You are on page 1of 14

‫من معجزات الرسول محمد صلى الله‬

‫عليه وسلم‬
‫اعلم أخي القارىء أنه قد كان فججي النبيججاء عليهججم السججلم مججن لججه المعجججزة‬
‫والنبوة مع جا ً مثججل موسججى والمسججيح عليهمججا السججلم وقججد ذهبججت معجزاتهمججا‬
‫بذهابهما ‪ ،‬فلم يبق في أيدي الناس منها إل ذكرها ‪ ،‬ومنهم من كانت لججه نبججوة‬
‫ولم تكن له معجزة مثل زكريا وناحوم وميخا وملخي وغيرهم ‪ ,‬وها هو يوحنججا‬
‫المعمدان يقول عنه متى ‪ )) :‬يوحنا عند الجميع نبي (( متى ‪ ، 26 : 21‬و فججي‬
‫موضع آخر )) أفضل من نبي (( متى ‪ 9 : 11‬ورغم ذلك لم يأت بآيجة واحججدة ‪،‬‬
‫يقول يوحنا ‪ )) :‬فأتى إليه كثيرون و قالوا إن يوحنا لم يفعل آية واحدة (( يوحنججا‬
‫‪ . 41 : 10‬وقد اثبت كتاب النصارى المقدس نبوة جماعة من النساء مثل ‪:‬‬
‫مريم أخت موسى ]خروج ‪ 15‬عدد ‪ [20‬وحنة بنت فنوئيججل ] لوقججا ‪ 2‬عججدد‬
‫‪ [ 36‬وخلدة ] ‪ 2‬ملججوك ‪ 22‬عججدد ‪ [ 14‬ودبججورة ] القضججاة ‪ 4‬عججدد ‪[ 4‬‬
‫واسججتير ‪ ،‬وغيرهججن ولججم يكججن لواحججدة منهججن كتججاب ول معجججزة إل انهججن‬
‫معدودات في زمرة النبياء عندهم ‪.‬‬
‫وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قد جمع الله له النبوة والمعجزة معا ً وقد‬
‫كانت معجزة القرآن الكريم المعجزة العقلية البيانية الججتي جججاء بهججا الرسججول‬
‫المي هي من اعظم معجزاته وقد تميز بها علجى سجائر النبيجاء ببقاءهجا حجتى‬
‫قيام الساعة ‪ ،‬أما معجزات من سبقه من النبياء فقد كانت معجججزات حسججية‬
‫انتهت بانتهاء وقتهجا ‪ ،‬فلجو انجك سجألت أي نصجراني اليجوم أرنجي معججزة مجن‬
‫معجزات المسيح فلن يجيبك ‪.‬‬
‫وبجانب معجزة القرآن الكريم ‪ -‬أخي القارىء ‪ -‬هناك الكججثير مججن المعجججزات‬
‫واليججات الحسججية قججد قججام بصججنعها الرسججول صججلى اللججه عليججه وسججلم ذكرتهججا‬
‫الحاديث الصحيحة وقد اشار اليها القرآن الكريم بكل وضججوح كمججا فججي قججوله‬
‫ن * وَإ َِذا ذ ُك ّجُروا َل‬
‫خُرو َ‬
‫سج ِ‬ ‫ست َ ْ‬‫ة يَ ْ‬ ‫تعججالى فججي سججورة الصججافات ‪ } :‬وَإ َِذا َرأ َْوا آي َج ً‬
‫ن{‬ ‫مِبي ٌ‬ ‫حٌر ُ‬ ‫ذا إ ِّل ِ‬
‫س ْ‬ ‫ن * وََقاُلوا إ ِ ْ‬
‫ن هَ َ‬ ‫ي َذ ْك ُُرو َ‬
‫ة ( يججدل بوضججوح علججى‬ ‫ففي هذه الية الكريمة نجد ان الجتعبير بج ) وَإ َِذا َرأ َْوا آي َ ً‬
‫انهم شاهدوا معجزة او معاجز للنبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬المر الذي اجمع‬
‫عليججه كافججة علمججاء المسججلمين المعتججبرين فججي العججالم ودلججت عليججه الروايججات‬
‫المتواترة ايضا ً ‪ .‬ومن المسلم به ان اليات القرآنية سججمعية وليسججت بصججرية‪,‬‬
‫ة (( عائد لليات القرآنيججة ‪,‬‬ ‫وعليه ل يمكن ان يكون قوله تعالى ‪ )) :‬وَإ َِذا َرأ َْوا آي َ ً‬
‫بالضافة الججى ذلججك فججان التعججبير بجج ‪ )) :‬السججحر المججبين (( يتناسججب تمامججا مججع‬
‫الجمجعجزات وخوارق العججادات ‪ ,‬والواقججع ان اتهججامهم نججبي السججلم بالسججحر ‪,‬‬
‫وترويجهم لهذه المسالة بشكل واسع يدل على انهم رأوا منه خججوارق عججادات‬
‫ومعجزات ‪,‬‬
‫أما ما ذهب إليه البعض ان هناك ايات في القرآن الكريم تدل على ان نبي‬
‫السلم لم يمتلك معجزة سوى القرآن الكريم واسجتجدللهم بالية ‪ 59‬من‬
‫سورة السراء التي تقول ‪ } :‬وما منعنا ان نرسل باليات ال ان كذب بها‬
‫الولون { ‪ ,‬وكذلك بالية ‪ 90‬الى ‪ 93‬من سورة السراء والتي جاء فيها ‪ } :‬و‬
‫قالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الرض ينبوعا ً * أو تكون لك جنة من‬
‫نخيل و عنب فتفجر النهار خللها تفجيرا ً * أو تسقط السماء كما زعمت علينا‬
‫كسفا ً أو تأتي بالله و الملئكة قبيل ً * أو ترقى في السماء و لن نؤمن لرقيك‬
‫حتى تنزل علينا كتابا ً نقرؤه قل سبحان ربي هل كنت إل بشرا ً رسول ً {‬
‫فالجواب عن ذلك هو ‪:‬‬
‫ست ِْر َ‬
‫شاًدا‬ ‫أن هؤلء المشركين لم يكن يقترحون ويسألون عن تلك المعجزات ا ِ ْ‬
‫عَناًدا فعند طلب أمثال‬ ‫ك كُ ْ‬
‫فًرا وَ ِ‬ ‫ما كانوا ي َط ْل ُُبو َ‬
‫ن ويقترحون ذ َل ِ َ‬ ‫وطلبا ً للحق وإ ِن ّ َ‬
‫هذه المعجزات مع العراض عن المعجزة الحقيقية لنبينا صلى الله عليه‬
‫وسلم والمعجزات الخرى ‪ ،‬عند ذلك لم يستجيب الله عز و جل لطلب‬
‫المشركين ‪ ،‬إذ أن طلبهم ليس لعدم قيام الحجة الكافية بل هو نوع من‬
‫التعنت و التعجيز ‪ ،‬و قد كانوا كلما رأوا معجزة يقولون سحر مستمر أو‬
‫ساحر مبين كما ذكرنا سالفا ً … وقد قال الله سبحانه وتعالى عنهم ‪ } :‬ولو‬
‫فتحنا عليهم بابا ً من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا إنما سكرت أبصرانا‬
‫بل نحن قوم مسحورون { فحتى لو نزلت هذه اليات فلسوف يعيدون ذلك‬
‫القول ‪.‬‬
‫فالحاصل ‪ :‬ان عدم إجابة المشركين على تعنتهم ل تعني أن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم لم يأت بآيات ‪ ،‬فإن هذا يرده التأمل في معجزة القرآن‬
‫و ما نقل من معجزاته صلى الله عليه وسلم المبثوثة في كتب الحديث‬
‫ودلئل النبوة ‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫ت إل أ ْ‬ ‫سل ِباْلَيا ِ‬ ‫ن ن ُْر ِ‬ ‫من َعََنا أ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫يقول أهل التفسير في قوله تعالى ‪ } :‬وَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مكة إل‬ ‫ّ‬ ‫هل َ‬ ‫حَها أ ْ‬ ‫ْ‬
‫سل باليات الِتي اقت ََر َ‬ ‫ّ‬ ‫ن ن ُْر ِ‬ ‫من َعََنا أ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ن { أي وَ َ‬ ‫ب ب َِها ال َوُّلو َ‬ ‫ك َذ ّ َ‬
‫ها إَلى هؤلء ل َك َذ ُّبوا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سل َْنا َ‬ ‫م وَل َوْ أْر َ‬ ‫ها فَأهْل َك َْناهُ ْ‬ ‫سل َْنا َ‬ ‫ما أْر َ‬ ‫ن لَ ّ‬ ‫ب ب َِها الوُّلو َ‬ ‫ن ك َذ ّ َ‬ ‫أ ْ‬
‫َ‬
‫صّلى الّله عَل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫مد َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫مر ُ‬ ‫م لتمام أ ْ‬ ‫مَهال ِهِ ْ‬ ‫مَنا ب ِإ ِ ْ‬ ‫حك َ ْ‬ ‫قوا الهلك وَقَد ْ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ست َ َ‬ ‫ب َِها َوا ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫سل‬ ‫ر‬ ‫ن‬
‫َ َ َ َََ ْ ُْ ِ‬‫ن‬ ‫أ‬ ‫نا‬ ‫ع‬‫ن‬ ‫م‬ ‫ما‬ ‫و‬ ‫}‬ ‫لى‬ ‫عا‬ ‫ََ‬ ‫ت‬ ‫له‬ ‫ال‬ ‫ول‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫الحسن‬ ‫عن‬ ‫الطبري‬ ‫روى‬ ‫‪،‬‬ ‫سل ّ َ‬
‫م‬ ‫وَ َ‬
‫سل َْنا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م أّيتَها المة ‪ ,‬إ ِّنا ل َوْ أْر َ‬ ‫مة ل َك ُ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ل ‪َ :‬ر ْ‬ ‫ن { َقا َ‬ ‫ب ب َِها الوُّلو َ‬ ‫ن ك َذ ّ َ‬ ‫ت إل أ ْ‬ ‫ِباْلَيا ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م ‪ .‬وجاء في تفسير‬ ‫ن قَْبلك ُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ب َ‬ ‫صا َ‬ ‫ما أ َ‬ ‫م َ‬ ‫صاب َك ُ ْ‬ ‫م ب َِها ‪ ,‬أ َ‬ ‫باليات فَك َذ ّب ْت ُ ْ‬
‫ن ي ُك َذ ُّبوا ب َِها‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ها إل أ ْ‬ ‫حو َ‬ ‫سل باليات الِتي ا ِقْت ََر ُ‬ ‫ن ن ُْر ِ‬ ‫من َعََنا أ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫القرطبي ‪ :‬وَ َ‬
‫ن كُ ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ن َ‬
‫فار قَُرْيش‬ ‫ذاب عَ ْ‬ ‫خَر الله ت ََعالى العَ َ‬ ‫م ‪ .‬فَأ ّ‬ ‫ن قَْبله ْ‬ ‫كا َ‬ ‫م ْ‬‫ل بِ َ‬ ‫ما فُعِ َ‬ ‫كوا ك َ َ‬ ‫فَي َهْل ِ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مًنا ‪ .‬قال المام ابن كثير ‪:‬‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن ُيولد ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫من وَِفيهِ ْ‬ ‫ن ي ُؤْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِفيهِ ْ‬ ‫مهِ أ ّ‬ ‫ل ِعِل ْ ِ‬
‫حّتى عَْبد الّله‬ ‫ك وقَع فَإن من هؤلء م َ‬
‫ن اسلمه َ‬ ‫س َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ك وَ َ‬ ‫م ب َْعد ذ َل ِ َ‬ ‫سل َ َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫وَك َذ َل ِ َ َ َ ِ ّ ِ ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫سل َ َ‬
‫م‬ ‫لأ ْ‬ ‫ما َقا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫م وََقا َ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫صّلى الّله عَل َي ْهِ وَ َ‬ ‫ي َ‬ ‫ذي ت َب ِعَ الن ّب ِ ّ‬ ‫مّية ال ّ ِ‬ ‫ْبن أِبي أ َ‬
‫َ‬
‫ل‪.‬‬ ‫ج ّ‬ ‫ب إ َِلى الّله عَّز وَ َ‬ ‫ما وَأَنا َ‬ ‫ما َتا ّ‬ ‫سَل ً‬ ‫إِ ْ‬
‫ان المعاجز التي اقترحها هؤلء ل تستند الى اساس البحث عن الحقيقة ‪,‬‬
‫وانما هي ) اقتراحية ( وتعللية ‪ ,‬ولو نفذت طلباتهم لما آمنوا ايضا ً ‪.‬‬
‫هذا وان اللتفات الى الكلمة التي وردت في اقوال جمع من المفسرين‬
‫الكبار توضح ان المعجزات على نوعين ‪:‬‬
‫الجنجوع الول ‪ :‬هي المعجزات الضرورية لثبات صدق دعوى النبي ‪ ,‬وترغيب‬
‫الناس الى اليمان ‪ ,‬وتخويف المنكرين ‪ ,‬وهي المعاجز المنطقية لناشدي‬
‫الحق والباحثين عن الحقيقة ‪ ,‬بحيث يعبر القرآن في ذيل الية الولى منها‬
‫بقوله ‪ } :‬ومانرسل باليات ال تخويفا { ‪) ,‬سورة السراء ‪.(59 :‬‬
‫الجنجوع الجثاني من المعجزات ‪ :‬هي المعجزات التي تسمى بج ) القتراحية ( ‪,‬‬
‫اي المعجزات التي يطالب بها ل لجل سلوك سبيل الحق واليقين بصدق‬
‫دعوى النبوة ومن ثم اليمان واعتناق السلم ‪ ,‬وانما بقصد تعجيز الطرف‬
‫الخر فان وجدوا به قدرة على ذلك اتهموه بالسحر‪.‬‬
‫والنبياء كانوا يتجهون صوب القسم الول ول يستسلمون اطلقا لمقترحات‬
‫المتعللين والمعاجز القتراحية ‪ .‬وفي الناجيل التي مع النصارى نجد ان هناك‬
‫حالت لم يقدر المسيح عليه السلم ان يعمل فيها معجزات كما في مرقس‬
‫‪ ) : 5 : 6‬ولم يقدر أن يصنع هناك ول قوة واحدة ( ويقول مرقس أيضا ً ‪:‬‬
‫) فخرج الفريسيون و ابتدأوا يحاورونه طالبين منه آية من السماء لكي‬
‫يجربوه ‪ ،‬فتنهد بروحه‪ ،‬وقال‪ :‬لماذا يطلب هذا الجيل آية ؟ الحق أقول لكم ‪:‬‬
‫لن يعطى هذا الجيل آية‪ .‬ثم تركهم… ( )مرقس ‪.(13-8/11‬‬
‫يجشير لحن اليات ‪ 90‬ج ‪ 93‬من سورة السراء بشكل واضح الى ان هذه‬
‫المطاليب العجيبة والغريبة لمشركي العرب لم يكن منشؤها هو البحث عن‬
‫الحقيقة ‪ ,‬بل الغاية منها هي اختلق العجذار والجتجشكيك في نبوة نبي‬
‫السلم وارساء دعائم الشرك والصنمية ‪ ,‬ولذا لم يتمعنوا النظر حتى في‬
‫مفهوم كلمهم ‪ ,‬فمن ضمن مطالبهم مثل ً ) الصعود الى السماء ( ‪ ,‬ثم ينفون‬
‫ذلك مباشرة ويقولون ‪ :‬نحن ل نؤمن بذلك حتى تبعث لنا كتابا من قبل الّله ‪,‬‬
‫} أو ترقى في السماء و لن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا ً نقرؤه {‬
‫ك وَل َ ْ‬
‫و‬ ‫مل َ ٌ‬ ‫وتجارة يطلبون المور المستحيلة كقولهم ‪ } :‬وََقاُلوا لول أ ُن ْزِ َ‬
‫ل عَل َي ْهِ َ‬
‫جعَل َْناهُ َرجل ً‬ ‫َ‬
‫كا ل َ َ‬ ‫مل َ ً‬
‫جعَل َْناهُ َ‬
‫ن * وَل َوْ َ‬
‫م ل ي ُن ْظ َُرو َ‬
‫ي المُر ث ُ ّ‬ ‫ض َ‬‫ق ِ‬ ‫كا ل َ ُ‬‫مل َ ً‬
‫أن َْزل َْنا َ‬
‫ن { ] النعام ‪[ 8 :‬‬ ‫سو َ‬ ‫ما ي َل ْب ِ ُ‬‫م َ‬‫سَنا عَل َي ْهِ ْ‬‫وَل َل َب َ ْ‬
‫ثم اذا كان الهدف هو التوصل الى معرفة حقانية النبي فلم يطلبون ست‬
‫معاجزمختلفة ؟ اليس المورد الواحد منها كافيا ؟‪.‬‬
‫من هنا لم يتسن لي نبي ان يستسلم لهذا النوع من الراجيف والباطيل ‪,‬‬
‫فضل عن ان العجاز ليس من شان النبي واختياره ‪ ,‬وانما هو من شان الّله‬
‫تعالى واختياره ‪.‬‬
‫ان الجنجبي بامكانه ان يطلب المعجزة من الّله والّله تعالى يضع بين يديه اي‬
‫مورد يراه صالحا ‪ ,‬ولهذا نجقجرا في ذيل اليات ‪ 90‬ج ‪ 93‬من سورة السراء‬
‫هذا المعنى ‪ ) :‬قل سبحان ربي هل كنت ال بشرا رسول ( وكذا في سورة‬
‫الرعد آية ‪ ) : 38‬وما كان لرسول ان ياتي باية ال باذن الّله (‪.‬‬

‫مجلخص الكلم هو أنه من الصحيح القول ‪ :‬بان القرآن لوحده معجزة خالدة ‪,‬‬
‫ولو لم يكن هناك معجزة اخجرى سجوى هذه المعجزة للنبي لستطاعت ان‬
‫تكون شاهدا ً على صدقه ‪ ,‬ولكن هذا ليدل على ان الجنبي لم يمتلك معجزات‬
‫جسمانية ومادية غير هذه المعاجز الروحية والمعنوية ‪ ,‬بل ذهبت اليات‬
‫والجروايجات والجتجواريخ السلمية وسيرة النبي الى القول ‪ :‬بانه كان يمتلك‬
‫ذلك ‪ ,‬ول شك في ان انجضجمجام الجمعجزات المحسوسة والمادية الى تلك‬
‫المعجزة المعنوية الكبيرة يظهر حقانية الدعوة النبوية بصورة اجلى واوضح ‪.‬‬
‫ولنذكر الن بعض من المعجزات الحسية التي قام بصنعها رسولنا الكريم ‪:‬‬

‫‪ -1‬معجزة نبوع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم ‪-:‬‬
‫روى البخاري عن أنس بن مالججك قججال ‪ :‬رأيججت رسججول اللججه صججلى اللججه عليججه‬
‫وسلم وحانت صلة العصر‪ ،‬والتمس الناس الوضوء فلم يجدوه‪ ،‬فأتى رسججول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم بوضوء فوضع رسول الله صججلى اللججه عليججه وسججلم‬
‫يده في ذلك الناء فأمر الناس أن يتوضئوا منه فرأيججت المججاء ينبججع مججن تحججت‬
‫أصابعه‪ ،‬فتوضأ الناس حتى توضئوا مججن عنججد آخرهججم‪ ] .‬صججحيح البخججاري ج ‪ / 1‬ص ‪[74‬‬
‫] صحيح مسلم ج ‪ / 4‬ص ‪ ] [ 1783‬صحيح ابن حبان ج‪ 14/‬ص‪[ 477 /‬‬

‫وروى البخاري عن جابر بن عبدالله قال ‪ :‬عطش الناس يوم الحديبية والنججبي‬
‫صلى الله عليه وسلم بين يديه ركوة )أي إناء صغير من جلجد( يتوضجأ فجهجش‬
‫الناس نحوه )أي تجمعوا( قججال‪ :‬مججا لكججم؟ قججالوا‪ :‬ليججس عنججدنا مججاء نتوضججأ ول‬
‫نشرب إل ما بين يديك فوضع يججده فججي الركججوة فجعججل المججاء يفججور مججن بيججن‬
‫أصابعه كأمثال العيون‪ ،‬فشربنا وتوضأنا‪ ،‬قلت‪ :‬كججم كنتججم؟ قججال‪ :‬لججو كنججا مججائة‬
‫ألف لكفانا‪ ،‬كنا خمس عشرة مائة‪ ] .‬صججحيح البخججاري ج ‪ 3 /‬ص ‪ ] [ /1310‬صجحيح ابجن حبججان ج‬
‫[‬ ‫‪/14‬ص ‪480‬‬
‫والرويات في هذه المعجزة مشهورة بين الصحابة وقد رواها جمع كثير منهججم‬
‫أنس وجابر بن عبدالله وابن عباس ‪ ،‬والبراء بججن مالججك وابججو قتججادة ‪،‬وغيرهججم‬
‫وخبرها متواتر مستفيض ‪ .‬وقد تكررت في أكثر من مناسبة ‪.‬‬

‫‪ -2‬معجزة شفاء علي رضي الله عنه وغيره من الصحابه ‪-:‬‬


‫قال عليه الصلة والسلم في غزوة خيججبر ‪ ) -:‬لعطيججن هججذه الرايججة غججدا رجل‬
‫يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قججال فبججات النججاس‬
‫يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبح الناس غدوا علججى رسججول اللججه صججلى‬
‫الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها فقال أين علي بن أبي طالب فقيل‬
‫هو يا رسول الله يشتكي عينيه قال ‪ :‬فأرسججلوا إليججه ) ائتججوني بججه ( فجُأتي بججه‬
‫فنفث في عينه بقليل من ريقه عليه الصلة والسججلم فجبرأ لتججوه ولججم يمججرض‬
‫بعينه قط ‪ ] .‬رواه البخاري في كتاب الغزوات ورواه مسلم في باب فضائل الصحابه [‬

‫وقد قام المسيح عليه السلم بالتجفل في عين أحد العميان فشفي من مرضه‬
‫] مرقس ‪ )) : [ 22 : 8‬وجاء الى بيت صيدا ‪.‬فقدموا اليه اعمى وطلبوا اليه‬
‫ان يلمسه ‪ .‬فاخذ بيد العمى واخرجه الى خارج القرية وتفل في عينيه ووضع‬
‫يديه عليه وسأله هل ابصر شيئا ‪((.‬‬

‫_ وأصيب سلمة يوم خيبر بضربة في ساقه ‪ ،‬فنفججث فيهججا رسججول اللججه صججلى‬
‫الله عليه وسلم ثلث نفثات فما اشتكاها قد ‪ .‬عن يزيجد بجن أبجي عبيجد قجال ‪:‬‬
‫)) رأيت أثر ضربة في ساق سلمة ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا أبا مسلم ‪ ،‬مججا هججذه الضججربة ؟‬
‫قال ‪ :‬هذه ضربة أصابتني يوم خيبر ‪ ،‬فقججال النججاس أصججيب سججلمة … فججأتيت‬
‫النبي صلى اللججه عليججه وسججلم فنفججث فيهججا ثلث نفثججات ‪ ،‬فمججا اشججتكيت حججتى‬
‫الساعة ‪ ] (( .‬صحيح البخاري ج ‪ /1541 / 4‬صحيح أبي داود ‪ 3295 /‬صحيح ابن حبان ج ‪ / 14‬ص ‪[439‬‬

‫_ وعن البراء بن عازب رضي الله عنه ‪ :‬أن عبدالله بن عتيك لما قتل أبا رافع‬
‫ونزل من درجة بيته سقط إلى الرض فانكسرت ساقه ‪ ،‬قال ‪ :‬فحدثت النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم فقال ‪ )) :‬ابسججط رجلججك فبسججطها فمسججحها فكأنمججا لججم‬
‫أشكها قط (( ] صحيح البخاري ج ‪ / 4‬ص ‪[1483‬‬

‫_ وعن معاذ بن رافع بن مالك عن أبيه قال ‪ )) :‬رميت بسهم يججوم بججدر ففقئت‬
‫عيني فبصق فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا لي فمججا آذانججي منهججا‬
‫شيىء (( ] أخرجه ابن ابي شيبه والحاكم والبيهقي وأبو نعيم [‬
‫‪ -3‬معجزة ّرد عين قتادة بعد تدليها ‪-:‬‬
‫في غزوة أحد ُأصيب قتادة بن النعمان في عينه حججتى سججقطت وتججدلت علججى‬
‫وججنته ) أي على أحد خده ( فردها عليه الصلة والسلم بيده الشريفة فبرأت‬
‫على الفور ‪ ،‬وصارت عينيه تلك أحسن عينيه ‪ . . .‬فتلك من آيات الله التى أيد‬
‫الله بها رسججوله ‪ .‬والروايججة اخرجهججا ابججن اسججحاق فججي السججيرة النبويججة ) ‪/ 3‬‬
‫‪ ، ( 30‬وابن حججر فجي الصجابة ‪ ،‬وابجن عبجدالبر فجي السجتيعاب فجي ترجمجة‬
‫النعمان ‪ ،‬وأبو يعلى ‪ ،‬والبيهقي في الدلئل ‪ ،‬وابججو نعيججن فججي الججدلئل برقججم )‬
‫‪ ( 417 ، 418‬وذكرها الحاكم في المستدرك ) ‪( 295 / 3‬‬

‫‪ -4‬معجزة شفاء الضرير بدعائه صلى الله عليه وسلم ‪-:‬‬


‫عن عثمان بن حنيف ‪ :‬أن رجل ً ضريرا ً أتى النبي صلى الله عليه وسججلم فقججال‬
‫خرت ذلجك فهجو أفضججل‬ ‫يا رسول الله أدع الله أن يعافيني فقال ‪ )-:‬إن شئت أ ّ‬
‫لخرتك‪،‬وإن شئت دعوت لججك ( قججال ‪:‬ل‪ ،‬بججل أدع اللججه لججي قججال ‪ -:‬فججأمره أن‬
‫يتوضأ ويصلي ركعتين ‪ ،‬وأن يدعو بهذا الدعاء ‪-:‬‬
‫) اللهم أني أسألك و أتوجه إليك بنبيججك محمججد نججبي الرحمججة ‪،‬يججا محمججد إنججي‬
‫أتوجه بك في حاجتي هذه فُتقضججى ‪،‬اللهججم شججفعة فججي ( ففعججل الرجججل فججبرأ‬
‫‪،‬فشفاء هذا الضرير آية من نبوته ‪ ] 0‬رواه البخاري فججي التاريججخ الكججبير ‪, 6/210‬والطججبراني فججي‬
‫المعجم الكبير ‪ 9/19‬وصححه وسلمه الذهبي ‪ ,‬والبيهقي في دلئل النبوة ‪ 6/166‬وغيرهم [‬

‫وهذا الدعاء خاص في حياته صلى الله عليه وسلم وليس بعد مماته فُليعلم ‪.‬‬

‫‪ -5‬خروج الجن من الصبي بدعائه صلى الله عليه وسلم ‪-:‬‬


‫عن أبن عباس رضي الله عنهما قال ‪-:‬إن امرأة جاءت بولدها إلى رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم فقالت ‪:‬يجا رسجول اللججه ان بجه لممجا ً ‪،‬وإنجه يأخجذه عنججد‬
‫طعامنا فيفسد علينا طعامنا قال‪ -:‬فمسح رسول الله صلى اللججه عليججه وسججلم‬
‫صدره ودعا له فثعّ ) أي قاء أو سجعل مجرة واحججدة ( فخججرج منججه مثججل الججرو‬
‫السود يسعى ‪ ] .‬رواه الدرامي [‬

‫‪ -6‬معجزة فيضان ماء بئر الحديبية ‪-:‬‬


‫ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم أنه لما كان بالحديبية هججو وأصججحابه سججنة‬
‫ست من الهجرة وكان الحديبية بئر ماء فنزحها أصحابه بالسقي منها حتى لججم‬
‫يبقى فيها مججا يمل كججأس مججاء وكججانوا ألفجا ً وأربعمججائة رجججل ‪،‬وخججافوا العطججش‬
‫فشكوا ذلك إليه صلى الله عليه وسلم فجاء فجلججس علججى حافججة الججبئر فججدعا‬
‫بماء فجئ به إليه فتمضمض منه ‪،‬ومج ما تمضمض به في الججبئر ‪،‬فمججا هججي إل‬
‫لحظات ‪،‬وإذا البئر فيهججا مججاء فأخججذوا يسججقون فسججقوا وملوا أوانيهججم وأدوات‬
‫حمل المججاء عنججدهم وهججم كمججا تقججدم ألججف وأربعمججائة رجججل ‪،‬وهججم أهججل بيعججة‬
‫الرضوان الذين رضى الله عنهم وأنزل فيهم قوله تعالى من سورة الفتح ‪) -:‬‬
‫مججا فججي قُل ُججوب ِِهم‬
‫م َ‬‫جَرةِ فَعَل ِ َ‬ ‫ت ال َ ّ‬
‫ش َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن إ َذ ْ ي َُباي ُِعون َ َ‬
‫ك تَ ْ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ِ‬
‫ن ال ُ‬ ‫ي الله عَ ِ‬ ‫ض َ‬
‫قد َر ِ‬ ‫لَ َ‬
‫ريبا ً (‪ ] .‬رواه البخاري في كتاب المنججاقب ‪ ،‬بججاب علمججات‬
‫َ‬
‫م فَْتحا ً قَ ِ‬ ‫م وأَثاب َهُ ْ‬‫سك ِي ََنة عَل َي ْهِ ْ‬ ‫فَأن َْز َ‬
‫ل ال ّ‬
‫النبوة [‬

‫‪ -7‬معجزة الطعام القليل يشبع العدد الكثير ‪-:‬‬


‫روى مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك رضجي اللججه عنججه قججوله ‪ :‬قجال أبجو‬
‫سليم ‪ :‬لقد سججمعت رسججول اللججه صججلى اللججه عليججه وسججلم ضججعيفا ً‬ ‫طلحة لم ُ‬
‫ً‬
‫أعرف فيه الجوع ‪،‬فهل عندك من شيء ؟ قالت ‪:‬نعم ‪ ،‬فأخرجت أقراصا مججن‬
‫خمارا ً لها فلفت الخججبز ببعضججه ‪،‬ثجم دسججته تحججت يجدي ‪،‬ثججم‬ ‫شعير ‪،‬ثم أخرجت ِ‬
‫أرسلتني إلى رسول الله صلى الله عليججه وسججلم فججي المسجججد ومعججه النججاس‬
‫‪،‬فقمت عليهم فقججال رسججول اللججه صججلى اللججه عليججه وسججلم ‪ ) -:‬أرسججلك أبججو‬
‫طلحة ؟ ( فقلت‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ ) :‬بطعجام ؟( قلجت ‪:‬نعجم ‪،‬فقجال‪ -:‬رسجول اللجه‬
‫صلى الله عليه وسلم لمن معه ) قوموا ( فانطلق ‪،‬وانطلقت ين أيديهم حتى‬
‫سججليم قججد جججاء رسججول اللججه‬ ‫جئت أبا طلحة فأخبرته فقال أبو طلحة ‪ -:‬يججا أم ُ‬
‫صلى الله عليه وسلم والناس وليس عندنا ما نطعمهم فقالت‪ :‬اللججه ورسججوله‬
‫أعلم ‪،‬فأنطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله صلى الله عليه وسججلم فأقبججل‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة معه ‪ ،‬فقال رسججول اللججه صججلى‬
‫سليم ما عندك ؟( فأتت بجذلك الخججبز فجأمر بججه‬ ‫الله عليه وسلم ‪) -:‬هلم يا أم ُ‬
‫سليم عكة فججآدمته ‪ ،‬ثججم‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ففت ‪،‬وعصرت أم ُ‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مججا شججاء أن يقججول ‪،‬ثججم قججال ‪ ) -:‬أئذن‬
‫لعشرة ( فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ‪،‬ثم خرجوا ‪ ،‬ثم قال ‪ ) ،‬أئذن لعشرة (‬
‫‪ ،‬فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ‪،‬ثم خرجوا ‪،‬ثججم قججال ‪ ) ،‬ائذن لعشججرة ( فأكججل‬
‫القوم كلهجم ‪ ،‬والقجوم سجبعون أو ثمجانون رجل ً ‪.‬أليسجت هجذه معججزة ؟ بلجى‬
‫وربي إنها لمن أعظم المعجزات‪ ] .‬صحيح البخاري ‪ /‬علمات النبوة [ ] صحيح مسلم ‪ /‬الشربة [‬

‫‪ -8‬معجزة تكثير الطعام ‪-:‬‬


‫عن جابر ابججن عبججدالله عججن النججبي صججلى اللججه عليججه وسججلم أنججه أتججاه رجججل‬
‫يسججتطعمه فججأطعمه شججطر وسججق شججعير فمججا زال الرجججل يأكججل منججه هججو‬
‫وامرأته ووصيف لهم حتى كالوه فقال النبي صلى اللججه عليججه وسججلم لججو لججم‬
‫تكيلوه لكلتم منه ولقام لكم ] صحيح مسلم في معجزات النبي ‪,‬رواه احمد في مسنده [‬

‫قال أبو طلحة النصاري في حديثه المشهور ‪ )) :‬أطعم رسول الله صججلى اللججه‬
‫عليه وسلم ثمانين رجل ً من أقراص شعير جاء بها أنس تحججت إبطججه (( ] البخججاري‬
‫في كتاب المناقب _ ومسلم ‪ 1612 / 3‬والترمذي ‪ 595 / 5‬والبيهقي في الدلئل [‬

‫وقال جابر بجن عبججدالله ‪ )) :‬أطعججم رسجول اللججه صجلى اللجه عليجه وسججلم يجوم‬
‫الخندق من صاع شعير وعناق ) النثى من أولد المعز ( ألف رجل حتى تركوا‬
‫وانحرفوا ) مالوا عن الطعام ( ‪ ،‬وإن البرمة لتغط كما هي وان العجين ليخججبر‬
‫(( ] البخاري في كتاب المغازي ومسلم ‪ 1610 / 3‬والترمذي ‪[ 595 / 5‬‬

‫إن معجزة تكثير الطعام والشراب قد تكررت فبلغت عشرات المججرات ‪،‬وفججي‬
‫ظروف مختلفة ‪،‬ومناسبات عديدة ‪ ،‬فقد قال أبو هريرة رضي الله عنه ‪ )) ،‬كنا‬
‫مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسير قججال فنفججدت أزواد القوم _ أي‬
‫نفد زادهم واحتاجوا إلى طعام _ قال حجتى هججم بنحجر بعججض حمجائلهم قجال‬
‫فقال عمر يا رسول الله لو جمعت مججا بقججي مججن أزواد القججوم فججدعوت اللججه‬
‫عليها ؟ ) أي بقاياه ( قال ففعل قال فجججاء ذو الججبر بججبره وذو التمججر بتمججره‬
‫قال وقال مجاهد وذو النواة بنواه قلت وما كانوا يصنعون بالنوى قال كانوا‬
‫يمصونه ويشربون عليه الماء قال فدعا عليهججا حججتى مل القججوم أزودتهججم قججال‬
‫أشهد أن ل إله إل الله وأني رسول الله ل يلقى الله بهما‬ ‫فقال عند ذلك ‪:‬‬
‫عبد غير شاك فيهما إل دخل الجنة (( ] صحيح مسلم‪ ،‬والنسائي [‬
‫‪ - 9‬معجزة تكثيره عليه السلم السمن لم سليم ‪:‬‬
‫عن أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليججه وسججلم أنججه قججال‪ -:‬كججانت‬
‫لمي ‪،‬أم سليم شاة فجمعت من سمنها في عكة فملت العكة ثججم بعثججت بهججا‬
‫ربيبة ‪،‬فقالت ‪:‬يا ربيبة أبلغي هذا العكجة رسجول اللجه صجلى اللجه عليجه وسجلم‬
‫يأتدم بها ‪،‬فانطلقت بها ربيبة حتى أتجت رسجول اللجه صجلى اللجه عليجه وسجلم‬
‫سليم قال ‪ ) -:‬أفرغججوا‬ ‫فقالت يا رسول الله هذه عكة سمن بعثت بها إليك أم ُ‬
‫لها عكتها ( فأفرغت العكة ودفعت إليهججا قججالت ‪ -:‬فججانطلقت بهججا ‪ ،‬وجئت وأم‬
‫سليم ليست في الججبيت ‪،‬فعلقجت العكجة علجى وتججد ‪،‬فججاءت أم سجليم فجرأت‬
‫العكة ممتلئه تقطر فقالت ‪:‬يا ربيبة أليس أمرتك أن تنطلقي بهجا إلجى رسججول‬
‫الله صججلى اللججه عليججه وسججلم ؟فقججالت ‪ -:‬بلجى قججد فعلجت فججإن لججم تصججدقيني‬
‫فانطلقي فسلي رسول الله صجلى اللجه عليجه وسجلم فجانطلقت ومعهجا ربييجة‬
‫‪،‬فقالت يا رسول الله إني بعثت معها إليك بعكة فيها سمن قال ‪ ) -:‬قد فعلت‬
‫‪ ،‬قد جاءت ( قالت ‪:‬والذي بعثك بالحق ‪،‬ودين الحق أنها لممتلئه تقطر سمنا ً ‪،‬‬
‫قال أنس ‪ :‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ) -:‬يججا أم سججليم أتعجججبين‬
‫إن كان الله أطعمك كما أطعمت نبيه كلي وأطعمي ( قالت فجئت إلى البيت‬
‫فقسمت في قعب لنا ‪،‬وتركت فيها ما أئتججد منججا بججه شججهرا ً أو شججهرين ‪،‬فكجون‬
‫العكة تمتلئ بعد إفراغها والكل منه طرة شهرين من معجزاته ‪.‬‬

‫‪ -10‬معجزة نزول المطر بدعائه ‪-:‬‬


‫روى البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك قال‪ :‬أصابت الناس سنة )جدب(‬
‫على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فبينا رسول الله صلى الله عليججه‬
‫وسلم يخطب على المنبر يوم الجمعة فقام أعرابي فقال‪ :‬يا رسول الله هلك‬
‫المال‪ ،‬وجاع العيال‪ ،‬فادع الله أن يسقينا‪ ،‬قال‪ :‬فرفع رسول اللججه صججلى اللججه‬
‫عليه وسلم يديه وما رأينا في السماء قزعة )قطعة سججحاب( فوالججذي نفسججي‬
‫بيده ما وضعها حتى ثار )انتشر( سحاب أمثال الجبال ثم لم ينجزل عجن منجبره‬
‫حتى رأيت المطر يتحادر )يتقاطر( على لحيته قال‪ :‬فمطرنا يومنججا ذلججك ومججن‬
‫الغد ومن بعد الغد والذي يليه إلى الجمعة الخرى‪ ،‬فقام ذلك العرابي أو قال‬
‫غيره‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول الله تهججدم البنججاء‪ ،‬وغججرق المججال فججادع اللججه لنججا‪ ،‬فرفججع‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه فقال‪ :‬اللهم حوالينا ول علينا قال‪ :‬فمججا‬
‫جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير بيده إلى ناحيججة مججن السججماء إل‬
‫فرجت حتى صارت المدينة في مثل الجوبة )أي حتى صارت السحب والغيوم‬
‫محيطة بالمدينة( في السحاب‪ ،‬وسال الوادي قناة شهرا‪ ،‬ولم يجججئ أحججد مججن‬
‫ناحيجججججججة إل حجججججججدث بجججججججالجود‪ ] .‬صججججججججججحيح البخججججججججججاري ‪ /‬كتججججججججججاب الجمعججججججججججة [‬

‫‪ -11‬معجزة حنين جذع النخل شوقا ً إليه صلى الله عليه وسلم ‪-:‬‬
‫روى البخاري في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال ‪ )) :‬كان‬
‫النبي صلى الله عليه وسججلم إذا خطججب اسججتند إلججى جججذع نخلججة مججن سججواري‬
‫المسجد ‪ ،‬فلما صنع له المنبر فاستوى عليه ‪ ،‬صاحت النخلة التي كان يخطب‬
‫عليها حتى كادت أن تنشق ‪ ،‬فنزل النبي صلى الله عليججه وسججلم حججتى أخججذها‬
‫فضمها إليه ‪ ،‬فجعلت تئن أنين الصججبي الجذي يسجكت حججتى اسجتقرت ‪ ،‬قججال ‪:‬‬
‫بكت على ما كانت تسمع من الذكر (( ] رواه البخاري [‬
‫وحديث حنين الجذع هو حديث مشهور معروف متواتر قد خرجه أهل الصحيح‬
‫ورواه الكابر ‪ /‬من أصحاب الرسول صلى الله عليجه وسجلم منهجم ‪ /‬أبجي ابجن‬
‫كعب وجابر بن عبدالله وأنس بن مالك وعبدالله بن عمر وعبدالله بن عبججاس‬
‫وأبو سعيد الخدري وبريدة وأم سلمة وسهل ابن سعد ‪.‬‬
‫وحديث ابن عمر رضي الله عنهما ‪ ،‬أخرجه البخاري في كتاب المناقب ) فتججح‬
‫‪ (6/601‬والترمذي في كتاب الجمعة ) ‪ ( ، 379 / 2‬والبيهقي في الدلئل ) ‪6‬‬
‫‪. ( 66 /‬‬

‫‪ -12‬معجزة تحول جذل الحطب سيفا ً ‪-:‬‬


‫الجذل ‪:‬هو عود غليججظ مجن أصجل الشججرة ‪ ،‬لقججد انكسججر سججيف عكاشجة بجن‬
‫محصن يوم بدر فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم جذل حطب فقججال لججه ‪-:‬‬
‫) اضرب به ( فأنقلب في يده سيفا ً ‪ ،‬صارما ً طويل ً أبيضا ً شديد المتن ‪ ،‬فقاتل‬
‫به ‪ ،‬ثم لم يزل عنده يشهد به المواقف إلججى أن استشججهد عكاشججة فججي قتججال‬
‫أهل الردة ‪ ،‬وبعدما قتل بلعت الرض ذلك السيف ‪0‬‬

‫‪ -13‬معجزة نطق الغزالة ووفاؤها له صلى الله عليه وسلم ‪-:‬‬


‫مّر النبي صلى الله عليججه وسججلم علججى‬ ‫عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال َ‬
‫قوم قد اصطادوا ظبية ‪،‬فشدوها على عمود فسطاط ‪،‬فقالت ‪ :‬يا رسول الله‬
‫خشجفان ) الولجد الصجغير ( فإسجتئذن لجي أرضجعهما وأعجود‬ ‫إنجي ُأخجذت ولجي ِ‬
‫إليهم ‪،‬فقال النبي صلى الله عليه وسلم ) أين صجاحب هججذه ؟ ( فقجال القجوم‬
‫نحن يا رسول الله قال ‪ ) -:‬خلوا عنهججا حججتى تججأتي خشججفيها ترضججعهما وترجججع‬
‫إليكججم ( فقججالوا مججن لنججا بججذلك ؟ قججال ‪) -:‬أنججا( فأطلقوهججا ‪،‬فججذهبت فأرضججعت‬
‫خشفيها ثم رجعت إليهم ‪ ،‬فأوثقوها فمر بهم صلى الله عليججه وسججلم فقججال ‪-:‬‬
‫) أين صاحب هذه؟ ( فقالوا ‪-:‬هذا يا رسول الله فقال ) تبيعونهججا؟ ( فقججالوا ‪-:‬‬
‫هي لك يا رسول الله ‪ ،‬فقال ‪ ) -:‬خلو عنها فأطلقوها ( فججذهبت ‪،‬فُنطقهججا آيججة‬
‫من نبوته ‪.‬‬

‫‪ -14‬معجزة انقياد الشجر له صلى الله عليه وسلم ‪-:‬‬


‫روى مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال ‪ -:‬سججهرنا‬
‫مع النبي صلى اللججه عليججه وسججلم حججتى نزلنججا واديجا ً أفيججح ) أي واسججعا ً رحبجا ً (‬
‫فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي حججاجته ‪،‬فججأتبعُته بججإداوةٍ فيهججا‬
‫ماء ‪ ،‬فنظر فلم ير شيئا ً يستتر به ‪،‬وإذ شجرتان بشاطئ الوادي ‪،‬فأنطلق إلى‬
‫إحداهما فأخذ ببعض من أغصانها ‪،‬وقال ‪ ) -:‬إنقادي علي بأذن الله ( فأنقججادت‬
‫معه كالبعير المخشوش ) الذي جعل في أنفه الخشائش وهو العججود ‪ ،‬يجعججل‬
‫في عظم أنف الجمل لينقاد ( الذي ُيصانع قائدة ‪،‬حتى أتججى الشجججرة الخججرى‬
‫‪،‬فأخذ بعضا ً من أغصججانها وقججال‪ ) -:‬إنقججادي علججي بججأذن اللججه ( فأنقججادت معججه‬
‫كالبعير المخشوش الذي ُيصانع قائدة ‪،‬حججتى إذا كججان بالمنتصججف فيمججا بينهمججا‬
‫لءم أي جمعهما ‪،‬وقال ‪ ) -:‬التئما إلي علي بأذن الله ( فالتأمتا ‪،‬قججال جججابر ‪-:‬‬
‫فخرجججت أحضججر ) أي أعججدو بشججدة ( مخافججة أن يحججس بقربججي منججه فيبعججد‬
‫‪،‬فجلست أحدث نفسي ‪،‬فحانت مني التفاته ‪،‬فإذا أنا برسول اللججه صججلى اللججه‬
‫عليه وسلم مقبل وإذا الشجرتان قد افترقتا ‪ ] .‬صحيح مسلم [‬

‫وعن ابن عباس ‪ ،‬رضي الله عنه ‪ ،‬قال ‪ :‬جاء أعرابي إلجى رسججول اللججه صجلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬فقججال ‪ :‬بججم أعججرف أنججك رسججول اللججه ؟ قججال ‪ )) :‬أرأيججت إن‬
‫دعوت هذا العذق من الشجرة تشهد أني رسول الله ؟ (( قججال ‪ :‬نعججم ‪ .‬قججال ‪:‬‬
‫فدعا العذق ‪ ،‬فجعل العذق ينزل مجن النخلجة حجتى سجقط إلجى الرض ينقجز ‪،‬‬
‫فأقبل إليه ‪ ،‬وهو يسجد ويرفع ويمجد ويرفع حتى انتهى إلى رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬ثم قال له ‪ )) :‬ارجع (( فرجع إلى مكانه ‪ ،‬فقال العرابججي ‪:‬‬
‫والله ل أكذبك بشيىء تقوله بعدها أبدا ً ‪ ،‬أنا أشهد أنججك رسججول اللججه ‪ ،‬وآمججن ‪.‬‬
‫] أخرجه البخاري في تاريخه ‪ ،‬والترمذي في أبواب المناقب ) ‪ ( 3628‬وأخرجه البزار ‪ ،‬وأبو يعلى [‬

‫‪ - 15‬معجزة سكون اضطراب الجبل بأمر الرسول ‪:‬‬


‫روى البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه ‪ ،‬أن النبي صججلى‬
‫الله عليه وسلم صعد أحدا ً وأبو بكججر وعمججر وعثمججان ‪ ،‬فرجججف بهججم ‪ ،‬فقججال ‪:‬‬
‫)) اثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان ‪ ((.‬وفي روايججة ‪ :‬فضججربه برجلججه‬
‫وقال ‪ )) :‬أثبت أحد فما عليك إل نبي أو صديق أو شهيدان (( ] رواه البخاري في كتاب‬
‫فضال الصحابه [ ] صحيح ابن حبان ج ‪/14‬ص ‪[ 415‬‬

‫‪ - 16‬من معجزاته صلى ال عليه وسلم إخبار الشاة له انها مسمومة ‪:‬‬
‫روى البخاري في صجحيحه عجن انجس بجن مالجك رضجي اللجه عنججه ‪ ،‬أن امجرأة‬
‫يهودية أتت رسول الله صلى اللججه عليججه وسججلم بشججاة مسججمومة ‪ ،‬ولمججا أكججل‬
‫منها اخبرته الشاة انها مسمومة ‪ ،‬فجيىء باليهوديججة إلججى رسججول صججلى اللججه‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬فسألها عن ذلك ‪ ،‬فقالت ‪ :‬أردت لقتلك ‪ ،‬قال ‪ :‬ل ‪ ،‬ما كان الله‬
‫ليسلطك علي ‪ ] .‬متفججق عليججه [ ] اخرجججه البخججاري فججي كتججاب الهبججة ومسججلم ‪] [ 1721 / 4‬الججبيهقي فججي‬
‫الدلئل [‬

‫‪ - 17‬ومن علمات نبوته ذعر ابو جهل عندما اراد أن يؤذي الرسول صلى ال عليه وسلم‬
‫‪:‬‬
‫روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ‪ :‬قال أبججو جهججل ‪:‬‬
‫هججل يعفججر محمججد وجهججه بيججن أظهركججم ؟ قججال ‪ :‬فقيججل ‪ :‬نعججم فقججال ‪ :‬واللت‬
‫والعزى لن رأيته يفعل ذلك لطأن على رقبته أو لعفرن وجهه في الججتراب ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ‪ _ ،‬ليطأ على رقبتججه‬
‫_ قال ‪ :‬فما فجئهم منه إل وهو ينكص على عقبيه ويتقي بيديه قال ‪ :‬فقيل له‬
‫مالك ؟ فقال ‪ :‬ان بيني وبينه لخندقا ً من نار وهول ً وأجنحة ‪ ،‬فقال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ )) :‬لو دنا مني لختطفته الملئكة عضوا ً عضججوا ً (( ] صججحيح‬
‫مسلم ‪[ 14 /17‬‬

‫‪ -18‬مججن علمججات النبججوة اخبججاره عليججه الصججلة والسججلم عججن غيججوب‬


‫مستقبلية فوقعت كما أخبر‬
‫أول ً ‪ -:‬قوله صلى الله عليه وسلم في الحسن رضي الله عنهما )) أن ابني هذا‬
‫سيد وسُيصلح الله به بين فئتين عظيمتين (( فكان المر كما أخبر النبي صججلى‬
‫الله عليه وسلم فقد أصلح به بين مججن كججان مججع الحسججن وبيججن مججن كججان مججع‬
‫معاوية رضي الله عنهم ‪ ] .‬رواه البخاري في صحيحه [‬

‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ديق‬‫ثانيا ً ‪ -:‬قوله صلى الله عليه وسلم ‪ )) -:‬أثبججت أحججد فإنمججا عليججك نججبي وص ج ّ‬
‫وشهيدان ((‪.‬‬
‫فكان كما أخبر صلى الله عليه وسلم ‪،‬فمججات أبججو بكججر بمججرض أصججابه ‪،‬وُقتججل‬
‫عمر في المحراب شهيدا ً ‪،‬وُقتل عثمان في داره شججهيدا ً ‪،‬فرضججى اللججه عنهججم‬
‫أجمعين ‪ ] .‬رواه البخاري [‬

‫ثالثا‪ :‬اخباره صلى الله عليه وسلم عن فتح القسطنطينية ورومية ) روما (‬
‫روى أحمد في مسنده عن أبي قبيل قجال ‪ :‬كنجا عنجد عبجدالله بجن عمجرو ابجن‬
‫العاص وسئل أي المدينتين تفتح أول ً القسطنطينية أو رومية ؟ فججدعا عبججدالله‬
‫بصندوق له حلق ‪ ،‬قال ‪ :‬فأخرج منه كتابجا ً ‪ ،‬قججال فقججال عبججدالله ‪ :‬بينمججا نحججن‬
‫حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب إذ سئل رسول اللججه صججلى اللججه‬
‫عليه وسلم أي المدينتين تفتججح أول ً ‪ ،‬أقسججطنطينية أو روميججة ؟ فقججال رسججول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ )) :‬مدينة هرقل تفتح أول ً (( يعني القسججطنطينية ‪.‬‬
‫والحديث صححه الحاكم والججذهبي ووافقهمججا اللبججاني فججي سلسججلة الحججاديث‬
‫الصحيحة ‪.‬‬
‫وقد وقع المر كما أخبر به صلى الله عليه وسلم فتحقججق فتججح القسججطنطينية‬
‫على يد السلطان محمد الفاتح العثماني رحمه الله كما هو معروف بعججد أكججثر‬
‫من ثمانمائة سنة من اخبار النبي صلى الله عليه وسلم بالفتح ‪.‬‬
‫رابعا ً ‪ -:‬قوله صلى الله عليجه وسججلم ‪ ) -:‬إن هجذا قجبر أبجي ِرغجال ‪،‬وإن معجه‬
‫غصنا ً من ذهب ( فحفروه فوجججدوه كمججا أخججبر النججبي صججلى اللججه علججه وسججلم‬
‫‪،‬وذلك حين كان ذاهبا ً إلى الطائف ‪،‬فكان هذا الخبر آية نبوته صلى اللججه عليججه‬
‫وسلم ‪.‬‬
‫خامسا ً ‪ -:‬قوله صلى الله عليه وسلم لخباب بنت الرت وقد جججاء يشججكو إليججه‬
‫ما يلقي المؤمنون كفار قريش ‪،‬يطلب من أن يستنصر الله تعجالى لهجم ‪،‬قجال‬
‫له وقد أحمر وجهه صلى الله عليه وسلم أو تغير لونه‪ ،‬فقال له ‪ ) -:‬لقد كججان‬
‫من قبلكجم تحفجر لجه الحفجرة ‪،‬ويججاء بالمنشجار فيوضجع علجى رأسجه ‪،‬فيشجق‬
‫نصفين ما يصرفه ذلك عن دينه ‪،‬وليتمن الله هذا المر ‪،‬حتى يسير الراكب ما‬
‫بين صنعاء إلى حضرموت ‪،‬ما يخشى إل الله والججذئب علججى غنمججه (‪ .‬وقججد تججم‬
‫هذا كما أخبر صلى الله عليه وسلم‪ ] .‬صحيح البخاري [‬

‫منعججت العججراق درهمهججا وقفيزهججا‬‫سادسا ً ‪ -:‬قججوله صججلى اللججه عليججه وسججلم ) ُ‬


‫عدتم من حيث‬ ‫‪،‬ومنعت الشام مدها ودينارها ‪،‬ومنعت مصر أرد بها ودينارها ‪،‬و ُ‬
‫بدأتم ( فهذا الخبر قد وقع كما أخبر صلى الله عليه وسلم ‪،‬فقد منعت العراق‬
‫‪ ،‬ومنعت الشام ‪،‬ومنعت مصر ‪ ،‬ماكانوا يجؤدونه إلجى أهجل الحججاز مجن خجراج‬
‫وغيره ‪،‬وعاد أهل الحجاز كما بدأوا فمسهم الجوع ‪،‬ونالهم بعد ما أصابهم مججن‬
‫رغد العيش وسعة الرزق‪.‬‬
‫سابعا ً ‪ -:‬قوله صلى الله عليه وسلم ‪ )) :‬الخلفة بعدي ثلثون سججنة ثججم يججؤتي‬
‫الله ملكه من يشاء (( فهذا الخبر من أنبججاء الغيججب ‪،‬إذ كججانت خلفججة أبججي بكججر‬
‫سنتين وأربعة أشهر إل عشر ليججال ‪،‬وكججانت خلفججة عمججر عشججر سججنين وسججتة‬
‫أشهر وأربعة أيام ‪ ،‬وخلفة عثمان اثنتي عشر سنه إل اثني عشر يوما ً ‪،‬وكانت‬
‫خلفة علي خمس سنوات إل شججهرين ‪،‬وتكميججل الثلثيججن بخلفججة الحسججن بججن‬
‫علي رضي الله عنهما ‪،‬إذ كانت نحو من ستة أشهر‪،‬ثججم نججزل عليهمججا لمعاويججة‬
‫عام أربعين من الهجرة‬
‫‪ 20‬يوم‬ ‫‪ 3‬أشهر‬ ‫‪ 2‬سنة‬ ‫أبو بكر‬
‫أيام‬ ‫‪4‬‬ ‫شهر‬ ‫‪6‬‬ ‫‪ 10‬سنوات‬ ‫عجمر‬
‫‪ 18‬يوم‬ ‫‪ 11‬شهر‬ ‫‪ 11‬سنة‬ ‫عثمان‬
‫‪ 10‬أشهر‬ ‫‪ 4‬سنوات‬ ‫علجي‬
‫شهريججججججججن‬ ‫الحسن‬
‫المججموع = ‪ 30‬سججنه‬
‫ثامنا ً ‪ -:‬قوله صلى الله عليه وسلم في عثمججان رضججي اللججه عنججه ‪ )) ،‬افتججح لججه‬
‫ه ‪ :‬أن النججبي‬ ‫وبشرة ُ بالجنة على بلوى تصيبه (( وذلك في حججديث صججحيح ونص ج ُ‬
‫صلى الله عليه وسلم دخل حائطا ً ) بستان ( فدلى رجليه فججي القججف ) الدكججة‬
‫تجعل حول البئر يجلس عليها وتدلى الرجل في الماء المستخرج مججن الججبئر (‬
‫فقال أبو موسى وكان معه ‪ -:‬لكونن اليوم بواب رسول الله صلى اللججه عليججه‬
‫وسلم ‪،‬فجلست خلف الباب فجاء رجل فقال ‪:‬أفتح فقلت من أنت ؟ قال أبججو‬
‫ت رسول الله صجلى اللججه عليججه وسججلم فقججال ‪) :‬أفتججح لججه وبشججرهُ‬
‫بكر ‪،‬فأخبر ُ‬
‫بالجنة ( ثم جاء عمر ‪،‬فقال كذلك ‪،‬ثم جاء عثمان فقججال ‪ )) -:‬أئذن لججه وبشججره‬
‫بالجنة على بلوى تصيبه (( فهذا الخبر من أنباء الغيب الدالة على نبججوته صججلى‬
‫الله عليه وسلم‪.‬‬
‫تاسعا ً ‪ -:‬قوله صلى الله عليه وسلم ‪ )) -:‬أن جبيرل كان يعارضني القرآن كل‬
‫عام مرة ‪،‬وأنه عارضني العام مرتين ‪،‬وما أرى ذلك إل إقترب أجلي (( ‪ ،‬فبكت‬
‫فاطمة ثم سارها فأخبرها بأنها سيدة نساء أهل الجنة ‪ ،‬وأنها أول أهله لحوقججا ً‬
‫به ‪ ،‬فكان كما أخبر إذ ماتت بعده بستة أشهر‪ ،‬ولم يمت قبلهججا مججن آل الججبيت‬
‫أحد ‪ ،‬فكان هذا الخبر آية من نبوته صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬
‫عاشرا ً ‪ -:‬قوله صلى الله عليه وسلم لنسججائه ‪ )) -:‬كيججف بإحججداكن تنبججح عليهججا‬
‫كلب الحوأب (( وكان ذلك كما أخبر ‪،‬فقد خرجت عائشة رضي الله عنها ُتريججد‬
‫الصلح بين علي ومعاوية رضي الله عنهما في وقعة الجمل ‪،‬فلما بلغججت ميججاه‬
‫بني عامر ليل ً نبحت الكلب ‪،‬فقالت رضي الله عنهججا ‪،‬أي مججاٍء هججذا ؟ فقججالوا ‪:‬‬
‫ماء الحوأب ‪،‬فقالت‪ :‬ما أظننججي إل راجعججه ‪:‬فقججال بعججض مججن كججان معهججا ‪:‬بججل‬
‫تقدمي فيراك المسلمون فيصلح الله ذات بينهم ‪،‬قالت ‪:‬إن رسول الله صججلى‬
‫الله عليه سلم قال لنا ذات يوم ‪ -:‬قجال ‪ )) -:‬كيججف بإحججداكن تنبججح عليهججا كلب‬
‫الحوأب (( فهذا الخبر الصادق قد وقع كما أخبر به قبل وقوعه بكذا سنه‪.‬‬
‫الحادي عشر ‪ -:‬قوله صلى الله عليه وسلم في حججديث احمججد عججن عمججار بججن‬
‫ياسر قال ‪ :‬قال رسول الله صجلى اللججه عليجه وسجلم لعلجي حيجن ولجى غججزوة‬
‫العشيرة ‪ ) :‬يا أبا تراب أل أحدثك بأشقى الناس رجلين ؟ ( قلنا بلى يا رسول‬
‫الله ‪ :‬قال ) أحيمر ثمود ‪ ،‬الذي عقر الناقة ‪ ،‬والذي يضربك يا علي على هججذه‬
‫‪ -‬يعني قرنه ‪ -‬حتى يبل أي بالدم هذه أي لحيته ( ‪ ] 0‬صحيح الجامع الصغير [‬

‫فكان كما أخبر صلى الله عليه وسلم فقد ضربه رضي الله عنه عبججد الرحمججن‬
‫بن ملجم أحد الخوارج بالكوفة فقتله على نحو ما أخبر عليه الصلة والسلم‪.‬‬
‫سيكون في هذه المة بعث إلججى‬ ‫))‬ ‫الثاني عشر ‪ -:‬قوله صلى الله عليه وسلم‬
‫السند والهند (( فهذا الخبر الصادق وقع كما أخبر صلى الله عليججه وسججلم فقججد‬
‫فتح المسلمون الهند أيام معاوية سنة ‪44‬هج ج أربججع وأربعيججن ثججم تججوالى الغججزو‬
‫والفتح كما أخبر صلى الله عليه وسلم‪.‬‬
‫سججهيل بججن عمججرو ‪) -:‬عسججى أن‬‫رابع عشر ‪ -:‬قوله صلى الله عليه وسلم في ُ‬
‫يقوم مقاما ً يسرك يا عمر ( وذلك يوم صلح الحديبية حيث غضب عمججر رضججي‬
‫سهيل وكان ممثل ً لقريش يومئذ فقال له صلى اللججه عليججه‬ ‫الله عنه من تعنت ُ‬
‫ً‬
‫وسلم ‪) -:‬عسى أن يقوم مقاما يسرك يا عمر ( وكان المر كمججا أخججبر صججلى‬
‫الله عليه وسلم إذ مججات الرسججول صججلى اللججه عليججه وسججلم وأضججطربت البلد‬
‫ونجم الكفر ووقف سهيل بن عمرو رضي الله عنه بباب الكعبة بمكة فخطججب‬
‫فثبت أهل مكة وقوى بصائرهم فحفظهم الله من الججردة بسججببه وهججو موقججف‬
‫سر عمر والمؤمنين وصدق عليه الصلة والسلم‪.‬‬
‫خامس عشر ‪ :‬النبي صلى الله عليه وسججلم يخججبر وهججو فججي المدينججة أن أمتججه‬
‫ستفتح كنوز كسرى ‪:‬‬
‫روى المام البخاري رحمه الله بإسناده إلى عدي بن حاتم قججال‪ :‬بينججا أنججا عنججد‬
‫الني صلى الله عليه وسلم إذا أتاه رجل فشكا إليه الفاقة‪ ،‬ثم أتاه آخر فشججكا‬
‫إليه قطع السبيل‪ .‬فقال‪] :‬يا عدي‪ ،‬هل رأيت الحيججرة؟[ قلججت‪ :‬لججم أرهججا‪ ،‬وقججد‬
‫أنبئت عنها‪ .‬قال‪] :‬فإن طالت بك حياة لترين الظعينة ترتحل من الحيرة حججتى‬
‫تطوف بالكعبة ل تخاف أحدا ً إل الله‪ ،‬قلت فيما بيني وبين نفسججي فججأين دعججار‬
‫)الدعار هو الخبث الشديد( طيججء الججذين قججد سججعروا البلد؟ ولئن طججالت بججك‬
‫حياة لتفتحن كنوز كسرى[‪ .‬قلت‪ :‬كسرى بن هرمز؟ قال‪] :‬كسرى بن هرمججز‪.‬‬
‫ولئن طالت بك حياة لترين الرجل يخرج ملء كفه من ذهججب أو فضججة يطلججب‬
‫من يقبله منه فل يجد أحدا ً يقبله منه‪ ،‬وليلقين الله أحججدكم يججوم يلقججاه وليججس‬
‫بينه وبينه ترجمان يترجم له‪ ،‬فيقولن ألم أبعث إليك رسول ً فيبلغك فيقول بلى‬
‫فيقول‪ :‬ألم أعطك مال ً وأفضل عليك؟ فيقول ‪ :‬بلججى!! فينظججر عججن يمينججه فل‬
‫يرى إل جهنم‪ ،‬وينظر عن يساره فل يرى إل جهنم[‪ .‬قال عدي‪ :‬سمعت النججبي‬
‫صلى الله عليه وسلم يقول‪] :‬اتقوا النار ولول بشق تمرة‪ ،‬فمن لم يجججد شججق‬
‫تمرة فبكلمة طيبججة[‪ .‬قجال عجدي‪ :‬فرأيجت الظعينجة ترتحججل مججن الحيججرة حجتى‬
‫تطوف بالكعبة ل تخاف إل الله‪ ،‬وكنت فيمن افتتججح كنججوز كسججرى بججن هرمججز‪،‬‬
‫ولئن طالت بكم حياة لترون ما قال النبي أبو القاسم صلى الله عليه وسججلم‪:‬‬
‫يخرج ملء كفه‪) .‬رواه البخاري(‬

‫سادس عشر ‪ :‬إخباره صلى الله عليه وسلم بأنه إذا هلك كسججرى فل كسججرى‬
‫بعده‪ ،‬وإذا هلك قيصر فل قيصر بعده ‪:‬‬
‫قال البخاري رحمه الله‪ :‬حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبججو الزنججاد عججن‬
‫العرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صجلى اللجه عليجه وسجلم‬
‫قال‪] :‬إذا هلججك كسججرى فل كسججرى بعججده‪ ،‬وإذا هلججك قيصججر فل قيصججر بعججده‪،‬‬
‫والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله ‪.‬‬
‫سابع عشر ‪ :‬الخبار عن فتح خيبر من الغد فتم ما اخبر به الصادق المصججدوق‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬
‫قال عليه الصلة والسلم في غزوة خيججبر ‪ )) -:‬لعطيججن هججذه الرايججة غججدا رجل‬
‫يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله (( قال فبات النججاس‬
‫يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبح الناس غدوا علججى رسججول اللججه صججلى‬
‫الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها فقال أين علي بن أبي طالب فقيججل‬
‫هو يا رسول الله يشتكي عينيه قال ‪ :‬فأرسججلوا إليججه ) ائتججوني بججه ( فجُأتي بججه‬
‫فنفث في عينه بقليل من ريقه عليه الصلة والسججلم فجبرأ لتججوه ولججم يمججرض‬
‫بعينه قط ‪ ] .‬رواه البخاري في كتاب الغزوات ورواه مسلم في باب فضائل الصحابه [‬

‫وفي الحديث معجزتين ظاهرتين للنبي صلى الله عليه وسججلم الولججى اخبججاره‬
‫بأن الله تعالى يفتح على يديه خيبر فكججان كمججا اخججبر ‪ ،‬والثانيججة شججفائه علججي‬
‫رضي الله عنه وارضاه ‪.‬‬
‫الثامن عشر ‪ :‬ومن علمات نبوته صلى الله عليه وسلم انه اخبر عن مصججارع‬
‫المشركين في بدر قبل مصرعهم ‪:‬‬
‫روى مسلم في صحيحه وأحمد _ واللفظ له _ عن انس بن مالك رضججي اللججه‬
‫عنه قال ‪ :‬كنا مع عمر بين مكة والمدينججة فترائينججا الهلل وكنججت حديججد البصججر‬
‫فرأيته فجعلت أقول لعمر ‪ :‬أما تراه ‪ ،‬قال سأراه وأنا مستلق على فراشججي ‪،‬‬
‫ثم أخذ يحدثنا عن أهل بدر ‪ ،‬قال ‪ :‬ان كان رسول الله صلى الله عليه وسججلم‬
‫ليرينا مصارعهم بالمس ‪ ،‬يقول ‪ )) :‬هذا مصرع فلن غدا ً ان شاء الله تعججالى ‪،‬‬
‫وهذا مصرع فلن غدا ً ان شججاء اللججه تعججالى (( قججال ‪ :‬فجعلججوا يصججرعون عليهججا‬
‫قال ‪ ،‬قلت والذي بعثك بالحق ما أخطؤا تيك كانوا يصرعون عليها ‪.‬‬
‫التاسع عشر ‪ :‬اخباره صلى الله عليه وسلم عججن مقتججل امججراء مججؤته قبججل أن‬
‫يأتي الخبر بمقتلهم ‪:‬‬
‫روى البخاري في الصحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنججه أن النججبي صججلى‬
‫الله عليه وسلم نعى زيدا ً وجعفرا ً وابن رواحة للناس قبججل أن يججأتيهم خججبرهم‬
‫فقال ‪ )) :‬أخذ الراية زيد فأصيب ‪ ،‬ثم أخذ جعفر فأصججيب ثججم أخججذ ابجن رواحججه‬
‫فأصيب ‪ -‬وعيناه تذرفان _ حتى أخذها سيف من سيوف الله _ يعني خالد ابن‬
‫الوليد رضي الله عنه _ حتى فتح الله عليهم (( ] الفتح ‪[ 54 / 9‬‬
‫عشججرون ‪ :‬إخبججاره صججلى اللججه عليججه وسججلم بفسججاد بعججض أحججوال المسججلمين‬
‫وقتالهم بعضهم بعضا ً بعد فتح فارس والروم ‪:‬‬
‫قال مسلم رحمه الله‪ :‬حدثنا عمرو بن سواد العامري أخبرنا عبدالله بن وهب‬
‫أخبرني عمرو بن العاص حدثه عن عبدالله بن عمرو بججن العججاص عججن رسججول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم أنججه قججال ‪ ] :‬إذا فتحججت عليكججم فججارس والججروم أي‬
‫قوم أنتم؟ [ قال عبدالرحمن بن عوف‪ :‬نقول كما أمرنا الله‪ .‬قال رسول اللججه‬
‫صلى الله عليه وسلم‪] :‬أو غير ذلك‪ .‬تتنافسون ثم تتحاسدون ثم تتدابرون ثججم‬
‫تتباغضون أو نحو ذلك‪ ،‬ثم تنطلقون في مساكن المهاجرين فتجعلون بعضججهم‬
‫على رقاب بعض[ )مسلم ‪( 4/2274‬‬

‫قلت‪ :‬وللسف فقد حدث ما أخبر به الرسول صلى اللججه عليججه وسججلم‪ ،‬وقتججل‬
‫المهاجرين والنصار بعضهم بعضا ً فججي الجمججل وصججفين!! فإنججا للججه وإنججا إليججه‬
‫راجعون‬
‫الحادي والعشرون ‪ :‬أخبر صلى الله عليجه وسجلم بجأنه ل تقجوم السجاعة حجتى‬
‫تقاتل أمته قوما ً صغار العين ذلف النوف ) قصر النف مع انبطاحه ( ‪ ،‬وهذه‬
‫حلية التتار ‪ ،‬فكان كذلك ووقع ما أخبر به الصادق المصدوق صججلى اللججه عليججه‬
‫وسلم ‪.‬‬
‫الثاني والعشججرون ‪ :‬أخججبر صججلى اللججه عليججه وسججلم بججأن عمججارا ً سججتقتله الفئة‬
‫الباغية ‪ ،‬فقتل يوم صفين مع علي رضي الله عنه ] رواه البخججاري ‪ :‬الصججلة ] ‪[ 644 / 1‬‬
‫ومسلم ‪ :‬الفتن ] ‪ [ 2915 / 4‬وأخرجه مسلم في صحيحه رقم ) ‪ ( 2916‬من حديث أم سلمه ‪.‬‬

‫الثالث والعشرون ‪ :‬أخبر صلى الله عليه وسلم بقتال الخوراج ‪ ،‬ووصججف لهججم‬
‫الثدية ‪ ،‬فحدث كما وصف سواء بسججواء ‪ .‬وأحججاديث قتججال الخججوراج متججواترة ‪،‬‬
‫انظرها في السنة لبن أبي عاصم ) ‪ ( 2233 _ 623 / 2‬من حديث أبي بكرة‬
‫‪.‬‬
‫الثالث والعشرون ‪ :‬أخبر الصادق المصدوق عليه الصلة والسلم بججأنه سججوف‬
‫تخرج نار من أرض الحجاز تضيىء لها أعناق البل ببصرى ‪ ،‬فوقع ما أخبر به ‪،‬‬
‫وكان ظهور هذه النججار فججي سججنة بضججع وخمسججين وسججتمائة ‪ ،‬وتججواتر أمرهججا ‪.‬‬
‫] البخاري ‪ :‬الفتن ‪ ] [ 84 / 13‬مسلم ‪ :‬الفتن ‪ [ 2227 / 4‬رقم ) ‪( 2902‬‬
‫قال النووي ‪ :‬تواتر العلم بخروج هذه النار عند أهججل الشججام _ وبصججرى مدينججة‬
‫معروفة بالشام ‪ ،‬تبعد عن دمشق حوالي ‪ 100‬كم شرقا ً ‪.‬‬
‫وأخيرا وبعد هذا العرض لبعض المعجزات الظاهرة للنججبي الخججاتم صججلى اللججه‬
‫عليه وسلم نقول ‪ :‬تعسا ً والله لمن ل يعتبر ‪. .‬‬
‫وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العاللمين ‪0‬‬

You might also like