You are on page 1of 14

‫الشعــر الحــــر‬

‫لم تقف حركة التطور الموسيقية للقصيدة العربية عننند‬


‫حدود التحرر الجزئي من قيود القافية ‪ ،‬بل تخطتهننا إلننى بعنند‬
‫مننن ذلننك ‪ ،‬فقنند ظهننرت محاولننة جدينندة وجننادة فنني مينندان‬
‫التجديد الموسيقى للشعر العربي عرفت " بالشعر الحر " ‪.‬‬

‫وكانت هذه المحاولة أكثر نجاحا من سابقتها كمحاولة الشعر‬


‫المرسل ‪ ،‬أو نظام المقطوعات ‪ ،‬وقد تجاوزت حدود‬
‫القليمية لتصبح نقلة فنية وحضارية عامة في الشعر‬
‫العربي ‪ ،‬ولم يمض سنوات قلئل حتى شكل هذا اللون‬
‫الجديد من الشعر مدرسة شعرية جديدة حطمت كل القيود‬
‫المفروضة على القصيدة العربية ‪ ،‬وانتقلت بها من حالة‬
‫الجمود والرتابة إلى حال أكثر حيوية وأرحب انطلقا ‪.‬‬

‫وبدأ رواده ونقاده ومريدوه يسهمون في إرساء قواعد‬


‫هذه المدرسة التي عرفت فيما بعد بمدرسة الشعر الحر ‪،‬‬
‫ومدرسة شعراء التفعيلة أو الشعر الحديث ‪ ،‬وفي هذا الطار‬
‫يحدثنا أحد الباحثين قائل " لقد جاءت خمسينيات هذا القرن‬
‫بالشكل الجديد للقصيدة العربية ‪ ،‬وكانت إرهاصاتها قد بدأت‬
‫في الربعينيات ‪ ،‬بل ول نكون مبالغين ) إذا قلنا ( في‬
‫الثلثينيات من أجل التحرك إلى مرحلة جديدة ‪ ،‬مدعاة للبحث‬
‫عن أشكال جديدة في التعبير ‪ ،‬لتواكب هذا الجديد من الفكر‬
‫المرن ‪ ...‬وقد وجدت مدرسة الشعر الحر الكثير من‬
‫المريدين ‪ ،‬وترسخت بصورة رائعة في جميع البلدان بدءا‬
‫) بالملئكة والسياب والبياني ( في العراق في الربعينيات ‪،‬‬
‫ثم ما لبثت هذه الدائرة أن اتسعت في الخمسينيات فضمت‬
‫إليهم شعراء مصريين آخرين مثل صلح عبد الصبور وأحمد‬
‫عبد المعطى حجازي ‪ ،‬وفي لبنان ظهر أحمد سعيد‬
‫) أدونيس ( وخليل حاوي ويوسف الخال ‪ ،‬وكذلك فدوى‬
‫طوقان وسلمى الخضراء الجيوسي في فلسطين ‪ ،‬أما في‬
‫السودان فقد برز في الفق نجم كل من محمد الفيتوري‬
‫وصلح محمد إبراهيم ‪.‬‬

‫مسميات الشعر الحر وأنماطه ‪:‬‬

‫لقد اتخذ الشعر الحر قبل البدايات الفعلية له في‬


‫الخمسينيات مسميات وأنماطا مختلفة كانت مدار بحث من‬
‫قبل النقاد والباحثين ‪ ،‬فقد أطلقوا عليه في إرهاصاته‬
‫الولى منذ الثلثينيات اسم " الشعر المرسل " " والنظم‬
‫المرسل المنطلق " ‪ ranning blank veres‬و " الشعر الجديد " و‬
‫" شعر التفعيلة " أما بعد الخمسينيات فقد أطلق عليه مسمى‬
‫" الشعر الحر " ومن أغرب المسميات التي اقترحها بعض‬
‫النقاد ما اقترحه الدكتور إحسان عباس بأن يسمي " بالغصن‬
‫" مستوحيا هذه التسمية من عالم الطبيعة وليس من عالم‬
‫الفن ‪ ،‬لن هذا الشعر يحوى في حد ذاته تفاوتا في الطول‬
‫طبيعيا كما هي الحال في أغصان الشجرة وأن للشجرة دورا‬
‫هاما في الرموز والطقوس والمواقف النسانية والمشابه‬
‫أما أنماطه فهي أيضا كثيرة وقد حصرها ) س ‪.‬‬ ‫الفنية ‪.‬‬
‫مورية ( في دراسته لحركات التجديد في موسيقى الشعر‬
‫العربي الحديث في خمسة أنماط من النظم أطلق عليها‬
‫جميعا مصطلح الشعر الحر فيما بين عامي ‪ 1926‬م ن ‪ 1946‬م‬
‫وها هي بتصرف ‪.‬‬

‫النمط الول ‪:‬استخدام البحور المتعددة التي تربط بينها‬


‫بعض أوجه الشبه في القصيدة الواحدة ‪ ،‬ونادرا ما تنقسم‬
‫البيات في هذا النمط إلى شطرين ‪ .‬ووحدة التفعيلة فيه‬
‫هي الجملة التي قد تستغرق العدد المعتاد من التفعيلت في‬
‫البحر الواحد أو قد يضاعف هذا العدد وقد اتبع هذه الطريقة‬
‫كل من أبى شادي ومحمد فريد أبي حديد ‪.‬‬

‫النمط الثاني ‪ :‬وهو استخدام البحر تاما ومجزوءا دون أن‬


‫يختلط ببحر آخر في مجموعة واحدة مع استعمال البيت ذي‬
‫الشطرين ‪ ،‬وقد ظهرت هذه التجربة في مسرحيات شوقي ‪.‬‬

‫النمط الثالث ‪ :‬وهو النمط الذي تختفي فيه القافية‬


‫وتنقسم فيه البيات إلى شطرين كما يوجد شيء من عدم‬
‫النتظار في استخدام البحور ‪ ،‬وقد اتبع هذه الطريقة‬
‫مصطفى عبد اللطيف السحرتى ‪.‬‬

‫النمط الرابع ‪ :‬وهو النمط الذي يختفي فيه القافية أيضا‬


‫من القصيدة وتختلط فيه التفعيلت من عدة بحور ‪ ،‬وهو‬
‫أقرب النماط إلى الشعر الحر المريكي ‪ ،‬وقد استخدمه‬
‫محمد منير رمزي ‪.‬‬

‫النمط الخامس ‪ :‬ويقوم على استخدام الشاعر لبحر واحد‬


‫في أبيات غير منتظمة الطول ونظام التفعيلة غير منتظم‬
‫كذلك ‪ ،‬وقد استخدم هذه الطريقة كل من علي أحمد باكثير‬
‫وغنام والخشن ‪.‬‬

‫وهذا النمط الخير من أنماط الشعر الحر التي توصل إليها‬


‫موريه هو فقط الذي ينطبق عليه مسمى الشعر الحر‬
‫بمفهومه بعد الخمسينيات ‪ ،‬والذي نشأت أولياته على يد‬
‫باكثير ن كما ذكر موريه ن ومن ثم أصبحت ريادته الفعلية لنازك‬
‫الملئكة ومن جاء بعدها ‪ ،‬ولتأكيد هذا الرأي نوجز مفهوم‬
‫الشعر الحر في أوائل الخمسينيات وجوهره ونشأته ودوافعه‬
‫وأقوال بعض النقاد والباحثين حوله ‪.‬‬

‫مفهوم الشعر الحر ‪:‬‬

‫تقول نازك الملئكة حول تعريف الشعر الحر ) هو شعر‬


‫ذو شطر واحد ليس له طول ثابت وإنما يصح أن يتغير عدد‬
‫التفعيلت من شطر إلى شطر ويكون هذا التغيير وفق قانون‬
‫عروضي يتحكم فيه ( ‪.‬‬
‫ثم تتابع نازك قائلة " فأساس الوزن في الشعر الحر أنه‬
‫يقوم على وحدة التفعيلة والمعنى البسيط الواضح لهذا‬
‫الحكم أن الحرية في تنويع عدد التفعيلت أو أطوال الشطر‬
‫تشترط بدءا أن تكون التفعيلت في السطر متشابهة تمام‬
‫التشابه ‪ ،‬فينظم الشاعر من البحر ذي التفعيلة الواحدة‬
‫المكررة أشطرا ً تجري على هذا النسق ‪:‬‬

‫فاعلتن‬ ‫فاعلتن‬ ‫فاعلتن‬ ‫فاعلتن‬

‫فاعلتن‬ ‫فاعلتن‬

‫فاعلتن‬ ‫فاعلتن‬ ‫فاعلتن‬

‫فاعلتن‬

‫فاعلتن‬ ‫فاعلتن‬ ‫فاعلتن‬

‫فاعلتن‬ ‫فاعلتن‬

‫ويمضي على هذا النسق حرا في اختيار عدد التفعيلت في‬


‫الشطر الواحد غير خارج على القانون العروضي لبحر الرمل‬
‫جاريا على السنن الشعرية التي أطاعها الشاعر العربي منذ‬
‫الجاهلية حتى يومنا هذا ‪.‬‬

‫ومن خلل التعريف السابق تؤكد نازك ما توصل إليه‬


‫موريه في النمط الخامس من أنماط الشعر الحر الذي أشرنا‬
‫إليه سابقا والذي يعتمد على البحر الواحد في القصيدة مع‬
‫اختلف أطوال البيت وعدد التفعيلت ‪ ،‬مع تعديل يسير في‬
‫تعريف موريه وهو أن تضع كلمة شطر بدل من كلمة بيت‬
‫ليستقيم التوافق مع مفهوم الشعر الحر بعد الربعينيات لن‬
‫كلمة بيت تعني التزام نظام الشرطين المتساويين في عدد‬
‫التفعيلت والروي الواحد ‪ ،‬وهو النظام المتبع في القصيدة‬
‫التقليدية بشكلها الخليلي ‪ ،‬والشعر الحر الذي يعنيه موريه‬
‫ليس كذلك ‪.‬‬

‫وقد أشار الدكتور محمد مصطفى هدارة إلى نظام‬


‫التفعيلة في الشعر الحر وعدم التزامه بموسيقى البحور‬
‫الخليلية فقال ‪ " :‬إن الشكل الجديد ) أي الشعر الحر ( يقوم‬
‫على وحدة التفعيلة دون التزام الموسيقى للبحور المعروفة ‪،‬‬
‫كما أن شعراء القصيدة الحرة يرون أن موسيقى الشعر‬
‫ينبغي أن تكون انعكاسا للحالت النفعالية عند الشاعر ‪.‬‬

‫ومما سبق تتضح لنا طبيعة الشعر الحر ‪ ،‬فهو شعر يجري‬
‫وفق القواعد العروضية للقصيدة العربية ‪ ،‬ويلتزم بها ‪ ،‬ول‬
‫يخرج عنها إل من حيث الشكل ‪ ،‬والتحرر من القافية الواحدة‬
‫في أغلب الحيان ‪ .‬فالوزن العروضي موجود والتفعيلة ثابتة‬
‫مع اختلف في الشكل الخارجي ليس غير ‪ ،‬فإذا أراد الشاعر‬
‫أن ينسج قصيدة ما على بحر معين وليكن " الرمل " مثل‬
‫استوجب عليه أن يلتزم في قصيدته بهذا البحر وتفعيلته من‬
‫مطلعها إلى منتهاها وليس له من الحرية سوى عدم التقيد‬
‫بنظام البيت التقليدي والقافية الموحدة ‪ .‬وإن كان المر ل‬
‫يمنع من ظهور القافية واختفائها من حين لخر حسب ما‬
‫تقتضيه النغمة الموسيقية وانتهاء الدفقة الشعورية ‪.‬‬

‫وإنما الشطر هو الساس الذي تبنى عليه القصيدة ن وقد‬


‫رأى بعض النقاد أن نستغني عن تسمية الشطر الشعري‬
‫بالسطر الشعري ن وله حرية اختيار عدد التفعيلت في الشطر‬
‫الواحد وذلك حسب الدفق الشعوري عنده أيضا ‪ ،‬فقد يتكون‬
‫الشطر من تفعيلة واحدة ‪ ،‬وقد يصل في أقصاه إلى ست‬
‫تفعيلت كبيرة " كمفاعلين ومستفعلن " ‪ ،‬وقد يصل إلى‬
‫ثمان صغيرة إذا كان البحر الذي استخدمه الشاعر يتكون من‬
‫ثماني تفعيلت صغيرة كفعولن وفاعلن ‪ ،‬غير أن كثير من‬
‫النقاد لم يحدد عدد التفعيلت في الشطر الواحد ‪ ،‬وإنما‬
‫تركت الحرية للشاعر نفسه في تحديدها كما أسلفنا " وفقا‬
‫لتنوع الدفقات والتموجات الموسيقية التي تموج بها نفسه‬
‫في حالتها الشعورية المعينة " ‪.‬‬

‫أما من حيث القافية فيحدثنا الدكتور عز الدين إسماعيل‬


‫قائل ‪ " :‬فالقافية في الشعر الجديد ن بباسطة ن نهاية‬
‫موسيقية للسطر الشعري هي أنسب نهاية لهذا السطر من‬
‫الناحية اليقاعية ومن هنا كانت صعوبة القافية في الشعر‬
‫الجديد وكانت قيمتها الفنية كذلك ‪ ...‬فهي في الشعر الجديد‬
‫ل يبحث عنها في قائمة الكلمات التي تنتهي نهاية واحدة ‪،‬‬
‫وإنما هي كلمة " ما " من بين كل كلمات اللغة ‪ ،‬يستدعيها‬
‫السياقان المعنوي والموسيقي للسطر الشعري ‪ ،‬لنها هي‬
‫الكلمة الوحيدة التي تضع لذلك السطر نهاية ترتاح النفس‬
‫للوقوف عندها ‪.‬‬

‫ومع أن الشاعر الذي يكتننب قصننيدة الشننعر الحننر ‪ ،‬يمكنننه‬


‫استخدام البحور الخليلية المفردة التفعيلت والمزدوجنة منهنا‬
‫على حد سننواء إل أن البحننور الصننافية التفعيلت هنني أفضننل‬
‫البحننور الننتي يمكننن اسننتخدامها وأيسننرها فنني كتابننة الشننعر‬
‫الحر ‪ ،‬لعتمادها على تفعيلة مفردة غير ممزوجة بأخرى حتى‬
‫ل يقع الشاعر في مزالق الخطنناء العروضننية ‪ ،‬أو يجمننع بيننن‬
‫أكثر من بحر في القصيدة الواحدة ‪.‬‬

‫والبحور الصافية التفعيلت هي ‪ :‬التي يتألف شطرها مننن‬


‫تكننرار تفعيلننة واحنندة سننت مننرات كالرمننل والكامننل والهننزج‬
‫والرجز والمتقارب والمتدارك ‪ .‬كما يدخل ضننمن تلننك البحننور‬
‫مجزوء الوافر " مفنناعلتن مفنناعلتن " ‪ .‬وهننذا مننا جعننل نننازك‬
‫الملئكننة تقننرر بننان الشننعر الحننر جنناء علننى قواعنند العننروض‬
‫العربي ‪ ،‬ملتزما بها كل اللتزام ‪ ،‬وكل ما فيه مننن غرابننة أنننه‬
‫يجمننع الننوافي والمجننزوء والمشننطرور والمنهننوك جميعننا ‪.‬‬
‫ومصداقا لما نقول أن نتننناول أي قصننيدة مننن الشننعر الحننر ‪،‬‬
‫ونعننزل مننا فيهننا مننن مجننزوء ومشننطور ومنهننوك ‪ ،‬فلسننوف‬
‫ننتهي إلى أن نحصل على ثلث قصائد جاريننة علننى السننلوب‬
‫العربي دون أية غرابة فيها ‪.‬‬
‫جوهر الشعر الحر ‪:‬‬

‫أمنا جنوهره فهننو التعنبير عنن معانناة الشناعر الحقيقينة‬


‫للواقع التي تعيشه النسانية المعذبة ‪.‬‬

‫فالقصيدة الشعرية إنما هي تجربة إنسانية مسننتقلة فنني حننج‬


‫ذاتهننا ‪ ،‬ولننم يكننن الشننعر مجننرد مجموعننة مننن العواطننف ‪،‬‬
‫والمشاعر ‪ ،‬والخيلة ‪ ،‬والتراكيب اللغوية فحسب ‪ ،‬وغنمننا هننو‬
‫إلى جانب ذلك طاقة تعبيرية تشارك في خلقها كننل القنندرات‬
‫والمكانيننات النسننانية مجتمعننة ننن كمننا أن موضننوعاته هنني‬
‫موضننوعات الحينناة عامننة ‪ ،‬تلننك الموضننوعات الننتي تعننبر عننن‬
‫لقطات عادية تتطور بالحتمية الطبيعيننة لتصننبح كائنننا عضننويا‬
‫يقنننوم بوظيفنننة حيوينننة فننني المجتمنننع ‪ .‬ومنننن أهنننم تلنننك‬
‫الموضوعات ما يكشف عما في الواقع مننن الزينف والضننلل ‪،‬‬
‫ومواطن التخلف والجوع والمرض ‪ ،‬ودفننع الننناس علننى فعننل‬
‫التغيير إلى الفضل ‪.‬‬

‫نشأة الشعر الحر ودوافعه ومميزاته ‪:‬‬

‫تقول نازك الملئكة " كانت بداية حركة الشننعر الحننر سنننة‬
‫‪ 1947‬م في العراق ‪ ،‬ومن العننراق ‪ ،‬بننل مننن بغننداد نفسننها ‪،‬‬
‫وزحفت هذه الحركة وامتدت حتى غمرت الوطن العربي كله ‪،‬‬
‫وكادت بسننبب الننذين اسننتجابوا لهننا ‪ ،‬تجننرف أسنناليب شننعرنا‬
‫الخننرى جميعننا ‪ ،‬وكننانت أولننى قصننيدة حننرة الننوزن تنشننر‬
‫قصيدتي المعنونة " الكوليرا " ‪ ،‬تم قصننيدة " هننل كننان حبننا "‬
‫لبدر شاكر السياب من ديوانه أزهار ذابلننة ن وكل القصننيدتين‬
‫نشرتا في عام ‪ 1947‬م ‪.‬‬

‫عير أن نازك وغي مقدمة كتابها " قضايا الشعر المعاصر "‬
‫الذي نقلنا منه النص السابق ‪ ،‬تعترف بأن بدايات الشعر الحننر‬
‫كانت قبنل عنام ‪ 1947‬م فتقنول ‪ " :‬فني عنام ‪ 1962‬م صندر‬
‫كتابي هذا وفيه حكمت بأن الشعر الحر قد طلع مننن العننراق ‪،‬‬
‫ومنه زحف إلى أقطار الوطن العربي ‪ ،‬ولم أكننن يننوم قننررت‬
‫هننذا الحكننم أدري أن هننناك شننعرا حننرا قنند نظننم فنني العننالم‬
‫العربي قبل سنة ‪ 1947‬م ‪ ،‬سنة نظمي لقصيدة " الكوليرا " ‪،‬‬
‫ثم فوجئت بعد ذلك بأن هناك قصائد حرة معدودة قنند ظهننرت‬
‫فنني المجلت الدبيننة والكتننب منننذ سنننة ‪ 1932‬م ‪ ،‬وهننو أمننر‬
‫عرفته من كتابات الباحثين والمعلقين ‪ ،‬لنني لم أقرأ بعد تلك‬
‫القصائد من مصادرها ‪ ،‬وإذا بأسماء غيننر قليلننة تننرد فنني هننذا‬
‫المجال منها اسم على أحمد باكثير ‪ ،‬ومحمد فريد أبي حدينند ‪،‬‬
‫ومحمود حسن إسماعيل ‪ ،‬وعرار شاعر الردن‪ ،‬ولويس عوض‬
‫وسواهم ‪.‬‬

‫وعبثا تحاول نازك بعد أن ايثقنت أن أوليننات الشننعر الحننر‬


‫لم تكن لها ‪ ،‬وذلك باعترافها الننذي دوننناه سننابقا ن ن أن تجعننل‬
‫موطن الشعر الحر هو العراق ن وإن كننان ذلننك ل يننؤثر ل مننن‬
‫قريب ول من بعينند علننى نشنأة أي عمننل أدبنني أن يكننون مننن‬
‫العراق ‪ ،‬أو من مصر ‪ ،‬أو مننن الحجنناز ‪ ،‬أو غيرهننا مننن أقطننار‬
‫الننوطن العربنني ‪ ،‬وإنمننا الغننرض هننو تصننحيح مسننار النشننأة‬
‫وتاريخها ليس غير نن فتقننول نننازك " ثننم أن البنناحث النندكتور‬
‫أحمد مطلوب قد أورد فنني كتننابه النقنند الدبنني الحننديث فنني‬
‫العراق قصيدة من الشعر الحر عنوانها " بعد مننوتي " نشننرتها‬
‫جريدة العراق ببغداد سنة ‪ 1921‬م تحت عنوان النظم المطلق‬
‫‪ ،‬وفي تلك السن المبكننرة مننن تاريننخ الشننعر الحننر لننك يجننرؤ‬
‫الشاعر علننى إعلن اسننمه ‪ ،‬وغنمننا وقننع ) ب ن ( " ثننم تننذكر‬
‫نازك جزءا من القصيدة ‪ ،‬وتعقننب قائلننة ‪ " :‬والظنناهر أن هننذا‬
‫أقدم نص من الشعر الحر " ‪ ،‬وقد أحسنت نازك عندما قالت )‬
‫والظاهر أن هذا أقدم نص مننن الشننعر الحننر ‪ ،‬لنهننا حينئذ لننم‬
‫تجزم بأقدمية النص ‪ ،‬وبالفعننل أثبتننت الدراسننات الدبيننة بننأن‬
‫هذا النص لم يكن أقدم نص ‪ ،‬وإنما هناك ما هو أقنندم منننه إن‬
‫لم يكن في نفس الحقبة الزمنية ‪ .‬ن وسوف نتحدث عننن ذلننك‬
‫النص الشعري في موضعه عند حننديثنا عننن الشننعر الحننر عننن‬
‫الشعراء السعوديين إن شاء الله ‪.‬‬

‫ثم تحاول نازك مرة أخرى نفي تلننك البنندايات ن فتطننرح‬


‫سؤال تبرز من خلل إجابته أن تلك البدايات غيننر موفقننة ‪ ،‬أو‬
‫لم تخضننع لشننروط ومواصننفات معينننة سنننعرفها فيمننا بعنند ‪،‬‬
‫فتقول ‪ " :‬هل نستطيع أن نحكم بأن حركة الشعر الحر بنندأت‬
‫في العراق سنة ‪ 1921‬م ‪ ،‬أو أنها في مصر سنة ‪ 1923‬م ‪.‬‬

‫وبالفعل أن ما توصلت إليه نازك من خلل إجابتها بنفسننها‬


‫على سؤالها المطروح آنفا يؤكد من جانبها نفنني الحكننم عننن‬
‫بدايات تلك الحركننة ‪ ،‬لنهننا لننم تنطبننق عليهننا الشننروط الننتي‬
‫رسننمتها لفاعليننة تلننك الوليننات ‪ ،‬ومننن هنننا احتفظننت نننازك‬
‫لنفسها بفضل السبق فنني ولدة الشننعر الحننر عننام ‪1947‬م ‪،‬‬
‫وكأن ما ولد قبل ذلك كان خداجا ‪ ،‬ولننم يسننتوف منندة الحمننل‬
‫التي حددتها السيدة نازك لمثل هذه البدايات الفنية ‪.‬‬

‫أما الشروط التي فرضننتها لتطبيقهننا علننى تلننك الوليننات‬


‫هي ‪ ) :‬بتصرف (‬

‫‪ 1‬ن ن أن يكننون ننناظم القصننيدة واعيننا إلننى أنننه قنند اسننتحدث‬


‫بقصيدته أسلوبا وزنيا جديدا ‪.‬‬

‫‪ 2‬ن أن يقدم الشاعر قصيدته تلك أو قصائده مصننحوبة بنندعوة‬


‫إلى الشعراء يدعوهم فيها إلى استعمال هذا اللون في جننرأة‬
‫وثقة ‪.‬‬

‫‪ 3‬ن أن تستثير دعوته صدى بعيدا لدى النقاد والقراء ‪.‬‬

‫‪ 4‬ن أن يستجيب الشننعراء للنندعوة ‪ ،‬ويبنندؤوا فننورا باسننتعمال‬


‫اللون الجديد ‪.‬‬
‫وبتلك الشروط النفة تنفي نازك البنندايات الولننى للشننعر‬
‫الحر سواء أكانت في العراق سنة ‪ 1921‬م أو في مصننر سنننة‬
‫‪ 1932‬م ‪ ،‬لنها لم تنطبق على تلك العمال الشعرية ‪ ،‬والننتي‬
‫تعتنبر الرهاصنات الولنى للشننعر الحنر ‪ .‬كمنا أن ننازك بهنذه‬
‫الشروط كأنها نصبت نفسها حاميا ومقننا للشعر الحننر ‪ ،‬فمننا‬
‫تجاوز منه هذه الشروط التي ل تمت لفنيات القصيدة بصلة ل‬
‫يعد منه ‪.‬‬

‫وإذا كننانت هننذه الشننروط الننتي وضننعتها نننازك باختيارهننا‬


‫الشخصي لم تنطبق على العمال التي أشارت إليهننا بنفسننها‬
‫ن هل يعني هذا أن نسلم أن بدايات الشعر الحر لك يكننن لهننا‬
‫وجود قبل عام ‪ 1947‬م ‪ ،‬وهو التاريخ الذي حننددت فيننه نننازك‬
‫البداية الفعلية لهذا اللون من الشعر ؟‬

‫إن الجابة على هذا السؤال ن في رأيي ن تحتاج إلننى وقفننة‬


‫متأنية ‪ ،‬لن نازك عننندما قننررت تلننك البدايننة لننم تطلننع علننى‬
‫العمال الشعرية الخننرى لشننعراء آخريننن غيننر الننتي اطلعننت‬
‫عليها في الشعر الحر قبل عام ‪ 1947‬م ‪ ،‬ولها في ذلك عذر ‪،‬‬
‫لنه حينئذ ليس من اليسير على النسان أن يكننون علننى علننم‬
‫كامننل بكننل مننا أنتجننه الشننعراء ‪ ،‬أو الدبنناء فنني حقبننة زمنيننة‬
‫ليست بالقصيرة ‪ ،‬وعلى اتسنناع أقطننار العننالم العربنني ‪ ،‬فني‬
‫فترة كانت وسائل العلم والنشر أعجز مما أن تؤدي مهمتهننا‬
‫بنجاح ‪ ،‬وإن كننان المننر يتطلننب بعنندم الجننزم فنني مثننل هننذه‬
‫الحننوال ن ن بننأن السنناحة الدبيننة خلننو تمامننا مننن أمثننال هننذه‬
‫العمال الدبية ‪ ،‬وهذا ما وقعت فيه نازك عندما ظنت أنننه لنم‬
‫يسبقها إلى هذا العمل أحنند مننن الشننعراء ‪ ،‬فأصنندرت حكمهننا‬
‫وأطلقته ‪ ،‬وقررت أن البدايات الفعلية للشعر الحر كانت فنني‬
‫العراق ن ومن بغداد بالذات عام ‪ 1947‬م ‪.‬‬

‫وبعد هذا العرض المفصل لنشأة الشعر الحر ‪ ،‬إن منا نريند‬
‫الوصول إليه أن السيدة نننازك الملئكننة قنند حكمننت وأطلقننت‬
‫الحكم وعممته دون تننرو منهننا ‪ ،‬لن هننناك بنندايات غيننر الننتي‬
‫أشننارت إليهننا أيضننا ‪ ،‬وإن كننانت هننذه البنندايات لننم تحفننل‬
‫باهتمامها ‪ ،‬أو لم تنطبق عليها شروطها ‪ ،‬فإن هننذه البنندايات‬
‫ربما تكون ذا شأن في تحديد نشأة الشعر الحر تحديدا فعليننا ‪،‬‬
‫ويحسم الموقف ‪ ،‬على الرغم بأننا ل نريد أن نجنزم بأنهنا قند‬
‫تكون البداية الولى أيضا فنطلق الحكم ونعممه ‪ ،‬ونقننع فيمننا‬
‫وقعت فيه نازك ‪ ،‬لن التاريخ ربما يثبت غيننر ذلننك فيمننا بعنند ‪.‬‬
‫أما هذه البدايات فسوف نتحنندث عنهننا فنني موضننعها إن شنناء‬
‫الله ‪ ،‬وقد ألمحنا لهذا سابقا ‪.‬‬

‫الجزء الثاني‬

‫دوافعه ومميزاته ‪:‬‬


‫لقد أكدت البحاث الدبية والنقدية التي دارت حول مفهوم‬
‫الشعر وجوهره أن هذا اللون من الشعر لم ينشأ من فراغ ‪،‬‬
‫وتلك قاعدة ثابتة في كل الشياء التي ينطبق عليها قانون‬
‫الوجود والعدم تقريبا ‪ .‬فما من عملية خلق أو إيجاد إل ولها‬
‫مكونات ودوافع تمهد لوجودها وتبشر بولدتها كما أنه ل بد‬
‫من وجود المناخ الملئم والبيئة الصحية التي ينمو فيها هذا‬
‫الكائن أو تلك ‪.‬‬

‫وكذلك الشعر فهو كالكائن الحي ن إن لم يكن كائنا ً حيا ً كغيننره‬


‫من الكائنات الخرى كما يذكر مؤرخو الدب والنقنناد ن ن الكننائن‬
‫الننذي يولنند صننغيرا ً ثننم يشننتد ويقننوى علننى عنفننوان الصننبا‬
‫والشباب وأخيرا ً ل يلبث أن يشيخ ويهرم بمرور الزمن وتقادم‬
‫العهد وإن كان في النهاية ل يموت كغيره من الكائنننات الحيننة‬
‫وإنما يبقى خالدا ً مننا بقننى النندهر إل مننا كننان منننه ل يسننتحق‬
‫البقاء فيتآكل كما تتآكنل الشنياء ويبلنى ثنم ينقنرض دون أن‬
‫يترك أثرا ً أو يخلف بصمة تدل عليه ‪.‬‬

‫ومن هذا المنظور كان الشعر الحر ن ول أريد أن أقول الشننعر‬


‫الحديث أو الجديد لن الحداثننة والجنندة شننيء نسننبي ل تتغيننر‬
‫بتغير الزمن وتتقادم بقدمه فما هو جديد اليننوم يصننبح قننديما ً‬
‫غدا ً وما كان جديندا ً بنالمس يصنبح الينوم قنديما ً نن كننان وليند‬
‫دوافع وأسباب تضافرت معا ً وهيأت لولدته كغيره من النماط‬
‫الفنية الخرى التي تولد على أنقاض سابقتها بعنند أن شنناخت‬
‫وهرمت وأمست أثرا ً من آثار الماضنني وربمننا تلزمهننا وتسننير‬
‫إلى جانبها ما دام لكل منها ملمحه الخاصة وأنصاره ومؤيدوه‬
‫‪.‬‬

‫وقد رأى كثير من الباحثين والنقاد أن من أهم العوامننل الننتي‬


‫ساعدت علننى نشننأة الشننعر الحننر وهيننأت لننه إنمننا تعننود فنني‬
‫جوهرها إلى دوافع اجتماعية وأخرى نفسننية بالدرجننة الولننى‬
‫إلى جانب بعض العوامل الخرى المنبثقة عن سابقتها ‪.‬‬

‫فالنندوافع الجتماعيننة تتمثننل فيمننا يطننرأ علننى المجتمننع مننن‬


‫مظنناهر التغييننر والتبننديل لنمنناط الحينناة ومكوناتهننا وللبنيننة‬
‫الجتماعية والتكوين الحضاري واليدلوجي ‪ ،‬والشنناعر المبنندع‬
‫كغيره من أفراد المجتمع ن وإن كننان يمثننل شننريحة مثقفننة ن ن‬
‫يتأثر ويؤثر في الوسننط الننذي يعايشننه ‪ ،‬فننإذا رأى أن الطننار‬
‫الجتماعي ومكوناته أصبح عاجزا ً عن مواكبة الركب الحضنناري‬
‫المتقدم في حقبة زمنية ما أحس في داخله رغبة إلى التغيير‬
‫‪ ،‬وأن هناك هاجسا ً داخليا ً يوحي إليه بل ويشده إلى خلق نمط‬
‫جديد ولون مغنناير لمننا سننبق ليسنند الفننراغ الننذي نشننأ بفعننل‬
‫التصدع القوى في البنينة الجتماعينة للمنة ‪ ،‬ولنم يكنن أمنام‬
‫الشاعر ما يعبر عنه عننن هننذا التغييننر الملننح والننذي يؤيننده إل‬
‫بالشعر ‪ ،‬فهو أداتننه ووسننيلته الننتي يملننك زمامهننا ولننه حريننة‬
‫التصننرف فيهننا فيصننب عليننه تمننرده وثننورته مبنندعا ً وخالقننا ً‬
‫ومبتكرا ً ومغينرا ً ومجنددا ً كيفمنا تملينه علينه النزعنة الداخلينة‬
‫لبواطن النفس تعبيرا ً عن ذاتية نزعت إلننى التغييننر والتحريننر‬
‫في البناء الجتماعي المتصدع ومعطياته ومكوننناته الساسننية‬
‫لما تقتضيه سبل الحضارة وعوامل التطور ‪.‬‬

‫أما الدوافع النفسننية فهنني انعكنناس لمننا يعننانيه الشنناعر مننن‬


‫واقننع مننؤلم نتننج عننن الكبننت الروحنني والمننادي الننذي خلقننه‬
‫الستعمار على عالمنننا العربنني ‪ ،‬وكننانت نننتيجته وأد الحريننات‬
‫في نفوس الشننعوب وقتننل الرغبننة فنني التطلننع إلننى الحينناة‬
‫الفضننلى ممننا أدى إلننى الشننعور بننالغبن والظلننم والسننتبداد‬
‫والضيق الشديد والمعاناة الجامحة من هذا التسلط الذي نمننى‬
‫فنني النفننوس حننب النطلق والتحننرر مننن عقننال الماضنني ‪،‬‬
‫وأوجد الرغبة في التحرر على المخلفات البالية ن ن فتولنند عننن‬
‫الميل بل الجنوح إلى خلق نوع جديد من العطاء الفني تلمننس‬
‫فيه المة بأنها بدأت تسننتعيد نشنناطها وحريتهننا ‪ ،‬وأن سننحابة‬
‫الكبت المخيمة على سمائها قنند تبننددت وإلننى البنند وأعقبهننا‬
‫الغيث الذي سيغسل النفوس من أدرانها ويعيد إليهننا حيويتهننا‬
‫وجدتها ‪ ،‬وما هذا العطنناء الفننني المتجنندد إل ثمننرة مننن ثمننار‬
‫الثننورة والتمننرد علننى الواقننع المريننر والبننوح بالمعانناة الننتي‬
‫يحس بها الشاعر ‪ ،‬وترجمة لنوازع نفسننية داخليننة تميننل إلننى‬
‫الرفض وتنزع إلى العطاء المتجدد ‪.‬‬

‫م دوافع أخرى ل تق‬ ‫وإلى جانب الدافع الجتماعي والنفسي ث َ ّ‬


‫أهمية عن سابقتها بل هي ولينندة عنهننا ‪ ،‬منهننا " النزعنة إلنى‬
‫تأكيد استقلل الفرد التي فرضت على الشعراء الشبان البعنند‬
‫عن النمنناذج التقليديننة فنني الشننعر العربنني ‪ ،‬وإبننراز ذاتيتهننم‬
‫بصورة قوية مؤكدة " ‪.‬‬

‫كما يؤكد الدكتور محمنند النننويهي بننأن النندافع الحقيقنني إلننى‬


‫استخدام هذا اللننون مننن الشننعر هننو " الرغبننة فنني اسننتخدام‬
‫التجربة مع الحالة النفسننية والعاطفينة للشناعر ‪ ،‬وذلننك لكني‬
‫يتآلف اليقاع والنغم مع المشاعر الذاتية في وحدة موسننيقية‬
‫عضوية واحدة " ‪.‬‬

‫أما مميزات الشننعر فل تقنل أهميننة عننن غيرهنا منن ممينزات‬


‫المدارس الشعرية الخرى بل ربما كان هذا اللون مننن الشننعر‬
‫أكننثر تحقيق نا ً لبعننض العناصننر الننتي لننم تتننوفر فنني النمنناط‬
‫الشعرية الخننرى كالوحنندة العضننوية مثل ً ‪ ،‬وفنني هننذا الطننار‬
‫يقول أحد الباحثين ‪ " :‬وإذا كان شعراء المدرسننة الرومانسننية‬
‫قد نجحوا في تحقيق الوحدة الموضوعية للقصننيدة الشننعرية ‪،‬‬
‫فإن شعراء مدرسة الشعر الحر قد وفقوا في تحقيق الوحنندة‬
‫العضوية المبنية على التناسق العضوي بين موسننيقى اللفننظ‬
‫أو الصورة وحركة الحدث أو النفعال الذي يتوقف عليه " ‪.‬‬

‫ثم يواصل الباحث حديثه قائل ً ‪ " :‬وإن هننذا بنندوره يننؤدي إلننى‬
‫إبراز مظاهر النمو العضوي للنفعالت والمشاعر ‪ ،‬ومننن هنننا‬
‫نستطيع أن نفهم لماذا كان الشكل الجدينند للقصننيدة العربيننة‬
‫أقننرب معانقننة لننروح العصننر الننذي نعيشننه وأكننثر اسننتيعابا ً‬
‫لمضامينه الحية ‪ ،‬بالضافة إلى منا يتميننز بننه منن مرونننة فني‬
‫موسيقاه حيث تتلون بتلون النفعننال ‪ ،‬وتنمننو بنمننو الموقننف‬
‫وديمقراطية اللغة حيث تقترب هذه اللغة من النسان العننادي‬
‫في الشارع والمصنع والحقننل ‪ ،‬وكننذلك ربمننا يرمننز إليننه مننن‬
‫تعنندد فنني التشننكيل وتننرادف فنني الننتركيب وموضننوعية فنني‬
‫الرصد وشمولية في التمثيل والهروب من الذات " ‪.‬‬
‫وقد أشننار إلننى بعننض الميننزات السننابقة أحنند البنناحثين أيضنا ً‬
‫قال ‪ " :‬وقد تميننزت قصننيدة الشننعر الحننر بخصننائص أسننلوبية‬
‫متعددة فقد اعتمدت على الوحدة العضننوية ‪ ،‬فلننم يعنند الننبيت‬
‫هننو الوحنندة وإنمننا صننارت القصننيدة تشننكل كلمنا ً متماسننكا ً ‪،‬‬
‫وتننزاوج الشننكل والمضننمون ‪ ،‬فننالبحر والقافيننة والتفعيلننة‬
‫والصياغة وضننعت كلهننا فنني خدمننة الموضننوع وصننار الشنناعر‬
‫يعتمد على " التفعيلة " وعلى الموسيقى الداخليننة المناسننبة‬
‫بين اللفاظ " ‪.‬‬

‫وخلصننة القننول إن انطلقنة القصننيدة العربينة وتحررهنا منن‬


‫عقالها جعلها أكثر مرونة وحيوية وتجاوبا ً مع نوعية الموضننوع‬
‫الذي تكتب فيننه ‪ ،‬ومنحننت الشنناعر الفرصننة فنني التعننبير عننن‬
‫مشاعره وتجاربه الشعورية بحرية تامة فل تقيد بأطوال معينة‬
‫للبيت الشننعري ول كنند للننذهن بحث نا ً عننن اللفنناظ المتوافقننة‬
‫الروى ليجعل القصيدة على نسق واحد وما تتهيننأ تلننك المننور‬
‫للشاعر إل على حساب الموضوع من جننانب وفقنندان الوحنندة‬
‫العضوية وعدم الترابط بين مكونات القصيدة من جانب آخننر ‪،‬‬
‫ومن هنا نجد ميل الشننعراء المحنندثين إلننى اسننتخدام قصننيدة‬
‫الشعر الحر للتعبير عن مشاعرهم وذلننك لمننا تميننزت بننه مننن‬
‫سننمات فنيننة جمعننت فيهننا إلننى جننانب الوحنندة الموضننوعية ‪،‬‬
‫والوحدة العضوية والموسيقية أضف إلى تحررهننا مننن القيننود‬
‫الشكلية التي تحد من قدرات الشنناعر وانطلقننه فنني التعننبير‬
‫عن خوالج نفسه بحرية وعفوية تامتين ‪.‬‬

‫قصيدة النثر ‪:‬‬

‫ثم ظهر إلى جانب الشعر الحر محاولة أخننرى وهنني إن كننانت‬
‫أقل شأنا ً منه من حيث النتشار إل أنها خطيرة في حد ذاتها ‪،‬‬
‫لنهنا سنتقلب مفناهيم الشنعر ومعناييره رأسنا ً علنى عقنب ‪،‬‬
‫وتخرجه عن مساره التي رسنمه لنه الشننعراء والنقناد ليسنلك‬
‫دروبا ً وعرة ربما ل يحظننى فيهننا بالنجنناح والقبننول حننتى مننن‬
‫عامة الجمهور الننذين عرفننوا الشننعر فنني أبسننط صننورة وزننا ً‬
‫وقافية على أقل تقديره ‪ ،‬بله المثقفيننن وعشنناق الدب تلننك‬
‫المحاولة التي استحدثها بعض الشعراء وأعطوها شكل ً جدينندا ً‬
‫يغاير شكل القصيدة العربية القديمة كما يخالفها فنني شننكلها‬
‫الجديد المعروف بالشعر الحننر ‪ ،‬وقنند أسننموا هننذا اللننون مننن‬
‫الكلم أو النثر " قصيدة النثر " أو " الشعر المنثور " ‪.‬‬

‫وهذا النمننط مننن أنمنناط النننثر ل يمننت إلننى الشننعر بصننلة ول‬
‫يشاركه في عنصر من عناصره اللهم وجود العاطفة والخيننال‬
‫والتصوير وتلك سمات مشتركة في أي عمل فني ‪.‬‬
‫وقد تعرض الدكتور شوقي ضيف للحديث عن هننذا النننوع مننن‬
‫الشعر ن وأسميته شعرا ً تجاوزا ً ن فقال ‪ " :‬هناك نمطان ) مننن‬
‫الشعر ( الول يعتمد اعتمادا ً كبيرا ً على قوة الخيال والعاطفة‬
‫والتصننوير ول علقننة لننه بالشننعر حيننث يخلننو مننن الننوزن‬
‫والقافيننة ‪ ،‬والنمننط الثنناني يعتمنند علننى قافيننة متنوعننة دون‬
‫اللتزام بالوزان الشعرية المعروفننة وإيقاعاتهننا ويشننبه فنني‬
‫أدبنا ما يعرف بالنثر المسجوع " ‪.‬‬

‫ومما تجد الشارة إليه بأن كل النمطين ل يمتان للشعر بصننلة‬


‫إذ يفتقران إلى أبسط معاييره وهننو الننوزن الننذي ل شننك أنننه‬
‫العلقننة الفارقننة بيننن مننا هننو شننعر ومننا هننو نننثر إلننى جننانب‬
‫المقومات الفنية الخرى التي ل غنى عنها في قصيدة الشعر‬
‫‪.‬‬

‫ويبدو أن أول من كتب هذا اللون من النثر المسجوع وأسننماه‬


‫شعرا ً الشاعر محمد منير رمزي والذي قال عنه السننحرتي ‪" :‬‬
‫لقد أتحف موسيقى الشننعر الحننر أحنند شننباب جامعننة فنناروق‬
‫الول بشعر صاف رومانتيكي غارق في الرومانتيكية " ‪.‬‬

‫ثنم يسنتعرض لنه نتفنا ً منن ذلننك الشننعر ‪ ،‬يقنول محمنند منيننر‬
‫رمزي ‪:‬‬

‫" إن الليل عميق يا معبودتي ‪ ،‬لكن أعماقه ضاقت بننآلمي ‪....‬‬


‫أحكنني لننه فنني دمعننة أشننجاني وأرسننل فنني آذان الصننمت‬
‫أغنيتي ‪ ....‬لكن أصداءها ترتد في ذلك إلى قلبي فيطويها " ‪.‬‬

‫البعض يقول ‪ :‬إن " الشعر الحر عجز ‪ ،‬وليس قدرة "‬

‫هل هذه المقولة حقيقية ؟‬

‫وهل هناك تمايز بين الشعر العمودي ‪ ،‬والشعر الحر ‪ ،‬وأيهما‬


‫أفضل ؟‬

‫وأنت كأديب ماذا تفضل ؟‬

‫هذه بعض التساؤلت وردتني من قرائي على المنتديات‬


‫الخرى تتعلق بموضوع الشعر الحر فأثبتها تحقيقا للفائدة‬
‫واستكمال للموضوع ‪.‬‬

‫الجواب ‪ :‬يقول الستاذ ‪ /‬عباس محمود العقاد حول مفهوم‬


‫التجديد في الشعر بوجه عام " إذا أوجزنا قلنا إن التجديد هو‬
‫اجتناب التقليد ‪،‬فكل شاعر يعبر عن شعوره ‪ ،‬ويصدق في‬
‫تعبيره فهو مجدد ‪ ،‬وإن تناول أقدم الشياء " ‪.‬‬

‫ويضيف قائل " وإذا كان التجديد هو اجتناب التقليد ‪،‬‬


‫فالتجديد هو اجتناب الختلف ‪ ،‬والمختلف هو كل من يجدد‬
‫ليخالف ‪ ،‬وإن لم يكن هناك موجب للخلف " ومن المفهومين‬
‫السابقين لمعنى التجديد عند العقاد يتضح لنا أن التجديد هو‬
‫الصدق في التعبير أيا كان نوع الموضوع الذي يطرقه‬
‫الشاعر أو المبدع بوجه عام ‪ ،‬كما أنه يعني عدم التقليد‬
‫والوقوع في أحضان القديم الموروث ‪ ،‬ومحاكاته والنسج‬
‫على منواله ‪ ،‬وإنما هو عملية خلق وإبداع ‪ ،‬تستمد من ذات‬
‫المبدع ‪ ،‬وبواطن نفسه ‪ ،‬سواء أكان ذلك التجديد في إطار‬
‫الوزان والموسيقا الشعرية ‪ ،‬أم في اختيار الموضوعات‬
‫واللفاظ التي لم يطرقها الخرون ‪.‬‬

‫غير أن التجديد عند العقاد ل يعني أيضا الختلف الذي‬


‫يهدف إلى مخالفة المألوف ‪ ،‬والخروج عن الطر التي ينبغي‬
‫الوقوف عندها ن وفي تصوري أن في ذلك دعوة من العقاد‬
‫إلى عدم التحرر الكلي ‪ ،‬أو التمرد الكامل على شكل القصيدة‬
‫العربية ‪ ،‬بحيث ل تخرج عن الشكال التجديدية التي سارت‬
‫في ركابها منذ العصر العباسي ‪ ،‬وحتى الربعينيات من القرن‬
‫العشرين الميلدي ‪ ،‬التي أخذ فيها التجديد للقصيدة العربية‬
‫منحى جديدا غير الذي عرفه شعراء العربية في عهودهم‬
‫المختلفة ‪ ،‬والذي عرف فيما بعد بالشعر الحر ‪.‬‬

‫ولم تكن فكرة التجديد والتحرر من قيود القصيدة العربية‬


‫سواء في أوزانها ‪ ،‬أو قافيتها أمرا جديدا أو مبتكرا عند‬
‫الشعراء العرب المحدثين ‪ ،‬وإنما المر تجاوز ذلك ليعود بنا‬
‫إلى الوراء قرونا طوال لنلتقي فيه مع القصيدة الجديدة‬
‫الشكل في العصر العباسي ‪ ،‬عندما ظهرت موجة التجديد ‪،‬‬
‫والخروج على الشكل التقليدي المألوف للقصيدة العربية في‬
‫عصورها الخوالي ‪ ،‬وبرز إلى ساحة الشعر بعض الشعراء‬
‫المجددين ‪ ،‬أمثال بشار بن برد ‪ ،‬ومن تله ‪ ،‬ليحطموا جدر‬
‫الجمود للقصيدة ‪ ،‬ويحاولوا الخروج من أصداف المألوف ‪،‬‬
‫ويبتكروا شكل حديدا للقافية عرف بالمخمسات الي تتوالى‬
‫فيه القصيدة في وحدات خماسية الشطر على أصل الشعر‬
‫المعروف باسم المسمط ‪ .‬كما تله الشعر المزدوج الذي‬
‫تتوالى في محدات القصيدة ثنائية الشطر ‪ ،‬بحيث يتحد كل‬
‫شطرين في قافية موحدة ‪ .‬ثم شاع التجديد في الشعر‬
‫العربي على أيدي الشعراء الندلسيين فظهر منه المشطرات‬
‫بأنواعها ‪ ،‬كالمثلثات والمربعات والمخمسات والمسمطات‬
‫والموشحات التي طبقت شهرتها الفاق في ذلك الحين ‪.‬‬

‫وقد تفنن الشعراء المحدثون في عملية التجديد‬


‫الموسيقي ‪ ،‬وتنوع القوافي ‪ ،‬واهتموا بها اهتماما بالغا ن‬
‫وأكثر من عني بتطوير الموسيقى الشعرية ‪ ،‬وتفنن في‬
‫الوزان والقوافي في العصر الحديث هم شعراء المهجر‬
‫كجبران ونعيمة وأبي ماضي ‪ ،‬وأبي شبكة وفرحات ‪ ،‬ثم تلهم‬
‫مدرسة الديوان ‪ ،‬فمدرسة أبلو ‪ ،‬وما تلها من المدارس‬
‫الشعرية المستحدثة الخرى ‪.‬‬

‫بيد أن هذه المحاولت التجديدية عند الشعراء العرب‬


‫المجددين لم تتجاوز السطحية المحدودة لتشكيل موسيقا‬
‫القصيدة ‪ ،‬ولم تتسع لتصل إلى جوهر التغيير الذي شهدته‬
‫القصيدة العصرية في ثوبها الجديد الذي يتناسب وما كرا على‬
‫الحياة من مضامين ‪ ،‬وأفكار وتجارب مختلفة ‪ ،‬وما لزمها من‬
‫أيدلوجيات وانقلبات حضارية فظهر ما عرف بالشعر المرسل‬
‫الذي قد يكون الفضل في ظهوره للشاعر الدكتور عيد‬
‫الرحمن شكري ‪ ،‬الذي قال عنه نقول حنا في مقدمة ديوان‬
‫شكري كان له الفضل في أن يكون أول من يثور على‬
‫القافية ‪ ،‬ويرى فيها عائقا على الوحدة العضوية للقصيدة ‪،‬‬
‫فأدخل الشعر المرسل ‪ ،‬وبذلك أسهم في وضع أساس‬
‫القصيدة العربية الجديدة ‪.‬‬

‫ولم يلبث أن تنادى غير شاعر في أوائل القرن العشرين‬


‫بالتحرر من القافية التي تقف سدا يحول دون نظم القصائد‬
‫الطويلة ‪ ،‬فأسرع توفيق البكري فصنع قصيدة بدون قافية‬
‫أسماها ذات القوافي ‪ ،‬ثم تله الزهاوي ‪ ،‬وعبد الرحمن‬
‫شكري ‪.‬‬

‫أما مفهوم الشعر المرسل فيعني التزام القصيدة ببحر‬


‫عروضي واحد مع التحرر من عقال الروي أو ما يعرف‬
‫بالقافية ‪ ،‬غير أن هذا النمط من الشعر لم يكن ذا شأن في‬
‫تطوير موسيقا القصيدة العربية ‪ ،‬فهو لم يضف جديدا ‪ ،‬بل‬
‫تشعر فيه برتابة الموسيقا الناجمة عن انفصال البحر‬
‫العروضي عن موسيقا القافية المختلفة من القصيدة ‪ ،‬وعدم‬
‫اطراد النغم الموسيقي في أبياتها لشكل وحدة موسيقية‬
‫واحدة ‪ .‬لذلك لم يكتب له النجاح والنتشار لعزوف الشعراء‬
‫عنه ‪ ،‬وعم متابعة اللحق للسابق في هذا اللون من الشعر ‪.‬‬

‫وقد أدى عزوف الشعراء المحدثين عن كتابة الشعر‬


‫المرسل للبحث عن نوع أخر من أنواع التجديد ‪ ،‬فالتمسوه‬
‫في نظام المقطوعات الشعرية التي عرفت بالثنائيات ‪،‬‬
‫والثلثيات والرباعيات والخماسيات ن وقد تكبر المقطوعة‬
‫وتصغر في القصيدة الواحدة بحسب تنوع الفكرة التي يتطرق‬
‫إليها الشاعر من خلل الموضوع الرئيس الذي تحويه القصيدة‬
‫ككل ‪ .‬ويجب أن يكون عدد أبيات المقطوعات في القصيدة‬
‫الواحدة متساويا ‪ ،‬وأكثر من عني بهذا النوع من الشعر‬
‫شعراء المهاجر المريكية ‪.‬‬

‫ولم تتوقف حركة التطور الموسيقية للقصيدة العربية‬


‫عند حدود التحرر الجزئي من قيود القافية بل تخطتها إلى‬
‫أبعد من ذلك ‪ ،‬فظهرت محاولة جديدة وجريئة وجادة في‬
‫ميدان التجديد الموسيقي للشعر العربي عرفت بالشعر الحر ‪.‬‬
‫وكانت هذه المحاولة أكثر نجاحا من سابقاتها ‪ ،‬وتجاوزت‬
‫حدود القليمية لتصبح نقلة فنية وحضارية عامة في الشعر‬
‫العربي ‪ ،‬ولم يمض سنوات قلئل حتى شكل هذا اللون‬
‫الجديد من الشعر مدرسة شعرية جديدة حطمت كل القيود‬
‫المفروضة على القصيدة العربية ن وانتقلت بها من حالة‬
‫الجمود والرتبة إلى حالة أكثر حيوية ‪ ،‬وأرحب انطلقا ‪.‬‬
‫ورغم ظهور هذا النوع من الشعر والذي عرف بالشعر‬
‫الحر ‪ ،‬أو شعر التفعيلة بقت القصيدة العربية التقليدية‬
‫الشكل ‪ ،‬ولكنها متجددة في أفكارها ومعانيها ‪ ،‬وصورها ‪،‬‬
‫وألفاظها بقيت لها شعراؤها وقراؤها ومحبوها ‪ ،‬بل‬
‫وحافظت على مكانتها أمام هذا التيار التجديدي ‪ ،‬وأصبح‬
‫مقياس التمايز بين النوعين هو قدرة الشاعر على التعبير‬
‫عن معاناته الحقيقية للواقع الذي تعيشه النسانية ‪ ،‬وما‬
‫تحويه القصيدة من الطاقات التعبيرية التي تشارك في خلقها‬
‫كل القدرات والمكانيات النسانية مجتمعة وبشكل القصيدة‬
‫التي يريد ‪ ،‬وتمنحه القدرة على التعبير بحرية مطلقة ليصل‬
‫إلى تحقيق الغرض الذي يتحدث عنه ‪.‬‬

‫والشاعر الناجح هو الذي يستطيع التوفيق بين اللونين من‬


‫الشعر ‪ ،‬فقدراته الكتابية تأهله للتعبير عن ذاته ‪ ،‬وخوالج‬
‫نفسه ‪ ،‬ونقل تجربته إلى المتلقين بوساطة القصيدة‬
‫العمودية ‪ ،‬أو قصيدة الشعر الحر ‪ ،‬على الرغم أن نظم‬
‫القصيدة العمودية قد يكون أكثر سهولة من قصيدة شعر‬
‫التفعيلة ) الشعر الحر ( ‪ ،‬وقد مارس معظم الشعراء‬
‫المحدثين كتابة النوعين ‪ ،‬وكثير منهم استطاع أن يوازن بين‬
‫عدد قصائده التي كتبها على صورة القصيدة العمودية ن وبين‬
‫قصائده التي كتبها على شكل القصيدة الحرة ‪.‬‬

You might also like