You are on page 1of 1

‫نظرية النفجار العظيم‬

‫ولد عالمنا قبل خمسة عشر ألف مليون عام نتيجة انفجار هائل ‪ ،‬هو النفجار‬
‫العظم ‪ .‬إن نقطة صغيرة جداً من مادة فائقة الكثافة وشديدة الحرارة تمزقت‬
‫بانفجار طاقي عنيف فخلقت فضاء مازال يتوسع حتى الن ‪ .‬لقد أعدت الثانية‬
‫الولى من حيا الكون المشهد ورغم كون هذه الحقبة الولية قصيرة جداً‬
‫بالمقاييس العادية إل أنها مفعمة بأحدث كونية كبرى‪.‬‬

‫في اللحظة ‪10‬ــ^‪ 43‬الولى من الثانية ‪ :‬بدأ العمل ‪ .‬فبعد مقدمة مختصرة بدأ‬
‫المكان والزمان يتخذان معنى وعند درجة حرارة ‪10‬ــ^‪ 32‬شهد الكون الحقبة‬
‫الولى من تاريخه و أخذ شكل نقطة دقيقة جداً قطرها ‪10‬ــ^‪ 32‬سنتيمتراً تحوي‬
‫مزيجاً غريباً من الجسيمات وأضداد الجسيمات التي تولد وتفنى ‪ :‬إذ انفصلت الثقالة كقوة بحد ذاتها‪ .‬وهذا النفصال هو‬
‫واحد من (التحولت الطورية ) التي (تجمدت) فيها قوى الكون وانفصلت عن قوة موحد بانخفاض درجة الحرارة‬

‫في اللحظة ‪10‬ــ^‪ 35‬من الثانية ‪ :‬بدأ النتفاخ أثناء محاولة القوة الشديدة التجمد والنفصال ‪ ،‬فتسربت الفقاعات‬
‫الكمومية إلى الخلء المحيط ‪ .‬تنتفخ إحدى الفقاعات بسرعة هائلة ‪ ،‬يبلغ عالمنا المرئي ‪ ،‬في داخلها ‪ ،‬حجم كرة المضرب‬
‫‪ .‬مازالت كل القوى موحدة (ماعدا الثقالة ) بيد أن الخلء المتناظر (يدرك) فجأة أنه غير مستقر فيصب منتجاً مزيداً من‬
‫الجسيمات فتتجمد القوة الشديدة ‪.‬‬

‫في اللحظة من الثانية يتوقف النتفاخ ‪ .‬يتجدد النفجار العظم ثانية ببطء أكثر ولكنه ما زال قوياً ‪ .‬هناك نوعان من‬
‫الجسيمات ‪ :‬الكواركات التي تتحسس القوة الكهروضعيفة الموحدة ‪.‬‬

‫في اللحظة ‪10‬ــ^‪ 11‬من الثانية تنشطر القوة الكهروضعيفة وتنخفض درجة الحرارة إلى مادون ‪10‬ــ^‪15‬درجة وهي‬
‫نقطة تجمد أخرى ‪ .‬تنشطر القوة الكهروضعيفة إلى قوة كهرطيسية وقوة ضعيفة بآلية تحطم متناظرة ‪ .‬إن حاملت القوة‬
‫الضعيفة إي الجسيمات (‪ )Z‬و(‪ )W‬ثقيلة في حين أنه ليس للفوتونات ‪ ،‬التي حاملت القوة الكهرطيسية أية كتلة ‪.‬‬

‫في اللحظة ‪10‬ــ^‪6‬من الثانية ‪ :‬مذبحة الكواركات ‪ .‬الكواركات و أضداد الكواركات تسبح في الفضاء وتتولد ‪ ،‬ويفنى‬
‫بعضها بعض ًا وتتفاعل مع جسيمات أخرى ‪ .‬وعندما برد الكون حتى درجة ‪10‬ـــ^‪ 13‬لم يعد هناك طاقة كافية لتوليد‬
‫الكواركات تلقائياً وتستمر الزواج الموجودة في الفناء ن ويبدو كأن الكواركات سوف تختفي إلى البد ‪.‬‬

‫في اللحظة ‪ 4-^10‬من الثانية ‪ :‬أخذت الباريونات تتشكل ‪ .‬كبر حجم الكون بقدر حجم نظامنا الشمسي تقريباً‪ .‬وعندما‬
‫انخفضت درجة الحرارة توقف فناء الكوراركات واتّحدت الكواركات المتبقية لتصنع بروتونات ونيترونات ‪.‬‬

‫وفي نهاية الثانية الولى تنجو معظم النترينوهات‪ .‬وكانت النترينوهات التي تتحسس فقط القوة الضعيفة ‪ ،‬مازالت نشيطة‬
‫جداًُ ‪ .‬بيد أنه في نهاية الثانية الولى أصبحت القوة الضعيفة على درجة من الضعف بحيث فقدت في النهاية السيطرة على‬
‫النترينوهات فتحررت وانطلقت وحدها ومازالت "هناك"أبعاد كبيرة ‪.‬‬

‫خلل الـ ‪100‬ثانية ‪ :‬العناصر الولى ‪ .‬تتحد البروتونات والنترونات فجأة وتشكل نوى الهيليوم ‪ .‬ولم يحدث الكثير خلل‬
‫المائة ألف سنة التالية أو ما يقارب ذلك‪ .‬فقد امتزج الهيدروجين و الهيليوم وآثار من نوى خفيفة قليلة أخرى مع‬
‫اللكترونات والشعاع وتبرد جميعها تدريجياً إلى حوالي درجة حرارة فرن الفولذ ‪ .‬خلل الثلث مئة سنة ألف سنة ‪:‬‬
‫الكون يضئ ‪ .‬بدأت اللكترونات تلتحق بالنوى ‪ .‬فتولدت أول مادة نووية و الشعاع لم يعد قوياً بما فيه الكفاية لتحطيم‬
‫الذرات ‪ ،‬كما أنه لم يمتص آلياً فغدا الكون شفافاً وغمره الضوء خلل اللف مليون مليون سنة ‪:‬عندما تشكلت المجرات ‪،‬‬
‫أخذ الكون شكلً مألوفاً أكثر خلل الخمس عشرة ألف مليون سنة ك الكون كما نعهده بالمقاييس الكونية والذرية‪.‬‬

‫‪ :‬من إعداد‬
‫عبد الحكيم الحاجي‬
‫أولى علوم رياضية ‪2‬‬

You might also like