Professional Documents
Culture Documents
إلى والدي
بعطفهما...
( خالد الحوسني)
1
شكرا جزيل يزيد العد أنفاسـا شكرا لفضلك شكرا لست أحصيه
ل يشكر ال من ل يشكر الناسا وكيف ل ورسول ال قـال لنـا
2
مقدمة :
المد ل الول الميد ،ذي البطش الشديد ،الذي يبدئ ويعيد ويفعل ف خلقه ما يريد،
ك مِمّن تَشَاء َوُتعِ ّز مَن تَشَاء َوتُذِ ّل مَن
ك مَن تَشَاء َوتَ ِنعُ الْ ُملْ َ
ك ُت ْؤتِي الْمُلْ َك الْمُلْ ِ {قُلِ الّلهُ ّم مَالِ َ
ك عََلىَ كُ ّل َشيْءٍ قَدِي ٌر }.1والصلة والسلم على النب الصطفى وآله وصحبه خيْرُ ِإنّ َ
تَشَاء بِيَ ِد َك الْ َ
ومن اقتفى ....أما بعد:
فإنه ما ل شك فيه ول ريب ،أن أمتنا السلمية وحضارتنا الدينية ل تقوم إل على أكتاف
الرجال العظماء ذوي المم العالية والنفوس الزاكية ،الذين بذلوا أرواحهم رخيصة ف سبيل ال
ونصرة دينه.
تقضي البطولة أن ند جسومنا جسرا ،فقل لرفاقنا أن يعبوا
ول شك أن المة الت ل تعلم ماضيها تفقد حاضرها ،فل بد لكل أمة أن تني حاضرها
بقبس من ماضيها الشرق الباهر وتاريها الوضاء الزاهر ،وإن التأمل بعي البصية ف تارينا
ليصاب بالدهشة والعجب من أولئك الرجال العظماء الذين سطروا لنا أروع المثلة ف التمسك
بالدين والذب عن حياضه بكل ما يستطيعون من قوة ومن رباط اليل ،حت أصبحوا لنا قادة
يقتدى بم ،وأسوة يتذى بنهجهم ،فحياتم جلها ودقها علم وعمل وجد واجتهاد { َومَنْ أَرَادَ
شكُورا }. 2 الخِ َر َة َوسَعَى َلهَا َسعَْيهَا َوهُ َو ُم ْؤمِنٌ َفأُولَئِكَ كَانَ َس ْعُيهُم مّ ْ
ومن هؤلء الرجال سيدي المام التقي والورع الزكي أبو يي سال بن راشد
الروصي ،الذي حق أن تكتب سيته باء الذهب على وجنات البهكنات الور ،فهو
من عناهم القائل :وواحد كاللف إن أمر عنا.
3
وما زادن شرفا وتيها فكدت بأخصي أطأ اثريا ،أن أخط ببنان سية هذا المام
الرضي ،إل أنن استشعر العجز والتقصي أمام سيته العطرة وحياته الزاهرة ،فأنّى للقزام
أمثال أن يكتبوا عن العمالقة العظماء ،ومع ذلك فإنن أرجو من ال ذ عز وجل -أن
يكون هذا العمل من العمل الصال الذي ل ينقطع أجر فاعله وأسال ال ذ سبحانه
وتعال ذ حسن الجر والثواب.
ولعلك أخي القارئ تتوق إل معرفة هذه الشخصية الاجدة ،وربا تتساءل فتقول :
من هو؟ وأين ولد؟ وأين تعلم؟ وما هي صفاته وأخلقه؟ وما هي أعماله؟ فعسى أن تد
الواب بي طيات هذا الكتاب ،بإذن ال -تبارك وتعال -وتوفيقه.
* وهنا أشي إل أهم السباب الرئيسة الت دفعتن لكتابة هذا البحث:
أول :إعجاب الشديد وانبهاري البالغ بسية سلفنا الصال الذين استقاموا على الدين
واقتدوا بدي خي الرسلي ممد ذ صلى ال عليه وسلم ذ وضحوا بالغال والنفيس ف
سبيل إعلء كلمة الدين ،فحق فيهم قول ال عز وجل{ :الّذِينَ إِن مّكّنّا ُهمْ فِي الَْأرْضِ
َأقَامُوا الصّلَاةَ وَآَتوُا ال ّزكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وََن َهوْا َعنِ اْلمُنكَرِ َولِلّهِ عَاقِبَ ُة الْأُمُورِ }.1
ثانيا :رغبت ف جع ما تفرق من سية المام سال الروصي ،فقد وجدتا مبعثرة ف
الكتب الطبوعة والخطوطة ،بالضافة إل ما بقي عالقا منها ف أذهان كبار السن من
الشياخ الفضلء قبل أن تعدوا عليها عوادي الزمان.
ثالثا :خدمة الكتبة السلمية ،بإضافة هذا البحث ضمن كتبها.
4
ثانيا :صعوبة التنقل لجراء القابلت ،وقطع مئات الكيلومترات من أجل أي معلومة ولو
كانت بسيطة.
ثالثا :كان علي أن أقرأ الكثي من كتب التأريخ العمان فلعل وعسى أن أجد فيها شيئا
ينفعن ف هذا الوضوع ،وربا أقرأ الكتاب كامل ول أجد فيه أي شيء ما يتعلق
بالبحث.
وقد قسمت هذا البحث إل أربعة فصول:
*الفصل الول :عصر المام سال بن راشد الروصي (وفيه ثلثة مباحث).
-البحث الول :الالة السياسية.
-البحث الثان :الالة الجتماعية.
-البحث الثالث :الالة القتصادية.
5
*الفصل الثالث :حياته العلمية (وفيه ثلثة مباحث).
-البحث الول :طلبه للعلم.
-البحث الثان :شيوخه.
-البحث الثالث :مكانته العلمية وثناء العلماء والشعراء عليه.
6
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
المبحث الثالث :الحالة القتصادية.
7
وانتشار الظلم وكثرة الور بالضافة إل دسائس الستعمار ومطامعه وخصوصا الستعمار
النليزي ،وكانت الوضاع ف البلد تزداد سوء يوما بعد يوم ،ويكن أن نرجع ذلك إل عاملي
وها (كيد الارج وانقسام الداخل)؛ وسنركز ف هذا البحث على هذين العاملي ونوضح
القصود منهما ومدى تأثيها على الحوال السياسية ف البلد بنهج علمي وأسلوب متصر غي
مل وال الوفق.
العامل الول :كيد الارج.
وهو ما قامت به الدول الستعمارية لبسط نفوذها وسيطرتا على البلد ،وقد ظهرت جذور
هذا الستعمار ف عهد السلطان سعيد بن سلطان ،فقد قام هذا السلطان بالستعانة بالنصارى
فقهر بم عدوه ،1وكانت هذه الستعانة منه أول سبب تدخل به النصارى ف مالك السلمي من
أهل عمان فبقوا آفة ف ذراريه وعلة ف ملكته يظهرون الصداقة ويضمرون العداوة وإن أنكى
العداء من يأتيك ف صورة صديق يظهر مبتك ويضمر هلكك ،2وسيتضح كيف بقي النصارى
غصة ف حلوق السلطي بتكبهم وطغيانم.
فبمجرد وفاة السلطان سعيد [1273هـ 1856 -م] اغتنم النليز الفرصة وقاموا بتقسيم
إمباطوريته الواسعة القوية إل إمارتي ضعيفتي متعاديتي فصارت مسقط إل ابنه ثوين وزنبار
إل ابنه ماجد بن سعيد وهذا تشيا مع سياسة التفرقة والتمزيق الت سارت عليها إنلترا مع أعدائها
وأصدقائها بدون تفريق.3
ويعد هذا النقسام ناحا عظيما للنليز؛ إذ أنا قبل ذلك كانت ل تطمئن إل مسقط وهي
دولة قوية ذات تارة وأساطيل حت ولو كانت خاضعة لا إذ من المكن أن يظهر من العمانيي
- 1استعان السلطان سعيد بالنليز على الوهابية من بن علي وكذلك ضد أ هل الشارقة ،وكان أول قدوم للوهاب ية لرض
عمان ف زمن السلطان سعيد بن سلطان هذا،حيث جاء مطلق بن ممد الطيي باليوش بواسطة أهل الظاهرة وأهل جعلن
وغيهم من أ هل النفاق الذين ينتحلون بالدعوى مذهب أهل الق وكان ذلك عام 1222ه ـ ،وكان قدومه عذابا واصبا
وبلء وبيل على أ هل عمان؛ إذ إ نه ا ستحل دماء ال سلمي وشرك هم ،ود عى الناس إل مذه به و من ل يد خل ف مذه به قتله
وسب نساءه وذراريه وغنم أمواله ،واستمر على هذا الال ثلث سنوات يروح ويغدو على أهل عمان إل أن سلط ال عليه
رجال من الجريي قتلوه ف العركة الت دارت بينه وبي قبيلتهم .الشيخ نور الدين عبدال بن حيد السالي ،تفة العيان
بسية أهل عمان ،مكتبة المام نور الدين السالي ،السيب ،اليل النوبية ،ج ،2ص ،207-206بتصرف.
-2الشيخ نور الدين عبدال بن حيد السالي ،تفة العيان ،مرجع سابق ،ج 2ص ،209بتصرف.
- 3ممد علي الزرقا ،تاريخ عمان قديا وحديثا ،دمشق ،1959ص ،196بتصرف.
8
رجل يستغل هذه القوة ف مواجهتهم والتخلص من سيطرتم ونفوذهم 1.ولذلك حرصوا أيا
حرص بأن يكون حكام مسقط خاضعي لم وموالي لسلطتهم حت يققوا أهدافهم بكل سهولة
ويسر.
فلما حاول ثوين بن سعيد حاكم مسقط إعادة ربط زنبار بسقط منعه النليز من ذلك
باستخدام منطق القوة والسلح؛ إذ إن ثوين ترك على رأس أسطول حرب من سبع سفن تمل (
)2500مقاتل لضم زنبار بسقط ولكن هذا السطول أوقف عند رأس الد عندما اعترضت
طريقه فرقاطة حربية أرسلها النليز وأجب على العودة ،وحفظا لاء الوجه كتب ثوين للمقيم
البيطان ف الليج العرب يقول":تعبيا عن صداقتنا الالصة للحكومة البيطانية فإن عائد إل
مسقط"؟!! .2ول يفى ما ف هذا الوقف من إهانة وتضعضع للعدو الستعمر.
ومن جهة أخرى فقد زرع النليز الناع الداخلي ف قلب عائلة ثوين ف مسقط فكثر
الطامعون منهم ف العرش ونشبت الروب بي الخوة والقارب وكلهم يرجع إل النليز
ليحصل على العون والتأييد والرأي السديد 3.وقد انتهى الال بثوين أن قام ابنه سال
باغتياله"،فبينما السلطان نائم وقت الظهية ف غرفة صحار إذ دخل عليه ولده سال فضربه بتفق
ف فؤاده فيما قيل فمات من ساعته" وكان سال من أحب أبنائه إليه ولكن من مأمنه يؤتى الذر
والقدر ما منه مفر.4
مّن تَراهُ مُسالا وَماربـــا ل تَأمن ّن الناسَ كَيدا واِحذَرن
نوبُ الزمانِ غَدوا عليهِ نوائِبا كم واث ٍق بالناسِ حتّى ما أَتت
وبعد أن سيطر سال على اللك بفعله السيئ وصنعه الشنيع ل تطل أيامه إذ ثار عليه العمانيون
وت طرده من البلد .وعقدت البيعة على المام الرضي عزان بن قيس -رضي ال عنه[-
1285هـ 1868 -م] فتوحدت البلد وانقاد العباد إذ دانت له معظم القبائل 5،وانقشعت
9
سحب الور السوداء والفت العمياء ،وبذا انار نظام السلطنة بعد أكثر من تسعي سنة على قيامه
وكان سقوط سال يعن سقوط نظام ل يلك يوما مصداقية أو شرعية تقليدية ،نظام مفتقر إل كل
دعم شعب.1
"ولقد استطاعت المامة إرغام بريطانيا على التراجع وأوقفت ولو لبهة توسع سيطرتا،
وكادت أن ترغم بريطانيا على العتراف باستقلل عمان وسيادتا وشرعية حكومتها بالتأكيد".2
ولكن بريطانيا بالطبع أزعجها ما حققه العمانيون من وحدة إذ أنه يقق تديدا حقيقيا لا ،ولذلك
فلم تتوان ف تدبي الدسائس لسقاط نظام المامة .فسارعت إل إطلق سراح تركي بن سعيد
وقدمت له الساعدة والعون بالضافة إل الموال الت وصلت لتركي من أخيه ماجد ف زنبار
فاستطاع تشكيل قوة كبية من أهل البغي والنفاق تغلب با على المام عزان ف ضواحي مطرح
عام [1287هـ1871-م] ،وقد استشهد المام عزان ذرضي ال عنه وأسكنه الفردوس العلى
من الِنان ذ ف هذه العركة،3
وتسلم تركي الكم ف مسقط .4ولن تركي كان يشعر بأنه مدين لبيطانيا ف وصوله وبقائه ف
الكم ،قام بتقدي كل ما يتمناه النليز لنشر نفوذهم ف النطقة.
ونَقّري ما شِئتِ أَن تنقّري لوّ فَبيضي َواِصفِري
كا َ
خَل لَ ِ
المام للن صاف فأبوا وقالوا حاكم نا الب يض الند ية وال سمر الط ية،فل ما تنا هى الب غي من هم ول ت د الن صائح مع هم ،قا مت
علي هم جنود ال تز حف بالكتائب ح ت الت قى المعان ،ف سقطت رؤوس النفاق ورايات الور ،وكان ال سيف عدل ف قضاه
وأرضى ال ف هذا القام .الشيخ نور الدين عبدال بن حيد السالي ،تفة العيان بسية أهل عمان ،مرجع سابق ،ج ،2ص
.266 -265بتصرف شديد.
- 1د .حسي عيد غان غباش ،عمان الديقراطية السلمية -تقاليد المامة والتأريخ السلمي الديث(،)1970 -1500
دار الديد ،بيوت ،لبنان،ص ،216بتصرف شديد.
- 2الصدر السابق ،ص 236
- 3ل ا ه جم أ هل الب غي على مطرح وكان الو قت ليل ،نزل المام ميدان العر كة بنف سه ،وبين ما المام يقا تل أعلى ال سوار
وتت سحابة الرصاص الوابل ،جاءته رصاصة تزف له السعادة والفوز بالشهادة ،فيالا من رصاصة طعنت الدين ف لبته ،وقد
شقي بإطلق تلك الرصاصة أحد الونة النافقي الذين كتبوا الشقاء واللك على أنفسهم ،واسه سيف بن راشد الغافري،
-ل غفر ال له ،-وقد تظاهر هذا النافق بأنه يقاتل ف صف السلمي ول المر من قبل ومن بعد .خليل بن أحد بن حد
الليلي ،السية الذاتية والنهج الفقهي للشيخ العلمة أحد بن سعيد بن خلفان الليلي ،بث ترج بعهد العلوم الشرعية‘ ص
.333
- 4د .حسي عيد غان غباش ،عمان الديقراطية السلمية ،مرجع سابق ،ص .28
10
وبالفعل فقد خل الو بل والب والبحر أيضا لبيطانيا وعادة عمان إل النقسام "وخلصت لتركي
حصون الساحل كلها ،وأما حصون عمان فإنا تفرقت على الرؤساء الذين كانوا با قبل
المامة" ،1وهذا النقسام الذي عادت إليه البلد هو ما يوافق هوى الستعمار .وكدليل على
تفكك الكم العمان نشي إل اغتنام الوهابية فرصة ميء تركي الذي دعموه ف حربه مع المام
عزان ليوطدوا نفوذهم ف واحة البيي وهكذا وجدت عمان نفسها بلدا دون سياسة ودون سلم
اجتماعي ذ بلدا مزقا برب أهليه قوت من جديد الروح العشائرية والقبلية ووجدت نفسها
خاضعة لكم البيطانيي بل أصبحت إنلترا المثلة الرسية لعمان .2ولكي تضمن إنلترا بقاء هذا
الوضع قامت بد يد الماية لتركي وتقدي العون العسكري له ضد جيع التحركات الداخلية
والجمات الت يقوم با العمانيون على مسقط ومطرح بقصد توحيد البلد ونصرة الدين وإحياء
المامة من جديد .3وبالطبع فإن وقوف النليز مع تركي ومساعدتم له ل يكن من قبيل الصداقة
والحبة وإنا خدمة لصالها الستعمارية فبقاء تركي ف الكم يعن بقاء وازدياد نفوذ الستعمار
النليزي ف البلد.
وف عهد تركي وقع النليز معه معاهدة تقضي بإلغاء تارة الرقيق ف المتلكات التابعة له،
ول تكن مسألة مكافحة تارة الرقيق إل ذريعة وضعتها بريطانيا حت تتمكن من السيطرة على
سواحل البلد وبسط نفوذها على جيع السفن التجارية العمانية والعربية ،وكثيا ما كانت تفرض
عليها الغرامات أو تصادرها بجرد التهمة سواء كانت تمل الرقيق أم ل ،وقد يكون ذلك بسبب
وجود عامل ملون أو زني ضمن بارتا ،وقد استغلت البحرية النليزية إجراءات ماربة الرقيق
أسوء استغلل ،متخذة من هذه السلطة الستثنائية الت منحتها لنفسها سلحا فتاكا من جلة
أسلحتها الستعمارية الكثية لتوطيد السيطرة النليزية على البحار ،وهكذا يتضح أن العتبارات
النسانية ف مكافحة تارة الرقيق كانت الناحية الوحيدة الت ل تفكر فيها بريطانيا ول تعرها أي
أهية .4
- 1الشيخ نور الدين عبدال بن حيد السالي،تفة العيان ،مرجع سابق ،ج ،2ص .303
- 2د .حسي عيد غان غباش،عمان الديقراطية السلمية ،مرجع سابق ،ص .239
- 3خليل إبراهيم الشهدان ،التطورات السياسية ف عمان ،مرجع سابق ،ص ،29بتصرف
- 4خليل إبراهيم الشهدان ،التطورات السياسية ف عمان ،مرجع سابق ،ص .29وانظر ممد علي الزرقا ،عمان قديا
وحديثا ،مرجع سابق ،ص 155وما بعدها ،بتصرف.
11
وبعد موت تركي الذي ل يتوقف كرسي عرشه عن الهتزاز نتيجة الضطرابات وعوامل
القلق تول ابنه فيصل الكم وذلك ف عام [1305هـ 1888 -م] والدير بالذكر أن عهد
فيصل هو العهد الذي عاصره المام الرضي سال بن راشد الروصي -رحه ال ذ قبل عقد البيعة
عليه وف السنة الول من إمامته أيضا .وقد كان فيصل بن تركي يرغب ف سلوك طريق خاص ف
حكم البلد بعيدا عن تأثي النفوذ البيطان الذي كان قائما زمان أبيه لستيائه من التدخل
البيطان ف شؤون الكم ،ولذا أجلت بريطانيا العتراف بفيصل حاكما على مسقط حت عام [
1308هـ 1890-م]؛ لتشعره بأهية دعمها له لستمراره ف الكم ،وف الحتفال الذي
أعلنت فيه بريطانيا اعترافها بفيصل حاكما لسقط أطلقت ( )21طلقة تية للسلطان الذي رد
على ذلك معلنا"رغبته وإيانه العميق ف أن ترشده نصائح الكومة البيطانية ف كل الشؤون
السياسية الامة" ووعد بأنه سيعمل "وفق ما تليه صداقة ورضا الكومة البيطانية"!!!1
ولذا فقد عقد ف عام[1309هـ 1891-م] معاهدات صداقة وتارة وملحة بي فيصل
والنليز تعهد السلطان فيها " أن ل ينع توريد أو تصدير أي نوع من الواد التجارية وأن ل يضع
الرسوم المركية إل بوافقتهم""،وأن يتمتع رعايا صاحبة الللة البيطانية فيما يتعلق بأشخاصهم
ومتلكاتم ف داخل أراضي صاحب العظمة سلطان مسقط بامتيازات خارج النطاق".2
وف عهد فيصل نحت إنلترا ف تويل سلطنة مسقط والناطق التابعة للسلطان إل مستعمرة
بريطانية غي رسية وذلك بوجب التعهد الانع الشهي الذي وقع بعد يوم واحد من العاهدة
السابقة الذي مؤداه"أن السلطان يقطع عهدا ووعدا على نفسه وعلى ورثته وخلفائه بأنه لن يتنازل
قط عن أراضي إمارته ولن يبيعها أو يقدمها رهنا أو يسمح باحتللا بأية طريقة كانت إل
للحكومة البيطانية".3
ويعتب هذا التعهد السري أحد أخطر الوثائق الت وقعها سلطي مسقط ف تأريخ عمان
أجع ،ومن الصعب أن يوافق حاكم أو سلطان مستقل على مثل هذا ما ل يكن قد أجب عليه،
- 1خليل إبراهيم الشهدان ،التطورات السياسية ف عمان ،مرجع سابق ،ص ،32 -31بتصرف
- 2إعداد مموعة من الباحثي ،تقارير شركة الزيت العربية المريكية ،بدون ناشر،طبعة الرشيف ،ص .60
وانظر ممد علي الزرقا ،عمان قديا وحديثا ،مرجع سابق ،ص .198
- 3إعداد مموعة من الباحثي ،تقارير شركة الزيت العربية المريكية ،مرجع سابق ،ص .60
وانظر خليل إبراهيم الشهدان ،التطورات السياسية ف عمان ،مرجع سابق ،ص .32
12
وبالفعل فالتقرير السري لوزارة الارجية الفرنسية يكشف السباب الت أجبت فيصل على توقيع
هذا التعهد ،فقد أشرك السلطان نائب قنصل فرنسا ف مسقط على سره ،فبعد أن اعترف
بالطغيان الذي يارسه عليه وعلى بلده العملء النليز النود ،أطلعه السلطان على نص هذه
التفاقية السرية ول يف السلطان أن التفاقية وقعت تت التهديد .ويلخص نائب القنصل
الفرنسي ف مسقط ف تقريره لوزارة الارجية الفرنسية وضع مسقط سياسيا إثر هذه العاهدة" :ل
يعد استقلل مسقط بعد هذه العاهدة سوى وهم" ،ويضيف إل ذلك قائل ":ل يعد الليج
الفارسي سوى بية إنليزية ،فعلى مدخله مسقط الملوكة سرا ،وف وسطه البحرين الملوكة
علنا" .1ول غرابة فيما فعله النليز بالسلطان من إجباره على توقيع مثل هذه العاهدة وغي ذلك؛
لن بريطانيا ل تتلف معاملتها لعدائها أو أصدقائها فطبيعة وجودها هو استغلل العدو والصديق
بدون تييز ،وصداقتها بقدر ما تقتضيه مصلحتها.
ول تكتفِ بريطانيا بإجبار فيصل توقيع هذه العاهدة العروفة سياسيا بالتعهد الانع ،ففي عام
[ 1315هـ 1898 -م] قام فيصل بنح فرنسا حق استخدام بندر الصة الواقع على مقربة من
مسقط كمرفأ لشحن السفن الفرنسية بالفحم الجري ،غي أن النليز أرغموا فيصل على إلغاء
هذا التعهد وبالفعل أرسل فيصل إل المثل السياسي الفرنسي قراره بإلغاء امتياز مستودع الفحم،
ول يتوقف النليز عند هذا الد بل أرسلوا ثان قطع من أسطولم البحري لتقوم بناورات قرب
مسقط تديدا للسلطان وأرغموه أن يصعد على مت سفينة قائد ذلك السطول بكل ما يمله
ذلك من معان الغطرسة والتكب النليزي وأن يعلن إلغاء المتياز ف مؤتر عام يضره جع غفي
من التجار والوجهاء وذلك ف اليوم التال ،وقد قوبل هذا الفعل باستياء شديد من قبل العمانيي
وغيهم إذ نددت صحف عديدة بالغطرسة الت أبداها النليز .2ول غرابة ف هذا الفعل من دولة
كبيطانيا إذ إنا ل تتردد أن تون من وثق با ،وأن تتخلى عن حلفائها ف أحرج الواقف ،وأن
تنكث بالعهود الت أبرمتها.3
- 1د .حسي عيد غان غباش ،عمان الديقراطية السلمية ،مرجع سابق ،ص 250 -249بتصرف
- 2إعداد مموعة من الباحثي ،تقارير شركة الزيت العربية المريكية ،مرجع سابق ،ص .65
وانظر د .حسي عيد غان غباش ،عمان الديقراطية السلمية مرجع سابق ،ص .256-255
وانظر خليل إبراهيم الشهدان ،التطورات السياسية ف عمان ،مرجع سابق ،ص .39
- 3ممد علي الزرقا ،عمان قديا وحديثا ،مرجع سابق ،ص .121
13
العامل الثان :انقسام الداخل.
يعد النقسام الداخلي ف عمان من أكب السباب الت أدت إل تدهور أوضاع البلد
السياسية والجتماعية وغيها على حد سوء ،ففي الفترة الت سبقت قيام إمامة المام سال بن
راشد الروصي -رضوان ال عليه -كانت عمان تعان من التمزق والتفرق والنقسام.
1
جاءت إمامته والرض مظلمة والناس فوضى وأهل الور ذؤبان
فبعد سقوط دولة المام التقي عزان بن قيس -رضوان ال عليه ذ انقسمت عمان إل
قسمي :قسم تت سيطرة السلطان والقسم الخر توزع بي رؤساء القبائل وهذا القسم يثل
القسم الكب من عمان ويتص بالزء الداخلي من البلد ،واستمر الوضع على هذا الال وكثرت
الروب بي السلطان وقبائل الداخل من أجل إسقاط الكم الوراثي الذي عان منه أهل عمان
الويلت نتيجة سياسته الداخلية القائمة على زرع الفت والكائد والتسلط على الضعيف،
وليتخلصوا من وطأة الظلم والتعسف ،وكذلك لنا سيطرة الستعمار الجنب.2
ويبي المام نور الدين السالي ف ديوانه كره العمانيي من موالة سلطان مسقط ذ فيصل
بن تركي آن ذاك ذ للنصارى وهم الذين ييكون الدسائس والكائد للسيطرة على البلد:3
بالخدع إيانا حـــــــرب أتكون ذمتكم لمــــــــــن
ننبذ إليهـــــــــم إن نهب وال يأمرنا بــــــــــــأن
إن تخف خدعـا ُتصِب فانبذ إليهم عن ســــواء
حالــــــــــه حيث انقلب والخصم ل يخفى عليكم
ل قد علمتــــــم ما سلب سلب الممالك باحتـــــيا
ـتم إنــــــه الخل المحب وأتى يخادعكم فقلــــــــ
بمكائد لــــــــــم تحتسب بتم وبات ينوشكـــــــــم
تحت الليالـــي والحجب شعواء دس إليكـــــــــم
- 1الشيخ ناصر بن سال بن عدي الرواحي العمان،ديوان أب مسلم،تقيق عبد الرحن الزندار ،مطابع الختار،طبع سنة
( ،)1986 -1406ص .303
- 2الشيخ نور الدين عبدال بن حيد السالي ،تفة العيان ،الرجع سابق ،ج ،2ص 302وما بعدها بتصرف.
- 3عيسى بن ممد بن عبدال السليمان ،ديوان نور الدين السالي تقيق ودراسة،رسالة ماجستي ف اللغة العربية وآدابا
بكلية اللغة العربية جامعة أم درمان السلمية ،ص .37-36
14
لم يخشـــــه مكرا وقب من همَ أن يصطاد مــن
بار الوائــــــــل تكتتب أيبركم ولديه أخــــــــــ
جمهم هشيمـــــا تحتطب كم وقعة تركت جمـــــا
كهم عبيدا للعــــــــــرب كم عرصة تركت ملــو
ئرهم غنائـــــــــم تنتهب كم غزوة تركت ذخــــا
د أو صفـــــــاء مرتقب. أيكون مع هــــــــذا ودا
وكثيا ما تدث الناعات والروب بي القبائل بنفسها ،بسبب القسمة الشيطانية الت
انقسمت فيها قبائل عمان إل قسمي ( هناوية و غافرية )* ،1فأكلت الخضر واليابس وأهلكت
الرث والنسل وفرقت الشمل وأصبحت كل قبيلة تطلب الثأر من الخرى فكثر سفك الدماء
وإزهاق النفس بغي حق .وتاوز المر حده ومداه حت أصبح الرؤساء ف داخل القبيلة الواحدة
يقتل بعضهم البعض ويفن بعضهم الخر حت وصل الال بأن يقتل الخ أخاه أو قريبه عما كان
أو خال ل لشيء سوى حب ف الدنيا وطمع ف الرئاسة والاه والسلطان.2
يقول المام السالي معقبا على هذا":وما زال أهل الدنيا يتقاتلون على الدنيا يقتل بعضهم بعضا".3
تفان الرجال على حبها وما يصلون على طائل
واستمرت عمان ف حالة من الناعات والضطرابات وفقدان المن إل أن سخر ال
لعمان رجال شروا عن ساعد الد ،ونفضوا عنهم غبار الكسل ،وعلموا أن التفرق والنقسام
سبب كل بلء وشقاء والتمسك بوحدة الدين ورابطة العقيدة سبب كل خي وسلم ،ولذا فقد
جعوا الشمل ولوا الشعث تت راية الدين وعقدوا البيعة على المام الرضي سال بن راشد
الروصي ذ رضي ال عنه ذ كما سنرى ف الفصل الرابع بإذن ال تعال.
وننتقل الن إل البحث التال.
- 1سال بن سعيد بن أحد السعدي ،حياة الشيخ عامر بن خيس الالكي ومنهجه الفقهي من خلل الفتاوى النثرية ،بث
ترج بعهد العلوم الشرعية،ص ،13بتصرف .
- 2ولسنا هنا ف صدد ذكر شواهد على ذلك ومن أرادها فليطلبها ف التحفة للمام السالي ذ رحه ال تعال ذ ف القسم
الخي من الكتاب بعد ص .302
* سنأت على بيان هذا التحزب الباطل ف الالة الجتماعية بإذن ال تبارك وتعال.
- 3الشيخ نور الدين عبدال بن حيد السالي،تفة العيان ،مرجع سابق ،ج ،2ص .325
15
البحث الثان :الالة الجتماعية.
إن الجتمع العمان بطبيعة نشأته وتكوينه متمع قائم على النظام القبلي كما هو سائد ف
الجتمعات العربية .والقبيلة كما أنا تشكل وحدة اجتماعية إل أنا تلعب دورا خطيا ف الانب
السياسي للمنطقة .وقد سرى التعصب القبلي علي نفوس العمانيي حت بلغ السيل الزبا وجاوز
كل حد ومدى ،فطبع عليه الناس وصار شيئا فطريا ينشأ عليه الصغي ويوت عليه الكبي إل من
رحم رب وعصم.
والقبيلة بقضها وقضيضها وخيلها ورجلها تنقاد لشيخ القبيلة انقيادا تاما ،فلم يكن الرعية
وأفراد القبيلة ينقادون للسلطان كانقيادهم وطاعتهم لشيخ قبيلتهم ،1فشيخ القبيلة هو المر الناهي
الذي تنساق القبيلة وراءه ولو كان يسوقها إل الباطل.2
- 1خليل بن أحد بن حد الليلي ،السية الذاتية والنهج الفقهي للشيخ العلمة أحد بن سعيد بن خلفان الليلي ،بث ترج
بعهد العلوم الشرعية‘ ص 51
- 2الشيخ كهلن الروصي ،تقيق مقاليد التنيل ،بث ترج بعهد القضاء الشرعي والوعظ والرشاد ،ص ،10بتصرف.
16
والنظام القبلي قد ل يلو من مصلحة إذا وجد رجل مصلح يستطيع بنكته وعلمه أن يسخره
ف خدمة الدين وما ينشده من إصلح وعز وتكي ،إل أن التعصب المقوت والنغات الشيطانية
والتحزبات الاهلية تنسي كل ماسن هذا النظام.
فكم نزغ الشيطان بي قبيلتي كانتا تعيشان ف بلد واحد ،ف عيش رغيد وظل مديد وسلم
وأمان ،يأتيهم رزقهم رغدا من كل مكان ،حت تأصلت بينهم روابط الحبة وقويت وشائج اللفة
فكانوا كالسرة الواحدة ،فنغ الشيطان بينهم ،وأغرى بعضهم على بعض بالتعصب الباطل
والمية المقوتة ،كما نزغ من قبل بي عبس وذبيان ف قضية داحس والغباء ،وكما أوقع الشر
بي بن بكر وبن تغلب ف قضية البسوس ،وأسعر الرب بي الفئتي ،حت أفنت الرب رجالم،
ولعب الشيطان بينهم ،حت تناسى القوم ما بينهم من الواصر ،وأهلوا ما بينهم من القوق،
والتأريخ العمان شاهد على مثل هذه الوقائع وحافل با أذكر منها على سبيل العتبار ومن قبيل
التعاظ ما وقع بي آل السيب وآل حبس من فتنة عمياء ومصيبة صماء إذ أنم نزلوا سويا ف بلدة
الروضة من ديار الشرقية فعاشوا ف تلك الروضة الغناء آن ذاك ردحا من الزمن إل أن وقع بينهم
الشر ،فاقتتلوا فيما بينهم ،فأفنوا رجالم الكمل وعطل عيشهم الخضل وأمل ربعهم الصب،
فخرج آل السيب من البلدة يملون ما استطاعوا من أموالم ،وبثوا عن مكان آخر يعيشون فيه
بأمن وسلم ،بعيدا عن سفك الدماء وإزهاق النفس .1ومثل ذلك ما وقع بعد ذلك بي آل حبس
بأنفسهم من دمار وخراب للديار ،فقد دقوا بينهم عطر منشم فتطاحنوا فيما بينهم وأفن بعضهم
البعض ،وقد وصف شيخ البيان أبو نذير ممد بن شيخان السالي ما حل من بؤس على آل حبس
ف قصيدة سينية بديعة المال وهي من ( )123بيتا ،والسماة "كشف البوس عن أحوال البوس"
وفيها الكفاية لبيان الل عن كثرة القال ،ومن شاء الزيادة فليجع إل القصيدة ف ديوان ابن
شيخان والت مطلعها:2
- 1الشيخ سال بن حود السياب ،إسعاف العيان ف أنساب أهل عمان،منشورات الكتبة السلمية ،ص ،42 -41
بتصرف شديد.
- 2شيخ البيان أب نذير ممد بن شيخان السالي ،ديوان ابن شيخان السالي،جعة ممد بن عبدال السالي ،راجعه عبدالستار
أبو غدة ،الطبعة الثانية ،الناشر الجموعة الصحفية للدراسات والنشر ،جهورية مصر العربية ،ص .207
17
وما ف الدهر دائمــة لنس ذكرت أسىً وبعض المر ينسي
ودنياه تقاضيــــه بعكس يروم الرء آمال طــــوال
ولـــم يقم البناء بغي أس لكل نيــــــة يبن عليها
ثار الزن يانعـــة بغرس ومن يغرس أصـول الشر ين
ومـن يسعى لتخريب ودرس وشتان الــــذي يبن ديارا
وما أجج هذا التعصب القبلي وأضرم نيانه ،ذلكم التحزب الث ،الذي انقسم بسببه العمانيون
إل حزبي متناحرين ،وتأريخ هذه الفتنة يرجع إل منتصف القرن الثان عشر الجري ،وقد تندل
بسببها عشرات اللف من أبناء عمان ،حيث انقسمت القبائل إل كتلتي كبيتي يطلق على
إحداها" الغافرية" وعلى الخرى" الناوية" ،وأصل هذه الفتنة ما حدث بي يعرب بن ناصر
اليعرب ويعرب بن بلعرب اليعرب من نزاع على السلطة ،إل أن قطب هذه الفتنة ها ممد بن ناصر
الغافري الذي تعصب ليعرب بن بلعرب ،وخلف بن مبارك النائي الذي مال إل يعرب بن
ناصر .1يقول الشيخ نسابة عمان سال بن حود السياب :وقد أخذ ممد بن ناصر وخلف بن
مبارك مأخذها من عمان وتبادل شقي البلد ،عصبية ورئاسة وولية وسياسة ،فكان من خف مع
ممد بن ناصر سي غافريا ،ومن لف عند خلف بن مبارك النائي العنبوري سي هنائيا ،نسبا
جرى على غي أصول النسب ،وعصبية ل تقتضيها الديانة ،وإنا هي فقط حب الزعامة ،والترؤس
على الناس بالقهر والغلبة ،وحب الستبداد وسوء الرأي ف ذلك غي مهول ،فكان لذه العصبية
مال يتاج إل مزيد بيان!!! .2ومن هنا يتضح جليا أن هذه النقسام كان منشؤه سياسيا بتا إل
أنه أثر تأثيا مباشرا على الحوال الجتماعية ف البلد ،حت أنه مزق ما بي الناس من أواصر وبي
القارب والرحام من ودٍ وشل.3
- 1خليل بن أحد بن حد الليلي ،السية الذاتية والنهج الفقهي للشيخ العلمة أحد بن سعيد بن خلفان الليلي ،مرجع
سابق ،ص .52وانظر الشيخ نور الدين عبدال بن حيد السالي ،تفة العيان ،مرجع سابق ،ج ،2ص ،125 -120
بتصرف
- 2الشيخ سال بن حود السياب ،العنوان عن تاريخ عمان ،ص ،170بتصرف بسيط.
- 3الشواهد على هذا كثية أكثر من أن تعد ولكن نضرب مثال واحد للعبة ،وهو أن إحدى القبائل انزاحت من بلد ما،
ولكنها انقسمت بعد ذلك ف البلد الذي نزحت إليه ،فجزء منها اناز إل الغافرية والشطر الخر انظم إل الناوية ،ومع اليام
اندمج كل مع من نزل ،وصاروا أشد عداوة لبعض من السكان الصليي ،مع أنم ينحدرون إل أب واحد ،وبعد مدة مات
18
وللشيخ إبراهيم بن سعيد العبي كلم بديع ونصح بليغ لهل عمان إذ يقول ":وإن بق
أقول أن هذا الفتراق لو من أعظم السباب الت تأخرت به عمان عن مباراة المم ف رقيها
واتادها ،لنه غرس فيها الميات والركون الذي حرمه ال ووعد عليه النار ،وأثر لم التحاسد
والبغضاء الت هي حالقة الدين" ،1وف موضع آخر يقول ":وينبغي لهل عمان بل يب عليهم أن
ل يكون شرهم على أنفسهم فيقتل بعضهم بعضا ،حية جاهلية ،ومنافسة ف هذا الطام الفان
وهم كلهم على ملة السلم ومذهب الق وكلهم يدينون بتحري الدماء والموال إل بقها".2
3
فما ف الدين هذا غافري ول فيه هناوي مامي
وقد أدى هذا الصراع الدائم إل اضطراب المن وانتشار القلق والوف بي الناس " فكان
الواحد من الناس يلس بنله وسلحه بانبه مستعدا لكل حادث ،وإذا خرج خرج بكامل عدته
الربية ،وكان الناس كثيا ما ينامون خارج بيوتم خوفا من أعدائهم من قبائل أخرى ،فقد
يناديهم هؤلء ف الظلم فإذا فتحوا أبوابم على غي وعي منهم أطلقوا عليهم النار فيدونم قتلى.4
وقد يتعجب النسان من الياة الت عاشها العمانيون ف ذلك الوقت ،ولكن النسان العمان
استطاع أن يتواءم مع تلك الظروف القاسية ،حت صار خروج الرجل إل السوق أو إل زيارة
أقاربه وهو حامل لسلحه أمرا مألوفا بي الناس ،بل مالفة ذلك شيء غريب منكر.5
رجل من أحد الفريقي وأوصى للقربي فلم يد أهله بدا من إيصال الق إل أرحامهم ،ولكن كيف وهم أعداء فعمدوا إل
طريقة تبي مدى ما بينهم من شدة العداء ،وهي أنم أخذوا الال الوصى به وتركوه ف مدفع ووجهوه إل الرحام وأطلقوا
عليهم طلقة نفذوا با الوصية كما وجبت وقالوا لم :خذوا حقكم!!![ الشيخ سعيد بن حد الارثي ،اللؤلؤ الرطب ،ص
.]221
- 1الشيخ إبراهيم بن سعيد العبي ،تبصرة العتبين ف سية العبيي ،مكتبة العلم المراء ،ص .41
- 2عادل بن راشد بن علي الطاعن ،ديوان الشيخ سعيد بن خلفان الليلي ،الطبعة الول 1424هـ 2003 -م ،مكتبة
الضامري للنشر والتوزيع ،ص .46
- 3الرجع السابق ،ص .144
- 4ممود بن عبدال الصقري ،السية الذاتية للشيخ الول صال بن علي ،بث ترج بعهد العلوم الشرعية ،ص ،48
بتصرف .وانظر :إعداد مموعة من الباحثي ،تقارير شركة الزيت العربية المريكية ،مرجع سابق ،ص ،71بتصرف.
- 5خليل بن أحد بن حد الليلي ،السية الذاتية والنهج الفقهي للشيخ العلمة أحد بن سعيد بن خلفان الليلي ،مرجع
سابق ،ص ،55بتصرف.
19
والن أترك الشيخ الليل ممد بن نورالدين السالي ذ رحهما ال تبارك وتعال ذ يصف لنا
أحوال البلد ف القبة الت سبقت ظهور إمامة إمام السلمي وحجة رب العالي سال بن راشد
الروصي ذ رضي ال عنه ذ فإليك نص كلمه وبديع بيانه وصريح مقاله ،إذ يقول ":إن اللك بعد
المام عزان بن قيس ذ رضي ال عنه ذ صار إل بن عمه من آل بوسعيد فلم يقسموا بالسوية ،ول
يسيوا بالعدل بي الرعية ،ففشا الظلم وكثر الور ،ومرجت عمان وصار أهلها يتقاتلون
بالتعصب الباطل ،هذا هناوي وهذا غافري ،بل كل بلدة كانت فرقتي فكان السلطان يعي كل
طائفة على الخرى ،فبثوا بينهم الضغائن ،وغرسوا بذور الحقاد ،وبذلوا الهد ف النتقام"1اهـ.
فاندرس الدين وبدلت الحكام وعطلت الدود وأبيحت دماء السلمي ظلما وعدوانا،
وكثر اللصوص ونبت الموال ،وانتشر الور وفقد العدل ،حت كثر القتل وناحت الرامل
وبكى اليتامى وكثر نيب الثكال واضطهد الساكي ،وخربت الساجد وترأس الفسقة وتعاظم
الهلة ،ول المر من قبل ومن بعد .وكل هذا القال له شواهد من التأريخ ووقائع سجلتها أقلم
القيقة ،وف هذا يقول النور السالي ذ رحة ال ذ ماطبا أهل زمانه:2
وعوض عنــه أنواع الفجور تركنا الـدين مندرسا لدينا
مـن الغنا ومن ضرب الزمور فبدل ذكر ربك باللهـي
على ما قد وصفت من المور فأي فت تقر لــه عيون
يفوت الصر مـن ظلم وجور وفوق الوصف أشياء لديها
ومن سب ومن شرب المور. ومن قتل النفوس بغي حق
ويقول ذ رحه ال ذ ف موضع آخر:3
- 1الشيخ أب بشي ممد الشيبة بن نور الدين عبدال بن حيد السالي ،نضة العيان برية عمان ،دار اليل ،بيوت ،الطبعة
الول 1998 -1419م ،ص .61
- 2عيسى بن ممد بن عبدال السليمان ،ديوان نور الدين السالي تقيق ودراسة،رسالة ماجستي ف اللغة العربية وآدابا
بكلية اللغة العربية جامعة أم درمان السلمية ،ص .51
- 3الرجع السابق ،ص .131
20
بالـذل لبسا و القـــذع أعجب بقوم قد رضــوا
دين الهيمن متضــــع يا للرجال فقد غـــدا
د بكل أرض وارتفـــع وعل الفساد مــن العبا
بغيا وأحيوا للبــــدع. طمس الدى أشرارنــا
واستمر هذا الال على نفس النوال إل أن تبلج الصبح وأشرقت شوس الق ف ربوع عمان،
بعد أن قام أهل العلم وبقية السلف وأهل المية والغية على الدين ،فباعوا أنفسهم رخيصة لنصرة
الدين وإقامة الق ونيل العز والتمكي ،فقدموا لم إماما ذا ثقة ودين وعلم التقي وزهد الصالي
وبطش على البابرة والعتدين إمام السلمي العتصم بال أبا يي سال بن راشد الروصي ذ رضي
ال عنه ذ فأحي السنن وأمات البدع ،وأمر بالعروف ونى عن النكر ،وجاهد ف سبيل ال حت
أتاه اليقي ،وأقام الدود ونصر الظلوم وأغاث اللهوف ،فابتهجت عمان بطلعه السعيد ولبست
الدنيا بقدمه ثياب العيد ،وأزهرت رياض العدل بقدومه الجيد وسيه الميد.
وقد أجاد شيخ البيان أب نذير ف بيان الال من لدن استشهاد المام الرضي عزان بن قيس
إل أن ظهر المام المام سال بن راشد الروصي ذ رحه ال تبارك وتعال ذ فإليك بيانه شعرا
بديعا:1
وما خلقوا له ولــوه ظهرا تفان الناس ف الفان ضلل
مبة(عروة) العـذري (عفرا) بم حب لزهرته مضــر
فبعضهم على بعض تــرا وصار البغي بي الناس طبعا
فيدرأ عنهم بغضا وضــرا أليس المر بالعروف فرضا
وصار العدل والحسان نكرا تعال ال صار العلـم جهل
إماما مرتضى عدل وبــرا مضـى زمن بعزان بن قيس
شائلها به زمنا وقطـــرا لقد زهرت به الدنيا وطابت
فرت أبناءها نابا وظفــرا ومرت بعده سنوات جـور
تبدى ف ساء العدل بـدرا إل أن بان فجر الق مـن
فنقله القضاء فصار جهـرا وكـان بغابر الزمان سرا
- 1شيخ البيان أب نذير ممد بن شيخان السالي ،ديوان ابن شيخان ،مرجع سابق ،ص .193
21
خروصي على شرفا وقـدرا إمام عادل غوث البايــا
جبال قد رست برا وبـرا. كأن بن خروص ف البايـا
-1عادل رضا ،عمان قضايا ومناقشات ،دار الكاتب العرب للطباعة والنشر ،فرع مصر ،1969،ص ،178بتصرف.
-2د .حسي عيد غان غباش ،عمان الديقراطية السلمية ،مرجع سابق،ص ،275بتصرف.
- 3الرجع السابق ،ص ،211تصرف.
22
وعلى أثر هذا النقسام انتقل التجار إل القسم الفريقي الذي كان أكثر ازدهارا ،كما
غادرت رؤوس الموال الت تنعش القتصاد العمان ،وقد عان القطاعان الزراعي والتجاري من
ذلك معاناة قاسية ،وهكذا تلقى القتصاد أول الضربات وأشد النكبات من قبل الستعمار
الاقد.1
وقد أدرك الستعمار أن سيطرته على البلد ل تتم إل بالسيطرة على القتصاد ولذلك وجهوا
إليه ضربتي قاصمتي:
* الضربة الول :ضرب الستعمار النليزي حصارا شامل على الوانئ العمانية بجة مكافحة
القرصنة ومنع تارة الرقيق ول يكن هذا الدعاء سوى ذريعة اتذها النليز لتمكي نفوذهم
وغرس سيطرتم على البلد ،ومن نتائج هذا العمل الطاغي أن تول الستوردون المريكيون إل
العراق وبذلك فقدت عمان أكب سوق لتجارة التمور.
* الضربة الثانية :منع النليز تارة السلحة ،وقد أثر هذا العمل على القتصاد تأثيا بالغا وهذا ما
يسعى إليه الستعمار ،ول يفى ما وراء هذا العمل من تريد الناضلي العمانيي من السلح حت
ل تكون لم قوة يدافعون با الستعمار الغاشم.2
ول تكتف بريطانيا بكل هذا بل استمرت تقصف القتصاد العمان وتدمره ،فعمدت بريطانيا
إل اليلولة بي عمان والتنافس الر مع الدول الخرى الت ترتبط بعمان بعلقات اقتصادية
وثيقة .3ويكفي لبيان هذا ما تقدم ذكره ف الالة السياسية.
وف الوقت نفسه فقد تلقت الركة التجارية ضربات متلحقة وهزات متتالية منها :ظهور
السفن التجارية السريعة الت تعمل بالحركات البخارية وبالطبع فإن السفن العمانية الشراعية تقف
عاجزة عن منافستها ،وبالضافة إل ذلك فتح قناة السويس ،وتغي خطوط اللحة التجارية
العالية .4ومن أسباب الركود القتصادي أيضا:
23
* الضرائب الت يفرضها سلطي مسقط على أهل الداخل من عمان.
* سيطرة التجار النود على التجارة ف الناطق الاضعة للسلطي مسقط.
* اكتساح النتجات الغربية للسواق ما أدى إل تدهور الصناعات اليدوية الحلية.
* أزمة العملة والنقد الت منيت با البلد منذ 1809م إل 1900م،والت تفاقمت بسببها
الشكلت القتصادية الخرى.
* وكان للضطرابات السياسية والروب القبلية دور كبي ف إضعاف القتصاد العمان.5
ونتيجة لتدن الحوال القتصادية وكثرة الضطرابات الجتماعية ،كثر اللصوص وقطاع
الطرق حت أن الرجل ل يأمن على نفسه إذا أراد الروج من قريته إل القرية الجاورة ،واندفع
كثي من الناس مهاجرين إل شرق أفريقيا هربا من شبح الفقر وطلبا للقمة العيش ،وكان لذه
الجرة أثر سلب بالغ على البلد.1
وبذا البيان البسيط أرجو أن أكون قد وفقت ف عرض أحوال البلد قبيل قيام النهضة
العمانية ف بداية القرن الرابع عشر .والن ننتقل إل الفصل الثان وسنقف فيه بإذن ال تبارك
وتعال على سية المام المام والبطل الضرغام إمام السلمي سال بن راشد الروصي ذ رضي ال
عنه .-
- 5روبرت جيان لندن ،عمان منذ 1856مسيا ومصيا،سلطنة عمان ،وزارة التراث القومي والثقافة،الطبعة الثالثة ،ص
،118ص ،135 -133ص ،155بتصرف.
- 1انظر :ممد بن ناصر بن راشد الحروقي ،الشعر العمان الديث أبو مسلم البهلن رائدا ،الركز الثقاف العرب ،الطبعة
الول،
ص .22 -21وانظر :عيسى بن ممد بن عبدال السليمان ،ن نور الدين السالي تقيق ودراسة ،مرجع سابق ،ص ،8
بتصرف.
24
الفصل الثاني :سيرتــــــــــــــــــــــــــــه
الشخصيـــــــــــــــــــــــة (وفيه
أربعــــــــــــــــــة مباحث).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
المبحث الول :اسمــــــــــــــــــــــه
ونسبـــــــــــــــــــه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
المبحث الثاني :مولده
ونشأتــــــــــــــــــــــــــــــــــه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
المبحث الثالث :صفاتـــــــــــــه
وأخلقـــــــــــــه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
المبحث الرابع :استشهاده وبعض مراثيه.
ــ ـــ
25
البحث الول :اسه ونسبه.
هو المام المام التقي والسد الضرغام الزكي ،إمام السلمي العتصم بال أبو يي سال بن
راشد بن سليمان بن عامر بن عبدال بن مسعود بن سال بن ممد بن سعيد بن سال ،من نسل
الشيخ عزان بن ممد بن مسعود بن المام عزان بن تيم بن عبدال بن تيم بن صال بن أحد بن
عزان الروصي ،نسبه إل خروص بن شاري بن اليحمد بن عبدال [اللقب بالُمّى]بن عثمان بن
نصر بن زهران بن كعب بن حارث بن كعب بن عبدال بن مالك بن نصر بن أزد بن غوث بن
نبت بن مالك بن زيد بن كهلن بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود النب عليه
1
الصلة والسلم.
- 1اعتمد ت ف إخراج هذا النسب على عدة روايات توصلت إليها وفيها بعض الختلف وهي كالتال:
-1بط الشيخ ممد بن راشد أخي المام الذكور:
سال بن راشد بن سليمان بن عامر بن عبدال بن مسعود بن سال بن ممد بن سعيد بن سال الروصي [.نضة العيان
برية عمان ص .]150
-2بط الشيخ خلفان بن عثمان الروصي:
سال بن راشد بن سليمان بن عامر بن مسعود ،من نسل الشيخ عزان بن ممد بن مسعود بن المام عزان بن تيم
الروصي [ .نضة العيان برية عمان ص .]149
وكما يبدو فإن عبدال الد الثالث للمام سقط من هذه الرواية.
-3بط أحد بن ناصر بن راشد نقله من كتب أبيه الشيخ ناصر ،والخي هو أخ المام سال ،على أن الكتب الوجودة
الن من كتب الشيخ ل يوجد فيها هذا النسب كما علمت ،ويستحيل أن يكتب الشيخ ناصر مثل هذا الكلم ،فهذه
الرواية فيها الطأ والصواب وخطؤها فاحش كما سنبينه الن:
سال بن راشد بن سليمان بن عامر بن عبدال بن مسعود بن سال بن ممد بن سعيد بن سال بن الشيخ عزان بن ممد
26
فالمام سال ذ رحه ال ذ من قبيلة بن خروص 1وهم من اليحمد قوم من صميم الزد وقد حازوا
الكارم والفاخر كابرا عن كابر ،وينتمي إمامنا الورع إل ثلثة وعشرين إماما كلهم من عشيته
وأحدهم من خاصة بيته وهو المام عزان بن تيم -رحه ال .-
الذي قال فيه الشيخ الرئيس والشاعر الغشري:2
وابـن تيم عزان فحسب غداة الروع من بطل مناضل
بن مسعود بن المام عزان بن تيم بن ممد بن عامر بن سال بن أحد بن المام الليل بن عبدال بن عمر بن ممد بن
المام الليل بن العلمة شاذان بن المام الصلت بن مالك بن بالعرب الروصي ،نسبه إل خروص بن شاري بن اليحمد
بن ابن عبدال بن نصر بن زهران بن كعب بن حارث بن كعب بن عبدال بن مالك بن نصر بن أزد بن
مالك بن زيد بن كهلن بن سبأ بن يعرب بن قحطان بن النب هود عليه الصلة والسلم[ .مطوطة بعنوان رسائل المام
الليلي،ص ]56
وهذه الرواية تتاج إل نظر من عدة جوانب:
أ -ذكرت الرواية عبدال الد الثالث للمام ف النسب وف هذا دليل على إثباته.
ب -كان الصواب أن يقول [ سعيد بن سال من نسل الشيخ الشيخ عزان بن ممد بن مسعود بن المام عزان بن تيم]
بدل من قوله[سعيد بن سال بن الشيخ الشيخ عزان بن ممد بن مسعود بن المام عزان بن تيم] حيث إن المام
عزان بن تيم توف سنة 280هـ والمام سال ولد سنة 1301هـ ،وعلى هذا يتعذر أن يتسلسل النسب من المام
سال إل المام عزان بـ ( )12رجل فقط.
= ج ذ جاء ف هذه الرواية عن نسب المام عزان بن تيم ما نصه ":المام عزان بن تيم بن ممد بن عامر بن سال بن
أحد ابن المام الليل بن عبدال بن عمر بن ممد بن المام الليل بن العلمة شاذان بن المام الصلت بن مالك
بن بالعرب الروصي" ،وف هذا النسب نظر من ناحيتي:
الول :أن هذا النسب يالف ما ذكره ابن رزيق ف الصحيفة القحطانية عن نسب المام عزان بن تيم ،وإليك
نص عبارته " :المام عزان بن تيم بن عبدال بن تيم بن صال بن أحد بن عزان الروصي الزدي"[ الصحيفة
القحطانية ص ،]796وابن رزيق مؤرخ قدي ولذلك فروايته تقدم على غيها.
الثانية :من العلوم أن المام عزان بن تيم من أئمة القرن الثالث والمام الليل بن شاذان والمام الليل بن عبدال
من أئمة القرن الامس ،أي أنما لا يولدا عندما استشهد المام عزان بن تيم؛ فكيف يعقل أن يكونا من أجداده؟
د -سقط من هذه الرواية ثلثة أساء وهي [ غوث ،نبت ،يشجب ] وبعد إثبات الساء ف النسب يكون الصواب
كالتال ... :بن نصر بن أزد بن غوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلن بن سبأ بن يعرب بن يشجب بن
قحطان بن النب هود عليه الصلة والسلم.
-4الرواية الت ذكرها الشيخ سال بن حود السياب:
سال بن راشد بن سليمان بن عامر بن مسعود بن سال بن ممد بن سعيد بن سال ،من ذرية الشيخ عزان بن ممد بن
مسعود بن المام عزان بن تيم الروصي [.إسعاف العيان ف أنساب أهل عمان ،ص ]113
27
وكل أئمة بن خروص ملكوا عمان على الطرية الشرعية وساروا با على السية الحمدية
وساسوها بكتاب ال وسنة رسوله _ صلى ال عليه وآله وسلم _.وإليك هذه البيات الت قالا
عال الشعراء وشاعر العلماء أبو مسلم الرواحي ف مديح المام وبيان شرفه وعظيم نسبه:1
من جده ابن تيم الجد جاءته ما كان بدعا مــن أئمتها
عـــزان ف ضئضئ العزة القعساء متده
إذا تفاخر قحطان و عدنـــان بذروة اليحمد الصيد اللوك لــه
ويلحظ أن عبدال الد الثالث للمام ل يذكر أيضا ف هذه الرواية إل أن إثباته ف النسب أصح كما يبدو ،وذلك لجيء
ذكره ف الروايتي رقم )1( :و( )3والرواية رقم ( )1كما ذكرنا آنفا بط الشيخ ممد أخ المام والرواية رقم ()3
منقولة من خط الشيخ ناصر أخ المام كذلك وأخوة المام أدرى بالنسب من غيهم.
* أما نسب خروص بن شاري بن اليحمد فهو معروف ف كتب النساب ،إل أن أحب أن أشي إل بعض الختلف البسيط
بي بعض الروايات ،والنسب الذي أثبته كالتال :خروص بن شاري بن اليحمد بن عبدال [اللقب بالمي]بن عثمان بن نصر
بن زهران بن كعب بن حارث بن كعب بن عبدال بن مالك بن نصر بن أزد بن غوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلن
بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود النب عليه الصلة والسلم.
أما الروايات الت اعتمدت عليها فهي كالتال:
الول :بط الش يخ عبدال بن علي الليلي و هي :خروص بن شاري بن يمد بن عبدال بن عثمان بن نصر بن زهران بن
كعب بن حارث بن كعب بن عبدال بن مالك بن نصر بن أزد بن غوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلن بن سبأ بن
يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود النب عليه الصلة والسلم.وقال ف نايته ":وجدت هذا النسب كما ترى مسلسل عن
مشاينا رضوان ال عليهم"[ القيقة ،مطوط ،ص ]11
الثانية :وف الفتح البي :الرواية ماثلة للرواية السابقةص .79
الثالثة :نقل من خط الشيخ خلفان بن عثمان الروصي ،نقل عن خط جده الشيخ الزاهد خيس ابن العلمة الرئيس أب نبهان
جا عد بن خ يس الرو صي :خروص بن شاري بن اليح مد بن عبدال ،وعبدال هو ال مي من سللة ن صر بن زهران بن
كعب...وبقية النسب ماثل للروايتي السابقتي[ .نضة العيان برية عمان ،ص ]288
=الرابعة :ذكر الشيخ سال بن حود عن نسب اليحمد ما نصه ":ومن الزد بعمان اليحمد بن ُحمّى وهو لقب عبدال بن
مالك بن نصر بن أزد بن غوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلن بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان" [ إسعاف
العيان ف أنساب أهل عمان ،ص ]111
وف هذه الرواية أمران ينظر فيهما:
-1ذكر الشيخ السياب بأن اللقب بالمى هو عبدال بن مالك والصواب أن اللقب بالمى هو عبدال بن عثمان بن
نصر بن زهران كما هو معروف ف كتب النساب.
-2ل يذ كر الش يخ ف هذا الن سب ال ساء التال ية [عبدال بن عثمان بن ن صر بن زهران بن ك عب بن حارث بن
كعب] ويبدو أن هذا سهو منه.
28
أعراق مد وأساس و بنيـــان ل ينكر الناس ما للقوم من قدم
وكيف يلحق عي الشمس نكران أحسابم ومعاليهم ودينهـــم
كواكب وهدايات ورضوان ما اختاره ال صفوا من خلصتهم
إل وللصفو من إكرامه شان يا سال الدين والدنيا ابن راشد خذ
أمانة ال والقدار أعوان أنت الضليع با حل وتأدية
إذ كل أمرك تدبي و إتقان احذر واصعد وأيقن إن صاحبـها
سيف مــن ال ل تويه أجفان
ويقول الشيخ العلمة ممد بن شامس البطاشي ذ رحه ال ذ مشيا إل رجوع نسب المام سال
إل المام عزام بن تيم:1
على ابن راشد الرضي سال فوقعت خية ذي الكارم
وابن تيم جده عزان ومن خروص أصله الصان
الامسة :أورد صاحب الفتح البي عن الشيخ منصور بن ممد بن ناصر الروصي شعرا ذكر فيه نسبه الشريف[ الفتح البي
ص :]157
خروص ،فهاك الشعر فيه منظما إذا شئت تعريفا لنساب جدنـا
لعبد الله نل عثمان ذى ا ِ
لمَا فأما خروص فابن شاري بن يمد
ابن نصر بن زهران بن كعب بن حارث لكعب بن عبدال بن مالك سا
لاك بن زيد بـن كهلن قد نا ابن نصر بن أزد بن غوث بن نبته
سللة قحطان بـن هود دائما سليل سباء يشجب نل يعـرب
واللحظ ف هذه الروايات الختلف ف إثبات اسم [ عثمان ] ف النسب ،وقد رأيت إثباته لذكره ف أغلب الروايات.إهـ
_____________________
- 1اشتقاق (خَروص) فَعول من قولم :اخترص هذا الكلم ،أي اختلَقه.ومنه خَرص النخل ،لنه على غي حقيقة .وف
التنيل( قتل الراصون) أي الكذابون ،وال أعلم .والَرص :قناة الرمح ،والمع أخراص و َمخَارص وخُرصان .والُرص:
للْى إما َحلْقةٌ وإما شَنْ فٌ [ .ممد بن السن بن دريد ،الشتقاق ،تقيق وشرح عبد السلم ممد هارون،
ضرب من ا َ
الطبعة الول ،دار اليل ،بيوت ،ص .509
-2الشيخ عبدال بن علي الليلي ،القيقة،مرجع سابق ،مطوط ،ص .8
- 1الشيخ ناصر بن سال الرواحي ،ديوان أب مسلم ،مرجع سابق ،ص .306
-1الشيخ العلمة ممد بن شامس البطاشي،سلسل الذهب ،مطوط ،ص .67
29
وفد بدأت قبيلة بن خروص ببناء مدها الدين منذ أن أجع السلمون على تقدي ممد بن
أب عفان اليحمدي ث المام الوارث بن كعب الروصي ،وتسلسلت فيهم السيادة ول تأفل
شسهم إل الن فهم بي إمام ماهد وعلمة متهد أو أمي مطاع وهم بمعهم على هضبات
الشرف الرفيع والجد الباذخ وقلما رضي العمانيون إل إمارتم وقلما رفضوا وساطتهم حت لقد
قيل ":لو انتسب العلم لقال كندي ولو انتسبت المامة لقالت خروصية" وهم مع هذا ل يسودون
بالعنف ول يكمون بالقهر ول يزايلون النهج القوي.1
وإليك أبيات من قصيدة قالا الشيخان :جاعد بن خيس الروصي وسعيد بن ممد
الغشري الشطر الول منها للشيخ جاعد والثان للشاعر الغشري:2
أقاموا العدل بالقضب القواصل ومن ف الرض مثل بن خروص
النام وكــم أياد ف القبائل فكم من بيعة عقدت لـم ف
فما ركبوا مـن الفحشاء باطل هـم البطال والبدال كانوا
وهـم وضحوا براهي الدلئل هــم للمكرمات وللمعال
ترى فوق النجوم لـم منازل هــم الوافون أعل كل مد
إذا ظلم اليتامى و الرامــل هــم حصن البايا ف الرزايا
إذا اعتقلوا الصوارم والـذوابل وهـم غيث النام وهم أسود
مقاعد للشدائد والنـــوازل هـم السادات حسبك للبايا
إذا ف الغـي قد جع السافل هــم الزاكون أخلقا ودينا
فما ف العالي لـــم ماثل ففخرهــم سا عن كل فخر
وهذا الشاعر الَُلوّحي سال بن غسان الروصي يفتخر بنسبه ف الاهلية وشرفه ف السلم:3
وأزد شنوءة فهــم ذراها من القوم الكرام بن خروص
إذا ما شاع ف قـوم خناها لنا البيت القـدس ف زهي
وف السلم مفاخرنا تناهى ملوك الاهلية أولونـــا
30
أواخرنا ُتوَ ّرثُــها أولها فنحن ولة سـر ال أمست
ويقول الشيخ الؤرخ سال بن حود السياب ف قبيلة بن خروص ":وهم حظية المامة
بعمان ،وبيت العلم والعمل ،وأهل الفضل والشرف الدين ،ومنهم الئمة الماجد ،والعلماء
الفطاحل ،وليس القوم ف حاجة إل تعريف بم ف مصاف القبائل""،1
وبنو خروص أشرف قبيلة ف باب العلم والدين والتقوى ،وهم أيسر قبيلة يتفق العمانيون
على إمامتهم منها ،إذا ل يشى أهل عمان منهم تسلطا على اللك ،ول يغضون عليه ،ول
يطالبون به على هذا الوجه ،فلذلك ترى أكثر أئمة أهل عمان منهم" .2وهم حيثما يكونون عيون
باصرة ،وأنم زاهرة ،لنم من أشرف العرب العمانية ،إذ هم من صميم الزد .والزد كما يقول
صاحب الؤتن :أنف اليمن وعينها ،وبنو خروص كما نقول نن :هم أنف الزد وعينها .وحالم
غي خفي ،فإن شرف بن خروص هو المامة ،وأركانه الثقات الذين ما زلوا أعمدت العدالة ،وما
فتئوا دوحة التقوى ،وخية الناس إيانا ،وأكملهم ف معان الفضل ،لن شرف التقوى هو الشرف
القيقي ،الذي له الشأن عند ال.3
ويقول الشيخ سال السياب ف معرض الديث عن آل كندة " :فالكنود معدن فقه ،وبنو
خروص معدن إمامة" ،4ومن ث يقول " :وهم وبنو خروص ف الفقه فرسا رهان ،والمد ل الذي
يتص برحته من يشاء" .5ولو شئنا أن نعدد مآثر هذه القبيلة ورجالا العلم الفطاحل لحتاج
ذلك إل بوث وأبواب وفصول ،وإنا نكتفي بالذي ذكرناه هنا بقدر ما يتناسب مع موضوع
البحث.
- 1الشيخ سال بن حود السياب ،إسعاف العيان ،مرجع سابق ،ص .112 – 111
- 2الصدر السابق ،ص .113
- 3الشيخ سال بن حود السياب ،العنوان عن تاريخ عمان ،مرجع سابق،ص .169 – 168
- 4الشيخ سال بن حود السياب ،إسعاف العيان ف أنساب أهل عمان ،مرجع سابق ،ص .137
- 5الصدر السابق ،ص .137
31
البحث الثان :مولده ونشأته.
ولد المام سال ببلدة مشايق 1من قرى الباطنة وهي الن ف التقسيم الديث من أعمال ولية
السويق ،وكانت ولدته سنة إحدى وثلثائة وألف[ 1301هـ ذ 1883م] .2والمام سال هو
- 1ب نو خروص الذ ين يقطنون بلدة مشا يق كانوا ي سكنون ف فلج الو سطى بالقرب من الزم من أعمال الر ستاق ،إل أن
اليعار بة أخرجو هم من ها ،فهاجروا إل مشا يق وا ستقروا في ها وعمرو ها م نذ ما يقارب من ثلثائة سنة [.مه نا بن خلفان
الروصي ،مقابلة شخصية بتاريخ 22من شوال سنة 1425هـ ،الوافق 2004 /7/12م].
وكما يبدو فإن أجداد المام قد خرجوا من وادي بن خروص إل فلج الوسطى ومن ث إل مشايق ،وذلك لن المام يرجع
ن سبه إل المام عزان بن ت يم وهذا المام من بلدة ال سفاة (ال ت تعرف الن ب سفاة الشريقي ي) بوادي ب ن خروص [ .ان ظر:
كتاب العواب ،لجموعة باحثي ،غي منشور ،ص :بدون].
- 2الشيخ ممد بن عبدال السالي ،نضة العيان ،مرجع سابق ،ص .150
32
أصغر إخوانه سنا وأكبهم شرفا وقدرا ،ونستطيع أن نقول إنه أكب منهم إل أنم ولدوا قبله،
وللمام ثلثة إخوة ذكور وهم [عامر وممد وناصر] وله أخت واحدة.1
وقد نشأ المام منذ صغره نشأة صالة ،فبدأ ينهل من مورد القرآن منذ باكورة حياته حت
تشرب قلبه بنور اليان وامتل صدره بآيات القرآن ،فقد ترب المام على يد أبيه الزاهد راشد بن
سليمان وقرأ عليه القرآن وقرأ مبادئ العلوم ببلده ،2كما تتلمذ المام على يد الشيخ القاضي
صال بن سعيد الساعيلي والشيخ سباع بن راشد الرشيدي 3وكلها يقطنان بولية السويق
بالقربة من قرية مشايق مسقط رأس المام.4
- 1عامر هو أكب إخوة المام وقد بقي ف مشايق ول يهاجر منها بسبب كب سنة ولنه تول الشيخة ف مشايق بعد موت
أبيه الذي كان شيخ النطقة .والخ الثان للمام هو الشيخ ممد ول أجد شيئا من سيته إل أنه تول الولية والقضاء[ سيف
بن سعيد بن نا صر الرو صي ،مقابلة شخ صية بتار يخ 26من شوال 1425ه ـ الوا فق ]10/12/2004ووجدت ف
مكتبة السيد ممد بن أحد مطوطا لقاموس الشريعة الزء 78كتب ف آخره" نسخته لشيخي وقدوت العال الفقيه راشد بن
سيف بن سعيد اللمكي على يد العبد الضعيف ممد بن راشد بن سليمان بن عامر الروصي بيده" " ،كان الفراغ منه الادي
والثني من شهر رجب سنة ."1339والخ الثالث للمام هو الشيخ ناصر بن راشد ويكب المام بسنة واحدة أي أنه ولد
سنة 1300هـ ،وقد هاجر لطلب العلم عند نور الدين السالي بالشرقية هو وأخوه المام ،ولا نل من العلم وتبحر فيه رجع
إل العواب ديار قومه بن خروص واستقر با لنشر العلم ،فأنشأ هناك مدرسة ترج منها مموعة من العلماء والقضاة منهم:
الش يخ القاضي سيف بن حد بن أحد الروصي _ الشيخ القا ضي عبدال بن ممد بن علي الروصي _ الشيخ القا ضي
خلفان بن عثمان الروصي _ الشيخ القاضي عبدال بن المام سال الروصي وغيهم كثي.
قال ع نه الش يخ م مد بن عبدال ال سالي ":كان من العلماء الجلء بعمان ،وقور الن فس ،رق يق القلب ،كث ي الش ية ،كث ي
الصلة ،شديدا على النافقي ،فظا عليهم ،غيورا ف جنب ال ،جسورا حديدا على السفهاء الارقي" وقال عنه أيضا" :وكان
حافظا كبيا ل يكاد يفوته ما سعه ،لكنه سريع الغضب سريع الرجوع إل الق ،كريا جوادا ،ل يعرف قدر الال على قلة ما
بيده" ،وكان -رح ه ال -من أع ظم الؤازر ين لخ يه المام سال و قد وله أخوه على الر ستاق والعوا ب ،و ف ع هد المام
الليلي تول على إزكـي ووادي العاول ووادي البيـض ووليـة العوابـ .وكان دائمـا يسـأل ال تعال أن تكون وفاتـه ببلدة
مشايق لكي يدفن بوار والديه ،فحقق ال له مراده ،حيث خرج هذا الشيخ إل الباطنة لفصل أحكام بي أهلها فمرض هناك
وتو ف يوم الم عة الثا من والعشر ين من ش هر ر جب عام 1362ه ـ الوا فق 1943 /7 /30م [.ان ظر :الش يخ م مد بن
عبدال السالي ،نضة العيان ،مرجع سابق ،ص .357وانظر :اللجنة الثقافية بكتبة الشيخ ناصر بن راشد الروصي العامة،
مطوية عن سية الشيخ ناصر بن راشد الروصي ].
- 2الشيخ ممد بن عبدال السالي ،نضة العيان ،مرجع سابق ،ص ،150بتصرف.
- 3ستأت ترجتهما ف الفصل الثالث بشيئة ال تبارك وتعال.
- 4فهد بن علي بن هاشل السعدي ،مقابلة شخصية ،يوم الثني15/8/2005 ،م.
33
وكان والد المام معروفا بالفضل والشرف وكان شيخ النطقة ف مشايق ،وكان شديد
العطف والشفقة على الفقراء والساكي ،فيوى أنه يمع اليتامى ويقوم بإطعامهم من ماله ،وكان
كثي السفر إل الج مع صعوبته ف ذلك الزمان ،وكان إذا ذهب إل الج عن غيه بالجرة ،ينفق
ما بقي من الال بعد رجوعه على الفقراء واليتام .1ولذا فليس من العجيب أن يشب المام منذ
صغره مبا للخي مقبل على الطاعة حت ضرب به الثل ف الزهد والورع ،وقد توف أبوه قبل عقد
البيعة عليه.2
وقد نشأ المام منذ صغره على حياة الزهد والورع والفضل والصلح ومن ذلك أنه خرج
وأخوه ناصر للقاط وكانا صغيين آن ذاك ،فأخذ ناصر شروخا 3كان قد سقط على الرض،
فقال المام لخيه :عليك أن ترجع هذا الشمروخ إل أهله لنه ل يسقط بنفسه _ أي أنه ربا
سقط بسبب قطع الفأر له مثل أو أي سبب آخر _ وبالفعل ذهب ناصر لبيت الرجل الالك
للنخلة وأرجع الشمروخ لزوجة الرجل ،ومن ث ذهبت تلك الرأة فأخبت أم المام بصنيع ولدها
وتلومه على فعله وأن هذا شيء بسيط ل يستحق ما فعله ،فقالت أم المام :هذا سال يب أن
يستقيم منذ صغره .4ومن نزاهته وزهده أنه مر ذات يوم هو وأخوه على هضبة نل فلج ليس له
سور ،مباح لكل أحد من الناس واليوانات ،فقطع أخوه عصا من بعض النخل ،فغضب عليه
وقال :ل نبح من مكاننا حت نتخلص من ضمان ما أفسدت ،فقال أخوه :لن نتخلص وهو ليس
ملكا لحد؟ فلم يبحا حت جاء من وثقا به من أهل البلد وأخبها أنه ليس ملكا لحد.5وكان
المام سال ذ رضوان ال عليه ذ قد بدت عليه علمات النجابة والتقوى منذ نعومة أظافره ،فقد
قال من روى عنه :دخلت السجد عليه فوجدته يبكي ،ودموعه تسح على خديه كالطر النهمر،
فسألت بعض الضور عن السبب ،فقيل ل :إنه يبكي لا فاته من صلة الماعة .6ومن هنا ند
- 1عبد العزيز بن يي ابن المام سال الروصي ،مقابلة شخصية ،يوم الثلثاء،بتاريخ العشرين من شعبان 1425هـ،
الوافق 5/10/2004م.
سيف بن سعيد بن ناصر الروصي ،مقابلة شخصية ،يوم المعة 26 ،شوال 1425هـ ،الوافق 10/12/2004م.
-2الشيخ ممد بن عبدال السالي ،نضة العيان ،مرجع سابق ،ص .150
- 3الشمروخ :غصن دقيق يكون عليه البسر ف العذق.
-4الشيخ أحد بن سعود السياب ،مقابلة شخصية ،يوم الثلثاء،بتاريخ 23من شوال 1425هـ ،الوافق
7/12/2004م .عبد العزيز بن يي ابن المام سال الروصي ،مقابلة شخصية ،مرجع سابق.
- 5الشيخ سعيد بن حد الارثي ،اللؤلؤ الرطب ،مرجع سابق ،ص .48
- 6خالصة الارثية ،رجال لكل زمان ومن خان هان،مكتبة الضامري،سلطنة عمان ،الطبعة الول 1414هـ 1993 -م،
34
التوفيق يرافق هذا المام الصال منذ نعومة أظافره وأول سِن عمره وذلك فضل ال يؤتيه من يشاء
من عباده.
وقد نشأ هذا المام الرضي منذ صغره مبا للعلم شغوفا على تصيله متهدا ف طلبه ،فهاهو
يرج من دياره صغيا مهاجرا لطلب العلم الشريف ،فذهب هو وأخوه ناصر إل العواب وهي
ديار قومهم بن خروص ليتلقى العلوم هناك ،1وقيل إن المام خرج وأخوه ناصر إل الرستاق عند
الشيخ سيف بن راشد اللمكي 2لطلب العلم ومن هناك كان يتردد على العواب وال أعلم
بالصواب ،ولا ناهز المام اللم ما كان منه إل أن شر عن ساعد الد والجتهاد وسار يطوي
الرض طيا وبرفقته أخوه ناصر قاصدين ديار الشرقية حيث بر العلوم وكعبة القصاد المام
الجتهد الطلق والسيد الول الوفق نور الدين السالي ذ رحه ال ذ ولا وصل المام وأخوه ناصر
عند الشيخ السالي أقعد أحدها عن يينه والخر عن شاله ،وفرك أذنيهما متفرسا فيهما -كعادته
مع الولد يتفرس فيهم من آذانم -ومن ث قال :سيكون لحدها شأن والخر سيكون عالا،
وكما قال الشيخ نور الدين فقد صار سال إماما وعالا وأضحى ناصر عالا كبيا.3
وما فتئ المام سال يتلقى من الشيخ السالي العلم والعمل والخلق ومكارم المور منذ
أن حط رحله عنده ،ولزم المام سال شيخه السالي ف حله وترحاله ،وما كان يفارقه إل لزيارة
أبويه وأقاربه فقط ،4أما ناصر فقد بقي مع الشيخ السالي مدة من الزمن ومن ث استقر به القام ف
العواب آمرا ناهيا ناشرا للعلم وكان يتردد على شيخه السالي بعد هجرته الول مرارا وتكرارا،
وقد أنشأ الشيخ ناصر ذ رحه ال ذ ف العواب مدرسة ترج منها الكثي من رجال العلم وأهل
الفضل والصلح .5والشيخ ناصر ذرحه ال تعال -عرف بشدته على الطغاة وصلبته ف الدين
وغيته ف جنب ال ومن ذلك أن السلطان سعيد بن تيمور أراد أن يتبه لنه يعرفه أنه ليس
بالوينا ،فأذن له بالدخول عنده وأتى بدلة من فضة فيها قهوة وفناجي من ذهب فلما رأى الشيخ
ص .80
- 1الشيخ ممد بن عبدال السالي،نضة العيان ،مرجع سابق ،ص .150
- 2ستأت ترجته ف الفصل الثالث بإذن ال تبارك وتعال.
- 3الشيخ سعيد بن حد الارثي ،اللؤلؤ الرطب ،ص .69
- 4الشيخ ممد بن عبدال السالي ،نضة العيان ،مرجع سابق ،ص ،150بتصرف.
- 5انظر :الشيخ ممد بن عبدال السالي ،نضة العيان ،مرجع سابق ،ص .357وانظر :اللجنة الثقافية بكتبة الشيخ ناصر
بن راشد الروصي العامة ،مطوية عن سية الشيخ ناصر بن راشد الروصي.
35
ذلك قال :ل إله إل ال وساق الديث" من تأن ف أنية الذهب والفضة فكأنا يرر ف جوفه نار
جهنم" فأمر سعيد خادمه بتغيي ذلك ،فسكن غضب الشيخ بعد ذلك ول رجال .ومر على
الدروازة ف مطرح والذان يؤذن للمغرب ،والتجار ف بيعهم وشرائهم فصرخ بأعلى صوته قائل:
من أراد أن ينظر إل أهل النار فلينظر إل هؤلء يسمعون الذان ول يقومون للصلة .ولا ذهب
إل السويق قاضيا قال للوال :أريد أن أدخل السوق لنظر الوازين ،فلما دخل رأى الغليون ف
السوق وللحكومة دخل ف ذلك ،قال :هذا سوق السلمي ل يباع فيه هذا،فجمع ما عندهم
وأحرقه ،فبلغ ذلك سعيد بن تيمور فخله عن عمله وقال :ل نطيق مثل هذا .فانظر أين وصلوا.1
ليسو رجال ل نطيق فعلهم لكنهم جدوا وقصرنا الطـا
وأما عن أسرة المام :فإنه ما يدل على قرب المام سال من شيخه ومكانته العظيمة عنده
أنه زوجه من ابنته زيانة 2وكانت امرأة صالة من خية النساء ،وف ذلك يقول الشيخ ناصر شقيق
المام:3
وقد دعا الول الكري زوجة من أفضل الناس أبا فزوجـه
أفضل كـل راكع وساجد بابنة الشيخ أب ممـــد
خي نسائها كما شاع الب طاهرة اليب قوامة السحر
- 1الشيخ القاضي سيف بن ممد الفارسي ،حيات ،الطبعة الول ،غي منشور ،ص .59-58
- 2زيا نة ب نت عبدال بن ح يد ال سالية :سليلة العل مة ال كبي الش يخ نور الد ين ال سالي (ت 1332ه ـ) رح ه ال ،وأم ها
السيدة الليلة غَثْنَى بنت علي بن عا مر الوقان ية .ولدت ف العقد الثان من القرن الرابع الجري ،ونشأت ف ح ضن أبوين
كريي ،ربياها أحسن تربيه ،وهي أول أولد النور السالي ،وحيدة أمها من قَِبلِه ،إذ ل تنجب منه ولدا غيها ،وقد اعتنت با
والدتا عناية بالغة ،ونشأتا نشأة صالة .ث شاء ال ألول أن يسوق لا زوجا صالا ليكون مدرستها الثانية،فاقترنت بإمام
السلمي سال بن راشد الروصي قبيل توليه المامة سنة 1331هـ ،وكأن الشاعر عناها بقوله:
زهراء بي السالي وسال * نشأت وبي حاتا الخيار.
[ سلطان بن مبارك بن حد الشيبان ،معجم النساء العمانيات ،القسم الول ،الطبعة الول1425 ،هـ 2004 -م ،مكتبة
اليل الواعد ،ص .]74
- 3مطوط لقصيدة الشيخ ناصر بن راشد الروصي ف رثاء أخيه المام سال ،بط،نقل من خط الشيخ خالد بن صال بن
حد الروصي.
36
وقد أنبت منه يي وعبدال ،وقد توفيت بعد ولدة ابنه عبدال وذلك ف سنة 1335هـ ،وف
عام 1323هـ تزوج المام من امرأة معولية من وادي العاول وأنب منها ابنه يعقوب ،وقد
تزوج المام بعد موت زوجته ابنة الشيخ السالي من امرأة خروصية من العواب أنب منها ابنا اسه
سيف لكنه مات وهو صغي ل يتجاوز عمره السنة أو السنتي.1
أما عن أبناء المام فهم:
* يي :وهو أكب أبنائه ،ولد عام 1331هـ حيث بشر المام بولده أثناء فتح سائل الفيحاء،2
وبالتقصي تكون ولدته ف شهر شعبان من السنة الذكورة ،لن فتح سائل كان ف شهر شعبان.
وعلى هذا فإن المام عندما اختاره ال إليه شهيدا كان ليحي من العمر سبع سني ،ومع هذا فإنه
يذكر جيدا بعض الواقف الت حدثت له مع والده المام ،ومنها يقول :كان والدي إذا خرج
للصلة أخذن معه ،وذات مرة نفرت اليل من السطبلت ول يستطع الند إرجاعها والسيطرة
عليها ،فأخبوا والدي المام وهو خارج لصلة العصر وكنت معه حينها ،فقال لم والدي المام:
دعوها وبعد أن أفرغ من الصلة سأتكفل بردها ،وبعد أن صلى الميع صلة العصر ،خرج
والدي من السجد وأنا قابض على ثوبه حيث كنت صغيا حينها ،واته والدي إل الناحية الت
ذهبت إليها اليل ،فعندما رأت اليل والدي المام توقفت جيعها ،وإذا بأكبها يقترب من
والدي ومن ث يضع رأسه على عاتق المام ،وأنا أشد ثوب أب وأقول له " :باه ببيعضك الصان"
فأمسك والدي بلجام الصان وقاده إل السطبل وجيع اليول تشي خلفه حت أدخلها جيعا ف
السطبل .وف عهد المام الليلي ذ رحه ال تعال ذ تول يي ابن المام عددا من الناصب لا
اكتسبه من الثقة عند المام الليلي .وقد توف -رحه ال -ف 15مرم 1421هـ ،الوافق
4/2000 /19م.3
* عبدال :ولد ف نزوى سنة 1335هـ ،وبعد استشهاد والده المام ،انتقل إل العواب مع
عمه ،وقد أخذ العلم من عمه الشيخ العلمة ناصر بن راشد ،كذلك قرأ على الشيخ سيف بن حد
الروصي والقاضي زاهر بن سيف الفهدي من البل الخضر والشيخ عبدال بن سليمان النبهان
37
من نزوى ،حت أصبح من أكابر علماء عمان ،وقد تول القضاء ف زمن المام الليلي على بل
ونل وف عهد السلطان سعيد بن تيمور تول القضاء على السويق ث العواب لدة 19عاما ،وف
هذا العصر عمل ف نل و الرستاق لدة 17عاما .ولقد كان الشيخ عبدال من يبهم المام
الليلي ويقربم منه داركا فيه عدم الطمع ف الدنيا والغترار بزخرفها الفان ،فكل حياته بي
1
كتاب ومسجد وقضاء ،ولذا فقد عهد المام الليلي له بالمامة فرفضها واعتذر ،فعذره المام.
وقد توف -رحه ال تعال ذ ف 22من رمضان 1418هـ ،الوافق 21/1/1998م.2
* يعقوب :وهو أصغر الخوة الثلثة سنا ،ول أجد تاريخ مولده إل أنه بالتقريب ما بي [
1336هـ 1337 -هـ] ،وذلك لنه أصغر من أخيه عبدال الذي ولد ف 1335هـ وأكب
من أخيه سيف الذي ولد ف 1338هـ لنه ولد ف السنة الت استشهد فيها المام ،ومن
العلوم أن استشهاد المام سنة 1338هـ ،فتكون ولدة يعقوب على هذا بي [1336هـ -
1337هـ] ،ول أجد شيئا من سيته .وقد توف ف 18من صفر 1394هـ ،الوافق
12/3/1974م.3
- 1عبدال بن المام سال بن راشد الروصي ،السألة والواب ف الفقه،مطابع الباطنة ،ص .13-9
- 2سيف بن سعيد بن ناصر الروصي ،مقابلة شخصية ،مرجع سابق.
- 3لنة التراث بفريق العواب ،ملمح من تاريخ العواب عب العصور ،الطابع العالية ،مسقط ،الطبعة الول،
11424هـ2003،م.
-سيف بن سعيد بن ناصر الروصي ،مقابلة شخصية ،مرجع سابق.
38
البحث الثالث :صفاته وأخلقه.
الطلب الول :صفاته الَلقيّة.
كان المام ذ رحه ال -ربع القامة ،نيف السم ،قد أنكته العبادة ( -إذا كان الفت
ضخم العال * فليس يضره السم النحيل) -أبيض اللون ،بيّ الطلعة ،أزجّ الاجبي ،تبي على
وجهه سيما الصلح.1
وسدفةُ جنحِ الليل من ذلك الفَرعِ فبدرُ الدجى من نور طلعته اكتسى
الثنّيةِ أقن النفِ ذو قامةٍ ربعِ أغَرّ أزَجٌ أدعجُ العي أفلحُ
39
اتصف به من ماسن الخلق الذي جاء هذا السلم النيف ليتممها ،ففي الديث عن النب ذ
صلى ال عليه وآله وسلم -قال " :إنا بعثت لتم مكارم الخلق".
- 1أبو حامد الغزال ،إحياء علوم الدين،الطبعة الول(1223هـ _ 2002م) ،دار الكتب العلمية ،بيوت لبنان( ،
.)2/410
- 2آل عمران ،الية رقم 104 :
- 3ستأت ترجته ف الفصل الثالث بإذن ال تبارك وتعال.
40
ف الوادي ،إذ رآهم عبد ال بن سعيد الليلي ،1فدعاهم للقهوة كعادة العمانيي .فذهب بم إل
السجد الذي يذهب إليه المام ف تلك اليّام ،وعبدال بن سعيد ل يكن يعلم بوجود المام ف
ذلك السجد .فدخل القوم وذهب عبد ال بن سعيد لحضار القهوة ،فجعل القوم يتحدّثون ف
السجد با ل يليق برمة السجد ومكانته ،وكان المام عند ذلك مشغول بالصلة ،وما إن انتهى
من صلته حتّى قام لم كالليث عاديا ،وعلى وجهه علمات الغضب مّا قالوه ،فنهرهم وزجرهم
زجرا شديدا ،قائل لم بأعلى صوته « :يا أعداء ال ،آذيتم بيت ال» ،وشدد عليه وأغلظ ،حتّى
أ ّن القوم تقطّعت أحزمتهم من شدّة الفزع ،وكثرة الوف فيهم واللع ،ومن ثّ خرج المام عنهم
وهم على تلك الالة .وإذا عبد ال بن سعيد يقبل على القوم بقهوته فأخبوه بالواقع ،فأدرك يقينا
بأنّ الذي فعل هذا هو المام سال لا عرف عنه من شدّته ف إنكار النكر ،وغيته على مارم ال
منذ صغره.
وقال القوم لعبدال :الولد ل يطأ لكن أنت الخطيء ،عندما جئت بنا إل السجد 2.وكان المام
-رحه ال -ف هذه الادثة ل يتجاوز عمره 23سنة ،لنّ الشيخ أحد توف سنة 1324هـ،
وقد ولد المام سنة 1301هـ.
وف هذه الزيارة للشيخ أحد الليلي ،طلب نادر من الشيخي نور الدين السالي وأحد
الليلي أن يَصِلوا إليه لتناول القهوة ف الصن إكراما لما واحتراما لعلمهما ،فذهب الشيخان
وطلبة المام نور الدين السالي ومن جلتهم المام سال الروصي ،وف الجلس رجل عرف عنه
الظلم والطغيان والبوت ،وكان هذا الرجل يتكلّم ويتقهقه بأعلى صوته ف حضرة الشيخي دون
احترام لما ،والمام سال يكتم غيظه احتراما للشيخي ل غي ،لكنّه لّا تكرّر ذلك المر ،وبلغ
السيل الزّبا ،قام له المام ونر ذلك الطاغية وعنّفه بأعلى صوته قائل :يا جبّار ،تتقهقه ف حضرة
الشيخي دون احترام لما ،والسنّة ف الضحك ليست كذلك.
- 1الشيخ عبدال بن سعيد بن خلفان الليلي ،ولد ف عام 1279هـ ،وهو أحد أبناء الشيخ الحقق سعيد بن خلفان
الليلي ذ رحه ال ذ اشتهر هذا الشيخ ببه للرئاسة والقيادة وله ديوان شعري ضخم ف الماسة والفخر والغزل والنسيب،
قام ابنه المام ممد الليلي بتمزيقه ول يبق منه إل ما تداولته ألسن الناس ،وقد توف الشيخ عبدال الليلي قتيل ف جادى
الثانية سنة 1332هـ [.انظر :أ -الشيخ ممد السالي ،نضة العيان ،مرجع سابق ،ص .298ب -خليل بن أحد
الليلي،سية الشيخ أحد بن سعيد الليلي ،مرجع سابق ،ص .]72
- 2الشيخ سعيد بن خلف بن ممد بن نصي الروصي ،مقابلة شخصيّة 22 ،شوال 1425هـ الوافق لـ 6 :ديسمب
2004م.
41
فلمّا انتهى المام من كلمه ،سكت الرجل من شدة الرعب ،وكأنّما ألم حجرا ف فيه ،وعمّ
الدوء ف الجلس ،ول يتكلّم أحد أبدا .فقال عندها الشيخ السالي مهدّئا للوضع" :إنّ هذا الولد
سال ل يسكت إذا رأى أمرا يالف الشرع ،والكلم مثل ما قال ،فالسنة ف الضحك
1
التبسّم".
ومّا يسن ذكره هنا ،ما أخبن به الشيخ سال بن حد الارثي ،قال :ذهب الشيخ السالي
ومن معه من الطلبة إل سائل لزيارة الشيخ أحد الليلي ذ رحه ال -وكانوا ف ملس عبد ال
بن سعيد وف الجلس نادر بن فيصل وقد وضع الشيخ السالي تلميذه المام سال بينه وبي نادر
بن فيصل ولّا جيء بالاء للغسول قُرّّب الاء للسيد نادر ،فقال :أعطوا الشيخ السالي أوّل ،فأخذ
الشيخ السالي يد تلميذه المام سال ووضعها ف (السحلة) ،2وقال له :اغسل ،فبلغ العجب من
نادر مبلغه من هذا التصرّف ،إذ كيف يقدّم هذا الشاب عليه ،وعلى جيع الضور .ومن ثّ
أحضرت القهوة لنادر أوّل ،فقال :أعطوا الشيخ ،فأخذ الشيخ السالي الفنجان وأعطاه المام
سال ،بينما يزداد نادر عجبا من هذا الوقف .وبعد أن خرج نادر وجاعته من الجلس ،قال نادر
لن معه :إنّ الشيخ السالي يريد أن ينصب إماما ،وإن ل يب ظنّي فهذا الولد سال هو الذي
سينصب إماما 3.فكان المر كما توقع.
ومنها أ ّن المام سال قبل عقد البيعة عليه ،كان يذهب هو وأخوه الشيخ ناصر لزيارة
جاعتهم بن خروص ف العواب ،وف إحدى زياراتما للعواب ،سعا أصوات الطبول ،فسأل عن
ذلك ،فقيل لما :هذا عرس عند الفلنيي .فقال المام :اذهبوا إليهم ،واطلبوا منهم الكفّ عن
ضرب الطبول .وبالفعل ذهبوا وأخبوهم بأن يتوقّفوا عن ضرب الطبول ،ففعلوا ذلك تنفيذا لمر
المام واحتراما له ،مع أنه ل تكن له عليهم إي سلطة ،فهذه الادثة وقعت قبل عقد البيعة عليه.
وعندما سع وال السلطان َتوَقُف أصوات الطبول والغناء -وكان من الضارم ،4يسمّى عبد ال
42
بن سال الضرمي -سأل عن سبب توقف أصوات الطبول ،فأخب الب ،فصار يتعهّد ويتوعّد
أنّه سيفعل ويفعل ،وقال لعساكره :تعالوا معي لنذهب إل هذا التنطّع لنفعل به ما يستحقّ ،فذهبوا
فوجدوه بداخل السجد بعد أن صلّى الناس العصر ،وخرجوا خارج السجد ،فبقي الوال ف
الصرح ينتظر خروج المام سال حتّى يفعل به ما يراه مناسبا وكان حينها يتكلّم على أهل الدين
والصلح بكلّ وقاحة وفضاضة ،وما إن خرج المام حت قال :من هذا الذي يتكلّم على
السلمي ،فسكت الوال ول ينبس ببنت شفه ،فقد ألقى ال الرعب ف قلبه لا رأى المام وسع
كلمه وهذا سر الخلص ل -عز وجل ،-فأشار الوال لعسكره أن يعودوا إل الصن ،وف
طريق رجوعهم قال العسكر للوال :كنت سابقا تتوعّد وتقول سأفعل وأفعل وعندما تكلّم الرجل
ل تتكلم بكلمة ،فلم ير جوابا وبقي ساكتا ل يتكلّم ،فالرجل قد اعتجمت لسانه ،وعاش مريضا
1
ل يتكلّم ثلثة أيّام ،ومن ثّ فارق الياة جزاء وفاقا.
ويذكر أنّ خُداما كانوا يتمعون ف مكان يضربون الطبول ويشربون المور ،وكان هذا ف
العواب ،وف إحدى زيارات المام سال ذ رضي ال عنه -للعواب قبل إمامته ،سع صوت الطبل
فذهب إل مصدر الصوت ،والناس متمعون هناك ،وكان ضارب الطبل خادما يسمّى (حريز)،
- وما أن وصل المام ،حتّى توقّف الرجل عن ضرب الطبل من هيبة المام الت وهبها ال -
إيّاه ،وحلف الرجل (حريز) على أن ل يعود لضرب الطبل .وف اليوم التال رجع الرجل إل
فعلته ،فتورّمت يده ،وانتفخت ول يستطع تريكها ،فما وجد بدّا من طلب المام ،فجاء المام
بعد أن أرسل إليه ،فنهر الرجل وطلب منه التوبة إل ال ،وعدم الرجوع إل هذه العصية ،فتاب
2
الرجل وشفيت يده ،ومنذ ذلك اليوم ل يعد إل ضرب الطبل إل أن مات.
ومن جرأته - -ف الق أنّه مرّ ذات يوم تت قلعة نزوى ،وكان فيها عساكر السلطان قد
أخذوا يرقصون ويغنّون ،فناداهم من تتها :تأدّبوا ف معقل السلمي ،فسكتوا جيعا ،ول تكن له
- 1الشيخ سيف بن ممد الفارسي ،مقابلة شخصية 15 ،شوال 1425هـ الوافق لـ 28 :نوفمب 2004م؛ وانظر:
الشيخ سيف بن ممد الفارسي :مذكرة حيات ،ص.75 :
-2أخبن بذه الادثة الشيخ مهنا بن خلفان الروصي وقد حكاها له (حريز) ضارب الطبل بنفسه[ ،الشيخ مهنا بن خلفان
الروصي ،مقابلة شخصية ،مرجع سابق].
43
ف ذلك الوقت أيّ سلطة ،وليس له فيهم حيلة ،ولكنّه س ّر التقوى واليان ،3فالعبد إن هذب
نفسه أثر قوله إما بزوال النكر أو انكسار الذنب أو إلقاء اليبة له ف القلوب.
والتقى ذات يوم برجل ف جع من الناس ،وقد اشتهر هذا الرجل بالبغي والطغيان ،وكان
يرّ إزاره كبا ،فانتهره المام قائل له :ارفع إزارك ،فرفعه دون أن ينبس ببنت شفه ،وكان هذا
الرجل تيمة آل وهيبة ،ولّا قامت المامة ل يقدر على مقابلة المام إلّ بصحبة الشيخ عيسى بن
2
صال الارثي 1ذ رحه ال .-
ولّا كان المام - -يتعلّم ف القابل ،وجد رجل نائما ف السجد ،فقال له المام
سال :إنّ الساجد ليست للنوم ،وإنّما للعبادة ،وأنت من أهل البلد ،ول يرخّص بالنوم فيها إلّ
للغريب .فر ّد عليه الرجل ردّا قبيحا ،وقال له :اذهب إل بلدك إن كنت تريد أن تأمر وتنهى.
فتركه المام ،فما شعر الرجل بنفسه ،إلّ وقد حل وألقي خارج البلد ،فقام من هناك وكأنّما
خرج من القب ،وذهب مسرعا إل الشيخ السالي ،فأخبه بالاصل ،وقال :إنّ هذا الرجل ساحر،
فاطردوه من البلد.
ومن لطف الشيخ السالي ذرحه ال -أن أجابه قائل :اليوم سحرك أنت ،فإن طردناه
3
فسيسحرنا كلّنا ،فلذا من الفضل لك أن تسمع كلمه ،ول تالفه فيما يأمرك به.
44
ثانيا :تواضعه وحسن خلقه.
" :-كان قوته كفافا ،كان يقعد على البساط يقول الشيخ الشيبة عن خلق المام -
والرض الفروشة على الصباء ،وكان ل يتجب عن الناس ،يباسط إخوانه ،ويضر لم ما
يضره من الطعام ،وأكثر ما يضره القهوة البنيّة والتمر أو الرطب ف أوانيه ،وإذا حضرت
1
فاكهة أحضرها ،ل يدخر الوجود ،ول يطلب الفقود".
وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدوا أولئك قوم إن بنو أحسنوا البنا
وإن أنعموا ل كدروها ول كدوا وإن كانت النعماء فيهم جزوا با
جنونا فزدن من حديثك يا سعد وحدثتن يا سعد عنهم فزدتن
ويقول الشيخ سعيد بن عيسى الوقان :كان المام سال ذ رحه ال ذ يقوم بشؤونه بنفسه،
وقد خرج المام يوما ما إل (سعال) حامل ملبسه ليغسلها من الفلج مع أنه كان ف ذلك الوقت
إماما للمسلمي ،وكان ذرحه ال -يزاول أعماله بنفسه ،ول يطلب من أحد معونة أو مساعدة.
وقال أيضا :ومن صفات المام أنّه يوقّر الكبي ،ويرحم الصغي ،ويعي الحتاج مع حاجته،
2
ول يقدّم إ ّل أهل العلم ،ويكره الدح والتمجيد لنفسه ،من أيّ أحد ،ويزجر من يسمع منه ذلك.
ويروى أنّ رجل من العامة قال للمام :سعنا أنّ النور يُرى فيك ،فهل هذا صحيح؟ فسال
الدمع من عين المام وقال للرجل" :أولئك القوم قد ضمّهم الثرى ،أما سال فلم يبلغ هذه
3
النلة ،فهو دون ذلك بكثي".
45
وكان الناس كثيا ما يشاهدون النور عليه ،وهو مع ذلك ينكر تواضعا وهضما للنفس ،فكان
يقول لم :إنكم واهون ،وأحيانا يقول :هذه النوار بقايا نور المام ناصر بن مرشد.1
تواضع تكن كالنجم لح لناظر به يهتدي السارون حي تضيع
وكان ذرحه ال -شديد الرص على الرعيّة ،وكان دائما يبعث من يتحسّس أحوالم،
2
وما يتاجون إليه ،وهو مع هذا كلّه ،يصف نفسه ف أغلب أحواله بالتقصي.
ومن تواضع المام ذرحه ال -أنّه عاتب الشيخ نور الدين ،كيف ل يتقدّمه كما كان يفعل
الشيخ سعيد بن خلفان الليلي مع المام عزان بن قيس ،فقال الشيخ السالي" :إذا بلغت منلة
الليلي تقدّمتك"3.فانظر إل تواضع الشيخ السالي وتلميذه المام الروصي ذ رضي ال عنهما
.-
إذا شئت أن تزداد قدرا ورفعة فلن وتواضع واترك الكب والعجبا
وكان المام ذ رضوان ال تعال عليه ذ يأب الركوب أثناء ذهابه للجهاد ،فيمشي بقدميه
والند راكبون ،وف أحد الرات أصر عليه الند أن يركب ،فقال لم الشيخ أبو زيد الريامي:
"دعوه يدم على نفسه" يريد بذلك أن كل إنسان مزي بعمله.
ومّا يناسب ذكره هنا ما أخب به الشيخ الشيبة أنّ المام سال بن راشد والشيخ عيسى كانا
بالظاهر 4فجاءت امرأة تشتكي للمام من والدها ،وتطلب حقّها من مياث زوج لا قد مات،
وقد استحوذ أبوها على الال ،وزوّجها برجل فقي بعد أن مات زوجها الوّل ،وأنّها أنبت منه
أولدا وليس عندهم شيئ من شدة الفقر ،فاستدعى المام أب الرأة فحضر عنده ،وكان هذا
الب أعرابيا جلف غليظ الطبع ،فلمّا خاطبه المام عن ح ّق الرأة ،ر ّد على المام :ما الذي
يدخلك بين وبي أولدي ذ والمام متحمل لهله -فقال له الشيخ عيسى :هذا إمام وعليه القيام
بالعدل بي الناس .فأجاب أبو الرأة :إن كان إماما فعليه أن يغرب إل نزوى ويتركنا نن
46
وأولدنا ،وكيف هو إمام وبالمس يقرأ تت (الدعن) ،1ثّ أ ّن المام همّ بسجنه حتّى يعطي الرأة
حقّها ،فاستأذن الشيخ عيسى من المام ف إخراج العراب من البزة ،لا رأى عليه من الفاوة
والماقة ،ولا شاهد من حالته ،وألقى عليه النصائح ،فأذعن الرجل لداء ما عليه ،وأرجع الال إل
2
ابنته.
ويذكر أ ّن المام سال ذهب إل الرستاق ،زمان طلبه للعلم ،ودخل يصلّي ف مسجد هناك،
وبعد خروجه من السجد ،وجد المارة قد راثت تت جدار السجد ،فحاول المام أن يزيله
ويبعده عن جدار السجد ،فسبقه إليه رجل فقي ،فحمله وأزاحه من مكانه ،فكافأه المام بقليل
من الال والرز ،فذهب به الرجل إل بيته ،وأعطاه زوجته ،واستمرت الزوجة تنفق من الال
وتطبخ من الرز ما يزيد على الشهرين دون أن ينقص مع أنه قليل ل يكفي إل ليام قلئل ،حتّى
3
أخب الرجل بذا أصحابه ففرغ عليه.
47
ل يكن المام سال ذ رحه ال ذ من يستحبون الياة الدنيا على الخرة ،ول من يدون
أعينهم إل زهرة الياة الدنيا وزخرفها ،بل كان من أزهد الناس ف الناس ،ومن أورع العباد لرب
العباد ،وما الدين إل خصلتان تورع * وعلم بفروض الدى والوسائل.
فمما يذكر عنه أنه أثناء طلبه للعلم عند الشيخ السالي ف الشرقية ،كان يبيت الليلة والليلتي
ل يأكل شيئا ،ول يد ما يأكله ،ول يرضى أن يأكل من عند أحد ،وكان الشايخ (الغنياء)
يتسابقون لدعوته ،ولكنّه ل يرضى ،فصاروا ياولون التعرّف ما إذا كان قد َطبَخَ له طعاما وإلّ
أعدّوا له ذلك ،ولّا علم ذ رحه ال -بذا صار يترك القدر ف بيته يغلي على النار وليس فيه غي
الاء ،فيضن من رأه بأنه أعد طعاما ،بينما يكتفي ذ رضي ال عنه -بالتمر والاء ،وكان يأخذ
عوالً (السمك الجفّف) فيذهب به خارج البلد بعد الغرب ،فيدقّه ويأكل به التمر خفية من
1
العيون والساع.
فالقلب ف شبع والبطن خصان سيما التعفف تكسوهم جلل غن
أخلقهم فكأن الفقر تيجان ست اللوك وهدي النبياء على
حقيقة المر أن العيش ثعبان تثلت لم الدنيا فما جهلوا
زهد وخوف وإصبار وشكران جازوا السور خفاف الال وقرهم
خوف عليهم وما بالقوم أحزان فاز الخفون من دار الغرور فل
وذهب ف يوم من اليام إل السوق ،فمرّ على مسجد يصلّي فيه أحد الثرياء ،فصلّى هناك
الظهر ،ولّا همّ بالروج قال له الرجل الثريّ :ل ترج حتّى تتناول القهوة ،فالسوق ل يفتح ف
هذا الوقت ،فجلس المام وبعد القهوة استأذن منهم وذهب إل قصده ،وف الطريق لق به ولد
الثريّ ،فقال له :إنّ أب أرسل إليك هذه الدراهم -وكانت ثلثة عشر قرشا -لتستعي با على
مهمّتك .قال المام :ل أريدها ،فإنّ مهمّت تتاج إل قرشي وهاها عندي ،فَأرجع الدراهم إل
أبيك واشكره عنّي .فقال الولد :هذه صدقة ول ينبغي أن تردّها .فقال :أعطوها لن هو أحوج
منّي ،ول أبيت وعندي ما ل أحتاج إليه ،قال الولد :لاجة الغد ،قال المام :ومن يضمن حيات
- 1ناصر بن عبد ال العدوي ،شحذ الذهن الشارد ،مرجع سابق ،ص.8 :
48
إل الغد ،وإن حييت فسوف يكون رزقي مدودا 1.وهذا معنا قول النب ذ صلى ال عليه وسلم -
":اللهم اجعل رزق آل ممد كفافا" ،2وكأن لسان حال المام يقول:
واقنع بيأس فإن العز ف الياس اضرع إل ال ل تضرع إل الناس
ن من استغن عن الناس
إن الغ ّ واستغن عن كل ذي مال وذي نشب
يقول الشيخ سيف بن راشد العول 3ذرحه ال :-أهدي إل المام سال منسولً ليتدثّر به،
وبعد أيّام رأوا ذلك النسول على رجل فقي ،فقيل للمام :لاذا ل تستعمل ذلك النسول وأعطيته
للفقي؟ فقال المام :تفكّرت فيه فرأيتن لّا أغسله من الفلج يأخذ ذلك النسول الكثي من ماء
4
الفلج ،وخفت أن يلحقن من ذلك الاء ضمان.
ومن مرويات الشيخ سيف العول أيضا :أنّ المام عندما يريد أن يغسل ثيابه ،يغسلها أوّل
من صلصالة الصوار ،وبعد ذلك من ماء الفلج ،ول يعصر ثيابه خارج الفلج خوفا من أن ينقص
ذلك من ماء الغي 5.وذلك من شدة ورعه.
وعندما كان يتعلّم ف القابل ،رأى المام سال المام ممد الليلي- ،قبل تولية المامة-
يعصر عمامته خارج الفلج ،فعاتبه على ذلك ،فقال المام الليلي :نن ل نقدر مثلك 6.ول
يهل قدر المام الليلي ذ رضي ال تعال عنهما ذ إل من ركب فيه الهل.
49
وأخبن الشيخ سيف الفارسي أنّ المام الليلي ذ رحه ال -كان يقول :المام سال أزهد
منّا ،وذكر أنّهم خرجوا ذات مرّة من الشرقية ،فنلوا بواد ليستريوا ،فأكلوا ترا .يقول المام
الليلي :فرمينا النوى ف الوادي ،وأمّا هو ذ أي المام سال -فجمع النوى ورماه ف مكان بعيد.
فسألناه عن فعله فقال :خشيت إن رميت النوى ف الوادي أن ينظر (ينمو) ويوي الاء عن
مراه ،1فسبحان ال.
ومّا أخبن به الشيخ سيف الفارسي أيضا أ ّن المام سال ذرحه ال -جاء إل فنجا مارّا با،
فتلقّاه أهلها ،ومرّوا على مكان اسه (الرملة) ،وكان الطريق يرّ بزرعة لرجل من الرث ،فلم
يوافق المام على الرور أوّل المر ،فأقنعه من معه بأنّ صاحب الزرعة رجل سح كري ،فمر
المام ومن معه من الطريق الذي بداخل الزرعة ،وأثناء مرورهم تعثّر المام على (حشو) مزروع،
فسأل عن صاحب الزرعة ،فقيل هو :ممد بن خيس السروري الارثي ،فذهب المام - -
إل بيت الرجل بنفسه ،وأخب الرجل بالاصل ،وطلب منه العذرة ،وأراد أن يعطيه مال ضمانا لا
2
أتلف .فقال الرجل :هذا أمر ليس ف نفسي منه شيء.
ومن ورعه كذلك ذ رضي ال عنه : -أنّه لا تولّى أمر السلمي ،كانت حالته التعفّف عن
الخذ من بيت الال إلّ قوته وقوت من يعول بالعروف ،وقد أدركته فطرة البدان بعد فتح
3
سائل ،فلم يد شيئا يلكه لدائها ،وأب أن يقترض من بيت الال ،أو من الناس ،فباع (منسوله)
4
وأنفق ثنه فيما وجب عليه.
ليس التشرف رفع الطي بالطي يا من تشرف بالدنيا وطينتـها
فانظر إل ملك ف زي مسكي إذا أردت شريف الناس كلهم
وذاك يصلح للدنيا وللدين ذاك الذي عظمت ف ال حرمته
ومن ورعه أنّ النفقة القدّرة له من بيت الال ،كان الادم يأخذها له من الرجل الوكل
ببيت مال السلمي يوميا ،فكان من قدر ال أن أصاب المام إسهال ،ول يشكه لحد ،وانقطع
50
بسببه عن الروج إل الناس ،فذكرت زوجته ذلك للنساء ،فوصفن لا هريسة الدجاج ،فجعلت
تقصر من النفقة لشراء ذلك ،فعملتها له ،فلمّا قربتها قال :من أين هذا لكم؟ فأخبته ،فأمر خازن
بيت الال أن يقصر بقدره من النفقة إل غيه ،من هو أحق با ،وغي ذلك كثي ،مّا هو معروف
وغي مستنكر ول مهول 1.فوا أسفاه على زمان تؤكل فيه أموال السلمي خضما وقضما ،ويوت
فيه العدل والنصاف ،وقد قالا المام الليلي ذرحه ال ذ مِن قبل " :وكأن وقد أتى مِن بعدِنا
من يأكله خضما وقضما""وكأن بالفت على أفواه السكك" ،2ومن كان ف عينه بصيص من نور
علم أن المر كائن ،وإل ال الشتكى ،وهو الستعان ،وعليه التكلن.
وقال رجل خرجت يوما قبل الظهر ،فوجدت رجل يسوق حاره وقد أحرقته الشمس،
فيأخذ جانب الظلّ أحيانا ثّ يعود وراء حاره .فقصدته فإذا هو المام سال (قبل المامة) ،فقلت
له :ل ل تركب دابّتك؟ فقال :لنّي استعرت المار عارية من صاحبه ،لحل عليه ترا من
السوق ،فغفلت أن أستأذن صاحبه بالركوب عليه ،وعلى ذلك فليس ل أن أجع بي منفعتي،
وقد أخذته لواحدة .قلت :لكنّه من العروف أنّ من أخذ حارا ليحمل عليه ركبه ،فقال المام:
"ل أحبّ أن أتوسّع ف الرخص" 3.فأين الذين يتتبعون الرخص ،ويتساهلون ف أوامر الشرع.
ويروى أنّ له شاة يشرب من لبنها ،فرآها يوما تتكّ على جدار ،فقال :إنّا ل وإنّا إليه
4
راجعون ،إنّ هذه الشاة تن عليّ ،وأنا ل أعلم ،فأمر ببيعها ف ذلك اليوم.
51
وكان غفر ال له ،وطيّب مثواه ،إذا صعد نلة ليجن رطبها ،ربط عينيه خوفا أن يرى منل
5
أجنب ييط به.
ومن شدّة ورعه أنّه كان - -يتهجّد ف السجد ويؤتى له بالسحور ،ويوضع له ف الروزنة،
فيبقى ذلك الطعام ف مكانه أيّاما ،فعندما سئل عن عدم تناوله لذلك الطعام قال" :لنّي ل أدري
6
هل الطعام وضع ل أم ل"؟.
يقول الشيخ السالي ذ رحه ال ذ ف هذا الباب:
أنواعه ثلثة تعد والترك للشيء احتقارا زهد
تاركه إن ل يتب يعاقب زهد عن الرام وهو واجب
من أخذه البأس وليس يجر والثان زهد عن مباح يذر
بأس ولكن زهده لربه وثالث النوع زهد ما به
من كان من أشياخنا له صنع وذا هو النوع الذي به ارتفع
علم وزهد عن جيع الفان وفوق ذاك رتبة العرفان
والعارفون نوها يطيوا فالزاهدون للعل يسيوا
بسيه من طار مطمئنا فهل ترى السائر يدركنا
52
من شدّة المام وحزمه ذ رضي ال عنه -أنّه لا كان ف وادي العاول ،بلغه عن رجل
يسمّى حد بن مسلم النداب وشاية فأمر المام بتقييده ،فقال الشيخ ممد الليلي ذ قبل أن يكون
إماما :-أنا أذهب إليه ،وآت به بنفسي إل نزوى ،فوافق المام على ذلك ومن ث ذهب إل
نزوى.
ومرّ الشيخ الليلي على الرجل النداب وأفهمه بأن من الفضل له الذهاب معه إل نزوى عند
المام ،وأعطاه المان ،فوافق النداب على ذلك ،وعندما وصل الشيخ الليلي ومن معه إل نزوى،
أناخوا الركاب عند مسجد هناك ،وذهب النداب داخل الصن أثناء ذهاب الشيخ الليلي وبعض
من معه لناخة البل ،فما إنْ رآه المامُ حت أمر بتقييده وإيداعه السجن ،فوصل الب إل الشيخ
الليلي فحز ذلك ف نفسه ،إذ كيف يسجن وقد أعطاه المان ،وقد أتى به إل نزوى ول يشاور
ف أمره ،فقرّر الشيخ الليلي الروج من نزوى مغاضبا ،فعلم المام سال بعدم رضا الشيخ
الليلي ،وأنه ينوي الروج من نزوى .فقيل إنّ المام أرسل عندها من يقول له :إن كنت باقيا
على البيعة وتاف ال عز وجل فل ترج من نزوى ،وإن كنت ناكثا للبيعة ول تاف ال عز
وجل فاخرج من نزوى ،فما كاد يسمع الشيخ الليلي هذا الكلم حت رجع ف الال[ ،وكان
الشيخ الليلي قد وصل قرب الدوار الوجود الن شرقي الصن] .1وقيل :بأ ّن المام سال عندما
علم بعدم رضا الشيخ الليلي ل يرسل إليه ،وإنّما قال :ل عليكم منه ل ترضوه إنّما دينه هو الذي
يرضيه .وبالفعل فما كاد الشيخ الليلي يصل بالقرب من سعال حت لم نفسه وقال :إنّما هذا
الذي أفعله من الشيطان ،يريد أن يفرّق بيننا ،والمام عنده حقّ ،فما معارضت للحقّ إلّ إرضاء
2
للشيطان ،فرجع ،فأخب المام برجوعه ،فقال :أل أقل لكم.
وقد سبق ذكر شدة المام ف إنكار النكر وعدم مداهنته ف الدين ،وما أتاه ال ذ عز وجل
ذ من اليبة والوقار وحسن السمت ،حت أن من رآه هابه وألقي الرعب ف قلبه( ،إمام عظيمُ الِلم
ذو هيبةٍ * يغدو لا الرئبال كالثعلبِ) ومن ذلك أن خادما كان يصبّ القهوة للرجال ،وفيهم
- 1القاضي حود بن عبدال الراشدي ،مقابلة شخصية ،يوم الثني 30 :شعبان 1425هـ ،الوافق 15/10/2004م.
- 2الشيخ سعيد بن حد الارثي ،اللؤلؤ الرطب ،مرجع سابق ،ص .92
53
المام سال بن راشد ،وكان ذلك الادم يزح كثيا وقد تفوّه بكلم خليع ل يليق بالرجال ،فنظر
1
إليه المام نظرة ألمته ،حتّى بال الادم ف ثيابه وسال البول على عقبيه من شدّة الوف واللع.
وكم جنا اللسان على صاحبه ،والصمت حكمة وقليل فاعله.2
وللمام ذ رحه ال -كتب كثية إل عماله ،فيها مراشد وزجر ونصائح عن التهوّر والور
على الرعيّة ،ومنها كتابه للشيخ أب زيد عبد ال بن ممد الريامي ،3عامله على بل ،وكفى به
دليل على غيته ف الدين وصلبته وشدّته ،فإذا كان كتابه لب زيد العروف بكانته العلمية
وورعه وزهده وصلحه بذه الشاكلة ،فما بالك بغيه.
يقول ف بعض هذا الكتاب...:4فتب إل ال من تليطاتك ،فإنّ الخلّط ف دينه ،ل يقبل ال
منه صرفا ول عدل ،وأنت تعلم أنّ الدين ليس كالال ،إن أفسدت ف بعضه اندم كلّه ،فإيّاك ثّ
إيّاك يا أبا زيد ،احرص ف حركاتك وسكناتك ،وقدّم للسؤال جوابا ،وتدارك نفسك ما دام
العمر مدود ،وباب التوبة غي مسدود ،ال ال ،اتّق ال تعال.
أوصيك ونفسي بتقوى ال تعال ،وإن رأيتم من البتلى 5عيبا فخذوا بيده ،وأنزلوه منلته
الت أمركم ال أن تنلوه فيها ،والقّ يعلو ول يعلى عليه ،وما حرّضتك هذا التحريض ،وجرّدت
لك هذا النصح ،وبيّنت هذا التبيي إلّ شفقة بك ،وشفقة على نفسي من السؤال ف الوقف
54
العظيم الذي ترتعد فيه الفرائص ،ويقول فيه الصديقون والرسلون :اللهمّ ل أسألك اليوم إ ّل
نفسي ،وقد ابتلينا بأمر عظيم وخطر جسيم ،فالويل ك ّل الويل لنا ،إن ل يتداركنا ال برحته
1
الواسعة ،ويغمرنا بغفرته ولطفه.
ومن حزم المام وشدة مراقبته لعماله أنّه - -قد بلغه أنّ زوجة أخيه ناصر بن راشد
اشترت عقد فضّة ،وكان قد ترك أخاه واليا على الرستاق والعواب ونل ،ثلث وليات ،ولّا بلغه
شراء العقد كتب إليه ،من أين لك أن تشتري زوجتك هذا العقد ،خف ال واذكر سؤاله يوم
القيامة ،وذكّره بالوقف والساب والنار ودركاتا .والعقد كلّه إذا عظم عشرون قرشا فضّة أو
أقلّ .فردّ عليه أخوه الشيخ ناصر :بأنّ زوجته لا نل ،وفيه غلل واشترته من مالا ل من مال بيت
السلمي 2.فما أشبه هذا المام بأمي الؤمني عمر بن الطاب ذ رضي ال تعال عنه -ف شدته
ومراقبته لرعيته و ماسبته لعماله وأخذه بالزم معهم ،ومع ذلك فهو الزهد والورع والتقوى.
اسلكْ طريق َة أهل العدلِ مِ ْن سَلَفٍ كالصاحبي أب بكر كذا عُمر
- 1الشيخ ممد السالي ،نضة العيان ،مرجع سابق ،ص [ .239 ،238 :الرسالة كاملة ف اللحق( ،)2ص .]146
- 2الشيخ سيف الفارسي ،حيات ،مرجع سابق ،ص.58 :
55
قال من روى عنه :دخلت السجد فوجدت المام سال يبكي ،ودموعه تسيل على خدّيه
كالطر النهمر ،فسألت بعض الضور عن السبب ،فقيل :إ ّن بكاءه كان عمّا فاته من صلة
الماعة ،وهذه الادثة كانت أثناء طلبه للعلم 1.وحدّث القائم على السجد فقال" :ما دخلت
2
السجد إلّ ووجدت سال بن راشد ف الحراب".
ويقول الشيخ الشيبة عن المام سال ذرحه ال" :-ضرب به الثل ف عمان فبل المامة
وبعدها زهدا وورعا وعفافا ،ترى يده اليمن ترتعش إذا دخل ف الصلة ،وتسمع لصدره
وجيبا ،ل يسّ با يتحدّث الناس به إذا دخل ف صلته ،حتّى إنّه ليغيب عن الكون إل
3
الذب ،ل تراه طول عمره إلّ راكعا ساجدا".
وهذا الشيخ ناصر بن راشد صنو المام ورفيقه ف أسفاره وف رحلته لطلب العلم يقول:
صحبت أخي المام منذ الصغر فما رأيته ترك قيام الليل ف سفره وحضره وحله وترحاله 4.فكان
من:
عن لذيذ الضاجعِ تتجاف جنوبم
مستجي وطامعِ كلهم بي خائف
للعيون الواجعِ تركوا لذة الكرى
طالعا بعد طالعِ ورعوا أنم الدجى
بانصباب الدامعِ واستهلت دموعهم
ل تقع ف السامعِ فأجيبوا إجابةً
أوليائي بضائعِ ليس ما تصنعونه
56
تربوا ف البضائعِ تاجرون بطاعت
إنا ف ودائعي وابذلوا ل نفوسكم
ومّا يذكر أ ّن الشيخ عبد ال بن غابش النوفلي بالولء- 1رحه ال -خرج ليل ولعلّه ف
الثلث الخي فإذا به يرى النوار ترج من السجد من الباب والنوافذ ،وأعلى السجد ،فناله من
ذلك العجب! فاقترب من باب السجد ،ونظر بداخله فوجد المام سال يصلّي داخل السجد،
والنوار من حوله ،فأسرع إل بيت الشيخ عيسى بن صال الارثي وطرق عليه الباب ،فخرج
الشيخ عيسى ،واستفسر عن هذا الجيء ف هذا الوقت التأخر من الليل ،فأخبه با رأى بأم عينيه،
وإذا أراد أن يتعرّف على ذلك فليذهب إل السجد ،وليس العيان كالب ،فذهبا سويا إل
2
السجد ،فإذا بالنوار تنبعث من السجد.
وكأنا عناه الشاعر حي قال:3
- 1الشيخ العلمة عبدال بن غابش النوفلي بالولء ،كان يعرف بالبشي بن غابش وشهر به ،ث تسمى عبدال،وأصله من
أهل ودام من الباطنة ،خرج من بلده طالبا العلم الشريف ،فقصد نورالدين السالي وظل ملزما له حت أصبح من أكب
تلميذه ،ومهر ف شت فنون العلم،تول القضاء والولية للمام سال بن راشد الروصي على بدية ث على إبرا ،ث اعتذر للمام
من ذلك فعذره لتحرجه ولا يراه من أهل زمانه،توف الشيخ ف منتصف شهر صفر سنة 1339هـ [.الشيخ ممد السالي،
نضة العيان ،مرجع سابق ،ص .] 315 – 314
- 2القاضي حود بن عبدال الراشدي ،مقابلة شخصية ،مرجع سابق.
الشيخ سعيد بن خلف الروصي ،مقابلة شخصية ،مرجع سابق
مرويات الشيخ عبدال ابن المام سال[ نقل من :مموعة باحثي ،كتاب :العواب ،مرجع سابق ،ص :بدون].
- 3أبو مسلم البهلن ،ديوان أب مسلم ،مرجع سابق ،ص .401
57
مدد النفوس ومنبـع النــوار فهم غياث الكائنات وسرهـم
- 1مرويات الشيخ عبدال ابن المام سال[ نقل من :مموعة باحثي ،كتاب العواب ،مرجع سابق ،ص :بدون].
- 2الرجع السابق.
- 3التافية :يراد با الجر الذي يوضع تت الرجل أثناء الطبخ.
- 4الشيخ سعيد بن خلف الروصي ،مقابلة شخصية ،مرجع سابق.
58
صحّته ،وسأل المام الشيخ ممد :ماذا تشتكي يا ممد؟ فقال :هذا الل ول يذهب عن إ ّل
بالوسم ،فقام المام يسح موضع الل ويقرأ عليه ،فشفي من مرضه ،وما عاد له ذلك الرض ف
1
حياته بعد ذلك.
ويقول الشيخ سعيد بن حد الارثي ،أنّه سع الشيخ حد بن سليمان الليلي ذوالد الشيخ
أحد الليلي -يقول :إنّ العلم الذي أصاب الولد أحد هو بركة دعاء المام سال بن راشـد ذ
رحه ال -وذلك أنّ المام كان ف حصن بل فجيء ببسرة باكورة ،فقال :نادوا طفل وأعطه
هذه البسرة ،فنادوا طفل فلم يرض بالذهاب معهم ،فمرّ سليمان أب وهو صغي ،فقيل له يدعوك
المام ،فذهب إليه ،وسأله المام :من أنت؟ فقال :سليمان بن ناصر الليلي ،قال المام :أين
ذاهب؟ قال :أتعلم .فناوله البسرة ،وقال :بارك ال لكم ف العلم .قال الشيخ حد :فتخطّان وأب
2
هذا الدعاء إل الولد أحد ،فكانت فيه البكة.
ومّا يناسب ذكره هنا ما أخبن به الشيخ سعيد بن خلف الروصي ذحفظه ال -قال:
أخبن بدر بن سيف بن عامر الروصي ،أ ّن المام عندما كان ف نزوى جاءه رجل بدوي من
الباطنة ،وعند الطعام جلس هذا الرجل ف سفرة المام ،وكان المام يبسمل عند كلّ لقمة
يأخذها ،فجعل ذلك البدوي ياكي المام مستهزئا به ،يقول بدر بن سيف :فما رفع الطعام إلّ
3
والبدوي مصاب بالعمى عقابٌ من ال -عز وجل.-
59
عليه -وأنّه شرب من نفس الكأس الذي شرب منه مرداس ،وف تلك الليلة رأى الشيخ نور الدين
نفس الرؤيا ،فانتبه فرحا مسرورا ،فلما اجتمع به قال :أهل بن شرب من كأس مرداس ،فتعجب
المام من ذلك ،وقال:أنا الذي رأيت الرؤيا ،فمن أخب الشيخ؟!وكان الشيخ نور الدين يردد عليه
1
تلك العبارة عندما يراه مقبل".
وأخب عنه أخوه الشيخ ناصر قال :كان للمام سال غرائب مدهشة ،منها :أنّه عندما كنّا
نتعلّم ،قال ل يوما شاكيا :إ ّن الشيطان يريد أن يلعب عليّ ،فيأتين ف النوم ويقول ل :السلم
عليك يا إمام السلمي .فأقول :ف نفسي :هذه أحلم وتيّلت،فل أعتبها .ولك الن صار يأتين
ط الكبي (سال ف اليقظة ،ويواجهن بقوله :السلم عليك يا إمام السلمي ،وأران مرّة كتابة بال ّ
بن راشد إمام السلمي) .قال فقلت له :إذا أتاك مرّة أخرى ،فقل له :إن كان ذلك حقّا ،فليكن
على ألسن الناس.
قال :فما شعرت بعد أيّام ،إلّ والناس يتحدّثون أنّ سال بن راشد سيكون إماما ،حتّى إنّه ذات
يوم كان يشي وخلفه امرأتان ،تقول أحدها للخرى :علمت أنّ هذا سيكون إماما.
فقالت الخرى :كيف يكون إماما ،وهو أعمى؟
3
قالت :ما هو بأعمى ،لكنّه ل ينظر إل شيء حتّى يظنّه من رآه أنّه أعمى.
- 1مرويات الشيخ عبدال ابن المام سال[ نقل من :مموعة باحثي ،كتاب العواب ،مرجع سابق ،ص :بدون].
الشيخ سيف الفارسي ،حيات ،مرجع سابق،ص.75 :
الشيخ سعيد بن حد الارثي ،اللؤلؤ الرطب ،مرجع سابق ،ص .46
- 2قصيدة للشيخ ناصر بن راشد الروصي ،مطوط.
- 3الشيخ سعيد بن خلف الروصي ،مقابلة شخصية ،مرجع سابق.
60
ومّا يرويه الشيخ ناصر صنو المام أيضا :أنّ هاتفا يأت المام سال قبل البيعة ،يقول له :قم
بالقّ ول تبال؛ ومرّة يقول له :ما أشبهك بالمام الوارث بن كعب ،وأحيانا يقول له :أنت
1
خلف المام ناصر بن مرشد؛ والمام يتقر نفسه ،ويظنّ ذلك من الشيطان.
يقول الشيخ ناصر بن راشد ف ذلك نظما:
مـن قـبل بـيعة لـه يليه وكـان هـاتف لـــه يأتيه
رآه بالعـي كـذا إن بـانا ف نـومه ومـرّة عـــيانا
مستـحقرا لنـفسه بي العبيد وهـو يظنّ ذاك شيطانا مريد
لحـد سـواي قـط يـب وكــات لـذا وليـس يذكر
أنـت لـها الحّـاق للضلل يـقول قــم بالق ول تبال
لـوارث بن كعب ما أشبهكا وتـارة يــقول مـا أشبهكا
ابـن أب جـابر سـيد رشد وهـو إمــام وله موسى عقد
لبـن مـرشد إمـاما يوصف وتـارة يقـول أنـت اللف
كمثله زهــدا عفافا ف الورى لدى العمانيي قط ل يــرى
وف إحدى الليال كان قائما يصلّي فأخذته سنة من النوم ف سجوده ،فرأى حورية تناوله
2
عنقود عنب من النّة فأكله ،فلمّا انتبه وجد بفيه طعما شديد اللوة ،ل عهد له به من قبل.
61
ولّا مات السيد النبيل الفاضل سعود بن حد البوسعيدي 1رأى المام سال رؤيا ف منامه،
حيث رأى النب ف ملس وحوله الصحابة ومعهم السيد سعود بن حد ،فقال المام للسيد
سعود :أنت هنا! عهدي بك ف نزوى .فقال النب :إ ّن سعود بن حد من أصحاب ..كرّرها
2
مرّتي ،فانتبه المام.
62
عن حوزتا ،وإنقاذ بلده من يد الستعمار ،فقام بأمر الهاد بعد فقده ،وإحياء الدود بعد
اضمحللا ،وأمات الور بعد ما شخ بأنفه ،وقذف ال به الرعب ف قلوب الظلمة ،فرحم ال
روحه الطاهرة ،وأفاض شآبيب الرحة على تلك الوصال.1
وكان سبب وفاته -رحه ال -أنه خرج من نزوى قاصدا ديار الشرقية لنفاذ الكم ف
وهيبة وكان قد دعاهم لكم الشرع بسبب ما بينهم وبي العبيي من دماء ،فلما امتنعوا عليه عزم
المام الروج إل الشرقية مع من الشياخ والعسكر لل هذه القضية.2
وقد ذهب المام أولً إل منح ونزل بسيح ( َمعْمَد) وكان مبيته بسجد الشجرة الجاور
لبيت الشيخة العالة الليلة نضية بنت العبد الريامية (ت بعد 1338هـ) ،ويذكر أن هذه السيدة
الليلة انتهزت فرصة ميء المام ،فذهبت للسلم عليه ودفعت للمام صرة من القروش الفضية
مساهة منها ف تقوية جيش السلمي.3
ولا كان المام -رحه ال -ف منح استدعى قاضيه الشيخ سال بن حد الباشدي،4
5
وكان مرافقا له ف هذا السفر،وكان القاضي رجل ضريرا ،فقال الشيخ سال بن سعيد الباشدي
63
-وكان حينها صغيا ف السابعة عشرة من عمره : -أنا أقوده ،فقال المام :بل أنا أقوده .فقاما
سويا وأحضرا القاضي سال بن حد إل الجلس.
" ومن ث أخرج المام من مزمه مرثاة الشيخ ناصر بن سال الرواحي الت مطلعها
مولي أبشر لن تزال ميدا "الت كتبها الشيخ ناصر قبل موته -وجعل المام يقرأ القصيدة على
الشايخ بنفسه:
حفظ الله مقامك الحمودا مولي أبشر لن تزال ميدا
تزجي جدودا أشرقت وسعودا إقبال دهرك بالبشائر مؤذن
فارفع يديك لتشكر العبودا نظرت إليك من السعاة عينها
ولسوف تعرف ذلك الوعودا وعد تققه الشيئة قد أتى
ليس الزمان با أقول بعيدا قرب الزمان وأشرقت أيامه
تيي جهارا ميتا مفقودا سترى العجائب مسرعات ترتي
حت تشاهد يومك الشهودا فخذ الشارة من لسانٍ صادق
وأظن أنك تذكر العهودا ولقد أتيتك قبلها بإشارت
وترى زمانا بعد ذاك جديدا أبدى الزمان با يكن ضميه
ليس القضاء بيلة مردودا أخليفة الرحن أيقن بالقضا
أبشر وجدت بعيك النشودا يا من أضل بعيه بضيعة
ألفان لم فارقب العدودا فإذا انقضى خاء ودال بعدها
وتصي هاتيك البحار جليدا ستفور من قعر البحار جهنم
ترمي الفاعي جندل وحديدا ويعود مبيض السحائب أسودا
فوق البسيطة للجراد وجودا ستبيد خضراء الراد فل ترى
أسقطت بندا إذا رفعت بنودا فإذا انقضت يس طه بعدها
للستقامة طالعا مسعودا وإذا انقضت حيم قام ممد
مفتاحه ف قفله مفقودا هذا كتاب قد تركت لذي الجا
عش ف السعادة واللل ميدا .1 وأراك فاته وخازن سره
- 1ذكر الشيخ أبو بشي ممد الشيبة بن نور الدين السالي -رحه ال -ف نضته :أن قصيدة شاعر العرب والسلمي وردت
من إفريقيا لضرة إمام السلمي سال بن راشد الروصي ف شهر شوال من عام 1338هـ وهي بنص حروفها وجدناها ف
64
ولا انتهى المام من قرأة القصيدة قال لقاضيه سال بن حد :ما معن هذه البيات؟ فقال
القاضي:ل أفهم معناها ،فأعاد المام قراءتا مرة ثانية وأعاد السؤال على القاضي فقال القاضي :ل
أفهم معناها ،مع أنه قد فهم معن القصيدة وأنا رثاء للمام ،فقال المام عندها :إذا ل تفهمها
فسال يفهمها -يعن أنه فهم أنا رثاء له وفيها إشارة على استشهاده -ث وضع المام الرثاة ف
(بشته) 2وقال :سنذهب من طريق الضراء وه ّم بالقيام ،فقال القاضي :تهل ،فقعد المام ،وقال
له القاضي :فلنذهب من طريق سناو ودع عنك الضراء ومبيتها ،إل أن المام أصر على الذهاب
من طريق الضراء ،وكان المام قد واعد الشيخ ممد بن عبد ال الليلي -الذي بويع بالمامة
فيما بعد -بأن يلتقوا ف الضراء.3
ويروى أن المام قد رأى ف النام قصرا عظيماَ ،فسأل لن هذا القصر؟ فقيل له :لسال بن
راشد الروصي ،فذهب ناحية القصر وعندما وصل بالقرب منه ،وجد على بابه امرأة فقالت له:
مفتاح هذا القصر ف الضراء.4
ويقول أحد الذين كانوا مع المام -رحه ال -ف سفره الذي استشهد فيه واسه هلل بن
زاهر الروصي -وهو على قيد الياة إل زمن كتابت هذه الادثة : -بعد أن وصلنا إل الضراء
قرر المام ومن معه البيت با وكان الوقت ليلً ففرش الند فرشهم وفرشوا للمام ف الوسط،
فقام المام وجعل فراشه ف طرف القوم -تواضعا منه وحت ل يؤذي من معه إذا قام للصلة -
فذهب المام إل الصلة ،يقول هلل :فلما رأيت فراش المام ف الطرف نرت العسكر وعاتبتهم
على ذلك وقمت حينها وأخذت فراش المام ووضعته ف وسط القوم ،وفرشت ل ف الطرف ف
نفس الكان الذي وضع المام فيه فراشه ،وبعد أن انتهى المام من الصلة والذكر والدعاء ذهب
هيميان المام بط ناظمها بعد وفاة المام بيوم ببلدة الضراء ف وادي عندام والادثة مشهورة عند الاصة والعامة [ .الشيخ
ممد السالي ،مرجع سابق ،ص .]234وقد وجدت هذه القصيدة كاملة ف نسخة لديوان أب مسلم البهلن بكتبة السيد
أحد بن ممد ،رقم الخطوط(.)1312
- 2كيس يضع فيه العمانيون نقودهم.
- 3أخبن بذه الواقعة الش يخ القا ضي حود بن عبدال الراشدي نقل عن الش يخ سال بن حد الذي ح ضر الواقعة بنف سه،
وكذلك وجدت هذه الاد ثة مدو نة ف مطوط بكت بة ال ستاذ يعقوب البوا ن ،وقال كا تب الخطوط إ نه سع الاد ثة من
الشيخ سال بن حد الباشدي .
- 4الشيخ القاضي حود بن عبدال الراشدي،مقابلة شخصية ،مرجع سابق.
65
إل موضع فراشه ف طرف القوم فوجدن نائما هناك فقال ل :أين فراشي يا هلل؟ فقلت له :أنا
نقلته يا إمام إل الوسط فل يعقل أن نتركك تنام ف طرفنا وأنت إمامنا ،يقول :فعازمن المام أن
ينام هو ف الطرف ولكن ل أدعه يصنع ذلك فلما رأى المام -رحه ال -إصراري تركن وقال
ل :يا هلل عن يغوى فيك -وكأن المام قد أحس بدنو أجله ف تلك الليلة وأن أحدا سيتعرض
له -يقول هلل :فلم أفهم قصده من هذا الكلم وقلت :يا إمام كيف يغوى فّ ،فمن يأت
سيكشف عن لاف ويران بأن هلل ويعرفن! وعند ذلك ذهب المام ونام ف وسط القوم وقد
نام جيع من كان مع المام من شدة التعب وعناء السفر حت العسكر والدام الذي من الواجب
عليهم حراسة المام .1
وأخبن الشيخ الليل سعيد بن خلف الروصي :بأنه لا نام الميع بات رجل واحد يسمى
راشد بن سال الراشدي يرس المام طيلة الليل وهذا الرجل ليس من عسكر المام وإنا من أهل
الضراء وكان إفطار المام ومن معه ف اليوم التال عند هذا الرجل وهو رجل شجاع فاضل
حيث ظل مسكا بتفقه طوال الليل بالقرب من المام ولا أحس هذا الرجل بقرب الفجر أي ف
الثلث الخي من الليل قرر أن يذهب إل بيته ليستعد للصلة ويتأهب لعداد الفطار للمام ومن
معه من الشايخ والعسكر ،وقبل أن يذهب الرجل إل بيته قام بإيقاظ العسكر والرافقي للمام
لراسة المام ومن ث ذهب الرجل إل بيته إل أن العسكر والرافقي رجعوا إل النوم جيعا وتركوا
حراسة المام .وف هذه اللحظة جاء أعراب خبيث شقي اسه سطي ولد التويلي وكنيته أبو بسرة
وهو جحاف 2أحد بطون آل وهيبة ويسميه البدو سطيون بالتصغي قاتله ال وأذله وأشقاه جزاء
عمله الشنيع وفعله الفظيع حيث إنه اقترب من المام وأطلق عليه رصاصة واحدة أصابت المام ف
رأسه وأخبن الشيخ القاضي حود الباشدي أن الرصاصة أصابت المام ف كتفه اليسر
- 1نقل هذه الادثة الفاضل ممد بن عبدال بن المام سال الروصي من لسان هلل بن زاهر الروصي الرجل الذي حضر
هذه الادثة وأخب با ،وهذا الرجل حي إل الن إل أنه كبي ف السن ،وبسبب ظروفه الصحية نقلت هذه القصة عنه من
لسان حفيد المام سال الروصي ذ رحه ال . -
- 2جيع الصادر تذكر بأن قاتل المام رجل فزاري وكما يبدو أنم جيعا نقلوا من الشيخ الشيبة ول يكلفوا أنفسهم عناء
البحث والسؤال ،والقيقة أن الرجل جحاف وأقاربه وأرحامه خي شاهد على ذلك فليس منهم أحد يقول أنه غي جحاف[.
مكالة هاتفية مع الخ سعيد بن ممد بن غنيم الفزاري].
66
واخترقت خدي المام ومن ث يده اليمن ،فإنا ل وإنا إليه راجعون .1ويقال بأن المام فتح عينيه
وقال للعراب قبل أن يهرب ":أرحتن وأشقيت نفسك".2
ولا سع الميع صوت إطلق النار فزعوا من نومهم وكان العراب اللعي قد هيئ بعيه
وانطلق به هاربا فحاول العسكر اللحاق به ورميه بالرصاص ولكن دون جدوى.
وبعد ذلك انشغل الميع بأمر المام الذي ظل ينف دمه الطهور حت لقي ربه شهيدا
سعيدا قبيل الفجر فاكتست الدنيا يوم فقده ثياب الزن والسى حت بكى عليه العلم والعمل،
وناح لفقده السيف والسل ،فما أعظمها من رزية أصابت الدين ف لبته ،حت ستر السنا وتجبت
شس الضحى وذابت القلوب وجفت الدموع ،لفقد المام العادل والرجل الصال الكامل ،الذي
أحيا الدين وقمع البابرة العتدين وسار ف الناس على نج اللفاء الراشدين ،فكان كالصّدّيق
صدقا وكالفاروق عدلًا ،فقام بالقسط بي الرعية وقَسَمَ بينهم بالسوية ،وقد أفن هذا المام الرضي
حياته كلها بي علم وعمل وسعي لصلح أمر السلمي طلبا لرضاة رب العالي ،ومن الناس من
تي بياته الرمم وتوت بوته المم وليس الكري على القنا بحرم.
فيا لا من رزية غارت بسببها البحار وتزلزلت من عظمها البال ،فرحم ال تلك الوصال
وأدخلها برحته فراديس النان ( تلك الدار الخرة نعلها للذين ل يريدون علوا ف الرض ول
فسادا والعاقبة للمتقي ) [القصص الية .]83
وقد دفن -رحه ال -ف البلد الت قبض فيها -خضراء بن دفاع - 3وقبه معروف تت
البل الشرقي ،وقد دامت إمامته سبع سني وأربعة أشهر واثني وعشرين يوم.
67
وأما قاتل المام فقد هرب إل عبي بعد أن أهدر المام الليلي دمه وبعد شهر تكن رجل
يسمى مكتوم النيب من قتل العراب اللعي ف عبي بأمر من المام الليلي -رحه ال.1-
مراثيه. الطلب الثان :بعض
ما أعظمها تلك الرزية الت أصيب با السلمون يوم فقدوا إمامهم الزاهد الرضي وخليفتهم
العابد التقي ،الذي ضحى بنفسه ف سبيل ال وابتغاء مرضاته ،فقضى حياته طالبا للخرة زاهدا ف
دنياه ،متورعا عن مشتبهاتا ،متمسكا ببل ال التي ودينه القوي ،حت ضرب به الثل زهدا وورعا
وأمرا بالعروف ونيا عن النكر غي هياب ول مداهن .وبوته ذ رضي ال عنه ذ انثل عرش الجد
واللم ،واند طود العز والعلم.
مضوا وآثارهم نور وذكرهم * رحما ومضجعهم روح وريحان
68
إل يد رب العرش تبغي تـول يود بنفس طيب ال ذاتا
بي من حازوا الشهادة منـزل تقبلها الرحن بالروح جاعل لــها
له الويل لزال الشقي البهــل لقد فاظ مظلوما بطعنة فاجر
وأبقيت ذكر الطيبي مبجــل هنيئا أمي ال نلت شهــادة
ولكنها الجال تضي إل البـلـى.1 ولو فوديت نفس فديناك طيبـة
ورثاه أيضا الشيخ العلمة سيف بن ناصر الروصي صاحب كتاب جامع أركان السلم
بقصيدة يقول ف مطلعها:
وتكـدرت بصـــابك اليام أسفت لفقــدك سالـم الحلم
طرق الداية فالضيــاء ظلم وانسد باب العدل بعدك واختفــت
حكما لا الديان والحكــــام أنت المام الرتضى رضيت بــه
وقد رثاه الشيخ منصور بن ناصر الفارسي بقصيدة (مواعظها تذيب النفس حزنا * هي الدنيا
تنوش اللق طرا) وهي قصيدة طويلة ( با سبعون بيتا ث بيت *وأخرى سبعة من بعد تترا ) يقول ف
مطلعها:
وتنشبهم معا نابا وظفرا هي الدنيا تنوش اللق طرا
بأن مصيه ل شك قبا يود الرء دنياه ويدري
بكأس طعمه حلوا ومرا تصافحه الليال كل يوم
69
وتطعمه لذيذ العيش جرا صبا وترعه زلل الاء
ويتعبها فما أوله صب نفسا يكابدها لمع الال
له حت إذا ما نيل فقرا ذخرا يمعه ويعل ذاك
ويمل أمره خيا وشرا حل فيأت جعه من غي
ول يقتصر الرجال على رثاء المام ذ رحه ال -والزن عليه ،فهذه الشاعرة عائشة بنت سليمان
الوائلية 2ترثي المام سال ذ رحه ال -وما قالت:
70
يا ويلهم من سطوة البار قتله فتعاونوا وتعاملوا ف
71
إن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هل مقتل المام كان بسبب أعراب حاقد كان من ضمن
الطلوبي لدى المام أم أن قتل المام كان دسيسة ومؤامرة داخلية كانت أو خارجية أو كلها
معا؟!
وحت نستطيع الوصول إل القيقة علينا أن ننظر فيما قيل ف هذه القضية ،فبينما يشي البعض
بأصابع التام إل السلطان تيمور وأعوانه النليز ،ند بعضهم يقول بأن قتل المام أمر داخلي ل
دخل للسلطان والنليز فيه ،وسأعرض هنا بعض ما قيل ف هذه القضية.
.1جاء ف كتاب عمان الديقراطية السلمية للدكتور حسي عبيد غان غباش ما يعلنا
نظن أن النليز كانوا ينون وضع خطة لغتيال المام ،والنص كالتال" ...فقررت
بريطانيا الت كانت تعرف الوضع القتصادي والظروف العيشية ف مناطق المامة ذ
قررت أن تطبق عليها سياسة ذات ثلث ماور :إخضاع منطقة الداخل لصار
اقتصادي أول ،ث لعب الورقة القبلية ،وأخيا كسب الوقت ،وف ما بعد أرسل
كوكس ( )coxرسالة إل حكومة الند يقول فيها ما فحواه أن خطة العمل هذه
رست ف انتظار موت المام البكر ،من أجل التواصل بعد ذلك إل صلح مال مع
حي" ومن ث يعلق الدكتور حسي على ذلك قائل ":وهذه العبارة الخية تدعو إل
الظن بأن النليز كانوا ينون وضع خطة لغتيال المام .فالمام ل يكن مريضا ول
مسنا فلماذا ينتظر موته؟"إهـ.1
.2وقد نشر مكتب إمامة عمان ف القاهرة ف النشرة الامسة البيان التال :ف عام 1920م
استشهد المام سال بن راشد الروصي نتيجة مؤامرة آثة دبرها سلطان مسقط -أي
تيمور بن فيصل ، 2-وعلى هذا فل بد أن تكون هذه الؤامرة بي السلطان وعملئه ف
الداخل ،وهذا طبعا على تقدير صحة القول بأن السلطان تيمور هو وراء عملية
الغتيال ،ويا ترى من هم العملء الونة الذين ساعدوا السلطان ف هذه الؤامرة
الشيطانية؟!! وقد وجدت بعض الهتمي بالتأريخ من العمانيي يشي إل أن قتل المام
عملية مدبرة من السلطان وبعض الونة العملء بالداخل ولكن بدون تصريح أو
تسمية ول أدري ما السبب الانع من ذلك مع أن القضية قد مر عليها سني عددا ؟؟!
- 1الدكتور حسي عبيد غان غباش ،عمان الديقراطية السلمية ،مرجع سابق ،ص .285
- 2نشرة مكتب المامة بالقاهرة ،النشرة الامسة [،نقل من :ممد علي الزرقا ،مصدر سابق،ص .]212
72
.3وقد ذهب الدكتور إبراهيم ممد شهداد ف كتابه الصراع الداخلي ف عمان إل القول
بأن عملية اغتيال المام كانت عملية عمانية بته سواء كانت بسبب أحقاد شخصية
أو عملية جاعية منظمة ،وقد استبعد أن يكون للسلطان تيمور ومستشاره أي دخل ف
القضية مطلقا ،وذلك بدليل أن الثني كانا ف الند وقت وقوع الغتيال بالضافة إل
ذلك فإن المور كانت ف صال السلطان ف ذلك الوقت بدليل أن بعض القبائل ل
تعد تستمع لوامر المام على حد قوله.1
ولكن يكن أن يقال بأن وجود السلطان ومستشاره ف الند وقت وقوع عملية الغتيال ل
يكفي كدليل ينفي عدم تورط السلطان ف هذه القضية فمن السهل على السلطان أن يدبر هذه
العملية ومن ث يسافر إل الند ،أما قول الدكتور بأن المور كانت ف صال السلطان ف ذلك
الوقت بدليل أن بعض القبائل ل تعد تستمع لوامر المام فل يسلم بذا الكلم مطلقا لن دولة
المامة ف ذلك الوقت قد اتسع نفوذها وقويت سيطرتا على معظم البلد ورضخت أكثر القبائل
العمانية للمام بعد أن نحت دولة المامة ف التوحيد بي القبائل الناوية بقيادة الشيخ عيسى بن
صال الارثي وبي القبائل الغافرية بقيادة الشيخ حي بن ناصر النبهان ،وتؤكد جيع الصادر
تفوق دولة المامة وكثرة انتصاراتا ف ذلك الوقت ،ول يكن نفوذ السلطان تيمور يتعدى أسوار
مسقط ومطرح والناطق الجاورة لا ،فكيف يقال بعد ذلك بأن المور كانت ف صال السلطان
تيمور؟؟!
.4ويقول أحد الستشرقي واسه (وندل فيلبس) ما نصه" :وف ساعة متأخرة ذات ليلة استطاع
احد رجال هذه القبيلة التسلل والفلت من الرس حت وصل إل أحد العسكرات ،وقام بإطلق
النار على المام سال فقتله ،وهرب تت ستار الظلم".2
وعلى كل حال فإنن استبعد كل الستبعاد أن تكون عملية اغتيال المام كانت بسبب
أعراب حاقد أغراه سفهاء قومه على فعل ذلك ،وأكاد أجزم بأنا عملية مدبرة ولكن أتوقف عن
اتام أي جهة لعدم وجود الدلة القاطعة الت تثبت تورط جهة معينة أو شخص بعينه ف هذا
- 1الدكتور إبراهيم ممد شهداد ،الصراع الداخلي ف عمان ،خلل القرن العشرين()1975-1913م.دار الوزاعي،
الطبعة الول 1409هـ 1989 -م ،ص .97
- 2وندل فيلبس ،تاريخ عمان ،الطبعة الامسة 1424هـ 2003 -م ،ص .152
73
المر ،والسألة هذه ل أراها تتمل الشك والظنون ،غي أن على يقي تام بأن هناك من يعرف
هذه القضية ومن شارك فيها وكل تفاصيلها وهم أكثر من شخص وعسى أن تظهر القيقة ف يوم
ما ويدون التأريخ على حقيقته بعد طول كتمان.
74
المبحث الثالث :مكانته العلمية وثناء العلماء
والشعراء عليه.
ـ ــــ
75
قد عاش المام الرضي ف مقتبل عمره ف عصر ندرت فيه وسائل التعليم وف زمان
احلولكت فيه الظلمات وانتشرت فيه الفت والهالت واشتغل الناس فيه بطلب الرزق ولقمة
العيش الت تبقيهم على قيد الياة لِما كانت تعانيه البلد من تردٍ ف جيع مناحي الياة.
وبسبب هذه الظروف الصعبة ل يكن طلب العلم بالشيء السهل الي ،فما كان يصل إل
بشق النفس وكثرة الجاهدة وتمل الصاعب والشاق ،ومفارقة الهل واللن ومغادرة الديار
والبلدان ،كل ذلك ف سبيل العلم ( :وما يلقاها إل الذين صبروا وما يلقاها إل ذو حظ
عظيم).1
إل أن إمامنا الرضي استطاع منذ صباه أن يقهر عوادي الزمان وظلمة اليام ويتجاوز كل
الواجز والعقبات الت تول بينه وبي نور العلم بقوة إيانه وثبات يقينه ورجاحة عقله وثقته بال
وتوكله عليه ،فهاهو يبدأ طريقه بفظ كتاب ال على يد أبيه وكما يظهر من كلم صاحب
النهضة فإن المام التحق بدرسة القرآن ف بلدة (مشايق ) ،2إذ ل تكن قرية ف عمان تلو من
معلم يقوم بتلقي الصبيان مبادئ الدين النيف.
إل أن نفس المام البية وروحه الزكية ظلت ترنو وتشرئب للنور وهها أن تنهل من بر
العلم حت ترتوي منه ،فكأنا جعل ال تعال ف نفسه المة العالية ف طلب العلم والعمل به حت
تطلع وتتأهب لذلك القام العظيم والسؤولية السيمة الت ستلقى على عاتقه من النهوض بأمر
السلمي والقيام بواجب المامة وإظهار الق وإزهاق الباطل والذب عن حياض الدين وكبت
البابرة العتدين وأذنابم من النافقي الارقي.
فلما رأى إمامنا الرضي أن بقاءه ف بلده ل يروي ظمأه من العلم ول يسد جوعته من
العرفة ،قام حينها وأخذ بزمام راحلته بعد أن أخذ زاده من التقى ،مهاجرا لطلب العلم وكان
آنذاك ل يزل صبيا ل يبلغ اللم ،فصب على مفارقة أبويه وإخوته وأقاربه وتمل مشاق السفر ف
ذلك الزمان العصيب.
وأقف بك أخي القارئ وقفة يسية ف سفر المام الرضي لطلب العلم حيث أن الصادر
والراجع فيها اختلف واتفاق ،فاتفقت جيعها بأن المام خرج إل ديار الشرقية عند الشيخ نور
الدين السالي طلبا للعلم وكان حينها مناهزا للحلم ،واختلفت ف الفترة الت سبقت خروجه إل
- 1سورة فصلت ،الية رقم(.)35
-2الشيخ ممد السالي ،نضة العيان ،مرجع سابق ،ص ، 150بتصرف.
76
الشيخ السالي فذهب صاحب كتاب النهضة إل أن المام قد خرج أول إل بلدة العواب لتلقي
العلم هناك ومن ث هاجر إل الشرقية عند الشيخ السالي ول يفى أن الشيبة قد عاصر المام سال
فربا يكون قوله أقرب إل الصواب.
بينما يشي بعض الهتمي بالتأريخ أن المام -رحه ال -خرج أول إل الرستاق عند
الشيخ راشد بن سيف اللمكي ومن ث انتقل إل الشرقية عند نور الدين السالي.
وعلى أي حال فإننا لو قلنا بأن المام خرج إل العواب ث إل الشرقية كما قال الشيبة فمن
الستبعد أن ل يذهب المام إل الرستاق عند الشيخ اللمكي مع قرب السافة بي العواب
والرستاق .ويقول الشيخ أحد بن سعود السياب:ل أستبعد أن يكون المام سال قد خرج إل
الرستاق عند الشيخ اللمكي ومن ث عند الشيخ العبي ف المراء وبعد ذلك خرج إل الشرقية،
وكان المام ير على الشيخ اللمكي والشيخ العبي أثناء تردده على بلده بعد أن انتقل إل الشرقية
وذلك لزيارة أبويه وأقاربه.1
وقد مر سابقا بأن جيع الصادر والراجع اتفقت ف أن المام قد هاجر إل ديار الشرقية عند
النور السالي ،وكان المام عندها قد ناهز اللم وما إن وصل المام سال-رحه ال -عند شيخه
السالي حت حط رحاله هناك بعد أن وجد ضالته النشودة وبغيته الطلوبة ،وظل ملزما لشيخه
السالي ف حضره وسفره وحله وترحاله ،يغترف من ذلك البحر الطامي والعال الربان وحيد
عصره وفريد دهره الجتهد الطلق والول الوفق النور السالي -رحه ال -فدرس على يديه شت
العلوم من نو وفقه وتفسي وأصول الدين وأصول الفقه وغيها من العلوم ،ول يفارق شيخه من
اليوم الول الذي وصل فيه إل ف فترات يسية يتردد فيها على بلده لزيارة أبويه وأقاربه مؤديا
لواجب الب وصلة للرحم رحه ال.2
وبا أن المام سال ذ رضي ال عنه -عندما خرج إل الشرقية كان مراهقا للحلم واستمر
ملزما للشيخ السالي إل عقد البيعة عليه ف عام 1331هـ ،فإنه يكن تقدير السنوات الت مكث
فيه عند شيخه السالي حيث تكون بالتقريب بي( 1315هـ 1331 -هـ ) أي ما يقارب خس
عشر سنة وهذه الفترة الزمنية الطويلة كفيلة ف تكوين شخصية المام العلمية والعملية ،وربا
77
ملزمته للشيخ السالي هذه الدة كان بطلب من الشيخ السالي حت يهيأ لذلك النصب العظيم
والدور السيم الذي سيلقى على عاتقه.
وقد عاصر إمامنا التقي مموعة من العلماء والشياخ الذين استفاد من علمهم ،وقد ذكر
1
بعض الباحثي أن طلب الشيخ السالي كانوا يترددون على مدرسة الشيخ حد بن سيف اليعرب
ف إبراء وعلى مدرسة الشيخ عبد ال بن راشد البسي 2وكانت مدرسته على ضفاف وادي إبراء،
بالضافة إل ذلك فإن الشيخ السالي ذ رحه ال -كان كثيا ما يراسل الشيخ أحد بن سعيد
الليلي ويقوم بزيارته بن معه من الطلبة ومنهم بالطبع المام سال ،ول شك أن هذه الزيارات
تدث فيها الكثي من الناقشات العلمية وطرح السائل الفقهية وقد سبق ف الفصل الثان وأن
ذكرنا بعض هذه الزيارات فل داع للعادة ذكرها مرة أخرى.
وبا أننا ف صدد الديث عن التكوين العلمي للمام الرضي فل يكن أن نغفل عن دور
الصحاب والقران الذين تعلم المام معهم من أثر كبي ودور بارز ف هذا الانب ،فل ريب أن
أقران المام سال من تلميذ الشيخ السالي كانوا غاية ف الرص على طلب العلم والتمسك
بالدين وقمة ف التقوى والورع ،ولسنا هنا ف مقام حصرهم ول ذكر مناقبهم الت ل تفى على
من حاول اقتفاء آثارهم ونج طريقهم ،وإنا نقتصر على ذكر البعض منهم ،فطلب الشيخ
- 1هو الش يخ ح د بن سيف بن ح د بن بلعرب اليعر ب(1295ه ـ 1361 -م) كان شاعرا ضريرا ،ولد ببلد الزم ث
انتقل مع أبائه إل ولية إبراء بسبب الفت الاصلة ف ذلك الزمان قبل ظهور المامة ،فاستوطنوا بلدة النظارة من إبراء بوار
الش يخ عي سى بن را شد الغيي و من م عه من أشياخ ال ساكرة ،و جد ف طلب العلم فلزم الش يخ سيف بن علي بن عا مر
ال سكري وكان وقاد الذكاء قوي الذاكرة وكان شاعرا ف صيحا و من ق صائده الرائ عة ما أورده صاحب ن شر الورى ومن ها
البيات التالية-:
شتمُ برق العال إذا سنا *** إذا سنا برق العال شتمُ
لكمُ أبواب قدس فتحت *** فتحت أبواب قدس لكمُ.
خضتمُ بر النايا بالضبا *** بالضبا بر النايا خضتمُ
لكمُ رايات مد رفعت *** رفعت رايات مد لكمُ.
( أ -الستاذ يعقوب البوان ،مقابلة شخصية ،مرجع سابق.ب -فهد بن علي السعدي ،معجم أعلم شعراء الباضية ،ص
).28
78
السالي ذ رحه ال -أصبحوا بعد ذلك أساطي المامة وأعمدة الستقامة فمنهم المام العادل
ومنهم القاضي الفطن ومنهم الجاهد الغوار والسد الكرار ومنهم العلم الرب والداعية الصلح،
فكانوا جيعا رضوان ال عليهم أقمار الدجى وشوس الضحى الذين نشروا العدل والحسان و
المن واليان ،ومن هؤلء-:
وغي هؤلء كثي من فطاحل الرجال وأرباب الكمال من قامت على أظهرهم المامة فكانوا
أساطينها الراسخة وأعمدتا الباذخة فجزاهم ال عن السلم خي الزاء.
79
أن المام قد تتلمذ ف صغره على يد الشيخ صال بن سعيد الساعيلي والشيخ سباع بن راشد
الرشيدي ،ولذا فإنن سأثبت ف هذا البحث تراجم هؤلء جيعا بشكل متصر وبال التوفيق.
أول :الشيخ الول الحقق والعال التقي الدقق نور الدين عبدال بن حيد السالي.
ولد الشيخ السالي ف بلدة الوقي من أعمال الرستاق ونشأ با ،وقرأ القرآن العظيم عند
والده وأت حفظه هناك .وقد اختلف الباحثون ف سنة ولدته فذهب الكثر إل أن ولدته كانت
سنة 1286هـ ،وذهب بعض أحفاده إل أن ولدته سنة 1284هـ ،بينما رأى بعض التأخرين
أن ولدته سنة 1288هـ ،وكل هذه الراء ل تعتمد على الدليل ل تعتمد إل على دليل النقل
ماعدا الرأي الثالث إذ ينبن على أن الشيخ السالي ألف أول كتاب له بتاريخ 1305هـ ،وكان
1
عمره عندها سبعة عشر عاما ،فيكون مولده ف عام 1288هـ ،وال أعلم بالصواب.
وقد كف بصره ذ رحه ال ذ وهو ابن اثن عشرة سنة إل أن ال سبحانه وتعال أنعم عليه
بقوة البصية وحسن السريرة ،وهو القائل مدثا بنعمة ال:
قول عليكم قـد صعب فأنا النصيح وإن يكــن
أنن الصــم الرب وأنا الشفيق وإن حسبتـم
ـتم سيت ل تستحب وأنا الحب وإن ظننــ
ـم أنن أعمى أدب.2 وأنا البصي وإن رأيتـ
80
وقد خرج الشيخ السالي من بلدة الوقي مع والده وأسرته إل بلدة البة من قرى الباطنة
من بلدان آل سعد بن بكر ،وما ذلك إل بسبب الفت والروب العمياء الادثة ف ذلك الزمان
حيث نسي الناس بسبب التعصب القبلي لغة اللسان وما عادوا يتفاهو إل بلغة الرصاص والسنان
وال الستعان ،ومن ث انتقل الشيخ مع أسرته إل الرستاق حيث العلم والعلماء ،فتتلمذ الشيخ
السالي على يد نبة من العلماء منهم :الشيخ راشد بن سيف اللمكي والشيخ ماجد بن خيس
العبي والشيخ العال الزاهد عبدال بن ممد الاشي.1
وقد التزم الشيخ السالي حلقة الشيخ راشد اللمكي إذ كان من أكب علماء الرستاق فدرس
على يديه متلف فنون العلم .وقد لحظ الشيخ اللمكي ف تلميذه السالي سرعة الفهم وقوة
الفظ وسرعة البديهة وحضور الذهن فأعجب به وقربه منه وقدمه على غيه ،ومن ذلك أنه رآه
يقرأ ف كتاب لمية الفعال فتملك شيخه العجب ،وظن أنه تطاول على مال يقدر عليه،فقال له:
كيف تقرأ مال تفهم ،فقال :يا شيخي إنن أفهمه ،وأستطيع أن أشرح ما قرأت ،فكان شرحه مل
إعجاب شيخه.2
وف عام 1308هـ هاجر الشيخ السالي إل الشرقية واستقر به القام عند الشيخ الجاهد
الحتسب صال بن علي الارثي ذ رحه ال ذ وأخذ من فوائده ودرره ،وما قاله الشيخ صال
عندما رأى النور السالي عند قدومه إليه لطلب العلم :شاهدت اليوم ولدا ساليا من الوقي يكاد
يلتهم العلم التهاما ،ولئن بارك ال فيه يكون مددا لذا الدين وقدوة للمسلمي ،فكان كما قال.3
وقد أوت الشيخ السالي حظا وشهرة ف العلم فضربت إليه أكباد البل ووفد إليه طلب
العلم وأقبل عليه الناس يستفتونه ف أمور دينهم ،وقد درس الشيخ السالي طلبته سائر فنون العلم
81
كالتفسي والديث وأصول الفقه وأصول الدين والنحو والعان والبيان والنطق وغيها من
العلوم.1
أما عن شائله -رضوان ال عليه ذ فحدث ول حرج ول يكفي هذا الختصر لبيانا وعدها
وإنا أذكر منها اختصارا ،فقد كان رحه ال شديد الغية ف ذات ال تعال ل تأخذه ف ال لومة
لئم ،مشغول البال بأمته ،يفرح لا ينفعها ،ويزن لا يضرها ،وملسه ل يلو من فائدة ،قضى
دهره ف العلم والتدريس والتأليف والقضاء بي الصوم والنظر ف أمر السلمي ،وكان ذعفا ال
عنه ذ كثي التضرع إل ال فتراه ف كثي من أحيانه يرفع صوته قائل :لبيك اللهم لبيك ،ويبسط
يديه ويدعو ربه :اللهم اجع الشمل ،وألف بي القلوب ،وأيد الكلمة .يرجو بذلك جع نظام
السلمي .وكان كثيا ما يقول :اختبنا ال فوجدنا كاذبي.يتأوه كثيا لا يراه ف الناس من
الختلف وانتشار الفساد وتعطيل الحكام ،فتراه يقطع حديثه ويتنفس الصعداء ويقول :ذهب
الوفاء ،ذهب الدين ،ذهبت الروءة ،ذهبت الغية ،ذهبت المية ،طمع فينا الصم ،طلبنا بالكائد،
نصب لنا البائل ،فإنا ل وإنا إليه راجعون ،ومن قوله:
حرب النصارى اليوم بالدواهي والكــل منا غافل ولهي
فيأخذون الدار بالدايــع وإنا أقوى مــن الدافع.2
وكان ذ رضوان ال عليه ذ القطب العظم الذي قامت عليه المامة ف عمان من بعد ما
انتشر الظلم وساد الور واستفحل الهل ،فانتشل المة من غياهب الظلم الدلم ونض
بالسلمي من بعد الفرقة والختلف إل الوحدة والئتلف ،فبورك مسعاه ونال مناه ،باتاد
الكلمة ووحدة الصف ،فعاد العمانيون إل مدهم الباذخ وعزهم الشامخ ،يملون راية الق
والدين ،يبتغون مرضاة رب العالي.
وقد أثن عليه العلماء أفضل الثناء ول يعرف الفضل لهل الفضل إل أهل الفضل ،ومن ذلك
ما قاله الشيخ أبو إسحاق إبراهيم اطفيش ذ رحه ال ذ :إن رجال العلم آن ذاك جلهم من
تلميذه ،وقد نبغ منهم كثي وحسبك أن صفوة هذه المة هناك والذين عليهم المامة واللك هم
82
تلميذه وهذه الروح الت نفخها فيهم حت كانوا حى للدين والمة من أكب الشواهد على
إخلصه وعلو شأنه ومكانته.1.
وقال الشيخ الليل ممد بن شامس البطاشي ذ رحه ال ذ " ول مغالة إذا قلنا أن أغلبية
علماء وقضاة عمان ف القرن الرابع عشر الجري من ثار غرس ذلك الب الليل وتلميذه
كثيون جدا ".2
وأختم الديث عن النور السالي با قاله شيخنا البدر الليلي ذ حفظه ال ورعاه ذ إذ يقول
ف ماضرة ألقاها عن منهج السالي ف مؤلفاته الفقهية ":ول أستطيع أن أقول بال من الحوال
بأنن قادر على أن أسلط الضوء على هذا الوضوع لن الوضوع ليس باجة أن يسلط عليه
الضوء ،وماذا عسى أن يغني ضوء الذبالة إذا سلط على عين الشمس" ويقول بعد
ذلك ":وإنن أؤكد بأن حياة هذا المام مهما تدث عنها التحدثون ،وألف فيها الؤلفون لا
أوفوها حقها ،فحياته ذ رحه ال ذ حافلة بلئل العمال ،وإنن ل أجد جلة موجزة تتحدث عن
مقام هذا المام كما وجدتا ف شطر بيت شعري قاله شاعر العرب ،الشاعر السلمي الكبي أبو
مسلم ف قصيدة رثاه فيها ،وذلك عندما قال:
"جــــمع العالم فـــي حيزومــــه"
وكفى با وصفا لذا المام الليل ،كما أنن ل أنس كلمات عذبة قالا شاعر عمان الكبي الشيخ
عبدال بن علي الليلي ف وصف هذا المام وإرادته عندما قال " :الذي هم فضاقت عن
هممه الدهر وأراد فعجزت عن نفي إرادته إرادة الزمان".3
- 1مقدمة الشيخ أبو إسحاق إبراهيم اطفيش لكتاب جوهر النظام ص (ز).
- 2عبدال بن سال بن حد الارثي ،أضواء على بعض أعلم عمان قديا وحديثا ،ص .79
- 3قراءات ف فكر السالي ،حصاد الندوة الت أقامها النتدى الدب ف عام 1413هـ1992 -م،الطبعة الثانية ،ص 16
– .17
- 4انظر هذه الترجة ف :تبصرة العتبين ص 112 – 83
الشيخ ممد السالي ،نضة العيان ،مرجع سابق ،ص .351 – 345
الدكتور مبارك بن سيف الاشي ،المام السالي وآراؤه ف الليات ،مرجع سابق ،ص .93 -92
83
ولد -رحه ال ذ ف ولية المراء ف شهر رجب عام 1252هـ وقيل 1254هـ ،وقد
نشأ على يد والده الزاهد :خيس بن راشد وكان رجل من أفاضل السلمي .تعلم الشيخ العبي
القرآن الكري والكتابة على يد الشيخ ناصر بن سال العدوي وشيئا من مهمات التوحيد من والده
الشيخ خيس بن راشد.
وبعد وفاة والده انتقل إل الرستاق وكان با السيد قيس بن عزان وكان هذا الخي مبا للعلم
والعلماء ينفق من ماله على التعلمي والنساخ حبا منه ف خدمة العلم .وقد قضى الشيخ العبي
حياته كلها ف الدراسة والتدريس والقضاء والفتوى ومع غزارة علم الشيخ إل أنه ل يشتغل
بالتأليف والتصنيف ،وللشيخ قصائد جة ف الوعظ والكمة إل أنه قام بتمزيقها ول يبق منها إل
ما فاته ف أيدي الناس ،ومن نظمه:
ذهب العمر والرحيل قريب هيه نفس مالنا ل نتــوب
سوف يعروه بعد ذاك غروب كل حي قد احتواه طلوع
وأران اليوم أناخ ف الشيب كنت بالمس أرتي الشيب
دأبه دائـما وكيف يطيب كيف يلو دهر لنا وهو هذا
وقد عاصر ذ رحه ال ذ ثلثة أئمة عدول وهم المام عزان بن قيس البوسعيدي والمام
سال بن راشد الروصي والمام ممد بن عبدال الليلي ذ رضوان ال عليهم أجعي.
توف ذ رحه ال ذف يوم الحد 24مرم سنة 1346هـ ،وسبب وفاته أنه خرج ليتوضأ
من الفلج فسقط فيه فأصابته جراح ف ساقه ومن ث ابتلي برض ف سائر جسمه ،وف الوقت الذي
أحسن فيه باشتداد الرض أنشد هذه البيات من قصيدة العلمة ابن النظر:
وألطف من جيع الوالدين إلي أنت أرأف ب وأول
ول أك كنت من ماء مهي بلطفك صغتن بشرا سويا
إذا ذهل الَدِين على الَدِين فهب ل منك مغفرة وعفوا
84
وقد عاش ذ رحه ال ذ ( )94سنة على قول وقيل 92على قول آخر ،وقد حزن على فقده
السلمون خاصة وعامة وقد رثاه شعراء عصره براث طنانة منها قصيدة الشيخ الفصيح سال بن
سليمان بن عدي الرواحي:
وسائر الصيت ف قاع وف أكـم يا عال الشرق ياقُــوّا َم دعوتنا
من ذا تركت على السلم يدمه وليس يعرف فيه ساحة السأم
رحى الصابة ف حرب وف سلم ومن يدير أمور السلمـي على
فقد ترامى بوجه غي مبتسم. ومن على العلم ينحوه على شغف
85
وقد توف -رحه ال ذ سنة 1333هـ ،وله من العمر إحدى وسبعون سنة وذلك ف
إمامة المام سال الروصي ،فجزاه ال عن السلم خي الزاء.
86
وانتقل الشيخ الول إل الدار الخرة ف الادي عشر من شهر ذي الجة لسنة ألف وثلثائة
وأربع وعشرين ،بعد حياة قضاها ف العلم والعطاء وعمر كله خي ووفاء وكان عمره ل ياوز
الربعة والربعي عاما .ويكى أن الشيخ قال لخيه عبدال ف صبيحة يوم العيد بعد أن صلى
بقومه صلة العيد :انتظر قليل لحدثك خاليا ،فقال لخيه :يا عبدال لقد رأيت رسول ال ذ
صلى ال عليه وسلم ذ ف النام يقول ل" :هلم إلينا يا أحد ،يكفيك من الدنيا ،فإنا مشتاقون
إليك" فإن صحت الرؤيا فإن ميت اليوم أو غدا ،فإذا مت فأسرع ف إنفاذ وصيت ،فعاد
الخوان ،أما الشيخ أحد فعليه سة السرور والفرح ،وأما أخوه عبدال فرجع باكيا مزونا.
- 2جع هذه الترجة الباحث فهد بن علي بن هاشل السعدي ،ترجة غي منشورة.
87
عزان ،فإن العلقة ساءت بي الشيخ صال والدولة الديدة ،فطلب منهم إعفائه من الولية
والقضاء ،فأعفته الدولة عن ذلك ،على أن يستمر ف القضاء أينما حلّ وارتل ،فانتقل الشيخ إل
سيّاح) قريبا من مشايق.
منطقة( ال ِ
وقد عرف الشيخ بشدة طلبه للعلم حيث أنه أخذ العلم أول عن أبيه الشيخ سعيد بن ممد،
ومن ث جعل يطوف آفاق الرض لطلب العلم ،فرحل إل العراق والشام والجاز والشام ومصر
وبلد الغرب حت التقى هناك بقطب الئمة ذ رحه ال ذ فأصبح الشيخ صال برا زاخرا بختلف
فنون العلم.
وبعد هذه الرحلة الطويلة ف طلب العلم أنشأ الشيخ مدرسة خرجت العلماء والئمة ،فكان
من جلة تلميذه:الشيخ العلمة بريك بن سالي الغافري ،والشيخ الجتهد نور الدين السالي،
وكذلك تلميذه المام سال بن راشد الروصي والشيخ ناصر بن راشد الروصي ،وغيهم كثي.
وكان للشيخ صال مكتبة عظيمة هائلة توي كتبا ف شت العلوم والفنون وكان الشيخ حريصا
عليها أشد الرص ،وما يدل على ذلك أن أحد الشياخ أرسل إليه يريد استعارت بعض الكتب،
فرد عليه الشيخ برسالة ضمنها قول الشاعر:
أل يا مستعي الكتب دعن فإن إعارت للكتب عـار
فمحبوب مـن الدنيا كتاب وهل أبصرت مبوبا يعار
وف أواخر حياته سافر إل شرقي أفريقيا ،فاتذ له هناك البساتي والراضي ،فجعل ينتقل بي
عمان وشرقي أفريقيا ،حت وافاه أجله الحتوم ف شرقي أفريقيا سنة 1345هـ.
- 1انظر :القاضي حد بن سيف البوسعيدي ،قلئد المان ف أساء بعض شعراء عمان ،مسقط 1423هـ1993/م،ص
.268
88
الكثي من الناس ،وقد أدرك عصر المامي سال بن راشد الروصي والمام ممد بن عبدال
الليلي،وقد وافته النية ف سنة 1341هـ.وقد رثاه الشيخ إبراهيم بن سعيد العبي برثاة رائعة
إليك مطلعها:
وموحشة النآهل والرباع رأيت الرض مظلمة البقاع
وخاوية الساكن والقلع ومدبة الناهل والراعي
رشيدي الناسب والطباع بوت منارها الادي سباع
ومدود النوال بل انقطاع حليف الي مشكور الساعي
ومأمون الطا والقلب واعي وموهوب السطا يوم القراع
لكل عويصة ف أي داعي سي العلم كشاف القناع
لكل فضيلة ف الرض ساع وجواب السباسب والتلع
لصلحة الورى خوف الضياع أل يا نل راشد من يراعي
89
ومنهم ممد بن عبد ال بن سعيد الليلي وليس فيه علة ف ذاته وإنا العلة ف أبيه عبد ال فهو لن
يرضى أن يكون ابنه إماما وممد ل يالف أباه ،ورابعهم :سال من العلل .فقال الطلبة :ومن هو ؟
1
فقال :سال من العلل ،وهو يشي إل المام سال-رضي ال عنه.-
وف هذه الادثة دليل واضح على مؤهلت المام سال العلمية والعملية واللقية ،فهذا
الشيخ السالي انتقد أحد الربعة بقلة العلم والخر بصفة سلوكية نده يصف المام سال بلوه
من هذه العلل.ونرج من هذا بأن التكوين العلمي للمام يؤهله للقيام بسؤولية المامة ،ويتضح
ذلك جليا ف أحكام المام وحزمه ف تنفيذ الشرع وتطبيقه ،كما سيتضح ذلك ف الفصل التال
بإذن ال تعال ف البحث الثالث منه تت عنوان :أحكامه.
وقد أثن على المام العلماء والشعراء وخاصّة الناس وعامتهم ،فما يذكر اسه إل بالثناء
الميل والشكر الزيل حت صار هذا المام مضرب الثل ف الخلق الزكيّة ،والصفات العليّة،
والنجدة والقدام.
فهذا شيخه السالي-رحه ال -يثن على تلميذه المام وهو ف لظاته الخية من الياة
فيقول (( :ل أخاف عليكم من وهن وإمامكم سال بن راشد ،ول من جهل وعالكم عامر بن
خيس)) .2وهذا نور الدين السالي يصف المام سال ذرحه ال -عندما كان طالبا شابا عنده
3
فيقول(( :إ ّن هذا الولد سال ل يسكت إذا رأى أمرا يالف الشرع.))...
وأخبن الشيخ سعيد بن خلف الروصي-حفظه ال -قال :عندما كنت صغيا كنت أذهب
عند الشيخ خلفان بن جيّل السياب لطلب العلم ،وف إحدى الرات دخلت على الشيخ خلفان
وف يده كتاب عن سية العمرين يقرأ منه ،فقال الشيخ خلفان (( :من ل يعرف سية المام سال
فهذه سيته)) ،وأشار إل الكتاب ،يعن بذلك أن سية المام سال-رحه ال -كسية العمرين-
رضوان ال عليهم أجعي.4-
-1الشيخ سعيد بن خلف الروصي ،مقابلة شخصية ،مرجع سابق.
الشيخ سيف بن ممد الفارسي ،مقابلة شخصية ،مرجع سابق.
-2الشيخ ممد السالي ،نضة العيان ،مرجع سابق ،ص 199
الشيخ سعيد بن حد الارثي ،اللؤلؤ الرطب ،مرجع سابق،ص 215
- 3الشيخ سعيد بن خلف الروصي ،مقابلة شخصية ،مرجع سابق.
-4الشيخ سعيد بن خلف الروصي ،مقابلة شخصيّة ،مرجع سابق.
90
وكان الشيخ ممد بن شامس البطّاشي-رحه ال -يقول (( :إذا كانت سية الليل بن أحد
من فضة ،فسية المام سال من ذهب )).1
والشيخ الشيبة ممد بن عبد ال السالي يقول ((:المام سال نور يشي على الرض )).2
وكان الشيخ ناصر بن راشد صنو المام إذا قيل له من أكب أنت أم المام يقول (( :هو أكب
من وأنا ولدت قبله)).3
وقد أجاد شاعر العرب أبو مسلم البهلن ف مدح المام والثناء عليه ،فلم يدع بعده قول
لقائل ،وحق أن يقال إنه أتعب من جاء بعده ف الثناء على المام ،ووصف مناقبه،ومن ذلك قوله
ف قصيدته النونية:4
91
من الكري وتصيص وإحسان والعلم بال والخلص عارفـة
ل نفس ما لا ف الناس حسبان مواهب ساقها من فيض رحـته
وهن ف ملكوت ال شهبـان يعدها الناس من احجار سوحهم
والعقل ف الوجد بالشهود ولان يشون بلها وهم النفس ف كيس
إل لـن ل تسعه قط أكـوان والفتح يقصد قلبا ما به سـعة
لا على عال المـكان سلطان مبة ال سر حيثـما صدقـت
وطور عقلك ف ذا الفتح حيان تعطيك فتحا و إن سدت مغالقه
إذا وف لك هذا اللق أو خانوا فل عليك إذا صحت مبتــه
بالــب لـله أنوار ونـيان ل ما أنفس ف سرها اشتعلـت
ف عال فيه أهل ال ندمــان تل ف الرض واللباب طائرة
والال صحو و كل الشرب نشوان ريانة بشراب الب مرفـــة
قطب ومورده الصاف لا حان. تلك النفوس الت هذا(المام) لا
كشف وشرع وتكميل وسلطان خاض القيقة كشفا فاستقام له
والناس فوضى وأهل الور ذؤبان جاءت إمامته والرض مظلمـة
عز الفـاسد إرهـاق وإيهـان فأشرق العدل ف أرجائها و لقى
من جده ابـن تيم الجد عـزان جاءته ما كان بدعا من أئمتـها
إذا تفـاخر قحطان و عـدنان ف ضئضئ العزة القصعاء متده
إعراق مد وأسـاس وبنــيان بذة اليحمد الصيد اللوك لـم
وكيف يلحق عي الشمس نكران لينكر الناس ما للقوم من قدم
كواكب وهـدايات ورضـوان أحسابم ومعاليهم ودينــهم
إل وللـصفو من إكرامـه شان ما اختاره ال صفوا من خلصته
يا (سال) الدين والدنيا ابن راشد خذ أمـانة ال و القـدار أعـوان
إذ كل أمـرك تدبـي وإتقـان أنت الضليع با حل و تأديـة
احذر وأصعد وأيقن إن صاحبها سـيف من ال لتويه أجفـان
وخـي ما دبر الملك إيـان يسوسها مؤمـن بال معتصـم
92
فظـنه تت نور ال إيقــان للستقامة ف تقديـره قبـس
لنـه من فيوض الكشف ملن ل يصرف الفكر ف شيء فيخلفه
عيـونم وبعـي ال أعيـان. والؤمنـون بنور ال ناظـرة
93
وهيهات أعيا منه عي و حـازم أدبر حزم الرأي ف حل قيـده
وإنـك أجدى بارق أنا شـائم وإن أشيم البق من حيث نفعه
وإن سدت البواب دون البوازم وسرك بالتفريج أوحى مؤمـل
على القلب ل تبقى علها الوازم فصل يا ول ال وصلي بطرة
لبـحر نور ال فيهــا تلطم فإن قلوب الولياء فواعــل
له وسعـت إذ ل تسـعه العوال مل تلي الق مشكاة نـوره
ولو حييت منها العظم الرمائــم فل بدع من تأثيها حيث أثرت
ولو خاصمتن ف الولء الواصـم. وإن بمد ال فيك لخلــص
وهذا شيخ البيان أبو نذير ممد بن شيخان يقول ف مدح المام:1
إل أن بان فجر الق مـن تبدي ف ساء العدل بدرا
فنقله القضاء فصار جهرا وكان بغابر الزمان سـرا
خروصي عل شرقا و قدرا إمام عادل غوث البايـا
كأن بن خروص ف البايا جبال قد رست برا و برا
و(ناصر) المام الدين نصرا و(سال) المام من الدنايا
بفيض ندى من النهل قطرا كري أريي البذل أسخى
صادق بر علم سال درا شديد للعادي لي لـل
نتيه به على الزمان فخرا و(سال) المام بدا بعصر
وقـام بقها عدل و بـرا. لقد فتح العاقل من عمان
ويقول ف قصيدة أخرى:2
وترد الظلم مـن ركــبا خرجت ف الرض تحوا باطل
تشرق الشمس و تسمو رتبا دولة غراء كالشمـس بـا
حـرجا أوكـدرا أو معتب سهلة بيضـاء ل تلف بـا
(سـالا) ذاك المـام الجتب وهب ال لـها من لـطفه
94
يقـطع الكفر و يلو الغيهبا سـله ال حسـاما لمعـا
و البايـا فتـرقى منـصبا بايـعه العلـما و المـرا
سعيه حيـث أتى أو ذهـبا قام بالمر فكان اليـمن ف
وهو وضاح الصحاري والرب فهو فتاح الصياصي و القرى
أهـله وافـق دهرا طــيبا زهت الدنيا به ,كالعيـد ف
كـبد الظمآن يطفي اللـهبا وبه لطف كبد الاء مــن
وهو النار يـرى إن غضـبا فهو الاء جرى عند الرضى
قائم الشكر يـلي الكربـا دائم الصب حـول للذى
يرتضـيه العلـماء النقـبا أمره شورى فل خلف لـا
وببـرهان يزيل الجبــا حف بالنصر لـا يقصـده
سهـل اللـه إليه الصعبا ما عناه أصــعب إل وقد
واقـد المة مسنون الشبـا راشد المة مأمــون البنا
طاهر الجـزة معقود البـا سال الانب مدود الـدى
صاعـد القصد ,يعلو الشهبا. آمن الرصد ,ميمون اللقا,
وقد أجاد الشيخ ممد بن شامس البطاشي ف وصف المام وذكر شائله العطرة ،إذ يقول:1
- 1الشيخ ممد بن شامس ،سلسل الذهب ،مرجع سابق ،ص .74 – 73
95
ويقمع الباطل إذ يلقـاه ينقـاد للحـق ول يأبــاه
ل يرهب الور أقام أم قعد قد باع نفسه لرضاة الحـد
نظرنه ف الصخر و الرغام نظرته ف التب والدرهـــام
ليـل و ف ناره الوضـاء يتلو كتـــاب ال آنــاء
له إل عبـادة لذي العلى يأخذ من قوت الدنا ما أوصل
عليه دوما حالة النومات تشاهد النوار ف اليـــاة
قد شاهدوها جهرة وحققوا أخبن بذاك من أصـــدق
من شاءه سبحانه تفضـل وال يأت الفضل من هذا الل
والناس ف أمن وحال دعة عاش بتلك السي الزاهــرة
له وقد حباه بالشهــادة حت اتاح ربه السعـــادة
على يدي فزارة الشـقية ف بلد الضرا من الشـرقية
راضـون كلهم موازرونا والسلمون عنـه أجعـونا
ما أسفرالبدر وما برق أضا فرحة ال عليه و الرضـى
ألف ثلث من مئات وافية. عـام ثلثـي إل ثـانية
96
الفصل الرابع:حياته السياسيـــــــــــــــــة
والتشريعيــــــــــــــــــــــــة( وفيه ثلثة
مباحث).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المبحـث الول :عقد البيعــــــــــــة على المام
سالم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
المبحـث الثانــي:
جــهـــــــــــــــــــــــــــــــــــاده.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
المبحث الثالث :أحكامه.
ــ ـــ
97
البحث الول :عقد البيعة على لمام سال ( وفيه مطلبان).
الطلب الول :إحياء المامة:
منذ انيار إمامة المام عزان بن قيس ذ رضي ال عنه -بقيت قلوب العمانيي تتلهف
للمامة ويعملون جاهدين لعادتا من جديد ،وقد سخر ال ذ تبارك وتعال ذ لدمة هذا
الدين رجال ل يرضون الياة على وتد المار ،فبذلوا الرواح والهج ف سبيل الق ورفع
راية الدين عالية خفاقة ،فما فتئوا ياولون الكرة تلو الكرة لحياء ما اندرس من سياسة الدين
وحكم رب العالي ،ولكن قضاء ال الغالب وقدره الحتوم حال دون ما يرومون من نصر
وتكي ،إل أن جاء ذلك اليوم الخبأ ف القدر لينشر ما سُطِرَ ف لوح القضاء من طلوع شس
المامة العظمى ف عمان بعد مغيبها ،وسطوع نوم الق بعد أفولا ،وازدهار رياض العدل
حقَ قول ال ذ عز وجل -فيهم: بعد ذبولا ،على أيدي رجال باعوا بباقية الرضوان فانيهم ،فَ ُ
سهُمْ َوأَ ْموَاَلهُم }.1
{إِنّ اللّ َه اشْتَرَى مِنَ الْ ُمؤْ ِمنِيَ أَنفُ َ
وقد كانت هناك أسباب عديدة تزيد من نقمة العلماء خاصة والناس عامة على السلطان
ف ذلك الزمان ،ومن أهها:2
-1منع السلطان فيصل تارة الرقيق مع أن أحكام الشريعة تسمح با.
-2منع السلطان تارة السلحة والذخية وخصوصا لعمان الداخل.
-3مالفة السلطان لحكام الشريعة وتعطيل الحكام الت أمر ال با ورسوله ذ صلى ال
عليه وآله وسلم. -
-4كان السلطان يسمح باستياد التبغ والمور الحرمة ف التشريع السلمي.
-5تزايد نفوذ النليز واعتماد السلطان عليهم ف تثبيت حكمه مع خضوعه التام لم.
98
ادعاء النليز سيطرتم على البحار مع أنه ينبغي أن يكون البحر مشاعا للجميع. -6
فرض السلطان الضرائب الباهضة على أهل عمان الداخل. -7
كما يشي بعض الباحثي إل أسباب أخرى أدت إل قيام العمانيي بالثورة على نظام الكم
القائم آن ذاك فذكر منها:
سياسة العزلة الت انتهجها حكام سلطنة مسقط واهتمامهم بشئون الال والتجارة الاصة بم .1
.
ترك حكام سلطنة مسقط إدارة الشئون السياسية للغزاة النليز . .2
قلت ثقة الواطني العمانيي بالداخل ف سلطي مسقط . .3
حرمان العمانيي من التعليم الديث ووسائل الراحة بل كانت متاحة للفئة الاكمة .4
وخواصهم .
قناعة العمانيي أن تدهور الوضاع ف عمان سببه النليز وذلك بتدخلهم ف شؤون البلد .5
.
كل هذه السباب كانت كافية لتعبئة الرأي العام ف الناطق الداخلية من عمان ضد نظام
الكم السلطان الستبد ،والدعوة إل إعادة المامة ف عمان وهو النظام القائم على مبادئ
الدين السلم النيف والذي من أهم أركانه انتخاب المام العادل من قبل أهل الل والعقد،
بالضافة إل تطبيق النظام السلمي الكامل.
قام العلماء وأهل البصية يقدمون النصائح العلمية إل السلطان فيصل ،ويطلبون منه
إجراء الحكام الشرعية ،ويرغبونه ف نشر العدل والمن ،ويذرونه من غوائل الستعمار،
والكف عن الفت الت أيقضها ف نفوس العمانيي ،والتأخر عن إغراء بعضهم على بعض ،فلم
يدوا بغيتهم منه وأعارهم أذانا صماء ،وأيقنوا عدم موافقته لم ،ولا خرج نور الدين السالي
إل حج بيت ال الرام ،نزل ضيفا على السلطان فيصل وذلك ف سنة 1323هـ ،وبعد
رجوعه من سفره اجتمع به ثانية فطلب منه اللوة ليقطع عذره ،ويقيم الجة عليه ،فكلمه ف
99
جع العمانيي تت راية واحدة ،وبي له عواقب الفرقة ،إل أن السلطان ل يوافق على ذلك
1
متعلل بأن العمانيي ل يقبلونه إماما لم وأنم سيعزلونه ويولوا غيه.
واستمر الشيخ السالي ذ رحه ال -يكرر على السلطان النصائح الدينية والرشادات
القرآنية ،ويدعوه لمع الشمل ول الشعث والسلطان يرفض كل ذلك .وهاك هذه البيات
الت نظمها الشيخ السالي ياطب فيها السلطان فيصل فيقول:2
حاز العال والرتب يا أيها اللك الذي
أهل الشورة وانتخب انظر هداك ال ف
ـة والرعاع له سبب ما قام عز ف البيـ
بيت يسقف من خشب كالطود ليس يطيقه
ـز ل يزعزعها الرهب فابن العلى ببال عـ
ترمي به حال تصب و ارم العل بسهام من
ف الناس سابقة السب بأماجد شمٍ لم
ن إذا الكمي لا رهب ل يرهبون من النو
جهت الكماة إل الرب ل يهربون إذا تو
ف البأس نار تلتهب تلقاه ُم وكأنم
حي الزلزل تضطرب بم المالك ترتسي
مك تلق منهم ما يب فاصلح هداك ال قو
رك لو نضت با يب ما فيه ُم من يبغ غيـ
100
رهم وشر واحتسب فاجع وأصلح أمو
ـلل على مر القب فالعدل يكسوا اللك إجـ
إل به كان السبب ما كان أول دولة
فاللك عنها قد ذهب فإذا تول عدلا
ـمرضي بالسيف العضب يارب أظهر دينك الـ
ـرا يكشفن عنا الكرب وانصره يا رباه نصـ
رى مثل ما كانوا ذنب نصرا به تصي النصا
قد ألم النصح الحب والمد ل الذي
ـصح للملوك وتتسب ل زالت العلماء تنـ
فهو الوف با يب من قام فينا ناصحا
ـية واجب ل مستحب نصح اللوك على الرعـ
ربت يداه با كسب فإذا تقبله فقد
اديت شرعا ما وجب أو ل فقد أُعذرت إذ
ولا أدرك نور الدين السالي ذرحه ال تعال -بأن السلطان لن يستجيب لنصحه وأنه ل
يعي نصائحه إل آذانا صماء وعيونا عمياء ،عندها بدأ يعمل لقيام النهضة ف عمان وجع العمانيي
تت راية المامة ،فأخذ الشيخ السالي يث الشيخ عيسى بن صال الارثي ويدعوه للقيام بالق
والتصلب على البابرة البغاة كما كان أبوه الشيخ صال بن علي ذ رحه ال -والمي عيسى
يعتذر عن ذلك خوفا من خذلن الناس له ،فلما كثر اعتذار المي عيسى قرر نور الدين السالي
السفر إل الج مرة ثانية ليلتقي بإخوانه الغاربة هناك ،ويذهب معهم للقاء العلمة الكبي قطب
الئمة ممد بن يوسف اطفيش ومن معه من الصحاب ،ليطلب منهم العون والساعدة والنصح
والرشاد فيما يرنو إليه من إقامة الق وإعادة المامة ف عمان ،إل أن المي عيسى ومن معه من
العمانيي ل يوافقوا على ذلك ،وألوا عليه ف البقاء بينهم وعدم السفر عنهم لاجتهم إليه فعندما
رأى الشيخ السالي إصرارهم على منعه وشدة إلاحهم عليه بعدم السفر ،قرر عند ذلك الرجوع
1
عما عزم عليه من الذهاب إل الج.
101
وبعد أشهر قرر أن يرج مهاجرا فيجس نبض العمانيي هل فيهم من يناصره ،فكانت
1
له رحلت كثية ،عرض فيها فكرته وما يرجوه من الوحدة والئتلف ،وف رحلته الخية
2
سنة 1330هـ وجد السالي مراده وبغيته النشودة عندما زار الشيخ حي بن ناصر النبهان
أمي البل الخضر ومشايخ بن هناءة أولد هلل بن زاهر ،وكانوا مطاعي ف قومهم ،فلما
اجتمع بالشيخ الميي وفاته فيما يرنو إليه وجد القبول من الشيخ الميي وخصوصا لا
يعانيه الشيخ الميي من تشديد السلطان عليه ،وهنا ت التفاق على موعد سري ف تنوف
يتمع فيه العلماء الفضلء من كل ناحية ف يوم 12من ربيع الخر من عام 1331هـ،
3
ورجع الشيخ السالي إل دياره بعد أن مهد السبل لا يطمح إليه.
- 1سبب هذه الرحلة أن نور الدين السالي أرسل إل الشيخ ماجد بن خيس العبي رسالة يطلب منه الوصول إليه ليجتمع به
ف داره ،فرد عليه الشيخ ماجد برسالة قال ف بعضها...":ث إن أُعرفك أن وقفت على كتابك السابق تريد أن أجتمع بك ف
دارك ،فاعلم أنه ذلك منك ما نتشرف به القلوب وتتوق إليه والقي متشوق إليك،إل أن أعلم يقينا أن عاجز عن السفر قد
طعنت ف السن ووهن العظم من وضعف البصر فصرت كالحصور وال الستعان .ث أن أنشدك ال الذي خلقك فهداك
وأعطاك ما أعطاك أن تصل إلينا زائرا ولو مقدار شهر زمان فإن الشيخ مهنا بن حد وجاعته وجلة الطلبة طلبوا من أن
أسألك الضور معهم لعلمهم بنلت معك وأنك ل تيب مسألت ول تردن فارغا ولك الفضل والزاء من ال تعال إن =
أسعفت "...فقام الشيخ السالي بزيارة الشيخ ماجد ف شهر شوال 1330هـ ،وقام ف المراء وتنوف وبلدسيت وبل نو
شهر كامل [.انظر :الشيخ إبراهيم بن سعيد العبي ،تبصرة العتبين ،ص .]107 – 106
- 2الشيخ حي بن ناصر بن سيف النبهان ،ولد عام 1291هـ ،كان زعيما ف قومه مسموع الكلمة ،ضحى باله ورجاله
لقيام دولة المامة ،وقام هذا الشيخ أحسن قيام بأحسن نظام ف مناصرة المام سال بن راشد ،فشكرته المة والئمة ،توف
الشيخ الميي بعد ما ترك من الآثر الميدة والشرف الالد ف يوم المعة السابع من شهر جادى الثان عام 1338هـ،
ودفن بتنوف بوار قب المام نور الدين السالي [.الشيخ ممد السالي ،نضة العيان ،مرجع سابق ،ص .] 84 – 82
- 3الشيخ ممد السالي ،نضة العيان ،مرجع سابق ،ص ،116-115بتصرف.
102
الطلب الثان :عقد البيعة على المام سال:
ف اليوم السابع والعشرين من شهر جادى الول سنة 1331هـ ،خرج نور الدين
السالي من بيته بالظاهر من الشرقية ،وأقام بقية الشهر ببيته الذي ف القابل ،ث خرج منه ف اليوم
الثان من شهر جادى الثانية قاصدا ( تنوف) ،وف صحبته الشيخ سال بن راشد الروصي- 1
الذي ستعقد عليه البيعة فيما بعد -وغيه من الاصة ،وكانت هذه الرحلة ماطة بالسرية
والكتمان ،وتوجه الشيخ نور الدين إل الضيب ،وقد وافاه هناك الشيخ العلمة أبو مالك عامر بن
خيس حيث التقى به ف الشارق -بلدة من أعمال الضيب ،-وكان جلة من اجتمع ف رفقته ف
هذه الرحلة ثلثة عشر رجل.2
ولا وصل الشيخ ومن معه بركة الوز انضم إليه الشيخ أبو زيد الريامي ومعه ستون رجل من
الشراة ،وذلك أن نور الدين قد أرسل إل الشيخ أب زيد بغادرته بلدة القابل على أن يلقاه ببكة
الوز ،وكان الشيخ أبو زيد على علم بهمة الشيخ نور الدين السالي ذ رحه ال ،-وكان من
جلة من خرج من مع الشيخ أب زيد من أهل إزكي رجل اشتهر بالرؤيا الصالة الصادقة ،وعند
وصول أب زيد ومن معه إل بركة الوز ومقابلتهم للشيخ نور الدين السالي ،سأل الشيخ نور
الدين الرجل الزكوي ويسمى سيف بن عبدال بن سليم الحروقي قائل له :هل أتتك رؤيا ف
النام؟ قال :نعم .فقال الشيخ ما رأيت؟ قال الزكوي :لقد رأيت عمودا من السك نازل من
السماء تصافحه الناس ،فقام الشيخ السالي مهلل ومكبا وشاكرا ل تعال بصوته الرخيم القوي،
مستبشرا بذه الرؤيا الصالة على ناح مهمته.3
- 1ل يكن المام سال بن راشد ذ رحه ال تعال ذ يعلم باختيار الشيخ السالي له للمامة ،أما العلماء الخرين الرافقي
للشيخ كالالكي والريامي فكانوا على علم بقصد الشيخ واختياره لتلميذه الروصي[ ،انظر :أحد بن ناصر البيمان ،سية أب
زيد ،ص ]17وهذا الكتمان من قبيل قول النب -صلى ال عليه وسلم ":-استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإن كل
ذي نعمة مسود".
- 2الشيخ ممد السالي ،نضة العيان ،مرجع سابق ،ص .122 – 121
- 3أحد بن ناصر البيمان ،سية أب زيد ،ص .18 – 17
103
وف ضحى يوم العاشر من جادى الثانية سنة إحدى وثلثي وثلثائة وألف ت الجتماع
بتنوف بضور العلماء والشيخ الميي والشايخ أولد هلل بن زاهر ،وكثر الخذ والرد ف
مسألة إمامة الظهور وما يترتب عليها من القيام على السلطان وأعوانه النليز بالضافة إل سيطرة
البابرة على معاقل عمان الداخل ،فاستشعر القوم العجز ،وأحسوا بالفشل ،وزاد النار اضطراما
واللهيب اشتعال ،أن نور الدين أرسل العلمة أبا مالك إل الشيخ ماجد بن خيس العبي ،والشيخ
مهنا بن حد رئيس العبيي وجاعتهم ،وكانوا قد وعدوه جيل ف أول المر ،فرجع إليه
باعتذارهم ف هذا الوقت للمحاذرات الت ياذرها جل أهل عمان 1 .كالعهود الت تربطهم
بالسلطان فيصل.
يقول الشيخ جابر السكري عن الشيخ عبد الرحن بن ناصر بن ممد الريامي -وكان من
جلة من حضر البيعة : -أرسل الشيخ حي إل أعيان بن ريام وأخبهم با ينوي فعله من مناصرة
الق والوقوف مع الشيخ السالي فيما يؤمله من قيام المامة ،ث قال لم :هذا والحل حر ومن
تكلم فليس علية عقاب .فقام أحدهم وقال :يا شيخ كأنك جنيت (أي جننت) من يلب الراد
على زرعه ،جايب الطاوعة...
الطاوعة بيحكموا بقتلك ،لنكم جبابرة من يوم كنتم.
فقام الشيخ أبو زيد لذلك الرجل وقال له :يا عدوا ال وغرة قلب الشيخ ،هؤلء يعزوا الشيخ
ويؤيدوه ويزيدوه ف ملكه ملك وف حكمه حكم وف شرفه شرف.2
يقول الشيخ الشيبة :ولا كثر القيل والقال والقوم بي إقدام وإحجام ،سلم الميع المر
لرئيس النهضة الشيخ السالي وقلدوه أمرهم .فلما كانت الساعة الثانية عشرة من يوم الثني الثان
عشر من شهر جادى الثانية قال لم :اختاروا زعيما تقدمونه للمسلمي أمينا على حل المانة
والدين ،يمل الناس على احترام الشريعة الحمدية ،فوقع نظر الميع :إنا نرى ذلك الشخص،
وأشاروا إل الشيخ سال بن راشد الروصي ،فامتنع ورفض وقال :إن ل أخرج لتبايعون بل
لبايع من تبايعونه ،ولست أطيق لرامكم حل ،ولست له أهل .فرووا له ما جاء ف الثر من
جواز قتل المتنع عن قبول المامة إذا وقع عليه اختيار السلمي ،فلما أعياهم أمره أمرهم نور
- 1الشيخ ممد السالي ،نضة العيان ،مرجع سابق ،ص ،124 -123بتصرف .
- 2الشيخ جابر بن أحد السكري ،مقابلة شخصية ،مرجع سابق.
104
الدين بمله وتقريبه إليه ،وكان قد قعد أخريات الناس هضما للنفس ،فحمل قسرا ،فتعلل بأمور
واشترط شروطا فأجابه نور الدين :إنا ل نقبل هذه الشروط منك ،فإن أبيت قتلناك ،إذ بامتناعك
ذ مت وقع عليك اختيار السلمي ذ تتفرق الكلمة ،وينحل النظام ،وتتعطل الدود.
وأمر تلميذه الشيخ الزبر أبا زيد بقتله مت أصر على المتناع ،فسل حسامه وتيقن الناس أنه
مقتول ل مالة ،سألم إن قتلتمون فهل أنا عندكم ف الولية ،فصرخ المهور :ل .عندها عقدوا
عليه البيعة غصبا ودموعه على وجهه تنهمر ل خوفا ول جبنا وإنا مافة التقصي ولعلمه بأن المر
1
جلل والسؤولية عظيمة.
وكانت البيعة بسجد الشرع ببلدة تنوف ،وأول من بايع المام الشيخ العلمة عامر بن
خيس الالكي ،ث الشيخ الباسل أبو زيد عبد ال بن ممد الريامي ،وخطب كل واحد منهم خطبة
بليغة تريضا للناس وحثا لم على البيعة ومناصرة للمام ،ث بايعه بقية العلم من العلماء ،ث بايعه
المراء والرؤساء يقدمهم المد الفخم المي حي بن ناصر النبهان ،ث الشايخ العباهلة أولد
هلل بن زاهر النائي ،ث ازدحم الناس أفواجا الاصة منهم والعامة ،وما إن انتهى الناس من
مبايعته ،حت أخذ نور الدين على الشيخ حي والشايخ أولد زاهر العهود الؤكدة واليان الغلظة،
ليناصرن المام ول يذلوه ول يغشوه وأن يكونوا معه على الق ما داموا أحياء.
ث قام منتصبا ف ذلك الحفل العظيم ،ورفع يديه إل السماء مبتهل إل ربه بصوت أجش
رعب منه الاضرون ،أن يعاقب من نكث أو تلف أو نقض البيعة .والكل يؤمن على دعائه قائل:
اللهم هذا مبلغ الهد وعليك التكلن فإن نكثوا فانتقم منهم كما فعلت بثمود وعاد .فكان لذا
الدعاء أثر عظيم ف القلوب.
ولا ت العقد خطبت الطب وأطلقت الدافع ف تلك الساعة إعلما بالظهور ،ورفعت الراية
2
البيضاء ،وهي علم المامة العمانية والمد ل.
105
بعد أن تت البيعة للمام سال بن راشد الروصي ،بدأ المام ف التخطيط والعمل على
توحيد البلد وتليصها من أيدي البابرة والستعمرين ،ويكننا القول بأن المام سال كان تطيطه
وعمله يندرج تت أربعة ماور رئيسة:
أول :إناء النفوذ الجنب على البلد والسعي نو الرية والستقلل وخصوصا من الوجود
البيطان الستبد.
ثانيا :تقويض نظام الكم الوراثي الخالف للشريعة السلمية الت تأمر بانتخاب المام العادل
وترفض قطعا توارث الكم.
ثالثا :السعي لتوحيد البلد ول الشعث وجع العمانيي تت راية الدين ومظلة السلم النيف.
رابعا :حكم ال هو السائد والنافذ على الميع ،ابتداء من المام نفسه وانتهاء بالرعية.
وقد أرسل المام رسالة رسية إل الوكيل السياسي البيطان بسقط يظهر منها أن العامل
الدين كان هو الحرك الساسي لذه النهضة الت قام با العمانيون ،جاء ف هذه الرسالة بعد
كلم... :إن أهل عمان قد أطبقت كلمتهم على خلع سلطانم ،واجتمعوا ف القيام إليه إنكارا لا
أحث ف دين السلم من مالفة لوامر الشرع ،وارتكاب الناهي ،وإغراء الناس بعضهم ببعض،
ونشأ بذلك الفساد ف البلد ،واختل به نظام العال ،وانتهكت الدود ،وضيعت القوق ،فعند
ذلك غار السلمون لدينهم وغضبوا لا رأوا من الفساد ،فاجتمعوا على هذه النهضة الباركة
يرجون با صلح البلد والعباد.1"...
وتقيقا للهداف الت خطط لا المام ومن معه من رجال النهضة ،ترك المام بيشه إل
نزوى عاصمة المامة ف عمان منذ القدم ،وذلك بعد أن أرسل إل سيف بن حد وال السلطان
على نزوى ورفض الخي النول تت طاعة المام وتسليم نزوى للمسلمي ،وف فجر اليوم
العشرين دخل المام بيشه على نزوى ،وكان من قدر ال أن كان أول من جرح ف العركة هو
سيف بن حد وال السلطان ،وبعد قتال ضار بي جيش المام وعامل السلطان ،تكن جيش
المام من فتح العاقل واحدا تلو الخر ،وسحق قوات البغاة ،أما سيف بن حد فلما رأى الزية ما
كان منه إل أن أطلق رصاصة على نفسه ،وكتب بط يده ":إن الوت خي من الياة ،ول يظن
- 1صورة الرسالة الصلية موجودة ف اللحق( ،)2ص .148وهناك رسالة أخرى أرسلها المام للوكيل السياسي البيطان
بسقط توضح أهم أسباب الثورة على السلطان فيصل وقيام العمانيي بعزله ،انظر صورة الرسالة ف اللحق( ،)2ص .153
106
أن أحد فتك ب ،بل قتلت نفسي بيدي والنار ول العار" .أما عن قلعة نزوى فقد كان با عسكر
السلطان وكلهم من أهل حضرموت ،فكتب إل عقيد القلعة ما نصه:
بسم ال الرحن الرحيم
من إمام السلمي سال بن راشد الروصي إل العقيد عبدال بن أحد الضرمي ،سلم على
من اتبع الدى ،أما بعد فانزل من معقل السلمي وإل فأذن برب من ال ورسوله .حرر ليلة 13
جادى الثانية سنة .1331
ولا نزل العقيد واطمأن به الجلس سأله بعض الاضرين :كيف خرجتم من القلعة ،مع ما
لكم من العدة والقوة والنعة ،فأخب بأنم رأوا اضطرابا ف أركان القلعة ،وأدهشن من أول وهلة
كتاب المام ،وأخذن الرعب حي قرأته فما هو إل كتاب سليمان إل بلقيس ،وها أنا أخرج به
1
إل حضرموت حت أريه أهلها
وقد أسفرت هذه العركة عن قتل ( )45رجل من البغاة أعوان السلطان ،وأسر أكثر من
ألف رجل منهم ،بينما استشهد من جيش المام خسة رجال ل غي.وبعد أن ت فتح نزوى
واتاذها عاصمة للمامة انتشرت أنباء هذا الفتح البي ،فانضمت عبي ومنح إل المام ووفدت
وفود القبائل إل نزوى لتعلن مبايعتها للمام ومناصرتا له*.2 ،
- 1الشيخ ممد السالي ،نضة العيان ،مرجع سابق ،ص 154وما بعدها.
- 2الشيخ ممد السالي ،نضة العيان ،مرجع سابق ،ص .161
* ما يسن ذكره هنا رسالة الشيخ سيف بن علي السكري لخوته ف زنبار يقول فيها ":ول يزد حادث علم إل الصب
العام ،وف يوم 12جادى الخرة سنة 1331هـ ،اجتمع شيخنا القطب عبدال بن حيد والشيخ عامر بن خيس الالكي
وعلماء الغرب العمانية ،وبعد اجتماعهم انتظم رأيهم بقصد الشيخ النبهان حي بن ناصر بن سيف والشيخ ممد بن ناصر بن
حيد العطاب ومن معهم من النود الميية والنائية ،فنصب العلمة ومن معه من السلمي المام سال بن راشد الروصي
إماما للمسلمي بنوى ف مسجد تنوف خرقا للعادة ،لن النباهنة أعداء الئمة فصاروا أنصارا لم ،واحتمل حي جيع ما
تتاجه الدولة المامية من الغارم حت تبذل ،وف يوم عشرين قصدوا نزوى ،وف يوم ستة وعشرين أخذوها بعاقلها،بعد قتل
أحد من أهلها وأن ضرب اهلها ل يعمل ف جند المام شيئا ،وبقي سيف بن حد سيدها ومن معه متحصنا بالامع والضارم
بالقلعة ،فانفجر الامع ماء ومالت القلعة حت كادت تسجد ،فخرج الضارم هربا من سقوطها عليهم ،فاستأصلها المام
وأقام فيها واليا وأخذ بيت السليط ،وسيف بن حد قتل نفسه غما بصمعاء ،والن اليش مقبل لزكي ،وسيدنا السلطان
المام يمع الموع شرقا وغربا وبنوه بسمائل ،وهو بالعاصمة وال أعلم با يكون ،الغيب فيه عجائب".
107
وبعد أسبوعي من فتح نزوى توجه المام بيشه الظافر إل إزكي ،وبسبب تعاون السيد
سعود بن حد وال إزكي 1مع المام وأنصاره ،تكن المام من فتح ازكي دون أي خسائر تذكر،
حيث قام السيد سعود وال إزكي بتمكي قوات المام من حصار الامية الوجودة ف الصن
والت تتكون من الضارم ما اضطرها إل الستسلم وتسليم الصن للمام .وف نفس الوقت
قامت قبيلة العبيي بالزحف إل العواب وماصرة وال السلطان ف حصن العواب ،ما دفع الخي
إل النول من الصن ،وبذا ت فتح العواب وبسط نفوذ المام عليها بعد أن قام شيخ العبيي
بتسليم العواب للمام ككفارة لتأخره عن الدخول ف صف المام من أول المر.2
ولا كان المام ف إزكي أقبل الشيخ المي عيسى بن صال أمي الشرقية ومن معه من
العيان مبايعي للمام ،وبدخول الشيخ عيسى ف صف المام وأنصاره ،زادت قوة شوكة
السلمي واتسع نفوذهم ف البلد ،ويلحظ هنا أن دخول الشيخ عيسى ف صف المام حقق
مكسبا عظيما للمامة ،وذلك لن دخول الشيخ عيسى ف صف المام يعن تقيق الوحدة بي
الكتلتي :الكتلة الناوية بقيادة الشيخ عيسى والكتلة الغافرية بقيادة الشيخ الميي ،ول يفى ما
كان بي الكتلتي من تنافر وصدام أدى إل سفك الدماء وإتلف الموال على مدى سني عديدة،
وبفتح نزوى وإزكي والعواب ومبايعة الوفود ودخول الشيخ عيسى ف صف المام تكن المام من
كسب قاعدة شعبية كبية ،تثل غالبية أهل عمان.
وبعد هذه النتصارات السريعة الت حققها المام سرعان ما توجه زاحفا بيشه إل سائل
ذات الوقع الستراتيجي الهم ،حيث إنا تثل حلقة الوصل بي داخلية عمان وبي الساحل
العمان ،ويشي بعض الباحثي إل أهية فتح سائل بالنسبة للمام وأنصاره من الناحية :العسكرية
والقتصادية والسياسية :
- 1يروي الشيخ أبو زيد الريامي عن السيد سعود بن حد بأنه لا سع ببايعة المام سال بن راشد الروصي ،استخار ال
تعال هل هذا المام إمام حق أو ل؟ فأراه ال تعال بأنه إمام حق ،فهب لبايعة المام ومناصرته [.سية أب زيد ،أحد بن
ناصر البيمان ،مرجع سابق ،ص .19
- 2خليل إبراهيم الشهدان ،التطورات السياسية ف عمان ،مرجع سابق ،ص .62
108
.1تعتب تمع لطرق الواصلت لكثي من الهات .
.2مور هام للنطلق إل جهات متلفة ف عمان الداخل (الظاهرة ـالشرقية ـ مسقط ـ
الباطنة )
.3مور تدور علية رحلة الشتاء والصيف بي مسقط ـ الشرقية ـ الباطنة .
.4وجود الرتفعات البلية ووفرة الياه جعلها نقطة انطلق لفتوحات المام.
.1سقوطها ف يد قوات المام يثل انتصارا يعيد حسابات السلطان من جديد ف نوعية اختيار
مؤازريه ومناصريه .
.2فبسقوطها ف يد قوات المام الروصي تبي مدى صدق عزيته ف ترير عمان من
الدخلء الذين استعان بم السلطان .
.3فبسقوطها يكسب ثقة باقي القبائل الت ل تنظم إليه سابقا وعلى ضوئه تسارع ف هذا
الركب البارك .
.4الستيلء عليها يعن التحكم بالارج والداخل سوى من الصادر و الوارد من ميناء مسقط
وصور .
.5سقوطها يعتب ضربة قاسية للحامية الوجودة با لا تتميز به من قوة وعتاد.
قام المام بحاصرة حصن سائل الذي تصن به نادر بن فيصل بأمر أبيه السلطان وكان
نادر قبل ذلك قد جع جيشا كبيا من الرتزقة وبعض القبائل الوالية للسلطان والت أغراهم بالال،
109
ولكن سرعان ما دب الرعب ف قلوبم ففروا عنه وتركوه مع مموعة صغية من أبناء عمه ،وبعد
حصار طويل تبادل فيه الفريقان كؤوس النية ،1استشعر نادر بالضعف وعدم القدرة على القاومة،
وأزمع أمره على النول من الصن ،على أن يكون الصن تت يد الشيخ عبدال بن سعيد
الليلي إل انقضاء خسة عشر يوما من يوم خروجه منه ،فإن قدر السلطان على إرسال نائب
يقهره كان با ،وإل فل لوم على الشيخ عبدال بعد ذلك إن سلمه للمام ،فغادر نادر حصن
سائل ليلة الثامن والعشرين من شهر شعبان 1331هـ ،بعد قتال عنيف دار بي الفريقي،
ويلحظ هنا أن نزول نادر على الشروط السابقة إنا هو ف القيقة استسلم بطريقة تفظ لنادر
ماء وجهه.
وعند ذلك سيطر المام على وادي سائل بأجعه ،وذلك بعد أن نحت قوات المام ف فتح
بدبد قبل ثلثة أيام من فتح سائل ،2فكان هذا الفتح نصرا عظيما للمسلمي .ومن ذلك الي ل
تعد سلطة السلطان تشمل سوى مسقط ومطرح وبعض الدن الساحلية ،وأصبحت أغلب البلد
خاضعة للمام ،ول يبق من أجل أن تصبح المامة الواقع التاريي للعمانيي سوى مرحلة أخية:
ترير العاصمة.3
وبعد أن ت فتح سائل وبدبد بدأ المام يفكر ف الزحف على مسقط وبقيت الناطق القليلة
التبقية تت يد السلطان وبالصح تت السيطرة والنفوذ البيطان .وقد تشجع الكثي من أنصار
المام للهجوم على مسقط حت قام الشعراء باستنهاض العمانيي وحث المام على التوجه إل
مسقط لتحريرها من الستعمار الاث عليها ،ومن ذلك قول الشاعر سليمان بن سعيد بن ناصر
الكندي أبو سلم:
تبنا عن بلوغ الطالب أرى النصر واف وهذي النجائب
كؤوسا من الراح نعم الشارب غدونا نشاوى كأنا سقينا
أحاط با النس من كل جانب فلما صحونا وجدنا القلوب
- 1أثناء حصار المام لصن سائل ،قام فيصل بإرسال رسالة للمقيم البيطان يطلب منه تقدي العون والساعدة وإمداده
بالقوات اللزمة حت يتمكن من إرسالا إل سائل لفك الصار الواقع على ابنه نادر [.نص الرسالة ف اللحق(،)2ص .]150
- 2الشيخ ممد السالي ،نضة العيان ،مرجع سابق ،ص 196وما بعدها.
الدكتور إبراهيم ممد شهداد ،الصراع الداخلي ف عمان ،مرجع سابق ،ص .37 – 36
- 3الدكتور حسي عبيد غباش ،عمان الديقراطية السلمية ،مرجع سابق ،ص .280
110
وننشر ف الرض كل الرغائب فقمنا ند أيادي التهان
لنا ناصر حيث كنا نارب علمنا يقينا بأن الله
ولا استشعر النليز سرعة انتصارات المام وزيادة نفوذه ف البلد ،قام النليز بزيادة عدد
قواتم ف مسقط ومطرح ،إذ أن سقوط مسقط ومطرح يعن إناء الوجود البيطان ف البلد ،كما
- 1هذه القصيدة ف مطوط بكتبة السيد ممد بن أحد ورقمها ( ،)1323وقد قام الشاعر الجيزي بعارضة لذه القصيدة
وقد سب فيها السلمي ،فانبى له الشاعر سليمان بن سعيد والشيخ سليمان بن ممد بن أحد الكندي يردان عليه ،انظر هذه
القصائد ف اللحق (.)4
111
أرسل القيم البيطان بسقط رسالة تديد وتذير إل المام الذي كان يستعد للهجوم على
مسقط ،وإناء الستعمار البيطان عليها.1
وقد رد عليه المام برسالة شديدة اللهجة ،هذا نصها":
بسم ال الرحن الرحيم
وقل جاء الق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا.
من إمام السلمي سال بن راشد الروصي إل حضرة اليجر ناكس نائب الدولة البهية النليزية،
السلم على من اتبع الدى وخشي عواقب الردى ،أما بعد فقد وصلن كتابك الؤرخ سادس من
هذا العام ،وذكرت فيه ما ذكرت ،وأنتم تعلمون أن أمر عمان إل علمائها من قدي الزمان ،وأن
كل ملك خالف العلماء هو خليع عند الدولة السلمية ،منبوذ عن أمر السلمي ل تصرف له ف
دولتهم ول نفوذ لكمه ،وإن فيصل قد قامت عليه الجة مرارا عديدة بعد خلعه وعزله ،فأب أن
يعتزل .وإنه قعد هذه الدة بسبيل الغلبة والقهر ،والسلمون ل يرضوا سلطته ول أفعاله ،وأنتم
معشر هذه الدولة يب عليكم أن تكفوا عن أمر السلمي ،ويلزمكم أن ل تعتدوا علينا .ومن
اعتدى علينا فال يعيننا عليه ،وكفى بال وليا وكفى بال نصيا .وحسبنا ال ونعم الوكيل .ومن
كان مع ال كان ال معه .ومن يتوكل على ال فهو حسبه .إن ال بالغ أمره قد جعل ال لكل
شيء قدرا ".2
وف هذه الثناء توف فيصل وتول الكم بعده ابنه تيمور ،وكان عمر تيمور حينها ()17
سنة ،ول يكن حال تيمور أفضل من حال أبيه الراحل ،وقد وصفت السلطات البيطانية حال
السلطان الديد فقالت " :ورث السيد تيمور عرشا ل تصل سلطته إل أبعد ما تصل إليه مدافع
السطول البيطان ،وهو يقيم مقطوعا عن القبائل العربية بسبب ترد 3اندلع قبل تسلمه السلطة ف
112
عاصمة معظم سكانا بريطانيون وهنود وبلوش وسود وليس فيها زعيم واحد يثل الرأي العام
العـــرب(العمان)".1
وبسبب ضعف موقف تيمور قرر الدخول ف مفاوضات مع المام ،إل أن المام سال كان يرفض
الصلح معه ومع النليز .وف مبادرة لفض الناع القائم بي المامة والسلطنة ،أعلن الشيخ حدان
بن زايد حاكم أبوظب ( 1912ـ ، )1922رغبته ف التوسط بي المام سال بن راشد
الروصي و السلطان تيمور بن فيصل حقنا للدماء فاستقبل السلطان تيمور هذه البادرة بصدر
رحب ،وعلى ضوء هذا الترحيب أرسل الشيخ حدان بن زايد كتابي إل نور الدين السالي
والشيخ عيسى بن صال ،موضحا فيهما رغبته ف إحلل التفاهم بدل الرب بي قادة البلد ،
مقترحا عقد إجتماع لناقشة الوقف ف السيب .
وعلى الرغم من عدم موافقة المام سال الروصي على الصالة مع السلطان أل أن تدخل
الشيخ عيسى بن صال ورغبته الذاتية ف إناء الناع وخشية أن يشتد على العمانيي البلء ،
فيكون منهم الذلن للمام ،أقنع المام سال الروصي بعدم العتراض على قيامه هو باللقاء
أي الشيخ عيسى بشكل شخصي على العروض الت سيقدمها الوسيط .
ت اللقاء بي الشيخ عيسى بن صال و الشيخ حدان بن زايد ف كانون الول 1913ف
السيب ،واتفقا هناك على عقد الجتماع ف مسقط بناء على اقتراح الشيخ حدان ،ليتسن له
التصال بالسلطان تيمور ،وبالفعل ت الجتماع ف مسقط ،وقد أبدى السلطان مرونة ورغبة
واضحة ف قبول القترحات الت عرضت على النقاش حلً للناع وهي :
.1أن تبقى سلطة المام سال على الدن الداخلية من عمان ،وأن يعيد للسلطان حصن بدبد
وسائل وأن يافظ بعضهم على مصال البعض الخر وسيادة الرية والمن ف مناطق
الساحل والداخل لميع العمانيي .
.2يتنع السلطان من التنازل عن أي جزء من الراضي العمانية للبيطانيي .
- 1الدكتور حسي عبيد غباش ،عمان الديقراطية السلمية ،مرجع سابق ،ص .282
113
.3أن يلتزم السلطان بأحكام الشريعة السلمية ،يأمر بالعروف وينهى عن النكر ويزيل
الظال .
.4يتنع السلطان من قبول أي شخص معارض للمام .
.5إعادة ضريبة المارك إل نسبة %5ف الوانئ السلطانية كما كان علية قبل الزيادة
الخية ،وإلغاء الضرائب الفروضة على الحاصيل الزراعية الصدرة عن طريق الوانئ
السلطانية .
.6عدم تفتيش الصناديق الت يتم إنزالا بيناء صور الت تص المام وجاعته .
وأبرز ما يكن ملحظته على القترحات أنا توضح الوضع الضعيف الذي كان علية
السلطان ف مواجهة الثورة فكل بنودها إقرار بالمر الواقع ،إل أننا نلحظ ما تضمنه البند الول
من القتراحات وهو إعادة حصن بدبد وسائل ل يكن غائبا عن ذهن الشيخ عيسى بن صال
وسجل عليه اعتراضا مباشرا وأن بقية البنود سيعرضها على المام سال الروصي .
ورجع الشيخ حدان بن زايد إل الظاهرة والشيخ عيسى بن صال إل المام ناق ً
ل
القترحات الت ت عرضها ،وكما هو متوقع رفض المام جيع القترحات ،وأعقب المام هذا
الرفض بأن استنفر القبائل واليش تهيدا للزحف على الواقع الساحلية .1
ول يتمكن السلطان تيمور وأعوانه النليز من تقيق الصلح مع تكرار ماولتم إل بعد
وفاة المام سال ذرحه ال تعال -حيث ت الصلح ف عهد خليفته المام الرضي ممد بن عبدال
الليلي.
وبرغم من انتصارات المام التتالية فإنه بقي عليه إجراء الكثي من الصلحات الداخلية ف
البلد ،ففي عام 1332هـ خرج المام بيشه إل ديار العاول وكان وفد من أهلها قد أقبل إليه
يوم كان مرابطا ف سائل فبايعوه ووعدوه بناصرته ف فتح نل ،ولا وصل المام بيشه ديار
العاول أرسل الشيخ الميي لهل نل يطلب منهم النقياد والذعان للمام ،فكان له ما أراد
114
منهم ،إل ما كان من أمر أحد بن ثنيان الراصي وال السلطان على نل فقد اعتصم بالصن
ورفض النول ،فأرسل إليه الشيخ الميي :إما أن تنل على ذمت أو تكون مالفا .فطلب أحد
مهلة يكتب فيها للسلطان ف قبض أمانته وإل فل لوم عليه .ووصل إليه الواب من السلطان :إن
ل تكن تقوى على الرب فاعمل ما شئت .فأذعن أحد من غي حرب ،فدخل المام نل وأصلح
فيها ،وقام بتعيي أحد قضاته عليها ،وعلى أثر فتح نل خرج المام إل بركاء بعد أن قام جنود
السلطان بشن الغارات على وادي العاول ،ولا وصل المام إل بركاء دارت الناوشات بي جيشه
وجيش السلطان ،ومن ث تدخلت البارجة البحرية النليزية وقامت بقصف موقع قوات المام،
وعندها قرر المام ومن معه الرجوع إل وادي العاول ،وهناك عسكر المام وأصلح شؤون تلك
الديار.1
-خروج المام سال بن راشد إل الوطية:
ف منتصف شهر صفر سنة 1333هـ ،خرج المام بن معه من المراء والعلماء لرب مسقط،
وكانت جيع الظروف مهيأة لنتصار جيش المام فإن مموعة كبية من قوات السلطان كان
اليأس والوف يسيطر عليها وقد انفضت روحهم العنوية حت بلغت إل الضيض ،ولول تدخل
النليز بقواتم لكان انتصار قوات المام شيئا مؤكدا ،فعندما وقع القتال بي جيش المام وجيش
النليز انكشفت العركة ف أول المر بانتصار السلمي غي أن التفوق العسكري والتخطيط
الجومي مع قوة السلح لدى النليز قلب موازين العركة ،بالضافة إل استخدام النليز
البوارج الربية ف قصف قوات المام التمركزة فوق البال ،ما أدى إل استشهاد عدد كبي من
السلمي.
ويلل أحد الباحثي تفاصيل هذه العركة على النحو التال :ف أواخر كانون الول 1914م
أكملت قوات المام استعدادتا لتشن هجوما على مطرح ومسقط فتقدمت هذه القوه نو
أهدافها وفق الطة الت ت العداد لا .ففي 8يناير 1915سيطرة قوات المام على الوطية ،وف
10يناير 1915م بدأت قوات المام تتقدم ف عدة ماور مقسمة كالت :
.1الحور الول :بقيادة المام سال بن راشد الروصي و الشيخ حي بن ناصر وكان مور
اتاههما بوشر .
115
.2الحور الثان :بقيادة الشيخ عيسى بن صال وشقيقه علي بن صال وكان مور أتاههما
الوير.
.3الحور الثالث :بقيادة الشيخ ممد بن عبدال الليلي و أحد زعماء القبائل الوالية للمام وكان
مور تقدمه من الغبة والقرم .
كشفت عيون القوات البيطانية "الخابرات" ترك قوات المام الروصي ،وأصبح جليا
لديهم أن الجوم أصبح وشيكا على مطرح .يقول مورف 1أن الخابرات البيطانية دست أحد
الونة من أغروه بالال ف صفوف جيش المام سال الروصي ينقل لم تركات المام وجيشه .
واشتعل الوقف ف ليلة العاشر والادي عشر من يناير 1915م حيث تقدمت قوات المام
من ماورها الثلثة ،فطوقت الامية البيطانية وأجهزوا على ثلة ليست بالعدد القليل من جنود
الامية البيطانية وأراد الشيخ عيسى بن صال تطوير الجوم بعد أن قام هذا المي الغوار بطرد
النود البيطانيي من التلل الحيطة بطرح فطلب من قائد الحور الثالث أن يمي ظهره وذلك
بأخذ الواقع الت طرد منها البيطانيي ولعبت اليانة دورها ،فكان البعوث من قبل المي عيسى
بن صال أحد الونة الجندين من قبل البيطانيي ونقل هذا الائن أوامر المي بعكس ما طلب
فتحرك قائد الحور الثالث إل موقع آخر ،وهكذا أصبح ظهر المي عيسى مكشوفا ،ما أعطى
الفرصة للعقيد "إدوارد "edwardesبإعادة تنظيم قواته وقسمها إل مموعتي الول بقيادة
الكابت كوتس coatesالت تقدمت نو منطقة التل الحر ودار اشتباك مع قوات المام ما
جعل الكابت كوتس coatesيتوقف عن التل الحر ودار بي الطرفي قتال مرير غي متكافئ
من حيث القوة و مع هذا جرح كوتس coatesف هذا القتال ولول وصول إمدادات من
للعقيد "إدوارد "edwardesأنقذت تلك الامية وبساعدة العقيد برات prattوعل ضوء
ذلك تت السيطرة مرة أخر على تلك التلل الت طردوا منها سابقا ، 2فأصبح الوقف لصالهم
و استخدموا كافة السلحة التطورة لديهم من هاونات ومدفعية وقنابل فأحدثوا خسائر ليست
بالقليلة ف جيش المام سال الروصي .ما اضطر المام إل سحب قواته لكي ل تدث خسائر
أكب.3
-1أحد الضباط البيطانيي الذين شاركوا ف صد الجوم على مطر من قبل المام الروصي.
- 2لركة السياسية للثورة الباضية ،رسالة ماجستي.
- 3انظر اللحق رقم ( )5الذي يبي مطط العركة.
116
أما موقف قوات السلطان تيمور فقد طلب العقيد "إدوارد "edwardesمن السلطان أن
تأخذ قواته أماكنها ف الواقع المامية لساحل الدينة وقدر عددها " "500رجل أل إن هذه
القوات رفضت مغادرة أسوار مطرح مفضلة البقاء حت انتهاء القتال ،وهذا دليل على انيار
معنويات قوات السلطان ،حت وصل المر إل عصيان الوامر ،ول يكن للسلطان قوة أخرى
غي مفرزتي تتمركز ف دارسيت والت تركت مواقعها خلل ساعها إطلق النار من قبل قوات
المام سال الروصي .
وأما عن نتائج العركة فقد خسر البيطانيون ف هذه العركة سبعة قتلى وخسة عشر جريا،
بينما كانت السائر من جيش المام ( )186قتيل ،و( )35جريا .1بينما يذكر الشيبة الؤرخ
العمان بأن عدد من استشهد ف هذه العركة من جيش المام قد بلغ نيفا وخسي رجل ،ول
يدد عدد القتلى ف الانب الخر .2أما الوثائق البيطانية تؤكد على أن عدد القتلى من جيش
المام ( )186بينما وصل عدد الرحى إل ( .3)141وبذا انتهت هذه العركة بتراجع جيش
المام عن مسقط.
يقول الدكتور إبراهيم ممد شهداد عن أسباب هذه الزية :وترجع أهم السباب الت أدت إل
فشل الجوم الذي قام به المام لسباب ذاتية وأخرى خارجية ،ويكن تلخيص السباب الذاتية
ف التال:
1ذ أن القيادة اهتمت بشكل رئيسي بعدد القوات ،دافعة باتاه بيت الفلج ومسقط بأفواج
فتزاحه من القاتلي.
2ذ نقص التكتيك العسكري ،فخطة القيادة كانت مكشوفة ،فليس فيها حيلة ذات بال،
بالضافة إل عدم وجود خطط بديلة ،ول خطة انسحاب مدروسة.
3ذ سقوط بعض القادة ف العارك ،ما كان له الثر على نفسيات القاتلي.
أما السباب الارجية:
1ذ وصول تعزيزات جديدة للسلطان والبيطانيي من بومباي لماية مسقط.
2ذ وجود أسلحة متطورة من من ضمنها ستة مدافع بفرقها.
- 1خليل إبراهيم الشهدان ،التطورات السياسية ف عمان ،مرجع سابق ،ص .87
- 2الشيخ ممد السالي ،نضة العيان ،مرجع سابق ،ص .205
- 3التقرير الشامل عن أحداث عمان وإمارات الساحل التصال ( .)Records of Oman
117
1
3ذ تفوق التكتيك العسكري لدى الامية البيطانية.
وبالرغم من فشل هذا الجوم إل أن موقف المام بقي قويا ،حيث إنه يسيطر على معظم
البلد ،وف اليوم الثالث من شهر شعبان من سنة 1334هـ ت للمام فتح بل ،وذلك لا ظهر
من أميها من مالفات وأمور مناقضة للبيعة وبلغ به الال أنه أخذ ف التخطيط والعمل من أجل
احتلل نزوى عاصمة المامة أثناء وجود المام ف وادي العاول ،وما إن علم المام بذلك حت
جهز جيشا عرمرما وخرج به إل بل ،حيث استطاع جيش المام دخول بل بعد قتال عنيف
بي قوات المام وقوات أمي بل ،وظل هذا المي التكب متحصنا بصن بل ،وجيش السلمي
ماصر له ،وف أثناء الصار وصل الشيخ عيسى بن صال بقواته مناصرا للمام ،غي أنه استأذن
المام ف ماولة الصلح بينه وبي أمي بل التسلط ،وبالفعل نح الشيخ عيسى باستخدام الكر
والدهاء ف إخراج أمي بل من الصن واستسلمه للمام ،على أن يكون له حصن جبين يسكن
فيه ول يرج منه مال يظهر منه مالفة للمام.2
وف ذي القعدة من سنة 1334هـ ترك بنو جابر من أهل الطو ،وشنوا الغارات وقطعوا
السبل وقوّاهم على هذا وال السلطان على السيب ،فلما نكث القوم عهودهم الت أعطوها للمام
من قبل ،قرر المام وجوب القيام عليهم ،فضيق عليهم النافذ ،وحصر بلدهم ،ولا أحس بنو
جابر بالعجز والفشل ،وخشوا من اقتحام جيش المام لبلدهم بالقوة ،قرروا الثول بي يدي
المام فعسى أن يعفو عنهم ،وبالفعل فقد أقبلوا إليه بواسطة الشيخ حي بن ناصر النبهان ،فقبل
المام ادعاءهم ،وعفا عن مرمهم ،ودخل بلدهم ،وأنفذ الوامر الشرعية فيها ،وجعل أمرها
تت نظارة عامله بنخل.3
خرج المام من نزوى عاصمة دولته الفتية ف اليوم الثان من جادى الثانية سنة 1335هـ،
قاصدا الديار الرستاقية ،وذلك لا كثر من أهلها التردد عليه يشكون له ظلم أحد بن إبراهيم
وتعسفه ف معاملة أهل الرستاق ،وأنم يسامون السف من جوره ،ولا وصل المام بيشه إل
العواب أرسل إل أحد بن إبراهيم رسالة يطلب منه فيها النول تت طاعته وعدم مواجهة جيش
118
السلمي ،إل أنه رفض واستكب ،وأعد العدة لقتال السلمي ،ول يتيسر له جع حامية للقتال
خارج الصن ،فقرر التحصن بصن الرستاق وعدم النول منه ،وعندها أقبل المام بيشه ماصرا
للحصن ومن فيه من أتباع أحد بن إبراهيم ،واشتد القتال بي الفريقي وكثر الضرب بالدافع
والبنادق ،واختلف النصحاء إل أحد يسألونه الرفق بنفسه وبالسلمي إل أنه رفض النصح أول
المر .وأنفذ السلطان تيمور جيشا لنصرة ابن عمه ،زوده بالعدة والعدد ،وقد عسكر جيش
السلطان بصن الزم ،وأخذ يرسل الكتائب للسيطرة على الدن الجاورة ،فأرسل إليهم المام
سرية والتقى المعان بفلج الشراة وبعد طول صراع ،انكشف اليش السلطان ،وانتصر جند
المام على العدو الباغي .واستمر حصار حصن الرستاق خسة أشهر إل خسة أيام ،نفد فيها كل
ما أعده أحد بن إبراهيم من ذخية وغذاء ،فأرغمه الضطرار إل تسليمه ف اليوم الثالث
والعشرين من شهر شوال من سنة 1335هـ ،على أن يترك له السلمون حصن الزم مسكنا له،
وبذا ت النصر للمام وجنده.1
وف شهر شعبان من عام 1338هـ أمر المام أخاه العلمة ناصر بن راشد الروصي ،
بصار حصن الزم ،وكان فيه أحد بن إبراهيم ،2وسبب ذلك ما ظهر من هذا الرجل من أمور
مالفة للبيعة الت أعطاها للمام مرة أخرى ،ووصل به الال أن أخذ يطلب من النليز الساعدة
والعون بعد أن فشل ف تأليب بعض القبائل على المام ،وبعد طول حصار لصن الزم اضطر
أحد بن إبراهيم أن ينل منه صاغرا ،على أن يكون الصن لولد عمه.
وهذا كتاب المام لبعض إخوانه بعد حذف أوله:
" ...اعلم أن السلمي توجهوا لرب أحد بن إبراهيم ،بعد ما طغى وبغى ،وعزم على أن ُي َق ّومَ
النليز على حرب أهل عمان ،ويدخل ف حايتهم ذ قاتله ال ذ فقد دمرنا فلج الزم ،حت ل تند
- 1الشيخ ممد السالي ،نضة العيان ،مرجع سابق ،ص ،221 – 220بتصرف.
- 2أحد بن إبراهيم بن قيس البوسعيدي ولد ف الرستاق عام 1895م ،كان حاكما للرستاق ف زمن المام سال بن راشد،
وقد ظهرت منه أمور كثية ل يرضاها السلمون منه ،حت بلغ به الال بأن همّ باغتيال المام سال ولكن حبط مسعاه،
وقد أخلص الولء للسلطان سعيد بن تيمور وخدمه ناظرا للشؤون للداخلية عشرات السني ،توف سنة [.1981يراجع :أ-
الشيخ سعيد بن حد ،اللؤلؤ الرطب .ب -مموعة مؤلفي ،دليل أعلم عمان،مكتبة لبنان ،الطبعة الول 1412هـ -
1991م .ج -سرجي بليخانوف ،نصلح على العرش :قابوس بن سعيد سلطان عمان ،القاهرة ،دار الكتب والوثائق القومية،
،2004ص .]168
119
منه قطرة ،فها هو متحصن ف حصنه ،والسلمون مدقون بالصن من كل جهة .وال نسأل العون
والتمكي ،وأن يقصم رقاب الطغاة الباغي بنه وكرمه.1"...،
وهكذا نح المام ف فترة قصية من الزمن ف توحيد البلد بعد طول افتراق ،وقطع رؤوس
أهل الور والعناد بعد أن كثر الظلم والنفاق ،وقام بواجب الهاد خي قيام وفتح الفاق ،غي
متخاذل ول واهن ،إل أن لقي ال تبارك وتعال شهيدا سعيدا.
120
وف عهد المام الليلي ذ رحه ال ذ ردت هذه الموال لصلحة رآها المام وهي تأمي البلد
ومصالة سلطي مسقط لا انتشر جورهم وكثر غشمهم ،ولا سئل المام الليلي عن أحكام
التغريق ،قال بأنا صحيحة وأن تلك الموال بيت مال ،وإنا سكوته عنها لصلحة رآها ل غي.1
-حكم المام بقتل شيخ أهل نل أحد بن ثنيان الراصي ،لا حدثت منه أحداث تالف
الشرع ،وأظهر البغي والعناد،وسعى ف الرض بالور والفساد ،فقبض عليه المام وصفده
بالديد ،وأرسله إل مطمرة نزوى ،فلبث با طويل ،ث أطلق بشفاعة أنه نادم وتائب ،فما لبث أن
رجع إل ما كان عليه من الور بل أسوأ من ذلك ،فأمر المام بقتله ،فنفذ فيه حكم الشرع وت
قتله وهو ف ملسه أمام السجد الامع بنخل وقت صلة العصر.2
وقد رأى المام أن بقاء مثل هؤلء الرؤساء من البابرة والبغاة داعيا للفساد ف الرض ،فأمر
بقتل رئيس العاول الظلوم سليمان بن ناصر العول ،وكان من كثر عسفه وغشمه ،وكان قد تنع
على المام بعد رجوعهم من بركاء وأخذ يرض السلمي على المام وعدم دفع الزكاة لعماله،
وكان من يبطن الصداقة لكومة مسقط ،ويفي العداوة للمسلمي ويترقب بم الدوائر ،وكان من
حسن تدبي المام أن أرسل إل بيت هذا الطاغية امرأة عجوز من الدام لكي تتحسس الكان،
فلما دخلت هذه العجوز بيت الطاغية سألت زوجته عن مكان نومه ،ومن ث ذهبت الزوجة
لحضار القهوة ،فانتهزت العجوز الفرصة وألقت بيط الغزل الذي ف يدها من النافذة الحاذية
لكان نوم البار ،وكانت غرفت نومه ف الطابق الثان ،ولا وصل اليط إل الرض قطعت اليط
من الغزل ،وجعت ولفت اليط على إصبعها ،وبعد أن استأذنت بالنصراف خرجت مسرعة إل
المام وأعطته اليط وقالت :ارتفاع غرفة الطاغية بقدر طول هذا اليط .ووصفت لم الكان
الذي ينام فيه ،فذهب عسكر المام وصنعوا سلما من جذع نلة قطعوها من بلدة تسمى
مسلمات بوادي العاول ،بيث يكون طول الذع مساويا لرتفاع النافذة عن الرض ،وف الليل
وصل العسكر الذين أوكل لم المام مهمة القتل أمام بيت الطاغية سليمان ،ونصبوا سلمهم على
121
النافذة ،وصعد أحدهم إل أن وصل إل النافذة فرأى البار نائما ،فأطلق عليه الرصاص فأراح
الناس من شره ،ورجع العسكر آمني.1
-ويذكر أن المام -رحه ال ذ ذهب لزيارة الشايخ أولد سعد ال النبهان ،وعندهم خادم
كبي السن كان لبيهم ،رباهم فصاروا يلونه ويترمونه ،ولا وصل المام تلقوه عند باب السجد
،وكان هذا الادم هو الذي غطى على الميع بترحيبه واستقباله للمام ،وجاء رجل يستضعفه
من يراه ليصافح المام ،فاخذ الادم ينهر ذلك الرجل ونطق بكلمة قبيحة ف معناها ما يوجب
عليه حد القذف ،فلما سعه المام قرر عليه الد ثاني جلدة ،وأمر فورا بالعصي لتحضر
لستخدامها ف اللد ،فاضطرب الشايخ أولد سعدال ،وأيقنوا بأن الادم إن جلد ثاني جلدة
سيموت حتما لضعفه وكب سنه ،والمام لن يستطيع أحد منهم أن يرده عن قصده ،فأصبحوا
كأنا على رؤوسهم الطي ل يلوون على سبيل ،وبينما هم على هذه الالة أقبل الشيخ العلمة
عامر بن خيس الالكي ذ رحه ال ذ ،فتلقاه أولد سعدال وأخبوه بالقضية الواقعة وكان المام
يسمع له ويثق بعلمه وورعه ،فدخل الشيخ ورأى العصي قد أحضرت فسأل المام عن المر
الادث -وكأنه ل يدري ، -ولاذا يريدون إقامة الد على الادم؟ فقال المام مستنكرا
للسؤال :هل تريدن أن أقول كما قال؟ بعن أن المام قد عفّ لسانه من النطق بتلك الكلمة الت
قالا الادم،فقال الشيخ للمام :إن الكلمة الت قالا الادم ليس معناها أن الرجل الخر لوطي عند
العمانيي ،بل معناها أنه متلي ،وذلك من قولم :خنثت السقاء ،أي لينته ،وعلى هذا فل أرى أنه
يستوجب الد .فقال المام عندها :أو ترى ذلك؟ قال :نعم .فرجع المام عن حكمه ،وسلم
الادم ،واستراحت قلوب أوليائه.2
-عندما كان المام الرضي ف سائل جاءت إليه امرأة واعترفت أمامه بأنا وقعت ف الزنا
وأقرت بذلك أكثر من أربع مرات ،إقرارا بعد إقرار وف ملس واحد وذلك ف حضرة عدد من
العلماء والشياخ وأهل الفضل والنجدة من السلمي ،وف اليوم التال أحضرت الرأة ،وأقرت
بالحصان من زوجي الول منهما توف عنها والثان طلقها ث مات بعد ذلك ،وبعد هذا القرار
الثان ،خرج المام والشهود ومن معه من الشراة وطائفة من أهل البلد إل موضع الرجم ،وكان
122
قد هيئ منذ يوم أمس بي السوق والصن ،فطبقوا فيها حكم ال تعال وطبقوا عليها الد على
وفق السنة ،فرماها المام أول ث الشايخ الذين شهدوا على إقرارها ومن ث رمى الناس جيعا من
كل جهة وهم يكبون على كل رمية ،وكانوا قد لقنوها التوبة فتابت وهي ف الضرة ،وقد أمر
المام بإخراجها من الفرة آخر اليوم وتغسل وتكفن ويصلى عليها وتقب ،ففعل لا ذلك ،وال
يتقبل من السلمي التائبي.1
-ولا كان المام ف سائل أيضا جاءت امرأة إل المام تشتكي من زوجها وأنا مغية منه
وأنا ل تريده ،ومع ذلك فهي حامل قاربت ولدتا ،فأمر المام الشيخ عامر الالكي أن يسمع
دعوى الرأة خارج البزة ،فأخبته دعواها وأطالت شكواها ،والشيخ معروف عنه كثرة الداعبة،
فكان يقول للمرأة :قول لبطنك .وهي تكرر دعواها ،وهو يرد عليها :قول لبطنش ول تقول
لعامر ،ث أن الرأة قامت عنه مغاضبة ،وتقول للشيخ :أنت ل تعرف شيئا غي هذا الكلم قول
لبطنش قول لبطنش .ودخلت البزة والشيخ عامر من خلفها ،فانتهرها المام ،فقالت :إن عامر
جعل يضحك علي ،فسألا عن دعواها وباذا رد عليها الشيخ عامر ،وبعد أن سع منها ،قال لا
المام :معن كلم الشيخ عامر أنه ل غي لكي بعد حلك ،فإما أن تذهب إل السجن وإما أن
ترجعي إل زوجك ،وعند ذلك أذعنت الرأة ورجعت إل زوجها.2
-وجيء للمام بامرأة أتت بولد من غي زوج ،فأمر المام بلدها أربعي جلدة ،فأنكر
الشيخ عيسى أمره بلدها ،يقول بأنا شبهة فلعلها غصبت أو غي ذلك من الحتمالت ،فلم يقبل
المام هذا العتراض ،وكان قد حضر ،ملسه عدد من الشايخ العلماء ،ومن ث قام المام وقال:
إن سأجلدها فمن كان له قول فليقل .فسكت الميع عن معارضته .3يقول الشيخ سعيد بن حد
الارثي معقبا على هذه الادثة الت ذكرها صاحب النهضة :الذي سعته من والدي حد بن
سليمان وكان حاضرا ف القضية يقول :كان المام ف بلدة الظاهر من أعمال بدية ،فجيء بذه
123
الرأة فكان المام والشايخ يتشاورون ف تأديبها ،فخرج المام عنهم وجلدها وهو
1
ج ْلتُ إِلَيْكَ رَبّ ِلتَرْضَى }طه .84
يقـــول {:وَعَ ِ
-وكان ذ رضي ال عنه ذ يأمر بتعزير من شرب الدخان من عشر ضربات إل عشرين
جلدة.2
-ومن أحكام المام أنه أمر بقتل سليمان بن عبدال الحروقي 3العروف بابن شيخة وذلك
لوره وطغيانه وكذلك حكم بتغريق أمواله بأمر الشيخ الالكي ،وذلك لتعامله بالربا وجعه الال
من الرام وتغري الناس ظلما وحيازة أموالم قسرا ،وف ذلك يقول الشيخ العلمة أبو مالك عامر
بن خيس الالكي:
أما عن ابن شيخه فاختفى عن النظار مدة من الزمن لكنه لا ضاقت عليه السبل وأيقن
باللك قرر أن يسلم نفسه للمام ويعلن التوبة بي يديه ويطلب منه العفو والصفح ،فذهب أول
عند الشيخ حي وأخبه عن حاله وأنه يريد منه أن يذهب معه ليشفع له عند المام ،إل أن الشيخ
حي اعتذر عن ذلك لعلمه بصرامة المام وحزمه ،مع أن الشيخ حي أحد أقطاب دولة المامة
124
ومن ضحى بأمواله ورجاله ف سبيل قيام المامة ،واقترح الشيخ حي أن يذهبا إل الشيخ عيسى
بن صال الارثي وكان حينها ف نزوى فربا يستطيع مفاهة المام ف المر ،فلما وصل عنده
وأخباه بالمر اعتذر هو الخر لعلمه بصعوبة تغيي حكم المام إل أنم قرروا جيعا الذهاب إل
الشيخ العلمة أب مالك لكانته عند المام من جهة ولن المام يستمع له لثقته ف علمه ،فلما
ذهبوا إليه -وكان حينها جريا أثر فتح بل ذ دار نقاش حاد بي الزعيمي والشيخ الالكي،
حيث إن الشيخ الالكي قال للزعيمي أول المر :أنتم المراء أقدر على مكالة المام من .فغضب
الشيخ عيسى وقال :ل يصلح الزاح ف كل وقت ،فأرسل للمام يأت إليك فتخاطبه ف الوضوع.
وعندها وافق الشيخ الالكي وأرسل للمام من يطلب منه الضور عند الشيخ الالكي حيث إن
الشيخ الالكي جريح ل يستطيع الذهاب إل المام بنفسه ،ولا وصل المام ورآهم متمعي أيقن
بأن هناك أمرا ما .فقال المام حينها(( :سوف نقضي إن شاء ال على الدعوة الاهلية والتعرض
لوامر الشرع)).
فقال الشيخ عامر :ل تتعجل أيها المام ،فهذا ابن شيخة قد جاء تائبا مذعنا للحق ،والشايخ
يسألونك العفو عنه.
فقال المام :وهل يسعن ذلك؟
فقال الشيخ عامر :نعم ،لن ال سبحانه وتعال يقول ( :إل الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم
فاعلموا أن ال غفور رحيم ) 1وهذا ابن شيخة جاء تائبا من قبل أن تقدروا عليه.
فقال المام :إذا أقول إذا سألن رب عن ذلك ،أن عامر بن خيس هو الذي تقلد هذا المر.
فقال الشيخ عامر :قل وسوف لن يسألك ال عن ذلك إن شاء ال.2
125
ها قد حانت لظة الوداع بعد رحلة طويلة قضيناها مع هذه الشخصية الت طالا
أثقل كاهلها وأتعبت نفسها وسعت جاهدة لرفع لواء الق والدين ،والنهوض بأمتها إل
العز والتمكي بعد أن أصابا ما أصابا من كيد العداء ومكر العتدين.
وإليك أخي القارئ العزيز أهم نتائج هذا البحث:
-1ولد المام الرضي سال بن راشد بن سليمان الروصي عام 1301هـ
الوافق 1884م ف قرية مشايق التابعة لولية السويق ف منطقة الباطنة.
-2نشأ المام ذرحه ال -ف حجر والده ،وتلقى مبادئ العلوم ف بلدته .
-3كان المام ذرحه ال -حريصا على طلب العلم منذ صباه .وقد هاجر
لطلب العلم عند نور الدين السالي وهو آن ذاك يناهز اللم ,وبقي ملزما
لشيخه السالي ما ل يقل عن خس عشرة سنة.
126
-4اشتهر المام ذرحه ال -منذ صغره بالخلق الزكية والستقامة ف الدين
حت ضرب به الثل ف عمان زهدا وورعا وغية على مارم ال.
-5تيز المام بصفات تؤهله للمامة العظمى ولذلك وقع اختيار السلمي له
فعقدوا عليه البيعة ف 12من جادى الثانيــة 1331هـ،
الوافــــق 5/1913/ 19م.
-6قضى المام ذرحه ال -حياته ماهدا ف سبيل ال ,قائما بالقسط ناشرا
للعدل ل تأخذه ف ال لومة لئم .وكانت مدة إمامته 22يوم وأربعة
أشهر وسبع سنوات .
-7استشهد المام وله من العمر ( )37سنة وترك من العقب ثلثة أبناء وهم
(يي -عبدال ذ يعقوب).
* التوصيات :
-1أدعو نفسي وجيع الشباب السلم إل اقتفاء أثر سلفنا الصال -رضوان
ال عليهم -وجعلهم قدوة ونباسا ف الياة.
-2حث جيل الشباب الواعد على إبراز الشخصيات السلمية الكبية الت ل
زالت مغمورة تتاج من ينفض عنها غبار السني .
-3العناية بالتأريخ العمان وتتبعا ودراسة.
أخي القارئ العزيز إنن لعترف حقا بتقصيي الشديد ف هذا البحث الذي بي
يديك ،فسية المام أعظم من أن يكتبها مثلي وما أران إل قد ارتقيت مرتقا صعبا ,وإن
قال قائل :وأنّى للقزام أن يكتبوا عن العمالقة العلم ،فقد صدق وأوجز ،ولكن ما
ترأت هذا التجرؤ وما تطاولت هذا التطاول إل لا رأيته من عزوف أصحاب العقول
الراجحة والمم التوقدة عن تدوين أمثال هذه السِي الت زينت جبي التأريخ ،مع أننا ف
أمَسِ الاجة لِما يربطنا بسلفنا الصال ف زمنٍ طغت فيه الادية الوفاء حت غرق الناس
127
ف مستنقعها السي ،وضعف فيه السلمون حت نسوا تأريهم وحضارتم وأمادهم
السالفة ،بل بلغ المر أكثر من ذلك فصار السلمون يقلدون الغرب تقليد العمى،
منخدعي بتفوقهم الادي البتور ،ولو تأملوا قليل بعي البصية لعلموا أن عال الغرب ما
هو إل كطائرٍ عملق يطي بناح عظيم وجناحه الخر كسي ضئيل مهيض ،فكلما كب
الطائر العملق ذو الناح الكسي كلما قارب على السقوط والنطاط.
وف التام أسال ال -تبارك وتعال -العفو والغفرة والثبات ف الدنيا والنجاة ف الخرة " َرّبنَا
َل ُتؤَاخِ ْذنَا إِن نّسِينَا َأوْ أَ ْخ َطأْنَا َرّبنَا وَ َل تَحْمِ ْل عََلْينَا إِصْرا كَمَا حَ َم ْلتَهُ عَلَى الّذِي َن مِن َقبِْلنَا َرّبنَا وَلَ
1
ف عَنّا وَاغْفِرْ َلنَا وَارْحَ ْمنَا أَنتَ َموْ َلنَا فَانصُ ْرنَا عَلَى اْل َقوْ ِم اْلكَافِرِينَ "
تُحَمّ ْلنَا مَا َل طَاَقةَ َلنَا بِهِ وَاعْ ُ
128
الملحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــق
قصائد في رثاء المام الملــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــحق
سالم – رحمه الله .- ()1
مراسلت المام سالم الملـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــحق(
وكتابه لبي زيد الريامي. )2
قصائد في فتوحات الملــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــحق(
المام سالم –رحمه )3
الله.-
معارضة المجيزي والرد
الملــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــحق(
عليه. )4
الملــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــحق( مخطط لمعركة الوطية.
)5
129
1
مرثاة ال شيخ ناصر بن را شد ال خرو صي صنو المام
- 1مطوط.
130
بم مشمـرا وللكـفـر رفــض وبايعتــه الشرق والغرب وكل
وأحي ما من دعوة الق انمد دعوة حــق قد دعــاهم ونض
أنــواره فــي كل قـرن طالعة ورتـق الفتـــق وآوى ورشــد
وبالعواب الكثرين القــانـــتي بيت الليلي لتـزال ساطعـــة
واللم والعقل هـم رجاله بالفيحا تلقى العلمــاء الزاهدين
وهو أبو يي الذي نال العــلى والعلـم فيهـــم ساحب أذيالــه
لينكـرن قولــي ذا أقرانـه والعقـــد بعدمــا المـام قتل
ودمعه مثل الرشاش ف انسجام واسطة العقد مضى زمــانه
ف ليلــة قيـام ليــل فاتــه صـام نـــاره وليلـــه قيـام
ف حضــر وسفــر فالتعلــم فما حفظــت قـط من صحبـتــه
ببــه ل وببــه قمـيــن صحبتنــا قبــل بلـــوغ اللم
جهلـت أنــه علـي الشــان لننـــا أخـوان صـــدق ودين
بأنــه نــور الزمــان وضحا وكنــت ف الول مــن زمــان
أترابه حت انتهى إلــى العلــى فبــان من بعـد لنــا ولحـــا
لنــا وسـايـط للخــالـق فلم يزل يرتق ف اليـر علـى
الواحد الفرد الـذي لــم يــزل ل ينظرن قط إلــى الليـــق
فيهـا لـموله تــراه ســـجد من قـــوة اليـــان بال العلي
قـد رفـض الدنيا لوله شكور والنـــور فــي كل البقاع يوجد
ل مثـل مـن هم له بطن غدى متمــل الذى صبور ووقور
ف ل مفيـد نلـه يلتـهـب يأكل مــن طعــامه ما وجدا
كبي ذنب خشيــة مـن الغضب إن قـــال كلمة رآهـا تقـرب
حورية أشبـه شـيء بالقمــر مستغفـرا كــأنه قد ارتكـب
تقـول كــل ذا مـن لذيذ نعمة وف سجـــوده رأى وقــد نر
من كـل ما يوجـد ف ذي الول قد ناولتـــه من ثـار النـــة
ف فعل شيء ثـم قــد خالفتــه فوجــد الطعــم بفيــه أحـل
131
ل عجب فيما أقول فاقبلـه وكــان كلــما إذا شــاورته
للوليا دلـت علــى السلمــة حلت عقوبة عليـك عاجلـة
من قبــل بيعـة لــه يليـه فمعجزات الوليـاء كرامـة
رآه بالعيــن كــذا إن بانـا وكــان هــاتف لــه يأتـه
مستحقـرا لنفسه بيـن العبيـد ف نومـــه ومــرة عيـــانا
لحـد ذا قــطّ يبـــر وهو يظن ذاك شيطانا مريـد
أنت لــا الحـاق للضـلل وكـاتٌ لــذا ولــيس يذكـر
لوارث ابن كعب مـا أشبهكـا يقــول قـــم بالـق ل تبال
ابن أبـي جابـر سيّـد رشـد وتارة يقـول مـا أشبهكـــا
لبن مـرش ٍد إمامـا يوصف وهو إمـــام ولـه موسى عقــد
كمثلـه زهدا عفافا ف الورى وتارة يقول أنــت الـلـــف
أب بلل فيهـا عند رفقـــة لدى العمانــيي قــــط ل يرى
من بعد مرداس المام الجتبا وف منامــــه رأى فـــي حلقة
من كأسه ل كارها بل راغبــا يدور كأس بينهـــم وشربـــا
أبو ممـد يقـول معلنــا فكان مثل ما رأى قـد شربـــا
من كأس مرداس هلم واقربـــا وكــان كلمــا رآه شيخنـــا
دعوتـه أمضى من الهنـــد
فـي ورده وتــارة جهـارا ل ومرحبا لـــن قـد شربا
أه ً
له بــربٍ بينهـم ع ّم البل ف
زمـن عليهم كمـا تـرى واشتهرت منذ (إيناس) الرشــــد
من أفضل الناس أبا فزوجـه منها دعائه على النصــــارى
أفضل كل راكـع وساجــد حت استجاب ال جل وعــــل
خي نسائها كمـا شاع الب فما علمنا قــط أنـــه جــرى
حت العدو ما تـراه يُنكـرا وقد دعا الول الكري زوجه
وأننـي يعسـرن النظـام بابنـة الشيــخ أبـــي ممــد
132
وصاحبيـه وأهيل النهــر طاهــــرة اليـب قؤمة السحر
وهو أبو شيخان 1ف حرب العدا وكم له من الكرامـــات تــرى
والدمع منهل علـى ماجــري يعجز عن وصف لا القـــام
زهـد ابن أدهـم عليـه سطرا سيته سيـرة خيــر البشـــر
صبا شجاعة وصمتا ف حكم وقبل ف ال أخٌ لــي استشهدا
على الذي به القضاء قد جـرى ول يزل جلــدة بي بصري
أسد شرى ل ينثنوا الدبـارا لو تتبعـت صفاتـــه تـــرى
من كافر ومؤمن مطيـع مدرع علمـــا وحكمـــا وكرم
أنزلم أعل الرفيـق العلــى حت رمتن أخت ذا فصبــرا
أجل نعمـة وأعـل منـزل ف مبتي قد مضوا أنــوارا
بعدك قد تري على نكبات قد كتب الفنا علـــى الميـــع
وما معاشي بعــد ذاك اللعي جزاهم ربـي جنـــات العلـــى
والرض والخوان طرا والعل ولقــا بيننــا وإياهـــم علـى
أب خليل خلت قلب ف غضا
وبكمـال عدلـه زهرتـه يا سال إنــى أرى حيــــات
على النبـي وآله الغر الكرام. فما حيات بعـــد نـور اللمع
- 1قوله أ بو شيخان :هو الش يخ الفا ضل البائع نف سه ف سبيل ال عبدال بن م مد بن علي الذهلي ،الذي ا ستشهد بف تح
الرستاق زمن المام سال ذ رحهم ال تعال وأسكنهم فسيح جناته -وكان هذا الشيخ من شدة خوفه ومراقبته ل تعال أنه
يغشى عليه عند ذكر النار والساب ،وف بعض الحيان يوجد ف الطريق مغشيا عليه ذ رحه ال تعال [-نقل من خط الشيخ
خالد بن صال بن حد الروصي الستال ،مطوط ].
133
سيف بن ناصر بن و هذه القص يدة قالها الش يخ العالم الفقيه
م بن راشد بن س ليمان ن الخروصي را ثيا بها الما م سال س ليما
ال خرو صي -رح مه ال ور ضي عنه – ق ال ف يها: 1
وتكدرت بصابك اليام أسفتْ لفقدكَ سال الحلم
طرق الداية فالضياء ظلم وانسد باب العدل بعدك واختفت
حكما لا الديان والحكام أنت المام الرتضى رضيت به
الدنيا وإن كثرت با الكام ما بعده من حاكم ترضى به
دأب الزمان فما عليه مـلم زلت به قـدم الزمـان وذلـكم
طاشت بم للحادثات سهـام أين الوك وأن أربـاب العـل
الركبان وافتخرت با العلم من ل بسيته الت سارت بـا
من للضعيف لسـه العدام من للمنـابر والحـابر بعـده
واستصعبت وتأخر القــوام من للمعاقــل إن تعـذر فتحهـا
حت يقوم لنصــره القـوّام للمر العروف يندب سالـا
أين العهـود أكلهـــا أحلم من ل بنصرته وقد غدروا بـه
نقم عليه من اللـه عظــام ت ِعسَ الوهيب إن رماه وإن تـزل
يميك عما يوجـب العـلم قبضت يد الرامي وأقبح منك من
خفر الذمام على الكرام حـرام شلت يداك أمـا رعـيت ذمامـه
وعليه من عند اللـه سلم سقيا لقب ضمّ أعظـم سالـا
أو لمنـي ف ذلك اللوام ل زلت أبكيه وإن طـال الـمدى
ومساج ٌد فيها الصـلة تقام وعليه تبكي الشرفيـة والقنـا
عبا لكم يا أيهـا السـلم والزن يبكيه دما وكفى با
وتسابقت للمكرمات كرام حسب بم قوم إذا دفعوا اللوى
حزب الله لدينــه أعلم ل أسـلف لنـا سلفـوا هـم
تتلى وإن طالت با العـوام تت لم نعم اللـه فأيهـم
- 1مطوط.
134
تت الرثاة والمد ل حق حده
1
مرثاة الشيخ أبي مسلم البهلني
- 1أبو مسلم البهلن ،مرجع سابق ،ص .431ملحظة :انظر باقي القصيدة ف الديوان.
135
1
مرثاة الشيخ منصور بن ناصر الفارسي
- 1الشيخ منصور بن ناصر بن ممد الفارسي ،سوط الفرائد على نور السان الرائد ،الطبعة الول 1992م ،.ص
.181 -178
136
ول يمحا بغير التوب إصرا فما ذنب بباق عند توب
وتنساه ول ينساك ذكرا تنام وما ينام الموت قطعا
وأمر ال فيهم مستقرا وخلق ال صيد للماني
فيأخذهم ولم يلفوه مدرا وسهم الموت قد أضحى رصيدا
بها إل سقته الصاب وفرا ول تبقي الليالي قط حيا
ويقلب سهمه بطنا وظهرا وما زال الحمام يروم ختل
إمام الحق سالمنا الهزبرا فأومى سهمه ليل فأودى
فأحيا ميتا وأمات حرا فعاد السهم مخضوبا بدم
وغادرت الورى برا وبحرا أل يا رمية أفقأت عينا
وقد أولى عداه الدين كسرا أخذت إمامنا والدين عال
كأنك قد أخذت الناس عقرا فقرا أخذت خليفة الرحمن
يموت وقد أراح الخلق طرا وموت الناس أشتات فبعض
على أهليه والجيران خسرا وبعض منهم إذا مات أبقى
يموت له جميع الخلق قسرا وبعض منهم ما مات إل
أشد مصيبة وأجل حشرا كموت خليفة الرحمن فينا
تشاكه يوم نفخ الصور قدرا لقد كانت مصيبته علينا
وطم بها إلى أن عم مصرا فعم مصابه قطري عمان
ففاضت أبحرا وأسال نهرا وفاضت بالمصاب دموع عين
وكم جفن بطول الحزن حرا فكم قلب بجمر الحزن يصلى
وذي جلد به قد ضاق صدرا وكم ليث به قد ضاق ذرعا
ويا عجبا لشبر ضم بدرا فيا عجبا لقبر ضم طودا
وأكثر ما هم يبكون صبرا بكته الجن والملك طرا
فحق له البكا سرا وجهرا فإن يك ميتا يبكى عليه
مجيد في الورى نظما ونثرا وحق له الرثا من كل راث
لقد صارت لنا وعظا وذكرى أل رحم الله عظام قبر
على عمد ومن أوهاه عقرا فتعسا للذي أوماه رميا
وحاط بك الجزا دنيا وأخرى أل شلت يمينك حين ترمي
على بوبسرة هونا ومكرا أل يا لعنة الرحمن صبي
نقاسمكم به حزنا وفكرا تعالوا يا بني السلم حتى
ويتبع سيره أثرا فأثرا هنيئا للذي قد جاء يقفو
يزيل غياهبا ويبيد شرا كيما بنفسه ل أجاد
لكانت فرقة وأذيع كفرا فقام خليفة ما لو تأنى
قبيل قيامه بل ذاك حرا لقد صارت عمان تروم شرا
وأنقذهم من الشراك وزرا إماما قد أتى للرشد هاد
وأسكت روعة وأجاد يسرا إماما قد محى ظلل التعادي
فحل مقامه عزا وفخرا إماما قد عل فخرا ومجدا
هزبرا قد قفا أثر هزبرا المنايا إمام ليس ترهبه
137
هماما نجل عبد ال حبرا المفدى الخليلي محمد
سواك لكان هذا الدين هدرا فقمت إمامنا للدين ما لو
فكنت عقيبهم أحييت نجرا كراما نمتك أئمة سلفوا
سوابق خيرة أحيين فخرا لكم آل الخليلي على البرايا
وأرخت العل سطرا فسطرا لقد أظهرت مجدكم تماما
بطلعتك استقر الدهر بشرا فقد قرت بك العينان حتى
ويطلعنا أقاصي الرض خبرا وضل المن ينعشنا ايتلفا
ووفقت العل فتحا ونصرا فعش في ظل أمن ال حقا
وترفل مشيها خودا وبدرا وهاك خريدة جاءت تحاكي
وأخرى سبعة من بعد تترى ثم بيت بها سبعون بيتا
هي الدنيا تنوش الخلق طرا. مواعظها تذيب النفس حزنا
138
1
مرثاة عائشة بنت سليمان الوائلية
2
مرثاة عائشة بنت سليمان الوائلية
- 1مموعة قصائد لعائشة الوائلية ،قام بمعها حفيدها عامر بن حارث بن صال الروصي.
- 2الرجع السابق.
139
يمحو البغاة مع الظلم والفسدا إني سألت الله الواحد الح َد
هنيتم العيش في طول المدى أبدا يا قاتلين إمام المسلمين فل
أهل الظلل فل ينموا لكم عددا أطفأتموا نور دنياكم فويلكم
طول الحياة ترون الخوف والكمدا الذل والرعب والخذلن قارنكم
كم ليلة في سواد الليل ما رقدا أحرمتمونا إماما زانه شرف
يا حامي الدين تهنى في لقا السعدا يسمو ويغدوا لمر ال ممتثل
غوثا لدين الله الوحد الحد فكم أفاضت دموع المسلمين فيا
والن قد أظلمت حين انقضى العددا فهو الذ ي نارت الدنيا بطلعته
ابن الكرام سليل راشد رشدا طود أشم أبو يحيى له حسب
خليفة النبياء قد جاور الشهدا العلم والحلم واليمان قارنه
له البشارة بالجنات نور هدى هنيتِ يا بلدة الخضراء بجيرته
طول الليالـــــــــــــــي كذا أبدا ذاك الضريح به النوار مشرقة
نجل الخليلي إمام العدل بحر ندى ت ركائبهذاك الكريم الذي حن ْ
الشرق والغرب في العلياء حيث بدا قامت لبيعته أبطال ذوو كرم
يغفر ذنوبي وذنب الوالدين غدا إني سألت الله الواحد الحد
في كل يوم إذا ما ساجد سجدا ثم الصلة على المختار سيدنا
فوق الراك وما حادي النياق حدا والل والصحب ما ناحت مغردة
140
141
142
143
144
بسم ال الرحن الرحيم
من إمام السلمي العتصم بال سال بن راشد الروصي إل جناب قنصل الدولة
النليزية بسقط.
أما بعد :وصلن كتابك الرقوم ف يوم 15جادى الخر وعلمنا ما فيه .اعلم أن علماء
عمان ل يأت منهم جواب ول يتمعوا بعد على رأي والمر ل يصدر إل على اتفاق
الميع لن الكل داخل فيه .حرر يوم 20ج 2سنة 1333كتبه منصور بيده.
145
146
147
بسم ال الرحن الرحيم
من إمام السلمي سال بن راشد الروصي إل جناب (كولونيل) قنصل الدولة النكليزية البيطانية
بسقط .السلم على من اتبع الدى.
أما بعد :فقد وصلنا الشيخ عيسى بن صال بالمس وألقى إلينا أجوبتكم ،والواب ما أجابكم به
من جهة الصون فإن الشرع ينع ذلك ،فإن أحببتم النصاف فوفوا لنا با سألناكم ف هذا.
وحرر يوم 8من ذي القعدةف سنة 1333وكتبه عن أمره ممد بن عبدال الليلي بيده.
صحيح من إمام السلمي سال بن راشد الروصي.
148
149
كتاب المام سال بن راشد الروصي للشيخ أب زيد الريامي
بسم ال الرحن الرحيم
150
من إمام السلمي العتصم بال :سال بن راشد الروصي ،للشيخ الكرم الفاضل أب زيد
عبدال بن ممد الريامي ذ حرسه ال تعال ذ سلم عليك ورحة ال وبركاته ،إن أحد إليك ال
الذي أعظم شأنه شأنه ،وجل سلطانه ،وقام برهانه ،وعلت كلمته ،ووضحت حجته ،وبي
السبيل ،ورزق عباده العقل والدليل ،ليهلك من هلك عن بينه وييا من حي عن بينة وكان ال
سيعا بصيا لطيفا خبيا.
أما بعد فقد ورد إل كتاب من شيخنا المد البصي العال الشهي :ماجد بن خيس العبي،
ينقم عليك أشياء ف أحكامك ،ويعيب عليك ف أفعاك وعقوباتك ،وما جعلتك واليا ف تلك
البلد إل لتقوم بالعدل بي العباد ،على وفق ما أنزل ال على نبيه صلى ال عليه وسلم ،وتتبع
سبيل اللفاء الراشدين ،فما ينقمه عليك ذلك الشيخ ،جلبك دواب الناس إل الصن من
السافات البعيدة ،ومنعك أربابا عن الكسب عليها ،وتكمك عليهم ف النفاق عليها ،والصلح
لك تركه والسلم ف الدين ،إذ لو صح لك البس لربابا بتركهم لا ف ذلك الكان الذي
يقولون إنه حية ،فحجة التهمة تقوم بغي جلب الدواب إليك .أرأيت ف عقلك وعقل كل ذي
سليم ،أن جلب تلك الدابة إليك هو الذي يقوم الجة على صدق مقالة جالبها ،أنه وجدها ف
تلك المية .فإن قلت :نعم فجميع إخوانك السلمي وأهل العلم ف الدين ما أظن تلقى من يقول
منهم بذلك ،فتبقى وحيدا على فعلتك ،وإن سلمت أن ل يقوم ذلك بجة ،غي أنه أقوى دللة،
قلنا :فحينئذ ما الاجة عليه إل منع الدواب عن أربابا ،والنتفاع با ،واعتب بنفسك هل يصح
البس إل على النايات ،وأنت من جاءك يقول :إن دابته منطلقة عليه ،وهو غي معتاد يطلقها ل
تصدقه ،فأما حبسته أو منعته دابته ورجع عنك بدونا.
فعزية عليك ،اخبن ما هذا الرم الذي فعله صاحب الدابة النفلتة عليه ،وأنت تعلم أن
السلمون ممولون على حسن الظن ،إل من نظر منه الاكم العتياد وعرف منه تكرار الفساد،
بطلقه الدواب على الرث ،وبعدم مبالته بجر الاكم الذي يوز له الجر فيه ،ما يؤول إل
فساد بي العباد .وهذا الذي وصفته لك ف الرث الت يرثها الناس بأنفسهم ،ويسقونا بأنارهم،
فكيف با يسقيه الطر الذي اشترك فيه الناس جيعهم ،بنص الديث عن رسول ال صلى ال عليه
وسلم.
151
فإن قلت :إن الميات للبلدين قد تقدم من تقدم من أهل العلم بالكلم فيها ،ونصبوا للناس
حدودا ،لئل يعدوا بعضهم على بعض ،وف ذلك مكاتبات وأوراق ،يشهد با من وقف عليها،
أترى ما صنعوه باطل أم تقر بعدله ،فتعرف ما فعلناه حقا وصوابا.
قلنا :إن ذلك الذي فعله أولئك الئمة والعلماء ،عدلم غي منكور ،وحقهم مبور ،وسيتم
بالعدل أشهر من نار على علم ،غي أنه يرج على وجوه كلها لئقة مستحسنة جائزة ،منها أن
ذلك فعلوه إصلحا بي العباد ،ل حكما جازما .والصلح جائز على التراضي لدفع الفساد،
حسما لادة ما تعوده الهلة من التطاول على بعضهم بعضا .وكل منهم أعطوه ف ذلك الصلح
بقدر نصيبه ،على وجه التراضي من تلك البقاع للنتفاع منها ،وما جعلوا ما كان يص الغي من
تلك الفلة مرما كالرم ،يعابون عليه العقوبة الشديدة ويتوغلون ف حجره كل التوغل .وما
اشتهر لنا عنهم إنا أتاه من دواب الناس ف تلك الفلوات يساق إليهم إل حصنهم من الكانات
النائية البعيدة ،يعاقبون ويبسون الدواب على أربابا ،ويسلبونم أسلحتهم رغما عليهم ،إلاء لم
على العقوبة با يرضي القائم من الدة الت تالف سية العدل ،من طول الكث ف البس.
وعلى تقدير أن ما فعلته ليس خارجا مرج الطأ ف الدين إل أنك خالفت فيه سية أهل
العدل من إخوانك السلمي ول تصغ لنصحهم .ول ترغب فيما رغبوا ،وفيهم من هو أنفذ منك
بصية ،وأكثر اطلعا على أثر السلف ،وأغزر علما ،وأوسع دراية وأعدل سية وأقدم هجرة
وأترك للدنيا وحطامها .وسيته بالعدل والزهد أشهر من أن يصفها الواصف وهو الذي بلغك
النصائح حت مللت نصحه ولويت نصحك عن قبول ما أراد منك الرجوع عنه ،فكفى بذلك
دليل على ارتكابك العيب ،وتبطك العشواء ،وميلك إل ما توى ،على تقدير أن ما فعلته غي
خارج مرج التخطئة بالجاع ،وأنت على ما رفع لنا المناء ما اقتصرت على ذلك ،حرمت
على الناس اللل ،بفتواك ف مسائل ما ل يصى من فتاويك باعتقادك الفاسد أنك من أهل
الجتهاد ،وأهل الجتهاد ما أباح ال لم باجتهادهم عدم البالة ،وما أحل لم يقولون ما ل
يعلمون ،بل إن اجتهدوا ف مسألة استنبطوا الدليل من مله ،أو قاسوا على غيها من السالة حت
ترجع إل أصل صريح ،فقالوا باجتهادهم فيها ل عن هوى ول عما يستحسنه الوى .فاقنع انك
لست من أهل تلك الرتبة ،واعرف قدرك ول تطاول فوق معرفتك ،فما أراك إل من أهل النلة
الول.
152
وإياك ث إياك أن تقول ف مسألة باجتهاد منك ،وقد ألزمتك أن تكم با تده ف أثر
السلمي والئمة ف الدين ،وحكمك يكون جريا على حكمهم ف السألة الت تعرف حكمهم
بذلك الكم ل غي ،بشرط معرفتك عدله وحقه وصوابه ،وإل أرجعها إل إخوانك الذي هم
أعرف منك ،وهناك جارك ،ذلك الهبذ البصي الشهي ماجد ،فرد الصوم إليه.
وإن رأيت ف الثر أن الاكم إل نظره أحوج منه فغلى أثره ،فذلك ف حق قوم ل أنت
منهم .اللهم إل أن تشهد لك العلماء أنك منهم ،وتقق ذلك من نفسك يقينا ،لن ف الديث:
" استفت نفسك "...ال فهذا كلم يرج على وجهي :إل نظر اجتهاد ف الرأي أو إل ترجيح
ف مسألة الرأي.
وعلى كل حال ،فأنت لست من أهل الرتبة الول والباحة لك ف الثانية .إن رأى العلماء
أنك من أهل الترجيح فتب إل ال من تليطاتك ،فإنّ الخلّط ف دينه ،ل يقبل ال منه صرفا ول
عدل ،وأنت تعلم أنّ الدين ليس كالال ،إن أفسدت ف بعضه اندم كلّه ،فإيّاك ثّ إيّاك يا أبا زيد،
احرص ف حركاتك وسكناتك ،وقدّم للسؤال جوابا ،وتدارك نفسك ما دام العمر مدود ،وباب
التوبة غي مسدود ،ال ال ،اتّق ال تعال.
أوصيك ونفسي بتقوى ال تعال ،وإن رأيتم من البتلى 1عيبا فخذوا بيده ،وأنزلوه منلته الت
أمركم ال أن تنلوه فيها ،والقّ يعلو ول يعلى عليه ،وما حرّضتك هذا التحريض ،وجرّدت لك
هذا النصح ،وبيّنت هذا التبيي إلّ شفقة بك ،وشفقة على نفسي من السؤال ف الوقف العظيم
الذي ترتعد فيه الفرائص ،ويقول فيه الصديقون والرسلون :اللهمّ ل أسألك اليوم إلّ نفسي ،وقد
ابتلينا بأمر عظيم وخطر جسيم ،فالويل ك ّل الويل لنا ،إن ل يتداركنا ال برحته الواسعة ،ويغمرنا
بغفرته ولطفه.
نعوذ بال من سوابق الشقا ،ونسأله التوفيق لا يرضا ،ويسلك بنا لحسن طريق يبه ،ويعل
أعمالنا خالصة لوجهه ،ويعل لنا إخوانا وأعوانا وأنصارا ورغبتهم ف الدين ل ف الدنيا وحطامها
وزخارفها.
وأسلحة القوم الت أحجرت با عندك وحيهم أرسل با للشيخ ماجد .أمرتك بذلك أمرا
حازما ،وإن رأيت ذلك الكان العهود يتاج إل حكم فيه ورأي الشيخ ،ما توز فيه الحكام
153
قوله ذلك ،من ل يقنع بكم ،وتطاول على ارتكاب بدعة كبدعهم القدية والكبائر العظيمة الت
كانوا يركبونا ،من تبكيت الذان للدواب ،عاقب من فعل ذلك العقوبة الشديدة ،هذا والسلم
عليك ومن ِقبَلَك من الخوان ،وصلى ال على سيدنا ممد وإله وصحبه وسلم .إهـ
154
قصيدة الشيخ سعيد بن سليمان الروصي:1
- 1مموعة قصائد ،مطوط بكتبة السيد ممد بن أحد البوسعيدي ،رقم الخطوط [.319 :ملحظة :وجدت هذا الزء من
القصيدة ول أعثر على الباقي].
155
رقيا النابر باستماع الغيـــد لعبت با الفرنج حــت بدلوا
وعن الشريعة بابنة العنقـــود وعن الماعة باجتماع مزيقــة
ملئـت صياصيها بكل جحـود ياللرجال معاقل السلم قــد
إن سيوفهم أذنت إذا بــورود هذي جنود ال قــد غضبت و
تب العلى ف طارف وتليــد أكرم بقـوم ف تنوف أصبحت
وحني نقع الصمع صوت نشيد قوم يرون دم العروق مدامــة
نل الغطارفة الكرام الصيــد هم طوقوا عقــد اللفة سالا
أكرم بآباء له وجــــدود أخذ اللفة عــن أبيه وجده
فاجتاح جوهر كنه الوصـود أبقى لــه كن اللفة وارث
والسالي العال ابن حيد وعضيده ذاك الغضنفر حي
بدرين قد طلعا بأفق سعود علمي بل برين بل كنين بل
يثن عنان الحفل الحشود وبنو هلل كل فرد منهم
اليام رد قضائها الردود وبنو ريام عصابة ل تلك
156
وأجل سابقة وأبج عيد ل زلت للسلم أشرف كعبة
- 1مموعة قصائد ،مطوط بكتبة السيد ممد بن أحد البوسعيدي ،رقم الخطوط .319 :وكذلك مطوط رقم(.)1323
وهذه القصيدة تتحتث عن فتوحات المام ويب التنبيه على وجود بعض السقط ف البيات وقد نقلتها كما هي ف
الخطوط.
157
لظاه ول يثنون صدرا مــع الورد يوضون بر الوت والـوت مسعر
تعاظم قدرا فهو مــن دوحة الزد أتاهم إمام الق سال الـــذي
فريد العال ترقاها به كـل ذي رشد فت راشد الزاكي الـــروصي
غورا وندا بالشريعة مستهـــدي بيش يسد الفق شرقا ومغــربا
وشهم هام حل ف ذروة الجـــد خيس حوى من كـل قيل وضيغم
وشس الدى حلت على هالة السعـد أتينا ونور الـــق يسطع بيننا
علينا ومـــن كان بالق يستجدي وردنا وناموس الشريعة حاكــم
فحمي قطب القوم واسطة العقـــد با قيل من نبهان أســد عرينها
وليس فت منهم سوى واريّ الزنــد لم شرف يسموا على كل فاضل
ربيع الندى للناس إن ضَنّ ذو رفــد وفتيان صدق من هناة أكــارم
بأسيافهم حـازوا ذرى العز ف القصد إن اقتحموا بر الهالك ف الوغى
فآثارهم ف كـــــل سفر وسند وغيهم من كل صيـد متوج
الناوي وغوث اللق من كل ما يبدي كهـوف ضيوف للمساوي نقمة
بثارهم لـــــو كان ف آخر الند صناديد يمون الذمار ويدركـوا
وأعلمهم خفاقة بالعـــدى تردي قطعنا بم أجواز كــل تنوفـة
مسلمات 1من ضرب الدافع كالرعـد ولا امتطينا ساحـة الغر سلمت
طلب العل ف كل نازلة تبــدي با مـن بن شس العاول ههـم
فزلزلت القطار خوفا من الوعــد ولا ترقـو صرحها خيمـوا با
وذلت عواصي كـــل باغ ومرتد وتاهت با عزا سرورا وبجــة
هم القوم كل القوم ف كــل مشهد على نـل طافت كتائب حـي
وأمست ذلول للمام وللجنـــد أحاطوا با شرقا وغربا ...معاقل
بم نازل حادوا عن الرب والقصـد فحار دليل القـوم لا رأوا البل
ولكن قضاء ال غالب على العبــد وما جهلوا قدر المـام ونصره
يديرون أي الالتي لم تـــدي بقوا بي إقدام وإحجام برهــة
158
إذا ل يكن ل ف الرضا تبــــدي فما ينفع القـوام حصن ومعقل
وهم خذلوه ف القيقة عن قصـــد وقــد بايعوه قبل ذلك أهلها
إذا عانقوا التقوى وساغوا جنا الشهـد وماذا عليهم مــن ملمة لئم
على جرف هار با زاغ عن رشــد ومـن مد باع البغي ل يـزل
تصاد به وحش الفداد باليـــدي وجر إل بركا خيسا عرمـرما
زئي السباع الضاريات مع الســـد أقام با واليش يزأر حــولا
وردوا بل خوف وقالوا إل الـــرد فقد رجعوا من فتكة من حيمهم
تصاغر للكفار من فتكة النــــد كأن جبال الطور قد وقعت بم
دهته ولكن الله هو البــــدي ورد إمام الق مـن غي ريبة
وعادت عوادي الدهر صافية الــود إل أن يرى المر استقـر قراره
بعروف أو ناه عن النكر الــردي أقام على صرح القيقة آمـرا
بقهر وكم قد ذل طاغية النجـــد وكم مشهد قد خاض غمر عبابه
رماها با من كل فيلق ذي عهــد فسل دار نزوى ما رأت من بسالة
رأته با من حد صارمها النـــدي وسل منح الفيقي عن خطبها وما
وفيها سعود حل ف ذروة السعــد وإزكي أتتها منه يومـا عصائب
وقرت به عينا من البأس والوجــد فطاعت وما ارتاعت إذا مـن مهابة
وألقت عصاها عن عناية مستهـدي وقد خفضت قاروت أجنحة الرضى
با الشهم عيسى بن صال ذا الـد ومدت يد الحسان واليمن إذ رأت
بنو حكم 1أكرم بم لك من جنـد وحصن العواب .........بقـدرة
وقد حاد عن طرق النهج والرشـد كـان با ذاك الضعيف ....يفهم
ونادر السلطان ذو العدد والعــد وسار ير اليش نـــو سائل
على صهوات الصن ينفث عن جـد فأسعر نار الرب شهرا ول يـزل
ويذعره روعا على خرق الهـــد برب يشيب الطفل قبل مشيبـه
على قلعات مشرفات على الســد أحاطوا جنود ال حصرا بصنـه
159
وحاصرها قهرا وما لا من مهـدي وبدبد أبدت للمام عـــداوة
ول يريا من ناصر أبدا مـــدي ول زالتا ف وحشة إثر دهشــة
تنجيهما من هلكة بعد مـــرصد وقد دانتا بالسمع والطاعـة الت
وأمست ذلول لتروع بالضـــد فدانت له شرق البلد وغــربا
وآله والصحاب ما سح مـن رعد. وصل على الختار رب ممــد
تت
وهي اثنان وستون بيتا
هذه القصيدة عن حود بن خلفان بن شني العبيدان ف مدح إمام السلمي سال بن راشد
1
الروصي وذكر فتوحاته
- 1مموعة قصائد ،مطوط بكتبة السيد ممد بن أحد البوسعيدي ،رقم الخطوط316 :
160
ث ابتل الخوان باليان فالبس أمور القوم ملبس رحة
بتخي الصحاب والخوان اللك ملكك باختيار ال ل
هذا لم سبب النجاح الثان لكنهم سبب النجاح وأنت يا
يا قلب بعد تفتح الرمان قم بالسعادة إنه فتح الرضى
أعتابه سهر الحب الان يا طال ما سهرت عيون القوم ف
لا توف العال الربان لول مبتهم لفيض تصبي
فلك القيقة ناظري وجنان شسان من شس النهار ومنه ف
أمر الله القادر الربان فهو الذي ناجاه ف إصراره
أن قم بثابت أمرنا الوحدان ناجاه فيما كان يطلب كونه
سبقت له منا يد البهان وانض بسال بن راشد الذي
يوما أتى جبيل بالقرآن إنا لننصره بناصر ديننا
عام كعد(أشغل) 2بل نقصان عقدة إمامته بفضل ال ف
زيد وعمر قام كاليان وأتاه من مطوعي عمانه
لا علته بيعة الرضوان حت استمد بنوره فلك القضا
واستفتحوا منحا بغي طعان فتحت لم نزوى و إزكي بعدها
ف حصنها فتحارب اليشان وأتوا سائل وابن فيصل نادر
عقدت إمامة سال بعمان واللك يومئذ لفيصل عندما
وأبوه ف كرسيه متوان ث استمر خصامهم بسمائل
حل القضاء حلت عرى الذهان ل جب فيه ول افتقار بل إذا
من كان يقصد ف الزمان الفان فتحت سائل ث مات بسقط
سيفا على رؤوس الرجال يان شلت أيادي الدهر ف شكل القضا
ثر القلوب بأطيب الغصان خفظ الناح جنا حلل الود من
( - 2أشغل) إشارة إل السنة الت عقد فيها البيعة على المام سال بن راشد الروصي ،فهذه الروف لا رموز عددية مموعها
يدل على السنة تت فيها البيعة:
أ +ش +غ +ل
1331 = 30 + 1000 + 300 + 1
161
التقدير ل زالت على الدوران للناس حلقة خات ف إصبع
والشيء عارية بغي معان ل فضل فيما بينهم إل التقى
مدحوا بآيات من الفرقان نصر الله إمامنا بعصابة
أوصافهم نور على اللوان ل زالت التوراة والنيل من
حب الله ورغبة الغفران التاركي الهل والولد ف
وتشاغل الشجعان بالشجعان والصابرين على السيوف إذا علت
المد ل الذي أعطان ما كان ظن أن يد دهري بم
سعدت معاولنا مع العوان جاؤوا إل بلد العاول عن رضا
عفوا بل رغم ول عدوان وأتوا إل نل فبايع أهلها
من كل عيب دائم الزمان بلد تقدس أهلها وتطهرت
أمر اللفة ث جاء يعان هذا وتيمور بن فيصل قد حوى
إرثا من الباء والخوان اللك ل العظيم ول يكن
طرف السنان وطرفه سيان وكذاك للشعراء لسان ل يزل
إل ببذل الود والحسان ل يتن ثر الوداد من الورى
والمد ل العظيم الشان ث الصلة على النب وآله
162
هذه القصيدة عن الشيخ سليمان بن عدي الروصي 1وذكر فيها راشد بن عزيز الصيب لا
ظهر منه من سب للمسلمي ،ول أعثر على مطلع القصيدة:
........................... ...........................
ودعا بم للضللة أبو رشيد ..........................
يقيموا عند هذا بالدود مكابرة لهل الق كيل
وصدهم عن القول السديد فوسوس ف صدور الناس شرا
سرى ف قلب ختار كنود نعم فسارة ف كل قطر
إذا من كل شيطان مريد هو الشيطان ذلك فاستعيذوا
سبيل الغي تاه بكل بيد ومن إخوانه من ضل يسعى
وترك النوم أوقات الجود يظن الزهد ف الدنيا بصوم
فهذا حال أحبار اليهود وسب السلمي له حلل
وصام النهار ف ذاك عودي فل وال لو قام الليال
سيحشر عندهم يوم الورود أما يدري إذن من حب قوما
با أبداه ف نظم القصيد أتى زورا وبتانا عظيما
عليه لعنة الول الجيد جدير أن يقال بكل بيت
كمثل الكلب ينبح بالوصيد يذود عن العدى سرا وجهرا
على عكس السمى بالسعيد كفى خسا ومقتا بل ولعنا
بم يصلون نيان الوقود إمام الق ذقهم حر بأس
- 1مموعة قصائد ،مطوط بكتبة السيد ممد بن أحد البوسعيدي ،رقم الخطوط319:
163
به سم أشيب باء الصديد وجرعهم شرابا من كؤوس
عظامهم ويفري كل جيد يفتت لمهم منهم ويبي
ويقطع عند ذا حبل الوريد ويصهر منهم ما ف بطون
إذا ما بالفلح عليك نودي هناك إذن بذا تقر عين
بأبطال أول بأس شديد أدام ال نصرك يا إمام
رجال قد تراضوا بالقعود لقد غضبوا إذا ل لا
لغناطيس هاتيك النود قد انذبوا إل الدنيا ومالوا
فتذريهم إذن فري الصيد ستأتيهم جنود ال فورا
كشهب النار ترمي من بعيد تراهم ينسلون بكل فج
بقد الام أو شك اليوب يوضون التوف ول يبالوا
فتقصم كل جبار عنيد بذا خاضوا إذن بر النايا
خيولم وثارت كالسود وإن دارت رحى اليجاء صفوا
كأغنام بدت بي الفهود فتفرسهم إذا فرسان صدق
تناديهم أل هل من مزيد فتجعلهم طعاما للضواري
بنادقهم كأمثال الرعود وترميهم هناك بكل فج
يطيلون الركوع مع السجود يقدمهم إل الرمى رجال
تعال عن نظي أو نديد فيا مولي يا ذا العرش يا من
فزلزل كل بنيان شديد على العداء أرسل ريح عاد
مضى من قبلهم من قوم هود ودمرهم كتدمي الذي قد
كنمرود وعاد أو ثود ويا رب انتقم منهم سريعا
سللة راشد الذمر الرشيد إمام السلمي فهاك من
زهت بالوشي ف حلل البود إليك إذا لقد وجهت بكرا
بأسوار من الدر النضيد تلت بالدلل وقد تلت
وأمهرها بسفك دم الحود فإنك كفوها فأحسن إليهم
164
أب يي سليمان الودود أتت من ناصح ما حاد عنكم
يذب لن أتى مثل الوليد غدا حسان هذا الدهر عنكم
مقامكم غدا بي الكبود فأنتم أنتم إن تبعدوه
مدى اليام ف عيش رغيد ودوموا ف سرور مع حبور
يقول الناسخ :تت وهي عن الشيخ سليمان بن عدي الروصي ،وذكر أب رشيد وذلك أن راشد
بن عزيز أخزاه ال سب السلمي بقصيده ل نطلع عليها بل سعنا با فأجابه هذا الناظم.
165
ذكرنا سابقا قصيدة سليمان بن سعيد الكندي ( أبو سلم) ف الصفحة رقم( ) يث المام
على فتح مسقط ،وهنا نذكر شيئا من معارضة الشاعر الجيزي له ،ومن ث رد الشاعر سليمان
الكندي على الجيزي ،وكذلك رد الشيخ سليمان بن ممد بن أحد الكندي على الجيزي أيضا.
إل أن قال:
166
ول أنت يوم الوغى للمحارب فاقعد فل أنت للمكرمات
لتشمي حرب ولف الكتائب فلستم بأهل لر اليوش
إل غاب ليث شديد الخالب فكن ف وجارك ل تقتحم
وللهند سد عليها وحاجب تنيتم تلكون النود
بسطوة جند من الن حارب وقلتم نكسر أقفالا
وماء الدافع يري سواكب وقلتم بتغريق سفن البحار
بأسرع من لحة الطرف قارب وملك مدائنها والقرى
فل حاجة لسي القانب هلموا إليها بسي الرخاء
مواعيدكم لصلة الرغائب فمسجد قصابكم يرتي
وإن زدتوا لكم الجر ثائب فحسبكم ملكها هيبة
ويسلم قطانا والجانب لعلكم تغنمون الصليب
ولا تذوقوا قراع الكتائب اتذت أراجيفكم عدة
با قد جرى من حدوث النوائب أيا ذا الزخرف أما قد سعت
لقرع جبال با الصلد ثاقب تريد تقدم رأسا سقيما
فإن الور له النصح واجب نصحتك يا مدعي بالكمال
وكن لطريق السلمة راغب فل تركب الصعب والهلكات
167
وتوهم أنك تقضي الرغائب تظاهر للناس زهدا عظيما
فما أنت فيه كنسج العناكب فل تتعب النفس ف غي شيء
فل توردنا حياض التاعب ترفق بنفسك ل تلكنها
لسبلت دمعا كماء السحائب ولو كنت تعلم ماذا ترى
ارتكبت صعاب الردى والعاطب ولكنما الهل أغراك حت
إذا أحاطت اليل من كل جانب ستعلم حينا با قد جهلت
بيا على الدين من كل ضارب ونادى النادي رحى الرب دارت
فإن هزبر شديد الخالب هناك اختبن أيا ذا العمى
فلست آوي البيوت الرائب وإن حسام شديد الضا
لكسب العال ونيل الراتب فوا عجبا أينا الدعي
فسائل خبيا بنا والصاحب إذا كنت تهل قدرا لنا
فهذي الصوارم عنا تاطب وإن كنت تنكر ما قد فعلنا
وهذي الدافع سلها تاوب وهذي البنادق تبك عنا
تناطح كيوان أعل الواكب وإنا لقوم لنا رفعة
فت راشد الشهم ابن الطايب فمنا إمام الدى سال
حليف العال مفيض الواهب ومنا الفقيه الفت السالي
وحي ذاك الكمي الحارب ومنا المي عيسى المام
إل أن قال:
فصرت كأنك عشواء حاطب أعمش بعينيك أم ذا عمى
لك الويل أبشر فهذي العصائب كأنك تنكر أفعالنا
وكسر الصليب وسي القانب أراك تعينا بالنود
فماذا الغرور وماذا العائب فهل ارعويت وهل افتكرت
تولد منها جيع العجائب فل تغترر فالليال عشار
يلكنا شرقها والغارب فليس مال على ال أن
168
لا كنت تركب صعب الراكب ولو كنت تعلم قدر الكرام
ث قال :
169
دن تسلم أعلى الراتب عجبت وذا الدهر يبدي العجائب
ينال بكفيه أعلى الكواكب تطاول حت يرى أنه
برأس ذليل فنال العاطب وحاول ينطح شم البال
لفض الصى واقتحام الصاعب أيا من يقدم رأسا سقيما
حجى ل تنوح عليك النوادب فرفقا بذا الرأس إن كنت ذا
فشيدت حصنا بنسج العناكب ورمت تارب أهل الدى
يقود الياد ويول الواهب رويدك أقصر فليس الذي
هداة النام سنام العارب أتهل قدر السراة الكماة
بهلك قد حزت كل العائب ظللت تزق أعراضهم
فخوضك فيهم عظيم الصائب رويدك مالك والسلمي
فل توردنا حياض العاطب فارفق بنفسك واربأ با
بغيك فهل عقلك اليـــوم ذاهب تريد لتطفئ نــــــور الله
إل أن قال:
170
171
172
المصـــادر والمراجـــــع
أول :المطبوعات.
.1القرآن الكريم.
.2إبراهيم بن سعيد العبري .تبصرة المعتبرين في سيرة
العبريين .غير منشور.
.3إبراهيم محمد إبراهيم شهداد .الصراع الداخلي في عمان
خلل القرن العشرين .1913/1975الطبعة الولى .دار
الوزاعي للطباعة والنشر والتوزيع.بيروت .لبنان.
.4ابن شيخان السالمي .ديوان ابن شيخان السالمي .الطبعة
الثانية.الناشر المجموعة الصحفية للدراسات والنشر.
.5أبو القاسم محمود بن حميد الجامعي .قاموس الفصاحة
العمانية .دار أحياء التراث العربي ط 1425 1هـ 2004 -م.
.6أبو مسلم البهلني .ديوان أبي مسلم .حققه ودققه عبد
الرحمن الخزندار.
.7أحمد بن حمد الخليلي .محاضرة[عنوان:منهج السالمي في
مؤلفاته الفقهية .منشورة ضمن كتاب :قراءات في فكر
السالمي.إصدار المنتدى الدبي .وزارة التراث
والثقافة.سلطنة عمان ..الطبعة الثانية1423 .هـ2003،م.
.8أحمد بن ناصر بن سعيد البيماني.سيرة أبي زيد عبدالله بن
محمد بن رزيق الريامي1411،هـ1990/م.
.9حسين عبيد غانم غباش .عمان الديموقراطية السلمية
تقاليد المامة والتاريخ السياسي الحديث( )1970-1500دار
الجديد .ط 1997 1م.
.10حميد بن محمد بن رزيق .الفتح المبين في سيرة السادة
البوسعيديين.تحقيق :عبد المنعم عامر ،د.محمد موسى
عبدالله .الطبعة الخامسة1422 .هـ2001/م.
.11خالصة الحارثية .رجال لكل زمان ومن خان هان .الطبعة
الول 1414هـ .1993/مكتبة الضامري للنشر والتوزيع.
.12خير الدين الزر كلي .العلم قاموس تراجم لشهر الرجال
والنساء .دار العلم للمليين .بيروت ط .1979 .4
.13راشد بن حمد الحسيني ،اللواح الخروصي سالم بن غسان
حياته وشعره ،الطبعة الولى.
173
.14سالم السيابي .إسعاف العيان في أنساب أهل عمان.
منشورات المكتب السلمي.
.15سالم بن حمود بن شامس السيابي .العنوان عن تاريخ
عمان.
.16سعيد بن حمد الحارثي .زهر الربيع في السعي لرضاء
الجميع.
.17سعيد بن حمد بن سليمان الحارثي .اللؤلؤ الرطب في أبرز
مستودعات القلب.
.18سلطان بن مبارك الشيباني .معجم النساء العمانيات.
القسم الول.الطبعة الولى2004 /1425،م .مكتبة الجيل
الواعد.
.19سلمة بن مسلم العوتببي الصحاري .النساب .وزارة التراث
القومي والثقافة سلطنة عمان .ط 1415 3هـ1994 -م.
.20سيف بن محمد الفارسي .حياتي مذكرة أعرب فيها صاحبها
كما سمعه أو رآه في حياته.
.21عادل رضا .عمان والخليج قضايا ومناقشات .دار الكاتب
العربي للطباعة والنشر.
.22عبد المنعم بن محمد بن عبدالله بن المام سالم الخروصي
.مذكرة عن حادثة استشهاد المام سالم بن راشد وبعض
القصص.
.23عبدالله بن المام سالم بن راشد الخروصي .المسألة
والجواب في الفقه.جمعه :إسماعيل بن حمد السالمي.
.24فليبس وندل .تاريخ عمان.ط 1424 5هـ 2003 -م.
.25فهد بن علي السعدي .معجم أعلم الشعراء الباضية.
.26لندن جيران روبرت .عمــان 1856م مســـيرا ومـصـــيرا.
وزارة الــــتراث الــقـــومـــي والثـقافــــة .سلطنة عمان
ط 1409 .4هـ 1989-م.
.27اللجنة الثقافية بمكتبة الشيخ ناصر بن راشد
الخروصي.سيرة العلمة ناصر بن راشد الخروصي.
.28مبارك بن سيف الهاشمي .المام نور الدين السالمي
وآراؤه في اللهيات.مكتبة الضامري للنشر والتوزيع.
.29مجموعة باحثين .تاريخ العوابي.النسخة الصلية الغير
منشورة.
174
.30مجموعة باحثين .عمان والساحل الجنوبي للخليج الفارسي
( المعروف بتقارير شركة الزيت ) .الناشر مكتبة الثقافة
الدينية.
.31محمد بن الحسن بن دريد ،الشتقاق ،تحقيق وشرح عبد
السلم محمد هارون ،الطبعة الولى ،دار الجيل ،بيروت.
.32محمد بن سالم بن موسى الخروصي .بحث غير منشور عن
المام سالم بن راشد الخروصي.
.33محمد بن صالح ناصر .أبو مسلم الرواحي حسان عمان.
الطبعة الولى .مطابع النهضة.
.34محمد بن عبد الله السالمي .نهضة العيان بحرية عمان .دار
الجيل.بيروت.
.35محمد بن عبدالله السالمي و ناجي عساف .عمان تاريخ
يتكلم.المطبعة العمومية .دمشق
.36محمد بن ناصر بن راشد المحروقي ،الشعر العماني
الحديث أبو مسلم البهلني رائدا ،المركز الثقافي العربي،
الطبعة الولى.
.37محمد علي الزرقا.تاريخ عمان قديما وحديثا.
.38ناصر بن عبدالله بن حمد العدوي .شحذ الذهن الشارد من
سيرة المام سالم بن راشد .بحث غير منشور.
.39نور الدين السالمي .تحفة العيان بسيرة أهل عمان .
مكتبة الستقامة 1417هـ 1997 -م.
.40نور الدين السالمي .تحفة العيان بسيرة أهل عمان .مكتبة
الستقامة 1417هـ 1997 -م.
.41نور الدين السالمي .جوهر النظام في علمي الديان
والحكام ،الطبعة الحادية عشر1410/1989.م.
.42وندل فيلبس .تاريخ عمان .الطبعة الخامسة 1424هـ ـ
2003م.
175
ثانيا :الرسائل الجامعية.
.43إبـراهيم بن محمد بن حامد الشكيلي .مـدرسة المـام
الخليلي وأثـرهـا فـي نشـر العـلم .بحث تخرج معهد العلوم
الشرعية.
.44أحمد بن جابر المسكري .النظام الداري والمالي عند الشيخ
أبي زيد الريامي .بحث تخرج معهد العلوم الشرعية.
.45حمود بن هلل الحارثي .الشيخ عيسى بن صالح الحارثي
حياته وآثاره .بحث تخرج معهد العلوم الشرعية.
.46خليل إبراهيم صالح المشهداني .التطورات السياسية في
عمان .رسالة ماجستير مقدمة بكلية الداب /جامعة بغداد.
.47خليل بن أحمد بن حمد الخليلي .السيرة الذاتية والمنهج
الفقهي للشيخ أحمد بن سعيد بن خلفان الخليلي .بحث
تخرج معهد العلوم الشرعية.
.48سالم بن سعيد السعدي .حياة الشيخ عامر بن خميس
المالكي ومنهجه الفقهي من خلل الفتاوى النثرية .بحث
تخرج معهد العلوم الشرعية.
.49عادل بن راشد بن علي المطاعني ،ديوان الشيخ سعيد بن
خلفان الخليلي ،الطبعة الولى 1424هـ 2003 -م ،مكتبة
الضامري للنشر والتوزيع.
176
.50عيسى بن محمد ن عبدالله السليماني .ديوان نور الدين
السالمي تحقيق ودراسة.رسالة ماجستير في اللغة العربية
وآدابها بكلية اللغة العربية جامعة أم درمان السلمية،
1417/1996م.
.51كهلن الخروصي ،تحقيق مقاليد التنزيل ،بحث تخرج
بمعهد القضاء الشرعي والوعظ والرشاد.
.52محمود بن علي الصقري .السيرة الذاتية للشيخ الولي صالح
بن علي .بحث تخرج بمعهد القضاء الشرعي والوعظ
والرشاد.
ثالثا :المخطوطات:
.53حميد بن محمد بن رزيق ،الصحيفة القحطانية.
.54رسائل المام الخليلي[مخطوط موجود في مكتبة الستاذ
يعقوب البرواني "المضيرب"].
.55عبدالله بن علي بن سعيد الخليلي .الحقيقة .مخطوط.
.56محمد بن شامس البطاشي .سلسل الذهب في التأريخ.
مخطوط.
.57قصائد لمجموعة من الشعراء .مكتبة السيد محمد بن أحمد
البوسعيدي .رقم (.)319
.58قصيدة الشيخ سيف بن ناصر الخروصي في رثاء المام
سالم بن راشد الخروصي.
.59قصيدة الشيخ ناصر بن راشد الخروصي في رثاء أخيه
المام.
177
.3الشيخ سالم بن حمد الحارثي.مقابلة شخصية يوم الربعاء
22شعبان 1424هـ الموافق 6/10/2004م.
.4الشيخ سـعيد بــن حمــد الحــارثــي مقـابلــة شخصـيـة
يـــوم السبت 17شعبان 1425هـ الموافق 2/10/2004م.
.5الشيخ سعيد بـــن خلف الخروصــي .مقابلــة شخصيـة
بتاريخ 25شعبان 1425هـ الموافق 11/10/2004م.
.6الشيخ سعيد بـــن خلف الخروصــي .مقابلــة شخصيـة
بتاريخ 22شوال 1425هـ ،الموافق 2004 /6/12م.
.7الشيخ سعيد بـــن خلف الخروصــي .مقابلــة شخصيـة
بتاريخ 29شوال 1425هـ الموافق 2004 /10 /13م.
.8الخ الفاضل سلطان بن حمد بن نبهان المعولي ،مقابلة
شخصية ،يوم الخميس 3 :ربيع الثاني 1225هـ ،الموافق
12/5/2005م.
.9الفاضل سيف بن سعيد بن ناصر الخروصي .مقابلة
شخصية .يوم الجمعة 26شوال ،1225الموافق /12 /10
2004م.
.10الشيخ سيف بن محمد الفارسي .مقابلة شخصية .بتاريخ
15شوال 1425هـ ،الموافق 2004 /11 /28م.
.11الخ الفاضل عبد العزيز بن يحيى بن المام سالم
الخروصي .مقابلة شخصية .يوم الثنين 25شعبان 1425ـ ،
الموافق 2004 /10 /5م.
.12القاضي حمود بن عبدالله الراشدي .مقابلة شخصية.يوم
الجمعة 30شعبان 1425هـ الموافق 15/10/2004م .
.13الخ الفاضل فهد بن علي بن هاشل السعدي .مقابلة
شخصية .يوم الثنين 10 ،رجب 1425هـ .الموافق
15/8/2005م.
.14الشيخ مهنا بن خلفان الخروصي .مقابلة شخصية .بتاريخ
22شوال 1425هـ ،الموافق 2004 /12 /5م.
.15الشيخ يحي بن أحمد الكندي .مقابلة شخصية .يوم
الخميس /23شعبان1425/هـ ،الموافق 6/10/2004م.
.16الشيخ يحي بن سفيان الراشدي .مقابلة شخصية يوم
الثنين /25شعبان1425/هـ ،الموافق 11/10/2004م.
178
.17الستاذ يعقوب بن سعيد البرواني .مقابلة شخصية .يوم
الخميس 23شعبان 1425هـ ،الموافق 6/10/2004م.
179
الفهرس
الصفحة الوضوع م
40 للْقِية.
الطلب الول :صفاته ا َ 12
180
130
64 الرابع :استشهاده وبعض مراثيه.
الاتــة.
البحث 14
28
133
64 الطلب)1الول :استشهاده.
اللحق( 15
29
144
70 الطلب)الثان :بعض مراثيه.
30اللحق(2
16
159
74 الطلب)3الثالث :من وراء اغتيال المام.
31اللحق(
17
77
171 الفصل الثالث :حياته العلمية. *
اللحق()4
18
32
78
176 الول :طلبه للعلم. البحث
اللحق()5
19
33
83
178 شيوخه. الصادر الثان:
والراجع. الطلب 20
34
92
187 الفهارس.الثالث :مكانته العلمية وثناء العلماء والشعراء عليه.
الطلب 21
35
181
182