You are on page 1of 16

‫سبتمبر ‪2009‬‬ ‫رمضان ‪1430‬‬ ‫العدد الثاني‬ ‫‪w w w . g i s c l u b .

c o m‬‬

‫نظم المعلومات‬
‫الجغرافية األمنية‬
‫و فرض القانون‬

‫تطبيقات نظم‬
‫المعلومات‬
‫الجغرافية‬
‫في الدراسات‬
‫البيئية‬
‫اشتقاق المعلومات‬
‫الجيمورفولجية‬
‫من البيانات‬
‫الرادارية‬

‫كيف نرى‬
‫سطح األرض‬
‫مجسما ؟‬
‫لما يعضك التنين ‪..‬‬
‫ثورة نظم المعلومات‬
‫الجغرافية مفتوحة المصدر‬
‫‪www.gisclub.com‬‬

‫‪1‬‬ ‫سبتمبر ‪2009‬‬ ‫العدد الثاني‬ ‫نظم المعلومات الجغرافية‬


‫‪www.gisclub.com‬‬ ‫تطبيقات‬

‫تطبيقات نظم‬
‫المعلومات الجغرافية‬
‫والزراعة‪ ،‬ومنظمة اليونسكو‪ .‬وعرضت كل هذه‬
‫املنظم���ات الدولية نتائج األبحاث التي تش���ير‬
‫إلي أن هناك زيادة واضحة في كميات الغازات‬
‫في الدراسات البيئية‬
‫التي تسبب ارتفاع درجة حرارة اجلو‪ .‬وفي عام‬
‫‪ 1988‬مت إنش���اء اللجنة الدولي���ة املعنية بتغير‬ ‫طوال حوايل أربعة عقود ومنذ انتش��ار تقنية نظ��م املعلومات اجلغرافية تعددت تطبيقاهتا يف‬
‫املن���اخ ‪Intergovernmental Panel on‬‬ ‫الكث�ير من اجمل��االت التنموية ال�تي هتدف لتوفري حياه أفضل لإلنس��ان عن طري��ق إدارة أفضل‬
‫‪ Climate Change‬والت���ي عرفت اختصارا‬ ‫للموارد املتاحة علي س��طح األرض‪ .‬فمن دراسة و متثيل املوارد الطبيعية املتاحة بدقة يف نظام‬
‫باس���م ‪IPCC‬لكي جتمع كل البحوث العلمية‬ ‫معلومايت رقمي متكامل إيل وضع تصور لتوزيع أفضل للموارد البش��رية واالقتصادية يف جمتمع‬
‫املتاحة ف���ي مختلف أنح���اء العالم عن قضية‬ ‫م��ا تعددت تطبيقات نظم املعلومات اجلغرافية علي املس��توي العاملي‪ .‬إال أنه ويف العقد األخري‬
‫تغير املن���اخ ‪ ،‬مت تصدر تقارير دورية لكي تنبه‬ ‫ظهرت حاجة ماسة الستخدام نظم املعلومات اجلغرافية يف جمال جديد حلد ما أال وهو دراسة‬
‫العالم إلي التطورات العلمية في هذا املوضوع‬ ‫وحماولة مقاومة اآلثار السلبية لبعض الظواهر الطبيعية اليت تسارعت معدالهتا بفضل النشاط‬
‫[السياسة الدولية ‪.]2007‬‬ ‫الصناعي الكثيف لإلنسان علي سطح األرض‪ .‬فعلي سبيل املثال تسارعت معدالت ارتفاع منسوب‬
‫أثبتت جميع األرصاد و القياسات التي متت‬ ‫س��طح البحار و احمليطات عامليا مما يهدد بعدة آثار س��لبية ضارة من غرق الس��واحل الش��اطئية‬
‫علي املس���توي العاملي زيادة كمي���ات الغازات‬ ‫وهتديد حياة س��كان املدن الس��احلية ورمبا اضطرارهم لترك مس��اكنهم واهلج��رة ملناطق أخري‪.‬‬
‫الدفيئة (وعلي رأسها غاز ثاني أكسيد الكربون‬ ‫يه��دف هذا املقال إللقاء الضوء علي هذه الظاهرة البيئية اهلامة وش��رح دور التقنيات احلديثة‬
‫الناجت عن حرق البترول) الناجتة عن النش���اط‬ ‫وعلي رأسها تقنية نظم املعلومات اجلغرافية يف هذا النوع من الدراسات البيئية‪.‬‬
‫الصناع���ي ‪ -‬واملنبعثة من س���طح األرض إلي‬
‫الغ�ل�اف اجلوي ‪ -‬بزيادات غير مس���بوقة في‬
‫تغير المناخ‬
‫اخلمسني عاما املاضية‪ .‬ومن هنا جاء مصطلح‬
‫و ظاهرة االحتباس الحراري‪:‬‬
‫«االحتب���اس احلراري» حي���ث أن هذه الغازات‬
‫تبقي بتركيز عالي في نط���اق الغالف اجلوي‬ ‫بدأ االهتمام علي املستوي العاملي بالقضايا‬
‫لألرض و تتسبب في عدة ظواهر بيئية خطيرة‬ ‫الناجمة عن تغير البيئة و آثارها الس���لبية منذ‬
‫مث���ل‪ :‬ارتف���اع درجة احلرارة املتوس���طة جلو‬ ‫ع���ام ‪ 1968‬مما دع���ا األمم املتحدة إلي عقد‬
‫األرض ‪ ،‬معدل أكبر لذوبان اجلليد في القطبني‬ ‫أولي مؤمتراتها البيئية في عام ‪ 1972‬حتت اسم‬
‫‪ ،‬ارتفاع منسوب س���طح البحار و احمليطات ‪،‬‬ ‫مؤمتر األمم املتحدة حول البيئة اإلنسانية والذي‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬
‫تناق���ص كميات األمطار في بع���ض املناطق ‪،‬‬ ‫عرف مبؤمتر اس���تكهولم‪ .‬أما بداية االهتمام‬ ‫أستاذ مشارك المساحة‬
‫تناق���ص اإلنتاج الغذائي العاملي‪ .‬الش���كل رقم‬ ‫بدراس���ة قضية تغير املن���اخ – بصفة خاصة‬ ‫ونظم المعلومات الجغرافية‬
‫معهد بحوث المساحة – مصر‬
‫(‪ )1‬يعطي متثيل لبيانات املتوس���ط اإلجمالي‬ ‫– فكانت م���ن قبل املنظم���ة العاملية لألرصاد‬ ‫جامعة أم القرى – مكة المكرمة‬
‫للحرارة و املتوس���ط اإلجمالي ملس���توي سطح‬ ‫اجلوية ومت عقد املؤمتر الدولي األول عن تغير‬ ‫‪dawod_gomaa@yahoo.com‬‬

‫البحر و كثافة الثلوج في القطب الشمالي فيما‬ ‫املناخ عام ‪ ،1979‬واشتركت فيه املنظمة العاملية‬
‫بني عامي ‪ 1850‬م و ‪ 2000‬م [الهيئة احلكومية‬ ‫لألرصاد اجلوية‪ ،‬وبرنامج األمم املتحدة للبيئة‪،‬‬
‫الدولية املعنية بتغير املناخ ‪.]2007‬‬ ‫ومنظمة الصح���ة العاملي���ة‪ ،‬ومنظمة األغذية‬

‫سبتمبر ‪2009‬‬ ‫العدد الثاني‬ ‫نظم المعلومات الجغرافية‬ ‫‪2‬‬


‫‪www.gisclub.com‬‬

‫شكل رقم (‪ :)1‬اآلثار السلبية للتغريات البيئية‬


‫املصدر‪ :‬اهليئة احلكومية الدولية املعنية بتغري املناخ ‪2007‬‬

‫ظاهرة ارتفاع‬
‫منسوب سطح البحر‪:‬‬
‫الفرضي����ات الرياضي����ة و االحتماالت املبني‬ ‫نتيج���ة للتغي���رات املناخية وارتف���اع درجة‬
‫عليه����ا كل منوذج‪ .‬اجلدول رق����م (‪ )1‬يعطي‬ ‫حرارة اجلو و زي���ادة معدالت ذوبان الثلوج في‬
‫نتائج عدة سيناريوهات مت تطويرها بواسطة‬ ‫القطب الش���مالي (وخاصة صفيحة جرينالند‬
‫اللجنة احلكومي����ة الدولية املعنية بتغير املناخ‬ ‫اجلليدية) فم���ن املتوقع أن يزداد معدل ارتفاع‬
‫والتي ح����ددت الزيادة املتوقعة في منس����وب‬ ‫منسوب سطح املياه في البحار واحمليطات علي‬
‫س����طح البحر العاملي بني ‪ 0.18‬متر و ‪0.59‬‬ ‫املستوي العاملي‪ .‬ميثل الشكل رقم (‪ )2‬املعدالت‬
‫ش��كل رق��م (‪ :)2‬املع��دالت الس��نوية العاملي��ة‬ ‫الس���نوية العاملية الرتفاع منسوب سطح البحر‬
‫متر‪ .‬إال أنه جتدر اإلش����ارة إلي أن دراسات‬ ‫الرتفاع منسوب سطح البحر‬
‫عاملية أخ����ري (مثل دراس����ة ‪Dasgupta et‬‬ ‫ب�ي�ن عام���ي ‪ 1880‬م و ‪ 2000‬م حي���ث ميكن‬
‫املصدر‪ :‬اهليئة احلكومية الدولية املعنية بتغري املناخ ‪2007‬‬

‫‪ 2007 al.‬املقدم����ة للبنك الدولي) تتوقع قيم‬ ‫بس���هولة مالحظة املعدل املتزايد لهذه الزيادة‬
‫أكب����ر لهذه الزيادة والتي م����ن املمكن أن تبلغ‬ ‫أمكن أيضا تطوير عدة س����يناريوهات (أو‬ ‫السنوية علي املستوي العاملي [الهيئة احلكومية‬
‫‪ 3-1‬مت����ر‪ .‬وتذهب توقعات علمية أخري إلي‬ ‫مناذج ) حملاولة توقع مع����دالت ارتفاع درجة‬ ‫الدولية املعني���ة بتغير املناخ ‪ .]2007‬كما أثبتت‬
‫تقدير االرتفاع في منس����وب سطح البحر إلي‬ ‫احلرارة و ازدياد منس����وب س����طح البحر في‬ ‫نتائج حتليل القياس���ات أن معدل االرتفاع كان‬
‫قيم تتراوح بني ‪ 6-5‬أمتار [السياسة الدولية‬ ‫الق����رن الواح����د و العش����رين‪ .‬تختلف القيم‬ ‫أس���رع بني عامي ‪ 1993‬م و ‪ 2003‬م مما كان‬
‫‪.]2007‬‬ ‫املتوقع����ة للزيادة من من����وذج آلخر بناءا علي‬ ‫عليه في الفترة ‪ 2003-1961‬م‪.‬‬

‫‪3‬‬ ‫سبتمبر ‪2009‬‬ ‫العدد الثاني‬ ‫نظم المعلومات الجغرافية‬


‫‪www.gisclub.com‬‬ ‫تطبيقات‬

‫في الس���نوات القليل���ة املاضية لط���رق كافة‬


‫األبواب واس���تخدام التقني���ات احلديثة (مثل‬
‫نظ���م املعلومات اجلغرافية و االستش���عار عن‬
‫بعد) في محاولة حتديد و تقييم اآلثار السلبية‬
‫للتغيرات البيئية وحتديد األماكن املهددة وطرق‬
‫مواجهة هذه املخاطر البيئية التي تهدد احلياة‬
‫اإلنسانية‪.‬‬

‫نماذج من التطبيقات البيئية‬


‫لنظم المعلومات الجغرافية‪:‬‬
‫إن نظ���م املعلومات اجلغرافية ليس���ت علما‬ ‫جدول رقم (‪ :)1‬التوقعات العاملية الرتفاع منسوب سطح البحر يف القرن الواحد و العشرين‬

‫قائم���ا بذاته ومن غير املنطق���ي تصنيفها في‬ ‫املصدر‪ :‬اهليئة احلكومية الدولية املعنية بتغري املناخ ‪2007‬‬

‫تخصص علمي واح���د وإمنا هي في جوهرها‬ ‫كما جتدر اإلش���ارة إلي أن معظم الدول التي‬
‫تكامل عدد من العلوم و التقنيات مثل املساحة‬ ‫لها ش���واطئ تقيم محطات أرضية (تس���مي‬
‫و االستش���عار ع���ن بعد و قواع���د البيانات و‬ ‫محط���ات قياس املد و اجلزر أو ‪Tide Gauge‬‬
‫الكارتوجرافي���ا [القرني ‪ 1429‬ه���ـ]‪ .‬أثبتت‬ ‫‪ )Stations‬لقياس و متابعة التغير في منسوب‬
‫تقنية نظم املعلوم���ات اجلغرافية كفاءة هائلة‬ ‫س���طح البحر‪ .‬فعلي سبيل املثال يوضح الشكل‬
‫في تخزين و معاجلة و حتليل البيانات املكانية‬ ‫رقم (‪ )3‬احملطات املقامة علي س���احل البحر‬
‫(اجلغرافية و الوصفية) مما أدي لتطبيق هذه‬ ‫األحمر ف���ي كال من مص���ر و اململكة العربية‬
‫التقني���ة ف���ي قطاعات عديدة علي املس���توي‬ ‫الس���عودية و الس���ودان و اليمن بينما يوضح‬
‫العامل���ي‪ .‬وحديثا مت إجراء عدة تطبيقات لنظم‬ ‫الشكل رقم (‪ )4‬احملطة املقامة في مدينة جدة‬
‫املعلوم���ات اجلغرافية في الدراس���ات البيئية‬ ‫[‪( PSMSL‬املنظم���ة الدولية ملتابعة منس���وب‬
‫س���طح البحر) ‪ .]2004‬وفي السنوات األخيرة‬
‫املاضية أخذت قضية دراس���ة و متابعة ظاهرة‬
‫ارتفاع منسوب سطح البحر اهتماما كبيرا علي‬
‫ش��كل رق��م (‪ :)3‬حمطات رصد منس��وب س��طح‬ ‫املس���توي احلكومي البحث���ي [كمثال في مصر‬
‫البحر علي البحر األمحر‬ ‫أنظر‪ :‬جريدة البيئة اآلن ‪ ]2008 ،‬و املس���توي‬
‫املصدر‪ :‬املنظمة الدولية ملتابعة منسوب سطح البحر ‪2004 PSMSL‬‬ ‫األكادميي ومت تناولها في العديد من رس���ائل‬
‫الدكتوراه احلديثة وخاصة في أقسام الهندسة‬
‫‪ -‬التغي���رات غير املتوقعة ف���ي حركة األمواج‬
‫املس���احية [ مث���ل‪Mohamed, 2005 and :‬‬
‫وتأثير ذلك علي قطاعي الصيد و املالحة‪.‬‬
‫‪.]Kuo, 2006‬‬
‫‪ -‬التغي���رات ف���ي طبيع���ة احلي���اة البيئية‬ ‫تتعدد األخطار أو اآلثار الس���لبية للتغيرات‬
‫والطبيعية وتأثير ذل���ك علي قطاعي الغذاء و‬ ‫البيئية وخاصة علي املناطق الساحلية في وجوه‬
‫السياحة‪.‬‬ ‫كثيرة [‪ ]El_Raey 2004‬منها‪:‬‬
‫‪ -‬تأثي���رات أخري في مج���االت الطاقة و‬ ‫‪ -‬تناقص األراضي الزراعية و الصناعية وتأثير‬
‫الصحة واإلنتاج احليواني والغذاء‪.‬‬ ‫ذلك علي القطاعني االقتصادي و االجتماعي‪.‬‬
‫شكل رقم (‪ :)4‬حمطة رصد منسوب سطح البحر‬
‫هذه األخط���ار للتغيرات البيئي���ة احلديثة‬ ‫‪ -‬زيادة درجة ملوحة األراضي وتأثير ذلك علي‬
‫يف مدينة جدة‬
‫املصدر‪ :‬املنظمة الدولية ملتابعة منسوب سطح البحر ‪2004 PSMSL‬‬
‫دفعت العلماء و الباحثني علي املستوي العاملي‬ ‫التربة و املوارد املائية‪.‬‬

‫سبتمبر ‪2009‬‬ ‫العدد الثاني‬ ‫نظم المعلومات الجغرافية‬ ‫‪4‬‬


‫‪www.gisclub.com‬‬

‫في نظام معلومات جغرافي‪ .‬ميثل الش���كل رقم‬ ‫‪ 2‬ط���ور الراع���ي و آخ���رون [‪ ]2005‬نظام‬
‫(‪ )7‬مراحل تطوي���ر نظام املعلومات اجلغرافية‬ ‫معلومات جغرافي لتقييم اآلثار البيئية املتوقعة‬
‫بينما ميثل الش���كل رق���م (‪ )8‬احدي املنتجات‬ ‫علي خليج أبو قير مبدينة اإلسكندرية مبصر‪.‬‬
‫النهائية للدراسة‪.‬‬ ‫تكونت الدراسة من ثالثة مراحل كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬جتمي���ع كافة البيانات املتاحة إلنش���اء نظام‬
‫معلومات جغرافي لطبيعة املنطقة و استخدامات‬
‫األراضي بها واملش���اكل البيئية وذلك من خالل‬
‫مرئيات االستشعار عن بعد‪.‬‬
‫وخاصة دراس���ة تأثير ظاهرة ارتفاع منسوب‬
‫‪ -‬استخدام النماذج الرياضية لتحديد مشاكل‬ ‫س���طح البحر ‪ ،‬ومن أمثلة هذه الدراس���ات ما‬
‫التلوث البيئي البحري باملنطقة وحساب توقعات‬ ‫يلي‪:‬‬
‫مستقبلية لالمتداد املكاني لهذه املشاكل‪.‬‬
‫‪ 1‬ق���ام الراعي و محمد [‪2006‬م] بدراس���ة‬
‫شكل رقم (‪ :)7‬مراحل تطوير نظام معلومات جغرايف‬ ‫‪ -‬بناءا عل���ي حتليل كاف���ة النتائج مت حتديد‬
‫لتقييم املخاطر البيئية يف الربازيل‬ ‫لتقييم آثار ارتفاع منس���وب سطح البحر علي‬
‫املناطق املناس���بة خلطط التنمية املس���تقبلية‬
‫املصدر‪ :‬زاالفاستيين ‪2005‬‬
‫مدينة مرس���ي مطروح في مص���ر‪ .‬اعتمدت‬
‫لهذه املنطقة في إطار إدارة متكاملة لشواطئها‬
‫الدراس���ة علي اس���تخدام مرئيات االستشعار‬
‫(الشكل رقم ‪.)6‬‬
‫عن بع���د (للقمر األمريك���ي ‪)Landsat TM+‬‬
‫باإلضاف���ة للخرائ���ط الطبوغرافي���ة لتطوير‬
‫نظ���ام معلومات جغرافية لتمثيل كال من غطاء‬
‫األراضي ‪ Land Cover‬و استخدامات األراضي‬
‫‪ Land Use‬ملنطق���ة الدراس���ة‪ .‬كما مت تطوير‬
‫منوذج ارتفاعات رقمي ‪ DTM‬الستخدامه في‬
‫تقيي���م اآلثار املكانية لعدة س���يناريوهات لقيم‬
‫شكل رقم (‪ :)8‬منتج لنظام معلومات جغرايف لتقييم‬ ‫ارتفاع منسوب س���طح البحر (الشكل رقم ‪.)5‬‬
‫املخاطر البيئية يف الربازيل‬ ‫ش��كل رقم (‪ :)6‬نظام معلومات جغرايف ألنسب أماكن‬
‫التنمية املستقبلية يف منطقة أبو قري املصرية‬ ‫ومن ثم أمكن تطوي���ر خرائط رقمية للمناطق‬
‫املصدر‪ :‬زاالفاستيين ‪2005‬‬
‫املصدر‪ :‬الراعي و حممد ‪2006‬‬ ‫املهددة واآلثار املتوقع���ة علي كل نوع من أنواع‬
‫استخدامات األراضي في منطقة الدراسة‪.‬‬
‫‪ 4‬قام هاتيبوجلو و آخرون [‪ ]2007‬باستنباط‬
‫طريقة تعتمد أساس���ا عل���ي التكامل بني نظم‬ ‫‪ 3‬أج���ري زاالفاس���تيني [‪]2005‬‬
‫املعلومات اجلغرافي���ة والطرق الهيدروجرافية‬ ‫دراس���ة لتقييم مخاط���ر التغيرات‬
‫لتحدي���د مناطق الغم���ر في مدين���ة داالمان‬ ‫البيئية و الفيضانات و ارتفاع منسوب‬
‫التركية‪ .‬مت في أولي خطوات الدراسة استخدام‬ ‫سطح البحر في والية بارا الساحلية‬
‫برنامج ‪ HEC-RAS‬للتطبيقات الهيدروجرافية‬ ‫بالبرازيل وذل���ك اعتمادا علي تقنية‬
‫الس���تنباط مناذج لالرتفاع املتوقع لسطح املياه‬ ‫نظم املعلوم���ات اجلغرافية‪ .‬مت في‬
‫في حالة األمطار و الفيضانات العالية‪ .‬ومن ثم‬ ‫هذه الدراس���ة اس���تخدام البيانات‬
‫أمكن دمج هذه احلسابات املستقبلية في نظام‬ ‫املتاحة (‪ 22‬نوع من البيانات املناخية‬
‫معلومات جغرافي (من خالل أداه ‪extension‬‬ ‫و الهيدرولوجي���ة و اجليولوجي���ة‬
‫ش��كل رقم (‪ :)5‬تأثري عدة مناذج الرتفاع منسوب سطح البحر‬
‫تسمى ‪ ) HEC-GeoRAS‬لتطوير خرائط رقمية‬ ‫والطبوغرافي���ة) حلس���اب معام���ل‬ ‫يف مدينة مرسي مطروح املصرية‬
‫متثل التوزي���ع املكاني للمناطق املعرضة خلطر‬ ‫للخط���ر في كل منطق���ة من الوالية‬ ‫املصدر‪ :‬الراعي و حممد ‪2006‬‬

‫الفيضانات (الشكل رقم ‪.)9‬‬ ‫ومتثيل التوزيع املكاني لهذه األخطار‬

‫‪5‬‬ ‫سبتمبر ‪2009‬‬ ‫العدد الثاني‬ ‫نظم المعلومات الجغرافية‬


‫‪www.gisclub.com‬‬ ‫تطبيقات‬

‫‪ 6‬ق����ام داود و محم����د [‪ ]2008‬بدراس����ة‬


‫تأثير ظاهرة ارتفاع منس����وب سطح البحر علي‬
‫منطقة الدلتا في مصر في إطار نظم املعلومات‬
‫اجلغرافي����ة‪ .‬اعتمدت الدراس����ة فكرة جديدة‬
‫الس����تخدام مناذج االرتفاعات الرقمية ‪DTM‬‬
‫العاملية املتاحة مجانا علي شبكة االنترنت كبديل‬
‫لتطوير مناذج ‪ DTM‬من مرئيات االستشعار عن‬
‫بعد مما يسمح بدراسة مناطق أكبر اتساعا من‬
‫تغطية املرئية الفضائية كما يقلل من تكلفة هذه‬
‫الدراسات البيئية حيث أن معظم مناذج ‪DTM‬‬
‫الخالصة‪:‬‬
‫العاملية مجانية كما أن بعضها يعطي قدرة متيزية‬ ‫ش��كل رق��م (‪ :)9‬تطوي��ر نظ��ام معلوم��ات جغ��رايف‬
‫أثارت قضي���ة التغير املناخي اهتماما‬ ‫أفقية ‪ Spatial Horizontal Resolution‬عالية‬
‫لتقييم خماطر الفيضان يف تركيا‬

‫واس���عا عل���ي املس���توي العامل���ي لعدة‬ ‫(كمثال الدقة التميزية املكانية لنموذج ‪SRTM3‬‬
‫املصدر‪ :‬هاتيبوجلو و آخرون ‪2007‬‬

‫أس���باب‪ .‬فعلي الصعي���د االقتصادي ‪-‬‬ ‫تبلغ ‪ »3‬أو حوالي ‪ 90‬متر)‪ .‬ونتج عن الدراس����ة‬
‫مثال ‪ -‬فقد صدر ف���ي أكتوبر ‪ 2006‬م‬ ‫حتدي����د األماكن اجلغرافي����ة املعرضة للغرق ‪-‬‬
‫تقري���ر عن اقتصادي���ات التغير املناخي‬ ‫وحساب مساحاتها ‪ -‬في حالة حدوث أكثر من‬ ‫‪ 5‬طورت إس���ماعيل و آخرون [‪ ]2007‬نظام‬
‫والذي أعده االقتصادي البريطاني سير‬ ‫س����يناريو لالرتفاع املتوقع ملنسوب سطح البحر‬ ‫معلومات جغراف���ي لتقييم مخاطر الفيضانات‬
‫نيكوالس ستيرن وكانت محصلة البحث‬ ‫أمام السواحل املصرية (الشكل رقم ‪.)11‬‬ ‫العالي���ة لنهر الني���ل في مص���ر‪ .‬مت في هذه‬
‫أن اتخ���اذ إجراءات للحد من تغير املناخ‬ ‫الدراس���ة تطوير برنامج حاسب آلي حلساب‬
‫اآلن س���وف يكلف االقتصاد العاملي ‪%1‬‬ ‫مقاطع املياه الس���طحية ف���ي أي جزء من نهر‬
‫من إجمال���ي الناجت القومي العاملي‪ ،‬لكن‬ ‫النيل ‪ ،‬ثم مت تطوير أسلوب حاسوبي للدمج بني‬
‫املشاكل واألخطار واخلسائر التي ستنتج‬ ‫احلسابات الهندسية ونظم املعلومات اجلغرافية‬
‫عن عدم اتخاذ هذه اإلجراءات ستكلف‬ ‫(الشكل رقم ‪ )10‬الس���تنباط تصورات لتأثير‬
‫العالم ‪ %10‬م���ن إجمالي الناجت القومي‬ ‫الفيضانات العالية وتقدمي املعلومات املستنتجة‬
‫العاملي [السياسة الدولية ‪.]2007‬‬ ‫– في صورة خرائط رقمي���ة ‪ -‬ملتخذي القرار‬
‫دفع���ت أخط���ار التغي���رات البيئية‬ ‫لوضع اخلطوط األساسية لعمليات التنمية في‬
‫شكل رقم (‪ :)11‬املناطق املعرضة للغرق يف‬
‫احلديثة العلماء و الباحثني علي املستوي‬ ‫حالة ارتفاع منس��وب سطح البحر بقيمة‬ ‫مصر‪.‬‬
‫‪ 0.5‬متر أمام سواحل الدلتا يف مصر‬
‫العاملي الس���تخدام تقنية نظم املعلومات‬
‫املصدر‪ :‬داود و حممد ‪2008‬‬
‫اجلغرافية لتحديد و تقييم اآلثار السلبية‬
‫للتغيرات البيئية وحتديد األماكن املهددة‬ ‫‪ 7‬من املجاالت األخرى لنظم‬
‫وطرق مواجه���ة هذه املخاط���ر البيئية‬ ‫املعلومات اجلغرافية في الدراسات‬
‫التي تهدد احلياة اإلنس���انية‪ .‬وقد أثبتت‬ ‫البيئية استخدامها في حتليل نتائج‬
‫نظم املعلومات اجلغرافي���ة كفاءة جيدة‬ ‫بيان���ات احملطات األرضية لقياس‬
‫في تخزي���ن و معاجلة و حتليل البيانات‬ ‫منس���وب س���طح البحر لتحديد‬
‫املكانية البيئي���ة لتقييم املخاطر املتوقعة‬ ‫التباين املكاني لقيم ارتفاع منسوب‬
‫واقتراح حلول لها مما يس���اعد متخذي‬ ‫س���طح البحر في منطقة معينة‪.‬‬
‫القرار علي وضع أنس���ب خطط التنمية‬ ‫ومتثل دراس���ة كووهازار و آخرون‬
‫ش��كل رقم (‪ :)10‬تطوير نظ��ام معلومات جغ��رايف لتقييم خماطر‬
‫البشرية و االقتصادية‪.‬‬ ‫[‪ ]2004‬أح���دي هذه الدراس���ات‬ ‫فيضانات هنر النيل يف مصر‬
‫التي تطبيقها في كندا‪.‬‬ ‫املصدر‪ :‬إمساعيل و آخرون ‪2007‬‬

‫سبتمبر ‪2009‬‬ ‫العدد الثاني‬ ‫نظم المعلومات الجغرافية‬ ‫‪6‬‬


www.gisclub.com

:‫المراجع‬
:‫المراجع األجنبية‬
Dawod, G., and Mohamed, H., Information System, Proceedings of
2008, Estimation of sea level rise the second national GIS symposium
hazardous impacts in Egypt within a in Saudi Arabia, Al-Khobar City, Saudi
:‫المراجع العربية‬
GIS environment, Submitted to the Arabia, April 23-25.
Third National GIS Symposium in ‫ مجل���ة نظم‬، ‫ ه���ـ‬1429 ، ‫ ظاف���ر‬، ‫القرن���ي‬
Koohzare, A., Vanícek, P., and
Saudi Arabia, Al-Khobar City, Saudi
Santos, M., 2004, Spatial analysis and -10 ‫ ص‬، ‫ العدد األول‬، ‫املعلوم���ات اجلغرافية‬
Arabia April 7 - 9. :‫ متاحة في‬، 15
treatment of tide gauge records using
Dasgupta, S., Laplante, B., Meisner, GIS, Presented at the GEOIDE Sixth
http://www.gisclub.org/library/
C., Wheeler, D., and Yan, J., 2007, The Annual Scientific Conference, May 30
magazine/gisclubmagazine_1.pdf
impact of sea level rise on developing - June 1st, Gatineau, QC, Canada.
countries: A comparative analysis,
Kou, C., 2006, Determination ‫الهيئ���ة احلكومية الدولية املعني���ة بتغير املناخ‬
World Bank Policy Research Working ‫ قاعدة‬:2007 ‫ تقري���ر تغير املن���اخ‬، )IPCC(
and characterizations of the 20th
Paper No. 4136, February.
century global sea rise, Report No. :‫ متاح في‬، ‫العلوم الفيزيائية‬
El Raey, M., 2004, Adaptation 478, Geodetic Science and Surveying
http://www.ipcc.ch/pdf/assessment-
to Climate Change for Sustainable Department, The Ohio State
Development in the Coastal Zone University, Columbus, Ohio, USA. report/ar4/wg1/ar4-wg1-ts-ar.pdf
of Egypt, Presented at the global ‫ مقال وزير املوارد‬، 2008 ، ‫جري���دة البيئة اآلن‬
PSMSL (Permanent Service of
forum on sustainable development:
Mean Sea Level), 2004, Tide gauge ‫ سنهاجم البحر قبل أن‬:‫املائية و الري املصري‬
Development and climate change,
network on the Red Sea, A Technical :‫ متاح في‬، ‫يهاجمنا‬
The Organization for Economic Co-
report on the mission to red sea tide
operation and Development (OECD), http://www.ennow.net/XPXpage.
gauge operating agencies, Dec. 9-20,
Paris. France. asp?xpage=View&EgyxpID=727
33 pp. For more details see: http://
El Raey, M. and Mohammed; W., www.pol.ac.uk/psmsl/ ‫ مصطفى‬.‫ د‬:‫مجلة السياس���ة الدولية – مقال‬
2006, Impact of Sea Level Rise on
Mohamed, H., 2005, Realization :‫كم���ال طلبة اخلبير الدولي في ش���ئون البيئة‬
Marsa Matruh City , Egypt: A Spatial
and determination of the Egyptian ‫تغير املناخ سيؤثر علي أمن وسالمة العالم كله‬
Approach, The Conference on Earth
vertical datum based on recent
Observation and Geoinformation :‫ متاح في‬، 2007 ‫ أكتوبر‬- 17 ‫ العدد‬-
heterogeneous observations,
Sciences in Support of Africa’s http://www.siyassa.org.eg/asiyassa/
Ph.D. Dissertation, Surveying
Development, Oct. 30- Nov. 2, 2006.
Engineering Department, Faculty Index.asp?CurFN=Leka0.htm
Cairo, Egypt.
of Engineering, Benha University,
Hatipoğlu, M., Keskin, F., and Cairo, Egypt.
Seyrek, K., 2007, Floodplain
Szlafsztein, C., 2005, Climate
delineation in Mugla-Dalaman plain
change, Sea-level rise and Coastal
using GIS-based river analysis system,
Natural Hazards: A GIS-Based
International Congress on River Basin
Vulnerability Assessment, State
Management, pp. 160-170.
of Pará, Brazil, The International
Ismail, S., Mohamed, H., and Workshop on Brazil Human Security
Dawod, G., 2007, Evaluation of River and Climate Change, Asker, Brazil,
Nile high flood effects by Geographic June 21–23 , 2005.

7 2009 ‫سبتمبر‬ ‫العدد الثاني‬ ‫نظم المعلومات الجغرافية‬


‫‪www.gisclub.com‬‬ ‫مقــــــــال‬

‫نظـم المعـــلومات‬
‫الجغرافية األمنية‬
‫وفرض القانون‬
‫س��واء كنت ضابط مس��ئول عن الدوريات أو حملل ألمناط اجلرمية و اجتاهاهتا ‪،‬‬
‫أو اح��د مديري املوارد‪ ،‬ف��إن نظم املعلومات اجلغرافية األمني��ة هي أداة فاعله و‬
‫حديثة ميكن تطبيقها و اس��تخدامها يف مجيع جوان��ب و جماالت فرض و إنفاذ‬
‫القان��ون‪ .‬إن نظم املعلوم��ات اجلغرافية األمنية مت اس��تخدامها بنجاح اليوم من‬
‫قب��ل كربيات ال��وكاالت العاملية األمني��ة يف مجيع أنواع و أحج��ام التحقيقات‬
‫األمني��ة ‪ ،‬وعمليات التدريب للقوات و الس��يطرة ‪ ،‬و اس��تخدمت كوس��يلة فاعله‬
‫يف عملي��ات التخطي��ط ملكافحه أعمال الش��غب و اإلرهاب و احلد م��ن نتائجها و‬
‫د‪ .‬محمد سعد‬
‫ختطيط س��يناريوهات حلركة القوات سواء ما قبل العمليات أو كأداة الستخالص‬ ‫زميل الجمعية الملكية‬
‫البريطانية و عضو جمعية‬
‫ال��دروس م��ن العمليات الس��ابقة و تقيي��م األداء ‪ ،‬إضافة إيل ذلك اس��تخدمت‬
‫الهندسيين المحترفين بكند‬
‫كوسيلة ناجحة يف عمليه إدارة املوارد البشرية و املعدات للقوات‪.‬‬

‫التطبيقات املمكن اس���تخدامها لتساعد قوات‬ ‫أعمال الشغب و اإلرهاب و احلد من نتائجها و‬ ‫س���واء كنت ضابط مس���ئول عن الدوريات أو‬
‫الش���رطة علي أداء مهمتها الرئيس���ية و هي‬ ‫تخطيط س���يناريوهات حلركة القوات سواء ما‬ ‫محلل ألمناط اجلرمي���ة و اجتاهاتها ‪ ،‬أو احد‬
‫اس���تمرار األمن و األمان في ربوع هذا الوطن‬ ‫قبل العمليات أو كأداة الستخالص الدروس من‬ ‫مديري املوارد ‪ ،‬فإن نظم املعلومات اجلغرافية‬
‫الغالي‪ .‬و لعلنا س���وف نقتصر في هذا املقال‬ ‫العمليات السابقة و تقييم األداء ‪ ،‬إضافة إلي‬ ‫األمنية هي أداة فاعله و حديثة ميكن تطبيقها و‬
‫علي اخلط���وط العريضة ألهمية اس���تخدام‬ ‫ذلك اس���تخدمت كوس���يلة ناجحة في عمليه‬ ‫استخدامها في جميع جوانب و مجاالت فرض‬
‫نظم املعلومات اجلغرافي���ة األمنية في فرض‬ ‫إدارة املوارد البشرية و املعدات للقوات‪.‬‬ ‫و إنف���اذ القانون‪ .‬إن نظم املعلومات اجلغرافية‬
‫القانون‪.‬‬ ‫األمنية مت اس���تخدامها بنج���اح اليوم من قبل‬
‫و لعل اتساع مجاالت تطبيقات نظم املعلومات‬
‫كبري���ات الوكاالت العاملي���ة األمنية في جميع‬
‫كانت وعلى مدى العق���ود املاضية ‪ -‬و ال تزال‬ ‫اجلغرافي���ة األمنية و تنوعها و التي أصبح من‬
‫أنواع و أحجام التحقيقات األمنية ‪ ،‬وعمليات‬
‫وكاالت إنف���اذ القانون تواج���ه عددا كبيرا من‬ ‫الالزم اس���تخدامها حلماية الوطن و املواطن‬
‫التدريب للقوات و الس���يطرة ‪ ،‬و اس���تخدمت‬
‫املهام والتحديات ‪ ،‬و لكن اليوم و مع املتغيرات‬ ‫س���وف يحثنا علي أن نتبع ذلك املقال بسلسلة‬
‫كوس���يلة فاعله في عمليات التخطيط ملكافحه‬
‫املتالحق���ة عامليا و تكنولوجي���ا أصبحت مهام‬ ‫متصلة من املقاالت لش���رح االس���تخدامات و‬

‫سبتمبر ‪2009‬‬ ‫العدد الثاني‬ ‫نظم المعلومات الجغرافية‬ ‫‪8‬‬


‫‪www.gisclub.com‬‬

‫مكافحة الجريمة وتحقيق العدالة‬ ‫شبكة الطرق و جميع معلومات البنية التحتية –‬ ‫و مس���ؤوليات وكاالت الشرطة ال تقتصر علي‬
‫شكل ‪ ) 2‬إضافة إلي إمكانية االتصال املباشر‬ ‫املجاالت و املهام العادية بل تعدتها ملهام أوسع‬
‫كما ذكرنا س���ابقا أن كل مهمه امنية لها عنصر‬
‫و إدارة الق���وات و رؤية حركتها حلظيا س���واء‬ ‫و مج���االت أكثر اتس���اعا و تعقيدا و أصبح ال‬
‫جغرافي مكاني‪ .‬فإن التخطيط االس���تراتيجي‬
‫عن طري���ق األقمار الصناعي���ة و نظم حتديد‬ ‫غني عن استخدام أحدث الوسائل التكنولوجية‬
‫والتكتيك���ي ملواجهة تلك امله���ام و خصوصا مع‬
‫األماكن‪.‬‬ ‫ملكافحه كل املستجدات التي تهدد امن املواطن‬
‫التغيرات الس���ريعة ‪...‬االجتماعية واالقتصادية‬
‫م���رورا مبكافح���ه اجلرمية انته���اء مبكافحة‬
‫والسياسية و إضافه إلي حجم املعلومات الهائل‬
‫اإلره���اب الدولي و الذي ل���م يصبح احد في‬
‫الالزم لوكاالت انفاذ القانون فأن نظم املعلومات‬
‫مأمن منه‪.‬‬
‫اجلغرافية توفر وسيلة للعرض البصري للبيانات‬
‫‪ ،‬مما يتيح لوكاالت انفاذ القانون بدمج البيانات‬ ‫للتصدي لهذه املس���ؤوليات املتزايدة باستمرار‬
‫وارس���اء دعائم انشطتها و املساعدة علي اتخاذ‬ ‫أصبحت وكاالت إنفاذ القانون في اشد احلاجة‬
‫الق���رارات املس���تنيرة‪ .‬فاليوم انف���اذ القانون‬ ‫إلي نظ���ام فعال تس���تطيع أن تعتمد عليه في‬
‫واحملافظة على السالمة العامة للوطن و املواطن‬ ‫إدارة ذلك احلجم الهائل من املعلومات املكانية‬
‫شكل ‪ :1‬خريطة طوبوغرافيه للموقع‬ ‫و اخلرائط و أصبح من الضروري بناء قواعد‬
‫يجب ان يكون القائم على املعرفه الفاعلة‪ .‬و لعل‬
‫اكثر مامييز نظ���م املعلومات اجلغرافية االمنية‬ ‫بيان���ات مكانيه وإدارة تل���ك البيانات بصورة‬
‫في هذا املجال ما يلي‪:‬‬ ‫و من أش���هر املجاالت األمنية التي مت تنفيذ‬ ‫س���ريعة و حلظيه إليجاد حل عملي للمشاكل‬
‫نظم املعلومات األمنية املكانية في مجال فرض‬ ‫األمني���ة‪ .‬و لعل البعض يتس���اءل ملاذا البد من‬
‫• توفير اداة فاعل���ة إلدارة و الوصول للبيانات‬
‫القانون هي‪:‬‬ ‫االستعانة بنظم املعلومات األمنية املكانية؟ أوال‬
‫واملعلوم���ات و إمكانية االتصال بجميع املصادر‬
‫تكفي نظم املعلومات العادية؟ و في الواقع هذا‬
‫اخلارجية‪.‬‬ ‫• حتليل اجلرمية والتحقيق‬
‫سؤال وجيه‪ .‬و لكن بعيدا عن التعقيدات الفنية‬
‫• دمج وع���رض كميات هائله من املوقع املتعلقه‬ ‫• حتليل حركة املرور‬
‫و التقنية و اإلسهاب في نقاط اإللتقاء و نقاط‬
‫باجلرميه على اساس البيانات واملعلومات التي‬ ‫• التنسيق اإلعالمي في املجاالت األمنية‬
‫القوة اس���تطيع إن أوجز و أرجو أال يكون إجاز‬
‫ميكن الوصول اليها في غاية البساطة‬ ‫• االس���تخبارات والش���رطة في املجتمعات‬
‫مخل ‪ :‬إن املكان هو عنصر حيوي في العمليات‬
‫• ميكن الضباط من حتليل البيانات واملعلومات‬ ‫احمللية‬
‫األمنية‬
‫و إظه���ار أمناط واجتاه���ات اجلرميه و نقاط‬ ‫• تتبع املوارد (األفراد واملركبات)‬
‫التشابهه و ميكن احمللل من اختبار النظريات‬ ‫• التأهب حلاالت الطوارئ‬ ‫• فعمليات فرض القانون و مكافحة الش���غب‬
‫اجلديدة‬ ‫• اإلخطار بحاالت الطوارئ‬ ‫ترتبط باملكان‬
‫• حتويل البيانات واملعلومات من خالل األدوات‬ ‫• إدارة األحداث في حاالت الطوارئ‬ ‫• وكذلك حركة القوات و خطط الس���يطرة‬
‫والتقنيات لتحقيق فعالية عاليه في التخطيط‬ ‫و التحكم تختلف طبعا لظروف و خصائص‬
‫وتعزيز الوعي بالظروف املكانية و تطوير افضل‬ ‫املكان‬
‫املمارسات‪.‬‬ ‫• و احتم���ال حدوث عم���ل إرهابي يختلف‬
‫طبقا ألهمية املكان‬
‫وسوف نقوم في املرة القادمة بإذن الله‬ ‫• و خط���ط التأمني ترتبط بامل���كان‪ .....‬و‬
‫باس���تكمال ذلك املوضوع و إلقاء مزيد‬ ‫عمليات التدريب البد أن تكون علي املكان‬
‫من الض���وء علي التطبيق���ات األمنية‬ ‫فإن نظم املعلومات األمنية املكانية توفر للقوات‬
‫لنظ���م املعلوم���ات اجلغرافية و عرض‬ ‫كل املعلوم���ات و اإلمكاني���ات التي قد توفرها‬
‫بعض احل���االت املش���هورة عامليا لتلك‬ ‫نظم املعلومات العادية إضافة إلي كل املعلومات‬
‫التطبيقات‪ .‬ملزيد م���ن التواصل ميكن‬ ‫املرتبطة باملكان ‪ ....‬ابتداء من اخلرائط العامة‬
‫االتصال بالكاتب على‬ ‫للموقع ‪....‬مرورا بالنماذج ثالثيه البعاد (شكل‬
‫شكل ‪ :2‬توضح املدينة يف االبعاد الثالثيه‬ ‫‪ )1‬و الت���ي توضح طبوغرافي���ة املكان و كامل‬
‫‪m_saad2000@hotmail.com‬‬
‫التضاريس ( إضافة إلي املنش���آت املتواجدة و‬

‫‪9‬‬ ‫سبتمبر ‪2009‬‬ ‫العدد الثاني‬ ‫نظم المعلومات الجغرافية‬


‫‪www.gisclub.com‬‬ ‫مقــــــــال‬

‫لما يعضك‬
‫التنين ‪..‬‬
‫ثورة نظم المعلومات‬
‫الجغرافية مفتوحة المصدر‬

‫وسام الدين محمد‬

‫مس���ت خوفاً خفياً يرقد في الوعي العقلي���ة األوربية األمريكية عن فقدان‬


‫ريادته���م احلضارية لصالح الصني ومن ش���ابهها‪ .‬وحتى نفهم هذا اخلوف‬
‫اخلفي فالبد أن نستعرض بس���رعة فكرة الرواية والتي تدور في املستقبل‬
‫القريب – ربع قرن من تاريخ صدور الرواية – حيث يفوق النمو االقتصادي‬
‫الصيني كل التوقعات ويهدد االقتصاديات الغربية‪ ،‬مما تضطر مع الواليات‬
‫املتحدة وحلفاءها الغربيني إلى التصعيد العس���كري بغية استخدام تفوقهم‬
‫العسكري على الصني وإجهاض احملاولة الصينية في فرض السيطرة على‬
‫العال���م‪ ،‬إال أن الصني تقرر أن تكون س���احة املعركة في ميدان آخر‪ ،‬فتقرر‬
‫فجأة أالمتناع عن اس���تيراد البرمجيات القادمة من أمريكا واالعتماد على‬
‫جهودها الذاتية في تطوير بنيتها التحتية املعلوماتية باالعتماد على التقنيات‬
‫مفتوحة املصدر‪ ،‬وسرعان ما انضمت لها الهند والبرازيل وغيرها من القوى‬
‫الصاعدة‪ ،‬والنتيجة أن انهارت أس���هم الصناعات احلاسوبية في البورصة‬
‫األمريكية لتسحب كل االقتصاد األمريكي إلى الوقوع في الهوة‪.‬‬
‫باختص���ار خلصت الرواية ع���دة مخاوف أمريكية خاص���ة وأوربية بحكم‬
‫التبعية‪ ،‬اخلوف من الصني‪ ،‬واخلوف من نزلوهم عن عرش القوى العظمى‪،‬‬
‫واخلوف من االنهيار االقتصادي‪ ،‬واخلوف من املتمردين القادمني من بلدان‬ ‫ف���ي عام ‪ 2005‬طرحت رواية الكاتبة الفرنس���ية جان‬
‫العالم النامي ميتطون تنانني اس���مها املصادر املفتوح���ة‪ .‬بالطبع لم تذكر‬ ‫فرانسوا سوسبيل املسماة «عضة التنني ‪La Morsure‬‬
‫الرواية أي شئ عن أربعمائة مليون عربي‪ ،‬رمبا ألنهم وبعد خمسة وعشرين‬ ‫‪ »du Dragon‬والتي صنفت كأحد أهم روايات اخليال‬
‫س���نة من صدور الرواية س���يظلون في كهفهم نائمني مطمئنني مستريحني‬ ‫العلمي في مطلع األلفية اجلديدة كما تربعت الترجمة‬
‫البال‪ ،‬فس���واء كان���ت أمريكا أو الصني أو جمهورية ال���واق واق فهناك من‬ ‫اإلجنليزي���ة للكتاب على ع���رش الكتب األكثر بيعاً في‬
‫س���يكتب البرامج لنا وميدنا بأجهزة الكومبيوتر التي نستخدمها في قضاء‬ ‫أوروبا وأمريكا ملدة زادت عن ثماني أش���هر‪ .‬والسبب‬
‫وقتنا الطويل املضجر في األلعاب املسلية‪ ،‬وسيصنع السيارات التي نركبها‬ ‫لهذا النجاح الس���ريع لهذه الرواية هو ببس���اطة أنها‬

‫سبتمبر ‪2009‬‬ ‫العدد الثاني‬ ‫نظم المعلومات الجغرافية‬ ‫‪10‬‬


‫‪www.gisclub.com‬‬

‫ويطلق على نس���خة البرنامج املكتوبة بلغة البرمجة أسم «شفرة املصدر ‪source‬‬
‫‪ ،»code‬ف���ي مرحلة تالية يقوم املبرمج بتحويل هذه ش���فرة املصدر إلى برنامج‬
‫قابل للعمل مباش���رة بواسطة احلاسوب وهي العملية التي تسمى عملية التجميع‬
‫‪.Compiling‬‬
‫تقوم معظم الش���ركات العاملية املتخصصة في إنتاج البرمجيات مبنع اآلخرين من‬
‫اإلطالع على ش���فرة املصدر على برامجها‪ ،‬بل أنها تستخدم في إدارة مشروعات‬
‫تطوير التطبيقات داخلها منهج عمل ال يس���مح ألفراد فريق مطوري البرمجيات‬
‫القائم على املش���روع باإلملام بجميع نواحي تطوي���ر التطبيق الذي يعملون عليه‪،‬‬
‫والبرمجيات املنتجة بهذه الطريقة يطلق عليها اس���م البرمجيات «مغلقة املصدر‬
‫‪.»Closed Source‬‬
‫في األيام اجلميلة للحاس���وب ونظم املعلومات – أيام أبتكار احلواس���يب وتطوير‬
‫برمجياته���ا ألول مرة – لم تكن األمور جتري به���ذه الطريقة‪ ،‬بل كانت اجلهات‬
‫القائمة على إنتاج البرمجيات تس���مح للجميع مبا فيهم منافسيها باإلطالع على‬
‫ش���فرة املصدر اخلاصة ببرامجها وتسمح لهم بإعادة استخدامها‪ ،‬فلم يكن هدف‬
‫العاملني في حقل تطوير البرمجيات هذه األيام هو الربح بل كان التطوير نفس���ه‬
‫هو الهدف‪ .‬ثم أتت الش���ركات الكبرى األحتكارية فغيرت طريقة العمل وصادرت‬
‫حق املشاركة في املعرفة حلساب زيادة أرباحها‪.‬‬
‫لك���ن مع مطلع تس���عينات القرن العش���رين‪ ،‬بدأ كثير من املبرمجني املس���تقلني‬
‫لينوس تورفالدوس مبتكر نظام التشغيل لينكس‬
‫عن الش���ركات – والذين حمل معظمهم اللقب سئ الس���معة هاكر – في العمل‬
‫على إس���ترجاع تلك األي���ام الس���عيدة للمبرمجني‪ ،‬فحاولوا تطوي���ر برمجيات‬
‫جديدة منافس���ة لتلك التي تطرحها الش���ركات األحتكارية وطرحها لألستخدام‬ ‫ويبني دورنا وينسج مالبسنا ويقرقع لنا أصابع أقدامنا إن أحتاج‬
‫العام املجاني والسماح لألخرين باستخدام ش���فرات برامجهم املصدرية وإعادة‬ ‫األمر‪ .‬لكن عفواً أيها السادة فاملس���تقبل مظلم وحالك الظالم‪،‬‬
‫تطويرها‪ .‬وقد نتج عن هذه املوجة عدد من أفضل البرامج املستخدمة اليوم منها‬ ‫واس���تقاللنا التقني واالقتصادي مطلوب على قدر املساواة كما‬
‫ال نظام التشغيل لينكس ‪ Linux‬الذي طوره الهاكر الفنلندي لينوس تورفالدوس‬ ‫مث ً‬ ‫استقاللنا السياسي‪ ،‬وخسارة األول تعني آلياً خسارة الثاني حتى‬
‫‪ Linus Torvalds‬الذي اطاح بنظم تش���غيل تقليدية مدعومة من شركات عمالقة‬ ‫لو كنا نرفع أعالمنا في األعياد الوطنية خفاقة ونرس���ل ممثلينا‬
‫من فوق عرش نظم التشغيل‪.‬‬ ‫ليمارسوا فنون اخلطابة العربية في أروقة األمم املتحدة‪.‬‬

‫أحتاج األمر عدة سنوات حتى يأتي من يفلسف هذا األجتاه‪ ،‬وجاء هذا الشخص‬ ‫وألن موضوع االستقالل التقني بالذات موضوع ضخم ومتشعب‪،‬‬
‫مهندس برمجيات ومبرمج اس���مه أيريك راميون���د ‪ Eric Raymond‬فمنح هذا‬ ‫فأنا ال استطيع أن اهتم إال بجانب واحد منه وهو جانب استقالل‬
‫األجتاه األس���م الذي اصبح عالمة له وه���و البرمجيات «مفتوحة املصدر ‪Open‬‬ ‫البني���ة التحتية املعلوماتي���ة للمجتمعات العربي���ة بصورة عامة‬
‫‪ ،»Source‬وف���ي ع���ام ‪ 1998‬قام راميون���د* ومجموعة من املبرمجني بإنش���اء‬ ‫وخصوص���ا ما ميت بصلة لنظم املعلوم���ات اجلغرافية‪ .‬وهو ما‬
‫ال صورة أحسب‬ ‫أحاول أن أناقش���ه هنا على صفحات املجلة ناق ً‬
‫أنها سليمة وواقعية عن موجة نظم املعلومات اجلغرافية مفتوحة‬
‫* بالرغم من تألق ايريك راميوند في عالم احلوس���بة واملعلوماتية‪ ،‬إال أن هناك‬
‫كثير من الشكوك حتوم حول صحته العقلية بسبب تصرفاته الغريبة من آن آلخر‪،‬‬ ‫املصدر التي تتحرك بقوة في أنحاء مختلفة من العالم واعدة بغد‬
‫حيث نزع للقيام بأعمال غريبة ومس���تهجنة بني احلني واحلني كزعمه ارتداده عن‬ ‫جيو‪-‬معلوماتي مختلف ومبدع‪.‬‬
‫املس���يحية إلى الوثنية تارة ومجاهرته مبمارسته السحر والشعوذة تارة أخرى‪ ،‬ثم‬
‫حمالت���ه العنصرية ضد العديد من األع���راق املكونة للمجتمع األمريكي خصوصاً‬
‫في البدء كانت المصادر المفتوحة‬
‫السود‪ ،‬تلك احلمالت العنصرية التي نال املسلمني على وجه اخلصوص أشد األذى‬
‫بعد أحداث ‪ 9/11‬حيث خرج راميوند عن س���ياق أحد احملاضرات التي يلقيها في‬ ‫عندما يقوم أي مبرمج في العالم بتطوير برنامج‪ ،‬فإنه يس���تخدم‬
‫محفل علمي ليطلب من احلاضرين إعداد أس���لحتهم للذهاب إلى الشرق الوسط‬
‫أثناء التطوي���ر أي من لغات البرمجة في كتاب���ة هذا البرنامج‪،‬‬
‫وتعليم هؤالء املسلمني كيف يكونوا متحضرين ودميقراطيني على حد تعبيره‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫سبتمبر ‪2009‬‬ ‫العدد الثاني‬ ‫نظم المعلومات الجغرافية‬


‫‪www.gisclub.com‬‬ ‫مقــــــــال‬

‫مؤسس���ة أخذت على عاتقها دعم وتنظيم موجة املصادر‬


‫املفتوحة واطلقوا عليها أس���م «مب���ادرة املصادر املفتوحة‬
‫‪ »Open Source Initiative OSI‬وق���د اتس���عت ه���ذه‬
‫املؤسس���ة وضمت العديد من الشركاء اجلدد كاجلامعات‬
‫واملؤسسات احلكومية وبعض الشركات‪ .‬وأهم ما قامت به‬
‫هذه املؤسس���ة من أعمال هو وضع تعريف كامل للمصادر‬
‫املفتوح���ة‪ ،‬وهو التعريف الذي نحاول أن نوجزه فنقول أن‬
‫البرمجية مفتوحة املصدر هي برمجية يتاح أس���تخدامها‬
‫مباشرة واألطالع على شفرتها املصدرية وإعادة تطويرها‬
‫أو أستخدامها ألي إنسان بغض النظر عن إنتماءته‪.‬‬

‫البيان���ات على املس���توى العاملي من أجل دعم عملي���ات التنمية‬ ‫أزمة نظم المعلومات الجغرافية‬
‫املستدامة على املس���توى احمللي واإلقليمي والعاملي‪ ،‬وبالرغم من‬
‫عن���د ابتكار نظم املعلومات اجلغرافية للمرة األولى في س���تينات‬
‫هذا الهدف الطموح للمشروع إال أن الصعوبة األكبر التي واجهته‬
‫القرن العشرين‪ ،‬قصد بها أن تكون أداة معاونة ملتخذ القرار بشأن‬
‫والتي ال تزال تواجهه هي التكلفة العالية – بالنسبة للكثير من دول‬
‫إدارة املوارد الطبيعية في املقام األول‪ ،‬لكن فيما بعد مرحلة امليالد‬
‫العالم النامي – الالزمة لتنفيذ مهام هذا املش���روع على املستوى‬
‫ميكن رصد تطورات مس���تمرة في تقنيات احلوسبة واملعلوماتية‬
‫الوطني‪ .‬ولب مش���كلة التكلفة هي في تكلفة البرمجيات في املقام‬
‫رافقتها طفرة تقنية في حقلي التصوير اجلوي واالستش���عار من‬
‫األول‪ ،‬فعلى العكس من تكلفة العتاد‪ ،‬والتي تعتبر كلفة االستخدام‬
‫بعد وظهور تقنية حتديد املوق���ع العاملي وانتقالها إلى التطبيقات‬
‫اخلاص���ة به ومردود الهادر النهائي عند اس���تبدال العتاد مقبول‬
‫املدنية‪ ،‬كل هذه التطورات دفع���ت نظم املعلومات اجلغرافية إلى‬
‫اقتصادياً‪ ،‬فإن تكلفة االس���تخدام التي تفرضها الشركات املنتجة‬
‫آف���اق تطبيقية جدي���دة‪ ،‬لعلها لم تخطر في بال مؤسس���ي تلك‬
‫للبرمجيات على عمالءها كبيرة جداً‪ ،‬وال يوجد مردود هادر ناجت‬
‫التقنية‪.‬‬
‫عن اس���تبدال البرمجيات بأخرى أح���دث‪ ،‬فعلى حني ميكن بيع‬
‫العتاد القدمي التالف أو املس���تخدم في صورة خردة ال ميكن بيع‬ ‫واليوم تعتبر نظم املعلومات اجلغرافية هي األداة الرسمية ملعاجلة‬
‫البرمجيات املس���تخدمة مرة أخرى‪ .‬وقد مثلت هذه األحجية روح‬ ‫البيان���ات املكاني���ة في كل م���كان‪ ،‬وهو ما أدى إلى نش���ؤ حركة‬
‫أزمة التوسع في استخدام نظم املعلومات اجلغرافية واالنتقال إلى‬ ‫مؤسسية عاملية الغرض منها دعم تطور البنية التحتية للمعلومات‬
‫البنية التحتية العاملية للبيانات املكانية في العديد من بالد العالم‬ ‫املكانية في مختلف العالم وهي احلركة التي عرفت باسم مشروع‬
‫النامية‪ ،‬وحتى بالنسبة لبلدان العالم النامي الثرية كالبالد العربية‬ ‫«البنية التحتي���ة العاملية للبيانات املكانية ‪Global Spatial Data‬‬
‫ال فيجب النظر إل���ى املوضوع من جانب أن مثل هذه‬ ‫النفطية مث ً‬ ‫‪ ،»Infrastructure GSDI‬وه���و مش���روع يقض���ي بتوفير أدوات‬
‫الكلفة حمل زائد على ميزانيات الدول املرهقة أص ً‬
‫ال‪.‬‬ ‫اس���تخدام البيانات املكانية وتوحيد معايير تبادل واستخدام هذه‬

‫تضم البرمجيات الت����ي جرى تصميمها من‬ ‫ثم أعيد طرحها بعد تطويعها لتصبح مصادر‬ ‫نظم املعلومات اجلغرافية مفتوحة املصدر‬
‫البداي����ة كبرمجيات مفتوحة املصدر – حتى‬ ‫مفتوحة مثل البرمجية ‪ ILWIS‬التي كان يقوم‬
‫نظم املعلومات اجلغرافية مفتوحة املصدر هي‬
‫وإن س����بقت في النش����أة ظه����ور مصطلح‬ ‫على تطويرها ش����ركة معه����د ‪ ITC‬الهولندي‬ ‫أنظمة مت تصميمه����ا وطرحها للتداول وفقاً‬
‫املصادر املفتوحة – مثل ‪ GRASS GIS‬الذي‬ ‫املتخصص في الدراس����ات املكانية منذ عام‬
‫ملبادئ وترخيصات مبادرة املصادر املفتوحة‪،‬‬
‫طوره اجليش األمريكي بداية عام ‪ 1982‬ثم‬ ‫‪ 1984‬ثم حتول إلى برمجية مفتوحة املصدر‬
‫وميكن تقسيمها إلى عائلتني‪ ،‬العائلة األولى‬
‫اشترك في تطويره العديد من الهيئات‪.‬‬ ‫في األول من يولي����و ‪ .2007‬والعائلة الثانية‬
‫تضم البرمجيات التي صممت مغلقة املصدر‬

‫سبتمبر ‪2009‬‬ ‫العدد الثاني‬ ‫نظم المعلومات الجغرافية‬ ‫‪12‬‬


‫‪www.gisclub.com‬‬

‫املعلومات اجلغرافية مغلقة املصدر واستبدالها بأخرى مفتوحة‬ ‫م���ن جانب آخر ميكن تقس���يم نظم املعلوم���ات اجلغرافية مفتوح���ة املصدر إلى‬
‫املصدر‪ .‬وهي األس���ئلة التي تلخص املخاوف من عملية الهجرة‬ ‫فئت�ي�ن طبقاً لطريقة عملها‪ ،‬الفئ���ة األولى هي تلك البرمجيات املس���تقلة بذاتها‪،‬‬
‫للمصادر املفتوحة دائماً‪ ،‬وس���أحاول اإلجابة عنها في السطور‬ ‫وه���ي البرمجيات التي متتلك جميع مكونات نظ���ام املعلومات اجلغرافي متضمنة‬
‫التالية‪.‬‬ ‫فيها م���ن األصل وخير مثال عليها هي ‪ .GRASS‬والفئ���ة الثانية تضم البرمجيات‬
‫الهجينة‪ ،‬التي تضم مكونات متعددة املصادر طور كل مكون منها بصورة مس���تقلة‪،‬‬
‫سبق اإلشارة إلى أن تكلفة برمجيات نظم املعلومات اجلغرافية‬
‫مثل ‪ MapServer‬وهو خادم وب لتطبيق���ات نظم املعلومات اجلغرافية مكونة من‬
‫ف���ي أي نظام معلومات هي حمل ثقيل ومرهق‪ ،‬بالطبع قد يلجأ‬
‫مكونات مختلفة األصل‪.‬‬
‫البعض – أفراد أو مؤسس���ات – إلى حل س���هل وإن كان غير‬
‫قانوني وهو استخدام النس���خ املقرصنة الغير قانونية من هذه‬ ‫الش���كل التالي هو مخطط يبني تصنيف نظم املعلومات اجلغرافية مفتوحة املصدر‬
‫البرامج‪ ،‬علماً بأن نس���بة استخدام البرمجيات املقرصنة – مبا‬ ‫حسب الرؤية التي طرحتها أعلى‪.‬‬
‫فيها تلك املتخصصة في نظم املعلومات اجلغرافية – قد بلغت‬ ‫مفتوحة المصدر أص ً‬
‫متحول للمصادر المفتوحة‬ ‫ال‬
‫في العالم العربي مطلع ع���ام ‪ 2006‬نحو‪ %57‬كما أعلنت وكالة‬
‫‪ILWIS‬‬ ‫‪GRASS GIS‬‬ ‫مستقلة‬
‫‪ Business Software Alliance BSA‬املتخصص���ة في رصد‬
‫املس���ائل القانونية املتعلقة بتقني���ة املعلومات‪ ،‬ومع مالحظة أن‬ ‫ال توجد أمثلة‬ ‫‪Map Server‬‬ ‫هجينة‬

‫هذا الرقم ال يضم غير املؤسس���ات فقط ويستثني املقرصنني‬


‫األفراد الذين ميثلون الشريحة األكبر بني املقرصنني‪.‬‬
‫وال تنحصر مش���كلة اس���تخدام البرامج املقرصنة في الوضع‬
‫القانوني واألخالقي فحس���ب‪ ،‬بل متتد إلى عملية االس���تخدام‬
‫نفس���ها‪ ،‬فاملس���تخدم املقرصن ال يحق له طل���ب الدعم الفني‬
‫من الش���ركة صاحبة حق���وق امللكية الفكري���ة للبرنامج الذي‬
‫يستخدمه‪.‬‬
‫لكن بالتحول إلى البرمجي���ات مفتوحة املصدر‪ ،‬فإن هذا يعني‬
‫التخلص من معضلة تكلفة الش���راء – وتكلفة الصيانة السنوية‬
‫التي يفرضها الشركة أو وكيلها حتى يحظى املستخدم املسكني‬
‫بالدعم الفني – كما س���تزول املشكلة القانونية حيث أن فلسفة‬
‫هذه التقنيات تقضي بالسماح لكل من يرغب في استخدامها‪.‬‬
‫ليس هذا هو كل املكس���ب الذي س���وف يجنيه مستخدم نظم‬
‫معلوم���ات جغرافية مفتوح���ة املصدر‪ ،‬بل حت���ى الدعم الفني‬
‫البرنامج ‪ GRASS GIS‬عام ً‬
‫ال في بيئة تشغيل ‪Ubuntu Linux‬‬
‫للبرامج مفتوحة املصدر يعتبر أفضل بكثير من هذا الذي تقدمه‬
‫ش���ركات البرامج مغلقة املصدر‪ ،‬فعلى حني تعتمد الش���ركات‬
‫التقليدية على طريقة الدعم عند الطلب‪ ،‬فإن البرامج املفتوحة‬ ‫مخاوف وآمال‬
‫املصدر تعتم���د على طرق أكثر إبداع وأس���هل وصوالً من تلك‬ ‫ملاذا نتحول إلى نظم املعلومات اجلغرافية؟‬
‫التقليدية‪ ،‬مثل تقنية ويكي ‪ wiki‬واملنتديات ‪ forums‬واحلوارات‬
‫أنا مرتاح مع نظم املعلومات التقليدية مغلقة املصدر؟‬
‫احلية باس���تخدام برامج احملادثة‪ ،‬والتي يتبرع عشرات اآلالف‬
‫– وأحيان���اً مئات اآلالف – لدعمهما وحتديثها باس���تمرار‪ .‬مما‬ ‫ماذا س���أفعل ببياناتي التي قمت بإعدادها في سنوات طويلة باستخدام برمجيات‬
‫ينتفي معه األسطورة التي يروجها خصوم املصادر املفتوحة من‬ ‫مغلقة املصدر؟‬
‫أن تكل البرمجيات ال يتوفر ملستخدميها الدعم الفني‪.‬‬ ‫هل سأمتكن من احلصول على دعم فني لهذه البرمجيات مفتوحة املصدر؟‬
‫وتعتبر مس����الة تواف����ق ‪ Interoperability‬البيانات في صلب‬ ‫مثل هذه األسئلة البد أن تتبادر لألذهان فور طرح فكرة التخلي عن برمجيات نظم‬

‫‪13‬‬ ‫سبتمبر ‪2009‬‬ ‫العدد الثاني‬ ‫نظم المعلومات الجغرافية‬


‫‪www.gisclub.com‬‬ ‫مقــــــــال‬

‫برمجيات نظم املعلومات اجلغرافية مفتوحة املصدر‪ ،‬حيث‬


‫قام مصمموها من البداية بإضافة األدوات التي تس����اعد‬
‫مستخدميها على استيراد وتصدير البيانات ملختلف أشكال‬
‫البيان����ات املكانية التجارية والبحثي����ة‪ ،‬ثم أصبح توفر تلك‬
‫األدوات من املعايير التي تطلبها املؤسس����ات املختصة مثل‬
‫االئتالف املكاني املفتوح ‪Open Geospatial Consortium‬‬
‫‪ OGC‬م����ن أعضاءه����ا‪ .‬وعلى ح��ي�ن تش����ترط الكثير من‬
‫املؤسس����ات الداعمة لنظم املعلوم����ات اجلغرافية مفتوحة‬
‫املصدر تضمن هذه البرمجيات على أدوات توافقية‪ ،‬تنظر‬
‫كثير من ش����ركات نظم املعلومات اجلغرافية مغلقة املصدر‬
‫إلى هذا األمر عل����ى إنه اختياري ومن باب أولى تركه ألنه‬
‫ميثل دعم غير مباشر ملستخدمي برامج منافسيها‪.‬‬
‫أعتقد أن السطور السابقة قد أظهرت اآلمال املخبئة وراء‬
‫التحول إلى نظم معلومات جغرافية مفتوحة املصدر‪ .‬لذلك‬
‫علينا أن نهتم بس���ؤال آخر‪ ،‬ه���ل هناك ثمة مناذج ناجحة‬
‫لنظم املعلوم���ات اجلغرافية حيث يختزن البيانات املكانية والوصفية في قاعدة البيانات‬
‫للتحول إلى نظم املعلومات اجلغرافية مفتوحة املصدر؟‪.‬‬
‫‪ PostgreSQL‬ويتم إدارة البيانات اجلغرافية فيه باس���تخدام البرنامج ‪ ،PostGIS‬بينما‬
‫يتم تنظيم استخدام اخلرائط عبر الوب من خالل ادم ‪.MapServer‬‬ ‫نماذج حقيقية‬
‫املش���روع الثاني الذي يجب أن ينظر إليه بعني االعتبار هو مش���روع نظام بيانات املوارد‬ ‫منذ مطلع األلفية الثالثة ب���دأ املخزون التراكمي خلبرات‬
‫البيئية والتنوع احليوي لدولة بليت���ز ‪Biodiversity and Environmental Resource‬‬ ‫نظم املعلومات اجلغرافية مفتوحة املصدر يؤتي ثماره‪ ،‬والتي‬
‫)‪ Data System of Belize (BERDS‬وعنوان���ه ‪ .http://www.biodiversity.bz/‬هذا‬ ‫انعكست في نضوج الكثير من أدوات هذه التقنية‪ ،‬وانتشار‬
‫املشروع صمم بالكامل كمش���روع نظام معلومات جغرافي مفتوح املصدر‪ ،‬حيث استخدم‬ ‫اعتماد املؤسس���ات س���واء احلكومية أو غي���ر احلكومية‪،‬‬
‫مصمم���وه البرنامج ‪ GRASS GIS‬إلنت���اج البيانات اجلغرافية الت���ي يحتاجونها وتنفيذ‬ ‫احمللي���ة أو الدولية علي هذه التقنيات‪ .‬في هذا القس���م‬
‫التحلي�ل�ات التي يرغبون فيها على هذه البيانات‪ ،‬ث���م أختزنوا هذه البيانات في قاعدة‬ ‫من املقال سأتعرض باختصار لبعض مناذج استخدام نظم‬
‫البيان���ات ‪ PostgreSQL‬وأنش���ئوا نتصفح بياناتهم اجلغرافية على الوب مس���تخدمني‬ ‫املعلومات اجلغرافية مفتوحة املصدر الناجحة‪.‬‬
‫‪.MapServer‬‬
‫أهم هذه النماذج والذي يستمد أهميته من اجلهة التي قامت‬
‫املش���روع الثالث هو مش���روع أطلس األمازون أو ‪ Atlas Amazonas‬واملعني باألمازون‬ ‫بتنفيذه وهي برنامج املم املتحدة للبيئة ‪United Nations‬‬
‫هنا والية األمازون البرازيلية‪ ،‬ميزة هذا املش���روع أنه استخدم في إعداد بياناته برمجية‬ ‫‪ ،Environmental Program UNEP‬والت����ي اختارت أن‬
‫نظام معلوم���ات جغرافي مفتوحة املصدر قام بتصميمها معهد أبحاث الفضاء البرازيلي‬ ‫تس����تخدم مجموعة من التقنيات مفتوح����ة املصدر لتنفيذ‬
‫دعيت ‪ SPRING‬وهي باملناس���بة متاحة مجانا عل���ى االنترنت من خالل املوقع ‪http://‬‬ ‫موقعها اخل����اص ببوابة تقديرات البيئ����ة العاملي ‪Global‬‬
‫‪ ،www.dpi.inpe.br/spring/‬بع���د إع���داد البيانات مت حفظها ف���ي قاعدة البيانات‬ ‫‪ Environmental Outlook GEO‬وعنوان����ه ‪http://‬‬
‫‪ PostgreSQL‬ونشرها على االنترنت باستخدام خادم البيانات اجلغرافية ‪،MapServer‬‬ ‫‪ .geodata.grid.unep.ch/‬ه����ذا املوق����ع يقدم مجموعة‬
‫هذه البيانات التي ميكن االطالع عليها من خالل املوقع ‪http://siglab.inpa.gov.br/‬‬ ‫البيان����ات التي يس����تخدمها برنام����ج األمم املتحدة للبيئة‬
‫‪. atlasamazonas/index.php‬‬ ‫وش����ركاءه في حس����اب تقديرات البيئة العاملية ويضم نحو‬
‫مث���ل هذه النماذج الثالثة تبني أن هناك العديد من اجلهات ذات الثقل التي تثق في هذه‬ ‫‪ 450‬متغير بيئي في شكل جداول أو خرائط تغطي عناصر‬
‫التقني���ة وتوظفها في أعمالها‪ ،‬مما يعتبر رداً عملياً عل���ى ما يحاول التقليديني وأنصار‬ ‫البيئ����ة املختلفة مثل املياه العذبة واحلال����ة الهواء والغطاء‬
‫الشركات االحتكارية من إشاعته حول عدم إمكانية االعتماد على تقنيات نظم املعلومات‬ ‫اخلضري والتلوث اإلشعاعي وما إلي ذلك من بيانات‪.‬‬
‫اجلغرافية مفتوحة املصدر‪.‬‬ ‫صمم هذا املوقع كتطبيق وب ‪Web based application‬‬

‫سبتمبر ‪2009‬‬ ‫العدد الثاني‬ ‫نظم المعلومات الجغرافية‬ ‫‪14‬‬


‫‪www.gisclub.com‬‬

‫خطة للهجرة‬
‫الس���ؤال الذي يطرح نفس���ه وقد وصلنا لهذه النقطة‪ ،‬ما هي اخلطة‬
‫األنس���ب للتحول إلى نظم املعلومات اجلغرافي���ة مفتوحة املصدر؟ ال‬
‫توج���د خطة جاهزة جلميع األغراض لس���وء حظ الذين اعتادوا على‬
‫احللول اجلاهزة والوصفات السريعة‪ ،‬فإذا قرر فرد أو قررت مؤسسة‬
‫التح���ول إلى نظم املعلوم���ات اجلغرافية مفتوح���ة املصدر فالبد أن‬
‫حتدد احتياجاتها في البداية ثم تختار األداة أو األدوات املناسبة لهذه‬
‫االحتياج���ات‪ ،‬وبالطبع ال ميكن إغفال خط���ط تدريب العاملني لديها‬
‫على ه���ذه التقنيات اجلديدة‪ ،‬خصوصاً أن���ه إذا كان هؤالء العاملني‬
‫ق���د اعتادوا العمل بالبرامج مغلقة املصدر لفترة‪ ،‬فإنهم س���يحتاجون‬
‫لبرنام���ج تدريب مصمم بطريقة فعالة لتحوي���ل طريقة تفكيرهم إلى‬
‫مفاهيم البرمجيات مفتوحة املصدر‪.‬‬
‫عموم���ا أعتق���د أن حجر الزاوية في خطة الهج���رة هو التعرف على‬ ‫واجهة موقع ‪UNEP’s GEO Data Portal‬‬
‫االحتياج���ات في املقام األول‪ ،‬وهذه احلاجات س���وف تختلف إذا كان‬
‫نظام املعلومات اجلغرافي مكتبي ‪ Desktop GIS‬يعمل منفرداً أو نظام‬
‫موزع ‪ Distributed GIS‬يعمل من خالل ش���بكة ويس���تخدمه العديد‬
‫من املس���تخدمني‪ .‬في احلالة األولى قد يك���ون برنامج مثل أصدارة‬
‫‪ Windows‬م���ن ‪ GRASS GIS‬كافي���ة جداً للمس���تخدم‪ .‬بينما تتنوع‬
‫احتياج���ات العاملني على نظام معلومات جغرافي موزع وبالتالي تتعدد‬
‫األدوات التي يحتاجونها‪.‬‬
‫وعموماً فإن احتياجات نظام املعلوم���ات اجلغرافي املوزع تضم عادة‬
‫أداة حتري���ر وحتليل للبيانات اجلغرافي���ة و إنتاج تقارير‪ ،‬ونظام إدارة‬
‫قاعدة بيانات موزعة له القدرة على اختزان البيانات املكانية‪ ،‬وأخيراً‬
‫خادم انترنت للخرائط‪.‬‬
‫بالنس���بة ألداة حترير وحتليل البيانات وإنتاج التقارير واخلرائط منها‬
‫يعتبر ‪ GRASS GIS‬هو األداة املثلى حتى اآلن خاصة النس���خة العاملة‬ ‫موقع ‪Biodiversity and Environmental Resource Data System‬‬
‫حتت نظام التش���غيل ‪ ،Linux‬بينما يليه ‪ Quantum GIS‬والذي يعيبه‬ ‫)‪of Belize (BERDS‬‬
‫ضعف إمكانيات تعامله مع بيانات الشبكات النقطية ‪ ،raster‬ثم يأتي‬
‫في ذيل القائم���ة ‪ PostGIS‬املصمم ليعمل كبرنامج عميل لنظام إدارة‬
‫قواعد البيانات ‪.PostgreSQL‬‬
‫أما نظ���م إدارة قواعد البيانات املوزعة والتي لها القدرة على التعامل‬
‫مع البيانات املكانية فيتربع على عرشها ‪ PostgreSQL‬ويليه ‪،MySQL‬‬
‫وتعتبر أولهما أكثر شعبية بني مصممي نظم املعلومات اجلغرافية‪.‬‬
‫أخي���راً يأتي خادم االنترنت للخرائط‪ ،‬ويعتبر ‪ MapServer‬هو األكثر‬
‫ش���عبية في هذا املجال‪ ،‬ومتثل مواقع تطبيقات الوب لنظم املعلومات‬
‫اجلغرافية املصممة باستخدامه نحو ‪ %80‬من مجموع هذه املواقع التي‬
‫تستخدم نظم معلومات جغرافية مفتوحة املصدر‪.‬‬ ‫موقع ‪Atlas Amazonas‬‬

‫‪15‬‬ ‫سبتمبر ‪2009‬‬ ‫العدد الثاني‬ ‫نظم المعلومات الجغرافية‬

You might also like