود البعيففر والنعامففة؛ والففدجاج والعصففافير‬

‫حسنه في التفسير الصحيح )‪(1/223‬‬


‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪( 23 / 6‬‬
‫‪0‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 72 / 8‬صحيح البخا ري معلق فا ً )‪- (1695 /4‬‬
‫وحسن إسناده الحففافظ فففي الفتففح )‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪( 377 / 3‬‬
‫‪ .(10/441‬و‬
‫حسنه في التفسير الصحيح )‪(2/281‬‬
‫إسناده ضعيف‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪( 73 / 8‬‬
‫‪ () 4‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 73 / 8‬تفسير الدر المنثور عن ابن عباس ) ‪/ 3‬‬
‫‪( 377‬‬

‫‪150‬‬
‫تأكلها اليهود لنها قد فرجت‪(1) .‬‬
‫‪ - 10970-129‬حدثني به يونس قال‪ :‬أخبرنا ابففن وهففب قففال‪ :‬قففال‬
‫ر{ البففل‬ ‫فف ٍ‬ ‫ل ِذي ظ ُ ُ‬ ‫من َففا ك ُف ّ‬ ‫حّر ْ‬ ‫ن هَففاُدوا ْ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ابن زيد في قوله‪} :‬وَع َل َففى ال ّف ِ‬
‫فقط‪(2) .‬‬
‫ما إ ِل ّ َ‬
‫مففا‬ ‫م هُ َ‬ ‫حو َ‬‫شف ُ‬ ‫م ُ‬ ‫من َففا ع َل َي ْهِف ْ‬ ‫حّر ْ‬ ‫قفرِ َوال ْغَن َفم ِ َ‬ ‫ن ال ْب َ َ‬ ‫مف َ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬وَ ِ‬
‫ما{ ]سورة النعام ‪.[6/146‬‬ ‫ت ظ ُُهوُرهُ َ‬ ‫مل َ ْ‬
‫ح َ‬‫َ‬
‫‪ - 10974-130‬حدثني يونس قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب قففال‪ :‬قففال ابففن‬
‫ما{ قففال‪ :‬إنمففا‬ ‫مهُ َ‬ ‫حو َ‬ ‫ش ُ‬ ‫م ُ‬ ‫مَنا ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫حّر ْ‬‫قرِ َوال ْغَن َم ِ َ‬ ‫ن ال ْب َ َ‬‫م َ‬ ‫زيد في قوله‪} :‬وَ ِ‬
‫حرم عليهم الثروب والكليتين‪ .‬هكذا هو في كتففابي عففن يففونس وأنففا‬
‫أحسب أنه الكلى‪(3).‬‬
‫مففن قَب ْف ُ‬
‫ل‬ ‫ك ِ‬ ‫صَنا ع َل َي ْف َ‬ ‫ص ْ‬ ‫ما قَ َ‬ ‫مَنا َ‬ ‫حّر ْ‬‫هاُدوا ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬وَع ََلى ال ّ ِ‬
‫ن { ]سففورة النحففل‬ ‫مففو َ‬ ‫م ي َظ ْل ِ ُ‬ ‫سففهُ ْ‬‫ف َ‬ ‫كففاُنوا ْ َأن ُ‬ ‫كففن َ‬ ‫م وَ ل َ ِ‬ ‫مففا ظ َل َ ْ‬
‫مَنففاهُ ْ‬ ‫وَ َ‬
‫‪.[16/118‬‬
‫‪ - 16580-131‬حدثني يعقوب قال‪ :‬ثنا ابن علية عن أبى رجففاء عففن‬
‫مففن‬ ‫ك ِ‬ ‫ص فَنا ع َل َي ْف َ‬‫ص ْ‬ ‫مففا قَ َ‬ ‫من َففا َ‬ ‫حّر ْ‬ ‫ن هَففاُدوا ْ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫الحسن في قوله‪} :‬وَع ََلى ال ّف ِ‬
‫ل{ قال‪ :‬في سورة النعام‪(4) .‬‬ ‫قَب ْ ُ‬

‫‪ - ( 73 / 8‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 377 / 3‬‬ ‫)‬ ‫الطبري‬ ‫تفسير‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬
‫‪( 73 / 8‬‬ ‫)‬ ‫الطبري‬ ‫تفسير‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬
‫‪( 74 / 8‬‬ ‫)‬ ‫الطبري‬ ‫تفسير‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬
‫‪ - ( 189 / 14‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 175 / 5‬‬ ‫)‬ ‫الطبري‬ ‫تفسير‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬

‫‪151‬‬
‫الدراسففففة‪:‬‬
‫ومما عاقب الله به بني إسففرائيل بسففبب ظلمهففم وبغيهففم‪:‬‬
‫أن حرم عليهم طيبات كانت حلل ً لهم‪ ،‬وهففو مففا عنففاه اللففه‬
‫ل{ يعنففي‬ ‫من قَب ْ ُ‬‫ك ِ‬ ‫صَنا ع َل َي ْ َ‬ ‫ما قَ َ‬
‫ص ْ‬ ‫مَنا َ‬ ‫هاُدوا ْ َ‬
‫حّر ْ‬ ‫ن َ‬ ‫بقوله‪} :‬وَع ََلى ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫من َففا‬ ‫ن هَففاُدوا ْ َ‬
‫حّر ْ‬ ‫في سورة النعام وهو قوله تعالى‪} :‬وَع ََلى ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫ت‬‫مل َف ْ‬ ‫ح َ‬‫مففا َ‬ ‫ما إ ِل ّ َ‬‫م هُ َ‬ ‫حو َ‬ ‫شف ُ‬‫م ُ‬ ‫مَنا ع َل َي ْهِ ْ‬
‫حّر ْ‬‫قرِ َوال ْغَن َم ِ َ‬‫ن ال ْب َ َ‬
‫م َ‬‫ف رٍ وَ ِ‬ ‫ل ِذي ظ ُ ُ‬ ‫كُ ّ‬
‫ط ب ِعَظ ْفم ٍ ذ َل ِف َ‬ ‫خت َل َف َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م وِإ ِن ّففا‬‫هم ب ِب َغْي ِهِف ْ‬
‫جَزي ْن َففا ُ‬
‫ك َ‬ ‫مففا ا ْ‬ ‫واي َففا أوْ َ‬ ‫ح َ‬‫ما أوِ ال ْ َ‬ ‫ظ ُُهوُرهُ َ‬
‫ن{ ]سورة النعام ‪[6/147‬‬ ‫صاد ُِقو َ‬‫لَ َ‬
‫والمعنففى‪ :‬وحرمنففا علففى اليهففود كففل ذي ظفففر‪ ،‬وهففو مففن‬
‫البهائم والطير ما لم يكن مشقوق الصابع كالبففل والنعففام‬
‫والوز والبط‪.‬‬
‫قال مجاهد‪)) :‬كففل مففا لففم تفففرج قففوائمه لففم يففأكله اليهففود‬
‫البعير والنعامة؛ والدجاج والعصافير تأكلها اليهففود لنهففا قففد‬
‫فرجت‪((.‬‬
‫ثم حرم اللففه عليهففم شففحوم البقففر والغنففم‪ ,‬واسففتثنى مففن‬
‫ط ب ِعَ ْ‬
‫خت ََلفف َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ظففم ٍ{ ‪،‬‬ ‫مففا ا ْ‬ ‫واَيففا أوْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫مففا أوِ ال ْ َ‬ ‫ت ظ ُُهوُرهُ َ‬
‫مَلفف ْ‬
‫ح َ‬ ‫ذلففك‪َ }:‬‬
‫مففا َ‬
‫والحوايا جمع‪ ،‬واحدها حاوياء وحاوية وحويه‪ :‬وهي ما تحوى‬
‫مففن البطففن فففاجتمع واسففتدار‪ ،‬وهففي بنففات اللبففن‪ ،‬وهففي‬
‫المباعر‪ ،‬وتسمى المرابض‪ ،‬وفيهففا المعففاء‪ .‬ومعنففى الكلم‪:‬‬
‫ومن البقر والغنففم حرمنففا عليهففم شففحومهما إل مففا حملففت‬
‫ظهورهما أو ما حملت الحوايا‪(1) .‬‬
‫ثففم بيففن ‪ -‬سففبحانه وتعففالى ‪ -‬أن هففذا التحريففم كففان نتيجففة‬
‫ن{‬ ‫م وِإ ِن ّففا ل َ َ‬
‫صففاد ُِقو َ‬ ‫هم ب ِب َغْي ِهِ ف ْ‬‫جَزي ْن َففا ُ‬ ‫ك َ‬ ‫لطغيانهم‪ .‬فقال تعالي‪} :‬ذ َل ِ َ‬
‫]سورة النعام ‪ [6/146‬أي‪ :‬هذا الذي حرمنففاه علففي الففذين‬
‫هادوا من النعام والطير‪ .‬ومن البقر والغنم‪ .‬وهذا التضففييق‬
‫الذي حكمنففا بففه عليهففم‪ .‬إنمففا ألزمنففاهم بففه‪ .‬بسففبب بغيهففم‬
‫وظلمهم‪ .‬وتعديهم حدود الله ‪ -‬تعالي‪.‬‬
‫قال قتففادة‪)) :‬إنمففا حففرم اللففه ذلففك عليهففم عقوبففة ببغيهففم‬
‫فشدد عليهم بذلك وما هو بخبيث‪(2) ((.‬‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ‪8/76‬‬
‫‪ () 2‬تفسير ابففن أبففي حففاتم ) ‪ - ( 1411 / 5‬تفسففير الففدر المنثففور ) ‪/ 3‬‬

‫‪152‬‬
‫ن{ أي وإنا لعادلون فيما جازينففاهم بففه قففال‬ ‫}وِإ ِّنا ل َ َ‬
‫صاد ُِقو َ‬
‫الطففبري‪ :‬وإنففا لصففادقون فيمففا أخبرنففاك بفه يففا محمففد مففن‬
‫تحريمنا ذلك عليهم ل كما زعموا من أن إسرائيل هو الففذي‬
‫حرمه على نفسه‪(1) .‬‬
‫ومع أن الشحوم جميعها باستثناء ما أحله الله لهم منهففا‬
‫محرمففة عليهففم‪ .‬فففإنهم تحففايلوا علففي شففرع اللففه‪ .‬وأخففذوا‬
‫يذيبونها ويستعملونها ويتبايعونها بينهم ويأكلون ثمنها‪ .‬ولقففد‬
‫لعنهم النبي صلى الله عليه وسلم بسبب هذا التحليل‪.‬‬
‫من ذلك ما رواه عن ابن عباس ‪ -‬رضففي اللففه عنهمففا ‪-‬‬
‫أن رسول الله صلى اللففه عليففه وسففلم كففان قاعففدا ً خلففف‬
‫المقام‪ ،‬فرفع بصره إلي السماء‪ .‬وقال‪)) :‬لعن اللففه اليهففود‬
‫‪ -‬ثلثا ً ‪ -‬إن الله حرم عليهم الشحوم فباعوها‪ ،‬وأكلوا ثمنها‪،‬‬
‫وإن الله لم يحففرم علففى قففوم أكففل شففيء إل حففرم عليهففم‬
‫ثمنه‪(2) .((.‬‬
‫وعن جابر بن عبدالله‪ .‬قال‪ :‬سففمعت رسففول اللففه صففلى‬
‫الله عليففه وسففلم يقففول عففام الفتففح‪)) :‬إن اللففه حففرم بيففع‬
‫الخمر والميتة والخنزير والصنام‪ ((.‬فقيل‪)) :‬يارسول اللففه‪:‬‬
‫أرأيت شحوم الميتففة فإنهففا يففدهن بهففا الجلففود‪ .‬وتطلففي بهففا‬
‫السفن‪ .‬ويستصبح بها الناس‪ ((.‬فقال‪)) :‬ل‪ .‬هو حرام‪ ((.‬ثم‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عنففد ذلففك‪)) .‬قاتففل‬
‫الله اليهود‪ .‬إن الله لما حرم عليهم شففحومها جملوهففا ‪ -‬أي‪:‬‬
‫أذابوها ‪ -‬ثم باعوها وأكلوا ثمنها(( )‪(3‬‬
‫ثم حذرهم الله من الكفر والطغيففان‪ .‬فقففال اللففه‪} :‬فَ فِإن‬
‫ن ال ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫قففل ّرب ّ ُ‬ ‫َ‬
‫قففوْم ِ‬ ‫عفف ِ‬
‫ه َ‬ ‫سففعَةٍ وَل َ ُيففَرد ّ ب َأ ُ‬
‫سفف ُ‬ ‫مففةٍ َوا ِ‬ ‫م ُذو َر ْ‬
‫ح َ‬ ‫كفف ْ‬ ‫ك فَ ُ‬‫كففذ ُّبو َ‬
‫ن{ ]سورة النعام ‪ [6/147‬أي‪ :‬فإن كذبك ‪ -‬يامحمد‬ ‫مي َ‬‫ج رِ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫م ْ‬
‫‪ -‬هؤلء اليهود‪ .‬وأمثالهم من المشركين‪ .‬فيما أخبرناك عنه‪.‬‬
‫من أنا حرمنا علي هؤلء اليهود بعض الطيبات‪ .‬عقوبة لهم‪.‬‬
‫‪( 379‬‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ‪4/3‬‬
‫‪ () 2‬صففحيح مسففلم ج‪ 3:‬ص‪ 1207:‬و صففحيح ابففن حبففان ج‪ 11:‬ص‪312:‬‬
‫واللفظ له‬
‫‪ () 3‬صحيح البخاري ج‪ 2:‬ص‪ 779:‬صحيح مسلم ج‪ 3:‬ص‪.1207:‬‬

‫‪153‬‬
‫فقل لهم‪ :‬إن الله ‪ -‬تعالي ‪ -‬ذو رحمة واسعة حقًا‪ .‬ورحمتففه‬
‫وسعت كل شيء‪ .‬ومن مظاهر رحمتففه‪ :‬أنففه ل يعاجففل مففن‬
‫كفففر بففه بالعقوبففة‪ .‬ول مففن عصففاه بالنقمففة‪ .‬ولكففن ذلففك ل‬
‫يقتضي أن يرد بأسه‪ .‬أو يمنع عقففابه عففن القففوم المصففرين‬
‫علففي إجرامهففم‪ .‬المسففتمرين علففي اقففتراف المنكففرات‪.‬‬
‫وارتكاب السيئات‪(1) .‬‬
‫وقد ذكففر اللففه تبففارك وتعففالى السففبب الففذي مففن أجلففه‬
‫مَنففا‬ ‫هففاُدوا ْ َ‬
‫حّر ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ن اّلفف ِ‬
‫ذي َ‬ ‫حرمت هذه الطيبات فقال‪} :‬فَب ِظ ُْلففم ٍ ّ‬
‫مفف َ‬
‫ل الل ّفهِ ك َِثيففرا ً = ‪160‬‬ ‫س فِبي ِ‬ ‫عن َ‬ ‫م َ‬ ‫ص فد ّه ِ ْ‬ ‫ت ل َهُ ف ْ‬
‫م وَ ب ِ َ‬ ‫ت أُ ِ‬
‫حل ّف ْ‬ ‫م ط َي ّب َففا ٍ‬‫ع َل َي ْهِ ف ْ‬
‫ل وَأ َع ْت َفد َْنا‬
‫س ِبال َْباط ِف ِ‬
‫ل الن ّففا ِ‬‫وا َ‬
‫مف َ‬
‫خذهم الربا وقَد نهففوا ْ ع َن فه وأ َك ْل ِه ف َ‬
‫مأ ْ‬ ‫ِ ْ‬ ‫ْ ُ َ‬ ‫وَ أ ْ ِ ِ ُ ّ َ َ ْ ُ ُ‬
‫َ‬
‫ن ِمن ْهُْم عََذابا ً أ َِليم فا ً = ‪] { 161‬سورة النسففاء ‪-4/160‬‬ ‫ري َ‬‫كافِ ِ‬‫ل ِل ْ َ‬
‫‪[161‬‬
‫ففي الية تعليل للعقوبات الففتي حلففت بهففم‪ .‬فقففد بينففت‬
‫هذه اليففة الكريمففة أن اللففه تعففالي عففاقب اليهففود‪ .‬بتحريففم‬
‫طيبات أحلت لهففم‪ .‬بسففبب ظلففم عظيففم ارتكبففوه‪ .‬وجففرائم‬
‫خطيرة صدرت عنهم‪ .‬وقد تكفلت اليات السابقة واللحقة‬
‫بتفصيل هذا الظلم‪ .‬الذي من أجله عاقبهم الله ‪ -‬عففز وجففل‬
‫‪ -‬في الدنيا والخرة‪.‬‬
‫ومن ضروب هذا الظلم الذي ذكره اللففه ‪ -‬تعففالي ‪ -‬فففي‬
‫اليات السابقة‪ :‬نقضففهم لمففواثيقهم‪ .‬وكفرهففم بآيففات اللففه‪.‬‬
‫وقتلهم النبياء بغير حق‪ .‬وقولهم علي مريم بهتانفا ً عظيمفًا‪.‬‬
‫وتفاخرهم بقتل عيسى عليه السلم في زعمهم‪ .‬أمففا تلففك‬
‫العقوبات الففتي عففاقبهم اللففه بهففا مففن أجففل تلففك الجففرائم‪.‬‬
‫والموبقات فبعضها دنيوي‪ .‬أشار إليها القرآن الكريم بقوله‪:‬‬
‫ت ل َُهففْم{ وبعضها أخففروي وهففو مففا‬ ‫ت أُ ِ‬
‫حّلفف ْ‬ ‫م ط َي َّبففا ٍ‬
‫مَنففا ع َل َي ِْهفف ْ‬ ‫} َ‬
‫حّر ْ‬
‫سنشير اليه في الفصل القادم‪.‬‬

‫‪ () 1‬تفسير ابن كثير ج‪ 2:‬ص‪ 186:‬بتصرف‬

‫‪154‬‬
‫المسألة الثامنة‪:‬الرجز‬
‫الثار‪:‬‬
‫َ‬
‫مففا‬
‫ماِء ب ِ َ‬
‫سف َ‬
‫ن ال ّ‬ ‫جففزا ً ِ‬
‫مف ْ‬ ‫ن ظ َل َ ُ‬
‫مففوا رِ ْ‬ ‫قولفه تعالى‪} :‬فَأنفَزل َْنا ع ََلى ال ّف ِ‬
‫ذي َ‬
‫ن = ‪{ 59‬‬ ‫قو َ‬
‫س ُ‬
‫ف ُ‬ ‫َ‬
‫كاُنوا ي َ ْ‬
‫‪ - 870-132‬حدثنا الحسن بن يحيى قال‪ :‬أنا عبففد الففرزاق قففال‪ :‬أنففا‬
‫ن =‬ ‫قو َ‬ ‫سف ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫مففا ك َففاُنوا ي َ ْ‬‫ماِء ب ِ َ‬ ‫سف َ‬ ‫ن ال ّ‬
‫م ْ‬‫جزا ً ِ‬ ‫معمر عن قتادة في قوله‪} :‬رِ ْ‬
‫‪ { 59‬قال‪ :‬عذابًا‪(1) .‬‬
‫‪ - 871-133‬حدثني المثنى قال‪ :‬حففدثنا آدم العسففقلني قففال‪ :‬حففدثنا‬
‫َ‬
‫ن‬‫ذي َ‬ ‫أبو جعفر عن الربيع عن أبي العالية في قوله‪} :‬فَأنف فَزل َْنا ع َل َففى ال ّف ِ‬
‫ء{ قال‪ :‬الرجز‪ :‬الغضب‪(2) .‬‬ ‫ما ِ‬‫س َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫جزا ً ِ‬
‫م ْ‬ ‫موا رِ ْ‬ ‫ظ َل َ ُ‬
‫‪ - 872-134‬حدثني يونس قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب قال‪ :‬قال ابن زيففد‪:‬‬
‫م‬ ‫ففْر ل َ ُ‬
‫كف ْ‬ ‫ة ن َغْ ِ‬‫طف ٌ‬ ‫ح ّ‬ ‫جدا ً وَُقوُلفوا ِ‬ ‫سف ّ‬‫ب ُ‬ ‫خُلوا ال َْبا َ‬
‫لما قيل لبني إسرائيل‪} :‬اد ْ ُ‬
‫م قَوْل ً‬ ‫من ْهُ ْ‬
‫موا ِ‬ ‫ن ظ َل َ ُ‬‫ذي َ‬‫ل ال ّ ِ‬ ‫ن = ‪} { 58‬فَب َد ّ َ‬ ‫سِني َ‬
‫ح ِ‬ ‫م ْ‬‫زيد ُ ال ْ ُ‬
‫سَنف ِ‬
‫م وَ َ‬ ‫خ َ‬
‫طاَياك ُ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫مففو َ‬‫مففا ك َففاُنوا ي َظ ْل ِ ُ‬ ‫ماءِ ب ِ َ‬‫سف َ‬‫ن ال ّ‬
‫م ْ‬‫جزا ً ِ‬ ‫سل َْنا ع َل َي ْهِ ْ‬
‫م رِ ْ‬ ‫م فَأْر َ‬‫ل ل َهُ ْ‬‫ذي ِقي َ‬ ‫غ َي َْر ال ّ ِ‬
‫= ‪ { 162‬بعث الله جل وعز عليهم الطاعون فلم يبق منهففم أحففدا‪.‬‬
‫َ‬
‫ن‬‫قو َ‬
‫سف ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫مففا ك َففاُنوا ي َ ْ‬‫ماِء ب ِ َ‬‫س َ‬
‫ن ال ّ‬
‫م ْ‬‫جزا ً ِ‬‫موا رِ ْ‬‫ن ظ َل َ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫وقرأ‪} :‬فَأنفَزل َْنا ع ََلى ال ّ ِ‬
‫= ‪ { 59‬قال‪ :‬وبقي البناء ففيهم الفضل والعبادة التي توصف فففي‬
‫بني إسرائيل والخير وهلك الباء كلهم أهلكهم الطاعون‪(3) .‬‬
‫‪ - 873-135‬حدثني يونس قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب قال‪ :‬قال ابن زيد‪:‬‬
‫الرجز‪ :‬العذاب وكل شيء في القرآن رجز فهو عذاب‪(4) .‬‬
‫‪ - 874-136‬حدثت عن المنجاب قال‪ :‬حدثنا بشر عن أبي روق عففن‬
‫ن‬ ‫جففزا ً ِ‬
‫مف ْ‬ ‫الضحاك عن ابن عباس رضففي اللففه عنهمففا فففي قففوله‪} :‬رِ ْ‬
‫ن = ‪ { 59‬قال‪ :‬كل شيء في كتاب الله من‬ ‫قو َ‬
‫س ُ‬
‫ف ُ‬ ‫ما َ‬
‫كاُنوا ي َ ْ‬ ‫ماِء ب ِ َ‬
‫س َ‬
‫ال ّ‬
‫الرجز يعني به العذاب‪( ) .‬‬
‫‪5‬‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ ( 305 / 1‬تفسير عبد الرزاق ) ‪ ( 45 / 1‬تفسير ابن‬


‫صححه في التفسير الصحيح )‪(1/164‬‬
‫أبي حاتم ) ‪( 3058 / 9‬‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪ ( 305 / 1‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪ ( 120 / 1‬تفسير‬ ‫‪2‬‬
‫حسن إسناده الحافظ في الفتح )‪.(6/366‬‬
‫ابن كثير ) ‪( 100 / 1‬‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪( 305 / 1‬‬ ‫‪3‬‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪( 305 / 1‬‬ ‫‪4‬‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪ ( 306 / 1‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪ ( 120 / 1‬تفسير‬ ‫‪5‬‬
‫الدر المنثور ) ‪ ( 174 / 1‬إسناده ضعيف‬

‫‪155‬‬
‫الدراسففففة‪:‬‬
‫مما عاقب الله به بني إسرائيل )الرجز( يففوم أن أمففروا‬
‫ن ظ َل َ ُ‬
‫مففوا َقففوْل ً‬ ‫ل ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫أن يدخلوا القرية وأن يقولوا حطة ‪}:‬فَب َد ّ َ‬
‫َ‬
‫مففا‬
‫ماءِ ب ِ َ‬
‫سف َ‬
‫ن ال ّ‬ ‫جففزا ً ِ‬
‫مف ْ‬ ‫ن ظ َل َ ُ‬
‫مففوا رِ ْ‬ ‫م فَأنفَزل َْنا ع ََلى ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ل ل َهُ ْ‬‫ذي ِقي َ‬ ‫غ َي َْر ال ّ ِ‬
‫ن = ‪] { 59‬سورة البقرة ‪[2/59‬‬ ‫قو َ‬ ‫س ُ‬
‫ف ُ‬
‫كاُنوا ي َ ْ‬ ‫َ‬
‫واختلف في تفسير الرجز فقيل‪:‬‬
‫‪ -1‬العذاب مطلقا ً وبه قال ابن عباس رضي الله عنهمففا‬
‫قففال‪)) :‬كففل شففيء فففي كتففاب اللففه مففن الرجففز يعنففي‬
‫العففذاب‪ ،((.‬وهففو قففول جماعففة مففن السففلف كالحسففن‬
‫وقتادة‪(1) .‬‬
‫‪ -2‬وقيل الغضب كما هو المروي عن أبي العالية‪.‬‬
‫‪ -3‬وقيل هو الطاعون وهففو الففذي رجحففه الطففبري‪ ،‬ولففه‬
‫شاهد في الصحيحين‪ :‬عن عامر بن سففعد بففن أبففي وقففاص‬
‫عن أبيه رضي الله عنهما أنه سمعه يسأل أسامة بن زيففد‬
‫_‪)) :‬ماذا سمعت من رسول اللففه صففلى اللففه عليففه وسففلم‬
‫في الطاعون‪ ((.‬فقال أسامة قال رسففول اللففه صففلى اللففه‬
‫عليه وسلم ‪)) :‬الطاعون رجففز أو عففذاب أرسففل علففى بنففي‬
‫إسرائيل‪ ،‬أو على من كان قبلكم‪ ،‬فإذا سمعتم به بأرض فل‬
‫تقدموا عليه‪ ،‬وإذا وقع بأرض وأنتففم بهففا فل تخرجففوا فففرارا ً‬
‫منه‪(2) ((.‬‬
‫وسواء أكان الطاعون أم غيره فإن الرجففز يطلففق علففى‬
‫العذاب الذي نزل بهم‪.‬‬
‫قففال الطففبري‪" :‬وقففد دللنففا علففى أن تأويففل )الرجففز(‬
‫العذاب‪ .‬وعذاب الله جل ثناؤه أصناف مختلفففة‪ ،‬وقففد أخففبر‬
‫الله جل ثناؤه أنه أنفزل على الففذين وصفففنا أمرهففم الرجففز‬
‫من السماء‪ ،‬وجائز أن يكون ذلك طاعونًا‪ ،‬وجففائز أن يكففون‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ‪1/305‬وتفسير الحسن البصري ‪ 1/96‬وابففن قتيبففة فففي‬


‫غريب القرآن ‪50‬‬
‫‪ () 2‬رواه البخاري ‪3/1281‬و مسلم ‪/4‬ص ‪1737‬‬

‫‪156‬‬
‫غيره‪ ،‬ول دللة في ظاهر القرآن ول في أثر عففن الرسففول‬
‫صلى الله عليه وسلم ثابت أي أصناف ذلك كان"‪(3) .‬‬

‫تفسير الطبري )‪( 2/118‬‬


‫‪( )3‬‬

‫‪157‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬عقاب الله لهم في الخرة‪ .‬وفيه مسألتان‪:‬‬
‫المسألة الولى‪ :‬ل ينظر ال إليهم‬
‫الثار‪:‬‬
‫من فا ً قَِليل ً‬ ‫َ‬
‫م ثَ َ‬ ‫ن ب ِعَهْ فد ِ الل ّفهِ وَأي ْ َ‬
‫مففان ِهِ ْ‬ ‫ن يَ ْ‬
‫ش فت َُرو َ‬ ‫ذي َ‬‫ن ال ّف ِ‬
‫قولفه تعالى‪} :‬إ ِ ّ‬
‫م‬
‫م ي َفوْ َ‬‫ه وَل َ َينظ ُفُر إ ِل َي ْهِ ف ْ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫خَرةِ وَل َ ي ُك َل ّ ُ‬
‫م هُ ُ‬ ‫م ِفي ال ِ‬ ‫خل َقَ ل َهُ ْ‬ ‫ك لَ َ‬ ‫أ ُوْل َئ ِ َ‬
‫َ‬
‫م{ ]سورة آل عمران ‪.[3/77‬‬ ‫ب أِلي ٌ‬ ‫ذا ٌ‬‫م عَ َ‬‫م وَل َهُ ْ‬‫كيهِ ْ‬ ‫مةِ وَل َ ي َُز ّ‬
‫قَيا َ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫‪ - 5753-137‬حدثنا القاسم قال‪ :‬ثنا الحسين قال‪ :‬ثنففي حجففاج عففن‬
‫ن‬ ‫ن يَ ْ‬
‫ش فت َُرو َ‬ ‫ن ال ّف ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ابن جريج عن عكرمة قففال‪ :‬نفففزلت هففذه اليففة‪} :‬إ ِ ّ‬
‫منا ً قَِليل ً{ في أبي رافففع وكنانففة بففن أبففي الحقيففق‬ ‫َ‬
‫م ثَ َ‬ ‫ب ِعَهْد ِ الل ّهِ وَأي ْ َ‬
‫مان ِهِ ْ‬
‫وكعب بن الشرف وحيي بن أخطب‪(1) .‬‬
‫المسألة الثانية‪:‬عذاب النار والخلود فيها‬
‫َ‬
‫ن‬
‫مف ْ‬
‫ذا ِ‬ ‫قول ُففو َ‬
‫ن ه َف َ‬ ‫م ث ُف ّ‬
‫م يَ ُ‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫ن ال ْك َِتا َ‬
‫ب ب ِأي ْف ِ‬ ‫ن ي َك ْت ُُبو َ‬ ‫ذي َ‬‫قولفه تعالى‪} :‬ل ّل ّ ِ‬
‫منا ً قَِليل ً{ ]سورة البقرة ‪.[2/79‬‬ ‫شت َُروا ْ ب ِهِ ث َ َ‬
‫عند ِ الل ّهِ ل ِي َ ْ‬
‫ِ‬
‫‪ - 1151-138‬حدثني المثنى بن إبراهيم قففال‪ :‬ثنفا إبراهيففم بفن عبففد‬
‫السلم قال‪ :‬ثنا علي بن جرير عن حماد بن سلمة عففن عبففد الحميففد‬
‫بن جعفر عن كنانة العدوي عن عثمان بن عفان _ عففن رسففول اللففه‬
‫َ‬
‫مففا‬ ‫ل ل ّهُففم ّ‬
‫م ّ‬ ‫م وَوَي ْف ٌ‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫ت أي ْف ِ‬ ‫ما ك َت َب َ ْ‬‫م ّ‬‫ل ل ُّهم ّ‬ ‫صلى الله عليه وسلم ‪} :‬فَوَي ْ ٌ‬
‫ن{ "الويل‪ :‬جبل في النار"‪ .‬وهو الذي أنفزل في اليهففود لنهففم‬ ‫سُبو َ‬‫ي َك ْ ِ‬
‫حرفوا التوراة وزادوا فيها ما يحبون‪ ،‬ومحوا منها ما يكرهون‪ ،‬ومحوا‬
‫اسم محمد صلى الله عليه وسلم من التففوراة؛ فلففذلك غضففب اللففه‬
‫َ‬
‫م وَوَي ْف ٌ‬
‫ل‬ ‫ديهِ ْ‬
‫ت أي ْف ِ‬ ‫مففا ك َت َب َف ْ‬ ‫م ّ‬‫ل ل ُّهم ّ‬ ‫عليهم فرفع بعض التوراة فقال‪} :‬فَوَي ْ ٌ‬
‫ن{‪(2) .‬‬ ‫سُبو َ‬ ‫ما ي َك ْ ِ‬ ‫ل ُّهم ّ‬
‫م ّ‬
‫َ‬
‫دود َةً{ ]سففورة‬ ‫م عْ ف ُ‬‫س فَنا الن ّففاُر إ ِل ّ أّيام فا ً ّ‬ ‫م ّ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬وََقاُلوا ْ ل َففن ت َ َ‬
‫البقرة ‪.[2/80‬‬
‫‪ - 1155-139‬حدثنا به أبو كريب قال‪ :‬ثنا عثمان بن سعيد عن بشففر‬
‫بن عمارة عن أبي روق عففن الضففحاك عففن ابففن عباس ف رضففي اللففه‬
‫َ‬
‫دود َةً{ قال ذلك أعداء اللففه‬ ‫سَنا الّناُر إ ِل ّ أّياما ً ّ‬
‫معْ ُ‬ ‫م ّ‬ ‫عنهما ‪} :‬وََقاُلوا ْ َلن ت َ َ‬
‫اليهود قالوا‪ :‬لن يدخلنا الله النار إل تحلة القسففم اليففام الففتي أصففبنا‬
‫فيها العجل أربعيففن يومفا ً فففإذا انقضففت عنففا تلففك اليففام انقطففع عنففا‬
‫العذاب والقسم‪(3) .‬‬
‫‪ - 1159-140‬حدثني محمد بن سعد قال‪ :‬حدثني أبي قففال‪ :‬حففدثني‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪( 321 / 3‬‬


‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 379 / 1‬تفسير الدر المنثففور ) ‪- ( 201 / 1‬‬
‫تفسير ابن كثير ) ‪( 118 / 1‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪( 381 / 1‬‬

‫‪158‬‬
‫عمي قال‪ :‬حدثني أبي عن أبيه عففن ابففن عبففاس رضففي اللففه عنهمففا‬
‫َ‬
‫دود َةً{ الية‪ .‬قال ابن عبففاس رضففي‬ ‫سَنا الّناُر إ ِل ّ أّياما ً ّ‬
‫معْ ُ‬ ‫م ّ‬ ‫قوله‪َ} :‬لن ت َ َ‬
‫الله عنهما ‪ :‬ذكر أن اليهود وجدوا فففي التففوراة مكتوبفًا‪" :‬إن مففا بيففن‬
‫طرفي جهنم مسيرة أربعين سنة‪ ،‬إلى أن ينتهوا إلى شجرة الزقففوم‬
‫نابتة في أصل الجحيم‪ ".‬وكان ابن عباس رضي اللففه عنهمففا يقففول‪:‬‬
‫إن الجحيم سقر وفيه شجرة الزقفوم فزعفم أعفداء اللفه أنفه إذا خل‬
‫العدد الذي وجدوا في كتابهم أياما ً معدودة‪ .‬وإنما يعني بذلك المسير‬
‫الذي ينتهي إلى أصل الجحيم فقالوا‪ :‬إذا خل العففدد انتهففى الجفل فل‬
‫سفَنا الن ّففاُر إ ِل ّ أ َّيامفا ً‬
‫م ّ‬‫عذاب وتذهب جهنم وتهلك؛ فففذلك قففوله‪} :‬ل َففن ت َ َ‬
‫دود َةً{ يعنون بذلك الجل‪ .‬فقال ابن عباس‪ :‬لما اقتحموا من بففاب‬ ‫معْ ُ‬
‫ّ‬
‫جهنم ساروا في العذاب حتى انتهوا إلى شجرة الزقوم آخر يوم من‬
‫اليام المعدودة قال لهم خزان سقر‪ :‬زعمتم أنكم لن تمسففكم النففار‬
‫إل أيامفا ً معففدودة فقففد خل العففدد وأنتففم فففي البففد! فأخففذ بهففم فففي‬
‫الصعود في جهنم يرهقون‪(1) .‬‬
‫‪ - 1161-141‬حدثني المثنى قال‪ :‬ثنففا إسففحاق قففال‪ :‬ثنففا حفففص بففن‬
‫عمر عن الحكم بن أبان عن عكرمفة قفال‪ :‬خاصفمت اليهفود رسففول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم فقالوا‪ :‬لففن نففدخل النففار إل أربعيففن ليلففة‬
‫وسيخلفنا فيها قوم آخرون! يعنففون محمففدا ً صففلى اللففه عليففه وسففلم‬
‫وأصففحابه‪ .‬فقففال رسففول اللففه صففلى اللففه عليففه وسففلم بيففده علففى‬
‫رؤوسهم‪)) :‬بل أنتم فيها خالدون ل يخلفكم فيها أحد(( فأنفففزل اللففه‬
‫َ‬
‫دود َةً{‪(2) .‬‬ ‫سَنا الّناُر إ ِل ّ أّياما ً ّ‬
‫معْ ُ‬ ‫م ّ‬ ‫جل ثناؤه‪} :‬وََقاُلوا ْ َلن ت َ َ‬
‫‪ - 1164-142‬حدثنا أبو كريب‪ ،‬قال‪ :‬ثنا يونس بن بكير‪ ،‬قال‪ :‬ثنا ابن‬
‫إسحاق‪ ،‬قال‪ :‬حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت‪ ،‬قففال‪:‬‬
‫حدثني سعيد بن جبير أو عكرمة‪ ،‬عن ابن عباس رضي الله عنهمففا ‪،‬‬
‫قال‪ :‬كانت يهود يقولفون‪ :‬إنمفا مفدة الففدنيا سففبعة آلف سففنة‪ ،‬وإنمفا‬
‫يعذب الله الناس يوم القيامة بكل ألففف سففنة مففن أيففام الففدنيا يومفا ً‬
‫واحدا ً من أيام الخرة‪ ،‬وإنها سبعة أيام‪ .‬فأنفففزل اللففه فففي ذلففك مففن‬
‫َ‬
‫دود َةً{ )‪.(3‬‬ ‫سَنا الّناُر إ ِل ّ أّياما ً ّ‬
‫معْ ُ‬ ‫م ّ‬‫قولهم‪} :‬وََقاُلوا ْ َلن ت َ َ‬
‫‪ - 1163-143‬حدثني يونس‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ،‬قففال‪ :‬قففال ابففن‬
‫زيد‪ :‬حدثني أبي أن رسول الله صفلى اللفه عليففه وسففلم قففال لهففم‪:‬‬
‫))أنشدكم بالله وبالتوراة التي أنفزلها اللففه علففى موسففى يففوم طففور‬

‫‪ () 1‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪ - ( 156 / 1‬تفسير القرطبي ) ‪- ( 10 / 2‬‬


‫إسناده ضعيف‬
‫تفسير ابن كثير ) ‪( 119 / 1‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 382 / 1‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 156 / 1‬‬
‫تفسير ابن كثير ) ‪( 119 / 1‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 383 / 1‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪( 155 / 1‬‬

‫‪159‬‬
‫سيناء‪ ،‬من أهل النار الففذين أنفففزلهم اللففه فففي التففوراة؟(( قففالوا‪ :‬إن‬
‫ربهم غضب عليهم غضبة‪ ،‬فمكث في النففار أربعيففن ليلففة‪ ،‬ثففم نخففرج‬
‫فتخلفوننا فيها‪ .‬فقال رسول الله صففلى اللففه عليففه وسففلم ))كففذبتم‬
‫والله! ل نخلفكم فيها أبدًا((‪ .‬فنفزل القرآن تصديقا ً لقول النبي صلى‬
‫َ‬
‫دود َةً‬ ‫معْ ُ‬ ‫سَنا الّناُر إ ِل ّ أّياما ً ّ‬ ‫م ّ‬ ‫الله عليه وسلم ‪ ،‬وتكذيبا ً لهم‪} :‬وََقاُلوا ْ َلن ت َ َ‬
‫ن { )‪( 1‬‬ ‫دو َ‬ ‫خال ِ ُ‬
‫م ِفيَها َ‬ ‫عند َ الل ّهِ ع َْهدا ً{ إلى قوله‪} :‬هُ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫خذ ْت ُ ْ‬ ‫ل أ َت ّ َ‬ ‫قُ ْ‬
‫معُ إ ِل ّ‬ ‫س َ‬ ‫ما ل َ ي َ ْ‬ ‫ذي ي َن ْعِقُ ب ِ َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫مث َ ِ‬ ‫فُروا ْ ك َ َ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫مث َ ُ‬ ‫قولفه تعالى‪} :‬وَ َ‬
‫داء{ ]سورة البقرة ‪.[2/171‬‬ ‫عاء وَن ِ َ‬ ‫دُ َ‬
‫‪ - 2037-144‬حدثنا القاسم قال‪ :‬ثنا الحسففين قففال ‪ :‬حففدثني حجففاج‬
‫عن ابن جريج قال‪ :‬قال لي عطاء في هذه اليففة‪ :‬هففم اليهففود الففذين‬
‫ن‬
‫شت َُرو َ‬ ‫ب وَي َ ْ‬ ‫ن ال ْك َِتا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ما َأنفَز َ‬ ‫ن َ‬ ‫مو َ‬ ‫ن ي َك ْت ُ ُ‬‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫أنفزل الله فيهم‪} :‬إ ِ ّ‬
‫م ع ََلففى‬ ‫َ‬
‫صففب ََرهُ ْ‬ ‫مآ أ ْ‬ ‫منا ً قَِليل ً{ ]سورة البقرة ‪ [2/174‬إلى قوله‪} :‬فَ َ‬ ‫ب ِهِ ث َ َ‬
‫ر{ ]سورة البقرة ‪( ) [175-2/174‬‬
‫‪2‬‬
‫الّنا ِ‬
‫َ‬
‫م فِففي الفد ّن َْيا‬ ‫جلء ل َعَفذ ّب َهُ ْ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ه ع َل َي ْهِف ُ‬ ‫ب الل ّ ُ‬ ‫ول أن ك َت َ َ‬ ‫قولفه تعالى‪} :‬وَل َ ْ‬
‫ب الّناِر{ ]سورة الحشر ‪.[59/3‬‬ ‫ذا ُ‬‫خَرةِ ع َ َ‬ ‫م ِفي ال ِ‬ ‫وَل َهُ ْ‬
‫‪ - 26207-145‬حدثت عن الحسين قففال‪ :‬سففمعت أبففا معففاذ يقففول‪:‬‬
‫َ‬
‫ب‬ ‫ول أن ك َت َف َ‬ ‫أخبرنا عبيد قال‪ :‬سمعت الضحاك يقول فففي قففوله‪} :‬وَل َف ْ‬
‫جلء{ أهل النضير حاصرهم نففبي اللففه صففلى اللففه عليففه‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ه ع َل َي ْهِ ُ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫وسلم حتى بلغ منهم كل مبلغ فففأعطوا نففبي اللففه صففلى اللففه عليففه‬
‫وسلم ما أراد‪ ،‬ثم ذكر نحوه وزاد فيه‪ :‬فهذا الجلء‪(3) .‬‬
‫َ‬
‫م{‬ ‫ه ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫ب الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫وما ً غ َ ِ‬ ‫وا قَ ْ‬ ‫مُنوا ل ت َت َوَل ّ ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫قولفه تعالى‪َ} :‬يا أي َّها ال ّ ِ‬
‫]سورة الممتحنة ‪.[60/13‬‬
‫‪ - 26375-146‬حدثنا ابن عبد العلى قال‪ :‬ثنفا ابفن ثفور عفن معمفر‬
‫قال‪ :‬قال الكلبي‪ :‬قد يئسوا من الخرة يعني اليهود والنصارى يقول‪:‬‬
‫قد يئسوا من ثواب الخرة وكرامتها كما يئس الكفار الذي قد مففاتوا‬
‫فهم في القبور من الجنة حين رأوا مقعدهم من النار‪(4) .‬‬
‫‪ - 26375-147‬حدثنا ابن عبد العلى قال‪ :‬ثنفا ابفن ثفور عفن معمفر‬
‫قال‪ :‬قال الكلبي‪ :‬قد يئسوا من الخرة يعني اليهود والنصارى يقول‪:‬‬
‫قد يئسوا من ثواب الخرة وكرامتها كما يئس الكفار الذي قد مففاتوا‬
‫فهم في القبور من الجنة حين رأوا مقعدهم من النار‪(5) .‬‬
‫خ فَرِة{‬ ‫ة وَفِففي ال ِ‬ ‫س فن َ ً‬‫ح َ‬ ‫ب ل َن َففا فِففي هَ فذ ِهِ ال فد ّن َْيا َ‬ ‫قوله تعففالى‪َ} :‬واك ْت ُف ْ‬
‫]سورة العراف ‪[7/156‬‬
‫‪ - ( 382‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 207 / 1‬‬ ‫‪/1‬‬ ‫)‬ ‫الطبري‬ ‫تفسير‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬
‫‪ - ( 82‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 406 / 1‬‬ ‫‪/2‬‬ ‫)‬ ‫الطبري‬ ‫تفسير‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬
‫‪ ( 32 /‬إسناده ضعيف‬ ‫‪28‬‬ ‫)‬ ‫الطبري‬ ‫تفسير‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬
‫‪( 82 /‬‬ ‫‪28‬‬ ‫)‬ ‫الطبري‬ ‫تفسير‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬
‫‪( 82 /‬‬ ‫‪28‬‬ ‫)‬ ‫الطبري‬ ‫تفسير‬ ‫)(‬ ‫‪5‬‬

‫‪160‬‬
‫‪ - 11804-148‬حدثني عبد الكريم قال‪ :‬ثنا إبراهيم بففن بشففار قففال‪:‬‬
‫ل‬ ‫ت ُ‬
‫كفف ّ‬ ‫سففعَ ْ‬
‫مِتي وَ ِ‬ ‫ح َ‬‫قال سفيان قال أبو بكر الهذلي‪ :‬فلما نفزلت‪} :‬وََر ْ‬
‫يٍء{ قال إبليس‪ :‬أنا من الشيء‪ .‬فنفففزعها اللففه مففن إبليففس قففال‪:‬‬ ‫ش ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ن{ فقففال‬ ‫هم ِبآَيات َِنا ي ُؤ ْ ِ‬
‫مُنو َ‬ ‫ن ُ‬‫ذي َ‬‫كاة َ َوال ّ ِ‬
‫ن الّز َ‬
‫ن وَي ُؤ ُْتو َ‬
‫قو َ‬ ‫ن ي َت ّ ُ‬ ‫سأك ْت ُب َُها ل ِل ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫}ف َ َ‬
‫اليهود‪ :‬نحن نتقي ونؤتي الزكاة ونؤمن بآيات ربنا‪ .‬فنفزعها اللففه مففن‬
‫ي{ ]سورة العففراف‬ ‫ُ‬ ‫سو َ‬ ‫اليهود فقال‪} :‬ال ّ ِ‬
‫مفف ّ‬‫ي ال ّ‬ ‫ل الن ِّبفف ّ‬ ‫ن الّر ُ‬
‫ن ي َت ّب ُِعو َ‬
‫ذي َ‬
‫‪ ..[7/157‬اليات كلها‪ .‬قال‪ :‬فنفففزعها اللففه مففن إبليففس ومففن اليهففود‬
‫وجعلها لهذه المة‪(6) .‬‬

‫‪ () 6‬تفسير الطبري ) ‪( 79 / 9‬‬

‫‪161‬‬
‫الدراسة‪:‬‬
‫توعد الله اليهود بالعذاب في الخرة‪ ،‬بعد أن أن قالوا أنهففم‬
‫أببناء الله وأحباؤه‪ ،‬ولن يلبثففوا فففي النففار ال أيامفا ً معففدودة‪،‬‬
‫كما ذكر الله ذلك في كتابه الكريم فقدم لهم عقوبففة الففدنيا‬
‫كما مّر معنا وأعد لهم تبارك وتعففالى عقوبففة الخففرة‪ ،‬وأول‬
‫ما يرد عليهم في ذلك تعذيبهم في القبففور كمففا قففال صففلى‬
‫الله عليه وسلم لما خرج وقد وجبت الشمس فسمع صوتا ً‬
‫فقال صلى الله عليه وسلم ‪)) :‬يهود تعففذب فففي قبورهففا‪((.‬‬
‫)‪( 1‬‬
‫ثم إن الله سيعاقبهم بالعطش يوم القيامة قبففل أن يكبهففم‬
‫في النار كما في حديث أبي سعيد الخدري _ ‪:‬أن أناسا ً في‬
‫زمن النبي صلى الله عليه وسلم قالوا‪)) :‬يففا رسففول اللففه‪،‬‬
‫هل نرى ربنففا يففوم القيامففة؟( قفال النففبي صففلى اللففه عليففه‬
‫وسلم ‪)) :‬نعم‪ ،‬هل تضارون في رؤيففة الشففمس بففالظهيرة‪،‬‬
‫ضوء ليس فيها سحاب‪ .‬قالوا‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬وهففل تضففارون فففي‬
‫رؤية القمر ليلة البدر‪ ،‬ضوء ليففس فيهففا سففحاب‪ .‬قففالوا‪ :‬ل‪،‬‬
‫قال النبي صلى الله عليه وسففلم ‪ :‬مففا تضففارون فففي رؤيففة‬
‫اللففه عففز وجففل يففوم القيامففة إل كمففا تضففارون فففي رؤيففة‬
‫أحدهما‪ ،‬إذا كان يوم القيامة أذن مؤذن‪ :‬تتبع كففل أمففة مففا‬
‫كانت تعبد‪ ،‬فل يبقى من كففان يعبففد غيففر اللفه مففن الصففنام‬
‫والنصاب إل يتساقطون في النار‪ .‬حتى إذا لم يبففق إل مففن‬
‫كان يعبد الله‪ ،‬بر أو فاجر‪ ،‬وغبرات )‪(2‬أهل الكتاب‪ ،‬فيففدعى‬
‫اليهود‪ ،‬فيقال لهم‪ :‬ما كنتم تعبدون؟ قالوا‪ :‬كنا نعبد عزيففرا ً‬
‫ابن الله‪ ،‬فيقال لهم‪ :‬كذبتم‪ ،‬ما اتخففذ اللففه مففن صففاحبة ول‬
‫ولد‪ ،‬فماذا تبغون؟ فقالوا‪ :‬عطشنا ربنا فاسقنا‪ ،‬فيشففار‪ :‬أل‬
‫تردون؟ فيحشرون إلى النار‪ ،‬كأنهففا سففراب يحطففم بعضففها‬

‫‪ () 1‬رواه البخففاري ‪ 1375‬ومسففلم ‪ 229‬والنسففائي ‪ 4/102‬وأحمففد فففي‬


‫المسند ‪5/417‬‬
‫الغُّبرات الَبقايا‪ ،‬واحدها غاب ٌِر‪ ،‬ثم يجمع غُّبرا‪ ،‬ثم غُب ّففرات جمففع الفففجمع‬
‫‪() 2‬‬
‫لسان العرب ‪ 4/4‬و النهاية لبن لثير ‪3/338‬‬

‫‪162‬‬
‫بعضًا‪ ،‬فيتساقطون فففي النففار‪ .‬ثففم يففدعى النصففارى فيقففال‬
‫لهم‪ :‬ما كنتم تعبدون؟ قففالوا‪ :‬كنففا نعبففد المسففيح ابففن اللففه‪،‬‬
‫فيقال لهم‪ :‬كذبتم‪ ،‬ما اتخذ الله من صاحبة ول ولد‪ ،‬فيقففال‬
‫لهم‪ :‬ما تبغون؟ فكذلك مثل الول‪ .‬حتى إذا لم يبق إل مففن‬
‫كان يعبد الله‪ ،‬مففن بففر أو فففاجر‪ ،‬أتففاهم رب العففالمين فففي‬
‫أدنى صورة من التي رأوه فيها‪ ،‬فيقال‪ :‬ماذا تنتظرون‪ ،‬تتبع‬
‫كل أمة ما كانت تعبد‪ ،‬قالوا‪ :‬فارقنا الناس في الففدنيا علففى‬
‫أفقر ما كنا إليهم لم نصاحبهم‪ ،‬ونحن ننتظر ربنا الففذي كنففا‬
‫نعبد‪ ،‬فيقففول‪ :‬أنففا ربكففم‪ ،‬فيقولففون‪ :‬ل نشففرك بففالله شففيئًا‪.‬‬
‫مرتين أو ثلث ً‬
‫ا‪(1) ((.‬‬
‫وأما دخولهم النار وخلودهم فيها فكانوا يزعمففون أنهففم لففن‬
‫دروه بعففدد اليففام‬ ‫يدخلوها إل ّ تحلة القسم‪ ،‬وبعدد محدود قف ّ‬
‫التي عبدوا فيها العجل‪ ،‬وربما قففالوا سففبعة أيففام لن الففدنبا‬
‫عندهم سبعة آلف عففام‪ ،‬سففيدخلون بكففل ألففف عففام يوم فا ً‬
‫واحدًا‪ ،‬أو أربعين يوما ً كما قلنا بعدد اليام الففتي عبففدوا بهففا‬
‫العجل وغير ذلك مما يتخرصونه‪(2) .‬‬
‫ولكن النبي صلى الله عليه وسلم أكذب ظنهم‪ ،‬وبشففرهم‬
‫بالنار‪ ،‬فعن أبي هريرة _ قففال‪)) :‬لمففا فتحففت خيففبر أهففديت‬
‫للنبي صلى الله عليه وسلم شاة فيها سم‪ ، ((.‬فقال النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪)) :‬اجمعوا إلي من كان هففا هنففا مففن‬
‫يهود‪ .‬فجمعوا لفه‪ ،‬فقال‪ :‬إني سائلكم عن شيء فهففل أنتففم‬
‫صادقي عنه‪ .‬فقالوا‪ :‬نعم‪ ،‬قال لهم النبي صففلى اللففه عليففه‬
‫وسلم ‪) :‬من أبوكم(‪ .‬قالوا‪ :‬فلن‪ ،‬فقال‪) :‬كذبتم‪ ،‬بل أبوكم‬
‫رواه البخاري ‪ 4581‬ومسلم ‪1/134‬‬
‫‪() 1‬‬
‫وهنا نكتففة ففففي آيففة البقففرة }معففدودة{ وفففي آيففة آل عمففران}أيامفا ً‬
‫‪() 2‬‬
‫معدودات{ ولعل الختلف في اللفففظ إشففارة الففى اختلفهففم فففي العففدد‬
‫ففي البقرة إشارة الففى السففبعة وفففي آل عمففران إشففارة الففى الربعيففن‬
‫‪-‬ذكر ذلففك الشففيخ محمففد المسففند‪ -‬وقففال‪ :‬ولففم أر مففن أشففار إلففى ذلففك‬
‫أنظر) أساليب المجرمين في التصدي لدعوة المرسلين لمحمففد المسففند‬
‫ص ‪(138‬‬

‫‪163‬‬
‫فلن(‪ .‬قالوا‪ :‬صدقت‪ ،‬قال‪) :‬فهل أنتم صففادقي عففن شففيء‬
‫إن سففألت عنففه(‪ .‬فقففالوا‪ :‬نعففم يففا أبففا القاسففم‪ ،‬وإن كففذبنا‬
‫عرفت كذبنا كما عرفته فففي أبينففا‪ ،‬فقففال لهففم‪) :‬مففن أهففل‬
‫النار؟(‪ .‬قالوا‪ :‬نكون فيها يسففيرًا‪ ،‬ثففم تخلفونففا فيهففا‪ ،‬فقففال‬
‫النففبي صففلى اللففه عليففه وسففلم ‪) :‬اخسففؤوا فيهففا‪ ،‬واللففه ل‬
‫نخلفكم فيها أبدًا(‪ .‬ثم قال‪) :‬هل أنتم صادقي عن شيء إن‬
‫سألتكم عنه(‪ .‬فقالوا‪ :‬نعم يا أبا القاسم‪ ،‬قال‪) :‬هففل جعلتففم‬
‫في هذه الشاة سمًا(‪ .‬قالوا‪ :‬نعم‪ ،‬قففال‪) :‬مففا حملكففم علففى‬
‫ذلك(‪ .‬قالوا‪ :‬أردنا إن كنت كاذبا ً نستريح‪ ،‬وإن كنت نبيا ً لففم‬
‫يضرك‪(1) ((.‬‬
‫ع فد ُه ُ فَل َ‬
‫م وْ ِ‬ ‫ب َفالن ّففاُر َ‬
‫حفَزا ِ‬ ‫ن ال َ ْ‬ ‫مف َ‬ ‫فْر ب ِهِ ِ‬‫من ي َك ْ ُ‬ ‫وقولفه تعالى‪} :‬وَ َ‬
‫َ‬
‫ن{‬ ‫من ُففو َ‬ ‫ن أك ْث َفَر الن ّففا ِ‬
‫س ل َ ي ُؤ ْ ِ‬ ‫ك وَل َك ِف ّ‬‫مففن ّرب ّف َ‬ ‫ح قّ ِ‬ ‫ه ال ْ َ‬
‫ه إ ِن ّ ُ‬
‫من ْ ُ‬‫مْري َةٍ ّ‬
‫ك ِفي ِ‬ ‫تَ ُ‬
‫]سورة هود ‪.[11/17‬‬
‫ضففُه{ ]سورة الرعففد‬ ‫كففُر ب َعْ َ‬ ‫مففن ُين ِ‬ ‫ب َ‬ ‫حففَزا ِ‬ ‫ن ال َ ْ‬ ‫مفف َ‬ ‫وقولفه‪} :‬وَ ِ‬
‫‪ [13/36‬أي يكفر ببعضه وهم اليهففود والنصففارى‪ .‬فيفسففره‬
‫قوله صلى الله عليه وسلم ‪)) :‬ل يسمع بي أحففد مففن هففذه‬
‫المة ول يهودي ول نصراني ثم يموت قبل أن يؤمن بففي إل‬
‫دخل النار((‬
‫وكففان ابففن عبففاس رضففي اللففه عنهمففا يقففول فففي هففذا‬
‫الحديث ))فجعلت أقول أين تصديقها في كتاب الله‪ ،‬وقلما‬
‫سمعت حديثا ً عن رسول اللففه صففلى اللففه عليففه وسففلم إل‬
‫مففن‬ ‫وجدت تصديقه في القرآن حففتى وجففدت هففذه اليففة }وَ َ‬
‫ب َفالّناُر َموِْعد ُهُ{ ]سورة هففود ‪ [11/17‬قففال‬ ‫حَزا ِ‬ ‫ن ال َ ْ‬‫م َ‬ ‫ي َك ْ ُ‬
‫فْر ب ِهِ ِ‬
‫الحزاب الملل كلها‪((.‬‬
‫ل‬‫ولما قالوا أن الجنة لهم هم والنصارى قال الله لهم ‪ُ} :‬قففف ْ‬
‫وا‬ ‫س فَت َ َ‬
‫من ّف ْ‬ ‫ن الن ّففا ِ‬
‫ن ُدو ِ‬
‫مف ْ‬
‫ة ِ‬
‫صف ً‬ ‫عن ْفد َ الل ّفهِ َ‬
‫خال ِ َ‬ ‫خَرة ُ ِ‬‫داُر ال ِ‬‫م ال ّ‬ ‫ت ل َك ُ ْ‬ ‫ن َ‬
‫كان َ ْ‬ ‫إِ ْ‬
‫ن{ ]سورة البقرة ‪[2/94‬‬ ‫صاد ِِقي َ‬
‫م َ‬ ‫كنت ُ ْ‬‫ن ُ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫م وْ َ‬

‫رواه البخاري ‪ 2998‬وأحمد ‪ 2/451‬وللتفصيل أنظر تفسير ابففن كففثير‬


‫‪() 1‬‬
‫‪1/278‬‬

‫‪164‬‬
‫قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسففلم ))إن اليهففود‬
‫لو تمنوا الموت لماتوا ورأوا مقاعدهم من النار‪ ((.‬الحففديث‬
‫)‪( 1‬‬
‫وقال صلى الله عليه وسلم ‪)) :‬والذي نفسي محمففد بيففده‪,‬‬
‫ل يسمع بي أحففد مففن هففذه المففة يهففودي ول نصففراني‪ ،‬ثففم‬
‫يموت ولم يؤمن بالذي أرسففلت بففه‪ ،‬إل كففان مففن أصففحاب‬
‫النار‪(2) ((.‬‬
‫هذا ما أبطلففه اللففه ورسففوله صففلى اللففه عليففه وسففلم مففن‬
‫مزاعم يهود‪ ،‬وهذا هو مقتضى العدل اللهففي‪ :‬أن مففن آمففن‬
‫يأمن‪ ،‬ومن كفر وأعففرض وتمنففى علففى اللففه المففاني خففاب‬
‫وخسر‪ ،‬كما قال تعالى‪} :‬ل َيس بأ َمففان ِيك ُم ول أ َمففان ِ َ‬
‫ب‬‫ل ال ْك ِت َففا ِ‬
‫ي أهْ ف ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ِ َ ّ ْ َ‬
‫= ‪123‬‬ ‫صيرا ً‬ ‫ن الل ّهِ وَل ِي ّا ً َول ن َ ِ‬ ‫ن ُدو ِ‬‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫جد ْ ل َ ُ‬‫جَز ب ِهِ َول ي َ ِ‬ ‫سوآ ً ي ُ ْ‬ ‫ل ُ‬ ‫م ْ‬‫ن ي َعْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫خُلو َ‬
‫ن‬ ‫ي َد ْ ُ‬ ‫ن فَأوْل َئ ِكَ‬ ‫م ٌ‬‫مؤ ْ ِ‬‫ن ذ َكرٍ أوْ أنَثى وَهُوَ ُ‬ ‫َ‬ ‫م ْ‬‫ت ِ‬ ‫حا ِ‬‫صال ِ َ‬
‫ن ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ي َعْ َ‬‫م ْ‬ ‫وَ َ‬
‫ن ن َِقيرا ً = ‪] { 124‬سورة النساء ‪[4/124‬‬ ‫مو َ‬ ‫ة َول ي ُظ ْل َ ُ‬ ‫جن ّ َ‬‫ال ْ َ‬
‫ن‬‫ن قَففاُلوا ْ إ ِ ّ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّف ِ‬‫ه ق َو ْ َ‬‫معَ الل ّ ُ‬
‫س ِ‬ ‫قد ْ َ‬‫و قال الله في حق اليهود‪} :‬ل ّ َ‬
‫ب ما َقاُلوا ْ وقَت ْل َهم ا َ‬ ‫َ‬
‫قو ُ‬
‫ل‬ ‫ح قّ وَن َ ُ‬ ‫لنب َِياء ب ِغَي ْرِ َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫سن َك ْت ُ ُ َ‬ ‫ن أغ ْن َِياء َ‬ ‫ح ُ‬ ‫قيٌر وَن َ ْ‬ ‫ه فَ ِ‬ ‫الل ّ َ‬
‫ق = ‪] { 181‬سورة آل عمران ‪[3/181‬‬ ‫ري ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ذا َ‬‫ُذوُقوا ْ ع َ َ‬

‫‪ () 1‬رواه أحمد ‪ ،1/248‬عن ابن عباس وصففحح أحمففد شففاكر أسففناده كمففا‬
‫في المسند ‪4/51‬‬
‫‪ () 2‬رواه مسلم ‪ 18134‬وأحمد ‪2/371‬‬

‫‪165‬‬
‫حديث الفتون الطويل وفيه جامع لحوال بني إسرائيل‪(1) :‬‬
‫ن ن َب ِي ّفا ً { ]سففورة‬ ‫خففاه ُ هَففاُرو َ‬ ‫مت ِن َففا أ َ َ‬
‫ح َ‬‫ن َر ْ‬ ‫مف ْ‬ ‫ه ِ‬‫قوله تعالى‪} :‬وَوَهَب َْنا ل َف ُ‬
‫مريم ‪[19/53‬‬
‫‪ - 18192-149‬حدثني العباس بن الوليد الملي قففال‪ :‬ثنففا يزيففد بففن‬
‫هارون قال‪ :‬أخبرنا أصبغ بن زيففد الجهنففي قففال‪ :‬أخبرنففا القاسففم بففن‬
‫أيوب قال‪ :‬ثني سعيد بن جبير قال‪ :‬سألت عبد الله بن عباس رضي‬
‫ك فُُتون فا ً‬
‫الله عنهما عففن قففول اللففه لموسففى عليففه السففلم ‪} :‬وَفَت َن ّففا َ‬
‫َ‬
‫سففى = ‪{ 40‬‬ ‫مو َ‬ ‫ت ع َل َففى قَفد َرٍ ي َففا ُ‬ ‫جئ ْ َ‬
‫م ِ‬ ‫ن ث ُف ّ‬
‫مفد ْي َ َ‬
‫ل َ‬ ‫ن ِفي أهْف ِ‬ ‫سِني َ‬
‫ت ِ‬ ‫فَل َب ِث ْ َ‬
‫فسألته على الفتون ما هي؟ فقال لي‪ :‬اسففتأنف النهففار يففا بففن جففبير‬
‫فإن لها حديثا ً طففويل ً قففال‪ :‬فلمففا أصففبحت غففدوت علففى ابففن عبففاس‬
‫لنتجز منه ما وعدني قال‪ :‬فقال ابن عباس رضي الله عنهما ‪ :‬تذاكر‬
‫فرعون وجلساؤه ما وعففد اللففه إبراهيفم أن يجعففل ففي ذريتففه أنبيففاء‬
‫وملوكا ً فقال بعضهم‪ :‬إن بني إسرائيل ينتظرون ذلففك ومففا يشففكون‪،‬‬
‫ولقد كانوا يظنون أنه يوسففف بففن يعقففوب؛ فلمففا هلففك قففالوا‪ :‬ليففس‬
‫هكذا كففان اللففه وعففد إبراهيففم فقففال فرعففون‪ :‬فكيففف تففرون؟ قففال‪:‬‬
‫فأتمروا بينهم وأجمعوا أمرهم علففى أن يبعففث رجففال ً معهففم الشفففار‬
‫يطوفون في بني إسرائيل فل يجدون مولودا ً ذكففرا ً إل ذبحففوه؛ فلمففا‬
‫رأوا أن الكبففار مففن بنففي إسففرائيل يموتففون بآجففالهم وأن الصففغار‬
‫يففذبحون؛ قففالوا‪ :‬يوشففك أن تفنففوا بنففي إسففرائيل فتصففيرون إلففى أن‬
‫تباشروا من العمال والخدمة التي كانوا يكفونكم ففاقتلوا عامفا ً كفل‬
‫مولود ذكر فيقل أبناؤهم ودعوا عام فا ً ل تقتلففوا منهففم أحففدًا‪ ،‬فتشففب‬
‫الصغار مكان من يموت من الكبار فإنهم لن يكثروا بمففن تسففتحيون‬
‫منهم فتخافون مكفاثرتهم إيفاكم‪ ،‬ولففن يقلفوا بمفن تقتلفون فففأجمعوا‬
‫أمرهم على ذلك‪ .‬فحملت أم موسى بهارون في العام المقبل الففذي‬
‫ل يذبح فيه الغلمان‪ ،‬فولدته علنية آمنة‪ ،‬حتى إذا كان العففام المقبففل‬
‫حملت بموسى فوقع في قلبها الهم والحفزن وذلفك مفن الفتفون‪ ،‬يفا‬
‫ابن جبير مما دخل عليه في بطن أمه مما يراد به فأوحى اللففه إليهففا‬
‫ن =‪{ 7‬‬ ‫سفِلي َ‬ ‫مْر َ‬‫ن ال ْ ُ‬‫مف ْ‬‫عُلوه ُ ِ‬ ‫جففا ِ‬‫ك وَ َ‬ ‫حَزِني إ ِّنا َراّدوه ُ إ ِل َي ْ ِ‬ ‫خاِفي َول ت َ ْ‬ ‫}َول ت َ َ‬
‫]سورة القصص ‪ [28/7‬وأمرها إذا ولففدته أن تجعلففه فففي تففابوت ثففم‬
‫تلقيه في اليم؛ فلما ولدته فعلت ما أمرت بففه حففتى إذا تففوارى عنهففا‬
‫ابنها‪ ،‬أتاها إبليس فقالت في نفسها‪ :‬ما صنعت بابني لفو ذبففح عنففدي‬
‫فواريته وكفنته كان أحب إلي من أن ألقيه بيففدي إلففى حيتففان البحففر‬
‫ودوابه‪ ،‬فانطلق به الماء حتى أوفى به عند فرضففة مسففتقى جففواري‬
‫آل فرعون‪ ،‬فرأينه فأخذنه فهممن أن يفتحففن البففاب فقففال بعضففهن‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 164 / 16‬تفسير الدر المنثور ) ‪- ( 569 / 5‬‬


‫تفسير ابن كثير ) ‪( 149 / 3‬‬

‫‪166‬‬
‫لبعض‪ :‬إن في هذا مال وإنا إن فتحناه لم تصدقنا امرأة فرعففون بمففا‬
‫وجدنا فيه‪ ،‬فحملنه كهيئته لم يحركن منففه شففيئًا‪ ،‬حففتى دفعنففه إليهففا؛‬
‫فلما فتحته رأت فيه الغلم فألقي عليه منها محبة لم يلق مثلها منها‬
‫على أحد من الناس‪} ،‬وأ َصبح فُ َ ُ‬
‫ه‬
‫دي ب ِف ِ‬ ‫ت ل َت ُب ْ ِ‬ ‫ن َ‬
‫كاد َ ْ‬ ‫سى َفاِرغا ً إ ِ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫م ُ‬ ‫ؤاد ُ أ ّ‬ ‫َ ْ َ َ‬
‫َ‬
‫ن = ‪] { 10‬سورة القصص‬ ‫مِني َ‬‫مؤ ْ ِ‬‫ن ال ْ ُ‬
‫م ْ‬‫ن ِ‬ ‫كو َ‬‫ن َرب َط َْنا ع ََلى قَل ْب َِها ل ِت َ ُ‬‫ول أ ْ‬ ‫لَ ْ‬
‫‪ [28/10‬من كل شيء إل مففن ذكففر موسففى‪ .‬فلمففا سففمع الففذباحون‬
‫بأمره أقبلوا إلى امرأة فرعون بشفارهم‪ .‬يريدون أن يففذبحوه وذلففك‬
‫من الفتون يا ابن جبير؛ فقالت للففذباحين‪ :‬انصففرفوا عنففي فففإن هففذا‬
‫الواحد ل يزيد في بني إسرائيل‪ ،‬فآتي فرعففون فأسففتوهبه إيففاه فففإن‬
‫وهبه لي كنتم قد أحسنتم وأجملتم وإن أمر بذبحه لففم ألمكففم‪ .‬فلمففا‬
‫فعََنففا أ َْو‬‫ن َين َ‬ ‫َ‬
‫سى أ ْ‬ ‫قت ُُلوه ُ ع َ َ‬‫ك ل تَ ْ‬ ‫ن ِلي وَل َ َ‬ ‫أتت به فرعون قالت‪} :‬قُّرة ُ ع َي ْ ٍ‬
‫ن = ‪ { 9‬قال فرعون‪ :‬يكون لففك وأمففا أنففا‬ ‫شعُُرو َ‬ ‫م ل يَ ْ‬ ‫خذ َه ُ وََلدا ً وَهُ ْ‬
‫ن َت ّ ِ‬
‫فل حاجة لي فيه‪ .‬فقال‪ :‬والذي يحلف به لففو أقففر فرعففون أن يكففون‬
‫لفه قرة عين كما أقرت به لهداه الله به كما هدى به امرأتففه‪ ،‬ولكففن‬
‫الله حرمه ذلك‪ .‬فأرسلت إلى من حولها من كل أنثى لها لبن لتختار‬
‫له ظئرا ً فجعل كلما أخذته امرأة منهم لترضعه لم يقبل ثديها‪ ،‬حففتى‬
‫أشفقت امرأة فرعففون أن يمتنففع مففن اللبففن فيمففوت‪ ،‬فحزنهففا ذلففك‬
‫فأمرت به فأخرج إلى السوق مجمع الناس ترجو أن تصيب له ظئرا ً‬
‫يأخذ منها فلم يقبفل مفن أحفد‪ .‬وأصفبحت أم موسفى فقفالت لختفه‪:‬‬
‫قصيه واطلبيه هل تسمعين لفه ذكرًا‪ ،‬أحففي ابنففي أو قففد أكلتففه دواب‬
‫البحر وحيتانه؟ ونسيت الذي كان الله وعدها‪ ،‬فبصرت به أختففه عففن‬
‫جنب وهم ل يشعرون‪ ،‬فقالت من الفرح حين أعياهم الظؤورات‪ :‬أنا‬
‫أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون‪ ،‬فأخذوها وقالوا‪:‬‬
‫وما يدريك ما نصحهم له؟ هل يعرفونه؟ حتى شكوا في ذلففك وذلففك‬
‫من الفتون يا ابن جبير؛ فقالت‪ :‬نصحهم لفه وشفقتهم عليففه رغبتهففم‬
‫في ظففؤورة الملففك‪ ،‬ورجففاء منفعتففه فتركوهففا؛ فففانطلقت إلففى أمهففا‬
‫فأخبرتها الخبر فجاءت؛ فلما وضعته في حجرها نفزا إلى ثديها حففتى‬
‫امتل جنباه‪ ،‬فانطلق البشففراء إلففى امففرأة فرعففون يبشففرونها أن قففد‬
‫وجدنا لبنك ظئرًا‪ ،‬فأرسلت إليها فأتيت بها وبه؛ فلما رأت مففا يصففنع‬
‫بها قالت‪ :‬امكثي عندي حتى ترضعي ابني هذا فففإني لففم أحففب حبففه‬
‫شيئا ً قط؛ قال‪ :‬فقالت‪ :‬ل أستطيع أن أدع بيتي وولدي فيضففيع‪ ،‬فففإن‬
‫طابت نفسك أن تعطينيه فأذهب به إلى بيففتي فيكففون معففي ل آلففوه‬
‫خيرا ً فعلت‪ ،‬وإل فإني غير تاركة بيتي وولدي! وذكرت أم موسى مففا‬
‫كان الله وعدها فتعاسرت على امرأة فرعون وأيقنت أن الله تبارك‬
‫وتعالى منجز وعده‪ ،‬فرجعت بابنها إلى بيتهففا مففن يومهففا فففأنبته اللففه‬
‫نباتا ً حسنًا‪ ،‬وحفظففه لمففا قضففى فيففه‪ ،‬فلففم يففزل بنففو إسففرائيل وهففم‬
‫مجتمعون في ناحية المدينة‪ ،‬يمتنعون به من الظلم والسففخرة الففتي‬

‫‪167‬‬
‫كانت فيهم‪ .‬فلما ترعرع قالت امففرأة فرعففون لم موسففى‪ :‬أزيرينففي‬
‫ابنففي‪ .‬فوعففدتها يومفا ً تزيرهففا إيففاه فيففه فقففالت لخواصففها وظؤورتهففا‬
‫وقهارمتها‪ :‬ل يبقين أحد منكم إل استقبل ابني بهديففة وكرامففة ليففرى‬
‫ذلك‪ ،‬وأنا باعثة أمينة تحصي كل ما يصنع كل إنسان منكم؛ فلم تزل‬
‫الهدية والكرامة والتحف تستقبله من حين خرج مففن بيففت أمففه إلففى‬
‫أن دخل على امرأة فرعون‪ .‬فلما دخل عليها نحلته وأكرمته وفرحت‬
‫به وأعجبها ما رأت من حسن أثرها عليه‪ ،‬وقففالت‪ :‬انطلقففن بففه إلففى‬
‫فرعون فلينحله وليكرمففه‪ .‬فلمفا دخلفوا بفه عليففه جعلتفه فففي حجففره‬
‫فتناول موسى لحية فرعون حتى مدها‪ ،‬فقال عدو مففن أعففداء اللففه‪:‬‬
‫أل ترى ما وعد اللففه إبراهيففم أنففه سيصففرعك ويعلففوك فأرسففل إلففى‬
‫الذباحين ليذبحوه! وذلك من الفتون يا ابن جبير‪ ،‬بعد كففل بلء ابتلففي‬
‫به وأريد به‪ .‬فجاءت امرأة فرعون تسعى إلى فرعون فقالت‪ :‬ما بدا‬
‫لك في هذا الصبي الفذي قفد وهبتفه لفي؟ قفال‪ :‬أل تريفن يزعفم أنفه‬
‫سيصرعني ويعلففوني‪ ،‬فقفالت‪ :‬اجعففل بينفي وبينفك أمففرا ً تعففرف فيففه‬
‫الحق‪ ،‬ائت بجمرتين ولؤلؤتين فقربهن إليففه فففإن بطففش بففاللؤلؤتين‬
‫واجتنب الجمرتين علمت أنه يعقففل؛ وإن تنففاول الجمرتيففن ولففم يففرد‬
‫اللؤلؤتين فاعلم أن أحدا ً ل يؤثر الجمرتين على اللؤلؤتين وهو يعقل‪،‬‬
‫فقرب ذلك إليه فتناول الجمرتين فنفزعوهما منففه مخافففة أن تحرقففا‬
‫يده‪ ،‬فقالت المرأة‪ :‬أل ترى؟ فصرفه اللففه عنففه بعففد مففا قففد هففم بففه‬
‫وكان الله بالغا ً فيه أمره‪ .‬فلما بلغ أشده وكان من الرجال‪ ،‬لففم يكفن‬
‫أحد من آل فرعون يخلص إلى أحد من يني إسرائيل معفه بظلففم ول‬
‫سخرة حتى امتنعوا كل امتناع‪ .‬فبينما هو يمشي ذات يوم في ناحيففة‬
‫المدينة إذ هو برجلين يقتتلن أحدهما من بني إسففرائيل والخففر مففن‬
‫آل فرعون‪ ،‬فاستغاثه السرائيلي علففى الفرعففوني‪ ،‬فغضففب موسففى‬
‫واشتد غضبه لنه تناوله وهو يعلم منفزلة موسى من بنففي إسففرائيل‪،‬‬
‫وحفظه لهم ول يعلم الناس إل أنما ذلك مفن قبفل الرضفاعة غيفر أم‬
‫موسى‪ ،‬إل أن يكون الله أطلع موسى من ذلففك علففى مففا لففم يطلففع‬
‫عليه غيره؛ فوكز موسى الفرعوني فقتله وليس يراهما أحد إل اللففه‬
‫ن‬
‫طا ِ‬‫شي ْ َ‬‫ل ال ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫والسرائيلي‪ ،‬فقال موسى حين قتل الرجل‪} :‬هَ َ‬
‫ب‬‫ن = ‪] { 15‬سورة القصص ‪ [28/15‬ثم قال‪َ} :‬ر ّ‬ ‫مِبي ٌ‬
‫ل ُ‬ ‫ض ّ‬‫م ِ‬‫ه ع َد ُوّ ُ‬ ‫إ ِن ّ ُ‬
‫م = ‪{ 16‬‬ ‫حيف ُ‬ ‫فففوُر الّر ِ‬ ‫ه هُفوَ ال ْغَ ُ‬ ‫فَر ل َ ُ‬
‫ه إ ِن ّ ُ‬ ‫فْر ِلي فَغَ َ‬ ‫سي َفاغ ْ ِ‬ ‫ف ِ‬‫ت نَ ْ‬‫م ُ‬‫إ ِّني ظ َل َ ْ‬
‫َ‬
‫ذي‬ ‫ب فَإ َِذا ال ّف ِ‬ ‫خاِئفا ً ي َت ََرقّ ُ‬
‫دين َةِ َ‬ ‫م ِ‬‫ح ِفي ال ْ َ‬ ‫]سورة القصص ‪} [28/16‬فَأ ْ‬
‫صب َ َ‬
‫َ‬
‫ن = ‪{ 18‬‬ ‫مِبي ف ٌ‬‫ك ل َغَ فوِيّ ُ‬ ‫سى إ ِن ّ َ‬ ‫مو َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ل لَ ُ‬‫ه َقا َ‬
‫خ ُ‬
‫صر ِ ُ‬
‫ست َ ْ‬‫س يَ ْ‬
‫م ِ‬ ‫صَره ُ ِبال ْ‬ ‫سَتن َ‬‫ا ْ‬
‫]سورة القصص ‪ [28/18‬فأتى فرعون فقيل لفففه‪ :‬إن بنففي إسففرائيل‬
‫قد قتلوا رجل ً من آل فرعون فخذ لنا بحقنا ول ترخص لهم في ذلك‪،‬‬
‫فقال‪ :‬ابغوني قاتله ومن شهد عليه لنفه ل يسففتقيم أن يقضففي بغيففر‬
‫بينة ول ثبت فطلبوا له ذلك؛ فبينما هم يطوفون ل يجدون ثبتا ً إذ مففر‬

‫‪168‬‬
‫موسى من الغد فففرأى ذلففك السففرائيلي يقاتففل فرعونيفًا‪ ،‬فاسففتغاثه‬
‫السرائيلي على الفرعوني فصادف موسى وقد نففدم علففى مففا كففان‬
‫منه بالمس وكره الذي رأى فغضب موسى فمد يففده وهففو يريففد أن‬
‫يبطش بالفرعوني قال للسرائيلي لمفا فعفل بفالمس واليففوم }إ ِن ّف َ‬
‫ك‬
‫ن { فنظر السرائيلي موسى بعد ما قال فففإذا هففو غضففبان‬ ‫مِبي ٌ‬‫ل َغَوِيّ ُ‬
‫كغضبه بالمس الذي قتل فيه الفرعوني فخاف أن يكون بعد ما قال‬
‫ن { أن يكون إيففاه أراد ولففم يكففن أراده وإنمففا أراد‬ ‫ك ل َغَوِيّ ُ‬
‫مِبي ٌ‬ ‫له }إ ِن ّ َ‬
‫سففى‬ ‫مو َ‬‫الفرعوني فخاف السرائيلي فحففاجز الفرعففوني فقففال‪} :‬ي َففا ُ‬
‫جب ّففارا ً فِففي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ت َك ُففو َ‬
‫ن َ‬ ‫ريد ُ إ ِل ّ أ ْ‬
‫ن تُ ِ‬
‫س إِ ْ‬‫م ِ‬ ‫فسا ً ِبال ْ‬ ‫ما قَت َل ْ َ‬
‫ت نَ ْ‬ ‫قت ُل َِني ك َ َ‬
‫ن تَ ْ‬‫ريد ُ أ ْ‬
‫أت ُ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن { ]سففورة القصففص ‪[28/19‬‬ ‫حي َ‬
‫ص فل ِ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬‫كو َ‬ ‫ن تَ ُ‬‫ريد ُ أ ْ‬
‫ما ت ُ ِ‬ ‫ض وَ َ‬ ‫الْر ِ‬
‫وإنما قفال ذلففك مخافففة أن يكففون إيفاه أراد موسففى ليقتلفه فتتاركففا؛‬
‫فانطلق الفرعوني إلى قومه فأخبرهم بما سمع من السرائيلي مففن‬
‫الخبر حين يقول‪ :‬أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالمس؟ فأرسففل‬
‫فرعون الذباحين فسلك موسففى الطريففق العظففم فطلبففوه وهففم ل‬
‫يخافون أن يفوتهم‪ .‬وجاء رجل من شيعة موسى من أقصى المدينففة‬
‫فاختصر طريقا ً قريبا ً حتى سبقهم إلى موسى فففأخبره الخففبر وذلففك‬
‫من الفتون يا ابن جبير‪ ,‬فخرج موسى متوجها ً نحو مدين لم يلق بلء‬
‫سى‬ ‫قبل ذلك وليس لفه علم إل حسن ظنه بربه تعالى‪ ،‬فإنه قال }ع َ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ة‬ ‫جد َ ع َل َي ْهِ أ ّ‬
‫مفف ً‬ ‫ن وَ َ‬
‫مد ْي َ َ‬
‫ماء َ‬‫ما وََرد َ َ‬ ‫ل = ‪ 22‬وَل َ ّ‬ ‫سِبي ِ‬
‫واء ال ّ‬ ‫س َ‬‫َرّبي أن ي َهْد ِي َِني َ‬
‫ن{ ]سففورة القصففص‬ ‫ذوَدا ِ‬‫ن تَ ُ‬
‫مَرأت َي ْ ِ‬
‫ما ْ‬
‫من ُدون ِهِ ُ‬ ‫جد َ ِ‬
‫ن وَوَ َ‬‫قو َ‬
‫س ُ‬
‫س يَ ْ‬ ‫ن الّنا ِ‬‫م َ‬‫ّ‬
‫‪ [23-28/22‬يعني بففذلك حابسففتين عنهمففا فقففال لهمففا مففا خطبكمففا‬
‫معتزلتين ل تسقيان مع الناس فقالتا ليفس لنفا قففوة نفففزاحم القففوم‪،‬‬
‫وإنما ننتظر فضول حياضهم‪ ،‬فسقى لهما فجعففل يغففترف فففي الففدلو‬
‫ماء كثيرا ً حتى كان أول الرعاء بغنمها إلى أبيهما‪ ،‬وانصففرف موسففى‬
‫َ‬
‫ن‬
‫مف ْ‬ ‫ت إ ِل َف ّ‬
‫ي ِ‬ ‫مففا أنَزل ْف َ‬ ‫ب إ ِّني ل ِ َ‬ ‫عليه السلم فاستظل بشجرة وقال‪َ} :‬ر ّ‬
‫خي ْرٍ فَِقيفٌر = ‪] { 24‬سففورة القصفص ‪ [28/24‬والحاصففل واسفتنكر‬ ‫َ‬
‫أبوهمففا سففرعة صففدورهما حفل ً بطان فا ً فقففال إن لكمففا اليففوم لشففأنا‬
‫فأخبرتاه بما صنع موسى‪ ،‬فأمر إحففداهما أن تففدعوه‪ ،‬فففأتت موسففى‬
‫ن{ ]سففورة‬ ‫مي َ‬‫ق فوْم ِ الظ ّففال ِ ِ‬‫ن ال ْ َ‬‫م َ‬
‫ت ِ‬
‫جوْ َ‬
‫ف نَ َ‬ ‫فدعته فلما كلمه قال }ل ت َ َ‬
‫خ ْ‬
‫القصص ‪ [28/25‬ليس لفرعون ول لقومه علينا سلطان ولسففنا فففي‬
‫مملكته‪ ،‬فقالت إحففداهما يففا أبففت اسففتأجره إن خيففر مففن اسففتأجرت‬
‫القوي المين‪ ،‬فاحتملته الغيرة على أن قال لها مففا يففدريك مففا قففوته‬
‫وما أمانته‪ ،‬قالت‪ :‬أما قوته فما رأيت منه في الدلو حيففن سففقى لنفا‪،‬‬
‫لم أر رجل ً قط أقوى في ذلك السقي منففه‪ ،‬وأمففا المانففة فففإنه نظففر‬
‫إلي حين أقبلت إليه وشخصت لفه‪ ،‬فلما علم أني امرأة صوب رأسه‬
‫فلم يرفعه حتى بلغته رسالتك‪ ،‬ثم قال لي امشي خلفي وانعتي لففي‬
‫الطريق فلم يفعل هذا المر إل وهو أمين‪ ،‬فسري عن أبيها وصففدقها‬

‫‪169‬‬
‫ن‬ ‫ح َ‬ ‫وظن به الذي قالت فقال لفه‪ :‬هل لك }أ َ ُ‬
‫هفات َي ْ َ ِ‬
‫ي َ‬
‫دى اب ْن َت َف ّ‬
‫ُ‬
‫ح َ‬‫ك إِ ْ‬ ‫ن أنك ِ َ‬ ‫ْ‬
‫حجج فَإ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫مففا أِري فد ُ أ ْ‬ ‫ك وَ َ‬‫عند ِ َ‬‫ن ِ‬ ‫م ْ‬‫شرا ً فَ ِ‬ ‫ت عَ ْ‬‫م َ‬‫م ْ‬‫ن أت ْ َ‬
‫ي ِ َ ٍ ِ ْ‬ ‫جَرِني ث َ َ‬
‫مان ِ َ‬ ‫ع ََلى أن ت َأ ُ‬
‫ن = ‪] { 27‬سورة‬ ‫حي َ‬ ‫صففال ِ ِ‬
‫ن ال ّ‬ ‫مف َ‬‫ه ِ‬‫شففاء الل ّف ُ‬
‫جد ُِني ِإن َ‬ ‫س فت َ ِ‬
‫ك َ‬ ‫أَ ُ‬
‫شقّ ع َل َي ْف َ‬
‫القصص ‪ [28/27‬ففعل فكانت على نبي الله موسففى ثمففاني سففنين‬
‫واجبة‪ ،‬وكانت سنتان عدة منه فقضى الله عنه عدته فأتمهففا عشففرًا‪،‬‬
‫قال سعيد فلقيني رجل من أهل النصففرانية مففن علمففائهم قففال هففل‬
‫تدري أي الجلين قضى موسى؟ قلت‪ :‬ل وأنا يومئذ ل أدري‪ .‬فلقيففت‬
‫ابن عباس رضي الله عنهما فذكرت ذلك لففه فقففال‪ :‬أمففا علمففت أن‬
‫ثمانيا ً كانت على نبي الله واجبة لم يكن نففبي اللففه صففلى اللففه عليففه‬
‫وسلم لينقص منها شيئا ً ويعلم أن الله كان قاضيا ً عن موسى عففدته‬
‫التي وعده فإنه قضىعشر سففنين‪ .‬فلقيففت النصففراني فففأخبرته ذلففك‪،‬‬
‫فقال الذي سألته فأخبرك أعلم منك بذلك‪ ،‬قلت‪ :‬أجففل وأولففى فلمفا‬
‫سار موسى بأهله كان من أمفر النففاس والعصففا ويففده مفا قففص اللفه‬
‫عليك في القرآن فشكا إلى الله سبحانه ما يتخوف مففن آل فرعففون‬
‫في القتيل وعقده لسانه فإنه كان في لسانه عقدة تمنعه مففن كففثير‬
‫الكلم‪ ،‬وسأل ربه أن يعينه بأخيه هارون يكون لففه رداء ويتكلففم عنففه‬
‫بكثير ممفا ل يفصفح بفه لسفانه‪ ،‬فآتفاه اللفه سفؤله وحفل عقفدة مفن‬
‫لسانه‪ ،‬وأوحى الله إلى هارون وأمره أن يلقاه فاندفع موسى بعصاه‬
‫حتى لقي هارون عليه السلم فانطلقا جميعا ً إلففى فرعففون‪ ،‬فأقامففا‬
‫على بابه حينا ً ل يؤذن لهما ثم أذن لهما بعد حجففاب شففديد فقففال إنففا‬
‫رسول ربك‪ .‬قال‪ :‬فمن ربكما؟ فأخبراه بالذي قففص اللففه عليففك فففي‬
‫القرآن قال‪ :‬فما تريدان وذكره القتيل فاعتذر بما قد سففمعت قففال‪:‬‬
‫أريد أن تؤمن بالله وترسل معي بني إسرائيل فأبى عليه وقففال ائت‬
‫بآية إن كنت من الصادقين فألقى عصاه فإذا هي حية عظيمة فاغرة‬
‫فاها مسففرعة إلففى فرعففون فلمففا رآهففا فرعففون قاصففدة إليففه خافهففا‬
‫فاقتحم عن سريره واستغاث بموسى أن يكفها عنه ففعل ثم أخففرج‬
‫يده من جيبه فرآها بيضاء سوء يعني برص ثم ردها فعادت إلى لونها‬
‫الول فاستشففار المل حففوله فيمففا رأى فقففالوا لففه هففذان سففاحران‬
‫يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلففى‬
‫يعني ملكهم الذي هم فيففه والعيففش فففأبوا علففى موسففى ان يعطففوه‬
‫شيئا مما طلب وقالوا له اجمففع لهمففا السففحرة فففإنهم بأرضففك كففثير‬
‫حتى يغلب سحرك سففحرهما فأرسففل فففي المففدائن فحشففر لففه كففل‬
‫ساحر متعالم فلما أتوا فرعون قففالوا بففم يعمففل هففذا السففاحر قففالوا‬
‫يعمل بالحيففات قففالوا فل واللففه مففا أحففد فففي الرض يعمففل بالسففحر‬
‫بالحيات والحبال والعصي الذي نعمل وما أجرنا إن نحففن غلبنففا قففال‬
‫لهم أنتم أقاربي وخاصتي وأنا صانع إليكم كل شيء أحببتم فتواعدوا‬
‫يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى قال سعيد فحدثني بن عباس أن‬

‫‪170‬‬
‫يوم الزينة اليوم الذي أظهر الله فيه موسى على فرعون والسففحرة‬
‫هو يوم عاشوراء فلما أجتمعوا في صعيد قال الناس بعضففهم لبعففض‬
‫انطلقوا فلنحضر هذا المر لعلنا نتبع السحرة إن كففانوا هففم الغففالبين‬
‫يعنففون موسففى وهففارون اسففتهزاء بهمافقففالوا يففا موسففى لقففدرتهم‬
‫بسحرهم إما أن تلقي وإما أن نكففون نحففن الملقيففن قففال بففل ألقففوا‬
‫فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون فففرأى‬
‫موسى من سحرهم ما أوجس في نفسه خيفة فأوحى اللففه إليففه أن‬
‫ألق عصاك فلما ألقاهففا صففارت ثعبانففا عظيمففا فففاغرة فاهففا فجعلففت‬
‫العصا تلبس بالحبال حتى صارت جرزا على الثعبان تدخل فيه حففتى‬
‫ما أبقت عصا ول حبل إل ابتلعته فلما عرف السففحرة ذلففك قففالوا لففو‬
‫كان هذا سحرا لم يبلغ من سحرنا كل هذا ولكنه أمر مففن اللففه آمنففا‬
‫بالله وبما جاء به موسى ونتوب إلى الله مما كنففا عليففه فكسففر اللففه‬
‫ظهر فرعون في ذلك الموطن وأتباعه وظهر الحق وبطل مففا كففانوا‬
‫يعملون فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين وأمرأة فرعففون بففارزة تففدعو‬
‫الله بالنصر لموسى على فرعون وأشياعه فمن رآها من آل فرعون‬
‫ظن أنها إنما ابتذلت للشفقة على فرعون وأشياعه وأنما كان حزنها‬
‫وهمها لموسى فلما طال مكث موسى فرعففون الكاذبففة كلمففا جففاءه‬
‫بآية وعده عندها أن يرسففل معففه بنففي إسففرائيل فففإذا مضففت أخلففف‬
‫موعده وقال هل يستطيع ربك أن هذا فأرسل اللففه عففز وجففل علففى‬
‫قومه الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصففلت كففل‬
‫ذلك يشكو إلى موسى ويطلب إليه أن يكفها عنه ويففوافقه علففى أن‬
‫يرسل معه بني إسرائيل فإذا كففف ذلففك عنففه أخلففف موعففده ونكففث‬
‫عهده حتى أمر موسى بالخروج بقففومه فخففرج بهففم ليل فلمففا أصففبح‬
‫فرعون فرأى أنهم قففد مضففوا أرسففل فففي المففدائن حاشففرين فتبعففه‬
‫بجنود عظيمة كثيرة وأوحى الله تعالى إلى البحففر إذا ضففربك عبففدي‬
‫موسى بعصاه فانفرق اثنتي عشرة فرقة حتى يجففاوز موسففى ومففن‬
‫معه ثم التق على من بقي بعد من فرعون وأشياعه فنسففي موسففى‬
‫أن يضرب البحر بالعصا فففانتهى إلففى البحففر ولففه قصففيف مخافففة أن‬
‫يضربه موسففى بعصففاه وهففو غافففل فيصففير عاصففيا للففه فلمففا تففراءى‬
‫الجمعان تقاربا قال قوم موسى إنا لمدركون افعففل مففا التففابعين بففه‬
‫ربك فإنه لم يكففذب ولففم تكففذب قففال وعففدني ربففي إذا أتيففت البحففر‬
‫انفرق اثنتي عشففرة فرقففة حففتى أجففاوزه ثففم ذكففر بعففد ذلففك العصففا‬
‫فضرب البحر بعصففاه حيففن دنففا أوائل جنففد فرعففون مفن أواخففر جنففد‬
‫موسى فانفرق البحر كما أمره ربه وكما وعد موسففى فلمففا أن جففاز‬
‫موسى وأصففحابه كلهففم البحففر ودخففل فرعففون وأصففحابه التقىعليهففم‬
‫البحر كما أمر فلما جاوز موسففى البحففر قففال أصففحابه إنففا نخففاف أل‬
‫يكون فرعون غرق ول نؤمن بهلكه فدعا ربه فأخرجه له ببدنه حففتى‬

‫‪171‬‬
‫استيقنوا هلكه ثم مروا بعد ذلك على قوم يعكفون على أصنام لهففم‬
‫قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون إن‬
‫هؤلء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملففون قففد رأيتففم مففن العففبر‬
‫وسمعتم ما يكفيكم ومضى فأنفزلهم موسى منفزل وقال لهم أطيعوا‬
‫هارون فإني قد استخلفته عليكم فإني ذاهب إلى ربي وأجلهم ثلثين‬
‫يوما أن يرجع إليهم فيها فلما أتى ربه أراد أن يكلمه في ثلثين يومففا‬
‫وقد صامهن ليلهن ونهارهن وكره أن يكلم ربففه وريففح فيففه ريففح فففم‬
‫الصائم فتناول موسى من نبات الرض شيئا فمضففغه فقففال لففه ربففه‬
‫حين أتاه لم أفطرت وهو أعلم بالذي كان قال يا رب إني كرهت أن‬
‫أكلمك إل وفمي طيب الريح قال أو ما علمت يا موسى أن ريح فففم‬
‫الصائم أطيب من ريح المسك ارجفع فصففم عشففرا ثففم ائتنفي ففعفل‬
‫موسى عليه السلم ما أمره به فلما رأى قوم موسى أنه لم يرجففع‬
‫إليهم في الجل ساءهم ذلك وكان هففارون قففد خطبهففم وقففال إنكففم‬
‫خرجتم من مصر ولقوم فرعون عنففدكم عففواري وودائع ولكففم فيهففم‬
‫مثل ذلك وأنا أرى أن تحتسفبوا مفالكم عنفدهم ول أحففل لكففم وديعفة‬
‫اسففتودعتموها ول همففام ولسففنا براديففن إليهففم شففيئا مففن ذلففك ول‬
‫ممسكيه لنفسنا فحفر حفيرا وأمر كل قففوم عنففدهم مففن ذلففك مففن‬
‫متاع أو حلية أن يقذفوه في ذلك الحفير ثم أوقد عليه النار فففأخرجه‬
‫فقال ل يكون لنا ول لهففم وكففان السففامري مففن قففوم يعبففدون البقففر‬
‫جيران لبني إسرائيل ولم يكن من بني إسرائيل فاحتمل مع موسففى‬
‫وبني إسرائيل حين احتملوا فقضي له أن رأى أثرا فأخذ منففه قبضففة‬
‫فمر بهارون فقال له هارون عليه السلم يا سامري أل تلقي ما في‬
‫يدك وهو قابض عليه ل يراه أحد طوال ذلك فقففال هففذه قبضففة مففن‬
‫أثر الرسول الذي جاوز بكم البحر فل ألقيها بشيء إل أن تفدعو اللففه‬
‫إذا ألقيت أن يكون ما أريد فألقاهففا ودعففا لفه هففارون فقففال أريففد أن‬
‫تكون عجل فاجتمع ما كان في الحفرة من متاع أو حلية أو نحاس أو‬
‫حديد فصار عجل أجوف ليس فيه روح لففه خففوار قففال بففن عبففاس ل‬
‫والله ما كان قط إنما كانت الريح تدخل من دبففره وتخففرج مففن فيففه‬
‫فكان ذلك الصوت من ذلكفتفرق بنو إسرائيل فرقا فقالت فرقففة يففا‬
‫سامري ما هذا وأنت أعلم بففه قففال هففذا ربكففم ولكففن موسففى أضففل‬
‫الطريق فقالت فرقة ل نكذب بهذا حتى يرجع إلينا موسى فإن كففان‬
‫ربنا لم نكن ضيعناه وعجزنا فيه حين رأينا وإن لم يكن ربنا فأنا نتبففع‬
‫قول موسى وقالت فرقة هذا عمل الشيطان وليس بربنا ولن نؤمن‬
‫به ول نصدق وأشرب فرقة في قلوبهم الصففدق بمففا قففال السففامري‬
‫في العجل وأعلنوا التكذيب به فقال لهم هارون يا قوم إنما فتنتم به‬
‫وإن ربكم الرحمن هكذا قالوا فما بال موسى وعدنا ثلثين يومففا ثففم‬
‫أخلفنا هذه أربعون قد مضت فقال سفهاؤهم أخطأ ربففه فهففو يطلبففه‬

‫‪172‬‬
‫ويتبعه فلما كلم الله موسى عليه السلم وقال له ما قال أخبره بما‬
‫لقي قومه من بعده فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قففال لهففم‬
‫ما سمعتم في القرآن وأخذ برأس أخيه يجره إليه وألقى اللواح من‬
‫الغضب ثم إنه عذر أخاه بعذره له فانصرف إلى السامري فقففال لففه‬
‫ما حملففك علففى مففا صففنعت قففال قبضففت قبضففت مفن أثففر الرسففول‬
‫وفطنت إليها وعميت عليكم فقذفتها وكذلك سولت لي نفسي قففال‬
‫فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول ل مسففاس وإن لففك موعففدا لففن‬
‫تخلفه وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثففم لننسفففنه‬
‫في اليم نسفا ولو كان إلها لم نخلفص إلفى ذلفك منفه فاسفتيقن بنفو‬
‫إسففرائيل بالفتنفة واغتبففط الففذين كففان رأيهفم فيفه مثففل رأي هفارون‬
‫فقالوا لجماعتهم يا موسى سل لنا ربك أن يفتح لنا باب توبة نصنعها‬
‫ما عملنا فاختار موسى قومه سبعين رجل لذلك ل يفألوا الخيفر خيفار‬
‫بني إسرائيل ومن لم يشرك فففي العجففل فففانطلق بهففم يسففأل لهففم‬
‫التوبة فرجفت بهم الرض واستحيا نبي الله صلى اللففه عليففه وسففلم‬
‫من قومه ومن وفده حين فعل بهم ما فعل فقال لو شففئت أهلكتهففم‬
‫من قبل وإياي أتهلكنا بما فعففل السفففهاء منففا وفيهففم مففن كففان اللففه‬
‫يتحقق منه على ما أشرب قلبه من حب العجففل وإيمففان بففه فلففذلك‬
‫رجفت بهم الرض فقال رحمتي وسعت كل شففيء فسففأكتبها للففذين‬
‫يتقففون ويؤتففون الزكففاة والففذين هففم بآياتنففا يؤمنففون الففذين يتبعففون‬
‫الرسففول النففبي المففي الففذي يجففدونه مكتوبففا عنففدهم فففي التففوراة‬
‫والنجيل فقال يا رب سألتك التوبة لقومي فقلت إن رحمففتي كتبتهففا‬
‫قومي فليتك أخرتني حتى تخرجني في أمة ذلففك الرجففل المرحومففة‬
‫فقال له إن توبتهم أنيقتل كل رجل منهم كل من لقي من والد وولد‬
‫فيقتله بالسيف ل يبففالي مففن قتففل فففي ذلففك المففوطن ويففأتي أولئك‬
‫الففذين كففان خفففي علففى موسففى وهففارون واطلففع اللففه مففن ذنففوبهم‬
‫فاعترفوا بها وفعلوا ما أمروا وغفر اللفه للقاتفل والمقتففول ثفم سفار‬
‫بهم موسى صلى اللففه عليففه وسففلم متوجهففا نحففو الرض المقدسففة‬
‫وأخذ اللواح بعدما سكت عنففه الغضففب فففأمرهم بالففذي أمففر بففه أن‬
‫يبلغهم من الوظائف فثقل ذلك عليهم وأبوا أن يقروا بها فنتففق اللففه‬
‫عليهم الجبل كأنه ظلة ودنا منهم حتى خافوا أن يقع عليهففم فأخففذوا‬
‫الكتاب بأيمانهم وهم مصطفون ينظرون إلى الجبل والكتاب بأيديهم‬
‫وهو من وراء الجبل مخافة أن يقع عليهم ثم مضوا حتى أتففوا الرض‬
‫المقدسة فوجدوا مدينة فيها قوم جبارون خلقهم خلففق منكففر وذكففر‬
‫من ثمارهم أمرا عجيبا من عظمها فقالوا يففا موسففى إن فيهففا قومففا‬
‫جبارين ل طاقة لنا بهم ول ندخلها ما داموا فيهففا فففإن يخرجففوا منهففا‬
‫فإنا داخلون قال رجلن من الذين يخافون قيل ليزيد هكذا قرأه قال‬
‫نعم من الجبارين‪ :‬آمنا بموسى وخرجا إليه فقالوا نحن أعلم بقومنففا‬

‫‪173‬‬
‫إن كنتم إنما تخافون من ما رأيتم من أجسففامهم وعففددهم فففإنهم ل‬
‫قلوب لهم ول منعة عندهم فادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم‬
‫غالبون ويقول أناس إنهما من قوم موسى فقال الذين يخففافون بنففو‬
‫إسرائيل قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت‬
‫وربك فقاتل إنا هاهنا قاعدون فأغضبوا موسففى عليففه السففلم فففدعا‬
‫عليهم وسماهم فاسقين ولم يدع عليهم قبل ذلك لما رأى منهم من‬
‫المعصففية وإسففاءتهم حففتى كففان يففومئذ فاسففتجاب اللففه تعففالى لفففه‬
‫وسماهم كما سماهم موسى فاسقين فحرمهففا عليهففم أربعيففن سففنة‬
‫يتيهون في الرض يصبحون كل يوم فيسففيرون ليففس لهففم قففرار ثففم‬
‫ظلل عليهم الغمام في التيه وأنفففزل عليهففم المففن والسففلوى وجعففل‬
‫لهم ثيابا ل تبلى ول تتسفخ وجعففل بيفن أظهرهففم حجفرا مربعففا وأمفر‬
‫موسى فضربه بعصاه فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا في كففل ناحيففة‬
‫ثلثة أعين وأعلم كل سبط عينهم الففتي يشففربون منهففا فل يرتحلففون‬
‫من منقلة إل وجدوا ذلك الحجر بالمكان الذي كان فيه بالمس‪.‬‬
‫رفع ابن عباس رضي الله عنهما هذا الحديث إلى النبي صففلى‬
‫الله عليه وسلم وصدق ذلك عنففدي أن معاويفة سففمع ابفن عبففاس‬
‫رضففي اللففه عنهمففا حففدث هففذا الحففديث فففأنكر عليففه أن يكففون‬
‫الفرعوني الذي أفشى على موسى أمر القتيففل الففذي قتففل فقففال‬
‫كيف يفشي عليه ولم يكن علم بففه ول ظهففر عليففه إل السففرائيلي‬
‫الذي حضر ذلك فغضب بن عباس فأخذ بيد معاوية فانطلق به إلى‬
‫سعد بن مالك الزهري فقال له يا أبا إسحاق هل تذكر يومفا ً حففدثنا‬
‫عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتيل موسى الذي قتل‬
‫من آل فرعون السففرائيلي أفشففى عليففه أم الفرعففوني قففال أنمففا‬
‫أفشى عليه الفرعوني ما سفمع مففن السففرائيلي شففهد علففى ذلففك‬
‫وحضره‪(1).‬‬

‫‪ () 1‬رواه ابن ابي حاتم في تفسيره ‪ 5/377‬والطحاوي في مشكل الثففار)‬


‫‪ (66‬وأبففو يعلففى فففي مسففنده )‪ (2618‬وابففن عففدي فففي الكامففل ‪1/400‬‬
‫وعلق ابن كثير على هذا بقوله‪:‬والشبه ‪-‬والله أعلم‪-‬أنففه موقففوف وكففونه‬
‫ً‬
‫مرفوعا فيففه نظففر وغففالبه متلقففى مففن السففرائيليات وفيففه شففىء يسففير‬
‫مصرح برفعه في أثناء الكلم وفي بعض ما فيه نظر ونكارة والغلب أنه‬
‫من كلم كعب الحبار وقففد سففمعت شففيخنا الحففافظ أبففا الحجففاج المففزي‬
‫يقول ذلك والله أعلم وعقب عليه ابن حجر في الفتح ‪6/427‬وقال كففأنه‬
‫لم يثبت عنده في ذلك من المرفوعات على شرطه وأصففح مففا ورد فففي‬
‫جميع ذلك ماأخرجه النسائي وابو يعلففى بإسففناد حسففن عففن عبففاس فففي‬
‫حديث الفتون الطويل وانظر تفسير ابن كثير ‪) 5/377‬وقال أحمد شاكر‬
‫هذا موقوف ‪ .‬وإسففناده صففحيح إلففى ابففن عبففاس ‪ .‬أمففا صففحة المتفن‪ ،‬فل‬

‫‪174‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الثار الواردة في أبرز صفات اليهود‬
‫وفيه ستتة مباحث‪:‬‬
‫المبحث الول‪ :‬الثار الواردة في قسوة قلوبهم ‪:‬‬
‫الثار‪:‬‬
‫َ‬
‫م وَع َلففى‬ ‫م عِ هِ ْ‬‫سف ْ‬
‫م وَع َلففى َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ه ع َلففى قُلففوب ِهِ ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫م اللف ُ‬ ‫خت َف َ‬‫قولفه تعففالى‪َ } :‬‬
‫َ‬
‫م{ ]سورة البقرة ‪[2/7‬‬ ‫ظي ٌ‬ ‫ب عَ ِ‬ ‫ذا ٌ‬‫م عَ َ‬ ‫شاوَة ٌ وَل َهُ ْ‬ ‫م ِغ َ‬ ‫صارِه ِ ْ‬ ‫أب ْ َ‬
‫‪ 255-150‬حدثني محمد بن سعد‪ ،‬قال‪ :‬حففدثني أبففي‪ ،‬قففال‪ :‬حففدثني‬
‫عمي الحسين بن الحسن‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن ابن عباس رضففي‬
‫َ‬
‫م‬ ‫صففارِه ِ ْ‬ ‫م وَع َل َففى أب ْ َ‬ ‫معِهِ ْ‬ ‫س ْ‬‫م وَع ََلى َ‬ ‫ه ع ََلى قُُلوب ِهِ ْ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫خت َ َ‬ ‫الله عنهما ‪َ } :‬‬
‫م = ‪ { 7‬والغشاوة على أبصارهم ‪( ) .‬‬ ‫ظي ٌ‬ ‫ب عَ ِ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫م عَ َ‬ ‫شاوَة ٌ وَل َهُ ْ‬ ‫ِغ َ‬
‫‪1‬‬

‫‪- 256-151‬حدثنا القاسم‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا الحسين‪ ،‬قال‪ :‬حدثني حجففاج‪،‬‬


‫قال‪ :‬حدثنا ابن جريج قال‪ :‬الختففم علففى القلففب والسففمع‪ ،‬والغشففاوة‬
‫م ع َل َففى قَل ْب ِف َ‬ ‫على البصر‪ ،‬قال الله تعالى ذكره‪} :‬فَإن ي َ ْ‬
‫ك‬ ‫خت ِف ْ‬‫ه يَ ْ‬ ‫شأ الل ّ ُ‬ ‫ِ ْ َ‬
‫دورِ = ‪24‬‬ ‫ص ُ‬‫ت ال ّ‬ ‫ذا ِ‬ ‫م بِ َ‬ ‫ه ع َِلي ٌ‬ ‫مات ِهِ إ ِن ّ ُ‬ ‫حقّ ب ِك َل ِ َ‬ ‫حقّ ال ْ َ‬ ‫ل وَي ُ ِ‬ ‫ه ال َْباط ِ َ‬ ‫ح الل ّ ُ‬‫م ُ‬ ‫وَي َ ْ‬
‫ن‬‫مف ْ‬ ‫شففاوَة ً فَ َ‬ ‫ص فرِهِ ِغ َ‬ ‫ل ع ََلى ب َ َ‬ ‫جعَ َ‬ ‫معِهِ وَقَل ْب ِهِ وَ َ‬ ‫س ْ‬‫م ع ََلى َ‬ ‫خت َ َ‬‫{ وقال‪} :‬وَ َ‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫ن = ‪] { 23‬سورة الجاثية ‪( ) [45/23‬‬
‫‪2‬‬
‫ن ب َعْد ِ اللهِ أَفل ت َذ َك ُّرو َ‬ ‫م ْ‬ ‫ديهِ ِ‬ ‫ي َهْ ِ‬
‫‪- 257-152‬حففدثنا ابففن حميففد‪ ،‬قففال‪ :‬حففدثنا سففلمة‪ ،‬عففن محمففد بففن‬
‫إسحاق‪ ،‬عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت‪ ،‬عففن عكرمففة‪،‬‬
‫م الّلفف ُ‬
‫ه‬ ‫خت َ َ‬‫أو عن سعيد بن جبير‪ ،‬عن ابن عباس رضي الله عنهما ‪َ } :‬‬
‫َ‬
‫ب‬ ‫ذا ٌ‬ ‫عف َ‬‫م َ‬ ‫شفاوَة ٌ وَل َهُف ْ‬ ‫م ِغ َ‬ ‫صفارِه ِ ْ‬ ‫م وَع َل َففى أب ْ َ‬ ‫معِهِ ْ‬ ‫سف ْ‬ ‫م وَع ََلفى َ‬ ‫ع ََلى قُُلوب ِهِ ْ‬
‫م = ‪ { 7‬أي عن الهدى أن يصيبوه أبدا بغير ما كذبوك به مففن‬ ‫ظي ٌ‬‫عَ ِ‬
‫الحق الذي جاءك من ربك‪ ،‬حتى يؤمنوا به‪ ،‬وإن آمنوا بكففل مففا كففان‬
‫قبلك‪(3) .‬‬
‫‪- 258-153‬حدثني موسى بن هارون الهمداني‪ ،‬قففال‪ :‬حففدثنا عمففرو‬
‫بن حماد‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أسباط‪ ،‬عن السدي فففي خففبر ذكففره عففن أبففي‬
‫مالك‪ ،‬وعن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما ‪ ،‬وعففن مففرة‬

‫نستطيع أن نجزم بها‪ ،‬لعلففه ممففا كففان يتحففدث بففه الصففحابة عففن التاريففخ‬
‫القديم نقل عن أهل الكتاب( انظر جامع البيان ) ‪ - ( 2/42‬حاشية )‪. (3‬‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 114 / 1‬تفسير ابن أبففي حففاتم ) ‪- ( 42 / 1‬‬
‫إسففناده‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 73 / 1‬تفسير ابن كففثير ) ‪( 47 / 1‬‬
‫ضعيف‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 114 / 1‬تفسير ابن كثير ) ‪( 46 / 1‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 115 / 1‬تفسير ابن أبففي حففاتم ) ‪- ( 41 / 1‬‬
‫إسناده ضعيف‪.‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪( 72 / 1‬‬

‫‪175‬‬
‫الهمداني‪ ،‬عن ابن مسعود‪ ،‬وعن ناس من أصحاب رسول الله صلى‬
‫م وَع َل َففى‬ ‫معِهِ ْ‬ ‫سف ْ‬ ‫م وَع َل َففى َ‬ ‫ه ع َل َففى قُل ُففوب ِهِ ْ‬ ‫م الل ّف ُ‬ ‫خت َف َ‬ ‫الله عليه وسلم ‪َ } :‬‬
‫َ‬
‫م = ‪ { 7‬يقففول فل يعقلففون‪ ،‬ول‬ ‫ظيف ٌ‬ ‫ب عَ ِ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫م عَ َ‬ ‫شاوَة ٌ وَل َهُ ْ‬ ‫م ِغ َ‬ ‫صارِه ِ ْ‬ ‫أب ْ َ‬
‫يسمعون ويقول‪ :‬وجعل على أبصارهم غشاوة‪ ،‬يقول‪ :‬علففى أعينهففم‬
‫فل يبصرون‪(1) .‬‬
‫جاَرةِ أ َْو‬ ‫ح َ‬ ‫كال ْ ِ‬ ‫ي َ‬ ‫ك فَ هِ َ‬ ‫ن ب َعْد ِ ذ َل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ت قُُلوب ُك ُ ْ‬ ‫س ْ‬ ‫م قَ َ‬ ‫قولفه تعالى‪} :‬ث ُ ّ‬
‫ما‬‫من َْها ل َ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ه ال َن َْهاُر وَإ ِ ّ‬ ‫من ْ ُ‬‫جُر ِ‬ ‫ما ي َت َفَ ّ‬ ‫جاَرةِ ل َ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫س و َ ة ً و َإ ِ ّ‬ ‫ش د ّ قَ ْ‬ ‫أَ َ‬
‫مففا‬ ‫شي َةِ الل ّهِ وَ َ‬ ‫خ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ط ِ‬ ‫ما ي َهْب ِ ُ‬ ‫من َْها ل َ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ماُء وَإ ِ ّ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫خُر ُ‬ ‫ق قُ فَي َ ْ‬ ‫ش ّ‬ ‫يَ ّ‬
‫ن = ‪] { 74‬سورة البقرة ‪[2/74‬‬ ‫مُلو َ‬ ‫ما ت َعْ َ‬ ‫ل عَ ّ‬ ‫ه ب َِغافِ ٍ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫‪- 1088-154‬حدثني محمد بن سعد‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬قال‪ :‬حففدثني‬
‫عمي‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن عباس رضي الله عنهمففا ‪،‬‬
‫قال‪ :‬لما ضرب المقتول ببعضها ‪ -‬يعني ببعض البقففرة ‪ -‬جلففس حيففا‪،‬‬
‫فقيل له‪ :‬من قتلك؟ فقال‪ :‬بنو أخففي قتلففوني‪ .‬ثففم قبففض‪ ،‬فقففال بنففو‬
‫أخيه حين قبض‪ :‬والله ما قتلناه‪ .‬فكففذبوا بففالحق بعففد إذ رأوه‪ ،‬فقففال‬
‫ك{ يعنففي بنففي أخففي الشففيخ‪،‬‬ ‫ن ب َعْفد ِ ذ َل ِف َ‬ ‫مف ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ت قُل ُففوب ُك ُ ْ‬ ‫سف ْ‬ ‫م قَ َ‬ ‫الله‪} :‬ث ُ ّ‬
‫ه‬‫من ْف ُ‬ ‫جفُر ِ‬ ‫ف ّ‬ ‫مففا ي َت َ َ‬ ‫جففاَرةِ ل َ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫مف ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫سفوَة ً وَإ ِ ّ‬ ‫ش فد ّ ق َ ْ‬ ‫جاَرةِ أ َوْ أ َ َ‬ ‫ح َ‬ ‫كال ْ ِ‬ ‫ي َ‬ ‫}فَهِ َ‬
‫ن‬ ‫مفف ْ‬ ‫ط ِ‬ ‫ما ي َهْب ِ ُ‬ ‫من َْها ل َ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ماُء وَإ ِ ّ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫خُر ُ‬ ‫ققُ فَي َ ْ‬ ‫ش ّ‬ ‫ما ي َ ّ‬ ‫من َْها ل َ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ال َن َْهاُر وَإ ِ ّ‬
‫ن = ‪(2) { 74‬‬ ‫مُلو َ‬ ‫ما ت َعْ َ‬ ‫ل عَ ّ‬ ‫ه ب َِغافِ ٍ‬ ‫ما الل ّ ُ‬ ‫شي َةِ الل ّهِ وَ َ‬ ‫خ ْ‬‫َ‬
‫‪- 1089-155‬حدثنا بشر بن معاذ‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا يزيففد‪ ،‬عففن سففعيد‪ ،‬عففن‬
‫ك{ يقففول‪ :‬مففن بعففد مففا أراهففم‬ ‫ن ب َعْد ِ ذ َل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ت قُُلوب ُك ُ ْ‬ ‫س ْ‬ ‫م قَ َ‬ ‫قتادة‪} :‬ث ُ ّ‬
‫الله من إحياء الموتى‪ ،‬وبعد ما أراهم من أمر القتيل ما أراهم‪ ،‬فهي‬
‫كالحجارة أو أشد قسوة‪(3) .‬‬
‫ل‬
‫ه ب َِغافِ ٍ‬ ‫ما الل ّ ُ‬ ‫شي َةِ الل ّهِ وَ َ‬ ‫خ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ط ِ‬ ‫ما ي َهْب ِ ُ‬ ‫من َْها ل َ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬وَإ ِ ّ‬
‫ن{‬ ‫مُلو َ‬ ‫ما ت َعْ َ‬ ‫عَ ّ‬
‫‪1092-156‬حدثني بشر بن معاذ‪ ،‬قال‪ :‬ثنا يزيد‪ ،‬قال‪ :‬ثنا سعيد‪ ،‬عففن‬
‫سوَةً{ ثم عذر الحجففارة ولففم يعففذر‬ ‫شد ّ ق َ ْ‬ ‫جاَرةِ أ َوْ أ َ َ‬ ‫ح َ‬ ‫كال ْ ِ‬ ‫ي َ‬ ‫قتادة‪} :‬فَهِ َ‬
‫ن‬ ‫ه ال َن ْهَففاُر وَإ ِ ّ‬ ‫من ْف ُ‬ ‫جُر ِ‬ ‫ف ّ‬ ‫ما ي َت َ َ‬ ‫جاَرةِ ل َ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫شقي ابن آدم‪ ،‬فقال‪} :‬وَإ ِ ّ‬
‫ة‬
‫شفي َ ِ‬ ‫خ ْ‬
‫ن َ‬ ‫مف ْ‬ ‫ط ِ‬ ‫مفا ي َهِْبف ُ‬ ‫من َْهفا ل َ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫مفاُء وَإ ِ ّ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫مْنف ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫خفُر ُ‬ ‫ققُ فَي َ ْ‬ ‫ش ّ‬ ‫ما ي َ ّ‬ ‫من َْها ل َ َ‬ ‫ِ‬
‫ه{‪( ) .‬‬
‫‪4‬‬
‫الل ّ ِ‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ -( 115 / 1‬تفسير الدر المنثور )‪ -( 73 / 1‬تفسير‬


‫ابن كثير ) ‪( 47 / 1‬‬
‫إسناده‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 362 / 1‬تفسير ابن كثير ) ‪( 114 / 1‬‬
‫ضعيف‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 362 / 1‬تفسففير الففدر المنثففور ) ‪ ( 197 / 1‬و‬
‫صححه في التفسير الصحيح )‪(1/176‬‬
‫‪ () 4‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 364 / 1‬تفسير الففدر المنثففور ) ‪- ( 197 / 1‬‬

‫‪176‬‬
‫قِليل ً‬‫م فَ َ‬ ‫ه ب ِك ُ ْ‬
‫ف رِ ه ِ ف ْ‬ ‫م الل ّف ُ‬ ‫ل ل َعَن َهُ ْ‬‫ف بَ ْ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬وََقاُلوا قُُلوب َُنا غ ُل ْ ٌ‬
‫ن{‬ ‫مُنو َ‬ ‫ما ي ُؤ ْ ِ‬ ‫َ‬
‫‪ - 1238-157‬حدثنا ابن حميد‪ ،‬قال‪ :‬ثنا الحكم بن بشير بن سلمان‪،‬‬
‫قال‪ :‬ثنا عمرو بن قيس الملئي‪ ،‬عن عمرو بففن مففرة الجملففي‪ ،‬عففن‬
‫أبي البختري‪ ،‬عن حذيفة قال‪ :‬القلوب أربعة‪ .‬ثم ذكرها‪ ،‬فقففال فيمففا‬
‫ذكر‪ :‬وقلب أغلف‪ :‬معصوب عليه‪ ،‬فذلك قلب الكافر‪(1) .‬‬
‫‪ -1239-158‬حدثنا ابن حميففد‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا سففلمة‪ ،‬قففال‪ :‬حففدثني ابففن‬
‫إسحاق‪ ،‬قال‪ :‬حدثني محمد بن أبي محمففد‪ ،‬عففن سففعيد بففن جففبير أو‬
‫ل‬ ‫ف ب َف ْ‬ ‫عكرمة‪ ،‬عن ابن عباس رضي الله عنهما ‪} :‬وََقاُلوا قُُلوب ُن َففا غ ُل ْف ٌ‬
‫ن = ‪ { 88‬أي في أكنة‪(2) .‬‬ ‫مُنو َ‬ ‫ما ي ُؤ ْ ِ‬ ‫قِليل ً َ‬ ‫م فَ َ‬ ‫فرِه ِ ْ‬ ‫ه ب ِك ُ ْ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ل َعَن َهُ ْ‬
‫‪-159‬حدثني محمد بن سعد‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬قففال‪ :‬حففدثني عمففي‪،‬‬
‫قال‪ :‬حدثني أبففي‪ ،‬عففن أبيففه‪ ،‬عففن ابففن عبففاس رضففي اللففه عنهمففا ‪:،‬‬
‫ن = ‪88‬‬ ‫مُنففو َ‬ ‫ما ي ُؤ ْ ِ‬ ‫قِليل ً َ‬ ‫م فَ َ‬ ‫فرِه ِ ْ‬‫ه ب ِك ُ ْ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ل ل َعَن َهُ ْ‬ ‫ف بَ ْ‬ ‫}وََقاُلوا قُُلوب َُنا غ ُل ْ ٌ‬
‫{ فهي القلوب المطبوع عليها‪(3) .‬‬
‫‪ - 1240-160‬حدثني عباس بن محمد‪ ،‬قال‪ :‬ثنففا حجففاج‪ ،‬قففال‪ :‬قففال‬
‫ابن جريج‪ ،‬أخبرني عبد اللففه بففن كففثير‪ ،‬عففن مجاهففد قففوله‪} :‬وَقَففاُلوا‬
‫ن = ‪ { 88‬عليهففا‬ ‫مُنو َ‬ ‫ما ي ُؤ ْ ِ‬ ‫قِليل ً َ‬ ‫م فَ َ‬ ‫فرِه ِ ْ‬ ‫ه ب ِك ُ ْ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ل ل َعَن َهُ ْ‬‫ف بَ ْ‬ ‫قُُلوب َُنا غ ُل ْ ٌ‬
‫غشاوة‪(4) .‬‬
‫‪- 1241-161‬حدثنا أحمد بن إسحاق الهففوازي‪ ،‬قففال‪ :‬ثنفا أبففو أحمففد‬
‫م‬‫ل ل َعَن َُهفف ْ‬ ‫ف بَ ْ‬ ‫الزبيري‪ ،‬قال‪ :‬ثنا شريك عن العمش قوله‪} :‬قُُلوب َُنا غ ُل ْ ٌ‬
‫ن = ‪ { 88‬قال‪ :‬هي في غلف‪(5) .‬‬ ‫مُنو َ‬ ‫ما ي ُؤ ْ ِ‬ ‫قِليل ً َ‬ ‫م فَ َ‬ ‫فرِه ِ ْ‬ ‫ه ب ِك ُ ْ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫‪ - 1242-162‬حدثنا بشر بن معاذ‪ ،‬قال‪ :‬ثنا يزيد بن زريففع‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا‬
‫قِليل ً‬ ‫م فَ َ‬ ‫فرِه ِف ْ‬ ‫ه ب ِك ُ ْ‬‫م الل ّ ُ‬ ‫ل ل َعَن َهُ ْ‬‫ف بَ ْ‬ ‫سعيد‪ ،‬عن قتادة‪} :‬وََقاُلوا قُُلوب َُنا غ ُل ْ ٌ‬
‫ن = ‪ { 88‬أي ل تفقه‪(6) .‬‬ ‫مُنو َ‬ ‫ما ي ُؤ ْ ِ‬ ‫َ‬
‫تفسير القرطبي ) ‪ ( 464 / 1‬وصححه فففي التفسففير الصففحيح )‪-1/176‬‬
‫‪(177‬‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 406 / 1‬تفسير الففدر المنثففور ) ‪- ( 214 / 1‬‬
‫إسناده ضعيف‪.‬‬
‫تفسير ابن كثير ) ‪( 124 / 1‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 406 / 1‬تفسير ابن أبي حاتم بنحوه ) ‪1275 / 4‬‬
‫( ‪ -‬تفسير الدر المنثفور ) ‪ - ( 260 / 3‬تفسفير ابفن كفثير ) ‪( 124 / 1‬‬
‫إسناده ضعيف‪.‬‬
‫إسناده ضعيف‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪( 406 / 1‬‬ ‫‪3‬‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪ - ( 406 / 1‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 214 / 1‬‬ ‫‪4‬‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪( 407 / 1‬‬ ‫‪5‬‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪ - ( 407 / 1‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 170 / 1‬‬ ‫‪6‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 214 / 1‬تفسير ابن كثير ) ‪ ( 124 / 1‬وحسنه‬
‫في التفسير الصحيح )‪(1/194‬‬

‫‪177‬‬
‫‪ -1243-163‬حدثنا الحسن بن يحيى‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا عبد الرزاق‪ ،‬قال‪:‬‬
‫م‬ ‫هفف ْ‬ ‫فرِ ِ‬ ‫ه ب ِك ُ ْ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ل ل َعَن َهُ ْ‬ ‫ف بَ ْ‬ ‫أخبرنا معمر‪ ،‬عن قتادة‪} :‬وََقاُلوا قُُلوب َُنا غ ُل ْ ٌ‬
‫َ‬
‫مفا‬ ‫م ّ‬ ‫ن = ‪ { 88‬قال‪ :‬هو كقفوله‪} :‬قُُلوب َُنفا ِففي أك ِّنفةٍ ِ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ما ي ُؤ ْ ِ‬ ‫قِليل ً َ‬ ‫فَ َ‬
‫ل إ ِن ّن َففا‬ ‫مف ْ‬ ‫ب َفاع ْ َ‬ ‫جففا ٌ‬ ‫ح َ‬‫ك ِ‬ ‫ن ب َي ْن ِن َففا وَب َي ْن ِف َ‬ ‫مف ْ‬ ‫ذان ِن َففا وَقْفٌر وَ ِ‬ ‫عوَنا إ ِل َي ْهِ وَفِففي آ َ‬ ‫ت َد ْ ُ‬
‫ن = ‪( ) .{ 5‬‬
‫‪1‬‬
‫مُلو َ‬ ‫عا ِ‬ ‫َ‬
‫‪ -1244-164‬حدثني المثنى‪ ،‬قال‪ :‬ثنا آدم‪ ،‬قال‪ :‬ثنا أبففو جعفففر‪ ،‬عففن‬
‫ف{ أي ل تفقه‪(2) .‬‬ ‫الربيع‪ ،‬عن أبي العالية‪} :‬قُُلوب َُنا غ ُل ْ ٌ‬
‫‪ -1245-165‬حدثني موسى‪ ،‬قال‪ :‬ثنا عمرو‪ ،‬قال‪ :‬ثنففا أسففباط‪ ،‬عففن‬
‫مففا‬ ‫قِليل ً َ‬ ‫م فَ َ‬ ‫فرِه ِف ْ‬ ‫ه ب ِك ُ ْ‬‫م الل ّف ُ‬ ‫ل ل َعَن َهُ ف ْ‬ ‫ف ب َف ْ‬ ‫السففدي‪} :‬وَقَففاُلوا قُُلوب ُن َففا غ ُل ْف ٌ‬
‫ن = ‪ { 88‬قال‪ :‬يقولون‪ :‬عليها غلف وهو الغطاء‪(3) .‬‬ ‫مُنو َ‬ ‫ي ُؤ ْ ِ‬
‫‪ -1246-166‬حدثني يونس‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهففب‪ ،‬قففال‪ :‬قففال ابففن‬
‫ن‬‫مُنفو َ‬ ‫ما ي ُؤ ْ ِ‬ ‫قِليل ً َ‬ ‫م فَ َ‬ ‫فرِه ِ ْ‬‫ه ب ِك ُ ْ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ل ل َعَن َهُ ْ‬ ‫ف بَ ْ‬ ‫زيد في قوله‪} :‬قُُلوب َُنا غ ُل ْ ٌ‬
‫= ‪ { 88‬قال‪ :‬يقفول قلففبي فففي غلف‪ ،‬فل يخلففص إليففه ممففا تقففول‪.‬‬
‫َ‬
‫ة{]سورة فصلت ‪(4) [41/5‬‬ ‫وقرأ‪} :‬وََقاُلوا قُُلوب َُنا ِفي أك ِن ّ ٍ‬
‫‪ -1247-167‬حدثني عبيد بن أسباط بن محمد‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا أبففي‪ ،‬عففن‬
‫م الّلف ُ‬
‫ه‬ ‫ل ل َعَن َُهف ْ‬ ‫ف َبف ْ‬ ‫فضيل بن مرزوق‪ ،‬عن عطية‪} :‬وََقاُلوا قُُلوب ُن َففا غ ُْلف ٌ‬
‫ن = ‪ { 88‬قال‪ :‬أوعية للذكر‪.‬‬ ‫مُنو َ‬ ‫ما ي ُؤ ْ ِ‬ ‫قِليل ً َ‬ ‫م فَ َ‬ ‫فرِه ِ ْ‬ ‫ب ِك ُ ْ‬
‫‪-168‬حففدثني محمففد بففن عمففارة السففدي‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا عبيففد اللففه بففن‬
‫ل‬ ‫ف ب َف ْ‬ ‫موسى‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا فضيل‪ ،‬عن عطية في قوله‪} :‬قُُلوب ُن َففا غ ُل ْف ٌ‬
‫ن = ‪ { 88‬قال‪ :‬أوعية للعلم‪(5) .‬‬ ‫مُنو َ‬ ‫ما ي ُؤ ْ ِ‬ ‫قِليل ً َ‬ ‫م فَ َ‬ ‫فرِه ِ ْ‬ ‫ه ب ِك ُ ْ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ل َعَن َهُ ْ‬
‫‪ - 1248-169‬حدثت عن المنجاب‪ ،‬قال‪ :‬ثنففا بشففر بففن عمففارة‪ ،‬عففن‬
‫أبي روق‪ ،‬عن الضحاك‪ ،‬عن ابن عباس رضي الله عنهما في قففوله‪:‬‬
‫ن{‪ .‬قال‪:‬‬ ‫مُنو َ‬ ‫ما ي ُؤ ْ ِ‬ ‫قِليل ً َ‬ ‫م فَ َ‬ ‫فرِه ِ ْ‬ ‫ه ب ِك ُ ْ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ل ل َعَن َهُ ْ‬ ‫ف بَ ْ‬ ‫}وََقاُلوا قُُلوب َُنا غ ُل ْ ٌ‬
‫مملوءة علما ل تحتاج إلى محمد صلى اللفه عليفه وسفلم ول غيفره‪.‬‬
‫)‪( 6‬‬

‫)( تفسير الطبري ) ‪ - ( 407 / 1‬تفسير القرطبي ) ‪ - ( 25 / 2‬تفسير‬ ‫‪1‬‬


‫ابن كثير ) ‪ ( 124 / 1‬وحسنه في التفسير الصحيح )‪(1/194‬‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪ - ( 407 / 1‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 170 / 1‬‬ ‫‪2‬‬
‫تفسير ابن أبي حففاتم ) ‪ - ( 1108 / 4‬تفسففير ابففن كففثير ) ‪( 124 / 1‬‬
‫حسن إسناده الحافظ في الفتح )‪ (6/366‬و‬
‫حسنه في التفسير الصففحيح‬ ‫و‬
‫)‪(1/194‬‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪ - ( 407 / 1‬تفسير ابن كثير ) ‪( 124 / 1‬‬ ‫‪3‬‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪ - ( 407 / 1‬تفسير ابن كثير ) ‪( 124 / 1‬‬ ‫‪4‬‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪ - ( 407 / 1‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 1108 / 4‬‬ ‫‪5‬‬
‫تفسير القرطبي ) ‪ - ( 25 / 2‬تفسير ابن كثير ) ‪( 125 / 1‬‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪ - ( 407 / 1‬تفسير الدر المنثور ) ‪ ( 214 / 1‬إسناده‬ ‫‪6‬‬
‫ضعيف‬

‫‪178‬‬
‫الدراسففففة‪:‬‬
‫من أبرز الصفات الففتي وصففف اللففه بهففا اليهففود‪ :‬قسففوة‬
‫قلوبهم‪ ،‬وبعدها عن قبول الحق‪ ،‬وهذا الوصف القرآني جاء‬
‫في عدة آيات منها‪:‬‬
‫سي ًَة = ‪] { 13‬سففورة المففائدة ‪[5/13‬‬ ‫جعَل َْنا قُُلوب َهُ ْ‬
‫م َقا ِ‬ ‫}وَ َ‬
‫وقسففوة القلففب غلظتففه يقففال‪ :‬قسففا القلففب يقسففو قسففاء‪،‬‬
‫والقسوة‪ :‬الصففلبة فففي كففل شففيء‪ ،‬وحجففر قففاس‪ :‬صففلب‪،‬‬
‫وأرض قاسففية‪ :‬ل تنبففت شففيئًا‪ ،‬وتأويففل قسففت فففي اللغففة‪:‬‬
‫غلظت ويبست وعست‪ ،‬فتأويل القسوة في القلب‪ :‬ذهففاب‬
‫اللين والرحمة والخشوع منه‪ ،‬وقسا قلبففه قسففوة وقسففاوة‬
‫وقساء بالفتح والمد وهو‪ :‬غلظ القلب وشدته‪(1) .‬‬
‫وفففي )قاسففية( قففراءة أخففرى هففي )قسففية( )‪ (2‬ومعنففى‬
‫"قسية" غير معنى القسوة؛ وإنما القسية في هذا الموضع‪:‬‬
‫القلوب التي لم يخلص إيمانها بالله‪ ،‬ولكففن يخففالط إيمانهففا‬
‫كفر كالدراهم القسية‪ ،‬وهي التي يخالط فضففتها غففش مففن‬
‫نحاس أو رصاص وغير ذلك‪ ،‬كما قال أبو زبيد الطائي‪:‬‬
‫لها صواهل في صففم السففلم صففاح القسففيات فففي أيففدي‬
‫الصففففففففففففففففففففففففففياريف‬
‫ففففففففففففففففففففففففففففففففففاففذين حفففروا قففبر عثمففان علف‬
‫فى‬ ‫يصف بذلك وقع مسففاحي ال‬ ‫كمف‬
‫الصخور‪ ،‬وهي السلم‪.‬‬
‫قال الطبري رحمه الله ‪" :‬وأعجب القراءتين إلي فففي‬
‫ذلك قراءة من قرأ‪) :‬وجعلنففا قلففوبهم قسففية( علففى فعيلففة‪،‬‬
‫لنها أبلغ في ذم القوم من قاسية‪".‬‬
‫وقد بين اللففه ‪-‬تبففارك وتعففالى ‪ -‬أن قسففوة قلففوبهم هففي‬
‫أشد من قساوة أنواع من الحجارة كمففا فففي قصففة القتيففل‬
‫ي‬ ‫ن ب َعْ فد ِ ذ َل ِف َ‬
‫ك فَهِ ف َ‬ ‫مف ْ‬ ‫ت قُل ُففوب ُك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫في سففورة البقففرة‪} :‬ث ُف ّ‬
‫م قَ َ‬
‫سف ْ‬
‫ه ال َن ْهَففاُر‬‫من ْف ُ‬‫ج فُر ِ‬ ‫ف ّ‬ ‫جاَرةِ ل َ َ‬
‫ما ي َت َ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ال ْ ِ‬‫م ْ‬ ‫ن ِ‬‫س و َ ة ً و َإ ِ ّ‬ ‫جاَرةِ أ َوْ أ َ َ‬
‫ش د ّ قَ ْ‬ ‫كال ْ ِ‬
‫ح َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫مف ْ‬‫ط ِ‬ ‫مففا ي َهْب ِف ُ‬
‫من ْهَففا ل َ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ه ال ْ َ‬
‫مففاُء وَإ ِ ّ‬ ‫من ْف ُ‬
‫ج ِ‬‫خ فُر ُ‬ ‫ق قُ فَي َ ْ‬
‫ش ّ‬‫ما ي َ ّ‬‫من َْها ل َ َ‬
‫ن ِ‬ ‫و َإ ِ ّ‬

‫‪ () 1‬لسان العرب ‪ -‬ابن منظور ج‪ 15:‬ص‪181:‬‬


‫ب‬
‫‪ () 2‬وهي قراءة حمزة والكسائي كما ن ه عليهففا الطففبري وانظففر القففراءات‬
‫العشر المتواترة على هامش المصحف لعلوي بلفقيه ص ‪109‬‬

‫‪179‬‬
‫ن = ‪] { 74‬سورة البقرة‬ ‫مُلو َ‬ ‫ما ت َعْ َ‬ ‫ل عَ ّ‬ ‫ه ب َِغافِ ٍ‬ ‫ما الل ّ ُ‬ ‫شي َةِ الل ّهِ وَ َ‬
‫خ ْ‬
‫َ‬
‫‪[2/74‬‬
‫قال ابن كثير رحمه الله ‪ :‬يقول تعالى توبيخا ً لبني إسرائيل‬
‫وتقريعا ً لهم على ما شاهدوه من آيات الله تعففالى وإحيففائه‬
‫ك{ كله فهي كالحجففارة‬ ‫ن ب َعْد ِ ذ َل ِ َ‬ ‫م ْ‬
‫م ِ‬ ‫ت قُُلوب ُك ُ ْ‬ ‫س ْ‬ ‫م قَ َ‬ ‫الموتى }ث ُ ّ‬
‫التي ل تلين أبدًا‪ ،‬ولهذا نهى الله المؤمنين عن مثل حففالهم‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫م ل ِفذ ِك ْرِ الل ّفهِ وَ َ‬
‫مففا‬ ‫شفعَ قُل ُففوب ُهُ ْ‬ ‫خ َ‬‫ن تَ ْ‬ ‫من ُففوا أ ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫ن ل ِل ّف ِ‬‫م ي َأ ِ‬‫فقال‪} :‬أل َ ْ‬
‫ل فَط َففا َ‬ ‫كال ّفذي ُ‬
‫ل‬ ‫ن قَب ْف ُ‬
‫مف ْ‬‫ب ِ‬‫ن أوت ُففوا ال ْك ِت َففا َ‬ ‫كوُنوا َ ِ َ‬ ‫ق َول ي َ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬‫م ْ‬
‫ل ِ‬ ‫َنفَز َ‬
‫َ‬
‫ن = ‪{ 16‬‬ ‫قو َ‬ ‫م َفا ِ‬
‫سف ُ‬ ‫من ْهُ ف ْ‬ ‫ت قُل ُففوب ُهُ ْ‬
‫م وَك َِثي فٌر ِ‬ ‫سف ْ‬ ‫ق َ‬ ‫م فد ُ ف َ َ‬ ‫م ال َ‬ ‫ع َل َي ْهِ ف ْ‬
‫]سورة الحديد ‪[57/16‬‬
‫)‪(1‬‬
‫والقسوة في قلوبهم صفة لزمة لهم كمففا قففال تعففالى‪:‬‬
‫ك ال ّذين ل َم يرد الل ّ َ‬‫}أ ُوْل َئ ِ َ‬
‫ي‬
‫خففْز ٌ‬ ‫م ل َهُ ْ‬
‫م ِفففي الففد ّن َْيا ِ‬ ‫ن ي ُط َهَّر قُُلوب َهُ ْ‬‫هأ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ِ َ ْ ُ ِ ْ‬
‫م = ‪] { 41‬سورة المائدة ‪[5/41‬‬ ‫ظي ٌ‬‫ب عَ ِ‬ ‫ذا ٌ‬‫خَرةِ ع َ َ‬
‫م ِفي ال ِ‬ ‫وَل َهُ ْ‬
‫قال القرطبي‪ :‬أي لم يرد الله أن يطهر قلوبهم مففن الطبففع‬
‫عليها والختم‪ ،‬كما طهر قلوب المففؤمنين ثواب فا ً لففه‪ (2).‬فهففي‬
‫عقوبة لزمة لهم؛ إذ لما قست قلوبهم كان الجزاء أن طبع‬
‫اللففه عليهففا وختففم وكففل ذلففك بأسففباب كففثيرة مففن ذنففوبهم‬
‫وإعراضهم‪.‬‬
‫قال الشنقيطي رحمه الله ‪ .." :‬هذا الطبع والختم على‬
‫القلوب‪ ،‬وكذلك الغلل في العناق والسد من بين أيففديهم‬
‫ومن خلفهم‪ :‬أن جميففع تلففك الموانففع المانعففة مففن اليمففان‬
‫ووصففول الخيففر إلففى القلففوب‪ :‬أن اللففه إنمففا جعلهففا عليهففم‬
‫بسبب مسارعتهم لتكذيب الرسل‪ ،‬والتمففادي علففى الكفففر‪،‬‬
‫فعففاقبهم اللففه علففى ذلففك بطمففس البصففائر‪ ،‬والختففم علففى‬
‫القلوب والطبع عليها‪ ،‬والغشاوة على البصار لن من شؤم‬
‫السيئات أن اللففه جففل وعل يعففاقب صففاحبها عليهففا بتمففاديه‬
‫على الشر‪ ،‬والحيلولة بينففه وبيففن الخيففر‪ ،‬جففزاه اللففه بففذلك‬
‫على كفره جزاء وفاقا" )‪(3‬‬

‫‪ () 1‬تفسير ابن كثير ج‪ 2:‬ص‪ 60:‬التفسير الكبير ‪ -‬الرازي ج‪ 11:‬ص‪148:‬‬


‫‪ () 2‬تفسير القرطبيتفسير القرطبي ج‪ 6:‬ص‪182:‬‬
‫‪ () 3‬أضواء البيان ‪ -‬الشنقيطي ج‪ 6:‬ص‪289:‬‬

‫‪180‬‬
‫ووصف الله لقلوبهم أنها أشد من الحجففارة قسففوة بينففه‬
‫الله من سيرتهم مع الحجارة فيمففا قففص سففبحانه وتعففالى‪:‬‬
‫فأورد للمخاطب منهففم مقارنففة بيففن قلففوبهم القاسففية ومففا‬
‫نكرته من الحق وبين الحجارة التي شاهدوها في مسيرتهم‬
‫ن‬ ‫ه ال َن ْهَففاُر وَإ ِ ّ‬‫من ْف ُ‬
‫ج فُر ِ‬‫ف ّ‬ ‫جاَرةِ ل َ َ‬
‫ما ي َت َ َ‬ ‫ن ال ْ ِ‬
‫ح َ‬ ‫م ْ‬‫ن ِ‬ ‫وذلك في قوله‪} :‬وَإ ِ ّ‬
‫ج ِمن ْفُه ال َْمففاُء{ وقد شففاهدوا هففذا عنففدما‬ ‫ق قُ فَي َ ْ‬
‫خ فُر ُ‬ ‫من َْها ل َ َ‬
‫ما ي َ ّ‬
‫ش ّ‬ ‫ِ‬
‫استسقوا موسى عليه السلم فأمره اللففه فضففرب الحجففر‬
‫ن‬ ‫مف ْ‬ ‫ط ِ‬‫ما ي َهْب ِ ُ‬‫من َْها ل َ َ‬ ‫فتشقق وخرج منه اثنتا عشرة عينًا‪} ,‬وَإ ِ ّ‬
‫ن ِ‬
‫ش في َةِ الل ّفِه{ وهففو مففا شففاهدوه عنففدما رجففف جبففل الطففور‬ ‫خ ْ‬ ‫َ‬
‫ورفعه الله فوق رؤوسهم‪ ،‬ومففن قبلففه مففا أخففبرهم موسففى‬
‫عليه السلم من دك الجبل وهبففوطه لمففا تجلففى اللففه لفففه‪،‬‬
‫وعلى هذا يخلص إلى أن الحجارة ألين من قلوبهم‪.‬‬
‫هذا وصف الله لقلوب اليهود‪ ,‬أما هم فلهم وصففف آخففر‬
‫لقلوبهم علففى عففادتهم فففي تحريففف الكلففم وصففرفه حسففيا ً‬
‫ومعنويففا ً عففن مففراده‪ ،‬فقففالوا عففن قلففوبهم إنهففا )غلففف(‪،‬‬
‫ف{ ]سورة البقرة ‪[2/88‬‬ ‫قال تعالى}وََقاُلوا قُُلوب َُنا غ ُل ْ ٌ‬
‫قال الطبري رحمه اللففه ‪" :‬اختلفففت القففراء فففي قففراءة‬
‫ذلففك فقففرأه بعضففهم )وقففالوا قلوبنففا غْلف( مخففففة اللم‬
‫سففاكنة‪ ،‬وهففي قففراءة عامففة المصففار فففي جميففع القطففار‪،‬‬
‫وقرأه بعضهم وقالوا )قلوبنا غُلف( مثقلة اللم مضففمومة‪،‬‬
‫فأما الذين قرءوها بسففكون اللم وتخفيفهففا فففإنهم تأولوهففا‬
‫أنهم قالوا قلوبنا فففي أكنففة وأغطيففة وغلففف‪ ،‬والغلففف علففى‬
‫قراءة هؤلء جمع أغلف وهو الذي فففي غلف وغطففاء‪ ،‬كمففا‬
‫يقال للرجل الذي لم يختتن أغلف والمرأة غلفاء‪(1) .‬‬
‫ولكن اليهود يقولون‪ :‬غلففف أي أوعيففة للعلففم وهففي فففي‬
‫حصن أن يصففلها شففىء فل يخلففص إليففه ممففا تقففول‪ .‬وهففي‬
‫أوعية للعلم فل حاجة بنا إلى علم سففوى مففا عنففدنا فكففذبوا‬
‫النبياء بهذا القول‪ ،‬وهذا من قسوة قلففوبهم وضففللهم عففن‬
‫الطريق‪.‬‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ‪1/406‬‬

‫‪181‬‬
‫ويكفي في ذلك رد الله عليهم فففي ختمففه وطبعففه علففى‬
‫م{ ]سففورة‬ ‫هفف ْ‬‫ف رِ ِ‬‫ه ع َل َي َْهففا ب ِك ُ ْ‬ ‫ل ط َب َعَ الل ّ ُ‬ ‫قلوبهم كقوله تعالى‪} :‬ب َ ْ‬
‫النساء ‪[4/155‬‬
‫قال الشنقيطي رحمه الله ‪" :‬وذلك الختم والكنففة علففى‬
‫القلوب جزاء من الله تعالى لهم على مبادرتهم إلى الكفففر‬
‫وتكذيب الرسل باختيارهم ومشيئتهم‪ ،‬كما دلت عليففه آيففات‬
‫م{ ]سففورة النسففاء‬ ‫ه ع َل َي َْها ب ِك ُ ْ‬
‫ف ر ِه ِ ْ‬ ‫ل ط َب َعَ الل ّ ُ‬ ‫كثيرة كقولفه ‪} :‬ب َ ْ‬
‫َ‬
‫م{ ]سففورة‬ ‫ه قُُلففوب َهُ ْ‬ ‫غففوا أَزاغ َ الّلفف ُ‬ ‫مففا َزا ُ‬ ‫‪ [4/155‬وقففوله‪} :‬فَل َ ّ‬
‫م الّلفف ُ‬
‫ه‬ ‫ض فََزاد َ ُ‬
‫هفف ُ‬ ‫مففَر ٌ‬ ‫الصففف ‪ [61/5‬وقففوله‪ِ} :‬فففي قُُلففوب ِِهم ّ‬
‫ن ِفي قُُلوب ِِهم‬ ‫َ‬
‫ذي َ‬‫ما ال ّ ِ‬ ‫مَرضا ً{ ]سورة البقرة ‪ [2/10‬وقوله‪} :‬وَأ ّ‬ ‫َ‬
‫م{ ]سورة التوبففة ‪[9/125‬‬ ‫سففهِ ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫جسففا ً إ َِلففى رِ ْ‬ ‫م رِ ْ‬ ‫ض فََزاد َت ْهُ ْ‬
‫مَر ٌ‬ ‫ّ‬
‫َ‬
‫مُنوا ْ ب ِهِ أوّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل َمّرٍة{‬ ‫م ي ُؤ ْ ِ‬ ‫ما ل َ ْ‬ ‫م كَ َ‬ ‫صاَرهُ ْ‬ ‫م و َأ ب ْ َ‬ ‫ب أفْئ ِد َت َهُ ْ‬ ‫قل ّ ُ‬‫وقولفه‪} :‬وَن ُ َ‬
‫]سورة النعام ‪ [6/110‬إلى غير ذلك من اليات‪(1) .‬‬
‫ويلحظ وصف الله لقلوبهم بالختم مرة وبالطبع مرة‬
‫فهل بينهما فرق؟‬
‫قال القرطبي رحمه الله ‪" :‬الختم يكون محسوس فا ً كمففا‬
‫ى كما في هذه الية‪ :‬فففالختم علففى القلففوب عففدم‬ ‫بينا ومعن ً‬
‫الوعي عن الحق سففبحانه مفهففوم مخاطبففاته‪ ،‬والفكففر فففي‬
‫آياته‪ ،‬وعلى السمع عدم فهمهم للقرآن إذا تلففى عليهففم‪ ،‬أو‬
‫دعوا إلى وحدانيته‪ ،‬وعلى البصار عدم هدايتها للنظففر فففي‬
‫مخلوقاته‪ ،‬وعجائب مصنوعاته‪(2) ".‬‬
‫و فصففل الصففحابي الجليففل حذيفففة بففن اليمففان _ أنففواع‬
‫القلوب فقال‪)) :‬القلففوب أربعففة‪ :‬قلففب أغلففف فففذلك قلففب‬
‫الكافر‪ ،‬وقلب مصفح فذلك قلب المنافق‪ ،‬وقلب أجرد فيففه‬
‫مثل السراج فذلك قلب المؤمن‪ ،‬وقلب فيففه إيمففان ونفففاق‬
‫فمثل اليمان كمثل شجرة يمدها ماء طيب‪ ،‬ومثففل النفففاق‬
‫كمثففل قرحففة يمففدها القيففح والففدم‪ ،‬فففأي المففادتين غلبففت‬

‫‪ () 1‬أضواء البيان ‪ -‬الشنقيطي ج‪ 2:‬ص‪176:‬‬


‫‪ () 2‬تفسير القرطبي ج‪ 1:‬ص‪186:‬‬

‫‪182‬‬
‫صاحبتها أهلكته‪ (3) ((.‬وهذه قلوب اليهود مغلفة عففن قبففول‬
‫الحق وأشد من الحجر قسوة‪.‬‬

‫‪ () 3‬الدر المنثور ج‪ 1:‬ص‪214:‬‬

‫‪183‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الثار الواردة في اتباعهم الهوى‬
‫الثار‪:‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ب ل َ ت َغْلوا ِفي ِدين ِ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ق‬
‫حفف ّ‬ ‫م غ َْيففَر ال َ‬ ‫كفف ْ‬ ‫ل الك َِتا ِ‬ ‫ل َيا أهْ َ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬قُ ْ‬
‫ضّلوا ْ َ‬ ‫ول َ تتبعوا ْ أ َهْواء قَوم قَد ضّلوا ْ من قَب ُ َ‬
‫عففن‬ ‫ضّلوا ْ ك َِثيرا ً وَ َ‬ ‫ل و َأ َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ْ ٍ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َُِّ‬
‫ل = ‪] { 77‬سورة المائدة ‪[5/77‬‬ ‫سِبي ِ‬‫واء ال ّ‬ ‫س َ‬ ‫َ‬
‫‪ - 9598-170‬حدثني محمد بن عمرو‪ ،‬قال‪ :‬ثنا أبو عاصم‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا‬
‫ض فّلوا ْ ع َففن‬ ‫عيسى‪ ،‬عن ابن أبي نجيح‪ ،‬عن مجاهد في قول اللففه‪} :‬وَ َ‬
‫ل{ قال‪ :‬يهود‪(1) .‬‬ ‫سِبي ِ‬ ‫واء ال ّ‬ ‫س َ‬ ‫َ‬
‫‪ - 9599-171‬حدثني محمد بن الحسين‪ ،‬قال‪ :‬ثنا أحمد بن مفضففل‪،‬‬
‫َ‬
‫مففن‬ ‫ضفّلوا ْ ِ‬ ‫واء قَفوْم ٍ قَفد ْ َ‬ ‫قال‪ :‬ثنا أسباط‪ ،‬عن السدي‪} :‬وَل َ ت َت ّب ُِعوا ْ أهْف َ‬
‫ضّلوا ْ‬ ‫قَب ُ َ‬
‫ضّلوا ْ ك َِثيرا ً{ فهم أولئك الذين ضلوا وأضلوا أتباعهم‪} .‬وَ َ‬ ‫ل وَأ َ‬ ‫ْ‬
‫ل{ عن عدل السبيل‪( ) .‬‬
‫‪2‬‬
‫سِبي ِ‬ ‫واء ال ّ‬ ‫س َ‬ ‫عن َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫م‬‫م وَأن ْت ُف ْ‬ ‫س فك ُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ن أن ُ‬ ‫س فو ْ َ‬‫س ب ِففال ْب ِّر وََتن َ‬ ‫ن الن ّففا َ‬ ‫مُرو َ‬ ‫قوله تعففالى‪} :‬أت َفأ ُ‬
‫َ‬
‫ن = ‪] { 44‬سورة البقرة ‪[2/44‬‬ ‫قُلو َ‬ ‫ب أَفل ت َعْ ِ‬ ‫ن ال ْك َِتا َ‬ ‫ت َت ُْلو َ‬
‫‪ -702-172‬حدثنا به ابن حميد‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سلمة‪ ،‬عن ابن إسففحاق‪،‬‬
‫عن محمد بن أبي محمد‪ ،‬عن عكرمة‪ ،‬أو عن سففعيد بففن جففبير‪ ،‬عففن‬
‫َ ْ‬
‫ن‬‫س فو ْ َ‬ ‫س ب ِففال ْب ِّر وََتن َ‬ ‫ن الن ّففا َ‬ ‫مُرو َ‬ ‫ابففن عباس ف رضففي اللففه عنهمففا ‪} :‬أت َفأ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َأن ُ‬
‫ن{ أي تنهففون النففاس عففن‬ ‫قل ُففو َ‬ ‫ب أَفل ت َعْ ِ‬ ‫ن ال ْك ِت َففا َ‬ ‫م ت َت ْل ُففو َ‬ ‫م وَأن ْت ُف ْ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫ف َ‬
‫الكفر بما عندكم من النبوة والعهد من التففوراة‪ ،‬وتففتركون أنفسففكم‪:‬‬
‫أي وأنتم تكفرون بما فيها مفن عهففدي إليكففم فففي تصفديق رسففولي‪،‬‬
‫وتنقضون ميثاقي‪ ،‬وتجحدون ما تعلمون من كتابي‪(3) .‬‬
‫‪ -703-173‬حدثنا أبو كريففب‪ ،‬قففال‪ :‬حففدثنا عثمففان بففن سففعيد‪ ،‬قففال‪:‬‬
‫حدثنا بشر بن عمارة‪ ،‬عن أبي روق‪ ،‬عن الضحاك‪ ،‬عففن ابففن عبففاس‬
‫ن َأن ُ‬ ‫َ ْ‬
‫م‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫سو ْ َ‬ ‫س ِبال ْب ِّر وََتن َ‬ ‫ن الّنا َ‬ ‫مُرو َ‬ ‫رضي الله عنهما في قوله‪} :‬أت َأ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن{ يقففول‪ :‬أتففأمرون النففاس بالففدخول‬ ‫قل ُففو َ‬ ‫ب أَفل ت َعْ ِ‬ ‫ن ال ْك َِتا َ‬ ‫م ت َت ُْلو َ‬‫وَأن ْت ُ ْ‬
‫في دين محمد صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وغير ذلك مما أمرتم بففه مففن‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن َأن ُ‬
‫ن{ )‪(4‬‬ ‫قُلو َ‬ ‫ب أَفل ت َعْ ِ‬ ‫ن ال ْك َِتا َ‬ ‫م ت َت ُْلو َ‬ ‫م وَأن ْت ُ ْ‬ ‫سك ُ ْ‬‫ف َ‬ ‫سوْ َ‬ ‫إقام الصلة }وََتن َ‬
‫‪- 705-174‬وحدثنا الحسن بن يحيى‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا عبد الرزاق‪ ،‬قففال‪:‬‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 316 / 6‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 1181 / 4‬‬
‫تفسير القرطبي ) ‪( 252 / 6‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 316 / 6‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 204 / 1‬‬
‫حسنه في التفسير الصحيح )‪(2/281‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪( 124 / 3‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 258 / 1‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 101 / 1‬‬
‫إسناده ضعيف‪.‬‬
‫تفسير ابن كثير ) ‪( 86 / 1‬‬
‫‪ () 4‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 258 / 1‬تفسير الففدر المنثففور ) ‪- ( 156 / 1‬‬
‫تفسير ابن كثير ) ‪( 86 / 1‬‬

‫‪184‬‬
‫َ ْ‬
‫ن‬ ‫س ب ِففال ْب ِّر وََتن َ‬
‫س فو ْ َ‬ ‫ن الن ّففا َ‬
‫مُرو َ‬‫أخبرنا معمر عن قتادة في قولفه‪} :‬أت َفأ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َأن ُ‬
‫ن{ قففال‪ :‬كففان بنففو إسففرائيل‬ ‫قل ُففو َ‬ ‫ن ال ْك َِتا َ‬
‫ب أَفل ت َعْ ِ‬ ‫م ت َت ُْلو َ‬ ‫سك ُ ْ‬
‫م وَأن ْت ُ ْ‬ ‫ف َ‬
‫يأمرون الناس بطاعة الله وبتقواه وبففالبر ويخففالفون‪ ،‬فعيرهففم اللففه‪.‬‬
‫)‪( 1‬‬
‫‪- 707-175‬حدثني به يونس بن عبد العلى‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهففب‪،‬‬
‫قال‪ :‬قال ابن زيد‪ :‬هؤلء اليهود كان إذا جاء الرجل يسألهم ما ليففس‬
‫فيففه حففق ول رشففوة ول شففيء‪ ،‬أمففروه بففالحق‪ ،‬فقففال اللففه لهففم‪:‬‬
‫ب أ ََفل‬ ‫َ‬ ‫ن َأن ُ‬ ‫َ ْ‬
‫ن ال ْك ِت َففا َ‬ ‫م ت َت ْل ُففو َ‬‫م وَأن ْت ُف ْ‬ ‫س فك ُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫س فو ْ َ‬ ‫س ب ِففال ْب ِّر وََتن َ‬ ‫ن الّنا َ‬‫مُرو َ‬‫}أت َأ ُ‬
‫ن = ‪(2) { 44‬‬ ‫قُلو َ‬ ‫ت َعْ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن{ ]سورة البقرة ‪[2/44‬‬ ‫قلو َ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬أفَل َ ت َعْ ِ‬
‫‪- 710-176‬حدثنا به محمد بن العلء‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عثمان بففن سففعيد‪،‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا بشر بن عمارة‪ ،‬عففن أبففي روق عففن الضففحاك‪ ،‬عففن ابففن‬
‫َ‬
‫ن{ يقول‪ :‬أفل تفهمون فنهاهم‬ ‫قُلو َ‬ ‫عباس رضي الله عنهما ‪} :‬أَفل ت َعْ ِ‬
‫عن هذا الخلق القبيح‪(3) .‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫خي ٌْر{ ]سففورة‬ ‫ذي هُوَ َ‬ ‫ذي هُوَ أد َْنى ِبال ّ ِ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫ست َب ْد ُِلو َ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬أت َ ْ‬
‫البقرة ‪[2/61‬‬
‫‪ - 900-177‬حدثنا بشر بففن معففاذ قففال‪ :‬حففدثنا يزيففد بفن زريففع‪ ،‬عففن‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫خي ْفٌر{‬ ‫ذي هُفوَ َ‬ ‫ذي هُوَ أد ْن َففى ِبال ّف ِ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫ست َب ْد ُِلو َ‬ ‫سعيد‪ ،‬عن قتادة قال‪} :‬أت َ ْ‬
‫يقول‪ :‬أتستبدلون الذي هو شر بالذي هو خير منه‪(4) .‬‬
‫‪ - 901-178‬حدثنا القاسم‪ ،‬قال‪ :‬ثنففا الحسففين‪ ،‬قففال‪ :‬حففدثني حجففاج‬
‫ذي هُوَ أ َد َْنى{ قال‪ :‬أردأ‪(5) .‬‬ ‫عن ابن جريج‪ ،‬عن مجاهد قوله‪} :‬ال ّ ِ‬
‫ريقفا ً‬‫ن فَ ِ‬ ‫جففو َ‬ ‫خ رِ ُ‬ ‫م وَ ت ُ ْ‬‫سفك ُ ْ‬ ‫ن َأن ُ‬
‫ف َ‬ ‫قت ُُلو َ‬ ‫ؤلِء ت َ ْ‬ ‫م هَ ُ‬ ‫قولفه تعالى‪} :‬ث ُ َ‬
‫م أنت ُ ْ‬ ‫ّ‬
‫ن{ ]سففورة‬ ‫ن ع َل َي ْهِففم ب ِففال ِث ْم ِ َوال ْعُفد َْوا ِ‬ ‫م ت َظ َففاهَُرو َ‬ ‫من د ِي َففارِه ِ ْ‬
‫كم ّ‬ ‫من ُ‬ ‫ّ‬
‫البقرة ‪[2/85‬‬
‫‪ -1212-179‬حدثنا محمد بن حميد‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا سففلمة‪ ،‬قففال‪ :‬حففدثني‬
‫محمد بن إسحاق‪ ،‬قال‪ :‬حدثني محمد بن أبي محمد‪ ،‬عن عكرمة‪ ،‬أو‬
‫م‬ ‫عن سعيد بن جبير‪ ،‬عن ابن عباس رضي الله عنهما ‪ ،‬قال‪} :‬ث ُ َ‬
‫م أنت ُ ْ‬ ‫ّ‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪ - ( 258 / 1‬تفسير عبد الرزاق ) ‪ - ( 44 / 1‬تفسير‬ ‫‪1‬‬
‫و‬
‫ابن أبي حاتم ) ‪ - ( 101 / 1‬تفسير ابن كثير ) ‪ ( 86 / 1‬صححه في‬
‫التفسير الصحيح )‪(1/149‬‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪( 258 / 1‬‬ ‫‪2‬‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪ - ( 259 / 1‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 156 / 1‬‬ ‫‪3‬‬
‫و‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪ - ( 312 / 1‬تفسير ابن أبي حفاتم ) ‪( 124 / 1‬‬ ‫‪4‬‬
‫صححه في التفسير الصحيح )‪(1/167‬‬
‫صححه‬
‫‪ () 5‬تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 177 / 1‬تفسير الطبري ) ‪( 313 / 1‬‬
‫في التفسير الصحيح )‪(3/122‬‬

‫‪185‬‬
‫ن‬
‫ظففاهَُرو َ‬ ‫م تَ َ‬
‫من د َِيففارِه ِ ْ‬‫كم ّ‬‫من ُ‬ ‫ريقا ً ّ‬
‫ن فَ ِ‬ ‫جو َ‬ ‫خرِ ُ‬
‫م وَت ُ ْ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ن َأن ُ‬‫قت ُُلو َ‬ ‫هَ ُ‬
‫ؤلِء ت َ ْ‬
‫ن{ إلففى أهففل الشففرك حففتى تسفففكوا دمففاءهم‬ ‫ع َل َي ِْهم ِبال ِث ْم ِ َوال ْعُفد َْوا ِ‬
‫معهم‪ ،‬وتخرجوهم من ديارهم معهم‪ .‬فقال‪ :‬أنبهم الله على ذلك من‬
‫فعلهم‪ ،‬وقد حرم عليهم في التوراة سفك دمففائهم‪ ،‬وافففترض عليهففم‬
‫فيها فداء أسففراهم؛ فكففانوا فريقيففن طائفففة منهففم مففن بنففي قينقففاع‬
‫حلفاء الخزرج والنضير وقريظة حلفاء الوس‪ ،‬فكففانوا إذا كفانت بيففن‬
‫الوس والخففزرج حففرب خرجففت بنففو قينقففاع مففع الخففزرج‪ ،‬وخرجففت‬
‫النضير وقريظة مع الوس‪ ،‬بظاهر كل مففن الفريقيففن حلفففاءه علففى‬
‫إخوانه حتى يتسافكوا دماءهم بينهم وبأيديهم التففوراة يعرفففون منهففا‬
‫ما عليهم وما لهم‪ ،‬والوس والخزرج أهففل شففرك يعبففدون الوثففان ل‬
‫يعرفون جنففة ول نففارًا‪ ،‬ول بعث فًا‪ ،‬ول قيامففة‪ ،‬ول كتاب فًا‪ ،‬ول حرام فًا‪ ،‬ول‬
‫ل؛ فإذا وضعت الحرب أوزارها افتدوا أسراهم‪ ،‬تصففديقا ً لمففا فففي‬ ‫حل ً‬
‫التوراة وأخذا ً به بعضهم من بعض‪ :‬يفتففدي بنففو قينقففاع مففا كففان مففن‬
‫أسراهم في أيدي الوس‪ ،‬وتفتدي النضير وقريظة ما كان في أيففدي‬
‫ن ما أصابوا من الدماء وقتلوا من قتلففوا منهففم‬ ‫الخزرج منهم‪ ،‬وي ُط ِّلو َ‬
‫فيما بينهم مظاهرة لهل الشرك عليهم‪ .‬يقول الله تعالى ذكره حين‬
‫َ‬
‫ن{ أي تفففادونه بحكففم‬ ‫فُرو َ‬ ‫ض ال ْك َِتا ِ‬
‫ب وَت َك ْ ُ‬ ‫ن ب ِب َعْ ِ‬‫مُنو َ‬ ‫أنبهم بذلك‪} :‬أفَت ُؤ ْ ِ‬
‫التوراة وتقتلونه؛ وفي حكم التوراة أن ل يقتل ول يخففرج مففن ذلففك‪،‬‬
‫ول يظاهر عليه من يشرك بالله ويعبد الوثان من دونه ابتغاء عففرض‬
‫من عرض الدنيا‪ .‬فففي ذلفك مفن فعلهففم مففع الوس والخفزرج فيمففا‬
‫بلغني نفزلت هذه القصة‪(1) .‬‬
‫‪ -1219-180‬حدثني المثنى‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا إسففحاق‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا ابففن أبففي‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫جعفر‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو جعفر‪ :‬كان قتادة يقول فففي قففوله‪} :‬أفَت ُؤ ْ ِ‬
‫من ُففو َ‬
‫ض{فكان إخراجهم كفرا ً وفداؤهم إيمانًا‪.‬‬ ‫ن ب ِب َعْ ٍ‬‫فُرو َ‬ ‫ب وَت َك ْ ُ‬ ‫ض ال ْك َِتا ِ‬ ‫ب ِب َعْ ِ‬
‫)‪( 2‬‬
‫‪ - 1221-181‬حدثني المثنى‪ ،‬قال‪ :‬ثنا آدم‪ ،‬قال‪ :‬ثنا أبو جعفر‪ ،‬قففال‪:‬‬
‫ثنا الربيع بن أنس‪ ،‬قال‪ :‬أخبرني أبو العالية‪ :‬أن عبد الله بن سففلم _‬
‫مر على رأس الجالوت )‪ (3‬بالكوفة وهو يفادي مففن النسففاء مففن لففم‬
‫يقع عليه العرب‪ ،‬ول يفادي من وقع عليه العرب‪ ،‬فقال له عبففد اللففه‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 397 / 1‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 164 / 1‬‬


‫و‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪ ( 211 / 1‬حسنه في التفسير الصحيح )‪-1/189‬‬
‫‪(190‬‬
‫وص‬
‫ححه في التفسير الصحيح )‪(1/190‬‬ ‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪( 399 / 1‬‬
‫ى‬
‫‪ () 3‬رأس الجففالوت اسففم يطلففق علفف كففبير اليهففود وكففان يففدعى سففابقا‬
‫‪-‬القطنون‪-‬فتح الباري ج‪ 10:‬ص‪ 593:‬والصففابة فففي تمييففز الصففحابة ج‪4:‬‬
‫ص‪766:‬‬

‫‪186‬‬
‫بن سلم‪ :‬أما إنه مكتوب عندك في كتابك أن فادوهن كلهن‪(1).‬‬
‫‪ -1222-182‬حدثنا القاسم‪ ،‬قال‪ :‬ثنا الحسين‪ ،‬قال‪ :‬حففدثني حجففاج‪،‬‬
‫َ‬
‫ن{ قففال‪ :‬كفرهففم‬ ‫ف فُرو َ‬ ‫ب وَت َك ْ ُ‬ ‫ض ال ْك ِت َففا ِ‬ ‫ن ب ِب َعْ ِ‬ ‫مُنو َ‬ ‫عن ابن جريج‪} :‬أفَت ُؤ ْ ِ‬
‫القتل والخراج‪ ،‬وإيمانهم الففداء‪ .‬قفال ابفن جريففج‪ :‬يقفول‪ :‬إذا كففانوا‬
‫عندكم تقتلونهم وتخرجونهم من ديارهم‪ .‬وأمففا إذا أسففروا تفففدونهم؟‬
‫وبلغني أن عمر بن الخطاب _ قال في قصة بني إسففرائيل‪ :‬إن بنففي‬
‫إسرائيل قد مضوا وإنكم أنتم تعنون بهذا الحديث‪(2) .‬‬
‫صي َْنا{ ]سورة النساء ‪[4/46‬‬ ‫معَْنا وَع َ َ‬ ‫س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫قوله‪} :‬وَي َ ُ‬
‫‪ - 7665-183‬حدثنا ابن حميففد‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا حكففام‪ ،‬عففن عنبسففة‪ ،‬عففن‬
‫محمد بن عبد الرحمن‪ ،‬عن القاسم بفن أبففي بفزة عففن مجاهففد‪ ،‬ففي‬
‫م قُ ف ْ‬
‫ل‬ ‫فرِه ِف ْ‬ ‫ل ب ِك ُ ْ‬
‫جف َ‬ ‫م ال ْعِ ْ‬ ‫ش فرُِبوا فِففي قُل ُففوب ِهِ ْ‬ ‫ص في َْنا وَأ ُ ْ‬ ‫معَْنا وَع َ َ‬ ‫س ِ‬‫قوله‪َ } :‬‬
‫ن ُ‬ ‫ْ‬
‫ن = ‪] { 93‬سورة البقففرة‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م ُ‬ ‫كنت ُ ْ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫مان ُك ُ ْ‬ ‫م ب ِهِ ِإي َ‬ ‫مُرك ُ ْ‬ ‫ما ي َأ ُ‬ ‫س َ‬ ‫ب ِئ ْ َ‬
‫‪ [2/93‬قال‪ :‬قالت اليهود‪ :‬سمعنا ما تقول‪ ،‬ول نطيعك‪(3) .‬‬
‫س فل َ َ‬ ‫َ‬
‫من ْهَففا‬ ‫خ ِ‬ ‫م ن َب َفأ ال ّفذ ِيَ آت َي ْن َففاه ُ آَيات ِن َففا َفان َ‬ ‫ل ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫قوله تعالى‪َ} :‬وات ْ ُ‬
‫شئ َْنا ل ََرفَعَْناه ُ ب َِهففا‬ ‫َ‬
‫ن = ‪ 175‬وَل َوْ ِ‬ ‫ن ال َْغاِوي َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫طا ُ‬‫شي ْ َ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫فَأت ْب َعَ ُ‬
‫مف ْ‬
‫ل‬ ‫ح ِ‬ ‫ب ِإن ت َ ْ‬ ‫ل ال ْك َل ْف ِ‬ ‫مث َف ِ‬ ‫ه كَ َ‬ ‫مث َل ُ ُ‬‫واه ُ فَ َ‬ ‫ض َوات ّب َعَ هَ َ‬
‫َ‬ ‫ه أَ ْ َ َ‬ ‫وَل َك ِن ّ ُ‬
‫خلد َ َإ ِلى الْر ِ‬
‫ن ك َفذ ُّبوا ْ ِبآَيات ِن َففا‬ ‫ذي َ‬ ‫ق فوْم ِ ال ّف ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫مث َف ُ‬ ‫ك َ‬ ‫ه ي َل ْهَففث ذ ّل ِف َ‬ ‫ث أوْ ت َت ُْرك ْ ُ‬ ‫ع َل َي ْهِ ي َل ْهَ ْ‬
‫ن{ ]سورة العراف ‪[7/176‬‬ ‫فك ُّرو َ‬ ‫م ي َت َ َ‬ ‫ص ل َعَل ّهُ ْ‬ ‫ص َ‬ ‫ق َ‬ ‫ص ال ْ َ‬ ‫ص ِ‬ ‫َفاقْ ُ‬
‫‪ - 11944-184‬حدثني محمد بن عمرو‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا أبففو عاصففم‪ ،‬عففن‬
‫من َْها{ قففال‪ :‬بلعففام‬ ‫خ ِ‬ ‫سل َ َ‬ ‫عيسى‪ ،‬عن ابن أبي نجيح‪ ،‬عن مجاهد‪َ} :‬فان َ‬
‫بن باعرا‪ ،‬من بني إسرائيل‪(4) .‬‬
‫‪ - 11955-185‬حدثنا القاسم قال‪ :‬ثنا الحسين قال‪ :‬ثنففا أبففو تميلففة‪،‬‬
‫عن أبي حمزة‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن مجاهد وعكرمة‪ ،‬عن ابن عباس رضي‬
‫الله عنهما ‪ ،‬قال‪ :‬كان في بني إسرائيل بلعام بفن بفاعر أوتفي كتابفا‪.‬‬
‫)‪( 5‬‬
‫‪ - 11964-186‬حدثني موسى‪ ،‬قال‪ :‬ثنا عمرو‪ ،‬قال‪ :‬ثنا أسباط‪ ،‬عن‬
‫السدي‪ ،‬قال‪ :‬انطلق رجل من بنففي إسففرائيل يقففال لففه بلعففم‪ ،‬فففأتى‬
‫الجبففارين فقففال‪ :‬ل ترهبففوا مففن بنففي إسففرائيل‪ ،‬فففإني إذا خرجتففم‬
‫تفسير الطبري‬
‫)‪ - (1/399‬تفسير الدر المنثففور )‪ (1/212‬مصففنف ابفن‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬
‫وحسن إسناده الحافظ في الفتح )‪.(6/366‬‬
‫أبي شيبة )‪(6/558‬‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪( 399 / 1‬‬ ‫‪2‬‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪ - ( 118 / 5‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 965 / 3‬‬ ‫‪3‬‬
‫إسناده ضعيف‪.‬‬
‫تفسير ابن كثير )‪(1/508‬‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪ - ( 120 / 9‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 1618 / 5‬‬ ‫‪4‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪( 610 / 3‬‬
‫صححه في التفسير الصحيح )‪(3/122‬‬
‫‪ () 5‬تفسير الطبري ) ‪( 122 / 9‬‬

‫‪187‬‬
‫تقاتلونهم أدعو عليهم ! فخففرج يوشففع يقاتففل الجبففارين فففي النففاس‪.‬‬
‫وخرج بلعم مع الجبارين على أتانه وهو يريد أن يلعن بني إسففرائيل‪،‬‬
‫فكلما أراد أن يدعو على بنففي إسففرائيل دعففا علففى الجبففارين‪ ،‬فقففال‬
‫الجبارون‪ :‬إنك إنما تدعو علينففا ! فيقففول‪ :‬إنمففا أردت بنففي إسففرائيل‪.‬‬
‫فلما بلغ باب المدينة أخذ ملك بذنب التان‪ ،‬فأمسكها فجعل يحركهففا‬
‫فل تتحرك‪ ،‬فلما أكثر ضففربها تكلمففت فقففالت‪ :‬أنففت تنكحنففي بالليففل‬
‫وتركبني بالنهار؟ ويلي منك ! ولو أني أطقت الخرج لخرجت‪ ،‬ولكففن‬
‫َ‬
‫م ن َب َفأ ال ّفذ ِ َ‬
‫ي‬ ‫ل ع َل َي ْهِ ف ْ‬ ‫هذا الملك يحبسني‪ .‬وفي بلعم يقول اللففه‪َ} :‬وات ْف ُ‬
‫آت َي َْناه ُ آَيات َِنا{‪ ..‬الية‪(1) .‬‬
‫‪ - 11971-187‬حدثنا القاسم‪ ،‬قال‪ :‬ثنا الحسين‪ ،‬قال‪ :‬ثنا أبو تميلففة‪،‬‬
‫عن أبي حمزة‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن مجاهد وعكرمة‪ ،‬عن ابن عباس رضي‬
‫الله عنهما ‪ ،‬قال‪ :‬كان في بني إسرائيل بلعام بن بففاعر أوتففي كتابففا‪،‬‬
‫فأخلد إلى شهوات الرض ولذتها وأموالها‪ ،‬لم ينتفع بما جاء به‪(2) .‬‬
‫‪ - 11979-188‬حدثنا ابن حميد‪ ،‬قال‪ :‬ثنففا سففلمة‪ ،‬عففن محمففد‪ ،‬عففن‬
‫ن{ ]سففورة‬ ‫فك ّفُرو َ‬ ‫م ي َت َ َ‬ ‫ص ل َعَل ّهُف ْ‬
‫صف َ‬ ‫ق َ‬ ‫ص ال ْ َ‬‫صف ِ‬ ‫سففالم أبففي النضففر‪َ} :‬فاقْ ُ‬
‫العراف ‪ [7/176‬يعني‪ :‬بني إسفرائيل‪ ،‬إذ قففد جئتهفم بخفبر مفا كففان‬
‫فيهم مما يخفون عليك‪ ،‬لعلهم يتفكرون‪ ،‬فيعرفون أنه لم يففأت بهففذا‬
‫الخبر عما مضى فيهم إل نبي يأتيه خبر السماء‪(3) .‬‬
‫ن = ‪{ 51‬‬ ‫م ي ََتففذ َك ُّرو َ‬ ‫ل ل َعَل ّهُ ْ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫ق وْ َ‬ ‫صل َْنا ل َهُ ُ‬‫ق د ْ وَ ّ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬وَل َ َ‬
‫]سورة القصص ‪[28/51‬‬
‫‪ - 20953-189‬حدثنا ابن سنان‪ ،‬قال‪ :‬ثنا حيان‪ ،‬قال‪ :‬ثنا حماد‪ ،‬عففن‬
‫عمرو‪ ،‬عن يحيى بن جعدة‪ ،‬عففن عطيففة القففرظي قففال‪ :‬نزلففت هففذه‬
‫ن{ ]سففورة القصففص‬ ‫م ي َت َفذ َك ُّرو َ‬‫ل ل َعَل ّهُف ْ‬‫ق فو ْ َ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫صفل َْنا ل َهُف ُ‬ ‫الية }وَل َ َ‬
‫قد ْ و َ ّ‬
‫ن{ ]سففورة القصففص‬ ‫مي َ‬ ‫س فل ِ ِ‬
‫م ْ‬ ‫مففن قَب ْل ِفهِ ُ‬ ‫‪ [28/51‬حتى بلففغ }إ ِن ّففا ك ُن ّففا ِ‬
‫‪ [28/53‬في عشرة أنا أحدهم‪(4) .‬‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪( 126 / 9‬‬


‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪( 122 / 9‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 130 / 9‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪( 1621 / 5‬‬
‫إسناده ضعيف‪.‬‬
‫‪ () 4‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 88 / 20‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪( 2988 / 9‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 422 / 6‬تفسير القرطبي ) ‪- ( 296 / 13‬‬
‫تفسير ابن كثير ) ‪ - ( 394 / 3‬المعجم الكبير ) ‪( 53 / 5‬‬

‫‪188‬‬
‫الدراسففففة‪:‬‬
‫من أبرز صفات اليهود التي جرت عليهم بسففببها غضففب‬
‫الله ومقته ‪:‬اتباعهم لهوائهم؛ والهوى‪ :‬كل ما خالف الحففق‪،‬‬
‫وللنفس فيه حظ ورغبة من القففوال والفعففال والمقاصففد‪،‬‬
‫فالهوى ميل النفس إلففى الشففهوة‪ ،‬ثففم يهففوي بصففاحبه فففي‬
‫الدنيا إلى كل داهيففة‪ ،‬وفففي الخففرة إلففى الهاويففة كمففا قففال‬
‫الشعبي‪)) :‬إنما سففميت الهففواء لنهففا تهففوي بصففاحبها فففي‬
‫النار‪(1) ((.‬‬
‫وقد ذم الله اليهود لتباعهم لهوائهم‪ ،‬حيث قادهم ذلففك‬
‫إلى تبففديل شففرع اللففه والكفففر بالرسففول صففلى اللففه عليففه‬
‫وسففلم ‪ ،‬ومففا جففاء بففه مففن الففوحي؛ وسففبب ذلففك اتبففاعهم‬
‫َ‬
‫وى‬‫مففا ل َ ت َهْ ف َ‬ ‫سففو ٌ‬
‫ل بِ َ‬ ‫م َر ُ‬ ‫جففاَءك ُ ْ‬ ‫مففا َ‬ ‫لهففوائهم‪ ،‬قففال تعففالى‪} :‬أفَك ُل ّ َ‬
‫ن = ‪{ 87‬‬ ‫قت ُُلففو َ‬
‫ريقففا ً ت َ ْ‬ ‫م و َف َ ِ‬‫كففذ ّب ْت ُ ْ‬‫ريقففا ً َ‬ ‫سففت َك ْب َْرت ُ ْ‬
‫م فَ َ‬
‫ف ِ‬ ‫ما ْ‬ ‫سففك ُ ُ‬ ‫َأن ُ‬
‫ف ُ‬
‫ميث َففاقَ ب َن ِففي‬
‫خ فذ َْنا ِ‬‫ق فد ْ أ َ َ‬‫]سورة البقرة ‪ .[2/87‬وقال تعالى‪} :‬ل َ َ‬
‫إسراِئي َ َ‬
‫مففا ل َ ت َهْ ف َ‬
‫وى‬ ‫سففو ٌ‬
‫ل بِ َ‬ ‫م َر ُ‬
‫جففاءهُ ْ‬ ‫س فل ً ك ُل ّ َ‬
‫مففا َ‬ ‫م ُر ُ‬‫سل َْنا إ ِل َي ْهِ ف ْ‬
‫ل وَأْر َ‬ ‫ِ ْ َ‬
‫ن{ ]سورة المائدة ‪[5/70‬‬ ‫قت ُُلو َ‬ ‫ريقا ً ي َ ْ‬‫ريقا ً ك َذ ُّبوا ْ وَفَ ِ‬ ‫م فَ ِ‬
‫س هُ ْ‬
‫ف ُ‬‫أ َن ْ ُ‬
‫قال الطبري‪" :‬يقول الله جل ثناؤه لهم‪ :‬يا معشر يهففود‬
‫بني إسرائيل‪ ،‬لقد آتينا موسى عليه السلم التوراة‪ ،‬وتابعنا‬
‫من بعده بالرسل إليكم‪ ،‬وآتينففا عيسففى ابففن مففريم البينففات‬
‫والحجج إذ بعثناه إليكم‪ ،‬وقويناه بروح القدس‪ .‬وأنتففم كلمففا‬
‫جففاءكم رسففول مففن رسففلي بغيففر الففذي تهففواه نفوسففكم‬
‫اسففتكبرتم عليهففم تجففبرا ً وبغي فا ً اسففتكبار إمففامكم إبليففس؛‬
‫فكذبتم بعضا ً منهم‪ ،‬وقتلتم بعضًا‪ ،‬فهذا فعلكم أبدا ً برسلي‪.‬‬
‫)‪( 2‬‬
‫واتباع الهوى‪ :‬مما ذمه الله ‪-‬تبارك وتعففالى‪ -‬فففي كتففابه‬
‫الكريففم ‪ ,‬إذ أن مففن اتبففع هففواه‪ ,‬فهففو مخففالف لمففر اللففه‬
‫ونهيه‪,‬بل وصف الله بعففض متبعففي اهففوائهم عبففادا لهففا كمففا‬
‫ه ع ََلففى ِ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫علففم ٍ‬ ‫ه الل ّ ُ‬
‫ضل ّ ُ‬
‫واه ُ وَأ َ‬ ‫خذ َ إ ِل َهَ ُ‬
‫ه هَ َ‬ ‫ن ات ّ َ‬
‫م ِ‬ ‫قال تعالى‪} :‬أفََرأي ْ َ‬
‫ت َ‬
‫من‬
‫ديهِ ِ‬ ‫شاوَة ً فَ َ‬
‫من ي َهْ ِ‬ ‫ل ع ََلى ب َ َ‬
‫صرِهِ ِغ َ‬ ‫معِهِ وَقَل ْب ِهِ وَ َ‬
‫ج عَ َ‬ ‫م ع ََلى َ‬
‫س ْ‬ ‫خت َ َ‬
‫وَ َ‬
‫‪ () 1‬رواه الللكائي في اعتقاد أهل السنة ج‪ 1:‬ص‪147:‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ج‪ 1:‬ص‪406:‬‬

‫‪189‬‬
‫َ‬
‫ن = ‪] { 23‬سففورة الجاثيففة ‪[45/23‬‬ ‫ب َْعففد ِ الّلففهِ أَفل َتففذ َك ُّرو َ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫كيل ً {‬ ‫ن ع َل َي ْفهِ وَ ِ‬‫ت ت َك ُففو ُ‬ ‫واه ُ أفَفأن َ‬ ‫خفذ َ إ ِل َهَف ُ‬
‫ه هَ ف َ‬ ‫ن ات ّ َ‬
‫مف ِ‬
‫ت َ‬ ‫وقوله‪}:‬أَرأي ْ َ‬
‫]سورة الفرقان ‪[25/43‬‬
‫ويترتب على من من اتبع هففواه‪ ،‬وتففرك اتبففاع أمففر اللففه‬
‫ونهيه‪ ،‬وآثر هوى نفسه على طاعة ربففه‪ ،‬فففأمره إلففى هلك‬
‫عن ذ ِك ْرَِنا َوات َّبفف َ‬
‫ع‬ ‫ه َ‬ ‫ن أ َغ ْ َ‬
‫فل َْنا قَل ْب َ ُ‬ ‫م ْ‬‫كما قال تعالى لنبيه‪َ} :‬ول ت ُط ِعْ َ‬
‫ن أ َْمُرهُ فُُرطا ً{ ]سورة الكهف ‪[18/28‬‬ ‫واه ُ وَ َ‬
‫كا َ‬ ‫هَ َ‬
‫ووصف الله اليهود باتباع الهوى ثففم حففذر رسففوله صففلى‬
‫الله عليه وسلم منهم و أن السففبب فففي عففدم اسففتجابتهم‬
‫ك فَففاع ْل َ َ‬ ‫جيُبوا ل َف َ‬
‫مففا‬
‫م أن ّ َ‬ ‫ْ‬ ‫س فت َ ِ‬
‫م يَ ْ‬ ‫لفه هو اتباعهم لهواهم‪} :‬فَ فِإن ّلفف ْ‬
‫َ‬ ‫يتبعو َ‬
‫ن الل ّفهِ إ ِ ّ‬
‫ن‬ ‫مف َ‬
‫دى ّ‬
‫واه ُ ب ِغَي ْرِ هُ ً‬
‫ن ات ّب َعَ هَ َ‬
‫م ِ‬‫م ّ‬
‫ل ِ‬ ‫ض ّ‬‫نأ َ‬ ‫م ْ‬‫م وَ َ‬
‫واءهُ ْ‬ ‫ن أ هْ َ‬ ‫َُِّ َ‬
‫ن{ ]سورة القصففص ‪ [28/50‬أي‬ ‫مي َ‬ ‫م ال ّ‬
‫ظففال ِ ِ‬ ‫قففوْ َ‬‫دي ال ْ َ‬ ‫الل ّ َ‬
‫ه ل ي َهْ ِ‬
‫آراء قلوبهم وما يستحسنونه ويحببه لهم الشيطان‪ ،‬وإنففه ل‬
‫ن الل ّفِه {‬ ‫ضف ّ‬ ‫حجة لهم }ومف َ‬
‫مف َ‬ ‫دى ّ‬ ‫واه ُ ب ِغَي ْفرِ هُف ً‬ ‫ن ات ّب َفعَ هَف َ‬
‫مف ِ‬
‫م ّ‬
‫ل ِ‬ ‫نأ َ‬ ‫َ َ ْ‬
‫ه لَ‬ ‫ن الل ّف َ‬ ‫]سورة القصص ‪ [28/50‬أي ل أحففد أضففل منففه }إ ِ ّ‬
‫ن{ ]سورة المائدة ‪(1) .[5/51‬‬ ‫مي َ‬ ‫م ال ّ‬
‫ظال ِ ِ‬ ‫دي ال ْ َ‬
‫ق وْ َ‬ ‫ي َهْ ِ‬
‫وحذر الله النصارى من مشابهة اليهود في اتباع الهففوى‬
‫حقّ وَل َ ت َت ّب ِعُففوا ْ‬ ‫م غ َي َْر ال ْ َ‬
‫ب ل َ ت َغُْلوا ْ ِفي ِدين ِك ُ ْ‬ ‫ل ال ْك َِتا ِ‬‫ل َيا أ َهْ َ‬‫فقال‪}:‬قُ ْ‬
‫أ َهْواء قَوم قَفد ض فّلوا ْ مففن قَب ف ُ َ‬
‫واء‬ ‫ض فّلوا ْ ع َففن َ‬
‫سف َ‬ ‫ض فّلوا ْ ك َِثيففرا ً وَ َ‬
‫ل و َأ َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ ٍ‬ ‫َ‬
‫ل = ‪] { 77‬سورة المائدة ‪[5/77‬‬ ‫سِبي ِ‬
‫ال ّ‬
‫قال الطبري‪" :‬قل يا محمد لهؤلء الغالية من النصارى في‬
‫ب{ يعني بالكتاب‪ :‬النجيففل‪} ،‬ل َ ت َغْل ُففوا ْ‬ ‫المسيح‪َ} :‬يا أ َهْ َ‬
‫ل ال ْك َِتا ِ‬
‫م{ يقول‪ :‬ل تفرطوا في القول فيما تدينون به مففن‬ ‫ِفي ِدين ِك ُ ْ‬
‫أمر المسيح‪ ،‬فتجاوزوا فيه الحق إلى الباطل‪ ،‬فتقولوا فيه‪:‬‬
‫هو الله‪ ،‬أو هو ابنه؛ ولكن قولوا‪ :‬هو عبد الله كلمته ألقاهففا‬
‫َ‬
‫ل{‬ ‫من قَب ْ ُ‬ ‫ضّلوا ْ ِ‬ ‫إلى مريم وروح منه‪} .‬وَل َ ت َت ّب ُِعوا ْ أهْ َ‬
‫واء قَوْم ٍ قَد ْ َ‬
‫ويقول‪ :‬ول تتبعوا أيضا ً في المسيح أهواء اليهود الففذين قففد‬
‫ضلوا قبلكم عن سبيل الهدى في القول فيه‪ ،‬فتقولون فيففه‬
‫كما قالوا‪ :‬هو لغير رشدة‪(2) ".‬‬

‫‪ () 1‬تفسير القرطبي ج‪ 13:‬ص‪295:‬‬


‫‪ () 2‬قال ابن الثير ‪ :‬يقال هذا وَلد رِ ْ‬
‫شدة إذا كان ل ِِنكففاح صففحيح كمففا يقففال‬

‫‪190‬‬
‫ضّلوا ْ‬ ‫َ‬
‫وتبهتوا أمه كما يبهتونها بالفرية‪ ،‬وهي صديقة‪} .‬وَأ َ‬
‫ك َِثيرا ً{ يقول تعالى ذكففره‪ :‬وأضففل هففؤلء اليهففود كففثيرا ً مففن‬
‫الناس‪ ،‬فحادوا بهم عن طريق الحق وحملوهم على الكفففر‬
‫ل{ يقففول‪:‬‬ ‫س فِبي ِ‬
‫واء ال ّ‬ ‫س َ‬ ‫عن َ‬ ‫ضّلوا ْ َ‬ ‫بالله والتكذيب بالمسيح‪} .‬وَ َ‬
‫وضل هؤلء اليهود عن قصد الطريففق‪ ،‬وركبففوا غيففر محجففة‬
‫الحق وإنما يعني تعالى ذكره بذلك كفرهم بففالله وتكففذيبهم‬
‫رسله عيسى ومحمدا ً صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وذهابهم عن‬
‫اليمان وبعدهم منه‪ .‬وذلك كان ضللهم الذي وصفففهم اللففه‬
‫به‪(1) .‬‬
‫وقففد ضففرب اللففه مثل ً لمففا فففي اليهففود مففن ضففلل فففي‬
‫اتباعهم أهوائهم حتى لمففن نسففب إلففى الصففلح منهففم‪,‬كمففا‬
‫أخبرنا ‪-‬جل وعل‪-‬عن رجل من بني اسرائيل ممن اتبع هواه‬
‫سل َ َ‬ ‫َ‬
‫من َْهففا‬
‫خ ِ‬ ‫م ن َب َأ ال ّذ ِيَ آت َي َْناه ُ آَيات َِنا َفان َ‬
‫ل ع َل َي ْهِ ْ‬
‫في قوله تعالى‪َ} :‬وات ْ ُ‬
‫شئ َْنا ل ََرفَعَْناه ُ ب َِها‬ ‫َ‬
‫ن = ‪ 175‬وَل َوْ ِ‬ ‫ن ال َْغاِوي َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫طا ُ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫فَأت ْب َعَ ُ‬
‫مف ْ‬
‫ل‬ ‫ح ِ‬‫ب ِإن ت َ ْ‬ ‫ل ال ْك َل ْف ِ‬ ‫ه كَ َ‬
‫مث َف ِ‬ ‫مث َل ُ ُ‬
‫واه ُ فَ َ‬‫ض َوات ّب َعَ هَ َ‬
‫َ‬ ‫ه أَ ْ َ َ‬ ‫وَل َك ِن ّ ُ‬
‫خلد َ َإ ِلى الْر ِ‬
‫ن ك َفذ ُّبوا ْ ِبآَيات ِن َففا‬
‫ذي َ‬ ‫ق فوْم ِ ال ّف ِ‬‫ل ال ْ َ‬ ‫مث َف ُ‬‫ك َ‬‫ه ي َل ْهَففث ذ ّل ِف َ‬ ‫ث أوْ ت َت ُْرك ْ ُ‬ ‫ع َل َي ْهِ ي َل ْهَ ْ‬
‫ن{ ]سورة العراف ‪[7/176‬‬ ‫فك ُّرو َ‬ ‫ص ل َعَل ّهُ ْ‬
‫م ي َت َ َ‬ ‫ص َ‬ ‫ق َ‬‫ص ال ْ َ‬‫ص ِ‬ ‫َفاقْ ُ‬
‫واختلفت الروايات في تعيين اسم الرجل الذي آتاه الله‬
‫اليات وبعض الثار تنص على أنففه مففن بنففي إسففرائيل وورد‬
‫غير ذلك‪ .‬وليس عندنا دليففل مففن الكتففاب أو السففنة صففريح‬
‫يمكن العتماد عليففه‪ ،‬ليكففون حجففة‪ .‬وغففالب الظففن أن هففذا‬
‫التعيين متلقى من السرائيليات‪.‬‬
‫قففال الطففبري معقب فا ً علففى مففا جففاء فففي سففبب النففزول‪:‬‬
‫"والصواب من القول فففي ذلففك أن يقففال ‪ :‬إن اللففه تعففالى‬
‫ذكره أمر نبيه صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬أن يتلففو علففى قففومه‬
‫خبر رجل كان آتاه حججه وأدلته‪ ،‬وهي ) اليففات ( ‪...‬وجففائز‬
‫أن يكون الذي كان الله آتاه ذلك ) بلعم ( ‪ -‬وجائز أن يكون‬
‫) أمية ( ‪ ...‬ول خبر بأي الرجلين المعني‪ ،‬يوجب الحجة‪ ،‬ول‬
‫م‬
‫صففل َبغففي كل ُ‬ ‫ده ولل َد ُ زِْنية بالكسر فيهمففا وقففال الزهففري فففي فَ ْ‬
‫ض ّ‬‫في ِ‬
‫شففدة وقيففل قيففل زِْنيففة ورِ ْ‬
‫شففدة‬ ‫العرب المعروف فلن ابففن َزْنيففة وابففن َر ْ‬
‫ح الّلغتين ‪):‬النهاية ‪( 2/225‬‬ ‫ح أفص ُ‬ ‫والفت ُ‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ج‪ 6:‬ص‪316:‬‬

‫‪191‬‬
‫في العقل دللة على أي ذلك المعني به من أي‪ .‬فالصففواب‬
‫أن يقال فيه ما قال الله‪ ،‬ونقر بظاهر التنزيل على ما جففاء‬
‫به الوحي من الله‪(1) ".‬‬
‫وخطأ ابن كثير من قال إن بلعم قد أوتففي النبففوة فانسففلخ‬
‫منها‪ .‬قال رحمه الله ‪" :‬وأغففرب‪ ،‬بففل أبعففد‪ ،‬بففل أخطففأ مففن‬
‫قال‪ :‬كان قد أوتي النبوة فانسلخ منها‪ ،‬حكاه ابن جرير عن‬
‫بعضهم ول يصح‪(2) ".‬‬
‫وفيما ورد من وصف القففوم الففذين كففذبوا واتبعففوا أهففوائهم‬
‫من بني إسففرائيل‪ ،‬ومففا حصففل منهففم‪ ,‬هففو للعففبرة والعظففة‬
‫لليهود المعاصرين لرسففول اللففه صففلى اللففه عليففه وسففلم ‪,‬‬
‫وللمسلمين من في كل زمان ومكان‪.‬‬
‫قال الطبري رحمه الله ‪" :‬يقول تعففالى ذكففره‪ :‬هففذا المثففل‬
‫الذي ضففربته لهففذا الففذي آتينففاه آياتنففا فانسففلخ منهففا‪ ،‬مثففل‪،‬‬
‫القوم الذين كذبوا بحججنففا وأعلمنففا وأدلتنففا‪ ،‬فسففلكوا فففي‬
‫ذلك سبيل هذا المنسففلخ مففن آياتنففا الففذي آتيناهففا إيففاه فففي‬
‫تركه العمل بما آتيناه من ذلك‪.‬‬
‫ص{ ]سففورة العففراف ‪[7/176‬‬ ‫صف َ‬ ‫ص ال ْ َ‬
‫ق َ‬ ‫ص ِ‬ ‫وأما قولفه‪َ} :‬فاقْ ُ‬
‫فإنه يقول لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ‪ :‬فاقصففص يففا‬
‫محمد هذا القصص‪ ،‬الذي قصصته عليك من نبإ الذي آتينففاه‬
‫آياتنا‪ ،‬وأخبار المم التي أخبرتك أخبارهم في هذه السففورة‬
‫وقصصت عليففك نبففأهم ونبففأ أشففباههم‪ ،‬ومففا حففل بهففم مففن‬
‫عقوبتنا ونزل بهم‪ ،‬حين كذبوا رسلنا من نقمتنا على قومك‬
‫من قريش ومن قبلك من يهود بني إسرائيل‪ ،‬ليتفكروا في‬
‫ذلك فيعتبروا وينيبوا إلى طاعتنا‪ ،‬لئل يحل بهففم مثففل الففذي‬
‫حل بمن قبلهم من النقم والمثلت‪ ،‬ويتدبره اليهود من بني‬
‫إسرائيل فيعلموا حقيقة أمففرك وصففحة نبوتففك‪ ،‬إذ كففان نبففأ‬
‫الذي آتيناه آياتنففا مففن خفففي علففومهم ومكنففون أخبففارهم ل‬
‫يعلمه إل أحبارهم ومففن قففرأ الكتففب ودرسففها منهففم‪ ،‬وفففي‬
‫علمك بذلك وأنت أمي ل تكتب ول تقرأ ول تففدرس الكتففب‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ ( 260 - 13/259‬بتصرف ‪.‬‬
‫‪ () 2‬تفسير ابن كثير) ‪( 3/509‬‬

‫‪192‬‬
‫ولم تجالس أهل العلم الحجففة البينففة لففك عليهففم بأنففك للففه‬
‫رسول‪ ،‬وأنك لم تعلم ما علمففت مففن ذلففك‪ ،‬وحالففك الحففال‬
‫التي أنت بها إل بوحي من السماء‪(1) .‬‬
‫واتباع الهوى هو ما كان يريده اليهود زمففن الرسففول صففلى‬
‫الله عليه وسلم منه‪ ,‬ومن أمتففه ولففذلك تتففابع تحففذير اللففه‬
‫ك ال ْي َُهود ُ وَل َ الن ّ َ‬
‫صففاَرى‬ ‫عن َ‬
‫ضى َ‬ ‫من كيدهم فقال تعالى‪} :‬وََلن ت َْر َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫هم‬
‫واَء ُ‬
‫ت أ هْ ف َ‬ ‫ن ات ّب َعْف َ‬
‫دى وَلئ ِ ِ‬‫ه هُوَ ال ْهُ َ‬‫دى الل ّ ِ‬ ‫ن هُ َ‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫مل ّت َهُ ْ‬
‫م قُ ْ‬ ‫حّتى ت َت ّب ِعَ ِ‬ ‫َ‬
‫صففيرٍٍ =‬‫ي و َل َ ن َ ِ‬
‫مففن وَل ِف ّ‬ ‫ن الل ّفهِ ِ‬ ‫م َ‬‫ك ِ‬ ‫ما ل َ َ‬
‫ن ال ْعِل ْم ِ َ‬‫م َ‬
‫ك ِ‬‫جاَء َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ب َعْد َ ال ّ ِ‬
‫‪] { 120‬سورة البقرة ‪[2/120‬‬
‫قففال الطففبري رحمففه اللففه ‪" :‬يعنففي جففل ثنففاؤه بقففوله‪:‬‬
‫ت{ يا محمد هوى هؤلء اليهففود والنصففارى‪ ،‬فيمففا‬ ‫َ‬
‫}وَلئ ِ ِ‬
‫ن ات ّب َعْ َ‬
‫يرضففيهم عنففك مففن تهففود وتنصففر‪ ،‬فصففرت مففن ذلففك إلففى‬
‫إرضائهم‪ ،‬ووافقت فيه محبتهم مففن بعففد الففذي جففاءك مففن‬
‫العلم بضللتهم وكفرهم بربهم‪ ،‬ومن بعففد الففذي اقتصصففت‬
‫مففن‬‫ن الل ّفهِ ِ‬
‫مف َ‬ ‫مففا ل َف َ‬
‫ك ِ‬ ‫عليك من نففبئهم فففي هففذه السففورة‪َ } ،‬‬
‫ي{‪ .‬يعني بذلك‪ :‬ليس لك يا محمد من ولي يلففي أمففرك‪،‬‬ ‫وَ ل ِ ّ‬
‫وقيم يقوم به‪ ،‬ول نصير ينصرك من اللففه‪ ،‬فيففدفع عنففك مففا‬
‫ينزل بك من عقوبته‪ ،‬ويمنعك مففن ذلففك أن أحففل بففك ذلففك‬
‫ربك‪(2) .‬‬
‫والخطففاب فففي التحففذير مففن متابعففة اليهففود والنصففارى‬
‫معهم ‪,‬هو لرسول الله صلى الله عليه وسففلم ولمتففه مففن‬
‫بعده كما ذكره المفسرون‪.‬‬
‫قال القرطبي رحمه الله ‪" :‬وفي هذا الخطففاب وجهففان‪:‬‬
‫أحففدهما‪ :‬أنففه للرسففول صففلى اللففه عليففه وسففلم ‪ ،‬لتففوجه‬
‫الخطاب إليه‪ .‬والثاني‪ :‬أنه للرسول صلى الله عليففه وسففلم‬
‫والمراد به أمتففه‪ ،‬وعلففى الول يكففون فيففه تففأديب لمتففه‪ ،‬إذ‬
‫منزلتهففم دون منزلتففه‪ .‬وسففبب اليففة أنهففم كففانوا يسففألون‬
‫المسالمة والهدية‪ ،‬ويعدون النففبي صففلى اللففه عليففه وسففلم‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ‪9/130‬‬


‫‪ () 2‬تفسير الطبري ‪1/518‬‬

‫‪193‬‬
‫بالسلم‪ ،‬فأعلمه الله أنهم لن يرضوا عنه حتى يتبع ملتهم‪،‬‬
‫وأمره بجهادهم‪(1) ".‬‬
‫وقال السعدي رحمه الله ‪" :‬فهذا فيه النهي العظيم عن‬
‫اتباع أهواء اليهود والنصارى‪ ،‬والتشبه بهم فيمففا يختففص بففه‬
‫دينهم‪ ،‬والخطاب وإن كففان لرسففول اللففه صففلى اللففه عليففه‬
‫وسففلم فففإن أمتففه داخلففة فففي ذلففك؛ لن العتبففار بعمففوم‬
‫المعنى ل بخصوص المخاطب‪ ،‬كما أن العبرة بعموم اللفظ‬
‫ل بخصوص السبب‪(2) ".‬‬
‫وقد امتثل رسول الله صلى الله عليه وسففلم أمففر ربففه‬
‫وحذر أمته مما حذره ربه فقال صففلى اللففه عليففه وسففلم ‪:‬‬
‫))ثلث مهلكات‪ :‬شح مطاع‪ ،‬وهففوى متبففع‪ ،‬وإعجففاب المففرء‬
‫بنفسه من الخيلء‪(3) ((.‬‬
‫ومن بعده صلى الله عليه وسففلم حففذر أصففحابه كففذلك‬
‫فعن علي _ قال‪)) :‬إن أخوف ما أخاف عليكم اتباع الهففوى‬
‫وطول المل؛ أما اتباع الهوى فففأنه يصففد عففن الحففق‪ ،‬وأمففا‬
‫طول المل فينسي الخرة‪(4) ((.‬‬
‫ولن اليهفففود هفففم اليهفففود ففففي كفففل زمفففان ل تنفعهفففم‬
‫الموعظة‪ ,‬فهذا مثال بعد زمن النبوة بقليففل والكاشففف لففه‬
‫من أعلم الناس باليهود‪,‬كيف وقد كان من علمففائهم أعنففي‪:‬‬
‫عبد الله بن سلم _ وقصته مع كبير اليهود‪ ,‬حين مففر عليففه‬
‫الكوفة قال_‪)) :‬شهدت فتح نهاوند فجاءني رأس الجففالوت‬
‫)‪ (5‬فجعل يشتري من كان يهوديًا‪ ،‬فمرت به جاريففة صففبيحة‬
‫ك هففذا؟ قففال‪ :‬فظننففت أنففه حيففن‬ ‫مع رجل فقال لفه هل أتففا ِ‬
‫رأى صففباحتها فقلففت‪ :‬لقففد أثمففت بمسففألتك إياهففا بمففا فففي‬

‫)( تفسير القرطبي ‪94/ 2‬‬ ‫‪1‬‬


‫)( تفسيرالسعدي ‪1/65‬‬ ‫‪2‬‬
‫)( رواه الطبراني المعجم الوسط ‪ 328/ 5‬وحسنه اللباني فففي صففحيح‬ ‫‪3‬‬
‫الجامع برقم ‪3045‬‬
‫)( رواه البيهقي شعب اليمان ج‪ 7:‬ص‪369:‬‬ ‫‪4‬‬
‫)( رأس الجففالوت اسففم يطلففق عففل كففبير اليهففود وكففان يففدعى سففابقا‬ ‫‪5‬‬
‫‪-‬القطنون‪-‬فتح الباري ج‪ 10:‬ص‪ 593:‬والصففابة فففي تمييففز الصففحابة ج‪4:‬‬
‫ص‪. 766:‬‬

‫‪194‬‬
‫كتابك‪ ،‬قففال‪ :‬ومففا يففدريك مففا فففي كتفابي؟ قلففت‪ :‬أنفا أعلففم‬
‫بكتابك منك‪ .‬سففل عنففي فففأخبرك‪ ،‬فلمففا أتففى منزلففه دعففا‬
‫بدابة وسألني أن آتيه‪ ،‬فرجوت أن ينفعففه اللففه بففي ويهففديه‬
‫للسلم فأتيته فذاكرته كتففابه وأخففبرته بصفففة النففبي صففلى‬
‫الله عليه وسلم في كتابه‪ ،‬فقال‪ :‬إنففي لعففرف مففا تقففول‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فما يمنعك من السلم فففإذا الرجففل مسففتكبر راغففب‬
‫في منزلته فلم يسلم‪(1) ((.‬‬

‫و‬
‫دلئل النبففوة للصففبهاني ج‪1:‬‬ ‫‪ () 1‬مصنف ابن أبففي شففيبة ج‪ 6:‬ص‪558:‬‬
‫‪.‬‬
‫ص‪99:‬‬

‫‪195‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬الثار الواردة في تزكيتهم أنفسهم‬
‫الثار‪:‬‬
‫المطلب الول ‪:‬قصر الجنة عليهم‬
‫ة‬
‫صف ً‬
‫خال ِ َ‬ ‫عن ْفد َ الل ّفهِ َ‬ ‫خ فَرة ُ ِ‬ ‫داُر ال ِ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ت ل َك ُ ْ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ل إِ ْ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬قُ ْ‬
‫ن = ‪{ 94‬‬ ‫صففاد ِِقي َ‬ ‫م َ‬ ‫كنُتفف ْ‬‫ن ُ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫مففوْ َ‬ ‫وا ال ْ َ‬‫مّنفف ْ‬ ‫س فَت َ َ‬ ‫ن الّنففا ِ‬ ‫دو ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫مفف ْ‬ ‫ِ‬
‫]سورة البقرة ‪[2/94‬‬
‫‪ - 1300-190‬حدثني بشر بن معاذ قال‪ :‬حدثنا يزيد بففن زريففع قففال‪:‬‬
‫عن ْفد َ‬ ‫خ فَرة ُ ِ‬ ‫داُر ال ِ‬ ‫م ال ف ّ‬ ‫ت ل َك ُف ْ‬ ‫كان َ ْ‬‫ن َ‬ ‫ل إِ ْ‬ ‫حدثنا سعيد عن قتادة قوله‪} :‬قُ ْ‬
‫ة إ ِل ّ‬ ‫جّنفف َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫خ َ‬ ‫س{ وذلك أنهم }َقاُلوا ْ َلن َيففد ْ ُ‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫دو ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫ص ً‬‫خال ِ َ‬ ‫الل ّهِ َ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫حف ُ‬ ‫صففاَرى{ ]سففورة البقففرة ‪ [2/111‬وقففالوا‪} :‬ن َ ْ‬ ‫ن هُففودا ً أوْ ن َ َ‬ ‫كا َ‬ ‫من َ‬ ‫َ‬
‫حّباؤ ُهُ{ ]سورة المائدة ‪) [5/18‬المائدة‪ [18 :‬فقيل لهم‪:‬‬ ‫أ َب َْناء اللهِ وَأ ِ‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫ن{ ]سورة البقرة ‪(1) .[2/94‬‬ ‫صاد ِِقي َ‬ ‫م َ‬ ‫ت ِإن ُ‬
‫كنت ُ ْ‬ ‫مو ْ َ‬ ‫من ّوُا ْ ال ْ َ‬ ‫}فَت َ َ‬
‫‪ - 1301-191‬حدثني المثنى قال‪ :‬حدثنا آدم قفال‪ :‬حفدثنا أبفو جعففر‬
‫ة إ ِل ّ‬ ‫جن ّف َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫خ َ‬ ‫عن الربيع عن أبي العالية قال‪ :‬قالت اليهود‪} :‬ل َففن ي َفد ْ ُ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫حف ُ‬ ‫صففاَرى{ ]سففورة البقففرة ‪ [2/111‬وقففالوا‪} :‬ن َ ْ‬ ‫ن هُففودا ً أوْ ن َ َ‬ ‫كا َ‬ ‫من َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫َ‬
‫ل ِإن كان َ ْ‬ ‫حّباؤ ُهُ{ ]سورة المائدة ‪ [5/18‬فقال الله‪} :‬قُ ْ‬ ‫أ َب َْناء اللهِ وَأ ِ‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫ت ِإن‬ ‫م فو ْ َ‬ ‫من ّفوُا ْ ال ْ َ‬ ‫س فَت َ َ‬
‫ن الّنا ِ‬ ‫دو ِ‬ ‫من ُ‬ ‫ة ّ‬ ‫ص ً‬‫خال ِ َ‬ ‫عند َ الل ّهِ َ‬ ‫خَرة ُ ِ‬ ‫داُر ال َ ِ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ل َك ُ ُ‬
‫ن{ ]سورة البقرة ‪ [2/94‬فلم يفعلوا‪(2) .‬‬ ‫صاد ِِقي َ‬ ‫م َ‬ ‫كنت ُ ْ‬ ‫ُ‬
‫‪ - 1302-192‬حدثني المثنى قال‪ :‬حففدثنا إسففحاق قففال‪ :‬حففدثني أبففو‬
‫عن ْفد َ الل ّف ِ‬
‫ه‬ ‫خفَرة ُ ِ‬ ‫داُر ال ِ‬ ‫م الف ّ‬ ‫ت ل َك ُف ْ‬ ‫ن ك َففان َ ْ‬ ‫ل إِ ْ‬ ‫جعفر عن الربيع قوله‪} :‬قُ ْ‬
‫ن هُففودا ً أ َْو‬ ‫كفا َ‬ ‫مفن َ‬ ‫ة إ ِل ّ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫جّنف َ‬ ‫خ َ‬ ‫ة{ الية وذلفك بفأنهم }َلفن َيفد ْ ُ‬ ‫ص ً‬ ‫خال ِ َ‬ ‫َ‬
‫حّباؤ ُهُ{‪(3).‬‬ ‫َ‬
‫ن أب َْناء الل ّهِ وَأ ِ‬ ‫َ‬
‫ح ُ‬ ‫صاَرى{ وقالوا‪} :‬ن َ ْ‬ ‫نَ َ‬
‫‪ - 1303-193‬حدثنا أبو كريب قال‪ :‬ثنفا عثمففان بفن سفعيد قفال‪ :‬ثنفا‬
‫بشر بن عمارة عن أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله‬
‫خَرةُ{ قال‪ :‬قل يففا محمففد لهففم ‪-‬‬ ‫داُر ال ِ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ت ل َك ُ ْ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ل إِ ْ‬ ‫عنهما ‪} :‬قُ ْ‬
‫عن ْفد َ الل ّف ِ‬
‫ه‬ ‫يعني اليهود ‪ -‬إن كانت لكم الدار الخرة ‪ -‬يعني الخيففر ‪ِ } -‬‬
‫ة{ يقول‪ :‬خاصة لكم‪(4) .‬‬ ‫ص ً‬ ‫خال ِ َ‬ ‫َ‬

‫حسنه‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 425 / 1‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪( 177 / 1‬‬
‫في التفسير الصحيح )‪(1/223‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 425 / 1‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 177 / 1‬‬
‫وحسن إسناده الحففافظ فففي الفتففح )‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪( 220 / 1‬‬
‫‪.(6/366‬‬
‫‪ () 3‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪ - ( 177 / 1‬تفسير ابن كثير ) ‪( 128 / 1‬‬
‫‪ () 4‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 426 / 1‬تفسير الففدر المنثففور ) ‪- ( 220 / 1‬‬
‫تفسير ابن كثير ) ‪( 129 / 1‬‬

‫‪196‬‬
‫‪ - 1304-194‬حدثنا أبو كريب قال‪ :‬ثنفا عثمففان بفن سفعيد قفال‪ :‬ثنفا‬
‫بشر بن عمارة عن أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله‬
‫س{ يقول‪ :‬من دون محمففد صففلى اللففه عليففه‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫دو ِ‬ ‫من ُ‬ ‫عنهما ‪ّ } :‬‬
‫وسلم وأصحابه الذين استهزأتم بهم وزعمتم أن الحق فففي أيففديكم‬
‫وأن الدار الخرة لكم دونهم‪(1) .‬‬
‫ن هُففودا ً أ َْو‬
‫مففن ك َففا َ‬
‫ة إ ِل ّ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫جن ّف َ‬ ‫خ َ‬ ‫قولفففه تعففالى‪} :‬وَقَففاُلوا ْ ل َففن ي َفد ْ ُ‬
‫م{ ]سورة البقرة ‪[2/111‬‬ ‫نصارى ت ِل ْ َ َ‬
‫مان ِي ّهُ ْ‬
‫كأ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫‪ - 1492-195‬حدثنا بشر بن معاذ قال‪ :‬ثنا يزيففد بففن زريففع قففال‪ :‬ثنففا‬
‫م{ أماني يتمنونها على الله كاذبة‪(2) .‬‬ ‫سعيد عن قتادة‪} :‬ت ِل ْ َ َ‬
‫مان ِي ّهُ ْ‬
‫كأ َ‬
‫‪ - 1493-196‬حدثني المثنى قال‪ :‬ثنا إسحاق قال‪ :‬ثنا ابن أبي جعفر‬
‫م{ قال‪ :‬أماني تمنوا على الله بغيففر‬ ‫عن أبيه عن الربيع‪} :‬ت ِل ْ َ َ‬
‫مان ِي ّهُ ْ‬
‫كأ َ‬
‫الحق‪(3) .‬‬
‫‪ -1496-197‬حدثنا القاسم قال‪ :‬ثنا الحسين قال‪ :‬ثنا حجاج عن ابن‬
‫م{ ]سففورة البقفرة ‪[2/111‬‬ ‫هفاُتوا ْ ب ُْرهَففان َك ُ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫جريج عففن مجاهففد‪ُ} :‬قف ْ‬
‫قال‪ :‬حجتكم‪(4) .‬‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪( 426 / 1‬‬


‫حسنه في التفسير الصحيح )‪(1/223‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪( 492 / 1‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 492 / 1‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪( 207 / 1‬‬
‫‪ () 4‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 493 / 1‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 157 / 1‬‬
‫صححه في‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 263 / 1‬تفسير ابن كثير ) ‪( 155 / 1‬‬
‫التفسير الصحيح )‪(3/122‬‬

‫‪197‬‬
‫المطلب الثاني‪:‬قصر الهدى عليهم‬
‫دوا ْ { ]سففورة‬ ‫َ‬
‫صففاَرى ت َهْت َف ُ‬ ‫كون ُففوا ْ هُففودا ً أوْ ن َ َ‬ ‫قوله تعففالى‪} :‬وَقَففاُلوا ْ ُ‬
‫البقرة ‪[2/135‬‬
‫‪ - 1726-198‬حدثنا أبو كريب قال‪ :‬ثنا يونس بففن بكيففر وحففدثنا ابففن‬
‫حميد قال‪ :‬ثنا سلمة جميعا عن ابن إسحاق قال‪ :‬حففدثني محمففد بففن‬
‫أبي محمد مولى زيد بن ثابت قال‪ :‬حدثني سعيد بن جبير أو عكرمة‬
‫عن ابن عباس رضي اللففه عنهمففا قففال‪ :‬قففال عبففد اللففه بففن صففوريا‬
‫العور لرسول الله صلى الله عليففه وسففلم ‪ :‬مففا الهففدى إل مففا نحففن‬
‫عليه فاتبعنا يا محمد تهتد! وقالت النصارى مثففل ذلففك‪ .‬فأنفففزل اللففه‬
‫مل ّف َ‬ ‫دوا ْ قُ ف ْ‬ ‫َ‬
‫ة‬ ‫ل ِ‬‫ل ب َف ْ‬ ‫صففاَرى ت َهْت َف ُ‬ ‫هودا ً أوْ ن َ َ‬ ‫كوُنوا ْ ُ‬ ‫عز وجل فيهم‪} :‬وََقاُلوا ْ ُ‬
‫ن{ ‪( 1 ) .‬‬ ‫كي َ‬ ‫شرِ ِ‬ ‫م ْ‬‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬‫ن ِ‬‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫حِنيفا ً وَ َ‬‫م َ‬‫هي َ‬‫إ ِب َْرا ِ‬
‫المطلب الثالث‪:‬زعمهم محبة الله لهم‬
‫َ‬
‫ن أب َْناء الل ّهِ وَأ ِ‬ ‫َ‬
‫حّبففاؤ ُهُ{‬ ‫ح ُ‬‫صاَرى ن َ ْ‬ ‫ت ال ْي َُهود ُ َوالن ّ َ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬وََقال َ ِ‬
‫]سورة المائدة ‪[5/18‬‬
‫‪ - 9060-199‬حدثنا أبو كريب قال‪ :‬ثنا يونس بن بكير عن محمد بن‬
‫إسحاق قال‪ :‬ثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت قال‪ :‬ثنففي‬
‫سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‪ :‬أتى‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم نعمان بن أضاء وبحري بن عمففرو‬
‫وشأس بن عدي فكلموه فكلمهم رسول الله صلى الله عليه وسففلم‬
‫ودعاهم إلى الله وحذرهم نقمته فقففالوا‪ :‬مفا تخوفنففا يفا محمففد نحفن‬
‫والله أبناء الله وأحباؤه! كقول النصارى فأنفزل الله جل وعز فيهففم‪:‬‬
‫حّباؤ ُهُ{ ‪ ...‬إلى آخر اليففة‪.‬‬ ‫ن أ َب َْناء الل ّهِ وَأ َ ِ‬
‫ح ُ‬ ‫صاَرى ن َ ْ‬ ‫ت ال ْي َُهود ُ َوالن ّ َ‬
‫}وََقال َ ِ‬
‫‪2‬‬
‫)(‬
‫‪ - 9061-200‬حدثني محمد بن الحسين قال‪ :‬ثنا أحمففد بففن مفضففل‬
‫ن أ َب ْن َففاء‬
‫حف ُ‬‫صففاَرى ن َ ْ‬ ‫ت ال ْي َهُففود ُ َوالن ّ َ‬
‫قال‪ :‬ثنا أسباط عن السدي‪} :‬وَقَففال َ ِ‬
‫حّباؤ ُهُ{ أما أبناء الله فإنهم قالوا‪ :‬إن الله أوحى إلى إسففرائيل‬ ‫الل ّهِ وَأ َ ِ‬
‫أن ولدا من ولففدك أدخلهففم النففار فيكونففون فيهففا أربعيففن يومففا حففتى‬
‫تطهرهم وتأكل خطاياهم ثم ينادي مناد‪ :‬أن أخرجوا كل مختففون مففن‬
‫سفَنا الن ّففاُر إ ِل ّ أ َّيامفا ً‬
‫م ّ‬ ‫ولففد إسففرائيل فففأخرجهم‪ .‬فففذلك قففوله‪} :‬ل َففن ت َ َ‬
‫ت{ ]سورة آل عمران ‪ [3/24‬وأما النصارى فإن فريقا منهم‬ ‫دا ٍ‬ ‫دو َ‬‫معْ ُ‬‫ّ‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 564 / 1‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 241 / 1‬‬


‫إسناده‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 337 / 1‬تفسير ابن كثير ) ‪( 187 / 1‬‬
‫ضعيف‪.‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 164 / 6‬تفسير القرطبي ) ‪ - ( 120 / 6‬تفسير‬
‫ابن كثير ) ‪( 36 / 2‬‬

‫‪198‬‬
‫قال للمسيح‪ :‬ابن الله‪(1) .‬‬
‫المطلب الرابع ‪:‬زعمهم النجاة من النار‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫دود َةً { ]سففورة‬ ‫م عْف ُ‬‫سَنا الّناُر إ ِل ّ أّيامفا ّ‬ ‫م ّ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬وََقاُلوا ْ َلن ت َ َ‬
‫البقرة ‪[2/80‬‬
‫‪ - 1155-201‬حدثنا به أبو كريب قال‪ :‬ثنا عثمان بن سعيد عن بشففر‬
‫بن عمارة عن أبي روق عففن الضففحاك عففن ابففن عباس ف رضففي اللففه‬
‫َ‬
‫دود َةً{ قففال ذلففك أعففداء‬ ‫معْ ف ُ‬‫سَنا الّناُر إ ِل ّ أّياما ً ّ‬ ‫م ّ‬ ‫عنهما ‪} :‬وََقاُلوا ْ َلن ت َ َ‬
‫الله اليهود قالوا‪ :‬لن يدخلنا اللففه النففار إل تحلففة القسففم اليففام الففتي‬
‫أصبنا فيها العجل أربعين يوما فإذا انقضت عنا تلك اليام انقطع عنففا‬
‫العذاب والقسم‪(2) .‬‬
‫‪ - 1156-202‬حدثنا الحسن بن يحيى قال‪ :‬أخبرنا عبد الرزاق قففال‪:‬‬
‫َ‬
‫دود َةً{‬ ‫سَنا الّناُر إ ِل ّ أّياما ً ّ‬
‫معْ ُ‬ ‫م ّ‬‫أخبرنا معمر عن قتادة في قوله‪َ} :‬لن ت َ َ‬
‫قالوا‪ :‬أياما معدودة بما أصبنا في العجل‪(3) .‬‬
‫‪ - 1157-203‬حدثنا موسى قففال‪ :‬ثنففا عمففرو قففال‪ :‬ثنففا أسففباط عففن‬
‫َ‬
‫دود َةً{ قففال‪ :‬قففالت‬ ‫سفَنا الن ّففاُر إ ِل ّ أّيامفا ً ّ‬
‫معْف ُ‬ ‫م ّ‬‫السففدي‪} :‬وَقَففاُلوا ْ ل َففن ت َ َ‬
‫اليهود‪ :‬إن الله يدخلنا النار فنمكث فيها أربعين ليلففة حففتى إذا أكلففت‬
‫النار خطايانا واستنقتنا نادى مناد‪ :‬أخرجوا كل مختون مففن ولففد بنففي‬
‫إسرائيل فلذلك أمرنا أن نختتن‪ .‬قالوا‪ :‬فل يدعون منا في النار أحففدا ً‬
‫إل أخرجوه‪(4) .‬‬
‫‪ -1158-204‬حدثني المثنى قففال‪ :‬ثنففا آدم قففال‪ :‬ثنففا أبفو جعفففر عففن‬
‫الربيع عن أبي العالية قال‪ :‬قففالت اليهففود‪ :‬أن ربنففا عتففب علينففا فففي‬
‫أمرنا فأقسم ليعذبنا أربعين ليلة ثم يخرجنففا‪ .‬فأكففذبهم اللففه‪ .‬حففدثني‬
‫المثنى قال‪ :‬ثنا آدم قال‪ :‬ثنا أبو جعفر عن قتادة قال‪ :‬قففالت اليهفود‪:‬‬
‫لن ندخل النار إل تحلة القسم عدد اليام التي عبدنا فيها العجل‪(5) .‬‬
‫‪ - 1159-205‬حدثني محمد بن سعد قال‪ :‬حدثني أبي قففال‪ :‬حففدثني‬
‫عمي قال‪ :‬حدثني أبي عن أبيه عففن ابففن عباس ف رضففي اللففه عنهمففا‬
‫َ‬
‫دود َةً{ الية‪ .‬قال ابن عباس رضي‬ ‫معْ ُ‬‫سَنا الّناُر إ ِل ّ أّياما ً ّ‬ ‫م ّ‬ ‫قوله‪َ} :‬لن ت َ َ‬
‫الله عنهما ‪ :‬ذكر أن اليهود وجففدوا فففي التففوراة مكتوبفا ً "إن مففا بيففن‬
‫حسنه في‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 164 / 6‬تفسير ابن كثير ) ‪( 36 / 2‬‬
‫التفسير الصحيح )‪(2/281‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪( 381 / 1‬‬
‫‪ () 3‬تفسير عبد الرزاق ) ‪ - ( 51 / 1‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 156 / 1‬‬
‫صححه في التفسير الصحيح )‪(1/164‬‬
‫تفسير ابن كثير ) ‪( 119 / 1‬‬
‫‪ () 4‬تفسير الطبري ) ‪( 381 / 1‬‬
‫وحسفن إسففناده الحففافظ فففي الفتففح )‬
‫‪ () 5‬تفسير الطبري ) ‪( 381 / 1‬‬
‫‪.(6/366‬‬

‫‪199‬‬
‫طرفي جهنم مسيرة أربعين سنة إلى أن ينتهوا إلى شففجرة الزقففوم‬
‫نابتة في أصل الجحيم"‪ .‬وكان ابن عباس رضي اللففه عنهمففا يقففول‪:‬‬
‫إن الجحيم سقر وفيه شجرة الزقفوم فزعفم أعفداء اللفه أنفه إذا خل‬
‫العدد الذي وجدوا في كتابهم أياما معدودة‪ .‬وإنما يعني بذلك المسير‬
‫الذي ينتهي إلى أصل الجحيم فقالوا‪ :‬إذا خل العففدد انتهففى الجفل فل‬
‫سفَنا الن ّففاُر إ ِل ّ أ َّيامفا ً‬‫م ّ‬ ‫عذاب وتذهب جهنم وتهلك؛ فذلك قوله‪} :‬ل َففن ت َ َ‬
‫دود َةً{ يعنون بذلك الجل‪ .‬فقال ابن عباس‪ :‬لما اقتحموا من باب‬ ‫معْ ُ‬ ‫ّ‬
‫جهنم ساروا في العذاب حتى انتهوا إلى شجرة الزقوم آخر يوم من‬
‫اليام المعدودة قال لهم خزان سقر‪ :‬زعمتم أنكم لن تمسففكم النففار‬
‫إل أيامففا معففدودة فقففد خل العففدد وأنتففم فففي البففد! فأخففذ بهففم فففي‬
‫الصعود في جهنم يرهقون‪(1) .‬‬
‫‪ -1160-206‬حدثني محمد بن سعد قال‪ :‬حدثني أبففي قففال‪ :‬حففدثني‬
‫عمي قال‪ :‬حدثني أبي عن أبيه عن ابن عباس ف رضففي اللففه عنهمففا ‪:‬‬
‫َ‬
‫دود َةً{ إل أربعين ليلة‪(2) .‬‬ ‫سَنا الّناُر إ ِل ّ أّياما ً ّ‬
‫معْ ُ‬ ‫م ّ‬ ‫}وََقاُلوا ْ َلن ت َ َ‬
‫‪ - 5336-207‬حدثنا بشر قال‪ :‬ثنا يزيد قففال‪ :‬ثنففا سففعيد عففن قتففاده‪.‬‬
‫َ‬ ‫}ذ َل َ َ‬
‫ت{ قففالوا‪ :‬لففن‬ ‫دا ٍ‬‫دو َ‬ ‫معْف ُ‬ ‫سفَنا الن ّففاُر إ ِل ّ أّيامفا ً ّ‬ ‫م ّ‬ ‫م قَففاُلوا ْ ل َففن ت َ َ‬ ‫ك ب ِأن ّهُ ْ‬ ‫ِ‬
‫تمسنا النار إل تحلة القسم التي نصبنا فيها العجل ثم ينقطع القسففم‬
‫مففا ك َففاُنوا ْ‬‫م فِففي ِدين ِهِففم ّ‬ ‫والعذاب عنففا‪ .‬قففال اللففه عففز وجففل‪} :‬وَغ َّرهُف ْ‬
‫ن{ أي قالوا‪ :‬نحن أبناء الله وأحباؤه‪(3) .‬‬ ‫فت َُرو َ‬
‫يَ ْ‬
‫م‬
‫جهَن ّففف َ‬‫ن إ َِلى َ‬ ‫شُرو َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن وَ ت ُ ْ‬ ‫ست ُغْل َُبو َ‬‫فُروا َ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬‫ل ل ِل ّ ِ‬‫قولفه تعالى‪} :‬قُ ْ‬
‫مَهاد ُ = ‪] { 12‬سورة آل عمران ‪[3/12‬‬ ‫س ال ْ ِ‬ ‫وَب ِئ ْ َ‬
‫‪ 5241-208‬أبا كريب حدثنا قال‪ :‬ثنا يونس بن بكير عففن محمففد بففن‬
‫إسحاق قال‪ :‬ثني محمد بن أبي محمد مولى زيد عن سعيد بن جففبير‬
‫أو عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‪ :‬لما أصففاب رسففول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم قريشا ً يوم بدر فقدم المدينة جمففع يهففود‬
‫في سوق بني قينقاع فقال‪" :‬يا معشر يهود أسلموا قبل أن يصيبكم‬
‫مثل ما أصاب قريشا" فقالوا‪ :‬يا محمد ل تغرنك نفسففك إنففك قتلففت‬
‫نفرا ً من قريش كانوا أغمارا ً ل يعرفون القتال إنففك واللففه لففو قاتلتنففا‬
‫لعرفت أنا نحن الناس وأنك لم تأت مثلنا! فأنفزل الله عز وجل في‬
‫م‬‫جهَن ّف َ‬ ‫ن إ ِل َففى َ‬ ‫ش فُرو َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن وَت ُ ْ‬ ‫ست ُغْل َُبو َ‬‫فُروا َ‬ ‫ن كَ َ‬‫ذي َ‬ ‫ل ل ِل ّ ِ‬‫ذلك من قولهم‪} :‬قُ ْ‬
‫‪ () 1‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪ - ( 156 / 1‬تفسير القرطبي ) ‪- ( 10 / 2‬‬
‫إسناده ضعيف‬
‫تفسير ابن كثير ) ‪( 119 / 1‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 381 / 1‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 156 / 1‬‬
‫إسناده‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 207 / 1‬تفسير ابن كثير ) ‪( 119 / 1‬‬
‫ضعيف‬
‫حسنه في التفسير الصحيح )‪(1/223‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪( 219 / 3‬‬

‫‪200‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫س ال ْ ِ‬
‫صارِ = ‪(1) { 13‬‬
‫مَهاد ُ = ‪ { 12‬إلى قوله‪} :‬لوِْلي الب ْ َ‬ ‫وَب ِئ ْ َ‬
‫‪ - 5732-209‬حدثنا محمد بن الحسين قال‪ :‬ثنا أحمففد بففن المفضففل‬
‫قال‪ :‬ثنا أسباط عن السدي‪ :‬قال الله عففز وجففل لمحمففد صففلى اللففه‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫مففا أوِتيُتفف ْ‬‫ل َ‬‫مث ْ َ‬ ‫ن ي ُؤ َْتى أ َ‬
‫حد ٌ ِ‬ ‫دى الل ّهِ أ ْ‬ ‫دى هُ َ‬ ‫ن ال ْهُ َ‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫عليه وسلم ‪} :‬قُ ْ‬
‫َ‬
‫شففاُء َوالل ّف ُ‬
‫ه‬ ‫ن يَ َ‬‫مف ْ‬ ‫ل ب ِي َد ِ الل ّهِ ي ُؤ ِْتيهِ َ‬
‫ض َ‬ ‫ف ْ‬‫ن ال ْ َ‬
‫ل إِ ّ‬‫م قُ ْ‬ ‫عن ْد َ َرب ّك ُ ْ‬ ‫جوك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫حا ّ‬
‫أوْ ي ُ َ‬
‫م = ‪ { 73‬يقول‪ :‬مثل ما أوتيتم يا أمة محمد أو يحاجوكم‬ ‫سعٌ ع َِلي ٌ‬ ‫َوا ِ‬
‫عند ربكم تقول اليهود‪ :‬فعل اللففه بنففا كففذا وكففذا مففن الكرامففة حففتى‬
‫ن‬‫أنفزل علينا المن والسلوى فإن الذي أعطيتكم أفضففل فقولففوا‪} :‬إ ِ ّ‬
‫م = ‪ ...{ 73‬اليففة‪.‬‬ ‫سعٌ ع َِلي ف ٌ‬ ‫ه َوا ِ‬ ‫شاُء َوالل ّ ُ‬ ‫ن يَ َ‬‫م ْ‬ ‫ل ب ِي َد ِ الل ّهِ ي ُؤ ِْتيهِ َ‬
‫ض َ‬‫ف ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫)‪( 2‬‬
‫حبففو َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫نأ ْ‬ ‫مففا أت َففوا وَي ُ ِ ّ َ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫حففو َ‬ ‫فَر ُ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّف ِ‬ ‫سب َ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫قولفه تعالى‪} :‬ل ت َ ْ‬
‫م‬ ‫ب وَل َهُ ف ْ‬ ‫ن ال ْعَ ف َ‬
‫ذا ِ‬ ‫مف ْ‬ ‫فففاَزةٍ ِ‬ ‫م َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫س فب َن ّهُ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫فعَُلوا َفل ت َ ْ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ما ل َ ْ‬ ‫دوا ب ِ َ‬ ‫م ُ‬
‫ح َ‬ ‫يُ ْ‬
‫م = ‪] { 188‬سورة آل عمران ‪[3/188‬‬ ‫َ‬ ‫عَ َ‬
‫ب أِلي ٌ‬ ‫ذا ٌ‬
‫‪ - 6648-210‬حففدثنا محمففد قففال‪ :‬ثنففا أحمففد قففال‪ :‬ثنففا أسففباط عففن‬
‫السدي قال‪ :‬كتموا اسم محمد صلى الله عليه وسلم وفرحوا بذلك‬
‫حين اجتمعوا عليه وكانوا يزكون أنفسهم فيقولون‪ :‬نحن أهل الصيام‬
‫وأهل الصلة وأهل الزكاة ونحن على دين إبراهيففم صففلى اللففه عليففه‬
‫مففا أ َت َففوا{ مففن‬ ‫ن بِ َ‬ ‫حففو َ‬ ‫فَر ُ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫سب َ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫وسلم ‪ .‬فأنفزل الله فيهم}ل ت َ ْ‬
‫َ‬
‫مففا ل َف ْ‬
‫م‬ ‫دوا ب ِ َ‬ ‫مف ُ‬‫ح َ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫نأ ْ‬ ‫حب ّففو َ‬ ‫كتمان محمد صلى الله عليه وسلم ‪} :‬وَي ُ ِ‬
‫َ‬
‫م = ‪{ 188‬‬ ‫ب أِليف ٌ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫م عَ َ‬ ‫ب وَل َهُ ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن ال ْعَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫فاَزةٍ ِ‬ ‫م َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫سب َن ّهُ ْ‬‫ح َ‬ ‫فعَُلوا َفل ت َ ْ‬ ‫يَ ْ‬
‫أحبوا أن تحمدهم العرب بما يزكون به أنفسهم وليسوا كذلك‪( ) .‬‬
‫‪3‬‬

‫ة‬
‫صف ً‬ ‫خال ِ َ‬ ‫عن ْفد َ الل ّفهِ َ‬ ‫خ فَرة ُ ِ‬ ‫داُر ال ِ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ت ل َك ُ ْ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ل إِ ْ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬قُ ْ‬
‫ن{ ]سورة البقرة‬ ‫صاد ِِقي َ‬ ‫م َ‬ ‫كنت ُ ْ‬‫ن ُ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫م وْ َ‬ ‫وا ال ْ َ‬ ‫من ّ ْ‬ ‫س فَ ت َ َ‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫دو ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫‪[2/95‬‬
‫‪ - 1304-211‬حدثنا أبو كريب قال‪ :‬ثنفا عثمففان بفن سفعيد قفال‪ :‬ثنفا‬
‫بشر بن عمارة عن أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله‬
‫ن = ‪{ 94‬‬ ‫صفاد ِِقي َ‬ ‫م َ‬ ‫كنُتف ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫مو ْ َ‬ ‫وا ال ْ َ‬ ‫من ّ ْ‬ ‫س فَت َ َ‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫دو ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫عنهما ‪ِ } :‬‬
‫يقففول‪ :‬مففن دون محمففد صففلى اللففه عليففه وسففلم وأصففحابه الففذين‬
‫استهزأتم بهم وزعمتم أن الحق في أيففديكم وأن الففدار الخففرة لكففم‬
‫دونهم‪(4) .‬‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 192 / 3‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 604 / 2‬‬


‫تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 158 / 2‬تفسير ابن كثير ) ‪ - ( 351 / 1‬سنن‬
‫البيهقي الكبرى ) ‪( 183 / 9‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 314 / 3‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 682 / 2‬‬
‫حسنه في التفسير الصحيح )‪(2/281‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪( 242 / 2‬‬
‫‪ () 3‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪ - ( 846 / 3‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 416 / 2‬‬
‫‪ () 4‬تفسير الطبري ) ‪( 426 / 1‬‬

‫‪201‬‬
‫المطلب الخامس‪ :‬زعمهم براءتهم واولدهم من الذنوب‪:‬‬
‫كففي‬ ‫ه ي َُز ّ‬ ‫ل الّلفف ُ‬ ‫م بَ ْ‬ ‫س هُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ن َأن ُ‬ ‫كو َ‬ ‫ن ي َُز ّ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ت ََر إ َِلى ال ّ ِ‬
‫َ‬
‫قولفه تعالى‪} :‬أل َ ْ‬
‫ن فَِتيل ً = ‪] { 49‬سورة النساء ‪[4/49‬‬ ‫مو َ‬ ‫شاُء َول ي ُظ ْل َ ُ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫‪ - 7697-212‬حدثنا بشر بن معاذ قال‪ :‬ثنا يزيد قال‪ :‬ثنا سففعيد عففن‬
‫ن‬ ‫مف ْ‬ ‫ه ي َُزك ّففي َ‬ ‫ل الل ّف ُ‬ ‫م ب َف ْ‬ ‫سه ُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ن َأن ُ‬ ‫كو َ‬ ‫ن ي َُز ّ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ت ََر إ َِلى ال ّ ِ‬
‫َ‬
‫قتادة قوله‪} :‬أل َ ْ‬
‫ن فَِتيل ً { وهم أعداء الله اليهود زكوا أنفسففهم بففأمر‬ ‫مو َ‬ ‫شاُء َول ي ُظ ْل َ ُ‬ ‫يَ َ‬
‫لم يبلغوه فقالوا‪ :‬نحن أبناء الله وأحباؤه وقالوا‪ :‬ل ذنوب لنا‪( ).‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ - 7698-213‬حدثنا الحسن بن يحيى قال‪ :‬أخبرنا عبد الرزاق قففال‪:‬‬


‫َ‬
‫ن‬ ‫ن ي َُزك ّففو َ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ت َفَر إ ِل َففى ال ّف ِ‬ ‫أخبرنا معمر عففن الحسففن فففي قففوله‪} :‬أل َف ْ‬
‫ن فَِتيل ً = ‪ { 49‬قال‪ :‬هم‬ ‫مو َ‬ ‫شاُء َول ي ُظ ْل َ ُ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫كي َ‬ ‫ه ي َُز ّ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫م بَ ْ‬ ‫سه ُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫َأن ُ‬
‫م‬ ‫م ي ُعَفذ ّب ُك ُ ْ‬ ‫ل فَل ِف َ‬ ‫حب ّففاؤ ُه ُ قُف ْ‬ ‫ن أ َب ْن َففاُء الل ّفهِ وَأ َ ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫اليهود والنصارى قالوا‪} :‬ن َ ْ‬
‫بذ ُنوبك ُم ب ْ َ‬
‫شففاءُ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫مف ْ‬ ‫ب َ‬ ‫شاُء وَي ُعَ فذ ّ ُ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫فُر ل ِ َ‬ ‫خل َقَ ي َغْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ّ‬ ‫شٌر ِ‬ ‫م بَ َ‬ ‫ل أن ْت ُ ْ‬ ‫ِ ُ ِ ْ َ‬
‫َ‬
‫صففيُر = ‪{ 18‬‬ ‫م ِ‬ ‫مففا وَإ ِل َي ْفهِ ال ْ َ‬ ‫مففا ب َي ْن َهُ َ‬ ‫ض وَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ت َوالْر‬ ‫وا ِ‬ ‫م َ‬ ‫سف َ‬ ‫ك ال ّ‬ ‫مل ْف ُ‬ ‫وَل ِل ّفهِ ُ‬
‫َ‬
‫صففاَرى‬ ‫ن هُففودا ً أوْ ن َ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة إ ِل ّ َ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫خ َ‬ ‫ن ي َد ْ ُ‬ ‫]المائدة‪ [18 :‬وقالوا‪} :‬ل َ ْ‬
‫ن ُ‬ ‫ت ِل ْ َ َ‬
‫ن = ‪] { 111‬سففورة‬ ‫صاد ِِقي َ‬ ‫م َ‬ ‫كنت ُ ْ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫هان َك ُ ْ‬ ‫هاُتوا ب ُْر َ‬ ‫ل َ‬ ‫م قُ ْ‬ ‫مان ِي ّهُ ْ‬ ‫كأ َ‬
‫البقرة ‪(2) [2/111‬‬
‫‪ - 7699-214‬وحدثنا القاسم قال‪ :‬ثنا الحسففين قففال‪ :‬ثنففا أبفو تميلففة‬
‫عن عبيد بن سليمان عن الضحاك قال‪ :‬قالت يهود‪ :‬ليست لنا ذنوب‬
‫إل كذنوب أولدنا يوم يولدون فإن كففانت لهففم ذنففوب فففإن لنففا ذنوبففا‬
‫ن ع َل َففى‬ ‫فت َفُرو َ‬ ‫ف يَ ْ‬ ‫فإنما نحن مثلهم قال الله تعالى ذكره‪} :‬انظ ُفْر ك َي ْف َ‬
‫مِبينا ً = ‪] { 50‬سورة النساء ‪(3) [4/150‬‬ ‫فى ب ِهِ إ ِْثما ً ُ‬ ‫ب وَك َ َ‬ ‫الل ّهِ ال ْك َذ ِ َ‬
‫‪ - 7700-215‬حدثني يونس قال‪ :‬أخبرنا ابففن وهففب قففال‪ :‬قففال ابففن‬
‫ن‬ ‫مف ْ‬ ‫ه ي َُزك ّففي َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫م بَ ْ‬ ‫سهُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ن َأن ُ‬ ‫كو َ‬ ‫ن ي َُز ّ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ت ََر إ َِلى ال ّ ِ‬
‫َ‬
‫زيد في قوله‪} :‬أل َ ْ‬
‫ل‬ ‫خ َ‬ ‫ن ي َفد ْ ُ‬ ‫ن فَِتيل ً = ‪ { 49‬قال‪ :‬قال أهل الكتاب‪} .‬ل َ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫شاُء َول ي ُظ ْل َ ُ‬ ‫يَ َ‬
‫َ‬ ‫صاَرى ت ِل ْ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫م إِ ْ‬ ‫ل هَففاُتوا ب ُْرهَففان َك ُ ْ‬ ‫م قُ ْ‬ ‫مان ِي ّهُ ْ‬ ‫كأ َ‬ ‫هودا ً أوْ ن َ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة إ ِل ّ َ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن أ َب َْناُء‬ ‫ح ُ‬ ‫ن = ‪] { 111‬سورة البقرة ‪ [2/111‬وقالوا‪} :‬ن َ ْ‬ ‫صاد ِِقي َ‬ ‫م َ‬ ‫كنت ُ ْ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ق ي َغْفِ فُر‬ ‫خل َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫مف ْ‬ ‫م ّ‬ ‫شٌر ِ‬ ‫م بَ َ‬ ‫ل أن ْت ُ ْ‬ ‫م بَ ْ‬ ‫م ب ِذ ُُنوب ِك ُ ْ‬ ‫م ي ُعَذ ّب ُك ُ ْ‬ ‫ل فَل ِ َ‬ ‫حّباؤ ُه ُ قُ ْ‬ ‫الل ّهِ وَأ ِ‬
‫َ‬ ‫مل ْ ُ‬
‫مففا‬ ‫ما ب َي ْن َهُ َ‬ ‫ض وَ َ‬ ‫ت َوالْر ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫م َ‬ ‫س َ‬ ‫ك ال ّ‬ ‫شاُء وَل ِل ّهِ ُ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب َ‬ ‫شاُء وَي ُعَذ ّ ُ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫لِ َ‬
‫صيُر = ‪] { 18‬سورة المففائدة ‪ [5/18‬وقففالوا‪ :‬نحففن علففى‬ ‫م ِ‬ ‫ْ‬
‫وَإ ِلي ْهِ ال َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ن ي َُزك ّففو َ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ت َفَر إ ِل َففى ال ّف ِ‬ ‫الذي يحب الله‪ .‬فقال تبففارك وتعففالى‪} :‬أل َف ْ‬
‫ن فَِتيل ً = ‪ { 49‬حيففن‬ ‫مففو َ‬ ‫شففاُء َول ي ُظ ْل َ ُ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫مف ْ‬ ‫ه ي َُزك ّففي َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫م بَ ْ‬ ‫سه ُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫َأن ُ‬

‫حسنه في التفسير الصحيح )‪(1/223‬‬


‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪( 126 / 5‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 126 / 5‬تفسففير عبففد الففرزاق ) ‪- ( 164 / 1‬‬
‫تفسير ابن أبي حاتم ) ‪ - ( 972 / 3‬تفسير الدر المنثور ) ‪- ( 560 / 2‬‬
‫صححه في التفسير الصحيح )‪(2/60‬‬
‫تفسير ابن كثير ) ‪( 512 / 1‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 126 / 5‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 562 / 2‬‬

‫‪202‬‬
‫زعموا أنهم يدخلون الجنة وأنهم أبناء الله وأحباؤه وأهل طاعته‪(1) .‬‬
‫‪ - 7701-216‬حدثنا محمد بن الحسين قففال‪ :‬ثنففا أحمففد بففن مفضففل‬
‫ل‬ ‫م ب َف ْ‬
‫س فه ُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ن َأن ُ‬ ‫كو َ‬ ‫ن ي َُز ّ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ت ََر إ َِلى ال ّ ِ‬
‫َ‬
‫قال‪ :‬ثنا أسباط عن السدي‪} :‬أل َ ْ‬
‫ن فَِتيل ً{ نفزلت في اليهود قففالوا‪ :‬إنففا‬ ‫مو َ‬ ‫شاُء َول ي ُظ ْل َ ُ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫كي َ‬ ‫ه ي َُز ّ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫نعلم أبناءنا التوراة صغارا فل تكون لهففم ذنففوب وذنوبنففا مثففل ذنففوب‬
‫أبنائنا ما عملنا بالنهار كفر عنا بالليل‪(2) .‬‬
‫‪ - 7702-217‬حدثني محمد بن عمرو قال‪ :‬ثنا أبو عاصم عن عيسى‬
‫ه‬‫ل الل ّف ُ‬‫م ب َف ْ‬ ‫س فه ُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ن َأن ُ‬ ‫عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله‪} :‬ي َُزك ّففو َ‬
‫ن فَِتيل ً = ‪ { 49‬قال‪ :‬يهود كانوا يقدمون‬ ‫مو َ‬ ‫شاُء َول ي ُظ ْل َ ُ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫كي َ‬ ‫ي َُز ّ‬
‫صبيانهم في الصلة فيؤمففونهم يزعمففون أنهففم ل ذنففوب لهففم‪ .‬فتلففك‬
‫التزكية‪(3).‬‬
‫‪ - 7703-218‬حدثنا ابن وكيع قال‪ :‬ثنا أبي عن سفففيان عففن حصففين‬
‫ل الّلفف ُ‬
‫ه‬ ‫م بَ ْ‬ ‫سه ُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ن َأن ُ‬‫كو َ‬ ‫ن ي َُز ّ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ت ََر إ َِلى ال ّ ِ‬
‫َ‬
‫عن أبي مالك في قوله‪} :‬أل َ ْ‬
‫ن فَِتيل ً = ‪ { 49‬قال‪ :‬نففزلت فففي اليهففود‬ ‫مو َ‬‫شاُء َول ي ُظ ْل َ ُ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫كي َ‬ ‫ي َُز ّ‬
‫كانوا يقدمون صبيانهم يقولون‪ :‬ليست لهم ذنوب‪(4) .‬‬
‫‪ - 7704-219‬حدثنا ابففن وكيففع قففال‪ :‬ثنففا أبففي عففن أبففي مكيففن عففن‬
‫ه ي َُزك ّففي‬ ‫ل الل ّف ُ‬ ‫م بَ ْ‬ ‫سه ُ ْ‬‫ف َ‬ ‫ن َأن ُ‬ ‫كو َ‬ ‫ن ي َُز ّ‬ ‫ذي َ‬‫م ت ََر إ َِلى ال ّ ِ‬
‫َ‬
‫عكرمة في قوله‪} :‬أل َ ْ‬
‫ن فَِتيل ً = ‪ { 49‬قال‪ :‬كان أهل الكتاب يقدمون‬ ‫مو َ‬ ‫شاُء َول ي ُظ ْل َ ُ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫الغلمان الذين لم يبلغوا الحنث يصلون بهم يقولون ليس لهم ذنففوب‬
‫ن‬ ‫مف ْ‬‫ه ي َُزك ّففي َ‬ ‫ل الل ّف ُ‬ ‫م ب َف ْ‬ ‫سه ُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ن َأن ُ‬ ‫كو َ‬ ‫ن ي َُز ّ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ت ََر إ َِلى ال ّ ِ‬
‫َ‬
‫فأنفزل الله‪} :‬أل َ ْ‬
‫ن فَِتيل ً = ‪ ...{ 49‬الية‪(5) .‬‬ ‫مو َ‬ ‫شاُء َول ي ُظ ْل َ ُ‬ ‫يَ َ‬
‫‪ - 7705-220‬حدثني محمدبن سعد قال‪ :‬ثنففي أبففي قففال قففال‪ :‬ثنففي‬
‫عمي قال‪ :‬ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قففوله‪:‬‬
‫شفاُء َول‬ ‫ن يَ َ‬ ‫مف ْ‬ ‫ه ي َُزك ّففي َ‬ ‫ل الّلف ُ‬ ‫م َبف ْ‬ ‫سفهُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ن َأن ُ‬ ‫كفو َ‬ ‫ن ي َُز ّ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ت ََر إ ِل َففى ال ّف ِ‬ ‫}أل َ ْ‬
‫َ‬
‫ن فَِتيل ً = ‪ { 49‬وذلك أن اليهود قففالوا‪ :‬إن أبناءنففا قففد توفففوا‬ ‫مو َ‬ ‫ي ُظ ْل َ ُ‬
‫وهم لنا قربة عنففد اللففه وسيشفففعون ويزكوننففا‪ .‬فقففال اللففه لمحمففد‪:‬‬
‫شفاُء َول‬ ‫ن يَ َ‬ ‫مف ْ‬ ‫ه ي َُزك ّففي َ‬ ‫ل الّلف ُ‬ ‫م َبف ْ‬ ‫سفهُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ن َأن ُ‬ ‫كفو َ‬ ‫ن ي َُز ّ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ت ََر إ ِل َففى ال ّف ِ‬ ‫}أل َ ْ‬
‫َ‬
‫ن فَِتيل ً = ‪(6) { 49‬‬ ‫مو َ‬ ‫ن فَِتيل ً = ‪ ...{ 49‬إلى }َول ي ُظ ْل َ ُ‬ ‫مو َ‬ ‫ي ُظ ْل َ ُ‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪( 127 / 5‬‬


‫حسنه‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 127 / 5‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 561 / 2‬‬
‫في التفسير الصحيح )‪(2/281‬‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪ - ( 127 / 5‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 972 / 3‬‬ ‫‪3‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 560 / 2‬تفسير ابن كثير ) ‪( 512 / 1‬‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪ - ( 127 / 5‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 560 / 2‬‬ ‫‪4‬‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪ - ( 127 / 5‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 560 / 2‬‬ ‫‪5‬‬
‫إسناده‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪ - ( 127 / 5‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 560 / 2‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪203‬‬
‫ه‬‫ب ل َف ُ‬ ‫جي َ‬ ‫س فت ُ ِ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫ن ب َعْد ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِفي الل ّهِ ِ‬ ‫جو َ‬ ‫حا ّ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫قولفه تعالى‪َ} :‬وال ّ ِ‬
‫ديد ٌ =‬ ‫شفف ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫عفف َ‬ ‫م َ‬ ‫ب وَل َهُ ْ‬ ‫ض ٌ‬ ‫م غَ َ‬ ‫م وَع َل َي ْهِ ْ‬ ‫عن ْد َ َرب ّهِ ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫ض ٌ‬‫ح َ‬ ‫دا ِ‬ ‫م َ‬ ‫جت ُهُ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫ُ‬
‫‪{ 16‬‬
‫‪ -23675-221‬حدثنا ابن عبد العلى قال‪ :‬ثنا ابن ثور عن معمر عن‬
‫م‬‫جت ُُهف ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه ُ‬ ‫ب َلف ُ‬ ‫جي َ‬ ‫سفت ُ ِ‬ ‫مفا ا ْ‬ ‫ن ب َْعفد ِ َ‬ ‫مف ْ‬ ‫ن ِففي الّلفهِ ِ‬ ‫جو َ‬ ‫حا ّ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫قتادة }َوال ّ ِ‬
‫ديد ٌ = ‪ { 16‬قففال‪:‬‬ ‫شف ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫م ع َف َ‬ ‫ب وَل َهُ ْ‬ ‫ض ٌ‬ ‫م غَ َ‬ ‫م وَع َل َي ْهِ ْ‬ ‫عن ْد َ َرب ّهِ ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫ض ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫دا ِ‬ ‫َ‬
‫هم اليهود والنصارى قالوا‪ :‬كتابنا قبل كتابكم ونبينا قبل نبيكم ونحففن‬
‫خير منكم‪(1) .‬‬
‫ْ‬
‫ن‬ ‫ذو َ‬ ‫خف ُ‬ ‫ب ي َأ ُ‬ ‫ف وَرِث ُففوا ال ْك ِت َففا َ‬ ‫خل ْف ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ن ب َعْ فد ِه ِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫خل َ َ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬فَ َ‬
‫ْ‬ ‫ذا ال َد َْنى وَي َ ُ‬
‫ه‬ ‫مث ْل ُف ُ‬ ‫ض ِ‬ ‫م ع َ فَر ٌ‬ ‫ن ي َفأت ِهِ ْ‬ ‫فُر ل َن َففا وَإ ِ ْ‬ ‫س في ُغْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫ض هَ َ‬ ‫ع ََر َ‬
‫قوُلوا ع ََلى الل ّهِ إ ِل ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن ل يَ ُ‬ ‫بأ ْ‬ ‫ميَثاقُ ال ْك َِتا ِ‬ ‫م ِ‬ ‫خذ ْ ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫م ي ُؤ ْ َ‬ ‫ذوه ُ أل َ ْ‬ ‫خ ُ‬ ‫ي َأ ُ‬
‫ن أ ََفل‬ ‫قففو َ‬ ‫ن ي َت ّ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫خي ْفٌر ل ِل ّف ِ‬ ‫خ فَرة ُ َ‬ ‫داُر ال ِ‬ ‫مففا ِفيفهِ َوالف ّ‬ ‫سففوا َ‬ ‫ح فقّ وَد ََر ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن = ‪] { 169‬سورة العراف ‪[7/169‬‬ ‫قُلو َ‬ ‫ت َعْ ِ‬
‫‪ - 11897-222‬حدثنا أحمد بن المقدام قال‪ :‬ثنففا فضففيل بففن عيففاض‬
‫ذا‬‫ض ه َف َ‬ ‫خف ُ‬ ‫ْ‬
‫ن ع َفَر َ‬ ‫ذو َ‬
‫ْ‬
‫عن منصور عن سففعيد بففن جففبير فففي قولفففه‪} :‬ي َأ ُ‬
‫ْ‬
‫ذوهُ{ قففال‪:‬‬ ‫خف ُ‬ ‫ه ي َأ ُ‬ ‫مث ْل ُف ُ‬ ‫ض ِ‬ ‫م ع َفَر ٌ‬ ‫ن ي َفأت ِهِ ْ‬ ‫فُر ل َن َففا وَإ ِ ْ‬ ‫سي ُغْ َ‬‫ن َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫ال َد َْنى وَي َ ُ‬
‫يعملون الذنب ثم يستغفرون الله فإن عرض ذلك الذنب أخذوه‪(2) .‬‬
‫‪ - 11902-223‬حففدثني محمففد بففن الحسففين قففال‪ :‬ثنففا أحمففد بففن‬
‫م‬
‫ن ب َعْفد ِه ِ ْ‬ ‫مف ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫خل َف َ‬ ‫المفضل قال‪ :‬ثنا أسففباط عففن السففدي قففوله‪} :‬فَ َ‬
‫ه{ قففال‪ :‬كففانت بنففو إسففرائيل ل‬ ‫ما ِفي ف ِ‬ ‫سوا َ‬ ‫ف{‪ ..‬إلى قوله‪} :‬وَد ََر ُ‬ ‫خل ْ ٌ‬ ‫َ‬
‫يستقضون قاضيا إل ارتشى في الحكم‪ .‬وإن خيارهم اجتمعففوا فأخففذ‬
‫بعضهم علففى بعففض العهففود أن ل يفعلففوا ول يرتشففوا فجعففل الرجففل‬
‫منهم إذا استقضي ارتشى فيقال له‪ :‬ما شأنك ترتشي فففي الحكففم؟‬
‫فيقول‪ :‬سيغفر لي ! فيطعن عليه البقية الخرون من بنففي إسففرائيل‬
‫فيما صنع‪ .‬فإذا مات أو نفزع وجعففل مكففانه رجففل ممففن كففان يطعففن‬
‫عليه فيرتشي يقول‪ :‬وإن يأت الخريففن عففرض الففدنيا يأخففذوه‪ .‬وأمففا‬
‫عرض الدنى فعرض الدنيا من المال)‪.(3‬‬

‫ضعيف‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 19 / 25‬تفسففير عبففد الففرزاق ) ‪- ( 191 / 3‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 342 / 7‬تفسير القرطبي ) ‪( 14 / 16‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 105 / 9‬تفسير ابن كثير ) ‪( 261 / 2‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪ ( 106 / 9‬تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 594 / 3‬تفسير‬
‫حسنه في التفسير الصحيح )‪(2/281‬‬
‫ابن كثير ) ‪( 261 / 2‬‬

‫‪204‬‬
‫الدراسففففة‪:‬‬
‫لم يكتفي اليهود بمبارزة الله بالمعصية والكفر بل ذهب‬
‫صلفهم وغرورهم إلى تزكيتهم لنفسهم‪ ،‬وذلك كما فسففره‬
‫السلف لنا بعدة أمور منها‪:‬‬
‫‪ -1‬قالوا‪ :‬نحن أبناء الله وأحباؤه‪.‬‬
‫‪ -2‬وقالوا‪ :‬لن يدخل الجنة ال من كان هودا أونصارى‪.‬‬
‫‪ -3‬وقالوا‪ :‬لن تمسنا النار ال أياما ً معدودة‪.‬‬
‫‪ -4‬وقففالوا‪ :‬إن الهففدى مقصففور عليهففم وحففدهم‪ ،‬وليففس‬
‫لغيرهم ال اتباعهم‪ ،‬حففتى ولوكففان رسففول اللففه صففلى اللففه‬
‫عليه وسلم ‪.‬‬
‫‪ -5‬وقالوا ‪ :‬إن ابناءنا ل ذنوب لهم فنقدمهم في الصففلة‬
‫وسيشفعوا لنا‪.‬‬
‫وأظهر هذه المعاني فى معنى تزكيتهم أنفسهم أنهففم ل‬
‫ذنوب لهم‪ ،‬وهففم أبنففاء اللففه وأحبففاؤه‪ ،‬وقففد رد اللففه عليهففم‬
‫قولهم ذلك بعد سياق كل تزكية قالوهففا‪ ,‬فكففان ذلففك كافيفا ً‬
‫في الرد عليهم وتقريعهم من الله عز وجل ‪:‬‬
‫شففاء{‬ ‫مففن ي َ َ‬ ‫ه ي َُزك ّففي َ‬ ‫ل الل ّف ُ‬
‫فقال لمن زكى نفسه منهم‪} :‬ب َ ِ‬
‫]سورة النساء ‪[4/49‬‬
‫م‬‫م ِبففذ ُُنوب ِك ُ ْ‬
‫م ي ُعَذ ّب ُك ُ ْ‬
‫ل فَل ِ َ‬ ‫وقال لمن قال‪ :‬نحن أبناء الله ‪}:‬قُ ْ‬
‫ب ْ َ‬
‫شففاُء وَل ِل ّف ِ‬
‫ه‬ ‫ن يَ َ‬
‫مف ْ‬‫ب َ‬ ‫شففاُء وَي ُعَفذ ّ ُ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫فُر ل ِ َ‬‫خل َقَ ي َغْ ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬‫م ّ‬
‫شٌر ِ‬ ‫م بَ َ‬
‫ل أن ْت ُ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫صففيُر = ‪{ 18‬‬ ‫م ِ‬‫مففا وَإ ِل َْيففهِ ال ْ َ‬
‫مففا ب َي ْن َهُ َ‬ ‫ض وَ َ‬ ‫ت َوالْر ِ‬ ‫وا ِ‬‫م َ‬
‫سفف َ‬‫ك ال ّ‬ ‫مْلفف ُ‬‫ُ‬
‫]سورة المائدة ‪[5/18‬‬
‫وقال لمن ادعى أنه لن يدخل الجنة معهم أحففد‪}:‬وََقففاُلوا‬
‫هودا ً أ َو نصارى ت ِل ْ َ َ‬
‫هففاُتوا‬ ‫م قُ ْ‬
‫ل َ‬ ‫مان ِي ّهُ ْ‬‫كأ َ‬ ‫ْ َ َ َ‬ ‫ن ُ‬‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ة إ ِل ّ َ‬
‫م ْ‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫جن ّ َ‬ ‫خ َ‬ ‫ن ي َد ْ ُ‬ ‫لَ ْ‬
‫ن = ‪] { 111‬سورة البقرة ‪[2/111‬‬ ‫صاد ِِقي َ‬ ‫م َ‬ ‫كنت ُ ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫هان َك ُ ْ‬ ‫ب ُْر َ‬
‫ل‬‫وقال لمن قال إنه لن يدخل النار ال أيامففا يسففيره‪}:‬قُ ف ْ‬
‫َ‬ ‫َأات ّ َ‬
‫ن ع ََلى الّلفف ِ‬
‫ه‬ ‫قوُلو َ‬ ‫م تَ ُ‬ ‫ف الل ّ ُ‬
‫ه ع َهْد َه ُ أ ْ‬ ‫خل ِ َ‬
‫ن يُ ْ‬‫عن ْد َ الل ّهِ ع َْهدا ً فَل َ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫خذ ْت ُ ْ‬
‫ن = ‪] { 80‬سورة البقرة ‪[2/80‬‬ ‫مو َ‬ ‫ما ل ت َعْل َ ُ‬ ‫َ‬
‫وساق ابن أبي حاتم بسنده الى ابن عباس ف رضففي اللففه‬
‫عنهما في الرد على من قال أن أبناءه سيشفعون له قففال‬
‫ابففن عبففاس رضففي اللففه عنهمففا ‪)) :‬كففان اليهففود يقففدمون‬

‫‪205‬‬
‫صبيانهم يصلون بهففم ويقربففون قربففانهم ويزعمففون أنهففم ل‬
‫خطايا لهم ول ذنوب وكذبوا قال الله‪ :‬إني ل أطهر ذا ذنففب‬
‫َ‬
‫ن‬‫ن ي َُزك ّففو َ‬ ‫م ت َفَر إ ِل َففى اّلفف ِ‬
‫ذي َ‬ ‫بففآخر ل ذنففب لففه وأنفففزل اللففه }أل َف ْ‬
‫م{ ]سورة النساء ‪(1) ((.[4/49‬‬ ‫س هُ ْ‬ ‫َأن ُ‬
‫ف َ‬
‫وقففد أثففرت هففذه العقيففدة عففن اليهففود أعنففي تزكيتهففم‬
‫أنفسهم‪ ،‬وأنهم فففوق البشففر‪ ،‬حففتى ترسففخت فففي أجيففالهم‬
‫خاصة إذا جمع معهففا تفضففيل اللففه لسففلفهم علففى عففالمي‬
‫زمانهم‪ ،‬فنتج عن هذا مقولة )شعب الله المختار( )‪ (2‬وهففي‬
‫الففتي شففجعتهم عففبر العصففور‪ ،‬خاصففة المتففأخر منهففا علففى‬
‫العدوان‪ ،‬واستغلل الغير‪ ،‬والستهانة في المعاصي‪ ،‬اتكفففال ً‬
‫على هذا التفضيل‪ ،‬ولمز كل من يتعرض لهم من قريففب أو‬
‫بعيد وما تهمة )معادة السامية( المعاصرة عنا ببعيد‪.‬‬
‫وتوراتهم المعاصرة هي معتمففدهم فففي ذلفك فقففد جففاء‬
‫دس للففرب إلهففك‪.‬‬ ‫في سفر التثنية )‪" (14/2‬لنك شعب مق ّ‬
‫وقد اختارك الرب لكي تكون لففه شففعبا ً خاص فا ً فففوق جميففع‬
‫الشعوب الذين على وجه الرض"‪ .‬والفكففرة نفسففها تتففواتر‬
‫في سفر اللويين )‪،20/24‬ف ‪" :(26‬أنففا الففرب إلهكففم الففذي‬

‫‪ () 1‬تفسير ابن أبي حاتم ‪ 972 /3‬وتفسير ابن كثير ج‪ 1:‬ص‪512:‬‬


‫‪ () 2‬تقدم فففي فصففل ‪-‬تفضففيلهم علففى العففالمين ‪ -‬مناقشففة بعففض جففوانب‬
‫تزكيتهم لنفسهم وينطلق اليهود المعاصرون في تعاملهم مع المففم مففن‬
‫منطلق أنهم )الشعب المختار ( فماذا يعني هذا المصطلح؟‬
‫يجيففب الففدكتور عبففدالوهاب المسففيري المسففيري فففي موسففوعة اليهففود‬
‫"‬
‫واليهودية بقوله‪ :‬مصطلح »الشففعب المختففار« ترجمففة للعبففارة العبريففة‬
‫»هاعم هنفحففار«‪ ،‬ويوجففد معنففى الختيففار فففي عبففارة أخففرى مثففل‪» :‬أت ّففا‬
‫بحرتففانو«‪ ،‬والففتي تعنففي »اخترتنففا أنففت«‪ ،‬و »عففم سففيجوله«‪ ،‬أو »عففم‬
‫نيحله« أي »شعب الرث« أي »الشففعب الكنففز«‪ .‬وإيمففان بعففض اليهففود‬
‫بأنهم شعب مختار مقولة أساسية فففي النسففق الففديني اليهففودي‪ ،‬وتعففبير‬
‫آخففر عففن الطبقففة الحلوليففة الففتي تشففكلت داخففل الففتركيب الجيولففوجي‬
‫ون مففن اللففه والرض‬ ‫مك ف ّ‬
‫اليهففودي وتراكمففت فيففه‪ .‬والثففالوث الحلففولي ُ‬
‫ً‬
‫دسففة ومركففزا للكففون‪،‬‬ ‫والشعب‪ ،‬فيحل الله في الرض‪ ،‬لتصبح أرضا ً مق ّ‬
‫دسفا ً وأزليفا ً )وهففذه بعففض‬ ‫ويحل في الشففعب ليصففبح شففعبا ً مختففارًا‪ ،‬ومق ّ‬
‫سففمات اللففه(‪ .‬ولهففذا السففبب‪ُ ،‬يشففار إلففى الشففعب اليهففودي بففأنه »عففم‬
‫دس« و»عم عولم« أي »الشعب الزلففي«‪،‬‬ ‫قادوش«‪ ،‬أي »الشعب المق ّ‬
‫و»عم نيتسح«‪ ،‬أي »الشعب البدي"‬

‫‪206‬‬
‫مّيزكم من الشعوب‪ ...‬وتكونون لي قديسين لنففي قففدوس‬
‫أنا الرب‪ .‬وقد مّيزتكفم من الشعفوب لتكونوا لي"‪.‬‬
‫وفكرة الستعلء والعنصففرية اليهوديففة مففن أسففوء أنففواع‬
‫العنصرية في العالم )فهي تتسم بسمات تخالف بهففا جميففع‬
‫العنصففريات عنففد المففم كففتزييف التاريففخ ومصففادرة الفكففر‬
‫‪-‬اللسامية‪ -‬واستغلل الدين‪(1)(.‬‬

‫‪ () 1‬العنصرية اليهودية ‪ 4/450‬وللتوسع في العنصففرية اليهوديففة ينظففر فففي‬


‫الدراسة المتميزة للففدكتور أحمففد الزغيففبي وفقففه اللففه بعنففوان العنصففرية‬
‫اليهودية وآثارها في المجتمع السلمي والموقف منها ‪-‬في أربعة مجلدات‬
‫شافية في جميع جوانب الموضففوع ودراسففة الففدكتور زيففاد عليففان بعنففوان‬
‫وعنه نقلت نصوص التوراة‪.‬‬
‫الخطاب اليهودي بين الماضي والحاضر‬

‫‪207‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬الثار الواردة في نقضهم العهود والمواثيق‬
‫الثار‪:‬‬
‫من فا ً قَِليل ً‬ ‫َ‬
‫م ثَ َ‬ ‫مففان ِهِ ْ‬ ‫ن ب ِعَهْد ِ الل ّفهِ وَأي ْ َ‬ ‫شت َُرو َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬إ ِ ّ‬
‫م‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫ه َول ي َن ْظ ُُر إ ِل َي ْهِ ْ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫م هُ ْ‬‫خَرةِ َول ي ُك َل ّ ُ‬ ‫ه ِفي ال ِ‬ ‫خلقَ ل َ ُْ‬ ‫كل َ‬ ‫أ ُوْل َئ ِ َ‬
‫َ‬
‫م = ‪] { 77‬سورة آل عمران‬ ‫ب أِلي ٌ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫م عَ َ‬ ‫م وَل َهُ ْ‬ ‫كيهِ ْ‬ ‫مةِ َول ي َُز ّ‬ ‫قَيا َ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫‪[3/77‬‬
‫‪ -5753-224‬حدثنا القاسم‪ ،‬قال‪ :‬ثنا الحسين‪ ،‬قال‪ :‬ثني حجاج‪ ،‬عففن‬
‫ن‬
‫ش فت َُرو َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ف ِ‬ ‫ابن جريج‪ ،‬عن عكرمة‪ ،‬قال‪ :‬نفزلت هذه الية‪} :‬إ ِ ّ‬
‫خ فَرةِ َول‬ ‫م فِففي ال ِ‬ ‫خلقَ ل َهُ ف ْ‬ ‫كل َ‬ ‫من فا ً قَِليل ً أ ُوْل َئ ِ َ‬ ‫م ثَ َ‬ ‫مففان ِهِ ْ‬
‫َ‬
‫ب ِعَهْ فد ِ الل ّفهِ وَأي ْ َ‬
‫َ‬
‫م‬‫ب أِليفف ٌ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫م عَ َ‬ ‫م وَل َهُ ْ‬ ‫كيهِ ْ‬ ‫مةِ َول ي َُز ّ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫ه َول ي َن ْظ ُُر إ ِل َي ْهِ ْ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫مهُ ْ‬ ‫ي ُك َل ّ ُ‬
‫= ‪ { 77‬في أبي رافع وكنانة بن أبففي الحقيففق وكعففب بففن الشففرف‬
‫وحيي بن أخطب‪(1) .‬‬
‫خذ َ الل ّفه ميث َففاقَ ال ّفذي ُ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬وَإ ِذ ْ أ َ َ‬
‫ه‬ ‫ب ل َت ُب َي ّن ُن ّف ُ‬ ‫ن أوت ُففوا ال ْك ِت َففا َ‬ ‫ِ َ‬ ‫ُ ِ‬
‫منففا ً قَِليل ً‬ ‫شت ََرْوا ب ِهِ ث َ َ‬ ‫م َوا ْ‬ ‫ذوه ُ وََراَء ظ ُُهورِه ِ ْ‬ ‫ه فَن َب َ ُ‬ ‫مون َ ُ‬ ‫س َول ت َك ْت ُ ُ‬ ‫ِللّنا ِ‬
‫ن = ‪] { 187‬سورة آل عمران ‪[3/187‬‬ ‫شت َُرو َ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫س َ‬ ‫فَب ِئ ْ َ‬
‫‪ -6630-225‬حدثنا أبو كريب‪ ،‬قففال‪ :‬ثنفا يفونس بفن بكيففر‪ ،‬قفال‪ :‬ثنفا‬
‫محمد بن إسحاق‪ ،‬قال‪ :‬ثني محمففد بففن أبففي محمففد مففولى زيففد بففن‬
‫ثابت‪ ،‬عن عكرمة أنه حدثه‪ ،‬عن ابن عباس رضي الله عنهمففا ‪} :‬وإذ‬
‫أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب ليبيننه للنففاس ول تكتمففونه{ إلففى‬
‫َ‬
‫ن = ‪ { 10‬يعني‪ :‬فنحاص وأشيع‬ ‫كاُنوا ي َك ْذ ُِبو َ‬ ‫ما َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫ب أِلي ٌ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫قوله‪} :‬ع َ َ‬
‫وأشباههما من الحبار‪(2) .‬‬
‫‪ - 6631-226‬حدثني محمفد بفن سفعد‪ ،‬قففال‪ :‬ثنفي أبففي‪ ،‬قفال‪ :‬ثنففي‬
‫عمي‪ ،‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ،‬عن أبيففه‪ ،‬عففن ابففن عبففاس رضففي اللففه عنهمففا‬
‫خذ َ الل ّفه ميث َففاقَ ال ّفذي ُ‬ ‫قوله‪} :‬وَإ ِذ ْ أ َ َ‬
‫س َول‬ ‫ه ِللن ّففا ِ‬ ‫ب ل َت ُب َي ّن ُن ّف ُ‬ ‫ن أوت ُففوا ال ْك ِت َففا َ‬ ‫ِ َ‬ ‫ُ ِ‬
‫م{ كان أمرهففم أن يتبعففوا النففبي المففي‬ ‫ذوه ُ وََراَء ظ ُُهورِه ِ ْ‬ ‫ه فَن َب َ ُ‬ ‫مون َ ُ‬ ‫ت َك ْت ُ ُ‬
‫ن = ‪{ 158‬‬ ‫دو َ‬ ‫م ت َهْت َف ُ‬ ‫الذي يؤمن بالله وكلماته‪ ،‬وقال‪} :‬ات ّب ُِعوه ُ ل َعَل ّك ُف ْ‬
‫]سورة العراف ‪ [7/158‬فلمففا بعففث اللففه محمففدا صففلى اللففه عليففه‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن = ‪{ 40‬‬ ‫م وَإ ِي ّففايَ فَففاْرهَُبو ِ‬ ‫ف ب ِعَهْفد ِك ُ ْ‬ ‫دي أو ِ‬ ‫وسلم قال‪} :‬أوُْفوا ب ِعَهْ ِ‬
‫]سورة البقرة ‪ [2/40‬عاهدهم على ذلك‪ ،‬فقال حيففن بعففث محمففدًا‪:‬‬
‫صدقوه‪ ،‬وتلقون الذي أحببتم عندي‪(3) .‬‬
‫‪ - 6639-227‬حدثنا أبو كريب‪ ،‬قال‪ :‬ثنففا ابففن إدريففس‪ ،‬قففال‪ :‬أخبرنففا‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪( 321 / 3‬‬
‫‪ () 2‬تفسففير الطففبري ) ‪ - ( 202 / 4‬تفسففير الففدر المنثففور ) ‪( 401 / 2‬‬
‫وحسنه في التفسير الصحيح )‪(1/489‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 202 / 4‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 835 / 3‬‬
‫إسناده ضعيف‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪( 402 / 2‬‬

‫‪208‬‬
‫ذوه ُ وََراءَ‬ ‫يحيففى بففن أيففوب البجلففي‪ ،‬عففن الشففعبي فففي قولفففه‪} :‬فَن َب َف ُ‬
‫ن = ‪ { 187‬قففال‪:‬‬ ‫شفت َُرو َ‬ ‫مففا ي َ ْ‬ ‫س َ‬ ‫منا ً قَِليل ً فَب ِئ ْ َ‬ ‫شت ََرْوا ب ِهِ ث َ َ‬ ‫م َوا ْ‬ ‫ظ ُُهورِه ِ ْ‬
‫إنهم قد كانوا يقرؤونه إنما نبذوا العمل به‪(1) .‬‬
‫‪-6640-228‬حدثنا القاسم‪ ،‬قال‪ :‬ثنا الحسين‪ ،‬قال‪ :‬ثني حجففاج‪ ،‬عففن‬
‫مففا‬ ‫س َ‬ ‫منفا ً قَِليل ً فَب ِئ ْ َ‬ ‫شفت ََرْوا ب ِفهِ ث َ َ‬ ‫م َوا ْ‬ ‫ذوه ُ وََراَء ظ ُُهورِه ِ ْ‬ ‫ابن جريج‪} :‬فَن َب َ ُ‬
‫ن = ‪ { 187‬قال‪ :‬نبذوا الميثاق‪(2) .‬‬ ‫شت َُرو َ‬ ‫يَ ْ‬
‫‪ -6641-229‬حدثنا محمد بن الحسين‪ ،‬قال‪ :‬ثنففا أحمففد بففن مفضففل‪،‬‬
‫مففا‬ ‫س َ‬ ‫من فا ً قَِليل ً فَب ِئ ْ َ‬ ‫ش فت ََرْوا ب ِفهِ ث َ َ‬ ‫قال‪ :‬ثنففا أسففباط‪ ،‬عففن السففدي‪َ} :‬وا ْ‬
‫ن = ‪ { 187‬أخذوا طمعًا‪ ،‬وكتموا اسم محمد صلى الله عليه‬ ‫شت َُرو َ‬ ‫يَ ْ‬
‫وسلم ‪(3) .‬‬
‫ما‬
‫ذوا َ‬ ‫خ ُ‬ ‫طوَر ُ‬ ‫م ال ّ‬ ‫م وََرفَعَْنا فَوْقَك ُ ْ‬ ‫ميَثاقَك ُ ْ‬ ‫خذ َْنا ِ‬‫قولفه تعالى‪} :‬وَإ ِذ ْ أ َ َ‬
‫ن = ‪] { 63‬سففورة‬ ‫قففو َ‬ ‫مففا ِفي فهِ ل َعَل ّك ُف ْ‬
‫م ت َت ّ ُ‬ ‫قوّةٍ َواذ ْك ُُروا َ‬ ‫م بِ ُ‬ ‫آت َي َْناك ُ ْ‬
‫البقرة ‪[2/63‬‬
‫‪ - 930-230‬حدثني به يونس بن عبد العلى‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهففب‬
‫قال‪ :‬قال ابن زيففد‪ :‬لمففا رجففع موسففى عليففه السففلم مففن عنففد ربففه‬
‫باللواح قال لقومه بني إسرائيل‪ :‬إن هفذه اللفواح فيهفا كتفاب اللفه‪،‬‬
‫وأمره الذي أمركم به‪ ،‬ونهيه الذي نهاكم عنففه‪ ،‬فقففالوا‪ :‬ومففن يأخففذه‬
‫بقولك أنت؟ ل والله حففتى نففرى اللففه جهففرة حففتى يطلففع اللففه علينففا‬
‫فيقول‪ :‬هذا كتابي فخذوه! فما له ل يكلمنا كما كلمك أنت يا موسى‬
‫فيقول‪ :‬هذا كتابي فخذوه؟ قال‪ :‬فجففاءت غضففبة مففن اللففه فجففاءتهم‬
‫صاعقة فصعقتهم‪ ،‬فماتوا أجمعون‪ .‬قال‪ :‬ثم أحياهم الله بعد مففوتهم‪،‬‬
‫فقففال لهففم موسففى‪ :‬خففذوا كتففاب اللففه! فقففالوا‪ :‬ل‪ ،‬قففال‪ :‬أي شففيء‬
‫أصابكم؟ قالوا‪ :‬متنا ثم حيينا‪ ،‬قال‪ :‬خذوا كتاب الله! قالوا‪ :‬ل‪ .‬فبعففث‬
‫ملئكته فنتقت الجبل فوقهم‪ ،‬فقيل لهم‪ :‬أتعرفون هذا؟ قففالوا‪ :‬نعففم‪،‬‬
‫هذا الطور‪ ،‬قال‪ :‬خذوا الكتففاب وإل طرحنففاه عليكففم! قففال‪ :‬فأخففذوه‬
‫ن‬‫دو َ‬ ‫ل ل ت َعْب ُف ُ‬ ‫سفَراِئي َ‬ ‫ميَثاقَ ب َن ِففي إ ِ ْ‬ ‫خذ َْنا ِ‬ ‫بالميثاق‪ .‬وقرأ قول الله‪} :‬وَإ ِذ ْ أ َ َ‬
‫ن وَُقول ُففوا‬ ‫كي ِ‬ ‫سففا ِ‬‫م َ‬ ‫مى َوال ْ َ‬ ‫قْرَبى َوال ْي ََتا َ‬ ‫سانا ً وَِذي ال ْ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫وال ِد َ َي ْ ِ‬‫ه وَِبال ْ َ‬ ‫إ ِل ّ الل ّ َ‬
‫م‬ ‫من ْك ُف ْ‬ ‫م إ ِل ّ قَِليل ً ِ‬ ‫م ت َفوَل ّي ْت ُ ْ‬ ‫صلة َ َوآت ُففوا الّزك َففاة َ ث ُف ّ‬ ‫موا ال ّ‬ ‫سنا ً وَأِقي ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ِلل َّنا ِ‬
‫ن =‬ ‫مُلو َ‬ ‫ما ت َعْ َ‬‫ل عَ ّ‬ ‫ه ب َِغافِ ٍ‬ ‫ما الل ّ ُ‬ ‫ن = ‪ { 83‬حتى بلغ‪} :‬وَ َ‬ ‫ضو َ‬ ‫معْرِ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫وَأن ْت ُ ْ‬
‫‪] { 74‬البقرة‪ [85-83 :‬قال‪ :‬ولو كانوا أخذوه أول مرة لخذوه بغير‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 204 / 4‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 837 / 3‬‬


‫و‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪ ( 403 / 2‬حسنه في التفسيرالصحيح )‪(1/491‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 204 / 4‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 403 / 2‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 253 / 1‬تفسير الففدر المنثففور ) ‪- ( 408 / 1‬‬
‫حسنه في التفسير الصحيح )‪(2/281‬‬
‫تفسير ابن كثير ) ‪( 84 / 1‬‬

‫‪209‬‬
‫ميثاق‪(1) .‬‬
‫َ‬
‫مففا‬‫م بِ َ‬ ‫حفد ُّثون َهُ ْ‬ ‫ض قَففاُلوا أت ُ َ‬ ‫م إ ِلى ب َعْف ٍ‬
‫ض هُ ْ َ‬ ‫خل ب َعْ ُ‬ ‫ذا َ‬ ‫قولفه تعالى‪} :‬وَإ ِ َ‬
‫َ‬
‫ن = ‪{ 76‬‬ ‫قل ُففو َ‬ ‫م أَفل ت َعْ ِ‬ ‫عن ْفد َ َرب ّك ُف ْ‬ ‫م ب ِهِ ِ‬ ‫جوك ُ ْ‬ ‫حا ّ‬ ‫م ل ِي ُ َ‬ ‫ه ع َل َي ْك ُ ْ‬ ‫ح الل ّ ُ‬ ‫فَ ت َ َ‬
‫]سورة البقرة ‪[2/76‬‬
‫‪-1108-231‬حدثنا ابففن حميففد‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا سففلمة‪ ،‬قففال‪ :‬حففدثني ابففن‬
‫إسحاق‪ ،‬قال‪ :‬حدثني محمد بن أبي محمففد‪ ،‬عففن سففعيد بففن جففبير أو‬
‫من ُففوا‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫قففوا ال ّف ِ‬ ‫ذا ل َ ُ‬‫عكرمة‪ ،‬عن ابن عباس رضي الله عنهمففا ‪} :‬وَإ ِ َ‬
‫ن‬ ‫حف ُ‬ ‫مففا ن َ ْ‬ ‫م إ ِن ّ َ‬ ‫معَك ُف ْ‬ ‫م قَففاُلوا إ ِن ّففا َ‬ ‫طين ِهِ ْ‬ ‫ش فَيا ِ‬ ‫وا إ ِل َففى َ‬ ‫خل َف ْ‬ ‫ذا َ‬ ‫من ّففا وَإ ِ َ‬ ‫قَففاُلوا آ َ‬
‫ن{ أي بصاحبكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ولكنه‬ ‫ست َهْزُِئو َ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫إليكم خاصة‪ ،‬وإذا خل بعضهم إلى بعض قالوا‪ :‬ل تحدثوا العرب بهففذا‬
‫ذا‬ ‫فإنكم قد كنتم تستفتحون به عليهم‪ ،‬فكان منهم‪ .‬فأنفزل الله‪} :‬وَإ ِ َ‬
‫ض َقففاُلوا‬ ‫م إ ِلففى ب َ َْعفف ٍ‬
‫ضففهُ ْ َ‬ ‫خل ب َعْ ُ‬ ‫ذا َ‬ ‫مّنففا وَإ ِ َ‬ ‫مُنففوا َقففاُلوا آ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫قففوا اّلفف ِ‬ ‫لَ ُ‬
‫َ‬
‫ن‬‫قُلفو َ‬ ‫م أَفل ت َعْ ِ‬ ‫كف ْ‬ ‫عْنفد َ َرب ّ ُ‬ ‫م ِبفهِ ِ‬ ‫جوك ُ ْ‬ ‫حا ّ‬ ‫م ل ِي ُ َ‬ ‫ه ع َل َي ْك ُ ْ‬ ‫ح الل ّ ُ‬ ‫ما فَت َ َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫حد ُّثون َهُ ْ‬ ‫أت ُ َ‬
‫= ‪ { 76‬أي تقرون بأنه نبي‪ ،‬وقففد علمتففم أنففه قففد أخففذ لففه الميثففاق‬
‫عليكم باتباعه‪ ،‬وهو يخبرهم أنه النبي صلى الله عليففه وسففلم الففذي‬
‫كنا ننتظر ونجده في كتابنا؟ اجحدوه ول تقروا لهففم بففه‪ .‬يقففول اللففه‪:‬‬
‫}أو ل يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون{‪(2) .‬‬
‫ل{ ]سففورة البقففرة‬ ‫س فَراِئي َ‬ ‫ميث َففاقَ ب َن ِففي إ ِ ْ‬ ‫خذ َْنا ِ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬وَإ ِذ ْ أ َ َ‬
‫‪[2/83‬‬
‫‪-1192-232‬حدثني به ابن حميد‪ ،‬قال‪ :‬ثنا سلمة‪ ،‬قفال‪ :‬حفدثني ابفن‬
‫إسحاق‪ ،‬قال‪ :‬حدثني محمد بن أبي محمففد‪ ،‬عففن سففعيد بففن جففبير أو‬
‫ميث َففاقَ ب َن ِففي‬ ‫خ فذ َْنا ِ‬ ‫عكرمة‪ ،‬عن ابن عباس رضي اللففه عنهمففا ‪} :‬وَإ ِذ ْ أ َ َ‬
‫مى‬ ‫قْرب َففى َوال ْي َت َففا َ‬ ‫سانا ً وَِذي ال ْ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ن إِ ْ‬‫وال ِد َي ْ َ ِ‬ ‫ه وَِبال ْ َ‬ ‫ن إ ِل ّ الل ّ َ‬ ‫دو َ‬ ‫ل ل ت َعْب ُ ُ‬ ‫سَراِئي َ‬ ‫إِ ْ‬
‫م‬ ‫صففلة َ َوآت ُففوا الّزك َففاة َ ث ُف ّ‬ ‫مففوا ال ّ‬ ‫سففنا ً وَأِقي ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫س ُ‬ ‫فا ِ‬ ‫ن وَُقوُلوا ِللن ّف‬ ‫ِ‬ ‫كي‬
‫سا ِ‬ ‫م َ‬ ‫َوال ْ َ‬
‫َ‬
‫ن إ ِل ّ‬ ‫دو َ‬ ‫ن{ أي ميثففاقكم }ل ت َعْب ُف ُ‬ ‫ضففو َ‬ ‫معْرِ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫م وَأن ْت ُف ْ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫م إ ِل ّ قَِليل ً ِ‬ ‫ت َوَل ّي ْت ُ ْ‬
‫ن وَُقول ُففوا‬ ‫كي ِ‬ ‫سففا ِ‬ ‫م َ‬ ‫مى َوال ْ َ‬ ‫قْرب َففى َوال ْي َت َففا َ‬ ‫سففانا ً وَِذي ال ْ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫وال ِفد َي ْ َِ‬ ‫ه وَِبال ْ َ‬ ‫الل ّ َ‬
‫م‬ ‫من ْك ُف ْ‬ ‫م إ ِل ّ قَِليل ً ِ‬ ‫م ت َفوَل ّي ْت ُ ْ‬ ‫صلة َ َوآت ُففوا الّزك َففاة َ ث ُف ّ‬ ‫موا ال ّ‬ ‫سنا ً وَأِقي ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ِلل َّنا ِ‬
‫ن{‪( ) .‬‬
‫‪3‬‬
‫ضو َ‬ ‫معْرِ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫وَأن ْت ُ ْ‬
‫‪-1193-233‬حدثني المثنى‪ ،‬قال‪ :‬ثنا آدم‪ ،‬قال‪ :‬ثنففا أبففو جعفففر‪ ،‬عففن‬
‫الربيع‪ ،‬عن أبي العالية‪ :‬أخذ مففواثيقهم أن يخلصففوا لففه وأن ل يعبففدوا‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 292 / 1‬تفسير ابن كثير ) ‪( 95 / 1‬‬


‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 370 / 1‬تفسير الففدر المنثففور ) ‪- ( 198 / 1‬‬
‫إسناده ضعيف‪.‬‬
‫تفسير ابن كثير ) ‪( 116 / 1‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 388 / 1‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 159 / 1‬‬
‫إسناده ضعيف‪.‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪( 209 / 1‬‬

‫‪210‬‬
‫غيره‪(1) .‬‬
‫‪- 1194-234‬حدثني المثنى‪ ،‬قال‪ :‬ثنا إسحاق‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا ابففن أبففي‬
‫ميث َففاقَ ب َن ِففي‬ ‫خ فذ َْنا ِ‬ ‫جعفففر‪ ،‬عففن أبيففه‪ ،‬عففن الففربيع فففي قولفففه‪} :‬وَإ ِذ ْ أ َ َ‬
‫ل{ قال‪ :‬أخذنا ميثاقهم أن يخلصوا لله ول يعبدوا غيره‪(2) .‬‬ ‫سَراِئي َ‬ ‫إِ ْ‬
‫‪ - 1195-235‬حدثنا القاسم‪ ،‬قال‪ :‬ثنا الحسين‪ ،‬قال‪ :‬حدثني حجففاج‪،‬‬
‫ن إ ِل ّ الل ّف َ‬
‫ه‬ ‫دو َ‬ ‫ل ل ت َعْب ُف ُ‬ ‫س فَراِئي َ‬ ‫ميث َففاقَ ب َن ِففي إ ِ ْ‬ ‫خ فذ َْنا ِ‬ ‫عن ابن جريج‪} :‬وَإ ِذ ْ أ َ َ‬
‫س‬‫نففا ِ‬ ‫ن وَُقوُلففوا ِلل ّ‬ ‫ِ‬ ‫كي‬
‫سا ِ‬ ‫م َ‬ ‫مى َوال ْ َ‬ ‫قْرَبى َوال ْي ََتا َ‬ ‫سانا ً وَِذي ال ْ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫ِ‬ ‫وال ِد َي ْ‬‫وَِبال ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫م وَأن ْت ُف ْ‬ ‫من ْك ُف ْ‬‫م إ ِل ّ قَِليل ً ِ‬ ‫م ت َفوَل ّي ْت ُ ْ‬ ‫صلة َ َوآت ُففوا الّزك َففاة َ ث ُف ّ‬ ‫موا ال ّ‬ ‫سنا ً وَأِقي ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫ُ‬
‫ن = ‪ { 83‬قال‪ :‬الميثاق الذي أخذ عليهم في المائدة‪( ) .‬‬
‫‪3‬‬
‫ضو َ‬ ‫معْرِ ُ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫صلة َ َوآُتوا الّزكففاةَ‬ ‫موا ال ّ‬ ‫سنا وَأِقي ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫س ُ‬ ‫قولفه تعالى‪} :‬وَُقولوا ِللّنا ِ‬
‫َ‬
‫ن = ‪] { 83‬سورة البقرة‬ ‫ضو َ‬ ‫معْرِ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫م وَأن ْت ُ ْ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫م إ ِل ّ قَِليل ً ِ‬ ‫م ت َوَل ّي ْت ُ ْ‬ ‫ثُ ّ‬
‫‪.[2/83‬‬
‫‪ - 1196-236‬حدثنا به أبو كريب‪ ،‬قال‪ :‬ثنففا عثمففان بففن سففعيد‪ ،‬عففن‬
‫بشر بن عمارة‪ ،‬عن أبي روق‪ ،‬عن الضحاك‪ ،‬عن ابففن عباس ف رضففي‬
‫َ‬
‫صففلة َ َوآت ُففوا‬ ‫مففوا ال ّ‬ ‫سففنا ً وَأِقي ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ُ‬
‫الله عنهما في قوله‪} :‬وَُقولوا ِلل َن ّففا ِ‬
‫ن = ‪ { 83‬أمرهم أيضا‬ ‫ضو َ‬ ‫معْرِ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫م وَأن ْت ُ ْ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫م إ ِل ّ قَِليل ً ِ‬ ‫م ت َوَل ّي ْت ُ ْ‬ ‫كاة َ ث ُ ّ‬ ‫الّز َ‬
‫بعد هذا الخلق أن يقولوا للناس حسنا‪ :‬أن يأمروا بل إله إل الله مففن‬
‫لم يقلها ورغب عنها حتى يقولوها كما قالوها‪ ،‬فففإن ذلففك قربففة مففن‬
‫الله جل ثناؤه‪(4) .‬‬
‫‪-1197-237‬حدثني المثنى‪ ،‬قال‪ :‬ثنففا آدم‪ ،‬قففال ثنففا أبففو جعفففر‪ ،‬عففن‬
‫َ‬
‫صفلة َ َوآُتفوا‬ ‫مفوا ال ّ‬ ‫سنا ً وَأِقي ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ُ‬
‫الربيع‪ ،‬عن أبي العالية‪} :‬وَُقولوا َِللّنا ِ‬
‫ن = ‪ { 83‬قال‪ :‬قولوا‬ ‫ضو َ‬ ‫معْرِ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫م وَأن ْت ُ ْ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫م إ ِل ّ قَِليل ً ِ‬ ‫م ت َوَل ّي ْت ُ ْ‬ ‫كاة َ ث ُ ّ‬ ‫الّز َ‬
‫للناس معروفًا‪(5) .‬‬
‫‪ -1199-238‬حففدثت عففن يزيففد بففن هففارون‪ ،‬قففال‪ :‬سففمعت سفففيان‬
‫َ‬
‫صلة َ َوآُتففوا‬ ‫موا ال ّ‬ ‫سنا ً وَأِقي ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ُ‬
‫الثوري‪ ،‬يقول في قوله‪} :‬وَُقولوا ِللّنا َ ِ‬
‫ن = ‪ { 83‬قففال‪:‬‬ ‫ضففو َ‬ ‫معْرِ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫م وَأن ْت ُف ْ‬ ‫من ْك ُف ْ‬ ‫م إ ِل ّ قَِليل ً ِ‬ ‫م ت َفوَل ّي ْت ُ ْ‬ ‫الّزك َففاة َ ث ُف ّ‬
‫تفسير الطبري ) ‪ - ( 389 / 1‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 129 / 1‬‬
‫‪() 1‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪ ( 209 / 1‬وحسن إسناده الحففافظ فففي الفتففح )‬
‫‪ .(6/366‬و‬
‫حسنه في التفسير الصحيح )‪(1/186‬‬
‫تفسير الطبري ) ‪( 389 / 1‬‬
‫‪( )2‬‬
‫تفسير الطبري ) ‪ - ( 250 / 1‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪( 160 / 1‬‬
‫‪( )3‬‬
‫تفسير الطبري ) ‪( 392 / 1‬‬
‫‪( )4‬‬
‫‪ () 5‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 392 / 1‬تفسير ابففن أبففي حففاتم ) ‪( 161 / 1‬‬
‫وحسن إسناده الحافظ في الفتح )‪(6/366‬‬
‫وحسنه في التفسير الصحيح‬
‫)‪(1/188‬‬

‫‪211‬‬
‫مروهم بالمعروف‪ ،‬وانهوهم عن المنكر‪(1) .‬‬
‫‪ -1201-239‬حدثنا أبو كريب‪ ،‬قال‪ :‬ثنففا القاسففم‪ ،‬قففال‪ :‬أخبرنففا عبففد‬
‫الملك‪ ،‬عن أبففي جعفففر وعطففاء بففن أبففي ربففاح فففي قففوله‪} :‬وَُقول ُففوا‬
‫َ‬
‫من ْك ُف ْ‬
‫م‬ ‫م ت َفوَل ّي ْت ُ ْ‬
‫م إ ِل ّ قَِليل ً ِ‬ ‫صلة َ َوآت ُففوا الّزك َففاة َ ث ُف ّ‬ ‫موا ال ّ‬ ‫سنا ً وَأِقي ُ‬‫ح ْ‬
‫س ُ‬ ‫ِلل َّنا ِ‬
‫ن = ‪ { 83‬قال‪ :‬للناس كلهم‪( ) .‬‬
‫‪2‬‬
‫ضو َ‬ ‫معْرِ ُ‬
‫م ُ‬ ‫وَأن ْت ُ ْ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫معَ الّراك ِِعي ف َ‬ ‫كاة َ َواْرك َُعوا َ‬ ‫صلة َ َوآُتوا الّز َ‬ ‫موا ال ّ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬وَأِقي ُ‬
‫= ‪] { 43‬سورة البقرة ‪.[2/43‬‬
‫‪ -1202-240‬حدثنا أبو كريب‪ ،‬قال‪ :‬ثنا عثمان بن سففعيد‪ ،‬عففن بشففر‬
‫بن عمارة‪ ،‬عن أبي روق‪ ،‬عن الضففحاك‪ ،‬عففن ابففن مسففعود _‪ ،‬قففال‪:‬‬
‫َ‬
‫ن = ‪ { 43‬هففذه‪،‬‬ ‫م فعَ الّراك ِِعيف َ‬ ‫كاة َ َواْرك َُعوا َ‬ ‫صلة َ َوآُتوا الّز َ‬ ‫موا ال ّ‬ ‫}وَأِقي ُ‬
‫وإقامة الصلة تمففام الركففوع والسففجود والتلوة والخشففوع والقبففال‬
‫عليها فيها‪(3) .‬‬
‫‪ -1203-241‬حدثنا به أبو كريب‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا عثمففان بففن سففعيد‪ ،‬عففن‬
‫بشر بن عمارة‪ ،‬عن أبي روق‪ ،‬عن الضحاك‪ ،‬عن ابففن عباس ف رضففي‬
‫ن = ‪ { 43‬قال‪ :‬إيتاء‬ ‫معَ الّراك ِِعي َ‬ ‫كاة َ َواْرك َُعوا َ‬ ‫الله عنهما ‪َ} :‬وآُتوا الّز َ‬
‫الزكاة ما كان الله فرض عليهم في أموالهم من الزكاة‪ ،‬وهففي سففنة‬
‫كانت لهففم غيففر سففنة محمففد صفلى اللففه عليففه وسففلم ؛ كففانت زكففاة‬
‫أموالهم قربانا تهبط إليه نار فتحملهففا‪ ،‬فكففان ذلففك تقبلففه‪ ،‬ومففن لففم‬
‫تفعل النار به ذلك كان غير متقبل‪ .‬وكان الذي قرب مففن مكسففب ل‬
‫يحل من ظلم أو غشم‪ ،‬أو أخذ بغير ما أمر الله به وبينه له‪(4) .‬‬
‫‪ -1204-242‬حدثني المثنففى‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا عبففد اللففه بففن صففالح‪ ،‬قففال‪:‬‬
‫حدثني معاوية بن صالح‪ ،‬عن علي بن أبففي طلحففة‪ ،‬عففن ابففن عباس ف‬
‫ن = ‪{ 43‬‬ ‫مفعَ الّراك ِِعيف َ‬ ‫رضي الله عنهمففا ‪َ} :‬وآت ُففوا الّزك َففاة َ َواْرك َعُففوا َ‬
‫يعني بالزكاة‪ :‬طاعة الله والخلص‪(5) .‬‬
‫َ‬
‫ن = ‪{ 83‬‬ ‫ضو َ‬ ‫معْرِ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫م وَأن ْت ُ ْ‬ ‫من ْك ُ ْ‬
‫م إ ِل ّ قَِليل ً ِ‬‫م ت َوَل ّي ْت ُ ْ‬
‫قوله تعالى‪} :‬ث ُ ّ‬
‫]سورة البقرة ‪.[2/83‬‬
‫‪ -1205-243‬حدثنا أبو كريب‪ ،‬قال‪ :‬ثنا عثمان بن سففعيد‪ ،‬عففن بشففر‬
‫بن عمارة‪ ،‬عن أبي روق‪ ،‬عن الضحاك عففن ابففن عبففاس رضففي اللففه‬
‫عنهما ‪ ،‬قال‪ :‬لما فرض اللففه جففل وعففز عليهففم ‪ -‬يعنففي علففى هففؤلء‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 392 / 1‬تفسير القرطبي ) ‪ ( 16 / 2‬إسناده‬


‫‪.‬‬
‫ضعيف‬
‫تفسير الطبري ) ‪ - ( 392 / 1‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪( 161 / 1‬‬
‫‪( )2‬‬
‫تفسير الطبري ) ‪( 392 / 1‬‬
‫‪( )3‬‬
‫تفسير الطبري ) ‪( 393 / 1‬‬
‫‪( )4‬‬
‫‪ () 5‬حسنه في التفسير الصحيح )‪(1/188‬‬

‫‪212‬‬
‫الذين وصف الله أمرهم في كتابه من بني إسرائيل ‪ -‬هذا الذي ذكففر‬
‫أنه أخذ ميثاقهم به‪ ،‬أعرضوا عنه استثقال وكراهية‪ ،‬وطلبوا مففا خففف‬
‫ن‬
‫مف ْ‬ ‫م ِ‬ ‫م َتفوَل ّي ْت ُ ْ‬ ‫عليهم إل قليل منهم‪ ،‬وهم الذين استثنى الله فقال‪} :‬ث ُ ّ‬
‫ن{‬ ‫ري َ‬ ‫سف ِ‬ ‫خا ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫مف ْ‬ ‫م ِ‬ ‫كنُتف ْ‬ ‫ه لَ ُ‬ ‫مُتف ُ‬ ‫ح َ‬ ‫م وََر ْ‬ ‫كف ْ‬ ‫ل الّلفهِ ع َل َي ْ ُ‬ ‫ضف ُ‬ ‫ول فَ ْ‬ ‫ك فََلف ْ‬ ‫ب َعْد ِ ذ َل ِ َ‬
‫َ‬
‫ن{ قففال‪:‬‬ ‫ضففو َ‬ ‫معْرِ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫م وَأن ْت ُف ْ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫يقول‪ :‬أعرضتم عن طاعتي }إ ِل ّ قَِليل ً ِ‬
‫القليل الذين اخترتهم لطاعتي‪ ،‬وسيحل عقابي بمففن تففولى وأعففرض‬
‫عنها؛ يقول‪ :‬تركها استخفافا بها‪(1) .‬‬
‫‪ -1206-244‬حدثنا ابن حميد‪ ،‬قال‪ :‬ثنا سلمة‪ ،‬قال‪ :‬ثنا ابن إسففحاق‪،‬‬
‫قففال‪ :‬حففدثني محمففد بففن أبففي محمففد‪ ،‬عففن سففعيد بففن جففبير أو عففن‬
‫م‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫م إ ِل ّ قَِليل ً ِ‬ ‫م ت َوَل ّي ْت ُ ْ‬ ‫عكرمة‪ ،‬عن ابن عباس رضي الله عنهما ‪} :‬ث ُ ّ‬
‫ن = ‪ { 83‬أي تركتم ذلك كله‪(2) .‬‬ ‫َ‬
‫ضو َ‬ ‫معْرِ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫وَأن ْت ُ ْ‬
‫م َول‬ ‫مففاَءك ُ ْ‬ ‫ن دِ َ‬ ‫كو َ‬ ‫ف ُ‬ ‫سفف ِ‬ ‫م ل تَ ْ‬ ‫ميَثففاقَك ُ ْ‬ ‫خففذ َْنا ِ‬ ‫قولفففه تعففالى‪} :‬وَإ ِذ ْ أ َ َ‬
‫َ‬ ‫فسك ُم من ديارك ُم ث ُ َ‬ ‫خرجو َ‬
‫ن = ‪84‬‬ ‫دو َ‬ ‫ش فه َ ُ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫م وَأن ْت ُف ْ‬ ‫م أقَْرْرت ُ ْ‬ ‫ن أن ُ َ ْ ِ ْ ِ َ ِ ْ ّ‬ ‫تُ ْ ِ ُ َ‬
‫{ ]سورة البقرة ‪[2/84‬‬
‫‪ - 1207-245‬حدثنا بشر بن معاذ‪ ،‬قال ثنا يزيد بففن زريففع‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا‬
‫م َول‬ ‫مففاَءك ُ ْ‬ ‫ن دِ َ‬ ‫كو َ‬ ‫ف ُ‬ ‫سف ِ‬ ‫م ل تَ ْ‬ ‫ميث َففاقَك ُ ْ‬ ‫خذ َْنا ِ‬ ‫سعيد‪ ،‬عن قتادة قوله }وَإ ِذ ْ أ َ َ‬
‫َ‬ ‫فسك ُم من ديارك ُم ث ُ َ‬ ‫خرجو َ‬
‫ن = ‪ { 84‬أي‬ ‫دو َ‬ ‫شه َ ُ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫م وَأن ْت ُ ْ‬ ‫م أقَْرْرت ُ ْ‬ ‫ن أن ُ َ ْ ِ ْ ِ َ ِ ْ ّ‬ ‫تُ ْ ِ ُ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫م أقَْرْرُتفف ْ‬ ‫م ثُ ّ‬ ‫ن د َِيارِك ُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ن أن ُ‬ ‫جو َ‬ ‫خرِ ُ‬ ‫ل يقتل بعضكم بعضا‪َ} ،‬ول ت ُ ْ‬
‫ن = ‪ { 84‬ونفسك يا ابن آدم أهل ملتك‪(3) .‬‬ ‫م تَ ْ‬ ‫َ‬
‫دو َ‬ ‫شه َ ُ‬ ‫وَأن ْت ُ ْ‬
‫‪-1208-246‬حدثني المثنى‪ ،‬قال‪ :‬ثنا آدم‪ ،‬قال‪ :‬ثنففا أبففو جعفففر‪ ،‬عففن‬
‫ن‬‫كو َ‬ ‫ف ُ‬ ‫سف ِ‬ ‫م ل تَ ْ‬ ‫ميَثفاقَك ُ ْ‬ ‫خفذ َْنا ِ‬ ‫الربيع‪ ،‬عن أبي العالية فففي قففوله‪} :‬وَإ ِذ ْ أ َ َ‬
‫َ‬ ‫فسك ُم من ديارك ُم ث ُ َ‬ ‫خرجو َ‬
‫ن‬ ‫دو َ‬ ‫ش فه َ ُ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫م وَأن ْت ُف ْ‬ ‫م أقَْرْرت ُ ْ‬ ‫ن أن ُ َ ْ ِ ْ ِ َ ِ ْ ّ‬ ‫م َول ت ُ ْ ِ ُ َ‬ ‫ماَءك ُ ْ‬ ‫دِ َ‬
‫َ‬ ‫= ‪ { 84‬يقول‪ :‬ل يقتل بعضففكم بعض فا ً }َول ت ُ ْ‬
‫ن‬ ‫مف ْ‬ ‫م ِ‬ ‫س فك ُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ن أن ُ‬ ‫جففو َ‬ ‫خرِ ُ‬
‫َ‬ ‫ديارك ُم ث ُ َ‬
‫ن = ‪ { 84‬يقول‪ :‬ل يخففرج بعضففكم‬ ‫دو َ‬ ‫شهَ ُ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫م وَأن ْت ُ ْ‬ ‫م أقَْرْرت ُ ْ‬ ‫َِ ِ ْ ّ‬
‫بعضا من الديار‪( ) .‬‬
‫‪4‬‬

‫‪-247‬حدثني المثنى‪ ،‬قال‪ :‬ثنا آدم‪ ،‬قال‪ :‬ثنا أبو جعفر‪ ،‬عن قتادة فففي‬
‫م‬ ‫م ث ُف ّ‬ ‫ن د ِي َففارِك ُ ْ‬ ‫مف ْ‬ ‫م ِ‬ ‫سفك ُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ن َأن ُ‬ ‫جففو َ‬ ‫خرِ ُ‬ ‫م َول ت ُ ْ‬ ‫مففاَءك ُ ْ‬ ‫ن دِ َ‬ ‫كو َ‬ ‫ف ُ‬‫س ِ‬ ‫قوله‪} :‬ل ت َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن = ‪ { 84‬يقول‪ :‬ل يقتفل بعضفكم بعضفا بغيفر‬ ‫دو َ‬ ‫شهَ ُ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫م وَأن ْت ُ ْ‬ ‫أقَْرْرت ُ ْ‬
‫تفسير الطبري ) ‪( 393 / 1‬‬
‫‪( )1‬‬
‫تفسير الطبري ) ‪ - ( 393 / 1‬تفسير ابن أبففي حففاتم ) ‪( 162 / 1‬‬
‫‪() 2‬‬
‫إسناده ضعيف‪.‬‬
‫و‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪ ( 394 / 1‬حسنه في التفسير الصحيح )‪(1/189‬‬
‫وحسن‬
‫‪ () 4‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 394 / 1‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 211 / 1‬‬
‫إسففناده الحففافظ فففي الفتففح )‪ (6/366‬و‬
‫حسففنه ففي التفسففير الصففحيح )‬
‫‪(1/189‬‬

‫‪213‬‬
‫َ‬ ‫فسك ُم من ديارك ُم ث ُ َ‬ ‫خرجو َ‬
‫ن =‬
‫دو َ‬ ‫م تَ ْ‬
‫شه َ ُ‬ ‫م أقَْرْرت ُ ْ‬
‫م وَأن ْت ُ ْ‬ ‫ن أن ُ َ ْ ِ ْ ِ َ ِ ْ ّ‬ ‫حق }َول ت ُ ْ ِ ُ َ‬
‫‪ { 84‬فتسفك يا ابن آدم دماء أهل ملتك ودعوتك‪( ) .‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ -1209-248‬حدثنا المثنى‪ ،‬قال‪ :‬ثنا آدم‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا أبففو جعفففر‪ ،‬عففن‬
‫َ‬ ‫الربيع‪ ،‬عن أبي العالية‪} :‬ث ُ َ‬
‫ن = ‪ { 84‬يقول‪:‬‬ ‫دو َ‬ ‫م تَ ْ‬
‫شه َ ُ‬ ‫م وَأن ْت ُ ْ‬‫م أقَْرْرت ُ ْ‬ ‫ّ‬
‫أقررتم بهذا الميثاق‪(2) .‬‬
‫‪-1210-249‬حدثنا ابففن حميففد‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا سففلمة‪ ،‬قففال‪ :‬حففدثني ابففن‬
‫إسحاق‪ ،‬قال‪ :‬حدثني محمد بن أبي محمففد‪ ،‬عففن سففعيد بففن جففبير أو‬
‫ميث َففاقَك ُ ْ‬
‫م‬ ‫خذ َْنا ِ‬‫عكرمة‪ ،‬عن ابن عباس رضي الله عنهما ‪ ،‬قال‪} :‬وَإ ِذ ْ أ َ َ‬
‫فس فك ُم م فن ديففارك ُم ث ُف َ‬ ‫خرجففو َ‬
‫م‬‫م أقَْرْرت ُف ْ‬ ‫ّ‬ ‫ْ ِ ْ َِ ِ ْ‬ ‫ن أن ُ َ‬ ‫َ‬ ‫م َول ت ُ ْ ِ ُ‬ ‫ماَءك ُ ْ‬
‫ن دِ َ‬ ‫كو َ‬ ‫ف ُ‬‫س ِ‬‫ل تَ ْ‬
‫ن = ‪ { 84‬أن هذا حق من ميثاقي عليكم‪(3) .‬‬ ‫م تَ ْ‬ ‫َ‬
‫دو َ‬ ‫شه َ ُ‬ ‫وَأن ْت ُ ْ‬
‫‪ -1211-250‬حدثني المثنى‪ ،‬قال‪ :‬ثنا آدم‪ ،‬قال‪ :‬ثنا أبففو جعفففر‪ ،‬عففن‬
‫ن = ‪ { 84‬يقول وأنتففم‬ ‫م تَ ْ‬ ‫َ‬
‫دو َ‬‫شه َ ُ‬ ‫الربيع‪ ،‬عن أبي العالية قوله‪} :‬وَأن ْت ُ ْ‬
‫شهود‪(4) .‬‬
‫عاهَدوا ع َهدا ً نبذ َه فَريق منهم ب ف ْ َ‬ ‫َ‬
‫ل أك ْث َُرهُ ف ْ‬
‫م‬ ‫ََ ُ ِ ٌ ِ ُْ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ما َ ُ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬أوَك ُل ّ َ‬
‫ن = ‪] { 100‬سورة البقرة ‪[2/100‬‬ ‫مُنو َ‬ ‫ل ي ُؤ ْ ِ‬
‫‪-1360-251‬حدثنا أبو كريب‪ ،‬قال ثنا يونس بن بكير‪ .‬قففال‪ :‬ثنففا ابففن‬
‫إسحاق‪ ،‬قال‪ :‬حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت‪ ،‬قففال‪:‬‬
‫حدثني سعيد بن جبير أو عكرمة‪ ،‬عن ابن عباس رضي الله عنهمففا ‪،‬‬
‫قال‪ :‬قال مالك بن الصيف حين بعث رسففول اللففه صففلى اللففه عليففه‬
‫وسلم وذكر ما أخذ عليهم مففن الميثففاق ومففا عهففد اللففه إليهففم فيففه‪:‬‬
‫والله ما عهد إلينا في محمد صلى الله عليففه وسففلم ‪ -‬ومففا أخففذ لففه‬
‫علينا ميثاقا! فأنفففزل اللففه جففل ثنففاؤه‪} :‬أو كلمففا عاهففدوا عهففدا نبففذه‬
‫فريق منهم بل أكثرهم ل يؤمنون{‪(5) .‬‬

‫‪ () 1‬حسنه في التفسير الصحيح )‪(1/189‬‬


‫تفسير الطبري ) ‪ - ( 395 / 1‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 163 / 1‬‬
‫‪() 2‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪ ( 211 / 1‬وحسن إسناده الحففافظ فففي الفتففح )‬
‫‪ (6/366‬و‬
‫حسنه في التفسير الصحيح )‪(1/189‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 395 / 1‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 163 / 1‬‬
‫إسناده ضعيف‪.‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪( 211 / 1‬‬
‫تفسير الطبري ) ‪ - ( 395 / 1‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 163 / 1‬‬
‫‪() 4‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪ ( 211 / 1‬وحسن إسناده الحففافظ فففي الفتففح )‬
‫‪ (6/366‬و‬
‫حسنه في التفسير الصحيح )‪(1/189‬‬
‫‪ () 5‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪ - ( 183 / 1‬تفسففير الففدر المنثففور )‪(232 /1‬‬
‫و‬
‫حسنه في التفسير الصحيح )‪(1/204‬‬

‫‪214‬‬
‫‪ - 1361-252‬حدثنا بشر بن معاذ قال‪ :‬ثنا يزيد‪ ،‬قال‪ :‬ثنا سعيد‪ ،‬عن‬
‫قتادة‪} :‬نبذ َه فَريق منهفم بف ْ َ‬
‫ن = ‪ { 100‬يقفول‪:‬‬ ‫مُنفو َ‬ ‫م ل ي ُؤ ْ ِ‬ ‫ل أك ْث َُرهُف ْ‬ ‫ََ ُ ِ ٌ ِ ُْ ْ َ‬
‫نقضه فريق منهم‪(1) .‬‬
‫‪ - 1362-253‬حدثنا القاسم‪ ،‬قال‪ :‬ثنا الحسين‪ ،‬قال‪ :‬حدثني‬
‫حجاج‪ ،‬عن ابن جريج قوله‪} :‬نبذ َه فَريق منهم ب ْ َ‬
‫ن‬ ‫من ُففو َ‬ ‫م ل ي ُؤ ْ ِ‬ ‫ل أك ْث َُرهُ ْ‬ ‫ََ ُ ِ ٌ ِ ُْ ْ َ‬
‫= ‪ { 100‬قال‪ :‬لم يكن في الرض عهد يعاهففدون عليففه إل نقضففوه‪،‬‬
‫ويعاهدون اليوم وينقضون غدا‪(2) .‬‬
‫قوُلوا ْ ع ََلى الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ب أ َل ّ ي ِ ُ‬ ‫ميَثاقُ ال ْك َِتا ِ‬ ‫خذ ْ ع َل َي ِْهم ّ‬ ‫م ي ُؤ ْ َ‬ ‫َ‬
‫قوله تعالى‪} :‬أل َ ْ‬
‫ق{ ]سورة العراف ‪[7/169‬‬ ‫ح ّ‬ ‫إ ِل ّ ال ْ َ‬
‫‪ - 11905-254‬حدثنا القاسم‪ ،‬قال‪ :‬ثنا الحسين‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففي حجففاج‪،‬‬
‫َ‬
‫خ فذ ْ‬ ‫م ي ُؤ ْ َ‬ ‫عن ابن جريج‪ ،‬قال‪ :‬قال ابن عباس رضي الله عنهمففا ‪} :‬أل َف ْ‬
‫ق{ قففال‪ :‬فيمففا‬ ‫حف ّ‬ ‫قول ُففوا ْ ع َل َففى الل ّفهِ إ ِل ّ ال ْ َ‬ ‫ب أ َل ّ ي ِ ُ‬ ‫ميث َففاقُ ال ْك ِت َففا ِ‬ ‫ع َل َي ْهِففم ّ‬
‫يوجبون على الله من غفران ذنوبهم التي ل يزالون يعودون فيهففا ول‬
‫يتوبون منها‪(3) .‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ع‬
‫ه َواقِ ف ٌ‬ ‫ة وَظ َّنوا أن ّف ُ‬ ‫ه ظ ُل ّ ٌ‬ ‫م ك َأن ّ ُ‬ ‫ل ف َ و ْق َ ه ُ ْ‬ ‫جب َ َ‬ ‫قَنا ال ْ َ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬وَإ ِذ ْ ن َت َ ْ‬
‫ن = ‪171‬‬ ‫قففو َ‬ ‫م ت َت ّ ُ‬ ‫ما ِفيهِ ل َعَل ّك ُ ْ‬ ‫قوّةٍ َواذ ْك ُُروا َ‬ ‫م بِ ُ‬ ‫ما آت َي َْناك ُ ْ‬ ‫ذوا َ‬ ‫خ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ب ِهِ ْ‬
‫{ ]سورة العراف ‪[7/171‬‬
‫‪ -11910-255‬حدثني المثني‪ ،‬قال‪ :‬ثنا عبد الله بن صالح‪ ،‬قال‪ :‬ثني‬
‫قَنا‬ ‫معاوية‪ ،‬عن علي عن ابن عباس رضي الله عنهما ‪ ،‬قوله‪} :‬وَإ ِذ ْ ن َت َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫ق فو ّ ٍ‬ ‫م بِ ُ‬ ‫مففا آت َي ْن َففاك ُ ْ‬ ‫ذوا َ‬ ‫خف ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ه َواقِعٌ ب ِهِف ْ‬ ‫ة وَظ َّنوا أن ّ ُ‬ ‫ه ظ ُل ّ ٌ‬ ‫م ك َأن ّ ُ‬ ‫ل فَوْقَهُ ْ‬ ‫جب َ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫م‬‫ن = ‪ { 171‬فهو قوله‪} :‬وََرفَعْن َففا فَفوْقَهُ ْ‬ ‫قو َ‬ ‫م ت َت ّ ُ‬ ‫ما ِفيهِ ل َعَل ّك ُ ْ‬ ‫َواذ ْك ُُروا َ‬
‫دوا ِفي‬ ‫م ل ت َعْ ُ‬ ‫جدا ً وَقُل َْنا ل َهُ ْ‬ ‫س ّ‬ ‫ب ُ‬ ‫خُلوا ال َْبا َ‬ ‫م اد ْ ُ‬ ‫م وَقُل َْنا ل َهُ ْ‬ ‫ميَثاقِهِ ْ‬ ‫طوَر ب ِ ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ميَثاقا ً غ َِليظا ً = ‪] { 154‬النساء‪ [154 :‬فقففال‪:‬‬ ‫م ِ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫خذ َْنا ِ‬ ‫ت وَأ َ َ‬ ‫سب ْ ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ن = ‪ ،{ 63‬وإل‬ ‫قففو َ‬ ‫ما ِفيهِ ل َعَل ّك ُف ْ‬
‫م ت َت ّ ُ‬ ‫قوّةٍ َواذ ْك ُُروا َ‬ ‫م بِ ُ‬ ‫ما آت َي َْناك ُ ْ‬ ‫ذوا َ‬ ‫خ ُ‬ ‫} ُ‬
‫أرسلته عليكم ‪( ) .‬‬
‫‪4‬‬

‫َ‬
‫م{ ]سورة‬ ‫منك ُ ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ف َ‬ ‫س َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م وَ ِ‬ ‫من فَوْقِك ُ ْ‬ ‫كم ّ‬ ‫ؤو ُ‬ ‫جا ُ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬إ ِذ ْ َ‬
‫الحزاب ‪[33/10‬‬
‫‪ -21623-256‬حدثنا ابن حميد‪ ،‬قال‪ :‬ثنا سلمة‪ ،‬قال‪ :‬ثني محمد بففن‬
‫إسحاق‪ ،‬عن يزيد بن رومان مولى آل الزبير‪ ،‬عن عروة بففن الزبيففر‪،‬‬
‫تفسير ابن أبي حاتم ) ‪ - ( 184 / 1‬تفسير الدر المنثور ) ‪- ( 232 / 1‬‬
‫‪() 1‬‬
‫تفسير ابن كثير ) ‪ (135 / 1‬و‬
‫صححه في التفسير الصحيح )‪(1/204‬‬
‫تفسير الطبري ج‪1:‬ص‪ - 447:‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 232 / 1‬‬
‫‪( )2‬‬
‫تفسير الطبري ) ‪( 107 / 9‬‬
‫‪( )3‬‬
‫‪ () 4‬تفسير الطففبري ) ‪ - ( 109 / 9‬تفسففير الففدر المنثففور ) ‪( 595 / 3‬‬
‫وحسنه في التفسير الصحيح )‪(2/360‬‬

‫‪215‬‬
‫وعمن ل أتهم‪ ،‬عن عبيد الله بن كعب بن مالك‪ ،‬وعن الزهري‪ ،‬وعففن‬
‫عاصم بن عمر بن قتادة‪ ،‬عن عبد الله بففن أبففي بكففر بففن محمففد بففن‬
‫عمرو بن حزم‪ ،‬وعن محمفد بفن كعفب القفرظي‪ ،‬وعفن غيرهفم مفن‬
‫علمائنا‪ :‬أنه كان من حديث الخندق‪ ،‬أن نفرا ً من اليهود‪ ،‬منهم سففلم‬
‫بن أبي الحقيق النضري‪ ،‬وحيي بن أخطب النضري‪ ،‬وكنانة بن الربيع‬
‫بففن أبففي الحقيففق النضففري‪ ،‬وهففوذة بففن قيففس الففوائلي‪ ،‬وأبففو عمففار‬
‫الوائلي‪ ،‬في نفر من بني النضير‪ ،‬ونفففر مففن بنففي وائل‪ ،‬وهففم الففذين‬
‫حزبوا الحزاب على رسول اللففه صففلى اللففه عليففه وسففلم ‪ ،‬خرجففوا‬
‫حتى قدموا مكة على قريش‪ ،‬فدعوهم إلى حرب رسول اللففه صففلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬وقالوا‪ :‬إنا سنكون معكففم عليففه‪ ،‬حففتى نستأصففله‪.‬‬
‫فقال لهم قريش‪ :‬يا معشر يهود‪ ،‬إنكففم أهففل الكتففاب الول‪ ،‬والعلففم‬
‫بما أصبحنا نختلف فيه نحن ومحمد‪ ،‬أفديننا خير أم دينه؟ قففالوا‪ :‬بففل‬
‫دينكم خير من دينه‪ ،‬وأنتم أولى بالحق منه‪ .‬قال‪ :‬فهففم الففذين أنفففزل‬
‫الله فيهففم‪} :‬أ َل َفم تفر إل َففى ال ّفذي ُ‬
‫ن‬ ‫من ُففو َ‬ ‫ب ي ُؤ ْ ِ‬ ‫ن ال ْك ِت َففا ِ‬ ‫صففيبا ً ِ‬
‫مف ْ‬ ‫ن أوت ُففوا ن َ ِ‬‫ِ َ‬ ‫ْ َ َ ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ت َوال ّ‬
‫ن‬‫ذي َ‬
‫ن ال ف ِ‬ ‫مف ْ‬ ‫دى ِ‬ ‫ؤلِء أهْ ف َ‬ ‫ف فُروا هَ ف ُ‬‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬
‫ن ل ِل ف ِ‬
‫قولو َ‬‫ت وَي َ ُ‬ ‫طا ُ‬
‫غو ِ‬ ‫ِبال ْ ِ‬
‫جب ْ ِ‬
‫سِعيرا ً‬ ‫م َ‬ ‫جهَن ّ َ‬‫فى ب ِ َ‬ ‫سِبيل ً = ‪] { 51‬النساء‪ [51 :‬إلى قوله‪} :‬وَك َ َ‬ ‫مُنوا َ‬ ‫آ َ‬
‫= ‪] { 55‬النساء‪ [55 :‬فلما قففالوا ذلفك لقريففش‪ ،‬سففرهم مففا قففالوا‪،‬‬
‫ونشطوا لما دعوهم له من حرب رسول الله صلى الله عليه وسففلم‬
‫‪ ،‬فاجتمعوا لذلك‪ ،‬واتعدوا له‪ .‬ثم خرج أولئك النفر من اليهففود‪ ،‬حففتى‬
‫جاؤوا غطفان من قيس عيلن‪ ،‬فدعوهم إلى حرب رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬وأخبروهم أنهم سيكونون معهم عليه‪ ،‬وأن قريشا‬
‫قد تابعوهم على ذلففك‪ ،‬فففاجتمعوا فيففه‪ ،‬فأجففابوهم فخرجففت قريففش‬
‫وقائدها أبو سفيان بن حففرب‪ ،‬وخرجففت غطفففان وقائدهففا عيينففة بففن‬
‫حصن بن حذيفة بن بدر في بني فزارة‪ ،‬والحارث بن عوف بففن أبففي‬
‫حارثة المري في بني مرة‪ ،‬ومشعر بن رخيلة بن نففويرة بففن طريففف‬
‫بن سحمة بن عبد الله بن هلل بففن خلوة بففن أشففجع بففن ريففث بففن‬
‫غطفان‪ ،‬فيمن تابعه من قومه من أشففجع؛ فلمففا سففمع بهففم رسففول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم وبما اجتمعوا له من المر ضرب الخندق‬
‫على المدينة؛ فلما فففرغ رسففول اللففه صففلى اللففه عليففه وسففلم مففن‬
‫الخندق‪ ،‬أقبلت قريش حتى نفزلت بمجتمع السففيال مففن رومففة بيففن‬
‫الجرف والغابة في عشرة آلف من أحابيشهم‪ ،‬ومن تابعهم من بني‬
‫كنانة وأهل تهامة‪ ،‬وأقبلت غطفان ومن تابعهم من أهففل نجففد‪ ،‬حففتى‬
‫نفزلوا بذنب نقمي إلى جانب احد‪ ،‬وخرج رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم والمسلمون حتى جعلوا ظهورهم إلففى سففلع فففي ثلثففة آلف‬
‫من المسلمين‪ ،‬فضرب هنالك عسكره‪ ،‬والخندق بينففه وبيففن القففوم‪،‬‬
‫وأمر بالذراري والنساء‪ ،‬فرفعوا في الطام‪ ،‬وخرج عدو الله حيي بن‬
‫أخطب النضري‪ ،‬حتى أتى كعب بن أسد القرظي‪ ،‬صاحب عقد بنففي‬

‫‪216‬‬
‫قريظة وعهدهم‪ ،‬وكان قد وادع رسول الله صففلى اللففه عليففه وسففلم‬
‫على قومه‪ ،‬وعاهده على ذلك وعاقده‪ ،‬فلما سففمع كعففب بحيففي بففن‬
‫أخطب‪ ،‬أغلق دونه حصنه‪ ،‬فاستأذن عليه‪ ،‬فأبى أن يفتح لففه‪ ،‬فنففاداه‬
‫حيي‪ :‬يا كعب افتح لي‪ ،‬قال‪ :‬ويحك يا حيي‪ ،‬إنك امرؤ مشففئوم‪ ،‬إنففي‬
‫قد عاهدت محمدا‪ ،‬فلست بناقض ما بيني وبينه‪ ،‬ولم أر منه إل وفاء‬
‫وصدقا؛ قال‪ :‬ويحك افتح لي أكلمك‪ ،‬قال‪ :‬ما أنا بفاعل‪ .‬قففال‪ :‬واللففه‬
‫إن أغلقففت دونففي إل تخففوفت علففى جشيشففتك أن آكففل معففك منهففا‪،‬‬
‫فأحفظ الرجل‪ ،‬ففتح له‪ ،‬فقال‪ :‬يففا كعففب جئتففك يعففز الففدهر‪ ،‬وببحففر‬
‫طم‪ ،‬جئتك بقريش علففى قاداتهففا وسففاداتها‪ ،‬حففتى أنفففزلتهم بمجتمففع‬
‫السيال من رومة‪ ،‬وبغطفان علففى قاداتهففا وسففاداتها حففتى أنفففزلتهم‬
‫بذنب نقمى إلى جانب أحففد‪ ،‬قففد عاهففدوني وعاقففدوني أن ل يففبرحوا‬
‫حتى يستأصلوا محمدا ومن معه‪ ،‬فقففال لففه كعففب بففن أسففد‪ :‬جئتنففي‬
‫والله بذل الدهر‪ ،‬وبجهام قد هففراق مففاءه‪ ،‬يرعففد ويففبرق‪ ،‬ليففس فيففه‬
‫شيء‪ ،‬فدعني ومحمدا ومففا أنففا عليففه‪ ،‬فلففم أر مففن محمففد إل صففدقا‬
‫ووفاء؛ فلم يزل حيي بكعب يفتله في الذروة والغارب حتى سمح له‬
‫على أن أعطاهم عهدا ً من الله وميثاقا ً لئن رجعت قريففش وغطفففان‬
‫ولم يصففيبوا محمففدا ً أن أدخففل معففك فففي حصففنك حففتى يصففيبني مففا‬
‫أصابك‪ .‬فنقض كعب بن أسد عهده‪ ،‬وبرئ مما كان عليففه‪ ،‬فيمفا بينفه‬
‫وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فلما انتهى إلى رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم الخففبر‪ ،‬وإلففى المسففلمين‪ ،‬بعففث رسففول اللففه‬
‫صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ بن النعمان بن امففرئ القيففس‪،‬‬
‫أحد بني الشهل‪ ،‬وهو يومئذ سيد الوس‪ ،‬وسعد بن عبففادة بففن ديلففم‬
‫أخي بني ساعدة بن كعفب بفن الخففزرج‪ ،‬وهففو يفومئذ سفيد الخففزرج‪،‬‬
‫ومعهما عبد الله بن رواحة أخو بلحرث بن الخزرج‪ ،‬وخوات بن جبير‬
‫أخو بني عمرو بن عوف‪ ،‬فقال‪ :‬انطلقوا حتى تنظروا أحفق مفا بلغنفا‬
‫عن هؤلء القوم أم ل؟‪ ،‬فإن كان حقا ً فففالحنوا لففي لحن فا ً أعرفففه‪ ،‬ول‬
‫تفتوا في أعضاد الناس‪ ،‬وإن كففانوا علففى الوفففاء فيمففا بيننففا وبينهففم‪،‬‬
‫فاجهروا به للناس‪ .‬فخرجوا حتى أتوهم‪ ،‬فوجففدوهم علففى أخبففث مففا‬
‫بلغهم عنهم‪ ،‬ونالوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقففالوا‪ :‬ل‬
‫عهد بيننا وبين محمد ول عقد‪ ،‬فشاتمهم سعد بففن عبففادة وشففاتموه‪،‬‬
‫وكان رجل ً فيه حدة‪ ،‬فقال له سففعد بففن معففاذ‪ :‬دع عنففك مشففاتمتهم‪،‬‬
‫فما بيننا وبينهم أربففى مففن المشففاتمة‪ .‬ثففم أقبففل سففعد وسففعد ومففن‬
‫معهما إلى رسول الله صلى الله عليففه وسففلم ‪ ،‬فسففلموا عليففه‪ ،‬ثففم‬
‫قالوا‪ :‬عضل والقارة‪ :‬أي كغدر عضل والقارة بأصففحاب رسففول اللففه‬
‫صلى الله عليه وسلم أصففحاب الرجيففع خففبيب بففن عففدي وأصففحابه‪،‬‬
‫فقال رسول الله صففلى اللففه عليففه وسففلم ‪" :‬اللففه أكففبر‪ ،‬أبشففروا يففا‬
‫معشر المسلمين"‪ ،‬وعظم عند ذلففك البلء‪ ،‬واشففتد الخففوف‪ ،‬وأتففاهم‬

‫‪217‬‬
‫عدوهم من فوقهم‪ ،‬ومن أسفففل منهففم‪ ،‬حففتى ظففن المسففلمون كففل‬
‫ظن‪ ،‬ونجم النفاق من بعض المنافقين‪ ،‬حتى قال معتففب بففن قشففير‬
‫أخو بني عمرو بن عوف‪ :‬كففان محمففد يعففدنا أن نأكففل كنففوز كسففرى‬
‫وقيصر‪ ،‬وأحدنا ل يقدر أن يذهب إلى الغففائط‪ ،‬وحففتى قففال أوس بففن‬
‫قيظي أحد بني حارثة بن الحارث‪ :‬يا رسول الله إن بيوتنا لعورة من‬
‫العدو‪ ،‬وذلك عن مل من رجال قومه‪ ،‬فففأذن لنففا فلنرجففع إلففى دارنففا‪،‬‬
‫وإنها خارجة من المدينة‪ ،‬فأقام رسول الله صففلى اللففه عليففه وسففلم‬
‫بضعا ً وعشرين ليلة قريبا ً من شهر‪ ،‬ولففم يكففن بيففن القففوم حففرب إل‬
‫الرمي بالنبل والحصار"‪(1) .‬‬
‫هم م ف َ‬ ‫قولفه تعالى‪} :‬وََأن فَز َ‬
‫مففن‬‫ب ِ‬‫ل ال ْك ِت َففا ِ‬
‫ن أ هْ ف ِ‬ ‫ّ ْ‬ ‫ن ظ َففاهَُرو ُ‬‫ذي َ‬ ‫ل ال ّف ِ‬
‫ْ‬
‫ن‬‫سفُرو َ‬‫ن وَت َأ ِ‬ ‫قت ُل ُففو َ‬
‫ريقفا ً ت َ ْ‬
‫ب فَ ِ‬‫م الّرع ْف َ‬‫ف ِفي قُل ُففوب ِهِ ُ‬ ‫م وَ قَذ َ َ‬
‫صيهِ ْ‬
‫صَيا ِ‬‫َ‬
‫ريقا { ]سورة الحزاب ‪[33/26‬‬ ‫ً‬ ‫فَ ِ‬
‫‪-21688-257‬حدثنا ابن حميد‪ ،‬قال‪ :‬ثنا سلمة‪ ،‬قال‪ :‬ثني محمففد بففن‬
‫إسحاق‪ ،‬قال‪ :‬لما انصرف رسول الله صلى اللففه عليففه وسففلم عففن‬
‫الخندق راجعا ً إلى المدينة والمسلمون‪ ،‬ووضعوا السلح‪ ،‬فمففا كففانت‬
‫الظهر أتففى جبريففل رسففول اللففه صففلى اللففه عليففه وسففلم ‪-‬معتجففرا ً‬
‫بعمامة من إستبرق‪ ،‬على بغلة عليها رحاله‪ ،‬عليها قطيفة من ديباج‪-‬‬
‫؛ فقال‪ :‬أقد وضعت السلح يا رسول الله؟ قال‪" :‬نعم"‪ ،‬قال جبريل‪:‬‬
‫ما وضعت الملئكة السلح بعد‪ ،‬ما رجعت الن إل من طلففب القففوم‪،‬‬
‫إن الله يأمرك يا محمد بالسير إلى بني قريظة‪ ،‬وأنا عامد إلففى بنففي‬
‫قريظة‪ ،‬فأمر رسول الله صلى الله عليه وسففلم مناديففا‪ ،‬فففأذن فففي‬
‫الناس‪ :‬إن مفن كفان سفامعا مطيعفا فل يصفلين العصفر إل ففي بنفي‬
‫قريظة‪ .‬وقدم رسفول اللففه صفلى اللففه عليففه وسففلم علففي بفن أبففي‬
‫طالب _ برايته إلى بني قريظة وابتدرها الناس‪ ،‬فسار علي بففن أبففي‬
‫طالب _ حتى إذا دنا من الحصون‪ ،‬سمع منها مقالففة قبيحففة لرسففول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم منهم فرجع حتى لقي رسول اللففه صففلى‬
‫الله عليه وسلم بالطريق‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول الله ل عليك أل تدنو مففن‬
‫هؤلء الخباث‪ ،‬قال‪" :‬لم؟ أظنك سمعت لي منهم أذى"‪ ،‬قففال‪ :‬نعففم‬
‫يا رسول الله‪ .‬قال‪" :‬لو قد رأوني لم يقولوا مففن ذلففك شففيئا"‪ .‬فلمففا‬
‫دنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من حصونهم قال‪" :‬يفا إخفوان‬
‫القردة هل أخزاكم الله وأنفزل بكم نقمته؟"قالوا‪ :‬يا أبا القاسففم‪ ،‬مففا‬
‫ل؛ ومر رسول الله صلى اللفه عليفه وسفلم علفى أصفحابه‬ ‫كنت جهو ً‬
‫بالصففورين قبففل أن يصففل إلففى بنففي قريظففة‪ ،‬فقففال‪" :‬هففل مففر بكففم‬
‫أحد؟"فقالوا‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬قد مر بنا دحية بن خليففة الكلففبي علفى‬
‫بغلة بيضاء عليها رحالة عليها قطيفة ديباج‪ ،‬فقال رسول اللففه صففلى‬

‫إسناده ضعيف‪.‬‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪( 129 / 21‬‬

‫‪218‬‬
‫الله عليه وسلم ‪" :‬ذاك جبرائيل بعث إلففى بنففي قريظففة يزلففزل بهففم‬
‫حصونهم‪ ،‬ويقذف الرعب في قلوبهم"؛ فلما أتى رسففول اللففه صففلى‬
‫الله عليه وسلم قريظة؛ نفزل علففى بئر مففن آبارهففا فففي ناحيففة مففن‬
‫أموالهم يقال لها‪ :‬بئر أنا‪ ،‬فتلحق بففه النففاس‪ ،‬فأتففاه رجففال مففن بعففد‬
‫العشاء الخرة‪ ،‬ولم يصلوا العصر لقول رسول الله صلى اللففه عليففه‬
‫وسلم ‪" :‬ل يصلين أحد العصر إل في بنففي قريظففة"‪ ،‬فصففلوا العصففر‬
‫فما عابهم الله بذلك في كتابه ول عنفهم به رسوله‪(1) .‬‬
‫م َرب ّن َففا َأنفزِ ْ‬
‫ل ع َل َي ْن َففا‬ ‫م الل ّهُف ّ‬ ‫مْري َف َ‬‫ن َ‬ ‫سففى اب ْف ُ‬ ‫عي َ‬‫ل ِ‬ ‫قولفه تعالى‪} :‬قَففا َ‬
‫ك َواْرُزقَْنففا‬ ‫من َ‬ ‫ة ّ‬ ‫خرَِنا َوآي َ ً‬ ‫عيدا ً ّل َوّل َِنا َوآ ِ‬‫ن ل ََنا ِ‬ ‫ماء ت َ ُ‬
‫كو ُ‬ ‫س َ‬
‫ن ال ّ‬‫م َ‬ ‫مآئ ِد َة ً ّ‬‫َ‬
‫ن = ‪] { 114‬سورة المائدة ‪[5/114‬‬ ‫َ‬
‫خي ُْر الّرازِِقي َ‬‫ت َ‬ ‫وَأن َ‬
‫‪ -10132-258‬حدثنا القاسم‪ ،‬قال‪ :‬ثنا الحسففين‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففي حجففاج‪،‬‬
‫عن أبي معشر‪ ،‬عن إسحاق بففن عبففد الله‪ :‬أن المففائدة نفففزلت علففى‬
‫عيسى ابن مريم‪ ،‬عليها سبعة أرغفة وسبعة أحوات‪ ،‬يأكلون منها مففا‬
‫شففاؤوا‪ .‬قففال‪ :‬فسففرق بعضففهم منهففا‪ ،‬وقففال‪ :‬لعلهففا ل تنفففزل غففدا!‬
‫فرفعت‪(2) .‬‬
‫‪ -10133-259‬حدثنا المثني‪ ،‬قال‪ :‬ثنففا عبففد العلففى‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا داود‪،‬‬
‫عن سماك بن حرب‪ ،‬عن رجل من بني عجل قال‪ :‬صليت إلى جنب‬
‫عمار بن ياسر‪ ،‬فلما فرغ‪ ،‬قال‪ :‬هل تدري كيف كان شأن مائدة بني‬
‫إسرائيل؟ قال‪ :‬فقلت ل‪ .‬قال‪ :‬إنهم سألوا عيسى ابففن مريففم مففائدة‬
‫يكون عليها طعام يأكلون منه ل ينفد‪ ،‬قال‪ :‬فقيل لهم‪ :‬فإنهففا مقيمففة‬
‫لكم ما لم تخبئوا أو تخونوا أو ترفعوا‪ ،‬فإن فعلتم فإني أعذبكم عذابا‬
‫ل أعذبه أحدا من العالمين‪ .‬قال‪ :‬فما تم يومهم حففتى خففبئوا ورفعففوا‬
‫وخانوا‪ ،‬فعذبوا عففذابا لففم يعففذبه أحففدا مفن العففالمين‪ .‬وإنكففم معشففر‬
‫العرب كنتم تتبعون أذناب البل والشاء‪ ،‬فبعث الله فيكم رسول مففن‬
‫أنفسكم تعرفون حسبه ونسففبه‪ ،‬وأخففبركم علففى لسففان نففبيكم أنكففم‬
‫ستظهرون على العرب‪ ،‬ونهففاكم أن تكنفففزوا الففذهب والفضففة‪ ،‬وايففم‬
‫الله ل يذهب الليل والنهار حتى تكنفزوهما ويعذبكم عذابا أليما!‪(3) .‬‬
‫‪ -10135-260‬حدثنا محمد بن بشار‪ ،‬قال‪ :‬ثنا ابففن أبففي عففدي‪ ،‬عففن‬
‫سعيد‪ ،‬عن قتفادة‪ ،‬عفن خلس بفن عمفرو‪ ،‬عفن عمفار‪ ،‬قفال‪ :‬نففزلت‬
‫المائدة‪ ،‬وعليها ثمر من ثمر الجنففة‪ ،‬فففأمروا أن ل يخففبئوا ول يخونففوا‬
‫ول يدخروا‪ .‬قال‪ :‬فخان القوم وخبئوا وادخففروا‪ ،‬فحففولهم اللففه قففردة‬
‫وخنازير‪.‬‬
‫إسناده ضعيف‪.‬‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪( 151 / 21‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 133 / 7‬تفسير الدر المنثففور ) ‪- ( 236 / 3‬‬
‫تفسير ابن كثير ) ‪( 118 / 2‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 134 / 7‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 656 / 2‬‬
‫تفسير القرطبي ) ‪( 372 / 6‬‬

‫‪219‬‬
‫‪ -10136-261‬حدثنا بشر‪ ،‬قال‪ :‬ثنا يزيد‪ ،‬قال‪ :‬ثنا سعيد‪ ،‬عن قتففادة‪،‬‬
‫قال‪ :‬ذكر لنا أنها كانت مففائدة ينفففزل عليهففا الثمففر مففن ثمففار الجنففة‪،‬‬
‫وأمروا أن ل يخبئوا ول يخونوا ول يدخروا لغد‪ ،‬بلء ابتلهففم اللففه بففه‪،‬‬
‫وكانوا إذا فعلوا شيئا من ذلك أنبأهم بففه عيسففى‪ ،‬فخففان القففوم فيففه‬
‫فخبئوا وادخروا لغد‪(4) .‬‬

‫حسنه‬
‫‪ () 4‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 134 / 7‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 237 / 3‬‬
‫في التفسير الصحيح )‪(1/223‬‬

‫‪220‬‬
‫الدراسففففة‪:‬‬
‫يقول الله ‪-‬تبارك وتعالى‪ -‬معظم فا ً أمففر العهففد‪} :‬وَأ َوْفُففوا ْ‬
‫سففُؤول ً = ‪] { 34‬سففورة السففراء‬ ‫م ْ‬
‫ن َ‬ ‫ن ال ْعَْهففد َ َ‬
‫كففا َ‬ ‫ِبال ْعَْهففد ِ إ ِ ّ‬
‫‪ ، [17/34‬وأثنى على أهل الوفاء وعدهم هم أولوا اللبففاب‬
‫ق{ ]سففورة‬ ‫ميث َففا َ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫ضففو َ‬ ‫ق ُ‬ ‫ن ب ِعَهْد ِ الل ّفهِ وَل َ ِين ُ‬ ‫ن ُيوُفو َ‬ ‫ذي َ‬‫فقال‪} :‬ال ّ ِ‬
‫الرعد ‪[13/20‬‬
‫مففا ي َت َفذ َك ُّر أ ُوْل ُففوا ْ‬ ‫قال قتففادة رحمففه اللففه ‪ :‬قففال اللففه ‪}:‬إ ِن ّ َ‬
‫َ‬
‫ب{ ]سففورة الرعففد ‪ [13/19‬فففبين مففن هففم‪ ،‬فقففال‪:‬‬ ‫الل َْبففا ِ‬
‫ق{ ]سففورة الرعففد‬ ‫ن ال ْ ِ‬
‫ميث َففا َ‬ ‫ضففو َ‬ ‫ق ُ‬ ‫ن ب ِعَهْد ِ الل ّهِ وَل َ ِين ُ‬‫ن ُيوُفو َ‬ ‫ذي َ‬ ‫}ال ّ ِ‬
‫‪ [13/20‬فعليكم بوفاء العهد‪ ،‬ول تنقضوا هذا الميثاق‪ ،‬فففإن‬
‫الله تعالى قد نهى وقدم فيه أشد التقدمة‪ ،‬فذكره في بضع‬
‫وعشرين موضعًا‪ ،‬نصيحة لكم وتقدمة إليكم وحجة عليكففم‪،‬‬
‫وإنمففا يعظففم المففر بمففا عظمففه اللففه بففه عنففد أهففل الفهففم‬
‫والعقل‪ ،‬فعظموا ما عظم الله‪(1) .‬‬
‫ل‬ ‫ه علفففيه‪ ،‬وك ف ّ‬ ‫عوهِد َ الل ّف ُ‬ ‫قال ابن منظور‪" :‬العَهْد ُ كل ما ُ‬
‫عهففد والعهففد‪ :‬الوفففاء‪.‬‬ ‫ق‪ ،‬فهففو َ‬ ‫ما بفين العبادِ مففن الفمواِثفففي ِ‬
‫ن عَْهففدٍ{ ]سففورة‬ ‫مفف ْ‬ ‫هففم ّ‬ ‫جففد َْنا ل َك ْث َرِ ِ‬ ‫مففا وَ َ‬ ‫وففففي التنزيففل‪} :‬وَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫العففراف ‪ [7/102‬؛ أي مففن وفففاء؛ قففال أبففو الهيثم‪ :‬العهْفد ُ‬
‫جمع العُهْد َةِ وهو الفميثاق والفيمين التفي تستوثقُ بها مفمن‬
‫دك‪(2) ".‬‬ ‫يعاه ُ‬
‫ق‪ :‬العهففد‪ ،‬صففارت الففواو يففاء‬ ‫ميثا ُ‬ ‫موْث ِقُ و الفف ِ‬ ‫وقففال‪" :‬الفف َ‬
‫لصففل‪،‬‬ ‫لنكسففار مففا قبلهففا‪ ،‬والفففجمع الفمواِثفففيق علفففى ا َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ذي‬ ‫ه ال ّف ِ‬ ‫ميث َففاقَ ُ‬ ‫واثقة‪ :‬الفففمعاهدة؛ ومنففه قففوله تعالفففى‪} :‬وَ ِ‬ ‫م َ‬ ‫الف ُ‬
‫مْفعففال‬ ‫ق‪ :‬العهد‪ِ ،‬‬ ‫ميثا ُ‬ ‫كم ب ِِه{ ]سورة المائدة ‪ [5/7‬و الف ِ‬ ‫ق ُ‬ ‫َواث َ َ‬
‫لسففير‬ ‫لصل حبل َأو َقف فْيد ُيش فد ّ بففه ا َ‬ ‫من الوثاق‪ ،‬وهو ففي ا َ‬
‫َ ِ‬
‫مواَثق ِ‬
‫ة‬ ‫ميثاقُ مفففن الفففف ُ‬ ‫والدابفففة ‪ .‬وففففي التهفففذيب‪" :‬الفففف ِ‬
‫َ‬
‫ن كففذا‬ ‫موْث ِقُ ‪ .‬تقففول‪ :‬واث َْقت ُففه بففا لفَْعل ف ّ‬ ‫والفمعاهدة؛ ومنه الف َ‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 139 / 13‬تفسير الدر المنثور ) ‪- ( 636 / 4‬‬


‫تفسير القرطبي ) ‪( 307 / 9‬‬
‫‪ () 2‬لسان العرب ج ‪ 3‬ص ‪311‬‬

‫‪221‬‬
‫لمففر ِإذا‬ ‫وكذا ‪ .‬ويقال‪ :‬است َوث َْقت مففن فلن و ت َفوث ّْقت مففن ا َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ‬
‫َ‬
‫ة" )‪(1‬‬ ‫وثاق ِ‬ ‫أخذت ففيه بال َ‬
‫ص لنففا القففرآن عشففرات العهففود والمواثيففق الففتي‬ ‫لقد ق ّ‬
‫نقضها اليهود وهففدموها وخرجففوا عليهففا ولففم يرعوهففا‪ ،‬قففال‬
‫ما آت َي َْنا ُ‬
‫كم‬ ‫ذوا ْ َ‬
‫خ ُ‬
‫طوَر ُ‬‫م ال ّ‬
‫م وََرفَعَْنا فَوْقَك ُ ُ‬
‫ميَثاقَك ُ ْ‬‫خذ َْنا ِ‬‫تعالى‪} :‬وَإ ِذ ْ أ َ َ‬
‫ك‬ ‫م ت َوَل ّي ُْتم ّ‬
‫من ب َعْد ِ ذ َل ِ َ‬ ‫ن = ‪ 63‬ث ُ ّ‬ ‫قو َ‬‫م ت َت ّ ُ‬‫ما ِفيهِ ل َعَل ّك ُ ْ‬ ‫قوّةٍ َواذ ْك ُُروا ْ َ‬‫بِ ُ‬
‫ن = ‪{ 64‬‬ ‫ري َ‬
‫سف ِ‬ ‫خا ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫مف َ‬ ‫ه لَ ُ‬
‫كنت ُففم ّ‬ ‫مت ُ ُ‬‫ح َ‬
‫م وََر ْ‬ ‫ل الل ّهِ ع َل َي ْك ُ ْ‬
‫ض ُ‬‫فَل َوْل َ فَ ْ‬
‫]سورة البقرة ‪. [64-2/63‬‬
‫كرا ً بنففي‬ ‫قال ابن كففثير رحمففه اللففه ‪" :‬يقففول تعففالى مففذ ّ‬
‫إسرائيل ما أخذ عليهم من العهففود والمواثيففق باليمففان بففه‬
‫مففا أخففذ‬ ‫وحده ل شريك لفه واّتباع رسله‪ ،‬وأخبر تعالى أن ّففه ل ّ‬
‫عليهم الميثاق رفع الجبل فوق رؤوسهم ليقروا بما عوهدوا‬
‫عليه‪ ،‬ويأخذوه بقوة وجزم وامتثال‪ ،‬قال ابن عباس ف رضففي‬
‫الله عنهما ‪ :‬أنهم لما امتنعوا عن الطاعة ُرفع عليهم الجبل‬
‫وا أن يسففجدوا أمففر اللففه‬ ‫مففا أب َف ْ‬
‫سففدي فل ّ‬ ‫ليسففمعوا‪ .‬وقففال ال ّ‬
‫ش فَيهم فسففقطوا‬ ‫الجبل أن يقع عليهم فنظففروا إليففه وقففد غَ ِ‬
‫جدا ً فسجدوا على شقّ ونظففروا بالشفقّ الخففر فرحمهففم‬ ‫س ّ‬‫ُ‬
‫ب إلففى اللففه‬ ‫الله فكشفه عنهم‪ ،‬فقالوا والله ما سففجدةٌ أحف ّ‬
‫مففن سففجدةٍ كشففف بهففا العففذاب عنهففم فهففم يسففجدون‬
‫وة ‪.....‬‬ ‫كذلك ‪ .....‬فأقروا بذلك أّنهم يأخذون ما أوتوا به بق ف ّ‬
‫قال أبو العالية والففربيع }َواذ ْك ُفُروا ْ َمففا ِفي فِه{ ]سففورة البقففرة‬
‫‪ [2/63‬يقول‪ :‬اقرءوا مففا فففي التففوراة واعملففوا بففه‪ ،‬وقففوله‬
‫م تففوليتم مففن بعففد ذلففك ‪ {...‬ثففم بعففد هففذا الميثففاق‬ ‫تعففالى }ث ُف ّ‬
‫المؤكد العظيم توّليتم عنه وانثنيتففم ونقضففتموه" )‪ (2‬ويقففول‬
‫ن إ ِل ّ الّلفف َ‬
‫ه‬ ‫ل ل َ ت َعُْبفف ُ‬
‫دو َ‬ ‫سففَراِئي َ‬‫ميَثففاقَ ب َِنففي إ ِ ْ‬ ‫تعففالى‪} :‬وَإ ِذ ْ أ َ َ‬
‫خففذ َْنا ِ‬
‫كين وَُقوُلففوا ْ‬ ‫مى َوال ْ َ‬ ‫قْرَبففى َوال ْي ََتففا َ‬ ‫سففانا ً وَِذي ال ْ ُ‬ ‫وَِبال ْ َ‬
‫سففا ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫واِلففد َي ْ ِ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫من ُ‬
‫كفف ْ‬ ‫م إ ِل ّ قَِليل ً ّ‬ ‫م ت َوَل ّي ْت ُ ْ‬
‫كاة َ ث ُ ّ‬ ‫صل َة َ َوآُتوا ْ الّز َ‬ ‫موا ْ ال ّ‬‫سنا ً وَأِقي ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ِللّنا ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م وَل َ‬‫مففاَءك ُ ْ‬‫ن دِ َ‬‫كو َ‬ ‫ف ُ‬ ‫س ِ‬ ‫م ل َ تَ ْ‬ ‫ميَثاقَك ُ ْ‬
‫خذ َْنا ِ‬ ‫ن = ‪ 83‬وَإ ِذ ْ أ َ‬ ‫ضو َ‬ ‫م عْرِ ُ‬ ‫وَأنُتم ّ‬
‫َ‬ ‫كم من ديففارك ُم ث ُف َ‬ ‫ن َأن ُ‬
‫ن = ‪84‬‬ ‫دو َ‬‫ش فه َ ُ‬‫م تَ ْ‬ ‫م وَأنت ُف ْ‬ ‫م أقَْرْرت ُف ْ‬ ‫ّ‬ ‫َِ ِ ْ‬ ‫س ُ ّ‬ ‫ف َ‬ ‫جو َ‬ ‫خ رِ ُ‬ ‫تُ ْ‬

‫‪ () 1‬لسان العرب ج ‪ 10‬ص ‪371‬‬


‫‪ () 2‬تفسير ابن كثير‪،1/141 :‬‬

‫‪222‬‬
‫م‬
‫مففن د ِي َففارِه ِ ْ‬
‫كم ّ‬ ‫ريقا ً ّ‬
‫من ُ‬ ‫ن فَ ِ‬
‫جو َ‬
‫خ رِ ُ‬ ‫سك ُ ْ‬
‫م وَ ت ُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ن َأن ُ‬
‫قت ُُلو َ‬
‫ؤلِء ت َ ْ‬ ‫م هَ ُ‬ ‫ثُ َ‬
‫م أنت ُ ْ‬
‫ّ‬
‫ن{ ]سورة البقففرة ‪.[85-2/83‬‬ ‫ن ع َل َي ِْهم ِبال ِث ْم ِ َوال ْعُد َْوا ِ‬ ‫ظاهَُرو َ‬‫تَ َ‬
‫فقد بّين الله تعالى أّنه أخذ الميثاق على بني إسرائيل بففأن‬
‫ل يعبففدوا إل ّ اللففه‪ ،‬وبففأن يحسففنوا للوالففدين وذي القربففى‬
‫واليتامى والمسففاكين‪ ،‬وأن ل يسفففكوا الففدماء‪ ،‬وقففد أق فّروا‬
‫بهذا الميثاق واعترفوا به وشهدوا على أنفسهم‪ .‬وبعففد هففذا‬
‫ك ُّله نقضوا عهففد اللففه وميثففاقه الففذي واثقهففم بففه‪ ،‬فسفففكوا‬
‫دماء وقتل بعضهم بعضفا ً وأخرجففوا بعضففهم مففن ديففارهم‪.‬‬ ‫ال ّ‬
‫وقد نفففزلت هففذه اليففات فففي معففرض النكففار علففى اليهففود‬
‫الذين كانوا في زمان رسول اللففه صففلى اللففه عليففه وسففلم‬
‫بالمدينة وما كانوا يعانونه من الِقتال مع الوس والخزرج‪.‬‬
‫ن الوس والخففزرج‪،‬‬ ‫يقول ابن كثير رحمه الله ‪" :‬وذلك أ ّ‬
‫وهم النصار‪ ،‬كانوا في الجاهلية عُّباد أصففنام ٍ وكففانت بينهففم‬
‫حروب كثيرة‪ ،‬وكانت يهود المدينة ثلث قبائل‪ :‬بنففو قينقففاع‬
‫وبنففو النضففير حلفففاء الخففزرج‪ ،‬وبنففو قريظففة حلفففاء الوس‬
‫ق مففع حلفففائه‬ ‫فكانت الحرب إذا نشبت بينهم قاتل كل فري ٍ‬
‫فيقتففل اليهففودي أعففداءه‪ ،‬وقففد يقتففل اليهففودي الخففر مففن‬
‫ص‬
‫م عليهففم فففي دينهففم ونفف ّ‬ ‫الفريففق الخففر‪ ،‬وذلففك حففرا ٌ‬
‫ن أهففل المل ّففة الواحففدة بمنفففزلة النفففس‬ ‫كتابهم ‪ ....‬وذلففك أ ّ‬
‫ن{ أي ثففم أقررتففم‬ ‫َ‬ ‫الواحففدة‪ُ} ...‬ثفف َ‬
‫دو َ‬ ‫م تَ ْ‬
‫شففهَ ُ‬ ‫م وَأنُتفف ْ‬ ‫م أقَْرْرُتفف ْ‬ ‫ّ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫حته وأنتففم تشففهدون بففه }ث ُف ّ‬
‫م أنت ُف ْ‬ ‫بمعرفة هذا الميثاق وصف ّ‬
‫م ‪ {...‬فكففانوا إذا كففانت بيففن الوس‬ ‫سففك ُ ْ‬ ‫ن َأن ُ‬
‫ف َ‬ ‫قت ُُلففو َ‬ ‫هفف ُ‬
‫ؤلِء ت َ ْ‬ ‫َ‬
‫ب خرجت بنففو قينقففاع مففع الخففزرج‪ ،‬وخرجففت‬ ‫والخزرج حر ٌ‬
‫ل واحدٍ مففن الفريقيففن‬ ‫النضير وقريظة مع الوس‪ُ ،‬يظاهر ك ّ‬
‫كوا دماَءهم بينهم وبأيففديهم‬ ‫ساف ُ‬ ‫حلفاءه على إخوانه‪ ،‬حّتى ت َ َ‬ ‫ُ‬
‫التوراة يعرفون فيها ما عليهم وما لهم‪.(1) ".‬‬
‫م‬‫منهُ ُ‬ ‫ل وَب َعَث َْنا ِ‬
‫سَرآِئي َ‬
‫ميَثاقَ ب َِني إ ِ ْ‬
‫ه ِ‬‫خذ َ الل ّ ُ‬ ‫قد ْ أ َ َ‬‫وقال تعالى‪} :‬وَل َ َ‬
‫ل الل ّه إنففي معك ُفم ل َئ ِ َ‬ ‫قيبا ً وََقا َ‬
‫م‬ ‫ص فل َة َ َوآت َي ْت ُف ُ‬‫م ال ّ‬ ‫ن أ قَ ْ‬
‫مت ُف ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ِّ‬ ‫شَر ن َ ِ‬‫ي عَ َ‬ ‫اث ْن َ ْ‬
‫سففنا ً‬ ‫َ‬
‫ح َ‬ ‫ه قَْرضفا ً َ‬ ‫م الل ّف َ‬ ‫م وَأقَْر ْ‬
‫ضفت ُ ُ‬ ‫مففوهُ ْ‬ ‫سفِلي وَع َّزْرت ُ ُ‬ ‫منُتم ب ُِر ُ‬ ‫الّز َ‬
‫كاة َ َوآ َ‬
‫حت ِهَففا ال َن ْهَففاُر‬ ‫مففن ت َ ْ‬ ‫ري ِ‬ ‫جف ِ‬ ‫ت تَ ْ‬
‫جّنا ٍ‬
‫م َ‬ ‫م وَل ُد ْ ِ‬
‫خل َن ّك ُ ْ‬ ‫سي َّئات ِك ُ ْ‬ ‫عنك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ن َ‬ ‫فَر ّ‬ ‫ل ُك َ ّ‬

‫‪ () 1‬المصدر السابق‬

‫‪223‬‬
‫ل = ‪ 12‬فَب ِ َ‬
‫مففا‬ ‫س فِبي ِ‬ ‫واء ال ّ‬ ‫سف َ‬ ‫ل َ‬ ‫ضف ّ‬‫قد ْ َ‬ ‫م فَ َ‬‫منك ُ ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫فَر ب َعْد َ ذ َل ِ َ‬ ‫من ك َ َ‬ ‫فَ َ‬
‫م ع َففن‬ ‫ن ال ْك َل ِف َ‬
‫حّرُفو َ‬ ‫ة يُ َ‬ ‫سي َ ً‬‫م َقا ِ‬ ‫جعَل َْنا قُُلوب َهُ ْ‬ ‫م وَ َ‬ ‫م َلعّناهُ ْ‬ ‫ميَثاقَهُ ْ‬ ‫ضِهم ّ‬ ‫ق ِ‬ ‫نَ ْ‬
‫ة‬
‫خآئ ِن َف ٍ‬‫ى َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫مففا ذ ُك ّفُروا ْ ب ِفهِ وَل َ ت َفَزا ُ‬ ‫حظ ّا ً ّ‬ ‫سوا ْ َ‬
‫ل ت َطل ِفعُ ع َل ف َ‬ ‫م ّ‬ ‫ض ع ِ ه ِ و َن َ ُ‬
‫وا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ّ‬
‫ن‬‫س فِني َ‬ ‫ح ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ْ‬
‫ب ال ُ‬ ‫حف ّ‬
‫ه يُ ِ‬ ‫ّ‬
‫ن الل َ‬ ‫ح إِ ّ‬ ‫ص فَ ْ‬
‫م َوا ْ‬ ‫ف ع َن ْهُ ْ‬ ‫م َفاع ْ ُ‬ ‫من ْهُ ُ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫م إ ِل قَِليل ّ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ّ‬
‫= ‪] { 13‬سورة المائدة ‪.[13-5/12‬‬
‫ص علينا القرآن نقضهم المواثيففق الففتي بينهففم‬ ‫وهكذا يق ّ‬
‫وبيففن اللففه‪ .‬وإن كففانوا قففد نقضففوا عهففودهم مففع اللففه فقففد‬
‫ة‬
‫جملفف ً‬ ‫كر ُ‬‫سله‪ .‬وحسبنا من ذلك أن نذ ُ‬ ‫نقضوها مع أنبيائه وُر ُ‬
‫من العهود والمواثيق التي أبرموها مع نبينا محمد بففن عبففد‬
‫م نقضففففوها‪.‬‬ ‫اللففففه صففففلى اللففففه عليففففه وسففففلم ثفففف ّ‬
‫‪-1‬أحبار اليهللود ينقضللون العهللد مللع رسللول الللله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬
‫ة من اليهود رسول الله صلى اللففه عليففه‬ ‫"حضرت عصاب ٌ‬
‫نل‬ ‫ل نسألك عنه ّ‬ ‫خل ٍ‬ ‫دثنا عن ِ‬ ‫وسلم فقالوا يا أبا القاسم ح ّ‬
‫ن إل ً نبي‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليففه وسففلم ‪:‬‬ ‫يعلمه ّ‬
‫مففة اللففه ومففا أخففذ‬ ‫مففا شففئتم ولكففن اجعلففوا لففي ذ ّ‬ ‫))سلوا ع ّ‬
‫يعقففوب علففى بنيففه لئن حففد ّث ُْتكم عففن شففيٍء فعرفتمففوه‬
‫لتتابُعنني على السلم‪ .‬فقالوا‪ :‬ذلك لك‪ ،‬فقال رسول اللففه‬
‫ما شئُتم‪ .‬قالوا‪ :‬أخبرنا عففن‬ ‫صلى الله عليه وسلم ‪ :‬سلوا ع ّ‬
‫حفّرم إسففرائيل‬ ‫ن‪ ،‬أخبرنا أيّ الطعففام َ‬ ‫ل نسألك عنهُ ّ‬ ‫أربع خل ٍ‬
‫على نفسه من قبل أن ُتنفزل التففوراة؟ وأخبرنففا كيففف مففاء‬
‫المففرأةِ ومففاء الّرجففل وكيففف يكففون الففذكر منففه والنففثى؟‬
‫مففي فففي التففوراة ومففن ولي ّففه مففن‬ ‫وأخبرنففا بهففذا النففبي ال ّ‬
‫الملئكة‪ ،‬فقال النبي صلى الله عليه وسففلم ‪ :‬عليكففم عهففد‬
‫الله لئن أنا أنبأتكم لتتابعنني؟‪ ،‬فأعطوه مففا شففاء اللففه مففن‬
‫عهد وميثففاق‪ ،‬فقففال‪ :‬نشففدتكم بالففذي أنفففزل التففوراة علففى‬
‫ن إسففرائيل يعقففوب مففرض مرض فا ً‬ ‫موسففى‪ ،‬هففل تعلمففون أ ّ‬
‫شديدا ً فطال سقمه منه فنذر لله نذرا ً لئن عافاه اللففه مففن‬
‫ب‬ ‫ب الطعففام والشففراب إليففه‪ .‬وكففان أحف ّ‬ ‫ن أح ّ‬ ‫م ّ‬
‫حّر َ‬‫مرضه لي ُ َ‬
‫ب الشراب إليه ألبانها‪ ،‬فقالوا‪:‬‬ ‫الطعام إليه لحوم البل وأح ّ‬
‫اللهم نعم‪ .‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬اللهففم‬

‫‪224‬‬
‫دكم بالله الذي ل إله إل ّ هو الذي أنفففزل‬ ‫اشهد عليهم‪ .‬وأنش ُ‬
‫ظ أبيض‬ ‫ن ماء الرجل غلي ٌ‬ ‫التوراة على موسى هل تعلمون أ ّ‬
‫ن مففاء المففرأة رقيففق أصفففر فأي ُّهمففا عل كففان لففه الولففد‬ ‫وأ ّ‬
‫ل‪ ،‬وإذا عل ماء الّرجل ماء المففرأة‬ ‫والشبه بإذن الله عّز وج ّ‬
‫كان الولد ذكرا ً بإذن الله‪ ،‬وإذا عل ماء المففرأة مففاء الرجففل‬
‫كان الولد أنثى بإذن الله عز وجل ‪ ،‬قالوا‪ :‬اللهم نعم‪ .‬قففال‪:‬‬
‫اللهففم اشففهد‪ .‬وأنشففدكم بففالله الففذي أنفففزل التففوراة علففى‬
‫ي تنام عيناه ول ينففام‬ ‫ن هذا النبي الم ّ‬‫موسى هل تعلمون أ ّ‬
‫قلبه(‪ .‬قالوا‪ :‬اللهم نعم‪ .‬قال‪ :‬اللهم اشهد‪ .‬قالوا‪ :‬أنففت الن‬
‫دثنا من وليك من الملئكة فعنففدها نجامعففك أو نفارقففك‪.‬‬ ‫فح ّ‬
‫ط إل وهو ولّيه‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فإن وليي جبريل ولم يبعث الله نبيا ً قَ ّ‬
‫قالوا‪ :‬فعندها نفارقك‪ ،‬ولو كان ولي ّففك سففواه مففن الملئكففة‬
‫دقوه؟‪ .‬قففالوا‪:‬‬ ‫دقناك‪ .‬قال‪ :‬فما يمنُعكففم أن ُتصف ّ‬ ‫تابعناك وص ّ‬
‫ريفف َ‬
‫ل‬ ‫عففد ُوّا ً ل ّ ِ‬
‫جب ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫من َ‬
‫كا َ‬ ‫ل َ‬‫ونا‪ .‬فأنفزل الله عز وجل }قُ ْ‬ ‫إّنه عد ّ‬
‫شَرى‬ ‫دى وَب ُ ْ‬
‫ن ي َد َي ْهِ وَهُ ً‬ ‫دقا ً ل ّ َ‬
‫ه ن َّزل َ ُ‬
‫ما ب َي ْ َ‬
‫ه‬ ‫ص ّ‬ ‫ن الل ّهِ ُ‬
‫فَإ ِن ّ ُ‬
‫م َ‬ ‫ع ََلى قَل ْب ِ َ‬
‫ك ب ِإ ِذ ْ ِ‬
‫كاُنوا ْ‬
‫= ‪] { 97‬سورة البقرة ‪ [2/97‬إلى قوله }ل َوْ َ‬
‫ن‬‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ل ِل ْ ُ‬
‫ب علففى‬
‫ن{ ]سورة البقرة ‪ [2/102‬فعندها باؤوا بغض ٍ‬ ‫مو َ‬ ‫ي َعْل َ ُ‬
‫غضب(( )‪.(1‬‬
‫‪ -2‬قبائل اليهود ن ََبذت العهود والمواثيق‪:‬‬
‫م النبي صلى الله عليه وسلم المدينة‪ ...‬وكتففب‬ ‫ما قد َ‬‫"ل ّ‬
‫ن‪ ،‬وكانوا ثلث طففوائف حففول المدينففة‪:‬‬ ‫بينهم وبينه كتاب أم ٍ‬
‫بني قينقاع‪ ،‬وبني النضير‪ ،‬وبني قريظة‪ ،‬فحاربته بنو قينقاع‬
‫بعد ذلك بعد بففدٍر وقدشففرقوا بوقعفة بففدر‪ ،‬وأظهففروا البغففي‬
‫والحسد فسارت إليهم جنود الله يقدمهم عبد الله ورسوله‬
‫هم أّول من حففارب مففن‬ ‫ة فو ُ‬
‫‪ ...‬وحاصرهم خمس عشرة ليل ً‬
‫حصففار‪،‬‬‫صففنوا فففي حصففونهم‪ ،‬فحاصففرهم أشفد ّ ال ِ‬‫اليهود وتح ّ‬
‫وقذف الله في قلوبهم الّرعب‪ ،‬فنفزلوا على حكففم رسففول‬

‫‪ () 1‬ابن كثير‪ ،‬تفسير القرآن العظيففم‪ ،173-1/172 :‬وقففد نقلففه عففن ابففن‬
‫جرير الطبري وعزاه إلى مسند المام أحمد‪ ،‬وقد ورد بعض المنففاظرات‬
‫في صحيح المام مسلم وفيها السؤال عن ماء الرجل والمففرأة والشففبه‪،‬‬
‫وفيها السؤال عن أول طعام أهل الجنة ونحو ذلك‪.‬‬

‫‪225‬‬
‫الله صلى الله عليه وسلم في رقابهم وأموالهم‪ ،‬ونسائهم‬
‫وذريتهم‪ ،‬وأمرهم أن يخرجوا من المدينة ول يجففاوروه بهففا‪.‬‬
‫ل أن لبثففوا فيهففا‬ ‫فخرجوا إلى أذ ِْرعات من أرض الشام‪ .‬فقف ّ‬
‫تى هلك أكثرهم"‪(1).‬‬ ‫ح ّ‬
‫ض العهد بنو النضير‪ :‬قال البخاري‪ :‬وكان ذلك بعففد‬ ‫م ن ََق َ‬
‫ث ّ‬
‫ب ذلففك أن ّففه صففلى اللففه‬ ‫بدٍر بسّتة أشهر‪ ،‬قاله عففروة‪ .‬وسفب َ ُ‬
‫عليه وسلم خرج إليهم في نفرٍ مففن أصففحابه‪ ،‬وكّلمهففم أن‬
‫ن الففذين قتلهمففا عمففرو بففن أميففة‬ ‫كلب ِي َي ْ ِ‬
‫يعينففوه فففي ديففة ال ِ‬
‫الضمري‪ ،‬فقالوا‪ :‬نفعل يا أبففا القاسففم‪ .‬اجلففس هاهنففا حففتى‬
‫ول لهففم الشففيطان‬ ‫نقضي حاجتك وخل بعضهم ببعففض‪ ،‬وس ف ّ‬
‫ب عليهففم فتففآمروا بقتلففه صففلى اللففه عليففه‬ ‫الشقاء الذي ك ُت ِ َ‬
‫وسلم ‪ ،‬وقالوا أّيكم يأخذ هذه الّرحى ويصعَد ُ فيلقيهففا علففى‬
‫رأسه يشدخه بها؟ فقال أشففقاهم عمففرو بففن جحاش ف‪ :‬أنففا‪.‬‬
‫ن بمففا‬‫فقال لهم سلم بن مشكم‪ :‬ل تفعلففوه فففوالله لُيخب َفَر ّ‬
‫هممتم به‪ ،‬وإّنه لنقض العهد الذي بيننا وبينه‪ ،‬وجففاء الففوحي‬
‫مففوا بففه فنهففض‬ ‫على الفور إليه من رّبه تبارك وتعالى بما هَ ّ‬
‫رعا ً وتوجه إلى المدينة ولحقه أصففحابه‪ ...‬وبعففث إليهففم‬ ‫مس ِ‬ ‫ُ‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اخرجوا مففن المدينففة‬
‫كم عشرًا‪ .‬فمن وجدت بعد ذلففك‬ ‫جلت ُ ُ‬ ‫ول تساكنوني بها وقد أ ّ‬
‫ت عنقففه‪ ،‬فأقففاموا أّيامفا ً يتجهّففزون‪ .‬وأرسففل إليهففم‬ ‫بها ضرب ُ‬
‫ن‬ ‫ُ‬
‫المنافق عبد اللففه بففن أبي أن ل تخرجففوا مففن ديففاركم فففإ ّ‬
‫حصففَنكم فيموتففون دونكففم‪،‬‬ ‫معففي ألفيففن يففدخلون معكففم ِ‬
‫حلفاؤكم من غطفان‪ .‬فبعثوا إلى رسول‬ ‫وتنصركم قريظة و ُ‬
‫الله إّنا ل نخرج من ديارنا فاصنع ما بففدا لففك‪.‬فكب ّففر رسففول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ونهضوا إليهففم‪ .‬وعلففي‬
‫ما انتهى إليهم‪ ،‬قاموا على‬ ‫ب _ يحمل اللواء‪ ،‬فل ّ‬ ‫بن أبي طال ٍ‬
‫حصففونهم يرمففون بالّنبففل والحجففارة‪ .‬واعففتزلتهم قريظففة‬

‫‪ () 1‬ابن القيم‪ ،‬شمس الدين محمد بن أبي بكر الدمشقي‪ ،‬زاد المعاد في‬
‫هدي خير العباد‪ ،127-126 :3 ،‬طبع مؤسسة الرسالة‪ ،‬الطبعة الثلثون‪،‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ 1418‬هف‬

‫‪226‬‬
‫وخففانهم ابففن ُأبففي وحلففاؤهفففم مففن غطفففان‪...‬فحاصففرهم‬
‫رسول الله صلى الله عليففه وسففلم وقطففع نخلهففم وحفّرق‪،‬‬
‫فأرسلوا إليه‪ :‬نحن نخرج عففن المدينففة‪ ،‬فأنفففزلهم علففى أن‬
‫ن لهم مففا حملففت البففل‬ ‫يخرجوا عنها بنفوسهم وذراريهم وأ ّ‬
‫إل ّ السلح‪.(1) ".‬‬
‫ما قريظة فكففانت أشفد ّ اليهففود عففداوةً لرسففول اللففه‬ ‫"وأ ّ‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وأغلظهم كفرا ً ولذلك جرى عليهففم‬
‫ي بن أخطب‬ ‫ما أغراهم حي ّ‬ ‫ما لم يجر على إخوانهم‪ ،‬وذلك ل ّ‬
‫ش على سففادتها‪ ،‬وغطفففان علففى قادتهففا‪،‬‬ ‫بقوله جئتكم بقري ٍ‬
‫م حففتى ننففاجز محمففدا ً‬ ‫وأنتففم أهففل الشففوكة والسففلح‪ ،‬فهل ف ّ‬
‫ّ‬
‫ونفرغ منه‪ ...‬فأجابوه إلففى مففا دعففاهم إليففه‪ ،‬ونقضففوا عهففد‬
‫رسول الله صلى اللففه عليففه وسففلم وأظهففروا س فّبه‪ ،‬فبلففغ‬
‫ل الله صلى الله عليه وسلم الخبر‪ ،‬فأرسففل يسففتعلم‬ ‫رسو َ‬
‫المر‪ ،‬فوجدهم قد نقضوا العهد‪ ،‬فكّبر وقففال‪)) :‬أبشففروا يففا‬
‫ما انصرف رسففول اللففه صففلى اللففه‬ ‫معشر المسلمين((‪ .‬فل ّ‬
‫عليففه وسففلم إلففى المدينففة لففم يكففن إل ّ أن وضففع سففلحه‪،‬‬
‫فجاءه جبريل عليه السلم فقال‪ :‬أوضففعت السففلح‪ ،‬واللففه‬
‫ن الملئكة لم تضع أسلحتها فففانهض بمففن معففك إلففى بنففي‬ ‫إ ّ‬
‫قريظة‪ ،‬فإني سائٌر أمامك أزلزل بهم حصونهم وأقذف في‬
‫قلففوبهم الّرعففب‪ ،‬فسففار جبريففل فففي مففوكبه مففن الملئكففة‬
‫ورسول الله صلى الله عليه وسلم على أثففره فففي مففوكبه‬
‫من المهاجرين والنصار‪ ،‬وأعطففى رسففول اللففه صففلى اللففه‬
‫عليه وسلم الراية علي بن أبي طالب _ ‪ ...‬ونازل حصففون‬
‫بني قريظة وحصففرهم خمس فا ً وعشففرين ليلففة‪ ،‬ول ّ‬
‫مففا اشففتد ّ‬
‫عليهم الحصار عرض عليهم رئيسففهم كعففب بففن أسففد ثلث‬
‫منهففن‪ .‬وانتهففى‬ ‫خصال‪ ،‬فأبوا عليففه أن يجيبففوه إلففى واحففدةٍ ِ‬
‫أمرهم إلى سعد بن معاذ _ إذ اختاره رسول الله صلى الله‬
‫ل منكم‪،‬‬ ‫ل‪)) :‬أل ترضون أن يحكم فيهم رج ٌ‬ ‫عليه وسلم قائ ً‬
‫فذاك إلى سعد بن معاذ((‪ ،‬وجيء بسعد _ فكان حكمففه أن‬

‫‪.‬‬
‫‪ () 1‬المصدر السابق‪128-127 :3 ،‬وأصل القصة في الصحيحين‬

‫‪227‬‬
‫سم الموال‪ .‬فقال رسففول‬ ‫ُتقّتل الرجال وُتسبى النساء وُتق ّ‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪)) :‬لقد حكمت فيهم بحكم اللففه‬
‫من فوق سبع سماوات((" )‪.(1‬‬
‫"وكان هذا هو هدي النففبي صففلى اللففه عليففه وسففلم إذا‬
‫صالح قوما ً فنقض بعضهم عهده وصففلحه وأقّرهففم البففاقون‬
‫ورضوا به‪ ،‬غزا الجميع وجعلهم كلهم ناقضين" )‪.(2‬‬
‫ده التاريخ قديما ً وحديثا ً فقد عاهدهم رسففول‬ ‫وهذا ما أك ّ َ‬
‫مفّر معنففا‬ ‫اللففه صففلى اللففه عليففه وسففلم فففي المدينففة كمففا َ‬
‫ما في العصر الحففديث‬ ‫ة‪.‬وأ ّ‬
‫سةٍ ونذال ٍ‬
‫ونقضوا عهودهم في خ ّ‬
‫ن‬ ‫فالعففالم ك ُل ّففه شففاهد ٌ علففى نقففض العهففود والوعففود‪ ،‬بففل إ ّ‬
‫اليهود يتخذون الوعود والمواثيففق أسففلوبا ً وسففبيل ً للوصففول‬
‫إلففى أغراضففهم‪ ،‬فقففد يعقففدون المعاهففدة حففتى يلتقطففوا‬
‫دوا أنفسهم‪ .‬فإذا تحقق لهم ما أرادوا ينكثففون‬ ‫أنفاسهم وي ُعِ ّ‬
‫العهد والوعد كعادتهم‪.‬‬
‫وممففا ينبغففي أن نشففير إليففه‪ ،‬ونحففن نسففتعرض شففهادة‬
‫ن القرآن الكريم قففد أك ّففد علففى ثبففات‬ ‫الُقرآن على اليهود‪ ،‬أ ّ‬
‫صفة في اليهود قديما ً وحديثًا‪ ،‬فاليات القرآنية تربط‬ ‫هذه ال ّ‬
‫بين اليهود المعاصرين للنبي صلى الله عليففه وسففلم وبيففن‬
‫آبائهم وأجدادهم الولين في مختلف أدوارهم ربطا ً محكم فا ً‬
‫ل ومففا‬ ‫ق وأحففوا ٍ‬ ‫ن مففا عليففه اليهففود مففن أخل ٍ‬
‫كأّنما هي ت ُِقّر أ ّ‬
‫خل ُِقّيفف ٍ‬
‫ة‬ ‫جب ِّلففةٍ ُ‬
‫وقفوه من مواقف إّنما هي مظهٌر من أصول ِ‬
‫راسخةٍ يتوارثها البناء عففن البففاء‪ ،‬بففل هففذا مففا شففهدت بففه‬
‫التوراة والنجيل‪.‬‬
‫شهادة التوراة والنجيل‪:‬‬
‫دس‪ ،‬وبرغفففم تحريفهفففا‬ ‫ن التفففوراة كتفففابهم المقففف ّ‬
‫مفففع أ ّ‬
‫ل من الشففارة‬ ‫وتعّرضها للتزييف على أيديهم إل ّ أنّها لم تخ ُ‬
‫إلففى أخلقهففم الذميمففة‪ ،‬سففيما خلففق الغففدر والخيانففة ونبففذ‬
‫العهود‪.‬‬
‫‪ () 1‬المصدر السابق‪ ،‬بتص فّرف‪ ،134-129 :3 ،‬والروايففة فففي الصففحيحين‬
‫وآخرها ))لقد حكمت فيهم بحكم الله ‪((Œ‬‬
‫‪ () 2‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪136 :‬‬

‫‪228‬‬
‫ل‬ ‫سفرِ التثنيةِ من الصحاح ‪ 32‬عدد ‪" 19‬إّنهففم جي ف ٌ‬ ‫ففي ِ‬
‫متقّلب أولد ٌ ل أماَنة فيهم‪".‬‬ ‫ُ‬
‫وإّنك لتعجب حينما تقرأ في سفر أشعيا الصحاح ‪ 59‬ما‬
‫صففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففه‪:‬‬ ‫ن ّ‬
‫طهم ل تصففير ثوب فًا‪ ،‬ول يكتسففون بأعمففالهم‪ ،‬أعمففالهم‬ ‫"خيو ُ‬
‫ظلم في أيففديهم‪ ،‬أرجلهففم إلففى الش فّر‬ ‫ل إثم‪ "،‬وفعل ال ُ‬ ‫أعما ُ‬
‫هم أفكففار إثففم‪ ،‬فففي‬ ‫دم‪ .‬أفكففاُر ُ‬‫تجري وتسرع إلى سفففك الف ّ‬
‫طرقهم اغتصاب وسحق‪ ،‬طريق السلم لم يعرفوه‪ ،‬وليس‬
‫ل مففن‬ ‫ة ك ُف ّ‬ ‫في مسالكهم عدل‪ ،‬جعلوا لنفسهم سبيل ً معو ّ‬
‫ج ً‬
‫يسير فيها ل يعرف سلمًا"‬
‫س فَفكة دمففاء وأولد‬ ‫ما النجيل فقد شهد عليهففم بففأّنهم َ‬ ‫أ ّ‬
‫أففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففاعي‪.‬‬
‫ففي إنجيل مّتى الصحاح ‪ 23‬العففدد ‪" 25‬يففا أولد الفففاعي‬
‫كيف تقدرون أن تتكلمففوا‪ ،‬بالصففالحات‪ ،‬وأنتففم أشففرار فففإّنه‬
‫من فضلة القلب يتكلم اللسان"‪.‬‬
‫وفففي إنجيففل مّتففى أيضففا ً الصففحاح ‪ 23‬فقففرة ‪" 39‬يففا‬
‫أورشليم يا قاتلة النبياء وراجمة المرسلين إليها ‪"...‬‬
‫ة‬‫ن نقففض العهففود صففف ٌ‬ ‫فالففذي نخلففص إليففه ممففا سففبق أ ّ‬
‫ة‬
‫ة وسففلل ٌ‬ ‫ن اليهود سلسل ٌ‬ ‫ل العهود‪.‬إذ إ ّ‬ ‫ة لليهود‪ .‬في ك ّ‬ ‫ملزم ٌ‬
‫وعت‬ ‫ة في حلقاتها مهما تباعدت الزمنة وتنفف ّ‬ ‫واحدةٌ متشابه ٌ‬
‫ن المففرء يراهففم‬ ‫ل من إعجاز القففرآن الكريففم أ ّ‬ ‫البيئات‪ .‬ولع ّ‬
‫فففي أخلقهففم اليففوم صففورة ً طبففق الصففل لمففا وصفففهم بففه‬
‫ت وأخلق‪ ،‬ولم تزدهففم الي ّففام فيهففا‬ ‫القرآن الكريم من صفا ٍ‬
‫إ ل ّ رسففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففوخًا‪.‬‬
‫يقول الدكتور عبد السّتار فتح الله‪" :‬وإنففه لم فٌر عجيففب أن‬
‫ة من البشر على هففذا النمففط وتمتففد فففي سلسففلة‬ ‫م ٌ‬
‫توجد أ ّ‬
‫ل‬ ‫صل في أجيالها جميعا ً كفف ّ‬ ‫واحدةٍ عبر الزمنة والمكنة وتتأ ّ‬
‫خلئق السوء إلى هذا الحد ّ الرهيب‪ ،‬ويكاد العقل ينكر هففذا‬
‫دق استمرار هذا السعار النفسي فففي‬ ‫للوهلة الولى ول يص ّ‬
‫الجيل بعد الجيل علففى امتففداد أكففثر مففن ثلثففة آلف سففنة‪،‬‬

‫‪229‬‬
‫ولكن هذا فعل ً هو الواقع‪ ،‬اليهود ودينهم بل هو دينهم الففذي‬
‫وضعوه لنفسهم‪ ،‬وُأش فرَِبته قلففوبهم علففى تعففاقب القففرون‬
‫ة" )‪.(1‬‬
‫سب ً‬
‫مكت َ َ‬
‫ة ُ‬
‫والجيال حّتى كأّنه صار سليق ً‬
‫اليهففود نقضففة عهففود ومواثيففق‪ ،‬وأول آيففة توافيففك فففي‬
‫ن‬ ‫الميثاق و نقضة هي في حق اليهود كقولفه تعففالى‪} :‬اّلفف ِ‬
‫ذي َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫م فَر الل ّف ُ‬
‫ه ب ِفهِ أ ْ‬ ‫مففا أ َ‬
‫ن َ‬ ‫قط َعُففو َ‬
‫ميث َففاقِهِ وَي َ ْ‬
‫ن ب َعْد ِ ِ‬ ‫ن ع َهْد َ الل ّهِ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ضو َ‬ ‫ق ُ‬‫َين ُ‬
‫ن = ‪{ 27‬‬ ‫سففُرو َ‬ ‫خا ِ‬‫م ال ْ َ‬
‫هفف ْ‬‫ك ُ‬‫ض أ ُوْل َئ ِ َ‬ ‫َ‬
‫ن ِفففي الْر ِ‬ ‫دو َ‬ ‫سفف ُ‬
‫ف ِ‬ ‫ل وَ ي ُ ْ‬‫صفف َ‬
‫ُيو َ‬
‫]سورة البقرة ‪[2/27‬‬
‫قال الطبري‪" :‬وأولى القوال عندي بالصواب فففي ذلففك‬
‫قول من قال‪ :‬إن هذه اليات نفزلت في كفار أحبار اليهففود‬
‫الذين كانوا بين ظهراني مهاجر رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم وما قرب منها من بقايا بني إسرائيل‪(2) ".‬‬
‫وقد فصل لنففا اللففه ‪-‬تبففارك وتعففالى‪ -‬المواثيففق والعهففود‬
‫الففتي نقضففوها ولكففن أظهففر آيففة فففي بيففان أن هففذا الخلففق‬
‫متأصل في النفس اليهودية وأن فيه خاصية الستمرار فففي‬
‫أجيففالهم ولكففي يلتفففت المسففلمون ول يغيففب عنهففم هففذا‬
‫ت‬ ‫ق فد ْ َأنف فَزل َْنا إ ِل َي ْف َ‬
‫ك آي َففا ٍ‬ ‫التحذير طرفة عيففن قففوله تعففالى‪} :‬وَل َ َ‬
‫قو َ‬
‫ق‬ ‫دوا ع َْهدا ً ن َب َفذ َه ُ فَ ِ‬
‫ري ف ٌ‬ ‫عاهَ ُ‬ ‫ن أوَك ُل ّ َ‬
‫ما َ‬ ‫س ُ َ‬
‫فا ِ‬‫فُر ب َِها إ ِل ّ ال ْ َ‬‫ما ي َك ْ ُ‬
‫ت وَ َ‬‫ب َي َّنا ٍ‬
‫من هم ب ْ َ‬
‫ن = ‪] { 100‬سورة البقرة ‪[2/100‬‬ ‫مُنو َ‬ ‫م ل ي ُؤ ْ ِ‬ ‫ل أك ْث َُرهُ ْ‬ ‫ِ ُْ ْ َ‬
‫وكان مففن أول الناقضففين المعاصففرين لنبينففا صففلى اللففه‬
‫عليه وسلم ما فعله مالك بن الصيف‪ (3) ،‬حين بعث رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم وذكر ما أخذ عليهم من الميثاق‬
‫وما عهد الله إليهم فيه‪ :‬والله ما عهد إلينا في محمد صففلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ -‬وما أخذ له علينا ميثاقًا‪.‬‬
‫والمواثيق التي نقضوها مع الله كثير نففذكر منهففا أمثلففة‬
‫تدل على المقصود فمن ذلك‪:‬‬
‫ميثاق العمل بما في التوراة وأخذها بقوة وتبيق ما فيها كقففوله تعففالى‪} :‬وَإ ِذ ْ‬

‫‪ () 1‬صالح‪ ،‬د‪ .‬سعد الدين السيد‪ ،‬العقيدة اليهودية وخطرها على النسانية‪،‬‬
‫ص‪ ،28 :‬دار التابعين‪ ،‬عين شمس‪ ،‬الطبعة الثانية‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ‪1/219‬‬
‫‪ () 3‬من أحبار اليهود وهو الذي عناه النبي ‪ ‬بقوله الحبر السمين جلى مع‬
‫قومه بنو قينقاع في السنة الثانية للهجرة‬

‫‪230‬‬
‫ق فوّةٍ َواذ ْك ُفُروا‬ ‫ما آت َي َْناك ُ ْ‬
‫م بِ ُ‬ ‫خ ُ‬
‫ذوا َ‬ ‫م ال ّ‬
‫طوَر ُ‬ ‫م وََرفَعَْنا فَوْقَك ُ ْ‬ ‫ميَثاقَك ُ ْ‬ ‫أَ َ‬
‫خذ َْنا ِ‬
‫ن = ‪] { 63‬سففورة البقففرة ‪ [2/63‬قففال ابففن كففثير‪:‬‬ ‫قو َ‬ ‫م ت َت ّ ُ‬‫ما ِفيهِ ل َعَل ّك ُ ْ‬ ‫َ‬
‫"يقول تعالى مففذكرا ً بنففي إسففرائيل مففا أخففذ عليهففم مففن العهففود والمواثيففق؛‬
‫باليمان به وحده ل شريك لفه‪ ،‬واتباع رسله‪ ،‬وأخبر تعالى أنه لما أخذ عليهففم‬
‫الميثاق رفع الجبل فوق رءوسفهم ليقففروا بمفا عوهففدوا عليففه ويأخففذوه بقفوة‬
‫وحزم وامتثال‪ ،‬قال السدي‪ :‬فلما أبو أن يسجدوا أمر الله الجبل يقففع عليهففم‬
‫فنظروا اليه وقد غشيهم فسقطوا سجدا ً فسجدوا على شق ونظروا بالشففق‬
‫الخر‪ ،‬فرحمهم الله فكشفه عنهم‪ ،‬فقالوا والله ما سجدة أحب إلى الله مففن‬
‫سجدة كشف بها العذاب عنهم فهم يسجدون كذلك‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫م‬‫ولكن التيجة هي التولي عن أمر الله قففال تعففالى‪ُ} :‬ثفف ّ‬
‫ن‬
‫مف ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ه لَ ُ‬
‫كنت ُف ْ‬ ‫مت ُف ُ‬
‫ح َ‬
‫م وََر ْ‬‫ل الل ّفهِ ع َل َي ْك ُف ْ‬ ‫ك فَل َ ْ‬
‫ول فَ ْ‬
‫ضف ُ‬ ‫ن ب َعْد ِ ذ َل ِ َ‬
‫م ْ‬‫م ِ‬‫ت َوَل ّي ْت ُ ْ‬
‫ن = ‪] { 64‬سورة البقرة ‪[2/64‬‬ ‫ري َ‬
‫س ِ‬‫خا ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ميثاق الله عليهم بتوحيده والبر بالوالدين والحسان الففى القففارب ومخاطبففة‬
‫الناس بالحسن من القول مع إقام الصلة وإيتاء الزكاة كما قال تعالى‪} :‬وَإ ِذ ْ‬
‫سففانا ً وَِذي‬ ‫ح َ‬‫ن إِ ْ‬ ‫ه وَِبال ْ َ‬
‫وال ِد َي ْ ِ‬ ‫ن إ ِل ّ الل ّ َ‬ ‫ل ل َ ت َعْب ُ ُ‬
‫دو َ‬ ‫سَراِئي َ‬ ‫ميَثاقَ ب َِني إ ِ ْ‬ ‫خذ َْنا ِ‬ ‫أَ َ‬
‫َ‬
‫صفل َةَ‬‫مففوا ْ ال ّ‬‫سففنا ً وَأِقي ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ُ ْ‬
‫ن وَُقولوا ِللن ّففا ِ‬ ‫كي ِ‬
‫سا ِ‬‫م َ‬ ‫مى َوال ْ َ‬ ‫قْرَبى َوال ْي ََتا َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫كاةَ{ ]سورة البقرة ‪[2/83‬‬ ‫َوآُتوا ْ الّز َ‬

‫والنيجة ممن تعودوا النحراف عن مففا أخففذ عليهففم }ث ُف ّ‬


‫م‬
‫َ‬
‫ن = ‪] { 83‬سورة البقففرة‬ ‫ضو َ‬
‫م عْرِ ُ‬
‫م ُ‬ ‫من ْك ُ ْ‬
‫م وَأن ْت ُ ْ‬ ‫ت َوَل ّي ْت ُ ْ‬
‫م إ ِل ّ قَِليل ً ِ‬
‫‪ [2/83‬وهذا خبر من الله جل ثناؤه عن يهود بني إسففرائيل‬
‫أنهم نكثوا عهده ونقضوا ميثاقه‪ ،‬بعففدما أخففذ اللففه ميثففاقهم‬
‫على الوفاء له بأن ل يعبدوا غيره‪ ،‬وأن يحسففنوا إلففى البففاء‬
‫والمهات‪ ،‬ويصلوا الرحام‪ ،‬ويتعطفوا علففى اليتففام‪ ،‬ويففؤدوا‬
‫حقوق أهل المسكنة إليهم‪ ،‬ويأمروا عبففاد اللففه بمففا أمرهففم‬
‫الله بففه ويحثففوهم علففى طففاعته‪ ،‬ويقيمففوا الصففلة بحففدودها‬
‫وفرائضها‪ ،‬ويؤتوا زكففاة أمففوالهم‪ .‬فخففالفوا أمففره فففي ذلفك‬

‫‪ () 1‬تفسير ابن كثير ‪257-1/256‬‬

‫‪231‬‬
‫كله‪ ،‬وتولوا عنه معرضين‪ ،‬إل من عصمه الله منهففم فففوفى‬
‫لله بعهده‪(1) .‬‬
‫ميثاق الله لهم مع بني جنسهم بعدم القتل والخراج من الديار‪.‬‬

‫مففاَءك ُ ْ‬
‫م َول‬ ‫ن دِ َ‬
‫كو َ‬‫ف ُ‬‫سف ِ‬
‫م ل تَ ْ‬ ‫ميث َففاقَك ُ ْ‬ ‫كما قال تعالى‪}:‬وَإ ِذ ْ أ َ َ‬
‫خذ َْنا ِ‬
‫ن = ‪{ 84‬‬ ‫َ‬ ‫فسك ُم من ديارك ُم ث ُ َ‬ ‫خرجو َ‬
‫دو َ‬ ‫م تَ ْ‬
‫ش هَ ُ‬ ‫م وَأن ْت ُ ْ‬‫م أقَْرْرت ُ ْ‬‫ن أن ُ َ ْ ِ ْ ِ َ ِ ْ ّ‬ ‫تُ ْ ِ ُ َ‬
‫]سورة البقرة ‪[2/84‬‬
‫وقد أجاب الطبري عن تساؤل مفففترض وهففو‪" :‬أو كففان‬
‫القوم يقتلون أنفسهم‪ ،‬ويخرجونها مففن ديارهففا‪ ،‬فنهففوا عففن‬
‫ذلك؟ فأجاب‪ :‬ليس المر في ذلك على ما ظننففت‪ ،‬ولكنهففم‬
‫نهوا عن أن يقتل بعضهم بعضًا‪ ،‬فكان في قتل الرجل منهم‬
‫الرجل قتل نفسه‪ ،‬إذ كانت ملتهما بمنفزلة رجل واحففد‪(2) ".‬‬
‫وقال القرطبي‪" :‬وإنما كان المففر أن اللففه تعففالى قففد أخففذ‬
‫على بني إسرائيل في التوراة ميثاقا ً أل يقتل بعضهم بعضًا‪،‬‬
‫ول ينفيه ول يسترقه‪ ،‬ول يدعه يسرق‪ ،‬إلففى غيففر ذلففك مففن‬
‫الطاعات‪(3) ".‬‬
‫م‬ ‫وماكان منهم ال ّ إفساد الميثاق كما قال تعالى‪} :‬ث ُ َ‬
‫م أن ْت ُ ْ‬
‫ّ‬
‫م‬‫ن د َِيففارِه ِ ْ‬ ‫مفف ْ‬ ‫م ِ‬ ‫كفف ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ريقففا ً ِ‬ ‫ن فَ ِ‬ ‫جففو َ‬ ‫خ رِ ُ‬‫م وَ ت ُ ْ‬ ‫سففك ُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ن َأن ُ‬ ‫قت ُُلففو َ‬ ‫ؤلء ت َ ْ‬ ‫هفف ُ‬‫َ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫م‬ ‫دوهُ ْ‬ ‫فففا ُ‬‫سففاَرى ت ُ َ‬ ‫مأ َ‬ ‫ن ي َفأُتوك ُ ْ‬ ‫ن و َإ ِ ْ‬ ‫م ب ِففال ِث ْم ِ َوال ْعُ فد َْوا ِ‬ ‫ن ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫ظاهَُرو َ‬ ‫ت َت َ َ‬
‫خراجهف َ‬
‫ن‬ ‫ففُرو َ‬ ‫ب وَت َك ْ ُ‬ ‫ض ال ْك ِت َففا ِ‬ ‫ن ب ِب َعْف ِ‬ ‫من ُففو َ‬ ‫م أفَت ُؤ ْ ِ‬ ‫م إِ ْ َ ُ ُ ْ‬ ‫م ع َل َي ْك ُف ْ‬ ‫حّر ٌ‬ ‫م َ‬ ‫و َه ُ و َ ُ‬
‫حي َففاةِ الفد ّن َْيا‬ ‫خفْزيٌ فِففي ال ْ َ‬ ‫م إ ِل ّ ِ‬ ‫من ْك ُف ْ‬‫ك ِ‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫ف عَ ُ‬‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬‫جَزاُء َ‬ ‫ما َ‬ ‫ض فَ َ‬ ‫ب ِب َعْ ٍ‬
‫َ‬
‫مُلو َ‬
‫ن‬ ‫ما ت َعْ َ‬ ‫ل عَ ّ‬ ‫ه ب َِغافِ ٍ‬ ‫ما الل ّ ُ‬‫ب وَ َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫شد ّ ال ْعَ َ‬ ‫ن إ َِلى أ َ‬ ‫دو َ‬ ‫مةِ ي َُر ّ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬‫وَي َوْ َ‬
‫= ‪] { 85‬سورة البقرة ‪[2/85‬‬
‫وهففذا الميثففاق وغيففره عففده المفسففرون مففوجه لليهففود‬
‫المعاصففرين للنففبي صففلى اللففه عليففه وسففلم ‪ ،‬وحكايففة عففن‬
‫أسلفهم كما صرح بذلك الطففبري بقففوله‪" :‬وأولففى القففوال‬
‫َ‬
‫فففي تأويففل ذلففك بالصففواب عنففدي أن يكففون قففوله‪} :‬وَأنت ُف ْ‬
‫م‬
‫ن{ خبرا عن أسلفهم‪ ،‬وداخل فيه المخاطبون منهففم‬ ‫دو َ‬ ‫تَ ْ‬
‫ش هَ ُ‬
‫الذين أدركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬كمففا كففان‬
‫م{ خففبرا عففن أسففلفهم وإن كففان‬ ‫ميث َففاقَك ُ ْ‬ ‫قففوله‪} :‬وَإ ِذ ْ أ َ َ‬
‫خ فذ َْنا ِ‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ‪438-1/437‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ‪1/438‬‬
‫‪ () 3‬تفسير القرطبي ‪1/000‬‬

‫‪232‬‬
‫خطابا ً للذين أدركوا رسول اللففه صففلى اللففه عليففه وسففلم ؛‬
‫لن الله تعالى أخذ ميثاق الذين كانوا على عهد رسول الله‬
‫موسى صففلى اللففه عليففه وسففلم مففن بنففي إسففرائيل علففى‬
‫سبيل ما قد بينه لنا في كتابه‪ ،‬فألزم جميع من بعدهم مففن‬
‫ذريتهم من حكم التوراة مثل الذي ألزم منه من كان علففى‬
‫عهد موسى منهم‪ .‬ثم أنب الذين خاطبهم بهذه اليات على‬
‫نقضهم ونقض سلفهم ذلففك الميثففاق‪ ،‬وتكففذيبهم مففا وكففدوا‬
‫َ‬ ‫على أنفسهم له بالوفاء من العهود بقوله‪} :‬ث ُ َ‬
‫م‬‫م وَأنت ُ ْ‬ ‫م أقَْرْرت ُ ْ‬ ‫ّ‬
‫ن{ فإذ كان خارجا ً على وجففه الخطففاب للففذين كففانوا‬ ‫دو َ‬ ‫تَ ْ‬
‫ش هَ ُ‬
‫على عهد نبينا صلى الله عليه وسلم منهم‪ ،‬فإنه معنففي بففه‬
‫كل من واثق بالميثاق منهم على عهد موسففى ومففن بعففده‪،‬‬
‫وكل من شهد منهم بتصديق ما في التففوراة؛ لن اللففه جففل‬
‫ن{ ومففا‬ ‫َ‬ ‫ثناؤه لم يخصص بقففوله‪} :‬ث ُف َ‬
‫دو َ‬ ‫ش فه َ ُ‬ ‫م تَ ْ‬‫م وَأنت ُف ْ‬‫م أقَْرْرت ُف ْ‬ ‫ّ‬
‫أشبه ذلك من الي بعضففهم دون بعففض؛ واليففة محتملففة أن‬
‫يكون أريد بها جميعهم‪ .‬فإذ كان ذلك كذلك فليس لحففد أن‬
‫يدعي أنه أريد بها بعض منهم دون بعض‪ .‬وكذلك حكم الية‬
‫م{‬ ‫س فك ُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ن َأن ُ‬ ‫قت ُل ُففو َ‬‫ؤلِء ت َ ْ‬‫م هَ ف ُ‬ ‫التي بعدها‪ ،‬أعني قففوله‪} :‬ث ُف َ‬
‫م أنت ُف ْ‬‫ّ‬
‫الية؛ لنه قد ذكر لها أن أوائلهم قد كانوا يفعلون من ذلففك‬
‫ما كان يفعله أواخرهم الذين أدركوا عصر نبينا محمد صلى‬
‫الله عليه وسلم " ‪(1).‬‬
‫وهو ‪ -‬والله أعلم ‪ -‬لجنس اليهود فهو يففذكر كففل يهففودي‬
‫بما أخذ عليه وعلى أسلفه فهو يتلى إلففى يففوم القيامففة‬
‫وفيه أيضففا عضففة وعففبرة لمففة محمففد صففلى اللففه عليففه‬
‫وسلم حتى يعتبروا بمن قبلهم‪.‬‬
‫ميثاق السمع والطاعة لمففا يففؤمرون بففه كمففا فففي قففوله‬
‫ما آت َي َْناك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ذوا َ‬ ‫خ ُ‬
‫طوَر ُ‬ ‫م ال ّ‬ ‫م وََرفَعَْنا فَوْقَك ُ ْ‬
‫ميَثاقَك ُ ْ‬ ‫تعالى‪} :‬وَإ ِذ ْ أ َ َ‬
‫خذ َْنا ِ‬
‫ل‬ ‫م ال ْعِ ْ‬
‫جف َ‬ ‫شفرُِبوا فِففي قُل ُففوب ِهِ ْ‬ ‫صي َْنا وَأ ُ ْ‬‫معَْنا وَع َ َ‬ ‫مُعوا َقاُلوا َ‬
‫س ِ‬ ‫س َ‬‫قوّةٍ َوا ْ‬ ‫بِ ُ‬
‫ن ُ‬ ‫ْ‬
‫ن = ‪{ 93‬‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م ُ‬
‫كنت ُ ْ‬ ‫م إِ ْ‬‫مان ُك ُ ْ‬ ‫مُرك ُ ْ‬
‫م ب ِهِ ِإي َ‬ ‫ما ي َأ ُ‬ ‫ل ب ِئ ْ َ‬
‫س َ‬ ‫م قُ ْ‬ ‫ب ِك ُ ْ‬
‫ف ر ِه ِ ْ‬
‫]سورة البقرة ‪[2/93‬‬
‫‪ () 1‬تفسففير الطففبري ‪ 1/440‬وإن كففان ابففن كففثير يميففل الففى أنففه مففوجه‬
‫للمعاصرين زمن النبي ‪1/282‬‬

‫‪233‬‬
‫وانظر كيف لم يأخذوا الميثاق ال ّ تحت التهديد بالعففذاب‬
‫أن يكففون الجبففل العظيففم مففن فففوقهم‪ ،‬ومففع ذلففك سففمعوا‬
‫وعصوا وأشركوا بالعجل حففتى تشففربته قلففوبهم‪ ،‬كمففا قففال‬
‫الطففبري‪:‬وإذ أخففذنا ميثففاقكم أن خففذوا مففا آتينففاكم بقففوة‪،‬‬
‫واعملوا بما سمعتم‪ ،‬وأطيعوا الله‪ ،‬ورفعنففا فففوقكم الطففور‬
‫من أجل ذلك‪(1).‬‬
‫مواثيقهم الكثيرة مع الرسول صلى الله عليه وسلم ل خلف بيففن أي فريففق‬
‫منهم فمرة قريضة ومففرة بنففو النضففير نقضففوا العهففد فأعففانوا مشففركي مكففة‬
‫بالسلح‪ ،‬ثم اعتذروا فقالوا‪ :‬نسينا‪ ،‬فعاهدهم عليه السلم ثانية فنقضوا يففوم‬
‫الخندق‪ .‬وقفد وصففهم اللفه )بشفر الفدواب( وأنهفم كالرجفل الواحفد سففلفهم‬
‫وخلفهم كمففا قففال الطففبري‪" :‬يقففول اللففه لنففبيه صففلى اللففه عليففه وسففلم ‪ :‬ل‬
‫تستعظموا أمر الذين هموا ببسط أيديهم إليكم من هؤلء اليهود بما هموا بففه‬
‫لكم‪ ،‬ول أمر الغدر الذي حاولوه وأرادوه بكم‪ ،‬فففإن ذلففك مففن أخلق أوائلهففم‬
‫وأسلفهم‪ ،‬ل يعدون أن يكونوا على منهاج أولهم وطريق سلفهم‪ .‬وهكذا كما‬
‫سيأتي في الثار الواردة عنهم في حق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ‪".‬‬
‫مواثيق أخرى ذكرها اللفه لبعفض أفرادهفم كاالنقبفاء الفذين أرسفلهم موسفى‬
‫ليتجسسوا على العماليق وقففد بعففث النقبففاء مففن بنففي إسففرائيل أمنففاء علففى‬
‫الطلع على الجبارين والسبر لقوتهم ومنعتهم؛ فسففاروا ليختففبروا حففال مففن‬
‫بها‪ ،‬ويعلموه بما اطلعوه عليه فيها حتى ينظر في الغزو إليهم؛ فففأطلعوا مففن‬
‫الجبارين على قوة عظيمة وظنوا أنهم ل قبل لهم بها؛ فتعاقففدوا بينهففم علففى‬
‫أن يخفوا ذلك عن بني إسرائيل‪ ،‬وأن يعلموا به موسى عليففه السففلم ‪ ،‬فلمففا‬
‫انصرفوا إلى بني إسرائيل خان منهم عشرة فعرفوا قرابففاتهم‪ ،‬ومففن وثقففوه‬
‫ب‬‫على سرهم؛ ففشا الخبر حتى اعففوج أمففر بنففي إسففرائيل فقففالوا‪َ} :‬فاذ ْهَ ْ‬
‫هاهَُنا َقا ِ‬ ‫ت وََرب ّ َ‬
‫ك فَ َ‬ ‫َ‬
‫ن = ‪] { 24‬سفورة المففائدة ‪.[5/24‬‬ ‫دو َ‬
‫ع ُ‬ ‫قاِتل إ ِّنا َ‬ ‫أن َ‬
‫)‪ (2‬فلم يحافظوا على ما تواثقوا عليه‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ‪1/466‬‬


‫‪ () 2‬كما في تفسير القرطبي ‪6/112‬بتصرف يسير‬

‫‪234‬‬
‫ونقول أخيرا ّ أن اليهود قد وعدوا وعدا ً حسففنا ً مشففروطا ً‬
‫لو أخذوا بففه لجففاءهم موعففود اللففه لهففم وهففو قففوله تعفالى‪:‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫م{ ]سورة البقرة ‪[2/40‬‬ ‫ف ب ِعَهْد ِك ُ ْ‬ ‫}وَأوُْفوا ْ ب ِعَهْ ِ‬
‫دي أو ِ‬
‫ويستفاد من ذلك ما نبه اليه الرازي عنففد قففوله‪} :‬وَل َ َ‬
‫قففد ْ‬
‫قيبفا ً وَقَففا َ‬
‫ل‬ ‫شفَر ن َ ِ‬ ‫ي عَ َ‬ ‫م اث ْن َف ْ‬ ‫من ْهُف ْ‬ ‫ل وَب َعَث َْنا ِ‬ ‫سَراِئي َ‬ ‫ميَثاقَ ب َِني إ ِ ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫خذ َ الل ّ ُ‬ ‫أَ َ‬
‫الل ّه إني معك ُم ل َئ ِ َ‬
‫س فِلي‬ ‫م ب ُِر ُ‬ ‫من ْت ُف ْ‬ ‫م الّزك َففاة َ َوآ َ‬ ‫صففلة َ َوآت َي ْت ُف ْ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ن أ قَ ْ‬
‫مت ُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ُ ِّ‬
‫سففنا ً لك َ ّ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫سفي َّئات ِك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ن ع َن ْك ُف ْ‬‫ف فَر ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ه قَْرضفا ً َ‬ ‫م الل ّ َ‬ ‫ضت ُ ْ‬ ‫م وَأقَْر ْ‬ ‫موهُ ْ‬ ‫وَع َّزْرت ُ ُ‬
‫َ‬
‫م‬‫كفف ْ‬ ‫من ْ ُ‬‫ك ِ‬ ‫فَر ب َعْد َ ذ َل ِ َ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫حت َِها الن َْهاُر فَ َ‬ ‫ن تَ ْ‬‫م ْ‬ ‫ري ِ‬ ‫ج ِ‬‫ت تَ ْ‬‫جّنا ٍ‬ ‫م َ‬ ‫خل َن ّك ُ ْ‬‫َولد ْ ِ‬
‫ل = ‪] { 12‬سورة المائدة ‪ [5/12‬قال‪:‬‬ ‫سِبي ِ‬ ‫واَء ال ّ‬ ‫س َ‬ ‫ل َ‬ ‫ض ّ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫فَ َ‬
‫"اعلم أن في اتصال هذه الية بما قبلها وجوها‪:‬‬
‫‪ -1‬الول‪ :‬أنه تعالى خاطب المؤمنين فيما تقففدم فقففال‪:‬‬
‫م‬ ‫قك ُففم ب ِفهِ إ ِذ ْ قُل ْت ُف ْ‬ ‫ذي َواث َ َ‬ ‫ه ال ّف ِ‬
‫ميَثاقَ ُ‬
‫م وَ ِ‬‫ة الل ّهِ ع َل َي ْك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫}َواذ ْك ُُروا ْ ن ِعْ َ‬
‫سِمعَْنا وَأ َط َعَْنففا{ ]سورة المففائدة ‪ [5/7‬ثففم ذكففر الن أنففه‬ ‫َ‬
‫أخذ الميثففاق مففن بنففي إسففرائيل لكنهففم نقضففوه وتركففوا‬
‫الوفاء به‪ ،‬فل تكونوا أيهففا المؤمنففون مثففل أولئك اليهففود‬
‫في هذا الخلق الذميم لئل تصيروا مثلهم فيما نفزل بهففم‬
‫من اللعن والذلة والمسكنة‪.‬‬
‫من ُففوا ْ اذ ْك ُفُروا ْ‬ ‫َ‬
‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫‪ -2‬والثاني‪ :‬أنه لما ذكر قوله‪َ} :‬يا أي َّها ال ّ ِ‬
‫كفف َ‬ ‫هففم َقففو َ‬
‫م{‬ ‫م أي ْفد ِي َهُ ْ‬ ‫طوا ْ إ ِل َي ْ ُ ْ‬ ‫سف ُ‬ ‫م أن ي َب ْ ُ‬ ‫ْ ٌ‬ ‫م إ ِذ ْ َ ّ‬ ‫كفف ْ‬‫ة الّلففهِ ع َل َي ْ ُ‬ ‫مفف َ‬
‫ن ِعْ َ‬
‫]سورة المائدة ‪ [5/11‬وقد ذكرنا في بعض الروايات أن‬
‫هذه الية نفففزلت فففي اليهففود وأنهففم أرادوا أيقففاع الشففر‬
‫برسول الله صلى الله عليه وسلم فلما ذكر الله تعالى‬
‫ذلك أتبعه بذكر فضائحهم وبيان أنهم أبدا ً كانوا مواظبين‬
‫على نقض العهود والمواثيق‪(1) ".‬‬

‫‪ () 1‬التفسير الكبير ‪ -‬الرازي ج‪ 11:‬ص‪145:‬‬

‫‪235‬‬
‫المبحث الخامس فف الثار الواردة كذبهم وافترائهم‬
‫الثار‪:‬‬
‫ن = ‪{ 75‬‬ ‫مو َ‬ ‫م ي َعْل َ ُ‬ ‫ب و َه ُ ْ‬ ‫ن ع ََلى الل ّهِ ال ْك َذ ِ َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬وَي َ ُ‬
‫]سورة آل عمران ‪[3/76‬‬
‫‪ -5750-262‬حدثنا محمد‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا أحمففد‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا أسففباط‪ ،‬عففن‬
‫السدي‪ :‬فيقول على الله الكذب‪ ،‬وهو يعلم‪ ،‬يعني الذي يقففول منهففم‬
‫إذا قيل لفه‪ :‬ما لفك ل تفؤدي أمانتفك؟ ليفس علينفا حفرج ففي أمفوال‬
‫العرب‪ ،‬قد أحلها الله لنا )‪.(1‬‬
‫َ‬
‫م‬
‫حفقّ وَأنت ُف ْ‬ ‫مففوا ْ ال ْ َ‬ ‫ل وَت َك ْت ُ ُ‬ ‫حفقّ ِبال َْباط ِف ِ‬ ‫سففوا ْ ال ْ َ‬‫قوله تعالى‪} :‬وَل َ ت َل ْب ِ ُ‬
‫ن = ‪] { 42‬سورة البقرة ‪[2/42‬‬ ‫مو َ‬ ‫ت َعْل َ ُ‬
‫‪- 690-263‬حدثنا به أبو كريب‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عثمان بففن سففعيد‪ ،‬قففال‪:‬‬
‫حدثنا بشر بن عمارة‪ ،‬عن أبي روح‪ ،‬عن الضففحاك‪ ،‬عففن ابففن عباسف‬
‫ق‬
‫حف ّ‬ ‫مففوا ال ْ َ‬ ‫ل وَت َك ْت ُ ُ‬ ‫ح فقّ ِبال َْباط ِف ِ‬ ‫سوا ال ْ َ‬ ‫رضي الله عنهما قوله‪َ} :‬ول ت َل ْب ِ ُ‬
‫َ‬
‫ن{ قال‪ :‬ل تخلطوا الصدق بالكذب‪(2) .‬‬ ‫مو َ‬ ‫م ت َعْل َ ُ‬ ‫وَأن ْت ُ ْ‬
‫‪ -691-264‬حدثني المثنى‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا آدم‪ ،‬قال‪ :‬حففدثنا أبففو جعفففر‪،‬‬
‫مففوا‬ ‫حفقّ ِبال َْباط ِف ِ‬
‫ل وَت َك ْت ُ ُ‬ ‫سففوا ال ْ َ‬ ‫عن الربيع‪ ،‬عففن أبففي العاليففة‪َ} :‬ول ت َل ْب ِ ُ‬
‫َ‬
‫ن = ‪ { 42‬يقول‪ :‬ل تخلطوا الحق بالباطل‪ ،‬وأدوا‬ ‫مو َ‬ ‫م ت َعْل َ ُ‬‫حقّ وَأن ْت ُ ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫النصيحة لعباد الله في أمر محمد عليه الصلة والسلم‪(3) .‬‬
‫‪- 692-265‬وحففدثنا القاسففم‪ ،‬قففال‪ :‬حففدثنا الحسففين‪ ،‬قففال‪ :‬حففدثني‬
‫ل‬ ‫حقّ ِبال َْبا ِ‬
‫طفف ِ‬ ‫سوا ال ْ َ‬ ‫حجاج‪ ،‬قال‪ :‬قال ابن جريج‪ ،‬قال مجاهد‪َ} :‬ول ت َل ْب ِ ُ‬
‫َ‬
‫ن = ‪ { 42‬اليهودية والنصرانية بالسفلم‪.‬‬ ‫مو َ‬‫م ت َعْل َ ُ‬ ‫حقّ وَأن ْت ُ ْ‬ ‫موا ال ْ َ‬ ‫وَت َك ْت ُ ُ‬
‫‪4‬‬
‫)(‬
‫‪- 694-266‬حدثنا به أبو كريب‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عثمان بففن سففعيد‪ ،‬قففال‪:‬‬
‫حدثنا بشر بن عمارة‪ ،‬عن أبي روق‪ ،‬عن الضحاك‪ ،‬عففن ابففن عبففاس‬
‫تفسير الطبري ) ‪ - ( 319 / 3‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 684 / 2‬‬
‫‪( )1‬‬
‫تفسير ابن أبي حاتم ) ‪( 685 / 2‬‬
‫تفسير الطبري ) ‪ - ( 254 / 1‬تفسير الدر المنثور ) ‪- ( 155 / 1‬‬
‫‪( )2‬‬
‫تفسير ابن كثير ) ‪( 85 / 1‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 255 / 1‬تفسير ابن أبففي حففاتم ) ‪- ( 98 / 1‬‬
‫وحسن إسناده الحافظ في الفتح )‪(6/366‬‬
‫تفسير ابن كثير ) ‪( 85 / 1‬‬
‫و‬
‫حسنه في التفسير الصحيح )‪(1/147‬‬
‫تفسير الطبري ) ‪ - ( 255 / 1‬تفسير الففدر المنثففور ) ‪- ( 155 / 1‬‬
‫‪() 4‬‬
‫تفسير القرطبي ) ‪ - ( 342 / 1‬تفسير ابن كثير ) ‪ ( 85 / 1‬و‬
‫رواه ابن‬
‫أبي حاتم بسند صحيح عن قتادة انظر التفسير الصحيح )‪(1/148‬‬

‫‪236‬‬
‫َ‬
‫ن = ‪{ 42‬‬ ‫مفو َ‬ ‫م ت َعْل َ ُ‬ ‫حفقّ وَأن ْت ُف ْ‬ ‫مففوا ال ْ َ‬ ‫رضي الله عنهمففا قففوله‪} :‬وَت َك ْت ُ ُ‬
‫يقول‪ :‬ول تكتموا الحق وأنتم تعلمون‪(1) .‬‬
‫‪ -696-267‬حفدثنا محمففد بفن عمففرو‪ ،‬قفال‪ :‬حففدثنا أبفو عاصفم‪ ،‬عفن‬
‫ق‬
‫حف ّ‬ ‫مففوا ال ْ َ‬ ‫عيسى بن ميمون‪ ،‬عن ابن أبي نجيح‪ ،‬عن مجاهففد‪} :‬وَت َك ْت ُ ُ‬
‫َ‬
‫ن{ قال‪ :‬كتموا بعثة محمد صلى الله عليه وسلم ‪(2) .‬‬ ‫مو َ‬ ‫م ت َعْل َ ُ‬‫وَأن ْت ُ ْ‬
‫ن{ ]سففورة البقففرة‬ ‫فعَل ُففو َ‬ ‫دوا ْ ي َ ْ‬ ‫مففا ك َففا ُ‬ ‫ها وَ َ‬ ‫حو َ‬ ‫قففوله تعففالى‪} :‬فَ فذ َب َ ُ‬
‫‪.[2/71‬‬
‫‪ - 1068-268‬حدثني محمد بن سعد‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬قال‪ :‬حدثني‬
‫عمي‪ ،‬قال‪ :‬حدثتي أبي عن أبيه‪ ،‬عن ابن عباس رضي اللففه عنهمففا ‪:‬‬
‫إن القوم بعد أن أحيا الله الميت فأخبرهم بقاتله‪ ،‬أنكرت قتلته قتله‪،‬‬
‫فقالوا‪ :‬والله ما قتلناه‪ ،‬بعد أن رأوا الية والحق‪(3) .‬‬
‫مففا‬
‫مففن ب َعْفد ِ َ‬ ‫ه ِ‬ ‫حّرفُففون َ ُ‬ ‫م يُ َ‬ ‫م الل ّفهِ ث ُف ّ‬ ‫ن ك َل َ َ‬ ‫مُعو َ‬ ‫سف َ‬ ‫قولفففه تعففالى‪} :‬ي َ ْ‬
‫ن = ‪] { 75‬سورة البقرة ‪.[2/75‬‬ ‫مو َ‬ ‫م ي َعْل َ ُ‬ ‫قُلوه ُ وَهُ ْ‬ ‫عَ َ‬
‫‪ -1097-269‬حدثني به محمد بن عمرو‪ ،‬قال‪ :‬ثنا أبففو عاصففم‪ ،‬قففال‪:‬‬
‫ثنففا عيسففى‪ ،‬عففن ابففن أبففى نجيففح‪ ،‬عففن مجاهففد فففي قففول اللففه‪:‬‬
‫}أ َفَتط ْمعو َ‬
‫م‬ ‫كل َ‬ ‫ن َ‬ ‫مُعو َ‬ ‫سف َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫من ْهُف ْ‬ ‫ريفقٌ ِ‬ ‫ن فَ ِ‬ ‫كفا َ‬ ‫م وََقفد ْ َ‬ ‫مُنفوا ل َك ُف ْ‬ ‫ن ي ُؤ ْ ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫َ َ ُ َ‬
‫الّله{ فالذين يحرفونه والذين يكتمونه‪ :‬هم العلماء منهم‪( ) .‬‬
‫‪4‬‬

‫‪ -1098-270‬حدثني موسففى‪ ،‬قففال‪ :‬ثنفا عمففرو بفن حمفاد‪ ،‬قفال‪ :‬ثنففا‬


‫م وََقفد ْ َ‬ ‫مُنفوا ل َ ُ‬ ‫أسباط‪ ،‬عن السدي‪} :‬أ َفَتط ْمعفو َ‬
‫ق‬
‫ريف ٌ‬ ‫ن فَ ِ‬ ‫كفا َ‬ ‫كف ْ‬ ‫ن ي ُؤ ْ ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫َ َ ُ َ‬
‫ن‬ ‫مو َ‬ ‫َ‬
‫م ي َعْل ُ‬‫قلوه ُ وَهُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ما ع َ َ‬ ‫ن ب َعْد ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫حّرُفون َ ُ‬ ‫م يُ َ‬ ‫م الل ّهِ ث ُ ّ‬ ‫كل َ‬ ‫ن َ‬ ‫مُعو َ‬ ‫س َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ِ‬
‫= ‪ { 75‬قال‪ :‬هي التوراة حرفوها‪( ) .‬‬
‫‪5‬‬

‫‪- 1099-271‬حدثنا يونس‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ،‬قال‪ :‬قال ابن زيد‬
‫م‬ ‫قل ُففوه ُ وَهُف ْ‬ ‫مففا ع َ َ‬ ‫ن ب َعْد ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫حّرُفون َ ُ‬ ‫م يُ َ‬‫م الل ّهِ ث ُ ّ‬ ‫كل َ‬ ‫ن َ‬ ‫مُعو َ‬ ‫س َ‬ ‫في قوله‪} :‬ي َ ْ‬
‫ن = ‪ { 75‬قال‪ :‬التوراة التي أنفزلها عليهم يحرفونها‪ ،‬يجعلون‬ ‫مو َ‬ ‫ي َعْل َ ُ‬

‫تفسير الطبري ) ‪ - ( 254 / 1‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 98 / 1‬‬


‫‪( )1‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪( 155 / 1‬‬
‫تفسير الطبري ) ‪ - ( 255 / 1‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 98 / 1‬‬
‫‪( )2‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 155 / 1‬تفسير ابن كثير ) ‪ ( 85 / 1‬و‬
‫صححه في‬
‫(‬
‫التفسير الصحيح )‪1/148‬‬
‫تفسير الطبري ) ‪ ( 356 / 1‬إسناده ضعيف‬
‫‪( )3‬‬
‫‪ () 4‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 367 / 1‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 149 / 1‬‬
‫و‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 198 / 1‬تفسير ابن كثير ) ‪ ( 116 / 1‬صححه‬
‫في التفسير الصحيح )‪(1/178‬‬
‫تفسير الطبري ) ‪ - ( 367 / 1‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 198 / 1‬‬
‫‪( )5‬‬

‫‪237‬‬
‫الحلل فيها حراما والحرام فيهففا حلل‪ ،‬والحففق فيهففا بففاطل والباطففل‬
‫فيها حقففا‪ ،‬إذا جففاءهم المحففق برشففوة أخرجففوا لففه كتففاب اللففه‪ ،‬وإذا‬
‫جاءهم المبطل برشوة أخرجوا له ذلك الكتاب فهففو فيففه محففق‪ ،‬وإن‬
‫جاء أحد يسففألهم شففيئا ليففس فيففه حففق ول رشففوة ول شففيء أمففروه‬
‫َ‬ ‫ن َأن ُ‬ ‫َ ْ‬
‫م‬ ‫م وَأنت ُف ْ‬ ‫س فك ُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫س فو ْ َ‬‫س ب ِففال ْب ِّر وََتن َ‬
‫ن الن ّففا َ‬ ‫مُرو َ‬ ‫بالحق‪ ،‬فقال لهم‪} :‬أت َأ ُ‬
‫َ‬
‫ن = ‪] { 44‬سورة البقرة ‪(1) [2/44‬‬ ‫قُلو َ‬ ‫ب أفَل َ ت َعْ ِ‬ ‫ن ال ْك َِتا َ‬‫ت َت ُْلو َ‬
‫‪ - 1100-272‬حديث عن عمار بففن الحسففن‪ ،‬قففال‪ :‬أخبرنففا ابففن أبففي‬
‫م‬ ‫من ْهُف ْ‬ ‫ريفقٌ ِ‬ ‫ن فَ ِ‬ ‫جعفر‪ ،‬عففن أبيففه‪ ،‬عففن الففربيع فففي قولفففه‪} :‬وَقَفد ْ ك َففا َ‬
‫ن =‬ ‫مففو َ‬ ‫م ي َعْل َ ُ‬
‫قل ُففوه ُ وَهُ ف ْ‬ ‫ما ع َ َ‬
‫ن ب َعْد ِ َ‬‫م ْ‬ ‫ه ِ‬‫حّرُفون َ ُ‬ ‫م يُ َ‬ ‫م الل ّهِ ث ُ ّ‬ ‫كل َ‬‫ن َ‬ ‫مُعو َ‬ ‫س َ‬
‫يَ ْ‬
‫‪ { 75‬فكانوا يسمعون من ذلك كما يسمع أهل النبوة‪ ،‬ثففم يحرفففونه‬
‫من بعد ما عقلوه وهم يعلمون‪(2) .‬‬
‫‪ - 1101-273‬حدثنا ابن حميد‪ ،‬قال‪ :‬ثنا سلمة‪ ،‬عن ابن إسحاق فففي‬
‫ن ب َعْدِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫حّرُفون َ ُ‬ ‫م يُ َ‬‫م الل ّهِ ث ُ ّ‬ ‫ن َ‬
‫كل َ‬ ‫مُعو َ‬‫س َ‬‫م يَ ْ‬ ‫من ْهُ ْ‬‫ريقٌ ِ‬ ‫ن فَ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫قوله‪} :‬وَقَد ْ َ‬
‫م‬‫ن ك َل َ َ‬ ‫مُعو َ‬ ‫سف َ‬ ‫ن{ اليففة‪ ،‬قففال‪ :‬ليففس قولفففه‪} :‬ي َ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫م ي َعْل َ ُ‬ ‫قُلوه ُ وَهُ ْ‬ ‫ما ع َ َ‬ ‫َ‬
‫ه{ يسففمعون التففوراة‪ ،‬كلهففم قففد سففمعها؛ ولكنهففم الففذين سففألوا‬ ‫ّ‬
‫اللف ِ‬
‫موسى رؤية ربهم‪ ،‬فأخذتهم الصاعقة فيها‪(3).‬‬
‫‪- 1102-274‬حففدثنا ابففن حميففد‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا سففلمة‪ ،‬عففن محمففد بففن‬
‫إسحاق‪ ،‬قال‪ :‬بلغني عن بعففض أهفل العلففم أنهفم قفالوا لموسففى‪ :‬يفا‬
‫موسى قد حيل بيننا وبين رؤية الله عز وجل ‪ ،‬فأسمعنا كلمففه حيففن‬
‫يكلمك! فطلب ذلك موسى إلى ربه‪ ،‬فقال‪ :‬نعم‪ ،‬فمرهم فليتطهففروا‬
‫وليطهروا ثيابهم ويصوموا! ففعلوا‪ ،‬ثم خرج بهففم حففتى أتففى الطففور‪،‬‬
‫فلما غشيهم الغمام أمرهم موسى عليفه السفلم ‪ ،‬فوقعفوا سففجودا‪،‬‬
‫وكلمه ربه فسمعوا كلمه يأمرهم وينهاهم‪ ،‬حتى عقلففوا مففا سففمعوا‪،‬‬
‫ثم انصرف بهم إلى بني إسرائيل‪ ،‬فلما جاؤوهم حففرف فريففق منهففم‬
‫ما أمرهم به‪ ،‬وقالوا حين قففال موسففى لبنففي إسففرائيل‪ :‬إن اللففه قففد‬
‫أمركم بكذا وكذا‪ ،‬قال ذلك الفريق الذي ذكرهم الله‪ :‬إنما قففال كففذا‬
‫وكذا خلفا لما قال الله عز وجل لهم‪ .‬فهم الذين عنى الله لرسففوله‬
‫محمد صلى الله عليه وسلم ‪(4) .‬‬

‫تفسير الطبري ) ‪ - ( 367 / 1‬تفسير ابن كثير ) ‪( 116 / 1‬‬


‫‪( )1‬‬
‫تفسير الطبري ) ‪ - ( 367 / 1‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪( 148 / 1‬‬
‫‪( )2‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 367 / 1‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 148 / 1‬‬
‫إسناده ضعيف‪ .‬و‬
‫رواه ابن أبي حاتم عن ابن‬ ‫تفسير ابن كثير ) ‪( 116 / 1‬‬
‫عباس بسند صحيح )‪(1/178‬‬
‫تفسير الطبري ) ‪ - ( 367 / 1‬تفسير ابن كثير ) ‪ ( 116 / 1‬إسناده‬
‫‪( )4‬‬
‫ضعيف‪.‬‬

‫‪238‬‬
‫قولفه تعالى‪} :‬أ َول يعل َمو َ‬
‫ن‬
‫ما ي ُعْل ُِنففو َ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫سّرو َ‬ ‫ما ي ُ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ي َعْل َ ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬‫نأ ّ‬ ‫َ َْ ُ َ‬
‫= ‪] { 77‬سورة البقرة ‪[2/77‬‬
‫‪ -1117-275‬حدثني المثنى‪ ،‬قال‪ :‬ثنا آدم‪ ،‬قال‪ :‬ثنا أبففو جعفففر‪ ،‬عففن‬
‫الربيع‪ ،‬عن أبي العالية‪} :‬أ َول يعل َمو َ‬
‫مففا‬ ‫ن وَ َ‬
‫س فّرو َ‬ ‫مففا ي ُ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ي َعْل َ ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫َ َْ ُ َ‬
‫ن = ‪ { 77‬يعني ما أسروا من كفرهم بمحمد صلى الله عليففه‬ ‫ي ُعْل ُِنو َ‬
‫ن{‬ ‫مفا ي ُعْل ُِنفو َ‬ ‫وسلم وتكذيبهم بفه‪ ،‬وهفم يجفدونه مكتوبفا ً عنفدهم‪} .‬وَ َ‬
‫يعني ما أعلنوا حين قالوا للمؤمنين آمّنا‪(1) .‬‬
‫ن{ ]سورة البقرة ‪.[2/78‬‬ ‫م إ ِل ّ ي َظ ُّنو َ‬ ‫ن هُ ْ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬وَإ ِ ْ‬
‫‪ -1135-276‬حدثني محمد بن عمرو‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبففو عاصففم‪ ،‬قففال‪:‬‬
‫ن{‬ ‫م إ ِل ّ ي َظ ُّنفو َ‬ ‫ن ه ُف ْ‬ ‫حدثنا عيسى‪ ،‬عن ابن أبي نجيح‪ ،‬عن مجاهد‪} :‬وَإ ِ ْ‬
‫إل يكذبون‪(2) .‬‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫ذا ِ‬‫ن هَ َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫م ثُ ّ‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫ب ب ِأي ْ ِ‬ ‫ن ال ْك َِتا َ‬ ‫ن ي َك ْت ُُبو َ‬ ‫ذي َ‬ ‫قولفه تعالى‪} :‬ل ّل ّ ِ‬
‫َ‬
‫ل‬‫م وَوَ ي ْ ٌ‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫ت أي ْ ِ‬ ‫ما ك َت َب َ ْ‬ ‫م ّ‬‫ل ل ُّهم ّ‬ ‫منا ً قَِليل ً فَوَي ْ ٌ‬ ‫شت َُروا ْ ب ِهِ ث َ َ‬ ‫عند ِ الل ّهِ ل ِي َ ْ‬ ‫ِ‬
‫ن = ‪] { 79‬سورة البقرة ‪.[2/79‬‬ ‫سُبو َ‬ ‫ما ي َك ْ ِ‬ ‫م ّ‬ ‫ل ُّهم ّ‬
‫‪-1145-277‬حدثني موسى‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عمرو‪ ،‬قال‪ :‬حففدثنا أسففباط‪،‬‬
‫َ‬
‫م{ قال‪ :‬كففان نففاس‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫ب ب ِأي ْ ِ‬ ‫ن ال ْك َِتا َ‬ ‫ن ي َك ْت ُُبو َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ل ِل ّ ِ‬ ‫عن السدي‪} :‬فَوَي ْ ٌ‬
‫من اليهود كتبوا كتابا ً من عندهم يبيعونه من العرب‪ ،‬ويحففدثونهم أنففه‬
‫ل‪(3) .‬‬ ‫من عند الله ليأخذوا به ثمنا ً قلي ً‬
‫‪- 1146-278‬حدثنا أبو كريب‪ ،‬قال‪ :‬حففدثنا عثمففان بففن سففعيد‪ ،‬قففال‪:‬‬
‫حدثنا بشر بن عمارة‪ ،‬عن أبي روق‪ ،‬عن الضحاك‪ ،‬عففن ابففن عباس ف‬
‫رضي الله عنهما ‪ ،‬قال‪ :‬الميون قوم لم يصدقوا رسول ً أرسله اللففه‪،‬‬
‫ول كتابا ً أنفزله الله‪ ،‬فكتبوا كتابا ً بأيديهم‪ ،‬ثم قالوا لقوم سفلة جهال‪:‬‬
‫ه{ قال‪ :‬عرضا ً من عرض الدنيا‪(4) .‬‬ ‫عن ْد ِ الل ّ ِ‬‫ن ِ‬ ‫م ْ‬‫ذا ِ‬‫}هَ َ‬
‫‪- 1147-279‬حدثني محمد بن عمرو‪ ،‬قففال‪ :‬حففدثنا أبففو عاصففم‪ ،‬عففن‬
‫ن ي َك ْت ُُبو َ‬
‫ن‬ ‫ذي َ‬ ‫عيسى‪ ،‬عن ابن أبي نجيح‪ ،‬عن مجاهد في قول الله‪} :‬ل ّل ّ ِ‬
‫َ‬
‫ه{ قففال‪ :‬هففؤلء الففذين‬ ‫عن فد ِ الل ّف ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫مف ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن هَ ف َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫م ثُ ّ‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫ب ب ِأي ْ ِ‬ ‫ال ْك َِتا َ‬

‫تفسير الطبري ) ‪ ( 373 / 1‬وحسن إسففناده الحففافظ فففي الفتففح )‬


‫‪() 1‬‬
‫‪ (6/366‬و‬
‫حسنه في التفسير الصحيح )‪(1/179‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 377 / 1‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 152 / 1‬‬
‫و‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 201 / 1‬تفسير ابن كثير ) ‪ ( 118 / 1‬صححه‬
‫في التفسير الصحيح )‪(1/181‬‬
‫تفسير الطبري ) ‪ - ( 378 / 1‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 154 / 1‬‬
‫‪( )3‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 203 / 1‬تفسير ابن كثير ) ‪( 118 / 1‬‬
‫تفسير الطبري ) ‪( 379 / 1‬‬
‫‪( )4‬‬

‫‪239‬‬
‫عرفوا أنه من عند الله يحرفونه‪(1) .‬‬
‫ل‬ ‫‪-1148-280‬حدثنا بشر بن معاذ‪ ،‬قال‪ :‬ثنا يزيد‪ ،‬عففن قتففادة‪} :‬فَوَي ْف ٌ‬
‫َ‬
‫م{ الية‪ ،‬وهم اليهود‪(2) .‬‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫ب ب ِأي ْ ِ‬ ‫ن ال ْك َِتا َ‬ ‫ن ي َك ْت ُُبو َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ِل ّ ِ‬
‫‪ -1149-281‬حدثنا الحسن بن يحيى‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا عبد الرزاق‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ب{‬ ‫ن ال ْك ِت َففا َ‬ ‫ن ي َك ْت ُب ُففو َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ل ِل ّف ِ‬ ‫أخبرنا معمر‪ ،‬عن قتادة في قففوله‪} :‬فَوَي ْف ٌ‬
‫قال‪ :‬كان ناس من بني إسرائيل كتبوا كتابا ً بأيديهم ليتففآكلوا النففاس‪،‬‬
‫فقالوا‪ :‬هذا من عند الله‪ ،‬وما هو من عند الله‪(3) .‬‬
‫‪ - 1150-282‬حدثني المثنى‪ ،‬قال‪ :‬ثنا آدم‪ ،‬قال‪ :‬ثنا أبو جعفففر‪ ،‬عففن‬
‫َ‬
‫م‬‫ديهِ ْ‬ ‫ب ب ِأْيفف ِ‬ ‫ن ال ْك َِتففا َ‬ ‫ن ي َك ْت ُُبو َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ل ِل ّ ِ‬‫الربيع‪ ،‬عن أبي العالية قولفه‪} :‬فَوَي ْ ٌ‬
‫مففا‬ ‫م ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ل ل َهُف ْ‬ ‫منفا ً قَِليل ً فَوَي ْف ٌ‬ ‫شفت َُروا ب ِفهِ ث َ َ‬ ‫عن ْد ِ الل ّهِ ل ِي َ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ثُ ّ‬
‫َ‬
‫ن = ‪ { 79‬قال‪ :‬عمففدوا إلففى مفا‬ ‫سُبو َ‬ ‫ما ي َك ْ ِ‬ ‫م ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ل ل َهُ ْ‬ ‫م وَوَي ْ ٌ‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫ت أي ْ ِ‬ ‫ك َت َب َ ْ‬
‫أنفزل اللفه ففي كتفابهم مفن نعفت محمفد صفلى اللفه عليفه وسفلم ‪،‬‬
‫فحرفوه عن مواضعه يبتغون بذلك عرضا ً مففن عففرض الففدنيا‪ ،‬فقففال‪:‬‬
‫َ‬
‫ن = ‪(4).{ 79‬‬ ‫سُبو َ‬ ‫ما ي َك ْ ِ‬ ‫م ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ل ل َهُ ْ‬ ‫م وَوَي ْ ٌ‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫ت أي ْ ِ‬ ‫ما ك َت َب َ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ل ل َهُ ْ‬ ‫}فَوَي ْ ٌ‬
‫َ‬
‫ه ع َهْفد َهُ‬ ‫ف الل ّف ُ‬ ‫خل ِ َ‬ ‫عند َ الل ّهِ ع َْهدا ً فََلن ي ُ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫خذ ْت ُ ْ‬ ‫ل أت ّ َ‬ ‫قولفه تعالى‪} :‬قُ ْ‬
‫َ‬
‫ن{ ]سورة البقرة ‪.[2/80‬‬ ‫مو َ‬ ‫ما ل َ ت َعْل َ ُ‬ ‫ن ع ََلى الل ّهِ َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫م تَ ُ‬ ‫أ ْ‬
‫‪-1166-283‬حدثنا محمفد بفن عمفرو‪ ،‬قفال‪ :‬حفدثنا أبفو عاصفم‪ ،‬عفن‬
‫عند َ الل ّهِ ع َْهدا ً{‬ ‫م ِ‬ ‫خذ ْت ُ ْ‬ ‫ل أ َت ّ َ‬ ‫عيسى‪ ،‬عن ابن أبي نجيح‪ ،‬عن مجاهد‪} :‬قُ ْ‬
‫أي موثقا ً من الله بذلك أنه كما تقولون‪(5) .‬‬
‫‪-1169-284‬حدثني موسى بففن هففارون‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا عمففرو‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا‬
‫أسباط عن السدي‪ ،‬قال‪ :‬لما قالت اليهود مففا قففالت‪ ،‬قففال اللففه عففز‬
‫ه ع َهْد َهُ{ وقال فففي‬ ‫ف الل ّ ُ‬ ‫خل ِ َ‬ ‫عند َ الل ّهِ ع َْهدا ً فََلن ي ُ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫خذ ْت ُ ْ‬ ‫ل أ َت ّ َ‬ ‫وجل ‪} :‬قُ ْ‬
‫ن{‪] .‬سورة آل عمران‬ ‫فت َُرو َ‬ ‫كاُنوا ي َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫م َ‬ ‫م ِفي ِدين ِهِ ْ‬ ‫مكان آخر‪} :‬وَغ َّرهُ ْ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫ت ِبف ِ‬ ‫حفاط َ ْ‬ ‫ة وَأ َ‬ ‫سفي ّئ َ ً‬ ‫ب َ‬ ‫سف َ‬ ‫مفن ك َ َ‬ ‫‪ [3/24‬ثم أخبر الخبر فقففال‪} :‬ب َل َففى َ‬
‫ن = ‪] { 81‬سففورة‬ ‫خطيئ َته فَأ ُول َئ ِ َ َ‬
‫دو َ‬ ‫خال ِف ُ‬ ‫م ِفيهَففا َ‬ ‫ب الن ّففارِ هُ ف ْ‬ ‫حا ُ‬ ‫ص َ‬ ‫كأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ِ ُ ُ‬
‫البقرة ‪( ) .[2/81‬‬
‫‪6‬‬

‫و‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪ ( 379 / 1‬صححه في التفسير الصحيح )‪(1/183‬‬ ‫‪1‬‬
‫تفسير الطبري ) ‪ - ( 379 / 1‬تفسير ابن كثير ) ‪ ( 118 / 1‬و‬
‫صححه‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬
‫في التفسير الصحيح )‪(1/182‬‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪ - ( 378 / 1‬تفسير الدر المنثور ) ‪ ( 203 / 1‬و‬ ‫‪3‬‬
‫صححه في التفسير الصحيح )‪(1/182‬‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪ - ( 379 / 1‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪( 155 / 1‬‬ ‫‪4‬‬
‫وحسن إسناده الحافظ في الفتح )‪.(6/366‬‬
‫تفسير الطبري ) ‪ - ( 383 / 1‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 157 / 1‬‬
‫‪() 5‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪ ( 208 / 1‬و‬
‫صححه في التفسير الصحيح )‪(1/184‬‬

‫‪240‬‬
‫س فك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ف ُ‬ ‫وى َأن ُ‬ ‫مففا ل ت َهْ ف َ‬ ‫ل بِ َ‬ ‫سففو ٌ‬ ‫م َر ُ‬ ‫جففاَءك ُ ْ‬ ‫مففا َ‬
‫َ‬
‫قولفففه تعففالى‪} :‬أفَك ُل ّ َ‬
‫ن{ ]سورة البقرة ‪.[2/87‬‬ ‫قت ُُلو َ‬ ‫ريقا ً ت َ ْ‬ ‫م و َف َ ِ‬ ‫ريقا ً ك َذ ّب ْت ُ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫م فَ َ‬ ‫ست َك ْب َْرت ُ ْ‬ ‫ا ْ‬
‫‪ - 1237-285‬حففدثني محمففد بففن عمففرو‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا أبففو عاصففم‪،‬‬
‫َ‬
‫جففاَءك ُ ْ‬
‫م‬ ‫مففا َ‬ ‫قال‪:‬حدثنا عيسى‪ ،‬عن ابن أبي نجيح‪ ،‬عن مجاهففد‪} .‬أفَك ُل ّ َ‬
‫ل{ اليهود من بني إسرائيل‪(1) .‬‬ ‫سو ٌ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫ه ع َِلي ف ٌ‬ ‫م َوالل ّف ُ‬ ‫ديهِ ْ‬‫ت أي ْف ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مففا قَ فد ّ َ‬ ‫من ّوْه ُ أب َففدا ً ب ِ َ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬وََلن ي َت َ َ‬
‫ن = ‪] { 95‬سورة البقرة ‪[2/95‬‬ ‫ظاِلمي َ‬ ‫ِبال ّ‬
‫‪-1306-286‬حدثني محمد بن حميد‪ ،‬قال‪ :‬ثنففا سففلمة‪ ،‬قففال‪ :‬حففدثني‬
‫محمد بن إسحاق‪ ،‬قال‪ :‬حدثني محمد بن أبي محمد فيما يففروي أبففو‬
‫جعفر‪ ،‬عن سعيد بن جففبير أو عكرمففة‪ ،‬عففن ابففن عباسف رضففي اللففه‬
‫ة{ اليففة‪ ،‬أي‬ ‫ص ً‬‫خال ِ َ‬ ‫عند َ الل ّهِ َ‬ ‫خَرة ُ ِ‬ ‫داُر ال َ ِ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ت ل َك ُ ُ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ل ِإن َ‬ ‫عنهما ‪} :‬قُ ْ‬
‫ادعوا بالموت على أي الفريقين أكذب‪ ،‬فأبوا ذلك على رسففول اللففه‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ .‬يقول الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن{ أي‬ ‫مي َ‬ ‫م ِبالظ ّففال ِ ِ‬ ‫ه ع َِليف ٌ‬ ‫م َوالل ّف ُ‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫ت أي ْف ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مففا قَفد ّ َ‬ ‫من ّوْه ُ أَبدا ً ب ِ َ‬ ‫ن ي َت َ َ‬ ‫‪} :‬وَل َ ْ‬
‫لعلمهم بما عندهم من العلم بك والكفر بذلك‪(2) .‬‬
‫‪- 1307-287‬حدثنا أبو كريب‪ ،‬قال‪ :‬ثنا عثمان بففن سففعيد‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا‬
‫بشر بن عمارة‪ ،‬عن أبي روق‪ ،‬عن الضحاك عففن ابففن عبففاس رضففي‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م{ يقففول‪ :‬يففا محمففد‬ ‫ديهِ ْ‬‫ت أي ْف ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ما قَد ّ َ‬ ‫من ّوْه ُ أَبدا ً ب ِ َ‬ ‫ن ي َت َ َ‬ ‫الله عنهما ‪} :‬وَل َ ْ‬
‫ولن يتمنففوه أبففدا لنهففم يعلمففون أنهففم كففاذبون‪ ،‬ولففو كففانوا صففادقين‬
‫لتمنوه ورغبوا في التعجيففل إلففى كرامففتي‪ ،‬فليففس يتمنففونه أبففدا بمففا‬
‫قدمت أيديهم‪(3) .‬‬
‫‪ -1365-288‬حدثنا بشر بن معاذ‪ ،‬قال‪ :‬ثنا يزيد‪ ،‬قال‪ :‬ثنا سعيد‪ ،‬عن‬
‫ن ُأوُتوا ال ْك َِتاب{ يقول‪ :‬نقففض فريففق‬ ‫َ‬ ‫ذي‬‫ن ال ّ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ريقٌ ِ‬ ‫قتادة قوله‪}ُ :‬ن َب َذ َ فَ ِ‬
‫َ‬
‫ن{‬ ‫مو َ‬ ‫م ل ي َعْل َ ُ‬ ‫م ك َأن ّهُ ْ‬ ‫ب الل ّهِ وََراَء ظ ُُهورِه ِ ْ‬ ‫ب ك َِتا َ‬ ‫ن أوُتوا ال ْك َِتا َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫م ْ‬‫} ِ‬
‫أي أن القوم كانوا يعلمون‪ .‬ولكنهم أفسدوا علمهم وجحففدوا وكفففروا‬
‫وكتموا‪(4) .‬‬
‫قولفه تعالى‪} :‬وم َ‬
‫مففا‬‫ن الل ّفهِ وَ َ‬ ‫مف ْ‬ ‫عن ْد َه ُ ِ‬‫شَهاد َة ً ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ك َت َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ن أظ ْل َ ُ‬ ‫َ َ ْ‬
‫ن{ ]سورة البقرة ‪.[2/140‬‬ ‫مُلو َ‬ ‫ما ت َعْ َ‬ ‫ل عَ ّ‬ ‫ه ب َِغافِ ٍ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫تفسير الطبري ) ‪( 384 / 1‬‬
‫‪() 6‬‬
‫تفسير الطبري ) ‪ - ( 405 / 1‬تفسير ابن كثير ) ‪( 126 / 1‬‬
‫‪() 1‬‬
‫تفسير الطبري ) ‪ ( 426 / 1‬و‬
‫حسنه في التفسير الصحيح )‪(1/199‬‬ ‫‪() 2‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪( 427 / 1‬‬
‫تفسير الطبري ) ‪ - ( 184 / 2‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 184 / 1‬‬
‫‪() 4‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 232 / 1‬تفسير ابن كثير ) ‪ ( 135 / 1‬و‬
‫حسنه‬
‫في التفسير الصحيح )‪(1/204‬‬

‫‪241‬‬
‫‪-1759-289‬فحدثني محمد بن عمرو‪ ،‬قال‪ :‬ثنا أبو عاصم‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا‬
‫عيسى‪ ،‬عن بن أبي نجيح‪ ،‬عن مجاهد في قوله‪} :‬وم َ‬
‫ن‬ ‫مفف ْ‬ ‫م ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ن أظ َْلفف ُ‬ ‫َ َ ْ‬
‫ه{ قال‪ :‬في قول يهود لبراهيففم وإسففماعيل‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫م ْ‬‫عن ْد َه ُ ِ‬ ‫شَهاد َة ً ِ‬ ‫م َ‬ ‫ك َت َ َ‬
‫عليهما السلم ومن ذكر معهما إنهم كانوا يهودا ً أو نصففارى‪ .‬فيقففول‬
‫الله‪ :‬ل تكتموا مني شهادة إن كففانت عنففدكم فيهففم‪ .‬وقففد علففم أنهففم‬
‫كاذبون‪(1) .‬‬
‫‪- 1760-290‬حدثنا القاسم‪ ،‬قال‪ :‬ثنا الحسين‪ ،‬قال‪ :‬حدثني إسحاق‪،‬‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ن إِ ّ‬ ‫قول ُففو َ‬ ‫م تَ ُ‬ ‫عن أبي الشففهب‪ ،‬عففن الحسففن أنففه تل هففذه اليففة‪} :‬أ ْ‬
‫ل أ َأ َنتم أ َع ْل َم أ َم الل ّه ومفف َ‬
‫م‬ ‫ن أظ َْلفف ُ‬ ‫ُ َ َ ْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ل{ إلى قوله‪} :‬قُ ْ ْ ُ ْ‬ ‫عي َ‬‫ما ِ‬ ‫س َ‬ ‫م وَإ ِ ْ‬ ‫هي َ‬ ‫إ ِب َْرا ِ‬
‫ن{ قففال‬ ‫مل ُففو َ‬ ‫مففا ت َعْ َ‬ ‫ل عَ ّ‬ ‫ه ب َِغافِف ٍ‬ ‫ما الل ّ ُ‬ ‫ن الل ّهِ وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫عن ْد َه ُ ِ‬ ‫شَهاد َة ً ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ك َت َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ِ‬
‫الحسن‪ :‬والله لقد كان عند القوم مففن اللففه شففهادة أن أنبيففاءه بففرآء‬
‫من اليهوديففة والنصففرانية‪ ،‬كمففا أن عنففد القففوم مففن اللففه شففهادة أن‬
‫أموالكم ودماءكم بينكم حرام‪ ،‬فبم استحلوها؟ )‪(2‬‬
‫‪- 1761-291‬حدثنا عن عمار‪ ،‬قال‪ :‬ثنا ابن أبي جعفر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عففن‬
‫الربيع قوله‪} :‬وم َ‬
‫ش فَهاد َةً{أهففل الكتففاب‪ ،‬كتمففوا‬ ‫م َ‬ ‫ن ك َت َف َ‬ ‫مف ْ‬ ‫م ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ن أظ ْل َف ُ‬ ‫َ َ ْ‬
‫السلم وهم يعلمون أنه دين الله‪ ،‬وهم يجدونه مكتوبففا عنففدهم فففي‬
‫التوراة والنجيل‪ :‬أنهم لم يكونوا يهودا ً ول نصففارى‪ ،‬وكففانت اليهوديففة‬
‫والنصرانية بعد هؤلء بزمان‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫ن وَل َفوْ أن ّهُ ف ْ‬ ‫دي ِ‬ ‫م وَط َْعنا ً فِففي ال ف ّ‬ ‫سن َت ِهِ ْ‬ ‫عَنا ل َي ّا ً ب ِأل ْ ِ‬ ‫قولفه تعالى‪} :‬وََرا ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م و َ أ ق ْ فو َ َ‬
‫م‬ ‫خي ْففرا ً ل َهُف ْ‬ ‫ن َ‬ ‫معْ َوانظ ُْرن َففا ل َك َففا َ‬ ‫سف َ‬ ‫معَْنا وَأط َعْن َففا َوا ْ‬ ‫سف ِ‬ ‫َقاُلوا َ‬
‫ن إ ِل ّ قَِليل ً{ ]سففورة النسففاء‬ ‫مُنو َ‬ ‫م َفل ي ُؤ ْ ِ‬ ‫ف ر ِه ِ ْ‬ ‫ه ب ِك ُ ْ‬‫م الل ّ ُ‬ ‫ن ل َعَن َهُ ْ‬ ‫وَل َك ِ ْ‬
‫‪[4/46‬‬
‫‪ - 7676-292‬حدثت عن المنجاب‪ ،‬قال‪ :‬ثنففا بشففر‪ ،‬قففال‪ :‬أبففو روق‪،‬‬
‫عن الضحاك‪ ،‬عن ابففن عباسف رضففي اللففه عنهمففا فففي قففوله‪} :‬ل َي ّفا ً‬
‫َ‬
‫ن{ قال‪ :‬تحريفا بالكذب‪(3) .‬‬ ‫دي ِ‬ ‫م وَط َْعنا ً ِفي ال ّ‬ ‫سن َت ِهِ ْ‬‫ب ِأل ْ ِ‬
‫‪ - 10655-293‬حدثني محمد بن عمرو‪ ،‬قال‪ :‬ثنا أبو عاصم‪ ،‬قال‪ :‬ثنا‬
‫ر‬
‫ت ب ِغَي ْ ِ‬ ‫ن وَب ََنا ٍ‬ ‫ه ب َِني َ‬ ‫خَرُقوا ْ ل َ ُ‬ ‫عيسى‪ ،‬عن ابن أبي نجيح‪ ،‬عن مجاهد‪} :‬وَ َ‬
‫ن{ ]سففورة النعففام ‪ [6/100‬قففال‪:‬‬ ‫فو َ‬ ‫صف ُ‬ ‫مففا ي َ ِ‬ ‫ه وَت َعَففاَلى ع َ ّ‬ ‫حان َ ُ‬‫سب ْ َ‬ ‫عل ْم ٍ ُ‬ ‫ِ‬
‫كذبوا‪(4) .‬‬

‫)( تفسففير الطففبري ) ‪ - ( 574 / 1‬تفسففير الففدر المنثففور ) ‪( 341 / 1‬‬ ‫‪1‬‬
‫وصححه في التفسير الصحيح )‪(1/248‬‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪( 574 / 1‬‬ ‫‪2‬‬
‫)( تفسير الطبري )‪ - (5/119‬تفسير ابففن أبففي حففاتم )‪ - (3/967‬تفسففير‬ ‫‪3‬‬
‫‪.‬‬
‫الدر المنثور )‪ (2/554‬إسناده ضعيف‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪ - ( 297 / 7‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 1360 / 4‬‬ ‫‪4‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 334 / 3‬تفسير القرطبي ) ‪ - ( 53 / 7‬تفسير‬
‫ابن كثير ) ‪( 161 / 2‬‬

‫‪242‬‬
‫‪ - 10656-294‬حدثنا بشر‪ ،‬قال‪ :‬ثنا يزيد‪ ،‬قال‪ :‬ثنا سعيد‪ ،‬عن قتادة‪،‬‬
‫ر‬
‫ت ب ِغَي ْ ِ‬ ‫ن وَب ََنا ٍ‬‫ه ب َِني َ‬ ‫خَرُقوا ل َ ُ‬ ‫م وَ َ‬ ‫قه ُ ْ‬‫خل َ َ‬
‫ن وَ َ‬ ‫ج ّ‬ ‫كاَء ال ْ ِ‬ ‫شَر َ‬ ‫جعَُلوا ل ِل ّهِ ُ‬ ‫قوله‪} :‬وَ َ‬
‫ن{ كففذبوا‪ ،‬سففبحانه وتعففالى عمففا‬ ‫فو َ‬ ‫صف ُ‬ ‫مففا ي َ ِ‬ ‫َ‬
‫ه وَت َعَففالى ع َ ّ‬ ‫حان َ ُ‬ ‫سفب ْ َ‬‫عل ْفم ٍ ُ‬ ‫ِ‬
‫يصفون عما يكذبون ! أما العرب فجعلوا له البنات ولهم ما يشتهون‬
‫من الغلمان‪ ،‬وأما اليهود فجعلوا بينه وبين الجنة نسبا‪ ،‬ولقففد علمففت‬
‫الجنة أنهم لمحضرون‪(1) .‬‬
‫‪ - 9322-295‬حدثني محمد بن الحسين‪ ،‬قال‪ :‬ثنا أحمد بن مفضففل‪،‬‬
‫ن‬ ‫عو َ‬ ‫ما ُ‬ ‫سف ّ‬‫دوا ْ َ‬ ‫ن ه ِففا ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّف ِ‬ ‫مف َ‬ ‫قال‪ :‬ثنا أسباط‪ ،‬عن السدي‪ ،‬قففوله‪} :‬وَ ِ‬
‫ن{ ]سففورة المففائدة‬ ‫حّرفُففو َ‬ ‫ك يُ َ‬ ‫م ي َفأ ُْتو َ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫ري َ‬ ‫خ ِ‬ ‫قوْم ٍ آ َ‬ ‫ن لِ َ‬‫عو َ‬ ‫ما ُ‬ ‫س ّ‬ ‫ب َ‬ ‫ل ِل ْك َذ ِ ِ‬
‫‪ [5/41‬كففان بنففو إسففرائيل أنفففزل اللففه عليهففم‪ :‬إذا زنففى منكففم أحففد‬
‫فففارجموه‪ .‬فلففم يزالففوا بففذلك حففتى زنففى رجففل مففن خيففارهم؛ فلمففا‬
‫اجتمعت بنو إسرائيل يرجمونه‪ ،‬قام الخيففار والشففراف فمنعففوه‪ .‬ثففم‬
‫زنى رجففل مففن الضففعفاء‪ ،‬فففاجتمعوا ليرجمففوه‪ ،‬فففاجتمعت الضففعفاء‬
‫فقالوا‪ :‬ل ترجموه حتى تأتوا بصفاحبكم فترجمونهمفا جميعفًا! فقفالت‬
‫بنو إسرائيل‪ :‬إن هذا المر قد اشتد علينا‪ ،‬فتعالوا فلنصلحه! فففتركوا‬
‫الرجم‪ ،‬وجعلوا مكانه أربعين جلدة بحبل مقير ويحممففونه ويحملففونه‬
‫على حمار ووجهه إلى ذنبه‪ ،‬ويسودون وجهه‪ ،‬ويطوفففون بففه‪ .‬فكففانوا‬
‫يفعلون ذلك حتى بعث النبي صلى الله عليه وسلم وقففدم المدينففة‪،‬‬
‫فزنت امرأة من أشراف اليهود‪ ،‬يقال لها بسرة‪ ،‬فبعففث أبوهففا ناس فا ً‬
‫من أصحابه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فقال‪ :‬سلوه عن الزنا‬
‫وما نفزل إليه فيه؛ فإنا نخاف أن يفضففحنا ويخبرنففا بمففا صففنعنا‪ ،‬فففإن‬
‫أعطاكم الجلد فخذوه وإن أمركففم بففالرجم فاحففذروه‪ .‬فففأتوا رسففول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم فسألوه‪ ،‬فقال‪)) :‬الرجم((‪ .‬فأنفففزل اللففه‬
‫ق فوْم ٍ‬ ‫ن لِ َ‬‫عو َ‬ ‫ما ُ‬‫سف ّ‬ ‫ب َ‬ ‫ن ل ِل ْك َفذ ِ ِ‬ ‫عو َ‬ ‫ما ُ‬ ‫سف ّ‬ ‫دوا ْ َ‬ ‫ن ه ِففا ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّف ِ‬ ‫مف َ‬‫عز وجل ‪} :‬وَ ِ‬
‫ه{ ]سففورة المففائدة‬ ‫ضفعِ ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫م َ‬ ‫من ب َعْفد ِ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ال ْك َل ِ َ‬ ‫حّرُفو َ‬ ‫ك يُ َ‬‫م ي َأ ُْتو َ‬ ‫ن لَ ْ‬‫ري َ‬‫خ ِ‬‫آ َ‬
‫‪ [5/41‬حين حرفوا الرجم فجعلوه جلدًا‪( ) .‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ - 9323-296‬حدثني يونس‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ،‬قففال‪ :‬قففال ابففن‬


‫ن{ ]سففورة‬ ‫ري ف َ‬‫خ ِ‬ ‫ق فوْم ٍ آ َ‬ ‫ن لِ َ‬ ‫عو َ‬ ‫ما ُ‬‫سف ّ‬ ‫ب َ‬ ‫ن ل ِل ْك َذ ِ ِ‬ ‫عو َ‬ ‫ما ُ‬ ‫س ّ‬ ‫زيد في قوله‪َ } :‬‬
‫المائدة ‪ [5/41‬قال‪ :‬لقوم آخرين لم يأتوك من أهففل الكتففاب‪ ،‬هففؤلء‬
‫سماعون لولئك القوم الخرين الذين لم يأتوه‪ ،‬يقولون لهم الكذب‪:‬‬
‫محمد كاذب‪ ،‬وليس هذا في التوراة‪ ،‬فل تؤمنوا به‪(3) .‬‬

‫حسنه‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 297 / 7‬تفسير عبد الرزاق ) ‪( 157 / 3‬‬
‫في التفسير الصحيح )‪(1/223‬‬

‫حسنه في‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 235 / 6‬تفسير القرطبي ) ‪( 179 / 6‬‬
‫التفسير الصحيح )‪(2/281‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 236 / 6‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪( 1131 / 4‬‬

‫‪243‬‬
‫‪ - 9335-297‬حدثنا بشر بن معاذ‪ ،‬قال‪ :‬ثنا يزيد بن زريففع‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا‬
‫َ‬
‫ت{ ]سففورة‬ ‫ح ِ‬‫سف ْ‬‫ن ِلل ّ‬ ‫ب أك ّففاُلو َ‬ ‫ن ل ِل ْك َفذ ِ ِ‬
‫عو َ‬ ‫ما ُ‬
‫سف ّ‬ ‫سففعيد‪ ،‬عففن قتففادة‪َ } :‬‬
‫المائدة ‪ [5/42‬قال‪ :‬كان هذا فففي حكففام اليهففود بيففن أيففديكم‪ ،‬كففانوا‬
‫يسمعون الكذب ويقبلون الرشا‪(1) .‬‬
‫م‬
‫من ْهُف ْ‬‫م إ ِل ّ قَِليل ً ِ‬ ‫من ْهُف ْ‬‫خائ ِن َفةٍ ِ‬ ‫ل ت َط ّل ِفعُ ع َل َففى َ‬ ‫قولفه تعالى‪َ} :‬ول ت ََزا ُ‬
‫ن = ‪] { 13‬سففورة‬ ‫سِني َ‬
‫ح ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ال ْ ُ‬‫ح ّ‬ ‫ه يُ ِ‬‫ن الل ّ َ‬‫ح إِ ّ‬‫ف ْ‬‫ص َ‬
‫م َوا ْ‬ ‫َفاع ْ ُ‬
‫ف ع َن ْهُ ْ‬
‫المائدة ‪[5/13‬‬
‫‪ - 9041-298‬حدثنا الحسن بن يحيى قال‪ :‬أخبرنا عبد الرزاق قففال‪:‬‬
‫م{‬ ‫من ْهُ ْ‬‫خآئ ِن َةٍ ّ‬‫ى َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫أخبرنا معمر عن قتادة في قوله‪} :‬وَل َ ت ََزا ُ‬
‫ل ت َطل ِعُ ع َل َ‬
‫قال‪ :‬على خيانة وكذب وفجور‪(2) .‬‬

‫حسنه في التفسير الصحيح )‪(1/223‬‬


‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪( 239 / 6‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 156 / 6‬تفسير عبد الففرزاق ) ‪- ( 186 / 1‬‬
‫صححه‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 42 / 3‬تفسير القرطبي ) ‪( 116 / 6‬‬
‫في التفسير الصحيح )‪(1/164‬‬

‫‪244‬‬
‫الدراسة‪:‬‬
‫من صفات اليهود التي اشتهروا بهففا قففول الكففذب‪ ,‬وسففماع‬
‫الكذب ونقله‪ ,‬كما حكى الله عنهففم فففي كتففابه‪ ,‬فقففد كففذبوا‬
‫على الله وعلى أنبيائه‪ ,‬وكذب بعضففهم مففن علمففائهم علففى‬
‫بعض؛ فقد كذبوا على الله‪:‬‬
‫‪ -‬باختلقهم أن له ولد بغير علم‪ ,‬كما قال مجاهد رحمففه‬
‫الله فهم قد تخرصوا للففه كففذبًا‪ ،‬فففافتعلوا لففه بنيففن وبنففات‬
‫بغيففر علففم منهففم بحقيقففة مففا يقولففون‪ ،‬ولكففن جهل ً بففالله‬
‫وبعظمته وأنه ل ينبعي لمففن كفان إلهففا أن يكففون لفففه بنففون‬
‫وبنات ول صاحبة‪ ،‬ول أن يشركه في خلقه شريك‪.‬‬
‫‪ -‬وكذبوا على الله‪ :‬بكتمان الحق والعلم‪ ،‬حتى وإن كففان‬
‫وحيا ً منففزل ً مففن اللففه تعففالى لهففم‪ ،‬فففإنهم ل يتورعففون عففن‬
‫جحده وكتمانه مادام ل يخدم أغراضهم وغاياتهم الفاسففدة‪،‬‬
‫م‬‫ب ِلفف َ‬ ‫ل ال ْك َِتففا ِ‬ ‫قال الله تعالى عنهم يعاتبهم على ذلك‪َ} :‬يا أ َهْ َ‬
‫َ‬
‫ن{ ]سففورة‬ ‫مففو َ‬ ‫م ت َعْل َ ُ‬
‫ح فقّ وَأنت ُف ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ل وَت َك ْت ُ ُ‬
‫مو َ‬ ‫حقّ ِبال َْباط ِ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ت َل ْب ِ ُ‬
‫سو َ‬
‫آل عمران ‪[3/71‬‬
‫‪ -‬وكذبوا علففى اللففه ‪ :‬بتحريففف كلمففه وشففرعه والكففذب‬
‫على الله بما يتفق مففع أهففوائهم وأغراضففهم الفاسففدة قففال‬
‫فريقا ً يل ْوو َ‬
‫ن‬
‫مف َ‬ ‫س فُبوه ُ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ب ل ِت َ ْ‬‫سن َت َُهم ِبال ْك َِتا ِ‬
‫ن أل ْ ِ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫م لَ َ ِ‬‫من ْهُ ْ‬
‫ن ِ‬ ‫تعالى‪} :‬وَإ ِ ّ‬
‫ن‬
‫مف ْ‬ ‫عند ِ الل ّهِ وَ َ‬
‫مففا هُ فوَ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن هُ وَ ِ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫ن ال ْك َِتا ِ‬
‫ب وَ ي َ ُ‬ ‫م َ‬
‫ما هُوَ ِ‬ ‫ب وَ َ‬ ‫ال ْك َِتا ِ‬
‫ن = ‪{ 78‬‬ ‫مففو َ‬ ‫م ي َعْل َ ُ‬
‫ب و َه ُ ف ْ‬‫ن ع َل َففى الل ّفهِ ال ْك َفذ ِ َ‬ ‫قول ُففو َ‬
‫عن فد ِ الل ّفهِ وَي َ ُ‬ ‫ِ‬
‫]سورة آل عمران ‪[3/78‬‬
‫ومعنى هذه اليات الفاضحة لهم ‪ :‬وإن من أهل الكتاب‪،‬‬
‫وهم اليهود الذين كانوا حوالي مدينة رسول الله صلى الله‬
‫عليففففه وسففففلم ‪ ،‬علففففى عهففففده مففففن بنففففي إسففففرائيل‪,‬‬
‫َ‬
‫ب{ ]سورة آل‬ ‫ن ال ْك َِتففا ِ‬
‫مفف َ‬
‫سففُبوه ُ ِ‬
‫ح َ‬ ‫سن َت َُهم ِبال ْك َِتا ِ‬
‫ب ل ِت َ ْ‬ ‫يحرفون}أل ْ ِ‬
‫عمران ‪ [3/78‬يعني‪ :‬لتظنوا أن الذي يحرفونه بكلمهم من‬
‫كتاب الله وتنزيله‪ ،‬يقول الله عز وجل‪ :‬وما ذلك الذي لففووا‬
‫به ألسنتهم‪ ،‬فحرفوه وأحدثوه من كتاب الله‪ ،‬ويزعمون أن‬
‫ما لووا به ألسنتهم من التحريف والكذب والباطل فألحقوه‬

‫‪245‬‬
‫في كتاب الله من عند اللففه‪ ،‬يقففول‪ :‬ممففا أنزلففه اللففه علففى‬
‫أنبيائه‪ ،‬وما هو من عند الله‪ ،‬يقول‪ :‬وما ذلك الذي لففووا بففه‬
‫ألسنتهم‪ ،‬فأحففدثوه ممففا أنزلففه اللففه إلففى أحففد مففن أنبيففائه‪،‬‬
‫ولكنه ممففا أحففدثوه مففن قبففل أنفسففهم‪ ،‬افففتراء علففى اللففه‪.‬‬
‫ن{‬ ‫مففو َ‬ ‫م ي َعْل َ ُ‬ ‫ب و َه ُ ف ْ‬ ‫ن ع َل َففى الل ّفهِ ال ْك َفذ ِ َ‬
‫قول ُففو َ‬
‫يقول عز وجل ‪} :‬وَي َ ُ‬
‫]سورة آل عمران ‪ [3/75‬يعني بذلك‪ :‬أنهففم يتعمففدون قيففل‬
‫الكذب على الله‪ ،‬والشهادة عليه بالباطل‪ ،‬واللحاق بكتففاب‬
‫الله مففا ليففس منففه طلبففا للرياسففة والخسففيس مففن حطففام‬
‫الدنيا‪(1) .‬‬
‫‪ -‬وكذبوا على الله حين زعموا أن اللففه عهففد إليهففم فففي‬
‫كتبهم أن ل يؤمنوا لرسول حتى يكون من معجزاته أن من‬
‫تصففدق بصففدقة مففن أمتففه فتقبلففت منففه أن تنففزل نففار مففن‬
‫ه ع َهِفد َ إ ِل َي ْن َففا أ َل ّ‬ ‫ن الل ّف َ‬ ‫ن قَففاُلوا ْ إ ِ ّ‬ ‫السماء تأكلها قال تعالى‪} :‬ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫ْ‬ ‫ى ي َأ ْت ِي ََنا ب ِ ُ‬
‫سف ٌ‬
‫ل‬ ‫م ُر ُ‬ ‫جففاءك ُ ْ‬ ‫ل ق َ فد ْ َ‬‫ه الّناُر قُ ْ‬ ‫ن ت َأك ُل ُ ُ‬
‫قْرَبا ٍ‬ ‫حت ّ َ‬
‫ل َ‬ ‫سو ٍ‬ ‫ن ل َِر ُ‬ ‫ن ُؤ ْ ِ‬
‫م َ‬
‫ن‬‫صففاد ِِقي َ‬
‫م َ‬ ‫م ِإن ُ‬
‫كنت ُف ْ‬ ‫مففوهُ ْ‬‫م قَت َل ْت ُ ُ‬ ‫م فَل ِف َ‬‫ذي قُل ْت ُ ْ‬ ‫ت وَِبال ّ ِ‬ ‫من قَب ِْلي ِبال ْب َي َّنا ِ‬ ‫ّ‬
‫= ‪] { 183‬سورة آل عمران ‪[3/183‬‬
‫وهنا كذبتان كبيرتان‪:‬‬
‫‪ -1‬الولى‪ :‬كذبهم في نسبتهم ما طلبوه الى الله افتراءا ً‬
‫عليه‪.‬‬
‫‪ -2‬الثانية‪ :‬أنهم كذبوا في ادعئهم تصديق النبي إذا أرسل‪،‬‬
‫فقد جاءهم رسل حققوا لهم ما تمنوه ومع ذلك كذبوهم‬
‫بل وقتلوهم ثم جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم‬
‫وكذبوه أيضًا‪.‬‬
‫"وإنما أعلم الله عباده بهذه الية‪ ،‬أن الذين وصف صفففتهم‬
‫من اليهود الذين كففانوا علففى عهففد رسففول اللفه صففلى اللففه‬
‫عليه وسلم لن يقروا‪ ،‬وأن يكونوا فففي كففذبهم علففى اللففه‪،‬‬
‫وافترائهم على ربهففم‪ ،‬وتكففذيبهم محمففدا ً صففلى اللففه عليففه‬
‫وسلم وهم يعلمونه صادقا ً محق فًا‪ ،‬وجحففودهم نبففوته‪ ،‬وهففم‬
‫يجدونه مكتوبا ً عندهم في عهد الله تعالى إليهم أنه رسوله‬
‫إلى خلقه‪ ،‬مفروضة طففاعته إل كمففن مضففى مففن أسففلفهم‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ج‪ 3:‬ص‪323:‬‬

‫‪246‬‬
‫الذين كانوا يقتلون أنبياء الله بعد قطع الله عذرهم بالحجج‬
‫التي أيدهم الله بها‪ ،‬والدلة التي أبان صففدقهم بهففا‪ ،‬افففتراء‬
‫على الله‪ ،‬واستخفافا بحقوقه‪".‬‬
‫لحهم الففذين اختففارهم موسففى‬ ‫وكذب من يعدون من ص ّ‬
‫عليه السلم لميقات الله ‪,‬فقالوا لقومهم غير مففا سففمعوه‬
‫من الوصايا‪ ,‬ودأب علماؤهم على الكذب وتغيير أحكام الله‬
‫بحسب الرشوة التي يأخففذونها مففن المتحففاكمين لهففم‪ ،‬بففل‬
‫أنهم كذبوا على المسلمين بعففدم آداء المانففة اليهففم بحجففة‬
‫ل‬ ‫أن الله قد سمح لهم بهذا فقففال تعففالى عنهففم‪} :‬وم ف َ‬
‫ن أ هْ ف ِ‬
‫َ ِ ْ‬
‫ْ‬ ‫طارٍ ي ُؤ َد ّهِ إ ِل َي ْ َ‬
‫قن َ‬ ‫ْ‬
‫ديَناٍر‬ ‫ه ِبفف ِ‬
‫من ْ ُ‬
‫ن ِإن ت َأ َ‬ ‫م ْ‬‫من ُْهم ّ‬ ‫ك وَ ِ‬ ‫ه بِ ِ‬ ‫من ْ ُ‬
‫ن ِإن ت َأ َ‬‫م ْ‬
‫ب َ‬ ‫ال ْك َِتا ِ‬
‫س ع َل َي ْن َففا‬ ‫ك إل ّ ما دمت عل َيه َقآئما ً ذ َلف َ َ‬
‫م قَففاُلوا ْ ل َي ْف َ‬ ‫ك ب ِفأن ّهُ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ل ّ ي ُؤ َد ّهِ إ ِل َي ْ َ ِ َ ُ ْ َ َ ْ ِ‬
‫ُ‬
‫ن = ‪75‬‬ ‫مففو َ‬ ‫م ي َعْل َ ُ‬‫ب و َه ُ ْ‬ ‫ن ع ََلى الل ّهِ ال ْك َذ ِ َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫ل وَ ي َ ُ‬‫سِبي ٌ‬‫ن َ‬ ‫مّيي َ‬
‫ِفي ال ّ‬
‫{ ]سورة آل عمران ‪[3/75‬‬
‫وإن كان سياق الية فيه أمر طبيعي قففد ينسففحب علففى‬
‫كل الناس‪ :‬فمنهم المين ومنهم دون ذلك‪ ،‬ولكن هنا تنفففبيه‬
‫لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأمته‪ ,‬أن هؤلء اليهففود‬
‫يرون عدم الوفاء للمسلمين أمرا ً من أمور دينهم التي أذن‬
‫الله بها لهم كذبا ً علففى اللففه‪" ,‬إنمففا أراد جففل وعففز بإخبففاره‬
‫المففؤمنين خففبرهم علففى مففا بينففه فففي كتففابه بهففذه اليففات‬
‫تحذيرهم أن يففأتمنوهم علففى أمففوالهم‪ ،‬وتخففويفهم الغففترار‬
‫بهم‪ ،‬لستحلل كثير منهم أموال المؤمنين" )‪(1‬‬
‫وكان صلى الله عليه وسلم يبين لمته ما كففانت اليهففود‬
‫تكذب بففه وتلبففس علففى المسففلمين‪ ،‬كمففا فففي حففديث أبففي‬
‫سعيد الخدري _ قال‪ :‬قيففل للنففبي صففلى اللففه عليففه وسففلم‬
‫))إن اليهود تقول إن العزل هو الموؤودة الصغرى‪ ((.‬فقال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسففلم ‪)) :‬كففذبت يهففود‪ ،‬كففذبت‬
‫يهود‪ ،‬لو أراد الله خلقها لم يستطع عزلها‪(2) ((.‬‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري)‪(3/319‬‬
‫‪ () 2‬رواه المام احمد المسند جففزء ‪ 2 :‬صفففحة ‪ 329 :‬وابففوداود ج‪ 2:‬ص‪:‬‬
‫‪ 252‬وأبي يعلى جزء ‪ 10 :‬صفحة والطبراني في المعجم الكففبير جففزء ‪:‬‬
‫‪ 2‬صفحة ‪ 81 :‬بالفاظ متقاربه‬

‫‪247‬‬
‫وعن جابر بن عبد الله _ قال‪)) :‬كانت يهود يقولون من‬
‫أتى امرأته وهففي مجبيففة مففن دبرهففا فففي قبلهففا كففان ولففده‬
‫أحول‪ ((.‬فذكر ذلك لرسول الله فقال‪)) :‬كذبت يهود‪(1) ((.‬‬
‫وقد صرح صلى الله عليه وسلم بأنهم يكذبون وهففم علففى‬
‫الله أكذب كما في حديث عائشة رضي اللففه عنهففا قففالت‪:‬‬
‫))أن يهودية كانت تخدمها فل تصنع عائشة إليهففا شففيئا ً مففن‬
‫المعروف إل قففالت لهففا اليهوديففة وقففاك اللففه عففذاب القففبر‬
‫قالت فدخل رسول اللففه صففلى اللففه عليففه وسففلم علففي((‬
‫فقلت‪)) :‬يا رسول الله هل للقبر عذاب قبل يوم القيامة‪((.‬‬
‫قال‪)) :‬ل وعم ذاك؟(( قالت‪ :‬هففذه اليهوديففة ل نصففنع إليهففا‬
‫من المعروف شيئا ً إل قالت‪ :‬وقاك الله عذاب القبر‪ .‬قففال‪:‬‬
‫كذبت يهود وهم على الله عففز وجففل أكففذب ل عففذاب دون‬
‫يوم القيامففة‪ ،‬قففالت‪ :‬ثففم مكففث بعففد ذاك مففا شففاء اللففه أن‬
‫يمكث فخرج ذات يوم نصف النهار مشتمل ً بثففوبه‪ ،‬محمففرة‬
‫عيناه‪ ،‬وهو ينادى بأعلى صوته ))أيها الناس أظلتكففم الفتففن‬
‫كقطع الليل المظلم‪ ،‬أيها الناس لو تعلمون ما أعلم لبكيتم‬
‫ل‪ ،‬أيها الناس استعيذوا بالله مففن عففذاب‬ ‫كثيرا ً وضحكتم قلي ً‬
‫القبر فإن عذاب القبر حق‪(2) ((.‬‬
‫بل إن كذبهم على رسول الله استمر بعففد وفففاته صففلى‬
‫الله عليه وسلم ولكن كان لهم عمر _ بالمرصاد فعن ابففن‬
‫عمر رضي الله عنهما قال‪)) :‬لما فدع أهل خيبر عبففد اللففه‬
‫بن عمر رضي الله عنهما قام عمر _ خطيب فًا(( فقففال ))إن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم كففان عامففل يهففود خيففبر‬
‫على أموالهم وقال نقركم ما أقركم الله‪ ،‬وإن عبد الله بففن‬
‫عمر خرج إلى ماله هناك فعففدي عليففه مففن الليففل ففففدعت‬
‫يداه ورجله‪ ،‬وليس لنا هناك عدو غيرهم هم عدونا وتهمتنففا‬
‫وقد رأيت إجلءهم‪ ((.‬فلما أجمع عمر _ على ذلك أتاه أحففد‬
‫بني أبي الحقيق فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين أتخرجنا وقد أقرنا‬

‫‪ () 1‬رواه النسائي ج‪ 5:‬ص‪85 313:‬‬


‫‪ () 2‬رواه احمد ج‪ 6:‬ص‪ 81:‬وقال ابن كثير هذا إسناد صففحيح علففى شففرط‬
‫البخاري ومسلم ولم يخرجاه التفسير)‪(4/80‬‬

‫‪248‬‬
‫محمد صلى الله عليه وسلم وعاملنا على الموال وشففرط‬
‫ذلك لنا فقال عمر _ أظننت أني نسففيت قففول رسففول اللففه‬
‫صلى الله عليه وسففلم ))كيففف بففك إذا أخرجففت مففن خيففبر‬
‫تعدو بك قلوصك ليلة بعد ليلة‪ ((.‬فقففال كففانت هففذه هزيلففة‬
‫من أبي القاسم قال‪)) :‬كذبت يا عدو الله‪ ((.‬فأجلهم عمففر‬
‫_‪(1) .‬‬
‫وهكذا هم إلى اليوم أهل بهت وكذب ل ينبغففي الثقففة بهففم‬
‫طرفة عين‪.‬‬

‫‪ () 1‬صحيح البخاري ج ‪/2‬ص ‪973‬‬

‫‪249‬‬
‫المبحث السادس‪ :‬الثار الواردة في حسدهم‬
‫الثار‪:‬‬
‫َ‬
‫ن ب َعْ فدِ‬ ‫مف ْ‬ ‫م ِ‬ ‫دون َك ُف ْ‬‫ب ل َفوْ ي َُر ّ‬ ‫ل ال ْك ِت َففا ِ‬ ‫ن أ هْ ف ِ‬ ‫م ْ‬ ‫قولفه تعالى‪} :‬وَد ّ ك َِثيٌر ِ‬
‫م‬‫ن ل َهُف ْ‬ ‫مففا ت َب َي ّف َ‬‫ن ب َعْفد ِ َ‬ ‫مف ْ‬‫م ِ‬ ‫س فه ِ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫عن ْفد ِ َأن ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬‫سففدا ً ِ‬‫ح َ‬ ‫فارا ً َ‬‫م كُ ّ‬ ‫مان ِك ُ ْ‬‫ِإي َ‬
‫ه ع َل َففى ك ُف ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ن الل ّف َ‬ ‫م رِ هِ إ ِ ّ‬
‫ه ب ِأ ْ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫حّتى ي َأت ِ َ‬ ‫حوا َ‬ ‫ف ُ‬
‫ص َ‬‫فوا َوا ْ‬ ‫حقّ َفاع ْ ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ديٌر = ‪] { 109‬سورة البقرة ‪[2/109‬‬ ‫يٍء قَ ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫َ‬
‫‪ - 1479-299‬حدثنا الحسن بففن يحيففى‪ ،‬قففال‪ :‬أخبرنففا عبففد الففرزاق‪،‬‬
‫ل‬ ‫قففال‪ :‬أخبرنففا معمففر‪ ،‬عففن الزهففري فففي قففوله‪} :‬ود ك َِثي فر م ف َ‬
‫ن أهْ ف ِ‬ ‫ٌ ّ ْ‬ ‫َ ّ‬
‫ب{ هو كعب بن الشرف‪(1) .‬‬ ‫ال ْك َِتا ِ‬
‫‪ - 1481-300‬حدثنا ابففن حميففد قففال‪ :‬ثنففا سففلمة قففال‪ :‬حففدثني ابففن‬
‫إسحاق‪ .‬وحدثنا أبو كريب قال‪ :‬ثنا يونس بن بكير قال‪ :‬ثنا محمد بففن‬
‫إسحاق قال‪ :‬حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بففن ثففابت قففال‪:‬‬
‫حدثني سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابففن عباسف رضففي اللففه عنهمففا‬
‫قال‪ :‬كان حيي بففن أخطففب وأبففو ياسففر بففن أخطففب مففن أشففد يهففود‬
‫للعرب حسدا ً إذ خصهم الله برسوله صلى اللففه عليففه وسففلم وكانففا‬
‫جاهدين في رد الناس عن السلم بما استطاعا فأنفزل اللففه فيهمففا‪:‬‬
‫}ود ك َِثير م َ‬
‫كم{ الية‪(2) .‬‬ ‫دون َ ُ‬‫ب ل َوْ ي َُر ّ‬ ‫ل ال ْك َِتا ِ‬‫ن أهْ ِ‬ ‫ٌ ّ ْ‬ ‫َ ّ‬
‫‪ - 1483-301‬حدثنا بشر بن معاذ قال‪ :‬ثنا يزيد بن زريع قال‪ :‬حففدثنا‬
‫ق{ من بعد ما تففبين لهففم‬ ‫ح ّ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ن ل َهُ ُ‬‫ما ت َب َي ّ َ‬‫من ب َعْد ِ َ‬ ‫سعيد عن قتادة‪ّ } :‬‬
‫أن محمدا ً رسول الله صلى الله عليه وسلم والسلم دين الله‪( ) .‬‬
‫‪3‬‬

‫‪ -1484-302‬حدثني المثنى قال‪ :‬ثنا إسحاق قال‪ :‬ثنا ابن أبي جعفففر‬
‫ق{‬ ‫حف ّ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ن ل َهُ ف ُ‬ ‫مففا ت َب َي ّف َ‬
‫من ب َعْد ِ َ‬ ‫عن أبيه عن الربيع عن أبي العالية‪ّ } :‬‬
‫يقففول‪ :‬تففبين لهففم أن محمففدا ً رسففول اللففه صففلى اللففه عليففه وسففلم‬
‫يجدونه مكتوبا ً عندهم في التوراة والنجيل‪(4) .‬‬
‫‪-303‬حدثت عن عمار قال‪ :‬ثنا ابن أبي جعفر عففن أبيففه عففن الففربيع‬
‫مثله؛ وزاد فيه‪ :‬فكفروا به حسدا ً وبغيا ً إذ كان من غيرهم‪(5) .‬‬

‫‪ - ( 487‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 204 / 1‬‬ ‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪/ 1‬‬


‫‪( 261‬‬ ‫تفسير الدر المنثور ) ‪/ 1‬‬
‫‪ - ( 488‬تفسير ابن أبففي حففاتم ) ‪( 204 / 1‬‬ ‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪/ 1‬‬
‫إسناده ضعيف‪.‬‬
‫‪( 260‬‬ ‫تفسير الدر المنثور ) ‪/ 1‬‬
‫حسنه في التفسير الصحيح )‪(1/223‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪( 412 / 1‬‬
‫‪ () 4‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 256 / 1‬تفسير ابن أبي حففاتم ) ‪( 256 / 1‬‬
‫حسن إسناده الحافظ في الفتح )‪.(6/366‬‬
‫‪ () 5‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 256 / 1‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 256 / 1‬‬
‫‪.‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪ ( 155 / 1‬إسناده ضعيف‬

‫‪250‬‬
‫‪ - 1486-304‬حدثنا أبو كريب قال‪ :‬ثنفا عثمففان بفن سفعيد قفال‪ :‬ثنفا‬
‫بشر بن عمارة عن أبي روق عن الضففحاك عففن ابففن عباس ف رضففي‬
‫ق{ يقففول اللففه تعففالى ذكففره‪:‬‬ ‫ح ّ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ن ل َهُ ُ‬ ‫ما ت َب َي ّ َ‬ ‫من ب َعْد ِ َ‬ ‫الله عنهما ‪ّ } :‬‬
‫من بعد ما أضاء لهم الحق لم يجهلوا منه شيئا ً ولكن الحسد حملهففم‬
‫على الجحد‪ .‬فعيرهم الله ولمهم ووبخهم أشد الملمة‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مففا‬
‫ل َ‬ ‫مث ْف َ‬‫ح فد ٌ ِ‬ ‫ن ي ُفؤ َْتى أ َ‬ ‫دى الل ّفهِ أ ْ‬ ‫دى هُ َ‬ ‫ن ال ْهُ َ‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫قولفه تعالى‪} :‬قُ ْ‬
‫ُأوِتيت َ‬
‫ن‬
‫مف ْ‬ ‫ل ب ِي َد ِ الل ّفهِ ي ُفؤ ِْتيهِ َ‬ ‫ض َ‬ ‫ف ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫م قُ ْ‬ ‫عن ْد َ َرب ّك ُ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫جوك ُ ْ‬ ‫حا ّ‬ ‫م أ وْ ي ُ َ‬ ‫ُ ْ‬
‫م = ‪] { 73‬سورة آل عمران ‪[3/73‬‬ ‫سعٌ ع َِلي ٌ‬ ‫ه َوا ِ‬ ‫ّ‬
‫شاُء َوالل ُ‬ ‫يَ َ‬
‫‪ - 5731-305‬حدثني محمد بن عمرو قال‪ :‬ثنا أبو عاصم عن عيسى‬
‫مث ْف َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مففا‬
‫ل َ‬ ‫ح فد ٌ ِ‬ ‫ن ي ُفؤ َْتى أ َ‬ ‫عن ابن أبي نجيح عن مجاهففد فففي قففوله‪} :‬أ ْ‬
‫ُأوِتيت َ‬
‫شففاءُ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬‫ل ب ِي َد ِ الل ّهِ ي ُؤ ِْتيهِ َ‬ ‫ض َ‬ ‫ن ال ْفَ ْ‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫م قُ ْ‬ ‫عن ْد َ َرب ّك ُ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫جوك ُ ْ‬ ‫حا ّ‬ ‫م أوْ ي ُ َ‬ ‫ُ ْ‬
‫م = ‪ : { 73‬حسدا مففن يهففود أن تكففون النبففوة فففي‬ ‫ً‬ ‫سعٌ ع َِلي ٌ‬ ‫ه َوا ِ‬ ‫َوالل ّ ُ‬
‫غيرهم وإرادة أن يتبعوا على دينهم‪.‬‬
‫‪ - 5733-306‬حدثنا بشر قال‪ :‬ثنا يزيد قففال‪ :‬ثنففا سففعيد عففن قتففادة‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م{ يقففول‪:‬‬ ‫ما أوِتيت ُ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫مث ْ َ‬‫حد ٌ ِ‬ ‫ن ي ُؤ َْتى أ َ‬ ‫دى الل ّهِ أ ْ‬ ‫دى هُ َ‬ ‫ن ال ْهُ َ‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫قوله‪} :‬قُ ْ‬
‫لما أنفزل الله كتابا ً مثل كتابكم وبعففث نبيفا ً مثففل نففبيكم حسففدتموهم‬
‫ء{ )‪(1‬‬ ‫شا ُ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ب ِي َد ِ الل ّهِ ي ُؤ ِْتيهِ َ‬ ‫ض َ‬ ‫ف ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫على ذلك؛ }قُ ْ‬
‫ن‬‫م ْ‬‫ل الل ّهِ َ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫دو َ‬ ‫ص ّ‬ ‫م تَ ُ‬ ‫ب لِ َ‬ ‫ل ال ْك َِتا ِ‬ ‫ل َيا أ َهْ َ‬ ‫قولفه تعالى‪} :‬قُ ْ‬
‫َ‬
‫ن =‬ ‫مل ُففو َ‬‫مففا ت َعْ َ‬ ‫ل عَ ّ‬ ‫ه ب َِغافِ ٍ‬ ‫ما الل ّ ُ‬ ‫داُء وَ َ‬ ‫ش هَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫وجا ً وَأن ْت ُ ْ‬ ‫ع َ‬ ‫ن ت َب ُْغون ََها ِ‬ ‫م َ‬ ‫آ َ‬
‫‪] { 99‬سورة آل عمران ‪[3/99‬‬
‫‪ -5945-307‬حدثنا ابن حميد قال‪ :‬ثنا سلمة عن محمد بففن إسففحاق‬
‫قال ‪ :‬ثني الثقة عن زيد بن أسلم قال‪ :‬مر شفاس بفن قيفس وكفان‬
‫شففيخا ً قففد عسففا فففي الجاهليففة عظيففم الكفففر شففديد الضففغن علففى‬
‫المسلمين شديد الحسد لهم على نفر من أصحاب رسول الله ‪ -‬من‬
‫الوس والخزرج في مجلس قد جمعهم يتحدثون فيه‪ .‬فغاظه ما رأى‬
‫من جماعتهم وألفتهم وصلح ذات بينهم على السلم بعد الذي كففان‬
‫بينهم من العداوة في الجاهلية‪ ،‬فقال‪ :‬قد اجتمع مل بني قيلففة بهففذه‬
‫البلد والله ما لنا معهم إذا اجتمع ملؤهم بهففا مففن قففرار‪ ،‬فففأمر فففتى‬
‫شابا ً من اليهود وكان معه فقال‪ :‬اعمد إليهم فاجلس معهم وذكرهففم‬
‫يوم بعاث وما كان قبله وأنشدهم بعففض مففا كففانوا تقففاولوا فيففه مففن‬
‫الشعار‪ .‬وكان يوم بعففاث يومففا اقتتلففت فيففه الوس والخففزرج وكففان‬
‫الظفففر فيففه للوس علففى الخففزرج‪ .‬ففعففل فتكلففم القففوم عنففد ذلففك‬
‫فتنازعوا وتفاخروا حتى تواثب رجلن من الحيين علففى الركففب أوس‬
‫بن قيظي أحد بني حارثة بن الحرث من الوس وجبار بن صخر أحففد‬
‫بني سلمة من الخزرج فتقاول ثففم قففال أحففدهما لصففاحبه‪ :‬إن شففئتم‬

‫الطبري )‪ 3/315‬حسنه في التفسير الصحيح )‪(1/223‬‬


‫‪ () 1‬تفسير‬

‫‪251‬‬
‫والله رددناها الن جذعه وغضب الفريقان وقالوا‪ :‬قففد فعلنففا السففلح‬
‫موعدكم الظاهرة ‪ -‬والظاهرة‪ :‬الحرة ‪ -‬فخرجوا إليها وتحاور النففاس‬
‫فانضمت الوس بعضها إلى بعض والخزرج بعضففها إلففى بعففض علففى‬
‫دعواهم التي كانوا عليها في الجاهلية‪ .‬فبلغ ذلك رسففول اللففه صففلى‬
‫الله عليه وسلم فخرج إليهم فيمن معه من المهاجرين من أصففحابه‬
‫حتى جاءهم فقال‪)) :‬يا معشر المسلمين الله الله أبدعوى الجاهليففة‬
‫وأنا بين أظهركم بعد إذ هداكم الله إلى السلم‪ ،‬وأكرمكم به وقطففع‬
‫به عنكم أمر الجاهليففة واسففتنقذكم بففه مففن الكفففر وألففف بففه بينكففم‬
‫ترجعون إلى ما كنتففم عليففه كفففارًا(( فعففرف القفوم أنهففا نفففزعة مففن‬
‫الشيطان وكيد من عدوهم فألقوا السلح من أيففديهم وبكففوا وعففانق‬
‫الرجال من الوس والخزرج بعضهم بعضًا‪ .‬ثففم انصففرفوا مففع رسففول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم سامعين مطيعين قد أطفأ الله عنهم كيد‬
‫عدو الله شاس بن قيس وما صنع فأنفزل الله في شاس بففن قيففس‬
‫شِهيد ٌ ع ََلى‬ ‫ه َ‬ ‫ت الل ّهِ َوالل ّ ُ‬ ‫ن ِبآَيا ِ‬ ‫فُرو َ‬ ‫م ت َك ْ ُ‬ ‫ب لِ َ‬ ‫ل ال ْك َِتا ِ‬ ‫ل َيا أ َهْ َ‬ ‫وما صنع }قُ ْ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫مفف ْ‬ ‫ل الل ّهِ َ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫عن َ‬ ‫ن َ‬‫دو َ‬ ‫ص ّ‬‫م تَ ُ‬ ‫ب لِ َ‬ ‫ل ال ْك َِتا ِ‬ ‫ل َيا أهْ َ‬ ‫ن = ‪ 98‬قُ ْ‬ ‫مُلو َ‬ ‫ما ت َعْ َ‬ ‫َ‬
‫وجا { ]سورة آل عمففران ‪ ...[3/99‬اليففة وأنفففزل اللففه‬ ‫ً‬ ‫ع َ‬ ‫ن ت َب ُْغون ََها ِ‬ ‫م َ‬ ‫آ َ‬
‫عز وجل في أوس بن قيظي وجبار بن صخر ومن كفان معهمفا مفن‬
‫قومهما الذين صنعوا ما صنعوا مما أدخل عليهم شاس بن قيس من‬
‫ن ُأوت ُففوا‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّف ِ‬ ‫مف ْ‬ ‫ريقفا ً ِ‬ ‫ِ‬ ‫طيُعوا فَ‬ ‫ن تُ ِ‬ ‫مُنوا إ ِ ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬
‫َ‬
‫أمر الجاهلية }َيا أي َّها ال ّ ِ‬
‫ب‬‫ذا ٌ‬ ‫م ع َف َ‬ ‫ك ل َهُ ف ْ‬ ‫ن{ إلى قوله‪} :‬أ ُوْل َئ ِ َ‬ ‫ري َ‬ ‫كافِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫مان ِك ُ ْ‬ ‫م ب َعْد َ ِإي َ‬ ‫دوك ُ ْ‬ ‫ب ي َُر ّ‬ ‫ال ْك َِتا َ‬
‫م{ ]سورة آل عمران ‪(1) [3/105‬‬ ‫ظي ٌ‬‫عَ ِ‬
‫ن ع ََلى َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مففن‬ ‫يٍء ّ‬ ‫ش ْ‬ ‫قد ُِرو َ‬ ‫ب أل ّ ي َ ْ‬ ‫ل ال ْك َِتا ِ‬ ‫م أ هْ ُ‬ ‫قولفه تعالى‪} :‬ل ِئ َل ّ ي َعْل َ َ‬
‫ه{ ]سورة الحديد ‪[57/29‬‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫فَ ْ‬
‫‪ -26104-308‬حدثنا بشر قال‪ :‬ثنا يزيد قال‪ :‬ثنففا سففعيد عففن قتففادة‬
‫م كِ ْ َ‬ ‫َ‬
‫من‬ ‫ن ِ‬ ‫فلي ْ ِ‬ ‫سول ِهِ ي ُؤ ْت ِك ُ ْ‬ ‫مُنوا ب َِر ُ‬ ‫ه َوآ ِ‬ ‫قوا الل ّ َ‬ ‫مُنوا ات ّ ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫قوله‪َ} :‬يا أي َّها ال ّ ِ‬
‫ه{ الية قال‪ :‬لما نفزلت هذه الية حسد أهل الكتاب المسلمين‬ ‫مت ِ ِ‬‫ح َ‬ ‫ّر ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن{ اليففة‬ ‫قد ُِرو َ‬ ‫ب أل ّ ي َ ْ‬ ‫ل ال ْك َِتا ِ‬ ‫م أهْ ُ‬ ‫عليها فأنفزل الله عز وجل }ل ِئ َل ّ ي َعْل َ َ‬
‫قال‪ :‬ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كففان يقففول‪)) :‬إنمففا‬
‫مثلنا ومثل أهل الكتابين قبلنا كمثل رجل استأجر أجراء يعملون إلى‬
‫الليل على قيراط فلما انتصف النهار سئموا عملففه وملففوا فحاسففبهم‬
‫فأعطاهم على قدر ذلك ثم استأجر أجراء إلى الليل علففى قيراطيففن‬
‫يعملون له بقية عمله فقيل له‪ :‬ما شأن هؤلء أقلهففم عمل ً وأكففثرهم‬
‫أجففرًا؟ قففال‪ :‬مففالي أعطففي مففن شففئت فففأرجوا أن نكففون نحففن‬

‫‪78‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ (2‬إسففناده‬ ‫‪ (2‬تفسففير الففدر المنثففور ) ‪/2‬‬ ‫‪() 1‬تفسففير الطففبري ) ‪/4‬‬
‫ضعيف‪.‬‬

‫‪252‬‬
‫)‪(1‬‬ ‫أصحاب القيراطين((‪.‬‬
‫ن كَ َ‬
‫ف فُروا‬ ‫ذي َ‬ ‫م َفال ّف ِ‬ ‫موا ِفي َرب ّهِ ْ‬ ‫ص ُ‬ ‫خت َ َ‬ ‫نا ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ص َ‬ ‫خ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ذا ِ‬‫قولفه تعالى‪} :‬هَ َ‬
‫م =‬ ‫ميف ُ‬‫ح ِ‬‫م ال ْ َ‬ ‫س فه ِ ْ‬
‫ق ُرُءو ِ‬ ‫ن ف َ فو ْ ِ‬ ‫مف ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫ص ّ‬ ‫ن َنارٍ ي ُ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫م ث َِيا ٌ‬‫ت ل َهُ ْ‬‫قُط ّعَ ْ‬
‫‪] { 19‬سورة الحفج ‪[22/19‬‬
‫‪ - 18889-309‬حدثنا محمد بففن سففعد‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففي أبففي‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففي‬
‫عمي‪ ،‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابففن عباسف رضففي اللففه عنهمففا ‪،‬‬
‫م{ قففال‪ :‬هففم أهففل الكتففاب‪،‬‬ ‫موا ِفي َرب ّهِ ْ‬ ‫ص ُ‬ ‫خت َ َ‬‫نا ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ص َ‬‫خ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫قوله‪} :‬هَ َ‬
‫قالوا للمففؤمنين‪ :‬نحفن أولففى بفالله‪ ،‬وأقففدم منكففم كتابففا‪ ،‬ونبينففا قبففل‬
‫نبيكم‪ .‬وقال المؤمنون‪ :‬نحن أحق بفالله‪ ،‬آمنففا بمحمففد‪ ،‬وآمنففا بنففبيكم‬
‫وبما أنفزل الله من كتاب‪ ،‬فأنتم تعرففون كتابنفا ونبينفا‪ ،‬ثفم تركتمفوه‬
‫وكفرتم به حسدا‪ .‬وكان ذلك خصومتهم في ربهم‪(2) .‬‬
‫سففد َ = ‪] { 5‬سففورة النففاس‬ ‫ح َ‬ ‫ذا َ‬ ‫سففد ٍ إ ِ َ‬ ‫حا ِ‬ ‫شففّر َ‬ ‫ن َ‬ ‫مفف ْ‬
‫قففوله‪} :‬وَ ِ‬
‫‪[114/5‬‬
‫‪ - 29676-310‬حدثني يونس قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب قال‪ :‬قففال ابففن‬
‫س فد َ = ‪ { 5‬قففال‪ :‬يهففود لففم‬ ‫ح َ‬ ‫ذا َ‬ ‫س فد ٍ إ ِ َ‬ ‫حا ِ‬ ‫شفّر َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫زيد في قوله‪} :‬وَ ِ‬
‫يمنعهم أن يؤمنوا به إل حسدهم ) (‬
‫‪3‬‬

‫حسنه في التفسير الصحيح )‪(1/223‬‬


‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪. ( 246 / 27‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطففبري ) ‪ - ( 132 / 17‬تفسففير الففدر المنثففور ) ‪( 20 / 6‬‬
‫إسناده ضعيف‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪( 354 / 30‬‬

‫‪253‬‬
‫الدراسففففة‪:‬‬
‫ومن صفات اليهود التي ظهرت بجلء بعففد مبعثففه صففلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ :‬صفة الحسد المقيت للنبي صلى اللففه‬
‫عليففه وسففلم إذ لففم يكففن منهففم ‪,‬كمففا كففان حسففدهم‬
‫ن عليهففم باتبففاع هففذا‬ ‫للمسلمين الففذين هففداهم اللففه ومف ّ‬
‫النبي الكريم صلى الله عليه وسففلم فقففال اللففه تعففالى‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫نأ ْ‬‫كي َ‬
‫ش رِ ِ‬ ‫ب َول ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ل ال ْك َِتا ِ‬
‫ن أ هْ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ن كَ َ‬
‫فُروا ِ‬ ‫ما ي َوَد ّ ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫عنهم‪َ }:‬‬
‫ن يَ َ‬
‫شاُء‬ ‫م ْ‬
‫مت ِهِ َ‬
‫ح َ‬
‫ص ب َِر ْ‬
‫خت َ ّ‬ ‫م َوالل ّ ُ‬
‫ه يَ ْ‬ ‫ن َرب ّك ُ ْ‬
‫م ْ‬
‫خي ْرٍ ِ‬
‫ن َ‬‫م ْ‬‫م ِ‬‫ل ع َل َي ْك ُ ْ‬‫ي َُنفّز َ‬
‫ظيم ِ = ‪] { 105‬سورة البقرة ‪[2/105‬‬ ‫ل ال ْعَ ِ‬‫ض ِ‬
‫ف ْ‬ ‫ذو ال ْ َ‬ ‫ه ُ‬‫َوالل ّ ُ‬
‫يقول الطبري‪:‬وفي هذه اليففة دللففة بينففة علففى أن اللففه‬
‫تبارك وتعالى نهى المؤمنين عن الركففون إلففى أعففدائهم‬
‫من أهففل الكتففاب والمشففركين‪ ،‬والسففتماع مففن قففولهم‬
‫وقبول شيء مما يأتونهم بففه‪ ،‬علففى وجففه النصففيحة لهففم‬
‫منهم؛ بإطلعه جل ثناؤه إياهم علففى مففا يسففتبطنه لهففم‬
‫أهففل الكتففاب والمشففركون مففن الضففغن والحسففد وإن‬
‫أظهروا بألسنتهم خلف ما هم مستبطنون‪(1).‬‬
‫وأما قوله تعالى‪} :‬ود ك َِثير م َ‬
‫ن‬
‫مفف ْ‬
‫م ِ‬ ‫ب ل َوْ ي َُر ّ‬
‫دون َك ُ ْ‬ ‫ل ال ْك َِتا ِ‬
‫ن أ هْ ِ‬
‫ٌ ِ ْ‬ ‫َ ّ‬
‫م‬‫ن ل َهُ ْ‬
‫ما ت َب َي ّ َ‬
‫ن ب َعْد ِ َ‬ ‫م ْ‬‫م ِ‬ ‫س هِ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫عن ْد ِ َأن ُ‬
‫ن ِ‬ ‫سدا ً ِ‬
‫م ْ‬ ‫ح َ‬‫فارا ً َ‬
‫م كُ ّ‬
‫مان ِك ُ ْ‬
‫ب َعْد ِ ِإي َ‬
‫ه ع ََلى ك ُففف ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫م رِ هِ إ ِ ّ‬
‫ه ب ِأ ْ‬‫ي الل ّ ُ‬ ‫حّتى ي َأت ِ َ‬
‫حوا َ‬ ‫ف ُ‬
‫ص َ‬‫فوا َوا ْ‬‫حقّ َفاع ْ ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫يٍء قَِديٌر = ‪] { 109‬سورة البقرة ‪ [2/109‬فقففد ورد‬ ‫ش ْ‬ ‫َ‬
‫أنه في آحاد بعض اليهود بعينهم كما في الثففار السففابقة‬
‫ولكن المام الطبري ل يراها خاصة في كعب أوغيره بل‬
‫هي عامة لمن ظهرة أمارات الحسد عليهم في مواطن‬
‫كثيرة فقال‪:‬وليس لقول القففائل عنففى بقففوله‪} :‬وَد ّ ك َِثيففٌر‬
‫َ‬
‫ب{ كعب بففن الشففرف معنففى مفهففوم؛ لن‬ ‫ل ال ْك َِتا ِ‬
‫ن أ هْ ِ‬
‫م ْ‬
‫ِ‬
‫كعب بن الشففرف واحففد وقففد أخففبر اللففه جففل ثنففاؤه أن‬
‫كففثيرا منهففم يففودون لففو يففردون المففؤمنين كفففارا ً بعففد‬
‫إيمانهم‪ .‬لن الله جل ثناؤه قد وصفففهم بصفففة الجماعففة‬
‫سففدا ً{ فذلك‬ ‫فففارا ً َ‬
‫ح َ‬ ‫م كُ ّ‬
‫مففان ِك ُ ْ‬
‫ن ب َعْ فد ِ ِإي َ‬
‫م ْ‬ ‫فقال‪} :‬ل َوْ ي َُر ّ‬
‫دون َك ُ ْ‬
‫م ِ‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ‪. 1/520‬‬

‫‪254‬‬
‫دليل على أنه عنى الكثرة في العدد‪ (1) .‬ونبففه تعففالى أن‬
‫حسدهم هذا لم يؤمروا به في كتففابهم كمففا قففال الربيففع‬
‫بففن أنسفف‪ :‬أنففه مففن قبففل أنفسففهم‪ .‬فعلففى أي شففيء‬
‫يحسدون المسلمين؟‬
‫نقففول‪ :‬يحسففدوننا علففى نبينففا صففلى اللففه عليففه وسففلم ‪،‬‬
‫وعلى ديننا‪ ،‬وعلى يسر شريعتنا‪ ،‬وعلى كوننا آخر المم‪،‬‬
‫والتي اختارهففا اللففه لتكففون شففاهدة علففى بففاقي المففم‪،‬‬
‫وعلى مضاعفة الله لجرنا مع قلة عملنا‪ ،‬كما قال صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪)) :‬إنما أجلكففم فففي أجففل مففن خل مففن‬
‫المم كما بين صلة العصففر ومغففرب الشففمس‪ ،‬ومثلكففم‬
‫ومثل اليهود والنصارى كمثل رجل استعمل عمال ً فقال‪:‬‬
‫من يعمل لففي إلففى نصففف النهففار علففى قيففراط فعملففت‬
‫اليهود‪ ،‬فقال‪ :‬من يعمل لي من نصف النهار إلى العصر‬
‫فعملت النصارى‪ ،‬ثففم أنتففم تعملففون مففن العصففر إلففى‬
‫المغرب بقيراطين قيراطين قالوا نحن أكثر عمل ً وأقففل‬
‫عطاء‪ ،‬قال‪ :‬هل ظلمتكففم مففن حقكففم؟ قففالوا‪ :‬ل‪ .‬قففال‪:‬‬
‫فذاك فضلي أوتيه من شئت‪(2) ((.‬‬
‫بففل و يحسففدوننا علففى ثلث يغفففل عففن فضففلها بعففض‬
‫المسلمين ويتمناها اليهود كما بينها الرسول صففلى اللففه‬
‫عليففه وسففلم فففي حففديث عائشففة رضففي اللففه عنهففا‬
‫المشهور في قولهم السام عليكم وفيه‪)) :‬دخففل اليهففود‬
‫على رسول الله صلى الله عليه وسففلم فقففالوا السففام‬
‫عليك يا محمففد‪ ،‬فقففال النففبي صفلى اللففه عليففه وسفلم ‪:‬‬
‫وعليك‪ ،‬فقففالت عائشففة رضففي اللففه عنهففا ‪ :‬فهممففت أن‬
‫أتكلم فعلمت كراهية النبي صلى الله عليه وسلم لذلك‬
‫فسكت‪ ،‬ثم دخل آخر فقال السام عليك‪ ،‬فقال‪ :‬عليففك‪،‬‬
‫فهممت أن أتكلم فعلمت كراهية النبي صلى اللففه عليففه‬
‫وسلم لذلك‪ ،‬ثم دخل الثالث فقال‪ :‬السام عليففك‪ ،‬فلففم‬
‫أصففبر حففتى قلففت‪ :‬وعليففك السففام وغضففب اللففه ولعنتففه‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ‪535-1/534‬‬
‫‪ () 2‬رواه البخاري من ابي موس_ ج‪ 2:‬ص‪.792:‬‬

‫‪255‬‬
‫إخوان القردة والخنازير أتحيون رسول اللففه صففلى اللففه‬
‫عليه وسلم بما لم يحيه الله! فقال رسففول اللففه صففلى‬
‫اللفففه عليفففه وسفففلم ‪)) :‬إن اللفففه ل يحفففب الفحفففش ول‬
‫التفحش قالوا قول ً فرددنا عليهم‪ ،‬إن اليهود قففوم حسففد‬
‫وهم ل يحسدونا على شيء كما يحسدونا علففى السففلم‬
‫وعلى آمين‪((.‬‬
‫وفي رواية ))ل حسدونا على شيء كما يحسدونا علففى‬
‫الجمعة التي هدانا الله لهففا وضففلوا عنهففا‪ ،‬وعلففى القبلففة‬
‫الففتي هففدانا اللففه لهففا وضففلوا عنهففا‪ ،‬وعلففى قولنففا خلففف‬
‫المام‪ :‬آمين‪(1) ((.‬‬
‫وفي رواية ))إن اليهود قففوم سففئموا دينهففم وهففم قففوم‬
‫حسد‪ ،‬ولم يحسدوا المسلمين على أفضل من ثلث‪ :‬رد‬
‫السلم‪ ،‬وإقامففة الصفففوف‪ ،‬وقففولهم خلففف إمففامهم فففي‬
‫المكتوبة آمين‪(2) ((.‬‬
‫وفي آمين ورد أيضا ً قولفه صلى الله عليه وسففلم ))مففا‬
‫حسدتكم اليهففود علففى شففيء مففا حسففدتكم علففى آميففن‬
‫فأكثروا من قول آمين‪(3) ((.‬‬
‫وبعد أن نبه عليه الصلة والسففلم أمتففه مففا بلغففه حسففد‬
‫اليهود لهم ناسب أن يحذرهم مففن الحسففد‪ ،‬وأنففه سففبب‬
‫ضياع الدين فيمن قبلهم‪ ،‬وما أداه حسد اليهود وغيرهم‪،‬‬
‫وأنه منقلب عليهم بسوء فقال صلى الله عليففه وسففلم ‪:‬‬
‫))دب إليكم داء المم قبلكم؛ الحسد والبغضاء والبغضاء‬
‫هي الحالقة‪ ،‬حالقة الدين ل حالقة الشعر‪ ،‬والذي نفففس‬

‫‪ () 1‬رواه المام أحمد ‪ 135-6/134‬وابن خزيمة في صحيحة ‪ 574‬والبيهقي‬


‫ححه‬
‫اللباني في صحيح الجامع رقم ‪1997‬‬ ‫‪ 2/56‬بالفاظ متقاربة وص‬
‫‪ () 2‬رواه الطبراني المعجم الوسط ج‪ 5:‬ص‪ 147 :‬وقال الحففافظ الهيثمففي‬
‫فففي مجمففع الففزوائد ) ‪ ( 113 2‬وإسففناده حسففن وحسففنه المنففذري فففي‬
‫الترغيب والترهيب ‪1/194‬‬
‫‪ () 3‬رواه ابن ماجة ‪ 1/279‬رقم ‪ 857‬وصححه اللباني في صحيح الجففامع‬
‫رقم ‪5613‬‬

‫‪256‬‬
‫محمد بيده ل تؤمنوا حتى تحابوا‪ ،‬أول أنففبئكم بشففيء إذا‬
‫فعلتموه تحاببتم أفشوا السلم بينكم‪(1) ((.‬‬
‫وفي حديث أبي هريففرة _ عففن النففبي صففلى اللففه عليففه‬
‫وسففلم قففال‪)) :‬إيففاكم والحسففد فففإن الحسففد يأكففل‬
‫الحسنات كما تأكل النار الحطب أو قال العشب‪(2) ((.‬‬
‫وفي حديث أبففي هريففرة _ عففن النففبي صففلى اللففه عليففه‬
‫وسلم قال‪)) :‬سيصيب أمتي داء المم‪ ،‬قالوا‪ :‬يا نففبي اللففه‬
‫وما داء المم؟ قال‪ :‬الشر والبطر والتكاثر والتنففافس فففي‬
‫الدنيا والتباغض والتحاسد حتى يكون البغي ثم الهرج‪(3) ((.‬‬
‫وسيأتي مزيد من العرض لبعض هذه الصفات وغيرهففا فففي‬
‫الفصول القادمة بإذن الله‪.‬‬

‫‪ () 1‬رواه الترمذي ‪ 664/ 4‬واورده اللباني في صحصح الجامع رقم ‪3361‬‬


‫وفي ارواء الغليل برقم ‪777‬مع علة يسيرة‬
‫‪ () 2‬سنن أبففي داود ج‪ 4:‬ص‪ 276:‬وهففو فففي ضففعيف الجففامع لللبففاني رقففم‬
‫‪2197‬‬
‫‪ () 3‬رواه الحاكم وحسنه اللباني في صحيح الجامع برقم ‪3658‬‬

‫‪257‬‬
‫الباب الثاني ‪ :‬الثار الواردة عن السلف في‬
‫عقيدة اليهود في أصول اليمان‬
‫وفيه خمسة فصول‬
‫الفصل الول ‪ :‬الثار الواردة فففي مففوقفهم مففن اليمففان‬
‫بالله‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الثار الواردة فففي مففوقفهم مففن اليمففان‬
‫بالملئكة‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬الثار الواردة في مففوقفهم مففن اليمففان‬
‫بالكتب‪.‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬الثار الواردة فففي مففوقفهم مففن اليمففان‬
‫بالنبياء‪.‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬الثار الواردة في موقفهم من اليمان‬
‫باليوم الخر والقدر‪.‬‬

‫‪258‬‬
‫الفصل الول ‪ :‬الثار الواردة في عقيدة اليهود في اليمان بالله‬
‫المبحث الول‪ :‬الثار الواردة في إيمان بعضهم بالله‬
‫الثار‪:‬‬
‫ن{ ]سورة‬ ‫مُنو َ‬ ‫ما ي ُؤ ْ ِ‬ ‫قِليل ً َ‬ ‫م فَ َ‬ ‫ف رِ ه ِ ْ‬ ‫ه ب ِك ُ ْ‬‫م الل ّ ُ‬ ‫ل ل َعَن َهُ ْ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬ب َ ْ‬
‫البقرة ‪[2/88‬‬
‫‪ -1249-311‬حدثنا بشر بن معاذ قال‪ :‬ثنففا يزيففد بففن زريففع قففال‪ :‬ثنففا‬
‫ن{‬ ‫مُنففو َ‬ ‫مففا ي ُؤ ْ ِ‬ ‫قِليل ً َ‬ ‫م فَ َ‬ ‫فرِه ِ ْ‬ ‫ه ب ِك ُ ْ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ل ل َعَن َهُ ْ‬ ‫سعيد عن قتادة قوله‪} :‬ب َ ْ‬
‫فلعمري لمن رجع من أهل الشرك أكثر ممن رجع من أهففل الكتففاب‬
‫إنما آمن من أهل الكتاب رهط يسير‪(1) .‬‬
‫‪ - 1250-312‬حدثنا الحسن بن يحيى قال‪ :‬أخبرنا عبد الرزاق قففال‪:‬‬
‫ن{ قال‪ :‬ل يففؤمن منهففم إل‬ ‫مُنو َ‬ ‫ما ي ُؤ ْ ِ‬ ‫قِليل ً َ‬ ‫أخبرنا معمر عن قتادة‪} :‬فَ َ‬
‫قليل‪(2) .‬‬
‫ل‬‫مففا أ ُن ْفزِ َ‬ ‫ن ب ِففالل ّهِ وَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ن ي ُؤ ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ب لَ َ‬ ‫ل ال ْك َِتا ِ‬
‫قولفه تعالى‪} :‬وإن م َ‬
‫ن أ هْ ِ‬ ‫َِ ّ ِ ْ‬
‫منفا ً‬‫ت الل ّفهِ ث َ َ‬ ‫ن ِبآي َففا ِ‬ ‫ش فت َُرو َ‬ ‫ن ل ِل ّهِ ل ي َ ْ‬ ‫شِعي َ‬ ‫خا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ل إ ِل َي ْهِ ْ‬ ‫ما أ ُن ْزِ َ‬‫م وَ َ‬ ‫إ ِل َي ْك ُ ْ‬
‫ريعُ ال ْ ِ‬ ‫ك ل َه َ‬ ‫ُ‬
‫ب =‬ ‫سففا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫سف ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّف َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫عن ْفد َ َرب ّهِ ف ْ‬ ‫م ِ‬ ‫جُرهُ ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫قَِليل ً أوْل َئ ِ َ ُ ْ‬
‫‪] { 199‬سورة آل عمران ‪[3/199‬‬
‫‪ - 6682-313‬حدثنا القاسم قال‪ :‬ثنا الحسين قال‪ :‬ثنففي حجففاج عففن‬
‫ابن جريج قال‪ :‬نزلت ‪ -‬يعني هذه الية ‪ -‬في عبد الله بن سلم ومن‬
‫معه‪(3).‬‬
‫‪ - 6684-314‬حدثني المثنى قال‪ :‬ثنا أبو حذيفة قال‪ :‬ثنففا شففبل عففن‬
‫ابن أبي نجيح عن مجاهد ‪} :‬وإن م َ‬
‫ن ب ِففالل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫م ُ‬ ‫ن ُيفؤ ْ ِ‬ ‫مف ْ‬ ‫ب لَ َ‬ ‫ل ال ْك َِتا ِ‬ ‫ن أهْ ِ‬ ‫َِ ّ ِ ْ‬
‫ه{ مفن اليهفود والنصفارى‬ ‫ن ل ِل ّ ِ‬ ‫شِعي َ‬ ‫خا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ل إ ِل َي ْهِ ْ‬‫ما أ ُن ْزِ َ‬ ‫م وَ َ‬ ‫ل إ ِل َي ْك ُ ْ‬ ‫ما أ ُن ْزِ َ‬ ‫وَ َ‬
‫وهم مسلمة أهل الكتاب‪( ) .‬‬
‫‪4‬‬

‫حسنه في التفسير الصحيح )‪(1/223‬‬


‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪.( 408 / 1‬‬
‫‪ ()2‬تفسير عبد الرزاق ) ‪ - ( 51 / 1‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 171 / 1‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪ .( 215 / 1‬صححه في التفسير الصحيح )‪(1/164‬‬
‫‪ ()3‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪ - ( 846 / 3‬تفسير الدر المنثور ) ‪.( 416 / 2‬‬
‫‪ ()4‬تفسير ابن أبففي حففاتم ‪ - 3/846‬تفسففير الففدر المنثففور )‪ (2/416‬وصففحح‬
‫إسناده الحافظ في الفتح )‪.(13/494‬‬

‫‪259‬‬
‫الدراسة‪:‬‬
‫أرسل الله ‪-‬تبارك وتعالى‪ -‬رسله لدعوة الخلق‪ ,‬لفراده‬
‫بالعبادة‪ ,‬واليمففان بففه‪ ,‬وملئكتففه‪ ,‬وكتبففه‪ ,‬ورسففله‪ ,‬وبففاليوم‬
‫َ‬
‫ه‬ ‫مُنوا ِبالل ّهِ وََر ُ‬
‫سففول ِ ِ‬ ‫مُنوا آ ِ‬
‫نآ َ‬ ‫الخر‪ ,‬كما قال تعالى‪َ} :‬يا أي َّها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ن قَب ْ ُ‬
‫ل وَ َ‬ ‫م ْ‬
‫ل ِ‬‫ذي َأنَز َ‬ ‫ب ال ّ ِ‬
‫سول ِهِ َوال ْك َِتا ِ‬
‫ل ع ََلى َر ُ‬ ‫ذي ن َّز َ‬ ‫ب ال ّ ِ‬
‫َوال ْك َِتا ِ‬
‫ضففلل ً‬‫ل َ‬ ‫ضف ّ‬ ‫سل ِهِ َوال ْي َفوْم ِ ال ِ‬
‫خ فرِ فَ َ‬
‫ق فد ْ َ‬ ‫فْر ِبالل ّهِ وَ َ‬
‫ملئ ِك َت ِهِ وَك ُت ُب ِهِ وَُر ُ‬ ‫ي َك ْ ُ‬
‫ب َِعيدا ً = ‪] { 136‬سورة النساء ‪[4/136‬‬
‫ومعلوم كثرة ما أرسل إلى اليهود من النبياء‪ ,‬ومع ذلك‬
‫فقد كثر فيهم الكفر والشرك وقتل النبياء‪- ،‬حتى اشففتهروا‬
‫به‪ -‬وتكذيب الكتب والرسل‪ ،‬وقلة اليمان باليوم الخر‪ ،‬كل‬
‫ذلك فصله الله ‪ -‬تبارك وتعالى ‪ -‬في كتابه الكريم‪.‬‬
‫ولن اللففه يففأمر بالعففدل‪ ,‬فقففد أنصففف مففن آمففن منهففم‬
‫واستثناه من الكفر‪ ،‬فلففم يلعففن إل ّ الففذين كفففروا مففن بنففي‬
‫س فَراِئي َ‬
‫ل‬ ‫ن ب َن ِففي إ ِ ْ‬
‫م ْ‬ ‫ن كَ َ‬
‫فُروا ِ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫إسرائيل كما قال تعالى‪} :‬ل ُعِ َ‬
‫وا وَك َففاُنوا‬
‫صف ْ‬
‫مففا ع َ َ‬ ‫م ذ َل ِف َ‬
‫ك بِ َ‬ ‫مْري َف َ‬
‫ن َ‬
‫سففى اب ْف ِ‬
‫عي َ‬
‫داُوود َ وَ ِ‬
‫ن َ‬ ‫ع َل َففى ل ِ َ‬
‫سففا ِ‬
‫ن{ ]سورة المائدة ‪[5/78‬‬ ‫دو َ‬
‫ي َعْت َ ُ‬
‫ويستثني القليل مففن المففؤمنين منهففم‪ ,‬فل يففدخلهم فففي‬
‫ميَثاقَ ب َِني‬ ‫عموم الذم‪ ,‬أو الوعيد‪ ,‬كما قال تعالى‪} :‬وَإ ِذ ْ أ َ َ‬
‫خذ َْنا ِ‬
‫قففْرَبى‬ ‫سففانا ً وَِذي ال ْ ُ‬‫ح َ‬‫ن إِ ْ‬ ‫ه وَِبال ْ َ‬
‫واِلففد َي ْ ِ‬ ‫ن إ ِل ّ الّلفف َ‬
‫دو َ‬ ‫ل ل ت َعُْبفف ُ‬ ‫سففَراِئي َ‬ ‫إِ ْ‬
‫َ‬
‫صففلة َ َوآت ُففوا‬‫مففوا ال ّ‬ ‫سففنا ً وَأِقي ُ‬ ‫ح ْ‬‫س ُ‬ ‫ُ‬
‫ن وَُقولوا ِللن ّففا ِ‬ ‫كي ِ‬ ‫سا ِ‬
‫م َ‬ ‫مى َوال ْ َ‬ ‫َوال ْي ََتا َ‬
‫َ‬
‫ن{ ]سورة البقففرة‬ ‫ضو َ‬ ‫معْرِ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫من ْك ُ ْ‬
‫م وَأن ْت ُ ْ‬ ‫م ت َوَل ّي ْت ُ ْ‬
‫م إ ِل ّ قَِليل ً ِ‬ ‫الّز َ‬
‫كاة َ ث ُ ّ‬
‫‪[2/83‬‬
‫ن َقففوْم ِ‬ ‫وقد أجمل ذلك ابن كثير عند قولفه تعففالى‪} :‬وَ ِ‬
‫مفف ْ‬
‫ُ‬
‫ن = ‪] { 159‬سففورة‬ ‫حقّ وَب ِفهِ ي َعْ فد ُِلو َ‬ ‫ن ب ِففال ْ َ‬‫دو َ‬ ‫ة ي َهْ ف ُ‬ ‫مف ٌ‬ ‫سففى أ ّ‬ ‫مو َ‬‫ُ‬
‫العففراف ‪ [7/159‬فقففال‪" :‬يقففول تعففالى مخففبرا ً عففن بنففي‬
‫إسرائيل إن منهم طائفة يتبعون الحق ويعدلون به كما قال‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ت الل ّف ِ‬
‫ه‬ ‫ن آَيا ِ‬‫ة ي َت ُْلو َ‬ ‫ة َقآئ ِ َ‬
‫م ٌ‬ ‫م ٌ‬‫بأ ّ‬ ‫ل ال ْك َِتا ِ‬‫ن أ هْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫واء ّ‬ ‫س َ‬ ‫سوا ْ َ‬ ‫تعالى‪} :‬ل َي ْ ُ‬
‫ن = ‪] { 113‬سورة آل ‪ [3/113‬وقال‬ ‫دو َ‬ ‫ج ُ‬ ‫س ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ل وَ هُ ْ‬ ‫آَناء الل ّي ْ ِ‬
‫م‬ ‫مففا أ ُن ْفزِ َ‬
‫ل إ ِل َي ْك ُف ْ‬ ‫ن ب ِففالل ّهِ وَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ن ي ُؤ ْ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ب لَ َ‬‫ل ال ْك َِتا ِ‬
‫َ‬
‫ن أ هْ ِ‬ ‫م ْ‬
‫ن ِ‬ ‫تعالى‪} :‬وَإ ِ ّ‬
‫منا ً قَِليل ً أ ُوْل َئ ِ َ‬
‫ك‬ ‫ت الل ّهِ ث َ َ‬
‫ن ِبآَيا ِ‬ ‫ن ل ِل ّهِ ل ي َ ْ‬
‫شت َُرو َ‬ ‫شِعي َ‬ ‫خا ِ‬‫م َ‬ ‫ما أ ُن ْزِ َ‬
‫ل إ ِل َي ْهِ ْ‬ ‫وَ َ‬
‫ريعُ ال ْ ِ‬ ‫ل َه ف َ‬
‫ب{ ]سففورة آل‬ ‫سففا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫سف ِ‬
‫ه َ‬ ‫ن الل ّف َ‬
‫م إِ ّ‬‫عن ْفد َ َرب ّهِ ف ْ‬
‫م ِ‬ ‫جُرهُ ف ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ُ ْ‬

‫‪260‬‬
‫من قَب ِْلفف ِ‬
‫ه‬ ‫ب ِ‬ ‫م ال ْك َِتا َ‬ ‫ن آت َي َْناهُ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫عمران ‪ [3/199‬وقال تعالى‪} :‬ال ّ ِ‬
‫من‬ ‫ح قّ ِ‬ ‫ه ال ْ َ‬‫مّنا ب ِهِ إ ِن ّ ُ‬ ‫م َقاُلوا آ َ‬ ‫ذا ي ُت َْلى ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫ن = ‪ 52‬وَإ ِ َ‬ ‫مُنو َ‬ ‫هم ب ِهِ ي ُؤ ْ ِ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن = ‪ 53‬أوْل َئ ِ َ‬
‫ن‬ ‫مّرت َْيفف ِ‬ ‫هم ّ‬ ‫جَر ُ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ك ي ُؤ ْت َوْ َ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬‫م ْ‬‫من قَب ْل ِهِ ُ‬ ‫ّرب َّنا إ ِّنا ك ُّنا ِ‬
‫صب َُروا{ ]سورة القصص ‪ [54-28/52‬الية وقال تعالى‪:‬‬ ‫ما َ‬ ‫بِ َ‬
‫ن ب ِفِه {‬ ‫من ُففو َ‬ ‫ك ي ُؤ ْ ِ‬ ‫ح فقّ ِتلوَت ِفهِ أ ُوْل َئ ِ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ب ي َت ْل ُففون َ ُ‬ ‫م ال ْك ِت َففا َ‬‫ن آت َي ْن َففاهُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫}ال ّف ِ‬
‫]سورة البقرة ‪ [2/121‬وقال تعففالى }إن ال ّفذي ُ‬
‫ن أوت ُففوا ْ ال ْعِل ْف َ‬
‫م‬ ‫ِ َ‬ ‫ِ ّ‬
‫قوُلو َ‬ ‫جدا ً = ‪ 107‬وَي َ ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫س ّ‬ ‫ن ُ‬ ‫ن ل ِلذ َْقا ِ‬ ‫خّرو َ‬ ‫م يَ ِ‬ ‫ذا ي ُت َْلى ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫من قَب ْل ِهِ إ ِ َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ن ل ِلذ ْقَففا ِ‬ ‫خ فّرو َ‬ ‫فُعول ً = ‪ 108‬وَي َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن وَع ْد ُ َرب َّنا ل َ َ‬ ‫ن َرب َّنا ِإن َ‬
‫كا َ‬ ‫حا َ‬ ‫سب ْ َ‬‫ُ‬
‫شوعا ً = ‪] { 109‬سورة السراء ‪-17/107‬‬ ‫خ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫زيد ُهُ ْ‬ ‫ن وَ ي َ ِ‬ ‫كو َ‬ ‫ي َب ْ ُ‬
‫‪" [109‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫وأخبر ‪ -‬تبارك وتعالى ‪ -‬أن علماءهم يعلمون أن القففرآن‬
‫كم فا ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫منزل من عند الله كما قال تعالى‪}:‬أفَغَي ْفَر الل ّفهِ أب ْت َغِففي َ‬
‫ح َ‬
‫ب‬ ‫م ال ْك ِت َففا َ‬ ‫ن آت َي ْن َففاهُ ْ‬‫ذي َ‬ ‫ص فل ً َوال ّف ِ‬ ‫ف ّ‬ ‫م َ‬‫ب ُ‬ ‫م ال ْك ِت َففا َ‬ ‫ذي َأن فَز َ‬
‫ل إ ِل َي ْك ُف ْ‬ ‫وَهُ فوَ ال ّف ِ‬
‫يعل َمو َ‬
‫ن =‬ ‫ريف َ‬ ‫مت َ ِ‬‫م ْ‬‫ن ال ْ ُ‬ ‫مف ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫حقّ َفل ت َك ُففون َ ّ‬ ‫ك ب ِففال ْ َ‬ ‫ن َرب ّف َ‬ ‫مف ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫من َّز ٌ‬‫ه ُ‬ ‫ن أن ّ ُ‬ ‫َْ ُ َ‬
‫ك‬‫شف ّ‬ ‫ت فِففي َ‬ ‫ن ك ُن ْ َ‬ ‫‪] { 114‬سورة النعام ‪ [6/114‬وقوله‪}:‬فَإ ِ ْ‬
‫جففاَء َ‬
‫ك‬ ‫قد ْ َ‬ ‫ك لَ َ‬ ‫ن قَب ْل ِ َ‬ ‫م ْ‬
‫ب ِ‬ ‫ن ال ْك َِتا َ‬‫قَرُءو َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ذي َ‬‫ل ال ّ ِ‬ ‫سأ َ ْ‬ ‫ك َفا ْ‬ ‫ما أ َن َْزل َْنا إ ِل َي ْ َ‬‫م ّ‬‫ِ‬
‫ن = ‪] { 94‬سورة يونس‬ ‫ري َ‬‫مت َ ِ‬
‫م ْ‬‫ن ال ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كون َ ّ‬‫ك َفل ت َ ُ‬ ‫ن َرب ّ َ‬ ‫م ْ‬
‫ح قّ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫‪[10/94‬‬
‫قال الطبري‪" :‬يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى اللففه‬
‫عليه وسلم ‪ :‬فإن كنت يا محمد فففي شففك مففن حقيقففة مففا‬
‫أخبرناك وأنزل إليك من أن بني إسرائيل لففم يختلفففوا فففي‬
‫نبوتففك قبففل أن تبعففث رسففول ً إلففى خلقففه‪ ،‬لنهففم يجففدونك‬
‫عندهم مكتوبا ً ويعرفونك بالصفففة الففتي أنففت بهففا موصففوف‬
‫في كتابهم فففي التففوراة والنجيففل؛ فاسففأل الففذين يقففرؤون‬
‫الكتاب من قبلك من أهل التوراة والنجيففل كعبففد اللففه بففن‬
‫سلم ونحوه من أهل الصدق واليمان بك منهففم دون أهففل‬
‫الكذب والكفر بك منهم‪(2) ".‬‬
‫واحتج القرآن بأهل الكتاب على المعاندين من مشركي‬
‫ن ُأوُتففوا‬ ‫ن اّلفف ِ‬
‫ذي َ‬
‫َ‬
‫مُنوا ب ِهِ أوْ ل ت ُؤ ْ ِ‬
‫مُنوا إ ِ ّ‬ ‫مكة كما قال تعالى‪} :‬قُ ْ‬
‫لآ ِ‬
‫‪ ()1‬تفسير ابن كثير ‪.539-3/538‬‬
‫‪ ()2‬تفسير الطبري ) ‪.( 168 / 11‬‬

‫‪261‬‬
‫جدا ً = ‪107‬‬ ‫خفرو َ َ‬
‫سف ّ‬ ‫ن ل ِلذ ْقَففا ِ‬
‫ن ُ‬ ‫م يَ ِ ّ‬ ‫ذا ي ُت ْل َففى ع َل َي ْهِف ْ‬ ‫ن قَب ْل ِفهِ إ ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬‫ال ْعِل ْ َ‬
‫ن‬ ‫فُعول ً = ‪ 108‬وَي َ ِ‬
‫خفّرو َ‬ ‫م ْ‬‫ن وَع ْد ُ َرب َّنا ل َ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬‫ن َرب َّنا إ ِ ْ‬ ‫حا َ‬‫سب ْ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫وَ ي َ ُ‬
‫شففوعا ً = ‪] { 109‬سورة السففراء‬ ‫ن ي َب ْ ُ‬ ‫َ‬
‫خ ُ‬ ‫م ُ‬‫زي فد ُهُ ْ‬ ‫ن وَ ي َ ِ‬
‫كو َ‬ ‫ل ِلذ َْقا ِ‬
‫‪[109-17/107‬‬
‫قال الطبري‪" :‬وإن تكفروا به‪ ،‬فففإن الففذين أوتففوا العلففم‬
‫بالله وآياته من قبل نزولففه مففن مففؤمني أهففل الكتففابين‪ ،‬إذا‬
‫يتلى عليهم هذا القرآن يخرون‪ -‬تعظيما ً لفه وتكريمًا‪ ،‬وعلما ً‬
‫منهم بأنه من عند الله‪ -‬لذقانهم سجدا ً بالرض‪(1) .‬‬
‫هكففذا يسففتثي اللففه ‪ -‬تبففارك وتعففالى ‪ -‬المففؤمنين منهففم‬
‫ويشففيد بالصففالحين منهففم وكففثير منهففم كففافرون وهففم مففن‬
‫سففنتعرض لهففم عنففد بيففان مففوقفهم مففن أركففان اليمففان‪،‬‬
‫فالحكم هنا على العم الغلب ونستثني من استثناهم اللففه‬
‫‪ -‬تبارك وتعالى ‪ -‬في قولفه‪} :‬ول َو أ َنه َ‬
‫ل‬‫جي َ‬
‫لن ِ‬ ‫م أَقا ُ‬
‫موا الت ّوَْراة َ َوا ِ‬ ‫َ ْ ُّ ْ‬
‫َ‬ ‫ما ُأنزِ َ‬
‫م‬
‫جل ِهِف ْ‬
‫ت أْر ُ‬
‫حف ِ‬
‫ن تَ ْ‬
‫مف ْ‬ ‫ن ف َ فو ْ ق ِ ه ِ ْ‬
‫م وَ ِ‬ ‫م ل َك َل ُففوا ِ‬
‫مف ْ‬ ‫ن َرب ّهِ ْ‬
‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ل إ ِل َي ْهِ ْ‬ ‫وَ َ‬
‫من ه ُ‬
‫ن = ‪] { 66‬سورة‬ ‫مُلو َ‬‫ما ي َعْ َ‬ ‫ساَء َ‬‫م َ‬
‫من ْهُ ْ‬ ‫صد َة ٌ وَك َِثيٌر ِ‬‫قت َ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ة ُ‬ ‫م ٌ‬
‫مأ ّ‬ ‫ِ ُْ ْ‬
‫المائدة ‪[5/66‬‬

‫‪ ()1‬تفسير الطبري ) ‪.( 180 / 15‬‬

‫‪262‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬الثار الواردة في وصفهم الله بالنقائص‬
‫وفيه أربعة مطالب ‪:‬‬
‫المطلب الول ‪: :‬نسبة الولد الى الله‪:‬‬
‫الثار‪:‬‬
‫وفيه ثلث مسائل‪:‬‬

‫المسألة الولى‪ :‬قولهم العزير ابن ال‬


‫صففاَرى‬ ‫ت الن ّ َ‬ ‫ن الل ّفهِ وَقَففال َ ْ‬ ‫ت ال ْي َهُففود ُ ع َُزي ْفٌر اب ْف ُ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬وَقَففال َ ْ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫ذي َ‬‫ل ال ّف ِ‬‫ن ق َ فو ْ َ‬‫ضففاه ُِئو َ‬‫م يُ َ‬ ‫واه ِهِ ْ‬‫م ب ِفأفْ َ‬ ‫ك قَ فوْل ُهُ ْ‬ ‫ن الل ّهِ ذ َل ِف َ‬ ‫ح اب ْ ُ‬‫سي ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ل{ ]سورة التوبة ‪[9/30‬‬ ‫ن قَ ب ْ ُ‬ ‫م ْ‬‫فُروا ِ‬ ‫كَ َ‬
‫‪ - 12913-315‬حدثنا القاسم قال‪ :‬ثنا الحسين قال‪ :‬ثني حجاج عففن‬
‫ت‬‫ابن جريج قال‪ :‬سمعت عبد الله بن عبيد بن عميففر قففوله‪} :‬وَقَففال َ ْ‬
‫ه{ قففال‪ :‬قالهففا رجففل واحففد قففالوا‪ :‬إن اسففمه‬ ‫ن الل ّف ِ‬ ‫ال ْي َهُففود ُ ع َُزي ْفٌر اب ْف ُ‬
‫َ‬
‫ن أغ ْن ِي َففاُء{ ]سففورة‬ ‫ح ُ‬‫قيٌر وَن َ ْ‬‫ه فَ ِ‬‫ن الل ّ َ‬‫فنحاص وقالوا‪ :‬هو الذي قال‪} :‬إ ِ ّ‬
‫آل عمران ‪(1) [3/181‬‬
‫‪ - 12914-316‬حدثنا أبو كريب قال‪ :‬ثنفا يفونس بفن بكيففر قففال‪ :‬ثنفا‬
‫محمد بن إسحاق قال‪ :‬ثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثففابت‬
‫قال‪ :‬ثني سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما‬
‫قال‪ :‬أتففى رسففول اللفه صفلى اللففه عليفه وسفلم سفلم بفن مشفكم‬
‫ونعمان بن أوفى وشأس بن قيس ومالك بن الصففيف فقففالوا‪ :‬كيففف‬
‫نتبعك وقد تركت قبلتنا وأنت ل تزعم أن عزيرا ابن الله؟ فأنزل فففي‬
‫صفاَرى‬ ‫ت الن ّ َ‬ ‫ن الّلفهِ وَقَففال َ ْ‬ ‫ت ال ْي َهُففود ُ ع َُزْيفٌر اْبف ُ‬ ‫ذلك من قففولهم‪} :‬وََقفال َ ْ‬
‫َ‬
‫ن{ )‪(2‬‬ ‫كو َ‬ ‫ه{‪ ...‬إلى‪} :‬أّنى ي ُؤ ْفَ ُ‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫ح اب ْ ُ‬ ‫سي ُ‬‫م ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫‪ - 12915-317‬حدثني محمد بن سعد قال‪ :‬ثني أبي قال‪ :‬ثني عمي‬
‫قال‪ :‬ثني أبي عفن أبيففه عففن ابفن عبففاس رضففي اللفه عنهمففا قففوله‪:‬‬
‫ه{ وإنما قالوا‪ :‬هو ابن الله من أجففل أن‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫ت ال ْي َُهود ُ ع َُزي ٌْر اب ْ ُ‬ ‫}وََقال َ ْ‬
‫عزيرا ً كان في أهل الكتاب وكففانت التففوراة عنففدهم يعملففون بهففا مففا‬
‫شاء الله أن يعملوا ثم أضاعوها وعملوا بغيففر الحففق‪ .‬وكففان التففابوت‬
‫فيهم؛ فلما رأى الله أنهم قد أضففاعوا التففوراة وعملففوا بففالهواء رفففع‬
‫الله عنهم التابوت وأنساهم التوراة ونسففخها مففن صففدورهم وأرسففل‬
‫الله عليهم مرضففا فاسففتطلقت بطففونهم حففتى جعففل الرجففل يمشففي‬

‫‪ ()1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 110 / 10‬تفسير الدر المنثور عن ابن جريج ) ‪/ 4‬‬


‫‪.( 171‬‬
‫‪ ()2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 110 / 10‬تفسير الدر المنثور ) ‪.( 171 / 4‬‬

‫‪263‬‬
‫كبده حتى نسوا التوراة ونسخت من صدورهم وفيهم عزير‪ .‬فمكثففوا‬
‫ما شاء الله أن يمكثوا بعد ما نسففخت التففوراة مففن صففدورهم وكففان‬
‫عزير قبل من علمائهم فدعا عزير الله وابتهل إليه أن يرد إليه الذي‬
‫نسخ من صدره من التوراة‪ .‬فبينما هفو يصفلي مبتهل ً إلففى اللفه نففزل‬
‫نور من الله فدخل جوفه فعاد إليه الذي كان ذهففب مففن جففوفه مففن‬
‫التوراة فأذن في قومه فقال‪ :‬يا قوم قففد آتففاني اللففه التففوراة وردهففا‬
‫إلي! فعلق يعلمهم فمكثوا ما شاء الله وهو يعلمهم‪ .‬ثففم إن التففابوت‬
‫نزل بعد ذلك وبعد ذهابه منهم؛ فلما رأوا التابوت عرضوا ما كان فيه‬
‫على الذي كان عزير يعلمهم فوجدوه مثلففه فقففالوا‪ :‬واللففه مففا أوتففي‬
‫عزير هذا إل أنه ابن الله‪(1) .‬‬
‫‪ - 12916-318‬حففدثني محمففد بففن الحسففين قففال‪ :‬ثنففا أحمففد بففن‬
‫ت ال ْي َهُففود ُ ع َُزي ْفٌر اب ْف ُ‬
‫ن‬ ‫المفضل قال‪ :‬ثنا أسباط عففن السففدي‪} :‬وَقَففال َ ْ‬
‫ه{ إنما قالت ذلك لنهم ظهرت عليهم العمالقة فقتلفوهم وأخففذوا‬ ‫الل ّ ِ‬
‫التوراة وذهب علماؤهم الذين بقوا فدفنوا كتب التوراة فففي الجبففال‪.‬‬
‫وكان عزير غلما يتعبد في رؤوس الجبال ل ينزل إل يوم عيد فجعففل‬
‫الغلم يبكي ويقول‪ :‬رب تركت بني إسرائيل بغير عففالم ! فلففم يففزل‬
‫يبكي حتى سقطت أشفار عينيه‪ .‬فنزل مرة إلى العيد؛ فلما رجع إذا‬
‫هو بامرأة قد مثلت لفه عند قففبر مففن تلففك القبففور تبكففي وتقفول‪ :‬يففا‬
‫مطعماه ويا كاسياه ! فقال لها‪ :‬ويحك مففن كففان يطعمففك ويكسففوك‬
‫ويسقيك وينفعك قبل هذا الرجل؟ قالت‪ :‬الله‪ .‬قال‪ :‬فإن الله حي لم‬
‫يمت‪ .‬قالت‪ :‬يا عزير فمففن كففان يعلففم العلمففاء قبففل بنففي إسففرائيل؟‬
‫قال‪ :‬الله‪ .‬قالت‪ :‬فلم تبكي عليهم؟ فلما عرف أنففه قففد خصففم ولففى‬
‫مدبرا فدعته فقالت‪ :‬يا عزير إذا أصففبحت غففدا ً فففأت نهففر كففذا وكففذا‬
‫فاغتسل فيه ثم اخرج فصل ركعتين فففإنه يأتيففك شففيخ فمففا أعطففاك‬
‫فخذه! فلما أصبح انطلق عزير إلى ذلك النهر فاغتسل فيه ثم خففرج‬
‫فصلى ركعتين فجاءه الشيخ فقال‪ :‬افتح فمك! ففتح فمه فألقى فيه‬
‫شففيئا ً كهيئة الجمففرة العظيمففة مجتمعففا ً كهيئة القففوارير ثلث مففرار‪.‬‬
‫فرجع عزير وهو من أعلم الناس بالتوراة فقال‪ :‬يا بني إسرائيل إني‬
‫قد جئتكم بالتوراة‪ .‬فقالوا يا عزير ما كنت كذابًا‪ .‬فعمففد فربففط علففى‬
‫كل أصبع له قلما ً وكتب بأصابعه كلها فكتب التوراة كلها‪ .‬فلمففا رجففع‬
‫العلماء أخبروا بشأن عزير فاستخرج أولئك العلماء كتبهم التي كانوا‬
‫دفنوهففا مففن التففوراة فففي الجبففال وكففانت فففي خففواب )‪ (2‬مدفونففة‬
‫فعارضوها بتوراة عزير فوجدوها مثلها فقالوا‪ :‬ما أعطاك الله هذا إل‬
‫‪ ()1‬تفسير الطبري)‪ (10/112‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪ - ( 1781 / 6‬تفسير‬
‫الدر المنثور ) ‪ .( 171 / 4‬إسناده ضعيف‬
‫‪ ()2‬جمع خوبة ‪ ،‬وهي الرض التي لم تمطر بين أرضين ممطورتين ‪ .‬اللسان‬

‫‪264‬‬
‫أنك ابنه‪(1) .‬‬
‫‪ - 12917-319‬حدثني المثني قال‪ :‬ثنا أبو صالح قففال‪ :‬ثنففي معاويففة‬
‫ن ق َ فو ْ َ‬
‫ل‬ ‫ضففاه ُِئو َ‬ ‫عن علي عن ابن عباس رضي الله عنهمففا قففوله‪} :‬ي ُ َ‬
‫ل{ يقول‪ :‬يشبهون‪(2) .‬‬ ‫ن قَب ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫فُروا ِ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬‫ال ّ ِ‬
‫‪ - 12918-320‬حدثنا بشر قال‪ :‬ثنا يزيد قال‪ :‬ثنا سففعيد عففن قتففادة‬
‫ل{ ضاهت النصارى قففول‬ ‫ن قَب ْ ُ‬
‫م ْ‬‫فُروا ِ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬‫ل ال ّ ِ‬
‫ن قَوْ َ‬ ‫ضاه ُِئو َ‬ ‫قوله‪} :‬ي ُ َ‬
‫اليهود قبلهم‪(3) .‬‬
‫‪ - 12919-321‬حففدثني محمففد بففن الحسففين قففال‪ :‬ثنففا أحمففد بففن‬
‫ف فُروا‬ ‫ن كَ َ‬‫ذي َ‬ ‫ل ال ّف ِ‬
‫ن قَوْ َ‬‫ضاه ُِئو َ‬ ‫المفضل قال‪ :‬ثنا أسباط عن السدي‪} :‬ي ُ َ‬
‫ل{ النصارى يضاهئون قول اليهود في عزيز‪(4) .‬‬ ‫ن قَب ْ ُ‬‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫‪ - 12920-322‬حدثنا القاسم قال‪ :‬ثنا الحسين قال‪ :‬ثنفا حجفاج عفن‬
‫ل{ يقففول‪ :‬النصففارى‬ ‫ن قَب ْف ُ‬
‫م ْ‬ ‫فُروا ِ‬ ‫ن كَ َ‬‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬
‫ن قَوْ َ‬ ‫ضاه ُِئو َ‬ ‫ابن جريج‪} :‬ي ُ َ‬
‫يضاهئون قول اليهود‪(5) .‬‬
‫‪ - 12921-323‬حدثني محمد بن سعد قال‪ :‬ثني أبي قال‪ :‬ثني عمي‬
‫قال‪ :‬ثني أبي عفن أبيففه عففن ابفن عبففاس رضففي اللفه عنهمففا قففوله‪:‬‬
‫ل{ يقففول‪ :‬قففالوا مثففل مففا قففال‬ ‫ن قَب ْف ُ‬‫م ْ‬ ‫فُروا ِ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬‫ل ال ّ ِ‬ ‫ن قَوْ َ‬‫ضاه ُِئو َ‬ ‫}ي ُ َ‬
‫أهل الوثان‪( ) .‬‬
‫‪6‬‬

‫المسألة الثانية‪ :‬قولهم نحن ابناء ال‪:‬‬


‫ن أ َب َْناء الل ّهِ وَأ َ ِ‬
‫حّبففاؤ ُهُ{‬ ‫ح ُ‬ ‫ت ال ْي َُهود ُ َوالن ّ َ‬
‫صاَرى ن َ ْ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬وََقال َ ِ‬
‫]سورة المائدة ‪[5/18‬‬

‫) ‪.( 1/368‬‬
‫‪ ()1‬تفسير الطبري)‪ (10/111‬تفسير الدر المنثور ) ‪ .( 172 / 4‬حسنه فففي‬
‫التفسير الصحيح )‪(2/281‬‬
‫‪ ()2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 112 / 10‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪.( 1783 / 6‬‬
‫‪ ()3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 112 / 10‬تفسفير عبفد الفرزاق ) ‪- ( 271 / 2‬‬
‫تفسير ابن أبي حاتم ) ‪ - ( 1783 / 6‬تفسير الدر المنثور ) ‪ .( 173 / 4‬حسنه‬
‫في التفسير الصحيح )‪(1/223‬‬
‫‪ ()4‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 112 / 10‬تفسير ابن أبي حففاتم ) ‪( 1782 / 6‬‬
‫حسنه في التفسير الصحيح )‪.(2/281‬‬
‫‪ ()5‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 113 / 10‬تفسير الدر المنثور ) ‪.( 173 / 4‬‬
‫‪ ()6‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪ - ( 1783 / 6‬تفسير الدر المنثور ) ‪.( 173 / 4‬‬
‫إسناده ضعيف‬

‫‪265‬‬
‫‪ - 9060-324‬حدثنا أبو كريب قال‪ :‬ثنا يونس بن بكير عن محمد بن‬
‫إسحاق قال‪ :‬ثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت قال‪ :‬ثنففي‬
‫سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباسف رضففي اللففه عنهمففا قففال‪:‬‬
‫أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم نعمان بن أضاء وبحففري بففن‬
‫عمرو وشأس بن عدي فكلموه فكلمهم رسول الله صلى الله عليففه‬
‫وسلم ودعاهم إلى الله وحذرهم نقمته فقالوا‪ :‬ما تخوفنا يففا محمففد‬
‫نحن والله أبناء الله وأحباؤه! كقول النصارى فففأنزل اللففه جففل وعففز‬
‫حّباؤ ُهُ{ )‪(1‬‬ ‫ن أ َب َْناُء الل ّهِ وَأ َ ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫صاَرى ن َ ْ‬ ‫ت ال ْي َُهود ُ َوالن ّ َ‬ ‫فيهم‪} :‬وََقال َ ْ‬
‫‪ - 9061-325‬حدثني محمد بن الحسين قال‪ :‬ثنا أحمففد بففن مفضففل‬
‫ن أ َب ْن َففاُء‬ ‫حف ُ‬ ‫صففاَرى ن َ ْ‬ ‫ت ال ْي َهُففود ُ َوالن ّ َ‬ ‫قال‪ :‬ثنا أسباط عن السدي‪} :‬وََقال َ ْ‬
‫حّباؤ ُهُ{ أما أبناء الله فإنهم قالوا‪ :‬إن الله أوحى إلى إسففرائيل‬ ‫الل ّهِ وَأ َ ِ‬
‫أن ولدا من ولففدك أدخلهففم النففار فيكونففون فيهففا أربعيففن يومففا حففتى‬
‫تطهرهم وتأكل خطاياهم ثم ينادي مناد‪ :‬أن أخرجوا كل مختففون مففن‬
‫سفَنا الن ّففاُر إ ِل ّ أ َّيامفا ً‬ ‫م ّ‬ ‫ولففد إسففرائيل فففأخرجهم‪ .‬فففذلك قففوله‪} :‬ل َف ْ‬
‫ن تَ َ‬
‫ت{ ]سورة آل عمران ‪ [3/24‬وأما النصارى فإن فريقا ً منهم‬ ‫دا ٍ‬ ‫دو َ‬ ‫معْ ُ‬ ‫َ‬
‫قال للمسيح‪ :‬ابن الله‪( ) .‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ - 9062-326‬حدثنا محمد بن الحسين قففال‪ :‬ثنففا أحمففد بففن مفضففل‬


‫ن‬ ‫مف ْ‬ ‫ب َ‬ ‫شففاُء وَي ُعَ فذ ّ ُ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫مف ْ‬‫ف فُر ل ِ َ‬ ‫قال‪ :‬ثنا أسباط عن السدي‪ :‬قوله‪} :‬ي َغْ ِ‬
‫شاُء{ ]سورة البقفرة ‪ [2/284‬يقفول‪ :‬يهفدي منكفم مفن يشفاء ففي‬ ‫يَ َ‬
‫الدنيا فيغفر له ويميت من يشاء منكم على كفره فيعذبه‪( ) .‬‬
‫‪3‬‬

‫صففاَرى‬ ‫ت الن ّ َ‬ ‫ن الل ّفهِ وَقَففال َ ْ‬ ‫ت ال ْي َهُففود ُ ع َُزي ْفٌر اب ْف ُ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬وَقَففال َ ْ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫ل ال ّف ِ‬ ‫ن ق َ فو ْ َ‬ ‫ضففاه ُِئو َ‬ ‫م يُ َ‬ ‫واه ِهِ ْ‬ ‫م ب ِفأفْ َ‬ ‫ك قَ فوْل ُهُ ْ‬ ‫ن الل ّهِ ذ َل ِف َ‬ ‫ح اب ْ ُ‬‫سي ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن = ‪] { 30‬سورة التوبة‬ ‫كو َ‬ ‫ه أ َّنى ي ُؤ ْفَ ُ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ل َقات َل َهُ ْ‬‫ن قَ ب ْ ُ‬ ‫م ْ‬‫فُروا ِ‬ ‫كَ َ‬
‫‪[9/31‬‬
‫‪ - 12913-327‬حدثنا القاسم قال‪ :‬ثنا الحسين قال‪ :‬ثني حجاج عففن‬
‫ت‬ ‫ابن جريج قال‪ :‬سمعت عبد الله بن عبيد بففن عميففر قففوله‪} :‬وَقَففال َ ْ‬
‫م‬ ‫ك قَ فوْل ُهُ ْ‬ ‫ن الل ّفهِ ذ َل ِف َ‬ ‫ح اب ْ ُ‬‫سي ُ‬ ‫م ِ‬ ‫صاَرى ال ْ َ‬ ‫ت الن ّ َ‬ ‫ن الل ّهِ وََقال َ ْ‬ ‫ال ْ َي َُهود ُ ع َُزي ٌْر اب ْ ُ‬
‫ه أ َن ّففى‬ ‫م الل ّف ُ‬ ‫ل قَففات َل َهُ ْ‬ ‫ن قَب ْف ُ‬ ‫مف ْ‬ ‫ففُروا ِ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّف ِ‬ ‫ن ق َ فو ْ َ‬ ‫ضففاه ُِئو َ‬ ‫م يُ َ‬ ‫واه ِهِ ْ‬ ‫ب ِأفْ َ‬
‫ن = ‪ { 30‬قال‪ :‬قالها رجففل واحففد قففالوا‪ :‬إن اسففمه فنحففاص‬ ‫كو َ‬ ‫ي ُؤ ْفَ ُ‬
‫‪ ()1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 164 / 6‬تفسير القرطبي ) ‪ - ( 120 / 6‬تفسير‬
‫ابن كثير ) ‪. ( 36 / 2‬‬
‫‪ ()2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 164 / 6‬تفسير ابن كثير ) ‪ ( 36 / 2‬حسفنه فففي‬
‫التفسير الصحيح )‪.(2/281‬‬
‫‪ ()3‬تفسير الطبري ) ‪ ( 166 / 6‬تفسير ابن أبففي حففاتم ) ‪- ( 1129 / 4‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪ ( 45 / 3‬حسنه في التفسير الصحيح )‪.(2/281‬‬

‫‪266‬‬
‫مففا قَففاُلوا‬ ‫وقالوا‪ :‬هو الذي قال‪} :‬إن الل ّه فَقير ونح َ‬
‫ب َ‬ ‫س فن َك ْت ُ ُ‬ ‫ن أغ ْن َِياُء َ‬ ‫َ ِ ٌ ََ ْ ُ‬ ‫ِ ّ‬
‫ق = ‪{ 181‬‬ ‫ري ف ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ذوقُففوا ع َف َ‬
‫ذا َ‬ ‫ل ُ‬ ‫قففو ُ‬ ‫ح فقّ وَن َ ُ‬ ‫م ال َن ْب َِياَء ب ِغَي ْفرِ َ‬ ‫وَقَت ْل َهُ ْ‬
‫]سورة آل عمران ‪(1) [3/181‬‬
‫‪ --328‬حدثنا أبو كريب قال‪ :‬ثنا يونس بن بكير قففال‪ :‬ثنففا محمففد بففن‬
‫إسحاق قال‪ :‬ثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت قال‪ :‬ثنففي‬
‫سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‪ :‬أتى‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم سففلم بففن مشففكم ونعمففان بففن‬
‫أوفى وشأس بن قيس ومالك بن الصيف فقففالوا‪ :‬كيففف نتبعففك وقففد‬
‫تركت قبلتنا وأنت ل تزعم أن عزيرا ابن الله؟ فأنزل فففي ذلففك مففن‬
‫ن‬
‫ح اب ْف ُ‬ ‫سففي ُ‬ ‫م ِ‬ ‫صففاَرى ال ْ َ‬ ‫ت الن ّ َ‬ ‫ن الل ّهِ وََقال َ ْ‬ ‫هود ُ ع َُزي ٌْر اب ْ ُ‬ ‫ت ال ْي َ َُ‬ ‫قولهم‪} :‬وََقال َ ْ‬
‫ل‬‫ن قَْبف ُ‬ ‫مف ْ‬
‫ففُروا ِ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل اّلف ِ‬ ‫ن َقفوْ َ‬‫ضفاه ُِئو َ‬ ‫م يُ َ‬ ‫واه ِهِ ْ‬ ‫م ِبفأفْ َ‬ ‫ك َقفوْل ُهُ ْ‬ ‫الل ّهِ ذ َِلف َ‬
‫َقاتل َهم الل ّ َ‬
‫ن = ‪] { 30‬سففورة التوبففة ‪ ...[9/31‬إلففى‪:‬‬ ‫ه أن ّففى ي ُؤ ْفَك ُففو َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ ْ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن = ‪] { 75‬سورة المائدة ‪( ) [5/76‬‬
‫‪2‬‬
‫}أّنى ي ُؤ ْفَكو َ‬
‫‪ - 12915-329‬حدثني محمدبن سعد قال‪ :‬ثني أبي قال‪ :‬ثني عمففي‬
‫قال‪ :‬ثني أبي عفن أبيففه عففن ابفن عبففاس رضففي اللفه عنهمففا قففوله‪:‬‬
‫ك‬ ‫ن الل ّهِ ذ َل ِف َ‬ ‫ح اب ْ ُ‬ ‫سي ُ‬ ‫م ِ‬ ‫صاَرى ال ْ َ‬ ‫ت الن ّ َ‬‫ن الل ّهِ وََقال َ ْ‬ ‫ت َ ال ْي َُهود ُ ع َُزي ٌْر اب ْ ُ‬ ‫}وََقال َ ْ‬
‫ه أ َّنى‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ل َقات َل َهُ ْ‬ ‫ن قَب ْ ُ‬ ‫م ْ‬‫فُروا ِ‬ ‫ن كَ َ‬‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫ن قَوْ َ‬ ‫ضاه ُِئو َ‬ ‫م يُ َ‬ ‫واه ِهِ ْ‬ ‫م ب ِأفْ َ‬ ‫قَوْل ُهُ ْ‬
‫ن = ‪ { 30‬وإنما قالوا‪ :‬هو ابن الله من أجففل أن عزيففرا كففان‬ ‫كو َ‬ ‫ي ُؤ ْفَ ُ‬
‫في أهل الكتاب وكانت التوراة عندهم يعملون بهففا مففا شففاء اللففه أن‬
‫يعملوا ثم أضاعوها وعملوا بغير الحففق‪ .‬وكففان التففابوت فيهففم؛ فلمففا‬
‫رأى الله أنهم قد أضاعوا التففوراة وعملففوا بففالهواء رفففع اللففه عنهففم‬
‫التابوت وأنساهم التوراة ونسخها من صدورهم وأرسففل اللفه عليهففم‬
‫مرضا ً فاستطلقت بطونهم حتى جعل الرجل يمشي كبده حتى نسوا‬
‫التوراة ونسخت من صدورهم وفيهم عزير‪ .‬فمكثوا ما شففاء اللففه أن‬
‫يمكثوا بعد ما نسخت التفوراة مفن صفدورهم وكففان عزيففر قبففل مفن‬
‫علمائهم فدعا عزير الله وابتهففل إليففه أن يففرد إليففه الففذي نسففخ مففن‬
‫صدره من التوراة‪ .‬فبينما هو يصلي مبتهل ً إلى الله نزل نور من الله‬
‫فدخل جوفه فعاد إليه الذي كان ذهب من جوفه مففن التففوراة فففأذن‬
‫في قومه فقال‪ :‬يا قوم قففد آتففاني اللففه التففوراة وردهففا إلففي! فعلففق‬
‫يعلمهم فمكثوا ما شاء الله وهو يعلمهففم‪ .‬ثففم إن التففابوت نففزل بعففد‬
‫ذلك وبعد ذهابه منهم؛ فلما رأوا التابوت عرضوا مففا كففان فيففه علففى‬
‫الذي كان عزير يعلمهم فوجدوه مثله فقالوا‪ :‬واللففه مففا أوتففي عزيففر‬
‫هذا إل أنه ابن الله‪(3) .‬‬
‫‪ ()1‬تفسير الطبري ) ‪ ( 110 / 10‬تفسير الدر المنثور ) ‪.( 171 / 4‬‬
‫‪ ()2‬تفسير الطبري ) ‪ ،( 110 / 10‬تفسير الدر المنثور ) ‪.( 171 / 4‬‬
‫‪ ()3‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪ - ( 1781 / 6‬تفسير الدر المنثور ) ‪.( 171 / 4‬‬

‫‪267‬‬
‫‪ - 12916-330‬حففدثني محمففد بففن الحسففين قففال‪ :‬ثنففا أحمففد بففن‬
‫ن الّلففهِ‬‫هود ُ ع َُزي ٌْر اب ْ ُ‬ ‫ت ال ْي َ ُ‬ ‫المفضل قال‪ :‬ثنا أسباط عن السدي‪} :‬وََقال َ ْ‬
‫َ‬
‫ضفاه ُِئو َ‬
‫ن‬ ‫م يُ َ‬ ‫واه ِهِ ْ‬‫م ِبفأفْ َ‬ ‫ك َقفوْل ُهُ ْ‬‫ن الّلفهِ ذ َِلف َ‬
‫ح اْبف ُ‬ ‫سي ُ‬‫م ِ‬‫صاَرى ال ْ َ‬‫ت الن ّ َ‬ ‫وََقال َ ْ‬
‫ل َقاتل َهم الل ّف َ‬
‫ن = ‪ { 30‬إنمففا‬ ‫ه أن ّففى ي ُؤ ْفَك ُففو َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ ْ‬ ‫ن قَب ْ ُ‬‫م ْ‬‫فُروا ِ‬‫ن كَ َ‬‫ذي َ‬‫ل ال ّ ِ‬‫قَوْ َ‬
‫قالت ذلك لنهم ظهفرت عليهفم العمالقفة فقتلفوهم وأخفذوا التفوراة‬
‫وذهب علماؤهم الذين بقوا فدفنوا كتب التففوراة فففي الجبففال‪ .‬وكففان‬
‫عزير غلمفا ً يتعبفد ففي رؤوس الجبفال ل ينفزل إل يفوم عيفد‪ ،‬فجعفل‬
‫الغلم يبكي ويقول‪ :‬رب تركت بني إسرائيل بغيففر عففالم! فلففم يففزل‬
‫يبكي حتى سقطت أشفار عينيه‪ .‬فنزل مرة إلى العيد؛ فلما رجع إذا‬
‫هو بامرأة قد مثلت له عنففد قففبر مففن تلففك القبففور تبكففي وتقففول‪ :‬يفا‬
‫مطعماه ويا كاسياه! فقال لها‪ :‬ويحففك مففن كففان يطعمففك ويكسففوك‬
‫ويسقيك وينفعك قبل هذا الرجل؟ قالت‪ :‬الله‪ .‬قال‪ :‬فإن الله حي لم‬
‫يمت‪ .‬قالت‪ :‬يا عزير فمففن كففان يعلففم العلمففاء قبففل بنففي إسففرائيل؟‬
‫قال‪ :‬الله‪ .‬قالت‪ :‬فلم تبكي عليهم؟ فلما عرف أنففه قففد خصففم ولففى‬
‫مدبرا ً فدعته فقالت‪ :‬يا عزير إذا أصففبحت غففدا ً فففأت نهففر كففذا وكففذا‬
‫فاغتسل فيه ثم أخرج فصل ركعتين فففإنه يأتيففك شففيخ فمففا أعطففاك‬
‫فخذه! فلما أصبح انطلق عزير إلى ذلك النهر فاغتسل فيه ثم خففرج‬
‫فصلى ركعتين فجاءه الشيخ فقال‪ :‬افتح فمك! ففتح فمه فألقى فيه‬
‫شففيئا ً كهيئة الجمففرة العظيمففة مجتمعففا كهيئة القففوارير ثلث مففرار‪.‬‬
‫فرجع عزير وهو من أعلم الناس بالتوراة فقال‪ :‬يا بني إسرائيل إني‬
‫قد جئتكم بالتوراة‪ .‬فقالوا يا عزير ما كنت كذابًا‪ .‬فعمففد فربففط علففى‬
‫كل أصبع له قلما وكتب بأصابعه كلها فكتب التوراة كلها‪ .‬فلمففا رجففع‬
‫العلماء أخبروا بشأن عزير فاستخرج أولئك العلماء كتبهم التي كانوا‬
‫دفنوها من التوراة في الجبال وكانت في خواب مدفونففة فعارضففوها‬
‫بتوراة عزيففر فوجفدوها مثلهففا فقففالوا‪ :‬مفا أعطففاك اللفه هفذا إل أنففك‬
‫ابنه‪(4) .‬‬
‫المسالة الثالثة‪ :‬نسبة الجن والملئكة اليه‬
‫ة‬
‫جن ّف ُ‬‫ت ال ْ ِ‬‫مف ْ‬‫ق فد ْ ع َل ِ َ‬ ‫سبا ً وَل َ َ‬ ‫جن ّةِ ن َ َ‬‫ن ال ْ ِ‬‫ه وَب َي ْ َ‬‫جعَُلوا ب َي ْن َ ُ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬وَ َ‬
‫ن = ‪] { 158‬سورة الصافات ‪[37/159‬‬ ‫ضُرو َ‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬ ‫م لَ ُ‬
‫إ ِن ّهُ ْ‬
‫‪ -22765-331‬حدثنا عمرو بن يحيى بن عمران بن عفففرة قففال‪ :‬ثنففا‬
‫عمرو بن سعيد البح عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة فففي قففوله‪:‬‬
‫ن =‬ ‫ضُرو َ‬ ‫ح َ‬‫م ْ‬ ‫م لَ ُ‬‫ة إ ِن ّهُ ْ‬ ‫ت ال ْ ِ‬
‫جن ّ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫قد ْ ع َل ِ َ‬‫سبا ً وَل َ َ‬‫جن ّةِ ن َ َ‬ ‫ن ال ْ ِ‬‫ه وَب َي ْ َ‬‫جعَُلوا ب َي ْن َ ُ‬ ‫}وَ َ‬
‫‪] { 158‬سورة الصففافات ‪ [37/159‬قففالت اليهففود‪ :‬إن اللففه تبففارك‬

‫إسناده ضعيف‬
‫‪ ()4‬تفسير الدر المنثور ) ‪ ( 172 / 4‬حسنه في التفسير الصحيح )‪.(2/281‬‬

‫‪268‬‬
‫وتعالى تزوج إلى الجن فخففرج منهمففا الملئكففة قففال‪ :‬سففبحانه سففبح‬
‫نفسه‪(1) .‬‬

‫‪ ()1‬تفسير الطبري ) ‪ ( 108 / 23‬تفسير القرطبي ) ‪.( 134 / 15‬‬

‫‪269‬‬
‫الدراسة‪:‬‬
‫لما استولى بختنصففر علففى بنففي اسففرائيل قتففل رجففالهم‬
‫وسبى ذراريهم وأحرق أسفار التوراة حففتى لففم يبففق فيهففم‬
‫مففن يحفففظ التففوراة‪ ،‬وزعمففوا أن اللففه ألهففم عزيففرا ً عليففه‬
‫السلم حتى قرأه من صدره‪ ،‬ولم يكن أحد قرأه حفظففا ً ل‬
‫قبله ول بعده؛ ولهذا قالوا بأنه ابففن اللففه وعبففدوه كمففا فففي‬
‫الثففار السففابقة‪ ,‬فمففدار المففر علففى إخففراج التففوراة بعففد‬
‫اندراسها؛ فلذلك قالت بنو إسرائيل‪ :‬لم يستطع موسى أن‬
‫يأتينا بها إل في كتاب وأتانا بها عزير من غير كتاب‪ ،‬فرمففاه‬
‫طوائف منهم فقالوا هو ابن الله جل الله وعز وجل ‪(1) .‬‬
‫والعزير من ذرية هارون عليه السففلم )‪ (2‬وفففي سففيرته‬
‫روايات كثيرة يغلب عليها الوضع كما بين ذلك ابن كثير‪(3) ،‬‬
‫وفيها من السرائيليات الشيء الكثير والمشهور أنففه الففذي‬
‫مّر على القرية كما في سورة البقرة عند أكثر المفسرين‪،‬‬
‫وذكر الطبري أنه إرميا‪ ،‬وقيل غير ذلك في الذي مففر علففى‬
‫القرية‪ ،‬ثم قال‪" :‬ول بيان عندنا من الوجه الففذي يصففح مففن‬
‫قبله البيففان علففى اسففم قففائل ذلففك‪ ،‬وجففائز أن يكففون ذلففك‬
‫عزيرا ً وجائز أن يكون إرميا‪ ،‬ول حاجة بنا إلى معرفة اسمه‬
‫إذ لم يكن المقصود بالية تعريف الخلففق اسففم قففائل ذلففك‪.‬‬
‫)‪( 4‬‬
‫قال بعض أهل العلم أن الذي يقففول ذلففك بعففض اليهففود‬
‫وليس كلهم بل الصدوقية مففن اليهففود )‪ (5‬وبففاقي الطففوائف‬
‫تنكر هذا‪ .‬قال ابن حجر‪" :‬ويمكن أن يجففاب‪ :‬بففأن خصففوص‬

‫)( تاريخ مدينة دمشق ج ‪/40‬ص ‪.328‬‬ ‫‪1‬‬


‫)( قاله ابن عساكر في تاريخ دمشق وساق نسبه اليه ‪. 40/317‬‬ ‫‪2‬‬
‫)( قصص النبياء ص ‪ 631‬وما بعده‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫)( تفسير الطبري ‪.(3/29‬‬ ‫‪4‬‬
‫)( طائفة من اليهود نسبوا إلى رجل يقال له صففدوق وهففم يقولففون مففن‬ ‫‪5‬‬
‫بين سائر اليهود إن العزير بن الله وكانوا بجهة اليمن انظر‪..‬الفصل فففي‬
‫الملل لبن حزم ج ‪/1‬ص ‪82‬والجواب الصحيح لبن تيمية ج ‪/4‬ص ‪.476‬‬

‫‪270‬‬
‫هذا الخطاب لمن كففان متصفففا ً بففذلك‪ ،‬ومففن عففداهم يكففون‬
‫جوابهم ذكر من كفروا به‪(1) ".‬‬
‫لكن الله ذكر ذلك عنهم باسمهم المعرف فنحن ننسففبه‬
‫إليهم كما نسبه الله إليهم‪ ,‬فليس كلهم قال‪ :‬إن الله فقير‪،‬‬
‫وليس كلهم عبد العجل وهكذا‪.‬‬
‫قال القرطبي‪" :‬قال النقاش‪ :‬لم يبق يهودي يقولهففا بففل‬
‫انقرضوا‪ ،‬فإذا قالها واحد فيتوجه أن تلففزم الجماعففة شففنعة‬
‫المقالففة‪ ،‬لجففل نباهففة القففائل فيهففم‪ .‬وأقففوال النبهففاء أبففدا ً‬
‫مشهورة في النففاس يحتففج بهففا‪ .‬فمففن ههنففا صففح أن تقففول‬
‫الجماعة قول نبيهها‪(2) ".‬‬
‫وقد مر في الثار أن القائل غير واحففد‪ ,‬فقيففل‪ :‬فنحاص ف‬
‫وقيل سلم بن مشكم ونعمان بن أوفى وشأس بففن قيسفف‬
‫ومالك بن الصيف‪.‬‬
‫ت ال ْي َهُففود ُ‬
‫وقد رد الله عليهم قولهم الشنيع فقففال‪} :‬وَقَففال َ ِ‬
‫ك قَفوْل ُُهم‬ ‫ن الل ّفهِ ذ َل ِف َ‬ ‫ح اب ْف ُ‬
‫سففي ُ‬‫م ِ‬‫صففاَرى ال ْ َ‬
‫ت الن ّ َ‬ ‫ن الل ّفهِ وَقَففال َ ْ‬‫ع َُزي ٌْر اب ْف ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م الل ّف ُ‬
‫ه أن ّففى‬ ‫ل قَففات َل َهُ ُ‬
‫مففن قَب ْف ُ‬ ‫فُروا ْ ِ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ن قَ وْ َ‬ ‫ؤو َ‬ ‫ضاه ِ ُ‬
‫م يُ َ‬‫واه ِهِ ْ‬‫ب ِأفْ َ‬
‫ن{ ]سورة التوبة ‪[9/30‬‬ ‫كو َ‬ ‫ي ُؤ ْفَ ُ‬
‫ن{‪ :‬يشففبهون مففن سففبقهم مففن الففذين‬ ‫ؤو َ‬ ‫ضففاه ِ ُ‬‫وقوله‪} :‬ي ُ َ‬
‫كفروا ‪ ,‬وللعلماء فيهم ثلثة أقوال‪:‬‬
‫‪ -1‬الول‪ :‬قففول عبففدة الوثففان‪ :‬اللت والعففزى ومنففاة‬
‫الثالثة الخرى‪.‬‬
‫‪ -2‬الثاني‪ :‬قول الكفرة‪ :‬الملئكة بنات الله‪.‬‬
‫‪ -3‬الثففالث‪ :‬قففول أسففلفهم‪ ،‬فقلففدوهم فففي الباطففل‬
‫واتبعوهم على الكفر‪ ،‬كما أخففبر عنهففم بقففوله تعففالى‪} :‬إ ِّنففا‬
‫ُ‬
‫ة{ ]سورة الزخرف ‪(3) .[43/23‬‬ ‫جد َْنا آَباءَنا ع ََلى أ ّ‬
‫م ٍ‬ ‫وَ َ‬

‫‪ () 1‬فتح الباري ج ‪/11‬ص ‪. 449‬‬


‫ج ‪ 8‬ص ‪.117‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪ () 2‬تفسير القرطبي‬
‫‪ () 3‬تفسير القرطبي ج ‪/8‬ص ‪.118‬‬

‫‪271‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬نسبة الفقر والبخل والتعب الى الله‬
‫الثار‬
‫المسألة الولى‪ :‬نسبة الفقر الى ال‬
‫ه فَ ِ‬
‫قي فٌر‬ ‫ن الل ّف َ‬ ‫ن قَففاُلوا إ ِ ّ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّف ِ‬ ‫ه ق َ فو ْ َ‬ ‫معَ الل ّف ُ‬
‫سف ِ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬ل َ َ‬
‫َ‬
‫ل‬‫قففو ُ‬ ‫ح فقّ وَن َ ُ‬ ‫م ال َن ْب ِي َففاَء ب ِغَي ْفرِ َ‬ ‫ما َقاُلوا وَقَت ْل َهُ ْ‬ ‫ب َ‬ ‫سن َك ْت ُ ُ‬ ‫ن أغ ْن َِياُء َ‬ ‫ح ُ‬ ‫وَ ن َ ْ‬
‫ق = ‪] { 181‬سورة آل عمران ‪[3/181‬‬ ‫ري ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ذوُقوا ع َ َ‬ ‫ُ‬
‫‪ - 6615-332‬حدثنا أبو كريففب قففال‪ :‬ثنففا يفونس بففن بكيففر قففال‪ :‬ثنفا‬
‫محمد بن إسحاق قال‪ :‬ثنا محمد بن أبي محمد مولى زيففد بففن ثففابت‬
‫عن عكرمة أنه حدثه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‪ :‬دخل أبو‬
‫بكر الصديق _ بيت المدارس فوجد من يهود ناسا ً كثيرا ً قد اجتمعففوا‬
‫إلى رجل منهم يقال لفه فنحاص كان من علمففائهم وأحبففارهم ومعففه‬
‫حبر يقال له‪ :‬أشيع‪ .‬فقال أبو بكر _ لفنحاص‪ :‬ويحك يا فنحففاص اتففق‬
‫الله وأسلم! فوالله إنففك لتعلففم أن محمففدا ً رسففول اللففه قففد جففاءكم‬
‫بالحق من عند الله تجدونه مكتوبا ً عندكم في التوراة والنجيل! قال‬
‫فنحاص‪ :‬والله يا أبا بكر ما بنا إلى الله من فقر وإنه إلينا لفقير‪ ،‬وما‬
‫نتضرع إليه كما يتضرع إلينا وإنا عنه لغنيففاء‪ ،‬ولففو كففان عنففا غنيفا ً مففا‬
‫استقرض منا كما يزعم صاحبكم‪ ،‬ينهففاكم عففن الربففا ويعطينففاه‪ ،‬ولففو‬
‫كان غنيا ً عنا ما أعطانا الربا‪ .‬فغضب أبو بكففر فضففرب وجففه فنحففاص‬
‫ضربة شديدة وقال‪ :‬والذي نفسي بيده لول العهد الففذي بيننففا وبينففك‬
‫لضربت عنقك يا عدو الله‪ ،‬فأكذبونا ما استطعتم إن كنتففم صففادقين!‬
‫فذهب فنحاص إلى رسول اللففه صففلى اللففه عليففه وسففلم فقففال‪ :‬يففا‬
‫محمد انظر ما صنع بي صاحبك! فقال رسول الله صففلى اللففه عليففه‬
‫وسلم لبي بكر‪ :‬وما حملك على ما صنعت؟ "فقال‪ :‬يا رسففول اللففه‬
‫إن عدو الله قال قول ً عظيما ً زعم أن اللففه فقيففر وأنهففم عنففه أغنيففاء‬
‫فلما قال ذلففك غضففبت للففه ممففا قففال فضففربت وجهففه‪ .‬فجحففد ذلففك‬
‫فنحاص وقال‪ :‬ما قلت ذلففك‪ .‬فففأنزل اللففه تبففارك وتعففالى فيمففا قففال‬
‫ن‬‫ذي َ‬ ‫ل ال ّف ِ‬ ‫ه ق َ فو ْ َ‬ ‫معَ الل ّف ُ‬
‫سف ِ‬‫ق فد ْ َ‬ ‫فنحاص ردا ً عليه وتصديقا ً لبي بكففر‪} :‬ل َ َ‬
‫قيٌر{ ]سورة آل عمران ‪ [3/182‬وفي قول أبففي بكففر‬ ‫ه فَ ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫َقاُلوا إ ِ ّ‬
‫وما بلغه في ذلك من الغضب‪} :‬ل َتسفمعن مفن ال ّفذي ُ‬
‫ب‬ ‫ن أوت ُففوا ال ْك ِت َففا َ‬ ‫ِ َ‬ ‫َ ْ َ ُ ّ ِ ْ‬
‫قففوا فَفإ ِ ّ‬
‫ن‬ ‫صفب ُِروا وَت َت ّ ُ‬ ‫ذى ك َِثيففرا ً وَإ ِ ْ‬
‫ن تَ ْ‬ ‫كوا أ َ ً‬ ‫شفَر ُ‬ ‫ن أَ ْ‬‫ذي َ‬ ‫ن ال ّف ِ‬ ‫م ْ‬‫م وَ ِ‬ ‫ن قَب ْل ِك ُ ْ‬ ‫م ْ‬
‫ِ‬
‫مورِ = ‪] { 186‬سورة آل عمران ‪( ) [3/186‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ذ َل ِك ِ‬
‫ن ع َْزم ِ ال ُ‬ ‫م ْ‬
‫‪1‬‬

‫‪ ()1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 194 / 4‬تفسير ابن أبففي حففاتم ) ‪- ( 829 / 3‬‬


‫تفسير الدر المنثور ) ‪. ( 396 / 2‬‬

‫‪272‬‬
‫المسألةالثانية ‪ :‬نسبة البخل الى ال ‪:‬‬
‫م وَل ُعُِنففوا‬ ‫َ‬
‫ديهِ ْ‬
‫ت أْيفف ِ‬ ‫ة غ ُل ّ ْ‬
‫مغُْلول َ ٌ‬‫ت ال ْي َُهود ُ ي َد ُ الل ّهِ َ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬وََقال َ ْ‬
‫ما َقاُلوا{]سورة المائدة ‪[5/64‬‬ ‫بِ َ‬
‫‪ 9550-333‬حدثني المثني قال‪ :‬ثنا عبففد اللففه بففن صففالح قففال‪ :‬ثنففي‬
‫معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضففي اللففه‬
‫ة{ قال‪ :‬ليس يعنون بذلك‬ ‫مغُْلول َ ٌ‬
‫ت ال ْي َُهود ُ ي َد ُ الل ّهِ َ‬ ‫عنهما قوله‪} :‬وََقال َ ْ‬
‫أن يد الله موثقة ولكنهم يقولون‪ :‬إنه بخيل أمسك مففا عنففده‪ .‬تعففالى‬
‫الله عما يقولون علوا ً كبيرًا‪(1) .‬‬
‫‪ -9551-334‬حدثني محمد بن عمرو قال‪ :‬ثنففا أبففو عاصففم قففال‪ :‬ثنففا‬
‫عيسى عففن ابففن أبففي نجيففح عففن مجاهففد فففي قففول اللففه‪} :‬ي َفد ُ الل ّف ِ‬
‫ه‬
‫ة{ قال‪ :‬لقد يجهدنا الله يا بني إسرائيل حففتى جعففل اللففه يففده‬ ‫مغُْلول َ ٌ‬ ‫َ‬
‫إلى نحره‪ .‬وكذبوا‪( ) .‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ 9552-335‬حدثنا بشر قال‪ :‬ثنا يزيد قال‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة ‪َ}:‬يففد ُ‬
‫داهُ‬
‫ل ي َف َ‬‫ة{ قففالوا‪ :‬اللففه بخيففل غيففر جففواد قففال اللففه‪} :‬ب َف ْ‬ ‫مغُْلول َف ٌ‬ ‫الل ّفهِ َ‬
‫ء{‪(3) .‬‬ ‫شا ُ‬ ‫ف يَ َ‬‫فقُ ك َي ْ َ‬‫ن ُين ِ‬ ‫سوط ََتا ِ‬ ‫مب ْ ُ‬ ‫َ‬
‫‪ 9553-336‬حدثنا محمد بن الحسين قال‪ :‬ثنا أحمد بن مفضل قال‪:‬‬
‫ة{ قففالوا‪ :‬إن‬ ‫مغُْلول َف ٌ‬‫ت ال ْي َهُففود ُ َيفد ُ الل ّفهِ َ‬‫ثنا أسباط عن السدي‪} :‬وََقال َ ْ‬
‫الله وضع يده على صدره فل يبسطها حتى يرد علينا ملكنا‪(4) .‬‬
‫المسألة الثالثة ‪ :‬نسبة التعب الى ال‬
‫ست ّةِ‬
‫ما ِفي ِ‬ ‫َ‬ ‫خل َ ْ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬وَل َ َ‬
‫ما ب َي ْن َهُ َ‬
‫ض وَ َ‬
‫ت َوالْر َ‬
‫وا ِ‬
‫م َ‬
‫س َ‬
‫قَنا ال ّ‬ ‫قد ْ َ‬
‫َ‬
‫ب{ ]سورة ق ‪[50/38‬‬ ‫ن ل ُُغو ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫سَنا ِ‬
‫م ّ‬
‫ما َ‬
‫أّيام ٍ وَ َ‬
‫‪ - 24764-337‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬ثنا مهران ‪ ،‬عن أبي سنان ‪،‬‬
‫عن أبي بكر ‪ ،‬قال ‪ :‬جاءت اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم ‪،‬‬
‫فقالوا ‪ :‬يا محمد أخبرنا مففا خلففق اللففه مففن الخلففق فففي هففذه اليففام‬
‫الستة ؟ فقال ‪" :‬خلق الله الرض يوم الحد والثنين‪ ،‬وخلق الجبففال‬
‫يوم الثلثاء‪ ،‬وخلق المدائن والقوات والنهار وعمرانها وخرابهففا يففوم‬
‫الربعاء‪ ،‬وخلق السموات والملئكة يوم الخميس إلى ثلث ساعات‪،‬‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 300 / 6‬تفسير الدر المنثففور ) ‪- ( 113 / 3‬‬


‫وحسففن إسففناده الحففافظ فففي الفتففح )‬
‫تفسففير ابففن كففثير ) ‪( 76 / 2‬‬
‫‪.(10/441‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪. ( 300 / 6‬‬
‫حسنه في التفسير الصحيح )‪(1/223‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪. ( 300 / 6‬‬
‫‪ () 4‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 300 / 6‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪( 1168 / 4‬‬
‫حسنه في التفسير الصحيح )‪.(2/281‬‬

‫‪273‬‬
‫‪-‬يعني مفن يفوم الجمعفة‪ -‬وخلفق ففي أول الثلث السفاعات الجفال‪،‬‬
‫وفففي الثانيففة الفففة‪ ،‬وفففي الثالثففة آدم‪ ،‬قففالوا ‪ :‬صففدقت إن أتممففت‪،‬‬
‫فعرف النبي صلى الله عليه وسلم ما يريدون‪ ،‬فغضب‪ ،‬فأنزل اللففه‬
‫ن{ ]سفورة طففه‬ ‫قوُلو َ‬ ‫صب ِْر ع ََلى َ‬
‫ما ي َ ُ‬ ‫ب = ‪َ 38‬فا ْ‬ ‫من ل ُّغو ٍ‬ ‫سَنا ِ‬ ‫م ّ‬‫ما َ‬‫}وَ َ‬
‫‪( ) " . [39-20/38‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ -24769-338‬حدثنا بشر قال‪ :‬ثنا يزيد قففال‪ :‬ثنففا سففعيد عففن قتففادة‬
‫ض{ اليففة أكففذب اللففه اليهففود‬ ‫َ‬ ‫خل َ ْ‬ ‫قففوله‪} :‬وَل َ َ‬
‫ت َوالْر َ‬ ‫وا ِ‬‫م َ‬
‫سف َ‬
‫قن َففا ال ّ‬ ‫ق فد ْ َ‬
‫والنصارى وأهل القرى على اللففه؛ وذلففك أنهففم قففالوا‪ :‬إن اللففه خلففق‬
‫السموات والرض في ستة أيام ثم استراح يوم السابع وذلك عندهم‬
‫يوم السبت‪ ،‬وهم يسمونه يوم الراحة‪(2) .‬‬
‫‪ - 24767-339‬حدثني محمد بن سعد ‪ ،‬قال ‪ :‬ثني أبي ‪ ،‬قال ‪ :‬ثنففي‬
‫عمي ‪ ،‬قال ‪ :‬ثني أبي ‪ ،‬عن أبيه ؛ عن ابن عباس رضي الله عنهما ‪:‬‬
‫ب{ يقول ‪ :‬وما مسنا من نصب‪(3) .‬‬ ‫من ل ُّغو ٍ‬ ‫سَنا ِ‬ ‫م ّ‬‫ما َ‬‫}وَ َ‬

‫‪ () 1‬تفسير الطففبري ) ‪ - ( 179 / 26‬تفسففير عبففد الففرزاق ج‪ 3:‬ص‪210:‬‬


‫تفسير الدر المنثور ) ‪ ( 316 / 7‬المسففتدرك علففى الصففحيحين ج ‪/2‬ص‬
‫‪ 592‬تفسير ابن كثير ‪ . 4/95‬إسناده ضعيف‪.‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ ( 179 / 26‬تفسير ابن كففثير ) ‪ - ( 230 / 4‬فتففح‬
‫حسنه في التفسير الصحيح )‪(1/223‬‬
‫الباري ) ‪. ( 288 / 6‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 140 / 22‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪( 3184 / 10‬‬
‫إسناده ضعيف‬
‫‪ -‬تفسير الدر المنثور ) ‪. ( 30 / 7‬‬

‫‪274‬‬
‫الدراسة‪:‬‬
‫وصففف اليهففود اللففه‪ -‬تبففارك وتعففالى‪ -‬بصفففات تنففم عففن‬
‫نفسية خبيثة‪ ,‬وافتروا عليه‪ ,‬وألحدوا في صفاته ‪-‬جففل وعل‪-‬‬
‫حقّ قَ فد ْرِِه{ ]سففورة النعففام‬ ‫ه َ‬‫ما قَد َُروا ْ الل ّ َ‬
‫كما قال تعالى‪} :‬وَ َ‬
‫‪[6/91‬‬
‫فوصفففوه بففأنه فقيففر ومحتففاج إليهففم ثففم أمعنففوا بففالكفر‬
‫ووصفوه بالبخل ثم جففردوه مففن صفففات الكمففال ووصفففوه‬
‫بالتعب والعياء‪.‬‬
‫ولشناعة مقولتهم ‪,‬كان التصرف الفطري من أبففي بكففر‬
‫الصديق _ ‪,‬هففو التصففرف الصففحيح‪ ,‬مففع الطففاغوت ‌فنحاصف‬
‫اليهودي‪.‬‬
‫ولما أنكر أنه قال ذلك ‪-‬كعادتهم بالمراوغة‪ -‬أكففذبه اللففه‬
‫ن الّلفف َ‬
‫ه‬ ‫ن َقففاُلوا ْ إ ِ ّ‬ ‫ل ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫معَ الل ّ ُ‬
‫ه قَ وْ َ‬ ‫س ِ‬‫قد ْ َ‬ ‫بالوحي فقال تعالى‪} :‬ل ّ َ‬
‫ب ما َقاُلوا ْ وقَت ْل َهم ا َ‬ ‫َ‬
‫قو ُ‬
‫ل‬ ‫ح قّ وَ ن َ ُ‬
‫لنب َِياء ب ِغَي ْرِ َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫سن َك ْت ُ ُ َ‬‫ن أغ ْن َِياء َ‬ ‫ح ُ‬ ‫فَ ِ‬
‫قيٌر وَن َ ْ‬
‫ق{ ]سورة آل عمران ‪[3/181‬‬ ‫ري ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ذا َ‬‫ذوُقوا ْ ع َ َ‬‫ُ‬
‫ومرة أخرى‪ :‬ينسب ما يقوله بعضهم إليهم جميعفًا‪ ,‬وقففد‬
‫مّر معنا ذلك في أكثر من موضع قال الطبري رحمه اللففه ‪:‬‬
‫"وقد ذكرت الثار التي رويت‪ ،‬أن الذين عنوا بقففوله‪} :‬ل ّ َ‬
‫قففد ْ‬
‫ن الل َّه فَِقي فٌر{ بعففض اليهففود الففذين‬
‫ن َقاُلوا ْ إ ِ ّ‬ ‫ل ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫معَ الل ّ ُ‬
‫ه قَ وْ َ‬ ‫س ِ‬
‫َ‬
‫كانوا على عهد نبينا محمففد صففلى اللففه عليففه وسففلم ‪ ،‬ولففم‬
‫يكن من أولئك أحد قتل نبيا ً من النبيففاء‪ ،‬لنهففم لففم يففدركوا‬
‫نبيا ً من أنبياء الله فيقتلوه؟ قيل‪ :‬إن معنى ذلففك علففى غيففر‬
‫الوجه الذي ذهبت إليه‪ ،‬وإنمففا قيففل ذلففك كففذلك لن الففذين‬
‫عنى الله تبارك وتعالى بهذه اليففة كففانوا راضففين بمففا فعففل‬
‫أوائلهم من قتل من قتلوا من النبياء‪ ،‬وكانوا منهففم‪ ،‬وعلففى‬
‫منهاجهم‪ ،‬من استحلل ذلك واستجازته‪ .‬فأضاف جل ثنففاؤه‬
‫فعل ما فعله من كانوا على منهاجه وطريقته إلى جميعهم‪،‬‬
‫إذ كففانوا أهففل ملففة واحففدة‪ ،‬ونحلففة واحففدة‪ ،‬وبالرضففا مففن‬

‫‪275‬‬
‫جميعهم فعل ما فعل فاعل ذلففك منهففم علففى مففا بينففا مففن‬
‫نظائره فيما مضى قبل‪(1) ".‬‬
‫ما الذي جعلهم يقولون هذه المقولة الشنيعة؟‬
‫قال ابن عباس رضي الله عنهما ‪ :‬لما نزل قوله تعففالى‪:‬‬
‫ض فَعافا ً‬ ‫فه ل َف َ‬
‫هأ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ع َ ُ‬‫ضففا ِ‬ ‫سففنا ً فَي ُ َ‬ ‫ه قَْرض فا ً َ‬
‫ح َ‬ ‫ض الل ّف َ‬ ‫ق فرِ ُ‬ ‫ذي ي ُ ْ‬ ‫ذا ال ّف ِ‬‫مففن َ‬ ‫} ّ‬
‫ك َِثيَرةً{ ]سورة البقرة ‪ [2/245‬قالت اليهود يا محمد أفتقففر‬
‫ل‬ ‫ه ق َ فو ْ َ‬ ‫معَ الل ّف ُ‬ ‫سف ِ‬ ‫ق فد ْ َ‬ ‫ربك فسأل عباده القرض فأنزل الله }ل ّ َ‬
‫ن أ َغْن ِي َففاء{ ]سورة آل عمففران‬ ‫حف ُ‬‫قي فٌر وَن َ ْ‬ ‫ه فَ ِ‬‫ن الل ّف َ‬ ‫ن قَففاُلوا ْ إ ِ ّ‬ ‫ال ّف ِ‬
‫ذي َ‬
‫‪(2) [3/181‬‬
‫مففا‬ ‫ب َ‬ ‫سففن َك ْت ُ ُ‬‫وقد توعدهم الله جزاء هذه الفرية‪ ,‬فقال‪َ } :‬‬
‫ق{‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ذوقُففوا ْ ع َف َ‬ ‫ل ُ‬ ‫قففو ُ‬ ‫قَففاُلوا ْ وقَت ْل َهفم ا َ‬
‫ريف ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا َ‬ ‫حفقّ وَن َ ُ‬ ‫لنب ِي َففاء ب ِغَي ْفرِ َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬
‫]سورة آل عمران ‪[3/181‬‬
‫ونبين هنا الفرق بين من فهم اليهود السقيم لطلب الله‬
‫منهم النفاق في سبيله‪ ،‬وبين من فهم معنى القراض للففه‬
‫من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسففلم فعففن عبففد‬
‫ه‬‫ض الل ّف َ‬ ‫ق فرِ ُ‬ ‫ذي ي ُ ْ‬ ‫ذا ال ّف ِ‬ ‫من َ‬ ‫الله بن مسعود _‪ ،‬قال‪ :‬لما نزلت } ّ‬
‫سنا ً{ قال أبو الدحداح‪)) (3) :‬يا رسول اللففه إن اللففه‬ ‫ح َ‬ ‫قَْرضا ً َ‬
‫يريد منا القرض؟ قال‪ :‬نعم يا أبا الدحداح‪ .‬قففال‪ :‬أرنففا يففدك‬
‫قال فناوله يده قال‪ :‬قد أقرضت ربي حائطي‪ -‬وحائطه فيه‬
‫ستمائة نخلة‪ -‬فجاء يمشي حتى أتففى الحففائط وأم الدحففداح‬
‫فيه وعيالها فنادى يا أم الدحداح قالت‪ :‬لبيك قففال اخرجففي‬
‫فقد أقرضته ربي‪(4) ((.‬‬
‫وفي رواية‪ :‬أنها قففالت‪)) :‬ربففح بيعففك يففا أبففا الدحففداح‪((.‬‬
‫ونقلت منففه متاعهففا وصففبيانها وإن رسففول اللففه صففلى اللففه‬
‫عليه وسلم قففال‪)) :‬كففم مففن عففذق رداح فففي الجنففة لبففي‬

‫)( تفسير الطبري ج ‪/4‬ص ‪.196‬‬ ‫‪1‬‬


‫)( تفسير ابن كثير ج ‪/1‬ص ‪.434‬‬ ‫‪2‬‬
‫)( قال ابن حجر‪ :‬أبو الدحداح النصاري حليف لهم قال أبو عمر لم أقف‬ ‫‪3‬‬
‫على اسمه ول نسبه أكثر من أنه من النصففار حليففف لهففم وقففال‪ :‬عففاش‬
‫الى زمن معاوية‪ :‬الصابة في تمييز الصحابة ج ‪/7‬ص ‪.119‬‬
‫)( قال الهيثمي رواه أبو يعلى والطففبراني ورجالهمففا ثقففات ورجففال أبففي‬ ‫‪4‬‬
‫يعلى رجال الصحيح مجمع الزوائد ‪.9/324‬‬

‫‪276‬‬
‫الدحداح(( وفي لفظ ))رب نخلة مدلة عروقها در ويففاقوت‬
‫لبي الدحداح في الجنة‪(1) ((.‬‬
‫ثم زعموا ‪-‬عليهم لعنة الله‪ -‬أن يد الله مغلولة واصفففين‬
‫الله بالبخل!!‬
‫قال الطبري‪" :‬يعنففون‪ :‬أن خيففر اللففه ممسففك‪ ،‬وعطففاءه‬
‫محبوس عن التسففاع عليهففم‪ ،‬كمففا قففال تعففالى ذكففره فففي‬
‫مغُْلول َف ً‬
‫ة‬ ‫ك َ‬‫ل ي َفد َ َ‬ ‫تأديب نبيه صلى الله عليه وسففلم ‪} :‬وَل َ ت َ ْ‬
‫ج عَ ف ْ‬
‫ط{ ]سورة السففراء ‪[17/29‬‬ ‫سفف ِ‬ ‫ل ال ْب َ ْ‬
‫سط َْها ك ُ ّ‬ ‫ك وَل َ ت َب ْ ُ‬ ‫إ َِلى ع ُن ُ ِ‬
‫ق َ‬
‫وإنما وصف تعالى ذكره اليد بذلك‪ ،‬والمعنففى‪ :‬العطففاء‪ ،‬لن‬
‫ت ال ْي َُهود ُ‬‫عطاء الناس وبذل معروفهم الغالب بأيديهم‪} .‬وََقال َ ِ‬
‫ي َد ُ الل ّفهِ َمغُْلول َفٌة{ ]سففورة المففائدة ‪ [5/64‬يعنففي بففذلك أنهففم‬
‫قففالوا‪ :‬إن اللففه يبخففل علينففا ويمنعنففا فضففله فل يفضففل‪،‬‬
‫كالمغلولفة يففده الففذي ل يقففدر أن يبسفطها بعطففاء ول بففذل‬
‫معروف‪(2) ".‬‬
‫ولن مرادهم من ذلك وصفه ‪-‬تعالى‪ -‬بالبخل كمففا قففال‬
‫ابن عباس رضي اللففه عنهمففا قففال‪ :‬ل يعنففون بففذلك أن يففد‬
‫الله موثقة‪ ،‬ولكن يقولون بخيل يعني أمسففك ماعنففده بخل ً‬
‫تعففالى اللففه عففن قففولهم علففوا ً كففبيرًا‪ ، (3) .‬رد ّ اللففه عليهففم‬
‫مقولتهم بوصفه نفسه بالنفاق وأن يداه مبسوطتان بففذلك‬
‫شففاء{ ]سففورة‬ ‫ف يَ َ‬ ‫سففوط ََتا ِ‬
‫ن ُينفِ فقُ ك َي ْف َ‬ ‫مب ْ ُ‬
‫داه ُ َ‬
‫ل يَ َ‬‫قال تعالى‪} :‬ب َ ْ‬
‫المائدة ‪[5/64‬‬
‫وما قدروا الله حق قدره‪ ,‬قال صلى الله عليففه وسففلم ‪:‬‬
‫))إن يمين الله ملى‪ ,‬ل يغيضها نفقة‪ ,‬سحاء الليل والنهففار‪,‬‬
‫أرأيتففم مففا أنفففق منففذ خلففق السففماوات والرض؟ فففإنه لففم‬
‫ينقص ما فففي يمينففه‪ ,‬وعرشففه علففى المففاء‪ ,‬وبيففده الخففرى‬
‫الفيض أو القبض يرفع ويخفض‪(4) ((.‬‬

‫تفسير ابن كثير ج ‪/4‬ص ‪.308‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬


‫تفسير الطبري ج ‪/6‬ص ‪.299‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬
‫تفسير ابن كثير ج ‪/2‬ص ‪.76‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬
‫رواه البخاري ‪.8/175‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬

‫‪277‬‬
‫وذهب السدي إلى أن مرادهم بذلك أن يده مغلولة حتى‬
‫يرد علينا ملكنا كما رواه الطبري عنه‪.‬‬
‫وقال الحسن بن أبي الحسن‪" :‬قولهم }يد اللففه مغلولففة{‬
‫إنما يريدون عن عذابهم فهي على هففذا فففي معنففى قففولهم‬
‫}نحن أبناء الله وأحباؤه{" )‪(1‬‬
‫لكن المشهور الذي وردت به النصوص ودل عليه سياق‬
‫اليات وصفهم الله بالبخل‬
‫ثففم ذكففر اللففه زعم فا ً آخففر مففن مزعففامهم السففيئة وقلففة‬
‫تقففديرهم لعظمففة اللففه فزعمففوا‪ :‬أن اللففه خلففق السففموات‬
‫والرض فففي سففتة أيففام‪ ،‬ففففرغ مففن الخلففق يففوم الجمعففة‪،‬‬
‫واستراح في اليوم السابع وهو يوم السففبت وهففم يسففمونه‬
‫يوم الراحة‪(2) .‬‬
‫وإلى اليوم واليهود ل يعملون شيئا ً من أعمالهم اليوميففة‬
‫يوم السبت تأثرا ً بهذا العتقاد‪ ،‬ولهم في هذا تكلف عجيففب‬
‫حتى أنهم ل يستعملون المواصلت ول يباشرون شففيئا ً ممففا‬
‫يشغل ويستفاد منه إل بواسطة على طريقة خففداعهم يففوم‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ذي‬ ‫ه ال ّف ِ‬
‫ن الل ّف َ‬ ‫السبت‪ .‬وقد أكذبهم اللففه بقففوله‪} :‬أوَل َف ْ‬
‫م ي َفَرْوا أ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ي‬
‫حي ِف َ‬ ‫قففاد ِرٍ ع َل َففى أ ْ‬
‫ن يُ ْ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫خل ْ ِ‬
‫ق هِ ف ّ‬ ‫ي بِ َ‬ ‫ض وَ ل َ ْ‬
‫م ي َعْ ف َ‬ ‫ت َوالْر َ‬ ‫وا ِ‬
‫م َ‬
‫س َ‬ ‫خل َقَ ال ّ‬ ‫َ‬
‫يٍء َقففِديٌر { ]سففورة الحقففاف‬ ‫شفف ْ‬‫ل َ‬ ‫ه ع ََلففى ُ‬
‫كفف ّ‬ ‫مففوَْتى ب ََلففى إ ِّنفف ُ‬
‫ال ْ َ‬
‫‪. [46/33‬‬
‫ة‬
‫سففت ّ ِ‬
‫مففا ِفففي ِ‬ ‫َ‬ ‫خل َ ْ‬ ‫وبقوله‪}:‬وَل َ َ‬
‫ما ب َي ْن َهُ َ‬
‫ض وَ َ‬
‫ت َوالْر َ‬
‫وا ِ‬
‫م َ‬
‫س َ‬
‫قَنا ال ّ‬ ‫قد ْ َ‬
‫َ‬
‫ب = ‪] { 38‬سورة ق ‪. [50/38‬‬ ‫ن ل ُُغو ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫سَنا ِ‬‫م ّ‬‫ما َ‬
‫أّيام ٍ وَ َ‬

‫‪ () 1‬المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ‪ -‬الندلسي ج ‪/2‬ص ‪.215‬‬


‫‪ () 2‬في سفر التكوين ]فأكملت السموات والرض وكل جندها وفففرغ اللففه‬
‫في اليوم السابع من عمله الذي عمففل فاسففتراح مففن جميففع عملففه لففذي‬
‫عمل وبارك الله اليوم السابع وقدسه لنه فيه استراح من جميففع عملففه[‬
‫‪-‬تكوين ‪.2/3‬‬

‫‪278‬‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬الثار الواردة في شركهم بالله ‪:‬‬
‫الثار‪:‬‬
‫ً‬
‫حففدا = ‪18‬‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫جد َ ل ِلهِ َفل ت َد ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫مفعَ اللفهِ أ َ‬
‫عوا َ‬ ‫سا ِ‬
‫م َ‬
‫ن ال َ‬
‫قوله تعالى‪} :‬وَأ ّ‬
‫{ ]سورة الجن ‪[72/19‬‬
‫‪ - 27229-340‬حدثنا بشر قال‪ :‬ثنا يزيد قال‪ :‬ثنا سففعيد عففن قتففادة‬
‫قوله‪} :‬وأن المسففاجد للففه فل تففدعو مففع اللففه أحففدا{ كففانت اليهففود‬
‫والنصارى إذا دخلوا كنائسهم وبيعهم أشركوا بالله فأمر الله نبيه أن‬
‫يوحد الله وحده‪(1) .‬‬
‫المسألة الولى ‪ :‬عبادة العجل‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وا ع َلففى قَ فوْم ٍ‬ ‫ح فَر فَ فأت َ ْ‬ ‫ل ال ْب َ ْ‬ ‫س فَراِئي َ‬ ‫جاوَْزن َففا ب ِب َن ِففي إ ِ ْ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬وَ َ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫مففا ل َهُ ف ْ‬ ‫جَعل ل ََنا إ َِلها ً ك َ َ‬ ‫سى ا ْ‬ ‫مو َ‬ ‫م َقاُلوا َيا ُ‬ ‫صَنام ٍ ل َهُ ْ‬ ‫ن ع ََلى أ ْ‬ ‫فو َ‬ ‫ي َعْك ُ ُ‬
‫ن ]سورة العراف ‪[7/139‬‬ ‫جهَُلو َ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫م قَ وْ ٌ‬ ‫ل إ ِن ّك ُ ْ‬
‫ة َقا َ‬ ‫آل ِهَ ٌ‬
‫‪ - 11690-341‬حدثنا القاسم قال‪ :‬ثنفا الحسفين قفال‪ :‬ثنفي حجفاج‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ص فَنام ٍ‬ ‫ن ع َل َففى أ ْ‬ ‫فو َ‬ ‫وا ع ََلى قَوْم ٍ ي َعْك ُ ُ‬ ‫حَر فَأت َ ْ‬ ‫ل ال ْب َ ْ‬ ‫سَراِئي َ‬ ‫جاوَْزَنا ب ِب َِني إ ِ ْ‬ ‫}وَ َ‬
‫م{ قال ابن جريج‪ :‬على أصنام لهم قففال‪ :‬تماثيففل بقففر فلمففا كففان‬ ‫ل َهُ ْ‬
‫عجل السامري شبه لهم أنه من تلك البقففر فففذلك كففان أهففل شففأن‬
‫م‬ ‫م ق َ فو ْ ٌ‬ ‫ل إ ِن ّك ُف ْ‬ ‫ة قَففا َ‬ ‫م آل ِهَ ٌ‬ ‫ما ل َهُ ْ‬ ‫جَعل ل ََنا إ َِلها ً ك َ َ‬ ‫سى ا ْ‬ ‫مو َ‬ ‫العجل }َقاُلوا َيا ُ‬
‫ن{ )‪(2‬‬ ‫جهَُلو َ‬ ‫تَ ْ‬
‫م‬ ‫مت ُف ْ‬ ‫َ‬
‫م ظل ْ‬ ‫َ‬ ‫مهِ ي َففا قَ فوْم ِ إ ِن ّك ُف ْ‬ ‫ق فو ْ ِ‬‫سففى ل ِ َ‬ ‫مو َ‬ ‫ل ُ‬ ‫قففوله تعففالى‪} :‬وَإ ِذ ْ قَففا َ‬
‫م‬ ‫س فك ُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫م فَففاقْت ُُلوا َأن ُ‬ ‫ل فَُتوب ُففوا إ َِلى ب َففارِئ ِك ُ ْ‬ ‫جف َ‬ ‫م ال ْعِ ْ‬ ‫خاذ ِك ُ ْ‬ ‫م ِبات ّ َ‬‫سك ُ ْ‬‫ف َ‬ ‫َأن ُ‬
‫م‬ ‫حي ف ُُ‬ ‫ب الّر ِ‬ ‫وا ُ‬
‫ه هُ فوَ الت ّف ّ‬ ‫م إ ِن ّ ُ‬‫ب ع َل َي ْك ُ ْ‬ ‫م فََتا َ‬ ‫عن ْد َ َبارِئ ِك ُ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫خي ٌْر ل َك ُ ْ‬ ‫م َ‬‫ذ َل ِك ُ ْ‬
‫= ‪] { 54‬سورة البقرة ‪[2/54‬‬
‫‪- 786-342‬حدثني عبد الكريم بففن الهيثففم قففال‪ :‬حففدثنا إبراهيففم بففن‬
‫بشار قال‪ :‬حدثنا سفيان بن عينة قال‪ :‬قففال أبففو سففعيد عففن عكرمففة‬
‫عن ابن عباس قال‪ :‬قال موسى عليه السلم لقومه‪} :‬فَُتوب ُففوا ْ إ ِل َففى‬
‫ه‬
‫م إ ِن ّف ُ‬ ‫ب ع َل َي ْك ُف ْ‬ ‫م فَت َففا َ‬ ‫عند َ َبارِئ ِك ُ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫خي ٌْر ل ّك ُ ْ‬‫م َ‬ ‫م ذ َل ِك ُ ْ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫م َفاقْت ُُلوا ْ َأن ُ‬ ‫َبارِئ ِك ُ ْ‬
‫م = ‪] { 54‬سورة البقرة ‪ [2/54‬قال‪ :‬أمر موسى‬ ‫حي ُ‬ ‫ب الّر ِ‬ ‫وا ُ‬ ‫هُوَ الت ّ ّ‬
‫عليه السلم قومه عن أمر ربه عز وجففل أن يقتلففوا أنفسففهم قفال‪:‬‬
‫فاحتبى الذين عكفوا على العجل فجلسففوا وقففام الففذين لففم يعكفففوا‬

‫‪ ()1‬تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 306 / 8‬تفسير القرطبي عن مجاهد ) ‪/ 19‬‬


‫‪ ( 22‬تفسير ابن كثير ) ‪ .( 432 / 4‬حسنه في التفسير الصحيح )‪(1/223‬‬
‫‪ ()2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 45 / 9‬تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 533 / 3‬تفسير‬
‫القرطبي ) ‪.( 273 / 7‬‬

‫‪279‬‬
‫على العجل وأخذوا الخناجر بأيديهم وأصابتهم ظلمة شففديدة فجعففل‬
‫يقتل بعضهم بعضًا‪ .‬فانجلت الظلمففة عنهففم وقففد أجلففوا عففن سففبعين‬
‫ألف قتيل كل من قتل منهم كانت له توبة وكل مففن بقففي كففانت لففه‬
‫توبة‪(1) .‬‬
‫‪- 788-343‬حدثني محمد بن عمرو الباهلي قففال‪ :‬حففدثنا أبففو عاصففم‬
‫قال‪ :‬حدثنا عيسى عففن ابفن أبففي نجيففح عففن مجاهففد فففي قففول اللففه‬
‫ل{ قال‪ :‬كان موسى أمر قومه ‪-‬عن أمر ربه‬ ‫ج َ‬ ‫م ال ْعِ ْ‬ ‫خاذ ِك ُ ْ‬‫تعالى‪ِ} :‬بات ّ َ‬
‫‪ -‬أن يقتل بعضهم بعضا ً بالخناجر فجعل الرجل يقتل أباه ويقتل ولده‬
‫فتاب الله عليهم‪(2).‬‬
‫‪- 789-344‬حدثني المثنى قال‪ :‬حدثنا آدم قال‪ :‬حدثنا أبو جعفر عففن‬
‫مهِ ي َففا قَ فوْم ِ‬ ‫ق فو ْ ِ‬
‫سففى ل ِ َ‬‫مو َ‬ ‫ل ُ‬ ‫الربيع عن أبي العالية في قوله‪} :‬وَإ ِذ ْ قَففا َ‬
‫م{ اليففة‪ .‬قففال‪ :‬فصففاروا صفففين فجعففل يقتففل‬ ‫سفك ُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫م َأن ُ‬‫مت ُف ْ‬ ‫م ظ َل َ ْ‬ ‫إ ِن ّك ُف ْ‬
‫بعضهم بعضا ً فبلغ القتلى ما شاء الله ثففم قيففل لهففم‪ :‬قففد تيففب علففى‬
‫القاتل والمقتول‪(3) .‬‬
‫َ‬
‫ذا إ ِل َهُك ُ ْ‬
‫م‬ ‫قاُلوا هَ َ‬ ‫واٌر فَ َ‬
‫خ َ‬
‫ه ُ‬‫سدا ً ل َ ُ‬
‫ج َ‬ ‫جل ً َ‬ ‫ع ْ‬
‫م ِ‬ ‫ج ل َهُ ْ‬‫خَر َ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬فَأ ْ‬
‫ي ]سورة طفه ‪[20/89‬‬ ‫س َ‬ ‫سى فَن َ ِ‬ ‫مو َ‬ ‫ه ُ‬ ‫وَإ ِل َ ُ‬
‫‪ - 18317-345‬حدثنا بشر قال‪ :‬ثنا يزيد قال‪ :‬ثنففا سففعيد عففن قتففادة‬
‫قال الله‪} :‬أ ََفل ي فرو َ‬
‫م{ ذلففك العجففل الففذي اتخففذوه‬ ‫ج فعُ إ ِل َي ْهِ ف ْ‬ ‫ن أل ّ ي َْر ِ‬ ‫َ َ ْ َ‬
‫فعا ً{‪( ) .‬‬
‫‪4‬‬
‫ضّرا ً َول ن َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ك ل َهُ ْ‬‫مل ِ ُ‬‫}قَوْل ً َول ي َ ْ‬
‫‪ - 1290-346‬حدثنا الحسن بففن يحيففى‪ ،‬قففال‪ :‬أخبرنففا عبففد الففرزاق‪،‬‬
‫قال‪ :‬ثنا معمفر‪ ،‬عفن قتفادة‪} :‬وأشفربوا ففي قلفوبهم العجفل{ قفال‪:‬‬
‫أشربوا حبه حتى خلص ذلك إلى قلوبهم‪(5) .‬‬

‫‪ ()1‬تفسير الطبري ) ‪ ( 286 / 1‬تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 168 / 1‬تفسير‬


‫ابن كثير ) ‪.( 93 / 1‬‬
‫‪ ()2‬تفسير الطبري ) ‪ ( 287 / 1‬تفسير ابن كثير ) ‪.( 93 / 1‬‬
‫‪ ()3‬تفسففير الطففبري ) ‪ ( 287 / 1‬وحسففن إسففناده الحففافظ فففي الفتففح )‬
‫‪.(6/366‬‬
‫‪ ()4‬تفسير الطبري ) ‪ ( 202 / 16‬تفسير ابن كفثير عفن ابفن عبفاس ) ‪/ 3‬‬
‫‪ - ( 163‬تفسير القرطبي عن ابفن عبفاس أيضفا ) ‪ .( 236 / 11‬حسففنه فففي‬
‫التفسير الصحيح )‪(1/223‬‬
‫‪ ()5‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 422 / 1‬تفسير عبد الرزاق ) ‪- ( 52 / 1‬‬
‫تفسير ابن أبي حاتم )‪ - (1/176‬تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 219 / 1‬تفسير‬
‫ابن كثير ) ‪ . ( 127 / 1‬صححه في التفسير الصحيح )‪(1/164‬‬

‫‪280‬‬
‫المسألة الثانية ‪ :‬عبادة العزير‪:‬‬
‫ن{ ]سففورة الصففافات‬ ‫سففُئوُلو َ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫م إ ِن ُّهفف ْ‬‫فففوهُ ْ‬
‫قففوله تعففالى‪} :‬وَقِ ُ‬
‫‪[37/25‬‬
‫‪ -22469-347‬حدثنا محمد بن بشار قال‪ :‬ثنا عبد الرحمن قففال‪ :‬ثنففا‬
‫سفيان عن سلمة بن كهيل قال‪ :‬ثنا أبو الزعراء قففال‪ :‬كنففا عنففد عبففد‬
‫الله فذكر قصة ثم قال‪ :‬يتمثل الله للخلق فيلقاهم فليففس أحففد مففن‬
‫الخلق كان يعبد من دون الله شففيئا ً إل وهففو مرفففوع لففه يتبعففه قففال‪:‬‬
‫فيلقففى اليهففود فيقففول‪ :‬مففن تعبففدون؟ فيقولففون‪ :‬نعبففد عزيففرا قففال‪:‬‬
‫فيقول‪ :‬هل يسركم الماء؟ فيقولون‪ :‬نعم فيريهم جهنففم وهففي كهيئة‬
‫ن ع َْرضفا ً = ‪{ 100‬‬ ‫ري َ‬‫مئ ِذ ٍ ل ّل ْك َففافِ ِ‬‫م ي َوْ َ‬
‫جهَن ّ َ‬ ‫ضَنا َ‬
‫السراب ثم قرأ‪} :‬وَع ََر ْ‬
‫]سففورة الكهففف ‪ [18/100‬قففال‪ :‬ثففم يلقففى النصففارى فيقففول‪ :‬مففن‬
‫تعبدون؟ فيقولون‪ :‬المسيح فيقففول‪ :‬هففل يسففركم المففاء؟ فيقولففون‪:‬‬
‫نعم فيريهم جهنم وهي كهيئة السراب ثم كذلك لمن كففان يعيففد مففن‬
‫ن = ‪24‬‬ ‫سفُئوُلو َ‬
‫م ْ‬
‫م َ‬
‫م إ ِن ّهُف ْ‬
‫فففوهُ ْ‬ ‫دون الله شيئا ثففم قففرأ عبففد اللففه }وَقِ ُ‬
‫{ )‪( 1‬‬
‫المسألة الثالثة ‪ :‬عبادة) بعل( وهم قوم الياس من بني بني إسراثيل ‪:‬‬
‫‪ -22690-348‬حدثنا ابن حميد قال‪ :‬ثنا سلمة عن محمد بن إسحاق‬
‫عن وهب بن منبه قففال‪ :‬إن اللففه قبففض حزقيففل وعظمففت فففي بنففي‬
‫إسرائيل الحداث ونسوا ما كففان مففن عهففد اللففه إليهففم حففتى نصففبوا‬
‫الوثان وعبدوها دون الله فبعففث اللففه إليهففم إليففاس بففن ياسففين بففن‬
‫فنحاص بن العيزار بن هارون بن عمران نبيا‪ .‬وإنما كانت النبياء من‬
‫بني إسرائيل بعد موسى يبعثون إليهم بتجديد ما نسففوا مففن التففوراة‬
‫فكان إلياس مع ملك من ملوك بني إسرائيل يقال لفففه‪ :‬أحففاب كففان‬
‫اسم امرأته‪ :‬أربل وكان يسمع منه ويصففدقه وكففان إليففاس يقيففم لففه‬
‫أمره وكان سائر بني إسرائيل قد اتخذوا صنما يعبدونه من دون الله‬
‫يقال له بعل‪(2) .‬‬
‫ن = ‪] { 124‬سففورة‬ ‫مهِ َأل ت َت ّ ُ‬
‫قففو َ‬ ‫ق فو ْ ِ‬ ‫قففوله تعففالى ‪} :‬إ ِذ ْ قَففا َ‬
‫ل لِ َ‬
‫الصافات ‪[37/125‬‬
‫‪ -22688-349‬حدثني يونس قال‪ :‬أخبرنا ابن وهففب قففال‪ :‬قففال ابففن‬
‫‪()1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 48 / 23‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 3367 / 10‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪ ( 260 / 8‬المستدرك على الصحيحين ) ‪- ( 542 / 4‬‬
‫مصنف ابن أبي شيبة ) ‪.( 511 / 7‬‬
‫‪ ()2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 596 / 2‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 750 / 1‬‬
‫إسناده‬
‫ضعيف‪.‬‬

‫‪281‬‬
‫ن = ‪{ 125‬‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫عون بعل ً وتفذ َرو َ‬ ‫َ‬
‫قي َ‬
‫خففال ِ ِ‬ ‫سف َ‬
‫ح َ‬
‫نأ ْ‬‫زيد في قففوله‪} :‬أت َفد ْ ُ َ َ ْ َ َ ُ َ‬
‫]سورة الصافات ‪ [37/126‬قففال‪ :‬بعففل‪ :‬صففنم كففانوا يعبففدون ‪,‬كففانوا‬
‫ببعلك‪ ,‬وهم وراء دمشق وكان بها البعل الذي كانوا يعبدون‪(1) .‬‬
‫المسألة الرابعة ‪ :‬عباد الحبار والرهبان‬
‫ذوا أ َحبففارهُم ورهْبففانه َ‬
‫ن الل ّف ِ‬
‫ه‬ ‫دو ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫مف ْ‬ ‫م أْرَبابفا ً ِ‬ ‫ْ َ َ ْ َُ َ َُ ْ‬ ‫خف ُ‬ ‫قوله تعففالى‪} :‬ات ّ َ‬
‫ُ‬
‫ه إ ِل ّ هُ ف َ‬
‫و‬ ‫حدا ً ل إ ِل َ َ‬ ‫دوا إ َِلها ً َوا ِ‬ ‫مُروا إ ِل ّ ل ِي َعْب ُ ُ‬‫ما أ ِ‬‫م وَ َ‬ ‫مْري َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ح اب ْ َ‬ ‫سي َ‬ ‫م ِ‬ ‫َوال ْ َ‬
‫ن = ‪] { 31‬سورة التوبة ‪[9/31‬‬ ‫كو َ‬ ‫ش رِ ُ‬ ‫ما ي ُ ْ‬ ‫ه عَ ّ‬ ‫حان َ ُ‬
‫سب ْ َ‬‫ُ‬
‫‪ -12924-350‬حدثنا ابن وكيع قال‪ :‬ثنا أبي عن سلمة عن الضحاك‪:‬‬
‫م{ قال‪ :‬قراءهم وعلماءهم‪(2) .‬‬ ‫خ ُ َ‬
‫م وَُرهَْبان َهُ ْ‬ ‫حَباَرهُ ْ‬ ‫ذوا أ ْ‬ ‫}ات ّ َ‬
‫‪ -12926-351‬حدثنا محمد بن بشار قال‪ :‬ثنا عبد الرحمن بن مهدي‬
‫قال‪ :‬ثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي البختري عن حذيفة‬
‫ذوا أ َحبارهُم ورهْبانه َ‬
‫ه{‬ ‫ن الّلفف ِ‬ ‫دو ِ‬ ‫ن ُ‬‫م ْ‬ ‫م أْرَبابا ً ِ‬ ‫ْ َ َ ْ َُ َ َُ ْ‬ ‫خ ُ‬ ‫أنه سئل عن قوله‪} :‬ات ّ َ‬
‫كففانوا يعبففدونهم؟ قففال‪ :‬ل كففانوا إذا أحلففوا لهففم شففيئا أسففتحلوه وإذا‬
‫حرموا عليهم شيئا حرموه‪(3) .‬‬
‫‪ -12927-352‬قففال‪ :‬ثنففا جريففر وابففن فضففيل عففن عطففاء عففن أبففي‬
‫ذوا أ َحبففارهُم ورهْبففانه َ‬
‫ه{ قففال‪:‬‬ ‫ن الل ّف ِ‬ ‫دو ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫مف ْ‬ ‫م أْرَباب فا ً ِ‬ ‫ْ َ َ ْ َُ َ َُ ْ‬ ‫خف ُ‬ ‫البختري‪} :‬ات ّ َ‬
‫أنطلقفوا إلفى حلل اللفه فجعلفوه حرامفا وانطلقفوا إلفى حفرام اللفه‬
‫فجعلوه حلل فأطاعوهم في ذلك فجعل الله طففاعتهم عبففادتهم ولففو‬
‫قالوا لهم اعبدونا لم يفعلوا‪(4) .‬‬
‫‪ -12928-353‬حدثنا ابن وكيع قال‪ :‬ثنا ابففن أبففي عففدي عففن أشففعث‬
‫م أ َْرَبابا ً{ قففال‪ :‬فففي الطاعففة‪.‬‬ ‫م وَُرهَْبان َهُ ْ‬ ‫حَباَرهُ ْ‬
‫خ ُ َ‬
‫ذوا أ ْ‬ ‫عن الحسن‪} :‬ات ّ َ‬
‫‪5‬‬
‫)(‬
‫‪ -12929-354‬حدثني محمد بن الحسين قال‪ :‬ثنا أحمد بن المفضل‬
‫ذوا أ َحبففارهُم ورهْبففانه َ‬
‫ن‬ ‫م أْرَبابفا ً ِ‬
‫مف ْ‬ ‫ْ َ َ ْ َُ َ َُ ْ‬ ‫خ ُ‬
‫قال‪ :‬ثنا أسباط عن السدي‪} :‬ات ّ َ‬
‫ه{ قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهمففا ‪ :‬لففم يففأمروهم‬ ‫ن الل ّ ِ‬
‫دو ِ‬
‫ُ‬

‫‪ ()1‬تفسير الطبري ) ‪ ( 92 / 23‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 3225 / 10‬‬


‫تفسير الدر المنثور ) ‪.( 119 / 7‬‬
‫‪ ()2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 114 / 10‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪.( 1784 / 6‬‬
‫‪ ()3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 114 / 10‬تفسفير عبفد الفرزاق ) ‪- ( 272 / 2‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 174 / 4‬تفسير القرطبي ) ‪.( 120 / 8‬‬
‫‪ ()4‬تفسير الطبري ) ‪( 115 / 10‬تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 174 / 4‬تفسير‬
‫ابن أبي حاتم ) ‪.( 1784 / 6‬‬
‫‪ ()5‬تفسير القرطبي ) ‪.( 105 / 4‬‬

‫‪282‬‬
‫أن يسجدوا لهم ولكن أمروهففم بمعصففية اللففه فأطففاعوهم فسففماهم‬
‫الله بذلك أربابا‪(1) .‬‬
‫‪ -12930-355‬حدثنا ابن وكيع قففال‪ :‬ثنففا ابففن نميففر عففن أبففي جعفففر‬
‫م‬ ‫خف ُ َ‬
‫حب َففاَرهُ ْ‬
‫ذوا أ ْ‬ ‫الففرازي عففن الربيففع بففن أنففس عففن أبففي العاليففة‪} :‬ات ّ َ‬
‫م أ َْرَبابا ً{ قال‪ :‬قلت لبي العالية‪ :‬كيفف كفانت الربوبيفة الففتي‬ ‫وَُرهَْبان َهُ ْ‬
‫كانت في بني إسرائيل؟ قال قالوا‪ :‬ما أمرونا بففه ائتمرنففا ومففا نهونففا‬
‫عنا انتهينا ! لقولهم‪ :‬وهم يجدون في كتاب الله ما أمروا به وما نهوا‬
‫عنه فاستنصحوا الرجال ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم‪(2) .‬‬
‫المسألة الخامسة ‪ :‬التحاكم الى بالجبت والطاغوت‬
‫مففا ُأنفزِ َ‬
‫ل‬ ‫من ُففوا ب ِ َ‬ ‫مآ َ‬ ‫ن أن ّهُف ْ‬
‫قوله تعالى‪} :‬أ َل َم تر إَلى ال ّذين يزع ُمففو َ‬
‫َ‬ ‫ِ َ َْ ُ‬ ‫ْ ََ ِ‬
‫موا إ ِل َففى الط ّففا ُ‬ ‫َ‬ ‫ما ُأنزِ َ‬ ‫إ ِل َي ْ َ‬
‫ت‬‫غو ِ‬ ‫حففاك َ ُ‬ ‫ن ي َت َ َ‬‫نأ ْ‬ ‫دو َ‬ ‫ريف ُ‬ ‫ك يُ ِ‬ ‫ن قَب ْل ِف َ‬ ‫مف ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ك وَ َ‬
‫ن ي َك ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ه{ ]سورة النساء ‪[4/60‬‬ ‫فُروا ب ِ ِ‬ ‫مُروا أ ْ‬ ‫وَ قَد ْ أ ِ‬
‫‪ -7816-356‬حدثني محمد بن المثنى‪ ،‬قال‪ :‬ثنا عبففد الوهففاب‪ ،‬قففال‪:‬‬
‫م‬ ‫ثنا داود‪ ،‬عن عامر في هذه الية‪} :‬أ َل َم تر إَلى ال ّفذين يزع ُمفو َ‬
‫ن أن ُّهف ْ‬ ‫ِ َ َْ ُ َ‬ ‫ْ ََ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ما ُأنفزِ َ‬ ‫ل إ ِل َي ْ َ‬‫ما ُأنزِ َ‬
‫موا إ ِلففى‬ ‫َ‬
‫حففاك ُ‬ ‫ن أن ي َت َ َ‬ ‫دو َ‬ ‫ريف ُ‬ ‫ك يُ ِ‬ ‫مففن قَب ْل ِف َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ك وَ َ‬ ‫مُنوا ْ ب ِ َ‬ ‫آ َ‬
‫ت{ قال‪ :‬كان بيففن رجففل مففن اليهففود ورجففل مففن المنففافقين‬ ‫غو ِ‬ ‫طا ُ‬ ‫ال ّ‬
‫خصومة‪ ،‬فكان المنففافق يففدعو إلففى اليهففود لنففه يعلففم أنهففم يقبلففون‬
‫الرشففوة‪ ،‬وكففان اليهففودي يففدعو إلففى المسففلمين لنففه يعلففم أنهففم ل‬
‫يقبلون الرشوة‪ ،‬فاصطلحا أن يتحاكما إلى كاهن من جهينففة‪ ،‬فففأنزل‬
‫مففا ُأن فزِ َ‬
‫ل‬ ‫مُنوا ْ ب ِ َ‬ ‫مآ َ‬ ‫ن أن ّهُ ْ‬
‫الله فيه هذه الية‪} :‬أ َل َم تر إَلى ال ّذين يزع ُمو َ‬
‫ِ َ َْ ُ َ‬ ‫ْ ََ ِ‬
‫ً‬
‫سِليما { ) (‬
‫‪3‬‬
‫موا ت َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫سل ّ ُ‬ ‫ك{‪ ...‬حتى بلغ‪} :‬وَي ُ َ‬ ‫إ ِل َي ْ َ‬
‫‪ -7817-357‬حدثنا ابن المثنى‪ ،‬قال‪ :‬ثنا عبد العلى‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا داود‪،‬‬
‫عن عامر في هذه الية‪} :‬أ َل َم تر إَلى ال ّذين يزع ُمو َ‬
‫مففا‬ ‫من ُففوا ْ ب ِ َ‬ ‫مآ َ‬ ‫ن أن ّهُ ْ‬ ‫ِ َ َْ ُ َ‬ ‫ْ ََ ِ‬
‫ن‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل إ ِل َي ْ َ‬ ‫ُأنزِ َ‬
‫ذي َ‬ ‫م ت َفَر إ ِلففى الف ِ‬ ‫ك{ فذكر نحوه‪ ،‬وزاد فيه‪ :‬فأنزل اللففه }ألف ْ‬
‫مففن‬ ‫ل ِ‬ ‫ما ُأنففزِ َ‬ ‫ك{ يعني المنافقين }وَ َ‬ ‫ل إ ِل َي ْ َ‬ ‫ما ُأنزِ َ‬ ‫مُنوا ْ ب ِ َ‬ ‫مآ َ‬
‫يزع ُمو َ‬
‫ن أن ّهُ ْ‬ ‫َْ ُ َ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ت{ يقففول‪:‬‬ ‫غو ِ‬ ‫موا إ ِلففى الطففا ُ‬ ‫حففاك َ ُ‬ ‫ن أن ي َت َ َ‬ ‫دو َ‬ ‫ري ف ُ‬ ‫ك{ يعني اليهود ُ }ي ُ ِ‬ ‫قَب ْل ِ َ‬
‫ن ي َك ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ه{ أمر هذا في كتابه‪ ،‬وأمر هذا‬ ‫فُروا ب ِ ِ‬ ‫مُروا أ ْ‬ ‫إلى الكاهن }وَقَد ْ أ ِ‬
‫في كتابه أن يكفر بالكاهن‪( ) .‬‬
‫‪4‬‬

‫‪ -7818-358‬حدثنا محمففد بففن عبففد العلففى‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا المعتمففر بففن‬


‫سليمان‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬زعم حضرمي أن رجل ً مفن اليهففود كففان قففد‬

‫‪ ()1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 115 / 10‬تفسير ابن كثير بمعناه ) ‪( 350 / 2‬‬


‫حسنه في التفسير الصحيح )‪.(2/281‬‬
‫‪ ()2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 115 / 10‬تفسير ابن أبي حاتم )‪. (6/1784‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪. ( 152 / 5‬‬
‫‪ () 4‬تفسير الطبري ) ‪. ( 153 / 5‬‬

‫‪283‬‬
‫أسلم‪ ،‬فكانت بينه وبيففن رجفل مفن اليهفود مففدارأة فففي حفق‪ ،‬فقفال‬
‫اليهودي له‪ :‬انطلق إلى نبي الله! فعرف أنففه سيقضففي عليففه‪ .‬قففال‪:‬‬
‫َ‬
‫فأبى‪ ،‬فانطلقا إلى رجل من الكهان‪ ،‬فتحاكما إليه‪ .‬قففال اللففه‪} :‬أل َف ْ‬
‫م‬
‫ك‬‫ن قَب ِْلفف َ‬ ‫مفف ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ما ُأنزِ َ‬ ‫ك وَ َ‬ ‫ل إ ِل َي ْ َ‬‫ما ُأنزِ َ‬ ‫مُنوا ب ِ َ‬ ‫مآ َ‬
‫تر إَلى ال ّذين يزع ُمو َ‬
‫ن أن ّهُ ْ‬ ‫ِ َ َْ ُ َ‬ ‫ََ ِ‬
‫ن ي َك ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫موا إ َِلى ال ّ‬ ‫َ‬
‫ه{ ) (‬ ‫فُروا ب ِ ِ‬ ‫مُروا أ ْ‬ ‫ت وَقَد ْ أ ِ‬ ‫غو ِ‬ ‫طا ُ‬ ‫حاك َ ُ‬ ‫ن ي َت َ َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫دو َ‬ ‫ري ُ‬ ‫يُ ِ‬
‫‪1‬‬

‫‪ -7820-359‬حدثنا محمد بن الحسين‪ ،‬قال‪ :‬ثنففا أحمففد بففن مفضففل‪،‬‬


‫مُنوا‬ ‫قال‪ :‬ثنا أسباط‪ ،‬عن السدي‪} :‬أ َل َم تر إَلى ال ّذين يزع ُمو َ‬
‫مآ َ‬ ‫ن أن ّهُ ْ‬ ‫ِ َ َْ ُ َ‬ ‫ْ ََ ِ‬
‫موا إ َِلى ال ّ‬ ‫َ‬ ‫ما ُأنزِ َ‬ ‫ل إ ِل َي ْ َ‬ ‫ما ُأنزِ َ‬
‫ت‬ ‫غو ِ‬ ‫طا ُ‬ ‫حاك َ ُ‬ ‫ن ي َت َ َ‬
‫نأ ْ‬ ‫دو َ‬ ‫ري ُ‬
‫ك يُ ِ‬ ‫ن قَب ْل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ك وَ َ‬ ‫بِ َ‬
‫ن ي َك ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ه{ قففال‪ :‬كففان نففاس مففن اليهففود قففد أسففلموا‬ ‫فُروا ب ِ ِ‬ ‫مُروا أ ْ‬ ‫وَقَد ْ أ ِ‬
‫ونافق بعضهم‪ ،‬وكانت قريظة والنضير في الجاهلية إذا قتففل الرجففل‬
‫من بني النضير قتلته بنو قريظة قتلوا به منهم‪ ،‬فإذا قتل الرجل مففن‬
‫بني قريظة قتلته النضير‪ ،‬أعطوا ديتفه سففتين وسفقا مفن تمفر‪ .‬فلمفا‬
‫أسلم ناس من بني قريظة والنضير‪ ،‬قتل رجل من بني النضففير رجل‬
‫من بني قريظة‪ ،‬فتحاكموا إلى النبي صلى الله عليففه وسففلم ‪ ،‬فقففال‬
‫النضيري‪ :‬يا رسول الله إنا كنا نعطيهففم فففي الجاهليففة الديففة‪ ،‬فنحففن‬
‫نعطيهم اليوم ذلك‪ .‬فقالت قريظففة‪ :‬ل‪ ،‬ولكنففا إخففوانكم فففي النسففب‬
‫والدين‪ ،‬ودماؤنا مثل دمائكم‪ ،‬ولكنكففم كنتففم تغلبوننففا فففي الجاهليففة‪،‬‬
‫فقد جاء الله بالسلم فأنزل الله يعيرهم بما فعلففوا‪ .‬فقففال‪} :‬وَك َت َب ْن َففا‬
‫َ‬
‫س{ ]سورة المائدة ‪ [5/54‬فعيرهم‪ ،‬ثففم‬ ‫ف ِ‬ ‫س ِبالن ّ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ن الن ّ ْ‬ ‫م ِفيَها أ ّ‬ ‫ع َل َي ْهِ ْ‬
‫ذكر قول النضيري‪ :‬كنا نعطيهففم فففي الجاهليففة سففتين وسففقا وتقتففل‬
‫َ‬
‫ن{ ]سففورة المففائدة‬ ‫جاه ِل ِي ّةِ ي َب ْغُففو َ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫حك ْ َ‬ ‫منهم ول يقتلون‪ ،‬فقال‪} :‬أفَ ُ‬
‫‪ .[5/50‬وأخذ النضيري فقتله بصففاحبه‪ .‬فتفففاخرت النضففير وقريظففة‪،‬‬
‫فقالت النضير‪ :‬نحن أكرم منكم‪ ،‬وقالت قريظة‪ :‬نحففن أكففرم منكففم‪،‬‬
‫ودخلوا المدينة إلى أبي برزة الكاهن السلمي‪ ،‬فقففال المنففافق مففن‬
‫قريظة والنضير‪ :‬انطلقوا إلى أبي برزة ينفر بيننا! وقففال المسففلمون‬
‫من قريظة والنضير‪ :‬ل‪ ،‬بل النبي صلى الله عليه وسلم ينفففر بيننففا‪،‬‬
‫فتعالوا إليه! فففأبى المنففافقون‪ ،‬وانطلقففوا إلففى أبففي بففرزه فسففألوه‪،‬‬
‫فقال‪ :‬أعظموا اللقمة! يقول‪ :‬أعظموا الخطففر‪ .‬فقففالوا‪ :‬لففك عشففرة‬
‫أوساق‪ ،‬قال‪ :‬ل‪ ،‬بل مائة وسق ديتي‪ ،‬فففإني أخففاف أن أنفففر النضففير‬
‫فتقتلني قريظة‪ ،‬أو أنفففر قريظففة فتقتلنففي النضففير فففأبوا أن يعطففوه‬
‫فوق عشرة أوساق‪ ،‬وأبى أن يحكففم بينهففم‪ ،‬فففأنزل اللففه عففز وجففل‪:‬‬
‫موا ْ إ َِلى ال ّ‬ ‫}يريدو َ‬
‫ت{ وهو أبو برزة‪ ،‬وقففد أمففروا أن‬ ‫غو ِ‬ ‫طا ُ‬ ‫حاك َ ُ‬ ‫ن أن ي َت َ َ‬ ‫ُ ِ ُ َ‬
‫سِليما { ) (‬
‫‪2‬‬ ‫ً‬ ‫موا ت َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫سل ُ‬ ‫ّ‬ ‫يكفروا به‪ ،‬إلى قوله‪} :‬وَي ُ َ‬
‫‪ - 8824-360‬حدثنا القاسم‪ ،‬قال‪ :‬ثنا الحسين‪ ،‬قال‪ :‬ثني حجاج‪ ،‬عن‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 153 / 5‬تفسير الدر المنثور ) ‪. ( 580 / 2‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 154 / 5‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 991 / 3‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪ ( 581 / 2‬حسنه في التفسير الصحيح )‪.(2/281‬‬

‫‪284‬‬
‫مُنوا ْ‬ ‫ابن جريج‪ ،‬عن مجاهد‪ ،‬قوله‪} :‬أ َل َم تر إَلى ال ّذين يزع ُمو َ‬
‫مآ َ‬ ‫ن أن ّهُ ْ‬‫ِ َ َْ ُ َ‬ ‫ْ ََ ِ‬
‫موا ْ إ َِلففى‬ ‫َ‬ ‫مففا ُأنففزِ َ‬ ‫مففا ُأنففزِ َ‬
‫ل إ ِل َْيفف َ‬
‫حففاك َ ُ‬‫ن أن ي َت َ َ‬ ‫دو َ‬
‫ريفف ُ‬ ‫مففن قَب ِْلفف َ‬
‫ك يُ ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫ك وَ َ‬ ‫بِ َ‬
‫ت{ قال‪ :‬تنازع رجل من المؤمنين ورجل مففن اليهففود‪ ،‬فقففال‬ ‫غو ِ‬ ‫ّ‬
‫الطا ُ‬
‫اليهودي‪ :‬اذهب بنا إلى كعب بن الشرف‪ ،‬وقال المفؤمن‪ :‬اذهفب بنفا‬
‫َ‬
‫ن‬‫ذي َ‬‫م ت َفَر إ ِل َففى ال ّف ِ‬ ‫إلى النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فقففال اللففه‪} :‬أل َف ْ‬
‫دودا ً{قففال ابففن‬ ‫ص ُ‬
‫ك{‪ ...‬إلى قوله‪ُ } :‬‬ ‫ل إ ِل َي ْ َ‬‫ما ُأنزِ َ‬
‫مُنوا ْ ب ِ َ‬‫مآ َ‬
‫يزع ُمو َ‬
‫ن أن ّهُ ْ‬‫َْ ُ َ‬
‫جريج‪ :‬يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليففك‪ ،‬قففال‪ :‬القففرآن‪ ،‬ومففا أنففزل‬
‫من قبلك‪ ،‬قال‪ :‬التوراة‪ .‬قال‪ :‬يكفون بيفن المسفلم والمنفافق الحفق‪،‬‬
‫فيدعوه المسلم إلى النبي صلى اللففه عليففه وسففلم ليحففاكمه إليففه‪،‬‬
‫فيأبى المنافق ويدعوه إلى الطاغوت‪ .‬قال ابن جريففج‪ :‬قفال مجاهففد‪:‬‬
‫الطاغوت‪ :‬كعب بن الشرف‪(1) .‬‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 154 / 5‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 991 / 3‬‬


‫صححه‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 582 / 2‬تفسير القرطبي ) ‪. ( 263 / 5‬‬
‫في التفسير الصحيح )‪(3/122‬‬

‫‪285‬‬
‫الدراسة‪:‬‬
‫توحيد الله وإفراده بالعبادة هو ما بعث اللففه بففه موسففى‬
‫وبقية أنبياء بني إسرائيل إلى آخرهم عيسى عليهم السففلم‬
‫‪.‬‬
‫وقد بدأ بهم الكفر بففالله والشففرك بففه فففي أول عهففدهم‬
‫بمجاوزة البحر ونجاتهم من فرعففون مففن الغففرق كمففا قففال‬
‫وا ع َل َففى قَ فوْم ٍ ي َعْك ُ ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫فففو َ‬ ‫ل ال ْب َ ْ‬
‫ح فَر فَ فأت َ ْ‬ ‫س فَراِئي َ‬ ‫تعالى‪}:‬وَ َ‬
‫جاوَْزَنا ب ِب َِني إ ِ ْ‬
‫َ‬
‫ة قَففا َ‬
‫ل‬ ‫مففا ل َهُف ْ‬
‫م آل ِهَف ٌ‬ ‫جَعل ل ََنا إ َِلها ً ك َ َ‬
‫سى ا ْ‬ ‫م َقاُلوا َيا ُ‬
‫مو َ‬ ‫صَنام ٍ ل َهُ ْ‬
‫ع ََلى أ ْ‬
‫ن = ‪] { 138‬سورة العراف ‪. [7/138‬‬ ‫جهَُلو َ‬‫م تَ ْ‬ ‫إ ِن ّك ُ ْ‬
‫م قَ وْ ٌ‬
‫فكففان أول اسففتعدادهم للشففرك تمثففال بقففرة شففاهدوه‬
‫فطلبوا من موسى عليه السلم أن يجعل لهففم مثلففه ولمففا‬
‫أنكر عليهم وبين لهم خطففر مففا يطلبففون لففم تلبففث قلففوبهم‬
‫المشربه بالشرك أن يتحينففوا أول فرصففة فكففان ذلففك يففوم‬
‫ذهففب موسففى صففلى اللففه عليففه وسففلم لموعففده مففع ربففه‬
‫فكانت المناسبة لهذه القلففوب المريضففة كمففا قففال تعففالى‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫ن ب َعْد ِهِ وَأن ُْتفف ْ‬
‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫م ال ْعِ ْ‬
‫ج َ‬ ‫خذ ْت ُ ْ‬
‫م ات ّ َ‬ ‫ن ل َي ْل َ ً‬
‫ة ثُ ّ‬ ‫سى أْرب َِعي َ‬ ‫}وَإ ِذ ْ َواع َد َْنا ُ‬
‫مو َ‬
‫ن = ‪] { 51‬سورة البقففرة ‪ [2/51‬ولشففناعة فعلهففم‬ ‫مو َ‬ ‫ظال ِ ُ‬‫َ‬
‫هذا وتأثيره في من جاء بعففدهم فقففد ذكففره اللففه فففي نحففو‬
‫سبع مواضع مففن القففرآن لعظففم مففا اقففترفوه فففي‪ :‬سففورة‬
‫البقرة أربع مرات‪ ،‬وفي النساء والعراف وطه‪(1) .‬‬
‫جل َ َ‬ ‫َ‬
‫عن‬ ‫ك َ‬ ‫ما أع ْ َ‬‫وسبب عبادتهم للعجل ذكره الله بقوله‪} :‬وَ َ‬
‫ت إ ِل َي ْف َ‬ ‫َ‬ ‫ل هُ ف ُ‬
‫ب‬ ‫ك َر ّ‬ ‫جل ْف ُ‬ ‫ري وَع َ ِ‬ ‫م أولء ع َل َففى أث َف ِ‬ ‫ْ‬ ‫سففى قَففا َ‬ ‫مو َ‬ ‫ك ي َففا ُ‬ ‫مف َ‬ ‫قَ وْ ِ‬
‫ك مففن بع فد َ َ‬
‫م‬‫ض فل ّهُ ُ‬ ‫ك و َأ َ‬ ‫َْ ِ‬ ‫مف َ ِ‬ ‫ل فَإ ِن ّففا قَ فد ْ فَت َن ّففا قَوْ َ‬ ‫ضففى = ‪ 84‬قَففا َ‬ ‫ل ِت َْر َ‬
‫سفففا ً قَففا َ‬ ‫َ‬
‫ل ي َففا‬ ‫نأ ِ‬ ‫ض فَبا َ‬ ‫م هِ غ َ ْ‬ ‫سى إ َِلى قَوْ ِ‬ ‫مو َ‬ ‫ج عَ ُ‬ ‫مرِيّ = ‪ 85‬فََر َ‬ ‫سا ِ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م أن‬ ‫م أَردت ّ ْ‬ ‫م ال ْعَهْد ُ أ ْ‬ ‫ل ع َل َي ْك ُ ُ‬ ‫سنا ً أفَ َ‬
‫طا َ‬ ‫ح َ‬ ‫عدا ً َ‬ ‫م وَ ْ‬ ‫م َرب ّك ُ ْ‬ ‫م ي َعِد ْك ُ ْ‬ ‫قَ وْم ِ أ ل َ ْ‬
‫َ‬
‫مففا‬ ‫دي = ‪ 86‬قَففاُلوا َ‬ ‫عف ِ‬ ‫م وْ ِ‬ ‫فُتم ّ‬ ‫خل َ ْ‬ ‫م ف َ فأ ْ‬ ‫من ّرب ّك ُف ْ‬ ‫ب ّ‬ ‫ض ٌ‬ ‫م غَ َ‬ ‫ل ع َل َي ْك ُ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫يَ ِ‬
‫من ِزين َةِ ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫أَ ْ‬
‫ها‬ ‫قففذ َفَْنا َ‬ ‫ق وْم ِ فَ َ‬ ‫مل َْنا أوَْزارا ً ّ‬ ‫ح ّ‬‫مل ْك َِنا وَل َك ِّنا ُ‬ ‫ك بِ َ‬ ‫عد َ َ‬ ‫م وْ ِ‬ ‫فَنا َ‬ ‫خل َ ْ‬
‫َ‬ ‫ك أ َل ْ َ‬
‫واٌر‬ ‫خف َ‬ ‫ه ُ‬ ‫سففدا ً ل َف ُ‬ ‫ج َ‬ ‫جل ً َ‬ ‫ع ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ج ل َهُ ْ‬ ‫خَر َ‬ ‫مرِيّ = ‪ 87‬فَأ ْ‬ ‫سا ِ‬ ‫قى ال ّ‬ ‫فَك َذ َل ِ َ‬
‫ذا إل َهك ُم وإل َه موسى فَنسي = ‪ 88‬أ ََفل ي فرو َ‬
‫ع‬
‫جف ُ‬ ‫ن أل ّ ي َْر ِ‬ ‫َ َ ْ َ‬ ‫َ ِ َ‬ ‫قاُلوا هَ َ ِ ُ ْ َ ِ ُ ُ َ‬ ‫فَ َ‬
‫‪ () 1‬أورد الطبري نحوا ً من خمسين أثرا ً في العجففل والسففامري اختصففرت‬
‫الكلم عليها مع إبعاد السففرائيليات الففتي نبففه عليهففا العلمففاء كففابن كففثير‬
‫وغيره‪.‬‬

‫‪286‬‬
‫م‬ ‫ل ل َهُ ف ْ‬ ‫ق فد ْ قَففا َ‬ ‫فع فا ً = ‪ 89‬وَل َ َ‬ ‫ض فّرا ً َول ن َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ك ل َهُ ف ْ‬ ‫مل ِف ُ‬ ‫م قَوْل ً َول ي َ ْ‬ ‫إ ِل َي ْهِ ْ‬
‫ن َفففات ّب ُِعوِني‬ ‫م ُ‬ ‫ح َ‬ ‫م الّر ْ‬ ‫ن َرب ّك ُ ُ‬ ‫ما فُِتنُتم ب ِهِ وَإ ِ ّ‬ ‫ل َيا قَوْم ِ إ ِن ّ َ‬ ‫من قَب ْ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫هاُرو ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ع‬
‫جف َ‬ ‫حت ّففى ي َْر ِ‬ ‫ن َ‬ ‫في َ‬ ‫ح ع َل َي ْفهِ ع َففاك ِ ِ‬ ‫ري = ‪َ 90‬قاُلوا َلن ن ّب ْفَر َ‬ ‫م ِ‬‫طيُعوا أ ْ‬ ‫و َأ ِ‬
‫ض فّلوا =‬ ‫َ‬
‫م َ‬ ‫ك إ ِذ ْ َرأي ْت َهُ ف ْ‬ ‫من َعَ ف َ‬ ‫مففا َ‬ ‫ن َ‬ ‫هاُرو ُ‬ ‫ل َيا َ‬ ‫سى = ‪َ 91‬قا َ‬ ‫مو َ‬ ‫إ ِل َي َْنا ُ‬
‫ْ‬ ‫ل يففا ابفف ُ‬ ‫َ‬ ‫‪ 92‬أ َل ّ تتبعفف َ‬
‫خففذ ْ‬ ‫م ل ت َأ ُ‬ ‫نأ ّ‬ ‫ْ َ‬ ‫ري = ‪َ 93‬قففا َ َ‬ ‫مفف ِ‬ ‫تأ ْ‬ ‫صففي ْ َ‬ ‫ن أ فَعَ َ‬ ‫َِّ َ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ل‬‫سفففَراِئي َ‬ ‫ن ب َِني إ ِ ْ‬ ‫ت ب َي ْ َ‬ ‫ل فَّرقْ َ‬ ‫قو َ‬ ‫ت أن ت َ ُ‬ ‫شي ُ‬ ‫خ ِ‬ ‫سي إ ِّني َ‬ ‫حي َِتي َول ب َِرأ ِ‬ ‫ب ِل ِ ْ‬
‫ل‬ ‫مرِيّ = ‪ 95‬قَففا َ‬ ‫سا ِ‬ ‫ك َيا َ‬ ‫خط ْب ُ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫ب قَوِْلي = ‪َ 94‬قا َ‬ ‫م ت َْرقُ ْ‬ ‫وَ ل َ ْ‬
‫َ‬
‫ل فَن َب َفذ ْت َُها‬ ‫سففو ِ‬ ‫ن أث َفرِ الّر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ّ‬ ‫ض ً‬‫ت قَب ْ َ‬ ‫ض ُ‬ ‫قب َ ْ‬ ‫صُروا ب ِهِ فَ َ‬ ‫م ي َب ْ ُ‬ ‫ما ل َ ْ‬ ‫ت بِ َ‬ ‫صْر ُ‬ ‫بَ ُ‬
‫ة‬
‫حي َففا ِ‬ ‫ك ِفي ال ْ َ‬ ‫ن لَ َ‬ ‫ب فَ إ ِ ّ‬ ‫ل َفاذ ْهَ ْ‬ ‫سي = ‪َ 96‬قا َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ت ِلي ن َ ْ‬ ‫س وّ ل َ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫وَك َذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ه َوانظ ُفْر إ ِل َففى إ ِل َهِف َ‬ ‫فف ُ‬ ‫خل َ َ‬ ‫ن تُ ْ‬ ‫عففدا ً ل ّف ْ‬ ‫م وْ ِ‬ ‫ك َ‬ ‫ن لَ َ‬ ‫س و َإ ِ ّ‬ ‫سا َ‬ ‫م َ‬ ‫لل ِ‬ ‫قو َ‬ ‫َأن ت َ ُ‬
‫سفا ً = ‪97‬‬ ‫م نَ ْ‬ ‫ه ِفي ال ْي َ ّ‬ ‫فن ّ ُ‬‫س َ‬ ‫م ل ََنن ِ‬ ‫ه ثُ ّ‬ ‫حّرقَن ّ ُ‬ ‫كفا ً ل ّن ُ َ‬ ‫عا ِ‬ ‫ت ع َل َي ْهِ َ‬ ‫ذي ظ َل ْ َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫يٍء ِعْلم فا ً = ‪{ 98‬‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫س عَ ك ُ ّ‬ ‫ه إ ِل ّ هُوَ وَ ِ‬ ‫ذي ل إ ِل َ َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ما إ ِل َهُك ُ ُ‬ ‫إ ِن ّ َ‬
‫]سورة طفه ‪[98-20/83‬‬
‫ذهب موسى عليه السلم إلى ميقات ربففه فعمففد رجففل‬
‫منهم يقال له )السامري( )‪ (1‬فأخففذ مففا كففان اسففتعاره مففن‬
‫الحلي فصاغ منه عجل ً وألقى فيه قبضففة مففن الففتراب كففان‬
‫أخذها من أثر فففرس جبريففل عليففه السففلم حيففن رآه يففوم‬
‫أغرق الله فرعون على يديه فلما ألقاها فيه خار كما يخففور‬
‫العجففل الحقيقففي‪ ،‬فراحففوا يرقصففون حففوله ويفرحففون‪،‬‬
‫وقالوا ‪:‬هذا إلهكم وإله موسى فنسففي أي‪ :‬فنسففي موسففى‬
‫ربه عندنا وذهب يتطلبه وهو ههنا‪.‬‬
‫قال الله تعالى ‪-‬مبينا ً بطلن مففا ذهبففوا إليففه ومففا عولففوا‬
‫عليه من إلهية هففذا الففذي قصففاراه أن يكففون حيوان فا ً بهيم فا ً‬
‫وشيطانا ً رجيمًا‪} :-‬أ ََفل يرو َ‬
‫م‬‫ك ل َهُف ْ‬ ‫مل ِف ُ‬
‫م قَوْل ً َول ي َ ْ‬ ‫جعُ إ ِل َي ْهِ ْ‬
‫ن أل ّ ي َْر ِ‬‫ََ ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه لَ‬ ‫م ي َفَروْا ْ أن ّف ُ‬ ‫فعا ً{ ]سورة طفففه ‪[20/89‬وقففال }أل َف ْ‬ ‫ضّرا ً َول ن َ ْ‬ ‫َ‬
‫ن{ ]سففورة‬ ‫مي َ‬ ‫كففاُنوا ْ َ‬
‫ظففال ِ ِ‬ ‫ذوه ُ وَ َ‬ ‫سففِبيل ً ات ّ َ‬
‫خفف ُ‬ ‫م َ‬ ‫م وَل َ ي َْهفف ِ‬
‫ديهِ ْ‬ ‫ي ُك َل ّ ُ‬
‫مُهفف ْ‬
‫العراف ‪[7/148‬فذكر أن هففذا الحيففوان ل يتكلففم ‪,‬ول يففرد‬
‫جوابًا‪ ,‬ول يملك ضرًا‪ ,‬ول نفعًا‪ ,‬ول يهدي إلى رشد‪ ,‬اتخففذوه‬
‫وهم ظالمون لنفسهم وعالمون في أنفسهم بطلن ما هم‬

‫‪ () 1‬وردت آثففار فففي تعريففف السففامري‪ -‬اسففمه ‪ ،‬وأصففله ‪ ،‬وحبففه عبففادة‬


‫البقر ‪ ...‬وغير ذلك ‪ .‬كله من السرائيليات لما فيها من المبالغات وعففدم‬
‫دقة المصدر اللهم ال كتب أهل الكتاب‪.‬‬

‫‪287‬‬
‫َ‬ ‫ق َ‬
‫م{ ]سورة‬ ‫ديهِ ْ‬‫ط َفففي أْيفف ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ما ُ‬ ‫عليه من الجهل والضلل‪} ,‬وَل َ ّ‬
‫َ َ‬
‫م ق َ فد ْ‬‫العراف ‪ [7/149‬أي ندموا على ما صنعوا }وََرأوْا ْ أن ّهُف ْ‬
‫ن{‬ ‫ري َ‬‫سف ِ‬ ‫خا ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬‫مف َ‬ ‫ن ِ‬ ‫فْر ل ََنا ل َن َ ُ‬
‫كون َ ّ‬ ‫مَنا َرب َّنا وَي َغْ ِ‬
‫ح ْ‬ ‫ضّلوا ْ َقاُلوا ْ ل َِئن ل ّ ْ‬
‫م ي َْر َ‬ ‫َ‬
‫]سورة العراف ‪ [7/149‬ولما رجع موسففى عليففه السففلم‬
‫إليهم‪ ,‬ورأى ما هم عليه من عبففادة العجففل‪ ,‬ومعففه اللففواح‬
‫المتضمنة التوراة ألقاها مع عظمتها‪ ,‬ولكن المر جلل‪ ,‬كما‬
‫قال صلى اللففه عليففه وسفلم ‪)) :‬ليففس الخففبر كالمعاينففة إن‬
‫الله خبر موسى بما صنع قومه في العجل فلم يلق اللففواح‬
‫فلما عاين ما صنعوا ألقى اللواح‪(1) ((.‬‬
‫ثففم أقبففل عليهففم فعنفهففم‪ ,‬ووبخهففم‪ ,‬فففي صففنيعهم هففذا‬
‫القبيح فاعتذروا إليه بما ليس بصحيح وقالوا‪ :‬حملنففا أوزارا ً‬
‫من زينة القوم التي خرجنا بها معنا من مصر‪ ,‬فهم تحرجوا‬
‫من تملففك حلففى آل فرعففون وهففم أعففدائهم‪ ,‬ولففم يتحرجففوا‬
‫بجهلهم وقلففة علمهففم وعقلهففم مففن عبففادة العجففل الجسففد‬
‫الذي لفه خوار‪ ,‬ثم أقبل على أخيففه هففارون عليففه السففلم ‪:‬‬
‫هل لما رأيت ما صنعوا اتبعتني فأعلمتني بما فعلوا! فقففال‪:‬‬
‫خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل فتركتهم وجئتنففي‬
‫وأنت قد استخلفتني فيهم وقففد كففان هففارون عليففه السففلم‬
‫نهاهم عن هذا بقوله‪َ} :‬يا قَوْم ِ إ ِن َّمففا فُِتنُتففم ِبففِه{ ]سورة طفففه‬
‫‪ [20/90‬أي إنما قدر اللففه أمففر هففذا العجففل‪ ,‬وجعلففه يخففور‬
‫فتنة واختبففارا ً لكففم وأن ربكففم اللففه قففالوا‪ :‬لففن نففبرح عليففه‬
‫عاكفين حتى يرجع إلينا موسى‪.‬‬
‫وقد شهد الله لهارون عليه السلم أنه نهاهم وزجرهم‬
‫ن‬‫عن ذلك فلم يطيعوه ولم يتبعوه‪ ,‬لن اليهففود يزعمففون‪ :‬أ ّ‬
‫ي الذي صففنع العجففل لبنففي‬ ‫سامر ّ‬ ‫هارون عليه السلم هو ال ّ‬
‫إسففرائيل‪ ،‬وأمرهففم بعبففادته‪ ،‬وهففذا ليففس غريبفا ً عنهففم فففي‬
‫كذبهم على النبياء‪(2) .‬‬

‫‪ () 1‬قال الحاكم هذا حففديث صففحيح علففى شففرط الشففيخين ولففم يخرجففاه‪-‬‬
‫المستدرك على الصحيحين ج ‪/2‬ص ‪.351‬‬
‫‪ () 2‬كما ورد في سفر الخروج‪ ،‬الصحاح )‪ (32‬انظر الفصل فففي الملففل ج‬
‫‪/1‬ص ‪ 140‬اليهودية لحمد شلبي ‪.182‬‬

‫‪288‬‬
‫ثففم أقبففل موسففى علففى السففامري الففذي قففال‪ :‬رأيففت‬
‫جبرائيل وهو راكب فرسفا ً فقبضففت قبضففة مففن أثففر فففرس‬
‫جبريل‪ ,‬و لما ألقاه في هففذا العجففل المصففنوع مففن الففذهب‬
‫كان من أمره ما كان ولهذا قال ‪:‬فنبذتها وكذلك سولت لي‬
‫نفسي قال لفففه موسففى‪ :‬فففاذهب فففإن لففك فففي الحيففاة أن‬
‫تقول ل مساس ‪,‬وهذا دعاء عليه بأن ل يمس أحدا ً معاقبففة‬
‫له على مسه مالم يكن له مسه‪ ,‬هذا معاقبة له فففي الففدنيا‬
‫ه َوانظ ُْر‬ ‫خل َ َ‬
‫ف ُ‬ ‫عدا ً ل ّ ْ‬
‫ن تُ ْ‬ ‫م وْ ِ‬ ‫ن لَ َ‬
‫ك َ‬ ‫ثم توعده في الخرى فقال‪} :‬وَإ ِ ّ‬
‫ه فِففي ال ْي َف ّ‬
‫م‬ ‫فن ّ ُ‬ ‫م ل ََنن ِ‬
‫سف َ‬ ‫كفا ً ل ّن ُ َ‬
‫حّرقَن ّف ُ‬
‫ه ث ُف ّ‬ ‫ت ع َل َي ْهِ َ‬
‫عا ِ‬ ‫ذي ظ َل ْ َ‬
‫ك ال ّ ِ‬
‫إ َِلى إ ِل َهِ َ‬
‫سفا ً{ ]سورة طفففه ‪ [20/97‬فعمففد موسففى عليففه السففلم‬ ‫نَ ْ‬
‫إلى هذا العجل‪ ,‬فحرقه بالنار وقيففل بالمبففارد ثففم ذراه فففي‬
‫البحر‪(1) .‬‬
‫ومحبتهففم للعجففل وصفففها اللففه بوصففف معجففز بقففوله‬
‫‪:‬أشربوا وهذا يعني‪ :‬جعلت قلوبهم تشربه‪ ،‬وهذا تشبيه عن‬
‫تمكن أمر العجل في قلوبهم‪ .‬حتى غلب عليه وخالط قلبه‪.‬‬
‫)‪( 2‬‬
‫قال البغوي‪" :‬أدخل في قلففوبهم حففب العجففل وخالطهففا‬
‫كإشراب اللون لشدة الملزمة‪ ،‬يقففال‪ :‬فلن أشففرب اللففون‬
‫إذا اختلط بياضه بالحمرة‪(3) ".‬‬
‫وتوعد الله الذين لم يتوبوا مففن عبففادة العجففل بالغضففب‬
‫والذلة بالدنيا ‪ ,‬والنار بالخرة‪.‬‬
‫ووردت آثار كففثيرة فففي كيفيففة تنفيففذهم للتوبففة وكففانت‪:‬‬
‫قتلهم أنفسهم لكي يتوب اللففه عليهففم‪ ،‬ولففم يففبين سففبحانه‬
‫وتعففالى كيفيففة ذلففك القتففل ‪ ،‬بففل اكتفففى بقففوله }َفففاقْت ُُلوا ْ‬
‫م{ ]سورة البقرة ‪ . [2/54‬كما لففم ينقففل عففن النففبي‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫َأن ُ‬
‫ف َ‬
‫صلى الله عليه وسففلم مففا يفصففل ذلففك‪ .‬ولكففن ورد بعففض‬
‫التفصيلت لكيفية ذلك القتل في بعففض الثففار‪ ،‬وذكففر عففدد‬

‫‪ () 1‬البداية والنهاية لبن كثير ‪ 288-1/286‬بتصرف ‪ .‬انظر المحرر الوجيز‬


‫لبن عطية ) ‪ 4/61‬واليهودية لحمد شلبي ‪ 180‬ومابعدها‪.‬‬
‫‪ () 2‬تفسير القرطبي ج ‪/2‬ص ‪.31‬‬
‫‪ () 3‬تفسير البغوي ج ‪/1‬ص ‪.95‬‬

‫‪289‬‬
‫القتلى من جراء القتل وغالب هذه التفصيلت منقولة عففن‬
‫كتب بني إسرائيل‪.‬‬
‫وفي سياق ما حصل من اليهود السابقين‪ :‬خففاطب اللففه‬
‫اليهود في كل زمان )عن فعل آبائهم وأسففلفهم وتكففذيبهم‬
‫رسلهم وخلفهم أنبيففاءهم‪ ،‬مففع تتففابع نعمففه عليهففم وسففبوغ‬
‫آلئه لديهم‪ ،‬معرفهم بذلك أنهم من خلفهففم محمففدا ً صففلى‬
‫اللففه عليففه وسففلم وتكففذيبهم بففه وجحففودهم لرسففالته‪ ،‬مففع‬
‫علمهم بصدقه على مثل منهاج آبائه وأسلفهم‪ ،‬ومحففذرهم‬
‫من نزول سطوته بهم بمقامهم على ذلك مففن تكففذيبهم مففا‬
‫نزل بأوائلهم المكذبين بالرسل من المسخ واللعففن وأنففواع‬
‫النقمات( )‪(1‬‬
‫وأما عن عبادتهم للعزير ‪,‬فهو ما سيبعث عيه فئام منهم‬
‫ففي الحديث الصحيح عن أبي سعيد الخدري _‪)) :‬أن أناسا ً‬
‫في زمن النبي صلى الله عليه وسلم قالوا‪ :‬يا رسول اللففه‬
‫هل نرى ربنا يوم القيامففة؟(( قففال النففبي صففلى اللففه عليففه‬
‫وسلم ‪)) :‬نعم هل تضارون فففي رؤيففة الشففمس بففالظهيرة‬
‫ضوء ليس فيها سحاب قففالوا‪ :‬ل قففال‪ :‬وهففل تضففارون فففي‬
‫رؤية القمر ليلة البدر ضوء ليس فيها سحاب قالوا‪ :‬ل قففال‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪ :‬ما تضففارون فففي رؤيففة اللففه‬
‫عز وجل يوم القيامة إل كما تضارون في رؤية أحففدهما‪ .‬إذا‬
‫كان يوم القيامة أذن مؤذن تتبع كل أمة مففا كففانت تعبففد فل‬
‫يبقى مففن كففان يعبففد غيففر اللففه مففن الصففنام والنصففاب إل‬
‫يتساقطون في النار حتى إذا لم يبق إل من كان يعبففد اللففه‬
‫بففر أو فففاجر وغففبرات أهففل الكتففاب فيففدعى اليهففود فيقففال‬
‫لهم ‪:‬ما كنتم تعبدون قالوا ‪:‬كنا نعبد عزيرا بن اللففه فيقففال‪:‬‬
‫لهم كذبتم ما اتخذ اللففه مففن صففاحبة ول ولففد فمففاذا تبغففون‬
‫فقالوا‪ :‬عطشنا ربنففا فاسففقنا فيشففار أل تففردون فيحشففرون‬
‫إلى النار كأنها سراب يحطم بعضها بعضا فيتساقطون فففي‬
‫النار ثم يدعى النصارى فيقال لهم‪ :‬من كنتم تعبدون قففالوا‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ج ‪/1‬ص ‪.281‬‬

‫‪290‬‬
‫كنا نعبد المسيح بن الله فيقال لهم ‪:‬كذبتم ما اتخذ الله من‬
‫صاحبة ول ولد فيقال لهم‪ :‬مففاذا تبغففون فكففذلك مثففل الول‬
‫حتى إذا لم يبق إل من كان يعبد الله من بر أو فاجر أتففاهم‬
‫رب العالمين في أدنى صورة مففن الففتي رأوه فيهففا فيقففال‪:‬‬
‫ماذا تنتظرون تتبففع كففل أمففة مففا كففانت تعبففد قففالوا‪ :‬فارقنففا‬
‫الناس في الدنيا علففى أفقففر مففا كنففا إليهففم ولففم نصففاحبهم‬
‫ونحن ننتظر ربنا الذي كنا نعبد فيقول ‪:‬أنا ربكففم فيقولففون‪:‬‬
‫ل نشرك بالله شيئا ً مرتين أو ثلث ً‬
‫ا‪(1) ((.‬‬
‫وأما عبففادتهم )لبعل( فففإن إليففاس عليففه السففلم دعففى‬
‫قومه مففن بنففي إسففرائيل إلففى إفففراد اللففه بالعبففادة‪ ,‬وأنكففر‬
‫عون بعل ً وت فذ َرو َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫سف َ‬‫ح َ‬
‫نأ ْ‬‫عليهم عبففادتهم لغيففره فقففال ‪}:‬أت َفد ْ ُ َ َ ْ َ َ ُ َ‬
‫ن = ‪] { 125‬سورة الصافات ‪[37/125‬‬ ‫قي َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫خال ِ ِ‬
‫‪ -1‬وبعل هنا ‪ :‬هو الرب في لغة أهل اليمن‪ ،‬تقففول‪ :‬مففن‬
‫بعل هذا الثور‪ :‬أي من ربه؟‬
‫‪ -2‬وقيل‪ :‬هو صنم كان لهم يسمى بع ً‬
‫ل‪.‬‬
‫‪ -3‬وقيل امرأة كانوا يعبدونها‪.‬‬
‫ل ما فففي القففرآن مففن ذكففر البعففل‬ ‫ي ‪" :‬وك ّ‬‫سيوط ّ‬‫قال ال ّ‬
‫صنم" )‪(2‬‬‫فهو الّزوج إل ّ }أتدعون بعل ً { فهو ال ّ‬
‫وقد ورد ت آثار طويلففة فففي قصففة إلياس ف مففع قففومه‬
‫حاصلها‪ ,‬أنهم كذبوه وعبدوا بع ً‬
‫ل‪ ،‬وورد فففي بعففض الثففار‪,‬‬
‫ومن هنا جاءت التسمية‪.‬‬ ‫أنهم هم أهل بعلبك‬
‫)‪(3‬‬
‫ومع دعوته لهم‪ ,‬إل أنهم كذبوه‪ ,‬قال تعالى‪} :‬فَ َ‬
‫كففذ ُّبوهُ‬
‫ن = ‪] { 127‬سورة الصففافات ‪[37/127‬‬ ‫ضُرو َ‬
‫ح َ‬ ‫م لَ ُ‬
‫م ْ‬ ‫فَإ ِن ّهُ ْ‬
‫ن{ أي‬ ‫خل َ ِ‬
‫صففي َ‬ ‫عَبففاد َ الّلففهِ ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫أي للعذاب يففوم الحسففاب }إ ِل ّ ِ‬

‫‪ () 1‬رواه البخاري ‪.4/1672‬‬


‫‪ () 2‬التقان )‪.(1/417‬‬
‫شام وهي من مففدن لبنففان الن وهففي قديمففة البنففاء ‪ ،‬فتحففت‬ ‫‪ () 3‬مدينة بال ّ‬
‫م يففدعى )بعْ ً‬
‫ل(‬ ‫بصلح في زمففن عمففر ‪ ‬سففنة )‪14‬هففف( وكففان لهلهففا صففن ٌ‬
‫ميت بففه لعبففادة أهلهففا لففه‪ ،‬واسففم الموضففع )َبففك(‪.‬امعجففم البلففدان‬ ‫فس ف ّ‬
‫‪ ،(1/453‬بتصرف يسير‪.‬‬

‫‪291‬‬
‫الموحدين منهم‪.‬‬
‫)‪( 1‬‬
‫وأما عبادتهم للحبارهم والرهبان‪ ,‬فهي كمففا قففال صففلى‬
‫الله عليه وسلم ‪)) :‬بطففاعتهم فففي تحريففم الحلل وتحليففل‬
‫الحرام‪ ((.‬وكما قال الحسن‪} :‬أ َْرَبابا ً{ في الطاعة‪.‬‬
‫و الحبار‪ :‬جمع حبر‪ ،‬وهو الففذي يحسففن القففول وينظمففه‬
‫ويتقنه بحسن البيان عنه‪ .‬ومنه ثوب محبر أي جمع الزينة‪.‬‬
‫والرهبان جمع راهب مأخوذ من الرهبة‪ ،‬وهو الذي حمله‬
‫خففوف اللففه تعففالى علففى أن يخلففص لففه النيففة دون النففاس‪،‬‬
‫ويجعل زمانه له وعمله معه وأنسه به‪(2) .‬‬
‫وقال الضحاك‪ :‬الحبار ‪:‬قراؤهففم‪ ،‬ورهبففانهم علمففاؤهم‪.‬‬
‫)‪( 3‬‬
‫وقصففة قففدوم عففدي بففن حففاتم الطففائي _ ‪,‬برواياتهففا‬
‫المتعددة تجلي كيف فسر صلى الله عليه وسففلم عبففادتهم‬
‫لهم‪ ،‬وكيف صاروا لهم أربابا‪ ،‬قففال _‪)) :‬أتيففت رسففول اللففه‬
‫صلى اللففه عليففه وسففلم وفففي عنقففي صففليب مففن ذهففب((‬
‫فقففال‪)) :‬يففا عففدي اطففرح هففذا الففوثن مففن عنقففك‪ ((.‬قففال‪:‬‬
‫فطرحته وانتهيت إليه وهو يقرأ في سورة براءة‪ ،‬فقرأ هذه‬
‫ن الل ّفِه { قال‪:‬‬ ‫ذوا ْ أ َحبففارهُم ورهْبففانه َ‬
‫دو ِ‬ ‫م أْرَباب فا ً ّ‬
‫مففن ُ‬ ‫ْ َ َ ْ َُ َ َُ ْ‬ ‫الية‪} :‬ات ّ َ‬
‫خف ُ‬
‫قلففت‪ :‬يففا رسففول اللففه إنففا لسففنا نعبففدهم! فقففال‪)) :‬أليففس‬
‫يحرمون مففا أحففل اللففه فتحرمففونه‪ ،‬ويحلففون مففا حففرم اللففه‬
‫فتحلونه؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬بلى‪ .‬قال‪ :‬فتلك عبادتهم‪(4) ((.‬‬
‫وكمففا قففال حذيفففة _‪)) :‬كففانوا إذا أحلففوا لهففم شففيئا ً‬
‫استحلوه‪ ،‬وإذا حرموا عليهم شيئا ً حرموه‪((.‬‬
‫وقال أيضا ً _‪)) :‬أما إنهم لففم يكونففوا يصففومون لهففم‪ ،‬ول‬
‫يصلون لهم‪ ،‬ولكنهم كففانوا إذا أحلففوا لهففم شففيئا ً اسففتحلوه‪،‬‬
‫وإذا حرموا عليهم شيئا ً أحله الله لهم حرموه‪ ،‬فتلففك كففانت‬
‫)( تفسير ابن كثير ج ‪/4‬ص ‪ 21‬وسيأتي مزيففدا مففن التفصففيل عنففد الكلم‬ ‫‪1‬‬
‫عن أنبيائم بإذن الله‪.‬‬
‫)( تفسففير القرطففبي ج ‪/8‬ص ‪ 119‬لسففان العففرب ‪ -‬ابففن منظففور ج ‪/4‬ص‬ ‫‪2‬‬
‫‪.158‬‬
‫)( تفسير ابن أبي حاتم ج ‪/6‬ص ‪.1784‬‬ ‫‪3‬‬
‫)( رواه أحمد ‪ 4/378‬والترمذي ‪.2953‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪292‬‬
‫ربوبيتهم‪ ((.‬وقال‪)) :‬لففم يعبففدوهم‪ ،‬ولكنهففم أطففاعوهم فففي‬
‫المعاصي‪((.‬‬
‫قففال عبففد اللففه بففن عباس ف رضففي اللففه عنهمففا ‪)) :‬لففم‬
‫يأمروهم أن يسففجدوا لهففم‪ ،‬ولكففن أمروهففم بمعصففية اللففه‪،‬‬
‫فأطاعوهم‪ ،‬فسماهم الله بذلك أربابًا‪((.‬‬
‫وقال أبو البختري رحمففه اللففه )‪)) :(1‬انطلقففوا إلففى حلل‬
‫الله فجعلوه حرامًا‪ ،‬وانطلقوا إلى حرام الله فجعلوه حل ً‬
‫ل‪،‬‬
‫فأطاعوهم فففي ذلففك‪ ،‬فجعففل اللففه طففاعتهم عبففادتهم‪ ،‬ولففو‬
‫قالوا لهم اعبدونا لم يفعلوا‪((.‬‬
‫وسئل أبو العاليففة رحمففه اللففه ‪)) :‬كيففف كففانت الربوبيففة‬
‫التي كانت في بني إسففرائيل؟ قففال‪ :‬قففالوا‪ :‬مففا أمرونففا بففه‬
‫ائتمرنا‪ ،‬وما نهونا عنا انتهينا لقولهم‪ :‬وهم يجدون في كتاب‬
‫الله ما أمروا به وما نهوا عنه‪ ،‬فاستنصحوا الرجففال‪ ،‬ونبففذوا‬
‫كتاب الله وراء ظهورهم‪(2) ((.‬‬
‫وهم إلى اليوم يطيعون علمائهم‪ ,‬حففتى فففي نبففذهم التففوراة‬
‫وما أمففروا فيهففا‪ ,‬والستعاضففة عنهففا بففالتلمود الففذي عملتهففا‬
‫أيديهم الثمة‪.‬‬
‫ويتبع مففا سففبق تحففاكمهم إلففى طففواغيت الرض‪ ,‬وتففرك‬
‫حكم الله‪ ,‬وهذا من الشرك الكبر الذي أمروا أن يجتنبففوه‪،‬‬
‫وذلك يوم أن شاورت قريش بعض أحبارهم في المفاضففلة‬
‫بينهم وبين ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ففضففلوا‬
‫الكهنففة والشففياطين ممثلففة بحيففي بففن أخطب وكعففب بففن‬
‫الشرف وكل طاغوت‪ :‬على ماجففاء بففه رسففول اللففه صففلى‬
‫ل‪ ،‬بل‬ ‫الله عليه وسلم ثم قالوا‪ :‬إنكم أهدى من محمد سبي ً‬
‫توجوا ذلك بسجودهم للصنام كما في الثر‪)) :‬أن كعب بن‬
‫الشفففرف انطلفففق إلفففى المشفففركين مفففن كففففار قريفففش‪،‬‬
‫فاستجاشهم على النبي صلى اللففه عليففه وسففلم ‪ ،‬وأمرهففم‬
‫أن يغزوه‪ ،‬وقال‪ :‬إنا معكم نقاتله‪ ،‬فقالوا‪ :‬إنكم أهل كتففاب‪،‬‬
‫‪ () 1‬سعيد بن فيروز ابو البختري بفتح الموحدة والمثناة بينهما معجمة بففن‬
‫ابي عمففران الطففائي مففولهم الكففوفي ثقففة ثبففت فيففه تشففيع قليففل كففثير‬
‫الرسال من الثالثة مات سنة ثلث وثمانين تقريب التهذيب ‪.240/ 1‬‬
‫‪ () 2‬انظر للروايات المتعددة في تفسير الطبري ‪.10/115‬‬

‫‪293‬‬
‫وهو صاحب كتاب‪ ،‬ول نأمن أن يكون هذا مكرا ً منكم‪ ،‬فففإن‬
‫أردت أن نخرج معك فاسجد لهذين الصففنمين وآمففن بهمففا!‬
‫ففعل‪ ،‬ولن هذا منطبق عليهم كجنس‪.‬‬
‫قال الطبري رحمه اللففه بعففد أن سففاق أسففباب النففزول‬
‫للية ‪} :‬أ َل َم تر إَلى ال ّذي ُ‬
‫ب{ ]سورة آل‬ ‫ن ال ْك َِتففا ِ‬ ‫مفف َ‬‫صيبا ً ّ‬‫ن أوُْتوا ْ ن َ ِ‬
‫ِ َ‬ ‫ْ ََ ِ‬
‫ه‬‫ج فد َ ل َف ُ‬
‫ه فَل َففن ت َ ِ‬‫ن الل ّف ُ‬ ‫ْ‬
‫مففن ي َلعَ ف ِ‬ ‫عمران ‪ ...[3/23‬إلى قففوله‪} :‬وَ َ‬
‫صيرا ً{ ]سورة النساء ‪. [4/52‬‬ ‫نَ ِ‬
‫"وأولى القوال بالصحة في ذلك قول من قال‪ :‬إن ذلك‬
‫خبر من الله جل ثناؤه عففن جماعففة مففن أهففل الكتففاب مففن‬
‫اليهود‪ ،‬وجائز أن يكون كانت الجماعففة الففذين سففماهم ابففن‬
‫عباس رضي الله عنهما فففي الخففبر الففذي رواه محمففد بففن‬
‫أبي محمد عن عكرمة أو سعد أو يكون حييا ً وآخر معه‪ ،‬إما‬
‫كعبا ً وإما غيره‪(1) ".‬‬
‫ففضففل علمففاء وكبففار اليهففود حكففم الطففاغوت وشففرك‬
‫الجاهليين على اليمان والتوحيد الذي بعث الله بففه محمففدا ً‬
‫ن ُأوُتففوا‬ ‫ذي َ‬ ‫م ت ََر إ َِلى اّلفف ِ‬
‫َ‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ,‬قال تعالى‪} :‬أل َ ْ‬
‫ن‬ ‫ن ل ِل ّف ِ‬
‫ذي َ‬ ‫قول ُففو َ‬
‫ت و َي َ ُ‬ ‫ت َوالط ّففا ُ‬
‫غو ِ‬ ‫ن ب ِففال ْ ِ‬
‫جب ْ ِ‬ ‫ب ي ُؤ ْ ِ‬
‫من ُففو َ‬ ‫ن ال ْك ِت َففا ِ‬‫مف ْ‬ ‫صففيبا ً ِ‬
‫نَ ِ‬
‫َ‬
‫س فِبيل ً { ]سورة النسففاء‬ ‫من ُففوا َ‬
‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّف ِ‬
‫مف ْ‬ ‫دى ِ‬ ‫ؤلِء أهْ ف َ‬ ‫ف فُروا هَ ف ُ‬ ‫كَ َ‬
‫‪[4/51‬‬
‫ومعنففى اليففة‪:‬إن اللففه وصففف الففذين أوتففوا نصففيبا ً مففن‬
‫الكتاب من اليهود بتعظيمهم غير الله بالعبادة والذعان لففه‬
‫بالطاعة في الكفر بالله ورسوله ومعصيتهما‪ ،‬وأنهم قففالوا‪:‬‬
‫إن أهل الكفر بالله أولى بالحق من أهففل اليمففان بففه‪ ،‬وإن‬
‫دين أهل التكذيب للففه ولرسففوله أعففدل وأصففوب مففن ديففن‬
‫أهل التصديق لله ولرسوله‪ ،‬وذكر أن ذلك من صفففة كعففب‬
‫بن الشرف‪ ،‬وأنه قائل ذلك‪(2) .‬‬
‫ويمكففن الجمففع بينهففا كمففا قففال الطففبري‪ :‬يصففدقون‬
‫بمعبفففودين مفففن دون اللفففه يعبفففدونهما مفففن دون اللفففه‪،‬‬
‫ويتخذونهما إلهين؛ وذلك أن الجبت والطاغوت اسمان لكل‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ‪.138/ 4‬‬
‫‪ ()2‬تفسير الطبري ‪.5/133‬‬

‫‪294‬‬
‫معظم بعبادة من دون الله‪ ،‬أو طاعة أو خضوع له‪ ،‬كائنا ما‬
‫كان ذلك المعظم من حجر أو إنسان أو شيطان‪.‬‬
‫وإذ كان ذلك كذلك وكانت الصنام التي كففانت الجاهليففة‬
‫تعبدها كانت معظمة بالعبادة من دون الله فقد كانت جبوتا ً‬
‫وطواغيت‪ ،‬وكذلك الشياطين التي كانت الكفار تطيعها في‬
‫معصية الله‪ ،‬وكذلك الساحر والكففاهن اللففذان كففان مقبففول ً‬
‫منهما مففا قففال فففي أهففل الشففرك بففالله‪ ،‬وكففذلك حيففي بففن‬
‫أخطب‪ ،‬وكعب بن الشرف‪ ،‬لنهما كانا مطففاعين فففي أهففل‬
‫ملتهما من اليهود فففي معصففية اللففه والكفففر بففه وبرسففوله‪،‬‬
‫فكانا جبتين وطاغوتين‪(1) .‬‬
‫هذا ما وصففف اللففه بففه اليهففود ‪ ,‬ولففم يفففرق بيففن أولهففم‬
‫وآخرهففم ومففن عاصففروا الرسففول صففلى اللففه عليففه وسففلم‬
‫ومن سففبقه‪ ,‬وأن سلسففة الكفففر والشففك والشففرك ماضففية‬
‫بينهم على قففدر كففبير فوصفففهم وصففف عففام‪ ,‬ولففو بففان أن‬
‫سبب النزول في مقولة الشرك أو عبادة غير الله على أي‬
‫وجه فهي تنسب للجميع‪.‬‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ج ‪/5‬ص ‪130‬تفسير ابن كثير ج ‪/1‬ص ‪.513‬‬

‫‪295‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الثار الواردة في عقيدة اليهود في اليمان بالملئكة ‪:‬‬
‫الثار‪:‬‬
‫المبحث الول‪:‬الثار الواردةفي اليمان بهم مطلقا‪:‬‬
‫عب َففاد ٌ‬
‫ل ِ‬ ‫ه ب َف ْ‬‫حان َ ُ‬ ‫س فب ْ َ‬‫ن وَل َففدا ً ُ‬ ‫مف ُ‬ ‫ح َ‬ ‫خ فذ َ الّر ْ‬ ‫قففوله تعففالى‪} :‬وَقَففاُلوا ات ّ َ‬
‫ن = ‪] { 26‬سورة النبياء ‪[21/26‬‬ ‫مو َ‬ ‫مك َْر ُ‬ ‫ّ‬
‫‪ - 18522-361‬حدثنا بشر قال‪ :‬ثنا يزيد قال‪ :‬ثنففا سففعيد عففن قتففادة‬
‫ن{ قففال‪:‬‬ ‫مففو َ‬ ‫مك َْر ُ‬ ‫عب َففاد ٌ ّ‬
‫ل ِ‬ ‫ه بَ ْ‬
‫حان َ ُ‬ ‫ن وََلدا ً ُ‬
‫سب ْ َ‬ ‫م ُ‬ ‫خذ َ الّر ْ‬
‫ح َ‬ ‫قوله‪} :‬وََقاُلوا ات ّ َ‬
‫قففالت اليهففود‪ :‬إن اللففه تبففارك وتعففالى صففاهر الجففن فكففانت منهففم‬
‫عب َففاد ٌ‬ ‫ل ِ‬ ‫الملئكة‪ .‬قال الله تبارك وتعالى تكذيبا لهم وردا عليهففم‪} :‬ب َف ْ‬
‫ن{ وإن الملئكة ليس كما قالوا إنما هففم عبففاد أكرمهففم اللففه‬ ‫مو َ‬ ‫مك َْر ُ‬‫ّ‬
‫بعبادته‪( ) .‬‬
‫‪1‬‬

‫سففبا ً{ ]سففورة الصففافات‬ ‫جن ّةِ ن َ َ‬‫ن ال ْ ِ‬ ‫ه وَب َي ْ َ‬‫جعَُلوا ب َي ْن َ ُ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬وَ َ‬
‫‪[37/158‬‬
‫‪ -22765-362‬حدثنا عمرو بن يحيى بن عمران بن عفففرة قففال‪ :‬ثنففا‬
‫عمرو بن سعيد البح عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة فففي قففوله‪:‬‬
‫سبا ً{ قالت اليهود‪ :‬إن الله تبففارك وتعففالى‬ ‫جن ّةِ ن َ َ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫جعَُلوا ب َي ْن َ ُ‬
‫ه وَب َي ْ َ‬ ‫}وَ َ‬
‫تزوج إلى الجن فخرج منهما الملئكة قال‪ :‬سبحانه سبح نفسه‪( ) .‬‬
‫‪2‬‬

‫ملئ ِك َفةِ إ َِناث فا ً‬ ‫َ َ‬


‫ن ال ْ َ‬ ‫مف ْ‬‫خذ َ ِ‬ ‫ن َوات ّ َ‬ ‫م ِبال ْب َِني َ‬‫م َرب ّك ُ ْ‬ ‫فاك ُ ْ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬أفَأ ْ‬
‫ص َ‬
‫ظيما ً = ‪] { 40‬سورة السراء ‪(3) [17/40‬‬ ‫ن ق َ و ْل ً ع َ ِ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫م ل َت َ ُ‬ ‫إ ِن ّك ُ ْ‬
‫‪ - 16846-363‬حدثنا محمد قال‪ :‬ثنا محمد بن ثفور عففن معمففر عففن‬
‫ملئ ِك َةِ إ َِناثا ً{ قال‪ :‬قالت اليهففود‪ :‬الملئكففة بنففات‬ ‫ن ال ْ َ‬‫م ْ‬ ‫خذ َ ِ‬ ‫قتادة }َوات ّ َ‬
‫الله ‪(4) .‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬الثار الواردة في جبريل وميكال خاصة‬
‫قوله تعالى‪} :‬ول َتجدنه َ‬
‫ن‬ ‫ذي َ‬‫ن ال ّف ِ‬‫مف ْ‬ ‫س ع َل َففى َ‬
‫حي َففاةٍ وَ ِ‬ ‫ص الن ّففا ِ‬ ‫حَر َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫َ َ ِ َُّ ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أَ ْ‬
‫ن‬‫مف ْ‬ ‫ح فه ِ ِ‬
‫ح زِ ِ‬
‫مَز ْ‬
‫مففا هُفوَ ب ِ ُ‬
‫سفن َةٍ وَ َ‬
‫ف َ‬ ‫مُر ألف َ‬ ‫م ل َوْ ي ُعَ ّ‬
‫حد ُهُ ْ‬‫كوا ي َوَد ّ أ َ‬‫شَر ُ‬
‫َ‬
‫ن = ‪] { 96‬سورة البقرة‬ ‫مُلو َ‬ ‫ما ي َعْ َ‬‫صيٌر ب ِ َ‬‫ه بَ ِ‬ ‫مَر َوالل ّ ُ‬‫ن ي ُعَ ّ‬
‫بأ ْ‬ ‫ذا ِ‬‫ال ْعَ َ‬
‫‪[2/96‬‬
‫‪ - 1328-364‬حدثني محمد بن سعد قال‪ :‬حدثني أبي قففال‪ :‬حففدثني‬
‫عمي قال‪ :‬ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما ‪} :‬ي َوَد ّ‬
‫‪ () 1‬تفسير عبد الرزاق ) ‪ - ( 23 / 3‬تفسير الدر المنثور ) ‪- ( 624 / 5‬‬
‫حسنه في التفسير الصحيح )‪(1/223‬‬
‫تفسير القرطبي ) ‪.( 281 / 11‬‬
‫‪ ()2‬تفسير الطبري )‪ (108 /23‬تفسير القرطبي )‪(15/134‬‬
‫‪ ()3‬تفسير القرطبي ) ‪.( 134 / 15‬‬
‫‪ ()4‬تفسير الدر المنثور ) ‪ .( 288 / 5‬صححه في التفسير الصحيح )‪(3/262‬‬

‫‪296‬‬
‫ب{ فهم الففذين‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن ال ْعَ َ‬ ‫م ْ‬‫حه ِ ِ‬‫حزِ ِ‬ ‫مَز ْ‬ ‫ما هُوَ ب ِ ُ‬ ‫سن َةٍ وَ َ‬
‫ف َ‬ ‫مُر أ َل ْ َ‬
‫م ل َوْ ي ُعَ ّ‬ ‫حد ُهُ ْ‬
‫َ‬
‫أ َ‬
‫عادوا جبريل عليه السلم ‪(1) .‬‬
‫َ‬
‫ه{ ]سففورة هففود‬ ‫مففن ّرب ّف ِ‬ ‫ن ع َل َففى ب َي ّن َفةٍ ّ‬ ‫مففن ك َففا َ‬ ‫قففوله تعففالى‪} :‬أفَ َ‬
‫‪[11/17‬‬
‫‪ - 13949-365‬حدثنا أبو كريب وابن وكيع قال‪ :‬ثنا ابن إدريففس عففن‬
‫ليث عن مجاهد قال‪ :‬هو جبرئيل تل التوراة والنجيففل والقففرآن وهففو‬
‫الشاهد من الله‪(2) .‬‬
‫‪ - 13959-366‬حدثنا ابن وكيع قال‪ :‬ثنا أبففي عففن أبيففه عففن منصففور‬
‫سى{ قال‪ :‬من قبله جاء‬ ‫مو َ‬ ‫ب ُ‬ ‫من قَب ْل ِهِ ك َِتا ُ‬ ‫عن إبراهيم في قوله‪} :‬وَ ِ‬
‫بالكتاب إلى موسى‪(3) .‬‬
‫ك‬‫ه ع َل َففى قَل ْب ِف َ‬ ‫ه ن َّزل َف ُ‬ ‫ل فَفإ ِن ّ ُ‬‫ري َ‬ ‫جب ْ ِ‬‫ن ع َد ُوّا ً ل ِ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬قُ ْ‬
‫ه{ ]سورة البقرة ‪[2/97‬‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫ب ِإ ِذ ْ ِ‬
‫‪- 1331-367‬حدثنا ابن حميد قال‪ :‬ثنا سلمة قال‪ :‬حدثني محمد بففن‬
‫إسحاق قال‪ :‬حدثني عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي الحسين يعنففي‬
‫المكي‪ ،‬عن شهر بن حوشب الشففعري‪ :‬أن نفففرا ً مففن اليهففود جففاؤوا‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا‪ :‬يا محمد أخبرنا عففن أربففع‬
‫نسألك عنهن فإن فعلت اتبعناك وصدقناك وآمنا بففك! فقففال رسففول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪)) :‬عليكم بذلك عهد الله وميثاقه لئن أنففا‬
‫أخبرتكم بذلك لتصدقني(( قالوا‪ :‬نعم‪ .‬قال‪)) :‬فاسألوا عما بدا لكففم‪-‬‬
‫وفيه‪ -‬قالوا‪ :‬فأخبرنا عن الروح! قال‪)) :‬أنشففدكم بففالله وبأيففامه عنففد‬
‫بني إسرائيل هل تعلمون أنه جبريل وهو الذي يأتيني؟(( قففالوا‪ :‬نعففم‬
‫ولكنه لنا عدو وهو ملك إنما يأتي بالشدة وسفك الففدماء فلففول ذلففك‬
‫ه ن َّزل َف ُ‬
‫ه‬ ‫ل فَ فإ ِن ّ ُ‬
‫ري ف َ‬‫جب َْ ِ‬‫ن ع َفد ُوّا ً ل ِ ِ‬ ‫ن ك َففا َ‬ ‫مف ْ‬ ‫ل َ‬ ‫اتبعناك‪ .‬فأنزل الله فيهم‪} :‬قُ ْ‬
‫ن{‬ ‫مففو َ‬ ‫م ل ي َعْل َ ُ‬ ‫ك{ ]سورة البقرة ‪ [2/97‬إلففى قففوله‪} :‬ك َفأن ّهُ ْ‬ ‫ع ََلى قَل ْب ِ َ‬
‫]سورة البقرة ‪(4) . .[2/101‬‬
‫‪- 1332-368‬حدثنا القاسم قال‪ :‬ثنا الحسين قال‪ :‬حدثني حجاج عن‬
‫ابن جريج قال‪ :‬حدثني القاسم بن أبففي بففزة‪ :‬أن يهففود سففألوا النففبي‬
‫صلى الله عليه وسلم من صاحبه الذي ينففزل عليففه بففالوحي فقففال‪:‬‬
‫))جبريل((‪ .‬قالوا‪ :‬فإنه لنا عدو ول يأتي إل بالحرب والشدة والقتال‪.‬‬

‫‪ ()1‬تفسير الطبري ) ‪ .( 431 / 1‬إسناده ضعيف‬


‫‪ ()2‬تفسير الطبري ) ‪.( 16 / 12‬‬
‫‪ ()3‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪ - ( 2015 / 6‬تفسير الدر المنثور ) ‪.( 411 / 4‬‬

‫‪ () 4‬تفسير الطبري ) ‪ ( 432 / 1‬تفسير ابن كثير ) ‪ ( 130 / 1‬إسناده‬


‫ضعيف‪.‬‬

‫‪297‬‬
‫ري َ‬
‫ل{ ]سورة البقرة ‪ [2/97‬الية‪(1) .‬‬ ‫ن ع َد ُوّا ً ل ِ ِ‬
‫جب ْ ِ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫م ْ‬
‫فنزل‪َ } :‬‬
‫‪- 1333-369‬حدثني محمد بن المثنى قال‪ :‬ثنا ربعففي بففن عليففة عففن‬
‫داود بن أبي هند عن الشعبي قال‪ :‬نزل عمر _ الروحاء فرأى رجففال ً‬
‫يبتدرون أحجارا ً يصلون إليهفا فقفال‪ :‬مفا هفؤلء؟ قفالوا‪ :‬يزعمفون أن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى ههنا‪ .‬فكره ذلك وقال‪ :‬إنما‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسففلم أدركتففه الصففلة بففواد فصففلى ثففم‬
‫ارتحففل فففتركه‪ .‬ثففم أنشففأ يحففدثهم فقففال‪ :‬كنففت أشففهد اليهففود يففوم‬
‫مدراسهم فأعجب من التوراة كيف تصففدق الفرقففان ومففن الفرقففان‬
‫كيف يصدق التوراة فبينما أنا عندهم ذات يوم قالوا‪ :‬يا ابن الخطففاب‬
‫ما من أصحابك أحد أحب إلينا منففك! قلففت‪ :‬ولففم ذلففك؟ قففالوا‪ :‬إنففك‬
‫تغشانا وتأتينفا‪ .‬قفال‪ :‬قلفت إنفي آتيكففم ففأعجب مفن الفرقفان كيففف‬
‫يصدق التوراة ومن التوراة كيف تصدق الفرقان! قال‪ :‬ومففر رسففول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم فقالوا‪ :‬يففا ابففن الخطففاب ذاك صففاحبكم‬
‫فالحق به! قال‪ :‬فقلت لهم عند ذلك‪ :‬أنشففدكم بفالله الففذي ل إلففه إل‬
‫هو ومفا اسفترعاكم مفن حقفه واسفتودعكم مفن كتفابه أتعلمفون أنفه‬
‫رسول الله؟ قال‪ :‬فسكتوا‪ .‬قففال‪ :‬فقففال عففالمهم وكففبيرهم‪ :‬إنففه قففد‬
‫عظم عليكم فأجيبوه! قالوا‪ :‬أنت عالمنا وسففيدنا فففأجبه أنففت‪ .‬قففال‪:‬‬
‫أما إذ أنشدتنا به فإنا نعلم أنه رسول الله‪ .‬قففال‪ :‬قلففت‪ :‬ويحكففم! إذا ً‬
‫هلكتم‪ .‬قالوا إنا لم نهلك‪ .‬قال‪ :‬قلففت‪ :‬كيففف ذاك وأنتففم تعلمففون أنففه‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ل تتبعونه ول تصدقونه؟ قالوا‪:‬‬
‫إن لدينا عدوا ً من الملئكة وسلما ً من الملئكة وإنففه قفرن بفه عفدونا‬
‫من الملئكة‪ .‬قال‪ :‬قلت‪ :‬ومن عدوكم ومففن سففلمكم؟ قففالوا‪ :‬عففدونا‬
‫جبريففل وسففلمنا ميكائيففل‪ .‬قففال‪ :‬قلففت‪ :‬وفيففم عففاديتم جبريففل وفيففم‬
‫سالمتم ميكائيل؟ قالوا‪ :‬إن جبريل ملك الفظاظة والغلظة والعسار‬
‫والتشديد والعذاب ونحففو هففذا‪ ،‬وإن ميكائيففل ملففك الرأفففة والرحمففة‬
‫والتخفيف ونحو هذا‪ .‬قال‪ :‬قلففت‪ :‬ومففا منزلتهمففا مففن ربهمففا؟ قففالوا‪:‬‬
‫أحدهما عن يمينه والخر عن يساره قال‪ :‬قلت‪ :‬فففوالله الففذي ل إلففه‬
‫إل هو إنهما والذي بينهما لعدو لمن عاداهما وسلم لمن سالمهما مففا‬
‫ينبغي لجبريل أن يسالم عدو ميكائيففل ول لميكائيففل أن يسففالم عففدو‬
‫جبريل‪ .‬قال‪ :‬ثم قمت فاتبعت النبي صلى الله عليه وسففلم فلحقتففه‬
‫وهو خارج من مخرفة لبنففي فلن فقففال لففي‪)) :‬يففا ابففن الخطففاب أل‬
‫ه‬ ‫ل َففإ ِن ّ ُ‬
‫ريف َ‬ ‫عفد ُوّا ً ل ِ ِ‬
‫جب ْ ِ‬ ‫ن ك َففا َ‬
‫ن َ‬ ‫مف ْ‬
‫ل َ‬ ‫أقرئك آيات نزلن؟(( فقرأ على‪} :‬قُ ْ‬
‫ه{ حففتى قففرأ اليففات‪.‬‬ ‫ن ي َفد َي ْ ِ‬ ‫دقا ً ل ِ َ‬
‫ما ب َي ْف َ‬ ‫ص ّ‬ ‫ن الل ّهِ ُ‬
‫م َ‬ ‫ه ع ََلى قَل ْب ِ َ‬
‫ك ب ِإ ِذ ْ ِ‬ ‫ن َّزل َ ُ‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬بأبي أنت وأمي يا رسول اللففه والففذي بعثففك بففالحق لقففد‬
‫جئت وأنا أريد أن أخبرك الخبر فأسمع اللطيففف الخففبير قففد سففبقني‬

‫‪ ()1‬تفسير ابن كثير ) ‪.( 131 / 1‬‬

‫‪298‬‬
‫إليك بالخبر‪(1) .‬‬
‫‪- 1335-370‬حدثنا الحسن بن يحيى قال‪ :‬أخبرنا عبد الففرزاق قففال‪:‬‬
‫ل{ قففال‪:‬‬ ‫ريف َ‬ ‫ن ع َفد ُوّا ً ل ِ ِ‬
‫جب ْ ِ‬ ‫ن ك َففا َ‬ ‫مف ْ‬ ‫أخبرنا معمر عن قتادة في قففوله‪َ } :‬‬
‫قالت اليهود‪ :‬إن جبريل هو عدونا لنه ينزل بالشدة والحرب والسففنة‬
‫وإن ميكائيل ينزل بالرخاء والعافية والخصب فجبريففل عففدونا‪ .‬فقففال‬
‫ل{‪(2) .‬‬ ‫ري َ‬ ‫جب ْ ِ‬‫ن ع َد ُوّا ً ل ِ ِ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫م ْ‬ ‫الله جل ثناؤه‪َ } :‬‬
‫‪ - 1336-371‬حدثني موسى بن هففارون قففال‪ :‬ثنففا عمففرو بففن حمففاد‬
‫ه ن َّزل َف ُ‬
‫ه‬ ‫ل فَ فإ ِن ّ ُ‬‫ري ف َ‬ ‫ن ع َد ُوّا ً ل ِ ِ‬
‫جب ْ ِ‬ ‫كا َ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫ل َ‬ ‫قال‪ :‬ثنا أسباط عن السدي‪} :‬قُ ْ‬
‫ه{ قففال‪ :‬كففان لعمففر بففن‬ ‫ن ي َفد َي ْ ِ‬‫مففا ب َي ْف َ‬‫دقا ً ل ِ َ‬ ‫صف ّ‬‫م َ‬‫ن الل ّفهِ ُ‬ ‫ع ََلى قَل ْب ِ َ‬
‫ك ب ِإ ِذ ْ ِ‬
‫الخطاب _ أرض بأعلى المدينة فكان يأتيها وكان ممره على طريففق‬
‫مدراس اليهود وكان كلما دخل عليهم سمع منهم‪ .‬وإنه دخففل عليهففم‬
‫ذات يوم فقالوا‪ :‬يا عمر ما في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم‬
‫أحد أحب إلينا منك! إنهم يمرون بنا فيؤذوننا وتمر بنا فل تؤذينففا وإنففا‬
‫لنطمففع فيففك‪ .‬فقففال لهففم عمففر _‪ :‬أي يميففن فيكففم أعظففم؟ قففالوا‪:‬‬
‫الرحمن الذي أنزل التوراة على موسى بطور سيناء‪ .‬فقال لهم عمر‬
‫_‪ :‬فأنشدكم بالرحمن الذي أنزل التوراة على موسففى بطففور سففيناء‬
‫أتجدون محمدا صفلى اللفه عليفه وسفلم عنفدكم؟ فأسفكتوا‪ .‬فقفال‪:‬‬
‫تكلموا ما شأنكم؟ فوالله ما سألتكم وأنا شاك في شيء من دينففي!‬
‫فنظر بعضففهم إلففى بعففض فقففام رجففل منهففم فقففال‪ :‬أخففبروا الرجففل‬
‫لتخبرنه أو لخبرنه! قالوا‪ :‬نعم إنا نجده مكتوبفا ً عنففدنا ولكففن صففاحبه‬
‫مففن الملئكففة الففذي يففأتيه بففالوحي هففو جبريففل وجبريففل عففدونا وهففو‬
‫صاحب كل عذاب أو قتال أو خسف ولو أنففه كففان وليففه ميكائيففل إذا‬
‫لمنا به فإن ميكائيل صاحب كل رحمة وكل غيث‪ .‬فقال لهم عمر _‪:‬‬
‫فأنشدكم بالرحمن الذي أنزل التوراة على موسى بطور سففيناء أيففن‬
‫مكان جبريل من الله؟ قالوا‪ :‬جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره‪.‬‬
‫قال عمر _‪ :‬فأشهدكم أن الذي هو عدو للذي عن يمينففه عففدو للففذي‬
‫هو عن يساره والذي هو عدو للذي هو عن يساره عدو للذي هو عن‬
‫يمينه وأنه من كان عدوهما فانه عدو الله‪ .‬ثم رجع عمر ليخبر النففبي‬
‫فوجد جبريل قد سبقه بالوحي فدعاه النبي صلى اللففه عليففه وسففلم‬
‫فقرأ عليه فقال عمر _‪ :‬والذي بعثك بالحق لقففد جئتففك ومففا أريففد إل‬

‫‪ ()1‬تفسير الطبري ) ‪ ( 431 / 1‬تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 222 / 1‬تفسير‬


‫ابن كثير ) ‪ - ( 132 / 1‬تفسير الدر المنثور ) ‪.( 223 / 1‬‬
‫‪ ()2‬تفسير الطبري ) ‪( 432 / 1‬تفسير عبد الرزاق ) ‪ - ( 52 / 1‬تفسير ابن‬
‫كثير ) ‪ .( 133 / 1‬صححه في التفسير الصحيح )‪(1/164‬‬

‫‪299‬‬
‫أن أخبرك‪(1) .‬‬
‫‪- 1338-372‬حدثني يعقوب بن إبراهيم قال‪ :‬ثنا هشيم قال‪ :‬أخبرنففا‬
‫عففد ُّو‬‫ه َ‬‫ن الل ّ َ‬‫حصين بن عبد الرحمن عن ابن أبي ليلى في قوله‪} :‬فَإ ِ ّ‬
‫ن{ ]سورة البقرة ‪ [2/98‬قال‪ :‬قالت اليهففود للمسففلمين‪ :‬لففو‬ ‫ري َ‬ ‫كافِ ِ‬‫ل ِل ْ َ‬
‫أن ميكائيل كففان الففذي ينففزل عليكففم لتبعنففاكم فففإنه ينففزل بالرحمففة‬
‫والغيث وإن جبريل ينزل بالعذاب والنقمة وهو لنا عدو‪ .‬قال‪ :‬فنزلت‬
‫ل{‪(2) .‬‬ ‫ري َ‬ ‫جب ْ ِ‬‫ن ع َد ُوّا ً ل ِ ِ‬ ‫كا َ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫هذه الية‪َ } :‬‬
‫‪- 1340-373‬حدثنا أبو كريب قال‪ :‬ثنا عثمان بن سعيد قال ثنا بشففر‬
‫بن عمارة عن أبي روق عففن الضففحاك عففن ابففن عباس ف رضففي اللففه‬
‫ل{ قال‪ :‬وذلك أن اليهود‬ ‫ري َ‬
‫جب ْ ِ‬ ‫ن ع َد ُوّا ً ل ِ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫عنهما فى قوله‪} :‬قُ ْ‬
‫قالت حين سألت محمدا ً صلى الله عليففه وسففلم عففن أشففياء كففثيرة‬
‫فأخبرهم بها على ما هففي عنففدهم إل جبريففل فففإن جبريففل كففان عنففد‬
‫اليهود صاحب عذاب وسطوة ولم يكن عندهم صاحب وحففي ‪ -‬يعنففي‬
‫تنزيل من الله على رسله ‪ -‬ول صاحب رحمة ‪ -‬فأخبرهم رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم فيما سألوه عنه أن جبريل صاحب وحي اللففه‬
‫وصاحب نقمته‪ .‬وصففاحب رحمتففه‪ .‬فقففالوا‪ :‬ليففس بصففاحب وحففي ول‬
‫ل{ يففا محمففد‬ ‫رحمة هو لنا عدو‪ .‬فأنزل الله عز وجل إكذابا لهم‪} :‬قُ ف ُ‬
‫ك{ يقففول‪ :‬فففإن جبريففل‬ ‫ه ع َل َففى قَل ْب ِف َ‬ ‫ه ن َّزل َ ُ‬ ‫ل فَإ ِن ّ ُ‬‫ري َ‬ ‫ن ع َد ُوّا ً ل ِ ِ‬
‫جب ْ ِ‬ ‫كا َ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫} َ‬
‫نزله‪ .‬يقول‪ :‬نزل القرآن بأمر الله يشد بففه فففؤادك ويربففط بففه علففى‬
‫قلبك يعني بوحينا الذي نزل به جبريل عليففك مففن عنففد اللففه وكففذلك‬
‫يفعل بالمرسلين والنبياء من قبلك‪(3) .‬‬
‫‪- 1357-374‬حدثت عن عن عمار قال‪ :‬ثنا ابن أبي جعفففر عففن أبيففه‬
‫عن حصين بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن أبففي ليلى قففال‪ :‬إن‬
‫يهوديا لقي عمر فقال له إن جبريل الذي يذكره صاحبك هو عدو لنا‪.‬‬
‫كففا َ‬
‫ل‬ ‫مي َ‬
‫ل وَ ِ‬ ‫ري َ‬‫جب ْ ِ‬ ‫ملئ ِك َت ِهِ وَُر ُ‬
‫سل ِهِ وَ ِ‬ ‫ن ع َد ُوّا ً ل ِل ّهِ وَ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫فقال له عمر‪َ } :‬‬
‫ن{ ]سففورة البقففرة ‪[2/98‬قففال‪ :‬فنزلففت علففى‬ ‫ري َ‬ ‫كافِ ِ‬ ‫ه ع َد ُوّ ل ِل ْ َ‬‫ن الل ّ َ‬ ‫فَإ ِ ّ‬
‫لسان عمر _‪(4) .‬‬

‫‪ ()1‬تفسير الطبري ) ‪ ( 4333 / 1‬تفسير الدر المنثور ) ‪.(224- 223 / 1‬‬


‫‪ ()2‬تفسير ابن كثير ) ‪.( 133 / 1‬‬
‫‪ ()3‬تفسير الطبري ) ‪.( 436 - 435/ 1‬‬
‫‪ ()4‬تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 224 / 1‬تفسير ابن كثير ) ‪( 133 / 1‬‬
‫إسناده‬
‫‪.‬‬
‫ضعيف‬

‫‪300‬‬
‫الدراسة‪:‬‬
‫بين الله تبففارك وتعففالى أن المعاصففرين لففدعوة موسففى‬
‫عليففه السففلم مففن فرعففون ومففن معففه يعرفففون الملئكففة‬
‫ويقدرونهم بدليل سؤالهم لموسففى أن يففأتي بهففم ليشففهدوا‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫سففوَِرةٌ‬ ‫ي ع َل َْيففهِ أ ْ‬ ‫قفف َ‬ ‫ول أل ْ ِ‬ ‫معه على صدقه كما قال تعالى‪} :‬فََلفف ْ‬
‫َ‬
‫ن = ‪] { 53‬سففورة‬ ‫مقْت َرِِني ف َ‬ ‫ة ُ‬ ‫ملئ ِك َف ُ‬‫ه ال ْ َ‬ ‫م عَ ف ُ‬
‫جففاَء َ‬ ‫ب أ وْ َ‬ ‫ن ذ َهَ ف ٍ‬‫مف ْ‬ ‫ِ‬
‫الزخرف ‪ [43/53‬و موسففى عليففه السففلم بعثففه اللففه بمففا‬
‫بعث به رسله‪ ,‬ومن ذلك اليمففان بالملئكففة‪ ,‬ولكففن اليهففود‬
‫وإيمانهم بالملئكة‪ ,‬ومحبتهم لهم ‪ -‬كما بينه القرآن‪ -‬خاضففع‬
‫لهوائهم‪ ,‬فهم ينتخبون في ذلك بففأهوائهم‪ ,‬كمففا تقففدم فففي‬
‫صفاتهم وعقائدهم‪.‬‬
‫فالملئكة منهم العففدو ومنهففم الففولي‪ ،‬ولكففن قبففل ذلففك‬
‫هناك بعض الروايات تنسب القول في بعض اليات وإن لم‬
‫يصرح باسمهم ولكن نص عليه بعض السلف كمففا م فّر فففي‬
‫الثار منهم من تكلم في أصل الملئكففة فقففالت اليهففود‪ :‬إن‬
‫الله تبارك وتعالى تزوج إلففى الجففن فخففرج منهمففا الملئكففة‬
‫وأن جنسهم إناث فهم بنات الله‪.‬‬
‫وهذا مجمل ما في اليات التالية‪:‬‬
‫ن = ‪26‬‬ ‫مففو َ‬ ‫مك َْر ُ‬‫عَبففاد ٌ ُ‬ ‫ل ِ‬ ‫ه بَ ْ‬ ‫حان َ ُ‬ ‫ن وََلدا ً ُ‬
‫سب ْ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ح َ‬ ‫خذ َ الّر ْ‬ ‫}وََقاُلوا ات ّ َ‬
‫{ ]سورة النبياء ‪[21/26‬‬
‫م‬‫ة إ ِن ُّهفف ْ‬ ‫ت ال ْ ِ‬
‫جّنفف ُ‬ ‫مفف ْ‬ ‫قففد ْ ع َل ِ َ‬ ‫سففبا ً وَل َ َ‬ ‫جّنففةِ ن َ َ‬‫ن ال ْ ِ‬ ‫ه وَب َْيفف َ‬ ‫جعَُلففوا ب َي َْنفف ُ‬ ‫}وَ َ‬
‫ن = ‪] { 158‬سورة الصافات ‪[37/158‬‬ ‫ضُرو َ‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬ ‫لَ ُ‬
‫كففةِ إ َِناثففا ً إ ِن ّ ُ‬ ‫َ َ‬
‫م‬‫كفف ْ‬ ‫ملئ ِ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬‫مفف ْ‬ ‫خففذ َ ِ‬ ‫ن َوات ّ َ‬ ‫م ِبففال ْب َِني َ‬ ‫كفف ْ‬‫م َرب ّ ُ‬ ‫فاك ُ ْ‬ ‫صفف َ‬ ‫}أفَأ ْ‬
‫ظيما ً = ‪] { 40‬سورة السراء ‪[17/40‬‬ ‫ن ق َ و ْل ً ع َ ِ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫ل َت َ ُ‬
‫وبينتها الثار السابقة وهذا من شنيع قولهم كما مًر فففي‬
‫نسبتهم الولد لله‪.‬‬
‫ولليهود مع جبريل عليه السلم شأن آخر فهم يعتقدون‬
‫عففداوته ويناصففبونه البغففض ويصففرحون بففذلك‪ ،‬ومففع تعففدد‬
‫الروايات في سبب عداوة اليهود لجبريل عليففه السففلم إل‬
‫أن النتيجة واحدة وقد قال الطبري رحمه اللففه عنففد قففوله‬

‫‪301‬‬
‫ن‬ ‫ك ب ِفإ ِذ ْ ِ‬‫ه ع َل َففى قَل ْب ِف َ‬ ‫ه ن َّزل َف ُ‬
‫ل فَ فإ ِن ّ ُ‬ ‫ري َ‬ ‫جب ْ ِ‬‫ن ع َد ُوّا ً ل ِ ِ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫تعالى‪} :‬قُ ْ‬
‫ن‬‫مف ْ‬ ‫ن = ‪َ 97‬‬ ‫مِني َ‬ ‫ش فَرى ل ِل ْ ُ‬
‫م فؤ ْ ِ‬ ‫دى وَب ُ ْ‬ ‫ن ي َفد َي ْهِ وَهُ ف ً‬‫ما ب َي ْ َ‬‫دقا ً ل ِ َ‬ ‫ص ّ‬‫م َ‬ ‫الل ّ ِ‬
‫ه ُ‬
‫ه ع َفد ُّو‬ ‫ن الل ّف َ‬ ‫ميك َففا َ‬
‫ل ف َ فإ ِ ّ‬ ‫ل وَ ِ‬ ‫ريف َ‬ ‫جب ْ ِ‬‫سفل ِهِ وَ ِ‬ ‫ملئ ِك َت ِفهِ وَُر ُ‬ ‫ن ع َد ُوّا ً ل ِل ّهِ وَ َ‬‫كا َ‬ ‫َ‬
‫ن = ‪] { 98‬سورة البقرة ‪. [98-2/97‬‬ ‫ري َ‬ ‫كافِ ِ‬‫ل ِل ْ َ‬
‫"أجمع أهففل العلففم بالتففأويل جميعفا ً علففى أن هففذه اليففة‬
‫نزلت جوابا ً لليهود من بني إسففرائيل‪ ،‬إذ زعمففوا أن جبريففل‬
‫عدولهم‪ ،‬وأن ميكائيل ولي لهففم‪ .‬ثففم اختلفففوا فففي السففبب‬
‫الذي من أجله قالوا ذلك‪ ".‬ثم أورد أكففثر مففن أربعففة عشففر‬
‫سببا ً من أسباب النزول لهاتين اليتين‪(1) .‬‬
‫فمن السباب التي ذكرت‪:‬‬
‫‪ -1‬أن عداوتهم لنففه ينففزل عليهففم بالعففذاب‪ ،‬وهففو قففول‬
‫الجمهور‪ (2) ،‬كما في المناظرة التي جرت بين اليهود وبيففن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمر نبوته‪.‬‬
‫فعن ابن عباس رضي الله عنهمففا أنففه قففال‪)) :‬حضففرت‬
‫عصففابة مففن اليهففود رسففول اللففه صففلى اللففه عليففه وسففلم‬
‫فقففالوا‪ :‬يففا أبففا القاسففم حففدثنا عففن خلل نسففألك عنهففن ل‬
‫يعلمهن إل نبي! فقال رسول الله صلى الله عليففه وسففلم ‪:‬‬
‫))سلوا عما شففئتم‪ ،‬ولكففن اجعلففوا لففي ذمففة اللففه ومففا أخففذ‬
‫يعقوب على بنيه لئن أنا حدثتكم شففيئا فعرفتمففوه لتتففابعني‬
‫على السلم((‪ .‬فقالوا‪ :‬ذلك لك‪ .‬فقففال رسففول اللففه صففلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ :‬سلوني عما شئتم فقالوا أخبرنا عن أربع‬
‫خلل نسألك عنهن! أخبرنا أي الطعام حرم إسففرائيل علففى‬
‫نفسه من قبل أن تنزل التوراة؟ وأخبرنا كيففف مففاء المففرأة‬
‫وماء الرجل‪ ،‬وكيف يكون الذكر منه والنثى؟ وأخبرنففا بهففذا‬
‫النففبي المففي فففي النففوم ومففن وليففه مففن الملئكففة؟ فقففال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬عليكم عهد الله لئن أنا‬
‫أنبأتكم لتتابعني‪ .‬فأعطوه ما شاء من عهد وميثففاق‪ ،‬فقففال‪:‬‬

‫‪ ()1‬تفسير الطففبري ‪ 486-1/476‬وانظففر تفاصففيل الروايففات وتخريجهففا فففي‬


‫العجاب في بيان الباب لبن حجر ‪ 1/289‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ ()2‬حكاه ابن حجر في العجاب ‪.1/298‬‬

‫‪302‬‬
‫نشدتكم بالذي أنزل التوراة علففى موسففى هففل تعلمففون أن‬
‫إسرائيل مرض مرضا شديدا فطال سقمه منه‪ ،‬فنففذر نففذرا‬
‫لئن عافاه الله من سقمه ليحرمن أحب الطعام والشففراب‬
‫إليه وكان أحب الطعام إليه لحم البل؟فقالوا‪ :‬اللهففم نعففم‪.‬‬
‫فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬أشهد الله عليكم‬
‫وأنشدكم بالله الذي ل إله إل هو الذي أنففزل التففوراة علففى‬
‫موسى‪ ،‬هل تعلمون أن ماء الرجل أبيففض غليففظ‪ ،‬وأن مففاء‬
‫المرأة أصفر رقيق‪ ،‬فأيهما عل كان لفه الولد والشبيه بففإذن‬
‫الله‪ ،‬فإذا عل ماء الرجل ماء المرأة كان الولففد ذكففرا بففإذن‬
‫الله وإذا عل ماء المرأة ماء الرجففل كففان الولففد أنففثى بففإذن‬
‫الله؟‪ .‬قالوا‪ :‬اللهم نعم! قال‪ :‬اللهم اشهد‪ .‬قففال‪ :‬وأنشففدكم‬
‫بالذي أنزل التوراة على موسى‪ ،‬هل تعلمون أن هذا النففبي‬
‫المي تنام عيناه ول ينام قلبففه؟‪ .‬قففالوا‪ :‬اللهففم نعففم! قففال‪:‬‬
‫اللهم اشهد‪ .‬قالوا‪ :‬أنت الن تحدثنا من وليك من الملئكة؟‬
‫فعندها نتابعففك أو نفارقففك‪ .‬قففال‪ :‬فففإن وليففي جبريففل‪ ،‬ولففم‬
‫يبعث الله نبيا فقط إل وهو وليه‪ .‬قالوا‪ :‬فعندها نفارقك‪ ،‬لففو‬
‫كان وليك سواه من الملئكة تابعناك وصدقناك‪ .‬قففال‪ :‬فمففا‬
‫يمنعكففم أن تصففدقوه؟ قففالوا‪ :‬إنففه عففدونا‪ .‬فففأنزل اللففه عففز‬
‫ن الّلففِه{‬
‫ك ِبففإ ِذ ْ ِ‬‫ه ع ََلى قَل ِْبفف َ‬ ‫ه ن َّزل َ ُ‬
‫ل فَإ ِن ّ ُ‬
‫ري َ‬ ‫ن ع َد ُوّا ً ل ّ ِ‬
‫جب ْ ِ‬ ‫من َ‬
‫كا َ‬ ‫وجل‪َ } :‬‬
‫َ‬
‫ن{ ]سورة‬ ‫مو َ‬ ‫م ل َ ي َعْل َ ُ‬
‫]سورة البقرة ‪ [2/97‬إلى قوله‪} :‬ك َأن ّهُ ْ‬
‫البقففرة ‪ .[2/101‬فعنففدها بففاؤوا بغضففب علففى غضففب وفففي‬
‫رواية قالوا‪ :‬نعم ولكنه لنا عدو وهو ملك إنما يأتي بالشففدة‬
‫وسفك الدماء فلول ذلك اتبعناك‪(1) ((.‬‬
‫‪ -2‬ومن السباب‪ :‬أنهففم يففرون أن جبريففل عليففه السففلم‬
‫حال بينهم وبين قتل بختنصففر الففذي خففرب بيففت المقدسف‪,‬‬
‫وسفك دماءهم‪ ,‬وسبى ذراريهم‪.‬‬
‫‪ ()1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 431 / 1‬تفسير ابن أبففي حففاتم ) ‪- ( 704 / 3‬‬
‫تفسففير الففدر المنثففور ) ‪ ( 221 / 1‬وأحمففد فففي المسففند عففن ‪278-1/274‬‬
‫والطبراني في الكبير والترمذي ‪ 3117‬مختصرا ً وصففححه شففاكر فففي تعليقففه‬
‫على التفسير وصححه في التفسر الصحيح ‪.1/115‬‬

‫‪303‬‬
‫فقد حكى الثعلبي‪ ,‬والواحدي‪ ,‬عن ابن عباس رضي الله‬
‫عنهما ‪)) :‬أن سبب عداوة اليهود لجبريل عليه السففلم ‪ :‬أن‬
‫نبيهم أخبرهم‪ ,‬أن يختنصر سيخرب بيففت المقففدس‪ ,‬فبعثففوا‬
‫رجل ً ليقتله‪ ,‬فوجده شابا ً ضعيفًا‪ ,‬فمنعففه جبريففل مففن قتلففه‪,‬‬
‫وقال لفه‪ :‬إن كان الله أراد هلككم علففى يففده فلففن تسففلط‬
‫عليففه‪ ,‬وإن كفان غيففره فعلففى أي حففق تقتلفه‪ ,‬فففتركه فكففبر‬
‫يختنصر‪ ,‬وغففزا بيففت المقدسف‪ ,‬فقتلهففم‪ ,‬وخربففه‪ ,‬فصففاروا‬
‫يكرهون جبريل لذلك‪(1) ((.‬‬
‫‪ -3‬ومن السباب‪ :‬أنهففم يففرون أن جبريففل عليففه السففلم‬
‫عدل بالنبوة عن بني إسرائيل إلى بني إسماعيل‪ ،‬كما فففي‬
‫تفسير مقاتل‪ :‬قالت اليهود إن جبريل عدونا أمففر أن يجعففل‬
‫النبوة فينا فجعلها في غيرنا‪(2) .‬‬
‫وأما الملففك المحبففوب عنففدهم فهففو ميكففال الففذي ينففزل‬
‫بالرحمة والغيث كما مّر في الثار السففابقة‪ ،‬ولففذلك نصففت‬
‫اليففة علففى ذكففر جبريففل وميكائيففل رغففم دخولهمففا ضففمن‬
‫الملئكففة بالجملففة‪ ،‬وذلففك للففرد علففى مزاعففم اليهففود فففي‬
‫التفريففق بينهمففا وتكففذيب مزاعمهففم حففول معففادة جبريففل‬
‫ومحبة ميكال‪.‬‬
‫والذي يفهم من سياق الية أن اليهود كسبوا عداوة الله‬
‫بعداوتهم للملئكة ولجبريل خاصة فليس لهففم التفريففق لن‬
‫م‬ ‫ن َرب ّهُ ْ‬‫خاُفو َ‬ ‫الله وصف الملئكة جميعا ً بوصف واحد فقال }ي َ َ‬
‫ن = ‪] { 50‬سففورة النحففل‬ ‫مُرو َ‬‫مففا ي ُفؤ ْ َ‬
‫ن َ‬ ‫فعَل ُففو َ‬ ‫ن ف َ فو ْق ِ ه ِ ْ‬
‫م وَ ي َ ْ‬ ‫مف ْ‬
‫ِ‬
‫م ن َففارا ً‬ ‫َ‬ ‫مُنوا ُقوا َأن ُ‬ ‫َ‬
‫م وَأهِْليك ُف ْ‬
‫س فك ُ ْ‬
‫ف َ‬ ‫نآ َ‬‫ذي َ‬‫‪ [16/50‬وقال‪َ} :‬يا أي َّها ال ّ ِ‬
‫ن الّلفف َ‬
‫ه‬ ‫صففو َ‬
‫داد ٌ ل ي َعْ ُ‬
‫ش َ‬ ‫ة ِغل ٌ‬
‫ظ ِ‬ ‫جاَرة ُ ع َل َي َْها َ‬
‫ملئ ِك َ ٌ‬ ‫س َوال ْ ِ‬
‫ح َ‬ ‫ها الّنا ُ‬ ‫وَُقود ُ َ‬
‫َ‬
‫ن = ‪] { 6‬سورة التحريم ‪[66/6‬‬ ‫مُرو َ‬ ‫ما ي ُؤ ْ َ‬
‫ن َ‬ ‫فعَُلو َ‬ ‫م و َي َ ْ‬
‫مَرهُ ْ‬ ‫ما أ َ‬
‫َ‬
‫‪.‬‬

‫‪ ()1‬فتح الباري ‪ 866‬والواحدي في أسباب النزول ‪ 28‬ثم ضعف هذه الرواية‬


‫ابن حجر في العجاب في بيان السباب ‪.1/297‬‬
‫‪ ()2‬أسباب النزول للواحدي ‪.28‬‬

‫‪304‬‬
‫فليففس لهففم تصففرف مففن عنففد أنفسففهم‪ ,‬بففل هففم عبففاد‬
‫مكرمون ‪,‬خاصة كبيرهم جبريل عليه السففلم ‪ ,‬فهففو الففروح‬
‫القدس‪ ,‬ورسول اللففه إلففى أنبيففائه‪ ,‬وأفضففلهم ‪ ,‬وهففو الففذي‬
‫بسبب عداوتهم له استحقوا غضب الله‪.‬‬
‫قال الطبري رحمه اللففه عنففد تفسففير اليففات السففابقة‪:‬‬
‫"قل يا محمففد ‪ -‬لمعاشففر اليهففود مففن بنففي إسففرائيل الففذين‬
‫زعموا أن جبريل لهم عدو من أجففل أنففه صففاحب سففطوات‬
‫وعففذاب وعقوبففات ل صففاحب وحففي وتنزيففل ورحمففة فففأبوا‬
‫اتباعك وجحدوا نبوتك وأنكروا ما جئتهم به مففن آيففاتي ‪.....‬‬
‫وإعلم منه أن من عادى جبريل فقد عاداه وعادى ميكائيل‬
‫وعادى جميع ملئكته ورسله؛ لن الففذين سففماهم اللففه فففي‬
‫هذه الية هم أولياء الله وأهل طاعته‪ ،‬ومن عادى للففه وليففا‬
‫فقد عادى اللففه وبففارزه بالمحاربففة‪ ،‬ومففن عففادى اللففه فقففد‬
‫عففادى جميففع أهففل طففاعته ووليتففه؛ لن العففدو للففه عففدو‬
‫لوليائه‪ ،‬والعدو لولياء اللففه عففدو لففه‪ .‬فكففذلك قففال لليهففود‬
‫الذين قالوا‪ :‬إن جبريل عدونا من الملئكة‪ ،‬وميكائيففل ولينففا‬
‫ن‬ ‫ميك َففا َ‬
‫ل ف َ فإ ِ ّ‬ ‫ري َ‬
‫ل وَ ِ‬ ‫جب ْ ِ‬
‫سل ِهِ وَ ِ‬ ‫ن ع َد ُوّا ً ل ّل ّهِ وَ َ‬
‫ملئ ِك َت ِهِ وَُر ُ‬ ‫كا َ‬‫من َ‬ ‫منهم‪َ } :‬‬
‫ن{ ]سورة البقرة ‪ [2/98‬من أجل أن عففدو‬ ‫ري َ‬ ‫ه ع َد ُوّ ل ّل ْ َ‬
‫كافِ ِ‬ ‫الل ّ َ‬
‫جبريل عدو كل ولي لله‪ .‬فأخبرهم جففل ثنففاؤه أن مففن كففان‬
‫عففدوا لجبريففل فهففو لكففل مففن ذكففره مففن ملئكتففه ورسففله‬
‫وميكال عدو‪ ،‬وكذلك عدو بعض رسل الله عففدو للففه ولكففل‬
‫ولى‪(1) ".‬‬
‫ومفففن اففففترائهم المعهفففود ‪ :‬قفففولهم‪ :‬ولكفففن صفففاحب‬
‫صاحبنا ‪,‬ميكائيل كما قالوه لعمر_ وهذا هو الكذب المففبين‪,‬‬
‫لن جبريل هو الروح المين بيففن اللففه وجميففع رسففله‪ ,‬وهففو‬
‫ولي جميع النبياء‪,‬كما قال صلى الله عليففه وسففلم ‪)) :‬فففإن‬
‫وليي جبريل ولم يبعث الله نبيا ً قط إل وهو وليه‪(2) ((.‬‬

‫‪ ()1‬تفسير الطبري ) ‪.( 435 / 1‬‬


‫‪ () 2‬تفسففير الطففبري ج ‪/1‬ص ‪ 432‬ورواه أحمففد ‪1/274‬والترمففذي ‪3117‬‬
‫وقال حسن صحيح وصححه شاكر برقم ‪ 1605‬في حاشية التفسير‪.‬‬

‫‪305‬‬
‫وكذلك قول ورقة بن نوفل حين أخففبرته خديجففة رضففي‬
‫الله عنها بما رآه النبي صلى الله عليه وسففلم يففوم الغففار‬
‫فقال‪)) :‬هذا الناموس الذي نففزل اللففه علففى موسففى عليففه‬
‫السلم ‪(1) ((.‬‬
‫إن جبريل‪ ,‬وميكائيل عليهما السلم ‪,‬وجميع ملئكة الله‪,‬‬
‫هم أولياء الله‪ ,‬ومن عادى لله وليا ً فقد آذنه بالحرب وعففدو‬
‫أولياء الله عدو لله‪.‬‬
‫إذًا‪ :‬اليهود الذين عادوا جبريل‪ ،‬قد عففادوا اللففه وملئكتففه‬
‫ورسله فهم بذلك كافرون والله عدو للكافرين‪.‬‬

‫‪ () 1‬رواه البخاري ج ‪/1‬ص ‪.4‬‬

‫‪306‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الثار الواردة في عقيدة اليهود في اليمان باالكتب‬
‫المبحث الول ‪ :‬الثار الواردة في موقفهم من اليمان بالكتب مطلقا ً‬
‫الثار‪:‬‬
‫َ‬
‫ه‬‫ل الّلفف ُ‬ ‫مففا أن فَز َ‬ ‫حقّ قَد ْرِهِ إ ِذ ْ َقاُلوا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ما قَد َُروا الل ّ َ‬ ‫قولفه تعالى‪} :‬وَ َ‬
‫َ‬
‫سففى‬ ‫مو َ‬ ‫جففاَء ب ِفهِ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ب ال ّ ِ‬ ‫ل ال ْك َِتا َ‬‫ن أنَز َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫يٍء قُ ْ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫ش رٍ ِ‬ ‫ع ََلى ب َ َ‬
‫ن ك َِثيففرا ً‬‫فففو َ‬ ‫خ ُ‬‫دون ََها وَت ُ ْ‬ ‫س ت ُب ْف ُ‬
‫طيف َ‬ ‫ه قََرا ِ‬ ‫جعَل ُففون َ ُ‬ ‫س تَ ْ‬ ‫ُنورا ً وَهُف ً‬
‫دى ِللن ّففا ِ‬
‫َ‬
‫م فِففي‬ ‫م ذ َْرهُ ف ْ‬ ‫ه ث ُف ّ‬‫ل الل ّف ُ‬ ‫م قُ ف ْ‬ ‫م َول آب َففاؤ ُك ُ ْ‬ ‫موا أن ْت ُف ْ‬ ‫م ت َعْل َ ُ‬
‫ما ل َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫وَع ُل ّ ْ‬
‫مت ُ ْ‬
‫ن = ‪] { 91‬سورة النعام ‪[6/91‬‬ ‫م ي َل ْعَُبو َ‬‫ض هِ ْ‬ ‫خ وْ ِ‬ ‫َ‬
‫‪ - 10544-375‬حدثنا ابن حميد قال‪ :‬ثنا يعقفوب القمفي عفن جعففر‬
‫بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير قال‪ :‬جاء رجل مففن اليهففود يقففال‬
‫لفه مالك بن الصيف يخاصم النبي صلى الله عليه وسلم فقففال لفففه‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬أنشففدك بالففذي أنففزل التففوراة علففى‬
‫موسى أما تجد في التوراة أن اللففه يبغففض الحففبر السففمين؟" وكففان‬
‫حبرا سمينا فغضب فقال‪ :‬والله ما أنزل الله على بشر مفن شفيء !‬
‫فقال له أصحابه الذين معه‪ :‬ويحك ول موسى؟ فقال‪ :‬والله ما أنزل‬
‫ه{‪.‬‬ ‫حفقّ قَفد ْرِ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ما قَد َُروا الل ّف َ‬ ‫الله على بشر من شيء فأنزل الله‪} :‬وَ َ‬
‫‪1‬‬
‫)(‬
‫‪ - 10545-376‬حدثنا القاسم قال‪ :‬ثنا الحسين قال‪ :‬ثني حجاج عففن‬
‫ه{قال‪ :‬نزلففت‬ ‫حقّ قَد ْرِ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ما قَد َُروا الل ّ َ‬ ‫ابن جريج عن عكرمة قوله‪} :‬وَ َ‬
‫في مالك بن الصيف كففان مففن قريظففة مففن أحبففار اليهففود؛ }قففل يففا‬
‫محمد من أنزل الكتاب الذي جاء به موسففى نففورا وهففدى للنففاس{‪..‬‬
‫الية‪(2) : .‬‬
‫‪ - 1054-377‬حدثني موسى بن هففارون قففال‪ :‬ثنففا عمففرو بففن حمففاد‬
‫ه{ قال‪ :‬قففال‬ ‫حقّ قَد ْرِ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ما قَد َُروا الل ّ َ‬ ‫قال‪ :‬ثنا أسباط عن السدي‪} :‬وَ َ‬
‫فنحاص اليهودي‪ :‬ما أنزل الله على محمد من شيء‪(3) .‬‬
‫‪ - 10547-378‬حففدثنا هنففاد قففال ‪ :‬ثنففا يففونس قففال‪ :‬ثنففا أبففو معشففر‬
‫المدني عن محمد بن كعب القرظي قال‪ :‬جاء نففاس مففن يهففود إلففى‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم وهو محتففب فقففالوا‪ :‬يففا أبففا القاسففم أل‬
‫تأتينا بكتاب من السماء كما جاء به موسى ألواحففا يحملهففا مففن عنففد‬
‫ن‬
‫مف ْ‬ ‫م ك َِتابفا ً ِ‬
‫ل ع َل َي ْهِف ْ‬
‫ن ت ُن َفّز َ‬ ‫َ‬
‫بأ ْ‬ ‫ل ال ْك ِت َففا ِ‬ ‫سأ َل ُ َ‬
‫ك أ َهْف ُ‬ ‫الله ! فأنزل الله‪} :‬ي َ ْ‬
‫ماِء{ ]سورة النساء ‪ ..[4/153‬الية فجثا رجل مفن يهفود فقفال‪:‬‬ ‫س َ‬
‫ال ّ‬
‫ما أنزل الله عليك ول علففى موسفى ول علفى عيسففى ول علفى أحفد‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 267 / 7‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 1342 / 4‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪ ( 314 / 3‬إسناده ضعيف‪.‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 267 / 7‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 314 / 3‬‬
‫‪ ()3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 267 / 7‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 314 / 3‬‬

‫‪307‬‬
‫ه{ قال محمد بن كعففب‪:‬‬ ‫حقّ قَد ْرِ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ما قَد َُروا الل ّ َ‬ ‫شيئًا! فأنزل الله‪} :‬وَ َ‬
‫يٍء{‬ ‫شف ْ‬ ‫ن َ‬ ‫مف ْ‬ ‫شفرٍ ِ‬ ‫ه ع َل َففى ب َ َ‬ ‫ما َأنفَز َ‬
‫ل الل ّف ُ‬ ‫ما علموا كيف الله }إ ِذ ْ َقاُلوا َ‬
‫فحل رسول الله صلى الله عليه وسففلم حبففوته وجعففل يقففول‪)) :‬ول‬
‫على أحد((‪(1) .‬‬
‫‪ - 10548-379‬حدثنا بشر بن معاذ قال‪ :‬ثنا يزيد قال‪ :‬ثنا سعيد عن‬
‫ه{ هم اليهود والنصارى قففوم آتففاهم‬ ‫حقّ قَد ْرِ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ما قَد َُروا الل ّ َ‬ ‫قتادة‪} :‬وَ َ‬
‫الله علما فلم يهتدوا به ولم يأخذوا به ولم يعملوا به فذمهم الله في‬
‫عملهم ذلك ذكر لنا أن أبا الففدرداء كففان يقففول‪ :‬إن مففن أكففثر مففا أنففا‬
‫مخاصم به غدا ً أن يقال‪ :‬يا أبا الدرداء قد علمت فمففاذا عملففت فيمففا‬
‫علمت؟ )‪(2‬‬
‫‪ - 10549-380‬حدثني المثني قال ‪ :‬ثنا عبد الله بن صالح قال‪ :‬ثني‬
‫معاوية عن علي بن أبي طلحففة عفن ابفن عباسف رضفي اللفه عنهمفا‬
‫ه{ يعني‪ :‬مففن بنففي إسففرائيل‪ .‬قففالت‬ ‫حقّ قَد ْرِ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ما قَد َُروا الل ّ َ‬ ‫قوله‪} :‬وَ َ‬
‫اليهود‪ :‬يا محمد أنزل الله عليك كتابا؟ قال‪" :‬نعففم" قففالوا‪ :‬واللففه مففا‬
‫م وَع ََلففى‬ ‫قُلوب ِهِ ْ‬‫أنزل الله من السماء كتابا‪ .‬فأنزل الله‪} :‬ختم الله على ُ‬
‫َ‬
‫م{ ]سورة البقففرة‬ ‫ظي ٌ‬‫ب عَ ِ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫شاوَة ٌ وَل َهُ ْ‬
‫م عَ َ‬ ‫م ِغ َ‬ ‫صارِه ِ ْ‬ ‫م وَع ََلى أب ْ َ‬ ‫معِهِ ْ‬
‫س ْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫سففى{ قففال‪ :‬اللففه‬ ‫مو َ‬ ‫جاَء ب ِفهِ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ب ال ّ ِ‬ ‫ل ال ْك َِتا َ‬‫ن أنَز َ‬ ‫م ْ‬‫‪ [2/8‬يا محمد } َ‬
‫أنزله‪(3) .‬‬
‫‪ -10554-381‬حدثني المثني‪ ،‬قال‪ :‬ثنا أبو حذيفففة‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا شففبل‪،‬‬
‫ن ك َِثيففرا ً{‪:‬‬ ‫فو َ‬ ‫خ ُ‬‫دون ََها وَت ُ ْ‬
‫س ت ُب ْ ُ‬‫طي َ‬ ‫عن ابن أبي نجيح‪ ،‬عن مجاهد‪} :‬قََرا ِ‬
‫اليهود‪(4) .‬‬
‫‪ -10555-382‬حدثنا القاسم‪ ،‬قال‪ :‬ثنا الحسففين‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففي حجففاج‪،‬‬
‫ل{ يا محمد }من أنزل الكتاب الذي‬ ‫عن ابن جريج‪ ،‬عن عكرمة‪} :‬قُ ُ‬
‫جاء به موسى نورا ً وهدى للناس يجعلونه قراطيففس يبففدونها{ يعنففي‬
‫يهود لما أظهروا من التوراة‪} .‬ويخفون كثيرا{ مما أخفففوا مففن ذكففر‬
‫محمد صلى الله عليه وسلم وما أنزل عليه قففال ابففن جريففج‪ :‬وقففال‬
‫عبد الله بن كثير‪ :‬إنه سففمع مجاهففدا ً يقففول ‪ :‬قففال‪ :‬هففم يهففود الففذين‬

‫‪ - ()1‬تفسير الطبري ) ‪ ( 267 / 7‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 314 / 3‬‬


‫‪ ()2‬تفسير الطبري ) ‪ ( 268 / 7‬تفسير الدر المنثور ) ‪ ( 315 / 3‬حسنه في‬
‫التفسير الصحيح )‪(1/223‬‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪ - ( 268 / 7‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪( 1341 / 4‬تفسير‬
‫‪3‬‬
‫الدر المنثور ) ‪ ( 314 / 3‬وحسن إسناده الحافظ في الفتح )‪.(10/441‬‬
‫تفسير الطبري )‪ - (7/269‬تفسففير ابففن أبففي حففاتم )‪ (2/671‬تفسففير‬
‫‪() 4‬‬
‫الدر المنثور )‪ (3/315‬و‬
‫صحح إسناده الحافظ في الفتح )‪.(13/494‬‬

‫‪308‬‬
‫يبدونها ويخفون كثيرًا‪(5) .‬‬

‫‪ () 5‬تفسير الطبري )‪ - (7/269‬تفسير القرطبي ‪.7/37‬‬

‫‪309‬‬
‫الدراسة‪:‬‬
‫أنففزل اللففه كتبففه علففى رسففله‪ ,‬هففدى للنففاس ونففور‪ ,‬كمففا‬
‫وصف الله ما أنزله على أنبيففائه مففن بنففي إسففرائيل‪ ,‬فقففال‬
‫َ‬
‫ن‬
‫ذي َ‬‫ن اّلفف ِ‬ ‫حك ُ ُ‬
‫م ب َِها الن ّب ِّيو َ‬ ‫تعالى‪} :‬إ ِّنا أنَزل َْنا الت ّوَْراة َ ِفيَها هُ ً‬
‫دى وَُنوٌر ي َ ْ‬
‫َ‬
‫ب‬ ‫من ك َِتففا ِ‬ ‫ظوا ْ ِ‬‫ف ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ست ُ ْ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫ن َوال َ ْ‬
‫حَباُر ب ِ َ‬ ‫دوا ْ َوالّرّبان ِّيو َ‬ ‫ها ُ‬‫ن َ‬ ‫ذي َ‬‫موا ْ ل ِل ّ ِ‬ ‫سل َ ُ‬
‫أ ْ‬
‫ش فت َُروا ْ‬‫ن و َل َ ت َ ْ‬‫ش فو ْ ِ‬ ‫خ َ‬ ‫س َوا ْ‬ ‫ش فوُا ْ الن ّففا َ‬ ‫خ َ‬ ‫داء فَل َ ت َ ْ‬ ‫كاُنوا ْ ع َل َي ْهِ ُ‬
‫ش هَ َ‬ ‫الل ّهِ وَ َ‬
‫ن‬‫كافُِرو َ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ك هُ ُ‬ ‫ه فَأ ُوْل َئ ِ َ‬‫ل الل ّ ُ‬ ‫ما َأنَز َ‬‫كم ب ِ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫من ل ّ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫منا ً قَِليل ً وَ َ‬ ‫ِبآَياِتي ث َ َ‬
‫= ‪] { 44‬سورة المائدة ‪[5/44‬‬
‫ولكن بعضهم أنكر أن الله أنزل كتبًا‪ ,‬إما عنادا ً وإما غيففر‬
‫ح فقّ قَ فد ْرِهِ إ ِذ ْ قَففاُلوا َ‬
‫مففا‬ ‫ما قَ فد َُروا الل ّف َ‬
‫ه َ‬ ‫ذلك كما قال تعالى‪} :‬وَ َ‬
‫جففاَء ِبففهِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ب ال ّ ِ‬ ‫ل ال ْك َِتا َ‬‫ن َأنَز َ‬
‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫يٍء قُ ْ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ش رٍ ِ‬ ‫ه ع ََلى ب َ َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫َأنَز َ‬
‫ن‬‫فففو َ‬‫خ ُ‬‫دون ََها وَت ُ ْ‬‫س ت ُب ْف ُ‬‫طي ف َ‬ ‫ه قََرا ِ‬ ‫جعَل ُففون َ ُ‬‫س تَ ْ‬ ‫دى ِللن ّففا ِ‬‫سى ن ُففورا ً وَهُ ف ً‬ ‫مو َ‬ ‫ُ‬
‫ّ‬ ‫م قُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫م فِففي‬ ‫م ذ َْرهُف ْ‬ ‫ه ث ُف ّ‬‫ل الل ُ‬ ‫م َول آَباؤ ُك ْ‬ ‫موا أن ْت ُ ْ‬‫م ت َعْل ُ‬
‫ما ل ْ‬ ‫م َ‬‫مت ُ ْ‬
‫كِثيرا وَع ُل ْ‬
‫ن = ‪] { 91‬سورة النعام ‪[6/91‬‬ ‫م ي َل ْعَُبو َ‬ ‫ض هِ ْ‬‫خ وْ ِ‬ ‫َ‬
‫قالوا‪ :‬لم ينزل الله على آدمي كتابا ً ول وحي فًا‪ .‬و اختلففف‬
‫في سبب النزول ‪:‬‬
‫‪ -1‬فقيل‪ :‬كان قائل ذلك رجل ً من اليهود اسمه‪:‬‬
‫أ‪ -‬مالك بن الصيف‪ .‬حين جاء يخاصم النبي صففلى اللففه‬
‫عليففه وسففلم ‪ ،‬فقففال لفففه النففبي صففلى اللففه عليففه وسففلم ‪:‬‬
‫))أنشدك بالذي أنزل التففوراة علففى موسففى‪ ،‬أمففا تجففد فففي‬
‫التوراة أن الله يبغض الحبر السمين؟(( وكان حبرا ً سففمينًا‪،‬‬
‫فغضب فقال‪ :‬والله ما أنففزل اللففه علففى بشففر مففن شففيء!‬
‫فقال لفه أصففحابه الففذين معففه‪ :‬ويحففك ول موسففى؟ فقففال‪:‬‬
‫والله ما أنزل الله على بشر من شيء‪.‬‬
‫وفي القصة أن مالك بن الصيف‪ ,‬لما سمعت اليهود منه‬
‫تلففك المقالففة ‪,‬عتبففوا عليففه‪ ,‬وقففالوا‪ :‬أليففس أن اللففه أنففزل‬
‫التوراة ‪,‬على موسى فلم قلت ما أنزل الله على بشر مففن‬
‫شيء قال‪ :‬فقال مالك بن الصيف‪ :‬أغضففبني محمففد فقلففت‬
‫ذلك فقالوا لفه‪ :‬وأنت إذا غضبت تقول على الله غير الحففق‬
‫فنزعوه من الحبرية وجعلوا مكانه كعب بن الشرف‪(1) .‬‬

‫‪ () 1‬تفسير البغوي ج ‪/2‬ص ‪114‬‬

‫‪310‬‬
‫ب‪ -‬وقيل نزلففت فففي فنحففاص اليهففودي‪ :‬حيففن قففال‪ :‬مففا‬
‫أنزل الله على محمد من شيء‪.‬‬
‫‪ -2‬وقيل في جماعة من اليهود سألوا النففبي صففلى اللففه‬
‫عليه وسلم آيات مثل آيات موسى عليه السففلم ‪ .‬فقففالوا‪:‬‬
‫يا أبففا القاسففم‪ ،‬أل تأتينففا بكتففاب مففن السففماء كمففا جففاء بففه‬
‫موسى ألواحا ً يحملها من عنففد اللففه فجثففا رجففل مففن يهففود‪،‬‬
‫فقال‪ :‬ما أنزل الله عليك ول على موسى ول علففى عيسففى‬
‫ول على أحد شيئًا! فحل رسول الله صلى الله عليه وسففلم‬
‫حبوته‪ ،‬وجعل يقول‪)) :‬ول على أحد((‪.‬‬
‫‪ -3‬وقيل هم اليهود والنصارى‪ ،‬قوم آتاهم الله علما ً فلم‬
‫يهتدوا به ولم يأخذوا به ولففم يعملففوا بففه‪ ،‬فففذمهم اللففه فففي‬
‫عملهم ذلك‪.‬‬
‫‪ -4‬وقال ابن عباس رضففي اللففه عنهمففا وغيففره‪ :‬القففائل‬
‫مشركو قريش‪ .‬وهو اختيار ابن جرير حيث قال‪" :‬وذلك أن‬
‫ل‪ ،‬فأن يكون ذلك أيضا ً خففبرا ً‬ ‫ذلك في سياق الخبر عنهم أو ً‬
‫عنهم أشبه من أن يكون خبرا ً عففن اليهففود‪ ،‬ولمففا يجففر لهففم‬
‫ل‪ ،‬مع ما في الخبر عمففن أخففبر اللففه‬ ‫ذكر يكون هذا به متص ً‬
‫عنه في هذه الية من إنكاره أن يكون الله أنزل على بشر‬
‫شففيئا ً مففن الكتففب؛ وليففس ذلففك ممففا تففدين بففه اليهففود‪ ،‬بففل‬
‫المعروف من دين اليهود القرار بصحف إبراهيففم وموسففى‬
‫وزبور داود‪ ،..‬وكان الخففبر مففن أول السففورة ومبتففدئها إلففى‬
‫هذا الموضع خبرا ً عن المشركين من عبففدة الوثففان‪ ،‬وكففان‬
‫ح فقّ قَ فد ْرِِه{ ]سورة النعففام ‪[6/91‬‬ ‫ه َ‬‫مففا قَ فد َُروا ْ الل ّف َ‬
‫قوله‪} :‬وَ َ‬
‫موصول ً بذلك غير مفصول منه‪ ،‬لففم يجففز لنففا أن نففدعي أن‬
‫ذلك مصروف عما هو به موصول إل بحجففة يجففب التسففليم‬
‫لها من خبر أو عقل‪.‬‬
‫ويففذهب رحمففه اللففه إلففى ضففعف الروايففات القائلففة أن‬
‫سففبب النففزول فففي اليهففود‪ ,‬ويففرى أن المففر التبففس علففى‬
‫بعضهم "فوجهوا تأويل ذلك إلى أنه لهل التففوراة‪ ،‬فقففرؤوه‬
‫ن‬‫فففو َ‬
‫خ ُ‬
‫دون ََها وَت ُ ْ‬
‫س ت ُب ْف ُ‬
‫طي ف َ‬ ‫جعَُلون َ ُ‬
‫ه قََرا ِ‬ ‫على وجه الخطاب لهم‪} :‬ت َ ْ‬

‫‪311‬‬
‫َ‬
‫م{ ]سورة النعففام‬ ‫مففوا ْ أنت ُف ْ‬
‫م وَل َ آب َففاؤ ُك ُ ْ‬ ‫م ت َعْل َ ُ‬‫مففا ل َف ْ‬ ‫ك َِثيرا ً وَع ُل ّ ْ‬
‫مُتم ّ‬
‫‪ [6/91‬فجعلوا ابتففداء اليففة خففبرا ً عنهففم‪ ،‬إذ كففانت خاتمتهففا‬
‫خطابا ً لهم عندهم‪ .‬وغير ذلك مففن التأويففل والقففراءة أشففبه‬
‫ق‬
‫حفف ّ‬ ‫ه َ‬ ‫ما قَد َُروا ْ الل ّ َ‬
‫بالتنزيل‪ ،‬لما وصفت قبل من أن قوله‪} :‬وَ َ‬
‫قَد ْرِِه{ في سياق الخبر عن مشركي العرب وعبدة الوثان‪،‬‬
‫وهو به متصل‪ ،‬فالولى أن يكون ذلك خبرا ً عنهم‪(1) ".‬‬
‫قال ابن كثير رحمه الله ‪" :‬وهذا أصح ‪,‬لن اليففة مكيففة‪,‬‬
‫واليهففود ل ينكففرون إنففزال الكتففب مففن السففماء‪ ,‬وقريشفف‬
‫والعرب كانوا ينكرون إرسال محمد صلى الله عليه وسففلم‬
‫لنه من البشر‪(2) ".‬‬
‫وفي رواية عن ابن عباس رضففي اللففه عنهمففا أنهففا فففي‬
‫ح فقّ قَ فد ْرِِه{ يعني‪ :‬مففن بنففي‬ ‫ه َ‬‫مففا قَ فد َُروا الل ّف َ‬ ‫اليهود‪ :‬قال‪} :‬وَ َ‬
‫إسرائيل‪ .‬قالت اليهففود‪ :‬يففا محمففد أنففزل اللففه عليففك كتابفًا؟‬
‫ا‪(3) .‬‬ ‫قال‪)) :‬نعم(( قالوا‪ :‬والله ما أنزل الله من السماء كتاب ً‬
‫ه‬‫جعَُلون َ ُ‬
‫وحتى وإن كان الخطاب للمشركين‪ ،‬فإن قوله }ت َ ْ‬
‫س{ علففى قففراءة التففاء المقصففود بهففا اليهففود ‪،‬فهففي‬ ‫طي ف َ‬ ‫قََرا ِ‬
‫تخففبرهم عففن تلعبهففم بففالتوراة‪ ,‬مففن إبففداء بعضففها وإخفففاء‬
‫بعضها‪.‬‬
‫وعلى القرآة الخرى}يجعلونه{ )‪ (4‬فيه إخبار للمشففركين‬
‫عن فعل اليهود بالتوراة‪.‬‬
‫وسياق اليات فيه التفات إلى اليهففود وبيففان لجريمتهففم مففع‬
‫التوراة من التحريف والتبديل كما سيأتي تفصيله‪.‬‬

‫)( تفسير الطبري ج ‪/7‬ص ‪270‬‬ ‫‪1‬‬


‫)( تفسير ابن كثير ج ‪/2‬ص ‪157‬‬ ‫‪2‬‬
‫)( التفسير الصحيح ‪2/256‬‬ ‫‪3‬‬
‫)( وهي قراءة ابن كثير وابو عمرو‪ -‬انظر القرآءت العشففر علففى هففامش‬ ‫‪4‬‬
‫المصحف ص ‪139‬‬

‫‪312‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الثار الواردة في موقفهم من التوراة‬
‫الثار‪:‬‬
‫المطلب الول ‪ :‬مم تتكون التوراةو كيف أخذوها ؟‬
‫م{ ]سورة البقرة ‪.[2/56‬‬ ‫م ب َعَث َْناك ُ ْ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬ث ُ ّ‬
‫‪ - 808-383‬حدثني يونس بن عبد العلى قال‪ :‬أنا ابففن وهففب قففال‪:‬‬
‫قال ابن زيد‪ :‬قال لهم موسى لما رجع من عند ربه باللواح قد كتب‬
‫فيها التوراة فوجدهم يعبدون العجل فأمرهم بقتففل أنفسففهم ففعلففوا‬
‫فتاب الله عليهم فقال‪ :‬إن هذه اللففواح فيهففا كتففاب اللففه فيففه أمففره‬
‫الذي أمركم به ونهيه الفذي نهفاكم عنفه‪ .‬فقفالوا‪ :‬ومفن يأخفذ بقولفك‬
‫أنت؟ ل والله حتى نرى الله جهرة حتى يطلع الله علينا فيقول‪ :‬هففذا‬
‫كتابي فخذوه ! فما له ل يكلمنا كما يكلمك أنفت يفا موسفى فيقفول‪:‬‬
‫حت ّففى ن َفَرى‬ ‫ك َ‬ ‫ن ل َف َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ن ُؤ ْ ِ‬‫هذا كتابي فخذوه؟ وقرأ قول الله تعالى‪} :‬ل َ ْ‬
‫جهَْرةً{ ]سورة البقرة ‪ [2/55‬قال‪ :‬فجاءت غضبة مففن اللففه عففز‬ ‫ه َ‬ ‫الل ّ َ‬
‫وجل فجاءتهم صاعقة بعد التوبة فصعقتهم فماتوا أجمعون‪ .‬قال‪ :‬ثم‬
‫ن‬‫مف ْ‬ ‫م ِ‬ ‫م ب َعَث ْن َففاك ُ ْ‬‫أحياهم الله من بعد موتهم وقرأ قول الله تعالى‪} :‬ث ُف ّ‬
‫ن{ ]سففورة البقففرة ‪ [2/56‬فقففال لهففم‬ ‫ش فك ُُرو َ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫م ل َعَل ّك ُف ْ‬‫م فوْت ِك ُ ْ‬ ‫ب َعْ فد ِ َ‬
‫موسى‪ :‬خذوا كتاب الله ! فقالوا ل فقال‪ :‬أي شيء أصابكم؟ قففالوا‪:‬‬
‫أصابنا أنا متنا ثم حيينا‪ .‬قال‪ :‬خذوا كتاب الله ! قففالوا ل‪ .‬فبعففث اللففه‬
‫تعالى ملئكة فنتقت الجبل فوقهم ‪(1) .‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ع‬
‫ه َواقِ ف ٌ‬ ‫ة وَظ َّنوا أن ّف ُ‬ ‫ه ظ ُل ّ ٌ‬ ‫م ك َأن ّ ُ‬
‫ل ف َ و ْق َ ه ُ ْ‬ ‫جب َ َ‬‫قَنا ال ْ َ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬وَإ ِذ ْ ن َت َ ْ‬
‫ن = ‪171‬‬ ‫قففو َ‬ ‫م ت َت ّ ُ‬‫ما ِفيهِ ل َعَل ّك ُ ْ‬ ‫قوّةٍ َواذ ْك ُُروا َ‬ ‫م بِ ُ‬ ‫ما آت َي َْناك ُ ْ‬ ‫ذوا َ‬ ‫خ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ب ِهِ ْ‬
‫{ ]سورة العراف ‪[7/172‬‬
‫‪ - 11912-384‬حدثنا بشر بن معاذ قال‪ :‬ثنا يزيد قال‪ :‬ثنا سعيد عن‬
‫ه‬
‫مففا ِفيف ِ‬ ‫ة{ أي بجففد‪َ} .‬واذ ْك ُفُروا َ‬ ‫ق فو ّ ٍ‬ ‫م بِ ُ‬‫مففا آت َي ْن َففاك ُ ْ‬ ‫ذوا َ‬ ‫خف ُ‬‫قتادة قوله‪ُ } :‬‬
‫ن{ جبل نزعه الله مففن أصففله ثففم جعلففه فففوق رؤوسففهم‬ ‫قو َ‬ ‫م ت َت ّ ُ‬ ‫ل َعَل ّك ُ ْ‬
‫فقال‪ :‬لتأخذن أمري أو لرمينكم به! )‪(2‬‬
‫‪ - 11914-385‬حدثنا القاسم قال‪ :‬ثنا الحسين قفال‪ :‬حفدثني حجفاج‬
‫عن أبي بكر بن عبد الله قال‪ :‬هذا كتاب الله أتقبلفونه بمفا فيفه ففإن‬
‫فيه بيان ما أحل لكم وما حرم عليكم وما أمركم وما نهففاكم‪ .‬قففالوا‪:‬‬
‫انشر علينففا مففا فيهففا فففإن كففانت فرائضففها يسففيرة وحففدودها خفيفففة‬
‫قبلناها! قال‪ :‬اقبلوها بمفا فيهففا! قففالوا‪ :‬ل حفتى نعلففم مفا فيهفا كيففف‬
‫حدودها وفرائضها‪ .‬فراجعوا موسى مففرارا ً فففأوحى اللففه إلففى الجبففل‬
‫‪ ()1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 292 / 1‬تفسير ابن كثير ) ‪( 95 / 1‬‬
‫‪ ()2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 109 / 9‬تفسير القرطبي ) ‪ ( 313 / 7‬حسنه في‬
‫التفسير الصحيح )‪(1/223‬‬

‫‪313‬‬
‫فانقلع فارتفع في السماء حتى إذا كان بين رؤوسففهم وبيففن السففماء‬
‫قال لهم موسى‪ :‬أل ترون ما يقول ربي؟ لئن لم تقبلففوا التففوراة بمففا‬
‫فيها لرمينكم بهذا الجبل! قال‪ :‬فحدثني الحسن البصففري قففال‪ :‬لمففا‬
‫نظروا إلى الجبل خر كفل رجفل سفاجدا ً علفى حفاجبه اليسفر ونظفر‬
‫بعينه اليمنى إلى الجبل فرقا ً من أن يسقط عليه؛ فلذلك ليففس فففي‬
‫الرض يهودي يسجد إل على حاجبه اليسففر يقولففون‪ :‬هففذه السففجدة‬
‫التي رفعت عنا بها العقوبة‪ .‬قفال أبفو بكفر‪ :‬فلمفا نشفر اللفواح فيهفا‬
‫كتاب الله كتبه بيده لم يبق على وجه الرض جبل ول شجر ول حجر‬
‫إل اهتز فليس اليوم يهودي علففى وجففه الرض صففغير ول كففبير تقففرأ‬
‫عليه التوراة إل اهتز ونغض لها رأسه‪(1) .‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ع‬
‫ه َواقِ ف ٌ‬ ‫ة وَظ َّنوا أن ّ ُ‬ ‫ه ظ ُل ّ ٌ‬ ‫م ك َأن ّ ُ‬ ‫ل ف َ و ْق َ ه ُ ْ‬ ‫قَنا ال ْ َ‬
‫جب َ َ‬ ‫قولفه تعالى‪} :‬وَإ ِذ ْ ن َت َ ْ‬
‫ن{ ]سورة‬ ‫قو َ‬ ‫م ت َت ّ ُ‬‫ما ِفيهِ ل َعَل ّك ُ ْ‬ ‫قوّةٍ َواذ ْك ُُروا َ‬ ‫م بِ ُ‬ ‫ما آت َي َْناك ُ ْ‬ ‫ذوا َ‬ ‫خ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ب ِهِ ْ‬
‫العراف ‪[7/171‬‬
‫‪ - 11909-386‬حدثني محمد بن سعد قال‪ :‬ثني أبي قال‪ :‬ثني عمي‬
‫قال‪ :‬ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قففوله‪} :‬وَإ ِذ ْ‬
‫َ‬
‫ة{ فقال لهففم موسففى‪ :‬خفذوا مفا آتينففاكم‬ ‫ه ظ ُل ّ ٌ‬ ‫م ك َأن ّ ُ‬ ‫ل فَوْقَهُ ْ‬ ‫جب َ َ‬‫قَنا ال ْ َ‬ ‫ن َت َ ْ‬
‫بقوة! يقول‪ :‬من العمل بالكتففاب؛ وإل خففر عليكففم الجبففل فففأهلككم!‬
‫فقالوا‪ :‬بل نأخذ ما آتانا الله بقوة! ثم نكثوا بعد ذلك‪(2) .‬‬
‫ل‬ ‫سفففا ً قَففا َ‬ ‫قولفه تعالى‪} :‬ول َما رجع موسى إَلى قَ فومه غ َض فبا َ‬
‫نأ ِ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫ْ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ّ َ َ َ ُ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ح‬ ‫قففى الل ْف َ‬
‫وا َ‬ ‫م و َأ ل ْ َ‬ ‫مفَر َرب ّك ُف ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫جل ْت ُ ْ‬‫دي أع َ ِ‬ ‫مففن ب َعْف ِ‬ ‫موِني ِ‬ ‫خل َ ْ‬
‫فت ُ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫س َ‬ ‫ب ِئ ْ َ‬
‫ن ال ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫جّره ُ إ ِل َي ْهِ َقا َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫و َأ َ َ‬
‫فوِني‬ ‫ض فعَ ُ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ما ْ‬ ‫ق فو ْ َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫نأ ّ‬ ‫ل اب ْ َ‬ ‫خيهِ ي َ ُ‬ ‫سأ ِ‬ ‫خذ َ ب َِرأ ِ‬
‫مفعَ ال ْ َ‬
‫ق فو ْ م ِ‬ ‫جعَل ْن ِففي َ‬ ‫داء وَل َ ت َ ْ‬ ‫ي الع ْف َ‬ ‫ت ب ِف َ‬ ‫م ْ‬ ‫ش ِ‬ ‫قت ُُلون َِني فَل َ ت ُ ْ‬ ‫دوا ْ ي َ ْ‬ ‫كا ُ‬ ‫وَ َ‬
‫ن{ ]سورة العراف ‪[7/150‬‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬‫ال ّ‬
‫‪ - 11753-387‬حففدثني الحففرث‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا عبففد العزيففز قففال‪ :‬ثنففا‬
‫إسرائيل‪ ،‬عن السدي‪ ،‬عن أبي عمارة‪ ،‬عففن علي _ قففال‪ :‬كتففب اللففه‬
‫اللواح لموسى عليه السلم وهو يسمع صريف القلم في اللففواح‪.‬‬
‫)‪( 3‬‬
‫‪ - 11756-388‬حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي ‪ ،‬قال ‪ :‬ثنا حجففاج‬
‫بن محمد ‪ ،‬عن ابن جريج ‪ ،‬قففال ‪ :‬أخففبرني يعلففى بففن مسففلم ‪ ،‬عففن‬
‫سعيد بن جبير ‪ ،‬عففن ابففن عبففاس رضففي اللففه عنهمففا ‪ ،‬قففال ‪ :‬ألقففى‬
‫موسففى اللففواح فتكسففرت‪ ،‬فرفعففت إل سدسففها‪ .‬قففال ابففن جريففج‪:‬‬

‫‪ - ()1‬تفسير الطبري ) ‪ ( 109 / 9‬تفسير ابن كثير ) ‪( 262 - 261/ 2‬‬


‫‪ ()2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 108 / 9‬تفسير ابففن أبففي حففاتم ) ‪( 1611 / 5‬‬
‫إسناده ضعيف‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 66 / 9‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 548 / 3‬‬

‫‪314‬‬
‫وأخبرني أن اللواح من زبرجد وزمرد من الجنة‪(1) .‬‬
‫‪ - 11758-389‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬ثنا حكام ‪ ،‬عن أبي الجنيففد ‪،‬‬
‫عن جعفر بن أبي المغيرة‪ ،‬قال ‪ :‬سألت سعيد بن جبير عففن اللففواح‬
‫من أي شيء كانت ؟ قففال ‪ :‬كففانت مففن ياقوتففة كتابففة الففذهب كتبهففا‬
‫الرحمن بيده ‪ ،‬فسمع أهل السموات صريف القلم وهو يكتبها‪(2) .‬‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 66 / 9‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 548 / 3‬‬


‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 66 / 9‬تفسير ابففن أبففي حففاتم ) ‪(1563 / 5‬‬
‫إسناده ضعيف‪.‬‬

‫‪315‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬الثار الواردة في تحريفهم للتوراة‬
‫قوله تعالى‪} :‬أ َفَتط ْمعو َ‬
‫م‬‫من ْهُ ف ْ‬ ‫ري فقٌ ِ‬ ‫ن فَ ِ‬ ‫م وَقَد ْ ك َففا َ‬ ‫مُنوا ل َك ُ ْ‬ ‫ن ي ُؤ ْ ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫َ َ ُ َ‬
‫ن‬
‫مففو َ‬ ‫م ي َعْل َ ُ‬
‫قُلوه ُ وَهُف ْ‬ ‫ما ع َ َ‬ ‫ن ب َعْد ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫حّرُفون َ ُ‬ ‫م يُ َ‬ ‫م الل ّهِ ث ُ ّ‬ ‫كل َ‬ ‫ن َ‬ ‫مُعو َ‬ ‫س َ‬‫يَ ْ‬
‫= ‪] { 75‬سورة البقرة ‪.[2/76‬‬
‫‪- 1097-390‬حدثني محمد بن عمرو قال‪ :‬ثنففا أبففو عاصففم قففال‪ :‬ثنففا‬
‫َ‬
‫ن{‬ ‫معُففو َ‬ ‫عيسى عن ابن أبى نجيح عن مجاهد في قففول اللففه‪} :‬أفَت َط ْ َ‬
‫فالذين يحرفونه والذين يكتمونه‪ :‬هم العلماء منهم ‪(1) .‬‬
‫‪- 1098-391‬حدثني موسى قال‪ :‬ثنا عمرو بن حماد قال‪ :‬ثنا أسباط‬
‫ه{قففال‪ :‬هففي التففوراة‬ ‫حّرفُففون َ ُ‬ ‫م يُ َ‬ ‫م الل ّفهِ ث ُف ّ‬ ‫كل َ‬ ‫ن َ‬ ‫مُعو َ‬ ‫س َ‬
‫عن السدي‪} :‬ي َ ْ‬
‫حرفوها‪(2) .‬‬
‫‪- 1099-392‬حدثنا يونس قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب قال‪ :‬قال ابففن زيففد‬
‫ه{ قففال‪ :‬التففوراة الففتي‬ ‫حّرفُففون َ ُ‬ ‫م يُ َ‬ ‫م الل ّفهِ ث ُف ّ‬ ‫كل َ‬ ‫ن َ‬ ‫مُعو َ‬ ‫سف َ‬ ‫في قوله‪} :‬ي َ ْ‬
‫أنزلها عليهم يحرفونها يجعلون الحلل فيها حراما ً والحرام فيها حلل ً‬
‫والحففق فيهففا بففاطل ً والباطففل فيهففا حق فا ً إذا جففاءهم المحففق برشففوة‬
‫أخرجوا لفه كتاب الله‪ ،‬وإذا جاءهم المبطل برشوة أخرجففوا لففه ذلففك‬
‫الكتاب فهو فيه محق‪ ،‬وإن جاء أحد يسألهم شيئا ً ليس فيففه حففق ول‬
‫س ب ِففال ْب ِّر‬ ‫َ ْ‬
‫ن الن ّففا َ‬ ‫مُرو َ‬ ‫رشوة ول شيء أمففروه بففالحق فقففال لهففم‪} :‬أت َفأ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن َأن ُ‬
‫ن{‪] .‬سففورة البقففرة‬ ‫قُلو َ‬ ‫ب أَفل ت َعْ ِ‬ ‫ن ال ْك َِتا َ‬ ‫م ت َت ُْلو َ‬ ‫م وَأن ْت ُ ْ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫سو ْ َ‬ ‫وََتن َ‬
‫‪( ) [2/44‬‬
‫‪3‬‬

‫‪- 5764-393‬حدثنا محمد بن عمرو قال‪ :‬ثنا أبو عاصفم عفن عيسففى‬
‫فريقفا ً يل ْفوو َ‬
‫م‬ ‫سفن َت َهُ ْ‬ ‫ن أل ْ ِ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫م لَ َ ِ‬ ‫من ْهُف ْ‬‫ن ِ‬ ‫عن ابن أبي نجيح عن مجاهففد‪} :‬وَإ ِ ّ‬
‫ب{ قال‪ :‬يحرفونه‪(4) .‬‬ ‫ِبال ْك َِتا ِ‬
‫‪- 5765-394‬حدثنا بشر قال‪ :‬ثنا يزيففد قففال‪ :‬ثنففا سففعيد عففن قتففادة‪:‬‬
‫فريقففا ً يْلففوو َ‬
‫م‬‫هفف ْ‬ ‫ب{ حففتى بلففغ‪} :‬وَ ُ‬ ‫م ِبال ْك َِتففا ِ‬ ‫سففن َت َهُ ْ‬ ‫ن أل ْ ِ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫م لَ َ ِ‬‫من ُْهفف ْ‬‫ن ِ‬ ‫}وَإ ِ ّ‬
‫ن{هم أعداء الله اليهود حرفوا كتاب الله وابتدعوا فيه وزعموا‬ ‫مو َ‬ ‫ي َعْل َ ُ‬
‫أنه من عند الله‪(5) .‬‬
‫‪- 5767-395‬حدثني محمد بن سعد قال‪ :‬ثني أبي قففال‪ :‬ثنففي عمففي‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 367 / 1‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 149 / 1‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 198 / 1‬تفسير ابن كثير ) ‪( 116 / 1‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 367 / 1‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 198 / 1‬‬
‫‪ ()3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 367 / 1‬تفسير ابن كثير ) ‪( 116 / 1‬‬
‫‪ ()4‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 323 / 3‬تفسير ابن أبففي حففاتم ) ‪- ( 689 / 2‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪( 249 / 2‬‬
‫‪ ()5‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 323 / 3‬تفسير ابن أبي حاتم عن الرببيع بن أنس‬
‫) ‪ ( 689 / 2‬حسنه في التفسير الصحيح )‪(1/223‬‬

‫‪316‬‬
‫ن‬
‫قال‪ :‬ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله‪} :‬وَإ ِ ّ‬
‫فريقا ً يل ْوو َ‬
‫ب{وهم اليهود كفانوا يزيففدون فففي‬ ‫م ِبال ْك َِتا ِ‬ ‫ن أل ْ ِ‬
‫سن َت َهُ ْ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫م لَ َ ِ‬
‫من ْهُ ْ‬ ‫ِ‬
‫كتاب الله ما لم ينزل الله ‪( ) .‬‬
‫‪1‬‬

‫‪-5768-396‬حدثنا القاسم قال‪ :‬ثنا الحسففين قففال‪ :‬ثنففي حجففاج عففن‬


‫فريقا ً يل ْوو َ‬
‫ب{ قففال‪ :‬فريففق‬ ‫م ِبال ْك َِتا ِ‬ ‫ن أل ْ ِ‬
‫سن َت َهُ ْ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫م لَ َ ِ‬ ‫من ْهُ ْ‬
‫ن ِ‬‫ابن جريج‪} :‬وَإ ِ ّ‬
‫من أهل الكتاب يلوون ألسنتهم وذلك تحريفهم إياه عن موضعه‪( ) .‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ - 7664-397‬حدثني محمد بن عمرو ‪ ،‬قال ‪ :‬ثنففا أبففو عاصففم ‪ ،‬عففن‬


‫م‬‫ن ال ْك َل ِف َ‬
‫حّرُفو َ‬
‫عيسى ‪ ،‬عن ابن أبي نجيح ‪ ،‬عن مجاهد في قوله ‪} :‬ي ُ َ‬
‫ه{ تبديل اليهود التوراة ‪(3) .‬‬ ‫ضعِ ِ‬
‫وا ِ‬ ‫م َ‬
‫عن ّ‬ ‫َ‬

‫‪ ()1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 324 - 323/ 3‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪( 689 / 2‬‬
‫‪ -‬تفسير الدر المنثور )‪ (2/249‬إسناده ضعيف‬
‫‪ ()2‬تفسير الطبري ) ‪( 324 / 3‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 118 / 5‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 965 / 3‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪( 554 / 2‬‬

‫‪317‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬الزيادة والمتاجرة بالتوراة‬
‫الثار‪:‬‬
‫ُ‬
‫ح فقّ ت ِل َوَت ِفهِ أوْل َئ ِ َ‬
‫ك‬ ‫ه َ‬ ‫ب ي َت ْل ُففون َ ُ‬ ‫م ال ْك ِت َففا َ‬ ‫ن آت َي ْن َففاهُ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬ال ّف ِ‬
‫ن{ ]سورة البقرة‬ ‫سُرو َ‬ ‫خا ِ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ك هُ ُ‬ ‫فْر ب ِهِ فَأ ُوْل َئ ِ َ‬ ‫ن ب ِهِ َومن ي َك ْ ُ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ي ُؤ ْ ِ‬
‫‪[2/121‬‬
‫‪ -1561-398‬حدثني يونس‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهففب‪ ،‬قففال‪ :‬قففال ابففن‬
‫ك‬ ‫ح فقّ ت ِل َوَت ِفهِ أ ُوْل َئ ِ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ب ي َت ْل ُففون َ ُ‬ ‫م ال ْك ِت َففا َ‬ ‫ن آت َي ْن َففاهُ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫زيففد فففي قففوله‪} :‬ال ّف ِ‬
‫ُ‬
‫ن{ قففال‪ :‬مففن كفففر‬ ‫س فُرو َ‬ ‫خا ِ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ك هُ ف ُ‬ ‫فْر ب ِفهِ فَ فأوْل َئ ِ َ‬ ‫ن ب ِهِ َومن ي َك ْ ُ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ي ُؤ ْ ِ‬
‫بالنبي صلى الله عليه وسلم من يهود فأولئك هم الخاسرون‪( ) .‬‬
‫‪1‬‬

‫َ‬
‫قول ُففو َ‬
‫ن‬ ‫م يَ ُ‬ ‫م ث ُف ّ‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫ب ب ِأي ْف ِ‬ ‫ن ال ْك ِت َففا َ‬ ‫ن ي َك ْت ُُبو َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ل ِل ّ ِ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬فَوَي ْ ٌ‬
‫ت‬ ‫مففا ك َت َب َف ْ‬ ‫م ّ‬‫م ِ‬ ‫ل ل َهُف ْ‬ ‫منفا ً قَِليل ً فَوَي ْف ٌ‬ ‫شفت َُروا ب ِفهِ ث َ َ‬ ‫عن ْد ِ الل ّهِ ل ِي َ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫هَ َ‬
‫َ‬
‫ن = ‪] { 79‬سورة البقرة ‪.[2/80‬‬ ‫سُبو َ‬ ‫ما ي َك ْ ِ‬ ‫م ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ل ل َهُ ْ‬ ‫م وَوَ ي ْ ٌ‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫أي ْ ِ‬
‫‪ - 1145-399‬حدثني موسى قال‪ :‬حدثنا عمرو قففال‪ :‬حففدثنا أسففباط‬
‫ب{ قففال‪ :‬كففان نففاس مففن‬ ‫ن ال ْك ِت َففا َ‬ ‫ن ي َك ْت ُب ُففو َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ل ِل ّف ِ‬ ‫عن السدي‪} :‬فَوَي ْ ٌ‬
‫اليهود كتبوا كتابا ً من عندهم يبيعونه من العرب ويحففدثونهم أنففه مففن‬
‫عند الله ليأخذوا به ثمنا قليل‪(2) .‬‬
‫‪- 1146-400‬حدثنا أبو كريففب قففال‪ :‬حففدثنا عثمففان بففن سففعيد قففال‪:‬‬
‫حدثنا بشر بن عمارة عفن أبفي روق عفن الضفحاك عفن ابفن عباسف‬
‫رضي الله عنهما قال‪ :‬الميون قوم لم يصدقوا رسففول ً أرسففله اللففه‬
‫ول كتاب أنزله الله فكتبوا كتابا ً بأيديهم ثم قالوا لقوم سفففلة جهففال‪:‬‬
‫َ‬
‫م‬
‫ديهِ ْ‬ ‫ت أْيفف ِ‬ ‫ما ك َت َب َ ْ‬‫م ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ل ل َهُ ْ‬ ‫منا ً قَِليل ً فَوَي ْ ٌ‬ ‫شت َُروا ب ِهِ ث َ َ‬ ‫عن ْد ِ الل ّهِ ل ِي َ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫}هَ َ‬
‫ن = ‪ { 79‬قال‪ :‬عرضا ً من عرض الدنيا‪( ) .‬‬
‫‪3‬‬
‫سُبو َ‬ ‫ما ي َك ْ ِ‬ ‫م ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ل ل َهُ ْ‬ ‫وَوَي ْ ٌ‬
‫‪- 1147-401‬حدثني محمد بففن عمففرو قففال‪ :‬حففدثنا أبففو عاصففم عففن‬
‫ن‬‫ذي َ‬ ‫ل ل ّل ّف ِ‬ ‫عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قففول اللففه‪} :‬فَوَي ْف ٌ‬
‫َ‬
‫ه{ قففال‪ :‬هففؤلء‬ ‫عنفد ِ الل ّف ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫مف ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن ه َف َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫م يَ ُ‬‫م ثُ ّ‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫ب ب ِأي ْ ِ‬‫ن ال ْك َِتا َ‬ ‫ي َك ْت ُُبو َ‬
‫الذين عرفوا أنه من عند الله يحرفونه‪(4) .‬‬
‫ل‬ ‫‪- 1148-402‬حدثنا بشر بن معاذ قال‪ :‬ثنا يزيففد عففن قتففادة‪} :‬فَوَي ْف ٌ‬
‫ن{ وهم اليهود‪(5) .‬‬ ‫ن ي َك ْت ُُبو َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ّل ّ ِ‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري )‪ (1/518‬تفسير ابن أبي حففاتم )‪(1/218‬تفسففير الففدر‬
‫المنثور)‪ 1/272‬تفسير ابن كثير )‪(1/165‬‬
‫‪ () 2‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪ - ( 154 / 1‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 203 / 1‬‬
‫‪ -‬تفسير ابن كثير ) ‪( 118 / 1‬‬
‫‪ ()3‬تفسير الطبري ) ‪( 379 / 1‬‬
‫‪ ()4‬تفسير الطبري ) ‪( 379 / 1‬‬
‫‪ ()5‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 379 / 1‬تفسير ابن كثير عففن ابففن عبففاس ) ‪/ 1‬‬

‫‪318‬‬
‫‪- 1149-403‬حدثنا الحسن بن يحيى قال‪ :‬أخبرنا عبد الففرزاق قففال‪:‬‬
‫ن{قففال‪ :‬كففان‬ ‫ن ي َك ْت ُب ُففو َ‬ ‫ل ل ّل ّف ِ‬
‫ذي َ‬ ‫أخبرنا معمر عن قتادة في قوله‪} :‬فَوَي ْ ٌ‬
‫ناس من بني إسرائيل كتبوا كتابا ً بأيديهم ليتآكلوا الناس فقالوا‪ :‬هففذا‬
‫من عند الله وما هو من عند الله‪(1) .‬‬
‫‪- 1150-404‬حدثني المثنى قففال‪ :‬ثنففا آدم قففال‪ :‬ثنففا أبفو جعفففر عففن‬
‫ب{ قفال‪:‬‬ ‫ن ال ْك َِتفا َ‬‫ن ي َك ْت ُُبفو َ‬‫ذي َ‬ ‫ل ل ّّلف ِ‬‫الربيع عن أبي العالية قفوله‪} :‬فَوَْيف ٌ‬
‫عمدوا إلى ما أنزل الله في كتابهم من نعت محمد صلى اللففه عليففه‬
‫وسلم فحرفوه عن مواضعه يبتغون بذلك عرضفا ً مففن عففرض الففدنيا‬
‫َ‬
‫ن{ ) ‪( 2‬‬‫سُبو َ‬ ‫ما ي َك ْ ِ‬ ‫م ّ‬ ‫م ِ‬‫ل ل َهُ ْ‬ ‫م وَوَي ْ ٌ‬‫ديهِ ْ‬ ‫ما ك َت َب َ ْ‬
‫ت أي ْ ِ‬ ‫م ّ‬ ‫ل ل َهُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫فقال‪} :‬فَوَي ْ ٌ‬
‫‪ - 10555-405‬حدثنا القاسم قال‪ :‬ثنا الحسين قال‪ :‬ثني حجاج عففن‬
‫ل{ يا محمد }من أنزل الكتاب الذي جففاء‬ ‫ابن جريج عن عكرمة‪} :‬قُ ُ‬
‫به موسى نورا وهدى للناس يجعلونه قراطيس يبدونها{ يعنففي يهففود‬
‫لما أظهروا من التوراة‪} .‬ويخفون كثيرا ً{ مما أخفوا من ذكر محمففد‬
‫صلى الله عليه وسلم وما أنزل عليه‪.‬‬
‫ً‬
‫‪-406‬قال ابن جريج‪ :‬وقال عبد الله بن كثير‪ :‬إنه سمع مجاهدا يقول‬
‫‪" :‬يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون كففثيرا" قففال‪ :‬هففم يهففود الففذين‬
‫يبدونها ويخفون كثيرًا‪(3) .‬‬

‫‪ ( 118‬حسنه في التفسير الصحيح )‪(1/223‬‬

‫‪ ()1‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪ ( 155 / 1‬صححه في التفسير الصحيح )‪(1/164‬‬


‫‪ ()2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 379 / 1‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪ ( 155 / 1‬وحسن‬
‫إسناده الحافظ في الفتح )‪.(6/366‬‬
‫‪ ()3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 269 / 7‬تفسير القرطبي ) ‪( 37 / 7‬‬

‫‪319‬‬
‫الدراسة‪:‬‬
‫المطلب الول‪ :‬مما تتكون التوراة وكيف أخذوها‪:‬‬
‫ذكر الله تبففارك وتعففالى كتبففه الففتي أنزلهففا علففى خلقففه‪,‬‬
‫ورضياها لهم‪ ,‬وكان من أوائل الكتب التي فصل فيها تبارك‬
‫وتعالى ف شرائعه كتابه الذي أنزله على موسى وهو التوراة‬
‫فقال‪ :‬تعالى‪}:‬إ ِّنا َأنَزل َْنا الّتففوَْراةَ{ واليات الففتي تتحففدث عففن‬
‫التوراة تورد مدى ما فعله اليهود حيالها من إيمان وتحريف‬
‫وتبديل وغير ذلك فما هي التوراة‪.‬‬
‫وردت الثار عن السلف في تفسير آيففات القففرآن الففتي‬
‫تحدثت عن اليهود وإيمانهم بكتب اللففه المنزلففة فقففد جحففد‬
‫كثيٌر منهم أن اللففه أنففزل كتبفا ً كمففا جففاء بعففض اليهففود إلففى‬
‫الرسول صلى الله عليه وسلم يجادلونه في ذلك بففل ردوا‬
‫ما جاء عن موسى وعيسى ومحمد عليهم السففلم ويففروى‬
‫ذلك أيضا ً عن بعففض كبففارهم كمففا فعففل مالففك بففن الصففيف‬
‫حيث قال‪ :‬والله ما أنزل على بشر من شيء وحين راجعففه‬
‫اليهود في ذلك فقففالوا‪ :‬ويحففك ول موسففى قففال‪ :‬واللففه مففا‬
‫ن َأنففَز َ‬
‫ل‬ ‫مفف ْ‬ ‫أنزل الله على بشر فقال تعالى في ذلففك‪ُ} :‬قفف ْ‬
‫ل َ‬
‫سففى{ ]سورة النعففام ‪ [6/91‬اليففة‪.‬‬ ‫مو َ‬
‫جففاء ب ِفهِ ُ‬
‫ذي َ‬‫ب ال ّف ِ‬‫ال ْك َِتا َ‬
‫وورد مثل ذلك في حق فنحاص اليهودي‪.‬‬
‫بل فسر الطبري رحمه الله قولفففه تعففالى‪} :‬وََقففاُلوا إ ِّنففا‬
‫ن{ ]سورة القصص ‪ [28/48‬قالت اليهود إنا بكل‬ ‫كافُِرو َ‬ ‫ل َ‬ ‫ب ِك ُ ّ‬
‫كتاب في الرض من توراة وإنجيل وزبور وفرقان كافرون‪.‬‬
‫ورد فففي الثففار أن اللففه تبففارك وتعففالى كتففب لموسففى‬
‫دى‬ ‫اللواح وهي التي فيها التوراة وكما قال تعالى‪ِ} :‬فيهَففا هُف ً‬
‫وَُنوٌر{ وأدنى اللففه موسففى حففتى سففمع صففريف القلم كمففا‬
‫قال بعض السلف‪(1) .‬‬
‫واختلف السلف فففي ماهيففة التففوراة‪ ,‬ومففن أي شففيء هففي‪,‬‬
‫فقيل‪ :‬من ياقوته‪ ,‬وقيل‪ :‬زمرد أخضر‪ ,‬وقيل‪ :‬غير ذلك‪.‬‬

‫‪ () 1‬الدر المنثور ‪ -‬السيوطي ج ‪/3‬ص ‪548‬‬

‫‪320‬‬
‫قال الشوكاني رحمه الله بعد قول سعيد بففن المسففيب‬
‫رحمه الله وغيره‪" :‬أقول رحم الله سعيدًا‪ ,‬مففا كففان أغنففاه‬
‫عن هذا الذى قاله من جهة نفسه‪ ,‬فمثلففه ل يقففال بففالرأي‪,‬‬
‫ول بالحدس‪ ,‬والذي يغلب به الظن‪ ,‬أن كففثيرا ً مففن السففلف‬
‫رحمهم الله كانوا يسألون اليهففود عففن هففذه المففور‪ ,‬فلهففذا‬
‫اختلف واضطربت‪ ,‬فهذا يقول من خشب‪ ,‬وهذا يقففول مففن‬
‫ياقوت‪ ,‬وهذا يقول من زمرد‪ ,‬وهذا يقول من زبرجد‪ ,‬وهففذا‬
‫يقول من برد‪ ,‬وهذا يقول من حجر" )‪(1‬‬
‫وقال أبو شهبة رحمه الله ‪" :‬فقد ذكر في اللففواح‪ :‬ممففا‬
‫هي؟ وما عددها؟ أقوال ً كثيرة عن بعض الصحابة والتففابعين‬
‫وعففن كعب ووهب مففن أهففل الكتففاب الففذين أسففلموا‪ ،‬ممففا‬
‫يشير إلى منبع هذه الروايات‪ ،‬وأنهففا مففن إسففرائيليات بنففي‬
‫إسففرائيل‪ ،‬وفيهففا مففن المرويففات مففا يخففالف المعقففول‬
‫والمنقول"‪(2) .‬‬
‫ولكففن الثففابت أن اللففه زادهففا شففرفًا‪ ,‬بففأن كتبهففا بيففده‬
‫سبحانه وتعالى‪ ,‬كما في الحديث قال‪)) :‬احتج آدم وموسى‬
‫عليهمففا السففلم فقففال موسففى‪ :‬يففا آدم أنففت أبونففا خيبتنففا‪,‬‬
‫وأخرجتنا من الجنة‪ ,‬فقال آدم‪ :‬أنت موسى‪ ,‬اصطفاك اللففه‬
‫بكلمه‪ ,‬وخط لك التوراة بيده‪ ,‬تلومني على أمر قدره علي‬
‫قبل أن يخلقني بأربعين سنة!؟ فحج آدم موسى‪(3) ((.‬‬
‫ومما كتب الله فيها ما أمر بففه بنففو إسففرائيل ومففا نهففوا‬
‫عنه من الحلل والحرام بل من كل شيء موعظة وتفصيل ً‬
‫ومما جاء فيها‪:‬‬
‫"ل تشففرك بففي شففيئا ً مففن أهففل السففماء‪ ,‬ول مففن أهففل‬
‫الرض‪ ,‬فإن كل ذلك خلقي ول تحلف باسمي كاذب فًا‪ ,‬ووق فّر‬
‫والديك‪ ".‬وفيها ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬

‫‪ () 1‬فتح القدير ‪ -‬الشوكاني ج ‪/2‬ص ‪.246‬‬


‫‪ () 2‬السرائيليات والموضوعات في كتب التفسير‪-‬ابففو شففهبة‪ -‬ص ‪- 201‬‬
‫‪ 205‬وفيه نقد لكثير من الروايات السابقة‬
‫‪ () 3‬صحيح مسلم ج‪ 4:‬ص ‪ 2042‬سنن أبي داود ج ‪/4‬ص ‪226‬واللفظ له‬

‫‪321‬‬
‫وفي حديث صفففوان بففن عسففال المففرادي _ قففال‪ :‬قففال‬
‫يهودي لصاحبه‪ :‬اذهب بنا إلى هذا النففبي حففتى نسففأله عففن‬
‫ت{ فقففال ل تقففل‬ ‫ت ب َي ّن َففا ٍ‬
‫سعَ آي َففا ٍ‬
‫سى ت ِ ْ‬
‫مو َ‬ ‫هذه الية }وَل َ َ‬
‫قد ْ آت َي َْنا ُ‬
‫لفه شيئا ً فإنه لففو سففمعك لصففارت لفففه أربففع أعيففن فسففأله‬
‫فقال النبي‪)) :‬ل تشركوا بففالله شففيئا ً ول تسففرقوا ول تزنففوا‬
‫ول تقتلوا النفس التي حرم الله إل بففالحق ول تسففحروا ول‬
‫تففأكلوا الربففا ول تمشففوا بففبرئ إلففى ذي سففلطان ليقتلفه ول‬
‫تقذفوا محصنة أو قال ل تفروا من الزحف ‪-‬شعبة الشاك ‪-‬‬
‫وأنتففم يففا معشففر يهففود عليكففم خاصففة أن ل تعففدوا فففي‬
‫السبت‪ ((.‬قال فقبل يديه ورجليه وقال ‪:‬نشهد أنك نبي قال‬
‫‪:‬فما يمنعكما أن تتبعاني قال‪ :‬إن داود عليففه السففلم دعففا‬
‫أن ل يزال من ذريته نبي‪ ،‬وإنا نخشى إن أسففلمنا أن تقتلنففا‬
‫يهود‪(1) ((.‬‬
‫قال ابن كثير رحمه الله ‪" :‬اشتبه علففى الففراوي التسففع‬
‫اليات بالعشر الكلمات وذلك أن الوصايا التي أوصاها اللففه‬
‫إلى موسى وكلمه بها ليلة القدر بعففد مففا خرجففوا مففن ديففار‬
‫مصر وشعب بنففي إسففرائيل حففول الطففور حضففور وهففارون‬
‫ومن معه وقوف على الطور أيضا ً وحينئذ كلم الله موسففى‬
‫تكليما ً آمرا ً له بهذه العشر كلمففات وقففد فسففرت فففي هففذا‬
‫الحديث‪(2) .‬‬
‫هذا ما ورد في الثار التي رواها السلف عن التوراة‪.‬‬
‫وأما التوراة المعاصرة فقد فصل فيها العلماء وعلى مففا‬
‫تحتوي فهي تسمى اليوم العهد القديم مقابل ً للعهد الجديففد‬
‫وهو النجيل‪.‬‬
‫العهد القديم‪:‬‬
‫هو التففوراة الكتابيففة بمجمففوع أسفففارها المقدسففة لففدى‬
‫اليهود والنصارى‪ ،‬ومعنى العهد في هذه التسمية‪ ،‬وتسففمية‬
‫‪ () 1‬وقد رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه وابن جرير والحاكم والففبيهقي‬
‫من طرق عن شعبة به وقال الترمذي حسن صحيح قلت وفي رجاله من‬
‫تكلم فيه‬
‫‪ () 2‬البداية والنهاية ج‪ 6:‬ص‪174:‬‬

‫‪322‬‬
‫العهد الجديد ما يرادف معنى الميثففاق‪ ،‬فالعهففد القففديم هففو‬
‫الميثاق الذي أخذه الله على السففرائيليين أن يلففتزموا بففه‪.‬‬
‫)‪( 1‬‬
‫أما اصطلح )العهففد القففديم( فمففا كففان معروف فا ً قففديمًا‪،‬‬
‫وإنما هو اصطلح حديث خططت لفه اليهوديففة‪ ،‬واسففتجابت‬
‫لفه البروتستنتية النصرانية ثم الكاثوليكية لتكون التوراة أما ً‬
‫للعقيدة النصرانية‪ ،‬فوضع النصارى التوراة وسموها بالعهففد‬
‫القديم إلففى جففوار الناجيففل وبقيففة أسفففار دينهففم وسففموها‬
‫بالعهففد الجديففد‪ ،‬وضففموا الثنيففن فففي غلف واحففد باسففم‬
‫)الكتاب المقدس( لتكون عقيففدة اليهففود فففي التففوراة هففي‬
‫عقيدة النصارى كذلك‪ ،‬بما ضمن لليهففود تعففاطف النصففارى‬
‫معهم في كل ما تتبناه التوراة من عقففائد‪ ،‬فيتبعففون اليهففود‬
‫لنهففم يوصفففون فففي التففوراة بففأنهم شففعب اللففه المختففار!‬
‫ويعينونهم بكل طاقاتهم على تحقيق أحلمهففم وادعففاءاتهم‪،‬‬
‫ومففن تلففك الحلم تملففك أرض الميعففاد ‪ ....‬فففي حيففن أن‬
‫التففوراة لففم يكففن لهففا رصففيد فففي الماضففي لففدى العففالم‬
‫النصففراني‪ ،‬ولففم تكففن الكنيسففة قبففل أربعفة قففرون لتسففمح‬
‫بقففراءة التففوراة وتففداولها بينهففم‪ (2) .‬وهففو المصففدر الول‬
‫للتشريع‪ ،‬وقد قسم من حيث المحتوى إلى‪:‬‬
‫‪ -1‬السللفار الناموسللية‪ :‬وعفففددها خمفففس وهفففي‪:‬‬
‫التكوين ف الخروج ف اللويين ف العدد ف التثنية‪.‬‬
‫ويدعي اليهود نسبتها إلى موسى عليه السلم وقففد ورد‬
‫بها الحديث عن بدء الخلق العام وخلففق آدم عليففه السففلم‬
‫وتفرع بنيه منه حتى إبراهيم عليه السلم ‪ ,‬ثم التناسل من‬
‫إبراهيم‪ ,‬والشارة إلى سكنى إسماعيل عليه السلم أرض‬
‫مكة )فازان( ‪,‬وإغفال الحديث عففن سففائر ولففد إبراهيففم‪ ,‬إل‬
‫إسحاق عليه السلم ‪ ,‬ومن خففرج مففن صففلبه وهففو مففا ركففز‬
‫عليه كاتبوا سفر التكوين حتى وفففاة عليففه السففلم يوسففف‬
‫عليه السلم ‪.‬‬
‫‪() 1‬رحمة الله الهندي‪ ،‬إظهار الحق )‪.،(1/52‬‬
‫‪ () 2‬عبد الوهاب زيتون ف الصولية في اليهودية‪ ،‬ص ‪.141‬‬

‫‪323‬‬
‫وأما أسفار الخروج‪ -‬والعدد ‪-‬واللوييففن‪ -‬والتثنيففة‪ -‬فقففد‬
‫تحدثت عن الخروج من مصر إلى سيناء‪ ,‬وما كان من أمففر‬
‫القوم مع موسففى وهففارون عليهمففا السففلم ‪ ,‬والداب الففتي‬
‫كلفوا بهففا‪ ,‬فتخلففوا عنهففا‪ ,‬فض فل ً عففن ذكرهففا لقتففل موسففى‬
‫لهارون عليهما السلم لنه حقففد عليففه‪ ,‬كمففا أشففارت إلففى‬
‫وفاة موسى عليه السلم ودفنه وحزن بني إسرائيل عليه‪,‬‬
‫وأنه لم يقم نبي في بني إسرائيل مثله بعده‪ .‬مع نسبة هذا‬
‫الكلم إلففى موسففى‪ .‬وهففذه السفففار تسففمى بففالتوراة عنففد‬
‫الطلق‪.‬‬
‫‪ -2‬السفار التاريخية‪ :‬وعددها اثنا عشر هي‪ :‬يشففوع‬
‫‪ -‬القضاة‪ -‬راعوث ‪-‬صموئيل الول والثففاني ‪ -‬الملففوك الول‬
‫والثاني‪ -‬أخبار اليام الول والثاني ‪ -‬عزارا ‪ -‬نحميا ‪ -‬أستير‪-‬‬
‫وهذا القسم يدل اسمه على محتواه حيث التركيز علففى‬
‫تاريخ بني إسرائيل بعد وفففاة موسففى عليففه السففلم وهففي‬
‫خير معففبر عففن شففرور القففوم وآثففامهم وفسففادهم الخلقففي‬
‫فضل ً عن إلقائها الضوء على السلب والنهب والغصب كأمر‬
‫مشروع عند اليهود‪.‬‬
‫‪ -3‬السفار الشعرية‪ :‬وعففددها خمسففة هففي‪ :‬أيففوب‪-‬‬
‫مزامير داود ‪ -‬أمثال سففليمان ‪ -‬الجامعففة ‪ -‬نشففيد النشففاد ‪-‬‬
‫كم والمثال والترانيم فضل ً‬ ‫ح َ‬
‫وهي في جملتها ضرب من ال ِ‬
‫خُلقي عبر عنه في‬ ‫عن سيرة أيوب عليه السلم مع فساد ُ‬
‫سفر نشيد النشاد بدعوى أنه أدب صوفي يهودي‪.‬‬
‫‪ -4‬أسفار النبياء‪ :‬وعددها سففبعة عشففر سفففرا ً هففي‪:‬‬
‫أشعيا ‪ -‬أرميففا ‪ -‬مراثففي أرميففا ‪-‬حزقيففال ‪-‬دانيففال ‪ -‬هوشففع ‪-‬‬
‫يؤئيل ‪ -‬عاموس ‪ -‬عوبديان‪ -‬يونان‪ -‬ميخا ‪-‬نففاحوم ‪ -‬حبقففوق‬
‫‪-‬صفنيا ‪-‬حجي‪ -‬زكريا‪ -‬ملخى‪.‬‬
‫وبذلك تكون السفار في جملتها تسعة وثلثين )‪ (39‬سفففرا ً‬
‫تعورف عليها باسم )العهد القديم(‪.‬‬

‫‪324‬‬
‫وقد بقيت أسفففار عففدة محففل خلف مففن حيففث القبففول‬
‫والرد‪(1) .‬‬
‫ويكفي المسلم أن القرآن قد أشار إلففى أن تحريف فا ً قففد‬
‫وقع في هففذا المصففدر وأن اليففد اليهوديففة قففد امتففدت إليففه‬
‫بالزيادة كما سيأتي‪.‬‬
‫والذي بقي من نسخ التوراة المتداولة الن ثلثة أنواع‪:‬‬
‫‪ -1‬العبرانية‪ :‬وهي معتبرة لدى اليهود‪ ,‬والبرتستنت‪.‬‬
‫‪ -2‬اليونانيللة ‪ :‬معتففبرة لففدى النصففارى جميعففًا‪ ,‬حففتى‬
‫القففرن الخففامس عشففر للميلد‪ ,‬وكففانوا يعتقففدون بتحريففف‬
‫العبرانيففة‪ ,‬وهففي لففم تففزل معتففبرة عنففد الكنيسففة اليونانيففة‪,‬‬
‫وكنائس المشرق‪.‬‬
‫‪ -3‬السامرية ‪:‬وهففي معتففبرة لففدى السففامريين‪ ,‬وهففي‬
‫كالعبرانيففة‪ ,‬ولكنهففا سففبعة أسفففار‪ ,‬وتزيففد عليهففا باللفففاظ‬
‫والفقرات‪ ,‬ومن النصارى من يفضلها على العبرانية‪(2) .‬‬
‫ترجمة التوراة‪:‬‬
‫بففدأت الترجمففات العربيففة القديمففة فففي أوائل القففرن‬
‫التاسع للميلد‪ ،‬وأقدم ترجمة عربية للتففوراة مففن العبرانيففة‬
‫واليونانية والسريانية كانت في زمن هارون الرشففيد رحمففه‬
‫الله ‪.‬‬
‫ترجمها‪ :‬أحمد بن عبد الله سلم النجيلي مولى هففارون‬
‫الرشيد‪ (3) ،‬وترجمة ‌يوحن‌ا أسقف إشبيليا فففي أسففبانيا عففام‬
‫‪724‬م )‪ (4‬كما ترجمها أبو زيد حنين بن إسحاق النسففطوري‬
‫ف ف يهففودي ت ‪290‬هف ف ‪873‬م مففن السففبعينية اليونانيففة إلففى‬

‫‪ () 1‬انظر الفصل في الملففل والهففواء والنحففل لبففن حففزم )‪1/166‬فف ‪،(157‬‬


‫والملل والنحل للشهرستاني )‪2/9‬فف ‪ ،(11‬وإظهففار الحففق‪ ،‬ص ‪ 95‬فف ‪،100‬‬
‫ومقدمة ابن خلدون‪ ،‬ص ‪.207‬‬
‫‪ () 2‬إظهار الحق‪ ،‬رحمة الله الهندي ‪ 1/217‬ف ‪.218‬‬
‫‪ () 3‬الفهرست لبن النديم‪ ،‬ص ‪ 22‬بتصرف يسير‬
‫‪ () 4‬تأثر اليهودية بالديان الوثنية‪ .‬د‪ .‬فتحي محمد الزغبي‪.‬‬

‫‪325‬‬
‫العربية وهي أصح النسخ عند الغلبية‪ .‬وهنالك تراجم عربية‬
‫غيرهم لم يصلنا من جميعها شيء‪.‬‬
‫أما أشهر الترجمات العربية الحديثة فهي ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬ترجمة فارس يوسف الشدياق )‪ (1882 -1804‬في‬
‫لنففدن بمعاونففة الففدكتور لي وهففي دقيقففة جففدا ً طبعففت عففام‬
‫‪1857‬م‪ .‬ولكنها بعد طبع الترجمففة أعلففن المؤلففف إسففلمه‬
‫في تونس وسمى اسمه )أحمد أبففو العباس ف( فمنعففت مففن‬
‫التداول وصودرت وهي أصح الترجمات‪.‬‬
‫‪ -2‬الترجمففة البروتسففتانتية المريكيففة‪-1860) :‬ففف ‪1864‬م(‬
‫وقامت بها الرساليات المريكية ف بيروت‪.‬‬
‫‪ -3‬ترجمة اليسوعية الكاثوليكيففة عففام ‪ 1872‬ف ف ‪(1880‬‬
‫في بيروت‪ .‬أعيدت طباعتها في مجلد واحد سنة ‪1960‬م‪.‬‬
‫‪ -4‬ترجمفففة البفففاء الفففدومنيكان ففففي الموصفففل عفففام )‬
‫‪1878‬م(‪.‬‬
‫‪ -5‬ترجمة سميث وكرينلوس البستاني واليففازجيك عففام‬
‫‪1865‬م‪(1) .‬‬
‫التلمود‪:‬‬
‫ومن الكتب المعتبرة عنففد اليهففود )التلمففود( ‪ ،‬ويسففمونه‬
‫قديما ً )المثناة( و )المشنا( وربما كان مقففدما ً عنففد أكففثرهم‬
‫على التوراة‪ ،‬ولعله المقصود ببعض الثار ‪:‬أنهففم اسففتحدثوا‬
‫كتابا ً من عندهم وقالوا هو من عنففد اللففه ليشففتروا بففه ثمنفا ً‬
‫ل‪ ,‬وقد وردت آثار بذكره منها‪:‬‬‫قلي ً‬
‫‪ -1‬عن أبي موسى _ قال‪ :‬قال رسول اللففه صففلى اللففه‬
‫عليه وسلم ‪)) :‬إن بني إسرائيل كتبوا كتابا ً واتبعوه وتركففوا‬
‫التوراة‪(2) ((.‬‬

‫‪ () 1‬تأثر اليهودية بالديان الوثنية‪ ،‬د‪ .‬فتحي محمد الزغبي‪ ،‬ص ‪ 61‬ف ‪.62‬‬
‫‪ () 2‬رواه الطبراني في المعجم الوسط ج ‪/5‬ص ‪ 359‬وقال الهيثمي رجففاله‬
‫ثقففات )مجمففع الففزوائد ج ‪/1‬ص ‪( 150‬ورواه الففدارمي عففن ابففي موسففى‬
‫موقوفا ً ج ‪/1‬ص ‪135‬‬

‫‪326‬‬
‫‪ -2‬وروي أن عمر بن الخطففاب _ أراد أن يكتففب السففنن‬
‫فاستشار أصحاب رسول الله صلى الله عليففه وسففلم فففي‬
‫ذلففك فأشففاروا عليففه أن يكتبهففا فطفففق يسففتخير اللففه فيهففا‬
‫شهرا ً ثم أصبح يوما ً وقد عزم الله لففه‪ ,‬فقففال‪)) :‬إنففي كنففت‬
‫أريد أن اكتب السنن‪ ،‬وإني ذكرت قوما ً كانوا قبلكففم كتبففوا‬
‫كتبا ً فأكبوا عليها وتركففوا كتففاب اللففه‪ ،‬وإنففي واللففه ل ألبففس‬
‫كتاب الله بشيء أبدًا‪ (1) ((.‬والفاروق _ يقصد المثناة‪.‬‬
‫‪ -3‬كما روى ابن حزم بسنده إلففى زيففد بففن أسففلم قففال‪:‬‬
‫حدثه أن يهودية جاءت إلى عمر بن الخطاب _ فقففالت‪ :‬إن‬
‫ابنففي هلففك فزعمففت اليهففود أنففه ل حففق لففي فففي ميراثففه‪,‬‬
‫فدعاهم عمر _‪ ,‬فقال‪)) :‬أل تعطففون هففذه حقهففا فقففالوا‪ :‬ل‬
‫نجد لها حقا ً في كتابنا فقال‪ :‬أفففي التففوراة قففالوا‪ :‬بففل فففي‬
‫المثناة قال‪ :‬ومففا المثنففاة قففالوا ‪:‬كتففاب كتبففه أقففوام علمففاء‬
‫حكماء فسبهم عمر _ وقال‪ :‬اذهبوا فأعطوها حقها‪(2) ((.‬‬
‫م‬
‫مففن ب َعْ فد ِه ِ ْ‬ ‫خل َف َ‬
‫ف ِ‬ ‫‪ -4‬وقال ابن زيد فففي قففوله تعففالى‪} :‬فَ َ‬
‫ب{ قال‪)) :‬هؤلء اليهود كتبوا كتابا ً ضادوا به‬ ‫ف وَرُِثوا ْ ال ْك َِتا َ‬
‫خل ْ ٌ‬
‫َ‬
‫كتففاب اللففه‪ ،‬يقففال لففه المثناة‪ ،‬المحففق فيهففا مبطففل فففي‬
‫التوراة والمبطل فيها محق في التوراة‪(3) ((.‬‬
‫والتلمود ‪:‬هو المصدر الثاني من حيث المنزلة الدينيففة‬
‫في الظاهر‪ ,‬والول من حيث اللتزام والتطففبيق‪ ،‬ومحتففواه‬
‫عبارة عن تعاليم وضعها الحاخامات عبر فترة زمنيففة لقففى‬
‫وا‪ ،‬وبخاصة بعد استذللهم من‬ ‫اليهود فيها من الهوان ما لقَ ْ‬
‫قبففل غيرهففم‪ ،‬وتفرقهففم إلففى سففائر البقففاع‪ ،‬فلعبففت البقيففة‬
‫الباقية دورها في وضع تلففك التعففاليم لجمففع شففتات اليهففود‬
‫ثانية‪ ،‬ولحياء نزعة العنصرية وادعاء الصطفاء‪ ،‬فض فل ً عففن‬
‫تفاصففيل تتنففاول جففوانب السياسففة والقتصففاد والجتمففاع‬
‫والعقيدة والخلق‪ .‬إفسادا للعقائد‪ ،‬وتحريفا ً لكلم الله‪ ،‬كما‬
‫قففال ابففن القيم رحمففه اللففه ‪" :‬فليهففن أمففة الغضففب علففم‬

‫‪ () 1‬مصنف عبد الرزاق ج ‪/11‬ص ‪257‬‬


‫‪ () 2‬المحلى ج ‪/9‬ص ‪307‬‬
‫‪ () 3‬تفسير ابن أبي حاتم ج ‪/5‬ص ‪1607‬‬

‫‪327‬‬
‫المشنا والتلمود ومففا فيهمففا مففن الكففذب علففى اللففه وعلففى‬
‫كليمففه موسففى عليففه السففلم ومففا يحففدث لهففم أحبففارهم‬
‫وعلماء السوء منهم كل وقت‪(1) ".‬‬
‫وقد قسم علماء اليهود التلمود إلى قسمين‪:‬‬
‫‪ -1‬الول‪» :‬المشللناة« وهففي كلمففة تعنففي الصففل أو‬
‫المتن أو الجوهر أو الصلب‪ .‬ومحتواها عبارة عن جملة مففن‬
‫التعففاليم الشفففوية الففتي كففانت تنقففل شفففاها ً علففى ألسففنة‬
‫الساسة وقادة التففوجيه‪ ،‬ثففم بففدا لهففم التففدوين فففي أواخففر‬
‫القرن الول ومطلع القرن الثاني الميلدي‪.‬‬
‫‪ -2‬الثللاني‪» :‬الجمللارة« وهفففي شفففروح للنصفففوص‬
‫السابقة وقد نمففت تلففك الشففروح فففي منطقففتين‪ .‬أولهمففا‪:‬‬
‫فلسطين وهي القدم والقففل حجم فًا‪ ،‬وثانيتهمففا‪ :‬فففي بففابل‬
‫وهي تبلغ حدا ً كبيرا ً في الحجففم‪ .‬وقففد كففان للشففروح أثرهففا‬
‫في وجود تلمودين‪.‬‬
‫أ‪ -‬الول‪ :‬تلمود فلسطين أو أورشليم‪ ،‬ب‪ -‬الثاني‪ :‬تلمود‬
‫بابل وهو المراد عند الطلق‪(2).‬‬
‫هذا ويدعي بعض اليهففود أن »المشففناة« قففد أوحففي بهففا‬
‫إلى موسى عليه السلم شفاها ً في طور سففنياء محففاولين‬
‫ي بعففض النصففوص لثبففات ذلففك‪ ,‬وأن أربعيففن مففن علمففاء‬ ‫ل ّ‬
‫اليهود قد تناقلوا تلك التعاليم عففن موسففى جيل ً بعففد جيففل‪،‬‬
‫زمن وجود الهيكل‪ ،‬فلما هففدم دونففت تلففك التعففاليم لتكففون‬
‫وسيلة لجمع شتات اليهود‪ .‬كمففا قففال ابففن النففديم‪" :‬سففألت‬
‫رجل ً من أفاضلهم عن ذلففك فقففال‪ :‬أنففزل اللففه جففل اسففمه‬
‫على موسى التوراة ‪ ...‬ولموسى كتاب يقففال لفففه‪ :‬المشففنا‬

‫‪ () 1‬هداية الحيارى ج ‪/1‬ص ‪129‬‬


‫‪ () 2‬التلمففود تففاريخه وتعففاليمه فف ظفففر السففلم خففان‪ ،‬ص ‪،11‬ف ‪ ،12‬والكنففز‬
‫المرصود في قواعد التلمود‪ ،‬ص ‪ .42 ،41‬والفكر الديني اليهودي وهو من‬
‫أوسعها تفصيل ً د‪.‬حسن ظاظا‬

‫‪328‬‬
‫ومنه يسخرج اليهود علففم الفقففه والشففرائع والحكففام وهففو‬
‫كتاب كبير‪(1) ".‬‬
‫وتشتمل المشففناة علففى سففتة مبففاحث تتعلففق بفف ‪-‬لففوائح‬
‫الزراعة ‪ -‬لوائح العياد‪ -‬والصيام ‪ -‬قوانين الففزواج والطلق‬
‫والنذور‪ -‬وعلقة اليهود بغيرهم‪ -‬القوانين المدنية والجنائية‪-‬‬
‫قوانين الصلة ‪ -‬قوانين الطهارة والنجاسة‪ -‬كمففا يلحففق بهففا‬
‫بعض الرسائل الخرى‪(2) .‬‬
‫وقففد اعففترى التلمففود مففا اعففترى العهففد القففديم مففن زيففادة‬
‫د‪.‬‬
‫ونقصان وتصحيف وتحريف وقبول ور ّ‬
‫قال ابن القيم عن التلمود‪" :‬ولم يكن المؤلفون له فففي‬
‫عصر واحففد وإنمففا ألفففوه فففي جيففل بعففد جيففل‪ ،‬فلمففا نظففر‬
‫متأخروهم إلى ذلك‪ ،‬وأنه كلما مر عليه الزمففان زادوا فيففه‪،‬‬
‫وفي الزيادات المتأخرة ما ينقففض كففثيرا ً مففن أولففه‪ ،‬علمففوا‬
‫أنهففم إن لففم يقفلففوا بففاب الزيففادة وإل أدى إلففى الخلففل‬
‫الفاحش‪ ،‬فقطعوا الزيادة وحظروها على فقهائهم‪ ،‬وحرموا‬
‫من يزيد عليه شيئا ً فوقف الكتاب على ذلك المقدار‪(3) ".‬‬
‫وفي القرن الخامس عشر الميلدي أجرى اليهود بعففض‬
‫التعديلت فيه‪ ،‬وذلك بحذف بعض النصوص المتعلقففة بلعففن‬
‫المسيح عليه السلم وسففبه وسففب أتبففاعه؛ حففتى ل يكففون‬
‫ذلك وسيلة ليذاء نصارى الغرب لهم‪.‬‬
‫وقدسية التلمود آكد وأشد من قدسية التففوراة‪ ،‬وأقففوال‬
‫الحاخامات أعلى قدرا ً من نصوص الوحي ف كما يزعمون ففف‬
‫)‪( 4‬‬

‫‪ () 1‬الفهرست باختصار ج ‪/1‬ص ‪34‬‬


‫‪ () 2‬التلمود تاريخه وتعاليمه‪ ،‬ص ‪ 15‬ف ‪.17‬‬
‫‪ () 3‬هداية الحيارى ج ‪133 -1/132‬‬
‫‪ () 4‬التلمود تاريخه وتعاليمه‪ ،‬ص ‪ ،29‬والكنز المرصود‪ ،‬ص ‪.48 ،44‬‬

‫‪329‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تحريف التففوراة والتجار بها‬
‫لشك أن اليهود هم أهل التحريف كما وصفهم الله فففي‬
‫آيات كثيرة كما قال تعالى‪:‬‬
‫‪} -1‬أ َفَتط ْمعو َ‬
‫ن‬‫مُعو َ‬ ‫س َ‬‫م يَ ْ‬ ‫من ْهُ ْ‬
‫ريقٌ ّ‬ ‫ن فَ ِ‬ ‫م و َق َ د ْ َ‬
‫كا َ‬ ‫مُنوا ْ ل َك ُ ْ‬‫ن أن ي ُؤ ْ ِ‬ ‫َ َ ُ َ‬
‫ن = ‪{ 75‬‬ ‫مففو َ‬ ‫م ي َعْل َ ُ‬‫قل ُففوه ُ وَهُف ْ‬ ‫ما ع َ َ‬ ‫من ب َعْد ِ َ‬ ‫ه ِ‬ ‫حّرُفون َ ُ‬ ‫م يُ َ‬ ‫م الل ّهِ ث ُ ّ‬
‫ك َل َ َ‬
‫]سورة البقرة ‪[2/75‬‬
‫ض فعِِه{ ]سففورة‬ ‫وا ِ‬ ‫م َ‬ ‫عن ّ‬ ‫م َ‬‫ن ال ْك َل ِ َ‬ ‫حّرُفو َ‬ ‫دوا ْ ي ُ َ‬‫ها ُ‬‫ن َ‬ ‫ذي َ‬‫ن ال ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫‪ّ } -2‬‬
‫النساء ‪[4/46‬‬
‫ة‬ ‫م َقا ِ‬
‫س في َ ً‬ ‫جعَل ْن َففا قُل ُففوب َهُ ْ‬ ‫م وَ َ‬‫م َلعن ّففاهُ ْ‬ ‫ميث َففاقَهُ ْ‬ ‫ض فِهم ّ‬ ‫ق ِ‬ ‫مففا ن َ ْ‬ ‫‪} -3‬فَب ِ َ‬
‫ضعِِه{ ]سورة المائدة ‪[5/13‬‬ ‫وا ِ‬ ‫م َ‬ ‫عن ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ال ْك َل ِ َ‬ ‫حّرُفو َ‬ ‫يُ َ‬
‫ن ِفي ال ْك ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫م َ‬‫ف رِ ِ‬ ‫عو َ‬ ‫سارِ ُ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ك ال ّ ِ‬ ‫حُزن َ‬ ‫ل ل َ يَ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫‪َ} -4‬يا أي َّها الّر ُ‬
‫دوا ْ‬ ‫َ‬
‫ن ه ِففا ُ‬ ‫ذي َ‬‫ن ال ّف ِ‬‫مف َ‬ ‫من قُل ُففوب ُهُ ْ‬
‫م وَ ِ‬ ‫م وَل َف ْ‬
‫م ت ُفؤ ْ ِ‬ ‫واه ِهِ ْ‬ ‫ن َقاُلوا ْ آ َ‬
‫مّنا ب ِأفْ َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫م{‬ ‫ن ال ْك َل ِ َ‬‫حّرُفو َ‬ ‫ك يُ َ‬‫م ي َأ ُْتو َ‬
‫ن لَ ْ‬‫ري َ‬
‫خ ِ‬‫ق وْم ٍ آ َ‬‫ن لِ َ‬‫عو َ‬ ‫ما ُ‬‫س ّ‬‫ب َ‬ ‫ن ل ِل ْك َذ ِ ِ‬
‫عو َ‬
‫ما ُ‬
‫س ّ‬‫َ‬
‫]سورة المائدة ‪[5/41‬‬
‫والتحريف منطبففق عليهففم جميع فًا‪ ،‬جيل بعففد جيففل‪ ،‬قففال‬
‫الطبري رحمه الله ‪" :‬يحرفون كلم ربهم الذي أنزلففه علففى‬
‫نبيهم موسى صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وهو التوراة‪ ،‬فيبدلونه‬
‫ويكتبون بأيديهم غير الذي أنزله الله جل وعز علففى نففبيهم‪،‬‬
‫ويقولون لجهال الناس‪ :‬هذا هو كلم الله الذي أنزلففه علففى‬
‫نبيه موسى صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬والتففوراة الففتي أوحاهففا‬
‫إليه‪ .‬وهذا من صفة القففرون الففتي كففانت بعففد موسففى مففن‬
‫اليهود ممن أدرك بعضهم عصر نبينا محمد صلى الله عليففه‬
‫وسلم ‪ ،‬ولكن الله عز ذكره أدخلهم في عففداد الففذين ابتففدأ‬
‫الخبر عنهم ممن أدرك موسى منهم‪ ،‬إذ كففانوا مففن أبنففائهم‬
‫وعلى منهاجهم في الكذب على الله والفريففة عليففه ونقففض‬
‫المواثيق التي أخذها عليهم في التوراة‪(1) ".‬‬
‫وأسففباب تحريفهففم لكلم اللففه‪ ,‬وإحكففامه‪ ,‬هففي أهففوائهم‬
‫مففرة‪ ,‬وحسففدهم مففرة‪ ,‬والمتففاجرة بففدينهم وبيعففه رخيص فا ً‬
‫لتباعهم مرارا ً كثيرة‪.‬‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ج ‪/6‬ص ‪155‬‬

‫‪330‬‬
‫مر على النبي صلى الله‬ ‫فعن البراء بن عازب _ قال‪ُ )) :‬‬
‫عليه وسلم بيهودي محمم )‪ (1‬مجلود‪ ، ((.‬فدعا النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم رجل ً من علمائهم‪ ،‬فقال‪)) :‬أهكذا تجففدون‬
‫حد الزاني فيكم؟ قففال‪ :‬نعففم‪ .‬قففال‪ :‬فأنشففدك بالففذي أنففزل‬
‫التوراة على موسى‪ ،‬أهكذا تجدون حد الزاني فيكم؟ قففال‪:‬‬
‫ل‪ ،‬ولول أنك نشدتني بهذا لم أحدثك‪ ،‬ولكففن الرجففم‪ ،‬ولكففن‬
‫كثر الزنا في أشرافنا‪ ،‬فكنا إذا أخذنا الشففريف تركنففاه وإذا‬
‫أخذنا الضعيف أقمنا عليه الحد‪ ،‬فقلنا تعالوا نجتمففع فنضففع‬
‫شيئا مكان الرجم فيكون على الشريف والوضففيع‪ ،‬فوضففعنا‬
‫التحميم والجلد مكان الرجم‪ .‬فقال النبى صففلى اللففه عليففه‬
‫وسلم ‪ :‬اللهم إني أنا أول من أحيا أمففرك إذ أمففاتوه‪ .‬فففأمر‬
‫ن ِفي ال ْك ُْفففِر{‬‫عو َ‬
‫سارِ ُ‬
‫ن يُ َ‬
‫ذي َ‬‫ك ال ّ ِ‬
‫حُزن َ‬ ‫به فرجم‪ ،‬فأنزل الله‪} :‬ل َ ي َ ْ‬
‫]سورة آل عمران ‪ [3/176‬الية‪(2) ((.‬‬
‫وللعلماء في معنى تحريف اليهود للتوراة أقوال‪:‬‬
‫‪ -1‬القول الول‪ :‬هو أن التحريففف والتبففديل قففد وقففع‬
‫في التأويل ل في النص المنزل‪ .‬فمعنى تحريف الكلم عند‬
‫من يقولون بهذا الرأي هو‪ :‬أنهم ‪-‬يتأّولونه على غير تأويله‪.-‬‬
‫أي ‪ :‬تحريفففا ً معنويففًا‪ ,‬ومففن القففائلين بهففذا القففول المففام‬
‫ن{ يزيلون‪ ,‬وليففس أحففد‬ ‫حّرُفو َ‬ ‫البخاري رحمه الله قال‪}" :‬ي ُ َ‬
‫يزيل لفظ كتاب من كتب الله عز وجل ولكنهففم يحرفففونه‪:‬‬
‫يتأولونه على غير تأويله‪ (3) ".‬وهو اختيففار ابففن كففثير رحمففه‬
‫الله ‪(4) .‬‬
‫‪ -2‬القللول الثللاني‪ :‬وهفففو أن التفففوراة قفففد غُي ّفففرت‬
‫دلت ‪,‬في اللفظ والمعنى‪ ،‬ولكن التغيير والتحريف أصاب‬ ‫وب ُ ّ‬
‫ق علففى‬ ‫جمل ً قليلة وألفاظا ً يسيرة‪ .‬أما أكثر التوراة فهو بففا ٍ‬
‫ما أنزله الله على موسى الكليم عليه السلم ‪ .‬وممن قففال‬

‫ه َتحميما سخم وجهه بالفحم ‪ .‬مختار الصحاح ج ‪ 1‬ص ‪66‬‬


‫م ُ‬
‫م َ‬
‫ح ّ‬
‫‪َ () 1‬‬
‫‪ () 2‬مسففند المففام أحمففد ج ‪/4‬ص ‪ 286‬واللفففظ لففه و أصففله فففي صففحيح‬
‫البخاري ج ‪/4‬ص ‪1660‬‬
‫‪ () 3‬صحيح البخاري ج ‪/6‬ص ‪2745‬‬
‫‪ () 4‬تفسير ابن كثير ج ‪/1‬ص ‪116‬‬

‫‪331‬‬
‫بهذا شيخ السلم ابن تيمية رحمه الله حيث قال‪" :‬أن مففا‬
‫وقع من التبديل قليل‪ ,‬والكثر لم يبدل‪ ,‬والذي لم يبدل فيه‬
‫ألفاظ صريحة تبين بها المقصود من غلط ما خالفهففا‪ ,‬ولهففا‬
‫شواهد ونظائر متعددة يصدق بعضها بعضًا‪ ,‬بخلف المبففدل‬
‫فإنه ألفاظ قليلة‪ ,‬وسائر نصوص الكتب يناقضها‪ ,‬وصار هذا‬
‫بمنزلة كتب الحديث المنقولة عففن النففبي صففلى اللففه عليففه‬
‫وسلم ‪ (1) ".‬وقال‪" :‬يعلم مففن هففذا أن التففوراة الففتي كففانت‬
‫موجودة بعد خراب بيت المقدس وبعد مجيء بختنصر وبعد‬
‫مبعث المسيح عليه السلم وبعد مبعث محمففد صففلى اللففه‬
‫عليه وسلم فيها حكم الله والتوراة الففتي كففانت عنففد يهففود‬
‫المدينة على عهد رسول الله صلى الله عليففه وسففلم ‪ ،‬وإن‬
‫قيل أنه غير بعض ألفاظها بعففد مبعثففه فل نشففهد علففى كففل‬
‫نسخة في العالم بمثل ذلك فإن هذا غيففر معلففوم لنففا‪ ،‬وهففو‬
‫أيضا ً متعذر بل يمكن تغيير كثير مففن النسففخ وإشففاعة ذلففك‬
‫عند التباع حتى ل يوجد عند كثير من الناس إل ما غير بعففد‬
‫ذلك‪ ،‬ومع هذا فكثير من نسخ التوراة والنجيل متفقففة فففي‬
‫الغالب إنما يختلف في اليسير من ألفاظهففا فتبففديل ألفففاظ‬
‫اليسير من النسخ بعد مبعث الرسول ممكن ل يمكن أحففدا ً‬
‫أن يجففزم بنفيففه‪ ،‬ول يقففدر أحففد مففن اليهففود والنصففارى أن‬
‫يشهد بأن كل نسخة في العالم بالكتابين متفقة اللفاظ‪ ،‬إذ‬
‫هذا ل سبيل لحد إلى علمه‪ ،‬والختلف اليسير فففي ألفففاظ‬
‫هذه الكتب موجود في الكثير مففن النسففخ كمففا قففد تختلففف‬
‫نسففخ بعففض كتففب الحففديث‪ ،‬أو تبففدل بعففض ألفففاظ بعففض‬
‫النسخ‪(2) ".‬‬
‫‪ -3‬القول الثالث‪ :‬أن التففوراة الففتي جففاء بهففا موسففى‬
‫دل وغي ّففر‪ .‬والتففوراة الففتي‬
‫عليه السلم كلها أو أكثرها قد ب ُف ّ‬
‫نزلففت علففى موسففى عليففه السففلم ل تطففابق بينهففا وبيففن‬
‫التوراة الموجودة بين أيدي النففاس اليففوم فففي شففيء‪ ,‬وأن‬

‫‪ () 1‬الجواب الصحيح ج ‪/2‬ص ‪442‬‬


‫‪ () 2‬دقائق التفسير ‪ -‬ابن تيمية ج ‪/2‬ص ‪50‬‬

‫‪332‬‬
‫أحبار اليهففود أولففوا كففثيرا ً مففن آيففات التففوراة تففأويل ً فاسففدا ً‬
‫ل‪ .‬ولكنهم كذلك لم يقتصروا على تحريف التأويل؛ بل‬ ‫وباط ً‬
‫قاموا فعل ً بإضافة أشياء كثيرة لم ينزلها الله تعففالى‪ ،‬ومففن‬
‫المستحيل أن يكون قد أنزلها مثففل زعمهففم ‪ -‬أن اللففه قففام‬
‫بمصارعة يعقوب عليه السلم طففوال الليففل ومففع هففذا لففم‬
‫يستطع أن يتغلب على يعقوب‪ -.‬ومثل زعمهم أن الله منففع‬
‫آدم عليه السلم من الكل من شجرة المعرفة حتى يبقى‬
‫جففاهل ً فل يسففتطيع أن ينففافس الففرب فففي ملكففوته ‪ -‬وأن‬
‫هارون عليه السلم هو الذي صنع لبنففي إسففرائيل العجففل‪-‬‬
‫وهو الذي أمرهم بعبادته‪ .‬إلى آخر المثلة الكثيرة كما ذكففر‬
‫ذلك ابن حزم )‪ (1‬وإلى هذا القففول ذهففب المففام ابففن القيم‬
‫الففذي يقففول‪" :‬وفففي التففوراة الففتي بأيففديهم مففن التحريففف‬
‫والتبديل وما ل يجوز نسبته إلى النبياء ما ل يشففك فيففه ذو‬
‫بصيرة‪ ،‬والتوراة التي أنزلها الله على موسى عليه السففلم‬
‫بريئة‪ (2) ".‬ورجح هذا القول ابن حجر قال‪" :‬ول خلف أنهم‬
‫حرفوا وبدلوا والشتغال بنظرها وكتابتها ل يجوز بالجماع‪".‬‬
‫)‪( 3‬‬
‫وهذا هو الرأي الراجففح ‪ -‬إن شففاء اللففه ‪ -‬لوجاهففة أدلتففه‬
‫الكثيرة‪ ،‬وقد ذهب إليه مجموعة من علماء السففلم الففذين‬
‫اطلعوا على التوراة ودرسوها دراسففة فاحصففة‪ ،‬وتتبعففوا مففا‬
‫فيها مما ل يمكن أن ينسب ما فيه إلى الله عز وجل ‪(4) .‬‬

‫)( الفصل في الملل والنحل ‪ 1/93‬وما بعدها‬ ‫‪1‬‬


‫)( هداية الحيارى ج ‪/1‬ص ‪107‬‬ ‫‪2‬‬
‫)( فتح الباري فتح الباري ج ‪/13‬ص ‪525‬‬ ‫‪3‬‬
‫)(د‪ .‬محمد شففلبي شففتيوي‪ :‬التففوراة دراسففة وتحليففل‪) .‬بتصففرف(‪ .‬وممففن‬ ‫‪4‬‬
‫فصل في ذلك‪ :‬المام الغزالي الذي رد عليهم في كتففابه )الففرد الجميففل(‬
‫وعبد الملك الجويني إمففام الحرميففن المتففوفى سففنة والمففام ابففن القيففم‬
‫كتابه )هداية الحيارى(‪ ..‬والمام القرطبي صاحب التفسير المشهور فففي‬
‫كتابه )العلم بما في دين النصارى من الفساد والوهففام( والمففام علففي‬
‫بن محمد بن عبدالرحمن الباجي الشافعي ‪ .‬ولفه كتابان فففي الففرد علففى‬
‫عقففائد اليهففود والنصففارى‪ :‬الول أسففماه )الففرد علففى اليهففود والنصففارى(‬
‫والثاني‪ :‬نقد للتوراة اليونانية وتعليففق علىكففل إصففحاح تقريب فا ً فففي جميففع‬
‫السفار الخمسة وقد أسماه )علففى التففوراة(‪ .‬ورحمففة اللففه الهنففدي فففي‬
‫كتابه )إظهار الحق(‬

‫‪333‬‬
‫ومففن أهففم المففور الففتي ثبففت تحريفهففم لهففا‪ :‬تحريفهففم‬
‫للبشارات بنبينا صلى الله عليه وسلم بتبديل صفته فيها أو‬
‫بحذفها أو تأويلها وهو أكثر ما يهمنا هنا‪:‬‬
‫‪ -1‬فعن ابن عباس رضي الله عنهما في قول اللففه عففز‬
‫َ‬
‫ن‬‫مف ْ‬‫ذا ِ‬ ‫قوُلو َ‬
‫ن هَ ف َ‬ ‫م ثُ ّ‬
‫م يَ ُ‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫ن ال ْك َِتا َ‬
‫ب ب ِأي ْ ِ‬ ‫ن ي َك ْت ُُبو َ‬ ‫ل ل ّل ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫وجل ‪} :‬فَوَي ْ ٌ‬
‫شت َُروا ْ ب ِهِ ث ََمن فا ً قَِليل ً{ ]سففورة البقففرة ‪ [2/79‬قففال‪:‬‬ ‫عند ِ الل ّهِ ل ِي َ ْ‬
‫ِ‬
‫))أحبار اليهود وجدوا صفة محمففد صففلى اللففه عليففه وسففلم‬
‫مكتوبا ً في التوراة‪ :‬أكحل أعين‪ ،‬ربعة جعففد الشففعر‪ ،‬حسففن‬
‫الوجه‪ ،‬فما وجدوه في التوراة محوه حسففدا ً وبغيفًا‪ ،‬فأتففاهم‬
‫نفر من قريش من أهل مكة فقالوا تجدون في التوراة نبيا ً‬
‫منا؟ قالوا‪ :‬نعم‪ ،‬نجده طويل ً أزرق سبط الشففعر‪ ،‬فففأنكرت‬
‫قريش وقالوا ليس هذا منا ‪ ...‬وقففالوا‪ :‬ل نجففد نعتففه عنففدنا‪،‬‬
‫وقالوا للسفلة‪ :‬ليس هذا نعت النبي الذي يحففرم كففذا وكففذا‬
‫كما كتبوه وغيروا نعت هففذا كففذا كمففا وصففف فلبسففوا علففى‬
‫النففاس‪ ،‬وإنمففا فعلففوا ذلففك لن الحبففار كففانت لهففم مأكلففة‬
‫يطعمهففم إياهففا السفففلة لقيففامهم علففى التففوراة فخففافوا أن‬
‫تؤمن السفلة فتنقطع تلك المأكلة‪(1) ((.‬‬
‫وعن أبي صخر العقيلي _ قال ‪)) :‬خرجت إلى المدينففة‬
‫فتلقاني رسول الله صلى الله عليه وسففلم بيففن أبففي بكففر‬
‫وعمر رضي الله عنهما يمشففي فمففر بيهففودي ومعففه سفففر‬
‫فيه التوراة يقرؤها على بن أخ لفه مريض بين يففديه‪ ،‬فقففال‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪)) :‬يففا يهففودي‪ ،‬نشففدتك بالففذي‬
‫أنزل التوراة على موسى‪ ،‬وفلق البحر لبني إسرائيل‪ ،‬أتجد‬
‫في توراتك نعتي وصفتي ومخرجففي‪ ،‬فأومففأ برأسففه أن ل‪،‬‬
‫فقففال ابففن أخيففه‪ :‬لكنففي أشففهد بالففذي أنففزل التففوراة علففى‬
‫موسى‪ ،‬وفلق البحر لبني إسرائيل‪ ،‬أنه ليجد نعتك وزمانففك‬
‫وصفتك ومخرجك في كتففابه‪ ،‬وأنففا أشففهد أن ل إلففه إل اللففه‬
‫وأنففك رسففول اللففه‪ ،‬فقففال النففبي صففلى اللففه عليففه وسففلم‬

‫‪ () 1‬تفسففير ابففن أبففي حففاتم ج ‪/1‬ص ‪154‬و دلئل النبففوة للففبيهقي ج ‪/1‬ص‬
‫‪ 157‬وللتوسع تفسير الدر المنثور ج ‪/1‬ص ‪202‬‬

‫‪334‬‬
‫أقيموا اليهودي عففن صففاحبكم وقبففض الفففتى فصففلى عليففه‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم وأجنه‪(2) ((.‬‬
‫و سيأتي زيادة تفصيل في موقفهم من الرسففول صففلى‬
‫الله عليه وسلم بإذن الله‬

‫‪ () 2‬رواه المام أحمد ج ‪/5‬ص ‪ 411‬ورواه ابن سعد في الطبقففات الكففبرى‬


‫ج ‪/1‬ص ‪ 185‬والهيثمي في مجمع الزوائد ج ‪/8‬ص ‪ 234‬وقال ابن كثير‪:‬‬
‫حديث جيد قوي له شاهد في الصحيح عن أنس‪ :‬تفسففير ابففن كففثير ج ‪/2‬ص‬
‫‪252‬‬

‫‪335‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬الثار الواردة في موقفهم من النجيل‬
‫الثار‪:‬‬
‫ت‬ ‫يٍء وََقال َ ْ‬ ‫ش ْ‬ ‫صاَرى ع ََلى َ‬ ‫ت الن ّ َ‬ ‫س ْ‬ ‫ت ال ْي َُهود ُ ل َي ْ َ‬ ‫قولفه تعالى‪} :‬وََقال َ ْ‬
‫يٍء{ ]سورة البقرة ‪.[2/113‬‬ ‫ش ْ‬ ‫ت ال ْي َُهود ُ ع ََلى َ‬ ‫س ْ‬ ‫صاَرى ل َي ْ َ‬ ‫الن ّ َ‬
‫‪ - 1504-407‬حدثنا أبو كريب قال‪ :‬ثنا يونس بففن بكيففر وحففدثنا ابففن‬
‫حميد قال‪ :‬ثنا سلمة بن الفضل قففال جميعففا‪ :‬ثنففا ابففن إسففحاق قففال‪:‬‬
‫حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت قففال‪ :‬حففدثني سففعيد‬
‫بن جبير أو عكرمة عففن ابففن عباسف رضففي اللففه عنهمففا فففي قففوله‪:‬‬
‫م{ أي‪:‬‬ ‫ل قَ فوْل ِهِ ْ‬ ‫مث ْف َ‬ ‫ن ِ‬ ‫مففو َ‬‫ن ل ي َعْل َ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّف ِ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫ب ك َذ َل ِ َ‬ ‫ن ال ْك َِتا َ‬ ‫م ي َت ُْلو َ‬ ‫}وَهُ ْ‬
‫كففل يتلففو فففي كتففابه تصففديق مفا كفففر بففه‪ :‬أي يكفففر اليهففود بعيسففى‬
‫وعندهم التوراة فيها ما أخففذ اللففه عليهففم مففن الميثففاق علففى لسففان‬
‫موسى بالتصديق بعيسى عليه السففلم وفففي النجيففل ممففا جففاء بففه‬
‫عيسى تصديق موسى وما جاء به من التففوراة مففن عنففد اللففه؛ وكففل‬
‫يكفر بما في يد صاحبه ‪(1) .‬‬
‫ُ‬
‫ل‬‫مث ْف َ‬
‫ي ِ‬ ‫ول أوت ِف َ‬ ‫عند َِنا َقاُلوا ل َ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ح قّ ِ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫جاءهُ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬فَل َ ّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ل{ ]سورة‬ ‫من قَب ْ ُ‬ ‫سى ِ‬ ‫مو َ‬ ‫ي ُ‬ ‫ما أوت ِ َ‬ ‫فُروا ب ِ َ‬ ‫م ي َك ْ ُ‬ ‫سى أوَل َ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫ي ُ‬ ‫ما أوت ِ َ‬ ‫َ‬
‫القصص ‪.[28/48‬‬
‫‪ - 20940-408‬حدثنا بشر قال‪ :‬ثنا يزيد قال‪ :‬ثنففا سففعيد عففن قتففادة‬
‫ظاهََرا{ قالت ذلك أعداء الله اليهود للنجيففل‬ ‫ن تَ َ‬ ‫حَرا ِ‬ ‫س ْ‬ ‫قوله‪َ} :‬قاُلوا ِ‬
‫ن{ فيقول‪ :‬محمففد وعيسففى ابففن مريففم‬ ‫حَرا ِ‬ ‫سا ِ‬ ‫والفرقان فمن قال } َ‬
‫عليهما السلم ‪(2) .‬‬
‫‪ - 20942-409‬حدثنا ابن حميد قال‪ :‬ثنا يحيففى بففن واضففح قففال‪ :‬ثنففا‬
‫ن{ يقففول‪ :‬بالنجيففل‬ ‫ل ك َففافُِرو َ‬ ‫كفف ّ‬ ‫عبيففد عففن الضففحاك }وََقففاُلوا إ ِّنففا ب ِ ُ‬
‫والقرآن‪(3) .‬‬
‫مففآ‬‫ن بِ َ‬‫م ُ‬ ‫ه َقاُلوا ْ ن ُؤ ْ ِ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ما َأنَز َ‬ ‫مُنوا ْ ب ِ َ‬ ‫مآ ِ‬ ‫ل ل َهُ ْ‬ ‫ذا ِقي َ‬ ‫قولفه تعالى‪} :‬وَإ ِ َ‬
‫م ُقفف ْ‬
‫ل‬ ‫معَ هُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫دقا ً ل ّ َ‬ ‫ص ّ‬ ‫م َ‬ ‫ح قّ ُ‬ ‫ما وََراَءه ُ وَهُوَ ال ْ َ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫فرو َ‬ ‫ل ع َل َي َْنا وَي َك ْ ُ‬‫ُأنزِ َ‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري )‪ - (1/496‬تفسير ابففن أبففي حففاتم )‪ - (1/209‬تفسففير‬


‫ابن كثير )‪ (1/156‬إسناده ضعيف‪.‬‬
‫‪ ()2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 85 / 20‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 2985 / 9‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪ ( 421 / 6‬حسنه في التفسير الصحيح )‪(1/223‬‬
‫‪ ()3‬تفسير الدر المنثور بلفظ ‪ :‬بالتوراة والقرآن ) ‪ - ( 421 / 6‬تفسير ابفن‬
‫أبي حاتم بلفظ ‪ :‬بالتوراة والقرآن ) ‪( 2986 / 9‬‬
‫إسناده ضعيف‪.‬‬

‫‪336‬‬
‫قتل ُففو َ‬
‫ن = ‪{ 91‬‬ ‫م فؤ ْ ِ‬
‫مِني َ‬ ‫ل ِإن ُ‬
‫كنت ُففم ّ‬ ‫ن أنب ِي َففاَء الل ّفهِ ِ‬
‫مففن قَب ْف ُ‬ ‫َ‬ ‫فَل ِف َ‬
‫م تَ ْ ُ‬
‫]سورة البقرة ‪[2/91‬‬
‫‪ -1286-410‬حدثني المثنى‪ ،‬قال‪ :‬ثنا آدم‪ ،‬قال‪ :‬ثنا أبففو جعفففر‪ ،‬عففن‬
‫ما وََراَءهُ{ أي بمففا بعففده‪ ،‬يعنففي‬ ‫ن بِ َ‬‫فرو َ‬‫الربيع‪ ،‬عن أبي العالية‪} :‬وَي َك ْ ُ‬
‫بما بعد التوراة‪(1) .‬‬

‫‪74‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪19‬‬


‫‪ (1/1‬حسففن‬ ‫تفسير ابففن أبففي حففاتم )‬ ‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪(1/4‬‬
‫إسناده الحافظ في الفتح )‪.(6/366‬‬

‫‪337‬‬
‫الدراسة‪:‬‬
‫بعففث اللففه نففبيه عيسففى عليففه السففلم رسففول ً مصففدقا ً‬
‫للتوراة التي هففي كتففاب اللففه لبنففي إسففرائيل‪ ،‬وأنففزل معففه‬
‫النجيل فيه موعظة لهم‪ ،‬وتخفيف لبعففض مففا حففرم عليهففم‬
‫دقا ً‬‫صف ّ‬
‫م َ‬
‫م ُ‬
‫مْري َف َ‬
‫ن َ‬ ‫في َْنا ع ََلى آَثارِ ِ‬
‫كما قال تعالى‪} :‬وَقَ ّ‬
‫سى اب ْ ِ‬
‫هم ب َِعي َ‬
‫دقا ً‬
‫صف ّ‬
‫م َ‬
‫دى وَن ُففوٌر وَ ُ‬ ‫ل ِفيهِ هُ ف ً‬ ‫جي َ‬ ‫لن ِ‬
‫ن الت ّوَْراةِ َوآت َي َْناهُ ا ِ‬‫م َ‬
‫ن ي َد َي ْهِ ِ‬
‫ما ب َي ْ َ‬‫لّ َ‬
‫ن = ‪{ 46‬‬ ‫قيف َ‬ ‫ة ل ّل ْ ُ‬
‫مت ّ ِ‬ ‫عظ َف ً‬
‫م وْ ِ‬
‫دى وَ َ‬ ‫ن الت ّفوَْراةِ وَهُف ً‬ ‫مف َ‬‫ن ي َفد َي ْهِ ِ‬
‫مففا ب َي ْف َ‬‫لّ َ‬
‫]سورة المائدة ‪[5/46‬‬
‫قال ابن كثير رحمه الله ‪" :‬أي مؤمنا ً بها حاكما ً بما فيهففا‬
‫دى وَُنففوٌر{ أي هدى إلففى الحففق ونففور‬ ‫هفف ً‬‫ل ِفي فهِ ُ‬ ‫جي َ‬ ‫}َوآت َي َْناه ُ ا ِ‬
‫لن ِ‬
‫دقا ً‬‫صف ّ‬ ‫يستضاء به في إزالة الشبهات وحففل المشففكلت }وَ ُ‬
‫م َ‬
‫ن الت ّوَْراِة{ أي متبعا ً لها غير مخففالف لمففا فيهففا‬ ‫م َ‬‫ن ي َد َي ْهِ ِ‬
‫ما ب َي ْ َ‬ ‫لّ َ‬
‫إل فففي القليففل ممففا بيففن لبنففي إسففرائيل بعففض مففا كففانوا‬
‫يختلفون فيففه‪ ،‬كمففا قففال تعففالى إخبففارا ً عففن المسففيح عليففه‬
‫م‬‫حففّر َ‬
‫ذي ُ‬ ‫ض ال ّ ِ‬ ‫ل لَ ُ‬
‫كم ب َعْ َ‬ ‫السلم أنه قال لبني إسرائيل‪} :‬وَل ُ ِ‬
‫ح ّ‬
‫م{ ]سورة آل عمران ‪ [3/50‬ولهذا كان المشهور مففن‬ ‫ع َل َي ْك ُ ْ‬
‫قول العلماء أن النجيل نسخ بعففض أحكففام التففوراة وقففوله‬
‫ن{ أي وجعلنا النجيففل هففدى‬ ‫قيفف َ‬ ‫ة ل ّل ْ ُ‬
‫مت ّ ِ‬ ‫عظ َ ً‬‫م وْ ِ‬
‫دى وَ َ‬ ‫تعالى‪} :‬وَهُ ً‬
‫يهتففدى بففه‪ ،‬وموعظففة أي زاجففرا ً عففن ارتكففاب المحففارم‬
‫والمآثم‪ ،‬للمتقين أي‪ :‬لمن اتقى الله وخاف وعيده وعقابه‪.‬‬
‫)‪( 1‬‬
‫وقففد أعلمهففم اللففه أن إيمففانهم بمففا بعففد التففوراة هففو‬
‫الصففحيح؛ لن المصففدر واحففد‪ ،‬واليمففان بالسففابق يسففتلزم‬
‫اليمان باللحق‪.‬‬
‫دقا ً‬
‫ص ّ‬ ‫قال الطبري رحمه الله ‪" :‬وإنما قال جل ثناؤه‪ُ } :‬‬
‫م َ‬
‫م{ لن كتب الله يصدق بعضها بعضا؛ ففففي النجيففل‬ ‫م عَ هُ ْ‬ ‫لّ َ‬
‫ما َ‬
‫والقرآن مففن المففر باتبففاع محمففد صففلى اللففه عليففه وسففلم‬
‫واليمان به وبما جاء بففه‪ ،‬مثففل الففذي مففن ذلففك فففي تففوراة‬
‫موسففى عليففه السففلم ؛ فلففذلك قففال جففل ثنففاؤه لليهففود إذ‬

‫‪ () 1‬تفسير ابن كثير ج ‪/2‬ص ‪65‬‬

‫‪338‬‬
‫خبرهم عما وراء كتابهم الذي أنزلففه علففى موسففى صففلوات‬
‫الله عليه مففن الكتففب الففتي أنزلهففا إلففى أنبيففائه‪ :‬إنففه الحففق‬
‫مصدقا ً للكتاب الذي معهم‪ ،‬يعني أنه له موافق فيما اليهود‬
‫به مكذبون‪".‬‬
‫قال‪" :‬وذلك خبر مففن اللفه أنهفم مففن التكففذيب بفالتوراة‬
‫على مثل الذي هم عليه من التكففذيب بالنجيففل والفرقففان‪،‬‬
‫عنففادا ً للففه وخلففا ً لمففره وبغي فا ً علففى رسففله صففلوات اللففه‬
‫عليهم‪(1) ".‬‬
‫ولففم تففرد آثففار عففن تحريففف اليهففود للنجيففل كمففا هففو‬
‫المشهور مففن فعففل شففاول اليهففودي المتسففمي ب)بففولس‬
‫الرسول( الذي أدخل في النصرانية ما ليس منها كما فصل‬
‫ذلك ابن حزم )‪ (2‬وغيره وينقل المفسرون هذه الرواية‪ :‬أن‬
‫أتبففاع عيسففى عليففه السففلم كففانوا علففى الحففق بعففد رفففع‬
‫عيسى‪ ،‬حتى وقع حرب بينهم وبين اليهود‪ ،‬وكان في اليهود‬
‫رجل شجاع يقال له بولس قتل جمعا ً من أصففحاب عيسففى‬
‫عليه السلم ‪ ،‬ثم قال لليهود إن كان الحق مع عيسى فقففد‬
‫كفرنا والنار مصيرنا‪ ،‬ونحن مغبونون إن دخلوا الجنة ودخلنا‬
‫النار‪ ،‬وإني أحتال فأضلهم‪ ،‬فعقر فرسه وأظهر الندامة مما‬
‫كان يصنع‪ ،‬ووضع على رأسففه الففتراب‪ ،‬وقففال‪ :‬نففوديت مففن‬
‫السففماء ليففس لففك توبففة إل أن تتنصففر‪ ،‬وقففد تبففت فففأدخله‬
‫النصففارى الكنيسففة ومكففث سففنة ل يخففرج‪ ،‬وتعلففم النجيففل‬
‫فصدقوه وأحبوه‪ ،‬ثم مضى إلففى بيففت المقدسف واسففتخلف‬
‫عليهم رجل ً اسمه نسطور وعلمه أن عيسى ومريففم واللففه‬
‫كانوا ثلثة‪ ،‬وتوجه إلى الروم وعلمهم اللهففوت والناسففوت‪،‬‬
‫وقال‪ :‬ما كان عيسى إنسانا ً ول جسففمًا‪ ،‬ولكنففه اللففه وعلففم‬
‫رجل ً آخر يقال له يعقوب ذلك ثم دعففا رجل ً يقففال لففه ملكففا‬
‫فقال له إن الله لم يزل ول يزال عيسففى‪ ،‬ثففم دعففا لهففؤلء‬
‫الثلثة وقال لكل واحد منهم أنت خليفتي فادع النففاس إلففى‬
‫إنجيلك‪ ،‬ولقد رأيت عيسى في المنام ورضففي عنففي‪ ،‬وإنففي‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ج ‪/1‬ص ‪419‬‬
‫‪ () 2‬الفصل في الملل ج ‪/2‬ص ‪61‬‬

‫‪339‬‬
‫غدا ً أذبح نفسي لمرضففاة عيسففى‪ ،‬ثففم دخففل المذبففح فذبففح‬
‫نفسه‪ ،‬ثم دعا كل واحد من هؤلء الثلثة الناس إلففى قففوله‬
‫ومذهبه فهذا هو السبب في وقوع هذا الكفففر فففي طففوائف‬
‫النصارى‪(1) .‬‬
‫قال شيخ السلم " ‪..‬كما حصل مقصود بولصفف بإفسففاد‬
‫الملة النصرانية بالرسائل التى وضعها لهم‪(2) ".‬‬

‫‪ () 1‬تفسففير البغففوي ج ‪/2‬ص ‪ 285‬تفسففير القرطففبي ج ‪/6‬ص ‪ 25‬التفسففير‬


‫الكبير ‪ -‬الرازي ج ‪/16‬ص ‪28‬‬
‫‪ () 2‬مجموع الفتاوى ج ‪/6‬ص ‪214‬‬

‫‪340‬‬
‫المبحث الرابع ‪:‬الثار الواردة في موقفهم من القرآن‬
‫الثار‪:‬‬
‫فففى ِبففالل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ل كَ َ‬ ‫س ل ً قُ ْ‬ ‫مْر َ‬ ‫ت ُ‬ ‫س َ‬ ‫فُروا ل َ ْ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫قو ُ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬وَي َ ُ‬
‫ب = ‪] { 43‬سففورة‬ ‫م ال ْك ِت َففا ِ‬ ‫عل ْف ُ‬ ‫عن ْفد َه ُ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م وَ َ‬ ‫شِهيدا ً ب َي ِْني وَب َي ْن َك ُ ْ‬ ‫َ‬
‫الرعد ‪[13/43‬‬
‫‪-411‬حدثنا الحسين بن علي الصدائي قال‪ :‬ثنففا أبففو داود الطيالسففي‬
‫قال‪ :‬ثنا شعيب بن صفوان قال‪ :‬ثنا عبد الملك بففن عميففر أن محمففد‬
‫بن يوسف بن عبد الله بن سلم قال‪ :‬قال عبد الله بن سففلم‪ :‬أنففزل‬
‫ب{‬ ‫م ال ْك َِتا ِ‬ ‫عل ْ ُ‬ ‫عن ْد َه ُ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م وَ َ‬ ‫شِهيدا ً ب َي ِْني وَب َي ْن َك ُ ْ‬ ‫فى ِبالل ّهِ َ‬ ‫ل كَ َ‬ ‫في‪} :‬قُ ْ‬
‫‪ - 15576-412‬حدثني محمد بن سعد قال‪ :‬ثني أبي قال‪ :‬ثني عمي‬
‫ل‬ ‫قال‪ :‬ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله‪ُ} :‬قفف ْ‬
‫ب{ فالففذين‬ ‫م ال ْك ِت َففا ِ‬ ‫عل ْف ُ‬ ‫عن ْفد َه ُ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫مف ْ‬ ‫م وَ َ‬ ‫شفِهيدا ً ب َي ْن ِففي وَب َي ْن َك ُف ْ‬ ‫فى ِبالل ّهِ َ‬ ‫كَ َ‬
‫عندهم علم الكتاب‪ :‬هم أهل الكتاب من اليهود والنصارى‪(1) .‬‬
‫ن ي َفأ ُْتوا‬ ‫َ‬
‫ن ع َل َففى أ ْ‬ ‫جف ّ‬ ‫س َوال ْ ِ‬ ‫لنف ُ‬ ‫تا ِ‬ ‫م عَ ف ْ‬ ‫جت َ َ‬‫نا ْ‬ ‫ل ل َئ ِ ْ‬‫قوله تعففالى‪} :‬قُ ف ْ‬
‫م ل ِب َعْ فض ظ َهيففرا ً‬ ‫مث ْل ِهِ وَل َوْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ذا ال ْ ُ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ض فه ُ ْ‬‫ن ب َعْ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ن بِ ِ‬ ‫ن ل ي َأُتو َ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫ل هَ َ‬ ‫مث ْ ِ‬
‫بِ ِ‬
‫= ‪] { 88‬سورة السراء ‪[17/89‬‬
‫‪ - 17114-413‬حدثنا أبو كريب قال‪ :‬ثنفا يفونس بفن بكيففر قففال‪ :‬ثنفا‬
‫محمد بن إسحاق قال‪ :‬ثنا محمد بن أبي محمد مولى زيففد بففن ثففابت‬
‫قال‪ :‬ثني سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهمففا‬
‫قال‪)) :‬أتى رسول الله صلى الله عليه وسففلم محمففود بففن سففيحان‬
‫وعمر بن أصان وبحري بن عمرو وعزيز بففن أبففي عزيففز وسففلم بففن‬
‫مشكم فقالوا‪ :‬أخبرنا يا محمد بهذا الذي جئتنا به حق مففن عنففد اللففه‬
‫عز وجل فإنا ل نراه متناسقا كما تناسق التففوراة فقففال لهففم رسففول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪" :‬أما والله إنكم لتعرفففون أنففه مففن عنففد‬
‫الله تجدونه مكتوبا عندكم ولو اجتمعت النس والجن علففى أن يففأتوا‬
‫بمثله ما جاؤوا به" فقال عند ذلك وهم جميعا‪ :‬فنحاص وعبد الله بن‬
‫صوريا وكنانة بن أبي الحقيق وأشيع وكعففب بففن أسففد وسففموءل بففن‬
‫زيد وجبل بن عمرو‪ :‬يا محمد ما يعلمففك هففذا إنففس ول جففان؟ فقففال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم "أما والله إنكم لتعلمون أنففه مففن‬
‫عند الله تجففدونه مكتوبفا ً عنففدكم فففي التففوراة والنجيففل" فقففالوا‪ :‬يففا‬
‫محمد إن الله يصنع لرسوله إذا بعثه ما شاء ويقدر منه على مففا أراد‬
‫فأنزل علينا كتابا ً تقرؤه ونعرفه وإل جئناك بمثل ما تففأتي بففه‪ ،‬فففأنزل‬
‫ن‬‫جف ّ‬ ‫س َوال ْ ِ‬ ‫لن ف ُ‬ ‫تا ِ‬ ‫معَ ف ِ‬ ‫جت َ َ‬
‫نا ْ‬ ‫ّ‬
‫وجل فيهم وفيما قالوا‪ْ } :‬قُففل لئ ِ ِ‬ ‫الله عز‬
‫مث ْل ِهِ وَل َوْ َ‬ ‫ذا ال ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ض‬
‫م ل ِب َعْ ٍ‬ ‫ضهُ ْ‬ ‫ن ب َعْ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ن بِ ِ‬ ‫ن ل َ ي َأُتو َ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫ل هَ َ‬ ‫مث ْ ِ‬ ‫ع ََلى أن ي َأُتوا ْ ب ِ ِ‬
‫‪ () 1‬تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 668 / 4‬تفسففير ابففن كففثير ) ‪( 522 / 2‬‬
‫إسناده ضعيف‬

‫‪341‬‬
‫هيرا ً{ ]سورة السراء ‪(1) (([17/88‬‬ ‫َ‬
‫ظ ِ‬
‫ن‬‫مُنففو َ‬ ‫م وَت ُؤ ْ ِ‬ ‫حّبففون َك ُ ْ‬ ‫م و َل َ ي ُ ِ‬ ‫حّبففون َهُ ْ‬ ‫م أ ُْولء ت ُ ِ‬ ‫قففوله تعففالى‪َ َ } :‬‬
‫هففاأنت ُ ْ‬
‫ه{ ]سورة آل عمران ‪[3/119‬‬ ‫ب ك ُل ّ ِ‬ ‫ِبال ْك َِتا ِ‬
‫‪ - 6090-414‬حدثنا ابن حميد قال‪ :‬ثنا سلمة عن ابن إسفحاق قفال‪:‬‬
‫ثني محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو عن سعيد بن جبير عفن ابفن‬
‫م قَففاُلوا‬ ‫قففوك ُ ْ‬ ‫ذا ل َ ُ‬ ‫ب ك ُل ّفهِ وَإ ِ َ‬ ‫ن ِبال ْك َِتا ِ‬ ‫مُنو َ‬ ‫عباس رضي الله عنهما ‪} :‬وَت ُؤ ْ ِ‬
‫َ‬
‫ظ{ ))أي بكتففابكم‬ ‫ن الغَي ْف ِ‬ ‫مف ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫مف َ‬ ‫م الَنا ِ‬ ‫ضففوا ع َل َي ْك ُف ْ‬ ‫وا ع َ ّ‬ ‫خل َف ْ‬ ‫ذا َ‬ ‫من ّففا وَإ ِ َ‬ ‫آ َ‬
‫وكتابهم وبما مضى من الكتب قبل ذلك وهم يكفرون بكتابكم فففأنتم‬
‫أحق بالبغضاء لهم منهم لكم‪(2) ((.‬‬
‫َ‬
‫ن{ ]سففورة الحجففر‬ ‫مِبي ف ُ‬ ‫ذيُر ال ْ ُ‬ ‫ل إ ِن ّففي أن َففا الن ّف ِ‬ ‫قففوله تعففالى‪} :‬وَقُ ف ْ‬
‫‪ .[15/89‬الية‪:‬‬
‫‪ - 16140-415‬حدثني عيسى بن عثمان الرملي قال‪ :‬ثنا يحيففى بففن‬
‫عيسى عن العمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس رضي الله عنهما‬
‫جعَل ُففوا‬ ‫َ‬
‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن = ‪ 90‬ال ّف ِ‬ ‫مي َ‬ ‫سف ِ‬ ‫قت َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مففا أنَزل ْن َففا ع َل َففى ال ُ‬ ‫في قوله الله‪} :‬ك َ َ‬
‫ن = ‪] { 91‬سورة الحجر ‪ [91-15/90‬قال‪ :‬هم اليهود‬ ‫ضي َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫قْرآ َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫والنصارى آمنوا ببعض وكفروا ببعض‪(3) .‬‬
‫مففوا‬ ‫قي ُ‬ ‫حّتى ت ُ ِ‬ ‫يٍء َ‬ ‫ش ْ‬ ‫م ع ََلى َ‬ ‫ست ُ ْ‬ ‫ب لَ ْ‬ ‫ل ال ْك َِتا ِ‬ ‫ل َيا أ َهْ َ‬ ‫قوله تعالى ‪} :‬قُ ْ‬
‫ُ‬
‫م‬ ‫من ْهُ ف ْ‬ ‫ن ك َِثيففرا ً ِ‬ ‫زيد َ ّ‬ ‫م وَل َي َ ِ‬ ‫ن َرب ّك ُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ل إ ِل َي ْك ُ ْ‬ ‫ما أنزِ َ‬ ‫ل وَ َ‬ ‫جي َ‬ ‫لن ِ‬ ‫الت ّوَْراة َ َوا ِ‬
‫س ع َل َففى ال ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫مففا ُأنفزِ َ‬
‫ق فو ْ م ِ‬ ‫فففرا ً َفل ت َفأ َ‬ ‫ك ط ُغَْيانفا ً وَك ُ ْ‬ ‫ن َرب ّف َ‬ ‫مف ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫ل إ ِل َي ْف َ‬ ‫َ‬
‫ن = ‪] { 68‬سورة المائدة ‪[5/68‬‬ ‫ري َ‬ ‫الكافِ ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫‪ - 9588-416‬حدثني المثني قال‪ :‬ثنا عبد الله بفن صفالح قفال‪ :‬ثنفي‬
‫معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضففي اللففه‬
‫فففرا ً{‬ ‫ك ط ُغَْيانا ً وَك ُ ْ‬ ‫ن َرب ّ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫ل إ ِل َي ْ َ‬ ‫ما ُأنزِ َ‬ ‫م َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ن ك َِثيرا ً ِ‬ ‫زيد َ ّ‬ ‫عنهما ‪} :‬وَل َي َ ِ‬
‫قال‪ :‬الفرقان‪ .‬يقول‪ :‬فل تحزن‪(4) .‬‬
‫‪ - 1561-417‬حدثني يونس‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ،‬قففال‪ :‬قففال ابففن‬
‫ح فقّ ت ِل َوَت ِفهِ أ ُوْل َئ ِ َ‬
‫ك‬ ‫ه َ‬ ‫ب ي َت ْل ُففون َ ُ‬ ‫م ال ْك ِت َففا َ‬ ‫ن آت َي ْن َففاهُ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫زيففد فففي قففوله‪} :‬ال ّف ِ‬
‫ُ‬
‫ن{ ]سففورة البقفرة‬ ‫سفُرو َ‬ ‫خا ِ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫هف ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫ففْر ِبفهِ َففأوْل َئ ِ َ‬ ‫ن ب ِهِ َومن ي َك ْ ُ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ي ُؤ ْ ِ‬

‫‪ ()1‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 336 / 5‬‬


‫‪ ()2‬تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 301 / 2‬تفسير ابن كثير ) ‪( 400 / 1‬‬
‫إسناده‬
‫ضعيف‪.‬‬
‫‪ ()3‬تفسير الففدر المنثففور ) ‪ - ( 98 / 5‬تفسففير ابففن كففثير ) ‪- ( 559 / 2‬‬
‫المستدرك على الصحيحين ) ‪( 387 / 2‬‬
‫‪ ()4‬تفسير ابن كثير عن مجاهد ) ‪ ( 81 / 2‬وحسن إسناده الحافظ في الفتح‬
‫)‪.(10/441‬‬

‫‪342‬‬
‫‪ [2/121‬قال‪ :‬مففن كفففر بفالنبي صفلى اللفه عليففه وسففلم مففن يهفود‬
‫فأولئك هم الخاسرون‪(1) .‬‬
‫‪ - 1562-418‬حدثني محمد بن المثنى‪ ،‬قال‪ :‬حدثني ابن أبي عففدي‪،‬‬
‫وعبد العلى‪ ،‬وحدثنا عمرو بن علي‪ ،‬قال‪ :‬ثنا ابن أبفي عفدي جميعفا‪،‬‬
‫عن داود‪ ،‬عن عكرمة‪ ،‬عن ابن عبففاس رضففي اللففه عنهمففا ‪} :‬ي َت ْل ُففون َ ُ‬
‫ه‬
‫حقّ ت ِل َوَت ِ ِ‬
‫ه{ يتبعونه حق اتباعه‪(2) .‬‬ ‫َ‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 518 / 1‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 218 / 1‬‬


‫تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 272 / 1‬تفسير ابن كثير ) ‪( 165 / 1‬‬
‫‪،‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ‪ ،1/519‬تفسير ابففن أبففي حففاتم ‪ 1/218‬تفسففير الففدر‬
‫المنثور ‪ ،1/272‬تفسير القرطبي )‪(2/95‬‬

‫‪343‬‬
‫الدراسة‪:‬‬
‫تقدم معنا أن من اليهود من يكفر بكل كتاب‪ ,‬ومن هذه‬
‫الكتب القرآن الكريم ولكن من النصاف أن نذكر من آمففن‬
‫بالكتاب العزيز من اليهود ممن خضع لكلم الله‪ ،‬كمففا قففال‬
‫فففى ب ِففالل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ل كَ َ‬
‫س ل ً قُ ف ْ‬
‫مْر َ‬
‫ت ُ‬ ‫س َ‬ ‫فُروا ْ ل َ ْ‬
‫ن كَ َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫قو ُ‬ ‫تعالى فيهم‪} :‬وَي َ ُ‬
‫ب = ‪] { 43‬سورة‬ ‫م ال ْك َِتففا ِ‬
‫عْلفف ُ‬
‫عنففد َه ُ ِ‬‫ن ِ‬ ‫م ْ‬‫م وَ َ‬‫شِهيدا ً ب َي ِْني وَب َي ْن َك ُ ْ‬
‫َ‬
‫الرعد ‪[13/43‬‬
‫وعلى اختلف المفسرين في سبب نزول اليففة إل أنهففم‬
‫يجمعون أنها في من آمن من أهففل الكتففاب‪ ،‬حففتى وإن لففم‬
‫ن‬‫مف ْ‬ ‫يعين كما قففال ابففن كففثير ‪" :‬والصففحيح فففي هففذا أن }وَ َ‬
‫ِعند َهُ{ اسم جنس يشمل علماء أهل الكتاب الففذين يجففدون‬
‫صفففة محمففد صففلى اللففه عليففه وسففلم ونعتففه فففي كتبهففم‬
‫مِتي‬ ‫ح َ‬ ‫المتقدمة من بشارات النبياء به‪ ،‬كما قال تعالى‪} :‬وََر ْ‬
‫شيٍء فَ َ‬
‫ن‬ ‫ن الّزك َففاة َ َوال ّف ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ن وَي ُؤ ْت ُففو َ‬ ‫قففو َ‬
‫ن ي َت ّ ُ‬ ‫ذي َ‬‫سأك ْت ُب َُها ل ِل ّ ِ‬
‫َ‬ ‫ل َ ْ‬ ‫ت كُ ّ‬ ‫س عَ ْ‬ ‫وَ ِ‬
‫ي‬ ‫ُ‬ ‫سففو َ‬ ‫ن = ‪ 156‬ال ّ ِ‬ ‫هم ِبآَيات َِنا ي ُؤ ْ ِ‬
‫مف ّ‬ ‫ي ال ّ‬ ‫ل الن ّب ِف ّ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫ن ي َت ّب ِعُففو َ‬
‫ذي َ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ُ‬
‫ل{ ]سففورة‬ ‫جي ف ِ‬
‫م فِففي الت ّفوَْراةِ َوال ِن ْ ِ‬ ‫عن فد َهُ ْ‬ ‫مك ُْتوب فا ً ِ‬‫ه َ‬‫دون َ ُ‬ ‫جف ُ‬‫ذي ي َ ِ‬ ‫ال ّف ِ‬
‫العراف ‪ [7/157‬وقال تعالى }أ َول َم يك ُففن ل ّهفم آيف ً َ‬
‫ه‬
‫مف ُ‬‫ة أن ي َعْل َ َ‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫ل{ ]سورة الشعراء ‪ [26/197‬وأمثال ذلك‬ ‫سَراِئي َ‬ ‫ماء ب َِني إ ِ ْ‬ ‫ع ُل َ َ‬
‫مما فيه الخبار عن علماء بني إسرائيل أنهم يعلمففون ذلففك‬
‫من كتبهم المنزلة‪(1) .‬‬
‫لكن الغالبية العظمى من اليهود كفروا بالكتاب العزيففز‪،‬‬
‫ص فد ّقٌ ل ّ َ‬
‫مففا‬ ‫عن فد ِ الل ّفهِ ُ‬
‫م َ‬ ‫ن ِ‬
‫مف ْ‬
‫ب ّ‬
‫م ك َِتا ٌ‬
‫جاَءهُ ْ‬ ‫كما قال تعالى‪} :‬وَل َ ّ‬
‫ما َ‬
‫هم‬
‫جففاَء ُ‬ ‫ففُروا ْ فَل َ ّ‬
‫مففا َ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ن ع ََلى ال ّف ِ‬
‫ذي َ‬ ‫حو َ‬ ‫فت ِ ُ‬
‫ست َ ْ‬‫ل يَ ْ‬ ‫من قَب ْ ُ‬ ‫كاُنوا ْ ِ‬ ‫م وَ َ‬
‫م عَ هُ ْ‬
‫َ‬
‫ن = ‪] { 89‬سففورة‬ ‫ري َ‬
‫كافِ ِ‬‫ة الل ّهِ ع ََلى ال ْ َ‬ ‫فُروا ْ ب ِهِ فَل َعْن َ ُ‬‫ما ع ََرُفوا ْ ك َ َ‬ ‫ّ‬
‫البقرة ‪[2/89‬‬
‫قال الطبري رحمه اللففه ‪" :‬ولمففا جففاء اليهففود مففن بنففي‬
‫عن فدِ‬
‫ن ِ‬
‫مف ْ‬ ‫إسرائيل الذين وصف جففل ثنففاؤه صفففتهم‪} ،‬ك ِت َففا ٌ‬
‫ب ّ‬
‫الل ِّه{ يعني بالكتاب‪ :‬القرآن الففذي أنزلففه اللففه علففى محمففد‬
‫م{ يعني مصففدق‬ ‫معَُهفف ْ‬ ‫صففد ّقٌ ل ّ َ‬
‫مففا َ‬ ‫صلى الله عليه وسلم ‪ُ } ،‬‬
‫م َ‬

‫‪ () 1‬تفسير ابن كثير ج ‪/2‬ص ‪522‬‬

‫‪344‬‬
‫للففذي معهففم مففن الكتففب الففتي أنزلهففا اللففه مففن قبففل‬
‫القرآن‪(1) ".‬‬
‫ومن ثم أنكر اليهففود انتظففارهم لهففذا الكتففاب‪ :‬فعففن بففن‬
‫عباس رضي الله عنهما قال‪)) :‬قال ابن صوريا الفطيففوني‬
‫لرسول الله صففلى اللففه عليففه وسففلم يففا محمففد مففا جئتنففا‬
‫بشيء نعرفه‪ ،‬وما أنزل الله عليك من آية بينة فنتبعففك بهففا‬
‫ففُر‬‫مففا ي َك ْ ُ‬
‫ت وَ َ‬‫ت ب َي ّن َففا ٍ‬ ‫قد ْ َأنَزل َْنآ إ ِل َي ْ َ‬
‫ك آَيا ٍ‬ ‫فأنزل الله عز وجل ‪} :‬وَل َ َ‬
‫ن{ ]سورة البقرة ‪(2) [2/99‬‬ ‫قو َ‬ ‫س ُ‬ ‫ب َِها إ ِل ّ ال ْ َ‬
‫فا ِ‬
‫بل أنكروا أن يكون حقا ً فتوعدهم الله بالعقوبة فقففال‪:‬‬
‫}يا أ َيها ال ّذي ُ‬
‫مففن‬ ‫معَك ُففم ّ‬ ‫دقا ً ل ّ َ‬
‫مففا َ‬ ‫ص ّ‬‫م َ‬‫ما ن َّزل َْنا ُ‬ ‫مُنوا ْ ب ِ َ‬‫بآ ِ‬ ‫ن أوُتوا ْ ال ْك َِتا َ‬‫ِ َ‬ ‫َ َّ‬
‫مففا ل َعَن ّففا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قَ ب َ‬
‫ع َل َففى أد َْبارِهَففا أوْ ن َل ْعَن َهُف ْ‬
‫م كَ َ‬ ‫جوها ً فَن َُرد ّهَففا‬ ‫س وُ ُ‬
‫م َ‬ ‫ل أن ن ّط ْ ِ‬‫ْ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َمْفُعول ً = ‪] { 47‬سورة النساء‬ ‫مُر الل ّهِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ت وَ َ‬
‫كا َ‬ ‫سب ْ ِ‬‫ب ال ّ‬ ‫حا َ‬
‫ص َ‬‫أ ْ‬
‫‪[4/47‬‬
‫وكانت هذه الية سببا ً فففي إسففلم كعففب الحبففار رحمففه‬
‫الله ‪ ،‬فقد ساق الطبري بإسففناده قففال‪" :‬أسففلم كعففب فففي‬
‫زمان عمففر _ أقبففل وهففو يريففد بيففت المقدس ف‪ ،‬فمففر علففى‬
‫المدينة‪ ،‬فخرج إليه عمر _‪ ،‬فقال‪)) :‬يا كعففب أسففلم! قففال‪:‬‬
‫م َلفف ْ‬
‫م‬ ‫مُلوا الت ّوَْراة َ ُثفف ّ‬
‫ح ّ‬
‫ن ُ‬ ‫ل ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ألستم تقرؤون في كتابكم‪َ } :‬‬
‫مث َ ُ‬
‫سففَفارا ً{ ]سورة الجمعففة ‪[62/5‬‬ ‫حمار يحم ُ َ‬
‫لأ ْ‬ ‫ل ال ْ ِ َ ِ َ ْ ِ‬
‫مث َ ِ‬ ‫مُلو َ‬
‫ها ك َ َ‬ ‫ح ِ‬
‫يَ ْ‬
‫وأنا قد حملت التوراة‪ .‬قال‪ :‬فتركه ثم خرج حتى انتهى إلى‬
‫حمص‪ ،‬قال‪ :‬فسمع رجل ً من أهلها حزينًا‪ ،‬وهففو يقففول‪َ} :‬يففا‬
‫أ َيها ال ّذي ُ‬
‫مففن قَب ْف ِ‬
‫ل‬ ‫م عَ ُ‬
‫كم ّ‬ ‫دقا ً ل ّ َ‬
‫ما َ‬ ‫ص ّ‬ ‫ما ن َّزل َْنا ُ‬
‫م َ‬ ‫مُنوا ْ ب ِ َ‬ ‫ن أوُتوا ْ ال ْك َِتا َ‬
‫بآ ِ‬ ‫ِ َ‬ ‫َّ‬
‫جوهففا ً فَن َُرد َّهففا عََلففى أ َد َْبارَِهففا{ ]سففورة النسففاء‬ ‫س وُ ُ‬‫مفف َ‬‫أن ن ّط ْ ِ‬
‫َ‬
‫‪ ... [4/47‬الية‪ ،‬فقال كعب‪)) :‬يففا رب أسففلمت! مخافففة أن‬
‫تصففيبه اليففة‪ ،‬ثففم رجففع فففأتى أهلففه بففاليمن‪ ،‬ثففم جففاء بهففم‬
‫مسلمين‪(3) ((.‬‬
‫وكان منهم من يصف القرآن بعدم التناسق‪ ,‬ويفاخر أنه‬
‫ل يشبه تناسق التوراة‪ ،‬فعن ابن عباس رضففي اللففه عنهمففا‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ج ‪/1‬ص ‪410‬‬


‫‪ () 2‬تفسير الطبري ج ‪/1‬ص ‪447‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ج ‪/5‬ص ‪ 124‬الدر المنثور ج ‪/2‬ص ‪555‬‬

‫‪345‬‬
‫قال‪)) :‬أتى النبي صلى الله عليه وسففلم ابففن مشففكم فففي‬
‫عامة من يهففود سففماهم‪ ،‬فقففالوا‪ :‬كيففف نتبعففك وقففد تركففت‬
‫قبلتنا‪ ،‬وإن هذا الذي جئت به ل نراه متناسففقا ً كمففا تناسففق‬
‫التوراة‪ ،‬فأنزل علينا كتابا ً نعرفه وإل جئناك بمثففل مففا تففأتي‬
‫ن ع ََلى َأن َيففأ ُْتوا ْ‬ ‫ّ‬
‫ج ّ‬ ‫ل ِ‬‫س َوا ْ‬ ‫لن ُ‬ ‫تا ِ‬ ‫م عَ ِ‬ ‫جت َ َ‬‫نا ْ‬ ‫به‪ ،‬فأنزل الله‪ُ} :‬قل لئ ِ ِ‬
‫ْ‬ ‫ذا ال ْ ُ‬
‫ن ب ِِمث ْل ِفِه{ ]سففورة السففراء ‪[17/88‬‬ ‫ن ل َ ي َفأُتو َ‬ ‫ق فْرآ ِ‬ ‫مث ْ ِ‬
‫ل هَ ف َ‬ ‫بِ ِ‬
‫الية )‪(1‬‬
‫وخاطب الله على اليهود بشأن القففرآن وكيففف يؤمنففون‬
‫ك‬‫ح فقّ ت ِل َوَت ِفهِ أ ُوْل َئ ِ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ب ي َت ْل ُففون َ ُ‬
‫م ال ْك ِت َففا َ‬ ‫ن آت َي ْن َففاهُ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫به في قوله‪} :‬ال ّف ِ‬
‫ن = ‪{ 121‬‬ ‫س فُرو َ‬ ‫خا ِ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ك هُ ف ُ‬ ‫ف فْر ب ِفهِ فَ فأ ُوْل َئ ِ َ‬ ‫ن ب ِفهِ َومففن ي َك ْ ُ‬ ‫ي ُؤ ْ ِ‬
‫من ُففو َ‬
‫]سورة البقرة ‪ [2/121‬ومعنى الية‪ :‬الذين آتيناهم الكتففاب‬
‫يا محمد من أهل التوراة الذين آمنوا بك وبما جئتهم به من‬
‫الحق من عندي‪ ،‬يتبعون كتابي الففذي أنزلتففه علففى رسففولي‬
‫موسى صلوات الله عليه‪ ،‬فيؤمنففون بففه‪ ،‬ويقففرون بمففا فيففه‬
‫من نعتك وصفتك‪ ،‬وأنك رسولي فرض عليهم طففاعتي فففي‬
‫اليمان بك والتصديق بما جئتهم به من عندي‪ ،‬ويعملون بما‬
‫أحللت لهم‪ ،‬ويجتنبون ما حرمت عليهففم فيففه‪ ،‬ول يحرفففونه‬
‫عن واضعه ول يبدلونه ول يغيرونه كما أنزلته عليهم بتأويففل‬
‫حففقّ ت ِل َوَِتففِه{ ]سففورة البقففرة ‪[2/121‬‬ ‫ه َ‬ ‫ول غيففره‪ } .‬ي َت ُْلففون َ ُ‬
‫يتبعونه حق اتباعه‪(2) .‬‬
‫ومن ثم ستقودهم الى اليمان الحقيقي كما قال تعالى‪:‬‬
‫م{‬ ‫مففن ّرب ّهِ ف ْ‬ ‫ل إ َِليهِففم ّ‬ ‫مففا ُأن فزِ َ‬ ‫ل وَ َ‬ ‫جي ف َ‬ ‫لن ِ‬ ‫موا ْ الت ّوَْراة َ َوا ِ‬
‫}ول َو أ َنه َ‬
‫م أَقا ُ‬ ‫َ ْ ُّ ْ‬
‫]سورة المائدة ‪ [5/66‬قال ابففن عباسف رضففي اللففه عنهمففا‬
‫َ‬
‫جل ِهِففم{‬ ‫ت أْر ُ‬ ‫حف ِ‬ ‫مففن ت َ ْ‬ ‫م وَ ِ‬ ‫مففن فَ فوْقِهِ ْ‬ ‫وغيره هو القففرآن }لك َل ُففوا ْ ِ‬
‫]سورة المائدة ‪ [5/66‬أي لو أنهففم عملففوا بمففا فففي الكتففب‬
‫التي بأيديهم عن النبياء على ما هي عليه من غيففر تحريففف‬
‫ول تبديل ول تغيير لقففادهم ذلففك إلففى اتبففاع الحففق والعمففل‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 158 / 15‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪( 172 / 1‬‬


‫لباب النقول ‪ -‬السيوطي ج ‪/1‬ص ‪140‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ ( 519 / 1‬باختصار‬

‫‪346‬‬
‫بمقتضى ما بعث الله به محمدا ً صلى الله عليه وسلم فإن‬
‫كتبهم ناطقة بتصديقه والمر باتباعه حتما ل محالة‪(1) .‬‬
‫وهنا تساؤل وهففو كيففف يقيمففون التففوراة والنجيففل ومففا‬
‫أنزل إلى محمد صلى الله عليه وسففلم ‪ ،‬مففع اختلف هففذه‬
‫الكتب ونسخ بعضها بعضًا؟‬
‫والجواب‪ :‬أنه وإن كانت فففي بعففض أحكامهففا وشففرائعها‬
‫اختلف‪ ،‬فهففي متفقففة فففي المففر باليمففان برسففل اللففه‬
‫والتصديق بمففا جففاءت بففه مففن عنففد اللففه؛ فمعنففى إقففامتهم‬
‫التوراة والنجيل وما أنزل إلى محمد صلى الله عليه وسلم‬
‫تصديقهم بما فيها‪ ،‬والعمل بما هي متفقة فيه‪ ،‬وكففل واحففد‬
‫منها في الخبر الذي فرض العمل به‪(2) .‬‬
‫ولكنهم لم يلتزموا باليمان بالقرآن ول النصياع إلى مففا‬
‫في كتبهم‪ ،‬فلم ينفعهم ذلك شيئا ً كما قال صلى اللففه عليففه‬
‫وسلم للبيد _ فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم شففيئا ً‬
‫فقال‪)) :‬وذاك عند ذهاب العلم قال ‪:‬قلنففا يففا رسففول اللففه‪,‬‬
‫وكيف يذهب العلم ونحن نقرأ القرآن ونقرئه أبناءنا وأبناؤنا‬
‫يقرؤنه أبناءهم إلى يوم القيامة؟ فقال‪ :‬ثكلتك أمففك يففا بففن‬
‫لبيد إن كنت لراك من أفقه رجففل بالمدينففة‪ ،‬أو ليففس هففذه‬
‫اليهود والنصارى يقرؤن التوراة والنجيففل ول ينتفعففون بمففا‬
‫فيهما من شيء؟(( )‪(3‬‬

‫‪ () 1‬تفسير ابن كثير ج ‪/2‬ص ‪77‬‬


‫‪ () 2‬تفسير الطبري ج ‪/6‬ص ‪ 305‬بتصرف يسير‬
‫‪ () 3‬رواه المام أحمد بن حنبل ‪ 4/160‬ورواه ابن ماجة ‪4048‬‬

‫‪347‬‬
‫الفصل الرابع ‪ :‬الثار الواردة في عقيدة اليهود في اليمان بالنبياء‬
‫المبحث الول ‪ :‬موقفهم من النبياء مطلقا ً‬
‫الثار‪:‬‬
‫المطلب الول ‪ :‬القتل‬
‫َ‬
‫ل‬ ‫سففو ٍ‬ ‫ن ل َِر ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ع َهِفد َ إ ِل َي ْن َففا أل ّ ن ُفؤ ْ ِ‬ ‫ن الل ّف َ‬ ‫ن َقاُلوا إ ِ ّ‬ ‫ذي َ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬ال ّ ِ‬
‫ْ‬ ‫حّتى ي َأ ْت ِي ََنا ب ِ ُ‬
‫ن قَب ْل ِففي‬ ‫مف ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫سف ٌ‬ ‫م ُر ُ‬ ‫جففاَءك ُ ْ‬ ‫ل ق َ فد ْ َ‬ ‫ه الن ّففاُر قُف ْ‬ ‫ن ت َأك ُل ُ ُ‬ ‫قْرَبا ٍ‬ ‫َ‬
‫ن = ‪{ 183‬‬ ‫صاد ِِقي َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫موهُ ْ‬ ‫م قَت َل ْت ُ ُ‬ ‫م فَل ِ َ‬ ‫ذي قُل ْت ُ ْ‬ ‫ت وَِبال ّ ِ‬ ‫ِبال ْب َي َّنا ِ‬
‫]سورة آل ‪[3/183‬‬
‫‪- 6622-419‬حدثنا محمد بن سعد قال‪ :‬ثنففي أبففي قففال‪ :‬ثنففي عمففي‬
‫قال‪ :‬ثني أبي عن أبيفه عفن ابفن عباسف رضففي اللفه عنهمفا قولففه‪:‬‬
‫ْ‬ ‫حّتى ي َأ ْت ِي ََنا ب ِ ُ‬
‫ه الّناُر{ كان الرجل يتصففدق فففإذا تقبففل منففه‬ ‫ن ت َأك ُل ُ ُ‬ ‫قْرَبا ٍ‬ ‫} َ‬
‫أنزلت عليه نار من السماء فأكلته‪( ) .‬‬
‫‪1‬‬

‫‪- 6623-420‬حففدثت عففن الحسففين قففال‪ :‬سففمعت أبففا معففاذ يقففول‪:‬‬


‫ْ‬
‫ن ت َفأك ُل ُ ُ‬
‫ه‬ ‫قْرب َففا ٍ‬ ‫أخبرنا عبيد قال‪ :‬سمعت الضحاك يقول في قولفففه‪} :‬ب ِ ُ‬
‫الّناُر{ كان الرجل إذا تصدق بصدقة فتقبلت منه بعث اللففه نففارا مففن‬
‫السماء فنزلت على القربان فأكلته‪(2) .‬‬
‫م وَل ُعُِنففوا‬ ‫َ‬
‫ديهِ ْ‬ ‫ت أي ْ ِ‬ ‫ة غ ُل ّ ْ‬ ‫مغُْلول َ ٌ‬ ‫ت ال ْي َُهود ُ ي َد ُ الل ّهِ َ‬ ‫قولفه تعالى‪} :‬وََقال َ ْ‬
‫ن ك َِثيففرا ً‬ ‫زي فد َ ّ‬ ‫شففاُء وَل َي َ ِ‬ ‫ف يَ َ‬ ‫فقُ ك َي ْف َ‬ ‫ن ُين ِ‬ ‫سوط ََتا ِ‬ ‫مب ْ ُ‬ ‫داه ُ َ‬ ‫ل يَ َ‬ ‫ما َقاُلوا ب َ ْ‬ ‫بِ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫داوَةَ‬ ‫م ال َْعفف َ‬ ‫قي َْنا ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫فرا ً وَأل ْ َ‬ ‫ك ط ُغَْيانا ً وَك ُ ْ‬ ‫ن َرب ّ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫ل إ ِل َي ْ َ‬ ‫ما أنزِ َ‬ ‫م َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫فأهَففا الل ّف ُ‬ ‫ب أط ْ َ‬ ‫حْر ِ‬ ‫دوا َنارا ً ل ِل ْ َ‬ ‫ما أوْقَ ُ‬ ‫مةِ ك ُل ّ َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫ضاَء إ َِلى ي َوْم ِ ال ْ ِ‬ ‫َوال ْب َغْ َ‬
‫َ‬
‫ن = ‪{ 64‬‬ ‫دي َ‬ ‫سف ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ال ْ ُ‬ ‫حف ّ‬ ‫ه ل يُ ِ‬ ‫سادا ً َوالل ّ ُ‬ ‫ض فَ َ‬ ‫ن ِفي الْر ِ‬ ‫س عَ وْ َ‬ ‫وَ ي َ ْ‬
‫]سورة المائدة ‪[5/64‬‬
‫‪-9558-421‬حدثني المثني قال‪ :‬ثنا إسحاق قففال‪ :‬ثنففا عبففد اللففه بففن‬
‫ض‬ ‫َ‬ ‫أبي جعفففر عففن أبيففه عففن الففربيع فففي قففوله‪} :‬ل َت ُ ْ‬
‫ن فِففي الْر ِ‬ ‫س فد ُ ّ‬ ‫ف ِ‬
‫ُ‬
‫م‬ ‫مففا ب َعَث ْن َففا ع َل َي ْك ُف ْ‬ ‫جففاء وَع ْفد ُ أولهُ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ن ع ُل ُوّا ً ك َِبيرا ً = ‪ 4‬فَإ ِ َ‬ ‫ن وَل َت َعْل ُ ّ‬ ‫مّرت َي ْ ِ‬ ‫َ‬
‫عول ً =‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫خل َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫ف ُ‬ ‫م ْ‬ ‫عدا ّ‬ ‫ن وَ ْ‬ ‫ل الد َّيارِ وَكا َ‬ ‫سوا ِ‬ ‫جا ُ‬ ‫ديد ٍ فَ َ‬ ‫ش ِ‬ ‫س َ‬ ‫عَبادا لَنا أوِْلي ب َأ ٍ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫جعَل ْن َففاك ُ ْ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫ل وَب َِنيف َ‬ ‫وا ٍ‬ ‫م َ‬ ‫كم ب ِفأ ْ‬ ‫مفد َد َْنا ُ‬ ‫م وَأ ْ‬ ‫م ال ْك َفّرة َ ع َل َي ْهِف ْ‬ ‫م َرد َد َْنا ل َك ُ ُ‬ ‫‪ 5‬ثُ ّ‬
‫فيرا ً = ‪] { 6‬سورة السراء ‪ [6-17/4‬قال‪ :‬كان الفساد الول‬ ‫َ‬
‫أك ْث ََر ن َ ِ‬
‫فبعففث اللففه عليهففم عففدوا ً فاسففتباحوا الففديار واسففتنكحوا النسففاء‬

‫‪ ()1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 197 / 4‬تفسير ابن أبففي حففاتم ) ‪- ( 831 / 3‬‬


‫تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 398 / 2‬تفسير ابن كففثير ) ‪ ( 435 / 1‬إسففناده‬
‫ضعيف‬
‫‪ ()2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 197 / 4‬تفسير ابن أبففي حففاتم ) ‪- ( 831 / 3‬‬
‫‪.‬‬ ‫تفسير الدر المنثور ) ‪( 398 / 2‬‬
‫إسناده ضعيف‬

‫‪348‬‬
‫واستعبدوا الولدان وخربوا المسجد‪ .‬فغبروا زمانا ً ثم بعث الله فيهففم‬
‫نبيا ً وعاد أمرهم إلى أحسن ما كان‪ .‬ثم كففان الفسففاد الثففاني بقتلهففم‬
‫النبياء حتى قتلوا يحيى بن زكريا عليففه السففلم فبعففث اللففه عليهففم‬
‫بختنصر‪ ،‬قتل من قتل منهم وسبى من سبى وخرب المسففجد فكففان‬
‫بختنصر للفساد الثاني‪) .‬باختصار( )‪(1‬‬
‫ن‬‫س فد ُ ّ‬
‫ف ِ‬ ‫ب ل َت ُ ْ‬ ‫ل فِففي ال ْك ِت َففا ِ‬ ‫سففراِئي َ‬ ‫ضي َْنا إ َِلى ب َن ِففي إ ْ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬وَقَ َ‬
‫ن ع ُل ُوّا ً ك َِبيففرا ً = ‪] { 4‬سففورة السففراء‬ ‫َ‬
‫ن وَل َت َعْل ُ ّ‬ ‫مّرت َي ْ ِ‬ ‫ض َ‬‫ِفي الْر ِ‬
‫‪[17/4‬‬
‫‪ - 16648-422‬حدثني يونس قال ‪ :‬أخبرنا ابن وهب قال‪ :‬قففال ابففن‬
‫زيد‪ :‬كان إفسادهم الففذي يفسففدون فففي الرض مرتيففن‪ :‬قتففل زكريففا‬
‫ويحيى بن زكريا عليهما السلم سلط الله عليهم سابور ذا الكتففاف‬
‫ملكا ً من ملوك فارس من قتل زكريا وسلط عليهم بختنصر من قتل‬
‫يحيى‪(2) .‬‬
‫المطلب الثاني‪:‬التكذيب‬
‫جففاُءوا‬ ‫ك َ‬ ‫ن قَب ْل ِف َ‬ ‫مف ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫سف ٌ‬ ‫ب ُر ُ‬ ‫ق فد ْ ك ُفذ ّ َ‬ ‫ك فَ َ‬ ‫ن ك َفذ ُّبو َ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬فَإ ِ ْ‬
‫مِنيرِ = ‪] { 184‬سورة آل ‪[3/184‬‬ ‫ب ال ْ ُ‬ ‫ت َوالّزب ُرِ َوال ْك َِتا ِ‬ ‫ِبال ْب َي َّنا ِ‬
‫‪- 6624-423‬حدثني المثنى قال‪ :‬ثنا إسحاق قال‪ :‬ثنا أبففو زهيففر عففن‬
‫ك{ قففال‪:‬‬ ‫ن قَب ْل ِف َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫س ٌ‬ ‫ب ُر ُ‬ ‫قد ْ ك ُذ ّ َ‬ ‫ك فَ َ‬ ‫ن ك َذ ُّبو َ‬ ‫جويبر عن الضحاك‪} :‬فَإ ِ ْ‬
‫يعزي نبيه صلى الله عليه وسلم ‪( ) .‬‬
‫‪3‬‬

‫ه‬
‫ن ب َعْ فد ِ ِ‬ ‫مف ْ‬ ‫في ْن َففا ِ‬ ‫ب و َق َ ّ‬ ‫ْ‬
‫سففى الك ِت َففا َ‬ ‫مو َ‬ ‫ق فد ْ آت َي ْن َففا ُ‬ ‫قولفففه تعففالى‪} :‬وَل َ َ‬
‫ح ال ْ ُ‬ ‫َ‬
‫س‬ ‫ق فد ُ ِ‬ ‫ت وَأي ّفد َْناه ُ ب ِفُرو ِ‬ ‫م ال ْب َي ّن َففا ِ‬ ‫مْري َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫سى اب ْ َ‬ ‫عي َ‬ ‫ل َوآت َي َْنا ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ِبالّر ُ‬
‫ريقفا ً‬ ‫ف ِ‬ ‫م فَ َ‬ ‫س فت َك ْب َْرت ُ ْ‬ ‫ما ْ‬ ‫س فك ُ ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫وى َأن ُ‬ ‫مففا ل ت َهْف َ‬ ‫ل بِ َ‬ ‫سو ٌ‬ ‫م َر ُ‬ ‫جاَءك ُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫أفَك ُل ّ َ‬
‫َ‬
‫ن{ ]سورة البقرة ‪[2/87‬‬ ‫قت ُُلو َ‬ ‫ريقا ً ت َ ْ‬ ‫م و َف َ ِ‬ ‫ك َذ ّب ْت ُ ْ‬
‫‪ - 1237-424‬حدثني بذلك محمد بن عمرو قال‪ :‬ثنا أبو عاصم قال‪:‬‬
‫وى‬ ‫مفا ل ت َْهف َ‬ ‫ل بِ َ‬ ‫سفو ٌ‬ ‫حدثنا عيسى عن ابن أبفي نجيفح عفن مجاهفد‪َ}.‬ر ُ‬
‫م{ اليهود من بني إسرائيل‪(4) .‬‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫َأن ُ‬
‫ه {]سففورة‬ ‫ن َرب ّف ِ‬ ‫مف ْ‬ ‫ل إ ِل َي ْفهِ ِ‬ ‫مففا ُأنفزِ َ‬ ‫ل بِ َ‬ ‫سففو ُ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫مف َ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬آ َ‬
‫البقرة ‪[2/285‬‬
‫‪ - 5096-425‬حدثني يونس قال‪ :‬أخبرنا ابففن وهففب قففال‪ :‬قففال ابففن‬

‫‪ ()1‬تفسير الطبري ) ‪ ( 303 / 6‬وحسنه في التفسير الصحيح )‪(1/277‬‬


‫‪ ()2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 22 / 15‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 243 / 5‬‬
‫‪ ()3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 198 / 4‬تفسير ابن أبفي حفاتم عفن قتفادة ) ‪/ 3‬‬
‫‪ - ( 832‬تفسير الدر المنثور أيضا عن قتادة ) ‪( 399 / 2‬‬
‫‪ ()4‬تفسير الطبري)‪(1/405‬‬

‫‪349‬‬
‫ك َرب َّنففا‬ ‫فَران َ َ‬‫معَْنا وَأ َط َعَْنا غ ُ ْ‬ ‫س ِ‬ ‫سل ِهِ وََقاُلوا َ‬ ‫ن ُر ُ‬ ‫م ْ‬‫حد ٍ ِ‬
‫فرقُ بي َ‬
‫نأ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫زيد‪} :‬ل ن ُ َ ّ‬
‫صيُر{ كما صنع القوم يعني بني إسرائيل قففالوا‪ :‬فلن نففبي‬ ‫م ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫وَإ ِل َي ْ َ‬
‫وفلن ليس نبيا ً وفلن نؤمن به وفلن ل نؤمن به‪(1) .‬‬
‫م‬‫ت الل ّهِ وَقَت ْل ِهِ ف ْ‬ ‫م ِبآَيا ِ‬ ‫م وَك ُ ْ‬
‫ف رِ ه ِ ْ‬ ‫ميَثاقَهُ ْ‬ ‫م ِ‬‫ض هِ ْ‬
‫ق ِ‬ ‫ما ن َ ْ‬‫قولفه تعالى‪} :‬فَب ِ َ‬
‫م‬
‫ف رِ ه ِ ْ‬ ‫ه ع َل َي َْها ب ِك ُ ْ‬‫ل ط َب َعَ الل ّ ُ‬ ‫ف بَ ْ‬‫م قُُلوب َُنا غ ُل ْ ٌ‬ ‫حقّ وَقَوْل ِهِ ْ‬ ‫ال َن ْب َِياَء ب ِغَي ْرِ َ‬
‫ن إ ِل ّ قَِليل ً = ‪] { 155‬سورة النساء ‪[4/155‬‬ ‫مُنو َ‬ ‫َفل ي ُؤ ْ ِ‬
‫‪ - 8480-426‬حدثنا بشر بن معاذ قال‪ :‬ثنا يزيد قال‪ :‬ثنا سففعيد عففن‬
‫ن إ ِل ّ قَِليل ً{ لما ترك القوم أمر الله وقتلففوا رسففله‬ ‫مُنو َ‬ ‫قتادة‪َ} :‬فل ي ُؤ ْ ِ‬
‫ه ع َل َي ْهَففا‬ ‫وكفروا بآياته ونقضوا الميثاق الففذي أخففذ عليهففم‪} .‬ط َب َفعَ الل ّف ُ‬
‫م{ ولعنهم‪(2) .‬‬ ‫فرِه ِ ْ‬ ‫ب ِك ُ ْ‬

‫‪ ()1‬تفسير الطبري ) ‪( 153 / 3‬‬


‫‪ ()2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 11 / 6‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪ ( 1109 / 4‬حسنه‬
‫في التفسير الصحيح )‪(1/223‬‬

‫‪350‬‬
‫الدراسة‪:‬‬
‫لليهففود مففع النبيففاء سففيرة عجيبففة‪ ,‬وصفففها اللففه‪ -‬تبففارك‬
‫وتعففالى‪ -‬بانقسففامهم حيففال النبيففاء إلففى قسففمين‪ :‬أنبيففاء‬
‫كذبوهم‪ ,‬وأنبياء قتلففوهم‪ ,‬فففبئس مففا وصفففوا بففه‪ ،‬كمففا قففال‬
‫خذ ْنا ميَثاقَ بِني إسراِئي َ َ‬ ‫تعالى ‪} :‬ل َ َ َ‬
‫ما‬‫سل ً ك ُل ّ َ‬‫م ُر ُ‬ ‫سل َْنا إ ِل َي ْهِ ْ‬
‫ل وَأْر َ‬ ‫ِ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫قد ْ أ َ َ ِ‬
‫ن{‬ ‫قت ُل ُففو َ‬‫ريق فا ً ي َ ْ‬ ‫ريقا ً ك َفذ ُّبوا ْ وَفَ ِ‬
‫م فَ ِ‬‫س هُ ْ‬ ‫وى أ َن ْ ُ‬
‫ف ُ‬ ‫ما ل َ ت َهْ َ‬ ‫سو ٌ‬
‫ل بِ َ‬ ‫م َر ُ‬
‫جاءهُ ْ‬
‫َ‬
‫م الذ ّل ّف ُ‬
‫ة‬ ‫ت ع َل َي ْهِ ُ‬ ‫ض رِ ب َ ْ‬‫]سورة المائدة ‪ ، [5/70‬و قال تعالى ‪ُ } :‬‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م َ‬‫ب ّ‬ ‫ض ٍ‬ ‫ؤوا ب ِغَ َ‬ ‫س وََبآ ُ‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫م َ‬‫ل ّ‬ ‫ن الل ّهِ وَ َ‬
‫حب ْ ٍ‬ ‫م ْ‬
‫ل ّ‬ ‫حب ْ ٍ‬‫فوا ْ إ ِل ّ ب ِ َ‬
‫ما ث ُقِ ُ‬
‫ن َ‬ ‫أي ْ َ‬
‫الل ّه وضربت عل َيهم ال ْمسك َنة ذ َل َ َ‬
‫ت الل ّفهِ‬‫ن ِبآي َففا ِ‬‫فُرو َ‬ ‫كاُنوا ْ ي َك ْ ُ‬
‫م َ‬ ‫ك ب ِأن ّهُ ْ‬ ‫َ ْ َ ُ ِ‬ ‫ِ َ ُ َِ ْ َ ِْ ُ‬
‫ن{ ]سففورة‬ ‫دو َ‬ ‫كاُنوا ْ ي َعْت َ ُ‬
‫صوا وّ َ‬ ‫حقّ ذ َل ِ َ‬ ‫نا َ‬ ‫قت ُُلو َ‬
‫ما ع َ َ‬ ‫ك بِ َ‬ ‫لنب َِياء ب ِغَي ْرِ َ‬ ‫وَ ي َ ْ‬
‫آل عمران ‪ [3/112‬وآيات أخرى كثيرة‪.‬‬
‫ومع كونهم من أكثر المم أنبياء كما مّر معنا في أن من‬
‫نعم الله عليهم )كثرة النبياء( إل ّ أنهم استحقوا بكففل سففوء‬
‫لقب )قتلة النبياء( كما قرنها الله بهم في آيات كثيرة‪ ،‬هففو‬
‫وصف لجميع اليهود على مّر الزمان‪ ,‬من قتل منهففم ومففن‬
‫رضي‪ ,‬قال الطبري رحمه الله عن اليهود الذين كانوا على‬
‫عهد نبينا محمففد صففلى اللففه عليففه وسففلم "ولففم يكففن مففن‬
‫أولئك أحد قتل نبيا ً من النبيففاء لنهففم لففم يففدركوا نبي فا ً مففن‬
‫أنبياء الله فيقتلففوه‪ ،‬قيففل إن معنففى ذلففك علففى غيففر الففوجه‬
‫الذي ذهبت إليه وإنما قيل ذلك كذلك لن الذين عنففى اللففه‬
‫تبارك وتعالى بهذه الية كانوا راضين بما فعل أوائلهففم مففن‬
‫قتل من قتلوا من النبياء‪ ،‬وكانوا منهم وعلى منهاجهم مففن‬
‫استحلل ذلك واستجازته‪ ،‬فأضاف جل ثناؤه فعل مففا فعلففه‬
‫من كانوا على منهاجه وطريقته إلى جميعهم‪ ،‬إذ كانوا أهففل‬
‫ملة واحدة ونحلة واحففدة‪ ،‬وبالرضففا مففن جميعهففم فعففل مففا‬
‫فعل فاعل ذلك منهم‪(1) ".‬‬
‫ومعلوم أن من أعظم النففاس جرمفا ً مففن قتففل نبيفا ً كمففا‬
‫قففال صففلى اللففه عليففه وسففلم ‪)) :‬أشففد النففاس عففذابا ً يففوم‬
‫القيامة رجل قتله نففبي أو قتففل نبيفًا‪ ، (2) ((.‬وهففذا مففا فعلففه‬
‫‪ : () 1‬تفسير الطبري ج ‪/4‬ص ‪196‬‬
‫‪ () 2‬رواه المام أحمد ج ‪/1‬ص ‪ 407‬و مصنف عبففد الففرزاق ج ‪/10‬ص ‪398‬‬

‫‪351‬‬
‫اليهود كما في الثر عن ابففن مسففعو‌د _ قففال‪)) :‬قتلففت بنففو‬
‫إسرائيل ثلثمائة نبي من أول النهار ثم أقاموا سوق بقلهففم‬
‫من آخره‪ ، (1) ((.‬ومن ذلك ما رواه أبو عبيدة بن الجففراح _‬
‫قففال‪ :‬قلفت يفا رسففول اللفه‪)) ،‬أي النففاس أشففد عففذابا ً يففوم‬
‫القيامة؟(( قففال‪)) :‬رجففل قتففل نبي فًا‪ ،‬أو رجففل أمففر بففالمنكر‬
‫ونهى عن المعروف‪ .((.‬ثم قرأ رسول الله صلى الله عليففه‬
‫ق‬
‫حفف ّ‬ ‫ن ب ِغَي ْرِ َ‬ ‫قت ُُلو َ‬
‫ن الن ّب ِّيي َ‬ ‫ت الل ّهِ وَي َ ْ‬‫ن ِبآَيا ِ‬‫فُرو َ‬ ‫ن ي َك ْ ُ‬
‫ذي َ‬‫ن ال ّ ِ‬
‫وسلم ‪} :‬إ ِ ّ‬
‫ْ‬
‫س{ ]سورة آل عمران‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ط ِ‬‫س ِ‬ ‫ق ْ‬‫ن ِبال ْ ِ‬ ‫مُرو َ‬ ‫ن ي َأ ُ‬‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫قت ُُلو َ‬ ‫وَ ي َ ْ‬
‫ن{ ]سففورة‬ ‫ري َ‬ ‫صف ِ‬ ‫مففن ّنا ِ‬ ‫ما ل َهُففم ّ‬ ‫‪ [3/21‬إلى أن انتهى إلى‪} :‬وَ َ‬
‫آل عمران ‪ [3/22‬ثففم قففال رسففول اللففه صففلى اللففه عليففه‬
‫وسلم ‪)) :‬يا أبا عبيدة قتلت بنو إسرائيل ثلثة وأربعين نبيففا ً‬
‫من أول النهار فففي سففاعة واحففدة‪ ،‬فقففام مففائة رجففل واثنففا‬
‫عشففر رجل ً مففن عبففاد بنففي إسففرائيل‪ ،‬فففأمروا مففن قتلهففم‬
‫بالمعروف ونهوهم عن المنكر فقتلوا جميعا ً من آخر النهففار‬
‫في ذلك اليوم‪ ،‬وهم الذين ذكر الله عز وجل ((‪(2) .‬‬
‫وفي اليات التي ذكر فيهففا قتففل اليهففود للنبيففاء‪ ,‬قرنففت‬
‫ق { ]سورة آل عمران ‪ [3/21‬وبف }ب ِغَي ْ ِ‬
‫ر‬ ‫ح ّ‬ ‫بقوله تعالى}ب ِغَي ْرِ َ‬
‫ق{ ]سورة البقرة ‪ [2/61‬والحكمة ‪-‬والله أعلم‪ -‬مففع أن‬ ‫ح ّ‬ ‫ال ْ َ‬
‫قتل النبيففاء لففن يكففون بحففق أبففدًا‪ :‬أن هففذا القففول تعظيففم‬
‫للشنعة والذنب الذي أتوه ومعلففوم أنففه ل يقتففل نففبي بحففق‬
‫ولكن من حيث قد يتخيل متخيل لذلك وجهًا‪ ,‬فصرح قففوله‪:‬‬
‫ق { عن شنعة الففذنب ووضففوحه ولففم يجففترم قففط‬ ‫ح ّ‬ ‫}ب ِغَي ْرِ ال ْ َ‬
‫نبي ما يوجب قتله وإنما أتففاح اللففه تعففالى مففن أتففاح منهففم‬
‫وسلط عليه كرامة لهم وزيادة في منازلهم كمثل من يقتل‬
‫في سبيل الله من المؤمنين‪(3) .‬‬

‫وقال المنذري في الترغيب والترهيب ج ‪/3‬ص ‪ 117‬ورواته ثقات‬


‫‪ () 1‬تفسير ابن أبففي حففاتم ج ‪/3‬ص ‪ 736‬و تفسففير ابففن كففثير ج ‪/1‬ص ‪356‬‬
‫والديلمي الفردوس بمأثور الخطاب ج ‪/3‬ص ‪ 433‬عن ابي ذر‬
‫‪ () 2‬تفسير ابن أبي حاتم ج ‪/2‬ص ‪ 621‬تفسير ابن كثير ج ‪/1‬ص ‪356‬‬
‫‪ () 3‬المحرر الوجيز في تفسير الكتففاب العزيففز ‪ -‬الندلسففي ج ‪/1‬ص ‪156‬و‬
‫فصل فيها القرطبي ج ‪/1‬ص ‪432‬‬

‫‪352‬‬
‫وممففن ورد التصففريح بقتلهففم مففن النبيففاء‪ :‬زكريففا وابنففه‬
‫يحيى عليهما السلم وقيل أشعياء‪.‬‬
‫وأما كيفية قتلهم فقففد أورد الطففبري رحمففه اللففه آثففارا ً‬
‫طويلة )‪(1‬حاصلها‪:‬‬
‫أن من قتلوه مففن النبيففاء فففي إفسففادهم المففذكور فففي‬
‫سورة السراء قولن‪:‬‬
‫‪ -1‬أحدهما‪ :‬زكريا ‪ -2‬والثاني‪ :‬أشعيا‪.‬‬
‫أما المقتول من النبياء في الفسففاد الثففاني‪ :‬فهففو يحيففى‬
‫بن زكريا عليه السلم ‪.‬‬
‫والسففبب فففي قتلهففم زكريففا عليففه السففلم )بحسففب‬
‫الروايات المتداخلة( أنهم اتهموه بمريم وقالوا منه حملففت‪،‬‬
‫فهرب منهم فانفتحت لفففه شففجرة فففدخل فيهففا وبقففي مففن‬
‫ردائه هففدب‪ ،‬فجففاءهم الشففيطان فففدلهم عليففه فقطعففوا‬
‫الشجرة بالمنشار وهو فيها‪.‬‬
‫والسبب في قتلهم أشعيا فهو أنه قام فيهم برسالة من‬
‫الله ينهاهم عففن المعاصففي‪ ،‬وقيففل‪ :‬هففو الففذي هففرب منهففم‬
‫فدخل في الشجرة حتى قطعوه بالمنشار وأن زكريا عليففه‬
‫السلم مات حتف أنفه‪.‬‬
‫وأما السبب في قتلهم يحيى بن زكريا عليه السلم ‪:‬‬
‫أن ملكهم أراد نكاح امرأة ل تحل له فنهففاه عنهففا يحيففى‬
‫عليففه السففلم ‪ ..‬فحنقففت أمهففا علففى يحيففى حيففن نهففاه أن‬
‫يففتزوج ابنتهففا‪ ،‬وعمففدت إلففى ابنتهففا فزينتهففا وأرسففلتها إلففى‬
‫الملففك حيففن جلففس علففى شففرابه وأمرتهففا أن تسففقيه وأن‬
‫تعرض له فإن أرادها على نفسففها أبففت حففتى يففؤتى بففرأس‬
‫يحيى بن زكريففا عليففه السففلم فففي طسففت‪ ،‬ففعلففت ذلففك‬
‫فقال‪ :‬ويحك سليني غير هذا‪ ،‬فقالت‪ :‬ما أريد إل هذا‪ ،‬فأمر‬
‫فأتي برأسه والرأس يتكلم ويقول ل تحل لففك ل تحففل لففك‪.‬‬
‫)‪( 2‬‬

‫‪ () 1‬اسففتغرقت اكففثر مففن ‪ 15‬صفففحة تفسففير الطففبري ج ‪/15‬ص ‪ 20‬ومففا‬


‫بعدها‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ج ‪/15‬ص ‪ 20‬و زاد المسير ‪ -‬ابن الجوزي ج‪ 5:‬ص‪8:‬‬

‫‪353‬‬
‫وأهم هذه النصوص الحديث المرفوع الذي رواه حذيفففة‬
‫_ قال عنه ابن كثير رحمه الله ‪" :‬وقد روى ابن جريففر فففي‬
‫ل‪ ،‬وهففو‬‫هذا المكان حديثا ً أسنده عن حذيفة _ مرفوعا ً مطو ً‬
‫حديث موضوع ل محالة ل يستريب في ذلك من عنده أدنى‬
‫معرفة بالحديث‪ ،‬والعجب كل العجففب كيففف راج عليففه مففع‬
‫جللة قدره وإمامته‪ ،‬وقد صرح شيخنا الحافظ العلمففة أبففو‬
‫الحجاج المزي رحمه الله بأنه موضوع مكذوب وكتب ذلك‬
‫علففى حاشففية الكتففاب‪ ،‬وقففد وردت فففي هففذا آثففار كففثيرة‬
‫إسرائيلية لم أر تطويففل الكتففاب بففذكرها؛ لن منهففا مففا هففو‬
‫موضوع من وضع بعض زنادقتهم‪ ،‬ومنها مففا قففد يحتمففل أن‬
‫يكون صحيحا ً ونحن في غنية عنها ولله الحمد‪ ،‬وفيمففا قففص‬
‫الله علينا في كتابه غنية عما سواه من بقيففة الكتففب قبلففه‪،‬‬
‫ولم يحوجنا الله ول رسوله صلى الله عليففه وسففلم إليهففم‪،‬‬
‫وقد أخبر الله عنهم أنهم لما طغوا وبغوا سلط الله عليهففم‬
‫عففدوهم فاسففتباح بيضففتهم وسففلك خلل بيففوتهم وأذلهففم‬
‫وقهرهم جزاء وفاقًا‪ ،‬وما ربك بظلم للعبيد‪ ،‬فإنهم كانوا قد‬
‫تمردوا وقتلوا خلقا ً مففن النبيففاء والعلمففاء ‪ ...‬وجففرت أمففور‬
‫وكوائن يطول ذكرها‪ ،‬ولو وجدنا ما هو صحيح أو ما يقففاربه‬
‫لجاز كتابته وروايته والله أعلم‪(1) .‬‬

‫‪ () 1‬تفسير ابن كثير ج ‪/3‬ص ‪ 26‬باختصار ونقففد هففذه الروايففات ابوشففهبه ’‬


‫في السرائيليات في التفسيرص ‪234‬ومابعدها‬

‫‪354‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬افتراؤهم على بعض النبياء‬
‫المطلب الول‪ :‬افتراؤهم على إبراهيم وبنيه بنسبتهم لليهودية‬
‫الثار‪:‬‬
‫ن‬ ‫ن ك َففا َ‬ ‫ص فَران ِي ّا ً وَل َك ِف ْ‬ ‫م ي َُهود ِي ّفا ً َول ن َ ْ‬ ‫هي ف ُ‬ ‫ن إ ِب َْرا ِ‬ ‫ما ك َففا َ‬ ‫قولفه تعالى‪َ } :‬‬
‫ن = ‪] { 67‬سففورة آل‬ ‫كي َ‬ ‫شفرِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫مف ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫مففا ك َففا َ‬ ‫سفِلما ً وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫حِنيففا ً ُ‬ ‫َ‬
‫عمران ‪[3/67‬‬
‫‪ -5695-427‬حدثني إسحاق بن شاهين الواسطي قال‪ :‬ثنا خالد بففن‬
‫عبد الله عن داود عن عامر قال‪ :‬قالت اليهففود‪ :‬إبراهيففم علففى ديننففا‬
‫ن‬ ‫مففا ك َففا َ‬ ‫وقالت النصففارى‪ :‬هففو علففى ديننففا فففأنزل اللففه عففز وجففل‪َ } :‬‬
‫صَران ِي ّا ً{ ‪ ...‬الية‪ .‬فأكذبهم اللففه وأدحففض حجتهففم‬ ‫م ي َُهود ِي ّا ً َول ن َ ْ‬ ‫هي ُ‬ ‫إ ِب َْرا ِ‬
‫يعني اليهود الذين ادعوا أن إبراهيم مات يهوديًا‪( ) .‬‬
‫‪1‬‬

‫ن = ‪{ 84‬‬ ‫ريف َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ق فِففي ال ِ‬ ‫ص فد ْ ٍ‬ ‫ن ِ‬ ‫سففا َ‬ ‫ل ل ِففي ل ِ َ‬ ‫ج عَ ْ‬ ‫قوله تعالى‪َ} :‬وا ْ‬


‫]سورة الشعراء ‪[26/85‬‬
‫‪ -20258-428‬حدثنا القاسم قال‪ :‬ثنا الحسين قال‪ :‬ثني حجففاج عففن‬
‫ن =‬ ‫ري َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ق ِفي ال ِ‬ ‫صد ْ ٍ‬ ‫ن ِ‬ ‫سا َ‬ ‫ل ِلي ل ِ َ‬ ‫جعَ ْ‬ ‫أبي بكر عن عكرمة قوله‪َ} :‬وا ْ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫حي َ‬ ‫صففال ِ ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫خَرةِ ل َ ِ‬ ‫ه ِفي ال ِ‬ ‫جَره ُ ِفي الد ّن َْيا وَإ ِن ّ ُ‬ ‫‪ { 84‬قوله }َوآت َي َْناه ُ أ ْ‬
‫= ‪] { 27‬سورة العنكبوت ‪ .[29/27‬قال‪ :‬إن الله فضله بالخلة حين‬
‫ن‬ ‫ري ف َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ق ِفي ال ِ‬ ‫صد ْ ٍ‬ ‫ن ِ‬ ‫سا َ‬‫ل ِلي ل ِ َ‬ ‫جعَ ْ‬ ‫اتخذه خليل ً فسأل الله فقال‪َ} :‬وا ْ‬
‫= ‪ { 84‬حتى ل تكذبني المم فأعطاه الله ذلففك فففإن اليهففود آمنففت‬
‫بموسى وكفرت بعيسى وإن النصارى آمنت بعيسى وكفرت بمحمففد‬
‫صلى الله عليه وسلم وكلهم يتولى إبراهيم؛ قالت اليهود‪ :‬هو خليففل‬
‫الله وهو منا فقطع الله وليتهم منه بعد ما أقروا لفففه بففالنبوة وآمنففوا‬
‫حِنيففا ً‬ ‫ن َ‬ ‫ن ك َففا َ‬ ‫صفَران ِي ّا ً وَل َك ِف ْ‬ ‫م ي َُهود ِي ّفا ً َول ن َ ْ‬ ‫هيف ُ‬ ‫ن إ ِب َْرا ِ‬ ‫مففا ك َففا َ‬ ‫به فقففال‪َ } :‬‬
‫ن = ‪] { 67‬سورة آل عمران ‪[3/67‬‬ ‫كي َ‬ ‫شرِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫سِلما ً وَ َ‬ ‫م ْ‬‫ُ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ات ّب َعُففوهُ‬ ‫ذي َ‬‫م لل ف ِ‬ ‫هي َ‬ ‫س ب ِفإ ِب َْرا ِ‬ ‫ن أوْلى الّنا ِ‬ ‫ثم ألحق وليته بكم فقال‪} :‬إ ِ ّ‬
‫ن = ‪] { 68‬سففورة آل‬ ‫مِني َ‬ ‫مفؤ ْ ِ‬ ‫ْ‬
‫ي ال ُ‬ ‫ه وَل ِف ّ‬ ‫مُنوا َوالل ّ ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ي َوال ّ ِ‬ ‫ذا الن ّب ِ ّ‬ ‫وَهَ َ‬
‫عمران ‪ [3/68‬فهذا أجففره الففذي عجففل لففه وهففي الحسففنة إذ يقففول‪:‬‬
‫ن = ‪{ 122‬‬ ‫حي َ‬ ‫صففال ِ ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫خَرةِ ل َ ِ‬ ‫ه ِفي ال ِ‬ ‫ة وَإ ِن ّ ُ‬ ‫سن َ ً‬ ‫ح َ‬ ‫}َوآت َي َْناه ُ ِفي ال ْد ّن َْيا َ‬
‫]سورة النحل ‪ [16/122‬وهو اللسان الصدق الذي سأل ربه‪(2) .‬‬
‫َ‬
‫ق‬
‫ح َ‬ ‫سفف َ‬ ‫ل و َإ ِ ْ‬ ‫عي َ‬ ‫ما ِ‬ ‫سفف َ‬ ‫م و َإ ِ ْ‬ ‫هيفف َ‬ ‫ن إ ِب َْرا ِ‬ ‫ن إِ ّ‬ ‫قوُلففو َ‬ ‫م تَ ُ‬ ‫قولفففه تعففالى‪} :‬أ ْ‬
‫ل أ َأ َنتم أ َع ْل َف َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬‫م الل ّف ُ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ُ‬ ‫صاَرى قُ ْ ْ ُ ْ‬ ‫هودا ً أوْ ن َ َ‬ ‫كاُنوا ُ‬ ‫ط َ‬ ‫سَبا َ‬ ‫ب َوال ْ‬ ‫قو َ‬ ‫وَي َعْ ُ‬
‫َ‬
‫مففا‬‫ل عَ ّ‬ ‫ه ب َِغافِ ف ٍ‬ ‫ما الل ّ ُ‬ ‫ن الل ّهِ وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫عن ْد َه ُ ِ‬ ‫شَهاد َة ً ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ك َت َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ن أظ ْل َ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫وَ َ‬
‫ن = ‪] { 140‬سورة البقرة ‪[2/140‬‬ ‫مُلو َ‬ ‫ت َعْ َ‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 307 / 3‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 237 / 2‬‬
‫‪ - ()2‬تفسير الطبري ) ‪( 86 / 19‬‬

‫‪355‬‬
‫‪ - 1759-429‬فحدثني محمد بن عمرو قال‪ :‬ثنا أبو عاصم قففال‪ :‬ثنففا‬
‫عيسى عن بن أبي نجيح عن مجاهد ففي قفوله‪} :‬ومف َ‬
‫ن‬ ‫مف ْ‬‫م ّ‬ ‫م ِ‬‫ن أظ ْل َف ُ‬ ‫َ َ ْ‬
‫ه{ ]سورة البقرة ‪ [2/140‬قففال‪ :‬فففي قففول‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫عن ْد َه ُ ِ‬ ‫شَهاد َة ً ِ‬ ‫م َ‬ ‫ك َت َ َ‬
‫يهففود لبراهيففم وإسففماعيل ومففن ذكففر معهمففا إنهففم كففانوا يهففودا ً أو‬
‫نصارى‪ .‬فيقول الله‪ :‬ل تكتموا مني شففهادة إن كففانت عنففدكم فيهففم‪.‬‬
‫وقد علم أنهم كاذبون‪(1) .‬‬
‫‪ - 1760-430‬حدثنا القاسم قال‪ :‬ثنا الحسين قفال‪ :‬حفدثني إسفحاق‬
‫َ‬
‫ن‬
‫ن إِ ّ‬ ‫قول ُففو َ‬ ‫م تَ ُ‬
‫عن أبففي الشففهب عففن الحسففن أنففه تل هففذه اليففة‪} :‬أ ْ‬
‫ل أ َأ َنتم أ َع ْل َم أ َم الل ّه ومفف َ‬
‫م‬‫ن أظ َْلفف ُ‬ ‫ُ َ َ ْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ل{ إلى قوله‪} :‬قُ ْ ْ ُ ْ‬ ‫عي َ‬‫ما ِ‬ ‫س َ‬ ‫م وَإ ِ ْ‬ ‫هي َ‬ ‫إ ِب َْرا ِ‬
‫ه{ قال الحسن‪ :‬واللففه لقففد كففان عنففد‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫عن ْد َه ُ ِ‬‫شَهاد َة ً ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ك َت َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ِ‬
‫القوم من الله شهادة أن أنبياءه برآء مففن اليهوديففة والنصففرانية كمففا‬
‫أن عند القوم من الله شهادة أن أموالكم ودماءكم بينكم حرام فبففم‬
‫استحلوها؟‪(2) .‬‬
‫‪ - 5698-431‬حدثنا بشر‪ ،‬قال‪ :‬ثنا يزيد‪ ،‬قال‪ :‬ثنا سعيد‪ ،‬عن قتففادة‪،‬‬
‫ن ات ّب َعُففوهُ{ ]سففورة آل عمففران‬ ‫م ل َل ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫هي َ‬ ‫س ب ِإ ِب َْرا ِ‬ ‫قوله‪} :‬إ ِ ّ َ َ‬
‫ن أوْلى الّنا ِ‬
‫‪ [3/68‬يقول‪ :‬الففذين اتبعففوه علففى ملتففه وسففنته ومنهففاجه وفطرتففه‪،‬‬
‫ه{ وهففم‬ ‫معَف ُ‬‫من ُففوا ْ َ‬
‫نآ َ‬ ‫ي{ وهففو نفبي اللفه محمففد‪َ} .‬وال ّف ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ذا الن ّب ِف ّ‬ ‫}وَهَف َ‬
‫المؤمنون الذين صدقوا نبي الله واتبعففوه‪ ،‬كففان محمففد رسففول اللففه‬
‫صلى اللففه عليففه وسففلم والففذين معففه مففن المففؤمنين أولففى النففاس‬
‫بإبراهيم‪(3) .‬‬

‫‪ ()1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 574 / 1‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 341 / 1‬‬


‫‪ - ()2‬تفسير الطبري ) ‪( 574 / 1‬‬
‫حسنه‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 308 / 3‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 239 / 2‬‬
‫في التفسير الصحيح )‪(1/223‬‬

‫‪356‬‬
‫الدراسة‪:‬‬
‫طلب اليهففود مففن الرسففول صففلى اللففه عليففه وسففلم و‬
‫أصحابه أن يكونوا هففودا ً حففتى يهتففدوا إلففى الحففق بزعمهففم‬
‫ولكن الله ألهم نبيه صففلى اللففه عليففه وسففلم حجففة بالغففة‪,‬‬
‫فأمره الله أن يقففول لهففم‪ :‬تعففالوا نتبففع ملففة إبراهيففم عليففه‬
‫السلم التي تجمع جميعنا على الشهادة لها بأنها دين اللففه‬
‫كوُنففوا ْ‬
‫الذي ارتضاه واجتباه وأمر به فقففال تعففالى‪} :‬وََقففاُلوا ْ ُ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫مف َ‬
‫ن ِ‬ ‫حِنيف فا ً وَ َ‬
‫مففا ك َففا َ‬ ‫م َ‬
‫هي ف َ‬ ‫مل ّف َ‬
‫ة إ ِب َْرا ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫دوا ْ قُ ْ‬
‫ل ب َف ْ‬ ‫هودا ً أوْ ن َ َ‬
‫صاَرى ت َهْت َ ُ‬ ‫ُ‬
‫ن{ ]سورة البقففرة ‪ ، [2/135‬فففاليهود إذا ً يزعمففون‬ ‫كي َ‬ ‫م ْ‬
‫ش رِ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫أن إبراهيففم وإسففماعيل وإسففحاق ويعقففوب عليهففم السففلم‬
‫وأبناؤه كانوا هودا ً أو على ملتهم‪ ،‬وهذا محال؛ لن اليهودية‬
‫حدثت بعدهم‪ ,‬حين بعفث اللفه موسففى عليففه السففلم وقففد‬
‫م أ َْم الل ّفُه{‬ ‫ل أ َأ َنت ف َ‬
‫م أع ْل َف ُ‬ ‫أكذبهم الله بهذه الفريففة بقففوله‪} :‬قُ ف ْ ْ ُ ْ‬
‫]سورة البقرة ‪ [2/140‬يعني بما كانوا عليه من الديان ثففم‬
‫ن‬‫ص فَران ِي ّا ً وَل َك ِف ْ‬
‫م ي َُهود ِي ّفا ً َول ن َ ْ‬ ‫هي ف ُ‬ ‫ما ك َففا َ‬
‫ن إ ِب َْرا ِ‬ ‫جاء القول الفصل } َ‬
‫ن{ ومن أصففدق مففن‬ ‫كي َ‬ ‫ش فرِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫مف ْ‬‫ن ِ‬ ‫ما ك َففا َ‬‫سِلما ً وَ َ‬‫م ْ‬‫حِنيفا ً ُ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫َ‬
‫ل‪ ،‬ولكن هل كان اليهود يظنون أنهم علففى حففق فففي‬ ‫الله قي ً‬
‫نسبتهم إبراهيم عليه السلم إلى اليهودية‪ ,‬أم هي عففادتهم‬
‫التي جبلوا عليها من الفتراء والكذب؟‬
‫وختام الية يبين الجواب‪ :‬قال تعالى‪} :‬وم ف َ‬
‫مففن‬ ‫م ّ‬‫م ِ‬ ‫ن أظ ْل َف ُ‬ ‫َ َ ْ‬
‫ن الل ِّه{ ]سورة البقرة ‪ .[2/140‬فل أظلم‬ ‫م َ‬ ‫عند َه ُ ِ‬‫شَهاد َة ً ِ‬ ‫م َ‬ ‫ك َت َ َ‬
‫منهم‪ ،‬حين عرفوا الحق وكتموا شهادته‪.‬‬
‫ولكن هل لليهود شهادة عندنا؟ الجواب‪" :‬الشهادة الففتي‬
‫عندهم من الله في أمرهم‪ ،‬ما أنزل الله إليهم في التففوراة‬
‫والنجيل‪ ،‬وأمرهففم فيهففا بالسففتنان بسففنتهم واتبففاع ملتهففم‪،‬‬
‫وأنهم كانوا حنفاء مسلمين‪ .‬وهي الشهادة التي عندهم من‬
‫الله التي كتموها حيففن دعففاهم نففبي اللففه صففلى اللففه عليففه‬
‫ن‬
‫كففا َ‬ ‫من َ‬ ‫ة إ ِل ّ َ‬ ‫جن ّ َ‬‫ل ال ْ َ‬ ‫وسلم إلى السلم‪ ،‬فقالوا لفه‪َ} :‬لن ي َد ْ ُ‬
‫خ َ‬
‫َ‬
‫صفففاَرى{ ]سفففورة البقفففرة ‪ [2/111‬وقفففالوا لفففه‬ ‫هفففودا ً أوْ ن َ َ‬ ‫ُ‬
‫دوا ْ{ ]سففورة البقففرة‬ ‫َ‬
‫صففاَرى ت َهْت َف ُ‬ ‫كون ُففوا ْ هُففودا ً أوْ ن َ َ‬ ‫ولصحابه‪ُ } :‬‬

‫‪357‬‬
‫‪ .[2/135‬فففأنزل اللففه فيهففم هففذه اليففات فففي تكففذيبهم‬
‫وكتمانهم الحق‪ ،‬وافترائهم على أنبياء الله الباطل والزور‪".‬‬
‫)‪( 1‬‬
‫ولن يفيدهم أن يكون بينهم وبين من ذكروا مففن النبيففاء‬
‫صلة النسففب مففن غيففر متابعففة لهففم حففتى يكونففوا منقففادين‬
‫مثلهم لوامر الله واتباع رسله‪.‬‬
‫وأما إبراهيم عليه السلم فقد بين الله من أولى الناس‬
‫ي‬
‫ذا الن ّب ِف ّ‬ ‫ن ات ّب َعُففوه ُ وَهَ ف َ‬ ‫م ل َل ّف ِ‬
‫ذي َ‬ ‫هي َ‬
‫س ب ِفإ ِب َْرا ِ‬ ‫به فقال‪} :‬إ ِ ّ َ َ‬
‫ن أوْلى الن ّففا ِ‬
‫ن = ‪] { 68‬سورة آل عمران‬ ‫مِني َ‬ ‫ي ال ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬ ‫ه وَ ل ِ ّ‬‫مُنوا ْ َوالل ّ ُ‬‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫َوال ّ ِ‬
‫‪ [3/68‬وليس كما قال رؤساء اليهود‪ :‬واللففه يففا محمففد لقففد‬
‫علمت أنا أولى الناس بدين إبراهيم منك ومن غيرك‪ ،‬فففإنه‬
‫كان يهوديا ً وما بك إل الحسد؛ فأنزل الله تعالى هذه اليففة‪.‬‬
‫)‪ (2‬فكففان أحففق النففاس بففإبراهيم عليففه السففلم ونصففرته‬
‫ووليتففه‪ ،‬الففذين سففلكوا طريقففه ومنهففاجه‪ ،‬فوحففدوا اللففه‬
‫مخلصين له الدين‪ ،‬وسنوا سننه‪ ،‬وشففرعوا شففرائعه وكففانوا‬
‫لله حنفاء مسلمين غير مشركين به‪ .‬وهم محمد صلى الله‬
‫عليه وسلم والذين صدقوا محمدًا‪ ،‬وبما جاءهم به من عند‬
‫الله‪.‬‬
‫وعففن ابففن مسففعود _ أن رسففول اللففه صففلى اللففه عليففه‬
‫وسلم قال‪)) :‬لكل نبي ولة مففن النففبيين وإن وليففي منهففم‬
‫م‬‫هي َ‬
‫س ب ِفإ ِب َْرا ِ‬ ‫أبي وخليل ربي عز وجل ثم قرأ }إ ِ ّ َ َ‬
‫ن أوْلففى الن ّففا ِ‬
‫عوهُ{ ]سورة آل عمران ‪(3) (( [3/68‬‬ ‫ن ات ّب َ ُ‬‫ذي َ‬‫ل َل ّ ِ‬

‫‪ ()1‬تفسير الطبري )‪(1/575‬‬


‫‪ () 2‬تفسير القرطبي ج ‪/4‬ص ‪109‬‬
‫‪ () 3‬مسند المام أحمدج ‪/1‬ص ‪ 400‬وسنن الترمذي ج ‪/5‬ص ‪ 223‬والحاكم‬
‫فففي المسففتدرك ج ‪/2‬ص ‪320‬وقففال هففذا حففديث صففحيح علففى شففرط‬
‫الشيخين ولم يخرجاه‬

‫‪358‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬افتراؤهم في تعيين الذبيح‬
‫الثار‪:‬‬
‫ظيم ٍ = ‪] { 107‬سورة الصافات‬ ‫ح عَ ِ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬وَفَد َي َْناه ُ ب ِذ ِب ْ ٍ‬
‫‪[37/108‬‬
‫‪ -22646-432‬حدثنا ابن حميد قال‪ :‬ثنا سلمة قففال‪ :‬ثنففي محمففد بففن‬
‫إسحاق عن بريدة بن سفيان بن فروة السلمي عن محمد بن كعففب‬
‫القرظي أنه حدثهم أنه ذكر ذلك لعمففر بففن عبففد العزيففز رحمففه اللففه‬
‫وهو خليفة إذ كان معه بالشام فقففال لفففه عمففر‪ :‬إن هففذا لشففيء مففا‬
‫كنت أنظر فيه وإني لراه كما هو؛ ثم أرسففل إلففى رجففل كففان عنففده‬
‫بالشام كان يهوديا فأسلم فحسن إسلمه وكان يرى أنه مففن علمففاء‬
‫يهود فسأله عمر بن عبد العزيز عن ذلك فقال محمد بن كعب‪ :‬وأنففا‬
‫عند عمر بففن عبففد العزيففز فقففال لفففه عمففر‪ :‬أي ابنففي إبراهيففم عليففه‬
‫السلم أمر بذبحه؟ فقال‪ :‬إسففماعيل واللففه يففا أميففر المففؤمنين وإن‬
‫يهود لتعلم بذلك ولكنهم يحسدونكم معشففر العففرب علففى أن يكففون‬
‫أباكم الذي كان مففن أمففر اللففه فيففه والفضففل الففذي ذكففره اللففه منففه‬
‫لصبره لما أمففر بففه فهففم يجحففدون ذلففك ويزعمففون أنففه إسففحاق لن‬
‫إسحاق أبوهم فالله أعلم أيهما كان كل قد كان طاهرا ً طيب فا ً مطيع فا ً‬
‫لربه‪(1) .‬‬
‫‪ -22647-433‬حدثني محمد بن عمار الرازي قال‪ :‬ثنا إسففماعيل بففن‬
‫عبيد بن أبي كريمة قال‪ :‬ثنا عمر بن عبد الرحيم الخطابي عن عبيففد‬
‫بن محمد العتبي من ولد عتبة بن أبي سفيان عن أبيه قال‪ :‬ثني عبد‬
‫الله بن سعيد عن الصنابحي قال‪ :‬كنا عند معاوية بن أبففي سفففيان _‬
‫فذكروا الذبيح إسماعيل أو إسحاق فقال‪ :‬على الخبير سففقطتم‪ :‬كنففا‬
‫عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل فقال‪ :‬يا رسففول‬
‫الله عد علي مما أفففاء اللففه عليففك يففا ابففن الففذبيحين؛ فضففحك عليففه‬
‫الصلة والسلم؛ فقلنا لفه‪ :‬يا أمير المففؤمنين ومففا الففذبيحان؟ فقففال‪:‬‬
‫إن عبد المطلب لما أمر بحفر زمزم نذر لله لئن سففهل عليففه أمرهففا‬
‫ليذبحن أحد ولده قال‪ :‬فخرج السهم على عبففد اللففه فمنعففه أخففواله‬
‫وقالوا‪ :‬افد ابنك بمئة مففن البففل ففففداه بمئة مففن البففل وإسففماعيل‬
‫الثاني‪(2) .‬‬
‫َ‬
‫سففي فَل َ ّ‬
‫مففا‬ ‫ف ِ‬
‫ه ل ِن َ ْ‬
‫صف ُ‬
‫خل ِ ْ‬ ‫ك ائ ُْتوِني ب ِفهِ أ ْ‬
‫ست َ ْ‬ ‫مل ِ ُ‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫قولفه تعالى‪} :‬وََقا َ‬
‫َ‬
‫ن{ ]سورة يوسف ‪.[12/54‬‬ ‫مي ٌ‬ ‫نأ ِ‬ ‫كي ٌ‬ ‫م ل َد َي َْنا َ‬
‫م ِ‬ ‫ك ال ْي َوْ َ‬
‫ل إ ِن ّ َ‬
‫ه َقا َ‬ ‫ك َل ّ َ‬
‫م ُ‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 84 / 23‬تفسير ابن كثير ) ‪ ( 19 / 4‬إسناده‬


‫ضعيف‪.‬‬
‫‪ - ()2‬المستدرك على الصحيحين ) ‪ - ( 604 / 2‬تفسير ابن كثير ) ‪( 19 / 4‬‬

‫‪359‬‬
‫‪ - 14862-434‬حدثنا أبو كريب قال‪ :‬ثنا وكيع عففن سفففيان عففن أبففي‬
‫َ‬
‫ه‬
‫صف ُ‬‫خل ِ ْ‬ ‫ك ائ ْت ُففوِني ب ِفهِ أ ْ‬
‫ست َ ْ‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫مل ِف ُ‬ ‫سففنان عففن ابففن أبففي الهففذيل‪} :‬قَففا َ‬
‫سي{ قال‪ :‬قال لفه الملك‪ :‬إني أريد أن أخلصك لنفسي غير أنففي‬ ‫ف ِ‬‫ل ِن َ ْ‬
‫آنف أن تأكل معي! فقال يوسف‪ :‬أنا أحق أن آنف أنا ابففن إسففحاق ‪-‬‬
‫أو أنا ابن إسماعيل أبو جعفر شك ‪ -‬وفي كتفابي‪ :‬ابفن إسفحاق ذبيفح‬
‫الله ابن إبراهيم خليل الله ‪(1) -‬‬
‫‪-435‬حدثنا أحمد بن إسحاق قال‪ :‬ثنا أبو أحمد قال‪ :‬ثنا سفففيان عففن‬
‫أبي سنان عن عبد الله بن أبي الهذيل قال‪ :‬قال العزيز ليوسف‪ :‬مففا‬
‫من شيء إل وأنا أحب أن تشركني فيه إل أني أحففب أن ل تشففركني‬
‫في أهلي وأن ل يأكل معي عبدي! قال‪ :‬أتففأنف أن آكففل معففك؟ فأنففا‬
‫أحق أن آنف منك أنا ابن إبراهيففم خليففل اللففه وابففن إسففحاق الذبيففح‬
‫وابن يعقوب الذي ابيضت عيناه من الحزن‪(2) .‬‬
‫‪ -22623-436‬حدثني الحسفين بفن يزيففد بفن إسففحاق قففال‪ :‬ثنفا ابفن‬
‫إدريس عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس رضففي اللففه‬
‫عنهما قال‪ :‬الذي أمر بذبحه إبراهيم هو إسحاق‪(3) .‬‬
‫‪ -22629-437‬حدثنا أبو كريب قال‪ :‬ثنا ابففن يمففان عففن سفففيان عففن‬
‫أبي سنان الشيباني عن ابن أبي الهذيل قال‪ :‬الذبيح هو إسحاق‪(4) .‬‬
‫‪ -22635-438‬حدثنا أبو كريب وإسففحاق بففن إبراهيففم بففن حففبيب بففن‬
‫الشهيد قال‪ :‬ثنا يحيى بن يمان عن إسرائيل عن ثور عن مجاهد عففن‬
‫رضي الله عنهما ابن عمر رضي الله عنهما قال‪ :‬الذبيح‪ :‬إسماعيل‪.‬‬
‫)‪(5‬‬
‫‪ -22640-439‬حدثنا أبو كريب قال‪ :‬ثنا ابن يمان عففن إسففرائيل عففن‬
‫جابر عن الشعبي قال‪ :‬الذبيح إسماعيل‪(6) .‬‬

‫‪ ()1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 4 / 13‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪( 2159 / 7‬‬


‫‪ - ()2‬تفسير الطبري ) ‪( 4 / 13‬‬
‫‪ ()3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 81 / 23‬تفسففير الففدر المنثففور عففن ابففن مسففعود‬
‫مرفوعا ) ‪( 107 / 7‬‬
‫‪ ()4‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 82 / 23‬تفسير ابن كثير ) ‪( 18 / 4‬‬
‫‪ ()5‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 83 / 23‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 3223 / 10‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪( 105 / 7‬‬
‫‪ ()6‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 84 / 23‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 3223 / 10‬‬
‫المستدرك علففى الصففحيحين وصففححه عففن الشففعبي عففن ابففن عبففاس ) ‪/ 2‬‬
‫‪( 604‬‬

‫‪360‬‬
‫ن = ‪{ 112‬‬ ‫حي َ‬
‫صففال ِ ِ‬
‫ن ال ّ‬
‫مف َ‬‫حقَ ن َب ِي ّفا ً ّ‬ ‫سف َ‬ ‫شْرَناه ُ ب ِإ ِ ْ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬وَب َ ّ‬
‫]سورة الصافات ‪.[37/112‬‬
‫‪ -22669-440‬حففدثني يعقففوب قففال‪ :‬ثنففا ابففن عليففة عففن داود عففن‬
‫عكرمة قال‪ :‬قال ابن عباس رضي الله عنهما ‪ :‬الذبيح إسحاق؛ قال‪:‬‬
‫ن{ قال بشر بنبوته‪ .‬قال‪:‬‬ ‫حي َ‬
‫صال ِ ِ‬‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫حقَ ن َب ِي ّا ً ّ‬ ‫س َ‬
‫شْرَناه ُ ب ِإ ِ ْ‬ ‫وقوله‪} :‬وَب َ ّ‬
‫ن ن َب ِي ّفا ً = ‪] { 53‬سففورة‬ ‫َ‬
‫خففاه ُ هَففاُرو َ‬ ‫مت ِن َففا أ َ‬ ‫ح َ‬‫من ّر ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫وقوله‪} :‬وَوَهَب َْنا ل َ ُ‬
‫مريم ‪ [19/53‬قال‪ :‬كان هارون أكففبر مففن موسففى ولكففن أراد وهففب‬
‫الله له نبوته‪(1) .‬‬

‫‪ ()1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 89 / 23‬تفسير ابن كثير ) ‪( 20 / 4‬‬

‫‪361‬‬
‫الدراسة‪:‬‬
‫رزق الله تعففالى إبراهيففم الخليففل عليففه السففلم ولففدين‬
‫على كبر في سنه إسففماعيل عليففه السففلم وإليففه ينتسففب‬
‫العففرب‪ ،‬وعلففى رأسففهم محمففد صففلى اللففه عليففه وسففلم ‪،‬‬
‫وإسحاق عليه السلم وإليه وإلى ابنه يعقوب عليه السففلم‬
‫ينتسب اليهود‪ ،‬وقد قص الله في القرآن الكريم قصة أمففر‬
‫الله لبراهيم الخليل عليففه السففلم بذبففح ابنففه‪ ,‬ولففم يففذكر‬
‫اسمه صريحا ً في القففرآن‪ ,‬واليهففود يقولففون أنففه ‪ :‬إسففحاق‬
‫عليه السلم كما تنففص علففى ذلففك التففوراة الففتي بأيففديهم‪،‬‬
‫ويقولون أن الذبح قد حصل في الشام كما نقففل عنهففم‪(1) ،‬‬
‫وقد ذكر يففاقوت الحمففوي عنففد الكلم علففى مدينففة نابلس ف‬
‫قال‪" :‬مدينة مشهورة بأرض فلسففطين‪ ،‬وبهففا الجبففل الففذي‬
‫تعتقد اليهود أن الذبح كان عليه‪ ،‬وعندهم أن الذبيح إسحاق‬
‫عليه السلم ‪ ،‬ولليهففود فففي هففذا الجبففل اعتقففاد أعظففم مففا‬
‫يكون‪(2) ".‬‬
‫واختلففف علمففاء المسففلمين فففي تعييففن ال ّ‬
‫ذبيففح هففل هففو‬
‫إسحاق أو إسماعيل عليهما السلم ؟‬
‫ل بأنه إسحاق‪.‬‬ ‫‪ -1‬فمن قائ ٍ‬
‫ب إلى أّنه إسماعيل‪.‬‬ ‫‪ -2‬ومن ذاه ٍ‬
‫ف في المسألة‪.‬‬ ‫‪ -3‬ومن متوقّ ٍ‬
‫‪ -4‬ومن مقتصرٍ على ذكر القولين بدون ترجيح‪.‬‬
‫وسأختصففر الكلم فففي هففذه المسففألة مففع الحالففة إلففى‬
‫أماكن الدلة فففي مظانهففا لطولهففا وتعففدد أوجففه اسففتدللها‪،‬‬
‫وآثار السلف رحمهم الله فيها القولن‪ ,‬الصحابة رضي الله‬
‫عنهم ‪ ,‬ومن بعدهم إلى يومنا وكل فريق له أدلتففه‪ ,‬ولففه رد‬
‫على أدلة الفريق المقابل‪ ،‬وليس هناك دليل صحيح صففريح‬
‫في المسألة كمففا قففال الطففبري رحمففه اللففه فففي تففاريخه‪:‬‬
‫"واختلف السلف من علماء أمة نبينا في الذي أمر إبراهيم‬

‫‪ () 1‬سفر التكوين‪ ،‬الصحاح ‪ 22‬كامل ً‬


‫‪ () 2‬في معجم البلدان )‪(5/248‬‬

‫‪362‬‬
‫عليه السلم بذبحه من ابنيه‪ ،‬فقال بعضهم‪ :‬هو إسحاق بن‬
‫إبراهيم عليهما السففلم ‪ ،‬وقففال بعضففهم هففو إسففماعيل بففن‬
‫إبراهيم عليهما السلم ‪ ،‬وقد روي عففن رسففول اللففه صففلى‬
‫الله عليه وسلم كل القولين لو كان فيهما صحيح لم نعففده‬
‫إلى غيره غير أن الففدليل مففن القففرآن علففى صففحة الروايففة‬
‫التي رويت عنه أنه قال هو إسحاق أوضح وأبين منففه علففى‬
‫صحة الخرى‪(1) .‬‬
‫ولكن أثر عمر بن عبد العزيز المتقدم‪ ,‬فيه إشففارة إلففى‬
‫ما تعودناه من اليهود‪ ,‬فففي التحريففف‪ ,‬والكتمففان‪ ,‬والحسففد‪,‬‬
‫بل فيه اعتراف بالتحريف وكما قال ابن تيمية رحمه اللففه ‪:‬‬
‫ل من قال‪ :‬إّنه إسففحاق‪ ،‬فإّنمففا أخففذه عففن اليهففود أهففل‬ ‫"وك ّ‬
‫له تعالى عنهم" )‪(2‬‬ ‫الّتحريف والّتبديل كما أخبر ال ّ‬
‫ذبيففح‬ ‫ن ال ّ‬ ‫سلف بأ ّ‬ ‫وقال ابن كثير ‪ -‬بعد ذكره الثار عن ال ّ‬
‫إسحاق عليففه السففلم ‪" -‬وهففذه القففوال واللففه أعلففم كّلهففا‬
‫دولففة‬‫مففأخوذة عففن كعففب الحبففار‪ ،‬فففإّنه لمففا أسففلم فففي ال ّ‬
‫دث عمر _ عن كتبه قديمًا‪ ،‬فرّبمففا اسففتمع‬ ‫العمرّية جعل يح ّ‬
‫س في استماع ما عنففده‪ ،‬ونقلففوا مففا‬ ‫خص الّنا ُ‬ ‫له عمر _ فتر ّ‬
‫مففة واللففه أعلففم‬ ‫عنده عنه غّثهففا وسففمينها‪ ،‬وليففس لهففذه ال ّ‬
‫ما عنده‪(3) ".‬‬ ‫حاجة إلى حرف واحد م ّ‬
‫وكان في تاريخه أكثر وضوحا ً فقال‪" :‬وهذا هو الظففاهر‬
‫من القرآن‪ ،‬بل كأنه نص على أن الذبيح هو إسماعيل لنففه‬
‫ن‬
‫مف َ‬‫حقَ ن َب ِي ّفا ً ّ‬
‫سف َ‬ ‫ذكر قصة الذبيح ثففم قففال بعففده }وَب َ ّ‬
‫ش فْرَناه ُ ب ِإ ِ ْ‬
‫ن{ ]سورة الصافات ‪ [37/112‬ومن جعله حففال ً فقففد‬ ‫حي َ‬
‫صال ِ ِ‬
‫ال ّ‬
‫تكلف ومستنده أنه إسحق إنما هو إسرائيليات وكتابهم فيه‬
‫تحريف ول سيما ههنا قطعا ً ل محيففد عنففه فففإن عنففدهم أن‬
‫اللففه أمففر إبراهيففم أن يذبففح ابنففه وحيففده وفففي نسففخة مففن‬
‫المعربة بكره إسحق فلفظة إسحق ههنففا مقحمففة مكذوبففة‬
‫ي’ ‪ :‬وقد جاءت أحاديث فففي‬ ‫‪ () 1‬تاريخ الطبري ج‪ 1:‬ص‪.158:‬و قال اللبان ّ‬
‫ذبيففح‪ ،‬ولكففن كّلهففا ضففعيفة‪:‬سلسففلة الحففاديث ال ّ‬
‫ضففعيفة‬ ‫ن إسحاق هو ال ّ‬ ‫أ ّ‬
‫‪(1/337‬‬
‫سّنة ‪5/353‬‬ ‫‪ () 2‬منهاج ال ّ‬
‫‪ () 3‬تفسير ابن كثير) ‪(4/19‬‬

‫‪363‬‬
‫مفتراة؛ لنه ليس هو الوحيد ول البكر ذاك إسماعيل وإنمففا‬
‫حملهم على هذا حسد العرب‪ ،‬فففإن إسففماعيل أبففو العففرب‬
‫الذين يسكنون الحجاز الذين منهم رسول اللففه صففلى اللففه‬
‫عليففه وسففلم وإسففحق والففد يعقففوب وهففو إسففرائيل الففذين‬
‫ينتسبون إليه‪ ،‬فأرادوا أن يجروا هذا الشرف إليهم‪ ،‬فحرفوا‬
‫كلم الله وزادوا فيه وهم قوم بهت‪ ،‬ولم يقروا بأن الفضففل‬
‫بيد الله يؤتيه من يشاء‪ ،‬وقد قال بأنه إسحق طائفة كففثيرة‬
‫من السلف وغيرهم‪ ،‬وإنمففا أخففذوه واللففه أعلففم مففن كعففب‬
‫الحبار أو صحف أهل الكتاب وليس في ذلك حديث صففحيح‬
‫عن المعصوم حتى نترك لجلففه ظففاهر الكتففاب العزيففز‪ ،‬ول‬
‫يفهم هذا من القرآن بل المفهوم بففل المنطففوق بففل النففص‬
‫عند التأمل على أنه إسماعيل‪ ،‬وما أحسن ما استدل محمد‬
‫بن كعب القرظي على أنففه إسففماعيل وليففس بإسففحق مففن‬
‫ب{ قال فكيف‬ ‫قو َ‬
‫حقَ ي َعْ ُ‬
‫س َ‬
‫من وََراء إ ِ ْ‬
‫ح قَ وَ ِ‬
‫س َ‬
‫ها ب ِإ ِ ْ‬ ‫قوله }فَب َ ّ‬
‫شْرَنا َ‬
‫تقع البشارة بإسحق وأنه سيولد له يعقوب ثففم يففؤمر بذبففح‬
‫إسحق وهو صغير قبل أن يولد له‪ ،‬هذا ل يكون لنه يناقض‬
‫البشارة المتقدمة والله أعلم‪(1) ".‬‬
‫والقول بأنه إسففحاق أو إسففماعيل ل يففترتب عليففه حكففم‬
‫شففرعي عبففادي‪ ،‬وكففثير مففن المفسففرين يسففوقون الخلف‬
‫ويتوقفون‪ ,‬كما في آخر أثر عمر بففن عبففد العزيففز ‪" :‬فففالله‬
‫أعلم أيهما كان‪ ،‬كل قد كان طاهرا ً طيبا ً مطيعا ً لربه"‬
‫قال العلمة اللوسففي‪" :‬والتوقففف عنففدي خيففر مففن هففذا‬
‫القول‪ ،‬والذي أميل أنا إليه أنه إسماعيل عليه السلم بنففاء‬
‫على أن ظاهر الية يقتضففيه‪ ،‬وأنففه المففروي عففن كففثير مففن‬
‫أئمة أهل البيت ولففم أتيقففن صففحة حففديث مرفففوع يقتضففي‬
‫خلف ذلك‪ ،‬وحال أهل الكتاب ل يخفى على ذوي اللباب‪".‬‬
‫)‪( 2‬‬

‫‪ () 1‬البداية والنهاية ‪ 159-1/158‬و أطال في ذكر القائلين مففن الفريقيففن‪،‬‬


‫وانظر الرأي الصحيح في من هو الذبيح عبد الحميد الفراهي‪.‬‬
‫ي فففي فتففح‬ ‫‪ () 2‬روح المعاني ‪ -‬اللوسففي ج ‪/23‬ص ‪ 136‬و انظففر ال ّ‬
‫شففوكان ّ‬
‫القدير ‪408-4/407‬‬

‫‪364‬‬
‫وفي إجابة للجنة الدائمة في المملكة العربية السعودية‬
‫ح بتسميته أو‬ ‫ص صحي ٌ‬ ‫عن هذه المسألة‪" :‬لم يرد في ذلك ن ّ‬
‫ل‪ ،‬إذ‬ ‫خط ْففب فففي ذلففك سففه ٌ‬ ‫تعيينه بوجه ما يقطع الّنزاع‪ ،‬وال َ‬
‫ة‪ ،‬ول يففترّتب علففى‬ ‫المسألة في أم فرٍ معرفتففه غي فُر ضففروري ّ ٍ‬
‫الجهل بها خطٌر في العقيدة‪ ،‬ول أثر لهففا فففي حيففاة الن ّففاس‬
‫ذبيففح‪ ،‬كففان‬ ‫ي إبراهيم عليه السلم كففان ال ّ‬ ‫العملّية‪ ،‬فأيّ ابن ْ‬
‫صففبر علففى‬ ‫فيه وفي أبيه العبرة‪ ،‬وبهما تكون القدوة فففي ال ّ‬
‫كففن‬ ‫من لم ي َ ُ‬ ‫البلء‪ ،‬وإيثار طاعة الّله تعالى ‪ ..‬ولَيشين ذلك َ‬
‫من قدره‪ ،‬كما لم ينقص كثيرا ً من النبياء‬ ‫ذبيح‪ ،‬ول ينقص ِ‬ ‫ال ّ‬
‫والمرسلين أّنهم لم يقعْ لهم مثل ذلك‪ ،‬فالمزّية بعينها تففد ّ‬
‫ل‬
‫صففواب أن ّففه‬ ‫ل علففى الفضففلّية‪ ،‬وال ّ‬ ‫على الفضيلة‪ ،‬لكّنها ل تد ّ‬
‫إسماعيل لّنه الظهر من اليات القرآنّية‪ ،‬ول سفّيما اليففات‬
‫توفيق‪(1) ".‬‬ ‫صاّفات التي سبق ذكرها‪ ،‬وبالّله ال ّ‬ ‫من سورة ال ّ‬

‫‪.291-‬‬ ‫‪90‬‬
‫‪4/2‬‬ ‫‪ () 1‬فتاوى اللجنة الدائمة‬

‫‪365‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬افتراؤهم على موسى عليه السلم واذيته‬
‫الثار‪:‬‬
‫َ‬
‫كيل ً {‬ ‫دوِني وَ ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ذوا ِ‬ ‫خ ُ‬ ‫ل أل ّ ت َت ّ ِ‬ ‫سَراِئي َ‬ ‫دى ل ِب َِني إ ِ ْ‬ ‫جعَل َْناه ُ هُ ً‬ ‫قوله‪} :‬وَ َ‬
‫]سورة السراء ‪[17/3‬‬
‫‪ -21560-441‬حدثنا بشر قال‪ :‬ثنا يزيد قففال‪ :‬ثنففا سففعيد عففن قتففادة‬
‫كيل ً = ‪ { 2‬قال‪:‬‬ ‫دوِني وَ ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ذوا ِ‬ ‫خ ُ‬ ‫ل أ َل ّ ت َت ّ ِ‬ ‫سَراِئي َ‬ ‫دى ل ِب َِني إ ِ ْ‬ ‫جعَل َْناه ُ هُ ً‬ ‫}وَ َ‬
‫جعل الله موسى هدى لبني إسرائيل‪(1) .‬‬
‫سففى إ ِن ّففا‬ ‫قوله تعالى‪} :‬فَل َمففا ت فراءى ال ْجمعففان قَففا َ َ‬
‫مو َ‬ ‫ب ُ‬ ‫حا ُ‬ ‫صف َ‬ ‫لأ ْ‬ ‫َ ْ َ ِ‬ ‫ّ َ َ‬
‫ن = ‪] { 61‬سورة الشعراء ‪[26/61‬‬ ‫كو َ‬ ‫مد َْر ُ‬ ‫لَ ُ‬
‫‪ -20237-442‬حدثنا ابن عبد العلى قال‪ :‬ثنا المعتمففر بففن سففليمان‬
‫ب‬ ‫عن أبيه قال‪ :‬قلت لعبد الرحمن }فَل َما تراءى ال ْجمعان َقا َ َ‬
‫حا ُ‬ ‫ص َ‬ ‫لأ ْ‬ ‫َ ْ َ ِ‬ ‫ّ ََ‬
‫ن = ‪ { 61‬قال‪ :‬تشاءموا بموسى وقففالوا‪ :‬أوذينففا‬ ‫كو َ‬ ‫مد َْر ُ‬ ‫سى إ ِّنا ل َ ُ‬ ‫مو َ‬ ‫ُ‬
‫من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا‪( ) .‬‬
‫‪2‬‬

‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬


‫جئ ْت َن َففا‬ ‫مففا ِ‬ ‫ن ب َعْ فد ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ت َأت ِي ََنا وَ ِ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ن قَ ب ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫قولفه تعالى‪َ} :‬قاُلوا أوِذيَنا ِ‬
‫َ‬ ‫كفف َ‬
‫ض‬
‫م فِففي الْر ِ‬ ‫فك ُ ْ‬ ‫خل ِ َ‬
‫س فت َ ْ‬‫م وَ ي َ ْ‬ ‫عففد ُوّك ُ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ن ي ُهِْلفف َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫سففى َرب ّ ُ ْ‬ ‫ل عَ َ‬ ‫َقففا َ‬
‫ن{ ]سورة العراف ‪[7/130‬‬ ‫مُلو َ‬ ‫ف ت َعْ َ‬‫فََينظ َُر ك َي ْ َ‬
‫‪ - 11628-443‬حدثني موسى قال‪ :‬ثنا عمرو قال‪ :‬ثنففا أسففباط عففن‬
‫السدي ‪ :‬فلما تراءى الجمعان فنظرت بنو إسرائيل إلى فرعون قففد‬
‫ل َأن ت َأ ِْتين َففا{‬ ‫مففن قَب ْف ِ‬
‫ُ‬
‫ن{ وقففالوا‪} :‬أوِذين َففا ِ‬ ‫كو َ‬ ‫م فد َْر ُ‬ ‫ردفهم قالوا‪} :‬إ ِّنا ل َ ُ‬
‫]سورة العراف ‪ [7/129‬كانوا يففذبحون أبناءنففا ويسففتحيون نسففاءنا‪.‬‬
‫ل ع َسى ربك ُف َ‬
‫م‬‫فك ُ ْ‬ ‫خل ِ َ‬ ‫س فت َ ْ‬
‫م وَي َ ْ‬ ‫ك ع َفد ُوّك ُ ْ‬ ‫ن ي ُهْل ِف َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫َ ّ ْ‬ ‫َ‬ ‫جئ ْت ََنا َقا َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ن ب َعْد ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫}وَ ِ‬
‫ن = ‪ { 129‬اليففوم يففدركنا فرعففون‬ ‫مل ُففو َ‬ ‫ض فََينظ ُفَر ك َي ْف َ‬ ‫َ‬
‫ف ت َعْ َ‬ ‫فِففي الْر ِ‬
‫ن = ‪( ) { 61‬‬ ‫كو َ‬ ‫مد َْر ُ‬‫فيقتلنا }إ ِّنا ل َ ُ‬
‫‪3‬‬

‫‪ - 11629-444‬حدثني عبد الكريم قال‪ :‬ثنا إبراهيم قال‪ :‬ثنا سفففيان‬


‫قال‪ :‬ثنا أبو سعد عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قففال‪:‬‬
‫سار موسى ببني إسرائيل حتى هجموا على البحر فالتفتوا فففإذا هففم‬
‫برهج دواب فرعون فقالوا‪ :‬يا موسى أوذينا من قبففل أن تأتينففا ومففن‬
‫سففى‬ ‫ل عَ َ‬ ‫بعد ما جئتنا هذا البحر أمامنا وهذا فرعون بمن معه ! }َقففا َ‬
‫َ‬ ‫ربك ُ َ‬
‫مُلففو َ‬
‫ن‬ ‫ف ت َعْ َ‬ ‫ض فََينظ َُر ك َْيفف َ‬ ‫في الْر ِ‬ ‫م ِ‬ ‫فك ُ ْ‬ ‫خل ِ َ‬‫ست َ ْ‬‫م وَي َ ْ‬ ‫ك ع َد ُوّك ُ ْ‬ ‫ن ي ُهْل ِ َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫َ ّ ْ‬
‫= ‪] { 129‬سورة العراف ‪( ) [7/130‬‬
‫‪4‬‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 112 / 21‬تفسففير الففدر المنثففور مرفوعففا إلففى‬


‫حسنه في التفسير الصحيح )‪(1/223‬‬
‫النبي ‪( ( 6 / 556‬‬
‫‪ ()2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 79 / 19‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪( 2770 / 8‬‬
‫‪ - ()3‬تفسير الطبري ) ‪( 28 / 9‬‬

‫‪366‬‬
‫سفففا ً {‬ ‫قففوله تعففالى‪} :‬ول َمففا رجفع موسففى إل َففى قَفومه غ َضفبا َ‬
‫نأ ِ‬‫ْ َ َ‬ ‫ْ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ّ َ َ َ ُ َ‬
‫]سورة العراف ‪[7/150‬‬
‫‪ - 11744-445‬حدثني عمران بن بكار الكلعي قال‪ :‬ثنا عبد السففلم‬
‫بن محمد الحضرمي قال‪ :‬ثني شريح بن يزيد قال‪ :‬سمعت نصر بففن‬
‫ن{ قال‪ :‬السففف‪:‬‬ ‫علقمة يقول‪ :‬قال أبو الدرداء _‪ :‬قول الله‪} :‬غ َ ْ‬
‫ضَبا َ‬
‫منزلة وراء الغضب أشد من ذلك وتفسير ذلك في كتاب الله‪ :‬ذهففب‬
‫إلى قومه غضبان وذهب أسفًا‪(1) .‬‬
‫‪ - 11745-446‬حدثني موسى بن هارون قال‪ :‬ثنا عمرو قال‪ :‬ثنا أسباط عففن‬
‫سفا ً قال‪ :‬حزينًا‪(2) .‬‬ ‫َ‬
‫السدي‪} .‬أ ِ‬
‫َ‬
‫سففى‬ ‫مو َ‬ ‫ن آذ َْوا ُ‬‫ذي َ‬ ‫كال ّف ِ‬
‫كون ُففوا َ‬
‫مُنوا ل ت َ ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫قولفه تعالى‪َ} :‬يا أي َّها ال ّ ِ‬
‫جيه فا ً{ ]سففورة الحففزاب‬ ‫َ‬
‫عن ْفد َ الل ّفهِ وَ ِ‬
‫ن ِ‬ ‫كا َ‬‫ما َقاُلوا وَ َ‬ ‫م ّ‬
‫ه ِ‬‫فَب َّرأه ُ الل ّ ُ‬
‫‪[33/70‬‬
‫‪ -21885-447‬حدثنا ابن حميد قال‪ :‬ثنا يعقوب عن جعفر عن سعيد‬
‫قال‪ :‬قال بنو إسرائيل‪ :‬إن موسى آدر؛ وقالت طائفة‪ :‬هو أبرص من‬
‫شدة تستره وكففان يفأتي كففل يففوم عينفا ً فيغتسففل ويضففع ثيففابه علففى‬
‫صخرة عندها فعدت الصفخرة بثيفابه حفتى انتهفت إلفى مجلفس بنفي‬
‫إسرائيل وجاء موسى يطلبها؛ فلما رأوه عريانا ليس بففه شففيء ممففا‬
‫قالوا لبس ثيابه ثم أقبل على الصخرة يضربها بعصاه فففأثرت العصففا‬
‫في الصخرة‪(3) .‬‬
‫‪ -21888-448‬حدثني علي بن مسلم الطوسي قال‪ :‬ثنا عبففاد قففال‪:‬‬
‫ثنا سفيان بن حبيب عن الحكم عن سعيد بن جبير عففن ابففن عبففاس‬
‫ن آذ َْوا‬‫ذي َ‬‫كال ّف ِ‬
‫كون ُففوا َ‬‫عن علي بن أبففي طففالب _ فففي قففول اللففه‪} :‬ل ت َ ُ‬
‫سى{ ]سورة الحزاب ‪ [33/69‬قال‪ :‬صعد موسى وهارون الجبل‬ ‫مو َ‬‫ُ‬
‫فمات هارون فقالت بنو إسرائيل‪ :‬أنت قتلته وكان أشد حبا لنا منففك‬
‫وألين لنا منك فآذوه بذلك فأمر الله الملئكة فحملته حفتى مفروا بفه‬
‫على بني إسرائيل وتكلمت الملئكة بموته حتى عرف بنففو إسففرائيل‬
‫أنه قد مات فبرأه الله من ذلك فانطلقوا به فدفنوه فلم يطلع علففى‬
‫قبره أحد من خلق الله إل الرخم فجعله الله أصم أبكم‪(4) .‬‬

‫‪ - ()4‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 28 / 9‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 301 / 6‬‬


‫‪ ()1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 63 / 9‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 564 / 3‬‬
‫‪ ()2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 63 / 9‬تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 588 / 5‬تفسير‬
‫ابن كثير ) ‪( 163 / 3‬‬
‫‪ - ()3‬تفسير الطبري ) ‪( 51 / 22‬‬
‫‪ ()4‬تفسففير الطففبري )‪ - (22/52‬تفسففير ابففن أبففي حففاتم )‪- (10/3157‬‬

‫‪367‬‬
‫َ‬
‫ن فِئ َةٍ‬‫مف ْ‬‫ه ِ‬ ‫ن ل َف ُ‬
‫مففا ك َففا َ‬ ‫ض فَ َ‬ ‫دارِهِ الْر َ‬ ‫فَنا ب ِهِ وَب ِف َ‬
‫س ْ‬‫خ َ‬‫قوله تعالى‪} :‬فَ َ‬
‫ن = ‪] { 81‬سورة‬ ‫ري َ‬ ‫ص ِ‬ ‫من ْت َ ِ‬
‫ن ال ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن الل ّهِ وَ َ‬‫دو ِ‬ ‫ن ُ‬
‫م ْ‬
‫ه ِ‬
‫صُرون َ ُ‬
‫َين ُ‬
‫القصص ‪[28/81‬‬
‫‪ - 21046-449‬حدثنا أبو كريب قال‪ :‬ثنا جابر بفن نفوح قفال‪ :‬أخبرنفا‬
‫العمش عن المنهال بن عمرو عن عبد اللففه بففن الحففارث عففن ابففن‬
‫عباس رضي الله عنهما قال‪ :‬لما نزلت الزكاة أتففى قففارون موسففى‬
‫فصالحه على كل ألف دينار دينارا وكل ألف شيء شيئا أو قال‪ :‬وكل‬
‫ألف شاة شاة "الطبري يشك" قففال‪ :‬ثففم أتففى بيتففه فحسففبه فوجففده‬
‫كثيرا فجمع بنففي إسففرائيل فقففال‪ :‬يففا بنففي إسففرائيل إن موسففى قففد‬
‫أمركم بكل شيء فأطعتموه وهففو الن يريففد أن يأخففذ مففن أمففوالكم‬
‫فقالوا‪ :‬أنت كبيرنففا وأن سففيدنا فمرنففا بمففا شففئت فقففال‪ :‬آمركففم أن‬
‫تجيئوا بفلنة البغي فتجعلوا لها جعل فتقذفه بنفسها فففدعوها فجعففل‬
‫لها جعل على أن تقذفه بنفسها ثم أتففى موسففى فقففال لموسففى‪ :‬إن‬
‫بني إسرائيل قد اجتمعوا لتأمرهم ولتنهففاهم فخففرج إليهففم وهففم فففي‬
‫براح من الرض فقال‪ :‬يا بني إسرائيل من سففرق قطعنففا يففده ومففن‬
‫افترى جلدناه ومن زنى وليس له امرأة جلدناه مئة ومففن زنففى ولففه‬
‫امرأة جلدناه حتى يموت أو رجمنففاه حففتى يمففوت والطففبري يشففك"‬
‫فقال له قارون‪ :‬إن كنت أنت ؟ قال‪ :‬وإن كنت أنا ! قففال‪ :‬فففإن بنففي‬
‫إسرائيل يزعمون أنك فجرت بفلنة‪ .‬قففال‪ :‬ادعوهففا فففإن قففالت فهففو‬
‫كما قالت ؛ فلما جاءت قال لها موسى‪ :‬يا فلنة قالت‪ :‬يا لبيك قففال‪:‬‬
‫أنا فعلت بك ما يقول هؤلء؟قالت‪ :‬ل وكذبوا ولكففن جعلففوا لففي جعل‬
‫على أن أقذفك بنفسي؛ فوثب فسجد وهو بينهم فففأوحى اللففه إليففه‪:‬‬
‫مر الرض بما شئت قال‪ :‬يا أرض خذيهم! فأخذتهم إلى أقدامهم‪ .‬ثم‬
‫قال‪ :‬يا أرض خذيهم فأخذتهم إلى ركبهم‪ .‬ثففم قففال‪ :‬يففا أرض خففذيهم‬
‫فأخذتهم! إلى حقيهم ثم قال‪ :‬يا أرض خذيهم فأخذتهم إلى أعنففاقهم‬
‫قال‪ :‬فجعلوا يقولون‪ :‬يا موسى يا موسى ويتضرعون إليففه‪ .‬قففال‪ :‬يففا‬
‫أرض خذيهم فانطبقت عليهم فأوحى الله إليه‪ :‬يا موسففى يقفول لفك‬
‫عبادي‪ :‬يا موسى يا موسى فل ترحمهم؟أما لو إياي دعففوا لوجففدوني‬
‫قريبا ً مجيبًا؛ قال‪ :‬فذلك قول الله‪} :‬فخرج علففى وقمففه فففي زينتففه{‬
‫وكانت زينته أنه خففرج علفى دواب شفقر عليهففا سفروج حمففر عليهفم‬
‫ثياب مصبغة بالبهرمان‪} .‬قال الذين يريدون الحياة الدنيا‪ :‬يا ليت لنا‬
‫ن{ ]سففورة‬ ‫ح ال ْك َففافُِرو َ‬ ‫فل ِف ُ‬‫ه ل يُ ْ‬ ‫مثل ما أوتي قارون{‪ ...‬إلى قوله }إ ِن ّ ُ‬
‫نل‬ ‫ذي َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫جعَلهَففا ل ِلف ِ‬ ‫خفَرة ُ ن َ ْ‬ ‫داُر ال ِ‬ ‫ك الف ّ‬ ‫المؤمنون ‪ [23/117‬يا محمففد }ت ِل ْف َ‬
‫َ‬
‫ن{ ]سففورة‬ ‫قيفف َ‬‫مت ّ ِ‬‫ة ل ِل ْ ُ‬
‫سففادا ً َوال َْعاقَِبفف ُ‬ ‫ض َول فَ َ‬ ‫دو َ ُ ً‬
‫ن ع ُلففوّا ِفففي الْر ِ‬ ‫ريفف ُ‬
‫يُ ِ‬

‫المستدرك على الصحيحين )‪(2/633‬‬


‫إسناده ضعيف‪.‬‬

‫‪368‬‬
‫القصص ‪(1).[28/83‬‬

‫‪ - ()1‬تفسير الطبري ) ‪( 117 - 116/ 20‬‬

‫‪369‬‬
‫الدراسة‪:‬‬
‫لم يسلم نففبي اللففه موسففى عليففه السففلم ‪ -‬وهففو أخففص‬
‫أنبياء اليهود والمبعوث بالتوراة ‪ -‬من أذية اليهففود لففه‪ ,‬حففتى‬
‫وصفففوا أن مبعثففه إليهففم‪ ,‬كففان شففؤما ً عليهففم‪ ,‬وأن الذى‬
‫لحقهم حتى بعففد أن جففاءهم فلففم يفففدهم مبعثففه شففيئا ً مففن‬
‫التخفيففف‪ ,‬ففرعففون سففامهم العففذاب قبففل موسففى عليففه‬
‫السلم وبعده‪ ,‬فماذا اختلف؟‬
‫و اليهود المعاصرون لموسى عليه السلم يصعب حصر‬
‫أذيتهم لفه بعدد‪ ،‬مع كثرة معاينتهم من آيات الله عففز وجففل‬
‫وعبره والمعجزات الباهرة الففتي يسففوقها اللففه لنففبيه عليففه‬
‫السلم ‪ ،‬ومع ذلك‪ :‬مرة يسألون نبيهم أن يجعففل لهففم إله فا ً‬
‫غيففر اللففه‪ ,‬ومففرة يعبففدون العجففل مففن دون اللففه‪ ،‬ومففرة‬
‫يقولون‪ :‬ل نصدقك حتى نرى اللففه جهففرة‪ ,‬وأخففرى يقولففون‬
‫لفه إذا دعوا إلى القتال‪ :‬اذهب أنت وربك فقاتل إنا هففا هنففا‬
‫قاعففدون‪ ,‬ومففرة يقففال لهففم‪ :‬قولففوا‪ :‬حطففة وادخلففوا البففاب‬
‫سجدا ً نغفر لكم خطاياكم‪ ،‬فيقولففون‪ :‬حنطففة فففي شففعيرة‪,‬‬
‫ويدخلون الباب من قبل أستاههم‪ ,‬مع غير ذلك من أفعالهم‬
‫التي آذوا بها نبيهم عليه السلم التي يصعب إحصاؤها‪(1) .‬‬
‫وذكففر أذى اليهففود لموسففى عليففه السففلم صففراحة فففي‬
‫القرآن في معرض تحذير هففذه المففة مففن مشففابهة اليهففود‬
‫َ‬
‫سففى‬ ‫ن آذ َْوا ُ‬
‫مو َ‬ ‫كاّلفف ِ‬
‫ذي َ‬ ‫كوُنففوا َ‬‫مُنوا ل ت َ ُ‬‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫فقال تعالى‪َ} :‬يا أي َّها ال ّ ِ‬
‫جيه فا ً = ‪] { 69‬سورة‬ ‫َ‬
‫عن فد َ الل ّفهِ وَ ِ‬
‫ن ِ‬ ‫ما قَففاُلوا وَك َففا َ‬
‫م ّ‬ ‫فَب َّرأه ُ الل ّ ُ‬
‫ه ِ‬
‫الحزاب ‪ ، [33/69‬فكففل مففا سففبق ممففا ذكرنففاه يصففلح أن‬
‫يكون مما آذى بففه اليهففود نففبيهم‪ ،‬ويففورد بعففض المفسففرين‬
‫نوعية معينة من اليذاء‪:‬‬
‫‪ -1‬فقيل‪ :‬أنه إيففذاؤه عليففه السففلم بوصفففه الجسففماني‬
‫حيففن زعمففوا أنففه آدر )‪ ، (2‬فعففن أبففي هريففرة _ قففال‪ :‬قففال‬
‫‪ () 1‬للتفصيل انظر تفسير الطبري ج ‪/1‬ص ‪289‬‬
‫‪ () 2‬الدرة‪ -‬بالضم نفخة في الخصية يقففال رجففل آدر بيففن الدر و المففأدور‬
‫الذي ينفتق صفاقه فيقع قصبه ول ينفتق إل من جانبه اليسففر وقيففل هففو‬
‫الففذي يصففيبه فتففق فففي إحففدى وقيففل الدرة الخصففية والخصففية الدراء‬

‫‪370‬‬
‫رسول اللففه صففلى اللففه عليففه وسففلم ‪)) :‬إن موسففى عليففه‬
‫السففلم كففان رجل ً حيي فا ً سففتيرا ً ل يففرى مففن جلففده شففيء‬
‫استحياء منه‪ ،‬فآذاه من آذاه من بنففي إسففرائيل فقففالوا‪ :‬مففا‬
‫يتستر هذا التستر إل من عيب فففي جلففده‪ ،‬إمففا بففرص وإمففا‬
‫أدرة وإما آفة‪ ،‬وإن الله عز وجل أراد أن يبرئه ممففا قففالوا‬
‫لموسى عليه السلم فخل يوما ً وحففده فخلففع ثيففابه علففى‬
‫حجر ثم اغتسل‪ ،‬فلما فففرغ أقبففل علففى ثيففابه ليأخففذها وإن‬
‫الحجر عدا بثوبه فأخذ موسى عصاه وطلب الحجر‪ ،‬فجعففل‬
‫يقول‪ :‬ثوبي حجر‪ ,‬ثوبي حجر‪ ,‬حتى انتهى إلى مل من بنففي‬
‫إسرائيل فرأوه عريانا ً أحسن ما خلق الله عز وجل وأبرأه‬
‫مما يقولون‪ ,‬وقام الحجر فأخذ ثوبه فلبسه وطفق بففالحجر‬
‫ضربا ً بعصاه فو الله إن بالحجر لندبا ً من أثر ضففربه ثلث فا ً أو‬
‫َ‬
‫مُنوا ل‬ ‫نآ َ‬ ‫أربعا ً أو خمسا ً قال‪ :‬فذلك قوله تعالى‪َ} :‬يا أي َّها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫َ‬
‫عنفد َ الل ّف ِ‬
‫ه‬ ‫مففا قَففاُلوا وَك َففا َ‬
‫ن ِ‬ ‫م ّ‬ ‫سى فَب َّرأه ُ الل ّف ُ‬
‫ه ِ‬ ‫ن آذ َْوا ُ‬
‫مو َ‬ ‫كال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫كوُنوا َ‬‫تَ ُ‬
‫جيها ً{ ]سورة الحزاب ‪(1) (([33/69‬‬ ‫وَ ِ‬
‫‪ -2‬وقيل‪ :‬أن أذاهم إياه‪ :‬اتهامهم إياه قتل هففارون أخيففه‬
‫عليه السلم كمففا فففي أثففر ابففن عباسف رضففي اللففه عنهمففا‬
‫الذي مر معنا‪ (2) .‬وحسبك بهذه التهمة الجريئة‪ ,‬وإن كففانت‬
‫غير مستغربة منهم‪.‬‬
‫وبكل حال‪" :‬جائز أن يكون ذلك كان قيلهم إنففه أبففرص‪،‬‬
‫وجائز أن يكون كان ادعاءهم عليه قتل أخيففه هففارون عليففه‬
‫السلم ‪ .‬وجائز أن يكون كل ذلك‪ ،‬لنففه قففد ذكففر كففل ذلففك‬
‫أنهم قد آذوه به‪ ،‬ول قول في ذلك أولففى بففالحق ممففا قففال‬
‫الله إنهم آذوا موسى‪ ،‬فبرأه الله مما قالوا‪(3) ".‬‬

‫العظيمة من غير فتففق آدر بيففن الدرة بفتففح الهمففزة والففدال وهففي الففتي‬
‫تسميها الناس القيلة ومنففه الحففديث إن بنففي إسففرائيل كففانوا يقولففون إن‬
‫موسى آدر) لسان العرب ج ‪/4‬ص ‪(15‬‬
‫‪ () 1‬صحيح البخاري ‪3404‬‬
‫‪() 2‬قال الحاكم هذا حديث صحيح السففناد ولففم يخرجففاه المسففتدرك علففى‬
‫الصحيحين ج ‪/2‬ص ‪ 633‬وضعفه ابن حجر وقال‪ :‬وفي السناد ضعف ولو‬
‫ثبت لم يكن فيه ما يمنع أن يكون في الفريقين معا لصدق أن كل منهمففا‬
‫آذى موسى فبرأه الله مما قالوا والله أعلم‪ :‬فتح الباري ج ‪/6‬ص ‪438‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ج ‪/1‬ص ‪290‬‬

‫‪371‬‬
‫قال ابن كثير رحمه الله ‪" :‬يحتمل أن يكون الكل مرادا ً‬
‫وأن يكون معه غيره والله أعلم‪".‬‬
‫‪ -3‬ولعل ابن كثير يقصد‪ :‬اتهامهم له بالزنا كما فففي أثففر‬
‫ابن عباس رضي الله عنهما قال‪)) :‬لمففا أمففر اللففه موسففى‬
‫عليه السلم بالزكاة‪ ،‬قال‪ :‬رموه بالزنففا‪ ،‬فجففزع مففن ذلففك‪،‬‬
‫فأرسلوا إلففى امففرأة كففانت قففد أعطوهففا حكمهففا‪ ،‬علففى أن‬
‫ترميه بنفسها؛ فلما جاءت عظم عليها‪ ،‬وسألها بالذي فلففق‬
‫البحففر لبنففي إسففرائيل‪ ،‬وأنففزل التففوراة علففى موسففى إل‬
‫صدقت‪ .‬قالت‪ :‬إذ قد استحلفتني‪ ،‬فإني أشففهد أنففك بريففء‪،‬‬
‫وأنك رسول الله‪(1) ((.‬‬
‫وفي تحذير الله للمسلمين مففن التشففبه ببنففي إسففرائيل‬
‫في أذيتهففم نففبيهم موسففى‪ .‬أن ل يففؤذوا محمففدا ً صففلى اللففه‬
‫عليه وسلم بأي شيء‪ ,‬كيف وهو‪ -‬فداه أبي وأمي‪} -‬ع َ ِ‬
‫زيففٌز‬
‫م = ‪{ 128‬‬ ‫حي ف ٌ‬ ‫ف ّر ِ‬ ‫ؤو ٌ‬‫ن َر ُ‬‫مِني َ‬‫مؤ ْ ِ‬‫كم ب ِففال ْ ُ‬
‫ص ع َل َي ْ ُ‬
‫ري ٌ‬
‫ح ِ‬
‫م َ‬
‫ما ع َن ِت ّ ْ‬‫ع َل َي ْهِ َ‬
‫]سورة التوبة ‪ [9/128‬وكان نبينففا صففلى اللففه عليففه وسففلم‬
‫يذكر موسى عليه السلم كففثيرا ً ويثنففي علففى صففبره ممففن‬
‫ُ‬
‫ن‬ ‫صفب ََر أوْل ُففوا ال ْعَفْزم ِ ِ‬
‫مف َ‬ ‫مففا َ‬‫ص فب ِْر ك َ َ‬
‫آذاه ويتمثل أمر الله له‪َ} :‬فا ْ‬
‫ل{ ]سففورة الحقففاف ‪ [46/35‬وعففن عبففد اللففه بففن‬ ‫سفف ِ‬
‫الّر ُ‬
‫مسعود _ قال‪)) :‬قسم رسول الله صلى اللففه عليففه وسففلم‬
‫ذات يوم قسما ً فقال رجل من النصار‪ :‬إن هذه القسمة ما‬
‫أريد بها وجففه اللففه قففال فقلففت‪ :‬يففا عففدو اللففه أمففا لخففبرن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قلففت فففذكرت ذلففك‬
‫للنبي صفلى اللفه عليفه وسففلم فففاحمر وجهففه‪ ((.‬ثفم قففال‪:‬‬
‫))رحمة الله على موسى لقد أوذي بأكثر من هذا فصففبر‪((.‬‬
‫)‪( 2‬‬
‫وفي رواية‪ :‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫لصحابه‪)) :‬ل يبلغني أحد عن أحد من أصحابي شففيئا ً فففإني‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ج ‪/20‬ص ‪ 116‬وتفسير ابن أبففي حففاتم ج ‪/9‬ص ‪3006‬‬
‫عساكر في تاريخ دمشق )‪.(98-61/97‬‬
‫كلهم في قصة خسف قارون وقال ابن كثير بعد هذا الخبر‪ :‬وقففد ذكففر ههنففا‬
‫إسرائليات غريبة أضربنا عنها صفحا )تفسير ابن كثير ج ‪/3‬ص ‪(402‬‬
‫‪ () 2‬رواه البخاري ‪ 3405‬ومسلم ‪1062‬‬

‫‪372‬‬
‫أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصففدر‪ ،‬فففأتى رسففول اللففه‬
‫صلى الله عليه وسلم مال فقسمه‪ ،‬قال‪ :‬فمررت برجليففن‬
‫وأحدهما يقول لصاحبه والله مففا أراد محمففد بقسففمته وجففه‬
‫الله ول الدار الخرة‪ .‬قال‪ :‬فثبت حتى سففمعت مففا قففال ثففم‬
‫أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت‪ :‬يففا رسففول‬
‫الله إنك قلت لنا ل يبلغنففي أحففد عففن أصففحابي شففيئا ً وإنففي‬
‫مففررت بفلن وفلن وهمففا يقففولن كففذا وكففذا فففاحمر وجففه‬
‫رسول الله صلى الله عليففه وسففلم وشففق عليففه ثففم قففال‪:‬‬
‫دعنا منك لقد أوذي موسى بأكثر من هذا فصبر‪(1) ((.‬‬

‫‪ () 1‬رواه أحمد ‪ 1395‬ورواه أبو داود ‪ 1395‬وضعفه اللباني فففي ضففعيف‬


‫الجامع رقم ‪6322‬‬

‫‪373‬‬
‫المطلب الرابعة ‪ :‬أفتراؤهم على داود وسليمان عليهما السلم‬
‫الثار‬
‫داود عليه السلم‬
‫ن‬‫سففا ِ‬‫ل ع َل َففى ل ِ َ‬ ‫س فَراِئي َ‬ ‫من ب َِني إ ِ ْ‬ ‫فُروا ْ ِ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬‫قولفه تعالى‪} :‬ل ُعِ َ‬
‫ن = ‪{ 78‬‬ ‫دو َ‬ ‫كاُنوا ْ ي َعْت َ ُ‬‫صوا وّ َ‬ ‫ما ع َ َ‬ ‫ك بِ َ‬ ‫م ذ َل ِ َ‬‫مْري َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫سى اب ْ ِ‬ ‫عي َ‬‫داُوود َ وَ ِ‬
‫َ‬
‫]سورة المائدة ‪[5/78‬‬
‫‪ - 9601-450‬حدثنا ابففن وكيففع‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا جريففر‪ ،‬عففن حصففين‪ ،‬عففن‬
‫داُوود َ‬‫ن َ‬ ‫ل ع َل َففى ل ِ َ‬
‫سففا ِ‬ ‫سفَراِئي َ‬ ‫مففن ب َن ِففي إ ِ ْ‬ ‫ففُروا ْ ِ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّف ِ‬‫مجاهد‪} :‬ل ُعِف َ‬
‫م{ قففال‪ :‬لعنففوا علففى لسففان داود عليففه السففلم‬ ‫مْري َف َ‬ ‫ن َ‬ ‫سففى اب ْف ِ‬‫عي َ‬‫وَ ِ‬
‫فصاروا قففردة‪ ،‬ولعنففوا علففى لسففان عيسففى عليففه السففلم فصففاروا‬
‫خنازير‪(1) .‬‬
‫ه{‬ ‫ك إ ِل َففى ن ِعَففا ِ‬
‫ج ِ‬ ‫جت ِف َ‬ ‫ل ن َعْ َ‬ ‫سف َ‬
‫ؤا ِ‬ ‫مف َ‬
‫ك بِ ُ‬ ‫ق فد ْ ظ َل َ َ‬ ‫ل لَ َ‬ ‫قففوله تعففالى‪} :‬قَففا َ‬
‫]سورة ص ‪.[38/24‬‬
‫‪ -22940-451‬حدثنا ابن حميد قال‪ :‬ثنا سلمة عن محمد بن إسحاق‬
‫عن بعض أهل العلم عن وهب بفن منبه أن داود حيفن دخفل محرابفه‬
‫ذلك اليوم قال‪ :‬ل يدخلن علففي محرابففي اليففوم أحففد حففتى الليففل ول‬
‫يشغلني شيء عما خلوت لفففه حففتى أمسففي؛ ودخففل محرابففه ونشففر‬
‫زبوره يقرؤه وفي المحراب كوة تطلعه على تلففك الجنينففة فبينففا هففو‬
‫جالس يقرأ زبور إذ أقبلت حمامة من ذهب حتى وقعففت فففي الكففوة‬
‫فرفع رأسه فرآها فأعجبته ثم ذكر ما كان قال‪ :‬ل يشغله شيء عمففا‬
‫دخل لفه فنكس رأسه وأقبففل علففى زبفوره فتصففوبت الحمامففة للبلء‬
‫والختبار من الكوة فوقعت بين يديه فتناولها بيففده فاسففتأخرت غيففر‬
‫بعيد فاتبعها فنهضت إلى الكففوة فتناولهففا فففي الكففوة فتصففوبت إلففى‬
‫الجنينة فأتبعها بصره أين تقع فإذا المرأة جالسففة تغتسففل بهيئة اللففه‬
‫أعلم بهفا ففي الجمفال والحسففن والخلفق؛ فيزعمففون أنهففا لمفا رأتفه‬
‫نقضت رأسها فوارت بففه جسففدها منففه واختطفففت قلبففه ورجففع إلففى‬
‫زبوره ومجلسه وهي مففن شففأنه ل يفففارق قلبففه ذكرهففا‪ .‬وتمففادى بففه‬
‫البلء حتى أغففزى زوجهففا ثففم أمففر صففاحب جيشففه فيمففا يزعففم أهففل‬
‫الكتاب أن يقدم زوجها للمهالك حففتى أصففابه بعففض مففا أراد بففه مففن‬
‫الهلك ولداود تسع وتسعون امرأة؛ فلما أصففيب زوجهففا خطبهففا داود‬
‫فنكحها فبعث الله إليه وهو في محرابففه ملكيففن يختصففمان إليففه مثل‬
‫يضربه لفه ولصاحبه فلم يرع داود إل بهما واقفيففن علففى رأسففه فففي‬
‫محرابه فقال‪ :‬ما أدخلكما علي؟ قففال‪ :‬ل تخففف لففم نففدخل لبففأس ول‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 317 / 6‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 1182 / 4‬‬


‫تفسير الدر المنثور ) ‪( 126 / 3‬‬

‫‪374‬‬
‫ض{ ]سورة ص ‪ [38/22‬فجئناك‬ ‫َ‬
‫ضَنا ع َلى ب َعْ ٍ‬ ‫ن ب ََغى ب َعْ ُ‬ ‫ما ِ‬‫ص َ‬
‫خ ْ‬‫لريبة } َ‬
‫واءِ‬‫سف َ‬‫ط َواهْفد َِنا إ ِل َففى َ‬ ‫شفط ِ ْ‬ ‫حقّ َول ت ُ ْ‬ ‫م ب َي ْن َن َففا ب ِففال ْ َ‬
‫حك ُ ْ‬
‫لتقضففي بيننففا }فَففا ْ‬
‫ط{ أي احملنا على الحق ول تخالف بنا إلى غيره؛ قال الملففك‬ ‫صَرا ِ‬ ‫ال ّ‬
‫خففي{ ]سففورة‬ ‫َ‬
‫ذا أ ِ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫الذي يتكلم عن أوريا بن حنانيا زوج المرأة‪} :‬إ ِ ّ‬
‫ة‬
‫جف ٌ‬‫ي ن َعْ َ‬
‫ة وَل ِف َ‬
‫جف ً‬ ‫ن ن َعْ َ‬
‫س فُعو َ‬ ‫س فعٌ وَت ِ ْ‬ ‫ص ‪ [38/23‬أي علففى دينففي }ل َف ُ‬
‫ه تِ ْ‬
‫فل ِْنيهَففا{ ]سففورة ص ‪ [38/23‬أي احملنففي عليهففا ثففم‬ ‫قففا َ َ‬
‫ل أك ْ ِ‬ ‫حد َة ٌ فَ َ‬‫َوا ِ‬
‫عزني في الخطاب‪ :‬أي قهرني في الخطففاب وكففان أقففوى منففي هففو‬
‫وأعز فحاز نعجففتي إلففى نعففاجه وتركنففي ل شففيء لففي؛ فغضففب داود‬
‫فنظر إلى خصمه الذي لم يتكلم فقال‪ :‬لئن كففان صففدقني مففا يقففول‬
‫لضربن بين عينيك بالفأس! ثم ارعوى داود فعرف أنه هو الذي يراد‬
‫بما صنع في امرأة أوريا فوقع ساجدا ً تائبا ً منيبا ً باكيا ً فسففجد أربعيففن‬
‫صباحا ً صائما ً ل يأكل فيها ول يشرب حتى أنبت دمعففه الخضففر تحففت‬
‫وجهه وحتى أندب السجود في لحم وجهه فتاب الله عليه وقبل منه‪.‬‬
‫ويزعمون أنه قال‪ :‬أي رب هذا غففرت مفا جنيفت ففي شفأن المفرأة‬
‫فكيف بدم القتيل المظلوم؟ قيففل لففه‪ :‬يففا داود ‪ -‬فيما زعللم أهللل‬
‫الكتاب ‪ -‬أما إن ربك لم يظلمه بدمه ولكنه سيسففأله إيففاك فيعطيففه‬
‫فيضعه عنك؛ فلما فرج عن داود ما كان فيه رسم خطيئته فففي كفففه‬
‫اليمنى بطن راحته فما رفع إلى فيه طعامفا ً ول شففرابا ً قففط إل بكففى‬
‫إذا رآها وما قام خطيبا ً في الناس قط إل نشر راحتففه فاسففتقبل بهففا‬
‫الناس ليروا رسم خطيئته في يده‪(1) .‬‬
‫سليمان عليهما السلم‬
‫مففا‬‫ص فد ّقٌ ل ّ َ‬ ‫عنفد ِ الل ّفهِ ُ‬
‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫مف ْ‬ ‫سففو ٌ‬
‫ل ّ‬ ‫م َر ُ‬ ‫جففاَءهُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫قولفه تعالى‪} :‬وَل َ ّ‬
‫ب الّلففهِ وََراَء‬ ‫معهففم نبففذ َ فَريففق مففن اّلففذي ُ‬
‫ب ك َِتففا َ‬ ‫ن أوُتففوا ْ ال ْك َِتففا َ‬ ‫ِ َ‬ ‫ٌ ّ َ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ ُ ْ ََ‬
‫َ‬
‫ن = ‪] { 101‬سورة البقرة ‪[2/101‬‬ ‫مو َ‬ ‫م ل َ ي َعْل َ ُ‬ ‫م ك َأن ّهُ ْ‬ ‫ظ ُُهورِه ِ ْ‬
‫‪ - 1364-452‬حدثني موسى‪ ،‬قال‪ :‬ثنا عمرو‪ ،‬قال‪ :‬ثنا أسففباط‪ ،‬عففن‬
‫م ن َب َفذ َ‬
‫معَهُف ْ‬‫مففا َ‬ ‫صفد ّقٌ ل ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫عنفد ِ الل ّفهِ ُ‬‫ن ِ‬ ‫م ْ‬‫ل ّ‬ ‫سو ٌ‬ ‫م َر ُ‬ ‫جاَءهُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫السدي‪} :‬وَل َ ّ‬
‫فَريق من ال ّذي ُ‬
‫م{ قففال‪ :‬لمففا‬ ‫ب الل ّفهِ وََراَء ظ ُهُففورِه ِ ْ‬ ‫ب ك َِتا َ‬ ‫ن أوُتوا ْ ال ْك َِتا َ‬ ‫ِ َ‬ ‫ِ ٌ ّ َ‬
‫جاءهم محمد صلى الله عليففه وسففلم عارضففوه بففالتوراة فخاصففموه‬
‫بها‪ ،‬فاتفقت التوراة والقرآن‪ ،‬فنبففذوا التففوراة وأخففذوا بكتففاب آصففف‬
‫َ‬
‫ن{‪(2) .‬‬ ‫مو َ‬ ‫م ل َ ي َعْل َ ُ‬‫وسحر هاروت وماروت؛ فذلك قوله الله‪} :‬ك َأن ّهُ ْ‬
‫‪ ()1‬تفسير الطبري ) ‪ ( 149 / 23‬والمستدرك على الصحيحين عن السدي‬
‫وهذه رواية من روايات كثيرة هذا مجملها كلها‬ ‫) ‪( 641 / 2‬‬
‫إسناده ضعيف‪.‬‬
‫من السرائيليات انظر السرائيليات في التفسير لبي شهبة ص ‪269- 264‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ‪ 1/135‬تفسففير الففدر المنثففور ) ‪ - ( 233 / 1‬تفسففير‬
‫القرطبي ) ‪ - ( 41 / 2‬تفسير ابن كثير ) ‪( 135 / 1‬‬

‫‪375‬‬
‫مففا‬‫ن وَ َ‬ ‫ما َ‬ ‫سل َي ْ َ‬‫ك ُ‬ ‫مل ْ ِ‬
‫ن ع ََلى ُ‬ ‫طي ُ‬ ‫ما ت َت ُْلو ال ّ‬
‫شَيا ِ‬ ‫قولفه تعالى‪َ} :‬وات ّب َُعوا َ‬
‫حَر{‬ ‫سف ْ‬ ‫س ال ّ‬ ‫ن الن ّففا َ‬ ‫ف فُروا ي ُعَل ّ ُ‬
‫مففو َ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫طي َ‬‫شَيا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ن وَل َك ِ ّ‬ ‫سل َي ْ َ‬
‫ما ُ‬ ‫كَ َ‬
‫فَر ُ‬
‫]سورة البقرة ‪[2/102‬‬
‫‪ - 1370-453‬حدثنا ابففن حميففد قففال‪ :‬ثنففا سففلمة قففال‪ :‬حففدثني ابففن‬
‫إسحاق قال‪ :‬عمدت الشياطين حين عرفت موت سففليمان بففن داود‬
‫عليه السلم فكتبوا أصناف السحر‪ :‬من كان يحب أن يبلغ كذا وكففذا‬
‫فليفعل كذا وكذا‪ .‬حتى إذا صنعوا أصناف السحر جعلوه فففي كتففاب‪.‬‬
‫ثم ختموا عليه بخاتم على نقش خاتم سففليمان وكتبففوا فففي عنففوانه‪:‬‬
‫"هذا ما كتب آصف بن برخيا الصديق للملففك سففليمان بففن داود مففن‬
‫ذخائر كنوز العلم"‪ .‬ثم دفنوه تحت كرسيه فاستخرجته بعد ذلك بقايا‬
‫بني إسرائيل حين أحدثوا ما أحدثوا فلما عثروا عليه قففالوا‪ :‬مففا كففان‬
‫سففليمان بففن داود إل بهففذا‪ .‬فأفشففوا السففحر فففي النففاس وتعلمففوه‬
‫وعلموه فليس في أحد أكثر منه فففي يهففود‪ .‬فلمففا ذكففر رسففول اللففه‬
‫صلى الله عليه وسلم فيمففا نففزل عليففه مففن اللففه سففليمان بففن داود‬
‫وعده فيمن عده من المرسلين قال من كان بالمدينة مففن يهففود‪ :‬أل‬
‫تعجبون لمحمد صلى الله عليففه وسففلم يزعففم أن سففليمان بففن داود‬
‫كان نبيا! والله ما كان إل ساحرا! فأنزل اللففه فففي ذلففك مففن قففولهم‬
‫على محمد صلى الله عليه وسلم ‪) .‬باختصار( )‪(1‬‬
‫‪ - 1366-454‬حدثني موسى بن هارون‪ ،‬قفال‪ :‬ثنففا عمفرو‪ ،‬قففال‪ :‬ثنفا‬
‫ن{‬ ‫ما َ‬ ‫سل َي ْ َ‬
‫ك ُ‬ ‫مل ْ ِ‬
‫ن ع ََلى ُ‬ ‫طي ُ‬‫شَيا ِ‬ ‫ما ت َت ُْلو ال ّ‬‫أسباط‪ ،‬عن السدي‪َ} :‬وات ّب َُعوا َ‬
‫على عهد سليمان‪ .‬قال‪ :‬كانت الشياطين تصعد إلى السماء‪ ،‬فتقعففد‬
‫منها مقاعد للسمع‪ ،‬فيستمعون مففن كلم الملئكففة فيمففا يكففون فففي‬
‫الرض من موت أو غيث أو أمر‪ ،‬فيأتون الكهنة فيخبرونهم‪ ،‬فتحففدث‬
‫الكهنة الناس فيجدونه كما قالوا‪ .‬حتى إذا أمنتهم الكهنة كففذبوا لهففم‪،‬‬
‫فأدخلوا فيه غيره فزادوا مع كل كلمة سبعين كلمة‪ .‬فففاكتتب النففاس‬
‫ذلك الحديث فففي الكتففب وفشففا فففي بنففي إسففرائيل أن الجففن تعلففم‬
‫الغيب‪ .‬فبعث سليمان في النففاس‪ ،‬فجمففع تلففك الكتففب فجعلهففا فففي‬
‫صففندوق‪ ،‬ثففم دفنهففا تحففت كرسففيه‪ ،‬ولففم يكففن أحففد مففن الشففياطين‬
‫يستطيع أن يدنو من الكرسي إل احترق‪ ،‬وقال‪" :‬ل اسمع أحدا يففذكر‬
‫أن الشياطين تعلم الغيففب إل ضففربت عنقففه"‪ .‬فلمففا مففات سففليمان‪،‬‬
‫وذهبت العلماء الذين كانوا يعرفون أمففر سففليمان‪ ،‬وخلففف بعففد ذلففك‬
‫خلف‪ ،‬تمثل الشففيطان فففي صففورة إنسففان‪ ،‬ثففم أتففى نفففرا مففن بنففي‬
‫إسرائيل‪ ،‬فقال‪ :‬هل أدلكففم علففى كنففز ل تفأكلونه أبففدا؟ قففالوا‪ :‬نعففم‪.‬‬
‫قال‪ :‬فاحفروا تحت الكرسففي وذهففب معهففم فففأراهم المكففان‪ .‬فقففام‬

‫‪ ()1‬تفسير الطبري ) ‪ ( 450 / 1‬تفسير ابففن كففثير ) ‪( 137 / 1‬‬


‫إسففناده‬
‫ضعيف‪.‬‬

‫‪376‬‬
‫ناحية‪ ،‬فقالوا له‪ :‬فادن! قال‪ :‬ل ولكني هاهنففا فففي أيففديكم‪ ،‬فففإن لففم‬
‫تجدوه فاقتلوني‪ .‬فحفروا فوجدوا تلففك الكتففب‪ ،‬فلمففا أخرجوهففا قففال‬
‫الشيطان‪ :‬إن سليمان إنما كففان يضفبط النفس والشففياطين والطيففر‬
‫بهذا السحر‪ .‬ثففم طففار فففذهب‪ .‬وفشففا فففي النففاس أن سففليمان كففان‬
‫ساحرا واتخذت بنو إسرائيل تلك الكتب‪ .‬فلمففا جففاءهم محمففد صففلى‬
‫ن‬‫ما ُ‬‫سففل َي ْ َ‬
‫فَر ُ‬ ‫ما ك َ َ‬ ‫الله عليه وسلم خاصموه بها‪ ،‬فذلك حين يقول‪} :‬وَ َ‬
‫ر{‪(1) .‬‬ ‫ح َ‬‫س ْ‬‫س ال ّ‬ ‫ن الّنا َ‬ ‫مو َ‬ ‫فُروا ي ُعَل ّ ُ‬‫ن كَ َ‬
‫طي َ‬ ‫شَيا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫وَل َك ِ ّ‬
‫‪ - 1367-455‬حدثت عن عمار بن الحسن‪ ،‬قال‪ :‬ثنا ابن أبي جعفففر‪،‬‬
‫ك‬ ‫مْلفف ِ‬‫ن ع ََلى ُ‬ ‫طي ُ‬ ‫شَيا ِ‬ ‫ما ت َت ُْلو ال ّ‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن الربيع في قوله‪َ} :‬وات ّب َُعوا َ‬
‫ن{ قالوا‪ :‬إن اليهود سألوا محمدا صلى الله عليه وسلم زمانا‬ ‫ما َ‬ ‫سل َي ْ َ‬
‫ُ‬
‫عن أمور من التوراة‪ ،‬ل يسألونه عن شففيء مففن ذلففك إل أنففزل اللففه‬
‫عليه ما سألوه عنه فيخصهم‪ .‬فلمففا رأوا ذلففك قففالوا‪ :‬هففذا أعلففم بمففا‬
‫أنزل إلينا منا‪ .‬وإنهم سألوه عن السففحر وخاصففموه بففه‪ ،‬فففأنزل اللففه‬
‫مففا ك َ َ‬
‫ف فَر‬ ‫ن وَ َ‬‫ما َ‬ ‫سفل َي ْ َ‬ ‫ك ُ‬ ‫مل ْف ِ‬
‫ن ع َل َففى ُ‬ ‫طي ُ‬
‫شَيا ِ‬ ‫ما ت َت ُْلو ال ّ‬‫جل وعز‪َ} :‬وات ّب َُعوا َ‬
‫حَر{‪ .‬وإن‬ ‫سفف ْ‬‫س ال ّ‬ ‫ن الّنففا َ‬ ‫مففو َ‬ ‫ّ‬ ‫ن كَ َ‬
‫فففُروا ي ُعَل ُ‬ ‫طي َ‬ ‫شففَيا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫كفف ّ‬‫ن وَل َ ِ‬
‫ما ُ‬‫سففل َي ْ َ‬ ‫ُ‬
‫الشياطين عمدوا إلى كتاب فكتبفوا فيفه السفحر والكهانفة ومفا شفاء‬
‫الله من ذلك‪ ،‬فدفنوه تحت مجلس سليمان‪ ،‬وكان سففليمان ل يعلففم‬
‫الغيب‪ ،‬فلما فارق سليمان الدنيا استخرجوا ذلك السحر‪ ،‬وخدعوا به‬
‫الناس وقالوا‪ :‬هذا علم كففان سففليمان يكتمففه ويحسففد النففاس عليففه‪.‬‬
‫فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسففلم بهففذا الحففديث‪ .‬فرجعففوا مففن‬
‫عنده‪ ،‬وقد حزنوا وأدحض الله حجتهم‪(2) .‬‬
‫‪ - 1385-456‬حدثنا القاسم قال‪ :‬ثنففا الحسففين قففال‪ :‬حففدثني حجففاج‬
‫عن أبي بكر عن شهر بن حوشففب قففال‪ :‬لمففا سففلب سففليمان ملكففه‬
‫كانت الشياطين تكتب السحر في غيبة سليمان فكتبت‪ :‬من أراد أن‬
‫يأتي كذا وكففذا فليسففتقبل الشففمس وليقففل كففذا وكففذا ومففن أراد أن‬
‫يفعل كذا وكذا فليستدبر الشمس وليقل كذا وكففذا‪ .‬فكتبتففه وجعلففت‬
‫عنوانه‪" :‬هذا ما كتب آصف بن برخيففا للملففك سففليمان بففن داود مففن‬
‫ذخائر كنوز العلم" ثم دفنته تحت كرسيه‪ .‬فلمففا مففات سففليمان قففام‬
‫إبليس خطيبا فقال‪ :‬يا أيها الناس إن سليمان لم يكن نبيا وإنما كففان‬
‫ساحرا فالتمسوا سحره في متاعه وبيففوته! ثففم دلهففم علففى المكففان‬
‫الذي دفن فيه فقالوا‪ :‬والله لقد كان سليمان ساحرا هذا سحره بهذا‬
‫تعبدنا وبهذا قهرنا‪ .‬فقال المؤمنون‪ :‬بل كان نبيففا مؤمنففا‪ .‬فلمففا بعففث‬

‫‪ () 1‬نفسير الطبري)‪ (1/136‬تفسير الففدر المنثففور ) ‪ - ( 684 / 6‬تفسففير‬


‫ابن كثير ) ‪( 136 / 1‬‬
‫‪ () 2‬نفسير الطبري )‪ (1/136‬تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 234 / 1‬تفسففير‬
‫‪.‬‬
‫ابن كثير ) ‪ ( 136 / 1‬إسناده ضعيف‬

‫‪377‬‬
‫الله النبي محمدا صلى الله عليه وسلم جعل يذكر النبياء حتى ذكر‬
‫داود وسليمان فقالت اليهود‪ :‬انظروا إلى محمد يخلط الحق بالباطل‬
‫يذكر سليمان مع النبياء وإنما كان ساحرا يركب الريح‪ .‬فففأنزل اللففه‬
‫ن{ اليففة‪.‬‬
‫ما َ‬‫سل َي ْ َ‬ ‫مل ْ ِ‬
‫ك ُ‬ ‫ن ع ََلى ُ‬
‫طي ُ‬ ‫ما ت َت ُْلو ال ّ‬
‫شَيا ِ‬ ‫عذر سليمان‪َ} :‬وات ّب َُعوا َ‬
‫‪1‬‬
‫)(‬

‫‪ ()1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 450 / 1‬تفسير ابن كثير ) ‪( 137 / 1‬‬

‫‪378‬‬
‫الدراسة‬
‫داود عليه السلم ‪:‬‬
‫نففبي اللففه داود عليففه السففلم ‪ ,‬مففن الرسففل الففذين‬
‫أرسلهم الله إلى بنففي إسففرائيل‪ ،‬وقففد آتففاه اللففه الملففك‬
‫سبط يهوذا بن يعقوب‪ ،‬وقد ذكره الله‬ ‫والنبوة‪ ،‬وهو من ِ‬
‫في عدة آيففات وقففال‪} :‬ورب ف َ َ‬
‫ت‬
‫ماَوا ِ‬
‫سف َ‬
‫ن فِففي ال ّ‬
‫مف ْ‬ ‫ك أع ْل َف ُ‬
‫م بِ َ‬ ‫ََ ّ‬
‫ض الن ّب ِّيي ف َ َ‬ ‫َ‬
‫داُوود َ‬
‫ض َوآت َي ْن َففا َ‬
‫ن ع َلففى ب َعْ ف ٍ‬ ‫ض فل َْنا ب َعْ ف َ‬ ‫ض وَ ل َ َ‬
‫ق فد ْ ف َ ّ‬ ‫َوالْر ِ‬
‫َزُبوًرا{ ]سورة السراء ‪.[17/55‬‬
‫دة التي أقامها بنو إسرائيل في التيه‬ ‫فبعد انقضاء الم ّ‬
‫‪ -‬وهي أربعون )‪ (40‬سنة‪ -‬وبعففد وفففاة هففارون وموسففى‬
‫عليهما السلم ‪ ،‬تولى أمر بني إسرائيل نبي من أنبيائهم‬
‫اسمه )يوشع بن نففون عليففه السففلم (‪ ،‬فففدخل بهففم بلد‬
‫فلسففطين‪ ،‬وقسففم لهففم الرضففين‪ .‬وكففان لهففم تففابوت‬
‫يسمونه تففابوت الميثففاق أو "تففابوت العهففد"‪ ،‬فيففه ألففواح‬
‫موسى عليففه السففلم وعصففاه ونحففو ذلففك ولمففا تففوفي‬
‫يوشع بن نففون‪ ،‬تففولى أمففر بنففي إسففرائيل قضففاة منهففم‪،‬‬
‫دة‪ :‬حكم القضاة‪.‬‬ ‫ولذلك سمي الحكم في هذه الم ّ‬
‫ب إلففى بنففي إسففرائيل التهففاون‬ ‫وفففي هففذه المففدة د ّ‬
‫الديني‪ ،‬فكثرت فيهففم المعاصففي‪ ،‬وفشففا فيهففم الفسففق‪،‬‬
‫إلى أن ضيعوا الشريعة‪ ،‬ودخلت فففي صفففوفهم الوثنيففة‪،‬‬
‫فسّلط الله عليهم المم‪ ،‬فكانت قبائلهم عرضة لغزوات‬
‫المم القريبة منهم‪ ،‬وكانوا إلى الخذلن أقرب منهم إلى‬
‫النصر في كثير من مواقعهم مع عدوهم‪ ،‬وكثيرا ً ما كففان‬
‫خصومهم يخرجونهم من ديارهم وأموالهم وأبنائهم‪.‬‬
‫دة سلب منهففم "تففابوت العهففد"‪،‬‬ ‫وفي أواخر هذه الم ّ‬
‫مففن يففدبر أمرهففم فففي أواخففر‬‫في أحد حروبهم‪ ،‬وكففان م ّ‬
‫سففبط‬ ‫دة حكم القضاة نبي من أنبياء بني إسرائيل من ِ‬ ‫م ّ‬
‫لوي اسففمه‪) :‬صففمويل(‪ ،‬يتصففل نسففبه بهففارون عليففه‬
‫السلم ‪.‬‬

‫‪379‬‬
‫فطلب بنو إسرائيل من )صمويل( أن يجعففل عليهففم‬
‫ملكا ً يجتمعون عليه‪ ،‬ويقاتلون في سففبيل اللففه بقيففادته‪،‬‬
‫َ‬
‫ن‬
‫مف ْ‬ ‫سفَراِئي َ‬
‫ل ِ‬ ‫ن ب َن ِففي إ ِ ْ‬
‫مف ْ‬ ‫م ت ََر إ ِل َففى ال ْ َ‬
‫مل ِ ِ‬ ‫وهو قوله تعالى‪} :‬أل َ ْ‬
‫ل‬‫س فِبي ِ‬ ‫ل فِففي َ‬ ‫قات ِف ْ‬ ‫مل ِ ً‬
‫كا ن ُ َ‬ ‫ث ل ََنا َ‬ ‫م اب ْعَ ْ‬ ‫ي ل َهُ ُ‬
‫سى إ ِذ ْ َقاُلوا ل ِن َب ِ ّ‬ ‫مو َ‬ ‫ب َعْد ِ ُ‬
‫قففات ُِلوا قَففاُلوا‬ ‫َ‬
‫ل أل ت ُ َ‬ ‫قت َففا ُ‬‫م ال ْ ِ‬‫ب ع َل َي ْك ُف ُ‬‫ن ك ُت ِف َ‬‫م إِ ْ‬ ‫سي ْت ُ ْ‬
‫ل عَ َ‬ ‫ل هَ ْ‬ ‫الل ّهِ َقا َ‬
‫ن د َِيارَِنففا وَأ َب َْنائ َِنففا‬ ‫م ْ‬ ‫جَنا ِ‬ ‫خ رِ ْ‬ ‫ل الل ّهِ وَقَد ْ أ ُ ْ‬ ‫سِبي ِ‬‫ل ِفي َ‬ ‫قات ِ َ‬‫ما ل ََنا َأل ن ُ َ‬ ‫وَ َ‬
‫م‬
‫ه ع َِليفف ٌ‬ ‫م َوالّلفف ُ‬ ‫من ُْهفف ْ‬‫وا ِإل قَِليل ً ِ‬ ‫ل ت َوَّلفف ْ‬
‫قَتففا ُ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫ب ع َل َي ِْهفف ْ‬ ‫مففا ك ُِتفف َ‬ ‫فَل َ ّ‬
‫ن{ ]سورة البقرة ‪.[2/246‬‬ ‫مي َ‬ ‫ِبال ّ‬
‫ظال ِ ِ‬
‫فسأل شمويل ربه في ذلك‪ ،‬فأوحى الله إليه أن الله‬
‫قد جعل عليهم ملكا ً منهم اسففمه )طففالوت( مففن سففبط‬
‫ب َْنيامين‪ ،‬وكانت قبيلة بنيامين في ذلك العهد قد أوشكت‬
‫على الفناء في حرب أهلية وفتن داخلية قامت بين بنففي‬
‫إسرائيل‪ ،‬فاستنكروا أن يكون طالوت ملكا ً عليهم‪.‬‬
‫ن الّلفف َ‬
‫ه َقففد ْ ب ََعفف َ‬
‫ث‬ ‫م إِ ّ‬ ‫ل ل َهُ ْ‬
‫م ن َب ِي ّهُ ْ‬ ‫قال الله عز وجل ‪} :‬وََقا َ‬
‫ك ع َل َينففا ونح ف َ‬ ‫مل ْ ُ‬ ‫كا َقاُلوا أ َّنى ي َ ُ‬
‫ح فقّ‬ ‫نأ َ‬ ‫َْ ََ ْ ُ‬ ‫ه ال ْ ُ‬‫ن لَ ُ‬ ‫كو ُ‬ ‫مل ِ ً‬‫ت َ‬ ‫طاُلو َ‬ ‫م َ‬ ‫ل َك ُ ْ‬
‫فاهُ‬‫ص فط َ َ‬ ‫ها ْ‬ ‫ن الل ّف َ‬
‫ل إِ ّ‬ ‫ل قَففا َ‬ ‫مففا ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬‫مف َ‬ ‫ة ِ‬ ‫س عَ ً‬
‫ت َ‬ ‫م ي ُؤ ْ َ‬ ‫ه وَ ل َ ْ‬
‫من ْ ُ‬‫ك ِ‬ ‫مل ْ ِ‬‫ِبال ْ ُ‬
‫ن‬ ‫مفف ْ‬‫ه َ‬ ‫مل ْ َ‬
‫كفف ُ‬ ‫ه ي ُؤ ِْتي ُ‬ ‫سم ِ َوالل ّ ُ‬ ‫ج ْ‬ ‫ة ِفي ال ْعِل ْم ِ َوال ْ ِ‬ ‫سط َ ً‬ ‫م وََزاد َه ُ ب َ ْ‬ ‫ع َل َي ْك ُ ْ‬
‫م{ ]سورة البقففرة ‪ .[2/247‬فسففألوا‬ ‫سعٌ ع َِلي ٌ‬ ‫ه َوا ِ‬ ‫شاُء َوالل ّ ُ‬ ‫يَ َ‬
‫عن دليل رباني يدلهم على أن الله مّلكه عليهففم‪ ،‬فقففال‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ت ِفي ف ِ‬
‫م الت ّففاُبو ُ‬ ‫مل ْك ِفهِ أ ْ‬
‫ن ي َفأت ِي َك ُ ْ‬ ‫ة ُ‬ ‫لهم نبيهم شمويل‪} :‬إ ِ ّ‬
‫ن آي َف َ‬
‫ن‬
‫ل هَففاُرو َ‬‫سففى َوءا ُ‬ ‫مو َ‬ ‫ل ُ‬‫ك ءا ُ‬ ‫مففا ت َفَر َ‬
‫م ّ‬ ‫ة ِ‬
‫قي ّف ٌ‬
‫م و َب َ ِ‬ ‫ن َرب ّك ُف ْ‬
‫مف ْ‬ ‫ة ِ‬‫كين َ ٌ‬‫س ِ‬‫َ‬
‫ن{‬ ‫م فؤ ْ ِ‬
‫مِني َ‬ ‫م ُ‬ ‫ن ُ‬
‫كنُتفف ْ‬ ‫ة ل َك ُف ْ‬
‫م إِ ْ‬ ‫ك لي َف ً‬‫ن ِفففي ذ َِلفف َ‬ ‫ة إِ ّ‬ ‫ملئ ِ َ‬
‫كفف ُ‬ ‫ه ال ْ َ‬
‫م ل ُف ُ‬
‫ح ِ‬‫تَ ْ‬
‫]سففورة البقففرة ‪ .[2/248‬وأعطففاهم صففمويل موعففدا ً‬
‫لمجيء التابوت تحمله الملئكة‪ ،‬فخرجوا لستقباله فلما‬
‫وجدوا التابوت قد جيء به حسب الموعد أذعنففوا لملففك‬
‫طالوت‪ ،‬فكان أول ملك من ملوك بني إسرائيل‪.‬‬
‫جمع طالوت صفوف بني إسرائيل‪ ،‬وهيأهم لمحاربة‬
‫عففدوهم‪ ،‬وخففرج بهففم‪ ،‬ثففم اصففطفى منهففم بضففعة عشففر‬
‫وثلث مائة خلصة للقتال‪ ،‬يقارب عددها عدد المسلمين‬
‫فففي غففزوة بففدر‪.‬كمففا فففي حففديث الففبراء _ قففال‪)) :‬كنففا‬
‫أصحاب محمد صلى الله عليففه وسففلم نتحففدث أن عففدة‬

‫‪380‬‬
‫أصحاب بدر على عففدة أصففحاب طففالوت الففذين جففاوزوا‬
‫معه النهر‪ ،‬ولم يجاوز معه إل مؤمن‪((.‬‬
‫ت‬‫طاُلو ُ‬
‫ل َ‬ ‫وهم الذين وصفهم الله لنا بقوله‪} :‬فَل َ ّ‬
‫ما فَ َ‬
‫ص َ‬
‫مّنففي‬‫س ِ‬ ‫ه فَل َي ْ َ‬ ‫من ْ ُ‬‫ب ِ‬ ‫ش رِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫مب ْت َِليك ُ ْ‬
‫م ب ِن َهَرٍ فَ َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫جُنود ِ َقا َ‬ ‫ِبال ْ ُ‬
‫شفرُِبوا‬ ‫ة ب ِي َفد ِهِ فَ َ‬ ‫ف غ ُْرفَف ً‬ ‫ن اغ ْت َفَر َ‬ ‫م ْ‬ ‫مّني ِإل َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ه فَإ ِن ّ ُ‬‫م ُ‬ ‫م ي َط ْعَ ْ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫وَ َ‬
‫ه قَففاُلوا ل‬ ‫م عَ ف ُ‬ ‫من ُففوا َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫جاوََزه ُ هُفوَ َوال ّف ِ‬ ‫ما َ‬ ‫م فَل َ ّ‬ ‫من ْهُ ْ‬‫ه ِإل قَِليل ِ‬ ‫من ْ ُ‬‫ِ‬
‫َ‬
‫ملقُففو‬ ‫م ُ‬ ‫ن أن ّهُ ف ْ‬ ‫ن ي َظ ُّنو َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬‫جُنود ِهِ َقا َ‬ ‫ت وَ ُ‬ ‫جاُلو َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫ة ل ََنا ال ْي َوْ َ‬‫طاقَ َ‬ ‫َ‬
‫ع‬
‫مف َ‬‫ه َ‬‫ن الل ّفهِ َوالل ّف ُ‬ ‫ة ك َِثيفَرة ً ب ِفإ ِذ ْ ِ‬ ‫ت فِ ئ َ ً‬‫ن فِئ َةٍ قَِليل َفةٍ غ َل َب َف ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫الل ّهِ ك َ ْ‬
‫ن{ ]سورة البقرة ‪.[2/249‬‬ ‫ري َ‬ ‫صاب ِ ِ‬‫ال ّ‬
‫وهؤلء القلففة هففم الففذين اصففطفاهم طففالوت للقتففال‬
‫‪,‬وهي التي جاوزت النهر وواجه بها طالوت العففداء‪ .‬ثففم‬
‫لقففي طففالوت خصففومه الففوثنيين‪ ،‬وكففان رئيسففهم قوي فا ً‬
‫شجاعا ً فرهبه بنففو إسففرائيل‪ ،‬وكففان داود عليففه السففلم‬
‫فتى صغيرا ً فففي الجنففد فففرأى داود جففالوت وهففو يطلففب‬
‫المبففارزة معتففدا ً بقففوته وبأسففه‪ ،‬والمقففاتلون مففن بنففي‬
‫إسرائيل قد رهبوه وخافوا من لقففائه‪ ،‬وكففان الملففك قففد‬
‫وعففد أن مففن يقتففل هففذا الرجففل الجبففار‪ ،‬يزّوجففه ابنتففه‪،‬‬
‫ويجعل له الملك‪ .‬فذهب داود إلى الملك طالوت وطلب‬
‫ن بففه طففالوت وحففذره‪.‬‬ ‫لذن بمبففارزة جففالوت‪ ،‬فضف ّ‬ ‫منه ا ِ‬
‫وأقبل داود على جالوت و أخذ مقلعه ‪-‬وكان ماهرا ً بففه‪-‬‬
‫وزّوده بحجرٍ من أحجاره‪ ،‬ورمففى بففه فثبففت الحجففر فففي‬
‫جبهة جالوت الجبار فطرحه أرضًا‪ ،‬ثففم أقبففل إليففه وأخففذ‬
‫سيفه وفصل به رأسففه‪ ،‬وتمففت الهزيمففة لجنففود جففالوت‬
‫بإذن الله!‬
‫داُوود ُ‬ ‫ن الّلففهِ وَقََتفف َ‬
‫ل َ‬ ‫م ِبففإ ِذ ْ ِ‬ ‫قففال اللففه تعففالى‪} :‬فَهََز ُ‬
‫مففوهُ ْ‬
‫شاُء وََلفف ْ‬
‫ول د َْفففعُ‬ ‫ما ي َ َ‬ ‫م ّ‬‫ه ِ‬ ‫ة وَع َل ّ َ‬
‫م ُ‬ ‫حك ْ َ‬
‫م َ‬ ‫ك َوال ْ ِ‬‫مل ْ َ‬
‫ه ال ْ ُ‬
‫ت َوآَتاه ُ الل ّ ُ‬ ‫جاُلو َ‬‫َ‬
‫َ‬
‫ل‬ ‫ذو فَ ْ‬
‫ضففف ٍ‬ ‫ه ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬‫ض وَل َك ِ ّ‬‫ت الْر ُ‬ ‫سد َ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ض لَ َ‬‫م ب ِب َعْ ٍ‬‫ض هُ ْ‬‫س ب َعْ َ‬‫الل ّهِ الّنا َ‬
‫ن{ ]سورة البقرة ‪.[2/251‬‬ ‫مي َ‬ ‫ع ََلى ال َْعال َ ِ‬
‫اتسففعت مملكففة بنففي إسففرائيل علففى يففد داود عليففه‬
‫السلم ‪ ،‬وآتاه الله مع الملك النبوة‪ ،‬وجعله رسففول ً إلففى‬

‫‪381‬‬
‫بني إسرائيل يحكم بففالتوراة‪ ،‬كمففا أنففزل عليففه )الزبففور(‬
‫وآتاه الله الحكمة وفصل الخطاب‪(1) .‬‬
‫وقد أثنى عليه نبينا صلى الله عليه وسففلم وذكففر فضففل‬
‫عبادته فقال‪)) :‬إن أحب الصيام إلى اللففه صففيام داود عليففه‬
‫السلم ‪ ،‬وأحب الصلة إلى الله صففلة داود عليففه السففلم ‪،‬‬
‫كان ينففام نصففف الليففل ويقففوم ثلثففه‪ ،‬وينففام سدسففه‪ ،‬وكففان‬
‫يصوم يوما ً ويفطر يوما ً‪(2) ((.‬‬
‫وأهم ما ذكر الله في سيرة داود في القرآن الكريم‪:‬‬
‫إثبات نبوته ورسالته‪ ،‬وأن الله أوحفى إليفه وأنفزل عليفه الزبفور‪ ،‬وآتفاه‬
‫الحكمة وفصل الخطاب‪ ،‬وعلمه مما يشاء‪ ،‬وأمره أن يحكم بين الناس‬
‫بالحق‪.‬‬
‫إثبات أنه قتل جففالوت فففي المعركففة الففتي قففامت بيففن بنففي إسففرائيل‬
‫وعدوهم بقيادة طالوت‪.‬‬
‫إثبات أن الله أنعم عليه بنعم كثيرة منها‪:‬‬
‫ده له‪ ،‬وجعله خليفة فففي الرض‪ ،‬وأعطففاه قففوةً‬
‫أن الله آتاه الملك وش ّ‬
‫في حكمه‪.‬‬
‫لبكار‪.‬‬
‫أن الله سخر الجبال والطير يسبحن معه في العشي وا ِ‬
‫"فقد آتاه الله صوتا ً حسففنًا‪ ،‬وقفدرة علفى ا ِ‬
‫لنشففاد البففديع‪ ،‬فهفو يصففدح‬
‫بصوته بتسبيح الله وتحميده‪ ،‬ويتغنفى فيففه بكلم اللففه ففي الزبفور ففي‬
‫جع الجبال معه التسففبيح والتحميففد‪ ،‬وتجتمففع عليففه‬ ‫لبكار‪ ،‬فتر ّ‬
‫العشي وا ِ‬
‫الطير فترجع معه تسبيحا ً ‪.‬‬
‫أن الله آتاه علم منطق الطير‪ ،‬كما آتى ولففده سففليمان عليففه السففلم‬
‫من بعده مثل ذلك‪.‬‬
‫أن الله ألن له الحديد‪ ،‬فهو يتصرف َبطّيه وتقطيعه ونسجه‬
‫أن الله عّلمه صناعة دروع الحرب المنسوجة من زرد الحديد‪.‬‬
‫ورا علففى داود عليففه السففلم ‪ ،‬ودخل‬
‫عرض قصة الخصمين اللذين تس ف ّ‬

‫‪ () 1‬ملخصا مففن تاريففخ الطففبري ‪ 1/282‬ومففا بعففدها وتارييففخ دمشففق لبففن‬


‫عساكر ‪ 17/80‬وقصص النبياء لبن كثيرص ‪.567‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ () 2‬رواه مسلم ج ‪/2‬ص ‪ 816‬عن عبد الله بن عمرو ‪ù‬‬

‫‪382‬‬
‫عليه المحراب في وقت عبادته الخاصة التي يخلو بها ول يسففمح لحففد‬
‫أن يدخل عليه فيهففا‪ ،‬ففففزع داود منهمففا‪ ،‬لنهمففا لففم يسففتأذنا بالففدخول‬
‫ن ب َغَففى‬ ‫ما ِ‬ ‫صف َ‬ ‫خ ْ‬
‫ف َ‬ ‫خ ْ‬ ‫عليه‪ ،‬ولم يدخل محرابه من بابه‪ ،‬فقال له‪} :‬ل ت َ َ‬
‫طط َواهْفد َِنا إ ِل َففى‬ ‫شف ِ‬ ‫حقّ َول ت ُ ْ‬ ‫م ب َي ْن ََنا ب ِففال ْ َ‬
‫حك ُ ْ‬‫ض َفا ْ‬ ‫َ‬
‫ضَنا ع َلى ب َعْ ٍ‬ ‫ب َعْ ُ‬
‫ن هَ ف َ‬
‫ذا‬ ‫ط{‪.‬فأصغى لهما داود‪ ،‬فقال أحد الخصففمين‪} :‬إ ِ ّ‬ ‫صَرا ِ‬‫واِء ال ّ‬ ‫س َ‬‫َ‬
‫قا َ َ‬ ‫أَ ِ‬
‫ل أك ْفِل ِْنيهَففا{‬ ‫حد َة ٌ فَ َ‬ ‫ة َوا ِ‬‫ج ٌ‬‫ي ن َعْ َ‬ ‫ة وَل ِ َ‬ ‫ج ً‬ ‫ن ن َعْ َ‬‫سُعو َ‬ ‫سعٌ وَت ِ ْ‬ ‫خي ل َ ُ‬
‫ه تِ ْ‬
‫ب{ ]سففورة ص ‪ [38/23‬أي‪:‬‬ ‫خط َففا ِ‬ ‫‪ -‬أي‪ :‬ملكنيهففا‪} -‬وَع َّزِني فِففي ال ْ ِ‬
‫غلبني في المخاصمة بنفوذٍ أو بقوة‪,‬وسكت الخر سكوت إقرار‪ .‬فقال‬
‫ن‬
‫مف ْ‬ ‫ن ك َِثي فًرا ِ‬ ‫ك إ ِل َففى ن ِعَففا ِ‬
‫جهِ وَإ ِ ّ‬ ‫جت ِف َ‬
‫ل ن َعْ َ‬ ‫س َ‬
‫ؤا ِ‬ ‫ك بِ ُ‬‫م َ‬ ‫قد ْ ظ َل َ َ‬‫داود‪} :‬ل َ َ‬
‫مل ُففوا‬
‫من ُففوا وَع َ ِ‬
‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫ض ِإل ال ّف ِ‬ ‫ض فه ُ ْ َ‬
‫م ع َلففى ب َعْف ٍ‬ ‫طاِء ل َي َب ْغِففي ب َعْ ُ‬ ‫خل َ َ‬
‫ال ْ ُ‬
‫م{ ]سفففورة ص ‪ .[38/24‬وانصفففرف‬ ‫مفففا هُففف ْ‬‫ل َ‬ ‫ت وَقَِليففف ٌ‬ ‫حا ِ‬ ‫صفففال ِ َ‬
‫ال ّ‬
‫المتسوران دون أن يعّلقا بشيء على ما أفتى به داود‪ .‬فرجع داود إلى‬
‫نفسه‪ ،‬فعرف أن الله أرسل إليففه هففؤلء القففوم بهففذا السففتفتاء ابتلء‪،‬‬
‫وذلك لينبهه على أمر ما كان يليق بففه أن يصففدر منففه بحسففب مقففامه‪،‬‬
‫َ‬
‫ب{ تائبا ً من ذنبففه‪ ،‬خائف فا ً مففن ربففه‪.‬‬
‫خّر َراك ًِعا وَأَنا َ‬
‫ه وَ َ‬
‫فَر َرب ّ ُ‬ ‫}َفا ْ‬
‫ست َغْ َ‬
‫هذا هو نبي الله داود الذي آته الله الملك والنبوة وآتففاه الزبففور فكيففف‬
‫ينظر إليه اليهود؟‬

‫في الثففار الكففثيرة الففتي نقلهففا بعففض الففرواة عففن أهففل‬


‫الكتففاب قففذفه عليففه السففلم بالزنففا والخيانففة وارتكففاب‬
‫الموبقات ما يتنزه وصفه عن آحاد الناس فكيف بنبي اللففه‪،‬‬
‫والروايات الكثيرة التي ساقها المام ابن جريففر فففي قصففة‬
‫شففرع‪،‬‬ ‫داوود عليففه السففلم فيهففا أباطيففل كففثيرة‪ ،‬يردهففا ال ّ‬
‫م لم يعّقب عليهففا رحمففه اللففه بمففا ُيفيففد‬ ‫وليقبلها العقل‪ ،‬ث ّ‬
‫بطلنها!‪ ,‬وليته فعل مع أنها اشتملت على منكففرات كففثيرة‪،‬‬
‫ت وخرافات غير مقبولة‪ ،‬هففي ممففا أخففذ عففن أهففل‬ ‫وتناقضا ٍ‬
‫الكتاب‪(1) .‬‬
‫ة تماما ً في مضمونها مع ما ورد في الّتوراة‪ ،‬سفففر‬ ‫ة متطابق ٌ‬
‫ص ُ‬‫‪ () 1‬هذه الق ّ‬
‫موئيل الث ّففاني الصففحاح ) ‪ (11‬إل ّ أّنهففا زادت إفك فًا‪ ،‬فففاّتهمت داوود ‪À‬‬
‫صف ُ‬

‫‪383‬‬
‫طلع على امففرأة وهففي‬ ‫ن داوود عليه السلم ا ّ‬ ‫فقولهم‪ :‬إ ّ‬
‫م‬
‫دم زوجهففا فففي الحففرب ليقتففل‪ ،‬ث ف ّ‬ ‫م قف ّ‬
‫تغتسل فأعجبته‪ ،‬ثف ّ‬
‫تزّوجهففا ‪ ...‬كففل ذلففك ممففا يقففدح بالنبيففاء‪ ،‬وينفففي عنهففم‬
‫ي أن‬ ‫العصففمة‪" ،‬ومففا كففان لففداود عليففه السففلم ول ليّ نففب ّ‬
‫شففهوة‪ ،‬فيزنففي بففامرأة‬‫يسقط إلى هففذا الحفد ّ فففي حمففأة ال ّ‬
‫ة بلقاء مفضوحة" )‪(1‬‬ ‫غيره‪ ،‬ويحتال على قتله إّنها لفري ٌ‬
‫ل وعل داوود عليه السلم في كتففابه‬ ‫وقد مدح الّله ج ّ‬
‫ت عديدة وكّلها تنففافي‬
‫صة وبعدها بصفا ٍ‬ ‫قبل ذكر هذه الق ّ‬
‫كونه عليه السلم موصوفا ً بهذا الفعل المنكففر‪ ،‬والعمففل‬
‫القبيح‪ ،‬وتد ّ‬
‫ل على براءة ساحته عن تلك الكاذيب‪.‬‬
‫قال ابن كثير رحمه اللففه عنففد تفسففير هففذه اليففات‪:‬‬
‫"قد ذكر المفسففرون هففا هنففا قصففة أكثرهففا مففأخوذ مففن‬
‫السرائيليات ولم يثبت فيها عن المعصوم حففديث يجففب‬
‫اتباعه‪(2) ".‬‬

‫م سليمان ‪ À‬كما في الّرواية )‪(22938‬‬ ‫بالّزنا بل جعلوا هذه المرأة هي أ ّ‬


‫عند الطبري‪ :‬وقال قتادة‪ ):‬بلغنا انها أم سليمان( وهذا مذكور فففي سفففر‬
‫موِئيل الّثاني‪ ،‬الصحاح )‪ (12‬وأيضا ً في إنجيففل مت ّففى‪ ،‬الصففحاح الّول‪.‬‬
‫ص ُ‬
‫‪-‬وانظر ابن حزم في الفصل )‪(19-4/18‬وأبو شهبة في السرائيلّيات ص‬
‫‪ .269‬والقران والتوراة حسن باشففا ‪ - 325‬و قففال القاسففمي ’‪ ) :‬وهففذه‬
‫القصة من اختلق اليهود ونقولتهم ‪ ،‬ولففم يقففل بهففا القففرآن قففط ‪ ،‬وإنمففا‬
‫ذكرها التلمود ‪ ،‬كمففا يعلففم مففن مراجعففة مففدراس يففدكوت فففي الصففحاح‬
‫الثالث والثلثين ‪ ،‬وجاراه جهلة القصاص من المسلمين ‪ ،‬فأخذوها منففه (‬
‫ف محاسن التأويل ) ‪( 2/212‬‬
‫‪،‬ونقدها العلمة أحمد شاكر في تعليقه على الروايات التي سففاقها الطففبري‬
‫فقال‪:‬‬
‫"وهذه الخبار‪ ،‬في قصففة هففاروت ومففاروت‪ ،‬وقصففة‬ ‫في تفسيره ‪:‬‬
‫ً‬
‫الزهففرة‪ ،‬وأنهففا كففانت امففرأة فمسففخت كوكبففا‪ ،‬أخبففار أعلهففا أهففل العلففم‬
‫بالحديث‪ ".‬ثففم ذكففر مففا قففاله ابففن كففثير فففي تفسففيره وتففاريخه ‪ -‬البدايففة‬
‫والنهاية ‪ -‬عن القصة‪ ،‬ووافقه على ذلك حيففث يقففول’‪":‬وهففذا هففو الحففق‪،‬‬
‫"‬
‫وفيه القول الفصففل والحمففد للففه‪ .‬حاشففية تفسففير الطففبري ط شففاكر )‬
‫‪.( 2/434‬‬
‫ي ص ‪31‬‬ ‫ذهب ّ‬‫‪ () 1‬السرائيلّيات لل ّ‬
‫‪ () 2‬تفسير ابن كففثير ج ‪/4‬ص ‪ 32‬وقففال فففي تففاريخه‪ :‬وقففد ذكففر كففثير مففن‬

‫‪384‬‬
‫ل علففى‬ ‫ح ل يففد ّ‬ ‫ل صادقٌ صحي ٌ‬ ‫ن حزم ‪" :‬وهذا قو ٌ‬ ‫وقال اب ُ‬
‫ت‬‫ما قاله المستهزءون الكاذبون المتعّلقون بخرافا ٍ‬ ‫شيء م ّ‬
‫وّلدها اليهود‪ ،‬وإّنما كان ذلك الخصم قوما ً مففن بنففي آدم بل‬
‫ك مختصمين في نعاج مففن الغنففم علففى الحقيقففة بينهففم‪،‬‬ ‫ش ّ‬
‫مففن قففال إّنهففم‬ ‫ص اليففة‪ ،‬و َ‬ ‫دهما على الخر علففى ن ف ّ‬ ‫بغى أح ُ‬
‫ة معّرضين بأمر الّنساء‪ ،‬فقد كذب على الّله عز‬ ‫كانوا ملئك ً‬
‫ل‪ ،‬وزاد فففي القففرآن مففا ليففس فيففه‪،‬‬ ‫وله ما لم يُق ْ‬ ‫وجل ‪ ،‬وق ّ‬
‫ذب‬ ‫ذب الّله عز وجل ‪ ،‬وأقّر علففى نفسفه الخبيثففة أن ّففه كف ّ‬ ‫وك ّ‬
‫ُ‬ ‫ل أ َت َففا َ‬
‫ن الل ّففه تعففالى يقففول ‪}:‬وَهَ ف ْ‬
‫ص فم ِ{‬ ‫خ ْ‬‫ك ن َب َفأ ال ْ َ‬ ‫الملئكففة؛ ل ّ‬
‫ط خصففمين‪ ،‬ول بغففى بعضففهم علففى‬ ‫فقال هو‪ :‬لم يكونوا ق ف ّ‬
‫ة‪ ،‬ول كففان‬ ‫ط لحدهما تسعٌ وتسففعون نعج ف ً‬ ‫بعض‪ ،‬ول كان ق ّ‬
‫للخففر نعجففة واحففدة‪ ،‬ول قففال لفففه‪ :‬أكفلنيهففا‪ ،‬فففاعجبوا لمففا‬
‫يقحمففون فيففه أهففل الباطففل أنفسففهم‪ ،‬ونعففوذ بففالّله مففن‬
‫ردة‪(1) ".‬‬ ‫دعوى المج ّ‬ ‫ل ذلك بل دليل‪ ،‬بل ال ّ‬ ‫مك ّ‬ ‫الخذلن‪ ،‬ث ّ‬
‫وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه اللففه ‪" :‬وهففذا‬
‫ذنب الذي صدر من داوود عليففه السففلم لففم يففذكْره الل ّففه‬ ‫ال ّ‬
‫لعدم الحاجة إلى ذكره‪ ،‬فففالّتعّرض لفففه مففن بففاب الّتكل ّففف‪،‬‬
‫صففه الل ّففه علينففا‪ ،‬مففن لطفففه بففه‪ ،‬وتففوبته‪،‬‬ ‫وإّنما الفائدة ما ق ّ‬
‫وإنابته‪ ،‬وأن ّففه ارتفففع محل ّففه‪ ،‬فكففان بعففد الّتوبففة أحسففن منففه‬
‫قبلها‪(2) ".‬‬

‫المفسرين من السلف والخلف ههنا قصصا وأخبففارا أكثرهففا اسففرائيليات‬


‫ومنها مففا هففو مكففذوب ل محالففة تركنففا ايرادهففا فففي كتابنففا قصففدا اكتفففاء‬
‫واقتصارا على مجرد تلوة القصة من القففرآن العظيففم واللففه يهففدي مففن‬
‫يشاء إلففى صففراط مسففتقيم ‪-‬البدايففة والنهايففة ‪ 2/12‬وأورد النسفففي فففي‬
‫تفسيره‪) :‬اقال على _ من حدثكم بحديث داود ‪ À‬على ما يرويه القصاص‬
‫جلدته مائة وستين وهو حد الفريففة علففى النبيففاء وروى أنففه حففدث بففذلك‬
‫عمر بن عبد العزيز’ وعنده رجل من أهل الحففق فكففذب المحففدث وقففال‬
‫ان كانت القصة على ما فففى كتففاب اللففه فمففا ينبغففى أن يلتمففس خلفهففا‬
‫وأعظم بأن يقال غير ذلك وان كانت على ما ذكرت وكف الله عنها سترا‬
‫على نبيه فما ينبغى اظهارها عليه فقال عمر لسماعى هففذا الكلم أحففب‬
‫الى مما طلعت عليه الشمس( تفسير النسفي ج ‪/4‬ص ‪36‬‬
‫‪ () 1‬في الفصل ‪(19-4/18‬‬
‫‪ () 2‬تفسير السعدي ‪6/416‬‬

‫‪385‬‬
‫وأما داود عليه السففلم فالففذي ورد عنففه فففي حففق بنففي‬
‫ن‬ ‫ن ال ّف ِ‬
‫ذي َ‬ ‫إسرائيل في القرآن أنه لعنهم كما قال تعالى‪} :‬ل ُعِ ف َ‬
‫م ذ َِلفف َ‬
‫ك‬ ‫مْري َ َ‬
‫ن َ‬
‫سى اب ْ ِ‬
‫عي َ‬
‫داُوود َ وَ ِ‬
‫ن َ‬ ‫ل ع ََلى ل ِ َ‬
‫سا ِ‬ ‫سَراِئي َ‬ ‫فُروا ْ ِ‬
‫من ب َِني إ ِ ْ‬ ‫كَ َ‬
‫ن = ‪] { 78‬سورة المففائدة ‪[5/78‬‬ ‫دو َ‬ ‫كففاُنوا ْ ي َعَْتفف ُ‬
‫صففوا وّ َ‬
‫ما ع َ َ‬‫بِ َ‬
‫والسبب بين في كتاب اللففه "لعففن اللففه الففذين كفففروا مففن‬
‫اليهود بففالله علففى لسففان داود وعيسففى ابففن مريففم عليهمففا‬
‫السلم ‪ ،‬ولعن والله آباؤهم على لسففان داود وعيسففى ابففن‬
‫مريم عليهما السلم ‪ ،‬بما عصوا الله فخالفوا أمففره وكففانوا‬
‫يعتدون‪ ،‬يقول‪ :‬وكانوا يتجاوزون حدوده"‪(1).‬‬
‫وقد وضحه الرسول صلى الله عليه وسلم فففي حففديث‬
‫عبد الله بن مسففعود _ قففال‪ :‬قففال رسففول اللففه صففلى اللففه‬
‫عليه وسلم ‪)) :‬إن أول ما دخل النقص على بنففي إسففرائيل‬
‫كان الرجل يلقى الرجل فيقول‪ :‬يففا هففذا اتففق اللففه ودع مففا‬
‫تصنع فإنه ل يحل لك‪ ،‬ثم يلقاه من الغد فل يمنعه ذلففك أن‬
‫يكون أكيله وشريبه وقعيده‪ ،‬فلمففا فعلففوا ذلففك ضففرب اللففه‬
‫فُروا ْ ِ‬
‫مففن ب َن ِففي‬ ‫ن كَ َ‬‫ذي َ‬ ‫ن اّلفف ِ‬‫قلوب بعضهم ببعض ثم قففال‪} :‬ل ُعِ ف َ‬
‫م{ ثم قففال ‪:‬كل‬ ‫مْري َف َ‬‫ن َ‬ ‫سففى اب ْف ِ‬ ‫عي َ‬
‫داُوود َ وَ ِ‬
‫ن َ‬ ‫ل ع َل َففى ل ِ َ‬
‫سففا ِ‬ ‫سَراِئي َ‬
‫إِ ْ‬
‫والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن علففى‬
‫يدي الظالم ولتففأطرنه علففى الحففق أطففرا ً ولتقصففرنه علففى‬
‫الحففق قصففرًا‪ (2) ((.‬أي لعنففوا فففي الزبففور والنجيففل؛ فففإن‬
‫الزبور لسان داود عليففه السففلم ‪ ،‬والنجيففل لسففان عيسففى‬
‫عليه السلم أي لعنهم الله في الكتابين‪(3) .‬‬
‫وذلك يدل على تهاونهم بأمر اللففه وأن معصففيته خفيفففة‬
‫عليهففم فلففو كففان لففديهم تعظيففم لربهففم لغففاروا لمحففارمه‬
‫ولغضبوا لغضففبه‪ ،‬وإنمففا كففان السففكوت عففن المنكففر ف ف مففع‬
‫القدرة ف موجبا ً للعقوبة لما فيه من المفاسد العظيمة‪(4) .‬‬

‫)( تفسير الطبري ج ‪/6‬ص ‪319‬‬ ‫‪1‬‬


‫)( رواه ابو داود ج ‪/4‬ص ‪ 121‬و ابن مففاجه ج ‪/2‬ص ‪ 1327‬و الترمففذي ج‬ ‫‪2‬‬
‫‪/5‬ص ‪252‬وقال حديث حسن غريب‬
‫)( تفسير القرطبي ج ‪/6‬ص ‪252‬‬ ‫‪3‬‬
‫)( تفسير السعدي ج ‪/1‬ص ‪241‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪386‬‬
‫سليمان عليه السلم ‪:‬‬
‫وأما نبي الله سليمان عليه السلم فهو من الرسل‬
‫الذين أرسلهم الله إلى بني إسرائيل بعد أبيه داود عليففه‬
‫ب = ‪{ 30‬‬ ‫السلم ‪} ،‬ووهَبنا ل ِداود سل َيمان ن ِعم ال ْعبد إن َ‬
‫ه أّوا ٌ‬ ‫َ ْ ُ ِّ ُ‬ ‫َ َ َْ َ ُ َ ُ ْ َ َ ْ َ‬
‫]سورة ص ‪ .[38/30‬وقد انفردا من بين الرسل عليهففم‬
‫السلم بأن الله آتاهما الملك والنبوة‪ .‬وآتاه اللففه علم فًا‪،‬‬
‫وفضله وأباه علففى عففالمي زمففانه‪ ،‬كمففا قففال أبففوه داود‬
‫ض فل ََنا ع َل َففى ك َِثي ف ٍ‬
‫ر‬ ‫ذي فَ ّ‬ ‫مد ُ ل ِل ّهِ ال ّ ِ‬
‫ح ْ‬‫عليه السلم من قبل‪} :‬ال ْ َ‬
‫ن = ‪] { 15‬سورة النمل ‪.[27/15‬‬ ‫مِني َ‬ ‫عَباد ِهِ ال ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن ِ‬
‫م ْ‬
‫ّ‬
‫وكففان داود عليففه السففلم أوصففى بالملففك لولففده‬
‫سليمان عليه السلم ‪ ،‬وكان سففليمان ممففن آتففاهم اللففه‬
‫الحكمة والفطانة وحسن السياسة‪ .‬واتسع ملك سليمان‬
‫عليه السلم ‪ ،‬وحاز الشام‪ ،‬ثم امتد ملكه حتى كففان لففه‬
‫نفوذ على ملوك اليمن‪ ،‬وخضعت له ملكة سففبأ‪ ،‬فففآمنت‬
‫به ودخلت في دينه وطاعته‪.‬‬
‫ومففن النعففم التففبي خففص اللففه بففه سففليمان عليففه‬
‫السلم ما يلي‪:‬‬
‫أن الله آتاه الملفك ميراثفا ً مفن أبيفه داود عليفه السفلم ‪ ،‬قفال تعفالى‪:‬‬
‫َ‬
‫منط ِقَ الط ّي ْ ِ‬
‫ر‬ ‫مَنا َ‬‫س ع ُل ّ ْ‬ ‫ل َيا أي َّها الّنا ُ‬ ‫داُوود َ وََقا َ‬‫ن َ‬ ‫سل َي ْ َ‬
‫ما ُ‬ ‫ث ُ‬ ‫}وَوَرِ َ‬
‫ُ‬
‫ن{ ]سورة النمففل‬ ‫مِبي ُ‬ ‫ل ال ْ ُ‬
‫ض ُ‬ ‫ذا ل َهُوَ ال ْ َ‬
‫ف ْ‬ ‫ن هَ َ‬‫يٍء إ ِ ّ‬
‫ش ْ‬‫ل َ‬‫ن كُ ّ‬ ‫م ْ‬
‫وَأوِتيَنا ِ‬
‫‪.[27/16‬‬
‫أن الله آتاه علم منطق الطير‪ ،‬كما آتى أباه داود مثل ذلك من قبله‪.‬‬
‫ها‬
‫مَنا َ‬ ‫أن الله آتاه الحكمففة والفهففم والفقففه علففى حداثففة سففنه‪} ،‬فَ َ‬
‫فه ّ ْ‬
‫عْلما ً{ ]سورة النبياء ‪[21/79‬‬ ‫كما ً وَ ِ‬
‫ح ْ‬
‫ن وَك ُل ّ آت َي َْنا ُ‬ ‫سل َي ْ َ‬
‫ما َ‬ ‫ُ‬
‫خر لسليمان عليففه السففلم الريففح تجففري بففأمره حيففث أراد‪،‬‬
‫أن الله س ّ‬
‫غُد ُّوها شهر ورواحها شهر‪ ،‬فإذا أرادها رخاء جففرت بففأمره رخففاء حيففث‬
‫ة جرت بأمره عاصفففة إلففى الرض الففتي أراد‬
‫أصاب‪ ،‬وإذا أرادها عاصف ً‬
‫فتسوق له السفن حسب إرادته‪ ،‬وتتجه بأمره إلى الرض التي يوجهها‬
‫إليها حسب المصالح التي يقدرها‪.‬‬

‫‪387‬‬
‫أن الله سخر لفه من الجن من يعمل بيففن يففديه بففإذن ربففه‪ ،‬ومففن يففزغ‬
‫منهم عن أمر الله يذقه من عذاب السعير‪ ،‬يعملون لففه مففا يشففاء مففن‬
‫وتماثيل‪ ،‬وجفان كالجواب‪ ،‬وقدور راسيات‪.‬‬ ‫محاريب‬
‫)‪(1‬‬
‫دة الجن ‪ -‬من يغوصون لفه فففي‬
‫مَر َ‬
‫كما سخر لفه من الشياطين ‪ -‬وهم َ‬
‫البحار‪ ،‬لستخراج ما يريد منها‪ ،‬ومن يبنون لففه المبففاني الضففخمة‪ ،‬كمففا‬
‫سلطه الله على آخرين مففن الشففياطين إذ يكففف شففرهم عففن النففاس‪،‬‬

‫‪ () 1‬ذكرفي القرآن المحاريب ولم يذكر ما يسمى الهيكل‪ ,‬كما ينقل بعض‬
‫المؤلفين المتأثرين بالتوراة والتلمود لقد ورد اسم المحففراب فففي قصففة‬
‫النبي داود وكان يتعبد في هذا المحراب كما ورد المحراب مع زكريا ومع‬
‫مريم مما يشير إلى وجود مكان للعبادة معروف للجميع لكن اللفت أنففه‬
‫لم يرد فففي القففرآن ذكففر لسففليمان ‪ À‬وعلقتففه بهففذا المحففراب أو أن لففه‬
‫اهتماما ً خاصا ً به بل على العكس من ذلففك نففرى القففرآن يففذكر أن الجففن‬
‫تبني لسليمان ‪ À‬محاريب متعددة وليففس محراب فا ً واحففدا ً مميففزا ً ومحففددا ً‬
‫ولتكون هذه المحاريب أمكنة ُيتعبد بها لله فما أورده القرآن الكريم فففي‬
‫قوله تعالى‪) :‬ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن‬
‫أمرنا نذقه من عذاب السعير يعملون له ما يشاء مففن محففاريب وتماثيففل‬
‫وجفان كالجواب وقدور راسيات(‪" .‬سورة سبأ‪ 12 ،‬ف ‪ "13‬ينفي تماما ً ما‬
‫أوردته التوراة من بناء ما يسمى هيكففل سففليمان‪ :‬انظرالقففرآن والتففوراة‬
‫حسن الباشا ‪344-324‬بتصرف‪ -‬وقد ثبت أن سليمان ‪ À‬هو الففذي أكمففل‬
‫بناء المسجد القصى كما رواه النسائي من حديث عبد الله بن عمرو بن‬
‫ً‬
‫العاص مرفوعا))أن سليمان لما بنى بيت المقدس سأل الله تعالى خلل‬
‫ً‬
‫ثلثا((الحديث ‪..‬و صححه ابن حجر في فتح الباري ج ‪/6‬ص ‪408‬‬
‫ا‬
‫من الطريف أن التور ة تذكر أن )الملففك سففليمان( ‪-‬وليففس النففبي‪ -‬صففرف‬
‫في بنائه سبع سنين وقام بالعمل فيه ثلثون ألف رجففل و ‪ 80‬ألفففا كففانوا‬
‫يقطعون الحجارة و ‪ 70‬ألفففا يحملونهففا ‪،‬وعلففى رؤوس هففؤلء كففان يوجففد‬
‫‪ 3300‬وكيل‪ ،‬أي أن مجموع من شففارك فففي البنففاء بلففغ نحففو ‪ 184‬ألففف‬
‫شخص على مدى سبع سنوات لكي يبنوا هيكل ً طوله ‪ 60‬ذراعا ً وعرضففه‬
‫عشرون وارتفاعه ثلثون بحسب وصف التوراة‪ ،‬أي أن أبعاده ‪ 31‬ضرب‬
‫‪ 10، 5‬ضرب ‪15‬متر هذا يساوي ‪ 325‬مترا ً مربعا ً فقط وهذه مساحة ل‬
‫تحتاج لكل هذا الطاقم الكبير ولكنه التحريففف السففامج‪ ،‬ومففا زال اليهففود‬
‫منذ احتللهففم للرض المباركففة ينقبففون عففن "هيكففل الففرب" وهففو قففدس‬
‫القداس لدى اليهود قاطبة‪ ،‬وحتى الن لم يكتشففف اليهففود أي أثففر لهففذا‬
‫الهيكل السطوري‪ .‬ولن يكتشفففوه لنففه ل حقيقففة لفففه‪ ،‬ثففم ينفففذوا أقففذر‬
‫خططهم والتي يعملون عليها بجد وهففي هففدم المسففجد القصففى وإقامففة‬
‫الهيكل مكانه‪ -‬ولمعرفة من انساق وراءفرية الهيكل مففن المففؤلفين فففي‬
‫الدراسات اليهودية انظركتاب )خطر التوراة علففى الكتففاب المحففدثين( د‬
‫فضل العماري فقد أفاد وأجاد‬

‫‪388‬‬
‫ري‬‫جف ِ‬
‫ح تَ ْ‬ ‫ه الّري َ‬ ‫خْرَنا ل َ ُ‬ ‫وذلك بتقييدهم بالغلل‪ .‬قال الله تعالى‪} :‬فَ َ‬
‫س ّ‬
‫ن كُ ّ‬ ‫خاء حي ُ َ‬ ‫َ‬
‫ص‬
‫وا ٍ‬‫ل ب َّناء وَغ َ ف ّ‬ ‫طي َ‬ ‫ب = ‪َ 36‬وال ّ‬
‫شَيا ِ‬ ‫صا َ‬ ‫ثأ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫مرِهِ ُر َ‬
‫ب ِأ ْ‬
‫فاد ِ = ‪] { 38‬سففورة ص‬ ‫صف َ‬ ‫َ‬
‫ن فِففي ال ْ‬
‫قّرِنيف َ‬
‫م َ‬‫ن ُ‬
‫ريف َ‬ ‫خ ِ‬
‫= ‪َ 37‬وآ َ‬
‫‪.[38-38/36‬‬
‫لنففس والطيففر‪ ،‬يجتمعففون بففأمره‬
‫أن الله سخر له الجنود مففن الجففن وا ِ‬
‫ن‬ ‫ن ال ْ ِ‬
‫جف ّ‬ ‫مف َ‬
‫جن ُففود ُه ُ ِ‬
‫ن ُ‬ ‫س فل َي ْ َ‬
‫ما َ‬ ‫ش فَر ل ِ ُ‬
‫ح ِ‬‫ويطيعففونه‪ .‬قففال تعففالى‪} :‬وَ ُ‬
‫ن = ‪] { 17‬سورة النمل ‪.[27/17‬‬ ‫عو َ‬ ‫س َوالط ّي ْرِ فَهُ ْ‬
‫م ُيوَز ُ‬ ‫لن ِ‬
‫َوا ِ‬
‫قطر ‪ -‬وهو النحاس ‪ -‬فكان النحاس يتدفق له‬‫أن الله أسال لفه عين ال ِ‬
‫مذابا ً من عين خاصةٍ كتدفق الماء‪.‬‬
‫ومن الحداث التي جرت لسليمان عليه السلم ‪ ،‬قصته مع ملكة سبأ‪،‬‬
‫كما في سورة النمل‪ .‬والله أعلم‬
‫)‪( 1‬‬
‫وحين يذكر اليهود سليمان عليففه السففلم ‪ ,‬يففذكره كففثير‬
‫منهم‪ ,‬على أنه ملففك أو سفاحر )‪ ، (2‬كمففا فففي جففرأة اليهففود‬
‫علففى رسففول اللففه صففلى اللففه عليففه وسففلم بقففولهم )أل‬
‫تعجبون لمحمد يزعم أن سليمان بن داود كففان نبي فًا! واللففه‬
‫ما كان إل ساحرًا(‬
‫وذمهم الله باتبففاعهم السففحر ثففم نسففبته إلففى نففبي اللففه‬
‫سليمان عليه السلم ‪ ,‬واختلف هل المذموم اليهففود الففذين‬
‫كانوا على عهد سليمان عليه السلم ‪ ,‬أم المعاصرين لنبينففا‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬والصواب أنه للجميع؛ "لن المتبعة‬
‫ما تلته الشياطين في عهففد سففليمان عليففه السففلم وبعففده‬
‫إلى أن بعث الله نبيه صلى الله عليه وسففلم بففالحق وأمففر‬

‫‪ () 1‬ملخصا مففن تاريففخ الطففبري ‪ 1/287‬ومففا بعففدها وتارييففخ دمشففق لبففن‬


‫عساكر ‪ 22/220‬والبداية والنهاية لبن كير ‪.2/18‬‬
‫‪ () 2‬كما في بعض نصففوص التففوراة انظففر القففران والتففوراة حسففن البففاش‬
‫‪ 1/340‬قال ابن تيمية‪ :‬فففإن كففثيرا مففن اليهففود والنصففارى يطعنففون فيففه‬
‫منهم من يقول كان ساحرا وأنه سحر الجففن بسففحره ومنهففم مففن يقففول‬
‫سقط عن درجة النبوة فيجعلونه حكيما ل نبيا )الجواب الصففحيح ج ‪/3‬ص‬
‫‪7(38‬قال ابن كثير‪):‬وفيهم طائفة ل يعتقففدون نبففوة سففليمان ‪ (.À‬تفسففير‬
‫ابن كثير ) ‪( 7/60‬‬

‫‪389‬‬
‫السحر لم يزل في اليهود‪ ..‬وكل متبففع مففا تلتففه الشففياطين‬
‫على عهد سليمان من اليهود داخل في معنى الية‪(1) ".‬‬
‫ن‬ ‫س فل َي ْ َ‬
‫ما َ‬ ‫مل ْ ف ِ‬
‫ك ُ‬ ‫ن ع َل َففى ُ‬
‫طي ُ‬ ‫ما ت َت ُْلوا ْ ال ّ‬
‫شَيا ِ‬ ‫قال تعالى‪َ} :‬وات ّب َُعوا ْ َ‬
‫حَر‬‫سف ْ‬‫س ال ّ‬
‫ن الن ّففا َ‬ ‫مففو َ‬‫فُروا ْ ي ُعَل ّ ُ‬‫ن كَ َ‬
‫طي َ‬
‫شْيا ِ‬‫ن ال ّ‬ ‫ن وَل َك ِ ّ‬ ‫ما ُ‬‫سل َي ْ َ‬‫فَر ُ‬ ‫ما ك َ َ‬
‫وَ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫حد ٍ‬
‫نأ َ‬ ‫م ْ‬
‫ن ِ‬ ‫ما ي ُعَل ّ َ‬
‫ما ِ‬ ‫ت وَ َ‬ ‫ماُرو َ‬ ‫ت وَ َ‬‫هاُرو َ‬ ‫ن ب َِباب ِ َ‬
‫ل َ‬ ‫ل ع ََلى ال ْ َ َ‬
‫ملك َي ْ ِ‬ ‫ما أنزِ َ‬ ‫وَ َ‬
‫ن فِت ْن ٌَة فَل َ ت َك ُْف ْْر{ ]سورة البقرة ‪[2/102‬‬ ‫ح ُ‬ ‫ما ن َ ْ‬‫قول َ إ ِن ّ َ‬‫حّتى ي َ ُ‬ ‫َ‬
‫فاليهود لما نبذوا كتاب اللففه اتبعففوا مففا تتلففو الشففياطين‬
‫وتختلففق مففن السففحر علففى ملففك سففليمان حيففث أخرجففت‬
‫الشياطين للناس السحر وزعموا أن سليمان عليه السففلم‬
‫كان يستعمله وبه حصل له الملك العظيم‪ ،‬وهففم كذبففة فففي‬
‫فففَر‬ ‫مففا ك َ َ‬‫ذلففك فلففم يسففتعمله سففليمان بففل نزهففه اللففه }وَ َ‬
‫ن‬‫طي َ‬‫ش فْيا ِ‬ ‫ن ال ّ‬‫ن{ أي بتعلم السففحر فلففم يتعلمففه }وَل َك ِف ّ‬ ‫س فل َي ْ َ‬
‫ما ُ‬ ‫ُ‬
‫حَر{ من إضللهم وحرصهم‬ ‫س ْ‬
‫س ال ّ‬
‫ن الّنا َ‬ ‫فُروا ْ{ بذلك}ي ُعَل ّ ُ‬
‫مو َ‬ ‫كَ َ‬
‫على إغواء بني آدم‪ ،‬وكذلك اتبع اليهود السحر الففذي أنففزل‬
‫على الملكين الكائنين بأرض بففابل مففن أرض العففراق أنففزل‬
‫عليهما السففحر امتحانفا ً وابتلء مففن اللففه لعبففاده فيعلمففانهم‬
‫السحر‪ ،‬وما يعلمان مففن أحففد حففتى ينصففحاه ويقففول‪} :‬إ ِن ّ َ‬
‫مففا‬
‫ن فِت ْن ٌَة فَل َ ت َك ُْف ْْر{ أي ل تتعلم السففحر فففإنه كفففر‪ ،‬فينهيففانه‬ ‫ح ُ‬ ‫نَ ْ‬
‫عن السحر ويخبرانه عن مرتبته فتعليم الشففياطين للسففحر‬
‫على وجه التففدليس والضففلل‪ ،‬ونسففبته وترويجففه إلففى مففن‬
‫برأه الله منه وهو سليمان عليففه السففلم وتعليففم الملكيففن‬
‫امتحانا ً مففع نصففحهما لئل يكففون لهففم حجففة‪ ،‬فهففؤلء اليهففود‬
‫يتبعون السحر الذي تعلمه الشياطين والسحر الذي يعلمففه‬
‫الملكان‪ ،‬فتركوا علم النبياء والمرسلين وأقبلوا على علففم‬
‫الشياطين‪ ،‬وكل يصبو إلى ما يناسبه‪(2) .‬‬
‫وصرح في الية بتسمية مففن يعلففم النففاس السففحر فففي‬
‫مدينة بابل‪ :‬أنهما هاروت وماروت وليس غيرهما كما يزعم‬
‫بعض اليهود‪" ،‬لن سحرة اليهود فيما ذكففر كففانت تزعففم أن‬
‫اللففه أنففزل السففحر علففى لسففان جففبريل وميكففائيل عليهمففا‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ج ‪/1‬ص ‪ 448‬باختصار‬


‫‪ () 2‬تفسير السعدي ج ‪/1‬ص ‪ 61‬بتصرف‬

‫‪390‬‬
‫السلم إلى سليمان بن داود عليففه السففلم ‪ .‬فأكففذبها اللففه‬
‫بذلك وأخبر نبيه محمدا ً صلى الله عليففه وسففلم أن جبريففل‬
‫وميكائيل لم ينزل بسحر قط‪ ،‬وبففرأ سففليمان عليففه السففلم‬
‫ممففا نحلففوه مففن السففحر‪ ،‬فففأخبرهم أن السففحر مففن عمففل‬
‫الشياطين‪ ،‬وأنها تعلم النففاس ببابففل‪ ،‬وأن الففذين يعلمففونهم‬
‫ذلففك رجلن اسففم أحففدهما هففاروت واسففم الخففر مففاروت؛‬
‫فيكففون هففاروت ومففاروت علففى هففذا التأويففل ترجمففة علففى‬
‫الناس وردا ً عليهم‪(1) ".‬‬
‫ويلحظ في اليففة أنهففا نفففت الكفففر عففن سففليمان عليففه‬
‫السلم وليس السحر؟ ولم يصفه أحد بالكفر صراحة‪.‬‬
‫والسففبب ‪ -‬واللففه أعلففم ‪ -‬أن الشففياطين كففانوا ينسففبون‬
‫السحر لسليمان عليه السلم فيحسففنونه للنففاس فيقبلففون‬
‫عليه‪,‬كما أنها تجعففل بعضففهم يكرهففه لجففل ذلففك ويعتففبرونه‬
‫ل‪ ,‬ولذلك نفى الله الكفر عففن سففليمان لنففه‬ ‫ساحرا ً ل رسو ً‬
‫نتيجة السحر وهو ليس بساحر كما تفتري عليه اليهود‪.‬‬
‫وأما تفاصففيل القصففة المففذكورة فففي مففن يعلففم النففاس‬
‫السحر فقد قال ابن كثير رحمه الله ‪" :‬وقد روي في قصففة‬
‫هاروت وماروت عن جماعة من التابعين كمجاهد والسففدي‬
‫والحسن البصري وقتادة وأبي العالية والزهري والربيع بففن‬
‫أنس ومقاتل بن حيان وغيرهم وقصها خلق من المفسرين‬
‫من المتقدمين والمتأخرين وحاصلها راجع في تفصيلها إلى‬
‫أخبففار بنففي إسففرائيل إذ ليففس فيهففا حففديث مرفففوع صففحيح‬
‫متصل السناد إلففى الصففادق المصففدوق المعصففوم الففذي ل‬
‫ينطق عن الهوى‪ ،‬وظاهر سياق القرآن إجمال القصففة مففن‬
‫غير بسط ول إطناب فنحن نؤمن بما ورد في القرآن علففى‬
‫ما أراده الله تعالى والله أعلم بحقيقة الحال‪(2) ".‬‬
‫ما ورد في فتنة سليمان‬
‫صففة فتنففة سففليمان عليففه‬‫عففرض القففرآن الكريففم لق ّ‬
‫السلم ‪ ،‬وإلقاء الجسد على كرسففيه‪ ،‬وذلففك فففي قولفففه‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ج ‪/1‬ص ‪455‬‬
‫‪ () 2‬تفسير ابن كثير ج ‪/1‬ص ‪142‬‬

‫‪391‬‬
‫سففدا ً ث ُف ّ‬
‫م‬ ‫ج َ‬
‫س في ّهِ َ‬ ‫ن وَأ َل ْ َ‬
‫قي ْن َففا ع َل َففى ك ُْر ِ‬ ‫س فل َي ْ َ‬
‫ما َ‬ ‫تعالى‪} :‬وَل َ َ‬
‫قد ْ فَت َّنا ُ‬
‫ب = ‪] { 34‬سففورة ص ‪ 38/34‬وعلففى كففثرة الثففار‬ ‫َ‬
‫أن َففا َ‬
‫الواردة عن السلف فففي ماهيففة هففذه الفتنففة إل أنففه لففم‬
‫يثبت بخبرٍ صحيح المر الذي فتن اللففه بففه سففليمان‪ ،‬ول‬
‫دا{‪ .‬وقد‬ ‫س ً‬
‫ج َ‬
‫سي ّهِ َ‬ ‫المراد من قوله تعالى‪} :‬وَأ َل ْ َ‬
‫قي َْنا ع ََلى ك ُْر ِ‬
‫ذكففر المفسففرون عففدة وجففوه يحتملهففا النففص‪ ،‬ولكففن ل‬
‫سبيل إلى الجزم بواحد منها‪ ،‬وحكوا في ذلففك قصص فا ً ل‬
‫أصل لها! )‪(1‬‬
‫وقد استأنس بعض المفسرين في شرح المففراد مففن‬
‫هذه الية بما جاء في الحديث الصحيح عن النففبي صففلى‬
‫اللففه عليففه وسففلم ‪)) :‬أن سففليمان عليففه السففلم قففال‪:‬‬
‫ن الليلففة علففى سففبعين امففرأة تففأتي كففل واحففدة‬ ‫لطففوف ّ‬
‫بفارس يجاهد في سبيل الله تعالى‪ ،‬ولففم يقففل إن شففاء‬
‫الله‪ ،‬فطاف عليهن فلم تحمففل إل امففرأة واحففدة جففاءت‬
‫بشق رجل‪ .‬قال صلى الله عليه وسلم ‪ :‬والذي نفسففي‬
‫بيده لو قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانا ً‬
‫أجمعون‪(2) ((.‬‬

‫‪ () 1‬قال ابن كثير عن رواية ابن عباس ) إسففناده إلففى ابففن عبففاس قففوي ‪،‬‬
‫ولكففن الظففاهر أنففه إنمففا تلقففاه ابففن عبففاس ‪ -‬إن صففح عنففه ‪ -‬مففن أهففل‬
‫الكتاب ‪ ..‬وكلها متلقاة من قصص أهل الكتاب ‪ .‬واللففه أعلففم بالصففواب (‬
‫اهف تفسففير ابففن كففثير ) ‪ . ( 7/60‬ويففدل عليففه مففا أورده السففيوطي فففي‬
‫تفسيره قال السيوطي ‪:‬أخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن ابن عبففاس ‪ù‬‬
‫)قال أربع آيات من كتاب الله لم أدر مففا هففي حففتى سففألت عنهففن كعففب‬
‫ف‬
‫الحبار ‪ ...‬وسألته عن قول ه }وألقينا على كرسيه جسدا ثم أنففاب{ قففال‬
‫الشيطان أخذ خاتم سليمان ‪ À‬الذي فيه ملكه فقذف به في البحر فوقففع‬
‫في بطن سمكة فانطلق سليمان يطوف إذ تصففدق عليففه بتلففك السففمكة‬
‫فاشففتواها فأكلهففا فففإذا فيهففا خففاتمه فرجففع إليففه ملكففه ‪-‬الففدر المنثففور ‪-‬‬
‫السيوطي ج ‪/7‬ص ‪180‬وتفسير عبد الرزاق ج ‪/3‬ص ‪165‬‬
‫‪ () 2‬رواه البخاري فففي سففتة مواضففع بففاختلف يسففير رقففم ‪ 3424‬ومسففلم‬
‫‪ 1654‬قال الشنقيطي’ ‪-‬بعد استشهاده بالحديث‪ ):-‬فتنة سففليمان كففانت‬
‫بسبب تركه قوله إن شاء الله وأنففه لففم يلففد مففن تلففك النسففاء إل واحففدة‬
‫نصف إنسان وأن ذلك الجسد الذي هو نصف إنسان هو الذي ألقي علففى‬
‫كرسيه بعد موته( ‪-‬أضواء البيان ‪(3/254) -‬‬

‫‪392‬‬
‫فلعل المراد من فتنة سففليمان عليففه السففلم ابتلؤه‬
‫بما آتاه اللففه مففن ملففك عظيففم‪ ،‬ونسففاء كففثيرات حففرائر‬
‫وإمففاء‪ ،‬وتمنيففه أن يكففون لففه مففن صففلبه أولد كففثيرون‬
‫يقففاتلون فففي سففبيل اللففه‪ ، ،‬ونسففيانه تعليففق ذلففك علففى‬
‫مشيئة الله تعالى‪ ،‬وذلك إذ أخذ على نفسففه أن يطففوف‬
‫في ليلة واحدة علففى عففدد كففبير مففن نسففائه‪ ،‬تففأتي كففل‬
‫واحدة منهن بفارس يجاهد في سبيل الله‪ ،‬وتجاوز بذلك‬
‫حففدود بشففريته‪ ،‬ونسففي أن يفففوض تحقيففق المففر إلففى‬
‫مشيئة الله تعالى‪ ،‬فجوزي على هذا بأن النساء اللففواتي‬
‫طاف عليهففن لففم يحملففن منففه إل امففرأة واحففدة جففاءت‬
‫بشق رجل‪ .‬قالوا‪ :‬فلعل هذا الشق هو المراد من قففوله‬
‫قينففا ع ََلففى ك ُرسففيه جسففدا ً ث ُف َ‬ ‫َ‬
‫ب = ‪{ 34‬‬ ‫م أَنففا َ‬
‫ّ‬ ‫ْ ِ ّ ِ َ َ‬ ‫تعففالى‪} :‬وَأل ْ َ ْ َ‬
‫]سورة ص ‪ ،[38/34‬فلما رأى سليمان ذلففك رجففع إلففى‬
‫مْلك فا ً ل ّ َينب َغِففي‬
‫ب ل ِففي ُ‬
‫فْر ل ِففي وَهَ ف ْ‬ ‫ربه وأناب‪ ،‬وقال‪َ} :‬ر ّ‬
‫ب اغ ْ ِ‬
‫ل َح فد م فن بع فدي إن ف َ َ‬
‫ب = ‪] { 35‬سففورة ص‬ ‫ت ال ْوَهّففا ُ‬ ‫ك أن ف َ‬ ‫َ ٍ ّ ْ َ ْ ِ ِّ‬
‫‪(1) [38/35‬‬
‫تنبيه‬
‫وردت آثار كثيرة في ذكر جملة من أنبياء بنففي إسففرائيل‬
‫عليهم السلم مثل )إلياس‪ ,‬شمويل‪ ,‬إرميا‪ ,‬أشعيا( وهنففاك‬
‫اختلف كبير في تسميتهم‪ ,‬وثبوت ما يرد في حقهففم و هففذا‬
‫ت مففن‬‫من السرائيليات‪,‬كما قال ابن كثير عقب نقله فقففرا ٍ‬
‫هذه الّروايات عن بعض النبياء ‪" :‬ففي هذا نظٌر‪ ،‬وهو مففن‬
‫ن‬ ‫ذب‪ ،‬بففل ال ّ‬
‫ظففاهر أ ّ‬ ‫دق ول تكفف ّ‬
‫السففرائيلّيات الففتي ل تصفف ّ‬
‫ً‬
‫‪ () 1‬الروايات الكففثيرة الففتي أوردهففا الطففبري ’ مكتفيففا باسففنادها مففن غيففر‬
‫تعليق على ما احتوته من نكارة متنها‬
‫ح منهففا ليخرجهففا عففن كونهففا مففن‬ ‫كمففا لففم يثبففت أغلبهففا سففندًا‪ ،‬ومففا صفف ّ‬
‫ل هذه الّروايات مأخوذة ٌ عن أهل الكتاب كمففا ق فّرر ذلففك‬ ‫السرائلّيات وك ّ‬
‫ن كثيرٍ ’ في تفسففيره )‪ (4/40‬حيففث قففال ‪)):‬وقففد ُرِويففت هففذه‬ ‫الحاف ُ‬
‫ظ اب ُ‬
‫قاةٌ من قصففص أهففل‬ ‫سلف ‪...è‬وكّلها متل َ ّ‬ ‫ولة عن جماعة من ال ّ‬ ‫صة مط ّ‬ ‫الق ّ‬
‫الكتاب((اهف‪ .‬وانظر‪ :‬تاريخه ‪: .(341-2/340‬وقال ابن حزم) وهففذه كّلهففا‬
‫ح إسنادها قط( الفصل) ‪ (4/20‬وتوسع‬ ‫خرافات موضوعة مكذوبة لم يص ّ‬
‫في ردها ابوشهبةفي السرائيليات ص ‪270‬‬

‫‪393‬‬
‫ة‪ .‬والّله أعلففم" )‪ (1‬وقففد أعرضففت عففن إيرادهففا‪,‬‬
‫حَتها بعيد ٌ‬
‫ص ّ‬
‫ِ‬
‫اكتفاًَء بذكر أهم ما ورد عن أبرز أنبياء بني إسرائيل وكيففف‬
‫عاملهم قومهم )‪ , (2‬والموضوع يطول لففو استقصففي وفيمففا‬
‫ذكر ‪ -‬مع التقصير‪ -‬دال على غيره والله أعلم‪.‬‬

‫‪ () 1‬البداية والنهاية تاريخه) ‪(2/274‬‬


‫‪ () 2‬وأما ما يوردونه في التوراة في حق النبياء من المففور الشففنيعة )مففن‬
‫زنا وسففكر وقتففل وكففذب وخففداع(كففالتي ذكرنففا بعضففها عنففد الكلم علففى‬
‫تحريفهم للتففوراة فيكفففي فففي ردهففا انهففا تنففادي علففى نفسففها بففالتحريف‬
‫والكذب وعدم توقير انبياء الله صلوات الله وسلمه عليهم للتوسع انظر‬
‫بذل المجهود في افحام اليهود الذي كان من كبار احبارهم ثم اسلم‬

‫‪394‬‬
‫الفصل الخامس ‪ :‬الثار الواردة في عقيففدة اليهففود فففي اليمففان بففاليوم‬
‫الخر‪.‬‬
‫الثار‪:‬‬
‫المبحث الول ‪ :‬وروده في شريعتهم‪:‬‬
‫َ‬
‫ما أك َْرهْت ََنففا ع َل َْيفف ِ‬
‫ه‬ ‫خ َ‬
‫طاَياَنا وَ َ‬ ‫فَر ل ََنا َ‬‫مّنا ب َِرب َّنا ل ِي َغْ ِ‬
‫قولفه تعالى‪} :‬إ ِّنا آ َ‬
‫َ‬
‫قى = ‪] { 73‬سورة طفه ‪[20/73‬‬ ‫خي ٌْر وَأب ْ َ‬
‫ه َ‬‫حرِ َوالل ّ ُ‬ ‫س ْ‬‫ن ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫‪ - 18269-457‬حدثنا ابن حميد‪ ،‬قال‪ :‬ثنفا سفلمة‪ ،‬عفن ابفن إسفحاق‬
‫قى{ خير منك ثوابًا‪ ،‬وأبقى عذابًا‪(1) .‬‬ ‫خي ٌْر وَأ َب ْ َ‬‫ه َ‬ ‫}َوالل ّ ُ‬
‫‪ - 18270-458‬حدثنا القاسم‪ ،‬قال‪ :‬ثنا الحسين‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففي حجففاج‪،‬‬
‫عن أبي معشر‪ ،‬عن محمد بن كعب‪ ،‬ومحمد بن قيس في قول الله‪:‬‬
‫قى{ قال‪ :‬خيرا ً منك إن أطيع‪ ،‬وأبقففى منففك عففذابا ً إن‬ ‫خي ٌْر وَأ َب ْ َ‬‫ه َ‬ ‫}َوالل ّ ُ‬
‫عصي‪(2) .‬‬
‫‪ - 18271-459‬حدثنا القاسم‪ ،‬قال‪ :‬ثنا الحسين‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففي حجففاج‪،‬‬
‫ْ‬
‫ت‬‫حا ِ‬ ‫صفال ِ َ‬
‫ل ال ّ‬ ‫مف َ‬ ‫منفا ً َقفد ْ ع َ ِ‬
‫مؤ ْ ِ‬
‫ن َيفأت ِهِ ُ‬‫مف ْ‬ ‫عن ابن جريج‪ ،‬ففي قفوله‪} :‬وَ َ‬
‫ت ال ْعَُلى{ ]سورة طفه ‪ [20/75‬قال‪ :‬عدن‪(3) .‬‬ ‫جا ُ‬ ‫م الد َّر َ‬ ‫فَأ ُوْل َئ ِ َ‬
‫ك ل َهُ ُ‬

‫‪ ()1‬تفسير ابن كثير ) ‪( 160 / 3‬‬


‫إسناده ضعيف‪.‬‬
‫‪ ()2‬تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 587 / 5‬تفسير ابن كثير ) ‪( 160 / 3‬‬
‫‪ - ()3‬تفسير الطبري ) ‪( 190 / 16‬‬

‫‪395‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬زعمهم أن ذنوبهم مغفورة في الخرة‬
‫ْ‬
‫ن‬ ‫ذو َ‬ ‫خف ُ‬ ‫ب ي َأ ُ‬ ‫ف وَرِث ُففوا ال ْك ِت َففا َ‬ ‫خل ْف ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ن ب َعْد ِه ِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫خل َ َ‬ ‫قولفه تعالى‪} :‬فَ َ‬
‫ن‬‫فُر ل ََنففا وَإ ِ ْ‬ ‫سففي ُغْ َ‬‫ن َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫فُر ل ََنا وَي َ ُ‬ ‫سي ُغْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫ذا ال َد َْنى وَي َ ُ‬ ‫ض هَ َ‬ ‫ع ََر َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫نل‬ ‫بأ ْ‬ ‫ميث َففاقُ ال ْك َِتففا ِ‬ ‫م ِ‬ ‫خذ ْ ع َل َي ِْهفف ْ‬‫م ي ُؤ ْ َ‬ ‫ذوه ُ أل َ ْ‬ ‫خ ُ‬ ‫ه ي َأ ُ‬ ‫مث ْل ُ ُ‬ ‫ض ِ‬ ‫م ع ََر ٌ‬ ‫ي َأت ِهِ ْ‬
‫خي ْفٌر‬ ‫خ فَرة ُ َ‬ ‫داُر ال ِ‬ ‫مففا ِفيفهِ َوالف ّ‬ ‫سففوا َ‬ ‫حقّ وَد ََر ُ‬ ‫قوُلوا ع ََلى الل ّهِ إ ِل ّ ال ْ َ‬ ‫يَ ُ‬
‫َ‬
‫ن = ‪] { 169‬سورة العراف ‪[7/169‬‬ ‫قُلو َ‬ ‫ن أَفل ت َعْ ِ‬ ‫قو َ‬ ‫ن ي َت ّ ُ‬ ‫ذي َ‬‫ل ِل ّ ِ‬
‫‪ - 11902-460‬حففدثني محمففد بففن الحسففين‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا أحمففد بففن‬
‫م‬
‫ن ب َعْفد ِه ِ ْ‬ ‫مف ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫خل َف َ‬ ‫المفضل‪ ،‬قال‪ :‬ثنا أسباط‪ ،‬عن السدي‪ ،‬قففوله‪} :‬فَ َ‬
‫ه{ قففال‪ :‬كففانت بنففو إسففرائيل ل‬ ‫ما ِفي ف ِ‬ ‫سوا َ‬ ‫ف{‪ ..‬إلى قوله‪} :‬وَد ََر ُ‬ ‫خل ْ ٌ‬ ‫َ‬
‫يستقضون قاضيا إل ارتشى في الحكم‪ .‬وإن خيارهم اجتمعففوا فأخففذ‬
‫بعضهم على بعففض العهففود أن ل يفعلففوا ول يرتشففوا‪ ،‬فجعففل الرجففل‬
‫منهم إذا استقضي ارتشى‪ ،‬فيقال له‪ :‬ما شأنك ترتشي في الحكففم؟‬
‫فيقول‪ :‬سيغفر لي! فيطعن عليه البقية الخرون مففن بنففي إسففرائيل‬
‫فيما صنع‪ .‬فإذا مات أو نزع‪ ،‬وجعففل مكففانه رجففل ممففن كففان يطعففن‬
‫عليه فيرتشي‪ ،‬يقول‪ :‬وإن يأت الخرين عففرض الففدنيا يأخففذوه‪ .‬وأمففا‬
‫عرض الدنى‪ ،‬فعرض الدنيا من المال‪(1) .‬‬
‫‪ - 11903-461‬حدثني محمد بن سعد‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففي أبففي‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففي‬
‫عمي‪ ،‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابففن عباسف رضففي اللففه عنهمففا ‪،‬‬
‫ْ‬
‫ذا‬ ‫ض هَ ف َ‬ ‫ن ع َفَر َ‬ ‫ذو َ‬ ‫خف ُ‬ ‫ب ي َأ ُ‬ ‫ف وَرِث ُففوا ال ْك ِت َففا َ‬ ‫خل ْ ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ن ب َعْد ِه ِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫خل َ َ‬ ‫قوله‪} :‬فَ َ‬
‫فُر ل ََنا{ يقول‪ :‬يأخذون ما أصففابوا‪ ،‬ويففتركون مففا‬ ‫سي ُغْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫ال َد َْنى وَي َ ُ‬
‫شاؤوا من حلل أو حرام‪ ،‬ويقولون‪ :‬سيغفر لنا‪(2) .‬‬
‫‪ - 11904-462‬وحدثني يونس‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا ابففن وهففب‪ ،‬قففال‪ :‬قففال‬
‫ذا ال َد َْنى{ قال‪ :‬الكتففاب الففذي‬ ‫ض هَ َ‬ ‫ن ع ََر‬ ‫خ ُ‬ ‫ْ‬
‫َ‬ ‫ذو َ‬ ‫ابن زيد‪ ،‬في قوله‪} :‬ي َأ ُ‬
‫ْ‬
‫م‬‫ن ي َفأت ِهِ ْ‬ ‫فُر ل َن َففا{ ل نشففرك بفالله شففيئا‪} .‬وَإ ِ ْ‬ ‫سفي ُغْ َ‬ ‫كتبوه‪ ،‬ويقولففون‪َ } :‬‬
‫ذوهُ{ يأتهم المحق برشوة‪ ،‬فيخرجوا له كتاب الله ثم‬ ‫خ ُ‬ ‫عرض مث ْل ُ ْ‬
‫ه ي َأ ُ‬ ‫َ َ ٌ ِ ُ‬
‫يحكموا له بالرشففوة‪ .‬وكففان الظففالم إذا جففاءهم برشففوة أخرجففوا لففه‬
‫المثنففاة‪ ،‬وهففو الكتففاب الففذي كتبففوه‪ ،‬فحكمففوا لففه بمففا فففي المثنففاة‬
‫َ‬
‫م‬ ‫بالرشوة‪ ،‬فهو فيها محق‪ ،‬وهو في التوراة ظففالم‪ ،‬فقففال اللففه‪} :‬أل َف ْ‬
‫َ‬
‫ما‬ ‫سوا َ‬ ‫حقّ وَد ََر ُ‬ ‫قوُلوا ع ََلى الل ّهِ إ ِل ّ ال ْ َ‬ ‫ن ل يَ ُ‬ ‫بأ ْ‬ ‫ميَثاقُ ال ْك َِتا ِ‬ ‫م ِ‬ ‫خذ ْ ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫ي ُؤ ْ َ‬
‫ه { )‪( 3‬‬ ‫ِفي ِ‬
‫‪ ()1‬تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 594 / 3‬تفسير ابن كثير ) ‪ ( 261 / 2‬حسنه‬
‫في التفسير الصحيح )‪(2/281‬‬
‫‪ ()2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 107 / 9‬تفسير الدر المنثور ) ‪ ( 593 / 3‬إسناده‬
‫ضعيف‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 107 / 9‬تفسير القرطبي ) ‪( 312 / 7‬‬

‫‪396‬‬
397
‫إيمانهم بالموت والبعث‬ ‫المبحث الثالث ‪:‬‬
‫ها{ ]سففورة‬ ‫سففا َ‬‫مْر َ‬ ‫ن ُ‬
‫َ‬
‫سففاع َةِ أي ّففا َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ك ع َف ِ‬ ‫س فأ َُلون َ َ‬ ‫قوله تعففالى‪} :‬ي َ ْ‬
‫العراف ‪[7/187‬‬
‫‪ - 11999-463‬حدثنا أبو كريب‪ ،‬قال‪ :‬ثنا يونس بن بكيففر‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا‬
‫محمد بن إسحاق‪ ،‬قال‪ :‬ثني محمففد بففن أبففي محمففد مففولى زيففد بففن‬
‫ثابت‪ ،‬قال‪ :‬ثني سعيد بن جبير أو عكرمففة‪ ،‬عففن ابففن عباس ف رضففي‬
‫الله عنهما ‪ ،‬قال‪ :‬قال حمل بن أبي قشير وسمول بن زيففد لرسففول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬يا محمد أخبرنا مففتى السففاعة إن كنففت‬
‫ن‬ ‫ك عَ ِ‬ ‫سأ َُلون َ َ‬‫نبيا كما تقول‪ ،‬فإنا نعلم متى هي ! فأنزل الله تعالى‪} :‬ي َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫عند َ َرّبي{‪ ..‬إلى قففوله‪} :‬وَلك ِف ّ‬ ‫مَها ِ‬ ‫عل ْ ُ‬‫ما ِ‬ ‫ل إ ِن ّ َ‬‫ها قُ ْ‬ ‫سا َ‬ ‫مْر َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ساع َةِ أّيا َ‬ ‫ال ّ‬
‫ن{ ) (‬
‫‪1‬‬
‫مو َ‬ ‫س ل َ ي َعْل َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫أ َك ْث ََر الّنا‬
‫قولفه تعالى‪} :‬ول َتجدنه َ‬
‫ن‬ ‫ن ال ّف ِ‬
‫ذي َ‬ ‫مف ْ‬‫حي َففاةٍ وَ ِ‬ ‫س ع َل َففى َ‬ ‫ص الّنا ِ‬ ‫حَر َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫َ َ ِ َُّ ْ‬
‫َ‬
‫مُر أل ْف َ‬ ‫َ‬ ‫أَ ْ‬
‫ن‬
‫مف ْ‬ ‫ح فه ِ ِ‬ ‫ح زِ ِ‬‫مَز ْ‬ ‫مففا هُفوَ ب ِ ُ‬ ‫سفن َةٍ وَ َ‬ ‫ف َ‬ ‫م ل َوْ ي ُعَ ّ‬ ‫حد ُهُ ْ‬ ‫كوا ي َوَد ّ أ َ‬ ‫شَر ُ‬
‫َ‬
‫ن = ‪] { 96‬سورة البقرة‬ ‫مُلو َ‬ ‫ما ي َعْ َ‬‫صيٌر ب ِ َ‬ ‫ه بَ ِ‬ ‫مَر َوالل ّ ُ‬ ‫ن ي ُعَ ّ‬ ‫بأ ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ال ْعَ َ‬
‫‪[2/96‬‬
‫‪ - 1318-464‬حدثنا ابن حميد‪ ،‬قال‪ :‬ثنا سلمة‪ ،‬قال‪ :‬ثنا ابن إسحاق‪،‬‬
‫قال‪ :‬حدثني محمد بن أبي محمد فيما يروي أبففو جعفففر‪ ،‬عففن سففعيد‬
‫م‬‫جفد َن ّهُ ْ‬ ‫بن جبير أو عكرمة‪ ،‬عن ابن عباس رضففي اللففه عنهمففا ‪} :‬وَل َت َ ِ‬
‫كوا{ وذلففك أن المشففرك ل‬ ‫شَر ُ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬‫م ْ‬ ‫حَياةٍ وَ ِ‬ ‫س ع ََلى َ‬ ‫ص الّنا ِ‬ ‫حَر َ‬ ‫أ ْ‬
‫َ‬
‫يرجو بعثا بعد الموت فهو يحب طول الحياة‪ ،‬وأن اليهودي قد عففرف‬
‫ما له في الخرة من الخزي بما ضيع مما عنده من العلم‪(2) .‬‬
‫‪ - 1322-465‬حدثني يونس‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهففب قففال‪ :‬قففال ابففن‬
‫ف‬ ‫مُر أ َْلفف َ‬ ‫ة{ حتى بلغ‪} :‬ل َوْ ي ُعَ ّ‬ ‫حَيا ٍ‬ ‫س ع ََلى َ‬ ‫ص الّنا ِ‬ ‫حَر َ‬ ‫مأ ْ‬
‫زيد‪} :‬ول َتجدنه َ‬
‫َ َ ِ َُّ ْ‬
‫ة{ يهود أحرص من هؤلء علففى الحيففاة‪ ،‬وقففد ود هففؤلء لففو يعمففر‬ ‫سن َ ٍ‬‫َ‬
‫أحدهم ألف سنة‪( ) .‬‬
‫‪3‬‬

‫‪ - 1328-466‬حدثني محمد بن سعد‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬قال‪ :‬حدثني‬


‫عمي‪ ،‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابففن عبففاس رضففي اللففه عنهمففا ‪:‬‬
‫ب{ فهففم‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن ال ْعَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫حه ِ ِ‬‫حزِ ِ‬ ‫مَز ْ‬ ‫ما هُوَ ب ِ ُ‬ ‫سن َةٍ وَ َ‬ ‫ف َ‬ ‫مُر أ َل ْ َ‬ ‫م ل َوْ ي ُعَ ّ‬ ‫حد ُهُ ْ‬
‫َ‬
‫}ي َوَد ّ أ َ‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 137 / 9‬تفسير الدر المنثففور ) ‪- ( 619 / 3‬‬


‫تفسير ابن كثير ) ‪( 562 / 2‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ ( 108 / 9‬تفسير ابن أبي حففاتم ) ‪- ( 179 / 1‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 221 / 1‬تفسير ابن كثير ) ‪ ( 130 / 1‬إسناده‬
‫ضعيف‪.‬‬
‫‪ ()3‬تفسير الطبري ) ‪ ( 108 / 9‬تفسير ابن كثير ) ‪( 130 / 1‬‬

‫‪398‬‬
‫الذين عادوا جبريل عليه السلم ‪(1) .‬‬
‫َ‬
‫ه‬‫ب الل ّف ُ‬ ‫ضف َ‬ ‫وم فا ً غ َ ِ‬ ‫وا قَ ْ‬ ‫من ُففوا ل ت َت َوَل ّف ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫قولفه تعالى‪َ} :‬يا أي ّهَففا ال ّف ِ‬
‫ب ال ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫س ال ْك ُ ّ‬
‫قُبوِر‬ ‫حا ِ‬ ‫ص َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫فاُر ِ‬ ‫ما ي َئ ِ َ‬ ‫خَرةِ ك َ َ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫م ْ‬ ‫سوا ِ‬ ‫م قَد ْ ي َئ ِ ُ‬ ‫ع َل َي ْهِ ْ‬
‫= ‪{ 13‬‬
‫‪ -26376-467‬حدثني يونس‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ،‬قال‪ :‬قففال ابففن‬
‫ن‬
‫مف ْ‬ ‫سففوا ِ‬ ‫م قَد ْ ي َئ ِ ُ‬‫ه ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫ب الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫وما ً غ َ ِ‬ ‫وا قَ ْ‬ ‫زيد‪ ،‬في قول الله‪} :‬ل ت َت َوَل ّ ْ‬
‫ب ال ْقُُبوِر{‪ ...‬الية‪ ،‬قففال‪ :‬قففد يئس‬ ‫فار م َ‬
‫حا ِ‬ ‫ص َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫س ال ْك ُ ّ ُ ِ ْ‬ ‫ما ي َئ ِ َ‬ ‫خَرةِ ك َ َ‬ ‫ال ِ‬
‫هؤلء الكفار من أن تكون لهم آخرة‪ ،‬كمففا يئس الكففار الفذين مفاتوا‬
‫الذين في القبور من أن تكون لهم آخرة‪ ،‬لما عاينوا من أمر الخرة‪،‬‬
‫فكما يئس أولئك الكفففار‪ ،‬كففذلك يئس هففؤلء الكفففار؛ قففال‪ :‬والقففوم‬
‫الذين غضب الله عليهفم‪ ،‬يهفودهم الفذين يئسفوا مفن أن تكفون لهفم‬
‫آخرة‪ ،‬كما يئس الكفار قبلهم من أصحاب القبففور‪ ،‬لنهففم قففد علمففوا‬
‫كتاب الله وأقاموا على الكفر به‪ ،‬وما صنعوا وقد علموا‪(2) .‬‬
‫ة‬‫صف ً‬‫خال ِ َ‬ ‫عن ْفد َ الل ّفهِ َ‬ ‫خ فَرة ُ ِ‬ ‫داُر ال ِ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ت ل َك ُ ْ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ل إِ ْ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬قُ ْ‬
‫ن = ‪{ 94‬‬ ‫صففاد ِِقي َ‬ ‫م َ‬ ‫كنُتفف ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫مففوْ َ‬ ‫وا ال ْ َ‬ ‫مّنفف ْ‬‫س فَت َ َ‬ ‫ن الّنففا ِ‬ ‫دو ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫مفف ْ‬ ‫ِ‬
‫]سورة البقرة ‪[2/94‬‬
‫‪-1296-468‬حففدثنا أبففو كريففب‪ ،‬قففال‪ :‬حففدثنا عثففام بففن علففي‪ ،‬عففن‬
‫ت‬‫مو ْ َ‬ ‫وا ال ْ َ‬ ‫من ّ ْ‬‫العمش‪ ،‬عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‪} :‬فَت َ َ‬
‫ن{ قال‪ :‬لو تمنوا الموت لشرق أحدهم بريقه‪(3) .‬‬ ‫صاد ِِقي َ‬ ‫م َ‬ ‫كنت ُ ْ‬‫ن ُ‬ ‫إِ ْ‬
‫‪ - 1308-469‬حدثني القاسم‪ ،‬قال‪ :‬ثنا الحسين‪ ،‬قال‪ :‬حدثني حجاج‪،‬‬
‫ن{ وكففانت‬ ‫صففاد ِِقي َ‬ ‫م َ‬ ‫كنت ُف ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫م فو ْ َ‬‫وا ال ْ َ‬ ‫من ّف ْ‬‫عن ابففن جففريج قففوله‪} :‬فَت َ َ‬
‫اليهود أشد فرارا من الموت‪ ،‬ولم يكونوا ليتمنوه أبدًا‪(4) .‬‬

‫‪ ()1‬تفسير الطبري )‪ (1/431‬إسناده ضعيف‬


‫‪ - ()2‬تفسير الطبري ) ‪ ( 82 / 28‬مصنف ابن أبي شيبة عن عكرمة بمعناه‬
‫) ‪( 216 / 7‬‬
‫‪ ()3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 424 / 1‬تفسير ابن أبففي حففاتم ) ‪- ( 177 / 1‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 220 / 1‬تفسير ابن كثير ) ‪ ( 128 / 1‬صححه في‬
‫التفسير الصحيح )‪(1/199‬‬
‫‪ - ()4‬تفسير ابن كثير بمعناه عن الحسن ) ‪( 128 / 1‬‬

‫‪399‬‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬إيمانهم بالحساب‬
‫طارٍ ي ُؤ َد ّهِ إ ِل َي ْ َ‬‫قن َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ه بِ ِ‬ ‫من ْ ُ‬‫ن ت َأ َ‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ب َ‬ ‫ل ال ْك َِتا ِ‬ ‫ن أ هْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫قولفه تعالى‪} :‬وَ ِ‬
‫ت ع َل َْيففهِ َقاِئمففا ً‬ ‫ديَنارٍ ل ي ُؤ َد ّهِ إ ِل َي ْ َ‬ ‫ْ‬
‫م َ‬ ‫ما د ُ ْ‬ ‫ك إ ِل ّ َ‬ ‫ه بِ ِ‬ ‫من ْ ُ‬‫ن ت َأ َ‬ ‫ن إِ ْ‬‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫من ْهُ ْ‬
‫وَ ِ‬
‫ن ع َل َففى‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫قول ُففو َ‬ ‫ل وَ ي َ ُ‬ ‫سفِبي ٌ‬ ‫ن َ‬ ‫مّييف َ‬ ‫س ع َل َي ْن َففا فِففي ال ّ‬ ‫م َقاُلوا ل َي ْ َ‬ ‫ك ب ِأن ّهُ ْ‬‫ذ َل ِ َ‬
‫ن = ‪] { 75‬سورة آل عمران ‪[3/75‬‬ ‫مو َ‬ ‫م ي َعْل َ ُ‬ ‫ب و َه ُ ْ‬‫الل ّهِ ال ْك َذ ِ َ‬
‫‪ - 5744-470‬حدثنا محمد‪ ،‬قال‪ :‬ثنففا أحمففد‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا أسففباط‪ ،‬عففن‬
‫ُ‬ ‫السدي‪} :‬ذ َل َ َ‬
‫ل{ قال‪ :‬يقففال‬ ‫سِبي ٌ‬ ‫ن َ‬ ‫مّيي َ‬ ‫س ع َل َي َْنا ِفي ال ّ‬ ‫م َقاُلوا ل َي ْ َ‬ ‫ك ب ِأن ّهُ ْ‬ ‫ِ‬
‫له‪ :‬ما بالك ل تؤدي أمانتفك؟ فيقفول‪ :‬ليفس علينفا حفرج ففي أمفوال‬
‫العرب‪ ،‬قد أحلها الله لنا‪(1) .‬‬
‫‪- 5748-471‬حدثنا ابن وكيع‪ ،‬قال‪ :‬ثنا أبففي‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا سفففيان‪ ،‬عففن‬
‫أبي إسحاق‪ ،‬عن صعصعة‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبن عباس رضي الله عنهما ‪:‬‬
‫إنا نغزو أهل الكتاب‪ ،‬فنصيب من ثمارهم؟ قال‪ :‬وتقولففون كمففا قففال‬
‫ُ‬
‫ل{ )‪(2‬‬ ‫سِبي ٌ‬ ‫ن َ‬ ‫مّيي َ‬ ‫س ع َل َي َْنا ِفي ال ّ‬ ‫أهل الكتاب‪} :‬ل َي ْ َ‬
‫‪- 5749-472‬حدثنا الحسن بن يحيى‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا عبد الرزاق‪ ،‬قال‪:‬‬
‫أخبرنا معمر‪ ،‬عن أبي إسحاق الهمداني‪ ،‬عن صعصعة‪ :‬أن رجل ً سأل‬
‫ابن عباس رضي الله عنهما فقال‪ :‬إنا نصيب في الغزو ‪ -‬أو العففذق‪،‬‬
‫الشك من الحسن ‪ -‬من أموال أهل الذمففة الدجاجففة والشففاة‪ ،‬فقففال‬
‫ابن عباس‪ :‬فتقولون ماذا؟ قال نقول‪ :‬ليس علينا بذلك بففأس‪ .‬قففال‪:‬‬
‫ُ‬
‫ل{ إنهففم إذا‬ ‫سففِبي ٌ‬ ‫ن َ‬ ‫مّيي َ‬ ‫س ع َل َي َْنا ِفي ال ّ‬ ‫هذا كما قال أهل الكتاب‪} :‬ل َي ْ َ‬
‫أدوا الجزية لم تحل لكم أموالهم إل بطيب أنفسهم‪(3) .‬‬

‫‪ ()1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 318 / 3‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 244 / 2‬‬


‫‪ - ()2‬تفسير الطبري ) ‪ ( 319 / 3‬مصنف ابن أبي شيبة عن مجاهد نحوه )‬
‫‪( 504 / 6‬‬
‫‪()3‬تفسير الطبري ) ‪ ( 319 / 3‬تفسير عبد الرزاق ) ‪ - ( 124 / 1‬تفسفير‬
‫الدر المنثور ) ‪ - ( 244 / 2‬تفسير ابن كثير ) ‪( 375 / 1‬‬

‫‪400‬‬
‫المبحث الخامس ‪ :‬إيمانهم بالجنة والنار‬
‫قوله تعففالى‪} :‬وسففارعوا إلففى مغفففرة مفن ربكففم وجنففة عرضففها‬
‫السموت والرض{ ]سورة آل عمرن ‪[3/133‬‬
‫‪- 6213-473‬حدثنا مجاهد بففن موسففى‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا جعفففر بففن عففون‪،‬‬
‫أخبرنا العمش‪ ،‬عن قيس بن مسلم‪ ،‬عن طففارق بففن شففهاب‪ ،‬قففال‪:‬‬
‫جففاء رجففل مففن اليهففود إلففى عمففر _‪ ،‬فقففال‪ :‬تقولففون‪ :‬جنففة عرضففها‬
‫السموات والرض أين تكون النار؟ فقال له عمففر‪ :‬أرأيففت النهففار إذا‬
‫جاء‪ ،‬أين يكون الليل؟ أرأيت الليل إذا جاء‪ ،‬أين يكون النهار ؟ فقال‪:‬‬
‫إنه لمثلها في التوراة‪ ،‬فقال له صاحبه‪ :‬لم أخبرته؟ فقال له صاحبه‪:‬‬
‫دعه إنه بكل موقن‪(1) .‬‬
‫‪- 6214-474‬حدثني أحمد بن حازم‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا أبو نعيم‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا‬
‫جعفر بن برقان‪ ،‬قال‪ :‬ثنا يزيد بن الصففم أن رجل مففن أهففل الكتففاب‬
‫أتففى ابففن عباسف رضففي اللففه عنهمففا ‪ ،‬فقففال‪ :‬تقولففون جنففة عرضففها‬
‫السموات والرض‪ ،‬فأين النار؟ فقففال ابففن عبففاس‪ :‬أرأيففت الليففل إذا‬
‫جاء‪ ،‬أين يكون النهار؟ وإذا جاء النهار‪ ،‬أين يكون الليل؟ )‪(2‬‬
‫ن هُففودا ً أ َْو‬‫ن ك َففا َ‬ ‫ة إ ِل ّ َ‬
‫مف ْ‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫جن ّف َ‬ ‫خ َ‬ ‫قولفففه تعففالى‪} :‬وَقَففاُلوا ل َف ْ‬
‫ن ي َفد ْ ُ‬
‫ن ُ‬ ‫نصارى ت ِل ْ َ َ‬
‫ن = ‪111‬‬ ‫صاد ِِقي َ‬‫م َ‬ ‫كنت ُ ْ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫هان َك ُ ْ‬ ‫هاُتوا ب ُْر َ‬ ‫ل َ‬ ‫م قُ ْ‬ ‫مان ِي ّهُ ْ‬
‫كأ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫{ ]سورة البقرة ‪[2/111‬‬
‫‪ - 1493-475‬حدثني المثنى‪ ،‬قال‪ :‬ثنففا إسففحاق‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا ابففن أبففي‬
‫م{ قال‪ :‬أمففاني تمنففوا علففى‬ ‫جعفر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الربيع‪} :‬ت ِل ْ َ َ‬
‫مان ِي ّهُ ْ‬ ‫كأ َ‬
‫الله بغير الحق‪(3) .‬‬
‫‪ 1157-476‬حدثنا موسى‪ ،‬قال‪ :‬ثنففا عمففرو‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا أسففباط‪ ،‬عففن‬
‫َ‬
‫دود َةً{ ]سففورة البقففرة‬ ‫سَنا الن ّففاُر إ ِل ّ أّيامفا ً ّ‬
‫معْف ُ‬ ‫م ّ‬ ‫السدي‪} :‬وََقاُلوا ْ َلن ت َ َ‬
‫‪ [2/80‬قال‪ :‬قالت اليهود‪ :‬إن الله يدخلنا النار فنمكففث فيهففا أربعيففن‬
‫ليلة‪ ،‬حتى إذا أكلت النار خطايانا واستنقتنا‪ ،‬نادى مناد‪ :‬أخرجففوا كففل‬
‫مختون من ولففد بنففي إسففرائيل‪ ،‬فلففذلك أمرنففا أن نختتففن‪ .‬قففالوا‪ :‬فل‬
‫يدعون منا في النار أحدا ً إل أخرجوه‪(4) .‬‬
‫‪-1158-477‬حدثني المثنى‪ ،‬قال‪ :‬ثنا آدم‪ ،‬قال‪ :‬ثنففا أبففو جعفففر‪ ،‬عففن‬
‫الربيع‪ ،‬عن أبي العالية‪ ،‬قال‪ :‬قالت اليهود‪ :‬أن ربنففا عتففب علينففا فففي‬

‫‪ - ()1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 92 / 4‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 315 / 2‬‬


‫‪ - ()2‬تفسير الطبري ) ‪ ( 92 / 4‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 315 / 2‬‬
‫‪ ()3‬تفسير الطبري ) ‪ ( 492 / 1‬تفسير ابن أبي حففاتم ) ‪ ( 207 / 1‬الففدر‬
‫المنثور عن أبي العالية ) ‪( 263 / 1‬‬
‫‪ () 4‬تفسير الطبري )‪(1/381‬‬

‫‪401‬‬
‫أمرنا‪ ،‬فأقسم ليعذبنا أربعين ليلة‪ ،‬ثم يخرجنا‪ .‬فأكذبهم الله‪(5) .‬‬

‫و‬
‫‪ () 5‬تفسير الطبري ) ‪ ( 381 / 1‬حسفن إسففناده الحففافظ فففي الفتففح )‬
‫‪.(6/366‬‬

‫‪402‬‬
‫الدراسة‪:‬‬
‫اليمان باليوم الخر وما فيه أمر ُبعث به جميففع الرسففل‬
‫َ‬
‫ق‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫م ْ‬
‫شففرِ ِ‬ ‫ن ت ُوَّلففوا وُ ُ‬
‫جففوهَك ُ ْ‬
‫م قَِبفف َ‬ ‫س ال ِْبففّر أ ْ‬
‫قففال تعففالى‪} :‬ل َْيفف َ‬
‫ب‬ ‫ملئ ِك َةِ َوال ْك َِتا ِ‬ ‫خرِ َوال ْ َ‬ ‫ن ِبالل ّهِ َوال ْي َوْم ِ ال ِ‬ ‫م َ‬ ‫نآ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْب ِّر َ‬
‫ب وَل َك ِ ّ‬ ‫م غْرِ ِ‬ ‫َوال ْ َ‬
‫ن{ ]سورة البقرة ‪[2/177‬‬ ‫َوالن ّب ِّيي َ‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫من ُففوا َوال ّف ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّف ِ‬‫وقال عن السابقين لبعثة محمد }إ ِ ّ‬
‫ل‬‫م َ‬‫خ فرِ وَع َ ِ‬ ‫ن ب ِففالل ّهِ َوال ْي َفوْم ِ ال ِ‬‫مف َ‬ ‫نآ َ‬‫مف ْ‬ ‫ن َ‬ ‫صففاب ِِئي َ‬‫صففاَرى َوال ّ‬ ‫دوا َوالن ّ َ‬ ‫ها ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫م َول‬ ‫ف ع َل َي ْهِ ف ْ‬‫خ فو ْ ٌ‬ ‫م َول َ‬ ‫عن ْد َ َرب ّهِ ف ْ‬‫م ِ‬
‫جُرهُ ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫صاِلحا ً فَل َهُ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫م َ‬ ‫صاِلحا ً وَع َ ِ‬ ‫َ‬
‫ن = ‪] { 62‬سورة البقرة ‪[2/62‬‬ ‫حَزُنو َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫هُ ْ‬
‫ودعففوة موسففى إلففى بنففي إسففرائيل ل تخففرج عففن هففذا‬
‫م وَِفيهَففا ن ُِعيفد ُك ُ ْ‬
‫م‬ ‫خل َ ْ‬
‫قَناك ُ ْ‬ ‫فاليات التي فيما يقوله موسى } ِ‬
‫من َْها َ‬
‫خَرى = ‪] { 55‬سورة طفه ‪[20/55‬‬ ‫م َتاَرة ً أ ُ ْ‬
‫جك ُ ْ‬
‫خ رِ ُ‬
‫من َْها ن ُ ْ‬
‫وَ ِ‬
‫وما ذكره الله عنهم يدل على إيمانهم بالبعث‪ ,‬والجنة‬
‫والنار‪ ,‬وأنهم لن يدخلوها إل أربعين يومًا‪ ,‬وأن الجنة‬
‫مقصورة عليهم‪ ,‬وأن أولدهم سيشفعون لهم‪ ,‬إلى غير ذلك‬
‫مما تناولناه مفصل ً في فصول سابقة‪ ،‬ولكن المؤلفين في‬
‫اليهود واليهودية‪ ،‬ومعتقداتهم‪ ,‬يذكرون عدم إيمانهم باليوم‬
‫خر‪ ,‬وخلو كتبهم المعتمدة منه سواء‪ ,‬التوراة المحرفة أو‬ ‫ال ِ‬
‫ما دونها "فقد خلت الكتب السرائيلية من ذكر البعث‬
‫واليوم الخر‪ ،‬فالرض السفلى هي الهاوية التي تهوي‬
‫بالجسام بعد الموت‪ ،‬ول نجاة منها لميت‪ ،‬وأن الذي ينزل‬
‫إلى الهاوية ل يصعد‪(1) ".‬‬
‫وهذا مستغرب على أهل ديانة حكى الله عنهففم كلمهففم‬
‫في البعث والجنة والنففار وخاصففة المعاصففرين لنبينففا صففلى‬
‫الله عليه وسلم حين قال بعضففهم‪ :‬يففا محمففد أخبرنففا مففتى‬
‫الساعة إن كنت نبيا ً كما تقول‪ ،‬فإنا نعلففم مففتى هففي‪ .‬وفففي‬
‫حديث ثوبان _ ‪ ،‬قال‪ :‬سففأل حففبر مففن اليهففود رسففول اللففه‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فقال‪ :‬أين الناس يوم تبففدل الرض‬

‫‪ () 1‬اليهود واليهودية ‪-‬على عبد الواحدوافي ‪ 1/46‬واليهودية لحمففد شففلبي‬


‫‪199‬‬

‫‪403‬‬
‫)‪(1‬‬ ‫غيففر الرض؟ قففال‪)) :‬هففم فففي الظلمففة دون الجسففر‪((.‬‬
‫وفي رواية أبي أيوب _ قال‪)) :‬أتى النبي صففلى اللففه عليففه‬
‫وسلم حبر مففن اليهففود‪ ،‬وقففال‪ :‬أرأيففت إذ يقففول اللففه فففي‬
‫ت وَب َفَرُزوا ل ِل ّف ِ‬ ‫َ‬ ‫كتففابه‪} :‬ي َفوم ت ُب َفد ّ ُ َ‬
‫ه‬ ‫وا ُ‬
‫م َ‬
‫سف َ‬ ‫ض غ َي ْفَر الْر ِ‬
‫ض َوال ّ‬ ‫ل الْر ُ‬ ‫ْ َ‬
‫حففدِ ال َْقّهففارِ = ‪ { 48‬فففأين الخلففق عنففد ذلففك؟(( قففال‪:‬‬ ‫ال ْ َ‬
‫وا ِ‬
‫))أضياف الله فلن يعجزهم مففا لففديه‪ (2) ((.‬وكمففا روي عففن‬
‫سلمة بن سلمة بن وقش _ قال‪)) :‬كان لنا جار مففن يهففود‬
‫في بني عبد الشهل قال فخرج علينا يوم فا ً مففن بيتففه حففتى‬
‫وقف على بني عبد الشهل قال سلمة‪ -:‬وأنففا يففومئذ حففدث‬
‫علي بردة لففي مضففطجع فيهففا بفنففاء أهلففي‪ -‬فففذكر القيامففة‬
‫والبعث والحساب والميزان والجنة والنار‪ ،‬قال فقففال ذلففك‬
‫في أهل يثرب والقوم أصحاب أوثان ل يرون بعثا ً كائنا ً عنففد‬
‫الموت‪ ،‬فقالوا لفه ويحك أترى هذا كائنا ً يففا فلن إن النففاس‬
‫يبعثون بعد موتهم إلى جنة ونار‪ ،‬ويجففزون فيهففا بأعمففالهم‪،‬‬
‫قال‪ :‬نعم والذي يحلففف بففه‪ ،‬قففالوا يففا فلن ويحففك ومففا آيففة‬
‫ذلك‪ ،‬قال نبي مبعوث من نحو هذه البلد وأشار بيففده إلففى‬
‫مكة‪ ،‬قالوا ومتى نراه قال فنظففر إلففي وأنففا أصففغرهم سففنا ً‬
‫فقففال إن يسففتنفذ هففذا الغلم عمففره يففدركه‪ ،‬قففال سففلمة‪:‬‬
‫فوالله ما ذهب الليل والنهار حتى بعث الله تبففارك وتعففالى‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسففلم وهففو حففي بيففن أظهرنففا‬
‫فآمنا به وكفر بغيا ً وحسدا ً فقلنا لفه ‪:‬ويحك يففا فلن ألسففت‬
‫الذي قلت لنا فيه ما قلت‪ ،‬قال‪ :‬بلى ولكنه ليس به‪(3) ((.‬‬
‫و يقففول العلمففة صففديق حسففن خففان رحمففه اللففه فففي‬
‫معرض الكلم عن اليمان بففاليوم الخففر عنففد أهففل الكتففاب‬

‫‪ ()1‬رواه مسلم ضمن حديث طويل ) ‪( 252 / 1‬‬


‫‪ - ()2‬تفسير الدر المنثور ) ‪ ( 58 / 5‬وقال أخرجه أحمد وابن جرير وابن أبي‬
‫حاتم وأبو نعيم في الدلئل وقال ابن حجففر )رجففاله موثقففون( فتففح البففاري ج‬
‫‪/11‬ص ‪375‬‬
‫‪ () 3‬رواه المام أحمد ‪ 3/467‬رواه الحاكم في المستدرك )‪(3/471‬وقففال‬
‫صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه‬

‫‪404‬‬
‫قال‪" :‬كما يحكى ذلك عن كتففب اللففه المنزلففة علففى رسففله‬
‫وتحكيه أيضا ً كتبهم المؤلفة من أحبففارهم ورهبففانهم فففإنه ل‬
‫خلف بينهم في المعاد وفي النعيم المعد لهففل الجنففة كمففا‬
‫حكاه الكتاب العزيز وقد أوردنا ‪...‬كثيرا ً من نصوص التوارة‬
‫والنجيل والزبور وسائر كتب نبوات بني إسرائيل ولم يشذ‬
‫منهم إل اليهودي الزنديق موسى بن ميمون الندلسي وقد‬
‫تبرأ منه قدماء اليهود وأخرجوه من دينهم‪(1) ".‬‬
‫و فففي القففرآن الكريففم ل تكففاد تخلففو سففورة مففن ذكففر‬
‫متعّلقاته أو التذكير بها‪ ،‬من بعث وحساب وجزاء‪ ،‬وما يليففه‬
‫من عقففاب وثففواب‪ .‬وانعففدام إيمففانهم بففاليوم الخففر‪ ،‬أوجففد‬
‫لديهم الصفات السلبية‪ ،‬التي اتصفوا بها على مّر العصففور‪،‬‬
‫مثل الحرص على الحياة‪ ،‬والجبففن‪ ،‬والبخففل‪ ،‬والسففعي وراء‬
‫الكسب المادي‪ ،‬وانعدام المبادئ والقيم والصفات البشرية‬
‫المحمودة‪.‬‬
‫والذي توضحه النصوص‪ :‬أنهم يعرفونه و يجحدونه فعدم‬
‫عملهففم لففه وظهففور ذلففك فففي تصففرفاتهم مففن معصففية للفه‬
‫وكتابه ورسوله ‪ :‬هو عدم اليمان به‪ ،‬ومهما بذلوا وحرصففوا‬
‫علففى هففذه الففدنيا فنهففايتهم كمففا قففال اللففه عففز وجففل ‪:‬‬
‫كوا ْ ي َفوَد ّ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫شفَر ُ‬ ‫ن ال ّف ِ‬
‫ذي َ‬ ‫مف َ‬ ‫س ع َل َففى َ‬
‫حي َففاةٍ وَ ِ‬ ‫ص الن ّففا ِ‬
‫حفَر َ‬
‫}ول َتجدنه َ‬
‫مأ ْ‬‫َ َ ِ َُّ ْ‬
‫َ‬ ‫ن ال َْعفف َ‬ ‫مُر أ َل ْ َ‬ ‫َ‬
‫مففَر‬
‫ب أن ي ُعَ ّ‬
‫ذا ِ‬ ‫م َ‬
‫ح هِ ِ‬
‫ح زِ ِ‬
‫مَز ْ‬
‫ما هُوَ ب ِ ُ‬
‫سن َةٍ وَ َ‬
‫ف َ‬ ‫م ل َوْ ي ُعَ ّ‬
‫حد ُهُ ْ‬ ‫أ َ‬
‫ن{ ]سورة البقرة ‪[2/96‬‬ ‫مُلو َ‬
‫ما ي َعْ َ‬
‫صيٌر ب ِ َ‬ ‫ه بَ ِ‬ ‫َوالل ّ ُ‬

‫‪ () 1‬موسى بن ميمففون الرئيففس أبففو عمففران القرطففبي اليهففودي الطففبيب‬


‫المفتن في العلوم كان رئيسا على اليهود بمصر وكان أوحففد أهففل زمففانه‬
‫في الطب وكان السلطان صفلح الففدين يسففتطبه وكففذلك ولففده الفضففل‬
‫)فوات الوفيات للكتبي ج‪ 2:‬ص‪ 537:‬ولكن الذي نقل عنه غير ذلففك فففي‬
‫ما سماه اصول اليمان قوله‪):‬انا أؤمن ايمانففا كففامل بففأن الخففالق تبففارك‬
‫اسمه ‪,‬يجزي الحافظين لوصاياه ‪ ,‬ويعاقب المخالفين لها ‪..‬وأؤمن بقيامة‬
‫الموتى‪,‬في الوقت الذي تنبعث فيه إرادة الخالق(الفكر الففديني اليهففودي‬
‫د‪.‬حسن ظاظا ص ‪ .135-134‬ولعله من مخادعة اليهود وتبديلهم حسففب‬
‫الهواء ولذلك قال صديق خان ’‪) :‬وقد وقففع لهففذا الملعففون مففن تحريففف‬
‫كثير مففن التففوراة مففا يففدل علففى إلحففاده وزنففدقته وقففد رددت مففا حرفففه‬
‫وأوضحته بأتم إيضاح وأما يهودعصففرنا فصففاروا يعظمففونه وذلففك لجهلهففم‬
‫بحقيقة الحال وقد ذكرت لجماعة مففن أحبففارهم بعففض تحريفففاته فلعنففوه‬
‫وتبرأوا منه( أبجد العلوم‪20-19 /1:‬‬

‫‪405‬‬
‫الباب الثالث ‪:‬الثار الواردة عن السلف في موقف‬
‫اليهود من النصرانية والسلم‬
‫وفيه فصلن‬
‫الفصففل الول‪ :‬الثففار الففواردة فففي موقففف اليهففود مففن‬
‫النصرانية‪.‬‬
‫الفصل الثففاني‪ :‬الثففار الففواردة فففي موقففف اليهففود مففن‬
‫الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين‪.‬‬

‫‪406‬‬
‫الفصل الول‪ :‬الثار الواردة في موقف اليهود من النصرانية‬
‫وفيه ثلثة مباحث‪:‬‬
‫المبحث الول‪ :‬موقفهم من مريم‪-‬عليها السلم‪-‬‬
‫الثار‪:‬‬
‫مكانة مريم‪:‬‬
‫سففنا ً‬ ‫َ‬
‫ح َ‬‫ن وَأن ْب َت َهَففا ن ََباتفا ً َ‬ ‫سف ٍ‬‫ح َ‬ ‫ل َ‬ ‫قب ُففو ٍ‬‫قب ّل َهَففا َرب ّهَففا ب ِ َ‬ ‫قولفه تعففالى‪} :‬فَت َ َ‬
‫ها رِْزق فا ً‬ ‫عن ْفد َ َ‬ ‫جد َ ِ‬ ‫ب وَ َ‬ ‫حَرا َ‬ ‫م ْ‬‫ل ع َل َي َْها َزك َرِّيا ال ْ ِ‬ ‫خ َ‬ ‫ما د َ َ‬ ‫فل ََها َزك َرِّيا ك ُل ّ َ‬‫وَك َ ّ‬
‫ل يا مري َ‬
‫ق‬
‫ه ي َفْرُز ُ‬ ‫ن الل ّف َ‬ ‫عن ْفد ِ الل ّفهِ إ ِ ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ت هُ وَ ِ‬ ‫ذا َقال َ ْ‬ ‫ك هَ َ‬ ‫م أّنى ل َ ِ‬ ‫َقا َ َ َ ْ َ ُ‬
‫ب{ ]سورة آل عمران ‪[3/37‬‬ ‫سا ٍٍ‬ ‫ح َ‬ ‫شاُء ب ِغَي ْرِ ِ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬‫َ‬
‫‪ - 5432-478‬حدثني موسى‪ ،‬قال‪ :‬ثنا عمرو‪ ،‬قال‪ :‬ثنا أسففباط‪ ،‬عففن‬
‫سن وَأ َن ْب َت َهَففا ن ََبات فا ً‬ ‫قب ّل ََها َرب َّها ب ِ َ‬ ‫السدي‪ ،‬قال الله عز وجل ‪} :‬فَت َ َ‬
‫ح َ ٍ‬ ‫ل َ‬ ‫قُبو ٍ‬
‫فل ََها َزك َرِّيا{ فانطلقت بها أمها في خرقها ‪ -‬يعني أم مريم ‪-‬‬ ‫سنا ً وَك َ ّ‬ ‫ح َ‬
‫َ‬
‫بمريم حين ولدتها إلى المحراب ‪ -‬وقال بعضهم‪ :‬انطلقت حين بلغت‬
‫إلى المحراب ‪ -‬وكان الذين يكتبون التوراة إذا جففاؤوا إليهففم بإنسففان‬
‫يجربونه اقترعوا عليه أيهم يأخذه فيعلمه‪ ،‬وكان زكريا أفضلهم يومئذ‬
‫وكان بينهم‪ ،‬وكانت خالة مريم تحته‪ .‬فلمففا أتففوا بهففا اقففترعوا عليهففا‪،‬‬
‫وقال لهم زكريا‪ :‬أنا أحقكم بها تحتي خالتها‪ ،‬فأبوا‪ .‬فخرجوا إلى نهففر‬
‫الردن‪ ،‬فألقو أقلمهم التي يكتبون بهففا‪ ،‬أيهففم يقففوم قلمففه فيكفلهففا‪.‬‬
‫فجرت القلم وقام قلم زكريففا علففى قرنتففه كففأنه فففي طيففن‪ ،‬فأخففذ‬
‫فل َهَففا َزك َرِي ّففا{ فجعلهففا زكريففا‬ ‫الجارية؛ وذلك قول الله عز وجل ‪} :‬وَك َ ّ‬
‫معه في بيته‪ ،‬وهو المحراب‪(1) .‬‬
‫‪ - 5449-479‬حدثنا بشر‪ ،‬قال‪ :‬ثنا يزيد‪ ،‬قال‪ :‬ثنا سففعيد‪ ،‬عففن قتففادة‬
‫ها رِْزقا ً{ قففال‪:‬‬ ‫عن ْد َ َ‬‫جد َ ِ‬ ‫ب وَ َ‬ ‫حَرا َ‬ ‫ل ع َل َي َْها َزك َرِّيا ال ْ ِ‬
‫م ْ‬ ‫خ َ‬ ‫ما د َ َ‬‫في قوله‪} :‬ك ُل ّ َ‬
‫كنا نحدث أنها كانت تؤتى بفاكهة الشتاء في الصيف‪ ،‬وفاكهة الصيف‬
‫في الشتاء‪(2) .‬‬
‫‪ - 5456-480‬حدثنا ابن حميد‪ ،‬قال‪ :‬ثنا سلمة‪ ،‬قال‪ :‬ثني محمففد بففن‬
‫إسحاق‪ ،‬قال‪ :‬كفلها بعففد هلك أمهففا‪ ،‬فضففمها إلففى خالتهففا أم يحيففى‪،‬‬
‫حتى إذا بلغت‪ ،‬ادخلوها الكنيسة لنذر أمها الذي نذرت فيها‪ ،‬فجعلففت‬
‫تنبت وتزيد‪ ،‬قال ثم أصابت بني‪ ،‬إسرائيل‪ ،‬أزمة‪ ،‬وهي على ذلك من‬
‫حالها حتى ضعف زكريا عن حملها‪ ،‬فخرج على بني إسرائيل‪ ،‬فقال‪،‬‬
‫يا بني إسرائيل أتعلمون‪ ،‬والله لقد ضعفت عن حمففل ابنففة عمففران!‬
‫فقففالوا‪ :‬ونحففن لقففد جهففدنا وأصففابنا مففن هففذه السففنة مففا أصففابكم‪.‬‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 243 / 3‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪( 639 / 2‬‬
‫‪ () 2‬تفسير ابن أبي حاتم عن عكرمة ) ‪ - ( 640 / 2‬تفسير الدر المنثففور‬
‫حسنه في التفسير الصحيح )‪(1/223‬‬
‫عن مجاهد ) ‪( 186 / 2‬‬

‫‪407‬‬
‫فتدافعوها بينهم‪ ،‬وهم ل يففرون لهففم مففن حملهففا بففدًا‪ .‬حففتى تقففارعوا‬
‫بالقلم‪ ،‬فخرج السهم بحملها على رجل من بني إسرائيل نجار يقال‬
‫له جريج‪ ،‬قففال‪ :‬فعرفففت مريففم فففي وجهففه شففدة مؤنففة ذلففك عليففه‪،‬‬
‫فكانت تقول له‪ :‬يا جريج أحسففن بففالله الظففن‪ ،‬فففإن اللففه سففيرزقنا!‬
‫فجعل جريج يرزق بمكانها‪ ،‬فيأتيها كل يوم مففن كسففبه بمففا يصففلحها‪،‬‬
‫فإذا أدخله عليها وهي في الكنيسة أنماه الله وكففثره‪ ،‬فيففدخل عليهففا‬
‫زكريا فيرى عندها فضل من الرزق وليس بقدر مففا يأتيهففا بففه جريففج‪،‬‬
‫فيقول‪ :‬يا مريم أنى لك هذا؟ فتقول‪ :‬هو من عند الله‪ ،‬إن الله يرزق‬
‫من يشاء بغير حساب‪(1) .‬‬
‫ن‬
‫مف ْ‬ ‫م ك َِتاب فا ً ِ‬ ‫ل ع َل َي ْهِ ف ْ‬ ‫ن ت ُن َفّز َ‬‫بأ ْ‬
‫َ‬
‫ل ال ْك ِت َففا ِ‬ ‫ك أ َهْ ف ُ‬‫س فأ َل ُ َ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬ي َ ْ‬
‫ماِء{ ]سورة النساء ‪.[4/153‬‬ ‫س َ‬‫ال ّ‬
‫‪ - 8524-481‬حدثني الحرث‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا عبففد العزيففز‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا أبففو‬
‫هفف ُ‬
‫ل‬ ‫ك أَ ْ‬ ‫سأ َل ُ َ‬‫معشر‪ ،‬عن محمد بن كعب القرظي‪ ،‬قال‪ :‬أنزل الله‪} :‬ي َ ْ‬
‫َ‬
‫م‬‫ماِء{‪ ...‬إلففى قففوله‪} :‬وَقَ فوْل ِهِ ْ‬ ‫سف َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مف ْ‬ ‫م ك َِتابا ً ِ‬ ‫ل ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫ن ت ُن َّز َ‬ ‫بأ ْ‬ ‫ال ْك َِتا ِ‬
‫ظيما ً{ فلمففا تلهففا عليهففم ‪ -‬يعنففي علففى اليهففود ‪-‬‬ ‫م ب ُهَْتانا ً ع َ ِ‬ ‫مْري َ َ‬‫ع ََلى َ‬
‫وأخبرهم بأعمالهم الخبيثة‪ ،‬جحدوا كل ما أنزل الله‪ ،‬وقالوا‪ :‬ما أنففزل‬
‫الله على بشر من شففيء‪ ،‬ول علففى موسففى‪ ،‬ول علففى عيسففى‪ ،‬ومففا‬
‫أنزل الله على نبي من شيء‪) .‬باختصار( )‪(2‬‬
‫ك‬‫فا ِ‬ ‫ص فط َ َ‬‫ها ْ‬ ‫ن الل ّف َ‬ ‫م إِ ّ‬‫مْري َف ُ‬ ‫ة ي َففا َ‬ ‫ملئ ِك َف ُ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫قوله تعالى ‪} :‬وَإ ِذ ْ قَففال َ ْ‬
‫ن = ‪] { 42‬سففورة آل‬ ‫مي َ‬ ‫سففاِء ال ْعَففال َ ِ‬ ‫ك ع ََلى ن ِ َ‬ ‫فا ِ‬ ‫صط َ َ‬ ‫ك َوا ْ‬ ‫وَط َهَّر ِ‬
‫عمران ‪[3/42‬‬
‫‪ - 5535-482‬حدثنا القاسم‪ ،‬قال‪ :‬ثنا الحسين‪ ،‬قال‪ :‬ثني حجاج‪ ،‬عن‬
‫ن{ قففال‪ :‬ذلففك للعففالمين‬ ‫مي َ‬ ‫سففاِء ال ْعَففال َ ِ‬ ‫ك ع ََلى ن ِ َ‬ ‫فا ِ‬ ‫صط َ َ‬ ‫ابن جريح‪َ} :‬وا ْ‬
‫يومئذ‪.‬‬
‫‪ - 5536-483‬حففدثنا ابففن حميففد‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا سففلمة‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففي ابففن‬
‫إسحاق‪ ،‬قال‪ :‬كانت مريم حبيسا ً في الكنيسة‪ ،‬ومعهففا فففي الكنيسففة‬
‫غلم اسمه يوسف‪ ،‬وقد كان أمه وأبوه جعله نذيرا ً حبيسا‪ ،‬فكانا في‬
‫الكنيسففة جميعفًا‪ ،‬وكففانت مريففم إذا نفففد ماؤهففا ومففاء يوسففف‪ ،‬أخففذا‬
‫قلتيهما فانطلقا إلى المفازة التي فيها المففاء الففذي يسففتعذبان منففه‪،‬‬
‫فيملن قلتيهما‪ ،‬ثم يرجعان إلى الكنيسة‪ ،‬والملئكة في ذلففك مقبلففة‬
‫ك ع ََلفى‬ ‫فا ِ‬ ‫صفط َ َ‬ ‫ك َوا ْ‬ ‫ك وَط َهّفَر ِ‬ ‫فا ِ‬‫صفط َ َ‬ ‫ها ْ‬ ‫ن الل ّف َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫مْرَيف ُ‬ ‫على مريم‪َ} :‬يا َ‬
‫ن{ فففإذا سففمع ذلففك زكريففا‪ ،‬قففال‪ :‬إن لبنففة عمففران‬ ‫مي َ‬ ‫سففاِء ال ْعَففال َ ِ‬ ‫نِ َ‬

‫‪ () 1‬تفسير الطففبري ) ‪ - ( 246 / 3‬تاريففخ مدينففة دمشففق ) ‪( 81 / 70‬‬


‫إسناده ضعيف‪.‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 28 / 6‬تفسير ابن كثير ) ‪( 586 / 1‬‬

‫‪408‬‬
‫لشأنًا‪(1) .‬‬
‫اتهامها بالزنا‬
‫صي ّا ً = ‪] { 22‬سورة‬ ‫كانا ً قَ ِ‬
‫م َ‬ ‫مل َت ْ ُ‬
‫ه َفانت َب َذ َ ْ‬
‫ت ب ِهِ َ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬فَ َ‬
‫ح َ‬
‫مريم ‪[19/22‬‬
‫‪ - 17785-484‬حدثنا محمد بن سهل ‪ ،‬قال ‪ :‬ثنا إسماعيل بففن عبففد‬
‫الكريم ‪ ،‬قال ‪ :‬ثني عبد الصمد بن معقل ‪ ،‬أنه سففمع وهففب بففن منبه‬
‫يقول ‪ :‬لما اشتملت مريم على الحمل ‪ ،‬كان معها قرابة لهففا ‪ ،‬يقففال‬
‫له يوسفف النجفار ‪ ،‬وكانفا منطلقيفن إلفى المسفجد الفذي عنفد جبفل‬
‫صهيون‪ ،‬وكان ذلك المسجد يومئذ مففن أعظففم مسففاجدهم ‪ ،‬فكففانت‬
‫مريم ويوسف يخدمان في ذلك المسجد ‪ ،‬في ذلففك الزمففان ‪ ،‬وكففان‬
‫لخففدمته فضففل عظيففم ‪ ،‬فرغبففا فففي ذلففك ‪ ،‬فكانففا يليففان معففالجته‬
‫بأنفسهما ‪ ،‬تحبيره وكناسته وطهوره ‪ ،‬وكل عمل يعمل فيففه ‪ ،‬وكففان‬
‫ل يعمل من أهل زمانهما أحد أشد اجتهادا ً وعبادة منهما ‪ ،‬فكان أول‬
‫من أنكر حمل مريم صاحبها يوسف؛ فلما رأى الذي بهففا اسففتفظعه‪،‬‬
‫وعظم عليه‪ ،‬وفظع به‪ ،‬فلففم يففدر علففى مففاذا يضففع أمرهففا‪ ،‬فففإذا أراد‬
‫يوسف أن يتهمها‪ ،‬ذكر صلحها وبراءتها‪ ،‬وأنهفا لففم تغففب عنفه سفاعة‬
‫قط؛ وإذا أراد أن يبرئها‪ ،‬رأى الذي ظهر عليها؛ فلما اشتد عليه ذلففك‬
‫كلمها‪ ،‬فكان أول كلمه إياها أن قال لها ‪ :‬إنه قد حففدث فففي نفسففي‬
‫من أمرك أمر قد خشيته‪ ،‬وقد حرصففت علففى أن أميتففه وأكتمففه فففي‬
‫نفسي‪ ،‬فغلبني ذلك‪ ،‬فرأيت الكلم فيه أشفى لصدري‪ ،‬قالت‪ :‬فقففل‬
‫ل‪ ،‬قال‪ :‬ما كنت لقول لك إل ذلك‪ ،‬فحدثيني‪ ،‬هل ينبت زرع‬ ‫قول ً جمي ً‬
‫بغير بذر؟ قالت‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فهل تنبت شجرة من غير غيث يصيبها ؟‬
‫قالت‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فهل يكون ولد مففن غيففر ذكففر ؟ قففالت‪ :‬نعففم‪ ،‬ألففم‬
‫تعلم أن الله تبفارك وتعفالى أنبفت الففزرع يفوم خلقففه مفن غيففر بفذر‪،‬‬
‫والبذر يومئذ إنما صار من الزرع الذي أنبته الله من غير بففذر؛ أو لففم‬
‫تعلم أن الله بقدرته أنبت الشجر بغير غيث‪ ،‬وأنه جعل بتلففك القففدرة‬
‫الغيث حياة للشجر بعد ما خلق كل واحد منهما وحده‪ ،‬أم تقول‪ :‬لففن‬
‫يقدر الله على أن ينبت الشجر حتى استعان عليه بالماء‪ ،‬ولول ذلففك‬
‫لم يقدر على إنباته؟ قال يوسف لها‪ :‬ل أقول هففذا‪ ،‬ولكنففي أعلففم أن‬
‫الله تبارك وتعالى بقدرته علففى مففا يشففاء يقففول لففذلك كففن فيكففون‪،‬‬
‫قالت مريم‪ :‬أو لم تعلم أن الله تبارك وتعالى خلق آدم وامرأته مففن‬
‫غير أنثى ول ذكر؟ قال‪ :‬بلى‪ ،‬فلما قالت له ذلك‪ ،‬وقع فففي نفسفه أن‬
‫الذي بها شيء من الله تبارك وتعالى‪ ،‬وأنه ل يسعه أن يسألها عنففه‪،‬‬

‫‪ () 1‬تفسير الطففبري ) ‪ - ( 264 / 3‬تفسففير الففدر المنثففور ) ‪( 195 / 2‬‬


‫إسناده ضعيف‪.‬‬

‫‪409‬‬
‫وذلك لما رأى من كتمانها لذلك‪) .‬باختصار( )‪(1‬‬
‫م لَ َ‬ ‫َ‬
‫ت‬‫جئ ْ ِ‬‫ق فد ْ ِ‬ ‫مْري َف ُ‬‫ه قَففاُلوا ي َففا َ‬
‫مل ُف ُ‬‫ح ِ‬ ‫ت ب ِهِ قَوْ َ‬
‫مَها ت َ ْ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬فَأت َ ْ‬
‫شْيئا ً فَرِي ّا ً{ ]سورة مريم ‪[19/27‬‬ ‫َ‬
‫‪ - 17842-485‬حدثنا موسى‪ ،‬قال‪ :‬ثنا عمرو‪ ،‬قال‪ :‬ثنا أسففباط‪ ،‬عففن‬
‫السدي‪ ،‬قال‪ :‬لما ولففدته ذهففب الشففيطان‪ ،‬فففأخبر بنففي إسففرائيل أن‬
‫َ‬
‫مَهففا‬‫ت ِبففهِ قَوْ َ‬‫مريففم قففد ولففدت‪ ،‬فففأقبلوا يشففتدون‪ ،‬فففدعوها }َفففأت َ ْ‬
‫ه{ ) ‪( 2‬‬‫مل ُ ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫تَ ْ‬
‫‪ - 17846-486‬حدثنا ابن حميد‪ ،‬قال‪ :‬ثنا سلمة‪ ،‬عففن ابففن إسففحاق‪،‬‬
‫عمن ل يتهم‪ ،‬عن وهب بن منبه‪ ،‬قال‪ :‬لما رأوها ورأوه معهففا‪ ،‬قففالوا‪:‬‬
‫شْيئا ً فَرِي ّا ً{ أي الفاحشة غير المقاربة‪(3) .‬‬ ‫ت َ‬ ‫جئ ْ ِ‬
‫قد ْ ِ‬ ‫يا مريم }ل َ َ‬
‫‪ - 17847-487‬حدثنا الحسن‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا عبد الرزاق‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنففا‬
‫ن{ ]سففورة مريففم‬ ‫ت هَففاُرو َ‬ ‫خف َ‬ ‫معمففر‪ ،‬عففن قتففادة‪ ،‬فففي قففوله‪} :‬ي َففا أ ُ ْ‬
‫‪ [19/28‬قال‪ :‬كان رجل ً صففالحا ً فففي بنففي إسففرائيل يسففمى هففارون‪،‬‬
‫فشبهوها به‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا شبيهة هارون في الصلح‪(4) .‬‬
‫‪ - 17859-488‬حدثني موسى‪ ،‬قال‪ :‬ثنا عمرو‪ ،‬قال‪ :‬ثنا أسباط‪ ،‬عن‬
‫السدي‪ ،‬قال‪ :‬لما أشارت لهم إلى عيسى غضبوا‪ ،‬وقالوا‪ :‬لسففخريتها‬
‫بنا حين تأمرنا أن نكلم هذا الصبي أشد علينا من زناها }قَففاُلوا ك َي ْف َ‬
‫ف‬
‫صب ِي ّا ً{ ]سورة مريم ‪(5) [19/29‬‬ ‫مهْد ِ َ‬ ‫ن ِفي ال ْ َ‬ ‫كا َ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬
‫م َ‬ ‫ن ُك َل ّ ُ‬
‫ظيمفا ً =‬ ‫م ب ُهَْتانفا ً ع َ ِ‬ ‫م ع َل َففى َ‬
‫مْري َف َ‬ ‫م وَقَفوْل ِهِ ْ‬ ‫قوله تعالى ‪} :‬وَب ِك ُ ْ‬
‫ف ر ِه ِ ْ‬
‫‪] { 156‬سورة النساء ‪[4/156‬‬
‫‪ - 8481-489‬حدثني المثنى‪ ،‬قال‪ :‬ثنا عبد الله بن صالح‪ ،‬قال‪ :‬ثنففي‬
‫معاوية بن صالح‪ ،‬عن على بن أبي طلحة‪ ،‬عن ابن عباس رضي الله‬
‫ظيما ً{ يعني أنهم رموها بالزنففا‪.‬‬ ‫م ب ُهَْتانا ً ع َ ِ‬ ‫م ع ََلى َ‬
‫مْري َ َ‬ ‫عنهما ‪} :‬وَقَوْل ِهِ ْ‬
‫‪6‬‬
‫)(‬
‫‪ - 8482-490‬حدثنا محمد بن الحسين‪ ،‬قال‪ :‬ثنا أحمففد بففن مفضففل‪،‬‬
‫م ب ُهَْتانفا ً‬ ‫م ع َل َففى َ‬
‫مْري َف َ‬ ‫قال‪ :‬ثنففا أسففباط عففن السففدي‪ :‬قففوله‪} :‬وَقَفوْل ِهِ ْ‬
‫ظيما ً{ حين قذفوها بالزنا‪(7) .‬‬
‫عَ ِ‬
‫‪ - 8483-491‬حدثني المثنى‪ ،‬قال‪ :‬ثنا إسففحاق‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا يعلففى بففن‬
‫‪ - () 1‬تفسير الطبري ) ‪( 64 / 16‬‬
‫‪ () 2‬المستدرك على الصحيحين عن ابن عباس ) ‪ - ( 648 / 2‬تفسير الدر‬
‫المنثور عن ابن عباس ) ‪( 495 / 5‬‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪ ( 77 / 16‬إسناده ضعيف‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫)( تفسير ابن كثير ) ‪ - ( 119 / 3‬تفسير عبد الرزاق ) ‪( 8 - 7/ 3‬‬ ‫‪4‬‬
‫)( تفسير ابن كثير ) ‪( 120 / 3‬‬ ‫‪5‬‬
‫)( تفسير ابففن أبففي حففاتم ) ‪ - ( 1109 / 4‬تفسففير الففدر المنثففور ) ‪/ 2‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪ - ( 727‬تفسير ابن كثير ) ‪( 574 / 1‬‬
‫حسنه في التفسير الصحيح )‪(2/281‬‬
‫‪ () 7‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪( 1109 / 4‬‬

‫‪410‬‬
‫ظيما ً{ قال‪:‬‬
‫م ب ُهَْتانا ً ع َ ِ‬ ‫م ع ََلى َ‬
‫مْري َ َ‬ ‫عبيد‪ ،‬عن جويبر في قوله‪} :‬وَقَوْل ِهِ ْ‬
‫قالوا زنت‪(1) .‬‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪( 12 / 6‬‬

‫‪411‬‬
‫الدراسة‪:‬‬
‫ذكر الله فضل بيت طاهر طيب وهم‪ :‬آل عمران بقوله‪:‬‬
‫ن ع ََلففى‬
‫مففَرا َ‬
‫ع ْ‬ ‫م َوآ َ‬
‫ل ِ‬ ‫هيفف َ‬ ‫م وَُنوحففا ً َوآ َ‬
‫ل إ ِب َْرا ِ‬ ‫صففط َ َ‬
‫فى آد َ َ‬ ‫ن الّلفف َ‬
‫ها ْ‬ ‫}إ ِ ّ‬
‫ن{ ]سورة آل عمران ‪ [3/33‬والمففراد بعمففران هففذا‪:‬‬ ‫مي َ‬‫ال َْعال َ ِ‬
‫والد مريم عليها السلم‪ ،‬ثففم بيففن أصففل ميلد مريففم وكيففف‬
‫كان من أمرها وكيف حملت بولدها عيسففى عليففه السففلم‬
‫بما قصه علينا في سورتي‪ :‬آل عمران ومريم‬
‫وقد استجاب الله دعاء امرأة عمران كمففا فففي الحففديث‬
‫الصحيح‪ :‬عن أبي هريرة _ قال‪ :‬سمعت رسول صففلى اللففه‬
‫عليففه وسففلم يقففول‪)) :‬مففا مففن بنففي آدم مولففود إل يمسففه‬
‫الشيطان حين يولد فيستهل صارخا ً من مس الشيطان غير‬
‫ك‬‫ها ب ِف َ‬ ‫مريففم وابنهففا‪ ((.‬ثففم يقففول أبففو هريففرة _ }وِإ ِن ّففي أ ُ ِ‬
‫عي فذ ُ َ‬
‫جيم ِ{ ]سورة آل عمففران ‪(1) [3/36‬‬ ‫ن الّر ِ‬ ‫شي ْ َ‬
‫طا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫وَذ ُّري ّت ََها ِ‬
‫م َ‬
‫وفي رواية ))كل إنسان تلده أمه يلكزه الشففيطان بحضففنيه‬
‫ال ما كان من مريم وابنها ألم تروا إلى الصبي حين يسقط‬
‫كيف يصرخ قالوا بلى يا رسول الله قال فذاك حين يلكففزه‬
‫الشيطان بحضنيه‪(2) ((.‬‬
‫وقد فضل الله مريم وكرمها علففى نسففاء العففالمين‪ ,‬بففل‬
‫جعلها الله من كمل النسففاء القليلت كمففا قففال صففلى اللففه‬
‫عليه وسلم ‪)) :‬خير نسائها مريم ابنة عمران وخيففر نسففائها‬
‫خديجة‪ ((.‬وفي رواية‪)) :‬كمل من الرجال كففثير ولففم يكمففل‬
‫من النساء إل آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران‪ ،‬وإن‬
‫فضففل عائشففة علففى النسففاء كفضففل الثريففد علففى سففائر‬
‫الطعام‪(3) ((.‬‬
‫ُ‬
‫ه‬
‫م ُ‬‫ن الله عليها أن جعلها صديقة بقوله تعالى‪} :‬وَأ ّ‬ ‫وقد م ّ‬
‫ديَقٌة{ ]سورة المائدة ‪ ، (4) [5/75‬ثم جعففل لهففا الكرامففة‬ ‫ص ّ‬ ‫ِ‬

‫)( صحيح البخاري ج ‪/3‬ص ‪ 1265‬واللفظ له ورواه مسلم ج ‪/4‬ص ‪1838‬‬ ‫‪1‬‬
‫)( رواه أحمد ج ‪/2‬ص ‪368‬‬ ‫‪2‬‬
‫)( صحيح البخاري ج ‪/3‬ص ‪ 1265‬وج ‪/3‬ص ‪1252‬‬ ‫‪3‬‬
‫)(والصديقة‪ :‬الفعيلة من الصدق‪ ،‬وكذلك قولهم فلن صديق‪ :‬فعيففل مففن‬ ‫‪4‬‬
‫الصدق‪ ،‬ومنه قوله تعالى ذكره‪} :‬والصديقين والشففهداء{ وقففد قيففل‪ :‬إن‬

‫‪412‬‬
‫العظيمة حين انفردت بالحمل من غيففر زوج‪ ،‬ورزقهففا بنففبي‬
‫من أولى العزم من الرسل‪ ,‬ولكن حين أتت به قومهففا مففن‬
‫شْيئا ً‬ ‫ت َ‬ ‫جئ ْ ِ‬ ‫م لَ َ‬
‫قد ْ ِ‬ ‫بني اسرائيل تحمله اتهموها بقولهم‪َ} :‬يا َ‬
‫مْري َ ُ‬
‫فَرِي ّا ً{ فأنطق الله عبففده ورسففوله عيسففى‪ ،‬وكففان أول كلم‬
‫تفوه به }إ ِّنففي عَب ْفد ُ الّلففِه{ ]سورة مريففم ‪ ، [19/30‬اعففترف‬
‫لربه تعالى بالعبودية وأن الله ربه فنزه جناب الله عن قول‬
‫الظالمين في زعمهم أنه ابن اللففه بففل هففو عبففده ورسففوله‬
‫وابن أمته‪ ،‬ثم بففرأ أمففه ممففا نسففبه الجففاهلون وقففذفوها بففه‬
‫جعَل َِنففي ن َب ِّيففا ً{ ]سورة‬ ‫ب وَ َ‬ ‫ي ال ْك َِتففا َ‬
‫ورموها بسببه بقوله‪} :‬آَتففان ِ َ‬
‫مريم ‪. [19/30‬‬
‫قال ابن كثير رحمه الله ‪" :‬فإن الله ل يعطي النبوة من‬
‫م‬ ‫م ع ََلى َ‬
‫مْرَيفف َ‬ ‫م وَقَوْل ِهِ ْ‬ ‫هو كما زعموا كما قال تعالى‪} :‬وَب ِك ُ ْ‬
‫ف ر ِه ِ ْ‬
‫ظيما ً = ‪] { 156‬سففورة النسففاء ‪ [4/156‬وذلففك أن‬ ‫ب ُهَْتانا ً ع َ ِ‬
‫طائفة من اليهود في ذلك الزمان قالوا إنها حملت بففه مففن‬
‫زنا في زمن الحيض‪ ،‬فبرأها الله من ذلك وأخففبر عنهففا أنهففا‬
‫صديقة‪ ،‬واتخذ ولدها نبيا ً مرسل ً أحد أولففي العففزم الخمسففة‬
‫الكبار" )‪(1‬‬
‫وكما هي عادة اليهود فقد وصل أذاهم إلى أم نبي اللففه‬
‫عيسى عليه السلم آخر أنبياء بني إسففرائيل وسففمى اللففه‬
‫ظيمففا ً{ فيزعمففون ‪:‬أنهففا فجففرت‪,‬‬ ‫ماقففالوه فيهففا‪} :‬ب ُهَْتانففا ً ع َ ِ‬
‫وزنففت‪ ,‬مففع يوسففف النجففار الففذي كففان معهففا يتعبففد فففي‬
‫المحراب كما ورد في بعض الثار‪(2) .‬‬
‫ن‬‫كففا َ‬ ‫مففا َ‬
‫والبهتان العظيم هو التعريض لهففا أي قففولهم‪َ } :‬‬
‫ك ب َغِّيففا ً{ ]سورة مريففم ‪[19/28‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مفف ِ‬
‫تأ ّ‬ ‫ما ك َففان َ ْ‬
‫سوٍْء وَ َ‬
‫مَرأ َ‬ ‫كا ْ‬ ‫أُبو ِ‬
‫لك‬
‫أبا بكر الصديق _ إنما قيل له ذ لصدقه‪ ،‬وقد قيل‪ :‬إنما سففمي صففديقا‬
‫لتصديقه النبي ‘ في مسيره في ليلة واحدة إلى بيت المقدس مففن مكففة‬
‫‪.‬‬
‫وعوده إليها‪ .‬تفسير الطبري ‪/6‬ص ‪314‬‬
‫‪ () 1‬البداية والنهاية ج‪ 2:‬ص‪68:‬‬
‫‪ () 2‬تاريخ الطبري )‪ (595-1/594‬وهكذا عند اليهود فففي التلمففود يسفمونه‬
‫»ابن النجار« وتارة يقولون‪» :‬أم الرجل المعين« يقصدونه وهكذا يصففف‬
‫اليهود نبيهم أنه ابن غيففر شففرعي حملتففه أمففه وهففي خففائض انظففر الكنففز‬
‫المرصود للشرقاوي )بتصرف(ص ‪ 252‬ف‪.‬‬

‫‪413‬‬
‫ت‬‫جئ ْ ِ‬ ‫أي أنت بخلفهما وقد أتيت بهذا الولد وفقولهم‪} :‬ل َ َ‬
‫قففد ْ ِ‬
‫م‬
‫مْري َ َ‬‫م ع ََلى َ‬ ‫شْيئا ً فَرِي ّا ً{ ]سورة مريم ‪ [19/27‬جوابه }وَقَوْل ِهِ ْ‬ ‫َ‬
‫ظيما ً{ ]سورة النساء ‪(1) [4/156‬‬
‫ب ُهَْتانا ً ع َ ِ‬
‫وقد أوضح الله براءتهففا مففع بيففان سففبب حملهففا بعيسففى‬
‫عليه السلم من غير زوج وذلك في قففوله تعففالى‪َ} :‬واذ ْ ُ‬
‫كففْر‬
‫شففْرقِي ّا ً = ‪16‬‬ ‫كانففا ً َ‬ ‫م َ‬ ‫فففي ال ْكتففاب مريففم إذ انتبففذ َت مفف َ‬
‫ن أهْل َِهففا َ‬ ‫ْ ِ ْ‬ ‫َِ ِ َ ْ َ َ ِِ ََ‬ ‫ِ‬
‫شففرا ً‬ ‫ل ل َهَففا ب َ َ‬ ‫َ‬
‫مث ّف َ‬ ‫حن َففا فَت َ َ‬‫سل َْنا إ ِل َي ْهَففا ُرو َ‬ ‫جابا ً فَأْر َ‬ ‫ح َ‬‫م ِ‬ ‫دون ِهِ ْ‬ ‫من ُ‬ ‫ت ِ‬ ‫خذ َ ْ‬ ‫َفات ّ َ‬
‫قي ّفا ً = ‪18‬‬ ‫َ‬
‫ت تَ ِ‬ ‫كنف َ‬ ‫ك ِإن ُ‬ ‫من َ‬ ‫من ِ‬ ‫ح َ‬ ‫عوذ ُ ِبالّر ْ‬ ‫ت إ ِّني أ ُ‬ ‫سوِي ّا ً = ‪َ 17‬قال َ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت أن ّففى‬ ‫غلم فا ً َزك ِي ّفا ً = ‪ 19‬قَففال َ ْ‬ ‫ك ُ‬ ‫ب لَ ِ‬ ‫ك ل هَ َ‬ ‫ل َرب ّ ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫ما أَنا َر ُ‬ ‫ل إ ِن ّ َ‬ ‫َقا َ‬
‫ك ب َغِي ّفا ً = ‪ 20‬قَففا َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫مأ ُ‬ ‫ش فٌر وَل َف ْ‬ ‫س فِني ب َ َ‬ ‫س ْ‬ ‫م َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫م وَل َف ْ‬ ‫غل ٌ‬ ‫ن ل ِففي ُ‬ ‫ي َك ُففو ُ‬
‫ن‬ ‫مّنا وَك َففا َ‬ ‫ة ّ‬ ‫م ً‬‫ح َ‬‫س وََر ْ‬ ‫ة ِللّنا ِ‬ ‫ه آي َ ً‬‫ج عَل َ ُ‬‫ن وَل ِن َ ْ‬ ‫ي هَي ّ ٌ‬ ‫ك هُوَ ع َل َ ّ‬ ‫ل َرب ّ ِ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫ك َذ َل ِ ِ‬
‫صففي ّا ً = ‪22‬‬ ‫َ‬
‫كانففا ً قَ ِ‬ ‫م َ‬‫ت ِبففهِ َ‬ ‫ه َفانت ََبففذ َ ْ‬ ‫مل َْتفف ُ‬‫ح َ‬ ‫ضففي ّا ً = ‪ 21‬فَ َ‬ ‫ق ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مففرا ً ّ‬ ‫أ ْ‬
‫َ‬
‫ذا‬ ‫ل هَ ف َ‬ ‫ت قَب ْف َ‬ ‫مف ّ‬ ‫ت ي َففا ل َي ْت َن ِففي ِ‬ ‫خل َةِ قَففال َ ْ‬ ‫جذ ِْع الن ّ ْ‬ ‫ض إ َِلى ِ‬ ‫خا ُ‬ ‫م َ‬‫ها ال ْ َ‬ ‫جاء َ‬ ‫فَ أ َ‬
‫سي ّا ً = ‪] { 23‬سورة مريم ‪ [23-19/16‬إلففى‬ ‫من ِ‬ ‫سيا ً ّ‬ ‫ت نَ ْ‬ ‫كن ُ‬ ‫وَ ُ‬
‫آخر اليات‬
‫ومن اليات الففتي بيففن اللففه فيهففا براءتهففا قففوله تعففالى‪:‬‬
‫جعَل َْنا َ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫ها َواب ْن َهَففا آي َف ً‬ ‫حَنا وَ َ‬
‫من ّرو ِ‬ ‫خَنا ِفيَها ِ‬ ‫جَها فَن َ َ‬
‫ف ْ‬ ‫ت فَْر َ‬
‫صن َ ْ‬ ‫}َوال ِّتي أ ْ‬
‫ح َ‬
‫ن = ‪] { 91‬سورة النبياء ‪[21/91‬‬ ‫ل ّل َْعال َ ِ‬
‫مي َ‬
‫َ‬
‫جهَففا‬‫ت فَْر َ‬ ‫ص فن َ ْ‬
‫ح َ‬ ‫ن ال ّت ِففي أ ْ‬‫م فَرا َ‬
‫ع ْ‬‫ة ِ‬
‫م اب ْن َف َ‬
‫مْري َف َ‬ ‫وقولفه تعالى‪} :‬وَ َ‬
‫ن‬
‫مف َ‬
‫ت ِ‬ ‫ت َرب ّهَففا وَك ُت ُب ِفهِ وَك َففان َ ْ‬ ‫ت ب ِك َل ِ َ‬
‫مففا ِ‬ ‫صفد ّقَ ْ‬ ‫حن َففا وَ َ‬‫من ّرو ِ‬ ‫خَنا ِفيهِ ِ‬ ‫ف ْ‬‫فَ ن َ َ‬
‫ن = ‪] { 12‬سورة التحريم ‪[66/12‬‬ ‫قان ِِتي َ‬‫ال ْ َ‬
‫من‬‫ه ِ‬‫ق ُ‬‫خل َ َ‬
‫م َ‬ ‫مث َ ِ‬
‫ل آد َ َ‬ ‫عند َ الل ّهِ ك َ َ‬
‫سى ِ‬ ‫عي َ‬ ‫ل ِ‬ ‫مث َ َ‬‫ن َ‬‫وقولفه تعالى‪} :‬إ ِ ّ‬
‫ن = ‪] { 59‬سورة آل عمران‬ ‫ه ك ُففن فَي َك ُففو ُ‬ ‫ل ل َف ُ‬
‫م قَففا َ‬
‫ب ث ِف ّ‬
‫ت ُفَرا ٍ‬
‫)‪( 2‬‬ ‫‪[3/59‬‬

‫‪ () 1‬أضواء البيان ‪ -‬الشنقيطي ج ‪/5‬ص ‪ 436‬بتصرف يسير‬


‫‪ () 2‬أعرضت عن روايات كثيرة من لسرائيليات في قصففة مريففم وولدتهففا‬
‫مقتصرا على أهم ما ورد وهو بهتان اليهود لها والرد عليهم‪.‬‬

‫‪414‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬موقفهم من عيسى صلى اللففه عليففه وسففلم عليسسه السسسلم‬
‫والنصارى ‪:‬‬
‫الثار‪:‬‬
‫ة‬
‫مفف ٍ‬ ‫ك ب ِك َل ِ َ‬ ‫شُر ِ‬ ‫ه ي ُب َ ّ‬‫ن الل ّ َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫مْري َ ُ‬ ‫ة َيا َ‬ ‫ملئ ِك َ ُ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫قولفه تعالى‪} :‬إ ِذ ْ َقال َ ْ‬
‫م{ ]سففورة آل عمففران‬ ‫مْري َف َ‬ ‫ن َ‬ ‫سففى اْبفف ُ‬ ‫عي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫سففي ُ‬‫م ِ‬ ‫ه ال ْ َ‬
‫م ُ‬‫سفف ُ‬ ‫ها ْ‬ ‫مْنفف ُ‬ ‫ِ‬
‫‪.[3/45‬‬
‫‪ - 5557-492‬حدثني به ابن حميد‪ ،‬قال‪ :‬ثنا سلمة‪ ،‬عن ابن إسحاق‪،‬‬
‫ه‬‫ن الل ّف َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫مْري َف ُ‬ ‫ة ي َففا َ‬ ‫ملئ ِك َ ُ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫عن محمد بن جعفر بن الزبير‪} :‬إ ِذ ْ َقال َ ْ‬
‫ة{ أي هكذا كان أمره‪ ،‬ل ما يقولون فيه‪(1) .‬‬ ‫م ٍ‬‫ك ب ِك َل ِ َ‬‫شُر ِ‬ ‫ي ُب َ ّ‬
‫َ‬
‫ه{‬ ‫م فو ْ ت ِ ِ‬‫ل َ‬ ‫ن ب ِفهِ قَب ْف َ‬ ‫من َ ّ‬‫ب إ ِل ّ ل َي ُفؤ ْ ِ‬ ‫ل ال ْك ِت َففا ِ‬‫ن أ هْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬وَِإن ّ‬
‫]سورة النساء ‪.[4/159‬‬
‫‪ - 8511-493‬حففدثنا ابففن بشففار‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا عبففد الرحمففن‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا‬
‫الحكم بن عطية‪ ،‬عن محمد بن سيرين‪} :‬وإن م ف َ‬
‫ب إ ِل ّ‬ ‫ل ال ْك ِت َففا ِ‬ ‫ن أهْ ف ِ‬ ‫َِ ْ ِ ْ‬
‫ه{ قال‪ :‬موت الرجل من أهل الكتاب‪( ) .‬‬
‫‪2‬‬
‫موْت ِ ِ‬ ‫ل َ‬‫ن ب ِهِ قَب ْ َ‬ ‫من َ ّ‬‫ل َي ُؤ ْ ِ‬
‫‪-494‬حدثنا محمد بن الحسين‪ ،‬قال‪ :‬ثنا أحمد بففن مفضففل‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا‬
‫أسففباط‪ ،‬عففن السففدي‪} :‬وإن مف َ‬
‫ل‬‫ن ب ِفهِ قَب ْف َ‬ ‫من َ ّ‬‫ب إ ِل ّ ل َي ُفؤ ْ ِ‬ ‫ل ال ْك ِت َففا ِ‬ ‫ن أهْف ِ‬ ‫َِ ْ ِ ْ‬
‫ه{ قال‪ :‬قال ابن عباس رضي الله عنهما ‪ :‬ليس مففن يهففودي ول‬ ‫موْت ِ ِ‬ ‫َ‬
‫نصراني يموت حتى يؤمن بعيسففى ابففن مريففم‪ .‬فقففال لففه رجففل مففن‬
‫أصحابه‪ :‬كيف والرجل يغرق‪ ،‬أو يحترق‪ ،‬أو يسففقط عليففه الجففدار‪ ،‬أو‬
‫يأكله السبع؟ فقففال‪ :‬ل تخففرج روحففه مففن جسففده حففتى يقففذف فيففه‬
‫اليمان بعيسى‪(3) .‬‬
‫جئ ْت ُ ُ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬ورسول ً إَلى بِني إسراِئي َ َ‬
‫مففن‬ ‫كم ِبآي َةٍ ّ‬ ‫ل أّني قَد ْ ِ‬ ‫ِ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ََ ُ‬
‫م{ ]سورة آل عمران ‪[3/49‬‬ ‫ّرب ّك ُ ْ‬
‫‪ - 5577-495‬حدثنا ابن حميد قال‪ :‬ثنا سلمة عن ابففن إسففحاق عففن‬
‫ل{ أي تحقففق‬ ‫س فَراِئي َ‬ ‫سول ً إ َِلى ب َن ِففي إ ِ ْ‬ ‫محمد بن جعفر بن الزبير‪} :‬وََر ُ‬
‫بها نبوتي وأني رسول منه إليكم‪( ) .‬‬
‫‪4‬‬

‫‪ () 1‬تتفسير الطبري )‪ (3/270‬إسناده ضعيف‪.‬‬


‫‪() 2‬تفسير الطبري ) ‪ ( 21 / 6‬تفسير ابن أبففي حففاتم ) ‪- ( 1114 / 4‬‬
‫تفسير ابن كثير ) ‪578 / 1‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪ ( 21 / 6‬تفسير القرطبي ) ‪ ( 11 / 6‬تفسير ابن‬
‫حسنه في التفسير الصففحيح )‬
‫كثير ) ‪ ( 577 / 1‬فتح الباري ) ‪( 492 / 6‬‬
‫‪(2/281‬‬

‫‪ () 4‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 275 / 3‬تفسير ابن أبففي حففاتم ) ‪( 654 / 2‬‬


‫إسناده ضعيف‪.‬‬

‫‪415‬‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ن‬
‫م إِ ّ‬ ‫ن فِففي ب ُي ُففوت ِك ُ ْ‬ ‫خُرو َ‬ ‫مففا ت َفد ّ ِ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫ما ت َأك ُُلو َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬وَأن َب ّئ ُك ُ ْ‬
‫ن = ‪] { 49‬سورة آل عمران‬ ‫مني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م ُ‬ ‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫ة ل َك ُ ْ‬ ‫ك لي َ ً‬ ‫ِفي ذ َل ِ َ‬
‫‪[3/50‬‬
‫‪ - 5593-496‬حدثنا القاسم‪ ،‬قال‪ :‬ثنا الحسين‪ ،‬قال‪ :‬ثني حجاج‪ ،‬عن‬
‫ُ‬
‫مففا‬ ‫م بِ َ‬ ‫ابن جريج‪ ،‬قال‪ :‬قال عطاء بن أبي رباح يعنففي قففوله‪} :‬وَأن َب ّئ ُك ُف ْ‬
‫ْ‬
‫ن{قال‪ :‬الطعام والشيء يدخرونه في بيففوتهم غيبففا علمففه اللففه‬ ‫ت َأك ُُلو َ‬
‫إياه‪(1).‬‬
‫ل ل َك ُففم‬ ‫حف ّ‬ ‫ن الت ّفوَْراةِ وَل ُ ِ‬ ‫مف َ‬ ‫ن ي َفد َيّ ِ‬ ‫مففا ب َي ْف َ‬ ‫دقا ً ل ّ َ‬ ‫ص ّ‬ ‫م َ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬وَ ُ‬
‫م{ ]سورة آل عمران ‪[3/50‬‬ ‫م ع َل َي ْك ُ ْ‬ ‫حّر َ‬
‫ذي ُ‬ ‫ض ال ّ ِ‬ ‫ب َعْ َ‬
‫‪ -5599-497‬حدثني المثنى‪ ،‬قال‪ :‬ثنا إسحاق‪ ،‬قال‪ :‬ثنا عبد الكريففم‪،‬‬
‫قال‪ :‬ثني عبد الصمد بن معقل‪ ،‬أنه سففمع وهففب بفن منبه يقففول‪ :‬إن‬
‫عيسففى كففان علففى شففريعة موسففى عليففه السففلم ‪ ،‬وكففان يسففبت‬
‫ويستقبل بيت المقدس‪ ،‬فقال لبني إسففرائيل‪ :‬إنففي لففم أدعكففم إلففى‬
‫خلف حرف مما في التوراة إل لحل لكم بعض الفذي حففرم عليكففم‪،‬‬
‫وأضع عنكم من الصار‪(2) .‬‬
‫‪ -5603-498‬حدثنا ابن حميد‪ ،‬قال‪ :‬ثنا سلمة‪ ،‬عن ابن إسحاق‪ ،‬عففن‬
‫ة{ أي‬ ‫ن الت ّفوَْرا ِ‬ ‫مف َ‬ ‫ن ي َد َيّ ِ‬ ‫ما ب َي ْ َ‬ ‫دقا ً ل ّ َ‬ ‫ص ّ‬ ‫م َ‬ ‫محمد بن جعفر بن الزبير‪} :‬وَ ُ‬
‫ة‬
‫م ِبآي َف ٍ‬ ‫جئ ْت ُك ُف ْ‬ ‫م وَ ِ‬ ‫م ع َل َي ْك ُف ْ‬ ‫حّر َ‬‫ذي ُ‬ ‫ض ال ّ ِ‬‫م ب َعْ َ‬ ‫ل ل َك ُ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫لما سبقني منها‪} ،‬وَل ُ ِ‬
‫َ‬
‫ن = ‪ { 50‬أي أخبركم أنففه كففان حرامففا‬ ‫طيُعو ِ‬ ‫ه وَأ ِ‬ ‫قوا الل ّ َ‬ ‫م َفات ّ ُ‬ ‫ن َرب ّك ُ ْ‬
‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫عليكففم‪ ،‬ففتركتموه‪ ،‬ثففم أحلفه لكففم تخفيففا عنكفم‪ ،‬فتصففيبون يسففره‬
‫وتخرجون من تباعته‪(3) .‬‬
‫‪ -5604-499‬حدثني محمد بن سنان‪ ،‬قال‪ :‬ثنا أبو بكر الحنفي‪ ،‬عففن‬
‫ة‬
‫م ِبآي َ ٍ‬‫جئ ْت ُك ُ ْ‬‫م وَ ِ‬ ‫م ع َل َي ْك ُ ْ‬ ‫حّر َ‬ ‫ذي ُ‬ ‫ض ال ّ ِ‬ ‫م ب َعْ َ‬ ‫ل ل َك ُ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫عباد‪ ،‬عن الحسن‪} :‬وَل ُ ِ‬
‫َ‬
‫ن = ‪ { 50‬قال‪ :‬كان حرم عليهم أشياء‪،‬‬ ‫طيُعو ِ‬ ‫ه وَأ ِ‬ ‫قوا الل ّ َ‬ ‫م َفات ّ ُ‬ ‫ن َرب ّك ُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫فجاءهم عيسى ليحل لهم الذي حرم عليهم‪ ،‬يبتغففي بففذلك شففكرهم‪.‬‬
‫)‪( 4‬‬
‫َ‬
‫ن{ ]سورة آل عمران ‪[3/51‬‬ ‫طيُعو ِ‬ ‫ه و َأ ِ‬ ‫قوا الل ّ َ‬
‫قوله تعالى‪َ} :‬فات ّ ُ‬
‫‪ - 5606-500‬حدثنا ابن حميد‪ ،‬قال‪ :‬ثنا سلمة‪ ،‬عن ابن إسحاق‪ ،‬عن‬
‫َ‬
‫ن الل ّ َ‬
‫ه َرّبي‬ ‫ن = ‪ 50‬إ ِ ّ‬
‫طيُعو ِ‬ ‫قوا ْ الل ّ َ‬
‫ه وَأ ِ‬ ‫محمد بن جعفر بن الزبير‪َ} :‬فات ّ ُ‬

‫)( تفسير الطبري ) ‪ - ( 279 / 3‬تفسير ابن أبي حاتم عن مجاهد ) ‪/ 2‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪( 656‬‬
‫)( ‪ ()-‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 281 / 3‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 222 / 2‬‬ ‫‪2‬‬
‫تفسير ابن كثير ) ‪( 168 / 4‬‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪ ( 282 / 3‬مصنف عبد الرزاق ) ‪ - ( 23 / 5‬تفسير‬ ‫‪3‬‬
‫ابن كثير ) ‪ ( 521 / 2‬إسناده ضعيف‪.‬‬
‫)( تفسففير الطففبري ) ‪ (282 /3‬تفسففير ابففن أبففي حففاتم ) ‪(657 /2‬‬ ‫‪4‬‬
‫المستدرك على الصحيحين ) ‪( 129 /4‬‬

‫‪416‬‬
‫م{ تبريا ً من الذي يقولون فيففه‪ ،‬يعنففي مففا يقففول فيففه النصففارى‬ ‫وََرب ّك ُ ْ‬
‫م{ أي الففذي‬ ‫قي ٌ‬ ‫سففت َ ِ‬‫م ْ‬ ‫ط ُ‬ ‫صَرا ٌ‬ ‫ذا ِ‬ ‫واحتجاجا لربه عليهم‪ ،‬فاعبدوه‪ ،‬و }هَ َ‬
‫هذا قد حملتكم عليه وجئتكم به‪(1).‬‬
‫‪ - 5611-501‬حدثنا القاسم‪ ،‬قال‪ :‬ثنا الحسين‪ ،‬قال‪ :‬ثني حجاج‪ ،‬عن‬
‫م ال ْك ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ففَر{ قففال‪:‬‬ ‫من ْهُف ْ‬ ‫سففى ِ‬ ‫عي َ‬ ‫س ِ‬ ‫حف ّ‬ ‫مففا أ َ‬ ‫ابن جريج‪ ،‬عففن مجاهففد‪} :‬فَل َ ّ‬
‫صففاِري‬ ‫كفروا وأرادوا قتله‪ ،‬فذلك حين استنصر قومه‪ ،‬قففال‪} :‬م ف َ‬
‫َ‬ ‫ن أن ْ‬ ‫َ ْ‬
‫َ‬ ‫من ّففا ب ِففالل ّهِ َوا ْ‬ ‫ل ال ْحواريففون نحف َ‬
‫شفهَد ْ ب ِأن ّففا‬ ‫صففاُر الل ّفهِ آ َ‬ ‫ن أن ْ َ‬ ‫َ َ ِّ َ َ ْ ُ‬ ‫إ َِلى الل ّفهِ قَففا َ‬
‫ن{ ]سورة آل عمران ‪(2) [3/52‬‬ ‫مو َ‬ ‫سل ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫ن = ‪{ 54‬‬ ‫ري َ‬ ‫مففاك ِ ِ‬ ‫ْ‬
‫خي ُْر ال َ‬ ‫ه َ‬ ‫ّ‬
‫ه َوالل ُ‬ ‫ّ‬
‫مك ََر الل ُ‬ ‫مك َُروا وَ َ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬وَ َ‬
‫]سورة آل عمران ‪[3/54‬‬
‫‪- 5618-502‬حدثنا محمد بن الحسين‪ ،‬قال‪ :‬ثنا أحمد بففن المفضففل‪،‬‬
‫قففال‪ :‬ثنففا أسففباط‪ ،‬عففن السففدي‪ :‬ثففم إن عيسففى سففار بهففم‪ :‬يعنففي‬
‫بفالحواريين الفذين كفانوا يصفطادون السفمك‪ ،‬ففآمنوا بفه واتبعفوه إذ‬
‫َ‬
‫ت‬ ‫من َ ْ‬ ‫دعاهم حتى أتى بني إسرائيل ليل فصاح فيهم‪ ،‬فذلك قوله‪} :‬فَآ َ‬
‫مُنفوا ع ََلفى‬ ‫ذي َ‬ ‫َ‬
‫نآ َ‬ ‫ة فَأي ّفد َْنا ال ّف ِ َ‬ ‫فف ٌ‬ ‫ت َ‬
‫طائ ِ َ‬ ‫ففَر ْ‬ ‫ل وَك َ َ‬ ‫سفَراِئي َ‬ ‫ن ب َن ِففي إ ِ ْ‬‫م َْ‬ ‫ة ِ‬ ‫ف ٌ‬ ‫َ‬
‫طائ ِ َ‬
‫ن{ ]سورة الصف ‪(3) [61/14‬‬ ‫ري َ‬‫ظاه ِ ِ‬‫حوا َ‬ ‫م فَأ ْ‬
‫صب َ ُ‬ ‫ع َد ُوّه ِ ْ‬
‫‪ - 5619-503‬حففدثني محمففد بففن الحسففين‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا أحمففد بففن‬
‫المفضل‪ ،‬قال‪ :‬ثنا أسباط‪ ،‬عن السدي‪ :‬ثم إن بني إسففرائيل حصففروا‬
‫عيسى وتسعة عشففر رجل مففن الحففواريين فففي بيففت‪ ،‬فقففال عيسففى‬
‫لصحابه‪ :‬من يأخذ صورتي فيقتل ولففه الجنففة‪ ،‬فأخففذها رجففل منهففم‪،‬‬
‫ه‬‫ه َوالل ّف ُ‬ ‫مك َفَر الل ّف ُ‬ ‫مك َُروا وَ َ‬ ‫وصعد بعيسى إلى السماء‪ ،‬فذلك قوله‪} :‬وَ َ‬
‫ن{ فلمففا خففرج الحواريففون أبصففروهم تسففعة عشففر‪،‬‬ ‫ري َ‬ ‫مففاك ِ ِ‬ ‫خْيففُر ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫فأخبروهم أن عيسى قد صعد به إلى السماء‪ ،‬فجعلوا يعدون القففوم‬
‫فيجففدونهم ينقصففون رجل ً مففن العففدة‪ ،‬ويففرون صففورة عيسففى عليففه‬
‫السلم فيهم فشكوا فيه‪ ،‬وعلى ذلك قتلففوا الرجففل وهففم يففرون أنفه‬
‫صفل َُبوهُ‬ ‫مفا َ‬ ‫ما قَت َُلوه ُ وَ َ‬ ‫عيسى‪ ،‬وصلبوه‪ ،‬فذلك قول الله عز وجل ‪} :‬وَ َ‬
‫ن‬ ‫مفف ْ‬ ‫م ِبففهِ ِ‬ ‫ما ل َهُ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬‫ك ِ‬ ‫ش ّ‬ ‫في َ‬ ‫فوا ِفيهِ ل َ ِ‬ ‫خت َل َ ُ‬ ‫نا ْ‬ ‫ذي َ‬‫ن ال ّ ِ‬ ‫ه ل َهُ ْ‬
‫م وَإ ِ ّ‬ ‫شب ّ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫وَل َك ِ ْ‬
‫قينا ً{ ]سورة النساء ‪(4) [4/157‬‬ ‫ما قَت َُلوه ُ ي َ ِ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫عل ْم ٍ إ ِل ّ ات َّباع َ الظ ّ ّ‬ ‫ِ‬

‫‪ - () 1‬تفسير الطبري ) ‪ ( 93 / 25‬إسناده ضعيف‪.‬‬


‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 286 / 3‬تفسير ابن أبففي حففاتم ) ‪( 659 / 2‬‬
‫صححه في التفسير الصحيح )‪(3/122‬‬

‫حسنه في‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 288 / 3‬تفسير ابن كثير ) ‪( 363 / 4‬‬
‫التفسير الصحيح )‪(2/281‬‬

‫حسنه‬
‫‪ () 4‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 289 / 3‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 224 / 2‬‬
‫في التفسير الصحيح )‪(2/281‬‬

‫‪417‬‬
‫ن‬ ‫ن ال ّف ِ‬
‫ذي َ‬ ‫مف ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫مط َهّ فُر َ‬ ‫ي وَ ُ‬ ‫ك إ ِل َف ّ‬ ‫ك وََرافِعُ َ‬ ‫مت َوَّفي َ‬ ‫قولفه تعالى‪} :‬إ ِّني ُ‬
‫مففةِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫فُروا إ َِلى ي َوْم ِ ال ْ ِ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ق ال ّ ِ‬ ‫ك فَ وْ َ‬ ‫ن ات ّب َُعو َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫ع ُ‬ ‫جا ِ‬ ‫فُروا وَ َ‬ ‫كَ َ‬
‫َ‬
‫ن{ ]سففورة‬ ‫فو َ‬ ‫خت َل ِ ُ‬
‫م ِفيهِ ت َ ْ‬ ‫ما ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫م ِفي َ‬ ‫م ب َي ْن َك ُ ْ‬‫حك ُ ُ‬‫م فَ أ ْ‬ ‫ج ع ُك ُ ْ‬
‫مْر ِ‬ ‫ي َ‬ ‫م إ ِل َ ّ‬‫ثُ ّ‬
‫آل عمران ‪[3/55‬‬
‫‪ - 5624-504‬حدثني المثنى‪ ،‬قال‪ :‬ثنا عبد الله بن صالح‪ ،‬قال‪ :‬ثنففي‬
‫معاوية بن صالح أن كعب الحبار‪ ،‬قال‪ :‬ما كان الله عز وجل ليميت‬
‫عيسى ابن مريم‪ ،‬إنما بعثه الله داعيا ً ومبشرا ً يدعو إليه وحده‪ ،‬فلما‬
‫رأى عيسى قلة من اتبعه وكثرة من كذبه‪ ،‬شكا ذلففك إلففى اللففه عففز‬
‫ك{ وليففس مففن رفعتففه عنففدي‬ ‫مت َوَّفي ف َ‬ ‫وجل ‪ ،‬فأوحى الله إليه‪} :‬إ ِن ّففي ُ‬
‫ميتًا‪ ،‬وإني سأبعثك على العور الدجال‪ ،‬فتقتله‪ ،‬ثم تعيففش بعففد ذلففك‬
‫أربعا ً وعشرين سنة‪ ،‬ثم أميتك ميتة الحي‪(1) .‬‬
‫‪ - 5635-505‬حدثني محمد بن سنان قال‪ :‬ثنا أبو بكر الحنفففي عففن‬
‫ففُروا{ قففال‪:‬‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّف ِ‬ ‫مف ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫مط َهّفُر َ‬ ‫عباد عن الحسن فففي قففوله‪} :‬وَ ُ‬
‫طهره من اليهود والنصارى والمجوس ومن كفار قومه‪(2) .‬‬
‫ُ‬
‫مففات ِهِ َوات ّب ِعُففوهُ‬ ‫ن ب ِففالل ّهِ وَك َل ِ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ذي ي ُفؤ ْ ِ‬ ‫ي ال ّ ِ‬ ‫م ّ‬ ‫ي ال ّ‬ ‫قولفه تعالى‪} :‬الن ّب ِ ّ‬
‫ن{ ]سورة العراف ‪[7/159‬‬ ‫دو َ‬ ‫م ت َهْت َ ُ‬‫ل َعَل ّك ُ ْ‬
‫‪ - 11842-506‬حدثنا القاسم قال‪ :‬ثنا الحسين قال‪ :‬ثني حجاج عففن‬
‫ه{ قففال‪ :‬عيسففى‬ ‫ن ِبالل ّ ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ذي ي ُؤ ْ ِ‬ ‫ابن جريج قال‪ :‬قال مجاهد قوله‪} :‬ال ّ ِ‬
‫ابن مريم عليه السلم ‪(3) .‬‬
‫‪ -23930-507‬حدثنا ابن عبد العلى قففال‪ :‬ثنففا ابففن ثففور عففن قتففادة‬
‫ل{ ]سففورة الزخففرف ‪ [43/60‬أحسففبه قففال‪ :‬آيفة‬ ‫سفَراِئي َ‬ ‫مث َل ً ل ِب َِني إ ِ ْ‬ ‫} َ‬
‫لبني إسرائيل‪(4) .‬‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 290 / 3‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 225 / 2‬‬


‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 292 / 3‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 662 / 2‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪( 226 / 2‬‬
‫صححه في التفسير الصحيح )‪(3/122‬‬
‫‪ - () 3‬تفسير الطبري ) ‪( 87 / 9‬‬
‫‪ () 4‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 89 / 25‬تفسير عبد الرزاق ) ‪ - ( 82 / 3‬تفسير‬
‫عبد الرزاق ) ‪( 198 / 3‬‬

‫‪418‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬موقفهم من النصارى ‪:‬‬
‫الثار‪:‬‬
‫مففا ت َب ِعُففوا‬ ‫ب ب ِك ُف ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل آي َفةٍ َ‬ ‫ن أوُتوا الك َِتا َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ت ال ِ‬ ‫ن أت َي ْ َ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬وَلئ ِ ْ‬
‫َ‬
‫ض وَل َئ ِ ْ‬
‫ن‬ ‫ة ب َعْ ف ٍ‬ ‫م ب ِت َففاب ٍِع قِب ْل َف َ‬ ‫ض فه ُ ْ‬ ‫ما ب َعْ ُ‬ ‫م وَ َ‬ ‫ت ب َِتاب ٍِع قِب ْل َت َهُ ْ‬ ‫ما أن ْ َ‬ ‫ك وَ َ‬ ‫قِب ْل َت َ َ‬
‫َ‬
‫ن‬‫مف ْ‬ ‫ك ِإذا ً ل َ ِ‬‫ن ال ْعِل ْفم ِ إ ِن ّف َ‬ ‫مف ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫جففاءَ َ‬ ‫مففا َ‬ ‫ن ب َعْ فد ِ َ‬ ‫مف ْ‬ ‫م ِ‬ ‫واَءهُ ْ‬ ‫ت أ هْ ف َ‬ ‫ات ّب َعْ ف َ‬
‫ن{ ]سورة البقرة ‪[2/145‬‬ ‫مي َ‬ ‫ال ّ‬
‫ظال ِ ِ‬
‫‪ - 2076-508‬حدثني موسى قال‪ :‬ثنا عمففرو قففال‪ :‬ثنففا أسففباط عففن‬
‫ق ب َِعيففدٍ{ ]سففورة‬ ‫قا ٍ‬‫ش َ‬ ‫في ِ‬ ‫ب لَ ِ‬ ‫فوا ِفي ال ْك َِتا ِ‬ ‫خت َل َ ُ‬ ‫نا ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫السدي‪} :‬وَإ ِ ّ‬
‫البقرة ‪ [2/177‬يقول‪ :‬هم اليهود والنصارى‪ .‬يقول ‪ :‬هم فففي عففداوة‬
‫بعيدة‪(1) .‬‬
‫قوله تعالى‪} :‬إذ قال الله يا عيسى إنففى متوفيففك ورافعففك إلففى‬
‫ومطهرك من الذين كفروا{ ]سورة آل عمران ‪[3/55‬‬
‫‪ - 5641-509‬حدثني يونس قال‪ :‬أخبرنا ابففن وهففب قففال‪ :‬قففال ابففن‬
‫فففُروا{ قففال‪:‬‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬‫ك فَوْقَ ال ّ ِ‬ ‫ن ات ّب َُعو َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫ع ُ‬ ‫جا ِ‬ ‫زيد في قول الله‪} :‬وَ َ‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫ك فَفوْقَ ال ّف ِ‬ ‫ن ات ّب َعُففو َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّف ِ‬ ‫ع ُ‬ ‫جا ِ‬ ‫الذين كفروا من بني إسرائيل‪} .‬وَ َ‬
‫ة{ قففال‪ :‬الففذين آمنففوا بففه مففن بنففي إسففرائيل‬ ‫مف ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫فُروا إ َِلى ي َوْم ِ ال ْ ِ‬ ‫كَ َ‬
‫ة{ النصارى فففوق اليهففود‬ ‫م ِ‬ ‫قَيا َ‬‫فُروا إ َِلى ي َوْم ِ ال ْ ِ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫وغيرهم }فَوْقَ ال ّ ِ‬
‫إلى يوم القيامة قال‪ :‬فليس بلد فيه أحد من النصارى إل وهفم ففوق‬
‫يهود في شرق ول غرب هم في البلدان كلها مستذلون‪(2) .‬‬
‫صففاَرى‬ ‫ت الن ّ َ‬ ‫ن الل ّفهِ وَقَففال َ ْ‬ ‫ت ال ْي َهُففود ُ ع َُزي ْفٌر اب ْف ُ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬وَقَففال َ ْ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ذي َ‬‫ل ال ّف ِ‬ ‫ن ق َ فو ْ َ‬ ‫ضففاه ُِئو َ‬ ‫م يُ َ‬ ‫واه ِهِ ْ‬ ‫م ب ِفأفْ َ‬ ‫ك قَ فوْل ُهُ ْ‬ ‫ن الل ّهِ ذ َل ِف َ‬ ‫ح اب ْ ُ‬ ‫سي ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن{ ]سورة التوبة ‪[9/31‬‬ ‫كو َ‬‫ه أ َّنى ي ُؤ ْفَ ُ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ل َقات َل َهُ ْ‬ ‫ن قَ ب ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫فُروا ِ‬ ‫كَ َ‬
‫‪ -12918-510‬حدثنا بشر قال‪ :‬ثنا يزيد قففال‪ :‬ثنففا سففعيد عففن قتففادة‬
‫ن{ ضاهت النصارى قول اليهود قبلهم‪(3) .‬‬ ‫ضاه ُِئو َ‬ ‫قوله‪} :‬ي ُ َ‬
‫دودِ{ ]سورة البروج ‪[85/4‬‬ ‫ب ال ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬قُت ِ َ‬
‫خ ُ‬ ‫حا ُ‬ ‫ص َ‬ ‫لأ ْ‬
‫‪ -28550-511‬حدثت عن الحسين‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬ثنففا‬
‫ب‬ ‫عبيففد‪ ،‬قففال‪ :‬سففمعت الضففحاك يقففول فففي قففوله‪} :‬قُِتفف َ َ‬
‫حا ُ‬ ‫صفف َ‬ ‫لأ ْ‬
‫دودِ{ يزعمففون أن أصففحاب الخففدود مففن بنففي إسففرائيل‪ ،‬أخففذوا‬ ‫خ ُ‬‫ال ُ ْ‬
‫رجال ً ونساء‪ ،‬فخدوا لهم أخدودًا‪ ،‬ثففم أوقففدوا فيهففا النيففران‪ ،‬فأقففاموا‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 93 / 2‬تفسير ابن أبي حففاتم ) ‪- ( 287 / 1‬‬


‫تفسير الدر المنثور ) ‪( 410 / 1‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 293 / 3‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 227 / 2‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ‪ - 10/112‬تفسير عبففد الففرزاق ‪ - 2/271‬تفسففير ابففن‬
‫‪ .‬حسنه في التفسير الصحيح‬
‫أبي حاتم ‪ -6/1783‬تفسير الدر المنثور ‪4/173‬‬
‫)‪(1/223‬‬

‫‪419‬‬
‫المؤمنين عليها‪ ،‬فقالوا‪ :‬تكفرون أو نقذفكم في النار‪(4) .‬‬

‫‪0 33‬‬
‫‪ 3 /1‬إسناده ضعيف‪.‬‬ ‫‪() 4‬تفسير الطبري‬

‫‪420‬‬
‫الدراسة‬
‫موقف اليهود من عيسى عليه السلم وأمه‪:‬‬
‫جاء عيسى عليه السلم إلى الدنيا على خلف ما جرت‬
‫به عادة النساء غير أمه‪ ,‬حيث ولففد بل أب‪ ,‬كففان هففذا أمففرا ً‬
‫عجيبففًا‪ .‬اتخففذ اليهففود مولففده‪ ,‬الففذي لففم تسففتطع عقففولهم‬
‫القاصففرة وقلففوبهم المنكففرة أن تسففتوعبه‪ ,‬مففدعاة للطعففن‬
‫فيه‪ ,‬واعتقدوا أن المسيح عليه السلم ولد مففن الفحشففاء‪،‬‬
‫وأن مريم أتت به بطريق بشري غير شرعي في الحيض‪.‬‬
‫وهذا المر ليس غريبا ً على اليهود الذين تطففاولوا علففى‬
‫خالقهم‪ ،‬وقتلففوا أنبيففاءهم‪ ،‬ورمففوهم بالعظففائم‪ ,‬وقففد تقففدم‬
‫تبرئة الله لمه‪ ،‬ومعجزته في ولدته عليه السلم ‪.‬‬
‫وقد أجرى الله تعالى علففى يففده كففثيرا ً مففن المعجففزات‪،‬‬
‫سول ً إ َِلى ب َِني‬‫وذكر القرآن أمر رسالته ومعجزاته فقال‪} :‬وََر ُ‬
‫ن‬ ‫ّ‬
‫ن الطي ف ِ‬ ‫مف َ‬‫ق ل َك ُففم ّ‬ ‫م أ َّني أ َ ْ‬
‫خل ُ ُ‬ ‫من ّرب ّك ُ ْ‬ ‫كم ِبآي َةٍ ّ‬ ‫جئ ْت ُ ُ‬
‫ل أّني قَد ْ ِ‬
‫إسراِئي َ َ‬
‫ِ ْ َ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ك َهَي ْئ َةِ الطي ْرِ فَأن ُ‬
‫ه‬
‫مف َ‬‫رى فُء الك َ‬ ‫ن الل فهِ وَأب ْ ِ‬ ‫ن طي ْففرا ب ِفإ ِذ ْ ِ‬ ‫خ ِفي فهِ فَي َكففو ُ‬ ‫ف ُ‬
‫ْ‬ ‫ن الل ّهِ وَأ ُن َب ّئ ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫خُرو َ‬ ‫ما ت َد ّ ِ‬
‫ن وَ َ‬ ‫ما ت َأك ُُلو َ‬ ‫كم ب ِ َ‬ ‫موَْتى ب ِإ ِذ ْ ِ‬ ‫حِيي ال ْ َ‬ ‫ص و َأ ْ‬ ‫والب َْر َ‬
‫ن ) ‪] {(49‬سورة‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫كنُتم ّ‬ ‫م ِإن ُ‬ ‫ة ل ّك ُ ْ‬ ‫ك لي َ ً‬‫ن ِفي ذ َل ِ َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫ِفي ب ُُيوت ِك ُ ْ‬
‫آل عمران ‪[3/49‬‬
‫ولما رأى اليهود المعجففزات واضففحة مففؤثرة‪ ،‬مففن إحيففاء‬
‫الموتى‪ ,‬وإبراء الكمه والبرص‪ ،‬وغير ذلك مففن المعجففزات‬
‫العظيمة‪ ،‬ورأوا إقبال الناس على الدعوة وإيمانهم‪ ،‬جحدوا‬
‫رسالته‪ ،‬وأنكروا دعففوته وحففاولوا صففد النففاس عنففه بتكففذيبه‬
‫مرة‪ ،‬وبتهديده مرة‪ ،‬مع أن الففذي صففرح بففه المسففيح عليففه‬
‫السلم أنه غير مبدل لما عندهم‪ ،‬بل يخفف عنهففم الغلل‬
‫التي كانت عليهم‪ ،‬ومبشرا ً بالرسول محمد صلى الله عليه‬
‫وسلم من بعده‪ ،‬ولكن اليهود ناصبوه العففداء‪ ،‬ولعففل الففذي‬
‫دفع اليهود إلى هذا الموقف من عداٍء للمسيح عليه السلم‬
‫هو اتبففاع الهففوى الففذي لزمهففم‪ ،‬فتعففاليم المسففيح القويمففة‬
‫عاكست اتجاههم‪ ،‬وخالفت هوى نفوسففهم‪ ،‬ومعلففوم عنهففم‬
‫أنهم كلما جففاءهم رسففول بمففا ل تهففوى أنفسففهم كففذبوه أو‬
‫قتلوه‪ ،‬ولما رأى اليهود أن كل هذه السبل التي سلكوها لم‬

‫‪421‬‬
‫توقف مد ّ هذه الدعوة تآمروا على نهايففة المسففيح كعففادتهم‬
‫مع من قتلففوا مففن النبيففاء‪ .‬لمففا عجففزوا عففن مقاومففة هففذه‬
‫الدعوة قرروا أن يضعوا حدا ً لهففا‪ ،‬فقففد أجمعففوا علففى قتلففه‬
‫وصلبه‪.‬‬
‫مففا قَت َل ُففوهُ‬‫قال ابن كثير رحمه الله ‪ :‬في قوله تعففالى‪} :‬وَ َ‬
‫م{ ]سورة النساء ‪" [4/157‬أي رأوا‬ ‫ه ل َهُ ْ‬ ‫كن ُ‬
‫شب ّ َ‬ ‫صل َُبوه ُ وَل َ ِ‬‫ما َ‬ ‫وَ َ‬
‫فففي‬ ‫فففوا ْ ِفيففهِ ل َ ِ‬
‫خت َل َ ُ‬
‫نا ْ‬ ‫ن اّلفف ِ‬
‫ذي َ‬ ‫شبهه فظنوه إياه ولهذا قال‪} :‬وَإ ِ ّ‬
‫ن{ يعني بففذلك مففن‬ ‫عل ْفم ٍ إ ِل ّ ات ّب َففاع َ الظ ّف ّ‬
‫ن ِ‬ ‫م ْ‬‫ما ل َُهم ب ِهِ ِ‬ ‫ه َ‬‫من ْ ُ‬
‫ك ّ‬ ‫ش ّ‬ ‫َ‬
‫ادعى أنه قتله من اليهود ومن سففلمه إليهففم مففن النصففارى‬
‫كلهم في شك من ذلك وحيرة وضففلل وسففعر ولهففذا قففال‪:‬‬
‫}وََما قَت َُلوهُ ي َِقينا ً{ أي وما قتلوه متيقنين أنه هو بففل شففاكين‬
‫متوهمين‪".‬‬
‫ثم قال رحمه الله ‪" :‬فلما أحس بهم وأنه ل محالففة مففن‬
‫دخولهم عليه أو خروجه إليهففم قففال لصففحابه‪ :‬إيكففم يلقففى‬
‫عليه شبهي وهو رفيقي فففي الجنففة؟ فانتففدب شففاب منهففم‬
‫فكأنه استصغره عن ذلك‪ ،‬فأعادها ثانية وثالثة وكل ذلففك ل‬
‫ينتدب إل ذلك الشاب‪ ،‬فقففال‪ :‬أنففت هففو‪ ،‬وألقففى اللفه عليففه‬
‫شبه عيسى حتى كأنه هو‪ ،‬وفتحت دوزنة من سقف الففبيت‬
‫وأخذت عيسى عليففه السففلم سففنة مففن النففوم فرفففع إلففى‬
‫ه ي َففا‬‫ل الل ّف ُ‬
‫السماء وهو كذلك‪ ،‬كمففا قففال اللففه تعففالى‪} :‬إ ِذ ْ قَففا َ‬
‫ي{ ]سففورة آل عمففران ‪[3/55‬‬ ‫ك إ ِل َف ّ‬ ‫ك وََرافِعُ َ‬ ‫مت َوَّفي َ‬‫سى إ ِّني ُ‬ ‫عي َ‬ ‫ِ‬
‫فلما رفع خففرج أولئك النفففر فلمففا رأى أولئك ذلففك الشففاب‬
‫ظنوا أنه عيسى فأخذوه في الليل وصلبوه ووضعوا الشوك‬
‫على رأسه‪ .‬وأظهر اليهود أنهم سففعوا فففي صففلبه وتبجحففوا‬
‫بذلك وسلم لهم طوائف من النصففارى ذلففك لجهلهففم وقلففة‬
‫عقلهففم مففا عففدا مففن كففان فففي الففبيت مففع المسففيح فففإنهم‬
‫شاهدوا رفعه‪ ،‬وأما الباقون فقد ظنوا كمففا ظففن اليهففود أن‬
‫المصلوب هو المسيح ابن مريم‪(1) .‬‬

‫‪ () 1‬انظر تفسير ابن كثير )‪1/574‬وما بعدها بتصرف يسير‬

‫‪422‬‬
‫واليهود يفتخرون بصففلب المسففيح )زعمففوا( وأنففه دجففال‬
‫م إ ِن ّففا قَت َل ْن َففا‬
‫اسففتحق القتففل فقتففل كمففا قففال تعففالى‪} :‬وَقَ فوْل ِهِ ْ‬
‫كففن‬ ‫صل َُبوهُ وَل َ ِ‬
‫ما َ‬ ‫ما قَت َُلوه ُ وَ َ‬
‫وَ َ‬ ‫ل الل ّهِ‬ ‫سو َ‬ ‫م َر ُ‬ ‫مْري َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫سى اب ْ َ‬ ‫عي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫سي َ‬‫م ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن ِ ْ‬ ‫ما ل َُهم ب ِهِ ِ‬ ‫ش ّ‬ ‫َ‬ ‫فوا ْ ِفيهِ ل َ ِ‬ ‫خت َل َ ُ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫ه ل َهُ ْ‬ ‫ُ‬
‫علم ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬
‫ك ّ‬ ‫في‬ ‫نا ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫م و َإ ِ ّ‬ ‫شب ّ َ‬
‫ن وََما قَت َُلوهُ ي َِقينا ً{ ]سورة النساء ‪[4/157‬‬ ‫إ ِل ّ ات َّباع َ الظ ّ ّ‬
‫َ‬
‫ن ب ِفهِ قَب ْف َ‬
‫ل‬ ‫ب إ ِل ّ ل َي ُفؤ ْ ِ‬
‫من َ ّ‬ ‫ل ال ْك َِتا ِ‬
‫ن أ هْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫وأما قولفه تعالى‪}:‬وَِإن ّ‬
‫شِهيدا ً )‪] {(159‬سورة النسففاء‬ ‫م َ‬ ‫ن ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫كو ُ‬ ‫م ةِ ي َ ُ‬ ‫م ال ْ ِ‬
‫قَيا َ‬ ‫موْت ِهِ وَي َوْ َ‬ ‫َ‬
‫‪[4/159‬‬
‫فقففد ورد فففي المقصففود عففدة أقففوال‪ :‬أصففحها‪ :‬أي قبففل‬
‫موت عيسى عليه السففلم ‪ ,‬ويففوجه ذلففك إلففى أن جميعهففم‬
‫يصدقون به إذا نزل لقتل الدجال فتصير الملل كلها واحففدة‬
‫وهي ملة السلم الحنيفية دين إبراهيم عليه السففلم وهففو‬
‫قففول‪ :‬قتففادة وعبففد الرحمففن ابففن زيففد بففن أسففلم ورجحففه‬
‫الطبري وابن كثير وابن حجر‪(1) .‬‬
‫موقف اليهود من النصارى‪:‬‬
‫يصور القرآن الكريم نظففرة كففل فريففق للخففر‪ ،‬وموقففف‬
‫ت‬ ‫ت ال ْي َُهففود ُ ل َي ْ َ‬
‫سفف ِ‬ ‫كل قوم من الخرين فيقول تعففالى‪} :‬وََقففال َ ِ‬
‫يءٍ‬ ‫شف ْ‬ ‫ت ال ْي َهُففود ُ ع َل َففى َ‬‫سف ِ‬ ‫صففاَرى ل َي ْ َ‬ ‫ت الن ّ َ‬ ‫يٍء وََقال َ ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ى َ‬ ‫َ‬
‫صاَرى ع َل َ‬ ‫الن ّ َ‬
‫م فَففالل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ل قَ فوْل ِهِ ْ‬
‫مث ْف َ‬
‫ن ِ‬ ‫مو َ‬ ‫ن ل َ ي َعْل َ ُ‬
‫ذي َ‬‫ل ال ّ ِ‬
‫ك َقا َ‬ ‫ب ك َذ َل ِ َ‬ ‫ن ال ْك َِتا َ‬ ‫م ي َت ُْلو َ‬ ‫و َه ُ ْ‬
‫ن )‪] {(113‬سورة‬ ‫فو َ‬ ‫خت َل ِ ُ‬ ‫كاُنوا ْ ِفيهِ ي َ ْ‬‫ما َ‬ ‫مةِ ِفي َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬‫م ي َوْ َ‬ ‫حك ُ ُ‬
‫م ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫يَ ْ‬
‫البقرة ‪[2/113‬‬
‫وسبب نزول اليففة‪:‬حيففن قففدم أهففل نجففران علففى النففبي‬
‫صلى الله عليه وسلم فففأتتهم أحبففار يهففود‪ ،‬فتنففازعوا عنففد‬
‫النففبي صففلى اللففه عليففه وسففلم ‪ ،‬وقففالت كففل فرقففة منهففم‬
‫للخرى لستم على شيء‪ ،‬فنزلت الية‪.‬‬
‫قال الرازي‪" :‬اختلفوا فيمن هم الذين عناهم الله تعالى‬
‫أهم الذين كانوا من بعثة عيسى عليه السلم أو في زمففن‬
‫محمد عليه السلم والظاهر الحق أنه ل دليل في الظففاهر‬
‫عليففه وإن كففان الولففى أن يحمففل علففى كففل اليهففود وكففل‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ج ‪/6‬ص ‪ 22‬تفسير ابن كثير ج ‪/1‬ص ‪ 577‬فتح البففاري‬
‫ج ‪/6‬ص ‪492‬‬

‫‪423‬‬
‫النصارى بعد بعثة عيسى عليه السففلم ول يجففب لمففا نقففل‬
‫في سبب الية أن يهوديا ً خاطب النصارى بذلك فأنزل اللففه‬
‫هففذه اليففة أن ل يففراد باليففة سففواه إذا أمكففن حملففه علففى‬
‫يٍء{‬ ‫ى َ‬
‫شف ْ‬ ‫َ‬ ‫ت ال ْي َهُففود ُ ل َي ْ َ‬‫ظاهره‪ ،‬وقوله }وَقَففال َ ِ‬
‫صففاَرى ع َلف َ‬ ‫ت الن ّ َ‬
‫سف ِ‬
‫يفيد العموم فما الوجه في حمله على التخصيص‪ ،‬ومعلففوم‬
‫من طريقة اليهود والنصارى أنهم منذ كانوا فهذا قففول كففل‬
‫فريق منهما في الخر‪(1) .‬‬
‫وبعد رفع الله لنبيه عيسى عليه السففلم تسففلط اليهففود‬
‫على محاربة المسيحية وأتباعها‪ ،‬وانتهزوا كل فرصة واتتهم‬
‫لذبح النصارى وتعاونوا مع الرومففان والفرس ف والففبيزنطيين‬
‫في ذلك‪.‬‬
‫ومما ورد فففي ذلففك قصففة أصففحاب الخففدود الففتي قففال‬
‫ت ال ْوَُقففود ِ )‪ (5‬إ ِذ ْ‬ ‫دود ِ )‪ (4‬الّنارِ َ‬ ‫ب ال ُ ْ‬ ‫تعالى فيها‪} :‬قُت ِ َ َ‬
‫ذا ِ‬ ‫خ ُ‬ ‫حا ُ‬‫ص َ‬‫لأ ْ‬
‫ن ُ‬
‫ش فُهود ٌ )‪(7‬‬ ‫ن ب ِففال ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬
‫مِني َ‬ ‫فعَل ُففو َ‬ ‫م ع َل َففى َ‬
‫مففا ي َ ْ‬ ‫م ع َل َي َْها قُُعود ٌ )‪ (6‬وَهُ ْ‬ ‫هُ ْ‬
‫َ‬
‫حِمي فدِ )‪] {(8‬سففورة‬ ‫زيزِ ال ْ َ‬
‫مُنوا ِبالل ّهِ ال ْعَ ِ‬‫م إ ِل ّ أن ي ُؤ ْ ِ‬
‫من ْهُ ْ‬
‫موا ِ‬
‫ق ُ‬‫ما ن َ َ‬‫وَ َ‬
‫البروج ‪[8-85/4‬‬
‫روي أن "ذو نواسففف )‪ (2‬بلغفففه أن بنجفففران قومفففا ً مفففن‬
‫النصارى فسار إليهم بجنود‪ ،‬ثم دعاهم إلى اليهوديففة وت َفْرك‬
‫دين عيسى ابن مريم عليه السففلم وخيرهففم بيففن الففدخول‬
‫في اليهودية أو القتل‪ ،‬فاختففاروا القتففل علففى مفارقففة ديففن‬
‫عيسى عليه السلم ‪ ,‬فاشتد غضبه فأمر بخد الخففدود لهففم‬
‫ثم ملها بالنيران‪ ،‬وأخذ يقففذف فففي نيففران الخففدود‪ ،‬فقتففل‬
‫منهم بشرا ً كثيرا ً بلغوا قريبا ً من عشففرين ألف فًا"‪ (3) .‬وعلففى‬
‫قول أنهم المعنيون في الحديث الصففحيح فففي قصففة الغلم‬
‫والراهب‪(4) .‬‬
‫)( التفسير الكبير ‪ -‬الرازي ج ‪/4‬ص ‪8‬‬ ‫‪1‬‬
‫)( مللففك مففن ملففوك التتابعففة ويسففمى بيوسففف ذي وهففو تبففع الففذي غففزا‬ ‫‪2‬‬
‫المدينة وكسى الكعبة واستصحب معه حففبرين مففن يهففود المدينففة فكففان‬
‫تهود من تهود من أهل اليمن على يديهم تسلط على النصارى ثم هزمففه‬
‫النجاشي ومات غريقا انظرتفسير ابن كثير ج ‪/4‬ص ‪496‬‬
‫)( السيرة النبوية لبن هشام ‪1/153‬‬ ‫‪3‬‬
‫)( ساقها بطولها وعنون لها المام مسففلم )بففاب قصففة أصففحاب الخففدود‬ ‫‪4‬‬
‫والسففاحر والراهففب والغلم( صففحيح مسففلم ج ‪/4‬ص ‪ 2299‬ووردة فففي‬

‫‪424‬‬
‫وهكذا تستمر العداوة بين اليهففود والنصففارى إلففى يومنففا‬
‫هذا‪ ،‬وإن ظهر غير ذلك في بعففض الزمففان ولكففن العففداوة‬
‫بينهم أبدية‪ ،‬إل أن تكون ضد السلم‪(5) .‬‬

‫أصحاب الخدود أقوال كثيرة اقتصرنا هنا على الرواية التي تذكر تسففلط‬
‫اليهود على النصارى‬
‫‪ () 5‬للتوسع ينظففر للدراسففة المطولففة الففتي أعففدها د‪ .‬احمففد زايففد بعنففوان‬
‫‪:‬حقيقة العلقة بين اليهود والنصارى واثرها على العالم السلمي‬
‫تنففبيه‪:‬لففم أطففل فففي موضففوع الثففار الففواردة فففي علقففة اليهففود بعيسففى ‘‬
‫والنصارى لوجود رسالة دكتوراة في هذا لمشروع بعنوان ‪:‬الثار الففواردة‬
‫‪.‬‬
‫في النصارى في تفسير الطبري‬

‫‪425‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الثار الواردة في موقف اليهود من الرسففول صففلى اللففه‬
‫عليه وسلم والمسلمين‬
‫المبحث الول‪ :‬الثار الواردة في موقفهم مففن الرسففول صففلى‬
‫الله عليه وسلم‬
‫المطلب الول‪ :‬الثار الواردة في موقف اليهود قبل الهجرة‬
‫تعاونهم مع قريش‬
‫الثار‪:‬‬
‫ن‬
‫ذي َ‬‫ن ل ِل ّف ِ‬‫قول ُففو َ‬ ‫ت وَ ي َ ُ‬ ‫غو ِ‬ ‫ت َوالط ّففا ُ‬ ‫جب ْ ِ‬ ‫ن ب ِففال ْ ِ‬ ‫من ُففو َ‬‫قولفففه تعففالى‪} :‬ي ُؤ ْ ِ‬
‫َ‬
‫سِبيل ً ) ‪] {(51‬سورة النساء‬ ‫مُنوا َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫م ْ‬‫دى ِ‬ ‫فُروا هَ ُ‬
‫ؤلِء أهْ َ‬ ‫كَ َ‬
‫‪[4/51‬‬
‫‪ -7735-512‬حدثنا ابن حميد قال‪ :‬ثنا جريففر عففن ليففث عففن مجاهففد‬
‫قال‪ :‬الجبت كعب بن الشرف والطاغوت‪ :‬الشيطان كان في صورة‬
‫إنسان‪(1) .‬‬
‫‪ - 7736-513‬حدثنا محمد بن المثنى قال‪ :‬ثنففا ابففن أبففي عففدي عففن‬
‫داود عن عكرمة عن ابن عباس رضففي اللففه عنهمففا قففال‪ :‬لمففا قففدم‬
‫كعب بن الشففرف مكففة قففالت لففه قريففش‪ :‬أنففت خيففر أهففل المدينففة‬
‫وسيدهم؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬قالوا‪ :‬أل تففرى إلففى هففذا الصففنبور المنبففتر مففن‬
‫قومه يزعم أنه خير منففا ونحففن أهففل الحجيففج وأهففل السففدانة وأهففل‬
‫ك هُ فوَ ال َب ْت َفُر{‬ ‫شان ِئ َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫السقاية؟ قال‪ :‬أنتم خير منه‪ .‬قال‪ :‬فأنزلت‪} :‬إ ِ ّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫مف ْ‬‫صففيبا ً ِ‬ ‫ن أوُتوا ن َ ِ‬ ‫ذي َ‬‫م ت ََر إ َِلى ال ّ ِ‬
‫]سورة الكوثر ‪ [108/3‬وأنزلت‪} :‬أل َ ْ‬
‫صيرا ً{ ]سورة النساء ‪[4/53‬‬ ‫ه نَ ِ‬ ‫جد َ ل َ ُ‬‫ن تَ ِ‬‫ب{إلى قوله‪} :‬فَل َ ْ‬ ‫ال ْك َِتا ِ‬
‫‪ - 7740-514‬حدثنا ابن حميد قال‪ :‬ثنا سلمة عن ابن إسحاق عمففن‬
‫قاله قال‪ :‬أخبرني محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو عن سعيد بففن‬
‫جبير عففن ابففن عبففاس رضففي اللففه عنهمففا قففال‪ :‬كففان الففذين حزبففوا‬
‫الحزاب من قريش وغطفان وبني قريظة حيي بففن أخطففب وسففلم‬
‫بن أبي الحقيق وأبو رافع صلى اللففه عليففه وسففلم والربيففع بففن أبففي‬
‫الحقيق صلى الله عليه وسلم وأبو عامر ووحففوح بففن عففامر وهففوذة‬
‫بففن قيففس؛ فأمففا وحففوح وأبففو عففامر وهففوذة فمففن بنففي وائل وكففان‬
‫سائرهم من بني النضير‪ .‬فلما قدموا على قريش قالوا‪ :‬هؤلء أحبففار‬
‫يهود وأهل العلم بالكتب الول فاسألوهم أدينكم خير أم دين محمد؟‬
‫فسألوهم فقالوا‪ :‬بل دينكم خير مففن دينففه وأنتففم أهففدى منففه وممففن‬
‫اتبعه! فأنزل الله فيهم‪} :‬أ َل َم تر إَلى ال ّذي ُ‬
‫ب{‬ ‫ن ال ْك َِتففا ِ‬‫م ْ‬ ‫صيبا ً ِ‬ ‫ن أوُتوا ن َ ِ‬ ‫ِ َ‬ ‫ْ ََ ِ‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 131 / 5‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 495 / 2‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 22 / 2‬تفسير ابن كثير ) ‪ ( 513 / 1‬إسناده‬
‫ضعيف‪.‬‬

‫‪426‬‬
‫)‪( 1‬‬
‫‪ - 17230-515‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قففال ‪ :‬ثنففا يففونس بففن بكيففر ‪ ،‬عففن‬
‫محمد بن إسحاق ‪ ،‬قال ‪ :‬ثني شيخ من أهل مصففر ‪ ،‬قففدم منففذ بضففع‬
‫وأربعين سنة ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس رضي الله عنهما ‪ -‬فيما‬
‫يروي أبو جعفر الطبري ‪ -‬قال ‪ :‬بعثت قريففش النضففر بففن الحففارث ‪،‬‬
‫وعقبة بن أبي معيط إلى أحبار يهود بالمدينة ‪ ،‬فقالوا لهم ‪ :‬سففلوهم‬
‫عن محمد ‪ ،‬وصفوا لهم صفته‪ ،‬وأخبروهم بقوله‪ ،‬فإنهم أهل الكتففاب‬
‫الول‪ ،‬وعندهم علم ما ليس عنففدنا مففن علففم النبيففاء‪ .‬فخرجففا حففتى‬
‫قدما المدينة‪ ،‬فسألوا أحبار يهود عففن رسففول اللففه صففلى اللففه عليففه‬
‫وسلم ‪ ،‬ووصفوا لهم أمره وبعض قوله‪ ،‬وقففال ‪ :‬إنكففم أهففل التففوراة‪،‬‬
‫وقد جئناكم لتخبرونا عن صاحبنا هذا‪ ،‬قال‪ :‬فقالت لهففم أحبففار يهففود‪:‬‬
‫سلوه عن ثلث نأمركم بهن‪ ،‬فإن أخبركم بهن فهو نبي مرسل‪ ،‬وإن‬
‫لم يفعل فالرجل متقول‪ ....‬قال ابن إسحاق‪ :‬فبلغني أن رسول الله‬
‫ذي َأن فَز َ‬
‫ل‬ ‫مد ُ ل ِل ّفهِ ال ّف ِ‬‫ح ْ‬‫صلى الله عليه وسلم افتتح السورة فقال }ال ْ َ‬
‫ب{ ]سورة الكهف ‪ [18/1‬يعني محمدا ً إنك رسولي‬ ‫ع ََلى ع َب ْد ِهِ ال ْك َِتا َ‬
‫جففا )‪ (1‬قَِيم فا ً{‬ ‫عو َ َ‬ ‫ه ِ‬ ‫جَعل ل ّ ُ‬ ‫م يَ ْ‬‫في تحقيق ما سألوا عنه من نبوته }وَل َ ْ‬
‫أي معتدل ً ‪ ،‬ل اختلف فيه‪) .‬باختصار( )‪(2‬‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 135 / 5‬تفسير القرطبي ) ‪ ( 129 / 14‬إسناده‬


‫ضعيف‪.‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 191 / 15‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 357 / 5‬‬

‫‪427‬‬
‫الدراسة‪:‬‬
‫ل شك أن اليهود يعلمون بمقدم رسول الله صففلى اللففه‬
‫عليه وسلم كما في الروايات الكثيرة‪ ،‬ففي ترجمففة بحيففرا‬
‫الراهب عند ابن حجر قال‪ :‬إن أبففا طففالب خففرج فففي ركففب‬
‫تاجرا ً إلى الشام فخرج رسول صلى الله عليه وسلم معه‪،‬‬
‫فلما نزل الركففب بصففرى وبهفا راهففب يقففال لففه بحيففرا فففي‬
‫صومعة له‪ ،‬وكففان إليففه علففم النصففرانية فلمففا نففزل الركففب‬
‫وكانوا كثيرا ً مففا ينزلففون فل يكلمهففم‪ ،‬فففرأى بحيففرا محمففدا ً‬
‫صلى الله عليه وسلم والغمامة تظله‪ ،‬فنففزل إليهففم وصففنع‬
‫لهم طعاما ً وجمعهم عنده‪ ،‬فتخلف محمد صففلى اللففه عليففه‬
‫وسلم لصغره في رحففالهم‪ ،‬فففأمرهم أن يففدعوه فأحضففره‬
‫بعضهم‪ ،‬فجعل بحيرا يلحظه لحظا ً شديدا ً وينظر إلى أشياء‬
‫من جسده كان يجدها عنده من صفففته‪ ،‬فلمففا فرغففوا جعففل‬
‫يسأله عن أشففياء مففن حففاله وهففو يخففبره فيوافففق ذلففك مففا‬
‫عنده‪ ،‬ثم نظر إلففى ظهففره فففرأى خففاتم النبففوة بيففن كتفيففه‬
‫فأقبل على عمه فقال‪ :‬ارجع بابن أخيففك إلففى بلففده واحففذر‬
‫عليه مففن يهففود فففإنه كففائن لبففن أخيففك هففذا شففأن عظيففم‪،‬‬
‫فأسرع به إلى بلده‪ ،‬ويقال إن نفرا ً مففن أهففل الكتففاب رأوا‬
‫منه ما رأى بحيرا‪ ،‬فأرادوه فردهم عنه بحيرا‪ ،‬وذكرهم الله‬
‫ومففا يجففدون فففي الكتففاب مففن ذكففره وصفففته وأنهففم ل‬
‫يسففتطيعون الوصففول إليففه‪ ،‬فلففم يففزل بهففم حففتى صففدقوه‬
‫ورجعوا‪ ،‬ورجع به أبو طالب إلى بلده بعد فراغه من تجارته‬
‫بالشام‪(1) .‬‬
‫وكذلك اليهففود مففن أهففل يففثرب كففانوا يتوعففدون الوسف‬
‫والخزرج بمقدمه صلى الله عليه وسلم ومن أدلة ترائيهففم‬
‫له صففلى اللففه عليففه وسففلم مففا قففاله حسففان بففن ثففابت _‪:‬‬
‫))والله إني لغلم يفعة ابن سبع أو ثمان سففنين‪ ،‬أعقففل مففا‬
‫سمعت‪ ،‬إذ سمعت يهوديا ً وهو على أطمة يففثرب يصففرخ يففا‬

‫‪ () 1‬الصابة لبن حجر ‪1/475‬وقال اسناده ثقات‬

‫‪428‬‬
‫معشر اليهود‪ ،‬فلما اجتمعوا قالوا‪ :‬ويلك ما لك؟ فقال‪ :‬قففد‬
‫طلع نجم الذي يبعث الليلة‪(1) ((.‬‬
‫ومثل ذلك يحدث في مكة ويحاول اليهود اختباره صففلى‬
‫اللففه عليففه وسففلم لتففبين أمففره أو إحراجففه فقففد روى ابففن‬
‫مسعود _ قال‪)) :‬مّر يهودي برسول اللففه صففلى اللففه عليففه‬
‫وسلم وهو يحدث أصففحابه‪ ،‬فقففالت قريففش‪ :‬يففا يهففودي إن‬
‫هذا يزعم أنه نبي‪ ،‬فقففال‪ :‬لسففألنه عففن شففيء ل يعلمففه إل‬
‫نبي‪ ،‬قال‪ :‬فجاء حتى جلس ثففم قففال‪ :‬يففا محمففد مففم يخلففق‬
‫النسان؟(( قففال‪)) :‬يففا يهففودي مففن كففل يخلففق‪ ،‬مففن نطفففة‬
‫الرجل ومن نطفة المرأة‪ ،‬فأما نطفة الرجل فنطفة غليظة‬
‫منها العظم والعصب‪ ،‬وأما نطفة المرأة فنطفة رقيقة منها‬
‫اللحم والدم‪ .‬فقام اليهففودي فقففال‪ :‬هكففذا كففان يقففول مففن‬
‫قبلك‪(2) ((.‬‬
‫ومع ذلك لما بعث في مكة وبففان أنففه مففن العففرب ولففم‬
‫يكن منهم‪ ،‬ناصففبوه العففداء‪ ،‬وتمثففل ذلففك فففي صففور كففثيرة‬
‫تتبين من الروايات التي ذكرت معاونففة اليهففود مففع قريففش‬
‫في إخراجه وتلبيس أمره على الناس‪ ،‬والشففهادة بففأن أمففر‬
‫قريش أهدى منه سبيل ً كما مّر في الثار السابقة‪ ،‬وخاصففة‬
‫اعتقففادهم أنففه سيصففعب عليففه إجابففة السففئلة‪ ،‬ولففذلك‬
‫استبشروا مع قريش لما فتر الوحي ولم يؤمنوا لمففا نزلففت‬
‫الجابة‪.‬‬

‫‪ () 1‬المستدرك على الصحيحين ج‪ 3:‬ص‪ 554:‬وسيرة ابن هشام ‪1/99‬‬


‫‪ () 2‬رواه احمد في المسند ‪6/199‬‬

‫‪429‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬الثار الواردة في موقف اليهود مففن الرسففول‬
‫صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة‬
‫المسألة الولى‪ :‬سوء الستقبال‬
‫الثار‪:‬‬
‫م‬
‫معَُهفف ْ‬ ‫ما َ‬ ‫صد ّقٌ ل ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫عند ِ الل ّهِ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ّ‬ ‫م ك َِتا ٌ‬ ‫جاَءهُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬وَل َ ّ‬
‫مففا‬
‫هم ّ‬ ‫جففاَء ُ‬ ‫مففا َ‬ ‫ف فُروا ْ فَل َ ّ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ع ََلى ال ّف ِ‬ ‫حو َ‬ ‫فت ِ ُ‬ ‫ست َ ْ‬‫ل يَ ْ‬ ‫من قَب ْ ُ‬ ‫كاُنوا ْ ِ‬ ‫وَ َ‬
‫ن )‪] {(89‬سورة البقرة‬ ‫ري َ‬ ‫كافِ ِ‬ ‫ة الل ّهِ ع ََلى ال ْ َ‬ ‫فُروا ْ ب ِهِ فَل َعْن َ ُ‬ ‫ع ََرُفوا ْ ك َ َ‬
‫‪[2/89‬‬
‫‪ - 1254-516‬حدثني ابن حميد‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سلمة‪ ،‬قال‪ :‬حدثني ابن‬
‫إسحاق‪ ،‬عن عاصم بن عمر بن قتادة النصففاري‪ ،‬عففن أشففياخ منهففم‬
‫قالوا‪ :‬فينا والله وفيهم ‪ -‬يعني في النصار وفي اليهففود الففذين كففانوا‬
‫عند ِ الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ّ‬ ‫م ك َِتا ٌ‬ ‫جاَءهُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫جيرانهم ‪ -‬نزلت هذه القصة‪ ،‬يعني‪} :‬وَل َ ّ‬
‫ففُروا ْ{‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬‫ن ع َل َففى ال ّف ِ‬ ‫حو َ‬ ‫فت ِ ُ‬ ‫سفت َ ْ‬ ‫ل يَ ْ‬ ‫مففن قَب ْف ُ‬ ‫كاُنوا ْ ِ‬ ‫م وَ َ‬ ‫معَهُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫صد ّقٌ ل ّ َ‬ ‫م َ‬‫ُ‬
‫قالوا‪ :‬كنا قد علوناهم دهرا في الجاهلية‪ ،‬ونحن أهففل الشففرك‪ ،‬وهففم‬ ‫ً‬
‫أهل الكتففاب‪ ،‬فكففانوا يقولففون‪ :‬إن نبيفا ً الن مبعثففه قففد أظففل زمففانه‪،‬‬
‫يقتلكم قتل عاد وإرم! فلما بعث الله تعالى ذكره رسوله من قريش‬
‫ه{‪(1) .‬‬ ‫فُروا ْ ب ِ ِ‬ ‫ما ع ََرُفوا ْ ك َ َ‬ ‫هم ّ‬ ‫جاَء ُ‬ ‫ما َ‬ ‫واتبعناه كفروا به‪ .‬يقول الله‪} :‬فَل َ ّ‬
‫‪-1255-517‬حدثنا ابن حميد‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سففلمة‪ ،‬قففال‪ :‬حففدثني ابففن‬
‫إسحاق‪ ،‬قال‪ :‬حدثني محمد بن أبي محمد مففولى آل زيففد بففن ثففابت‪،‬‬
‫عن سعيد بن جبير أو عكرمففة مففولى ابففن عبففاس‪ ،‬عففن ابففن عباس ف‬
‫رضي الله عنهما ‪ :‬أن يهود كففانوا يسففتفتحون علففى الوس والخففزرج‬
‫برسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه‪ .‬فلمففا بعثففه اللففه مففن‬
‫العرب‪ ،‬كفروا به‪ ،‬وجحدوا ما كانوا يقولون فيه‪ ،‬فقال لهم معففاذ بففن‬
‫جبل وبشر بن البراء بن معرور أخو بني سلمة‪ :‬يا معشر يهود‪ ،‬اتقوا‬
‫الله وأسلموا! فقد كنتم تسففتفتحون علينففا بمحمففد صففلى اللففه عليففه‬
‫وسلم ونحن أهل شرك‪ ،‬وتخبروننا أنه مبعوث‪ ،‬وتصفونه لنا بصفته‪.‬‬
‫فقال سلم بن مشكم أخو بني النضير‪ :‬ما جاءنا بشيء نعرفففه‪ ،‬ومففا‬
‫هو بالذي كنا نذكر لكم! فأنزل الله جل ثنففاؤه فففي ذلففك مففن قففوله‪:‬‬
‫ل‬‫مففن قَب ْف ُ‬ ‫م وَك َففاُنوا ْ ِ‬ ‫معَهُف ْ‬‫ما َ‬ ‫صد ّقٌ ل ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫عند ِ الل ّهِ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ّ‬ ‫م ك َِتا ٌ‬ ‫جاَءهُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫}وَل َ ّ‬
‫ة‬‫فُروا ْ ب ِفهِ فَل َعْن َف ُ‬ ‫ما ع ََرُفوا ْ ك َ َ‬ ‫هم ّ‬ ‫جاَء ُ‬ ‫ما َ‬ ‫فُروا ْ فَل َ ّ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ع ََلى ال ّ ِ‬ ‫حو َ‬ ‫فت ِ ُ‬‫ست َ ْ‬
‫يَ ْ‬
‫ن{‪( ) .‬‬
‫‪2‬‬
‫ري َ‬ ‫كافِ ِ‬‫الل ّهِ ع ََلى ال ْ َ‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 410 / 1‬تفسير ابن كثير ) ‪ ( 125 / 1‬إسناده‬
‫ضعيف‪.‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 411 / 1‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 172 / 1‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 217 / 1‬تفسير ابن كثير ) ‪ ( 125 / 1‬إسناده‬
‫ضعيف‪.‬‬

‫‪430‬‬
‫‪ - 1256-518‬حدثني محمد بن سعد‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬قال‪ :‬حدثني‬
‫عمي‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي عن أبيه‪ ،‬عن ابن عباس رضي اللففه عنهمففا ‪:‬‬
‫فُروا ْ{ يقففول‪ :‬يستنصففرون‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ع ََلى ال ّ ِ‬ ‫حو َ‬ ‫فت ِ ُ‬‫ست َ ْ‬ ‫ل يَ ْ‬ ‫من قَب ْ ُ‬ ‫كاُنوا ْ ِ‬ ‫}وَ َ‬
‫بخروج محمد صلى الله عليه وسلم علففى مشففركي العففرب ‪ -‬يعنففي‬
‫بذلك أهل الكتاب ‪ -‬فلما بعث الله محمففدا صففلى اللففه عليففه وسففلم‬
‫ورأوه من غيرهم كفروا به وحسدوه‪(1) .‬‬
‫‪ - 1257-519‬وحدثنا محمد بن عمرو‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصففم‪ ،‬قففال‪:‬‬
‫حدثني عيسى‪ ،‬عن ابن أبي نجيح‪ ،‬عن علففي الزدي فففي قففول اللففه‪:‬‬
‫فُروا ْ{ قففال‪ :‬اليهففود‪ ،‬كففانوا‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ع ََلى ال ّ ِ‬ ‫حو َ‬ ‫فت ِ ُ‬‫ست َ ْ‬ ‫ل يَ ْ‬ ‫من قَب ْ ُ‬ ‫كاُنوا ْ ِ‬ ‫}وَ َ‬
‫يقولففون‪ :‬اللهففم ابعففث لنففا هففذا النففبي يحكففم بيننففا وبيففن النففاس؛‬
‫ن{ يستنصرون به على الناس‪(2) .‬‬ ‫حو َ‬ ‫فت ِ ُ‬‫ست َ ْ‬‫}ي َ ْ‬
‫‪ - 1265-520‬حدثني يونس‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ،‬قال‪ :‬سألت ابن‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫ن ع ََلى ال ّ ِ‬‫حو َ‬ ‫فت ِ ُ‬
‫ست َ ْ‬
‫ل يَ ْ‬‫من قَب ْ ُ‬ ‫كاُنوا ْ ِ‬ ‫زيد عن قول الله عز وجل ‪} :‬وَ َ‬
‫ه{ قال‪ :‬كانت يهود يسففتفتحون‬ ‫فُروا ْ ب ِ ِ‬‫ما ع ََرُفوا ْ ك َ َ‬ ‫هم ّ‬ ‫جاَء ُ‬ ‫ما َ‬ ‫فُروا ْ فَل َ ّ‬ ‫كَ َ‬
‫على كفار العرب يقولون‪ :‬أما والله لو قد جاء النففبي الففذي بشففر بففه‬
‫موسى وعيسففى أحمففد لكففان لنفا عليكففم‪ .‬وكففانوا يظنففون أنففه منهففم‬
‫والعرب حولهم‪ ،‬وكانوا يستفتحون عليهم به ويستنصرون بففه }فَل َ ّ‬
‫مففا‬
‫ه{ وحسففدوه‪ .‬وقففرأ قففول اللففه جففل ثنففاؤه‪:‬‬ ‫فُروا ْ ب ِ ِ‬ ‫ما ع ََرُفوا ْ ك َ َ‬ ‫هم ّ‬ ‫جاَء ُ‬ ‫َ‬
‫ق{ ]سففورة‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫حف ّ‬ ‫م ال َ‬ ‫ن لهُ ُ‬ ‫ما ت َب َي ّ َ‬ ‫من ب َعْد ِ َ‬ ‫سِهم ّ‬ ‫ف ِ‬ ‫عند ِ أن ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫سدا ّ‬ ‫ح َ‬ ‫فارا َ‬ ‫}ك ّ‬
‫البقرة ‪ [2/109‬قال‪ :‬قد تبين لهم أنه رسول‪ ،‬فمن هنالففك نفففع اللففه‬
‫الوس والخزرج بما كانوا يسمعون منهم أن نبيا ً خارج‪(3) .‬‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 411 / 1‬تفسير الدر المنثففور ) ‪- ( 217 / 1‬‬


‫إسناده ضعيف‬
‫تفسير ابن كثير ) ‪( 125 / 1‬‬
‫‪ - () 2‬تفسير الطبري ) ‪( 411 / 1‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 411 / 1‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 216 / 1‬‬

‫‪431‬‬
‫الدراسة‪:‬‬
‫كان اليهففود فففي المدينففة يعرفففون أن النففبي صففلى اللففه‬
‫عليه وسلم رسول اللففه‪ ،‬وخففاتم النبيففاء‪ ،‬وأنففه مففا جففاء إل‬
‫بالدين الحق لجميع الناس‪ ،‬ولكففن هففذه المعرفففة لففم تكففن‬
‫لتهديهم إلى الحق واتباعه‪ ،‬بل على عكس ذلك‪ ،‬كففانوا أول‬
‫مففن عففاداه‪ ،‬وأضففمر الشففر لففه صففلى اللففه عليففه وسففلم‬
‫وللسلم والمسلمين‪ ،‬وهم الذين كان حديثهم في التبشففير‬
‫به كمففا روى عبففد الرحمففن بففن أبففي سففعيد عففن أبيففه قففال‬
‫سمعت أبي مالك بن سنان يقول‪)) :‬جئت بني عبد الشهل‬
‫يوما ً لتحففدث فيهففم ونحففن يففومئذ فففي هدنففة مففن الحففرب‪،‬‬
‫فسمعت يوشع اليهودي يقول‪ :‬أظل خففروج نففبي يقففال لفففه‬
‫أحمد يخرج من الحرم‪ ،‬فقال له خليفة بففن ثعلبففة الشففهلي‬
‫كالمستهزيء به‪ :‬ما صفته؟ فقال‪ :‬رجل ليففس بالقصففير ول‬
‫بالطويل‪ ،‬في عينيه حمرة‪ ،‬يلبس الشملة‪ ،‬ويركب الحمففار‪،‬‬
‫سيفه على عاتقه‪ ،‬وهذا البلد مهاجره‪ ،‬قففال‪ :‬فرجعففت إلففى‬
‫قومي بني خدرة وأنا يومئذ أتعجب مما يقول يوشع فأسمع‬
‫رجل ً منا يقول‪ :‬ويوشففع يقففول هففذا وحففده كففل يهففود يففثرب‬
‫يقولون هذا‪ ،‬قال أبو مالك بن سففنان‪ :‬فخرجففت حففتى جئت‬
‫بني قريظة فأجففد جمعفا ً فتففذاكروا النففبي صففلى اللففه عليففه‬
‫وسلم فقال‪ :‬الزبير بن باطا قد طلع الكوكب الحمر الذي‬
‫لم يطلع إلى لخروج نبي أو ظهوره‪ ،‬ولم يبق أحد إل أحمففد‬
‫وهذا مهاجره‪ ،‬قال أبو سعيد‪ :‬فلمففا قففدم النففبي صففلى اللففه‬
‫عليه وسلم أخبره أبي هذا الخبر‪ ،‬فقال رسول اللففه صففلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ :‬لو أسلم الزبير لسلم ذووه مففن رؤسففاء‬
‫اليهود‪ ،‬إنما هم له تبع‪(1) ((.‬‬
‫والزبير هذا هو أعلمهم بقدومه صلى الله عليه وسففلم ‪،‬‬
‫وكان يقول‪" :‬إني وجدت سفرا ً كان أبي يختمففه علففي‪ ،‬فيففه‬
‫ذكففر أحمففد نففبي يخففرج بففأرض القففرظ‪ ،‬صفففته كففذا وكففذا‪،‬‬
‫فتحدث به الزبير بعد أبيه والنبي صلى الله عليه وسلم لم‬
‫‪ () 1‬الطبقات الكبرى ج‪ 1:‬ص‪ 159:‬صفة الصفوة ج‪ 1:‬ص‪88:‬‬

‫‪432‬‬
‫يبعث‪ ،‬فما هو إل أن سمع بالنبي صلى الله عليه وسلم قد‬
‫خرج بمكة حتى عمد إلى ذلك السفر فمحففاه‪ ،‬وكتففم شففأن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم وقال ليس به‪(1) ".‬‬
‫وفي السير‪" :‬لما قدم تبع المدينففة ونففزل بقنففاة فبعففث‬
‫إلى أحبار اليهود‪ ،‬فقال‪ :‬إني مخرب هذا البلد حتى ل تقففوم‬
‫به يهودية‪ ،‬ويرجع المر إلففى ديففن العففرب‪ ،‬قففال فقففال لفففه‬
‫سامول اليهودي ‪-‬وهو يومئذ أعلمهم‪ : -‬أيها الملففك إن هففذا‬
‫بلد يكون إليه مهاجر نبي من بنففي إسففماعيل مولففده مكففة‪،‬‬
‫اسمه أحمد‪ ،‬وهذه دار هجرته‪ ،‬إن منزلك هذا الذي أنت به‪،‬‬
‫يكون به من القتلى والجراح أمففر كففبير فففي أصففحابه وفففي‬
‫عدوهم‪ ،‬قال تبع‪ :‬ومن يقاتله يومئذ وهو نبي كما تزعمون؟‬
‫قال يسير إليه قومه فيقتتلون ههنا‪ ،‬قال‪ :‬فأين قبره؟ قففال‬
‫بهذا البلد‪ ،‬قال‪ :‬فإذا قوتل لمن تكون الدبرة؟ قففال‪ :‬تكففون‬
‫عليه مرة ولفه مرة‪ ،‬وبهذا المكان الذي أنت به تكون عليففه‬
‫ويقتل به أصحابه مقتلة لففم يقتلففوا فففي مففوطن‪ ،‬ثففم تكففون‬
‫العاقبففة لففه ويظهففر فل ينففازعه هففذا المففر أحففد‪ ،‬قففال ومففا‬
‫صفته؟ قال‪ :‬رجل ليس بالقصففير ول بالطويففل‪ ،‬فففي عينيففه‬
‫حمرة‪ ،‬يركب البعير ويلبس الشملة‪ ،‬سيفه علففى عففاتقه‪ ،‬ل‬
‫يبالي من لقى أخا ً أو ابن عم أو عم فًا‪ ،‬حففتى يظهففر أمففره‪،‬‬
‫قال تبع‪ :‬مففا إلففى هففذا البلففد مففن سففبيل‪ ،‬ومففا كففان ليكففون‬
‫خرابها على يدي‪ ،‬فخرج تبع منصرفا ُ إلى اليمن‪(2) ".‬‬
‫والنصوص فففي ذلففك كففثيرة جففدًا‪ ،‬كمففا فففي سففيرة ابففن‬
‫هشام وطبقات ابن سففعد وغيرهففا‪ ،‬وهففذا يففدل علففى خبففث‬
‫طوية هؤلء اليهود‪ ،‬وحسدهم لرسول الله صلى اللففه عليففه‬
‫وسلم ‪ ،‬ولما وصل صففلى اللففه عليففه وسففلم إلففى مهففاجره‬
‫كان اليهود على فرقتين‪:‬‬
‫‪ -1‬من استجاب له وهم النادر‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن توعد بمعاداته والكفر بما جاء به‪.‬‬

‫‪() 1‬الطبقات الكبرى لبن سعد ج ‪/1‬ص ‪159‬‬


‫‪ () 2‬الطبقات الكبرى لبن سعد ج ‪/1‬ص ‪159‬‬

‫‪433‬‬
‫روى ابن إسحاق بسنده عن أم المؤمنين صفية ‪ -‬رضي‬
‫ب ولففد أبففي إليففه‪ ،‬وإلففى‬ ‫الله عنها ‪ -‬أنها قالت‪)) :‬كنففت أحف ّ‬
‫عمي أبي ياسر‪ ،‬لم ألقهمففا قففط مففع ولففد لهمففا إل أخففذاني‬
‫دونه‪ ،‬قالت‪ :‬فلما قدم رسففول اللفه ‪ e‬المدينففة ونففزل قبففاء‪،‬‬
‫ي ابففن أخطب‪،‬‬ ‫في بني عمرو بن عوف‪ ،‬غدا عليه أبففي حيفف ُ‬
‫مغّّلسين قالت‪ :‬فلم يرجعا حتى‬ ‫وعمي أبو ياسر بن أخطب ُ‬
‫كانففا مففع غففروب الشففمس‪ ،‬قففالت‪ :‬فأتيففا كففالين كسففلنين‬
‫ساقطين‪ ،‬يمشيان الهففوينى‪ ،‬قففالت‪ :‬فهششففت إليهمففا كمففا‬
‫ي واحد منهما‪ ،‬مففع مففا بهمففا‬ ‫كنت أصنع‪ ،‬فوالله ما التفت إل ّ‬
‫من الغم‪ ،‬قالت‪ :‬وسمعت عمي أبا ياسففر وهففو يقففول لبففي‬
‫حيي بن أخطب‪ :‬أهو هففو؟ قففال‪ :‬نعففم واللففه‪ ،‬قففال‪ :‬أتعرفففه‬
‫وتثبته؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فما في نفسك منه؟ قففال‪ :‬عففداوته‬
‫والله ما بقيت(( )‪(1‬‬
‫ومثلهففم‪ :‬أبففو ياسففر بففن أخطب حيففن قففدم رسففول اللففه‬
‫المدينة ذهب إليه وسمع منه وحادثه‪ ،‬ثففم رجففع إلففى قففومه‬
‫فقال‪ :‬يا قوم أطيعون فإن الله قد جاءكم بالففذي تنتظففرون‬
‫فاتبعوه ول تخالفوه‪ ،‬ففانطلق أخففوه حيففي بففن أخطب وهففو‬
‫يومئذ سيد اليهود‪ ،‬وهما من بني النضير فجلس إلى رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم وسمع منه ثم رجففع إلففى قففومه‬
‫وكان فيهم مطاعا ً فقال‪ :‬أتيت من عند رجففل واللففه ل أزال‬
‫له عدوا ً أبدًا‪ ،‬فقال لفه أخوه أبو ياسففر‪ :‬يففا ابففن أم أطعنففي‬
‫في هذا المر واعصني فيما شففئت بعففده ل تهلففك‪ ،‬قففال‪ :‬ل‬
‫والله ل أطيعك أبدًا‪ ،‬واستحوذ عليه الشيطان واتبعه قففومه‬
‫على رأيه‪(2) ((.‬‬
‫وهذه العداوة منبعها البغض للسلم ورسففوله‪ ،‬والحسففد‬
‫للمسلمين‪ ،‬فقد منعهم هذا الحسد من اليمان بالنبي صلى‬
‫الله عليه وسففلم واتبففاع ديففن السففلم‪ ،‬محففاولين أيض فا ً رد‬
‫ل‬ ‫المسلمين عن الدخول فيه‪ ،‬يقول تعالى‪} :‬ود ك َِثير م َ‬
‫ن أهْففف ِ‬
‫ٌ ِ ْ‬ ‫َ ّ‬

‫‪() 1‬ابن هشام‪ .1/519 ،‬البداية والنهاية لبن كثير ج‪ 3:‬ص‪212:‬‬


‫‪ () 2‬البداية والنهاية لبن كثير ج‪ 3:‬ص‪212:‬‬

‫‪434‬‬
‫م‬
‫س فه ِ ْ‬ ‫عن ْد ِ أ َن ْ ُ‬
‫ف ِ‬ ‫ن ِ‬
‫م ْ‬
‫دا ِ‬
‫س ً‬
‫ح َ‬ ‫م كُ ّ‬
‫فاًرا َ‬ ‫مان ِك ُ ْ‬
‫ن ب َعْد ِ ِإي َ‬‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫دون َك ُ ْ‬‫ب ل َوْ ي َُر ّ‬ ‫ال ْك َِتا ِ‬
‫ق{ ]سورة البقرة ‪[2/109‬‬ ‫ح ّ‬ ‫م ال ْ َ‬‫ن ل َهُ ُ‬ ‫ما ت َب َي ّ َ‬
‫ن ب َعْد ِ َ‬
‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫قال ابن كثير رحمه الله ‪" :‬كان حيي بففن أخطففب وأبففو‬
‫ياسر بن أخطب من أشففد يهففود للعففرب حسففدًا‪ ،‬إذ خصففهم‬
‫الله برسوله صلى الله عليه وسلم وكانففا جاهففدين فففي رد‬
‫الناس عن السلم ما استطاعا‪ ،‬فأنزل الله فيهما }وَد ّ ك َِثيففٌر‬
‫َ‬
‫م{ ‪ ...‬الية )‪ ،(1‬وقد كانت مثل تلففك‬ ‫ب ل َوْ ي َُر ّ‬
‫دون َك ُ ْ‬ ‫ل ال ْك َِتا ِ‬
‫ن أ هْ ِ‬
‫م ْ‬
‫ِ‬
‫المقدمات سففببا ً فففي إشففعال نففار العففداوة بيففن المسففلمين‬
‫واليهود بعد ذلك‪ ،‬ممففا كففان لففه الثففر المباشففر فففي تحديففد‬
‫طبيعة العلقة التي ظلت تحكم موقف اليهود مففن السففلم‬
‫والمسلمين في ذلففك الففوقت‪ ،‬وهففي العلقففة الففتي تميففزت‬
‫بالعداء منذ بففدايتها‪ ،‬يتضففح هففذا فففي رد حيففي بففن أخطففب‪،‬‬
‫حينما سئل عما فففي نفسففه تجففاه النففبي ‪ e‬فقففال‪) :‬عففداوته‬
‫والله ما بقيت(‪ .‬ولم تقتصر عداوتهم للنبي صلى الله عليففه‬
‫وسففلم ‪ ،‬وللسففلم فقففط‪ ،‬بففل تعففدى ذلففك إلففى معففاداة‬
‫المسلمين‪ ،‬حتى ولو كان من أحبار اليهففود ومففن علمففائهم‪،‬‬
‫ويبرز هذا في موقفهم من عبد الله بن سففلم الففذي حففدث‬
‫ل‪)) :‬لمففا سففمعت برسففول اللففه صففلى اللففه‬ ‫عن إسلمه قائ ً‬
‫عليه وسلم عرفت صفته واسمه وزمانه الذي كنففا نتوكففف‬
‫مسرا ً لذلك صامتا ً عليه‪ ،‬حتى قففدم رسففول اللففه‬ ‫له‪ ،‬فكنت ُ‬
‫صلى الله عليه وسففلم المدينففة فلمففا نففزل بقبففاء فففي بنففي‬
‫عمرو بن عوف أقبل رجل حتى أخبر بقدومه وأنا في رأس‬
‫نخلة لففي أعمففل فيهففا‪ ،‬وعمففتي خالففدة ابنففة الحففارث تحتففي‬
‫جالسة‪ ،‬فلما سمعت الخبر بقدوم رسففول اللففه صففلى اللففه‬
‫ت‪ ،‬فقالت لي عمتي حين سمعت تكبيري‪:‬‬ ‫عليه وسلم كّبر ُ‬
‫خيبك الله‪ ،‬والله لو كنت سمعت بموسى بن عمران قادما ً‬
‫ما زدت‪ ،‬قال‪ :‬فقلت لها‪ :‬أي عمه‪ ،‬هو والله أخو موسى بن‬
‫عمران وعلى دينه‪ُ ،‬بعث بما ُبعث به‪ ،‬قال‪ :‬فقالت‪ :‬أي ابففن‬
‫أخي‪ ،‬أهو النبي الذي كنا ُنخبر أنه يبعث مع نفس السففاعة؟‬
‫قال‪ :‬فقلت لهففا‪ :‬نعففم‪ ،‬قففال‪ :‬فقففالت‪ :‬فففذاك إذًا‪ ،‬قففال‪ :‬ثففم‬
‫‪ () 1‬ابن كثير‪.1/153 ،‬‬

‫‪435‬‬
‫خرجت إلى رسول الله صلى الله عليففه وسففلم ‪ ،‬فأسففلمت‬
‫ثم رجعت إلى أهل بيتي فأمرتهم فأسلموا‪(1) ((.‬‬
‫فماذا كان موقف اليهففود منففه بعففدما علمففوا بإسففلمه؟‬
‫روى البخاري بسنده عن أنس _ قال‪)) :‬سمع عبد اللففه بففن‬
‫سلم بقدوم رسول الله صلى الله عليففه وسففلم وهففو فففي‬ ‫َ‬
‫أرض يخترف‪ ،‬فأتى النبي صففلى اللففه عليففه وسففلم فقففال‪:‬‬
‫إنففي سففائلك عففن ثلث ل يعلمهففم إل ‪)..‬ثففم قففال(‪ ...‬قففال‪:‬‬
‫أشهد أن ل إله إل الله وأشهد أنك رسففول اللففه‪ ،‬يففا رسففول‬
‫الله‪ :‬إن اليهود قوم بهت‪ ،‬وإنهم إن يعلمففوا بإسففلمي قبففل‬
‫أن تسألهم يبهتوني‪ ،‬فجاءت اليهود فقال النبي صلى اللففه‬
‫عليه وسلم أي رجل عبد اللففه فيكففم؟ قففالوا‪ :‬خيرنففا وابففن‬
‫خيرنا وسيدنا وابن سيدنا‪ ،‬قال‪ :‬أرأيتففم إن أسففلم عبففد اللففه‬
‫ابن سلم‪ ،‬فقالوا‪ :‬أعففاذه اللفه مففن ذلففك‪ ،‬فخففرج عبففد اللففه‬
‫فقففال‪ :‬أشففهد أن ل إلففه إل اللففه وأن محمففدا ً رسففول اللففه‪،‬‬
‫فقالوا‪ :‬شرنا وابن شرنا‪ ،‬وانتقصوه قال‪ :‬فهففذا الففذي كنففت‬
‫أخاف يا رسول الله‪(2) ((.‬‬

‫‪ () 1‬ابن هشام‪ .517-1/516 ،‬البداية والنهاية ج‪ 3:‬ص‪211:‬‬

‫‪() 2‬صحيح البخاري ج ‪/3‬ص ‪.1211‬‬

‫‪436‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬دعوته صلى الله عليه وسلم لليهود ومعاهدته لهم‪:‬‬
‫ه‬ ‫ي ال ّ ِ‬ ‫ُ‬ ‫سو َ‬ ‫قولفه تعالى‪} :‬ال ّ ِ‬
‫دون َ ُ‬ ‫جفف ُ‬ ‫ذي ي َ ِ‬ ‫م ّ‬ ‫ي ال ّ‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫ن ي َت ّب ُِعو َ‬ ‫ذي َ‬
‫ْ‬
‫م‬ ‫ف وَي َن ْهَففاهُ ْ‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫م ب ِففال ْ َ‬ ‫مُرهُ ْ‬ ‫ل ي َأ ُ‬ ‫جي ِ‬ ‫لن ِ‬ ‫م ِفي الت ّوَْراةِ َوا ِ‬ ‫عن ْد َهُ ْ‬‫مك ُْتوبا ً ِ‬ ‫َ‬
‫ع‬
‫ضف ُ‬ ‫ث و َي َ َ‬ ‫خب َففائ ِ َ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫م ع َل َي ْهِ ف ْ‬ ‫ح فّر ُ‬ ‫ت وَ ي ُ َ‬ ‫م الط ّي ّب َففا ِ‬ ‫ل ل َهُ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫منك َرِ وَي ُ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫عَ ْ‬
‫م َفاّلفف ِ‬ ‫َ‬
‫مُنففوا ب ِفهِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ت ع َل َي ْهِ ف ْ‬ ‫كففان َ ْ‬ ‫ل ال ِّتففي َ‬ ‫غل َ‬ ‫م َوال ْ‬ ‫صففَرهُ ْ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫ع َن ُْهفف ْ‬
‫ُ‬
‫ه أوْل َئ ِ َ‬ ‫ُ‬
‫م‬ ‫هفف ْ‬ ‫ك ُ‬ ‫مَعفف ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ذي أنففزِ َ‬ ‫صففُروه ُ َوات ّب َُعففوا الّنففوَر اّلفف ِ‬ ‫عففّزُروه ُ وَن َ َ‬ ‫وَ َ‬
‫ن )‪] {(157‬سورة العراف ‪[7/157‬‬ ‫حو َ‬ ‫فل ِ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫‪ - 11834-521‬حدثنا القاسم‪ ،‬قال‪ :‬ثنا الحسين‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففي حجففاج‪،‬‬
‫عففن ابفن جريفج‪ ،‬قفال‪ :‬قفال مجاهففد‪ ،‬قففوله‪} :‬ويضفع عنهففم إصفرهم‬
‫والغلل التي كانت عليهم{ قال‪ :‬مففن اتبففع محمففدا ودينففه مففن أهففل‬
‫الكتاب‪ ،‬وضع عنهم ما كان عليهم من التشديد في دينهم‪(1) .‬‬
‫م ب ِهِ وَ َ‬ ‫عن ْد ِ الل ّهِ وَك َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬قُ ْ َ َ‬
‫ش فه ِ د َ‬ ‫فْرت ُ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫ل أَرأي ْت ُ ْ‬
‫هل‬ ‫ن الل ّف َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫س فت َك ْب َْرت ُ ْ‬‫ن َوا ْ‬ ‫م َ‬ ‫مث ْل ِهِ فَففآ َ‬ ‫ل ع ََلى ِ‬ ‫سَراِئي َ‬ ‫ن ب َِني إ ِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫شاه ِد ٌ ِ‬ ‫َ‬
‫ن )‪] {(10‬سورة الحقاف ‪[46/11‬‬ ‫مي َ‬ ‫م ال ّ‬
‫ظال ِ ِ‬ ‫ق وْ َ‬‫دي ال ْ َ‬ ‫ي َهْ ِ‬
‫‪ -24178-522‬حدثني أبو شرحبيل الحمصي قففال‪ :‬ثنففا أبففو المغيففرة‬
‫قال‪ :‬ثنا صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بففن جففبير بففن نفيففر عففن‬
‫أبيه عن عوف بن مالك الشجعي قال‪ :‬انطلق النبي صلى الله عليففه‬
‫وسلم وأنا معه حفتى دخلنفا كنيسفة اليهفود بالمدينفة يفوم عيفد لهفم‬
‫فكرهوا دخولنا عليهم فقال لهم رسول الله صلى اللففه عليففه وسففلم‬
‫))يا معشر اليهود أروني اثنى عشر رجل يشففهدون إنففه ل إلففه إل هففو‬
‫وأن محمدا رسول الله يحبط الله عن كل يهودي تحت أديم السففماء‬
‫الغضب الذي غضب عليه(( قال‪ :‬فأسكتوا فما أجففابه منهففم أحففد ثففم‬
‫ثلث فلم يجبه أحد فانصرف وأنا معه حففتى إذا كففدنا أن نخففرج نففادى‬
‫رجل من خلفنا‪ :‬كما أنت يا محمد قال‪ :‬فأقبل فقال ذلك الرجل‪ :‬أي‬
‫رجل تعلموني فيكم يا معشر اليهود قالوا‪ :‬واللففه مففا نعلففم أنففه كففان‬
‫فينا رجل أعلم بكتاب الله ول أفقه منك ول من أبيففك ول مففن جففدك‬
‫قبل أبيك قال‪ :‬فإني أشهد بالله أنففه النففبي صففلى اللففه عليففه وسففلم‬
‫الذي تجدونه في التوراة والنجيل قففالوا كففذبت ثففم ردوا عليففه قففوله‬
‫وقالوا لفه شففرا فقففال لهفم رسففول اللفه صففلى اللفه عليففه وسفلم ‪:‬‬
‫))كذبتم لن نقبل قولكم أما آنفا فتثنففون عليففه مففن الخيففر مففا أثنيتففم‬
‫وأما إذ آمن كذبتموه وقلتم ما قلتم فلن نقبل قولكم(( قال‪ :‬فخرجنا‬
‫ونحن ثلثة‪ :‬رسول الله صلى الله عليه وسففلم وأنففا وعبففد اللففه بففن‬

‫‪ () 1‬تفسير ابففن أبففي حففاتم ) ‪ - ( 1584 / 5‬تفسففير الففدر المنثففور ) ‪/ 3‬‬


‫صححه في التفسير الصحيح )‪(3/122‬‬
‫‪( 582‬‬

‫‪437‬‬
‫سلم فأنزل الله فيه‪} :‬قُ ْ َ َ‬
‫م ِبفهِ‬ ‫م كَ َ‬
‫فْرت ُ ْ‬ ‫عن ْد ِ الل ّهِ ث ُ ّ‬
‫ن ِ‬ ‫م ْ‬
‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫ل أَرأي ْت ُ ْ‬
‫ق ب َِعيد ٍ )‪] {(52‬سورة فصلت ‪...[41/53‬‬ ‫ض ّ‬ ‫م َ‬
‫قا ٍ‬
‫ش َ‬ ‫ن هُوَ ِفي ِ‬ ‫م ْ‬‫م ّ‬‫ل ِ‬ ‫نأ َ‬ ‫َ ْ‬
‫الية‪( ) .‬‬
‫‪1‬‬

‫ب الن ّففارِ قَففاُلوا‬ ‫َ‬ ‫م ت ِل ْ َ‬ ‫َ‬


‫حا ِ‬ ‫صف َ‬ ‫قففاَء أ ْ‬ ‫صاُرهُ ْ‬ ‫ت أب ْ َ‬ ‫ص ر ِف َ ْ‬ ‫ذا ُ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬وَإ ِ َ‬
‫ن )‪] {(47‬سففورة العففراف‬ ‫مي َ‬ ‫ق فوْم ِ الظ ّففال ِ ِ‬ ‫م فعَ ال ْ َ‬‫جعَل ْن َففا َ‬
‫َرب ّن َففا ل ت َ ْ‬
‫‪[7/47‬‬
‫‪ - 7689-523‬حدثنا أبو كريب‪ ،‬قال‪ :‬ثنا يونس بن بكير‪ ،‬وحففدثنا ابففن‬
‫حميد‪ ،‬قال‪ :‬ثنا سلمة جميعا‪ ،‬عن ابن إسحاق‪ ،‬قال‪ :‬ثنففي محمففد بففن‬
‫أبي محمد‪ ،‬مولى زيد بن ثابت‪ ،‬قال‪ :‬ثني سعيد بن جبير‪ ،‬أو عكرمة‪،‬‬
‫عن ابن عباس رضي الله عنهما ‪ ،‬قال‪ :‬كلم رسول اللففه صففلى اللففه‬
‫عليه وسلم رؤساء من أحبار يهود‪ ،‬منهم عبد الله بن صوريا وكعففب‬
‫بن أسد فقال لهم‪" :‬يا معشر يهود اتقوا الله وأسلموا! فففوالله إنكففم‬
‫لتعلمون أن الذي جئتكم به لحق" فقالوا‪ :‬ما نعفرف ذلفك يفا محمفد‪،‬‬
‫وجحدوا ما عرفوا‪ ،‬وأصروا على الكفر‪ .‬فأنزل اللففه فيهففم‪} :‬يففا أيهففا‬
‫الذين أوتوا الكتاب آمنوا بمفا نزلنفا مصفدقا لمفا معكفم مفن قبفل أن‬
‫نطمس وجوها فنردها على أدبارها{‪ ...‬الية )‪(2‬‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 11 / 26‬تفسير الدر المنثففور ) ‪- ( 437 / 7‬‬


‫صففححه فففي التفسففير الصففحيح )‬
‫المستدرك على الصحيحين ) ‪( 469 / 3‬‬
‫‪.(4/331‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 111 / 10 ) ( 266 / 7 ) ( 124 / 5‬تفسير ابن‬
‫أبي حففاتم ) ‪ - ( 968 / 3‬تفسففير الففدر المنثففور ) ‪ - ( 555 / 2‬تفسففير‬
‫القرطبي ) ‪ - ( 244 / 5‬تفسير ابن كثير ) ‪ ( 123 / 1‬إسناده ضعيف‪.‬‬

‫‪438‬‬
‫الدراسة‪:‬‬
‫خص الله محمدا ً صلى الله عليففه وسففلم وامتففه بفضففل‬
‫من عنده ووعد مففن يففؤمن بففه مففن أهففل الكتففاب مضففاعفة‬
‫الجر ولذلك اجتهد عليه السلم في دعوتهم كما في آيففات‬
‫كثيرة منها‪:‬‬
‫مففا ك ُن ْت ُف ْ‬
‫م‬ ‫م ك َِثيففرا ً ِ‬
‫م ّ‬ ‫ن ل َك ُف ْ‬
‫سول َُنا ي ُب َي ّ ُ‬ ‫جاَءك ُ ْ‬
‫م َر ُ‬ ‫ب قَد ْ َ‬ ‫}َيا أ َهْ َ‬
‫ل ال ْك َِتا ِ‬
‫ب‬‫ن الل ّهِ ُنوٌر وَك َِتففا ٌ‬ ‫م ْ‬‫م ِ‬ ‫جاَءك ُ ْ‬‫ن ك َِثيرٍ قَد ْ َ‬ ‫فو ع َ ْ‬ ‫ن ال ْك َِتا ِ‬
‫ب وَي َعْ ُ‬ ‫م ْ‬
‫ن ِ‬
‫فو َ‬ ‫خ ُ‬
‫تُ ْ‬
‫ن )‪] {(15‬سورة المائدة ‪[5/15‬‬ ‫مِبي ٌ‬‫ُ‬
‫ن‬
‫ق فْرآ َ‬‫ذا ال ْ ُ‬
‫ن هَ ف َ‬ ‫وبين لهم فضففل القففرآن عليهففم بقففوله‪}:‬إ ِ ّ‬
‫قفص ع َل َففى بن ِففي إسفراِئي َ َ‬
‫ن )‪{(76‬‬ ‫فففو َ‬ ‫خت َل ِ ُ‬‫م ِفيفهِ ي َ ْ‬ ‫ذي هُف ْ‬ ‫ل أك ْث َفَر ال ّف ِ‬ ‫ِ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫يَ ُ ّ‬
‫]سورة النمل ‪[27/76‬‬
‫قال الطبري إن هذا القففرآن يقففص عليكففم الحففق فيمففا‬
‫اختلفتم فيه فاتبعوه‪ ،‬وأقففروا لمففا فيففه‪ ،‬فففإنه يقففص عليكففم‬
‫بالحق‪ ،‬ويهديكم إلى سبيل الرشاد‪(1) .‬‬
‫ثم توعدهم بالعففذاب ان هففم كفففروا بففه فقففال‪} :‬ي َففا أ َي ّهَففا‬
‫َ‬ ‫ال ّذي ُ‬
‫ن‬
‫لأ ْ‬ ‫ن قَب ْ ِ‬‫مف ْ‬‫م ِ‬ ‫معَك ُف ْ‬ ‫دقا ً ل ِ َ‬
‫مففا َ‬ ‫ص ّ‬‫م َ‬‫ما ن َّزل َْنا ُ‬
‫مُنوا ب ِ َ‬
‫بآ ِ‬ ‫ن أوُتوا ال ْك َِتا َ‬ ‫ِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب‬‫حا َ‬‫صف َ‬ ‫مففا ل َعَن ّففا أ ْ‬
‫م كَ َ‬‫ها ع ََلى أد َْبارِهَففا أوْ ن َل ْعَن َهُ ف ْ‬ ‫جوها ً فَن َُرد ّ َ‬‫س وُ ُ‬‫م َ‬ ‫ن َط ْ ِ‬
‫ن أ َْمُر الّلففهِ َمْفُعففول ً )‪] {(47‬سورة النسففاء ‪[4/47‬‬ ‫ت وَ َ‬
‫كا َ‬ ‫سب ْ ِ‬‫ال ّ‬
‫قال ابن كثير معناه من قبل أن نطمففس وجوهففا فطمسففها‬
‫هو ردها إلى الدبار وجعل أبصارهم من ورائهم ويحتمل أن‬
‫يكون المراد من قبل أن نطمس وجوها ً فل نبقي لها سمعا ً‬
‫ول بصرا ً ول أنفا ً ومع ذلك نردها إلى ناحية الدبار‪.‬‬
‫وقال العوفي عن ابن عباس في الية وهي من قبل أي‬
‫نطمففس وجوهففا وطمسففها أن تعمففى فنردهففا علففى أدبارهففا‬
‫يقول نجعل وجوههم من قبل أقفيتهففم فيمشففون القهقففري‬
‫ونجعل لحدهم عينين مففن قفففاه وكففذا قففال قتففادة وعطيففة‬
‫العوفي وهذا أبلغفي العقوبة والنكال‪.‬‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ‪10/12‬‬

‫‪439‬‬
‫وهذا مثل ضربه الله لهم في صرفهم عن الحق وردهففم‬
‫إلففى الباطففل ورجففوعهم عففن المحجففة البيضففاء إلففى سففبيل‬
‫الضللة يهرعون ويمشون القهقري على أدبارهم‪(1) .‬‬
‫ثففم إن الرسففول صففلى اللففه عليففه وسففلم كتففب وثيقففة‬
‫معاهدة اشتهرت بوثيقففة المدينففة فصففل فيهففا سياسففته مففع‬
‫اليهود مالهم وما عليهم و سنورد بعض بنودها باختصار‪:‬‬
‫ذكر ابن إسحاق هذه الوثيقة فقال‪" :‬وكتب رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم كتابا ً بين المهاجرين والنصففار‪ ،‬وادع‬
‫فيه يهود وعاهدهم‪ ،‬وأقرهم على دينهم وأمففوالهم‪ ،‬وشففرط‬
‫لهم‪ ،‬واشففترط عليهففم‪)) :‬بسففم اللففه الرحمففن الرحيففم هففذا‬
‫كتاب من محمد النبي صلى الله عليه وسلم بين المؤمنين‬
‫والمسلمين مففن قريش ف ويففثرب ومففن تبعهففم‪ ،‬فلحففق بهففم‬
‫وجاهد معهم‪ ،‬إنهم أمة واحدة من دون الناس ‪ ......‬إلى أن‬
‫قال ‪ ...‬ول يقتل مففؤمن مؤمنفا ً فففي كففافر‪ ،‬ولينصففر كففافرا ً‬
‫على مؤمن‪ ،‬وإن ذمة الله واحدة يجير عليهففم أدنففاهم‪ ،‬وإن‬
‫المؤمنين بعضهم موالى بعض دون الناس‪ ،‬وإنففه مففن تبعنففا‬
‫مففن يهففود‪ ،‬فففإن لففه النصففر والسففوة‪ ،‬غيففر مظلففومين‬
‫ولمتناصرين عليهم‪ ...،‬ثم يقول ‪ ...‬وإن اليهود ينفقون مففع‬
‫المؤمنين ماداموا محاربين‪ ،‬وإن يهففود بنففي عففوف أمففة مففع‬
‫المفففؤمنين لليهفففود دينهفففم‪ ،‬وللمسفففلمين دينهفففم مفففواليهم‬
‫وأنفسهم‪ ،‬إل من ظلم وإثم‪ ،‬فإنه ليوتغ )‪ (2‬إل نفسه وأهففل‬
‫بيته‪ ،‬وإن ليهود بنففي النجففار مثففل مففاليهود بنففي عففوف وإن‬
‫ليهود بني الحارث مثل ماليهود بني عوف‪ ،‬وإن ليهففود بنففي‬
‫ساعدة مثل ماليهود بني عوف‪ ،‬وإن ليهود بني جشففم مثففل‬
‫ماليهود بني عوف‪ ،‬وإن ليهود بني الوس مثل ماليهود بنففي‬
‫عوف‪ ،‬وإن ليهود بني ثعلبة مثل ماليهود بني عوف‪ ،‬إل مففن‬
‫ظلم وإثم‪ ،‬فإنه ليوتغ إل نفسه وأهل بيته‪ ،‬وإن جفنة بطففن‬
‫من ثعلبة كأنفسهم‪ ،‬وإن لبني الشطيبه مثففل مففاليهود بنففي‬

‫‪ () 1‬تفسير ابن كثير ‪ 1/108‬بتصرف وهو اختيار الطبري )تفسير الطففبري‬


‫ج ‪/5‬ص ‪(121‬‬
‫‪ () 2‬يوتغ ‪ :‬يهلك ‪ .‬النهاية في غريب الثر ج ‪/5‬ص ‪148‬‬

‫‪440‬‬
‫عففوف‪ ،‬وإن الففبر دون الثففم‪ ،‬وإن مففوالي ثعلبففة كأنفسففهم‪،‬‬
‫وإن بطانة يهود كأنفسهم‪ ،‬وإنه ل يخرج منهم أحد إل بففإذن‬
‫محمد صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وإنه لينحجز على ثففار جففرح‬
‫وإنه من فتك فبنفسه فتففك‪ ،‬وأهففل بيتففه‪ ،‬إل مففن ظلففم وإن‬
‫اللففه علففى أبففر هففذا‪ ،‬وإن علففى اليهففود نفقتهففم‪ ،‬وعلففى‬
‫المسلمين نفقتهم‪ ،‬وإن بينهم النصر على مففن حففارب أهففل‬
‫هففذه الصففحيفة‪ ،‬وإن بينهففم النصففح والنصففيحة‪ ،‬والففبر دون‬
‫الثم‪ ،‬وإنه لم يأثم امرؤ بحليفه وإن النصففر للمظلففوم‪ ،‬وإن‬
‫اليهود ينفقون مع المففؤمنين مففاداموا محففاربين ‪ ..... ،‬وإنففه‬
‫ماكان بين أهل هذه الصحيفة من حففدث أو اشففتجار يخففاف‬
‫فساده‪ ،‬فإن مرده إلى الله عز وجل وإلففى محمففد رسففول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وإن الله على أتقى مافي هذه‬
‫الصحيفة وأبره‪ ...... ،‬وإن يهود الوس مففواليهم وأنفسففهم‪،‬‬
‫على مثل مالهل هذه الصحيفة مع البر المحففض مففن أهففل‬
‫هففذه الصففحيفة‪ ،‬وإن الففبر دون الثففم‪ ،‬ليكسففب كاسففب إل‬
‫على نفسففه‪ ،‬وإن اللففه علففى أصففدق مففافي هففذه الصففحيفة‬
‫وأبره‪ ،‬وإنه ليحول هذا الكتاب دون ظالم وآثففم‪ ،‬وإنففه مففن‬
‫خرج آمن‪ ،‬ومن قعد آمن بالمدينة‪ ،‬إل من ظلم أو أثم‪ ،‬وإن‬
‫الله جار لمن بر واتقى‪ ،‬ومحمد رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم (( )‪(1‬‬

‫‪،‬‬
‫‪ () 1‬ابففن هشففام‪ 502-1/501 ،‬البدايففة والنهايففة ج‪ 3:‬ص‪225:‬ومففا بعففدها‬
‫والوثائق السياسية لمحمففد حميففد اللففه‪ .‬ص ‪ 57‬ومففا بعففدها وقففد افردهففا‬
‫الدكتور فارس الجميل بدراسة خاصة بعنففوان الرسففول ‘ ويهففود المدينففة‬
‫من اصدارات مؤسسة الملك فيصل للبحوث والدراسات السلمية‬

‫‪441‬‬
‫المطلففب الثففالث ‪ :‬الثففار الففواردة فففي أسففئلة اليهففود التعنتيففة‬
‫للرسول صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬
‫الثار‪:‬‬
‫المسألة الولى‪ :‬طلبهم ان يكلمهم ال‬
‫ْ‬
‫ه أ َوْ ت َأِتيَنا آي َ ٌ‬
‫ة‬ ‫مَنا الل ّ ُ‬
‫ول ي ُك َل ّ ُ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫ن ل ي َعْل َ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬‫قوله تعالى‪} :‬وََقا َ‬
‫ت قُُلوب ُهُ ْ‬
‫م قَد ْ ب َي ّّنففا‬ ‫شاب َهَ ْ‬ ‫م تَ َ‬‫ل قَوْل ِهِ ْ‬ ‫مث ْ َ‬‫م ِ‬‫ن قَب ْل ِهِ ْ‬ ‫م ْ‬‫ن ِ‬ ‫ل ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫ك َذ َل ِ َ‬
‫ن )‪] {(118‬سورة البقرة ‪[2/118‬‬ ‫قوْم ٍ ُيوقُِنو َ‬‫ت لِ َ‬
‫الَيا ِ‬
‫‪ - 1545-524‬حدثنا أبو كريب‪ ،‬قال‪ :‬ثنا يونس بن بكير‪ .‬وحففدثنا ابففن‬
‫حميد‪ ،‬قال‪ :‬ثنا سلمة بن الفضل‪ ،‬قال جميعًا‪ :‬ثنا محمد بففن إسففحاق‪،‬‬
‫قال‪ :‬حدثني محمد بن أبي محمد‪ ،‬قففال‪ :‬حففدثني سففعيد بففن جففبير أو‬
‫عكرمة‪ ،‬عففن ابفن عباسف رضفي اللففه عنهمفا ‪ ،‬قففال‪ :‬قفال راففع بفن‬
‫حريملة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬إن كنت رسول ً من عند‬
‫الله كما تقول‪ ،‬فقل لله عز وجل فليكلمنا حتى نسمع كلمه! فففأنزل‬
‫الله عز وجل في ذلك من قوله‪} :‬وقال الذين ل يعلمون لول يكلمنا‬
‫الله أو تأتينا آية{ الية كلها‪(1) .‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬طلبهم كتاباً خاصا بهم‬
‫قوله تعالى‪} :‬أ َم تريدون أ َن ت َ‬
‫سففى‬ ‫مو َ‬ ‫ل ُ‬ ‫س فئ ِ َ‬
‫ما ُ‬ ‫م كَ َ‬‫سول َك ُ ْ‬ ‫سأُلوا َر ُ‬ ‫ْ ُ ِ ُ َ ْ َ ْ‬
‫ل)‬ ‫س فِبي ِ‬
‫واَء ال ّ‬ ‫سف َ‬ ‫ل َ‬ ‫ضف ّ‬ ‫ق فد ْ َ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫مففا ِ‬‫لي َ‬‫فَر ِبا ِ‬ ‫ل ال ْك ُ ْ‬ ‫ن ي َت َب َد ّ ْ‬
‫م ْ‬
‫ل وَ َ‬‫ن قَب ْ ُ‬‫م ْ‬
‫ِ‬
‫‪] {(108‬سورة البقرة ‪[2/108‬‬
‫‪ - 1473-525‬حدثنا به أبففو كريففب‪ ،‬قففال‪ :‬حففدثني يففونس بففن بكيففر‪،‬‬
‫وحدثنا ابن حميد‪ ،‬قال‪ :‬ثنا سلمة بن الفضل‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا ابففن إسففحاق‪،‬‬
‫قال‪ :‬حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثففابت‪ ،‬قففال‪ :‬حففدثني‬
‫سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابففن عبففاس رضففي اللففه عنهمففا ‪ :‬قففال‬
‫رافع بن حريملة ووهب بن زيد لرسول الله صلى الله عليه وسففلم ‪:‬‬
‫ائتنا بكتاب تنزله علينفا مفن السفماء نقفرؤه وفجفر لنفا أنهفارا نتبعفك‬
‫ونصدقك ! فأنزل الله في ذلك من قففولهم‪} :‬أم تريففدون أن تسففألوا‬
‫رسولكم كما سئل موسى من قبل{ الية )‪(2‬‬
‫ن‬ ‫م ك َِتاب فا ً ِ‬
‫مف ْ‬ ‫ل ع َل َي ْهِ ف ْ‬ ‫ن ت ُن َفّز َ‬ ‫َ‬
‫بأ ْ‬ ‫ل ال ْك ِت َففا ِ‬‫ك أ َهْ ف ُ‬ ‫س فأ َل ُ َ‬
‫قوله تعالى‪} :‬ي َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫جْهففَرةً‬
‫ه َ‬ ‫قاُلوا أرَِنا الّلفف َ‬ ‫ك فَ َ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫سى أك ْب ََر ِ‬
‫م ْ‬ ‫مو َ‬ ‫سأُلوا ُ‬ ‫قد ْ َ‬‫ماِء فَ َ‬ ‫س َ‬
‫ال ّ‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 512 / 1‬تفسير ابن أبففي حففاتم ) ‪( 215 / 1‬‬


‫إسناده ضعيف‪.‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 483 / 1‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 202 / 1‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 260 / 1‬تفسير ابن كثير ) ‪ ( 153 / 1‬إسناده‬
‫ضعيف‪.‬‬

‫‪442‬‬
‫َ‬
‫م‬
‫جاَءت ْهُ ْ‬
‫ما َ‬
‫ن ب َعْد ِ َ‬
‫م ْ‬‫ل ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ذوا ال ْعِ ْ‬‫خ ُ‬
‫م ات ّ َ‬‫م ثُ ّ‬ ‫ة ب ِظ ُل ْ ِ‬
‫م هِ ْ‬ ‫ق ُ‬‫ع َ‬
‫صا ِ‬
‫م ال ّ‬ ‫فَ أ َ‬
‫خذ َت ْهُ ْ‬
‫مِبينفا ً )‪{(153‬‬ ‫طانا ً ُ‬‫س فل ْ َ‬
‫سففى ُ‬ ‫مو َ‬ ‫ك َوآت َي ْن َففا ُ‬ ‫ن ذ َل ِف َ‬ ‫ت فَ عَ َ‬
‫فوَْنا ع َف ْ‬ ‫ال ْب َي َّنا ُ‬
‫]سورة النساء ‪[4/153‬‬
‫‪ - 8476-526‬حدثنا القاسم‪ ،‬قال‪ :‬ثنففا الحسففين‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففي حجففاج‪،‬‬
‫قال‪ :‬قال ابن جريج‪ ،‬قففوله‪} :‬يسففألك أهففل الكتففاب أن تنففزل عليهففم‬
‫كتابا من السماء{ وذلك أن اليهود والنصارى أتففوا النففبي صففلى اللففه‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬فقالوا‪ :‬لففن نتابعففك علففى مففا تففدعونا إليففه‪ ،‬حففتى تأتينففا‬
‫بكتاب من عند الله إلى فلن أنك رسول الله‪ ،‬وإلى فلن بكتاب أنك‬
‫رسول الله! قففال اللففه جففل ثنففاؤه‪} :‬يسففألك أهففل الكتففاب أن تنففزل‬
‫عليهم كتابا من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقففالوا أرنففا‬
‫الله جهرة{ )‪(1‬‬
‫المسألة الثالثة‪ :‬سؤاله عن الروح‬
‫مففا‬
‫مرِ َرّبي وَ َ‬
‫ل الروح م َ‬
‫نأ ْ‬‫ح قُ ْ ّ ُ ِ ْ‬
‫ن الّرو ِ‬ ‫سأ َُلون َ َ‬
‫ك عَ ْ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬وَي َ ْ‬
‫ن ال ْعِل ْم ِ إ ِل ّ قَِليل ً )‪] {(85‬سورة السراء ‪[17/85‬‬ ‫ُ‬
‫م ْ‬
‫م ِ‬
‫أوِتيت ُ ْ‬
‫‪ - 17102-527‬حدثنا أبو هشام‪ ،‬قال‪ :‬ثنا وكيع‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا العمففش‪،‬‬
‫عن إبراهيم‪ ،‬عن علقمة‪ ،‬عن عبد الله‪ ،‬قفال‪ :‬كنفت مفع النفبي صفلى‬
‫الله عليه وسلم في حرث بالمدينة‪ ،‬ومعه عسيب يتوكأ عليففه‪ ،‬فمففر‬
‫بقوم من اليهود‪ ،‬فقال بعضهم‪ :‬اسألوه عن الروح‪ ،‬وقال بعضففهم‪ :‬ل‬
‫تسألوه‪ ،‬فقام متوكئا على عسيبه‪ ،‬فقمت خلفه‪ ،‬فظننت أنففه يففوحى‬
‫إليه‪ ،‬فقال‪} :‬ويسألونك عففن الففروح قففل الففروح مففن أمففر ربففي ومففا‬
‫أوتيتم مفن العلفم إل قليل{ فقفال بعضفهم لبعفض‪ :‬ألفم نقفل لكفم ل‬
‫تسألوه‪.‬‬
‫المسألة الرابعة‪ :‬سؤالهم عن ال‬
‫ل هُو الل ّ َ‬
‫حد ٌ )‪] {(1‬سورة الخلص ‪[112/1‬‬ ‫هأ َ‬‫ُ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬قُ ْ َ‬
‫‪ - 29617-528‬حدثنا ابففن حميففد‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا سففلمة‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففي ابففن‬
‫إسحاق‪ ،‬عن محمد‪ ،‬عن سفعيد‪ ،‬قفال‪ :‬أتفى رهفط مفن اليهفود النفبي‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا محمد هذا الله خلق الخلففق‪ ،‬فمففن‬
‫خلقه؟ فغضب النبي صلى اللفه عليففه وسفلم حفتى انتقفع لفونه؛ ثففم‬
‫ساورهم غضبا لربفه‪ ،‬فجفاءه جبريفل عليفه السفلم فسفكنه‪ ،‬وقفال‪:‬‬
‫اخفض عليك جناحك يا محمد‪ ،‬وجاءه من الله جواب ما سألوه عنففه‪.‬‬
‫قال‪ :‬يقول الله‪} :‬قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولففد ولففم‬
‫يكن له كفوا أحد{ فلمففا تل عليهففم النففبي صففلى اللففه عليففه وسففلم ‪،‬‬
‫قالوا‪ :‬صف لنا ربك كيف خلقه‪ ،‬وكيف عضده‪ ،‬وكيف ذراعه‪ ،‬فغضب‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم أشد من غضبه الول‪ ،‬وساورهم غضففبا‪،‬‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 8 / 6‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 726 / 2‬‬

‫‪443‬‬
‫فأتاه جبريل فقال له مثل مقالته‪ ،‬وأتاه بجواب ما سألوه عنه‪} :‬وما‬
‫قدروا الله حق قدره والرض جميعا قبضته يوم القيامففة والسففموات‬
‫مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون{ )‪(1‬‬

‫‪ () 1‬تفسير الطففبري ) ‪ - ( 28 / 24‬تفسففير الففدر المنثففور ) ‪( 671 / 8‬‬


‫إسناده ضعيف‪.‬‬

‫‪444‬‬
‫الدراسة‬
‫كثيرا ً ماطلب اليهود من الرسول صلى الله عليه وسففلم‬
‫أمورا ً يظنون أنه في عدم تحقيقها سيوقعونه عليه السففلم‬
‫فففي الحففرج‪ ،‬فهففذا رافففع بففن حريملففة أحففد اليهففود يقففول‪:‬‬
‫)يامحمففد إن كنففت رسففول ً مففن اللففه كمففا تقففول‪ ،‬فقففل للففه‬
‫فيكلمنا حتى نسمع كلمه( ‪ ،‬ويقصد من طلبه هففذا التعنففت‬
‫وإحراج رسففول اللففه صففلى اللففه عليففه وسففلم يقففول اللففه‬
‫ْ‬
‫ه أ َوْ ت َأِتيَنا َءاي َ ٌ‬
‫ة ك َذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫مَنا الل ّ ُ‬
‫ول ي ُك َل ّ ُ‬
‫ن لَ ْ‬ ‫ن لي َعْل َ ُ‬
‫مو َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫تعالى‪} :‬وََقا َ‬
‫ت‬ ‫ت قُُلوب ُهُ ْ‬
‫م قَ فد ْ ب َي ّن ّففا الي َففا ِ‬ ‫ل قَوْل ِهِ ْ‬
‫م تَ َ‬
‫شاب َهَ ْ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫ن قَب ْل ِهِ ْ‬
‫م ِ‬ ‫م ْ‬‫ن ِ‬
‫ذي َ‬‫ل ال ّ ِ‬
‫َقا َ‬
‫ن{‬ ‫قوْم ٍ ُيوقُِنو َ‬
‫لِ َ‬
‫بل إنهم طلبوا منه صففلى اللففه عليففه وسففلم ن ينففزل‬
‫عليهم كتابا ً من السففماء‪ ،‬يففأمرهم بتصففديق الرسففول صففلى‬
‫الله عليه وسلم يما جاء بففه عففن ربففه‪ ،‬يقففول اللففه تعففالى‪:‬‬
‫سففأ َُلوا‬ ‫ماِء فَ َ‬
‫قد ْ َ‬ ‫س َ‬
‫ن ال ّ‬
‫م َ‬ ‫ل ع َل َي ْهِ ْ‬
‫م ك َِتاًبا ِ‬ ‫ن ت ُن َّز َ‬ ‫َ‬
‫بأ ْ‬ ‫سأ َل ُ َ‬
‫ك أ َهْ ُ‬
‫ل ال ْك َِتا ِ‬ ‫}ي َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫ق ُ‬
‫ع َ‬
‫صففا ِ‬
‫م ال ّ‬ ‫جهْفَرة ً فَأ َ‬
‫خ فذ َت ْهُ ُ‬ ‫قففاُلوا أرِن َففا الل ّف َ‬
‫ه َ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ك فَ َ‬ ‫سى أك ْب ََر ِ‬
‫م ْ‬ ‫مو َ‬ ‫ُ‬
‫م{‪.‬‬ ‫ب ِظ ُل ْ ِ‬
‫م هِ ْ‬
‫ن‬ ‫قال لطبري عد أن أورد القففوال فففي معنففى }ك َِتاب ًففا ِ‬
‫مف َ‬
‫سَماِء{ قال‪" :‬أولى القوال في ذلففك بالصففواب أن يقففال‪:‬‬ ‫ال ّ‬
‫إن أهل التوراة سألوا رسول الله صففلى اللففه عليففه وسففلم‬
‫أن يسأل ربه أن ينزل عليهم كتابا من السماء آية‪ ،‬معجففزة‬
‫جميع الخلق عن أن يأتوا مثلها‪ ،‬شاهدة لرسول اللففه صففلى‬
‫الله عليففه وسففلم بالصففدق‪ ،‬آمففرة لهففم باتبففاعه‪ .‬وجففائز أن‬
‫يكون الذي سألوه من ذلك كتابففا مكتوبففا ينففزل عليهففم مففن‬
‫السففماء إلففى جمففاعتهم‪ ،‬وجففائز أن يكففون ذلففك كتبففا إلففى‬
‫أشخاص بأعينهم‪.‬‬
‫بل الذي هو أولى بظاهر التلوة أن تكون مسألتهم إيففاه‬
‫ذلك كانت مسألة لينزل الكتاب الواحد إلى جماعتهم لففذكر‬
‫الله تعالى في خبره عنهففم الكتففاب بلفففظ الواحففد‪ ،‬بقففوله‪:‬‬

‫‪445‬‬
‫س فَماِء { ولم‬
‫ن ال ّ‬
‫مف َ‬ ‫ل ع َل َي ْهِ ف ْ‬
‫م ك َِتاب ًففا ِ‬ ‫ن ت ُن َفّز َ‬ ‫َ‬
‫بأ ْ‬‫ل ال ْك ِت َففا ِ‬ ‫سأ َل ُ َ‬
‫ك أ َهْ ُ‬ ‫}ي َ ْ‬
‫ا("‪(1) .‬‬ ‫يقل‪) :‬كتب ً‬
‫وقففد أكففثر اليهففود مففن السففئلة والمجادلففة والمحففاورة‬
‫لرسففول اللففه صففلى اللففه عليففه وسففلم محففاولين فتنففة‬
‫المسلمين‪ ،‬وزرع بذور الشك والريبففة فففي قلففوبهم‪ ،‬آمليففن‬
‫أن ل يجيبهم رسففول اللففه صففلى اللففه عليففه وسففلم ‪ ،‬حففتى‬
‫يبينوا للمسلمين أنه قد عجز عففن إجففابتهم‪ ،‬وأنهففم وحففدهم‬
‫الذين عندهم العلم والكتاب‪ ،‬وماأكثر السئلة التي سففألوها‬
‫لرسول الله صلى الله عليه وسففلم ‪ ،‬مففن ذلففك ماجففاء فففي‬
‫الصحيح عن عبد الله بن مسعود _ قال‪)) :‬بينا أنا مع النففبي‬
‫صلى الله عليه وسلم في حرث وهو متكىء على عسففيب‬
‫إذ مر اليهود فقال بعضهم لبعض سلوه عففن الففروح‪ ،‬فقففال‬
‫مارأيكم إليه وقال بعضففهم ل يسففتقبلكم بشففىء تكرهففونه‪،‬‬
‫فقالوا‪ :‬سلوه عن الروح‪ ،‬فأمسففك النففبي صففلى اللففه عليففه‬
‫وسلم فلم يرد عليهم شيئا ً فعلمت أنه يوحى إليففه فقمففت‬
‫ح قُ ف ِ‬
‫ل‬ ‫ن ال فّرو ِ‬ ‫س فأ َُلون َ َ‬
‫ك عَ ف ِ‬ ‫مقامي‪ ،‬فلما نزل الوحي قففال‪} :‬وَي َ ْ‬
‫ُ‬ ‫الروح م َ‬
‫ن ال ْعِل ْم ِ ِإل قَِليل ً {(( )‪(2‬‬
‫م َ‬
‫م ِ‬
‫ما أوِتيت ُ ْ‬
‫مرِ َرّبي وَ َ‬
‫نأ ْ‬‫ّ ُ ِ ْ‬
‫و عففن ثوبففان _ مففولى رسففول اللففه صففلى اللففه عليففه‬
‫وسلم قال‪)) :‬كنت قائما ً عند رسول الله صلى اللففه عليففه‬
‫وسلم ‪ ،‬فجاء حبر من أحبار اليهففود‪ ،‬فقففال‪ :‬السففلم عليففك‬
‫يامحمد‪ ،‬فدفعته دفعة كاد يصرع منها‪ ،‬فقال‪ :‬لففم تففدفعني‪،‬‬
‫فقلت‪ :‬أل تقول رسول اللففه‪ ،‬فقففال اليهففودي‪ :‬إنمففا نففدعوه‬
‫باسمه الذي سماه به أهله‪ ،‬فقففال رسففول اللففه صففلى اللففه‬
‫عليه وسففلم ‪ :‬إن اسففمي محمففد الففذي سففماني بففه أهلففي‪،‬‬
‫فقال اليهودي‪ :‬جئت أسألك‪ ،‬فقال رسول اللففه صففلى اللففه‬
‫عليه وسلم ‪ :‬أينفعك شيء إن حدثتك‪ ،‬قال‪ :‬أسمع بففأذني‪،‬‬
‫فنكت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعود معه‪ ،‬فقففال‪:‬‬
‫ض غ َي ْفَر‬ ‫سل‪ ،‬فقال اليهودي‪ :‬أين يكون الناس }ي َوم ت ُب َد ّ ُ َ‬
‫ل الْر ُ‬ ‫ْ َ‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ج ‪/6‬ص ‪8‬‬


‫‪() 2‬صحيح البخاري ج ‪/1‬ص ‪58‬‬

‫‪446‬‬
‫ت{ ]سورة إبراهيففم ‪ [14/48‬فقففال رسففول‬ ‫َ‬
‫وا ُ‬
‫م َ‬
‫س َ‬
‫ض َوال ّ‬
‫الْر ِ‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬هم في الظلمة دون الجسففر‪،‬‬
‫فقال‪ :‬فمن أولى الناس إجففازة؟ قففال‪ :‬فقففراء المهففاجرين‪،‬‬
‫قال اليهودي‪ :‬فما تحفتهم حين يدخلون الجنة؟ قال‪ :‬زيففادة‬
‫كبد النون‪ ،‬قال‪ :‬فما غذاؤهم على إثرهففا؟ قففال‪ :‬ينحففر لهففم‬
‫ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها‪ ،‬قال‪ :‬فمففا شففرابهم‬
‫ل‪ ،‬قففال‪ :‬صففدقت‪،‬‬ ‫عليه؟ قال‪ :‬من عين فيها تسمى سلسففبي ً‬
‫قال‪ :‬وجئت أسألك عن شيء ل يعلمه أحد من أهل الرض‬
‫إل نبي أو رجففل أو رجلن‪ ،‬قففال‪ :‬ينفعففك إن حففدثتك؟ قففال‪:‬‬
‫أسمع بأذني‪ ،‬قال‪ :‬جئت أسألك عن الولد‪ ،‬قال‪ :‬ماء الرجل‬
‫ي الرجففل‬ ‫أبيض‪ ،‬وماء المرأة أصفر‪ ،‬فففإذا اجتمعففا‪ ،‬فعل من ف ّ‬
‫ي المففرأة أذكففرا بففإذن اللففه‪ ،‬وإذا عل منففي المففرأة منففي‬ ‫من ّ‬
‫الرجل آنثا بففإذن اللففه‪ ،‬قففال اليهففودي‪ :‬لقففد صففدقت‪ ،‬وإنففك‬
‫لنبي‪ ،‬ثم انصرف‪ ،‬فذهب‪ ((.‬فقال رسففول اللففه صففلى اللففه‬
‫عليه وسففلم ‪)) :‬لقففد سففألني هففذا عففن الففذي سففألني عنففه‪،‬‬
‫ومالي علم بشيء منه حتى أتاني الله به(( )‪(1‬‬
‫توضح مدى تعنت اليهففود فففي قبففول الحففق‪ ،‬واختلف‬
‫السففباب للتفلففت مففن العهففود والمواثيففق‪ ،‬فقففد أعطففوا‬
‫الرسول صلى الله عليه وسلم العهد إن أجففابهم ليصففدقنه‬
‫ويتففابعنه‪ ،‬لكنهففم لففم يفعلففوا‪ ،‬بففالرغم مففن إعطففائهم العهففد‬
‫والميثاق على ذلك‪ ،‬وقد أكثر اليهود من أسففئلتهم للرسففول‬
‫صففلى اللففه عليففه وسففلم تعنت فا ً وصففلفا ً لبحث فا ً عففن الحففق‬
‫لمتابعته‪ ،‬وهكذا تدرج اليهود في السئلة‪ ،‬حففتى وصففل بهففم‬
‫الحال إلى التطاول علففى ذات اللففه تعففالى كمفا بينففاه فيمففا‬
‫سبق‪.‬‬

‫‪() 1‬رواه مسلم ‪.3/217‬‬

‫‪447‬‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬إيذاء النففبي صففلى اللففه عليففه وسففلم بفالقول‬
‫السيء‬
‫الثار‪:‬‬
‫المسألة الولى‪ :‬قولهم‪:‬اسمع غير مسمع وراعنا‬
‫م وَط َْعنا ً ِفي‬ ‫َ‬
‫عَنا ل َي ّا ً ب ِأل ْ ِ‬
‫سن َت ِهِ ْ‬ ‫مٍع وََرا ِ‬ ‫س َ‬ ‫م ْ‬ ‫معْ غ َي َْر ُ‬ ‫س َ‬ ‫قوله تعالى‪َ} :‬وا ْ‬
‫خي ْففرا ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن َ‬ ‫معْ َوانظ ُْرَنا ل َك َففا َ‬ ‫س َ‬ ‫معَْنا وَأط َعَْنا َوا ْ‬ ‫س ِ‬ ‫م َقاُلوا َ‬ ‫ن وَل َوْ أن ّهُ ْ‬ ‫دي ِ‬‫ال ّ‬
‫ن إ ِل ّ قَِليل ًً )‪{(46‬‬ ‫َ‬
‫مُنو َ‬ ‫م َفل ي ُؤ ْ ِ‬ ‫ف رِ ه ِ ْ‬ ‫ه ب ِك ُ ْ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ن ل َعَن َهُ ْ‬ ‫م وَل َك ِ ْ‬ ‫ل َهُ ْ‬
‫م و َأ ق ْ و َ َ‬
‫]سورة النساء ‪[4/46‬‬
‫‪ - 7667-529‬حدثني يونس قال‪ :‬أخبرنا ابففن وهففب قففال‪ :‬قففال ابففن‬
‫م وَط َْعنفا ً فِففي‬ ‫َ‬
‫سفن َت ِهِ ْ‬ ‫عَنا ل َي ّفا ً ب ِأل ْ ِ‬ ‫مٍع وََرا ِ‬ ‫س َ‬
‫م ْ‬ ‫معْ غ َي َْر ُ‬ ‫س َ‬‫زيد في قوله‪َ} :‬وا ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫خي ْففرا ً ل َُهف ْ‬‫ن َ‬ ‫معْ َوانظ ُْرَنا ل َك َففا َ‬ ‫س َ‬ ‫معَْنا وَأط َعَْنا َوا ْ‬ ‫س ِ‬ ‫م َقاُلوا َ‬ ‫ن وَل َوْ أن ّهُ ْ‬ ‫دي ِ‬‫ال ّ‬
‫ن إ ِل ّ قَِليل ً{ قال‪ :‬هذا قول‬ ‫ً‬ ‫ه ب ِك ُ ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مُنو َ‬ ‫م َفل ي ُؤ ْ ِ‬ ‫فرِه ِ ْ‬ ‫م الل ُ‬ ‫ن لعَن َهُ ْ‬ ‫م وَلك ِ ْ‬ ‫وَأقْوَ َ‬
‫أهفل الكتفاب يهفود كهيئة مفا يقفول النسفان‪ :‬اسفمع ل سفمعت أذى‬
‫لرسول الله صلى الله عليه وسلم وشتما ً له واستهزاء‪(1) .‬‬
‫‪ - 7668-530‬حدثت عن المنجاب قال‪ :‬ثنا بشر بن عمارة عن أبففي‬
‫معْ غ َْيفَر‬ ‫سف َ‬ ‫روق عن الضحاك عن ابن عباس رضي اللفه عنهمفا ‪َ} :‬وا ْ‬
‫مٍع{ قال‪ :‬يقولون لك‪ :‬واسمع ل سمعت‪(2) .‬‬ ‫س َ‬
‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫‪ - 7669-531‬حدثنا القاسم قال‪ :‬ثنا الحسين قال‪ :‬ثنففي حجففاج عففن‬
‫مٍع{ قال‪ :‬غير مستمع‪ .‬وغير‬ ‫س َ‬ ‫م ْ‬ ‫معْ غ َي َْر ُ‬ ‫س َ‬‫ابن جريج عن مجاهد‪َ} :‬وا ْ‬
‫مقبول ما تقول‪(3) .‬‬
‫‪ - 7670-532‬حدثنا الحسن بن يحيى قال‪ :‬أخبرنا عبد الرزاق قففال‪:‬‬
‫مٍع{ قال‪ :‬كمففا‬ ‫س َ‬ ‫م ْ‬ ‫معْ غ َي َْر ُ‬ ‫س َ‬ ‫أخبرنا معمر عن الحسن في قوله‪َ} :‬وا ْ‬
‫تقول‪ :‬اسمع غير مسموع منك‪(4) .‬‬
‫‪ - 7671-533‬وحدثنا موسى بففن هففارون قففال‪ :‬ثنففا عمففرو قففال‪ :‬ثنففا‬
‫معْ غ َي ْفَر‬ ‫سف َ‬ ‫أسباط عن السدي قففال‪ :‬كففان نففاس منهففم يقولففون‪َ} :‬وا ْ‬

‫‪ - () 1‬تفسير الطبري ) ‪ ( 118 / 5‬تفسير ابن كثير ) ‪( 508 / 1‬‬


‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ ( 118 / 5‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪ ( 965 / 3‬تفسير‬
‫الدر المنثور ) ‪ - ( 554 / 2‬تفسير القرطبي ) ‪ - ( 243 / 5‬تفسير ابن‬
‫كثير ) ‪ ( 508 / 1‬إسناده ضعيف‪.‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 119 / 5‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 966 / 3‬‬
‫صححه‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 554 / 2‬تفسير ابن كثير ) ‪( 508 / 1‬‬
‫في التفسير الصحيح )‪(3/122‬‬
‫صححه‬
‫‪ () 4‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 119 / 5‬تفسير عبد الرزاق ) ‪( 163 / 1‬‬
‫في التفسير الصحيح )‪(2/60‬‬

‫‪448‬‬
‫مٍع{ كقولك‪ :‬اسمع غير صاغ‪(1) .‬‬
‫س َ‬
‫م ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ن وَل َفوْ أن ّهُ ف ْ‬ ‫دي ِ‬ ‫م وَط َْعنا ً فِففي ال ف ّ‬ ‫عَنا ل َي ّا ً ب ِأل ْ ِ‬
‫سن َت ِهِ ْ‬ ‫قولفه تعالى‪} :‬وََرا ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫خي ْففرا ً ل َهُف ْ‬
‫م و َ أ ق ْ فو َ َ‬ ‫ن َ‬‫معْ َوانظ ُْرن َففا ل َك َففا َ‬ ‫سف َ‬ ‫معَْنا وَأط َعْن َففا َوا ْ‬ ‫سف ِ‬ ‫َقاُلوا َ‬
‫ن إ ِل ّ قَِليل ً )‪] {(46‬سففورة‬ ‫من ُففو َ‬ ‫م َفل ي ُؤ ْ ِ‬ ‫فرِه ِف ْ‬ ‫م الل ّف ُ‬
‫ه ب ِك ُ ْ‬ ‫ن ل َعَن َهُ ْ‬ ‫وَل َك ِ ْ‬
‫النساء ‪[4/47‬‬
‫‪ - 7672-534‬حدثني الحسن بن يحيى قال‪ :‬أخبرنا عبد الرزاق قال‪:‬‬
‫أخبرنا معمر قال‪ :‬قال قتادة‪ :‬كانت اليهود يقولون للنبي صففلى اللففه‬
‫عليه وسلم ‪ :‬راعنا سمعك! يسففتهزئون بفذلك فكففانت اليهفود قبيحففة‬
‫فقال‪ :‬راعنا سمعك ليا بألسففنتهم؛ واللففي‪ :‬تحريكهففم ألسففنتهم بففذلك‬
‫ن{ )‪(2‬‬ ‫دي ِ‬ ‫}وَط َْعنا ً ِفي ال ّ‬
‫‪ - 7673-535‬حدثني عن الحسين بن الفرج قال‪ :‬سفمعت أبفا معفاذ‬
‫يقول‪ :‬ثنا عبيد بن سليمان قال‪ :‬سمعت الضففحاك يقففول فففي قففوله‪:‬‬
‫عَنا{ كان الرجل مففن المشففركين يقففول‪ :‬أرعنففي سففمعك! يلففوي‬ ‫}َرا ِ‬
‫بذلك لسانه يعني‪ :‬يحرف معناه‪(3) .‬‬
‫‪ - 7674-536‬حدثنا محمدبن سعد قال‪ :‬ثنففي أبففي قففال‪ :‬ثنففي عمففي‬
‫قال‪ :‬ثني أبي عن أييه عن ابن عباس رضففي اللففه عنهمففا ‪} :‬وَط َْعن فا ً‬
‫ن{فففإنهم كففانوا يسففتهزئون ويلففوون ألسففنتهم برسففول اللففه‬ ‫دي ِ‬ ‫ِفي ال ّ‬
‫صلى الله عليه وسلم ويطعنون في الدين‪( ) .‬‬
‫‪4‬‬

‫‪ - 1438-537‬حدثنا أحمد بن إسحاق‪ ،‬قال‪ :‬ثنففا أبففو أحمففد الزبيففري‪،‬‬


‫عَنا{ ]سورة البقففرة‬ ‫قوُلوا ْ َرا ِ‬ ‫عن فضيل بن مرزوق‪ ،‬عن عطية‪} :‬ل َ ت َ ُ‬
‫‪ [2/104‬قال‪ :‬كان أناس من اليهود يقولوا أرعنا سمعك‪ ،‬حتى قالهففا‬
‫أناس من المسلمين‪ .‬فكره الله لهم ما قالت اليهود‪ ،‬فقال‪َ} :‬يا أ َي ّهَففا‬
‫عَنا{ كما قالت اليهود والنصارى‪(5) .‬‬ ‫قوُلوا ْ َرا ِ‬ ‫مُنوا ْ ل َ ت َ ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 119 / 5‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 966 / 3‬‬


‫تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 554 / 2‬تفسير ابن كثير ) ‪( 150 / 1‬‬
‫صححه‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 119 / 5‬تفسير عبد الرزاق ) ‪( 163 / 1‬‬
‫في التفسير الصحيح )‪(1/164‬‬
‫‪ - () 3‬تفسير الطبري ) ‪( 119 / 5‬‬
‫‪ () 4‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 119 / 5‬تفسير ابن أبففي حففاتم ) ‪( 967 / 3‬‬
‫إسناده ضعيف‬
‫‪ () 5‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 469 / 1‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 197 / 1‬‬
‫تفسير ابن كثير ) ‪( 150 / 1‬‬

‫‪449‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬قولهم‪ :‬السام عليكم‬
‫قوُلففو َ‬
‫ن‬ ‫ه و َي َ ُ‬ ‫ك ب ِهِ الل ّ ُ‬‫حي ّ َ‬‫م يُ َ‬‫ما ل َ ْ‬‫ك بِ َ‬ ‫حي ّوْ َ‬‫ك َ‬ ‫جاُءو َ‬ ‫ذا َ‬ ‫قولفه تعالى‪} :‬وَإ ِ َ‬
‫ص فل َوْن ََها‬‫م يَ ْ‬ ‫جهَن ّف ُ‬ ‫م َ‬ ‫س فب ُهُ ْ‬‫ح ْ‬‫ل َ‬ ‫قففو ُ‬ ‫مففا ن َ ُ‬
‫ه بِ َ‬‫ول ي ُعَذ ّب َُنا الل ّ ُ‬ ‫م لَ ْ‬ ‫س هِ ْ‬‫ف ِ‬ ‫ِفي َأن ُ‬
‫صيُر{ ]سورة المجادلة ‪[58/8‬‬ ‫م ِ‬ ‫س ال ْ َ‬ ‫فَب ِئ ْ َ‬
‫‪ - 26144-538‬حففدثنا ابففن حميففد وابففن وكيففع قففال‪ :‬ثنففا جريففر‪ ،‬عففن‬
‫العمش‪ ،‬عن أبي الضحى‪ ،‬عن مسروق‪ ،‬عن عائشة رضي الله عنها‬
‫قالت‪ :‬جففاء نفاس مففن اليهفود إلففى النففبي صففلى اللففه عليففه وسففلم ‪،‬‬
‫فقالوا‪ :‬السام عليك يا أبا القاسم‪ ،‬فقلت‪ :‬السام عليكم‪ ،‬وفعل اللففه‬
‫بكم وفعل‪ ،‬فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‪)) :‬يا عائشففة إن اللففه‬
‫ل يحب الفحش((‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬ألسففت تففرى مففا يقولففون؟‬
‫فقال‪)) :‬ألست ترينني أرد عليهم ما يقولون؟ أقول‪ :‬عليكففم(( وهففذه‬
‫ه{‬ ‫ك ِبفهِ الّلف ُ‬ ‫حّيف َ‬ ‫م يُ َ‬ ‫مفا َلف ْ‬ ‫ك بِ َ‬‫حّيفوْ َ‬ ‫ك َ‬ ‫ؤو َ‬ ‫جفا ُ‬ ‫ذا َ‬‫الية في ذلفك نزلفت }وَإ ِ َ‬
‫]سورة المجادلة ‪(1).[58/8‬‬
‫‪ - 26145-539‬حدثنا ابن بشفار‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا عبففد الرحمففن‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا‬
‫ؤو َ‬
‫ك‬ ‫جففا ُ‬ ‫ذا َ‬ ‫سفيان‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن أبي الضحى‪ ،‬عن مسففروق }وَإ ِ َ‬
‫ه{ قال‪ :‬كانت اليهود يأتون النبي صلى الله‬ ‫ك ب ِهِ الل ّ ُ‬ ‫حي ّ َ‬
‫م يُ َ‬ ‫ما ل َ ْ‬ ‫حي ّوْ َ‬
‫ك بِ َ‬ ‫َ‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬فيقولون‪ :‬السام عليكم‪( ) .‬‬
‫‪2‬‬

‫المسألة الثالثة‪ :‬قولهم ‪:‬عند تحويل القبلة‬


‫ن قِب ْل َت ِهِ ْ‬
‫م‬ ‫م عَ ْ‬‫ما وَل ّهُ ْ‬ ‫س َ‬‫ن الّنا ِ‬ ‫م ْ‬‫فَهاُء ِ‬
‫س َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫سي َ ُ‬
‫قولفه تعالى‪َ } :‬‬
‫شاُء إ َِلى‬ ‫ن يَ َ‬
‫م ْ‬‫دي َ‬ ‫ب ي َهْ ِ‬ ‫شرِقُ َوال ْ َ‬
‫م غْرِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ل ِل ّهِ ال ْ َ‬
‫كاُنوا ع َل َي َْها قُ ْ‬
‫ال ِّتي َ‬
‫قيم ٍ )‪] {(142‬سورة البقرة ‪[2/142‬‬ ‫ست َ ِ‬
‫م ْ‬
‫ط ُ‬ ‫صَرا ٍ‬
‫ِ‬
‫‪ - 1773-540‬حدثنا أبو كريب قال‪ :‬ثنا يونس بففن بكيففر وحففدثنا ابففن‬
‫حميد قال‪ :‬ثنا سلمة قال جميعا‪ :‬ثنا محمد بن إسففحاق قففال‪ :‬حففدثني‬
‫محمد بن أبي محمد قال‪ :‬أخبرني سعيد بن جففبير أو عكرمففة ‪ -‬شففك‬
‫محمد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‪ :‬لما صرفت القبلة عففن‬
‫الشام إلى الكعبة وصرفت في رجب على رأس سبعة عشففر شففهرا‬
‫من مقدم رسول الله صلى الله عليففه وسففلم المدينففة أتففى رسففول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم رفاعة بن قيس وقردم بن عمرو وكعففب‬
‫بن الشرف ونافع بن أبففي نففافع ‪ -‬هكففذا قففال ابففن حميففد وقففال أبففو‬
‫كريب‪ :‬وراففع بفن أبفي راففع والحجفاج بفن عمفرو حليفف كعفب بفن‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ ( 14 / 28‬إسناده ضعيف‪ .‬تفسير عبد الرزاق ) ‪/ 3‬‬
‫‪ - ( 279‬تفسير القرطبي ) ‪ - ( 292 / 17‬تفسير ابن كثير ) ‪( 324 / 4‬‬
‫‪ -‬صحيح البخاري ) ‪ - ( 2350 / 5‬صحيح مسلم ) ‪( 1707 / 4‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 14 / 28‬تفسففير القرطففبي ) ‪- ( 293 / 17‬‬
‫تفسير ابن كففثير ) ‪ ( 324 / 4‬ومسففروق هففو الففراوي عففن عائشففة فففي‬
‫الصحيحين‬

‫‪450‬‬
‫الشرف والربيع بن الربيع بن أبي الحقيق وكنانة بن الربيع بففن أبففي‬
‫الحقيق فقالوا‪ :‬يا محمد ما ولك عن قبلتك الففتي كنففت عليهففا وأنففت‬
‫تزعم أنك على ملة إبراهيم ودينه؟ ارجع إلى قبلتك التي كنت عليهففا‬
‫نتبعك ونصدقك! وإنما يريففدون فتنتففه عففن دينففه‪ .‬فففأنزل اللفه فيهففم‪:‬‬
‫ن‬ ‫مف ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ل ِ‬ ‫سففو َ‬ ‫ن ي َت ّب ِفعُ الّر ُ‬ ‫مف ْ‬ ‫فَهاُء ‪-‬إلففى قففوله‪ -‬إ ِل ّ ل ِن َعْل َف َ‬
‫م َ‬ ‫سف َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫سفي َ ُ‬ ‫} َ‬
‫مففا‬ ‫ه وَ َ‬ ‫ّ‬
‫دى الل ف ُ‬ ‫ن هَ ف َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ت لك َِبيَرة ً إ ِل ّ ع َلففى ال ف ِ‬ ‫َ‬ ‫ن َ‬
‫كان َ ْ‬ ‫قب َي ْهِ وَإ ِ ْ‬ ‫ب ع َلى ع َ ِ‬ ‫َ‬ ‫قل ِ ُ‬ ‫َين َ‬
‫م { )‪( 1‬‬ ‫حي ٌٌ‬ ‫ف َر ِ‬ ‫س ل ََرُءو ٌ‬ ‫ه ِبالّنا ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫م إِ ّ‬‫مان َك ُ ْ‬ ‫ضيعَ ِإي َ‬ ‫ه ل ِي ُ ِ‬ ‫ن الل ّ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫‪ - 1786-541‬حففدثنا بففه ابففن حميففد قففال‪ :‬ثنففا سففلمة قففال‪ :‬ثنففا ابففن‬
‫إسحاق قال‪ :‬حدثني محمد بن أبي محمد عن عكرمفة أو عفن سفعيد‬
‫بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‪ :‬قففال ذلففك قففوم مففن‬
‫اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم فقالوا له‪ :‬ارجع إلى قبلتك الففتي‬
‫كنت عليها نتبعك ونصدقك؛ يريدون فتنته عن دينه‪(2) .‬‬
‫‪ - 1787-542‬حدثنا بشر بن معاذ قال‪ :‬ثنا يزيد عن سعيد عن قتادة‬
‫فَهاُء{ قال‪ :‬صففلت النصففار نحففو بيففت المقففدس‬ ‫س َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫سي َ ُ‬‫قوله‪َ } :‬‬
‫حولين قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينففة وصففلى نففبي‬
‫الله صلى الله عليه وسففلم بعففد قففدومه المدينففة مهففاجرا ً نحففو بيففت‬
‫المقدس ستة عشر شهرا ثم وجهه الله بعد ذلك إلى الكعبففة الففبيت‬
‫م‬ ‫ن قِب ْل َت ِهِف ْ‬ ‫م ع َف ْ‬ ‫مففا وَل ّهُف ْ‬ ‫الحرام‪ .‬فقال في ذلك قائلون من النففاس‪َ } :‬‬
‫كاُنوا ع َل َي َْها{ لقففد اشففتاق الرجففل إلففى مولففده‪ .‬فقففال اللففه عففز‬ ‫ال ِّتي َ‬
‫ط‬
‫ص فَرا ٍ‬ ‫شففاُء إ ِل َففى ِ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫مف ْ‬ ‫دي َ‬ ‫ب ي َهْف ِ‬ ‫مغْفرِ ُ‬ ‫ش فرِقُ َوال ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ل ِل ّهِ ال ْ َ‬ ‫وجل ‪} :‬قُ ْ‬
‫قيم ٍ{ ]سورة البقرة ‪(3) [2/143‬‬ ‫ست َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫‪ - 1782-543‬حدثنا ابن حميد‪ ،‬قال‪ :‬ثنا يحيفى بفن واضفح أبفو تميلفة‬
‫قال‪ :‬ثنا الحسين بفن واقفد‪ ،‬عفن عكرمفة‪ ،‬وعفن يزيفد النحفوي‪ ،‬عفن‬
‫عكرمة‪ ،‬والحسن البصففري قففال‪ :‬أول مففا نسففخ مففن القففرآن القبلففة‪،‬‬
‫وذلك أن النبي صلى اللففه عليففه وسففلم كففان يسففتقبل صففخرة بيففت‬
‫المقدس وهي قبلة اليهود‪ ،‬فاستقبلها النبي صففلى اللففه عليففه وسففلم‬
‫سبعة عشر شهرًا‪ ،‬ليؤمنفوا بفه ويتبعفوه‪ ،‬ويفدعوا بفذلك المييفن مفن‬
‫مففا ت ُوَل ّففوا ْ‬ ‫َ‬
‫ب فَأي ْن َ َ‬ ‫مغْرِ ُ‬ ‫شرِقُ َوال ْ َ‬ ‫م ْ‬‫العرب‪ ،‬فقال الله عز وجل ‪} :‬وَل ِل ّهِ ال ْ َ‬
‫م{ ]سورة البقرة ‪(4) [2/115‬‬ ‫سعٌ ع َِلي ٌ‬ ‫ه َوا ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ه الل ّهِ إ ِ ّ‬ ‫ج ُ‬ ‫م وَ ْ‬ ‫فَث َ ّ‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 3 / 2‬تفسير الدر المنثور ) ‪ ( 344 / 1‬إسناده‬


‫ضعيف‪.‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 3 / 2‬تفسير ابففن أبففي حففاتم ) ‪- ( 248 / 1‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪ ( 344 / 1‬إسناده ضعيف‪.‬‬
‫حسنه في‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 5 / 2‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 347 / 1‬‬
‫التفسير الصحيح )‪(1/223‬‬
‫‪ () 4‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 4 / 2‬تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 343 / 1‬تفسير‬

‫‪451‬‬
‫ة‬ ‫ك قِب ْل َف ً‬‫ماء فَل َن ُوَل ّي َن ّف َ‬ ‫سف َ‬ ‫ك ِفي ال ّ‬ ‫ج هِ َ‬ ‫ب وَ ْ‬ ‫قل ّ َ‬‫قوله تعالى‪} :‬قَد ْ ن ََرى ت َ َ‬
‫ح فَرام ِ{ ]سففورة البقففرة‬ ‫ج د ِ ال ْ َ‬‫سف ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ش فط َْر ال ْ َ‬ ‫ك َ‬ ‫ج هَ ف َ‬
‫ل وَ ْ‬ ‫ها فَوَ ّ‬ ‫ضا َ‬‫ت َْر َ‬
‫‪[2/144‬‬
‫‪ - 1865-544‬حدثنا موسى بن هارون قال‪ :‬ثنا عمرو بن حماد قال‪:‬‬
‫ثنا أسباط عن السدي‪} :‬وإن ال ّذي ُ‬
‫ب{ أنففزل ذلففك فففي‬ ‫ن أوْت ُففوا ْ ال ْك ِت َففا َ‬ ‫ِ َ‬ ‫َِ ّ‬
‫مففا‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫اليهود‪ .‬وقوله‪} :‬ل َيعل َمو َ‬
‫ل عَ ّ‬ ‫ه ب َِغافِف ٍ‬ ‫مفا اللف ُ‬ ‫م وَ َ‬‫ن َرب ِّهف ْ‬ ‫مف ْ‬ ‫حقّ ِ‬ ‫ه ال َ‬ ‫ن أن ّ ُ‬ ‫َْ ُ َ‬
‫ن{ يعني هؤلء الحبار والعلماء مففن أهففل الكتففاب يعلمففون أن‬ ‫مُلو َ‬ ‫ي َعْ َ‬
‫التوجه نحو المسجد الحق الذي فرضه الله عز وجل علففى إبراهيففم‬
‫وذريته وسائر عباده بعده‪(1) .‬‬
‫جد ِ‬ ‫سف ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ش فط َْر ال ْ َ‬ ‫ك َ‬ ‫ج هَ ف َ‬‫ل وَ ْ‬ ‫ت ف َ فو َ ّ‬ ‫ج َ‬ ‫خَر ْ‬ ‫ث َ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬
‫قولفه تعالى‪} :‬وَ ِ‬
‫ن)‬ ‫مل ُففو َ‬ ‫مففا ت َعْ َ‬ ‫ل عَ ّ‬ ‫ه ب َِغافِف ٍ‬ ‫مففا الل ّف ُ‬ ‫ك وَ َ‬ ‫ن َرب ّف َ‬ ‫مف ْ‬ ‫ح فقّ ِ‬ ‫ه ل َل ْ َ‬
‫حَرام ِ وَإ ِن ّف ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫‪] {(149‬سورة البقرة ‪[2/150‬‬
‫‪-1899-545‬حدثنا بشر بن معاذ قففال‪ :‬ثنففا يزيففد بففن زريففع قففال‪ :‬ثنففا‬
‫سعيد عن قتادة ‪:‬يعني بذلك أهل الكتاب قالوا حين صرف نففبي اللففه‬
‫صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة البيت الحرام‪ :‬اشتاق الرجل إلففى‬
‫بيت أبيه ودين قومه‪(2) .‬‬

‫ابن كثير ) ‪ ( 158 / 1‬إسناده ضعيف‪.‬‬


‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 23 / 2‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 355 / 1‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 31 / 2‬تفسير عبد الرزاق ) ‪ - ( 62 / 1‬تفسير‬
‫حسنه في‬
‫ابن أبي حاتم ) ‪ - ( 258 / 1‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 359 / 1‬‬
‫التفسير الصحيح )‪(1/223‬‬

‫‪452‬‬
‫الدراسة‪:‬‬
‫إيذاؤهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالقول السيء‬
‫لم يكتف اليهود بسوء الستقبال لرسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬بل ذهبوا إلى ما ورثه لهم أسلفهم مففن أذيففة‬
‫النبياء عليهففم السففلم فكففان أول أمرهففم‪ ,‬الذيففة لرسففول‬
‫ي اللسففان‪ ,‬وبففذاءة‬ ‫الله صلى الله عليه وسلم بففالهمز‪ ,‬ول ف ّ‬
‫المنطق‪ ,‬والتلففبيس بتحريففف اللفففاظ‪ ,‬لتففوهم أنهففا سففليمة‬
‫وليست كذلك‪ ،‬مما يدل على نفففوس مريضففة‪ ,‬يكفيهففا ولففو‬
‫مجرد لفظ سيء ‪-‬صريح أحيانا ً وغير صريح أحيانففا ً أخففرى ‪-‬‬
‫تتشفى به قلوبهم المشربة بالمخادعة والنفاق‪ ،‬وقبل ذلففك‬
‫الكفر بالله ورسوله‪.‬‬
‫ومن اللفاظ التي نبه الله نبيه صففلى اللففه عليففه وسففلم‬
‫س فَمٍع{ ]سففورة النسفاء ‪[4/46‬‬ ‫م ْ‬‫معْ غ َي ْفَر ُ‬ ‫عنهففا قففولهم‪} :‬ا ْ‬
‫سف َ‬
‫ويقصدون بها الزجر والسب والذية لرسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم والمعنى‪:‬‬
‫‪ -1‬اسمع منا غير مسمع‪ ،‬كقففول القففائل للرجففل يسففبه‪:‬‬
‫اسمع ل أسمعك الله‪.‬‬
‫‪ -2‬وقيل‪ :‬أي سمعنا ما قلته يففا محمففد ول نطيعففك فيففه‪،‬‬
‫أي ل يسمع كلمك وإن سمع ل يقبل منك‪.‬‬
‫وكلهما قبيح في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫‪ ،‬وإن كان ظاهر الية على القول الول‪ ،‬واختاره ابن جرير‬
‫وابن كثير‪(1) .‬‬
‫ومثلها كلمة )راعنا( )‪ (2‬والففتي نهففى اللفه المففؤمنين مففن‬
‫قولها لما فيهففا مففن سففوء الدب والجفففاء مففع رسففول اللففه‬
‫صلى اللففه عليففه وسففلم ‪ ،‬فنهففى اللففه تعففالى المففؤمنين أن‬
‫يتشبهوا بالكافرين في مقففالهم وفعففالهم‪ ،‬وذلففك أن اليهففود‬
‫كانوا يعانون مففن الكلم مففا فيففه توريففة لمففا يقصففدونه مففن‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ج ‪/1‬ص ‪ 471‬تفسير ابن كثير ج ‪/1‬ص ‪150‬‬


‫ق‬
‫م ُ‬
‫ح ْ‬
‫عونففة‪ :‬الففف ُ‬
‫ست َْرخي ‪ .‬و الّر ُ‬
‫م ْ‬
‫ج ففففي منطقففه الففف ُ‬ ‫ن‪ :‬ال َ ْ‬
‫هففوَ ُ‬ ‫‪ () 2‬ال َْر َ‬
‫عفف ُ‬
‫ست ِْرخاء )لسان العرب ‪(13/182‬‬ ‫وال ْ‬

‫‪453‬‬
‫التنقففص‪ ،‬فففإذا أرادوا أن يقولففوا اسففمع لنففا يقولففون راعنففا‬
‫ويففورون بالرعونففة الحماقففة‪ ،‬ومنهففا الراعففن وهففو الحمففق‬
‫والرعن عن مبالغة فيه‪ ،‬فنهففى اللففه تعففالى المففؤمنين عففن‬
‫ل‪ ،‬وكمففا روي عففن ابففن عباس ف‬ ‫مشففابهة الكفففارة قففول ً وفع ً‬
‫رضي الله عنهما ‪ :‬أنها سبة بلغة اليهود‪ (1) .‬وهو ما تنبه لففه‬
‫سعد بن معاذ _ حيففن سففمع ناسفا ً مففن اليهففود خففاطبوا بهففا‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فقال‪)) :‬لئن سمعتها من أحد‬
‫منكم لضربن عنقه‪(2) ((.‬‬
‫وقال الحسن‪)) :‬الراعن من القول السخري منه نهففاهم‬
‫الله أن يسخروا من قول محمد صلى الله عليه وسلم وما‬
‫يدعوهم إليه من السلم‪((.‬‬
‫وقففال البخففاري‪" :‬مففن الرعونففة‪ :‬إذا أرادوا أن يحمقففوا‬
‫إنسانا ً قالوا راعن ً‬
‫ا‪(3) ".‬‬
‫وقال الزجاج‪" :‬قد قيل‪ :‬في }راعنا{ ثلثة أقوال‪:‬‬
‫ب بينها بهذه‬ ‫ك‪ ،‬وكانت اليهود تتسا ّ‬ ‫معَ َ‬
‫س ْ‬‫عنا َ‬ ‫‪ -1‬الول‪ :‬أْر ِ‬
‫الكلمة‪ ،‬وكانوا يسبون النبي صففلى اللففه عليففه وسففلم فففي‬
‫ه‬
‫س فب ّ ُ‬
‫بيوتهم‪ ،‬فلما سمعوا هذه الكلمة اغتنمففوا أن ُيظهففروا َ‬
‫ه ول يلحقهم فففي ظففاهره شففيء‪ ،‬فففأظهر اللففه‬ ‫بلفظ يسمعُ ُ‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين على ذلففك‪ ،‬ونهففى‬
‫عن الكلمة‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪ -2‬الثاني‪ :‬من المراعاة والمكافأة‪ ،‬فأمروا أن يخففاطبوه‬
‫بالتعزير والتوقير‪ ،‬فقيل لهم ‪ :‬ل تقولوا }راعنففا{ أي كافئنففا‬
‫في المقال‪ ،‬كما يقول بعضكم لبعض‪ ،‬بففل قولففوا }انظرنففا{‬
‫أي أمهلنفففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففا‪.‬‬
‫جففرى الهُفْزء‬ ‫‪ -3‬الثالث ‪ :‬أن الكلمة }راعنا{ كففانت تجففري م ْ‬
‫والسخرية‪ ،‬فُنهوا أن يلِفظوا بها بحضففرة النففبي صففلى اللففه‬
‫عليه وسلم ‪(4) .‬‬

‫الدر المنثور ‪ -‬السيوطي ج ‪/1‬ص ‪252‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬


‫فتح الباري ج ‪/8‬ص ‪163‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬
‫صحيح البخاري ج ‪/4‬ص ‪1625‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬
‫)لسان العرب ‪(13/182‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬

‫‪454‬‬
‫وقول اليهود على سبيل التورية لنهم كانوا يخشففون أن‬
‫يشتموا النبي صلى اللففه عليففه وسففلم مواجهففة‪ ،‬فيحتففالون‬
‫على سبه وشتمه عن هذا الطريق الملتوي‪ ،‬الذي ل يسلكه‬
‫إل ّ مففن كففان مثلهففم مففن السفففهاء ومففن ثففم جففاء النهففي‬
‫للمؤمنين عن اللفظ الذي يتخذه اليهود ذريعففة‪ ،‬وأمففروا أن‬
‫يستبدلوا به مرادفه فففي المعنففى‪ ،‬الففذي ل يملففك السفففهاء‬
‫تحريفه وإمالته‪ .‬كي يفوتوا علففى اليهففود غرضففهم السففيء‪،‬‬
‫كما في الحديث عففن ابففن عمففر _ قففال‪ :‬قففال رسففول اللففه‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪)) :‬من تشبه بقوم فهو منهم‪(1) ((.‬‬
‫وأما القول الذي حكي عن عطية أن قففوله‪} :‬راعنففا{ كففانت‬
‫كلمة لليهود بمعنى السب والسخرية‪ ،‬فاستعملها المؤمنففون‬
‫ل‪" :‬فإن ذلففك غيففر‬‫أخذا ً منهم ذلك عنهم؛ فنقده الطبري قائ ً‬
‫جائز في صفة المؤمنين أن يأخففذوا مففن كلم أهففل الشففرك‬
‫كلما ً ل يعرفون معنفاه ثفم يسفتعملونه بينهفم وففي خطفاب‬
‫نبيهم صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ولكنه جائز أن يكون ذلك مما‬
‫روي عن قتادة أنها كانت كلمففة صففحيحة مفهومففة مففن كلم‬
‫العرب وافقت كلمة من كلم اليهففود بغيففر اللسففان العربففي‬
‫هي عنففد اليهففود سففب‪ ،‬وهففي عنففد العففرب‪ :‬أرعنففي سففمعك‬
‫وفرغه لتفهم عني‪ .‬فعلم الله جل ثنففاؤه معنففى اليهففود فففي‬
‫قيلهم ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وأن معناهففا منهففم‬
‫خلف معناهففا فففي كلم العففرب‪ ،‬فنهففى اللففه عففز وجففل‬
‫المؤمنين عن قيلها للنبي صلى الله عليه وسلم لئل يجترئ‬
‫من كان معناه في ذلك غير معنى المؤمنين فيه أن يخاطب‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم به‪(2) ".‬‬
‫وهذا الذي امتثله صحابة رسففول اللففه صففلى اللففه عليففه‬
‫وسلم من بعده مففن توضففيح اللفففاظ وسففياقها علففى مففراد‬
‫السامع وليس الحاكي‪ ،‬وأنه يجب العدول إلى اللفظ الففبين‬
‫عن اللفظ الموهم‪ ،‬فقد روي عن عمر _ أنه كتب إلى أهل‬

‫‪ () 1‬رواه أبو داود ج ‪/4‬ص ‪ 44‬وصححه اللباني في صحيح الجففامع الصففغير‬


‫برقم ‪2831‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ج ‪/1‬ص ‪472‬‬

‫‪455‬‬
‫الكوفة ))إنه ذكر لي أن )مترس( بلسففان الفارسففية المنففة‬
‫فإن قلتموها لمن ل يفقه لسانكم فهو آمن‪(1) ((.‬‬
‫ونفففذ وصففية عمففر _ الصففحابي الجليففل‪ :‬أبففو موسففى‬
‫الشففعري _ يففوم فتففح سففوق الهففواز فسففعى رجففل مففن‬
‫المشففركين وسففعى رجلن مففن المسففلمين خلفففه فبينمففا‬
‫يسعى ويسعيان إذ قال أحدهما لفه )مترس( فقففام الرجففل‬
‫فأخذاه فجاءا به وأبو موسى _ يضرب أعناق السارى حتى‬
‫انتهى المر إلى الرجل فقال أحد الرجلين إن هذا قد جعففل‬
‫لفه المان فقال أبو موسى _‪ :‬فقد جعل له المان قال‪ :‬إنه‬
‫كان يسعى ذاهبا ً في الرض وقلت لفه مترس فقام‪ ،‬فقففال‬
‫أبو موسى _ وما مففترس؟ قففال‪ :‬ل تخففف قففال‪ :‬هففذا أمففان‬
‫فخليا سبيله فخليا سبيل الرجل‪(2) .‬‬
‫ومن اللفاظ الففتي آذى بهففا اليهففود ‪ -‬لعنهففم اللففه ‪ -‬نبينففا‬
‫محمد صلى الله عليه وسلم قففولهم )السففام(‪ ،‬فعففن أنففس‬
‫بن مالك‪ :‬أن نبي اللففه صففلى اللففه عليففه وسففلم بينمففا هففو‬
‫جالس مع أصحابه‪ ،‬إذ أتففى عليهففم يهففودي‪ ،‬فسففلم عليهففم‪،‬‬
‫فردوا عليه‪ ،‬فقال نبي الله صلى الله عليففه وسففلم ‪)) :‬هففل‬
‫تدرون ما قال؟ (( قالوا‪ :‬سلم يا رسففول اللففه‪ ،‬قففال‪)) :‬بففل‬
‫قال‪ :‬سام عليكم‪ ،‬أي تسأمون دينكم((‪ ،‬فقال النففبي صففلى‬
‫الله عليه وسلم ‪)) :‬أقلت سام عليكم؟ (( قال‪ :‬نعم‪ ،‬فقففال‬
‫النبي صلى الله عليه وسففلم ‪)) :‬إذا سففلم عليكففم أحففد مففن‬
‫أهل الكتاب فقولوا وعليك((‪ :‬أي عليففك مففا قلففت‪ ، (3) .‬لن‬
‫الله يستجيب دعاء الرسول صلى الله عليه وسففلم عليهففم‬
‫ودليل ذلك لمففا قففالت عائشففة رضففي اللففه عنهففا ‪)) :‬أو لففم‬
‫‪ () 1‬مصنف ابن أبففي شففيبة ج ‪/6‬ص ‪ 511‬وأصففله فففي صففحيح البخففاري ‪/3‬‬
‫‪1157‬ولفظه) إذا قال مترس فقد آمنه إن الله يعلم اللسنة كلها(‪ .‬قففال‬
‫ابن حجر‪:‬ومترس كلمة فارسية معناها ل تخف وهي بفتح الميم وتشففديد‬
‫المثناة واسكان الراء بعدها مهملة وقد تخفف التاء وبه جففزم بعففض مففن‬
‫لقيناه من العجم )فتح الباري ج ‪/6‬ص ‪( 275‬‬
‫‪ () 2‬مصنف ابن أبي شيبة ج ‪/6‬ص ‪511‬‬
‫‪ () 3‬سنن الترمذي ج ‪/1‬ص ‪ 407‬وقال‪ :‬هذا حديث حسن صففحيح قففال ابففن‬
‫كثير وأصل حديث أنس مخرج فففي الصففحيح )تفسففير ابففن كففثير ج ‪/4‬ص‬
‫‪. (324‬وانظر مجمع الزوائد ج ‪/8‬ص ‪41‬‬

‫‪456‬‬
‫تسمع ما قففالوا؟(( قففال‪)) :‬أو لففم تسففمعي مففا قلففت رددت‬
‫عليهم فيستجاب لي فيهم ول يستجاب لهم في‪(1) ((.‬‬
‫وقولهم )السام( يعنففون بففه المففوت ‪-‬كففأنهم دعففوا عليففه‬
‫بالموت‪ -‬ومنه حديث عائشة رضي الله عنها أنهففا سففمعت‬
‫النففبي صففلى اللففه عليففه وسففلم يقففول‪)) :‬إن هففذه الحبففة‬
‫السوداء شفاء من كل داء إل من السام قلففت ومففا السففام‬
‫قال الموت‪(2) ((.‬‬
‫وقيل)السآم( بالمد من السآمة وهو الملل أي تسففأمون‬
‫دينكم‪ (3) ،‬كما في حديث أنس _‬
‫فاليهود يحيون رسول الله صلى اللففه عليففه وسففلم بمففا‬
‫م‬ ‫مففا ل َف ْ‬ ‫حي ّفوْ َ‬
‫ك بِ َ‬ ‫ك َ‬‫ؤو َ‬
‫جففا ُ‬ ‫لم يحيه به الله كما قال تعالى‪} :‬وَإ ِ َ‬
‫ذا َ‬
‫ك ب ِهِ الل ُّه{ ]سففورة المجادلففة ‪ [58/8‬وحجتهففم فففي ذلففك‬ ‫حي ّ َ‬
‫يُ َ‬
‫أنهم يقولون في أنفسهم لو كان هففذا نبيفا ً لعففذبنا اللففه بمففا‬
‫نقول لفه في الباطن؛ لن الله يعلم ما نسره فلو كان هففذا‬
‫نبيا ً حقا لوشك أن يعاجلنا اللففه بالعقوبففة فففي الففدنيا فقففال‬
‫م{ أي جهنففم كفففايتهم فففي الففدار‬ ‫جهَن ّف ُ‬
‫م َ‬
‫س فب ُهُ ْ‬
‫ح ْ‬ ‫اللففه تعففالى} َ‬
‫صيُر{ )‪ (4‬وجهلوا أن الباري تعففالى‬ ‫م ِ‬‫س ال ْ َ‬
‫صل َوْن ََها فَب ِئ ْ َ‬
‫الخرة }ي َ ْ‬
‫حليم ل يعاجل من سبه‪ ،‬فكيف من سب نبيه‪.‬‬
‫وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪)) :‬ل أحد‬
‫أصبر على الذى من الله يدعون لففه الصففاحبة والولففد وهففو‬
‫يعففافيهم ويرزقهففم‪ (5) ((.‬فففأنزل اللففه تعففالى هففذا كشفففا ً‬
‫لسرائرهم‪ ،‬وفضحا ً لبواطنهم‪ ،‬معجففزة لرسففول صففلى اللففه‬
‫عليه وسلم ‪(6) .‬‬

‫صحيح البخاري ج ‪/5‬ص ‪2243‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬


‫صحيح البخاري ج ‪/5‬ص ‪2153‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬
‫عمدة القاري ج ‪/22‬ص ‪113‬و لسان العرب ج ‪/12‬ص ‪280‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬
‫تفسير ابن كثير ج ‪/4‬ص ‪ 324‬بتصرف يسير‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬
‫رواه البخاري ج ‪/6‬ص ‪ 2687‬و مسلم ج ‪/4‬ص ‪2160‬‬ ‫)(‬ ‫‪5‬‬
‫انظر تفسير القرطبي ج ‪/17‬ص ‪292‬‬ ‫)(‬ ‫‪6‬‬

‫‪457‬‬
‫تحويل القبلة‬
‫حينما أمر الله ‪ -‬تبارك وتعالى ‪ -‬رسوله صلى الله عليففه‬
‫وسلم بتحويل القبلة من المسففجد القصففى إلففى المسففجد‬
‫ك قِب ْل َف ً‬
‫ة‬ ‫ماء فَل َن ُوَل ّي َن ّف َ‬
‫س َ‬ ‫ج هِ َ‬
‫ك ِفي ال ّ‬ ‫قل ّ َ‬
‫ب وَ ْ‬ ‫الحرام‪ ،‬قال‪} :‬قَد ْ ن ََرى ت َ َ‬
‫م فَوَل ّففوا ْ‬ ‫مففا ُ‬
‫كنت ُف ْ‬ ‫ث َ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫ج د ِ ال ْ َ‬
‫حَرام ِ وَ َ‬ ‫س ِ‬‫م ْ‬‫شط َْر ال ْ َ‬ ‫ك َ‬ ‫ج هَ َ‬
‫ل وَ ْ‬ ‫ها فَوَ ّ‬ ‫ضا َ‬ ‫ت َْر َ‬
‫شط ْره وإن ال ّذين أ ُوتوا ْ ال ْكتاب ل َيعل َمففو َ‬
‫مففن‬ ‫حفقّ ِ‬ ‫ه ال ْ َ‬
‫ن أن ّف ُ‬‫َ‬ ‫َِ َ َْ ُ‬ ‫ِ َ ُْ‬ ‫م َ َ ُ َِ ّ‬ ‫ج و ِه َك ُ ْ‬
‫وُ ُ‬
‫ن{ ]سورة البقرة ‪[2/144‬‬ ‫مُلو َ‬‫ما ي َعْ َ‬‫ل عَ ّ‬ ‫ما الل ّ ُ‬
‫ه ب َِغافِ ٍ‬ ‫م وَ َ‬ ‫ّرب ّهِ ْ‬
‫في الصحيح ))أن رسول اللففه صففلى اللففه عليففه وسففلم‬
‫صلى إلى بيت المقدس ستة عشففر شففهرا ً أو سففبعة عشففر‬
‫شهرًا‪ ،‬وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل الففبيت‪ ،‬وأنففه صففلى‬
‫أول صلة صلها صلة العصر‪ ،‬وصلى معه قوم فخرج رجل‬
‫ممففن كففان يصففلي معففه‪ ،‬فمففر علففى أهففل المسففجد وهففم‬
‫راكعون‪ ،‬قال‪ :‬أشهد بالله لقد صليت مع النففبي صففلى اللففه‬
‫عليه وسلم قبل مكة فداروا كما هم قبل البيت‪(1) ((.‬‬
‫وفي تحويل القبلة مخالفففة لليهففود الففذين كففان يعجبهففم‬
‫توجه المسلمين إلففى بيففت المقففدس‪ ،‬لففذا وجففدوها فرصففة‬
‫سانحة‪ ،‬ومناسبة عظيمة فأكثروا مففن التسففاؤل حففول هففذا‬
‫المر‪ ،‬وقد امتد أثرهم إلى المسففلمين‪ ،‬وإلففى غيرهففم‪ ,‬أمففا‬
‫المسلمون فقالوا‪ :‬سمعنا وأطعنا وقالوا‪ :‬آمنففا بففه كففل مففن‬
‫عند ربنا‪ ،‬وأما اليهود فقالوا‪ :‬خالف قبلة النبياء قبلففه‪ ،‬وآذوا‬
‫رسول الله صلى الله عليففه وسففلم بقففولهم‪ :‬لففو كففان نبي فا ً‬
‫لكان يصلي إلى قبلة النبياء‪ ،‬وأما المشركون فقففالوا‪ :‬كمففا‬
‫رجع إلى قبلتنا يوشك أن يرجع إلى ديننا وما رجففع إليهففا إل‬
‫أنه الحففق‪ ،‬وأمففا المنففافقون فقففالوا‪ :‬مففا يففدرى محمففد أيففن‬
‫يتوجه‪ ،‬إن كانت الولى حقا ً فقففد تركهففا‪ ،‬وإن كففانت الثانيففة‬
‫هي الحق فقد كان على باطل‪ ،‬وكان المر كمففا أخففبر اللففه‬
‫م ال ّت ِففي‬
‫م ع َففن قِب ْل َت ِهِ ف ُ‬
‫ما وَل ّهُ ْ‬
‫س َ‬
‫ن الّنا ِ‬
‫م َ‬
‫فَهاُء ِ‬
‫س َ‬ ‫قو ُ‬
‫ل ال ّ‬ ‫تعالى‪َ } :‬‬
‫سي َ ُ‬
‫ط‬ ‫شاُء إ َِلى ِ‬
‫صَرا ٍ‬ ‫من ي َ َ‬ ‫دي َ‬
‫ب ي َهْ ِ‬ ‫شرِقُ َوال ْ َ‬
‫م غْرِ ُ‬ ‫كاُنوا ْ ع َل َي َْها ُقل ل ّل ّهِ ال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫َ‬
‫قيم ٍ )‪] {(142‬سورة البقرة ‪(2) .[2/142‬‬ ‫ست َ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ّ‬
‫‪ () 1‬صحيح البخاري ج ‪/4‬ص ‪.1631‬‬
‫‪ () 2‬تفسير ابن كثير‪ 1/249 ،‬وانظر فتح الباري ‪216 /8‬‬

‫‪458‬‬
‫وكانت كل هذه التسففاؤلت بإيحففاء مففن اليهففود الففذين‬
‫ذهبت طائفة منهم إلففى المسففلمين قففائلين‪) :‬أخبرونففا عففن‬
‫صلتكم نحو بيففت المقففدس‪ ،‬إن كففانت هففدى فقففد تحففولتم‬
‫عنها‪ ،‬وإن كانت ضللة فقد دنتم الله بها‪ ،‬ومن مففات منكففم‬
‫عليها فقد مات على الضللة؟ فقال المسلمون‪ :‬إن الهففدى‬
‫ما أمر الله تعالى به‪ ،‬وإن الضللة ما نهى الله تعففالى عنففه‪،‬‬
‫فقال اليهود للمسلمين‪ :‬فما شهادتكم على من مات منكم‬
‫علففى قبلتنففا‪ ،‬وكففان قففد مففات قبففل تحففول القبلففة مففن‬
‫المسلمين‪ ،‬أسعد بففن زرارة مففن بنففي النجففار‪ ،‬والففبراء بففن‬
‫معففرور مففن بنففي سففلمة‪ ،‬وكانففا مففن النقبففاء‪ ،‬ومففات رجففال‬
‫آخففرون‪ ،‬فففانطلق عشففائرهم إلففى النففبي صففلى اللففه عليففه‬
‫وسلم ‪ ،‬وقالوا‪ :‬يا رسول الله لقففد صففرفك اللففه إلففى قبلففة‬
‫إبراهيففم عليففه السففلم فكيففف بإخواننففا الففذين مففاتوا وهففم‬
‫ُيصّلون إلى بيففت المقدسف‪ ،‬فففأنزل اللففه تعففالى قففوله فففي‬
‫ن‬
‫مف ْ‬
‫م َ‬‫ت ع َل َي ْهَففا ِإل ل ِن َعْل َف َ‬
‫ة ال ِّتي ك ُن ْ َ‬
‫قب ْل َ َ‬
‫جعَل َْنا ال ْ ِ‬ ‫سورة البقرة‪} :‬وَ َ‬
‫ما َ‬
‫ت ل َك َِبيفَرة ً ِإل ع َل َففى‬ ‫ن ك َففان َ ْ‬ ‫ب ع ََلى ع َ ِ‬
‫قب َي ْفهِ وَإ ِ ْ‬ ‫قل ِ ُ‬‫ن ي َن ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫م ّ‬‫ل ِ‬‫سو َ‬ ‫ي َت ّب ِعُ الّر ُ‬
‫س‬
‫ه ِبالن ّففا ِ‬ ‫ن الل ّف َ‬
‫م إِ ّ‬ ‫مففان َك ُ ْ‬‫ضففيعَ ِإي َ‬‫ه ل ِي ُ ِ‬ ‫ن الل ّف ُ‬
‫مففا ك َففا َ‬‫ه وَ َ‬ ‫دى الل ّف ُ‬ ‫ن هَ ف َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫م{ ]سورة البقرة ‪.(1) [2/143‬‬ ‫حي ٌ‬
‫ف َر ِ‬ ‫ل ََرُءو ٌ‬
‫م{‪:‬‬ ‫مان َك ُ ْ‬
‫ضيعَ ِإي َ‬‫ه ل ِي ُ ِ‬‫ن الل ّ ُ‬ ‫كا َ‬‫ما َ‬ ‫يقول ابن كثير رحمه الله }وَ َ‬
‫"أي صلتكم إلى بيت المقدس قبل ذلك ماكان يضيع ثوابها‬
‫عند الله" )‪ ،(2‬وهكففذا زادت هففذه الحادثففة المففؤمنين إيمان فا ً‬
‫وتصديقا ً بالله تعالى ورسوله‪ ،‬وانقلب اليهود على أعقففابهم‬
‫ن الله علففى‬ ‫خاسئين مدحورين‪ .‬كل ذلك منهم حسدًا‪ ,‬أن م ّ‬
‫نبيه والمففؤمنين كمففا فففي حففديث عائشففة رضففي اللففه عنهففا‬
‫الطويل عند أحمد أن رسول اللففه صففلى اللففه عليففه وسففلم‬
‫قال‪)) :‬إنهم ل يحسدونا على شيء كما يحسدونا على يففوم‬
‫الجمعة التي هدانا الله لها وضلوا عنها‪ ،‬وعلى القبلففة الففتي‬

‫‪ () 1‬تفسففير الطففبري ج ‪/2‬ص ورواه الترمففذي ج ‪/5‬ص ‪208‬وقففال‪ :‬حففديث‬


‫حسن صحيح ورواه الحاكم وقال هذا حديث صحيح السناد ولففم يخرجففاه‬
‫)المستدرك على الصحيحين ج ‪/2‬ص ‪(295‬‬
‫‪ () 2‬تفسير ابن كثير‪.1/252 ،‬‬

‫‪459‬‬
‫هدانا الله لها وضلوا عنها‪ ،‬وعلى قولنا خلف المام آمين‪((.‬‬
‫)‪( 1‬‬

‫‪ () 1‬مسند المام أحمد ج ‪/6‬ص ‪ 134‬وصححه اللباني في صحيح الففترغيب‬


‫والترهيب رقم ‪515‬‬

‫‪460‬‬
‫سول صفففلى اللفففه عليفففه وسفففلم‬
‫المطلب الخامس‪ :‬اليذاء البدني للرسس‬

‫بالسحر والسم‪:‬‬
‫الثار‪:‬‬
‫حَر{ ]سورة البقرة ‪[2/102‬‬ ‫س ْ‬
‫س ال ّ‬
‫ن الّنا َ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬ي ُعَل ّ ُ‬
‫مو َ‬
‫‪ - 1407-546‬حدثنا ابن وكيع‪ ،‬قال‪ :‬اثنففا ابففن نميفر‪ ،‬عفن هشفام بفن‬
‫عروة عن أبيه‪ ،‬عن عائشة رضي اللففه عنهففا ‪ ،‬قففالت‪ :‬سففحر رسففول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم يهودي من يهود بني زريق يقال لفه لبيففد‬
‫بن العصم‪ ،‬حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيل إليففه‬
‫أنه يفعل الشيء وما يفعله‪(1) .‬‬
‫‪ - 1408-547‬حدثني يونس‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا ابففن وهففب‪ ،‬قففال‪ :‬أخففبرني‬
‫يونس‪ ،‬عففن ابففن شففهاب‪ ،‬قففال‪ :‬كففان عففروة بففن الزبيففر وسففعيد بففن‬
‫المسيب يحدثان‪ :‬أن يهود بني زريق عقدوا عقد سحر لرسففول اللففه‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فجعلوها في بئر حزم حتى كان رسول اللففه‬
‫ينكر بصره ودله الله على ما صنعوا‪ .‬فأرسل رسول الله صففلى اللففه‬
‫عليه وسلم إلى بئر حزم التي فيهففا العقففد فانتزعهففا‪ ،‬فكففان رسففول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم يقول‪)):‬سحرتني يهود بني زريق((‪(2) .‬‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 460 / 1‬تفسففير القرطففبي ) ‪- ( 253 / 20‬‬


‫تفسير ابن كثير ) ‪ - ( 575 / 4‬صحيح ابن حبان ) ‪ - ( 545 / 14‬سنن‬
‫ابن ماجه ) ‪( 1173 / 2‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ ( 460 / 1‬الطبقات الكبرى ج ‪/2‬ص ‪198‬‬

‫‪461‬‬
‫الدراسة‪:‬‬
‫إيذاؤه بالسحر‪:‬‬
‫لم يترك اليهود محاولة لذية الرسففول صففلى اللففه عليففه‬
‫وسلم إل ّ وسففلكوها‪ ،‬ومففن هففذه المحففاولت عقففد السففحر‬
‫الذي يشتهرون به على يففد رجففل منهففم يقففال لففه لبيففد بففن‬
‫العصم كما في الصحيحين‪ :‬فعن عائشة رضففي اللففه عنهففا‬
‫قالت‪)) :‬سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من‬
‫بني زريق يقال لفه لبيد بن العصم حتى كففان رسففول اللففه‬
‫صلى الله عليه وسلم يخيففل إليففه أنففه يفعففل الشففيء ومففا‬
‫فعله حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلففة وهففو عنففدي لكنففه‬
‫دعا ودعا ثم قال‪)) :‬يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيمففا‬
‫اسففتفتيته فيففه أتففاني رجلن )‪ (1‬فقعففد أحففدهما عنففد رأسففي‬
‫والخر عند رجلي فقال أحدهما لصاحبه‪ :‬مففا وجففع الرجففل؟‬
‫فقال‪ :‬مطبوب‪ (2) ،‬قال‪ :‬من طبه؟ قال‪ :‬لبيد بففن العصففم‪،‬‬
‫قال‪ :‬في أي شيء؟ قال‪ :‬في مشط ومشاطة وجففف طلففع‬
‫نخلففة ذكففر‪ ،‬قففال‪ :‬وأيففن هففو؟ قففال‪ :‬فففي بئر ذروان‪ ،‬فأتاهففا‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم في نففاس مففن أصففحابه‪،‬‬
‫فجاء فقال‪ :‬يففا عائشففة كففأن ماءهففا نقاعففة الحنففاء‪ ،‬أو كففأن‬
‫رؤوس نخلها رؤوس الشياطين‪ ،‬قلت‪ :‬يففا رسففول اللففه أفل‬
‫استخرجته؟ قال‪ :‬قد عافففاني اللففه فكرهففت أن أثففور علففى‬
‫الناس فيه شرا ً فأمر بها فدفنت‪(3) ((.‬‬

‫‪ () 1‬في طبقات ابن سعد أنهما جبريل وميكائيل ‪ 2/196‬ومصنف ابن أبففي‬
‫شيبة ج ‪/5‬ص ‪40‬‬
‫‪ () 2‬في رواية اخرى يعني مسحورا )صحيح البخففاري ج ‪/5‬ص ‪ (2252‬قففال‬
‫‪":‬‬
‫ابن حجر يقال طففب الرجففل بالضففم إذا سففحر يقفال كنففوا عففن السففحر‬
‫"‬
‫بالطب تفاؤل كما قالوا للديغ سليم )فتح الباري ج ‪/10‬ص ‪(228‬‬
‫‪،‬ف‬
‫‪ () 3‬رواه البخاري ج ‪/5‬ص ‪ 2174‬و مسلم ج ‪/4‬ص ‪ 1719‬و قصففة طلففب‬
‫اليهود سحر النبي ‘ ‪:‬عن عمر بن الحكم قال لما رجع رسول اللففه ‘ مففن‬
‫الحديبية في ذي الحجة ودخل المحففرم جففاءت رؤسففاء يهففود الففذين بقففوا‬
‫بالمدينة ممن يظهر السلم وهو منافق إلففى لبيففد بففن العصففم اليهففودي‬
‫وكان حليفا في بني زريق وكان ساحرا قد علمت ذلك يهود أنففه أعلمهففم‬
‫بالسحر وبالسموم فقالوا له يا أبا العصم أنففت أسففحر منففا وقففد سففحرنا‬

‫‪462‬‬
‫ولكن الله نجاه منه وشفاه بفضله ومنه‪ ,‬ولم يففؤثر فيففه‬
‫هذا السحر إل ّ على جسده فقط ل علففى مففا يقففوله ويبلغففه‬
‫عن ربه‪ ،‬والذي يدل على أن الذي أصابه كففان مففن جنففس‬
‫المرض قوله صلى الله عليه وسلم في حديث آخر‪)) :‬أمففا‬
‫أنا فقد شفاني الله‪ ((.‬ويؤيد ذلك حديث ابن عباسفف رضففي‬
‫الله عنهما عند ابن سعد‪)) :‬مرض النففبي صففلى اللففه عليففه‬
‫وسلم وأخذ عن النساء والطعففام والشففراب‪ ،‬فهبففط عليففه‬
‫ملكان‪(1) ((.‬‬
‫واعترض بعض العلمففاء‪ ,‬علففى مسففألة ‪ -‬سففحر الرسففول‬
‫صففلى اللففه عليففه وسففلم ‪ -‬لنهففا تنففافي العصففمة عنففدهم‪.‬‬
‫وليست كذلك‪ ,‬فإن الله سبحانه وتعالى يبتلي رسله عليهم‬
‫السلم بأنواع البلء‪ ،‬فيزداد بذلك أجرهم‪ ،‬ويعظففم ثففوابهم‪،‬‬
‫وهو‪ -‬فداه أبي وأمففي‪ -‬واحففد منهففم )لففم يعصففم منففه عليففه‬
‫الصلة والسلم‪ ،‬بل أصابه شيء من ذلك‪ ،‬فقففد جففرح يففوم‬
‫محمدا فسحره منا الرجال والنساء فلم نصنع شيئا وأنت ترى أثففره فينففا‬
‫وخلفه ديننا ومن قتل منا وأجلى ونحن نجعل لففك علففى ذلففك جعل علففى‬
‫أن تسحره لنا سحرا ينكؤه فجعلوا له ثلثة دنانير على أن يسحر رسففول‬
‫الله ‘ فعمد إلى مشط وما يمشط من الرأس من الشعر فعقد فيه عقدا‬
‫وتفل فيه تفل وجعله في جب طلعة ذكر ثم انتهى بففه حففتى جعلففه تحففت‬
‫أرعوفة البئر فوجد رسول الله ‘ أمرا أنكره حففتى يخيففل إليففه أنففه يفعففل‬
‫الشيء ول يفعله وأنكر بصره حتى دله الله عليففه فففدعا جففبير بففن إيففاس‬
‫الزرقي وقد شهد بدرا فففدله علففى موضففع ففي بئر ذروان تحففت أرعوفففة‬
‫البئر فخرج جبير حتى استخرجه ثم أرسل إلى لبيد بن العصم فقال مففا‬
‫حملك على ما صنعت فقد دلني الله على سففحرك وأخففبرني مففا صففنعت‬
‫قال حب الدنانير يا أبا القاسم( رواه ابن سعد فففي الطبقففات الكففبرى ج‬
‫‪/2‬ص ‪197‬وانظر )فتح الباري ج ‪/10‬ص ‪ .( 226‬وفي رواية للبيهقي‪:‬‬
‫فلما أصبح رسول الله ‘ غدا ومعه أصحابه إلى البئر فنففزل رجففل فاسففتخرج‬
‫جف طلعففة مففن تحففب الراعوفففة فففإذا فيهففا مشففط رسففول اللففه ‘ ومففن‬
‫مشاطة رأسه وإذا تمثال مففن شففمع تمثففال رسففول اللففه ‘ وإذا فيهففا أبففر‬
‫مغروزة وإذا وتر فيه إحدى عشرة عقدة فأتاه جبريل بففالمعوذتين فقففال‬
‫يا محمد قل أعوذ برب الفلق وحل عقدة من شر مففا خلففق وحففل عقففده‬
‫حتى فرغ منها وحل العقد كلها وجعل ل ينزع إبففرة إل يجففد لهففا ألمففا ثففم‬
‫يجد بعد ذلك راحففة فقيففل يففا رسففول اللففه لففو قتلففت اليهففودي فقففال قففد‬
‫عافاني اللففه ومففا وراءه مففن عففذاب اللففه أشففد فففأخرجه ( الففدلئل ‪7/94‬‬
‫والدر المنثور ج ‪/8‬ص ‪687‬‬
‫‪ () 1‬الطبقات الكبرى ج ‪/2‬ص ‪ 198‬وفتح الباري ‪227 : 10‬‬

‫‪463‬‬
‫أحد‪ ،‬وكسرت البيضة على رأسه‪ ،‬ودخلت في وجنتيه بعض‬
‫حلقات المغفر‪ ،‬وسقط في بعض الحفر التي كففانت هنففاك‪،‬‬
‫وقد ضيقوا عليه في مكة تضييقا ً شديدًا‪ ،‬فقد أصففابه شففيء‬
‫مما أصاب من قبله من الرسل‪ ،‬ومما كتبه الله عليه‪ ،‬ورفع‬
‫الله به درجففاته‪ ،‬وأعلففى بففه مقففامه‪ ،‬وضففاعف بففه حسففناته‪،‬‬
‫ولكن الله عصمه منهم فلم يسففتطيعوا قتلففه ول منعففه مففن‬
‫تبليغ الرسالة‪ ،‬ولم يحولففوا بينففه وبيففن مففا يجففب عليففه مففن‬
‫البلغ فقد بلغ الرسالة وأدى المانة صلى الله عليه وسففلم‬
‫‪ ،‬ومن البتلء الذي أوذي به الرسول صلى الله عليه وسلم‬
‫ما أصابه من السحر‪(1) (.‬‬
‫‪ () 1‬هناك بعض العلماء أنكروا هذا الحديث ‪ ،‬وردوه ردا ً منكرًا‪ .‬فمن هؤلء‬
‫العلماء ) الجصاص ( في كتابه أحكام القرآن ‪ ( 49 : 1 ) :‬حيث قففال ‪:‬‬
‫)ومثل هذه الخبار مففن وضففع الملحففدين تلعب فا ً بالحشففو الطغففام ‪(. . . .‬‬
‫ومنهم الشيخ جمال الدين القاسمي في حيث قال ‪ ) :‬ول غرابففة فففي أن‬
‫ل يقبل هذا الخبر لما برهن عليه ‪ ،‬وإن كان مخرجا ً في الصففحاح ‪ ،‬وذلففك‬
‫لنه ليس كل مخرج فيها سالما ً مففن القففدح والنقففد سففندا ً أو معنففى كمففا‬
‫‪ ،‬قال المازري‪ ):‬وقففد‬
‫يعرفه الراسخون ‪) ((. . .‬محاسن التأويل( وغيرهم‬
‫انكر بعض المبتدعة هذا الحديث بسبب انففه يحففط مففن منصففب النبففوة و‬
‫يشكك فيه و هذا الذى ادعاه هؤلء المبتدعة باطل لن الدلئل القطعيففة‬
‫قد قامت على صدقه و صحته و عصمته فيما يتعلق بالتبليغ و يجففويز مففا‬
‫قام الدليل بخلفه باطففل و امففا مففا يتعلففق بففامور الففدنيا الففتى لففم يبعففث‬
‫بسببها و ل كان مفضل من اجلها و هو مما يعرض للبشففر فغيففر بعيففد ان‬
‫يخيل اليه من امور الدنيا ما ل حقيقة له‪ -‬نقله النووي ففي شففرح صففحيح‬
‫مسففلم ج ‪/14‬ص ‪ 174‬وابففن حجرفففي فتففح البففاري ج ‪/10‬ص ‪ (226‬وقففد‬
‫أجاب العلماء عن هذه الشبهة بالتي ‪:‬‬
‫‪ -1‬أول ً ‪ :‬من المعلوم أن الرسول ‘ بشر ‪ ،‬فيجوز أن يصيبه ما يصيب البشر‬
‫من الوجاع والمراض وتعدي الخلق عليففه وظلمهففم إيففاه كسففائر البشففر‬
‫إلي أمثال ذلك مما يتعلق ببعض أمور الدنيا الففتي لففم يبعففث لجلهففا ‪ ،‬ول‬
‫كانت الرسالة من أجلها فإنه عليه ‘لم يعصم من هذه المور ‪ ،‬وقففد كففان‬
‫‘ يصيبه ما يصيب الرسل من أنواع البلء وغير ذلك‪ ،‬فغير بعيد أن يصاب‬
‫بمرض أو اعتداء أحد عليه بسحر ونحوه يخيل إليه بسببه في أمور الدنيا‬

‫‪464‬‬
‫إيذاؤه بالسم‪:‬‬
‫لم يورد الطبري رحمففه اللففه آثففارا ً فففي محاولففة اليهففود‬
‫سففم رسففول اللففه صففلى اللففه عليففه وسففلم وسففنورد هففذه‬
‫المحاولة لرتباطها الوثيق بأذية اليهود لنبينا صلى الله عليه‬
‫وسففلم ‪ ،‬عففن أبففي هريففرة _ أنففه قففال‪)) :‬لمففا فتحففت خيففبر‬
‫أهففديت لرسففول اللففه صففلى اللففه عليففه وسففلم شففاة فيهففا‬

‫ما ل حقيقة لفه‪ ،‬كففأن يخيففل إليففه أنففه وطىففء زوجففاته وهففو لففم يطففأهن‪،‬‬
‫وحدث أنه جاء للرسول ‘ أحد الصحابة يعوده قففائل ً لفففه ‪ :‬إنففك توعففك يففا‬
‫رسففول اللففه فقففال ‪)):‬إنففي أوعففك كمففا يوعففك الففرجلن منكففم‪ ((.‬إل أن‬
‫الصابة أو المرض أو السحر ل يتجاوز ذلك إلففي تلقففي الففوحي عففن اللففه‬
‫سبحانه وتعالى ول إلي البلغ عن ربه إلي الناس لقيام الدلة من الكتاب‬
‫والسنة وإجماع سلف المففة علففى عصففمته ‘ فففي تلقففي الففوحي وإبلغففه‬
‫وسائر ما يتعلق بشؤون الدين‪ .‬والذي وقع للرسول ‘ من السحر هو نوع‬
‫من المرض الذي يتعلق بالصفات والعوارض البشرية والذي ل علقة لفه‬
‫بالوحي وبالرسالة التي كلف بإبلغها ‪ ،‬لذلك يظففن البعفض أن مففا أصففاب‬
‫الرسول ‘ من السحر هو نقصا ً وعيبا ً وليس المر كما يظنون لن ما وقع‬
‫لفه هو من جنس ما كان يعتريه من العراض البشففرية كففأنواع المففراض‬
‫واللم ونحو ذلك‪ ،‬فالنبياء صلوات الله وسلمه عليهم يعتريهم من ذلففك‬
‫ما يعتري البشر كما قال الله سبحانه وتعالى ‪} :‬قففالت رسففلهم إن نحففن‬
‫إل بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده{ وأما ما ورد أنه‬
‫كان يخيل إليه أنه فعل الشيء ول يفعله‪ ،‬فليس في هذا ما يففدخل عليففه‬
‫مففن‬‫ل إ ِل َي ْهِ ِ‬
‫خي ّ ُ‬
‫داخلة في شيء من تبليغه وشريعته كما حصل لموسى }ي ُ َ‬
‫س فَعى{ ]سففورة طفففه ‪ [20/66‬وجففاء فففي مرسففل عبففد‬ ‫س فحره َ‬
‫م أن ّهَففا ت َ ْ‬
‫ِ ْ ِ ِ ْ‬
‫الرحمن بن كعب عند ابن سعد ان أخت لبيففد بففن العصففم قففالت ‪)) :‬إن‬
‫يكن نبيا ً فسيخبر‪ ،‬وإل فسيذهله هذا السحر حففتى يففذهب عقلففه‪ ((.‬فوقففع‬
‫الشق الول ‪ .‬فتح الباري ج ‪/10‬ص ‪227‬‬
‫‪ -2‬ثاني فا ً ‪ :‬أمففا دعففواهم أن السففحر مففن عمففل الشففيطان والشففيطان ل‬
‫ك عَل َي ْهِف ْ‬
‫م‬ ‫س ل َف َ‬
‫عب َففاِدي ل َي ْف َ‬ ‫سلطان له على عبففاد اللففه لن اللففه يقففول ‪} :‬إ ِ ّ‬
‫ن ِ‬
‫ن{ ]سورة الحجر ‪ [15/42‬أي فففي الغففواء‬ ‫ن ال َْغاِوي َ‬
‫م َ‬ ‫ن ات ّب َعَ َ‬
‫ك ِ‬ ‫ن إ ِل ّ َ‬
‫م ِ‬
‫سل ْ َ‬
‫طا ٌ‬ ‫ُ‬

‫‪465‬‬
‫سم((‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪)) :‬اجمعففوا‬
‫لي من كففان هففا هنففا مففن اليهففود فجمعففوا لفففه‪ ،‬فقففال لهففم‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬إني سائلكم عن شففيء‬
‫فهل أنتم صادقي عنه؟ فقالوا‪ :‬نعففم يففا أبففا القاسففم‪ ،‬فقففال‬
‫لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬من أبوكم؟ قففالوا‪:‬‬
‫أبونا فلن‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬كذبتم‬
‫بل أبوكم فلن‪ ،‬فقالوا‪ :‬صدقت وبررت‪ ،‬فقففال‪ :‬هففل أنتففم‬
‫صادقي عففن شففيء إن سففألتكم عنففه؟ فقففالوا‪ :‬نعففم يففا أبففا‬
‫القاسم وإن كذبناك عرفت كذبنا كما عرفته في أبينا‪ ،‬قففال‬
‫لهم رسول الله صلى اللففه عليففه وسففلم ‪ :‬مففن أهففل النففار؟‬
‫فقففالوا‪ :‬نكففون فيهففا يسففيرا ً ثففم تخلفوننففا فيهففا‪ .‬فقففال لهففم‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسففلم ‪ :‬اخسففئوا فيهففا واللففه ل‬
‫نخلفكم فيها أبدًا‪ ،‬ثم قال لهم‪ :‬فهل أنتم صادقي عن شيء‬
‫إن سألتكم عنه؟ قففالوا نعففم‪ :‬فقففال هففل جعلتففم فففي هففذه‬
‫الشاة سمًا؟ فقففالوا‪ :‬نعففم‪ ،‬فقففال مففا حملكففم علففى ذلففك؟‬
‫فقالوا‪ :‬أردنا إن كنت كذابا ً نستريح منك‪ ،‬وإن كنت نبي فا ً لففم‬
‫يضرك‪(1) ((.‬‬
‫وفي رواية‪)) :‬أن امرأة يهودية دعففت النففبي صففلى اللففه‬
‫عليه وسلم وأصحابا ً لفففه علففى شففاة مصففلية‪ ،‬فلمففا قعففدوا‬
‫يففأكلون أخففذ رسففول اللففه صففلى اللففه عليففه وسففلم لقمففة‬
‫فوضعها ثم قال لهففم‪ :‬أمسففكوا إن هففذه الشففاة مسففمومة‪،‬‬
‫فقال لليهودية‪ :‬ويلك لي شيء سممتني‪ ،‬قففالت‪ :‬أردت أن‬
‫أعلم إن كنت نبي فا ً فففإنه ل يضففرك‪ ،‬وإن كففان غيففر ذلك أن‬

‫ول شك أن اصابة الشيطان للنبياء في أبدنهم ل ينفيه القرآن كما قال الله‬
‫ب‬ ‫شففي ْ َ‬
‫ي ال ّ‬ ‫عن أيوب ‪}: À‬واذ ْك ُر عَبدنا أ َيوب إذ ْ نادى رب َ‬
‫صفف ٍ‬
‫ن ب ِن ُ ْ‬
‫طا ُ‬ ‫سن ِ ََ‬ ‫م ّ‬‫ه أّني َ‬
‫ْ ْ ََ ّ َ ِ َ َ َ ّ ُ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫سف ِ‬
‫ف ِ‬‫س فِففي ن َ ْ‬‫َ‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫‪}:‬‬ ‫‪À‬‬ ‫فى‬
‫ف‬ ‫موس‬ ‫فن‬
‫ف‬ ‫ع‬ ‫وقوله‬ ‫[‬‫‪38/41‬‬ ‫ص‬ ‫]سورة‬ ‫ب{‬‫ذا ٍ‬‫و َع َ َ‬
‫سى{ ]سورة طفه ‪ [20/67‬فهذا التخيل الذي وقع لموسى يطففابق‬ ‫مو َ‬
‫ة ّ‬‫ف ً‬‫خي َ‬‫ِ‬
‫التخيل الذي وقع للرسول ‘‪ ،‬إل ان تأثير السحر كما قررنا ل يمكن أن يصل‬
‫إلي حد الخلل في تلقي الوحي والعمل به وتبليغففه للنففاس ‪ ،‬لن النصففوص‬
‫قد دلت على عصمة الرسل في ذلك ‪.‬‬
‫‪ () 1‬رواه المام أحمد ‪ 2/451‬والبخاري ‪ 5777‬والنسائي ‪11355‬‬

‫‪466‬‬
‫أريح الناس منك‪ ،‬وأكل منها بشر بن البراء _ فمات فقتلهففا‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪(1) ((.‬‬
‫وفي رواية‪)) :‬كان جابر بن عبد الله _ يحدث أن يهوديففة‬
‫من أهل خيبر سمت شاة مصففلية ثففم أهففدتها لرسففول اللففه‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فأخذ رسول الله صففلى اللففه عليففه‬
‫وسلم الذراع فأكل منها وأكل رهط من أصحابه معففه‪ ،‬ثففم‬
‫قففال لهففم رسففول اللففه صففلى اللففه عليففه وسففلم ‪ :‬ارفعففوا‬
‫أيديكم‪ ،‬وأرسل رسول اللففه صففلى اللففه عليففه وسففلم إلففى‬
‫اليهودية فففدعاها فقففال لهففا‪ :‬أسففممت هففذه الشففاة؟ قففالت‬
‫اليهودية‪ :‬من أخبرك؟ قال‪ :‬أخبرتني هذه في يففدي للففذراع‪،‬‬
‫قالت‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فما أردت إلى ذلك؟ قالت‪ :‬قلت إن كففان‬
‫نبيفا ً فلففن يضففره‪ ،‬وإن لففم يكففن اسففترحنا منففه‪ ،‬فعفففا عنهففا‬
‫رسول الله صلى اللففه عليففه وسففلم ولففم يعاقبهففا‪ ،‬وتففوفي‬
‫بعض أصحابه الذين أكلوا من الشاة‪ ،‬واحتجففم رسففول اللففه‬
‫صلى الله عليه وسلم على كاهله من أجل الذي أكففل مففن‬
‫الشاة‪ ،‬حجمه أبو هند بففالقرن والشفففرة وهففو مففولى لبنففي‬
‫بياضة من النصار‪(2) ((.‬‬
‫والففذي وضففع لفففه السففم زينففب بنففت الحففارث قففال ابففن‬
‫إسحاق ))لما اطمأن النبي صلى الله عليه وسلم بعد فتففح‬
‫خيبر أهدت لفه زينب بنت الحارث امرأة سلم بففن مشففكم‬
‫شاة مشوية وكانت سألت أي عضو من الشاة أحففب إليففه؟‬
‫قيل‪ :‬لها الذراع فأكثرت فيها من السم‪ ،‬فلما تناول الففذراع‬
‫لك منها مضففغة ولففم يسففغها‪ ،‬وأكففل معففه بشففر بففن الففبراء‬
‫فأساغ لقمته فذكر القصة وأنففه صفففح عنهففا وأن بشففر بففن‬
‫البراء مات منها‪((.‬‬
‫وإن كان الفاعل واحدة من اليهود إل ّ أن الفعل ينسب لهم‬
‫جميعا ً كما في رواية البخاري السابقة‪)) :‬هل جعلتم في‬
‫هذه الشاة سمًا؟((‬

‫‪ () 1‬رواه الحاكم في المستدرك ج ‪/3‬ص ‪ 242‬وقففال صففحيح علففى شففرط‬


‫مسلم ولم يخرجاه‬
‫‪ () 2‬رواه ابو داود ج ‪/4‬ص ‪173‬‬

‫‪467‬‬
‫وكان أثر هذا السم على رسففول اللففه صففلى اللففه عليففه‬
‫وسلم دائم‪ ,‬فكان يعاوده بين حين وآخر‪ ،‬بل في كففل عففام‬
‫صلى الله عليه وسففلم ‪ ،‬فعففن ابففن عمففر _ قففال‪ :‬قففالت أم‬
‫سلمة رضي الله عنها ‪)) :‬يا رسول الله ل يزال يصيبك كففل‬
‫عام وجع من الشاة المسففمومة الففتي أكلففت‪ ((.‬قففال‪)) :‬مففا‬
‫أصفففابني شفففيء منهفففا إل وهفففو مكتفففوب علفففي وآدم ففففي‬
‫طينته‪ (1) ((.‬وفي رواية‪)) :‬ما زالت أكلة خيبر تعففاودني كففل‬
‫عام‪ ،‬حتى كان هذا أوان قطع أبهري‪(2) ((.‬‬
‫ثم كانت بإذن الله سببا ً في وفاته صلى الله عليه وسلم‬
‫‪ ،‬فقد زارته أم بشر الذي شاركه أكففل الشففاة المسففمومة‪،‬‬
‫قالت‪)) :‬دخلت على رسففول اللففه صففلى اللففه عليففه وسففلم‬
‫في وجعه الذي قبض فيه فقلت‪ :‬بأبي أنت يففا رسففول اللففه‬
‫ما تتهم بنفسك؟ فإني ل اتهم بابني‪ ,‬إل الطعام الففذي أكلففه‬
‫معك بخيبر‪ - ,‬وكان ابنها بشر بففن الففبراء بففن معففرور مففات‬
‫قبل النبي صلى اللففه عليففه وسففلم ‪ ((-‬فقففال رسففول اللففه‬
‫صففلى اللففه عليففه وسففلم ‪)) :‬وأنففا ل أتهففم غيرهففا هففذا أوان‬
‫انقطاع أبهري‪ (3) ((.‬وهو ما صرح به لم المففؤمنين عائشففة‬
‫رضي الله عنها ‪ ،‬قففالت عائشففة رضففي اللففه عنهففا ‪)) :‬كففان‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم يقول في مرضففه الففذي مففات‬
‫فيه‪)) ((.‬يا عائشة رضي الله عنها ما أزال أجد ألم الطعام‬
‫الذي أكلت بخيبر‪ ،‬فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك‬
‫السم‪(4) ((.‬‬
‫وقد عدها بعض الصحابة شهادة لرسول الله صلى اللففه‬
‫عليه وسففلم حففتى يكففون نبي فا ً شففهيدًا‪ ،‬قففال عبففد اللففه بففن‬
‫مسعود _‪)) :‬لن أحلففف تسففعا ً أن رسففول اللففه صففلى اللففه‬
‫عليه وسلم قتل قتل ً أحب إلي من أن أحلف واحدة إنه لم‬
‫)( سنن ابن ماجه ج ‪/2‬ص ‪ 1174‬وضعفه اللباني في السلسة الضفففعيفه‬ ‫‪1‬‬
‫رقم ‪4422‬‬
‫)( رواه ابو نعيم وصححه اللباني في صحيح الجامع الصغير برقم ‪5629‬‬ ‫‪2‬‬
‫)( رواه ابو داود ج ‪/4‬ص ‪ 175‬و الحاكم وقففال‪ :‬هففذا صففحيح علففى شففرط‬ ‫‪3‬‬
‫الشيخين ولم يخرجاه المستدرك على الصحيحين ج ‪/3‬ص ‪242‬‬
‫‪.‬‬
‫)( صحيح البخاري ج ‪/4‬ص ‪1611‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪468‬‬
‫يقتل‪ ،‬وذلك أن الله عز وجل اتخذه نبيا ً واتخففذه شففهيدًا‪((.‬‬
‫)‪( 5‬‬
‫وهكذا هم اليهود كما هففو وصففف اللففه لهففم مففع النبيففاء‪:‬‬
‫ن )‪] {(87‬سورة البقرة ‪[2/87‬‬ ‫قت ُُلو َ‬
‫ريقا ً ت َ ْ‬ ‫ريقا ً ك َذ ّب ْت ُ ْ‬
‫م و َف َ ِ‬ ‫}فَ َ‬
‫ف ِ‬

‫‪ () 5‬رواه المام أحمد ج ‪/1‬ص ‪ 381‬والحاكم وقال‪ :‬هذا حديث صحيح على‬
‫شرط الشيخين ولم يخرجاه )المسففتدرك علففى الصففحيحين ج ‪/3‬ص ‪(60‬‬
‫وقال الهيثمي ورجاله رجال الصحيح مجمع الزوائد ج ‪/9‬ص ‪34‬‬

‫‪469‬‬
‫المطلب السادس‪ :‬المواجهة القتالية بين الرسففول صففلى اللففه‬
‫عليه وسلم واليهود‪:‬‬
‫الثار‪:‬‬
‫بنو قينقاع ‪:‬‬
‫م‬ ‫جهَّنفف َ‬‫ن إ َِلففى َ‬ ‫شُرو َ‬ ‫ح َ‬‫ن وَ ت ُ ْ‬ ‫ست ُغْل َُبو َ‬ ‫فُروا َ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ل ِل ّ ِ‬
‫قوله تعالى‪} :‬قُ ْ‬
‫مَهاد ُ )‪] {(12‬سورة آل ‪[3/12‬‬ ‫س ال ْ ِ‬ ‫وَب ِئ ْ َ‬
‫‪ - 5241-548‬أبا كريب حدثنا‪ ،‬قال‪ :‬ثنا يونس بن بكيففر‪ ،‬عففن محمففد‬
‫بن إسحاق‪ ،‬قال‪ :‬ثني محمد بن أبي محمد مولى زيد‪ ،‬عن سعيد بففن‬
‫جبير أو عكرمة‪ ،‬عن ابن عباس رضي الله عنهما ‪ ،‬قفال‪ :‬لمفا أصفاب‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشفا ً يففوم بففدر فقففدم المدينففة‪،‬‬
‫جمع يهود في سوق بني قينقاع فقال‪)) :‬يا معشر يهود‪ ،‬أسلموا قبل‬
‫أن يصيبكم مثل ما أصاب قريشًا((‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا محمد ل تغرنك نفسك‬
‫إنك قتلت نفرا ً من قريش كانوا أغمارا ً ل يعرفون القتال‪ ،‬إنك واللففه‬
‫لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس‪ ،‬وأنك لم تأت مثلنا! فأنزل الله عففز‬
‫ن‬ ‫ش فُرو َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن وَت ُ ْ‬ ‫س فت ُغْل َُبو َ‬ ‫ف فُروا ْ َ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫وجل في ذلك من قولهم‪ُ} :‬قل ل ّل ّ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫س ال ْ ِ‬ ‫إ َِلى َ‬
‫ر{ )‪(1‬‬ ‫صا ِ‬ ‫مَهاد ُ{ إلى قوله‪} :‬لوِْلي الب ْ َ‬ ‫م وَب ِئ ْ َ‬ ‫جهَن ّ َ‬
‫ن‬ ‫مف ْ‬‫ن ِ‬ ‫م عُ ّ‬ ‫سف َ‬ ‫م وَل َت َ ْ‬ ‫س فك ُ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫م وَأ َن ْ ُ‬ ‫وال ِك ُ ْ‬ ‫مف َ‬
‫َ‬
‫ن فِففي أ ْ‬ ‫قولفه تعالى‪} :‬ل َت ُب ْل َفوُ ّ‬
‫ذى ك َِثيففرا ً‬ ‫كوا أ َ ً‬ ‫ش فَر ُ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّف ِ‬ ‫مف ْ‬‫م وَ ِ‬ ‫ن قَب ْل ِك ُف ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫ن أوُتوا ال ْك َِتا َ‬
‫ال ّذي ُ‬
‫ِ َ‬
‫مففورِ )‪] {(186‬سففورة‬ ‫ُ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫قوا فَإ ِ ّ‬
‫ن ع َْزم ِ ال ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫صب ُِروا وَت َت ّ ُ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫و َإ ِ ْ‬
‫آل عمران ‪[3/186‬‬
‫‪ - 6628-549‬حدثنا به القاسم‪ ،‬قال‪ :‬ثنا الحسين‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا حجففاج‪،‬‬
‫َ‬
‫م‬ ‫وال ِك ُ ْ‬‫مف َ‬ ‫ن فِففي أ ْ‬ ‫عن ابن جريج‪ ،‬قال‪ :‬قال عكرمة فففي قففوله‪} :‬ل َت ُب ْل َفوُ ّ‬
‫فسك ُم ول َتسمعن من ال ّذي ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫ذي َ‬ ‫ن اّلف ِ‬ ‫مف ْ‬ ‫م وَ ِ‬‫كف ْ‬ ‫ن قَب ْل ِ ُ‬ ‫مف ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫ن أوُتوا ال ْك َِتا َ‬ ‫ِ َ‬ ‫وَأن ْ ُ ِ ْ َ َ ْ َ ُ ّ ِ ْ‬
‫ذى ك َِثيرا ً{ قال‪ :‬نزلت هذه الية في النبي صلى اللففه عليففه‬ ‫كوا أ َ ً‬ ‫شَر ُ‬ ‫أَ ْ‬
‫وسلم ‪ ،‬وفي أبي بكر رضوان الله عليه‪ ،‬وفي فنحاص اليهودي سففيد‬
‫بني قينقاع‪ ،‬قال‪ :‬بعث النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصففديق‬
‫_ إلى فنحففاص يسففتمده‪ ،‬وكتففب إليففه بكتففاب‪ ،‬وقففال لبففي بكففر‪)) :‬ل‬
‫تفتاتن علي بشيء حتى ترجع‪ ((.‬فجاء أبو بكر وهو متوشح بالسيف‪،‬‬
‫فأعطاه الكتاب‪ ،‬فلما قرأه قال‪ :‬قد احتاج ربكم أن نمده ؟ فهم أبففو‬
‫بكر أن يضربه بالسيف‪ ،‬ثم ذكر قول النبي صلى الله عليففه وسففلم ‪:‬‬
‫ن‬ ‫س فب َ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫))ل تفتاتن علي بشيء حتى ترجففع‪ ((.‬فكففف؛ ونزلففت‪} :‬وَل َ ي َ ْ‬
‫شفّر‬ ‫ل ه ُف و َ َ‬ ‫م َبف ْ‬ ‫خْيفرا ً ل ُّهف ْ‬ ‫هفوَ َ‬ ‫ضفل ِهِ ُ‬ ‫مفن فَ ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ما آَتاهُ ُ‬ ‫خُلو َ‬
‫ن بِ َ‬ ‫ن ي َب ْ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ ( 11 / 20‬تفسير ابن أبي حاتم ج‪ 2:‬ص‪ 604:‬الدر‬


‫المنثور ج‪ 2:‬ص‪ 158:‬سنن أبي داود ج‪ 3:‬ص‪154:‬‬

‫‪470‬‬
‫ل ّهُ ْ‬
‫م{ ]سورة آل عمران ‪(1) [3/180‬‬
‫‪ - 6629-550‬حدثنا الحسن بففن يحيففى‪ ،‬قففال‪ :‬أخبرنففا عبففد الففرزاق‪،‬‬
‫ن‬
‫ذي َ‬‫ن ال ّف ِ‬
‫مف َ‬
‫ن ِ‬
‫معُ ّ‬
‫سف َ‬‫قال‪ :‬أخبرنا معمر‪ ،‬عن الزهفري ففي قفوله‪} :‬وَل َت َ ْ‬
‫ذى ك َِثيففرا ً{ قففال‪ :‬هففو‬ ‫كوا ْ أ َ ً‬ ‫ن أَ ْ‬
‫شفَر ُ‬ ‫ن ال ّف ِ‬
‫ذي َ‬ ‫مف َ‬ ‫من قَب ْل ِك ُ ْ‬
‫م وَ ِ‬ ‫ب ِ‬
‫ُ‬
‫أوُتوا ْ ال ْك َِتا َ‬
‫كعب بن الشرف‪ ،‬وكان يحرض المشففركين علففى النففبي صففلى اللففه‬
‫عليه وسلم وأصحابه في شعره‪ ،‬ويهجو النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫‪ ،‬فانطلق إليه خمسففة نفففر مففن النصففار فيهففم محمففد بففن مسففلمة‪،‬‬
‫ورجل يقال لفه أبو عبس‪ .‬فأتوه وهففو فففي مجلففس قففومه بففالعوالي؛‬
‫فلما رآهم ذعر منهم‪ ،‬فففأنكر شففأنهم‪ ،‬وقففالوا‪ :‬جئنففاك لحاجففة‪ ،‬قففال‪:‬‬
‫فليدن إلي بعضففكم‪ ،‬فليحففدثني بحففاجته‪ ,‬فجففاءه رجففل منهففم فقففال‪:‬‬
‫جئناك لنبيعك أدراعا ً عندنا لنستنفق بها‪ ،‬فقال‪ :‬والله لئن فعلتم لقففد‬
‫جهدتم منذ نزل بكم هذا الرجل‪ ,‬فواعدوه أن يأتوه عشاء حيففن هففدأ‬
‫عنهففم النففاس‪ .‬فففأتوه‪ ،‬فنففادوه‪ ،‬فقففالت امرأتففه‪ :‬مففا طرقففك هففؤلء‬
‫ساعتهم هذه لشيء مما تحب‪ ,‬قال‪ :‬إنهم حدثوني بحديثهم وشأنهم‪.‬‬
‫قال معمر‪ :‬فأخبرني أيوب عن عكرمة أنه أشففرف عليهففم فكلمهففم‪،‬‬
‫فقال‪ :‬أترهنوني أبناءكم؟ وأرادوا أن يففبيعهم تمففرًا‪ ،‬قففال‪ :‬فقففالوا إنففا‬
‫نستحيي أن تعير أبناؤنا فيقال هذا رهينة وسق‪ ،‬وهذا رهينة وسقين‪,‬‬
‫فقال‪ :‬أترهنوني نساءكم؟ قالوا‪ :‬أنت أجمل النففاس‪ ،‬ول نأمنففك‪ ،‬وأي‬
‫امرأة تمتنع منك لجمالك؟ ولكنا نرهنك سلحنا‪ ،‬فقففد علمففت حاجتنففا‬
‫إلى السلح اليوم‪ .‬فقال‪ :‬ائتوني بسلحكم‪ ،‬واحتملوا ما شئتم‪ ,‬قالوا‪:‬‬
‫فانزل إلينا نأخذ عليك‪ ،‬وتأخذ علينا‪ .‬فذهب ينزل‪ ،‬فتعلقت به امرأتففه‬
‫وقالت‪ :‬أرسل إلى أمثالهم من قومك يكونوا معك‪ .‬قال‪ :‬لففو وجففدني‬
‫هؤلء نائما ً ما أيقظوني‪ .‬قالت‪ :‬فكلمهم من فوق البيت‪ ،‬فأبى عليها‪،‬‬
‫فنزل إليهم يفوح ريحه‪ ،‬قالوا‪ :‬ما هذه الريح يا فلن؟ قال‪ :‬هذا عطر‬
‫أم فلن‪ ,‬امرأته‪ .‬فدنا إليه بعضهم يشم رائحته‪ ،‬ثم اعتنقه‪ ،‬ثففم قففال‪:‬‬
‫اقتلوا عدو الله ‪ ,‬فطعنه أبففو عبففس فففي خاصففرته‪ ،‬وعله محمففد بففن‬
‫مسلمة بالسيف‪ ،‬فقتلففوه‪ ،‬ثففم رجعففوا‪ .‬فأصففبحت اليهففود مففذعورين‪،‬‬
‫فجاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فقالوا‪ :‬قتففل سففيدنا غيلففة‪,‬‬
‫فذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم صنيعه‪ ،‬وما كان يحض عليهم‪،‬‬
‫ويحرض في قتالهم‪ ،‬ويؤذيهم‪ ،‬ثم دعاهم إلى أن يكتففب بينففه وبينهففم‬
‫صلحًا‪ ،‬فقال‪ :‬فكان ذلك الكتاب مع علي رضوان الله عليه‪(2) .‬‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 200 / 4‬تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 396 / 2‬فتح‬


‫الباري ) ‪( 231 / 8‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 201 / 4‬تفسير عبد الرزاق ) ‪ - ( 142 / 1‬سنن‬
‫البيهقي الكبرى ) ‪ - ( 183 / 9‬المعجم الكبير ) ‪( 77 / 19‬‬

‫‪471‬‬
‫َ‬
‫صففاَرى‬ ‫ذوا ال ْي َهُففود َ َوالن ّ َ‬ ‫خف ُ‬ ‫من ُففوا ل ت َت ّ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬ي َففا أي ّهَففا ال ّف ِ‬
‫أ َول ِياَء بعضه َ‬
‫ن الّلفف َ‬
‫ه‬ ‫م إِ ّ‬ ‫من ْهُ ْ‬‫ه ِ‬ ‫م فَإ ِن ّ ُ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ي َت َوَل ّهُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ض وَ َ‬ ‫م أوْل َِياُء ب َعْ ٍ‬ ‫ْ َ َْ ُ ُ ْ‬
‫ن )‪] {(51‬سورة المائدة ‪[5/51‬‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ق وْ َ‬ ‫دي ال ْ َ‬ ‫ل ي َهْ ِ‬
‫‪ 9479-551‬حدثنا أبو كريب‪ ،‬قفال‪ :‬ثنفا ابفن إدريفس‪ ،‬قفال‪ :‬سفمعت‬
‫أبي‪ ،‬عن عطية بن سففعد‪ ،‬قففال‪ :‬جففاء عبففادة بففن الصففامت مففن بنففي‬
‫الحرث بن الخزرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فقال‪ :‬يففا‬
‫رسول الله‪ ،‬إن لي موالي من يهود كثير عددهم‪ ،‬وإني أبرأ إلى اللففه‬
‫ورسوله من ولية يهود وأتولى الله ورسوله! فقال عبد الله بن أبي‪:‬‬
‫إني رجل أخاف الدوائر‪ ،‬ل أبرأ من ولية موالي‪ .‬فقففال رسففول اللففه‬
‫صلى الله عليه وسلم لعبد الله ابن أبي‪)) :‬يا أبا الحباب ما بخلت به‬
‫من ولية يهود على عبادة بن الصامت فهففو إليففك دونففه‪ ((.‬قففال‪ :‬قففد‬
‫َ‬
‫صففاَرى‬ ‫ذوا ال ْي َهُففود َ َوالن ّ َ‬ ‫خف ُ‬ ‫من ُففوا ل ت َت ّ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫قبلت‪ .‬فأنزل الله‪َ} :‬يا أي َّها ال ّف ِ‬
‫ض{ )‪(1‬‬ ‫أ َول ِياَء بعضه َ‬
‫م أوْل َِياُء ب َعْ ٍ‬ ‫ْ َ َْ ُ ُ ْ‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫من ُففوا ال ّف ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه َوال ّف ِ‬ ‫سففول ُ ُ‬ ‫ه وََر ُ‬ ‫م الل ّف ُ‬ ‫مففا وَل ِي ّك ُف ْ‬ ‫قوله تعففالى‪} :‬إ ِن ّ َ‬
‫ن )‪] {(55‬سففورة‬ ‫م َراك ِعُففو َ‬ ‫ن الّزك َففاة َ وَهُ ف ْ‬ ‫صففلة َ وَي ُؤ ْت ُففو َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مو َ‬ ‫قي ُ‬ ‫يُ ِ‬
‫المائدة ‪[5/55‬‬
‫‪ 9518-552‬حدثنا هناد بن السري‪ ،‬قال‪ :‬ثنا يونس بن بكير‪ ،‬قال‪ :‬ثنا‬
‫ابن إسحاق‪ ،‬قال‪ :‬ثني والدي إسحاق بن يسار‪ ،‬عن عبادة بن الوليففد‬
‫بن عبادة بن الصامت‪ ،‬قال‪ :‬لما حاربت بنو قينقاع رسول الله صففلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬مشى عبادة بن الصفامت إلفى رسفول اللفه صفلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬وكان أحد بنففي عففوف بففن الخففزرج‪ ،‬فخلعهففم إلففى‬
‫رسول الله‪ ،‬وتبرأ إلى الله وإلى رسوله مففن حلفهففم‪ ،‬وقففال‪ :‬أتففولى‬
‫الله ورسففوله والمففؤمنين‪ ،‬وأبففرأ مففن حلففف الكفففار ووليتهففم! ففيففه‬
‫صففلةَ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مو َ‬ ‫قي ُ‬ ‫ن يُ ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫مُنوا ال ّ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه َوال ّ ِ‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫ه وََر ُ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ما وَل ِي ّك ُ ْ‬ ‫نزلت‪} :‬إ ِن ّ َ‬
‫ن{ لقففول عبففادة‪ :‬أتففولى اللففه ورسففوله‬ ‫م َراك ِعُففو َ‬ ‫ن الّزك َففاة َ وَهُف ْ‬ ‫وَي ُؤ ُْتو َ‬
‫ن‬‫والذين آمنوا‪ ،‬وتفبرئه مفن بنفي قينقفاع ووليتهفم‪ .‬إلفى قفوله‪َ} :‬ففإ ِ ّ‬
‫ن{ )‪(2‬‬ ‫م ال َْغال ُِبو َ‬ ‫ب الل ّهِ هُ ُ‬ ‫حْز َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ذاقُففوا وَب َففا َ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫م‬‫م ر ِه ِ ف ْ‬‫لأ ْ‬ ‫ريبفا َ‬ ‫م قَ ِ‬ ‫ن قَب ْل ِهِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ِ‬ ‫مث َ ِ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬ك َ‬
‫َ‬
‫م )‪] {(15‬سورة الحشر ‪[59/15‬‬ ‫ب أِلي ٌ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫م عَ َ‬ ‫وَل َهُ ْ‬
‫‪ - 26264-553‬حدثنا ابن حميد‪ ،‬قال‪ :‬ثنا سلمة‪ ،‬عففن ابففن إسففحاق‪،‬‬
‫عن محمد بن أبي محمد‪ ،‬عن عكرمة أو سففعيد بففن جففبير‪ ،‬عففن ابففن‬
‫ذاُقففوا‬ ‫ريبا ً َ‬ ‫م قَ ِ‬ ‫ن قَب ْل ِهِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫مث َ ِ‬ ‫عباس رضي الله عنهما ‪ ،‬قولفه }ك َ َ‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 275 / 6‬تفسير ابن كففثير ) ‪ - ( 70 / 2‬تاريففخ‬


‫مدينة دمشق ) ‪( 192 / 26‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 288 / 6‬تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 98 / 3‬تاريخ‬
‫مدينة دمشق ) ‪( 192 / 26‬‬

‫‪472‬‬
‫َ‬ ‫وبا َ َ‬
‫م{ يعني بني قينقاع‪(3) .‬‬
‫ب أِلي ٌ‬
‫ذا ٌ‬ ‫م وَل َهُ ْ‬
‫م عَ َ‬ ‫مرِه ِ ْ‬
‫لأ ْ‬ ‫ََ‬

‫‪ () 3‬تفسففير الطففبري ) ‪( 48 / 28‬الففدر المنثففور ج‪ 8:‬ص‪ 92:‬الحففاديث‬


‫المختارة ج‪ 10:‬ص‪ 352:‬بنحوه إسناده ضعيف‪.‬‬

‫‪473‬‬
‫الدراسة‪:‬‬
‫غزوة بني قينقاع ‪:‬‬
‫فففي فرحففة المسففلمين بانتصففارهم فففي بففدر ‪ ،‬جمففع‬
‫الرسول صلى الله عليه وسففلم يهففود بنففي قينقففاع فففي‬
‫سوقهم ودعاهم وذكرهم ما حصل لقريش في بدر ولففم‬
‫يكن مضى عليها إل ّ شهر تقريبا ً )‪ (1‬فقال لهم صلى اللففه‬
‫عليه وسلم ‪)) :‬يا معشر يهود‪ ،‬أسلموا قبففل أن يصففيبكم‬
‫مثففل مففا أصففاب قريشفًا((‪ ،‬فقففالوا‪ :‬يففا محمففد ل تغرنففك‬
‫نفسففك إنففك قتلففت نفففرا ً مففن قريففش كففانوا أغمففارا ً ل‬
‫يعرفون القتال‪ ،‬إنك واللففه لففو قاتلتنففا لعرفففت أنففا نحففن‬
‫الناس‪ ،‬وأنك لم تأت مثلنا‪((.‬‬
‫لم يستح أولئك اليهود أن يقولوا لرسففول اللففه صففلى‬
‫الله عليه وسلم ذلك وقد نزل الوحي ينذر هؤلء بسففوء‬
‫م‬ ‫ن إ َِلى َ‬
‫جهَّنفف َ‬ ‫ح َ‬
‫شُرو َ‬ ‫ست ُغْل َُبو َ‬
‫ن وَ ت ُ ْ‬ ‫فُروا ْ َ‬
‫ن كَ َ‬ ‫المنقلب ‪ُ} :‬قل ل ّل ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫س ال ِْمَهاد ُ )‪] {(12‬سورة آل عمران ‪3/12‬‬ ‫وَب ِئ ْ َ‬
‫كان اليهود في المدينة يؤججون العداوة بيففن قبيلففتي‬
‫الوسف والخففزرج‪ ،‬أهففم قبففائل المدينففة‪ ،‬وجففاء الرسففول‬
‫صلى اللففه عليففه وسففلم بففدعوة مباركففة أيففدها النصففار‬
‫الذين بايعوه في بيعتي العقبة الولى والثانية وكان أول‬
‫عمل قام به صلى الله عليه وسلم بعد دخففوله المدينففة‬
‫هو المؤاخاة بيففن قبيلففتي الوس والخففزرج ووضففع حففدا ً‬
‫للصففراع الففذي كففان بينهمففا‪ ،‬فهففم حففديثوا عهففد بقتففال‬
‫فعاشت المدينة في سلم وأمففان مطمئنيففن تحففت رايففة‬
‫السلم‪.‬‬
‫واليهففود كففانوا مجموعففة مففن الطففوائف أغنففاهم بنففو‬
‫قينقاع‪ ،‬لنهم كانوا يشتغلون في صناعة الحلي والففذهب‬
‫والفضة‪ ،‬وكانت أمففاكنهم الففتي يعيشففون فيهففا محصففنة‪،‬‬
‫وهففم بطبيعففة الحففال ل يحملففون خيففرا ً فففي أنفسففهم‬
‫للمسلمين‪ ،‬بل يحقدون عليهم‪ ،‬وكان سبب الغففزوة لمففا‬
‫‪ () 1‬الطبقات الكبرى لبن سعد ‪2/28‬‬

‫‪474‬‬
‫حففدث لتلففك المففرأة المسففلمة زوج أحففد المسففلمين‬
‫النصار‪ ،‬التي كانت في السففوق فقصففدت أحففد الصففاغة‬
‫اليهود لشراء حلي لها‪ ،‬وأثنففاء وجودهففا فففي محففل ذلففك‬
‫الصائغ اليهودي‪ ،‬حاول بعضففهم رفففع حجابهففا‪ ،‬والحففديث‬
‫إليهففا‪ ،‬فتمنعففت ونهرتففه‪ ،‬فقففام صففاحب المحففل الصففائغ‬
‫اليهودي بربط طففرف ثوبهففا وعقففده إلففى ظهرهففا‪ ،‬فلمففا‬
‫وقفت ارتفع ثوبهففا وانكشفففت‪ .‬فأخففذ اليهففود يضففحكون‬
‫منها ويتندرون عليها فصاحت تستنجد من يعينها عليهففم‪.‬‬
‫فتقففدم رجففل مسففلم رأى مففا حففدث لهففا‪ ،‬فهجففم علففى‬
‫اليهودي فقتله‪ ،‬ولما حففاول منعهففم عنهففا وإخراجهففا مففن‬
‫بينهم تكاثر عليه اليهود وقتلوه‪ ،‬وثار المسففلمون لمقتففل‬
‫صاحبهم ونقض اليهود حلفهففم مففع الرسففول صففلى اللففه‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬وتظففاهروا لقتففال المسففلمين‪ ،‬وكففانوا أول‬
‫يهود ينقضون عهدهم مع رسففول اللففه صففلى اللففه عليففه‬
‫وسلم ‪(1) .‬‬
‫ولمففا تنففافر الفريقففان‪ ،‬واسففتنفر كففل منهففم أصففحابه‬
‫وأعوانه‪ ،‬وصل الخبر إلى رسول اللففه صففلى اللففه عليففه‬
‫وسلم ‪ ،‬فغضب صلى اللففه عليففه وسففلم أشففد الغضففب‬
‫وقال‪)) :‬ما على هذا أقررناهم‪ ((.‬ولما علففم المسففلمون‬
‫بهذا الخبر هبوا لدعوة الرسول صلى اللففه عليففه وسففلم‬
‫لتأديب هفؤلء القففوم‪ ،‬وإخراجهففم مففن بلففدة طيبففة الففتي‬
‫يسكنها أفضل خلق الله وهو الرسففول صففلى اللففه عليففه‬

‫‪ () 1‬البداية والنهاية لبن كثير ‪ 4-4/3‬قال ابن حجر‪:‬‬


‫وكان الكفار بعد الهجرة مع النبي صلى الله عليه وسلم علففى ثلثففة أقسففام‬
‫قسم وادعهم على أن ل يحففاربوه ول يمففالئوا عليففه عففدوه وهففم طففوائف‬
‫اليهود الثلثة قريظة والنضير وقينقاع وقسم حاربوه ونصبوا لففه العففداوة‬
‫كقريش وقسم تاركوه وانتظروا ما يئول إليه أمره كطوائف مففن العففرب‬
‫فمنهم من كان يحب ظهوره في البففاطن كخزاعففة وبففالعكس كبنففي بكففر‬
‫ومنهم من كان معه ظاهرا ومع عدوه باطنا وهففم المنففافقون فكففان أول‬
‫من نقض العهد من اليهود بنو قينقاع فحاربهم في شوال بعد وقعففة بففدر‬
‫فنزلوا على حكمه وأراد قتلهم فاستوهبهم منه عبد الله بففن أبففي وكففانوا‬
‫حلفاءه فوهبهم له وأخرجهم مففن المدينففة إلففى أذرعففات) فتففح البففاري ج‬
‫‪/7‬ص ‪(330‬‬

‫‪475‬‬
‫وسلم ‪ ،‬وخرج الرسول صلى اللففه عليففه وسففلم لقتففال‬
‫هؤلء القوم الذين خانوا عهدهم معه‪ ،‬طاعففة لمففر اللففه‬
‫ن‬
‫واء إ ِ ّ‬ ‫م ع ََلى َ‬
‫س َ‬ ‫ة َفانب ِذ ْ إ ِل َي ْهِ ْ‬ ‫من قَوْم ٍ ِ‬
‫خَيان َ ً‬ ‫خافَ ّ‬
‫ن ِ‬ ‫تعالى‪} :‬وَإ ِ ّ‬
‫ما ت َ َ‬
‫ن{ ]سورة النفال ‪. [8/58‬‬ ‫خائ ِِني َ‬ ‫ب ال َ‬ ‫ه ل َ يُ ِ‬
‫ح ّ‬ ‫الل ّ َ‬
‫ولما أحسوا بخروج الرسول صلى اللففه عليففه وسففلم‬
‫إليهم‪ ،‬احتموا في حصونهم المنيعففة فففي انتظففار مجيففء‬
‫المسلمين‪ ،‬فأرسل إليهم رسول اللففه صففلى اللففه عليففه‬
‫وسلم ‪ ،‬إنذارا ً بالخروج من حصونهم‪ ،‬وإل قضففي عليهففم‬
‫جميعًا‪ ،‬فجاء ردهم فيه من الفجففور أكففثر ممففا فيففه مففن‬
‫عدم التبصر بما سيحدث لهم من جراء ذلففك‪ ،‬عنففد ذلففك‬
‫اسففتعد الرسففول وأعففد جنففده للقتففال ‪ ..‬فحمففل لففواء‬
‫المسففلمين حمففزة بففن عبففد المطلففب _‪ ،‬وتففم حصففار‬
‫الحصون وكرر الرسول صلى الله عليففه وسففلم النففذار‬
‫مرة أخرى‪ ,‬فجعلوا يساومون الرسول صلى اللففه عليففه‬
‫وسلم ويراوغون علهم يجدون فرصة للنقضففاض علففى‬
‫المسلمين‪ ،‬لكنهم فففي آخففر المففر اضففطروا للستسففلم‬
‫والنزول عند رغبة الرسول صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬
‫وجاء عبد الله بن أبي بففن سففلول الففذي يميففل إليهففم‬
‫ويعتبرهم قومه وخاصته‪ .‬جاء إلففى الرسففول صففلى اللففه‬
‫عليه وسلم قائل ً له ‪)) :‬يا محمد أحسن الى موالي ‪-‬أي‬
‫أصحابي‪ . ((-‬ولما أبطأ الرسول صلى الله عليففه وسففلم‬
‫عليه بالجواب أدخل يده في جيففب درع الرسففول صففلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬وتمادى في طلبه‪ ،‬وأثقل على رسول‬
‫الله صففلى اللففه عليففه وسففلم حففتى أغضففبه‪ ،‬وقففال لففه‪:‬‬
‫))اتركني((‪ ،‬ولكن عدو الله قففال لفففه ‪ :‬أتقتففل أربعمففائة‬
‫حاسر‪ ،‬وثلثمائة دارع قد منعوني وحمففوني مففن الحمففر‬
‫والسففود أي العجففم والعففرب … وتحصففدهم فففي غففداة‬
‫واحدة‪.‬‬
‫فلما ضاق به الرسول صلى الله عليففه وسففلم نهففره‬
‫ل‪)) :‬هم لك … خذهم ل بارك اللففه فيهففم …(( وتففبرأ‬ ‫قائ ً‬

‫‪476‬‬
‫عبادة بن الصامت من عبد الله بن أبي بن سلول وكففان‬
‫هو أيضا ً حليفهم وهذا دليل على إيمان عبففادة _ وظهففور‬
‫نفاق ابن سففلول وخرجففوا مففن المدينففة مففذلولين بففدون‬
‫سففلح وعتففاد‪ ،‬واسففتولى المسففلمون علففى أمففوالهم‬
‫وعتففادهم وقسففم الرسففول صففلى اللففه عليففه وسففلم‬
‫أمففوالهم بيففن المسففلمين أخماس فًا‪ ،‬وأخففذ لففه الخمففس‪،‬‬
‫لينفقه على الفقراء والمحتاجين‪.‬‬
‫وهكذا خرجوا إلى بلد الشام تففاركين خلفهففم الرض‬
‫الطيبة التي أرادوا أن يدنسوها بخيانتهم‪ ،‬ولم يكن دعاء‬
‫الرسول صلى الله عليه وسلم عبثا ً فقد هلكففوا جميعففا ً‬
‫في بلد الشام خلل فترة وجيزة‪(1) .‬‬
‫لقد أنزل اللففه القصففاص العففادل بففاليهود جففزاء لهففم‬
‫علففى خيففانتهم العهففود‪ ،‬وخففاب ظففن المنففافقين الففذين‬
‫ن‬ ‫قو َ‬ ‫ل ال ْ ُ‬
‫من َففافِ ُ‬ ‫انكشف أمرهم فففي قففوله تعففالى‪} :‬وَإ ِذ ْ ي َ ُ‬
‫قففو ُ‬
‫سففول ُُه إ ِل ّ ُغففُرورا ً{‬ ‫ه وََر ُ‬ ‫ما وَع َد ََنا الّلفف ُ‬
‫ض ّ‬ ‫ن ِفي قُُلوب ِِهم ّ‬
‫مَر ٌ‬ ‫َوال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫]سورة الحزاب ‪ [33/12‬بل وعففدهم الكففاذب وعهففدهم‬
‫المنقوض ووعد الله ورسوله هو الصادق‪.‬‬

‫‪ () 1‬انظر زاد المعففاد ‪3/127‬وسففيرة ابففن هشففام ‪2/47‬والطبقففات الكففبرى‬


‫‪2/28‬‬

‫‪477‬‬
‫مقتل كعب بن الشرف‬

‫)‪(1‬‬ ‫بعففد هلك بنففي قينقففاع قففام كعففب بففن الشففرف‬


‫بتحريض المشركين في مكة بتبففاكيه شففعرا ً علففى قتلففى‬
‫بدر ثم رجع يؤذي المؤمنات بتشبيبه بهففن شففعرا ً )‪ (2‬ثففم‬
‫طلب رسول الله صلى الله عليففه وسففلم مففن صففحابته‬
‫من يكفي المسلمين شّر كعب بففن الشففرف الففذي آذى‬
‫الله ورسوله‪ ,‬فقام بالمهمة العظيمة محمد بن مسففلمة‬
‫_ ومعه بعض الصحابة رضي الله عنهم ‪ ،‬فاحتففالوا عليففه‬
‫حتى مكنهم الله منه فقتلوه كما تقدم في سياق الثر‪.‬‬

‫‪ () 1‬كان عربيا من بني نبهان وهم بطن من طئ وكان أبوه أصاب دما في‬
‫الجاهلية فأتى المدينة فحالف بني النضففير فشففرف فيهففم وتففزوج عقيلففة‬
‫بنت أبي الحقيق فولدت له كعبا وكان طويل جسيما ذا بطن وهامة وهجا‬
‫المسلمين بعد وقعة بدر وخرج إلى مكة فنزل على بن وداعففة السففهمي‬
‫والد المطلب فهجاه حسان وهجا امرأته عاتكة بنت أسيد بن أبي العيص‬
‫بن أمية فطردته فرجع كعب إلى المدينة وتشبب بنساء المسلمين حففتى‬
‫آذاهم وروى أبو داود والترمذي من طريق الزهري عن عبد الرحمففن بففن‬
‫عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه أن كعففب بففن الشففرف كففان شففاعرا‬
‫وكان يهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحرض عليه كفار قريففش‬
‫وكان النففبي صففلى اللففه عليففه وسففلم قففدم المدينففة وأهلهففا أخلط فففأراد‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم استصلحهم وكان اليهود والمشففركون‬
‫يؤذون المسلمين أشد الذى فقال رسففول اللففه صففلى اللففه عليففه وسففلم‬
‫))اللهم اكفني بن الشرف بما شئت في إعلنه الشففر وقففوله الشففعار((‬
‫وأمر الله رسوله والمسلمين بالصبر فلمففا أبففى كعففب أن ينففزع عففن أذاه‬
‫أمر رسول الله صلى الله عليففه وسففلم سففعد بففن معففاذ أن يبعففث رهطففا‬
‫ليقتلوه وذكر بن سعد أن قتله كففان فففي ربيففع الول مففن السففنة الثالثففة‪-‬‬
‫الطبقات الكبرى ج ‪/2‬ص ‪ 32‬فتح الباري ج ‪/7‬ص ‪337‬‬
‫‪ () 2‬اورد الطبري شيئا ً منه يدل على مجونه تاريخ الطبري ‪2/488‬‬

‫‪478‬‬
‫بنوا النضير‪:‬‬
‫الثار‪:‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫من ُففو َ‬ ‫ب ي ُؤ ْ ِ‬ ‫ن ال ْك ِت َففا ِ‬ ‫صيبا ً ِ‬
‫م ْ‬ ‫ن أوُتوا ن َ ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ت ََر إ َِلى ال ّ ِ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬أل َ ْ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫دى ِ‬ ‫ؤلِء أهْ َ‬ ‫ن ك َفَُروا هَ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ل ِل ّ ِ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫ت وَ ي َ ُ‬ ‫غو ِ‬ ‫ت َوال ّ‬
‫طا ُ‬ ‫جب ْ ِ‬‫ِبال ْ ِ‬
‫سِبيل ً )‪] {(51‬سورة النساء ‪[4/51‬‬ ‫مُنوا َ‬ ‫آ َ‬
‫‪ - 7738-554‬حدثنا محمد بن الحسين‪ ،‬قال‪ :‬ثنا أحمففد بففن مفضففل‪،‬‬
‫قال‪ :‬ثنا أسباط‪ ،‬عن السدي‪ ،‬قففال‪ :‬لمففا كففان مففن أمففر رسففول اللففه‬
‫صلى اللففه عليففه وسففلم ويهفففود بفففني النضففير مففا كففان حيففن أتففاهم‬
‫يستعينهم في دية العامريين‪ ،‬فهموا به وبأصحابه‪ ،‬فأطلع الله رسوله‬
‫على ما هموا به من ذلك‪ ،‬ورجع رسول الله صلى اللففه عليففه وسففلم‬
‫إلى المدينة‪ ،‬فهرب كعب بن الشرف حتى أتى مكة‪ ،‬فعاهدهم على‬
‫محمد‪ ،‬فقال له أبو سفيان‪ :‬يا أبا سعد‪ ،‬إنكم قففوم تقففرؤون الكتففاب‪،‬‬
‫وتعلمون‪ ،‬ونحن قوم ل نعلم‪ ،‬فأخبرنا‪ :‬ديننا خير أم دين محمد؟ قففال‬
‫كعففب‪ :‬اعرضففوا علففي دينكففم! فقففال أبففو سفففيان‪ :‬نحففن قففوم ننحففر‬
‫الكوماء‪ ،‬ونسقي الحجيج المفاء‪ ،‬ونقفري الضففيف‪ ،‬ونعمفر بيفت ربنففا‪،‬‬
‫ونعبد آلهتنا التي كان يعبد آباؤنا‪ ،‬ومحمد يأمرنا أن نترك هذا ونتبعففه‪.‬‬
‫قال‪ :‬دينكم خير من دين محمد‪ ،‬فففاثبتوا عليففه! أل تففرون أن محمففدا ً‬
‫يزعم أنه بعث بالتواضع‪ ،‬وهو ينكح من النسففاء مففا شففاء؟ ومففا نعلففم‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ذي َ‬ ‫م ت َفَر إ ِل َففى ال ّف ِ‬ ‫ملكا ً أعظم من ملك النساء! فذلك حين يقول‪} :‬أل َ ْ‬
‫ُ‬
‫ن‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ل ِل ّف ِ‬ ‫قول ُففو َ‬ ‫ت وَي َ ُ‬ ‫غو ِ‬ ‫ت َوالط ّففا ُ‬ ‫جب ْ ِ‬ ‫ن ِبفال ْ ِ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ب ي ُؤ ْ ِ‬ ‫ن ال ْك َِتا ِ‬ ‫م َ‬ ‫صيبا ً ّ‬ ‫أوُتوا ْ ن َ ِ‬
‫َ‬
‫سِبيل ً{ )‪(1‬‬ ‫مُنوا ْ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫دى ِ‬ ‫ؤلء أهْ َ‬ ‫فُروا ْ هَ ُ‬ ‫كَ َ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫هفف ّ‬ ‫م إ ِذ ْ َ‬ ‫ة الل ّهِ ع َل َي ْك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫مُنوا اذ ْك ُُروا ن ِعْ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫قوله تعالى‪َ} :‬يا أي َّها ال ّ ِ‬
‫طوا إل َيك ُم أ َيديهم فَك َف ّ َ‬ ‫قَ و َ‬
‫قففوا الل ّف َ‬
‫ه‬ ‫م َوات ّ ُ‬ ‫م ع َن ْك ُف ْ‬ ‫ف أي ْفد ِي َهُ ْ‬ ‫س ُ ِ ْ ْ ْ َُِ ْ‬ ‫ن ي َب ْ ُ‬‫مأ ْ‬ ‫ْ ٌ‬
‫ن )‪] {(11‬سورة المائدة ‪[5/11‬‬ ‫مُنو َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬‫ل ال ْ ُ‬ ‫وَع ََلى الل ّهِ فَل ْي َت َوَك ّ ْ‬
‫‪ - 9017-555‬حدثنا القاسم‪ ،‬قال‪ :‬ثنا الحسين‪ ،‬قال‪ :‬ثني حجاج‪ ،‬عن‬
‫ابن جريج‪ ،‬عن عكرمة‪ ،‬قال‪ :‬بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫المنذر بن عمرو النصففاري أحففد بنففي النجففار وهففو أحففد النقبففاء ليلففة‬
‫العقبة‪ ،‬فبعثه في ثلثيففن راكبفا ً مففن المهففاجرين والنصففار‪ .‬فخرجففوا‪،‬‬
‫فلقوا عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر على بئر معونة‪ ،‬وهي من‬
‫مياه بني عامر‪ ،‬فاقتتلوا‪ ،‬فقتل المنففذر وأصففحابه إل ثلثففة نفففر كففانوا‬
‫في طلب ضففالة لهففم‪ ،‬فلففم يرعهففم إل والطيففر تحففوم فففي السففماء‪،‬‬
‫يسقط من بين خراطيمها علق الدم‪ ،‬فقال أحد النفر‪ :‬قتففل أصففحابنا‬

‫‪ () 1‬تفسير الطففبري ) ‪ - ( 134 / 5‬تفسففير الففدر المنثففور ) ‪( 563 / 2‬‬


‫حسنه في التفسير‬
‫المعجم الكبير ج‪ 11:‬ص‪ 251:‬مجمع الزوائد ج‪ 7:‬ص‪5:‬‬
‫الصحيح )‪(2/281‬‬

‫‪479‬‬
‫ل‪ ،‬فاختلفففا ضففربتين‪ ،‬فلمففا‬ ‫والرحمن! ثم تولى يشففتد حففتى لقففي رج ً‬
‫خالطته الضربة‪ ،‬رفع رأسه إلى السماء ففتح عينيففه‪ ،‬ثففم قففال‪ :‬اللففه‬
‫أكففبر‪ ،‬الجنففة ورب العففالمين! فكففان يففدعى "اعنففق ليمففوت"‪ .‬ورجففع‬
‫صاحباه‪ ،‬فلقيا رجلين من بني سففليم‪ ،‬وبيففن النففبي صففلى اللففه عليففه‬
‫وسلم وبين قومهما موادعة‪ ،‬فانتسبا لهما إلى بني عامر‪ ،‬فقتلهمففا‪.‬‬
‫وقدم قومهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم يطلبون الدية‪ ،‬فخرج‬
‫ومعه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة وعبد الرحمففن بففن عففوف‬
‫رضي الله عنهم ‪ ،‬حفتى دخلفوا إلفى كعفب بفن الشفرف ويهفود بنفي‬
‫النضير‪ ،‬فاستعانهم في عقلهما‪ .‬قال‪ :‬فاجتمعت اليهود لقتففل رسففول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه‪ ،‬واعتلوا بصنيعة الطعام‪ ،‬فأتففاه‬
‫جبريل صلى الله عليه وسلم بالذي اجتمعت عليه يهود مففن الغففدر‪،‬‬
‫فخرج ثم دعا عليًا‪ ،‬فقال‪)) :‬ل تبرح مقامففك‪ ،‬فمففن خففرج عليففك مففن‬
‫أصففحابي فسففألك عنففي فقففل وجففه إلففى المدينففة فففأدركوه‪ ((.‬قففال‪:‬‬
‫فجعلوا يمرون علففى علففي‪ ،‬فيففأمرهم بالففذي أمففره حففتى أتففى عليففه‬
‫م{‬ ‫من ْهُف ْ‬‫خائ ِن َفةٍ ّ‬ ‫ى َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫آخرهم‪ ،‬ثم تبعهم؛ فذلك قوله‪} :‬وَل َ ت ََزا ُ‬
‫ل ت َطل ِفعُ ع َلف َ‬
‫]سورة المائدة ‪(1) [5/13‬‬
‫ن‬
‫مفف ْ‬ ‫ي فَ َ‬ ‫ن الغَ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫شد ُ ِ‬ ‫ن الّر ْ‬ ‫ن قَد ْ ت َب َي ّ َ‬ ‫دي ِ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬ل إ ِك َْراه َ ِفي ال ّ‬
‫قى ل‬ ‫ك ب ِففال ْعُْروَةِ ال ْفوُث ْ َ‬ ‫سف َ‬ ‫م َ‬ ‫ست َ ْ‬‫قد ْ ا ْ‬ ‫ن ِبالل ّهِ فَ َ‬ ‫م ْ‬‫ت وَي ُؤ ْ ِ‬ ‫غو ِ‬ ‫طا ُ‬‫فْر ِبال ّ‬ ‫ي َك ْ ُ‬
‫م )‪] {(256‬سورة البقرة ‪[2/256‬‬ ‫ميعٌ ع َِلي ٌ‬ ‫س ِ‬ ‫ه َ‬ ‫م ل ََها َوالل ّ ُ‬
‫صا َ‬ ‫ف َ‬ ‫ان ِ‬
‫‪ - 4537-556‬حدثنا حميد بن مسعدة‪ ،‬قال‪ :‬ثنفا بشفر بفن المفضفل‪،‬‬
‫قال‪ :‬ثنا داود‪ ،‬وحدثني يعقوب‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا ابففن عليففة‪ ،‬عففن داود‪ ،‬عففن‬
‫عامر‪ ،‬قال‪ :‬كانت المرأة من النصار تكففون مقلت فا ً )‪ (2‬ل يعيففش لهففا‬
‫ولد‪ ،‬فتنذر إن عاش ولدها أن تجعله مففع أهففل الكتففاب علففى دينهففم‪.‬‬
‫فجاء السلم وطوائف من أبنففاء النصففار علففى دينهففم‪ ،‬فقففالوا‪ :‬إنمففا‬
‫جعلناهم على دينهم‪ ،‬ونحن نرى أن دينهم أفضل من ديننففا‪ ،‬وإذ جففاء‬
‫ن{ فكان فصففل‬ ‫الله بالسلم فلنكرهنهم! فنزلت‪} :‬ل َ إ ِك َْراه َ ِفي ال ّ‬
‫دي ِ‬
‫ما بين من اختار اليهودية والسلم‪ ،‬فمن لحق بهففم اختففار اليهوديففة‪،‬‬
‫ومن أقام اختار السلم‪ .‬ولفظ الحديث لحميد‪(3) .‬‬
‫فروا م َ‬ ‫ذي أ َ ْ‬
‫ن‬ ‫مف ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫ل ال ْك ِت َففا ِ‬ ‫ن أ هْ ِ‬ ‫ِ ْ‬ ‫ن كَ َ ُ‬ ‫ذي َ‬‫ج ال ّ ِ‬ ‫خَر َ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬هُوَ ال ّ ِ‬
‫َ‬ ‫شر ما ظ َننت َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫مففان ِعَت ُهُ ْ‬‫م َ‬ ‫جوا وَظ َن ّففوا أن ّهُف ْ‬ ‫خُر ُ‬ ‫ن يَ ْ‬
‫مأ ْ‬ ‫َُْ ْ‬ ‫ح ْ ِ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫م ل وّ ِ‬‫د َِيارِه ِ ْ‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ ( 145 / 6‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 37 / 3‬‬


‫‪ () 2‬مقلتا أي قليلة الولد فتجعل على نفسها إن عاش لهففا ولففد أن تهففوده‬
‫وكانت العرب تزعم أن المقلت إذ ‪ 1‬وطئت رجل كربما قتل غدرا عففاش‬
‫ولدها ) النهاية في غريب الثر ج ‪/4‬ص ‪)(98‬لسان العرب ج ‪/5‬ص ‪(203‬‬
‫صففححه فففي‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪ ( 14 / 3‬سففنن أبففي داود ج‪ 3:‬ص‪58:‬‬
‫التفسير الصحيح )‪(3/61‬‬

‫‪480‬‬
‫َ‬
‫ف فِففي‬ ‫سُبوا وَقَفذ َ َ‬ ‫حت َ ِ‬
‫م يَ ْ‬ ‫ث لَ ْ‬ ‫حي ْ ُ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫ه ِ‬ ‫م الل ّ ُ‬‫ن الل ّهِ فَأَتاهُ ْ‬ ‫م ْ‬‫م ِ‬ ‫صون ُهُ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫مففؤ ْ ِ‬
‫مِني َ‬ ‫دي ال ْ ُ‬ ‫م وَأْيفف ِ‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫م ب ِأْيفف ِ‬ ‫ن ب ُُيففوت َهُ ْ‬‫خرُِبففو َ‬ ‫ب يُ ْ‬‫عفف َ‬ ‫م الّر ْ‬ ‫قُُلففوب ِهِ ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫صارِ )‪] {(2‬سورة الحشر ‪[59/2‬‬ ‫َفاع ْت َب ُِروا َيا أوِلي الب ْ َ‬
‫‪ - 26188-557‬حدثنا بشر‪ ،‬قال‪ :‬ثنا يزيد‪ ،‬قال‪ :‬ثنا سعيد‪ ،‬عن قتففادة‬
‫َ‬ ‫ففروا مف َ‬ ‫ذي أ َ ْ‬
‫ل‬
‫م لوّ ِ‬ ‫ن د َِيفارِه ِ ْ‬‫مف ْ‬
‫ب ِ‬ ‫ل ال ْك ِت َففا ِ‬ ‫ن أهْف ِ‬ ‫ِ ْ‬ ‫ن كَ َ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ج ال ّف ِ‬‫خفَر َ‬ ‫}هُوَ ال ّ ِ‬
‫ر{ قيل‪ :‬الشام‪ ،‬وهم بنو النضير حي من اليهود‪ ،‬فأجلهم نففبي‬ ‫ش ِ‬‫ح ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫الله صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى خيبر‪ ،‬مرجعه مففن أحففد‪.‬‬
‫)‪( 1‬‬
‫‪-558‬حدثنا ابففن عبففد العلففى‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا ابففن ثففور‪ ،‬عففن معمففر‪ ،‬عففن‬
‫ر{ قففال‪ :‬هففم بنففو النضففير قففاتلهم‬ ‫ح ْ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫شف ِ‬ ‫م لوّ ِ‬ ‫ن د ِي َففارِه ِ ْ‬ ‫م ْ‬‫الزهري } ِ‬
‫النبي صلى الله عليه وسففلم حففتى صففالحهم علففى الجلء‪ ،‬فففأجلهم‬
‫إلى الشفام‪ ،‬وعلففى أن لهففم مفا أقلفت البفل مفن شففيء إل الحلقفة‪،‬‬
‫والحلقة‪ :‬السلح‪ ،‬كانوا من سبط لم يصبهم جلء فيما مضففى‪ ،‬وكففان‬
‫الله عز وجل قد كتب عليهم الجلء‪ ،‬ولففول ذلففك عففذبهم فففي الففدنيا‬
‫بالقتل والسباء‪(2) .‬‬
‫‪ - 26190-559‬حدثنا ابن حميد‪ ،‬قال‪ :‬ثنا سلمة بن الفضل‪ ،‬قال‪ :‬ثنا‬
‫ابن إسحاق‪ ،‬عن يزيد بن رومان‪ ،‬قال‪ :‬نزلت في بني النضير سففورة‬
‫الحشر بأسرها‪ ،‬يذكر فيها ما أصابهم الله عز وجففل بففه مففن نقمتففه‪،‬‬
‫وما سلط عليهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم وما عمففل بففه‬
‫ف فروا م ف َ‬ ‫ذي أ َ ْ‬
‫ن‬ ‫مف ْ‬
‫ب ِ‬ ‫ل ال ْك ِت َففا ِ‬
‫ن أهْ ف ِ‬
‫ِ ْ‬ ‫ن كَ َ ُ‬
‫ذي َ‬‫ج ال ّف ِ‬‫خ فَر َ‬ ‫فيهم‪ ،‬فقال‪} :‬هُوَ ال ّ ِ‬
‫ر{ ‪ ..‬اليات‪(3) .‬‬ ‫ح ْ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ش ِ‬ ‫م لوّ ِ‬ ‫د َِيارِه ِ ْ‬
‫‪ - 26198-560‬حدثنا ابن حميد‪ ،‬قال‪ :‬ثنا سلمة‪ ،‬عففن ابففن إسففحاق‪،‬‬
‫عن يزيد بن رومان‪ ،‬قال‪ :‬احتملوا من أموالهم‪ ،‬يعني بني النضير‪ ،‬ما‬
‫استقلت به البل‪ ،‬فكفان الرجففل منهفم يهفدم بيتفه عففن نجفاف بفابه‪،‬‬
‫ن‬‫خرُِبفو َ‬ ‫فيضعه على ظهر بعيره فينطلق بفه‪ ،‬قفال‪ :‬ففذلك قولففه‪} :‬ي ُ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن{ وذلففك هففدمهم بيففوتهم عففن نجففف‬ ‫مِني َ‬ ‫م فؤ ْ ِ‬ ‫دي ال ْ ُ‬ ‫م وَأي ْ ِ‬ ‫ديهِ ْ‬‫ب ُُيوت َُهم ب ِأي ْ ِ‬
‫أبوابهم إذا احتملوها‪(4) .‬‬
‫‪ - 26201-561‬حدثت عن الحسين‪ ،‬قال‪ :‬سففمعت أبففا معففاذ يقففول‪:‬‬
‫ن‬
‫خرُِبفو َ‬ ‫أخبرنففا عبيففد‪ ،‬قففال‪ :‬سففمعت الضففحاك يقفول فففي قولفففه‪} :‬ي ُ ْ‬
‫حسنه‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 28 / 28‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 92 / 8‬‬
‫في التفسير الصحيح )‪(1/223‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 28 / 28‬تفسير عبد الففرزاق ) ‪- ( 282 / 3‬‬
‫المستدرك على الصحيحين ) ‪ - ( 525 / 2‬فتح الباري ) ‪( 330 / 7‬‬
‫‪ () 3‬الدر المنثور ج‪ 8:‬ص‪ 92:‬تفسير ابن كثير ج‪ 4:‬ص‪ 331:‬وفتففح البففاري‬
‫ج‪ 7:‬ص‪ 332:‬إسناده ضعيف‪.‬‬
‫‪ () 4‬تفسير الطبري ) ‪ ( 30 / 28‬الدر المنثور ج‪ 8:‬ص‪ 115:‬تفسففير ابففن‬
‫كثير ج‪4:‬ص‪ 3:‬إسناده ضعيف‪.‬‬

‫‪481‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن{ يعني أهل النضير جعل المسففلمون‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫دي ال ْ ُ‬ ‫م وَأي ْ ِ‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫ب ُُيوت َُهم ب ِأي ْ ِ‬
‫كلمففا هففدموا مففن حصففنهم جعلففوا ينقضففون بيففوتهم بأيففديهم وأيففدي‬
‫المؤمنين‪ ،‬ثم يبنون ما خرب المسلمون‪(1) .‬‬
‫َ‬
‫م ِفي الد ّن َْيا‬ ‫جلَء ل َعَذ ّب َهُ ْ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ه ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫ب الل ّ ُ‬ ‫ن ك َت َ َ‬ ‫ول أ ْ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬وَل َ ْ‬
‫ب الّنارِ )‪] {(3‬سورة الحشر ‪[59/3‬‬ ‫ذا ُ‬ ‫خَرةِ ع َ َ‬ ‫م ِفي ال ِ‬ ‫وَل َهُ ْ‬
‫‪ - 26204-562‬حدثنا ابن عبد العلى‪ ،‬قال‪ :‬ثنا ابن ثور‪ ،‬عن معمففر‪،‬‬
‫عن الزهري‪ ،‬قال‪ :‬كان النضير من سبط لم يصبهم جلء فيما مضى‪،‬‬
‫وكان الله قد كتب عليهم الجلء‪ ،‬ولول ذلك لعذبهم في الدنيا بالقتففل‬
‫والسبي‪(2) .‬‬
‫‪ - 26205-563‬حدثنا ابن حميد‪ ،‬قال‪ :‬ثنا سلمة‪ ،‬قال‪ :‬ثني محمد بن‬
‫َ‬
‫جلء{‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ه ع َل َي ْهِف ُ‬ ‫ب الل ّف ُ‬ ‫ول أن ك َت َف َ‬ ‫إسحاق‪ ،‬عن يزيفد بفن رومفان }وََلف ْ‬
‫م ِفي‬ ‫م ِفي الد ّن َْيا{ أي بالسيف }وَل َهُ ْ‬ ‫وكان لهم من الله نقمة }ل َعَذ ّب َهُ ْ‬
‫ر{ مع ذلك‪(3) .‬‬ ‫ب الّنا ِ‬ ‫ذا ُ‬ ‫خَرةِ ع َ َ‬ ‫ال ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ة ع َلففى‬ ‫مف ً‬ ‫موهَففا َقائ ِ َ‬ ‫ن ِلين َفةٍ أوْ ت ََرك ْت ُ ُ‬ ‫مف ْ‬ ‫م ِ‬ ‫مففا قَطعْت ُف ْ‬ ‫قففوله تعففالى‪َ } :‬‬
‫خ فزِيَ ال ْ َ‬ ‫ن الل ّفهِ وَل ِي ُ ْ‬ ‫ُ‬
‫ن )‪] {(5‬سففورة الحشففر‬ ‫قي َ‬ ‫سف ِ‬ ‫فا ِ‬ ‫صول َِها فَب ِفإ ِذ ْ ِ‬ ‫أ ُ‬
‫‪[59/5‬‬
‫‪ -26219-564‬حدثنا ابن حميد‪ ،‬قال‪ :‬ثنا سلمة بن الفضل‪ ،‬قال‪ :‬ثنففا‬
‫محمد بن إسحاق‪ ،‬قال‪ :‬ثنا يزيد بن رومففان‪ ،‬قففال‪ :‬لمففا نففزل رسففول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم بهم يعني ببني النضير تحصففنوا منففه فففي‬
‫الحصون‪ ،‬فأمر رسول الله صففلى اللففه عليففه وسففلم بقطففع النخففل‪،‬‬
‫والتحريق فيها‪ ،‬فنادوه‪ :‬يا محمد‪ ،‬قد كنت تنهى عففن الفسففاد وتعيبففه‬
‫على من صنعه‪ ،‬فما بال قطع النخل وتحريقها؟ فأنزل الله عز وجففل‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن الل ّف ِ‬
‫ه‬ ‫صففول َِها فَب ِفإ ِذ ْ ِ‬ ‫ة ع َل َففى أ ُ‬ ‫مف ً‬ ‫موهَففا َقائ ِ َ‬ ‫ن ِلين َفةٍ أوْ ت ََرك ْت ُ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ما قَط َعْت ُ ْ‬ ‫} َ‬
‫ن{‪(4) .‬‬ ‫قي َ‬ ‫س ِ‬‫فا ِ‬ ‫خزِيَ ال ْ َ‬ ‫وَل ِي ُ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫فت ُف ْ‬ ‫ج ْ‬ ‫مففا أوْ َ‬ ‫م فَ َ‬ ‫من ْهُف ْ‬ ‫سففول ِهِ ِ‬ ‫ه ع َل َففى َر ُ‬ ‫ما أفَففاَء الل ّف ُ‬ ‫قولفه تعالى‪} :‬وَ َ‬
‫شففاُء‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ع ََلى َ‬ ‫سل َ ُ‬ ‫ط ُر ُ‬ ‫سل ّ ُ‬ ‫ه يُ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ب وَل َك ِ ّ‬ ‫كا ٍ‬ ‫ل َول رِ َ‬ ‫خي ْ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ع َل َي ْهِ ِ‬
‫ديٌر )‪] {(6‬سورة الحشر ‪[59/6‬‬ ‫يٍء قَ ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ه ع ََلى ك ُ ّ‬ ‫َوالل ّ ُ‬
‫‪ - 26228-565‬حدثني محمد بن سعد‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففي أبففي‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففي‬
‫‪ - () 1‬تفسير الطبري ) ‪ ( 30 / 28‬إسناده ضعيف‪.‬‬
‫‪ () 2‬تفسففير الطففبري ) ‪ - ( 31 / 28‬تفسففير ابففن كففثير ) ‪- ( 333 / 4‬‬
‫المستدرك على الصحيحين ) ‪( 525 / 2‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪ (3 / 28‬الدر المنثور ج‪ 8:‬ص‪ 91:‬تفسير ابن كففثير‬
‫ج‪ 4:‬ص‪ 332:‬سنن البيهقي الكبرى ج‪ 9:‬ص‪ 232:‬فتففح البففاري ج‪ 7:‬ص‪:‬‬
‫‪ 331‬إسناده ضعيف‪.‬‬
‫‪ () 4‬تفسير الطبري ) ‪ ( 32 / 28‬وبمعناه في ‪ -‬تفسير الدر المنثور ) ‪/ 8‬‬
‫‪ - ( 91‬تفسير ابن كثير ) ‪ - ( 334 / 4‬فتح الباري ) ‪ ( 331 / 7‬إسناده‬
‫ضعيف‪.‬‬

‫‪482‬‬
‫عمي‪ ،‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابففن عباسف رضففي اللففه عنهمففا ‪،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل َول‬ ‫خي ْ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ع َل َي ْهِ ِ‬ ‫فت ُ ْ‬ ‫ج ْ‬‫ما أوْ َ‬ ‫م فَ َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫سول ِهِ ِ‬ ‫ه ع ََلى َر ُ‬ ‫ما أَفاَء الل ّ ُ‬ ‫قوله }وَ َ‬
‫يٍء‬ ‫شف ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ه ع َلففى ك ُف ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫شاُء َوالل ُ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ع َلى َ‬ ‫َ‬ ‫سل ُ‬ ‫َ‬ ‫سلط ُر ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ه يُ َ‬ ‫ّ‬
‫ن الل َ‬ ‫ب وَل َك ِ ّ‬ ‫كا ٍ‬ ‫رِ َ‬
‫ديٌر{ قال‪ :‬أمر الله عففز وجففل نففبيه بالسففير إلففى قريظففة والنضففير‬ ‫قَ ِ‬
‫وليس للمسلمين يومئذ كثير خيل ول ركاب فجعل ما أصاب رسففول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم يحكم فيه ما أراد‪ ،‬ولم يكففن يفومئذ خيففل‬
‫ول ركففاب يوجففف بهففا‪ .‬قففال‪ :‬واليجففاف‪ :‬أن يوضففعوا السففير وهففي‬
‫لرسول الله صلى الله عليففه وسففلم ‪ ،‬فكففان مففن ذلففك خيففبر وفففدك‬
‫وقرى عربية‪ ،‬وأمر الله رسوله أن يعد لينبع‪ ،‬فأتاها رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬فاحتواها كلها‪ ،‬فقال ناس‪ :‬هل قسمها‪ ،‬فأنزل اللففه‬
‫قفَرى‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫عز وجل عذره‪ ،‬فقال‪} :‬ما أ ََفاء الل ّه ع ََلى رسففول ِه مف َ‬
‫ن أهْف ِ‬ ‫ِ ِ ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫ل{‬ ‫سفِبي ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ذي ال ْ ُ‬ ‫فَل ِل ّهِ وَِللّر ُ‬
‫ن َواب ْف ِ‬ ‫كي ِ‬ ‫سففا ِ‬ ‫م َ‬ ‫مى َوال َ‬ ‫قْرب َففى َوالي َت َففا َ‬ ‫ل وَل ِ ِ‬ ‫سو ِ‬
‫مففا‬‫ذوه ُ وَ َ‬ ‫خف ُ‬ ‫ل فَ ُ‬ ‫سففو ُ‬ ‫م الّر ُ‬ ‫مففا آت َففاك ُ ُ‬ ‫]سورة الحشر ‪ [59/7‬ثففم قففال‪} :‬وَ َ‬
‫هوا{‪ ...‬الية‪(1) .‬‬ ‫ه َفانت َ ُ‬ ‫م ع َن ْ ُ‬ ‫ن ََهاك ُ ْ‬
‫ن‬
‫حب ّففو َ‬ ‫م يُ ِ‬ ‫ن قَب ْل ِهِف ْ‬ ‫مف ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫مففا َ‬ ‫لي َ‬ ‫داَر َوا ِ‬ ‫ن ت َب َوُّءوا الف ّ‬ ‫ذي َ‬‫قوله تعالى‪َ} :‬وال ّ ِ‬
‫مففا ُأوُتففوا‬ ‫م ّ‬ ‫ة ِ‬ ‫جفف ً‬ ‫حا َ‬ ‫م َ‬ ‫دورِه ِ ْ‬ ‫صفف ُ‬ ‫ن ِفي ُ‬ ‫دو َ‬ ‫جفف ُ‬ ‫م َول ي َ ِ‬ ‫جَر إ ِل َي ِْهفف ْ‬ ‫هففا َ‬ ‫ن َ‬ ‫مفف ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ح‬‫شف ّ‬ ‫ن ي ُففوقَ ُ‬ ‫مف ْ‬ ‫ة وَ َ‬ ‫صف ٌ‬ ‫صا َ‬ ‫خ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ب ِهِ ف ْ‬ ‫م وَلوْ ك َففا َ‬ ‫س هِ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫ن ع َلى أن ْ ُ‬ ‫وَي ُؤ ْث ُِرو َ‬
‫ُ‬
‫ن )‪] {(9‬سورة الحشر ‪[59/9‬‬ ‫حو َ‬ ‫فل ِ ُ‬‫م ْ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫ك هُ ْ‬ ‫سهِ فَأوْل َئ ِ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫نَ ْ‬
‫‪ -26242-566‬حدثنا ابن حميد‪ ،‬قال‪ :‬ثنا سلمة‪ ،‬قال‪ :‬ثني محمد بففن‬
‫إسحاق‪ ،‬عن عبد الله بن أبي بكر‪ ،‬أنففه حففدث أن بنففي النضففير خلففوا‬
‫الموال لرسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت النضففير لرسففول‬
‫الله صففلى اللففه عليففه وسففلم خاصففة يضففعها حيففث يشففاء‪ ،‬فقسففمها‬
‫رسول الله صلى اللففه عليففه وسففلم علففى المهففاجرين الوليففن دون‬
‫النصار‪ ،‬إل أن سهل بن حنيف وأبففا دجانففة سفماك بفن خرشففة ذكففرا‬
‫فقرًا‪ ،‬فأعطاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪(2) .‬‬

‫إسناده‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ ( 36 / 28‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 99 / 8‬‬
‫ضعيف‬
‫وصحيح البخاري ) ‪ ( 1852 / 4‬بنحوه سنن البيهقي الكففبرى ) ‪( 58 / 7‬‬
‫السنن الكبرى ) ‪( 484 / 6‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ ( 41 / 28‬تفسير ابن كثير ج‪ 4:‬ص‪333:‬و الطبقات‬
‫الكبرى ج‪ 2:‬ص‪ 58:‬إسناده ضعيف‪.‬‬

‫‪483‬‬
‫الدراسة‪:‬‬
‫بنو النضير‪:‬‬
‫بنففو النضففير قبيلففة مففن قبففائل اليهففود فففي المدينففة‪،‬‬
‫عاهففدوا الرسففول صففلى اللففه عليففه وسففلم علففى عففدم‬
‫العتففداء وعففدم نصففر عففدو لففه عليففه الصففلة والسففلم‪،‬‬
‫يسكنون في ضاحية بأطراف المدينة بها خضرة ونخيففل‬
‫وماء تسمى )العوالي( وظل عهدهم مع الرسففول صففلى‬
‫الله عليه وسلم أربع سنوات كاملة قبل أن تحدث هذه‬
‫الغزوة‪ ،‬و لما ضعفت شوكة اليهود بعد جلء بني قينقاع‬
‫عففن المدينففة النبويففة‪ ،‬أخففذ بنففو النضففير يتعففاونون مففع‬
‫مشركي قريش بعد انتصار المسلمين في بففدر‪ ،‬فعنففدما‬
‫أراد أبو سفيان الثأر خرج في مئتي رجففل‪ ،‬وأتففى سففلم‬
‫بن مشكم وهو سيد بني النضير فاستقبله وسقاه خمرا ً‬
‫وتعاون معه ليذاء المسلمين‪ .‬ثم هجم أبو سفيان علففى‬
‫بعض البيوت وقتل رجلين من النصار ثم عاد إلففى مكففة‬
‫المكرمة‪ .‬ثم نقض بنو النضير العهد ثانية عنففدما رفضففوا‬
‫الشتراك مع النبي صلى الله عليه وسلم في يوم أحففد‬
‫بحجة أن القتال يدور يوم السبت وأن العهد بينهم ينففص‬
‫على المشاركة في الدفاع داخل المدينة وأحد خارجهففا‪،‬‬
‫ثم تففوالت الحففداث بعففد هزيمففة أحففد يففوم السففبت فففي‬
‫النصففف مففن شففوال فففي السففنة الثالثففة مففن الهجففرة‪،‬‬
‫فاستهانت القبففائل بففأمرهم وأخففذت تكيففد لهففم‪ ،‬فكففانت‬
‫حادثة الرجيع وهو ماء لقبيلة هذيل تعرض فيه ستة مففن‬
‫أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم للقتففل والسففر ثففم‬
‫كانت مجزرة بئر معونة وهو بين أرض بني عففامر وبنففي‬
‫سليم فففي نجففد‪ ،‬فففي صفففر فففي السففنة الرابعففة‪ ،‬حيففث‬
‫استشهد محمد بن المنففذر بففن عمففر ومعففه أربعيففن مففن‬
‫المسلمين على يد عامر بففن الطفيل ومففن ناصففره مففن‬
‫بني سليم‪ ،‬ولففم ينففج منهففم سففوى اثنففان كعففب بففن زيففد‬
‫وعمرو بن أمية الضميري‪ ،‬الففذي قتففل رجليففن مففن بنففي‬

‫‪484‬‬
‫عامر أثناء عودته‪ ،‬رغم أن النبي صلى الله عليففه وسففلم‬
‫كان قد ضمن لهما أمنهما‪(1) .‬‬
‫وكان بنو النضير حلفاء بني عامر‪ ،‬لذلك خففرج النففبي‬
‫صلى الله عليه وسلم معففه عشففرة مففن كبففار الصففحابة‬
‫منهم أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعلي بن أبففي‬
‫طالب رضي الله عنهم إلى مقربة من قبففاء لففدفع ديففة‬
‫الرجلين‪ ،‬فحاول بنو النضير قتل النبي صففلى اللففه عليففه‬
‫وسلم بأن يلقي عمففرو بففن جحاش ف صففخرة عليففه مففن‬
‫على ظهر الجدار وهففو جففالس‪ .‬لكففن اللففه تعففالى فضففح‬
‫مؤامرتهم وأمر النبي صففلى اللففه عليففه وسففلم بففالعودة‬
‫إلى المدينة‪ .‬فخففرج وكففأنه يريففد قضففاء حاجففة لففه‪ ،‬فلففم‬
‫يفطن له أحد‪ ،‬ثم تبعه أصحابه‪ ،‬ثم أنذر النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم بني النضير بالجلء عن حصونهم ومزارعهم‬
‫خلل عشرة أيففام فاسففتعد اليهففود للرحيففل‪ ،‬لكففن زعيففم‬
‫المنففافقين عبففد اللففه بففن أبففي بففن سففلول‪ ,‬وعففدهم‬
‫بالمساعدة بألفين من العرب وحثهم علففى الصففمود لن‬
‫إخوتهم من بني قريظة لن يخففذلوهم وكففذلك حلفففاؤهم‬
‫من غطفان‪ .‬رفض بنو النضير النذار وأخففذوا يسففتعدون‬
‫للقتال فرمموا حصففونهم‪ ،‬و أمففدوها بالسففلح‪ ،‬وزودوهففا‬
‫بمؤونة طعام تكفي أشهر طويلة‪.‬‬
‫حاصر النبي صلى الله عليه وسلم يهود بني النضففير‬
‫في حصونهم لمففدة عشففرين يومفا ً وأخففذ يقطففع نخيلهففم‬
‫ويحرق بساتينهم‪ ،‬ومنع مساعدة المنافق عبففد اللففه بففن‬
‫أبي بن سلول وحلفائهم من غطفان بعففد أن رفففض بنففو‬
‫قريظة نقض العهد معه‪.‬‬
‫فأيقن بنو النضير من سوء العاقبة‪ ،‬وتملكهم الخففوف‬
‫والرعب‪ ،‬وطلبوا منهم حقن دمففائهم مقابففل الستسففلم‬
‫والجلء‪ ،‬فأجابهم إلى طلبهم شرط أن يخففرج كففل ثلثففة‬
‫منهم في بعير يحملون عليه ما شاءوا من دون السلح‪،‬‬
‫‪ () 1‬صحيح البخاري ج ‪/4‬ص ‪1502‬والطبقففات الكففبرى ج ‪/2‬ص ‪54‬ومجمففع‬
‫الزوائد ج ‪/6‬ص ‪ 125‬وفتح الباري ج ‪/7‬ص ‪331‬‬

‫‪485‬‬
‫فخرجوا في ستمائة بعير فنزل بعضهم في خيبر بزعامة‬
‫حيي بن أخطب وسففلم بففن مشففكم وكنانففة بففن الففربيع‪،‬‬
‫ورحل البعض الخر إلى أذرعات عند حففدود بلد الشففام‪.‬‬
‫ج‬ ‫ذي أ َ ْ‬
‫خ فَر َ‬ ‫وفي أمر بني النضير يقول الله تعالى‪} :‬هُ فوَ ال ّف ِ‬
‫َ‬ ‫ف فروا م ف َ‬
‫مففا‬
‫ش فرِ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ل ال ْ َ‬‫م ل وّ ِ‬ ‫مففن د ِي َففارِه ِ ْ‬ ‫ب ِ‬‫ل ال ْك ِت َففا ِ‬ ‫ن أ هْ ف ِ‬ ‫ِ ْ‬ ‫ن كَ َ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫َ‬ ‫م َأن ي َ ْ‬
‫ن الل ّف ِ‬
‫ه‬ ‫مف َ‬ ‫صففون ُُهم ّ‬ ‫ح ُ‬‫م ُ‬ ‫مففان ِعَت ُهُ ْ‬‫جففوا وَظ َن ّففوا أن ّهُففم ّ‬ ‫خُر ُ‬ ‫ظ ََننت ُف ْ‬
‫َ‬
‫ب‬‫م الّرع ْ ف َ‬ ‫ف فِففي قُل ُففوب ِهِ ُ‬ ‫سُبوا وَقَذ َ َ‬ ‫حت َ ِ‬ ‫م يَ ْ‬‫ث لَ ْ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫ه ِ‬ ‫م الل ّ ُ‬‫فَأَتاهُ ُ‬
‫ن فَففاع ْت َب ُِروا ي َففا ُأول ِففي‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مِني َ‬‫م فؤ ْ ِ‬‫دي ال ْ ُ‬‫م وَأي ْف ِ‬ ‫ديهِ ْ‬‫ن ب ُي ُففوت َُهم ب ِأي ْف ِ‬
‫خرِب ُففو َ‬ ‫يُ ْ‬
‫صارِ )‪] {(2‬سورة الحشر ‪. [59/2‬‬ ‫َ‬
‫ال ب ْ َ‬
‫لقد خربوا بيوتهم بأيديهم‪ ،‬وذلك يتعلق بعقيففدتهم فكففل‬
‫يهودي يعلق على نجاف داره صففحيفة فيهففا وصففية موسففى‬
‫لبني إسرائيل‪ (1) ،‬لذلك حملوها معهم عند جلئهففم‪ ،‬وقيففل‪:‬‬
‫أن ما حملوه معهم هو أخشاب بيففوتهم وهففي غاليففة الثمففن‬
‫في ذلك الوقت‪ .‬وظن بنو النضير أن هذا الجلء هو انتصففار‬
‫لهم‪ ،‬فخرجففوا يرقصففون فففي ابتهففاج وسففرور‪ ،‬وقففد تزينففت‬
‫نساؤهم ويحملون الدفوف والمزاميففر‪ (2) .‬ولففم يعلمففوا مففا‬
‫ينتظرهم من الهلكة‪ ،‬وقد غنففم المسففلمون مففن يهففود بنففي‬
‫النضير سلحا ً كثيرًا‪ ،‬عدا الراضي والبساتين الففتي قسففمت‬
‫على المهاجرين‪ .‬وقيل‪ :‬أن رجليففن فقففط مففن بنففي النضففير‬
‫أسلما فلم تمس أموالهما وهما‪ :‬يامين بن عمير وأبو سففعد‬
‫بن وهب‪(3) .‬‬

‫‪ () 1‬تاريخ الطبري ج‪ 2:‬ص‪ 85:‬البداية والنهاية ج‪ 4:‬ص‪75:‬‬


‫‪ () 2‬تاريخ الطبري ج‪ 2:‬ص‪85:‬‬
‫‪ () 3‬البدايففة والنهايففة ج‪ 4:‬ص‪ 76:‬فتففح البففاري ج ‪/7‬ص ‪ 331‬الصففابة فففي‬
‫تمييز الصحابة ج ‪/2‬ص ‪406‬‬

‫‪486‬‬
‫بنو قريظة‪:‬‬
‫الثار‪:‬‬
‫م‬‫ض فه ُ ْ‬
‫خل ب َعْ ُ‬ ‫ذا َ‬ ‫من ّففا وَإ ِ َ‬ ‫مُنوا قَففاُلوا آ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫قوا ال ّ ِ‬ ‫ذا ل َ ُ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬وَإ ِ َ‬
‫َ‬
‫عن ْد َ‬‫م ب ِهِ ِ‬ ‫جوك ُ ْ‬ ‫حا ّ‬ ‫م ل ِي ُ َ‬ ‫ه ع َل َي ْك ُ ْ‬ ‫ح الل ّ ُ‬ ‫ما فَت َ َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫حد ُّثون َهُ ْ‬ ‫ض َقاُلوا أت ُ َ‬ ‫َ‬
‫إ ِلى ب َعْ ٍ‬
‫ربك ُ َ‬
‫ن )‪] {(76‬سورة البقرة ‪[2/76‬‬ ‫قُلو َ‬ ‫م أَفل ت َعْ ِ‬ ‫َ ّ ْ‬
‫‪ - 1113-567‬حدثنا القاسم‪ ،‬قففال‪ :‬حففدثني الحسففين‪ ،‬قففال‪ :‬حففدثني‬
‫حجاج‪ ،‬عن ابن جريج‪ ،‬قال‪ :‬أخبرني القاسم بن أبي بزة‪ ،‬عن مجاهد‬
‫َ‬
‫م{ قففال‪ :‬قففام النففبي صففلى‬ ‫ه ع َل َي ْك ُ ْ‬ ‫ح الل ّ ُ‬ ‫ما فَت َ َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫حد ُّثون َهُ ْ‬ ‫في قوله‪} ،‬أت ُ َ‬
‫الله عليففه وسففلم يففوم قريظففة تحففت حصففونهم‪ ،‬فقففال‪)):‬يففا إخففوان‬
‫القردة ويا إخوان الخنازير ويا عبدة الطاغوت(( فقالوا‪ :‬من أخبر هذا‬
‫َ‬
‫م{ بمففا‬ ‫ه ع َل َي ْك ُف ْ‬ ‫ح الل ّ ُ‬ ‫ما فَت َ َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫حد ُّثون َهُ ْ‬ ‫محمدًا؟ ما خرج هذا إل منكم }أت ُ َ‬
‫حكم الله للفتح ليكون لهم حجة عليكم؛ قال ابن جريج‪ ،‬عن مجاهد‪:‬‬
‫هذا حين أرسل إليهم عليا ً فآذوا محمدا ً صلى الله عليه وسلم ‪(1) .‬‬
‫َ‬
‫صففاَرى‬ ‫ذوا ال ْي َهُففود َ َوالن ّ َ‬ ‫خف ُ‬ ‫من ُففوا ل ت َت ّ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬ي َففا أي ّهَففا ال ّف ِ‬
‫أ َول ِياَء بعضه َ‬
‫ه‬‫ن الّلفف َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫م فَإ ِن ّ ُ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ي َت َوَل ّهُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ض وَ َ‬ ‫م أوْل َِياُء ب َعْ ٍ‬ ‫ْ َ َْ ُ ُ ْ‬
‫ن )‪] {(51‬سورة المائدة ‪[5/51‬‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ق وْ َ‬‫دي ال ْ َ‬‫ل ي َهْ ِ‬
‫‪ 9483-568‬حدثنا القاسم‪ ،‬قال‪ :‬ثنا الحسين‪ ،‬قال‪ :‬ثني حجففاح‪ ،‬عففن‬
‫َ‬
‫ذوا ال ْي َُهففود َ‬ ‫خفف ُ‬ ‫مُنوا ل ت َت ّ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ابن جريج‪ ،‬عن عكرمة‪ ،‬قولفه‪َ} :‬يا أي َّها ال ّ ِ‬
‫والنصارى أ َول ِياَء بعضه َ‬
‫م{‬ ‫من ْهُ ف ْ‬
‫ه ِ‬ ‫م فَ فإ ِن ّ ُ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ي َت َوَل ّهُ ْ‬ ‫م ْ‬‫ض وَ َ‬ ‫م أوْل َِياُء ب َعْ ٍ‬ ‫ْ َ َْ ُ ُ ْ‬ ‫َ ّ َ َ‬
‫قال‪ :‬بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا لبابة بن عبد المنذر‬
‫من الوس‪ ،‬وهو من بني عمرو بن عففوف‪ ،‬فبعثففه إلففى قريظففة حيففن‬
‫نقضت العهد‪ ،‬فلما أطاعوا له بالنزول أشار إلى حلقفه الذبفح الذبففح‪.‬‬
‫)‪( 2‬‬
‫ل‬ ‫م ِفففي ُ‬
‫كفف ّ‬ ‫ن ع َهْد َهُ ْ‬‫ضو َ‬ ‫ق ُ‬ ‫م ثُ ّ‬
‫م َين ُ‬ ‫من ْهُ ْ‬
‫ت ِ‬
‫عاهَد ْ َ‬
‫ن َ‬
‫ذي َ‬‫قوله تعالى‪} :‬ال ّ ِ‬
‫ن{ ]سورة النفال ‪[8/56‬‬ ‫قو َ‬ ‫م ل ي َت ّ ُ‬
‫مّرةٍ وَهُ ْ‬‫َ‬
‫‪ - 12587-569‬حدثني محمد بن عمرو‪ ،‬قال‪ :‬ثنا أبو عاصم‪ ،‬قال‪ :‬ثنا‬
‫م‬
‫من ْهُف ْ‬
‫ت ِ‬
‫عاهَفد ْ َ‬‫ن َ‬ ‫ذي َ‬‫عيسى‪ ،‬عن ابن أبي نجيح‪ ،‬عن مجاهد‪ ،‬قوله‪} :‬ال ّ ِ‬
‫م{ قال‪ :‬قريظة مففالئوا علففى محمففد يففوم الخنففدق‬ ‫ن ع َهْد َهُ ْ‬ ‫ضو َ‬‫ق ُ‬ ‫ثُ ّ‬
‫م َين ُ‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 371 / 1‬تفسير الدر المنثففور ) ‪- ( 199 / 1‬‬


‫صححه في التفسير الصحيح )‪(3/122‬‬
‫تفسير ابن كثير ) ‪( 117 / 1‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪( 276 / 6‬الدر المنثففور ج‪ 4:‬ص‪ 49:‬بلفففظ قريففب‬
‫تفسير ابن كثير ج‪ 2:‬ص‪69:‬‬
‫والتمهيد لبن عبد البر ج‪ 20:‬ص‪85:‬‬

‫‪487‬‬
‫أعداءه‪(1) .‬‬
‫صففاِلحا ً‬ ‫مل ً َ‬ ‫خل َط ُففوا ع َ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن اع ْت ََرفُففوا ب ِفذ ُُنوب ِهِ ْ‬ ‫خ فُرو َ‬ ‫قوله تعففالى‪َ} :‬وآ َ‬
‫َ‬
‫م)‬ ‫حيف ٌ‬ ‫فففوٌر َر ِ‬ ‫ه غَ ُ‬ ‫ن الل ّف َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫ب ع َل َي ْهِف ْ‬‫ن ي َت ُففو َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫سى الل ّف ُ‬ ‫سّيئا ً ع َ َ‬ ‫خَر َ‬ ‫َوآ َ‬
‫‪] {(102‬سورة التوبة ‪[9/102‬‬
‫‪ - 13329-570‬حدثني محمد بن عمرو‪ ،‬قال‪ :‬ثنا أبو عاصم‪ ،‬قال‪ :‬ثنا‬
‫م{‬ ‫ن اع ْت ََرُفوا ِبفذ ُُنوب ِهِ ْ‬ ‫خُرو َ‬ ‫عيسى‪ ،‬عن ابن أبي نجيح‪ ،‬عن مجاهد‪َ} :‬وآ َ‬
‫قال أبو لبابة إذ قال لقريظة ما قففال‪ ،‬أشففار إلففى حلقففه‪ :‬إن محمففدا ً‬
‫ذابحكم إن نزلتم على حكم الله‪(2) .‬‬
‫َ‬
‫م إ ِذ ْ‬ ‫ة الل ّفهِ ع َل َي ْك ُف ْ‬ ‫مف َ‬ ‫من ُففوا اذ ْك ُفُروا ن ِعْ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫قوله تعالى‪َ} :‬يا أي َّها ال ّف ِ‬
‫َ‬
‫ه‬ ‫ن الل ّف ُ‬ ‫م ت ََروْهَففا وَك َففا َ‬ ‫جُنودا ً ل َف ْ‬ ‫م ِريحا ً وَ ُ‬ ‫سل َْنا ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫جُنود ٌ فَأْر َ‬ ‫م ُ‬ ‫جاَءت ْك ُ ْ‬ ‫َ‬
‫صيرا ً )‪] {(9‬سورة الحزاب ‪[33/9‬‬ ‫ن بَ ِ‬ ‫مُلو َ‬ ‫ما ت َعْ َ‬ ‫بِ َ‬
‫‪ -21620-571‬حدثنا ابن حميد‪ ،‬قال‪ :‬ثنففا سففلمة‪ ،‬عففن ابففن إسففحاق‪،‬‬
‫س فل َْنا‬ ‫َ‬
‫جن ُففود ٌ فَأْر َ‬ ‫م ُ‬ ‫جاَءت ْك ُ ْ‬ ‫قال‪ :‬ثني يزيد بن رومان‪ ،‬في قول الله‪} :‬إ ِذ ْ َ‬
‫ها{ والجنود قريش وغطفان وبنو قريظة‪،‬‬ ‫م ت ََروْ َ‬ ‫جُنودا ً ل َ ْ‬ ‫م ِريحا ً وَ ُ‬ ‫ع َل َي ْهِ ْ‬
‫وكانت الجنود التي أرسل الله عليهم مع الريح‪ :‬الملئكة‪(3) .‬‬
‫قوله تعففالى‪} :‬إذ ْ جففاُءوك ُم مفن فَفوقك ُم ومف َ‬
‫م وَإ ِذ ْ‬ ‫من ْك ُف ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ف َ‬ ‫سف َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ْ ِ ْ َ ِ ْ‬ ‫ْ ِ ْ‬ ‫ِ َ‬
‫ن ب ِففالل ّهِ الظ ّن ُففو َ‬ ‫جَر وَت َظ ُن ّففو َ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫قُلو ُ‬ ‫ت ال ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ن)‬ ‫حَنا ِ‬ ‫صاُر وَب َل َغَ ْ‬ ‫ت ال ب ْ َ‬ ‫َزاغ َ ْ‬
‫‪] {(10‬سورة الحزاب ‪[33/10‬‬
‫‪ -21624-572‬حدثنا ابففن حميففد‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا سففلمة‪ ،‬عففن محمففد بففن‬
‫م‬‫ن فَ فوْقِك ُ ْ‬ ‫مف ْ‬ ‫م ِ‬ ‫جففاُءوك ُ ْ‬ ‫إسحاق‪ ،‬قال‪ :‬ثني يزيد بن رومففان‪ ،‬قففوله }إ ِذ ْ َ‬
‫وم َ‬
‫م{ فالففذين جففاؤوهم مففن فففوقهم‪ :‬قريظففة‪ ،‬والففذين‬ ‫من ْك ُ ْ‬
‫ل ِ‬ ‫ف َ‬ ‫س َ‬‫نأ ْ‬ ‫َ ِ ْ‬
‫جاؤوهم من أسفل منهم‪ :‬قريش وغطفان‪( ) .‬‬
‫‪4‬‬

‫‪ -21691-573‬حدثنا ابن حميد‪ ،‬قال‪ :‬ثنا سلمة‪ ،‬قال‪ :‬فحدثني محمد‬


‫بن إسحاق‪ ،‬عن عاصم بففن عمففر بففن قتففادة‪ ،‬عففن عبففد الرحمففن بففن‬
‫عمرو بن سعد بن معاذ‪ ،‬عن علقمففة بففن وقففاص الليففثي‪ ،‬قففال‪ :‬قففال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪)) :‬لقد حكمففت فيهففم بحكففم اللففه‬
‫من فوق سبعة أرقعة((‪ ،‬ثم استنزلوا‪ ،‬فحبسففهم رسففول اللففه صففلى‬

‫)( تفسير الطبري ) ‪ - ( 25 / 10‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 1719 / 5‬‬ ‫‪1‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪( 81 / 4‬‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪ - ( 12 / 11‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 1872 / 6‬‬ ‫‪2‬‬
‫تفسير الدر المنثففور ) ‪ - ( 49 / 4‬تفسففير القرطففبي ) ‪- ( 140 / 14‬‬
‫تفسير ابن كثير ) ‪( 386 / 2‬‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪ - ( 128 / 21‬تفسير الدر المنثور ) ‪- ( 573 / 6‬‬ ‫‪3‬‬
‫تفسير ابن كثير ) ‪ ( 471 / 3‬إسناده ضعيف‪.‬‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪ - ( 131 / 21‬تفسير الدر المنثور ) ‪- ( 575 / 6‬‬ ‫‪4‬‬
‫تفسير القرطففبي ) ‪ - ( 129 / 14‬فتففح البففاري ) ‪ ( 400 / 7‬إسففناده‬
‫ضعيف‪.‬‬

‫‪488‬‬
‫الله عليه وسلم في دار ابنة الحارث امرأة من بني النجار‪ .‬ثم خرج‬
‫رسول الله صلى الله عليففه وسففلم إلففى سففوق المدينففة‪ ،‬الففتي هففي‬
‫سوقها اليوم‪ ،‬فخندق بها خنادق‪ ،‬ثم بعث إليهم‪ ،‬فضرب أعناقهم في‬
‫تلك الخنففادق‪ ،‬يخففرج بهففم إليففه أرسففا ً‬
‫ل‪ ،‬وفيهففم عففدو اللففه حيففي بففن‬
‫أخطب‪ ،‬وكعب بففن أسففد رأس القففوم‪ ،‬وهففم سففت مئة أو سففبع مئة‪،‬‬
‫والمكثر منهم يقول‪ :‬كانوا من الثمان مئة إلى التسع مئة‪ ،‬وقد قففالوا‬
‫لكعب بن أسد وهم يففذهب بهففم إلففى رسففول اللففه صففلى اللففه عليففه‬
‫ل‪ :‬يا كعب‪ ،‬ما ترى ما يصنع بنا؟ فقال كعففب‪ :‬أفففي كففل‬ ‫وسلم أرسا ً‬
‫موطن ل تعقلون؟ أل ترون الداعي ل ينزع‪ ،‬وإنه من يذهب به منكم‬
‫فما يرجع‪ ،‬هو والله القتل؛ فلففم يففزل ذلففك الففدأب حففتى فففرغ منهففم‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسففلم ‪ ،‬وأتففي بحيففي بففن أخطففب عففدو‬
‫الله‪ ،‬وعليه حلة له فقاحية قد شققها عليففه مففن كففل ناحيففة كموضففع‬
‫النملة أنملة أنملة‪ ،‬لئل يسلبها؛ مجموعة يداه إلى عنقه بحبل‪ ،‬فلمففا‬
‫نظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪ :‬أما والله مففا لمففت‬
‫نفسي في عداوتك‪ ،‬ولكنففه مففن يخففذل اللففه يخففذل؛ ثففم أقبففل علففى‬
‫الناس فقال‪ :‬أيها الناس‪ ،‬إنه ل بأس بففأمر اللففه‪ ،‬كتففاب اللففه وقففدره‪،‬‬
‫وملحمة قد كتبت على بني إسرائيل‪ ،‬ثم جلس فضربت عنقه؛ فقال‬
‫جبل بن جوال الثعلبي‪:‬‬
‫ولكنه من يخففذل اللففه يخففذل‬ ‫لعمففرك مففا لم ابففن أخطففب‬
‫وقلقل يبغي العز كل مقلقل‬ ‫نفسففففففففففففففففففففففففففففففففه‬
‫لجهفففد حفففتى أبلفففغ النففففس‬
‫عفففففففففففففففففففففففففففففففذرها‬
‫)‪( 1‬‬

‫‪1 53‬‬
‫‪ 2 /1‬إسناده ضعيف‪.‬‬ ‫‪() 1‬تفسير الطبري‬

‫‪489‬‬
‫الدراسة‪:‬‬
‫بنوا قريظة‪:‬‬
‫دخل رسول الله صلى الله عليففه وسففلم المدينففة صففباح‬
‫اليففوم الففذي فففرغ فيففه مففن غففزوة الخنففدق ولففم يكففد يضففع‬
‫السلح حتى أتففاه جبريففل عليففه السففلم فففي صففورة رجففل‬
‫يلبس عمامة يركب بغلة عليها سرج وقال له أو قد وضعت‬
‫السلح يففا رسففول اللففه؟ قففال‪)) :‬نعففم((‪ ،‬قففال جبريففل‪ :‬مففا‬
‫وضعت الملئكة السلح بعد‪ ،‬ما رجعففت الن إل مففن طلففب‬
‫القوم‪ ،‬إن الله يأمرك يا محمففد بالسففير إلففى بنففي قريظففة‪،‬‬
‫وأنا عامد إلى بني قريظففة‪ ،‬فففأمر رسففول اللففه صففلى اللففه‬
‫عليه وسلم مناديًا‪ ،‬فأذن في الناس‪ :‬إن مففن كففان سففامعا ً‬
‫مطيعا ً فل يصلين العصر إل في بني قريظة‪ .‬وقففدم رسففول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب _ برايته إلى‬
‫بني قريظة وابتدرها الناس‪ ،‬فسار علففي بففن أبففي طففالب _‬
‫حتى إذا دنا من الحصون‪ ،‬سمع منها مقالة قبيحففة لرسففول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم منهم فرجع حففتى لقففي رسففول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم بالطريق‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول اللففه‬
‫ل عليك أل تففدنو مففن هففؤلء الخبففاث‪ ،‬قففال‪)) :‬لففم؟ أظنففك‬
‫سمعت لي منهم أذى‪ ،((.‬قال‪ :‬نعففم يففا رسففول اللففه‪ .‬قففال‪:‬‬
‫))لو قد رأوني لم يقولوا من ذلك شيئًا((‪ .‬فلما دنففا رسففول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم من حصونهم قال‪)) :‬يففا إخففوان‬
‫القردة هل أخزاكم الله وأنزل بكم نقمته‪ (1) ((.‬قالوا‪ :‬يا أبا‬
‫ل‪ ،‬ومر رسول اللففه صففلى اللففه عليففه‬ ‫القاسم‪ ،‬ما كنت جهو ً‬
‫وسففلم علففى أصففحابه بالصففورين قبففل أن يصففل إلففى بنففي‬
‫قريظة‪ ،‬فقال‪)) :‬هل مر بكم أحد؟(( فقالوا‪ :‬يا رسول الله‪،‬‬
‫ي علففى بغلففة بيضففاء عليهففا‬‫قد مر بنا ‌دحية بن خليفة الكلففب ‌‬
‫رحالة عليها قطيفة ديباج‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪)) :‬ذاك جبرائيل بعث إلى بنففي قريظففة يزلففزل بهففم‬
‫حصونهم‪ ،‬ويقذف الرعب في قلوبهم‪((.‬؛ فلما أتففى رسففول‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ج ‪/1‬ص ‪ 371‬الدر المنثور ج ‪/1‬ص ‪199‬‬

‫‪490‬‬
‫الله صففلى اللففه عليففه وسففلم قريظففة؛ نففزل علففى بئر مففن‬
‫آبارها في ناحية من أموالهم يقال لها‪ :‬بئر أنففا‪ ،‬فتلحففق بففه‬
‫الناس‪ ،‬فأتاه رجففال مففن بعففد العشففاء الخففرة‪ ،‬ولففم يصففلوا‬
‫العصففر لقففول رسففول اللففه صففلى اللففه عليففه وسففلم ‪)) :‬ل‬
‫يصلين أحد العصر إل في بني قريظة‪ ،((.‬فصلوا العصر فما‬
‫عابهم الله بذلك في كتابه ول عنفهم به رسوله صففلى اللففه‬
‫عليه وسلم ‪ .‬قال‪ :‬وحاصرهم رسول الله صففلى اللففه عليففه‬
‫وسلم خمسا ً وعشرين ليلة حتى جهدهم الحصففار‪ ،‬وقففذف‬
‫الله في قلوبهم الرعب‪ ،‬وقففد كففان حيففي بففن أخطب دخففل‬
‫على بني قريظة فففي حصففنهم حيففن رجعففت عنهففم قريش ف‬
‫وغطفان وفاء لكعب بن أسد بما كففان عاهففده عليففه؛ فلمففا‬
‫أيقنوا بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير منصففرف‬
‫عنهم حتى يناجزهم‪ ،‬قففال كعففب بففن أسففد لهففم‪ :‬يففا معشففر‬
‫يهود‪ ،‬إنه قد نزل بكففم مففن المففر مففا تففرون‪ ،‬وإنففي عففارض‬
‫عليكم خلل ً ثلثًا‪ ،‬فخذوا أيها‪ ،‬قففالوا‪ :‬ومففا هففن؟ قففال‪ :‬نبففايع‬
‫هذا الرجل ونصدقه‪ ،‬فوالله لقد تبين لكم إنه لنبي مرسففل‪،‬‬
‫وإنه الذي كنتم تجدونه في كتففابكم‪ ،‬فتففأمنوا علففى دمففائكم‬
‫وأموالكم وأبنائكم ونسائكم‪ ،‬قالوا‪ :‬ل نفففارق حكففم التففوراة‬
‫م‬‫أبدًا‪ ،‬ول نستبدل به غيره؛ قال‪ :‬فإذا أبيتم هذه علي‪ ،‬فهلفف ّ‬
‫فلنقتل أبناءنا ونساءنا‪ ،‬ثم نخرج إلى محمد وأصحابه رجال ً‬
‫مصلتين بالسيوف‪ ،‬ولم نترك وراءنا ثقل ً يهمنا حففتى يحكففم‬
‫الله بيننا وبين محمففد‪ ،‬فففإن نهلفك نهلففك ولففم نففترك وراءنففا‬
‫شففيئا ً نخشففى عليففه‪ ،‬وإن نظهففر فلعمففري لنتخففذن النسففاء‬
‫والبناء‪ ،‬قففالوا‪ :‬نقتففل هففؤلء المسففاكين‪ ،‬فمففا خيففر العيففش‬
‫بعدهم؛ قال‪ :‬فإذا أبيتم هذه علي‪ ،‬فإن الليلة ليلففة السففبت‪،‬‬
‫وإنه عسى أن يكون محمد وأصحابه قد أمنوا‪ ،‬فانزلوا لعلنا‬
‫أن نصيب من محمففد وأصففحابه غففرة‪ .‬قففالوا‪ :‬نفسففد سففبتنا‬
‫ونحدث فيه ما لم يكن أحدث فيه من كان قبلنففا؟ أمففا مففن‬
‫قد علمت فأصابهم من المسخ ما لم يخف عليك؟ قال‪ :‬مففا‬
‫بات رجففل منكففم منففذ ولففدته أمففه ليلففة واحففدة مففن الففدهر‬

‫‪491‬‬
‫حازمًا‪ ،‬قال‪ :‬ثم إنهم بعثوا إلى رسول الله صلى اللففه عليففه‬
‫وسلم ‪ :‬أن ابعث إلينففا أبففا لبابففة بففن عبففد المنففذر أخففا بنففي‬
‫عمرو بن عوف‪ ،‬وكانوا من حلفففاء الوس ف‪ ،‬نستشففيره فففي‬
‫أمرنا‪ ،‬فأرسله رسول الله صلى اللففه عليففه وسففلم ؛ فلمففا‬
‫رأوه قام إليه الرجال‪ ،‬وجهش إليه النساء والصبيان يبكففون‬
‫في وجهه‪ ،‬فرقّ لهم وقالوا له‪ :‬يا أبا لبابففة‪ ،‬أتففرى أن ننففزل‬
‫على حكم محمد؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬وأشففار بيففده إلففى حلقففه‪ ،‬إنففه‬
‫الذبح‪ ،‬قال أبو لبابة‪ :‬فوالله ما زالت قففدماي حففتى عرفففت‬
‫أني قد خنت الله ورسوله‪ ،‬ثم انطلق أبو لبابة على وجهففه‪،‬‬
‫ولم يأت رسول الله صلى اللففه عليففه وسففلم حففتى ارتبففط‬
‫في المسجد إلى عمود مففن عمففده وقففال‪ :‬ل أبففرح مكففاني‬
‫حتى يتوب الله علي مما صففنعت‪ ،‬وعاهففد اللففه ل يطففأ بنففي‬
‫قريظة أبدا ً ول يراني الله في بلد خنت اللففه ورسففوله فيففه‬
‫أبدًا‪ .‬فلما بلغ رسول اللففه صفلى اللفه عليفه وسففلم خففبره‪،‬‬
‫وكففان قففد اسففتبطأه‪ ،‬قففال‪)) :‬أمففا إنففه لففو كففان جففاءني‬
‫لستغفرت له‪ .‬أما إذ فعل ما فعففل‪ ،‬فمففا أنففا بالففذي أطلقففه‬
‫من مكانه حتى يتوب الله عليه‪((.‬‬
‫ثم إن ثعلبة بن سعية‪ ،‬وأسيد بن سعية‪ ،‬وأسد بن عبيففد‪،‬‬
‫وهم نفر من بني هذيل ليسوا من بني قريظة‪ ،‬ول النضففير‪،‬‬
‫نسبهم فوق ذلك‪ ،‬هم بنو عففم القففوم‪ ،‬أسففلموا تلففك الليلففة‬
‫التي نزلت فيها قريظة على حكم رسففول اللففه صففلى اللففه‬
‫عليففه وسففلم ‪ ،‬وخففرج فففي تلففك الليلففة عمففرو بففن سففعدى‬
‫القرظي‪ ،‬فمر بحرس رسول الله صلى الله عليه وسففلم ‪،‬‬
‫وعليه محمد بففن مسففلمة النصففاري تلففك الليلففة؛ فلمففا رآه‬
‫قال‪ :‬من هذا؟ قال‪ :‬عمرو بن سعدى؛ وكان عمرو قد أبففى‬
‫أن يدخل مع بني قريظففة فففي غففدرهم برسففول اللفه صفلى‬
‫الله عليه وسلم وقال‪ :‬ل أغدر بمحمففد أبففدًا‪ ،‬فقففال محمففد‬
‫بففن مسففلمة حيففن عرفففه‪ :‬اللهففم ل تحرمنففي إقالففة عففثرات‬
‫الكرام‪ ،‬ثم خلى سبيله؛ فخرج علففى وجهففه حففتى بففات فففي‬
‫مسجد رسول الله صففلى اللففه عليففه وسففلم بالمدينففة تلففك‬

‫‪492‬‬
‫الليلة‪ ،‬ثم ذهب‪ ،‬فل يففدرى أيففن ذهففب مففن أرض اللففه إلففى‬
‫يومه هذا؛ فذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم شففأنه‪،‬‬
‫فقال‪)) :‬ذاك رجل نجاه الله بوفائه((‪ .‬قال‪ :‬وبعففض النففاس‬
‫كان يزعم أنه كان أوثق برمة فيمن أوثق من بنففي قريظففة‬
‫حين نزلوا على حكم رسول الله صلى اللففه عليففه وسففلم ‪،‬‬
‫فأصبحت رمته ملقاة‪ ،‬ول يففدرى أيففن ذهففب‪ ،‬فقففال رسففول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم تلك المقالة‪ ،‬فالله أعلم‪.‬‬
‫فلما أصبحوا‪ ،‬نزلوا على حكففم رسففول اللففه صففلى اللففه‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬فتواثبت الوس‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا رسول اللففه إنهففم‬
‫موالينففا دون الخففزرج‪ ،‬وقففد فعلففت فففي مففوالي الخففزرج‬
‫بالمس ما قد علمت‪ ،‬وقد كان رسول الله صلى الله عليففه‬
‫وسلم قبل بني قريظة حاصر بنففي قينقففاع‪ ،‬وكففانوا حلفففاء‬
‫الخزرج‪ ،‬فنزلوا على حكمه‪ ،‬فسأله إياهم عبد الله بن أبففي‬
‫بن سلول‪ ،‬فوهبهم له؛ فلما كلمته الوس‪ ،‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪)) :‬أل ترضففون يففا معشففر الوس أن‬
‫يحكم فيهم رجل منكم؟(( قالوا‪ :‬بلففى‪ ،‬قففال‪)) :‬فففذاك إلففى‬
‫سعد بن معاذ((‪ ،‬وكان سعد بن معاذ قد جعله رسففول اللففه‬
‫صلى الله عليه وسلم في خيمة امرأة من أسلم يقال لهففا‬
‫رفيففدة فففي مسففجده‪ ،‬كففانت تففداوي الجرحففى‪ ،‬وتحتسففب‬
‫بنفسها على خدمففة مففن كففانت بففه ضففيعة مففن المسففلمين‪.‬‬
‫وكان رسول الله صلى الله عليففه وسففلم قففد قففال لقففومه‬
‫حين أصابه السهم بالخندق‪)) :‬اجعلوه في خيمففة رفيففدة )‪(1‬‬
‫حتى أعوده من قريب‪((.‬؛ فلمففا حكمففه رسففول اللففه صففلى‬
‫الله عليه وسلم في بني قريظة‪ ،‬أتاه قومه فاحتملوه على‬
‫حمار‪ ،‬وقد وطئوا لفه بوسادة من أدم‪ ،‬وكففان رجل ً جسففيمًا‪،‬‬
‫ثم أقبلوا معه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وهم‬
‫يقولون‪ :‬يا أبا عمرو أحسن في مواليك‪ ،‬فففإن رسففول اللففه‬
‫صففلى اللففه عليففه وسففلم ولك ذلففك لتحسففن فيهففم؛ فلمففا‬

‫‪ () 1‬رفيدة بالفاء مصغرة يقال هى صاحبة الخيمة التي كانت في المسجد‬


‫تداوي فيها الجرحى صحابية) بخ( وتسمى كعيبففة انظففر تقريففب التهففذيب‬
‫ج‪ 1:‬ص‪747:‬‬

‫‪493‬‬
‫أكثروا عليه قال‪ :‬قد آن لسعد أن ل تأخذه فففي اللففه لومففة‬
‫لئم‪ ،‬فرجع بعض من كان معه من قومه إلى دار بنففي عبففد‬
‫الشهل‪ ،‬فنعى إليهم رجال بني قريظة قبل أن يصل إليهففم‬
‫سعد بن معاذ من كلمته التي سمع منه‪ ،‬فلمففا انتهففى سففعد‬
‫إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسففلمين‪ ،‬قففال‪:‬‬
‫))قوموا إلى سيدكم((‪ ،‬فقاموا إليه فقالوا‪)) :‬يففا أبففا عمففرو‬
‫إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولك مواليك لتحكففم‬
‫فيهم((‪ ،‬فقال سففعد‪ :‬عليكففم بففذلك عهففد اللففه وميثففاقه‪ ،‬إن‬
‫الحكم فيهم كما حكمت‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬وعلففى مففن ههنففا‬
‫في الناحية التي فيها رسول الله صلى اللففه عليففه وسففلم ‪،‬‬
‫وهو معرض عن رسول الله صلى الله عليففه وسففلم إجلل ً‬
‫لفه‪ ،‬فقال رسول اللففه صففلى اللففه عليففه وسففلم ‪)) :‬نعففم((‪،‬‬
‫قففال سففعد‪ :‬فففإني أحكففم فيهففم أن تقتففل الرجففال‪ ،‬وتقسففم‬
‫الموال‪ ،‬وتسبى الذراري والنساء‪(1) .‬‬
‫وليس لمعترض أن يعتبر ذلك مففن الرسففول صففلى اللففه‬
‫عليه وسلم حبا ً لسفك الدماء؛ لن هذا حكم الله من فففوق‬
‫سبع سماوات أول ً وأخيرًا‪ ،‬ثم إن هففذا هففو مففا كفان سففيفعله‬
‫اليهود لو قدرو عليه كما نص على ذلك كتابهم الذي يؤمنون‬
‫بفففه فقفففد ورد فيفففه‪" :‬حيفففن تقفففترب مفففن مدينفففة لكفففي‬
‫تحاربها‪...‬و‪..‬لم تسالمك بففل عملففت معففك حربفا ً فحاصففرها‪.‬‬
‫وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورهففا بحففد‬
‫السيف‪ .‬وأما النساء والطفال والبهائم وكل ما في المدينففة‬
‫كل غنيمتها فتغنمها لنفسك‪(2) ".‬‬

‫‪ () 1‬روايات غزوة بني قريظة كثيرة وساقها الطبري رحمه الهه) ‪231 / 6‬‬
‫( بعدة اسانيد وقد رواها غيره كما في ‪ - -‬تفسففير ابففن أبففي حففاتم ) ‪/ 6‬‬
‫‪ - ( 1873‬تفسير الدر المنثففور ) ‪ - ( 593 / 6‬تفسففير القرطففبي ) ‪/ 5‬‬
‫‪ - ( 35‬تفسير ابن كثير ) ‪ - ( 69 / 2‬صحيح البخاري ) ‪- ( 1107 / 3‬‬
‫صحيح مسلم ) ‪ - ( 1388 / 3‬سنن البيهقي الكبرى ) ‪ - ( 57 / 6‬صحيح‬
‫ابن حبان ) ‪ - ( 496 / 15‬مصنف عبد الرزاق ) ‪ - ( 371 / 5‬مصنف ابن‬
‫أبي شيبة ) ‪ - ( 379 / 7‬مسند المام أحمد ) ‪ - ( 71 / 3‬تاريخ مدينففة‬
‫دمشق ) ‪( 182 / 1‬‬
‫‪ () 2‬سفففر التثنيففة الصففحاح ‪ 20‬فقرةمففن ‪10‬الففى ‪ 14‬بواسففطة العنصففرية‬
‫اليهودية د احمد الزغيبي ‪2/459‬‬

‫‪494‬‬
‫يهود خيبر‪:‬‬
‫الثار‪:‬‬
‫ْ‬
‫م‬ ‫ل ل َك ُف ْ‬ ‫جف َ‬ ‫ذون ََها فَعَ ّ‬ ‫خف ُ‬ ‫م ك َِثي فَرة ً ت َأ ُ‬ ‫مغَففان ِ َ‬ ‫ه َ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫قولفه تعالى‪} :‬وَع َد َك ُ ْ‬
‫هَذ ه و ك َ ّ َ‬
‫م‬‫ن وَي َهْفد ِي َك ُ ْ‬ ‫مِني َ‬ ‫ة ل ِل ْ ُ‬
‫م فؤ ْ ِ‬ ‫ن آي َف ً‬ ‫م وَل ِت َك ُففو َ‬ ‫س ع َن ْك ُف ْ‬‫ف أي ْد ِيَ الن ّففا ِ‬ ‫ِ ِ َ‬
‫قيما ً )‪] {(20‬سورة الفتح ‪[48/20‬‬ ‫ست َ ِ‬‫م ْ‬‫صَراطا ً ُ‬ ‫ِ‬
‫‪ -24411-574‬حدثنا بشر‪ ،‬قال‪ :‬ثنا يزيد‪ ،‬قال‪ :‬ثنا سعيد‪ ،‬عففن قتففادة‬
‫}وك َ ّ َ‬
‫م{ عن بيوتهم‪ ،‬وعن عيففالهم بالمدينففة حيففن‬ ‫س ع َن ْك ُ ْ‬ ‫ف أي ْد ِيَ الّنا ِ‬ ‫َ‬
‫ساروا إلى الحديبية وإلى خيبر‪ ،‬وكانت خيبر في ذلك الوجه‪( ) .‬‬
‫‪1‬‬

‫ن‬
‫مفف ْ‬ ‫ي فَ َ‬ ‫ن الغَ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫شد ُ ِ‬ ‫ن الّر ْ‬ ‫ن قَد ْ ت َب َي ّ َ‬ ‫دي ِ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬ل إ ِك َْراه َ ِفي ال ّ‬
‫قى ل‬ ‫ك ب ِففال ْعُْروَةِ ال ْفوُث ْ َ‬ ‫سف َ‬ ‫م َ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫قد ْ ا ْ‬ ‫ن ِبالل ّهِ فَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت وَي ُؤ ْ ِ‬ ‫غو ِ‬ ‫طا ُ‬‫فْر ِبال ّ‬ ‫ي َك ْ ُ‬
‫م )‪] {(256‬سورة البقرة ‪[2/256‬‬ ‫ميعٌ ع َِلي ٌ‬ ‫س ِ‬ ‫ه َ‬ ‫م ل ََها َوالل ّ ُ‬ ‫صا َ‬‫ف َ‬ ‫ان ِ‬
‫‪ - 4538-575‬حففدثنا محمففد بففن عبففد العلففى‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا معتمففر بففن‬
‫سليمان‪ ،‬قال‪ :‬سفمعت داود‪ ،‬عفن عفامر‪ ،‬بنحفو معنفاه‪ ،‬إل أنفه قفال‪:‬‬
‫فكان فصل ما بينهم إجلء رسول الله صلى اللففه عليففه وسففلم بنففي‬
‫النضير‪ ،‬فلحق بهم من كان يهوديا ً ولم يسلم منهم‪ ،‬وبقي من أسلم‪.‬‬
‫)‪( 2‬‬
‫حبففو َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫نأ ْ‬ ‫مففا أت َففوا وَي ُ ِ ّ َ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫حففو َ‬ ‫فَر ُ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ذي َ‬‫ن ال ّف ِ‬ ‫س فب َ ّ‬
‫ح َ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬ل ت َ ْ‬
‫م‬ ‫ب وَل َهُ ف ْ‬ ‫ذا ِ‬‫ن ال ْعَ ف َ‬‫مف ْ‬ ‫فففاَزةٍ ِ‬ ‫م َ‬
‫م بِ َ‬‫س فب َن ّهُ ْ‬
‫ح َ‬ ‫فعَُلوا َفل ت َ ْ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ما ل َ ْ‬ ‫دوا ب ِ َ‬ ‫م ُ‬‫ح َ‬ ‫يُ ْ‬
‫م )‪] {(188‬سورة آل ‪[3/188‬‬ ‫َ‬ ‫عَ َ‬
‫ب أِلي ٌ‬ ‫ذا ٌ‬
‫‪ - 6654-576‬حدثنا بشر‪ ،‬قال‪ :‬ثنا يزيد‪ ،‬قال‪ :‬ثنا سعيد‪ ،‬عففن قتففادة‪:‬‬
‫ذكر لنا أن أعداء الله اليهود يهود خيبر أتوا نبي الله صلى اللففه عليففه‬
‫وسلم ‪ ،‬فزعموا أنهم راضففون بالففذي جففاء بففه‪ ،‬وأنهففم متففابعوه وهففم‬
‫متمسكون بضللتهم‪ ،‬وأرادوا أن يحمدهم نبي اللفه صففلى اللفه عليففه‬
‫ن‬
‫حفو َ‬ ‫فَر ُ‬‫ن يَ ْ‬
‫ذي َ‬‫ن اّلف ِ‬ ‫سب َ ّ‬‫ح َ‬ ‫وسلم بما لم يفعلوا‪ ،‬فأنزل الله تعالى‪} :‬ل ت َ ْ‬
‫فعَُلوا{ )‪(3‬‬ ‫حبو َ‬ ‫َ‬
‫م يَ ْ‬‫ما ل َ ْ‬ ‫دوا ب ِ َ‬ ‫م ُ‬‫ح َ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ما أَتوا وَي ُ ِ ّ َ‬ ‫بِ َ‬
‫ّ‬ ‫من ُففوا ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫داَء‬ ‫ش فه َ َ‬‫ن ل ِلفهِ ُ‬ ‫مي َ‬‫وا ِ‬ ‫كون ُففوا قَف ّ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫قوله تعففالى‪} :‬ي َففا أي ّهَففا الف ِ‬
‫َ‬
‫ن قَ فوْم ٍ ع َل َففى أل ّ ت َعْ فد ُِلوا اع ْفد ُِلوا هُ ف َ‬
‫و‬ ‫ش فَنآ ُ‬ ‫م َ‬ ‫من ّك ُ ْ‬ ‫ج رِ َ‬ ‫ط َول ي َ ْ‬ ‫س ِ‬‫ق ْ‬ ‫ِبال ْ ِ‬
‫َ‬
‫ن )‪] {(8‬سورة‬ ‫مُلو َ‬ ‫ما ت َعْ َ‬ ‫خِبيٌر ب ِ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ه إِ ّ‬ ‫قوا الل ّ َ‬ ‫وى َوات ّ ُ‬ ‫ق َ‬‫ب ِللت ّ ْ‬ ‫أقَْر ُ‬
‫المائدة ‪[5/8‬‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ ( 187 / 2‬تفسير عبد الرزاق ) ‪ - ( 227 / 3‬تفسير‬


‫حسنه في التفسير الصحيح )‪(1/223‬‬
‫الدر المنثور ) ‪( 525 / 7‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪( 14 / 3‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 208 / 4‬تفسير عبد الففرزاق ) ‪- ( 144 / 1‬‬
‫حسنه في التفسير الصحيح )‪(1/223‬‬
‫تفسير ابن أبي حاتم ) ‪( 840 / 3‬‬

‫‪495‬‬
‫‪ - 9012-577‬حدثنا القاسم‪ ،‬قال‪ :‬ثنا الحسين‪ ،‬قال‪ :‬ثني حجاج‪ ،‬عن‬
‫ن قَوْم ٍ ع ََلففى أ َل ّ‬ ‫شَنآ ُ‬ ‫م َ‬ ‫من ّك ُ ْ‬ ‫جرِ َ‬ ‫ابن جريج‪ ،‬عن عبد الله بن كثير‪َ} :‬ول ي َ ْ‬
‫َ‬
‫وى{ نزلت فففي يهففود خيففبر‪ ،‬أرادوا قتففل‬ ‫ق َ‬ ‫ب ِللت ّ ْ‬ ‫ت َعْد ُِلوا اع ْد ُِلوا هُوَ أقَْر ُ‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪ .‬وقففال ابففن جريففج‪ :‬قففال عبففد اللففه بففن‬
‫كثير‪ :‬ذهب رسول الله صلى الله عليه وسففلم إلففى يهففود يسففتعينهم‬
‫في دية‪ ،‬فهموا أن يقتلوه‪(1) .‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫قولفه تعالى‪} :‬وأ َورث َك ُ َ‬
‫م‬ ‫م وَأْرض فا ً ل َف ْ‬ ‫وال َهُ ْ‬‫مف َ‬ ‫م وَ أ ْ‬ ‫م وَد ِي َففاَرهُ ْ‬ ‫ض فه ُ ْ‬‫م أْر َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َْ‬
‫ديرا )‪] {(27‬سورة الحزاب‬ ‫ً‬ ‫يٍء قَ ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ُ‬
‫ه ع َلى ك ّ‬ ‫َ‬ ‫ن الل ّ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ها وَ َ‬ ‫ت َط َُئو َ‬
‫‪[33/27‬‬
‫‪ -21701-578‬حدثنا ابن حميد‪ ،‬قال‪ :‬ثنفا سفلمة‪ ،‬عفن ابفن إسفحاق‪،‬‬
‫م ت َط َُئو َ‬ ‫َ‬
‫ها{ قال‪ :‬خيبر‪(2) .‬‬ ‫قال‪ :‬ثني يزيد بن رومان }وَأْرضا ً ل َ ْ‬
‫ْ‬
‫م‬‫ل ل َك ُف ْ‬ ‫جف َ‬ ‫ذون ََها فَعَ ّ‬ ‫خف ُ‬ ‫م ك َِثي فَرة ً ت َأ ُ‬ ‫مغَففان ِ َ‬ ‫ه َ‬ ‫م الل ّف ُ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬وَع َد َك ُ ْ‬
‫هَذ ه و ك َ ّ َ‬
‫م‬ ‫ن وَي َهْفد ِي َك ُ ْ‬ ‫مِني َ‬ ‫م فؤ ْ ِ‬‫ة ل ِل ْ ُ‬ ‫ن آي َف ً‬ ‫م وَل ِت َك ُففو َ‬ ‫س ع َن ْك ُف ْ‬ ‫ف أي ْد ِيَ الن ّففا ِ‬ ‫ِ ِ َ‬
‫قيما ً )‪] {(20‬سورة الفتح ‪[48/20‬‬ ‫ست َ ِ‬‫م ْ‬ ‫صَراطا ً ُ‬ ‫ِ‬
‫‪ -24409-579‬حدثنا بشر ‪ ،‬قال ‪ :‬ثنا يزيد ‪ ،‬قففال ‪ :‬ثنففا سففعيد ‪ ،‬عففن‬
‫ه{ وهي خيبر ‪(3) .‬‬ ‫م هَذ ِ ِ‬ ‫ل ل َك ُ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫قتادة‪ ،‬قوله ‪} :‬فَعَ ّ‬
‫يهود فدك وتيماء ووادي القرى وأذرح‬
‫ن‬
‫عو َ‬ ‫ما ُ‬ ‫سف ّ‬ ‫ب َ‬ ‫ن ل ِل ْك َفذ ِ ِ‬ ‫عو َ‬ ‫ما ُ‬ ‫سف ّ‬ ‫دوا ْ َ‬ ‫ن ه ِففا ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّف ِ‬ ‫مف َ‬ ‫قوله تعففالى‪} :‬وَ ِ‬
‫ن{ ]سورة المائدة ‪[5/41‬‬ ‫ري َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ق وْم ٍ آ َ‬ ‫لِ َ‬
‫‪ - 9321-580‬حدثني المثني ‪ ،‬قال ‪ :‬ثنا إسحاق ‪ ،‬قال ‪ :‬ثنا عبد اللففه‬
‫بن الزبير ‪ ،‬عن ابن عيينة ‪ ،‬قال ‪ :‬ثنا زكريا ومجالد ‪ ،‬عففن الشففعبي ‪،‬‬
‫ن‬‫عو َ‬ ‫ما ُ‬ ‫سفف ّ‬ ‫ب َ‬ ‫كففذ ِ ِ‬ ‫ن ل ِل ْ َ‬ ‫عو َ‬ ‫ما ُ‬ ‫س ّ‬ ‫دوا ْ َ‬ ‫ها ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫عن جابر في قوله ‪} :‬وَ ِ‬
‫ْ‬
‫مففن‬ ‫م ِ‬ ‫ن ال ْك َل ِف َ‬ ‫حّرفُففو َ‬ ‫ك يُ َ‬ ‫م ي َفأُتو َ‬ ‫ن{ قال ‪ :‬يهود المدينة ؛ }ل َ ْ‬ ‫ري َ‬ ‫خ ِ‬‫قوْم ٍ آ َ‬ ‫لِ َ‬
‫ه{ قال ‪ :‬يهود فدك يقولون ليهود المدينة ‪ :‬إن أوتيتم هذا‬ ‫ضعِ ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫م َ‬‫ب َعْد ِ َ‬
‫فخذوه‪( ) .‬‬
‫‪4‬‬

‫َ‬
‫ب{ ]سففورة‬ ‫ل َول رِك َففا ٍ‬ ‫خي ْف ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫مف ْ‬ ‫م ع َل َي ْفهِ ِ‬ ‫فت ُف ْ‬ ‫ج ْ‬ ‫ما أوْ َ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬فَ َ‬
‫الحشر ‪[59/6‬‬
‫‪ - 26225-581‬حدثنا ابفن عبفد العلفى ‪ ،‬قفال ‪ :‬ثنفا ابفن ثفور ‪ ،‬عفن‬
‫َ‬
‫ل َول‬ ‫خي ْف ٍ‬‫ن َ‬ ‫مف ْ‬ ‫م ع َل َي ْفهِ ِ‬ ‫فت ُف ْ‬ ‫ج ْ‬ ‫مففا أوْ َ‬ ‫معمر ‪ ،‬عن الزهففري‪ ،‬فففي قففوله }فَ َ‬
‫‪ - () 1‬تفسير الطبري ) ‪ ( 141 / 6‬الدر المنثور ج‪ 3:‬ص‪35:‬‬
‫‪55 1‬‬
‫‪ (1‬إسناده ضعيف‪.‬‬ ‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪/2‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 89 / 26‬تفسير الدر المنثففور ) ‪- ( 525 / 7‬‬
‫حسنه‬
‫تفسير ابن كثير ) ‪ - ( 192 / 4‬سنن البيهقي الكبرى ) ‪( 334 / 6‬‬
‫في التفسير الصحيح )‪(1/223‬‬
‫‪ () 4‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 235 / 6‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 1131 / 4‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪( 78 / 3‬‬

‫‪496‬‬
‫ب{ قال ‪ :‬صالح النبي صلى الله عليه وسلم أهففل فففدك وقففرى‬ ‫كا ٍ‬ ‫رِ َ‬
‫قففد سففماها ل أحفظهففا‪ ،‬وهففو محاصففر قوم فا ً آخريففن‪ ،‬فأرسففلوا إليففه‬
‫َ‬
‫ب{ يقففول ‪ :‬بغيففر‬ ‫كا ٍ‬ ‫ل َول رِ َ‬ ‫خي ْ ٍ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ع َل َي ْهِ ِ‬ ‫فت ُ ْ‬‫ج ْ‬‫ما أوْ َ‬ ‫بالصلح ‪ ،‬قال‪} :‬فَ َ‬
‫قتال‪ .‬قال الزهري ‪ :‬فكانت بنو النضير للنبي صلى الله عليففه وسففلم‬
‫خالصة لم يفتحوها عنوة‪ ،‬بل على صلح‪ ،‬فقسففمها النففبي صففلى اللففه‬
‫عليه وسلم بين المهاجرين لم يعفط النصفار منهفا شففيئًا‪ ،‬إل رجليفن‬
‫كانت بهما حاجة )‪(1‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م ع َل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫فت ُ ْ‬
‫ج ْ‬ ‫ما أوْ َ‬ ‫م فَ َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫سول ِهِ ِ‬ ‫ه ع ََلى َر ُ‬ ‫ما أَفاَء الل ّ ُ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬وَ َ‬
‫ه‬‫شاُء َوالل ّف ُ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ع ََلى َ‬ ‫سل َ ُ‬ ‫ط ُر ُ‬ ‫سل ّ ُ‬ ‫ه يُ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ب وَل َك ِ ّ‬ ‫كا ٍ‬ ‫ل َول رِ َ‬ ‫خي ْ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ديٌر )‪] {(6‬سورة الحشر ‪[59/6‬‬ ‫يٍء قَ ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ع ََلى ك ُ ّ‬
‫‪ - 26228-582‬حدثني محمد بن سعد‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففي أبففي‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففي‬
‫عمي‪ ،‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابففن عباسف رضففي اللففه عنهمففا ‪،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫خي ْف ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫مف ْ‬ ‫م ع َل َي ْفهِ ِ‬ ‫فت ُ ْ‬ ‫ج ْ‬‫ما أوْ َ‬ ‫م فَ َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫سول ِهِ ِ‬ ‫ه ع ََلى َر ُ‬ ‫ما أَفاَء الل ّ ُ‬ ‫قولفه }وَ َ‬
‫ه ع َل َففى ك ُف ّ‬
‫ل‬ ‫شففاُء َوالل ّف ُ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫مف ْ‬ ‫ه ع َل َففى َ‬ ‫س فل َ ُ‬ ‫ط ُر ُ‬ ‫سل ّ ُ‬ ‫ه يُ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ب وَل َك ِ ّ‬ ‫كا ٍ‬‫َول رِ َ‬
‫ديٌر{ قففال‪ :‬أمففر اللففه عففز وجففل نففبيه بالسففير إلففى قريظففة‬ ‫يٍء قَف ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫َ‬
‫والنضير وليس للمسلمين يومئذ كثير خيل ول ركاب فجعل ما أصاب‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكم فيه ما أراد‪ ،‬ولم يكن يومئذ‬
‫خيل ول ركاب يوجف بها‪ .‬قال‪ :‬واليجففاف‪ :‬أن يوضففعوا السففير وهففي‬
‫لرسول الله صلى الله عليففه وسففلم ‪ ،‬فكففان مففن ذلففك خيففبر وفففدك‬
‫وقرى عربية‪ ،‬وأمر الله رسوله أن يعد لينبع‪ ،‬فأتاها رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬فاحتواها كلها‪ ،‬فقال ناس‪ :‬هل قسمها‪ ،‬فأنزل اللففه‬
‫قفَرى‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫عز وجل عذره‪ ،‬فقال‪} :‬ما أ ََفاء الل ّه ع ََلى رسففول ِه مف َ‬
‫ن أهْف ِ‬ ‫ِ ِ ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫ل{‬ ‫سفِبي ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ذي ال ْ ُ‬ ‫فَل ِل ّهِ وَِللّر ُ‬
‫ن َواب ْف ِ‬ ‫كي ِ‬ ‫سففا ِ‬ ‫م َ‬ ‫مى َوال َ‬ ‫قْرب َففى َوالي َت َففا َ‬ ‫ل وَل ِ ِ‬ ‫سو ِ‬
‫مففا‬ ‫ذوه ُ وَ َ‬ ‫خف ُ‬ ‫ل فَ ُ‬ ‫سففو ُ‬ ‫م الّر ُ‬ ‫مففا آت َففاك ُ ُ‬ ‫]سورة الحشر ‪ [59/7‬ثففم قففال‪} :‬وَ َ‬
‫هوا{‪ ...‬الية‪(2) .‬‬ ‫ه َفانت َ ُ‬ ‫م ع َن ْ ُ‬‫ن ََهاك ُ ْ‬
‫‪ - 164-583‬وحدثنا حميد بن مسعدة الشامي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا بشر بن‬
‫المفضل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الجريري عن عبففد اللففه بففن شففقيق‪ :‬أن رجل ً‬
‫أتى رسول الله صلى الله عليففه وسففلم وهففو محاصففر وادي القففرى‬
‫فقففال‪ :‬مففن هففؤلء الففذين تحاصففر يففا رسففول اللففه؟ قففال‪)) :‬هففؤلء‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 35 / 28‬تفسير عبد الففرزاق ) ‪- ( 283 / 3‬‬


‫تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 99 / 8‬سنن البيهقي الكبرى ) ‪- ( 296 / 6‬‬
‫سنن أبي داود ) ‪( 143 / 3‬‬
‫إسناده‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ ( 36 / 28‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 99 / 8‬‬
‫ضعيف‬
‫وصحيح البخاري ) ‪ ( 1852 / 4‬بنحوه سنن البيهقي الكففبرى ) ‪( 58 / 7‬‬
‫السنن الكبرى ) ‪( 484 / 6‬‬

‫‪497‬‬
‫المغضوب عليهم‪ :‬اليهود‪(1) ((.‬‬
‫‪ - 13538-584‬حففدثني يففونس ‪ ،‬قففال ‪ :‬أخبرنففا ابففن وهففب ‪ ،‬قففال ‪:‬‬
‫أخبرني يونس ‪ ،‬عن ابن شهاب قفال ‪ :‬غفزا رسفول اللفه صفلى اللفه‬
‫عليه وسلم غزوة تبوك وهو يريففد الففروم ونصففارى العففرب بالشففام‪،‬‬
‫حتى إذا بلغ تبوك أقام بها بضع عشرة ليلة ولقيه بها وفد أذرح ووفد‬
‫أيله‪ ،‬صالحهم رسففول اللففه صففلى اللففه عليففه وسففلم علففى الجزيففة‪.‬‬
‫)باختصار( )‪(2‬‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪( 80 / 1‬‬


‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 58 / 11‬سنن البيهقي ) ‪( 185 / 9‬‬

‫‪498‬‬
‫الدراسة‪:‬‬
‫خيبر‪:‬‬
‫عندما ذهبت طائفة من يهود بني النضير إلففى خيففبر لففم‬
‫يطل بها المقام في سففكون ودعففة‪ ،‬بففل أخففذت تعففد العففدة‬
‫وتجهز لفصل آخر من فصول اليذاء للسففلم والمسففلمين‪،‬‬
‫وهذا هو دأب اليهود لينتهون من مؤامرة حففتى يبففدأوا فففي‬
‫حياكففة أخففرى‪ ،‬فكففان مففن أسففباب تحففزب الحففزاب يففوم‬
‫الخندق‪ ,‬أن نفرا ً من اليهود‪ ،‬منهم‪ :‬سلم بففن أبففي الحقيففق‬
‫النضري‪ ،‬وحيي بن أخطب النضري‪ ،‬وكنانة بن أبي الحقيففق‬
‫النضري‪ ،‬وهوذة بن قيس الوائلي‪ ،‬وأبو عمار الففوائلي‪ ،‬فففي‬
‫نفر من بني النضير‪ ،‬ونفر من بني وائل وهم الففذين حزبففوا‬
‫الحزاب على رسول الله صلى الله عليففه وسففلم ‪ ،‬خرجففوا‬
‫حتى قدموا على قريش مكة‪ ،‬فدعوهم إلففى حففرب رسففول‬
‫الله صففلى اللففه عليففه وسففلم ‪ ،‬وقففالوا‪ :‬إنففا سففنكون معكففم‬
‫عليففه‪ ،‬حففتى نستأصففله‪ ،‬وكففان يهففود خيففبر يسففكنون علففى‬
‫مسافة ليست بالبعيدة من المدينة إلى جهففة الشففام وكففان‬
‫أهلها ينعمون برواج مففادي مكنهففم مففن بنففاء بيففوت حصففينة‬
‫لسففكناهم‪ ،‬وأحاطوهففا بحصففون بحسففب تجمعففاتهم‪ ,‬وفففي‬
‫دة لقتففال الرسففول‬ ‫السنة السابعة للهجرة بدؤوا يعدون الع ّ‬
‫صلى الله عليه وسلم واتصلوا بغطفان لنصرتهم‪.‬‬
‫وحال صلح الحديبية بينهم وبيففن قريش ف مففن الشففتراك‬
‫في حرب محمد صلى الله عليه وسففلم ‪ ،‬وقففد كففان لهجففرة‬
‫بني قينقاع إليهففم وبعففض بنففي النضففير أثففره فففي إيقففاد نففار‬
‫الحقففد علففى الرسففول صففلى اللففه عليففه وسففلم محففاولين‬
‫القضاء عليه‪.‬‬
‫وعندما تيقن الرسول صلى الله عليه وسففلم بمففا كففان‬
‫من أمرهم خرج إليهم في نفس السنة فففي ألففف وسففتمائة‬
‫من الصحابة رضي الله عنهم ‪ .‬وقد فاجأهم وصففوله‪ ,‬فض فل ً‬
‫عففن إرسففال بعففض الصففحابة إلففى غطفففان ليشففغلوهم عففن‬
‫التوجه إلى خيبر‪ ,‬حتى كتب الله له الغلبة علففى اليهففود بعففد‬

‫‪499‬‬
‫قتال مرير‪ ،‬وقد انتهت المعركة بنصر الله لنففبيه صففلى اللففه‬
‫عليه وسلم على يهود خيبر‪.‬‬
‫ثففم اسففتبقى الرسففول صففلى اللففه عليففه وسففلم اليهففود‬
‫بفففأرض خيفففبر للمزارعفففة علفففى أن يعطفففوا نصفففف الثمفففر‬
‫للمسلمين‪ .‬ليسوا شركاء ولكن عمففال ً يطردهففم مففتى شففاء‬
‫فقال لهم صلى الله عليه وسلم ‪)) :‬إنا إذا شئنا أن نخرجكم‬
‫أخرجناكم‪(1) ((.‬‬
‫ر _ أن صلى الله عليه وسلم ‪)) :‬قاتل أهل‬ ‫فعن ‌ ابن عم ‌‬
‫خيففبر فغلففب علففى النخففل والرض وألجففأهم إلففى قصففرهم‬
‫فصففالحوه علففى أن لرسففول اللففه صففلى اللففه عليففه وسففلم‬
‫الصفراء والبيضاء والحلقة ولهم ما حملت ركابهم‪ ،‬على أن‬
‫ل يكتموا ول يغيبوا شيئًا‪ ،‬فإن فعلففوا فل ذمففة لهففم ول عهففد‬
‫فغيبوا مسكا ً لحيي بن أخطب وقففد كففان قتففل قبففل خيبففر‬
‫كان احتمله معه يوم بني النضير حيففن أجليففت النضففير فيففه‬
‫حليهم‪ ،‬قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم لسعيه أيففن‬
‫مسك حيي بففن أخطففب‪ ،‬قففال أذهبتففه الحففروب والنفقففات‪،‬‬
‫فوجفففدوا المسفففك فقتفففل ابفففن الحقيق وسفففبي نسفففاءهم‬
‫وذراريهم وأراد أن يجليهم‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا محمد دعنا نعمل في‬
‫هذه الرض ولنا الشطر مففا بففدا لففك ولكففم الشففطر‪ ،‬وكففان‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسففلم يعطففي كففل امففرأة مففن‬
‫نسائه ثمانين وسقا ً من تمر وعشرين وسقا ً من شففعير‪(2) ,‬‬
‫وكففان مففن نتففائج هففذه الغففزوة توقيففع معاهففدات صففلح مففع‬
‫الرسول صلى الله عليه وسلم وبين بقية اليهففود مففع دفففع‬
‫الجزية وذلك على النحو التالي‪:‬‬
‫أ ل يهود فدك‪ :‬ما أن علموا بنصر الله لنبيه على يهود‬
‫خيبر حتى أرسلوا رسلهم يطلبون المصففالحة علففى النصففف‬
‫من فدك‪ ،‬فقبل الرسول صلى الله عليه وسلم ذلففك منهففم‬
‫بنفس شروط خيبر‪.‬‬
‫ب ل ل وادي القللرى‪) :‬موضففع قففرب المدينففة يسففكنه‬
‫‪ () 1‬السيرة النبوية لبن هشام ‪ 3/342‬ف ‪،346‬و سففنن الففبيهقي الكففبرى ج‬
‫‪/6‬ص ‪114‬‬
‫‪ () 2‬سنن أبي داود ج‪ 3:‬ص‪157:‬‬

‫‪500‬‬
‫اليهود( حاصرهم الرسول صلى الله عليه وسففلم وهففو فففي‬
‫طريقه إلى المدينة أربعة أيام وقتل منهففم أحففد عشففر رجل ً‬
‫وفتح ديارهم بالقوة ثم قسففمهم الرسففول صففلى اللففه عليففه‬
‫وسففلم كغنففائم علففى أصففحابه واسففتبقاهم لزراعففة الرض‬
‫وعاملهم عليها‪.‬‬
‫جل ل يهود تيماء‪ :‬وأذرح‪ :‬صالحوا الرسول صلى اللففه‬
‫عليه وسلم علففى الجزيففة بعففد علمهففم بهزيمففة يهففود وادي‬
‫) ‪(1‬‬
‫القرى‪.‬‬

‫)‬ ‫ح‬
‫‪ () 1‬ومثال على ما كان يصال هم رسول الله ‘ عليه ) هذا كتابه الى أهففل‬
‫أذرح و فيه بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب مففن محمففد النففبي لهففل‬
‫أذرح أنهم آمنون بأمان الله ومحمد وأن عليهم مائة دينار في كففل رجففب‬
‫وافية طيبة والله كفيل عليهففم بالنصففح والحسففان للمسففلمين ومففن لجففأ‬
‫إليهم من المسلمين من المخافة والتعزيز إذا خشففوا علففى المسففلمين‬
‫وهم آمنون حتى يحدث إليهم محمد قبل خروجه(( للتفصيل فففي معففارك‬
‫الرسول ‘مع اطوائف اليهود انظر‪ :‬الطبقففات الكففبرى ج ‪/1‬ص ‪290‬سففنن‬
‫أبي داود ج ‪/3‬ص ‪ 143‬سنن البيهقي الكففبرى ج ‪/6‬ص ‪ 317‬تاريففخ مدينففة‬
‫دمشق ج ‪/2‬ص ‪32‬وابن هشام ‪ .3/368‬فتح الباري ج ‪/6‬ص ‪203‬‬

‫‪501‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الثار الواردة في موقف اليهود من المسلمين‪:‬‬
‫المطلب الول‪ :‬إثارة الفتنة بينهم‪:‬‬
‫الثار‪:‬‬
‫َ‬
‫ن‬‫ذي َ‬‫ن ال ّف ِ‬
‫مف َ‬‫ريقفا ً ّ‬‫طيعُففوا ْ فَ ِ‬ ‫من ُفوَا ْ ِإن ت ُ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫قولفه تعالى‪َ} :‬يا أي َّها ال ّ ِ‬
‫ُ‬
‫ن{ ]سففورة آل عمففران‬ ‫ري َ‬ ‫م ك َففافِ ِ‬‫مان ِك ُ ْ‬‫كم ب َعْد َ ِإي َ‬ ‫دو ُ‬ ‫أوُتوا ْ ال ْك َِتا َ‬
‫ب ي َُر ّ‬
‫‪[3/100‬‬
‫‪ -5945-585‬حففدثنا ابففن حميففد‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا سففلمة‪ ،‬عففن محمففد بففن‬
‫إسحاق‪ ،‬قال ‪ :‬ثني الثقة‪ ،‬عن زيفد بفن أسفلم‪ ،‬قفال‪ :‬مفر شفاس بفن‬
‫قيفس‪ ،‬وكفان شفيخا ً قفد عسفا ففي الجاهليفة‪ ،‬عظيفم الكففر‪ ،‬شفديد‬
‫الضغن على المسلمين شديد الحسد لهففم‪ ،‬علففى نفففر مففن أصففحاب‬
‫رسففول اللففه صففلى اللففه عليففه وسففلم ‪ -‬مففن الوس والخففزرج فففي‬
‫مجلففس قففد جمعهففم يتحففدثون فيففه‪ .‬فغففاظه مففا رأى مففن جمففاعتهم‬
‫وألقتهم وصلح ذات بينهم على السففلم بعففد الففذي كففان بينهففم مففن‬
‫العداوة في الجاهليففة‪ ،‬فقففال‪ :‬قففد اجتمففع مل بنففي قيلففة بهففذه البلد‪،‬‬
‫والله ما لنا معهم إذا اجتمع ملؤهم بها من قرار فأمر فتى شابا مففن‬
‫اليهود وكان معه‪ ،‬فقال‪ :‬اعمد إليهففم‪ ،‬فففاجلس معهففم وذكرهففم يففوم‬
‫بعففاث ومففا كففان قبلففه‪ ،‬وأنشففدهم بعففض مففا كففانوا تقففاولوا فيففه مففن‬
‫الشعار‪ .‬وكان يوم بعاث يومفا ً اقتتلففت فيففه الوس والخففزرج‪ ،‬وكففان‬
‫الظفر فيفه للوس علفى الخفزرج‪ .‬ففعفل‪ ،‬فتكلففم القفوم عنفد ذلفك‪،‬‬
‫فتنازعوا وتفاخروا حتى تواثب رجلن من الحيين علففى الركففب أوس‬
‫بن قيظي أحد بني حارثة بن الحرث من الوس وجبار بن صخر أحففد‬
‫بني سلمة من الخزرج‪ ،‬فتقاول‪ ،‬ثم قال أحففدهما لصففاحبه‪ :‬إن شففئتم‬
‫والله رددناها الن جذعة وغضب الفريقان‪ ،‬وقالوا‪ :‬قد فعلنففا السففلح‬
‫السلح موعدكم الظاهرة ‪ -‬والظاهرة‪ :‬الحرة ‪ -‬فخرجوا إليها وتحاور‬
‫الناس‪ ،‬فانضمت الوس بعضها إلى بعض‪ ،‬والخزرج بعضها إلى بعض‬
‫على دعواهم التي كانوا عليها في الجاهلية‪ .‬فبلففغ ذلففك رسففول اللففه‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فخرج إليهم فيمن معه مففن المهففاجرين مففن‬
‫أصحابه حتى جاءهم‪ ،‬فقال‪" :‬يا معشر المسلمين الله الله‪ ،‬أبففدعوى‬
‫الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد إذ هداكم الله إلى السفلم‪ ،‬وأكرمكفم‬
‫به‪ ،‬وقطع به عنكم أمر الجاهلية‪ ،‬واستنقذكم به من الكفر وألففف بففه‬
‫بينكم ترجعون إلى ما كنتم عليه كفارا" فعرف القوم أنها نزعففة مففن‬
‫الشففيطان‪ ،‬وكيفد مفن عفدوهم‪ ،‬فففألقوا السفلح مفن أيفديهم‪ ،‬وبكففوا‪،‬‬
‫وعانق الرجال من الوس والخزرج بعضهم بعضففا‪ .‬ثففم انصففرفوا مففع‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم سامعين مطيعين‪ ،‬قد أطفففأ اللففه‬
‫عنهم كيد عدو الله شاس بن قيس وما صنع فأنزل اللففه فففي شفاس‬
‫ت الّلففهِ َوالّلفف ُ‬
‫ه‬ ‫ن ِبآَيا ِ‬
‫فُرو َ‬ ‫م ت َك ْ ُ‬‫ب لِ َ‬ ‫ل ال ْك َِتا ِ‬‫ل َيا أ َهْ َ‬ ‫بن قيس وما صنع }قُ ْ‬

‫‪502‬‬
‫ل‬ ‫سِبي ِ‬ ‫عن َ‬ ‫ن َ‬ ‫دو َ‬ ‫ص ّ‬‫م تَ ُ‬ ‫ب لِ َ‬ ‫ل ال ْك َِتا ِ‬ ‫ل َيا أ َهْ َ‬ ‫ن )‪ (98‬قُ ْ‬ ‫مُلو َ‬ ‫ما ت َعْ َ‬‫شِهيد ٌ ع ََلى َ‬ ‫َ‬
‫وجا ً{ ]سورة آل عمففران ‪ ... [99-3/98‬اليففة‬ ‫ع َ‬‫ن ت َب ُْغون ََها ِ‬ ‫م َ‬‫نآ َ‬ ‫م ْ‬ ‫الل ّهِ َ‬
‫وأنزل الله عز وجل في أوس بن قيظي وجبار بن صخر ومففن كففان‬
‫معهما من قومهما الذين صنعوا ما صنعوا ممففا أدخففل عليهففم شففاس‬
‫َ‬
‫ن‬‫مفف َ‬ ‫ريقا ً ّ‬ ‫ِ‬ ‫طيُعوا ْ فَ‬ ‫من ُوَا ْ ِإن ت ُ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫بن قيس من أمر الجاهلية }َيا أي َّها ال ّ ِ‬
‫ك‬ ‫ن{ إلى قففوله‪} :‬أ ُوْل َئ ِ َ‬ ‫ري َ‬ ‫كافِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫مان ِك ُ ْ‬ ‫كم ب َعْد َ ِإي َ‬ ‫دو ُ‬ ‫ب ي َُر ّ‬ ‫ن أوُتوا ْ ال ْك َِتا َ‬
‫ال ّذي ُ‬
‫ِ َ‬
‫م{ ) (‬ ‫ظي ٌ‬ ‫ب عَ ِ‬ ‫ذا ٌ‬‫م عَ َ‬ ‫ل َهُ ْ‬
‫‪1‬‬

‫‪ - 5950-586‬حففدثني محمففد بففن الحسففين‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا أحمففد بففن‬


‫من ُفوَا ْ ِإن‬ ‫َ‬
‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫المفضل‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا أسففباط‪ ،‬عففن السففدي }ي َففا أي ّهَففا ال ّف ِ‬
‫تطيعوا ْ فَريقا ً من ال ّذي ُ‬
‫ن{‬ ‫ري َ‬ ‫م ك َففافِ ِ‬ ‫مففان ِك ُ ْ‬ ‫كم ب َعْد َ ِإي َ‬ ‫دو ُ‬ ‫ب ي َُر ّ‬ ‫ن أوُتوا ْ ال ْك َِتا َ‬ ‫ِ َ‬ ‫ّ َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ِ ُ‬
‫قال‪ :‬نزلت في ثعلبة بن عنمة النصاري‪ ،‬كان بينففه وبيففن أنففاس مففن‬
‫النصار كلم‪ ،‬فمشى بينهم يهودي من قينقاع‪ ،‬فحمففل بعضففهم علففى‬
‫بعض حتى همت الطائفتان من الوس والخففزرج أن يحملفوا السففلح‬
‫ريقا ً‬ ‫َ‬
‫طيُعوا ْ فَ ِ‬ ‫من ُوَا ْ ِإن ت ُ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫فيقاتلوا‪ ،‬فأنزل الله عز وجل ‪َ} :‬يا أي َّها ال ّ ِ‬
‫من ال ّذي ُ‬
‫ن{ يقففول‪ :‬إن‬ ‫ري َ‬ ‫م ك َففافِ ِ‬ ‫مففان ِك ُ ْ‬ ‫دوك ُففم ب َعْفد َ ِإي َ‬ ‫ب ي َُر ّ‬‫ن أوت ُففوا ْ ال ْك ِت َففا َ‬ ‫ِ َ‬ ‫ّ َ‬
‫حملتم السلح فاقتتلتم كفرتم‪( ) .‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ - 5951-587‬حدثنا الحسن بففن يحيففى‪ ،‬قففال‪ :‬أخبرنففا عبففد الففرزاق‪،‬‬


‫قال‪ :‬أخبرنا جعفر بن سليمان‪ ،‬عففن حميففد العففرج عففن مجاهففد فففي‬
‫قوله‪} :‬يا أ َيها ال ّذين آمنوا ْ إن تطيعوا ْ فَريقا ً من ال ّذي ُ‬
‫ب{‬ ‫ن أوُتوا ْ ال ْك ِت َففا َ‬ ‫ِ َ‬ ‫ّ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َ َ ُ َ ِ ُ ِ ُ‬ ‫َ َّ‬
‫قال‪ :‬كان جماع قبائل النصار بطنين الوس والخزرج‪ ،‬وكففان بينهمففا‬
‫في الجاهلية حرب‪ .‬ودماء وشففنآن‪ ،‬حففتى مففن اللففه عليهففم بالسففلم‬
‫وبالنبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فأطفأ الله الحرب التي كانت بينهم‪،‬‬
‫وألف بينهم بالسلم قال‪ :‬فبينا رجل من الوس ورجل مففن الخففزرج‬
‫قاعدان يتحدثان‪ ،‬ومعهما يهودي جالس‪ ،‬فلم يففزل يففذكرهما أيامهمففا‬
‫والعداوة التي كانت بينهم‪ ،‬حتى اسففتبا‪ ،‬ثففم اقتتل‪ .‬قففال‪ :‬فنففادى هففذا‬
‫قومه‪ ،‬وهذا قومه‪ ،‬فخرجففوا بالسففلح‪ ،‬وصففف بعضففهم لبعففض‪ .‬قففال‪:‬‬
‫ورسول الله صلى اللففه عليففه وسففلم شففاهد يففومئذ بالمدينففة‪ ،‬فجففاء‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فلم يزل يمشي بينهم إلى هؤلء‬
‫وإلى هؤلء ليسكنهم‪ ،‬حتى رجعوا ووضعوا السلح‪ ،‬فففأنزل اللففه عففز‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫مف َ‬ ‫ريق فا ً ّ‬ ‫طيعُففوا ْ فَ ِ‬ ‫من ُفوَا ْ ِإن ت ُ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫وجل القرآن في ذلك‪َ} :‬يا أي َّها ال ّف ِ‬
‫ال ّذي ُ‬
‫م{ )‪(3‬‬ ‫ظي ٌ‬‫ب عَ ِ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫ب{ إلى قوله‪} :‬ع َ َ‬ ‫ن أوُتوا ْ ال ْك َِتا َ‬ ‫ِ َ‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 23 / 4‬تفسير الدر المنثور ) ‪ ( 278 / 2‬إسناده‬
‫ضعيف‪.‬‬
‫حسنه في‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 24 / 4‬تفسير القرطبي ) ‪( 250 / 5‬‬
‫التفسير الصحيح )‪(2/281‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 25 / 4‬تفسير عبد الرزاق ) ‪ - ( 128 / 1‬تفسير‬
‫ابن أبي حاتم ) ‪( 719 / 3‬‬

‫‪503‬‬
‫المطب الثاني‪ :‬تشكيك المسلمين‬
‫ن‬‫م َ‬‫نآ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل الل ّهِ َ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫عن َ‬ ‫ن َ‬ ‫دو َ‬ ‫ص ّ‬
‫م تَ ُ‬ ‫ب لِ َ‬ ‫ل ال ْك َِتا ِ‬ ‫قوله تعالى‪َ} :‬يا أ َهْ َ‬
‫وجا ً{ ]سورة آل عمران ‪[3/99‬‬ ‫ع َ‬ ‫ت َب ُْغون ََها ِ‬
‫‪ -5946-588‬حدثنا محمد بن الحسين‪ ،‬قال‪ :‬ثنا أحمد بففن المفضففل‪،‬‬
‫ل‬ ‫سففِبي ِ‬ ‫عن َ‬ ‫ن َ‬ ‫دو َ‬ ‫ص ّ‬ ‫م تَ ُ‬ ‫ب لِ َ‬ ‫ل ال ْك َِتا ِ‬ ‫قال‪ :‬ثنا أسباط‪ ،‬عن السدي‪َ} :‬يا أ َهْ َ‬
‫وجفا ً{ كفانوا إذا سفألهم أحفد‪ :‬هففل تجففدون‬ ‫ع َ‬ ‫ن ت َب ُْغون َهَففا ِ‬
‫مف َ‬ ‫نآ َ‬ ‫مف ْ‬‫الل ّفهِ َ‬
‫محمدًا؟ قالوا‪ :‬ل! فصدوا عنه الناس‪ ،‬وبغوا محمدا ً عوجًا‪ :‬هلكًا‪(1) .‬‬
‫‪ 7533-589‬حدثنا ابن حميد‪ ،‬قال‪ :‬ثنا سلمة‪ ،‬عن ابن إسففحاق‪ ،‬عففن‬
‫محمد بن أبي محمد‪ ،‬عن عكرمة أو عن سففعيد بففن جففبير‪ ،‬عففن ابففن‬
‫عباس رضي الله عنهما ‪ ،‬قال‪ :‬كان كردم بففن زيففد حليففف كعففب بففن‬
‫الشرف‪ ،‬وأسامة بن حبيب‪ ،‬ونافع بن أبي نافع‪ ،‬وبحففري بففن عمففرو‪،‬‬
‫وحيي بن أخطب‪ ،‬ورفاعفة بفن زيفد بفن التفابوت‪ ،‬يفأتون رجففال مفن‬
‫النصار‪ ،‬وكانوا يخالطونهم‪ ،‬يتنصحون لهم من أصففحاب رسففول اللففه‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فيقولون لهم‪ :‬ل تنفقوا أموالكم فإنا نخشففى‬
‫عليكم الفقر في ذهابها‪ ،‬ول تسارعوا في النفقة فإنكم ل تففدرون مففا‬
‫ْ‬
‫ل‬ ‫خف ِ‬ ‫س ِبال ْب ُ ْ‬ ‫ن الن ّففا َ‬ ‫مُرو َ‬ ‫ن وَي َفأ ُ‬ ‫خُلفو َ‬ ‫ن ي َب ْ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫يكون فففأنزل اللفه فيهفم‪} :‬ال ّف ِ‬
‫ه{ ]سففورة النسففاء ‪ [4/37‬أي مففن‬ ‫ض فل ِ ِ‬‫مففن فَ ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫م الل ّ ُ‬
‫ما آَتاهُ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫مو َ‬ ‫وَي َك ْت ُ ُ‬
‫النبوة التي فيها تصديق ما جاء به محمففد صففلى اللففه عليففه وسففلم ‪،‬‬
‫َ‬
‫ه ب ِهِففم‬ ‫ن الل ّف ُ‬ ‫مِهينفا ً{‪ ...‬إلففى قففوله‪} :‬وَك َففا َ‬ ‫ذابا ً ّ‬ ‫ن ع َف َ‬ ‫ري َ‬‫}وَأع ْت َفد َْنا ل ِل ْك َففافِ ِ‬
‫ع َِليما ً{‪(2) .‬‬
‫مُنوا ْ ِبال ّذ ِيَ ُأنففزِ َ‬
‫ل‬ ‫بآ ِ‬ ‫ل ال ْك َِتا ِ‬
‫َ‬
‫ن أ هْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ّ‬ ‫ف ٌ‬ ‫طآئ ِ َ‬‫قولفه تعالى‪} :‬وََقاَلت ّ‬
‫ن{‬ ‫جعُففو َ‬ ‫م ي َْر ِ‬ ‫خ فَره ُ ل َعَل ّهُ ف ْ‬ ‫ف فُروا ْ آ ِ‬ ‫ه الن ّهَففارِ َواك ْ ُ‬ ‫جف َ‬ ‫مُنوا ْ وَ ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ع ََلى ال ّ ِ‬
‫]سورة آل عمران ‪[3/72‬‬
‫‪-5716-590‬حدثنا محمد بن الحسين‪ ،‬قال‪ :‬ثنا أحمففد بففن المفضففل‪،‬‬
‫مُنففوا ْ‬ ‫ةم َ‬
‫بآ ِ‬ ‫ل ال ْك َِتا ِ‬ ‫ن أهْ ِ‬ ‫ف ٌ ّ ْ‬ ‫قال‪ :‬ثنا أسباط‪ ،‬عن السدي‪} :‬وََقاَلت ّ‬
‫طآئ ِ َ‬
‫م‬‫خ فَره ُ ل َعَل ّهُف ْ‬ ‫ف فُروا ْ آ ِ‬ ‫ه الن ّهَففارِ َواك ْ ُ‬ ‫جف َ‬ ‫من ُففوا ْ وَ ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ع َل َففى ال ّف ِ‬ ‫ِبال ّفذ ِيَ ُأن فزِ َ‬
‫ن{ كان أحبار قرى عربية اثني عشر حففبرا‪ ،‬فقففالوا لبعضففهم‪:‬‬ ‫جُعو َ‬ ‫ي َْر ِ‬
‫ادخلوا فففي ديففن محمففد أول النهففار‪ ،‬وقولففوا نشففهد أن محمففدا حففق‬
‫صادق‪ ،‬فإذا كان آخر النهار فاكفروا وقولوا‪ :‬إنففا رجعنففا إلففى علمائنففا‬
‫وأحبارنا فسألناهم‪ ،‬فحففدثونا أن محمففدا كففاذب‪ ،‬وأنكففم لسففتم علففى‬
‫شيء‪ ،‬وقففد رجعنففا إلففى ديننففا فهففو أعجففب إلينففا مففن دينكففم‪ ،‬لعلهففم‬
‫يشكون‪ ،‬يقولون‪ :‬هؤلء كانوا معنا أول النهار‪ ،‬فما بالهم؟ فأخبر الله‬

‫حسنه‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 24 / 4‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪( 717 / 3‬‬
‫في التفسير الصحيح )‪(2/281‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 86 / 5‬تفسير الدر المنثور ) ‪ ( 538 / 2‬إسناده‬
‫ضعيف‪.‬‬

‫‪504‬‬
‫عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم بذلك‪(1) .‬‬
‫‪-5717-591‬حدثني محمد بن عمرو‪ ،‬قال‪ :‬ثنا أبففو عاصففم‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا‬
‫عيسى‪ ،‬عن ابن أبففي نجيففح‪ ،‬عففن مجاهففد فففي قففول اللففه عففز وجففل‬
‫ه الن َّهاِر{ يهففود تقففوله صففلت‬ ‫ج َ‬‫مُنوا ْ وَ ْ‬
‫نآ َ‬‫ذي َ‬ ‫مُنوا ْ ِبال ّذ ِيَ ُأنزِ َ‬
‫ل ع ََلى ال ّ ِ‬ ‫}آ ِ‬
‫مع محمد صلة الصبح‪ ،‬وكفروا آخر النهار مكرا منهففم‪ ،‬ليففروا النففاس‬
‫أن قد بدت لهم منه الضللة بعد أن كانوا اتبعوه‪(2) .‬‬
‫‪-5718-592‬حدثني محمد بن سعد‪ ،‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ،‬قال‪ :‬ثني عمففي‪،‬‬
‫قال‪ :‬ثني أبي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن عباس رضففي اللففه عنهمففا ‪ ،‬قولفففه‪:‬‬
‫مُنففوا ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫مُنوا ْ ِبال ّذ ِيَ ُأنزِ َ‬
‫ل ع ََلى اّلفف ِ‬ ‫بآ ِ‬‫ل ال ْك َِتا ِ‬
‫ةم َ‬
‫ن أهْ ِ‬
‫ف ٌ ّ ْ‬ ‫}وََقاَلت ّ‬
‫طآئ ِ َ‬
‫ه الن َّهاِر{‪ ...‬اليففة‪ .‬وذلفك أن طائففة مفن اليهفود قفالوا‪ :‬إذا لقيتففم‬ ‫ج َ‬ ‫وَ ْ‬
‫أصحاب محمد صلى الله عليه وسففلم أول النهففار فففآمنوا‪ ،‬وإذا كففان‬
‫آخره فصلوا صلتكم لعلهم يقولون‪ :‬هؤلء أهل الكتففاب‪ ،‬وهففم أعلففم‬
‫منا‪ ،‬لعلهم ينقلبون عن دينهم‪ ،‬ول تؤمنوا إل لمن تبع دينكم‪(3) .‬‬
‫‪ - 5724-593‬حدثنا محمد بن سعد‪ ،‬قال‪ :‬ثنا أبي‪ ،‬قال‪ :‬ثنففي عمففي‪،‬‬
‫م‬ ‫قال‪ :‬ثني أبي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن عباس رضي اللففه عنهمففا ‪} :‬ل َعَل ّهُف ْ‬
‫ن{ ‪ :‬لعلهم ينقلبون عن دينهم‪(4) .‬‬ ‫جُعو َ‬ ‫ي َْر ِ‬

‫حسنه‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 86 / 5‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 538 / 2‬‬
‫في التفسير الصحيح )‪(2/281‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 312 / 3‬تفسير ابن كثير ) ‪( 374 / 1‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ‪ -3/312‬تفسير ابففن أبففي حففاتم ‪ -2/680‬تفسففير الففدر‬
‫إسناده ضعيف‬
‫المنثور ‪ -2/241‬تفسير ابن كثير ‪1/374‬‬
‫‪ () 4‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 312 / 3‬تفسير ابن أبففي حففاتم ) ‪( 680 / 2‬‬
‫إسناده ضعيف‬

‫‪505‬‬
‫الدراسة‪:‬‬
‫دخففل السففلم المدينففة‪ ،‬وأصففبح المسففلمون أكثريففة ل‬
‫يسففتهان بهففا‪ ،‬ولففم يبففق بيففت فففي المدينففة لففم يففدخله نففور‬
‫السلم‪ ،‬في المقابل كانت هنففاك فئات لففم تسففلم‪ ،‬يشففكل‬
‫اليهففود الغالبيففة العظمففى منهففا‪ ،‬ولمففا كففان هففؤلء اليهففود‬
‫ليضمرون للسلم وأهلففه إل الكففره والبغففض‪ ،‬فقففد عملففوا‬
‫ماوسعهم الجهد على إيجاد بففواعث للشففقاق والخلف بيففن‬
‫الفئات المسفففلمة‪ ،‬وأصفففبح ففففي المدينفففة نوعفففان مفففن‬
‫المسلمين‪:‬‬
‫‪ -1‬فئة أسلمت عن حق‪ ،‬ودخل السلم قلبها‪ ،‬تسففتهون‬
‫في سبيله الصعاب والعقبات‪.‬‬
‫‪ -2‬وفئت أسففلمت نفاقففًا‪ ،‬كففان لليهففود دور كففبير فففي‬
‫إيجادها‪ ،‬وهواهففا تبففع لهففوى اليهففود‪ ،‬تففأتمر بففأمرهم‪ ،‬وتنفففذ‬
‫خططهم‪،‬كما سيأتي‪.‬‬
‫أمففا الفئة الففتي أسففلمت بحففق‪ ،‬فقففد سففعى اليهففود فففي‬
‫تأليبهم على بعضهم لما رأوا من تماسكهم‪ ،‬وذلك مففتى مففا‬
‫وجدوا الفرصة مواتية‪ ،‬ولذا تتجلى طبيعة دور اليهففود تجففاه‬
‫المسلمين‪ ،‬فقد كان الوس والخزرج قبل ظهففور السففلم‪،‬‬
‫ن اللففه عليهففم فيسففلموا فففي فرقففة وشففتات‬ ‫وقبففل أن يم ف ّ‬
‫وتنففاحر‪ ،‬وكففان اليهففود يغففذون هففذا الصففراع الففدائر بيففن‬
‫القبيلتين‪ ،‬ويمدونه مففا اسففتطاعوا بعوامففل إيقففاد الحففروب‪،‬‬
‫ولمففا دخففل السففلم المدينففة واجتمعففت القلففوب‪ ،‬وصفففت‬
‫النفففس‪ ،‬وأصففبح الوس والخففزرج تجمعهففم كلمففة واحففدة‪،‬‬
‫ويربطهم رباط السلم الذي صاروا بفضل الله ثففم بفضففله‬
‫قوة واحدة متماسكة‪ ،‬بعد أن كانوا قبففائل متنففاحرة‪ ،‬فغيففظ‬
‫اليهففود لهففذا لنهففم كففانوا فففي قرارتهففم يتمنففون زوال هففذا‬
‫الففدين‪ ،‬ويسففعون لهففدمه‪ ،‬ولمففا كففان مففن الصففعب عليهففم‬
‫مواجهة المسلمين وهم قوة متآلفة مترابطة‪ ،‬فإنه لم يكففن‬
‫أمامهم سوى خلخلة الجبهة الداخليففة للمسففلمين‪ ،‬وضففرب‬
‫هذه الوحدة وهذا التآلف‪ ،‬لذا سففعوا ماوسففعهم الجهففد فففي‬

‫‪506‬‬
‫تأليب المسلمين على بعض‪ ،‬والوقيعة بينهم‪ ،‬وتذكيرهم بما‬
‫كانوا عليه قبل السلم‪ ،‬والتحريض على أخذ الثففأر ليسففهل‬
‫عليهم اختراق الصفوف المسلمة‪ ،‬وهدم السلم من داخله‬
‫وبأيدي أبنائه‪ ،‬ولكففن اللففه حمففى السففلم والمسففلمين مففن‬
‫مكائد اليهود‪ ،‬وعاد المسلمون إلى رشدهم بعد أن بين لهم‬
‫الرسففول صففلى اللففه عليففه وسففلم أن هففذا مففن دعففوى‬
‫الجاهلية‪ ،‬كما في قصة شاس المتقدمة في الثر‪.‬‬
‫ومثله تشكيك المسلمين فففي دينهففم منخففدعين بكففون‬
‫اليهود أهل كتاب وقد استغل اليهود ذلك استغلل ً دنيئا ً كمففا‬
‫مر في الثر قال ابن كثير ‪" :‬هذه مكيففدة أرادوهففا ليلبسففوا‬
‫على الضعفاء من النففاس أمففر دينهففم‪ ،‬وهففو أنهففم اشففتوروا‬
‫بينهم أن يظهروا اليمان أول النهار ويصلوا مففع المسففلمين‬
‫صلة الصبح فإذا جاء آخر النهار ارتففدوا إلففى دينهففم ليقففول‬
‫الجهلة من النففاس إنمففا ردهففم إلففى دينهففم إطلعهففم علففى‬
‫نقيصة وعيب في دين المسلمين‪(1) ".‬‬
‫وقال القرطبي‪" :‬معناه أنهففم جففاؤوا محمففدا ً صففلى اللففه‬
‫عليه وسلم أول النهار ورجعوا من عنففده فقففالوا للسفففلة‪:‬‬
‫هو حففق فففاتبعوه‪ ،‬ثففم قففالوا‪ :‬حففتى ننظففر فففي التففوراة‪ ،‬ثففم‬
‫رجعوا في آخر النهار فقالوا‪ :‬قد نظرنا في التففوراة فليففس‬
‫هو به‪ .‬يقولون إنه ليس بحق‪ ،‬وإنما أرادوا أن يلبسوا علففى‬
‫السفلة وأن يشككوا فيه‪(2) ".‬‬

‫‪ () 1‬تفسير ابن كثير ج ‪/1‬ص ‪374‬‬


‫‪ () 2‬تفسير القرطبي ج ‪/4‬ص ‪111‬‬

‫‪507‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬من أسلم منهم‪:‬‬
‫الثار‪:‬‬
‫م ب ِهِ وَ َ‬ ‫عن ْد ِ الل ّهِ وَك َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قولفه تعالى‪} :‬قُ ْ‬
‫ش هِد َ‬ ‫فْرت ُ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫ل أَرأي ْت ُ ْ‬
‫هل‬ ‫ن الل ّف َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫س فت َك ْب َْرت ُ ْ‬‫ن َوا ْ‬ ‫م َ‬ ‫مث ْل ِهِ فَففآ َ‬ ‫ل ع ََلى ِ‬ ‫سَراِئي َ‬ ‫ن ب َِني إ ِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫شاه ِد ٌ ِ‬ ‫َ‬
‫ن )‪] {(10‬سورة الحقاف ‪[46/10‬‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬‫م ال ّ‬ ‫ق وْ َ‬ ‫دي ال ْ َ‬ ‫ي َهْ ِ‬
‫‪ - 24171 -594‬حدثنا الحسين بن علففي الصففدائي ‪ ،‬قففال ‪ :‬ثنففا أبففو‬
‫داود الطيالسي ‪ ،‬قال ‪ :‬ثنا شعيب بن صفوان ‪ ،‬قال ‪ :‬ثنا عبففد الملففك‬
‫بن عمير‪ ،‬أن محمد بن يوسف بن عبد اللفه بفن سفلم ‪ ،‬قففال ‪ :‬قفال‬
‫عبد الله ‪ :‬أنزل في }قُ ْ َ َ‬
‫ه{ ‪ . . .‬إلففى‬ ‫عن ْفد ِ الل ّف ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫مف ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن ك َففا َ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫ل أَرأي ْت ُف ْ‬
‫م { )‪( 1‬‬ ‫ست َك ْب َْرت ُ ْ‬ ‫ن َوا ْ‬ ‫م َ‬ ‫قوله ‪َ} :‬فآ َ‬
‫‪ -24171-595‬محمد بن سعد قال‪ :‬ثني أبي قال‪ :‬ثنففي عمففي قففال‪:‬‬
‫ثني أبي عن أبيه عن ابففن عباس ف رضففي اللففه عنهمففا قففوله‪} :‬قُ ف ْ‬
‫ل‬
‫فرتفم بفه مف َ‬ ‫َ َ‬
‫ن هُفوَ فِففي‬ ‫مف ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ل ِ‬ ‫ضف ّ‬ ‫نأ َ‬ ‫م كَ َ ْ ُ ْ ِ ِ َ ْ‬ ‫عن ْد ِ الل ّهِ ث ُ ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫أَرأي ْت ُ ْ‬
‫ق ب َِعيد ٍ )‪] {(52‬سورة فصلت ‪ ...[41/52‬الية قال‪ :‬كففان رجففل‬ ‫قا ٍ‬ ‫ش َ‬‫ِ‬
‫من أهل الكتاب آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم فقال‪ :‬إنففا نجففده‬
‫في التوراة وكفان أفضفل رجفل منهفم وأعلمهفم بالكتفاب فخاصفمت‬
‫اليهود النبي صلى الله عليه وسلم فقال‪)) :‬أترضون أن يحكم بينففي‬
‫وبينكم عبد الله بن سلم‪ ,‬أتؤمنون؟(( قالوا‪ :‬نعم فأرسففل إلففى عبففد‬
‫الله بن سلم فقال‪)) :‬أتشهد أنففي رسففول اللففه مكتوبفا ً فففي التففوراة‬
‫والنجيل(( قال‪ :‬نعم فأعرضت اليهود‪ ،‬وأسلم عبد الله بن سلم فهو‬
‫ل ع َل َففى‬ ‫س فَراِئي َ‬ ‫ن ب َِني إ ِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫شاه ِد ٌ ِ‬ ‫شهِد َ َ‬ ‫الذي قال الله جل ثناؤه عنه‪} :‬وَ َ‬
‫ن )‪{(10‬‬ ‫مي َ‬ ‫م الظ ّففال ِ ِ‬ ‫ق فو ْ َ‬‫دي ال ْ َ‬ ‫ه ل ي َهْ ف ِ‬ ‫ن الل ّف َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫س فت َك ْب َْرت ُ ْ‬‫ن َوا ْ‬ ‫م َ‬ ‫مث ْل ِفهِ فَففآ َ‬ ‫ِ‬
‫يقول‪ :‬فآمن عبد الله بن سلم‪( ) .‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ - 24174-596‬حدثنا بشر قال‪ :‬ثنا يزيد قال‪ :‬ثنففا سففعيد عففن قتففادة‬
‫فرتم به م َ‬ ‫}قُ ْ َ َ‬
‫ن هُوَ ِفي‬ ‫م ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ل ِ‬ ‫ض ّ‬ ‫نأ َ‬ ‫م كَ َ ْ ُ ْ ِ ِ َ ْ‬ ‫عن ْد ِ الل ّهِ ث ُ ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬‫ن َ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫ل أَرأي ْت ُ ْ‬
‫ق ب َِعيد ٍ )‪ ...{(52‬الية كنا نحففدث أنففه عبففد اللفه بففن سففلم آمففن‬ ‫قا ٍ‬ ‫ش َ‬ ‫ِ‬
‫بكتاب الله وبرسوله وبالسلم وكان من أحبار اليهود‪( ) .‬‬
‫‪3‬‬

‫‪ -24178-597‬حففدثني أبففو شففرحبيل الحمصففي ‪ ،‬قففال ‪ :‬ثنففا أبففو‬


‫المغيرة ‪ ،‬قال ‪ :‬ثنا صفوان بن عمرو ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن جبير بففن‬
‫نفير ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن عوف بن مالك الشجعي ‪ ،‬قال ‪ :‬انطلففق النففبي‬

‫‪ - () 1‬تفسير الطبري ) ‪ () ( 10 / 26‬تفسير الدر المنثور ) ‪- ( 438 / 7‬‬


‫تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 439 / 7‬تفسير القرطبي ) ‪336 / 9‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطففبري ) ‪ - ( 10 / 26‬تفسففير الففدر المنثففور ) ‪( 423 / 6‬‬
‫إسناده ضعيف‬
‫حسنه في التفسير الصحيح )‪(1/223‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪( 10 / 26‬‬

‫‪508‬‬
‫صلى الله عليه وسلم وأنا معه ‪ ،‬حتى دخلنا كنيسة اليهففود بالمدينففة‬
‫يوم عيد لهم‪ ،‬فكرهوا دخولنا عليهم‪ ،‬فقففال لهففم رسففول اللففه صففلى‬
‫الله عليه وسلم ))يا معشر اليهود أروني اثنى عشففر رجل ً يشففهدون‬
‫أنه ل إله إل هو‪ ،‬وأن محمدا ً رسول الله‪ ،‬يحبط الله عن كففل يهففودي‬
‫تحت أديم السماء الغضب الذي غضب عليه‪ ، ((.‬قال ‪ :‬فأسكتوا فما‬
‫أجابه منهم أحد‪ ،‬ثم ثلث فلم يجبه أحد‪ ،‬فانصرف وأنا معه‪ ،‬حففتى إذا‬
‫كدنا أن نخرج نففادى رجففل مففن خلفنففا ‪ :‬كمففا أنففت يففا محمففد‪ ،‬قففال ‪:‬‬
‫فأقبل‪ ،‬فقال ذلك الرجل‪ :‬أي رجل تعلموني فيكم يا معشففر اليهففود‪،‬‬
‫قالوا ‪ :‬والله ما نعلم أنه كان فينا رجل أعلففم بكتففاب اللففه‪ ،‬ول أفقففه‬
‫منك‪ ،‬ول من أبيك‪ ،‬ول من جدك قبل أبيك‪ ،‬قال ‪ :‬فففإني أشففهد بففالله‬
‫أنه النبي صلى الله عليه وسلم الذي تجدونه في التففوراة والنجيففل‪،‬‬
‫قالوا‪ :‬كذبت‪ ،‬ثم ردوا عليه قوله وقالوا لفه شرًا‪ ،‬فقففال لهففم رسففول‬
‫الله صلى الله عليففه وسففلم ‪)) :‬كففذبتم لففن نقبففل قففولكم‪ ،‬أمففا آنفففا‬
‫فتثنون عليه من الخير مففا أثنيتففم‪ ،‬وأمففا إذ آمففن كففذبتموه وقلتففم مففا‬
‫قلتم‪ ،‬فلن نقبل قولكم‪ ، ((.‬قال‪ :‬فخرجنا ونحففن ثلثففة‪ :‬رسففول اللففه‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وأنا‪ ،‬وعبد الله بن سففلم‪ ،‬فففأنزل اللففه فيففه‪:‬‬
‫}قُ ْ َ َ‬
‫ه{ ‪ . . .‬الية ‪(1) .‬‬ ‫عند ِ الل ّ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫م ِإن َ‬ ‫ل أَرأي ْت ُ ْ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ة ي َت ْل ُففو َ‬
‫ن‬ ‫مف ٌ‬ ‫ة َقآئ ِ َ‬
‫مف ٌ‬
‫بأ ّ‬ ‫ل ال ْك ِت َففا ِ‬‫ن أ هْ ف ِ‬‫م ْ‬ ‫واء ّ‬ ‫س َ‬‫سوا ْ َ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬ل َي ْ ُ‬
‫ه{ ]سورة آل عمران ‪[3/113‬‬ ‫ت الل ّ ِ‬ ‫آَيا ِ‬
‫‪ - 6044-598‬حففدثنا ابففن حميففد‪ ،‬قففال‪ :‬ثنففا سففلمة‪ ،‬عففن محمففد بففن‬
‫إسحاق‪ ،‬قال‪ :‬ثني محمد بن محمد‪ ،‬عففن عكرمففة أو عففن سففعيد بففن‬
‫جبير‪ ،‬عن ابن عباس رضي الله عنهما ‪ ،‬قال‪ :‬لما أسلم عبد الله بففن‬
‫سلم‪ ،‬وثعلبة بن سعية‪ ،‬وأسيد بن سعية‪ ،‬وأسد بن عبيد‪ ،‬ومن أسلم‬
‫من يهود معهم‪ ،‬فآمنوا وصففدقوا ورغبففوا فففي السففلم ومنحففوا فيففه‪،‬‬
‫قالت‪ :‬أحبار يهفود وأهفل الكففر منهفم‪ :‬مفا آمفن بمحمفد ول تبعفه إل‬
‫أشرارنا‪ ،‬ولو كانوا من خيارنا ما تركوا دين آبائهم‪ ،‬وذهبوا إلى غيره‪،‬‬
‫ل‬ ‫فأنزل الله عز وجل في ذلك من قففولهم‪} :‬ل َيسففوا ْ سفواء مف َ‬
‫ن أهْف ِ‬ ‫ّ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ ُ‬
‫ُ‬
‫ه{ إلففى قففوله‪} :‬وَأوْل َئ ِ َ‬ ‫ُ‬
‫ن‬
‫مفف َ‬‫ك ِ‬ ‫ت الّلفف ِ‬‫ن آَيففا ِ‬ ‫ة ي َت ُْلففو َ‬ ‫مفف ٌ‬ ‫ة َقآئ ِ َ‬‫مفف ٌ‬ ‫بأ ّ‬ ‫ال ْك َِتففا ِ‬
‫ن{ )‪(2‬‬ ‫حي َ‬ ‫صال ِ ِ‬
‫ال ّ‬
‫‪ - 6046-599‬حدثنا القاسم‪ ،‬قال‪ :‬ثنا الحسين‪ ،‬قال‪ :‬ثني حاج‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ُ‬
‫ة{ عبد الله بففن سففلم‪ ،‬وثعلبففة بففن سففلم‬ ‫م ٌ‬‫ة َقآئ ِ َ‬ ‫م ٌ‬‫قال ابن جريج‪} :‬أ ّ‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 11 / 26‬تفسير الدر المنثففور ) ‪- ( 437 / 7‬‬
‫صففححه فففي التفسففير الصففحيح )‬
‫المستدرك على الصحيحين ) ‪( 469 / 3‬‬
‫‪(4/331‬‬
‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 52 / 4‬تفسير ابن أبي حففاتم ) ‪- ( 737 / 3‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪ - ( 296 / 2‬تفسير القرطبي ) ‪ ( 175 / 4‬إسناده‬
‫ضعيف‪.‬‬

‫‪509‬‬
‫أخوه‪ ،‬وسعية ومبشر‪ ،‬وأسيد وأسد ابنا كعب‪(3) .‬‬

‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 53 / 4‬تفسير الدر المنثور ) ‪( 296 / 2‬‬

‫‪510‬‬
‫الدراسة‪:‬‬
‫لم يسلم من اليهود ال ّ عدد قليل من الرجال والنساء‪:‬‬
‫أ‪ -‬فمن الرجال‪:‬‬
‫‪ -1‬عبد الله بن سلم‪:‬‬
‫لم تقتصر عداوة اليهود للنبي صلى اللففه عليففه وسففلم ‪،‬‬
‫وللسلم فقط‪ ،‬بل تعدى ذلك إلى معاداة المسلمين‪ ،‬حففتى‬
‫ولو كان من أحبار اليهففود ومففن علمففائهم‪ ،‬ويففبرز هففذا فففي‬
‫موقفهم من عبد الله بففن سففلم الففذي حففدث عففن إسففلمه‬
‫ل‪)) :‬لما سففمعت برسففول اللفه صفلى اللفه عليفه وسففلم‬ ‫قائ ً‬
‫عرفت صفته واسمه وزمانه الففذي كنففا نتوكففف لففه‪ ،‬فكنففت‬
‫مسرا ً لذلك صامتا ً عليه‪ ،‬حتى قدم رسول اللففه صففلى اللففه‬ ‫ُ‬
‫عليه وسلم المدينة فلما نزل بقباء في بني عمرو بن عوف‬
‫أقبل رجل حتى أخبر بقدومه وأنا في رأس نخلة لي أعمففل‬
‫فيهففا‪ ،‬وعمففتي خالففدة ابنففة الحففارث تحتففي جالسففة‪ ،‬فلمففا‬
‫سمعت الخبر بقدوم رسففول اللففه صففلى اللففه عليففه وسففلم‬
‫ت‪ ،‬فقالت لي عمتي حين سمعت تكبيري‪ :‬خيبففك اللففه‪،‬‬ ‫كّبر ُ‬
‫والله لو كنت سففمعت بموسففى بففن عمففران عليففه السففلم‬
‫قادما ً مففازدت‪ ،‬قففال‪ :‬فقلففت لهففا‪ :‬أي عمففه‪ ،‬هففو واللفه أخففو‬
‫موسى بن عمففران وعلففى دينففه‪ُ ،‬بعففث بمففا ُبعففث بففه قففال‪:‬‬
‫فقالت‪ :‬أي ابن أخي‪ ،‬أهو النبي الذي كنا ُنخبر أنه يبعث مع‬
‫نفس الساعة؟ قال‪ :‬فقلت لها‪ :‬نعم‪ ،‬قففال‪ :‬فقففالت‪ :‬فففذاك‬
‫إذًا‪ ،‬قال‪ :‬ثم خرجت إلى رسول الله صلى الله عليه وسففلم‬
‫‪ ،‬فأسلمت ثم رجعت إلى أهل بيففتي فففأمرتهم فأسففلموا‪((.‬‬
‫)‪( 1‬‬
‫ولكفففن اليهفففود كعفففادتهم ففففي خبفففث الطويفففة وانقلب‬
‫المواقف لم يعجبهم إسلم حبر من أحبارهم‪ ,‬ذو علم كانوا‬
‫يرجعون إليه وإلى والده‪ ،‬فعن أنس قال‪)) :‬سمع عبد اللففه‬
‫سلم بقدوم رسول الله صففلى اللففه عليففه وسففلم وهففو‬ ‫بن َ‬
‫في أرض يخترف فأتى النبي صلى الله عليه وسففلم فقففال‬
‫‪() 1‬سيرة ابن هشام‪.517-1/516 ،‬و فتح الباري ج ‪/7‬ص ‪ 252‬الصابة في‬
‫تمييز الصحابة ج ‪/7‬ص ‪598‬‬

‫‪511‬‬
‫إني سائلك عن ثلث ل يعلمهففم إل نففبي‪ :‬فمففا أول أشففراط‬
‫الساعة‪ ،‬وماأول طعام أهل الجنة‪ ،‬وما ينزع الولد إلى أبيففه‬
‫أو إلى أمه‪ ،‬قال‪ :‬أخبرني بهن جبريففل آنف فًا‪ ،‬قففال‪ :‬جبريففل؟‬
‫قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬ذاك عدو اليهود مففن الملئكففة‪ ،‬فقففرأ هففذه‬
‫ن الل ّف ِ‬
‫ه‬ ‫ه ع ََلى قَل ْب ِف َ‬
‫ك ب ِفإ ِذ ْ ِ‬ ‫ه ن َّزل َ ُ‬‫ل فَإ ِن ّ ُ‬
‫ري َ‬‫جب ْ ِ‬
‫ن ع َد ُّوا ل ِ ِ‬
‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫الية }قُ ْ‬
‫ن{‪ ،‬أما أول أشراط‬ ‫مِني َ‬‫مؤ ْ ِ‬‫شَرى ل ِل ْ ُ‬ ‫دى وَب ُ ْ‬ ‫ن ي َد َي ْهِ وَهُ ً‬ ‫صد ًّقا ل ِ َ‬
‫ما ب َي ْ َ‬ ‫م َ‬
‫ُ‬
‫الساعة‪ :‬فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب‪ ،‬وأما‬
‫أول طعام يأكله أهل الجنة‪ :‬فزيادة كبففد حففوت‪ ،‬وإذا سففبق‬
‫ماء الرجل ماء المففرأة نففزع الولففد‪ ،‬وإذا سففبق مففاء المففرأة‬
‫نزعت‪ ،‬قال‪ :‬أشففهد أن ل إلففه إل اللففه وأشففهد أنففك رسففول‬
‫الله‪ ،‬يارسول الله‪ :‬إن اليهففود قففوم بهففت وإنهففم إن يعلمففوا‬
‫بإسلمي قبففل أن تسففألهم يبهتففوني‪ ،‬فجففاءت اليهففود فقففال‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪)) :‬أي رجل عبد الله فيكففم؟((‬
‫قالوا‪ :‬خيرنا وابن خيرنا وسيدنا وابن سيدنا‪ ،‬قففال‪)) :‬أرأيتففم‬
‫إن أسلم عبد الله ابففن سففلم؟((‪ ،‬فقففالوا‪ :‬أعففاذه اللففه مففن‬
‫ذلك فخففرج عبففد اللففه فقففال‪ :‬أشففهد أن ل إلففه إل اللففه وأن‬
‫محمدا ً رسول الله‪ ،‬فقففالوا‪ :‬شففرنا وابففن شففرنا‪ ،‬وانتقصففوه‬
‫قال‪ :‬فهذا الذي كنت أخاف يا رسول الله‪(1) ((.‬‬
‫وتتضح من خلل المقارنة بيففن موقففف اليهففود مففن عبففد‬
‫الله بن سلم قبل أن يسففلم وبعففد أن أسففلم النظففرة الففتي‬
‫كانوا ينظرون بها إلى الدين وإلى من تبعه من المسففلمين‪،‬‬
‫فإسلم عبد الله كان سببا ً في عداوتهم له بعد أن كان فففي‬
‫نظرهم خيرهم وأعلمهم‪ ،‬فسرعان ما تحول الثناء والمففدح‬
‫إلى انتقاص وذم في لحظات‪ ،‬وهو ما يففدل علففى أن هففؤلء‬
‫إنما تحكمهم عقيدتهم المتأصلة في نفوسهم ل غير‪ ،‬بغففض‬
‫النظر عن صحتها أو فسادها‪ ،‬حيث لم يففترددوا فففي إطلق‬
‫التهم على عبد اللففه بففن سففلم بسففبب إسففلمه‪ ،‬ممففا يففبين‬
‫موقف اليهود من السلم والمسلمين‪.‬‬

‫‪ () 1‬رواه البخاري ج ‪/3‬ص ‪1211‬‬

‫‪512‬‬
‫‪ 2-4‬وممللن أسلللم‪ :‬ثعلبللة وأسلليد ابنللي سللعية‬
‫وأسد بن عبيد‪:‬‬
‫وكان من قصففة سففبب إسففلم هففؤلء‪ ،‬مففا رواه الففبيهقي‬
‫بسنده عن شيخ من بني قريظة أنه قال‪)) :‬هل تففدري عمففا‬
‫كان إسلم ثعلبة وأسيد ابني سعية وأسد بن عبيد نفففر مففن‬
‫هدل لم يكونوا من بني قريظة ول نضير كانوا فففوق ذلففك؟‬
‫فقلت‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬فإنه قدم علينا رجل مففن الشففام مففن يهففود‬
‫يقال له‪) :‬ابن الهيبان( فأقام عندنا والله ما رأينففا رجل ً قففط‬
‫ل يصففلي الخمس خيففرا ً منففه‪ ،‬فقففدم علينففا قبففل مبعففث‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين فكنا إذا قحطنففا‬
‫وقل علينا المطر نقول لفه يا ابن الهيبففان اخففرج فاستسففق‬
‫لنا‪ ،‬فيقول‪ :‬ل واللففه حففتى تقففدموا أمففام مخرجكففم صففدقة‪،‬‬
‫فنقول‪ :‬كم نقدم؟ فيقففول‪ :‬صففاعا ً مففن تمففر‪ ،‬أو مففدين مففن‬
‫شعير‪ ،‬ثم يخرج إلى ظاهرة حرتنا ونحن معه‪ ،‬فيستسففقي‪،‬‬
‫فوالله ما يقوم من مجلسه حففتى تمففر الشففعاب‪ ،‬قففد فعففل‬
‫ذلك غير مرة ول مرتين ول ثلثة‪ ،‬فحضرته الوفاة فاجتمعنا‬
‫إليه فقففال‪ :‬يففا معشففر يهففود مففا ترونففه أخرجنففي مففن أرض‬
‫الخمففر والخميففر إلففى أرض البففؤس والجففوع؟ فقلنففا‪ :‬أنففت‬
‫أعلم‪ ،‬فقال‪ :‬إنه إنما أخرجني أتوقففع خففروج نففبي قففد أظففل‬
‫زمانه هذه البلد مهاجره‪ ،‬فاتبعه فل تسبقن إليففه إذا خففرج‪،‬‬
‫يا معشر يهود فإنه يسفك الدماء ويسبي الذراري والنسففاء‬
‫ممن خالفه فل يمنعكم ذلك منه‪ ،‬ثم مات فلمففا كففانت تلففك‬
‫الليلة التي افتتحت فيهففا قريظففة قففال أولئك الفتيففة الثلثففة‬
‫‪-‬وكانوا شبابا ً أحداثًا‪ -‬يا معشر يهود هذا الذي كان ذكر لكم‬
‫ابن الهيبان‪ ،‬قالوا‪ :‬مففا هففو‪ .‬قففالوا‪ :‬بلففى واللففه إنففه لهففو‪ ،‬يففا‬
‫معشر اليهود إنه والله لهو بصفته‪ ،‬ثم نزلوا فأسلموا وخلوا‬
‫أمففوالهم وأولدهففم وأهففاليهم‪ ،‬قففال‪ :‬وكففانت أمففوالهم فففي‬
‫الحصن مع المشركين فلما فتح رد ذلك عليهم‪(1) ((.‬‬
‫‪ -5‬ومنهم ‪ :‬زيد بن سعنة‪:‬‬
‫‪ () 1‬سنن البيهقي الكبرى ج ‪/9‬ص ‪ 114‬و الطبقات الكففبرى ج ‪/1‬ص ‪160‬و‬
‫الصابة في تمييز الصحابة ج ‪/1‬ص ‪52‬‬

‫‪513‬‬
‫روى ابن حبان بسنده إلى عبففد اللففه بففن سففلم _ قصففة‬
‫إسلمه فقال‪)) :‬إن الله تبارك وتعالى لما أراد هدى زيد بن‬
‫سعية قال زيد‪ :‬إنه لم يبق من علمات النبوة شيء إل وقد‬
‫عرفتها في وجه محمد صلى الله عليه وسلم حين نظففرت‬
‫إليه إل اثنتين لم أخبرهما منه‪ :‬يسبق حلمه جهله ول تزيده‬
‫شدة الجهل عليه إل حلمًا‪ ،‬فلبثففت أتلطففف لففه لن أخففالطه‬
‫فأعرف حلمه وجهله‪ ،‬فخرج يوما ً من الحجرات ومعه علففي‬
‫بن أبي طالب _ فأتاه رجل على راحلته كالبدوي فقففال‪ :‬يففا‬
‫رسول الله أهل قرية بني فلن أسلموا ودخلوا في السلم‬
‫وكنت أخبرهم إن أسلموا أتاهم الرزق رغففدا ً وقففد أصففابتهم‬
‫سنة وقحففوط مففن الغيففث وأنففا أخشففى يففا رسففول اللففه أن‬
‫يخرجوا من السلم طمعا ً فإن رأيففت أن ترسففل إليهففم مففا‬
‫يعينهم فعلت‪ ،‬فنظر رسففول اللففه صففلى اللففه عليففه وسففلم‬
‫إلى رجل عن جانبه أراه عمر _ فقال‪ :‬ما بقي منه شيء يا‬
‫رسول الله‪ ،‬قال زيد بن سعية‪ :‬فففدنوت إليففه فقلففت لففه يففا‬
‫محمد هل لك أن تبيعني تمرا ً معلوما ً من حففائط بنففي فلن‬
‫إلى أجل كذا وكففذا‪ ،‬قففال‪ :‬ل يففا يهففودي ولكففن أبيعففك تمففرا ً‬
‫معلومفا ً إلففى أجففل كففذا وكففذا ول أسففمي حففائط بنففي فلن‪،‬‬
‫قلففت‪ :‬نعففم‪ ،‬فبففايعني صففلى اللففه عليففه وسففلم فففأطلقت‬
‫همياني فأعطيته ثمانين مثقال ً مففن ذهففب فففي تمففر معلففوم‬
‫إلى أجل كذا وكففذا‪ ،‬فأعطاهففا الرجففل وقففال اعجففل عليهففم‬
‫وأغثهم‪ ،‬قال زيد بففن سففعية‪ :‬فلمففا كففان قبففل محففل الجففل‬
‫بيومين أو ثلثة خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في‬
‫جنازة رجل من النصار ومعه أبو بكر وعمر وعثمففان وعلي‬
‫رضي الله عنهم في نفففر مففن أصففحابه‪ ،‬فلمففا صففلى علففى‬
‫الجنازة دنا من جدار فجلس إليه‪ ،‬فأخذت بمجففامع قميصففه‬
‫ونظرت إليه بوجه غليظ‪ ،‬ثففم قلففت‪ :‬أل تقضففيني يففا محمففد‬
‫حقي فوالله ما علمتكم يا بنففي عبففد المطلب مطففل‪ ،‬ولقففد‬
‫كففان لففي لمخففالطتكم علففم‪ ،‬قففال‪ :‬ونظففرت إلففى عمففر بففن‬
‫الخطاب _ وعيناه تدوران في وجهه كالفلك المستدير‪ ،‬ثففم‬

‫‪514‬‬
‫رماني بنظره وقال‪ :‬أي عدو الله أتقول لرسول الله صففلى‬
‫الله عليه وسلم ما أسمع وتفعل به ما أرى‪ ،‬فوالففذي بعثففه‬
‫بالحق لففول مففا أحففاذر فففوته لضففربت بسففيفي هففذا عنقففك‪،‬‬
‫ورسول الله صلى الله عليه وسففلم ينظففر إلففى عمففر فففي‬
‫سكون وتؤدة‪ ،‬ثم قال‪ :‬إنا كنا أحوج إلى غيففر هففذا منففك يففا‬
‫عمففر‪ ،‬أن تففأمرني بحسففن الداء وتففأمره بحسففن التباعففة‪،‬‬
‫اذهب به يا عمر فاقضه حقه وزده عشرين صاعا ً من غيره‬
‫مكان مارعته‪ ،‬فذهب بففي عمففر _ فقضففاني حقففي وزادنففي‬
‫عشرين صاعا ً من تمر‪ ،‬فقلففت لففه‪ :‬مففا هففذه الزيففادة‪ ،‬قففال‬
‫أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أزيدكها مكان‬
‫ما رعتك‪ ،‬قلت‪ :‬أتعرفني يا عمر؟ قال‪ :‬ل من أنففت؟ قلففت‪:‬‬
‫زيد بن سففعية قففال‪ :‬الحففبر؟ قلففت‪ :‬نعففم الحففبر‪ .‬قففال‪ :‬فمففا‬
‫دعاك إلى أن تقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم مففا‬
‫قلت وتفعل به ما فعلت‪ ،‬قلت‪ :‬يا عمر كل علمففات النبففوة‬
‫قد عرفتها في وجففه رسففول اللففه صففلى اللففه عليففه وسففلم‬
‫حين نظرت إليه إل اثنتين لففم أخبرهمففا منففه‪ :‬يسففبق حلمففه‬
‫جهله‪ ،‬ول تزيده شدة الجهل عليففه إل حلم فًا‪ ،‬فقففد خبرتهمففا‬
‫فأشهدك يا عمر أني قففد رضففيت بففالله ربفا ً وبالسففلم دينفا ً‬
‫وبمحمد صلى الله عليففه وسففلم نبي فًا‪ ،‬وأشففهدك أن شففطر‬
‫مالي وإني لكثرها مال ً صدقة على أمففة محمففد صففلى اللففه‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬فقال عمر _ أو على بعضهم فإنففك ل تسففعهم‬
‫كلهفم! فقلفت‪ :‬أو علففى بعضففهم‪ ،‬فرجففع عمففر _ وزيففد إلففى‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فقال زيففد ‪:‬أشففهد أن ل‬
‫إله إل الله وأشهد أن محمدا ً عبده ورسوله وآمن به‪(1) ((.‬‬
‫‪ -6‬ومنهم ‪ :‬مخيريق‪:‬‬
‫كان يهوديا ً من بقايا بني قينقاع من بني ثعلبة‪ ,‬نازل ً فففي‬
‫بني النضير فشهد أحد وقال لقومه‪)) :‬يا معشر يهود واللففه‬
‫لقد علمتم أن نصر محمد عليكم لحق‪ ،‬قالوا‪ :‬إن اليوم يوم‬

‫‪ () 1‬صحيح ابن حبان ج ‪/1‬ص ‪ 517‬قففال ابففن حجففر حففديث حسففن مشففهور‬
‫تهفففذيب التهفففذيب ج ‪/3‬ص ‪ 31‬المسفففتدرك علفففى الصفففحيحين ج ‪/2‬ص‬
‫‪37‬والصابة في تمييز الصحابة ج ‪/2‬ص ‪606‬‬

‫‪515‬‬
‫السففبت‪ ،‬فقففال‪ :‬ل سففبت‪ ،‬فأخففذ سففيفه وعففدته وقففال‪ :‬إن‬
‫أصبت فمالي لمحمد يصنع فيه ما شاء‪ ،‬ثم غدا إلى رسففول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم فقاتل معفه حففتى ُقتففل(( فقففال‬
‫النبي صلى اللففه عليففه وسففلم ‪)) :‬مخيففريق سففابق يهففود‪((.‬‬
‫وأوصى مخيريق بأمواله للنبي صلى الله عليه وسلم فهي‬
‫عامة صففدقة رسففول اللففه صففلى اللففه عليففه وسففلم ‪ ،‬قففال‪:‬‬
‫وكانت أموال مخيريق في بني النضير‪(1) .‬‬
‫‪ -7‬ومنهم‪ :‬سعيد بن عامر ُذكر أنه أحد من أسلم مففن‬
‫حفقّ ت ِل َوَت ِفِه{‬ ‫ب ي َت ْل ُففون َ ُ‬
‫ه َ‬ ‫م ال ْك ِت َففا َ‬
‫ن آت َي َْناهُ ُ‬ ‫اليهود ونزل فيهم‪} :‬ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫]سورة البقرة ‪(2) [2/121‬‬
‫‪ -8‬ومنهم‪ :‬عبد الرحمن بن سففماك ذكففره خليفففة فيمففن‬
‫أسلم من اليهود فروى عن النبي صلى اللففه عليففه وسففلم ‪.‬‬
‫)‪( 3‬‬
‫ب‪ -‬ومن النساء‪:‬‬
‫‪ -1‬أم المؤمنين صفية رضي الله عنهففا ‪ :‬وهففي مففن‬
‫بني قريظة‪.‬‬
‫لما فتح رسول اللففه صففلى اللففه عليففه وسففلم الغموص ف‬
‫حصن ابن أبففي الحقيق أتففي بصفففية بنففت حيي رضففي اللففه‬
‫عنها ومعها ابنة عففم لهففا‪ ،‬جففاء بهمففا بلل فمففر بهمففا علففى‬
‫قتلى يهود‪ ،‬فلما رأتهم المرأة التي مع صفية صكت وجههففا‬
‫وصاحت وحثت التراب على وجهها‪ ،‬فقال رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪)) :‬اعزبففوا هففذه الشففيطانة عنففي‪ ((.‬وأمففر‬
‫بصفية فجعلت خلفه وغطى عليها ثوبه‪ ،‬فعرف النففاس أنففه‬
‫اصطفاها لنفسه‪ ،‬وقال لبلل‪)) :‬أنزعت الرحمة مففن قلبففك‬

‫‪ () 1‬تاريففخ الطففبري ج‪ 2:‬ص‪ :‬البدايففة والنهايففة ج‪ 4:‬ص‪ 36:‬فتففح البففاري ج‬


‫‪/6‬ص ‪ 203‬ورد عند ابن سعد ما يشعر بعدم اسلمه فقال‪ :‬وجد مخيريق‬
‫مقتول به جراح فدفن ناحية من مقابر المسففلمين ولففم يصففل عليففه ولففم‬
‫يسمع رسول الله ‘ يومئذ ول بعده يترحم عليه ولففم يففزده علففى أن قففال‬
‫مخيريق خير يهود الطبقات الكبرى ج‪ 1:‬ص‪ 502:‬ولفن ابفن حجففر ترجففم‬
‫له في الصحابة وهو المشهور )الصابة في تمييففز الصففحابة ج‪ 6:‬ص‪(57:‬‬
‫وهو ما رجحه النووي شرح صحيح مسلم ج ‪/12‬ص ‪82‬‬
‫‪ () 2‬الصابة في تمييز الصحابة ج ‪/3‬ص ‪111‬‬
‫‪ () 3‬الصابة في تمييز الصحابة ج ‪/4‬ص ‪310‬‬

‫‪516‬‬
‫حين تمر بالمرأتين على قتلهما!(( وفي رواية‪ :‬فجاء رجففل‬
‫إلى النبي صففلى اللففه عليففه وسففلم فقففال‪)) :‬يففا نففبي اللففه‬
‫أعطيت دحية صفففية بنففت حيففي سففيدة قريظففة والنضففير ل‬
‫تصلح إل لك(( ‪ ،‬قال‪ :‬ادعوه بها‪ ،‬فجاء بها‪ ،‬فلما نظففر إليهففا‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم قال‪)) :‬خذ جارية مففن السففبي‬
‫غيرهففا(( ‪ ،‬قففال‪ :‬فأعتقهففا النففبي صففلى اللففه عليففه وسففلم‬
‫وتزوجها‪ ،‬فقال له ثففابت‪ :‬يففا أبففا حمففزة مففا أصففدقها؟ قففال‪:‬‬
‫نفسها أعتقها وتزوجها‪ ،‬حتى إذا كان بالطريق جهزتها له أم‬
‫سليم فأهدتها له من الليل‪ ،‬فأصبح النففبي صففلى اللففه عليففه‬
‫وسلم عروس ً‬
‫ا‪(1) ((.‬‬
‫وفي رواية‪)) :‬لما قدمت صفية من خيبر أنزلت في بيت‬
‫لحارثة بن النعمان فسمع نساء النصار فجئن ينظففرن إلففى‬
‫جمالهففا‪ ،‬وجففاءت عائشففة رضففي اللففه عنهففا متنقبففة فلمففا‬
‫خرجففت خففرج النففبي صفلى اللفه عليففه وسفلم علففى أثرهففا‬
‫فقففال‪)) :‬كيففف رأيففت يففا عائشففة؟(( قففالت‪ :‬رأيففت يهوديففة‪،‬‬
‫فقال‪)) :‬ل تقولي ذلك‪ ،‬فإنها أسلمت وحسن إسلمها‪((.‬‬
‫وكانت صفية رضي الله عنها رأت قبل ذلففك أن القمففر‬
‫وقع في حجرها‪ ،‬فذكرت ذلك لمها فلطمت وجهها وقالت‪:‬‬
‫إنك لتمدين عنقك إلى أن تكففوني عنففد ملففك العففرب‪ ،‬فلففم‬
‫يزل الثر في وجهها حتى أتى بهففا رسففول اللففه صففلى اللففه‬
‫عليه وسلم فسألها عنه فأخبرته‪(2) .‬‬
‫وفضائلها كثيرة منها‪ :‬ما رواه بن سعد بسند حسن عن‬
‫زيد بن أسلم قال اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسففلم‬
‫في مرضه الذي تففوفى فيففه‪ ،‬واجتمففع إليففه نسففاؤه‪ ،‬فقففالت‬
‫صفية بنت حيي رضي الله عنها ‪)) :‬إني والله يففا نففبي اللففه‬
‫لوددت أن الذي بك بي‪ ،‬فغمزن أزواجه ببصففرهن‪ ((.‬فقففال‬
‫صففلى اللففه عليففه وسففلم ‪)) :‬مضمضففن‪ ((.‬فقلففن‪ :‬مففن أي‬
‫شيء؟ فقال‪)) :‬مففن تغففامزكن بهففا‪ ،‬واللففه إنهففا لصففادقة‪((.‬‬

‫‪ () 1‬صحيح البخاري ج ‪/1‬ص ‪145‬‬


‫‪ () 2‬الصابة في تمييز الصحابة ج ‪/7‬ص ‪740- 739‬‬

‫‪517‬‬
‫وتوفيت صفية رضي الله عنها سنة اثنتين وخمسففين )‪(52‬‬
‫هف في خلفة معاوية بن أبي سفيان _ وقبرت بالبقيع‪(1) .‬‬
‫‪ -2‬وممن أسلم‪ :‬ريحانة بنللت شللمعون بللن زيللد‬
‫من بني النضير وكانت متزوجة رجل ً من بين قريظففة يقففال‬
‫له الحكم ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سففباها‪،‬‬
‫فأبت إل اليهودية‪ ،‬فوجد رسول الله صلى الله عليه وسففلم‬
‫في نفسه‪ ،‬فبينما هو مع أصحابه إذ سمع وقع نعلين خلفففه‪،‬‬
‫فقال‪ :‬هذا ثعلبة بن سعية يبشرني بإسلم ريحانة‪ ،‬فبشففره‬
‫وعرض عليها أن يعتقها ويتزوجها ويضففرب عليهففا الحجففاب‪،‬‬
‫فقالت‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬بففل تففتركني فففي ملكففك فهففو أخففف‬
‫علي وعليك فتركها‪(2) .‬‬

‫‪ () 1‬الطبقات الكبرى ج ‪/2‬ص ‪313‬سير أعلم النبلء ج ‪/2‬ص ‪ 235‬الصففابة‬


‫في تمييز الصحابة ج ‪/7‬ص ‪741‬‬
‫‪ () 2‬تاريفففخ مدينفففة دمشفففق ج ‪/3‬ص ‪ 239‬البدايفففة والنهايفففة ج‪ 4:‬ص‪126:‬‬
‫الصابة في تمييز الصحابة ج ‪/7‬ص ‪ 658‬الطبقففات الكففبرى ج ‪/8‬ص ‪131‬‬
‫وقال ابن حجر أعتقها فلحقت بأهلهففا واحتجبففت وهففي عنففد أهلهففا وهففذه‬
‫فائدة جليلة) الصابة ‪(7/659‬‬

‫‪518‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬الثار الواردة في علقة اليهود بالمنافقين ‪:‬‬
‫الثار‪:‬‬
‫َ‬
‫ما‬
‫م َ‬ ‫ه ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫ب الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫وما ً غ َ ِ‬ ‫وا قَ ْ‬ ‫ن ت َوَل ّ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ت ََر إ َِلى ال ّ ِ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬أل َ ْ‬
‫ن )‪{(14‬‬ ‫مففو َ‬ ‫م ي َعْل َ ُ‬ ‫ب و َه ُ ف ْ‬ ‫ن ع ََلى ال ْك َفذ ِ ِ‬ ‫فو َ‬ ‫حل ِ ُ‬‫م وَ ي َ ْ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫م َول ِ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫هُ ْ‬
‫]سورة المجادلة ‪[58/14‬‬
‫‪ -26178-600‬حدثنا بشر قال‪ :‬ثنا يزيد قففال‪ :‬ثنففا سففعيد عففن قتففادة‬
‫ه ع َل َي ْهِففم{ إلففى آخففر‬ ‫َ‬
‫ب الل ّف ُ‬ ‫ضف َ‬ ‫وما ً غ َ ِ‬ ‫وا قَ ْ‬ ‫ن ت َوَل ّ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ت ََر إ َِلى ال ّ ِ‬ ‫قوله‪} :‬أل َ ْ‬
‫الية قال‪ :‬هم المنافقون تولوا اليهود وناصحوهم‪(1) .‬‬
‫‪ - 26179-601‬حدثني يونس قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب قففال‪ :‬قففال ابففن‬
‫َ‬
‫ب‬ ‫ضف َ‬ ‫وم فا ً غ َ ِ‬ ‫وا قَ ْ‬ ‫ن ت َوَل ّف ْ‬ ‫ذي َ‬‫م ت ََر إ ِل َففى ال ّف ِ‬ ‫زيد في قول الله عز وجل }أل َ ْ‬
‫م{ قففال‪ :‬هففؤلء كفففرة أهففل الكتففاب‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫م َول ِ‬ ‫من ْك ُ ْ‬‫م ِ‬ ‫ما هُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫اليهود والذين تولوهم المنافقون تولوا اليهود وقرأ قففول اللففه‪} :‬أل َف ْ‬
‫فروا م َ‬
‫ب{‬ ‫ل ال ْك َِتا ِ‬ ‫ن أهْ ِ‬ ‫ِ ْ‬ ‫ن كَ َ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫وان ِهِ ْ‬ ‫خ َ‬ ‫ن لِ ْ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫قوا ي َ ُ‬ ‫ن َنافَ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫َتر إ َِلى ال ّ ِ‬
‫ن{ لئن‬ ‫م ل َك َففاذ ُِبو َ‬ ‫ش فهَد ُ إ ِن ّهُ ف ْ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫]سورة الحشر ‪ [59/11‬حتى بلغ }َوالل ّ ُ‬
‫كان ذلك ل يفعلون وقففال‪ :‬هففؤلء المنففافقون قففالوا‪ :‬ل نففدع حلفاءنففا‬
‫وموالينا يكونوا معا لنصرتنا وعزنا‪ ،‬ومن يدفع عنا نخشففى أن تصففيبنا‬
‫ن‬‫مفف ْ‬ ‫مرٍ ِ‬
‫فت َ َ‬
‫ح أوْ أ ْ‬ ‫ن ي َأ ْت ِ َ ْ‬ ‫دائرة‪ ،‬فقال الله عز وجل ‪} :‬فَعسى الل ّ َ‬
‫ي ِبال َ ْ ِ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫َ َ‬
‫َ‬
‫ن )‪] {(52‬سففورة‬ ‫َ‬ ‫مي‬
‫م ن َففاد ِ ِ‬ ‫س فه ِ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫سّروا ِفي أن ُ‬ ‫ما أ َ‬ ‫حوا ع ََلى َ‬ ‫صب ِ ُ‬ ‫عن ْد ِهِ فَي ُ ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ن الل ّهِ ذ َل ِ َ‬
‫مل‬ ‫م َقففوْ ٌ‬ ‫ك ِبففأن ّهُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫دورِه ِ ْ‬ ‫ص ُ‬ ‫المائدة ‪ [5/52‬حتى بلغ‪ِ} :‬في ُ‬
‫ن وََراِء‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن )‪] {(13‬سورة الحشر ‪ [59/13‬وقرأ حتى بلغ‪} :‬أوْ ِ‬ ‫قُهو َ‬
‫ْ‬
‫ف َ‬‫يَ ْ‬
‫م‬ ‫ك ِبفأن ّهُ ْ‬ ‫شفّتى ذ َل ِف َ‬ ‫م َ‬ ‫ميعفا ً وَقُل ُففوب ُهُ ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫م َ‬ ‫سب ُهُ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ديد ٌ ت َ ْ‬ ‫ش ِ‬ ‫م َ‬ ‫م ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫سهُ ْ‬ ‫جد ُرٍ ب َأ ُ‬ ‫ُ‬
‫ن )‪] {(14‬سورة الحشر ‪ [59/14‬قال‪ :‬ل يبرزون‪( ) .‬‬
‫‪2‬‬
‫قُلو َ‬ ‫م ل ي َعْ ِ‬ ‫قَوْ ٌ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫مف ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫ل ال ْك ِت َففا ِ‬ ‫ن أ هْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫فُروا ِ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ج ال ّ ِ‬ ‫خَر َ‬ ‫ذي أ ْ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬هُوَ ال ّ ِ‬
‫ل{ ]سورة الحشر ‪[59/2‬‬ ‫َ‬
‫م ل وّ ِ‬ ‫د َِيارِه ِ ْ‬
‫‪ - 26195-602‬حدثنا ابن حميد قال‪ :‬ثنا سلمة عن ابن إسحاق عففن‬
‫يزيد بن رومان أن رهطا ً من بني عوف بن الخففزرج منهففم عبففد اللففه‬
‫بن أبي بن سلول ووديعة ومالك ابنا نوفل وسويد وداعس بعثوا إلى‬
‫بني النضير أن اثبتففوا وتمنعففوا فإنففا لففن نسففلمكم وإن قففوتلتم قاتلنففا‬
‫معكم وإن خرجتم خرجنففا معكففم فتربصففوا لففذلك مففن نصففرهم فلففم‬
‫يفعلوا وكانوا قد تحصنوا في الحصفون مفن رسفول اللففه صففلى اللفه‬
‫عليه وسلم حين نزل بهم‪(3) .‬‬

‫‪ - () 1‬تفسير الطبري ) ‪ ( 23 / 28‬تفسير عبد الففرزاق ) ‪- ( 280 / 3‬‬


‫حسنه في التفسير الصحيح )‪(1/223‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪( 85 / 8‬‬
‫‪ - () 2‬تفسير الطبري ) ‪( 23 / 28‬‬
‫‪ () 3‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 29 / 28‬تفسير القرطبي ) ‪ - ( 7 / 18‬تفسير‬
‫ابن كثير ) ‪ - ( 332 / 4‬الطبقات الكبرى ) ‪ ( 29 / 2‬إسناده ضعيف‪.‬‬

‫‪519‬‬
‫َ‬
‫قوا{ ]سورة الحشر ‪[59/11‬‬ ‫ن َنافَ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫م َتر إ َِلى ال ّ ِ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬أل َ ْ‬
‫‪ - 26257-603‬حدثني به محمد بن عمرو قال‪ :‬ثنا أبو عاصففم قففال‪:‬‬
‫ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث قال‪ :‬ثنا الحسن قال‪ :‬ثنففا ورقففاء جميعففا‬
‫َ‬
‫قوا{‬ ‫ن ن َففافَ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫م َتر إ َِلى ال ّف ِ‬ ‫عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله‪} :‬أل َ ْ‬
‫قال‪ :‬عبد الله بن أبي ابن سلول ورفاعة أو رافعة بن تففابوت‪ .‬وقففال‬
‫الحارث‪ :‬رفاعة بن تابوت ولم يشك فيه وعبففد اللفه بفن نبتففل وأوس‬
‫بن قيظي‪(1) .‬‬
‫‪ - 26258-604‬حففدثنا ابففن حميففد قففال‪ :‬ثنففا سففلمة عففن محمففد بففن‬
‫إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو عن سعيد بففن جففبير‬
‫َ‬
‫قوا{‬ ‫ن ن َففافَ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫م َتر إ ِل َففى ال ّف ِ‬ ‫عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله }أل َ ْ‬
‫يعني عبد الله بن أبي ابن سلول وأصحابه ومن كان منهم على مثل‬
‫أمرهم‪(2) .‬‬
‫ف فروا م ف َ‬
‫ن‬‫ب ل َئ ِ ْ‬ ‫ل ال ْك ِت َففا ِ‬ ‫ن أ هْ ف ِ‬ ‫ِ ْ‬ ‫ن كَ َ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ال ّف ِ‬ ‫وان ِهِ ْ‬‫خف َ‬‫ن لِ ْ‬ ‫قول ُففو َ‬ ‫قوله‪} :‬ي َ ُ‬
‫َ‬ ‫خرجن معك ُم ول نطي فع فيك ُف َ‬ ‫أُ ْ‬
‫ن قُففوت ِل ْت ُ ْ‬
‫م‬ ‫حففدا ً أب َففدا ً وَإ ِ ْ‬‫مأ َ‬ ‫ْ‬ ‫م ل َن َ ْ ُ َ ّ َ َ ْ َ ُ ِ ُ ِ‬ ‫جت ُ ْ‬
‫خ رِ ْ‬
‫ن )‪] {(11‬سففورة الحشففر‬ ‫م ل َك َففاذ ُِبو َ‬ ‫شفهَد ُ إ ِن ّهُف ْ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫م َوالل ّف ُ‬ ‫صَرن ّك ُ ْ‬‫ل َن َن ْ ُ‬
‫‪[59/12‬‬
‫‪ - 26259-605‬حدثنا ابن حميد قال‪ :‬ثنا سلمة عن ابن إسحاق عففن‬
‫محمد بن أبي محمد عن عكرمففة أو عففن سففعيد بففن جففبير عففن ابففن‬
‫ف فروا م ف َ‬
‫ل‬
‫ن أهْ ف ِ‬ ‫ِ ْ‬ ‫ن كَ َ ُ‬ ‫م ال ّف ِ‬
‫ذي َ‬ ‫وان ِهِ ْ‬ ‫خ َ‬‫ن لِ ْ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫عباس رضي الله عنهما }ي َ ُ‬
‫ب{ يعني‪ :‬بني النضير‪( ) .‬‬
‫‪3‬‬
‫ِ‬ ‫ال ْك َِتا‬
‫َ‬
‫مل‬ ‫م َقففوْ ٌ‬ ‫ك ِبففأن ّهُ ْ‬ ‫شّتى ذ َل ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ميعا ً وَقُُلوب ُهُ ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫م َ‬ ‫سب ُهُ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬ت َ ْ‬
‫ن )‪] {(14‬سورة الحشر ‪[59/15‬‬ ‫قُلو َ‬ ‫ي َعْ ِ‬
‫‪ - 26261-606‬حدثني محمد بن عمرو قال‪ :‬ثنا أبو عاصم قففال‪ :‬ثنففا‬
‫عيسى؛ وحدثني الحارث قال‪ :‬ثنا الحسن قال‪ :‬ثنا ورقاء جميعففا عففن‬
‫ميعا ً{ قففال‪ :‬المنففافقون‬ ‫ج ِ‬ ‫م َ‬ ‫سب ُهُ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ابن أبي نجيح عن مجاهد قوله‪} :‬ت َ ْ‬
‫يخالف دينهم دين النضير‪(4) .‬‬
‫‪ - 26262-607‬حدثنا ابن حميد قال‪ :‬ثنا مهران عن سفيان عن ليث‬
‫ميعا ً{[ قال‪ :‬هفم المنفافقون وأهففل الكتففاب‪.‬‬ ‫ج ِ‬‫م َ‬ ‫سب ُهُ ْ‬ ‫ح َ‬‫عن مجاهد }ت َ ْ‬

‫)( تفسير الطبري ) ‪ - ( 46 / 28‬تفسير الدر المنثففور ) ‪- ( 115 / 8‬‬ ‫‪1‬‬


‫تفسير القرطبي ) ‪( 34 / 18‬‬
‫)( تفسير الطففبري ) ‪ - ( 46 / 28‬تفسففير الففدر المنثففور ) ‪( 115 / 8‬‬ ‫‪2‬‬
‫إسناده ضعيف‪.‬‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪ - ( 14 / 3‬تفسففير ابففن أبففي حففاتم ) ‪( 977 / 3‬‬ ‫‪3‬‬
‫إسناده ضعيف‪.‬‬
‫)( تفسير الطبري ) ‪ - ( 48 / 28‬تفسير ابن أبي حاتم ) ‪- ( 3347 / 10‬‬ ‫‪4‬‬
‫تفسير الدر المنثور ) ‪( 115 / 8‬‬

‫‪520‬‬
‫)‪( 1‬‬
‫‪ - 13046-608‬حدثنا ابن حميد‪ ،‬قال ‪ :‬ثنا سلمة‪ ،‬عن ابففن إسففحاق‪،‬‬
‫عن الزهري‪ ،‬ويزيد بن رومان‪ ،‬وعبد الله بن أبففي بكففر‪ ،‬وعاصففم بففن‬
‫عمر بن قتادة وغيرهم‪ ،‬كل قد حدث في غزوة تبوك مففا بلغففه عنهففا‪،‬‬
‫وبعض القوم يحدث ما لم يحدث بعض‪ ،‬وكل قففد اجتمففع حففديثه فففي‬
‫هذا الحديث ‪ :‬أن رسول الله صلى اللففه عليففه وسففلم أمففر أصففحابه‬
‫بالتهيؤ لغزو الروم‪ ،‬وذلك في زمان عسففرة مففن النففاس وشففدة مففن‬
‫الحر وجدب من البلد‪ ،‬وحين طففاب الثمففار وأحبففت الظلل‪ ،‬والنففاس‬
‫يحبون المقام في ثمارهم وظللهم‪ ،‬ويكرهون الشخوص عنهففا علففى‬
‫الحال من الزمان الذي هم عليه‪ .‬وكان رسول الله صلى اللففه عليففه‬
‫وسلم قلما يخرج في غزوة إل كنى عنها وأخبر أنه يريففد غيففر الففذي‬
‫يصمد لفه‪ ،‬إل ما كان من غزوة تبوك‪ ،‬فإنه بينها للناس لبعففد الشففقة‬
‫وشدة الزمان وكثرة العدو الذي صمد لفه ليتأهب الناس لذلك أهبته‪.‬‬
‫فأم الناس بالجهاد‪ ،‬وأخبرهم أنه يريد الروم‪ ،‬فتجهز الناس علففى مففا‬
‫في أنفسهم من الكره لذلك الوجه لما فيه‪ ،‬مع ما عظموا مففن ذكففر‬
‫الروم وغزوهم‪ .‬ثم إن رسول الله صلى الله عليففه وسففلم جففد فففي‬
‫سفره‪ ،‬فأمر النففاس بالجهففاز والنكمففاش‪ ،‬وحففض أهففل الغنففى علففى‬
‫النفقة والحملن في سبيل الله‪ .‬فلما خففرج رسففول اللففه صففلى اللففه‬
‫عليه وسلم ضرب عسكره على ثنية الوداع‪ ،‬وضففرب عبففد اللففه بففن‬
‫أبي ابن سلول عسكره على ذي حففدة أسفففل منفه نحفو ذبفاب جبفل‬
‫بالجبانة أسفففل مففن ثنيففة الففوداع‪ ،‬وكففان فيمففا يزعمففون ليففس بأقففل‬
‫العسكرين؛ فلما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم تخلف عنففه‬
‫عبد الله بن أبي فيمن تخلف من المنافقين وأهل الريب‪ ،‬وكان عبففد‬
‫الله بن أبي أخا بني عوف بن الخزرج‪ ،‬وعبد الله بففن نبتففل أخففا بنففي‬
‫عمرو بن عوف‪ ،‬ورفاعة بن زيد بن التابوت أخا بني قينقففاع‪ ،‬وكففانوا‬
‫من عظماء المنافقين‪ ،‬وكانوا ممن يكيد للسلم وأهله‪ .‬قال ‪ :‬وفيهم‬
‫ة{ ‪ .‬الية ‪(2) .‬‬ ‫قد ِ اب ْت َغَوُا ْ ال ْ ِ‬
‫فت ْن َ َ‬ ‫أنزل الله‪} :‬ل َ َ‬

‫‪ () 1‬تفسير الطبري ) ‪ ( 48 / 28‬إسناده ضعيف‪.‬‬


‫‪ () 2‬تفسير الطبري ) ‪ - ( 147 / 10‬تفسير الففدر المنثففور ) ‪( 214 / 4‬‬
‫إسناده ضعيف‪.‬‬

‫‪521‬‬
‫الدراسة‪:‬‬
‫بداية عداوة المنافقين‪:‬‬
‫بدأ النفاق حين قويت شوكة الدين بانتصار رسول صلى‬
‫اللففه عليففه وسففلم العظيففم‪ ،‬والمؤمنففون فففي معركففة بففدر‬
‫الكبرى‪ ،‬وكان رأس النفاق رجل من سففادات أهففل المدينففة‬
‫كان أهلها يستعدون لتنصيبه ملكا ً عليهم قبل وصول رسول‬
‫اللففه صففلى اللففه عليففه وسففلم إلففى مهففاجره‪ ،‬كمففا فففي‬
‫الصحيحين عن عروة بن الزبير قال أخبرني أسامة بن زيففد‬
‫_ أن النبي صلى الله عليه وسلم ركب حمارا عليففه إكففاف‬
‫تحته قطيفة فدكية وأردف وراءه أسامة بن زيد وهففو يعففود‬
‫سعد بن عبادة فففي بنففي الحففارث بففن الخففزرج وذلففك قبففل‬
‫وقعة بدر حتى مر في مجلففس فيففه أخلط مففن المسففلمين‬
‫والمشركين عبدة الوثان واليهود وفيهم عبد اللففه بففن أبففي‬
‫بن سلول وفي المجلس عبد الله بن رواحففة فلمففا غشففيت‬
‫المجلس عجاجة الدابة خمر عبد الله بن أبي أنفففه بففردائه‪،‬‬
‫ثم قال‪ :‬ل تغبروا علينا‪ ،‬فسلم عليهم النبي صلى الله عليه‬
‫وسففلم ثففم وقففف فنففزل فففدعاهم إلففى اللففه وقففرأ عليهففم‬
‫القرآن‪ ،‬فقال عبد الله بففن أبففي بففن سففلول‪ :‬أيهففا المففرء ل‬
‫أحسن من هذا‪ ،‬إن كان ما تقول حقا ً فل تؤذنا في مجالسنا‬
‫وارجع إلى رحلك‪ ،‬فمن جاءك منا فاقصص عليه‪ ،‬قففال ابففن‬
‫رواحففة‪ :‬اغشففنا فففي مجالسففنا فإنففا نحففب ذلففك‪ ،‬فاسففتب‬
‫المسلمون والمشركون واليهود حتى هموا أن يتواثبوا‪ ،‬فلم‬
‫يزل النبي صلى الله عليه وسلم يخفضهم‪ ،‬ثم ركب دابتففه‬
‫حتى دخل على سعد بن عبادة فقال‪)) :‬أي سعد ألم تسمع‬
‫مففا قففال أبففو حبففاب ‪ -‬يريففد عبففد اللففه بففن أبففي‪ -‬قففال‪ :‬كففذا‬
‫وكذا(( ‪ ،‬قال‪)) :‬اعف عنه يففا رسففول اللففه واصفففح‪ ،‬فففوالله‬
‫لقد أعطففاك اللففه الففذي أعطففاك ولقففد اصففطلح أهففل هففذه‬
‫البحرة علففى أن يتوجففوه فيعصففبوه بالعصففابة فلمففا رد اللفه‬

‫‪522‬‬
‫ذلك بالحق الذي أعطففاك شففرق بففذلك فففذلك فعففل بففه مففا‬
‫رأيت‪ ((.‬فعفا عنه النبي صلى الله عليه وسلم ‪(1) .‬‬
‫ظهور النفاق على يد اليهود وبعض صوره‪:‬‬

‫معلوم أن هناك فئة من أهل المدينففة لففم تسففلم‪ ،‬وهففذه‬


‫الفئة حينما عاينت انتصار المسلمين في بففدر هالهففا المففر‪،‬‬
‫وأدركت أن المسلمين أصبحوا قوة ل يستهان بها‪ ،‬وأنه من‬
‫المعففادي‪ ،‬وأن يجففاروا‬ ‫الخيففر لهففم أل يقفففوا منهففا موقففف ًًً‬
‫المسففلمين‪ ،‬فففأظهروا إسففلمهم نفاقف ًًا‪ ،‬وتبعهففم علففى ذلففك‬
‫بعض اليهود زورا ً وبهتانا ً ممن أظهر إسلمه بلسانه وأخفى‬
‫في قلبه الحقد والغيظ على السلم وأهله‪.‬‬
‫وقد نجح سادة اليهود في جعل هففؤلء الففذين لففم يففدخل‬
‫السلم قلوبهم أدوات في أيديهم يسففتخدمونهم فففي تنفيففذ‬
‫مففؤامراتهم ضففد السففلم وأهلففه‪ ،‬وقففد كففان المنففافقون‬
‫يشكلون جبهة داخلية مهمتها تقويض أركان السلم‪ ،‬وذلففك‬
‫باسففتغلل الحففداث الففتي تعففرض للمسففلمين‪ ،‬ومحاولففة‬
‫تضخيمها‪.‬‬
‫ويظهر القرآن الكريففم مففدى ارتبففاط المنففافقين بففاليهود‬
‫وذلك في حديثه عن المنففافقين فففي سففورة البقففرة‪ ،‬يقففول‬
‫م‬
‫طين ِهِ ْ‬ ‫خل َوْا ْ إ َِلى َ‬
‫شَيا ِ‬ ‫مّنا وَإ ِ َ‬
‫ذا َ‬ ‫مُنوا ْ َقاُلوا ْ آ َ‬
‫نآ َ‬‫ذي َ‬ ‫قوا ْ ال ّ ِ‬ ‫ذا ل َ ُ‬
‫تعالى‪} :‬وَإ ِ َ‬
‫ن )‪] {(14‬سورة البقففرة‬ ‫ؤو َ‬ ‫سففت َهْزِ ُ‬
‫م ْ‬‫ن ُ‬ ‫حفف ُ‬
‫مففا ن َ ْ‬‫م إ ِن ّ َ‬ ‫معَ ُ‬
‫كفف ْ‬ ‫َقاُلوا ْ إ ِّنا َ‬
‫‪[2/14‬‬
‫م{ ‪" :‬سففادتهم‬ ‫طين ِهِ ْ‬ ‫ر فففي معنففى } َ‬
‫شففَيا ِ‬ ‫قففال ‌ابففن كففثي ‌‬
‫وكففففبراؤهم مففففن أحبففففار اليهففففود ورؤوس المشففففركين‬
‫والمنافقين ‪ ...‬قففال ابففن عباسف رضففي اللففه عنهمففا ‪} :‬وَإ ِ َ‬
‫ذا‬
‫م{‪ :‬من يهففود الففذي يففأمرونهم بالتكففذيب‬ ‫طين ِهِ ْ‬ ‫خل َوْا ْ إ ِل َففى َ‬
‫ش فَيا ِ‬ ‫َ‬
‫وخلف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ‪(2) ".‬‬
‫فاليففة السففابقة إذا ً توضففح مففدى الرتبففاط الكلففي بيففن‬
‫المنففافقين واليهففود‪ ،‬وتففبين دور اليهففود فففي تكففوين فففرق‬
‫‪ () 1‬أخرجه البخاري ‪2307 /5‬و مسلم ‪3/1424‬‬
‫‪ () 2‬تفسير ابن كثير‪.1/72 ،‬‬

‫‪523‬‬
‫المنافقين‪ ،‬ولشك أن النفففاق أمففر تعففود عليففه اليهففود منففذ‬
‫القفففدم‪ ،‬فهفففم إذا مفففا غلبفففوا علفففى أمرهفففم‪ ،‬وأصفففبحوا‬
‫ليستطيعون المواجهففة فحينئذ تففبرز خصففلة النفففاق وسففيلة‬
‫تنقففذهم ممففا هففم فيففه‪ ،‬وتسففاعدهم علففى تففدبير المكففائد‬
‫والخطط‪.‬‬
‫إذا ً ل عجب والمر كذلك أن يستخدم اليهود النفففاق مففع‬
‫كونففوا الطائفففة الففتي عرفففت‬ ‫المسلمين في ذلك الوقت في ُ َ‬
‫بالمنافقين والتي كان دورها كبيرا ً فففي كففثير مففن الحففداث‬
‫التي حصلت للمسلمين فيما بعد بتوجيه مففن اليهففود الففذين‬
‫عجزوا عن الختراق المباشر لصفففوف المسففلمين‪ ،‬فبففدأوا‬
‫يوجهون الحداث عن بعد‪ ،‬عن طريق المنافقين الذين كان‬
‫على رأسهم‪ :‬عبدالله بن أبي بن سلول‪.‬‬
‫يقول الميداني رحمه الله ‪" :‬وبذلك استطاع اليهففود أن‬
‫يكونوا حزبا ً مستورا ً مففن المنففافقين مففن عففرب يففثرب مففع‬
‫بعففض أفففراد مففن يهففود أسففلموا نفاق فًا‪ ،‬وصففاروا يغففذونهم‬
‫بعوامل النفاق التي لهففم فيهففا بففاع طويففل وخففبرات كففثيرة‬
‫مارسففوها منففذ آلف السففنين‪ ،‬فففي مختلففف المففم الففتي‬
‫حكمتهم وأذلتهم‪ ،‬ويؤكد ذلك أيضا ً أنففه لمففا تففم جلء اليهففود‬
‫عن المدينففة خفتففت أصففوات المنففافقين‪ ،‬وتجمففدت معظففم‬
‫حركففاتهم‪ ،‬وصففلح بففال الرسففول صففلى اللففه عليففه وسففلم‬
‫والمؤمنين الصادقين من جهة سلمة الصففف الففداخلي مففن‬
‫عوامل الفتنة ومسببات التخلخل‪(1) ".‬‬
‫وهذا عْرض لبعض المواقف الففتي كففان للمنففافقين فيهففا‬
‫دور كبير‪ ،‬ولليهود توجيه ل يخفى على أحد‪:‬‬

‫‪() 1‬مكايد يهودية عبر التاريخ‪ ،‬عبد الرحمن الميداني ص ‪94‬؛ وانظر كتففاب‪:‬‬
‫النفاق والمنافقون في عهد رسول الله ‘‪ ،‬تففأليف‪ :‬إبراهيففم علففى سففالم‪،‬‬
‫دار الشعب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬وذلك في سبب نشوء النفاق في المدينة‪ ،‬مففن ص‬
‫‪ 75‬إلى ‪. 87‬‬

‫‪524‬‬
‫ل‪ :‬في غزوة بدر الكبرى ‪:‬‬
‫‪ -1‬أو ً‬

‫نصففر اللففه ‪ -‬تعففالى ‪ -‬المسففلمين فففي غففزوة بففدر علففى‬


‫قلتهم‪ ،‬وغاظ هذا النصر اليهود والمنافقين‪ ،‬فبدأوا يروجون‬
‫الشاعات والراجيففف حففول المعركففة‪ ،‬وذلففك قبففل وصففول‬
‫الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة‪ ،‬فقد أرسل رسففول‬
‫الله صلى الله عليه وسففلم عبففد اللفه بففن رواحفة وزيففد بففن‬
‫حارثة رضي الله عنهما ليبشرا أهل المدينة بالنصففر‪ .‬فلمففا‬
‫سمع اليهود والمنافقون بهذا قال أحففدهم‪) :‬قتففل صففاحبكم‬
‫ومن معه؟ وقال آخر لبي لبابة ‪ :‬قد تفرق أصحابكم تفرقا ً‬
‫ل يجتمعون فيه أبدًا‪ ،‬وقد قتففل عليففه أصففحابه‪ ،‬قتففل محمففد‬
‫وهففذه نففاقته نعرفهففا‪ ،‬وهففذا زيففد ل يففدري مففاذا يقففول مففن‬
‫الرعب‪ ، (1) (.‬وكان رسول الله صلى الله عليه وسففلم قففد‬
‫أرسل زيدا ً على ناقته القصواء‪ .‬لذا قففالوا مففا قففالوه نشففرا ً‬
‫للفتنة‪ ،‬ومحاولة لففزرع الشففبهات فففي صفففوف المسففلمين‪،‬‬
‫واستبعادا ً لحصففول النصففر‪ ،‬وتهوينفا ً مففن أمففره فففي نفففوس‬
‫المسفلمين‪ ،‬ولكففن اللفه أظهففر أمرهففم‪ ،‬وفضففح نيتهففم‪ ،‬ورد‬
‫كيدهم في نحورهم‪ ،‬ذاك أنه عندما سمع أسامة بن زيد بن‬
‫حارثة هذه المقالة‪ ،‬سأل أباه عن الحقيقففة‪ ،‬يقففول أسففامة‪:‬‬
‫))فجئت حتى خلوت بأبي فقلت أحق ما تقففول؟ فقففال‪ :‬إي‬
‫واللففه حففق مففا أقففول‪ ،‬فقففويت نفسففي ورجعففت إلففى ذلففك‬
‫المنافق فقلت‪ :‬أنت المرجففف برسففول اللففه وبالمسففلمين‪،‬‬
‫لنقدمنك إلى رسول الله صلى اللففه عليففه وسففلم إذا قففدم‬
‫فليضربن عنقك‪ ،‬فقال‪ :‬إنما هو شففيء سففمعته مففن النففاس‬
‫يقولونه‪(2) ((.‬‬
‫أما كعب بن الشرف‪ ،‬وهو من أشد اليهود عففداء قففال‪:‬‬
‫مي هففذان‬ ‫)أحق هذا؟ أترون محمدا ً قتففل هففؤلء الففذين ُيسف ّ‬
‫الرجلن؟ ‪ -‬يعني زيدا ً وعبد الله بن رواحة ‪ -‬فهؤلء أشراف‬

‫‪ () 1‬البداية والنهاية ج‪ 3:‬ص‪304:‬‬


‫‪ () 2‬البداية والنهاية ج‪ 3:‬ص‪304:‬‬

‫‪525‬‬
‫العرب وملوك الناس والله لئن كففان محمففدا ً أصففاب هففؤلء‬
‫القوم لبطن الرض خير من ظهرها‪ (1) (.‬ولففم يكتففف بهففذا‪،‬‬
‫بل إنه ذهب إلى قريش ينففدب قتلهففا‪ ،‬ويحففرض علففى أخففذ‬
‫الثأر‪،‬كما تقدم‪.‬‬
‫‪ -2‬ثانياً ‪ :‬في غزوة أحد ‪:‬‬

‫وقعت غزوة أحففد فففي السففنة الثالثففة فففي شففهر شففوال‬


‫منها‪ ،‬وكان لليهود فيها عن طريق المنافقين دور ل يخفففى‪،‬‬
‫حيث رجع عبد الله بن أبي بن سففلول بثلففث الجيففش‪ ،‬ولففم‬
‫يقاتل في ذلك اليوم هو ومن تبعه من المنففافقين واليهففود‪،‬‬
‫وكان رسول اللففه صففلى اللففه عليففه وسففلم قبففل ذلففك قففد‬
‫استشار جملة من المسلمين في أن يخرج لمواجهة قريش‬
‫خارج المدينة‪ ،‬أو أن ينتظرهم داخلها‪ ،‬فأشار عليففه البعففض‬
‫ومنهم ابففن ُأبففي بففأن ل يخففرج‪ ،‬بينمففا رأى آخففرون الخففروج‬
‫وملقاة قريش خارج حدود المدينة‪ ،‬فلما خرج رسول اللففه‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ولم يأخذ برأي ابن أبي‪ ،‬رجع ومعه‬
‫ثلث جيش المسلمين‪.‬‬
‫ل‪" :‬حففتى إذا كففانوا‬‫يروى ابن إسففحاق هففذه القصففة قففائ ً‬
‫شوط بين المدينة وأحد‪ ،‬انخذل عنه عبدالله بن أبففي بففن‬ ‫بال ّ‬
‫سلول بثلففث النففاس‪ ،‬وقففال‪ :‬أطففاعهم وعصففاني‪ ،‬مففا نففدري‬
‫علم نقتل أنفسنا هاهنا! أيها الناس فرجففع بمففن اتبعففه مففن‬
‫قومه من أهل النفاق والريب واّتبعهم عبد اللففه بففن عمففرو‬
‫كركففم اللففه أل‬‫بن حرام‪ ،‬أخو بني سلمة يقول‪)) :‬يا قففوم أذ ّ‬
‫تخذلوا قومكم ونبيكم عندما حضر من عدوهم‪ ،‬فقففالوا‪ :‬لففو‬
‫نعلم أنكم تقاتلون لما أسففلمناكم ولكنففا ل نففرى أنففه يكففون‬
‫قتال‪ .‬قال‪ :‬فلما استعصوا عليه وأبففوا إل النصففراف عنهففم‪،‬‬
‫قال‪ :‬أبعدكم الله أعداء الله‪ ،‬فيسغني الله عنكم نبيه(( )‪(2‬‬

‫‪ () 1‬سيرة ابن هشام‪.2/51 ،‬‬


‫‪ () 2‬سيرةابن هشام‪.2/64 ،‬‬

‫‪526‬‬
‫وقد كان صنيعة اليهود عبد الله بن أبي يظن ‪-‬وهففم مففن‬
‫وراءه‪ -‬أنه بفعله هذا سيضعف من موقففف المسففلمين فففي‬
‫المعركففة‪ ،‬أو يفقففدهم ثقتهففم بأنفسففهم حينمففا يففرون ثلففث‬
‫الجيش قد انخذل ورجع‪ ،‬لكن هففذا المففر لففم يحصففل‪ ،‬وقففد‬
‫كانت تلك مكيدة مدبرة بيففن اليهففود وبيففن ابففن أبففي نفففذها‬
‫بتخطيطهففم‪ ،‬وإن كففانت تنسففب إليففه‪ ،‬إل أن أصففابع اليهففود‬
‫الخفية لعبت فيها دورا ً لُينكر‪ ،‬ثم كيف تابع اليهود ابن أبي‪،‬‬
‫مع العلم أن غزوة أحد وقعت في السففنة الثالثففة‪ ،‬ورسففول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم كان قد أجلى قبيلة بني قينقففاع‬
‫حلفاء ابن أبي قبل ذلك‪ ،‬فكيف انضم من بقي في المدينة‬
‫من اليهود وهم بنو قريظة والنضير إلى ابن أبففي مففع أنهففم‬
‫لم يكونوا حلفاءه في يوم من اليام!؟ ولكففن حينمففا تتضففح‬
‫وحدة الهدف الذي يسعى إليه كففل مففن ابففن أبففي المنففافق‬
‫واليهود بكافة قبائلهم وطوائفهم‪ ،‬يظهر سر اتحادهمففا مع فا ً‬
‫ضد المسلمين‪.‬‬
‫يقول السففتاذ إبراهيففم سففالم ‪" :‬وعجيففب أن ينضففم بنففو‬
‫النضير وبنو قريظة إلى ابن أبي الخزرجي وكانوا مففن قبففل‬
‫أحلفا ً للوس ضد الخزرج‪ ،‬وهذا يدل دللة واضحة على أنه‬
‫كان هناك تنظيم دقيق أنشأه اليهود قضى بتجميع كففل مففن‬
‫أمكن وضمه لمعففاداة المسففلمين‪ ،‬ووضعففففوا لفففه خطفففطًا‪،‬‬
‫ونصفففبوا عليه ابن أبي زعيما ً لما رأوا فيه شخصففا ً مريففض‬
‫القلب والنفس معجبا ً بنفسه‪ ،‬متفانيفا ً ومتهالكفا ً فففي طلففب‬
‫السلطة‪(1) ".‬‬
‫وعلى الرغم من كل ما فعله‪ ،‬فقد حاول أن يستعيد بعد‬
‫ذلففك مكففانته وهيبتففه بيففن صفففوف المسففلمين‪ ،‬يقففول ابففن‬
‫إسحاق‪" :‬فلما قففدم رسففول اللففه صففلى اللففه عليففه وسففلم‬
‫المدينة‪ ،‬وكان عبد الله بن أبي بن سلول لففه مقففام يقففومه‬
‫كل جمعة ل ي ُْنكر‪ ،‬شرفا ً لفه في نفسه وفففي قففومه‪ ،‬وكففان‬
‫فيهم شريفًا‪ ،‬إذا جلس رسول الله صلى اللففه عليففه وسففلم‬

‫‪ () 1‬النفاق والمنافقون‪ ،‬إبراهيم على سالم‪ ،‬ص ‪.128‬‬

‫‪527‬‬
‫يوم الجمعة وهو يخطب الناس‪ ،‬قام فقال‪ :‬أيها الناس‪ ،‬هذا‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم بيففن أظهركففم‪ ،‬أكرمكففم‬
‫الله وأعزكم به‪ ،‬فانصروه وعزروه‪ ،‬واسمعوا لفه وأطيعففوا‪،‬‬
‫ثم يجلس حتى إذا صنع يوم أحد مففا صففنع‪ ،‬ورجففع بالنففاس‪،‬‬
‫قام يفعل ذلك كما كان يفعله‪ ،‬فأخذ المسلمون بثيففابه مففن‬
‫نواحيه وقالوا‪ :‬اجلس‪ ،‬أي عدو الله‪ ،‬لست لذلك بأهل‪ ،‬وقد‬
‫صنعت ما صنعت‪ ،‬فخرج يتخطى رقاب الناس وهففو يقففول‪:‬‬
‫والله لكأنمففا قلففت بجففرا ً )‪ (1‬أن قمففت أشففدد أمففره‪ ،‬فلقيففه‬
‫رجل من النصار بباب المسجد فقال‪ :‬مالك؟ ويلففك‪ ،‬قففال‪:‬‬
‫قمت أشدد أمره‪ ،‬فوثب علي رجال من أصحابه يجففذبونني‬
‫ويعنفونني‪ ،‬كأنما قلففت بجففرا ً أن قمففت أشففدد أمففره‪ ،‬قففال‪:‬‬
‫ويلففك‪ ،‬ارجففع يسففتغفر لففك رسففول اللففه صففلى اللففه عليففه‬
‫وسلم ‪ ،‬قال‪ :‬والله ما أبتغي أن يستغفر لي‪(2) ".‬‬
‫ويتضففح مففن خلل اسففتعراض الحففداث الففتي قففام بهففا‬
‫اليهود‪ ،‬سواًء سعيهم في الوقيعة بين المسلمين بتففذكيرهم‬
‫بالماضي‪ ،‬وما كانوا عليففه‪ ،‬أم فففي زرعهففم لشففجرة النفففاق‬
‫في المدينة‪ ،‬وتغذيتها‪ ،‬أن هؤلء اليهود اتخذوا هففذه الطففرق‬
‫لتساعدهم في التصدي للسلم‪ ،‬حيففن أيقنففوا عجزهففم عففن‬
‫مواجهته علنًا‪ ،‬فبذلوا الجهد في محاربته سرًا‪ ،‬وعن طريففق‬
‫تفكيك وحففدة المسففلمين‪ ،‬وتقففويض أركففانه الداخليففة‪ ،‬ومففع‬
‫ذلك كشفهم اللففه تعففالى‪ ،‬وفضففح خففبيئتهم‪ ،‬فلففم تعففد تلففك‬
‫الساليب تنطلي على المسلمين في ذلك الوقت‪ ،‬ولم يعففد‬
‫لها أثر من جهة تماسكهم وترابطهم‪.‬‬
‫ن‬
‫جففو َ‬
‫خُر ُ‬ ‫جففوا ل ي َ ْ‬ ‫ن أُ ْ‬
‫خ رِ ُ‬ ‫قال الطبري فففي قففوله تعففالى‪} :‬ل َئ ِ ْ‬
‫ن ال َد ْب َففاَر{‬ ‫م ل َي ُفوَل ّ ّ‬‫ص فُروهُ ْ‬ ‫م وَل َِئن ن ّ َ‬ ‫م وَل َِئن ُقوت ِل ُففوا ل َين ُ‬
‫ص فُرون َهُ ْ‬ ‫م عَ هُ ف ْ‬
‫َ‬
‫]سورة الحشر ‪[59/12‬‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬لئن أخرج بنففو النضففير مففن ديففارهم‪،‬‬
‫فففانجلوا عنهففا ل يخففرج معهففم المنففافقون الففذين وعففدوهم‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ () 1‬قول كاذبا‪ .‬لسان العرب ج ‪/3‬ص ‪202‬‬
‫‪ () 2‬سيرة ابن هشام‪.2/105 ،‬و تفسير ابن كثير ج ‪/4‬ص ‪370‬‬

‫‪528‬‬
‫الخروج من ديارهم‪ ،‬ولئن قففاتلهم محمففد صففلى اللففه عليففه‬
‫وسلم ل ينصرهم المنافقون الذين وعففدوهم النصففر‪ ،‬ولئن‬
‫نصر المنافقون بنففي النضففير ليففولن الدبففار منهزميففن عففن‬
‫محمد صلى الله عليه وسلم وأصففحابه هففاربين منهففم‪ ،‬قففد‬
‫خذلوهم‪ .‬يقول‪ :‬ثم ل ينصر اللففه بنففي النضففير علففى محمففد‬
‫صلى الله عليه وسلم وأصحابه بل يخذلهم‪(1) .‬‬
‫روؤس المنافقون من أحبار اليهود‪:‬‬
‫فمن بني قينقاع‪:‬‬
‫‪ 1-5‬سعد بففن حنيف‪ ،‬وزيففد بففن الّلصففيت‪ ،‬ونعمففان بففن‬
‫أوفى ابن عمرو‪ ،‬وعثمان بففن أوفى‪ ،‬وزيففد بففن اللصففيت‪،‬‬
‫الذي قاتل عمر بن الخطاب _ بسففوق بنففي قينقففاع‪ ،‬وهففو‬
‫الذي قال حين ضلت ناقففة رسففول اللففه صففلى اللففه عليففه‬
‫وسلم ‪ :‬يزعم محمد أنه يأتيه خففبر السففماء وهففو ل يففدري‬
‫أيففن نففاقته! فقففال رسففول اللففه صففلى اللففه عليففه وسففلم‬
‫وجاءه الخبر بما قال عدو الله في رحله‪ ،‬ودل الله تبففارك‬
‫وتعالى رسوله صلى الله عليففه وسففلم علففى نففاقته‪)) :‬إن‬
‫قائل ً قال‪ :‬يزعم محمد أنه يأتيه خبر السماء ول يدري أين‬
‫ناقته؟ وإني والله ما أعلم إل ما علمني اللففه‪ ،‬وقففد دلنففي‬
‫الله عليها‪ ،‬فهففي فففي هففذا الشففعب‪ ،‬قففد حبسففتها شففجرة‬
‫بزمامها‪ ،‬فذهب رجال من المسلمين‪ ،‬فوجدوها حيث قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وكما وصف‪(2) ((.‬‬
‫‪ 6-8‬ورافع بن حريملة‪ ،‬وهو الففذي قففال فيففه الرسففول‬
‫صلى الله عليه وسلم حين مات‪)) :‬قد مات اليوم عظيم‬
‫من عظماء المنافقين(( ‪ ،‬ورفاعة بن زيففد بففن التففابوت‪ ،‬و‬
‫هو الذي قال لفه رسول الله صلى الله عليه وسلم حيففن‬
‫هبت عليه الريح‪ ،‬وهو قافففل مففن غففزوة بنففي المصففطلق‪،‬‬
‫فاشتدت عليه حتى أشفففق المسففلمون منهففا‪ ،‬فقففال لهففم‬
‫‪ () 1‬تفسير الطبري ج ‪/1‬ص ‪401‬‬
‫‪ () 2‬تاريخ الطبري ج‪ 2:‬ص‪ 184:‬البداية والنهاية ج‪ 3:‬ص‪ 240:‬فتح الباري‬
‫ج ‪/13‬ص ‪364‬‬

‫‪529‬‬
‫رسول الله صففلى اللففه عليففه وسففلم ‪)) :‬ل تخففافوا‪ ،‬فإنمففا‬
‫هبت لموت عظيم من عظماء الكفار‪ ((.‬فلما قدم رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم المدينة‪ ،‬وجففد رفاعففة بففن زيففد‬
‫ابففن التففابوت مففات ذلففك اليففوم الففذي هبففت فيففه الريففح‪,‬‬
‫صوريا‪(1) .‬‬
‫وسلسلة بن برهام‪ ,‬وكنانة بن ُ‬

‫‪ () 1‬مسند أبي يعلى ج ‪/4‬ص ‪ 201‬تاريخ مدينة دمشففق ج ‪/13‬ص ‪ 311‬لففم‬


‫أفصل في علقة اليهود بالمنافقين لوجود رسففالة عفن آثففار السففلف عففن‬
‫‪.‬‬
‫المنافقين في الطبري‬

‫‪530‬‬
‫الخاتمة‬
‫الحمد لله وحده والصلة والسلم على من ل نبي بعده‬
‫فبعد هذه الجولة مع هففذه الموسففوعة العظيمففة‪)-‬جففامع‬
‫البيان عن تأويل آي القرآن(للمام محمد بن جرير الطبري‬
‫رحمه الله ‪-‬سنين عديففدة مليئة بالمتعففة والفففائدة والعيففش‬
‫مع كتاب الله الكريم وأحففاديث نففبيه الكريففم وآثففار القففرون‬
‫المفضلة‬
‫ن الله علي فجمعت الثففار الففواردة عففن السففلف‬ ‫وقد م ّ‬
‫الصالح عن اليهود بني إسففرائيل فففي جميففع أحففوالهم الففتي‬
‫قصها الله علينا في كتابه المجيد ‪ ,‬وقد زاد ما جمعتففه عففن‬
‫ثلثة آلف أثر ك‬
‫اجتهدت في تبويبها وتنسيقها ومن ثم جمع المثيففل إلففى‬
‫مثيله والمختصر إلى المطففول ونبففذ السففرائيليات الكففثيرة‬
‫والتي ل تفارق آثار بني إسرائيل وهذا له حديث يطول‬
‫ثم حذفت المكففرر وهففو كففثير والكتفففاء بففالثر الشففمل‬
‫والرفع مقدما ً أثر الصحابي على من بعده وهكذا‬
‫وكففان همففي فففي البففدايات التففدقيق فففي جمففع الثففار‬
‫وتصنيفها ثففم دراسففتها وكنففت اكتفففي بففإيراد الثففر الواضففح‬
‫والتعليق عليه باختصار اكتفاء بوضوحه‬
‫وخلصت إلى أن كتففاب اللففه العزيففز فيففه مففا يربففو علففى‬
‫خمسمائة آية في اليهود وأحوالهم وهذا يدعو إلى تأمل مففا‬
‫ورد والسففتفادة ممففا مففر عليهففم وأخففذ العففبر حففتى ل يقففع‬
‫المسلم فيما وقعوا مع أنه كتاب الله المنففزل علففى محمففد‬
‫صلى الله عليه وسلم إل أن الملحظ أن اسمه صلى اللففه‬
‫عليه وسلم لم يرد إل أربع مرات مصرحا ً باسمه بينما ذكر‬
‫موسى عليه السلم أكثر مففن مففائة وأربففع وثلثيففن )‪(134‬‬
‫مرة فتأمل‪.‬‬
‫وكان كثيرا ما يحذر مما صنع اليهففود وأن أمتففه سففتحذو‬
‫ذوا ْ ِ‬ ‫مُنوا ْ ُ‬ ‫َ‬
‫م { ]سففورة النسففاء‬ ‫ح فذ َْرك ُ ْ‬ ‫خف ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫حذوهم و}َيا أي َّها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫‪[4/71‬‬

‫‪531‬‬
‫وتبين لي من جمع ودراسة آثار اليهود مايلي‪:‬‬
‫أن الله خاطبهم في القرآن الكريم بعدة أسماء ‪:‬فيناديهم ببني إسرائيل فففي‬
‫معرض تففذكيرهم بنعمففه عليهففم وخاصففة أيففام بعففث لهففم نففبيه موسففى عليه‬
‫السلم ثم لما عصوا ربهم بعد خروجهم من البحر ونجاتهم من عففدوهم ثففم‬
‫دعا لهم موسى طالبا المغففرة وحثهففم علففى التوبفة صفار وا ينفادون بفاليهود‬
‫لنهم هادوا أي تابوا‬
‫أن نعم الله على اليهود كثيرة مففن أعظمهففا تفضففيلهم علففى عففالمي زمففانهم‬
‫وبينا أنهم غير مفضلين على أمة محمد خير أمة أخرجت للناس‬
‫ثم نعمة الله عليهم بكثرة النبياء فيهم فلم يرسل لمة ما أرسل اليهففم مففن‬
‫النبياء‬
‫ومن ثم جعلهم ملوكا لنفسهم بعد عبودية فرعون وبطشه وكففان ذلففك بعففد‬
‫نعمة نجاتهم من عدوهم وما صاحبها ثم النعم الكثيرة التي أنزلففت لهففم فففي‬
‫التيه بعد بعثهم بعد الموت وقبول توبتهم ومن ثم نعمة تمكينهم مففن الرض‬
‫المقدسة وانتصارهم على عدوهم ثم نعمة الله عليهم بوعففده مضففاعفة أجففر‬
‫من آمن منهم‬
‫أن الله عاقبهم يوم لم يقدروا هذه النعم فعجل لهم من العقوبات الدنيوية‬
‫الصاعقة التي غشيتهم ثم التيه في الصحراء أربعين سنة ثم عوقب بعضهم‬
‫بالمسخ و اللعن‬
‫و ضربت عليهم الذلة والمسففكنة والقتففل والسففبي وطمففس الوجففوه والختففم‬
‫على القلبوب وعوقبوا بتحريم بعض الطيبات وشدد عليهم فيها‬
‫ووعدو في الخرة بعذاب في القبر والعطش يوم القيامة ولحجب عن الرؤية‬
‫ثم الخلود في النار التي هي مستقرهم‬
‫بين لنا الله الصفات التي تنطوي عليها شخصيات اليهود وتحدثت عن بعضففها‬
‫الذي يدل علففى غيرهففا وإذا هففي جمففع لوصففاف الخسففة والسففوء والخيانففة و‬
‫قسفوة القلفوب وتغليفهفا عفن قبفول الحفق واتبفاع الهفوى تزكيتهفم أنفسفهم‬
‫وعنصففريتهم علففى بففاقي المففم حففتى قففالوا‪ :‬نحففن أبنففاء اللففه وأحبففاؤه ثففم‬
‫اشففتهارهم وتلففذذهم بنقففض العهففود الففدال علىكففذبهم وافففترائهم وحسففدهم‬
‫لغيرهم خاصة نبي السلم وأمته‬

‫‪532‬‬
‫وفي أصول اليمان تبين لنا كفر اليهود بالله وأنهم أميل الناس الففى الشففرك‬
‫حتى تشربته قلوبهم يوم العجل مع وصفهم للففه بالنقففائص مففن نسففبة الولففد‬
‫اليه ورميه بالفقر والبخل والتعب تعالى الله عما يقول الظالمون علوا ً كبيرا ً‬
‫أن اليهود ليوقرون ملئكة الله الكرام بل وقفوا من كففبيرهم موقففف العففداء‬
‫وهو الروح المين وادعوا محبة غيففره مففن الملئكففة فصففاروا يؤمنففون ببعففض‬
‫الكتاب ويكفرون ببعض‬
‫أنزل الله التوراة على موسى وأمر اليهود بأن يحفظوها ويدرسففون مففا فيهففا‬
‫ولكنهم عمدوا الى تحريفها ولي اللسان بها بل كتموا مافيها ثم جعلهففا بعففض‬
‫ن‬‫ذي َ‬ ‫ل ل ّل ّف ِ‬
‫احبارهم بضاعة يتكسففب بهففا ويقولففون هففذه مففن عنففد اللففه }فَوَي ْ ٌ‬
‫منا ً‬ ‫َ‬
‫شت َُروا ْ ب ِهِ ث َ َ‬
‫عند ِ الل ّهِ ل ِي َ ْ‬‫ن ِ‬
‫م ْ‬
‫ذا ِ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫م يَ ُ‬‫م ثُ ّ‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫ن ال ْك َِتا َ‬
‫ب ب ِأي ْ ِ‬ ‫ي َك ْت ُُبو َ‬
‫َ‬
‫ن { ]سففورة‬ ‫سفُبو َ‬ ‫مفا ي َك ْ ِ‬ ‫ل ل ُّهم ّ‬
‫م ّ‬ ‫م وَوَي ْ ٌ‬‫ديهِ ْ‬
‫ت أي ْ ِ‬ ‫ما ك َت َب َ ْ‬
‫م ّ‬ ‫ل ل ُّهم ّ‬‫قَِليل ً فَوَي ْ ٌ‬
‫البقرة ‪[2/79‬‬
‫وكذلك فعلوا مع بقية كتب الله المنزلة من تكذيب بما جاء فيها أو أنكار أنهففا‬
‫مففن‬ ‫ه ع َل َففى ب َ َ‬
‫شفرٍ ّ‬ ‫ما َأنَز َ‬
‫ل الل ّف ُ‬ ‫من عند الله كما قالوا في القرآن وغيره} َ‬
‫ء{ ]سورة النعام ‪[6/91‬‬ ‫ي ٍ‬ ‫َ‬
‫ش ْ‬
‫تبن حال اليهود مع أنبياء الله الكرام وأن اليهود هم أكثر المم أنبيففاء لفسففاد‬
‫طبعهم وعدم استقرار اليمان في قلوبهم حتى بعففث لهففم النبيففاء الكففثيرون‬
‫فبي وقت واحد فهل نفعهم ذلك ؟ ل بل صار أثر صفففاتهم لصففوقا ً بهففم أنهففم‬
‫قتلة النبياء فهم من أشد المم أذية لنبيائهم ففريقا كذبوا وفريق فا ً قتلففوا تففم‬
‫ذلففك حففتى مففع أخففص أنبيففائهم موسففى عليه السففلم فقففدآذوه فففي بففدنه‬
‫وسمعته ومعاشه فكيف بغيره؟‬
‫بناء على ادعاء اليهود للتميز وأنهم أبناء الله وأحباؤه فلم يؤثر عليهم اليمان‬
‫باليوم الخر فادعوا أن الله لن بعذبهم وأن اجنة ما خلقت الا ّ لهم ولوكففانوا‬
‫سيعذبون فلن يعدوا أياما بعدد أيام عبادتهم للعجل وهذه أما نيهم الباطلة بل‬
‫هم في النار خالدون‬
‫ومن أنبيائهم الذين لم يسلموا منهم عيسى عليه السلم الذي بهتوه وأمففه‬
‫الصديقة ورموها بالزنا فأتت بعيسى بففل تعففدى المففر لذيتففه عليه السففلم‬

‫‪533‬‬
‫وأتباعه تشريدا ً وتعذيبا ً ةقتل ً حتى أنتهففى بهففم المففر لمحاولففة قتلففه وهففو مففا‬
‫ن‬ ‫ه ل َهُف ْ‬
‫م وَإ ِ ّ‬ ‫ش فب ّ َ‬ ‫ص فل َُبوه ُ وَل َك ِففن ُ‬
‫ما َ‬ ‫ما قَت َُلوه ُ وَ َ‬
‫يدعونه أنهم قتلوه صلبا} وَ َ‬
‫ن‬‫عل ْم ٍ إ ِل ّ ات ّب َففاع َ الظ ّف ّ‬
‫ن ِ‬
‫م ْ‬‫ما ل َُهم ب ِهِ ِ‬‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬
‫ك ّ‬ ‫ش ّ‬‫في َ‬ ‫فوا ْ ِفيهِ ل َ ِ‬
‫خت َل َ ُ‬
‫نا ْ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫قينا ً{ ]سورة النساء ‪[4/157‬‬
‫ما قَت َُلوه ُ ي َ ِ‬
‫وَ َ‬
‫وقف اليهود من نبي الله محمد صلى الله عليه وسففلم النففبي الففذي يجففدونه‬
‫مكتوبا عندهم صفته ومخرجه ويعرفونه كما يعرفون أبنائهم ا ّ‬
‫لأنه ليس منهم‬
‫وقفوا موقف العداء زكتم صغته والحسد واليذاء بالقول والسخرية وتحزيب‬
‫الناس ضده وسحره ومحاولت عديففدة لقتلففه لففم يفلحففوا فيهففا فعمففدوا الففى‬
‫سمه في طعامه مما أدى الى مرضه ووفاته بابي هو وأمي صلى الله عليففه‬
‫وسلم وصار بينه وبينهم حروب ناتجة عن نقضهم للعهود الدائم انتهت بحمد‬
‫الله بقتل بعضهم وجلء سائرهم‬
‫ولم يؤمن منهم ال ّ قليل وهذا لم يسلم منهم أيضا ً فرموهم بففالكفر والكففذب‬
‫والجهل وهذا معدنهم فل يستغرب منهم‬
‫دأب اليهود في حياته صلى الله عليه وسلم على بث الفرقة بين المسففلمين‬
‫وإثارة النعرات الجاهلية بينهم وكادوا ينجحون لول أن الله سلم‬
‫عرفنا أن النفاق ظهر من رحم اليهود وأنهففم سففبب أسففاس فيففه خاصففة بعففد‬
‫غزوة بدر فتعاونوا معهم على الثم والعففدوان ومعصففية الرسففول صففلى اللففه‬
‫عليه وسلم‬
‫والحمد لله أول ً وآخرا ً‬

‫توصيات الباحث‬
‫اقترح توزيع موضوع اليهود على أكففثر مففن رسففالة علمبففة وجمففع الثففار مففن‬
‫جميع الكتب التي تعتني بها ‪ ,‬كموضوع صفات اليهود ‪ ,‬وعلقتهم بالمسلمين‬
‫في صدرالسلم مثل ً‬
‫اتمنى من الجامعة إخراج مثل هذا المشروع الضخم أعني جمع ودراسة آثففار‬
‫الطبري بعد هذه المجموعة الطيبة من الرسائل التي نوقشت في الطبري‬
‫لبففد مففن تصفففية التفسففير مففن السففرائيليات الكففثيرة ولففو سففجل دراسففات‬
‫بموضوعات تشترط الثار الصحيحة لكان أولى‬

‫‪534‬‬
‫لبد من تفعيل نشر العلم الصحيح في علقة المسلمين باليهود انطلقففا ً مففن‬
‫الكتاب والسنة خاصة في الشبكة العنكبوتيه لهميتها في عالمنا المعاصر‬

‫‪535‬‬
‫تراجم أبرز قائلي الثار‬

‫ابن إسحاق‪ ،‬هو ‪ :‬محمد بن إسحاق بن يسار‪ ،‬أبو بكر‪ ،‬المطلففبي‪ ،‬مففولهم‪،‬‬
‫قال علي بن المديني ‪ :‬صالح وسط‪ ،‬واختلف قففول ابففن معيففن فيففه‪ ،‬فقففال ‪:‬‬
‫صدوق‪ ،‬وقال ‪ :‬ليس بذاك‪ ،‬ضعيف‪ ،‬وقال ‪ :‬ثقة‪ ،‬وليس بحجة‪ ،‬وقال ‪ :‬سففقيم‬
‫ليس بالقوي‪ ،‬وقال العجلففي ‪ :‬مففدني‪ ،‬ثقففة‪ ،‬وقففال النسففائي ‪ :‬ليففس بففالقوي‪،‬‬
‫وقففال ابففن عففدي ‪ :‬ل بففأس بففه‪ ،‬وقففال ابففن حجففر‪ :‬صففدوق‪ ،‬يففدلس‪ ،‬ورمففي‬
‫بالتشيع والقدر‪ ،‬من صغار الخامسة‪ ،‬مات سنة ‪159‬هف ‪ ،‬ويقال بعففدها‪ .‬انظففر‬
‫ترجمته في ‪ :‬طبقات ابن سعد ‪ ،7/321‬وعلل ابن المديني ص‪ ،37/‬وضففعفاء‬
‫النسففففائي ص‪ ،513/91/‬وتهففففذيب التهففففذيب ‪ ،9/34/51‬والتقريففففب ص‪/‬‬
‫‪.825/5762‬‬
‫جريج‪ ،‬هو‪ :‬عبد الملك بن عبففد العزيففز بففن جريففج المكففي‪ ،‬ثقففة‪ ،‬فقيففه‪،‬‬
‫ابن ُ‬
‫فاضل‪ ،‬وكان يدلس‪ ،‬ويرسل‪ ،‬من السادسة‪ ،‬مففات سففنة ‪150‬هف ف ‪ ،‬أو بعففدها‪.‬‬
‫انظر ترجمته في‪ :‬طبقات ابن سعد ‪ ،5/491‬تهففذيب التهففذيب ‪،6/357/758‬‬
‫الفتقريب ص‪.624/4221/‬‬
‫ابن زيد‪ :‬هففو عبففد الرحمففن بففن زيففد بففن أسففلم القرشففي المففديني‪ ،‬مففولى‬
‫عمر بن الخطاب_‪ ،‬أخواه‪ :‬أسامة‪ ،‬وعبد الله وكلهم يروي عن أبيه‪ ،‬وكل أبناء‬
‫زيد بن أسلم ضعفاء فففي الحففديث‪ ،‬مففات سففنة ‪82‬هفف ‪ .‬انظففر ترجمتففه فففي‪:‬‬
‫تهذيب الكمال ‪ ،17/114/3820‬التاريخ الكبير ‪.5/284/922‬‬
‫أبو العالية‪ ،‬هو‪ُ :‬رفيع ‪-‬بالتصففغير‪ -‬ابففن مهففران أبففو العاليففة الريففاحي بكسففر‬
‫الراء والتحتانيفة‪ ،‬ثقففة كففثير الرسففال مفن الثانيففة‪ ،‬مفات سففنة ‪90‬هفف ‪ .‬وقيفل‬
‫بعفففدها انظفففر ترجمتفففه ففففي ‪ :‬طبقفففات ابفففن سفففعد ‪ ،7/112‬أسفففد الغابفففة‬
‫‪ 2/291/1704‬تهففففذيب التهففففذيب ‪ ،3/246/539‬تقريففففب التهففففذيب ص‪/‬‬
‫‪.328/1964‬‬
‫ابو علي الزدي عن ابي ذر اسمه عبيد بن علي وهو مقبول من الثالثة وقيففل‬
‫فيه ابو الفيض والول اصح تقريب التهذيب ‪659 /1‬‬
‫البختري بفن ابفي البخفتري بفتفح الموحفدة وسفكون المعجمفة وفتفح المثنفاة‬

‫‪536‬‬
‫وكسر الراء واسم ابيه المختار عبدي بصري صدوق من السادسة مات سففنة‬
‫ثمان تقريب التهذيب ‪120 / 1‬‬
‫جابر بن عبد الله _‪ :‬هو جابر بن عبد الله بن عمففرو بففن حففرام النصففاري‪،‬‬
‫صحابي بن صحابي‪ ،‬مات بالمدينة بعففد السففبعين‪ ،‬وكففان أحففد المكففثرين عفن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪ .‬انظر ترجمتففه فففي ‪ :‬السففتيعاب ‪،1/292/290‬‬
‫الصابة ‪.1/546/1028‬‬
‫جعفر بن ابي المغيرة الخزاعي القمي بضم القاف قيففل اسففم ابففي المغيففرة‬
‫دينار صدوق يهم من الخامسة تقريب التهذيب ‪141 /1‬‬
‫ويففبر‬
‫ج ِ‬ ‫ي‪ ،‬أبو القاسففم البْلخف ّ‬
‫ي‪ ،‬يقففال‪ :‬اسففمه جففابر‪ ،‬و ُ‬ ‫جويبربن سعيد الزد ّ‬
‫حاك بن مزاحم وأكففثر عنففه‪،‬‬
‫ض ّ‬
‫لقب‪ ،‬نزل الكوفة‪ ،‬راوي الّتفسير‪ ،‬روى عن ال ّ‬
‫ف جد ًّا‪ ،‬مات بعد الربعين ومائة‪ .‬انظر‪ :‬تهذيب الكمال ‪ (5/167‬الّتهذيب‬
‫ضعي ٌ‬
‫‪ (2/123‬الّتقريب ‪.(1/136‬‬
‫سل بن جابر بن ربيعة‬
‫ح ْ‬
‫سْيل ويقال‪ٍ :‬‬
‫ح َ‬
‫حذيفة بن اليمان ‪ :‬واسم اليمان‪ُ :‬‬
‫بن فففروة بففن الحففارث بفن مفازن بففن قطيعففة بففن عبففس المعففروف باليمففان‬
‫العبسي‪ ،‬حليف النصار صحابي جليل مففن السفابقين‪ ،‬أميفن الففوحي لرسففول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم شهد الخندق وما بعففدها‪ ،‬وروى عففن النففبي صففلى‬
‫الله عليه وسففلم الكففثير‪ ،‬مفات ففي أول خلفففة علفي _ سففنة ‪36‬هفف ‪ .‬انظفر‬
‫ترجمته في‪ :‬الستيعاب ‪ ،1/393/510‬والصابة ‪.2/39/1652‬‬
‫الحسن البصري‪ :‬هو الحسن بن أبي الحسن البصففري‪ ،‬واسففم أبيففه يسففار‬
‫النصاري مولهم‪ ،‬ثقة‪ ،‬فقيه‪ ،‬فاضل‪ ،‬مشهور‪ ،‬وكففان يرسففل كففثيرًا‪ ،‬ويففدلس‪،‬‬
‫وهو رأس الطبقة الثالثة‪ ،‬مات سنة ‪110‬هف ‪ .‬انظر ترجمته في ‪ :‬طبقات ابن‬
‫سففففعد ‪ ،7/156‬تهففففذيب التهففففذيب ‪ ،2/231/488‬تقريففففب التهففففذيب ص‪/‬‬
‫‪.236/1237‬‬
‫الربيع بن أنس‪ :‬البكففري أو الحنفففي‪ ،‬البصففري‪ ،‬ثففم الخراسففاني‪ ،‬قففال أبففو‬
‫حاتم‪ :‬صدوق‪ ،‬وقال النسائي ‪ :‬ليس به بأس‪ ،‬وذكره ابن حبففان فففي الثقففات‪،‬‬
‫وقال الناس يتقون من حديثه ما كففان مففن روايففة أبففي جعفففر عنففه‪ ،‬لن فففي‬
‫أحفاديثه عنففه اضففطرابا ً كففثيرًا‪ ،‬وقففال ابففن حجففر‪ :‬صففدوق لفففه أوهففام‪ ،‬ورمففي‬
‫بالتشيع‪ ،‬من الخامسة‪ ،‬مات سنة ‪140‬هف أوقبلها‪ .‬انظر ترجمته‪ :‬في طبقات‬

‫‪537‬‬
‫ابففن سففعد ‪ ،7/369‬والجففرح والتعففديل ‪ ،3/454/2054‬وثقففات ابففن حبففان‬
‫‪ ،8/491‬وتهذيب التهذيب ‪ ،3/207/461‬والتقريب ص‪.318/1892/‬‬
‫دي‪ ،‬أبففو محمففد‪،‬‬
‫س ّ‬
‫السدي‪ ،‬هو ‪ :‬إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة ال ُ‬
‫الكوفي‪ ،‬من الرابعة‪ ،‬قال ابن عففدي‪ :‬مسففتقيم الحففديث صففدوق ل بففأس بففه‪،‬‬
‫وقال ابففن حجففر‪ :‬صففدوق يهففم‪ ،‬ورمففي بالتشففيع‪ ،‬مففات سففنة ‪127‬هفف ‪ .‬انظففر‬
‫ترجمتففه فففي‪ :‬الكامففل لبففن عففدي ‪ ،1/277‬تهففذيب التهففذيب ‪،1/273/572‬‬
‫تقريب التهذيب ص‪.141/467/‬‬
‫سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بففن عففائذ بففن عمففران‬
‫القرشي المخزومي أبو محمد المدني المام العلم الفقيه عالم أهل المدينففة‬
‫وسيد التابعين في زمانه ولد لسنتين وقيل لربففع مضففين مففن خلفففة عمففر _‬
‫بالمدينة‪ ،‬كان رأس من بالمدينة في دهره المقدم عليهم فففي الفتففوى وقففال‬
‫أحمد بن حنبل‪ :‬أفضل التابعين سعيد بن المسيب وقال أبو حاتم‪ :‬ليففس فففي‬
‫التابعين أنبل منه وهو أثبتهم في أبففي هريففرة_‪ ،‬وكففان ممففن بففرز فففي العلففم‬
‫والعمل وقال يحيى بن سعيد كان أحفظ الناس لحكام عمر وأقضففيته‪ ،‬مففات‬
‫سففنة ‪93‬هف ف وقيففل ‪94‬هف ف انظففر ترجمتففه فففي‪ :‬سففير أعلم النبلء ‪-4/217‬‬
‫‪ 219/88‬ومعرفة الثقات ‪ 616 /1/405‬وطبقات الحفاظ ‪.37 /1/25‬‬
‫سعيد بن جبير بن هشام السففدي‪ ،‬الوالففبي مففولهم‪ ،‬الكففوفي أبففو محمففد‪،‬‬
‫الحففافظ‪ ،‬المقففرئ المفسففر‪ ،‬مففن كبففار التففابعين‪ ،‬كففان ذا عبففادة وديففن‪ ،‬ثقففة‬
‫ثبت فقيه‪ ،‬قتله الحجاج سنة ‪59‬هف ولم يكمل الخمسين ‪ .‬انظر ترجمته في‪:‬‬
‫التاريففخ الكففبير ‪ 3/461/1533‬ووفيففات العيففان ‪ 1/367/261‬وطبقففات ابففن‬
‫سعد ‪ ،6/256‬وتهذيب التهذيب ‪.4/11/14‬‬
‫سفيان الثوري‪ :‬هو سفيان بن سعيد بن مسروق‪ ،‬أبو عبففد اللففه الكففوفي‪،‬‬
‫ثقة‪ ،‬حافظ‪ ،‬فقيه‪ ،‬عابد‪ ،‬إمام‪ ،‬حجة‪ ،‬من رؤوس الطبقة السابعة‪ ،‬وكان ربمففا‬
‫دلس‪ ،‬مات سنة ‪161‬هف ‪ .‬أمير المففؤمنين فففي الحففديث سففاد النففاس بففالورع‬
‫والعلم قال قبيصة بن عقبة ما جلست مع سفيان مجلسا ً إل ذكففرت المففوت‪،‬‬
‫وما رأيت أحدا ً كان أكثر ذكرا ً للموت منه‪ ،‬ومناقبه وفضائله كثيرة جدا ‪ ،‬إمام‬
‫مففن أئمففة المسففلمين‪ ،‬وعلففم مففن أعلم الففدين‪ ،‬مجمففع علففى أمففانته‪ ،‬بحيففث‬
‫يستغني عن تزكيته‪ ،‬مع التقان والحفظ والمعرفة والضبط والففورع والزهففد‪.‬‬

‫‪538‬‬
‫وقال غيره‪ :‬ولد في خلفة سليمان بففن عبففد الملففك سففنة ‪97‬هفف وفففي ذلففك‬
‫خلف‪ ،‬توفي بالبصففرة سففنة ‪161‬هف ف ‪ .‬انظففر ترجمتففه فففي‪ :‬تهففذيب الكمففال‬
‫‪ 165/2407-11/154‬طبقففففات ابففففن سففففعد ‪ ،6/371‬تهففففذيب التهففففذيب‬
‫‪ ،4/99/199‬التقريب ص‪.394/2458/‬‬
‫الشعبي هو‪ :‬أبو عمففرو‪ ،‬عففامر بففن شففراحيل الشففعبي الهمففداني الحميففري‬
‫الكوفي ثقة مشهور‪ ،‬كان إماما ً حافظا ً فقيها ً متفننا ً ثبتا ً متقنا ً مولده في أثناء‬
‫خلفة عمر _ قال ابن عنبسة‪ :‬كان في الناس ثلثة بعد أصحاب النففبي صففلى‬
‫الله عليه وسلم ابن عبففاس رضففي اللففه عنهمففا فففي زمففانه‪ ،‬والشففعبي فففي‬
‫زمانه والثوري في زمانه مات سنة ‪104‬هف وبلغ ‪ 82‬سنة انظر ترجمته فففي‪:‬‬
‫التاريخ الكبير ‪ 6/450/2961‬وتذكرة الحفاظ للقيسراني ‪ ،76 /1/79‬لسففان‬
‫الميزان ‪.7/547/5844‬‬
‫شهر بن حوشب الشعري الشامي مولى اسماء بنت يزيد بن السكن صدوق‬
‫كثير الرسال والوهام من الثالثة مات سنة اثنتي عشرة تقريب التهذيب ‪/1‬‬
‫‪269‬‬
‫الضحاك بن مزاحم الهللي‪ ،‬أبو القاسم‪ ،‬أو أبو محمد الخرساني صدوق‬
‫كثير الرسال‪ ،‬ولم يسمع من ابن عبففاس‪ ،‬مففن الخامسففة‪ ،‬مففات بعففد المففائة‪.‬‬
‫انظفففر ترجمتفففه ففففي‪ :‬طبقفففات ابفففن سفففعد ‪ ،6/300‬تهفففذيب الكمفففال‬
‫‪ ،13/291/13/291/2928‬تقريب التهذيب ص‪.459/2995/‬‬
‫طارق بللن شللهاب بففن عبففد شففمس‪ ،‬البجلففي‪ ،‬الحمسففي‪ ،‬أبففو عبففد اللففه‬
‫الكوفي‪ ،‬قال أبو داود ‪ :‬رأي النبي صلى الله عليففه وسففلم ولففم يسففمع منففه‪،‬‬
‫مات سففنة ‪82‬هفف أو ‪83‬هفف ‪ .‬انظففر ترجمتففه فففي‪ :‬تهففذيب التهففذيب ‪،5/4/5‬‬
‫تقريب التهذيب ص‪.461/3017/‬‬
‫عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت النصاري ويقففال لففه عبففد اللففه ثقففة‬
‫من الرابعة تقريب التهذيب ‪292 / 1‬‬
‫ي‪ ،‬روى عففن عمففر بففن‬‫ي‪ ،‬أبففو المغيففرة الكففوف ّ‬
‫عبففد اللففه ابففن الهففذيل العَن َففز ّ‬
‫ة‪ ،‬توّفي فففي خلفففة‬
‫طاب رضي الله عنه وغيره‪ ،‬وعنه ضرار وآخرون‪ ،‬ثق ٌ‬ ‫الخ ّ‬
‫ي‪ .‬انظر‪ :‬التهذيب )‪ (6/58‬والتقريب )‪.(1/543‬‬
‫سر ّ‬
‫خالد الق ْ‬
‫عبد الله بن ابي الهذيل الكوفي ابو المغيرة ثقففة مففن الثانيففة مففات فففي‬

‫‪539‬‬
‫ولية خالد القسري على العراق تقريب التهذيب ‪327 /1‬‬
‫عبد الله بن سلللم _ هففو أبففو يوسففف عبففد اللففه بففن سففلم بففن الحففارث‬
‫السرائيلي‪ ،‬ثففم النصففاري‪ ،‬حليففف بنففي الخففزرج‪ ،‬كففان اسففمه فففي الجاهليففة‬
‫حصين‪ ،‬فسماه رسول الله صلى الله عليه وسففلم حيففن أسففلم عبففد اللففه‪،‬‬
‫ال ُ‬
‫وهو من المبشرين بالجنة ‪ .‬مفات سفنة ‪43‬هفف ‪ .‬انظفر ترجمتفه ففي‪ :‬الجفرح‬
‫والتعديل ‪ ،5/62/288‬وأسد الغابة ‪ ،3/265/2986‬الصابة ‪.4/102/4743‬‬
‫عبد الله بن هانئ ابو الزعراء الكبر الكوفي وثقففه العجلففي مففن الثانيففة‬
‫تقريب التهذيب ‪327 /1‬‬
‫عبد الملك بن عمير بن سويد اللخمي حليف بني عدي الكوفي ويقال لففه‬
‫الفرسي بفتح الفاء والراء ثم مهملة نسبة الى فرس له سابق كان يقففال لففه‬
‫القبطي بكسر القاف وسكون الموحدة وربما قيل ذلك ايضا لعبد الملك ثقففة‬
‫فصيح عالم تغير حفظه وربما دلس من الرابعة مات سنة ست وثلثيففن ولففه‬
‫مائة وثلث سنين تقريب التهذيب ‪364 / 1‬‬
‫عبيد الله بن كعب بن مالك النصاري ثقة من الثالثة تقريب التهففذيب ‪/ 1‬‬
‫‪373‬‬
‫عبيد بن عمير بن قتادة الليثي ابو عاصم المكي ولد على عهد النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم قاله مسلم وعده غيره في كبار التفابعين وكفان قفاص اهففل‬
‫مكة مجمع على ثقته مات قبل بن عمر تقريب التهذيب ‪377 / 1‬‬
‫ي‪ ،‬أبففو عبففد الل ّففه المففدن ّ‬
‫ي‪،‬‬ ‫وام بن خويلففد السففد ّ‬
‫عروة ابن الّزبير بن الع ّ‬
‫واه‬
‫ه مشففهوٌر‪ ،‬ولففد سففنة ‪23‬هففف( وقف ّ‬
‫ة فقيف ٌ‬
‫روى عنه أبففو السففود وغيففره‪ ،‬ثقف ٌ‬
‫سففير‬
‫صففحيح‪ .‬انظففر‪ :‬ال ّ‬
‫ي‪ ،‬ويقففال ‪29‬هففف( ومففات سففنة )‪94‬هففف( علففى ال ّ‬ ‫الف ّ‬
‫ذهب ّ‬
‫‪ (4/421‬الّتهذيب ‪ (7/180‬الّتقريب ‪.(2/19‬‬
‫عطاء بلن أبلي ربلاح ‪-‬بفتففح الففراء والموحففدة‪ -‬واسففم أبففي ربففاح‪ ،‬أسففلم‬
‫القرشي مولهم‪ ،‬المكي‪ ،‬ثقة فقيه‪ ،‬فاضل‪ ،‬لكنه كثير الرسفال‪ ،‬مفن الثالثفة‪،‬‬
‫مات سنة ‪114‬هف‪ ،‬على المشهور وقيل إنه تغير بآخرة ‪ .‬ولم يكثر ذلففك منففه‪.‬‬
‫انظر ترجمته في‪ :‬طبقففات ابففن سففعد ‪،2/386‬ف جفامع التحصففيل فففي أحكففام‬
‫المراسيل‪ ،‬للحافظ صلح الدين أبففي سففعيد بففن خليففل بففن كيكلففدي العَ َ‬
‫لئي‪،‬‬
‫تحقيففق‪ :‬حمففدي عبففد المجيففد السففلفي‪ ،‬عففالم الكتففب بيففروت‪ ،‬ط الثانيففة‬

‫‪540‬‬
‫‪1407‬هففف ‪ .‬ص‪ ،237/‬تهففذيب التهففذيب ‪ ،7/179/385‬تقريففب التهففذيب ص‪/‬‬
‫‪.677/4623‬‬
‫عطية العوفي‪ ،‬هو ‪ :‬عطية بن سعد بن جنففادة‪ ،‬العففوفي‪ ،‬قففال ابففن سففعد‪:‬‬
‫كان ثقة إن شاء الله‪ ،‬وله أحاديث صالحة‪ ،‬ومن الناس من ل يحتج به‪ ،‬وقففال‬
‫أحمد‪ :‬هو ضعيف الحديث‪ ،‬وقال ابن معين‪ :‬صالح‪ ،‬وقففال أبففو حففاتم‪ :‬ضففعيف‬
‫الحديث‪ ،‬يكتب حديثه‪ ،‬وقال ابن حبفان‪ :‬ول يحففل كتابففة حففديثه إل علفى وجفه‬
‫التعجب‪ ،‬وقال ابن حجففر‪ :‬صففدوق يخطففئ كففثيرًا‪ ،‬وكففان شففيعيا ً مدلسفًا‪ ،‬مففن‬
‫الثالثة‪ ،‬مات سنة ‪111‬هفف ‪ .‬انظفر ترجمتفه ففي‪ :‬طبقفات ابفن سفعد ‪،6/304‬‬
‫الجفففرح والتعفففديل ‪ ،6/382/2125‬المجروحيفففن ‪ ،2/176‬ميفففزان العتفففدال‬
‫‪ ،3/79/5667‬تقريب التهذيب ص‪.680/4649/‬‬
‫عكرمة أبو عبد اللففه مففولى ابففن عبففاس _ أصففله بربففري‪ ،‬ثقففة‪ ،‬ثبففت‪ ،‬عففالم‬
‫بالتفسففير‪ ،‬لففم يثبففت تكففذيبه عففن ابففن عمففر _‪ ،‬ول تثبففت عنففه بدعففة‪ ،‬مففات‬
‫سنة ‪104‬هف ‪ .‬انظر ترجمته في‪ :‬ثقففات ابففن حبففان ‪ ،5/229‬تهففذيب التهففذيب‬
‫‪ ،7/263‬تقريب التهذيب ص‪.687/4707/‬‬
‫علقمة بن وقاص الليثي المدني ثقة ثبت من الثانية اخطا من زعم ان له‬
‫صحبة وقيل انه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسففلم مففات فففي خلفففة‬
‫عبد الملك تقريب التهذيب ‪397 / 1‬‬
‫ي‪ ،‬روى‬‫ي‪ ،‬أبو الحسن‪ ،‬أصففله حجففاز ّ‬ ‫ي البصر ّ‬ ‫علي بن زيد بن جدعان الّتيم ّ‬
‫عن عبد الّله بن الحارث بففن نوفففل )ب َب ّففة( وغيففره‪ ،‬وعنففه جعفففر بففن سففليمان‬
‫ي وآخرون‪ ،‬ضعيف‪ ،‬ت سنة )‪131‬هففف( وقيففل قبلهففا‪ .‬انظففر‪ :‬التهففذيب )‬
‫ضبع ّ‬
‫ال ّ‬
‫‪ (7/247‬والتقريب )‪.(1/694‬‬
‫عمار بن معاوية الدهني بضم اوله وسكون الهففاء بعففدها نففون ابففو معاويففة‬
‫البجلي الكوفي صدوق يتشيع من الخامسة مات سنة ثلث وثلثين‬
‫عمرو بن دينار المكي‪ ،‬أبو محمد الثرم‪ ،‬الجمحي مولهم‪ ،‬ثقة‪ ،‬ثبت‪ ،‬من‬
‫الرابعة‪ ،‬مات سنة ‪120‬هف ‪ ،‬وقيل سنة ‪126‬هف ‪ .‬انظر ترجمتففه فففي‪ :‬طبقففات‬
‫ابففن سففعد ‪ ،5/479‬ثقففات ابففن حبففان ‪ ،5/167‬تهففذيب التهففذيب ‪،8/26/45‬‬
‫تقريب التهذيب ص‪.734/5059/‬‬
‫القاسم بن ابي بزة بفتففح الموحففدة وتشففديد الففزاي المكففي مففولى بنففي‬

‫‪541‬‬
‫مخزوم القارىء ثقففة مفن الخامسففة مفات سففنة خمففس عشففرة وقيففل قبلهففا‬
‫تقريب التهذيب ‪449 /1‬‬
‫قتادة بن دعامة بن قتادة السدوسففي‪ ،‬أبوالخطففاب‪ ،‬البصففري‪ ،‬ثقففة‪ ،‬ثبففت‪،‬‬
‫يقال وُِلد أكمه‪ ،‬وهو رأس الطبقة الرابعة‪ ،‬مات سنة بضع عشر ومائة‪ .‬انظففر‬
‫ترجمتفففه ففففي‪ :‬تهفففذيب التهفففذيب ‪ ،8/315/637‬وتقريفففب التهفففذيب ص‪/‬‬
‫‪.798/5553‬‬
‫كعب الحبار‪ ،‬هو كعب بن ماتع الحميري من آل ذي رعين أبو إسحاق كفان‬
‫قد قرأ الكتب وأسلم في خلفة عمر بن الخطففاب _ مففات سففنة ‪34‬هف ف فففي‬
‫خلفة عثمان _‪ ،‬روى عن عمر بففن الخطففاب _‪ ،‬روى عنففه ابففن عبففاس وابففن‬
‫عمففر رضففي اللففه عنهمففا وسففعيد بففن المسففيب انظففر ترجمتففه فففي‪ :‬الجففرح‬
‫والتعديل ‪ 7/161/906‬ومشاهير علماء المصار ‪.1/118/91‬‬
‫جب ْللر ‪-‬بفتففح الجيففم وسففكون الموحففدة‪ -‬أبوالحجففاج المخزومففي‬
‫مجاهد بن َ‬
‫ُ‬
‫مولهم المكي‪ ،‬ثقة‪ ،‬إمام في التفسير والعلم‪ ،‬من الثالثة‪ ،‬مات سنة ‪102‬هف ف‬
‫أو ‪103‬هف أو ‪104‬هف ‪ .‬انظر ترجمته في‪ :‬طبقات ابن سففعد ‪ ،5/466‬تهففذيب‬
‫التهذيب ‪ ،10/38/68‬تقريب التهذيب ص‪.921/6523/‬‬
‫محمد بن جعفر بن الزبير بن العوام القرشي السدي المدني قال محمففد‬
‫بن سعد كان عالما وقال ابن إسحاق كان من فقهففاء أهففل المدينففة وقرائهففم‬
‫وقال الدارقطني مدني ثقة وقال النسائي ثقفة وذكفره بفن حبفان ففي كتفاب‬
‫الثقات ذكره البخاري في الوسط في فصل من مات بين عشففر ومففائة إلففى‬
‫عشرين ومائة وهففو مففن رجففال مسففلم انظففر ترجمتففه فففي‪ :‬تهففذيب الكمففال‬
‫‪ ،24/579/5115‬تهفففففذيب التهفففففذيب ‪ ،9/81/124‬الجفففففرح والتعفففففديل‬
‫‪ ،7/221/1221‬رجال مسلم‪ ،‬للصبهاني أحمد بن علي بن منجويه أبي بكففر‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬عبد الله الليثي‪ ،‬دار المعرفة بيروت‪ ،‬ط الولى ‪1407‬هف ‪.2/172 .‬‬
‫محمد بن سيرين النصاري‪ ،‬أبوبكر ابن أبي عمففرة‪ ،‬البصففري‪ ،‬ثقففة‪ ،‬ثبففت‪،‬‬
‫عابد‪ ،‬كبير القدر‪ ،‬كان ليرى الرواية بالمعنى‪ ،‬من الثالثة‪ ،‬مات سنة ‪110‬هف ‪.‬‬
‫انظففر ترجمتففه فففي‪ :‬تهففذيب التهففذيب ‪ ،9/190/338‬تقريففب التهففذيب ص‪/‬‬
‫‪.853/5985‬‬
‫محمد بن قيس المدني أبففو إبراهيففم ويقففال أبففو أيففوب ويقففال أبففو عثمففان‬

‫‪542‬‬
‫مولى يعقوب القبطي ويقال مولى آل أبي سفيان بن حرب وهو قففاص عمففر‬
‫بن عبد العزيز ذكره ابن سعد في الطبقة الرابعة من أهل المدينة قففال وبهففا‬
‫توفي وكان كثير الحديث عالما وقال يعقففوب بففن وأبففو داود ثقففة وذكففره بففن‬
‫حبان في كتاب الثقات توفي أيام الوليد بن يزيد‪ .‬انظر ترجمته فففي‪ :‬تهففذيب‬
‫التهذيب ‪ ،9/367/679‬وتهذيب الكمال ‪.5566 /26/323‬‬
‫محمد بن قيس بن مخرمة بن المطلب المطلبي يقال له رؤية وقد وثقه ابففو‬
‫داود وغيره التهذيب )‪ (9/357‬تقريب التهذيب ‪503 /1‬‬
‫قَرظففي‪ ،‬نسففبة إلففى بنففي‬
‫محمد بن كعب بففن سففليم بففن أسففد‪ ،‬أبففوحمزة ال ُ‬
‫قريظة‪ ،‬المدني وقد كان نزل الكوفة مدة‪ ،‬ثقة عفالم مففن الثالثففة‪ ،‬ولففد سففنة‬
‫‪40‬هف على الصحيح‪ ،‬ووهم من قال‪ :‬ولففد فففي عهففد النففبي صففلى اللففه عليففه‬
‫وسلم ‪ ،‬فقد قال البخاري‪ :‬إن أبففاه كففان ممففن لففم ينبففت مففن سففبي قريظففة‬
‫فترك‪ ،‬مات سنة ‪120‬هف ‪ ،‬وقيل قبل ذلك‪ .‬انظر ترجمته في‪ :‬التاريففخ الكففبير‬
‫للبخاري ‪ ،1/216/679‬تهذيب التهففذيب ‪ ،9/373/691‬تقريففب التهففذيب ص‪/‬‬
‫‪.891/6297‬‬
‫مسروق بن الجدع بن مالك بن أمية بن عبد الله بن مر بن سففلمان بففن‬
‫معمر بن الحارث بن سعد بن عبد الله بن وداعة الهمداني الوداعي الكوفي‪،‬‬
‫أبو عائشة‪ ،‬العابد الفقيه المام القدوة العلم صلى خلف أبي بكر ولقي عمرا‬
‫وعليا كان أحد أصحاب عبد الله بن مسعود _ الففذين يقففرئون ويفتففون شففلت‬
‫يده يوم القادسية وثقه ابن سعد و العجلي وابففن معيففن وقففال عنففه ل يسففأل‬
‫عن مثله‪ .‬وقال علي بن المديني ما أقدم علففى مسففروق أحففدا مففن أصففحاب‬
‫عبد الله _‪ .‬مات سنة ‪62‬هف وقيل ‪63‬هف وله ‪ 63‬سنة انظر ترجمته‪ :‬التاريخ‬
‫الكففبير ‪ ،8/35/2065‬وسففير أعلم النبلء ‪ 68/17-4/63‬وتهففذيب التهففذيب‬
‫‪.10/100/206‬‬
‫وهب بن منبلله بففن كامففل بففن سففيج بففن ذي كبففار وهففو السففوار اليمففاني‬
‫الصنعاني الذماري أبو عبد الله البناوي أخو همام بن منبه ومعقففل بففن منبففه‬
‫وغيلن بن منبه ذكره خليفة بن خيففاط فففي الطبقففة الثانيففة مففن أهففل اليمففن‬
‫وذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة وقال أحمد بن حنبل كان من أبناء فارس‬
‫قال العجلي تابعي ثقة وكان على قضاء صنعاء وقال أبو زرعة والنسائي ثقة‬

‫‪543‬‬
‫وذكره بن حبان في كتاب الثقات ولد سنة ‪34‬هف في خلفففة عثمففان _ مففات‬
‫سنة ‪114‬هف بصنعاء وقيل إن الحجاج ضربه حتى مات‪ .‬انظففر ترجمتففه فففي‪:‬‬
‫تهذيب الكمال ‪ ،6767 /31/140‬وتهذيب التهذيب ‪.147/288 /11‬‬
‫يزيد بن رومان المدني ابو روح مولى ال الزبير ثقففة مففن الخامسففة مففات‬
‫سنة ثلثين وروايته عن ابي هريرة مرسلة اتلقريب ‪601 /1‬‬
‫يزيد بن هارون بففن زاذي ويقففال بففن زاذان بففن ثففابت السففلمي أبففو خالففد‬
‫الواسطي وكان جده زاذان مولى لم عاصم امرأة عتبففة بففن فرقففد فففأعتقته‬
‫قيل إن أصله من بخارى وكان متعبدا حسن الصلة جدا وكان قد عمففي أحففد‬
‫العلم الحفاظ المشاهير قال أبو طففالب عففن أحمففد بففن حنبففل كففان حافظففا‬
‫متقنا للحديث صففحيح الحففديث وثقففه يحيففى بففن معيففن و العجلففي وعلففي بففن‬
‫المديني وقال في موضع آخر ما رأيت رجل ً قط أحفظ من يزيففد بففن هففارون‬
‫وقال أبو حاتم ثقة إمام صففدوق ل يسففأل عفن مثلففه مفات أول سففنة ‪206‬هفف‬
‫انظر ترجمته في‪ :‬تهذيب التهذيب ‪ ،11/321/612‬والكاشف ‪،3/287/6473‬‬
‫وتهذيب الكمال ‪.32/261/7061‬‬

‫‪544‬‬
545
‫فهرس المحتوى‬

‫خطة البحث‪2......................................:‬‬
‫منهج البحث‪4.......................................:‬‬
‫التمهيد‪ :‬وفيه‪8...........................................:‬‬
‫ترجمة الطبري ‪8......................................‬‬
‫‪ -1‬نسبففه‪9.........................................:‬‬
‫‪ -2‬الحالة السياسية والعلمية في عصره‪9....:‬‬
‫‪ -3‬حياته العلمية ونبوغه‪10......................:‬‬
‫‪ -4‬شيوخه وتلميذه‪11...........................:‬‬
‫أ‪ -‬شيوخه‪11.....................................:‬‬
‫ب‪ -‬تلميذه‪13...................................:‬‬
‫‪ -5‬مكانته العملية وثناء العلماء عليه‪14.......:‬‬
‫‪ -6‬عقيدته ومذهبه الفقهي ‪17..................:‬‬
‫‪ -7‬مؤلفاته ‪18.....................................:‬‬
‫‪-8‬وفاته ‪20.........................................:‬‬
‫التعريف »جامع البيان عن تأويل آي‬
‫القرآن«وقيمته العلمية‪21....................:‬‬
‫عرض مجمل لحديث القرآن عن اليهود‪23 :‬‬
‫الروايات السرائيلية في التفسير‪25.......:‬‬
‫موقف الطبري من السرائيليات ‪26.......:‬‬
‫الباب الول‪ :‬الثار الواردة عن السلف في حقيقة‬
‫اليهود و أبرز صفاتهم‪29....................................‬‬
‫الفصل الول‪ :‬الثار الواردة في حقيقة اليهود‪30...‬‬
‫المبحث الول‪ :‬الثار الواردة في تسميتهم‪30....‬‬
‫أول‪ :‬الثففففار‪30....................................:‬‬
‫المطلب الول‪ :‬تسميتهم بني إسرائيل‪30.....‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تسميتهم باليهود‪30...........:‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬تسميتهم أهل الكتاب‪31....:‬‬

‫‪546‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬تسميتهم بالعبرانيين‪33......:‬‬
‫الدراسففففة‪34......................................:‬‬
‫نشأتهفففم ‪36..........................................:‬‬
‫السماء التي اشتهروا بها‪37.....................‬‬
‫ل‪ :‬اليهففود‪37....................................:‬‬‫أو ً‬
‫ثانيًا‪ :‬العبرانيون ‪38...............................:‬‬
‫ثالثًا‪ :‬بنو إسرائيل ‪39.............................:‬‬
‫رابعًا‪ :‬أهل الكتاب ‪42............................:‬‬
‫خامسًا‪ :‬بنو صهيون ‪43...........................:‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الثار الواردة في منفزلتهم ونعم‬
‫الله عليهم‪47...........................................‬‬
‫المطلب الول‪:‬تفضيلهم على العالمين‪47....:‬‬
‫الثفففففار‪47.........................................:‬‬
‫الدراسففففة‪50......................................:‬‬
‫منطلق اليهود في دعواهم‪51...................:‬‬
‫ل‪ :‬الدعاء بالصطفاء والتفضيل ‪51.........:‬‬ ‫أو ً‬
‫الرد علي هذا الدعاء ‪52.........................:‬‬
‫المطلب الثاني‪:‬كثرة النبياء فيهم‪56...........‬‬
‫الثفففففففار‪56.......................................:‬‬
‫الدراسففففة‪59......................................:‬‬
‫المطلب الثالث‪:‬جعلهم ملوكفففا‪61.............:‬‬
‫الثفففففار‪61.........................................:‬‬
‫الدراسففففة‪64......................................:‬‬
‫المطلب الرابع‪:‬نجاتهم من عدوهم وما‬
‫صاحبها‪65............................................‬‬
‫الثفففار‪65............................................‬‬
‫الدراسففففة‪69......................................:‬‬
‫المطلب الخامس‪:‬بعثهم بعد الموت‪71.........‬‬
‫الثار‪71.............................................:‬‬
‫الدراسففففة‪73......................................:‬‬

‫‪547‬‬
‫المطلب السادس‪:‬تمكينهم من الرض‬
‫المقدسة‪75.........................................‬‬
‫الثففففار‪75..........................................:‬‬
‫الدراسففففة‪76......................................:‬‬
‫المطلب السابع‪:‬مضاعفة أجر من آمن منهم‪. .‬‬
‫‪83‬‬
‫الثففففار‪83..........................................:‬‬
‫الدراسففففة‪85......................................:‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬الثار الواردة في عقاب الله‬
‫لهم‪87..................................................:‬‬
‫المطلب الول ‪ :‬عقاب الله لهم في الدنيا‪87 :‬‬
‫المسألة الولى‪ :‬غضب الله عليهم‪87.......‬‬
‫الثففففار‪87..........................................:‬‬
‫الدراسففففة‪91......................................:‬‬
‫المسألة الثانية‪:‬اللعن‪93.......................‬‬
‫الثففففار‪93..........................................:‬‬
‫الدراسففففة‪94......................................:‬‬
‫المسألة الثالثة‪ :‬الصاعقة‪97..................‬‬
‫الثار‪97.............................................:‬‬
‫الدراسففففة‪98......................................:‬‬
‫المسألة الرابعة‪ :‬التيه )وأبرز ما حصل فيه(‬
‫‪102‬‬
‫الثار‪102...........................................:‬‬
‫قصة البقرة‪104.................................‬‬
‫وفاة هارون‪106.................................‬‬
‫قصة قارون‪106................................:‬‬
‫الدراسففففة‪108....................................:‬‬
‫المراد بالرض المقدسة‪109.......................‬‬
‫مما حصل في التيه‪110..........................:‬‬
‫أو ً‬
‫ل‪ :‬وفاة هارون‪110..........................:‬‬

‫‪548‬‬
‫ثانيًا‪ :‬قصة موسى والخضر‪111...............‬‬
‫ثالثًا‪ :‬بقرة بني إسرائيل ‪113................:‬‬
‫رابعًا‪ :‬قصة قارون‪114.........................‬‬
‫خامسًا‪ :‬وفاة موسى عليه السلم‪115......‬‬
‫سادسا ً ‪ :‬غير ذلك من السرائيليات فيما‬
‫حصل في التيه‪116.............................‬‬
‫المسألة الخامسة‪:‬التسليط عليهم و‬
‫تشريدهم في الرض‪118......................‬‬
‫الثار‪118...........................................:‬‬
‫الدراسففففة‪122....................................:‬‬
‫المسألة السادسة‪ :‬المسخ قردة وخنازير‪...‬‬
‫‪126‬‬
‫الثار‪126...........................................:‬‬
‫الدراسففففة‪130....................................:‬‬
‫المسألة السابعة ‪:‬تحريم بعض الطيبات‪.....‬‬
‫‪132‬‬
‫الثار‪132...........................................:‬‬
‫الدراسففففة‪134....................................:‬‬
‫المسألة الثامنة‪:‬الرجز‪137....................‬‬
‫الثار‪137...........................................:‬‬
‫الدراسففففة‪138....................................:‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬عقاب الله لهم في الخرة‪.‬‬
‫وفيه مسألتان‪139................................:‬‬
‫المسألة الولى‪ :‬ل ينظر الله إليهم‪139.....‬‬
‫الثار‪139...........................................:‬‬
‫المسألة الثانية‪:‬عذاب النار والخلود فيها‪....‬‬
‫‪139‬‬
‫الدراسة‪143.......................................:‬‬
‫حديث الفتون الطويل وفيه جامع لحوال‬
‫بني إسرائيل‪146.............................. :‬‬

‫‪549‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الثار الواردة في أبرز صفات اليهود‬
‫‪154‬‬
‫المبحث الول‪ :‬الثار الواردة في قسوة قلوبهم ‪:‬‬
‫‪154......................................................‬‬
‫الثار‪154...........................................:‬‬
‫الدراسففففة‪158....................................:‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الثار الواردة في اتباعهم الهوى‬
‫‪162‬‬
‫الثار‪162...........................................:‬‬
‫الدراسففففة‪167....................................:‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬الثار الواردة في تزكيتهم‬
‫أنفسهم‪173............................................‬‬
‫الثار‪173...........................................:‬‬
‫المطلب الول ‪:‬قصر الجنة عليهم‪173.........‬‬
‫المطلب الثاني‪:‬قصر الهدى عليهم‪175........‬‬
‫المطلب الثالث‪:‬زعمهم محبة الله لهم‪175. . .‬‬
‫المطلب الرابع ‪:‬زعمهم النجاة من النار‪176. .‬‬
‫المطلب الخامس‪ :‬زعمهم براءتهم واولدهم‬
‫من الذنوب‪178....................................:‬‬
‫الدراسففففة‪183....................................:‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬الثار الواردة في نقضهم‬
‫العهود والمواثيق‪185..............................‬‬
‫الثار‪185...........................................:‬‬
‫الدراسففففة‪197....................................:‬‬
‫شهادة التوراة والنجيل‪203..................:‬‬
‫المبحث الخامس فف الثار الواردة كذبهم‬
‫وافترائهم‪210.......................................‬‬
‫الثار‪210...........................................:‬‬
‫الدراسة‪219.......................................:‬‬

‫‪550‬‬
‫المبحث السادس‪ :‬الثار الواردة في حسدهم ‪.‬‬
‫‪223‬‬
‫الثار‪223...........................................:‬‬
‫الدراسففففة‪227....................................:‬‬
‫الباب الثاني ‪ :‬الثار الواردة عن السلف في عقيدة‬
‫اليهود في أصول اليمان‪231..............................‬‬
‫الفصل الول ‪ :‬الثار الواردة في عقيدة اليهود في‬
‫اليمان بالله‪232..........................................‬‬
‫المبحث الول‪ :‬الثار الواردة في إيمان بعضهم‬
‫بالله‪232................................................‬‬
‫الثار‪232...........................................:‬‬
‫الدراسة‪233.......................................:‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬الثار الواردة في وصفهم الله‬
‫بالنقائص‪236...........................................‬‬
‫وفيه أربعة مطالب ‪236.........................:‬‬
‫المطلب الول ‪: :‬نسبة الولد الى الله‪236. . .:‬‬
‫الثار‪236...........................................:‬‬
‫وفيه ثلث مسائل‪236........................:‬‬
‫المسألة الولى‪ :‬قولهم العزير ابن الله ‪236‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬قولهم نحن ابناء الله‪238. :‬‬
‫المسالة الثالثة‪ :‬نسبة الجن والملئكة اليه‪. .‬‬
‫‪241‬‬
‫الدراسة‪242.......................................:‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬نسبة الفقر والبخل والتعب‬
‫الى الله‪244.........................................‬‬
‫الثار‪244.............................................‬‬
‫المسألة الولى‪ :‬نسبة الفقر الى الله‪244..‬‬
‫المسألةالثانية ‪ :‬نسبة البخل الى الله ‪245 :‬‬
‫المسألة الثالثة ‪ :‬نسبة التعب الى الله‪245.‬‬
‫الدراسة‪247.......................................:‬‬

‫‪551‬‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬الثار الواردة في شركهم‬
‫بالله ‪251..............................................:‬‬
‫الثار‪251...........................................:‬‬
‫المسألة الولى ‪ :‬عبادة العجل‪251..........‬‬
‫المسألة الثانية ‪ :‬عبادة العزير‪252..........:‬‬
‫المسألة الثالثة ‪ :‬عبادة) بعل( وهم قوم‬
‫الياس من بني بني إسراثيل ‪253...........:‬‬
‫المسألة الرابعة ‪ :‬عباد الحبار والرهبان‪.....‬‬
‫‪253‬‬
‫المسألة الخامسة ‪ :‬التحاكم الى بالجبت‬
‫والطاغوت‪254..................................‬‬
‫الدراسة‪257.......................................:‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الثار الواردة في عقيدة اليهود في‬
‫اليمان بالملئكة ‪266..................................:‬‬
‫الثار‪266...........................................:‬‬
‫المبحث الول‪:‬الثار الواردةفي اليمان بهم‬
‫مطلقا‪266.............................................:‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬الثار الواردة في جبريل وميكال‬
‫خاصة‪267..............................................‬‬
‫الدراسة‪271.......................................:‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الثار الواردة في عقيدة اليهود في‬
‫اليمان باالكتب‪276......................................‬‬
‫المبحث الول ‪ :‬الثار الواردة في موقفهم من‬
‫اليمان بالكتب مطلقا ً‪276..........................‬‬
‫الثار‪276...........................................:‬‬
‫الدراسة‪279.......................................:‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الثار الواردة في موقفهم من‬
‫التوراة‪282.............................................‬‬
‫الثار‪282...........................................:‬‬

‫‪552‬‬
‫المطلب الول ‪ :‬مم تتكون التوراةو كيف‬
‫أخذوها ؟‪282.......................................‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬الثار الواردة في تحريفهم‬
‫للتوراة‪285..........................................‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬الزيادة والمتاجرة بالتوراة‪. .‬‬
‫‪287‬‬
‫الثار‪287...........................................:‬‬
‫الدراسة‪289.......................................:‬‬
‫المطلب الول‪ :‬مما تتكون التوراة وكيف‬
‫أخذوها‪289............................................:‬‬
‫العهد القديم‪291...............................:‬‬
‫ترجمة التوراة‪293.............................:‬‬
‫التلمود‪294......................................:‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تحريف التففوراة والتجار بها‪... .‬‬
‫‪298‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬الثار الواردة في موقفهم من‬
‫النجيل‪303.............................................‬‬
‫الثار‪303...........................................:‬‬
‫الدراسة‪305.......................................:‬‬
‫المبحث الرابع ‪:‬الثار الواردة في موقفهم من‬
‫القرآن‪307.............................................‬‬
‫الثار‪307...........................................:‬‬
‫الدراسة‪310.......................................:‬‬
‫الفصل الرابع ‪ :‬الثار الواردة في عقيدة اليهود في‬
‫اليمان بالنبياء‪314......................................‬‬
‫المبحث الول ‪ :‬موقفهم من النبياء مطلقا ً ‪314.‬‬
‫الثار‪314...........................................:‬‬
‫المطلب الول ‪ :‬القتل‪314.......................‬‬
‫المطلب الثاني‪:‬التكذيب‪315.....................‬‬
‫الدراسة‪317.......................................:‬‬

‫‪553‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬افتراؤهم على بعض النبياء ‪321‬‬
‫المطلب الول‪ :‬افتراؤهم على إبراهيم وبنيه‬
‫بنسبتهم لليهودية‪321..............................‬‬
‫الثار‪321...........................................:‬‬
‫الدراسة‪323.......................................:‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬افتراؤهم في تعيين الذبيح‪...‬‬
‫‪325‬‬
‫الثار‪325...........................................:‬‬
‫الدراسة‪328.......................................:‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬افتراؤهم على موسى عليه‬
‫السلم واذيته‪332.................................‬‬
‫الثار‪332...........................................:‬‬
‫الدراسة‪335.......................................:‬‬
‫المطلب الرابعة ‪ :‬أفتراؤهم على داود‬
‫وسليمان عليهما السلم‪338.....................‬‬
‫الثار‪338.............................................‬‬
‫داود عليه السلم‪338..........................‬‬
‫سليمان عليهما السلم‪339...................‬‬
‫الدراسة‪342........................................‬‬
‫داود عليه السلم ‪342........................:‬‬
‫سليمان عليه السلم ‪348....................:‬‬
‫ما ورد في فتنة سليمان‪352.......................‬‬
‫تنبيه‪354..........................................‬‬
‫الفصل الخامس ‪ :‬الثار الواردة في عقيدة اليهود‬
‫في اليمان باليوم الخر‪355............................‬‬
‫الثار‪355...........................................:‬‬
‫المبحث الول ‪ :‬وروده في شريعتهم‪355........:‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬زعمهم أن ذنوبهم مغفورة في‬
‫الخرة‪356..............................................‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬إيمانهم بالموت والبعث‪358. . .‬‬

‫‪554‬‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬إيمانهم بالحساب‪360............‬‬
‫المبحث الخامس ‪ :‬إيمانهم بالجنة والنار‪361. . . .‬‬
‫الدراسة‪363.......................................:‬‬
‫الباب الثالث ‪:‬الثار الواردة عن السلف في موقف‬
‫اليهود من النصرانية والسلم‪366........................‬‬
‫الفصل الول‪ :‬الثار الواردة في موقف اليهود من‬
‫النصرانية‪367.............................................‬‬
‫المبحث الول‪ :‬موقفهم من مريم‪-‬عليها السلم‪-‬‬
‫‪367‬‬
‫الثار‪367...........................................:‬‬
‫مكانة مريم‪367................................:‬‬
‫اتهامها بالزنا‪369................................‬‬
‫الدراسة‪371.......................................:‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬موقفهم من عيسى صلى الله‬
‫عليه وسلم عليه السلم والنصارى ‪374............:‬‬
‫الثار‪374...........................................:‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬موقفهم من النصارى ‪378.....:‬‬
‫الثار‪378...........................................:‬‬
‫الدراسة‪380........................................‬‬
‫موقف اليهود من عيسى عليه السلم‬
‫وأمه‪380.........................................:‬‬
‫موقف اليهود من النصارى‪382..............:‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الثار الواردة في موقف اليهود من‬
‫الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين‪384...‬‬
‫المبحث الول‪ :‬الثار الواردة في موقفهم من‬
‫الرسول صلى الله عليه وسلم‪384................‬‬
‫المطلب الول‪ :‬الثار الواردة في موقف‬
‫اليهود قبل الهجرة‪384............................‬‬
‫تعاونهم مع قريش‪384.........................‬‬
‫الثار‪384...........................................:‬‬

‫‪555‬‬
‫الدراسة‪386.......................................:‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬الثار الواردة في موقف‬
‫اليهود من الرسول صلى الله عليه وسلم بعد‬
‫الهجرة‪388..........................................‬‬
‫المسألة الولى‪ :‬سوء الستقبال‪388........‬‬
‫الثار‪388...........................................:‬‬
‫الدراسة‪390.......................................:‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬دعوته صلى الله عليه‬
‫وسلم لليهود ومعاهدته لهم‪394............:‬‬
‫الدراسة‪396.......................................:‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬الثار الواردة في أسئلة‬
‫اليهود التعنتية للرسول صلى الله عليه وسلم‬
‫‪399...................................................‬‬
‫الثار‪399...........................................:‬‬
‫المسألة الولى‪ :‬طلبهم ان يكلمهم الله‪.....‬‬
‫‪399‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬طلبهم كتابا ً خاصا بهم ‪399‬‬
‫المسألة الثالثة‪ :‬سؤاله عن الروح‪400......‬‬
‫المسألة الرابعة‪ :‬سؤالهم عن الله‪400......‬‬
‫الدراسة‪402........................................‬‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬إيذاء النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم بالقول السيء‪405.......................‬‬
‫الثار‪405...........................................:‬‬
‫المسألة الولى‪ :‬قولهم‪:‬اسمع غير مسمع‬
‫وراعنا‪405........................................‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬قولهم‪ :‬السام عليكم ‪406.‬‬
‫المسألة الثالثة‪ :‬قولهم ‪:‬عند تحويل القبلة‪. .‬‬
‫‪407‬‬
‫الدراسة‪410.......................................:‬‬

‫‪556‬‬
‫إيذاؤهم الرسول صلى الله عليه وسلم‬
‫بالقول السيء‪410.............................‬‬
‫تحويل القبلة‪414................................‬‬
‫المطلب الخامس‪ :‬اليذاء البدني للرسول‬
‫صلى الله عليه وسلم بالسحر والسم‪.....:‬‬
‫‪417‬‬
‫الثار‪417...........................................:‬‬
‫الدراسة‪418.......................................:‬‬
‫إيذاؤه بالسحر‪418................................:‬‬
‫إيذاؤه بالسم‪420.................................:‬‬
‫المطلب السادس‪ :‬المواجهة القتالية بين‬
‫الرسول صلى الله عليه وسلم واليهود‪424. :‬‬
‫الثار‪424...........................................:‬‬
‫بنو قينقاع ‪424.................................:‬‬
‫الدراسة‪427.......................................:‬‬
‫غزوة بني قينقاع ‪427.........................:‬‬
‫مقتل كعب بن الشرف‪430..................‬‬
‫بنوا النضير‪431.................................:‬‬
‫الثار‪431...........................................:‬‬
‫الدراسة‪436.......................................:‬‬
‫بنو النضير‪436..................................:‬‬
‫بنو قريظة‪439..................................:‬‬
‫الثار‪439...........................................:‬‬
‫الدراسة‪442.......................................:‬‬
‫بنوا قريظة‪442.................................:‬‬
‫يهود خيبر‪446..................................:‬‬
‫الثار‪446...........................................:‬‬
‫يهود فدك وتيماء ووادي القرى وأذرح‪447....‬‬
‫الدراسة‪450.......................................:‬‬
‫خيبر‪450.........................................:‬‬

‫‪557‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الثار الواردة في موقف اليهود‬
‫من المسلمين‪452...................................:‬‬
‫المطلب الول‪ :‬إثارة الفتنة بينهم‪452.........:‬‬
‫الثار‪452...........................................:‬‬
‫المطب الثاني‪ :‬تشكيك المسلمين‪454.........‬‬
‫الدراسة‪456.......................................:‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬من أسلم منهم‪458..........:‬‬
‫الثار‪458...........................................:‬‬
‫الدراسة‪460.......................................:‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬الثار الواردة في علقة‬
‫اليهود بالمنافقين ‪467...........................:‬‬
‫الثار‪467...........................................:‬‬
‫الدراسة‪470.......................................:‬‬
‫بداية عداوة المنافقين‪470...................:‬‬
‫ظهور النفاق على يد اليهود وبعض صوره‪. :‬‬
‫‪470‬‬
‫ل‪ :‬في غزوة بدر الكبرى ‪472.........:‬‬ ‫‪ -1‬أو ً‬
‫‪ -2‬ثانيا ً ‪ :‬في غزوة أحد ‪473.................:‬‬
‫روؤس المنافقون من أحبار اليهود‪475....:‬‬
‫الخاتمة‪477................................................‬‬
‫توصيات الباحث‪479............................‬‬
‫تراجم أبرز قائلي الثار‪480...................‬‬
‫فهرس المحتوى‪487........................................‬‬

‫‪558‬‬

You might also like