You are on page 1of 2

‫فرضية‬

‫وجود حضارات ذكية في الفضاء‬


‫يطرحها علماء الفلك والفيزياء‬
‫اعداد‪ :‬محمد هاني عطوي‬
‫ثمة ظواهر تحدث على الرض تثير الكثير من التساؤلت‪ ،‬من بينها ظاهرة “الطباق الطائرة” والشهادات عن‬
‫مشاهدة حالت اختطاف أناس بالطباق الطائرة ول تزال الكثير من الشكوك تثار حول صدقية تلك الحداث التي ظلت‬
‫بين الحقيقة والخيال‪ ،‬وكان البحث عن حياة خارج كوكب الرض قد بدأ في العام ‪ 1959،‬عندما فكر الفيزيائيان‬
‫جيسب كوكوني وفيليب موريسون استخدام التقنية الجديدة المتوافرة في التلسكوبات الرادياوية للتقاط اشارات‬
‫محتملة من الكائنات الفضائية‪ ،‬ومنذ ذلك الوقت‪ .‬ظهر اكثر من ‪ 60‬مشروعا كبيرا للستماع لهذه الكائنات‪ ،‬كان‬
‫أهمها مشروع فونيكس الذي أعده معهد (ة ش س) للبحث عن كائنات فضائية ذكية‪ ،‬وقد تم بهذا الخصوص دراسة‬
‫اكثر من ‪ 1000‬نجم حيث وجه العلماء اليها تلسكوباتهم الرادياوية للستماع الى تردداتها المنطلقة منها‪ ،‬وحتى الن‬
‫لم يلتقط العلماء أية اشارت تدل على احتمالية وجود كائنات من هذا النوع‪.‬‬

‫وفي العام ‪ 1980،‬وصف عدد من الباحثين هذا اللغز بتعبير “الصمت الكبير” فهم يرون ان الفضاء يزخر بالكثير من‬
‫الحضارات الذكية‪ .‬ويستند هؤلء على مبدأ علمي اساسي يسمى المبدأ الكوبرنيكسي نسبة الى الفيزيائي كوبرنيك‬
‫الذي أثبت ان الرض ليست مركزًا للكون‪ ،‬وطبقا لهذا المبدأ فإنه على النسان ان يفترض دائما ان البشر ليسوا في‬
‫مركز العالم وأن مكاننا في الفضاء ل يزيد ول ينقص عن أي مكان آخر في الكون‪ ،‬وان قوانين الفيزياء تنطبق على‬
‫ما يحدث في المختبرات كما تنطبق على أبعد المجرات في الكون‪.‬‬

‫ويرى صاحب المبدأ انه اذا كان ثمة حياة ذكية‪ .‬فإنها ليست مقتصرة على الرض وأنها شائعة في جميع ارجاء‬
‫الكون‪.‬‬

‫ولكن لماذا لم نتمكن حتى الن من رصد الكائنات الذكية الخرى الموجودة في الكون؟!‬

‫يعتقد بعض العلماء انه لتفسير مسألة “الصمت الكبير” يمكننا ان ننطلق من قضية مفادها ان الحضارات‬
‫التكنولوجية واسعة النتشار في المجرة (درب اللبّانة) وهذا ما يوفر لها فرصة للتصال بنا‪ ،‬لكن الواقع يقول غير‬
‫ذلك‪ .‬فلو كانت هناك حضارات ذكية في الفضاء‪ ،‬لتوجب علينا مقابلتها او التصال بها على القل‪ ،‬وفي العام ‪1950‬‬
‫توصل الفيزيائي اليطالي إنريكو فيرمي الى هذه النتيجة بعد حسابات مستفيضة حول هذا المر‪ ،‬وضرب فيرمي‬
‫المثال التالي‪“ :‬لنتخيل ان ثمة حضارة فضائية متقدمة عن حضارتنا بشيء قليل‪ ،‬ولنفترض ان اصحاب تلك الحضارة‬
‫يحاولون اكتشاف النجوم الموجودة في مجرة درب اللبّانة باستخدام مجسات فضائية قادرة على الستفادة من‬
‫المصادر الطبيعية للكواكب واستنساخ كواكب تشبهها الى حد كبير‪ ،‬فلو انطلقت المركبة الولى نحو نجم قريب‬
‫باستخدام صواريخ قوية تعمل بالوقود (الحراري النووي) وبسرعة تعادل ‪ %5‬من سرعة الضوء‪ ،‬فإنها من المرجح‬
‫ان تبلغ هدفها بعد ألف سنة!‬

‫ولنتخيل كذلك ان مركبتين انطلقتا بعد ألف سنة نحو نجمين آخرين‪ .‬فكم سيلزم من الوقت لكتشاف نجوم درب التبانة‬
‫برمتها؟ واذا كنا نعلم ان مجرتنا تحوي ‪ 200‬مليار نجم‪ ،‬فهذا يعني ان كل هذه النجوم ستشهد زيارة واحدة على‬
‫القل خلل ‪ 38‬جيل قادما‪ ،‬وهو ما يعادل ‪ 38‬الف سنة!‬

‫وإذا كانت هذه المدة تبدو قليلة‪ ،‬فإن المجرة نفسها اكبر عمراً ب ‪ 300‬الف مرة‪ ،‬ويمكن القول إنه لو كان ثمة‬

You might also like