Professional Documents
Culture Documents
)الرؤى والسياقات(
عدّ المرحوم محمد محمود الزبيري المولود في صنعاء سنة 1360هـ ،
يُ َ
والموافق 1918م أحد الشعراء الحيائيين الكبار في اليمن ،الذين مثلوا امتدادا ً
متجددا ً للشعر العربي في عهد فحولته) ، (1وأحد المناضلين العلم الذين
قدموا أرواحهم فداءا ً لوطانهم .وقد اكتسب لقب أبي الحرار بجدارة ؛ بما
قدمه لوطنه من تضحيات هائلة ،وبما سّنه للحرار من بعده من سنن خالدة ،
ل تزال كالمصابيح تضيء طريقهم .وقد جاءت سنوات عمره القصيرة نسبيا ً ،
وقد بلغت سبعة وأربعين عاما ً حافلة بالعطاء وقد حكت كل دقيقة منها دقات
قلب ماعرف الراحة أو السكون لحظة ،إلى أن سكن سكونه الخير في الحادي
والثلثين من مارس /آذار سنة 1965م ) (2بفعل رصاصات غادرة ،وقد كان
يؤدي واجبه الوطني في إصلح ذات البين ،بعد أن كادت المحنة تحيق باليمن
في ذلك الظرف الصعب ،مما ألب عليه المناوئين والشانئين من أنصار العهد
البائد .فدفع حياته ثمنا ً لمناوأتهم والخذ على أيديهم .وقد جاء شعره على
سياقات ثلثة ،مّثل كل سياق فيها مرحلة من مراحل حياته .وهذه السياقات
هي :
وقد تمّيز هذا السياق بميزة خاصة ؛ تكونت فيها شخصيته ،ونضجت ثقافته،
وأصبح فيها على سنن لحب من الستقامة والعدل في شخصه ،وفي سلوكه ،
ة ،في مواجهة وفي تعامله مع قضايا مجتمعه ،بما عرف عنه من مواقف ثابت ٍ
ذ .وصورة ذلك يرويها الشاعر نفسه .يقول )) :حينما النظام القائم حينئ ٍ
قدمت إلى اليمن من مصر حوالى عام 1941م ،انهالت علي نصائح الصدقاء
والقرباء ،بأن ألزم الصمت والخمول ،وأغض الطرف عن كل ما ألقاه من
شرور ،وأعتكف في عقر داري ،ول أتحرك منه إل إلى )المقام الشريف( أو
أنصار المقام الشريف .وقيل لي :إذا أردت أن تعيش سعيدا ً مع أهلك ،وأن
تنال المرّتب والوظيفة فلبد أن تّتبع هذه التعاليم ،أما إذا رفضت هذه التعاليم
ده على ذلك العرض فل تنتظر غير بليا ورزايا ومحنا ً متلحقة (3).وقد كان ر ّ
استعلء واستخفافا ً بأولئك الذين ليسوا أكثر من دود في القبور ،أو من حملة
نير الستعباد ،أو دون ذلك ممن خلق الله الذين من وجهة نظره ليسوا أكثر
طا من الحمير .جاء ذلك في قصيدته التي أنشأها تحت عنوان مصرع ضمير ، خ ّ
والتي من أبياتها (4):
وهكذا إلى آخر القصيدة ،وقد بلغت ثلثين بيتا ً ،وجميعها يدّلل على نظرته
لمجتمعه يومئذ ،وعلى ثقافته الشخصية ،المتنورة والعارفة وقد كان قادما ً
ب فيها من وه من رحلته العلمية إلى مصر وقد قضى فيها قرابة عامين .ع ّ لت ّ
الثقافة المعاصرة ما أهله لمثل هذه الرؤية المسددة .وواضح أنه منذ البداية
س
اعتمد على الدب في مواجهة الفساد .يدل على ذلك قوله )) :كنت أح ّ
وض ألف عام من إحساسا ً أسطوريا ً بأني قادر بالدب وحده على أن أق ّ
الفساد(() (5وكذلك قوله )) :وشعري أو معظمه تطغى عليه السياسة سواء
ء ،وما كان ثورة ،وما كان شكوى ،وما كان غير ما كان منه مدحا ً ،وما كان رثا ً
ذلك(((6).
ولم يأت اعتماده على الدب عبثا ً ،كما لم يأت من فراغ .بل جاء كل ذلك
بسبب من تفاعل فني .يقول )) :تفاعلت نفسي مع الشعر ،وتفاعل معها ،
ونما خلل نموها ،فكانت طفولتي طفولته وشبابي شبابه ،ونضجي)(7
نضجه ،وكان يسير جنبا ً إلى جنب حيث أسير(( .وقد كان مفتاح شخصيته.
حى من أجلها ) (( . والفاعل في تكوينها )) الصالة التي عشق بها الحرية وض ّ
(8
وقد تمّيزت هذه المرحلة ببعديها الجتماعي والشعبي وبالرؤية الواعية لحقيقة
الواقع اليمني .وقد كان جماع الرأي عنده أن هذا الجيل ل ينهض ))إل إذا نجح
في أمور ثلثة :
الول :أن ينضج فهمه ،وانتماؤه لروح شعبه ،وروح العصر القديم ،الذي
ينتمي إليه شعبه نضجا ً تاما ً .
الثاني :أن يتغلغل فهمه إلى روح الحضارة الحديثة ل أن يعيش على السطح
منها .
الثالث :أن تكون عنده نزعة روحية ترتفع به فوق مستوى أهوائه الذاتية)(9
ومنافعه المادية (() (9وكانت نظرته إلى الشعب كما جاءت في شعره (10) :
ومن هذا المنطلق يأتي إيمانه بحقه ،وبالطاقات الكامنة في أوساط شعبه
يقول بهذا الصدد (11) :
وعليه نكون أمام رؤى ثلث مما أملى عليه فكره الثاقب .وهذه الرؤى هي :
حقه ،والطاقات الكامنة في أوساط شعبه ،وقدرة شعبه على التغيير مهما
كانت المصاعب جمة .
ي عام من حيث الرؤية م وطن ّ وكثيرا ً ما كان يتح ّ
ول عنده همه الجتماعي إلى ه ّ
والتشكيل ،ومن حيث الحقيقة والواقع وقد رصد له جهده وأفنى في حبه
عمره .يصور ذلك قوله (12):
وعلوة على ذلك فالوطن عنده المشكاة الذي صدر عنها ذلك اللق الرائع
الذي يخلب اللباب ،والقدرة الفاعلة ،بل والمصدر الذي يصدر عنه كل إبداع.
قال(13):
وقد كان شعوره بالنتماء لشعبه ،وبأصالة ذلك الشعب يؤهله إلى الدخول
بالمواجهة المباشرة مع الطاغية الذي كان ما يفتأ يمارس كل أشكال الضطهاد
البشري .وقد عبر )) عن هذه المرحلة الجديدة بقصيدة )كفر وإيمان( التي
تجاوز فيها عوامل اليأس وكفر بها ،واستعاد ) اليقين الثوري ( وآمن بكل ما
يبعث اليمان ويعيد الثقة إلى النفوس وفيها يقول :
ومنها :
وة التي كانت موجودةوهذه البيات وهي من قصيدة طويلة تدل على عمق اله ّ
بين الشاعر وبين النظام الحميدي ،وعلى الموقف الصارم والصلب الذي كان
يتسلح به في مواجهة ذلك النظام .وهو موقف فيه أصالة ،وفيه دليل على ما
كان بين الشاعر والطاغية من قطيعة ،وقد جاء سياق ذلك في مواقف ثلثة ،
نوردها تباعا ً .وهذه المواقف هي (17) :
مى بـ ) جمعية المر بالمعروف والنهي عن وقد كان إطار ذلك -عنده -مايس ّ
المنكر ( وقد كانت مدخل ً لمواجهة تتخذ من »ادع إلى سبيل ربك بالحكمة
ف أذاه عن شعبه ).(18 والموعظة الحسنة« وسيلة لكبح جماح الطاغية ،ولك ّ
إل أن الخطوة الكثر جراءة تميزت في تلك الخطبة الذائعة الصيت التي
وه من مصر .ذكر المعلمي قال : ألقاها سنة 1360هـ وقد كان عائدا ً لت ّ
)) وفي جمعة من شهر ذي الحجة عام 1360هـ ،حضر المام للصلة في
الجامع الكبير في صنعاء ،فوقف الستاذ الزبيري خطيبا ً ،وواجه المام بموقف
ي لبرنامج الجمعية في ي شديد اللهجة ،وضمن خطابه المنطلق النظر ّ انتقاد ّ
إنكار حياة البؤس والشقاء التي يكابدها الناس ،ووجوب إصلح أحوالهم
بمقتضى جوهر الدين ،وما يحتمه على المسؤولين من الواجبات (() (19وقد
كانت النتيجة أن )) سيق الزبيري وزميله أبو طالب) (20إلى سجن يقع في
منطقة نائية هي الهنوم(() (21إل أن ذلك السجن لم يزده إل إصرارا ً وتحديا ً ،
وقد كان يدرك ))أن اليقين الثوري هو الساس للثورة العميقة الصادقة (()
(22وأن ضريبة ذلك المعاناة واللم ،جاء في شعره (23) :
وهذه المعاناة جعلت منه عليما ً بمواقع النضال ،وبحتميتها ،وبما هي عليه من
مية ،وقد مّثلت المواجهة الخيار الوحيد عنده .قال(24):أه ّ
وعليه فالشعب -عنده )) -هو الذي ينشد الحرية ،وهو الذي يجب أن يدفع
ثمنها كامل ً غير منقوص (( ) (25وهو المؤهل لحمل تبعات ذلك .
ي أن تقوم المواجهة على أساس من هذه الرؤية التنظيرية التي ترى وبديه ّ
في الشعب المعادل الموضوعي في معركة الحياة والموت بين الشعب وجلديه
وهي مسألة تعد غاية في الهمية ،وقد جعلت الطريق لحبا ً أمام جيل الرواد
من المناضلين الشرفاء الذين جعلوا من أجسامهم جسرا ً لخوانهم الذين نفذوا
العبور إلى الموقع المتقدم في السادس والعشرين من سبتمبر /أيلول سنة
1962م .و كان حادي ركبهم يومئذ أبو الحرار المجاهد الشهيد محمد محمود
الزبيري رحمه الله .وقد كان يرصد حركة الجماهير ،ويؤصلها ،ويعمل من
وة الواعدة .يعبر عن ذلك قوله في أجل إدامتها ،وإظهار ما فيها من كمون الق ّ
انتفاضة قبيلة خولن (26) :
في موقفه الجديد -اليقاظ والتحريض -يرتكز على موقفه الول المواجهة
والتحدي (27) .إذ أن المواجهة تقتضي اليقاظ بصورة عامة ،وكذا التحريض
.والمطلع على ذلك يجده واضحا ً .وإن كانت قصائده اليقاظيه قد تض ّ
م
الجانبين معا ً ،ومثلنا على ذلك قصيدته التي جاءت تحت عنوان ) صرخة إلى
ً
النائمين ( وهي من قصائد ديوانه )صلة في الجحيم ( وتبلغ ستة وسبعين بيتا ،
وهي بمثابة خطاب مباشر بينه وبين اليمانيين بعامة .وقد جاءت في أربعة
مقاطع مختلفة الطول) ،(28تكاد جميعها تدور حول فكرتي اليقاظ والتحريض
.وهي من حيث الواقع )أطول نشيد ثوري للزبيري( بعد ) رثاء شعب ( وجهه
إلى فئات الشعب المختلفة ،وذلك من خلل رؤى ثلثة):لصيحة إلى النائمين( و
) الحديث عن الماضي المشرق ( والتذكير بــ )الحاضر المظلم( الذي هدف
الشاعر إلى تعريته وفضحه.
وفي هذه البيات -وهي قليلة -قياسا ً على طول القصيدة – تركيز مباشر
وام ( لتدل على ذلك .
على اليقاظ ،وقد جاءت اللفاظ ) نيا م ونومها والن ّ
وكذلك اللفاظ ) أشعلت وشعلة وضرام ( لتدل على عنفوان الموقف الثوري
مع ضآلة الستجابة لدى المعنيين وقد كانوا لما يزالوا بعد يتململون في
سباتهم العميق .ولعّله للسبب ذاته توجه بالحديث المباشر عن الحوال اليمنية
بعامة .ولكن بالنتقال من صيغة المفرد إلى صيغة الجمع وبأسلوب من العتاب
واللوم غير المباشر .قال :
صحيفة 26سبتمبر
د .عبدالعزيز الحاج مصطفى
)الـــــــرؤى والسيــــاقــــــات(
ً
وفي مواجهة هذه الحالة تجاوز اليقاظ موضوعا ،والتحريض مهمة إلى تعرية
وفضح الفئة المنحرفة »من حملة القلم المأجورة التي كانت تبيع شرفها)(29
وش مسارهم «.فقذف في ودينها للسلطة ،فتطعن في الحرار ،وتغري بهم ،وتش ّ
وجهها عبارته الغاضبة ،قال:
ونا وترددا ً ومذبذبين تل ّ
لعنتهم الحسنات والثام
قلنا ارفعوا السواط عن أجسادكم
م
قالوا لنا لوم المام أثا ُ
تالله مابهم المام وإنما
ولعوا بسوط المستبد ّ وهاموا
باعوا الضمائر للمهانة مثلما
تبتاع للحمل الثقيل سوام
وإذا ثوت بين الضلوع بهائم
قويت على حمل العصا الجسام
إلى أن يقول:
وسيندم المتزلفون ندامة الـــ
م الصنام ي يوم ُتحط ّ ُـوثن ّ
ي يتجاوزن اليقاظ ّوتعليقا ً على ذلك يقول الستاذ عبد الله البردوني» :فهذا الف ّ
موضوعه ويندغم في التثوير ،ويخلص منه إلى الهجاء السياسي ،فتتلءم ملمح
الهجاء وسمات التثوير في وجه واحد هو وجه اليقاظ .وهذا المزج هو الفكرة
الساسية الثانية التي دار حولها الشعر اليقاظي عند الزبيري«) (30وهو عنده
في هذه يلتقي مع الشاعر التونسي أبي القاسم الشابي في رومنسياته الثائرة)
ي في مواجهة جلوزة الستعمار م القوم ّ
.(31وقد كان الشابي في هذه حمل اله ّ
ة وقد جعل الحديث .فاشتركا معا ً في هذه الصفة وإن كان الزبيري أكثر خصو ّ
صي ً
من قضيته الوطنية القضّية الولى والهم قياسا ً إلى القضايا الخرى.
الموقف الثالث – الفعل الثوري:
ول أقواله إلى أفعال ثورية وفيه انتقل الشاعر من القول إلى الفعل .وقد ح ّ
رائدة ،مّثلت القدوة في السلوك قول ً وعمل ً وأهلته لحمل راية الجماهير ضد
المام وحكمه ؛ يقول الدكتور عبد العزيز المقالح» :كان الشعر قبل أن يأتي
شعراؤنا المعاصرون وسيلة تعبيرية ذات وظيفة جمالية .قد تكون ذات دللة
اجتماعية وقد لتكون ،قد تكون مديحا ً لحاكم أو زلفى لمير ،وقد تكون مناجاة
محب أو وصف بحيرة .أو رحلة ناقة أو حديثا ً عن بستان في الربيع.وقد تغّيرت
وسائل التعبير في العصر الحديث ،وأصبح جانب كبير من الشعر وسيلة الشعب
بعد أن كان وسيلة الحكام ،لكنه في اليمن كان كتابة بالظافر ،وتمّردا ً بحد ّ
السيف .لقد ألغى الزبيري المسافة الممتدة بين القول والعمل عندما قال:
م النوف خرجنا من السجن ش ّ
كما تخرج السد من غابها
نمّر على شفرات السيوف
ونأتي المنّية من بابها
ونأبى الحياة إذا دّنست
بعسف الطغاة وإرهابها)(32
وهذه البيات من قصيدة جاءت تحت عنوان »الخروج من اليمن ...السجن
الكبير« وهي أول قصيدة ألقاها بعد هجرته إلى عدن .ويعتقد أنها ألقيت سنة
1943م وقد أطلق عليها الدكتور المقالح اسم »المارسيليزو تشبيها ً لها بالنشيد
الوطني الفرنسي« )(33وقد بلغت تسعة وثلثين بيتًا .وهي من روائع الشعر
العربي وأجوده» .وفوق ذلك فإن حرارة مشاعرها ،وصدق تعبيراتها ووضوح
معانيها وواقعيتها قد تضافرت جميعا ً على تمكينها من الذان والقلوب«) (34وقد
ل الشاعر على صدق مشاعره ،ل سيما بعد خروجه إلى عدن .وهو في هذه د ّ
»ينتقل من الشعر الثوري إلى التنظير الثوري كما في كتابه »مأساة واق الواق«
الذي دعا فيه إلى جمهورية ديمقراطية«) (35وقد كان اليقين الثوري عنده »هو
الساس للثورة العميقة الصادقة«) (36وقد مثل شعره ترجمانا ً لذلك في
قصائده المختلفة ومنها قصيدته التي جاءت تحت عنوان ) صيحة البعث ( التي
بلغت عشرين بيتا ً والتي يقول فيها(37):
جل مكانك في التاريخ يا قلم س ّ
فها هنا تبعث الجيال والمم
هنا القلوب البّيات التي اتحدت
م
ح ُ
هنا الحنان ،هنا القربى ،هنا الر ِ
هنا البراكين هّبت من مضاجعها
م
تطغى وتكتسح الطاغي وتلتهِ ُ
لسنا اللى أيقظوها من مراقدها
الله أيقظها والسخط واللم
شعب تفّلت من أغلل قاهره
حّرا ً فأجفل منه الظلم والظلم ُ
والمعروف أن الزبيري ألقى هذه القصيدة في أول اجتماع عام لحزب الحرار
وه من اليمنيين بعد عام 1943م) (38في عدن .وقد كان رحمه الله خرج لت ّ
م عينه آهات شعبه وعذاباته ،وهي مسألة كانت تشغله منذ صنعاء .بعد أن رأى بأ ّ
أمد .فجعلته يقرب المسافة بين القول والفعل فيسهم في تأسيس حزب الحرار
اليمنيين ،وفي لم شمل رجال المهمات الصعبة من البطال التاريخيين الذين
خرجوا معه إلى عدن وزاملوه في صنع القرار التاريخي الذي كان بمثابة اللبنة
الولى من أجل تحرير اليمن وكما قال في البيت السابع عشر(39):
والحق يبدأ في آهات مكتئب
ملؤه ِنقم
وينتهي بزئير ِ
فقد مثلت خطوته هذه التي ساهم فيها بتأسيس حزبه الجديد الصيحة الرائدة
شرت بقرب الخلص من نظام آل حميد الدين .ووضعت العجلة على التي ب ّ
مسارها الصحيح كما يقال ،بعد أن كانت متعثرة أو متوقفة ،بسبب عدم اقتران
القول بالفعل في مناهضته النظام ،وفي حركة إيقاظ الجماهير التي طال أمد
ترقبها .وقد كان جنوبي اليمن وشماليه عنده سيان .وهو القائل(40) :
أرضنا حميرية الصل ليست
أرض زيدية ول شافعية
وكانت نظرته إلى وحدة شعبه أقوى من الخلفات .يقول(41) :
ن(متى تحلق في آفاقها ) عد ُ
متى تطير بنا نحو العلى اليمن
ّ
وهي نظرةٌ يدعمها اليقين الثوري الذي كان يتسلح بالعقل والمنطق ،وبالرؤية
حد في مواجهة الصحيحة لما يجب أن تكون عليه اليمن من انسجام وتآلف وتو ّ
ً ً
عقابيل الحياة وصعابها المستجدة .وعند هذه المسألة كان واضحا حّرا في كل ما
ذهب إليه .وكانت أقواله وثائق يمكن أن يركن إليها في الحكم على منهجه
خى بها خلص اليمن .يقول(42): الثوري ،وعلى حركته الرائدة وقد تو ّ
ولقد نزعت من الضمير قصيدة
هي صوت إيماني وصك جهادي
لو يصبغ النشاد لون خديعة
لنفت عن نغمي وعن إنشادي
لو خالط النفاس شوب تمّلق
لحبست أنفاسي عن الترداد
تسعى القوافي لي فل أحني لها
قلما ً إذا جاءت بغير مراد
وأكاد أرفضها إذا )هي() (34لم تكن
ي على رويّ فؤادي نزلت إل ّ
ّ
فالمسألة كما نرى مسألة ضمير ،وهي صك جهاد مقدس ل يمكن العبث به ،وكذا
صوت إيمان يبعث الموتى أو من هم من أشباههم .وعليه فهو يرفض حتى
القوافي التي ل تأتي منسجمة مع ذلك المنهج أو التي ل تنزل على روي فؤاده
خى بعث كما يقول فتتناغم معه ،وتلقي بظللها على نغمه المحّلق الذي يتو ّ
المجاد ،فضل ً عن استنهاض الهمم .وقد كان يرى في ذلك مهمة خاصة به قال)
:(44
وضت بالقلم الجبار مملكة ق ّ
كانت بأقطابها مشدودة الطنب
فإن فشلت ولم أنهض بدولتنا
ّ
الكبرى لشعبي ولم أظفر بمطلبي
فسوف أبني له مجدا ً من الدب
ب
العالي يبوئه في أرفع الرت ِ
ول ريب أنه كان يدرك دور القلم في هذا المضمار ،فأجل نباة المجاد كتاب ؛ به
ترسم معالم النضال ،وبه توضح المناهج ،أو ترسل الصيحات أو تبين المآثر،
وأمضى سيوف المجاد قلم نابه يفتح المغاليق ويزيح العقبات ،أو يهوي على
الصنام فيجعلها تتهاوى أمام ضرباته المدمرة .وقد كان لقلمه ذلك الشأن وقد
وض أركان مملكة لم يكن لها أن تتقوض لول ذلك النذير الصارخ الذي قام به ق ّ
ّ
من بعث وإيقاظ ،وفعل ثوريّ محلق ،كان له فعل النار في الهشيم في ذلك
الوقت.
-3سياق الغربة:
ظاهرة الغربة في حياة الزبيري ظاهرة وجدانية تتعّلق بتكوينه العقلي والنفسي
والروحي،وما كان عليه من مباديء وأفكار ،وأول هذه المباديء والفكار ،موقفه
من مجتمعه ومفارقته إياه ،وقد كان يومئذ مدينا ً بالطاعة للمام ،ثم خرج عليه.
وقد تجّلت مسألة الغربة عنده في رحلت ثلث .وهذه الرحلت هي:
ل -الرحلة إلى عدن: أو ً
وقد مّثلت في حينها رحلة البحث عن الذات إذ أنـه -بعيدا ً عن عيون السلطة-
م شعثه وأن يكون القاعدة النضالية الولى لحرار اليمن.وأن يصدر استطاع أن يل ّ
جلى في قصيدته »صيحة البعث«) (45وقد عُد ّ خروجه إلى إعلنه التاريخي الذي ت ّ
عدن وإنشاء حزب الحرار بمثابة النتصار الكبير الذي بعثت به المة من رقادها
وبه خرجت ممثلة بأحرارها ،تتحدى ظالما لتبالي به غضب أم لم يغضب .وقد
وه من قبل عن هذا الخروج بقصيدته الداوية التي جاءت تحت عنوان كان ن ّ
»الخروج من اليمن السجن الكبير«) (46التي أنشأها بعد رحلته إلى عدن .وفيها
ي الوطن كان يعد من ناحية تكتيكية خروجا ً يدرك الباحث أن خروجه إلى جنوب ّ
موّفقًا ،وقد خرجت مسألة معارضة النظام من السّر إلى العلن ،وأصبح الصوت
مسموعا ً في المحافل الدولية ،وهو الذي كان يريده الزبيري يومئذ .وفضل ً عن
ذلك فقد كان لنتقاله مع »زملئه من الشعراء والكتاب إلى جنوبي الوطن دور
في ترسيخ وحدة التجاه الثقافي .بل وفي إيقاظ هذه الروح وتأصيلها(47)«.
والحقيقة أنه في عدن أنشأ غرر قصائده ومنها) :الخروج من اليمن السجن
الكبير( و)صيحة البعث( و)صرخة النائمين( و)الحنين إلى الوطن( التي يذكر
الستاذ أحمد محمد الشامي أن »الستاذ هلل ناجي جعلها في مقدمة مختاراته
ب الوطني الرفيع متأججة مسة بدموع الح ّ
من شعر الزبيري .والحق أنها بكائية مغ ّ
بلهيب الحنين النساني الفطري ولوحة فنية رائعة اللوان حية النبضات فواحة
الريج«) (48ومن أبياتها التي تحكي الغربة بأسلوب موجع قوله ):(49
آه ويح الغريب ماذا يقاسي
من عذاب النوى وماذا يعاني
كشفت لي غربتي سوأة الدنـــ
ـيا ولحت هّناتها لعياني
كلما نلت ل َذ ّة ً أنذرتني
ن زماني م ْة ِ
فت خيف ً فتل ّ
ة لح مرأى ت بسم ً م ُ
وإذا ُر ْ
وطني فاستفّزني ونهاني
ليس في الرض للغريب سوى
الدمع ول في السماء غير الماني
ثانيًا -الرحلة إلى باكستان:
بدأت هذه الرحلة في أعقاب الحداث المأساوية التي أعقبت فشل ثورة 1948
م .وكانت بواكيرها الشعرية تلك التي جاءت تحت عنوان )رثاء شعب( وعنها
يقول» :بدأت المرثاة إثر مصرع الثورة اليمنية الدستورية عام 1948م وأنا
مطارد في الهند ،هارب من البشر ،محظور علي أن أمشي على ظهر الرض)«.
(50وقد جاءت صورة ذلك في قوله):(51
جثا دهري بكلكله إذا وقفت َ
جّرت بيافوخي دواهيه فوقي و َ
هبهوإن مشيت به ألقت غيا ِ
على طريقي شباكا ً من أفاعيه
وة الدنيا بأجمعها تكتلت ق ّ
ه
في طعنة مّزقت صدري وما في ِ
ور حال مطارد يكاد خارة بالمعنى ،موحية ومؤثرة ،تص ّ وهي كما نرى أبيات ز ّ
يشعر أن كل شيء ضده في هذه الحياة.
وفي باكستان عاش من سنة 1948م إلى مابعد سنة 1952م بعد قيام الثورة
المصرية .وشعره في تلك البلد »يشير إلى اليام السوداء والليالي الحالكة التي
قطعها في ذلك المغترب ،وحيدا ً شريدًا ،تفجعه بين اليوم والخر أخبار الوطن
الدامي ،ومآسي زملئه وهم بين سجين أو قتيل .وتضاعف من محنته الغربة
اللسانية التي تعزله عن شعب باكستان .وأكبر من ذلك ضيق ذات اليد فهو ليكاد
يجد مايقيم به الود (52)«.ذكر الستاذ عمر الميري الذي كان سفيرا ً لسورية
في الباكستان -وقد كان شاعرا ً -أنه في »أثناء تجواله في الليل في شوارع
كراتشي شاهد شخصا ً يحمل صندوقًا ،ويبيع القفال والخردوات في أثناء الليل،
دم إليه سائل ً ماهذا ؟ فرجاه الزبيري أن يكتم
فلمح في ذلك البائع الزبيري ،فتق ّ
الخبر ،وقال له :إنه يتبع ذلك السلوب ليستعين به على العيش (53) «.كما ذكر
سط له عند المام أحمد من أجل العودة إلى اليمن .أجابه بقوله: أيضا ً أنه لما تو ّ
)) إنه ل يستطيع أن يحظى بهذه الفرصة منفردا ً (() (54وظل يكدح من أجل
العيش ،ويواصل نشاطه السياسي والدبي بمنتهى العظمة والتألق وكان شعره
يقدم الصورة لما كان عليه من عظمة وشموخ ففي القصيدة التي ألقاها
بمناسبة العيد الول لقيام باكستان والتي مطلعها ):(55
اليوم وّلى بباكستان ماضينا
س وقع خطاه في مغانينا نح ّ
لم ينس همه الوطني ،ول تلك اليام العجاف التي مّرت وقد طال سيف البطش
أحرار اليمن .فقال معّرضا ً بذلك ):(56
يوم من الدهر لم تصنع أشعته
شمس الضحى .بل صنعناه بأيدينا
ف من جماجمنا ونته ألو ٌ
قد ك ّ
معته قرون من مآسينا وج ّ
نسيج أضوائه البيضا دم عَب ِقٌ
سالت به مهج الطهر المضحينا
فكل ثانية منه إذا انتسبت
سدٍ من أوالينا ُ
سللة أ ْعدت ُ ُ
ول فيها من ثائر يمنيوقد كر فيض القريحة عنده في هذا المهاد الخصب ،فتح ّ
يرى اليمن بمنظور يمني بحت إلى ثائر محّلق يتجاوز حدود اليمن إلى آفاق أكبر
مه الوطني مشتركا ً مع هموم أخرى .قال ):(57 وأوسع ،حيث غدا ه ّ
ض
في كل شعب نكبة ،وكل أر ٍ
فتنة ،أو نار حرب توقد
عصبة والعالم اليوم بأيدي ُ
ل عقل يهديها ول معتقد
تؤّله القوة والمال ول
ترى إلها ً غير هذا يعبد
ذب والناس إما كادح مع ّ
فد بسعيه أو موثق مص ّ
قد عظمت خطوبهم واتسعت
فمالهم على علجها يد ُ
كانت هذه الرحلة فاتحة خير وبركة للشاعر فبعد خمس سنوات من القامة في باكستان توافق حكومة الثورة المصرية على
إيوائه فتواتيه الفرص من نقل أفكاره إلى شعبه عبر مذياع صوت العرب الذي كان ما يفتأ يحرض الشعوب العربية على
جه للشعب اليمني بخاصة ،وقد كان لها صداها جه نداءاته الثورية الهادفة ) (58التي تو ّ
الثورة ضد حكامهم .فاهتبلها وراح يو ّ
الواسع في ذلك الحين .أما شعره -وما أكثره -فقد كان موزعًا على اتجاهين:
التجاه الول – العودة إلى النضال :بالموقف الفاعل وبالكلمة الموحية ،وبالتصميم والرادة ،التي تتناسب وموقفه الثوري.
من أمثال قوله:
والبيات هذه منتزعة من أولى قصائده في المرحلة القاهرية ،وقد جاءت تحت عنوان »كفر وإيمان« وهي كما يقول عبد
الرحمن طّيب جاءت »بعد فشل الزبيري والنعمان في إقناع المام بقبول نظام الشورى ،والنظر في مطالب الشعب العادله«)
ل عن ذلك فهي ترسم صورة للمجاهد اليماني الذي توافر له من اليقين الثوري ما يجعله رائدًا في مضماره ،وقد
(60وفض ً
تحّلى بأنبل الشيم وأرفعها وأكثرها قوة ،وقد جاءت مفعمة بالمشاعر الجياشة ،فدّلت على ما فيه من كمون القوة ،ومن
التصميم الرائد .ويعضد ذلك قصيدته التي جاءت تحت عنوان »إلى الغاضبين علينا« التي يقول فيها):(61
وهذه البيات تأتي في السياق لتضع القضية اليمنية على المسار الصحيح وقد تلحم أحرار اليمن تلحمًا ضمن لهم الموقف
الكثر فاعلية.إل أن الموقف القوى يأتي في تلك القصيدة التي أنشأها تحت عنوان )خطبة الموت( والتي تزيد أبياتها على
المائة ،وفيه ينتصر لحرار اليمن الذين هبوا في تعز وصنعاء وحاشد يواجهون المام ،ويعلنون تصديهم له .وقد جاءت
أبياتها في السياق ،لتدل على ما في شعره من قيم موضوعية فذة ،وقدرة جدلية على مواجهة النظام ،وفضحه وتعريته .قال)
:(62
وحديثه عن الدين في هذا المقطع مسألة حيوية ،فهي توضح الفهم الديني الصحيح الذي يتحّلى به الثوار في مواجهة حاكم
يتسلح بالدين كذلك.
التجاه الثاني – النتصار للقضايا العربية العادلة:وقد كانت تهّز أعماق أعماقه فينتصر لها ،ويتخندق معها .ومن ذلك تلك
القصيدة الرائعة ،التي أنشأها في ذكرى العدوان الثلثي على مصر ،والتي يصب فيها جام غضبه على انكلترا يقول):(63
إلى أن يقول:
والمعروف أن إنكلترا ،أقدمت سنة 1956م بغزو مصر هي وحليفتاها فرنسا وإسرائيل ،فيما عرف في حينه بالعدوان
ب جام غضبه على الستعمار الثلثي .وقد خرج العدوان يومها صاغرًا وهو يجّر أذيال الخيبة .والشاعر في قصيدته هذه يص ّ
ل برؤية خاصة حول فلسفة الصراع بين الشعوب العربية والستعمار الحديث. بعامة ويد ّ
ومن هذه القصيدة إلى قصيدته المدوية التي أنشأها في ذكرى الثورة الجمهورية في العراق سنة 1958م ،التي يقول فيها)
:(64
ولعل أروع مافي ذلك تلك الشارة الرائعة التي تضمنها البيت الثاني والثالث التي يريد فيها أن تنتقل عدواها إلى اليمن،
فيتطهر من الموت والصمت .بعد رحيل طاغيته .وعلى السياق نفسه يأتي شعره عن القضية الفلسطينية الذي يقول فيه ):(65
والبيات داّلة على عمق المشاعر القومية ،وعلى متانة الروابط التي تجعل العربي أكثر التحامًا بأخيه العربي .وهي مسألة
قّلما خل منها شاعر معاصر ،إذا كان على قدر من الصالة .والزبيري واحد من أولئك العلم الصلء الذين ذابوا في
قضاياهم الوطنية والقومية .يقول» :كذلك قدر لي في أثناء محنة مريرة قاسية أن أنصهر وأذوب ،وأتحول إلى جهاز إنساني
دقيق حساس وأن أخرج من دنيا الناس وأشهد صورهم ،وهياكلهم وأطوارهم وأوزانهم ،وحتى تحركاتهم في أعماقهم الذاتية
في قوالبها الخفية الكامنة في الغوار قبل أن تخرج إلى سطح الحياة«)(66
وفي الختام:
خى وليزال كشف الخبيئ من فإن هذه القراءة الجديدة في شعر الزبيري تأتي في السياق ،في إطار رحلة بحث دؤوب ،تو ّ
ضم المة تراثها ،وتعّفي على ما فيه من ذخائر .وفي الطريق تبرز لنا القامة اليمانية تراث أمة العرب ،في عصر كادت تته ّ
ل على ذلك الكمون الثوري الشامخة -في وقت مبكر جدًا -ممثلة بالشهيد المرحوم محمد محمود الزبيري الذي جاء شعره دا ً
الذي يكاد يعتلج في الجسد العربي أّنى وجد في مشارق الوطن أو مغاربه .ومّعبرا عن أصالة فذة ،وريادة مبكرة ،وفهم
واضح ،وفعل يرتقي إلى مستوى الفهم ،وعطاء ثر ،وفعالية دائمة ومستمرة .وهي صفات أّهلته ،أن يتبوأ هذه المكانة
المرموقة ،وأن ينتزع لقب أبي الحرار انتزاعًا ،وأن يكّرم تكريمًا لئقًا كما يكّرم عادة البطال التاريخيون ؛ من قادة
الشعوب ،ومن زعمائهم .وفي التقدير أن شعره امتاز بسمات ثلث جعلته نموذجًا رائعًا يمكن أن يحتذى .وهذه السمات هي:
(1الصدق الفني :وقد خل شعره من المعاضلة والمداورة ،أو السفف وجاء متساوقًا في عطائه وبنائه ،راقيًا في عبارته ،جاّدا
في طرحه ،متفانيًا في أدائه.
(2العاطفة الصادقة والمخلصة :وقد كاد يحكي كل حرف من كلماته ،وكل حركة من حركاته ،أو سكنة من سكناته شخصية
تتحرق في أتون من الغضب اللهب أو تشوى على سّفود من اللهب المحرق ،وقد ذابت في الجماعة وأصبحت لسان وطن
وحال أّمة ،تلهج بما تفكر ،وتفكر بما تعاني.
(3الموضوعية الهادفة والمستنيرة :وقد كاد يشكل كل حرف عنده دللة على معاناة ؛ المر الذي جعله رجل الرأي
والموقف ،في كل عطائه وإبداعه .وعليه فإننا بعد رحلة البحث هذه نوصي بقراءته ودراسته ومحاولة فهمه بشكل صحيح،
ليس اليوم فحسب ؛ وإنما على مدار الجيال.
الهوامش:
) (1ينظر رحلة في الشعر اليمني .عبد ال البردوني .الطبعة الخامسة ص.134:
) (2ينظر المجاهد الشهيد محمد محمود الزبيري .تأليف عبد الرحمن طيب بعكر الحضرمي .مكتبة الرشاد الطبعة
الولى:ص .8
)) (3صلة في الجحيم( محمد محمود الزبيري دار الكلمة صنعاء الطبعة الثانية 1985ص .47
) (4نفسه.49 – 47 :
) (5ثورة الشعر .محمد محمود الزبيري .دار الكلمة صنعاء الطبعة الثانية 1985ص .11
) (6أعلم الدب العربي المعاصر .روبرت كامبل .مركز الدراسات للعالم العربي المعاصر .بيروت الطبعة الولى 1996
م .ص .663
) (7السابق.7 :
) (8المجاهد الشهيد.79 :
) (9ثورة الشعر .14 – 13
) (10صلة في الجحيم.125 :
) (11ديوان الزبيري – دار العودة – بيروت ج 2ص.110:
) (12صلة في الجحيم.85 – 84 :
) (13نفسه.5:
) (14شعر الزبيري بين النقد وأوهام التكريم .د .رياض القرشي الطبعة الولى .القاهرة 1990ص .10
) (15نفسه.11:
) (16المجاهد الشهيد .154
) (17الزعيمان الزبيري ونعمان 40 – 39 :تحقيق أحمد عبد الرحمن المعلمي .مطبعة عكرمة دمشق.
) (18النحل .الية .125
) (19السابق .24
) (20نفسه.وأبو طالب أحد خطباء المساجد في صنعاء وقد منعه المام من الخطابة بعد أن وجه انتقادات إلى حكمه ينظر:
.24
) (21نفسه.
) (22ثورة الشعر.13 :
) (23المجاهد الشهيد.114 :
) (24نفسه.88 :
) (25ثورة الشعر.106 :
) (26نفسه.49 :
) (27صلة في الجحيم .66 – 59
) (28المجاهد الشهيد.82 :
) (29نفسه.82 :
) (30من أول قصيدة .إلى آخر طلقة .دراسة في شعر الزبيري .عبد ال البردوني .الطبعة الثالثة 1997 :م دار البارودي.
بيروت ص.133 :
) (31نفسه.
) (32ديوان عبد ال البردوني .20 :2
) (33المجاهد الشهيد.77 :
) (34نفسه.78 :
) (35قضايا يمنية .تأليف عبد ال البردوني .الطبعة الخامسة 1996 :م ص .156
) (36ثورة الشعر.13 :
) (37صلة في الجحيم.
) (38نفسه.
) (39نفسه.116 :
) (40المجاهد الشهيد.85 :
) (41نفسه.17 :
) (42صلة في الجحيم.35 :
) (43نفسه 36 :والصل في الديوان ) :وأكاد أرفضها إذا لم تكن ( وهو على هذه الصورة مكسور.
) (44نفسه.7 :
) (45نفسه.115 :
) (46نفسه.55 :
) (47أوليات النقد الدبي في اليمن .د.عبد العزيز المقالح :ص .66
) (48المجاهد الشهيد.85 :
) (49صلة في الجحيم.82 :
) (50نفسه.119 :
) (51نفسه.121 :
) (52المجاهد الشهيد.109 :
) (53نفسه.111 :
) (54نفسه.
) (55الصل ة في الجحيم.99 :
) (56نفسه.
) (57ديوان الزبيري.155 :
) (58ينظر الزبيري ونعمان .183 ،145 ،195
) (59المجاهد الشهيد.136 :
) (60نفسه.
) (61نفسه.138 :
) (62نفسه .140
) (63ديوان الزبيري .140 :2
) (64ثورة الشعر.115 :
) (65ديوان الزبيري.142 :2 :
) (66المجاهد الشهيد.142 :