You are on page 1of 2

‫فكرة عمل المواج فوق الصوتية (‪ )Ultrasound‬وتطبيقاتها‬

‫ما هي المواج فوق الصوتية (اللتراساوند) ؟‬


‫اللتراساوند هي تكنولوجيا تستخدم المواج فوق الصوتية في التصوير الطبي وتستخدم أمواج صوتية ذات‬
‫ترددات اكبر ‪ 20‬كيلو هرتز أي اكبر من الترددات التي تسمعها إذن النسان وتعتمد فكرة عمل تلك الجهزة‬
‫الطبية على المواج الفوق صوتية التي تسقط على الجسم وتنعكس عنه مثل ما يقوم الخفاش الذي يطير في‬
‫الليل مستعينا بالمواج الفوق صوتية التي يحدثها لتسقط على الجسام أمامه وتنعكس عنها ويسمعها فيحدد‬
‫مساره دون الحاجة إلى حاسة البصار ليستدل على الطريق ولذلك يستطيع الطيران في الليل‪ .‬كما تستخدم‬
‫الحيتان في البحر المواج فوق الصوتية وتستخدمها الغواصات البحرية كجهاز رادار يعمل في أعماق‬
‫المحيطات لكشف الغواصات المعادية‪.‬‬

‫فكرة عمل الموجات الفوق صوتية (اللتراساوند)‬


‫‪ .1‬يرسل جهاز المواج فوق الصوتية أمواج صوتية بترددات صوتية عالية تتراوح بين ‪ 1‬إلى ‪ 5‬ميجاهيرتز على صورة نبضات توجه‬
‫إلى جسم النسان من خلل مجس خاص‪.‬‬
‫‪ .2‬تخترق المواج فوق الصوتية جسم النسان لتصطدم بالفواصل والحدود الموجودة بين مكونات الجسم المختلفة مثل السوائل‬
‫الموجودة بين طبقات الجلد الحد بين طبقة الجلد والعظم‪.‬‬
‫‪ .3‬جزء من المواج فوق الصوتية تنعكس عن الحدود الفاصلة بين مكونات جسم النسان وتعود إلى المجس بينما تستمر باقي المواج‬
‫فوق الصوتية لتخترق طبقات أعمق في جسم النسان لتصل إلى حدود فاصلة أخرى وتنعكس عنها وترتد إلى المجس‪.‬‬
‫‪ .4‬يلتقط المجس المواج فوق الصوتية المنعكسة تباعاً عن طبقات جسم النسان التي اخترقها ويغذي فيها جهاز المواج فوق الصوتية‪.‬‬
‫‪ .5‬يقوم جهاز المواج فوق الصوتية بحساب المسافة بين المجس وطبقة الجلد أو العضو الذي انعكست عنه المواج الفوق صوتية‬
‫مستخدما سرعة تلك المواج في جسم النسان والتي تبلغ ‪ 1540m/s‬ومستخدماً الزمن اللزم لعودة الموجات فوق الصوتية للمجس والتي‬
‫تكون في حدود الميكوثانية أي ‪.6sec-10‬‬
‫‪ .6‬يظهر جهاز المواج فوق الصوتية العلقة بين المسافة وشدة الشارة المنعكسة من جسم النسان لتكون توزيع ثنائي البعاد للمسافة‬
‫والشدة والتي تعبر عن الصورة التي نشاهدها على جهاز المواج فوق الصوتية ‪.‬‬
‫في أي جلسة للتصوير باستخدام جهاز المواج فوق الصوتية فإن مليين النبضات الصوتية التي ترسل للجسم وتستقبل مرة أخرى لتحلل‬
‫وتحسب المسافة القادمة منها تلك المواج لتعطي الصورة التي نراها‪ ،‬كما ان تحريك المجس من مكان لخر يمكن أن يعطي صور من‬
‫منظور مختلف‪.‬‬

‫مكونات جهاز المواج فوق الصوتية‬


‫تتكون أجهزة المواج فوق الصوتية من الجزاء الرئيسية التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬المجس ‪Transducer Probe‬‬
‫يعتبر المجس المستخدم في أجهزة المواج فوق الصوتية هو الجزء الرئيسي للجهاز‪ .‬ووظيفة المجس تكمن في إصدار المواج الصوتية‬
‫ورصد الصدى المرتد عن انعكاسها‪ .‬ويمكن تشبيهه بالفم الذي يتحدث والذن التي تسمع لجهاز المواج فوق الصوتية‪ .‬وتعتمد فكرة عمل‬
‫المجس على ظاهرة فيزيائية مهمة هي البيزوالكترك ‪ piezoelectric effect‬والتي تعني ظاهرة الضغط لتوليد الكهرباء والتي اكتشفها‬
‫العالم بير وكيوري ‪ Pierre and Jacques Curie‬في عام ‪ .1880‬وهي عبارة عن بلورة كوارتز عند تطبيق تيار كهربائي على بلورة‬
‫الكوارتز فإن البلورة يتغير شكلها بسرعة في صورة اهتزازات سريعة جداً تصدر أمواج صوتية‪ .‬والعكس يحدث عندما تصطدم أمواج‬
‫صوتية تؤدي البلورة للهتزاز فإن تيار كهربي يتولد عنها‪ .‬وبهذا يمكن استخدام نفس بلورة الكوارتز لصدار المواج فوق الصوتية‬
‫واستقبالها‪ ،‬مع تزويد المجس بمادة تمتص الصوت حتى ل يحدث تشويش بين الصوت الصادر والصوت المنعكس‪ .‬كذلك يزود المجس‬
‫بعدسة صوتية ‪ acoustic lens‬لتركيز المواج الصوتية الصادرة من المجس‪.‬‬
‫يتم تصنيع هذه المجسات لتأخذ أشكال وأحجاما مختلفة لتستخدم حسب المنطقة المراد تصويرها بجهاز المواج فوق الصوتية وكل مجس‬
‫يصدر تردد مختلف من المواج فوق الصوتية لتحدد العمق الذي يجب ان تخترقه هذه المواج داخل جسم النسان للحصول على الصورة‬
‫المطلوبة وبدقة عالية‪ .‬ويمكن أن تحتوي المجسات على أكثر من بلورة كوارتز وكل بلورة كوارتز يجب أن يكون لها دائرتها الكهربية‬
‫المنفصلة‪ ،‬ويستخدم هذا النوع من المجسات المزودة بأكثر من بلورة للتحكم في الفارق الزمني للمواج الصوتية الصادرة عن كل بلورة‬
‫والذي يساعد على تحريك المواج الفوق صوتية داخل الجسم‪.‬‬

‫‪ -2‬وحدة التحكم المركزية ‪)Central Processing Unit )CPU‬‬


‫وتمثل هذه الوحدة عقل الجهاز وهو عبارة عن جهاز كمبيوتر متصل بالمجس ويزوده بالطاقة الكهربية‪ .‬وتقوم وحدة التحكم المركزية‬
‫بإرسال التيار الكهربي للمجس ليصدر المواج الفوق صوتية وكذلك يستقبل النبضات الكهربية الناتجة من المجس عند استقبالها للمواج‬
‫فوق الصوتية المرتدة عن أجزاء الجسم المراد تصويره‪ .‬وتقوم وحدة المعالجة المركزية بكافة الحسابات التي تمكن من رسم العلقة بين‬
‫المسافة وشدة الشعة المرتدة لتكوين الصورة على الشاشة‪.‬‬

‫‪ -3‬وحدة التحكم بالنبضات ‪Transducer Pulse Controls‬‬


‫وهي توفر المكانية للطبيب الذي يشغل الجهاز أو الفني المختص بادخال قيمة التردد وزمن النبضات الصوتية الصادرة من المجس والتي‬
‫يجب تحديدها مسبقا حسب العضو المراد تصويره‪ .‬وكذلك تقوم هذه الوحدة بالتحكم بآلية المسح المستخدمة بواسطة الجهاز لظهار‬
‫الصورة‪.‬‬
‫‪ -4‬الشاشة ‪Display‬‬
‫وهي عبارة عن شاشة عرض عادية كالمستخدمة في الكمبيوتر والتي تظهر نتيجة الحسابات التي قامت بها وحدة المعالجة المركزية‬
‫ويمكن ان تكون شاشة ابيض واسود او شاشة ملونة حسب نوع ومواصفات جهاز المواج فوق الصوتية‪.‬‬

‫‪ -5‬لوحة المفاتيح والماوس ‪Keyboard/Cursor‬‬


‫وهي الدوات التي يستخدمها الطبيب او الفني المختص لتشغيل برنامج الجهاز وإجراء عمليات حفظ الصورة على ملف وعمل بعض‬
‫القياسات لحساب البعاد مستعينا بالصورة الظاهرة على الشاشة‪.‬‬

‫‪ -6‬وحدة التخزين ‪Disk Storage‬‬


‫وحدة التخزين تستخدم لحفظ الصور التي ظهرت على إل شاشة ووسائط التخزين هي نفسها المستخدمة في الكمبيوتر وتشمل القراص‬
‫الصلبة ‪ hard disks‬أو القراص المرنة ‪ floppy disks‬أو القراص المدمجة ‪ CD‬او ‪ .DVD‬وتستخدم لعمل أرشيف طبي يحفظ لتتبع‬
‫حالة المريض في مرات أخرى‪.‬‬

‫‪ -7‬الطابعة ‪Printers‬‬
‫وفي الغلب طابعات كمبيوتر ولكن من النوع الحراري المعروف باسم الطابعات الحرارية‬

‫أنواع أجهزة المواج فوق الصوتية‬


‫الجهزة التي تحدثنا عنها حتى الن هي أجهزة للتصوير ثنائي البعاد ولكن هناك نوعان من الجهزة التي تستخدم نفس التقنيات وهي‬
‫أجهزة التصوير ثلثية البعاد وأجهزة دبلر للمواج فوق الصوتية‪.‬‬

‫أجهزة التصوير ثلثية البعاد ‪D Ultrasound Imaging‬‬


‫وتعتمد فكرة هذا الجهاز للحصول على صور مجسمة ثلثية البعاد لعضاء الداخلية في جسم النسان أو للجنين من خلل تمرير المجس‬
‫فوق الجسم أو إدارته المجس حول الجسم لخذ عدة صور ويقوم الكمبيوتر بتكوين الصور المجسمة منها‪.‬‬

‫أجهزة دبلر للمواج فوق الصوتية ‪Doppler Ultrasound‬‬


‫وهي أجهزة تستخدم ظاهرة دبلر وفكرتها ان المواج الفوق صوتية المنعكسة عن العضاء المتحركة يحدث تغيير في التردد بين المواج‬
‫الفوق صوتية المرتدة والمواج الفوق صوتية الساقطة على الجسم‪ .‬ومن فارق التردد بين الموجات المرتدة والصادرة يمكن حساب سرعة‬
‫هذه العضاء بدقة مثل حساب سرعة تدفق الدم من القلب وإلي الوعية الدموية والشرايين‪.‬‬

‫مخاطر استخدام المواج فوق الصوتية‬


‫بالرغم من انه لم تسجل أية حالت مرضية في كل من النسان أو الحيوان الذي تعرض لفحوصات بواسطة المواج فوق الصوتية وان هذه‬
‫الجهزة ستبقى مستخدمة كأحد وسائل التشخيص بدون إجراء جراحة او استخدام مواد مشعة تحقن في المريض إل انه ينصح باستخدامها‬
‫كلما دعت الضرورة فقط‪ .‬وذلك تفاديا لتعريض أجزاء من جسم النسان للطاقة الصوتية الناتجة عن المواج فوق الصوتية والتي تمتص‬
‫بسهولة في الماء الموجود في النسجة الحية مما يسبب ارتفاع موضعي في درجة الحرارة للمناطق المعرضة للمواج فوق الصوتية‪.‬‬

‫التطورات والمستقبل‬
‫كلما تطورت أجهزة الكمبيوتر كلما تطورت أجهزة المواج فوق الصوتية من ناحية السرعة والقدرة التخزينية للمعلومات‪ .‬كما جاري العمل‬
‫على تطوير التصوير ثلثي البعاد باستخدام المواج فوق الصوتية وإنتاج أجهزة صغيرة الحجم‪.‬‬
‫أما التطور الغرب والمشوق هو تحويل الصور المأخوذة من جهاز المواج فوق الصوتية وتغذيتها لخوذة يضعها الطبيب على رأسه لتبني‬
‫مجسم وهمي للنسان الذي يتم تصويره تمكن الطبيب من فحص الجزاء الداخلية لجسم النسان‪.‬‬

‫‪ :‬من اعداد‬
‫عبد الحكيم الحاجي‬
‫اولى علوم رياضية ‪2‬‬

You might also like