Professional Documents
Culture Documents
وفي العام 1980،وصف عدد من الباحثين هذا اللغز بتعبير “الصمت الكبير” فهم يرون ان الفضاء يزخر بالكثير من
الحضارات الذكية .ويستند هؤلء على مبدأ علمي اساسي يسمى المبدأ الكوبرنيكسي نسبة الى الفيزيائي كوبرنيك
الذي أثبت ان الرض ليست مركزًا للكون ،وطبقا لهذا المبدأ فإنه على النسان ان يفترض دائما ان البشر ليسوا في
مركز العالم وأن مكاننا في الفضاء ل يزيد ول ينقص عن أي مكان آخر في الكون ،وان قوانين الفيزياء تنطبق على
ما يحدث في المختبرات كما تنطبق على أبعد المجرات في الكون.
ويرى صاحب المبدأ انه اذا كان ثمة حياة ذكية .فإنها ليست مقتصرة على الرض وأنها شائعة في جميع ارجاء
الكون.
ولكن لماذا لم نتمكن حتى الن من رصد الكائنات الذكية الخرى الموجودة في الكون؟!
يعتقد بعض العلماء انه لتفسير مسألة “الصمت الكبير” يمكننا ان ننطلق من قضية مفادها ان الحضارات
التكنولوجية واسعة النتشار في المجرة (درب اللبّانة) وهذا ما يوفر لها فرصة للتصال بنا ،لكن الواقع يقول غير
ذلك .فلو كانت هناك حضارات ذكية في الفضاء ،لتوجب علينا مقابلتها او التصال بها على القل ،وفي العام 1950
توصل الفيزيائي اليطالي إنريكو فيرمي الى هذه النتيجة بعد حسابات مستفيضة حول هذا المر ،وضرب فيرمي
المثال التالي“ :لنتخيل ان ثمة حضارة فضائية متقدمة عن حضارتنا بشيء قليل ،ولنفترض ان اصحاب تلك الحضارة
يحاولون اكتشاف النجوم الموجودة في مجرة درب اللبّانة باستخدام مجسات فضائية قادرة على الستفادة من
المصادر الطبيعية للكواكب واستنساخ كواكب تشبهها الى حد كبير ،فلو انطلقت المركبة الولى نحو نجم قريب
باستخدام صواريخ قوية تعمل بالوقود (الحراري النووي) وبسرعة تعادل %5من سرعة الضوء ،فإنها من المرجح
ان تبلغ هدفها بعد ألف سنة!
ولنتخيل كذلك ان مركبتين انطلقتا بعد ألف سنة نحو نجمين آخرين .فكم سيلزم من الوقت لكتشاف نجوم درب التبانة
برمتها؟ واذا كنا نعلم ان مجرتنا تحوي 200مليار نجم ،فهذا يعني ان كل هذه النجوم ستشهد زيارة واحدة على
القل خلل 38جيل قادما ،وهو ما يعادل 38الف سنة!
وإذا كانت هذه المدة تبدو قليلة ،فإن المجرة نفسها اكبر عمراً ب 300الف مرة ،ويمكن القول إنه لو كان ثمة