You are on page 1of 267

‫بحار النوار‬

‫العلمة المجلسي ج ‪26‬‬

‫]‪[1‬‬

‫بحار النوار الجامعة لدرر اخبار الئمة الطهار بحار النببوار الجامعببة لببدرر أخبببار‬
‫الئمة الطهار تأليف العلم العلمة الحجة فخر المببة المببولى الشببيخ محمببد‬
‫باقر المجلسي )قدس ال سره( الجزء السادس والعشرون مؤسسة الوفبباء‬
‫بيروت ‪ -‬لبنان كافة الحقوق محفوظببة ومسببجلة الطبعببة الثانيببة المصببححة‬
‫‪‍ 1403‬ه‪ 1983 - .‬م مؤسسة الوفاء ‪ -‬بيروت ‪ -‬لبنببان ‪ -‬صببرب‪- 1457 :‬‬
‫هاتف ‪386868‬‬

‫]‪[1‬‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم ‪) - 13‬باب( * )نادر في معرفتهم صلوات ال عليهم‬


‫بالنورانية وفيه( * * )ذكر جمل من فضائلهم عليهم السلم( * ‪ - 1‬أقول‪:‬‬
‫ذكر والدي رحمه ال أنه رأى في كتاب عتيق جمعه بعض محدثي أصحابنا‬
‫في فضائل أمير المؤمنين )عليه السلم( هذا الخبر‪ ،‬ووجدته أيضا في‬
‫كتاب عتيق مشتمل على أخبار كثيرة‪ .‬قال‪ :‬روي عن محمد بن صدقة أنه‬
‫قال‪ :‬سأل أبو ذر الغفاري سلمان الفارسي رضي ال عنهما يا أبا عبد ال‬
‫ما معرفة المام أمير المؤمنين )عليه السلم( بالنورانية ؟ قال‪ :‬يا جندب‬
‫فامض بنا حتى نسأله عن ذلك‪ ،‬قال‪ :‬فأتيناه فلم نجده‪ .‬قال‪ :‬فانتظرناه حتى‬
‫جاء قال صلوات ال عليه‪ :‬ما جاء بكما ؟ قال جئناك يا أمير المؤمنين‬
‫نسألك عن معرفتك بالنورانية قال صلوات ال عليه‪ :‬مرحبا بكما من وليين‬
‫متعاهدين لدينه لستما بمقصرين‪ ،‬لعمري أن ذلك الواجب على كل مؤمن‬
‫ومؤمنة‪ ،‬ثم قال صلوات ال عليه‪ :‬يا سلمان ويا جندب قال‪ :‬لبيك يا أمير‬
‫المؤمنين‪ ،‬قال )عليه السلم(‪ :‬إنه ل يستكمل أحد اليمان حتى يعرفني كنه‬
‫معرفتي بالنورانية فإذا عرفني بهذه المعرفة فقد امتحن ال قلبه لليمان‬
‫وشرح صدره للسلم وصار عارفا مستبصرا‪ ،‬ومن قصر عن معرفة ذلك‬
‫فهو شاك ومرتاب‪ ،‬يا سلمان ويا جندب قال‪ :‬لبيك يا أمير المؤمنين‪ ،‬قال‬
‫)عليه السلم(‪ :‬معرفتي بالنورانية معرفة ال عزوجل‬

‫]‪[2‬‬

‫ومعرفة ال عزوجل معرفتي بالنورانية وهو الدين الخالص الذي قال ال تعالى‪" :‬‬
‫وما امروا إل ليعبدوا ال مخلصين له حنفاء ويقيموا الصلة ويؤتوا الزكاة‬
‫)‪ (1‬وذلك دين القيمة "‪ .‬يقول‪ :‬ما امروا إل بنبوة محمد )صلى ال عليه‬
‫وآله وسلم( وهو الدين الحنيفية المحمدية السمحة‪ ،‬وقوله‪ " :‬يقيمون‬
‫الصلة " فمن أقام وليتي فقد أقام الصلة وإقامة وليتي صعب مستصعب‬
‫ل يحتمله إل ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد مؤمن امتحن ال قلبه‬
‫لليمان‪ .‬فالملك إذا لم يكن مقربا لم يحتمله‪ ،‬والنبي إذا لم يكن مرسل لم‬
‫يحتمله والمؤمن إذا لم يكن ممتحنا لم يحتمله‪ ،‬قلت‪ :‬يا أمير المؤمنين من‬
‫المؤمن وما نهايته وما حده حتى أعرفه ؟ قال )عليه السلم(‪ :‬يابا عبد ال‬
‫قلت‪ :‬لبيك يا أخا رسول ال‪ ،‬قال‪ :‬المؤمن الممتحن هو الذي ل يرد من‬
‫أمرنا إليه بشئ إل شرح صدره لقبوله ولم يشك ولم يرتب )‪ .(2‬اعلم يا‬
‫باذر أنا عبد ال عزوجل وخليفته على عباده ل تجعلونا أربابا وقولوا في‬
‫فضلنا ما شئتم فانكم ل تبلغون كنه ما فينا ول نهايته‪ ،‬فان ال عزوجل قد‬
‫أعطانا أكبر وأعظم مما يصفه واصفكم أو يخطر على قلب أحدكم فإذا‬
‫عرفتمونا هكذا فأنتم المؤمنون‪ .‬قال سلمان‪ :‬قلت‪ :‬يا أخا رسول ال ومن‬
‫أقام الصلة أقام وليتك ؟ قال‪ :‬نعم يا سلمان تصديق ذلك قوله تعالى في‬
‫الكتاب العزيز‪ " :‬واستعينوا بالصبر والصلة وإنها لكبيرة إل على‬
‫الخاشعين " )‪ (3‬فالصبر رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( والصلة‬
‫إقامة وليتي‪ ،‬فمنها قال ال تعالى‪ " :‬وإنها لكبيرة " ولم يقل‪ :‬وإنهما‬
‫لكبيرة لن الولية كبيرة حملها إل على الخاشعين‪ ،‬والخاشعون هم الشيعة‬
‫المستبصرون‪ ،‬وذلك لن‬

‫)‪ (1‬البينة‪ (2) .5 :‬في نسخة‪ :‬ولم يرتد‪ (3) .‬البقرة‪.45 :‬‬

‫]‪[3‬‬

‫أهل القاويل من المرجئة والقدرية والخوارج وغيرهم من الناصبية يقرون لمحمد‬


‫)‪) (1‬صلى ال عليه وآله( ليس بينهم خلف وهم مختلفون في وليتي‬
‫منكرون لذلك جاحدون بها إل القليل‪ .‬وهم الذين وصفهم ال في كتابه‬
‫العزيز فقال‪ " :‬إنها لكبيرة إل علي الخاشعين " وقال ال تعالى في موضع‬
‫آخر في كتابه العزيز في نبوة محمد )صلى ال عليه وآله وسلم( وفي‬
‫وليتي فقال عزوجل‪ " :‬وبئر معطلة وقصر مشيد " )‪ (2‬فالقصر محمد‬
‫والبئر المعطلة وليتي عطلوها وجحدوها‪ ،‬ومن لم يقر بوليتي لم ينفعه‬
‫القرار بنبوة محمد )صلى ال عليه وآله وسلم( أل إنهما مقرونان‪ .‬وذلك‬
‫أن النبي )صلى ال عليه وآله وسلم( نبي مرسل وهو إمام الخلق‪ ،‬وعلي‬
‫من بعده إمام الخلق ووصي محمد )صلى ال عليه وآله وسلم(‪ ،‬كما قال له‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله(‪ " :‬أنت مني بمنزلة هارون من موسى إل أنه‬
‫ل نبي بعدي " وأولنا محمد وأوسطنا محمد وآخرنا محمد‪ ،‬فمن استكمل‬
‫معرفتي فهو على الدين القيم كما قال ال تعالى‪ " :‬وذلك دين القيمة " )‪(3‬‬
‫وسابين ذلك بعون ال وتوفيقه‪ .‬يا سلمان ويا جندب قال‪ :‬لبيك يا أمير‬
‫المؤمنين صلوات ال عليك‪ .‬قال‪ :‬كنت أنا ومحمد نورا واحدا من نور ال‬
‫عزوجل‪ ،‬فأمر ال تبارك وتعالى ذلك النور أن يشق فقال للنصف‪ :‬كن‬
‫محمدا وقال للنصف‪ :‬كن عليا‪ ،‬فمنها قال رسول ال )صلى ال عليه وآله‬
‫وسلم(‪ " :‬علي مني وأنا من علي ول يؤدي عني إل علي " وقد وجه أبا‬
‫بكر ببراءة إلى مكة فنزل جبرئيل )عليه السلم( فقال‪ :‬يا محمد قال‪ :‬لبيك‪،‬‬
‫قال‪ :‬ان ال يأمرك أن تؤديها أنت أو رجل عنك‪ ،‬فوجهني في استرداد أبي‬
‫بكر فرددته فوجد في نفسه وقال‪ :‬يا رسول ال أنزل في القرآن ؟ قال‪ :‬ل‬
‫ولكن ل يؤدي إل أنا أو علي‪ .‬يا سلمان ويا جندب قال‪ :‬لبيك يا أخا رسول‬
‫ال‪ ،‬قال )عليه السلم(‪ :‬من ل يصلح لحمل‬

‫)‪ (1‬في نسخة‪ :‬بمحمد‪ (2) .‬الحج‪ (3) .15 :‬البينة‪.5 :‬‬

‫]‪[4‬‬

‫صحيفة يؤديها عن رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( كيف يصلح للمامة ؟ يا‬
‫سلمان ويا جندب فأنا ورسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( كنا نورا‬
‫واحدا صار رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( محمد المصطفى‪،‬‬
‫وصرت أنا وصيه المرتضى‪ ،‬وصار محمد الناطق‪ ،‬وصرت أنا الصامت‪،‬‬
‫وإنه ل بد في كل عصر من العصار أن يكون فيه ناطق وصامت‪ ،‬يا‬
‫سلمان صار محمد المنذر وصرت أنا الهادي‪ ،‬وذلك قوله‪ :‬عزوجل‪ " :‬إنما‬
‫أنت منذر ولكل قوم هاد " )‪ (1‬فرسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم(‬
‫المنذر وأنا الهادي‪ " .‬ال يعلم ما تحمل كل انثى وما تغيض الرحام وما‬
‫تزداد وكل شئ عنده بمقدار عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال سواء‬
‫منكم من أسر القول ومن جهر به و من هو مستخف بالليل وسارب بالنهار‬
‫له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر ال " )‪ .(2‬قال‪:‬‬
‫فضرب )عليه السلم( بيده على الخرى وقال‪ :‬صار محمد صاحب الجمع‬
‫وصرت أنا صاحب النشر‪ ،‬وصار محمد صاحب الجنة وصرت أنا صاحب‬
‫النار‪ ،‬أقول لها‪ :‬خذي هذا وذري هذا‪ ،‬وصار محمد )صلى ال عليه وآله‬
‫وسلم( صاحب الرجفة وصرت أنا صاحب الهدة )‪ (3‬وأنا صاحب اللوح‬
‫المحفوظ ألهمني ال عزوجل علم ما فيه‪ .‬نعم يا سلمان ويا جندب وصار‬
‫محمد يس والقرآن الحكيم‪ (4) ،‬وصار محمد ن والقلم‪ (5) ،‬وصار محمد‬
‫طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى‪ (6) ،‬وصار محمد صاحب الدللت‪،‬‬
‫وصرت أنا صاحب المعجزات واليات‪ ،‬وصار محمد خاتم النبيين وصرت‬
‫)‪ (1‬الرعد‪ (2) .7 :‬الرعد‪ (3) .11 - 8 :‬الهدة‪ :‬صوت وقع الحائط ونحوه وفى‬
‫الخبر‪ " :‬اعوذ بك من الهد والهدة " وفسر الهد بالهدم والهدة بالخسف‪،‬‬
‫والهد‪ :‬صوت ما يقع من السماء‪ (4) .‬يس‪ 1 :‬و ‪ (5) .2‬القلم‪(6) .1 :‬‬
‫طه‪ 1 :‬و ‪.2‬‬

‫]‪[5‬‬

‫أنا خاتم الوصيين‪ ،‬وأنا الصراط المستقيم )‪ (1‬وأنا النبأ العظيم الذي هم فيه‬
‫مختلفون )‪ (2‬ول أحد اختلف إل في وليتي‪ ،‬وصار محمد صاحب الدعوة‬
‫وصرت أنا صاحب السيف‪ ،‬وصار محمد نبيا مرسل وصرت أنا صاحب‬
‫أمر النبي )صلى ال عليه وآله وسلم( قال ال عزوجل‪ " :‬يلقي الروح من‬
‫أمره على من يشاء من عباده " )‪ (3‬وهو روح ال ل يعطيه ول يلقي هذا‬
‫الروح إل على ملك مقرب أو نبي مرسل أو وصي منتجب‪ ،‬فمن أعطاه ال‬
‫هذا الروح فقد أبانه من الناس وفوض إليه القدرة وأحيى الموتى وعلم بما‬
‫كان وما يكون وسار من المشرق إلى المغرب ومن المغرب إلى المشرق‬
‫في لحظة عين‪ ،‬وعلم ما في الضمائر والقلوب وعلم ما في السماوات‬
‫والرض‪ .‬يا سلمان ويا جندب وصار محمد الذكر الذي قال ال عزوجل‪" :‬‬
‫قد أنزل ال إليكم ذكرا رسول يتلو عليكم آيات ال " )‪ (4‬إني اعطيت علم‬
‫المنايا والبليا وفصل الخطاب‪ ،‬واستودعت علم القرآن وما هو كائن إلى‬
‫يوم القيامة‪ ،‬ومحمد )صلى ال عليه وآله وسلم( أقام الحجة حجة للناس‪،‬‬
‫وصرت أنا حجة ال عزوجل‪ ،‬جعل ال لي ما لم يجعل لحد من الولين‬
‫والخرين ل لنبي مرسل ول لملك مقرب‪ .‬يا سلمان ويا جندب قال‪ :‬لبيك يا‬
‫أمير المؤمنين‪ ،‬قال )عليه السلم(‪ :‬أنا الذي حملت نوحا في السفينة بأمر‬
‫ربي‪ ،‬وأنا الذي أخرجت يونس من بطن الحوت باذن ربي وأنا الذي‬
‫جاوزت بموسى بن عمران البحر بأمر ربي‪ ،‬وأنا الذي أخرجت إبراهيم من‬
‫النار باذن ربي‪ ،‬وأنا الذي أجريت أنهارها وفجرت عيونها وغرست‬
‫أشجارها باذن ربي‪ .‬وأنا عذاب يوم الظلة‪ ،‬وأنا المنادي من مكان قريب قد‬
‫سمعه الثقلن‪ :‬الجن والنس وفهمه قوم‪.‬‬

‫)‪ (1‬الفاتحة‪ (2) .6 :‬النبأ‪ 2 :‬و ‪ (3) .3‬المؤمن‪ (4) .15 :‬الطلق‪ 10 :‬و ‪.11‬‬

‫]‪[6‬‬

‫إني لسمع كل قوم )‪ (1‬الجبارين والمنافقين بلغاتهم وأنا الخضر عالم موسى وأنا‬
‫معلم سليمان بن داود وأنا ذو القرنين وأنا قدرة ال عزوجل‪ .‬يا سلمان ويا‬
‫جندب أنا محمد ومحمد أنا وأنا من محمد ومحمد مني‪ ،‬قال ال تعالى‪" :‬‬
‫مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ ل يبغيان " )‪ .(2‬يا سلمان ويا جندب‬
‫قال‪ :‬لبيك يا أمير المؤمنين‪ ،‬قال‪ :‬إن ميتنا لم يمت وغائبنا لم يغب وإن‬
‫قتلنا لن يقتلوا‪ .‬يا سلمان ويا جندب قال‪ :‬لبيك صلوات ال عليك‪ ،‬قال‪:‬‬
‫)عليه السلم(‪ :‬أنا أمير كل مؤمن ومؤمنة ممن مضى وممن بقي‪ ،‬وايدت‬
‫بروح العظمة‪ ،‬وإنما أنا عبد من عبيد ال ل تسمونا أربابا وقولوا في‬
‫فضلنا ما شئتم فإنكم لن تبلغوا من فضلنا كنه ما جعله ال لنا‪ ،‬ول معشار‬
‫العشر‪ .‬لنا آيات ال ودلئله‪ ،‬وحجج ال وخلفاؤه وامناؤه وأئمته‪ ،‬ووجه‬
‫ال وعين ال ولسان ال‪ ،‬بنا يعذب ال عباده وبنا يثيب ومن بين خلقه‬
‫طهرنا واختارنا واصطفانا‪ ،‬ولو قال قائل‪ :‬لم وكيف وفيم ؟ لكفر وأشرك‪،‬‬
‫لنه ل يسأل عما يفعل وهم يسألون‪ .‬يا سلمان ويا جندب قال‪ :‬لبيك يا أمير‬
‫المؤمنين صلوات ال عليك‪ ،‬قال )عليه السلم(‪ :‬من آمن بما قلت وصدق‬
‫بما بينت وفسرت وشرحت وأوضحت ونورت وبرهنت فهو مؤمن ممتحن‬
‫امتحن ال قلبه لليمان وشرح صدره للسلم وهو عارف مستبصر قد‬
‫انتهى وبلغ وكمل‪ ،‬ومن شك وعند وجحد ووقف وتحير وارتاب فهو‬
‫مقصر وناصب‪ .‬يا سلمان ويا جندب‪ ،‬قال‪ :‬لبيك يا أمير المؤمنين صلوات‬
‫ال عليك‪ ،‬قال )عليه السلم(‪ :‬أنا احيي واميت باذن ربي‪ ،‬أنا انبئكم بما‬
‫تأكلون وما تدخرون في بيوتكم باذن ربي‪ ،‬وأنا عالم بضمائر قلوبكم‬
‫والئمة من أولدي )عليهم السلم( يعلمون ويفعلون هذا إذا أحبوا وأرادوا‬
‫لنا كلنا واحد‪ ،‬أولنا محمد وآخرنا محمد وأوسطنا محمد وكلنا محمد‬

‫)‪ (1‬في نسخة‪ :‬كل يوم‪ (2) .‬الرحمن‪ 19 :‬و ‪.20‬‬

‫]‪[7‬‬

‫فل تفرقوا بيننا‪ ،‬ونحن إذا شئنا شاء ال وإذا كرهنا كره ال‪ ،‬الويل كل الويل لمن‬
‫أنكر فضلنا وخصوصيتنا‪ ،‬وما أعطانا ال ربنا لن من أنكر شيئا مما‬
‫أعطانا ال فقد أنكر قدرة ال عزوجل ومشيته فينا‪ .‬يا سلمان ويا جندب‪،‬‬
‫قال‪ :‬لبيك يا أمير المؤمنين صلوات ال عليك‪ ،‬قال )عليه السلم(‪ :‬لقد‬
‫أعطانا ال ربنا ما هو أجل وأعظم وأعلى وأكبر من هذا كله قلنا‪ :‬يا أمير‬
‫المؤمنين ما الذي أعطاكم ما هو أعظم وأجل من هذا كله ؟ قال‪ :‬قد أعطانا‬
‫ربنا عزوجل علمنا للسم العظم الذي لو شئنا خرقت السماوات والرض‬
‫والجنة والنار ونعرج به إلى السماء ونهبط به الرض ونغرب ونشرق‬
‫وننتهي به إلى العرش فنجلس )‪ (1‬عليه بين يدي ال عزوجل ويطيعنا كل‬
‫شئ حتى السماوات والرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر‬
‫والدواب والبحار والجنة والنار‪ ،‬أعطانا ال ذلك كله بالسم العظم الذي‬
‫علمنا وخصنا به‪ ،‬ومع هذا كله نأكل ونشرب ونمشي في السواق ونعمل‬
‫هذه الشياء بأمر ربنا ونحن عباد ال المكرمون الذين ل يسبقونه بالقول‬
‫وهم بأمره يعملون‪ .‬وجعلنا معصومين مطهرين وفضلنا على كثير من‬
‫عباده المؤمنين‪ ،‬فنحن نقول‪ :‬الحمد ل الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي‬
‫لول أن هدانا ال وحقت كلمة العذاب على الكافرين‪ ،‬أعني الجاحدين بكل ما‬
‫أعطانا ال من الفضل والحسان‪ ،‬يا سلمان ويا جندب فهذا معرفتي‬
‫بالنورانية فتمسك بها راشدا فانه ل يبلغ أحد من شيعتنا حد الستبصار‬
‫حتى يعرفني بالنورانية فإذا عرفني بها كان مستبصرا بالغا كامل قد خاض‬
‫بحرا من العلم‪ ،‬وارتقى درجه من الفضل‪ ،‬واطلع على سر من سر ال‪،‬‬
‫ومكنون خزائنه‪ (2) .‬بيان‪ :‬قوله‪ :‬أنا الذى حملت نوحا‪ ،‬أقول‪ :‬لو صح‬
‫صدور الخبر عنه )عليه السلم(‬

‫)‪ (1‬هذا كناية عن شدة قربهم وعظم منزلتهم عند ال‪ ،‬أو كناية عن احاطتهم‬
‫العلمية بامور السماوات والرضين بافاضة ال تعالى اياهم أو قدرتهم بها‬
‫ومطاعيتهم عندها‪ (2) .‬لم نجد هذا الكتاب‪.‬‬

‫]‪[8‬‬

‫لحتمل أن يكون المراد به وبأمثاله أن النبياء عليهم السلم بالستشفاع بنا‬


‫والتوسل بأنوارنا رفعت )‪ (1‬عنهم المكاره والفتن كما دلت عليه الخبار‬
‫الصحيحة‪ - 2 .‬وحدثني والدي من الكتاب المذكور قال‪ :‬حدثنا أحمد بن‬
‫عبيدال قال‪ :‬حدثنا سليمان بن أحمد قال‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر قال‪ :‬حدثنا‬
‫محمد بن إبراهيم بن محمد الموصلي قال‪ :‬أخبرني أبي عن خالد عن جابر‬
‫بن يزيد الجعفي وقال‪ :‬حدثنا أبو سليمان أحمد قال‪ .‬حدثنا محمد بن سعيد‬
‫عن أبي سعيد عن سهل بن زياد قال‪ :‬حدثنا محمد بن سنان عن جابر بن‬
‫يزيد الجعفي قال‪ :‬لما أفضت الخلفة إلى بني امية سفكوا فيها الدم الحرام‬
‫ولعنوا فيها أمير المؤمنين )عليه السلم( على المنابر ألف شهر وتبرأوا‬
‫منه واغتالوا )‪ (2‬الشيعة في كل بلدة واستأصلوا بنيانهم من الدنيا لحطام‬
‫دنياهم فخوفوا الناس في البلدان‪ ،‬وكل من لم يلعن أمير المؤمنين )عليه‬
‫السلم( ولم يتبرأ منه قتلوه كائنا من كان‪ ،‬قال جابر بن يزيد الجعفي‬
‫فشكوت من بني امية وأشياعهم إلى المام المبين أطهر الطاهرين زين‬
‫العباد وسيد الزهاد وخليفة ال على العباد علي بن الحسين صلوات ال‬
‫عليهما فقلت‪ :‬يا ابن رسول ال قد قتلونا تحت كل حجرومدر‪ ،‬واستأصلوا‬
‫شأفتنا‪ ،‬وأعلنوا لعن مولنا أمير المؤمنين صلوات ال عليه على المنابر‬
‫والمنارات والسواق والطرقات وتبرأوا منه حتى أنهم ليجتمعون في‬
‫مسجد رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( فيلعنون عليا )عليه السلم(‬
‫علنية ل ينكر ذلك أحد ول ينهر )‪ (3‬فإن أنكر ذلك أحد منا حملوا عليه‬
‫بأجمعهم وقالوا‪ :‬هذا رافضي أبو ترابي‪ ،‬وأخذوه إلى سلطانهم وقالوا‪ :‬هذا‬
‫ذكر أبا تراب بخير فضربوه ثم حبسوه ثم بعد ذلك قتلوه‪ .‬فلما سمع المام‬
‫صلوات ال عليه ذلك مني نظر إلى السماء فقال‪ " :‬سبحانك اللهم سيدي‬
‫ما أحلمك وأعظم شأنك في حلمك وأعلى سلطانك يا رب قد أمهلت )‪(4‬‬

‫)‪ (1‬في نسخة‪ :‬دفعت‪ (2) .‬غاله الشئ أو اغتاله‪ :‬إذا اخذه من حيث لم يدر‪ (3) .‬أي‬
‫ل يزجر‪ (4) .‬في نسخة‪ :‬قد مهلت‪.‬‬

‫]‪[9‬‬

‫عبادك في بلدك حتى ظنوا أنك أمهلتهم أبدا وهذا كله بعينك‪ ،‬ل يغالب قضاؤك ول‬
‫يرد المحتوم من تدبيرك كيف شئت وأنى شئت‪ ،‬وأنت أعلم به منا‪ .‬قال‪ :‬ثم‬
‫دعا )صلى ال عليه وآله وسلم( ابنه محمدا )عليه السلم( فقال‪ :‬يا بني‪،‬‬
‫قال‪ :‬لبيك يا سيدي قال‪ :‬إذا كان غدا فاغد إلى مسجد رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( وخذ معك الخيط الذي انزل مع جبرئيل على جدنا )صلى ال‬
‫عليه وآله وسلم( فحركه تحريكا لينا ول تحركه شديدا‪ ،‬ال ال فيهلك‬
‫الناس كلهم‪ .‬قال جابر‪ :‬فبقيت متفكرا متعجبا من قوله فما أدرى ما أقول‬
‫لمولي )عليه السلم( فغدوت إلى محمد )عليه السلم( وقد بقي علي ليل‬
‫حرصا أن أنظر إلى الخيط وتحريكه فبينما أنا على دابتي إذ خرج المام‬
‫)عليه السلم( فقمت وسلمت عليه فرد علي السلم‪ ،‬و قال‪ :‬ما غدا بك فلم‬
‫تكن تأتينا في هذا الوقت ؟ فقلت‪ :‬يا بن رسول ال سمعت أباك )صلى ال‬
‫عليه وآله( يقول بالمس‪ :‬خذ الخيط وسر إلى مسجد رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( فحركه تحريكا لينا ول تحركه تحريكا شديدا فتهلك الناس كلهم‪،‬‬
‫فقال‪ :‬يا جابر لول الوقت المعلوم والجل المحتوم والقدر المقدور لخسفت‬
‫وال بهذا الخلق المنكوس في طرفة عين ل بل في لحظة ل بل في لمحة‬
‫ولكننا عباد مكرمون ل يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون‪ .‬قال‪ :‬قلت له‪:‬‬
‫يا سيدي ولم تفعل هذا بهم ؟ قال‪ :‬ما حضرت أبي بالمس و الشيعة )‪(1‬‬
‫يشكون إليه ما يلقون من الناصبية الملعين والقدرية المقصرين ؟ فقلت‪:‬‬
‫بلى يا سيدي قال‪ :‬فاني ارعبهم وكنت احب أن يهلك طائفة منهم ويطهر‬
‫ال منهم البلد ويريح العباد‪ ،‬قلت‪ :‬يا سيدي فكيف ترعبهم وهم أكثر من‬
‫أن يحصوا ؟ قال امض بنا إلى المسجد لريك قدرة ال تعالى‪ .‬قال جابر‪:‬‬
‫فمضيت معه إلى المسجد فصلى ركعتين ثم وضع خده في التراب و كلم‬
‫بكلمات ثم رفع رأسه وأخرج من كمه خيطا دقيقا يفوح منه رائحة المسك‬
‫وكان‬
‫)‪ (1‬لعل جابر مع جماعة من الشيعة شكى إلى على بن الحسين )عليه السلم( فل‬
‫ينافى صدر الخبر‪.‬‬

‫]‪[10‬‬

‫أدق في المنظر من خيط المخيط‪ ،‬ثم قال‪ :‬خذ إليك طرف الخيط وامش رويدا و إياك‬
‫ثم إياك أن تحركه‪ .‬قال‪ :‬فأخذت طرف الخيط ومشيت رويدا فقال صلوات‬
‫ال عليه‪ :‬قف يا جابر فوقفت فحرك الخيط تحريكا لينا فما ظننت أنه حركه‬
‫من لينه ثم قال‪ :‬ناولني طرف الخيط‪ ،‬قال‪ :‬فناولته‪ .‬فقلت‪ :‬ما فعلت به يا بن‬
‫رسول ال ؟ قال‪ :‬ويحك اخرج إلى الناس وانظر ما حالهم‪ ،‬قال‪ :‬فخرجت‬
‫من المسجد فإذا صياح وولولة من كل ناحية وزاوية وإذا زلزلة وهدة‬
‫ورجفة‪ ،‬وإذا الهدة أخربت عامة دور المدينة وهلك تحتها أكثر من ثلثين‬
‫ألف رجل وامرأة‪ .‬وإذا بخلق يخرجون من السكك لهم بكاء وعويل‬
‫وضوضاة ورنة شديدة وهم يقولون‪ :‬إنا ل وإنا إليه راجعون‪ ،‬قد قامت‬
‫الساعة ووقعت الواقعة وهلك الناس وآخرون يقولون‪ :‬الزلزلة والهدة‪،‬‬
‫وآخرون يقولون‪ :‬الرجفة والقيامة‪ ،‬هلك فيها عامة الناس‪ .‬وإذا اناس قد‬
‫أقبلوا يبكون يريدون المسجد‪ ،‬وبعضهم يقولون لبعض‪ :‬كيف ل يخسف بنا‬
‫وقد تركنا المر بالمعروف والنهي عن المنكر وظهر الفسق والفجور وكثر‬
‫الزنا والربا وشرب الخمر واللواطة ؟ وال لينزلن بنا ما هو أشد من ذلك‬
‫وأعظم أو نصلح أنفسنا‪ .‬قال جابر‪ :‬فبقيت متحيرا أنظر إلى الناس يبكون‬
‫ويصيحون ويولولون و يغدون زمرا إلى المسجد فرحمتهم حتى وال بكيت‬
‫لبكائهم وإذا ل يدرون من أين اتوا واخذوا‪ ،‬فانصرفت إلى المام الباقر‬
‫)عليه السلم( وقد اجتمع الناس له وهم يقولون‪ :‬يا بن رسول ال ! ما‬
‫ترى ما نزل بنا بحرم رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( وقد هلك‬
‫الناس وماتوا ؟ فادع ال عزوجل لنا فقال لهم‪ :‬افزعوا إلى الصلة‬
‫والصدقة والدعاء‪ .‬ثم سألني فقال‪ :‬يا جابر ما حال الناس ؟ فقلت‪ :‬يا سيدي‬
‫ل تسأل يا ابن رسول ال خربت الدور والقصور وهلك الناس ورأيتهم بغير‬
‫رحمة فرحمتهم‪ ،‬فقال‪:‬‬

‫]‪[11‬‬

‫ل رحمهم ال أبدا‪ ،‬أما إنه قد بقي عليك بقية‪ ،‬لول ذلك ما رحمت أعداءنا وأعداء‬
‫أوليائنا ثم قال )عليه السلم(‪ :‬سحقا سحقا بعدا بعدا للقوم الظالمين‪ ،‬وال‬
‫لو حركت الخيط أدنى تحريكة لهلكوا أجمعين وجعل أعلها أسفلها ولم يبق‬
‫دار ول قصر‪ ،‬ولكن أمرني سيدي ومولي أن ل احركه شديدا‪ .‬ثم صعد‬
‫المنارة والناس ل يرونه فنادى بأعل صوته‪ .‬أل أيها الضالون المكذبون‬
‫فظن الناس أنه صوت من السماء فخروا لوجوههم وطارت أفئدتهم وهم‬
‫يقولون في سجودهم‪ :‬المان المان‪ ،‬فإذا هم يسمعون الصيحة بالحق ول‬
‫يرون الشخص‪ .‬ثم أشار بيده صلوات ال عليه وأنا أراه والناس ل يرونه‬
‫فزلزلت المدينة أيضا زلزلة خفيفة ليست كالولى وتهدمت فيها دور كثيرة‬
‫ثم تل هذه الية‪ " :‬ذلك جزيناهم ببغيهم " )‪ (1‬ثم تل بعد ما نزل " فلما )‬
‫‪ (2‬جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا )‪ (3‬عليهم حجارة من طين‬
‫مسومة عند ربك للمسرفين " )‪ (4‬وتل )عليه السلم(‪ " :‬فخر عليهم‬
‫السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث ل يشعرون "‪ (5) .‬قال‪:‬‬
‫وخرجت المخدرات في الزلزلة الثانية من خدورهن مكشفات الرؤس وإذا‬
‫الطفال يبكون ويصرخون فل يلتفت أحد‪ ،‬فلما بصر الباقر )عليه السلم(‬
‫ضرب بيده إلى الخيط فجمعه في كفه فسكنت الزلزلة‪ .‬ثم أخذ بيدي والناس‬
‫ل يرونه وخرجنا من المسجد فإذا قوم قد اجتمعوا إلى باب حانوت الحداد‬
‫وهم خلق كثير يقولون‪ :‬ما سمعتم في مثل هذا المدرة )‪ (6‬من‬

‫)‪ (1‬العراف‪ (2) .146 :‬هكذا في الكتاب‪ ،‬والموجود في المصحف الشريف في‬
‫سورة هود هكذا‪ " :‬وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود مسومة‬
‫عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد " و لعله من تصحيف الروات أو‬
‫جمع المام )عليه السلم( بين اليتين فأخذ شطرا من آية من سورة هود‬
‫وشطرا من سورة والذاريات‪ (3) .‬هود‪ (4) .82 :‬الذاريات‪ 33 :‬و ‪) .34‬‬
‫‪ (5‬النحل‪ (6) .26 :‬في نسخة‪ :‬هذا المنارة‪.‬‬

‫]‪[12‬‬

‫الهمة ؟ فقال بعضهم‪ :‬بلى لهمهة كثيرة‪ ،‬وقال آخرون‪ :‬بل وال صوت وكلم‬
‫وصياح كثير ولكنا وال لم نقف على الكلم‪ .‬قال جابر‪ :‬فنظر الباقر )عليه‬
‫السلم( إلى قصتهم ثم قال‪ :‬يا جابر دأبنا ودأبهم إذا بطروا وأشروا‬
‫وتمردوا وبغوا أرعبناهم وخوفناهم فإذا ارتدعوا وإل أذن ال في خسفهم‪.‬‬
‫قال جابر‪ :‬يا ابن رسول ال فما هذا الخيط الذي فيه العجوبة ؟ قال‪ :‬هذه‬
‫بقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملئكة إلينا‪ ،‬يا جابر إن لنا‬
‫عند ال منزلة ومكانا رفيعا ولول نحن لم يخلق ال أرضا ول سماء ول‬
‫جنة ول نارا ول شمسا ول قمرا ول برا ول بحرا ول سهل ول جبل ول‬
‫رطبا ول يابسا ول حلوا ول مرا ول ماء ول نباتا ول شجرا اخترعنا ال‬
‫من نور ذاته ل يقاس بنا بشر‪ .‬بنا أنقذكم ال عزوجل وبنا هداكم ال‪،‬‬
‫ونحن وال دللناكم على ربكم فقفوا على أمرنا ونهينا ول تردوا كل ما ورد‬
‫عليكم منا فإنا أكبر وأجل وأعظم وأرفع من جميع ما يرد عليكم‪ ،‬ما‬
‫فهمتموه فاحمدوا ال عليه‪ ،‬وما جهلتموه فكلوا أمره إلينا وقولوا‪ :‬أئمتنا‬
‫أعلم بما قالوا‪ .‬قال‪ :‬ثم استقبله أمير المدينة راكبا وحواليه حراسه وهم‬
‫ينادون في الناس‪ :‬معاشر الناس احضروا ابن رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله وسلم( علي بن الحسين )عليهما السلم( وتقربوا إلى ال عزوجل به‬
‫لعل ال يصرف عنكم العذاب‪ .‬فلما بصروا بمحمد بن علي الباقر )عليهما‬
‫السلم( تبادروا نحوه وقالوا‪ :‬يا ابن رسول ال أما ترى ما نزل بامة جدك‬
‫محمد )صلى ال عليه وآله وسلم( هلكوا وفنوا عن آخرهم‪ ،‬أين أبوك حتى‬
‫نسأله أن يخرج إلى المسجد ونتقرب به إلى ال ليرفع ال به عن امة جدك‬
‫هذا البلء ؟ قال لهم محمد بن علي )عليه السلم(‪ :‬يفعل ال تعالى إن شاء‬
‫ال‪ ،‬أصلحوا أنفسكم وعليكم بالتضرع والتوبة والورع والنهي عما أنتم‬
‫عليه‪ ،‬فانه ل يأمن مكر ال إل القوم الخاسرون‪ .‬قال جابر‪ :‬فأتينا علي بن‬
‫الحسين )عليهما السلم( وهو يصلي فانتظرناه حتى فرغ من‬

‫]‪[13‬‬

‫صلته وأقبل علينا فقال‪ :‬يا محمد ما خبر الناس ؟ فقال‪ :‬ذلك لقد رأى من قدرة ال‬
‫عزوجل ما ل زال متعجبا منها‪ ،‬قال جابر‪ :‬إن سلطانهم سألنا أن نسألك أن‬
‫تحضر إلى المسجد حتى يجتمع الناس يدعون ويتضرعون إلى ال عزوجل‬
‫ويسألونه القالة‪ .‬قال‪ :‬فتبسم )عليه السلم( ثم تل " أو لم تك تأتيكم‬
‫رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إل في ضلل )‬
‫‪ ،(1‬ولو أننا نزلنا إليهم الملئكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شئ‬
‫قبل ما كانوا ليؤمنوا إل أن يشاء ال ولكن أكثرهم يجهلون " )‪ .(2‬فقلت‪:‬‬
‫سيدي العجب أنهم ل يدرون من أين اتوا‪ ،‬قال‪ :‬أجل‪ ،‬ثم تل‪ " :‬فاليوم‬
‫ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا وما كانوا بآياتنا يجحدون " )‪ (3‬وهي‬
‫وال آياتنا وهذه أحدها وهي وال وليتنا‪ ،‬يا جابر ما تقول في قوم أماتوا‬
‫سنتنا وتوالوا أعداءنا وانتهكوا حرمتنا )‪ (4‬فظلمونا وغصبونا وأحيوا‬
‫سنن الظالمين وساروا بسيرة الفاسقين قال جابر‪ :‬الحمد ل الذي من علي‬
‫بمعرفتكم وألهمني فضلكم ووفقني لطاعتكم موالة مواليكم ومعاداة‬
‫أعدائكم‪ .‬قال صلوات ال عليه‪ :‬يا جابر أو تدري ما المعرفة ؟ المعرفة‬
‫إثبات التوحيد أول ثم معرفة المعاني ثانيا ثم معرفة البواب ثالثا ثم معرفة‬
‫النام )‪ (5‬رابعا ثم معرفة الركان خامسا ثم معرفة النقباء سادسا ثم‬
‫معرفة النجباء سابعا وهو قوله تعالى‪ " :‬لو كان البحر مدادا لكلمات ربي‬
‫لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا " )‪(6‬‬

‫)‪ (1‬المؤمن‪ (2) .50 :‬النعام‪ (3) .111 :‬العراف‪ (4) .51 :‬في نسخة‪ :‬حريمنا‪) .‬‬
‫‪ (5‬في نسخة‪ :‬معرفة المام‪ (6) .‬الكهف‪.108 :‬‬

‫]‪[14‬‬
‫وتل أيضا‪ " :‬ولو أن ما في الرض من شجرة أقلم والبحر يمده من بعده سبعة‬
‫أبحر ما نفدت كلمات ال إن ال عزيز حكيم " )‪ .(1‬يا جابر إثبات التوحيد‬
‫ومعرفة المعاني‪ :‬أما إثبات التوحيد معرفة ال القديم الغائب الذي ل تدركه‬
‫البصار وهو يدرك البصار وهو اللطيف الخبير‪ ،‬وهو غيب باطن ستدركه‬
‫كما وصف به نفسه‪ .‬وأما المعاني فنحن معانيه ومظاهره فيكم‪ ،‬اخترعنا‬
‫من نور ذاته وفوض إلينا امور عباده‪ ،‬فنحن نفعل باذنه ما نشاء‪ ،‬ونحن‬
‫إذا شئنا شاء ال‪ ،‬وإذا أردنا أراد ال ونحن أحلنا ال عزوجل هذا المحل‬
‫واصطفانا من بين عباده وجعلنا حجته في بلده‪ .‬فمن أنكر شيئا ورده فقد‬
‫رد على ال جل اسمه وكفر بآياته وأنبيائه ورسله يا جابر من عرف ال‬
‫تعالى بهذه الصفة فقد أثبت التوحيد لن هذه الصفة موافقة لما في الكتاب‬
‫المنزل وذلك قوله تعالى‪ " :‬ل تدركه البصار وهو يدرك البصار ليس‬
‫كمثله شئ وهو السميع العليم " )‪ (2‬وقوله تعالى‪ " :‬ل يسأل عما يفعل‬
‫وهم يسألون " )‪ .(3‬قال جابر‪ :‬يا سيدي ما أقل أصحابي ؟ قال )عليه‬
‫السلم(‪ :‬هيهات هيهات أتدري كم على وجه الرض من أصحابك ؟ قلت‪:‬‬
‫يابن رسول ال كنت أظن في كل بلدة ما بين المائة إلى المائتين وفي كل ما‬
‫بين اللف إلى اللفين )‪ (4‬بل كنت أظن أكثر من مائة ألف في أطراف‬
‫الرض ونواحيها‪ ،‬قال )عليه السلم(‪ :‬يا جابر خالف ظنك وقصر رأيك‬
‫اولئك المقصرون وليسوا لك بأصحاب‪ .‬قلت‪ :‬يا بن رسول ال ومن‬
‫المقصر ؟ قال‪ :‬الذين قصروا في معرفة الئمة وعن معرفة ما فرض ال‬
‫عليهم من امره وروحه‪ ،‬قلت‪ :‬يا سيدي وما معرفة روحه ؟ قال )عليه‬
‫السلم(‪ :‬أن يعرف كل من خصه ال تعالى بالروح فقد فوض إليه أمره‬
‫يخلق باذنه‬

‫)‪ (1‬لقمان‪ (2) .27 :‬النعام‪ .103 :‬والشورى‪ 11 :‬وفيها‪ :‬وهو السميع البصير‪) .‬‬
‫‪ (3‬النبياء‪ (4) .23 :‬في نسخة‪ :‬واللفين‪.‬‬

‫]‪[15‬‬

‫ويحيي باذنه ويعلم الغير ما في الضمائر ويعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة‪،‬‬
‫وذلك أن هذا الروح من أمر ال تعالى‪ ،‬فمن خصه ال تعالى بهذا الروح‬
‫فهذا كامل غير ناقص يفعل ما يشاء باذن ال‪ ،‬يسير من المشرق إلى‬
‫المغرب في لحظة واحدة‪ ،‬يعرج به إلى السماء وينزل به إلى الرض ويفعل‬
‫ما شاء وأراد‪ .‬قلت‪ :‬يا سيدي أوجدني بيان هذا الروح من كتاب ال تعالى‬
‫وإنه من أمر خصه ال تعالى بمحمد )صلى ال عليه وآله وسلم(‪ ،‬قال‪ :‬نعم‬
‫اقرأ هذه الية‪ " :‬وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما‬
‫الكتاب ول اليمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا )‪(1‬‬
‫وقوله تعالى‪ " :‬اولئك كتب في قلوبهم اليمان وأيدهم بروح منه " )‪.(2‬‬
‫قلت‪ :‬فرج ال عنك كما فرجت عني ووقفتني على معرفة الروح والمر ثم‬
‫قلت‪ :‬يا سيدي صلى ال عليك فأكثر الشيعة مقصرون‪ ،‬وأنا ما أعرف من‬
‫أصحابي على هذه الصفة واحدا‪ ،‬قال‪ :‬يا جابر فإن لم تعرف منهم أحدا‬
‫فاني أعرف منهم نفرا قلئل يأتون ويسلمون ويتعلمون مني سرنا‬
‫ومكنوننا وباطن علومنا‪ .‬قلت‪ :‬إن فلن ابن فلن وأصحابه من أهل هذه‬
‫الصفة إن شاء ال تعالى‪ ،‬وذلك أني سمعت منهم سرا من أسراركم وباطنا‬
‫من علومكم ول أظن إل وقد كملوا وبلغوا قال‪ :‬يا جابر ادعهم غدا‬
‫وأحضرهم معك‪ ،‬قال‪ :‬فأحضرتم من الغد فسلموا على المام )عليه السلم(‬
‫وبجلوه ووقروه ووقفوا بين يديه‪ .‬فقال )عليه السلم(‪ :‬يا جابر أما إنهم‬
‫إخوانك وقد بقيت عليهم بقية أتقرون أيها النفر أن ال تعالى يفعل ما يشاء‬
‫ويحكم ما يريد ول معقب لحكمه ول راد لقضائه ول يسأل عما يفعل وهم‬
‫يسألون ؟ قالوا‪ :‬نعم إن ال يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد‪ ،‬قلت‪ :‬الحمد ل‬
‫قد استبصروا وعرفوا وبلغوا‪ ،‬قال‪ :‬يا جابر ل تعجل بما ل تعلم‪ ،‬فبقيت‬
‫متحيرا‪.‬‬

‫)‪ (1‬الشورى‪ (2) .52 :‬المجادلة‪.22 :‬‬

‫]‪[16‬‬

‫فقال )عليه السلم(‪ :‬سلهم هل يقدر علي بن الحسين أن يصير صورة ابنه محمد ؟‬
‫قال جابر‪ :‬فسألتهم فأمسكوا وسكتوا‪ :‬قال )عليه السلم(‪ :‬يا جابر سلهم هل‬
‫يقدر محمد أن يصير بصورتي ؟ قال جابر‪ :‬فسألتهم فأمسكوا وسكتوا‪ .‬قال‪:‬‬
‫فنظر إلي وقال‪ :‬يا جابر هذا ما أخبرتك أنهم قد بقي عليهم بقية فقلت لهم‪:‬‬
‫ما لكم ما تجيبون إمامكم ؟ فسكتوا وشكوا فنظر إليهم وقال‪ :‬يا جابر هذا ما‬
‫أخبرتك به‪ :‬قد بقيت عليهم بقية‪ ،‬وقال الباقر )عليه السلم(‪ :‬ما لكم ل‬
‫تنطقون ؟ فنظر بعضهم إلى بعض يتساءلون قالوا‪ :‬يابن رسول ال ل علم‬
‫لنا فعلمنا‪ .‬قال‪ :‬فنظر المام سيد العابدين علي بن الحسين )عليهما السلم(‬
‫إلى ابنه محمد الباقر )عليه السلم( وقال لهم‪ :‬من هذا ؟ قالوا‪ :‬ابنك‪ ،‬فقال‬
‫لهم‪ :‬من أنا ؟ قال‪ :‬أبوه علي بن الحسين‪ ،‬قال‪ :‬فتكلم بكلم لم نفهم فإذا‬
‫محمد بصورة أبيه علي بن الحسين وإذا علي بصورة ابنه محمد‪ ،‬قالوا‪ :‬ل‬
‫إله إل ال‪ .‬فقال المام )عليه السلم(‪ :‬ل تعجبوا من قدرة ال أنا محمد‬
‫ومحمد أنا‪ ،‬وقال محمد‪ :‬يا قوم ل تعجبوا من أمر ال أنا علي وعلي أنا‪،‬‬
‫وكلنا واحد من نور واحد وروحنا من أمر ال‪ ،‬أولنا محمد وأوسطنا محمد‬
‫وآخرنا محمد وكلنا محمد‪ .‬قال‪ :‬فلما سمعوا ذلك خروا لوجوههم سجدا‬
‫وهم يقولون‪ :‬آمنا بوليتكم وبسركم وبعلنيتكم وأقررنا بخصائصكم‪ ،‬فقال‬
‫المام زين العابدين‪ :‬يا قوم ارفعوا رؤسكم فأنتم الن العارفون الفائزون‬
‫المستبصرون‪ ،‬وأنتم الكاملون البالغون‪ ،‬ال ال ل تطلعوا أحدا من‬
‫المقصرين المستضعفين على ما رأيتم مني ومن محمد فيشنعوا عليكم و‬
‫يكذبوكم‪ ،‬قالوا‪ :‬سمعنا وأطعنا‪ ،‬قال )عليه السلم(‪ :‬فانصرفوا راشدين‬
‫كاملين فانصرفوا‪ .‬قال جابر‪ :‬قلت‪ :‬سيدي وكل من ل يعرف هذا المر على‬
‫الوجه الذي صنعته وبينته إل أن عنده محبة ويقول بفضلكم ويتبرأ من‬
‫أعدائكم ما يكون حاله ؟ قال‪) :‬عليه السلم(‪ :‬يكون في خير إلى أن يبلغوا‪.‬‬
‫قال جابر‪ :‬قلت‪ :‬يابن رسول ال هل بعد ذلك شئ يقصرهم ؟ قال )عليه‬
‫السلم(‪ :‬نعم إذا قصروا في حقوق إخوانهم ولم يشاركوهم في أموالهم‬
‫وفي سر امورهم وعلنيتهم‬

‫]‪[17‬‬

‫واستبدوا بحطام الدنيا دونهم فهنالك يسلب المعروف ويسلخ من دونه سلخا‬
‫ويصيبه من آفات هذه الدنيا وبلئها ما ل يطيقه ول يحتمله من الوجاع‬
‫في نفسه وذهاب ماله وتشتت شمله لما قصر في بر إخوانه‪ .‬قال جابر‪:‬‬
‫فاغتممت وال غما شديدا وقلت‪ :‬يابن رسول ال ما حق المؤمن على أخيه‬
‫المؤمن ؟ قال )عليه السلم(‪ :‬يفرح لفرحه إذا فرح ويحزن لحزنه إذا حزن‬
‫وينفذ اموره كلها فيحصلها ول يغتم لشئ من حطام الدنيا الفانية إل واساه‬
‫حتى يجريان في الخير والشر في قرن واحد‪ .‬قلت‪ :‬يا سيدي فكيف أوجب‬
‫ال كل هذا للمؤمن على أخيه المؤمن‪ :‬قال )عليه السلم( لن المؤمن أخو‬
‫المؤمن لبيه وامه‪ ،‬على هذا المر ل يكون أخاه وهو أحق بما يملكه‪ ،‬قال‬
‫جابر‪ :‬سبحان ال ومن يقدر على ذلك ؟ قال )عليه السلم(‪ :‬من يريد أن‬
‫يقرع أبواب الجنان ويعانق الحور الحسان ويجتمع معنا في دار السلم‪.‬‬
‫قال جابر‪ :‬فقلت‪ :‬هلكت وال يابن رسول ال لني قصرت في حقوق‬
‫إخواني ولم أعلم أنه يلزمني علي التقصير كل هذا ول عشره‪ ،‬وأنا أتوب‬
‫إلى ال تعالى يابن رسول ال مما كان مني من التقصير في رعاية حقوق‬
‫إخواني المؤمنين )‪ (1‬بيان‪ :‬قال الجوهري‪ :‬الشأفة‪ :‬قرحة تخرج في أسفل‬
‫القدم فتكوى فتذهب‪ ،‬يقال في المثل‪ :‬استأصل ال شأفته أي أذهبه ال كما‬
‫أذهب تلك القرحة بالكي‪ ،‬وفي القاموس‪ :‬أمهله‪ :‬رفق به ومهله تمهيل‪:‬‬
‫أجله‪ ،‬والمخيط كمنبر‪ :‬ما خيط به الثوب وقال الضوضاة‪ :‬أصوات الناس‬
‫وجلبتهم‪ .‬أقول‪ :‬إنما أفردت لهذه الخبار بابا لعدم صحة أسانيدها وغرابة‬
‫مضامينها فل نحكم بصحتها ول ببطلنها ونرد علمها إليهم )عليهم‬
‫السلم(‪.‬‬

‫)‪ (1‬لم أجد هذا الكتاب إلى الن‪.‬‬


‫]‪[18‬‬

‫)أبواب علومهم عليهم السلم‪) - 1 (:‬باب( * )جهات علومهم عليهم السلم وما‬
‫عندهم من الكتب وانه( * * )ينقر في آذانهم وينكت في قلوبهم( * ‪- 1‬‬
‫شا‪ ،‬ج‪ :‬كان الصادق )عليه السلم( يقول‪ :‬علمنا غابر ومزبور ونكت في‬
‫القلوب و نقر في السماع وإن عندنا الجفر الحمر والجفر البيض‬
‫ومصحف فاطمة )عليها السلم( وعندنا الجامعة فيها جميع ما تحتاج‬
‫الناس إليه‪ ،‬فسئل عن تفسير هذا الكلم فقال‪ :‬أما الغابر فالعلم بما يكون‪،‬‬
‫وأما المزبور فالعلم بما كان‪ ،‬وأما النكت في القلوب فهو اللهام‪ .‬وأما النقر‬
‫في السماع فحديث الملئكة )عليهم السلم( نسمع كلمهم ول نرى‬
‫أشخاصهم‪ .‬وأما الجفر الحمر فوعاء فيه سلح رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله وسلم( ولن يخرج حتى يقوم قائمنا أهل البيت‪ ،‬وأما الجفر البيض‬
‫فوعاء فيه توراة موسى وإنجيل عيسى وزبور داود وكتب ال الولى‪ .‬وأما‬
‫مصحف فاطمة )عليها السلم( ففيه ما يكون من حادث وأسماء من يملك )‬
‫‪ (1‬إلى أن تقوم الساعة‪ ،‬وأما الجامعة فهو كتاب طوله سبعون ذراعا‬
‫إملء رسول ال )صلى ال عليه وآله( من فلق فيه وخط علي ابن أبي‬
‫طالب )عليه السلم( بيده‪ ،‬فيه وال جميع ما تحتاج إليه الناس إلى يوم‬
‫القيامة حتى أن فيه أرش الخدش والجلدة ونصف الجلدة )‪ .(2‬بيان‪ :‬قال‬
‫الجوهري‪ :‬كلمني من فلق فيه بالكسر ويفتح أي من شقه‪ - 2 .‬ما‪ :‬أبو‬
‫القاسم بن شبل عن ظفر بن حمدون عن إبراهيم بن إسحاق عن‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬واسماء كل من يملك‪ (2) .‬ارشاد المفيد‪ 257 :‬واحتجاج‬
‫الطبرسي‪.203 :‬‬

‫]‪[19‬‬

‫علي بن مهزيار وجماعة من رجاله وغيرهم عن داود بن فرقد عن الحارث‬


‫النضري قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬الذي يسأل عنه المام‬
‫)عليه السلم( وليس عنده فيه شئ من أين يعلمه ؟ قال‪ :‬ينكت في القلب‬
‫نكتا أو ينقر في الذن نقرا‪ ،‬وقيل لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬إذا سئل‬
‫المام كيف يجيب ؟ قال‪ :‬إلهام إو إسماع )‪ (1‬وربما كانا جميعا )‪- 3 .(2‬‬
‫ما‪ :‬بالسناد عن إبراهيم عن ابن عيسى عن عبد ال بن الصلت ومحمد بن‬
‫خالد عن علي بن النعمان عن يزيد بن إسحاق عن أبي حمزة قال‪ :‬سمعت‬
‫أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬إن منا لمن ينكت في قلبه وإن منا لمن‬
‫يؤتى في منامه‪ ،‬وإن منا لمن يسمع الصوت مثل صوت السلسلة في‬
‫الطشت‪ ،‬وإن منا لمن يأتيه صورة أعظم من جبرئيل وميكائيل‪ .‬وقال أبو‬
‫عبد ال )عليه السلم(‪ :‬منا من ينكت في قلبه ومنا من يقذف )‪ (3‬في قلبه‪،‬‬
‫و منا من يخاطب‪ ،‬وقال )عليه السلم(‪ :‬إن منا لمن يعاين معاينة‪ ،‬وإن منا‬
‫لمن ينقر في قلبه كيت كيت‪ ،‬وإن منا لمن يسمع كما يقع السلسلة في‬
‫الطشت‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬والذي يعاينون ما هو ؟ قال‪ :‬خلق أعظم من جبرئيل‬
‫وميكائيل )‪ .(4‬بيان‪ :‬لعل النكت والقذف نوعان من اللهام‪ ،‬والمراد‬
‫بالمعاينة معاينة روح القدس وهو ليس من الملئكة مع أنه يحتمل أن‬
‫تكون المعاينة في غير وقت المخاطبة‪ - 4 .‬ن‪ :‬بالسانيد الثلثة إلى الرضا‬
‫)عليه السلم( عن آبائه )عليهم السلم(‪ :‬قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ :‬ما ينقلب جناح طائر في الهواء إل وعندنا فيه علم‪- 5 (5) .‬‬
‫ير‪ :‬عبد ال بن جعفر عن محمد بن عيسى عن إسماعيل بن سهل عن‬
‫إبراهيم بن عبد الحميد عن سليمان عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن‬
‫في صحيفة من الحدود ثلث‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬وسماع‪ (2) .‬امالي ابن الشيخ‪ (3) .260 :‬في المصدر‪ :‬ومن‬
‫يقذف في قلبه‪ (4) .‬امالي ابن الطوسى‪ (5) .260 :‬عيون الخبار‪.200 :‬‬

‫]‪[20‬‬

‫جلدة من تعدى ذلك كان عليه حد جلدة‪ - 6 (1) .‬ير‪ :‬محمد بن عبد الحميد عن‬
‫يونس بن يعقوب عن منصور بن حازم عن أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬إن الناس يذكرون أن عندكم صحيفة طولها سبعون ذراعا فيها‬
‫ما يحتاجون إليه الناس‪ ،‬وإن هذا هو العلم‪ ،‬فقال أبو عبد ال )عليه‬
‫السلم(‪ :‬ليس هذا هو العلم إنما هو أثر عن رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ ،‬إن العلم )‪ (2‬الذي يحدث في كل يوم وليلة )‪ - 7 .(3‬ير‪ :‬إبراهيم بن‬
‫هاشم عن البرقي عن ابن سنان أو غيره عن بشر عن حمران بن أعين‬
‫قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬عندكم التوراة والنجيل والزبور‬
‫وما في الصحف الولى صحف ابراهيم وموسى ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قلت‪ :‬إن هذا‬
‫لهو العلم الكبر قال‪ :‬يا حمران لو لم يكن غير ما كان‪ ،‬ولكن ما يحدث‬
‫بالليل والنهار علمه عندنا أعظم‪ (4) .‬بيان‪ :‬لو لم يكن‪ ،‬أي لو لم يكن لنا‬
‫علم غير العلم الذي كان للسابقين كان ما ذكر العلم الكبر ولكن ما يحدث‬
‫من العلم عندنا أكبر‪ .‬أقول‪ :‬ههنا إشكال قوي وهو أنه لما دلت الخبار‬
‫الكثيرة على أن النبي )صلى ال عليه وآله( كان يعلم علم ما كان وما يكون‬
‫وجميع الشرائع والحكام وقد علم جيمع ذلك عليا )عليه السلم( وعلم‬
‫علي الحسن )عليه السلم( وهكذا‪ ،‬فأي شئ يبقى حتى يحدث لهم بالليل‬
‫والنهار ؟ ويمكن أن يجاب عنه بوجوه‪ :‬الول ما قيل‪ :‬إن العلم ليس يحصل‬
‫بالسماع‬
‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (2) .38 :‬لعل المراد ان الذى عندنا من الصحيفة هو الصول‬
‫والكليات المتلقية عن رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬ولنا العلم‬
‫بالحوادث الواقعة والجزئيات المستحدثة إلى يوم القيامة وهو أعظم‪ ،‬ول‬
‫ينافى ذلك ان علمهم هذا مأخوذ من تلك الصول الباقية عن رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ 3) .‬و ‪ (4‬بصائر الدرجات‪.38 :‬‬

‫]‪[21‬‬

‫وقراءة الكتب وحفظها فإن ذلك تقليد‪ ،‬وإنما العلم ما يفيض من عند ال سبحانه‬
‫على قلب المؤمن يوما فيوما وساعة فساعة فيكشف به من الحقائق ما‬
‫تطمئن به النفس وينشرح له الصدر ويتنور به القلب‪ ،‬والحاصل أن ذلك‬
‫مؤكد ومقرر لما علم سابقا يوجب مزيد اليمان واليقين والكرامة والشرف‬
‫بافاضة العلم عليهم بغير واسطة المرسلين‪ .‬الثاني‪ :‬أن يفيض عليهم‬
‫)عليهم السلم( تفاصيل عندهم مجملتها وإن أمكنهم استخراج التفاصيل‬
‫مما عندهم من اصول العلم ومواده‪ .‬الثالث‪ :‬أن يكون مبنيا على البداء فإن‬
‫فيما علموا سابقا ما يحتمل البداء و التغيير فإذا الهموا بما غير من ذلك‬
‫بعد الفاضة على أرواح من تقدم من الحجج أو اكد ما علموا بأنه حتمي ل‬
‫يقبل التغيير كان ذلك أقوى علومهم وأشرفها‪ .‬الرابع كما هو )‪ (1‬أقوى‬
‫عندي وهو أنهم )عليهم السلم( في النشأتين سابقا على الحياة البدني‬
‫ولحقا بعد وفاتهم يعرجون في المعارف الربانية الغير المتناهية على‬
‫مدارج الكمال‪ ،‬إذ ل غاية لعرفانه تعالى وقربه‪ ،‬ويظهر ذلك من كثر من‬
‫الخبار‪ .‬وظاهر أنهم إذا تعلموا في بدو إمامتهم علما ل يقفون في تلك‬
‫المرتبة ويحصل لهم بسبب مزيد القرب والطاعات زوائد العلم والحكم‬
‫والترقيات في معرفة الرب تعالى وكيف ل يحصل لهم ويحصل ذلك لسائر‬
‫الخلق مع نقص قابليتهم واستعدادهم ؟ فهم عليهم السلم أولى بذلك‬
‫وأحرى‪ .‬ولعل هذا أحد وجوه استغفارهم وتوبتهم في كل يوم سبعين مرة‬
‫وأكثر‪ ،‬إذ عند عروجهم إلى كل درجة رفيعة من درجات العرفان يرون‬
‫أنهم كانوا في المرتبة السابقة في النقصان فيستغفرون منها ويتوبون إليه‬
‫تعالى‪ ،‬وهذه جملة ما حل في حل هذا الشكال ببالي‪ ،‬وأستغفر ال مما ل‬
‫يرتضيه من قولي وفعالي‪ - 8 .‬ير‪ :‬الحسن بن علي بن النعمان عن أبيه‬
‫علي بن النعمان عن بكر بن كرب قال‪ :‬كنا عند أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫فسمعناه يقول‪ :‬أما وال إن عندنا ما ل نحتاج إلى‬

‫)‪ (1‬في نسخة‪] :‬لما هو[ ولعله مصحف‪ :‬ما هو أقوى‪.‬‬

‫]‪[22‬‬
‫الناس‪ ،‬وإن الناس ليحتاجون إلينا‪ ،‬إن عندنا الصحيفة سبعون ذراعا بخط علي‬
‫)عليه السلم( وإملء رسول ال صلى ال عليهما وعلى أولدهما‪ ،‬فيها‬
‫من كل حلل وحرام انكم لتأتوننا فتدخلون علينا فنعرف خياركم من‬
‫شراركم‪ - 9 (1) .‬ير‪ :‬محمد بن الحسين عن ابن محبوب عن علي بن‬
‫رئاب عن أبي عبد ال )عليه السلم( أنه سئل عن الجامعة قال‪ :‬تلك‬
‫صحيفة سبعون ذراعا في عرض الديم مثل فخذ الفالج فيها كل ما يحتاج‬
‫الناس إليه وليس من قضية إل هي فيها حتى أرش الخدش‪ (2) .‬بيان‪:‬‬
‫الديم‪ :‬الجلد أو أحمره أو مدبوغه‪ .‬والفالج‪ :‬الجمل الضخم ذو السنامين‬
‫يحمل من السند للفحل‪ - 10 .‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن‬
‫ابن أبي عمير عن محمد بن حمران عن سليمان بن خالد قال‪ :‬سمعت أبا‬
‫عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬إن عندنا لصحيفة طولها سبعون ذراعا إملء‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( وخط علي )عليه السلم( بيده ما‬
‫من حلل ول حرام إل وهو فيها حتى أرش الخدش‪ - 11 (3) .‬ير‪ :‬أحمد بن‬
‫محمد عن الهوازي عن بعض رجاله عن أحمد بن عمر الحلبي عن أبي‬
‫بصير قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬يا با محمد إن عندنا الجامعة‬
‫وما يدريهم ما الجامعة ؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك وما الجامعة ؟ قال‪:‬‬
‫صحيفة طولها سبعون ذراعا بذراع رسول ال )صلى ال عليه وآله( أمله‬
‫من فلق فيه وخطه علي )عليه السلم( بيمينه فيها كل حلل وحرام وكل‬
‫شئ يحتاج إليه الناس حتى الرش في الخدش‪ - 12 (4) .‬ير‪ :‬يعقوب بن‬
‫يزيد عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد وأبي المغرا عن‬
‫حمران بن أعين عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬أشار إلى بيت كبير‬
‫وقال‪ :‬يا‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ 39 :‬فيه‪ :‬وانكم‪ (2) .‬بصائر الدرجات‪ :‬فيه‪ :‬وهى فيها‪(3) .‬‬
‫بصائر الدرجات‪ (4) .39 :‬بصائر الدرجات‪.39 :‬‬

‫]‪[23‬‬

‫حمران إن في هذا صحيفة طولها سبعون ذراعا بخط علي )عليه السلم( وإملء‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( لو ولينا لحكمنا بما أنزل ال لم نعد ما في‬
‫هذه الصحيفة‪ - 13 (1) .‬ير‪ :‬ابن يزيد عن الوشاء عن ابن سنان عن أبي‬
‫عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬إن عندنا صحيفة طولها سبعون‬
‫ذراعا أمله رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( وخطه علي )عليه‬
‫السلم( بيده‪ ،‬وإن فيها لجميع ما يحتاج إليه الناس حتى أرش الخدش )‬
‫‪ - 13 .(2‬أحمد بن محمد عن الهوازي عن فضالة عن القاسم بن بريد عن‬
‫محمد بن مسلم قال‪ :‬قال أبو جعفر )عليه السلم(‪ :‬إن عندنا صحيفة من‬
‫كتب علي )عليه السلم( طولها سبعون ذراعا فنحن نتبع ما فيها ل‬
‫نعدوها‪ ،‬وسألته عن ميراث العلم ما بلغ أجوامع هو من العلم أم فيه تفسير‬
‫كل شئ من هذه المور التي تتكلم فيه الناس مثل الطلق والفرائض ؟‬
‫فقال‪ :‬إن عليا )عليه السلم( كتب العلم كله القضاء والفرائض فلو ظهر‬
‫أمرنا لم يكن شئ إل فيه سنة نمضيها )‪ - 15 .(3‬ير‪ :‬ابن يزيد )‪ (4‬عن‬
‫محمد بن أبي عمير عن محمد بن حمران عن سليمان بن خالد قال‪ :‬سمعته‬
‫يقول‪ :‬إن عندنا لصحيفة يقال لها‪ :‬الجامعة ما من حلل ول حرام إل وهو‬
‫فيها حتى أرش الخدش‪ - 16 (5) .‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن علي بن الحكم‬
‫عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي جعفر )‪ (6‬قال‪ :‬أخرج إلي‬
‫أبو جعفر )عليه السلم( صحيفة فيها الحلل والحرام والفرائض قلت‪ :‬ما‬
‫هذه ؟ قال‪ :‬هذه إملء رسول ال )صلى ال عليه وآله( وخطه علي )عليه‬
‫السلم( بيده‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬فما تبلى ؟ قال‪ :‬فما يبليها ؟ قلت‪ :‬وما تدرس ؟‬
‫قال‪ :‬وما يدرسها ؟ قال‪ :‬هي الجامعة أو من الجامعة ؟ )‪(7‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬بصائر الدرجات‪ 39 :‬وفى الول‪ :‬لحكمنا بينهم‪ (3) .‬بصائر الدرجات‪.39 :‬‬
‫وفى النسخة المخطوطة من الكتاب‪ :‬ال فيه نمضيها‪ (4) .‬في المصدر‪:‬‬
‫يعقوب بن يزيد أو من رواه عن يعقوب‪ (5) .‬بصائر الدرجات‪(6) .39 :‬‬
‫لعله أبو جعفر الحول المعروف بمؤمن الطاق‪ (7) .‬بصائر الدرجات‪:‬‬
‫‪.39‬‬

‫]‪[24‬‬

‫بيان‪ :‬قوله )عليه السلم(‪ :‬فما يبليها‪ ،‬أي أي شئ يقدر على إبلئها وال حافظها‬
‫لنا أو ل تقع عليها اليدي كثيرا حتى تبلى أو تدرس وتمحى‪ - 17 .‬ير‪:‬‬
‫يعقوب بن إسحاق الرازي الحريري عن أبي عمران الرمني عن عبد ال‬
‫بن الحكم عن منصور بن حازم و عبد ال بن أبي يعفور قال‪ (1) :‬قال أبو‬
‫عبد ال )عليه السلم(‪ :‬إن عندنا صحيفة طولها سبعون ذراعا فيها ما‬
‫يحتاج إليه حتى أن فيها أرش الخدش‪ - 18 (2) .‬ير‪ :‬أحمد بن الحسن عن‬
‫أبيه عن ابن بكير عن محمد بن عبد الملك قال‪ :‬كنا عند أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( نحوا من ستين رجل قال‪ :‬فسمعته يقول‪ :‬عندنا وال صحيفة‬
‫طولها سبعون ذراعا ما خلق ال من حلل أو حرام إل وهو فيها حتى أن‬
‫فيها أرش الخدش‪ - 19 (3) .‬ير‪ :‬محمد بن الحسين عن محمد بن سنان‬
‫عن عمار بن مروان عن المنخل بن جميل عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬قال أبو جعفر )عليه السلم(‪ :‬إن عندي لصحيفة فيها‬
‫تسعة عشر صحيفة قد )‪ (4‬حباها رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم(‪.‬‬
‫)‪ - 20 (5‬ير‪ :‬محمد بن عيسى عن صفوان عن عبد ال بن مسكان عن‬
‫زرارة قال‪ :‬دخلت عليه وفي يده صحيفة فغطاها مني بطيلسانه ثم أخرجها‬
‫فقرأها علي‪ :‬إن ما يحدث بها المرسلون كصوت السلسلة أو كمناجاة‬
‫الرجل صاحبه‪ (6) .‬بيان‪ :‬إن ما يحدث إلى آخره هو الذي قرأه )عليه‬
‫السلم( من تلك الصحيفة‪ - 21 .‬ير‪ :‬محمد بن عبد الحميد عن يعقوب بن‬
‫يونس عن معتب قال‪ :‬قال‪ :‬أخرج‬

‫)‪ (1‬هكذا في الكتاب ومصدره والصحيح‪] :‬قال[ أو هو بمعنى قال كل واحد منهما‪) .‬‬
‫‪ (2‬بصائر الدرجات‪ (3) .39 :‬بصائر الدرجات‪ (4) .39 :‬في نسخة‪ :‬قد‬
‫خباها‪ (5) .‬بصائر الدرجات‪ (6) .39 :‬بصائر الدرجات‪ 39 :‬و ‪.40‬‬

‫]‪[25‬‬

‫إلينا أبو عبد ال )عليه السلم( صحيفة عتيقة من صحف علي )عليه السلم( فإذا‬
‫فيها ما نقول إذا جلسنا لنتشهد‪ - 22 (1) .‬ير‪ :‬إبراهيم بن هاشم عن يحيى‬
‫بن أبي عمران عن يونس عن حماد بن عثمان عن عمرو بن أبي المقدام‬
‫عن أبي بصير عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول وذكر ابن‬
‫شبرمة فقال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬أين هو من الجامعة إملء رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( وخط علي )عليه السلم( فيها الحلل والحرام‬
‫حتى أرش الخدش ؟ )‪ - 23 (2‬ير‪ :‬عبد ال بن محمد بن الوليد أو عمن‬
‫رواه عن محمد بن الوليد عن يونس بن يعقوب عن منصور بن حازم قال‪:‬‬
‫سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬إن عندنا صحيفة فيها ما يحتاج‬
‫إليه حتى أن فيها أرش الخدش‪ - 24 (3) .‬ير‪ :‬علي بن إسماعيل عن علي‬
‫بن النعمان عن سويد عن أبي أيوب عن أبي بصير عن أبي جعفر )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬كنت عنده فدعا بالجامعة فنظر فيها جعفر )‪ (4‬فإذا هو فيها‪:‬‬
‫المرأة تموت وتترك زوجها ليس لها وارث غيره قال‪ :‬فله المال كله )‪.(5‬‬
‫‪ - 25‬ير‪ :‬محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن أبان عن عبد الرحمان‬
‫بن أبي عبد ال عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬إن في‬
‫البيت صحيفة طولها سبعون ذراعا ما خلق ال من حلل ول حرام إل‬
‫وفيها حتى أرش الخدش‪ - 26 (6) .‬ير‪ :‬ابن معروف عن القاسم بن عروة‬
‫وعبد ال بن جعفر عن محمد بن عيسى عن القاسم بن عروة عن أبي‬
‫العباس عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال وال إن عندنا لصحيفة طولها‬
‫سبعون ذراعا فيها جميع ما يحتاج إليه الناس حتى أرش الخدش إملء )‬
‫‪ (7‬رسول ال‬

‫)‪ (3 - 1‬بصائر الدرجات‪ (4) .40 :‬هكذا في الكتاب وفى مصدره‪ :‬أبو جعفر فإذا‬
‫فيها‪ 5) .‬و ‪ (6‬بصائر الدرجات‪ (7) .40 :‬في نسخة‪ :‬أملى‪.‬‬
‫]‪[26‬‬

‫)صلى ال عليه وآله( وكتبها علي بيده صلوات ال عليه‪ - 27 (1) .‬ختص‪ ،‬ير‪:‬‬
‫أحمد بن محمد عن القاسم بن يحيى عن الحسن بن راشد قال‪ :‬سمعت أبا‬
‫إبراهيم )عليه السلم( يقول‪ :‬إن ال أوحى إلى محمد أنه قد فنيت أيامك‬
‫وذهبت دنياك واحتجت إلى لقاء ربك‪ ،‬فرفع النبي )صلى ال عليه وآله‬
‫وسلم( يده إلى السماء باسطا وقال‪ " :‬اللهم عدتك التي وعدتني إنك‬
‫لتخلف الميعاد "‪ .‬فأوحى ال إليه أن ائت احدا أنت ومن تثق به‪ ،‬فأعاد‬
‫الدعاء فأوحى ال إليه‪ :‬امض أنت وابن عمك حتى تأتي احدا ثم اصعد )‪(2‬‬
‫على ظهره فاجعل القبلة في ظهرك ثم ادع وحش الجبل تجبك فإذا أجابتك‬
‫فاعمد إلى جفرة منهن انثى وهي )‪ (3‬تدعى الجفرة حين ناهد قرناها‬
‫الطلوع وتشخب أوداجها دما وهي التى لك‪ ،‬فمر ابن عمك ليقم إليها‬
‫فيذبحها )‪ (4‬ويسلخها من قبل الرقبة ويقلب داخلها فتجده مدبوغا )‪(5‬‬
‫وسانزل عليك الروح )‪ (6‬وجبرئيل معه دواة وقلم ومداد ليس هو من مداد‬
‫الرض يبقى المداد و يبقى الجلد ل تأكله الرض ول يبليه التراب ل يزداد‬
‫كلما ينشر إل جدة غير أنه يكون محفوظا مستورا فيأتي وحي يعلم بما كان‬
‫)‪ (7‬وما يكون إليك وتمليه على ابن عمك وليكتب ويمد )‪ (8‬من تلك‬
‫الدواة‪ .‬فمضى )صلى ال عليه وآله وسلم( حتى انتهى إلى الجبل ففعل ما‬
‫أمره فصادف ما وصف له ربه فلما ابتدأ في سلخ الجفرة نزل جبرئيل‬
‫والروح المين وعدة من الملئكة ل يحصى عددهم‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (2) .40 :‬في نسخة‪] :‬تصعد[ يوجد هذا في البصائر‪ (3) .‬في‬
‫نسخة‪ :‬والتى تدعى‪ (4) .‬في نسخة‪ :‬فليذبحها وليسلخها‪ (5) .‬في نسخة‪:‬‬
‫فانه سيجدها مدبوغة‪ (6) .‬في نسخة‪ :‬الروح المين‪ (7) .‬في المصدر‪:‬‬
‫]يعلم ما كان[ ولعله مصحف‪ :‬بعلم ما كان‪ (8) .‬في نسخة‪ :‬وليستمد‪.‬‬

‫]‪[27‬‬

‫إل ال ومن حضر ذلك المجلس‪ ،‬ثم وضع علي )عليه السلم( الجلد بين يديه‬
‫وجاءته الدواة )‪ (1‬والمداد أخضر كهيئة البقل وأشد خضرة وأنور‪ .‬ثم نزل‬
‫الوحي على محمد )صلى ال عليه وآله وسلم( فجعل يملي على علي )عليه‬
‫السلم( ويكتب علي )عليه السلم( إنه يصف كل زمان وما فيه ويخبره‬
‫بالظهر والبطن وخبره بكل ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة‪ ،‬وفسر له‬
‫أشياء ل يعلم تأويلها إل ال والراسخون في العلم فأخبره بالكائنين من‬
‫أولياء ال من ذريته أبدا إلى يوم القيامة وأخبره بكل عدو يكون لهم في كل‬
‫زمان من الزمنة حتى فهم ذلك كله وكتبه‪ .‬ثم أخبره بأمر ما يحدث عليه )‬
‫‪ (2‬من بعده فسأله عنها فقال‪ :‬الصبر الصبر‪ ،‬و أوصى إلى الولياء )‪(3‬‬
‫بالصبر وأوصى إلى أشياعهم بالصبر والتسليم‪ ،‬حتى يخرج الفرج‪،‬‬
‫وأخبره بأشراط أوانه وأشراط ولده )‪ (4‬وعلمات تكون في ملك بني هاشم‬
‫فمن هذا الكتاب استخرجت أحاديث الملحم كلها وصار الوصي إذا افضي‬
‫إليه المر تكلم بالعجب‪ (5) .‬بيان‪ :‬قال الفيروز آبادي‪ :‬الجفر من أولد‬
‫الشاء‪ :‬ما عظم واستكرش أو بلغ أربعة أشهر‪ ،‬وقال‪ :‬نهد الثدي كمنع‬
‫ونصر‪ :‬كعب‪ .‬أقول‪ :‬في أكثر نسخ البصائر هكذا‪ " ،‬وهي تدعى الجفرة‬
‫فخذ بأحد قرنيها الطلوع " وما في الصل موافق لبصائر سعد وهو‬
‫الصواب‪ ،‬والجدة كأنه مصدر جد يجد أي صار جديدا‪ ،‬والمد‪ :‬الستمداد من‬
‫الدواة‪ - 28 .‬قب‪ :‬صفوان بن يحيى عن بعض رجاله عن الصادق )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬وال لقد اعطينا علم الولين والخرين‪ ،‬فقال له رجل من‬
‫أصحابه‪ :‬جعلت فداك أعندكم علم‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬وجاء به والدواة‪ (2) .‬في نسخة‪ :‬عليه وعليهم‪ (3) .‬في نسخة‪:‬‬
‫واوصى الينا‪ (4) .‬في نسخة‪ :‬تولده‪ (5) .‬بصائر الدرجات‪.149 :‬‬

‫]‪[28‬‬

‫الغيب ؟ فقال له‪ :‬ويحك إني لعلم ما في أصلب الرجال وأرحام النساء‪ ،‬ويحكم‬
‫وسعوا صدوركم ولتبصر أعينكم ولتع قلوبكم فنحن حجة ال تعالى في‬
‫خلقه‪ ،‬ولن يسع ذلك إل صدر كل مؤمن قوي قوته كقوة جبال تهامة إل‬
‫باذن ال‪ .‬وال لو أردت أن أحصي لكم كل حصاة عليها لخبرتكم‪ ،‬وما من‬
‫يوم وليلة إل والحصى تلد إيلدا كما يلد هذا الخلق‪ ،‬وال لتتباغضون بعدي‬
‫حتى يأكل بعضكم بعضا )‪ - 29 .(1‬قب‪ :‬بكير بن أعين قال‪ :‬قبض أبو عبد‬
‫ال )عليه السلم( على ذراع نفسه وقال يا بكير هذا وال جلد رسول ال‪،‬‬
‫وهذه وال عروق رسول ال‪ ،‬وهذا وال لحمه وهذا عظمه‪ ،‬وال إني‬
‫لعلم ما في السماوات وأعلم ما في الرض وأعلم ما في الدنيا وأعلم ما‬
‫في الخرة‪ ،‬فرأى تغير جماعة فقال يا بكير إني لعلم ذلك من كتاب ال‬
‫تعالى إذ يقول‪ " :‬ونزلنا إليك الكتاب تبيانا لكل شئ " )‪ - 30 .(2‬ختص‪:‬‬
‫حمزة بن يعلى عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي‬
‫جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬قال‪ :‬يا جابر إنا لو كنا نحدثكم برأينا وهوانا لكنا‬
‫من الهالكين‪ ،‬ولكنا نحدثكم بأحاديث نكنزها عن رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله وسلم( كما يكنز هؤلء ذهبهم وورقهم )‪ - 31 .(3‬ختص‪ :‬ابن عيسى‬
‫عن الهوازي عن فضالة عن ابن دراج عن الفضيل عن أبي جعفر )عليه‬
‫السلم( انه قال‪ :‬إنا على بينة من ربنا بينها لنبيه فبينها نبيه )صلى ال‬
‫عليه وآله( لنا‪ ،‬ولول ذلك لكنا كهؤلء الناس‪ - 32 (4) .‬ختص‪ :‬ابن يزيد‬
‫عن ابن أبي عمير عن مرازم عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬علم‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( عليا ألف باب يفتح كل باب ألف‬
‫باب )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬مناقب آل ابي طالب ‪ (2) .374 :3‬مناقب آل أبى طالب ‪ 374 :3‬والية في‬
‫النحل‪ (3) .89 :‬الختصاص‪ 4) .280 :‬و ‪ (5‬الختصاص‪.282 - 280 :‬‬
‫)*(‬

‫]‪[29‬‬

‫‪ - 33‬ير ابن ابن عيسى عن الهوازي عن بعض اصحابه عن احمد بن عمر الحلبي‬
‫عن ابي بصير قال‪ :‬دخلت على أبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬فقلت )‪ (1‬له‪:‬‬
‫إن الشيعة يتحدثون أن رسول ال )صلى ال عليه وآله( علم عليا بابا يفتح‬
‫منه ألف باب )‪ (2‬فقال أبو عبد ال )عليه السلم( يا بامحمد علم وال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( عليا ألف باب يفتح )‪ (3‬له من كل‬
‫باب ألف باب‪ ،‬فقلت له‪ (4) :‬هذا وال العلم‪ ،‬قال‪ :‬إنه لعلم وليس بذاك )‪.(5‬‬
‫‪ - 34‬ختص‪ :‬ابن عيسى عن محمد بن عبد الجبار عن الحجال عن ثعلبة‬
‫عن عبد ال بن هلل قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬علم رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله وسلم( عليا )عليه السلم( بابا يفتح منه )‪ (6‬ألف‬
‫باب )‪ - 35 .(7‬ختص‪ :‬ابن عيسى وأحمد بن الحسن بن فضال عن ابن‬
‫فضال عن ابن بكير عن أبي عبد ال )عليه السلم( مثله‪- 36 (8) .‬‬
‫ختص‪ :‬ابن يزيد وابن هاشم عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد‬
‫عن الثمالي عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬قال علي )عليه السلم(‪ :‬لقد‬
‫علمني رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( ألف باب يفتح كل باب ألف‬
‫باب‪ - 37 (9) .‬ختص‪ :‬اليقطيني وإبراهيم بن إسحاق عن عبد ال بن حماد‬
‫النصاري عن صباح المزني عن الحارث بن حصيرة عن ابن نباته عن‬
‫أمير المؤمنين )عليه السلم( قال‪ :‬قال‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬فقلت جعلت فداك ان‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬قال‪ :‬فقال‪ (3) .‬في‬
‫المصدر‪ :‬ففتح‪ (4) .‬قال‪ :‬قلت‪ :‬هذا‪ (5) .‬بصائر الدرجات‪ (6) .86 :‬في‬
‫نسخة‪ :‬بابا يفتح منه الف باب كل باب يفتح له الف باب‪(7) .‬‬
‫الختصاص‪ (8) .282 :‬الختصاص‪ (9) .282 :‬الختصاص‪.283 :‬‬

‫]‪[30‬‬
‫إن رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( علمني ألف باب من الحلل والحرام مما‬
‫كان ومما هو كائن إلى يوم القيامة كل باب منها يفتح ألف باب‪ ،‬فذلك ألف‬
‫ألف باب حتى علمت علم المنايا والبليا وفصل الخطاب‪ - 38 (1) .‬ختص‪:‬‬
‫ابن عيسى وابن عبد الجبار عن ابن بزيع عن منصور بن يونس عن‬
‫الثمالي عن علي بن الحسين )عليهما السلم( )‪ (2‬قال‪ :‬علم رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله وسلم( عليا ألف حرف يفتح ألف حرف‪ ،‬واللف‬
‫حرف منها يفتح ألف حرف‪ - 39 (3) .‬ختص‪ :‬ابن عيسى وابن هاشم عن‬
‫عثمان بن عيسى عن ابن بكير عن ابن أبي عبد ال عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬علم رسول ال )صلى ال عليه وآله( عليا )عليه‬
‫السلم( حرفا يفتح ألف حرف كل حرف منها يفتح ألف حرف‪- 40 (4) .‬‬
‫ختص‪ :‬ابن عيسى وابن أبي الخطاب وابن عبد الجبار جميعا عن ابن بزيع‬
‫عن منصور بن يونس عن الثمالي عن علي بن الحسين )عليهما السلم(‬
‫قال‪ :‬علم رسول ال )صلى ال عليه وآله( عليا كلمة يفتح ألف كلمة‬
‫واللف كلمة يفتح كل كلمة ألف كلمة )‪ (5‬ختص‪ :‬ابن يزيد وابن هاشم عن‬
‫ابن أبي عمير عن منصور مثله )‪ - 41 (6‬ختص‪ :‬الحجال عن اللؤلؤي‬
‫عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر وعبد الكريم بن عمرو عن عبد‬
‫الحميد ابن أبي الديلم عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬أوصى رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله وسلم( إلى علي )عليه السلم( بألف كلمة يفتح‬
‫كل كلمة ألف كلمة‪ - 42 (7) .‬ختص‪ :‬ابن عيسى والحسن بن علي بن‬
‫النعمان عن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن محمد بن مسلم عن أبي‬
‫جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬إن رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( أنال في الناس وأنال وأنال وإنا أهل بيت عندنا معاقل العلم وأبواب‬
‫الحكم و‬

‫)‪ (1‬الختصاص‪ (2) .273 :‬في نسخة‪ :‬منصور بن يونس عن الحضرمي عن ابى‬
‫جعفر )عليه السلم(‪ (3) .‬الختصاص‪ (7 - 4) .284 :‬الختصاص‪:‬‬
‫‪.285‬‬

‫]‪[31‬‬

‫ضياء المر‪ - 43 (1) .‬ختص‪ :‬ابن يزيد واليقطيني عن زياد القندي عن هشام بن‬
‫سالم قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬عند العامة من أحاديث رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( شئ يصح ؟ فقال‪ :‬نعم إن رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله وسلم( أنال الناس وأنال وأنال وعندنا معاقل العلم وفصل ما بين‬
‫الناس‪ - 44 (2) .‬ختص‪ :‬ابن عيسى وابن عبد الجبار عن الحجال عن‬
‫علي بن حماد عن محمد بن مسلم قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬إن‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( قد أنال في الناس و أنال وأنال‪،‬‬
‫يشير كذاوكذا‪ ،‬وعندنا أهل البيت اصول العلم وعراه وضياؤه و أو اخيه‪) .‬‬
‫‪ (3‬بيان‪ :‬قوله )عليه السلم(‪ :‬قد أنال‪ ،‬أي أعطى وأفاد في الناس العلوم‬
‫الكثيرة وفرقها في الناس يمينا وشمال‪ ،‬وفي سائر الجهات لكل من سأله‪،‬‬
‫لكن عند أهل البيت )عليهم السلم( معيار ذلك‪ ،‬والفصل بين ما هو حق‬
‫وباطل منها‪ ،‬وعندهم شرحها و تفسيرها‪ ،‬وبيان ناسخها ومنسوخها‪،‬‬
‫وعامها وخاصها‪ ،‬والعروة‪ :‬ما يتمسك به من الحبل وغيره‪ .‬والواخي‬
‫جمع الخية بفتح الهمزة وكسر الخاء وتشديد الياء وقد يخفف‪ :‬عود في‬
‫الحائط يدفن طرفاه ويبرز وسطه تشد فيه الدابة‪ ،‬أي عندنا ما يشد به العلم‬
‫ويحفظ عن الضياع والتفرق والتشتت‪ - 45 .‬ختص‪ :‬ابن يزيد وابن أبي‬
‫الخطاب عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن محمد بن مسلم قال‪:‬‬
‫قلت لبي عبد ال )عليه السلم( إنا نجد الشئ من أحاديثنا في أيدي‬
‫الناس‪ ،‬فقال‪ :‬لعلك ل ترى أن رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( أنال‬
‫الناس وأنال‪ ،‬وأومأ بيده عن يمينه وعن شماله ومن بين يديه ومن خلفه‪،‬‬
‫وإنا أهل بيت عندنا معاقل‬

‫)‪ (1‬الختصاص‪ 307 :‬و ‪ (2) .308‬الختصاص‪ (3) .308 :‬الختصاص‪.308 :‬‬

‫]‪[32‬‬

‫العلم وضياء المر وفصل ما بين الناس‪ - 46 (1) .‬ختص‪ :‬ابن هاشم عن النضر‬
‫عن هشام بن سالم عن الحسن بن يحيى قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه‬
‫السلم( يقول‪ :‬إنا أهل بيت عندنا معاقل العلم وآثار النبوة وعلم الكتاب‬
‫وفصل ما بين الناس‪ - 47 (2) .‬ختص‪ :‬اليقطيني عن زكريا المؤمن عن‬
‫ابن مسكان وأبي خالد القماط وأبي أيوب الخزاز عن محمد بن مسلم قال‪:‬‬
‫قال أبو جعفر )عليه السلم(‪ :‬إن رسول ال )صلى ال عليه وآله( أنال في‬
‫الناس وأنال‪ ،‬وعندنا عرى العلم وأبواب الحكم ومعاقل العلم وضياء المر‬
‫وأواخيه‪ ،‬فمن عرفنا نفعته معرفته وقبل منه عمله‪ ،‬ومن لم يعرفنا لم‬
‫ينفعه ال بمعرفة ما علم ولم يقبل منه عمله‪ - 48 (3) .‬ختص‪ :‬ابن عيسى‬
‫عن ابن أبي عمير عن الخثعمي عن القصير عن أبي جعفر )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬كان علي )عليه السلم( إذا ورد عليه أمر لم ينزل به كتاب ول سنة‪،‬‬
‫رجم فأصاب‪ ،‬قال أبو جعفر )عليه السلم(‪ :‬وهي المعضلت‪- 49 (4) .‬‬
‫ختص‪ :‬ابن عيسى عن الهوازي ومحمد البرقي عن النضر عن يحيى‬
‫الحلبي عن ابن مسكان عن القصير قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم(‬
‫يقول‪ :‬إن عليا )عليه السلم( كان إذا ورد عليه أمر لم يجئ فيه كتاب ولم‬
‫يجربه سنة رجم فيه‪ ،‬يعنى ساهم فأصاب ثم قال‪ :‬يا عبد الرحيم وتلك‬
‫المعضلت‪ (5) .‬بيان‪ :‬قد مضى في أبواب العلم أن المراد بالرجم هنا القول‬
‫باللهام )‪ (6‬ل الرجم‬

‫)‪ (1‬الختصاص‪ (2) .308 :‬الختصاص‪ (3) .309 :‬الختصاص‪(4) .309 :‬‬
‫الختصاص‪ (5) .310 :‬الختصاص‪ (6) .310 :‬يؤيد ذلك ما رواه محمد‬
‫بن مسلم عن أبى جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬كان على )عليه السلم( يعمل‬
‫بكتاب ال وسنة نبيه فإذا ورد عليه الشئ الحادث الذى ليس في الكتاب‬
‫ول في السنة الهمه ال تعالى الهاما وذلك وال من المعضلت‪.‬‬

‫]‪[33‬‬

‫بالظن‪ ،‬وأن القرعة في مورد الحكم ل في أصله وإن احتمل أن يكون من‬
‫خصائصهم القرعة في أصل الحكم فان قرعة المام ل تخطئ أبدا فهي‬
‫بمنزلة الوحي‪ ،‬والول أظهر وأوفق بسائر الخبار‪ - 50 .‬ير‪ :‬محمد بن‬
‫عيسى عن الهوازي عن فضالة عن قاسم بن يزيد عن محمد عن أحدهما‬
‫)عليهما السلم( قال‪ :‬إن عندنا صحيفة من كتاب علي )عليه السلم( أو‬
‫مصحف علي )عليه السلم( طولها سبعون ذراعا فنحن نتبع ما فيها فل‬
‫نعدوها‪ - 51 (1) .‬ير‪ :‬محمد بن عيسى عن يونس عن حماد عن عمرو بن‬
‫أبي المقدام عن أبي بصير عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته‬
‫يقول وذكر ابن شبرمة في فتيا أفتى بها‪ :‬أين هو من الجامعة إملء رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( بخط علي )عليه السلم( فيها جميع الحلل‬
‫والحرام حتى أرش الخدش )‪ - 52 .(2‬ير‪ :‬محمد بن عيسى عن فضالة عن‬
‫أبان عن أبي شيبة قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬ضل علم‬
‫ابن شبرمة عند الجامعة‪ ،‬إن الجامعة لم تدع لحد كلما فيها علم الحلل‬
‫والحرام‪ ،‬إن أصحاب القياس طلبوا العمل بالقياس فلم يزدهم من الحق إل‬
‫بعدا‪ ،‬وإن دين ال ل يصاب بالقياس )‪ - 53 .(3‬ير‪ :‬محمد بن الحسين عن‬
‫موسى بن سعدان عن عبد ال بن القاسم عن عبد ال بن سنان قال‪ :‬سمت‬
‫أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬إن جبرئيل أتى رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله وسلم( بصحيفة مختومة بسبع خواتيم من ذهب وأمر إذا حضره أجله‬
‫أن يدفعها إلى علي بن أبي طالب فيعمل بما فيه‪ ،‬ول يجوز إلى غيره )‪(4‬‬
‫وأن يأمر كل وصي من بعده أن يفك خاتمه ويعمل بما فيه ول يجوز غيره‬
‫)‪ .(5‬بيان‪ :‬لعل السبع من تصحيف النساخ أو تحريف الواقفية أو من‬
‫الخبار‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ 2) .40 :‬و ‪ (3‬بصائر الدرجات‪ (4) .40 :‬في المصدر‪ :‬ل‬
‫يجوزه إلى غيره‪ (5) .‬بصائر الدرجات‪.40 :‬‬
‫]‪[34‬‬

‫البدائية مع انه يحتمل اشتراك بعضهم عليهم السلم مع بعض في بعض الخواتيم‪.‬‬
‫‪ - 54‬ير‪ :‬علي بن الحسن عن أبيه عن أبراهيم بن محمد الشعري عن‬
‫مروان عن الفضيل قال‪ :‬قال لي أبو جعفر )عليه السلم(‪ :‬يا فضيل عندنا‬
‫كتاب علي سبعون ذراعا على الرض )‪ (1‬شئ يحتاج إليه إل وهو فيه‬
‫حتى أرش الخدش‪ ،‬ثم خطه بيده على إبهامه )‪ - 55 .(2‬ير‪ :‬بالسناد عن‬
‫إبراهيم بن محمد عن مروان قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪:‬‬
‫عندنا كتاب علي )عليه السلم( سبعون ذراعا )‪ - 56 .(3‬ير‪ :‬محمد )‪(4‬‬
‫عن الحسين بن سعيد عن محمد بن أبي عمير عن محمد بن حكيم عن أبي‬
‫الحسن )عليه السلم( قال‪ :‬إنما هلك من كان قبلكم بالقياس‪ ،‬وإن ال تبارك‬
‫و تعالى لم يقبض نبيه حتى أكمل له جميع دينه في حلله وحرامه فجاءكم‬
‫بما تحتاجون إليه في حياته وتستغيثون )‪ (5‬به وبأهل بيته بعد موته وإنها‬
‫مخبية )‪ (6‬عند أهل بيته حتى أن فيه لرش الخدش )‪ ،(7‬ثم قال‪ :‬إن أبا‬
‫حنيفة ممن يقول‪ :‬قال علي و قلت أنا )‪ - 57 .(8‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن‬
‫محمد بن علي عن عبد الرحيم بن محمد السدي عن عنبسة العابد قال‪:‬‬
‫سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬إن في الكتاب الذي أملى )‪(9‬‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( وخطه علي )عليه السلم(‪ :‬إن كان في‬
‫شئ شوم ففي )‪ (10‬النساء )‪.(11‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ما على الرض‪ 2) .‬و ‪ (3‬بصائر الدرجات‪ (4) .40 :‬في المصدر‪:‬‬
‫احمد بن محمد‪ (5) .‬في نسخة‪ :‬وتستغنون‪ (6) .‬في المصدر‪ :‬وانها‬
‫مصحف ولعله مصحف‪ (7) .‬في المصدر‪ :‬لرش خدش الكف‪ 8) .‬و ‪(11‬‬
‫بصائر الدرجات‪ (9) .40 :‬في المصدر‪ :‬هو املء رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله وسلم( وخطه )عليه السلم( بيده‪ (10) .‬في نسخة‪ :‬ففى‬
‫اللسان‪.‬‬

‫]‪[35‬‬

‫‪ - 58‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن الحسن بن علي عن عبد ال بن سنان عن أبي عبد‬


‫ال )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬إن عندنا جلدا سبعون ذراعا أملى‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( وخطه علي )عليه السلم( بيده‬
‫وإن فيه جميع ما يحتاجون إليه حتى أرش الخدش )‪ - 59 .(1‬ير‪ :‬إبراهيم‬
‫بن هاشم عن جعفر بن محمد عن عبد ال بن ميمون القداح عن أبي عبد‬
‫ال عن أبيه )عليهما السلم( قال‪ :‬في كتاب علي )عليه السلم( كل شئ‬
‫يحتاج إليه حتى أرش الخدش والرش )‪ - 60 .(2‬ير‪ :‬إبراهيم بن هاشم‬
‫عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن حماد قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال‬
‫)عليه السلم( يقول‪ :‬ما خلق ال حلل ول حراما إل وله حد كحد الدور )‬
‫‪ (3‬فما كان من الطريق فهو من الطرين وما كان من الدور فهو من الدور‬
‫حتى أرش الخدش وما سواه والجلدة ونصف الجلدة )‪ - 61 .(4‬ير‪ :‬محمد‬
‫بن عيسى عن الحسن عن فضالة عن أبي بصير عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬سمعته يقول وذكر ابن شبرمة في فتياه فقال‪ :‬أين هو من‬
‫الجامعة أملى رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( وخطه علي )عليه‬
‫السلم( بيده فيها جميع الحلل والحرام حتى أرش الخدش فيه )‪ (5‬؟ ‪- 62‬‬
‫ير‪ :‬محمد بن أحمد عن محمد بن الحسين عن ابن سنان عن أبي الجارود‬
‫عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬إن الحسين )عليه السلم( لما حضره‬
‫الذي حضره دعا ابنته الكبرى فاطمة‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (2) .40 :‬بصائر الدرجات‪ (3) .40 :‬زاد في المصدر‪] :‬وان‬
‫حلل محمد حلل إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة ولن‬
‫عندنا صحيفة طولها سبعون ذراعا وما خلق ال حلل ول حراما فما‬
‫كان[ وفيه تصحيف ولعله سقط من بعد قوله‪ :‬حراما قوله‪] :‬ال وله حد‬
‫كحد الدور[ ويحتمل قويا ان الزيادة من وهم النساخ‪ (4) .‬بصائر‬
‫الدرجات‪ (5) .40 :‬بصائر الدرجات‪.40 :‬‬

‫]‪[36‬‬

‫فدفع إليها كتابا ملفوفا ووصية ظاهرة ووصية باطنة‪ ،‬وكان علي الحسين مبطونا ل‬
‫يرون إل لما به )‪ (1‬فدفعت فاطمة الكتاب إلى علي بن الحسين )عليه‬
‫السلم( ثم صار ذلك الكتاب إلينا‪ ،‬فقلت‪ :‬فما في ذلك الكتاب ؟ فقال‪ :‬فيه‬
‫وال جميع ما يحتاج إليه ولد آدم إلى أن تفنى الدنيا )‪ .(2‬ير‪ :‬أحمد بن‬
‫محمد عن محمد بن إسماعيل عن منصور عن أبي الجارود عنه )عليه‬
‫السلم( مثله وزاد في آخره‪ :‬وال إن فيه الحدود حتى أن فيه أرش الخدش‬
‫)‪ - 63 .(3‬ير‪ :‬وعن حنان عن عثمان بن زياد قال‪ :‬دخلت أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( فقال باصبعه على ظهر كفه فمسحها عليه ثم قال‪ :‬إن عندنا‬
‫لرش هذا فما دونه )‪ - 64 .(4‬ير‪ :‬محمد بن عيسى عن الهوازي عن‬
‫جعفر بن بشير عن رجل عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬ما ترك علي‬
‫)عليه السلم( شيئا إل كتبه حتى أرش الخدش )‪ - 65 .(5‬ير‪ :‬محمد بن‬
‫الحسين عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي عبد ال )عليه السلم( أنه‬
‫سئل عن الجامعة فقال‪ :‬تلك صحيفة سبعون ذراعا في عرض الديم )‪.(6‬‬
‫‪ - 66‬ير‪ :‬محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن محمد بن الفضيل عن‬
‫بكر بن كرب الصيرفي قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬ما لهم‬
‫ولكم ؟ وما يريدون منكم ؟ وما يعيبونكم ؟ يقولون‪ :‬الرافضة‪ ،‬نعم وال‬
‫رفضتم الكذب واتبعتم الحق أما وال إن عندنا ما ل نحتاج إلى أحد والناس‬
‫يحتاجون إلينا‪ ،‬إن عندنا الكتاب باملء رسول ال )صلى ال عليه وآله‬
‫وسلم( وخطه علي )عليه السلم( بيده صحيفة طولها سبعون ذراعا فيها‬
‫كل حلل وحرام )‪.(7‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ال انه لما به‪ (2) .‬بصائر الدرجات‪ .40 :‬وروى الصفار في ص‬
‫‪ 40‬ايضا باسناده عن موسى بن جعفر عن ابى الجارود نحوه مع‬
‫اختصار‪ (3) .‬بصائر الدرجات‪ 4) .44 :‬و ‪ (5‬بصائر الدرجات‪ 6) .40 :‬و‬
‫‪ (7‬بصائر الدرجات‪.41 :‬‬

‫]‪[37‬‬

‫‪ - 67‬ير‪ :‬محمد بن حسان ويعقوب بن إسحاق عن أبي عمران الرمني عن محمد‬


‫بن علي عن علي بن أسباط عن يعقوب بن سالم عن أبي الحسن العبدي‬
‫عن علي بن ميسرة عن أبي أراكة قال‪ :‬كنا مع علي )عليه السلم( بمسكن‬
‫فحدثنا أن عليا ورث من رسول ال )صلى ال عليه وآله( السيف‪ ،‬وبعض‬
‫يقول‪ :‬البغلة‪ ،:‬وبعض يقول‪ :‬ورث صحيفة في حمائل السيف‪ ،‬إذ خرج‬
‫علي )عليه السلم( ونحن في حديثه فقال‪ :‬وأيم ال لو انشط ويؤذن )‪(1‬‬
‫لحدثتكم حتى يحول الحول ل اعيد حرفا‪ .‬وأيم ال إن عندي لصحف كثيرة‬
‫قطائع رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( وأهل بيته‪ ،‬وإن فيها‬
‫لصحيفة يقال لها‪ :‬العبيطة‪ ،‬وما ورد على العرب أشد عليهم منها‪ ،‬وإن‬
‫فيها لستين قبيلة من العرب بهرجة )‪ (2‬مالها في دين ال من نصيب‪(3) .‬‬
‫بيان‪ :‬في القاموس‪ :‬البهرج‪ :‬الباطل الردي‪ ،‬والمباح‪ ،‬والبهرجة‪ :‬أن يعدل‬
‫بالشئ عن الجادة القاصدة إلى غيرها‪ ،‬والمبهرج من المياه‪ :‬المهمل الذي‬
‫ل يمنع عنه ومن الدماء‪ :‬المهدر‪ - 68 .‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن علي بن‬
‫الحكم عن الحسين بن أبي العل قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم(‬
‫يقول‪ :‬إن عندي الجفر البيض‪ ،‬قال‪ :‬قلنا‪ :‬وأي شئ فيه ؟ قال‪ :‬فقال لي‪:‬‬
‫زبور داود وتوراة موسى وإنجيل عيسى وصحف إبراهيم والحلل والحرام‬
‫ومصحف فاطمة‪ ،‬ما أزعم أن فيه قرآنا‪ ،‬وفيه ما يحتاج الناس إلينا ول‬
‫نحتاج إلى أحد حتى أن فيه الجلدة ونصف الجلدة وثلث الجلدة وربع الجلدة‬
‫وأرش الخدش‪ ،‬وعندي الجفر الحمر )‪ .(4‬قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك وأي‬
‫شئ في الجفر الحمر ؟ قال‪ :‬السلح‪ ،‬وذلك‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ويؤذن لى‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬مبهرجة‪ (3) .‬بصائر الدرجات‪.41 :‬‬
‫)‪ (4‬زاد في المصدر‪ :‬وما يدريهم ما الجفرة ؟‪.‬‬
‫]‪[38‬‬

‫أنها يفتح للدم يفتحه )‪ (1‬صاحب السيف للقتل‪ ،‬فقال له عبد ال بن أبي يعفور‪:‬‬
‫أصلحك ال فيعرف هذا بنو الحسن ؟ قال‪ :‬إي وال كما يعرف الليل أنه‬
‫ليل‪ ،‬والنهار أنه نهار‪ ،‬ولكن يحملهم الحسد وطلب الدنيا‪ ،‬ولو طلبوا الحق‬
‫لكان خيرا لهم )‪ - 69 .(2‬ير‪ :‬أحمد بن الحسن بن فضال عن أبيه عن ابن‬
‫بكير وأحمد بن محمد عن محمد بن عبد الملك قال‪ :‬كنا عند أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( نحوا من ستين رجل وهو وسطنا فجاء عبد الخالق بن‬
‫عبدربه فقال له‪ :‬كنت مع إبراهيم بن محمد جالسا فذكروا أنك تقول‪ :‬إن‬
‫عندنا كتاب علي )عليه السلم(‪ ،‬فقال‪ :‬ل وال ما ترك علي )عليه السلم(‬
‫كتابا وإن كان ترك علي كتابا ما هو إل إهابين‪ ،‬ولوددت أنه عند غلمي‬
‫هذا‪ ،‬فما ابالي عليه ؟ قال‪ :‬فجلس أبو عبد ال )عليه السلم( ثم أقبل علينا‬
‫فقال‪ :‬ما هو وال كما يقولون‪ :‬إنهما جفران مكتوب فيهما‪ ،‬ل وال إنهما‬
‫لهابان عليهما أصوافهما وأشعارهما مدحوسين كتبا )‪ (3‬في أحدهما‪،‬‬
‫وفي الخر سلح رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬وعندنا وال صحيفة‬
‫طولها سبعون ذراعا ما خلق ال من حلل وحرام إل وهو فيها حتى أن‬
‫فيها أرش الخدش وقال بظفره على ذراعه فخط به‪ ،‬وعندنا مصحف‬
‫فاطمة‪ ،‬أما وال ما هو بالقران‪ (4) .‬بيان‪ :‬دحس الشئ‪ :‬مله‪ ،‬وظاهره أن‬
‫في جفر السلح أيضا بعض الكتب‪ - 70 .‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن الحسين‬
‫بن سعيد عن أحمد بن عمر عن أبي بصير قال‪ :‬دخلت على أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬فقلت له‪ :‬إني أسألك جعلت فداك عن مسألة ليس ههنا‬
‫أحد يسمع كلمي ؟ قال‪ :‬فرفع أبو عبد ال )عليه السلم( سترا بيني وبين‬
‫بيت آخر فاطلع فيه ثم قال‪ :‬يابا محمد سل عما بدالك‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت‬
‫فداك إن الشيعة يتحدثون أن رسول ال )صلى ال عليه واله وسلم( علم‬
‫عليا بابا يفتح منه ألف باب‪ .‬قال‪ :‬فقال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬يابا‬
‫محمد علم وال رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( عليا ألف باب‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬تفتح للدم يفتحها‪ (2) .‬بصائر الدرجات‪ (3) .41 :‬في المصدر‪:‬‬
‫كتبنا‪ (4) .‬بصائر الدرجات‪.41 :‬‬

‫]‪[39‬‬

‫يفتح له من كل باب ألف باب‪ ،‬قال‪ :‬قلت له‪ :‬هذا وال العلم‪ ،‬فنكت ساعة في الرض‬
‫ثم قال‪ :‬إنه لعلم وما هو بذاك قال‪ :‬ثم قال‪ :‬يابا محمد وإن عندنا الجامعة‬
‫وما يدريهم ما الجامعة‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك وما الجامعة ؟ قال صحيفة‬
‫طولها سبعون ذراعا بذراع رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( وإمله‬
‫من فلق فيه‪ ،‬وخط علي )عليه السلم( بيمينه‪ ،‬فيها كل حلل وحرام وكل‬
‫شئ يحتاج الناس إليه حتى الرش في الخدش‪ ،‬وضرب بيده إلي‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫تأذن لي يابا ‪ -‬محمد ؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك أنالك )‪ (1‬اصنع ما شئت‪،‬‬
‫فغمزني بيده فقال‪ :‬حتى أرش هذا‪ ،‬كأنه مغضب‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك‬
‫هذا وال العالم‪ ،‬قال‪ :‬إنه لعلم وليس بذاك‪ .‬ثم سكت ساعة ثم قال‪ :‬إن عندنا‬
‫الجفر وما يدريهم ما الجفر‪ ،‬مسك شاة أو جلد بعير‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك‬
‫ما الجفر ؟ قال‪ :‬وعاء أحمر وأديم أحمر فيه علم النبيين والوصيين‪ ،‬قلت‪:‬‬
‫هذا وال هو العلم‪ ،‬قال‪ :‬إنه لعلم وما هو بذاك‪ .‬ثم سكت ساعة ثم قال‪ :‬وإن‬
‫عندنا لمصحف فاطمة وما يدريهم ما مصحف فاطمة قال‪ :‬فيه مثل قرآنكم‬
‫هذا )‪ (2‬ثلث مرات‪ ،‬وال ما فيه من قرآنكم حرف واحد إنما هو شئ أمله‬
‫ال عليها وأوحى إليها‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬هذا وال هو العلم‪ ،‬قال‪ :‬إنه لعلم وليس‬
‫بذاك‪ .‬قال‪ :‬ثم سكت ساعة ثم قال‪ :‬إن عندنا لعلم ما كان وما كائن إلى أن‬
‫تقوم الساعة‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك هذا هو وال العلم‪ ،‬قال‪ :‬إنه لعلم وما‬
‫هو بذاك قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك فأي شئ هو العلم ؟ قال ما يحدث بالليل‬
‫والنهار المر بعد المر والشئ بعد الشئ إلى يوم القيامة‪ (3) .‬بيان‪ :‬لعل‬
‫رفع الستر للمصلحة‪ ،‬أو لكون تلك الحالة من الحوال التي‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬انما انالك‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬مصحف فيه مثل قرآنكم هذا‪(3) .‬‬
‫بصائر الدرجات‪ 41 :‬و ‪.42‬‬

‫]‪[40‬‬

‫ل يحضرهم فيها علم بعض الشيآء‪ (1) ،‬والنكت‪ :‬أن تضرب في الرض بقضيب‬
‫فتؤثر فيها‪ .‬قوله )عليه السلم(‪ :‬تأذن‪ ،‬يدل على أن إبراء ما لم يجب نافع‪.‬‬
‫قوله‪ :‬كأنه مغضب أي غمز غمزا شديدا كأنه مغضب‪ .‬قوله‪ :‬وما يدريهم ما‬
‫الجفر‪ ،‬أي ل يدرون أن الجفر صغير بقدر مسك شاة أو كبير على خلف‬
‫العادة بقدر مسك بعير‪ ،‬وكأنه إشارة إلى أنه كبير‪ .‬قوله‪ :‬إن هذا هو العلم‪،‬‬
‫أي العلم الكامل وكل العلم‪ .‬قوله‪ :‬وال ما فيه من قرآنكم حرف واحد فيه‬
‫أي فيه علم ما كان وما يكون‪ ،‬فإن قلت‪ :‬في القرآن أيضا بعض الخبار‪،‬‬
‫قلت‪ :‬لعله لم يذكر فيه مما في القرآن‪ .‬فإن قلت‪ :‬يظهر من بعض الخبار‬
‫اشتمال مصحف فاطمة )عليها السلم( أيضا على الحكام قلت‪ :‬لعل فيه ما‬
‫ليس في القرآن‪ ،‬فإن قلت‪ :‬قد ورد في كثير من الخبار اشتمال القرآن على‬
‫جميع الحكام والخبار مما كان أو يكون‪ ،‬قلت‪ :‬لعل المراد به ما نفهم من‬
‫القرآن ل ما يفهمون منه‪ ،‬ولذا قال )عليه السلم(‪ :‬قرآنكم على أنه يحتمل‬
‫أن يكون المراد لفظ القرآن‪ .‬ثم الظاهر من أكثر الخبار اشتمال مصحفها‬
‫)عليها السلم( على الخبار فقط‪ ،‬فيحتمل أن يكون المراد عدم اشتماله‬
‫على أحكام القرآن‪ .‬قوله )عليه السلم(‪ :‬علم ما كان وما هو كائن أي من‬
‫غير جهة مصحف فاطمة )عليها السلم( أيضا‪ - 71 .‬ير‪ :‬محمد بن‬
‫الحسين عن البزنطي عن حماد بن عثمان عن علي بن سعيد قال‪ :‬كنت‬
‫جالسا عند أبي عبد ال )عليه السلم( وعنده محمد بن عبد ال بن علي‬
‫إلى جنبه جالسا وفي المجلس عبد الملك بن أعين ومحمد الطيار وشهاب‬
‫بن عبدربه فقال رجل من أصحابنا‪ :‬جعلت فداك إن عبد ال بن الحسن‬
‫يقول‪ :‬لنا في هذا المر ما ليس لغيرنا‪ .‬فقال أبو عبد ال )عليه السلم( بعد‬
‫كلم‪ :‬أما تعجبون من عبد ال يزعم أن أباه علي من لم يكن إماما ويقول‪:‬‬
‫إنه ليس عندنا علم وصدق‪ ،‬وال ما عنده علم‪ ،‬ولكن وال ‪-‬‬

‫)‪ (1‬أو لحصول الطمينان لبي بصير‪.‬‬

‫]‪[41‬‬

‫وأهوى بيده إلى صدره‪ - :‬إن عندنا سلح رسول ال )صلى ال عليه وآله( وسيفه‬
‫ودرعه وعندنا وال مصحف فاطمة ما فيه آية من كتاب ال وإنه لملء‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( وخطه علي )عليه السلم( بيده‪ ،‬والجفر )‬
‫‪ (1‬وما يدرون ما هو ؟ مسك شاة أو مسك بعير‪ .‬ثم أقبل إلينا وقال‪:‬‬
‫أبشروا أما ترضون أنكم تجيئون يوم القيامة آخذين بحجزة علي وعلى‬
‫آخذ بحجزة رسول ال )صلى ال عليه وآله( ؟ )‪ - 72 (2‬ير‪ :‬أحمد بن‬
‫محمد ومحمد بن الحسين عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي عبيدة‬
‫قال‪ :‬سأل أبو عبد ال )عليه السلم( بعض أصحابنا عن الجفر فقال‪ :‬هو‬
‫جلد ثور مملو علما فقال له‪ :‬ما الجامعة ؟ فقال‪ :‬تلك صحيفة طولها‬
‫سبعون ذراعا في عرض الديم مثل فخذ الفالج فيها كل ما يحتاج الناس‬
‫إليه‪ ،‬وليس من قضية إل وفيها حتى أرش الخدش‪ .‬قال له‪ :‬فمصحف‬
‫فاطمة‪ ،‬فسكت طويل ثم قال‪ :‬إنكم لتبحثون عما تريدون وعما ل تريدون‪،‬‬
‫إن فاطمة مكثت بعد رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( خمسة وسبعين‬
‫يوما وقد كان دخلها حزن شديد على أبيها‪ ،‬وكان جبرئيل )عليه السلم(‬
‫يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها ويطيب نفسها ويخبرها عن أبيها ومكانه‬
‫ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها‪ ،‬وكان علي )عليه السلم( يكتب ذلك‬
‫فهذا مصحف فاطمة )عليها السلم(‪ (3) .‬بيان‪ :‬قوله )عليه السلم(‪ :‬عما‬
‫تريدون‪ ،‬أي عما يعنيكم ويلزمكم إرادته وعما ل يعنيكم ول تضطرون إلى‬
‫السؤال عنه‪ - 73 .‬ير‪ :‬أحمد بن موسى عن الحسن بن علي بن النعمان‬
‫عن أبي زكريا يحيى عن عمرو الزيات عن أبان وعبد ال بن بكير قال‪ :‬ل‬
‫أعلمه إل ثعلبة أو عل بن رزين عن محمد بن مسلم قال‪ :‬قال أبو عبد ال‬
‫)عليه السلم( لقوام كانوا يأتونه ويسألونه عما خلف رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله وسلم( ودفعه إلى علي وعما خلف علي ودفع إلى الحسن‪:‬‬
‫ولقد خلف رسول ال )صلى ال عليه وآله( عندنا جلدا ما هو جلد جمال )‬
‫‪ (4‬ول جلد ثور ول جلد بقرة إل إهاب شاة‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬وعندنا وال الجفر‪ 2) .‬و ‪ (3‬بصائر الدرجات‪ (4) .42 :‬في‬
‫نسخة‪ :‬جلد حمار‪.‬‬

‫]‪[42‬‬

‫فيها كل ما يحتاج إليه حتى أرش الخدش والظفر‪ ،‬وخلفت فاطمة )عليها السلم(‬
‫مصحفا ما هو قرآن‪ ،‬ولكنه كلم من كلم ال أنزله عليها )‪ (1‬إملء رسول‬
‫ال وخط علي )عليه السلم( )‪ .(2‬بيان‪ :‬قال الفيروز آبادى‪ :‬الهاب‬
‫ككتاب‪ :‬الجلد أو ما لم يدبغ‪ ،‬والمراد برسول ال جبرئيل )عليه السلم(‪.‬‬
‫‪ - 74‬ير‪ :‬ابن يزيد ومحمد بن الحسين عن ابن أبي عمير عن ابن اذينة‬
‫عن علي بن سعيد قال‪ :‬كنت قاعدا عند أبي عبد ال )عليه السلم( وعنده‬
‫اناس من أصحابنا فقال له معلى بن خنيس‪ :‬جعلت فداك ما لقيت من‬
‫الحسن بن الحسن ؟ ثم قال له الطيار‪ :‬جعلت فداك بينا أنا أمشي في بعض‬
‫السكك إذا لقيت محمد بن عبد ال بن الحسن على حمار حوله اناس من‬
‫الزيدية فقال لي‪ :‬أيها الرجل إلي إلي فإن رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫قال‪ :‬من صلى صلتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذاك المسلم الذي له‬
‫ذمة ال وذمة رسوله‪ ،‬من شاء أقام ومن شاء ظعن‪ ،‬فقلت له‪ :‬اتق ال ول‬
‫تغرنك هؤلء الذين حولك‪ .‬فقال أبو عبد ال )عليه السلم( للطيار‪ :‬فلم تقل‬
‫)‪ (3‬له غيره ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬فهل قلت‪ :‬إن رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( قال ذلك والمسلمون مقرون له بالطاعة‪ ،‬فلما قبض رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( ووقع الختلف وانقطع ذلك‪ ،‬فقال محمد بن عبد ال‬
‫بن علي‪ :‬العجب لعبدال بن الحسن أنه يهزأ ويقول‪ :‬هذا في جفركم الذي‬
‫تدعون ؟ فغضب أبو عبد ال )عليه السلم( فقال‪ :‬العجب لعبد ال بن‬
‫الحسن يقول‪ :‬ليس فينا إمام صدق‪ ،‬ما هو بامام ول كان أبوه إماما‪ ،‬يزعم‬
‫)‪ (4‬أن علي بن أبي طالب )عليه السلم( لم يكن إماما‪ ،‬ويردد ذلك‪ ،‬وأما‬
‫قوله‪ :‬في الجفر‪ ،‬فانما هو جلد ثور مذبوح كالجراب فيه كتب وعلم ما‬
‫يحتاج الناس إليه إلى يوم القيامة من حلل وحرام إملء رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله(‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬انزل عليها‪ (2) .‬بصائر الدرجات‪ (3) .42 :‬في المصدر‪ :‬ولم تقل‬
‫له غيره هذا‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬ويزعم‪.‬‬
‫]‪[43‬‬

‫وخط )‪ (1‬علي )عليه السلم( بيده‪ ،‬وفيه مصحف فاطمة )عليها السلم( ما فيه آية‬
‫من القرآن‪ ،‬وإن عندي خاتم رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم(‬
‫ودرعه وسيفه ولواؤه‪ ،‬وعندي الجفر على رغم أنف من زعم‪ (2) .‬ير‪:‬‬
‫عمران بن موسى عن محمد بن الحسين عن عبيس بن هشام عن محمد‬
‫بن أبي حمزة وأحمد ابن عائذ عن ابن اذينة عن علي بن سعيد قال‪ :‬كنت‬
‫عند أبي عبد ال )عليه السلم( فقال له محمد بن عبد ال بن علي‪ :‬العجب‬
‫لعبدال بن الحسن إلى آخر الخبر )‪ - 75 .(3‬ير‪ :‬محمد بن عبد الحميد عن‬
‫محمد عن عمرو عن حماد بن عثمان عن عمر ابن يزيد قال‪ :‬قلت لبي‬
‫عبد ال )عليه السلم(‪ :‬الذي أملى جبرئيل )‪ (4‬على علي )عليه السلم(‬
‫أقرآن ؟ )‪ (5‬قال‪ :‬ل‪ - 76 (6) .‬ير‪ :‬ابن هاشم عن يحيى بن أبي عمران‬
‫عن يونس عن رجل عن سليمان ابن خالد قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه‬
‫السلم(‪ :‬إن في الجفر الذي يذكرونه لما يسوؤهم )‪ (7‬لنهم ل يقولون‬
‫الحق‪ ،‬والحق فيه فليخرجوا قضايا علي )عليه السلم( وفرائضه إن كانوا‬
‫صادقين‪ ،‬وسلوهم عن الخالت والعمات‪ ،‬وليخرجوا مصحف فاطمة )عليها‬
‫السلم( فإن فيه وصية فاطمة )عليها السلم( أو سلح رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله(‪ ،‬إن ال يقول‪ " :‬ايتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من‬
‫علم إن كنتم صادقين " )‪.(8‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬وخطه‪ (2) .‬بصائر الدرجات‪ 42 ،‬و ‪ (3) .43‬بصائر الدرجات‪:‬‬
‫‪ (4) .44‬المراد مصحف فاطمة عليها السلم‪ (5) ،‬في المصدر‪ :‬اقرآن‬
‫هو ؟ )‪ (6‬بصائر الدرجات‪ (7) .43 :‬لعله )عليه السلم( اراد الزيدية‪) .‬‬
‫‪ (8‬بصائر الدرجات‪ 43 :‬والية في الحقاف‪.4 :‬‬

‫]‪[44‬‬

‫ير‪ :‬أحمد بن محمد عن النضر عن هشام بن سالم عن سليمان بن خالد مثله‪(1) .‬‬
‫ير‪ :‬ابن هاشم عن النضر مثله‪ (2) .‬بيان‪ :‬الثارة‪ :‬بقية من علم يؤثر من‬
‫كتب الولين‪ ،‬ول يبعد أن يكون إشارة إلى السلح بأن تكون كلمة " من "‬
‫تعليلية‪ - 77 .‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن حماد بن‬
‫عثمان قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬تظهر الزنادقة سنة‬
‫ثمانية وعشرين ومائة‪ ،‬وذلك لني نظرت في مصحف فاطمة )عليها‬
‫السلم(‪ :‬قال‪ :‬فقلت‪ :‬وما مصحف فاطمة ؟ فقال إن ال تبارك وتعالى لما‬
‫قبض نبيه )صلى ال عليه وآله وسلم( دخل على فاطمة من وفاته من‬
‫الحزن مال يعلمه إل ال عزوجل فأرسل إليها ملكا يسلي عنها غمها‬
‫ويحدثها فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين )عليه السلم( فقال‪ :‬لها‪ :‬إذا‬
‫أحست )‪ (3‬بذلك وسمعت الصوت قولي )‪ (4‬لي‪ ،‬فأعلمته فجعل يكتب كل‬
‫ما سمع حتى أثبت من ذلك مصحفا‪ ،‬قال‪ :‬ثم قال‪ :‬أما إنه ليس من الحلل‬
‫والحرام ولكن فيه علم ما يكون )‪ .(5‬بيان‪ :‬قال في القاموس‪ :‬أحسست‬
‫وأحسيت وأحست بسين واحدة وهو من شواذ التخفيف‪ :‬ظننت ووجدت‬
‫وأبصرت وعلمت‪ ،‬والشئ وجدت حسه‪ - 78 .‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن علي‬
‫بن الحكم أو غيره عن البزنطي عن بكر بن كرب الصير في قال‪ :‬سمعت أبا‬
‫عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬أما وال إن عندنا مال نحتاج إلى أحد‬
‫والناس يحتاجون إلينا إن عندنا لكتابا إملء )‪ (6‬رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( وسلم وخطه )‪(7‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬بصائر الدرجات‪ (3) .43 :‬في نسخة‪ :‬احسست‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬فسمعت‬
‫الصوت فقولي لى‪ (5) .‬بصائر الدرجات‪ (6) .43 :‬في نسخة‪ :‬املى‪(7) .‬‬
‫في نسخة‪ :‬وخط‪.‬‬

‫]‪[45‬‬

‫علي )عليه السلم( صحيفة )‪ (1‬فيها كل حلل وحرام‪ ،‬وإنكم لتأتونا فتسألونا‬
‫فنعرف )‪ (2‬إذا أخذوا به ونعرف إذا تركوه‪ - 79 (3) .‬ير‪ :‬عباد بن سليمان‬
‫عن سعد بن سعد عن علي بن أبي حمزة عن عبد صالح )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬عندي مصحف فاطمة ليس فيه شئ من القرآن‪ - 80 (4) .‬ير‪ :‬أحمد‬
‫بن الحسن عن أبيه عن أبي المغرا عن عنبسة بن مصعب قال‪ :‬كنا عند‬
‫أبي عبد ال )عليه السلم( فأثنى عليه بعض القوم حتى كان من قوله‪:‬‬
‫وأخزى عدوك من الجن والنس‪ ،‬فقال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬لقد كنا‬
‫وعدونا كثير‪ ،‬ولقد أمسينا و ما أحد أعدى لنا من ذوي قراباتنا ومن ينتحل‬
‫حبنا إنهم ليكذبون علينا في الجفر‪ .‬قال‪ :‬قلت أصلحك ال وما الجفر ؟ قال‪:‬‬
‫هو وال مسك ماعز ومسك ضأن ينطبق أحدهما بصاحبه فيه سلح رسول‬
‫ال والكتب ومصحف فاطمة‪ ،‬أما وال ما أزعم أنه قرآن )‪ - 81 .(5‬ير‪:‬‬
‫ابن يزيد عن الحسن بن علي عن عبد ال بن سنان عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬ذكر له وقيعة ولد الحسن وذكرنا الجفر فقال‪ :‬وال إن عندنا‬
‫لجلدي ماعز وضأن إملء رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( وخط‬
‫علي )عليه السلم(‪ ،‬وإن عندنا لصحيفة طولها سبعون ذراعا أملها‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( وسلم وخطها علي )عليه السلم( بيده‪،‬‬
‫وإن فيها لجميع ما يحتاج إليه حتى أرش الخدش‪ (6) .‬بيان‪ :‬الوقيعة‪ :‬الذم‬
‫والغيبة‪ ،‬أي ذكر أن ولد الحسن يذمون الئمة عليهم السلم في ادعائهم‬
‫الجفر ويكذبونهم‪ ،‬ويحتمل أن يكون المراد بالوقيعة الصدمة في الحرب‪.‬‬
‫‪ - 82‬ير‪ :‬محمد بن أحمد عن ابن معروف عن أبي القاسم الكوفي عن‬
‫بعض أصحابه قال‪ :‬ذكر ولد الحسن الجفر فقالوا‪ :‬ما هذا بشئ‪ ،‬فذكر ذلك‬
‫لبي عبد ال )عليه السلم(‬

‫)‪ (1‬في نسخة‪] :‬على صحيفة[ يوجد هذا في المصدر )‪ (2‬في نسخة‪ :‬فنعرف إذا‬
‫أخذتم به ونعرف إذا تركتموه‪ (4 - 3) .‬بصائر الدرجات‪.42 :‬‬

‫]‪[46‬‬

‫فقال‪ :‬نعم هما إهابان‪ :‬إهاب ماعز وإهاب ضأن مملوان )‪ (1‬كتبا فيهما كل شئ حتى‬
‫أرش الخدش‪ - 83 (2) .‬ير‪ :‬أحمد بن موسى عن علي بن إسماعيل عن‬
‫صفوان عن ابن المغيرة عن عبد ال بن سنان عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬ويحكم أتدرون ما الجفر ؟ إنما هو جلد شاة‬
‫ليست بالصغيرة ول بالكبيرة‪ ،‬فيها خط علي )عليه السلم( و إملء رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله وسلم( من فلق فيه‪ ،‬ما من شئ يحتاج إليه إل‬
‫وهو فيه حتى أرش الخدش‪ - 84 (3) .‬ير‪ :‬السندي بن محمد عن أبان بن‬
‫عثمان عن علي بن الحسين عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن عبد‬
‫ال بن الحسن يزعم أنه ليس عنده من العلم إل ما عند الناس‪ ،‬فقال‪ :‬صدق‬
‫وال عبد ال بن الحسن ما عنده من العلم إل ما عند الناس‪ ،‬و لكن عندنا‬
‫وال الجامعة فيها الحلل والحرام وعندنا الجفر أيدري عبد ال بن الحسن‬
‫ما الجفر ؟ مسك بعير أم مسك شاة ؟ وعندنا مصحف فاطمة أما وال ما‬
‫فيه حرف من القرآن ولكنه إملء رسول ال )‪ (4‬وخط علي )عليه السلم(‬
‫كيف يصنع عبد ال إذا جاء الناس من كل افق يسألونه‪ - 85 (5) .‬ير‪:‬‬
‫محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن معلى بن خنيس عن أبي عبد‬
‫ال )عليه السلم( )‪ (6‬قال في بني عمه‪ :‬لو أنكم إذا سألوكم واحتجوكم )‬
‫‪ (7‬بالمر كان أحب إلي أن تقولوا لهم‪ :‬إنا لسنا كما يبلغكم ولكنا قوم نطلب‬
‫هذا العلم عند من هو أهله ومن صاحبه ؟ وهو السلح عند من هو ؟ وهو‬
‫الجفر عند من هو ؟‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬مملوان علما كتبا‪ 2) .‬و ‪ (3‬بصائر الدرجات‪ (4) .42 :‬ذكر‬
‫المصنف آنفا ان المراد برسول ال هو جبرئيل‪ (5) .‬بصائر الدرجات‪:‬‬
‫‪ (6) .43‬في المصدر‪ :‬انه قال‪ (7) .‬في نسخة‪] :‬واجبتموه[ وفى اخرى‪:‬‬
‫واجبتموهم‪.‬‬

‫]‪[47‬‬
‫ومن صاحبه ؟ فإن يكن عندكم فانا نبايعكم وإن يكن عند غيركم فإنا نطلبه حتى‬
‫نعلم‪ (1) .‬بيان‪ :‬الغرض أنه إذا احتججتم على بني الحسن احب أن تقولوا‬
‫لهم‪ :‬إنا لسنا كما يبلغكم أنا نتابع الناس بغير حجة وبينة‪ ،‬بل نطلب هذه‬
‫العلمات فإن كانت عندكم فنحن نتبعكم‪ .‬أو لسنا )‪ (2‬تابعين لجعفر بن‬
‫محمد كما بلغكم )‪ (3‬بل نطلب موضع العلم والثار فيكون للتقية‬
‫والمصلحة‪ - 86 .‬ير‪ :‬محمد بن عبد الجبار عن ابن فضال عن حماد بن‬
‫عثمان عن أبي بصير قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬ما مات‬
‫أبو جعفر )عليه السلم( حتى قبض مصحف فاطمة )عليها السلم(‪(4) .‬‬
‫بيان‪ :‬حتى قبض‪ ،‬أي الصادق أو الباقر )عليهما السلم(‪ ،‬ويمكن أن يقرأ‬
‫على بناء التفعيل‪ - 87 .‬ير‪ :‬بعض أصحابنا عمن رواه عن فضالة عن‬
‫حنان عن عثمان بن زياد قال‪ :‬دخلت على أبي عبد ال )عليه السلم( فقال‬
‫لي‪ :‬اجلس فجلست فضرب يده بإصبعه على ظهر كفي فمسحها عليه ثم‬
‫قال‪ :‬عندنا أرش هذا فما دونه وما فوقه‪ - 88 (5) .‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن‬
‫الحسن بن علي عن عبد ال بن سنان عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪:‬‬
‫ذكروا ولد الحسن فذكروا الجفر فقال‪ :‬وال إن عندي لجلدي ماعز وضأن‬
‫إملء )‪ (6‬رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( وخطه علي )عليه‬
‫السلم( بيده وإن عندي لجلدا سبعين ذراعا إملء )‪ (7‬رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( وخطه علي )عليه السلم( بيده وإن فيه لجميع ما يحتاج‬
‫إليه الناس حتى أرش الخدش‪(8) .‬‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (2) .43 :‬ولعل الصحيح‪] :‬ولسنا[‪ (3) .‬أي بغير حجة وبينة‪.‬‬
‫)‪ 4‬و ‪ 5‬و ‪ (8‬بصائر الدرجات‪ 6) .43 :‬و ‪ (7‬في نسخة‪ :‬أملى‪.‬‬

‫]‪[48‬‬

‫‪ - 89‬ير‪ :‬عبد ال بن جعفر عن موسى بن جعفر عن الوشاء عن أبي حمزة عن‬


‫أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬مصحف فاطمة )عليها السلم( ما فيه شئ‬
‫من كتاب ال وإنما هو شئ القي عليها بعد موت أبيها صلوات ال عليها‪) .‬‬
‫‪ - 90 (1‬ير‪ :‬علي بن الحسن عن الحسن بن الحسين السحالي )‪ (2‬عن‬
‫مخول بن إبراهيم عن أبي مريم قال‪ :‬قال لي أبو جعفر )عليه السلم(‪:‬‬
‫عندنا الجامعه وهي سبعون ذراعا فيها كل شئ حتى أرش الخدش إملء‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( وخط علي )عليه السلم( وعندنا‬
‫الجفر وهو أديم عكاظي قد كتب فيه حتى ملئت أكارعه‪ ،‬فيه ما كان وما هو‬
‫كائن إلى يوم القيامة‪ (3) .‬بيان‪ :‬قال في القاموس‪ :‬العكاظ كغراب‪ :‬سوق‬
‫بصحراء بين نخلة والطائف‪ ،‬ومنه أديم العكاظي‪ ،‬وقال‪ :‬الكراع كغراب من‬
‫البقر والغنم هو مستدق الساق‪ ،‬والجمع أكرع وأكارع‪ - 91 .‬ير‪ :‬محمد بن‬
‫إسماعيل عن ابن أبي نجران عن محمد بن سنان عن داود بن سرحان‬
‫ويحيى بن معمر وعلي بن أبي حمزة عن الوليد بن صبيح قال‪ :‬قال لي أبو‬
‫عبد ال )عليه السلم(‪ :‬يا وليد إني نظرت في مصحف فاطمة عليها السلم‬
‫قبيل فلم أجد لبني فلن فيها إل كغبار النعل‪ - 92 (4) .‬ير‪ :‬محمد بن‬
‫الحسين عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبان بن عثمان عن‬
‫علي بن أبي حمزة عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قيل له‪ :‬إن عبد ال‬
‫بن الحسين يزعم أنه ليس عنده من العلم إل ما عند الناس‪ ،‬فقال‪ :‬صدق‬
‫وال ما عنده من العلم إل ما عند الناس‪ ،‬ولكن عندنا وال الجامعة فيها‬
‫الحلل والحرام وعندنا الجفر أفيدري عبد ال أمسك بعير أو مسك شاة ؟‬
‫وعندنا مصحف فاطمة أما وال ما فيه حرف من القرآن ولكنه إملء‬
‫رسول ال‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (2) .43 :‬في نسخة‪ :‬السنجالى‪ .‬وفى المصدر‪ :‬السمائى‪ 3) .‬و‬
‫‪ (4‬بصائر الدرجات‪.44 :‬‬

‫]‪[49‬‬

‫)صلى ال عليه وآله( وخط علي )عليه السلم(‪ ،‬كيف يصنع عبد ال ذا جاءه الناس‬
‫من كل فن )‪ (1‬يسألونه‪ ،‬أما ترضون أن تكونوا يوم القيامة آخذين‬
‫بحجزتنا‪ ،‬ونحن آخذون بحجزة نبينا ونبينا آخذ بحجزة ربه )‪ - 93 .(2‬ير‪:‬‬
‫محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن ابن اذينة عن علي بن سعيد قال‪:‬‬
‫سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬أما قوله في الجفر إنما هو جلد‬
‫ثور مدبوغ كالجراب فيه كتب وعلم ما يحتاج إليه الناس إلى يوم القيامة‬
‫من حلل أو حرام إملء رسول ال )صلى ال عليه وآله( وخط علي )عليه‬
‫السلم( )‪ - 94 .(3‬ير‪ :‬عمران بن موسى عن محمد بن الحسين عن محمد‬
‫بن عبد ال بن زرارة عن عيسى بن عبد ال عن أبيه عن جده عن عمر‬
‫بن أبي سلمة عن امه ام سلمة قال‪ :‬قالت أقعد رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله وسلم( عليا في بيتي ثم دعا بجلدة شاة فكتب فيه حتى مل أكارعه ثم‬
‫دفعه إلي وقال‪ :‬من جاءك من بعدي بآية كذا وكذا فادفعه إليه‪ .‬فأقامت ام‬
‫سلمة حتى توفي رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( وولى أبو بكر أمر‬
‫الناس بعثتني فقالت‪ :‬اذهب وانظر ما صنع هذا الرجل ؟ فجئت فجلست في‬
‫الناس حتى خطب أبو بكر ثم نزل فدخل بيته فجئت فأخبرتها‪ ،‬فأقامت حتى‬
‫أذا ولى عمر بعثتني فصنع مثل ما صنع صاحبه‪ ،‬فجئت فأخبرتها ثم أقامت‬
‫حتى ولى عثمان فبعثتني فصنع كما صنع صاحباه فأخبرتها‪ .‬ثم أقامت حتى‬
‫ولى علي فأرسلتني فقالت‪ :‬انظر ما يصنع )‪ (4‬هذا الرجل ؟ فجئت فجلست‬
‫في المسجد فلما خطب علي )عليه السلم( نزل فرآني في الناس فقال‪:‬‬
‫اذهب فاستأذن على امك‪ ،‬قال‪ :‬فخرجت حتى جئتها فأخبرتها وقلت‪ :‬قال‬
‫لي‪ :‬استأذن على امك وهو خلفي يريدك‪ ،‬قالت‪ :‬وأنا وال اريده‪ .‬فاستأذن‬
‫علي فدخل فقال‪ :‬أعطيني الكتاب الذى دفع إليك بآية كذا وكذا‬

‫)‪ (1‬في نسخة‪ :‬افق‪ 2) .‬و ‪ (3‬بصائر الدرجات‪ (4) .44 :‬في المصدر‪ :‬ماذا يصنع‪.‬‬

‫]‪[50‬‬

‫كأني أنظر إلى امي حتى قامت إلى تابوت لها في جوفه تابوت لها صغير‬
‫فاستخرجت من جوفه كتابا فدفعته إلى علي )عليه السلم( ثم قالت لي‬
‫امي‪ :‬يا بني الزمه فل وال ما رأيت بعد نبيك إماما غيره‪ - 95 (1) .‬ير‪:‬‬
‫إبراهيم بن هاشم عن جعفر بن محمد عن عبد ال بن ميمون عن جعفر‬
‫عن أبيه عليهما السلم قال‪ :‬في كتاب علي )عليه السلم( كل شئ يحتاج‬
‫إليه حتى الخدش والرش والهرش‪ (2) .‬بيان‪ :‬لعل المراد بالهرش عض‬
‫السباع‪ ،‬قال الفيروز آبادي‪ :‬هرش الدهر يهرش‪ :‬اشتد‪ ،‬وكفرح‪ :‬ساء‬
‫خلقه‪ ،‬والتهريش‪ :‬التحريش بين الكلب والفساد بين الناس‪ - 96 .‬ير‪:‬‬
‫محمد بن خالد الطيالسي عن سيف عن منصور أو عن يونس قال‪ :‬حدثني‬
‫أبو الجارود قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول‪ :‬لما حضر الحسين‬
‫ما حضر دعا فاطمة بنته فدفع إليها كتابا ملفوفا ووصية ظاهرة فقال‪ :‬يا‬
‫بنتي ضعي هذا في أكابر ولدي‪ ،‬فلما رجع علي بن الحسين دفعته إليه وهو‬
‫عندنا‪ ،‬قلت‪ :‬ما ذاك الكتاب ؟ قال‪ :‬ما يحتاج إليه ولد آدم منذ كانت الدنيا‬
‫حتى تفنى‪ - 97 (3) .‬ير‪ :‬محمد بن الحسين )‪ (4‬عن صفوان عن معلى أبي‬
‫عثمان عن معلى بن خنيس عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن الكتب‬
‫كانت عند علي )عليه السلم( فلما سار إلى العراق استودع الكتب ام سلمة‬
‫فلما مضى علي )عليه السلم( كانت عند الحسن‪ ،‬فلما مضى الحسن كانت‬
‫عند الحسين‪ ،‬فلما مضى الحسين )عليه السلم( كانت عند علي بن‬
‫الحسين )عليه السلم( ثم كانت عند أبي‪(5) .‬‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ 40 :‬و ‪ 2) .45‬و ‪ (3‬بصائر الدرجات‪ (4) .45 :‬في المصدر‪:‬‬
‫حدثنا أبو القاسم قال‪ :‬حدثنا محمد بن يحيى العطار قال‪ :‬حدثنا محمد بن‬
‫الحسن الصفار قال‪ :‬حدثنا محمد بن الحسين‪ (5) .‬بصائر الدرجات‪.45 :‬‬

‫]‪[51‬‬

‫‪ - 98‬ير‪ :‬أحمد بن الحسن عن أبيه عن ابن بكير عن زرارة عن عبد الملك بن‬
‫أعين قال‪ :‬أراني أبو جعفر )عليه السلم( بعض كتب علي )عليه السلم(‬
‫ثم قال لي‪ :‬لي شئ كتب هذه الكتب ؟ قلت‪ :‬ما أبين الرأي فيها‪ ،‬قال‪ :‬هات‪،‬‬
‫قلت‪ :‬علم أن قائمكم يقوم يوما فأحب أن يعمل بما فيها‪ ،‬قال‪ :‬صدقت‪(1) .‬‬
‫‪ - 99‬ير‪ :‬محمد بن الحسين عن عبد الرحمان بن أبي هاشم عن عنبسة‬
‫العابد قال‪ :‬سمعت جعفر بن محمد )عليه السلم( وذكر )‪ (2‬عنده الصلة‬
‫فقال‪ :‬إن في كتاب علي )عليه السلم( الذي أمله رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ :‬إن ال تبارك وتعالى ل يعذب على كثرة الصلة والصيام‪،‬‬
‫ولكن يزيده )‪ (3‬جزاء‪ - 100 (4) .‬ير‪ :‬محمد بن الحسين عن عبد‬
‫الرحمان بن أبي هاشم عن عنبسة العابد قال‪ :‬كنا عند الحسين بن علي عم‬
‫جعفر بن محمد وجاءه محمد بن عمران فسأله كتاب أرض فقال‪ :‬حتى آخذ‬
‫ذلك من أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬وما شأن ذلك عند أبي عبد‬
‫ال )عليه السلم( ؟ قال‪ :‬إنها وقعت عند الحسن ثم عند الحسين ثم عند‬
‫علي بن الحسين ثم عند أبي جعفر ثم عند جعفر فكتبنا عنده‪- 101 (5) .‬‬
‫ير‪ :‬محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن الحسين عن أبي مخلد عن‬
‫عبد الملك قال‪ :‬دعا أبو جعفر عليه السلم بكتاب علي فجاء به جعفر مثل‬
‫فخذ الرجل مطوي فإذا فيه‪ :‬إن النساء ليس لهن من عقار الرجل إذا توفي‬
‫عنها شئ‪ ،‬فقال أبو جعفر )عليه السلم(‪ :‬هذا وال خط علي بيده وإملء )‬
‫‪ (6‬رسول ال ؟ )‪ - 102 .(7‬ير‪ :‬ابن هاشم عن عبد الرحمان بن حماد عن‬
‫جعفر بن عمران الوشاء‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (2) .44 :‬في المصدر‪ :‬وذكرت‪ (3) .‬في نسخة‪ :‬خيرا‪(4) .‬‬
‫بصائر الدرجات‪ (5) .45 :‬بصائر الدرجات‪ 45 :‬فيه‪ :‬فكتبناه من عنده‪) .‬‬
‫‪ (6‬في نسخه‪ :‬وامله‪ (7) .‬بصائر الدرجات‪.45 :‬‬

‫]‪[52‬‬

‫عن أبي المقدام عن ابن عباس قال‪ :‬كتب رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم(‬
‫كتابا فدفعه إلى ام سلمة فقال‪ :‬إذا أنا قبضت فقام رجل على هذه العواد‬
‫يعني المنبر فأتاك يطلب هذا الكتاب فادفعيه إليه‪ .‬فقام أبو بكر ولم يأتها‬
‫وقام عمر ولم يأتها وقام عثمان فلم يأتها وقام علي )عليهم السلم( فناداها‬
‫في الباب فقالت‪ :‬ما حاجتك ؟ فقال‪ :‬الكتاب الذي دفعه إليك رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله وسلم( فقالت‪ :‬وإنك أنت صاحبه فقالت‪ :‬أما وال إن‬
‫الذي كتب لحب أن يحبوك )‪ (1‬به فأخرجته إليه ففتحته فنظر فيه ثم قال‪:‬‬
‫إن في هذا لعلما جديدا )‪ - 103 .(2‬ير‪ :‬محمد بن الحسين عن جعفر بن‬
‫بشير عن عنبسة عن الحسين بن علي قال‪ :‬جاء مولى لهم فطلب منه كتابا‬
‫)‪ (3‬فقال‪ :‬هو عند جعفر‪ ،‬فقلت‪ :‬ولم صار عند جعفر ؟ قال‪ :‬كان عند علي‬
‫بن الحسين )عليه السلم( ثم كان عند أبي جعفر ثم هو اليوم عند جعفر )‬
‫‪ - 104 .(4‬ير‪ :‬محمد بن إسماعيل عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن‬
‫عبد ال بن أيوب عن أبيه قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬ما‬
‫ترك علي شيعته وهم يحتاجون إلى أحد في حلل ول )‪ (5‬حرام حتى إنا‬
‫وجدنا في كتابه أرش الخدش‪ ،‬قال‪ :‬ثم قال‪ :‬أما إنك إن رأيت كتابه لعلمت‬
‫أنه من كتب الولين )‪ - 105 .(6‬ير‪ :‬محمد بن الحسين عن صفوان عن‬
‫أبي الصباح قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬بلغنا أن رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله وسلم( قال لعلي )عليه السلم(‪ :‬أنت أخي وصاحبي‬
‫وصفيي ووصيي وخالصي من أهل بيتي وخليفتي في امتي وسانبئك فيما‬
‫يكون فيها من بعدي‬

‫)‪ (1‬حباه كذا وبكذا‪ :‬اعطاه اياه بل جزاء‪ (2) .‬بصائر الدرجات‪ (3) .45 :‬قد عرفت‬
‫آنفا انه كان كتاب ارض‪ (4) .‬بصائر الدرجات‪ (5) .45 :‬في المصدر‪ :‬في‬
‫الحلل والحرام‪ (6) .‬بصائر الدرجات‪.45 :‬‬

‫]‪[53‬‬

‫يا علي إني أحببت )‪ (1‬لك ما احبه لنفسي وأكره لك ما أكرهه لها‪ ،‬فقال لي أبو عبد‬
‫ال )عليه السلم(‪ :‬هذا مكتوب عندي في كتاب علي )عليه السلم( وكن‬
‫دفعته )‪ (2‬أمس حين كان هذا الخوف وهو حين صلب المغيرة )‪- 106 .(3‬‬
‫ير محمد بن الحسين عن ابن فضال عن ابن بكير عن زرارة عن أبي عبد‬
‫ال )عليه السلم( قال‪ :‬ما مضى أبو جعفر )عليه السلم( حتى صارت‬
‫الكتب إلي )‪ - 107 .(4‬ير‪ :‬محمد بن عيسى عن صفوان عن أبي عثمان‬
‫عن المعلى بن خنيس عن أبي عبد ال )عليه السلم( أنه قال في بني‬
‫عمه‪ :‬لو أنكم إذا سألوكم وأجبتموهم كان أحب إلي أن تقولوا لهم‪ :‬إنا لسنا‬
‫كما يبلغكم‪ ،‬ولكنا قوم نطلب هذا العلم عند من هو من صاحبه ؟ فان يكن‬
‫عندكم فانا نتبعكم إلى من يدعونا إليه وإن يكن عند غيركم فانا نطلبه حتى‬
‫نعلم من صاحبه‪ .‬وقال‪ :‬إن الكتب كانت عند علي بن أبي طالب )عليه‬
‫السلم( فلما سار إلى العراق استودع الكتب ام سلمة فلما قتل كانت عند‬
‫الحسن )عليه السلم( فلما هلك كانت عند الحسين ثم كانت عند أبي‪ ،‬ثم‬
‫تزعم )‪ (5‬يسبقونا إلى خير أم هم أرغب إليه منا‪ ،‬أم هم أسرع إليه منا ؟‬
‫ولكنا ننتظر أمر الشياخ الذين قبضوا قبلنا‪ ،‬أما أنا فل أحرج أن أقول‪ :‬إن‬
‫ال قال في كتابه لقوم‪ " :‬أو أثارة من علم إن كنتم صادقين " )‪ (6‬فمرهم‬
‫فليدعوا عند )‪ (7‬من أثرة من علم إن كانوا صادقين )‪ .(8‬بيان‪ :‬إلى خير‪،‬‬
‫أي إلى الجهاد‪ ،‬أو إلى دعوى المامة‪ ،‬ننتظر أمر الشياخ‪:‬‬
‫)‪ (1‬في نسخة‪ :‬احب‪ (2) .‬في نسخة‪ :‬دفنته‪ 3) .‬و ‪ (4‬بصائر الدرجات‪(5) .45 :‬‬
‫في نسخة‪ :‬ثم تراهم‪ (6) .‬الحقاف‪ (7) .4 :‬في نسخة‪] :‬فليدعوا من عند‬
‫اثرة[ وفى المصدر‪ :‬فليدعوا عند اثرة‪ (8) .‬بصائر الدرجات‪ 45 :‬و ‪.46‬‬

‫]‪[54‬‬

‫أي ننتظر في الخروج وإظهار أمرنا الوقت الذي أمرنا الئمة الماضية عليهم السلم‬
‫بالخروج في ذلك الوقت‪ - 108 .‬ير‪ :‬الحجال عن الحسن بن الحسين عن‬
‫محمد بن سنان عن صباح عن عبد ال بن محمد بن عقيل عن ام سلمة‬
‫قالت‪ :‬أعطاني رسول ال )صلى ال عليه وآله( كتابا فقال‪ :‬أمسكي هذا فإذا‬
‫رأيت أمير المؤمنين صعد منبري فجاء يطلب هذا الكتاب فادفعيه إليه‪.‬‬
‫قالت‪ :‬فلما قبض رسول ال )صلى ال عليه وآله( صعد أبو بكر المنبر‬
‫فانتظرته فلم يسألها‪ ،‬فلما مات صعد عمر فانتظرته يسألها فلم يسألها‪،‬‬
‫فلما مات عمر صعد عثمان فانتظرته فلم يسألها فلما مات عثمان صعد‬
‫أمير المؤمنين )عليه السلم( فلما صعد ونزل جاء فقال‪ :‬يا ام سلمة أريني‬
‫الكتاب الذي أعطاك رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( فأعطيته فكان‬
‫عنده‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬أي شئ كان ذلك ؟ قالت‪ (1) :‬كل شئ تحتاج إليه ولد آدم‬
‫)‪ - 109 .(2‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد ومحمد بن عبد‬
‫الجبار عن عبد الرحمان بن أبي نجران جميعا عن محمد بن سنان عن أبي‬
‫الجارود عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬لما حضر الحسين )عليه‬
‫السلم( ما حضر دفع وصيته إلى فاطمة ابنته ظاهرة في كتاب مدرج فلما‬
‫كان من أمر الحسين ما كان دفعت ذلك إلى علي بن الحسين‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪:‬‬
‫فما فيه يرحمك ال ؟ قال‪ :‬ما يحتاج إليه ولد آدم منذ كانت الدنيا إلى أن‬
‫تفنى )‪ - 110 .(3‬ير‪ :‬الحسين بن علي عن عبد ال عن عبيس بن هشام‬
‫عن الحسن بن أشيم عن علي عن أبي بصير قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال‬
‫)عليه السلم( يقول‪ :‬إنا نزاد في الليل والنهار ولول أنا نزاد لنفد ما عندنا‪،‬‬
‫فقال أبو بصير‪ :‬جعلت فداك من يأتيكم ؟ قال‪ :‬إن منا لمن يعاين معاينه‪،‬‬
‫ومنا )‪ (4‬من ينقر في قلبه كيت وكيت‪ ،‬ومنا )‪ (5‬من يسمع باذنه وقعا‬
‫كوقع السلسلة في الطست‪.‬‬

‫)‪ (1‬في نسخة وفى المصدر‪ :‬قال‪ (2) .‬بصائر الدرجات‪ (3) .46 :‬بصائر الدرجات‪:‬‬
‫‪ 46‬فيه‪ :‬إلى ان ينتهى‪ 4) .‬و ‪ (5‬في المصدر ؟ وان منا‪.‬‬

‫]‪[55‬‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلني ال فداك من يأتيكم بذاك ؟ قال‪ :‬هو خلق أكبر من جبرئيل‬
‫وميكائيل )‪ - 111 .(1‬ير‪ :‬بعض أصحابنا عن محمد بن حماد عن أحمد بن‬
‫رزين عن الوليد الطائفي عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن منا لمن‬
‫يوقر في قلبه )‪ (2‬ومنا من يسمع باذنه ومنا من ينكت وأفضل ممن يسمع‬
‫)‪ - 112 .(3‬ير‪ :‬أحمد بن موسى عن الحسن بن علي بن النعمان عن ابن‬
‫أبي حمزة قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬إن منا لمن ينكت‬
‫في اذنه‪ ،‬وإن منا لمن يرى في منامه وإن منا لمن يسمع الصوت مثل‬
‫صوت السلسلة التي تقع في الطست )‪ - 113 .(4‬ير‪ :‬محمد بن الحسين‬
‫وعبد ال بن محمد معا عن ابن محبوب عن العل عن محمد عن أبي جعفر‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬كان علي )عليه السلم( يعمل بكتاب ال وسنة نبيه‬
‫فإذا ورد عليه الشئ الحادث الذي ليس في الكتاب ول في السنة ألهمه ال‬
‫الحق فيه إلهاما‪ ،‬وذلك وال من المعضلت )‪ .(5‬ير‪ :‬محمد بن الحسين عن‬
‫عبد ال بن هلل عن العل عن محمد مثله‪ - 114 (6) .‬ير‪ :‬أحمد بن محمد‬
‫عن عمر بن عبد العزيز عن محمد بن الفضيل عن الثمالي عن علي بن‬
‫الحسين قال‪ :‬قلت له‪ :‬جعلت فداك الئمة يعلمون ما يضمر ؟ فقال‪ :‬علمت‬
‫وال ما علمت النبياء والرسل‪ ،‬ثم قال لي‪ :‬أزيدك ؟ قلت‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬ونزاد‬
‫ما لم تزد النبياء )‪ - 115 (7‬ختص‪ ،‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن الحسين بن‬
‫سعيد عن القاسم بن محمد عن علي‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (2) .64 :‬في نسخة‪ :‬ان منا من ينقر في قلبه‪ (3) .‬بصائر‬
‫الدرجات‪ 4) .63 :‬و ‪ (5‬بصائر الدرجات‪ 6) .64 :‬و ‪ (7‬بصائر‬
‫الدرجات‪.66 ::‬‬

‫]‪[56‬‬

‫بن أبي حمزة عن عمران الحلبي عن أبان بن تغلب قال‪ :‬حدثني أبو عبد ال )عليه‬
‫السلم( كان في ذؤابة سيف )‪ (1‬علي )عليه السلم( صحيفة صغيرة‪ ،‬وإن‬
‫عليا )عليه السلم( دعا إليه الحسن فدفعها إليه ودفع إليه سكينا وقال له‪:‬‬
‫افتحها‪ ،‬فلم يستطع أن يفتحها ففتحها له‪ ،‬ثم قال له‪ :‬اقرأ فقرأ الحسن‬
‫)عليه السلم( اللف والباء والسين واللم )‪ (2‬وحرفا بعد حرف‪ ،‬ثم طواها‬
‫فدفعها إلى الحسين )عليه السلم( فلم يقدر على أن يفتحها ففتحها له ثم‬
‫قال له‪ :‬اقرأ يا بني فقرأها كما قرأ الحسن )عليه السلم( ثم طواها فدفعها‬
‫إلى ابن الحنفية فلم يقدر على أن يفتحها ففتحها له فقال له‪ :‬اقرأ فلم‬
‫يستخرج منها شيئا‪ ،‬فأخذها )‪ (3‬وطواها ثم علقها من ذؤابة السيف‪ .‬قال‪:‬‬
‫قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬وأي شئ كان في تلك الصحيفة ؟ قال‪:‬‬
‫هي الحرف التي يفتح كل حرف ألف باب )‪ (4‬قال أبو بصير‪ :‬قال أبو عبد‬
‫ال )عليه السلم(‪ :‬فما خرج منها إل حرفان إلى الساعة‪ - 116 (5) .‬ير‪:‬‬
‫محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن ابن مسكان عن بدر بن‬
‫الوليد عن أبي الربيع الشامي قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬العالم‬
‫إذا شاء أن يعلم علم‪ - 117 (6) .‬ير‪ :‬الهيثم النهدي عن اللؤلؤي عن‬
‫صفوان بن يحيى عن ابن مسكان عن يزيد بن فرقد النهدي عن أبي عبد‬
‫ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن المام إذا شاء أن يعلم علم‪ - 118 (7) .‬ير‪:‬‬
‫سهل بن زياد عن أيوب بن نوح عن صفوان بن يحيى عن ابن مسكان عن‬
‫بدر بن الوليد عن أبي الربيع الشامي عن أبي عبد ال )عليه السلم( مثله‪.‬‬
‫)‪(8‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬في ذؤابة سيف رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ (2) .‬لعلها كانت‬
‫رموزا كالحروف التى في فواتح السور‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬فاخذها على‪) .‬‬
‫‪ (4‬في البصائر‪ :‬كل حرف باب‪ (5) .‬بصائر الدرجات‪ ،89 :‬الختصاص‪:‬‬
‫‪ (8 - 6) .284‬بصائر الدرجات‪.91 :‬‬

‫]‪[57‬‬

‫‪ - 119‬ختص‪ ،‬ير‪ :‬أحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن عمرو بن سعيد عن‬


‫مصدق بن صدقة عن عمار الساباطي أو عن أبي عبيدة عن الساباطي‬
‫قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن المام يعلم الغيب ؟ قال‪ :‬ل ولكن‬
‫إذا أراد أن يعلم الشئ أعلمه ال ذلك‪ - 120 (1) .‬ير‪ :‬عمران بن موسى‬
‫عن موسى بن جعفر عن عمرو بن سعيد عن أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬إذا أراد المام أن يعلم شيئا أعلمه ال ذلك‪ - 121 (2) .‬ير‪ :‬أحمد بن‬
‫محمد عن الهوازي عن فضالة عن داود بن فرقد عن الحارث بن المغيرة‬
‫النضري قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬جعلت فداك الذي يسأل‬
‫عنه المام وليس عنده فيه شئ من أين يعلمه ؟ قال ينكت في القلب نكتا أو‬
‫ينقر في الذن نقرا‪ - 122 (3) .‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن‬
‫علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪.‬‬
‫وقال مثله‪ (4) .‬ير‪ :‬الحسن بن موسى الخشاب عن إبراهيم بن أبي سماك‬
‫عن داود مثله‪ - 123 (5) .‬ير‪ :‬عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن‬
‫عمرو بن سعيد عن عيسى بن حمزة الثقفي قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه‬
‫السلم(‪ :‬إنا نسألك أحيانا فتسرع في الجواب و أحيانا تطرق ثم تجيبنا‪،‬‬
‫قال‪ :‬نعم إنه ينكت )‪ (6‬في آذاننا وقلوبنا فإذا نكت نطقنا وإذا أمسك عنا‬
‫أمسكنا‪ - 124 (7) .‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن الهوازي عن الحسين بن‬
‫علي بن يقطين عن أبيه قال‪ :‬سألت أبا الحسن )عليه السلم( عن شئ من‬
‫أمر العالم فقال‪ :‬نكت في القلب ونقر في‬
‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ 91 :‬فيه‪] :‬علمه ال ذلك[ الختصاص‪ 285 :‬و ‪(2) .286‬‬
‫بصائر الدرجات‪ (5 - 3) .91 :‬بصائر الدرجات ‪ (6) .91‬في المصدر‪ :‬انه‬
‫ينقر وينكت في آذاننا وقلوبنا فإذا نكت أو نقر‪ (7) .‬بصائر الدرجات‪.91 :‬‬

‫]‪[58‬‬

‫السماع وقد يكونان معا‪ - 125 (1) .‬ير‪ :‬سلمة بن الخطاب عن علي بن )‪ (2‬ميسر‬
‫المدائني عن الحسن بن يحيى المدائني عن أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬قلت له‪ :‬أخبرني عن المام إذا سئل كيف يجيب ؟ فقال‪ :‬إلهام وسماع‬
‫)‪ (3‬وربما كانا جميعا‪ - 126 (4) .‬ير‪ :‬محمد بن عبد الحميد عن يونس بن‬
‫يعقوب عن الحارث بن المغيرة قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬هذا‬
‫العلم الذي يعلمه عالمكم أشئ يلقى في قلبه أو ينكت في اذنه ؟ فسكت حتى‬
‫غفل القوم ثم قال‪ :‬ذاك وذاك‪ (5) .‬ير‪ :‬علي بن إسماعيل عن محمد بن‬
‫عمرو عن يونس عن الحارث مثله‪ - 127 (6) .‬ير‪ :‬محمد بن عيسى عن‬
‫أحمد بن الحسن عن محمد بن أبي حمزة عن علي بن يقطين قال‪ :‬قلت‬
‫لبي الحسن )عليه السلم(‪ :‬علم عالمكم أسماع أو إلهام ؟ قال‪ :‬يكون‬
‫سماعا ويكون إلهاما ويكونان معا‪ (7) .‬ختص‪ :‬ابن أبي الخطاب واليقطيني‬
‫عن أحمد بن الحسن مثله‪ - 128 (8) .‬ختص‪ ،‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن‬
‫البزنطي عن حماد بن عثمان عن الحارث بن المغيرة النضري قال‪ :‬قلت‬
‫لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬ما علم عالمكم ؟ جملة يقذف في قلبه أو ينكت‬
‫في اذنه ؟ قال‪ :‬فقال‪ :‬وحي كوحي ام موسى‪ - 129 (9) .‬ير‪ :‬محمد بن‬
‫عيسى عن أبي عبد ال الحسين بن علي قال‪ :‬قلت لبي ‪ -‬إبراهيم )عليه‬
‫السلم( علم عالمكم أشئ يلقي في قلبه أو ينكت في اذنه ؟ فقال‪ :‬نقر في‬
‫القلوب‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (2) .91 :‬في نسخة‪ :‬على بن عيسى‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬أو‬
‫سماع‪ 4) .‬و ‪ (5‬بصائر الدرجات‪ 6) .91 :‬و ‪ (7‬بصائر الدرجات‪ 91 :‬و‬
‫‪ (8) .92‬الختصاص‪ (9) .286 :‬بصائر الدرجات‪ ،92 :‬الختصاص‪:‬‬
‫‪.286‬‬

‫]‪[59‬‬

‫ونكت في السماع وقد يكونان معا‪ - 130 (1) .‬ختص‪ ،‬ير‪ ،‬ابن يزيد عن ابن أبي‬
‫عمير عن محمد بن حمران عن سفيان بن السمط عن عبد ال بن النجاشي‬
‫عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال‪ :‬فينا وال من ينقر في اذنه‬
‫وينكت في قلبه وتصافحه الملئكة‪ ،‬قلت‪ :‬كان أو اليوم )‪ (2‬؟ قال‪ :‬بل اليوم‬
‫قلت‪ :‬كان أو اليوم‪ ،‬قال‪ :‬بل اليوم وال يابن النجاشي‪ ،‬حتى قالها ثلثا‪(3) .‬‬
‫‪ - 131‬ير‪ :‬الحسن بن علي عن عنبسة عن إبراهيم بن محمد بن حمران‬
‫عن أبيه ومحمد بن أبي حمزة عن سفيان بن السمط قال‪ :‬حدثني أبو الخير‬
‫)‪ (4‬قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم( إني سألت عبد ال بن الحسن‬
‫فزعم أن ليس فيكم إمام فقال‪ :‬بلى وال يا ابن النجاشي إن فينا لمن ينكت‬
‫في قلبه ويوقر في اذنه ويصافحه الملئكة قال قلت‪ :‬فيكم ؟ قال إي وال‬
‫فينا اليوم إي وال فينا اليوم ثلثا‪ - 132 (5) .‬ير‪ :‬محمد بن الحسين عن‬
‫محمد بن إسماعيل عن حمزة بن بزيع عن علي السائي قال‪ :‬سألت‬
‫الصادق )عليه السلم( عن مبلغ علمهم فقال‪ :‬مبلغ علمنا ثلثة وجوه‪:‬‬
‫ماض وغابر وحادث‪ ،‬فأما الماضي فمفسر وأما الغابر فمزبور‪ ،‬وأما‬
‫الحادث فقذف في القلوب و نقر في السماع وهو أفضل علمنا‪ ،‬ول نبي بعد‬
‫نبينا‪ (6) .‬ير‪ :‬محمد بن عيسى عن محمد بن إسماعيل وسلمة عن علي بن‬
‫ميسر عن محمد بن إسماعيل عن حمزة بن بزيع عن علي السائي عن أبي‬
‫الحسن )عليه السلم( مثله‪ (7) .‬بيان‪ :‬الغابر يطلق على الماضي والباقي‪،‬‬
‫والمراد به هنا الثاني‪ ،‬ولما‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (2) .92 :‬في المصدر‪ :‬كان أو يكون أو اليوم‪ (3) .‬بصائر‬
‫الدرجات‪ ،92 :‬الختصاص‪ (4) .286 :‬هكذا في الكتاب وفى المصدر‪:‬‬
‫]أبو نخير[ والظاهر انهما جميعا مصحفان والصحيح‪ :‬أبو بجير وهو‬
‫كنية النجاشي‪ (7 - 5) .‬بصائر الدرجات‪.92 :‬‬

‫]‪[60‬‬

‫كان النكت والنقر مظنة لن يتوهم السائل فيهم النبوة قال )عليه السلم(‪ :‬ول نبي‬
‫بعد نبينا )صلى ال عليه وآله(‪ - 133 .‬ير‪ :‬إبراهيم بن هاشم عن محمد بن‬
‫الفضيل أو عمن رواه عن محمد بن الفضيل قال‪ :‬قلت لبي الحسن )عليه‬
‫السلم(‪ :‬روينا عن أبي عبد ال )عليه السلم( أنه قال‪ :‬إن علمنا غابر‬
‫ومزبور ونكت في القلب ونقر في السماع قال‪ :‬أما الغابر فما تقدم من‬
‫علمنا‪ ،‬وأما المزبور فما يأتينا‪ ،‬وأما النكت في القلوب فإلهام‪ ،‬وأما النقر‬
‫في السماع فإنه من الملك‪ - 134 (1) .‬وروى زرارة مثل ذلك عن أبي‬
‫عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قلت‪ :‬كيف يعلم أنه كان الملك ول يخاف أن‬
‫يكون من الشيطان إذا كان ل يرى الشخص ؟ قال‪ :‬إنه يلقى عليه السكينة‬
‫فيعلم أنه من الملك‪ ،‬ولو كان من الشيطان اعتراه فزع‪ (2) ،‬وإن كان‬
‫الشيطان ‪ -‬يا زرارة ‪ -‬ل يتعرض لصاحب هذا المر‪ - 135 (3) .‬ير‪ :‬أيوب‬
‫بن نوح عن صفوان بن يحيى عن شعيب عن ضريس عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬إنما العلم ما حدث بالليل والنهار يوم‬
‫بيوم وساعة بساعة‪ - 136 (4) .‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن علي بن نعمان‬
‫ومحمد بن عبد الجبار عن محمد بن إسماعيل عن علي بن النعمان عن ابن‬
‫مسكان عن ضريس قال‪ :‬كنت مع أبي بصير عند أبي جعفر )عليه السلم(‬
‫فقال له أبو بصير‪ :‬بما يعلم عالمكم جعلت فداك ؟ قال‪ :‬يا أبا محمد إن‬
‫عالمنا ل يعلم الغيب ولو وكل ال عالمنا إلى نفسه كان كبعضكم ولكن‬
‫يحدث إليه ساعة بعد ساعة‪ - 137 (5) .‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن الهوازي‬
‫عن بعض أصحابنا عن أبي بصير قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪:‬‬
‫جعلت فداك أي شئ هو العلم عندكم ؟ قال‪ :‬ما يحدث‬

‫)‪ 1‬و ‪ (3‬بصائر الدرجات‪ (2) .92 :‬في المصدر‪ :‬لعتراه فزع‪ 4) .‬و ‪ (5‬بصائر‬
‫الدرجات‪.94 :‬‬

‫]‪[61‬‬

‫بالليل والنهار‪ ،‬المر بعد المر والشئ بعد الشئ إلى يوم القيامة‪ - 138 (1) .‬ير‪:‬‬
‫أحمد بن محمد عن ابن سنان عن ابن مسكان عن أبي بصير قال‪ :‬سمعته‬
‫يقول‪ :‬إن عندنا الصحف الولى‪ :‬صحف إبراهيم وموسى‪ ،‬فقال له‬
‫ضريس‪ :‬أليست هي اللواح ؟ فقال‪ :‬بلى‪ ،‬قال ضريس‪ :‬إن هذا لهو العلم‪،‬‬
‫فقال‪ :‬ليس هذا العلم إنما هذه الثرة إن العلم ما يحدث بالليل والنهار يوم‬
‫بيوم وساعة بساعة‪ (2) .‬بيان‪ :‬قال الفيروز آبادي‪ :‬الثر محركة‪ :‬بقية‬
‫الشئ‪ ،‬ونقل الحديث وروايته‪ ،‬كالثارة‪ ،‬والثرة بالضم‪ :‬المكرمة‬
‫المتوارثة‪ ،‬والبقية من العلم يؤثر كالثرة والثارة‪ .‬وقال البيضاوي في‬
‫قوله تعالى‪ " :‬أو أثارة من علم " )‪ :(3‬أي بقية من علم بقيت عليكم من‬
‫علوم الولين‪ ،‬وقرئ إثارة بالكسر‪ ،‬أي مناظرة‪ ،‬وأثرة أي شئ اوثرتم به‪،‬‬
‫وأثرة بالحركات الثلث في الهمزة وسكون الثاء فالمفتوحة للمرة من‬
‫مصدر أثر الحديث‪ :‬إذا رواه‪ ،‬والمكسورة بمعنى‪ :‬الثرة‪ ،‬والمضمومة‪:‬‬
‫اسم ما يؤثر‪ - 139 (4) .‬ير‪ :‬عبد ال بن محمد عن محمد بن الوليد أو‬
‫عمن رواه عن محمد بن الوليد عن يونس بن يعقوب عن منصور بن حازم‬
‫قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬إن عندنا صحيفة فيه أرش‬
‫الخدش‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬هذا هو العلم‪ ،‬قال‪ :‬إن هذا ليس بالعلم إنما هو اثرة‪،‬‬
‫إنما العلم الذي يحدث في كل يوم وليلة عن رسول ال )صلى ال عليه وآله‬
‫وسلم( وعن علي بن أبي طالب )عليه السلم(‪ - 140 (5) .‬ير‪ :‬أحمد بن‬
‫محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي الصباح قال‪ :‬حدثني‬
‫العل بن سيابة عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إنا لنعلم ما في الليل‬
‫والنهار‪(6) .‬‬
‫)‪ 1‬و ‪ (2‬بصائر الدرجات‪ (3) .94 :‬الحقاف‪ (4) .4 :‬انوار التنزيل‪ 5) :‬و ‪(6‬‬
‫بصائر الدرجات‪.94 :‬‬

‫]‪[62‬‬

‫‪ - 141‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن البرقي عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران‬


‫عن الجارث بن المغيرة عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن الرض ل‬
‫تترك بغير عالم‪ ،‬قلت‪ :‬الذي يعلم عالمكم ما هو ؟ قال‪ :‬وراثة من رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( ومن علي بن أبي طالب علم يستغنى به عن الناس‬
‫ول يستغني الناس عنه‪ ،‬قلت‪ :‬وحكمة يقذف في صدره أو ينكت في اذنه ؟‬
‫قال‪ :‬ذاك وذاك‪ - 142 (1) .‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن‬
‫فضالة بن أيوب عن عمر بن أبان عن الحارث النضري قال‪ :‬قلت لبي عبد‬
‫ال )عليه السلم(‪ :‬أخبرني عن علم عالمكم أحكمة تقذف في صدره أو‬
‫وراثة من رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( أو نكت ينكت في اذنه ؟‬
‫فقال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬ذاك وذاك‪ .‬ثم قال‪ :‬وراثة من رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله وسلم( ومن علي بن أبي طالب )عليه السلم( علم‬
‫يستغنى به عن الناس ول يستغني الناس عنه )‪ - 143 (2‬ير‪ :‬أحمد بن‬
‫محمد عن الحسن بن موسى الخشاب عن علي بن إسماعيل عن صفوان‬
‫عن الحارث بن المغيرة قال‪ :‬قلت‪ :‬أخبرني عن علم عالمكم‪ ،‬قال‪ :‬وراثة‬
‫من رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( ومن علي بن أبي طالب )عليه‬
‫السلم(‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬إنا نتحدث أنه يقذف في قلوبهم وينكت في آذانهم‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ذاك وذاك‪ - 144 (3) .‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن موسى بن القاسم عن ابن‬
‫أبي عمير عن أبان بن عثمان عمن رواه عن أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬الرض ل تترك إل بعالم يعلم الحلل والحرام يحتاج‬
‫الناس إليه ول يحتاج إليهم‪ ،‬قلت‪ :‬جعلت فداك ماذا ؟ قال‪ :‬وراثة من رسول‬
‫ال ومن علي بن أبي طالب عليهما السلم‪ ،‬قلت‪ :‬أحكمة تلقى في صدره أو‬
‫شئ ينقر في اذنه ؟ قال‪ :‬أو ذاك‪ (4) .‬بيان‪ :‬أي إما وراثة أو ذاك كما مر‪،‬‬
‫ويحتمل أن يكون " أو " بمعنى " بل " أي بل هو وراثة فيكون تقية من‬
‫غلة الشيعة وضعفائهم‪ ،‬أو يكون اللف للستفهام أي أو يكون ذلك ؟‬
‫إنكارا للمصلحة‪ ،‬والول أظهر كما مر في الروايات الخر‪ ،‬و‬

‫)‪ (3 - 1‬بصائر الدرجات‪ (4) .93 :‬بصائر الدرجات‪ 94 :‬و ‪.95‬‬

‫]‪[63‬‬
‫يحتمل أن يكون " ذاك " أول سقط من الرواة‪ - 145 .‬ير‪ :‬محمد بن الحسين عن‬
‫الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي‬
‫جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬فلما قضى محمد )صلى ال عليه‬
‫وآله وسلم( نبوته واستكملت أيامه أوحى ال إليه‪ :‬يا محمد قد قضيت‬
‫نبوتك واستكملت أيامك فاجعل العلم الذي عندك واليمان والسم الكبر‬
‫وميراث العلم وآثار النبوة في العقب من ذريتك كما لم أقطعها من بيوتات‬
‫النبياء )‪ - 146 .(1‬فر‪ :‬علي بن محمد الزهري عن القاسم بن إسماعيل‬
‫النباري عن حفص بن عاصم ونصر بن مزاحم وعبد ال بن المغيرة عن‬
‫محمد بن مروان السدي عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس )‪(2‬‬
‫قال‪ :‬خرج أمير المؤمنين على بن أبي طالب )عليه السلم( ونحن قعود في‬
‫المسجد‪ ،‬بعد رجوعه من صفين وقبل يوم النهروان‪ ،‬فقعد علي )عليه‬
‫السلم( واحتوشناه )‪ .(3‬فقال له رجل‪ :‬يا أمير المؤمنين أخبرنا عن‬
‫أصحابك‪ ،‬فقال‪ :‬سل‪ ،‬وذكر قصة طويلة‪ ،‬وقال‪ :‬إني سمعت عن رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله وسلم( يقول في كلم له طويل‪ :‬إن ال أمرني بحب‬
‫أربعة رجال من أصحابي‪ ،‬وأمرني أن احبهم‪ ،‬والجنة تشتاق إليهم‪ ،‬فقيل‪:‬‬
‫من هم يا رسول ال ؟ فقال‪ :‬علي بن أبي طالب‪ ،‬ثم سكت فقالوا‪ :‬من هم يا‬
‫رسول ال ؟ فقال‪ :‬علي‪ ،‬ثم سكت فقالوا‪ :‬من هم يا رسول ال ؟ فقال‪ :‬علي‬
‫وثلثة معه وهو إمامهم وقائدهم ودليلهم وهاديهم ل ينثنون )‪ (4‬ول‬
‫يضلون ول يرجعون ول يطول عليهم المد فتقسو قلوبهم‪ :‬سلمان وأبو ذر‬
‫والمقداد‪ .‬فذكر قصة طويلة‪ ،‬ثم قال‪ :‬ادعوا لي عليا‪ ،‬فأكب علي فأسر )‪(5‬‬
‫إلي ألف‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (2) .138 :‬في نسخة‪] :‬سليمان بن قيس[ والصحيح ما في‬
‫المتن‪ (3) .‬أي جلسنا حوله واحدقنا به‪ (4) .‬أي ل يرتدون‪ (5) .‬في‬
‫نسخة‪ :‬واسر‪.‬‬

‫]‪[64‬‬

‫باب يفتح كل باب الف باب‪ ،‬ثم أقبل إلينا أمير المؤمنين )عليه السلم( وقال‪:‬‬
‫سلوني قبل أن تفقدوني فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة إني لعلم بالتوراة‬
‫من أهل التوراة وإني لعلم بالنجيل من أهل النجيل وإني لعلم بالقرآن‬
‫من أهل القرآن‪ ،‬والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما من فئة تبلغ مائة رجل‬
‫إلى يوم القيامة إل وأنا عارف بقائدها وسائقها‪ .‬وسلوني عن القرآن فإن‬
‫في القرآن بيان كل شئ فيه علم الولين والخرين وإن القرآن لم يدع لقائل‬
‫مقال‪ ،‬وما يعلم تأويله إل ال والراسخون في العلم‪ ،‬ليس بواحد‪ ،‬رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( منهم‪ ،‬أعلمه ال إياه فعلمنيه رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( ثم ل تزال في عقبنا إلى يوم القيامة‪ .‬ثم قرأ أمير المؤمنين‬
‫" بقية مما ترك آل موسى وآل هرون )‪ " (1‬وأنا من رسول ال بمنزلة‬
‫هارون من موسى والعلم في عقبنا إلى أن تقوم الساعة )‪ - 147 .(2‬فر‪:‬‬
‫علي بن أحمد بن عتاب معنعنا عن أبي جعفر عن أبيه )عليه السلم( قال‪:‬‬
‫ما بعث ال نبيا إل أعطاه من العلم بعضه ما خل النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله وسلم( فانه أعطاه من العلم كله فقال‪ " :‬تبيانا لكل شئ " )‪ (3‬وقال‪:‬‬
‫" كتبنا له في اللواح من كل شئ )‪ " (4‬وقال‪ " :‬الذي عنده علم من‬
‫الكتاب " )‪ (5‬ولم يخبر أن عنده علم الكتاب‪ ،‬ومن ل يقع من ال على‬
‫الجميع وقال لمحمد )صلى ال عليه وآله وسلم(‪ " :‬أورثنا الكتاب الذين‬
‫اصطفيناه من عبادنا " )‪ (6‬فهذا الكل ونحن المصطفون‪.‬‬

‫)‪ (1‬البقرة‪ (2) .248 :‬تفسير فرات‪ (3) .9 :‬النحل‪ (4) .89 :‬العراف‪(5) .145 :‬‬
‫النمل‪ (6) .40 :‬فاطر‪.32 :‬‬

‫]‪[65‬‬

‫وقال النبي )صلى ال عليه وآله( فيما سأل ربه " رب زدني علما )‪ " (1‬فهي‬
‫الزيادة التي عندنا من العلم الذي لم يكن عند أحد من أوصياء النبياء ول‬
‫ذرية النبياء غيرنا‪ ،‬فبهذا العلم علمنا البليا والمنايا وفصل الخطاب )‪.(2‬‬
‫‪ - 147‬ومن كتاب سليم بن قيس في حديث طويل‪ :‬إن أمير المؤمنين )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬يا طلحة إن كل آية أنزلها ال على محمد )صلى ال عليه وآله‬
‫وسلم( عندي باملء رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( وخطي بيدي‪،‬‬
‫وتأويل كل آية أنزلها ال على محمد )صلى ال عليه وآله وسلم( وكل‬
‫حلل وحرام أو حد أو حكم تحتاج إليه المة إلى يوم القيامة عندي مكتوب‬
‫باملء رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( وخطي بيدي حتى أرش‬
‫الخدش‪ .‬قال طلحة‪ :‬كل شئ من صغير أو كبير أو خاص أو عام أو كان أو‬
‫يكون إلى يوم القيامة فهو مكتوب عندك ؟ قال‪ :‬نعم وسوى ذلك أن رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله وسلم( أسر إلي في مرضه مفتاح ألف باب في‬
‫العلم يفتح كل باب ألف باب‪ ،‬ولو أن المة بعد قبض رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله وسلم( اتبعوني وأطاعوني لكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم )‬
‫‪ ،(3‬أقول‪ :‬سيأتي تمامه في كتاب الفتن إن شاء ال‪ - 148 .‬وروى الحسن‬
‫بن سليمان في كتاب المحتضر مما رواه من كتاب نوادر الحكمة يرفعه إلى‬
‫إبراهيم بن عبد الحميد عن أبيه عن أبي الحسن الول )عليه السلم( في‬
‫قول ال تعالى‪ " :‬ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الرض أو‬
‫كلم به الموتى )‪ " (4‬فقد ورثنا ال تعالى هذا القرآن ففيه ما يسير به‬
‫الجبال ويقطع به البلدان ويحيى به الموتى‪ ،‬إن ال تعالى يقول في كتابه‬
‫العزيز‪ " :‬وما من غائبة في السماء والرض إل في كتاب مبين )‪" (5‬‬
‫وقال تعالى‪ " :‬ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا )‪" (6‬‬

‫)‪ (1‬طه‪ (2) .116 :‬تفسير فرات‪ (3) .47 :‬كتاب سليم‪ (4) .109 :‬الرعد‪(5) .31 :‬‬
‫النمل‪ (6) .75 :‬الفاطر‪.32 :‬‬

‫]‪[66‬‬

‫فنحن اصطفانا ال جل اسمه فورثنا هذا الكتاب الذي فيه كل شئ )‪ - 149 .(1‬ومما‬
‫رواه من كتاب منهج التحقيق باسناده عن زيد بن شراحيل النصاري قال‪:‬‬
‫قال رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( لصحابه‪ :‬أخبروني بأفضلكم‪،‬‬
‫قالوا‪ :‬أنت يا رسول ال‪ ،‬قال‪ :‬صدقتم أنا أفضلكم‪ ،‬ولكن اخبركم بأفضل‬
‫أفضلكم أقدمكم سلما وأكثركم علما وأعظمكم حلما علي بن أبي طالب‬
‫)عليه السلم(‪ ،‬وال ما استودعت علما إل وقد أودعته ول علمت شيئا إل‬
‫وقد علمته‪ ،‬ول امرت بشئ إل وقد أمرته‪ ،‬ول وكلت بشئ إل وقد وكلته‬
‫به‪ ،‬أل وإني قد جعلت أمر نسائى بيده‪ ،‬وهو خليفتي عليكم بعدي فإن‬
‫استشهدكم فاشهدوا له )‪) - 2 .(2‬باب( * )انهم عليهم السلم محدثون‬
‫مفهمون وانهم بمن( * * )يشبهون ممن مضى‪ ،‬والفرق بينهم وبين( * *‬
‫)النبياء عليهم السلم( * ‪ - 1‬ما‪ :‬المفيد عن علي بن محمد البزاز عن‬
‫زكريا بن يحيى الكشحي عن عن أبي هاشم الجعفري قال‪ :‬سمعت الرضا‬
‫)عليه السلم( يقول‪ :‬الئمة علماء حلماء صادقون مفهمون محدثون )‪.(3‬‬
‫‪ - 2‬ير‪ :‬ابن يزيد عن ابن بزيع عن أبي الحسن )عليه السلم( مثله )‪3 .(4‬‬
‫‪ -‬ما‪ :‬بالسناد المتقدم عنه )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول لنا أعين ل‬
‫تشبه أعين الناس‪ ،‬وفيها نور ليس للشيطان فيها نصيب )‪.(5‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬المحتضر‪ (3) .131 :‬امالي ابن الشيخ‪ (4) .154 :‬بصائر الدرجات‪.93 :‬‬
‫)‪ (5‬امالي ابن الشيخ‪.154 :‬‬

‫]‪[67‬‬

‫‪ - 4‬ما‪ :‬أبو القاسم بن شبل عن ظفر بن حمدون عن إبراهيم بن إسحاق عن ابن‬


‫معروف وابن عيسى عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن‬
‫الحسين بن مختار عن أبي بصير عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬كان‬
‫علي محدثا وكان سلمان محدثا‪ :‬قال‪ :‬قلت‪ :‬فما آية المحدث ؟ قال‪ :‬يأتيه‬
‫ملك فينكت في قلبه كيت وكنت )‪ .(1‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن ابن معروف‬
‫والهوازي عن حماد بن عيسى عن الحسين بن مختار مثله )‪ - 5 .(2‬ير‪:‬‬
‫أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن زياد بن سوقة‬
‫عن الحكم بن عيينة قال‪ :‬دخلت على علي بن الحسين )عليهما السلم(‬
‫يوما فقال لي‪ :‬يا حكم هل تدري ما الية التي كان علي بن أبي طالب يعرف‬
‫بها صاحب قتله ويعلم بها المور العظام التي كان يحدث بها الناس ؟ قال‬
‫الحكم‪ :‬فقلت في نفسي‪ :‬قد وقفت على علم من علم علي بن الحسين أعلم‬
‫بذلك تلك المور العظام‪ ،‬قال‪ :‬فقلت‪ :‬ل وال ل أعلم به أخبرني بها يا ابن‬
‫رسول ال قال‪ :‬هو وال قول ال‪ " :‬وما أرسلنا من قبلك من رسول ول‬
‫نبي )‪ (3‬ول محدث " فقلت‪ :‬وكان علي بن أبي طالب محدثا ؟ قال‪ :‬نعم‬
‫وكل إمام منا أهل البيت فهو محدث )‪ .(4‬بيان‪ :‬قوله‪ :‬ول محدث ليس في‬
‫القرآن وكان في مصحفهم )عليهم السلم( )‪ - 6 .(5‬ير‪ :‬علي بن حسان‬
‫عن موسى بن بكر عن حمران عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم(‪ :‬من أهل بيتي اثنا عشر محدثا‪،‬‬
‫فقال له عبد ال بن زيد كان أخا علي‬

‫)‪ (1‬امالي ابن الشيخ‪ (2 .260 :‬بصائر الدرجات‪ (3) .93 :‬الحج‪ 52 :‬وليس فيه‪:‬‬
‫ول محدث‪ (4) .‬بصائر الدرجات‪ (5) .92 :‬والظاهر من الحكم بن عيينة‬
‫حيث لم ينكر الية ان هذه القراءة كانت مشهورة وهو يعلم ذلك وسيأتي‬
‫ان قتادة ايضا كان يقرأها كذلك‪.‬‬

‫]‪[68‬‬

‫لمه‪ :‬سبحان ال كان محدثا ؟ كالمنكر لذلك )‪ ،(1‬فأقبل عليه أبو جعفر )عليه‬
‫السلم( فقال‪ :‬أما وال إن ابن امك بعد قد كان يعرف ذلك‪ ،‬قال‪ :‬فلما قال‬
‫ذلك سكت الرجل‪ ،‬فقال أبو جعفر )عليه السلم(‪ :‬هي التى هلك فيها أبو‬
‫الخطاب لم يدر تأويل المحدث والنبي )‪ - 7 .(2‬ير‪ :‬إبراهيم بن هاشم عن‬
‫يحيى بن أبي عمران عن يونس عن رجل عن محمد بن مسلم قال‪ :‬ذكرت‬
‫المحدث عند أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬فقال‪ :‬إنه يسمع الصوت ول‬
‫يرى‪ ،‬فقلت‪ :‬أصلحك ال كيف يعلم أنه كلم الملك ؟ قال‪ :‬إنه يعطى السكينة‬
‫والوقار حتى يعلم أنه ملك )‪ (3‬بيان‪ :‬السكينة‪ :‬اطمينان القلب وعدم‬
‫التزلزل والشك‪ ،‬الوقار‪ :‬الحالة التي بها يعلم أنه وحي‪ .‬أقول‪ :‬قد مر في‬
‫قصص ذي القرنين عن الصبغ أنه قال أمير المؤمنين )عليه السلم( بعد‬
‫ذكر قصته‪ :‬وفيكم مثله‪ - 8 .‬ير‪ :‬علي بن إسماعيل عن صفوان بن يحيى‬
‫عن الحارث بن المغيرة عن حمران قال‪ :‬حدثنا الحكم بن عيينة عن علي‬
‫بن الحسين )عليه السلم( قال )‪ :(4‬إن علم علي )عليه السلم( في آية من‬
‫القرآن قال‪ :‬وكتمنا الية‪ ،‬قال‪ :‬فكنا نجتمع فندارس )‪ (5‬القرآن فل نعرف‬
‫الية‪ ،‬قال‪ :‬فدخلت على أبي جعفر )عليه السلم( فقلت‪ :‬إن الحكم بن عيينة‬
‫حدثنا عن علي بن الحسين )عليه السلم( أنه قال‪ :‬علم علي )عليه السلم(‬
‫في آية من القرآن وكتمنا الية‪ ،‬قال‪ :‬اقرأ يا حمران فقرأت‪ " :‬وما أرسلنا‬
‫من قبلك من رسول )‪ (6‬ول نبي "‪.‬‬

‫)‪ (1‬أي قال ذلك كالمنكر له‪ (2) .‬بصائر الدرجات‪ (3) .92 :‬بصائر الدرجات‪) .93 :‬‬
‫‪ (4‬في المصدر‪ :‬انه قال‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬فنتدارس‪ (6) .‬الحج‪.52 :‬‬

‫]‪[69‬‬

‫قال‪ :‬فقال أبو جعفر )عليه السلم(‪ " :‬وما أرسلنا من قبلك من رسول ول نبي ول‬
‫محدث " قلت‪ :‬وكان علي )عليه السلم( محدثا ؟ قال‪ :‬نعم فجئت إلى‬
‫أصحابنا فقلت‪ :‬قد أصبت الذي كان الحكم يكتمنا‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬قال أبو جعفر‪:‬‬
‫كان علي )عليه السلم( محدثا‪ .‬فقالوا لي‪ :‬ما صنعت شيئا‪ ،‬أل سألته من‬
‫يحدثه ؟ قال‪ :‬فبعد ذلك إني أتيت أبا جعفر )عليه السلم( فقلت‪ :‬أليس‬
‫حدثتني أن عليا )عليه السلم( كان محدثا ؟ قال‪ :‬بلى‪ ،‬قلت‪ :‬من يحدثه ؟‬
‫قال‪ :‬ملك يحدثه‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬أقول‪ (1) :‬إنه نبي أو رسول ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪:‬‬
‫بل مثله مثل صاحب سليمان ومثل صاحب موسى ومثله مثل ذي القرنين )‬
‫‪ .(2‬بيان‪ :‬المراد بصاحب موسى إما يوشع كما صرح به في بعض الخبار‬
‫أو الخضر )عليه السلم( كما صرح به في بعضها فيدل على عدم نبوة‬
‫واحد منهما‪ ،‬ويمكن أن يكون المراد عدم نبوته في تلك الحال فل ينافي‬
‫نبوته بعد في الول‪ ،‬وقبل في الثاني‪ ،‬ويحتمل أن يكون التشبيه في محض‬
‫متابعة نبي آخر وسماع الوحي لكن التخصيص يأبى عن ذلك كما ل يخفي‪.‬‬
‫‪ - 9‬ير‪ :‬عباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة قال‪:‬‬
‫قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬إن أباك حدثني أن عليا والحسن‬
‫والحسين )عليهم السلم( كانوا محدثين‪ ،‬قال‪ :‬فقال‪ :‬كيف حدثك ؟ قلت‪:‬‬
‫حدثني أنه كان ينكت في آذانهم‪ ،‬قال‪ :‬صدق أبي )‪ - 10 .(3‬ير‪ :‬أبو محمد‬
‫عن عمران عن موسى بن جعفر عن علي بن أسباط عن محمد بن الفضيل‬
‫عن أبي حمزة الثمالي قال‪ :‬كنت أنا والمغيرة بن سعيد جالسين في المسجد‬
‫فأتانا الحكم بن عيينة فقال‪ :‬لقد سمعت عن أبي جعفر )عليه السلم( حديثا‬
‫ما سمعه أحد قط فسألناه فأبى أن يخبرنا به‪ .‬فدخلنا عليه فقلنا‪ :‬إن الحكم‬
‫بن عيينة أخبرنا أنه سمع منك ما لم يسمعه منك‬

‫)‪ (1‬في نسخة‪ :‬نقول‪ (2) .‬بصائر الدرجات‪ (3) .93 :‬بصائر الدرجات‪.94 :‬‬

‫]‪[70‬‬
‫أحد قط فأبى أن يخبرنا به‪ ،‬فقال‪ :‬نعم وجدنا علم علي )عليه السلم( في آية من‬
‫كتاب ال‪ " :‬وما أرسلنا من قبلك من رسول ول نبي ول محدث " )‪(1‬‬
‫فقلنا‪ :‬ليست هكذا هي فقال‪ :‬في كتاب علي‪ " :‬وما أرسلنا من قبلك من‬
‫رسول ول نبي ول محدث إل إذا تمنى ألقى الشيطان في امنيته "‪ .‬فقلت‪:‬‬
‫وأي شئ المحدث ؟ فقال‪ :‬ينكت في اذنه فيسمع طنينا كطنين الطست أو‬
‫يقرع على قلبه فيسمع وقعا كوقع السلسلة على الطست‪ ،‬فقلت‪ :‬إنه نبي ؟‬
‫ثم قال‪ :‬ل مثل الخضر ومثل ذي القرنين‪ (2) .‬ختص‪ :‬موسى بن جعفر‬
‫البغدادي عن ابن أسباط مثله‪ - 11 (3) .‬ختص‪ ،‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن‬
‫الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن الحارث‬
‫بن المغيرة النضري عن حمران قال‪ :‬قال لي أبو جعفر )عليه السلم(‪ :‬إن‬
‫عليا )عليه السلم( كان محدثا‪ ،‬فخرجت إلى أصحابي )‪ (4‬فقلت لهم‪ :‬جئتكم‬
‫بعجيبة‪ ،‬قالوا‪ :‬ما هي ؟ قلت‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول‪ :‬كان‬
‫علي )عليه السلم( محدثا‪ .‬قالوا‪ :‬ما صنعت شيئا‪ ،‬أل سألته من يحدثه ؟‬
‫فرجعت إليه فقلت له‪ :‬إني حدثت أصحابي بما حدثتني قالوا‪ :‬ما صنعت‬
‫شيئا‪ ،‬أل سألته من يحدثه ؟ فقال لي‪ :‬يحدثه ملك‪ ،‬قلت‪ :‬فتقول‪ :‬إنه نبي‪،‬‬
‫قال‪ :‬فحرك يده هكذا‪ ،‬ثم قال‪ :‬أو كصاحب سليمان أو كصاحب موسى‪ ،‬أو‬
‫كذي القرنين‪ ،‬أو ما بلغكم أنه قال‪ :‬وفيكم مثله‪ (5) .‬بيان‪ :‬قوله هكذا أي‬
‫حرك يده إلى فوق نفيا لقوله‪ :‬إنه نبي‪ .‬و " أو " هنا‬

‫)‪ (1‬الحج‪ (2) .52 :‬بصائر الدرجات‪ (3) .49 :‬الختصاص‪ (4) .287 :‬في نسخة‬
‫من الكتاب ومصدره‪ :‬إلى اصحابنا‪ (5) .‬بصائر الدرجات‪،93 :‬‬
‫الختصاص‪ 286 :‬و ‪.287‬‬

‫]‪[71‬‬

‫بمنى " بل " كما قيل في قوله تعالى‪ " :‬مائة ألف أو يزيدون " )‪ (1‬أو المعنى‪ :‬ل‬
‫تقل انه نبي بل قل‪ :‬محدث‪ ،‬أو كصاحب سليمان‪ ،‬أو المعنى أن تحديث‬
‫الملك قد يكون لنبي وقد يكون لغيره كصاحب سليمان‪ - 12 .‬ير‪ :‬ابن‬
‫معروف عن حماد عن ربعي عن زرارة عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪:‬‬
‫كنت بالمدينة فلما شدوا على دوابهم وقع في نفسي شئ من أمر المحدث‬
‫فأتيت أبا جعفر )عليه السلم( فاستأذنت فقال‪ :‬من هذا ؟ قلت‪ :‬زرارة‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ادخل‪ ،‬ثم قال‪ :‬كان رسول ال )صلى ال عليه وآله( يملي على علي )عليه‬
‫السلم( فنام نومة ونعس نعسة فلما رجع نظر إلى الكتاب فمد يده قال‪ :‬من‬
‫أملى هذا عليك‪ ،‬قال‪ :‬أنت‪ ،‬قال‪ :‬ل بل جبرئيل‪ - 13 (2) .‬ير‪ :‬محمد بن‬
‫الحسين عن صفوان عن عبد ال بن مسكان عن حجر بن زائدة عن‬
‫حمران عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن فلنا حدثني أن أبا جعفر‬
‫حدثه أن عليا والحسن عليهما السلم كانا محدثين‪ ،‬قال‪ :‬كيف حدثك ؟‬
‫قلت‪ :‬حدثني أنه كان ينكت في آذانهما‪ ،‬قال‪ :‬صدق‪ - 14 (3) .‬ير‪ :‬ابن أبي‬
‫الخطاب عن البزنطي عن عبد الكريم عن ابن أبي يعفور قال‪ :‬قلت لبي‬
‫عبد ال )عليه السلم(‪ :‬إنا نقول‪ :‬إن عليا )عليه السلم( كان ينكت في قلبه‬
‫أو صدره أو في اذنه‪ ،‬فقال‪ :‬إن عليا )عليه السلم( كان محدثا‪ ،‬قلت‪ :‬فيكم‬
‫مثله‪ ،‬قال‪ :‬إن عليا )عليه السلم( كان محدثا‪ ،‬فلما أن كررت عليه قال‪ :‬إن‬
‫عليا )عليه السلم( كان يوم بني قريظة والنضير كان جبرئيل عن يمينه‬
‫وميكائيل عن يساره يحدثانه‪ - 15 (4) .‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن محمد بن‬
‫سنان عن الحسين بن المختار عن أبي بصير عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬كان علي وال محدثا‪ ،‬قال‪ :‬قلت له‪ :‬اشرح لي‬
‫ذلك أصلحك ال‪ ،‬قال‪ :‬يبعث ال ملكا يوقر )‪ (5‬في اذنه كيت وكيت‪(6) :‬‬

‫)‪ (1‬الصافات‪ (4 - 2) .147 :‬بصائر الدرجات‪ (5) .93 :‬في المصدر‪ :‬ينقر‪(6) .‬‬
‫في نسخة من الكتاب ومصدره‪ :‬كيت وكيت‪.‬‬

‫]‪[72‬‬

‫وكيت‪ (1) .‬بيان‪ :‬وقر في صدره أي سكن فيه وثبت من الوقار‪ ،‬ذكره الجزري‪ ،‬و‬
‫في القاموس‪ :‬كيت وكيت ويكسر آخرهما‪ ،‬أي كذا وكذا‪ ،‬والتاء فيهما هاء‬
‫في الصل‪ - 16 .‬ير‪ :‬عبد ال عن الخشاب عن ابن سماعة عن علي بن‬
‫رباط عن ابن اذينة عن زرارة قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول‪:‬‬
‫الثنى عشر الئمة من آل محمد كلهم محدث من ولد رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله وسلم( وولد علي‪ ،‬فرسول ال وعلي )عليهما السلم( هما‬
‫الوالدان‪ ،‬فقال عبد الرحمان بن زيد وأنكر )‪ (2‬ذلك وكان أخا لعلي بن‬
‫الحسين لمه فضرب أبو جعفر )عليه السلم( فخذه فقال‪ :‬أما ابن امك كان‬
‫أحدهم‪ - 17 (3) .‬ير‪ :‬محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن أبي‬
‫الحسن الرضا )عليه السلم( قال‪ :‬كان أبو جعفر )عليه السلم( محدثا‪(4) .‬‬
‫‪ - 18‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن الحجال أو غيره عن القاسم بن محمد عن‬
‫زرارة قال‪ :‬أرسل أبو جعفر )عليه السلم( إلى زرارة أعلم )‪ (5‬الحكم بن‬
‫عيينة أن أوصياء علي محدثون ؟ )‪ - 19 (6‬ير‪ :‬عبد ال بن محمد عن‬
‫إبراهيم بن محمد الثقفي عن أحمد بن محمد الثقفي عن أحمد بن يونس‬
‫الحجال عن أيوب بن حسن عن قتادة أنه كان يقرأ‪ :‬وما أرسلنا من قبلك‬
‫من رسول ول نبي ول محدث‪(7) .‬‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (2) .93 :‬لعل الصحيح‪] :‬فقال‪ :‬عبد الرحمن بن زيد انكر ذلك[‬
‫والضمير في ]قال[ يرجع إلى زرارة‪ (3) .‬بصائر الدرجات‪(4) .92 :‬‬
‫بصائر الدرجات‪ 92 :‬و ‪ (5) .93‬في نسخة‪ :‬أعلتم‪ (6) .‬بصائر الدرجات‪:‬‬
‫‪ (7) 93‬بصائر الدرجات‪.93 :‬‬

‫]‪[73‬‬

‫‪ - 20‬ير‪ :‬إبراهيم بن هاشم عن أبي عبد ال البرقي عن صفوان بن يحيى عن‬


‫الحارث بن المغيرة النضري عن حمران بن أعين قال‪ :‬أخبرني أبو جعفر‬
‫)عليه السلم( أن عليا كان محدثا‪ ،‬فقال أصحابنا‪ :‬ما صنعت شيئا أل سألته‬
‫من يحدثه ؟ فقضى أني لقيت أبا جعفر )عليه السلم( فقلت أخبرتني أن‬
‫عليا كان محدثا ؟ قال‪ :‬بلى‪ ،‬قلت‪ :‬من كان يحدثه ؟ قال‪ :‬ملك‪ .‬قلت‪ :‬فأقول‪:‬‬
‫إنه نبي أو رسول ؟ قال‪ :‬ل بل قل‪ :‬مثله مثل صاحب سليمان وصاحب‬
‫موسى‪ ،‬ومثله مثل ذي القرنين‪ ،‬أما سمعت أن عليا )عليه السلم( سئل‬
‫عن ذي القرنين أنبيا )‪ (1‬كان ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬ولكن كان عبدا أحب ال فأحبه‬
‫وناصح ال فنصحه فهذا مثله )‪ - 21 .(2‬ير‪ :‬محمد بن الحسين عن‬
‫صفوان بن يحيى عن الحارث عن حمران بن أعين قال‪ :‬قلت لبي جعفر‬
‫)عليه السلم(‪ :‬ألست حدثتني أن عليا )عليه السلم( كان محدثا ؟ قال‪ :‬بلى‬
‫قلت‪ :‬من يحدثه ؟ قال‪ :‬ملك يحدثه قال‪ :‬قلت‪ :‬فأقول‪ :‬إنه نبي أو رسول ؟‬
‫قال‪ :‬ل بل مثله مثل صاحب سليمان ومثل صاحب موسى ومثل ذي‬
‫القرنين‪ ،‬أما بلغك أن عليا )عليه السلم( سئل عن ذي القرنين فقالوا‪ :‬كان‬
‫نبيا ؟ قال‪ :‬ل بل كان عبدا أحب ال فأحبه وناصح ال فناصحه‪ ،‬فهذا مثله‪.‬‬
‫)‪ (3‬ير‪ :‬علي بن إسماعيل عن صفوان مثله‪ - 22 (4) .‬ختص‪ ،‬ير‪ :‬محمد‬
‫بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن أبي خالد عن حمران قال‪ :‬قلت لبي‬
‫جعفر )عليه السلم(‪ :‬ما موضع العلماء ؟ قال‪ :‬مثل ذي القرنين و صاحب‬
‫سليمان وصاحب داود‪ (5) .‬بيان‪ :‬لعل المراد بصاحب داود طالوت فانه‬
‫يظهر من أخبارنا أنه كان عبدا مؤيدا‪.‬‬

‫)‪ (1‬في نسخة‪] ،‬أنبى كان[ اقول يوجد ذلك في المصدر‪ (4 - 2) .‬بصائر الدرجات‪:‬‬
‫‪ 107‬و ‪ (5) .108‬بصائر الدرجات‪ ،107 :‬الختصاص‪.309 :‬‬

‫]‪[74‬‬

‫‪ - 23‬ير‪ :‬ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن ابن اذينة عن بريد بن معاوية عن أبي‬
‫جعفر وأبي عبد ال عليهما السلم قال‪ :‬قلت له‪ :‬ما منزلتكم وبمن تشبهون‬
‫ممن مضى ؟ فقال‪ :‬كصاحب موسى وذي القرنين كانا عالمين ولم يكونا‬
‫نبيين‪ - 24 (1) .‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن هشام بن سالم‬
‫عن عمار قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬ما منزلتهم ؟ أنبياء هم ؟‬
‫قال‪ :‬ل ولكنهم علماء كمنزلة ذي القرنين في علمه وكمنزله صاحب‬
‫موسى وكمنزلة صاحب سليمان‪ - 25 (2) .‬ير‪ :‬ابن معروف عن القاسم بن‬
‫عروة عن بريد العجلي قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن الرسول‬
‫والنبي والمحدث‪ ،‬قال‪ :‬الرسول الذي تأتيه الملئكة وتبلغه )‪ (3‬عن ال‬
‫تبارك وتعالى‪ ،‬والنبي الذي يرى في منامه فما رأى فهو كما رأى والمحدث‬
‫الذي يسمع كلم الملئكة وينقر )‪ (4‬في اذنه وينكت في قلبه‪ (5) .‬ختص‪:‬‬
‫ابن عيسى عن أبيه ومحمد البرقى وابن معروف عن ابن عروة مثله‪(6) .‬‬
‫‪ - 26‬ختص‪ ،‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن البزنطي عن ثعلبة عن زرارة قال‪:‬‬
‫سألت أبا جعفر )عليه السلم( عن قول ال عزوجل‪ " :‬وكان رسول نبيا "‬
‫)‪ (7‬قلت‪ :‬ما هو الرسول من النبي ؟ قال‪ :‬النبي هو الذي يرى في منامه‬
‫ويسمع الصوت ول يعاين الملك‪ ،‬والرسول يعاين الملك ويكلمه‪ ،‬قلت‪:‬‬
‫قالمام ما منزلته ؟ قال‪ :‬يسمع الصوت ول يرى ول يعاين ثم تل‪ " :‬وما‬
‫أرسلنا من قبلك من رسول ول نبي ول محدث "‪ - 27 (8) .‬ير‪ :‬أحمد بن‬
‫محمد عن الحسين بن سعيد عن ابن فضال عن ابن بكير عن‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬بصائر الدرجات‪ (3) .107 :‬في نسخة‪ :‬تأتيه الملئكة ويعاينهم وتبلغه‪) .‬‬
‫‪ (4‬في نسخة‪ :‬ويوقر‪ (5) .‬بصائر الدرجات‪ (6) .108 :‬الختصاص‪:‬‬
‫‪ (7) .328‬مريم‪ (8) .54 :‬بصائر الدرجات‪ ،108 :‬الختصاص‪.328 :‬‬

‫]‪[75‬‬

‫زرارة قال‪ :‬سألت أبا جعفر )عليه السلم( عن الرسول والنبي والمحدث فقال‪:‬‬
‫الرسول الذي يأتيه الملك فيحدثه ويكلمه كما يحدث أحدكم صاحبه‪ ،‬والنبي‬
‫الذي يؤتى في منامه نحو رؤيا إبراهيم‪ .‬قال‪ :‬قلت‪ :‬وما علم أن الذي رأى‬
‫في منامه أنه حق ؟ قال بينه ال حتى يعلم أنه حق وينزل عليه‪ ،‬وقد كان‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( نبيا‪ ،‬والمحدث الذي يسمع الصوت‬
‫ول يرى شيئا‪ (1) .‬بيان‪ :‬قوله )عليه السلم(‪ :‬وينزل عليه‪ ،‬أي وقد ينزل‬
‫عليه الوحي مع الملك بعد ذلك كما أن رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫كان أول نبيا من حين ولدته‪ ،‬بل حين كان آدم بين الماء والطين ثم صار‬
‫رسول بعد الربعين‪ - 28 .‬ير‪ :‬إبراهيم بن هاشم قال‪ :‬أخبرنا إسماعيل بن‬
‫مهران قال كتب الحسن بن عباس المعروفي )‪ (2‬إلى الرضا )عليه‬
‫السلم(‪ :‬جعلت فداك أخبرني ما الفرق بين الرسول والنبي والمام ؟ قال‪:‬‬
‫فكتب أو قال‪ :‬الفرق بين الرسول والمام )‪ (3‬هو أن الرسول الذي ينزل‬
‫عليه جبرئيل )‪ (4‬فيراه ويسمع كلمه‪ ،‬والنبي ينزل عليه جبرئيل وربما‬
‫نبئ في منامه نحو رؤيا إبراهيم‪ ،‬والنبي ربما يسمع الكلم وربما يرى‬
‫الشخص ولم يسمع الكلم‪ ،‬والمام هو الذي يسمع الكلم وليرى الشخص‬
‫)‪ (5‬ختص‪ :‬النهدي وابن هاشم عن ابن مهران مثله‪ - 29 (6) .‬ير‪ :‬محمد‬
‫بن الحسين عن جعفر بن بشير عن ابن بكير عن زرارة عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬سألته عن الرسول فقال‪ :‬الرسول الذي يعاين الملك‬
‫يجيئه‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (2) .180 :‬في المصدر‪ :‬الحسن بن العباس بن معروف‪(3) .‬‬
‫الظاهر ان الصحيح‪ :‬الفرق بين الرسول والنبى والمام‪ (4) .‬في نسخة‪:‬‬
‫ينزل عليه الوحى‪ (5) .‬بصائر الدرجات‪ (6) .108 :‬الختصاص‪ 328 :‬و‬
‫‪.329‬‬

‫]‪[76‬‬

‫برسالة عن ربه فيكلمه كما يكلم أحدكم صاحبه‪ ،‬والنبي ل يعاين ملكا إنما ينزل عليه‬
‫الوحي ويرى في منامه‪ ،‬قلت‪ :‬ما علمه إذا رأى في منامه أن هذا حق ؟‬
‫قال‪ :‬يبينه ال حتى يعلم أن ذلك حق‪ ،‬والمحدث يسمع الصوت ول يرى‬
‫شيئا‪ - 30 (1) .‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن الحول‬
‫قال‪ :‬سمعت زرارة يسأل أبا جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬أخبرني عن الرسول‬
‫والنبي والمحدث‪ ،‬فقال أبو جعفر )عليه السلم(‪ :‬الرسول الذي يأتيه‬
‫جبرئيل قبل فيراه ويكلمه فهذا الرسول‪ ،‬وأما النبي فانه يرى )‪ (2‬في‬
‫منامه على نحو ما رأى إبراهيم ونحو ما كان )‪ (3‬رأى رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( من أسباب النبوة قبل الوحي حتى أتاه جبرئيل من عند ال‬
‫بالرسالة‪ .‬وكان محمد )صلى ال عليه وآله وسلم( حين جمع له النبوة‬
‫وجاءته الرسالة من عند ال يجيئه بها جبرئيل ويكلمه بها قبل‪ ،‬ومن‬
‫النبياء من جمع له النبوة ويرى في منامه يأتيه الروح فيكلمه ويحدثه من‬
‫غير أن يكون رآه في اليقظة‪ ،‬وأما المحدث فهو الذي يحدث فيسمع ول‬
‫يعاين ول يرى في منامه )‪ .(4‬بيان‪ :‬في القاموس‪ :‬رأيته قبل‪ ،‬محركة‬
‫وبضمتين وكصرد وعنب وقبيل كأمير‪ :‬عيانا ومقابلة‪ ،‬قوله‪ :‬من جمع له‬
‫النبوة‪ ،‬أي مع الرسالة‪ - 31 .‬ير‪ :‬أحمد بن الحسن بن فضال عن علي بن‬
‫يعقوب الهاشمي عن مروان بن مسلم )‪ (5‬عن بريد عن أبي جعفر وأبي‬
‫عبد ال )عليهما السلم( في قوله‪ " :‬وما أرسلنا من قبلك من رسول ول‬
‫نبي ول محدث " قلت‪ :‬جعلت فداك ليس هذه قراءتنا فما الرسول والنبي‬
‫والمحدث ؟‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (2) .108 :‬في نسخة‪ :‬يؤتى‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬ونحوه ما‬
‫كان‪ (4) .‬بصائر الدرجات‪ 108 :‬و ‪ (5) .109‬في المصدر‪ :‬عن هارون‬
‫بن مسلم‪.‬‬
‫]‪[77‬‬

‫قال‪ :‬الرسول الذي يظهر له الملك فيكلمه‪ ،‬والنبي يرى في المنام وربما اجتمعت‬
‫النبوة والرسالة لواحد‪ ،‬والمحدث الذي يسمع الصوت ول يرى الصورة‪،‬‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬أصلحك ال كيف يعلم أن الذي رأى في المنام هو الحق وأنه من‬
‫الملك ؟ قال‪ :‬يوقع علم ذلك حتى يعرفه‪ (1) .‬بيان‪ :‬يوقع على بناء‬
‫المجهول من التفعيل من توقيع الكتاب‪ ،‬أي يثبت علم ذلك في قلبه لئل يشك‬
‫فيه‪ ،‬أو يرمى علمه في قلبه‪ ،‬أو يصقل قلبه وذهنه لقبول ذلك‪ ،‬قال الفيروز‬
‫آبادي‪ :‬التوقيع‪ :‬ما يوقع في الكتاب وتظني الشئ وتوهمه ورمي قريب ل‬
‫تباعده‪ ،‬وإقبال الصيقل على السيف بميقعته يحدده‪ .‬ورواه في الكافي عن‬
‫أحمد بن محمد ومحمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن علي بن حسان‬
‫عن علي بن يعقوب إلى آخر الخبر وفيه‪ " :‬قال‪ :‬يوفق لذلك حتى يعرفه‬
‫لقد ختم ال بكتابكم الكتب وختم بنبيكم النبياء " )‪ (2‬وهو أظهر‪- 32 .‬‬
‫ير‪ :‬أحمد بن محمد عن الحجال عن ثعلبة عن زرارة قال‪ :‬سألت أبا جعفر‬
‫)عليه السلم( عن قول ال تبارك وتعالى‪ " :‬وكان رسول نبيا " من‬
‫الرسول )‪ (3‬من النبي ؟ قال‪ :‬هو الذي يرى في منامه ويعاين الملك‪ ،‬قلت‪:‬‬
‫فيكون نبي غير رسول ؟ قال‪ :‬نعم هو الذي يرى في منامه ويسمع الصوت‬
‫ول يعاين‪ ،‬قلت‪ :‬فالمام ما منزلته ؟ قال‪ :‬يسمع الصوت ول يرى ول‬
‫يعاين‪ ،‬ثم تل‪ :‬وما أرسلنا من قبلك من رسول ول نبي ول محدث‪(4) .‬‬
‫ختص‪ :‬ابن أبي الخطاب عن البزنطي عن ثعلبة مثله‪ - 33 (5) .‬ير‪ :‬أحمد‬
‫بن الحسن بن فضال عن أبيه عن ابن بكير عن زرارة قال‪ :‬سألت‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (2) .109 :‬اصول الكافي ‪ (3) .187 :1‬في نسخة‪ :‬ما‬
‫الرسول‪ (4) .‬بصائر الدرجات‪ (5) .108 :‬الختصاص‪.328 :‬‬

‫]‪[78‬‬

‫أبا عبد ال )عليه السلم( عن الرسول وعن النبي وعن المحدث‪ ،‬فقال‪ :‬الرسول‬
‫الذي يعاين الملك يأتيه بالرسالة من ربه يقول‪ :‬يأمرك كذا وكذا‪ ،‬والرسول‬
‫يكون نبيا مع الرسالة والنبي ل يعاين الملك ينزل عليه )‪ (1‬النبأ على قلبه‬
‫فيكون كالمغمى عليه فيرى في منامه‪ .‬قلت‪ :‬فما علمه أن الذي رأى في‬
‫منامه حق ؟ قال‪ :‬يبينه ال حتى يعلم أن ذلك حق‪ ،‬ول يعاين الملك‪،‬‬
‫والمحدث الذي يسمع الصوت ول يرى شاهدا‪ - 34 (2) .‬ير‪ :‬عبد ال بن‬
‫محمد عن إبراهيم بن محمد عن إسماعيل بن يسار )‪ (3‬عن علي بن جعفر‬
‫الحضرمي عن زرارة بن أعين قال‪ :‬سألته عن قوله تعالى‪ " :‬وما أرسلنا‬
‫من قبلك من رسول ول نبي ول محدث " قال‪ :‬الرسول الذي يأتيه جبرئيل‬
‫قبل فيكلمه ويراه كما يرى أحدكم صاحبه‪ ،‬وأما النبي فهو الذي يؤتى في‬
‫منامه مثل رؤيا إبراهيم ونحو ما كان يأتي محمدا‪ ،‬ومنهم من تجمع له‬
‫الرسالة وكان محمد )صلى ال عليه وآله( )‪ (4‬وأما المحدث فهو الذي‬
‫يسمع كلم الملك ول يري ول يأتيه في المنام‪ (5) .‬ير‪ ،‬ختص‪ :‬إبراهيم بن‬
‫محمد الثقفي مثله‪ - 35 (6) .‬ير‪ :‬أبو محمد عن عمران بن موسى عن ابن‬
‫أسباط عن محمد بن الفضيل عن الثمالي قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه‬
‫السلم( يقول‪ " :‬وما أرسلنا من قبلك من رسول ول نبي ول محدث إل إذا‬
‫تمنى ألقى الشيطان في امنيته " فقلت‪ :‬وأي شئ المحدث ؟ فقال‪ :‬ينكت في‬
‫اذنه فيسمع طنينا كطنين الطست‪ ،‬أو يقرع على قلبه فيسمع وقعا كوقع‬

‫)‪ (1‬في نسخة‪ :‬عليه الشئ‪ (2) .‬بصائر الدرجات‪ (3) .109 :‬في نسخة‪ :‬اسماعيل‬
‫بن بشار‪ (4) .‬في نسخة‪] :‬وكان محمد )صلى ال عليه وآله( ممن جمعت‬
‫له النبوة والرسالة[ اقول‪ :‬المصدر خال عن ذلك‪ (5) .‬بصائر الدرجات‪:‬‬
‫‪ (6) .109‬بصائر الدرجات‪ ،109 :‬الختصاص‪.329 :‬‬

‫]‪[79‬‬

‫السلسلة على الطست‪ ،‬فقلت‪ :‬نبي ؟ فقال‪ :‬ل مثل الخضر ومثل ذي القرنين )‪.(1‬‬
‫‪ - 36‬ير‪ :‬محمد بن أحمد عن محمد بن الحسين عن ابن محبوب عن عبد‬
‫ال بن سنان عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬علم النبوة يدرج في‬
‫جوارح المام‪ - 37 (2) .‬ير‪ :‬علي بن إسماعيل عن صفوان عن الرضا‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬كان أبو جعفر )عليه السلم( محدثا‪ - 38 (3) .‬ير‪:‬‬
‫بهذا السناد قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬كان الحسن والحسين‬
‫محدثين‪ - 39 (4) .‬ير‪ :‬عبد ال عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن إسماعيل‬
‫بن يسار عن علي بن جعفر الحضرمي عن سليم بن قيس الشامي أنه سمع‬
‫عليا )عليه السلم( يقول‪ :‬إني و أوصيائي من ولدي مهديون كلنا‬
‫محدثون‪ ،‬فقلت‪ :‬يا أمير المؤمنين من هم ؟ قال‪ :‬الحسن والحسين ثم ابني‬
‫علي بن الحسين عليهم الصلة والسلم قال وعلي يومئذ رضيع‪ ،‬ثم ثمانية‬
‫من بعده واحدا بعد واحد وهم الذين أقسم ال بهم فقال‪ " :‬ووالد وما ولد "‬
‫)‪ (5‬أما الوالد فرسول ال‪ ،‬وما ولد يعني هؤلء الوصياء‪ .‬قلت‪ :‬يا أمير‬
‫المؤمنين أيجتمع إمامان ؟ قال‪ :‬ل إل وأحدهما مصمت ل ينطق حتى‬
‫يمضي الول‪ ،‬قال سليم الشامي‪ :‬سألت محمد بن أبي بكر قلت‪ :‬كان علي‬
‫)عليه السلم( محدثا ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قلت‪ :‬وهل يحدث الملئكة إل النبياء ؟‬
‫قال‪ :‬أما تقرأ " وما أرسلنا من قبلك من رسول ول نبي ول محدث " قلت‪:‬‬
‫فأمير المؤمنين محدث‪ ،‬قال‪ :‬نعم وفاطمة كانت محدثة ولم تكن نبية )‪.(6‬‬
‫ختص‪ :‬الثقفي مثله )‪ - 40 .(7‬ير‪ :‬ابن أبي الخطاب عن البزنطي عن حماد‬
‫بن عثمان عن زرارة قال‪:‬‬

‫)‪ (4 - 1‬بصائر الدرجات‪ (5) .109 :‬البلد‪ (6) .3 :‬بصائر الدرجات‪(7) .109 :‬‬
‫الختصاص‪.329 :‬‬

‫]‪[80‬‬

‫سألت أبا جعفر )عليه السلم( من الرسول من النبي من المحدث ؟ قال‪ :‬الرسول‬
‫يأتيه جبرئيل فيكلمه قبل فيراه كما يرى الرجل صاحبه الذي يكلمه‪ ،‬فهذا‬
‫الرسول‪ ،‬والنبي الذي يؤتى في منامه نحو رؤيا إبراهيم ونحو ما كان يأتي‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( من السبات إذا أتاه )‪ (1‬جبرئيل‪،‬‬
‫هكذا النبي‪ .‬ومنهم من تجمع )‪ (2‬له الرسالة والنبوة‪ ،‬وكان رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله وسلم( رسول نبيا يأتيه جبرئيل قبل فيكلمه ويراه‬
‫ويأتيه في النوم‪ ،‬والنبي الذي يسمع كلم الملك حتى يعاينه فيحدثه‪ ،‬فأما‬
‫المحدث فهو الذي يسمع ول يعاين ول يؤتى في المنام‪ - 41 (3) .‬كش‪:‬‬
‫محمد بن مسعود عن علي بن الحسن عن العباس بن عامر عن أبان بن‬
‫عثمان عن الحارث ابن المغيرة قال‪ :‬قال حمران بن أعين‪ :‬إن الحكم بن‬
‫عيينة يروي عن علي بن الحسين )عليهما السلم( أن علم علي )عليه‬
‫السلم( في آية‪ ،‬نسأله فل يخبرنا‪ ،‬قال حمران‪ :‬سألت أبا جعفر )عليه‬
‫السلم( فقال‪ :‬إن عليا )عليه السلم( كان بمنزلة صاحب سليمان وصاحب‬
‫موسى ولم يكن نبيا ول رسول ثم قال‪ " :‬وما أرسلنا من قبلك من رسول‬
‫ول نبي ول محدث " قال‪ :‬فعجب أبو جعفر )عليه السلم(‪ (4) .‬بيان‪ :‬لعل‬
‫عجبه )عليه السلم( من جرأته على مثل هذا السؤال‪ ،‬أو من عدم تفطنه‬
‫بذلك‪ - 42 (5) .‬كش‪ :‬حمدويه عن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن‬
‫ابن اذينة عن زرارة قال‪ :‬قدمت المدينة وأنا شاب أمرد فدخلت سرادقا‬
‫لبي جعفر )عليه السلم( بمنى فرأيت قوما جلوسا في الفسطاط وصدر‬
‫المجلس ليس فيه أحد‪ ،‬ورأيت رجل جالسا ناحية يحتجم فعرفت برأيي أنه‬
‫أبو جعفر )عليه السلم( فقصدت نحوه فسلمت عليه فرد السلم علي‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬إذ أتاه‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬من يجتمع‪ (3) .‬بصائر الدرجات‪.109 :‬‬
‫)‪ (4‬رجال الكشى‪ (5) .118 :‬وتقدمت أحاديث عن حمران بهذا المضمون‬
‫وكانت خالية عن الجملة‪.‬‬

‫]‪[81‬‬
‫فجلست بين يديه والحجام خلفه‪ .‬فقال‪ :‬أمن بني أعين أنت ؟ فقلت‪ :‬نعم أنا زرارة‬
‫بن أعين‪ ،‬فقال‪ :‬إنما عرفتك بالشبه‪ ،‬أحج حمران ؟ قلت‪ :‬ل‪ ،‬وهو يقرئك‬
‫السلم‪ ،‬فقال‪ :‬إنه من المؤمنين حقا ل يرجع أبدا‪ ،‬إذا لقيته فأقرئه مني‬
‫السلم وقل له‪ :‬لم حدثت الحكم بن عيينة عني أن الوصياء محدثون ؟ ل‬
‫تحدثه وأشباهه بمثل هذا الحديث‪ .‬فقال زرارة‪ :‬فحمدت ال تعالى وأثنيت‬
‫عليه‪ ،‬فقلت‪ :‬الحمد ل‪ ،‬فقال هو‪ :‬الحمد ال‪ ،‬فقلت‪ :‬أحمده وأستعينه‪ ،‬فقال‬
‫هو‪ :‬أحمده وأستعينه فكنت كل ما ذكرت ال في كلم ذكر معي كما أذكره‬
‫حتى فرغت من كلمي‪ - 43 (1) .‬كنز‪ :‬محمد بن العباس عن جعفر بن‬
‫محمد الحسني عن إدريس بن زياد الحناط عن الحسن بن محبوب عن‬
‫جميل بن صالح عن ابن سوقة عن ابن عيينة قال‪ :‬قال لي علي بن الحسين‬
‫عليهما السلم‪ :‬يا حكم هل تدري ما كانت الية التي كان يعرف بها علي‬
‫)عليه السلم( صاحب قتله ويعرف بها المور العظام التي كان يحدث بها‬
‫الناس ؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬ل وال فأخبرني بها يابن رسول ال‪ ،‬قال‪ :‬هي قول ال‬
‫عزوجل‪ " :‬وما أرسلنا من قبلك من رسول ول نبي ول محدث " قلت‪:‬‬
‫فكان علي )عليه السلم( محدثا ؟ قال‪ :‬نعم وكل إمام منا أهل البيت محدث‪.‬‬
‫)‪ - 44 (2‬كنز‪ :‬محمد بن العباس عن الحسين بن عامر عن محمد بن‬
‫الحسين عن أبيه عن صفوان عن داود بن فرقد عن الحارث النضري قال‪:‬‬
‫قال لي الحكم بن عيينة‪ :‬إن مولي علي بن الحسين )عليهما السلم( قال‬
‫لي‪ :‬إنما علم علي )عليه السلم( كله في آية واحدة‪ .‬قال‪ :‬فخرج حمران بن‬
‫أعين ليسأله فوجد عليا )عليه السلم( قد قبض فقال لبي جعفر )عليه‬
‫السلم(‪ :‬إن الحكم حدث عن علي بن الحسين )عليه السلم( أنه قال‪ :‬إن‬
‫علم علي )عليه السلم( كله في آية واحدة‪ ،‬فقال أبو جعفر )عليه السلم(‪:‬‬
‫وما تدري ما هي ؟ قلت‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬هي قوله تعالى‪:‬‬

‫)‪ (1‬رجال الكشى‪ 118 :‬و ‪ (2) .119‬كنز الفوائد‪.176 :‬‬

‫]‪[82‬‬

‫" وما أرسلنا من قبلك من رسول ول نبي ول محدث "‪ - 45 (1) .‬كنز‪ :‬محمد بن‬
‫العباس عن الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسى عن القاسم بن عروة‬
‫عن بريد العجلي قال‪ :‬سألت أبا جعفر )عليه السلم( عن الرسول والنبي‬
‫والمحدث فقال‪ :‬الرسول الذي تأتيه الملئكة ويعاينهم تبلغه الرسالة )‪(2‬‬
‫من ال‪ ،‬والنبي يرى في المنام فما رأى فهو كما رأى‪ ،‬والمحدث الذي‬
‫يسمع كلم الملئكة وحديثهم ول يرى شيئا بل ينقر في اذنه وينكت في‬
‫قلبه‪ (3) .‬بيان‪ :‬استنباط الفرق بين النبي والمام من تلك الخبار ل يخلو‬
‫من إشكال وكذا الجمع بينها مشكل جدا‪ ،‬والذي يظهر من أكثرها هو أن‬
‫المام ل يرى الحكم الشرعي في المنام والنبي قد يراه فيه‪ ،‬وأما الفرق بين‬
‫المام والنبي وبين الرسول أن الرسول يرى الملك عند إلقاء الحكم‪ ،‬والنبي‬
‫غير الرسول والمام ل يريانه في تلك الحال وإن رأياه في سائر الحوال‪،‬‬
‫ويمكن أن يخص الملك الذي ل يريانه بجبرئيل )عليه السلم( ويعم‬
‫الحوال‪ ،‬لكن فيه أيضا منافاة لبعض الخبار‪ .‬ومع قطع النظر عن الخبار‬
‫لعل الفرق بين الئمة )عليهم السلم( وغير اولي العزم من النبياء أن‬
‫الئمة )عليهم السلم( نواب للرسول )صلى ال عليه وآله وسلم( ل‬
‫يبلغون إل بالنيابة‪ ،‬وأما النبياء وإن كانوا تابعين لشريعة غيرهم لكنهم‬
‫مبعوثون بالصالة وإن كانت تلك النيابة أشرف من تلك الصالة‪ .‬وبالجملة‬
‫ل بد لنا من الذعان بعدم كونهم عليهم السلم أنبياء وبأنهم أشرف وأفضل‬
‫من غير نبينا )صلى ال عليه وآله وسلم( من النبياء والوصياء ول‬
‫نعرف جهة لعدم اتصافهم بالنبوة إل رعاية جللة خاتم النبياء‪ ،‬ول يصل‬
‫عقولنا إلى فرق بين بين النبوة والمامة‪ ،‬وما دلت عليه الخبار فقد‬
‫عرفته‪ ،‬وال تعالى يعلم حقائق أحوالهم صلوات ال عليهم أجمعين‪.‬‬

‫)‪ (1‬كنز الفوائد‪ 176 :‬و ‪ (2) .177‬في المصدر‪ :‬وتبلغه الرسالة‪ (3) .‬كنز الفوائد‪:‬‬
‫‪.177‬‬

‫]‪[83‬‬

‫‪ - 46‬كا‪ :‬علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن الحسين بن أبي العل قال‪ :‬قال أبو‬
‫عبد ال )عليه السلم(‪ :‬إنما الوقوف علينا في الحلل والحرام فأما النبوة‬
‫فل‪ (1) .‬بيان‪ :‬أي إنما يجب عليكم أن تقوموا عندنا وتعكفوا على أبوابنا‬
‫والكون معنا لستعلم الحلل والحرام ل أن تقولوا بنبوتنا‪ ،‬وإنما لكم أن‬
‫تقفوا علينا في إثبات علم الحلل والحرام وأنا نواب الرسول )صلى ال‬
‫عليه وآله وسلم( في بيان ذلك لكم ول تتجاوزوا بنا إلى إثبات النبوة‪.‬‬
‫تتميم‪ :‬قال الشيخ المفيد قدس ال روحه في شرح عقائد الصدوق رحمه‬
‫ال تعالى‪ :‬أصل الوحي هو الكلم الخفي‪ ،‬ثم قد يطلق على كل شئ قصد به‬
‫إلى إفهام المخاطب على الستر له عن غيره والتخصيص له به دون من‬
‫سواه‪ ،‬وإذا اضيف إلى ال تعالى كان فيما يخص به الرسل صلى ال عليهم‬
‫خاصة دون من سواهم على عرف السلم وشريعة النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله وسلم(‪ ،‬قال ال تعالى‪ " :‬وأوحينا إلى ام موسى أن أرضعيه " )‪(2‬‬
‫الية فاتفق أهل السلم على أن الوحي كان رؤيا مناما وكلما سمعته ام‬
‫موسى في منامها على الختصاص‪ ،‬وقال تعالى‪ " :‬وأوحى ربك إلى النحل‬
‫)‪ " (3‬الية‪ ،‬يريد به اللهام الخفي إذ كان خالصا لمن أفرده دون ما‬
‫سواه‪ ،‬فكان علمه حاصل للنحل بغير كلم جهر به المتكلم فأسمعه غيره‪.‬‬
‫وساق رحمه ال الكلم إلى أن قال‪ :‬وقد يرى ال في منامه خلقا كثيرا ما‬
‫يصح تأويله ويثبت حقه‪ ،‬لكنه ل يطلق بعد استقرار الشريعة عليه اسم‬
‫الوحي ول يقال في هذا الوقت لمن اطلعه ال على علم شئ‪ :‬إنه يوحى‬
‫إليه‪ ،‬وعندنا أن ال تعالى يسمع الحجج بعد نبيه )صلى ال عليه وآله‬
‫وسلم( كلما يلقيه إليهم أي الوصياء في علم ما يكون لكنه ل يطلق عليه‬
‫اسم الوحي لما قدمناه من إجماع المسلمين‪ .‬على أنه ل وحي لحد بعد نبينا‬
‫)صلى ال عليه وآله( وإنه ل يقال في شئ مما ذكرناه‪ :‬إنه‬

‫)‪ (1‬اصول الكافي‪ (2) .268 :1 :‬القصص‪ (3) .7 :‬النحل‪.68 :‬‬

‫]‪[84‬‬

‫وحي إلى أحد‪ ،‬ول تعالى أن يبيح إطلق الكلم أحيانا ويحظره أحيانا‪ ،‬ويمنع‬
‫السمات بشئ حينا ويطلقها حينا‪ ،‬فأما المعاني فانها ل تتغير عن حقائقها‬
‫على ما قدمناه‪ (1) .‬وقال رحمه ال في كتاب المقالت‪ :‬إن العقل ل يمنع‬
‫من نزول الوحي إليهم عليهم السلم وإن كانوا أئمة غير أنبياء فقد أوحى‬
‫ال عزوجل إلى ام موسى " أن أرضعيه " )‪ (2‬الية‪ ،‬فعرفت صحة ذلك‬
‫بالوحي وعملت عليه ولم تكن نبيا ول رسول ول إماما ولكنها كانت من‬
‫عباده الصالحين‪ ،‬وإنما منعت نزول )‪ (3‬الوحي إليهم واليحاء بالشياء‬
‫إليهم للجماع على المنع من ذلك والتفاق على أنه من زعم أن أحدا بعد‬
‫نبينا )صلى ال عليه وآله( يوحى إليه فقد أخطأ وكفر‪ .‬ولحصول العلم بذلك‬
‫من دين النبي )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬كما أن العقل لم يمنع من بعثة نبي‬
‫بعد نبينا )صلى ال عليه وآله وسلم( ونسخ شرعنا كما نسخ ما قبله من‬
‫شرائع النبياء )عليهم السلم( وإنما منع ذلك الجماع والعلم بأنه خلف‬
‫دين النبي )صلى ال عليه وآله وسلم( من جهة اليقين وما يقارب‬
‫الضطرار‪ ،‬والمامية جميعا على ما ذكرت ليس بينها فيه على ما وصفت‬
‫خلف‪ .‬ثم قال رحمه ال‪ :‬القول في سماع الئمة كلم الملئكة الكرام وإن‬
‫كانوا ل يرون منهم الشخاص‪ ،‬وأقول بجواز هذا من جهة العقل وإنه ليس‬
‫بممتنع في الصديقين من الشيعة المعصومين من الضلل وقد جاءت‬
‫بصحته وكونه للئمة عليهم السلم ومن اسميت من شيعتهم الصالحين‬
‫البرار الخيار واضحة الحجة والبرهان‪ ،‬وهو مذهب فقهاء المامية‬
‫وأصحاب الثار منهم‪ ،‬وقد أباه بنو نوبخت وجماعة من المامية ل معرفة‬
‫لهم بالخبار ول ينعموا )‪ (4‬النظر ولسلكوا طريق الصواب‪.‬‬
‫)‪ (1‬تصحيح العتقاد‪ 56 :‬و ‪ (2) .57‬القصص‪ (3) .7 :‬أي انما منعت القول بنزول‬
‫الوحى‪ (4) .‬في نسخة‪] :‬ولم يمعنوا[ أقول‪ :‬انعم النظر في المسألة‪ :‬حقق‬
‫فيها النظر وبالغ‪ .‬وامعن النظر في المر‪ :‬بالغ وأبعد في الستقصاء‪.‬‬

‫]‪[85‬‬

‫ثم قال رحمه ال‪ :‬وأقول‪ :‬إن منامات الرسل والنبياء والئمة )عليهم السلم(‬
‫صادقة ل تكذب‪ ،‬وإن ال تعالى عصمهم عن الحلم‪ ،‬وبذلك جاءت الخبار‬
‫عنهم عليهم السلم وعلى هذا القول جماعة فقهاء المامية وأصحاب النقل‬
‫منهم‪ ،‬وأما متكلموهم فل أعرف منهم نفيا ول إثباتا ول مسألة فيه ول‬
‫جوابا‪ ،‬والمعتزلة بأسرها تخالفنا فيه انتهى‪ - 47 (1) .‬وروى الحسن بن‬
‫سليمان في كتاب المحتضر باسناده عن الرضا عن آبائه عليهم السلم في‬
‫حديث طويل قال‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم( في كلم لهم‪ :‬وإن‬
‫شئتم أخبرتكم بما هو أعظم من ذلك‪ ،‬قالوا‪ :‬فافعل‪ ،‬قال‪ :‬كنت ذات ليلة تحت‬
‫سقيفة مع رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( وإني لحصي ستا‬
‫وستين وطئة من الملئكة‪ ،‬كل وطئة من الملئكة أعرفهم بلغاتهم‬
‫وصفاتهم وأسمائهم ووطئهم‪(2) .‬‬

‫)‪ (1‬اوائل المقالت‪ (2) .42 - 39 :‬المحتضر‪.131 :‬‬

‫]‪[86‬‬

‫‪) - 3‬باب( * )انهم عليهم السلم يزادون ولول ذلك لنفد ما عندهم وان( * *‬
‫)ارواحهم تعرج إلى السماء في ليلة الجمعة( * ‪ - 1‬ما‪ :‬علي بن شبل عن‬
‫ظفر بن حمدون عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد ال بن حماد عن ابن بكير‬
‫قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬أخبرني أبو بصير أنه سمعك تقول‪:‬‬
‫لول أنا نزاد لنفدنا‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬تزادون شيئا ليس عند رسول ال‬
‫؟ فقال‪ :‬ل‪ ،‬إذا كان ذلك إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( وحيا‬
‫وإلينا حديثا‪ - 2 (1) .‬ما‪ :‬بالسناد عن إبراهيم عن جماعة عن ابن فضال‬
‫عن محمد بن الربيع عن عبد ال بن بكير عن أبي بصير قال‪ :‬سمعت أبا‬
‫عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬لول أنا نزاد لنفدنا قال‪ :‬قلت‪ :‬تزادون شيئا‬
‫ليس عند رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( ؟ قال‪ :‬إنه إذا كان ذلك‬
‫اتي النبي )صلى ال عليه وآله( فاخبر ثم إلى علي ثم إلى بنيه واحدا بعد‬
‫واحدا حتى ينتهي إلى صاحب هذا المر‪ - 3 (2) .‬ير‪ :‬محمد بن عيسى عن‬
‫زياد القندي عمن ذكره عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قلت‪ :‬كيف‬
‫يزاد المام ؟ فقال‪ :‬منا من ينكت في اذنه نكتا‪ ،‬ومنا من يقذف في قلبه‬
‫قذفا‪ ،‬ومنا من يخاطب‪ - 4 (3) .‬ير‪ :‬أحمد بن محمد )‪ (4‬عن الهوازي عن‬
‫الجوهري عن البطائني عن أبي بصير قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه‬
‫السلم( يقول‪ :‬إنا لنزاد في الليل والنهار ولو لم نزد لنفد ما عندنا‪ ،‬قال أبو‬
‫بصير‪ :‬جعلت فداك من يأتيكم به ؟ قال‪ :‬إن منا من يعاين وإن‬

‫)‪ (1‬امالي ابن الشيخ‪ (2) .261 :‬امالي ابن الطوسى‪ (3) .161 :‬بصائر الدرجات‬
‫‪ (4) .63‬في نسخة ]احمد بن موسى[ والمصدر يوافق المتن‪.‬‬

‫]‪[87‬‬

‫منا لمن ينقر في قلبه كيت وكيت‪ ،‬ومنا )‪ (1‬من يسمع باذنه وقعا كوقع السلسلة في‬
‫الطست‪ ،‬فقلت له‪ :‬من الذي يأتيكم بذلك ؟ قال‪ :‬خلق )‪ (2‬أعظم من جبرئيل‬
‫وميكائيل )‪ .(3‬بيان‪ :‬قوله‪ :‬من يعاين‪ ،‬لعل المراد به النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله( وسلم أو في غير وقت إلقاء الحكم‪ - 5 .‬ير‪ :‬الحسين بن محمد عن‬
‫أحمد بن محمد عن الحسن بن العباس بن جريش عن أبي جعغر قال‪ :‬إن‬
‫لنا في ليالي الجمعة لشأنا من الشأن‪ ،‬قلت‪ :‬جعلت فداك أي شأن ؟ قال‪:‬‬
‫يؤذن للملئكة والنبيين والوصيآء الموتى ولرواح الوصياء والوصي‬
‫الذي بين ظهرانيكم يعرج بها إلى السماء فيطوفون بعرش ربها اسبوعا )‬
‫‪ (4‬وهم يقولون‪ :‬سبوح قدوس رب الملئكة والروح‪ ،‬حتى إذا فرغوا‬
‫صلوا خلف كل قائمة له ركعتين ثم ينصرفون‪ .‬فتنصرف الملئكة بما وضع‬
‫ال فيها من الجتهاد شديد )‪ (5‬إعظامهم لما رأوا وقد زيد في اجتهادهم‬
‫وخوفهم مثله‪ .‬وينصرف النبيون والوصيآء وأرواح الحياء شديدا عجبهم‬
‫)‪ (6‬وقد فرحوا أشد الفرح لنفسهم ويصبح الوصي والوصياء قد الهموا‬
‫إلهاما من العلم علما مثل جم )‪ (7‬الغفير ليس شئ أشد سرورا منهم‪ ،‬اكتم‬
‫فوال لهذا أعز عند ال من كذا وكذا عندك حصنه‪ .‬قال‪ :‬يا محبور وال‬
‫مايلهم القرار بما ترى إل الصالحون‪ ،‬قلت‪ :‬وال ما عندي‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬وان منا لمن يسمع‪ (2) .‬في نسخة‪ :‬خلق ال‪ (3) .‬بصائر‬
‫الدرجات‪ 63 :‬و ‪ (4) .64‬في نسخة‪ :‬بعرش ربهم سبعا‪ (5) .‬في نسخة‪:‬‬
‫شديدا‪ (6) .‬في المصدر‪ :‬شديد حبهم‪ (7) .‬في نسخة‪] :‬جماء الغفير[ وفى‬
‫المصدر‪ :‬علما جما مثل جم الغفير‪.‬‬

‫]‪[88‬‬

‫كثير صلح‪ ،‬قال‪ :‬ل تكذب على ال فإن ال قد سماك صالحا حيث يقول‪ " :‬اولئك‬
‫مع الذين أنعم ال عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين "‬
‫يعني الذين آمنوا بنا وبأمير المؤمنين وملئكته وأنبيائه وجميع حججه‬
‫عليه وعلى محمد وآله الطيبين الطاهرين الخيار البرار السلم‪(1) .‬‬
‫بيان‪ :‬قال في النهاية‪ :‬فيه )‪ (2‬فأقاموا بين ظهرانيهم وبين أظهرهم وقد‬
‫تكرر في الحديث والمراد بها أنهم أقاموا بينهم على سبيل الستظهار‬
‫والستناد عليهم‪ ،‬وزيدت فيه ألف ونون مفتوحة تأكيدا‪ ،‬ومعناه أن ظهرا‬
‫منهم قد امه وظهرا خلفه فهو مكفوف من جانبيه ومن جوانبه إذا قيل‪ :‬بين‬
‫أظهرهم‪ ،‬ثم كثر استعماله حتى استعمل في القامة بين القوم مطلقا‪ .‬وقال‪:‬‬
‫في حديث أبي ذر‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول ال كم الرسل ؟ قال‪ :‬ثلثمائة وثلثة‬
‫عشر جم الغفير‪ ،‬هكذا جاءت الرواية‪ ،‬قالوا‪ :‬والصواب جما غفيرا يقال‪:‬‬
‫جاء القوم جما غفيرا‪ ،‬أو الجماء الغفير وجماء غفيرا‪ ،‬أي مجتمعين‬
‫كثيرين‪ ،‬والذي انكر من الرواية صحيح فانه يقال‪ :‬الجم الغفير ثم حذف‬
‫اللف واللم وأضاف من باب صلوة الولى ومسجد الجامع‪ ،‬وأصل الكلمة‬
‫من الجموم والجمة وهو الجتماع والكثرة والغفير من الغفر وهو التغطية‬
‫والستر انتهى‪ .‬فقوله‪ :‬في بعض الرواية‪ :‬مثل جم الغفير‪ ،‬أي مثل النبياء‬
‫والرسل الكثيرين‪ ،‬أو مثل الشئ الكثير أي علما كثيرا‪ .‬والحصنة كعنبة‬
‫جمع الحصن‪ ،‬أي هذه المرتبة عند ال أعز من آلف حصن مثل عندك‪.‬‬
‫والحبر بالفتح‪ :‬السرور و النعمة والكرامة‪ - 6 .‬ير‪ :‬أحمد بن موسى عن‬
‫جعفر بن محمد بن مالك الكوفي عن يوسف البزاري عن المفضل قال‪ :‬قال‬
‫لي أبو عبد ال )عليه السلم( ذات يوم ‪ -‬وكان ل يكنينى قبل ذلك‪ - :‬يابا‬
‫عبد ال‪ ،‬فقلت‪ :‬لبيك جعلت فداك‪ ،‬قال‪ :‬إن لنا في كل ليلة جمعة سرورا‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (2) .36 :‬أي في الحديث‪.‬‬

‫]‪[89‬‬

‫قلت‪ :‬زادك ال وما ذاك ؟ قال‪ :‬إنه إذا كان ليلة الجمعة وافى رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( العرش ووافى الئمة معه ووافينا معهم‪ .‬فل ترد أرواحنا إلى‬
‫أبداننا إل بعلم مستفاد ولول ذلك لنفد ما عندنا‪ (1) .‬بيان‪ :‬يحتمل أن يكون‬
‫بقاء ما عندهم من العلم مشروطا بتلك الحالة‪ ،‬ويحتمل أن يكون المستفاد‬
‫تفصيل لما علموا مجمل‪ ،‬ويمكنهم استنباط التفصيل منه‪ ،‬أو المراد أنه ل‬
‫يجوز لنا الظهار بدون ذلك كما يؤمي إليه خبر ليلة القدر‪ ،‬أو المراد انفدنا‬
‫من علم مخصوص سوى الحلل والحرام ولم يفض على النبي والئمة‬
‫المتقدمين صلوات ال عليهم‪ ،‬وإن افيض في ذلك الوقت كما سيأتي‪ ،‬وذلك‬
‫إما من المعارف اللهية أو من المور البدائية كما مر منا الشارة إليهما‪،‬‬
‫ويؤيد الخير كثير من الخبار التية‪ - 7 .‬ير‪ :‬محمد بن أحمد عن علي بن‬
‫سليمان عن محمد بن جمهور عمن رفعه إلى أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬قال إن لنا في كل ليلة جمعة وفدة إلى ربنا فل ننزل إل بعلم مستطرف‪.‬‬
‫)‪ - 8 (2‬ير‪ :‬الحسن بن علي بن معاوية عن موسى بن سعدان عن عبد ال‬
‫بن أبي أيوب عن شريك بن مليح‪ ،‬وحدثني الخضر بن عيسى عن الكاهلي‬
‫عن عبد ال بن أبي أيوب عن شريك بن مليح عن أبي يحيى الصنعاني عن‬
‫أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال‪ :‬يا أبا يحيى لنا )‪ (3‬في ليالي الجمعة‬
‫لشأن من الشأن‪ .‬قال‪ :‬فقلت له‪ :‬جعلت فداك وما ذلك الشأن ؟ قال‪ :‬يؤذن‬
‫لرواح النبياء الموتى وأرواح الوصياء الموتى وروح الوصي الذي بين‬
‫ظهرانيكم يعرج بها إلى السماء حتى توافي عرش ربها فتطوف بها‬
‫اسبوعا وتصلي عند كل قائمة من قوائم العرش ركعتين ثم ترد إلى البدان‬
‫التي كانت فيها فتصبح النبياء و الوصياء قد ملئوا واعطوا سرورا‪،‬‬
‫ويصبح الوصي الذي بين ظهرانيكم فقد زيد في‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬بصائر الدرجات‪ (3) .36 :‬في المصدر‪ :‬ان لنا‪.‬‬

‫]‪[90‬‬

‫علمه مثل جم الغفير‪ - 9 (1) .‬ير‪ :‬سلمة عن عبد ال بن محمد عن الحسين بن‬
‫أحمد المنقري عن يونس بن أبي الفضل عن أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬ما من ليلة جمعة إل ولولياء ال فيها سرور قلت‪ :‬كيف ذاك جعلت‬
‫فداك ؟ قال‪ :‬إذا كانت ليلة الجمعة وافى رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫العرش )‪ (2‬ووافيت معه فما أرجع إل بعلم مستفاد‪ ،‬ولول ذلك لنفد ما‬
‫عندنا‪ - 10 (3) .‬ير‪ :‬أحمد بن اسحاق عن الحسن بن عباس بن جريش‬
‫عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬وال إن‬
‫أرواحنا وأرواح النبيين لتوافي العرش كل ليلة جمعة فما ترد في أبداننا إل‬
‫بجم الغفير من العلم‪ - 11 (4) .‬ير‪ :‬محمد بن إسحاق بن سعد عن الحسن‬
‫بن عباس بن جريش عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله وسلم(‪ :‬إن أرواحنا وأرواح النبيين توافي العرش كل‬
‫ليلة جمعة فتصبح الوصياء وقد زيد في علمهم مثل جم الغفير من العلم‪) .‬‬
‫‪ - 12 (5‬ير‪ :‬الحسن بن علي بن نعمان عن البزنطي عن صفوان بن يحيى‬
‫قال‪ :‬سمعت أبا الحسن )عليه السلم( يقول‪ :‬كان جعفر )عليه السلم(‬
‫يقول‪ :‬لول أنا نزاد لنفدنا‪ - 13 (6) .‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن عمرو عن‬
‫الهوازي عن النضر عن يحيى الحلبي عن ذريح المحاربي قال‪ :‬قال لي‬
‫أبو عبد ال )عليه السلم( مثله‪ (7) .‬ير‪ :‬محمد بن الحسين عن صفوان بن‬
‫يحيى عن محمد بن حكيم قال‪ :‬سمعت أبا الحسن )عليه السلم( مثله‪(8) .‬‬
‫ير‪ :‬أحمد بن محمد عن أبي عبد ال البرقي عن صفوان عن أبي الحسن‬
‫الرضا عن أبي عبد ال )عليهما السلم( مثله‪(9) .‬‬
‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ .36 :‬فيه‪ :‬وقد زيد‪ (2) .‬زاد في المصدر‪ :‬ووافى الئمة‬
‫العرش‪ (5 - 3) .‬بصائر الدرجات‪ 6) .36 :‬و ‪ (7‬بصائر الدرجات‪.116 :‬‬
‫)‪ 8‬و ‪ (9‬بصائر الدرجات‪.117 :‬‬

‫]‪[91‬‬

‫ير‪ :‬أحمد بن محمد عن البزنطي عن حماد بن عثمان عن ذريح مثله‪- 14 (1) .‬‬
‫ختص‪ ،‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن محمد بن الفضيل‬
‫عن الثمالي عن علي بن بن الحسين )عليهما السلم( قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت‬
‫فداك كل ما كان عند رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( فقد أعطاه‬
‫أمير المؤمنين )عليه السلم( بعده ثم الحسن بعد أمير المؤمنين ثم الحسين‬
‫)عليهما السلم( ثم كل إمام إلى أن تقوم الساعة ؟ قال )عليه السلم(‪ :‬نعم‬
‫مع الزيادة التي تحدث في كل سنة وفي كل شهر‪ ،‬إي وال وفي كل ساعة‪.‬‬
‫)‪ - 15 (2‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن الهوازي عن القاسم بن محمد عن علي‬
‫عن أبي بصير قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬إنا لنزاد في‬
‫الليل والنهار ولو لم نزد لنفد ما عندنا‪ - 16 (3) .‬ير‪ :‬عبد ال بن محمد‬
‫عن محمد بن إبراهيم بن عمر )‪ (4‬عن بشر بن إبراهيم عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬كنت جالسا عند أبي عبد ال )عليه السلم( إذ جاءه‬
‫رجل فسأله عن مسألة فقال‪ :‬ما عندي فيها شئ‪ ،‬فقال الرجل‪ :‬إنا ل وإنا‬
‫إليه راجعون‪ ،‬هذا المام المفترض الطاعة سألته مسألة فزعم أنه ليس‬
‫عنده فيها شئ‪ .‬فأصغى أبو عبد ال )عليه السلم( اذنه إلى الحائط كأن‬
‫إنسانا يكلمه فقال‪ :‬أين السائل عن مسألة كذا وكذا ؟ وكان الرجل قد جاور‬
‫اسكفة الباب قال‪ :‬ها أناذا فقال‪ :‬القول فيها هكذا‪ ،‬ثم التفت إلي فقال‪ :‬لول‬
‫نزاد لنفد ما عندنا‪ (5) .‬بيان‪ :‬السكفة بالضم وتشديد الفاء‪ :‬خشبة الباب‬
‫التي يوطأ عليها‪ - 17 .‬ير‪ :‬عباد بن سليمان عن سعد بن سعد عن صفوان‬
‫بن يحيى عن أبي الحسن الرضا )عليه السلم( قال‪ :‬قال أبو جعفر )عليه‬
‫السلم(‪ :‬لول أنا نزاد لنفد ما عندنا‪(6) .‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (3‬بصائر الدرجات‪ (2) .117 :‬بصائر الدرجات‪ 116 :‬و ‪ ،117‬الختصاص‪:‬‬
‫‪ (4) .314‬في المصدر‪ :‬عن عمرو‪ (5) .‬بصائر الدرجات‪(6) .117 :‬‬
‫بصائر الدرجات‪.117 :‬‬

‫]‪[92‬‬

‫‪ - 18‬ختص‪ ،‬ير‪ :‬موسى بن جعفر قال‪ :‬وجدت بخط أبي يعني جعفر بن محمد بن‬
‫عبد ال يرويه عن محمد بن عيسى الشعري عن محمد بن سليمان‬
‫الديلمي عن أبيه قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( فقلت‪ :‬جعلت فداك‬
‫سمعتك وأنت تقول غير مرة‪ :‬لول أنا نزاد لنفدنا‪ ،‬قال‪ :‬أما الحلل والحرام‬
‫فقد وال أنزله ال على نبيه )صلى ال عليه وآله وسلم( بكماله‪ ،‬وما يزاد‬
‫المام في حلل ول حرام‪ .‬قال‪ :‬فقلت‪ :‬فما هذه الزيادة ؟ قال‪ :‬في سائر‬
‫الشياء‪ ،‬سوى الحلل والحرام قال‪ :‬قلت‪ :‬فتزادون شيئا يخفى على رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( ؟ فقال‪ :‬ل إنما يخرج المر من عند ال فيأتي به‬
‫الملك رسول ال )صلى ال عليه وآله( فيقول‪ :‬يا محمد ربك يأمرك بكذا‬
‫وكذا‪ ،‬فيقول‪ :‬انطلق به إلى علي )عليه السلم( فيأتي عليا فيقول‪ :‬انطلق‬
‫به إلى الحسن فيقول‪ :‬انطلق به إلى الحسين‪ ،‬فلم يزل هكذا ينطلق إلى‬
‫واحد بعد واحد حتى يخرج إلينا‪ .‬قلت‪ :‬فتزادون شيئا ل يعلمه رسول ال ؟‬
‫فقال‪ :‬ويحك يجوز أن يعلم المام شيئا لم يعلمه رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله وسلم( والمام من قبله ؟ )‪ - 19 (1‬ختص‪ ،‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن‬
‫البزنطي عن ثعلبة عن زرارة قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول‪:‬‬
‫لول نزاد لنفدنا‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬تزادون شيئا ل يعلمه رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( قال‪ :‬إنه إذا كان ذلك عرض على رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( ثم على الئمة ثم انتهى إلينا‪ - 20 (2) .‬ختص‪ ،‬ير‪ :‬محمد بن عيسى‬
‫عن يونس بن عبد الرحمان عن بعض أصحابه عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬ليس شئ يخرج من ال حتى يبدأ برسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( ثم بأمير المؤمنين ثم واحدا )‪ (3‬بعد واحد لكيل‬
‫يكون آخرنا أعلم من أو لنا‪(4) .‬‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ 116 :‬الختصاص‪ (2) .313 :‬بصائر الدرجات‪،16 1 :‬‬
‫الختصاص‪ (3) .312 :‬في نسخة‪ :‬ثم بواحد بعد واحد‪ (4) .‬بصائر‬
‫الدرجات‪ ،116 :‬الختصاص‪.313 :‬‬

‫]‪[93‬‬

‫‪ - 21‬ختص‪ ،‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن ابن فضال عن محمد بن الربيع عن عبد ال‬
‫بن بكير عن أبي بصير قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬لول‬
‫أنا نزاد لنفد )‪ ،(1‬قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك تزادون شيئا ليس عند رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله وسلم( ؟ قال‪ :‬إنه إذا كان ذلك اتي إلى رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله وسلم( فاخبره ثم اتي إلى علي )عليه السلم( فاخبره‬
‫)‪ (2‬إلى واحد بعد واحد حتى ينتهي إلى صاحب هذا المر‪ - 22 (3) .‬ير‪:‬‬
‫عبد ال بن محمد عن الخشاب عن غياث بن مثنى الحلبي عن يزيد بن‬
‫إسحاق عن معمر قال‪ :‬قلت لبي الحسن )عليه السلم(‪ :‬يكون عندكم ما لم‬
‫يجئ عند النبي )صلى ال عليه وآله وسلم( ؟ فقال‪ :‬يعرض ذلك عليه إذا‬
‫حدث ثم على من بعده واحد بعد واحد‪ - 23 (4) .‬ير‪ :‬محمد بن الحسين‬
‫عن موسى بن سعدان عن عبدا ل بن القاسم عن سماعة قال‪ :‬قال أبو عبد‬
‫ال )عليه السلم(‪ :‬إن ل علمين‪ :‬علما أظهر عليه ملئكته وأنبياءه‬
‫ورسله فما أظهر عليه ملئكته ورسله وأنبياءه فقد علمناه‪ ،‬وعلما استأثر‬
‫به‪ ،‬فإذا بدال في شئ منه أعلمناه ذلك‪ ،‬وعرض على الئمة الذين كانوا‬
‫من قبلنا‪ - 24 (5) .‬ير‪ :‬محمد بن هارون عن موسى بن الحسين عن علي‬
‫بن جعفر عن أخيه موسى )عليه السلم( قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه‬
‫السلم( مثله )‪ .(6‬ير‪ :‬عبد ال بن محمد عن محمد بن الحسين عن عثمان‬
‫بن عيسى عن سماعة عن أبي عبد ال )عليه السلم( مثله )‪ .(7‬ختص‪:‬‬
‫محمد بن الحسين مثله )‪.(8‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬لنفدنا‪ (2) .‬في نسخة‪ :‬فاخبر به‪ (3) .‬بصائر الدرجات‪،116 :‬‬
‫الختصاص‪ 312 :‬و ‪ (4) .313‬بصائر الدرجات‪ (5) .116 :‬بصائر‬
‫الدرجات‪ .116 :‬فيه‪ :‬فقد علمناه‪ 6) .‬و ‪ (7‬بصائر الدرجات‪(8) .116 :‬‬
‫الختصاص‪ 313 :‬فيه اختصار‪.‬‬

‫]‪[94‬‬

‫‪ - 25‬ير‪ :‬إبراهيم بن هاشم عن أبي عبد ال البرقي رفعه إلى أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬إذا كان ذلك بدئ برسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( ثم‬
‫الدنى فالدنى حتى ينتهي إلى صاحب المر الذي في زمانه )‪ - 26 .(1‬ير‪:‬‬
‫أحمد بن موسى عن الحسين بن علي بن نعمان عن البزنطي عن ثعلبة عن‬
‫زرارة عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬لول أنا نزاد نفدنا‪،‬‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬فتزادون شيئا ل يعلمه رسول ال )صلى ال عليه وآله( وسلم ؟‬
‫قال‪ :‬إذا كان ذلك عرض على رسول ال )صلى ال عليه وآله( وعلى‬
‫الئمة ثم انتهى المر إلينا )‪ - 27 .(2‬ختص‪ ،‬ير‪ :‬محمد بن عيسى عن‬
‫يونس عن هشام بن سالم )‪ (3‬قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬كلم‬
‫سمعته عن أبي الخطاب‪ ،‬فقال‪ :‬اعرضه علي‪ (4) ،‬قال‪ :‬فقلت‪ :‬يقول إنكم‬
‫تعلمون الحلل والحرام وفصل ما بين الناس )‪ ،(5‬فلما أردت القيام أخذ‬
‫بيدي فقال‪) :‬عليه السلم(‪ :‬يا محمد )‪ (6‬كذا علم القرآن والحلل والحرام‬
‫يسير )‪ (7‬في جنب العلم الذي يحدث في الليل والنهار )‪ - 28 .(8‬ير‪ :‬ابن‬
‫يزيد عن ابن محبوب عن عمر بن يزيد قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( إذا مضى المام يفضى من علمه في الليلة التي يمضي فيها إلى‬
‫المام القائم من بعده مثل ما كان يعلم الماضي‪ ،‬قال‪ :‬وما شاء ال من ذلك‬
‫يورث كتبا ول يوكل إلى نفسه ويزاد في ليله ونهاره )‪.(9‬‬
‫)‪ 1‬و ‪ (2‬بصائر الدرجات‪ (3) .116 :‬الصحيح كما في الختصاص‪ :‬هشام بن سالم‬
‫عن محمد بن مسلم‪ (4) .‬في الختصاص‪ :‬اعرضه على فقلت‪ (5) .‬زاد‬
‫في الختصاص‪ :‬فسكت‪ (6) .‬يؤيد ذلك ما صححنا قبل ذلك‪ (7) .‬في‬
‫الختصاص‪ :‬يصير‪ (8) .‬بصائر الدرجات‪ ،116 :‬الختصاص‪(9) .414 :‬‬
‫بصائر الدرجات‪.173 :‬‬

‫]‪[95‬‬

‫ير‪ :‬محمد بن عبد الحميد عن محمد بن عمر بن يزيد عن الحسن بن عمر عن أبيه‬
‫عن أبي عبد ال )عليه السلم( مثله‪ - 29 (1) .‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن‬
‫الهوازي عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن أبي بصير قال‪:‬‬
‫قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬المام إذا مات يعلم الذي بعده في تلك‬
‫الساعة مثل علمه ؟ قال‪ :‬يورث كتبا ويزاد في كل يوم وليلة ول يوكل إلى‬
‫نفسه )‪ - 30 (2‬ير‪ :‬ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن منصور عن أبي‬
‫بصير قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬جعلني ال فداك العالم منكم‬
‫يمضي في اليوم أو في الليلة أو في الساعة يخلفه العالم من بعده في ذلك‬
‫اليوم أو في تلك الساعة يعلم مثل علمه ؟ قال‪ :‬يابا محمد يورث كتبا ويزاد‬
‫في الليل والنهار ول يكله ال إلى نفسه )‪ .(3‬ير‪ :‬محمد بن الحسين عن‬
‫منصور مثله‪ - 31 (4) .‬ير‪ :‬الحسن بن علي عن أحمد بن هلل عن أبي‬
‫مالك الحضرمي عن أبي الصباح عن أبي بصير قال‪ :‬قلت لبي عبد ال‬
‫)عليه السلم(‪ :‬يكون أن يفضى هذا المر إلى من لم يبلغ‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬قلت‪:‬‬
‫ما يصنع ؟ قال‪ :‬يورث كتبا ول يكله ال إلى نفسه )‪ - 32 .(5‬ير‪ :‬أحمد بن‬
‫محمد عن ابن محبوب عن يعقوب السراج قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه‬
‫السلم( متى يمضي )‪ (6‬المام حتى يؤدي علمه إلى من يقوم مقامه من‬
‫بعده ؟ قال‪ :‬فقال‪ :‬ل يمضي المام حتى يعلمه إلى من انتجبه ال )‪ (7‬ولكن‬
‫يكون صامتا معه فإذا مضى ولي العلم نطق به من بعده‪(8) .‬‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ 137 :‬فيه‪ :‬أو ما شاء ال‪ (4 - 2) .‬بصائر الدرجات‪) .137 :‬‬
‫‪ (5‬بصائر الدرجات‪ (6) .137 :‬هكذا في المصدر وفى نسخ من الكتاب‪،‬‬
‫وفى نسخة لم يذكر )متى( ولعله الصح‪ (7) .‬في المصدر‪ :‬حتى يفضى‬
‫علمه إلى من انتجبه ال‪ (8) .‬بصائر الدرجات‪.137 :‬‬

‫]‪[96‬‬

‫‪ - 33‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن ابن سنان عن محمد بن نعمان قال‪ :‬سمعت أبا عبد‬
‫ال )عليه السلم( وهو يقول إن ال ل يكلنا إلى أنفسنا ولو وكلنا إلى‬
‫أنفسنا لكنا كعرض الناس )‪ (1‬ونحن الذين )‪ (2‬قال ال عزوجل‪ :‬ادعوني‬
‫استجب لكم‪ (3) .‬بيان‪ :‬الظاهر أن قوله )عليه السلم(‪ " :‬ونحن " كلم‬
‫مستأنف‪ ،‬ويحتمل أن يكون تعليل للسابق‪ ،‬أي إنا ندعوا ال بأن يزيد في‬
‫علمنا ول يكلنا إلى أنفسنا ويستجيب ال لنا بمقتضى وعده‪ - 34 .‬ير‪ :‬أبو‬
‫محمد عن عمران بن موسى عن أبي عبد ال الرازي عن أحمد بن محمد‬
‫عن الحسين بن عمر بن يزيد عن أبي الحسن )عليه السلم( قال‪ :‬قلت له‪:‬‬
‫إن أبي حدثني عن جدك أنه سأله عن المام متى يفضي إليه علم صاحبه ؟‬
‫فقال‪ :‬في الساعة التي يقبض فيها يصير علم صاحبه‪ ،‬فقال‪ :‬هو أو ما شاء‬
‫ال يورث كتبا ول يوكل إلى نفسه ويزاد في الليل والنهار‪ ،‬فقلت له‪ :‬عندك‬
‫تلك الكتب وذلك الميراث ؟ فقال‪ :‬إي وال أنظر فيها‪ - 35 (4) .‬ير‪ :‬أحمد‬
‫بن محمد عن الهوازي عن معمر قال‪ :‬قلت‪ :‬لو تعلمون الغيب )‪ (5‬قال‪:‬‬
‫فقال أبو جعفر )عليه السلم(‪ :‬يبسط لنا فنعلم ويقبض عنا فل نعلم‪(6) .‬‬
‫بيان‪ :‬لو للتمني‪ - 36 .‬كنز‪ :‬محمد بن العباس عن علي بن محمد بن مخلد‬
‫الدهان عن الحسن بن‬

‫)‪ (1‬بضم العين أي كعامتهم يقال‪ :‬هو من عرض الناس أي من العامة‪ (2) .‬أي ما‬
‫وكلنا إلى انفسنا إذ امرنا أن ندعوه ونطلب منه ما شئنا وما يزيد في‬
‫علمنا‪ (3) .‬بصائر الدرجات‪ 137 :‬و ‪ 138‬والية في‪ (4) .‬بصائر‬
‫الدرجات‪ 138 :‬فيه‪ :‬وما شاء ال‪ (5) .‬في المصدر ]أو تعلمون الغيب[‬
‫أقول‪ :‬اراد السائل ان ال يطلعكم على غيبه ؟ فاجابه )عليه السلم( ان‬
‫ذلك إلى ال‪ ،‬ولعل البسط اشارة إلى شرح صدورهم وكشف الغوامض و‬
‫تبيينها لهم أو اطلعهم على اللوح المحفوظ‪ (6) .‬بصائر الدرجات‪.151 :‬‬

‫]‪[97‬‬

‫علي بن أحمد العلوي قال‪ :‬بلغني عن أبي عبد ال )عليه السلم( أنه قال لداود‬
‫الرقي‪ :‬أيكم ينال السماء ؟ )‪ (1‬فوال إن أرواحنا وأرواح النبيين لتنال )‪(2‬‬
‫العرش كل ليلة جمعة يا داود قرأ لي )‪ (3‬محمد بن علي )عليه السلم( حم‬
‫السجدة حتى بلغ " فهم ل يسمعون " ثم قال‪ :‬نزل جبرئيل على رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله وسلم( بأن المام بعده علي )عليه السلم( )‪ (4‬ثم قرأ‬
‫)عليه السلم(‪ " :‬حم تنزيل من الرحمان الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا‬
‫عربيا لقوم يعلمون " حتى بلغ " فأعرض أكثرهم " عن ولية علي )عليه‬
‫السلم( " فهم ل يسمعون " )‪ - 37 .(5‬كتاب جعفر بن محمد بن شريح‬
‫عن عبد ال بن طلحة النهدي قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‬
‫وسأله ذريح فقال له‪ :‬جعلني ال فداك لي إليك حاجة‪ ،‬فقال‪ :‬يا ذريح هات‬
‫حاجتك فما أحب إلي قضاء حاجتك‪ ،‬فقال‪ :‬جعلني ال فداك أخبرني هل‬
‫تحتاجون إلى شئ مما تسألون عنه ليس يكون عندكم فيه ثبت من رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( حتى تنظرون إلى ما عندكم من الكتب ؟ قال‬
‫)عليه السلم(‪ :‬يا ذريح أما وال لول أنا نزاد لنفدنا‪ .‬قال عبد ال بن‬
‫طلحة‪ :‬فقلت له‪ :‬تزادون ما ليس عند النبي )صلى ال عليه وآله وسلم( ؟‬
‫قال‪ :‬إن داود ورث النبيين وزاده ال‪ ،‬وإن سليمان ورث داود وزاده ال‪،‬‬
‫وإن محمدا )عليه السلم( ورث داود وسليمان وزاده ال‪ ،‬وإنا ورثنا النبي‬
‫وزادنا ال‪ ،‬وإنا لسنا نزاد شيئا إل شئ يعلمه محمد‪ ،‬أوما سمعت أبي يقول‬
‫إن أعمال العباد تعرض على رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( كل‬
‫خميس فينظر فيها ويعلم ما يكون منها فلسنا نزاد شيئا إل شيئا يعلمه هو‪.‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪] :‬انكم لن تناولوا السماء[ ولعله مصحف‪ :‬انكم لن تنالوا السماء‪) .‬‬
‫‪ (2‬في المصدر‪] :‬لتناول[ ولعله مصحف‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬قرأ ابى‪(4) .‬‬
‫في المصدر‪ :‬بان المر بعده لعلى )عليه السلم( ثم قرأ عليه‪ (5) .‬كنز‬
‫الفوائد‪ 278 :‬و ‪ 279‬واليات في فصلت‪.4 - 1 :‬‬

‫]‪[98‬‬

‫‪) - 4‬باب( * )انهم عليهم السلم ل يعلمون الغيب ومعناه( * اليات‪ :‬آل عمران‪" :‬‬
‫‪ " 3‬وما كان ال ليطلعكم على الغيب ولكن ال يجتبي من رسله من يشآء‪.‬‬
‫" ‪ " 175‬النعام‪ " 6 " :‬قل ل أقول لكم عندي خزائن ال ول أعلم الغيب‬
‫ول أقول لكم إني ملك إن أتبع إل ما يوحى إلي‪ " 51 " .‬وقال تعالى‪:‬‬
‫وعنده مفاتح الغيب ل يعلمها إل هو‪ " 60 " .‬العراف‪ " 7 " :‬ولو كنت‬
‫أعلم الغيب لستكثرت من الخير وما مسني السوء " ‪ " 189‬يونس‪" :‬‬
‫‪ " 10‬فقل إنما الغيب ل‪ " 20 " .‬هود‪ " 11 " :‬حاكيا عن نوح )عليه‬
‫السلم(‪ :‬ول أقول لكم عندي خزائن ال ول أعلم الغيب‪ " 33 " .‬وقال‬
‫سبحانه‪ :‬ول غيب السموات والرض " ‪ " 123‬النحل‪ :‬ول غيب‬
‫السماوات والرض‪ " 79 " .‬النمل‪ " 27 " :‬قل ل يعلم من في السماوات‬
‫والرض الغيب إل ل‪ " 66 " .‬لقمان " ‪ :" 31‬إن ال عنده علم الساعة‬
‫وينزل الغيث ويعلم ما في الرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما‬
‫تدري نفس بأي أرض تموت إن ال عليم خبير " ‪ ." 34‬سبأ " ‪ :" 34‬قل‬
‫إن ربي يقذف بالحق علم الغيوب " ‪ ." 48‬الجن " ‪ :" 72‬عالم الغيب‬
‫فل يظهر على غيبه أحدا‪ ،‬إل من ارتضى من رسول‬

‫]‪[99‬‬
‫فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه )‪ (1‬رصدا " ‪ 26‬و ‪ ." 27‬تفسير‪ :‬الستدراك‬
‫في الية الولى يدل على أن ال تعالى يطلع من يجتبي من رسله على‬
‫بعض الغيوب‪ ،‬قال البيضاوي‪ :‬أي ما كان ال ليؤتي أحدكم علم الغيب‬
‫فيطلع على ما في القلوب من كفر وإيمان ولكنه يجتبي لرسالته من يشاء‬
‫فيوحي إليه ويخبره ببعض المغيبات‪ ،‬أو ينصب له ما يدل عليها‪ (2) .‬وأما‬
‫الية الثانية فقال الطبرسي رحمه ال‪ :‬ول أعلم الغيب الذي يختص ال‬
‫بعلمه‪ ،‬وإنما أعلم قدر ما يعلمني ال تعالى من أمر البعث والنشور والجنة‬
‫والنار وغير ذلك " إن أتبع إل ما يوحى إلي " يريد ما اخبركم إل بما‬
‫أنزله ال إلي‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬وقال الزجاج أي ما أنبأتكم به من غيب فيما‬
‫مضى وفيما سيكون فهو بوحي من ال عزوجل‪ (3) .‬وقال في قوله تعالى‪:‬‬
‫" وعنده مفاتح الغيب " معناه خزائن الغيب الذي فيه علم العذاب‬
‫المستعجل وغير ذلك " ل يعلمها " أحد " إل هو " أو من أعلمه به‬
‫وعلمه إياه وقيل‪ :‬معناه وعنده مقدورات الغيب يفتح بها على من يشاء‬
‫من عباده باعلمه به وتعليمه إياه وتيسيره السبيل إليه ونصبه الدلة له‪،‬‬
‫ويغلق عمن يشاء ول ينصب الدلة له‪ .‬وقال الزجاج‪ :‬يريد عنده الوصلة‬
‫إلى علم الغيب‪ ،‬وقيل‪ :‬مفاتح الغيب خمس‪ :‬إن ال عنده علم الساعة الية‪،‬‬
‫وتأويل الية أن ال عالم بكل شئ من مبتدآت المور وعواقبها فهو يعجل‬
‫ما تعجيله أصوب وأصلح‪ ،‬ويؤخر ما تأخيره أصلح وأصوب وإنه الذي‬
‫يفتح باب العلم لمن يريد من النبياء والولياء لنه ل يعلم الغيب‬

‫)‪ (1‬وفى سورة الكهف ‪ :18‬له غيب السماوات والرض ‪ .26‬وفى المصحف‬
‫الشريف آيات اخرى لم يذكرها المصنف اختصارا‪ (2) .‬انوار التنزيل‪) .‬‬
‫‪ (3‬مجمع البيان ‪.304 :2‬‬

‫]‪[100‬‬

‫سواه‪ ،‬ول يقدر أن يفتح باب العلم به للعباد إل ال‪ (1) .‬وقال رحمه ال في قوله‬
‫تعالى‪ " :‬ول غيب السماوات والرض " معناه ول علم ما غاب في‬
‫السماوات والرض ل يخفى عليه شئ منه‪ ،‬ثم قال‪ :‬وجدت بعض المشايخ‬
‫ممن يتسم بالعدل والتشيع قد ظلم الشيعة المامية في هذا الموضع من‬
‫تفسيره فقال‪ :‬هذا يدل على أن ال تعالى يختص بعلم الغيب خلفا لما تقول‬
‫الرافضة‪ :‬إن الئمة )عليهم السلم( يعلمون الغيب‪ ،‬ول شك أنه عنى بذلك‬
‫من يقول بامامة الثني عشر ويدين بأنهم أفضل النام بعد النبي )صلى ال‬
‫عليه وآله وسلم( فإن هذا دأبه وديدنه فيهم‪ ،‬يشنع في مواضع كثيرة من‬
‫كتابه عليهم‪ ،‬وينسب القبائح والفضائح إليهم‪ ،‬ول نعلم أحدا منهم استجاز‬
‫الوصف بعلم الغيب لحد من الخلق‪ ،‬وإنما يستحق الوصف بذلك من يعلم‬
‫جميع المعلومات ل بعلم مستفاد‪ ،‬وهذا صفة القديم سبحانه العالم لذاته ل‬
‫يشركه فيه أحد من المخلوقين‪ ،‬ومن اعتقد أن غير ال يشركه في هذه‬
‫الصفة فهو خارج عن ملة السلم‪ .‬وأما ما نقل عن أمير المؤمنين )عليه‬
‫السلم( ورواه عنه الخاص والعام من الخبار بالغائبات في خطب الملحم‬
‫وغيرها كإخباره عن صاحب الزنج وعن ولية مروان بن الحكم وأولده‬
‫وما نقل من هذا الفن عن أئمة الهدى )عليهم السلم( فان جميع ذلك متلقى‬
‫من النبي )صلى ال عليه وآله وسلم( مما أطلعه ال عليه‪ ،‬فل معنى لنسبة‬
‫من روى عنهم هذه الخبار المشهورة إلى أنه يعتقد كونهم عالمين‬
‫بالغيب‪ ،‬وهل هذا إل سب قبيح وتضليل لهم بل تكفير‪ ،‬ول يرتضيه من هو‬
‫بالمذاهب خبير‪ ،‬وال يحكم بينه وبينهم وإليه المصير‪ (2) .‬وقال رحمه ال‬
‫في قوله‪ " :‬قل ل يعلم من في السماوات والرض " من الملئكة والنس‬
‫والجن " الغيب " وهو ما غاب علمه من الخلق مما يكون في المستقبل "‬
‫إل ال " وحده أو من أعلمه ال )‪ (3‬وقال في قوله تعالى‪ " :‬إن ال عنده‬
‫علم الساعة " أي استأثر ال سبحانه به ولم‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ‪ (2) .311 :2‬مجمع البيان ‪ (3) .205 :3‬مجمع البيان ‪.230 :4‬‬

‫]‪[101‬‬

‫يطلع عليه أحدا من خلقه فل يعلم وقت قيام الساعة سواه " وينزل الغيث " فيما‬
‫يشاء من زمان ومكان‪ ،‬والصحيح أن معناه ويعلم الغيث نزول الغيث في‬
‫زمانه ومكانه كما جاء في الحديث " أن مفاتيح الغيب خمس ل يعلمهن إل‬
‫ال " وقرأ هذه الية و " يعلم ما في الحام " أذكر أم انثى‪ ،‬أصحيح أم‬
‫سقيم‪ ،‬واحد أم أكثر ؟ " وما تدري نفس ماذا تكسب غدا " أي ماذا تعلم‬
‫في المستقبل‪ ،‬وقيل‪ :‬ما تعلم بقاءه غدا فكيف تعلم تصرفه " وما تدري‬
‫نفس بأي أرض تموت " أي في أي أرض يكون موته‪ .‬وقد روي عن أئمة‬
‫الهدى‪ :‬أن هذه الشيآء الخمسة ل يعلمها على التفصيل والتحقيق غيره‬
‫تعالى‪ (1) .‬وقال في قوله تعالى‪ " :‬فل يظهر على غيبه أحدا " ثم استثنى‬
‫فقال‪ " :‬إل من ارتضى من رسول " يعني الرسل فانه يستدل على نبوتهم‬
‫بأن يخبروا بالغيب ليكون آية ومعجزة لهم ومعناه أن من ارتضاه واختاره‬
‫للنبوة والرسالة فانه يطلعه على ما شاء من غيبه على حسب ما يراه‬
‫المصلحة‪ ،‬وهو قوله‪ " :‬فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا "‬
‫والرصد‪ :‬الطريق أي يجعل له إلى علم ما كان قبله من النبياء والسلف‬
‫وعلم ما يكون بعده طريقا‪ .‬وقيل‪ :‬معناه أنه يحفظ الذي يطلع عليه الرسول‬
‫فيجعل بين يديه وخلفه رصدا من الملئكة يحفظون الوحي من أن تسترقه‬
‫الشياطين فتلقيه إلى الكهنة‪ ،‬وقيل‪ :‬رصدا من بين يديه ومن خلفه وهم‬
‫الحفظة من الملئكة يحرسونه عن شر العداء وكيدهم‪ ،‬وقيل‪ :‬المراد به‬
‫جبرئيل أي يجعل من بين يديه ومن خلفه رصدا كالحجاب تعظيما لما‬
‫يتحمله من الرسالة كما جرت عادة الملوك بأن يضموا إلى الرسول جماعة‬
‫من خواصه تشريفا له‪ - 1 (2) .‬فس‪ " :‬إن ال عنده علم الساعة وينزل‬
‫الغيث ويعلم ما في الرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس‬
‫بأي أرض تموت إن ال عليم خبير "‪.‬‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ‪ (2) .324 :4‬مجمع البيان ‪.374 :5‬‬

‫]‪[102‬‬

‫قال الصادق )عليه السلم(‪ :‬هذه الخمسة أشياء لم يطلع عليها ملك مقرب ول نبي‬
‫مرسل وهي من صفات ال عزوجل‪ - 2 (1) .‬ل‪ :‬ابن الوليد عن الصفار‬
‫عن ابن هاشم عن عبد الرحمان بن حماد عن إبراهيم بن عبد الحميد عن‬
‫أبي اسامة عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال لي أبي‪ :‬أل اخبرك‬
‫بخمسة لم يطلع ال عليها أحدا من خلقه ؟ قلت‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬إن ال عنده‬
‫علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الرحام وما تدري نفس ماذا تكسب‬
‫غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن ال عليم خبير‪ - 3 (2) .‬ير‪ :‬أحمد‬
‫بن محمد عن محمد بن سنان عن أبي الجارود عن الصبغ بن نباتة قال‪:‬‬
‫سمعت أمير المؤمنين )عليه السلم( يقول‪ :‬إن ل علمين‪ :‬علم استأثر به‬
‫في غيبه فلم يطلع عليه نبيا من أنبيائه ول ملكا من ملئكته وذلك قول ال‬
‫تعالى‪ " :‬إن ال عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الرحام وما‬
‫تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت " وله علم‬
‫قد أطلع عليه ملئكته فما أطلع عليه ملئكته فقد أطلع عليه محمدا وآله‪،‬‬
‫وما أطلع عليه محمدا وآله فقد أطلعني عليه يعلمه الكبير منا والصغير إلى‬
‫أن تقوم الساعة‪ - 4 (3) .‬شى‪ :‬عن خلف بن حماد عن رجل عن أبي عبد‬
‫ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن ال يقول في كتابه‪ " :‬ولو كنت أعلم الغيب‬
‫لستكثرت من الخير وما مسني السوء " يعني الفقر‪ - 5 (4) .‬جا‪ :‬الحسين‬
‫بن أحمد بن المغيرة عن حيدر بن محمد السمرقندي عن محمد بن عمر‬
‫الكشي عن حمدويه بن نصير عن ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن أبي‬
‫المغيرة قال‪ :‬كنت أنا ويحيى بن عبد ال بن الحسن عند أبي الحسن )عليه‬
‫السلم( فقال له يحيى‪ :‬جعلت‬

‫)‪ (1‬تفسير القمى‪ (2) .510 :‬الخصال ‪ (3) .139 :1‬بصائر الدرجات‪(4) .31 :‬‬
‫تفسير العياشي ‪.43 :2‬‬
‫]‪[103‬‬

‫فداك إنهم يزعمون أنك تعلم الغيب‪ ،‬فقال‪ :‬سبحان ال ضع يدك على رأسي‪ ،‬فوال‬
‫ما بقيت شعرة فيه ول في جسدي إل قامت‪ ،‬ثم قال‪ :‬ل وال ما هي إل‬
‫وراثة عن رسول ل )صلى ال عليه وآله(‪ - 6 (1) .‬نهج‪ :‬لما أخبر )عليه‬
‫السلم( بأخبار الترك وبعض الخبار التية قال له بعض أصحابه‪ :‬لقد‬
‫اعطيت يا أمير المؤمنين علم الغيب‪ ،‬فضحك وقال للرجل وكان كلبيا‪ :‬يا‬
‫أخا كلب ليس هو بعلم غيب‪ ،‬وإنما هو تعلم من ذي علم‪ ،‬وإنما علم الغيب‬
‫علم الساعة وما عدده ال سبحانه بقوله‪ " :‬إن ال عنده علم الساعة "‬
‫الية‪ :‬فيعلم سبحانه ما في الرحام من ذكر أو أنثى أو قبيح أو جميل أو‬
‫سخي أو بخيل أو شقي أو سعيد‪ ،‬ومن يكون في النار حطبا أو في الجنان‬
‫للنبيين مرافقا‪ ،‬فهذا علم الغيب الذي ل يعلمه أحدا إل ال‪ ،‬وما سوى ذلك‬
‫فعلم علمه ال نبيه فعلمنيه‪ ،‬ودعا لي بأن يعيه صدري وتضطم عليه‬
‫جوانحي‪ (2) .‬تحقيق‪ :‬قد عرفت مرارا أن نفي علم الغيب عنهم معناه أنهم‬
‫ل يعلمون ذلك من أنفسهم بغير تعليمه تعالى بوحي أو إلهام‪ .‬وإل فظاهر‬
‫أن عمدة معجزات النبياء والوصيآء )عليهم السلم( من هذا القبيل‪ ،‬وأحد‬
‫وجوه إعجاز القرآن أيضا اشتماله على الخبار بالمغيبات‪ ،‬ونحن أيضا‬
‫نعلم كثيرا من المغيبات بإخبار ال تعالى ورسوله والئمة )عليهم السلم(‬
‫كالقيامة وأحوالها والجنة والنار والرجعة وقيام القائم )عليه السلم(‬
‫ونزول عيسى )عليه السلم( وغير ذلك من أشراط الساعة‪ ،‬والعرش‬
‫والكرسي والملئكة‪ .‬وأما الخمسة التي وردت في الية فتحتمل وجوها‪:‬‬
‫الول أن يكون المراد أن تلك المور ل يعلمها على التعيين والخصوص إل‬
‫ال تعالى‪ ،‬فإنهم إذا اخبروا بموت شخص في اليوم الفلني فيمكن أن ل‬
‫يعلموا خصوص الدقيقة التي تفارق الروح الجسد فيها مثل‪ ،‬ويحتمل أن‬
‫يكون ملك الموت أيضا ل يعلم ذلك‪.‬‬

‫)‪ (1‬امالي المفيد‪ 13 :‬و ‪ (2) .14‬نهج البلغة ‪ 245 :1‬و ‪.246‬‬

‫]‪[104‬‬

‫الثاني‪ :‬أن يكون العلم الحتمي بها مختصا به تعالى‪ ،‬وكل ما أخبر ال به من ذلك‬
‫كان محتمل للبداء‪ .‬الثالث‪ :‬أن يكون المراد عدم علم غيره تعالى بها إل من‬
‫قبله‪ ،‬فيكون كسائر الغيوب‪ ،‬ويكون التخصيص بها لظهور المر فيها أو‬
‫لغيره‪ .‬الرابع‪ :‬ما أومأنا إليه سابقا وهو أن ال تعالى لم يطلع على تلك‬
‫المور كلية أحدا من الخلق على وجه ل بداء فيه‪ ،‬بل يرسل علمها على‬
‫وجه الحتم في زمان قريب من حصولها كليلة القدر أو أقرب من ذلك وهذا‬
‫وجه قريب تدل عليه الخبار الكثيرة إذ ل بد من علم ملك الموت بخصوص‬
‫الوقت كما ورد في الخبار‪ ،‬وكذا ملئكة السحاب والمطر بوقت نزول‬
‫المطر‪ ،‬وكذا المدبرات من الملئكة بأوقات وقوع الحوادث‪ .‬تذييل قال‬
‫الشيخ المفيد رحمه ال في كتاب المسائل‪ :‬أقول إن الئمة من آل محمد‬
‫)عليهم السلم( قد كانوا يعرفون ضمائر بعض العباد ويعرفون ما يكون‬
‫قبل كونه‪ ،‬وليس ذلك بواجب في صفاتهم ول شرطا في إمامتهم‪ ،‬وإنما‬
‫أكرمهم ال تعالى به وأعلمهم إياه للطف في طاعتهم والتسجيل بامامتهم‪،‬‬
‫وليس ذلك بواجب عقل‪ ،‬ولكنه وجب لهم من جهة السماع‪ ،‬فأما إطلق‬
‫القول عليهم بأنهم يعلمون الغيب فهو منكر بين الفساد‪ ،‬لن الوصف بذلك‬
‫إنما يستحقه من علم الشيآء بنفسه ل بعلم مستفاد‪ ،‬وهذا ل يكون إل ال‬
‫عزوجل وعلى قولي هذا جماعة أهل المامة إل من شذ عنهم من المفوضة‬
‫ومن انتمى إليهم من الغلة‪.‬‬

‫]‪[105‬‬

‫‪) - 5‬باب( * )انهم عليهم السلم خزان ال على علمه وحملة عرشه( * ‪ - 1‬ير‪:‬‬
‫أحمد عن الهوازي عن ابن أسباط عن أبيه عن سورة بن كليب قال‪ :‬قال‬
‫لي أبو جعفر )عليه السلم(‪ :‬وال إنا لخزان ال في سمائه وأرضه ل على‬
‫ذهب ول على فضة إل على علمه )‪ .(1‬بيان‪ :‬أي خزان علم السماء وعلم‬
‫الرض‪ - 2 .‬ير‪ :‬إبراهيم بن هاشم عن أبي عبد ال البرقي عن خلف بن‬
‫حماد عن ذريح المحاربي عن الثمالي عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪:‬‬
‫إن منا لخزنة ال في الرض وحزنته في السماء لسنا بخزان على ذهب‬
‫ول فضة )‪ - 3 .(2‬ير‪ :‬محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن خالد‬
‫بن ماد عن الثمالي عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬وال‬
‫إنا لخزان ال في سمائه وخزانه في أرضه لسنا بخزان على ذهب ول‬
‫فضة‪ (3) ،‬وإن منا لحملة العرش يوم القيامة )‪ .(4‬ير عبد ال بن محمد‬
‫عن إبراهيم بن محمد عن عبد ال بن جبلة عن ذريح عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( مثله )‪ - 4 .(5‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن الهوازي وأبي عبد‬
‫ال البرقي عن أبي طالب عن سدير عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪:‬‬
‫قلت له‪ :‬جعلت فداك ما أنتم ؟ قال‪ :‬نحن خزان ال على علم ال‪ ،‬نحن‬
‫تراجمة وحي ال‪ ،‬نحن الحجة البالغة على ما دون السماء وفوق الرض )‬
‫‪.(6‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬بصائر الدرجات‪ (3) .29 :‬في المصدر‪ :‬وخزانة في أرضه ل على ذهب‬
‫ول على فضة‪ 4) .‬و ‪ (5‬بصائر الدرجات‪ (6) .30 - 29 :‬بصائر‬
‫الدرجات‪.30 :‬‬
‫]‪[106‬‬

‫‪ - 5‬ير‪ :‬علي بن محمد عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن‬


‫سفيان عن سدير عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬نحن‬
‫خزان ال في الدنيا والخرة وشيعتنا خزاننا )‪ .(1‬ير‪ :‬علي بن محمد عن‬
‫القاسم بن محمد عن المنقري عن موسى عن سدير عن أبي جعفر )عليه‬
‫السلم( وزاد في آخره‪ :‬ولولنا ما عرف ال )‪ - 6 .(2‬ير‪ :‬محمد بن‬
‫الحسين عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن المنخل بن جميل عن‬
‫جابر الجعفي قال‪ :‬قال أبو جعفر )عليه السلم(‪ :‬وال إنا لخزان ال في‬
‫السماء وخزانه في الرض )‪ - 7 .(3‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن علي بن‬
‫الحكم عن ذريح المحاربي عن الثمالي عن علي بن الحسين عليهما السلم‬
‫قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬إن منا لخزان ال في سمائه وخزانه في أرضه‪ ،‬ولسنا‬
‫بخزان على ذهب ول فضة‪ - 8 (4) .‬ير‪ :‬محمد بن عبد الجبار عن أبي عبد‬
‫ال البرقي عن فضالة بن أيوب عن ابن أبي يعفور قال‪ :‬قال أبو عبد ال‬
‫)عليه السلم(‪ :‬يا ابن أبي يعفور إن ال واحد متوحد بالوحدانية‪ ،‬متفرد‬
‫بأمره‪ ،‬فخلق خلقا فقدرهم بذلك المر )‪ ،(5‬فنحن هم يا ابن أبي يعفور‪،‬‬
‫فنحن حجج ال في عباده وخزانه على علمه والقائمون بذلك‪ (6) .‬بيان‪:‬‬
‫بذلك‪ :‬أي بذلك المر وهو المامة‪ ،‬أو بذلك العلم‪ ،‬فالباء للسببية‪ - 9 .‬ير‪:‬‬
‫أحمد بن موسى عن الخشاب عن علي بن حسان عن عبد الرحمان بن‬
‫كثير قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬نحن ولة أمر ال‬
‫وخزنة علم ال وعيبة )‪(7‬‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ 30 :‬زاد في آخره‪ :‬ولولنا ما عرف ال‪ (2) .‬لم نجده بهذا‬
‫السناد والظاهر انه وما قبله متحدان وان موسى مصحف سفيان بن‬
‫موسى كما في المصدر‪ (5 - 3) .‬بصائر الدرجات‪ (6) .30 :‬في المصدر‪:‬‬
‫لذلك المر‪ (7) .‬العيبة‪ :‬الصندوق‪.‬‬

‫]‪[107‬‬

‫وحي ال‪ - 10 (1) .‬ير‪ :‬أحمد عن الحسين )‪ (2‬عن الحسين بن راشد عن موسى‬
‫بن القاسم عن علي بن جعفر عن أخيه )عليه السلم( قال‪ :‬قال أبو عبد ال‬
‫)عليه السلم(‪ :‬إن ال خلقنا فأحسن خلقنا‪ ،‬وصورنا فأحسن صورتنا‪،‬‬
‫فجعلنا خزانه في سماواته وأرضه‪ ،‬ولولنا ما عرف ال )‪ (3‬ير‪ :‬محمد بن‬
‫هارون عن علي بن جعفر مثله إلى قوله‪ :‬وأرضه‪ - 11 (4) .‬ير‪ :‬عبد ال‬
‫بن عامر عن ابن معروف عن أبي عبد الرحمان البصري عن أبي المغرا‬
‫عن أبي بصير عن خيثمة عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪:‬‬
‫نحن خزان ال‪ - 12 (5) .‬ير‪ :‬محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن‬
‫محمد بن الفضيل عن الثمالي قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول‪:‬‬
‫قال رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم(‪ :‬قال ال تبارك وتعالى‪:‬‬
‫استكمال )‪ (6‬حجتي على الشقياء من امتك من ترك ولية علي والوصياء‬
‫من بعدك فان فيهم سنتك وسنة النبياء من قبلك وهم خزاني على علمي‬
‫من بعدك‪ ،‬ثم قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬لقد أنبأني جبرئيل‬
‫بأسمائهم وأسماء آبائهم‪ (7) .‬توضيح‪ :‬استكمال مبتدء‪ ،‬وعلى الشقياء‬
‫خبره‪ ،‬أو هو متعلق باستكمال أو بحجتي‪ ،‬ومن ترك خبره إذا قرئ " من‬
‫" بكسر الميم‪ ،‬وعلى الول يمكن أن يقرأ بالفتح بدل أو عطف بيان‬
‫للشقياء‪.‬‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (2) .30 :‬في نسخة‪ :‬احمد بن الحسين عن الحسين بن اسد‪.‬‬
‫وفى المصدر‪ :‬احمد عن الحسين بن راشد‪ 3) .‬و ‪ (4‬بصائر الدرجات‪30 :‬‬
‫فيه‪ :‬فاحسن صورنا‪ 5) .‬و ‪ (7‬بصائر الدرجات‪ (6) .30 :‬في نسخة‪:‬‬
‫استكمل‪.‬‬

‫]‪[108‬‬

‫‪ - 13‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن داود العجلي عن زرارة عن‬


‫حمران عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬إن ال تبارك وتعالى أخذ الميثاق‬
‫على اولي العزم أني ربكم ومحمد رسولي وعلي أمير المؤمنين وأوصياؤه‬
‫من بعده ولة أمري وخزان علمي‪ ،‬وأن المهدي أنتصر به لديني‪14 (1) .‬‬
‫‪ -‬ير‪ :‬عبد ال بن عامر عن أبي عبد ال البرقي عن الحسن بن عثمان )‪(2‬‬
‫عن محمد بن الفضيل عن الثمالي عن أبي جعفر )عليه السلم( في قول‬
‫ال تبارك وتعالى‪ " :‬صراط ال الذي له ما في السماوات وما في الرض )‬
‫‪ (3‬أل إلى ال تصير المور " يعني عليا‪ ،‬إنه جعل عليا )عليه السلم(‬
‫خازنه على ما في السماوات وما في الرض من شئ وائمتنه عليه " أل‬
‫إلى ال تصير المور "‪(4) .‬‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (2) .30 :‬في المصدر‪ :‬الحسين بن عثمان‪ (3) .‬إلى هنا توجد‬
‫في المصدر ولم تذكر فيه بقية الية‪ (4) .‬بصائر الدرجات‪ 30 :‬والية في‬
‫الشورى‪.53 :‬‬

‫]‪[109‬‬

‫‪) 6‬باب( * )انهم عليهم السلم ل يحجب عنهم علم السماء والرض والجنة والنار(‬
‫* * )وأنه عرض عليهم ملكوت السماوات والرض ويعلمون علم ما كان(‬
‫* * )وما يكون إلى يوم القيامة‪ - 1 * (.‬ير‪ :‬محمد بن الحسين عن‬
‫البزنطي عن عبد الكريم عن سماعة بن سعد الخثعمي أنه كان مع المفضل‬
‫عند أبي عبد ال )عليه السلم( فقال له المفضل‪ :‬جعلت فداك يفرض ال‬
‫طاعة عبد على العباد ثم يحجب عنه خبر السماء ؟ قال‪ :‬ال أكرم وأرأف‬
‫بعباده من أن يفرض عليهم طاعة عبد يحجب عنه خبر السماء صباحا أو‬
‫مساء‪ - 2 (1) .‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن محمد بن‬
‫الفضيل عن الثمالي قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول‪ :‬ل وال )‪(2‬‬
‫ل يكون عالم جاهل أبدا‪ ،‬عالم بشئ جاهل بشئ‪ ،‬ثم قال‪ :‬ال أجل وأعز‬
‫وأعظم وأكرم من أن يفرض طاعة عبد يحجب عنه علم سمائه وأرضه‪ ،‬ثم‬
‫قال‪ :‬ل يحجب )‪ (3‬ذلك عنه‪ (4) .‬بيان‪ :‬قوله )عليه السلم(‪ :‬ل يكون عالم‬
‫جاهل‪ ،‬أي ل يكون العالم الذي فرض ال طاعته جاهل )‪ (5‬بشئ مما‬
‫يحتاج إليه الخلق ويصلحهم‪ ،‬أو المعنى أنه ل يكون العالم عالما على‬
‫الحقيقة حتى يكون عالما بكل شئ يقدر على علمه البشر‪ ،‬وإل‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ 34 :‬فيه‪ :‬وأرأف بالعباد‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬يقول‪ :‬وال‪(3) .‬‬
‫في نسخة‪ :‬ل‪ ،‬ل يحجب‪ (4) .‬بصائر الدرجات‪ (5) .34 :‬في نسخة‪] :‬ل‬
‫يكون العالم الذى فرض ال طاعته عبد يحجب عنه علم سمائه جاهل[‬
‫أقول‪ :‬الصحيح‪ :‬عبدا بالنصب‪.‬‬

‫]‪[110‬‬

‫فليس أحد إل وهو عالم بشئ فل يكون في الرض جاهل‪ ،‬عالم بشئ‪ ،‬أي فهو عالم‬
‫بشئ‪ .‬وفي الكافي‪ " :‬عالما بشئ جاهل بشئ " )‪ (1‬بدل تفصيل لقوله‪:‬‬
‫جاهل‪ ،‬وهو أظهر‪ ،‬والمراد بعلم السماء علم حقيقة السماء وما فيها من‬
‫الكواكب وحركاتها وأوضاعها ومن فيها من الملئكة وأحوالهم وأطوارهم‪،‬‬
‫أو المراد به العلم الذي يأتي من جهة السماء‪ ،‬وكذا علم الرض يحتمل‬
‫الوجهين ويمكن التعميم فيهما معا‪ - 3 .‬ير‪ :‬الحسين بن علي عن عبيس‬
‫بن هشام عن أبي غسان الذهلي عن المفضل بن عمر عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬قال‪ :‬ال أحكم وأكرم من أن يفرض طاعة عبد يحجب‬
‫عنه خبر السماء صباحا ومساء‪ - 4 (2) .‬ير‪ :‬عبد ال بن محمد عمن رواه‬
‫عن محمد بن خالد عن صفوان عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن ال‬
‫أجل وأعظم من أن يحتج بعبد من عباده ثم يخفي عنه شيئا من أخبار‬
‫السماء والرض‪ - 5 (3) .‬عبد ال بن محمد عن اللؤلؤي عن ابن سنان‬
‫عن سعد بن الصبغ الزرق قال‪ :‬دخلت مع حصين ورجل آخر على أبي‬
‫عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬فاستخلى أبو عبد ال )عليه السلم( برجل‬
‫فناجاه ما شاء ال‪ ،‬قال‪ :‬فسمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول للرجل‪:‬‬
‫أفترى ال يمن بعبد في بلده ويحتج على عباده ثم يخفي عنه شيئا من‬
‫أمره‪ - 6 (4) .‬ير‪ :‬ابن معروف عن حماد عن حريز عن أبي بصير عن‬
‫أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬سئل علي )عليه السلم( عن علم النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( فقال‪ :‬علم النبي علم جميع النبيين‪ ،‬وعلم ما كان‬
‫وعلم ما هو كائن إلى قيام الساعة‪ ،‬ثم قال‪ :‬والذي نفسي بيده إني لعلم‬
‫علم النبي )صلى ال عليه وآله( وعلم ما كان وعلم ما هو كائن فيما بيني‬
‫وبين قيام الساعة‪ - 7 (5) .‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن ابن أبي نجران عن‬
‫يونس بن يعقوب عن الحارث بن‬

‫)‪ (1‬اصول الكافي ‪ (5 - 2) .262 :1‬بصائر الدرجات‪.35 :‬‬

‫]‪[111‬‬

‫المغيرة عن عبد العلى وعبيدة بن بشير قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم( ابتداء‬
‫منه‪ :‬وال إني لعلم ما في السماوات وما في الرض وما في الجنة وما‬
‫في النار وما كان وما يكون إلى أن تقوم الساعة ثم قال‪ :‬أعلمه من كتاب‬
‫ال أنظر إليه هكذا‪ ،‬ثم بسط كفيه ثم قال‪ :‬إن ال يقول‪ :‬وأنزلنا )‪ (1‬إليك‬
‫الكتاب فيه تبيان كل شئ‪ - 8 (2) .‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن محمد بن سنان‬
‫عن يونس عن الحارث بن المغيرة وعدة من أصحابنا فيهم عبد العلى‬
‫وعبيدة بن عبد ال بن بشر الخثعمي وعبد ال بن بشير سمعوا أبا عبد ال‬
‫)عليه السلم( يقول‪ :‬إني لعلم ما في السماوات وأعلم ما في الرضين‬
‫وأعلم ما في الجنة وأعلم ما في النار وأعلم ما كان وما يكون‪ ،‬ثم مكث‬
‫هنيئة فرأى أن ذلك كبر على من سمعه‪ ،‬فقال‪ :‬علمت من كتاب ال إن ال‬
‫يقول‪ :‬فيه تبيان كل شئ‪ (3) .‬أقول‪ :‬سيأتي مثله بأسانيد في كتاب القرآن‪.‬‬
‫‪ - 9‬ير‪ :‬أحمد بن إسحاق عن عبد ال بن حماد عن سيف التمار قال‪ :‬كنا‬
‫مع أبي عبد ال )عليه السلم( جماعة من الشيعة في الحجر فقال‪ :‬علينا‬
‫عين ؟ فالتفتنا يمنة ويسرة فلم نر أحدا‪ ،‬فقلنا‪ :‬ليس علينا عين‪ ،‬قال‪ :‬ورب‬
‫الكعبة ورب البيت ‪ -‬ثلث مرات ‪ -‬لو كنت بين موسى والخضر لخبرتهما‬
‫أني أعلم منهما ولنبأتهما ما ليس في أيديهما لن موسى والخضر اعطيا‬
‫علم ما كان‪ ،‬ولم يعطيا علم ما هو كائن‪ ،‬وإن رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله وسلم( اعطي علم ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة‪ ،‬فورثناه من‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( وراثة‪ (4) .‬بيان‪ :‬جماعة منصوب‬
‫على الختصاص أو الحالية‪ ،‬علينا استفهام‪ ،‬والعين‪:‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪] :‬انا انزلنا[ أقول‪ :‬ما وجدنا ذلك ول ما في المتن في المصحف‬
‫الشريف والظاهر انهما مصحفان أو منقولن بالمعنى والفاظ الية هكذا‪:‬‬
‫]ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ[ راجع النحل‪ 2) .16 :‬و ‪ (4‬بصائر‬
‫الدرجات‪ (3) .35 :‬بصائر الدرجات‪ 35 :‬قد ذكرنا ذيل الحديث السابق ان‬
‫الية في المصحف الشريف هكذا‪ :‬ونزلنا‪ :‬عليك الكتاب تبيانا لكل شئ‪.‬‬

‫]‪[112‬‬

‫الرقيب والجاسوس‪ ،‬ولم يعطيا‪ ،‬لعل المراد أنهما )عليهما السلم( لم يعطيا علم‬
‫جميع ما يكون إذ قصة الغلم كان من جملة ما يكون‪ ،‬إل أن يقال‪ :‬المراد‬
‫به المور المتعلقة بما سيكون‪ ،‬ومتعلق ذلك المر كان الغلم الموجود‪،‬‬
‫لكن قد مر في باب أحوالهما ما ينافي هذا التأويل‪ ،‬والول أظهر‪ .‬فإن قيل‪:‬‬
‫سؤاله )عليه السلم( أول ينافي علمه بما كان وبما هو كائن‪ .‬قلت‪ :‬إنهم‬
‫ليسوا بمكلفين بالعمل بهذا العلم‪ ،‬فل بد لهم من العمل بما توجبه التقية‬
‫ظاهرا‪ ،‬مع أنه يمكن أن يحتاجوا في العلم على هذا الوجه إلى مراجعة إلى‬
‫الكتب‪ ،‬أو توجه إلى عالم القدس‪ ،‬أو سؤال من روح القدس في بعض‬
‫الحيان‪ - 10 .‬ير‪ :‬عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن علي بن‬
‫معبد عن جعفر بن عبد ال بن حماد عن عبد ال بن عبد الرحمان عن أبي‬
‫عمرو عن معاوية بن وهب قال‪ :‬استأذنت على أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫فأذن لي فسمعته يقول في كلم له‪ :‬يا من خصنا بالوصية وأعطانا علم ما‬
‫مضى وعلم ما بقي وجعل أفئدة من الناس تهوي إلينا وجعلنا ورثة النبياء‬
‫عليهم السلم‪ - 11 (1) .‬ير‪ :‬بالسناد المتقدم عن معاوية عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬اللهم يا من أعطانا علم ما مضى وما‬
‫بقي‪ ،‬وجعلنا ورثة النبياء وختم بنا المم السالفة " وخصنا بالوصية‪(2) .‬‬
‫‪ - 12‬ج‪ :‬عن أبان بن تغلب قال‪ :‬كنت عند أبي عبد ال )عليه السلم( إذ‬
‫دخل عليه رجل من أهل اليمن فسلم عليه فرد أبو عبد ال )عليه السلم(‬
‫فقال له‪ :‬مرحبا يا سعد‪ ،‬فقال له الرجل‪ :‬بهذا السم سمتني امي‪ ،‬وما أقل‬
‫من يعرفني به‪ ،‬فقال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬صدقت يا سعد المولى‪.‬‬
‫فقال الرجل‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬بهذا كنت القب‪ ،‬فقال أبو عبد ال )عليه السلم(‪:‬‬
‫ل خير في اللقب إن ال تبارك وتعالى يقول في كتابه‪ " :‬ول تنابزوا‬
‫باللقاب بئس السم الفسوق‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (2) .35 :‬بصائر الدرجات‪ 35 :‬و ‪.36‬‬

‫]‪[113‬‬

‫بعد اليمان " )‪ (1‬ما صناعتك يا سعد ؟ فقال‪ :‬جعلت فداك إنا أهل بيت ننظر في‬
‫النجوم ل يقال‪ :‬إن باليمن أحدا أعلم بالنجوم منا‪ .‬فقال أبو عبد ال )عليه‬
‫السلم(‪ :‬كم ضوء المشترى على ضوء القمر درجة ؟ فقال اليماني‪ :‬ل‬
‫أدري‪ ،‬فقال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬صدقت‪ ،‬كم ضوء المشتري على‬
‫ضوء عطارد درجة ؟ فقال اليماني‪ :‬ل أدري‪ ،‬فقال له أبو عبد ال )عليه‬
‫السلم(‪ :‬صدقت‪ ،‬فما اسم النجم الذي إذا طلع هاجت البل ؟ فقال اليماني‪:‬‬
‫ل أدري‪ ،‬فقال له أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬صدقت‪ ،‬فما اسم النجم الذي‬
‫إذا طلع هاجت البقر ؟ فقال اليماني‪ :‬ل أدري‪ ،‬فقال له أبو عبد ال )عليه‬
‫السلم( صدقت‪ ،‬فما اسم النجم الذي إذا طلع هاجت الكلب ؟ فقال اليماني‪:‬‬
‫ل أدري‪ .‬فقال له أبو عبد ال )عليه السلم(‪ .‬صدقت في قولك‪ :‬لأدري‪ ،‬فما‬
‫زحل عندكم في النجم ؟ فقال اليماني‪ :‬نجم نحس‪ ،‬فقال أبو عبد ال )عليه‬
‫السلم(‪ :‬ل تقل هذا فانه نجم أمير المؤمنين صلوات ال عليه فهو نجم‬
‫الوصياء عليهم السلم وهو النجم الثاقب الذي قال ال في كتابه )‪ .(2‬فقال‬
‫اليماني‪ :‬فما معنى الثاقب ؟ فقال‪ :‬إن مطلعه في السماء السابعة فإنه ثقب‬
‫بضوئه حتى أضاء في السماء الدنيا فمن ثم سماه ال النجم الثاقب‪ ،‬ثم‬
‫قال‪ :‬يا أخا العرب عندكم عالم ؟ قال اليماني‪ :‬نعم جعلت فداك إن باليمن‬
‫قوما ليسوا كأحد من الناس في علمهم‪ .‬فقال أبو عبد ال )عليه السلم(‪:‬‬
‫وما يبلغ من علم عالمهم ؟ قال اليماني إن عالمهم ليزجر الطير ويقفو‬
‫الثر في ساعة واحدة مسيرة شهر للراكب المحث )‪ ،(3‬فقال أبو عبد ال‬
‫)عليه السلم(‪ :‬فان عالم المدينة أعلم من عالم اليمن‪ ،‬قال اليماني‪ :‬وما‬
‫يبلغ من علم عالم المدينة ؟ قال‪ :‬إن علم عالم المدينة ينتهي إلى أن يقفوا‬
‫الثر ول يزجر الطير ويعلم ما في اللحظة الواحدة مسيرة الشمس تقطع‬
‫اثنى عشر برجا واثنى عشر برا واثنى عشر‬

‫)‪ (1‬الحجرات‪ (2) .11 :‬الطارق‪ (3) .3 :‬أي الراكب السريع‪.‬‬

‫]‪[114‬‬

‫بحرا واثنى عشر عالما‪ ،‬فقال له اليماني‪ :‬ما ظننت أن أحدا يعلم هذا وما يدرى ما‬
‫كنهه قال‪ :‬ثم قام اليماني )‪ .(1‬بيان‪ :‬في القاموس‪ :‬زجر الطائر‪ :‬تفأل به‬
‫وتطير فنهزه‪ ،‬والزجر‪ :‬العيافة والتكهن‪ - 13 .‬فس‪ :‬أبي عن مرار عن‬
‫يونس عن هشام عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله تعالى‪ " :‬وكذلك‬
‫نري إبراهيم ملكوت السماوات والرض وليكون من الموقنين " )‪ (2‬قال‪:‬‬
‫كشط له عن الرض ومن عليها وعن السماء وما فيها والملك الذي‬
‫يحملها والعرش ومن عليه وفعل ذلك برسول ال )صلى ال عليه وآله‬
‫وسلم( وأمير المؤمنين صلوات ال عليه‪ (3) .‬بيان‪ :‬الكشط‪ :‬رفعك الشئ‬
‫بعد الشئ قد غشاه‪ ،‬وكشط الجل عن الفرس‪ :‬كشفه‪ - 14 .‬ير‪ :‬محمد عن‬
‫الحجال عن ثعلبة عن عبد الرحيم عن أبي جعفر )عليه السلم( في هذه‬
‫الية‪ " :‬وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والرض وليكون من‬
‫الموقنين " )‪ (4‬قال‪ :‬كشط له عن الرض حتى رآها ومن فيها‪ ،‬وعن‬
‫السماء حتى رآها ومن فيها والملك الذي يحملها والعرش ومن عليه‬
‫وكذلك اري صاحبكم )‪ - 15 .(5‬ير أحمد بن محمد عن أبيه عن ابن‬
‫المغيرة عن ابن مسكان قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ " :‬وكذلك‬
‫نري إبراهيم ملكوت السماوات والرض وليكون من الموقنين " )‪ (6‬قال‪:‬‬
‫كشط لبراهيم )عليه السلم( السماوات السبع حتى نظر إلى ما فوق‬
‫العرش وكشط له الرض حتى رأى ما في الهواء‪ ،‬وفعل بمحمد )صلى ال‬
‫عليه وآله وسلم( مثل ذلك‪ ،‬وإني لرى صاحبكم والئمة من بعده قد فعل‬
‫بهم مثل ذلك )‪.(7‬‬

‫)‪ (1‬الحتجاج‪ 2) .193 :‬و ‪ (4‬النعام‪ (3) .75 :‬تفسير القمى‪ 5) .193 :‬و ‪(7‬‬
‫بصائر الدرجات‪ (6) .30 :‬النعام‪.75 :‬‬

‫]‪[115‬‬

‫‪ - 16‬ير‪ :‬محمد بن عيسى عن أبي عبد ال المؤمن عن علي بن حسان عن أبي‬


‫داود السبيعي عن بريدة السلمي عن رسول ال )صلى ال عليه وآله‬
‫وسلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا علي إن ال أشهدك‬
‫معي سبع مواطن حتى ذكر الموطن الثاني‪ ،‬أتاني جبرئيل فأسرى بي إلى‬
‫السماء فقال‪ :‬أين أخوك ؟ فقلت‪ :‬ودعته خلفي‪ ،‬قال‪ :‬فقال‪ :‬فادع ال يأتيك‬
‫به قال‪ :‬فدعوت فإذا أنت معي فكشط لي عن السماوات السبع والرضين‬
‫السبع حتى رأيت سكانها وعمارها وموضع كل ملك منها فلم أرمن ذلك‬
‫شيئا إل وقد رأيته كما رأيته )‪ - 17 .(1‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن علي بن‬
‫الحكم أو غيره عن سيف بن عميرة عن بشار عن أبي داود عن بريدة قال‪:‬‬
‫كنت جالسا مع رسول ال )صلى ال عليه وآله( وعلي )عليه السلم( معه‬
‫إذ قال‪ :‬يا علي ألم اشهدك معي سبع مواطن‪ ،‬حتى ذكر الموطن الرابع ليلة‬
‫الجمعة اريت ملكوت السماوات والرض رفعت لي حتى نظرت إلى ما فيها‬
‫فاشتقت إليك فدعوت ال فإذا أنت معي فلم أر من ذلك شيئا إل وقد رأيت )‬
‫‪ - 18 .(2‬ير‪ :‬محمد بن عيسى عن البرقي عن النضر بن سويد عن يحيى‬
‫الحلبي عن أبي بصير قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬هل رأى‬
‫محمد )صلى ال عليه وآله وسلم( ملكوت السماوات والرض كما رأى‬
‫إبراهيم ؟ قال‪ :‬نعم وصاحبكم‪ - 19 (3) .‬ير‪ :‬الحسن بن علي بن النعمان‬
‫عن أبيه عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أحدهما )عليهما السلم( قال‪:‬‬
‫قلت له‪ " :‬وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والرض " قال‪ :‬كشفت‬
‫له السماوات والرض حتى رآها ورأى ما فيها والعرش ومن عليه قال‪:‬‬
‫قلت‪ :‬فاوتي محمد )صلى ال عليه وآله وسلم( مثل ما اوتي إبراهيم )عليه‬
‫السلم( ؟ قال‪ :‬نعم وصاحبكم هذا أيضا )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (2) .30 :‬بصائر الدرجات‪ 30 :‬و ‪ (3) .31‬بصائر الدرجات‪:‬‬
‫‪ (4) .30‬بصائر الدرجات‪ 30 :‬والية في النعام‪.75 :‬‬

‫]‪[116‬‬

‫‪ - 20‬ير‪ :‬عبد ال بن محمد عن أبيه عن ابن المغيرة عن منصور بن حازم عن عبد‬


‫الرحيم عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬سألته عن قول ال عزوجل‪" :‬‬
‫وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والرض وليكون من الموقنين "‬
‫قال‪ :‬كشط له السماوات والرض حتى رآها وما فيها وحتى رأى العرش‬
‫ومن عليه وفعل ذلك برسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ .‬وروى عبد‬
‫الرحيم‪ :‬وفعل ذلك بصاحبكم‪ .‬وروى أبو بصير ومنصور‪ :‬ول أرى صاحبكم‬
‫إل وقد فعل به ذلك )‪ - 21 .(1‬ير‪ :‬إسماعيل عن صفوان بن يحيى عن‬
‫أيوب عن أبي بصير‪ :‬ول أرى صاحبكم وإل وقد فعل به ذلك‪ .‬وروى عن‬
‫أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قلت‪ :‬هل رأى محمد )صلى ال عليه وآله‬
‫وسلم( ملكوت السماوات والرض ؟ قال‪ :‬كشط له السماوات السبع حتى‬
‫نظر إلى السماء السابعة وما فيها والرضون السبع حتى نظر إلى‬
‫الرضين السبع ومن فيهن وفعل بمحمد )صلى ال عليه وآله وسلم( كما‬
‫فعل بابراهيم وإني لرى صاحبكم قد فعل به مثل ذلك )‪ - 22 .(2‬مصباح‬
‫النوار باسناده إلى المفضل قال‪ :‬دخلت على الصادق )عليه السلم( ذات‬
‫يوم فقال لي‪ :‬يا مفضل هل عرفت محمدا وعليا وفاطمة والحسن والحسين‬
‫عليهم السلم كنه معرفتهم ؟ قلت يا سيدي وما كنه معرفتهم ؟ قال‪ :‬يا‬
‫مفضل من عرفهم كنه معرفتهم كان مؤمنا في السنام العلى‪ .‬قال‪ :‬قلت‪:‬‬
‫عرفني ذلك يا سيدي‪ ،‬قال‪ :‬يا مفضل تعلم أنهم علموا ما خلق ال عزوجل‬
‫وذرأه وبرأه )‪ (3‬وأنهم كلمة التقوى وخزان السماوات والرضين والجبال‬
‫والرمال والبحار وعلموا كم في السماء من نجم وملك ووزن الجبال وكيل‬
‫ماء البحار وأنهارها وعيونها وما تسقط من ورقة إل علموها ول حبة في‬
‫ظلمات الرض ول رطب ول يابس إل في كتاب مبين وهو في علمهم وقد‬
‫علموا ذلك‪.‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬بصائر الدرجات‪ (3) .30 :‬الذرأ‪ :‬الخلق‪ .‬ذرأ ال الخلق‪ :‬خلقهم‪ .‬ذرأ‬
‫الشئ‪ :‬كثرهم‪ .‬برأه‪ :‬خلقه من العدم‪.‬‬
‫]‪[117‬‬

‫فقلت‪ :‬يا سيدي قد علمت ذلك وأقررت به وآمنت‪ ،‬قال‪ :‬نعم يا مفضل‪ ،‬نعم يا مكرم‪،‬‬
‫نعم يا محبور‪ ،‬نعم يا طيب طبت وطابت لك الجنة ولكل مؤمن بها‪(1) .‬‬
‫بيان‪ :‬في السنام العلى‪ ،‬أي أعلى مدارج اليمان‪ ،‬وسنام كل شئ‪ :‬أعله‪.‬‬
‫‪) - 7‬باب( * )انهم عليهم السلم يعرفون الناس بحقيقة اليمان وبحقيقة‬
‫النفاق( * * )وعندهم كتاب فيه أسماء أهل الجنة وأسماء شيعتهم‬
‫واعدائهم( * * )وانه ل يزيلهم خبر مخبر عما يعلمون من احوالهم( * ‪1‬‬
‫‪ -‬ما‪ :‬أبو القاسم بن شبل عن ظفر بن حمدون عن إبراهيم بن إسحاق عن‬
‫أبي جعفر الطالبي )‪ (2‬عن محمد بن خالد التميمي عن علي بن أبان عن‬
‫ابن نباتة قال‪ :‬كنت جالسا عند أمير المؤمنين )عليه السلم( فأتاه رجل‬
‫فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين إني لحبك في السر كما احبك في العلنية‪ .‬قال‪:‬‬
‫فنكت )‪ (3‬أمير المؤمنين )عليه السلم( بعود كان في يده في الرض‬
‫ساعة ثم رفع رأسه فقال‪ :‬كذبت‪ ،‬وال ما أعرف وجهك في الوجوه ول‬
‫اسمك في السماء‪ ،‬قال الصبغ‪ :‬فعجبت من ذلك عجبا شديدا فلم أبرح حتى‬
‫أتاه رجل آخر فقال‪ :‬وال يا أمير المؤمنين إني لحبك في السر كما احبك‬
‫في العلنية‪ .‬قال‪ :‬فنكت بعوده ذلك في الرض طويل ثم رفع رأسه فقال‪:‬‬
‫صدقت إن طينتنا طينة مرحومة‪ ،‬أخذ ال ميثاقها يوم أخذ الميثاق فل يشذ‬
‫منها شاذ ول يدخل فيها داخل إلى يوم القيامة‪ ،‬أما إنه فاتخذ للفاقة جلبابا )‬
‫‪ (4‬فإني سمعت رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم(‬

‫)‪ (1‬مصباح النوار‪ :‬مخطوط ليس نسخته عندي‪ (2) .‬في نسخة‪ :‬عن ابى جعفر‬
‫البطائني‪ (3) .‬نكت الرض بقضيب أو باصبعه‪ :‬ضربها به حال التفكر‬
‫فاثر فيها‪ (4) .‬أخبره )عليه السلم( بما يقع عليه من الفقر والفاقة بسبب‬
‫استيلء الظالمين عليه وعلى غيره من الشيعة أي تتهيأ للفقر فانه‬
‫يشملك كما يشمل الجلباب البدن‪.‬‬

‫]‪[118‬‬

‫يقول‪ :‬الفاقة )‪ (1‬إلى محبيك أسرع من السيل من أعلى الوادي إلى أسفله )‪.(2‬‬
‫بيان‪ :‬قال في النهاية‪ :‬في حديث علي )عليه السلم(‪ :‬من أحبنا أهل البيت‬
‫فليعد للفقر جلبابا‪ ،‬أي ليزهد في الدنيا وليصبر على الفقر والقلة‪،‬‬
‫والجلباب‪ :‬الزار والرداء‪ ،‬وقيل‪ :‬هو كالمقنعة تغطي به المرأة رأسها‬
‫وظهرها وصدرها‪ ،‬وجمعها جلبيب كنى به عن الصبر لنه يستر الفقر كما‬
‫يستر الجلباب البدن‪ .‬وقيل‪ :‬إنما كنى بالجلباب عن اشتماله بالفقر‪ ،‬أي‬
‫فليلبس إزار الفقر ويكون منه على حالة تعمه وتشمله‪ ،‬لن الغنا من‬
‫أحوال أهل الدنيا ول يتهيأ الجمع بين حب الدنيا وحب أهل البيت )عليهم‬
‫السلم(‪ - 2 .‬ن‪ :‬أبي عن سعد بن عبد ال عن عبد ال بن عامر بن سعد‬
‫بن عبد الرحمن بن أبي نجران قال‪ :‬كتب أبو الحسن الرضا )عليه السلم(‬
‫وأقرأنيه رسالة إلى بعض أصحابه‪ :‬إنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة‬
‫اليمان وبحقيقة النفاق )‪ .(3‬بيان‪ :‬بحقيقة اليمان‪ ،‬أي اليمان الواقعي‬
‫الحق الذي يحق أن يسمى إيمانا‪ ،‬أو كناية عن أن اليمان كأنه حقيقة‬
‫المؤمن وماهيته أو بالحقيقة والطينة التي تدعو إلى تدعو إلى اليمان‪،‬‬
‫وكذا الكلم في حقيقة النفاق‪ - 3 .‬فس‪ :‬جعفر بن أحمد عن عبد الكريم بن‬
‫عبد الرحيم قال‪ :‬إني لعرف ما في كتاب أصحاب اليمين وكتاب أصحاب‬
‫الشمال‪ ،‬وأما كتاب أصحاب اليمين‪ :‬بسم ال الرحمان الرحيم‪ (4) .‬بيان‪:‬‬
‫أي مصدر بالتسمية لكونه كتاب أهل الرحمة‪ - 4 .‬ير‪ :‬إبراهيم بن هاشم‬
‫عن عمرو بن عثمان عن أبي محمد المشهدي من آل رجاء‬

‫)‪ (1‬وذلك لن محبيه وشيعته كانت اقلية تحت سياط المويين والعباسيين يشدون‬
‫عليهم ويسدون عليهم ابواب المنافع‪ (2) .‬امالي ابن الشيخ‪(3) .261 :‬‬
‫عيون الخبار‪ (4) .343 :‬تفسير القمى‪.695 :‬‬

‫]‪[119‬‬

‫البجلي عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال رجل لمير المؤمنين علي بن أبي‬
‫طالب )عليه السلم( يا أمير المؤمنين أنا وال احبك‪ ،‬قال فقال له‪ :‬كذبت‪،‬‬
‫قال‪ :‬سبحان ال يا أمير المؤمنين أحلف بال أني احبك فتقول‪ :‬كذبت ؟‬
‫قال‪ :‬وما علمت ؟ إن ال خلق الرواح قبل البدان بألفي عام وأسكنها‬
‫الهواء ثم عرضها علينا أهل البيت فوال ما منها روح إل وقد عرفنا بدنه‪،‬‬
‫فوال ما رأيتك فيها‪ ،‬فأين كنت ؟ قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬كان في‬
‫النار )‪ .(1‬بيان‪ :‬ثم عرضها‪ ،‬أي أرواح الشيعة أو الجميع‪ ،‬وعلى الثاني‬
‫ضمير فيها راجع إلى الشيعة‪ ،‬كان في النار أي في أرواح أهل النار‪ ،‬أو‬
‫كانت طينته في النار لن طينتهم من سجين‪ - 5 .‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن‬
‫ابن محبوب عن صالح بن سهل عن أبي عبد ال )عليه السلم( إن رجل‬
‫جاء إلى أمير المؤمنين )عليه السلم( وهو مع أصحابه فسلم عليه ثم قال‪:‬‬
‫أنا وال احبك وأتولك‪ ،‬فقال له أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬ما أنت كما‬
‫قلت‪ ،‬ويلك إن ال خلق الرواح قبل البدان بألفي عام‪ .‬ثم عرض علينا‬
‫المحب لنا فوال ما رأيت روحك فيمن عرض علينا‪ ،‬فأين كنت ؟ فسكت‬
‫الرجل عند ذلك ولم يراجعه )‪ - 6 .(2‬ير‪ :‬محمد بن الحسين عن جعفر بن‬
‫بشير عن آدم عن أبي الحسين عن إسماعيل بن أبي حمزة عمن حدثه عن‬
‫أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬جاء رجل إلى أمير المؤمنين )عليه‬
‫السلم( فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين وال )‪ (3‬إني لحبك‪ ،‬فقال له‪ :‬كذبت‪ ،‬فقال‬
‫له الرجل‪ :‬سبحان ال كأنك تعرف ما في نفسي‪ .‬قال‪ (4) :‬فغضب أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم( ورفع يده إلى السماء وقال‪ :‬كيف ل يكون‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬بصائر الدرجات‪ (3) .25 :‬في المصدر‪ :‬وال يا أمير المؤمنين‪(4) .‬‬
‫الموجود في المصدر‪ :‬هكذا‪] :‬فقال على )عليه السلم(‪ :‬ان ال خلق‬
‫الرواح قبل البدان بالفى عام ثم عرضهم علينا فاين كنت لم أرك ؟[‬
‫انتهى الحديث ولعل الوهم من الناسخ أو كانت نسخة المصنف مصحفه‬
‫فزيد في الحديث جملة من الحديث التى‪.‬‬

‫]‪[120‬‬

‫ذلك وهو ربنا تبارك وتعالى خلق الرواح قبل البدان بألفي عام‪ ،‬ثم عرض علينا‬
‫المحب من المبغض‪ ،‬فوال ما رأيتك فيمن أحبنا‪ .‬فأين كنت )‪ (1‬؟ ‪ - 7‬ير‪:‬‬
‫الحسن بن علي بن عبد ال عن عبيس بن هشام عن عبد الكريم عن‬
‫سماعة عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬بينا أمير المؤمنين )عليه‬
‫السلم( في مسجد الكوفة إذ أتاه رجل فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين وال إني ل‬
‫حبك‪ ،‬قال‪ :‬ما تفعل قال‪ :‬وال إني ل حبك‪ ،‬قال‪ :‬ما تفعل قال‪ :‬بلى وال‬
‫الذي ل إله إل هو‪ ،‬قال‪ :‬وال الذي ل إله إل هو ما تحبني‪ ،‬فقال‪ :‬يا أمير‬
‫المؤمنين إني أحلف بال أني احبك وأنت تحلف بال ما احبك كأنك تخبرني‬
‫أنك أعلم بما في نفسي ؟ قال‪ :‬فغضب أمير المؤمنين )عليه السلم( وإنما‬
‫كان الحديث العظيم يخرج منه عند الفضب قال‪ :‬فرفع يده إلى السماء‬
‫وقال‪ :‬كيف يكون ذلك وهو ربنا تبارك وتعالى خلق الرواح قبل البدان‬
‫بألفي عام ثم عرض علينا المحب من المبغض‪ ،‬فوال ما رأيتك فيمن‬
‫أحبنا‪ ،‬فأين كنت )‪ (2‬؟ أقول‪ :‬قد أوردناها بأسانيد اخرى في باب خلق‬
‫الرواح قبل الجساد وباب إخبار أمير المؤمنين )عليه السلم( بشهادته‬
‫وغيرها‪ - 8 .‬ير‪ :‬محمد بن حماد الكوفي عن أبيه عن نصر بن مزاحم عن‬
‫عمر وبن شمر عن جابر عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬إن ال أخذ‬
‫ميثاق شيعتنا من صلب آدم فنعرف بذلك حب المحب وإن أظهر خلف ذلك‬
‫بلسانه‪ ،‬ونعرف بغض المبغض وإن أظهر حبنا أهل البيت )‪ - 9 .(3‬ير‬
‫أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين معا عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن‬
‫ابن بكير قال‪ :‬كان أبو جعفر )عليه السلم( يقول‪ :‬إن ال أخذ ميثاق شيعتنا‬
‫بالولية لنا وهم ذر يوم‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (2) .25 :‬بصائر الدرجات‪ (3) .25 :‬بصائر الدرجات‪.26 :‬‬
‫]‪[121‬‬

‫أخذ الميثاق على الذر بالقرار له بالربوبية )‪ ،(1‬ولمحمد )صلى ال عليه وآله‬
‫وسلم( بالنبوة وعرض ال على محمد )صلى ال عليه وآله( امته في‬
‫الطين وهم أظلة‪ ،‬وخلقهم من الطينة التي خلق منها آدم‪ .‬وخلق ال أرواح‬
‫شيعتنا قبل أبدانهم بألفي عام وعرضهم عليه وعرفهم رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( وعرفهم عليا )عليه السلم( ونحن نعرفهم في لحن القول )‬
‫‪ (2‬بيان‪ (3) :‬إشارة إلى قوله تعالى‪ " :‬فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في‬
‫لحن القول )‪ " (4‬وقال البيضاوي‪ :‬لحن القول‪ :‬اسلوبه وإمالته إلى جهة‬
‫تعريض وتورية ومنه قيل للمخطئ‪ :‬لحن‪ ،‬لنه يعدل بالكلم عن الصواب‬
‫)‪ - 10 .(5‬ير‪ :‬ابن يزيد عن ابن فضال عن ظريف بن ناصح وغيره عمن‬
‫رواه عن حبابة الوالبية قالت‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬إن لي ابن‬
‫أخ وهو يعرف فضلكم وإني احب أن تعلمني أمن شيعتكم ؟ قال‪ :‬وما‬
‫اسمه ؟ قالت‪ :‬قلت‪ :‬فلن بن فلن قالت‪ :‬فقال‪ :‬يا فلنة هات الناموس‪،‬‬
‫فجاءت بصحيفة تحملها كبيرة فنشرها ثم نظر فيها فقال‪ :‬نعم هو ذا اسمه‬
‫واسم أبيه ههنا )‪ - 11 .(6‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن علي بن حكم عن ابن‬
‫عميرة عن الحضرمي عن رجل من بني حنيفة قال‪ :‬كنت مع )‪ (7‬عمي‬
‫فدخل على على بن الحسين )عليه السلم( فرأى بين يديه صحائف ينظر‬
‫فيها‪ ،‬فقال له‪ :‬أي شئ هذه الصحف جعلت فداك ؟ قال‪ :‬هذا ديوان شيعتنا‪،‬‬
‫قال‪ :‬أفتأذن أطلب اسمي فيه ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬فقال‪ :‬فاني لست أقرأ وابن‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬والقرار له بالربوبية‪ (2) .‬بصائر الدرجات‪ (3) .25 :‬تقدم معنى‬
‫عالم الذر ومعنى الظلة والكلم في خلق الرواح قبل البدان في أبوابها‪.‬‬
‫)‪ (4‬محمد‪ (5) .32 :‬انوار التنزيل ‪ (6 .439 :2‬بصائر الدرجات‪) .46 :‬‬
‫‪ (7‬لعله حذيفة بن اسيد التى في الرواية التية‪.‬‬

‫]‪[122‬‬

‫أخي معي على الباب فنأذن له يدخل حتى يقرأ ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬فأدخلني عمي فنظرت‬
‫في الكتاب فأول شئ هجمت عليه اسمي‪ ،‬فقلت‪ :‬اسمي ورب الكعبة‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ويحك فاين أنا ؟ فجزت بخمسة أسماء أو ستة ثم وجدت اسم عمي‪ .‬فقال‬
‫علي بن الحسين )عليه السلم(‪ :‬أخذ ال ميثاقهم معنا على وليتنا ل‬
‫يزيدون ول ينقصون‪ ،‬إن ال خلقنا من أعلى عليين وخلق شيعتنا من‬
‫طينتنا أسفل من ذلك وخلق عدونا من سجين‪ ،‬وخلق أولياءهم منهم من‬
‫أسفل ذلك )‪ - 12 .(1‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف عن‬
‫حسان عن أبي محمد البزاز قال‪ :‬حدثني حذيفة بن اسيد الغفاري صاحب‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله وسلم( قال‪ :‬دخلت على علي بن الحسين بن‬
‫علي عليهم السلم فرأيته يحمل شيئا قلت‪ :‬ما هذا ؟ قال‪ :‬هذا ديوان‬
‫شيعتنا‪ ،‬قلت‪ :‬أرني أنظر فيها اسمي‪ ،‬فقلت‪ :‬إني لست أقرأ‪ :‬إن ابن أخي‬
‫يقرأ فدعا بكتاب فنظر فيه فقال ابن أخي‪ :‬اسمي ورب الكعبة‪ ،‬قلت‪ :‬ويلك‬
‫أين اسمي ؟ فنظر فوجد بعد اسمه بثمانية أسماء )‪ - 13 .(2‬ير‪ :‬محمد بن‬
‫عبد الجبار عن محمد بن إسماعيل عن علي بن النعمان عن ابن مسكان‬
‫عن إسحاق بن عمار عن أبي بصير عن أبي عبد ال )عليه السلم( إن‬
‫حبابة الوالبية كان إذا وفد الناس إلى معاوية وفدت هي إلى الحسين )عليه‬
‫السلم(‪ ،‬وكانت امرأة شديدة الجتهاد قد يبس جلدها على بطنها من‬
‫العبادة‪ ،‬وإنها خرجت مرة ومعها ابن عم لها غلم‪ ،‬فدخلت به على‬
‫الحسين )عليه السلم( فقالت له‪ :‬جعلت فداك فانظر هل تجد ابن عمي هذا‬
‫فيما عندكم وهل تجده ناجيا )‪ (3‬؟ قال‪ :‬فقال‪ :‬نعم نجده عندنا ونجده ناجيا‬
‫)‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ 46 :‬فيه‪ :‬من اسفل النار‪ (2) .‬بصائر الدرجات‪ 46 :‬و ‪) .47‬‬
‫‪ (3‬في المصدر وفى نسخة من الكتاب‪ :‬وهل تجده ناج ؟ قال‪ :‬فقال‪ :‬نعم‬
‫نجده عندنا ونجده‪ ،‬ناج‪ (4) .‬بصائر الدرجات‪.47 :‬‬

‫]‪[123‬‬

‫‪ - 14‬ير‪ :‬ابن يزيد عن الوشاء عن أبي حمزة قال‪ :‬خرجت بأبي بصير أقوده إلى‬
‫باب أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬فقال لي‪ :‬ل تتكلم ول تقل شيئا‬
‫فانتهيت به إلى الباب فتنحنح فسمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬يا‬
‫فلنة افتحي لبي محمد الباب‪ ،‬قال‪ :‬فدخلنا والسراج بين يديه فإذا سفط )‬
‫‪ (1‬بين يديه مفتوح قال‪ :‬فوقعت على الرعدة فجعلت أرتعد فرفع رأسه إلي‬
‫فقال‪ :‬أبزاز أنت ؟ فقلت‪ :‬نعم جعلني ال فداك‪ ،‬قال‪ :‬فرمى إلي بملة قوهية‬
‫)‪ (2‬كانت على المرفقة فقال‪ :‬اطو هذه‪ ،‬فطويتها‪ ،‬ثم قال‪ :‬أبزاز أنت ؟ وهو‬
‫ينظر في الصحيفة‪ ،‬قال‪ :‬فازددت رعدة‪ .‬قال‪ :‬فلما خرجنا قلت‪ :‬يا با محمد‬
‫ما رأيت كما مر بي الليلة‪ ،‬إني وجدت بين يدي أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫سفطا قد أخرج منه صحيفة فنظر فيها فكلما نظر فيها أخذتني الرعدة‪،‬‬
‫قال‪ :‬فضرب أبو بصير يده على جبهته ثم قال‪ :‬ويحك أل أخبرتني ؟ فتلك‬
‫وال الصحيفة التي فيها أسامي الشيعة‪ ،‬ولو أخبرتني لسألته أن يريك‬
‫اسمك فيها‪ - 15 (3) .‬ير‪ :‬علي بن الحسن عن الحسين بن الحسن‬
‫السنجاني عن الحسين بن يسار عن داود الرقي قال‪ :‬قلت لبي الحسن‬
‫الماضي )عليه السلم(‪ :‬اسمي عندكم في السفط التي فيها أسماء شيعتكم ؟‬
‫فقال‪ :‬إي وال في الناموس‪ - 16 (4) .‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن البرقي عن‬
‫المرزبان بن عمران قال‪ :‬سألت الرضا )عليه السلم( عن نفسي فقلت‪:‬‬
‫أسألك عن أهم الشيآء أمن شيعتكم أنا ؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬فقلت‪ :‬جعلت فداك‬
‫فتعرف اسمي في السماء ؟ قال‪ :‬نعم‪ - 17 (5) .‬ير‪ :‬إبراهيم بن هاشم عن‬
‫عبد العزيز بن المهتدي عن عبد ال بن جندب عن أبي الحسن الرضا‬
‫)عليه السلم( أنه كتب إليه في رسالة‪ :‬إن شيعتنا مكتوبون بأسمائهم و‬
‫أسماء آبائهم‪ ،‬أخذ ال علينا وعليهم الميثاق يردون موردنا ويدخلون‬
‫مدخلنا ليس على ملة السلم غيرنا وغيرهم‪(6) .‬‬

‫)‪ (1‬السفط‪ :‬وعاء كالقفة أو الجوالق‪ (2) .‬الملة‪ :‬الريطة‪ .‬كل ثوب يشبه الملحفة‪.‬‬
‫ولعل المراد منه ما يقال له بالفارسية ملف والمرفقة‪ :‬المخدة‪(6 - 3) .‬‬
‫بصائر الدرجات‪.47 :‬‬

‫]‪[124‬‬

‫‪ - 18‬ير‪ :‬عبد ال بن محمد عمن رواه عن محمد بن الحسن عن عمه علي بن‬
‫السري الكرخي قال‪ :‬كنت عند أبي عبد ال )عليه السلم( فدخل عليه شيخ‬
‫ومعه ابنه فقال له الشيخ جعلت فداك أمن شيعتكم أنا ؟ فأخرج أبو عبد ال‬
‫)عليه السلم( صحيفة مثل فخذ البعير فناوله طرفها ثم قال له‪ :‬أدرج‪،‬‬
‫فأدرجه حتى أوقفه على حرف من حروف المعجم فإذا اسم ابنه قبل اسمه‬
‫فصاح البن فرحا‪ :‬اسمي وال‪ ،‬فرحم )‪ (1‬الشيخ ثم قال له‪ :‬ادرج فأدرج‪،‬‬
‫ثم أوقفه ايضا على اسمه كذلك‪ - 19 (2) .‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن‬
‫الهوازي عن فضالة عن سليمان عن عمر بن أبي بكران عن رجل عن‬
‫حذيفة بن أسيد الغفاري قال‪ :‬لما وادع الحسن بن علي )عليه السلم(‬
‫معاوية وانصرف إلى المدينة صحبته في منصرفه وكان بين عينيه حمل‬
‫بعير ل يفارقه حيث توجه‪ ،‬فقلت له ذات يوم‪ :‬جعلت فداك يا بامحمد هذا‬
‫الحمل ل يفارقك حيث ما توجهت فقال‪ :‬يا حذيفة أتدري ما هو ؟ قلت‪ :‬ل‪،‬‬
‫قال‪ :‬هذا الديوان‪ ،‬قلت‪ :‬ديوان ماذا ؟ قال‪ :‬ديوان شيعتنا فيه أسماؤهم‪.‬‬
‫قلت‪ :‬جعلت فداك فأرني اسمي‪ ،‬قال‪ :‬اغد بالغداة‪ ،‬قال فغدوت إليه ومعي‬
‫ابن أخ لي وكان يقرأ‪ ،‬ولم أكن أقرأ‪ ،‬قال‪ :‬ما غدا بك ؟ قلت‪ :‬الحاجة التي‬
‫وعدتني قال‪ :‬من ذا الفتى معك ؟ قلت‪ :‬ابن أخ لي وهو يقرأ ولست أقرأ‪،‬‬
‫قال‪ :‬فقال لي‪ :‬اجلس فجلست فقال‪ :‬علي بالديوان الوسط‪ .‬قال‪ :‬فأتي به‪،‬‬
‫قال‪ :‬فنظر الفتى فإذا السماء تلوح‪ ،‬قال فبينما هو يقرأ إذ قال هو‪ :‬يا عماه‬
‫هو ذا اسمي‪ ،‬قلت‪ :‬ثكلتك امك انظر أين اسمي ؟ قال‪ :‬فصفح ثم قال‪ :‬هو ذا‬
‫اسمك‪ ،‬فاستبشرنا‪ ،‬واستشهد الفتى مع الحسين بن علي )عليه السلم( )‬
‫‪ .(3‬بيان‪ :‬صفح في الرض كمنع‪ :‬نظر كتصفح‪ - 20 .‬ير‪ :‬أحمد بن محمد‬
‫عن الهوازي عن النضر بن عبد الصمد بن بشير قال‪:‬‬
‫)‪ (1‬رحمه‪ :‬رق له وشفق عليه وتعطف وغفر له‪ .‬رحم وترحم عليه قال‪ :‬رحمه‬
‫ال‪ 2) .‬و ‪ (3‬بصائر الدرجات‪.47 :‬‬

‫]‪[125‬‬

‫ذكر عند أبي عبد ال )عليه السلم( بدء الذان وقصة الذان في إسراء النبي )صلى‬
‫ال عليه وآله وسلم( حتى انتهى إلى السدرة المنتهى قال‪ :‬فقالت السدرة )‬
‫‪ (1‬المنتهى‪ :‬ما جازني )‪ (2‬مخلوق قبلك قال‪ " :‬ثم دنا فتدلى * فكان قاب‬
‫قوسين أو أدنى * فأوحى إلى عبده ما أوحى " )‪ (3‬قال‪ :‬فدفع إليه كتاب‬
‫أصحاب اليمين وأصحاب الشمال‪ .‬قال‪ :‬وأخذ كتاب أصحاب اليمين بيمينه‬
‫ففتحه فنظر إليه فإذا فيه أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فقال له‪ " :‬آمن الرسول بما انزل إليه من ربه قال‪ :‬فقال رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله وسلم(‪ " :‬و المؤمنون كل آمن بال وملئكته وكتبه ورسله‬
‫" قال‪ :‬فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ " :‬ربنا ل تؤاخذنا إن نسينا‬
‫أو أخطأنا " قال‪ :‬فقال ال‪ :‬قد فعلت‪ ،‬قال‪ " :‬ربنا ول تحملنا ما ل طاقة لنا‬
‫به واعف عنا " إلى آخر السورة )‪ (4‬وكل ذلك يقول ال‪ :‬قد فعلت‪ .‬قال‪ :‬ثم‬
‫طوى الصحيفة فأمسكها بيمينه‪ :‬وفتح صحيفة أصحاب الشمال فإذا فيها‬
‫أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم‪ .‬قال‪ :‬فقال رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله وسلم(‪ " :‬رب إن هؤلء قوم ل يؤمنون " قال‪ :‬فقال ال‪" :‬‬
‫فاصفح عنهم وقل سلم فسوف يعلمون " )‪ (5‬قال‪ :‬فلما فرغ من مناجاة‬
‫ربه رد إلى البيت المعمور ثم قص قصة البيت والصلة فيه ثم نزل ومعه‬
‫الصحيفتان فدفعهما إلى علي بن أبي طالب )عليه السلم(‪ - 21 (6) .‬ير‪:‬‬
‫أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن الفضيل عن أبي‬
‫الصباح الكناني عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬حدثني أبي عمن ذكره‬
‫قال‪ :‬خرج علينا رسول ال‬

‫)‪ (1‬هكذا في الكتاب ومصدره‪ ،‬ولعل الصحيح‪ :‬سدرة المنتهى‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬ما‬
‫جاوزني‪ (3) .‬النجم‪ (4) .11 - 9 :‬البقرة‪ 285 :‬و ‪ (5) .286‬الزخرف‪:‬‬
‫‪ (6) .89‬بصائر الدرجات‪.52 :‬‬

‫]‪[126‬‬

‫)صلى ال عليه وآله( وفي يده اليمنى كتاب وفي يده اليسرى كتاب‪ ،‬فنشر الكتاب‬
‫الذي في يده اليمنى فقرأ‪ :‬بسم ال الرحمان الرحيم‪ ،‬كتاب لهل الجنة‬
‫بأسمائهم وأسماء آبائهم ل يزاد فيهم واحد ول ينقص منهم واحد‪ .‬ثم نشر‬
‫الذي بيده اليسرى فقرأ‪ :‬كتاب من ال الرحمن الرحيم لهل النار بأسمائهم‬
‫وأسماء آبائهم وقبائلهم ل يزاد فيهم واحد ول ينقص منهم واحد‪22 (1) .‬‬
‫‪ -‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عمرو عن العمش قال‪ :‬قال‬
‫الكلبي‪ :‬يا أعمش أي شئ أشد ما سمعت من مناقب علي )عليه السلم( ؟‬
‫قال‪ :‬فقال‪ :‬حدثني موسى بن طريف عن عباية قال‪ :‬سمعت عليا وهو‬
‫يقول‪ :‬أنا قسيم النار فمن تبعني فهو مني ومن عصاني فهو من أهل النار‪.‬‬
‫فقال الكلبي‪ :‬عندي أعظم مما عندك‪ ،‬أعطى رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( عليا )عليه السلم( كتابا فيه أسماء أهل الجنة وأسماء أهل النار‬
‫فوضعه عند ام سلمة‪ ،‬فلما ولى أبو بكر طلبه فقالت‪ :‬ليس لك‪ ،‬فلما ولى‬
‫عمر طلبه فقالت‪ :‬ليس لك فلما ولى عثمان طلبه فقالت‪ :‬ليس لك فلما ولى‬
‫علي )عليه السلم( دفعته إليه‪ - 23 (2) .‬ير‪ :‬عبد ال بن محمد عن‬
‫إبراهيم بن محمد عن عثمان بن سعيد عن أبي حفص العشى عن‬
‫العمش قال‪ :‬قال الكلبي‪ :‬ما أشد ما سمعت في مناقب علي بن أبي طالب ؟‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬حدثني موسى بن طريف عن عباية قال‪ :‬سمعت عليا )عليه‬
‫السلم( يقول‪ :‬أنا قسيم النار‪ ،‬فقال الكلبي‪ :‬عندي أعظم مما عندك‪ ،‬أعطى‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( عليا كتابا فيه أسماء أهل الجنة‬
‫وأسماء أهل النار‪ (3) .‬بيان‪ :‬قال في النهاية في حديث علي )عليه‬
‫السلم(‪ :‬أنا قسيم النار‪ ،‬أراد أن الناس فريقان‪ :‬فريق معي فهم على هدى‪،‬‬
‫وفريق علي فهم على ضلل‪ ،‬فنصف معي في الجنة‪ ،‬ونصف علي في‬
‫النار‪ ،‬وقسيم فعيل بمعنى فاعل كالجليس والسمير‪ - 24 .‬ير‪ :‬محمد بن‬
‫عيسى عن عبد الصمد بن بشير عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬انتهي‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬بصائر الدرجات‪ (3) .52 :‬بصائر الدرجات‪ 52 :‬و ‪.53‬‬

‫]‪[127‬‬

‫النبي )صلى ال عليه وآله( إلى السماء السابعة وانتهى إلى سدرة المنتهى قال‪:‬‬
‫فقالت السدرة‪ :‬ما جازني )‪ (1‬مخلوق قبلك " ثم دنا فتدلى فكان قاب‬
‫قوسين أو أدنى فأوحى " )‪ (2‬قال‪ :‬فدفع إليه كتاب أصحاب اليمين وكتاب‬
‫أصحاب الشمال‪ ،‬فأخذ كتاب أصحاب اليمين بيمينه وفتحه ونظر فيه فإذا‬
‫فيه أسماء أهل الجنة وأسماء آباءهم وقبائلهم قال‪ :‬وفتح كتاب أصحاب‬
‫الشمال ونظر فيه فإذا فيه أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم ثم نزل‬
‫ومعه الصحيفتان فدفعهما إلى علي بن أبي طالب )عليه السلم(‪- 25 (2) .‬‬
‫ير‪ :‬محمد بن هارون عن أبي الحسن موسى عن موسى بن القاسم يرفعه‬
‫قال‪ :‬قال علي بن الحسين )عليه السلم(‪ :‬إنا لنعرف الرجل إذا رأيناه‬
‫بحقيقة اليمان و حقيقة النفاق‪ ،‬وإن شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم وأسماء‬
‫آبائهم‪ - 26 (4) .‬ير‪ :‬عن أحمد بن الحسين عن الهوازي عن عمر بن‬
‫تميم عن عمار بن مروان عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬إنا لنعرف‬
‫الرجل إذا رأيناه بحقيقة اليمان وبحقيقة النفاق‪ - 27 (5) .‬ير‪ :‬إبراهيم بن‬
‫هاشم عن عبد العزيز بن المهتدي عن عبد ال بن جندب أنه كتب إليه أبو‬
‫الحسن )عليه السلم( وقال مثله‪ (6) .‬ير‪ :‬أحمد بن الحسين عن الحسين‬
‫بن سعيد عن عمر بن ميمون عن عمار بن مروان عن أبي جعفر )عليه‬
‫السلم( مثله‪ (7) .‬ختص‪ :‬ابن عيسى عن الحسين بن سعيد عن عمر بن‬
‫ميمون عن عمار بن مروان عن أبي جعفر )عليه السلم( مثله‪(8) .‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ما جاوزني‪ (2) .‬النجم‪ (3) .11 - 9 :‬بصائر الدرجات‪(4) .53 :‬‬
‫بصائر الدرجات‪ (7 - 5) .83 :‬بصائر الدرجات‪ (8) .83 :‬الختصاص‪:‬‬
‫‪.278‬‬

‫]‪[128‬‬

‫‪ - 28‬ير‪ :‬عبد ال بن عباس عن ابن أبي نجران قال‪ :‬كتب أبو الحسن الرضا )عليه‬
‫السلم( وقرأت رسالة كتب إلى بعض أصحابه وقال مثله‪ - 29 (1) .‬ير‪:‬‬
‫الحسن بن علي بن النعمان عن أبيه عن بكر بن كرب عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬إن ال أخذ الميثاق ميثاق شيعتنا من صلب آدم فنعرف‬
‫خياركم من شراركم‪ - 30 (2) .‬ير‪ :‬محمد بن حماد الكوفي عن أخيه عن‬
‫نصر بن مزاحم عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر )عليه السلم(‬
‫مثله‪ - 31 (3) .‬ختص‪ ،‬ير‪ :‬بهذا السناد عن جابر عن أبي جعفر )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬إن ال أخذ ميثاق شيعتنا من صلب آدم فنعرف )‪ (4‬بذلك حب‬
‫المحب وإن أظهر خلف ذلك بلسانه‪ ،‬ونعرف بغض المبغض وإن أظهر‬
‫حبنا أهل البيت‪ - 32 (5) .‬ير‪ :‬أحمد بن الحسن بن فضال عن أبيه عن ابن‬
‫بكير عن زرارة قال‪ :‬كنت أنا وعبد الواحد بن المختار وسعد بن لقمان )‪(6‬‬
‫ومعهما )‪ (7‬عمر بن شجرة الكندي عند أبي عبد ال )عليه السلم( فقال‬
‫أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬من هذا ؟ فقال له‪ :‬عمر بن شجرة‪ ،‬وأثنينا‬
‫عليه وذكرنا من حاله وورعه وحبه لخوانه وبذله وصنيعه إليهم‪ .‬فقال‬
‫لهما أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬ما أرى لكما علما بالناس‪ ،‬إني لكتفي من‬
‫الرجل باللحظة‪ ،‬إن ذا من أخبث الناس أو من شر الناس‪ ،‬قال‪ :‬فكان عمر‬
‫بعد‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬بصائر الدرجات‪ (3) .83 :‬بصائر الدرجات‪ .83 :‬الظاهر انه الحديث التى‬
‫فتكرار الرمز وهم من الناسخ‪ (4) .‬في نسخة‪ :‬فنحن نعرف‪(5) .‬‬
‫الختصاص‪ .278 :‬بصائر الدرجات‪ (6) 83 :‬في نسخة‪ :‬وسعد )صح ل(‬
‫وحيدر )خ ل( بن لقمان‪ .‬والمصدر فيه نقص‪ (7) .‬في المصدر‪ :‬ومعنا‪.‬‬
‫]‪[129‬‬

‫ما نزع عن محرم )‪ (1‬ال ركبه‪ - 33 (2) .‬ير‪ :‬محمد بن الحسين عن محمد بن‬
‫عبد ال بن هلل عن عقبة قال‪ :‬كنت أنا والمعلى بن خنيس عند أبي عبد‬
‫ال )عليه السلم( فقال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬ما جلس مجلسك أحد‬
‫إل عرفته‪ - 34 (3) .‬ختص‪ ،‬ير‪ :‬الحسن بن )‪ (4‬علي عن أحمد بن هلل‬
‫عن علي بن الحكم عن ضريس الكناسي قال‪ :‬كنا عند أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( مع جماعة من أصحابنا إذ دخل عليه رجل أعرفه فذكر رجل من‬
‫أصحابنا ولمزه عند أبي عبد ال )عليه السلم( فلم يجبه )‪ (5‬بشئ فظن‬
‫الرجل أن أبا عبد ال )عليه السلم( لم يسمع فأعاد عليه أيضا فلم يلتفت‬
‫إليه‪ ،‬فظن الرجل أنه لم يسمع فأعاد الثالثة‪ (6) .‬فرد أبو عبد ال )عليه‬
‫السلم( يده إلى لحية الرجل فقبض عليها فهزها ثلثا حتى ظننت أن لحيته‬
‫قد صارت في يده وقال له‪ :‬إن كنت ل أعرف الرجل إل بما ابلغ عنهم‬
‫فبئس النسب نسبي )‪ (7‬ثم أرسل لحيته من يده ونفخ ما بقي من الشعر في‬
‫كفه‪ - 35 (8) .‬ختص‪ ،‬ير‪ :‬علي بن إسماعيل عن محمد بن عمرو الزيات‬
‫عن محمد بن حمزة )‪ (9‬عن علي بن حنظلة )‪ (10‬قال‪ :‬بينا أنا عند أبي‬
‫عبد ال )عليه السلم( إذ دخل رجل فغمز اناسا من الشيعة فأعرض عنه‬
‫أبو عبد ال )عليه السلم( بوجهه قال‪ :‬ثم أقبل أبو عبد ال )عليه السلم(‬
‫بوجهه‬

‫)‪ (1‬في نسخة‪] :‬عن محرم ال[ وفى المصدر‪ :‬عن محرم ال ال ركبه‪ 2) .‬و ‪(3‬‬
‫بصائر الدرجات‪ (4) .83 :‬في الختصاص‪ :‬الحسن بن على الزيتوني‪) .‬‬
‫‪ (5‬في البصائر‪ :‬ولم يجبه‪ (6) .‬في الختصاص‪ :‬فمد‪ (7) .‬في‬
‫الختصاص ونسخة من الكتاب‪ :‬فبئست الشيبة شيبتي‪ (8) .‬الختصاص‪:‬‬
‫‪ ،307‬بصائر الدرجات‪ (9) .106 :‬في الختصاص‪ :‬عن محمد بن حمزة‬
‫بن أبيض عن على بن عطية‪ (10) .‬في نسخة‪ :‬عطية‪.‬‬

‫]‪[130‬‬

‫فرأى أن أبا عبد ال )عليه السلم( لم يفهم‪ ،‬فأعاد الكلم‪ .‬فتناول أبو عبد ال )عليه‬
‫السلم( بيده اليسرى لحيته حتى ظننت أنها ستبقى في يده ثم قال‪ :‬إن كنت‬
‫أنا أتولى الرجل وأبرأ منهم على ما يبلغني عنهم لبئست النسبة )‪(1‬‬
‫نسبتي‪ - 36 (2) .‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن ابن سنان عن داود بن فرقد أنه‬
‫سمع أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬أنا أهل بيت إذا علمنا من أحد خيرا‬
‫لم تزل ذلك عنه منا أقاويل الرجال‪ - 37 (3) .‬ير‪ :‬ابن يزيد عن محمد بن‬
‫سنان عمن ذكره عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬كنا عنده فتناول‬
‫رجل من أهل الكناسة رجل من أصحابنا قال‪ :‬فصد وجهه )‪ (4‬عنه‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ثم غمز الثانية )‪ (5‬فقال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬إن كنت إنما أتولى‬
‫الرجل وأبرأ منهم بأقاويل الناس فبئست النسبة )‪ (6‬هذه‪ ،‬ثم أخذ بلحيته‬
‫فهزها هزا شديدا قال‪ :‬ثم بقي في راحته شئ فنفخه‪ - 38 (7) .‬ير‪ :‬إبراهيم‬
‫بن هاشم عن أبي عبد ال البرقي عن خلف بن حماد عن سعد السكاف‬
‫عن الصبغ بن نباته أن أمير المؤمنين )عليه السلم( صعد المنبر فحمد‬
‫ال وأثنى عليه ثم قال‪ :‬يا ايها الناس إن شيعتنا خلقوا من طينة مخزونة‬
‫قبل أن يخلق آدم بألفي سنة ل يشذ فيها )‪ (8‬شاذ ول يدخل فيها داخل‪،‬‬
‫وإني لعرفهم حين ما أنظر إليهم لن‬

‫)‪ (1‬في نسخة‪] :‬لبئست الشيبة شيبتي[ أقول‪ :‬يوجد ذلك في الختصاص‪(2) .‬‬
‫الختصاص‪ .307 :‬بصائر الدرجات‪ (3) .106 :‬بصائر الدرجات‪) .106 :‬‬
‫‪ (4‬أي مال وجهه عنه واعرض‪ (5) .‬في نسخة‪ :‬ثم قال الثانية‪ (6) .‬في‬
‫نسخة‪ :‬الشيبة‪ (7) .‬بصائر الدرجات‪ (8) .106 :‬في نسخة‪] :‬ل يشذ منها‬
‫شاذ[ اقول‪ :‬يوجد ذلك في الختصاص‪.‬‬

‫]‪[131‬‬

‫رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( لما تفل في عيني وأنا أرمد قال‪ " :‬أذهب‬
‫عنه الحروالقر )‪ (1‬والبرد وبصره صديقه من عدوه " فلم يصبني رمد بعد‬
‫ول حرول برد‪ ،‬وإني لعرف صديقي من عدوي‪ .‬فقال رجل من المل فسلم‬
‫ثم قال‪ :‬وال يا أمير المؤمنين إني لدين ال بوليتك وإني لحبك في السر‬
‫كما أظهر )‪ (2‬في العلنية‪ ،‬فقال له علي )عليه السلم(‪ :‬كذبت‪ ،‬فوال ما‬
‫أعرف اسمك في السماء ول وجهك في الوجوه‪ ،‬وإن طينتك لمن غير تلك‬
‫الطينة قال‪ :‬فجلس الرجل قد فضحه ال وأظهر عليه‪ .‬ثم قام آخر فقال‪ :‬يا‬
‫أمير المؤمنين إني لدين ال بوليتك وإني لحبك في السر كما احبك في‬
‫العلنية‪ ،‬فقال له‪ :‬صدقت‪ ،‬طينتك من تلك الطينة‪ ،‬وعلى وليتنا اخذ‬
‫ميثاقك‪ ،‬وإن روحك من أرواح المؤمنين‪ ،‬فاتخذ للفقر جلبابا‪ ،‬فوالذي‬
‫نفسي بيده لقد سمعت رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقول‪ :‬إن الفقر إلى‬
‫محبينا أسرع من السيل من أعلى الوادي إلى أسفله )‪ .(3‬ختص‪ :‬ابن‬
‫عيسى وابن هاشم عن البرقي مثله )‪ - 39 .(4‬ختص‪ :‬محمد بن علي عن‬
‫ابن المتوكل عن علي بن إبراهيم عن اليقطيني عن أبي أحمد الزدي )‪(5‬‬
‫عن عبد ال بن الفضل الهاشمي قال‪ :‬قال لي أبو عبد ال )عليه السلم(‪:‬‬
‫يا عبد ال بن الفضل إن ال تبارك وتعالى خلقنا من نور عظمته وصنعنا‬
‫برحمته وخلق أرواحكم منا فنحن نحن إليكم وأنتم تحنون إلينا‪ ،‬وال لو‬
‫جهد أهل المشرق والمغرب أن يزيدوا في شيعتنا رجل أو ينقصوا منهم‬
‫رجل ما قدروا على ذلك‪ ،‬وإنهم لمكتوبون عندنا بأسمائهم وأسماء آبائهم‬
‫وعشائرهم وأنسابهم‪ ،‬يا عبد ال بن‬

‫)‪ (1‬القر‪ :‬البرد‪ .‬ولم يذكره في الختصاص‪ (2) .‬الختصاص‪ :‬كما اظهر لك‪(3) .‬‬
‫بصائر الدرجات‪ (4) .115 :‬الختصاص‪ 310 :‬و ‪ .311‬السناد فيه مبدو‬
‫بالبرقي‪ (5) .‬هو محمد بن ابى عمير‪.‬‬

‫]‪[132‬‬

‫الفضل ولو شئت لريتك اسمك في صحيفتنا‪ .‬قال‪ :‬ثم دعا بصحيفة فنشرها فوجدتها‬
‫بيضاء ليس فيها أثر الكتابة‪ ،‬فقلت‪ :‬يا بن رسول ال ما أرى فيها أثر‬
‫الكتابة‪ ،‬قال‪ :‬فمسح يده عليها فوجدتها مكتوبة ووجدت في أسفلها اسمي‬
‫فسجدت ال شكرا )‪ .(1‬أقول‪ :‬تمام الخبر في باب أحوال الصادق )عليه‬
‫السلم(‪ - 40 .‬كنز‪ :‬محمد بن العباس عن أحمد بن إدريس عن ابن عيسى‬
‫عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن بكير قال‪ :‬قال أبو جعفر )عليه السلم(‪:‬‬
‫إن ال عز وجل أخذ ميثاق شيعتنا بالولية فنحن نعرفهم في لحن القول )‬
‫‪) - 8 .(2‬باب( * )ان ال تعالى يرفع للمام عمودا ينظر به إلى اعمال‬
‫العباد( * ‪ - 1‬ير‪ :‬معاوية بن حكيم عن أبي داود المسترق عن محمد بن‬
‫مروان عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن المام يسمع الصوت في‬
‫بطن امه‪ ،‬فإذا بلغ أربعة أشهر كتب على عضده اليمن‪ " :‬وتمت كلمة‬
‫ربك صدقا وعدل ل مبدل لكلماته " فإذا وضعته سطع له نور ما بين‬
‫السماء والرض‪ ،‬فإذا درج رفع له عمود من نور يرى به ما بين المشرق‬
‫والمغرب )‪ .(3‬ير‪ :‬بهذا السناد عن محمد بن مروان عن الفضيل مثله )‬
‫‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬الختصاص‪ 216 :‬و ‪ (2) .217‬كنز جامع الفوائد‪ 336 :‬النسخة الرضوية‪) .‬‬
‫‪ (3‬بصائر الدرجات‪ (4) .129 :‬بصائر الدرجات‪ 129 :‬فيه‪] :‬ان المام‬
‫منا يسمع الكلم[ وفيه‪ :‬نور من السماء إلى الرض‪.‬‬

‫]‪[133‬‬

‫بيان‪ :‬درج أي مشى‪ - 2 .‬ير‪ :‬عبد ال بن عامر عن محمد البرقي عن الحسن بن‬
‫عثمان عن محمد بن فضيل عن الثمالي قال‪ :‬قال أبو جعفر )عليه السلم(‪:‬‬
‫إن المام منا ليسمع الكلم في بطن امه حتى إذا سقط على الرض أتاه ملك‬
‫فيكتب على عضده اليمن‪ " :‬وتمت كلمة ربك صدقا وعدل ل مبدل لكلماته‬
‫وهو السميع العليم " حتى إذا شب رفع ال له عمودا من نور يرى فيه‬
‫الدنيا وما فيها ل يستر عنه منها شئ )‪ - 3 .(1‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن‬
‫علي بن حديد عن جميل بن دراج قال‪ :‬روى غير واحد من أصحابنا قال‪ :‬ل‬
‫تتكلموا في المام فان المام يسمع الكلم وهو جنين في بطن امه‪ ،‬فإذا‬
‫وضعته كتب الملك بين عينيه‪ " :‬وتمت كلمة ربك صدقا وعدل ل مبدل‬
‫لكلماته " فإذا قام بالمر رفع له في كل بلد منار ينظر به إلى أعمال العباد‪.‬‬
‫)‪ (2‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن علي بن حديد عن منصور بن يونس رواه عن‬
‫غير واحد من أصحابنا مثله‪ (3) .‬ير‪ :‬أحمد بن الحسين عن الهوازي عن‬
‫علي بن حديد عن منصور بن يونس رواه غير واحد من أصحابنا قال‪ :‬قال‬
‫أبو جعفر )عليه السلم( مثله )‪ - 4 .(4‬ير‪ :‬عمران بن موسى عن أيوب‬
‫بن نوح عن عبد السلم بن سالم عن الحسين عن يونس بن ظبيان عن‬
‫أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن المام يسمع في بطن امه فإذا ولد خط‬
‫على منكبيه خط ثم قال هكذا بيده فذلك قول ال تعالى‪ " :‬وتمت كلمة ربك‬
‫صدقا وعدل ل مبدل لكلماته " وجعل له في قرية عمود من نور يرى به ما‬
‫يعمل أهلها فيها )‪ .(5‬ير‪ :‬عمران بن موسى عن أيوب بن نوح عن العباس‬
‫بن عامر عن الحسين مثله )‪ .(6‬ير‪ :‬علي بن خالد عن أيوب بن نوح مثله‬
‫)‪ - 5 .(7‬ير‪ :‬محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن خالد بن ماد‬
‫ومحمد بن الفضيل‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (7 - 2) .129 :‬بصائر الدرجات‪ 129 :‬والية في النعام‪:‬‬


‫‪.116‬‬

‫]‪[134‬‬

‫عن محمد بن مروان عن الفضيل عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪:‬‬
‫إن المام ليسمع الكلم في بطن امه حتى إذا سقط على الرض أتاه ملك‬
‫فيكتب على عضده اليمن‪ " :‬وتمت كلمة ربك صدقا وعدل ل مبدل لكلماته‬
‫وهو السميع العليم " فإذا شب رفع ال في كل قرية عمودا من نور مقامه‬
‫في قرية ويعلم ما يعمل في القرية الخرى )‪ - 6 .(1‬ير‪ :‬أحمد بن محمد‬
‫عن الهوازي عن محمد بن فضيل عن بعض رجاله عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬المام يسمع الكلم في بطن امه فإذا سقط إلى الرض‬
‫نصب له عمود في بلده وهو يرى ما في غيرها )‪ - 7 .(2‬ير‪ :‬أحمد بن‬
‫محمد عن ابن محبوب عن الربيع بن محمد المسلي عن محمد بن مروان‬
‫قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬إن المام يسمع في بطن امه‬
‫فإذا ولد خط بين كتفيه‪ " :‬وتمت كلمة ربك صدقا وعدل ل مبدل لكلماته "‬
‫فإذا صار المر إليه جعل ال له عمودا من نور يبصر به ما يعمل به أهل‬
‫كل بلدة )‪ - 8 .(3‬ير‪ :‬محمد بن عيسى عن الوشاء عن محمد بن الفضيل‬
‫عن محمد بن مروان عن الفضيل عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪:‬‬
‫سمعته يقول‪ :‬إن المام إذا شب رفع ال له في كل قرية عمودا من نور‬
‫يعلم ما يعمل في القرية الخرى )‪ - 9 .(4‬ير‪ :‬عبد ال بن محمد بن عيسى‬
‫عن أحمد بن سليم أو عمن رواه عن أحمد بن سليم عن أبي محمد‬
‫الهمداني عن أبي إسحاق الجريري قال‪ :‬كنت عند أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( فسمعته وهو يقول‪ :‬إن ل عمودا من نور‪ ،‬حجبه ال عن جميع‬
‫الخلئق‪ ،‬طرفة عند ال وطرفه الخر في اذن المام فإذا أراد ال شيئا‬
‫أوحاه في اذن المام )عليه السلم( )‪ - 10 .(5‬ير‪ :‬الحسن بن علي عن‬
‫صالح بن سهل عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬كنت جالسا عنده فقال‬
‫لي ابتداء منه‪ :‬يا صالح بن سهل إن ال جعل بينه وبين الرسول رسول‬
‫ولم يجعل بينه وبين المام رسول‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬وكيف ذاك ؟ قال‪ :‬جعل بينه‬
‫وبين المام عمودا من نور ينظر ال به إلى المام وينظر المام به إليه فإذا‬
‫أراد علم شئ نظر‬

‫)‪ (4 - 1‬بصائر الدرجات‪ (5) .129 :‬بصائر الدرجات‪.130 :‬‬

‫]‪[135‬‬

‫في ذلك النور فعرفه )‪ .(1‬بيان‪ :‬نظر ال تعالى إليه كناية عن إفاضاته عليه‪ ،‬ونظره‬
‫إليه تعالى كناية عن غاية عرفانه‪ (2) .‬أقول‪ :‬روى الحسن بن سليمان في‬
‫كتاب المحتضر نقل من كتاب منهج التحقيق مثله‪ - 11 (3) .‬ير‪ :‬أحمد بن‬
‫إسحاق عن الحسن بن العباس بن جريش )‪ (4‬عن أبي جعفر )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬إنا أنزلناه نور كهيئة العين‬
‫على رأس النبي والوصيآء ل يريد أحد منا علم أمر من أمر الرض أو من‬
‫أمر السماء إلى الحجب التي بين ال وبين العرش إل رفع طرفه إلى ذلك‬
‫النور فرأى تفسير الذي أراد فيه مكتوبا‪ (5) .‬بيان‪ :‬لعل المراد بالعين هنا‬
‫عين الشمس‪ ،‬ويحتمل الديدبان والجاسوس‪ - 12 .‬ير‪ :‬محمد بن أحمد عن‬
‫محمد بن موسى عن محمد بن أسد الخزاز عن محمد بن إسماعيل عن عبد‬
‫ال الخراساني مولى جعفر بن محمد عن بنان الجوزي عن إسحاق القمى‬
‫قال‪ :‬قلت لبي جعفر )عليه السلم(‪ :‬جعلت فداك ما قدر المام ؟ قال‪ :‬يسمع‬
‫في بطن امه‪ ،‬فإذا وصل إلى الرض كان على منكبه اليمن مكتوبا‪" :‬‬
‫وتمت كلمة ربك صدقا و عدل ل مبدل لكلماته وهو السميع العليم "‪ .‬ثم‬
‫يبعث أيضا له عمودا من نور من تحت بطنان العرش إلى الرض يرى فيه‬
‫أعمال الخلئق كلها ثم يتشعب له عمود آخر من عند ال إلى اذن المام‬
‫كلما احتاج إلى مزيد افرغ فيه إفراغا‪(6) .‬‬
‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (2) .130 :‬أو تعلمه )عليه السلم( عنه تعالى‪(3) .‬‬
‫المحتضر‪ (4) .128 :‬هكذا في الكتاب ومصدره والصحيح‪] :‬حريش[‬
‫بالحاء المهملة وزان زبير‪ ،‬والرجل مذكور في كتب التراجم ولم يوثقه‬
‫الصحاب وفيه كلم مذكور في محله‪ (5) .‬بصائر الدرجات‪(6) .131 :‬‬
‫بصائر الدرجات‪ 131 :‬والية في النعام‪.116 :‬‬

‫]‪[136‬‬

‫‪ - 13‬ير‪ :‬أبو محمد عن عمران بن موسى عن موسى بن جعفر البغدادي عن علي‬


‫بن أسباط عن محمد بن الفضيل عن أبى بكر الحضرمي قال‪ :‬قال لي أبو‬
‫عبد ال )عليه السلم(‪ :‬يا بابكر ما يخفى علي شئ من بلدكم‪- 14 (1) .‬‬
‫ير‪ :‬أحمد بن محمد عن الهوازي عن علي بن أحمد بن محمد عن أبيه‬
‫قال‪ :‬كنت أنا وصفوان عند أبي الحسن )عليه السلم( وذكروا المام‬
‫وفضله قال‪ :‬إنما منزلة المام في الرض بمنزلة القمر في السماء وفي‬
‫موضعه هو مطلع على جميع الشياء كلها‪ - 15 (2) .‬ير‪ :‬الهيثم النهدي‬
‫عن إسماعيل بن مهران قال‪ :‬كنت أنا وأحمد بن أبي نصر عند الرضا‬
‫)عليه السلم( فجرى ذكر المام فقال الرضا )عليه السلم(‪ :‬إنما هو مثل‬
‫القمر يدور في كل مكان أو تراه من كل مكان‪ (3) .‬أقول‪ :‬قد مر من الخبار‬
‫في ذلك مع شرحها في باب ولدتهم عليهم السلم‪ - 16 .‬وروى الشيخ‬
‫حسن بن سليمان في كتاب المحتضر مما رواه من كتاب منهج التحقيق إلى‬
‫سواء الطريق نقل من كتاب نوادر الحكمة عن أحمد بن محمد عن علي بن‬
‫الحكم عن ابن عميرة )‪ (4‬عن إسحاق بن عمار قال‪ :‬قال أبو عبد ال‬
‫)عليه السلم(‪ :‬إن المام يسمع الصوت في بطن امه‪ ،‬فإذا سقط إلى‬
‫الرض كتب على عضده اليمن‪ " :‬وتمت كلمة ربك )‪ " (5‬الية‪ ،‬فإذا‬
‫ترعرع )‪ (6‬نصب له عمود من نور من السماء إلى الرض يرى به أعمال‬
‫العباد‪ .‬وزاد يونس بن ظبيان فيه‪ :‬فإذا خرج إلى الرض اوتي الحكمة‬
‫وزين بالحلم والوقار والبس الهيبة وجعل له مصباح يعرف به الضمير‬
‫ويرى به أعمال العباد‪ .‬وزاد الفضل عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ :‬فإذا وقع‬
‫إلى الرض سطع له نور من السماء إلى الرض يرى به ما بين المشرق‬
‫والمغرب‪(7) .‬‬

‫)‪ (3 - 1‬بصائر الدرجات‪ (4) .131 :‬في نسخة‪ :‬عن ابن المغيرة‪ (5) .‬النعام‪:‬‬
‫‪ (6) .116‬ترعرع الصبى‪ :‬تحرك ونشأ‪ (7) .‬المحتضر‪(*) .127 :‬‬

‫]‪[137‬‬
‫‪) - 9‬باب( * )انه ل يحجب عنهم شئ من أحوال شيعتهم وما تحتاج إليه المة من‬
‫جميع( * * )العلوم‪ ،‬وانهم يعلمون ما يصيبهم من البليا ويصبرون عليها‬
‫ولو( * * )دعوا ال في دفعها لجيبوا‪ ،‬وأنهم يعلمون ما في الضمائر‬
‫وعلم( * * )المنايا والبليا وفصل الخطاب والمواليد‪ - 1 * (.‬ير‪ :‬علي بن‬
‫إسماعيل عن محمد بن عمر عن إسماعيل الزرق قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال‬
‫)عليه السلم( يقول‪ :‬إن ال أحكم وأكرم وأجل وأعلم من أن يكون احتج‬
‫على عباده بحجة ثم يغيب عنه شيئا من أمرهم‪ - 2 (1) .‬ير‪ :‬أحمد بن‬
‫محمد عن علي بن الحكم عن خالد الكيال عن عبد العزيز الصائغ قال‪ :‬قال‬
‫أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬أترى أن ال استرعى راعيا )‪ (2‬واستخلف‬
‫خليفة عليهم يحجب عنه شيئا من أمورهم‪ - 3 (3) .‬ير‪ :‬محمد بن عيسى‬
‫بن عبيد عن النضر عن أبان بن تغلب قال‪ :‬دخلنا على أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( وعنده رجل من أهل الكوفة يعاتبه في مال له أمره أن يدفعه إليه‬
‫فجاءه فقال‪ (4) :‬ذهبت بمالي‪ ،‬فقال‪ :‬وال ما فعلت‪ ،‬فعضب فاستوى جالسا‬
‫ثم قال‪ :‬تقول‪ :‬وال ما فعلت ؟ وأعادها مرارا‪ ،‬ثم قال‪ :‬أنت يا أبان وأنت يا‬
‫زياد أما وال لو كنتما امناء ال وخليفته في أرضه وحجته على خلقه‪ ،‬ما‬
‫خفي عليكما ما صنع بالمال فقال الرجل عند ذلك‪ :‬جعلت فداك قد فعلت‬
‫وأخذت المال‪(5) .‬‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (2) .34 :‬في المصدر‪ :‬استرعى راعيا على عباده‪ 3) .‬و ‪(5‬‬
‫بصائر الدرجات‪ (4) .34 :‬في المصدر‪ :‬فقال له‪(*) .‬‬

‫]‪[138‬‬

‫‪ - 4‬ير‪ :‬محمد بن عيسى عن النضر عن أبي داود عن إسماعيل بن فروة عن محمد‬


‫بن عيسى عن سعد بن أبي الصبغ قال‪ :‬كنت عند أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( جالسا فدخل عليه الحسن بن السري الكرخي قال‪ :‬سأله فقال أبو‬
‫عبد ال )عليه السلم( وجاراه في شئ )‪ (1‬فقال‪ :‬ليس هو كذلك‪ ،‬ثلثا‪) ،‬‬
‫‪ (2‬ثم قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬أترى من جعله ال حجة على خلقه‬
‫يخفى عليه شئ من امورهم ؟ )‪ - 5 (3‬ير‪ :‬عبد ال بن محمد عن الخشاب‬
‫عن عبد ال بن جندب عن علي بن إسماعيل الزرق قال‪ :‬قال أبو عبد ال‬
‫)عليه السلم(‪ :‬إن ال أحكم وأكرم وأجل وأعظم وأعدل من أن يحتج بحجة‬
‫ثم يغيب عنه شيئا من أمورهم‪ - 6 (4) .‬ير‪ :‬محمد بن عبد الجبار عن‬
‫اللؤلؤي عن إسماعيل بن أبي فروة عن سعد بن أبي الصبغ قال‪ :‬كنت عند‬
‫أبي عبد ال )عليه السلم( جالسا إذ دخل عليه الحسن بن السري الكرخي‬
‫فسأل أبا عبد ال )عليه السلم( عن شئ فأجابه أبو عبد ال )عليه السلم(‬
‫فقال له‪ :‬ليس كذلك‪ .‬فقال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬هو كذلك‪ ،‬وردها‬
‫عليه مرارا‪ ،‬كل ذلك يقول أبو ‪ -‬عبد ال )عليه السلم(‪ :‬هو كذلك‪ ،‬ويقول‬
‫هو‪ :‬ل‪ ،‬فقال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬أترى من جعله ال حجة على‬
‫خلقه يخفى عليه شئ من امورهم‪ - 7 (5) .‬ير‪ :‬إبراهيم بن هاشم عن علي‬
‫بن معبد عن هشام بن الحكم قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( بمنى‬
‫عن خمسمائة حرف من الكلم فأقبلت أقول‪ :‬كذا وكذا يقولون فيقول لي‪:‬‬
‫قل كذا وكذا‪ ،‬فقلت‪ :‬جعلت فداك هذا الحلل والحرام والقرآن‪ ،‬أعلم أنك‬
‫صاحبه وأعلم الناس به‪ ،‬وهذا هو الكلم‪ ،‬فقال لي‪ :‬وتشك يا هشام ؟ من‬
‫شك أن ال يحتج على خلقه بحجة ل يكون عنده كل ما يحتاجون إليه فقد‬
‫افترى على ال‪(6) .‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬فقال أبو عبد ال )عليه السلم( له شئ فاجابه في شئ‪ (2) .‬في‬
‫نسخة‪ :‬ثلث مرات‪ (6 - 3) .‬بصائر الدرجات‪.34 :‬‬

‫]‪[139‬‬

‫‪ - 8‬ير‪ :‬علي بن إسماعيل عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر قال‪ :‬قال أبو‬
‫عبد ال )عليه السلم(‪ :‬من زعم أن ال يحتج بعبد في بلده ثم يستر عنه‬
‫جميع ما يحتاج إليه فقد افترى على ال‪ (1) .‬أقول‪ :‬سيأتي بعض الخبار‬
‫في باب علة ابتلئهم )عليهم السلم(‪ - 9 .‬ير‪ :‬الحسين بن محمد عن‬
‫المعلى عن الوشاء عن محمد بن علي عن خالد الجواز )‪ (2‬قال‪ :‬دخلت‬
‫على أبي الحسن )عليه السلم( وهو في عرصة داره وهو يومئذ بالرميلة‬
‫فلما نظرت إليه قلت‪ :‬بأبي أنت وامي يا سيدي مظلوم مغصوب مضطهد‪،‬‬
‫في نفسي )‪ (3‬ثم دنوت منه فقبلت بين عينيه وجلست بين يديه فالتفت إلي‬
‫فقال‪ :‬يا خالد نحن أعلم بهذا المر فل تتصور هذا في نفسك‪ .‬قال‪ :‬قلت‪:‬‬
‫جعلت فداك وال ما أردت بهذا شيئا‪ ،‬قال‪ :‬فقال‪ :‬نحن أعلم بهذا المر من‬
‫غيرنا لو أردنا ازف )‪ (4‬إلينا وإن لهؤلء القوم مدة وغاية ل بد من‬
‫النتهاء إليها‪ ،‬قال‪ :‬فقلت‪ :‬ل أعود واصير )‪ (5‬في نفسي شيئا أبدا‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فقال‪ :‬ل تعد أبدا‪ - 10 (6) .‬ير‪ :‬محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن‬
‫يزيد بن إسحاق عن ابن مسلم )‪ (7‬عن عمر بن يزيد قال‪ :‬دخلت على أبي‬
‫عبد ال )عليه السلم( وهو مضطجع ووجهه إلى الحائط فقال لي حين‬
‫دخلت عليه‪ :‬يا عمر اغمز رجلي‪ .‬فقعدت أغمز رجله فقلت‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (2) .34 :‬في المصدر‪ :‬خالد الجوا‪ (3) .‬أي قلت هذا الكلم في‬
‫نفسي بحيث ل يسمع أبو الحسن )عليه السلم( ذلك‪ (4) .‬أزف‪] :‬اقترب[‬
‫وفى نسخة‪] :‬لرد[ وفى المصدر‪] :‬لو اردنا اذن الينا[ وهو الصحيح‪(5) .‬‬
‫أي ل أصير‪ (6) .‬بصائر الدرجات‪ (7) .35 :‬في المصدر‪ :‬عن ابن اسلم‪.‬‬
‫]‪[140‬‬

‫في نفسي‪ :‬الساعة أسأله عن عبد ال وموسى أيهما المام‪ ،‬قال‪ :‬فحول وجهه إلي‬
‫فقال‪ :‬وال إذن ل اجيبك‪ (1) .‬أقول‪ :‬سيأتي أمثاله في أبواب معجزاتهم‬
‫)عليهم السلم(‪ - 11 .‬ير‪ :‬الحسن بن علي بن النعمان عن أبيه عن‬
‫الشامي عن أبي داود السبيعي عن أبي سعيد الخدري عن رميلة قال‪:‬‬
‫وعكت وعكا شديدا في زمان أمير المؤمنين )عليه السلم( فوجدت من‬
‫نفسي خفة في يوم الجمعة‪ ،‬وقلت‪ :‬ل أعرف شيئا أفضل من أن أفيض على‬
‫نفسي من الماء واصلي خلف أمير المؤمنين )عليه السلم( ففعلت‪ ،‬ثم‬
‫جئت إلى المسجد‪ ،‬فلما صعد أمير المؤمنين المنبر عاد علي ذلك الوعك‪.‬‬
‫فلما انصرف أمير المؤمنين )عليه السلم( ودخل القصر دخلت معه فقال‪:‬‬
‫يا رميلة رأيتك وأنت متشبك بعضك في بعض فقلت‪ :‬نعم‪ ،‬وقصصت عليه‬
‫القصة التي كنت فيها والذي حملني على الرغبة في الصلة خلفه‪ ،‬فقال‪ :‬يا‬
‫رميلة ليس من مؤمن يمرض إل مرضنا بمرضه )‪ (2‬ول يحزن إل حزنا‬
‫بحزنه ول يدعو إل آمنا لدعائه ول يسكت إل دعونا له‪ .‬فقلت له‪ :‬يا أمير‬
‫المؤمنين جعلني ال فداك هذا لمن معك في القصر أرأيت من كان في‬
‫أطراف الرض ؟ قال‪ :‬يا رميلة ليس يغيب عنا مؤمن في شرق الرض ول‬
‫في غيرها‪ - 12 (3) .‬ير‪ :‬إبراهيم بن هاشم عن الحسين بن سيف عن أبيه‬
‫عن عبد الكريم بن عمرو عن أبي الربيع الشامي قال‪ :‬قلت لبي عبد ال‬
‫)عليه السلم(‪ :‬بلغني عن عمرو بن الحمق حديث‪ ،‬فقال‪ :‬اعرضه‪ ،‬قال‪:‬‬
‫دخل على أمير المؤمنين )عليه السلم( فرأى صفرة في وجهه فقال‪ :‬ما‬
‫هذه الصفرة ؟ فذكر وجعا به‪ ،‬فقال له علي )عليه السلم(‪ :‬إنا لنفرح‬
‫لفرحكم ونحزن‬

‫‪ (1‬بصائر الدرجات‪ 64 :‬فيه‪ :‬اذن وال‪ (2) .‬لعل هذا كناية عن شدة عنايتهم عليهم‬
‫السلم بشيعتهم ومحبتهم لهم‪ (3) .‬بصائر الدرجات‪.72 :‬‬

‫]‪[141‬‬

‫لحزنكم ونمرض لمرضكم وندعو لكم وتدعون فنؤمن‪ ،‬قال عمرو‪ :‬قد عرفت ما‬
‫قلت‪ ،‬ولكن كيف ندعو فتؤمن ؟ فقال‪ :‬إنا سواء علينا البادي والحاضر‪،‬‬
‫فقال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬صدق عمرو‪ - 13 (1) .‬ما‪ :‬المفيد عن‬
‫محمد بن محمد بن طاهر عن ابن عقدة عن أحمد بن الحسين بن سعيد عن‬
‫أبيه عن ظريف بن ناصح عن محمد بن عبد ال الصم عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬سمعت أبي يقول لجماعة من أصحابه‪ :‬وال لو أن على‬
‫أفواههم أوكية لخبرت كل رجل منهم ما ل يستوحش إلى شئ ولكن فيكم‬
‫الذاعة‪ ،‬وال بالغ أمره‪ (2) .‬أقول‪ :‬قد روينا كثيرا في كلمات أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم( أنه قال‪ :‬علمت المنايا والبليا والقضايا وفصل‬
‫الخطاب‪ .‬وسيأتي في باب ما بين )عليه السلم( من مناقبه‪ - 14 .‬ما‪:‬‬
‫المفيد عن أحمد بن الوليد عن أبيه عن الصفار عن البرقي عن أبيه عن‬
‫ابن أبي عمير عن المفضل عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬اعطيت تسعا لم يعطها أحد قبلي سوى النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله وسلم( لقد فتحت لي السبل‪ ،‬وعلمت المنايا والبليا‬
‫والنساب وفصل الخطاب‪ .‬ولقد نظرت في الملكوت باذن ربي فما غاب‬
‫عني ما كان قبلي ول ما يأتي بعدي وإن بوليتي أكمل ال لهذه المة دينهم‬
‫وأتم عليهم النعم ورضي لهم إسلمهم إذ يقول يوم الولية لمحمد )صلى‬
‫ال عليه وآله وسلم(‪ :‬يا محمد أخبرهم أني أكملت لهم اليوم دينهم وأتممت‬
‫عليهم النعم ورضيت إسلمهم‪ (3) .‬كل ذلك منا من ال علي فله الحمد‪4) .‬‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (3) .72 :‬امالي ابن الشيخ‪ (3) .123 :‬اشارة إلى قوله تعالى‪:‬‬
‫]اليوم اكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم السلم دينا[‬
‫راجع سورة المائدة‪ (4) 6 :‬امالي ابن الشيخ‪.128 :‬‬

‫]‪[142‬‬

‫بيان‪ :‬لقد فتحت لي السبل‪ ،‬أي طرق العلم بالمعارف والغيوب‪ ،‬أو القرب إلى ال )‬
‫‪ (1‬وعلمت المنايا أي آجال الناس‪ ،‬والبليا أي ما يمتحن ال به العباد من‬
‫المراض والفات أو العم منها ومن الخيرات‪ ،‬والنساب أي أعلم والد كل‬
‫شخص فأعرف أولد الحلل من الحرام‪ .‬وفصل الخطاب أي الخطاب‬
‫الفاصل بين الحق والباطل‪ ،‬أو الخطاب المفصول الواضح الدللة على‬
‫المقصود‪ ،‬أو ما كان من خصائصه )عليه السلم( من الحكم المخصوص‬
‫في كل واقعة والجوابات المسكتة للخصوم في كل مسألة‪ ،‬وقيل‪ :‬هو القرآن‬
‫وفيه بيان الحوادث من ابتداء الخلق إلى يوم القيامة‪ ،‬فما غاب عني‪،‬‬
‫لطلعه على اللواح السماوية أو علل حدوث الشياء وأسبابه‪ - 15 .‬ما‪:‬‬
‫الغضائري عن هارون بن موسى التلعكبري عن ابن عقدة عن عبد ال بين‬
‫إبراهيم بن قتيبة عن علي بن الحكم عن سليمان بن جعفر عن خالد الكيال‬
‫عن عبد العزيز الصائغ قال‪ :‬قال لي أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬أترى أن‬
‫ال استرعى راعيا واستخلف خليفة ثم يحجب عنه شيئا من أمورهم‪(2) .‬‬
‫‪ - 16‬ير‪ :‬عبد ال بن عامر عن ابن أبي نجران قال‪ :‬كتب أبو الحسن‬
‫الرضا )عليه السلم( رسالة وأقرأنيها قال‪ :‬قال علي بن الحسين )عليه‬
‫السلم(‪ :‬إن محمدا )صلى ال عليه وآله وسلم( كان أمين ال في أرضه‪،‬‬
‫فلما قبض محمد )صلى ال عليه وآله وسلم( كنا أهل البيت ورثته فنحن‬
‫امناء ال في أرضه‪ ،‬عندنا علم البليا والمنايا وأنساب العرب ومولد‬
‫السلم‪ ،‬وإنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة اليمان وحقيقة النفاق‪ ،‬وإن‬
‫شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم وأسماء آبائهم أخذ ال علينا وعليهم الميثاق‬
‫يردون موردنا ويدخلون مدخلنا‪ .‬نحن )‪ (3‬النجاة وأفراطنا أفراط النبياء‬
‫ونحن أبناء الوصياء‪ ،‬ونحن المخصوصون في كتاب ال‪ ،‬ونحن أولى‬
‫الناس بال‪ ،‬ونحن أولى الناس بكتاب ال‪ ،‬ونحن أولى‬

‫)‪ (1‬أو طرق السماوات والرض كما في حديث‪ (2) .‬امالي ابن الشيخ‪(3) .284 :‬‬
‫في نسخة وفى المصدر‪ :‬نحن النجباء‪.‬‬

‫]‪[143‬‬

‫الناس بدين ال‪ (1) .‬نحن الذين شرع لنا دينه فقال في كتابه‪ " :‬شرع لكم " يا آل‬
‫محمد " من الدين ما وصى به نوحا " فقد وصانا بما أوصى به نوحا "‬
‫والذي أوحينا إليك " يا محمد " وما وصينا به إبراهيم " وإسماعيل "‬
‫وموسى وعيسى " وإسحاق ويعقوب )‪ (2‬فقد علمنا وبلغنا ما علمنا‬
‫واستودعنا علمهم‪ ،‬نحن ورثة النبياء ونحن ورثة أولي العزم من الرسل‬
‫" أن أقيموا الدين " يا آل محمد " ول تتفرقوا فيه " وكونوا على جماعة‬
‫" كبر على المشركين " من أشرك بولية علي )عليه السلم( " ما‬
‫تدعوهم إليه " من ولية علي " إن ال " يا محمد " يهدي إليه من ينيب‬
‫" )‪ (3‬من يجيبك إلى ولية علي‪ (4) .‬ير‪ :‬محمد بن هارون عن موسى بن‬
‫يعلى عن موسى بن القاسم عن علي بن الحسين )عليه السلم( مثله‪(5) .‬‬
‫ير‪ :‬ابن هاشم عن عبد العزيز ابن المهتدي عن عبد ال بن جندب أنه كتب‬
‫إليه الرضا )عليه السلم(‪ :‬أما بعد فإن محمدا )صلى ال عليه وآله وسلم(‬
‫كان أمين ال في أرضه‪ .‬وذكر مثله‪ (6) .‬بيان‪ :‬وأنساب العرب‪ ،‬لعل‬
‫التخصيص بهم لكونهم في ذلك أهم‪ ،‬وكان فيهم أولد حرام غصبوا حقوق‬
‫الئمة )عليهم السلم( ونصبوا لهم الحرب‪ ،‬ومولد السلم‪ ،‬أي‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ونحن‪ (2) .‬لم يذكر في المصحف الشريف ول في المصدر في‬
‫الطريقين التيين قوله‪ :‬واسماعيل واسحاق ويعقوب‪ (3) .‬في المصحف‬
‫الشريف‪] :‬ال يجتبى إليه من يشاء ويهدى إليه من ينيب[ راجع‬
‫الشورى‪ 11 :‬و ‪ (4) .12‬بصائر الدرجات‪ (5) .33 :‬بصائر الدرجات‪:‬‬
‫‪ 33‬فيه نقيصة راجعه‪ (6) .‬بصائر الدرجات‪ 33 :‬فيه‪] :‬مدخلنا ليس على‬
‫ملة السلم غيرنا وغيرهم نحن النجباء ونحن افراط النبياء[ وفيه‬
‫]ونحن المخصوصون في كتاب ال ونحن اولى الناس برسول ال ونحن‬
‫الذين شرع دينه وقال في كتابه‪ :‬شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا‬
‫والذى[ وفيه نقيصة راجعه‪.‬‬

‫]‪[144‬‬

‫يعلمون كل من يولد هل يموت على السلم أو على الكفر أو من يتولد منه السلم‬
‫أو الكفر‪ ،‬بحقيقة اليمان‪ ،‬أي اليمان الواقعي وكذا النفاق‪ ،‬أخذ ال علينا‬
‫وعليهم الميثاق أي علينا بهدايتهم ورعايتهم وتكميلهم‪ ،‬وعليهم بالقرار‬
‫بوليتنا وطاعتنا ورعاية حقوقنا‪ .‬والنجاة جمع ناج كهداة وهاد‪ ،‬أفراط‬
‫النبياء أي أولدهم‪ .‬أو مقدموهم في الورود على الحوض ودخول الجنة أو‬
‫هداهم أو الهداة الذين أخبروا بهم‪ ،‬ونحن المخصوصون أي بالمدح أو‬
‫بالقرابة أو بالمامة‪ ،‬أولى الناس بكتاب ال‪ ،‬أي لفظا ومعنى وموردا‪،‬‬
‫شرع لكم أي بين وأوضح‪ ،‬والخطاب مخصوص بآل محمد )صلى ال عليه‬
‫وآله وسلم( أوهم العمدة فيه‪ ،‬من أشرك بولية علي فانهم أشركوا بال‬
‫حيث أشركوا مع علي من ليس خليفة من ال‪ - 17 .‬ير‪ :‬أحمد بن محمد‬
‫عن محمد بن سنان عن ابن مسكان قال‪ :‬سمعت أبا بصير يقول‪ :‬قلت لبي‬
‫عبد ال )عليه السلم(‪ :‬من أين أصاب أصحاب علي ما أصابهم مع علمهم‬
‫بمناياهم وبلياهم ؟ قال‪ :‬فأجابني شبه المغضب مم ذلك إل منهم )‪ ،(1‬قال‪:‬‬
‫قلت‪ :‬فما يمنعك جعلني ال فداك ؟ قال‪ :‬ذاك باب أغلق إل أن الحسين بن‬
‫علي )عليه السلم( فتح منه شيئا‪ (2) .‬ثم قال‪ :‬يا بامحمد إن أولئك كانت‬
‫على أفواههم أوكية‪ (3) .‬ير‪ :‬الحجال عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي عن‬
‫ابن سنان عن إسحاق بن عمار عن أبي بصير مثله‪ (4) .‬ير‪ :‬عبد ال بن‬
‫عامر عن محمد بن سنان عن إسحاق بن عمار عن أبي بصير مثله‪(5) .‬‬
‫بيان‪ :‬قوله )عليه السلم(‪ :‬مم ذلك ؟ أي لم تصبهم البليا إل من أنفسهم‬
‫حيث أذاعوا السرار‪ ،‬أو كانوا قابلين لتلك المراتب والوصول إلى درجة‬
‫الشهادة‪ ،‬وقيل‪ :‬المراد‬

‫)‪ (1‬في اسناد الحجال‪ :‬مم ذاك ؟ ما ذاك ال منهم‪ (2) .‬في اسناد الحجال‪ :‬شيئا‬
‫يسيرا‪ (5 - 3) .‬بصائر الدرجات‪.73 :‬‬

‫]‪[145‬‬

‫بما أصابهم العلوم الغريبة والسرار العجيبة منضما إلى ما علموا من علم المنايا‪،‬‬
‫و الجواب أن ذلك لم يكن إل منهم لكونهم قابلين ومستعدين لذلك‪ ،‬ول‬
‫يخفى بعده‪ .‬قوله‪ :‬كانت على أفواههم أوكية‪ ،‬الوكية جمع الوكاء وهو ما‬
‫يشدد به راس القربة والكيس وغيرهما‪ ،‬اي هؤلء مع كونهم قادرين على‬
‫ضبط أنفسهم في الكلم قتلوا أنفسهم فكيف يجوز لنا تعليم ذلك لكم مع عدم‬
‫الوكاء ؟ ‪ - 18‬ير‪ :‬محمد بن أحمد عن أحمد بن هلل عن ابن أبي عمير‬
‫عن محمد بن حكيم عن أبي بصير قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪:‬‬
‫من لنا أن يحدثنا كما كان علي أمير المؤمنين يحدث أصحابه بأيامهم وتلك‬
‫المعضلت ؟ فقال‪ :‬أما إن فيكم مثله‪ ،‬اولئك كان على أفواههم أوكية‪(1) .‬‬
‫‪ - 19‬ير‪ :‬يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن بكر بن محمد الزدي عن‬
‫أبي بصير عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قلت له‪ :‬ما لنا من يحدثنا‬
‫بما يكون كما كان علي )عليه السلم( يحدث أصحابه ؟ قال‪ :‬بلى وال وإن‬
‫ذاك لكم ولكن هات حديثا واحدا حدثتكم به فكتمتم‪ ،‬فسكت‪ ،‬فوال ما حدثني‬
‫بحديث إل وقد )‪ (2‬حدثته به )‪ - 20 .(3‬ير أحمد بن محمد عن علي بن‬
‫الحكم عن ربيع بن محمد عن سعد بن طريف عن ابن نباتة قال‪ :‬كان أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم( إذا وقف الرجل بين يديه قال‪ :‬يا فلن استعد وأعد‬
‫لنفسك ما تريد فانك تمرض في يوم كذا وكذا‪ .‬في ساعة كذا وكذا‪ ،‬وسبب‬
‫مرضك كذا وكذا‪ ،‬وتموت في شهر كذا وكذا‪ ،‬في يوم كذا كذا‪ ،‬في ساعة كذا‬
‫وكذا‪ .‬قال سعد‪ (4) :‬فقلت‪ :‬جعلت فداك فكيف ل تقول أنت ول تخبرنا‬
‫فنستعد له ؟‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (2) .73 :‬في نسخة وفى المصدر‪ :‬وقد وجدته حدثت به‪(3) .‬‬
‫بصائر الدرجات‪ (4) .73 :‬في المصدر‪] :‬قال سعد‪ :‬فقلت‪ :‬هذا الكلم لبي‬
‫جعفر )عليه السلم( فقال‪ :‬كان ذاك فقلت[ أقول‪ :‬المراد بابى جعفر هو‬
‫الباقر )عليه السلم(‪(*) .‬‬

‫]‪[146‬‬

‫قال‪ :‬هذا باب أغلق الجواب فيه علي بن الحسين )عليه السلم( حتى يقوم قائمنا )‬
‫‪ - 21 .(1‬ير‪ :‬محمد بن عبد ال بن عامر عن عبد الرحمان بن أبي نجران‬
‫قال‪ :‬كتب أبو الحسن الرضا )عليه السلم( وأقرأنيها الرسالة قال‪ :‬قال‬
‫علي بن الحسين )عليه السلم(‪ :‬عندنا علم المنايا والبليا وفصل الخطاب‬
‫وأنساب العرب ومولد السلم )‪ .(2‬ير‪ :‬أحمد بن الحسين عن أبيه عن‬
‫عمرو بن ميمون عن عمار بن هارون عن أبي ‪ -‬جعفر )عليه السلم( مثله‬
‫)‪ - 22 .(3‬ير‪ :‬إبراهيم بن هاشم عن عبد العزيز بن المهتدي عن عبد ال‬
‫بن جندب أنه كتب إليه أبو الحسن الرضا )عليه السلم(‪ :‬أما بعد فان‬
‫محمدا كان أمين ال في خلقه‪ ،‬فلما قبض كنا أهل البيت ورثته فنحن أمناء‬
‫ال في أرضه‪ ،‬عندنا علم المنايا والبليا وأنساب العرب ومولد السلم )‬
‫‪ - 23 .(4‬ير‪ :‬أحمد بن الحسين عن أحمد بن إبراهيم عن محمد بن زكريا‬
‫عن محمد بن نعيم عن يزداد بن إبراهيم عمن حدثه عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬علمت علم المنايا والبليا‬
‫وفصل الخطاب )‪ - 24 .(5‬ير‪ :‬ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن هشام بن‬
‫سالم رفعه إلى أمير المؤمنين )عليه السلم( قال‪ :‬سلونى قبل أن تفقدوني‪،‬‬
‫أل تسألون من عنده علم المنايا والبليا والقضايا وفصل الخطاب )‪ (6‬؟‬
‫ير‪ :‬بهذا السناد عن عبد الحميد بن عبد العلى وسفيان الحريري رفعوه‬
‫إلى علي )عليه السلم( مثله )‪ - 25 .(7‬ير‪ :‬عبد ال بن محمد عن محمد‬
‫بن الحسين عن جعفر بن بشير عن عبد الكريم عن أبي بصير عن أبي عبد‬
‫ال )عليه السلم( قال‪ :‬يا با بصير إنا أهل بيت اوتينا علم المنايا والبليا‬
‫والوصايا وفصل الخطاب‪ ،‬وعرفنا شيعتنا كعرفان الرجل أهل بيته‪(8) .‬‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (8 - 2) .73 :‬بصائر الدرجات‪.75 :‬‬

‫]‪[147‬‬

‫ير‪ :‬محمد بن عيسى عن الهوازي عن جعفر بن بشير مثله )‪ .(1‬كتاب المحتضر‬


‫للحسن بن سليمان مما رواه من كتاب نوادر الحكمة مرفوعا إلى عبد‬
‫الكريم مثله )‪ - 26 .(2‬ير‪ :‬عبد ال بن محمد عن إبراهيم بن محمد عن‬
‫عبد ال بن جبلة وإسماعيل بن عمر عن أبي مريم عبد الغفار ابن القاسم‬
‫عن عمران بن ميثم عن عطاء بن ربعي عن أمير المؤمنين )عليه السلم(‬
‫أنه كان يقول‪ :‬سلوني قبل أن تفقدوني‪ ،‬أل تسألون من عنده علم المنايا‬
‫والبليا والنساب )‪ (3‬؟ ير‪ :‬محمد بن عيسى عن صفوان عن يعقوب بن‬
‫شعيب عن عمران عن عباية قال‪ :‬سمعت عليا )عليه السلم( مثله )‪.(4‬‬
‫‪ - 27‬ير‪ :‬محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال‪:‬‬
‫سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬كان أمير المؤمنين )عليه السلم(‬
‫يقول‪ :‬إني اعطيت خصال ما سبقني إليها أحد‪ :‬علمت المنايا والبليا‬
‫والنساب وفصل الخطاب )‪ - 28 .(5‬ير‪ :‬عبد ال بن محمد عن إبراهيم بن‬
‫محمد عن محمد بن علي عن العباس بن عبيدال العبدي عن عبد الرحمان‬
‫بن السود عن علي بن حزور عن ابن نباتة قال‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه‬
‫السلم(‪ :‬إنا أهل بيت علمنا علم المنايا والبليا والنساب‪ ،‬وال لو أن رجل‬
‫منا قام على جسر ثم عرضت عليه هذه المة لحدثهم بأسمائهم وأنسابهم )‬
‫‪ - 29 .(6‬ير‪ :‬محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن عمران بن مروان‬
‫عن المنخل عن جابر عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬إنا‬
‫أهل بيت علمنا المنايا والبليا والنساب فاعتبروا بنا وبعدونا وبهدانا‬
‫وبهداهم وبقضائنا وبقضائهم وبحكمنا وبحكمهم وميتتنا وميتتهم‪(7) ،‬‬
‫يموتون بالقرحة والدبيلة‪ ،،‬ونموت بما شاء ال )‪.(8‬‬
‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ 75 :‬فيه‪ :‬والبليا والنساب والوصايا‪ (2) .‬المحتضر‪) .128 :‬‬
‫‪ (6 - 3‬بصائر الدرجات‪ (7) 75 :‬في نسخة‪ :‬وميتنا وميتهم‪ (8) .‬بصائر‬
‫الدرجات‪.75 :‬‬

‫]‪[148‬‬

‫بيان‪ :‬قال الفيروز آبادي‪ :‬الدبل‪ :‬الطاعون‪ ،‬وكجهينة‪ :‬داء في الجوف وقال‬
‫الجزري‪ :‬الدبيلة هي خراج ودمل كبير يظهر في الجوف فيقتل صاحبها‬
‫غالبا‪ - 30 .‬ير‪ :‬أبو الفضل العلوي عن سعيد بن عيسى الكزبري البصري‬
‫عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير عن أبيه عن شريك بن عبد ال عن عبد‬
‫العلى التغلبي عن أبي وقاص عن سلمان الفارسي قال‪ :‬قال أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬عندي علم المنايا والبليا والوصايا والنساب‬
‫وفصل الخطاب )‪ - 31 .(1‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن ابن سلم عن مفضل بن‬
‫عمر قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬اعطيت خصال ما‬
‫سبقني إليها أحد من قبلي‪ :‬علمت المنايا والبليا وفصل الخطاب فلم يفتني‬
‫ما سبقني‪ ،‬ولم يعزب عني ما غاب عني‪ ،‬ابشر باذن ال تعالى وأؤدي عنه‬
‫كل ذلك‪ ،‬من من ال مكنني فيه بعلمه )‪ - 32 .(2‬ير أحمد بن إبراهيم‬
‫وأحمد بن زكريا عن أحمد بن نعيم عن يزداد بن إبراهيم عمن حدثه من‬
‫أصحابه عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول عندي علم‬
‫المنايا والبليا والوصايا والنساب والسباب وفصل الخطاب ومولد‬
‫السلم ومولد الكفر‪ ،‬وأنا صاحب الكرات ودولة الدول فاسألوني عما‬
‫يكون إلى يوم القيامة‪ (3) .‬بيان‪ :‬وأنا صاحب الكرات ودولة الدول‪ ،‬أي‬
‫الحملت في الحروب والغلبة فيها‪ ،‬أو صاحب الغلبة على أهل الغلبة فيها‪،‬‬
‫أو صاحب علم كل كرة ودولة‪ ،‬أو المعنى أرجع إلى الدنيا مرات شتى‪،‬‬
‫وكانت غلبة النبياء على أعاديهم ونجاتهم من المهالك بسبب التوسل‬
‫بنوري‪ ،‬أو يكون دولة الدول أيضا إشارة إلى الدولت الكائنة في الكرات‬
‫والرجعات له )عليه السلم( وسيأتي تفصيلها إنشاء ال تعالى‪ - 33 .‬ير‪:‬‬
‫الحسن بن علي عن الحسين وأنس عن مالك بن عطية عن أبي حمزة عن‬
‫أبي المفضل )‪ (4‬قال‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬إن ال بعث‬
‫محمدا بالنبوة واصطفاه‬

‫)‪ (2 - 1‬بصائر الدرجات‪ (3) .75 :‬بصائر الدرجات‪ (4) .55 :‬في نسخة‪] :‬عن‬
‫المفضل[ وفى المصدر‪ :‬عن ابى الفضل‪.‬‬

‫]‪[149‬‬
‫بالرسالة فأنال في السلم وأنال‪ ،‬وعندنا أهل البيت مفاتح العلم وأبواب الحكم‬
‫وضياء المر وفصل الخطاب‪ ،‬فمن يحبنا أهل البيت ينفعه إيمانه ويقبل منه‬
‫علمه‪ ،‬ومن لم يحبنا أهل البيت لم ينفعه إيمانه ولم يقبل منه عمله‪ ،‬وإن‬
‫أدأب الليل والنهار لم يزل‪ - 34 .(1) .‬ير‪ :‬الحسين بن علي عن العباس بن‬
‫عامر عن ضريس عن عبد الواحد بن المختار عن أبي جعفر )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬لو كان للسنتكم أوكية لحدث )‪ (2‬كل امرئ بما له وعليه )‬
‫‪ .(3‬ير‪ :‬الفضل بن عامر عن موسى بن القاسم وأحمد بن محمد عن‬
‫موسى بن القاسم عن أبان بن عثمان عن ضريس مثله )‪ .(4‬ير‪ :‬أحمد بن‬
‫محمد عن الهوازي عن فضالة عن أبان بن عثمان عن عبد الواحد مثله )‬
‫‪ - 35 .(5‬يج‪ :‬سعد عن ابن أبي الخطاب وأحمد وعبد ال ابني محمد بن‬
‫عيسى عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن ضريس الكناسي قال‪ :‬سمعت أبا‬
‫جعفر )عليه السلم( يقول وعنده اناس من أصحابه وهم حوله‪ :‬إني‬
‫لعجب من قوم يتولونا ويجعلونا أئمة ويصفون أن طاعتنا مفترضة عليهم‬
‫كطاعة ال ثم يكسرون حجتهم ويخصمون أنفسهم لضعف قلوبهم‬
‫فينقصونا حقنا ويعيبون ذلك على من أعطاه ال برهان حق معرفتنا‬
‫والتسليم لمرنا‪ ،‬أترون ال افترض طاعة أوليائه على عباده ثم يخفى‬
‫عليهم )‪ (6‬أخبار السماوات والرض ويقطع عنهم مواد العلم فيما يرد‬
‫عليهم مما فيه قوام دينهم‪ .‬فقال له حمران‪ :‬يابن رسول ال أرأيت ما كان‬
‫من قيام أمير المؤمنين والحسن‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (2) .107 :‬في نسخة‪ :‬لحدثت‪ (5 - 3) .‬بصائر الدرجات‪:‬‬
‫‪ .125‬لم يذكر فيه‪] :‬وعليه[ ولعله اسقط عن الطبع‪ (6) .‬في نسخة‪ :‬ثم‬
‫يخفى عنهم‪.‬‬

‫]‪[150‬‬

‫والحسين وخروجهم وقيامهم بدين ال وما اصيبوا به من قبل الطواغيت والظفر‬


‫بهم حتى قتلوا وغلبوا ؟ فقال أبو جعفر )عليه السلم(‪ :‬يا حمران إن ال‬
‫تبارك وتعالى قد كان قدر ذلك عليهم وقضاه وأمضاه وحتمه على سبيل‬
‫الختيار‪ ،‬ثم أجراه عليهم فبتقدم علم إليهم من رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله وسلم( قال علي والحسن والحسين )عليهم السلم( وبعلم صمت من‬
‫صمت منا‪ ،‬ولو أنهم يا حمران حيث نزل بهم ما نزل من ذلك سألوا ال أن‬
‫يدفع عنهم وألحوا عليه في إزالة ملك الطواغيت وذهاب ملكهم لزال أسرع‬
‫من سلك منظوم انقطع فتبدد‪ ،‬وما كان الذي أصابهم لذنب اقترفوه ول‬
‫لعقوبة معصية خالفوا فيها‪ (1) ،‬ولكن لمنازل وكرامة من ال أراد أن‬
‫يبلغهم إياها فل تذهبن بك المذاهب فيهم‪ (2) .‬بيان‪ :‬ثم يكسرون حجتهم‪،‬‬
‫أي على المخالفين‪ ،‬لن حجته عليهم أن إمامهم كامل في العلم‪ ،‬وإمام‬
‫المخالفين ناقص‪ ،‬فإذا اعترفوا في إمامهم أيضا بالنقص والجهل فقد‬
‫كسروا وأبطلوا حجتهم عليهم‪ ،‬ويخصمون أنفسهم‪ ،‬أي يقولون بشئ إن‬
‫تمسك به المخالفون غلبوا عليهم فان لهم أن يقولوا‪ :‬ل فرق بين إمامنا‬
‫وإمامكم‪ ،‬يقال‪ :‬خصمه كضربه‪ :‬إذا غلب عليه في الخصومة‪ .‬ويقال‪:‬‬
‫نقصه حقه‪ :‬إذا لم يؤده إليه‪ ،‬ويعيبون ذلك أي أداء حقنا وعرفان أمرنا‪.‬‬
‫وبرهان حق معرفتنا‪ ،‬أي من الكتاب والسنة فأقروا بغاية علمنا‪ ،‬ثم يخفى‪:‬‬
‫ثم للتراخي الرتبي‪ ،‬ومواد العلم‪ :‬ما يمكنهم استنباط علوم الحوادث‬
‫والحكام وغيرهما منه مما ينزل عليهم في ليلة القدر وغيره‪ ،‬والمادة‪:‬‬
‫الزيادة المتصلة‪ ،‬فيما يرد عليهم أي من القضايا وما يسألون عنه من‬
‫الخبار‪ ،‬وقوام دينهم‪ ،‬كما يكون في الحكام كذلك يكون في الخبار‬
‫بالحوادث فانه يصير سببا لزيادة يقينهم فيهم‪ .‬أرأيت‪ ،‬أي أخبرني ما كان‬
‫من تلك المور لي سبب كان ؟ فان هذه توهم عدم علمهم بما يكون‪ .‬على‬
‫سبيل الختيار‪ ،‬أي أخبرهم بذلك ورضوا به ولذا لم يفروا‬

‫)‪ (1‬في نسخة‪ :‬خالفوا ال فيها‪ (2) .‬الخرائج والجرائح‪.255 :‬‬

‫]‪[151‬‬

‫منه‪ ،‬كما سيأتي في الخبار‪ .‬وفي بعض النسخ بالباء الموحدة‪ ،‬والول أظهر لقوله‪:‬‬
‫بتقدم علم‪ ،‬وكذا قوله‪ :‬ولو أنهم‪ ،‬بيان لكون تلك المور باختيارهم‪ ،‬وحيث‬
‫ظرف مكان استعمل في الزمان‪ .‬من سلك‪ ،‬أي من انقطاع سلك‪ .‬والتبدد‪:‬‬
‫التفرق‪ .‬والقتراف‪ :‬الكتساب‪ .‬والحاصل أنهم ليسوا بداخلين تحت قوله‬
‫تعالى‪ " :‬ما أصابكم من مصيبة )‪ " (1‬الية‪ ،‬بل الخطاب فيها إنما توجه‬
‫إلى أرباب الخطايا من المة‪ ،‬وفيهم إنما هي رفع درجاتهم‪ ،‬فل تذهبن بك‬
‫المذاهب‪ ،‬الباء للتعدية‪ ،‬والمذاهب‪ :‬الهواء المضلة أي ل تتوهمن أن ذلك‬
‫لصدور معصية منهم أو لنقص قدرهم‪ ،‬أو لنهم لم يعلموا ما يصيبهم‪36 .‬‬
‫‪ -‬ير‪ ،‬ختص‪ :‬ابن عيسى عن الهوازي ومحمد البرقي عن النضر عن‬
‫يحيى الحلبي عن الحارث النضري قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪:‬‬
‫اتقوا الكلم فانا نؤتى به‪ (2) .‬ير‪ :‬محمد بن عيسى عن يونس عن الحارث‬
‫مثله )‪ - 37 .(3‬ير‪ ،‬ختص‪ :‬اليقطيني عن المؤمن عن الحكم بن أيمن عن‬
‫النضري والحضرمي عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال‪ :‬ما يحدث‬
‫قبلكم )‪ (4‬حدث إل علمنا به قلت‪ :‬وكيف ذاك ؟ قال‪ :‬يأتينا به راكب يضرب‬
‫)‪ .(5‬بيان‪ :‬لعل المراد الراكب من الجن أو ما يشمل الملك )‪ (6‬أيضا‪- 38 .‬‬
‫ختص‪ :‬ابن عيسى ومحمد بن إسماعيل بن عيسى عن علي بن الحكم عن‬
‫)‪ (1‬الشورى‪ (2) .29 :‬بصائر الدرجات‪ .117 :‬الختصاص‪ (3) .314 :‬بصائر‬
‫الدرجات‪ (4) .117 :‬في نسخة وفى البصائر‪ :‬فيكم‪ (5) .‬بصائر‬
‫الدرجات‪ .117 :‬الختصاص‪ (6) .314 :‬أو العم منهما فيشمل السحاب‬
‫والمواج وسائر القوى السماوية‪.‬‬

‫]‪[152‬‬

‫عروة بن موسى الجعفي قال‪ :‬قال لنا أبو عبد ال )عليه السلم( يوما ونحن نتحدث‬
‫عنده‪ :‬اليوم افقئت )‪ (1‬عين هشام بن عبد الملك في قبره‪ ،‬قلنا‪ :‬ومتى مات‬
‫؟ فقال‪ :‬اليوم الثالث فحسبنا موته وسألنا عن ذلك فكان كذلك )‪- 39 .(2‬‬
‫يج‪ :‬سعد عن أحمد بن محمد السياري عن محمد بن إسماعيل النصاري‬
‫عن صالح بن عقبة السدي عن أبيه قال‪ :‬قال لي أبو عبد ال )عليه‬
‫السلم(‪ :‬يقولون بأمر ثم يكسرونه ويضعفونه‪ ،‬يزعمون أن ال احتج على‬
‫خلقه برجل ثم يحجب عنه علم السماوات والرض‪ ،‬ل وال ل وال ل‬
‫وال‪ ،‬قلت‪ :‬فما كان من أمر هؤلء الطواغيت وأمر الحسين بن علي‬
‫عليهما السلم ؟ فقال‪ :‬لو أنهم ألحوا فيه على ال لجابهم ال وكان يكون‬
‫أهون من سلك فيه خرز )‪ (3‬انقطع فذهب‪ ،‬ولكن كيف ؟ إنا إذا نريد غير ما‬
‫أراد ال‪ (4) .‬ير‪ :‬السياري مثله‪ ،‬وفي آخره هكذا‪ :‬ولكن كيف يا عقبة بأمر‬
‫قد أراده وقضاه وقدره‪ ،‬ولو رددنا عليه وألححنا إنا إذا نريد غير ما أراد‬
‫ال‪ (5) .‬أقول‪ :‬قال الراوندي رحمه ال بعد إيراد الخبر‪ :‬يعني أن ال لم‬
‫يرد ذلك إلجاء واضطرارا‪ ،‬وإنما أراد أن يكون ذلك اختيارا‪ ،‬فإن اللجاء‬
‫ينافي التكليف‪ ،‬وكذلك نحن نريد مثل ذلك ول نخالف ال‪ - 40 (6) .‬كتاب‬
‫المحتضر للحسن بن سليمان رواه من كتاب الخطب لعبد العزيز بن يحيى‬
‫الجلودي قال‪ :‬خطب أمير المؤمنين )عليه السلم( فقال‪ :‬سلوني قبل أن‬
‫تفقدوني فأنا عيبة‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪] :‬انفقأت[ أقول‪ :‬فقئت العين‪ :‬قلعت‪ .‬وانفقأ‪ :‬تشققت و انشقت‪(2) .‬‬
‫الختصاص‪ (3) .315 :‬الخرز‪ :‬ما ينظم في السلك من الجذع والودع‪.‬‬
‫الحب المثقوب من الزجاج ونحوه‪ .‬فصوص من حجارة‪ 4) .‬و ‪(6‬‬
‫الخرائج والجرائح‪ (5) .255 :‬بصائر الدرجات‪.35 :‬‬

‫]‪[153‬‬

‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( سلوني فأنا فقأت عين الفتنة بباطنها وظاهرها‪،‬‬
‫سلوا من عنده علم البليا والمنايا والوصايا وفصل الخطاب‪ ،‬سلوني فأنا‬
‫يعسوب المؤمنين حقا‪ ،‬وما من فئة تهدي مائة أو تضل مائة إل وقد اتيت‬
‫بقائدها وسائقها‪ .‬والذي نفسي بيده‪ ،‬لو طوي لي الوسادة فأجلس عليها‬
‫لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم ولهل النجيل بانجيلهم ولهل الزبور‬
‫بزبورهم ولهل الفرقان بفرقانهم‪ .‬قال‪ :‬فقام ابن الكوا إلى أمير المؤمنين‬
‫وهو يخطب الناس فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين أخبرني عن نفسك‪ ،‬فقال‪ :‬ويلك‬
‫أتريد أن أزكي نفسي وقد نهى ال عن ذلك‪ ،‬مع أني كنت إذا سألت رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( وسلم أعطاني‪ ،‬وإذا سكت ابتدأني‪ ،‬وبين‬
‫الجوانح مني علم جم‪ ،‬ونحن أهل البيت ل نقاس بأحد‪ - 41 (1) .‬ومن‬
‫الكتاب المذكور للجلودي من جملة خطبه صلوات ال عليه‪ :‬أيها الناس‬
‫سلوني قبل أن تفقدوني أنا يعسوب المؤمنين وغاية السابقين ولسان‬
‫المتقين وخاتم الوصيين وخليفة رب العالمين‪ ،‬أنا قسيم النار‪ ،‬أنا صاحب‬
‫الجنان‪ ،‬أنا صاحب العراف أنا صاحب الحوض‪ ،‬إنه ليس منا إمام إل وهو‬
‫عارف بجميع وليته‪ ،‬وأنا الهادي بالولية‪ - 42 (2) .‬ومن كتاب القائم‬
‫للفضل بن شاذان عن صالح بن حمزة عن الحسن بن عبد ال عن أبي عبد‬
‫ال عليه السلم قال قال أمير المؤمنين )عليه السلم( على منبر الكوفة‪:‬‬
‫وال إني لديان الناس يوم الدين‪ :‬وقسيم ال بين الجنة والنار ل يدخلها‬
‫داخل إل على أحد قسمي وأنا الفاروق الكبر وقرن من حديد وباب اليمان‬
‫وصاحب الميسم وصاحب السنين‪ ،‬وأنا صاحب النشر الول والنشر الخر‬
‫وصاحب القضاء وصاحب الكرات ودولة الدول وأنا إمام لمن بعدي‬
‫والمؤدي من كان قبلي‪ ،‬ما يتقدمني إل أحمد )صلى ال عليه وآله وسلم(‪،‬‬
‫وإن جميع‬

‫)‪ (1‬المحتضر‪ 87 :‬و ‪ (2) .78‬المحتضر‪(*) .:98 :‬‬

‫]‪[154‬‬

‫الملئكة والرسل والروح خلفنا‪ ،‬وإن رسول ال ليدعى فينطق‪ ،‬وادعى فأنطق على‬
‫حد منطقه‪ .‬ولقد أعطيت السبع التي لم يسبق إليها أحد قبلى‪ :‬بصرت سبل‬
‫الكتاب و فتحت لي السباب وعلمت النساب ومجرى الحساب وعلمت‬
‫المنايا والبليا والوصايا وفصل الخطاب ونظرت في الملكوت فلم يعزب‬
‫عني شئ غاب عني ولم يفتني ما سبقني ولم يشركني أحد فيما أشهدني‬
‫يوم شهادة الشهاد‪ ،‬وأنا الشاهد عليهم وعلى يدي يتم موعد ال وتكمل‬
‫كلمته وبي يكمل الدين‪ ،‬وأنا النعمة التي أنعمها ال على خلقه‪ ،‬وأنا السلم‬
‫الذي ارتضاه لنفسه‪ ،‬كل ذلك من من ال‪ - 43 (1) .‬أقول‪ :‬قال البرسي في‬
‫مشارق النوار‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم( لرميلة وكان قد مرض‬
‫وأبلى وكان من خواص شيعته‪ :‬وعكت يا رميلة ثم رأيت خفافا فأتيت إلى‬
‫الصلة ؟ فقال‪ :‬نعم يا سيدي وما أدراك ؟ فقال‪ :‬يا رميلة ما من مؤمن ول‬
‫مؤمنة يمرض إل مرضنا لمرضه‪ ،‬ول حزن إل حزنا لحزنه‪ ،‬ول دعا إل‬
‫آمنا لدعائه ول سكت إل دعونا له‪ ،‬ول مؤمن ول مؤمنة في المشارق‬
‫والمغارب إل ونحن معه‪) * (2) .‬هامش( )‪ (1‬المحتضر‪ 89 :‬و ‪(2) .90‬‬
‫مشارق النوار‪.:‬‬

‫]‪[155‬‬

‫‪) - 10‬باب( * )في أن عندهم كتبا فيها أسماء الملوك الذين يملكون في الرض( *‬
‫‪ - 1‬ير‪ :‬محمد بن الحسين عن عبد الرحمان بن أبي هاشم وجعفر بن بشير‬
‫عن عنبسة عن ابن خنيس قال كنت عند أبي عبد ال )عليه السلم( إذ أقبل‬
‫محمد بن عبد ال بن الحسن فسلم عليه ثم ذهب‪ ،‬ورق له أبو عبد ال‬
‫)عليه السلم( ودمعت عينه‪ ،‬فقلت له‪ :‬لقد رأيتك صنعت به ما لم تكن‬
‫تصنع‪ ،‬قال‪ :‬رققت له لنه ينسب في أمر ليس له‪ ،‬لم أجده في كتاب علي‬
‫من خلفاء هذه المة ول ملوكها‪ - 2 (1) .‬ير‪ :‬ابن يعقوب عن ابن أبي‬
‫عمير عن ابن أذينة عن جماعة سمعوا أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‬
‫وقد سئل عن محمد فقال‪ :‬إن عندي لكتابين فيهما اسم كل نبي وكل ملك‬
‫يملك ل وال ما محمد بن عبد ال في أحدهما‪ - 3 (2) .‬ير‪ :‬أحمد بن محمد‬
‫عن الهوازي عن القاسم بن محمد عن عبد الصمد بن بشير عن فضيل‬
‫سكره قال‪ :‬دخلت على أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬يا فضيل أتدري في‬
‫أي شئ كنت أنظر فيه قبل ؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬كنت أنظر في كتاب فاطمة‬
‫)عليها السلم( فليس ملك يملك إل وفيه مكتوب اسمه واسم أبيه‪ ،‬فما‬
‫وجدت )‪ (4‬لولد الحسن فيه شيئا‪(4) .‬‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (2) .46 :‬بصائر الدرجات‪ .46 :‬فيه‪ :‬وال ما‪ (3) .‬لعل المراد‬
‫ولده الذين كانوا في زمانه )عليه السلم( ويدعون الخلفة والمامة أو‬
‫المراد بالملك الملك الحق الذى من عند ال‪ ،‬أو الراوى وهم ولم يذكر‬
‫الستثناء كما ذكره الوليد بن صبيح في الخبر التى‪ (4) .‬بصائر‬
‫الدرجات‪.46 :‬‬

‫]‪[156‬‬

‫‪ - 4‬ير‪ :‬علي بن إسماعيل عن صفوان بن يحيى عن العيص بن القاسم عن ابن‬


‫خنيس قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬ما من نبي ول وصي ولملك‬
‫إل في كتاب عندي ل وال ما لمحمد بن عبد ال بن الحسن فيه اسم‪(1) .‬‬
‫‪ - 5‬ير‪ :‬يعقوب بن يزيد أو عمن رواه عن يعقوب عن محمد بن أبي عمير‬
‫عن محمد بن حمران عن سليمان بن خالد قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه‬
‫السلم( يقول‪ :‬إن عندي لصحيفة فيها أسماء الملوك‪ ،‬ما لولد الحسن فيها‬
‫شئ‪ - 6 (2) .‬ير‪ :‬عبد ال بن جعفر عن محمد بن عيسى عن صفوان عن‬
‫العيص بن القاسم )‪ (3‬قال‪ :‬قال لي أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬ما من نبي‬
‫ول وصي ول ملك إل في كتاب عندي‪ ،‬وال ما لمحمد بن عبد ال فيه اسم‪.‬‬
‫)‪ - 7 (4‬ير‪ :‬محمد بن إسماعيل عن ابن أبي نجران عن ابن سنان عن‬
‫داود بن سرحان ويحيى بن معمر وعلي بن أبي حمزة عن الوليد بن صبيح‬
‫قال‪ :‬قال لي أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬ياوليد إني نظرت في مصحف‬
‫فاطمة عليها السلم فلم أجد لبني فلن فيه إل كغبار النعل‪(5) .‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬بصائر الدرجات‪ (3) .46 :‬تقدم الحديث آنفا باسناد العيص عن ابن‬
‫خنيس‪ ،‬فالحديث مرسل‪ ،‬ويمكن ان يقال‪ :‬ان العيص سمعه تاره‬
‫بالواسطة واخرى بل واسطة‪ 4) .‬و ‪ (5‬بصائر الدرجات‪.46 :‬‬

‫]‪[157‬‬

‫‪) - 11‬باب( * )ان مستقى العلم من بيتهم وآثار الوحي فيها( * ‪ - 1‬ير‪ :‬إبراهيم بن‬
‫إسحاق عن عبد ال بن حماد عن صباح المزني عن الحارث بن حصيرة‬
‫عن الحكم ابن عتيبة قال‪ :‬لقي رجل الحسين بن علي عليهما السلم‬
‫بالثعلبية وهو يريد كربل فدخل عليه فسلم عليه فقال له الحسين )عليه‬
‫السلم(‪ :‬من أي البلدان أنت ؟ فقال‪ :‬من أهل الكوفة‪ ،‬قال‪ :‬يا أخا أهل‬
‫الكوفة أما وال لو لقيتك بالمدينة لريتك أثر جبرئيل من دارنا ونزوله على‬
‫جدي بالوحي‪ ،‬يا أخا أهل الكوفة مستقى العلم من عندنا‪ ،‬أفعلموا وجهلنا ؟‬
‫هذا ما ل يكون‪ (1) .‬بيان‪ :‬الثعلبية‪ :‬موضع بطريق مكة‪ - 2 .‬ير‪ :‬الهيثم‬
‫النهدي الكوفي عن الحسن بن علي عن ابن هراسة الشيباني عن شيخ من‬
‫أهل الكوفة قال‪ :‬رأيت علي بن الحسين )عليه السلم( بمنى فقال‪ :‬ممن‬
‫الرجل )‪ (2‬فقلت‪ :‬رجل من أهل العراق‪ ،‬فقال لي‪ :‬يا أخا أهل العراق أما لو‬
‫كنت عندنا بالمدينة لريناك مواطن جبرئيل من دويرنا‪ ،‬استقانا الناس‬
‫العلم‪ ،‬فتراهم علموا وجهلنا ؟ )‪ - 3 (3‬جا‪ :‬ابن قولويه عن أبيه عن سعد‬
‫عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم عن أبي‬
‫جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬أما إنه ليس عند أحد من الناس حق ول صواب‬
‫إل شئ أخذوه منا أهل البيت‪ ،‬ول أحد من الناس يقضي بحق وعدل إل‬
‫ومفتاح ذلك القضاء وبابه وأوله وسننه أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب‬
‫)عليه السلم(‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ 4 :‬و ‪ (2) .5‬في المصدر‪ :‬فمن الرحل‪ (3) .‬بصائر الدرجات‪:‬‬
‫‪.5‬‬
‫]‪[158‬‬

‫فإذا اشتبهت عليهم المور كان الخطأ من قبلهم إذا أخطأوا‪ ،‬والصواب من قبل علي‬
‫بن أبي طالب )عليه السلم(‪ - 4 (1) .‬جا‪ :‬أحمد بن الوليد عن أبيه عن‬
‫سعد عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن يحيى بن عبد ال بن الحسن قال‪:‬‬
‫سمعت جعفر بن محمد عليهما السلم يقول وعنده ناس من أهل الكوفة‪:‬‬
‫عجبا للناس يقولون‪ :‬أخذوا علمهم كله عن رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله وسلم( فعملوا به واهتدوا ويرون أنا أهل البيت لم نأخذ علمه ولم‬
‫نهتدبه ونحن أهله وذريته‪ ،‬في منازلنا انزل الوحي‪ ،‬ومن عندنا خرج إلى‬
‫الناس العلم‪ ،‬أفتراهم علموا واهتدوا وجهلنا وضللنا ؟ إن هذا لمحال‪(2) .‬‬
‫‪ - 5‬كتاب المحتضر للحسن بن سليمان نقل من كتاب السيد حسن بن كبش‬
‫باسناده إلى يونس بن ظبيان عن أبي عبد ال )عليه السلم( أنه قال له‪ :‬يا‬
‫يونس إذا أردت العلم الصحيح فخذ عن أهل البيت فانا رويناه واوتينا شرح‬
‫الحكمة وفصل الخطاب‪ ،‬إن ال اصطفانا وآتانا ما لم يؤت أحدا من العالمين‬
‫)‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬امالي المفيد‪ 56 :‬و ‪ (2) .57‬امالي المفيد‪ (3) .71 :‬المحتضر‪:‬‬

‫]‪[159‬‬

‫‪) - 12‬باب( * )ان عندهم جميع علوم الملئكة والنبياء وانهم اعطوا ما أعطاه‬
‫ال( * * )النبياء عليهم السلم‪ ،‬وان كل امام يعلم جميع علم المام الذى(‬
‫* * )قبله ول يبقى الرض بغير عالم( * ‪ - 1‬مع‪ :‬أحمد بن يحيى المكتب‬
‫عن أحمد بن محمد الوراق عن علي بن هارون الحميري عن علي بن‬
‫محمد بن سليمان عن أبيه عن علي بن يقطين عن موسى بن جعفر )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬وال اوتينا ما اوتي سليمان وما يؤت سليمان وما لم يؤت‬
‫أحد من العالمين قال ال عزوجل في قصة سليمان‪ " :‬هذا عطاؤنا فامنن‬
‫أو أمسك بغير حساب " )‪ (1‬وقال في قصة محمد )صلى ال عليه وآله‬
‫وسلم(‪ " :‬ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " )‪ (2‬بيان‪ :‬أي‬
‫كما أنه تعالى فوض إلى سليمان العطاء من المال والمنع منه وأمر الخلق‬
‫بتسليم ذلك له أعطى الرسول )صلى ال عليه وآله( وسلم أفضل من ذلك‬
‫فقال‪ :‬ما آتاكم الرسول من المال والعلم والحكم والمر فخذوا به وارضوا‪،‬‬
‫وما نهاكم عنه من جميع ذلك فانتهوا فهذا أعظم من ذلك‪ ،‬وقد صرح بذلك‬
‫في كثير من الخبار‪ - 2 .‬يد‪ :‬الدقاق عن السدي عن النخعي عن النوفلي‬
‫عن زيد المعدل وعبد ال بن سنان عن جابر عن أبي جعفر )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬إن ل لعلما ل يعلمه غيره‪ ،‬وعلما يعلمه ملئكته المقربون وأنبياؤه‬
‫المرسلون ونحن نعلمه )‪ .(3‬ير‪ :‬عبد ال بن محمد عن محمد بن الحسين‬
‫أو غيره عن أحمد بن عمر الحلبي عن زيد المعدل مثله )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬ص ‪ (2) .39‬معاني الخبار‪ 353 :‬والية الخيرة في الحشر‪ (3) .7 :‬توحيد‬
‫الصدوق‪ 128 :‬و ‪ (4) .129‬بصائر الدرجات‪ 31 :‬فيه‪ :‬احمد بن عمر‬
‫البجلى عن زيد بن معدل النميري عن عبد ال بن سنان‪.‬‬

‫]‪[160‬‬

‫‪ - 3‬يد‪ :‬ابن المتوكل عن الحميري عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن عبد ال بن‬
‫سنان عن جعفر بن محمد عن أبيه )عليه السلم( قال‪ :‬إن ل علما خاصا‬
‫وعلما عاما‪ ،‬فأما العلم الخاص فالعلم )‪ (1‬الذي لم يطلع )‪ (2‬عليه ملئكته‬
‫المقربين وأنبياءه المرسلين‪ ،‬وأما علمه العام فانه علمه الذي أطلع عليه‬
‫ملئكته المقربين وأنبياءه المرسلين وقد وقع إلينا من رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( )‪ - 4 .(3‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن حنان‬
‫الكندي عن أبيه عن أبي جعفر )عليه السلم( مثله )‪ - 5 (4‬ما‪ :‬المفيد عن‬
‫أحمد بن الوليد عن أبيه عن الصفار عن ابن عيسى عن ابن أبي عمير عن‬
‫ربعي عن الفضيل عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن ل علما لم‬
‫يعلمه إل هو وعلما أعلمه ملئكته ورسله فما أعلمه ملئكته وأنبياءه‬
‫ورسله فنحن نعلمه )‪ - 6 .(5‬فس‪ :‬أبي عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة‬
‫عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬الذي عنده علم الكتاب هو أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم(‪ ،‬وسئل عن الذي عنده علم من الكتاب أعلم أم‬
‫الذي عنده علم الكتاب ؟ فقال‪ :‬ما كان علم الذي عنده علم من الكتاب عند‬
‫الذي عنده علم الكتاب إل بقدر ما تأخذ البعوضة بجناحها من ماء البحر‪،‬‬
‫وقال أمير المؤمنين صلوات ال عليه‪ :‬أل إن العلم الذي هبط به آدم من‬
‫السماء إلى الرض وجميع ما فضلت به النبيون إلى خاتم النبيين في عترة‬
‫خاتم النبيين )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬في البصائر‪] :‬فاما علمه الخاص فالذي لم يطلع عليه ملئكته المقربون‬
‫وانبياؤه المرسلون وفيه أيضا‪ :‬واما علمه العام فهو الذي اطلع ملئكته‬
‫المقربون وأنبياؤه المرسلون فقد‪ (2) .‬في نسخة‪ :‬ل يطلع‪ (3) .‬التوحيد‪:‬‬
‫‪ (4) .128‬بصائر الدرجات‪ (5) .31 :‬امالي ابن الشيخ‪ 134 :‬و ‪) .135‬‬
‫‪ (6‬تفسير القمى‪.343 :‬‬

‫]‪[161‬‬
‫‪ - 7‬ير‪ :‬محمد بن الحسن عن حماد عن إبراهيم )‪ (1‬بن عبد الحميد عن أبيه عن‬
‫أبي الحسن الول )عليه السلم( قال‪ :‬قلت له‪ :‬جعلت فداك النبي )‪) (2‬صلى‬
‫ال عليه وآله( ورث علم النبيين كلهم ؟ قال لي‪ :‬نعم‪ ،‬قلت‪ :‬من لدن آدم‬
‫إلى أن انتهى إلى نفسه ؟ قال‪ :‬نعم ورثهم النبوة وما كان في آبائهم من‬
‫النبوة والعلم‪ ،‬قال‪ :‬ما بعث ال نبيا إل وقد كان محمد صلى ال عليه وآله‬
‫أعلم منه‪ .‬قال‪ :‬قلت‪ :‬إن عيسى بن مريم )عليه السلم( كان يحيى الموتى‬
‫باذن ال‪ ،‬قال‪ :‬صدقت وسليمان )‪ (3‬بن داود كان يفهم كلم الطير‪ ،‬قال‪:‬‬
‫وكان رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقدر على هذه المنازل‪ ،‬فقال‪ :‬إن‬
‫سليمان بن داود قال لهدهد حين فقده وشك في أمره‪ " :‬ما لي ل أرى‬
‫الهدهد أم كان من الغائبين " وكانت المردة والريح والنمل والنس والجن‬
‫والشياطين له طائعين وغضب عليه )‪ (4‬فقال‪ " :‬لعذبنه عذابا شديدا أو‬
‫لذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين " )‪ (5‬وإنما غضب عليه لنه كان يدله‬
‫على الماء‪ ،‬فهذا وهو طير قد اعطي ما لم يعط سليمان وإنما أراده ليدله‬
‫على الماء فهذا لم يعط سليمان وكانت المردة له طائعين ولم يكن يعرف‬
‫الماء تحت الهواء وكانت الطير تعرفه )‪ .(6‬إن ال يقول في كتابه‪ " :‬ولو‬
‫أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الرض‬

‫)‪ (1‬ذكره الصفار بطريق آخر في البصائر‪ ،32 :‬وفيه‪ :‬محمد بن حماد عن أخيه‬
‫أحمد بن حماد عن إبراهيم‪ (2) .‬في الطريق الخر‪ :‬اخبرني عن النبي‪) .‬‬
‫‪ (3‬في الطريق الخر‪ :‬قلت‪ :‬وسليمان بن داود كان يفهم منطق الطير هل‬
‫كان‪ (4) .‬في الطريق الخر‪ :‬ام كان من الغائبين‪ .‬وغضب عليه فقال‪" :‬‬
‫لعذبنه عذابا شديدا أو لذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين " وانما غضب‬
‫عليه لنه كان يدله على الماء فهذا وهو طير فقد اعطى ما لم يعط‬
‫سليمان وقد كانت الريح والنمل والجن والنس والشياطين المردة له‬
‫طائعين‪ (5) .‬النمل‪ 20 :‬و ‪ (6) .21‬في الطريق الخر‪ :‬وكان الطير‬
‫يعرفه‪.‬‬

‫]‪[162‬‬

‫أو كلم به الموتى " )‪ (1‬فقد ورثنا نحن هذا القرآن فعندنا ما تسير به الجبال وتقطع‬
‫به البلدان )‪ (2‬ويحيى به الموتى باذن ال‪ ،‬ونحن نعرف ما تحت الهواء‪،‬‬
‫وإن كان في كتاب ال ليات ما يراد بها أمر من المور التي أعطاها ال‬
‫الماضين النبيين والمرسلين إل وقد جعله ال ذلك كله لنا في ام الكتاب )‬
‫‪ .(3‬إن ال تبارك وتعالى يقول‪ " :‬وما من غائبة في السماء والرض إل‬
‫في كتاب مبين " ثم قال جل وعز‪ " :‬ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من‬
‫عبادنا " فنحن الذين اصطفانا ال فقد )‪ (4‬ورثنا علم هذا القرآن الذي فيه‬
‫تبيان كل شئ )‪ .(5‬بيان‪ :‬سيأتي الخبر بأدنى تغيير )‪ (6‬في كتاب القرآن‪،‬‬
‫وبه يمكن تصحيح بعض ما وقع في هذا من الشتباه‪ ،‬وجواب " لو " في‬
‫الية محذوف‪ ،‬أي لكان هذا القرآن‪ .‬قال البيضاوي‪ " :‬ولو أن قرآنا "‬
‫شرط حذف جوابه‪ ،‬والمراد منه تعظيم شأن القرآن أو المبالغة في عناد‬
‫الكفرة وتصميمهم‪ ،‬أي ولو أن قرآنا زعزعت به الجبال عن مقارها لكان‬
‫هذا القرآن لنه الغاية في العجاز والنهاية في التذكير والنذار‪ ،‬أو لما‬
‫آمنوا به‪ ،‬كقوله‪ " :‬ولو أننا نزلنا إليهم الملئكة " )‪ (7‬الية‪ .‬وقيل‪ :‬إن‬
‫قريشا قالوا‪ :‬يا محمد إن سرك أن نتبعك فسير بقرآنك الجبال عن مكة حتى‬
‫يتسع لنا فنتخذ فيها بساتين وقطائع‪ ،‬أو سخر لنا الريح لنركبها ونتجر إلى‬

‫)‪ (1‬الرعد‪ (2) .31 :‬في الطريق الخر‪ :‬ففيه ما يقطع به الجبال ويقطع المدائن به‪.‬‬
‫)‪ (3‬في الطريق الخر‪ :‬ونحن نعرف الماء تحت الهواء وان في كتاب ال‬
‫ليات ما يراد بها إلى أن يأذن ال به مع ما فيه اذن ال فما كتبه للماضين‬
‫جعله ال في ام الكتاب‪ (4) .‬في الطريق الخر‪ :‬فورثنا هذا الذى فيه كل‬
‫شئ‪ (5) .‬بصائر الدرجات‪ 14 :‬و ‪ .15‬والطريق الثاني في ص ‪(6) .32‬‬
‫وهو الذي ذكرنا اختلفاته‪ (7) .‬النعام‪.111 :‬‬

‫]‪[163‬‬

‫الشام أو ابعث لنا به قصي بن كلب وغيره من آبائنا ليكلمونا فيك‪ ،‬فنزلت‪ ،‬وعلى‬
‫هذا فتقطيع الرض‪ :‬قطعها بالسير )‪ - 8 .(1‬ير‪ :‬محمد بن عبد الحميد وأبو‬
‫طالب جميعا عن حنان بن سدير عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬إن ل‬
‫علما عاما وعلما خاصا‪ ،‬فأما الخاص فالذي لم يطلع عليه ملك مقرب ول‬
‫نبي مرسل‪ ،‬وأما علمه العام الذي اطلعت عليه الملئكة المقربون والنبياء‬
‫المرسلون فقد دفع )‪ (2‬ذلك كله إلينا‪ ،‬ثم قال‪ :‬أما تقرأ‪ " :‬وعنده علم‬
‫الساعة )‪ (3‬وينزل الغيث ويعلم ما في الرحام وما تدري نفس ماذا تكسب‬
‫غدا وما تدري نفس بأي أرض )‪ (4‬تموت )‪ - 9 ." (5‬ير‪ :‬أحمد بن محمد‬
‫عن ابن أبي عمير أو عمن رواه عن ابن أبي عمير عن جعفر بن عثمان‬
‫عن سماعة عن أبي بصير ووهيب )‪ (6‬عن أبي بصير عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬إن ل علمين‪ :‬علم مكنون مخزون ل يعلمه إل هو‪ ،‬من‬
‫ذلك يكون البداء‪ ،‬و علم علمه ملئكته ورسله وأنبياءه ونحن نعلمه‪(7) .‬‬
‫بيان‪ :‬قوله‪ :‬من ذلك يكون البداء‪ ،‬أي إنما يكون البداء فيما لم يطلع ال‬
‫عليه النبياء والرسل حتما لئل يخبروا فيكذبوا‪ ،‬أو المعنى أن المر الخير‬
‫الذي يظهر من البداء فيما سبق إنما يظهر من العلم الذي لم يصل إلى‬
‫النبياء والملئكة والول يؤيده كثير من الخبار‪ ،‬والخبر التي يؤيد‬
‫الثاني‪ - 10 .‬ير‪ :‬محمد بن إسماعيل عن علي بن الحكم عن ضريس عن‬
‫أبي جعفر )عليه السلم(‬

‫)‪ (1‬انوار التنزيل ‪ (2) .623 :1‬في نسخة‪] :‬قد وقع[ وفى المصدر‪ :‬قد رفع‪(3) .‬‬
‫الزخرف‪ (4) .85 :‬الروم‪ (5) .34 :‬بصائر الدرجات‪ (6) .31 :‬في نسخة‬
‫وفى المصدر‪ :‬وهب‪ (7) .‬بصائر الدرجات‪.31 :‬‬

‫]‪[164‬‬

‫قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬إن ل علمين‪ :‬علم مبذول‪ ،‬وعلم مكفوف‪ ،‬فأما المبذول فإنه‬
‫ليس من شئ يعلمه الملئكة والرسل إل ونحن نعلمه‪ ،‬وأما المكفوف فهو‬
‫الذي عنده في ام الكتاب إذا خرج نفذ‪ (1) .‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن محمد‬
‫البرقي عن الربيع الكاتب عن جعفر بن بشير عن أبي جعفر )عليه السلم(‬
‫مثله )‪ ،(2‬وفيه‪ :‬وعلم مكنون‪ .‬بيان‪ :‬قوله‪ :‬نفذ‪ ،‬أي يكون جاريا نافذا ل‬
‫بداء فيه‪ ،‬بخلف العلم الول فإنه يجري فيه البداء‪ - 11 .‬ير‪ :‬أحمد بن‬
‫محمد عن الهوازي عن القاسم بن محمد عن ابن أبي حمزة عن أبي‬
‫بصير عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن ال تبارك وتعالى قال لنبيه‪:‬‬
‫" فتول عنهم فما أنت بمعلوم " )‪ (3‬أراد أن يعذب أهل الرض‪ .‬ثم يد ال‬
‫فنزلت الرحمة فقال‪ " :‬ذكر " يا محمد " فإن الذكرى تنفع المؤمنين )‪(4‬‬
‫" فرجعت من قابل فقلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬جعلت فداك إني‬
‫حدثت أصحابنا فقالوا‪ :‬يدا ل ما لم يكن في علمه ؟ قال‪ :‬فقال أبو عبد ال‬
‫)عليه السلم(‪ :‬إن ال علمين‪ :‬علم عنده لم يطلع عليه أحدا من خلقه‪،‬‬
‫وعلم نبذه إلى ملئكته ورسله فما نبذه إلى ملئكته ورسله فقد انتهى إلينا‬
‫)‪ - 12 .(5‬ير‪ :‬يعقوب بن يزيد ومحمد بن الحسين عن ابن أبي عمير عن‬
‫ابن اذينة عن فضيل بن يسار عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬إن ل‬
‫علما ل يعلمه غيره‪ ،‬وعلما قد أعلمه ملئكته وأنبياءه ورسله فنحن نعلمه‪،‬‬
‫ثم أشار إلى صدره )‪ - 13 .(6‬ير‪ :‬محمد بن الحسين عن ابن سنان عن‬
‫عمار بن مروان عن جابر قال‪ :‬قال أبو جعفر )عليه السلم(‪ :‬إن ل علما ل‬
‫يعلمه إل هو‪ ،‬وعلما تعلمه الملئكة المقربون والنبياء المرسلون فما كان‬
‫من علم تعلمه الملئكة المقربون وأنبياؤه المرسلون فنحن نعلمه )‪14 .(7‬‬
‫‪ -‬ير‪ :‬محمد بن عبد الجبار عن عبد ال الحجال عن ثعلبة عن عبد ال بن‬
‫هلل‬

‫)‪ 1‬و ‪ 2‬و ‪ (7 - 5‬بصائر الدرجات‪ 3) .31 :‬و ‪ (4‬الذاريات‪ 54 :‬و ‪.55‬‬
‫]‪[165‬‬

‫عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن ل علما ل يعلمه إل هو‪ ،‬وله علم يعلمه‬
‫ملئكته وأنبياؤه ورسله فنحن نعلمه )‪ - 15 .(1‬ير‪ :‬إبراهيم بن هاشم عن‬
‫يحيى بن أبي عمران عن يونس عن بشير الدهان قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال‬
‫)عليه السلم( يقول‪ :‬إن ل علما ل يعلمه أحد غيره‪ ،‬وعلما قد علمه‬
‫ملئكته ورسله فنحن نعلمه )‪ - 16 .(2‬ير‪ :‬محمد بن عبد الجبار عن محمد‬
‫بن إسماعيل عن علي بن النعمان عن سويد القلء عن أبي أيوب عن أبي‬
‫بصير عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن ل علمين‪ :‬علم ل يعلمه إل‬
‫هو‪ ،‬وعلم يعلمه ملئكته ورسله فما علمه ملئكته ورسله فنحن نعلمه )‬
‫‪ - 17 .(3‬ير‪ :‬عبد ال بن محمد عن محمد بن الحسين عن عثمان بن‬
‫عيسى عن سماعة عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن ل علما علمه‬
‫ملئكته وأنبياءه ورسله فنحن نعلمه وعلما لم يطلع عليه أحد من خلق‬
‫ال‪ - 18 (4) .‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن الهوازي عن حماد عن ربعي عن‬
‫الفضيل عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن ل علمين‪ :‬علم علمه‬
‫ملئكته ورسله‪ ،‬وعلم عنده ل يعلمه إل هو فما كانت الملئكة والرسل‬
‫تعلمه فنحن نعلمه‪ ،‬أو ما شاء ال من ذلك‪ (5) .‬أقول‪ :‬قد مضى بعض‬
‫الخبار من هذا الباب في باب علم ال تعالى وباب البداء وسيأتي في أبواب‬
‫علومهم عليهم السلم‪ - 19 .‬ير‪ :‬إبراهيم بن هاشم عن البرقي رفعه قال‪:‬‬
‫قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬إن ل علمين‪ :‬علم تعلمه ملئكته ورسله‪،‬‬
‫وعلم ل يعلمه غيره‪ ،‬فما كان مما يعلمه ملئكته ورسوله فنحن نعلمه‪ ،‬وما‬
‫خرج من العلم الذي ل يعلم غيره فالينا يخرج )‪ - 20 .(6‬ير‪ :‬أحمد بن‬
‫محمد عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن سدير قال‪ :‬سمعت حمران بن‬
‫أعين يسأل أبا جعفر )عليه السلم( عن قول ال تبارك وتعالى‪ " :‬بديع‬
‫السماوات والرض " )‪ (7‬قال أبو جعفر )عليه السلم(‪ :‬إن ال ابتدع‬
‫الشياء كلها على غير مثال كان )‪(8‬‬

‫)‪ (6 - 1‬بصائر الدرجات‪ (7) .31 :‬البقرة‪ (8) .117 :‬في المصدر‪ :‬على غير مثال‬
‫كان قبل‪.‬‬

‫]‪[166‬‬

‫وابتدع السماوات والرض ولم يكن قبلهن سماوات ول أرضون‪ ،‬أما تسمع لقوله‬
‫تعالى‪ " :‬وكان عرشه على الماء " )‪ .(1‬فقال له حمران بن أعين‪ :‬أرأيت‬
‫قوله‪ " :‬عالم الغيب فل يظهر على غيبه أحدا " ؟ فقال له أبو جعفر )عليه‬
‫السلم(‪ " :‬إل من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه‬
‫رصدا " )‪ (2‬وكان وال محمد )صلى ال عليه وآله وسلم( ممن ارتضاه‪،‬‬
‫وأما قوله‪ " :‬عالم الغيب " فإن ال تبارك وتعالى عالم بما غاب عن خلقه‬
‫بما يقدر )‪ (3‬من شئ ويقضيه في علمه فذلك يا حمران علم موقوف عنده‬
‫إليه فيه المشية فيقضيه إذا أراد‪ ،‬ويبدو له فيه فل يمضيه‪ ،‬فأما العلم الذي‬
‫يقدره ال ويقضيه ويمضيه فهو العلم الذي انتهى إلى رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله وسلم( ثم إلينا )‪ .(4‬وحدثنا عبد ال بن محمد عن ابن محبوب‬
‫بهذا السناد وزاد فيه‪ :‬فما يقدر من شئ ويقضيه في علمه أن يخلقه وقبل‬
‫أن يفضيه إلى ملئكته فذلك يا حمران علم موقوف عنده )‪ (5‬غير مقضي‬
‫ل يعلمه غيره‪ ،‬إليه فيه المشية فيقضيه إذا أراد إلى آخر الحديث )‪.(6‬‬
‫بيان‪ :‬لعل المراد أنه ل بداء فيه غالبا ل مطلقا‪ ،‬كما يظهر من كثير من‬
‫الخبار أو يخص بالعلم المحتوم‪ ،‬أو بالذي يظهر في ليلة القدر‪ ،‬أو بما‬
‫يحدث في الليل والنهار‪ - 21 .‬ير‪ :‬أحمد بن محمد بن علي بن النعمان عن‬
‫بعض الصادقين يرفعه إلى جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬قال أبو جعفر )عليه‬
‫السلم(‪ :‬يمصون الثماد )‪ (7‬ويدعون النهر العظيم‪ ،‬قيل له‪ :‬وما النهر‬
‫العظيم ؟ قال‪ :‬رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( والعلم الذي آتاه ال‪،‬‬
‫إن ال جمع‬

‫)‪ (1‬هود‪ (2) .7 :‬الجن‪ (3) .27 :‬في المصدر‪ :‬فما يقدر‪ (4) .‬بصائر الدرجات‪31 :‬‬
‫و ‪ (5) .32‬في المصدر‪ :‬علم مقدم موقوف عنده‪ (6) .‬بصائر الدرجات‪:‬‬
‫‪ (7) .32‬في المصدر‪ :‬يمصون الصماد‪.‬‬

‫]‪[167‬‬

‫لمحمد )صلى ال عليه وآله( سنن النبيين من آدم هلم جرا إلى محمد )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ ،‬قيل له‪ :‬وما تلك السنن ؟ قال‪ :‬علم النبيين بأسره‪ ،‬إن ال جمع‬
‫لمحمد )صلى ال عليه وآله وسلم( علم النبيين بأسره‪ ،‬وإن رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( صير ذلك كله عند أمير المؤمنين )عليه السلم(‪.‬‬
‫فقال له الرجل‪ :‬يابن رسول ال فأمير المؤمنين )عليه السلم( أعلم أو‬
‫بعض النبيين ؟ فقال أبو جعفر )عليه السلم(‪ :‬اسمعوا ما يقول إن ال يفتح‬
‫مسامع من يشاء‪ ،‬إني حدثت أن ال جمع لمحمد )صلى ال عليه وآله‬
‫وسلم( علم النبيين وإنه جعل ذلك كله عند أمير المؤمنين‪ ،‬وهو يسألني هو‬
‫أعلم أم بعض النبيين ؟ ! )‪ (1‬بيان‪ :‬الثمد ويحرك وككتاب‪ :‬الماء القليل ل‬
‫مادة له‪ ،‬أو ما يبقى في الجلد أو ما يظهر في الشتاء ويذهب في الصيف‪،‬‬
‫ذكره الفيروز آبادي‪ ،‬وقال الزمخشري في الفائق‪ :‬المسامع جمع مسمع‬
‫وهو آلة السمع‪ ،‬أو جمع السمع على غير قياس‪ - 22 .‬ير‪ :‬يعقوب بن يزيد‬
‫عن ابن أبي عمير عن ربعي عن الفضيل قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه‬
‫السلم( يقول‪ :‬إن العلم الذي هبط مع آدم لم يرفع وإن العلم يتوارث وما‬
‫يموت منا عالم حتى يخلفه من أهله من يعلم علمه أو ما شاء ال )‪23 .(2‬‬
‫‪ -‬ير‪ :‬ابن معروف عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬إن العلم الذي لم يزل مع آدم لم يرفع والعلم يتوارث‪،‬‬
‫وكان علي )عليه السلم( عالم هذه المة‪ ،‬وإنه لن يهلك منا عالم إل خلفه‬
‫من أهله من يعلم مثل علمه أو ما شاء ال‪ (3) .‬ير‪ :‬ابن معروف عن حماد‬
‫بن عيسى عن حريز عن فضيل عن أبي جعفر )عليه السلم( مثله )‪.(4‬‬
‫توضيح قوله )عليه السلم(‪ :‬أو ما شاء ال‪ ،‬أي زائدا على المام السابق‬
‫لكن بعد الفاضة على روح السابق كما سيأتي‪ ،‬أو ناقصا منه فيحمل على‬
‫ما قبل المامة ول يخفى بعده‪.‬‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ 32 :‬و ‪ 32‬فيه‪ :‬اسمعوا ما نقول‪ (2) .‬بصائر الدرجات‪32 :‬‬
‫فيه‪ :‬ربعى عن عبد ال بن الجارود عن الفضيل‪ 3) .‬و ‪ (4‬بصائر‬
‫الدرجات‪.32 :‬‬

‫]‪[168‬‬

‫‪ - 24‬ير‪ :‬يعقوب يزيد عن ابن فضال عن محمد بن القاسم عن أبيه عن فضيل قال‪:‬‬
‫سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول‪ :‬إن العلم الذي نزل مع آدم على حاله‬
‫وليس يمضي منا عالم إل خلفه من يعلم علمه‪ ،‬كان علي )عليه السلم(‬
‫عالم هذه المة )‪ - 25 .(1‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن الهوازي عن فضالة‬
‫عن عمر بن أبان قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول‪ :‬العلم الذي‬
‫نزل مع آدم ما رفع وما مات عالم فذهب علمه )‪ - 26 .(2‬ير‪ :‬محمد بن‬
‫الحسين عن صفوان عن ابن مسكان عن حجر بن زائدة عن حمران عنه‬
‫)عليه السلم( مثله )‪ .(3‬ير‪ :‬عبد ال بن جعفر عن محمد بن عيسى عن‬
‫الهوازي عن فضالة بن أيوب عن أبان )‪ (4‬عن حمران عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( مثله )‪ - 27 .(5‬ير‪ :‬بعض أصحابنا عن السندي بن الربيع‬
‫عن محمد بن القاسم عن أبيه عن الفضيل عن أبي جعفر )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬قال يا فضيل إن العلم الذي هبط مع آدم لم يرفع وإن العلم ليتوارث إنه‬
‫لن يهلك )‪ (6‬من عالم إل خلفه من أهله من يعلم علمه‪ ،‬والعلم يتوارث )‬
‫‪ - 28 .(7‬ير‪ :‬ابراهيم بن هاشم عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن‬
‫الحارث بن المغيرة قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬إن العلم‬
‫الذي نزل مع آدم لم يرفع وما مات عالم إل وقد ورث علمه إن الرض ل‬
‫تبقى بغير عالم‪ - 29 (8) .‬ير‪ :‬ابن معروف عن حماد بن عيسى عن ربعي‬
‫عن الفضيل عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬إن العلم الذي هبط مع آدم‬
‫لم يرفع والعلم يتوارث‪ ،‬وإن عليا‬
‫)‪ 3 - 1‬و ‪ 7‬و ‪ (8‬بصائر الدرجات‪ (4) .32 :‬في المصدر‪] :‬عمران بن ابان[‬
‫والظاهر انه مصحف‪ :‬عمر بن ابان‪ (5) .‬بصائر الدرجات‪ (6) .33 :‬هكذا‬
‫في الكتاب ومصدره والظاهر مما مضى من رواية فضيل انه مصحف‪ :‬لن‬
‫يهلك منا عالم‪.‬‬

‫]‪[169‬‬

‫)عليه السلم( عالم هذه المة وإنه لم يمت منا عالم إل خلف من بعده من يعلم مثل‬
‫علمه أو ما شاء ال‪ (1) .‬سن‪ :‬أبي عن حماد مثله‪ - 30 (2) .‬ير‪ :‬محمد‬
‫بن الحسين عن ابن سنان عن عمار بن مروان عن جابر عن أبي جعفر‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬أعطى ال محمدا )صلى ال عليه وآله( مثل ما أعطى‬
‫آدم )عليه السلم( فمن دونه من الوصياء كلهم‪ ،‬يا جابر هل تعرفون‬
‫ذلك ؟ )‪ - 31 (3‬ير‪ :‬محمد بن الحسين عن البزنطي عن حماد بن عثمان‬
‫عن فضيل عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬كانت في علي )عليه السلم(‬
‫سنة ألف نبي‪ ،‬وقال‪ :‬إن العلم الذي نزل مع آدم لم يرفع وما مات عالم‬
‫فذهب علمه‪ ،‬وإن العلم ليتوارث‪ ،‬إن الرض ل تبقى بغير عالم‪- 32 (4) .‬‬
‫ير‪ :‬أحمد بن محمد عن البرقي عن النضر عن يحيى الحلبي عن عبد‬
‫الحميد الطائي عن محمد بن مسلم قال‪ :‬قال أبو جعفر )عليه السلم(‪ :‬إن‬
‫العلم يتوارث ول يموت عالم إل ترك من يعلم مثل علمه أو ما شاء ال‪) .‬‬
‫‪ - 33 (5‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن الهوازي عن النضر عن يحيى الحلبي‬
‫عن بريد عن محمد بن مسلم عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن عليا‬
‫)عليه السلم( كان عالما‪ ،‬وإن العلم يتوارث‪ ،‬ولن يهلك عالم إل بقي من‬
‫بعده من يعلم مثل علمه أو ما شاء ال‪ - 34 (6) .‬ير‪ :‬عبد ال بن موسى‬
‫عن الخشاب عن محمد بن سالم عن العل عن محمد بن مسلم عن أبي‬
‫جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬كان علي )عليه السلم( عالم هذه المة‪ ،‬والعلم‬
‫يتوارث‪ ،‬وليس يهلك هالك منهم حتى يؤتى من أهله من يعلم مثل علمه‪) .‬‬
‫‪ (7‬بيان‪ :‬حتى يؤتى‪ ،‬أي يعطى‪ ،‬والمستتر راجع إلى الهالك أي الميت‪.‬‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (2) .32 :‬محاسن البرقى‪ 3) .235 :‬و ‪ (9 - 7‬بصائر‬
‫الدرجات‪ (4) 33 :‬بصائر الدرجات‪.32 :‬‬

‫]‪[170‬‬

‫‪ - 35‬ير‪ :‬ابن معروف عن حماد بن عيسى عن عمر بن يزيد قال‪ :‬قال أبو جعفر‬
‫)عليه السلم(‪ :‬إن عليا )عليه السلم( كان عالم هذه المة والعمل يتوارث‪،‬‬
‫ول يهلك أحد منا إل ترك من أهله من يعلم مثل علمه أو ما شاء ال‪(1) .‬‬
‫‪ - 36‬ير‪ :‬ابن يزيد عن ابن فضال عن ابن بكير عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬كنت عنده فذكروا سليمان وما اعطي من العلم وما اوتي من‬
‫الملك فقال لي‪ :‬وما اعطي سليمان بن داود ؟ إنما كان عنده حرف واحد‬
‫من السم العظم‪ ،‬وصاحبكم الذي قال ال‪ " :‬قل كفى بال شهيدا بيني‬
‫وبينكم ومن عنده علم الكتاب " وكان وال عند علي علم الكتاب‪ ،‬فقلت‪:‬‬
‫صدقت وال جعلت فداك‪ (2) .‬بيان‪ :‬يدل على أن الجنس المضاف يفيد‬
‫العموم‪ - 37 .‬ير‪ :‬أحمد بن موسى عن الخشاب عن عبد الرحمان بن كثير‬
‫عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك‬
‫به قبل أن يرتد إليك طرفك‪ ،‬قال‪ :‬ففرج أبو عبد ال )عليه السلم( بين‬
‫أصابعه فوضعها على صدره ثم قال‪ :‬عندنا وال علم الكتاب كله‪- 38 (3) .‬‬
‫ير‪ :‬إبراهيم بن هاشم عن محمد بن سليمان )‪ (4‬عن سدير قال‪ :‬كنت أنا‬
‫وأبو بصير وميسر ويحيى البزاز وداود الرقي في مجلس أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( إذ خرج إلينا وهو مغضب فلما أخذ مجلسه قال‪ :‬يا عجبا‬
‫لقوام يزعمون أنا نعلم الغيب‪ ،‬وما يعلم الغيب إل ال‪ ،‬لقد هممت بضرب‬
‫خادمتي فلنة فذهبت عني فما عرفتها في أي البيوت من الدار هي‪ .‬فلما أن‬
‫قام من مجلسه وصار في منزله دخلت أنا وأبو بصير وميسر على أبي ‪-‬‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (2) .33 :‬بصائر الدرجات‪ 58 :‬والية في الرعد‪(3) .43 :‬‬
‫بصائر الدرجات ‪ (4) .58‬هكذا في الكتاب ومصدره وروى هذا الخبر‬
‫باسناد آخر الصفار في ص ‪ 63‬وفيه‪ :‬محمد بن سليمان عن ابيه عن‬
‫سدير راجعه ففيه اختلفات‪.‬‬

‫]‪[171‬‬

‫عبد ال )عليه السلم( فقلنا له‪ :‬جعلنا فداك سمعناك تقول‪ :‬كذا وكذا في أمر‬
‫خادمتك‪ ،‬ونحن نعلم أنك تعلم علما كثيرا ل ينسب )‪ (1‬إلى علم الغيب‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فقال‪ :‬يا سدير ما تقرأ القرآن ؟ قال‪ :‬قلت قرأناه جعلت فداك‪ ،‬قال‪ :‬فهل‬
‫وجدت فيما قرأت من كتاب ال‪ " :‬قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك‬
‫به قبل أن يرتد إليك طرفك " ؟ )‪ (2‬قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك قد قرأته‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فهل عرفت الرجل وعلمت ما كان عنده من علم الكتاب ؟ قال‪ :‬قلت‪:‬‬
‫فأخبرني حتى أعلم‪ ،‬قال‪ :‬قدر قطرة من المطر الجود في البحر الخضر ما‬
‫يكون ذلك من علم الكتاب ؟ قال‪ :‬قلت جعلت فداك ما أقل هذا ؟ قال‪ :‬يا‬
‫سدير ما أكثره لمن لم ينسبه إلى العلم الذي اخبرك به ياسدير‪ ،‬فهل وجدت‬
‫فيما قرأت من كتاب ال‪ " :‬قل كفى بال شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم‬
‫الكتاب " )‪ (3‬كله ؟ قال‪ :‬وأومأ بيده إلى صدره فقال‪ :‬علم الكتاب كله وال‬
‫عندنا‪ :‬ثلثا )‪ (4‬بيان‪ :‬وهو مغضب‪ :‬على المجهول أي غضبا ربانيا على‬
‫جماعة يزعمون أنه الرب أو أنه يعلم جميع الغيوب وفي جميع الحوال أو‬
‫على الجارية‪ ،‬فما عرفتها لعله )عليه السلم( قال ذلك تورية لئل ينسب‬
‫إلى الربوبية‪ ،‬وأراد علما مستندا إلى السباب الظاهرة أو علما غير‬
‫مستفاد‪ ،‬مع أنه يحتمل أن يكون ال تعالى أخفى عليه ذلك في تلك الحال‬
‫لنوع من المصلحة‪ ،‬ل ينسب إلى علم الغيب أي ليس منه‪ ،‬لن الغيب ما‬
‫اختص ال بعلمه أو ما حصل بغير استفادة وفي الكافي‪ " :‬ول ننسبك "‪) .‬‬
‫‪ (5‬قدر قطرة‪ ،‬إنما لم يخبر )عليه السلم( عن الرجل لعدم الهتمام به‬
‫وعدم مدخليته فيما هو بصدد بيانه‪ .‬والجود بالفتح المطر الغزير‪ :‬والبحر‬
‫الخضر هو المحيط سمي به لخضرته وسواده بسبب كثرة الماء‪ ،‬ما‬
‫أكثره‪ :‬رد لما يفهم من‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪] :‬ول ننسبك[ وفى الطريق الخر‪ :‬ولننسبنك‪ (2) .‬النحل‪) .40 :‬‬
‫‪ (3‬الرعد‪ (4) .43 :‬بصائر الدرجات‪ (5) .58 :‬اصول الكافي‪.257 :1 :‬‬

‫]‪[172‬‬

‫كلم سدير من تحقير العلم الذي أوتي آصف بأنه وإن كان قليل بالنسبة إلى علم‬
‫الكتاب لكنه عظيم بالنسبة إل من لم ينسبه ال‪ ،‬أو عند من لم ينسبه ال‬
‫إلى العلم الذي أخبرك ال به في القرآن من إحضار عرش بلقيس أقل من‬
‫طرفة عين‪ ،‬وقد مدحه ال بذلك وعظم فعله‪ .‬ويمكن أن يقرأ " أخبرك "‬
‫على صيغة المتكلم أي أخبرك بعد ذلك في هذا الخبر‪ ،‬أي علم جميع‬
‫الكتاب‪ ،‬وحاصل الجواب بيان أن ما ذكره )عليه السلم( ليس لنقص‬
‫علمهم‪ ،‬بل كان للتقية من المخالفين‪ ،‬أو من ضعفاء العقول من الشيعة لئل‬
‫ينسبوهم إلى الربوبية‪ .‬ويحتمل أن يكون الغرض بيان عدم المنافاة بين أن‬
‫يخفي ال عنهم في بعض الوقات لبعض المصالح المور الجزئية وبين أن‬
‫يكونوا متهيئين لعلم كل الكتاب إذا أراد ال تعالى لهم ذلك‪ ،‬أو يقال‪ :‬إنهم‬
‫محتاجون لتحصيل بعض العلوم إلى مراجعة وليس لهم جميع العلوم‬
‫بالفعل‪ ،‬والول أظهر‪ - 39 .‬ير‪ :‬بعض أصحابنا عن الحسن بن موسى عن‬
‫عبد الرحمان بن كثير عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال عزوجل‪:‬‬
‫" قل كفى بال شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب " قال‪ :‬إيانا‬
‫عنى‪ ،‬وعلي أولنا وأفضلنا وخيرنا‪ - 40 (1) .‬ير‪ :‬محمد بن الحسين‬
‫ويعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن بريد )‪ (2‬قال‪ :‬قلت لبي جعفر‬
‫)عليه السلم( وذكر مثله )‪ - 41 .(3‬ير‪ :‬عبد ال بن أحمد عن الحسن بن‬
‫موسى عن ابن أبي نجران عن مثنى قال‪ :‬سألته عن قول ال عزوجل‪" :‬‬
‫ومن عنده علم الكتاب " قال‪ :‬نزلت في علي )عليه السلم( بعد رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله وسلم( وفي الئمة بعده )‪ - 42 .(4‬ختص‪ ،‬ير‪ :‬أحمد‬
‫بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن عذافر عن أبي يعقوب‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ 58 :‬والية في الرعد‪ (2) .43 :‬في المصدر‪ :‬ابن ابى عمير‬
‫عن عمر بن اذينة عن بريد بن معاوية‪ 3) .‬و ‪ (4‬بصائر الدرجات‪.58 :‬‬

‫]‪[173‬‬

‫الحول قال‪ :‬خرجنا مع أبي بصير ونحن عدة فدخلنا معه على أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( فقال‪ :‬يا أبا محمد إن علم علي بن أبي طالب )عليه السلم( من‬
‫علم رسول ال )صلى ال عليه وآله( فعلمناه نحن فيما علمناه فال فاعبد‬
‫وإياه فارج‪ - 43 (1) .‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن‬
‫عميرة عن أبي الصباح قال‪ :‬وال لقد قال لي جعفر بن محمد )عليه‬
‫السلم(‪ :‬إن ال علم نبيه التنزيل والتأويل‪ ،‬قال‪ :‬فعلم رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله وسلم( عليا‪ ،‬قال‪ :‬وعلمنا وال‪ ،‬ثم قال‪ :‬ما صنعتم من شئ أو‬
‫حلفتم عليه من يمين فأنتم منه في سعة )‪ .(2‬بيان‪ :‬أي أي شئ صنعتم‬
‫وقلتم في بيان وفور علمنا أو حلفتم عليه فل جناح عليكم لنكم صادقون‪،‬‬
‫ويحتمل أن يكون فاعل قال‪ ،‬هو فاعل علمنا‪ ،‬أي قال علي )عليه السلم(‪:‬‬
‫بعد ما علمنا أي شئ صنعتم موافقا لما علمتم وحلفتم على حقيته فل جناح‬
‫عليكم‪ - 44 .‬ختص‪ ،‬ير‪ :‬محمد بن عبد الحميد عن منصور بن يونس عن‬
‫ابن أذينة عن محمد بن مسلم قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول‪:‬‬
‫نزل جبرئيل )عليه السلم( على محمد )صلى ال عليه وآله( برمانتين من‬
‫الجنة فلقيه علي )عليه السلم( فقال له‪ :‬ما هاتان الرمانتان في يديك ؟‬
‫قال‪ :‬أما هذه فالنبوة ليس لك فيها نصيب‪ ،‬وأما هذه فالعلم‪ ،‬ثم فلقها رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله وسلم( فأعطاه نصفها وأخذ نصفها رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ ،‬ثم قال‪ :‬أنت شريكي فيه‪ ،‬وأنا شريكك فيه‪ ،‬قال‪ :‬فلم‬
‫يعلم وال رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( حرفا مما علمه ال إل‬
‫علمه عليا )عليه السلم( ثم انتهى ذلك العلم إلينا‪ ،‬ثم وضع يده على صدره‬
‫)‪ .(3‬بيان‪ :‬لعل المراد أن إحدى الرمانتين بازاء النبوة والخرى بازاء‬
‫العلم‪ ،‬و يحتمل أن يكون ل حداهما مدخل في تقوية النبوة‪ ،‬والخرى في‬
‫تقوية العلم‪ - 45 .‬ك‪ :‬أبي وابن الوليد معا عن سعد والحميري معا عن‬
‫اليقطيني عن يونس عن الحارث بن المغيرة عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬لم يترك ال الرض‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ ،85 :‬الختصاص‪ (2) .279 :‬بصائر الدرجات‪(3) .85 :‬‬
‫بصائر الدرجات‪ 85 :‬الختصاص‪.279 :‬‬
‫]‪[174‬‬

‫بغير عالم يحتاج الناس إليه ول يحتاج إليهم‪ ،‬يعلم الحلل والحرام‪ ،‬قلت‪ :‬جعلت‬
‫فداك بماذا يعلم ؟ قال‪ :‬بموارثته من رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم(‬
‫ومن علي بن أبي طالب صلوات ال عليه‪ - 46 (1) .‬ك‪ :‬بهذا السناد عن‬
‫الحارث بن المغيرة عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬إن‬
‫العلم الذي انزل مع آدم لم يرفع‪ ،‬وما مات منا عالم إل ورث علمه إن‬
‫الرض ل تبقى بغير عالم‪ - 47 (2) .‬ك‪ :‬بهذا السناد عن اليقطيني عن‬
‫الوشاء عن عمر بن أبان عن الحسين بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي‬
‫جعفر عليه السلم قال‪ :‬قال‪ :‬يا با حمزة إن الرض ل تخلو إل وفيها عالم‬
‫منا‪ ،‬فإن زاد الناس قال‪ :‬قد زادوا‪ ،‬وإن نقصوا قال‪ :‬قد نقصوا‪ ،‬ولن يخرج‬
‫ال ذلك العالم حتى يرى في ولده من يعلم مثل علمه‪ ،‬أو ما شاء ال‪(3) .‬‬
‫أقول‪ :‬قد أوردنا الخبار الكثيرة بهذا المضمون في باب الضطرار إلى‬
‫الحجة‪ - 48 .‬ير‪ :‬أيوب بن نوح عن صفوان بن يحيى عن الحارث عن ابي‬
‫عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قلت‪ :‬أخبرني عن علم عالمكم قال‪ :‬وراثة من‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( ومن علي بن أبي طالب )عليه‬
‫السلم(‪ ،‬قال‪ :‬قلت إنا نتحدث أنه يقذف في قلوبهم وينكت في آذانهم‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ذاك وذاك )‪ - 49 .(4‬بر‪ :‬إبراهيم بن هاشم عن ابن فضال عن علي بن‬
‫عقبة عن أبي كهمش عن الحارث بن المغيرة عن أبي جعفر )عليه السلم(‬
‫أنه قال‪ :‬لن يهلك منا أهل البيت عالم حتى يرى من يخلفه يعلم مثل علمه‬
‫أو ما شاء ال‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬ما هذا العلم ؟ قال‪ :‬وراثة من رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( ومن علي بن أبي طالب صلوات ال عليهما‪ .‬يستغني عن‬
‫الناس ول يستغني الناس عنه )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬اكمال الدين‪ (2) .130 - 129 :‬اكمال الدين‪ (3) .130 :‬اكمال الدين‪4) .132 :‬‬
‫‪ (5 -‬بصائر الدرجات‪.95 :‬‬

‫]‪[175‬‬

‫‪ - 50‬ير‪ :‬إبراهيم بن هاشم عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن رجل قال‪:‬‬


‫سمعته يقول‪ :‬إن ال ل يترك الرض بغير عالم يحتاج الناس إليه ول‬
‫يحتاج إليهم يعلم الحلل والحرام‪ ،‬فقلت‪ :‬جعلت فداك بماذا يعلم ؟ قال‪:‬‬
‫وراثة من رسول ال وعلي بن أبي طالب صلوات ال عليهما )‪- 51 .(1‬‬
‫ير‪ :‬محمد بن عبد الجبار عن أبي عبد ال البرقي عن فضالة عن عبد‬
‫الحميد بن النضر عن أبي إسماعيل عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‬
‫ليس من إمام يمضي إل واوتي الذي من بعده مثل ما اوتي الول وزيادة‬
‫خمسة أجزاء )‪ - 52 .(2‬ير‪ :‬إبراهيم بن هاشم عن أبي هاشم عن أبي‬
‫جعفر عن عبد الحميد عن أبي إسماعيل قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه‬
‫السلم( يقول‪ :‬ليس من إمام إل اوتي الذي يكون من بعده مثل ما اوتي‬
‫الول ويزيد خمسة أجزاء )‪ - 53 .(3‬ير‪ :‬عبد ال بن محمد عن الخشاب‬
‫عن محمد بن علي عن عبد الحميد )‪ (4‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬ليس من إمام يمضي إل وأوتي مثل الول‪ ،‬وزيادة خمسة أجزاء‪(5) .‬‬
‫بيان‪ :‬يحتمل أن يكون خمسة أجزاء إشارة إلى ما ذكر في سورة لقمان‪:‬‬
‫من علم الساعة )‪ ،(6‬ونزول الغيث‪ ،‬وما في الرحام‪ ،‬وما يكسب النسان‬
‫غدا‪ ،‬وبأي أرض يموت‪ ،‬فإن ال تعالى لم يفض علمها كلية إلى أحد‬
‫ويكون فيها البداء‪ ،‬ويفيض في كل واقعة على من يريد ما هو المحتوم من‬
‫ذلك‪ ،‬وهذا أحد معاني ما يحدث بالليل و النهار كما عرفت‪ ،‬فهذه هي‬
‫المور التي يمكن أن يزاد فيها علم المام اللحق على‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ 2) .95 :‬و ‪ 3‬و ‪ (5‬بصائر الدرجات‪ (4) .125 :‬لعل فيه‬
‫ارسال بقرينة ما قبله‪ ،‬ويحتمل على بعد أن سمعه عبد الحميد من ابى‬
‫اسماعيل تارة ومن ابى عبد ال )عليه السلم( اخرى‪ .‬والحاديث الثلثة‬
‫تنافى ما تقدم من افضلية على )عليه السلم( من سائر الئمة عليهم‬
‫السلم ال ان يكون المراد غيره )عليه السلم(‪ (6) .‬لقمان‪.34 :‬‬

‫]‪[176‬‬

‫السابق في وقت إمامته‪ ،‬وإن افيض علي روحه المقدسة مقارنا للفاضة على إمام‬
‫الوقت‪ .‬ويحتمل أن يكون إشارة إلى ما مر من الترقي في المعارف الربانية‬
‫فإنها ترجع إلى ثلثة تنقسم إلى خمسة لنها صفات ثبوتية راجعة إلى‬
‫ثلث‪ :‬العلم والقدرة والرادة‪ ،‬أو الحياة بدل الرادة‪ ،‬وصفات سلبية ترجع‬
‫إلى وجوب الوجود وصفات فعل كالخالقية والرازقية‪ ،‬وهذا أحد معاني ما‬
‫يحدث بالليل والنهار كما عرفت‪ ،‬و ال يعلم وحججه عليهم السلم‪- 54 .‬‬
‫ير‪ :‬محمد بن الحسين عن محمد بن الهيثم أو عمن رواه عنه عن بعض‬
‫أصحابنا عن عمر بن يزيد قال‪ :‬قلت لبي الحسن الرضا )عليه السلم(‪:‬‬
‫إني سألت أباك عن مسألة اريد أن أسألك عنها قال‪ :‬وعن أي شئ تسأل ؟‬
‫قال‪ :‬قلت له‪ :‬عندك علم رسول ال )صلى ال عليه وآله( وكتبه وعلم‬
‫الوصياء وكتبهم ؟ قال‪ :‬فقال‪ :‬نعم وأكثر من ذاك‪ ،‬سل عما بدا لك‪(1) .‬‬
‫‪ - 55‬ير‪ :‬يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن منصور عن فضيل‬
‫العور عن أبي عبيدة الحذاء قال‪ :‬كنا زمان أبي جعفر )عليه السلم( حين‬
‫مضى )عليه السلم( نتردد كالغنم ل راعي لها‪ ،‬فلقينا سالم بن أبي حفصة‬
‫فقال‪ :‬يا با عبيدة من إمامك ؟ قلت‪ :‬أئمتي آل محمد‪ ،‬فقال‪ :‬هلكت وأهلكت‪،‬‬
‫أما سمعت أنا وأنت أبا جعفر )عليه السلم( وهو يقول‪ :‬من مات ليس له‬
‫إمام مات ميتة جاهلية ؟ قلت‪ :‬بلى لعمري لقد كان ذلك ثم بعد ذلك بثلث أو‬
‫نحوها دخلنا على أبي عبد ال )عليه السلم( فرزق ال لنا المعرفة فدخلت‬
‫عليه فقلت له‪ :‬لقيت سالما فقال لي‪ :‬كذا وكذا‪ ،‬وقلت له‪ :‬كذى وكذى‪ .‬فقال‬
‫أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬يا ويل لسالم‪ ،‬ثلث مرات‪ ،‬أما يدري سالم ما‬
‫منزلة المام ؟ المام أعظم مما يذهب إليه سالم والناس أجمعون‪ ،‬يا‬
‫باعبيدة إنه لم يمت منا ميت حتى يخلف من بعده من يعمل بمثل عمله‬
‫ويسير بمثل سيرته ويدعو إلى مثل الذي دعا إليه‪ ،‬يا أبا عبيدة إنه لم يمنع‬
‫ال ما أعطى داود أن اعطى سليمان أفضل مما أعطى‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات ‪.150‬‬

‫]‪[177‬‬

‫داود‪ ،‬ثم قال‪ " :‬هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب " قال‪ :‬قلت‪ :‬ما أعطاه ال‬
‫جعلت فداك ؟ قال‪ :‬نعم يا باعبيدة إنه إذا قام قائم آل محمد حكم بحكم داود‬
‫وسليمان ل يسأل الناس بينة‪ (1) .‬بيان‪ :‬قوله )عليه السلم(‪ :‬ما أعطى‬
‫داود كلمة ما إما مصدرية‪ ،‬أي لم يمنع ال تعالى من إعطاء البن إعطاء‬
‫الب‪ ،‬أو موصولة‪ ،‬أي لم يمنع ال ما أعطاه داود من إعطاء سليمان‬
‫أفضل منه‪ ،‬قوله‪ :‬قال‪ :‬نعم يا با عبيدة أجاب بوجه يفهم منه ما سأله‬
‫وزيادة أي ما أعطاه ال هو العلم بالوقائع وعدم الحتياج إلى البينة‪ ،‬وفي‬
‫الكافي بعد قوله‪ :‬أن أعطى سليمان‪ :‬ثم قال يا با عبيدة‪ :‬فل تكلف‪ (2) .‬ثم‬
‫اعلم أن الظاهر من الخبار أن القائم )عليه السلم( إذا ظهر يحكم بما يعلم‬
‫في الواقعة ل بالبينة‪ ،‬وأما من تقدمه من الئمة )عليهم السلم( فقد كانوا‬
‫يحكمون بالظاهر وقد كانوا يظهرون ما يعلمون من باطن المر بالحيل كما‬
‫كان أمير المؤمنين )عليه السلم( يفعله في كثير من الموارد‪ (3) .‬وقال‬
‫الشيخ المفيد في كتاب المسائل‪ :‬للمام )عليه السلم( أن يحكم بعلمه كما‬
‫يحكم بظاهر الشهادات‪ ،‬ومتى عرف من المشهود عليه ضد ما تضمنته‬
‫الشهادة أبطل بذلك شهادة من شهد عليه وحكم فيه بما أعلمه ال تعالى‪،‬‬
‫وقد يجوز عندي أن تغيب عنه بواطن المور فيحكم فيها بالظواهر‪ ،‬وإن‬
‫كانت على خلف الحقيقة عند ال تعالى ويجوز أن يدله ال تعالى على‬
‫الفرق بين الصادقين من الشهود وبين الكاذبين فل تغيب عنه حقيقة‬
‫الحال‪ ،‬والمور في هذا الباب متعلقة باللطاف والمصالح التي ل يعلمها‬
‫على كل حال إل ال عزوجل‪ .‬ولهل المامة في هذه المقالة ثلثة أقوال‪:‬‬
‫فمنهم من يزعم أن أحكام الئمة على الظواهر دون ما يعلمونه على كل‬
‫حال‪ ،‬ومنهم من يزعم أن أحكامهم إنما هي‬
‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ 72 :‬و ‪ 150‬والية في ص‪ (2) .39 :‬اصول الكافي ‪.397 :1‬‬
‫)‪ (3‬في نسخة‪ :‬في كتاب مسائل‪.‬‬

‫]‪[178‬‬

‫على البواطن دون الظواهر التي يجوز فيها الخلف‪ ،‬ومنهم من يذهب إلى ما‬
‫اخترته أنا من المقال‪ ،‬ولم أر لبني نوبخت رحمهم ال فيه ما أقطع على‬
‫إضافته إليهم على يقين بغير ارتياب‪ - 56 .‬سن‪ :‬أبي عن النضر عن يحيى‬
‫بن عمران الحلبي عن أيوب بن الحر عن سليمان بن خالد عن أبي جعفر‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬ما كانت الرض إل وفيها عالم‪ - 57 (1) .‬سن‪ :‬الوشا‬
‫عن أبان الحمر عن الحسين بن زياد العطار قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه‬
‫السلم(‪ :‬هل تكون الرض إل وفيها عالم ؟ قال‪ :‬ل وال لحللهم وحرامهم‬
‫وما يحتاجون إليه‪ - 58 (2) .‬سن الوشاء عن أبان الحمر عن الحارث بن‬
‫المغيرة عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬إن الرض ل‬
‫تترك إل بعالم يحتاج الناس إليه ول يحتاج إلى الناس يعلم الحلل والحرام‪.‬‬
‫)‪ - 59 (3‬سن‪ :‬بعض أصحابنا عن الصم عبد ال بن عبد الرحمان عن‬
‫الثمالي قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬لن تبقى الرض إل‬
‫وفيها عالم يعرف الحق من الباطل‪ - 60 (4) .‬سن‪ :‬أبي عن علي بن‬
‫النعمان عن شعيب الحداد عن أبي حمزة عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪:‬‬
‫لن تخلوا الرض من رجل يعرف الحق‪ ،‬فإذا زاد الناس فيه قال‪ :‬قد زادوا‪،‬‬
‫وإذا نقصوا منه قال‪ :‬قد نقصوا‪ ،‬وإذا جاؤا به صدقهم‪ ،‬ولو لم يكن ذلك‬
‫كذلك لم يعرف الحق من الباطل‪ - 61 (5) .‬ختص‪ :‬ابن عيسى عن علي بن‬
‫الحكم عن عبد ال بن بكير الهجري عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬إن‬
‫علي بن أبي طالب )عليه السلم( كان هبة ال لمحمد )صلى ال عليه وآله‬
‫وسلم(‬

‫)‪ (4 - 1‬المحاسن‪ (5) .234 :‬المحاسن‪ 235 :‬و ‪.236‬‬

‫]‪[179‬‬

‫ورث علم الوصياء‪ ،‬وعلم من كان قبله )‪ (1‬من النبياء والمرسلين‪- 62 (2) .‬‬
‫ختص‪ :‬أحمد وعبد ال ابنا محمد بن عيسى عن معمر بن خلد عن أبي‬
‫الحسن الرضا )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬إنا أهل بيت يتوارث‬
‫أصاغرنا عن أكابرنا حذو القذة بالقذة )‪ .(3‬ير‪ :‬عبد ال بن محمد عن‬
‫معمر مثله‪ - 63 (4) .‬ختص‪ :‬ابن أبي الخطاب عن عبد الرحمان بن أبي‬
‫هاشم عن عنبسة بن بجاد عن المغيرة الحوارى مولى عبد المؤمن‬
‫النصاري عن ابن طريف عن ابن نباته قال‪ :‬سمعت عليا )عليه السلم(‬
‫يقول على المنبر‪ :‬سلوني قبل أن تفقدوني‪ ،‬فوال ما من أرض مخصبة ول‬
‫مجدبة ول فئة تضل مائة أو تهدي مائة إل وعرفت قائدها وسائقها‪ ،‬وقد‬
‫أخبرت بهذا رجل من أهل بيتى يخبر بها كبيرهم صغيرهم إلى أن تقوم‬
‫الساعة )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬في نسخة‪ :‬وعلم من كان قبله اما ان محمدا ورث علم من كان قبله من النبياء‬
‫والمرسلين‪ 2) .‬و ‪ (3‬الختصاص‪ (4) .279 :‬بصائر الدرجات‪(5) .85 :‬‬
‫الختصاص‪ 279 :‬و ‪.280‬‬

‫]‪[180‬‬

‫‪) - 13‬باب( * )آخر في أن عندهم صلوات ال عليهم كتب النبياء( * * )عليهم‬


‫السلم يقرؤنها على اختلف لغاتها( * ‪ - 1‬ختص‪ ،‬ير‪ :‬موسى بن عمر‬
‫عن الميثمي عن سماعة عن شيخ من أصحابنا عن أبي جعفر )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬جئنا نريد الدخول عليه فلما صرنا بالدهليز سمعنا قراءة‬
‫بالسريانية بصوت حسن يقرأ ويبكي حتى أبكى بعضنا )‪ - 2 .(1‬ختص‪،‬‬
‫ير‪ :‬إبراهيم بن هاشم عن الحسن بن إبراهيم عن يونس بن عبد الرحمان‬
‫عن هشام بن الحكم في حديث بريهة النصراني أنه جاء مع هشام حتى لقي‬
‫موسى بن جعفر عليهما السلم فقال‪ :‬يا بريهة كيف علمك بكتابك ؟ قال‪:‬‬
‫أنا عالم‪ ،‬قال كيف ثقتك بتأويله ؟ قال‪ :‬ما أوثقني بعلمي فيه ؟ قال‪:‬‬
‫فابتدأني موسى بقراءة النجيل فقال بريهة‪ :‬والمسيح لقد كان يقرأها هكذا‪،‬‬
‫وما قرأ هذه القراءة إل المسيح‪ ،‬ثم قال بريهة‪ :‬إياك لقد كنت أطلب منذ‬
‫خمسين سنة فأسلم على يديه )‪ - 3 .(2‬ختص‪ ،‬ير‪ :‬محمد بن الحسين عن‬
‫أحمد بن الحسن الميثمى عن أبان بن عثمان عن موسى النميري قال‪ :‬جئنا‬
‫)‪ (3‬إلى باب أبي جعفر )عليه السلم( نستأذن )‪ (4‬عليه فسمعنا صوتا‬
‫حزينا يقرأ بالعبرانية فبكينا حيث سمعنا الصوت‪ ،‬وظننا أنه بعث إلى رجل‬
‫من أهل الكتاب يستقرئه فأذن لنا فدخلنا عليه‪ ،‬فلم نر عنده أحدا فقلنا‪:‬‬
‫أصلحك ال سمعنا صوتا بالعبرانية فظننا أنك بعثت إلى رجل من أهل‬
‫الكتاب تستقرئه‪ ،‬قال‪ :‬ل‪ ،‬ولكن ذكرت مناجاة إليا لربه فبكيت من ذلك‪:‬‬

‫)‪ (1‬الختصاص‪ 291 :‬و ‪ .292‬بصائر الدرجات‪ (2) .99 :‬الختصاص‪ 292 :‬فيه‪:‬‬
‫]فابتدأ موسى بقراءة النجيل[ بصائر الدرجات‪ (3) .99 :‬في البصائر‪:‬‬
‫جئت‪ (4) .‬في نسخة وفى البصائر‪ :‬استأذن‪.‬‬
‫]‪[181‬‬

‫قال‪ :‬قلنا‪ :‬وما كان مناجاته جعلني ال فداك ؟ قال جعل يقول‪ " :‬يا رب أتراك معذبي‬
‫بعد طول مقامي لك ؟ أتراك معذبي بعد طول صلتي لك ؟ " وجعل يعدد‬
‫أعماله فأوحى ال إليه‪ :‬أني لست أعذبك‪ ،‬قال‪ :‬فقال‪ :‬يا رب وما يمنعك أن‬
‫تقول‪ :‬ل بعد نعم وأنا عبدك وفي قبضتك ؟ قال‪ :‬فأوحى ال إليه‪ :‬أني إذا‬
‫قلت‪ :‬قول وفيت به )‪ - 4 .(1‬يج‪ :‬روي أن جماعة استأذنوا على أبي جعفر‬
‫)عليه السلم( قالوا‪ :‬فلما صرنا في الدهليز إذا قراءة سريانية بصوت‬
‫حسن يقرأ ويبكي حتى أبكى بعضننا وما نفهم ما يقول فظننا أن عنده بعض‬
‫أهل الكتاب استقرأه‪ ،‬فلما انقطع الصوت دخلنا عليه فلم نر عنده أحدا‪ ،‬قلنا‬
‫لقد سمعنا قراءة سريانية بصوت حزين قال‪ :‬ذكرت مناجاة إليا النبي‬
‫فأبكتني )‪ - 5 .(2‬شى‪ :‬عن عبد ال بن سنان قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه‬
‫السلم( عن قول ال‪ " :‬قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا‬
‫وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها )‪ " (3‬قال‪ :‬كانوا يكتمون ما شاؤا‬
‫ويبدون ما شاؤا‪ - 6 .‬وفي رواية اخرى عنه قال‪ :‬كان يكتبونه في‬
‫القراطيس ثم يبدون ما شاؤا ويخفون ما شاؤا‪ ،‬وقال‪ :‬كل كتاب أنزل فهو‬
‫عند أهل العلم )‪ - 7 .(4‬يد‪ :‬أبي عن أحمد بن إدريس ومحمد العطار معا‬
‫عن الشعري عن ابن هاشم عن محمد بن حماد عن الحسن بن إبراهيم‬
‫عن يونس عن هشام بن الحكم في خبر طويل قال‪ :‬جاء بريهة جاثليق )‪(5‬‬
‫النصارى فقال لبي الحسن )عليه السلم(‪ :‬جعلت فداك‬

‫)‪ (1‬الختصاص‪ 292 :‬فيه‪] :‬ليقرأ عليه فدخلنا فلم نر[ وفيه‪] :‬قيامى لك و عبادتي‬
‫اياك ومعذبي بعد صلتي لك[ بصائر الدرجات‪ (2) .99 :‬الخرائج‪.197 :‬‬
‫)‪ (3‬النعام‪ (4) .91 :‬تفسير العياشي ‪ (5) .369 :1‬الجثليق والجاثليق‪:‬‬
‫منقدم الساقفة‪.‬‬

‫]‪[182‬‬

‫أنى لكم التوراة والنجيل وكتب النبياء ؟ قال‪ :‬هي عندنا وراثة من عندهم نقرأها‬
‫كما قرأوها ونقولها كما قالوها‪ ،‬إن ال ل يجعل حجة في أرضه يسأل عن‬
‫شئ فيقول‪ :‬ل أدري الخبر )‪ - 8 .(1‬ير‪ :‬أحمد بن محمد بن عيسى عن‬
‫يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن الثمالي‬
‫)‪ (2‬قال‪ :‬قال علي )عليه السلم(‪ :‬لو ثنيت لي وسادة لحكمت بين أهل‬
‫القرآن بالقرآن حتى يزهر إلى ال‪ ،‬ولحكمت بين أهل التوراة بالتوراة حتى‬
‫يزهر إلى ال ولحكمت بين أهل النجيل بالنجيل حتى يزهر إلى ال‪،‬‬
‫ولحكمت بين أهل الزبور بالزبور حتى يزهر إلى ال‪ ،‬ولول آية في كتاب‬
‫ال لنبأتكم بما يكون حتى تقوم الساعة )‪ - 9 .(3‬ير‪ :‬إبراهيم بن هاشم‬
‫عن أبي عبد ال البرقي عن خلف بن حماد عن داود بن فرقد عن أبي عبد‬
‫ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬لو ثنى الناس‬
‫لي وسادة كما ثنى لبن صوحان لحكمت بين أهل التوراة بالتوراة حتى‬
‫يزهر ما بين السماء والرض‪ ،‬ولحكمت بين أهل النجيل بالنجيل حتى‬
‫يزهر ما بين السماء والرض‪ ،‬ولحكمت بين أهل الزبور بالزبور حتى‬
‫يزهر ما بين السماء والرض‪ ،‬ولحكمت بين أهل الفرقان بالفرقان حتى‬
‫يزهر ما بين السماء والرض )‪ .(4‬بيان‪ :‬ذكر ابن صوحان في الخبر‬
‫غريب‪ ،‬ولعله كان ابن أبي سفيان‪ ،‬وعلى تقديره كأن المراد به لو كان لي‬
‫بين أصحابي نفاذ أمر وقبول قول كنفاذ أمر صعصعة بن صوحان أو زيد‬
‫أخيه في قومه‪ .‬وفي بعض النسخ‪ :‬كما سأل ابن صوحان‪ ،‬أي لو كان سائر‬
‫أصحابي يسألون ويقبلون كما سأل وقبل ابن صوحان‪ ،‬وسيأتي سائر‬
‫الخبار في ذلك مع شرحها في‬

‫)‪ (1‬توحيد الصدوق‪ 288 :‬و ‪ (2) .284‬في المصدر‪ :‬عن الثمالى عن ابى عبد ال‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬قال‪ (3) .‬بصائر الدرجات‪ (4) .36 :‬بصائر الدرجات‪:‬‬
‫‪.37‬‬

‫]‪[183‬‬

‫أبواب علم أمير المؤمنين )عليه السلم( وباب أن جميع العلوم في القرآن‪- 10 .‬‬
‫ير‪ :‬ابن هاشم عن جعفر بن محمد عن القداح عن الصادق عن أبيه‬
‫)عليهما السلم( قال‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬لو وضعت لي‬
‫وسادة ثم اتكيت عليها لقضيت بين أهل التوراة بالتوراة حتى تزهر إلى‬
‫ربها‪ ،‬ولو وضعت لي وسادة ثم اتكيت عليها لقضيت بين أهل النجيل‬
‫بالنجيل حتى يزهر إلى ربه‪ ،‬ولو وضعت لى وسادة ثم اتكيت عليها‬
‫لقضيت بين أهل الزبور بالزبور حتى يزهر إلى ربه‪ ،‬ولو وضعت لي‬
‫وسادة ثم اتكيت عليها لقضيت بين أهل القرآن بالقرآن حتى يزهر إلى ربه‬
‫)‪ - 11 (1‬ير‪ :‬محمد بن عيسى عن عبد الرحمان عن الفضيل عن أبي بكر‬
‫الحضرمي عن سلمة بن كهيل قال‪ :‬قال علي )عليه السلم(‪ :‬لو استقامت‬
‫لي المة وثنيت لي الوسادة لحكمت في التوراة بما أنزل ال في التوراة‬
‫ولحكمت في النجيل بما أنزل ال في النجيل ولحكمت في الزبور بما أنزل‬
‫ال في الزبور حتى يزهر إلى ال )‪ (2‬اني حكمت في القرآن بما أنزل ال‪.‬‬
‫)‪ - 12 (3‬ير‪ :‬أيوب بن نوح عن صفوان بن يحيى عن شعيب الخزاز عن‬
‫ضريس الكناسي قال‪ :‬كنت عند أبي عبد ال )عليه السلم( وعنده أبو‬
‫بصير فقال أبو عبد ال )عليه السلم( إن داود ورث النبياء وإن سليمان‬
‫ورث داود‪ ،‬وإن محمدا ورث سليمان وما هناك‪ ،‬وأنا ورثنا محمدا )صلى‬
‫ال عليه وآله(‪ ،‬وإن عندنا صحف إبراهيم وألواح موسى‪ .‬فقال له أبو‬
‫بصير‪ :‬إن هذا لهو العلم‪ ،‬فقال‪ :‬يا با محمد ليس هذا هو العلم إنما هذا الثر‬
‫إنما العلم ما حدث بالليل والنهار يوما بيوم وساعة بساعة‪ (4) .‬ير‪ :‬محمد‬
‫بن عيسى عن صفوان مثله‪ - 13 (5) .‬ير‪ :‬ابن هاشم عن الحسن بن‬
‫إبراهيم عن يونس عن هشام بن الحكم في حديث بريهة حين سأل موسى‬
‫بن جعفر )عليه السلم( بريهة )‪ (6‬كيف‪ :‬علمك بكتاب ال ؟‬

‫)‪ 1‬و ‪ (5 - 3‬بصائر الدرجات‪ (2) .37 :‬في المصدر وانى قدحكمت‪ (6) .‬في‬
‫المصدر‪ :‬فقال‪ :‬يا بريهة‪.‬‬

‫]‪[184‬‬

‫قال أنا به عالم‪ ،‬قال‪ :‬فكيف ثقتك بتأويله ؟ قال‪ :‬ما أوثقني بعلمي فيه‪ ،‬قال‪ :‬فابتدأ‬
‫موسى )عليه السلم( في قراءة النجيل فقال بريهة‪ :‬والمسيح لقد كان‬
‫يقرأها هكذا وما قرأ هذه القراءة إل المسيح‪ ،‬ثم قال‪ :‬إياك كنت أطلب منذ‬
‫خمسين سنة‪ .‬قال هشام‪ :‬فدخل بريهة والمرأة على أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( وحكى هشام الكلم الذي جرى بين موسى وبين بريهة‪ ،‬فقال‬
‫بريهة‪ ،‬جعلت فداك أين لكم التوراة والنجيل وكتب النبياء ؟ فقال‪ :‬هي‬
‫عندنا وراثة من عندهم نقرأها كما قرأوها ونقولها كما قالوها‪ ،‬وال ل‬
‫يجعل حجة في أرضه يسأل عن شئ فيقول‪ :‬ل أدري‪ ،‬فلزم بريهة أبا عبد‬
‫ال )عليه السلم( حتى مات‪ - 14 (1) .‬ير‪ :‬محمد بن عبد الجبار عن‬
‫محمد بن إسماعيل عن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن أبي بصير‬
‫عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال لي‪ :‬يا با محمد إن ال لم يعط‬
‫النبياء شيئا إل وقد أعطاه محمدا‪ ،‬وقد أعطى جميع ما أعطى النبياء‪،‬‬
‫وعندنا الصحف التي قال ال‪ " :‬صحف إبراهيم وموسى " )‪ (2‬قلت‪:‬‬
‫جعلت فداك وهي اللواح ؟ قال‪ :‬نعم‪ - 15 (3) .‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن‬
‫الهوازي عن النضر عن عبد ال بن سنان عن أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫أنه سأله عن قول ال تعالى‪ " :‬ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر " )‪(4‬‬
‫ما الذكر وما الزبور ؟ قال‪ :‬الذكر عند ال‪ ،‬والزبور الذي نزل على داود‬
‫وكل كتاب نزل فهو عند العالم‪ - 16 (5) .‬ير‪ :‬علي بن خالد عن ابن يزيد‬
‫عن عباس الوراق عن عثمان بن عيسى عن ابن مسكان عن ليث المرادي‬
‫أنه حدثه عن سدير بحديث فأتيته فقلت‪ :‬إن ليث المرادي حدثني عنك‬
‫بحديث فقال‪ :‬وما هو ؟‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (2) .37 :‬العلى‪ (3) .19 :‬بصائر الدرجات‪(4) .37 :‬‬
‫النبياء‪ (5) .105 :‬بصائر الدرجات‪.37 :‬‬
‫]‪[185‬‬

‫قلت‪ :‬جعلت فداك حديث اليماني قال‪ :‬كنت عند أبي جعفر )عليه السلم( فمر بنا‬
‫رجل من أهل اليمن فسأله أبو جعفر )عليه السلم( عن اليمن فأقبل يحدث‬
‫فقال له أبو جعفر )عليه السلم(‪ :‬هل تعرف دار كذا وكذا ؟ قال‪ :‬نعم‬
‫ورأيتها‪ ،‬قال‪ :‬فقال له أبو جعفر )عليه السلم(‪ :‬هل تعرف صخرة عندها‬
‫في موضع كذا ؟ قال‪ :‬نعم ورأيتها‪ ،‬فقال الرجل‪ :‬ما رأيت رجل أعرف‬
‫بالبلد منك‪ .‬فلما قام الرجل قال لي أبو جعفر )عليه السلم(‪ :‬يا با الفضل‬
‫تلك الصخرة التي غضب موسى )عليه السلم( فألقى اللواح فما ذهب من‬
‫التوراة التقمته الصخرة‪ ،‬فلما بعث ال رسوله أدته إليه وهي عندنا‪(1) .‬‬
‫بيان‪ :‬قوله إنه حدثه‪ ،‬أي حدث ليث ابن مسكان بحديث سمعه عن سدير‬
‫فأتى ابن مسكان سديرا فسأله عن الحديث فرواه له عن أبي جعفر )عليه‬
‫السلم(‪ ،‬وأبو الفضل كنية لسدير‪ ،‬وقول ابن مسكان لسدير‪ :‬جعلت فداك‬
‫ليس مستنكر وإن كان مثله نادرا‪ - 17 .‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن الهوازي‬
‫عن النضر عن الحلبي عن عبد ال بن مسكان عن أبي بصير قال‪ :‬قال أبو‬
‫عبد ال )عليه السلم(‪ :‬يا با محمد عندنا الصحف التي قال ال " صحف‬
‫إبراهيم وموسى )‪ " (2‬قلت‪ :‬الصحف هي اللواح ؟ قال‪ :‬نعم‪- 18 (3) .‬‬
‫ير‪ :‬محمد بن عيسى عمن رواه عن محمد عن عبد ال بن إبراهيم‬
‫النصاري الهمداني عن أبي خالد القماط عن أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬لنا ولدة من رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم(‬
‫طهر‪ ،‬وعندنا صحف إبراهيم وموسى ورثناها من رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ - 19 (4) .‬ير‪ :‬محمد بن عبد الجبار عن الحسن بن الحسين‬
‫عن أحمد بن الحسن الميثمي عن فيض بن المختار عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬إن رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( افضيت إليه‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ 37 :‬و ‪ (2) .38‬العلى‪ (4 - 3) .19 :‬بصائر الدرجات‪.38 :‬‬

‫]‪[186‬‬

‫صحف إبراهيم وموسى )عليهما السلم( فائتمن عليها رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله وسلم( عليا وائتمن عليها الحسن وائتمن عليها الحسين حتى انتهيت‬
‫إلينا‪ - 20 (1) .‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن ابن سنان عن عبد ال بن مسكان‬
‫وشعيب الحداد عن أبي بصير قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬عندنا‬
‫الصحف الولى‪ :‬صحف إبراهيم و موسى‪ ،‬فقال له ضريس‪ :‬أليست هي‬
‫اللواح ؟ فقال‪ :‬نعم‪ - 21 (2) .‬ير‪ :‬إبراهيم بن هاشم عن يحيى بن أبي‬
‫عمران الهمداني عن يونس عن علي الصائغ قال‪ :‬لقي أبا عبد ال )عليه‬
‫السلم( محمد بن عبد ال بن الحسن فدعاه محمد إلى منزله فأبى أن يذهب‬
‫معه‪ ،‬وأرسل معه إسماعيل وأومأ إليه‪ :‬أن كف‪ ،‬ووضع يده على فيه‬
‫وأمره بالكف‪ ،‬فلما انتهى إلى منزله أعاد إليه الرسول يسأله إتيانه‪ ،‬فأبى‬
‫أبو عبد ال )عليه السلم( وأتى الرسول محمدا فأخبره بامتناعه فضحك‬
‫محمد ثم قال‪ :‬ما منعه من إتياني إل أنه ينظر في الصحف‪ .‬قال‪ :‬فرجع‬
‫إسماعيل فحكى لبي عبد ال )عليه السلم( الكلم‪ ،‬فأرسل أبو عبد ال‬
‫)عليه السلم( رسول من قبله )‪ (3‬وقال‪ :‬إن إسماعيل أخبرني بما كان‬
‫منك‪ ،‬وقد صدقت إني أنظر في الصحف الولى صحف إبراهيم وموسى‪،‬‬
‫فسل نفسك وأباك هل ذلك عند كما ؟ قال‪ :‬فلما أن بلغه الرسول سكت فلم‬
‫يجب بشئ‪ ،‬فأخبر الرسول أبا عبد ال )عليه السلم( بسكوته فقال أبو عبد‬
‫ال )عليه السلم(‪ :‬إذا أصاب )‪ (4‬وجه الجواب قل الكلم‪ - 22 (5) .‬ير‪:‬‬
‫إبراهيم بن إسحاق عن عبد ال بن حماد عن أبي خالد القماط عن أبي عبد‬
‫ال )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬عندنا صحف إبراهيم وموسى‪،‬‬
‫وورثناها من رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( )‪ - 23 .(6‬ير‪ :‬علي‬
‫بن إسماعيل عن محمد بن عمرو الزيات عن ابن قياما قال‪ :‬دخلت‬

‫)‪ 1‬و ‪ 2‬و ‪ 5‬و ‪ (6‬بصائر الدرجات‪ (3) .38 :‬في المصدر‪ :‬من قبله إليه‪ (4) .‬في‬
‫نسخة‪ :‬إذا اصبت‪.‬‬

‫]‪[187‬‬

‫على أبي الحسن الرضا )عليه السلم( وقد ولد له أبو جعفر )عليه السلم( فقال‪ :‬إن‬
‫ال قد وهب لي ما يرثني ويرث آل داود )‪ - 24 .(1‬ير‪ :‬سلمة بن الخطاب‬
‫عن عبد ال بن محمد عن عبد ال بن القاسم عن زرعة عن المفضل قال‪:‬‬
‫قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬ورث سليمان داود‪ ،‬وإن محمدا ورث‬
‫سليمان وإنا ورثنا محمدا )صلى ال عليه وآله( وإن عندنا علم التوراة‬
‫والنجيل والزبور وتبيان ما في اللواح قال‪ :‬قلت‪ :‬إن هذا لهو العلم‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ليس هذا العلم إنما العلم ما يحدث يوما بيوم وساعة بعد ساعة )‪- 25 .(2‬‬
‫ير‪ :‬أبو محمد عن عمران بن موسى عن موسى بن جعفر البغدادي عن‬
‫علي بن أسباط عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي عبد‬
‫ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن في الجفر أن ال تبارك وتعالى لما أنزل ألواح‬
‫موسى )عليه السلم( أنزلها عليه وفيها تبيان كل شئ وهو كائن إلى أن‬
‫تقوم الساعة‪ .‬فلما انقضت أيام موسى أوحى ال إليه‪ :‬أن استودع اللواح‬
‫وهي زبرجدة من الجنة الجبل‪ ،‬فأتى موسى الجبل فانشق له الجبل فجعل‬
‫فيه اللواح ملفوفة‪ ،‬فلما جعلها فيه انطبق الجبل عليها فلم تزل في الجبل‬
‫حتى بعث ال نبيه محمدا )صلى ال عليه وآله وسلم( فأقبل ركب من اليمن‬
‫بريدون النبي )صلى ال عليه وآله وسلم( فلما انتهوا إلى الجبل انفرج‬
‫وخرجت اللواح ملفوفة كما وضعها موسى )عليه السلم( فأخذها القوم‪.‬‬
‫فلما وقعت في أيديهم‪ ،‬القي في قلوبهم أن ل ينظروا إليها‪ ،‬وهابوها‪ ،‬حتى‬
‫يأتوا بها رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم(‪ ،‬وأنزل ال جبرئيل على‬
‫نبيه فأخبره بأمر القوم وبالذي أصابوا‪ .‬فلما قدموا على النبي )صلى ال‬
‫عليه وآله وسلم( ابتدأهم النبي )صلى ال عليه وآله وسلم( فسألهم عما‬
‫وجدوا فقالوا‪ :‬وما علمك بما وجدنا ؟ فقال‪ :‬أخبرني به ربي وهي اللواح‪،‬‬
‫قالوا‪ :‬نشهد أنك رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( فأخرجوها‬
‫فدفعوها إليه‪ .‬فنظر إليها وقرأها وكتابها بالعبراني ثم دعا أمير المؤمنين‬
‫)عليه السلم( فقال‪ :‬دونك‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬بصائر الدرجات‪.38 :‬‬

‫]‪[188‬‬

‫هذه ففيها علم الولين وعلم الخرين‪ ،‬وهي ألواح موسى‪ ،‬وقد أمرني ربي أن‬
‫أدفعها إليك‪ .‬قال‪ :‬يا رسول ال لست أحسن قراءتها‪ ،‬قال‪ :‬إن جبرئيل‬
‫أمرني أن آمرك أن تضعها تحت رأسك ليلتك هذه فإنك تصبح وقد علمت‬
‫قراءتها‪ ،‬قال‪ :‬فجعلها تحت رأسه فأصبح وقد علمه ال كل شئ فيها‪،‬‬
‫فأمره رسول ال )صلى ال عليه وآله( وسلم أن ينسخها فنسخها في جلدة‬
‫شاة وهو الجفر وفيه علم الولين والخرين‪ ،‬وهو عندنا واللواح وعصى‬
‫موسى عندنا‪ ،‬ونحن ورثنا النبي )صلى ال عليه وآله( )‪ .(1‬شى‪ :‬مثله‪،‬‬
‫وزاد في آخره‪ :‬قال قال أبو جعفر )عليه السلم(‪ :‬تلك الصخرة التي حفظت‬
‫ألواح موسى تحت شجرة في واد يعرف بكذا )‪ - 26 .(2‬ير‪ :‬محمد بن‬
‫الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد ال بن القاسم عن صباح المزني‬
‫عن الحارث بن حصيرة عن حبة العرني قال‪ :‬سمعت أمير المؤمنين )عليه‬
‫السلم( يقول‪ :‬إن يوشع بن نون كان وصي موسى بن عمر ان وكانت‬
‫ألواح موسى من زمرد أخضر فلما غضب موسى )عليه السلم( ألقى‬
‫اللواح من يده فمنها ما تكسر ومنها ما بقي ومنها ما ارتفع‪ .‬فلما ذهب‬
‫عن موسى الغضب قال يوشع بن نون‪ :‬أعندك تبيان ما في اللواح ؟ قال‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬فلم يزل يتوراثها رهط من بعد رهط حتى وقعت في أيدي أربعة رهط‬
‫من اليمن‪ ،‬وبعث ال محمدا )صلى ال عليه وآله وسلم( بتهامة وبلغهم‬
‫الخبر فقالوا‪ :‬ما يقول هذا النبي ؟ قيل‪ :‬ينهى عن الخمر والزنا ويأمر‬
‫بمحاسن الخلق وكرم الجوار‪ ،‬فقالوا‪ :‬هذا أولى بما في أيدينا منا‪ ،‬فاتفقوا‬
‫أن يأتوه في شهر كذا وكذا‪ .‬فأوحى ال إلى جبرئيل‪ :‬أن ائت النبي )صلى‬
‫ال عليه وآله وسلم( فأخبره فأتاه فقال‪ :‬إن فلنا وفلنا وفلنا ورثوا ألواح‬
‫موسى )عليه السلم( وهم يأتونك في شهر كذا وكذا في ليلة كذا وكذا‪.‬‬
‫فسهر لهم تلك الليلة فجاء الركب فدقوا عليه الباب وهم يقولون‪ :‬يا محمد‪،‬‬
‫قال‪:‬‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (2) .38 :‬تفسير العياشي ‪.28 :2‬‬

‫]‪[189‬‬

‫نعم يا فلن بن فلن ويافلن بن فلن ويافلن بن فلن ويا فلن بن فلن‪ ،‬أين‬
‫الكتاب الذي توارثتموه من يوشع بن نون وصي موسى بن عمران ؟‬
‫قالوا‪ :‬نشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له‪ ،‬وأنك محمد رسول ال‪،‬‬
‫وال ما علم به أحد قط منذ وقع عندنا قبلك‪ .‬قال‪ :‬فأخذه النبي )صلى ال‬
‫عليه وآله و سلم( فإذا هو كتاب بالعبرانية دقيق فدفعه إلي ووضعته عند‬
‫رأسي فأصبحت بالغداة وهو كتاب بالعربية جليل فيه علم ما خلق ال منذ‬
‫قامت السماوات والرض إلى أن تقوم الساعة‪ ،‬فعلمت ذلك )‪ .(1‬بيان‪ :‬ل‬
‫تنافي بين هذا الخبر وبين ما مضى لحتمال وقوع الجميع‪ - 27 .‬ير‪:‬‬
‫معاوية بن حكيم عن محمد بن شعيب بن غزوان )‪ (2‬عن رجل عن أبي‬
‫جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬دخل عليه رجل من أهل بلخ فقال له‪ :‬يا‬
‫خراساني تعرف وادي كذا وكذا ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال له‪ :‬تعرف صدعا )‪ (3‬في‬
‫الوادي من صفته كذا وكذا ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬من ذلك يخرج الدجال‪ .‬قال‪ :‬ثم‬
‫دخل عليه رجل من أهل اليمن فقال له‪ :‬يا يمانى أتعرف شعب كذا وكذا ؟‬
‫قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال له‪ :‬تعرف شجرة في الشعب من صفتها كذا وكذا ؟ قال‪ :‬نعم‬
‫قال له‪ :‬تعرف صخرة تحت الشجرة ؟ قال له‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فتلك الصخرة التي‬
‫حفظت ألواح موسى على محمد )صلى ال عليه وآله( )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (2) .39 :‬في المصدر‪ :‬عن شعيب بن غزوان‪ (3) .‬الصدع‪:‬‬
‫الشق في شئ صلب‪ (4) .‬بصائر الدرجات‪.39 :‬‬

‫]‪[190‬‬

‫‪) - - 14‬باب( * )انهم )عليهم السلم( يعلمون جميع اللسن واللغات ويتكلمون‬
‫بها( * ‪ - 1‬ن‪ :‬الهمداني عن علي عن أبيه عن الهروي قال‪ :‬كان الرضا‬
‫)عليه السلم( يكلم الناس بلغاتهم‪ ،‬وكان وال أفصح الناس وأعلمهم بكل‬
‫لسان ولغة‪ ،‬فقلت له يوما‪ :‬يابن رسول ال إني لعجب من معرفتك بهذه‬
‫اللغات على اختلفها ؟ فقال‪ :‬يا أبا الصلت أنا حجة ال على خلقه‪ ،‬وما كان‬
‫ليتخذ حجة على قوم وهو ل يعرف لغاتهم‪ ،‬أو ما بلغك قول أمير المؤمنين‬
‫)عليه السلم(‪ :‬اوتينا فصل الخطاب ؟ فهل فصل الخطاب إل معرفة اللغات‬
‫)‪ - 2 .(1‬ب‪ :‬محمد بن عيسى عن ابن فضال عن علي بن أبي حمزة قال‪:‬‬
‫كنت عند أبي الحسن )عليه السلم( إذ دخل عليه ثلثون مملوكا من‬
‫الحبش وقد اشتروهم له‪ ،‬فكلم غلما منهم وكان من الحبش جميل فكلمه‬
‫بكلمه ساعة حتى أتى على جميع )‪ (2‬ما يريد وأعطاه درهما‪ ،‬فقال‪ :‬أعط‬
‫أصحابك هؤلء كل غلم منهم كل هلل ثلثين درهما ثم خرجوا‪ .‬فقلت‪:‬‬
‫تعلت فداك لقد رأيتك تكلم هذا الغلم بالحبشية فماذا أمرته ؟ قال‪ :‬أمرته أن‬
‫يستوصي بأصحابه خيرا ويعطيهم في كل هلل ثلثين درهما‪ ،‬وذلك أني‬
‫لما نظرت إليه علمت أنه غلم عاقل من أبناء ملكهم‪ ،‬فأوصيته بجميع ما‬
‫احتاج إليه فقبل وصيتي ومع هذا غلم صدق‪ .‬ثم قال‪ :‬لعلك عجبت من‬
‫كلمي إياه بالحبشية‪ ،‬ل تعجب فما خفي عليك من أمر المام أعجب وأكثر‪،‬‬
‫وما هذا من المام في علمه إل كطير أخذ بمنقاره من البحر قطرة من ماء‪،‬‬
‫أفترى الذي أخذ بمنقاره نقص من البحر شيئا ؟‬

‫)‪ (1‬عيون الخبار‪ 343 :‬و ‪ (2) .344‬في نسخة‪ :‬بجميع‪.‬‬

‫]‪[191‬‬

‫قال‪ :‬فإن المام بمنزلة البحر ل ينفد ما عنده وعجائبه أكثر من ذلك‪ ،‬والطير حين‬
‫أخذ من البحر قطرة بمنقاره لم ينقص من البحر شيئا‪ ،‬كذلك العالم ل‬
‫ينقصه علمه شيئا )‪ (1‬ول تنفد عجائبه )‪ - 3 .(2‬ختص‪ :‬اليقطيني‬
‫وإبراهيم بن مهزيار عن علي بن مهزيار قال‪ :‬أرسلت إلى أبي الحسن‬
‫الثالث )عليه السلم( غلمي وكان صقلبيا فرجع الغلم إلي متعجبا فقلت‬
‫له‪ :‬ما لك يا بني ؟ قال‪ :‬وكيف ل أتعجب ما زال يكلمني بالصقلبية كأنه‬
‫واحد منا فظننت أنه إنما أراد بهذا الگسان كيل يسمع بعض الغلمان ما دار‬
‫بينهم )‪ .(3‬بيان‪ :‬في القاموس‪ :‬الصقالبة جيل تتاخم بلدهم بلد الخزر بين‬
‫بلغر وقسطنطينية وقال‪ :‬السقلب‪ :‬جيل من الناس‪ ،‬وهو سقلبي والجمع‬
‫سقالبة‪ - 4 .‬ختص‪ :‬أحمد بن محمد عن عبد الرحمان بن حماد وعبد ال‬
‫بن عمران عن محمد بن بشير عن رجل عن عمار الساباطي قال‪ :‬قال لي‬
‫أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬يا عمار أبو مسلم فطلله وكسا وكسيحه‬
‫بساطورا‪ .‬قال‪ :‬فقلت له‪ :‬ما رأيت نبطيا )‪ (4‬أفصح منك بالنبطية فقال‪ :‬يا‬
‫عمار وبكل لسان )‪ .(5‬بيان‪ :‬أبو مسلم هو المروزي أو غيره‪ ،‬ذكر )عليه‬
‫السلم( شيئا من أحواله بالنبطية أو هو أيضا من تلك اللغة‪ - 5 .‬ختص‪:‬‬
‫ابن عيسى عن الهوازي والبرقي عن النضر عن يحيى الحلبي عن أخي‬
‫مليح عن أبي يزيد فرقد قال‪ :‬كنت عند أبي عبد ال )عليه السلم( وقد بعث‬
‫غلما له أعجميا في حاجة فرجع إليه يغير الرسالة فل يحيرها )‪ (6‬حتى‬
‫ظننت أنه سيغضب‪.‬‬

‫)‪ (1‬في نسخة‪ :‬شئ‪ (2) .‬قرب السناد‪ (3) .144 :‬الختصاص‪ (4) .289 :‬النبط‪:‬‬
‫قوم كانوا ينزلون بالبطائح بين العراقين‪ (5) .‬الختصاص‪ (6) .289 :‬أي‬
‫لم يمكنه أن يجيب ويفصح عنها‪.‬‬

‫]‪[192‬‬

‫عليه‪ ،‬فقال‪ :‬تكلم بأي لسان شئت فإني أفهم عنك )‪ - 6 .(1‬ختص‪ :‬محمد بن جزك‬
‫عن ياسر الخادم قال‪ :‬كان غلمان أبي الحسن )عليه السلم( في البيت‬
‫سقالبة وروم فكان أبو الحسن )عليه السلم( قريبا منهم فسمعهم بالليل‬
‫يتراطنون )‪ (2‬بالسقلبية والرومية ويقولون‪ :‬إنا كنا نفتصد في بلدنا في‬
‫كل سنة ثم لم نفتصد ههنا فلما كان من الغد وجه أبو الحسن )عليه السلم(‬
‫إلى بعض الطباء فقال له‪ :‬افصد فلنا عرق كذا وكذا‪ ،‬وافصد فلنا عرق‬
‫كذا وكذا‪ .‬ثم قال‪ :‬يا ياسر ل تفتصد أنت ؟ قال‪ :‬فافتصدت فورمت يدي‬
‫واخضرت‪ ،‬فقال‪ :‬يا ياسر مالك ؟ فأخبرته ؟ فقال‪ :‬ألم أنهك عن ذلك‪ ،‬هلم‬
‫يدك فمسح يده عليها وتفل فيها ثم أوصاني أن ل أتعشى‪ ،‬فكنت بعد ذلك‬
‫بكم شاء ال أتغافل وأتعشى فيضرب علي )‪ - 7 .(3‬ختص‪ :‬ابن يزيد عن‬
‫ابن أبي عمير عن بعض رجاله عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال‬
‫الحسن بن علي )عليه السلم(‪ :‬إن ل مدينتين‪ :‬إحداهما بالمشرق‪،‬‬
‫والخرى بالمغرب‪ ،‬عليهما سور من حديد‪ ،‬وعلى كل مدينة ألف ألف باب‬
‫مصراعين من ذهب وفيها سبعون ألف ألف لغة يتكلم كل لغة بخلف لغة‬
‫صاحبتها وأنا أعرف جميع اللغات وما فيهما وما بينهما‪ ،‬وما عليهما حجة‬
‫غيري وغير أخي الحسين‪ (4) .‬تبيين‪ :‬قال الشيخ المفيد في كتاب‬
‫المسائل‪ :‬القول في معرفة الئمة )عليهم السلم( بجميع الصنائع وسائر‬
‫اللغات أقول‪ :‬إنه ليس بممتنع ذلك منهم )عليهم السلم( ول واجب من‬
‫جهة العقل والقياس‪ ،‬وقد جاءت أخبار عمن يجب تصديقه بأن آل محمد‬
‫عليهم السلم قد كانوا يعلمون ذلك‪ ،‬فان ثبت وجب القطع به من جهتها‬
‫على الثبات‪ ،‬ولي في القطع‬

‫)‪ (1‬الختصاص‪ 289 :‬و ‪ (2) .290‬الرطانة‪ :‬الكلم العجمية يقال‪ :‬رطنته رطنا‬
‫وراطنته‪ :‬إذا كلمته بها‪ (3) .‬الختصاص‪ 290 :‬و ‪ .291‬قوله‪ :‬فيضرب‬
‫على أي يشتد وجعه على‪ (4) .‬الختصاص‪.291 :‬‬
‫]‪[193‬‬

‫به منها نظر وال الموفق للصواب‪ ،‬وعلى قولي هذا جماعة من المامية‪ ،‬وقد‬
‫خالف فيه بنو نوبخت رحمهم ال وأوجبوا ذلك عقل وقياسا‪ ،‬ووافقهم فيه‬
‫المفوضة كافة وسائر الغلة انتهى‪ .‬أقول‪ :‬أما كونهم عالمين باللغات‬
‫فالخبار فيه قريبة من حد التواتر وبانضمام الخبار العامة ل يبقى فيه‬
‫مجال شك‪ ،‬وأما علمهم بالصناعات فعمومات الخبار المستفيضة دالة‬
‫عليه‪ ،‬حيث ورد فيها أن الحجة ل يكون جاهل في شئ يقول‪ :‬ل أدري‪ ،‬مع‬
‫ما ورد أن عندهم علم ما كان وما يكون وأن علوم جميع النبياء وصل‬
‫إليهم‪ ،‬مع أن أكثر الصناعات منسوبة إلى النبياء عليهم السلم‪ ،‬وقد فسر‬
‫تعليم السماء لدم )عليه السلم( بما يشمل جميع الصناعات‪ .‬وبالجملة ل‬
‫ينبغي للمتتبع الشك في ذلك أيضا‪ ،‬وأما حكم العقل بلزوم المرين ففيه‬
‫توقف وإن كان القول به غير مستبعد‪ .‬وأقول‪ :‬سيأتي كثير من أخبار هذا‬
‫الباب في تضاعيف معجزات الئمة عليهم السلم إنشاء ال تعالى‪.‬‬

‫]‪[194‬‬

‫‪) - 15‬باب( * )انهم اعلم من النبياء عليهم السلم( * ‪ - 1‬ير‪ :‬علي بن محمد بن‬
‫سعيد عن حمدان بن سليمان )‪ (1‬عن عبيدال بن محمد اليماني عن مسلم‬
‫بن الحجاج عن يونس عن الحسين بن علوان عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬إن ال خلق )‪ (2‬اولي العزم من الرسل وفضلهم بالعلم‬
‫وأورثنا علمهم وفضلنا عليهم في علمهم‪ ،‬وعلم رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله وسلم( ما لم يعلموا‪ ،‬وعلمنا علم الرسول وعلمهم‪ - 2 (3) .‬ير‪:‬‬
‫اليقطيني عن محمد بن عمر عن عبد ال بن الوليد السمان قال‪ :‬قال لي أبو‬
‫جعفر )عليه السلم(‪ :‬يا عبد ال ما تقول الشيعة في علي وموسى وعيسى‬
‫عليهم السلم ؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك ومن أي حالت تسألني ؟ قال‪:‬‬
‫أسألك عن العلم‪ ،‬فأما الفضل فهم سواء‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك فما عسى‬
‫أقول فيهم ؟ فقال‪ :‬هو وال أعلم منها‪ .‬ثم قال‪ :‬يا عبد ال أليس يقولون‪:‬‬
‫إن لعلي ما للرسول من العلم ؟ قال‪ :‬قلت بلى‪ ،‬قال‪ :‬فخاصمهم فيه‪ ،‬قال‪ :‬إن‬
‫ال تبارك وتعالى قال لموسى )عليه السلم(‪ " :‬وكتبنا له في اللواح من‬
‫كل شئ " فأعلمنا أنه لم يبين له المر كله‪ ،‬وقال ال تبارك وتعالى لمحمد‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ " :‬وجئنا بك على هؤلء شهيدا * ونزلنا عليك‬
‫الكتاب تبيانا لكل شئ "‪(4) .‬‬

‫)‪ (1‬في نسخة‪] :‬حماد بن سليمان[ وفى المصدر‪] :‬على بن محمد بن سعد عن‬
‫عمران بن سليمان النيسابوري عن عبد ال بن محمد اليماني عن منيع‬
‫بن الحجاج[ والظاهر انه فيه تصحيف وستأتى صورة اخرى من الحديث‬
‫مع اسناده تحت رقم ‪ 11‬راجعه‪ (2) .‬في نسخة من المصدر‪] :‬فضل[ وهو‬
‫الظهر‪ (3) .‬بصائر الدرجات‪ (4) .62 :‬بصائر الدرجات‪ .62 :‬والية‬
‫الولى في العراف‪ 145 :‬والثانية في النساء‪ 41 :‬والثالثة في النحل‪:‬‬
‫‪.89‬‬

‫]‪[195‬‬

‫يج‪ :‬سعد عن اليقطيني مثله )‪ - 3 .(1‬ير‪ :‬إسماعيل بن شعيب عن علي بن‬


‫إسماعيل عن بعض رجاله قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم( لرجل‪:‬‬
‫تمصون الثماد وتدعون النهر العظم )‪ ،(2‬فقال الرجل‪ :‬ما تعني بهذا يابن‬
‫رسول ال ؟ فقال‪ :‬علم النبي )صلى ال عليه وآله( علم النبيين بأسره‪،‬‬
‫وأوحى ال إلى محمد )صلى ال عليه وآله وسلم( فجعله محمد عند علي‬
‫)عليه السلم(‪ .‬فقال له الرجل‪ :‬فعلى أعلم أو بعض النبياء ؟ فنظر أبو عبد‬
‫ال )عليه السلم( إلى بعض أصحابه فقال‪ :‬إن ال يفتح مسامع من يشاء‪،‬‬
‫أقول له‪ :‬إن رسول ال )صلى ال عليه وآله( جعل ذلك كله عند علي )عليه‬
‫السلم( فيقول‪ :‬علي )عليه السلم( أعلم أو بعض النبياء )‪ .(3‬يج‪ :‬مرسل‬
‫مثله وزاد في آخره‪ :‬وتل " قال الذي عنده علم من الكتاب )‪ " (4‬ثم فرق‬
‫بين أصابعه فوضعها على صدره وقال‪ :‬عندنا وال علم الكتاب كله )‪4 .(5‬‬
‫‪ -‬ير‪ :‬محمد بن الحسين عن أحمد بن بشير )‪ (6‬عن كثير عن أبي عمران‬
‫قال‪ :‬قال أبو جعفر )عليه السلم(‪ :‬لقد سأل موسى العالم مسألة لم يكن‬
‫عنده جوابها ولقد سئل العالم موسى مسألة لم يكن عنده جوابها ولو كنت‬
‫بينهما لحبرت كل واحد منهما بجواب مسئلته ولسألتهما عن مسألة ل‬
‫يكون عندهما جوابها )‪ .(7‬يج‪ :‬محمد بن إسماعيل المشهدي عن جعفر‬
‫الدورويستي عن الشيخ المفيد عن‬

‫)‪ (1‬الخرائج والجرائح‪ (2) .2478 :‬في نسخة‪ :‬البئر العظم‪ (3) .‬بصائر‬
‫الدرجات‪ .62 :‬والحديث تقدم باسناد آخر وبصورة مفصلة‪ (4) .‬النمل‪:‬‬
‫‪ (5) .40‬الخرائج والجرائح‪ (6) .248 :‬في نسخة‪] :‬احمد بن أبي بشير[‬
‫والمصدر‪] :‬احمد بن أبي بشير عن كثير بن أبى حمران قال[ وسيورد‬
‫المصنف الحديث من المحتضر تحت رقم ‪ 13‬وفيه كثير بن أبى عمران‪) .‬‬
‫‪ (7‬بصائر الدرجات‪.63 :‬‬

‫]‪[196‬‬

‫الصدوق عن أبيه عن سعد بن عبد ال عن محمد بن الحسين مثله )‪ - 5 (1‬ير‪:‬‬


‫محمد بن الحسين عن عثمان بن عيسى عن ابن مسكان عن سدير عن أبي‬
‫جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬لما لقي موسى العالم كلمه وساءله نظر إلى‬
‫خطاف يصفر يرتفع في السماء ويتسفل في البحر فقال العالم لموسى‪:‬‬
‫أتدري ما يقول هذا الخطاف ؟ قال‪ :‬وما يقول ؟ قال‪ :‬يقول‪ :‬ورب السماء‬
‫ورب الرض ما علمكما في علم ربكما إل مثل ما أخذت بمنقاري من هذا‬
‫البحر‪ ،‬قال‪ :‬فقال أبو جعفر )عليه السلم(‪ :‬أما لو كنت عندهما لسألتهما‬
‫عن مسألة ل يكون عندهما فيها علم )‪ - 6 .(2‬ير‪ :‬إبراهيم بن إسحاق عن‬
‫عبد ال بن حماد عن سيف التمار قال‪ :‬كنا عند أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫ونحن جماعة في الحجر فقال‪ :‬ورب هذه البنية ورب هذه الكعبة ‪ -‬ثلث‬
‫مرات ‪ -‬لو كنت بين موسى والخضر لخبرتهما أني أعلم منهما ولنبأتهما‬
‫بما ليس في أيديهما )‪ - 7 .(3‬ير‪ :‬أحمد بن الحسين عن الحسين بن راشد‬
‫عن علي بن مهزيار عن الهوازي قال‪ :‬وحدثوني )‪ (4‬جميعا عن بعض‬
‫أصحابنا عن عبد ال بن حماد عن سيف التمار قال‪ :‬كنا مع أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( في الحجر فقال‪ :‬علينا عين ؟ فالتفتنا يمنة ويسرة وقلنا‪:‬‬
‫ليس علينا عين‪ ،‬فقال‪ :‬ورب الكعبة ‪ -‬ثلث مرات ‪ -‬أن لو كنت )‪ (5‬بين‬
‫موسى والخضر لخبرتهما أني أعلم منهما ولنبأتهما بما ليس في أيديهما‬
‫)‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬الخرائج والجرائح‪ (2) .248 :‬بصائر الدرجات‪ (3) .63 :‬بصائر الدرجات‪:‬‬
‫‪ (4) .63‬لم يذكر مرجع ضمير الجمع في السناد ولعلهم كانوا معروفين‬
‫عند الهوازي‪ .،‬أو ذكرهم ولكن الهوازي أو بعض الروات لم يذكرهم‪،‬‬
‫ويحتمل ان يكون الصحيح‪ :‬وحدثني جمع من اصحابنا‪ (5) .‬في المصدر‪:‬‬
‫انى لو كنت‪ (6) .‬بصائر الدرجات‪.63 :‬‬

‫]‪[197‬‬

‫‪ - 8‬ير‪ :‬عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان عن أبيه عن سدير قال‪ :‬كنت أنا‬
‫وأبو بصير ويحيى البزاز وداود بن كثير الرقي في مجلس أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( إذ خرج إلينا وهو مغضب فلما أخذ مجلسه قال‪ :‬يا عجباه‬
‫لقوام يزعمون أنا نعلم الغيب ما يعلم الغيب إل ال‪ ،‬لقد هممت بضرب‬
‫جاريتي فلنة فهربت مني فما علمت في أي بيوت الدار هي‪ .‬قال سدير‪:‬‬
‫فلما أن قام عن مجلسه وصار في منزله وأعلمت دخلت أنا وأبو بصير‬
‫وميسر وقلنا له‪ :‬جعلنا ال فداك سمعناك أنت تقول كذا وكذا في أمر‬
‫خادمتك‪ ،‬ونحن نزعم أنك تعلم علما كثيرا ول ننسبك إلى علم الغيب‪ .‬قال‪:‬‬
‫فقال لي‪ :‬يا سدير ألم تقرأ القرآن ؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬فهل وجدت فيما‬
‫قرأت من كتاب ال " قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن‬
‫يرتد إليك طرفك " )‪ (1‬؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك قد قرأت‪ ،‬قال‪ :‬فهل عرفت‬
‫الرجل ؟ وهل علمت ما كان عنده من علم الكتاب ؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬فأخبرني‬
‫أفهم قال‪ :‬قدر قطرة الثلج في البحر )‪ (2‬الخضر‪ ،‬فما يكون ذلك من علم‬
‫الكتاب ؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك ما أقل هذا ؟ قال‪ :‬فقال لي‪ :‬يا سدير ما أكثر‬
‫هذا لمن ينسبه ال )‪ (3‬إلى العلم الذي اخبرك به‪ ،‬يا سدير فهل وجدت فيما‬
‫قرأت من كتاب ال عزوجل‪ " :‬قل كفى بال شهيدا بيني وبينكم ومن عنده‬
‫علم الكتاب " )‪ (4‬قال‪ :‬قلت‪ :‬قد قرأته جعلت فداك‪ ،‬قال‪ :‬فمن عنده علم من‬
‫الكتاب أفهم أم من عنده علم الكتاب ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬بل من عنده علم الكتاب‬
‫كله‪ ،‬قال‪ :‬فأومأ بيده إلى صدره وقال‪ :‬علم الكتاب وال كله عندنا‪ ،‬علم‬
‫الكتاب وال كله عندنا‪(5) .‬‬

‫)‪ (1‬النمل‪ (2) .40 :‬في نسخة‪ :‬قدر قطرة الماء في البحر‪ (3) .‬في نسخة‪ :‬ان‬
‫ينسبه ال‪ (4) .‬الرعد‪ (5) .43 :‬بصائر الدرجات‪(*) .63 :‬‬

‫]‪[198‬‬

‫بيان‪ :‬قوله عليه السلم‪ :‬فما علمت‪ ،‬أي علما مستندا إلى السباب الظاهرة أو علما‬
‫غير مستفاد‪ ،‬ويحتمل أن يكون ال تعالى أخفى عليه ذلك في تلك الحال‪.‬‬
‫قوله‪ :‬ول ننسبك‪ ،‬الظاهر أنه إخبار‪ ،‬أي ل ننسبك إلى أنك تعلم الغيب‬
‫بنفسك من غير استفادة‪ ،‬ويحتمل أن يكون استفهاما إنكاريا‪ ،‬والبحر‬
‫الخضر هو المحيط سمي بذلك لخضرته وسواده بسبب كثرة مائه‪ .‬قوله‪:‬‬
‫ما أكثر هذا‪ ،‬لعل هذا رد لما يفهم من كلم سدير من تحقير العلم الذي اوتي‬
‫آصف بأنه قليل بالنسبة إلى علم كل الكتاب‪ ،‬لكنه في نفسه عظيم كثير‬
‫لنتسابه إلى علم الكتاب الذي اخبرك برفعة شأنه بعد‪ .‬ويحتمل أن يكون‬
‫هذا مجمل يفسره ما بعده ويكون الغرض بيان وفور علم من نسبه ال إلى‬
‫علم مجموع الكتاب‪ ،‬ولعل الول أظهر‪ ،‬وعلى أي حال يدل على أن الجنس‬
‫المضاف للعموم‪ ،‬وقد مر شرح الخبر فيما مضى على وجه آخر‪ - 9 .‬ير‪:‬‬
‫أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن محمد بن الفضيل عن الثمالي‬
‫عن علي بن الحسين عليهما السلم قال‪ :‬قلت له‪ :‬جعلت فداك الئمة‬
‫يعلمون ما يضمر ؟ فقال‪ :‬علمت وال ما علمت النبياء والرسل‪ ،‬ثم قال‬
‫لي‪ :‬أزيدك ؟ قلت‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬ونزاد ما لم تزد النبياء )‪ - 10 .(1‬يج‪ :‬روى‬
‫سعد عن محمد بن يحيى عن عميد بن معمر عن عبد ال بن الوليد السمان‬
‫قال‪ :‬قال الباقر )عليه السلم(‪ :‬يا عبد ال ما تقول في علي وموسى‬
‫وعيسى ؟ قلت‪ :‬ما عسى أن أقول‪ ،‬قال‪ :‬هو وال أعلم منهما‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫ألستم تقولون‪ :‬إن لعلي ما لرسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( من‬
‫العلم ؟ قلنا‪ :‬نعم والناس ينكرون‪ .‬قال‪ :‬فخاصمهم فيه بقوله تعالى لموسى‪:‬‬
‫" وكتبنا له في اللواح من كل شئ " )‪ (2‬فعلمنا أنه لم يكتب له الشئ‬
‫كله‪ ،‬وقال لعيسى‪ " :‬ولبين لكم بعض الذي تختلفون فيه )‪ " (3‬فعلمنا أنه‬
‫لم يبين له المر كله‪ ،‬وقال لمحمد )صلى ال عليه وآله وسلم(‪ " :‬وجئنا‬
‫بك على‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (2) .66 :‬العراف‪ (3) .145 :‬الزخرف‪.64 :‬‬

‫]‪[199‬‬

‫هؤلء شهيدا )‪ (1‬ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ " )‪ .(2‬وسئل عن قوله‪ " :‬قل‬
‫كفى بال شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب " )‪ (3‬قال‪ :‬وال إيانا‬
‫عنى‪ ،‬وعلي أولنا وأفضلنا وخيرنا بعد رسول ال )صلى ال عليه وآله‬
‫وسلم(‪ ،‬وقال‪ :‬إن العلم الذي نزل مع آدم على حاله‪ ،‬وليس يمضي منا عالم‬
‫إل خلف من يعلم علمه والعلم يتوارث )‪ - 11 .(4‬يج‪ :‬جماعة منهم‬
‫السيدان المرتضى والمجتبى ابنا الداعي والستاذان أبو القاسم وأبو جعفر‬
‫ابنا كميح عن الشيخ أبي عبد ال جعفر بن محمد بن العباس عن أبيه عن‬
‫الصدوق عن أبيه عن سعد عن علي بن محمد عن حمدان بن سليمان عن‬
‫عبد ال )‪ (5‬بن محمد اليماني عن منيع بن الحجاج عن حسين بن علوان‬
‫عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن ال فضل اولي العزم من الرسل‬
‫بالعلم على النبياء وورثنا علمهم وفضلنا عليهم في فضلهم‪ ،‬وعلم رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( ما ل يعلمون وعلمنا علم رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( فروينا لشيعتنا فمن قبل منهم فهو أفضلهم وأينما نكون فشيعتنا‬
‫معنا )‪ - 12 .(6‬كتاب المحتضر للحسن بن سليمان ناقل من كتاب الربعين‬
‫رواية سعد الربلي عن عمار بن خالد عن إسحاق الزرق عن عبد الملك‬
‫بن سليمان قال‪ :‬وجد في ذخيرة أحد حواري المسيح )عليه السلم( رق‬
‫مكتوب بالقلم السرياني منقول من التوراة وذلك لما تشاجر موسى‬
‫والخضر عليهما السلم في قضية السفينة والغلم والجدار ورجع موسى‬
‫إلى قومه سأله أخوه هارون عما استعمله من الخضر عليهما السلم في‬
‫السفينة وشاهده من عجائب البحر قال‪ :‬بينما أنا والخضر على شاطئ‬
‫البحر إذ سقط بين أيدينا طائر أخذ في منقاره‬

‫)‪ (1‬العراف‪ (2) .145 :‬النحل‪ (3) .89 :‬الرعد‪ (4) .43 :‬الخرائج والجرائح‪:‬‬
‫‪ (5) .248‬في نسخة‪ :‬عبيدال‪ (6) .‬الخرائج والجرائح‪.248 :‬‬

‫]‪[200‬‬
‫قطرة من ماء البحر ورمى بها نحو المشرق‪ ،‬ثم أخذ ثانية ورمى بها نحو المغرب‪،‬‬
‫ثم أخذ ثالثة ورمى بها نحو السماء‪ ،‬ثم أخذ رابعة ورمى بها نحو الرض‪،‬‬
‫ثم أخذ خامسة وألقاها في البحر‪ ،‬فبهت الخضر وأنا‪ .‬قال موسى‪ :‬فسألت‬
‫الخضر عن ذلك فلم يجب وإذا نحن بصياد يصطاد فنظر إلينا وقال‪ :‬ما لي‬
‫أراكما في فكر وتعجب ؟ فقلنا‪ :‬في أمر الطائر‪ ،‬فقال‪ :‬أنا رجل صياد وقد‬
‫علمت إشارته وأنتما نبيان ل تعلمان ؟ قلنا‪ :‬ما نعلم إل ما علمنا ال عز‬
‫وجل‪ ،‬قال‪ :‬هذا طائر في البحر يسمى مسلم لنه إذا صاح يقول في‬
‫صياحه‪ :‬مسلم‪ ،‬وأشار بذلك إلى أنه يأتي في آخر الزمان نبي يكون علم‬
‫أهل المشرق والمغرب وأهل السماء والرض عند علمه مثل هذه القطرة‬
‫الملقاة في البحر‪ ،‬ويرث علمه ابن عمه ووصيه‪ .‬فسكن ما كنا فيه من‬
‫المشاجرة‪ ،‬واستقل كل واحد منا علمه بعد أن كنا به معجبين‪ ،‬ومشينا ثم‬
‫غاب الصياد عنا فعلمنا أنه ملك بعثه ال عز وجل إلينا يعرفنا بنقصنا حيث‬
‫ادعينا الكمال )‪ - 13 .(1‬ومن كتاب السيد حسن بن كبش رفعه إلى كثير‬
‫بن أبي عمران عن الباقر )عليه السلم( قال‪ :‬لقد سأل موسى العالم مسألة‬
‫لم يكن عنده جواب ولو كنت شاهدهما لخبرت كل واحد منهما بجوابه‪،‬‬
‫ولسألتهما مسألة لم يكن عندهما فيها جواب )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬المحتضر‪ 100 :‬و ‪ (2) .101‬المحتضر‪.159 :‬‬

‫]‪[201‬‬

‫‪) 16‬باب( * )ما عندهم من سلح رسول ال )صلى ال عليه وآله(( * * )وآثاره و‬
‫آثار النبياء صلوات ال عليهم( * ‪ - 1‬شا‪ ،‬ج‪ :‬معاوية بن وهب عن سعيد‬
‫السمان قال‪ :‬كنت عند أبي عبد ال )عليه السلم( إذ دخل عليه رجلن من‬
‫الزيدية فقال له‪ :‬أفيكم إمام مفترض طاعته ؟ قال‪ :‬فقال ل‪ ،‬فقال له‪ :‬وقد‬
‫أخبرنا عنك الثقات أنك تقول به )‪ (1‬سموا قوما وقالوا‪ :‬هم أصحاب ورع‬
‫وتشمير وهم ممن ل يكذب )‪ .(2‬فغضب أبو عبد ال )عليه السلم( وقال‪:‬‬
‫ما أمرتهم بهذا‪ ،‬فلما رأيا الغضب بوجهه )‪ (3‬خرجا فقال لي‪ :‬تعرف )‪(4‬‬
‫هذين ؟ قلت‪ :‬نعم هما من أهل سوقنا وهما من الزيدية وهما يزعمان أن‬
‫سيف رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( عند عبد ال بن الحسن‪،‬‬
‫فقال‪ :‬كذبا لعنهما ال )‪ (5‬وال )‪ (6‬ما رآه عبد ال بن الحسن بعينيه ول‬
‫بواحدة من عينيه ول رآه أبوه اللهم )‪ (7‬إل أن يكون رآه عند علي بن‬
‫الحسين عليهما السلم‪ ،‬فإن كانا صادقين فما علمة في مقبضه ؟ وما أثر‬
‫في موضع مضربه ؟ وإن عندي لسيف رسول ال )صلى ال عليه وآله‬
‫وسلم(‪ ،‬وإن عندي لراية رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم(‬
‫)‪ (1‬في نسخة‪] :‬وبه سموا[ وفى اخرى‪] :‬سميا قوما وقال[ والضمير يرجع إلى‬
‫الرجلين من الزيدية وفى البصائر‪ :‬انك تعرفه وتسميهم وهم فلن وفلن‬
‫وفلن وهم‪ (2) .‬في البصائر‪ :‬وهم ممن ل يكذبون‪ (3) .‬في نسخة‪] :‬في‬
‫وجهه[ ويوجد ذلك في البصائر‪ (4) .‬في نسخة‪] :‬أتعرف[ بوجد ذلك في‬
‫البصائر‪ (5) .‬في نسخة‪ :‬لعنهم ال‪ (6) .‬في البصائر‪ :‬ول وال‪(7) .‬‬
‫البصائر خال عن قوله‪ :‬اللهم‪.‬‬

‫]‪[202‬‬

‫ودرعه )‪ (1‬ولمته ومغفره فان كانا صادقين فما علمة في درع رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( ؟ وإن عندي لراية رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫المغلبة‪ ،‬وإن عندي ألواح موسى وعصاه‪ ،‬وإن عندي لخاتم سليمان بن‬
‫داود )عليه السلم(‪ .‬وإن عندي الطست الذي كان موسى يقرب بها‬
‫القربان‪ ،‬وإن عندي السم الذي كان رسول ال )صلى ال عليه وآله‬
‫وسلم( إذا وضعه بين المسلمين والمشركين لم يصل من المشركين إلى‬
‫المسلمين نشابة‪ ،‬وإن عندي لمثل التابوت الذي جاءت به الملئكة )‪،(2‬‬
‫ومثل السلح فينا كمثل التابوت في بني إسرائيل في أي بيت )‪ (3‬وجد‬
‫التابوت على أبوابهم اوتوا النبوة ومن سار إليه السلح منا اوتي المامة‪.‬‬
‫ولقد لبس أبي درع رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( فخطت على‬
‫الرض خططا )‪ (4‬ولبستها أنا فكانت وكانت وقائمنا من إذا لبسها ملها‬
‫إنشاء ال )‪ .(5‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن معاوية عن‬
‫سعيد مثله )‪ .(6‬ير‪ :‬جعفر عن فضالة عن أيوب وغير واحد عن معاوية بن‬
‫عمار عن سعيد العرج عنه )عليه السلم( مثله‪ .‬بيان‪ :‬مقبض السيف‬
‫والقوس بفتح الميم وكسر الباء‪ :‬حيث يقبض بهما بجمع الكف ومضرب‬
‫السيف‪ :‬نحو شبر من طرفه‪ ،‬واللمه مهموزة‪ :‬الدرع‪ ،‬وقيل‪ :‬السلح‬
‫ولمة الحرب‪ :‬أداته وقد تترك الهمزة تخفيفا والمغفر‪ :‬بالكسر‪ :‬زرد ينسج‬
‫من الدروع على قدر الرأس يلبس تحت القلنسوة‪ .‬قوله‪ :‬المغلبة‪ :‬اسم آلة‬
‫من الغلبة‪ ،‬أو اسم فاعل من المزيد أو اسم مفعول من‬

‫)‪ (1‬في البصائر‪ :‬وان عندي لسيف رسول ال )صلى ال عليه وآله( ودرعه‪(2) .‬‬
‫في البصائر‪ :‬الملئكة تحمله‪ (3) .‬في نسخة‪ :‬فاى بيت وقف التابوت‪(4) .‬‬
‫في نسخة‪] :‬خطيطا[ يوجد ذلك في البصائر‪ (5) .‬الرشاد‪ 257 :‬و ‪،258‬‬
‫الحتجاج‪ 202 :‬و ‪ (6) .203‬بصائر الدرجات‪ 47 :‬و ‪ 48‬فيه‪ :‬فكانت‬
‫وقائمنا ممن‪.‬‬

‫]‪[203‬‬
‫التغليب‪ ،‬أي ما يحكم له بالغلبة‪ ،‬قال الفيروز ابادي‪ :‬المغلب‪ :‬المغلوب مرارا‪،‬‬
‫والمحكوم له بالغلبة‪ ،‬ضد‪ ،‬والنشابة بالضم مشددة الشين‪ :‬السهم‪ .‬قوله‪:‬‬
‫فخطت أي كانت زائدة عن قامته )عليه السلم(‪ ،‬قوله‪ :‬فكانت وكانت‪ ،‬أي‬
‫كانت زائدة وكانت قريبة‪ ،‬أي لم تكن زائدة كما كانت لبي بل كانت أقرب‬
‫إلى الستواء‪ ،‬و هذه عبارة شائعة يعبر بها عن القرب‪ ،‬وقيل أي قد كانت‬
‫تصل‪ ،‬وقد كانت ل تصل‪ .‬ويظهر من الخبار أن عندهم عليهم السلم‬
‫درعين‪ :‬أحدهما علمة المامة تستوي علي كل إمام‪ ،‬والخرى علمة‬
‫القائم )عليه السلم( ل تستوي إل عليه صلوات ال عليه‪ - 2 .‬ب‪ :‬ابن‬
‫عيسى عن البزنطي قال‪ :‬سمعت الرضا )عليه السلم( يقول‪ :‬أتاني إسحاق‬
‫فسألني عن السيف الذي أخذه الطوسي هو سيف رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( ؟ فقلت له‪ :‬ل إنما السلح فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل‬
‫أينما دار السلح كان الملك فيه‪ (1) .‬بيان‪ :‬المراد بالطوسي المأمون‪،‬‬
‫ولعله أخذ منه )عليه السلم( سيفا زعما منه أنه سيف رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله(‪ - 3 .‬ب‪ :‬ابن عيسى عن ابن أسباط قال‪ :‬سألت الرضا‬
‫)عليه السلم( عن السكينة‪ ،‬فقال‪ :‬ريح تخرج من الجنة لها صورة كصورة‬
‫النسان‪ ،‬ورائحة طيبة‪ ،‬وهي التي انزلت على إبراهيم صلوات ال عليه‬
‫فأقبلت تدور حول أركان البيت‪ ،‬وهو يضع الساطين قلنا‪ :‬هي من التي‬
‫قال‪ " :‬فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله‬
‫الملئكة " )‪ (2‬قال‪ :‬تلك السكينة كانت في التابوت وكانت فيها طست‬
‫يغسل )‪ (3‬فيها قلوب النبياء‪ ،‬وكانت التابوت يدور في بني إسرائيل مع‬
‫النبياء عليهم السلم‪ .‬ثم أقبل علينا فقال‪ :‬فما تابوتكم ؟ قلنا‪ :‬السلح‪ ،‬قال‪:‬‬
‫صدقتم هو تابوتكم‪(4) .‬‬

‫)‪ (1‬قرب السناد‪ (2) .160 :‬البقرة‪ (3) .248 :‬في نسخة‪ :‬تغسل‪ (4) .‬قرب‬
‫السناد‪.164 :‬‬

‫]‪[204‬‬

‫‪ - 4‬ير‪ :‬ابن معروف عن حماد بن عيسى عن ابن مسكان عن سليمان بن هارون‬


‫قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬إن العجلية يزعمون أن عبد ال بن‬
‫الحسن يدعي أن سيف رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( عنده‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫وال لقد كذب‪ ،‬فوال ما هو عنده وما رآه بواحدة من عينيه قط ول رآه‬
‫أبوه إل أن يكون رآه عند علي بن الحسين‪ ،‬وإن صاحبه لمحفوظ محفوظ‬
‫له‪ ،‬ول يذهبن يمينا ول شمال فان المر واضح‪ .‬وال لو أن أهل الرض‬
‫اجتمعوا على أن يحولوا هذا المر من موضعه الذي وضعه ال ما‬
‫استطاعوا‪ ،‬ولو أن خلق ال كلهم جميعا كفروا حتى ل يبقى أحد جاء ال‬
‫لهذا المر بأهل يكونون هم أهله‪ (1) .‬ير محمد بن عبد الجبار عن البرقي‬
‫عن فضالة عن سليمان بن هارون مثله‪ - 5 (2) .‬ير‪ :‬أحمد بن الحسين‬
‫عن أبيه عن ظريف بن ناصح قال‪ :‬لما كانت الليلة التي ظهر فيها محمد‬
‫بن عبد ال بن الحسن دعا أبو عبد ال )عليه السلم( بسفط له‪ ،‬فلما وضع‬
‫بين يديه فتحه فمد يديه إلى شئ فتناوله فتعيب منه شئ‪ .‬فغضب ثم دعا‬
‫سعيدة فأسمعها فقال له حمزة بن عبد ال بن محمد‪ :‬أصلحك ال لقد‬
‫غضبت غضبا ما أراك غضبت مثله‪ ،‬فقال له‪ :‬ما تدري ما هذه ؟ هذه‬
‫العقاب راية رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم(‪ .‬قال‪ :‬ثم أخرج صرة‬
‫فأخذها بيده‪ ،‬فقال‪ :‬في هذه الصرة مائتا دينار عزلها علي بن الحسين‬
‫)عليهما السلم( عن ثمن عمودان اعدت )‪ (3‬لهذا الحدث الذي حدث الليلة‬
‫بالمدينة‪ ،‬قال‪ :‬فأخذها فمضى فكانت نفقته بطيبة‪ (4) .‬بيان‪ :‬فأسمعها )‪(5‬‬
‫أي شتمها‪ ،‬وعمودان كأنه اسم ضيعة باعها )عليه السلم( فأعد من ثمنها‬
‫مائتي دينار لتلك الداهية التي علم أنها تحدث بالمدينة‪ ،‬وطيبة بالفتح‪:‬‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (2) .47 :‬بصائر الدرجات‪ 48 :‬فيه اختلف ونقص راجعه‪) .‬‬
‫‪ (3‬في المصدر‪ :‬أعددت‪ (4) .‬بصائر الدرجات‪ (5) .48 :‬يأتي في حديث‬
‫آخر أنه )عليه السلم( أغلظ لها‪ .‬ولعل هذا مصحف منه‪.‬‬

‫]‪[205‬‬

‫من أسماء المدينة‪ ،‬والمراد بها هنا ضيعة مسماة بها كان اشتراها )عليه السلم(‪،‬‬
‫كما سيأتي في خبر آخر هو مفصل هذا الخبر‪ - 6 .‬ير‪ :‬أحمد بن محمد‬
‫وعبد ال بن عامر عن ابن سنان عن ابن مسكان عن سليمان بن خالد‬
‫قال‪ :‬بينا مع أبي عبد ال )عليه السلم( في ثقيفة )‪ (1‬إذا استأذن عليه‬
‫اناس من أهل الكوفة فأذن لهم فدخلوا عليه فقالوا‪ :‬يا أبا عبد ال إن اناسا‬
‫يأتوننا يزعمون أن فيكم أهل البيت إمام مفترض الطاعة‪ ،‬فقال‪ :‬ما أعرف‬
‫ذلك في أهل بيتي‪ .‬فقالوا‪ :‬يابا عبد ال يزعمون أنك أنت هو قال‪ :‬ما قلت‬
‫لهم ذلك‪ ،‬قالوا‪ :‬يابا عبد ال إنهم أصحاب تشمير وأصحاب خلوة وأصحاب‬
‫ورع وهم يزعمون أنك أنت هو‪ ،‬قال‪ :‬هم أعلم وما قالوا‪ ،‬قال‪ :‬فلما رأوه‬
‫أنهم قد أغضبوه قاموا فخرجوا‪ ،‬فقال‪ :‬يا سليمان من هؤلء ؟ قال‪ :‬اناس‬
‫من العجلية‪ ،‬قال‪ :‬عليهم لعنة ال‪ ،‬قلت‪ :‬يزعمون أن سيف رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله وسلم( وقع عند عبد ال بن الحسن‪ ،‬قال‪ :‬ل وال ما‬
‫رآه عبد ال بن الحسن ول أبوه الذي ولده بواحدة من عينيه إل أن يكون‬
‫رآه عند الحسين بن علي )‪) (2‬عليه السلم( فإن كانوا صادقين فاسألوهم‬
‫عما في ميسرته وعما في ميمنته‪ ،‬فإن في ميسرة سيف رسول ال )صلى‬
‫ال عليه واله( وفي ميمنته علمة‪ .‬ثم قال‪ :‬وال عندنا لسيف رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله وسلم( ودرعه وسلحه ولمته‪ ،‬وال إن عندنا الذي‬
‫كان رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( يضعه بين المشركين‬
‫والمسلمين فل يخلص إليهم نشابة وال إن عندنا لمثل التابوت الذي جاءت‬
‫به الملئكة تحمله‪ .‬وال إن عندنا لمثل الطشت الذي كان موسى يقرب فيها‬
‫القربان‪ ،‬وال إن عندنا للواح موسى وعصاه‪ ،‬وإن قائمنا من لبس درع‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( فملها‪ ،‬ولقد لبسها أبو جعفر‬
‫)صلى ال عليه وآله وسلم( فخطت عليه‪ ،‬فقلت له‪ :‬أنت ألحم أم أبو‬
‫جعفر ؟ قال‪ :‬كان أبو جعفر ألحم مني ولقد لبستها أنا فكانت وكانت‪ ،‬وقال‬
‫بيده هكذا‪ .‬وقلبها ثلثا‪(3) .‬‬

‫)‪ (1‬هكذا في الكتاب ومصدره ولعله مصحف سقيفه )‪ (2‬في نسخة‪ :‬على بن‬
‫الحسين )عليه السلم( )‪ (3‬بصائر الدرجات‪.48 :‬‬

‫]‪[206‬‬

‫بيان‪ :‬إنما نفى )عليه السلم( المام المفترض )‪ (1‬الطاعة تقية منهم‪ ،‬وورى في‬
‫ذلك أول بأن أراد بأهل بيته غيره‪ ،‬فلما صرح به )عليه السلم( قال‪ :‬ما‬
‫قلت لهم ذلك‪ ،‬وكان كذلك لنه )عليه السلم( لم يكن قال ذلك لهم‪ ،‬بل قال‬
‫لغيرهم وهم سمعوه منهم‪ ،‬ويحتمل أن يكون لفظ " المثل " في بعض‬
‫المواضع زائدا والمراد عينها مع أن وجود المثال ل ينافي وجود أعيانها‬
‫أيضا‪ .‬ولعل تحريك اليد للشارة إلى القرب أيضا كما هو الشائع بين‬
‫الناس‪ ،‬وكان غرض السائل عن كونه أكثر لحما أو أبوه )عليهما السلم(‬
‫استعلم استوائه على قامته )عليه السلم( أم ل ظنا منه أن هذا تابع اللحم‬
‫وطول القامة‪ ،‬فأجاب )عليه السلم( بما يظهر منه أنه ليس كذلك بأن بين‬
‫أن مع كون أبي ألحم مني كانت على قامتي أقرب إلى الستواء منه لني‬
‫إلى الكون قائما أقرب‪ ،‬ولعل بيان ذلك لقوة رجائهم وعدم يأسهم من تعجيل‬
‫الفرج‪ - 7 .‬ير‪ :‬محمد بن عبد الجبار عن البرقي عن فضالة عن يحيى عن‬
‫أبيه عن عبد ال بن سليمان قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول‪ :‬إن‬
‫السلح فينا كمثل التابوت في بني إسرائيل كان حيث ما دار التابوت فثم‬
‫الملك‪ ،‬وحيثما دار السلح فثم العلم )‪ .(2‬ير‪ :‬عبد ال بن جعفر عن محمد‬
‫بن عيسى عن الحسن عن فضالة عن يحيى عن أبيه عن عبد ال بن‬
‫سليمان قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم( مثله )‪ - 8 .(3‬ير‪ :‬إبراهيم بن‬
‫هاشم عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬إن السلح فينا بمنزلة التابوت في‬
‫بني إسرائيل يدور الملك حيث دار السلح كما كان يدور حيث دار التابوت‬
‫)‪ - 9 .(4‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن الهوازي عن فضالة عن عمر بن أبان‬
‫عن أديم بن الحر عن حمران بن أعين عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪:‬‬
‫لما قبض رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( ورث‬

‫)‪ (1‬ولعل المراد المام المفترض الطاعة القائم بالسيف على ما يرون الزيدية‬
‫وعليه ل يحتاج إلى توجيه‪ 2) .‬و ‪ (4‬بصائر الدرجات‪ (3) .48 :‬بصائر‬
‫الدرجات‪.50 :‬‬

‫]‪[207‬‬

‫علي )عليه السلم( علمه وسلحه وما هنالك‪ ،‬ثم صار إلى الحسن والحسين‪ ،‬ثم‬
‫صار إلى علي بن الحسين )عليهم السلم(‪ - 10 (1) .‬ير‪ :‬عنه عن فضالة‬
‫عن أبان عن يحيى بن أبي العل عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬لبس‬
‫أبي درع رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( وهي ذات الفضول فجرها‬
‫على الرض‪ - 11 (2) .‬ير‪ :‬محمد بن الحسين عن صفوان عن ابن مسكان‬
‫عن حجر عن حمران عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬سألته عما يتحدث‬
‫الناس أنه دفعت إلى ام سلمة صحيفة مختومة‪ ،‬قال‪ :‬إن رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله وسلم( لما قبض ورث علي )عليه السلم( سلحه وما هنالك‬
‫ثم صار إلى الحسن والحسين )عليهما السلم( فلما خشيا أن يفتشا‬
‫استودعا ام سلمة‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬ثم قبضا بعد ذلك فصار إلى أبيك علي بن‬
‫الحسين )عليه السلم( ثم انتهى إليك أو صار إليك ؟ قال‪ :‬نعم‪ (3) .‬ير‪:‬‬
‫أحمد بن محمد عن الهوازي عن فضالة عن عمر بن أبان عنه )عليه‬
‫السلم( مثله‪ - 12 (4) .‬ير‪ :‬بالسناد المتقدم عن حمران عن أبي جعفر‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬ذكرت الكيسانية وما يقولون في محمد بن علي فقال‪:‬‬
‫أل يقولون‪ :‬عند من كان سلح رسول ال )صلى ال عليه وآله( وما كان‬
‫في سيفه من علمة كانت في جانبيه إن كانوا يعلمون ؟ ثم قال‪ :‬إن محمد‬
‫بن علي كان يحتاج إلى بعض الوصية أو إلى الشئ مما في الوصية‪،‬‬
‫فيبعث إلى علي بن الحسين فينسخه له‪ (5) .‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن‬
‫الهوازي عن فضالة عن عمر بن أبان مثله‪ ،‬وزاد في آخره‪ .‬ولكن ل احب‬
‫أن ازري بابن عم لي‪ (6) .‬بيان‪ :‬محمد بن علي هو ابن الحنفية‪،‬‬
‫والكيسانية أصحاب المختار القائلون‬

‫)‪ (3 - 1‬بصائر الدرجات‪ (4) .48 :‬بصائر الدرجات‪ 51 :‬فيه‪] :‬عن ابى عبد ال‬
‫)عليه السلم([ وفيه نقص واجمال‪ (5) .‬بصائر الدرجات‪(6) .48 :‬‬
‫بصائر الدرجات‪.50 :‬‬
‫]‪[208‬‬

‫بامامته‪ ،‬وبين )عليه السلم( فساد زعمهم بأنه لم يكن عنده وصية أمير المؤمنين‬
‫)عليه السلم( أو الرسول )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬وكان يحتاج في استعلم‬
‫ما فيها إلى السجاد )عليه السلم(‪ ،‬والزراء‪ :‬العيب والتحقير‪ ،‬والمراد‬
‫بابن العم ولد ابن الحنفية‪ ،‬وفي بعض النسخ‪ :‬بأمر عم لي‪ ،‬فالمراد هو‬
‫نفسه‪ - 13 .‬ير‪ :‬ابن يزيد ومحمد عن الحسين عن ابن أبي عمير عن ابن‬
‫اذينة عن علي بن سعيد قال‪ :‬كنت عند أبي عبد ال )عليه السلم( فسمعته‬
‫يقول‪ :‬إن عندي لخاتم رسول ال )صلى ال عليه وآله( ودرعه وسيفه‬
‫ولواءه‪ - 14 (1) .‬ير‪ :‬محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن عبد‬
‫الغفار الجازي قال‪ :‬ذكر عند أبي عبد ال )عليه السلم( الكيسانية وما‬
‫يقولون في محمد بن علي فقال‪ :‬أل تسألونهم عند من كان سلح رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله وسلم( ؟ إن محمد بن علي كان يحتاج في الوصية‬
‫أو الشئ فيها فيبعث إلى علي بن الحسين )عليه السلم( فينسخها له‪(2) .‬‬
‫‪ - 15‬ير‪ :‬أحمد بن محمد بن عيسى عن البزنطي عن أبي الحسن الرضا‬
‫)عليه السلم( ذكر سيف رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( فقال‪ :‬إنه‬
‫مصفود الحمائل‪ ،‬وقال‪ :‬أتاني إسحاق فعظم )‪ (3‬بالحق والحرمة‪ ،‬السيف‬
‫الذي أخذه هو سيف رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( ? فقلت له‪:‬‬
‫وكيف يكون هو وقد قال أبو جعفر )عليه السلم(‪ :‬مثل السلح فينا مثل‬
‫التابوت في بني إسرائيل ؟ أينما دار التابوت دار الملك‪ (4) .‬توضيح‪ :‬قال‬
‫الجوهري‪ :‬الحمالة‪ :‬علقة السيف والجمع الحمائل‪ ،‬وقال‪ :‬صفده يصفده‬
‫صفدا‪ ،‬أي شده وأوثقه والصفد أيضا‪ :‬الوثاق‪ ،‬والصفاد‪ :‬القيود‪ .‬أقول‪:‬‬
‫لعل المعنى أن حمائله مشدودة لم تفتح بعد‪ ،‬كناية عن عدم الذن في‬
‫الجهاد‪ ،‬أو أن حمائله من صفد وحديد‪ ،‬أو أنه قام قد شدت عليه حمائله‪.‬‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (2) .48 :‬بصائر الدرجات‪ (3) .49 :‬في نسخة‪ :‬فعزم‪(4) .‬‬
‫بصائر الدرجات‪.49 :‬‬

‫]‪[209‬‬

‫قوله )عليه السلم(‪ :‬فعظم أي عظم اليمين بالحق والحرمة كأن قال‪ :‬أقسمت عليك‬
‫بحق فلن وبحرمة فلن لما أخبرتني أن السيف الذي أخذه المأمون منك‬
‫هو سيف الرسول )صلى ال عليه وآله( أول‪ ،‬وفي بعض النسخ " فعزم "‬
‫بالزاي وهو أظهر‪ ،‬وقد مر مثله‪ - 16 .‬ير‪ :‬ابن معروف عن حماد بن‬
‫عيسى عن حريز عن العلء بن سيابة عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪:‬‬
‫سألته عما يتحدث الناس إنما هي صحيفة مختومة قال فقال‪ :‬إن رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله وسلم( لما أراد ال أن يقبضه أورث عليا علمه‬
‫وسلحه وما هناك ثم صار إلى الحسن وإلى الحسين‪ ،‬ثم حين قتل الحسين‬
‫)عليه السلم( استودعه )‪ (1‬أم سلمة‪ ،‬ثم قبض )‪ (2‬بعد ذلك منها‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فقلت‪ :‬ثم صار إلى علي بن الحسين ثم صار إلى أبيك ثم انتهى إليك ؟ قال‪:‬‬
‫نعم )‪ - 17 .(3‬أحمد بن محمد عن الهوازي عن فضالة عن عمر بن أبان‬
‫عن سليمان بن خالد قال‪ :‬قلت‪ :‬إن العجلية يزعمون أن سلح رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( عند ولد الحسن‪ ،‬قال‪ :‬كذبوا وال قد كان لرسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله وسلم( سيفان وفي أحدهما علمة في ميمنته‬
‫فليخبروا بعلمتهما وأسمائهما إن كانوا صادقين‪ ،‬ولكن ل ازري ابن عمي‪،‬‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬وما اسمها ؟ قال‪ :‬أحدهما الرسوم والخر مخذم )‪ .(4‬بيان‪ :‬لعله‬
‫إنما سمي الرسوم لعلمات كانت فيه‪ ،‬أو لسرعة نفوذه وكثرة استعماله‬
‫قال الفيروز آبادي‪ :‬الرسوم‪ :‬الذى يبقى على السير يوما وليلة‪ ،‬وقد مر أن‬
‫الظهر أنه بالباء أي يمضي في الضريبة ويغيب فيها من رسب‪ :‬إذا ذهب‬
‫إلى أسفل وإذا ثبت كذا ذكر في النهاية وقال‪ :‬الخذم‪ :‬القطع‪ ،‬وبه سمي‬
‫السيف مخذما‪ - 18 .‬ير‪ :‬محمد بن أحمد عن الحسين عن البزنطي عن‬
‫حماد بن عثمان عن عبد‬

‫)‪ (1‬في نسخة‪ :‬فلما أن حس الحسين )عليه السلم( انه يقتل استودعه‪ (2) .‬في‬
‫نسخة‪ :‬ثم قبضه‪ (3) .‬بصائر الدرجات‪ (4) .49 :‬بصائر الدرجات‪.50 :‬‬

‫]‪[210‬‬

‫العلى بن أعين قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬عندي سلح )‪(1‬‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( ل انازع فيه‪ ،‬ثم قال‪ :‬إن السلح مدفوع‬
‫عنه لو وضع عند شر خلق ال كان أخيرهم‪ .‬ثم قال‪ :‬إن هذا المر يصير‬
‫إلى من يلوى له الحنك‪ ،‬فإذا كانت من ال فيه المشية خرج‪ ،‬فيقول الناس‪:‬‬
‫ما هذا الذي كان ؟ ويضع ال له يده )‪ (2‬على رأس رعيته ؟ )‪ (3‬شا‪ :‬عن‬
‫عبد العلى مثله )‪ .(4‬بيان‪ :‬قوله‪ :‬ل انازع فيه‪ ،‬أي ل يمكنهم إنكار كونه‬
‫عندنا‪ ،‬أو ل يمكنهم أخذه منا ول يوفقون لذلك‪ ،‬قوله )عليه السلم(‪:‬‬
‫مدفوع عنه‪ ،‬أي ل يصيبه فوت ول ضرر‪ ،‬أو ل يصيب من هو عنده‬
‫معصية ول منقصة ول ضرا‪ ،‬أو ل يمكن لحد الجبار على أخذه منا‪ .‬قوله‪:‬‬
‫من يلوى له الحنك‪ ،‬اللواء‪ :‬المالة‪ ،‬وهو إما كناية عن انقياد الناس له‬
‫اضطرارا فان من ل يرضى بأمر ول يمكنه دفعه يمضغ أسنانه‪ ،‬وهذا مثل‬
‫معروف بين الناس‪ ،‬أو كناية عن عدم قدرتهم على التكلم في أمره عند‬
‫ظهوره‪ ،‬أو عن غمز الناس فيه بالشارة مع عدم قدرتهم على التصريح‬
‫بنفيه‪ ،‬وهذا أيضا مثل شائع‪ ،‬وقيل‪ :‬إشار إلى تكلم الناس كثيرا في أمره‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬أي كونهم محنكين‪ .‬قوله )عليه السلم(‪ :‬ما هذا الذي كان ؟ هذا‬
‫تعجب إما من قدرته واستيلئه أو من غرابة‪ :‬أحكامه وقضاياه‪ .‬قوله )عليه‬
‫السلم(‪ :‬يضع ال له يده‪ :‬كناية عن لطفه وإشفاقه أو قدرته واستيلئه‬
‫ويحتمل الحقيقة كما سيأتي في أبواب أحواله )عليه السلم(‪- 19 (1) .‬‬
‫ير‪ :‬علي بن الحسن عن أبيه عن إبراهيم بن محمد الشعري عن عمران‬
‫الحلبي عن عبد ال بن سليمان قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول‪:‬‬
‫السلح فينا بمنزلة‬

‫)‪ (1‬في نسخة‪ :‬درع‪ (2) .‬في نسخة‪ :‬يداه‪ (3) .‬بصائر الدرجات‪ (4) .50 :‬ارشاد‬
‫المفيد‪:‬‬

‫]‪[211‬‬

‫التابوت في بني إسرائيل حيثما دار دار العلم )‪ - 20 .(1‬ير‪ :‬الحسين بن علي عن‬
‫محمد بن عبد ال بن المغيرة عن سليمان بن جعفر قال‪ :‬كتبت إلى أبي‬
‫الحسن الرضا )عليه السلم(‪ :‬عندك سلح رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( ؟ فكتب إلي بخطه الذي أعرفه‪ :‬هو عندي )‪ - 21 .(2‬ير‪ :‬أحمد بن‬
‫محمد عن الهوازي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن ابن مسكان‬
‫عن أبي بصير قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬ترك رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله وسلم( من المتاع سيفا ودرعا وعنزة ورحل وبغلته‬
‫الشهباء‪ ،‬فورث ذلك كله علي بن أبي طالب عليه السلم )‪ - 22 .(3‬ير‪:‬‬
‫إبراهيم بن هاشم عن الحسين بن سيف عن أبيه عن فضيل بن عثمان عن‬
‫الحذاء قال‪ :‬قال لي أبو جعفر )عليه السلم(‪ :‬يا با عبيدة من كان عنده‬
‫سيف رسول ال )صلى ال عليه وآله( ودرعه ورايته المغلبة ومصحف‬
‫فاطمة عليها السلم قرت عينه‪ - 23 (4) .‬عمران بن موسى عن محمد بن‬
‫الحسين عن محمد بن عبد ال بن زرارة عن عيسى بن عبد ال عن أبيه‬
‫عن جده عن أمير المؤمنين عليه السلم قال‪ :‬جاء جبرئيل إلى النبي )صلى‬
‫ال عليه وآله( وسلم فقال‪ :‬يا محمد باليمن صنما من حجارة مقعد في‬
‫حديد فابعث إليه حتى يجاء به‪ .‬قال‪ :‬فبعثني النبي )صلى ال عليه وآله‬
‫وسلم( إلى اليمن فجئت بالحديد فدفعت إلى عمر الصيقل فضرب عنه‬
‫سيفين ذا الفقار ومخذما‪ ،‬فتقلد رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم(‬
‫مخذما‪ ،‬وقلدني ذا الفقار ثم إنه صار إلي بعد المخذم‪ (5) .‬بيان‪ :‬استعمل‬
‫الضرب في العمل مجازا‪ ،‬وفي بعض النسخ بالصاد المهملة بمعنى القطع‪.‬‬
‫‪ - 24‬ير‪ :‬إبراهيم بن محمد عن الخشاب عن محسن بن محمد عن أبان بن‬
‫عثمان‬
‫)‪ 1‬و ‪ (2‬بصائر الدرجات‪ (3) .50 :‬بصائر الدرجات‪ 51 :‬فيه‪ :‬ورحله‪ 4) .‬و ‪(5‬‬
‫بصائر الدرجات‪.51 :‬‬

‫]‪[212‬‬

‫عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬لبس أبي درع رسول ال )صلى ال عليه وآله‬
‫وسلم( ذات الفضول فخطت‪ ،‬ولبست أنا فكان وكان‪ - 25 (1) .‬ير‪ :‬محمد‬
‫بن عبد الجبار عن أبي القاسم عن محمد بن سهل عن إبراهيم بن أبي‬
‫البلد عن إسماعيل ابن محمد العلوي )‪ (2‬عن أبي جعفر محمد بن علي‬
‫عليهما السلم قال‪ :‬لما حضرت علي بن الحسين عليهما السلم الوفاة قبل‬
‫ذلك قال‪ :‬أخرج سفطا أو صندوقا عنده فقال‪ :‬يا محمد احمل هذا الصندوق‪،‬‬
‫قال‪ :‬فحمل بين أربعة‪ .‬قال‪ :‬فلما توفي جاء إخوته يدعون في الصندوق‬
‫فقالوا‪ :‬أعطنا نصيبنا من الصندوق‪ .‬فقال‪ :‬وال ما لكم فيه شئ‪ ،‬ولو كان‬
‫لكم فيه شئ ما دفعه إلي وكان في الصندوق سلح رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله وسلم( وكتبه‪ (3) .‬ير‪ :‬محمد بن عبد الجبار عن أبي القاسم‬
‫الكوفي ومحمد بن إسماعيل القمي عن إبراهيم بن أبي البلد عن عيسى‬
‫بن عبد ال بن عمر عن جعفر بن محمد )عليهما السلم( مثله‪- 26 (4) .‬‬
‫ير‪ :‬محمد بن الحسين عن محمد بن عبد ال بن هلل عن عقبة بن خالد‬
‫عن محمد بن سالم عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال‪ :‬صليت‬
‫وخرجت حتى إذا كنت قريبا من الباب استقبلني مولى لبني الحسن قال‪:‬‬
‫كيف أمسيت يا با عبد ال ؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬من يتق ال فهو بخير‪ ،‬قال‪ :‬إني‬
‫خرجت من عند بني الحسن آنفا فسمعتهم يقولون‪ :‬إن شيعتك بالكوفة‬
‫يزعمون أنك نبي‪ ،‬وإن عندك سلح رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ .‬قال‪:‬‬
‫قلت‪ :‬يا با فلن لقد استقبلتني بأمر عظيم‪ ،‬قال‪ :‬وفعلت ؟ قلت‪ :‬نعم قال‪:‬‬
‫ذاك أردت‪ ،‬قلت‪ :‬هل أنت مبلغ عني كما بلغتني ؟ قال‪ :‬نعم‪ :‬قلت‪ :‬وال ؟‬
‫قال‪ :‬وحق الثلثة )‪ (5‬يا با عبد ال لقد أحببت أن تؤكد علي‪ ،‬قلت‪ :‬أو‬
‫فعلت ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قلت‪ :‬ذاك أردت‪.‬‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (2) .51 :‬في المصدر‪ :‬اسماعيل بن محمد بن عبد ال بن على‬
‫بن الحسين‪ (4 - 3) .‬بصائر الدرجات‪ (5) .49 :‬في نسخة‪ :‬وحق البنية‪.‬‬

‫]‪[213‬‬

‫قلت‪ :‬قل لبني الحسن‪ :‬ما تصنعون بأهل الكوفة ؟ فمنهم من يصدق وفيهم من يكذب‬
‫هذا أنا عندكم أزعم أن عندي سلح رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫ورأيته ودرعه‪ ،‬وإن أبي قد لبسها فخطت عليه‪ ،‬فلتأت بنو الحسن فليقولوا‬
‫مثل ما أقول‪ .‬قال‪ :‬ثم أقبل علي فقال‪ :‬إن هذا لهو الحسد‪ ،‬ل وال ما كانت‬
‫بنو هاشم يحسنون يحجون ول يصلون حتى علمهم أبي وبقر لهم العلم )‬
‫‪ .(1‬بيان‪ :‬قوله‪ :‬قال‪ :‬وفعلت على صيغة الخطاب‪ ،‬أي قلت لهم‪ :‬إن عندك‬
‫سلح رسول ال‪ ،‬قوله‪ :‬ذاك أردت‪ ،‬أي كان مرادي أن أعلم أنك قلت ذلك‬
‫أم ل ويمكن أن يقرأ وفعلت على صيغة المتكلم أي استقبلتك بأمر يعظم‬
‫عليك‪ ،‬فقوله‪ :‬ذاك أردت‪ ،‬أي كان مرادي أن اواجهك بمثله لنهم أمروني‬
‫بذلك‪ ،‬قوله‪ :‬قلت‪ :‬وال أقسم عليه بأن يبلغهم ما يسمع منه‪ .‬قوله‪ :‬وحق‬
‫الثلثة‪ ،‬أي بحق محمد وعلي وفاطمة‪ ،‬أو بحق ال ومحمد وعلي وفي‬
‫بعض النسخ هكذا قلت‪ :‬وال ؟ قال‪ :‬وال‪ ،‬قلت‪ :‬وال ؟ قال‪ :‬وال فأعددت‬
‫عليه فقال‪ :‬وال‪ ،‬فقلت‪ :‬وحق الثلثة "‪ .‬فالمراد بالثلثة اليمان الثلثة‪،‬‬
‫وفي بعض النسخ‪ :‬وحق البنية أي الكعبة ولعله أظهر‪ ،‬قوله‪ :‬لقد أحببت أن‬
‫تؤكد‪ ،‬أي حتى يكون لي غدر في إبلغ ذلك عندهم‪ ،‬قوله‪ :‬أو فعلت‪ ،‬أي‬
‫قبلت مؤكدا باليمين أن تبلغ‪ ،‬ويمكن أن تقرأ على صيغة المتكلم‪ ،‬أي أفعلت‬
‫التأكيد‪ ،‬فلما قال‪ :‬نعم قال )عليه السلم(‪ :‬ذاك أردت‪ ،‬أي مرادي أن تلزم‬
‫على نفسك إبلغهم لئل تخالف أو مرادي أن يكون لك عندهم عذر‪ .‬قوله‪:‬‬
‫ما تصنعون بأهل الكوفة‪ ،‬أي لم تتعرضون لقول أهل الكوفة فيما يقولون‬
‫في وينسبون إلي ؟ فان فيهم من يصدق وفيهم من يكذب ومنهم من‬
‫يعبدون )‪ (2‬وأنا عندكم فتعالوا واسمعوا مني فاني ل اتقيكم ول أكتمكم‬
‫شيئا‪ ،‬ها أنا ذا أدعى كون هذه الشياء عندي‪ ،‬فادعوا أنتم شيئا من ذلك‬
‫حتى اظهر كذبكم‪ ،‬قوله‪ :‬قال‪:‬‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (2) .49 :‬في نسخة‪ :‬وهم يعبدون منكم‪.‬‬

‫]‪[214‬‬

‫ثم أقبل‪ ،‬أي قال محمد بن سالم‪ :‬ثم أقبل أبو عبد ال‪ .‬قوله‪ :‬وبقر لهم العلم أي وسع‬
‫وشق‪ - 27 .‬ير‪ :‬الحجال عن الحسن بن الحسين عن ابن سنان عن‬
‫العرزمي عن أبي المقدام قال‪ :‬كنت أنا وأبي‪ :‬المقدام حاجين قال‪ :‬فماتت ام‬
‫أبي‪ :‬المقدام في طريق المدينة قال‪ :‬فجئت اريد الذن على أبي جعفر )عليه‬
‫السلم( فإذا بغلته مسرجة وخرج ليركب‪ ،‬فلما رآني قال‪ :‬كيف أنت يا أبا‬
‫المقدام ؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬بخير جعلت فداك ثم قال‪ :‬يا فلنة استأذني على عمتي‪:‬‬
‫قال‪ :‬ثم قال‪ :‬ل تعجل حتى آتيك‪ ،‬قال‪ :‬فدخلت على عمته فاطمة بنت‬
‫الحسين وطرحت لي وسادة فجلست عليها ثم قالت‪ :‬كيف أنت يا أبا المقدام‬
‫؟ قلت‪ :‬بخير جعلني ال فداك يا بنت رسول ال‪ .‬قال‪ :‬قلت‪ :‬يا بنت رسول‬
‫ال شئ من آثار رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬قال‪ :‬فدعت ولدها فجاؤا‬
‫خمسة فقالت‪ :‬يا أبا المقدام هؤلء لحم رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫ودمه‪ ،‬وأرتني جفنة فيها وضر عجين وضبابته حديد فقالت‪ :‬هذه الجفنة‬
‫التي اهديت إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( مل لحم وثريد‪،‬‬
‫قال‪ :‬فأخذتها وتمسحت بها )‪ .(1‬بيان‪ :‬شئ أي مطلوبي شئ‪ ،‬أو أعندك‬
‫شئ ؟ والوضر‪ :‬الدرن والدسم وقال الجوهري وغيره الضبة‪ :‬حديدة‬
‫عريضة يضبب بها‪ ،‬وكون تلك الجفنة عندها ينافي سائر الخبار إل أن‬
‫يكون المام )عليه السلم( أودعها عندها مع أنها حينئذ كانت في بيته‬
‫)عليه السلم( كما هو ظاهر الخبر‪ - 28 .‬ع‪ :‬المظفر العلوي عن ابن‬
‫العياشي عن أبيه عن محمد بن نصير عن ابن عيسى عن ابن معروف عن‬
‫ابن مهزيار عن محمد بن إسماعيل السراج عن بشر بن جعفر عن مفضل‬
‫بن عمر عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬أتدري ما كان‬
‫قميص يوسف ؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬إن إبراهيم لما أوقدت له النار أتاه‬
‫جبرئيل )عليه السلم( بثوب من ثياب الجنة وألبسه إياه فلم يضره معه‬
‫ريح ول برد ول حر‪ ،‬فلما حضر‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ 50 :‬و ‪.51‬‬

‫]‪[215‬‬

‫إبراهيم الموت جعله في تميمة )‪ (1‬وعلقه على إسحاق‪ ،‬وعلقه إسحاق على‬
‫يعقوب‪ ،‬فلما ولد ليعقوب يوسف علقه عليه فكان في عضده‪ :‬حتى كان من‬
‫أمره ما كان‪ .‬فلما أخرج يوسف القميص من التميمة وجد يعقوب ريحه‬
‫وهو قوله تعالى‪ " :‬إني لجد ريح يوسف لول أن تفندون " فهو ذلك‬
‫القميص الذي انزل به من الجنة قلت‪ :‬جعلت فداك فإلى من صار هذا‬
‫القميص ؟ قال‪ :‬إلى أهله‪ ،‬وكل نبي ورث علما أو غيره فقد انتهى إلى‬
‫محمد وآله )‪ .(2‬ير‪ :‬محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل عن أبي‬
‫إسماعيل السراج عن بشر بن جعفر مثله‪ - 29 (3) .‬ير‪ :‬محمد بن عبد‬
‫الجبار عن عبد الرحمان بن )‪ (4‬حماد عن محمد بن سهل عن إبراهيم بن‬
‫أبي البلد عن عيسى بن عبد ال عن محمد بن عمر بن علي عن امه ام‬
‫الحسين بنت عبد ال بن محمد بن علي بن الحسين قالت‪ :‬بينا أنا جالسة‬
‫عند عمي جعفر بن محمد إذ دعا سعيدة جارية كانت له وكانت منه بمنزلة‬
‫فجاءته بسفط فنظر إلى خاتمه عليه ثم فضه ثم نظر في السفط ثم رفع‬
‫رأسه إليها فأغلظ لها‪ .‬قالت‪ :‬قلت‪ :‬فديتك كيف ولم أرك أغلظت لحد قط ؟‬
‫فكيف بسعيدة قال‪ :‬أتدرين أي شئ صنعت يا بينة ؟ هذه رآية رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله وسلم( العقاب أغفلتها حتى ائتكلت )‪ .(5‬قالت‪ :‬ثم‬
‫أخرج خرقة سوداء ثم وضعها على عينيه ثم أعطانيها فوضعتها على‬
‫عيني ووجهي ثم استخرج صرة فيها دنانير قدر مائتي دينار فقال‪ :‬هذه‬
‫دفعها إلي أبي‬

‫)‪ (1‬التميمة‪ :‬خرزة أو ما يشبهها كان العراب يضعونها على اولدهم للوقاية من‬
‫العين ودفع الرواح‪ (2) .‬علل الشرائع‪ (3) .29 :‬بصائر الدرجات‪) .52 :‬‬
‫‪ (4‬في المصدر‪ :‬عن ابى القاسم عبد الرحمن بن حماد‪ (5) .‬في نسخة‪:‬‬
‫]انكبت[ وفى المصدر‪ :‬انكت‪.‬‬

‫]‪[216‬‬

‫من ثمن العمودان لوقعة تكون بالمدينة ينجو منها من كان منها على ثلثة أميال‪،‬‬
‫ولها اشترى الطيبة‪ ،‬فوال ما أدركها أبي‪ ،‬ووال ما أدري أدركها أم ل‪.‬‬
‫قال‪ :‬ثم استخرج صرة اخرى دونها فقال‪ :‬هذه دفعها أيضا لوقعة تكون‬
‫بالمدينة ينجو منها من كان على ميل من المدينة ولها اشترى العريض‬
‫فوال ما أدركها أبي‪ ،‬ووال ما أدرى أدركها أم ل )‪ .(1‬بيان‪ :‬يقال غفله‬
‫وأغفله‪ :‬إذا سها عنه وتركه‪ ،‬قوله‪ :‬حتى ائتكلت أي صارت متأكلة مشرفة‬
‫على النخراق وفي بعض النسخ‪ :‬انكبت أي صارت مقلوبة مكبوبة ويمينه‬
‫)عليه السلم( على عدم العلم بوقت الواقعة لعله لحتمال البداء‪ - 30 .‬ير‪:‬‬
‫عمار بن موسى عن الحسن بن ظريف عن أبيه عن الحسن بن زيد قال‪:‬‬
‫لما كان من أمر محمد بن عبد ال بن الحسن ما كان ودعاؤه لنفسه أمر‬
‫أبو عبد ال )عليه السلم( بسفط فأخرج إليه منه صرة مائة دينار لينفقها‬
‫بعمودان )‪ (2‬فمد يده إلى خرقة ثم قال‪ (3) :‬هذه عقاب راية رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( )‪ - 31 .(4‬ير‪ :‬عبد ال بن جعفر عن محمد بن‬
‫عيسى عن يونس عن أبي إبراهيم )عليه السلم( قال‪ :‬السلح مدفوع عنه‬
‫لو وضع )‪ (5‬عند شر خلق ال كان خيرهم‪ ،‬لقد حدثنى أبي أنه حيث بنى‬
‫بالثقيفية )‪ (6‬وكان شق )‪ (7‬له في الجدار فنجد البيت فلما كان صبيحة‬
‫عرسه رمى ببصره فرأى حذوه )‪ (8‬خمسة عشر مسمارا ففزع لذلك‬
‫وقال‪ :‬تحولي فإني‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (2) .51 :‬في نسخة وفى المصدر‪ :‬لعمودان‪ (3) .‬في المصدر‪:‬‬
‫إلى خرقة فردها ثم قال‪ (4) .‬بصائر الدرجات‪ (5) .49 :‬في المصدر‪:‬‬
‫موضوع عندنا مدفوع انه لو وضع‪ (6) .‬في المصدر‪ :‬بالثقفية‪ (7) .‬في‬
‫نسخة‪ :‬وكان سوى له‪ (8) .‬في المصدر‪ :‬فرأى في جدره‪.‬‬

‫]‪[217‬‬
‫اريد أن أدعو موالي في حاجة‪ ،‬فكشطه فما منها مسمار إل وجده مصروفا طرفه‬
‫عن السيف وما وصل إليه شئ )‪ .(1‬بيان‪ :‬بنى الرجل على أهله وبها‪:‬‬
‫أزفها‪ ،‬أي في ليلة زفاف المرأة التي نكحها من بني ثقيف‪ ،‬قوله‪ :‬وكان‬
‫شق‪ ،‬أي كان شق للسيف في الجدار شق وأخفى فيه لئل يصل إليه ضرر‬
‫ول يطلع عليه أحد‪ ،‬فنجد البيت‪ ،‬أي زين للعرس‪ ،‬قوله‪ :‬فرأى حذوه‪ ،‬أي‬
‫محاذي السيف في الجدار خمسة عشر مسمارا ففزع لذلك خوفا من أن‬
‫يكون وصل إلى السيف ضرر‪ ،‬فقال للمرأة‪ :‬تحولي لئل تطلع على السيف‬
‫فكشطه أي كشفه فوجد أطراف المسامير مصروفة عن السيف لم تصل‬
‫إليه وإنما ذكر )عليه السلم( ذلك لتأييد ما ذكر من أن السلح مدفوع عنه‪.‬‬
‫‪ - 32‬ير‪ :‬محمد بن أحمد عن محمد بن عيسى عن حماد بن عيسى عن‬
‫أبان عن الحسن بن سارة )‪ (2‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬السلح‬
‫فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل إذا وضع التابوت على باب رجل من‬
‫بني إسرائيل علم بنو إسرائيل أنه قد اوتي الملك فكذلك السلح حيثما دارت‬
‫دارت المامة )‪ - 33 .(3‬ير‪ :‬بالسناد عن حماد عن عبداالعلى عن أبي‬
‫عبد ال )عليه السلم( قلت‪ :‬إن الناس يتكلمون في أبي جعفر )عليه‬
‫السلم( يقولون‪ :‬ما بالها تخطت من ولد أبيه من له مثل قرابته ومن هو‬
‫أكبر منه‪ ،‬وقصرت عمن هو أصغر منه ؟ فقال‪ :‬يعرف صاحب هذا المر‬
‫بثلث خصال ل تكون في غيره‪ :‬هو أولى الناس بالذي قبله‪ ،‬وهو وصيه‪،‬‬
‫وعنده سلح رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( ووصيته‪ ،‬وذلك عندي‬
‫ل انازع فيه )‪(4‬‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (2) .49 :‬في المصدر‪] :‬الحسن بن سنان[ ولعلهما مصحفان‬
‫عن الحسن بن ابى سارة كما يأتي في الحديث‪ (3) .44 :‬بصائر‬
‫الدرجات‪ 49 :‬و ‪ (4) .50‬بصائر الدرجات‪.50 :‬‬

‫]‪[218‬‬

‫بيان‪ :‬قوله‪ :‬ما بالها ؟ أي الخلفة‪ ،‬ويقال‪ :‬تخطى الناس أي جاوزهم‪ ،‬قوله )عليه‬
‫السلم( ؟ ومن هو أكبر منه‪ ،‬لعله معطوف على قوله‪ :‬من ولد أبيه‪ ،‬أي إن‬
‫لم تخطت من هو أكبر منه من ولد الحسن )عليه السلم(‪ ،‬أو على قوله‪:‬‬
‫من له مثل قرابته فيحتمل وجهين‪ :‬الول ان يكون المراد بابيه امير‬
‫المؤمنين )عليه السلم(‪ ،‬أو يكون المعنى أنها بعد أبي جعفر )عليه‬
‫السلم( كان ينبغي انتقال المر إلى ولد أبيه ل إلى الصادق )عليه السلم(‬
‫قوله )عليه السلم(‪ :‬هو أولى الناس‪ ،‬أي في القرابة والنسب أو العلم‬
‫والخلق والدب أو العم‪ 34 .‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن‬
‫إسماعيل بن برة عن عامر بن جذاعة قال‪ :‬كنت عند أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( فقال‪ :‬أل اريك نعل رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( ؟ قال‪:‬‬
‫قلت‪ :‬بلى‪ .‬قال‪ :‬فدعا بقمطر ففتحه فأخرج منه نعلين كأنما رفعت اليدى‬
‫عنهما تلك الساعة‪ ،‬فقال‪ :‬هذه نعل رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم(‬
‫وكان يعجبني بهما كأنما رفعت عنهما اليدي تلك الساعة‪ (1) .‬بيان‪ :‬قال‬
‫الفيروز آبادي‪ :‬القمطر كسجل‪ :‬ما يصان فيه الكتب‪ - 35 .‬ير‪ :‬أحمد بن‬
‫الحسين عن الحسين بن أسد عن الحسين القمي عن نعمان بن منذر عن‬
‫عمرو بن )‪ (2‬شمر عن جابر عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬قال أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم( حين قتل عمر‪ ،‬ناشدهم فقال‪ :‬نشدتكم بال هل‬
‫فيكم أحد ورث سلح رسول ال ودوابه )‪ (3‬وخاتمه غيرى ؟ قالوا‪ :‬ل‪) .‬‬
‫‪ - 36 (4‬ير‪ :‬أبو محمد عن عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن‬
‫ابن أسباط عن محمد بن الفضيل عن الثمالي عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬ألواح موسى عندنا وعصا موسى عندنا ونحن‬
‫ورثنا النبي )صلى ال عليه وآله وسلم(‪(5) .‬‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (2) .50 :‬في المصدر‪ :‬عمر بن شمر‪ (3) .‬في المصدر‪:‬‬
‫ورأيته‪ (5 - 4) .‬بصائر الدرجات‪.50 :‬‬

‫]‪[219‬‬

‫‪ - 37‬ير‪ :‬محمد بن الحسين عن صفوان عن أبي الحسن )عليه السلم( قال‪ :‬كان‬
‫أبو جعفر )عليه السلم( يقول‪ :‬إنما السلح فينا مثل التابوت في بني‬
‫إسرائيل أينما دار التابوت فثم المر‪ ،‬قلت‪ :‬فيكون السلح مزايل للعلم ؟‬
‫قال‪ :‬ل‪ - 38 (1) .‬ير‪ :‬ابن هاشم عن ابن أبي عمير عن محمد بن )‪(2‬‬
‫سكين عن نوح بن دراج عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬إنما مثل السلح فينا مثل التابوت في بني إسرائيل حيث دار‬
‫التابوت دار العلم‪ - 39 (3) .‬ير‪ :‬محمد بن الحسين عن ابن سنان عن‬
‫عمار بن مروان عن المنخل عن جابر قال‪ :‬قال أبو جعفر )عليه السلم(‪:‬‬
‫الم تسمع قول رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( في علي )عليه‬
‫السلم(‪ :‬وال لتؤتين خاتم سليمان‪ ،‬وال لتؤتين عصا موسى عليه‬
‫السلم ؟ )‪ - 40 (4‬ير‪ :‬محمد بن عبد الجبار عن اللؤلؤي عن أبي الحصين‬
‫السدي عن أبي بصير عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬خرج أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم( ذات ليلة على أصحابه بعد عتمة وهم في الرحبة‬
‫وهو يقول‪ :‬همهمة في ليلة مظلمة خرج عليكم المام وعليه قميص آدم‬
‫وفي يده خاتم سليمان وعصا موسى‪ (5) .‬ير‪ :‬محمد بن الحسين عن‬
‫موسى بن سعدان عن أبي الحصين مثله‪ - 41 (6) .‬ير‪ :‬سلمة بن الخطاب‬
‫عن عبد ال بن محمد عن منيع بن الحجاج البصري عن مجاشع عن معلى‬
‫عن محمد بن الفيض عن محمد بن علي )عليه السلم( قال‪ :‬كان عصا‬
‫موسى )عليه السلم( لدم فصارت إلى شعيب ثم صارت إلى موسى بن‬
‫عمران )عليه السلم( وإنها لعندنا وإن عهدي بها آنفا وهي خضراء‬
‫كهيئتها حين انتزعت من شجرها‪ ،‬وإنها لتنطق إذا استنطقت‪ ،‬اعدت‬
‫لقائمنا ليصنع بها كما كان موسى )عليه السلم( يصنع بها‪ ،‬وإنها لتروع‬
‫وتلقف ما يأفكون وتصنع كما تؤمر وإنها حيث أقبلت تلقف ما يأفكون‪،‬‬
‫تفتح لها‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (2) .50 :‬في المصدر‪ :‬محمد بن مسكين‪ (5 - 3) .‬بصائر‬
‫الدرجات‪ 50 :‬و ‪ (6) .51‬بصائر الدرجات‪.48 :‬‬

‫]‪[220‬‬

‫شفتان )‪ :(1‬إحداهما في الرض والخرى في السقف‪ ،‬وبينهما أربعون ذراعا‪،‬‬


‫وتلقف ما يأفكون بلسانها‪ (2) .‬ختص‪ :‬أحمد بن محمد العطار عن أبيه عن‬
‫حمدان بن سليمان عن عبد ال بن محمد اليماني عن منيع مثله‪- 42 (3) .‬‬
‫ير‪ :‬ابن أبي عمير عن ابن اذينة عن بريد عن أبي جعفر )عليه السلم( في‬
‫قول ال تبارك وتعالى‪ " :‬إن ال يأمركم أن تؤدوا المانات إلى أهلها وإذا‬
‫حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل نعما يعظكم به " )‪ (4‬قال‪ :‬إيانا عنى‬
‫أن يؤدي الول منا إلى المام الذي يكون بعده السلح والعلم والكتب‪(5) .‬‬
‫‪ - 43‬ير‪ :‬محمد بن الحسين عن إبراهيم بن أبي البلد قال‪ :‬قلت لبي جعفر‬
‫)عليه السلم( تنظر في كتب أبيك ؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬فقلت‪ :‬سيف رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله وسلم( ودرعه ؟ فقال‪ :‬قد كان في موضع كذا وكذا‪،‬‬
‫فأتى ذلك الموضع مسافر ومحمد بن علي‪ ،‬ثم سكت‪ (6) .‬بيان‪ :‬أبو جعفر‬
‫هو الجواد )عليه السلم(‪ ،‬وكان إبراهيم من أصحاب الصادق والكاظم‬
‫والرضا عليهم السلم ويظهر من الخبر أنه لقي الجواد )عليه السلم(‬
‫أيضا‪ ،‬ومسافر مولى الرضا )عليه السلم(‪ .‬وروي أنه قال‪ :‬أمرني أبو‬
‫الحسن )عليه السلم( بخراسان فقال‪ :‬الحق بأبي جعفر فإنه صاحبك‪.‬‬
‫والمراد بمحمد بن علي نفسه )عليه السلم( ولم يصرح بالخذ تقية‪.‬‬

‫)‪ (1‬في نسخة‪] :‬شعبتان[ وفى المصدر‪] :‬شقتان[ وفى الختصاص‪ :‬ففتحت لها‬
‫شفتان‪ (2) .‬بصائر الدرجات‪ (3) .50 :‬الختصاص‪ 269 :‬و ‪ 270‬فيه‪:‬‬
‫]ما كان موسى[ وفيه‪ :‬وتصنع ما تومر فكان حيث‪ (4) .‬النساء‪(5) .58 :‬‬
‫بصائر الدرجات‪ 51 :‬و ‪ (6) .52‬بصائر الدرجات‪.49 :‬‬
‫]‪[221‬‬

‫‪ - 44‬ير‪ :‬عبد ال بن جعفر عن محمد بن عيسى عن ابن فضال )‪ (1‬عن أبان عن‬
‫الحسن بن أبي سارة )‪ (2‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬السلح فينا‬
‫بمنزلة التابوت إذا وضع التابوت على باب رجل من بني إسرائيل علم بنو‬
‫إسرائيل أنه قد اوتي الملك وكذلك السلح حيثما دارت دارت المامة‪(3) .‬‬
‫‪ - 45‬ثو‪ :‬أبي عن أحمد بن إدريس عن الشعري عن يوسف بن السخت‬
‫عن الحسن بن سهل عن الحسن بن علي بن مهران قال‪ :‬دخلت على أبي‬
‫الحسن موسى )عليه السلم( فرأيت في يده حاتما فصه فيروزج نقشه‪ :‬ال‬
‫الملك‪ ،‬قال‪ :‬فأدمت النظر إليه فقال‪ :‬ما لك تنظر فيه ؟ هذا حجر أهداه‬
‫جبرئيل لرسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( من الجنة فوهبه رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله وسلم( لعلي )عليه السلم(‪ (4) .‬كا‪ :‬علي بن‬
‫محمد بن بندار‪ ،‬عن إبراهيم بن إسحاق‪ ،‬عن الحسن بن سهل مثله )‪.(5‬‬
‫‪ - 46‬ير‪ :‬محمد بن عيسى عن صفوان بن يحيى عن شعيب الحداد عن‬
‫ضريس الكناسي قال‪ :‬كنت عند أبي عبد ال )عليه السلم( فقال أبو عبد‬
‫ال )عليه السلم(‪ :‬إن عندنا صحف إبراهيم وألواح موسى‪ ،‬فقال له أبو‬
‫بصير‪ :‬إن هذا لهو العلم‪ ،‬قال‪ :‬يا أبا محمد ليس هذا هو العلم إنما هو‬
‫الثرة‪ ،‬إنما العلم ما يحدث بالليل والنهار يوم بيوم وساعة بساعة )‪47 .(6‬‬
‫‪ -‬إرشاد القلوب بالسناد إلى المفيد يرفعه إلى سلمان الفارسي رضي ال‬
‫عنه قال‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬يا سلمان الويل كل الويل لمن‬
‫ل يعرف لنا حق‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬عن الحسن بن فضالة‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬الحسن بن ابى سنان‪.‬‬
‫وفيه وهم‪ (3) .‬بصائر الدرجات‪ (4) .49 :‬ثواب العمال‪ (5) .‬فروع‬
‫الكافي‪ (6) .‬بصائر الدرجات‪.94 :‬‬

‫]‪[222‬‬

‫معرفتنا وأنكر فضلنا‪ ،‬يا سلمان أيما أفضل محمد )صلى ال عليه وآله وسلم( أو‬
‫سليمان بن داود )عليه السلم( ؟ قال سلمان‪ :‬بل محمد أفضل‪ ،‬فقال‪ :‬يا‬
‫سلمان فهذا آصف بن برخيا قدر أن يحمل عرش بلقيس من فارس إلى سبأ‬
‫في طرفة عين وعنده علم من الكتاب ول أفعل أنا أضعاف ذلك وعندي ألف‬
‫كتاب‪ :‬أنزل بال على شيث بن آدم )عليه السلم( خمسين صحيفة‪ ،‬وعلى‬
‫إدريس )عليه السلم( ثلثين صحيفة‪ ،‬وعلى إبراهيم الخليل عشرين‬
‫صحيفة‪ ،‬والتوراة والنجيل والزبور والفرقان فقلت‪ :‬صدقت يا سيدي‪ ،‬قال‬
‫المام )عليه السلم(‪ :‬يا سلمان إن الشاك في امورنا وعلومنا كالمستهزئ‬
‫في معرفتنا وحقوقنا وقد فرض ال وليتنا في كتابه في غير موضع وبين‬
‫ما أوجب العمل به وهو مكشوف )‪ .(1‬كنز‪ :‬عن المفيد مثله‪ - 48 .‬أقول‪:‬‬
‫روى السيد في كتاب سعد السعود من كتاب ما نزل من القرآن في أهل‬
‫البيت عليهم السلم برواية عبد العزيز بن يحيى الجلودي عن محمد بن‬
‫جعفر البزاز عن علي بن الحسن بن فضال عن محمد بن اورمة عن‬
‫الحسين بن موسى بن جعفر قال‪ :‬رأيت في يد أبي جعفر محمد بن علي‬
‫الرضا عليهم السلم خاتم فضة ناحل فقلت‪ :‬مثلك يلبس هذا ؟ قال‪ :‬هذا‬
‫خاتم سليمان بن داود عليهما السلم )‪ .(2‬بيان‪ :‬ناحل‪ ،‬أي رقيق رق من‬
‫كثرة اللبس‪ ،‬قال الفيروز آبادي‪ :‬سيف ناحل‪ :‬رقيق‪ ،‬وكأن الظهر " ناحل‬
‫" بالنصب ولعله كان " تأكل " فصحف‪ ،‬وفي بعض النسخ خاتما فصه‬
‫بالصاد المهملة‪ .‬أقول‪ :‬سيأتي أخبار هذا الباب في باب أسماء النبي )صلى‬
‫ال عليه وآله وسلم( وأدواته‪ ،‬وقد مر بعضها في باب علمات المام‬
‫)عليه السلم(‪.‬‬

‫)‪ (1‬ارشاد القلوب‪ (2) .228 :2 :‬سعد السعود‪.236 :‬‬

‫]‪[223‬‬

‫‪) 17‬باب( * )انه إذا قيل في الرجل شئ فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد( * *‬
‫)ولده فانه هو الذى قيل فيه( * ‪ - 1‬كا‪ :‬محمد بن إسماعيل عن الفضل بن‬
‫شاذان عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬إذا قلنا في رجل قول فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد‬
‫ولده فل تنكروا ذلك فإن ال يفعل ما يشاء )‪ - 2 .(1‬كا‪ :‬الحسين بن محمد‬
‫عن المعلى عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة قال‪ :‬سمعت أبا‬
‫عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬قد يقوم الرجل بعدل أو بجور وينسب إليه‬
‫ولم يكن قام به فيكون ذلك ابنه أو ابن ابنه من بعده فهو هو )‪ .(2‬بيان‪:‬‬
‫وينسب عطف على " يقوم " أي وقد ينسب مجازا أو بداء وضمير " إليه‬
‫" لمصدر يقوم أو لعدل أو جور‪ ،‬وجملة " ولم يكن " حالية " قام به "‬
‫أي حقيقة‪ ،‬فيكون ذلك أي المنسوب إليه أو القائم بأحدهما‪ ،‬فهو هو ضمير‬
‫الول للقائم بأحدهما حقيقة والثاني لما هو المراد باللفظ أو المقدر الواقعي‬
‫والمكتوب في اللوح المحفوظ أو بالعكس وقيل‪ :‬الول للصادر‪ ،‬والثاني‬
‫للمنسوب إلى الرجل‪ - 3 .‬ب ابن عيسى عن البزنطي فيما كتب إليه الرضا‬
‫)عليه السلم( في الوقف على أبيه )عليه السلم(‪ :‬أما ابن أبي حمزة فانه‬
‫رجل تأول تأويل لم يحسنه ولم يؤت علمه فألقاه إلى الناس فلج فيه وكره‬
‫إكذاب نفسه في إبطال قوله بأحاديث تأولها ولم يحسن تأويلها ولم يؤت‬
‫علمها‪ ،‬ورأى أنه إذا لم يصدق آبائي )‪ (3‬بذلك لم يدر لعله ما خبر‬
‫)‪ (1‬اصول الكافي ‪ (2) .535 :1‬اصول الكافي ‪ (3) .535 :1‬في نسخة‪ :‬اياى‪.‬‬

‫]‪[224‬‬

‫عنه مثل السفياني وغيره أنه كان )‪ (1‬ل يكون منه شئ‪ ،‬وقال لهم‪ :‬ليس يسقط‬
‫قول آبائه شئ )‪ (2‬ولعمري ما يسقط قول آبائي شئ )‪ (3‬ولكن قصر علمه‬
‫عن غايات ذلك وحقائقه فصارت فتنة له وشبهة )‪ (4‬عليه وفر من أمر‬
‫فوقع فيه‪ .‬وقال أبو جعفر )عليه السلم(‪ :‬من زعم أنه قد فرغ من المر‬
‫فقد كذب‪ ،‬لن ل عزوجل المشية في خلقه يحدث ما يشاء ويفعل ما يريد‪،‬‬
‫وقال‪ " :‬ذرية بعضها من بعض )‪ " (5‬فآخرها من أولها وأولها من‬
‫آخرها‪ ،‬فإذا خبر )‪ (6‬عنها بشئ منها بعينه أنه كائن فكان في غيره منه‬
‫فقد وقع الخبر على ما أخبروا أليست )‪ (7‬في أيديهم أن أبا عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬إذا قيل في المرء شئ فلم يكن فيه ثم كان في ولده من بعده‬
‫فقد كان فيه ؟ )‪ (8‬بيان‪ :‬لعل المراد أن ابن أبي حمزة روى للناس أحاديث‬
‫كقول الصادق عليه السلم " إن ولدي القائم‪ ،‬أو من ولدي القائم " ولم‬
‫يعرف معنى ذلك وتأويله‪ ،‬إذ كان المراد الولد بواسطة‪ ،‬أو القائم بأمر‬
‫المامة‪ ،‬فلما لم يعرف معنى الحديث وألقى إلى الناس ما فهمه وظن أن‬
‫القول بموت الكاظم )عليه السلم( وبامامه من بعده تكذيب لنفسه فيما‬
‫رواه أو تكذيب للمام )عليه السلم( فلج في باطله‪ ،‬ولم يعلم أنه مع صحة‬
‫ما فهمه أيضا كان يحتمل إخبارهم البداء أو التأويل بأن يقال في الرجل‬
‫شئ يكون في ولده‪ ،‬مجازا‪ .‬ثم بين أن بعض ما أخبروا )عليه السلم( به‬
‫من أخبار السفياني وغيره يحتمل البداء إن لم يقيدوه بالحتم‪ ،‬ومع قيد‬
‫الحتم ل يحتمل البداء‪ ،‬والحاصل أنه ينبغي أن يحمل بعض الكلم‪ ،‬على‬
‫التنزل والمماشاة تقوية للحجة كما ل يخفى على المتأمل‪.‬‬

‫)‪ (1‬في نسخة‪ :‬كائن‪ 2) .‬و ‪ (3‬في نسخة‪ :‬بشئ‪ (4) .‬في نسخة‪ :‬وشبه عليه‪(5) .‬‬
‫آل عمران‪ (6) .34 :‬في نسخة‪ :‬فإذا اخبر عنها‪ (7) .‬في نسخة‪ :‬أليس‪) .‬‬
‫‪ (8‬قرب السناد‪ 152 :‬و ‪.154‬‬

‫]‪[225‬‬

‫وقوله )عليه السلم(‪ :‬وفر من أمر‪ ،‬أي فر من تكذيب الئمة في بعض الخبار‬
‫المأولة فوقع تكذيبهم في النصوص المتواترة الدالة على الئمة الثنى‬
‫عشر عليهم السلم والنصوص الواردة على الخصوص في الرضا )عليه‬
‫السلم( وغيرها‪ - 4 .‬فس‪ :‬أبي عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي‬
‫بصير عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن قلنا في الرجل منا قول فلم‬
‫يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فل تنكروا ذلك إن ال أوحى إلى‬
‫عمران‪ :‬أني واهب لك ذكرا يبرئ الكمه والبرص ويحيي الموتى باذني‬
‫وجاعله رسول إلى بني إسرائيل‪ ،‬فحدث امرأته حنة بذلك وهي ام مريم‬
‫فلما حملت بها كان حملها عند نفسها غلما‪ ،‬فلما وضعتها انثى قالت‪ :‬رب‬
‫إني وضعتها انثى وليس الذكر كالنثى البنة ل تكون رسول‪ ،‬يقول ال‪" :‬‬
‫ال أعلم بما وضعت )‪ ." (1‬فلما وهب ال لمريم عيسى كان هو الذي بشر‬
‫ال به عمران ووعده إياه‪ ،‬فإذا قلنا لكم في الرجل منا شيئا وكان في ولده‬
‫أو ولد ولده فل تنكروا ذلك )‪ - 5 .(2‬ص‪ :‬بالسناد إلى الصدوق باسناده‬
‫عن ابن اورمة عن محمد بن أبي صالح عن الحسن بن محمد بن أبي‬
‫طلحة قال‪ :‬قلت للرضا )عليه السلم(‪ :‬أيأتي الرسل عن ال بشئ ثم تأتي‬
‫بخلفه ؟ قال‪ :‬نعم إن شئت حدثتك وإن شئت أتيتك به من كتاب ال تعالى ؟‬
‫قال ال تعالى جلت عظمته‪ " :‬ادخلوا الرض المقدسة التي كتب ال لكم "‬
‫)‪ (3‬الية‪ ،‬فما دخلوها ودخل أبناء أبنائهم‪ .‬وقال عمران‪ :‬إن ال وعدني أن‬
‫يهب لي غلما نبيا في سنتي هذه وشهرى هذا‪ .‬ثم غاب وولدت امرأته‬
‫مريم وكفلها زكريا فقالت طائفة‪ :‬صدق نبي ال‪ ،‬وقالت الخرون‪ :‬كذب‪،‬‬
‫فلما ولدت مريم عيسى قالت الطائفة التي أقامت على صدق عمران‪ :‬هذا‬
‫الذي وعدنا ال )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬آل عمران‪ (2) .26 :‬تفسير القمى‪ (3) .91 :‬المائدة‪ (4) .21 :‬قصص النبياء‪:‬‬
‫مخطوط‪.‬‬

‫]‪[226‬‬

‫بيان‪ :‬حاصل الحديث أنه قد تحمل المصالح العظيمة النبياء صلوات ال عليهم على‬
‫أن يتكلموا على وجه التورية والمجاز وبالمور البدائية على ما سطر في‬
‫كتاب المحو والثبات‪ ،‬ثم يظهر للناس خلف ما فهموه من الكلم الول‪،‬‬
‫فيجب أن ل يحملوه على الكذب ويعلموا أنه كان المراد منه غير ما فهموه‬
‫كمعنى مجازي أو كان وقوعه مشروطا بشرط لم يذكروه‪ ،‬ومن تلك المور‬
‫زمان قيام القائم )عليه السلم( وتعيينه من بين الئمة )عليهم السلم( لئل‬
‫يئس الشيعة وينتظروا الفرج ويصبروا‪ .‬فإذا قلنا لكم في الرجل منا شيئا‪،‬‬
‫أي بحسب فهم السائل وظاهر اللفظ‪ ،‬أو قيل فيه‪ :‬حقيقة وكان مشروطا‬
‫بأمر لم يقع فوقع فيه البداء ووقع في ولده‪ ،‬وعلى هذا ما ذكر في أمر‬
‫عيسى إنما ذكر على ذكر النظير‪ .‬مع أنه يحتمل أن يكون أمر عيسى )عليه‬
‫السلم( أيضا من البداء ويحتمل المثل ومضربه وجها آخر وهو أن يكون‬
‫المراد فيهما معنى مجازيا بوجه آخر‪ ،‬ففي المثل أطلق الذكر على مريم‬
‫لنه سبب وجود عيسى عليهما السلم إطلقا لسم المسبب على السبب‬
‫وكذا في المضرب اطلق القائم على من في صلبه القائم‪ ،‬إما على هذا‬
‫الوجه‪ ،‬أو إطلقا لسم الجزء على الكل‪ .‬أقول‪ :‬سيأتي الخبار في ذلك في‬
‫باب أحوال الرضا عليه السلم ومر بعضها في أبواب تاريخ مريم وعيسى‬
‫عليهما السلم‪.‬‬

‫]‪[227‬‬

‫)أبواب( * )سائر فضائلهم ومناقبهم وغرائب شؤنهم صلوات ال عليهم( * ‪1‬‬


‫)باب( * )ذكر ثواب فضائلهم وصلتهم وادخال السرور عليهم والنظر‬
‫إليهم( * ‪ - 1‬لى‪ :‬ابن مسرور عن ابن عامر عن عمه ابن أبي عمير عن‬
‫أبان بن عثمان عن أبان ابن تغلب عن أبي جعفر عن أبيه عن جده عليهم‬
‫السلم قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬من أراد التوسل إلي‬
‫وأن يكون له عندي يد أشفع له بها يوم القيامة فليصل أهل بيتي ويدخل‬
‫السرور عليهم‪ (1) .‬ما‪ :‬الغضائري عن الصدوق مثله‪ - 2 (2) .‬سن‪:‬‬
‫القاسم عن جده عن ابن مسلم عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال‬
‫أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬ذكرنا أهل البيت شفاء من الوعك والسقام‬
‫ووسواس الريب وحبنا رضى الرب تبارك وتعالى‪ (3) .‬بيان‪ :‬الوعك‪ :‬أذى‬
‫الحمى ووجعها ومغثها في البدن‪ ،‬ووسواس الريب‪ :‬الوساوس النفسانية‬
‫أو الشيطانية التي توجب الشك‪ - 3 .‬سن‪ :‬محمد بن علي الصائغ عن أبي‬
‫عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬النظر إلى آل محمد عبادة‪(4) .‬‬

‫)‪ (1‬امالي الصدوق‪ (2) .228 :‬امالي ابن الطوسى‪ (3) .27 :‬المحاسن‪(4) .62 :‬‬
‫المحاسن‪ 62 :‬فيه‪ :‬عن الصائغ‪.‬‬

‫]‪[228‬‬

‫‪ - 4‬فس‪ :‬أبي عن القاسم بن محمد عن أبي حمزة عن أبي جعفر )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬إذا كان يوم القيامة جمع ال الولين والخرين فينادي مناد‪ :‬من كانت‬
‫له عند رسول ال )صلى ال عليه وآله( يد فليقم‪ ،‬فيقوم عنق من الناس‬
‫فيقول‪ :‬ما كانت أياديكم عند رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( ؟‬
‫فيقولون‪ :‬كنا نفضل أهل بيته من بعده فيقال لهم‪ :‬اذهبوا فطوفوا في الناس‬
‫فمن كانت له عندكم يد فخذوا بيده فأدخلوه الجنة )‪ - 5 .(1‬سن‪ :‬قال أبو‬
‫عبد ال )عليه السلم(‪ :‬من وصلنا وصل رسول ال )صلى ال عليه وآله‬
‫وسلم( ومن وصل رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقد وصل ال تبارك‬
‫وتعالى‪ - 6 (2) .‬سن محمد بن علي الصيرفي عن عيسى بن عبد ال عن‬
‫أبيه عن جده عن أمير المؤمنين )عليه السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله وسلم( من اصطنع إلى أحد من أهل بيتي يدا كافيته يوم‬
‫القيامة‪ - 7 (3) .‬بشا‪ :‬بالسناد عن الصادق عن آبائه )عليهم السلم( قال‪:‬‬
‫قال رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم(‪ :‬من وصل أحدا من أهل بيتي‬
‫في دار الدنيا بقيراط كافيته يوم القيامة بقنطار‪ (4) .‬بيان‪ :‬في القاموس‪:‬‬
‫القنطار بالكسر‪ :‬أربعون أوقية من ذهب أو ألف ومائتا دينار أو ألف ومائتا‬
‫اوقية أو سبعون ألف دينار أو ثمانون ألف درهم أو مائة رطل من ذهب أو‬
‫فضة أو ألف دينار أو مل مسك ثور ذهبا أو فضة‪ - 8 .‬أقول‪ :‬روى ابن‬
‫بطريق في العمدة من تفسير الثعلبي باسناده عن محمد بن عبد ال بن‬
‫أحمد بن عامر عن أبيه عن علي بن موسى الرضا عن آبائه عليه وعليهم‬
‫السلم قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬حرمت الجنة على من‬
‫ظلم أهل بيتى وآذاني في عترتي ومن صنع صنيعة إلى أحد من ولد عبد‬
‫المطلب ولم يجازه عليها فاني اجازيه غدا‬

‫)‪ (1‬تفسير القمى‪ (2) :‬المحاسن‪ (3) .62 :‬المحاسن‪ (4) .63 :‬بشارة المصطفى‪.:‬‬

‫]‪[229‬‬

‫إذا لقيني يوم القيامة‪ - 9 (1) .‬مناقب محمد بن أحمد بن شاذان عن عائشة قالت‪:‬‬
‫قال النبي )صلى ال عليه وآله وسلم(‪ :‬ذكر علي بن أبي طالب عبادة‪(2) .‬‬
‫‪ - 10‬وبإسناده عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلم قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله وسلم(‪ :‬إن ال تعالى جعل لخي علي بن أبي‬
‫طالب )عليه السلم( فضائل ل تحصى كثرة فمن قرأ فضيلة من فضائله‬
‫مقرا بها غفر ال له ما تقدم من ذنبه وما تأخر‪ ،‬ومن كتب فضيلة من‬
‫فضائله لم تزل الملئكة يستغفرون له ما بقي لتلك الكتابة رسم‪ ،‬ومن‬
‫استمع إلى فضيلة من فضائله غفر ال له الذنوب التي اكتسبها بالسمع‬
‫ومن نظر إلى كتابة من فضائله غفر ال له الذنوب التي اكتسبها بالنظر‪ .‬ثم‬
‫قال‪ :‬النظر إلى علي بن أبي طالب )عليه السلم( عبادة ول يقبل ال إيمان‬
‫عبد إل بوليته والبراءة من أعدائه‪ - 11 (3) .‬وعن عائشة قالت‪ :‬دخل‬
‫علي بن أبي طالب على أبي في مرضه الذي قبضه ال فيه‪ ،‬فجعل ينظر‬
‫إلى علي بن أبي طالب فما يزيغ بصره عنه‪ ،‬فما خرج علي )عليه السلم(‬
‫قلت‪ :‬يا أبت رأيتك تنظر إلى علي بن أبي طالب )عليه السلم( فما يزيغ‬
‫بصرك عنه قال‪ :‬يا بنية إن أفعل هذا فقد سمعت رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله وسلم( يقول‪ :‬النظر إلى علي بن أبي طالب عبادة )‪ .(4‬بيان‪ :‬هذا‬
‫الخبر رواه الخاص والعام‪ ،‬وأوله بعض المتعصبين بما ل ينفعه قال في‬
‫النهاية‪ :‬قيل‪ :‬معناه إن عليا كان إذا برز قال الناس‪ :‬ل إله إل ال ما أشرف‬
‫هذا الفتى‪ ،‬ل إله إل ال ما أعلم هذا الفتى‪ ،‬ل إله إل ال ما أكرم هذا الفتى‬
‫أي ما اتقى‪ ،‬ل إله إل ال ما أشجع هذا الفتى‪ ،‬فكانت رؤيته تحملهم على‬
‫كلمة التوحيد‪.‬‬

‫)‪ (1‬العمدة‪ 2) .26 :‬و ‪ (3‬ايضاح دفائن النواصب‪ (4) .50 :‬ايضاح دفائن‬
‫النواصب‪.50 :‬‬

‫]‪[230‬‬

‫‪) 2‬باب( * )فضل انشاد الشعر في مدحهم‪ ،‬وفيه بعض النوادر( * ‪ - 1‬كنز الفوائد‬
‫للكراجكي‪ :‬حدثني أبو الحسن علي بن أحمد اللغوي قال‪ :‬دخلت على علي‬
‫بن السلماسي رحمة ال في مرضته التي توفي فيها فسألته عن حاله فقال‪:‬‬
‫لحقتني غشية اغمى علي فيها فرأيت مولي أمير المؤمنين علي بن أبي‬
‫طالب صلوات ال عليه قد أخذ بيدي وأنشأ يقول‪ :‬طوفان آل محمد في‬
‫الرض غرق جهلها * وسفينتهم حمل الذي طلب النجاة وأهلها فاقبض‬
‫بكف عن ولة ل تخش منها فصلها )‪ - 2 (1‬وحدثني الشريف محمد بن‬
‫عبيد ال الحسيني عن أبيه عن أبي الحسن أحمد بن محبوب قال‪ :‬سمعت‬
‫أبا جعفر الطبري يقول‪ :‬حدثنا هناد بن السري قال‪ :‬رأيت أمير المؤمنين‬
‫علي بن أبي طالب صلوات ال عليه في المنام فقال لي‪ :‬ياهناد‪ ،‬قلت‪ :‬لبيك‬
‫يا أمير المؤمنين‪ ،‬قال‪ :‬أنشدني قول الكميت‪ :‬ويوم الدوح دوح غدير خم *‬
‫أبان لنا الولية لو أطيعا ولكن الرجال تبايعوها * فلم أر مثلها أمرا شنيعا‬
‫قال‪ :‬فأنشدته فقال لي‪ :‬خذ إليك يا هناد‪ ،‬فقلت‪ :‬هات يا سيدي‪ ،‬فقال )عليه‬
‫السلم(‪ :‬ولم أر مثل اليوم يوما * ولم أر مثله حقا اضيعا )‪ (2‬بيان‪ :‬غرق‬
‫على بناء التفعيل‪ ،‬جهلها‪ ،‬أي أهل جهلها أو أصل جهلها‪ ،‬والضمير‬
‫للرض‪ .‬والول أنسب‪ ،‬وضمير أهلها للنجاة‪ ،‬وهو إما معطوف على‬
‫الموصول أو‬

‫)‪ (1‬كنز الفوائد‪ (2) .154 :‬كنز الفوائد‪.154 :‬‬

‫]‪[231‬‬

‫النجاة‪ ،‬والظاهر أن المراد بالولة أئمة العدل‪ ،‬أي فاقبض العلم بكفك آخذا عن‬
‫الئمة )عليهم السلم(‪ ،‬وضميرا " منها وفصلها " للولة أي ل تخف‬
‫فصلهم فانه ل يخلو زمان من أحد منهم أو ل ينقطعون عنك في الدنيا‬
‫والخرة‪ .‬ويحتمل أن يراد بها ولة الجور‪ ،‬فيحتمل وجهين‪ :‬أحدهما اقبض‬
‫كفك عنهم ول تتمسك بهم ول تخش فصلهم عنك فانه ل يضرك‪ ،‬يقال‪:‬‬
‫قبض يده عنه‪ ،‬أي امتنع من إمساكه‪ ،‬فالباء زائدة‪ .‬وثانيهما‪ :‬فاقبض بكفك‬
‫ذيل آل محمد معرضا عن ولة الجور‪ - 3 .‬ن‪ :‬أحمد بن زياد بن جعفر‬
‫الهمداني عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عبد ال بن الفضل‬
‫الهاشمي قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬من قال فينا بيت شعر بنى‬
‫ال له بيتا في الجنة )‪ - 4 .(1‬ن‪ :‬الوراق عن السدي عن النخعي عن‬
‫النوفلي عن علي بن سالم عن أبيه عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬ما‬
‫قال فينا قائل بيت شعر حتى يؤيد بروح القدس )‪ - 5 .(2‬ن‪ :‬تميم القرشي‬
‫عن أبيه عن أحمد بن علي النصاري عن الحسن بن الجهم قال‪ :‬سمعت‬
‫الرضا )عليه السلم( يقول‪ :‬ما قال فينا مؤمن شعرا يمدحنا به إل بنى ال‬
‫تعالى له مدينة في الجنة أوسع من الدنيا سبع مرات يزوره فيها كل ملك‬
‫مقرب وكل نبي مرسل )‪ - 6 .(3‬كش‪ :‬علي بن محمد عن محمد بن عبد‬
‫الجبار عن أبي طالب القمي قال‪ :‬كتبت إلى أبي جعفر )عليه السلم( بأبيات‬
‫شعر وذكرت فيها أباه وسألته أن يأذن لي في أن أقول فيه‪ ،‬فقطع الشعر‬
‫وحبسه وكتب في صدر ما بقي من القرطاس‪ :‬قد أحسنت فجزاك ال خيرا‬
‫)‪ - 7 .(4‬كش‪ :‬قال نصر بن الصباح البلخي‪ :‬عبد ال بن غالب الشاعر‬
‫الذي قال‬

‫)‪ (3 - 1‬عيون أخبار الرضا‪ (4) .5 :‬رجال الكشى‪.350 :‬‬

‫]‪[232‬‬

‫له أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬إن ملكا يلقي عليه الشعر‪ ،‬وإني لعرف ذلك الملك )‬
‫‪ - 8 .(1‬كش‪ :‬محمد بن مسعود عن حمدان بن أحمد النهدي عن أبي طالب‬
‫القمي قال‪ :‬كتبت إلى أبي جعفر ابن الرضا )عليه السلم(‪ :‬فأذن لي أن‬
‫أرثي أبا الحسن أعني أباه " قال‪ " :‬وكتب إلي‪ :‬اندبني واندب أبي )‪3 .(2‬‬
‫)باب( * )عقاب من كتم شيئا من فضائلهم أو جلس في مجلس يعابون فيه‬
‫أو( * * )فضل غيرهم عليهم من غير تقية‪ ،‬وتجويز ذلك عند التقية‬
‫والضرورة( * ‪ - 1‬م‪ :‬يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم‬
‫واشكروا ال إن كنتم إياه تعبدون إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم‬
‫الخنزير وما اهل به لغير ال فمن اضطر غير باغ ول عاد فل إثم عليه إن‬
‫ال غفور رحيم )‪ .(3‬قال المام )عليه السلم(‪ :‬قال ال عزوجل‪ " :‬يا أيها‬
‫الذين آمنوا " بتوحيد ال ونبوة محمد رسول ال وبامامة علي ولي ال "‬
‫كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا ل " على ما رزقكم منها بالمقام على‬
‫ولية محمد وعلي ليقيكم ال )‪ (4‬بذلك شرور الشياطين المردة على )‪(5‬‬
‫ربهما عزوجل فانكم كلما جددتم على أنفسكم ولية محمد وعلي تجدد على‬
‫مردة الشياطين لعائن ال‪ ،‬وأعاذكم ال من نفخاتهم ونفثاتهم‪ .‬فلما قاله‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( قيل‪ :‬يا رسول ال وما نفخاتهم ؟‬
‫قال‪ :‬هي ما ينفخون به عند الغضب في النسان الذي يحملونه على هلكه‬
‫في دينه ودنياه وقد ينفخون في غير‬

‫)‪ (1‬رجال الكشى‪ (2) .217 :‬رجال الكشى‪ (3) .350 :‬البقرة‪ 168 :‬و ‪(4) .169‬‬
‫في نسخة‪ :‬يكفكم ال‪ (5) .‬في نسخة‪ :‬المتمردة‪.‬‬

‫]‪[233‬‬

‫حال الغضب بما يهلكون به أتدرون ما أشد ما ينفخون به هو ما ينفخون )‪ (1‬باذنه‬


‫يوهموه أن أحدا من هذه المة فاضل علينا أو عدل لنا أهل البيت‪ ،‬كل‬
‫وال‪ ،‬بل جعل ال تعالى محمدا )صلى ال عليه وآله وسلم( ثم آل محمد‬
‫فوق جميع هذه المة‪ ،‬كما جعل ال تعالى السماء فوق الرض وكما زاد‬
‫نور الشمس والقمر على السهى )‪ .(2‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله‬
‫وسلم(‪ :‬وأما نفثاته فأن يرى أحدكم أن شيئا بعد القرآن أشفى له من ذكرنا‬
‫أهل البيت ومن الصلوة علينا‪ ،‬فإن ال عزوجل جعل ذكرنا أهل البيت شفاء‬
‫للصدور‪ ،‬وجعل الصلواة علينا ماحية للوزار والذنوب ومطهرة من‬
‫العيوب ومضاعفة للحسنات‪ .‬قال المام )عليه السلم(‪ :‬قال ال تعالى‪" :‬‬
‫إن كنتم إياه تعبدون " أي إن كنتم إياه تعبدون فاشكروا نعمه بطاعة من‬
‫يأمركم )‪ (3‬بطاعته من محمد وعلي وخلفائهما الطيبين‪ .‬ثم قال عزوجل "‬
‫إنما حرم عليكم الميتة " التي ماتت )‪ (4‬حتف أنفها بل ذباحة من حيث‬
‫أذن ال فيها " والدم ولحم الخنزير " أن تأكلوه " وما أهل به لغير ال "‬
‫ما ذكر اسم غير ال عليه من الذبائح وهي التي يتقرب بها الكفار بأسامي‬
‫أندادهم التي اتخذوها من دون ال‪ .‬ثم قال عزوجل فمن اضطر الى شئ من‬
‫هذه المحرمات " غير باغ " وهو غير باغ عند الضرورة على إمام هدى‬
‫" ول عاد " ول معتد قوال بالباطل في نبوة من ليس بنبي وإمامة من‬
‫ليس بامام " فل إثم عليه " في تناول هذه الشيآء " إن ال غفور رحيم‬
‫" ستار لعيوبكم أيها المؤمنون‪ ،‬رحيم بكم حين أباح لكم في الضرورة ما‬
‫حرمه في الرخاء‪) * .‬هامش( )‪ (1‬في نسخة‪ :‬بان يوهموه‪ (2) .‬السهى‬
‫والسها‪ :‬كوكب خفى من بنات نعش الصغرى‪ (3) .‬في نسخة‪ :‬من أمركم‪) .‬‬
‫‪ (4‬في نسخة‪ :‬ان ماتت‪.‬‬

‫]‪[234‬‬

‫قال علي بن الحسين )عليه السلم( قال رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم(‪ :‬يا‬
‫عباد ال اتقوا المحرمات كلها واعلموا أن غيبتكم لخيكم المؤمن من شيعة‬
‫آل محمد أعظم في التحريم من الميتة قال ال تعالى تعالى‪ " :‬ول يغتب‬
‫بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه )‪ .(1‬وإن الدم‬
‫أخف في التحريم عليكم أكله من أن يشي )‪ (2‬أحدكم بأخيه المؤمن من‬
‫شيعة آل محمد )صلى ال عليه وآله وسلم( إلى سلطان جائر فانه حينئذ قد‬
‫أهلك نفسه وأخاه المؤمن والسلطان الذي وشى به إليه‪ .‬وإن لحم الخنزير‬
‫أخف تحريما من تعظيمكم من صغره ال‪ ،‬وتسميتكم بأسمائنا أهل البيت‪،‬‬
‫تلقبكم بألقابنا من سماه ال بأسماء الفاسقين ولقبه بألقاب الفاجرين‪ .‬وإن‬
‫ما اهل به لغير ال أخف تحريما عليكم من أن تعتقدوا )‪ (3‬نكاحا أو صلة‬
‫جماعة بأسماء أعدائنا الغاصبين لحقوقنا إذا لم يكن عليكم منهم تقية‪ ،‬قال‬
‫ال عزوجل‪ " :‬فمن اضطر " إلى شئ من هذه المحرمات " غير باغ ول‬
‫عاد فل إثم عليه " من اضطره اللهو إلى تناول شئ من هذه المحرمات‬
‫وهو معتقد لطاعة ال تعالى إذا زالت التقية فل إثم عليه فكذلك فمن اضطر‬
‫إلى الوقيعة في بعض المؤمنين ليدفع عنه أو عن نفسه بذلك الهلك من‬
‫الكافرين الناصبين‪ ،‬ومن وشى به أخوه المومن أو وشى بجماعة‬
‫المسلمين ليهلكهم فانتصر لنفسه ووشى به وحده بما يعرفه من عيوبه‬
‫التي ل يكذب فيها‪ ،‬ومن عظم )‪ (4‬مهانا في حكم ال أو أوهم الزراء على‬
‫عظيم في دين ال بالتقية عليه وعلى نفسه‪ ،‬ومن سماهم )‪ (5‬بالسماء‬
‫الشريفة خوفا على نفسه ومن تقبل أحكامهم تقية‬

‫)‪ (1‬الحجرات‪ (2) .13 :‬وشى يشى إلى الملك‪ :‬نم عليه وسعى به‪ (3) .‬في نسخة‪:‬‬
‫]تعقدوا[ وهو الصحيح‪ (4) .‬في نسخة‪ :‬ومن عظمها مهانا‪ (5) .‬في‬
‫نسخة‪ :‬ومن سماه‪.‬‬

‫]‪[235‬‬

‫فل إثم عليه في ذلك‪ ،‬لن ال تعالى وسع لهم في التقية‪ .‬ونظر الباقر )عليه السلم(‬
‫إلى بعض شيعته وقد دخل خلف بعض المنافقين إلى الصلة وأحس‬
‫الشيعي بأن الباقر )عليه السلم( قد عرف ذلك منه فقصده وقال‪ :‬أعتذر‬
‫إليك يا بن رسول ال من صلتي خلف فلن فاني أتقيه‪ ،‬ولول ذلك لصليت‬
‫وحدي‪ .‬فقال له الباقر )عليه السلم(‪ :‬يا أخي إنما كنت تحتاج أن تعتذر لو‬
‫تركت‪ ،‬يا عبد ال المؤمن ما زالت ملئكة السماوات السبع والرضين‬
‫السبع تصلي عليك وتلعن إمامك ذاك‪ ،‬وإن ال تعالى أمر أن تحسب لك‬
‫صلتك خلفه للتقية بسبعمائة صلة لو صليتها وحدك‪ ،‬فعليك بالتقية‪،‬‬
‫واعلم أن ال تعالى يمقت المتقى منه فل ترض لنفسك أن تكون منزلتك‬
‫عنده كمنزلة أعدائه‪ - 2 (1) .‬م‪ :‬قوله‪ :‬عزوجل‪ " :‬إن الذين يكتمون ما‬
‫أنزل ال من الكتاب ويشترون به ثمنا قليل اولئك ما يأكلون في بطونهم إل‬
‫النار ول يكلمهم ال يوم القيامة ول يزكيهم ولهم عذاب أليم * اولئك الذين‬
‫اشتروا الضللة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار * ذلك‬
‫بأن ال نزل الكتاب بالحق وأن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد "‪.‬‬
‫)‪ (2‬قال المام )عليه السلم(‪ :‬قال ال عزوجل في صفة الكاتمين لفضلنا‬
‫أهل البيت‪ " :‬إن الذين يكتمون ما أنزل ال من الكتاب " المشتمل على‬
‫ذكر فضل محمد )صلى ال عليه وآله وسلم( على جميع النبيين وفضل‬
‫علي )عليه السلم( على جميع الوصيين " ويشترون به " بالكتمان "‬
‫ثمنا قليل " يكتمونه ليأخذوا عليه عرضا من الدنيا يسيرا وينالوا به في‬
‫الدنيا عند جهال عباد ال رياسة‪ .‬قال ال تعالى‪ " :‬اولئك ما يأكلون في‬
‫بطونهم " يوم القيامة " إل النار " بدل من إصابتهم اليسير من الدنيا‬
‫لكتمانهم الحق " ول يكلمهم ال يوم القيامة " بكلم‬

‫)‪ (1‬التفسير المنسوب إلى العسكري )عليه السلم(‪ 244 :‬و ‪ (2) .245‬البقرة‪:‬‬
‫‪.172 - 170‬‬

‫]‪[236‬‬

‫خير‪ ،‬بل يكلمهم بأن يلعنهم ويخزيهم ويقول‪ :‬بئس العباد أنتم غيرتم ترتيبي )‪(1‬‬
‫وأخرتم من قدمته وقدمتم من أخرته وواليتم من عاديته وعاديتم من‬
‫واليته‪ " .‬ول يزكيهم " من ذنوبهم‪ ،‬لن الذنوب إنما تذوب وتضمحل إذا‬
‫قرن بها موالة محمد وعلي عليهما السلم‪ ،‬فأما ما يقرون )‪ (2‬منها‬
‫بالزوال عن موالة محمد وآله فتلك ذنوب تتضاعف وأجرام تتزايد‬
‫وعقوباتها تتعاظم " ولهم عذاب أليم " موجع في النار‪ " .‬اولئك الذين‬
‫اشتروا الضللة بالهدى " أخذوا الضللة عوضا عن الهدى والردى في‬
‫دار البوار بدل من السعادة في دار القرار ومحل البرار " والعذاب‬
‫بالمغفرة " اشتروا العذاب الذي استحقوا )‪ (3‬بموالتهم لعداء ال بدل‬
‫من المغفرة التي كانت تكون لهم لو والوا أولياء ال " فما أصبرهم على‬
‫النار " ما أجرأهم على عمل يوجب عليهم عذاب النار‪ " .‬ذلك " بأنهم )‪(4‬‬
‫يعني ذلك العذاب الذي وجب على هؤلء بآثامهم وأجرامهم لمخالفتهم‬
‫لمامهم وزوالهم عن موالة سيد خلق ال بعد محمد نبيه أخيه وصفيه )‪(5‬‬
‫" بأن ال نزل الكتاب بالحق " نزل الكتاب الذي توعد فيه من خالف‬
‫المحقين وجانب الصادقين وشرع في طاعة الفاسقين‪ ،‬نزل الكتاب بالحق‬
‫أن ما يوعدون به يصيبهم ول يخطئهم " وإن الذين اختلفوا في الكتاب "‬
‫فلم يؤمنوا به وقال بعضهم‪ :‬إنه سحر وبعضهم‪ :‬إنه شعر‪ ،‬وبعضهم‪ :‬إنه‬
‫كهانة " لفي شقاق بعيد " مخالفة بعيدة عن الحق كأن الحق في شق وهم‬
‫في شق غيره يخالفه‪ .‬قال علي بن الحسين )عليه السلم(‪ :‬هذا أحوال من‬
‫كتم فضائلنا وجحد حقوقنا وتسمى بأسمائنا وتلقب بألقابنا وأعان ظالمنا‬
‫على غصب حقوقنا ومال علينا أعداءنا والتقية‬

‫)‪ (1‬في نسخة بريتى‪ (2) .‬في نسخة‪ :‬ما يقترن‪ (3) .‬في نسخة‪ :‬استحقوه‪(4) .‬‬
‫قوله‪] :‬بانهم[ لعله زائدة من النساخ‪ (5) .‬في نسخة‪ :‬سيد خلق ال محمد‬
‫نبيه وأخيه صفيه‪(*) .‬‬

‫]‪[237‬‬

‫عليكم ل تزعجه‪ ،‬والمخافة على نفسه وماله وإخوانه )‪ (1‬ل تبعثه‪ ،‬فاتقوا ال‬
‫معاشر شيعتنا ل تستعملوا الهوينا ول تقية عليكم‪ ،‬ول تستعملوا المهاجرة‬
‫)‪ (2‬والتقية تمنعكم وساحدثكم في ذلك بما يردعكم ويعظكم‪ .‬دخل على أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم( رجلن من أصحابه فوطئ أحدهما على حية‬
‫فلدغته )‪ (3‬ووقع على الخر في طريقه من حائط عقرب فلسعته )‪(4‬‬
‫وسقطا جميعا فكأنهما لما بهما يتضرعان )‪ (5‬ويبكيان‪ ،‬فقيل لمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم( فقال‪ :‬دعوهما فانه لم يحن حينهما‪ ،‬ولم تتم‬
‫محنتهما‪ ،‬فحمل إلى منزلهما فبقيا عليلين اليمين في عذاب شديد شهرين‪.‬‬
‫ثم إن أمير المؤمنين )عليه السلم( بعث إليهما فحمل إليه والناس‬
‫يقولون‪ :‬سيموتان على أيدي الحاملين لهما‪ ،‬فقال )‪ :(6‬كيف حالكما ؟ قال‪:‬‬
‫نحن بألم عظيم وفي عذاب شديد قال لهما‪ :‬استغفرا ال من ذنب أداكما )‪(7‬‬
‫إلى هذا وتعوذا بال مما يحبط أجركما ويعظم وزركما‪ ،‬قال‪ :‬وكيف ذلك يا‬
‫أمير المؤمنين ؟ فقال علي )عليه السلم(‪ :‬ما اصيب واحد منكما إل بذنبه‪.‬‬
‫أما أنت يا فلن ‪ -‬وأقبل على أحدهما ‪ -‬أتذكر )‪ (8‬يوم غمز على سلمان‬
‫الفارسي فلن وطعن عليه لموالته )‪ (9‬لنا فلم يمنعك من الرد‬
‫والستخفاف به خوف على نفسك‬

‫)‪ (1‬في نسخة‪ :‬وحاله‪ (2) .‬في نسخة‪] :‬المجاهدة[ وفى اخرى‪ :‬المجاهرة‪ (3) .‬في‬
‫نسخة‪ :‬فلسعته‪ (4) .‬في نسخة‪ :‬فلدغته‪ (5) .‬في نسخة‪ :‬يضرعان‪(6) .‬‬
‫في نسخة‪ :‬فقال لهما‪ (7) .‬في نسخة‪ :‬اتاكما إلى هذا ونعوذ بال‪ (8) .‬في‬
‫نسخة‪ :‬فتذكر‪ (9) .‬في نسخة‪ :‬بموالته لنا‪.‬‬

‫]‪[238‬‬

‫ول على أهلك ول على ولدك ومالك أكثر من أن استحييته‪ ،‬فلذلك أصابك‪ .‬فان أردت‬
‫أن يزيل ال ما بك فاعتقد أن ل ترى مزرئا على ولي لنا تقدر على نصرته‬
‫بظهر الغيب إل نصرته‪ ،‬إل أن تخاف على نفسك وأهلك وولدك ومالك‪.‬‬
‫وقال للخر‪ :‬فأنت أتدري لما أصابك ما أصابك ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬أما تذكر‬
‫حيث أقبل قنبر خادمي وأنت بحضرة فلن العاتي فقمت إجلل له لجللك‬
‫لي ؟ فقال لك‪ :‬أو تقوم لهذا بحضرتي ؟ فقلت له‪ :‬وما بالي ل أقوم وملئكة‬
‫ال تضع له أجنحتها في طريقه‪ ،‬فعليها يمشي‪ ،‬فلما قلت هذا له‪ ،‬قام إلى‬
‫قنبر وضربه وشتمه وآذاه وتهددني وألزمني الغضاء على قذى‪ ،‬فلهذا‬
‫سقطت عليك هذه الحية‪ .‬فإن أردت أن يعافيك ال تعالى من هذا فاعتقد أن‬
‫ل تفعل بنا ول بأحد من موالينا بحضرة أعدائنا ما يخاف علينا وعليهم‬
‫منه‪ .‬أما إن رسول ال )صلى ال عليه وآله( كان مع تفضيله لي لم يكن‬
‫يقوم لي عن مجلسه إذا حضرته كما كان يفعله ببعض من ل يقيس )‪(1‬‬
‫معشار جزء من مائة ألف جزء من إيجابه لي لنه علم أن ذلك يحمل بعض‬
‫أعداء ال على ما يغمه ويغمني ويغم المؤمنين‪ ،‬وقد كان يقوم لقوم ل‬
‫يخاف على نفسه ول عليهم مثل ما خافه علي لو فعل ذلك بي )‪ .(2‬بيان‪:‬‬
‫مالته على المر‪ :‬ساعدته‪ ،‬وتمالؤوا على المر‪ :‬اجتمعوا عليه‪ ،‬والهوينا‬
‫تصغير الهونى تأنيث الهون وهو الرفق واللين في أمر الدين والغضاء‪:‬‬
‫إدناء الجفون والقذى‪ :‬ما يقع في العين وهو كناية عن الصبر على‬
‫الشدائد‪.‬‬

‫)‪ (1‬في نسخه‪ :‬من ل يعشر‪ (2) .‬التفسير المنسوب إلى المام العسكري )عليه‬
‫السلم(‪ 246 :‬و ‪(*) .247‬‬

‫]‪[239‬‬

‫‪) 4‬باب( * )النهى عن اخذ فضائلهم من مخالفيهم( * ‪ - 1‬ن‪ :‬أبي عن الحسين بن‬
‫أحمد المالكي عن أبيه عن إبراهيم بن أبي محمود قال‪ :‬قلت للرضا )عليه‬
‫السلم(‪ :‬يابن رسول ال إن عندنا أخبارا في فضائل أمير المؤمنين )عليه‬
‫السلم( وفضلكم أهل البيت وهي من رواية مخالفيكم ول نعرف مثلها‬
‫عنكم‪ ،‬أفندين بها ؟ فقال‪ :‬يابن أبي محمود لقد أخبرني أبي عن أبيه عن‬
‫جده عليهم السلم أن رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( قال‪ :‬من‬
‫أصغى إلى ناطق فقد عبده‪ ،‬فان كان الناطق عن ال عزوجل فقد عبد ال‪،‬‬
‫وإن كان الناطق عن إبليس فقد عبد إبليس‪ .‬ثم قال الرضا )عليه السلم(‪:‬‬
‫يابن أبي محمود إن مخالفينا وضعوا أخبارا في فضائلنا وجعلوها على‬
‫أقسام ثلثة‪ :‬أحدها الغلو‪ ،‬وثانيها التقصير في أمرنا‪ ،‬وثالثها التصريح‬
‫بمثالب أعدائنا‪ ،‬فإذا فإذا سمع الناس الغلو فينا كفروا شيعتنا ونسبوهم إلى‬
‫القول بربوبيتنا وإذا سمعوا التقصير اعتقدوه فينا‪ ،‬وإذا سمعوا مثالب‬
‫أعدائنا بأسمآئهم ثلبونا بأسمآئنا‪ ،‬وقد قال ال عزوجل‪ :‬ول تسبوا الذين‬
‫يدعون من دون ال فيسبوا ال عدوا بغير علم " )‪ .(1‬يابن أبي محمود إذا‬
‫أخذ الناس يمينا وشمال فالزم طريقتنا فانه من لزمنا لزمناه‪ ،‬ومن فارقنا‬
‫فارقناه‪ ،‬إن أدنى مايخرج الرجل من اليمان أن يقول للحصاة‪ :‬هذه نواة‪،‬‬
‫ثم يدين بذلك ويبرأ ممن خالفه‪ ،‬يابن أبي محمود احفظ ما حدثتك به فقد‬
‫جمعت لك فيه خير الدينا والخرة )‪ (2‬بيان‪ :‬النهي عن العتقاد بما تفرد‬
‫به المخالفون من فضائلهم ل ينافي جواز الحتجاج عليهم بأخبارهم‪ ،‬فانه‬
‫ل يتأنى إل بذلك‪ ،‬ول ذكر ما ورد في طريق أهل البيت عليهم السلم من‬
‫طريق المخالفين أيضا تأييدا وتأكيدا )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬النعام‪ (2) .109 :‬عيون اخبار الرضا‪ 168 :‬و ‪ (3) .169‬مقتضى التعليل‬
‫الوارد في كلمه )عليه السلم( مرجوحيه ذكر هذه الروايات في كتبنا‬
‫سواء كان ذكرها للستناد أو للتأييد‪ ،‬واما الحتجاج عليهم بها فلعله لم‬
‫يكن به بأس‪.‬‬

‫]‪[240‬‬

‫‪) 5‬باب( * )جوامع مناقبهم وفضائلهم عليهم السلم( * ‪ - 1‬لى‪ :‬أبي عن سعد عن‬
‫ابن أبي الخطاب عن ابن أسباط عن البطائني عن أبي بصير عن الصادق‬
‫جعفر بن محمد عليهما السلم أنه قال‪ :‬يابا بصير نحن شجرة العلم ونحن‬
‫أهل بيت النبي )صلى ال عليه وآله وسلم(‪ ،‬وفي دارنا مهبط جبرئيل‪،‬‬
‫ونحن خزان علم ال‪ ،‬ونحن معادن وحي ال‪ ،‬من تبعنا نجا ومن تخلف عنا‬
‫هلك‪ ،‬حقا على ال عزوجل )‪ - 2 .(1‬يد‪ ،‬مع‪ :‬أبي عن سعد عن ابن عيسى‬
‫عن الحسين بن سعيد عن فضالة عن أبان عن محمد بن مسلم قال‪ :‬سمعت‬
‫أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬إن ل عزوجل خلقا خلقهم من نوره‬
‫ورحمته لرحمته‪ ،‬فهم )‪ (2‬عين ال الناظرة‪ ،‬واذنه السامعة‪ ،‬ولسانه‬
‫الناطق في خلقه بإذنه‪ ،‬وامناؤه على ما أنزل من عذر أو نذر أو حجة‪،‬‬
‫فبهم يمحو ال السيئآت وبهم يدفع الضيم‪ .‬وبهم ينزل الرحمة‪ ،‬وبهم يحيي‬
‫ميتا ويميت حيا )‪ (3‬وبهم يبتلي خلقه وبهم يقضي في خلقه قضية )‪(4‬‬
‫قلت‪ :‬جعلت فداك من هؤلء ؟ قال‪ :‬الوصياء )‪ - 3 .(5‬ما‪ :‬المفيد عن‬
‫الجعابي عن ابن عقدة عن خالد بن يزيد عن أبي خالد عن حنان بن سدير‬
‫بن أبي إسحاق عن ربيعة السعدي قال‪ :‬أتيت حذيفة بن اليمان فقلت له‪:‬‬
‫حدثني بما سمعت من رسول ال )صلى ال عليه وآله( ورأيته يعمل به‪.‬‬
‫فقال‪ :‬عليك بالقرآن‪ ،‬فقلت له‪ :‬قد قرأت القرآن وإنما جئتك لتحدثني بما لم‬
‫أره ولم أسمعه من رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم(‪ ،‬اللهم إني‬
‫اشهدك على حذيفة أني أتيته‬
‫)‪ (1‬امالي الصدوق‪ (2) .184 :‬في نسخه‪ :‬انهم‪ (3) .‬في نسخة‪ :‬وبهم يميت حيا‪) .‬‬
‫‪ (4‬في نسخه‪ :‬قضاه‪ (5) .‬توحيد الصدوق‪ 157 :‬و ‪ ،158‬معاني الخبار‪:‬‬
‫‪.10‬‬

‫]‪[241‬‬

‫ليحدثني فانه )‪ (1‬قد سمع وكتم‪ ،‬قال‪ :‬فقال حذيفة‪ :‬قد أبلغت في الشدة‪ ،‬ثم قال لي‪:‬‬
‫خذها قصيرة من طويلة وجامعة لكل أمرك‪ ،‬إن آية الجنة في هذه المة‬
‫ليأكل الطعام ويمشي في السواق‪ .‬فقلت له‪ :‬فبين لي آية الجنة فأتبعها‬
‫وآية النار فأتقيها‪ ،‬فقال لي‪ :‬والذي نفس حذيفة بيده إن آية الجنة والهداة‬
‫إليها إلى يوم القيامة الئمة من آل محمد‪ ،‬وإن آية النار والدعاة إليها إلى‬
‫يوم القيامة لعداؤهم )‪ .(2‬ما‪ :‬عنه عن الجعابي عن محمد بن محمد بن‬
‫سليمان عن هارون بن حاتم عن إسماعيل بن توبة عن أبي إسحاق مثله )‬
‫‪ - 4 .(3‬ع‪ :‬ابن المتوكل عن علي بن محمد ماجيلويه عن البرقي عن أبيه‬
‫عن حماد بن عثمان عن عبيد بن زرارة عن أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬كنت عند زياد بن عبد ال وجماعة من أهل بيتي فقال‪ :‬يا بني علي‬
‫وفاطمة ما فضلكم على الناس ؟ فسكتوا‪ ،‬فقلت‪ :‬إن من فضلنا على الناس‬
‫أنا ل نحب أن نكون أحدا )‪ (4‬سوانا‪ ،‬وليس أحد من الناس ل يحب أن‬
‫يكون منا إل أشرك‪ ،‬ثم قال‪ :‬ارووا هذا الحديث )‪ - 5 .(5‬فس‪ :‬أبي عن‬
‫عبداله بن جندب قال‪ :‬كتبت إلى أبي الحسن الرضا )عليه السلم( أسأله‬
‫عن تفسير قوله تعالى‪ " :‬ال نور السماوات والرض " )‪ (6‬إلى آخر‬
‫الية‪ ،‬فكتب إلي الجواب‪ :‬أما بعد فإن محمدا )صلى ال عليه وآله وسلم(‬
‫كان أمين ال في خلقه‪ ،‬فلما قبض النبي )صلى ال عليه وآله وسلم( كنا‬
‫أهل البيت ورثته‪ ،‬فنحن أمناء ال في أرضه‪ ،‬عندنا علم المنايا والبليا‬
‫وأنساب‬

‫)‪ (1‬في نسخة‪ :‬وانه‪ (2) .‬امالي ابن الشيخ‪ (3) .53 :‬امالي ابن الشيخ‪(4) .69 :‬‬
‫في نسخة‪ :‬من احد‪ (5) .‬علل الشرائع‪ (6) .194 :‬النور‪.36 :‬‬

‫]‪[242‬‬

‫العرب ومولد السلم‪ ،‬وما من فئة تضل مائة وتهد مائة‪ ،‬إل ونحن نعرف سائقها‬
‫وقائدها وناعقها‪ ،‬وإنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة اليمان وحقيقة‬
‫النفاق‪ .‬إن شيعتنا لمكتوبون بأساميهم )‪ (1‬وأسامي آبائهم‪ ،‬أخذ ال علينا‬
‫وعليهم الميثاق يردون موردنا‪ ،‬ويدخلون مدخلنا‪ ،‬ليس على جملة السلم‬
‫غيرنا وغيرهم إلى يوم القيامة‪ .‬نحن آخذون )‪ (2‬بحجزة نبينا‪ ،‬ونبينا آخذ‬
‫بحجزة ربنا‪ ،‬والحجزة النور‪ ،‬وشيعتنا آخذون بحجزتنا‪ ،‬من فارقنا هلك‪،‬‬
‫ومن تبعنا نجا‪ ،‬ومفارقنا )‪ (3‬والجاحد لوليتنا كافر‪ ،‬ومتبعنا وتابع أوليائنا‬
‫مؤمن‪ ،‬ل يحبنا كافر‪ ،‬ول يبغضنا مؤمن‪ ،‬ومن مات وهو يحبنا‪ ،‬كان حقا‬
‫على ال أن يبعثه معنا‪ .‬نحن نور لمن تبعنا وهدى لمن اهتدى بنا‪ ،‬ومن لم‬
‫يكن منا فليس من السلم في شئ‪ ،‬بنا فتح ال الدين وبنا يختمه‪ ،‬وبنا‬
‫أطعمكم )‪ (4‬عشب الرض‪ ،‬وبنا أنزل ال قطر السماء‪ ،‬وبنا آمنكم ال من‬
‫الغرق في بحركم ومن الخسف في بركم وبنا نفعكم ال في حياتكم وفي‬
‫قبوركم وفي محشركم وعند الصراط وعند الميزان وعند دخولكم الجنان )‬
‫‪ .(5‬مثلنا في كتاب ال كمثل المشكاة والمشكاة في القنديل‪ ،‬فنحن المشكاة‬
‫فيها المصباح‪ :‬محمد )‪ (6‬رسول ال‪ " ،‬المصباح في زجاجة الزجاجة‬
‫كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة )‪ (7‬ل شرقية ول غربية‬
‫" ل دعية ول منكرة " يكاد زيتها يضئ ولو لم‬

‫)‪ (1‬في نسخة‪ :‬باسمائهم واسماء آبائهم‪ (2) .‬في نسخة نحن الخذون‪ (3) .‬في‬
‫نسخة‪ :‬والمفارق لنا‪ (4) .‬في نسخة‪ :‬اطعمكم ال‪ (5) .‬في نسخة‪:‬‬
‫ودخول الجنان‪ (6) .‬في نسخة‪ :‬المصباح محمد رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( في زجاجة من عنصره الطاهر‪ (7) .‬في نسخة زيتونة‬
‫ابراهيمية‪.‬‬

‫]‪[243‬‬

‫تمسسه نار " القرآن " نور على نور " إمام بعد إمام " يهدي ال لنوره من يشاء‬
‫ويضرب ال المثال للناس وال بكل شئ عليم "‪ .‬فالنور علي )عليه‬
‫السلم( يهدي ال لوليتنا من أحب‪ ،‬وحق على ال أن يبعث ولينا مشرقا‬
‫وجهه‪ ،‬نيرا )‪ (1‬برهانه‪ ،‬ظاهرة عند ال حجته‪ ،‬حق على ال أن يجعل‬
‫ولينا مع المتقين‪ ،‬النبيين )‪ (2‬والصديقين والشهداء والصالحين‪ ،‬وحسن‬
‫اولئك رفيقا فشهداؤنا لهم فضل على الشهداء بعشر درجات‪ ،‬ولشهيد‬
‫شيعتنا فضل على كل شهيد غيرنا بتسع درجات‪ .‬نحن النجباء ونحن أفراط‬
‫النبياء‪ ،‬ونحن أبناء الوصياء ونحن المخصوصون في كتاب ال ونحن‬
‫أولى الناس برسول ال‪ ،‬ونحن الذين شرع ال لنا دينه فقال في كتابه‪" :‬‬
‫شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك " يا محمد " وما‬
‫وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى " فقد علمنا وبلغنا ما علمنا‬
‫واستودعنا علمهم‪ .‬ونحن ورثة النبياء ونحن ورثة اولي العلم والعزم )‪(3‬‬
‫من الرسل " أن أقيموا الدين " كما قال " ول تتفرقوا فيه كبر على‬
‫المشركين " من أشرك بولية علي " ما تدعوهم إليه " من ولية علي "‬
‫ال " يا محمد " يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب )‪ " (4‬من‬
‫يجيبك إلى ولية علي )عليه السلم(‪ ،‬وقد بعثت إليك بكتاب فيه هدى‬
‫فتدبره وافهمه فانه شفاء )‪ (5‬ونور )‪ .(6‬بيان‪ :‬قوله‪ :‬تضل مائة‪ ،‬قوله‪" :‬‬
‫مائة " حال عن " فئة " أو مفعول " لتضل " وفي بعض النسخ‪ :‬ما به‪،‬‬
‫أي تضلها ما هي به‪ ،‬أي فيه من العتقاد الباطل‪ ،‬وقد مر تفسير‬

‫)‪ (1‬في نسخة‪ :‬منيرا برهانه‪ (2) .‬في نسخة‪ :‬ان يجعل اولياءنا المتقين مع النبيين‪.‬‬
‫)‪ (3‬في نسخة‪ :‬واولى العزم‪ (4) .‬الشورى‪ 12 :‬و ‪ (5) .13‬في نسخة‪:‬‬
‫شفاء لما في الصدور‪ (6) .‬تفسير القمى‪ 457 :‬و ‪.458‬‬

‫]‪[244‬‬

‫بعض أجزاء الخبر في باب آية النور‪ - 5 .‬ل‪ :‬ابن موسى عن العلوي عن محمد بن‬
‫العباس بن بسام )‪ (1‬عن محمد بن خالد بن إبراهيم عن الحسن ابن عبد‬
‫ال اليماني عن علي بن العباس عن حماد بن عمرو عن جعفر بن يرقان‬
‫عن ميمون بن مهران عن عبد ال بن عباس قال‪ :‬قام رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله وسلم( فينا خطيبا فقال في آخر خطبته‪ :‬جمع ال عزوجل لنا‬
‫عشر خصال لم يجمعها لحد قبلنا ول تكون في أحد غيرنا‪ :‬فينا الحكم‬
‫والحلم والعلم والنبوة والسماحة والشجاعة والقصد )‪ (2‬والصدق‬
‫والطهور والعفاف‪ ،‬ونحن كلمة التقوى وسبيل الهدى والمثل العلى‬
‫والحجة العظمى والعروة الوثقى والحبل المتين‪ ،‬ونحن الذين أمر ال لنا‬
‫بالمودة‪ ،‬فماذا بعد الحق إل الضلل فأنى تصرفون )‪ (3‬؟ بيان‪ :‬قوله‪:‬‬
‫)صلى ال عليه وآله وسلم(‪ :‬ونحن كلمة التقوى‪ ،‬أي وليتنا الكلمة التي‬
‫بها يتقى من النار أو نحن أهلها‪ ،‬إشارة إلى قوله تعالى‪ " :‬وألزمهم كلمة‬
‫التقوى " )‪ (4‬قوله‪ :‬والمثل العلى‪ ،‬المثل محركة‪ :‬الحجة والحديث‬
‫والصفة‪ ،‬أي أهل الحجة العليا أو الصفة العليا‪ ،‬أو مثل ال بهم في القرآن‬
‫في آية النور وغيرها‪ ،‬والخير أظهر‪ ،‬و دينهم ووليتهم ومتابعتهم العروة‬
‫الوثقى التي ل انفصام لها‪ ،‬والحبل المتين الذي أمر ال بالعتصام به‬
‫وعدم التفرق عنه‪ - 6 .‬ير‪ :‬ابن هاشم عن ابن المغيرة عن عبد المؤمن‬
‫النصاري عن حميد بن معاذ )‪(5‬‬

‫)‪ (1‬في نسخة‪ :‬عن بسام‪ (2) .‬القصد‪ :‬استقامة الطريق‪ .‬نقيض الفراط يقال‪ :‬رجل‬
‫قصد أي ل جسيم ول نحيف وطريق قصد أي مستقيم‪ ،‬وانه على قصد أي‬
‫على رشد وعلى ال قصد السبيل أي بيان الطريق المستقيم الموصل إلى‬
‫الحق‪ (3) .‬الخصال ‪ 51 :2‬و ‪ (4) .52‬الفتح‪ (5) .27 :‬في المصدر‪:‬‬
‫حميد بن ابى معاذ‪.‬‬
‫]‪[245‬‬

‫من أهل البصرة عن الضحاك بن مزاحم الخراساني قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله وسلم(‪ :‬إنا أهل البيت أهل بيت الرحمة وشجرة النبوة وموضع‬
‫الرسالة ومختلف الملئكة ومعدن العلم )‪ - 7 .(1‬ير‪ :‬العباس بن معروف‬
‫عن حماد بن عيسى عن ربعي عن الجارود وهو أبو المنذر قال‪ :‬دخلت مع‬
‫أبي على علي بن الحسين )عليه السلم( فقال علي بن الحسين )عليه‬
‫السلم(‪ :‬ما تنقم الناس منا ؟ نحن وال شجرة النبوة وبيت الرحمة‬
‫وموضع الرسالة ومعدن العلم ومختلف الملئكة )‪ .(2‬ير‪ :‬أحمد بن محمد‬
‫عن إسماعيل بن مهران عن حماد عن ربعي بن عبد ال بن الجارود عن‬
‫جده الجارود مثله )‪ .(3‬بيان‪ :‬قال في مصباح اللغة‪ :‬نقمت عليه أمره‬
‫ونقمت منه من باب ضرب‪ :‬إذا عبته وكرهته أشد الكراهة لسوء فعله‪،‬‬
‫قوله‪ :‬وموضع الرسالة‪ ،‬أي علوم الرسالة أو الرسالت نزلت في بيتهم أو‬
‫عليهم في ليلة القدر وغيرها‪ - 8 .‬ير‪ :‬يعقوب بن إسحاق ومحمد بن حسان‬
‫قال‪ :‬أخبرنا أبوعمران الرمني وهو موسى بن زنجويه عن عائذ بن‬
‫إسماعيل عمن حدثه عن خثيمة عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬نحن‬
‫شجرة النبوة وبيت الرحمة ومفاتيح الحكمة ومعدن العلم وموضع الرسالة‬
‫ومختلف الملئكة وموضع سر ال‪ ،‬ونحن وديعة ال في عباده‪ ،‬ونحن‬
‫حرم ال الكبر ونحن عهد ال فمن وفى بذمتنا فقد وفى بذمة ال‪ ،‬ومن‬
‫وفى بعهدنا فقد وفى بعهد ال ومن خفرهما )‪ (4‬فقد خفر ذمة ال وعهده )‬
‫‪ .(5‬ير‪ :‬عبد ال بن محمد عن الخشاب قال‪ :‬حدثنا أصحابنا عن خيثمة عن‬
‫الصادق )عليه السلم( مثله )‪.(6‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬بصائر الدرجات‪ (3) .17 :‬بصائر الدرجات‪ (4) .18 :‬في المصدر‪] :‬ومن‬
‫خفرنا[ اقول‪ :‬خفره‪ :‬نقيض عهده‪ .‬غدر به‪ (5) .‬بصائر الدرجات‪) .17 :‬‬
‫‪ (6‬بصائر الدرجات‪.18 :‬‬

‫]‪[246‬‬

‫‪ - 9‬ير‪ :‬محمد بن الحسين عن الحكم بن مسكين عن بعض أصحاب العمش عن‬


‫العمش رفع الحديث إلى أبي ذر رحمه ال قال‪ :‬لما أختلف الناس بعد‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( قال أبو ذر‪ :‬أهل بيت نبيكم هم أهل بيت‬
‫النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملئكة وبيت الرحمة ومعدن العلم )‪.(1‬‬
‫‪ - 10‬ير‪ :‬محمد بن الحسين عن ابن أبي نجران عن سليمان بن جعفر عن‬
‫عبد العلى بن تميم يذكره عن الفضيل قال‪ :‬قال أبو جعفر )عليه السلم(‪:‬‬
‫يا فضيل ما ينقم الناس منا ؟ فوال إنا لشجرة النبوة وموضع الرسالة‬
‫ومختلف الملئكة وبيت الرحمة ومعدن العلم )‪ - 11 .(2‬محمد بن أحمد‬
‫العلوي عن العمركي عن علي بن جعفر عن أخيه )عليه السلم( قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إنا أهل البيت شجرة النبوة وموضع‬
‫الرسالة ومختلف الملئكة وبيت الرحمة ومعدن العلم )‪ - 12 .(3‬ير‪ :‬عبد‬
‫ال بن محمد عن أبيه عن ابن المغيرة عن السكوني عن الصادق عن أبيه‬
‫)عليهما السلم( قال‪ :‬قال علي )عليه السلم(‪ ،‬وذكر مثله‪ ،‬وفيه بيت‬
‫الرأفة )‪ - 13 .(4‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن البزنطي عن محمد بن حمران‬
‫عن أسود بن سعيد قال‪ :‬كنت عند أبي جعفر )عليه السلم( فأنشأ يقول‬
‫ابتداء من غير أن يسأل‪ :‬نحن حجة ال ونحن باب ال ونحن لسان ال‬
‫ونحن وجه ال ونحن عين ال في خلقه ونحن ولة أمر ال في عبادة )‪.(5‬‬
‫‪ - 14‬ير‪ :‬أحمد بن موسى عن الحسن بن موسى الخشاب عن علي بن‬
‫حسان‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (2) .17 :‬بصائر الدرجات‪ 17 :‬و ‪ 18‬فيه‪ :‬الفضيل بن يسار‪.‬‬
‫)‪ (3‬بصائر الدرجات‪ .18 :‬فيه‪ :‬محمد بن احمد بن محمد بن اسماعيل‬
‫العلوى قال‪ :‬حدثنا الحسن بن عمرو العمركى عن على بن جعفر عن‬
‫أخيه موسى بن جعفر عن أبيه )عليهما السلم(‪ 4) .‬و ‪ (5‬بصائر‬
‫الدرجات‪ 18 :‬و ‪.19‬‬

‫]‪[247‬‬

‫عن عبد الرحمان بن كثير قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬نحن ولة‬
‫أمر ال وخزنة علم ال وعيبة وحي ال وأهل دين ال‪ ،‬وعلينا نزل كتاب‬
‫ال‪ ،‬وبنا عبد ال ولولنا ما عرف ال ونحن ورثة نبي ال وعترته )‪.(1‬‬
‫بيان‪ :‬قوله‪ :‬وبنا عبد ال‪ ،‬أي نحن علمنا الناس طريق عبادة ال‪ ،‬أو نحن‬
‫عبدنا ال حق عبادته بحسب المكان‪ ،‬أو بوليتنا عبد ال فانها أعظم‬
‫العبادات‪ ،‬أو بوليتنا صحت العبادات فانها من أعظم شرائطها‪ .‬قوله‪:‬‬
‫ولولنا ما عرف ال‪ ،‬أي لم يعرفه غيرنا‪ ،‬أو نحن عرفناه الناس‪ ،‬أو‬
‫بجللتنا وعلمنا وفضلنا عرفوا جللة قدر ال وعظم شأنه‪ - 15 .‬ير‪ :‬محمد‬
‫بن عبد الجبار عن البرقي عن فضالة بن أيوب عن عبد ال بن أبي يعفور‬
‫قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬يابن أبي يعفور إن ال تبارك وتعالى‬
‫واحد متوحد بالوحدانية‪ ،‬متفرد بأمره‪ ،‬فخلق خلقا ففردهم )‪ (2‬لذلك المر‬
‫فنحن هم يابن أبى يعفور‪ ،‬فنحن حجج ال في عباده وشهداؤه في خلقه‬
‫وأمناؤه وخزانه على علمه والداعون إلى سبيله والقائمون بذلك‪ ،‬فمن‬
‫أطاعنا فقد أطاع ال )‪ .(3‬بيان‪ :‬قوله‪ :‬متفرد بأمره‪ ،‬أي بالخلق‪ ،‬فقوله‪:‬‬
‫لذلك المر‪ ،‬ل يكون إشارة إلى هذا المر بل إلى المر المعهود‪ ،‬أي المامة‬
‫والخلفة‪ ،‬ويحتمل أن يكون المراد بالمر أول أيضا أمر الخلفة‪ ،‬أي لم‬
‫يدع أمر تعيين الخليفة إلى أحد من خلقه كما زعمته المخالفون بل هو‬
‫المتفرد بنصب الخلفاء‪ - 16 .‬ير‪ :‬عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان‬
‫عن أبيه قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬إن ال تبارك وتعالى انتجبنا‬
‫فجعلنا صفوته من خلقه وامناءه على وحيه وخزانه في أرضه وموضع‬
‫سره وعيبة علمه‪ ،‬ثم أعطانا الشفاعة فنحن اذنه السامعة وعينه الناظرة‬
‫ولسانه الناطق باذنه وامناؤه على ما نزل من عذر ونذر وحجة‪.‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (3‬بصائر الدرجات‪ (2) .19 :‬في نسخة‪ :‬فقدرهم‪.‬‬

‫]‪[248‬‬

‫‪ - 17‬ير‪ :‬إبراهيم بن إسحاق عن عبد ال بن حماد عن أبي خالد القماط عن أبي‬


‫عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قلت له‪ :‬يابن رسول ال ما منزلتكم من ربكم ؟‬
‫فقال‪ :‬حجته على خلقه وبابه الذي يؤتى منه وامناؤه على سره وتراجمة‬
‫وحيه )‪ - 18 .(1‬ير‪ :‬عبد ال بن عامر عن العباس بن معروف عن عبد‬
‫الرحمان بن أبي عبد ال البصري عن أبي المغرا عن أبي بصير عن‬
‫خيثمة عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬نحن جنب ال‬
‫ونحن صفوته ونحن خيرته ونحن مستودع مواريث النبياء )‪ (2‬ونحن‬
‫أمناؤ ال ونحن حجة ال )‪ (3‬ونحن أركان اليمان ونحن دعائم السلم )‬
‫‪ (4‬ونحن رحمة ال )‪ (5‬على خلقه‪ .‬ونحن الذين بنا يفتح ال وبنا يختم‪،‬‬
‫ونحن أئمة الهدى ومصابيح الدجى ونحن منار الهدى ونحن السابقون‬
‫ونحن الخرون ونحن العلم المرفوع للخلق )‪ (6‬من تمسك بنا لحق ومن‬
‫تخلف عنا غرق‪ .‬ونحن قادة الغر المحجلين‪ ،‬ونحن خيرة ال )‪ (7‬ونحن‬
‫الطريق وصراط ال المستقيم إلى ال )‪ ،(8‬ونحن من نعمة ال على خلقه )‬
‫‪ (9‬ونحن المنهاج ونحن معدن النبوة ونحن موضع الرسالة ونحن الذين‬
‫إلينا مختلف )‪ (10‬الملئكة‪ ،‬ونحن السراج‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (2) .19 :‬في نسخة‪ :‬نحن صفوة ال‪ .‬ونحن خيرة ال‪ .‬ونحن‬
‫مستودع مواريث انبياء ال‪ (3) .‬في نسخة‪ :‬ونحن حجج ال‪ (4) .‬في‬
‫نسخة‪ :‬ونحن حبل ال‪ (5) .‬في نسخة وفى المصدر‪ :‬ونحن من رحمة ال‬
‫على خلقه‪ (6) .‬في نسخة‪ :‬ونحن العلم المرفوع لهل الدنيا‪ (7) .‬في‬
‫نسخة‪ :‬ونحن حرم ال‪ (8) .‬في الكمال‪ :‬ونحن الطريق الواضح‬
‫والصراط المستقيم إلى ال‪ (9) .‬في نسخة‪ :‬ونحن من نعم ال على خلقه‪.‬‬
‫)‪ (10‬في نسخة‪ :‬تختلف الملئكة‪.‬‬
‫]‪[249‬‬

‫لمن استضاء بنا‪ ،‬ونحن السبيل لمن اقتدى بنا‪ ،‬ونحن الهداة إلى الجنة‪ .‬ونحن عز‬
‫السلم )‪ (1‬ونحن الجسور والقناطر )‪ ،(2‬من مضى عليها سبق‪ ،‬ومن‬
‫تخلف عنها )‪ (3‬محق‪ ،‬ونحن السنام العظم‪ ،‬ونحن الذين بنا تنزل الرحمة‬
‫وبنا تسقون الغيث‪ ،‬ونحن الذين بنا يصرف عنكم العذاب فمن عرفنا‬
‫ونصرنا )‪ (4‬وعرف حقنا وأخذ بأمرنا فهو منا وإلينا )‪ .(5‬ك‪ :‬أبي عن‬
‫سعد عن ابن عيسى عن ابن معروف مثله )‪ .(6‬قب‪ :‬عن خيثمة مثله )‪.(7‬‬
‫ما‪ :‬الحسين بن عبيدال عن علي بن محمد العلوي عن محمد بن إبراهيم‬
‫عن أحمد بن محمد بن عيسى عن البزنطي عن أبي المغرا مثله )‪- 19 .(8‬‬
‫ير‪ :‬أحمد بن الحسين عن أبيه عن عمرو بن ميمون عن عمار بن هارون‬
‫)‪ (9‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬قال‪ :‬إن محمدا )صلى ال عليه وآله‬
‫وسلم( كان أمين ال في أرضه‪ ،‬فلما‪ :‬قبضه ال كنا أهل البيت ورثته فنحن‬
‫أمناؤ ال في أرضه‪ ،‬عندنا علم المنايا والبليا وأنساب العرب وفصل‬
‫الخطاب ومولد السلم‪ ،‬قال‪ " :‬شرع لكم " يا آل محمد " من الدين ما‬
‫وصى به نوحا والذي أوحينا إليك " يا محمد " وما وصينا به إبراهيم‬
‫وموسى وعيسى " فقد علمنا وبلغنا ما علمناه واستودعنا علمه‪ ،‬نحن‬
‫ورثة النبياء ونحن ورثة اولي العزم من الرسل " أن أقيموا " الصلة و‬
‫" الدين " يا آل محمد " ول تتفرقوا " وكونوا على جماعة‬

‫)‪ (1‬في نسخة‪ :‬ونحن عرى السلم‪ (2) .‬في نسخة‪ :‬ونحن القناطر‪ ،‬من مضى‬
‫علينا سبق‪ :" " (3) .‬ومن تخلف عنا محق‪ (4) .‬في نسخة‪ :‬وأبصرنا‪) .‬‬
‫‪ (5‬بصائر الدرجات‪ (6) .19 :‬اكمال الدين‪ (7) .119 :‬مناقب آل ابى‬
‫طالب ‪ 336 :3‬و ‪ (8) .337‬امالي ابن الشيخ‪ (9) :‬في نسخة‪ :‬عمار بن‬
‫مروان‪.‬‬

‫]‪[250‬‬

‫" كبر على المشركين " بولية )‪ (1‬علي " ما تدعوهم إليه )‪ - 20 ." (2‬ك‪ :‬ابن‬
‫الوليد عن الصفار عن ابن عيسى عن الهوازي عن حماد بن عيسى عن‬
‫إبراهيم بن عمر عن سليم بن قيس عن أمير المؤمنين صلوات ال عليه‬
‫قال‪ :‬إن ال عزوجل طهرنا وعصمنا وجعلنا شهداء على خلقه وحجته في‬
‫أرضه‪ ،‬وجعلنا مع القرآن وجعل القرآن معنا ل نفارقه ول يفارقنا )‪21 .(3‬‬
‫‪ -‬ير‪ :‬إبراهيم بن هاشم عن النضر عن هشام بن سالم عن الحسين‬
‫الحمسي قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬إنا أهل البيت عندنا‬
‫معاقل العلم وآثار النبوة وعلم الكتاب وفصل ما بين الناس‪ (4) .‬ير‪ :‬أحمد‬
‫بن محمد عن الربيع بن محمد عن النضر عن هشام بن سالم عن الحسين‬
‫بن يحيى عن أبي خالد مثله‪ (5) .‬بيان‪ :‬المعقل كمنزل‪ :‬الملجاء والمعاقل‪:‬‬
‫الحصون‪ - 22 .‬شف‪ :‬أحمد بن محمد الطبري عن جعفر بن محمد الكوفي‬
‫عن الحسن بن عبد الواحد الخزاز عن يحيى بن الحسن بن فرات عن عامر‬
‫بن كثير عن الحسن بن سعيد عن زياد بن المنذر قال‪ :‬سمعت أبا جعفر‬
‫محمد بن علي )عليه السلم( وهو يقول‪ :‬نحن شجرة أصلها رسول ال‪،‬‬
‫وفرعها أمير المؤمنين علي‪ ،‬وأغصانها فاطمة بنت محمد‪ ،‬وثمرتها‬
‫الحسن والحسين عليهما السلم‪ ،‬فأنها شجرة النبوة وبيت الرحمة ومفتاح‬
‫الحكمة )‪ (6‬ومعدن العلم وموضع الرسالة ومختلف الملئكة وموضع سر‬
‫ال ووديعته والمانة التي عرضت على السماوات والرض‪ ،‬وحرم ال‬
‫الكبر وبيت ال العتيق وحرمه‪ .‬عندنا علم المنايا والبليا والوصايا وفصل‬
‫الخطاب ومولد السلم وأنساب‬

‫)‪ (1‬نسخة من الكتاب والمصدر خاليان عن قوله‪ :‬بولية على‪ (2) .‬بصائر‬
‫الدرجات‪ 33 :‬والية في سورة الشورى‪ 12 :‬و ‪ (3) .13‬كمال الدين‪:‬‬
‫‪ 4) .139‬و ‪ (5‬بصائر الدرجات‪ (6) .107 :‬في نسخة‪ :‬ومفتاح الكرامة‪.‬‬

‫]‪[251‬‬

‫العرب‪ ،‬كانوا نورا مشرقا حول عرش ربهم فأمرهم فسبحوا فسبح أهل السماوات‬
‫بتسبيحهم‪ ،‬ثم أهبطوا إلى الرض فأمرهم فسبحوا فسبح أهل الرض‬
‫بتسبيحهم‪ ،‬فانهم لهم الصافون وإنهم لهم المسبحون‪ ،‬فمن أوفى بذمتهم‬
‫فقد أوفى بذمة ال‪ ،‬ومن عرف حقهم فقد عرف حق ال‪ .‬هم ولة أمر ال‬
‫وخزان وحي ال وورثة كتاب ال وهم المصطفون بسر ال و المناء على‬
‫وحي ال‪ ،‬هؤلء أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة والمستأنسون بخفق‬
‫أجنحة الملئكة‪ ،‬من كان يغذوهم جبرئيل من الملك الجليل بخبر التنزيل‬
‫وبرهان التأويل‪ .‬هؤلء أهل بيت أكرمهم ال بسره وشرفهم بكرامته‬
‫وأعزهم بالهدى وثبتهم بالوحي وجعلهم أئمة هدى ونورا في الظلم للنجاة‪،‬‬
‫واختصهم لدينه وفضلهم بعلمه وآتاهم ما لم يؤت أحدا من العالمين‪،‬‬
‫وجعلهم عمادا لدينه ومستودعا لمكنون سره وامناء على وحيه ونجباء‬
‫من خلقه وشهداء على بريته‪ .‬اختارهم ال وحباهم وخصهم واصطفاهم‬
‫وفضلهم وارتضاهم وانتجبهم وانتقاهم وجعلهم للبلد والعباد عمارا‪،‬‬
‫وأدلء للمة على الصراط‪ ،‬فهم أئمة الهدى والدعاة إلى التقوى وكلمة ال‬
‫العليا وحجته العظمى‪ ،‬وهم النجاة والزلفى‪ (1) ،‬هم الخيرة الكرام‪،‬‬
‫الصفياء الحكام‪ ،‬هم النجوم العلم‪ ،‬هم الصراط المستقيم هم السبيل‬
‫القوم‪ ،‬الراغب عنهم مارق والمقصر عنهم زاهق واللزم لهم لحق‪ .‬نور‬
‫ال في قلوب المؤمنين والبحار السائغة للشاربين‪ ،‬أمن لمن التجأ إليهم‬
‫وأمان لمن تمسك بهم‪ ،‬إلى ال يدعون وله يسلمون وبأمره يعملون‬
‫وبكتابه يحكمون‪ ،‬منهم بعث ال رسوله‪ ،‬وعليهم هبطت ملئكته‪ ،‬وفيهم‬
‫نزلت سكينته وإليهم بعث الروح المين‪ ،‬منا من ال عليهم‪ ،‬فضلهم به‬
‫وخصهم‪ ،‬واصول مباركة‬

‫)‪ (1‬الزلفى‪ :‬القربة‪ .‬الدرجة‪ .‬المنزلة‪ .‬أي بهم يقرب إلى ال ويوصل إلى الدرجة‬
‫والمنزلة‪.‬‬

‫]‪[252‬‬

‫مستقر قرار الرحمة‪ ،‬خزان العلم وورثة الحلم واولوا التقوى والنهى والنور‬
‫والضياء‪ ،‬وورثة النبياء وبقية الوصياء‪ .‬منهم الطيب ذكره‪ ،‬المبارك‬
‫اسمه محمد المصطفى المرتضى ورسوله المي‪ ،‬ومنهم الملك الزهر‬
‫والسد المرسل‪ :‬حمزة‪ ،‬ومنهم المستقى به يوم الزيارة العباس بن عبد‬
‫المطلب عم رسول ال )صلى ال عليه وآله( وصنو أبيه‪ ،‬وذو الجناحين‬
‫والهجرتين و والقبلتين والبيعتين من الشجرة المباركة صحيح الديم‬
‫واضح البرهان‪ ،‬ومنهم حبيب محمد وأخوه المبلغ عنه من بعده البرهان‬
‫والتأويل ومحكم التفسير أمير المؤمنين وولى المؤمنين ووصي رسول رب‬
‫العالمين‪ :‬علي بن أبي طالب‪ ،‬عليه من ال الصلوات الزكية والبركات‬
‫السنية‪ .‬هؤلء الذين افترض ال مودتهم ووليتهم على كل مسلم ومسلمة‪،‬‬
‫فقال في محكم كتابه لنبيه )صلى ال عليه وآله وسلم(‪ " :‬قل لأسألكم‬
‫عليه أجرا إل المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن‬
‫ال غفور شكور )‪ " (1‬فقال أبو جعفر محمد بن علي )عليهما السلم(‪:‬‬
‫اقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت‪ (2) .‬بيان‪ :‬ساغ الشراب‪ :‬سهل مدخله‬
‫في الحلق‪ .‬وذو الجناحين هو جعفر صحيح الديم كأنه كناية عن صفاء‬
‫طينته وطيب مولده‪ ،‬أو وضوح حجته وظهور كماله‪ ،‬أو طيب مأكله‪ ،‬في‬
‫القاموس‪ :‬الديم‪ :‬الطعام المأدوم والجلد وأديم النهار‪ :‬بياضه‪ ،‬ومن‬
‫الضحى‪ :‬أوله‪ - 23 .‬قب‪ :‬المدائني بالسناد عن جابر الجعفي قال‪ :‬قال‬
‫الباقر )عليه السلم(‪ :‬نحن ولة أمر ال وخزان علم ال وورثة وحي ال‬
‫وحملة كتاب ال‪ ،‬طاعتنا فريضة وحبنا إيمان وبغضنا كفر‪ ،‬محبنا في‬
‫الجنة ومبغضنا في النار‪ - 24 .‬وقال معروف بن خربوذ‪ :‬سمعته )عليه‬
‫السلم( يقول‪ :‬إن خبرنا صعب مستصعب ل يحتمله إل ملك مقرب أو نبي‬
‫مرسل أو عبد امتحن ال قلبه لليمان‪.‬‬

‫)‪ (1‬الشورى‪ (2) .23 :‬اليقين‪.100 - 98 :‬‬


‫]‪[253‬‬

‫‪ - 25‬وكان )عليه السلم( يقول‪ :‬بلية الناس علينا عظيمة‪ ،‬إن دعوناهم لم‬
‫يستجيبوا لنا وإن تركناهم لم يهتدوا بغيرنا‪ - 26 .‬وقال )عليه السلم(‪:‬‬
‫نحن أهل بيت الرحمة وشجرة النبوة ومعدن الحكمة و موضع الملئكة‬
‫ومهبط الوحى‪ - 27 (1) .‬بشا‪ :‬محمد بن علي بن عبد الصمد عن أبيه عن‬
‫جده عن عبد ال بن أحمد الشعراني عن علي بن الحسين بن يعقوب عن‬
‫جعفر بن أحمد عن الحسين بن نصر بن مزاحم عن إبراهيم بن الحكم عن‬
‫أبي حكيم عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلم‬
‫أنه قال‪ :‬أيها الناس إن أهل بيت نبيكم شرفهم ال بكرامته واستحفظهم‬
‫سره واستودعهم علمه‪ ،‬فهم عماد لدينه شهداء علمه‪ ،‬برأهم قبل خلقه‪،‬‬
‫وأظلهم تحت عرشه واصطفاهم فجعلهم علم عباده‪ ،‬ودلهم على صراطه‪.‬‬
‫فهم الئمة المهدية والقادة البررة والمة الوسطى‪ ،‬عصمة لمن لجأ إليهم‬
‫ونجاة لمن اعتمد عليهم‪ ،‬يغتبط من والهم ويهلك من عاداهم ويفوز من‬
‫تمسك بهم‪ ،‬فيهم نزلت الرسالة وعليهم هبطت الملئكة وإليهم نفث الروح‬
‫المين‪ ،‬وآتاهم ال ما لم يؤت أحدا من العالمين‪ .‬فهم الفروع الطيبة‬
‫والشجرة المباركة ومعدن العلم وموضع الرسالة ومختلف الملئكة‪ ،‬وهم‬
‫أهل بيت الرحمة والبركة الذين أذهب ال عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا‪.‬‬
‫)‪ - 28 (2‬فر‪ :‬جعفر بن محمد بن هشام معنعنا عن الحسن بن علي عليهما‬
‫السلم أنه حمدال تعالى وأثنى عليه وقال‪ :‬السابقون الولون من‬
‫المهاجرين والنصار والذين اتبعوهم باحسان‪ ،‬فكما أن للسابقين فضلهم‬
‫على من بعدهم كذلك لبي علي بن أبي طالب )‪ (3‬فضيلة على السابقين‬
‫بنسبة سبقه )‪ ،(4‬وقال‪ " :‬أجعلتم سقاية الحاج‬

‫)‪ (1‬مناقب آل أبى طالب‪ (2) 336 :3 :‬بشارة المصطفى‪ (3) .198 :‬في نسخة‪:‬‬
‫كذلك لعلى بن أبى طالب‪ (4) .‬في نسخة‪ :‬بسبب سبقه‪.‬‬

‫]‪[254‬‬

‫وعمارة المسجد الحرام " )‪ (1‬واستجاب لرسول ال )صلى ال عليه وآله( وواساه‬
‫بنفسه‪ .‬ثم عمه حمزة سيد الشهداء وقد كان قتل معه كثير فكان حمزة‬
‫سيدهم بقرابته من رسول ال )صلى ال عليه وآله( وسلم‪ .‬ثم جعل ال‬
‫لجعفر جناحين يطير بهما مع الملئكة في الجنة حيث يشاء وذلك لمكانهما‬
‫وقرابتهما من رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( ومنزلتهما منه‪،‬‬
‫وصلى رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( على حمزة سبعين صلة من‬
‫بين الشهداء الذين استشهدوا معه‪ .‬وجعل لنساء النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله وسلم( فضل على غيرهن لمكانهن من رسول ال‪ ،‬وفضل ال الصلة‬
‫في مسجد النبي )صلى ال عليه وآله وسلم( بألف صلة على سائر‬
‫المساجد إل المسجد الذي بناه إبراهيم النبي بمكة لمكان رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله وسلم( وفضله‪ .‬وعلم رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال‪:‬‬
‫قولوا‪ :‬اللهم صلى على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل‬
‫إبراهيم إنك حميد مجيد‪ ،‬فحقنا على كل مسلم أن يصلي علينا مع الصلة‬
‫عليه فريضة واجبة من ال‪ ،‬وأحل اله لرسوله الغنيمة وأحلها لنا‪ ،‬وحرم‬
‫الصدقات عليه وحرمها علينا‪ ،‬كرامة أكرمنا ال بها وفضيلة فضلنا ال‬
‫بها‪ - 29 (2) .‬ير‪ :‬جعفر بن محمد الفزاري معنعنا عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( في قوله تعالى‪ " :‬إن في ذلك ليات لولي النهى " )‪ (3‬قال‪ :‬نحن‬
‫وال اولي النهى ونحن قوام ال على خلقه وخزانه على دينه نخزنه‬
‫ونستره ونكتتم به من عدونا كما اكتتم به رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫حتى أذن ال له في الهجرة وجهاد المشركين‪ ،‬فنحن على منهاج رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( حتى يأذن ال تعالى لنا باظهار دينه بالسيف‬
‫وندعو الناس إليه ونضربهم عليه عودا كما ضربهم عليه رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( بدءا‪(4) .‬‬

‫)‪ (1‬التوبة‪ (2) .20 :‬تفسير فرات‪ 56 :‬و ‪ (3) .57‬طه‪ (7) .58 :‬تفسير فرات‪:‬‬
‫‪.92‬‬

‫]‪[255‬‬

‫‪ - 30‬فر‪ :‬الفضل بن يوسف القصباني معنعنا عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما‬
‫السلم أنه قال‪ :‬أيها الناس إن أهل بيت نبيكم شرفهم ال بكرامته وأعزهم‬
‫بهداه واختصهم لدينه وفضلهم بعلمه واستحفظهم وأودعهم علمه على‬
‫غيبه‪ ،‬فهم عماد لدينه شهداء عليه‪ ،‬وأوتاد في أرضه قوام بأمره‪ .‬برأهم‬
‫قبل خلقه أظلة عن يمين عرشه‪ ،‬نجباء في علمه‪ ،‬اختارهم وانتجبهم‬
‫وارتضاهم فجعلهم علما لعباده وأدلء لهم على صراطه‪ .‬فهم الئمة الدعاة‬
‫والقادة الهادية )‪ (1‬والقضاة الحكام والنجوم العلم والسرة المتخيرة‬
‫والعترة المطهرة والمة الوسطى والصراط العلم )‪ (2‬والسبيل القوم‪،‬‬
‫زينة النجباء وورثة النبياء‪ .‬وهم الرحم الموصولة والكهف الحصين‬
‫للمؤمنين‪ ،‬ونور أبصار المهتدين وعصمة لمن لجأ إليهم وأمن لمن‬
‫استجار بهم ونجاة لمن تبعهم‪ ،‬يغتبط من والهم ويهلك من عاداهم ويفوز‬
‫من تمسك بهم‪ ،‬والراغب منهم مارق واللزم لهم لحق‪ .‬وهم الباب المبتلى‬
‫به‪ ،‬من أتاه نجا ومن أباه هوى‪ ،‬حطة لمن دخله وحجة على من تركه‪ ،‬إلى‬
‫ال يدعون وبأمره يعملون وبكتابه يحكمون وبآياته يرشدون فيهم نزلت‬
‫رسالته وعليهم هبطت ملئكته‪ ،‬وإليهم نفث الروح )‪ (3‬المين فضل منه‬
‫ورحمة‪ ،‬وآتاهم ما لم يؤت أحدا من العالمين‪ ،‬فعندهم والحمد ل ما‬
‫يلتمسون ويفتقر إليه ويحتاج إليه من العلم الشاق )‪ (4‬والهدى من‬
‫الضللة والنور عند دخول الظلم‪ ،‬فهم الفروع الطيبة والشجرة المباركة‬
‫ومعدن العلم ومنتهى الحلم وموضع الرسالة ومختلف الملئكة فهم )‪(5‬‬
‫أهل بيت الرحمة والبركة‪ ،‬أذهب ال عنهم الرجس‬

‫)‪ (1‬في نسخة‪ :‬والقادة الهداة‪ (2) .‬في نسخة‪ :‬والصراط العظم‪ (3) .‬في نسخة‪:‬‬
‫واليهم بعث الروح المين‪ (4) .‬في نسخة‪ :‬والميثاق‪ (5) .‬في نسخة‪:‬‬
‫وهم‪.‬‬

‫]‪[256‬‬

‫وطهرهم تطهيرا‪ - 31 (1) .‬فر‪ :‬جعفر بن محمد معنعنا عن المفضل بن عمر قال‪:‬‬
‫قال أبو عبد ال )عليه السلم( يا مفضل إن ال خلقنا من نوره وخلق‬
‫شيعتنا منا وسائر الخلق في النار‪ ،‬بنا يطاع ال وبنا يعصى‪ ،‬يا مفضل‬
‫سبقت عزيمة )‪ (2‬من ال أنه ل يتقبل من أحد إل بنا‪ ،‬و ل يعذب أحدا إل‬
‫بنا‪ .‬فنحن باب ال وحجته وأمناؤه على خلقه وخزانه في سمائه وأرضه‪،‬‬
‫حللنا عن ال وحرمنا عن ال‪ ،‬ل نحتجب عن ال إذا شئنا وهو قوله‬
‫تعالى‪ " (3) :‬وما تشاؤن إل أن يشاء ال " وهو قوله )صلى ال عليه‬
‫وآله( وسلم وسلم‪ :‬إن ال جعل قلب وليه وكرا )‪ (4‬لرادته فإذا شاء ال‬
‫شئنا‪ - 32 (5) .‬ختص‪ :‬أبو الفرج عن سهل )‪ (6‬عن رجل عن ابن جبلة‬
‫عن أبي المغرا عن موسى بن جعفر عليه السلم قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬من‬
‫كانت له إلى ال حاجة وأراد أن يرانا وأن يعرف موضعه )‪ (7‬فليغتسل‬
‫ثلث ليال يناجي بنا فانه يرانا ويغفر له بنا ول يخفى عليه موضعه‪ .‬قلت‪:‬‬
‫سيدي فإن رجل رآك في منامه وهو يشرب النبيذ ؟ قال‪ :‬ليس النبيذ يفسد‬
‫عليه دينه‪ ،‬إنما يفسد عليه تركنا وتخلفه عنا‪ ،‬إن أشقى أشقيائكم من يكذبنا‬
‫في الباطن مما يخبر عنا )‪ (8‬ويصدقنا في الظاهر‪ ،‬نحن أبناء نبي ال‬
‫وأبناء رسول ال )صلى ال عليه وآله( وسلم‬

‫)‪ (1‬تفسير فرات‪ 121 :‬و ‪ (2) .122‬العزيمة‪ :‬الرادة المؤكدة‪ (3) .‬في نسخة‪ :‬فينا‬
‫قوله تعالى‪ (4) .‬الوكر‪ :‬عش الطائر‪ (5) .‬تفسير فرات‪ 201 :‬والية في‬
‫سورة الدهر‪ (6) .30 :‬في المصدر‪ :‬عن ابى سعيد سهل بن زياد‪ (7) .‬في‬
‫المصدر‪ :‬موضعه من ال‪ (8) .‬في المصدر‪ :‬بما يخبر عنا يصدقنا في‬
‫الظاهر ويكذبنا في الباطن‪.‬‬
‫]‪[257‬‬

‫وأبناء أمير المؤمنين وأحباب رب العالمين‪ .‬نحن مفتاح الكتاب )‪ (1‬بنا نطق العلماء‬
‫ولول ذلك لخرسوا‪ ،‬نحن رفعنا المنار وعرفنا القبلة‪ ،‬نحن حجر البيت في‬
‫السماء والرض‪ ،‬بنا غفر لدم وبنا ابتلي أيوب وبنا افتقد يعقوب وبنا‬
‫حبس يوسف وبنا رفع البلء وبنا أضاءت الشمس نحن مكتوبون على‬
‫عرش ربنا‪ ،‬مكتوب‪ :‬محمد خير النبيين وعلى سيد الوصيين وفاطمة سيدة‬
‫نساء العالمين‪ (2) .‬بيان‪ :‬نحن حجر البيت بالكسر‪ ،‬أي اختصاصنا بالبيت‬
‫كاختصاص حجر إسماعيل به‪ ،‬أو الحجر بالنسان‪ ،‬أو بالتحريك‪ ،‬أي فضل‬
‫الحجر بنا‪ ،‬في السماء والرض أي يعرفه أهلهما‪ ،‬أو البيت الذي فيهما‪،‬‬
‫والبتلء والفتقاد والحبس إما بتقصير قليل في معرفتهم والتوسل بهم ل‬
‫يصل إلى حد المعصية‪ ،‬أو لكمالهم في المعرفة والتوسل إذ البتلء علمة‬
‫الفضل والكمال‪ - 33 .‬ختص‪ :‬علي بن عباس عن صالح بن حمزة عن‬
‫الحسن بن عبد ال عن الصادق )عليه السلم( قال‪ :‬خطب أمير المؤمنين‬
‫صلوات عليه فقال فيما يقول‪ :‬أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني‪ ،‬أيها‬
‫الناس أنا قلب ال الواعي ولسانه الناطق وأمينه على سره وحجته على‬
‫خلقه وخليفته على عباده‪ ،‬وعينه الناظرة في بريته ويده المبسوطة‬
‫بالرأفة والرحمة ودينه الذي ل يصدقني إل من محض اليمان محضا‪ ،‬ول‬
‫يكذبني إل من‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬فبنا )‪ (2‬الختصاص‪ 90 :‬و ‪ .91‬وللحديث ذيل لم يذكره المصنف‬
‫وهو هكذا‪] :‬أنا خاتم الوصياء انا طالب الباب انا صاحب الصفين انا‬
‫المنتقم من أهل البصرة انا صاحب كربل من أحبنا وتبرأ من عدونا كان‬
‫معنا وممن هو في الظل الممدود والماء المسكوب ‪ -‬والحديث طويل وفى‬
‫آخره ‪ -‬ان ال اشترك بين النبياء والوصياء في العلم والطاعة[ أقول‪:‬‬
‫قوله‪ :‬أنا خاتم الوصياء‪ ،‬يعنى أنا خاتم أوصياء النبيين فل يكون بعدى‬
‫وصى نبى‪ ،‬لن النبياء ختموا برسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬ول‬
‫ينافى ذلك أن يكون بعده أوصياء لرسول ال )صلى ال عليه وآله(‪،‬‬
‫مضافا إلى انه كان خاتم أوصياء النبيين حقيقة ومن بعده كانوا وصيه‪.‬‬

‫]‪[258‬‬

‫محض الكفر محضا )‪ - 34 .(1‬ختص‪ :‬الحسين بن الحسن عن بكر بن صالح عن‬


‫الحسين بن سعيد عن النضر عن محمد بن سنان عن أبي بصير قال‪ :‬قال‬
‫أمير المؤمنين صلوات ال عليه‪ :‬أنا الهادي والمهتدي وأبو اليتامى وزوج‬
‫الرامل والمساكين‪ ،‬وأنا ملجأ كل ضعيف ومأمن كل خائف‪ ،‬وأنا قائد‬
‫المؤمنين إلى الجنة‪ ،‬وأنا حبل ال المتين‪ ،‬وأنا عروة ال الوثقى وأنا عين‬
‫ال ولسانه الصادق ويده‪ ،‬وأنا جنبه )‪ (2‬الذي تقول نفس‪ :‬يا حسرتي على‬
‫ما فرطت في جنب ال )‪ .(3‬وأنا يد ال المبسوطة على عباده بالرحمة‬
‫والمغفرة‪ ،‬وأنا باب حطة من عرفني وعرف حقي فقد عرف ربه‪ ،‬لني‬
‫وصي نبيه في أرضه وحجته على خلقه ل ينكر هذا إل راد على ال‬
‫ورسوله )‪ - 35 .(4‬أقول‪ :‬روى البرسي في مشارق النوار عن جابر بن‬
‫عبد ال النصاري عن النبي )صلى ال عليه وآله وسلم( قال‪ :‬خرج يوما‬
‫ومعه الحسن والحسين فخطب الناس ثم قال في خطبته‪ :‬أيها الناس إن‬
‫هؤلء عترة نبيكم وأهل بيته وذريته وخلفاؤه‪ ،‬شرفهم ال بكرامته‪،‬‬
‫واستودعهم سره‪ ،‬واستحفظهم غيبه واسترعاهم عباده وأطلعهم على‬
‫مكنون أمره‪ ،‬ولقنهم حكمته وولهم أمر عباده وأمرهم على حلقه‬
‫واصطفاهم لتنزيل وحيه وأخدمهم ملئكته وصرفهم في مملكته وارتضاهم‬
‫لسره واجتباهم لكلماته واختارهم لمره‪ ،‬وجعلهم أعلما لدينه‪ ،‬وشهداء‬
‫على عباده وامناء في بلده‪ .‬فهم الئمة المهدية والعترة الزكية والذرية‬
‫النبوية والسادة العلوية والمة الوسطى والكلمة العليا وسادة أهل الدنيا‬
‫والرحمة الموصولة‪ ،‬عصمة لمن‬

‫)‪ (1‬الختصاص‪ (2) .248 :‬في المصدر‪ :‬وانا جنب ال الذى‪ (3) .‬الزمر‪(4) .58 :‬‬
‫الختصاص‪.248 :‬‬

‫]‪[259‬‬

‫لجأ إليهم ونجاة لمن تمسك بهم‪ ،‬سعد من والهم وشقي من عاداهم‪ ،‬من تلهم أمن‬
‫من العذاب ومن تخلفهم ضل وخاب‪ ،‬إلى ال يدعون وعنه يقولون وبأمره‬
‫يعملون في أبياتهم هبط التنزيل‪ ،‬وإليهم بعث المين جبرئيل )‪- 36 .(1‬‬
‫وروي عن محمد بن سنان عن أبى عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬نحن جنب‬
‫ال ونحن صفوة ال ونحن خيرة ال ونحن مستودع مواريث النبياء‬
‫ونحن امناء ال ونحن وجه ال ونحن آية الهدى ونحن العروة الوثقى‪،‬‬
‫وبنا فتح ال وبنا ختم ال‪ ،‬ونحن الولون ونحن الخرون ونحن أخيار‬
‫الدهر ونواميس العصر‪ ،‬ونحن سادة العباد وساسة )‪ (2‬البلد‪ ،‬ونحن‬
‫النهج القويم )‪ (3‬والصراط المستقيم‪ ،‬ونحن علة )‪ (4‬الوجود وحجة‬
‫المعبود‪ ،‬ل يقبل ال عمل عامل جهل حقنا‪ .‬ونحن قناديل النبوة ومصابيح‬
‫الرسالة‪ ،‬ونحن نور النوار وكلمة الجبار ونحن راية الحق التي من تبعها‬
‫نجا ومن تأخر عنها هوى‪ ،‬ونحن أئمة الدين وقائد الغر المحجلين ونحن‬
‫معدن النبوة وموضع الرسالة وإلينا تختلف الملئكة‪ ،‬ونحن سراج لمن‬
‫استضاء والسبيل لمن اهتدى‪ ،‬ونحن القادة إلى الجنة ونحن الجسور و‬
‫القناطر‪ ،‬ونحن السنام العظم‪ .‬وبنا ينزل الغيث وبنا ينزل الرحمة وبنا‬
‫يدفع العذاب والنقمة‪ ،‬فمن سمع هذا الهدى فليتفقد في قلبه حبنا فان وجد‬
‫فيه البغض لنا والنكار لفضلنا فقد ضل عن سواء السبيل‪ ،‬لنا حجة‬
‫المعبود وترجمان وحيه وعيبة علمه وميزان قسطه‪ .‬ونحن فروع الزيتونة‬
‫وربائب الكرام البررة‪ ،‬ونحن مصباح المشكاة التي فيها نور النور )‪(5‬‬
‫ونحن صفوة الكلمة الباقية إلى يوم الحشر المأخوذ لها الميثاق والولية‬

‫)‪ (1‬مشارق النوار‪ (2) :‬ساسة جمع السائس وهو من يدبر قوما ويتولى امورهم‪.‬‬
‫)‪ (3‬في نسخة ونحن المنهج القويم‪ (4) .‬المراد بالعلة علة غائية‪(5) .‬‬
‫في نسخة‪ :‬نور الرب‪.‬‬

‫]‪[260‬‬

‫من الذر )‪ - 37 .(1‬وروي عن أبي سعيد الخدري قال‪ :‬خطب أمير المؤمنين )عليه‬
‫السلم( فقال‪ :‬أيها الناس نحن أبواب الحكمة ومفاتيح الرحمة وسادة‬
‫الئمة وامناء الكتاب وفصل الخطاب‪ ،‬وبنا يثيب ال وبنا يعاقب من أحبنا‬
‫أهل البيت عظم إحسانه ورجح ميزانه وقبل عمله وغفر زل‪ ،‬ومن أبغضنا‬
‫ل ينفعه إسلمه‪ .‬وإنا أهل بيت خصنا ال بالرحمة والحكمة والنبوة‬
‫والعصمة‪ ،‬منا خاتم النبياء‪ .‬أل وإننا راية الحق من تلها سبق ومن تأخر‬
‫عنها مرق‪ ،‬أل وإننا خيرة ال اصطفانا على خلقه‪ ،‬وائتمننا على وحيه‪،‬‬
‫فنحن الهداة المهديون‪ .‬ولقد علمت الكلمات‪ ،‬ولقد عهد إلي رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( ما كان وما يكون‪ ،‬وأنا أخو رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله وسلم( وخازن علمه‪ ،‬أنا الصديق الكبر ول يقولها غيري إل‬
‫مفتر كذاب‪ ،‬وأنا الفاروق العظم )‪ - 38 .(2‬يد‪ :‬ابن المتوكل عن الحميرى‬
‫عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن عبد العزيز عن ابن أبي يعفور قال‪:‬‬
‫قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬إن ال واحد أحد متوحد بالوحدانية متفرد‬
‫بأمره‪ ،‬خلق خلقا ففوض إليهم أمر دينه‪ ،‬فنحن هم يا ابن أبي يعفور‪ .‬نحن‬
‫حجة ال في عباده وشهداؤه على خلقه وامناؤه على وحيه وخزانه على‬
‫علمه ووجهه الذي يؤتى منه وعينه في بريته ولسانه الناطق وبابه الذي‬
‫يدل عليه نحن العالمون )‪ (3‬بأمره والداعون إلى سبيله‪ ،‬بنا عرف ال وبنا‬
‫عبد ال‪ ،‬نحن الدلء على ال‪ ،‬ولولنا ما عبد ال )‪ - 39 .(4‬ير‪ :‬محمد بن‬
‫الحسين عن ابن جبلة عن البطائني عن أبي بصير قال‪ :‬قلت لبي عبد ال‬
‫)عليه السلم(‪ :‬أل تحدثني فيكم بحديث ؟ قال‪ :‬نحن ولة أمر ال وورثة‬
‫وحي‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬مشارق النوار‪ (3) :‬في نسخة‪ :‬نحن القائمون بأمره‪ (4) .‬توحيد‬
‫الصدوق‪.141 :‬‬
‫]‪[261‬‬

‫ال وعترة نبي ال‪ - 40 (1) .‬أقول‪ :‬روى ابن بطريق في العمدة من تفسير الثعلبي‬
‫باسناده عن أنس قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم(‪ :‬نحن‬
‫ولد عبد المطلب سادة أهل الجنة‪ ،‬أنا وحمزة وعلي وجعفر والحسن‬
‫والحسين والمهدي‪ - 41 (2) .‬ل‪ :‬الخليل بن أحمد عن ابن منيع عن‬
‫مصعب عن مالك عن أبي عبد الرحمان عن حفص بن عاصم عن أبي‬
‫سعيد الخدري أو عن هريرة قال‪ :‬قال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬سبعة يظلهم‬
‫ال عزوجل في ظله )‪ (3‬يوم ل ظل إل ظله‪ :‬إمام عادل‪ ،‬وشاب نشأ في‬
‫عبادة ال عزوجل‪ ،‬ورجل قلبه متعلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود‬
‫إليه‪ ،‬ورجلن كانا في طاعة ال عزوجل فاجتمعا على ذلك وتفرقا‪ ،‬ورجل‬
‫ذكر ال عزوجل خاليا ففاضت عيناه‪ ،‬ورجل دعته امرأة ذات حسب وجمال‬
‫فقال‪ :‬إني أخاف ال‪ .‬ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى ل تعلم شماله ما‬
‫يتصدق بيمنه‪ - 42 (4) .‬ل‪ :‬المظفر العلوي عن ابن العياشي عن أبيه عن‬
‫الحسين بن اشكيب عن محمد بن علي الكوفي عن أبي جميلة عن أبي بكر‬
‫الحضرمي عن سلمة بن كهيل رفعه عن ابن عباس عن النبي صلى ال‬
‫عليه وآله وسلم مثله بأدنى تغيير‪ - 43 (5) .‬ثو‪ :‬أبي عن سعد عن‬
‫الحميري عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي عن فضالة عن سليمان بن‬
‫درستويه عن عجلن عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬ثلثة يدخلهم‬
‫ال الجنة بغير حساب‪ :‬إمام عادل وتاجر صدوق وشيخ أفنى عمره في‬
‫طاعة ال‪ (6) .‬بيان‪ :‬أقول‪ :‬يحتمل أن يكون المراد بالمام العادل في‬
‫الخبرين إمام الجماعة‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (2) .19 :‬العمدة‪ (3) .26 :‬في نسخة‪ :‬في ظل عرشه‪ 4) .‬و‬
‫‪ (5‬الخصال ‪ 2 :2‬و ‪ (6) .3‬الحديث موجود في الخصال ‪ 4 :6‬وكتاب‬
‫ثواب العمال ليس موجودا عندي‪.‬‬

‫]‪[262‬‬

‫بقرينة النظائر‪ ،‬وظاهر القوم أنهم حملوه على إمام الكل‪ - 44 .‬لى‪ ،‬ن‪ :‬الطالقاني‬
‫عن ابن عقدة عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن‬
‫الرضا )عليه السلم( أنه قال‪ :‬نحن سادة في الدنيا وملوك في الخرة )‪(1‬‬
‫‪ - 45‬ما‪ :‬المفيد عن الجعابي عن علي بن إسحاق عن عثمان بن عبد ال‬
‫عن أبي لهيعة عن أبي ذرعة الحضرمي عن عمر بن علي بن أبي طالب‬
‫عن أبيه قال‪ :‬قال لي النبي )صلى ال عليه وآله وسلم(‪ :‬يا علي بنا يختم‬
‫ال الدين كمابنا فتحه‪ ،‬وبنا يؤلف ال بين قلوبكم بعد العداوة والبغضاء )‬
‫‪ - 46 .(2‬عد‪ :‬اعتقادنا )‪ (3‬أن حجج ال عزوجل على خلقه بعد نبيه محمد‬
‫صلى ال عليه وآله الئمة الثنا عشر‪ :‬أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي‬
‫طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم جعفر‬
‫بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى الرضا ثم محمد بن علي ثم‬
‫علي بن محمد ثم الحسن بن علي ثم الحجة القائم المنتظر صاحب الزمان‬
‫وخليفة الرحمان صلوات ال عليهم أجمعين‪ .‬واعتقادنا فيهم أنهم اولو‬
‫المر الذين أمر ال بطاعتهم‪ ،‬وأنهم الشهداء على الناس‪ ،‬وأنهم أبواب ال‬
‫والسبيل إليه والدلة عليه‪ ،‬وأنهم عيبة علمه وتراجمة وحيه وأركان‬
‫توحيده‪ ،‬وأنهم معصومون من الخطأ والزلل‪ ،‬وأنهم الذين أذهب ال عنهم‬
‫الرجس وطهرهم تطهيرا‪ ،‬وأن لهم المعجزات والدلئل وأنهم أمان أهل‬
‫الرض كما أن النجوم أمان أهل السماء‪ ،‬وأن مثلهم في هذه المة كمثل‬
‫سفينة نوح من ركب نجا‪ ،‬وكباب حطة‪ ،‬وأنهم عباد المكرمون الذي ل‬
‫يسبوقونه بالقول و هم بأمره يعملون‪ .‬ونعتقد أن حبهم إيمان وبغضهم‬
‫كفر‪ ،‬وأن أمرهم أمر ال ونهيهم نهيه و طاعتهم طاعته ومعصيتهم‬
‫معصيته‪ ،‬وولي ال وليهم وعدو ال عدوهم‪.‬‬

‫)‪ (1‬المالى‪ 323 :‬عيون الخبار‪ (2) .219 :‬امالي ابن الشيخ‪ 13 :‬و ‪ (3) .14‬اخذ‬
‫الصدوق رحمه ال الوصاف التية من الخبار الواردة في فضائل الئمة‬
‫عليهم السلم‪.‬‬

‫]‪[263‬‬

‫ونعتقد أن الرض ل تخلو من حجة ل على الخلق ظاهر )‪ (1‬أو خاف مغمور و‬
‫نعتقد أن حجة ال في أرضه وخليفته على عباده في زماننا هذا هو القائم‬
‫المنتظر ابن الحسن‪ ،‬وأنه هو الذي أخبر به النبي )صلى ال عليه وآله(‬
‫عن ال عزوجل باسمه ونسبه‪ ،‬و أنه هو الذي يمل الرض قسطا وعدل‬
‫كما ملئت ظلما وجورا‪ ،‬وأنه هو الذي يظهر ال به دينه على الدين كله‬
‫ولو كره المشركون‪ .‬وأنه هو الذي يفتح ال على يديه مشارق الرض‬
‫ومغاربها حتى ل يبقى في الرض مكان إل ينادى فيه بالذان‪ ،‬ويكون‬
‫الدين كله ل‪ ،‬وأنه هو المهدي الذي أخبر النبي )صلى ال عليه وآله‬
‫وسلم( به‪ :‬أنه إذا خرج نزل عيسى بن مريم )عليه السلم( فصلى خلفه‪،‬‬
‫ويكون إذا صلى خلفه مصليا خلف رسول ال لنه خليفته‪ .‬ونعتقد أن ل‬
‫يكون القائم غيره باق في غيبته لن النبي والئمة عليهم السلم باسمه‬
‫ونسبه نصوا‪ ،‬وبه بشروا صلوات ال عليه‪ - 47 (2) .‬كنز الفوائد‬
‫للكراجكي‪ :‬حدثني أبو الحسن محمد بن أحمد بن شاذان عن أحمد بن‬
‫متويه عن علي بن محمد عن أحمد بن محمد عن محمد بن علي عن علي‬
‫بن عثمان عن محمد بن فرات عن محمد بن علي عن آبائه عليهم السلم‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬علي بن أبي طالب خليفة ال‬
‫وخليفتي وحجة ال وحجتي وباب ال وبابي وصفي ال وصفيى وحبيب‬
‫ال وحبيبي وخليل ال وخليلي وسيف ال وسيفي‪ .‬وهو أخي وصاحبي‬
‫ووزيري ووصيي‪ ،‬محبه محبي ومبغضه مبغضي ووليه وليي وعدوه‬
‫عدوي وزوجته ابنتي وولده ولدي وحزبه حزبي وقوله قولي وأمره‬
‫أمري‪ ،‬وهو سيد الوصيين وخير امتي‪ - 48 (3) .‬وحدثنا أبو الحسن بن‬
‫شاذان عن خال امه جعفر بن محمد بن قولويه عن‬

‫)‪ (1‬استظهر المصنف في هامش الكتاب ان الصحيح‪ :‬ظاهر مشهور‪ (2) .‬اعتقادات‬
‫الصدوق‪ 107 :‬و ‪ (3) .108‬كنز الفوائد‪ 185 :‬و ‪.186‬‬

‫]‪[264‬‬

‫علي بن الحسين عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد عن محمد بن‬


‫فضيل عن الثمالي عن علي بن الحسين عن أبيه عن جده أمير المؤمنين‬
‫علي بن أبي طالب قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم(‪ :‬إن ال‬
‫فرض عليكم طاعتي ونهاكم عن معصيتي وأوجب عليكم اتباع أمري‬
‫وفرض عليكم من طاعة علي بن أبي طالب بعدي كما فرض عليكم من‬
‫طاعتي‪ ،‬ونهاكم عن معصيته وجعله أخي ووزيري ووصيي ووارثي‪ ،‬وهو‬
‫مني وأنا منه حبه إيمان وبغضه كفر‪ ،‬محبه محبي ومبغضه مبغضي‪ ،‬وهو‬
‫مولي من أنا موله‪ ،‬وأنا مولى كل مسلم ومسلمة‪ ،‬وأنا وهو أبوا هذه المة‬
‫)‪ - 49 .(1‬كتاب المحتضر للحسن بن سليمان‪ :‬روي أنه وجد بخط مولنا‬
‫أبي محمد العسكري )عليه السلم(‪ :‬أعوذ بال من قوم حذفوا محكمات‬
‫الكتاب ونسوا ال رب الرباب والنبي وساقي الكوثر في مواقف )‪(2‬‬
‫الحساب‪ ،‬ولظى والطامة الكبرى ونعيم دار الثواب فنحن السنام العظم‪،‬‬
‫وفينا النبوة والولية والكرم‪ ،‬ونحن منار الهدى والعروة الوثقى‪ ،‬والنبياء‬
‫كانوا يقتبسون من أنوارنا‪ ،‬ويقتفون من آثارنا‪ ،‬وسيظهر حجة ال على‬
‫الخلق بالسيف المسلول لظهار الحق‪ .‬وهذا خط الحسن بن علي بن محمد‬
‫بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي أمير‬
‫المؤمنين‪ - 50 .‬وروي أنه وجد أيضا بخطه )عليه السلم( ما صورته‪ :‬قد‬
‫صعدنا ذرى )‪ (3‬الحقائق بأقدام النبوة والولية‪ ،‬ونورنا )‪ (4‬سبع طبقات‬
‫أعلم الفتوى بالهداية‪ ،‬فنحن ليوث الوغى )‪ (5‬وغيوث الندى وطعان‬
‫العدى‪ ،‬وفينا السيف والقلم في العاجل‪ ،‬ولواء الحمد‬
‫)‪ (1‬كنز الفوائد‪ 185 :‬و ‪ (2) .186‬لعل الصحيح‪ :‬ومواقف الحساب‪ (3) .‬الذرى‬
‫جمع الذروة‪ :‬العلو‪ .‬والمكان المرتفع‪ .‬أعلى الشئ‪ (4) .‬في نسخة‪:‬‬
‫]ونورنا سبع طبقات النبوة والهداية[ وفى اخرى‪ :‬سبع طبقات اعلم‬
‫الفتوة والهداية‪ (5) .‬الوغى‪ :‬الحرب‪.‬‬

‫]‪[265‬‬

‫والحوض في الجل‪ ،‬وأسباطنا حلفاء الدين وخلفاء النبيين ومصابيح المم ومفاتيح‬
‫الكرم‪ .‬فالكليم ألبس حلة الصطفاء لما عهدنا منه الوفاء‪ ،‬وروح القدس‬
‫في جنان الصاقورة )‪ (1‬ذاق من حدائقنا الباكورة )‪ ،(2‬وشيعتنا الفئة‬
‫الناجية والفرقة الزاكية صاروا لنا ردءا وصونا‪ ،‬وعلى الظلمة إلبا )‪(3‬‬
‫وعونا‪ ،‬وسينفجر لهم )‪ (4‬ينابيع الحيوان بعد لظى النيران لتمام آل حم‬
‫وطه والطواسين من السنين‪ ،‬وهذا الكتاب درة من درر الرحمة )‪(5‬‬
‫وقطرة من بحر الحكمة‪ ،‬وكتب الحسن بن علي العسكري في سنة أربع‬
‫وخمسين ومائتين‪ (6) .‬أقول‪ :‬روى البرسي أيضا مثل الخبرين‪ ،‬وسيأتي‬
‫تأويل آخر الخبر الثاني في باب النهي عن التوقيت من كتاب الغيبة إنشاء‬
‫ال تعالى‪ - 51 .‬نوادر الراوندي باسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه‬
‫)عليهم السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم(‪ :‬اعطينا‬
‫أهل البيت سبعة )‪ (7‬لم يعطهن أحد كان قبلنا ول يعطاهن أحد بعدنا‪:‬‬
‫الصباحة والفصاحة والسماحة والشجاعة والعلم والحلم والمحبة في‬
‫النساء )‪ - 52 .(8‬نهج‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬نحن شجرة‬
‫النبوة ومحط الرسالة و مختلف الملئكة ومعادن العلم وينابيع الحكم‪،‬‬
‫ناصرنا ومحبنا ينتظر الرحمة‪ ،‬و‬

‫)‪ (1‬في نسخة‪ :‬الصاغورة‪ (2) .‬الباكورة‪ :‬اول ما يدرك من الفاكهة‪ (3) .‬اللب‪:‬‬
‫القوم تجمعهم عداوة واحدة‪ (4) .‬في نسخة‪ :‬وسيسفر لنا‪ (5) .‬في‬
‫نسخة‪ :‬من جبل الرحمة‪ (6) .‬المحتضر‪ (7) :‬في نسخة‪ :‬سبعا‪ (8) .‬نوار‬
‫الراوندي‪:‬‬

‫]‪[266‬‬

‫عدونا ومبغضنا ينتظر السطوة‪ - 53 (1) .‬وقال )عليه السلم( في بعض خطبه‪:‬‬
‫نحن الشعار والصحاب والخزنة و البواب ل تؤتى البيوت إلمن أبوابها‪،‬‬
‫فمن أتاها من غير أبوابها سمي سارقا‪ ،‬فيهم كرائم القرآن وهم كنوز‬
‫الرحمن‪ ،‬إن نطقوا صدقوا وإن صمتوا لم يسبقوا‪ - 54 (2) .‬وقال )عليه‬
‫السلم( في خطبة يذكر فيها آل محمد )عليهم السلم(‪ :‬هم عيش العلم‬
‫وموت الجهل‪ ،‬يخبركم حلمهم عن علمهم‪ ،‬وصمتهم عن حكم منطقهم‪ ،‬ل‬
‫يخالفون الحق ول يختلفون فيه‪ ،‬هم دعائم السلم وولئج العتصام‪ ،‬بهم‬
‫عاد الحق في نصابه )‪ (3‬وانزاح الباطل عن مقامه‪ ،‬وانقطع لسانه عن‬
‫منبته‪ ،‬عقلوا الدين عقل وعاية ورعاية ل عقل سماع ورواية‪ ،‬وإن )‪(4‬‬
‫رواة العلم كثير ورعاته قليل‪(5) .‬‬

‫)‪ (1‬نهج البلغة ‪ (2) .215 :1‬نهج البلغة ‪ 278 :1‬و ‪ (3) .279‬في نسخة‪ :‬إلى‬
‫نصابه‪ (4) .‬في نسخة‪ :‬فان‪ (5) .‬نهج البلغة‪.467 :‬‬

‫]‪[267‬‬

‫‪) 6‬باب( * )تفضيلهم عليهم السلم على النبياء وعلى جميع الخلق وأخذ( * *‬
‫)ميثاقهم عنهم وعن الملئكة وعن سائر الخلق‪ ،‬وان اولى( * * )العزم‬
‫انما صاروا اولى العزم بحبهم صلوات ال عليهم( * ‪ - 1‬فس‪ :‬أبي عن‬
‫الصبهاني عن المنقري عن حفص عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪:‬‬
‫كان مما ناجى ال موسى )عليه السلم(‪ :‬إني ل أقبل الصلة إل ممن‬
‫تواضع لعظمتي وألزم قلبه خوفي‪ ،‬وقطع نهاره بذكري‪ ،‬ولم يبت مصرا‬
‫على خطيئته‪ (1) ،‬وعرف حق أوليائي وأحبائي‪ ،‬فقال موسى‪ :‬يا رب تعني‬
‫بأوليائك وأحبائك إبراهيم وإسحاق ويعقوب ؟ فقال‪ :‬هم كذلك‪ (2) ،‬إل أني‬
‫أردت بذلك من من أجله خلقت آدم وحوا‪ ،‬ومن من أجله خلقت الجنة‬
‫والنار‪ ،‬فقال‪ :‬ومن هو يا رب ؟ فقال‪ :‬محمد‪ ،‬أحمد‪ ،‬شققت اسمه من‬
‫اسمي‪ ،‬لني أنا المحمود وهو محمد‪ ،‬فقال موسى‪ :‬يا رب اجعلني من امته‪،‬‬
‫فقال له‪ :‬يا موسى أنت من امته إذا عرفت منزلته ومنزلة أهل بيته‪ ،‬إن‬
‫مثله ومثل أهل بيته فيمن خلقت كمثل الفردوس في الجنان ل ينتشر )‪(3‬‬
‫ورقها ول يتغير طعمها‪ ،‬فمن عرفهم وعرف حقهم جعلت له عند الجهل‬
‫علما‪ ،‬وعند الظلمة نورا‪ ،‬اجيبه قبل أن يدعوني واعطيه قبل أن يسألني‬
‫الخبر‪ (4) .‬مع‪ :‬أبي عن سعد عن الصبهاني مثله‪(5) .‬‬

‫)‪ (1‬في نسخة‪ :‬على الخطيئة‪ (2) .‬في نسخة‪ :‬كذاك‪ (3) .‬في نسخة‪] :‬ل ينثر[ وفى‬
‫اخرى‪ :‬ل ييبس‪ (4) .‬تفسير القمي‪ 225 :‬و ‪ (5) .226‬معاني الخبار‪:‬‬
‫‪.20‬‬

‫]‪[268‬‬

‫‪ - 2‬فس‪ :‬قال الصادق )عليه السلم( في قوله تعالى‪ " :‬وإذ أخذ ربك من بني آدم "‬
‫الية‪ ،‬كان الميثاق مأخوذا عليهم ل بالربوبية ولرسوله بالنبوة ولمير‬
‫المؤمنين والئمة بالمامة‪ ،‬فقال‪ " :‬ألست بربكم " ومحمد نبيكم وعلي‬
‫إمامكم والئمة الهادون أئمتكم ؟ " فقالوا‪ :‬بلى " فقال ال‪ " :‬أن تقولوا‬
‫يوم القيامة " أي لئل تقولوا يوم القيامة‪ " :‬إنا كنا عن هذا غافلين "‪(1) .‬‬
‫فأول ما أخذ ال عزوجل الميثاق على النبياء بالربوبية وهو قوله‪ " :‬وإذ‬
‫أخذنا من النبيين ميثاقهم " فذكر جملة النبياء ثم أبرز أفضلهم بالسامي‬
‫فقال‪ " :‬ومنك " يا محمد‪ ،‬فقدم رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم(‬
‫لنه أفضلهم " ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم " )‪(2‬‬
‫فهؤلء الخمسة أفضل النبياء‪ ،‬ورسول ال أفضلهم‪ .‬ثم أخذ بعد ذلك ميثاق‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( على النبياء له باليمان‪ ،‬وعلى أن‬
‫ينصروا أمير المؤمنين‪ ،‬فقال‪ " :‬وإذ أخذ ال ميثاق النبيين لما آتيتكم من‬
‫كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم " يعني رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله وسلم( " لتؤمنن به ولتنصرنه " )‪ (3‬يعني أمير المؤمنين‬
‫صلوات ال عليه تخبروا )‪ (4‬اممكم بخبره وخبر وليه من )‪ (5‬الئمة‪(6) .‬‬
‫‪ - 3‬ن‪ :‬بالسانيد الثلثة عن الرضا عن آبائه قال‪ :‬قال رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله(‪ :‬إن موسى سأل ربه عزوجل فقال‪ :‬يا رب اجعلني من امة‬
‫محمد‪ ،‬فأوحى ال تعالى إليه‪ :‬يا موسى إنك ل تصل إلى ذلك‪(7) .‬‬

‫)‪ (1‬العراف‪ (2) .172 :‬الحزاب‪ (3) .8 :‬آل عمران‪ (4) .76 :‬في نسخة‪:‬‬
‫فخبروا‪ (5) .‬في نسخة‪ :‬والئمة‪ (6) .‬تفسير القمي‪ 229 :‬و ‪(7) .230‬‬
‫عيون أخبار الرضا‪.200 :‬‬

‫]‪[269‬‬

‫صح‪ :‬عنه )عليه السلم( مثله‪ - 4 (1) .‬ن‪ :‬بإسناد التميمي عن الرضا عن آبائه‬
‫عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أنت يا علي‬
‫وولدك خيرة ال من خلقه‪ - 5 (2) .‬ن‪ :‬بهذا السناد قال‪ :‬قال علي )عليه‬
‫السلم(‪ :‬نحن أهل البيت ل يقاس بنا أحد‪ ،‬فينا نزل القرآن وفينا معدن‬
‫الرسالة‪ - 6 (3) .‬ع‪ :‬أبي عن محمد بن العطار عن محمد بن أحمد عن‬
‫موسى بن عمر عن ابن سنان عن أبي سعيد القماط عن بكير بن أعين‬
‫قال‪ :‬قال لي أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬هل تدري ما كان الحجر ؟ قال‪:‬‬
‫قلت‪ :‬ل‪ ،‬قال كان ملكا عظيما من عظماء الملئكة عند ال عزوجل فلما‬
‫أخذ ال من الملئكة الميثاق كان أول من آمن به وأقر ذلك الملك‪ ،‬فاتخذه‬
‫ال أمينا على جميع خلقه فألقمه الميثاق وأودعه عنده واستعبد الخلق أن‬
‫يجددوا عنده في كل سنة القرار بالميثاق والعهد الذي أخذه ال عليهم‪ ،‬ثم‬
‫جعله ال مع آدم في الجنة يذكر الميثاق ويجدد عنده القرار في كل سنة‪.‬‬
‫فلما عصى آدم فاخرج من الجنة أنساه ال العهد والميثاق الذي أخذ ال‬
‫عليه وعلى ولده لمحمد ووصيه وجعله باهتا حيرانا‪ ،‬فلما تاب على آدم‬
‫حول ذلك الملك في صورة درة بيضاء فرماه من الجنة إلى آدم وهو بأرض‬
‫الهند‪ ،‬فلما رآه آنس إليه وهو ل يعرفه بأكثر من أنه جوهرة‪ .‬فأنطقه ال‬
‫عزوجل فقال‪ :‬يا آدم أتعرفني ؟ قال‪ :‬أجل استحوذ عليك الشيطان فأنساك‬
‫ذكر ربك‪ ،‬وتحول إلى الصورة التي كان بها في الجنة مع آدم‪ ،‬فقال لدم‪:‬‬
‫أين العهد والميثاق ؟ فوثب إليه آدم وذكر الميثاق وبكى وخضع له وقبله‬
‫وجدد القرار بالعهد‬

‫)‪ (1‬صحيفة الرضا‪ (2) .29 :‬عيون أخبار الرضا‪ (3) .220 :‬عيون أخبار الرضا‪:‬‬
‫‪.225‬‬

‫]‪[270‬‬

‫والميثاق‪ ،‬ثم حول ال عزوجل إلى جوهر الحجر درة بيضاء )‪ (1‬تضئ‪ ،‬فحمله آدم‬
‫على عاتقه إجلل له وتعظيما‪ ،‬فكان إذا أعيى حمله عنه جبرئيل حتى وافى‬
‫به مكة‪ ،‬فما زال يأنس به بمكة ويجدد القرار له كل يوم وليلة‪ .‬ثم إن ال‬
‫عزوجل لما أهبط جبرئيل إلى أرضه وبنى الكعبة هبط إلى ذلك المكان بين‬
‫الركن والباب‪ ،‬وفي ذلك الموضع تراءى لدم حين أخذ الميثاق‪ ،‬وفي ذلك‬
‫الموضع القم الملك الميثاق‪ ،‬فلتلك العلة وضع في ذلك الركن‪ .‬ونحى آدم‬
‫من مكان البيت إلى الصفا‪ ،‬وحوا إلى المروة وجعل الحجر في الركن فكبر‬
‫ال وهلله ومجده‪ ،‬فلذلك جرت السنة بالتكبير في استقبال الركن الذي فيه‬
‫الحجر من الصفا‪ .‬وإن ال عزوجل أودعه العهد والميثاق وألقمه إياه دون‬
‫غيره من الملئكة لن ال عزوجل لما أخذ الميثاق له بالربوبية ولمحمد‬
‫)صلى ال عليه وآله وسلم( بالنبوة ولعلي )عليه السلم( بالوصية‬
‫اصطكت )‪ (2‬فرائص الملئكة‪ ،‬وأول من أسرع إلى القرار بذلك )‪(3‬‬
‫الملك‪ ،‬ولم يكن فيهم أشد حبا لمحمد وآل محمد منه‪ ،‬فلذلك اختاره ال‬
‫عزوجل من بينهم وألقمه الميثاق فهو يجئ يوم القيامة وله لسان ناطق‬
‫وعين ناظرة ليشهد لكل من وافاه إلى ذلك المكان وحفظ الميثاق‪- 7 (4) .‬‬
‫ل‪ :‬محمد بن علي بن الشاه عن أبي حامد عن أحمد بن خالد الخالدي عن‬
‫محمد بن أحمد بن صالح التميمي عن أبيه عن محمد بن حاتم القطان عن‬
‫حماد بن عمرو عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن أبي‬
‫طالب )عليهم السلم( عن النبي )صلى ال عليه وآله وسلم( أنه قال في‬
‫وصية له‪ :‬يا علي إن ال عزوجل أشرف )‪ (5‬على الدنيا فاختارني منها‬
‫على‬
‫)‪ (1‬في نسخة‪ :‬درة بيضاء صافية‪ (2) .‬أي تحركت فرائصهم واضطربت‪ (3) .‬في‬
‫نسخة‪ :‬ذلك الملك‪ (4) .‬علل الشرائع‪ (5) .148 :‬اشرافه واطلعه تعالى‬
‫عبارة عن نظر لطفه واكرامه خلقه‪.‬‬

‫]‪[271‬‬

‫رجال العالمين‪ ،‬ثم اطلع الثانية فاختارك على رجال العالمين بعدي‪ ،‬ثم اطلع الثالثة‬
‫فاختار الئمة من ولدك على رجال العالمين بعدك‪ ،‬ثم اطلع الرابعة فاختار‬
‫فاطمة على نساء العالمين )‪ - 8 .(1‬فس‪ :‬وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم‬
‫ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم‪ .‬قال‪ :‬هذه الواو زيادة‬
‫في قوله‪ " :‬ومنك " وإنما هو‪ " :‬منك ومن نوح " فأخذ ال الميثاق‬
‫لنفسه على النبياء ثم أخذ ال لنبيه على النبياء والئمة‪ ،‬ثم أخذ للنبياء‬
‫على رسول ال )صلى ال عليه وآله( )‪ - 9 (2‬فس‪ :‬علي بن الحسين عن‬
‫أحمد بن أبي عبد ال عن ابن محبوب عن الحسين بن نعيم الصحاف قال‪:‬‬
‫سألت الصادق )عليه السلم( عن قوله‪ " :‬فمنكم كافر ومنكم مؤمن "‬
‫فقال‪ :‬عرف ال إيمانهم بوليتنا وكفرهم بتركها يوم أخذ عليهم الميثاق‬
‫وهم ذر في صلب آدم عليهم السلم )‪ - 10 .(3‬فس‪ :‬علي بن الحسين عن‬
‫أحمد بن أبي عبد ال عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن حسان‬
‫عن هاشم بن عمار يرفعه في قوله‪ " :‬وكذب الذين من قبلهم وما بلغوا‬
‫معشار ما آتيناهم فكذبوا رسلي فكيف كان نكير " )‪ (4‬قال‪ :‬كذب الذين من‬
‫قبلهم رسلهم ما آتينا رسلهم )‪ (5‬معشار ما آتينا محمدا وآل محمد صلوات‬
‫ال عليهم أجمعين )‪ - 11 .(6‬ما‪ :‬المفيد عن ابن قولويه عن أبيه عن سعد‬
‫عن ابن عيسى عن ابن معروف‬

‫)‪ (1‬الخصال ‪ 96 :1‬و ‪ (2) .97‬تفسير القمى‪ 516 :‬والية في الحزاب‪(3) .8 :‬‬
‫تفسير القمى‪ 682 :‬والية في التغابن‪ (4) .3 :‬سبأ‪ (5) .46 :‬في‬
‫المصدر‪ :‬وما بلغ ما آتينا رسلهم‪ (6) .‬تفسير القمى‪.541 :‬‬

‫]‪[272‬‬

‫عن محمد بن سنان عن طلحة بن زيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده )عليهم‬
‫السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم(‪ :‬ما قبض ال نبيا‬
‫حتى أمره أن يوصي إلى عشيرته )‪ (1‬من عصبته وأمرني أن اوصي‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬إلى من يا رب ؟ فقال‪ :‬أوص يا محمد إلى ابن عمك علي بن أبي‬
‫طالب فإني قد أثبته في الكتب السالفة‪ ،‬وكتبت فيها أنه وصيك‪ ،‬وعلى ذلك‬
‫أخذت ميثاق الخلئق ومواثيق أنبيائي ورسلي‪ ،‬أخذت مواثيقهم لي‬
‫بالربوبية‪ ،‬ولك يا محمد بالنبوة‪ ،‬ولعلي بن أبي طالب بالولية‪- 12 (2) .‬‬
‫ما‪ :‬المفيد عن المظفر بن محمد عن محمد بن أحمد بن أبي الثلج عن‬
‫محمد بن موسى الهاشمي عن محمد بن عبد ال البداري عن أبيه عن ابن‬
‫محبوب عن أبي زكريا الموصلي عن جابر عن أبي جعفر عن أبيه عن جده‬
‫عليهم السلم إن رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( قال لعلي )عليه‬
‫السلم(‪ :‬أنت الذي احتج ال بك في ابتدائه الخلق حيث أقامهم أشباحا فقال‬
‫لهم‪ :‬ألست بربكم ؟ قالوا‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬ومحمد رسولي ؟ قالوا‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪:‬‬
‫وعلي أمير المؤمنين ؟ فأبى الخلق جميعا إل استكبارا وعتوا عن وليتك‬
‫إل نفر قليل‪ ،‬وهم أقل القلين وهم أصحاب اليمين‪ - 13 (3) .‬ما‪ :‬المفيد‬
‫عن الجعابي عن جعفر بن محمد بن سليمان عن داود بن رشيد عن محمد‬
‫بن إسحاق الثعلبي قال‪ :‬سمعت جعفر بن محمد )عليه السلم( يقول‪ :‬نحن‬
‫خيرة ال من خلقه‪ ،‬وشيعتنا خيرة ال من امة نبيه‪ - 14 (4) .‬ن‪ :‬بإسناد‬
‫التميمي عن الرضا عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال النبي )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ :‬الحسن والحسين خير أهل الرض بعدي وبعد أبيهما‪ ،‬وامهما‬
‫أفضل نساء أهل الرض )‪(5‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬إلى أفضل عشيرته‪ (2) .‬امالي ابن الشيخ‪ 63 :‬و ‪ (3) .64‬امالي‬
‫الشيخ‪ (4) .146 :‬امالي ابن الشيخ‪ (5) .48 :‬عيون الخبار‪.222 :‬‬

‫]‪[273‬‬

‫‪ - 15‬ن‪ :‬ابن عبدوس عن ابن قتيبة عن حمدان بن سليمان عن الهروي قال‪ :‬قلت‬
‫للرضا )عليه السلم(‪ :‬يا ابن رسول ال أخبرني عن الشجرة التي أكل منها‬
‫آدم وحوا ما كانت ؟ فقد اختلف الناس فيها‪ ،‬فمنهم من يروي أنها الحنطة‪،‬‬
‫ومنهم من يروي أنها العنب‪ ،‬ومنهم من يروي أنها شجرة الحسد‪ ،‬فقال كل‬
‫ذلك حق‪ .‬قلت‪ :‬فما معنى هذه الوجوه على اختلفها ؟ فقال‪ :‬يا أبا الصلت‬
‫إن شجرة الجنة تحمل أنواعا فكانت شجرة الحنطة وفيها عنب‪ ،‬وليست‬
‫كشجرة الدنيا‪ .‬وإن آدم لما أكرمه ال تعالى ذكره بإسجاد ملئكته له‬
‫وبادخاله الجنة قال في نفسه‪ :‬هل خلق ال بشرا أفضل مني ؟ فعلم ال‬
‫عزوجل ما وقع في نفسه فناداه‪ :‬ارفع رأسك يا آدم فانظر إلى ساق‬
‫عرشي‪ ،‬فرفع آدم رأسه فنظر إلى ساق العرش فوجد عليه مكتوبا ل إله إل‬
‫ال محمد رسول ال‪ ،‬علي بن أبي طالب أمير المؤمنين‪ ،‬وزوجته فاطمة‬
‫سيدة نساء العالمين‪ ،‬والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة‪ .‬فقال آدم‬
‫)عليه السلم(‪ :‬يا رب من هؤلء ؟ فقال عزوجل‪ :‬من ذريتك )‪ (1‬وهم خير‬
‫منك ومن جميع خلقي ولولهم ما خلقتك ول خلقت الجنة والنار ول‬
‫السماء والرض فاياك أن تنظر إليهم بعين الحسد فاخرجك عن جواري‪.‬‬
‫فنظر إليهم بعين الحسد وتمنى منزلتهم فتسلط الشيطان عليه حتى أكل من‬
‫الشجرة التي نهي عنها وتسلط على حواء لنظرها إلى فاطمة )عليها‬
‫السلم( بعين الحسد حتى أكلت من الشجرة كما أكل آدم فأخرجهما ال‬
‫عزوجل عن جنته وأهبطهما عن جواره إلى الرض‪ (2) .‬بيان‪ :‬لعل المراد‬
‫بنظر الحسد تمني أحوالهم والوصول إلى منازلهم‪ ،‬وكان ذلك منهما ترك‬
‫الولى لنه مع العلم بأن ال تعالى فضلهم عليهما كان ينبغي لهما أن يكونا‬
‫في مقام الرضا والتسليم وأن ل يتمنيا درجاتهم صلوات ال عليهم‪- 16 .‬‬
‫مع‪ :‬أبي عن سعد عن البرقى عن أبيه عن ابن سنان عن إبراهيم بن أبي‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬هولء من ذريتك‪ (2) .‬عيون الخبار‪.170 :‬‬

‫]‪[274‬‬

‫البلد عن سدير قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول أمير المؤمنين‬
‫)عليه السلم( إن أمرنا صعب مستصعب ل يقر به إل ملك مقرب أو نبي‬
‫مرسل أو عبد امتحن ال قلبه لليمان فقال‪ :‬إن في الملئكة مقربين وغير‬
‫مقربين‪ ،‬ومن النبياء مرسلين وغير مرسلين‪ ،‬ومن المؤمنين ممتحنين‬
‫وغير ممتحنين‪ ،‬فعرض أمركم هذا على الملئكة فلم يقر به إل المقربون‪،‬‬
‫وعرض على النبياء فلم يقر به إل المرسلون‪ ،‬وعرض على المؤمنين فلم‬
‫يقر به إل الممتحنون‪ ،‬قال‪ :‬ثم قال لي‪ :‬مر في حديثك‪ (1) .‬بيان‪ :‬لعل‬
‫المراد نفي القرار الكامل الذي يكون مع شوق ومحبة وإقبال كاملة‬
‫لعصمتهم عليهم السلم‪ - 17 .‬م‪ ،‬ن‪ :‬المفسر باسناده عن أبي محمد‬
‫العسكري عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬جاء رجل إلى الرضا )عليه السلم(‬
‫فقال له‪ :‬يابن رسول ال أخبرني عن قوله عزوجل‪ " :‬الحمد ل رب‬
‫العالمين " ما تفسيره ؟ فقال‪ :‬لقد حدثني أبي عن جدي عن الباقر عن زين‬
‫العابدين عن أبيه عليهم السلم أن رجل جاء إلى أمير المؤمنين )عليه‬
‫السلم( فقال‪ :‬أخبرني عن قول ال عزوجل‪ " :‬الحمد ل رب العالمين " ما‬
‫تفسيره ؟ فقال‪ :‬الحمد ل هو أن عرف )‪ (2‬عباده بعض نعمه عليهم جمل‬
‫إذ ل يقدرون على معرفة جميعها بالتفصيل‪ ،‬لنها أكثر من أن تحصى أو‬
‫تعرف‪ ،‬فقال لهم قولوا‪ :‬الحمد ل على ما أنعم به علينا رب العالمين‪ ،‬وهم‬
‫الجماعات )‪ (3‬من كل مخلوق من الجمادات والحيوانات‪ ،‬فأما الحيوانات‬
‫فهو يقلبها في قدرته ويغذوها من رزقه ويحوطها بكنفه ويدبر كل منها‬
‫بمصلحته‪ ،‬وأما الجمادات فهو يمسكها بقدرته يمسك المتصل منها أن‬
‫يتهافت‪ ،‬ويمسك المتهافت منها أن يتلصق‪ ،‬ويمسك السماء أن تقع على‬
‫الرض إل باذنه ويمسك الرض أن تنخسف إل بأمره‪ ،‬إن ال بعباده‬
‫رؤوف رحيم‪.‬‬
‫)‪ (1‬معاني الخبار‪ (2) .115 :‬في التفسير‪ :‬ان عرف ال‪ (3) .‬في نسخة من‬
‫التفسير‪ :‬رب العالمين يعنى مالك العالمين وهم الجماعة‪.‬‬

‫]‪[275‬‬

‫قال )عليه السلم(‪ :‬ورب العالمين‪ :‬مالكهم وخالقهم وسائق أرزاقهم إليهم من حيث‬
‫يعلمون ومن حيث ل يعلمون‪ ،‬فالرزق مقسوم‪ (1) .‬وهو يأتي ابن آدم على‬
‫أي سيرة سارها من الدنيا‪ ،‬ليس تقوى متق بزائده‪ ،‬ول فجور فاجر‬
‫بناقصه وبينه وبينه ستر )‪ (2‬وهو طالبه‪ ،‬ولو أن أحدكم يفر من رزقه‬
‫لطلبه رزقه كما يطلبه الموت‪ ،‬فقال )‪ (3‬ال جل جلله‪ :‬قولوا‪ :‬الحمد ل‬
‫على ما أنعم به علينا‪ ،‬وذكرنا به من خير في كتب الولين قبل أن نكون‪.‬‬
‫ففي هذا إيجاب على محمد وآل محمد عليهم السلم وعلى شيعتهم أن‬
‫يشكروه بما فضلهم )‪ (4‬وذلك أن رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم(‬
‫قال‪ :‬لما بعث ال عزوجل موسى بن عمران واصطفاه نجيا وفلق له البحر‬
‫ونجى بني إسرائيل وأعطاه التوراة واللواح رأى مكانه من ربه عزوجل‬
‫فقال‪ :‬يا رب لقد أكرمتني بكرامة لم تكرم بها أحدا قبلي‪ ،‬فقال ال جل‬
‫جلله‪ :‬يا موسى أما علمت أن محمدا )صلى ال عليه وآله وسلم( أفضل‬
‫عندي من جميع ملئكتي و جميع خلقي ؟ قال موسى‪ :‬يا رب فإن كان‬
‫محمد أكرم )‪ (5‬عندك من جميع خلقك فهل في آل النبياء أكرم من آلي ؟‬
‫قال ال جل جلله‪ :‬يا موسى أما علمت أن فضل آل محمد على جميع آل‬
‫النبيين كفضل محمد على جميع المرسلين ؟ فقال موسى‪ :‬يا رب فان كان‬
‫آل محمد كذلك فهل في امم النبياء أفضل عندك من امتي ؟ ظللت عليهم‬
‫الغمام‪ ،‬وأنزلت عليهم المن والسلوى‪ ،‬وفلقت لهم البحر فقال ال جل‬
‫جلله‪ :‬يا موسى أما علمت أن فضل امة محمد على جميع المم كفضله‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ .‬معلوم مقسوم‪ (2) .‬في التفسير‪ :‬شبر )سر خ ل(‪ (3) .‬في‬
‫التفسير‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬فقال ال جل جلله لهم‪(4) .‬‬
‫في التفسير‪ :‬على محمد وآل محمد )عليهم السلم( بما فضله وفضلهم‬
‫وعلى شيعتهم أن يشكروه بما فضلهم به على غيرهم‪ (5) .‬في نسخة من‬
‫التفسير‪ :‬أفضل‪.‬‬

‫]‪[276‬‬

‫على جميع خلقي‪ .‬فقال موسى‪ :‬يا رب ليتني كنت أراهم‪ ،‬فأوحى ال عزوجل إليه‪:‬‬
‫يا موسى إنك لن تراهم فليس هذا أوان ظهورهم‪ ،‬ولكن سوف تراهم في‬
‫الجنان جنات عدن والفردوس بحضرة محمد‪ ،‬في نعيمها يتقلبون وفي‬
‫خيراته يتبحبحون )‪ ،(1‬أفتحب أن اسمعك كلمهم ؟ فقال‪ :‬نعم إلهي‪ ،‬قال‬
‫ال جل جلله‪ :‬قم بين يدي واشدد ميزرك قيام العبد الذليل بين يدي الملك‬
‫الجليل‪ .‬ففعل ذلك موسى )عليه السلم( فنادى ربنا عزوجل‪ :‬يا امة محمد‪،‬‬
‫فأجابوه كلهم وهم في أصلب آبائهم وأرحام أمهاتهم‪ :‬لبيك اللهم لبيك ل‬
‫شريك لك )‪ (2‬لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك ل شريك )‪ (3‬لك‪ ،‬لك‪،‬‬
‫قال‪ :‬فجعل ال عزوجل تلك الجابة )‪ (4‬شعار الحج‪ .‬ثم نادى ربنا عزوجل‪:‬‬
‫يا امة محمد إن رحمتي سبقت غضبي وعفوي قبل عقابي‪ (5) .‬فقد‬
‫استجبت لكم من قبل أن تدعوني‪ ،‬وأعطيتكم من قبل أن تسألوني من لقيني‬
‫منكم بشهادة أن ل إله إل ال وحده ل شريك له‪ ،‬وأن محمدا عبده ورسوله‬
‫صادق في أقواله محق في أفعاله‪ ،‬وأن علي بن أبي طالب أخوه ووصيه‬
‫من بعده ووليه ويلتزم طاعته كما يلتزم طاعة محمد‪ ،‬وأن أولياءه‬
‫المصطفين المطهرين المبانين بعجائب آيات ال ودلئل حجج ال من‬
‫بعدهما أولياؤه أدخلته )‪ (6‬جنتي وإن كانت ذنوبه مثل زبد البحر‪ .‬قال‪ :‬فلما‬
‫بعث ال عزوجل نبينا محمدا )صلى ال عليه وآله وسلم( قال‪ :‬يا محمد‬
‫وما كنت بجانب‬

‫)‪ (1‬بحبح وتبحبح‪ :‬تمكن في المقام والحلول‪ (2) .‬في التفسير‪ :‬اللهم لبيك لبيك ل‬
‫شريك لك‪ (3) .‬في التفسير والعيون‪ :‬ان الحمد والنعمة والملك لك ل‬
‫شريك لك لبيك‪ (4) .‬في التفسير‪ :‬تلك الجابة منهم‪ (5) .‬في التفسير‪:‬‬
‫وعفوي سبق عقابي‪ (6) .‬في التفسير‪ :‬ادخله جنتي‪.‬‬

‫]‪[277‬‬

‫الطور إذ نادينا أمتك بهذه الكرامة‪ ،‬ثم قال عزوجل لمحمد )صلى ال عليه وآله‬
‫وسلم(‪ :‬قل‪ :‬الحمد ل رب العالمين على ما اختصني به من هذه الفضيلة‪،‬‬
‫وقال لمته‪ :‬قولوا أنتم‪ :‬الحمد ل رب العالمين على ما اختصنا به من هذه‬
‫الفضائل‪ - 18 (1) .‬يد‪ :‬ابن الوليد عن الصفار عن علي بن حسان عن‬
‫الحسن بن يونس عن عبد الرحمان بن كثير عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( في قول ال عزوجل " فطرة ال التي فطر الناس عليها )‪" (2‬‬
‫قال‪ :‬التوحيد ومحمد رسول ال وعلي أمير المؤمنين عليه السلم )‪19 .(3‬‬
‫‪ -‬يد‪ :‬الدقاق عن السدي عن البرمكي عن جذعان بن نصر عن سهل عن‬
‫ابن محبوب عن عبد الرحمان ابن كثير عن داود الرقي قال‪ :‬سألت أبا عبد‬
‫ال )عليه السلم( عن قوله عزوجل‪ " :‬وكان عرشه على الماء " )‪(4‬‬
‫فقال لي‪ :‬ما يقولون ؟ قلت‪ :‬يقولون‪ :‬إن العرش كان على الماء والرب‬
‫فوقه‪ ،‬فقال‪ :‬فقد كذبوا‪ ،‬من زعم هذا فقد صير ال محمول ووصفه بصفة‬
‫المخلوقين‪ (5) ،‬ولزمه أن الشئ الذي يحمله أقوى منه‪ .‬قلت‪ :‬بين لي‬
‫جعلت فداك‪ ،‬فقال‪ :‬إن ال حمل دينه وعلمه الماء قبل أن تكون أرض أو‬
‫سماء أو جن أو إنس أو شمس أو قمر‪ ،‬فلما أراد أن يخلق الخلق نثرهم‬
‫بين يديه فقال لهم‪ :‬من ربكم ؟ فكان أول من نطق رسول ال وأمير‬
‫المؤمنين والئمة صلوات ال عليهم‪ ،‬فقالوا‪ :‬أنت ربنا‪ ،‬فحملهم العلم‬
‫والدين‪ ،‬ثم قال للملئكة‪ :‬هؤلء حملة علمي وديني وامنائي في خلقي وهم‬
‫المسؤولون‪ .‬ثم قيل لبني آدم‪ :‬أقروا ل بالربوبية‪ ،،‬ولهؤلء النفر بالطاعة‪،‬‬
‫فقالوا ربنا أقررنا‪ ،‬فقال للملئكة‪ :‬اشهدوا‪ ،‬فقالت الملئكة‪ :‬شهدنا على أن‬
‫ل يقولوا )‪ (6‬إنا‬

‫)‪ (1‬تفسير العسكري‪ 11 :‬و ‪ 12‬عيون الخبار‪ 156 :‬و ‪ (2) .158‬الروم‪(3) .30 :‬‬
‫توحيد الصدوق‪ (4) .342 :‬هود‪ (5) .9 :‬في نسخة‪ :‬بصفة المخلوق‪) .‬‬
‫‪ (6‬في المصدر‪ :‬على ان ل يقولوا غدا‪.‬‬

‫]‪[278‬‬

‫كنا هذا غافلين‪ ،‬أو يقولوا‪ :‬إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا‬
‫بما فعل المبطلون‪ ،‬يا داود وليتنا مؤكدة عليهم في الميثاق )‪ - 20 .(1‬فر‪:‬‬
‫جعفر بن محمد الودي معنعنا عن جابر الجعفي قال‪ :‬قلت لبي جعفر‬
‫)عليه السلم(‪ :‬متى سمي أمير المؤمنين ؟ )‪ (2‬قال‪ :‬قال لي‪ :‬أو ما تقرأ‬
‫القرآن ؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬بلى قال‪ :‬فاقرأ قلت‪ :‬وما أقرء قال‪ :‬اقرأ‪ " :‬وإذ أخذ‬
‫ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست )‪(3‬‬
‫بربكم " فقال لي‪ :‬هيه إلى أيش ؟ ومحمد رسولي وعلي أمير المؤمنين‪،‬‬
‫فثم سماه يا جابر أمير المؤمنين )‪ .(4‬بيان‪ :‬قوله )عليه السلم(‪ :‬هيه‬
‫بالهاء للسكت‪ ،‬أي هي الية التي أردت‪ ،‬لكن ل تعرف أنها انتهت إلى‬
‫أيش‪ ،‬أي إلى أي شئ‪ ،‬ثم ذكر تتمة الميثاق‪ ،‬ويحتمل أن يكون هيه منعا‬
‫للقراءة وأمرا بالسكوت ليذكر تتمة الميثاق‪ ،‬في القاموس‪ :‬يقال لشئ‬
‫يطرد‪ :‬هيه هيه‪ ،‬بالكسر‪ ،‬وهي كلمة استزادة أيضا‪ - 21 .‬ير‪ :‬أحمد بن‬
‫محمد عن علي بن الحكم عن مفضل بن صالح عن جابر عن أبي جعفر‬
‫)عليه السلم( في قول ال عزوجل‪ " :‬ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي‬
‫ولم نجد له عزما )‪ " (5‬قال‪ :‬عهد إليه في محمد والئمة من بعده فترك‬
‫ولم يكن له عزم أنهم هكذا )‪ (6‬وإنما سمي اولو العزم اولو العزم لنه عهد‬
‫إليهم في محمد والوصيآء من بعده والمهدي وسيرته فأجمع عزمهم أن‬
‫ذلك كذلك والقرار به‪ (7) .‬بيان‪ :‬كأنه محمول على أنه لم يكن له )عليه‬
‫السلم( من العزم والهتمام التام والسرور‬
‫)‪ (1‬توحيد الصدوق‪ (2) .335 - 334 :‬في المصدر‪ :‬متى سمى على امير‬
‫المؤمنين‪ (3) .‬العراف‪ (4) .171 :‬تفسير فرات‪ (5) .45 :‬طه‪) .115 :‬‬
‫‪ (6‬في المصدر‪ :‬ولم يكن له عزم فيهم انهم هكذا‪ (7) .‬بصائر الدرجات‪:‬‬
‫‪.21‬‬

‫]‪[279‬‬

‫بهذا المر والتذكر له ما كان لولي العزم‪ ،‬وقد سبق الكلم فيه في أبواب أحواله‬
‫عليه السلم‪ - 22 .‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن داود العجلي‬
‫عن زرارة عن حمران عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬إن ال تبارك‬
‫وتعالى حيث خلق الخلق خلق ماء عذبا وماء مالحا اجاجا فامتزج الماء ان‬
‫فأخذ طينا من أديم الرض فعركه )‪ (1‬عركا شديدا فقال لصحاب اليمين‬
‫وهم كالذر يدبون‪ :‬إلى الجنة بسلم‪ ،‬وقال لصحاب الشمال يدبون‪ :‬إلى‬
‫النار ول أبالي‪ ،‬ثم قال‪ :‬ألست بربكم ؟ قالوا‪ :‬بلى شهدنا أن تقولوا يوم‬
‫القيامة إنا كنا عن هذا غافلين‪ .‬قال‪ :‬ثم أخذ الميثاق على النبيين فقال‪:‬‬
‫ألست بربكم ؟ ثم قال‪ :‬وأن هذا محمد رسول ال‪ ،‬وأن هذا علي أمير‬
‫المؤمنين ؟ قالوا‪ :‬بلى‪ ،‬فثبتت لهم النبوة‪ ،‬وأخذ الميثاق على اولي العزم‬
‫أني ربكم ومحمد رسول ال وعلي أمير المؤمنين وأوصياؤه من بعده ولة‬
‫أمري وخزان علمي‪ ،‬وأن المهدي أنتصر به لديني وأظهر به دولتي وأنتقم‬
‫به من أعدائي واعبد به طوعا وكرها‪ .‬قالوا‪ :‬أقررنا وشهدنا يا رب ولم‬
‫يجحد آدم ولم يقر فثبتت العزيمة لهؤلء الخمسة في المهدي‪ ،‬ولم يكن‬
‫لدم عزم على القرار به وهو قوله عزوجل‪ " :‬ولقد عهدنا إلى آدم من‬
‫قبل فنسي ولم نجد له عزما )‪ " (2‬قال‪ :‬إنما يعني فترك‪ .‬ثم أمر نارا‬
‫فتأججت فقال لصحاب الشمال‪ :‬ادخلوها‪ ،‬فهابوها‪ ،‬وقال لصحاب اليمين‪:‬‬
‫ادخلوها فدخلوها فكانت عليهم بردا وسلما‪ ،‬فقال أصحاب الشمال‪ :‬يا رب‬
‫أقلنا‪ ،‬فقال‪ :‬قد أقلتكم اذهبوا فادخلوها‪ ،‬فهابوها‪ ،‬فثم ثبتت الطاعة‬
‫والمعصية و الولية )‪ .(3‬ورواه أيضا عن علي بن الحكم عن هشام بن‬
‫سالم عن رجل عن أبي عبد ال‬

‫)‪ (1‬أي دلكه‪ (2) .‬طه‪ (3) .115 :‬بصائر الدرجات‪.21 :‬‬

‫]‪[280‬‬

‫)عليه السلم( مثله )‪ - 23 .(1‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن الحسن بن موسى عن علي‬


‫بن حسان عن عبد الرحمان بن كثير عن أبي عبد ال )عليه السلم( في‬
‫قوله عزوجل‪ " :‬وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم‬
‫على أنفسهم ألست بربكم " )‪ (2‬قال‪ :‬أخرج ال من ظهر آدم ذريته إلى‬
‫يوم القيامة كالذر فعرفهم نفسه‪ ،‬ولول ذلك لم يعرف أحد ربه‪ ،‬وقال‪ :‬ألست‬
‫بربكم ؟ قالوا‪ :‬بلى‪ ،‬وأن محمدا رسول ال وعليا أمير المؤمنين )‪- 24 .(3‬‬
‫ير‪ :‬ابن يزيد عن ابن محبوب عن محمد ابن الفضيل عن أبي الحسن )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬ولية علي مكتوبة في جميع صحف النبياء‪ ،‬ولن يبعث ال‬
‫نبيا إل بنبوة محمد و وصيه )‪ (4‬على صلوات ال عليهما )‪ .(5‬بيان‪ :‬كأن‬
‫" لن " هنا للتأكيد ل للتأبيد كما جوزه الزمخشري فيه أن التأكيد أيضا‬
‫للمستقبل‪ ،‬ويمكن أن يكون من جملة المكتوب في الصحف )‪ - 25 .(6‬ير‪:‬‬
‫أحمد بن محمد عن العباس عن ابن المغيرة عن أبي حفص عن أبي‬
‫هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال‪ :‬سمعت رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( يقول )‪ :(7‬يا علي ما بعث ال نبيا إل وقد دعاه إلى وليتك‬
‫طائعا أو كارها )‪ - 26 .(8‬ير‪ :‬الحسن بن علي بن النعمان عن يحيى بن‬
‫أبي زكريا عن أبيه و محمد بن سماعة عن فيض ابن أبي شيبة عن محمد‬
‫بن مسلم قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول‪:‬‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (2) .21 :‬العراف‪ (3) .172 :‬بصائر الدرجات‪ ،21 :‬ذكر‬
‫الحديث في المصدر المطبوع مرتين وفى أحدهما‪ :‬وعلى أمير المؤمنين‬
‫خليفتي واميني‪ (4) .‬في نسخة‪] :‬ووصية على[ والصحيح كما في‬
‫المصدر‪ :‬وولية وصيه على‪ (5) .‬بصائر الدرجات‪ (6) .21 :‬ويمكن ان‬
‫يكون مصحف لم‪ (7) .‬في المصدر‪ :‬قال‪ :‬رأيت رسول ال وسمعته يقول‪.‬‬
‫)‪ (8‬بصائر الدرجات‪(*) .21 :‬‬

‫]‪[281‬‬

‫إن ال تبارك وتعالى أخذ ميثاق النبيين على ولية علي وأخذ عهد النبيين بولية‬
‫علي‪ - 27 (1) .‬ير‪ :‬أحمد بن محمد بن علي بن الحكم عن ابن عميرة عن‬
‫الحضرمي عن حذيفة بن اسيد قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله‬
‫وسلم(‪ :‬ما تكاملت النبوة لنبي في الظلة حتى عرضت عليه وليتي وولية‬
‫أهل بيتي ومثلوا له فأقروا بطاعتهم ووليتهم‪ - 28 (2) .‬ير‪ :‬السندي بن‬
‫محمد عن يونس بن يعقوب عن عبد العلى قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه‬
‫السلم(‪ :‬ما نبئ نبي قط إل بمعرفة حقنا وبفضلنا على من سوانا‪ (3) .‬ير‪:‬‬
‫عبد ال بن عامر‪ ،‬عن ابن سنان‪ ،‬عن يونس بن يعقوب‪ ،‬عن عبد العلى‬
‫مثله‪ (4) .‬ير‪ :‬عبد ال بن محمد عن يونس بن يعقوب مثله‪ - 29 (5) .‬ير‪:‬‬
‫محمد بن عيسى عن محمد بن سليمان عن يونس بن يعقوب عن أبي‬
‫بصير عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬ما من نبي نبئ ول من رسول‬
‫ارسل إل بوليتنا و تفضيلنا على من سوانا‪ - 30 (6) .‬ير‪ :‬ابن يزيد عن‬
‫يحيى بن المبارك عن ابن جبلة عن حميد بن شعيب عن جابر قال‪ :‬قال أبو‬
‫جعفر )عليه السلم(‪ :‬وليتنا ولية ال التي لم يبعث نبيا قط إل بها )‪.(7‬‬
‫‪ - 31‬ير‪ :‬محمد بن الحسين عن وهيب ابن حفص عن أبي بصير عن أبي‬
‫جعفر )عليه السلم( مثله )‪ - 32 .(8‬ير‪ :‬حمزة بن يعلى عن محمد بن‬
‫الفضيل عن الثمالي عنه )عليه السلم( مثله )‪ - 33 .(9‬ير‪ :‬سلمة بن‬
‫الخطاب عن علي بن سيف عن العباس بن عامر عن أحمد بن‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ 21 :‬و ‪ 2) .22‬و ‪ (3‬بصائر الدرجات‪ 4) .51 :‬و ‪ (5‬بصائر‬
‫الدرجات‪ 22 :‬فيهما‪ :‬ما تنبئ‪ (9 - 6) .‬بصائر الدرجات‪.22 :‬‬

‫]‪[282‬‬

‫رزق عن محمد بن عبد الرحمان عن أبي عبد ال )عليه السلم( مثله )‪ .(1‬بيان‪:‬‬
‫ولية ال‪ ،‬أي ولية واجبة من ال على جميع المم‪ ،‬أو الحمل على‬
‫المبالغة أي لتقبل ولية ال إل بها‪ - 34 .‬ير‪ :‬ابن معروف عن سعدان عن‬
‫صباح المزني عن الحارث بن حصيرة عن حبة العرني قال‪ :‬قال أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬إن ال عرض وليتي على أهل السماوات وعلى‬
‫أهل الرض أقر بها من أقر وأنكرها من أنكر‪ ،‬أنكرها يونس فحبسه ال في‬
‫بطن الحوت حتى أقر بها )‪ - 35 .(2‬ير‪ :‬محمد بن أحمد عن ابن يزيد عن‬
‫ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن )عليه السلم( في قول‬
‫ال عزوجل‪ " :‬يوفون بالنذر " قال‪ :‬يوفون بالنذر الذي اخذ عليهم في‬
‫الميثاق من وليتنا )‪ - 36 .(3‬ير‪ :‬أحمد بن محمد بن علي بن الحكم عن‬
‫داود العجلي عن زرارة عن حمران عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬إن‬
‫ال تبارك وتعالى أخذ الميثاق على أولي العزم أني ربكم ومحمد رسولي‬
‫وعلي أمير المؤمنين وأوصياؤه من بعده ولة أمري وخزان علمي وأن‬
‫المهدي أنتصر به لديني )‪ - 37 .(4‬ص‪ :‬بالسناد عن الصدوق عن أبيه‬
‫عن محمد العطار عن الفزاري عن محمد بن عمران عن اللؤلؤي عن ابن‬
‫بزيع عن ابن ظبيان قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬اجتمع ولد آدم‬
‫في بيت فتشاجروا فقال بعضهم‪ :‬خير خلق ال أبونا آدم‪ ،‬وقال بعضهم‪:‬‬
‫الملئكة المقربون‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬حملة العرش‪ ،‬إذ دخل عليهم هبة ال‬
‫فقال بعضهم‪ :‬لقد جاءكم من يفرج عنكم فسلم ثم جلس فقال‪ :‬في أي شئ‬
‫كنتم ؟ فقالوا‪ :‬كنا نفكر في خير خلق ال فأخبروه فقال‪ :‬اصبروا لي قليل‬
‫حتى أرجع إليكم‪.‬‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (2) .22 :‬بصائر الدرجات‪ (3) 22 :‬بصائر الدرجات‪ 25 :‬و‬
‫‪ 26‬والية في النسان‪ (4) .7 :‬بصائر الدرجات‪.30 :‬‬
‫]‪[283‬‬

‫فأتى أباه فقال‪ :‬يا أبت إني دخلت على إخوتي وهم يتشاجرون في خير خلق ال‬
‫فسألوني فلم يكن عندي ما اخبرهم فقلت‪ :‬اصبروا حتى أرجع إليكم‪ ،‬فقال‬
‫آدم صلوات ال عليه‪ :‬يا بني وقفت بين يدي ال جل جلله فنظرت إلى‬
‫سطر على وجه العرش مكتوب‪ :‬بسم ال الرحمان الرحيم محمد وآل محمد‬
‫خير من برأ ال )‪ - 38 .(1‬ك‪ :‬ابن المتوكل عن السدي عن البرمكي عن‬
‫جعفر بن عبد ال عن الحسن بن سعيد عن محمد بن زياد عن ابن محرز‬
‫عن الصادق )عليه السلم( إن ال تبارك وتعالى علم آدم أسماء حجج ال‬
‫كلها ثم عرضهم وهم أرواح على الملئكة فقال‪ :‬أنبئوني بأسماء هؤلء إن‬
‫كنتم صادقين أنكم أحق بالخلفة في الرض لتسبيحكم وتقديسكم من آدم‪:‬‬
‫قالوا‪ :‬سبحانك ل علم لنا إل ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم‪ .‬قال ال تبارك‬
‫وتعالى‪ :‬يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم وقفوا على عظيم‬
‫منزلتهم عند ال تعالى ذكره فعلموا أنهم أحق بأن يكونوا خلفاء ال في‬
‫أرضه وحججه على بريته‪ ،‬ثم غيبهم عن أبصارهم واستعبدهم بوليتهم‬
‫ومحبتهم وقال لهم‪ :‬ألم أقل لكم إني أعلم غيب السموات والرض وأعلم ما‬
‫تبدون وما كنتم تكتمون )‪ - 39 .(2‬وحدثنا بذلك القطان عن السكري عن‬
‫الجوهري عن ابن عمارة عن أبيه عن الصادق )عليه السلم( )‪- 40 .(3‬‬
‫ص‪ :‬الصدوق عن أبيه عن سعد عن ابن عيسى عن البزنطي عن أبي‬
‫بصير عن أحدهما صلوات ال عليهما قال‪ :‬لما كان من أمر موسى الذي‬
‫كان أعطي مكتل )‪ (4‬فيه حوت مالح فقيل له‪ :‬هذا يدلك على صاحبك عند‬
‫عين ل يصيب منها شئ إل حي فانطلقا حتى بلغا الصخرة وجاوزا ثم قال‬
‫لفتاه‪ :‬آتنا غداءنا‪ ،‬فقال‪ :‬الحوت اتخذ في‬

‫)‪ (1‬قصص النبياء‪ :‬مخطوط‪ (2) .‬اكمال الدين‪ :‬واليات في البقرة‪(3) .33 - 30 :‬‬
‫اكمال الدين‪ (4) :‬المكتل‪ :‬زنبيل من خوص‪.‬‬

‫]‪[284‬‬

‫البحر سربا‪ ،‬فاقتصا الثر حتى أتيا صاحبهما في جزيرة في كساء جالسا فسلم عليه‬
‫وأجاب وتعجب وهو بأرض ليس بها سلم‪ .‬فقال‪ :‬من أنت ؟ قال‪ :‬موسى‪،‬‬
‫فقال‪ :‬ابن عمران الذي كلمه ال ؟ قال‪ :‬نعم قال‪ :‬فما جاء بك ؟ قال‪ :‬أتيتك‬
‫على أن تعلمني‪ ،‬قال‪ :‬إني وكلت بأمر ل تطيقه‪ ،‬فحدثه عن آل محمد وعن‬
‫بلئهم وعما يصيبهم حتى اشتد بكاؤهما وذكر له فضل محمد وعلي‬
‫وفاطمة والحسن والحسين وما اعطوا وما ابتلوا به فجعل يقول‪ :‬يا ليتني‬
‫من امة محمد )صلى ال عليه وآله( )‪ - 41 .(1‬ص‪ :‬الصدوق عن السكري‬
‫عن الجوهري عن ابن عمارة عن جابر الجعفي عن الباقر صلوات ال‬
‫عليه قال‪ :‬سألته عن تعبير الرؤيا عن دانيال أهو صحيح ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬كان‬
‫يوحى إليه وكان نبيا‪ ،‬وكان مما علمه ال تأويل الحاديث وكان صديقا‬
‫حكيما‪ ،‬وكان وال يدين بمحبتنا أهل البيت‪ ،‬قال جابر‪ :‬بمحبتكم أهل‬
‫البيت ؟ قال‪ :‬إي وال وما من نبي ول ملك إل وكان يدين بمحبتنا‪42 (2) .‬‬
‫‪ -‬ير‪ :‬محمد بن الحسين عن النضر عن عبد الغفار عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬إن ال تعالى قال لنبيه‪ " :‬شرع لكم من الدين ما وصى به‬
‫نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى " من‬
‫قبلك " أن أقيموا الدين ول تتفرقوا فيه " إنما يعني الولية " كبر على‬
‫المشركين ما تدعوهم إليه " )‪ (3‬يعني كبر على قومك يا محمد ما تدعوهم‬
‫إليه من تولية على )عليه السلم(‪ .‬قال‪ :‬إن ال قد أخذ ميثاق كل نبي وكل‬
‫مؤمن ليؤمنن بمحمد )صلى ال عليه واله وسلم( وعلى وبكل نبي‬
‫وبالولية‪ ،‬ثم قال لمحمد )صلى ال عليه وآله وسلم(‪ " :‬اولئك الذين هدى‬
‫ال فبهداهم‬

‫)‪ (1‬قصص النبياء‪ :‬مخطوط‪ (2) .‬قصص النبياء‪ :‬مخطوط‪ (3) .‬الشورى‪ 12 :‬و‬
‫‪.13‬‬

‫]‪[285‬‬

‫اقتده " )‪ (1‬يعني آدم ونوحا وكل نبي بعده‪ - 43 (2) .‬شف‪ :‬من كتاب محمد بن‬
‫أبي الثلج قال‪ :‬حدث الحسن بن محبوب عن أبي زكريا الموصلي عن جبير‬
‫الجعفي )‪ (3‬عن أبي جعفر عن أبيه عن جده أن النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله( قال لعلي )عليه السلم(‪ :‬أنت الذي احتج ال به في ابتداء الخلق‬
‫حيث أقامهم فقال‪ " :‬ألست بربكم " " قالوا " جميعا‪ " :‬بلى " فقال‪:‬‬
‫محمد رسولي‪ ،‬فقالوا جميعا‪ :‬بلى‪ ،‬فقال‪ :‬وعلي أمير المؤمنين‪ .‬فقال الخلق‬
‫جميعا )‪ :(4‬ل‪ ،‬استكبارا وعتوا عن وليتك إل نفر قليل وهم أقل القليل‬
‫وهم أصحاب اليمين‪ - 44 (5) .‬شف‪ :‬من كتاب المامة عن الحسن بن‬
‫الحسين النصاري عن يحيى بن العل عن معروف بن خربوذ المكي عن‬
‫أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬لو يعلم الناس متى سمي علي أمير المؤمنين‬
‫لم ينكروا حقه‪ ،‬فقيل له‪ :‬متى سمي ؟ فقرأ‪ " :‬وإذ أخذ ربك من بني آدم من‬
‫ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى " الية‬
‫قال‪ :‬محمد رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( وعلي أمير المؤمنين‪) .‬‬
‫‪ - 45 (6‬شف‪ :‬من كتاب بكر بن محمد الشامي عن محمد بن صالح التمار‬
‫عن الحسن بن علي عن زهير بن محمد عن محمد بن الحسين الطائي عن‬
‫إبراهيم بن محمد بن علي بن محمد عن ابن رئاب عن محمد بن فضيل عن‬
‫أبي الصباح الكناني عن جعفر بن محمد )عليهما السلم( قال‪ :‬أتى رجل‬
‫أمير المؤمنين )عليه السلم( وهو في مسجد الكوفة قد احتبى بسيفه قال‪:‬‬
‫يا أمير المؤمنين إن في القرآن آية قد أفسدت قلبي وشككتني في ديني‪ ،‬قال‬
‫له )عليه السلم(‪ :‬وما هي ؟ قال‪:‬‬

‫)‪ (1‬النعام‪ (2) .91 :‬بصائر الدرجات‪ (3) .151 :‬في المصدر‪ :‬عن جابر الجعفي‪.‬‬
‫)‪ (4‬في المصدر‪ :‬فقالوا جميعا‪ (5) .‬اليقين‪ 46 :‬و ‪ 55 :" " (6) .47‬و‬
‫‪.65‬‬

‫]‪[286‬‬

‫قوله عزوجل‪ " :‬واسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا " )‪ (1‬هل كان في ذلك‬
‫الزمان غيره نبيا يسأله ؟ فقال له علي صلوات ال عليه‪ :‬اجلس اخبرك‬
‫إنشاء ال‪ ،‬إن ال عزوجل يقول في كتابه " سبحان الذي أسرى بعبده ليل‬
‫من المسجد الحرام إلى المسجد القصى الذي باركنا حوله لنريه من أياتنا‬
‫" )‪ (2‬فكان من آيات ال عزوجل التي أراها محمدا )صلى ال عليه وآله‬
‫وسلم( أنه أتاه جبرئيل )عليه السلم( فاحتمله من مكة فوافى )‪ (3‬به بيت‬
‫المقدس في ساعة من الليل‪ .‬ثم أتاه بالبراق فرفعه إلى السماء ثم إلى البيت‬
‫المعمور فتوضأ جبرئيل وتوضأ النبي )صلى ال عليه وآله وسلم(‬
‫كوضوئه‪ ،‬وأذن جبرئيل وأقام مثنى مثنى‪ ،‬وقال للنبي )صلى ال عليه وآله‬
‫وسلم(‪ :‬تقدم فصل واجهر بصلتك فإن خلفك افقا )‪ (4‬من الملئكة ل يعلم‬
‫عددهم إل ال‪ ،‬وفي الصف الول أبوك آدم ونوح وهود وإبراهيم وموسى‬
‫وكل نبي أرسله ال مذ خلق السماوات والرض إلى أن بعثك يا محمد‪.‬‬
‫فتقدم النبي )صلى ال عليه وآله( فصلى بهم غير هائب ول محتشم‬
‫ركعتين‪ ،‬فما انصرف من صلته أوحى ال إليه‪ " :‬اسئل من أرسلنا من‬
‫قبلك من رسلنا " الية‪ .‬فالتفت إليهم النبي )صلى ال عليه وآله( فقال‪ :‬بم‬
‫تشهدون ؟ قالوا‪ :‬نشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له‪ ،‬وأنك رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( وأن عليا أمير المؤمنين ووصيك وكل نبي مات‬
‫خلف وصيا من عصبته غير هذا ‪ -‬وأشار إلى عيسى بن مريم ‪ -‬فإنه ل‬
‫عصبة له‪ ،‬وكان وصيه شمعون الصفا بن حمون بن عمامة‪ .‬ونشهد أنك‬
‫رسول ال سيد النبيين‪ ،‬وأن علي بن أبي طالب سيد الوصيين‪،‬‬

‫)‪ (1‬الزخرف‪ (2) .45 :‬السراء‪ (3) .2 :‬في المصدر‪ :‬فدنا‪ (4) .‬الفق‪ :‬الجماعة‬
‫الكثيرة وقيل هو على ما في الحديث مائة ألف أو يزيدون‪ .‬وفى المصدر‪:‬‬
‫صفوفا من الملئكة‪.،‬‬
‫]‪[287‬‬

‫أخذت على ذلك مواثيقنا لكما بالشهادة‪ ،‬فقال الرجل‪ :‬أحييت قلبي وفرجت عني يا‬
‫أمير المؤمنين‪ - 46 (1) .‬شى‪ :‬عن عبيد ال الحلبي عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ " :‬ما كان إبراهيم‬
‫يهوديا ول نصرانيا " ل يهوديا يصلي إلى المغرب ول نصرانيا يصلي إلي‬
‫المشرق‪ " ،‬ولكن كان حنيفا مسلما " على دين محمد )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ - 47 (2) .‬م‪ :‬قوله عزوجل‪ :‬يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي‬
‫أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون‪ (3) .‬قال المام‬
‫)عليه السلم(‪ :‬قال ال " يا بني إسرائيل " ولد يعقوب اسرائيل ال "‬
‫اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم " لما بعثت محمدا )صلى ال عليه وآله‬
‫وسلم( وأقررته في مدينتكم ولم أجشمكم )‪ (4‬الحط والترحال إليه‪،‬‬
‫وأوضحت علماته ودلئل صدقه )‪ (5‬لئل يشتبه عليكم حاله‪ " .‬وأوفوا‬
‫بعهدي " الذي أخذته على أسلفكم أنبياؤهم وأمروهم أن يؤدوه إلى‬
‫أخلفهم ليؤمنن )‪ (6‬بمحمد العربي القرشي الهاشمي المبان باليات‪،‬‬
‫المؤيد )‪ (7‬بالمعجزات التي منها أن كلمته ذراع مسمومة‪ ،‬وناطقه ذئب‪،‬‬
‫وحن إليه عود المنبر وكثر ال له القليل من الطعام‪ ،‬وألن له الصعب من‬
‫الحجار‪ ،‬وصلب له المياه السيالة ولم يؤيد نبيا من أنبيائه بدللة إل وجعل‬
‫له مثلها أو أفضل منها‪ .‬والذي جعل من أكبر آياته علي بن أبي طالب‬
‫شقيقه ورفيقه‪ ،‬عقله من عقله‬

‫)‪ (1‬اليقين‪ 147 :‬و ‪ (2) .149‬تفسير العياشي‪ 177 :‬والية في آل عمران‪) .61 :‬‬
‫‪ (3‬البقرة‪ (4) .39 :‬جشمه المر‪ :‬كلفه اياه‪ (5) .‬في نسخة من المصدر‪:‬‬
‫وامرائهم‪ (6) .‬في نسخة‪ :‬ليؤمنوا‪ (7) .‬في نسخة وفى المصدر‪:‬‬
‫والمؤيد‪.‬‬

‫]‪[288‬‬

‫وعلمه من علمه‪ ،‬وحكمه من حكمه‪ (1) ،‬مؤيد دينه بسيفه الباتر بعد أن قطع )‪(2‬‬
‫معاذير المعاندين بدليله القاهر‪ ،‬وعلمه الفاضل )‪ ،(3‬وفضله الكامل "‬
‫اوف بعهدكم " الذي أوجبت به لكم نعيم البد في دار الكرامة ومستقر‬
‫الرحمة‪ " .‬وإياي فارهبون " في مخالفة محمد )صلى ال عليه وآله‬
‫وسلم(‪ ،‬فاني القادر على صرف بلء من يعاديكم على موافقتي‪ ،‬وهم ل‬
‫يقدرون على صرف انتقامي عنكم إذا آثرتم مخالفتي )‪ - 48 (4‬قوله‬
‫عزوجل‪ " :‬وإذ أخذنا ميثاقكم " الية‪ ،‬قال المام‪ :‬قال ال تعالى لهم‪" :‬‬
‫وإذ أخذنا " أي واذكروا )‪ (5‬إذ أخذنا " ميثاقكم " وعهودكم أن تعملوا بما‬
‫في التوراة وما في )‪ (6‬الفرقان الذي أعطيته موسى مع الكتاب )‪(7‬‬
‫المخصوص بذكر محمد وعلي والطيبين من آلهما بأنهم سادة الخلق‬
‫والقوامون بالحق‪ :‬وإذ أخذنا ميثاقكم أن تقروا به وأن تؤدوه إلى أخلفكم‬
‫وتأمروهم أن يؤدوه إلى أخلفهم إلى آخر مقدراتي في الدنيا ليؤمنن بمحمد‬
‫نبي ال وليسلمن له ما يأمروهم في علي )‪ (8‬ولي ال عن ال وما يخبرهم‬
‫به من أحوال خلفائه بعده القوامين بحق ال‪ ،‬فأبيتم قبول ذلك‬
‫واستكبرتموه‪ " .‬ورفعنا فوقكم الطور " الجبل‪ ،‬أمرنا جبرئيل أن يقطع من‬
‫جبل فلسطين قطعة على قدر معسكر أسلفكم فرسخا في فرسخ فقطعها‬
‫وجاء بها فرفعها فوق رؤسهم فقال موسى )‪:(9‬‬

‫)‪ (1‬في نسخة‪ :‬وحلمه من حلمه‪ (2) .‬في نسخة‪ :‬بعد أن قطع‪ (3) .‬في نسخة‪:‬‬
‫وعلمه الفاصل‪ (4) .‬تفسير العسكري‪ 91 :‬و ‪ .92‬والية في البقرة ‪) .39‬‬
‫‪ (5‬في نسخة‪ :‬واذكروا‪ (6) .‬في نسخة‪ :‬وهما في القرآن‪ (7) .‬في نسخة‪:‬‬
‫من الكتاب‪ (8) .‬في المصدر‪ :‬ما يأمرهم أن يؤدوه في على‪ (9) .‬في‬
‫نسخة‪ :‬فقال موسى لهم‪.‬‬

‫]‪[289‬‬

‫إما أن تأخذوا بما امرتم به فيه‪ .‬وإما أن القي عليكم هذا الجبل‪ ،‬فالجئوا إلى قبوله‬
‫كارهين إل من عصمه ال من العناد )‪ (1‬فانه قبله طائعا مختارا‪ .‬ثم لما‬
‫قبلوه سجدوا وعفروا‪ ،‬وكثير منهم عفر خديه لرادة )‪ (2‬الخضوع ل‬
‫ولكن نظر إلى الجبل هل يقع أم ل‪ ،‬وآخرون سجدوا مختارين طائعين‪ .‬فقال‬
‫)‪ (3‬رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم(‪ :‬احمدوا ال معاشر شيعتنا‬
‫على توفيقه إياكم فانكم تعفرون في سجودكم ل كما عفره كفرة بني‬
‫إسرائيل‪ ،‬ولكن كما عفره خيارهم‪ ،‬قال ال عزوجل‪ " :‬خذوا ما آتيناكم‬
‫بقوة " من هذه الوامر والنواهي عن هذا المر الجليل من ذكر محمد‬
‫وعلي وآلهما الطيبين " واذكروا ما فيه " فيما آتيناكم‪ ،‬اذكروا جزيل‬
‫ثوابنا على قيامكم به وشديد عقابنا على إبائكم له " لعلكم تتقون " لتتقوا‬
‫المخالفة الموجبة للعذاب )‪ (4‬فتستحقوا بذلك جزيل الثواب‪ .‬قال ال‬
‫عزوجل )‪ " :(5‬ثم توليتم " يعني تولى أسلفكم " من بعد ذلك " عن‬
‫القيام به والوفاء بما عوهدوا عليه " فلول فضل ال عليكم ورحمته "‬
‫يعني على أسلفكم‪ ،‬لول فضل ال عليهم بامهاله إياهم للتوبة وإنظارهم‬
‫لمحو الخطيئة بالنابة " لكنتم من الخاسرين " )‪ (6‬المغبونين )‪ (7‬قد‬
‫خسرتم الخرة والدنيا‪ .‬لن الخرة فسدت )‪ (8‬عليكم بكفركم‪ ،‬والدنيا كان‬
‫ل يحصل لكم نعيمها لخترامنا )‪ (9‬لكم‪ ،‬و‬
‫)‪ (1‬في المصدر وفى نسخة من العباد‪ (2) .‬الصحيح كما في المصدر‪ :‬ل لرادة‬
‫الخضوع ل‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬ثم قال‪ :‬فقال‪ (4) .‬في المصدر وفى‬
‫نسخة‪ :‬للعقاب‪ (5) .‬في نسخة‪ :‬قال ال عزوجل لهم‪ (6) .‬البقرة‪ 61 :‬و‬
‫‪ (7) .62‬في نسخة الملعونين‪ (8) .‬في المصدر‪] :‬قد خسرتم الخرة قد‬
‫فسدت عليكم لكفرهم في الدنيا[ ولعل الصحيح‪ :‬وقد فسدت‪ (9) .‬في‬
‫المصدر‪] :‬لخترامها لكم[ أقول‪ :‬أي لخترامهم الدنيا لكم‪ .‬والخترام‬
‫الهلك والستئصال‪.‬‬

‫]‪[290‬‬

‫تبقى عليكم حسرات نفوسكم وأمانيكم التي قد اقتطعتم دونها‪ .‬ولكنا أمهلناكم للتوبة‬
‫وأنظرناكم للنابة‪ ،‬أي فعلنا ذلك بأسلفكم فتاب من تاب منهم فسعد وخرج‬
‫)‪ (1‬من صلبه من قدر أن يخرج منه الذرية الطيبة التي تطيب في الدنيا‬
‫بال تعالى معيشتها وتشرف في الخرة بطاعة ال مرتبتها‪ .‬وقال الحسين‬
‫بن علي )عليهما السلم(‪ :‬أما إنهم لو كانوا دعوا ال بمحمد وآله الطيبين‬
‫بصدق من نياتهم وصحة اعتقادهم من قلوبهم أن يعصمهم حتى ل يعاندوه‬
‫بعد مشاهدة تلك المعجزات الباهرات )‪ (2‬لفعل ذلك بجوده وكرمه‪ ،‬ولكنهم‬
‫قصروا فآثروا )‪ (3‬الهوينا )‪ (4‬ومضوا مع الهوى )‪ (5‬في طلب لذاتهم‪.‬‬
‫‪ - 49‬م‪ :‬ثم وجه ال العذل )‪ (6‬نحو اليهود في قوله‪ " :‬أفكلما جاءكم‬
‫رسول بما ل تهوى أنفسكم " فأخذ عهودكم ومواثيقكم بما ل تحبون من‬
‫بذل الطاعة لولياء ال الفضلين وعباده المنتجبين محمد وآله الطيبين‬
‫الطاهرين لما قالوا لكم كما أداه إليكم أسلفكم الذين قيل لهم‪ :‬إن ولية‬
‫محمد هي الغرض القصى والمراد الفضل ما خلق ال أحدا من خلقه ول‬
‫بعث أحدا من رسله إل ليدعوهم إلى ولية محمد وعلي وخلفائه ويأخذ به‬
‫عليهم العهد ليقيموا عليه )‪ (7‬وليعمل به سائر عوام المم‪ .‬فبهذا "‬
‫استكبرتم " كما استكبر أوائلكم حتى قتلوا زكريا ويحيى واستكبرتم أنتم‬
‫حتى رمتم )‪ (8‬قتل محمد وعلي فخيب ال سعيكم ورد في نحوركم كيدكم‪.‬‬

‫)‪ (1‬في نسخة‪ :‬واخرج‪ (2) .‬في نسخة‪ :‬الباهرة‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬ولكنهم تحيروا‬
‫واثروا‪ (4) .‬الهوينا تصغير الهونى مؤنث الهون وهى صفة بمعنى‬
‫الهين‪ (5) .‬التفسير المنسوب إلى المام العسكري )عليه السلم(‪ 105 :‬و‬
‫‪ (6) .106‬العذل‪ :‬الملمة‪ (7) .‬في المصدر‪ :‬ليقوموا عليه‪ (8) .‬أي حتى‬
‫طلبتم قتله‪.‬‬

‫]‪[291‬‬
‫وأما قوله تعالى‪ " :‬تقتلون " فمعناه‪ :‬قتلتم‪ ،‬كما تقول لمن توبخه‪ :‬ويلك كم تكذب‬
‫وكم تمخرق )‪ (1‬؟ ول تريد ما لم )‪ (2‬يفعله بعد‪ ،‬وإنما تريد‪ :‬كم فعلت‪،‬‬
‫وأنت عليه موطن‪ - 50 (3) .‬نى‪ :‬ابن عقدة عن القاسم بن محمد بن‬
‫الحسن بن حازم‪ ،‬عن عبيس بن هشام عن عبد ال بن جبلة عن عمران‬
‫بن قطر عن الشحام قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( هل كان رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( يعرف الئمة عليهم السلم ؟ قال‪ :‬كان نوح‬
‫)عليه السلم( يعرفهم‪ .‬الشاهد على ذلك قول ال عزوجل‪ " :‬شرع لكم من‬
‫الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى‬
‫وعيسى " قال‪ :‬شرع لكم من الدين يا معشر الشيعة ما وصى به نوحا‪) .‬‬
‫‪ - 51 (4‬كنز‪ :‬من كتاب الواحدة عن الحسن بن عبد ال الطروش عن‬
‫جعفر بن محمد البجلي عن أحمد بن محمد البرقي عن ابن أبي نجران عن‬
‫عاصم بن حميد عن الثمالي عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬قال أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬إن ال تبارك وتعالى أحد واحد تفرد في‬
‫وحدانيته‪ ،‬ثم تكلم بكلمة فصارت نورا‪ ،‬ثم خلق من ذلك النور محمدا صلى‬
‫ال عليه واله وسلم وخلقني وذريتي‪ ،‬ثم تكلم بكلمة فصارت روحا فأسكنه‬
‫ال في ذلك النور وأسكنه في أبداننا فنحن روح ال وكلماته‪ ،‬وبنا احتجب‬
‫عن خلقه‪ .‬فما زلنا في ظلة خضراء حيث ل شمس ول قمر ول ليل ول‬
‫نهار‪ ،‬ول عين تطرف‪ ،‬نعبده ونقدسه ونسبحه قبل أن يخلق خلقه‪ ،‬وأخذ‬
‫ميثاق النبياء باليمان والنصرة لنا‪ .‬وذلك قوله تعالى‪ " :‬وإذ أخذ ال‬
‫ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم‬
‫لتؤمنن به " يعني بمحمد )‪) (5‬صلى ال عليه وآله وسلم( ولتنصرن‬

‫)‪ (1‬أي كم تكذب وتموه وتختلق ؟ )‪ (2‬في المصدر‪ :‬ول تريد ما يفعله بعد‪(3) .‬‬
‫التفسير المنسوب إلى المام العسكري )عليه السلم(‪ 151 :‬و ‪152‬‬
‫والية في البقرة‪ (4) .82 :‬غيبة النعماني‪ :‬والية في الشو‪ :‬ى‪(5) .12 :‬‬
‫في نسخة‪ :‬يعنى محمدا‪.‬‬

‫]‪[292‬‬

‫وصيه فقد آمنوا بمحمد ولم ينصروا وصيه وسينصرونه جميعا‪ .‬وإن ال أخذ‬
‫ميثاقي مع ميثاق محمد بالنصرة بعضنا لبعض‪ ،‬فقد نصرت محمدا )صلى‬
‫ال عليه وآله( وجاهدت بين يديه وقتلت عدوه ووفيت ال بما أخذ علي‬
‫من الميثاق والعهد والنصرة لمحمد )صلى ال عليه وآله وسلم(‪ ،‬ولم‬
‫ينصرني أحد من أنبيائه ورسله لما قبضهم ال إليه وسوف ينصرونني‪) .‬‬
‫‪ (1‬بيان‪ :‬قوله )عليه السلم(‪ :‬وبنا احتجب‪ ،‬أي جعلنا حجابا بينه وبين‬
‫خلقه‪ ،‬فكما أن الحجاب واسطة بين المحجوب والمحجوب عنه فكذلك هم‬
‫وسائط بينه تعالى وبين خلقه‪ ،‬أو المعنى احتجب معنا عن خلقه فجعلنا‬
‫محجوبين عنهم كما احتجب عنهم‪ ،‬ولعل ما بعده به أنسب‪ - 52 .‬كنز‪ :‬نقل‬
‫)‪ (2‬من خط الشيخ أبي جعفر الطوسي قدس ال روحه من كتاب مسائل‬
‫البلدان رواه باسناده عن أبي محمد الفضل بن شاذان يرفعه الى جابر بن‬
‫يزيد الجعفي عن رجل من أصحاب أمير المؤمنين )عليه السلم( قال‪ :‬دخل‬
‫سلمان رضي ال عنه على أمير المؤمنين فسأله عن نفسه‪ .‬فقال‪ :‬يا‬
‫سلمان أنا الذي دعيت )‪ (3‬المم كلها إلى طاعتي فكفرت فعذبت بالنار وأنا‬
‫خازنها عليهم حقا أقول يا سلمان‪ :‬إنه ل يعرفني أحد حق معرفتي إل كان‬
‫معي في المل ال على‪ .‬قال‪ :‬ثم دخل الحسن والحسين عليهما السلم فقال‪:‬‬
‫يا سلمان هذان شنفاعرش )‪ (4‬رب العالمين‪ (5) ،‬وبهما تشرق الجنان‪،‬‬
‫وامهما خيرة النسوان‪ ،‬أخذ ال على الناس الميثاق بي فصدق من صدق‬
‫وكذب من كذب فهو في النار‪ ،‬وأنا الحجة البالغة و‬

‫)‪ (1‬كنز جامع الفوائد‪ 55 :‬والية في آل عمران‪ (2) .76 :‬في نسخة‪] :‬نقلت[ وفى‬
‫المصدر‪ :‬نقلته‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬إذا دعيت‪ (4) .‬الشنف‪ :‬ما علق في‬
‫الذن أو اعلها من الحلى‪ (5) .‬في المصدر‪] :‬بهما[ بل عاطف‪.‬‬

‫]‪[293‬‬

‫الكلمة الباقية‪ ،‬وأنا سفير )‪ (1‬السفراء‪ .‬قال سلمان‪ :‬يا أمير المؤمنين لقد وجدتك‬
‫في التوراة كذلك وفي النجيل كذلك بأبي أنت وامي يا قتيل كوفان‪ ،‬وال‬
‫لول أن يقول الناس‪ :‬واشوقاه رحم ال قاتل سلمان لقلت فيك مقال تشمئز‬
‫منه النفوس‪ ،‬لنك حجة ال الذي به تاب على آدم وبك انجي يوسف من‬
‫الجب‪ ،‬وأنت قصة أيوب وسبب تغير نعمة ال عليه‪ .‬فقال أمير المؤمنين‬
‫)عليه السلم(‪ :‬أتدري ما قصة أيوب وسبب تغير نعمة ال عليه ؟ قال‪ :‬ال‬
‫أعلم وأنت يا أمير المؤمنين‪ ،‬قال‪ :‬لما كان عند النبعاث للنطق )‪ (2‬شك‬
‫أيوب في ملكي )‪ (3‬فقال‪ :‬هذا خطب جليل وأمر جسيم‪ ،‬قال ال عزوجل‪ :‬يا‬
‫أيوب أتشك في صورة أقمته أنا ؟ إني ابتليت آدم بالبلء فوهبته له‬
‫وصفحت عنه بالتسليم عليه بامرة المؤمنين وأنت تقول‪ :‬خطب جليل وأمر‬
‫جسيم ؟ فوعزتي لذيقنك من عذابي أو تتوب إلي بالطاعة لمير المؤمنين‪.‬‬
‫ثم أدركته السعادة بي‪ ،‬يعني أنه تاب وأذعن بالطاعة لمير المؤمنين )عليه‬
‫السلم( وعلى ذريته الطيبين )عليهم السلم(‪ - 53 (4) .‬فر‪ :‬علي بن‬
‫عتاب معنعنا عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬لو أن الجهال من هذه‬
‫المة يعرفون متى سمي أمير المؤمنين لم ينكروا‪ ،‬وإن ال تعالى حين أخذ‬
‫ميثاق ذرية آدم )عليه السلم( وذلك فيما أنزل ال على محمد )صلى ال‬
‫عليه وآله وسلم( في كتابه فنزل به جبرئيل كما قرأناه يا جابر ألم تسمع‬
‫ال يقول في كتابه‪ " :‬وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم‬
‫وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى " وأن محمدا رسول ال وأن‬
‫عليا أمير المؤمنين ؟ فوال لسماه ال تعالى أمير المؤمنين في الظلة حيث‬
‫أخذ من ذرية آدم‬

‫)‪ (1‬في نسخة‪] :‬سفر[ والسفير‪ :‬الرسول المصلح بين القوم‪ (2) .‬في نسخة من‬
‫الكتاب والمصدر‪ :‬للمنطق‪ (3) .‬شك أيوب وتلكأ‪ (4) .‬كنز جامع الفوائد‪:‬‬
‫‪ 264‬و ‪ ،265‬فيه انه تاب إلى ال‪.‬‬

‫]‪[294‬‬

‫الميثاق )‪ - 54 .(1‬فر‪ :‬ابن القاسم معنعنا عن أبي عبد ال )عليه السلم( قوله‬
‫تعالى‪ " :‬وإذ أخذ ربك من بني آدم " إلى آخر الية‪ ،‬قال‪ :‬أخرج ال من‬
‫ظهر آدم ذريته إلى يوم القيامة فخرجوا كالذر فعرفهم نفسه‪ ،‬واراهم نفسه‬
‫ولول ذلك لم يعرف أحد ربه قال‪ " :‬ألست بربكم قالوا بلى " قال‪ :‬فان‬
‫محمدا )صلى ال عليه وآله( عبدي ورسولي وإن عليا أمير المؤمنين‬
‫خليفتي وأميني )‪ - 55 .(2‬وقال النبي )صلى ال عليه وآله وسلم(‪ :‬كل‬
‫مولود يولد على المعرفة )‪ (3‬بأن ال تعالى خالقه وذلك قوله تعالى‪ :‬ولئن‬
‫سألتهم من خلقهم ليقولن ال )‪ - 56 .(4‬ختص‪ :‬ابن سنان عن المفضل بن‬
‫عمر قال‪ :‬قال لي أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬إن ال تبارك وتعالى توحد‬
‫بملكه فعرف عباده نفسه ثم فوض إليهم أمره وأباح لهم جنته‪ ،‬فمن أراد‬
‫ال أن يطهر قلبه من الجن والنس عرفه وليتنا‪ ،‬ومن أراد أن يطمس‬
‫على قلبه أمسك عنه معرفتنا‪ .‬ثم قال‪ :‬يا مفضل وال ما استوجب آدم أن‬
‫يخلقه ال بيده وينفخ فيه من روحه إل بولية علي )عليه السلم(‪ ،‬وما كلم‬
‫ال موسى تكليما إل بولية علي )عليه السلم(‪ ،‬ول أقام ال عيسى بن‬
‫مريم آية للعالمين‪ ،‬إل بالخضوع لعلي )عليه السلم(‪ ،‬ثم قال‪ :‬اجمل المر‬
‫ما استأهل خلق من ال النظر إليه إل بالعبودية لنا )‪ - 57 .(5‬مشارق‬
‫النوار باسناده عن الحسن بن محبوب عن جابر عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( إن رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( قال لعلي )عليه‬
‫السلم(‪ :‬يا علي أنت الذي احتج ال بك على‬

‫)‪ (1‬تفسير فرات‪ 47 :‬و ‪ 48‬فيه‪] :‬حيث اخذ ميثاق ذرية آدم[ والية في العراف‪:‬‬
‫‪ (2) .172‬تفسير فرات‪ 49 :‬والية في العراف‪ (3) .172 :‬في المصدر‪:‬‬
‫يولد على الفطرة‪ (4) .‬تفسير فرات‪ 49 :‬والية في الزخرف‪(5) .88 :‬‬
‫الختصاص‪.250 :‬‬
‫]‪[295‬‬

‫الخلئق حين أقامهم أشباحا في ابتدائهم وقال لهم‪ :‬ألست بربكم قالوا بلى " )‪(1‬‬
‫فقال‪ :‬ومحمد نبيكم ؟ قالوا‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬وعلي إمامكم ؟ قال‪ :‬فأبى الخلئق‬
‫جميعا عن وليتك والقرار بفضلك‪ ،‬وعتوا عنها استكبارا إل قليل منهم‪،‬‬
‫وهم أصحاب اليمين وهم أقل القليل‪ ،‬وإن في السماء الرابعة ملك يقول في‬
‫تسبيحه‪ :‬سبحان من دل هذا الخلق القليل من هذا العالم الكثير على هذا‬
‫الفضل الجليل )‪ - 58 .(2‬كنز‪ :‬محمد بن العباس عن علي بن أحمد بن حاتم‬
‫عن حسن بن عبد الواحد عن سليمان بن محمد بن )‪ (3‬أبي فاطمة عن‬
‫جابر بن إسحاق البصري عن النضر بن إسماعيل الواسطي عن جوهر عن‬
‫الضحاك عن ابن عباس في قول ال عزوجل‪ " :‬وما كنت بجانب الغربي إذ‬
‫قضينا إلى موسى المر وما كنت من الشاهدين )‪ " (4‬قال‪ :‬بالخلفة‬
‫ليوشع بن نون من بعده‪ .‬ثم قال ال‪ :‬لن أدع نبيا من غير وصي وأنا باعث‬
‫نبيا عربيا وجاعل وصيه عليا‪ ،‬فذلك قوله‪ " :‬وما كنت بجانب الغربي إذ‬
‫قضينا إلى موسى المر " في الوصاية وحدثة بما هو كائن بعده‪ .‬قال ابن‬
‫عباس‪ :‬وحدث ال نبيه )صلى ال عليه وآله وسلم بما هو كائن وحدثه‬
‫باختلف هذه المة من بعده‪ ،‬فمن زعم أن رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( مات بغير وصية )‪ (5‬فقد كذب على ال عزوجل وعلى نبيه )صلى‬
‫ال عليه وآله(‪ - 59 .‬وجاء في تفسير أهل البيت صلوات ال عليهم‪ :‬قال‪:‬‬
‫روى بعض أصحابنا‬

‫)‪ (1‬العراف‪ (2) .172 :‬مشارق النوار‪ (3) .:‬في المصدر‪ :‬عن سليمان بن محمد‬
‫عن ابى فاطمة جابر بن اسحاق‪ (4) .‬القصص‪ (5) .45 :‬في المصدر‪ :‬ما‬
‫تعين وصيه‪.‬‬

‫]‪[296‬‬

‫عن سعيد بن الخطاب يرفعه )‪ (1‬إلى أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال‬
‫عزوجل " وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى موسى المر وما كنت من‬
‫الشاهدين " قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬إنما هي‪ :‬أو ما كنت بجانب‬
‫الغربي إذ قضينا إلى موسى المر وما كنت من الشاهدين‪ - 60 .‬قال أبو‬
‫عبد ال )عليه السلم( في بعض رسائله‪ :‬ليس موقف أوقف ال سبحانه‬
‫نبيه فيه ليشهده ويستشهده إل ومعه أخوه وقرينه وابن عمه ووصيه‬
‫ويؤخذ ميثاقهما معا صلوات ال عليهما وعلى ذريتهما الطيبين )‪- 61 .(2‬‬
‫كنز‪ :‬محمد بن العباس عن جعفر بن محمد بن مالك عن الحسن بن علي‬
‫بن مروان عن طاهر بن مدرار )‪ (3‬عن أخيه عن أبي سعيد المدائني قال‬
‫سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال عز وجل‪ " :‬وما كنت بجانب‬
‫الطور إذ نادينا " قال‪ :‬كتاب كتبه ال عزوجل‪ :‬في ورقة آس قبل أن يخلق‬
‫الخلق بألفي عام فيها مكتوب‪ :‬يا شيعة آل محمد أعطيتكم قبل أن تسألوني‪،‬‬
‫وغفرت لكم قبل أن تستغفروني‪ ،‬من أتى منكم بولية محمد وآل محمد‬
‫أسكنته جنتي برحمتي )‪ - 62 .(4‬وروى شيخنا الطوسي رحمه ال‬
‫باسناده عن الفضل بن شاذان يرفعه إلى سليمان الديلمي عنه )عليه‬
‫السلم( مثله )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬حديثا يرفعه‪ (2) .‬كنز جامع الفوائد‪ 214 :‬و ‪ (3) .215‬في‬
‫المصدر‪ :‬طاهر بن مروان‪ (4) .‬كنز جامع الفوائد‪ 215 :‬والية في‬
‫القصص‪ (5) .45 :‬كنز جامع الفوائد‪ 215 :‬متنه هكذا‪ :‬قال قلت لسيدي‬
‫أبى عبد ال )عليه السلم(‪ :‬ما معنى قول ال عز وجل‪ " :‬وما كنت‬
‫بجانب الطور إذ نادينا " قال كتاب كتبه ال عزوجل قبل أن يخلق الخلق‬
‫بالفى عام في ورقة آس فوضعها على العرش‪ ،‬قلت‪ :‬يا سيدى وما في‬
‫ذلك الكتاب ؟ قال‪ :‬في الكتاب مكتوب ا ‍ه وفيه‪ :‬وغفرت لكم قبل أن‬
‫تعصوني وعفوت عنكم قبل أن تذنبوا من جاءني منكم ا‍ه‪.‬‬

‫]‪[297‬‬

‫‪ - 63‬كنز‪ :‬الحسن بن أبي الحسن الديلمي باسناده عن فرج بن أبي شيبة قال‪:‬‬
‫سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( وقد تل هذه الية‪ " :‬وإذ أخذ ال ميثاق‬
‫النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم‬
‫لتؤمنن به " يعني رسول ال )صلى ال عليه وآله( " ولتنصرنه " يعني‬
‫وصيه أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ ،‬ولم يبعث ال نبيا ول رسول إل وأخذ‬
‫عليه الميثاق لمحمد )صلى ال عليه وآله وسلم( بالنبوة ولعلي )عليه‬
‫السلم( بالمامة )‪ .(1‬بيان‪ :‬يحتمل كون الضمير في الموضعين راجعا إلى‬
‫الرسول )صلى ال عليه وآله وسلم(‪ ،‬لكن يكون نصرته بنصرة أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم( )‪ - 64 .(2‬عد‪ :‬يجب أن يعتقد أن ال عزوجل لم‬
‫يخلق خلقا أفضل من محمد )صلى ال عليه وآله وسلم( والئمة )عليهم‬
‫السلم(‪ ،‬وأنهم أحب الخلق إلى ال عزوجل وأكرمهم وأولهم إقرارا به لما‬
‫أخذ ال ميثاق النبيين في الذر‪ ،‬وأن ال تعالى أعطى )‪ (3‬كل نبي على قدر‬
‫معرفته نبينا )صلى ال عليه وآله وسلم( وسبقه إلى القرار به‪ ،‬ويعتقد أن‬
‫ال تعالى خلق جميع ما خلق )‪ (4‬له ولهل بيته عليهم السلم‪ ،‬وأنه‬
‫لولهم ما خلق السماء ول الرض ول الجنة ول النار ول آدم ول حواء ول‬
‫الملئكة ول شيئا مما خلق‪ ،‬صلوات ال عليهم أجمعين )‪ .(5‬تأكيد وتأييد‪:‬‬
‫اعلم أن ما ذكره رحمه ال من فضل نبينا وأئمتنا صلوات ال عليهم على‬
‫جميع المخلوقات وكون أئمتنا عليهم السلم أفضل من سائر النبياء‪ ،‬هو‬
‫الذي ل يرتاب فيه من تتبع أخبارهم عليهم السلم على وجه الذعان‬
‫واليقين‪ ،‬والخبار في ذلك أكثر من أن تحصى‪ ،‬وإنما أوردنا في هذا الباب‬
‫قليل منها‪ ،‬وهي متفرقة في البواب ل سيما باب صفات النبياء وأصنافهم‬
‫عليهم السلم‪ ،‬وباب أنهم عليهم السلم كلمة ال‪ ،‬وباب بدو أنوارهم وباب‬
‫أنهم أعلم من النبياء‪ ،‬وأبواب فضائل أمير المؤمنين وفاطمة‬

‫)‪ (1‬كنز جامع الفوائد‪ 54 :‬و ‪ 55‬والية في آل عمران‪ (2) .76 :‬النسختان‬
‫الخطيتان اللتان عندي خاليتان عن البيان‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬اعطى ما‬
‫اعطى كل نبى على قدر معرفته ومعرفة نبينا محمد )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ (4) .‬في المصدر جميع الخلق له‪ (5) .‬اعتقادات الصدوق‪ 106 :‬و‬
‫‪.107‬‬

‫]‪[298‬‬

‫صلوات ال عليهما‪ ،‬وعليه عمدة المامية‪ ،‬ول يأبى ذلك إل جاهل بالخبار‪ .‬قال‬
‫الشيخ المفيد رحمه ال في كتاب المقالت‪ :‬قد قطع قوم من أهل المامة‬
‫بفضل الئمة من آل محمد عليهم السلم على سائر من تقدم من الرسل‬
‫والنبياء سوى نبينا محمد )صلى ال عليه وآله وسلم( وأوجب فريق منهم‬
‫لهم الفضل على جميع النبياء سوى اولي العزم منهم عليهم السلم وأبى‬
‫القولين فريق منهم آخر وقطعوا بفضل النبياء كلهم على سائر الئمة‬
‫عليهم السلم‪ .‬وهذا باب ليس للعقول في إيجابه والمنع منه مجال‪ ،‬ول‬
‫على أحد القوال إجماع وقد جاءت آثار عن النبي )صلى ال عليه وآله‬
‫وسلم( في أمير المؤمنين )عليه السلم( وذريته من الئمة عليهم السلم‬
‫والخبار عن الئمة الصادقين عليهم السلم أيضا من بعد‪ ،‬وفي القرآن‬
‫مواضع تقوي العزم على ما قاله الفريق الول في هذا المعنى‪ ،‬وأنا ناظر‬
‫فيه وبال أعتصم من الضلل انتهى )‪ - 65 .(1‬وقال الكراجكي رحمه ال‬
‫في كنز الفوائد‪ :‬أخبرني القاضي علي بن محمد البغدادي عن أحمد بن‬
‫محمد الجوهري عن محمد بن لحق بن سابق )‪ (2‬عن أبيه عن الشرقي‬
‫بن القطامي عن تميم بن المري عن الجارود بن المنذر العبدي وكان‬
‫نصرانيا فأسلم عام الحديبية وحسن إسلمه وكان قاريا للكتب‪ ،‬عالما‬
‫بتأويلها على وجه الدهر وسالف العصر‪ ،‬بصيرا بالفلسفة والطب‪ ،‬ذا رأي‬
‫أصيل ووجهة جميل‪ ،‬أنشأ يحدثنا في أيام عمر بن الخطاب قال‪ :‬وفدت على‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( في رجال من عبد القيس ذوي‬
‫أحلم وأسنان وسماحة )‪ (3‬وبيان وحجة وبرهان‪ ،‬فلما بصروا به )صلى‬
‫ال عليه وآله وسلم( راعهم منظره ومحضره فصدهم عن بيانهم )‪(4‬‬
‫واعترتهم العرواء في أبدانهم‪ ،‬فقال زعيم القوم لي‪ :‬دونك )‪(5‬‬
‫)‪ (1‬أوائل المقالت‪ 42 :‬و ‪ (2) .43‬في المصدر‪ :‬عن محمد بن لحق بن سابق عن‬
‫هشام بن محمد بن سائب الكلبى عن أبيه‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬وفصاحة‬
‫وبيان‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬راعهم منظره ومحضره عن بيانهم‪ (5) .‬في‬
‫المصدر‪ :‬دونك من أممت بنا‪.‬‬

‫]‪[299‬‬

‫فما نستطيع أن نكلمه‪ .‬فاستقدمت دونهم إليه فوقفت بين يديه فقلت‪ :‬سلم عليك‬
‫يارسول ال‪ ،‬بأبي أنت وامي‪ ،‬ثم أنشأت أقول‪ :‬يا نبي الهدى أتتك رجال *‬
‫قطعت قرددا وآل فآل جابت البيد والمهامه حتى * عالها من طوى السرى‬
‫ما عال )‪ (1‬قطعت دونك الصحاصح تهوى * ل تعد الكلل فيك كلل كل‬
‫دهناء يقصر الطرف عنها * أرقلتها قلصنا إرقال ثم لما رأتك أحسن مرءا‬
‫)‪ * (2‬أفحمت عنك هيبة وجلل تتقي شر بأس يوم عصيب * هائل أوجل‬
‫القلوب وهال ونداء لمحشر الناس طرا * وحسابا لمن تمادى ضلل نحو‬
‫نور من الله وبرهان * ونعمة وبر أن تنال وأمان منه لدى الحشر والنشر‬
‫* إذ الخلق )‪ (3‬ل يطيق السؤال فلك الحوض والشفاعة والكو * ثر‬
‫والفضل أن ينص السؤال خصك ال يابن آمنة الخير * إذا ما بكت سجال‬
‫سجال )‪ (4‬أنبأ الولون باسمك فينا * وبأسماء بعده تتتال قال‪ :‬فأقبل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم علي بصفحة وجهه المبارك شمت‬
‫منه ضياء المعا ساطعا كوميض البرق‪ ،‬فقال‪ :‬يا جارود لقد تأخر بك‬
‫وبقومك الموعد‪ ،‬وقد كنت وعدته قبل عامي ذلك أن أفد إليه بقومي فلم آته‬
‫وأتيته في عام الحديبية‪ .‬فقلت‪ :‬يارسول ال بنفسي أنت ما كان إبطائي‬
‫عنك إل أن جلة قومي أبطاؤا عن إجابتي حتى ساقها ال إليك لما أرادها )‬
‫‪ (5‬من الخير لديك‪ ،‬فأما من تأخر عنه‬

‫)‪ (1‬في نسخة وفى المصدر‪ :‬غالها من طوى السرى ما غال‪ (2) .‬في المصدر‪:‬‬
‫احسن مرئى‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬إذا الخلق‪ (4) .‬في نسخة‪ :‬إذا ما تلت‬
‫سجال سجال‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬لما ارادها به‪.‬‬

‫]‪[300‬‬

‫فحظه فات منك فتلك أعظم حوبة وأكبر عقوبة‪ ،‬ولو كانوا ممن رآك لما تخلفوا‬
‫عنك‪ .‬وكان عنده رجل ل أعرفه‪ ،‬قلت‪ :‬ومن هو ؟ قالوا‪ (1) :‬سلمان‬
‫الفارسي ذو البرهان العظيم والشأن القديم‪ ،‬فقال سلمان‪ :‬وكيف عرفته يا‬
‫أخا عبد القيس من قبل إتيانه ؟ فأقبلت على رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله وسلم( وهو يتلل ويشرق وجهه نورا وسرورا فقلت‪ :‬يا رسول ال‬
‫إن قسا كان ينتظر زمانك ويتوكف إبانك )‪ (2‬ويهتف باسمك واسم أبيك‬
‫وامك وبأسماء لست أصيبها معك ول أراها فيمن اتبعك‪ ،‬قال سلمان‪:‬‬
‫فأخبرنا‪ ،‬وأنشأت أحدثهم ورسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( يسمع‬
‫والقوم سامعون واعون‪ .‬قلت‪ :‬يا رسول ال لقد شهدت قسا وقد خرج من‬
‫ناد )‪ (3‬من أندية أياد إلى صحصح ذي قتاد‪ ،‬وسمر وعتاد‪ ،‬وهو مشتمل‬
‫بنجاد‪ ،‬فوقف في إضحيان ليل كالشمس رافعا إلى السماء وجهه واصبعه‪،‬‬
‫فدنوت منه فسمعته يقول‪ :‬اللهم رب هذه السبعة ال رقعة‪ ،‬والرضين‬
‫الممرعة‪ ،‬وبمحمد والثلثة المحامدة معه‪ ،‬والعليين الربعة‪ (4) ،‬وسبطيه‬
‫المنيفة ال رفعة‪ ،‬والسري اللمعة‪ ،‬وسمي الكليم الضرعة‪ ،‬والحسن ذي‬
‫الرفعة‪ ،‬أولئك النقباء الشفعة‪ ،‬والطريق المهيعة‪ ،‬ودرسة النجيل )‪(5‬‬
‫وحفظة التنزيل على عدد النقباء من بني إسرائيل محاة الضاليل‪ ،‬ونفاة‬
‫الباطيل‪ ،‬الصادقو القيل‪ ،‬عليهم تقوم الساعة‪ ،‬وبهم تنال الشفاعة‪ ،‬ولهم‬
‫من ال فرض الطاعة‪ ،‬ثم قال‪ :‬اللهم ليتني مدركهم ولو بعد لي من عمري‬
‫ومحياي‪ ،‬ثم أنشأ يقول‪ :‬متى أنا قبل الموت للحق مدرك * وإن كان لي من‬
‫بعد هاتيك مهلك وإن غالني الدهر الحزون )‪ (6‬بغوله * فقد غال من قبلي‬
‫ومن بعد يوشك‬

‫)‪ (1‬قي المصدر‪ :‬قالوا‪ :‬هو‪ (2) .‬ابان الشئ بكسر الهمزة وتشديد الباء‪ :‬اوله‪.‬‬
‫حينه‪ (3) .‬النادى‪ :‬المجلس‪ (4) .‬في نسخة وفى المصدر‪] :‬وسبطيه‬
‫النبعة ال رفعة[ وفى اخرى‪ :‬التبعة‪ (5) .‬وورثة النجيل‪ (6) .‬في‬
‫المصدر‪ :‬الحرون‪.‬‬

‫]‪[301‬‬

‫فل غرو أني سالك مسلك اللى )‪ * (1‬وشيكا ومن ذا للردى ليس يسلك ثم آب‬
‫يكفكف دمعه ويرن رنين البكرة قد بريت ببراءة )‪ (2‬وهو يقول‪ :‬أقسم قس‬
‫قسما * ليس به مكتتما لو عاش ألفي سنة * لم يلق منها سأما حتى يلقي‬
‫أحمد * والنقباء الحكماء أوصياء )‪ (3‬أحمد * أكرم من تحت السماء ذرية‬
‫فاطمة * أكرم بها من فطما يعمى العباد عنهم * وهم جلء للعمى لست‬
‫بناس ذكرهم * حتى أحل الرجماء ثم قلت‪ :‬يا رسول ال أنبئني أنبأك ال‬
‫بخير عن هذه السماء التي لم نشهدها وأشهدنا قس )‪ .(4‬فقال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا جارود ليلة أسري بي إلى السماء أوحى ال‬
‫عزوجل إلي‪ :‬أن سل من أرسلنا قبلك من رسلنا على ما بعثوا‪ ،‬فقلت‪(5) :‬‬
‫على ما بعثتم ؟ فقالوا‪ :‬على نبوتك وولية علي بن أبي طالب والئمة‬
‫منكما‪ ،‬ثم أوحى ال إلي‪ :‬أن التفت عن يمين العرش‪ ،‬فالتفت فإذا علي‬
‫والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد‬
‫وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد‬
‫والحسن بن علي والمهدي في ضحضاح )‪ (6‬من نور يصلون‪ ،‬فقال لي‬
‫الرب تعالى‪ :‬هؤلء الحجج‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬مسلك الولى‪ (2) .‬في نسخة‪ :‬ببرة‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬هم‬
‫أوصياء‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬واشهدنا قس ذكرها‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬فقلت‬
‫لهم‪ (6) .‬ماء ضحضاح‪ :‬قريب القعر‪.‬‬

‫]‪[302‬‬

‫أوليائي‪ ،‬وهذا )‪ (1‬المنتقم من أعدائي‪ .‬قال الجارود‪ :‬فقال لي سلمان‪ :‬يا جارود‬
‫هؤلء المذكورون في التوراة والنجيل والزبور‪ ،‬فانصرفت بقومي وأنا‬
‫أقول‪ :‬أتيتك يابن آمنة الرسول * لكي بك أهتدي النهج السبيل فقلت فكان‬
‫)‪ (2‬قولك قول حق * وصدق ما بدا لك أن تقول وبصرت العمى من عبد‬
‫شمس )‪ * (3‬وكل كان من عمه )‪ (4‬ضليل وأنبأناك عن قس اليادي *‬
‫مقال فيك ظلت به جديل وأسماء عمت عنا فآلت * إلى علم وكنت بها‬
‫جهول )‪ (5‬بيان‪ :‬العرواء بضم العين وفتح الراء‪ :‬قرة الحمى ومسها في‬
‫أول رعدتها والقردد‪ :‬الموضع المرتفع من الرض‪ .‬والل‪ :‬السراب‪.‬‬
‫والجوب‪ :‬القطع‪ .‬والبيد بالكسر جمع البيداء وهي الفلة والمهمه‪ :‬القفر‪.‬‬
‫وعال في الرض‪ :‬ذهب ودار‪ .‬وفي النسخ بالمعجمة من المغاولة وهي‬
‫المبادرة في السير‪ .‬والغول‪ :‬بعد المفازة والمشقة‪ .‬والطوى‪ :‬الجوع‪.‬‬
‫وكغني‪ :‬الساعة من الليل‪ .‬والصحصح‪ :‬الرض المستوية الواسعة‪.‬‬
‫والدهناء‪ :‬الفلة‪ .‬وأرقل‪ :‬أسرع‪ ،‬والمفازة‪ :‬قطعها‪ .‬والقلوص من البل‪:‬‬
‫الشابة‪ .‬وكل شئ أظهرته فقد نصصته‪ .‬ويقال‪ :‬شام البرق‪ :‬إذا نظر إليه أين‬
‫يقصد وأين يمطر‪ .‬ويقال‪ :‬توكف الخبر‪ :‬إذا انتظر وكفه‪ ،‬أي وقوعه‪.‬‬
‫والقتاد كسحاب‪ :‬شجر صلب شوكه كالبر‪ .‬والسمر بضم الميم‪ :‬شجر‬
‫معروف‪ .‬والعتاد‪ :‬العدة‪ ،‬والقدح الضخم‪ ،‬وهما غير مناسبين‪ ،‬والعتود‪:‬‬
‫السدرة‪ ،‬ولعله جمع كذا على غير القياس‪.‬‬

‫)‪ (1‬أي المهدى )عليه السلم(‪ (2) .‬في نسخة‪ :‬وكان‪ (3) .‬في نسخة‪ :‬من عبد‬
‫قيس‪ (4) .‬العمه‪ :‬التردد في الضلل‪ (5) .‬كنز الكراجكى‪258 - 256 :‬‬
‫وفيه‪ :‬وكن بها جهول‪.‬‬

‫]‪[303‬‬
‫والنجاد ككتاب‪ :‬حمائل السيف‪ .‬وليلة إضحيانة بالكسر‪ :‬مضيئة‪ .‬والرقعة جمع رقيع‬
‫وهو السماء وأمرع الوادي‪ :‬أكل‪ .‬والسرى كغني‪ :‬النهر الصغير‪ ،‬و هو‬
‫كناية عن جعفر )عليه السلم( لنه أيضا في اللغة بمعنى النهر الصغير‪،‬‬
‫واللي كالسعي‪ :‬البطاء‪ ،‬وغاله‪ :‬أهلكه‪ .‬وقوله‪ :‬ل غرو‪ ،‬أي ل عجب‪،‬‬
‫والوشيك‪ :‬السريع‪ .‬وكفكفه‪ :‬دفعه وصرفه وبرى السهم‪ :‬نحته‪ ،‬والبراءة‪:‬‬
‫السكين يبري بها القوس‪ .‬وجدله‪ :‬أحكم فتله‪ .‬و الرجم بالتحريك‪ :‬القبر‪.‬‬
‫أقول‪ :‬قال الكراجكي رحمه ال‪ :‬تسأل )‪ (1‬في هذا الخبر عن ثلثة‬
‫مواضع‪ :‬أحدها أن يقال لك‪ :‬كان النبياء المرسلون قبل رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( وعليهم قد ماتوا‪ ،‬فكيف يصح سؤالهم في السماء ؟‬
‫وثانيها‪ :‬أن يقال لك‪ :‬ما معنى قوله‪ :‬إنهم بعثوا على نبوته وولية علي و‬
‫الئمة من ولده عليهم السلم ؟ وثالثها‪ :‬أن يقال لك‪ :‬كيف يصح أن يكون‬
‫الئمة الثنا عشر عليهم السلم في تلك الحال في السماء‪ ،‬ونحن نعلم‬
‫ضرورة خلف هذا ! لن أمير المؤمنين )عليه السلم( كان في ذلك الوقت‬
‫بمكة في الرض‪ ،‬ولم يدع )‪ (2‬قط ول ادعى له أحد أنه صعد إلى السماء‪،‬‬
‫فأما الئمة من ولده فلم يكن وجد أحد منهم بعد ول ولد‪ ،‬فما معنى ذلك إن‬
‫كان الخبر حقا ؟ فأما الجواب عن السؤال الول فانا ل نشك )‪ (3‬في موت‬
‫النبياء عليهم السلم غير أن الخبر قد ورد بأن ال تعالى يرفعهم بعد‬
‫مماتهم إلى سمائه‪ ،‬وأنهم يكونون فيها أحياء متنعمين إلى يوم القيامة‪،‬‬
‫ليس ذلك بمستحيل في قدرة ال سبحانه‪ ،‬وقد ورد عن النبي )صلى ال‬
‫عليه وآله( أنه قال‪ :‬أنا أكرم عند ال من أن يدعني في الرض أكثر من‬
‫ثلث‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬اعلم ايدك ال انك تسأل‪ (2) .‬في نسخة‪ :‬ولم تدع‪ (3) .‬في‬
‫المصدر‪ :‬فهو أنا‪.‬‬

‫]‪[304‬‬

‫وهكذا عندنا حكم الئمة عليهم السلم‪ .‬قال النبي )صلى ال عليه وآله وسلم(‪ " :‬لو‬
‫مات نبي بالمشرق ومات وصيه بالمغرب لجمع ال بينهما " وليس‬
‫زيارتنا لمشاهدهم على أنهم بها‪ ،‬ولكن أشرف المواضع‪ (1) ،‬فكانت غيبت‬
‫الجسام فيها‪ ،‬ولعبادة أيضا ندبنا إليها‪ ،‬فيصح على هذا أن يكون النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله وسلم( رأى النبياء عليهم السلم في السماء فسألهم‬
‫كما أمره ال تعالى‪ .‬وبعد فقد قال ال تعالى‪ " :‬ول تحسبن الذين قتلوا في‬
‫سبيل ال أمواتا بل أحياء عند ربهم )‪ " (2‬فإذا كان المؤمنون الذين قتلوا‬
‫في سبيل ال على هذا الوصف فكيف ينكر أن النبياء عليهم السلم بعد‬
‫موتهم أحياء منعمون في السماء‪ ،‬وقد اتصلت الخبار من طريق الخاص‬
‫والعام بتصحيح هذا‪ .‬وأجمع الرواة على أن النبي )صلى ال عليه وآله‬
‫وسلم( لما خوطب بفرض الصلة ليلة المعراج و هو في السماء قال له‬
‫موسى )عليه السلم(‪ " :‬إن امتك ل تطيق " وإنه راجع إلى ال تعالى‬
‫دفعة بعد اخرى‪ ،‬وما حصل عليه التفاق فلم يبق فيه كذب‪ .‬وأما الجواب‬
‫عن السؤال الثاني فهو أن يكون النبياء عليهم السلم قد اعلموا بأنه‬
‫سيبعث نبيا يكون خاتمهم وناسخا بشرعه شرائعهم‪ ،‬واعلموا أنه أجلهم‬
‫وأفضلهم‪ ،‬وأنه سيكون أوصياؤه من بعده حفظة لشرعه وحملة لدينه‬
‫وحججا على امته‪ ،‬فوجب على النبياء عليهم السلم التصديق بما أخبروا‬
‫به والقرار بجميعه‪ .‬أخبرني الشريف يحيى بن أحمد بن إبراهيم بن‬
‫طباطبائي الحسيني )‪ (3‬عن عبد الواحد بن عبد ال الموصلي عن أبي‬
‫علي بن همام عن عبد ال بن جعفر الحميري عن عبد ال بن محمد عن‬
‫محمد بن أحمد عن يونس بن يعقوب عن عبد العلى بن أعين قال‪ :‬سمعت‬
‫أبا عبد ال الصادق )عليه السلم( يقول‪ :‬ما تنبأ نبي قط إل بمعرفة حقنا‬
‫وتفضيلنا على من سوانا‪.‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ولكن الشرف المواضع‪ (2) .‬آل عمران‪ (3) .163 :‬في نسخة‪:‬‬
‫الحسنى‪.‬‬

‫]‪[305‬‬

‫وإن المة مجمعة على أن النبياء )عليهم السلم( قد بشروا بنبينا )صلى ال عليه‬
‫وآله وسلم( ونبهوا على أمره‪ ،‬ول يصح منهم ذاك إل وقد أعلمهم ال‬
‫تعالى به فصدقوا وآمنوا بالمخبر به وكذلك قد روت الشيعة أنهم قد بشروا‬
‫بالئمة أوصياء رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم(‪ .‬وأما الجواب عن‬
‫السؤال الثالث فهو أنه يجوز أن يكون تعالى أحدث لرسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( في الحال صورا كصور الئمة عليهم السلم ليراهم أجمعين‬
‫على كمالهم كمن شاهد )‪ (1‬أشخاصهم برؤية مثالهم‪ ،‬ويشكر ال تعالى‬
‫على ما منحه من تفضيلهم وإجللهم‪ ،‬وهذا في الممكن المقدور )‪.(2‬‬
‫ويجوز أيضا أن يكون ال تعالى خلق على صورهم ملئكة في سمائه‬
‫يسبحونه ويقدسونه لتراهم ملئكته الذين قد أعلمهم بأنهم سيكونون )‪(3‬‬
‫في أرضه حججا له على خلقه‪ ،‬فتتأكد عندهم منازلهم وتكون رؤيتهم‬
‫تذكارا لهم بهم وبما سيكون من أمرهم‪ .‬وقد جاء في الحديث أن رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله وسلم( رأى في السماء لما عرج به ملكا على صورة‬
‫أمير المؤمنين صلوات ال عليه‪ .‬وهذا خبر اتفق )‪ (4‬أصحاب الحديثين‬
‫على نقله‪ ،‬حدثني به من طريق العامة أبو الحسن محمد بن أحمد بن‬
‫شاذان عن جعفر بن محمد بن مسرور عن الحسين بن محمد عن أحمد بن‬
‫علويه عن إبراهيم بن محمد عن عبد ال بن صالح عن حديد بن عبد‬
‫الحميد عن مجاهد عن ابن عباس قال‪ :‬سمعت رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( يقول‪ :‬لما اسري بي إلى السماء ما مررت بمل من الملئكة إل‬
‫سألوني عن علي بن أبي طالب حتى ظننت أن اسم علي أشهر في السماء‬
‫من اسمي‪ .‬فلما بلغت السماء الرابعة نظرت إلى ملك الموت )عليه السلم(‬
‫فقال لي‪ :‬يا محمد‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬فيكون كمن شاهد‪ (2) .‬في نسخة‪] :‬وهذا في الممكن من‬
‫المقدور[ وفى المصدر‪ :‬وهذا في العقول من الممكن المقدور‪ (3) .‬في‬
‫المصدر‪ :‬يكونون‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬قد اتفق‪.‬‬

‫]‪[306‬‬

‫ما خلق ال خلقا إل أقبض روحه بيدي ما خل أنت وعلي‪ ،‬فإن ال جل جلله يقبض‬
‫أرواحكما بقدرته‪ .‬فلما صرت تحت العرش نظرت فإذا أنا بعلي بن أبي‬
‫طالب واقفا تحت عرش ربي‪ ،‬فقلت‪ :‬يا علي سبقتني ؟ فقال لي جبرئيل‬
‫)عليه السلم(‪ :‬يا محمد من هذا الذي يكلمك ؟ قلت‪ :‬هذا أخي علي بن أبي‬
‫طالب‪ ،‬قال لي‪ :‬يا محمد ليس هذا عليا ولكنه ملك من ملئكة الرحمان خلقه‬
‫ال على صورة علي بن أبي طالب‪ ،‬فنحن الملئكة المقربون كلما اشتقنا‬
‫إلى وجه علي بن أبي طالب زرنا هذا الملك لكرامة علي بن أبي طالب على‬
‫ال سبحانه‪ .‬فيصح على هذا الوجه أن يكون الذين رآهم رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( ملئكة على صور الئمة عليهم السلم‪ ،‬وجميع ذلك داخل‬
‫في باب التجويز والمكان‪ ،‬والحمد ل )‪ (1‬انتهى كلمه رفع ال مقامه‪.‬‬
‫أقول‪ :‬ويحتمل أيضا في رؤية من مضى ومن لم يأت أن يكون )صلى ال‬
‫عليه وآله( رأى أجسادهم المثالية أو أرواحهم على القول بتجسمها‪ ،‬وقد‬
‫مر بعض القول في ذلك في كتاب المعاد وال يهدي إلى الرشاد‪- 66 .‬‬
‫مناقب محمد بن أحمد بن شاذان القمي عن أبي معاوية عن العمش عن‬
‫أبي وائل عن عبد ال قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم(‪ :‬قال‬
‫قال لي جبرئيل )عليه السلم(‪ :‬يا محمد علي خير البشر من أبى فقد كفر‪.‬‬
‫‪ - 67‬وباسناده عن الرضا عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله وسلم( لعلي بن أبي طالب )عليه السلم(‪ :‬يا علي أنت‬
‫خير البشر ل يشك فيه إل كافر )‪ - 68 .(2‬وعن أنس عن عائشة قال‬
‫سمعت رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم(‪ :‬يقول‪ :‬علي بن أبي طالب‬
‫خير البشر من أبى فقد كفر‪ ،‬فقيل‪ :‬فلم حاربته ؟ فقالت‪ :‬وال ما حاربته من‬
‫ذات نفسي وما حملني عليه إل طلحة والزبير‪(3) .‬‬
‫)‪ (1‬كنز الكراجكى ‪ (2) .260 - 258 -‬ايضاح دفائن النواصب‪ 40 :‬و ‪(3) .41‬‬
‫ايضاح دفائن النواصب‪.43 :‬‬

‫]‪[307‬‬

‫‪ - 69‬وعن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬لما عرج بي إلى‬
‫السماء انتهى بي المسير مع جبرئيل إلى السماء الرابعة فرأيت بيتا من‬
‫ياقوت أحمر‪ ،‬فقال لي جبرئيل‪ :‬يا محمد هذا هو البيت المعمور خلقه ال‬
‫تعالى قبل خلق السماوات والرضين بخمسين ألف عام‪ ،‬قم يا محمد فصل‬
‫إليه‪ .‬قال النبي )صلى ال عليه وآله وسلم(‪ :‬وجمع ال إلى النبيين فصفهم‬
‫جبرئيل )عليه السلم( ورائي صفا فصليت بهم فلما سلمت أتاني آت من‬
‫عند ربي فقال لي‪ :‬يا محمد ربك يقرئك السلم ويقول لك‪ :‬سل الرسل على‬
‫ماذا أرسلتهم من قبلك ؟ فقلت‪ :‬معاشر الرسل على ماذا بعثكم ربي قبلي ؟‬
‫فقالت الرسل‪ :‬على وليتك وولية علي بن أبي طالب‪ ،‬وهو قوله تعالى‪:‬‬
‫واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا‪ - 70 (1) .‬كتاب المحتضر للحسن‬
‫بن سليمان مما رواه من تفسير محمد بن العباس بن مروان عن جعفر بن‬
‫محمد الحسني عن علي بن إبراهيم القطان عن عباد بن يعقوب عن محمد‬
‫بن فضيل عن محمد بن سوقه عن علقمة عن ابن مسعود قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله(‪ .‬سلم في حديث السرى‪ :‬فإذا ملك قد أتاني فقال‪:‬‬
‫يا محمد سل من أرسلنا قبلك من رسلنا على ما بعثوا‪ ،‬فقلت معاشر الرسل‬
‫والنبيين على ما بعثكم ال قبلي ؟ )‪ (2‬قالوا‪ :‬على وليتك يا محمد وولية‬
‫علي بن أبي طالب )عليه السلم(‪ - 71 (3) .‬ومما رواه من كتاب المعراج‬
‫عن الصدوق عن أحمد بن محمد الصقر عن محمد بن العباس بن بسام عن‬
‫عبد ال بن محمد المهلبي عن أحمد بن صبيح عن الحسن بن جعفر عن‬
‫أبيه عن منصور عن موسى بن جعفر عن أبيه عن جده عليهم السلم قال‪:‬‬
‫لما عرج بالنبي )صلى ال عليه وآله وسلم( إلى السماء قال العزيز‬
‫عزوجل‪ " :‬آمن الرسول بما انزل إليه من ربه " قال‪ :‬قلت )‪" :(4‬‬
‫والمؤمنون " )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬ايضاح دفائن النواصب‪ 49 :‬والية في الزخرف‪ (2) .45 :‬في المصدر‪ :‬على‬
‫ما بعثتم قبلى ؟ فقالوا‪ (3) .‬المحتضر‪ (4) .125 :‬في المصدر‪ :‬فقال‪:‬‬
‫والمؤمنون‪ (5) .‬البقرة‪.285 :‬‬

‫]‪[308‬‬
‫قال‪ :‬صدقت يا محمد من خلفت لمتك ؟ وهو أعلم )‪ (1‬قلت‪ :‬خيرها لهلها قال‪:‬‬
‫صدقت يا محمد‪ ،‬إني اطلعت إلى الرض اطلعة فاخترتك منها ثم شققت‬
‫لك اسما من أسمائي‪ ،‬فل اذكر في موضع إل ذكرت معي‪ ،‬وأنا المحمود )‬
‫‪ (2‬وأنت محمد‪ ،‬ثم اطلعت إليها اطلعة اخرى فاخترت منها عليا فجعلته )‬
‫‪ (3‬وصيك فأنت سيد النبياء وعلي سيد الوصياء‪ (4) .‬إني خلقتك وخلقت‬
‫عليا وفاطمة والحسن والحسين من شبح نور‪ ،‬ثم عرضت وليتهم على‬
‫الملئكة وسائر خلقي وهم أرواح )‪ (5‬فمن قبلها كان عندي من المقربين‬
‫ومن جحدها كان عندي من الكافرين‪ .‬يا محمد وعزتي وجللي لو أن عبدا‬
‫عبدني حتى ينقطع أو يصير كالشن )‪ (6‬البالي ثم أتاني جاحدا لوليتهم لم‬
‫أدخله جنتي ول أظللته تحت عرشي‪ - 72 (7) .‬ومما رواه من كتاب السيد‬
‫حسن بن كبش باسناده عن إسماعيل بن علي الدعبلي عن أبيه عن الرضا‬
‫عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم(‬
‫لعلي بن أبي طالب )عليه السلم(‪ :‬يا علي أنت خير البشر ل يشك فيك إل‬
‫كافر‪ - 73 (8) .‬ومنه عن وهب بن منبه قال‪ :‬إن موسى )عليه السلم(‬
‫نظر ليلة الخطاب إلى كل شجرة في الطور وكل حجر ونبات ينطق بذكر‬
‫محمد واثني عشر وصيا له من‬

‫)‪ (1‬أي وال أعلم بمن خلفت‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬فانا المحمود‪ (3) .‬في المصدر‪:‬‬
‫وجعلته‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬فانت خير النبياء وهو خير الوصياء‪ ،‬يا‬
‫محمد انى )‪ (5‬في المصدر‪ :‬من شبح نوري ثم عرضتهم على الملئكة‬
‫وسائر خلقي واردت وليتهم وهم أرواح‪ (6) .‬الشن‪ :‬القربة الخلق‬
‫الصغيرة‪ (7) .‬المحتضر‪ 147 :‬و ‪ 148‬فيه‪ :‬ول اظله‪ (8) .‬المحتضر‪:‬‬
‫‪ 151‬فيه‪ :‬ال من كفر‪.‬‬

‫]‪[309‬‬

‫بعده‪ ،‬فقال موسى‪ :‬إلهي ل أرى شيئا خلقته إل وهو ناطق بذكر محمد وأوصيائه‬
‫الثنى عشر‪ ،‬فما منزلة هؤلء عندك ؟ قال‪ :‬يابن عمران إني خلقتهم قبل‬
‫أن أخلق النوار خلقتهم في خزانة قدسي ترتع في رياض مشيتي‪ ،‬وتتنسم‬
‫من روح جبروتي‪ ،‬وتشاهد أقطار ملكوتي حتى إذا شئت بمشيتي أنفذت‬
‫قضائي وقدري‪ .‬يا ابن عمران إني سبقت بهم السباق حتى ازخرف بهم‬
‫جناني‪ ،‬يابن عمران تمسك بذكرهم فانهم خزنة علمي وعيبة حكمتي‬
‫ومعدن نوري‪ .‬قال حسين بن علوان‪ :‬فذكرت ذلك لجعفر بن محمد )عليه‬
‫السلم( فقال‪ :‬حق ذلك‪ ،‬هم اثنا عشر من آل محمد‪ :‬علي والحسن‬
‫والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي ومن شاء ال‪ ،‬قلت‪ :‬جعلت‬
‫فداك إنما سألتك لتبين الحق لي‪ ،‬قال‪ :‬أنا وابني هذا ‪ -‬وأومأ إلى ابنه‬
‫موسى ‪ -‬والخامس من ولده يغيب شخصه ول يحل ذكره باسمه‪- 74 (1) .‬‬
‫ومنه عن الحسن بن علي العسكري عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إن ال اختارنا معاشر آل محمد واختار‬
‫الملئكة المقربين وما اختارهم إل لعلمه أنهم ليهتدون‪ - 75 (2) .‬ومنه‬
‫عن أبي ذر رضي ال عنه قال‪ :‬نظر النبي )صلى ال عليه وآله وسلم( إلى‬
‫علي بن أبي طالب )عليه السلم( فقال‪ :‬هذا خير الولين وخير الخرين من‬
‫أهل السماوات وأهل الرضين‪ ،‬وهذا سيد الصديقين وسيد الوصيين )‪(3‬‬
‫‪ - 76‬ما‪ :‬محمد بن أحمد بن شاذان عن المعافا بن زكريا عن أحمد بن‬
‫هوذة عن إبراهيم بن إسحاق عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه قال‪:‬‬
‫سألت جعفر بن محمد عليهما السلم لم سميت الجمعة جمعة ؟ قال‪ :‬لن‬
‫ال تعالى جمع فيها خلقه لولية محمد وأهل بيته )‪ - 77 .(4‬كتاب تفضيل‬
‫الئمة على النبياء للحسن بن سليمان قال‪ :‬ذكر السيد حسن بن كبش في‬
‫كتابه باسناده مرفوعا إلى عدة من أصحاب رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله وسلم( منهم‬

‫)‪ (3 - 1‬المحتضر‪ (4) .151 :‬امالي ابن الشيخ‪.71 :‬‬

‫]‪[310‬‬

‫جابر بن عبد ال النصاري وأبو سعيد الخدري وعبد الصمد بن أبي امية وعمر بن‬
‫أبي سلمة وغيرهم قالوا‪ :‬لما فتح النبي )صلى ال عليه وآله وسلم( مكة‬
‫أرسل رسله إلى كسرى وقيصر يدعوهما إلى السلم أو الجزية وإل آذنا‬
‫بالحرب‪ ،‬وكتب أيضا إلى نصارى نجران بمثل ذلك‪ .‬فلما أتتهم رسله )صلى‬
‫ال عليه وآله وسلم( فزعوا إلى بيعتهم )‪ (1‬العظمى وكان قد حضرهم أبو‬
‫حارثة اسقفهم الول‪ ،‬وقد بلغ يومئذ مائة وعشرين سنة‪ ،‬وكان يؤمن‬
‫بالنبي والمسيح عليهما السلم ويكتم ذلك عن كفرة قومه‪ ،‬فقام على عصاه‬
‫وخطبهم ووعظهم وألجأهم بعد مشاجرات كثيرة إلى إحضار الجامعة‬
‫الكبرى التي ورثها شيث‪ ،‬ففتح طرفها واستخرج صحيفة شيث التي ورثها‬
‫من أبيه آدم )عليه السلم(‪ ،‬فألفوا في المسباح الثاني من فواصلها‪ " :‬بسم‬
‫ال الرحمن الرحيم ل إله إل أنا الحي القيوم‪ ،‬معقب الدهور‪ ،‬وفاصل‬
‫المور‪ ،‬سببت بمشيتي السباب‪ ،‬وذللت بقدرتي الصعاب‪ ،‬وأنا العزيز‬
‫الحكيم الرحمن الرحيم‪ ،‬أرحم وأترحم‪ ،‬وسبقت رحمتي غضبي‪ ،‬وعفوي‬
‫عقوبتي‪ ،‬خلقت عبادي لعبادتي وألزمتهم حجتي "‪ " .‬أل إني باعث فيهم‬
‫رسلي‪ ،‬ومنزل عليهم كتبي‪ ،‬ابرم ذلك من لدن أول مذكور من بشر إلى‬
‫أحمد نبيي وخاتم رسلي‪ ،‬ذلك الذي أجعل عليه صلواتي ورحمتي وأسلك‬
‫في قلبه بركاتي‪ ،‬وبه اكمل أنبيائي ونذري "‪ " .‬قال آدم‪ :‬من هؤلء الرسل‬
‫؟ ومن أحمد هذا الذي رفعت وشرفت ؟ قال‪ :‬كل من ذريتك‪ ،‬وأحمد عاقبهم‬
‫)‪ (2‬ووارثهم‪ ،‬قال‪ :‬يا رب بما أنت باعثهم ومرسلهم ؟ قال‪ :‬بتوحيدي‪ ،‬ثم‬
‫اقفي ذلك )‪ (3‬بثلثمائة وثلثين شريعة انظمها وأكملها لحمد جميعا‪،‬‬
‫فأذنت لمن جاءني بشريعة )‪ (4‬منها مع اليمان بي وبرسلي أن ادخله‬
‫الجنة "‪.‬‬

‫)‪ (1‬البيعة‪ :‬معبد النصارى واليهود‪ (2) .‬عقب الرجل أو مكان الرجل‪ :‬خلفه وجاء‬
‫بعده‪ ،‬والمراد انه يأتي بعد النبياء وفى آخرهم‪ ،‬أي يكون خاتمهم‪(3) .‬‬
‫أي التوحيد‪ (4) .‬أي في الوقت الذى شرع ذلك الشريعة‪(*) .‬‬

‫]‪[311‬‬

‫قال‪ :‬قال آدم )عليه السلم(‪ :‬حق لمن عرفك يا إلهي بنعمتك أن ل يعصيك بها‪،‬‬
‫ولمن علم سعة رحمتك ومغفرتك أن ل ييئس منها‪ .‬قال‪ :‬يا آدم أتحب أن‬
‫اريك أبناءك هؤلء الذين كرمتهم واصطفيتهم على العالمين ؟ قال‪ :‬نعم أي‬
‫رب‪ ،‬فمثلهم ال تبارك وتعالى قدر منازلهم ومكانتهم من فضله عليهم‬
‫ونعمته ثم عرضهم عليه أشباحا في ذرياتهم وخاص أتباعهم من أممهم‪،‬‬
‫فنظر إليهم آدم وبعضهم أعظم نورا من بعض‪ ،‬وإذا فضل أنوار الخمسة‬
‫أصحاب المقامات والشرائع من النبياء كفضل القمر ليلة البدر على سائر‬
‫الكواكب‪ ،‬وفضل العاقب محمد )صلى ال عليه وآله وسلم( في عظم نوره‬
‫على الخمسة كفضل الخمسة على النبياء جميعا‪ .‬فنظر فإذا حامة )‪ (1‬كل‬
‫نبي وخاصته من قومه ورهطه آخذون بحجزة ذلك النبي من بين يديه ومن‬
‫خلفه وعن يمينه وشماله‪ ،‬تتلل وجوهم وتشرق جباههم نورا‪ ،‬وذلك‬
‫بحسب منزلة ذلك النبي من ربه وبقدر منزلة كل واحد من نبيه‪ .‬ثم نظر‬
‫آدم )عليه السلم( إلى نور قد لمع فسد الجو المنخرق وأخذ بالمطالع من‬
‫المشارق ثم سرى حتى طبق المغارب ثم سما )‪ (2‬حتى بلغ ملكوت‬
‫السماء‪ ،‬فإذا الكناف قد تضوعت طيبا‪ ،‬وإذا أنوار أربعة قد اكتنفته عن‬
‫يمينه وشماله ومن خلفه وأمامه أشبه به أرجا )‪ (3‬ونورا يتلوها أنوار من‬
‫بعدها يستمد منها‪ ،‬وإذا هي شبيهة بها في ضيائها وعظمها ونشرها‪ ،‬ثم‬
‫دنت منه فتكللت عليها وحفت بها‪ .‬ونظر فإذا أنوار من بعد ذلك في مثل‬
‫عدد الكواكب ودون منازل الوائل جدا جدا‪ ،‬ثم طلع )‪ (4‬عليه سواد كالليل‬
‫وكالسيل ينسلون )‪ (5‬من كل وجه وأوب )‪(6‬‬

‫)‪ (1‬الحامة‪ :‬خاصة الرجل من اهله وولده‪ (2) .‬أي عل وارتفع‪ (3) .‬أي طيبا‪(4) .‬‬
‫في نسخة‪ :‬ثم طبع عليه‪ (5) .‬أنسل‪ :‬اسرع‪ .‬القوم‪ :‬تقدمهم‪ (6) .‬الوب‪:‬‬
‫الطريق‪ .‬الجهة أي من كل طريق وجهة‪.‬‬
‫]‪[312‬‬

‫فأقبلوا حتى ملؤا البقاع )‪ (1‬والكم‪ ،‬وإذا هم أقبح شئ هيئة وصورا وأنتنه ريحا‪.‬‬
‫فبهر آدم )عليه السلم( ما رأى من ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬يا عالم الغيوب ويا غافر‬
‫الذنوب وياذا القدرة الباهرة والمشية الغالبة من هذا السعيد الذي كرمت‬
‫ورفعت على العالمين ؟ ومن هذه النوار المنيفة المكتنفة له ؟ فأوحى ال‬
‫عزوجل إليه‪ :‬يا آدم هؤلء وسيلتك ووسيلة من أسعدت من خلقي هؤلء‬
‫السابقون المقربون والشافعون المشفعون‪ ،‬وهذا أحمد سيدهم وسيد بريتي‬
‫اخترته بعلمي واشتققت اسمه من اسمي‪ ،‬فأنا المحمود وهذا أحمد‪(2) ،‬‬
‫وهذا صنوه ووصيه ووارثه‪ ،‬وجعلت بركاتي وتطهيري في عقبه وهي )‪(3‬‬
‫سيدة إمآئى‪ ،‬والبقية في علمي من أحمد نبيي‪ ،‬وهذان السبطان والخلفان‬
‫لهم‪ ،‬وهذه العيان المضارع نورها )‪ (4‬أنوارهم بقية منهم‪ ،‬أل إن كل‬
‫اصطفيت وطهرت‪ ،‬وعلى كل باركت وترحمت‪ ،‬وكل بعلمي جعلت قدوة‬
‫عبادي ونور بلدي‪ .‬ونظر إلى شيخ في آخرهم يزهر في ذلك الصفيح كما‬
‫يزهر كوكب الصبح لهل الدنيا‪ ،‬فقال تبارك وتعالى‪ :‬وبعبدي هذا السعيد‬
‫أفك عن عبادي الغلل‪ ،‬وأضع عنهم الصار‪ ،‬وأمل الرض حنانا ورأفة‬
‫وعدلكما ملئت من قبله قسوة وشقوة وجورا‪ .‬قال آدم‪ :‬يا رب إن الكريم‬
‫كل الكريم من كرمت‪ ،‬وإن الشريف كل الشريف من شرفت‪ ،‬وحق يا إلهي‬
‫لمن رفعت )‪ (5‬وأعليت أن يكون كذلك‪ ،‬فياذا النعم الذي ل ينقطع‬
‫والحسان الذي ل ينفذ‪ ،‬بم بلغ )‪ (6‬هؤلء العالون )‪ (7‬هذه المنزلة‬

‫)‪ (1‬في نسخة‪] :‬القاع[ ولعله انسب‪ (2) .‬في نسخة‪ :‬محمد‪ (3) .‬في نسخة‪ :‬وهذه‪.‬‬
‫)‪ (4‬أي المشابه نورها‪ (5) .‬في نسخة‪ :‬لما رفعت‪ (6) .‬في نسخة‪ :‬بما‬
‫بلغ‪ (7) .‬في نسخة‪ :‬العالمون‪.‬‬

‫]‪[313‬‬

‫من شرف عطاياك وعظيم فضلك وحنانك وكذلك من كرمت من عبادك المرسلين‪.‬‬
‫قال ال تبارك وتعالى‪ :‬إني أنا ال ل إله إل أنا الرحمن الرحيم العزيز‬
‫الحكيم عالم الغيوب ومضمرات القلوب‪ ،‬أعلم ما لم يكن مما يكون كيف‬
‫يكون‪ ،‬وما ل يكون لو كان كيف يكون‪ .‬وإني اطلعت يا عبدي في علمي‬
‫على قلوب عبادي فلم أر فيهم أطوع لي ول أنصح لخلقي من أنبيائي‬
‫ورسلي‪ ،‬فجعلت لذلك فيهم روحي وكلمتي‪ ،‬وألزمتهم عبء )‪ (1‬حجتي‪،‬‬
‫واصطفيتهم على البرايا برسالتي ووحيي‪ ،‬ثم ألقيت مكاناتهم تلك في‬
‫منازلهم قلوب حوامهم وأوصيائهم من بعد‪ ،‬فألحقتهم بأنبيائي ورسلي‪،‬‬
‫وجعلتهم من ودائع حجتي والساة )‪ (2‬في بريتي‪ ،‬لجبر بهم كسر عبادي‬
‫واقيم بهم أودهم )‪ ،(3‬ذلك أني بهم وبقلوبهم لطيف وخبير‪ .‬ثم اطلعت على‬
‫قلوب المصطفين من رسلي فلم أجد فيهم أطوع لي ول أنصح لخلقي من‬
‫محمد خيرتي وخالصتي‪ ،‬فاخترته على علمي ورفعت ذكره إلى ذكري‪ ،‬ثم‬
‫وجدت كذلك قلوب حامته اللئي من بعده على صفة قلبه فألحقتهم به‬
‫وجعلتهم ورثة كتابي ووحيي وأركان )‪ (4‬حكمتي ونوري‪ ،‬وآليت بي أن ل‬
‫اعذب بناري من لقيني معتصما بتوحيدي وحبل مودتهم أبدا‪ .‬قال آدم‪ :‬فما‬
‫هاتان الثلتان العظيمتان ؟ قال ال تقدس اسمه‪ :‬هؤلء امة محمد )صلى‬
‫ال عليه وآله وسلم( أدركت نبيها في علمه فآمنت به واتبعت فألبستها‬
‫نورا من نوري‪ ،‬ثم الذي يلونهم كذلك حتى أرث الرض ومن عليها ولهم‬
‫قيهاقسمت لهم من فضلي ورحمتي منازل شتى فأفضلهم سابقهم إذا كان‬
‫أعلمهم بي وأعملهم بطاعتي‪.‬‬

‫)‪ (1‬العبء‪ :‬الثقل‪ (2) .‬الساة جمع السوة القدوة‪ (3) .‬الود‪ :‬العوجاج والكد‬
‫والتعب‪ (4) .‬في نسخة‪ :‬وأوكار حكمتي‪.‬‬

‫]‪[314‬‬

‫وهذه الثلة )‪ (1‬العظمى التي ملت بياضها وسوادها أرضي‪ ،‬فهم أخابث خلقي‬
‫وأشرار عبيدي وهم الذين يدركون محمدا خيرتي وسيد بريتي فيكذبونه‬
‫صادقا ويخوفونه آمنا ويعصونه رؤفا وهم يعرفونه والنور )‪ (2‬الذي أبعثه‬
‫به‪ ،‬يظاهرون على أخراجه من أرضه‪ ،‬ويتظاهرون على قتاله وعداوته‪،‬‬
‫ثم القوامين بالقسط من بعد هذا‪ ،‬وهم )‪ (3‬لهم جنة‪ ،‬حق علي لصلين‬
‫عذابهم نارا ل ينقطع‪ ،‬ثم للحقنهم بعدوي الذي اتخذوه وذريته أولياء من‬
‫دوني ودون أوليائي أجل ثم لتبعن من يأتي منهم من بعدهم أنتقم منهم‬
‫وأنا غير ظالم‪ ،‬وعند انقضاء مناجاة آدم ربه خر ساجدا فأوحى ال‬
‫عزوجل ‪ -‬وهو أعلم به وبقلبه ‪ :-‬ما سجودك هذا ؟ قال‪ :‬تعبدا لك يا إلهي‬
‫وحدك وتعظيما لوليائك هؤلء الذين كرمت ورفعت‪ ،‬وكانت أول سجدة‬
‫سجدها مخلوق‪ ،‬فشكر ال عزوجل ذلك له‪ ،‬فأسجد له ملئكته وأباحه‬
‫جنته‪ ،‬وأوحى إليه‪ :‬أما إني مخرجهم من صلبك وجاعلهم في ذريتك‪ .‬فلما‬
‫قارف آدم الخطيئة واخرج من الجنة توسل إلى ال وهو ساجد بمحمد‬
‫)صلى ال عليه وآله( وحامته وأهل بيته هؤلء فغفر ال له خطيئته وجعله‬
‫الخليفة في أرضه‪ .‬فلما أتى القوم على باقي المسباح الثاني من ذكر النبي‬
‫صلى ال عليه وآله وسلم وذكر أهل بيته عليهم السلم أمرهم أبو حارثة‬
‫أن يصيروا إلى صحيفة شيث الكبرى التي ميراثها إلى إدريس )عليه‬
‫السلم( وكان كتابتها بالقلم السرياني القديم‪ ،‬وهو الذي كتب به من بعد‬
‫نوح )عليه السلم( ملوك الهياطلة المتماردة فافتض القوم الصحيفة‬
‫فأفضوا منها إلى هذا الرسم‪ .‬قالوا‪ :‬اجتمع إلى إدريس )عليه السلم( قومه‬
‫وصحابته وهم يومئذ في بيت عبادته من أرض كوفان فخبرهم بما اقتص‬
‫عليهم قال‪ :‬إن بني أبيكم آدم )عليه السلم( لصلبه وبني بنيه وذريته‬
‫اجتمعوا فيما بينهم‪ ،‬وقالوا‪ :‬أي الخلق عندكم أكرم على ال عزوجل‬

‫)‪ (1‬الثلة‪ :‬الطائفة‪ .‬جماعة من الناس‪ (2) .‬أي القرآن الكريم‪ (3) .‬أي هؤلء‬
‫القوامون جنة ووقاية للناس من عذاب الدنيا والخرة‪.‬‬

‫]‪[315‬‬

‫وأرفع لديه مكانا وأقرب منه منزلة ؟ فقال بعضهم‪ :‬أبوكم آدم خلقه ال عزوجل بيده‬
‫وأسجد له ملئكته وجعله الخليفة في أرضه وسخر له جميع خلقه‪ ،‬وقال‬
‫آخرون‪ :‬بل الملئكة الذين لم يعصوا ال عزوجل وقال بعضهم‪ :‬ل بل‬
‫المين جبرئيل عليه السلم‪ ،‬فانطلقوا إلى آدم )عليه السلم( فذكروا له‬
‫الذي قالوا واختلفوا فيه‪ .‬فقال‪ :‬يا بني إني أخبركم بأكرم الخلق عند ال‬
‫عزوجل جميعا‪ ،‬ثم إنه وال ما عدا أن نفخ في الروح حتى استويت جالسا‬
‫فبرق لي العرش العظيم فنظرت فإذا فيه‪ :‬ل إله إل ال‪ ،‬محمد خيرة ال‬
‫عزوجل ثم ذكر عدة أسماء )‪ (1‬صلوات ال عليهم مقرونة بمحمد صلوات‬
‫ال عليه وآله‪ .‬قال آدم‪ :‬ثم لم أر في السماء موضع أديم ‪ -‬أو قال‪ :‬صفيح ‪-‬‬
‫منها إل وفيه مكتوب ل إله إل ال وما من موضع مكتوب فيه‪ :‬ل إله إل ال‬
‫وفيه مكتوب خلقا ل خطا‪ :‬محمد رسول ال وما من موضع فيه مكتوب‪:‬‬
‫محمد رسول ال إل وفيه مكتوب‪ :‬علي خيرة ال‪ ،‬الحسن صفوة ال‬
‫الحسين أمين ال عزوجل‪ ،‬وذكر الئمة من أهل بيته عليهم السلم واحدا‬
‫بعد واحد إلى القائم بأمر ال‪ .‬قال آدم فمحمد صلوات ال عليه وآله ومن‬
‫خط من أسماء أهل بيته أكرم الخلئق على ال‪ .‬فلما انتهى القوم إلى آخر‬
‫ما في صحيفة إدريس‪ ،‬قرأوا صحيفة إبراهيم )عليه السلم( وفيها معنى‬
‫ما تقدم بعينه‪ ،‬وانفضوا‪ - 78 (2) .‬ومنه نقل من كتاب التنبيه للحيرة من‬
‫الفضل بن شاذان روى أبو يوسف عن مجالد عن الشعبي أن عمر أتى‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله وسلم( بصحيفة قد كتب فيها التوراة بالعربية‬
‫فقرأها عليه فعرف الغضب في وجهه فقال‪ :‬أعوذ بال وبرسوله من‬
‫سخطه‪ ،‬فقال النبي )صلى ال عليه وآله وسلم(‪ :‬ل تسألوا أهل الكتاب عن‬
‫شئ فانهم ل يهدونكم‪ ،‬وقد ضلوا‪ ،‬وعسى‬

‫)‪ (1‬في نسخة‪ :‬عدة اسماء الئمة‪ (2) .‬تفضيل الئمة‪ :‬مخطوط ليست عندي‬
‫نسخته‪.‬‬
‫]‪[316‬‬

‫أن يحدثوكم بباطل فتصدقوهم أو بحق فتكذبوهم‪ ،‬فلو كان موسى )عليه السلم( بين‬
‫أظهركم لما حل له إل أن يتبعني‪ (1) .‬قال الحسن بن سليمان‪ :‬فعلى هذا لو‬
‫كان موسى )عليه السلم( في زمن محمد )صلى ال عليه وآله وسلم( لما‬
‫وسعه إل اتباعه‪ ،‬وكان من أمته‪ ،‬ووجب عليه طاعة وصيه أمير المؤمنين‬
‫والوصياء من بعده عليهم السلم‪ - 79 .‬ومنه نقل من الكتاب المذكور‬
‫بحذف السناد عن أمير المؤمنين عليه السلم قال رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله وسلم(‪ :‬أنا سيد الولين والخرين‪ ،‬وأنت يا علي سيد الخلئق‬
‫بعدي‪ ،‬أولنا كآخرنا وآخرنا كأولنا‪ - 80 (2) .‬ومنه نقل من تفسير محمد‬
‫بن العباس باسناده عن الحارث وسعيد بن قيس عن علي )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم(‪ :‬أنا واردكم )‪ (3‬على‬
‫الحوض‪ ،‬وأنت يا علي الساقي‪ ،‬والحسن الذائد‪ (4) ،‬والحسين المر‪،‬‬
‫وعلي بن الحسين الفارط )‪ (5‬ومحمد بن علي الناشر‪ ،‬وجعفر بن محمد‬
‫السائق‪ ،‬وموسى بن جعفر محصي المحبين والمبغضين وقامع المنافقين‪،‬‬
‫وعلي بن موسى مزين المؤمنين‪ ،‬ومحمد بن علي منزل أهل الجنة في‬
‫درجاتهم‪ ،‬وعلي بن محمد خطيب شيعته ومزوجهم الحور‪ ،‬والحسن بن‬
‫علي سراج أهل الجنة يستضيئون به‪ ،‬والهادي المهدي شفيعهم يوم‬
‫القيامة حيث ل يأذن ال إل لمن يشاء ويرضى‪ - 81 (6) .‬ومنه نقل من‬
‫كتاب الحسن بن كبش عن أبي ذر رضوان ال عليه قال‪ :‬نظر النبي )صلى‬
‫ال عليه وآله( إلى علي )عليه السلم( فقال‪ :‬هذا خير الولين وخير‬
‫الخرين من أهل‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬تفضيل الئمة‪ :‬مخطوط ليست عندي نسخته‪ (3) .‬في نسخة‪] :‬أنا رائدكم[‬
‫أقول‪ :‬الرائد‪ :‬الرسول الذى يرسله القوم لينظر لهم مكانا ينزلون فيه‪) .‬‬
‫‪ (4‬الذائد‪ :‬الحامى والدافع‪ (5) .‬الفارط‪ :‬الذى تقدم القوم إلى الماء أو‬
‫الكلء‪ (6) .‬تفضيل الئمة‪ :‬مخطوط‪.‬‬

‫]‪[317‬‬

‫السماوات وأهل الرضين‪ ،‬هذا سيد الصديقين وسيد الوصيين )‪ (1‬الخبر‪- 82 .‬‬
‫ومنه قال‪ :‬روي عن الصادق )عليه السلم( أنه قال‪ :‬علمنا واحد وفضلنا‬
‫واحد ونحن شئ واحد‪ - 83 (2) .‬وقال )عليه السلم( كل ما كان لمحمد‬
‫)صلى ال عليه وآله( فلنا مثله إل النبوة والزواج‪ - 84 (3) .‬ومنه نقل‬
‫من تفسير ابن ماهيار باسناده عن عمران بن ميثم عن أبيه قال‪ :‬كنت عند‬
‫أمير المؤمنين )عليه السلم( خامس خمسة وأنا أصغرهم يومئذ نسمع‬
‫أمير المؤمنين )عليه السلم( يقول‪ :‬حدثني أخي أنه ختم ألف نبي‪ ،‬وأني‬
‫ختمت ألف وصي‪ ،‬و أنا كلفت ما لم يكلفوا‪ .‬إني لعلم ألف كلمة ما يعلمها‬
‫غيري وغير محمد )صلى ال عليه وآله وسلم(‪ ،‬ما منها كلمة إل وهي‬
‫مفتاح ألف باب ما تعلمون منها كلمة واحدة غير أنكم تقرأون منها آية‬
‫واحدة في القرآن " وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الرض‬
‫تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا ل يوقنون )‪ " (4‬وما تدرونها ؟ )‪- 85 (5‬‬
‫ومنه نقل من كتاب القائم للفضل بن شاذان عن صالح بن حمزة عن‬
‫الحسن بن عبد ال عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال أمير المؤمنين‬
‫)عليه السلم( على منبر الكوفة‪ :‬وال إني لديان الناس يوم الدين‪ ،‬وقسيم‬
‫ال بين الجنة والنار‪ ،‬ل يدخلها داخل إل على أحد قسمي‪ .‬وأنا الفاروق‬
‫الكبر وقرن من حديد وباب اليمان وصاحب الميسم وصاحب السنين‪ ،‬وأنا‬
‫صاحب النشر الول والنشر الخر وصاحب العصا وصاحب الكرات ودولة‬
‫الدول‪ ،‬وأنا إمام لمن بعدي‪ ،‬والمؤدي عمن كان قبلي‪ ،‬ما يتقدمني إل أحمد‬
‫وإن جميع الرسل والملئكة والروح خلفنا‪ ،‬وإن رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( ليدعى فينطق وادعى فأنطق على حد منطقه‪ .‬ولقد اعطيت السبع‬
‫التي لم يسبق إليها أحد قبلي‪ :‬بصرت سبيل الكتاب‪ ،‬و‬

‫)‪ 3 - 1‬و ‪ (5‬تفضيل الئمة‪ :‬مخطوط‪ (4) .‬النمل‪.84 :‬‬

‫]‪[318‬‬

‫فتحت لي البواب وعلمت السباب ومجرى السحاب وعلم المنايا والبليا‬


‫والوصيات وفصل الخطاب‪ ،‬ونظرت في الملكوت فلم يغب عني شئ غاب‬
‫عني ولم يفتني ما سبقني ولم يشركني أحد فيما أشهدني يوم شهادة‬
‫الشهاد وأنا الشاهد عليهم‪ .‬وعلى يدي يتم موعد ال وتكمل كلمته‪ ،‬وبي‬
‫يكمل الدين‪ ،‬وأنا النعمة التي أنعمها ال على خلقه‪ ،‬وأنا السلم الذي‬
‫ارتضاه لنفسه‪ ،‬كل ذلك منا من ال‪ - 86 (1) .‬ومنه نقل عنه بإسناده عن‬
‫ابن مسعود قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( في حديث‬
‫السرى‪ :‬فإذا ملك قد أتاني فقال‪ :‬يا محمد واسئل من أرسلنا من قبلك من‬
‫رسلنا على ما بعثوا‪ ،‬فقلت‪ :‬معاشر الرسل والنبيين على ما بعثكم ال‬
‫قبلي ؟ قالوا‪ :‬على وليتك يا محمد وولية علي بن أبي طالب )عليه‬
‫السلم(‪ - 87 (2) .‬ومنه عنه باسناده عن جابر بن عبد ال قال‪ :‬اكتنفنا‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( يوما في مسجد المدينة فذكر بعض‬
‫أصحابنا الجنة فقال أبو دجانة‪ :‬يا رسول ال سمعتك تقول‪ :‬الجنة محرمة‬
‫على النبيين وسائر المم حتى تدخلها‪ .‬فقال له‪ :‬يا أبا دجانة أما علمت أن‬
‫ل تعالى لواء من نور وعمودا من نور خلقهما ال قبل أن يخلق السماوات‬
‫والرض بألفي عام‪ ،‬مكتوب على ذلك‪ :‬ل إله إل ال‪ ،‬محمد رسول ال‪ ،‬آل‬
‫محمد خير البرية‪ ،‬صاحب اللواء علي إمام القوم‪ ،‬فقال علي )عليه‬
‫السلم(‪ :‬الحمد ل الذي هدانا بك وشرفك وشرفنا بك‪ .‬فقال له النبي )صلى‬
‫ال عليه وآله وسلم(‪ :‬أما علمت أن من أحبنا وانتحل محبتنا أسكنه ال‬
‫معنا وتل هذه الية‪ :‬في مقعد صدق عند مليك مقتدر‪ - 88 (3) .‬ومنه عنه‬
‫باسناده عن أبي الورد عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬تسنيم أشرف‬
‫شراب الجنة يشربه محمد وآل محمد صرفا‪ ،‬ويمزج لصحاب اليمين‬
‫ولسائر أهل الجنة )‪(4‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬تفضيل الئمة‪ :‬مخطوط‪ (3) .‬تفضيل الئمة‪ :‬مخطوط والية في القمر‪:‬‬
‫‪ (4) .55‬تفضيل الئمة‪ :‬مخطوط‪.‬‬

‫]‪[319‬‬

‫أقول‪ :‬وروى من الكتاب المذكور خمسة وعشرين حديثا في قوله تعالى‪ " :‬إن‬
‫الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية " )‪ (1‬أنهم آل محمد‬
‫عليهم السلم وشيعتهم‪) 7 .‬باب( * )ان دعاء النبياء استجيب بالتوسل‬
‫والستشفاع بهم صلوات ال( * * )عليهم أجمعين( * ‪ - 1‬جع‪ ،‬لى‪:‬‬
‫ماجيلويه عن عمه عن أحمد بن هلل عن الفضل بن دكين عن معمر بن‬
‫راشد قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال الصادق )عليه السلم( يقول‪ :‬أتى يهودي‬
‫النبي )‪) (2‬صلى ال عليه وآله( فقام بين يديه يحد النظر إليه‪ ،‬فقال‪ :‬يا‬
‫يهودي ما حاجتك ؟ قال‪ :‬أنت أفضل أم موسى بن عمران النبي الذي كلمه‬
‫ال وأنزل عليه التوراة والعصا وفلق له البحر وأظله بالغمام ؟ فقال له‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله وسلم(‪ :‬إنه يكره للعبد أن يزكي نفسه‪ ،‬ولكني‬
‫أقول‪ :‬إن آدم )عليه السلم( لما أصاب الخطيئة كانت توبته أن قال‪ :‬اللهم‬
‫إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما غفرت لي‪ ،‬فغفرها ال له‪ .‬وإن نوحا‬
‫لما ركب في السفينة وخاف الغرق قال‪ :‬اللهم إني أسألك بحق محمد وآل‬
‫محمد لما أنجيتني من الغرق‪ ،‬فنجاه ال عنه‪ .‬وإن إبراهيم )عليه السلم(‬
‫لما ألقي في النار قال‪ :‬اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما أنجيتني‬
‫منها‪ ،‬فجعلها ال عليه بردا وسلما‪ .‬وإن موسى لما ألقى عصاه وأوجس‬
‫في نفسه خيفة قال‪ :‬اللهم إني أسالك بحق محمد وآل محمد لما آمنتني )‪(3‬‬
‫فقال ال جلله‪ :‬ل تخف إنك أنت العلى‪ ،‬يا‬

‫)‪ (1‬البينة‪ (2) .6 :‬في جامع الخبار وال حتجاج‪ :‬إلى النبي‪ (3) .‬في جامع الخبار‪:‬‬
‫لما امنتني منها‪.‬‬
‫]‪[320‬‬

‫يهودي إن موسى لو أدركني ثم لم يؤمن بي وبنبوتي ما نفعه إيمانه شيئا ول نفعته‬


‫النبوة‪ ،‬يا يهودي ومن ذريتي المهدي إذا خرج نزل عيسى بن مريم )عليه‬
‫السلم( لنصرته فقدمه وصلى خلفه‪ (1) .‬ج‪ :‬عن معمر مثله‪ (2) .‬بيان‪:‬‬
‫كلمة " لما " إيجابية بمعنى إل‪ ،‬أي أسألك في كل حال إل حال حصول‬
‫المطلوب‪ ،‬وهو إلحاح ومبالغة في السؤال‪ - 2 .‬مع‪ :‬العجلي عن ابن زكريا‬
‫القطان عن ابن حبيب عن ابن بهلول عن أبيه عن محمد بن سنان عن‬
‫المفضل قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬إن ال تبارك وتعالى خلق‬
‫الرواح قبل الجساد بألفي عام‪ ،‬فجعل أعلها وأشرفها أرواح محمد وعلي‬
‫و فاطمة والحسن والحسين والئمة بعدهم صلوات ال عليهم‪ ،‬فعرضها‬
‫على السماوات والرض والجبال فغشها نورهم‪ .‬فقال ال تبارك وتعالى‬
‫للسماوات والرض والجبال‪ :‬هؤلء أحبائي وأوليائي وحججي على خلقي‬
‫وأئمة بريتي‪ ،‬ما خلقت خلقا هو أحب إلي منهم‪ ،‬ولهم ولمن تولهم خلقت‬
‫جنتي‪ ،‬ولمن خالفهم وعاداهم خلقت ناري‪ .‬فمن ادعى منزلتهم مني‬
‫ومحلهم من عظمتي عذبته عذابا ل اعذبه أحدا من العالمين‪ ،‬وجعلته مع‬
‫المشركين في أسفل درك من ناري‪ .‬ومن أقر بوليتهم ولم يدع منزلتهم‬
‫مني ومكانهم من عظمتي جعلته معهم في روضات جناتي‪ ،‬وكان لهم فيها‬
‫ما يشاؤن عندي‪ ،‬وأبحتهم كرامتي وأحللتهم جواري وشفعتهم في المذنبين‬
‫من عبادي وإمائي‪ ،‬فوليتهم أمانة عند خلقي‪ ،‬فأيكم يحملها بأثقالها‬
‫ويدعيها لنفسه دون خيرتي‪ .‬فأبت السماوات والرض والجبال أن يحملنها‬
‫وأشفقن من ادعاء منزلتها وتمني محلها من عظمة ربها‪.‬‬

‫)‪ (1‬جامع الخبار‪ 8 :‬و ‪ ،9‬امالي الصدوق‪ 131 :‬و ‪ (2) .132‬احتجاج الطبرسي‪:‬‬
‫‪ 27‬و ‪.28‬‬

‫]‪[321‬‬

‫فلما أسكن ال عزوجل آدم وزوجته الجنة قال لهما‪ " :‬كل منها رغدا حيث شئتما‬
‫ول تقربا هذه الشجرة " يعني شجرة الحنطة " فتكونا من الظالمين " )‪(1‬‬
‫فنظر إلى منزلة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والئمة من بعدهم‬
‫فوجداها أشرف منازل اهل الجنة فقال‪ :‬يا ربنا لمن هذه المنزلة ؟ فقال ال‬
‫جل جلله‪ :‬ارفعا رؤوسكما إلى ساق عرشي‪ ،‬فرفعا رؤوسهما فوجدا )‪(2‬‬
‫اسم محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والئمة بعدهم صلوات ال‬
‫عليهم مكتوبة على ساق العرش بنور من نور الجبار جل جلله‪ .‬فقال‪ ::‬يا‬
‫ربنا ما أكرم أهل هذه المنزلة عليك وما أحبهم إليك وما أشرفهم لديك ؟ !‬
‫فقال ال جل جلله‪ :‬لولهم ما خلقتكما‪ ،‬هؤلء خزنة علمي وامنائي على‬
‫سري‪ ،‬إياكما أن تنظرا إليهم بعين الحسد وتتمنيا منزلتهم عندي ومحلهم‬
‫من كرامتي فتدخل بذلك في نهيي وعصياني فتكونا من الظالمين‪ .‬قال ربنا‬
‫ومن الظالمون ؟ قال‪ :‬المدعون لمنزلتهم بغير حق‪ ،‬قال‪ :‬ربنا فأرنا منازل‬
‫ظالميهم في نارك حتى نراها كما رأينا منزلتهم في جنتك‪ ،‬فأمر ال تبارك‬
‫وتعالى النار فأبرزت جميع ما فيها من ألوان النكال والعذاب‪ ،‬وقال ال‬
‫عزوجل‪ :‬مكان الظالمين لهم المدعين لمنزلتهم في أسفل درك منها‪ ،‬كلما‬
‫أرادوا أن يخرجوا منها اعيدوا فيها‪ ،‬وكلما نضجت جلودهم بدلوا سواها‬
‫ليذوقوا العذاب‪ .‬يا آدم ويا حوا ل تنظرا إلى أنواري )‪ (3‬وحججي بعين‬
‫الحسد فاهبطكما عن جواري‪ ،‬وأحل بكما هواني‪ .‬فوسوس لهما الشيطان‬
‫ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما وقال‪ :‬ما نهاكما ربكما عن هذه‬
‫الشجرة إل أن تكون ملكين أو تكونا من الخالدين‪ ،‬وقاسمهما‬

‫)‪ (1‬البقرة‪ (2) .23 :‬في نسخة‪ :‬فوجدا أسماء‪ (3) .‬في نسخة‪ :‬إلى ابرارى‪.‬‬

‫]‪[322‬‬

‫إني لكما من الناصحين‪ ،‬فدلهما بغرور‪ (1) ،‬وحملهما على تمني منزلتهم فنظرا‬
‫إليهم بعين الحسد )‪ (2‬فخذل حتى أكل من شجرة الحنطة فعاد بمكان ما‬
‫أكل شعيرا فأصل الحنطة كلها مما لم يأكله‪ ،‬وأصل الشعير كله مما عاد‬
‫مكان ما أكله‪ .‬فلما أكل من الشجرة طار الحلي والحلل عن أجسادهما‬
‫وبقيا عريانين وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناداهما ربهما ألم‬
‫أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين‪ ،‬فقال ربنا‬
‫ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين‪ .‬قال‪ :‬اهبطا‬
‫من جواري فل يجاورني في جنتي من يعصيني‪ ،‬فهبطا موكولين إلى‬
‫أنفسهما في طلب المعاش‪ .‬فلما أراد ال عزوجل أن يتوب عليهما جاءهما‬
‫جبرئيل فقال لهما‪ :‬انكما ظلمتما أنفسكما بتمني منزلة من فضل عليكما‬
‫فجزاؤكما ما قد عوقبتما به من الهبوط من جوار ال عزوجل إلى أرضه‪،‬‬
‫فاسأل ربكما بحق السماء التي رأيتموها على ساق العرش حتى يتوب‬
‫عليكما‪ .‬فقال‪ :‬اللهم إنا نسألك بحق الكرمين عليك محمد وعلي وفاطمة‬
‫والحسن والحسين والئمة إل تبت علينا ورحمتنا‪ ،‬فتاب ال عليهما إنه هو‬
‫التواب الرحيم‪ .‬فلم تزل أنبياء ال بعد ذلك يحفظون هذه المانة ويخبرون‬
‫بها أوصياءهم والمخلصين من اممهم فيأبون حملها ويشفقون من ادعائها‬
‫وحملها النسان الذي قد‬

‫)‪ (1‬قوله‪ :‬فوسوس‪ .‬إلى ههنا مأخوذ من القرآن راجع سورة العراف‪.21 - 19 :‬‬
‫)‪ (2‬في الحديث غرابة شديدة بعد ما ورد من الئمة الطاهرين صلوات‬
‫ال عليهم اجمعين من عصمة النبياء عليهم السلم وصيانتهم عن فعل‬
‫المعصية‪ ،‬والحديث صريح في معصية آدم وانه بعد ما علم حرمة الحسد‬
‫ورأى مكان الظالمين في جهنم حسد وتمنى ما يتمنى الظالمون فعليه‬
‫فالحديث مطروح أو مؤول بما ل ينافى ذلك‪ ،‬هذا مضاف إلى ان اسناده ل‬
‫يخلو عن ضعف وغلو‪.‬‬

‫]‪[323‬‬

‫عرف‪ ،‬فأصل كل ظلم منه إلى يوم القيامة‪ ،‬وذلك قول ال )‪ (1‬عزوجل‪ " :‬إنا‬
‫عرضنا المانة على السماوات والرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن‬
‫منها وحملها النسان إنه كان ظلوما جهول "‪ (2) .‬بيان‪ :‬النسان الذي‬
‫عرف هو أبو بكر‪ - 3 .‬مع‪ :‬الدقاق عن العلوي عن جعفر بن محمد بن‬
‫مالك عن محمد بن الحسين بن زيد عن محمد بن زياد عن المفضل عن‬
‫الصادق جعفر بن محمد عليهما السلم قال‪ :‬سألته عن قول ال عز وجل‪:‬‬
‫" وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات " ما هذه الكلمات ؟ قال‪ :‬هي الكلمات التي‬
‫تلقاها آدم من ربه فتاب عليه‪ ،‬وهو أنه قال‪ :‬يا رب أسألك بحق محمد‬
‫وعلي وفاطمة والحسن والحسين إل تبت علي‪ ،‬فتاب ال عليه إنه هو‬
‫التواب الرحيم‪ .‬فقلت له‪ :‬يا بن رسول ال فما يعني عزوجل بقوله‪" :‬‬
‫أتمهن " )‪ (3‬قال‪ :‬يعني أتمهن إلى القائم )عليه السلم( اثنى عشر إماما‬
‫تسعة من ولد الحسين )عليه السلم(‪ ،‬قال المفضل‪ :‬فقلت له‪ :‬يا ابن رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله وسلم( فأخبرني عن قول ال عز وجل‪ " :‬وجعلها‬
‫كلمة باقية في عقبه " )‪ (4‬قال‪ :‬يعني بذلك المامة جعلها ال في عقب‬
‫الحسين )عليه السلم( إلى يوم القيامة‪ .‬قال‪ :‬فقلت له‪ :‬يابن رسول ال‬
‫فكيف صارت المامة في ولد الحسين دون ولد الحسن وهما جميعا ولدا‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( وسبطاه وسيدا شباب أهل الجنة ؟‬
‫فقال )عليه السلم(‪ :‬إن موسى وهارون كانا نبيين مرسلين أخوين فجعل‬
‫ال النبوة في صلب هارون من دون صلب موسى‪ ،‬ولم يكن لحد أن يقول‪:‬‬
‫لم فعل ال ذلك ؟ فان المامة خلفة ال عزوجل ليس لحد أن يقول‪ :‬لم‬
‫جعلها ال في صلب الحسين دون‬

‫)‪ (1‬الحزاب‪ (2) .72 :‬معاني الخبار‪ 37 :‬و ‪ (3) .38‬البقرة‪ (4) .118 :‬الزخرف‪:‬‬
‫‪.27‬‬

‫]‪[324‬‬
‫صلب الحسن ؟ لن ال هو الحكيم في أفعاله ل يسأل عما يفعل وهم يسألون‪(1) .‬‬
‫ل‪ :‬ابن موسى عن العلوي مثله‪ - 4 (2) .‬ل‪ ،‬ن‪ ،‬مع‪ (3) :‬علي بن الفضل‬
‫عن أحمد بن محمد بن سليمان عن محمد بن علي بن خلف عن حسين‬
‫الشقر عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه عن ابن جبير عن ابن عباس‬
‫قال‪ :‬سألت النبي )صلى ال عليه وآله( عن الكلمات التي تلقاها آدم من‬
‫ربه فتاب عليه قال‪ :‬سأله بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إل‬
‫تبت علي‪ ،‬فتاب ال عليه‪ (4) .‬فض‪ :‬عن أحمد بن عبد الوهاب يرفعه‬
‫باسناده مثله‪ - 5 (5) .‬مع‪ :‬ابن المتوكل عن محمد بن يحيى عن أحمد بن‬
‫محمد عن العباس بن معروف عن بكر بن محمد قال‪ :‬حدثني أبو سعيد‬
‫المدائني يرفعه في قول ال عزوجل‪ " :‬فتلقى آدم من ربه كلمات " قال‪:‬‬
‫سأله بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلم‪- 6 (6) .‬‬
‫ص‪ :‬بالسناد عن الصدوق عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمد عن‬
‫الحسن بن علي الخزاز عن عبد ال بن سنان عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬قال آدم )عليه السلم(‪ :‬يا رب بحق محمد وعلي وفاطمة‬
‫والحسن والحسين إل تبت علي‪ ،‬فأوحى ال إليه‪ :‬يا آدم وما علمك )‪(7‬‬
‫بمحمد ؟ فقال‪ :‬حين خلقتني رفعت رأسي فرأيت في العرش مكتوبا‪ :‬محمد‬
‫رسول ال علي أمير المؤمنين‪(8) .‬‬

‫)‪ (1‬معاني الخبار‪ (2) .42 :‬الخصال ‪ (3) .146 :1‬هكذا في النسخ والظاهر انه‬
‫مصحف " لى " راجع المالى‪ (4) .46 :‬الخصال ‪ .130 :1‬معاني‬
‫الخبار‪ (5) .42 :‬الروضة‪ (6) .129 :‬معاني الخبار‪ 42 :‬والية في‬
‫البقرة‪ (7) .35 :‬هذا ينافى ما تقدم في الحديث الثاني من ان ال تبارك‬
‫وتعالى عرفه مكانه ومكان ذريته‪ (8) .‬قصص النبياء مخطوط‪.‬‬

‫]‪[325‬‬

‫شف‪ :‬من كتاب علي بن محمد القزويني عن التلعكبري عن محمد بن سهل عن‬
‫الحميري رفعه قال‪ :‬قال آدم )عليه السلم(‪ :‬وذكر مثله‪ - 7 (1) .‬ص‪:‬‬
‫بالسناد إلى الصدوق عن النقاش عن ابن عقدة عن علي بن الحسن بن‬
‫فضال عن أبيه عن الرضا عليه السلم قال‪ :‬لما أشرف نوح )عليه السلم(‬
‫على الغرق دعا ال بحقنا فدفع ال عنه الغرق‪ ،‬ولما رمي إبراهيم في النار‬
‫دعا ال بحقنا فجعل ال النار عليه بردا وسلما‪ .‬وإن موسى )عليه السلم(‬
‫لما ضرب طريقا في البحر‪ ،‬دعا ال بحقنا فجعله يبسا )‪ (2‬وإن عيسى‬
‫)عليه السلم( لما أراد اليهود قتله‪ ،‬دعا ال بحقنا فنجي من القتل فرفعه )‬
‫‪ (3‬إليه‪ - 8 (4) .‬شف‪ :‬محمد بن علي الكاتب الصفهاني عن علي بن‬
‫إبراهيم القاضي عن أبيه عن جده عن أبي أحمد الجرجاني عن عبد ال بن‬
‫محمد الدهقان عن إسحاق بن إسرائيل عن حجاج عن ابن أبي نجيح عن‬
‫مجاهد عن ابن عباس رضي ال عنه قال‪ :‬لما خلق ال تعالى آدم ونفخ فيه‬
‫من روحه عطس فألهمه ال‪ :‬الحمد ل رب العالمين فقال له ربه‪ :‬يرحمك‬
‫ربك‪ ،‬فلما أسجد له الملئكة تداخله العجب فقال‪ :‬يا رب خلقت خلقا أحب‬
‫إليك مني ؟ فلم يجب‪ ،‬ثم قال الثانية فلم يجب‪ ،‬ثم قال الثالثة فلم يجب )‪.(5‬‬
‫ثم قال ال عزوجل له‪ :‬نعم‪ ،‬ولولهم ما خلقتك‪ ،‬فقال‪ :‬يا رب فأرنيهم‬
‫فأوحى ال عزوجل إلى ملئكة الحجب أن ارفعوا الحجب‪ ،‬فلما رفعت إذا‬
‫آدم بخمسة أشباح قدام العرش فقال‪ :‬يا رب من هؤلء ؟‬

‫)‪ (1‬اليقين‪ (2) .37 :‬في نسخة‪ :‬سببا‪ (3) .‬في نسخة‪ :‬ورفعه إليه‪ (4) .‬قصص‬
‫النبياء‪ :‬مخطوط‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬ثم قال الثالثة فقال‪.‬‬

‫]‪[326‬‬

‫قال‪ :‬يا آدم هذا محمد نبيي‪ ،‬وهذا علي أمير المؤمنين ابن عم نبيي ووصيه وهذه‬
‫فاطمة ابنة نبيي‪ ،‬وهذان الحسن والحسين ابنا علي وولدا نبيي‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا‬
‫آدم هم ولدك‪ ،‬ففرح بذلك‪ .‬فلما اقترف الخطيئة قال‪ :‬يا رب أسألك بمحمد‬
‫وعلي وفاطمة والحسن والحسين لما غفرت لي‪ ،‬فغفر ال له بهذا‪ ،‬فهذا‬
‫الذي قال ال عزوجل‪ " :‬فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه " فلما هبط‬
‫إلى الرض صاغ خاتما فنقش عليه‪ :‬محمد رسول ال‪ ،‬وعلي أمير‬
‫المؤمنين‪ ،‬ويكنى آدم بأبي محمد )عليه السلم(‪ - 9 (1) .‬شى‪ :‬عن عبد‬
‫الرحمان بن كثير عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن ال تبارك وتعالى‬
‫عرض على آدم في الميثاق ذريته فمر به النبي )صلى ال عليه وآله‬
‫وسلم( وهو متكئ على علي )عليه السلم( وفاطمة صلوات ال عليها‬
‫تتلوهما‪ ،‬والحسن والحسين عليهما السلم يتلوان فاطمة فقال ال‪ :‬يا آدم‬
‫إياك أن تنظر إليهم بحسد اهبطك من جواري‪ .‬فلما أسكنه ال الجنة مثل له‬
‫النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين صلوات ال عليهم فنظر إليهم‬
‫بحسد‪ ،‬ثم عرضت عليه الولية فأنكرها فرمته الجنة بأوراقها فلما تاب إلى‬
‫ال من حسده وأقر بالولية ودعا بحق الخمسة‪ :‬محمد وعلي وفاطمة‬
‫والحسن والحسين صلوات ال عليهم غفر ال له‪ ،‬وذلك قوله‪ " :‬فتلقى آدم‬
‫من ربه كلمات " الية )‪ - 10 .(2‬م‪ :‬قال الحسين بن علي عليهما السلم‪:‬‬
‫إن ال تعالى لما خلق آدم وسواه )‪ (3‬وعلمه أسماء كل شئ وعرضهم‬
‫على الملئكة جعل محمدا وعليا وفاطمة والحسن والحسين أشباحا خمسة‬
‫في ظهر آدم‪ ،‬وكان أنوارهم تضيئ في الفاق من السماوات والحجب‬
‫والجنان والكرسي والعرش‪ ،‬فأمر ال الملئكة بالسجدة )‪ (4‬لدم تعظيما له‬
‫)‪ (1‬اليقين‪ 30 :‬و ‪ .31‬والية في البقرة‪ (2) .35 :‬تفسير العياشي ‪ 41 :1‬والية‬
‫في البقرة‪ (3) .35 :‬في المصدر‪ :‬واستواه‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬بالسجود‪.‬‬

‫]‪[327‬‬

‫أنه قد فضله بأن جعله وعاء لتلك الشباح التي قدعم أنوارها الفاق )‪ .(1‬فسجدوا‬
‫إل إبليس أبى أن يتواضع لجلل عظمة ال وأن يتواضع لنوارنا أهل‬
‫البيت‪ ،‬وقد تواضعت لها الملئكة كلها فاستكبر وترفع فكان )‪ (2‬بابآئه ذلك‬
‫وتكبره من الكافرين‪ .‬قال علي بن الحسين صلوات ال عليهما‪ :‬حدثني أبي‬
‫عن أبيه عن رسول ال )صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬قال‪ :‬يا عباد ال إن آدم‬
‫لما رأى النور ساطعا من صلبه إذ كان ال قد نقل أشباحنا من ذروة العرش‬
‫إلى ظهره رأى النور ولم يتبين الشباح‪ ،‬فقال‪ :‬يا رب ما هذه النوار ؟ قال‬
‫ال عزوجل‪ :‬أنوار أشباح نقلتهم من أشرف بقاع عرشي إلى ظهرك ولذلك‬
‫أمرت الملئكة بالسجود لك إذ كنت وعاء لتلك الشباح‪ .‬فقال آدم‪ :‬يا رب لو‬
‫بينتها لي‪ ،‬فقال ال تعالى‪ :‬انظر يا آدم إلى ذروة العرش فنظر آدم )عليه‬
‫السلم( ووقع )‪ (3‬نور أشباحنا من ظهر آدم على ذروة العرش فانطبع فيه‬
‫صور أشباحنا كما ينطبع وجه النسان في المرآة الصافية فرأى أشباحنا‪.‬‬
‫فقال‪ :‬ما هذه الشباح يا رب ؟ فقال‪ :‬يا آدم هذه الشباح أفضل خلئقي‬
‫وبرياتي‪ ،‬هذا محمد وأنا الحميد المحمود في أفعالي )‪ ،(4‬شققت له اسما‬
‫من اسمي‪ ،‬وهذا علي‪ ،‬وأنا العلي العظيم‪ ،‬شققت له اسما من اسمي‪ ،‬وهذه‬
‫فاطمة وأنا فاطر السماوات والرضين‪ ،‬فاطم أعدائي عن رحمتي )‪ (5‬يوم‬
‫فصل قضائي‪ ،‬وفاطم أوليائي عما يعتريهم )‪(6‬‬

‫)‪ (1‬في نسخة‪ :‬في الفاق‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬واستكبر وترفع وكان‪ (3) .‬في‬
‫المصدر‪ :‬ورفع‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬وأنا المحمود الحميد في افعاله‪(5) .‬‬
‫في المصدر‪] :‬افاطم اعدائي من رحمتى[ أقول‪ :‬فطم الحبل‪ :‬قطعه‪ .‬الولد‪:‬‬
‫فصله عن رضاع‪ .‬فطمه عن العادة‪ :‬قطعه عنها‪ (6) .‬أي عما يصيبهم‪.‬‬

‫]‪[328‬‬

‫ويشينهم‪ ،‬فشققت لها اسما من اسمي‪ ،‬وهذا الحسن وهذا الحسين )‪ (1‬وأنا‬
‫المحسن المجمل‪ ،‬شققت لهما اسما من اسمي )‪ .(2‬هؤلء خيار خليقتي‬
‫وكرام بريتي‪ ،‬بهم آخذ وبهم اعطي وبهم اعاقب وبهم اثيب‪ ،‬فتوسل إلي‬
‫بهم يا آدم‪ ،‬وإذا دهتك )‪ (3‬داهية فاجعلهم إلي شفعاءك‪ ،‬فإني آليت )‪(4‬‬
‫على نفسي قسما حقا ل اخيب بهم آمل ول أرد بهم سائل‪ ،‬فلذلك حين زلت‬
‫)‪ (5‬منه الخطيئة دعا )‪ (6‬ال عزوجل بهم فتاب عليه )‪ (7‬وغفر له )‪.(8‬‬
‫‪ - 11‬م‪ :‬إن موسى )عليه السلم( لما أراد أن يأخذ عليهم عهد الفرقان )‬
‫‪ (9‬فرق ما بين المحقين والمبطلين لمحمد )صلى ال عليه وآله وسلم(‬
‫بنبوته ولعلي )عليه السلم( بامامته وللئمة الطاهرين بامامتهم‪ ،‬قالوا‪ :‬لن‬
‫نؤمن لك أن هذا أمر ربك حتى نرى ال جهرة عيانا يخبرنا بذلك‪ ،‬فأخذتهم‬
‫الصاعقة معاينة وهم ينظرون إلى الصاعقة تنزل عليهم‪ ،‬وقال ال‬
‫عزوجل‪ :‬يا موسى إني أنا المكرم أوليائي والمصدقين بأصفيآئي ول ابالي‬
‫أنا )‪ (10‬المعذب لعدائي الدافعين حقوق أصفيائي ول أبالي‪ .‬فقال موسى‬
‫للباقين الذين لم يصعقوا‪ :‬ماذا تقولون ؟ أتقبلون وتعترفون ؟ وإل فأنتم‬
‫بهؤلء لحقون‪ ،‬قالوا‪ :‬يا موسى ل ندري ما حل بهم لماذا أصابهم‪ ،‬كانت‬
‫الصاعقة‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬وهذان الحسن والحسين‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬شققت اسميهما من‬
‫اسمى‪ (3) .‬أي إذا اصابتك داهية‪ (4) .‬أي حلفت‪ (5) .‬في نسخة‪ :‬نزلت‪) .‬‬
‫‪ (6‬في نسخة‪ :‬ودعا ال‪ (7) .‬في نسخة‪ :‬فتيب عليه‪ (8) .‬التفسير‬
‫المنسوب إلى المام العسكري )عليه السلم(‪ (9) .88 :‬في المصدر‪:‬‬
‫عهدا بالفرقان‪ (10) .‬في المصدر‪ :‬وكذلك انا‪.‬‬

‫]‪[329‬‬

‫ما أصابتهم لجلك إل أنها )‪ (1‬كانت نكبة من نكبات الدهر تصيب البر والفاجر فان‬
‫كانت إنما أصابتهم لردهم عليك في أمر محمد وعلي وآلهما فسأل ال ربك‬
‫بمحمد وآله هؤلء الذين تدعونا إليهم أن يحيي هؤلء المصعوقين لنسألهم‬
‫لماذا أصابهم ما أصابهم‪ .‬فدعا ال عزوجل لهم موسى فأحياهم ال‬
‫عزوجل‪ ،‬فقال لهم موسى‪ :‬سلوهم لماذا أصابهم‪ ،‬فسألوهم فقالوا‪ :‬يا بني‬
‫إسرائيل أصابنا ما أصابنا لبائنا اعتقاد نبوة محمد مع اعتقاد إمامة علي‪،‬‬
‫)‪ (2‬لقد رأينا بعد موتنا هذا ممالك ربنا من سماواته وحجبه وكرسيه‬
‫وعرشه وجنانه ونيرانه‪ ،‬فما رأينا أنفذ أمرا في جميع تلك الممالك وأعظم‬
‫سلطانا من محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين‪ .‬وإنا لما متنا بهذه‬
‫الصاعقة ذهب بنا إلى النيران فناداهم محمد وعلي عليهما السلم‪ :‬كفوا‬
‫عن هؤلء عذابكم‪ ،‬فهؤلء يحيون بمسألة سائل ربنا )‪ (3‬عزوجل بنا‬
‫وبآلنا الطيبين وذلك حين لم يقذفوا في الهاوية فأخرونا )‪ (4‬إلى أن بعثنا‬
‫بدعائك يا موسى بن عمران بمحمد وآله الطيبين‪ .‬فقال ال عز وجل لهل‬
‫عصر محمد )صلى ال عليه وآله(‪ :‬فإذا كان بالدعاء بمحمد وآله الطيبين‬
‫نشر )‪ (5‬ظلمة أسلفكم المصعوقين بظلمهم‪ ،‬أفما يجب عليكم )‪ (6‬أن ل‬
‫تتعرضوا لمثل ما هلكوا به إلى أن أحياهم ال عزوجل )‪ (7‬؟‬
‫)‪ (1‬لعل الصحيح‪ :‬أو انها كانت‪ (2) .‬في نسخة‪ :‬لبائنا اعتقاد امامة على بعد‬
‫اعتقادنا بنبوة محمد )صلى ال عليه وآله(‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬سائل يسأل‬
‫ربنا‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬واخرونا‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬بشر‪ (6) .‬في نسخة‪:‬‬
‫معاشر اليهود أفما يجب عليكم‪ (7) .‬التفسير المنسوب إلى المام‬
‫العسكري )عليه السلم(‪.102 :‬‬

‫]‪[330‬‬

‫‪ - 12‬م‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( لليهود‪ :‬معاشر اليهود تعاندون‬
‫رسول ال )‪) (1‬صلى ال عليه وآله( وتأبون العتراف بأنكم كنتم تكذبون‪،‬‬
‫ولستم من الجاهلين بأن ال ل يعذب بها أحدا ول يزيل عن فاعل هذه‬
‫عذابه أبدا‪ ،‬إن آدم )عليه السلم( لم يقترح على ربه المغفرة لذنبه إل‬
‫بالتوبة‪ ،‬فكيف تقترجونها أنتم مع عنادكم ؟ قيل‪ :‬وكيف كان ذلك يا رسول‬
‫ال ؟ فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم(‪ :‬لما وقعت )‪ (2‬الخطيئة‬
‫من آدم واخرج من الجنة وعوتب ووبخ قال‪ :‬يا رب إن تبت وأصلحت‬
‫أتردني إلى الجنة ؟ قال‪ :‬بلى‪ ،‬قال آدم‪ :‬فكيف أصنع يا رب حتى أكون تائبا‬
‫تقبل توبتي ؟ فقال ال تعالى‪ :‬تسبحني بما أنا أهله‪ ،‬وتعترف بخطيئتك كما‬
‫أنت أهله‪ ،‬وتتوسل إلي بالفاضلين الذين علمتك أسماءهم وفضلتك بهم‬
‫على ملئكتي وهم محمد وآله الطيبون وأصحابه الخيرون‪ .‬فوفقه ال‬
‫تعالى فقال‪ :‬يا رب ل إله إل أنت سبحانك اللهم وبحمدك عملت سوءا‬
‫وظلمت نفسي فارحمني وأنت أرحم الراحمين )‪ (3‬بحق محمد وآله الطيبين‬
‫وخيار أصحابه المنتجبين‪ ،‬سبحانك وبحمدك ل إله إل أنت عملت سوءا‬
‫وظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحيم‪ ،‬بحق محمد وآله الطيبين‬
‫وخيار أصحابه المنتجبين‪ .‬فقال ال تعالى‪ :‬لقد قبلت توبتك‪ ،‬وآية ذلك أن‬
‫انقي بشرتك فقد تغيرت وكان ذلك لثلث عشر من شهر رمضان‪ ،‬فصم هذه‬
‫الثلثة اليام التي تستقبلك‪ ،‬فهي أيام البيض ينقي ال في كل يوم بعض‬
‫بشرتك‪ ،‬فصامها فنقى في كل يوم منها ثلث بشرته‪ .‬فعند ذلك قال آدم‪ :‬يا‬
‫رب ما أعظم شأن محمد وآله وخيار أصحابه ؟ فأوحى ال إليه‪ :‬يا آدم إنك‬
‫لو عرفت كنه جلل محمد عندي وآله وخيار أصحابه لحببته حبا‬

‫)‪ (1‬في نسخة‪ :‬رسول ال رب العالمين‪ (2) .‬في نسخة‪ :‬لما زلت‪ (3) .‬في نسخة‪:‬‬
‫انك أنت أرحم الراحمين‪.‬‬

‫]‪[331‬‬
‫يكون أفضل أعمالك‪ ،‬قال‪ :‬يا رب عرفني لعرف‪ .‬قال ال تعالى‪ :‬يا آدم إن محمدا لو‬
‫وزن به جميع الخلق من النبيين والمرسلين والملئكة المقربين وسائر‬
‫عبادي الصالحين من أول الدهر إلى آخره ومن الثرى إلى العرش لرجح‬
‫بهم‪ ،‬وإن رجل من خيار آل محمد لو وزن به جميع آل النبيين لرجح به‪،‬‬
‫وإن رجل من خيار أصحاب محمد لو وزن به جميع أصحاب المرسلين‬
‫لرجح بهم‪ .‬يا آدم لو أحب رجل من الكفار أو جميعهم رجل من آل محمد‬
‫وأصحابه الخيرين لكافأه ال عن ذلك بأن يختم له بالتوبة واليمان ثم‬
‫يدخله ال الجنة‪ ،‬إن ال ليفيض على كل واحد من محبي محمد وآل محمد‬
‫وأصحابه من الرحمة ما لو قسمت على عدد كعدد كل ما خلق ال من أول‬
‫الدهر إلى آخره وكانوا كفارا لكفاهم ولداهم إلى عاقبة محمودة اليمان‬
‫بال حتى يستحقوا به الجنة‪ .‬ولو أن رجل ممن يبغض آل محمد وأصحابه‬
‫الخيرين أو واحدا منهم لعذبه ال عذابا لو قسم على مثل عدد ما خلق ال‬
‫لهلكهم ال أجمعين‪ (1) .‬بيان‪ :‬قوله‪ :‬ل يعذب بها‪ ،‬أي بالتوبة‬
‫والعتراف‪ ،‬قوله‪ :‬عن فاعل هذه أي المعاندة‪ - 13 .‬فض‪ ،‬يل‪ :‬بالسناد‬
‫يرفعه إلى ابن مسعود قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬لما خلق‬
‫آدم فسأل ربه أن يريه ذريته من النبياء والوصياء المقربين إلى ال‬
‫عزوجل‪ ،‬فأنزل ال عليه صحيفة فقرأها كما علمه ال تعالى إلى أن انتهى‬
‫إلى محمد النبي العربي عليه أفضل الصلة والسلم فوجد عند اسمه اسم‬
‫علي بن أبي طالب )عليه السلم(‪ ،‬فقال آدم‪ :‬هذا نبي بعد محمد‪ .‬فهتف به‬
‫هاتف يسمع صوته ول يرى شخصه يقول‪ :‬هذا وارث علمه وزوج ابنته‬
‫ووصيه وأبو ذريته )عليه السلم(‪ ،‬فلما وقع آدم في الخطيئة جعل يتوسل‬
‫إلى ال‬

‫)‪ (1‬التفسير المنسوب إلى المام العسكري )عليه السلم(‪.157 :‬‬

‫]‪[332‬‬

‫تعالى بهم )عليهم السلم( فتاب ال عليه‪ - 14 .‬طا‪ :‬رويت عن شيخي محمد بن‬
‫النجار من ثقات العامة من كتابه الذي جعله تذييل على تاريخ الخطيب عن‬
‫محمد بن أحمد بن بختيار عن محمد بن الحسن بن محمد الهمداني عن‬
‫الحسين بن الحسن بن زيد عن الحسن بن أحمد العلوي عن الحسن بن‬
‫عبد الرحمان بن خلد وبكر بن أحمد بن مخلد وأبي عبد ال الغالبي عن‬
‫محمد بن هارون المنصوري عن أحمد بن شاكر عن يحيى بن أكثم القاضي‬
‫عن المأمون عن عطية العوفي عن ثابت البناني عن أنس بن مالك عن‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله وسلم( أنه قال‪ :‬لما أراد ال عزوجل أن يهلك‬
‫قوم نوح )عليه السلم( أوحى ال إليه‪ :‬أن شق ألواح الساج‪ ،‬فلما شقها لم‬
‫يدر ما يصنع بها فهبط جبرئيل فأراه هيئة السفينة ومعه تابوت فيه مائة‬
‫ألف مسمار وتسعة وعشرون ألف مسمار‪ ،‬فسمر بالمسامير كلها السفينة‬
‫إلى أن بقيت خمسة مسامير‪ .‬فضرب بيده إلى مسمار منها فأشرق في يده‬
‫وأضاء كما يضئ الكوكب الدري في أفق السماء‪ ،‬فتحير من ذلك نوح‬
‫فأنطق ال ذلك المسمار بلسان طلق ذلق )‪ (1‬فقال له‪ :‬يا جبرئيل ما هذا‬
‫المسمار الذي ما رأيت مثله ؟ قال‪ :‬هذا باسم خير الولين والخرين‪ :‬محمد‬
‫بن عبد ال‪ ،‬أسمره في أولها على جانب السفينة اليمين‪ .‬ثم ضرب بيده‬
‫على مسمار ثان فأشرق وأنار‪ ،‬فقال نوح‪ :‬وما هذا المسمار ؟ فقال‪:‬‬
‫مسمار أخيه وابن عمه علي بن أبي طالب فأسمره على جانب السفينة‬
‫اليسار في أولها‪ .‬ثم ضرب بيده إلى مسمار ثالث فزهر وأشرق وأنار فقال‪:‬‬
‫هذا مسمار فاطمة فأسمره إلى جانب مسمار أبيها‪ .‬ثم ضرب بيده إلى‬
‫مسمار رابع فزهر وأنار فقال‪ :‬هذا مسمار الحسن فأسمره إلى جانب‬
‫مسمار أبيه‪ .‬ثم ضرب بيده إلى مسمار خامس فأشرق وأنار وبكى فقال‪ :‬يا‬
‫جبرئيل ما هذه‬

‫)‪ (1‬في المصدر بعد ذلك زيادات‪.‬‬

‫]‪[333‬‬

‫النداوة ؟ فقال‪ :‬هذا مسمار الحسين بن علي سيد الشهداء فأسمره إلى جانب مسمار‬
‫أخيه‪ ،‬ثم قال النبي )صلى ال عليه وآله وسلم(‪ " :‬وحملناه على ذات‬
‫ألواح ودسر " )‪ (1‬قال النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬اللواح خشب‬
‫السفينة‪ ،‬ونحن الدسر )‪ (2‬لولنا ما سارت السفينة بأهلها‪ - 15 (3) .‬فر‪:‬‬
‫محمد بن القاسم بن عبيد عن الحسن بن جعفر عن الحسين بن سوار عن‬
‫محمد بن عبد ال عن شجاع بن الوليد‪ ،‬وأبو بدر السكوني )‪ (4‬عن‬
‫العمش عن أبي صالح عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله وسلم(‪ :‬لما نزلت الخطيئة بآدم وأخرج من الجنة أتاه جبرئيل‬
‫)عليه السلم( فقال‪ :‬يا آدم ادع ربك‪ ،‬قال‪ :‬يا حبيبي جبرئيل ما أدعو ؟ قال‬
‫قل‪ :‬رب أسألك بحق الخمسة الذين تخرجهم من صلبي آخر الزمان إل تبت‬
‫علي ورحمتني فقال له آدم‪ :‬يا جبرئيل سمهم لي‪ ،‬قال‪ :‬قل " اللهم بحق‬
‫محمد نبيك وبحق علي وصي نبيك وبحق فاطمة بنت نبيك وبحق الحسن‬
‫والحسين سبطي نبيك إل تبت علي فارحمني " )‪ .(5‬فدعا بهن آدم فتاب‬
‫ال عليه‪ ،‬وذلك قول ال تعالى‪ " :‬فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه "‬
‫وما من عبد مكروب يخلص النية ويدعو بهن إل استجاب ال له‪16 (6) .‬‬
‫‪ -‬فر‪ :‬محمد بن أحمد معنعنا عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه )‪(7‬‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إن ال تعالى عرض ولية علي‬
‫بن أبي طالب )عليه السلم( على أهل السماوات وأهل الرض فقبلوها ما‬
‫خل يونس بن متى فعاقبه ال وحبسه في بطن الحوت‬

‫)‪ (1‬القمر‪ (2) .13 :‬الدسر‪ :‬المسمار‪ (3) .‬امان الخطار‪ 107 :‬و ‪ (4) .108‬هكذا‬
‫في النسخ وفى المصدر‪ :‬أبو بدر بل عاطف ورفعه بحدثنى أو اخبرني‪) .‬‬
‫‪ (5‬في المصدر‪ :‬ورحمتني‪ (6) .‬تفسير فرات‪ 13 :‬والية في البقرة‪.35 :‬‬
‫)‪ (7‬في المصدر‪ :‬عن جده‪.‬‬

‫]‪[334‬‬

‫لنكاره ولية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب )عليه السلم( حتى قبلها‪ .‬قال أبو‬
‫يعقوب‪ (1) :‬فنادى في الظلمات أن ل إله إل أنت سبحانك إني كنت من‬
‫الظالمين لنكاري ولية علي بن أبي طالب )عليه السلم(‪ ،‬قال أبو عبد‬
‫ال‪ :‬فأنكرت الحديث فعرضته على عبد ال بن سليمان المدني فقال لي‪ :‬ل‬
‫تجزع منه فإن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب )عليه السلم( خطب بنا‬
‫بالكوفة فحمد ال تعالى وأثنى عليه فقال في خطبته‪ :‬فلول إنه كان من‬
‫المقرين )‪ (2‬للبث في بطنه إلى يوم يبعثون‪ .‬فقام إليه فلن بن فلن وقال‪:‬‬
‫يا أمير المؤمنين إنا سمعنا ال )‪ (3‬فلول انه كان من المسبحين‪(4) ،‬‬
‫فقال‪ :‬اقعد يابكار فلول إنه كان من المقرين )‪ (5‬للبث إلى آخر الية‪(6) .‬‬
‫أقول‪ :‬قد مضى في أبواب أحوال النبياء )عليهم السلم( أخبار كثيرة في‬
‫ذلك لسيما أحوال آدم وموسى وإبراهيم عليهم السلم‪ ،‬وكذا في أبواب‬
‫معجزات النبي )صلى ال عليه وآله وسلم(‪ ،‬وسيأتي في رواية سعد بن‬
‫عبد ال عن القائم صلوات ال عليه أن زكريا )عليه السلم( سأل ربه أن‬
‫يعلمه أسماء الخمسة فأهبط عليه جبرئيل فعلمه إياها‪.‬‬

‫)‪ (1‬أبو يعقوب هذا وأبو عبد ال التى بعد ذلك كانا في السناد فحذفا ووقع اجمال‬
‫في المتن والسناد‪ (2) .‬في نسخة من المقربين‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬انا‬
‫سمعنا ال يقول‪ (4) .‬الصافات‪ (5) .143 :‬لعله كان في قراءته )عليه‬
‫السلم( هكذا‪ ،‬أو كان تسبيحه القرار بوليته )عليه السلم(‪ ،‬ففسره‬
‫)عليه السلم( وبين معناه‪ (6) .‬تفسير فرات‪.94 :‬‬

‫]‪[335‬‬

‫‪) 8‬باب( * )فضل النبي وأهل بيته صلوات ال عليهم على( * * )الملئكة‬
‫وشهادتهم بوليتهم( * ‪ - 1‬ك‪ ،‬ن‪ ،‬ع‪ :‬الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي‬
‫عن فرات بن إبراهيم عن محمد بن أحمد الهمداني عن العباس بن عبد ال‬
‫البخاري عن محمد بن القاسم بن إبراهيم عن الهروي عن الرضا عن آبائه‬
‫عن أمير المؤمنين عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله‬
‫وسلم(‪ :‬ما خلق ال عزوجل خلقا أفضل مني ول أكرم عليه مني‪ .‬قال علي‬
‫)عليه السلم(‪ :‬فقلت‪ :‬يا رسول ال فأنت أفضل أو جبرئيل ؟ فقال )عليه‬
‫السلم(‪ :‬يا علي إن ال تبارك وتعالى فضل أنبياءه المرسلين على ملئكته‬
‫المقربين‪ ،‬وفضلني على جميع النبيين والمرسلين‪ ،‬والفضل بعدي لك يا‬
‫علي وللئمة من بعدك‪ ،‬وإن الملئكة لخدامنا وخدام محبينا‪ ،‬يا علي الذين‬
‫يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا‬
‫بوليتنا‪ .‬يا علي لول نحن ما خلق )‪ (1‬آدم ول حوا ول الجنة ول النار ول‬
‫السماء ول الرض‪ ،‬فكيف ل نكون أفضل من الملئكة وقد سبقناهم إلى‬
‫معرفة )‪ (2‬ربنا وتسبيحه وتهليله وتقديسه ؟ لن أول ما خلق ال عزوجل‬
‫خلق أرواحنا فأنطقنا بتوحيده وتحميده )‪ .(3‬ثم خلق الملئكة فلما شاهدوا‬
‫أرواحنا نورا واحدا استعظموا أمرنا فسبحنا لتعلم الملئكة أنا خلق‬
‫مخلوقون‪ ،‬وأنه منزه عن صفاتنا‪ ،‬فسبحت الملئكة بتسبيحنا‬

‫)‪ (1‬في الكمال والعيون‪ :‬ما خلق ال‪ (2) .‬في الكمال‪ :‬إلى التوحيد ومعرفة ربنا‪) .‬‬
‫‪ (3‬في الكمال والعيون‪ :‬وتمجيده‪.‬‬

‫]‪[336‬‬

‫ونزهته عن صفاتنا‪ ،‬فلما شاهدوا عظم شأننا هللنا لتعلم الملئكة ان ل اله ال ال‬
‫وانا عبيد ولسنا بالهة يجب ان يعبد معه أو دونه فقالوا‪ :‬ل اله ال ال‪ .‬فلما‬
‫شاهدوا كبر محلنا كبرنا لتعلم الملئكة أن ال أكبر من أن ينال عظم المحل‬
‫إل به )‪ ،(1‬فلما شاهدوا ما جعله )‪ (2‬لنا من العز والقوة قلنا‪ :‬ل حول ول‬
‫قوة إل بال )‪ (3‬لتعلم الملئكة أن ل حول لنا ول قوة إل بال‪ .‬فلما شاهدوا‬
‫ما أنعم ال به علينا وأوجبه لنا من فرض الطاعة قلنا‪ :‬الحمد ل لتعلم‬
‫الملئكة ما يحق ل تعالى ذكره علينا من الحمد على نعمه )‪ (4‬فقالت‬
‫الملئكة‪ :‬الحمدل‪ ،‬فبنا اهتدوا إلى معرفة توحيد ال وتسبيحه وتهليله‬
‫وتحميده وتمجيده‪ .‬ثم إن ال تبارك وتعالى خلق آدم فأودعنا صلبه‪ ،‬وأمر‬
‫الملئكة بالسجود له تعظيما لنا وإكراما‪ ،‬وكان سجودهم ل عزوجل‬
‫عبودية ولدم إكراما وطاعة‪ ،‬لكوننا في صلبه فكيف ل نكون أفضل من‬
‫الملئكة وقد سجدوا لدم كلهم أجمعون‪ .‬وإنه لما عرج بي إلى السماء أذن‬
‫جبرئيل مثنى مثنى وأقام مثنى مثنى‪ ،‬ثم قال لي‪ :‬تقدم يا محمد‪ ،‬فقلت له‪ :‬يا‬
‫جبرئيل أتقدم عليك ؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬لن ال تبارك وتعالى فضل أنبياءه على‬
‫ملئكته أجمعين وفضلك خاصة‪ ،‬فتقدمت فصليت بهم ول فخر‪ .‬فلما انتهيت‬
‫إلى حجب النور قال لي جبرئيل‪ :‬تقدم يا محمد وتخلف عني فقلت‪ :‬يا‬
‫جبرئيل في مثل هذا الموضع تفارقني ؟ فقال‪ :‬يا محمد إن )‪ (5‬انتهاء حدي‬
‫الذي‬

‫)‪ (1‬في الكمال‪ :‬من ان ينال‪ ،‬وانه عظيم فلما‪ (2) .‬في الكمال والعيون‪] :‬ما جعله‬
‫ال لنا[ وفى الكمال‪ :‬والقدرة مكان‪ :‬والقوة‪ (3) .‬في الكمال‪ :‬ال بال‬
‫العلى العظيم‪ (4) .‬في نسخة‪ :‬على نعمته‪ (5) .‬في الكمال‪ :‬ان هذا‪.‬‬

‫]‪[337‬‬

‫وضعني ال عزوجل فيه )‪ (1‬إلى هذا المكان فإن تجاوزته احترقت أجنحتي بتعدي‬
‫حدود ربي جل جلله‪ .‬فزخ بي في النور )‪ (2‬زخة حتى انتهيت إلى حيث ما‬
‫شاء ال من علو ملكه )‪ (3‬فنوديت‪ :‬يا محمد‪ ،‬فقلت‪ :‬لبيك ربي وسعديك‬
‫تباركت وتعاليت‪ ،‬فنوديت‪ :‬يا محمد أنت عبدي وأنا ربك فاياي فاعبد وعلي‬
‫فتوكل‪ ،‬فإنك نوري في عبادي ورسولي إلى خلقي وحجتي في بريتي )‪،(4‬‬
‫لك ولمن اتبعك خلقت جنتي‪ ،‬ولمن خالفك )‪ (5‬خلقت ناري‪ ،‬ولوصيائك‬
‫أوجبت كرامتي‪ ،‬ولشيعتهم أوجبت ثوابي‪ .‬فقلت‪ :‬يا رب ومن أوصيائي ؟‬
‫فنوديت‪ :‬يا محمد أوصياؤك المكتوبون على ساق عرشي‪ ،‬فنظرت وأنا بين‬
‫يدي ربي جل جلله إلى ساق العرش فرأيت اثني عشر نورا في كل نور‬
‫سطر أخضر عليه اسم وصي من أوصيائي‪ ،‬أولهم علي بن أبي طالب‪ ،‬و‬
‫آخرهم مهدي امتي‪ .‬فقلت‪ :‬يا رب هؤلء أوصيائي من بعدي ؟ فنوديت‪ :‬يا‬
‫محمد هؤلء أوليائي و أوصيائي )‪ (6‬وأصفيائي وحججي بعدك على‬
‫بريتي‪ ،‬وهم أوصياؤك وخلفاؤك وخير خلقي بعدك‪ .‬وعزتي وجللي‬
‫لظهرن بهم ديني ولعلين بهم كلمتي ولطهرن الرض بآخرهم من‬
‫أعدائي‪ ،‬ولمكننه )‪ (7‬مشارق الرض ومغاربها‪ ،‬ولسخرن له‬

‫)‪ (1‬في الكمال‪ :‬وضعه ال في‪ (2) .‬في الكمال‪] :‬فزج بى ربى زجة في النور[‬
‫وفى نسخة من العيون‪] :‬فزج بى في النور زجة[ اقول‪ :‬زج أي رمى‪) .‬‬
‫‪ (3‬في الكمال‪ :‬من ملكوته‪ (4) .‬في العيون‪ :‬وحجتي على بريتى‪ (5) .‬في‬
‫الكمال‪ :‬ولمن عصاك وخالفك‪ (6) .‬في المصادر كلها‪ :‬وأحبائي‪ (7) .‬في‬
‫نسخة‪] :‬ولملكنهه[ أقول‪ :‬كذا في العيون والكمال‪.‬‬

‫]‪[338‬‬

‫الرياح ول ذللن له السحاب الصعاب‪ ،‬ولرقينه في السباب ولنصرنه بجندي و‬


‫لمدنه بملئكتي حتى تعلو دعوتي وتجمع )‪ (1‬الخلق على توحيدي‪ ،‬ثم‬
‫لديمن ملكه ولداولن اليام بين أوليائي إلى يوم القيامة‪ (2) .‬بيان‪ :‬زخ به‬
‫على المجهول أي دفع ورمي‪ - 2 .‬ع‪ :‬ابن البرقي عن أبيه عن جده عن‬
‫ابن عمير عن عمرو بن جميع عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬كان‬
‫جبرئيل إذا أتى النبي )صلى ال عليه وآله وسلم( قعد بين يديه قعدة العبد‬
‫وكان ل يدخل حتى يستأذنه‪ - 3 (3) .‬ع‪ :‬ابن عبدوس عن ابن قتيبة عن‬
‫ابن شاذان عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬لما اسري برسول ال )صلى ال عليه وآله( وحضرت الصلة‬
‫أذن جبرئيل وأقام الصلة فقال‪ :‬يا محمد تقدم‪ ،‬فقال له رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله وسلم(‪ :‬تقدم يا جبرئيل فقال له‪ :‬إنا ل نتقدم على الدميين‬
‫منذ أمرنا بالسجود لدم )‪ - 4 .(4‬ج‪ ،‬م‪ :‬عن أبي محمد العسكري )عليه‬
‫السلم( أنه قال‪ :‬سأل المنافقون النبي )صلى ال عليه وآله( فقالوا‪ :‬يا‬
‫رسول ال أخبرنا عن علي )عليه السلم( هو أفضل أم ملئكة ال‬
‫المقربون ؟ فقال رسول ال‪ :‬وهل شرفت الملئكة إل بحبها لمحمد وعلي‬
‫وقبولها لوليتهما‪ ،‬إنه ل أحد من محبي علي )عليه السلم( نظف قلبه من‬
‫قذر الغش والدغل والغل ونجاسة )‪ (5‬الذنوب إل كان أطهر وأفضل من‬
‫الملئكة‪ .‬وهل أمر ال الملئكة بالسجود لدم إل لما كانوا قد وضعوه في‬
‫نفوسهم أنه ل يصير في الدنيا خلق بعدهم إذا رفعوا هم )‪ (6‬عنها إل وهم‬
‫‪ -‬يعنون أنفسهم ‪ -‬أفضل‬

‫)‪ (1‬في العلل‪ :‬ويجتمع‪ (2) .‬اكمال الدين‪ 149 - 147 :‬عيون الخبار‪146 - 144 :‬‬
‫علل الشرائع‪ 13 :‬و ‪ 3) .14‬و ‪ (4‬علل الشرائع‪ (5) .14 :‬في الحتجاج‬
‫والتفسير‪ :‬والنجاسات‪ (6) .‬في الحتجاج والتفسير‪] :‬إذا رفعوا عنها[‬
‫اقول‪ :‬أي عن الدنيا‪(*) .‬‬

‫]‪[339‬‬

‫منهم )‪ (1‬في الدين فضل وأعلم بال وبدينه علما‪ .‬فأراد ال أن يعرفهم أنهم قد‬
‫أخطأوا في ظنونهم واعتقاداتهم فخلق آدم وعلمه السماء كلها ثم عرضها‬
‫عليهم فعجزوا عن معرفتها‪ ،‬فأمر آدم أن ينبئهم بها وعرفهم فضله في‬
‫العلم عليهم‪ ،‬ثم أخرج من صلب آدم ذرية )‪ (2‬منهم النبياء والرسل‬
‫والخيار من عباد ال أفضلهم محمد ثم آل محمد‪ ،‬ومن الخيار الفاضلين‬
‫منهم أصحاب محمد وخيار أمة محمد‪ ،‬وعرف الملئكة بذلك أنهم أفضل‬
‫من الملئكة )‪ (3‬إلى آخر ما نقلنا سابقا في باب غزوة تبوك في قصة‬
‫العقبة‪ 5 .‬فس‪ :‬أبي عن الصفهاني عن المنقري عن حماد عن أبى عبد‬
‫ال )عليه السلم( أنه سئل هل الملئكة أكثر أم بنو آدم ؟ )‪ (4‬فقال‪ :‬والذي‬
‫نفسي بيده لملئكة ال في السماوات أكثر من عدد التراب في الرض‪ ،‬وما‬
‫في السماء موضع قدم إل وفيها )‪ (5‬ملك يسبحه ويقدسه‪ ،‬ول في الرض‬
‫شجر ول مدر إل وفيها ملك موكل بها يأتي )‪ (6‬ال كل يوم بعملها‪ ،‬وال‬
‫أعلم بها‪ .‬وما منهم أحد إل ويتقرب كل يوم إلى ال بوليتنا أهل البيت‬
‫ويستغفر لمحبينا ويلعن أعداءنا ويسأل ال أن يرسل عليهم العذاب إرسال‬
‫)‪ .(7‬ير‪ :‬علي بن محمد عن الصبهاني مثله‪ - 6 (8) .‬ير‪ :‬ابن عيسى عن‬
‫ابن بزيع والحسين بن سعيد عن محمد بن الفضيل عن‬

‫)‪ (1‬في المصدرين‪ :‬افضل منه‪ (2) .‬في المصدرين‪ :‬ذريته‪ (3) .‬احتجاج الطبرسي‪:‬‬
‫‪ 31‬تفسير العسكري‪ (4) .153 :‬في البصائر‪ :‬أو بنو آدم‪ (5) .‬في‬
‫البصائر‪ :‬ال وفيه‪ (6) .‬في البصائر‪ :‬شجرة ول مثل غرزة ال وفيها ملك‬
‫موكل يأتي‪ (7) .‬تفسير القمى‪ (8) .583 :‬بصائر الدرجات‪.21 :‬‬

‫]‪[340‬‬

‫أبى الصباح عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬وال إن في السماء لسبعين صنفا )‬
‫‪ (1‬من الملئكة لو اجتمع عليهم أهل الرض كلهم يحصون عدد صنف )‪(2‬‬
‫منهم ما أحصوهم‪ ،‬وإنهم ليدينون بوليتنا )‪ .(3‬ير‪ :‬علي بن إسماعيل عن‬
‫محمد بن الفضيل عن أبي الصباح عنه )عليه السلم( مثله )‪ .(4‬ير‪ :‬أحمد‬
‫بن محمد عن ابن فضال عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح مثله )‪.(5‬‬
‫كا‪ :‬محمد ابن يحيى عن ابن عيسى عن ابن بزيع عن محمد بن الفضيل‬
‫مثله )‪ - 7 .(6‬ير‪ :‬عبد ال بن عيسى عن أخيه عن عبد الرحمان بن محمد‬
‫عن إبراهيم بن أبي البلد عن سدير الصيرفي عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬إن أمركم هذا عرض على الملئكة فلم يقربه إل المقربون )‬
‫‪ - 8 .(7‬ير‪ :‬محمد بن الحسين عن إبراهيم بن أبي البلد عن سدير عن‬
‫أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن أمركم هذا عرض على الملئكة فلم‬
‫يقربه إل المقربون‪ ،‬وعرض على النبياء فلم يقربه إل المرسلون‪،‬‬
‫وعرض على المؤمنين فلم يقربه إل الممتحنون )‪ - 9 .(8‬ير‪ :‬محمد بن‬
‫الحسين عن محمد بن الهيثم عن أبيه عن الثمالي عن أبي جعفر )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬قال لي‪ :‬يا أبا حمزة أل ترى أنه اختار لمرنا من الملئكة‬
‫المقربين‪ ،‬ومن النبياء المرسلين‪ ،‬ومن المؤمنين الممتحنين )‪- 10 .(9‬‬
‫ير‪ :‬أحمد بن موسى عن محمد بن أحمد مولى حرب عن أبي جعفر )‪(10‬‬
‫الحمامي الكوفي عن الزهر البطيخي عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪:‬‬
‫إن ال عرض ولية‬

‫)‪ (1‬في الكافي‪ :‬صفا‪ (2) .‬في الكافي‪ :‬صف‪ (6 - 3) .‬بصائر الدرجات‪(7) .20 :‬‬
‫الكافي‪ (9 - 8) :‬بصائر الدرجات‪ (10) .20 :‬في المصدر‪ :‬عن محمد بن‬
‫احمد المعروف بغزال مولى حرب بن زياد البجلى عن محمد ابى جعفر‬
‫الحمامى‪.‬‬

‫]‪[341‬‬

‫أمير المؤمنين )عليه السلم( فقبلها الملئكة وأباها ملك يقال له‪ :‬فطرس‪ ،‬فكسر ال‬
‫جناحه‪ .‬فلما ولد الحسين بن علي )عليه السلم( بعث ال جبرئيل في‬
‫سبعين ألف ملك إلى محمد )صلى ال عليه وآله( يهنئهم بولدته‪ .‬فمر‬
‫بفطرس فقال له فطرس‪ :‬يا جبرئيل إلى أين تذهب ؟ قال‪ :‬بعثني ال إلى‬
‫محمد )صلى ال عليه وآله وسلم( اهنئهم )‪ (1‬بمولود ولد في هذه الليلة‪.‬‬
‫فقال له فطرس‪ :‬احملني معك‪ ،‬وسل محمدا يدعوني‪ ،‬فقال له جبرئيل‪:‬‬
‫اركب جناحي‪ ،‬فركب جناحه فأتى محمدا فدخل عليه وهناه فقال له‪ :‬يا‬
‫رسول ال إن فطرس بيني وبينه اخوة‪ ،‬وسألني أن أسألك أن تدعو ال له‬
‫أن يرد عليه جناحه‪ .‬فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( لفطرس‪:‬‬
‫أتفعل ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬فعرض عليه رسول ال )صلى ال عليه وآله( ولية‬
‫أمير المؤمنين )عليه السلم( فقبلها‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله‬
‫وسلم(‪ :‬شأنك بالمهد فتمسح به وتمرغ فيه‪ .‬قال‪ :‬فمضى فطرس إلى مهد‬
‫الحسين بن على )عليه السلم( ورسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم(‬
‫يدعو له قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( وسلم‪ :‬فنظرت إلى‬
‫ريشه وإنه ليطلع ويجري منه الدم ويطول حتى لحق بجناحه الخر‪،‬‬
‫وعرج مع جبرئيل إلى السماء وصار إلى موضعه )‪ - 11 .(2‬ير‪ :‬أحمد بن‬
‫عمر )‪ (3‬عن عمر بن عبد العزيز عن الخيبري عن ابن ظبيان عن أبي‬
‫عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سمعنا يقول‪ :‬ما حاورت )‪ (4‬ملئكة ال تبارك‬
‫وتعالى في دنوها منه إل بالذي أنتم عليه‪ ،‬وإن الملئكة ليصفون ما‬
‫تصفون ويطلبون ما تطلبون وإن من الملئكة ملئكة يقولون‪ :‬إن قولنا في‬
‫آل محمد الذي جعلتهم عليه )‪ .(5‬بيان‪ :‬المحاورة‪ :‬المجاوبة‪ ،‬أي ل‬
‫يتكلمون في أسباب قربهم إليه تعالى إل بالدين الذي أنتم عليه‪ ،‬قوله‪ :‬الذي‬
‫جعلتهم عليه‪ ،‬لعلهم إنما يقولون كذلك إقرارا‬

‫)‪ (1‬في نسخة‪ :‬اهنئه‪ (2) .‬بصائر الدرجات‪ (3) .20 :‬في نسخة‪ :‬أحمد بن محمد‪) .‬‬
‫‪ (4‬في المصدر‪ :‬ما جاوزت‪ (5) .‬بصائر الدرجات‪ 20 :‬و ‪ 21‬فيه‪ :‬مثل‬
‫الذى جعلتهم عليه‪.‬‬

‫]‪[342‬‬
‫بالعجز عن معرفتهم حق المعرفة‪ - 12 .‬ير‪ :‬أحمد بن محمد السياري )‪ (1‬عن عبيد‬
‫ال بن أبي عبد ال الفارسي وغيره رفعوه إلى أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬إن الكروبيين قوم من شيعتنا من الخلق الول جعلهم ال خلف‬
‫العرش‪ ،‬لو قسم نور واحد منهم على أهل الرض لكفاهم‪ ،‬ثم قال‪ :‬إن‬
‫موسى )عليه السلم( لما أن سأل ربه ما سأل‪ ،‬أمر واحدا من الكروبيين‬
‫فتجلى للجبل فجعله دكا )‪ - 13 .(2‬ك‪ :‬الهمداني عن علي عن أبيه عن‬
‫علي بن معبد عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن علي بن موسى عن‬
‫أبيه عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( أنا‬
‫سيد من خلق ال‪ ،‬وأنا خير من جبرئيل وإسرافيل وحملة العرش وجميع‬
‫الملئكة المقربين )‪ (3‬وأنبياء ال المرسلين‪ .‬وأنا صاحب الشفاعة‬
‫والحوض الشريف‪ ،‬وأنا وعلي أبوا هذه المة‪ ،‬من عرفنا فقد عرف ال‪،‬‬
‫ومن أنكرنا فقد أنكر ال عزوجل‪ ،‬ومن علي سبطا امتي و سيدا شباب أهل‬
‫الجنة‪ :‬الحسن والحسين‪ ،‬ومن ولد الحسين أئمة تسعة‪ ،‬طاعتهم طاعتي‪،‬‬
‫ومعصيتهم معصيتي‪ ،‬تاسعهم قائمهم ومهديهم )‪ - 14 .(4‬شف‪ :‬من كتاب‬
‫المامة عن بندار بن عاصم عمن حدثه عن عبد ال بن سنان عن أبي عبد‬
‫ال )عليه السلم( قال‪ :‬لما خلق ال العرش خلق ملكين فاكتنفاه فقال‪:‬‬
‫اشهدا أن ل إله إل أنا‪ ،‬فشهدا‪ ،‬ثم قال‪ :‬اشهدا أن محمدا رسول ال‪،‬‬
‫فشهدا‪ ،‬ثم قال‪ :‬اشهدا أن عليا أمير المؤمنين‪ ،‬فشهدا )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬بعض أصحابنا عن أحمد بن محمد السيارى قال‪ :‬وقد سمعت انا‬
‫من احمد بن محمد‪ (2) .‬بصائر الدرجات‪ (3) .21 :‬في المصدر‪ :‬وأنا خير‬
‫من جبرئيل وميكائيل واسرافيل وحملة العرش وجميع ملئكة ال‬
‫المقربين‪ (4) .‬اكمال الدين‪ 151 :‬و ‪ (5) .152‬اليقين‪.55 :‬‬

‫]‪[343‬‬

‫‪ - 15‬م‪ :‬أما تأييد ال تعالى لعيسى عليه السلم بروح القدس‪ ،‬فإن جبرئيل هو الذي‬
‫لما حضر رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( وهو قد اشتمل بعبائية‬
‫القطوانية على نفسه وعلى علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلم‬
‫وقال‪ :‬اللهم هؤلء أهلي أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم محب‬
‫لمن أحبهم ومبغض لمن أبغضهم‪ ،‬فكن لمن حاربهم حربا ولمن سالمهم‬
‫سلما ولمن أحبهم محبا ولمن أبغضهم مبغضا‪ ،‬فقال ال عزوجل لقد أجبتك‬
‫إلى ذلك يا محمد‪ .‬فرفعت أم سلمة جانب العباء لتدخل‪ ،‬فجذبه رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله وسلم( وقال‪ :‬لست هناك وإن كنت على )‪ (1‬خير‪،‬‬
‫وجاء جبرئيل مدثرا وقال‪ :‬يارسول ال اجعلني منكم ! قال‪ :‬أنت منا‪ ،‬قال‪:‬‬
‫أفأرفع العباء وأدخل معكم ؟ قال‪ :‬بلى‪ .‬فدخل في العباء‪ ،‬ثم خرج وصعد إلى‬
‫السماء إلى الملكوت العلى وقد تضاعف حسنه وبهاؤه‪ ،‬فقالت الملئكة‪:‬‬
‫قد رجعت بجمال خلف ما ذهبت به من عندنا‪ ،‬قال‪ :‬فكيف ل أكون كذلك‬
‫وقد شرفت بأن جعلت من آل محمد )صلى ال عليه وآله وسلم( وأهل‬
‫بيته ؟ قالت الملك في ملكوت السماوات والحجب والكرسي والعرش‪:‬‬
‫حق لك هذا الشرف أن تكون كما قلت‪ :‬وكان علي )عليه السلم( معه‬
‫جبرئيل عن يمينه في الحروب وميكائيل عن يساره وإسرافيل خلفه وملك‬
‫الموت أمامه )‪ .(2‬بيان‪ :‬في القاموس‪ :‬قطوان محركة‪ :‬موضع بالكوفة منه‬
‫الكسية‪ - 16 .‬جع‪ :‬الصدوق عن ابن ادريس عن أبيه عن ابن عيسى عن‬
‫محمد بن الضحاك عن عزيز بن عبد الحميد عن إسماعيل بن طلحة عن‬
‫كثير بن عمير عن جابر بن عبد ال النصاري قال‪ :‬سمعت رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( يقول‪ :‬إن ال خلقني وخلق عليا وفاطمة والحسن‬
‫والحسين والئمة عليهم السلم من نور‪ ،‬فعصر ذلك النور عصرة فخرج‬
‫منه شيعتنا فسبحنا فسبحوا وقدسنا فقدسوا وهللنا فهللوا ومجدنا فمجدوا‬
‫ووحدنا فوحدوا ثم خلق ال السماوات والرضين وخلق الملئكة فمكثت‬
‫الملئكة مائة عام ل تعرف‬

‫)‪ (1‬في نسخة‪ :‬وان كنت في خير والى خير )‪ (2‬التفسير المنسوب إلى المام‬
‫العسكري )عليه السلم(‪.15 :‬‬

‫]‪[344‬‬

‫تسبيحا ول تقديسا ول تمجيدا فسبحنا وسبحت )‪ (1‬شيعتنا فسبحت الملئكة‬


‫لتسبيحنا وقدسنا فقدست شيعتنا فقدست الملئكة لتقديسنا‪ ،‬ومجدنا فمجدت‬
‫شيعتنا فمجدت الملئكة لتمجيدنا ووحدنا فوحدت شيعتنا فوحدت الملئكة‬
‫لتوحيدنا‪ ،‬وكانت الملئكة ل تعرف تسبيحا ول تقديسا من قبل تسبيحنا‬
‫وتسبيح شيعتنا‪ .‬فنحن الموحدون حين ل موحد غيرنا‪ ،‬وحقيق على ال‬
‫تعالى كما اختصنا واختص شيعتنا أن ينزلنا أعلى عليين )‪ ،(2‬إن ال‬
‫سبحانه وتعالى اصطفانا واصطفى شيعتنا من قبل أن نكون أجساما‪ ،‬فدعانا‬
‫وأحبنا‪ ،‬فغفر لنا ولشيعتنا من قبل أن نستغفر ال )‪ .(3‬بيان‪ :‬أجساما‪ ،‬أي‬
‫نحل البدان العنصرية‪ ،‬وظاهره تجرد الرواح‪ - 17 .‬إرشاد القلوب‪ :‬عن‬
‫أبي ذر الغفاري قال‪ :‬سمعت رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( يقول‪:‬‬
‫افتخر إسرافيل على جبرئيل فقال‪ :‬أنا خير منك‪ ،‬قال‪ :‬ولم أنت خير مني ؟‬
‫قال‪ :‬لنى صاحب الثمانية حملة العرش‪ ،‬وأنا صاحب النفخة في الصور‪،‬‬
‫وأنا أقرب الملئكة إلى ال تعالى‪ .‬قال جبرئيل‪ :‬أنا خير منك‪ ،‬فقال‪ :‬بما أنت‬
‫خير مني ؟ قال‪ :‬لني أمين ال على وحيه‪ ،‬وأنا رسوله إلى النبياء‬
‫والمرسلين‪ ،‬وأنا صاحب الخسوف والقذوف )‪ (4‬وما أهلك ال أمة من‬
‫المم إل على يدي‪ .‬فاختصما إلى ال تعالى فأوحى إليهما‪ :‬اسكتا )‪،(5‬‬
‫فوعزتي وجللي لقد خلقت من هو خير منكما‪ ،‬قال‪ :‬يا رب أو تخلق خيرا‬
‫منا ونحن خلقنا من نور ؟ )‪ (6‬قال ال‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬فسبحت‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬في اعلى عليين‪ (3) .‬جامع الخبار‪:‬‬
‫‪ (4) .9‬في نسخة‪] :‬الخسوف والقرون[ وفى المصدر‪ :‬الكسوف‬
‫والخسوف‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬ان اسكتا‪ (6) .‬في المصدر‪ :‬أو تخلق من‬
‫هو خير منا ونحن خلقنا من نور ال‪.‬‬

‫]‪[345‬‬

‫تعالى‪ :‬نعم‪ ،‬وأوحى إلى حجب القدرة‪ :‬انكشفي‪ ،‬فانكشفت فإذا على ساق العرش‬
‫اليمن مكتوب‪ " :‬ل إله إل ال‪ ،‬محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين )‬
‫‪ ." (1‬فقال جبرئيل‪ :‬يا رب فإني أسألك بحقهم عليك إل جعلتني خادمهم‪،‬‬
‫قال ال تعالى‪ :‬قد جعلت‪ ،‬فجبرائيل )عليه السلم( من أهل البيت وإنه‬
‫لخادمنا )‪ .(2‬كنز‪ :‬عن الصدوق باسناده عن أبي ذر رضي ال عنه مثله )‬
‫‪ - 18 .(3‬إرشاد القلوب‪ :‬بإسناده إلى محمد بن زياد قال‪ :‬سأل ابن مهران‬
‫عبد ال بن العباس عن تفسير قوله تعالى‪ " :‬إنا لنحن الصافون * وإنا‬
‫لنحن المسبحون )‪ (4‬قال‪ :‬كنا عند رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم(‬
‫فأقبل علي بن أبي طالب )عليه السلم( فلما رآه النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله( تبسم في وجهه وقال‪ :‬مرحبا بمن خلقه ال قبل أبيه آدم بأربعين ألف‬
‫عام‪ .‬فقلت‪ :‬يا رسول ال أكان البن قبل الب ؟ فقال‪ :‬نعم إن ال تعالى‬
‫خلقني وخلق عليا قبل أن يخلق آدم بهذه المدة‪ ،‬خلق نورا قسمه نصفين‬
‫فخلقني من نصفه )‪ (5‬وخلق عليا من النصف الخر قبل الشياء‪ ،‬فنورها‬
‫من نوري ونور علي‪ .‬ثم جعلنا عن يمين العرش ثم خلق الملئكة فسبحنا‬
‫وسبحت الملئكة فهللنا )‪ (6‬فهللت الملئكة وكبرنا فكبرت الملئكة‪ ،‬وكان‬
‫ذلك من تعليمي وتعليم علي‪ ،‬وكان ذلك في علم ال السابق أن الملئكة‬
‫تتعلم منا التسبيح والتهليل‪ ،‬وكل شئ يسبح ل ويكبره ويهلله بتعليمي‪،‬‬
‫وتعليم علي‪ ،‬وكان في علم ال السابق أن ل يدخل النار محب لي ولعلي‪،‬‬
‫وكذا كان في علمه أن ليدخل الجنة مبغض لي ولعلي‪ .‬أل وإن ال تعالى‬
‫خلق ملئكة بأيديهم أباريق اللجين مملوة من ماء الجنة من‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬محمد رسول ال وعلى وفاطمة والحسن والحسين احباء ال‪(2) .‬‬
‫ارشاد القلوب‪ 214 :‬فيه‪ :‬قد فعلت‪ (3) .‬كنز جامع الفوائد‪) 483 :‬النسخة‬
‫الرضوية(‪ (4) .‬الصافات‪ 165 :‬و ‪ (5) .166‬في المصدر‪ :‬وخلق نورا‬
‫فقسمه نصفين خلقني من نصف‪ (6) .‬في المصدر‪ :‬وهللنا‪(*) .‬‬
‫]‪[346‬‬

‫الفردوس‪ ،‬فما أحد من شيعة علي إل وهو طاهر الوالدين تقي نقي أمن مؤمن )‪(1‬‬
‫بال فإذا أراد بواحدهم )‪ (2‬أن يواقع أهله جاء ملك من الملئكة الذين‬
‫بأيديهم أباريق الجنة فقطر )‪ (3‬من ذلك الماء في إنائه الذي يشرب به‬
‫فيشرب هو ذلك الماء وينبت )‪ (4‬اليمان في قلبه كما ينبت الزرع‪ ،‬فهم‬
‫على بينة من ربهم ومن نبيهم ومن وصيي‪ :‬علي‪ ،‬ومن ابنتي فاطمة‬
‫الزهراء ثم الحسن ثم الحسين والئمة )‪ (5‬من ولد الحسين‪ .‬قلت‪ :‬يا‬
‫رسول ال ومن هم ؟ قال‪ :‬أحد عشر مني‪ ،‬أبوهم علي بن أبي طالب )عليه‬
‫السلم(‪ ،‬ثم قال النبي )صلى ال عليه وآله وسلم( الحمد ل الذي جعل‬
‫محبة علي واليمان سببين )‪ - 19 .(6‬كنز‪ :‬روى الصدوق باسناده )‪(7‬‬
‫عن أبي سعيد الخدري قال‪ :‬كنا جلوسا عند رسول ال )صلى ال عليه وآله‬
‫وسلم( إذ أقبل إليه رجل فقال‪ :‬يا رسول ال أخبرني عن قول ال عزوجل‬
‫لبليس‪ " :‬استكبرت أم كنت من العالين " من هم يا رسول ال الذين هم‬
‫أعلى من الملئكة المقربين ؟ فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم(‪:‬‬
‫أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلم‪ ،‬كنا في سرادق العرش‬
‫نسبح ال فسبحت الملئكة بتسبيحنا قبل أن يخلق ال عزوجل آدم بألفي‬
‫عام‪ .‬فلما خلق ال عزوجل آدم أمر الملئكة أن يسجدوا )‪ (8‬ولم يؤمروا‬
‫بالسجود‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬نقى مؤمن‪ (2) .‬في نسخة‪] :‬فإذا اراد واحدهم[ وفى المصدر‪:‬‬
‫فإذا اراد احدهم‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬فطرح‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬يشرب فيه‬
‫فيشرب ذلك الماء فينبت‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬ثم الئمة‪ (6) .‬ارشاد القلوب‪:‬‬
‫‪ 215‬و ‪ (7) .216‬ذكر السناد في المصدر وهو هكذا‪ :‬عبد ال بن محمد‬
‫بن عبد الوهاب عن أبى الحسن محمد بن احمد عن ابى الحسين محمد بن‬
‫عمار عن اسماعيل بن لومة )كذا( عن زياد بن عبد ال البكالى عن‬
‫سليمان العمش عن ابى سعيد‪ (8) .‬في المصدر‪ :‬ان يسجدوا له‪.‬‬

‫]‪[347‬‬

‫إل لجلنا‪ ،‬فسجدت الملئكة كلهم أجمعون إل إبليس أبى أن يسجد‪ ،‬فقال ال تبارك‬
‫وتعالى له‪ :‬يا إبليس ما منعك أن يسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت‬
‫من العالين " أي من هؤلء الخمسة المكتوبة أسماؤهم في سرادق‬
‫العرش‪ ،‬فنحن باب ال الذي يؤتى منه وبنا يهتدي المهتدون‪ ،‬فمن أحبنا‬
‫أحبه ال )‪ ،(1‬ومن أبغضنا أبغضه ال وأسكنه ناره‪ ،‬ول يحبنا إل من طاب‬
‫مولده )‪ - 20 .(2‬المستدرك من الفردوس باسناده عن جابر قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم(‪ :‬إن ال عز وجل يباهي بعلي بن‬
‫أبى طالب كل يوم الملئكة المقربين حتى تقول‪ :‬بخ بخ هنيئا لك يا علي‪) .‬‬
‫‪ (3‬أقول‪ :‬سيأتي ما يدل على المطلوب من هذا الباب في باب النصوص‬
‫على أمير المؤمنين صلوات ال عليه‪ ،‬وأبواب مناقبه وغيرها‪ ،‬وكذا في‬
‫باب صفة الملئكة من كتاب السماء والعالم‪ - 21 .‬عد‪ :‬اعتقادنا في النبياء‬
‫والحجج والرسل )عليهم السلم( أنهم أفضل من الملئكة وقول الملئكة ل‬
‫عزوجل لما قال لهم‪ " :‬إني جاعل في الرض خليفة قالوا أتجعل فيها من‬
‫يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك " هو تمني )‪(4‬‬
‫فيها لمنزلة آدم ولم يتمنوا إل منزلة فوق منزلتهم‪ ،‬والعلم يوجب فضيلة‪،‬‬
‫قال ال عزوجل‪ " :‬وعلم آدم السماء كلها ثم عرضهم على الملئكة فقال‬
‫أنبؤني بأسمآء هؤلء إن كنتم صادقين * قالوا سبحانك ل علم لنا إل ما‬
‫علمتنا إنك أنت العليم الحكيم * قال يا آدم أنبئهم بأسمآئهم فلما أنبأهم‬
‫بأسمآئهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والرض وأعلم ما‬
‫تبدون وما كنتم تكتمون " )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬زاد في المصدر‪ :‬وأسكنه جنته‪ (2) .‬كنز جامع الفوائد‪ 266 :‬و ‪ 267‬والية في‬
‫سورة ص‪ 75 :‬و ‪ (3) .76‬المستدرك‪ :‬مخطوط لم تصل بيدى نسخته‪) .‬‬
‫‪ (4‬في المصدر‪ :‬قال انى أعلم ما ل تعلمون‪ ،‬وهو التمنى‪ (5) .‬البقرة‪28 :‬‬
‫‪.31 -‬‬

‫]‪[348‬‬

‫هذا كله )‪ (1‬يوجب تفضيل آدم على الملئكة وهو نبي لهم لقول ال عزوجل له‪" :‬‬
‫أنبئهم بأسمآئهم " ومما يثبت تفضيل آدم على الملئكة أمر ال عزوجل‬
‫لهم بالسجود لدم‪ ،‬وقوله عزو جل‪ " :‬فسجد الملئكة كلهم أجمعون " ولم‬
‫يأمرهم ال عزوجل بالسجود إل لمن هو أفضل‪ ،‬وكان سجودهم ل عزوجل‬
‫طاعة لدم وإكراما لما أودع صلبه من أرواح النبي والئمة )‪ (2‬صلوات‬
‫ال عليهم‪ .‬وقال النبي )صلى ال عليه وآله( أنا أفضل من جبرئيل‬
‫وميكائيل وإسرافيل ومن جميع الملئكة المقربين وأنا خير البرية وسيد‬
‫ولد آدم "‪ .‬وأما قول ال عزوجل‪ " :‬لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا ل‬
‫ول الملئكة المقربون )‪ " (3‬فليس ذلك يوجب تفضيلهم على عيسى‪،‬‬
‫وإنما قال ال عزوجل ذلك لن الناس منهم من كان يعتقد أن الربوبية‬
‫لعيسى )عليه السلم(‪ ،‬ويتعبد له صنف من النصارى‪ ،‬ومنهم من عبد‬
‫الملئكة وهم الصائبون وغيرهم‪ .‬فقال ال عزوجل‪ :‬لن يستنكف‬
‫المعبودون دوني أن يكونوا عبيدا لي ول الملئكة الروحانيون وهم‬
‫معصومون ل يعصون ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ل يأكلون ول‬
‫يشربون ول يألمون ول يسقمون ول يشيبون ول يهرمون‪ ،‬طعامهم‬
‫وشرابهم التقديس والتسبيح‪ ،‬وعيشهم من نسيم العرش وتلذذهم بأنواع‬
‫العلوم )‪ ،(4‬خلقهم ال بقدرته أنوارا وأرواحا حاكما شآء وأراد‪ ،‬وكل‬
‫صنف منهم يحفظ نوعا مما خلق ال وقلنا بتفضيل من فضلناه عليهم لن‬
‫العاقبة التي يصيرون إليها أعظم وأفضل من حال الملئكة )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬فهذا كله‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬ال لمن هو أفضل منهم‪ ،‬وكان‬
‫سجودهم ل عزوجل عبودية طاعة ولدم اكراما لما أودع ال في صلبه‬
‫من النبي والئمة‪ (3) .‬النساء‪ (4) .170 :‬في المصدر‪ :‬وتلذذهم من‬
‫انواع العلوم‪ (5) .‬اعتقادات الصدوق‪ 106 - 104 :‬فيه‪ :‬لن الحالة التى‬
‫يصيرون إليها من أنواع ما خلق ال أعظم وأفضل من حال الملئكة‪.‬‬

‫]‪[349‬‬

‫‪ - 22‬مناقب محمد بن أحمد بن شاذان باسناده عن أبي هريرة قال‪ :‬قببال رسببول الب‬
‫)صلى ال عليه وآله( إن ال خلق في السماء الرابعة مائة ألف ملببك‪ ،‬وفببي‬
‫السماء الخامسة ثلثمائة ألف ملك وفي السماء السببابعة ملكببا رأسببه تحببت‬
‫العرش ورجله تحت الثرى‪ ،‬وملئكة أكثر من ربيعة ومضر ليس لهم طعام‬
‫ول شراب إل الصببلة علبى أميبر المببؤمنين علبي ببن أبببي طبالب ومحببيه‪،‬‬
‫والستغفار لشيعته المذنبين ومواليه‪ - 23 (1) .‬كتاب المحتضر للحسن بن‬
‫سليمان من كتاب السيد الجليل حسن بن كبش باسناده إلى المفيد رفعه إلببى‬
‫محمد بن الحنفية قال‪ :‬قال أمير المببؤمنين )عليببه السببلم(‪ :‬سببمعت رسببول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله وسلم( يقول‪ :‬قببال الب تعببالى‪ :‬لعببذبن كببل رعيببة‬
‫دانت بطاعة إمام ليس مني وإن كانت الرعية في نفسها برة‪ ،‬ولرحمن كببل‬
‫رعية دانت بامام عادل مني وإن كانت الرعيببة غيببر بببرة ول تقيببة )‪ .(2‬ثببم‬
‫قال لي‪ :‬يا على أنت المبام والخليفبة بعبدي حرببك حرببي‪ ،‬وسبلمك سبلمي‬
‫وأنت أبو سبببطي وزوج ابنببتي ومببن ذريتببك الئمببة المطهببرون‪ ،‬وأنببا سببيد‬
‫النبياء وأنت سيد الوصياء‪ ،‬وأنا وأنت من شجرة واحببدة لولنببا لببم يخلببق‬
‫ال الجنة ول النار ول النبياء ول الملئكة‪ .‬قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول الب فنحببن‬
‫أفضل أم الملئكة ؟ فقال‪ :‬يا علي نحن أفضل‪ ،‬خيببر خليقببة الب علببى بسببيط‬
‫الرض‪ ،‬وخيرة ملئكة ال المقربين‪ ،‬وكيف ل نكون خيرا منهم‬

‫)‪ (1‬ايضاح دفائن النواصب‪ (2) .52 :‬في الخبر بيان متين لهمية الحكومة وانها‬
‫الموجب الصلى لرقي قوم أو انحطاطهم وسعادتهم أو شقاوتهم‪ ،‬وان‬
‫الحكومة الفاسدة تفسد المجتمع الصالح تدريجا‪ ،‬كما ان الحكومة‬
‫الصالحة تسعد فاسده تدريجا‪ ،‬وعذاب ال تعالى ورحمه ههنا اسعاد قوم‬
‫بحضارة صالحة وحرمانهم عنها‪ ،‬والماسوف عليه ان المسلمين غفلوا‬
‫عن تلك المسألة الخطيرة الحياتية ودانوا بطاعة ائمة ليسوا من ال بشئ‬
‫فأصابوا ا ما اصابوا‪ ،‬أرجو من ال أن ييقظنا من غفلة المنام ويوفقنا ان‬
‫نعمل بما فيه الصلح والصواب وسيأتي الحديث باسناد آخر في باب انه‬
‫ل تقبل العمال ال بالولية تحت رقم ‪ 68‬و ‪.69‬‬

‫]‪[350‬‬

‫وقد سبقناهم إلى معرفة ال وتوحيده ؟ فبنا عرفوا ال‪ ،‬وبنا عبدوا ال‪ ،‬وبنا اهتدوا‬
‫السبيل إلى معرفة ال‪ .‬يا علي أنت مني وأنا منك وأنت أخي ووزيري‪ ،‬فإذا‬
‫مت ظهرت لك ضغائن في صدور قوم‪ ،‬وسيكون فتنة صيلم صماء يسقط‬
‫منها كل وليجة )‪ (1‬وبطانة‪ ،‬وذلك عند فقدان شيعتك الخامس من ولد‬
‫السابع من ولدك يحزن لققده أهل الرض والسماء فكم من مؤمن متلهف‬
‫متأسف حيران عند فقده‪ - 24 (2) ! .‬ومنه عن المفضل قال‪ :‬قلت لمولنا‬
‫الصادق )عليه السلم(‪ :‬ما كنتم قبل أن يخلق ال السماوات والرض‪ :‬قال‪:‬‬
‫كنا أنوارا نسبح ال تعالى ونقدسه حتى خلق ال الملئكة فقال لهم ال‬
‫عزوجل‪ :‬سبحوا فقالت‪ :‬أي ربنا ل علم لنا‪ ،‬فقال لنا‪ :‬سبحوا فسبحنا‬
‫فسبحت الملئكة بتسبيحنا‪ ،‬أل إنا خلقنا أنوارا وخلقت شيعتنا من شعاع‬
‫ذلك النور فلذلك سميت شيعة‪ ،‬فإذا كان يوم القيامة التحقت السفلى بالعليا‪،‬‬
‫ثم قرب ما بين أصبعيه‪(3) .‬‬

‫)‪ (1‬الصيلم‪ :‬المر الشديد‪ .‬الداهية‪ .‬السيف والصماء‪ :‬الشديدة والوليجة‪ :‬بطانة‬
‫النسان وخاصته أو من يتخذه معتمدا عليه من غير اهله‪ 2) .‬و ‪(3‬‬
‫المحتضر‪.:‬‬

‫]‪[351‬‬

‫‪) 9‬باب( * )ان الملئكة تأتيهم وتطأ فرشهم وأنهم يرونهم( * * )صلوات ال‬
‫عليهم أجمعين( * ‪ - 1‬ما‪ :‬ابن الصلت عن ابن عقدة عن محمد بن الفضل‬
‫بن إبراهيم عن أبيه عن نصر بن قابوس عن جابر عن محمد بن علي بن‬
‫عبد ال بن عباس قال‪ :‬قال ابن عباس‪ :‬ما وطأت الملئكة فرش أحد من‬
‫الناس غير فرشنا‪ (1) .‬ما‪ :‬أبو عمرو عن ابن عقدة مثله‪ - 2 (2) .‬ع‪:‬‬
‫علي بن حاتم عن حميد بن زياد عن عبيدال بن أحمد عن علي بن الحسن‬
‫الطاطرى عن محمد بن زياد عن أبي خديجة قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه‬
‫السلم( يقول‪ :‬مر بأبي )عليه السلم( رجل وهو يطوف فضرب بيده على‬
‫منكبه ثم قال‪ :‬أسألك عن خصال ثلث ل يعرفهن غيرك وغير رجل آخر‪،‬‬
‫فسكت عنه حتى فرغ من طوافه‪ ،‬ثم دخل الحجر فصلى ركعتين وأنا معه‪،‬‬
‫فلما فرغ نادى‪ :‬أين هذا السائل ؟ فجاء وجلس بين يديه فقال له‪ :‬سل‪،‬‬
‫فسأله عن مسائل فلما اجيب قال‪ :‬صدقت ومضى‪ ،‬فقال أبي )عليه السلم(‪:‬‬
‫هذا جبرئيل أتاكم يعلمكم معالم دينكم )‪ - 3 .(3‬ير‪ :‬ابن يزيد عن ابن سنان‬
‫عن مسمع كردين قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬إني اعتللت فكنت‬
‫إذا أكلت عند الرجل تأذيت به‪ ،‬وإني أكلت من طعامك ولم أتأذ به‪ ،‬قال‪ :‬إنك‬
‫لتأكل طعام قوم تصافحهم الملئكة على فرشهم‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬و‬

‫)‪ (1‬امالي ابن الشيخ‪ 213 :‬و ‪ (2) .214‬امالي الشيخ‪ (3) .172 :‬علل الشرايع‪:‬‬
‫‪ 141‬و ‪ .142‬اختصره المصنف والمسائل مذكورة في المصدر مع‬
‫اجوبتها‪.‬‬

‫]‪[352‬‬

‫يظهرون لكم ؟ قال‪ :‬هم ألطف بصبياننا منا )‪ - 4 .(1‬ير‪ :‬ابن عيسى عن محمد‬
‫البرقي عن محمد بن القاسم عن الحسين بن أبي العل عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬يا حسين بيوتنا مهبط الملئكة ومنزل الوحي‪ ،‬وضرب‬
‫بيده إلى مساور في البيت فقال‪ :‬يا حسين مساور وال طال ما اتكت عليها‬
‫الملئكة وربما التقطنا من زغبها‪ (2) .‬بيان‪ :‬المساور جمع المسور كمنبر‬
‫وهو متكأ من ادم‪ ،‬والزغب بالتحريك‪ :‬صغار الشعر والريش ولينهما وأول‬
‫ما يبدو منها‪ - 5 .‬ير‪ :‬عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن الحسن‬
‫بن علي عن عبد ال بن سهل الشعري عن أبيه عن أبي اليسع قال‪ :‬دخل‬
‫حمران بن أعين على أبي جعفر )عليه السلم( وقال له‪ :‬جعلت فداك يبلغنا‬
‫أن الملئكة تنزل عليكم‪ .‬فقال‪ :‬إن الملئكة وال لتنزل علينا وتطأ فرشنا‪،‬‬
‫أما تقرأ كتاب ال تعالى‪ :‬إن الذين قالوا ربنا ال ثم استقاموا تتنزل عليهم‬
‫الملئكة أن ل تخافوا ول تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون‪(3) .‬‬
‫بيان‪ :‬هذا الخبر وغيره يدل على أن هذه الية إنما نزلت فيهم عليهم‬
‫السلم )‪ (4‬وأن المراد بالستقامة إطاعته تعالى في كل ما أمر ونهى‪،‬‬
‫وعدم الميل عن سبيل حبه ورضاه إلى التوجه إلى من سواه‪ ،‬وأن نزول‬
‫الملئكة عليهم في الدنيا أو فيها وفي الخرة معا‪ ،‬وقد مر في باب أن‬
‫الستقامة إنما هي على الولية‪ ،‬أخبار جمة في أنها نزلت في شيعتهم‪،‬‬
‫وأن المراد بالستقامة عدم الخروج عن الولية‪ ،‬وأن نزول الملئكة‬
‫وبشارتهم إنما هي عند الموت وفي القبر وعند البعث‪ ،‬ول تنافي بينهما‬
‫)‪ 1‬و ‪ (2‬بصائر الدرجات‪ (3) .26 :‬بصائر الدرجات‪ 26 :‬والية في فصلت‪) .30 :‬‬
‫‪ (4‬ويمكن ان يكون استدلله )عليه السلم( بها ل مكان نزول الملئكة‬
‫وأنهم ينزلون على شيعتنا فضل عنا‪.‬‬

‫]‪[353‬‬

‫لتعدد البطون بل كل منهما مراد منها‪ - 6 .‬ير‪ :‬عبد ال بن عامر عن الربيع بن أبي‬
‫الخطاب عن جعفر بن بشير عن سليمان بن خالد عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قوله تعالى‪ " :‬إن الذين قالوا ربنا ال ثم استقاموا تتنزل عليهم‬
‫الملئكة أن ل تخافوا ول تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون "‬
‫فقال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬أما وال وسدناهم الوسائد في منازلنا‪) .‬‬
‫‪ (1‬بيان‪ :‬أي نوسد لهم الوسائد ليتكئوا عليها‪ - 7 .‬ير‪ :‬أحمد بن الحسن بن‬
‫فضال عن عمرو بن سعيد عن مصدق بن صدقة عن الساباطي قال‪ :‬أصبت‬
‫شيئا على وسائد كانت في منزل أبي عبد ال )عليه السلم( فقال له بعض‬
‫أصحابنا‪ :‬ما هذا جعلت فداك ؟ وكان يشبه شيئا يكون في الحشيش كثيرا‬
‫كأنه خرزة‪ .‬فقال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬هذا مما يسقط من أجنحة‬
‫الملئكة‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا عمار إن الملئكة لتأتينا وإنها لتمر بأجنحتها على‬
‫رؤوس صبياننا‪ ،‬يا عمار إن الملئكة لتزاحمنا على نمارقنا‪ (2) .‬بيان‪:‬‬
‫النمرقة مثلثة‪ :‬الوسادة الصغيرة‪ - 8 .‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن علي بن‬
‫الحكم عن مالك بن عطية الحمسي عن الثمالي قال‪ :‬دخلت على علي بن‬
‫الحسين عليهما السلم فاحتبست في الدار ساعة ثم دخلت عليه البيت وهو‬
‫يلتقط شيئا‪ ،‬وأدخل يده في وراء الستر فناوله من كان في البيت‪ .‬فقلت‪:‬‬
‫جعلت فداك هذا الذي أراك تلتقط أي شئ ؟ فقال‪ :‬فضلة من زغب الملئكة‬
‫نجمعه إذا جاؤنا‪ ،‬ونجعله سخابا لولدنا‪ ،‬قال‪ :‬قلت له‪ :‬جعلت فداك وإنهم‬
‫ليأتونكم ؟ قال‪ :‬يا أبا حمزة إنهم ليزاحمونا على تكأتنا )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ 26 :‬والية في فصلت‪ (2) .30 :‬بصائر الدرجات‪(3) .26 :‬‬
‫بصائر الدرجات‪.26 :‬‬

‫]‪[354‬‬

‫بيان‪ :‬السخاب ككتاب‪ :‬خيط ينظم فيه خرز ويلبسه الصبيان والجواري وقيل هو‬
‫قلدة يتخذ من قرنفل ومحلب وسك )‪ (1‬ونحوه‪ ،‬وليس فيها من اللؤلؤ‬
‫والجوهر شئ‪ ،‬والتكأة كهمزة‪ :‬ما يتكأ عليه‪ ،‬كل ذلك ذكره الجزري‪- 9 .‬‬
‫ير‪ :‬عبد ال بن عامر عن ابن معروف عن عبد ال بن عبد الرحمان‬
‫البصري عن أبي المغرا عن أبي بصير عن خيثمة عن أبي جعفر )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬نحن الذين إلينا تختلف الملئكة )‪- 10 .(2‬‬
‫أحمد بن محمد عن البرقي عن علي بن الحكم عن مالك عن الثمالي عن‬
‫أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬منا من يسمع الصوت ول يرى الصورة‪،‬‬
‫وإن الملئكة لتزاحمنا على تكأتنا‪ ،‬وإنا لنأخذ من زغبهم فنجعله سخابا‬
‫لولدنا )‪ - 11 .(3‬ير‪ :‬أحمد بن محمد و عبد ال بن عامر عن ابن سنان‬
‫عن مسمع كردين البصري قال‪ :‬كنت ل أزيد على أكلة في الليل والنهار‪،‬‬
‫فربما استأذنت على أبي عبد ال )عليه السلم( وأخذت المائدة لعلي ل‬
‫أراها )‪ (4‬بين يديه‪ ،‬فإذا دخلت دعا بها فأصبت معه من الطعام ول أتأذى‬
‫بذلك‪ ،‬وإذا عقبت بالطعام عند غيره لم أقدر على أن أقر ولم أنم من‬
‫النفخة‪ ،‬فشكوت ذلك إليه وأخبرته بأني إذا أكلت عنده لم أتأذ به فقال‪ :‬يا‬
‫أبا سيار إنك لتأكل طعام قوم صالحين تصافحهم الملئكة على فرشهم قال‪:‬‬
‫قلت‪ :‬يظهرون لكم ؟ قال‪ :‬فمسح يده على بعض صبيانه فقال‪ :‬هم ألطف‬
‫بصبياننا منا بهم )‪ - 12 .(5‬ير‪ :‬محمد بن عبد الجبار عن البرقي عن‬
‫فضالة بن أيوب عن شعيب عن الحارث النضري قال‪ :‬رأيت على بعض‬
‫صبيانهم تعويذا فقلت‪ :‬جعلني ال فداك أما يكره تعويذ القرآن تعلق على‬
‫الصبي ؟ قال‪ :‬إن ذا ليس بذا‪ ،‬إنما ذا من ريش الملئكة‬

‫)‪ (1‬السك‪ :‬ضرب من الطيب‪ 2) .‬و ‪ (3‬بصائر الدرجات‪ (4) .26 :‬في المصدر‪:‬‬
‫واجد المائدة قد رفعت لعلى ل اراها‪ (5) .‬بصائر الدرجات‪.26 :‬‬

‫]‪[355‬‬

‫إن الملئكة تطأ فرشنا وتمسح رؤوس صبياننا )‪ - 13 .(1‬ير‪ :‬عبد ال بن عبد‬
‫الرحمان عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن عبد الحميد‬
‫الطائي قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬إنهم ليأتونا ويسلمون‬
‫ونثني لهم وسائدنا‪ ،‬يعني الملئكة )‪ - 14 .(2‬ير‪ :‬إبراهيم بن هاشم عن‬
‫صالح عن جعفر بن بشير عن علي بن الحكم عن مالك بن عطية عن أبي‬
‫حمزة عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬إن الملئكة لتزاحمنا )‪ (3‬وإنا‬
‫لنأخذ من زغبهم فنجعله سخابا لولدنا )‪ .(4‬ير‪ :‬عبد ال بن عامر عن أبي‬
‫الربيع عن ابن أبي الخطاب عن ابن بشير مثله‪ - 15 (5) .‬ير‪ :‬إبراهيم بن‬
‫إسحاق عن عبد ال بن حماد عن المفضل بن عمر قال‪ :‬دخلت على أبي‬
‫عبد ال )عليه السلم( فبينا أنا جالس عنده إذ أقبل موسى )عليه السلم(‬
‫ابنه وفي رقبته قلدة فيها ريش غلظ‪ ،‬فدعوت به فقبلته وضممته إلي‪ .‬ثم‬
‫قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬جعلت فداك أي شئ هذ الذي في رقبة‬
‫موسى ؟ فقال‪ :‬هذا من أجنحة الملئكة‪ ،‬قال‪ :‬فقلت‪ :‬وإنها لتأتينكم ؟ قال‪:‬‬
‫نعم إنها لتأتينا وتتعفر )‪ (6‬في فرشنا‪ ،‬وإن هذا الذي في رقبة موسى من‬
‫أجنحتها )‪ .(7‬ير‪ :‬إبراهيم بن هاشم عن عبد ال بن حماد عن المفضل بن‬
‫عمر مثله )‪ - 16 .(8‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن أبي أيوب‬
‫عن أبي بصير قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال عزوجل‪:‬‬
‫" إن الذين قالوا ربنا ال ثم استقاموا‬

‫)‪ (2 - 1‬بصائر الدرجات‪ (3) .26 :‬في نسخة‪ :‬لنزاحمنا على تكاتنا‪ 4) .‬و ‪(5‬‬
‫بصائر الدرجات‪ (6) .26 :‬في نسخة وفى المصدر‪ :‬تعفر‪ (7) .‬بصائر‬
‫الدرجات‪ (8) .26 :‬بصائر الدرجات‪.27 :‬‬

‫]‪[356‬‬

‫تتنزل عليهم الملئكة أن ل تخافوا ول تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون "‬
‫قال‪ :‬هم الئمة من آل محمد )‪ - 17 .(1‬ير‪ :‬محمد بن الحسين عن البزنطي‬
‫عن عبد الكريم عن سليمان بن خالد قال‪ :‬تل أبو عبد ال )عليه السلم(‬
‫هذه الية‪ " :‬إن الذين قالوا ربنا ال ثم استقاموا تتنزل عليهم الملئكة أن‬
‫ل تخافوا ول تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون " فقال‪ :‬أما وال‬
‫يا سليمان لربما أنكأناهم وسائدنا في بيوتنا )‪ .(2‬بيان‪ :‬في مصباح اللغة‬
‫قال السرقسطي‪ :‬أتكأته‪ :‬أعطيته ما يتكئ عليه‪ ،‬وفي القاموس‪ :‬أوكأه‪:‬‬
‫نصب له متكأ‪ ،‬وضربه فأتكأه كأخرجه‪ :‬ألقاه على هيئة المتكأ أو على‬
‫جانبه اليسر‪ ،‬وأتكأ‪ :‬جعل له متكأ‪ - 18 .‬ير‪ :‬أحمد عن الحسين عن الحسن‬
‫بن برة الصم عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬إن‬
‫الملئكة لتنزل علينا في رحالنا وتتقلب على فرشنا وتحضر موائدنا‪،‬‬
‫وتأتينا من كل )‪ (3‬نبات في زمانه رطب ويابس وتقلب علينا أجنحتها‬
‫وتقلب أجنحتها على صبياننا وتمنع الدواب أن تصل إلينا وتأتينا في وقت‬
‫كل صلة لتصليها معنا‪ ،‬وما من يوم يأتي علينا ول ليل إل وأخبار أهل‬
‫الرض عندنا وما يحدث فيها‪ ،‬وما من ملك يموت في الرض )‪ (4‬ويقوم‬
‫غيره إل وتأتينا بخبره‪ ،‬وكيف كان سيرته في الدنيا‪ .‬ير‪ :‬أحمد عن الحسين‬
‫عن الحسن بن برة الصم عن ابن بكير عن أبى عبد ال )عليه السلم(‬
‫مثله‪ (5) .‬يج‪ :‬سعد عن أحمد بن الحسين عن الحسن بن برة عن عبد ال‬
‫بن بكير عنه )عليه السلم( مثله )‪.(6‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬بصائر الدرجات‪ 26 :‬و ‪ (3) .27‬في نسخة‪] :‬بكل[ وفى المصدر‪] :‬في كل[‬
‫وكانه مصحف‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬في أرض‪ (5) .‬بصائر الدرجات‪) .27 :‬‬
‫‪ (6‬الخرائج والجرائح‪.:‬‬
‫]‪[357‬‬

‫‪ - 19‬ير‪ :‬إبراهيم بن هاشم وأحمد بن الحسين عن أبيه عن عبد الكريم عن سليمان‬


‫بن خالد قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ " :‬تتنزل عليهم‬
‫الملئكة أل تخافوا ول تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن‬
‫أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم‬
‫فيها ما تدعون نزل من غفور رحيم " ثم قال‪ :‬وال إنا لنتكئهم على‬
‫وسائدنا‪ (1) .‬بيان‪ :‬ل يبعد أن يكون قوله عليه السلم‪ :‬لنتكئهم بالتشديد‬
‫على الحذف واليصال أي نتكئ معهم‪ ،‬وقد مر الكلم فيه‪ - 20 .‬ير‪ :‬أحمد‬
‫بن محمد عن ابن محبوب عن أبي بصير قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه‬
‫السلم( عن قول ال تعالى‪ " :‬الذين قالوا ربنا ال ثم استقاموا " قال‪ :‬يا‬
‫بامحمد هم الئمة من آل محمد‪ ،‬فقلت له‪ :‬تتنزل عليهم الملئكة‪ ،‬قال‪ :‬عند‬
‫الموت بالبشرى أن ل تخافوا ول تحزنوا‪ ،‬وهي وال تجري فيمن استقام‬
‫من شيعتنا وسكت لمرنا وكتم حديثنا ولم يذعه عند عدونا )‪ - 21 .(2‬ير‪:‬‬
‫محمد بن الحسين بن أسلم )‪ (3‬عن علي بن أبي حمزة عن أبي الحسن‬
‫موسى بن جعفر عليه السلم قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬ما من ملك يهبطه ال في‬
‫أمر مما يهبط )‪ (4‬له إل بدأ بالمام فعرض ذلك عليه‪ ،‬وإن مختلف الملئكة‬
‫من عند ال تبارك وتعالى إلى صاحب هذ المر‪ (5) .‬يج‪ :‬سعد عن محمد‬
‫بن الحسين مثله‪ - 22 (6) .‬ير‪ :‬سندي بن محمد عن أبان عن زرارة عن‬
‫ميمون القداح قال‪ :‬كان‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ 27 :‬واليات في فصلت ‪ (2) .32 - 30‬بصائر الدرجات‪.28 :‬‬
‫)‪ (3‬في البصائر والخرائج‪ :‬محمد بن الحسين عن محمد بن اسلم‪(4) .‬‬
‫في نسخة‪] :‬مما يهبطه[ وفى المصدر‪ :‬في امر ال بدأ‪ (5) .‬بصائر‬
‫الدرجات‪ (6) .27 :‬الخرائج والجرائح‪.253 :‬‬

‫]‪[358‬‬

‫أبو جعفر )عليه السلم( على سريره وعنده عمه عبد ال بن زيد فقال‪ :‬إ منا من‬
‫يسمع الصوت ول يرى الصورة‪ - 23 (1) .‬ير‪ :‬أحمد بن محمد عن‬
‫الحسين بن سعيد عن علي بن النعمان عن يزيد بن إسحاق شعر عن ابن‬
‫حمزة )‪ (2‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬إن منا لمن ينكت‬
‫في اذنه‪ ،‬وإن منا لمن يؤتى )‪ (3‬في منامه‪ ،‬وإن منا لمن يسمع صوت‬
‫السلسلة )‪ (4‬يقع على الطشت‪ ،‬وإن منا لمن يأتيه صورة أعظم من‬
‫جبرئيل وميكائيل‪ - 24 (5) .‬ير‪ :‬محمد بن عيسى عن الحسن بن علي عن‬
‫جعفر بن عمر عن أبان عن معبد )‪ (6‬قال‪ :‬كنت مع أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( فجاء يمشي حتى دخل مسجدا كان يتعبد فيه أبوه وهو يصلي في‬
‫موضع من المسجد‪ .‬فلما انصرف قال‪ :‬يا معبد أترى هذا الموضع ؟ قال‪:‬‬
‫قلت‪ :‬نعم جعلت فداك قال‪ :‬بينا أبي قائم يصلي في هذا المكان إذ جاءه شيخ‬
‫يمشي حسن السمت فجلس‪ ،‬وبينا هو جالس إذ جاء رجل آدم )‪ (7‬حسن‬
‫الوجه والسيمة فقال للشيخ‪ :‬ما يجلسك فليس بهذا امرت فقاما يتساران )‬
‫‪ (8‬وانطلقا وتواريا عني‪ ،‬فلم أر شيئا‪ .‬فقال أبي‪ :‬يا بني هل رأيت الشيخ‬
‫وصاحبه ؟ فقلت‪ :‬نعم فمن الشيخ ؟ ومن‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (2) .64 :‬في المصدر‪ :‬عن ابن أبى حمزة‪ (3) .‬في نسخة‪:‬‬
‫لمن يرى‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬لمن يسمع الصوت مثل صوت السلسلة‪(5) .‬‬
‫بصائر الدرجات‪ (6) .63 :‬في نسخة‪] :‬معتب[ اقول لعله الصحيح وهو‬
‫مولى ابى عبد ال )عليه السلم( ويأتى مثله في الحديث ‪ (7) .26‬أي‬
‫أسمر‪ (8) .‬في نسخة‪ :‬يتساوقان‪.‬‬

‫]‪[359‬‬

‫صاحبه ؟ فقال‪ :‬الشيخ ملك الموت‪ ،‬والذي جاء جبرئيل‪ (1) .‬بيان‪ :‬السيمة بالكسر‪:‬‬
‫العلمة‪ ،‬قوله‪ :‬يتساران‪ ،‬أي يتكلمان سرا‪ ،‬وفي بعض النسخ‪ :‬يتساوقان‪،‬‬
‫يقال‪ :‬تساوقت‪ ،‬البل‪ ،‬أي تتابعت‪ ،‬والغنم‪ :‬تزاحمت في السير‪ - 25 .‬ير‪:‬‬
‫أحمد بن محمد عن الهوازي عن فضالة عن أبان عن زرارة )‪ (2‬قال‬
‫)عليه السلم(‪ :‬بينا أبي في داره مع جارية له إذ أقبل رجل قاطب الوجه‬
‫فلما رأيته علمت أنه ملك الموت‪ ،‬قال‪ :‬فاستقبله رجل آخر طلق الوجه‬
‫وحسن البشر‪ ،‬فقال‪ :‬لست بهذا امرت‪ (3) ،‬قال‪ :‬فبينا أنا احدث الجارية‬
‫واعجبها مما رأيت إذ قبضت‪ (4) ،‬قال‪ :‬فقال أبو عبد ال )عليه السلم(‪:‬‬
‫فكسرت البيت الذي رأى أبي فيه ما رأى‪ ،‬فليت ما هدمت من الدار إني لم‬
‫أكسره‪ (5) .‬بيان‪ :‬لعل قوله‪ :‬لست بهذا امرت‪ ،‬أشاربه إلى قطوب الوجه‬
‫وعبوسه‪ ،‬أي ينبغي أن تأتيها طلق الوجه‪ ،‬أو أنه أراد قبض روحه )عليه‬
‫السلم( فصرفه عنه إلى الجارية كما يدل عليه الخبر السابق واللحق‪،‬‬
‫ويحتمل تعدد الواقعة‪ ،‬ولعله )عليه السلم( إنما كسر البيت لمصلحة‪،‬‬
‫وأظهر الندامة عليه لخرى ل نعرفهما‪ - 26 .‬ير‪ :‬أبو محمد عن عمران بن‬
‫موسي عن الحسين بن معاوية بن وهب عن محمد بن الفضل عن عمرو‬
‫بن أبان الكلبي عن معتب )‪ (6‬قال‪ :‬توجهت مع أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫إلى ضيعة له يقال لها‪ :‬طيبة‪ ،‬فدخلها فصلى ركعتين فصليت معه فقال‪ :‬يا‬
‫معتب إنى صليت إلى ضيعة له مع أبي الفجر ذات يوم‪ ،‬فجلس أبي يسبح‬
‫ال فبينا هو يسبح إذ‬
‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (2) .64 :‬في المصدر‪ :‬زرارة عن ابى عبد ال )عليه السلم(‪.‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬انك لست بهذا امرت‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬فقبضت‪(5) .‬‬
‫بصائر الدرجات‪ (6) .64 :‬في نسخة‪ :‬معبد‪.‬‬

‫]‪[360‬‬

‫أقبل شيخ طويل جميل أبيض الرأس واللحية‪ ،‬فسلم على أبي‪ ،‬وشاب مقبل في أثره‬
‫فجاء إلى الشيخ وسلم على أبي‪ ،‬وأخذ بيد الشيخ وقال‪ :‬قم فإنك لم تؤمر‬
‫بهذا‪ .‬فلما ذهبا من عند أبي قلت‪ :‬يا أبه من هذا الشيخ وهذا الشاب ؟ فقال‪:‬‬
‫أي بني هذا وال ملك الموت وهذا جبرئيل )‪ .(1‬بيان‪ :‬سيأتي في باب‬
‫غسلهم وأحوال وفاتهم خبر آخر يدل على أنهم يرون الملئكة‪ ،‬فما ورد‬
‫من الخبار أنهم عليهم السلم ل يرونهم لعله محمول على أنهم ل يرونهم‬
‫عند إلقاء حكم من الحكام عليهم أو ل يرونهم بصورتهم الصلية‪ ،‬أو ل‬
‫يرونهم غالبا وسيأتي بعض القول في ذلك إنشاء ال تعالى‪.‬‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪.64 :‬‬

‫]‪[361‬‬

‫)بسمه تعالى( إلى هنا انتهى الجزء الرابع من المجلد السابع من كتاب بحار النوار‬
‫في جمل أحوال الئمة الكرام عليهم الصلة والسلم‪ ،‬وهو الجزء السادس‬
‫والعشرون حسب تجزئتنا‪ ،‬وقد بذلنا الجهد في تصحيحه وتطبيقه على‬
‫النسخة المصححة بعناية الفاضل الخبير الشيخ عبد الرحيم الرباني‬
‫المحترم‪ ،‬وال ولي التوفيق‪ .‬بذلنا الجهد في تصحيحه وتطبيقه على‬
‫النسخة المصححة بعناية الفاضل الخبير الشيخ عبد الرحيم الرباني‬
‫المحترم‪ ،‬وال ولي التوفيق‪ .‬شوال المكرم ‪ - 1388‬محمد الباقر البهبودى‬
‫من لجنة التصحيح لدار الكتب السلمية‬

‫]‪[362‬‬

‫مراجع التصحيح والتخريج بسم ال الرحمن الرحيم‪ .‬الحمد ل رب العالمين‪،‬‬


‫والصلة والسلم على سيدنا محمد خير المرسلين‪ ،‬وعلى آله الطيبين‬
‫الطاهرين المعصومين واللعنة على أعدائهم اجمعين إلى يوم الدين‪ .‬فقد‬
‫وفقنا ال تعالى ‪ -‬وله الشكر والمنة ‪ -‬لتصحيح هذا المجلد وهو المجلد‬
‫السادس والعشرون حسب تجزئتنا ‪ -‬وتنميقه وتحقيق نصوصه و أسانيده‬
‫ومراجعة مصادره ومآخذه مزدانا بتعاليق مختصرة ل غنى عنها‪ ،‬وكان‬
‫مرجعنا في المقابلة والتصحيح مضافا إلى اصول الكتاب ومصادره‬
‫نسختين من الكتاب‪ :‬أحدهما النسخة المطبوعة المشهورة بطبعة أمين‬
‫الضرب‪ ،‬وثانيها نسخة مخطوطة جيدة تفضل بها الفاضل المعظم السيد‬
‫جلل الدين الرموي الشهير بالمحدث‪ .‬وكان مرجعنا في تخريج أحاديثه‬
‫وتعاليقه كتبا أوعزنا إليها في المجلدات السابقة‪ .‬والحمد ل اول وآخرا‪.‬‬
‫شوال المكرم‪ 1388 :‬عبد الرحيم الربانى الشيرازي عفى عنه وعن والديه‬

‫مكتبة يعسوب الدين عليه السلم اللكترونية‬

You might also like