Professional Documents
Culture Documents
إن هذا الموضوع أكبر بكثير من أن يبحث فيه هاوي مثلي وغير مختص ،هذا إذا أريد أن يكون هذا البحث موضوعي
.وعلمي
ما أقدمه نظرة إنسان عادي عن موضوع هام جداً ،وهو معقد وصعب ،ولم يتم فيه اتفاق العلماء على الكثير من المور .
.وهدفي هو إظهار حجم وتعقيد هذا الموضوع
وأهمية هذا الموضوع أن له أبعاد كثيرة ،فهو الذي سوف تبنى عليه كافة معارفنا ( وعقائدنا ) عن هذا الكون ،فالساس
الفيزيائي الموثق لطبيعة وخصائص الكون ،هو الذي يسمح لنا معرفة خصائص الوجود وبالتالي معرفتنا أنفسنا وكل شيء
.في هذا الوجود
.إنني متابع هذه النظرية منذ زمن طويل وأنا ضد نظرية النفجار العظم من الساس لسباب كثيرة
وكنت أتعجب من كثرة العلماء الذين يعتبرونها صحيحة ويبنون القوانين الكونية التي تعتمد عليها ،ولكن قرأت عدة مقالت
.تحاول التشكيك بها
في نظرية النفجار العظم تناقضات كثيرة يجري تبريرها بطرق غير دقيقة ،وأهم هذه التناقضات هو عمر الكون وعمر
.المجرات التي يظهر أحيانًا أنها أكبر منه
الولى :أن المجرات تتباعد عن بعضها بسرعة أكبر كلما كانت أبعد عنا ،وهذا بالعتماد على ظاهرة دوبلر التي تقول
.انخفاض التردد عندما يتحرك مصدره مبتعد عنا
الثانية :الخلفية الشعاعية أو الحرارية التي أثبت وجوده منتشرة في الكون المنتشر حولنا
كان خلق الكون مفهوماً غامضًا ومهملً لدى الفلكيين ،والسبب في ذلك هو القبول العام لفكرة أن الكون أزلي في القدم
وموجود منذ زمن ل نهائي ،وبفحص الكون افترض العلماء أنه كان مزيجاً من مادة والطاقة ،ويظن أنهم لم يكونا ذا
بداية ،كما أنه ل توجد لحظة خلق تلك اللحظة التي أتى فيها الكون وكل شيء للوجود ،و تضمنت أن المادة والطاقة كانتا
.الشيء الوحيد الموجود في الكون ،وأن الكون وجد منذ زمن اللنهائي وسوف يبقى إلى البد
كانت العوام التي تلت 1920هامة في تطور علم الفلك الحديث ،ففي عام 1922كشف الفيزيائي الروسي ألكسندر فريدمان
حسابات بين فيها أن تركيب الكون ليس ساكناً .حتى أن أصغر اندفاع فيه ربما كان كافياً ليسبب تمدد التركيب بأكمله أو
.لتقلصه وذلك طبقاً لنظرية أينشتاين في النسبية
لم تحظ التأملت النظرية لهذين العالمين في تلك الفترة باهتمام يذكر ،غير أن الدلة التي نتجت عن الملحظات العلمية في
عام 1929كان لها وقع الصاعقة في دنيا العلم ،ففي ذلك العام توصل الفكي المريكي الذي يعمل في مرصد جبل ويلسون
.في كاليفورنيا إلى واحد من أعظم الكتشافات في تاريخ علم الفلك
ادوين هابل هو باختصار الشخص الذي غيّر رؤيتنا إلى الكون ،ففي العام 1929اثبت أن المجرات تبتعد عنا بسرعة
.متناسبة مع المسافة التي تفصل ما بينها .وتفسير ذلك بسيط مع انه ثوري :الكون يتوسع
ولد هابل في ميسوري في العام . 1889وأدى في مطلع العشرينيات دورًا مهما في تحديد ماهية المجرات .وكان من
المعروف أن بعض اللولبيات السديمية تحتوي على نجوم من دون أن يكون هناك إجماع في أوساط العلماء حول ما إذا
كانت هذه مجموعات صغيرة من النجوم في مجرتنا أو إذا كانت مجرات منفصلة أو حتى أكوانا مستقلة ل يقل حجمها عن
.حجم مجرتنا لكنها ابعد بكثير
وفي العام 1924قاس هابل المسافة التي تفصل الرض عن سديم »اندروميدا« (المرأة المتسلسلة) التي تبدو كمجموعة
.خافتة الضوء ول يزيد قطرها عن قطر القمر واثبت انه مجرة منفصلة تبعد مئات آلف المرات عن اقرب نجم إلى الرض
وكان هابل قادراً على قياس مسافات عدد محدود من المجرات إل انه أدرك امكان احتساب درجة لمعان المجرات كمؤشر
على بعدها عن الرض ،والسرعة التي تتحرك بها إحدى المجرات اقترابا من الرض وابتعادا عنها كانت سهلة القياس
.نسبيا بفضل تفسير دوبلر لتغير الضوء
مع استخدام محدد دقيق للوان الطيف تمكن هابل من قياس درجة احمرار ضوء المجرات البعيدة ،وعلى الرغم من أن
المعلومات التي توفرت لهابل في العام 1929كانت عامة جدا إل انه نجح في التكهن ،سواء كان مقادا بحدسه العلمي آو
.بحسن حظه ،بالعلقة بين درجة الحمرار وابتعاد المجرات
وقام هابل باختباراته على أفضل منظار في العام الذي كان موجودا في تلك الحقبة على جبل ويلسون جنوبي كاليفورنيا.
ويحمل اسمه اليوم أفضل تلسكوب في العالم الموجود في مدار حول الرض ،ويكمل منظار هابل العلمي ما بدأه هابل نفسه
.من رسم خريطة للكون وتقديم أفضل الصور للمجرات النائية
وهابل لم يكتف بذلك بل استمر بأرصاده و حساباته و بدأ يستخدم طرقا أخرى لقياس مسافات المجرات عنا فوجد أن العديد
منها يبتعد عنا بسرعات تزداد كلما كانت المجرات أبعد ،و هذا ما جعله يخلص إلى استنتاج تناسب السرعة التي تبتعد بها
.تلك المجرات مع بعد هذه المجرات عنا
وهكذا خلص في عام 1929إلى القانون الذي يعرف باسمه و الذي يربط بعد المجرة عنا بمقدار عددي يسمى اصطلحا
و الذي يستحسن أن نسميه بعامل هابل لنه ليس ثابتا أبدا و لم ينفك يتغير منذ أن أعلنه هابل و) V0= H0 dبثابت هابل 0
هو حتى الن غير محدد القيمة بدقة) .و نتيجة لعمل هابل بشكل كبير جدا فقد تمكن من حساب سرعات العديد من المجرات
.و هذا أدى فيما بعد إلى نتائج علمية هامة
و قد أظهرت أرصاد هابل وفق هذا المبدأ أن المجرات تتحرك بعيدًا عنا ،وبعد فترة وجيزة توصل هابل إلى اكتشاف آخر
مهم ،وهو أن المجرات لم تكن تتباعد عن الرض بل كانت تتباعد عن بعضها البعض أيضاً ،والستنتاج الوحيد لتلك
الظاهرة هو أن كل شيء في الكون يتحرك بعيداً عن كل شيء فيه ،وبالتالي فالكون يتمدد ،ومع تقدم العلم والتقنيات ظهرت
.صحة استنتاج هابل
فالمجرات تبتعد عنا والكون يتمدد ،ومع نظرية النسبية العامة التي وضعها ألبرت اينشتاين في العام ،1915أصبح من
.المسلم به أن جميع المجرات والكون برمته يتوسع
في عام 1948طور العالم جورج غاموف حسابات جورج لوميتر عدة مراحل للمام وتوصل إلى فكرة جديدة تتعلق
بالنفجار الكبير ،مفادها أنه إذا كان الكون قد تشكل فجأة فإن النفجار كان عظيماً ويفترض أن تكون هناك كمية قليلة محددة
.من الشعاع تخلفت عن هذا النفجار والكثر من ذلك يجب أن يكون متجانساً عبر الكون كله
خلل عقدين من الزمن كان هناك برهان رصدي قريب لحدس غاموف ،ففي عام 1965قام باحثان هما آرنوبنزياس
وروبرت ويلسون بإجراء تجربة تتعلق بالتصال اللسلكي وبالصدفة عثر على نوع من الشعاع لم يلحظه أحد قبل ذلك
وحتى الن ،وسمي ذلك بالشعاع الخلفي الكوني ،وهو ل يشبه أي شيء ويأتي من كل مكان من الكون وتلك صفة غريبة ل
ل من ذلك كان متوزعاً بالتساوي في كل مكان ،وعرف فيما بعد أن ذلك
طبيعية ،فهو لم يكن موجوداً في مكان محدد .و بد ً
الشعاع هو صدى النفجار الكبير ،والذي مازال يتردد منذ اللحظات الولى لذلك النفجار الكبير .و بحث غاموف عن
تردد ذلك الشعاع فوجد أنه قريب وله القيمة نفسها التي تنبأ بها العلماء ،ومنح بنزياس و ويلسون جائزة نوبل لكتشافهم هذا
.
في عام 1989أرسل جورج سموت وفريق عمله في ناسا تابعاً اصطناعياً للفضاء ،وسموه مستكشف الشعاع الخلفي
وكانت ثمانية دقائق كافية للتأكد من النتائج التي توصل إليها ك لمن بنزياس و ويلسون ،وتلك النتائج النهائية( )cobeالكوني
الحاسمة قررت وجود شيء ما له شكل كثيف وساخن بقي من النفجار الذي أتى منه الكون إلى الوجود ،وقد قرر العلماء أن
.ذلك التابع استطاع التقاط وأسر بقايا النفجار الكبير بنجاح
و إلى جانب ذلك فثمة دليل آخر مهم يتمثل في كمية غازي الهيدروجين والهليوم في الكون .فقد أشارت الرصاد أن مزيج
هذين العنصرين في الكون أتى مطابقاً للحسابات النظرية لما يمكن أن يكون قد بقي منهما بعد النفجار الكبير ،مما أدى لدق
إسفين قي قلب نظرية الحالة الثابتة ،لن إذا كان الكون موجوداً وخالداً ولم يكن له بداية فمعنى ذلك أن كل غاز الهيدروجين
.يجب أن يكون قد احترق وتحول إلى غاز الهليوم
و بفضل جميع هذه الدلة كسبت نظرية النفجار الكبير القبول شبه الكامل من قبل الوساط العلمية .وفي مقالة صدرت في
عام ( )1994في مجلة ( المريكية العلمية ) ذكر أن نموذج النفجار الكبير هو الوحيد القادر على تعليل تمدد الكون
.بانتظام ،كما أنه يفسر النتائج المشاهدة
أن الكون الذي يتوسع باستمرار تنقص كثافته شيئا فشيئا منذ بداية ولدته ،ففي اللحظة التي ولد فيها الكون كان حجمه
صغيرًا وكثافته عالية جداً ،و في اللحظة التي ابتدأت فيها ولدة الكون ابتدأ التوسع وأخذت الكثافة تنقص شيئا فشيئا .
والمراحل التي مر بها الكون منذ ولدته سنوردها موجزة ( مع التذكير بأن ما يلي هو في إطار نظرية النفجار العظم
والنظرية التضخمية التي تعتبر أن ولدة الكون هي اللحظة التي ولد فيها الزمن أيضا ) وهذا يعني أنه ل يصح أن نسأل عما
.قبل ولدة الزمن لن ما قبل الزمن أو ما قبل الكون سؤال ليس له معنى من وجهة نظر هذه النظرية
نظرية التضخم هي نظرية فيزيائية تتنبأ بأن الكون كان في البداية أكثر حرارة بكثير مما ترى نظرية البيغ بانغ الساسية و
.أنه قد تعرض لفترة توسع كوني هائل في اللحظات الولى (ما بين -34 10و -32 10ثا) في بداية ولدته
تشير نظرية البيغ بانغ التضخمية إلى أن الكون ابتدأ حياته بكثافة عالية جدا (كثافة المادة أكثر من 93 10كغ/م 3فور
ولدته) ،و معدل توسع مرتفع جدا ( 61 10نانومتر/سنة)/كم و هذا المعدل يقابل بلغة مفهومة 100مليون مليار سنة
ضوئية في كل ثانية و لكل نانو متر من أبعاد الكون أو بشكل آخر تضخم الكون خلل هذه الفترة 150 10مرة .و هذا
المعدل المرتفع جدا لو تتابع لدى لنحلل الكون خلل الجزء الثاني من الثانية .و لكن هذا التوسع السريع جدا رافقه
انخفاض درجة الحرارة و الكتلة الحجمية مما أتاح للكثافة الكونية أن تنخفض إلى معدل أصبحت معه ولدة الكون بالشكل
الذي نراه اليوم ممكنة .هذا النخفاض هو الذي أدى إلى هذا التوسع الكوني الل معقول ،بحيث أصبح هناك في الكون تناسب
بين التوسع و الكثافة لضبط هذا التوسع و التخفيف من حدته :تنخفض الكتلة الحجمية بفعل التوسع الكوني و هذا النخفاض
في الكتلة الحجمية يجعل معدل التوسع أكثر انخفاضا .وتشير النظرية إلى أنه في فترة التضخم من -3310ثا إلى -3210ثا
لم يكن في الكون سوى نوع واحد من الجسيمات يخضع لقانون فيزيائي واحد تتوحد من خلله القوى الكونية الربعة
(الجاذبية ،القوية ،الضعيفة و اللكتروكهرطيسية) .و في تلك الفترة التي كانت فيها القوى الكونية متحدة كانت الشروط
الفيزيائية غريبة جدا عما نعرفه نحن .إذ تدل الحسابات (كما دلت بأن للفوتونات كتلة كبيرة في الزمنة الولى لولدة
الكون) بان هناك كتلة للفراغ بل و هي كبيرة جدا 7310كغ/م 3ثم تناقصت إلى أن أصبحت حاليا معدومة .ففي اللحظة
-3310ثا بعد البيغ بانغ وصل المر بالتوسع الكوني إلى الحد الذي جعل فيه الكتلة الحجمية للفراغ تطغى على المادة .و
هنا حصلت ظاهرة غريبة (أيضا) :فمع أن الكون يتوسع فإن الكتلة الحجمية الكونية ل تنقص .حيث تدل الحسابات على أنه
مع توسع الفراغ ذو الكتلة إل أن كتلته الحجمية ل تنقص عن -7310كغ/م .3أي أن الذي يحصل في النتيجة هو ازدياد
.الفراغ ل أكثر
ومع انتهاء فترة التضخم أخذت القوى الكونية تتمايز إلى القوى الربعة التي نعرفها اليوم و يتتابع التوسع الكوني كما هو
وفق النظرية التقليدية .و سيبقى التوسع الكوني الحالي على ما هو طالما بقيت كتلة الفراغ مهملة .وهكذا فسرت النظرية
التضخمية العديد من المور التي كانت عالقة أو غير مفهومة في النظرية بنسختها التقليدية .فمثل بالنسبة لنقاط ضعف
:النظرية الساسية الثلث ،تجيب النظرية التضخمية
.بأن المادة كانت كلها محتواة في حيز صغير بحيث أمكن لجميع الجزيئات تبادل الطاقة في اللحظة -3410ثانية 1-
.التضخم الكوني يسطح الكون تماما كما يفعل التوسع بسطح كرة 2-
بالنسبة للمادة المضادة يمكن أن نجد الحل في الفيزياء الجزيئية التي تحاول شرح المر من خلل النظر في مسألة توحد 3-
القوى الكونية وهذه هي باختصار نظرية البيغ بانغ الساسية و النظرية التضخمية اللتان تتكاملن لتفسير نشوء الكون و
تطوره إلى ما هو عليه اليوم ،بقي أن نأمل أن يتوصل العلم إلى إزاحة الستار عن الغموض الذي يحيط باللحظات الولى
لولدة الكون و الزمن صفر….و هذا ما يتطلب زمنا طويل جداً .فكلما ازدادت معرفتنا يزداد جهلنا وتزداد السئلة
.المطروحة لن العلم ل نهاية له
إن أوائل المجرات تشكلت عندما كان عمر الكون حولي 10بالمئة من عمره الن أي عندما كان عمر الكون حوالي مليار
ونصف سنة ،وكان موجود في هذه النجوم العناصر الثقيلة وهذه يلزمها زمن أكثر من مليار ونصف سنة لنها تتكون بعد
سلسلة من تكون وولدة النجوم وموتها ،وكذلك الكوزارات تحتاج لكثر من هذا الزمن كي تتكون .فالمجرات القصية التي
فيها كوزارات والتي تبعد عنا حولي 12مليار سنة ،هي مجرات نراها عندما كان عمر الكون بين 1.5 - 2مليار سنة .
وتلك المجرات القصية والتي تبعد عنا أكثر من 12مليار سنة ،ونحن نراها هندما كانت قبل 12مليار سنة ،كان يلزمها
12 .مليار سنة كي تبعد عنا هذه المسافة إذا كانت تسير بسرعة الضوء أي هي موجودة قيل 12 + 12مليار سنة
ونظرية النفجار العظم تقول بتوسع المكان كي تتحاشى سير المجرات بسرعة أكبر من سرعة الضوء ،فهي تقول أن
المجرات تبتعد عن بعضها بسرعة كبيرة ويضاف لهذه السرعة السرعة الناتجة عن توسع المكان ،وكما نعلم تجاوز سرعة
.الضوء مستحيل وهذا من أسس قوانين الفيزياء
لقد اعتمدت نظرية النفجار العظم الحجم الصغري للكون واللطاقة العظمية كبداية لوجود الكون .وهذا يناقض كافة
أسس قوانين الفيزياء المعتمدة التي تعتمد كبداية العكس الحجم العظمي والنكماش وتركيز الطاقة في حيز متناقص ،
.وعندما يصل تركيز الطاقة في الحيز المكاني إلى مقادير عالية جداً جداً يحدث النفجار والتحول إلى النتشار
إن بناء نظرية النفجار العظم تم انطلقاً بالعودة إلى الوراء عن طريق الرجوع في الزمن .يوجد فيها قفزات غير مبررة
بشكل دقيق وخيالية ،فالمرصود هو فقط تباعد المجرات عن بعضها ،وليس تباعد الغازات أو السحابات أو المجموعات
.الشمسية .وهذا لوحده ل يكفي ليثبت أننا إذا عدنا في الزمن سوف نعود إلى نقطة واحدة تضم كافة مكونات الكون
.ونظرية النفجار العظم تعتمد وجود درجات حرارة متناهية في الكبر ،وهذا غير مثبت إمكانية وجودها بشكل دقيق
.لقد تم حديثًا اكتشاف فراغ هائل البعاد ،وهذا يصعب تفسير وجوده بناء على نظرية النفجار العظم
تصادم المجرات يصعب تفسيره بشكل دقيق حسب هذه النظرية ،فكيف يحدث تصادم بين مجرتين إذا كانت كلتاهما ناتجتان
.عن انفجار واحد
لقد ورد في الملحق العلمي لمجلة العربي مقال عن المادة والمادة المضاد ،فقرة عن نظرية النفجار الكبير :هناك كشوف
حديثة تهز من أركان هذه النظرية ،وتكشف قصور فيها .عن مجرة كشفت حديثا .فحسب المعادلت التي تخص هذه
النظرية يجب أن يكون عمر هذه المجرة حسب المسافة عن نقطة النفجار العظيم 700مليون سنة ،ولكن الحقيقة أن هذه
.المجرة عمرها 13مليار سنة ،مع أن النظرية تقول أن عمر الكون 14مليار سنة ،فيمكن أن يوجد خلل في هذه النظرية
منذ عشرين سنة ،قدر معظم علماء الفلك عمر الكون حولي أربع عشر مليار سنة ،وافترضوا أن المجرات تشكلت خلل
المليارات الولى من وجوده .واليوم ،تطرح المقتضيات المطلوبة من أجل رصد المجرات المتنامية البعد مشكلت حقيقية
أمام منظري الكون ،ذلك أن الكتشاف الياباني ليس معزولً ،فقد اكتشف علماء الفلك الوربيون ،الذين يستخدمون المقراب
الشهير (فيري لرج) المنصوب في التشيلي مجرات مشابهة لمجرتنا (الدرب اللبنية) ،لكنها تقع على بعد 11،7مليار سنة
ضوئية عن الرض! المشكلة هي أن أحدًا ل يفهم اليوم جيداً كيف تسنى لجرام يبلغ قطرها نحو 100ألف سنة ضوئية،
.وتتألف من مئات مليارات النجوم ،أن تتراكم (تتجمع) في غضون ملياري سنة
إن عدم خضوع بعض المجرات لقانون هبل .فأقرب مجرة كبيرة إلينا ،أندروميدا ،تتحرك فعلياً نحونا ول تبتعد عنا.
والسبب في ظهور هذه الستثناءات هو أن قانون هبل يسري فقط على السلوك الوسطي للمجرات .وقد يكون لبعض
المجرات حركات محلية متواضعة ،كأن تدور بتأثير الثقالة حول بعضها ،وهذه حال مجرة درب التبانة وأندروميدا .وكذلك
.ثمة مجرات بعيدة سرعاتها المحلية صغيرة
عندما نطبق قانون دوبلر المعهود على الجرام التي تقارب سرعاتها سرعة الضوء ،نجد أن النزياح نحو الحمر يقارب
اللنهاية .فموجات هذا الضوء تصبح أطول من أن تلحظ .ولو صح هذا على المجرات ،لكان يعني أن أبعد الجرام المرئية
تتقهقر بسرعة أكبر بكثير من سرعة الضوء .ولكن قانون النزياح الكوسمولوجي نحو الحمر يؤدي إلى غير هذه النتيجة.
ففي النموذج الكوسمولوجي القياسي الحالي ،نجد أن المجرات التي يصل إنزياح موجاتها نحو الحمر إلى نحو - 1.5أي
.التي موجاتها أطول بـ 150في المئة مما قيست به في المختبر -تتقهقر بسرعة الضوء
وقد رصد الفلكيون نحو 1000مجرة إنزياح موجاتها نحو الحمر أكثر من .1.5وهذا يعني أنهم شاهدوا 1000جرم تقريبًا
كل واحد منها يتجاوز في تقهقره سرعة الضوء .وهذا يكافىء قولنا إننا نحن نتقهقر عن هذه المجرات بسرعة تفوق سرعة
الضوء .بل إن إشعاع الخلفية الكونية من الموجات الميكروية تجاوز ذلك وبلغ إنزياحه نحو الحمر 1000تقريباً .وعندما
بثت البلزما الحارة هذا الشعاع الذي نرصده الن في بداية الكون ،كان يتقهقر عن موضعنا بسرعة تقارب 50مرة سرعة
.الضوء
شيء آخر يتعلق بهذه النظرية العلمية هو قصورها حتى الن عن الوصول بالفهم إلى ما حصل في اللحظة صفر (أو الزمن
صفر) .إذ ما يمكن الوصول إليه حتى الن هو في حدود ما تصل إليه الفيزياء الحالية من فهم أو ما يعرف بحدود بلنك:
للحرارة و Kذلك أن العلم غير قادر –اليوم -على فهم ما يجري عندما تكون البعاد أصغر من حدود بلنك ( وهي 3210
-35 10متر للمسافة و 43- 10ثانية للزمن) و قادر على أن يفهم ما هو أكبر من هذه الحدود ( ولكن لنكن متفائلين ،فكل
(.ما تم في هذا الطار ل يتعدى عمره 70سنة فقط
لقد عارض نظرية النفجار الكبير الفلكي فريد هويل ،ففي منتصف القرن العشرين أتى هذا الفلكي بنموذج جديد ودعاه
بالحالة الثابتة ،وكان امتداداً لفكرة المتضمن أن الكون يتمدد ،فافترض هويل وفق هذا النموذج أن الكون كان ل متناه في
البعد والزمن ،وأثناء التمدد تتولد فيه مادة جديدة باستمرار بكمية تجعل الكون في حالة ثابتة .وهذه النظرية كانت على
خلف كلي مع نظرية النفجار الكبير ،والتي تدافع عن أن للكون بداية ،والذين دعموا نظرية هويل في ثبات الحالة ظلوا
.يعارضون بصلبة النفجار الكبير لسنوات عديدة ،ومع ذلك فالعلم كان يعمل ضدهم
ويوجد عدد من النماذج الخرى طورها علماء قبلوا بنظرية النفجار الكبير ،لكنهم حاولوا إبعادها من فكرة أن للكون
" بداية ،وأحد تلك النماذج هو "الكون ذو النموذج الكوانتي
هو محاولة أخرى لتنظيف النفجار الكبير من متطلبات التخلقية وتخليصها من حقيقة الخلق ،وقد بنى الداعمون لهذا
.النموذج محاولتهم تلك على المشاهدات الكوانتية للفيزياء ما دون الذرية
.إذن في الفيزياء الكوانتية ل توجد المادة إذا لم تكن موجودة قبلً ،وما يحدث هو أن طاقة مختفية تصبح فجأة مادة وكماً
طور هذا النموذج من قبل الفلكيين الذين لم تعجبهم فكرة أن النفجار الكبير كانت بداية الكون ،ويقضي ذلك النموذج بأن
التمدد الحالي للكون سوف ينعكس أخيراً عند نقطة معينة ويبدأ بالنكماش والتقلص .وهذا النكماش سوف يسبب انهيار
واندماجاً لكل شيء في نقطة واحدة ،ومن ثم تعود تلك النقطة لتنفجر ثانية مستهلة جولة جديدة من التمدد ،وكما يقولون فهذه
العلمية تتكرر بشكل ل محدود مع الزمن ،ويفترض هذا النموذج أن الكون عانى لغاية الن هذا التحول عددًا ل نهائيَا من
المرات ،وأن تلك العملية سوف تستمر إلى البد ،وبكلمة أخرى سيبقى الكون سرمدياً خالداً رغم أنه يتمدد وينهار خلل
فواصل زمنية مختلفة مع حدوث انفجار هائل يختم كل دورة ،والكون الذي نحن فيه هو واحد فقط من هذه الكوان اللنهائية
.والتي تمر عبر الدورة نفسها
في سباق علماء الفيزياء الفلكية لمعرفة أصول الكون ،اليابانيون هم اليوم الكثر تقدماً .فقد تمكنوا ،بمقرابهم العملق
(سوبارو) من اكتشاف أبعد مجرة معروفة الن (إس دي إف )132418على مسافة 12،8مليار سنة ضوئية من الرض.
في الواقع ،حسب نظرية النفجار العظم ،تبتعد الجرام عنا بسرعة قريبة من سرعة الضوء ،محمول ًة بتمدد الكون .ومن
منطلق هذا التمدد الجمالي للزمكان ،فإن الضوء الذي تطلقه ينزاح بمفعول دوبلر باتجاه الطوال الموجية الكبر .والنتيجة
هي أن فوتونات الضوء فوق البنفسجي ،التي انبعثت منذ 12،8مليار سنة ،تنزاح اليوم في الشعة تحت الحمراء .وفي
الصورة التي التقطها (سوبارو) ،هناك أكثر من 50ألف مجرة ،من بينها 60مجرة اكتشفتها برمجيات استكشاف تلقائي،
وهي تطلق أشعة منزاحة جداً في الحمر .منذ عشر سنوات ،كان المريكيون هم من حطم أرقام البعد القياسية .من المؤكد
أن المر ليس مجرد مأثرة تكنولوجية بالنسبة إليهم ،فالرصد بعيداً في الفضاء بالنسبة إلى عالم الفلك يعني العودة في الزمن.
ولما كانت صور الكون تصلنا بسرعة الضوء ( 300ألف كم/ثا) ،فإن الجرم الكوني الذي يقع على مسافة مليار سنة ضوئية
من الرض يشاهد كما لو كان موجودًا قبل مليار سنة ماضية ،إل أن المجرة التي اكتشفها الفريق الياباني موجودة على بعد
12،8مليار سنة ضوئية ،غير أن عمر الكون ،وفقاً لجميع قياسات القمر الصناعي (دبليو إم إي بي) هو 13،7مليار سنة.
بعبارة أخرى ،إذن هذا الجرم رُصد كما كان عقب النفجار العظم بـ 900مليون سنة فقط .إن ما يجري اكتشافه إبان فجر
الكون مثير للحيرة يومًا بعد يوم .وفي الواقع ،فإن الرهان الرئيسي لقياس عمر الكون يقوم على فهم كيف بُني الكون عقب
النفجار العظم .ولكن ،كلما أعطى علماء الفلك الكونَ عمراً أصغر ،وتلك هي الحال منذ عشرين سنة ،تضاءل زمن
التشكل المعطى للنجوم والمجرات
١مشاركة منتدى
• تساؤلت حول نظرية النفجار العظم
٢٢كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨
) (...من مواليد دمشق .1944متقاعد منذ 6سنوات .متخصص كفني في اللكترونيات .عملت كخبير أكثر من 30سنة في مجال