Professional Documents
Culture Documents
فاعلتن فاعلتن
فاعلتن
فاعلتن فاعلتن
ومما سبق تتضح لنا طبيعة الشعر الحر ،فهو شعر يجري
وفق القواعد العروضية للقصيدة العربية ،ويلتزم بها ،ول
يخرج عنها إل من حيث الشكل ،والتحرر من القافية الواحدة
في أغلب الحيان .فالوزن العروضي موجود والتفعيلة ثابتة
مع اختلف في الشكل الخارجي ليس غير ،فإذا أراد الشاعر
أن ينسج قصيدة ما على بحر معين وليكن " الرمل " مثل
استوجب عليه أن يلتزم في قصيدته بهذا البحر وتفعيلته من
مطلعها إلى منتهاها وليس له من الحرية سوى عدم التقيد
بنظام البيت التقليدي والقافية الموحدة .وإن كان المر ل
يمنع من ظهور القافية واختفائها من حين لخر حسب ما
تقتضيه النغمة الموسيقية وانتهاء الدفقة الشعورية .
تقول نازك الملئكة " كانت بداية حركة الشننعر الحننر سنننة
1947م في العراق ،ومن العننراق ،بننل مننن بغننداد نفسننها ،
وزحفت هذه الحركة وامتدت حتى غمرت الوطن العربي كله ،
وكادت بسننبب الننذين اسننتجابوا لهننا ،تجننرف أسنناليب شننعرنا
الخننرى جميعننا ،وكننانت أولننى قصننيدة حننرة الننوزن تنشننر
قصيدتي المعنونة " الكوليرا " ،تم قصننيدة " هننل كننان حبننا "
لبدر شاكر السياب من ديوانه أزهار ذابلننة ن وكل القصننيدتين
نشرتا في عام 1947م .
عير أن نازك وغي مقدمة كتابها " قضايا الشعر المعاصر "
الذي نقلنا منه النص السابق ،تعترف بأن بدايات الشعر الحننر
كانت قبنل عنام 1947م فتقنول " :فني عنام 1962م صندر
كتابي هذا وفيه حكمت بأن الشعر الحر قد طلع مننن العننراق ،
ومنه زحف إلى أقطار الوطن العربي ،ولم أكننن يننوم قننررت
هننذا الحكننم أدري أن هننناك شننعرا حننرا قنند نظننم فنني العننالم
العربي قبل سنة 1947م ،سنة نظمي لقصيدة " الكوليرا " ،
ثم فوجئت بعد ذلك بأن هناك قصائد حرة معدودة قنند ظهننرت
فنني المجلت الدبيننة والكتننب منننذ سنننة 1932م ،وهننو أمننر
عرفته من كتابات الباحثين والمعلقين ،لنني لم أقرأ بعد تلك
القصائد من مصادرها ،وإذا بأسماء غيننر قليلننة تننرد فنني هننذا
المجال منها اسم على أحمد باكثير ،ومحمد فريد أبي حدينند ،
ومحمود حسن إسماعيل ،وعرار شاعر الردن ،ولويس عوض
وسواهم .
وبعد هذا العرض المفصل لنشأة الشعر الحر ،إن منا نريند
الوصول إليه أن السيدة نننازك الملئكننة قنند حكمننت وأطلقننت
الحكم وعممته دون تننرو منهننا ،لن هننناك بنندايات غيننر الننتي
أشننارت إليهننا أيضننا ،وإن كننانت هننذه البنندايات لننم تحفننل
باهتمامها ،أو لم تنطبق عليها شروطها ،فإن هننذه البنندايات
ربما تكون ذا شأن في تحديد نشأة الشعر الحر تحديدا فعليننا ،
ويحسم الموقف ،على الرغم بأننا ل نريد أن نجنزم بأنهنا قند
تكون البداية الولى أيضا فنطلق الحكم ونعممه ،ونقننع فيمننا
وقعت فيه نازك ،لن التاريخ ربما يثبت غيننر ذلننك فيمننا بعنند .
أما هذه البدايات فسوف نتحنندث عنهننا فنني موضننعها إن شنناء
الله ،وقد ألمحنا لهذا سابقا .
الجزء الثاني
ثم يواصل الباحث حديثه قائل ً " :وإن هننذا بنندوره يننؤدي إلننى
إبراز مظاهر النمو العضوي للنفعالت والمشاعر ،ومننن هنننا
نستطيع أن نفهم لماذا كان الشكل الجدينند للقصننيدة العربيننة
أقننرب معانقننة لننروح العصننر الننذي نعيشننه وأكننثر اسننتيعابا ً
لمضامينه الحية ،بالضافة إلى منا يتميننز بننه منن مرونننة فني
موسيقاه حيث تتلون بتلون النفعننال ،وتنمننو بنمننو الموقننف
وديمقراطية اللغة حيث تقترب هذه اللغة من النسان العننادي
في الشارع والمصنع والحقننل ،وكننذلك ربمننا يرمننز إليننه مننن
تعنندد فنني التشننكيل وتننرادف فنني الننتركيب وموضننوعية فنني
الرصد وشمولية في التمثيل والهروب من الذات " .
وقد أشننار إلننى بعننض الميننزات السننابقة أحنند البنناحثين أيضنا ً
قال " :وقد تميننزت قصننيدة الشننعر الحننر بخصننائص أسننلوبية
متعددة فقد اعتمدت على الوحدة العضننوية ،فلننم يعنند الننبيت
هننو الوحنندة وإنمننا صننارت القصننيدة تشننكل كلمنا ً متماسننكا ً ،
وتننزاوج الشننكل والمضننمون ،فننالبحر والقافيننة والتفعيلننة
والصياغة وضننعت كلهننا فنني خدمننة الموضننوع وصننار الشنناعر
يعتمد على " التفعيلة " وعلى الموسيقى الداخليننة المناسننبة
بين اللفاظ " .
ثم ظهر إلى جانب الشعر الحر محاولة أخننرى وهنني إن كننانت
أقل شأنا ً منه من حيث النتشار إل أنها خطيرة في حد ذاتها ،
لنهنا سنتقلب مفناهيم الشنعر ومعناييره رأسنا ً علنى عقنب ،
وتخرجه عن مساره التي رسنمه لنه الشننعراء والنقناد ليسنلك
دروبا ً وعرة ربما ل يحظننى فيهننا بالنجنناح والقبننول حننتى مننن
عامة الجمهور الننذين عرفننوا الشننعر فنني أبسننط صننورة وزننا ً
وقافية على أقل تقديره ،بله المثقفيننن وعشنناق الدب تلننك
المحاولة التي استحدثها بعض الشعراء وأعطوها شكل ً جدينندا ً
يغاير شكل القصيدة العربية القديمة كما يخالفها فنني شننكلها
الجديد المعروف بالشعر الحننر ،وقنند أسننموا هننذا اللننون مننن
الكلم أو النثر " قصيدة النثر " أو " الشعر المنثور " .
وهذا النمننط مننن أنمنناط النننثر ل يمننت إلننى الشننعر بصننلة ول
يشاركه في عنصر من عناصره اللهم وجود العاطفة والخيننال
والتصوير وتلك سمات مشتركة في أي عمل فني .
وقد تعرض الدكتور شوقي ضيف للحديث عن هننذا النننوع مننن
الشعر ن وأسميته شعرا ً تجاوزا ً ن فقال " :هناك نمطان ) مننن
الشعر ( الول يعتمد اعتمادا ً كبيرا ً على قوة الخيال والعاطفة
والتصننوير ول علقننة لننه بالشننعر حيننث يخلننو مننن الننوزن
والقافيننة ،والنمننط الثنناني يعتمنند علننى قافيننة متنوعننة دون
اللتزام بالوزان الشعرية المعروفننة وإيقاعاتهننا ويشننبه فنني
أدبنا ما يعرف بالنثر المسجوع " .
ثنم يسنتعرض لنه نتفنا ً منن ذلننك الشننعر ،يقنول محمنند منيننر
رمزي :
البعض يقول :إن " الشعر الحر عجز ،وليس قدرة "