You are on page 1of 410

‫ناصر بن سليمان بن سعيد السابعي‬

‫الخـــــــوارج‬

‫والحقيقة الغائبة‬

‫الطبعة الولى‬
‫‪1420‬هـ ‪1999 -‬م‬

‫‪1‬‬
‫بسم الله الرحمن‬
‫الرحيم‬

‫‪2‬‬
3
‫أصل هذا الكتاب رسالة قدمت من قبل المؤلف لستكمال متطلبات‬
‫الحصول على درجة الماجستير في الحديث النبوي وعلومه في جامعة آل‬
‫البيتـ ـالردنية‪،‬ـ ـعنوانهاـ ـ"الحاديثـ ـالواردةـ ـفيـ ـالخوارجـ ـ‪-‬ـ ـتخريج‬
‫ودراسة"‪ ،‬وقد أشرف على الرسالة كل من الستاذين الفاضلين الدكتور‬
‫صديق محمد مقبول من قسم الحديث (مشرفاً)‪ ،‬والستاذ الدكتور فاروق‬
‫عمر فوزي من قسم التاريخ (مشرفاً مشاركاً)‪ ،‬وناقشها كل من‪ :‬الستاذ‬
‫الدكتورـ ـقحطانـ ـعبدـ ـالرحمنـ ـالدوري‪،‬ـ ـوالستاذـ ـالدكتورـ ـحارثـ ـسليمان‬
‫الضاري‪ ،‬والستاذ المشارك الدكتور زهير عثمان علي نور‪ ،‬وقد نوقشت‬
‫وأجيزت بتاريخ ‪1998 /7 /26‬م‪.‬‬
‫ويقتضي من واجب الوفاء لهل الفضل تديد العرفان للمشرفي الكريي‪،‬‬
‫ولست أنسى لما صنيعهما الليل‪ ،‬فإليهما أزجي تيت وشكري وتقديري‪ ،‬ولكل‬
‫الساتذة الجلء الناقشي من مزيد الشكر والمتنان‪.‬‬

‫‪4‬‬
5
‫فهرس المحتـويـات‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫…………………………………………………‬ ‫المقدمة‬
‫‪17‬‬
‫وفرقهم" ‪187-23‬‬ ‫الباب الول‪" :‬ظهور الخوارج وتحديد أهم آرائهم‬
‫تحليل المصادر والمراجع التاريخية ………………………………‬
‫‪25‬‬
‫أولً‪ :‬المصادر الصيلة …‪25 …………………………………..‬‬
‫أ‪ -‬مصادر الخوارج والمنسوبين إليهم …‪6 ..………………….‬‬
‫ب‪ -‬المصادر السنية والشيعية ………………‪40 .………….‬‬
‫جـ‪ -‬كتب المقالت والفرق ‪48 .……….………..……….‬‬
‫ثانياً‪ :‬المراجع الحديثة …‪56 ……….………………………….‬‬
‫تمهيد‪ :‬نبذة عن الحداث التاريخية قبل صفين ………‪61 ….……….‬‬
‫الفصل الول‪ :‬أهل النهروان ‪137-65 ......………….…….....‬‬
‫المبحث الول‪ :‬السياق التاريخي لنحيازهم إلى النهروان …‪67 ..……..‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الصحابة من أهل النهروان ‪75 …….……………..‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬حجج أهل النهروان في اعتزال المام علي……‪87 …..‬‬
‫مناظرة عبدال بن عباس لهل حروراء …………………‪87 .‬‬
‫المطارحات حول مسألة التحكيم ………………‪94 ..……..‬‬
‫أولً‪ :‬آية قتال البغاة …………‪94 ………………..……..‬‬
‫ثانياً‪ :‬محو اسم المارة ……………‪102 …………………..‬‬
‫مناقشة المام علي لهل حروراء ………………‪105 ..……..‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬نسبة الستعراض والتكفير إلى أهل النهروان ……‪121 ..‬‬
‫أولً‪ :‬الستعراض …………‪121 ………………………..‬‬
‫حادثة مقتل عبدال بن خباب ‪124 ………………………….‬‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫ثانياً‪ :‬التكفير ……………………………………… ‪131‬‬
‫‪-139‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬الخوارج………………………………‬
‫‪188‬‬
‫المبحث الول‪ :‬ظهور مصطلح الخوارج ……………………… ‪141‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬معنى الخوارج ………………………………‪.‬‬
‫‪151‬‬

‫‪6‬‬
‫أ‪ -‬من الناحية الصرفية ……………………………… ‪151‬‬
‫ب‪ -‬من الناحية اللغوية ……………………………… ‪151‬‬
‫جـ‪ -‬من الناحية الصطلحية ‪152 ………………………….‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬الراء المنسوبة إلى الخوارج ‪159 ..………………….‬‬
‫‪ -1‬رفض التحكيم ………‪160 .…….…………………..‬‬
‫‪ -2‬جواز أن تكون المامة في غير قريش ……‪160 ………….‬‬
‫‪ -3‬الستعراض ………‪162 ..…………….…………….‬‬
‫‪ -‬مقتل المام علي بن أبي طالب ‪163 .……….…………….‬‬
‫‪ -4‬الخروج على المام الجائر …………‪175 .….………….‬‬
‫‪ – 5‬التكفير ……‪176 .……………………….…….….‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬الفرق المنسوبة إلى الخوارج ‪179 ...…………….…..‬‬
‫حادثة النقسام ‪179 ..….……………….……………….‬‬
‫أ‪ -‬الزارقـة ………‪180 ……….….………………….‬‬
‫ب‪ -‬النجدات والنجدية ……‪182 .……….…….………..‬‬
‫جـ‪ -‬الصفريـــة ‪183 ……….……….……………..‬‬
‫د‪ -‬الباضيـــة ……………‪184 ..…………….…….‬‬
‫الباب الثاني‪ :‬الحاديث الواردة في الخوارج ………‪406-189 .‬‬
‫تمهيد‪ :‬في سرد الحاديث الواردة في الخوارج ‪191 ..….…………...‬‬
‫الفصل الول‪ :‬حديث المروق ……………………‪266 -193 .‬‬
‫المبحث الول‪ :‬تخريج الحديث …‪195 ………………………….‬‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫حديث أبي سعيد سعد بن مالك الخدري ……………………‪195 ..‬‬
‫حديث أنس بن مالك …‪198 ..…………………………….….‬‬
‫حديث أنس بن مالك وأبي سعيد الخدري ‪199 ………………..….‬‬
‫حديث المام علي بن أبي طالب …‪200 …….………………….‬‬
‫حديث عبدال بن عمر بن الخطاب …‪201 .……………………..‬‬
‫حديث عبدال بن عباس ……‪202 …………………………….‬‬
‫حديث جابر بن عبدال ……‪202 .…………………………….‬‬
‫حديث عبدال بن مسعود …‪203 ..…………………………….‬‬
‫حديث أبي ذر جندب بن جنادة ورافع بن عمرو الغفاريين ……… ‪204‬‬
‫حديث سهل بن حنيف …………………………………‪205 .‬‬
‫حديث عقبة بن عامر الجهني ……………………………… ‪206‬‬
‫حديث أبي برزة نضلة بن عبيد السلمي ………‪206 …………….‬‬
‫حديث أبي بكرة نفيع بن الحارث …………………‪207 ..……….‬‬
‫حديث أبي أمامة صدي بن عجلن الباهلي ‪208 .………………….‬‬
‫‪7‬‬
‫حديث طلق بن علي …‪208 ………………………………….‬‬
‫حديث عبدال بن عمرو بن العاص ………‪209 ….……………..‬‬
‫حديث أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي ‪210 ……………….‬‬
‫حديث عمار بن ياسر وسعد بن أبي وقاص …‪211 .…………..….‬‬
‫حديث عبدالرحمن بن عديس البلوي …‪211 ..……………….….‬‬
‫حديث عامر بن واثلة …………………‪211 ..……………….‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬دراسة أسانيد الحديث …………………‪213 ..…..‬‬
‫أولً‪ :‬حديث أبي سعيد الخدري ……‪213 ..……………………..‬‬
‫ثانياً‪ :‬حديث أنس بن مالك ……‪221 ..………………………..‬‬
‫حديث أنس بن مالك وأبي سعيد ………‪224 ……………..‬‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫ثالثاً‪ :‬حديث المام علي بن أبي طالب ………………………‪226 .‬‬
‫رابعاً‪ :‬حديث عبدال بن عمر بن الخطاب …………………… ‪231‬‬
‫خامساً‪ :‬حديث عبدال بن عباس …………………………‪232 ..‬‬
‫سادساً‪ :‬حديث جابر بن عبدال …………………………… ‪232‬‬
‫سابعاً‪ :‬حديث عبدال بن مسعود …………………………‪237 ..‬‬
‫ثامناً‪ :‬حديث أبي ذر ورافع بن عمرو الغفاريين ……………… ‪239‬‬
‫تاسعاً‪ :‬حديث سهل بن حنيف …‪240 .………………………..‬‬
‫عاشراً‪ :‬حديث عقبة بن عامر الجهني ………………………‪240 .‬‬
‫حادي عشر‪ :‬حديث أبي برزة السلمي ……………………‪240 ..‬‬
‫ثاني عشر‪ :‬حديث أبي بكرة نفيع بن الحارث ………………… ‪241‬‬
‫ثالث عشر‪ :‬حديث أبي أمامة الباهلي ………………………‪242 .‬‬
‫رابع عشر‪ :‬حديث طلق بن علي ‪244 ..………………………..‬‬
‫خامس عشر‪ :‬حديث عبدال بن عمرو بن العاص …‪245 .………...‬‬
‫سادس عشر‪ :‬حديث أبي هريرة …‪245 .……………….……….‬‬
‫سابع عشر‪ :‬حديث عمار بن ياسر وسعد بن أبي وقاص ‪246 .……….‬‬
‫ثامن عشر‪ :‬حديث عبدالرحمن بن عديس البلوي ………‪246 ..…….‬‬
‫تاسع عشر‪ :‬حديث عامر بن واثلة …‪247 .……………….…….‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬دراسة متن الحديث ……‪249 ….……………….‬‬
‫غريب الحديث ……‪249 ……………………………….…..‬‬
‫التحليل ……‪250 .………….…………………………….‬‬
‫المر الول‪ :‬كم مرة وقعت الحادثة ……‪251 .…….…………..‬‬
‫المر الثاني‪ :‬الرجل الذي اعترض على‬
‫قسمة النبي صلى ال عليه وسلم ……‪253 ..…….….‬‬
‫المر الثالث‪ :‬الطالب لقتل ذي الخويصرة ………‪256 ..….…….‬‬

‫‪8‬‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫المر الرابع‪ :‬المقصودون بحديث المروق ‪256 ..…………………..‬‬
‫توجيهات الحديث ‪259 ..…………………………………….‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬حديث المخدّج ‪316-267 ………………….….‬‬
‫المبحث الول‪ :‬تخريج الحديث ………………………‪269 …….‬‬
‫أولً‪ :‬حديث أبي سعيد الخدري …‪269 ..……………………….‬‬
‫ثانياً‪ :‬حديث جابر بن عبدال ……‪271 .………………….…..‬‬
‫ثالثاً‪ :‬حديث المام علي بن أبي طالب …‪272 .……………..…..‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬دراسة أسانيد الحديث ‪283 ..……………..……..‬‬
‫أولً‪ :‬حديث أبي سعيد الخدري ……‪283 ....………………….‬‬
‫ثانياً‪ :‬حديث جابر بن عبدال ……‪288 .……………………….‬‬
‫ثالثاً‪ :‬حديث المام علي بن أبي طالب ‪288 ..…………….……..‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬دراسة متن الحديث …………………‪301 ..…..‬‬
‫غريب الحديث …‪301 ……………………………………..‬‬
‫التحليـــل …‪301 .……………………………..……..‬‬
‫شخصية المُخدّج ……‪301 …………………………….…..‬‬
‫علقة الحديث بأهل النهروان ‪304 ..………………..………..‬‬
‫‪326-317‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬حديث شيطان الردهة ……………‬
‫المبحث الول‪ :‬تخريج الحديث …………………………‪319 ...‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬دراسة أسانيد الحديث ……………………… ‪321‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬دراسة متن الحديث ………………………‪325 .‬‬
‫غريب الحديث ‪325 ………………………………………….‬‬
‫التحليل …………………………………………‪325 …..‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬حديث المتعبد الذي أمر‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم بقتله …… ‪345-327‬‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫المبحث الول‪ :‬تخريج الحديث ……‪329 .……………………..‬‬
‫أولً‪ :‬حديث أنس بن مالك …‪329 …………………………..‬‬
‫ثانياً‪ :‬حديث جابر بن عبدال …………………………… ‪330‬‬
‫ثالثاً‪ :‬حديث أبي سعيد الخدري …………………………‪330 .‬‬
‫رابعاً‪ :‬حديث أبي بكرة ………………………………… ‪330‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬دراسة أسانيد الحديث …‪333 .………………….‬‬
‫أولً‪ :‬حديث أنس بن مالك ……………………………‪333 ..‬‬
‫ثانياً‪ :‬حديث جابر بن عبدال ……‪335 ……………………….‬‬
‫‪9‬‬
‫‪336‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬حديث أبي سعيد الخدري …………………………‪..‬‬
‫‪337‬‬ ‫رابعاً‪ :‬حديث أبي بكرة …‪.……………………………...‬‬
‫‪339‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬دراسة متن الحديث ………………………‬
‫‪339‬‬ ‫غريب الحديث ……‪………………………………….‬‬
‫‪339‬‬ ‫التحليل ……………………………………………‪..‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬حديث المام علي‪" :‬لقد علمت عائشة بنت‬
‫أبي بكر أن أهل النهروان ملعونون على‬
‫لسان محمد صلى ال عليه وسلم" … ‪355 -347‬‬
‫المبحث الول‪ :‬تخريج الحديث …………………………‪349 ..‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬دراسة أسانيد الحديث …………‪351 .………….‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬دراسة متن الحديث ……………………… ‪353‬‬
‫الفصل السادس‪ :‬حديث المام علي‪" :‬أمرت بقتال‬
‫‪381-357‬‬ ‫الناكثين والقاسطين والمارقين" ……‪.‬‬
‫المبحث الول‪ :‬تخريج الحديث ‪359 …………………………..‬‬
‫أولً‪ :‬حديث المام علي بن أبي طالب ‪359 ..…………………..‬‬
‫ثانياً‪ :‬حديث أبي أيوب النصاري …………………‪359 .……..‬‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫ثالثاً‪ :‬حديث عبدال بن مسعود ‪361 ..………………………….‬‬
‫رابعاً‪ :‬حديث أبي سعيد الخدري …………………………… ‪363‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬دراسة أسانيد الحديث ………………………‪365 .‬‬
‫أولً‪ :‬حديث المام علي بن أبي طالب ……………………… ‪365‬‬
‫ثانياً‪ :‬حديث أبي أيوب النصاري …‪370 ..……………………..‬‬
‫ثالثاً‪ :‬حديث عبدال بن مسعود ……………………‪373 .……..‬‬
‫رابعاً‪ :‬حديث أبي سعيد الخدري …………………………… ‪357‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬دراسة متن الحديث ……‪377 …………………..‬‬
‫غريب الحديث ………‪377 ………………………………….‬‬
‫التحليل ………………………………………………‪378 .‬‬
‫الفصل السابع‪ :‬حديث "تمرق مارقة عند فرقة من‬
‫‪-383‬‬ ‫المسلمين يقتلها أولى الطائفتين بالحق" …‬
‫‪393‬‬
‫المبحث الول‪ :‬تخريج الحديث …‪385 .………………….…….‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬دراسة أسانيد الحديث ‪387 .……………….…….‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬دراسة متن الحديث ……………………‪391 ….‬‬
‫الفصل الثامن‪ :‬حديث "الخوارج كلب النار" ……‪406-395 ..‬‬

‫‪10‬‬
‫المبحث الول‪ :‬تخريج الحديث …‪397 ………………………….‬‬
‫أولً‪ :‬حديث أبي أمامة الباهلي ………………………‪397 ..….‬‬
‫ثانياً‪ :‬حديث عبدال بن أبي أوفى ……‪398 ..……………….….‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬دراسة أسانيد الحديث ………………‪399 …….‬‬
‫أولً‪ :‬حديث أبي أمامة الباهلي ………‪399 ..…………….…..‬‬
‫ثانياً‪ :‬حديث عبدال بن أبي أوفى ………………‪401 ………….‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬دراسة متن الحديث ………‪403 ..…………….‬‬
‫خاتمة الكتاب ………‪409 ………………….……………….‬‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫‪415‬‬ ‫قائمة المصادر والمراجع ……………………………‬


‫‪447‬‬ ‫ملخص باللغة النجليزية …………………………‪.‬‬

‫‪11‬‬
12
13
‫المقدمة‬
‫أفضل ما خط الياع‪ ،‬وأحسن ما مر على الساع‪ ،‬بعد كلم ال تعال‪ ،‬تسبيحه‬
‫والثناء عليه جل جلله‪ ،‬فاللهم لك المد والشكر كما ينبغي للل وجهك وعظيم‬
‫سلطانك‪ ،‬وصل اللهم وسلم على صفوتك من عبادك وخيتك من خلقك سيدنا ممد‬
‫الادي من العمى والنقذ من الضللة‪ ،‬وعلى آله وصحابته ومن تبعهم بإحسان إل يوم‬
‫الدين‪.‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فإن ال سبحانه قد شاء لذه المة أن تكون خي أمة أخرجت للناس‪ ،‬واقتضت‬
‫حكمته جل وعل أن تتباين فيها الوجهات وتتلف فيها النازع وتتعدد الراء‪ ،‬رغم‬
‫وحدة الصدر الذي ينهل منه جيع أفرادها‪ ،‬فكان تبعا لذا ظهور الذاهب التعددة‬
‫والفرق الختلفة الت تتمي بمى هذه الشريعة الكرية‪.‬‬
‫ومن أقدم التيارات الت برزت عل ى ساح ة الجتمع السلم ي الفرق ة السماة‬
‫بالوارج الت كان لا أثر كبي ف الركة السياسية ف القرن الجري الول‪.‬‬
‫وموضوع الوارج موضوع شائق شائك‪ .‬وعلى الرغم من الكتابات الكثية فيه‬
‫بأشكال متلفة فإنه بقي ذا حاجة إل بث يشمل الدراسة التاريية والديثية معا‪.‬‬
‫وحسبما يظهر فإن تناول كل جانب على حدة يوهن العمل فيه‪ ،‬وهذا جلي ف الكتابات‬
‫الت أعطت لبعض النصوص أهية ل يكن الساس با فعصفت ببعض النتائج الت ل تتلءم‬
‫معها‪ ،‬مع أن ثبوت تلك النصوص يعوزه البحث الوضوعي العمق‪.‬‬
‫وتنبع أهية موضوع الرسالة من أنا تعال الصلة بي الفئة الت أطلق عليها ف‬
‫التاريخ اسم الوارج وبي ما رددته كتب التاريخ والفرق وغيها من المور النسوبة‬
‫إليهم والحكام الصادرة فيهم من قبل الفئات السلمية الخرى‪ ،‬وذلك من خلل‬
‫دراسة مصداقية الدعوى البنية على أن تلك الحكام إنا هي نص شرعي جرى على‬
‫لسان الرسول الكري ‪.‬‬

‫أسباب اختيار الوضوع‪:‬‬


‫‪14‬‬
‫يكن إجالا فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬اعتبار بعض الذاهب فرقة الوارج مارقة من الدين بدعوى أنا أنبأ عنها النب‬
‫‪ ،‬رغم استمساكهم الشديد بأحكام الدين‪ ،‬ما يستدعي وقفة متأنية‪.‬‬
‫‪ - 3‬استناد كثي من الذاهب ف إصدار الكم على الوارج على نصوص نبوية‬
‫تستدعي ‪ -‬بناءً على العطيات التاريية والقواعد الديثية ‪ -‬إعادة النظر الفاحص ف‬
‫أسانيدها ومتونا‪.‬‬
‫‪ - 2‬القسوة من الطوائف السلمية على أهل النهروان الذين اعتزلوا المام علي‬
‫ابن أب طالب بعد معركة صفي ‪ -‬والذين يراهم مالفوهم أصلً لن سوا بالوارج‪-‬‬
‫ووصفهم بالبلدة والبداوة والفهم الظاهر للنصوص دون التعمق ف معانيها‪ ،‬مع ثبوت‬
‫وجود أهل الرأي فيهم‪ ،‬وقوة موقفهم ف النفصال‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬والناظر ف موقف أهل النهروان من التحكيم يتجلى له بوضوح أن هذه الفئة‬
‫ل تنل قضيتها دراسة مايدة معروضة على نصوص الشرع‪ .‬وهذه السألة هي الت أثارت‬
‫لديّ الرغبة ف ماولة الكشف عن حقيقة هؤلء القوم‪.‬‬
‫أدبيات الدراسة‪:‬‬
‫ل يكتب ف هذا الوضوع ‪ -‬حسب علمي‪ -‬دراسة مستقلة وافية تلم به من جيع‬
‫الوانب وتعرض لختلف وجهات النظر‪ .‬وكل ما يوجد أشتات مبثوثة ف كتب الديث‬
‫وشروحها‪ ،‬اللهم إل كتاب "البداية والنهاية " لبن كثي فقد جع فيه أغلب الحاديث‬
‫والروايات ف هذا الوضوع‪ ،‬وكتاب "فتح الباري" لبن حجر العسقلن فقد توسع ف‬
‫ذكر تلك الحاديث وبيان أحكامها‪ .‬غي أن كثيا من الحاديث الواردة ف الوارج ل‬
‫يلتفت عند إعطائها حكمها من الصحة والضعف إل القائق التاريية الثابتة ول إل‬
‫دراسة موقف الوارج والنسوبي إليهم دراسةً مايدةً‪.‬‬

‫النهجية‪:‬‬
‫أ‪ -‬تعتمد هذه الدراسة على منهج استقرائي استردادي مقارن‪:‬‬

‫‪15‬‬
‫‪-‬حيث ترمي الدراسة إل تتبع كل ما ورد ف الوارج من روايات وأقوال العلماء ف‬
‫أسانيدها وتوجيهاتم لتونا‪.‬‬
‫‪-‬كما سيكون للمؤلفات ذات التوجه التاريي والكتب الت عنيت بالقالت بروز واضح‬
‫لتغطية جوانب مهمة ف الوضوع‪.‬‬
‫‪-‬وللمقارنة بي كتب الذاهب التعددة سواء منها كتب الديث والرجال والفرق دور‬
‫بارز ف إغناء هذه الدراسة إن شاء ال تعال‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما يتعلق بإثبات الوادث التاريية يكون العتماد على القرائن ل على دراسة‬
‫أسانيدها‪ ،‬كأن تتفق كل الصادر على حادثة ما‪ .‬وأما الحاديث النبوية فل يقبل فيها إل‬
‫صحة السند ف القام الول ث خلو الت من الشذوذ والعلة‪.‬‬
‫جـ‪ -‬ما يتص بالرواة إن ذكرت كلم الافظ ابن حجر العسقلن ف "التقريب" دون‬
‫تعقّب فهو تسليم من له‪ ،‬أو لن ل أملك ما ُي ْدفَع به حكمه على ذلك الراوي‪.‬‬
‫د ‪ -‬ما يتعلق باقتباس النصوص يكون بي علمت التنصيص " …"‪ ،‬وإذا كان ف النص‬
‫القتبس ما يتاج إل توضيح فيوضع الكلم الضاف ضمن قوسي ( …)‪.‬‬
‫هـ‪ -‬تبتدئ الدراسة ف الباب الول بتحليل الصادر والراجع ذات العلقة بالقسم‬
‫التاريي‪ ،‬ث بــتمهيد سريع عن الحداث التاريية قبل معركة صفي‪ ،‬ث كان الفصل‬
‫الول عن أهل النهروان فبحث القضايا الهمة ذات العلقة بم؛ البحث الول ف العرض‬
‫التاريي لحداث اعتزالم إل النهروان‪ ،‬والبحث الثان ف ذكر الصحابة الذين ورد أنم‬
‫كانوا ضمن معارضي التحكيم‪ ،‬والبحث الثالث ف بيان موقف معارضي التحكيم منه‬
‫وتبيي كثي من الغالطات فيه‪ .‬أما البحث الرابع فيبحث ف أهم قضيتي نسبتا إل أهل‬
‫النهروان‪ ،‬وها التكفي والستعراض‪ ،‬وماولة معرفة وجه الصحة ف هذه النسبة من‬
‫خلل الروايات التاريية وغيها‪.‬‬
‫أما الفصل الثان فإنه منصبّ على الوارج‪ ،‬حيث تناول البحث الول مت ظهر‬
‫مصطلح الوارج‪ ،‬والبحث الثان عبارة عن ماولة لتحديد معن ثابت لذا الصطلح‪،‬‬
‫وشل البحث الثالث عرضا لشهر الراء النسوبة إل الجموعة السماة تارييا بالوارج‪،‬‬
‫مع بعض التفصيل ف الوانب الت تستدعي مقارنة لعرفة صحة تلك النسبة من جانب‬
‫‪16‬‬
‫ومعرف ة اختصاصه م ب ا م ن جان ب آخر ‪ ،‬وش ل البح ث الراب ع بيا ن الفر ق الكبى‬
‫الشهورة الت تسب على الوارج وبيان حقيقة انتمائها إليهم‪ ،‬مع إغفال الفرق الخرى‬
‫الت يصعب الطمئنان إل وجودها لسباب يأت ذكرها‪.‬‬
‫الواردة ف‬ ‫أما الباب الثان فإنه اختص بالدراسة لكل النصوص النسوبة إل النب‬
‫الوارج‪ ،‬سواء النصوص الصرية أوالنصوص الؤولة فيهم‪.‬‬
‫وقد اجتمع من تلك النصوص ثانية‪ ،‬خصصت الدراسة لكل واحد منها فصلً ف‬
‫ثلثة مباحث؛ الول ف تريج الديث‪ ،‬والثان ف دراسة أسانيده‪ ،‬والثالث ف دراسة‬
‫الت‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬ولعل القيام بذه الدراسة سيصل بي خصوم طالت بينهم الشحناء‪ ،‬وسيسد‬
‫ثغرة ف جدار المة التصدع‪ ،‬وغي بعيد أن تكون بداية لدراسة أحاديث الفرق‪.‬‬
‫وأسأل ال سبحانه وتعـال التوفيق والسداد‪ ،‬إنه ول ذلك والقادر عليه‪ ،‬ول‬
‫حول ول قوة إل بال العلي العظيم‪.‬‬

‫‪17‬‬
18
19
‫الباب الول‪:‬‬

‫ظهور الخـوارج وتحديد أهم آرائهم‬


‫وفرقهم‬

‫‪20‬‬
21
‫تحليل المصادر والمراجع التاريخية‬
‫أولً‪ :‬الصادر الصيلة‪:‬‬
‫تزخ ر الكتب ة العربي ة السلمي ة بعد د ج م م ن الؤلفا ت التاريي ة القدي ة منها‬
‫والديثة‪ .‬وقد حظي موضوع الرسالة بعناية كثي من الرواة والؤرخي‪ .‬وليس كل ما‬
‫دونوه وصل إلينا‪ ،‬بل ث كثي مفقود؛ غي أن كثيا من ذلك الفقود نقله عنهم غيهم من‬
‫الؤرخي‪ .‬ويكن تقسيم مصادر هذا القسم إل مصادر خارجية وغي خارجية‪ ،‬وذلك‬
‫باعتبار مصادر الوارج ف هذا الجال قسيما مشتركا لكل من الصادر السنية والشيعية‪.‬‬
‫أ‪ -‬مصادر الوارج والنسوبي إليهم‪:‬‬
‫شارك الذين سوا بالوارج غيهم ف نقل الحداث الول من التاريخ السلمي‬
‫لسيما التعلقة منها بأحداث الفتنة والروب الول‪ .‬ونلحظ ذلك عند بعض الؤلفي‬
‫الذين جعوا الروايات الختلفة ف تلك الوقائع؛ إذ ند ابن كثي ينقل عن اليثم بن عدي‬
‫قوله‪" :‬فحدثن ممد بن النتشر المدان عمن شهد صفي وعن ناس من رؤوس الوارج‬
‫م ن ل ـيته م عل ى كذب…"(‪ . )1‬كم ا ن د الب د يقول ‪" :‬ذك ر أه ل العل م من‬
‫الصفرية…"( )‪ ،‬ويقول أيضا‪" :‬وتروي الشراة…"(‪ .)3‬ويذكر الطبي أحيانا نادرة بعض‬ ‫‪2‬‬

‫رواياتم‪ ،‬كنقله عن الوارج أن عليّا بايع أهل حروراء وأنه قال لم‪" :‬ادخلوا فلنمكث‬
‫ستة أشهر حت يب الال ويسمن الكراع ث نرج إل عدونا"( ) ‪ .‬كما يورد الشعري‬
‫‪4‬‬

‫عنهم بعض الروايات‪ ،‬وذلك مثل الب الذي يورده من طريقهم أن عبدال بن وهب‬
‫وأصحابه كانوا كارهي لقتل عبدال بن خباب( )‪.‬‬
‫‪5‬‬

‫وهذا يدل على أن للخوارج ومن نسب إليهم روايات خاصة بم‪ ،‬وعلى الرغم‬
‫من أن الروايات الواردة عنهم تعد قليلة جداّ ف مقابل روايات غيهم‪ ،‬إل أن ورودها‬

‫() ابن كثي (البداية والنهاية) جـ ‪ 7‬ص ‪.274‬‬ ‫‪1‬‬

‫() البد (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪.1077‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ .1181‬ومصطلح الشراة يستعمل رديفا لصطلح الوارج لقولم‪" :‬شرينا أنفسنا ف طاعة‬ ‫‪3‬‬

‫ال" أي بعناها‪ .‬انظر‪ :‬الشعري (القالت) جـ ‪ 1‬ص ‪.207-206‬‬


‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.110‬‬ ‫‪4‬‬

‫() الشعري (القالت) جـ ‪ 1‬ص ‪.210‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪22‬‬
‫مؤشر لروايات أخرى غيها‪.‬‬
‫ويكن أن تعزى ندرة ما وصلنا من الروايات إل موقف ناقليها منهم‪ ،‬فإن الطبي‬
‫مثلً بعد أن نقل الرواية السابقة عنهم قال‪" :‬ولسنا نأخذ بقولم وقد كذبوا"( ) ‪ ،‬وتبعه‬
‫‪1‬‬

‫على ذلك ابن الثي( )‪ .‬ولذا يقول ابن الندي عند الديث على مؤلفات فقهاء الشراة‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫"هؤلء القوم كتبهم مستورة قلما وقعت لن العال تشنؤهم وتتبعهم بالكاره"( )‪ ،‬يقول‬
‫‪3‬‬

‫د‪ .‬ممود إساعيل‪" :‬ومن الطبيعي أل نقف على روايات معاصرة تمل وجهة نظر‬
‫الوراج رغم وفرة ما صنفوه من تواليف حوت عقائدهم وسيهم وأخبارهم وطبقات‬
‫مشاهيهم‪ ،‬وهو ما ذكره ابن الندي ف الفهرست‪ ،‬فقد أبيدت كتب الوارج وأحرقت‬
‫على أيدي أعدائهم"( )‪ ،‬كالذي فعله ممد بن بور( ) القائد العباسي حي استول على‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬

‫عمان موطن الباضية ‪ -‬وهم من ينسبون إل الوارج ‪ -‬وأحرق الكتب فيها‪ ،‬وذلك‬
‫سنة ‪ 280‬للهجرة( )‪ 893 /‬للميلد‪ ،‬ومثل ما فعله أبو عبدال الشيعي( ) عندما أحرق أغلب‬
‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬

‫الؤلفات الودعة ف مكتبة العصومة ف مدينة تيهرت( ) التابعة للدولة الرستمية الباضية‪،‬‬
‫‪8‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.110‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن الثي (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪.329‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن الندي (الفهرست) ص ‪.291‬‬ ‫‪3‬‬

‫() إساعيل (قضايا ف التاريخ) ص ‪.45‬‬ ‫‪4‬‬

‫() هكذا تسميه كتب التاريخ العمان‪ .‬وساه الطبي ممد بن ثور (هكذا اسه ف خس طبعات) وذكر أنه افتتح‬ ‫‪5‬‬

‫(على حد تعبيه) عُمان ف سن ة ‪280‬هـ قال‪" :‬وبعث (أي ابن ثور) برؤوس جـماعة من أهلها"‪ .‬انظر‪:‬‬
‫الطبي (التاريخ) جـ ‪ 5‬ص ‪ ، 280‬وتبعه على ذلك ابن الثي‪( :‬الكامل) جـ ‪ 7‬ص ‪.464‬وذكره السعودي‬
‫باسم أحد بن ثور‪ ،‬وذكر قتاله الباضية ف عمان قال‪" :‬وكانت له عليهم فقتل منهم مقتلة عظيمة‪ ،‬وحل كثيا‬
‫من رؤوسهم إل بغداد فنصبت بالـسر"‪( :‬مروج الذهب) جـ ‪ 4‬ص ‪.244‬‬
‫() السالي (تفة العيان) جـ ‪ 1‬ص ‪.262 ،261‬‬ ‫‪6‬‬

‫() هو السي بن أحد بن ممد بن زكريا العروف بالشيعي ويلقب بالعلم‪ ،‬مهد الدولة للعبيديي وناشر دعوتم‬ ‫‪7‬‬

‫ف الغرب‪ ،‬من أهل صنعاء‪ ،‬اتصل ف صباه بحمد البيب أب الهدي عبيدال الفاطمي‪ ،‬ورحل إل الغرب فدعا‬
‫إل بيعة الهدي‪ ،‬فلما ت المر للمهدي ببايعته والقضاء على دولة الغالبة بالقيوان قتل أبا عبدال عام ‪298‬هـ‪/‬‬
‫‪911‬م‪ .‬انظر‪ :‬ابن الثي (الكامل) جـ ‪ 8‬ص ‪ /52-36‬الزركلي (العلم) جـ ‪ 2‬ص ‪.230‬‬
‫( ) تيهرت أو تاهرت‪:‬ف القدي اسم لدينتي متقابلتي ف الغرب الوسط‪ ،‬إحداها تاهرت القدية‪ ،‬والخرى‬ ‫‪8‬‬

‫تاهرت الحدثة‪ :‬الموي (معجـم البلدان)جـ ‪ 2‬ص ‪ / 81 ، 10-8‬الميي (الروض العطار) ص ‪126،12‬‬
‫‪.7‬وموقع تيهرت الن ف الزائر‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫للهجرة‪ 909 /‬للميلد( )‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪296‬‬ ‫وذلك ف عام‬
‫هذا وقد ذكر ابن الندي لب بكر ممد بن عبدال البذعي الذي "كان خارجيا"‬
‫وقال بأنه رآه ف سنة أربعي وثلثائة للهجرة ذكر له كتاب "الذكار والتحكيم"( )‪،‬‬
‫‪2‬‬

‫كما أورد لب القاسم الديثي "وكان من أكابر الشراة وفقهائهم" كتاب " التحكيم ف‬
‫ال جل اسه"( )‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫ول أجد ف الفرق النسوبة إل الوارج ‪ -‬عدا الباضية ‪ -‬مؤلفي ف موضوع‬


‫الرسالة بلغنا شيء من تصانيفهم أو ما اقتبس منها إل أبا عبيدة معمر بن الثن اللغوي‬
‫العروف (ت ‪211‬هـ ‪826 /‬م) الذي قيل عنه بأنه "كان يرى رأي الوارج" ( )‪ ،‬ونسبه‬
‫‪4‬‬

‫الشعري إل الصفرية ( )‪ ،‬على أن الزركلي قد عده من الباضية أيضا( )‪.‬‬


‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬

‫ولب عبيدة معمر كتاب "خوارج البحرين واليمامة"( ) ‪ ،‬وهو مفقود‪ ،‬غي أن‬
‫‪7‬‬

‫كثيا منه حفظه البلذري فيما رواه عنه ف "أنساب الشراف"‪ .‬ويظهر أن كتاب أب‬
‫عبيدة هذا ل يتناول أخبار النهروان‪ ،‬وأنه خصه لا بعد ذلك من الحداث‪ ،‬وهو واضح‬
‫من العنوان‪ .‬ولعل مصنفه الثان "كتاب المل وصفي"( ) قد تطرق إل هذا الوضوع‬
‫‪8‬‬

‫كما هو صنيع عدد من الؤرخي‪ ،‬إذ يضمون ما يتعلق بالنهروان إل الحداث التابعة‬
‫لصفي‪.‬‬
‫‪ -‬ولعل أقدم مؤل ف إباضي ف هذ ا الوضو ع كتاب سال بن عطية (أو الطيئة)‬
‫اللل( )‪ ،‬وهو من علماء الباضية‪ ،‬عده الدرجين من المسي الثانية من القرن الجري‬ ‫‪9‬‬

‫() الدرجين (الطبقات) جـ ‪ 2‬ص ‪.358‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن الندي (الفهرست) ص ‪.292‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪.292‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الاحظ (البيان والتبيي) جـ ‪ 1‬ص ‪ /347‬ابن قتيبة (العارف) ص ‪.543‬‬ ‫‪4‬‬

‫() الشعري (القالت) جـ ‪ 1‬ص ‪.198‬‬ ‫‪5‬‬

‫() الزركلي (العلم) جـ ‪ 7‬ص ‪.272‬‬ ‫‪6‬‬

‫() حاجي خليفة (كشف الظنون) جـ ‪ 1‬ص ‪.725‬‬ ‫‪7‬‬

‫() البغدادي‪ ،‬إساعيل (هدية العارفي) جـ ‪ 6‬ص ‪.466‬‬ ‫‪8‬‬

‫() روى أبو العرب التميمي ف كتابه "الحن" ص ‪ 266‬قال‪ :‬وحدثن عبدال بن الوليد‪ ،‬عن خالد بن خِداش بن‬ ‫‪9‬‬

‫عجلن‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سال بن عمي قال‪ :‬صل ى سال اللل على جنازة‪ ،‬ث جلس ف ظل قصر أو قب فقال‬
‫‪24‬‬
‫الول( )‪ ،‬وكان من وفد الباضية على عمر بن عبد العزيز الليفة الراشد( )‪ .‬أما كتابه‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫فقد ذكره البّادي( ) ‪ ،‬وقال عنه‪" :‬كتاب سال بن عطي ة ( الطيئة) اللل ف العقائد‬ ‫‪3‬‬

‫والنقض والحتجاج"( )‪ ،‬ونقل عنه أحيانا غي قليلة( )‪ .‬ومن خلل كلم البّادي يتبي أنه‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬

‫ليس كتاب رواية إنا هو كتاب حِجاج‪ ،‬وهذا ظاهر من قول سال بن عطية فيما نقله‬
‫عنه البّادي‪" :‬فزعمت هذه الوارج اللعونة‪ ،) ("...‬ولكنه يسرد أحيانا بعض الروايات‬
‫‪6‬‬

‫ف سياق الحتجاج على القضايا الت يدافع عنها‪ ،‬ومن بينها التحكيم( )‪.‬‬
‫‪7‬‬

‫‪ -‬ومن مصادر الباضية الول كتاب يتحدث عن أحداث الفتنة كلها‪ ،‬ذكره البّادي‬
‫ضمن الؤلفات الباضية باسم "صفة أحداث عثمان" قال‪" :‬رأيته ول أعرف مؤلفه"( )‪.‬‬
‫‪8‬‬

‫وهو مفقود‪ ،‬لكن ثة متصَر له شلته بعض مطوطات السي الباضية ‪-‬وسيأت الديث‬
‫عنها‪ -‬نص عنوانه‪" :‬هذا متصر من كتاب فيه صفة أحداث عثمان بن عفان وما نقم‬
‫السلمون عليه ومبايعة الناس علي بن أب طالب من بعده والذي كان من حرب علي‬
‫الت جرت بينه وبي عائشة أم الؤمني وطلحة والزبي ومعاوية بن أب سفيان ومفارقة‬
‫الوارج لعلي بن أب طالب"( )‪ ،‬والختصِر مهول أيضا‪ .‬ومن خلل عنوان هذا الختصر‬
‫‪9‬‬

‫يتبي أن أصل الكتاب يشمل ما يتصل بصفي والتحكيم والنهروان‪ ،‬غي أن الوارد التبقي‬
‫من الختصر ل يتعدى مقتل عثمان كما يبدو لول وهلة‪ .‬ولكنّ ِذكْرَ ما يتعلق بالنهروان‬

‫لصحابه‪ :‬أل كل ميتة على الفراش فهي ظنون‪ ،‬ث قال‪ :‬هل تدرون ما حال أختكم البلجاء؟ قالوا‪ :‬وما كان من‬
‫حالا؟ قال‪ :‬قطع ابن زياد يديها ورجليها وسل عينيها فما قالت‪:‬حَس‪ ،‬فقيل لا ذلك‪ ،‬فقالت‪ :‬شغلن هول‬
‫الطلع عن أل حديدكم هذا‪.‬‬
‫والظاهر أن سالا اللل هذا هو سال بن عطية اللل الباضي الذكور أعله‪.‬‬
‫() الدرجين (الطبقات) جـ ‪ 1‬ص ‪.7‬‬ ‫‪1‬‬

‫()الدرجين (الطبقات) جـ ‪ 2‬ص ‪ /232‬الشماخي (السي) جـ ‪ 1‬ص ‪.75‬‬ ‫‪2‬‬

‫() البّادي (الـواهر) ص ‪( ،219‬رسالة ف كتب الباضية) ص ‪.54‬‬ ‫‪3‬‬

‫() البّادي (رسالة ف كتب الباضية) ص ‪.54‬‬ ‫‪4‬‬

‫() انظر مثلً‪ :‬البّادي (الـواهر) ص‪.142 ،103 ،102 ،53 ،52 :‬‬ ‫‪5‬‬

‫() البّادي (الـواهر) ص ‪.52‬‬ ‫‪6‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪.142‬‬ ‫‪7‬‬

‫() البّادي (رسالة ف كتب الباضية) ص ‪.53‬‬ ‫‪8‬‬

‫() مـهول (السي) ورقة ‪52‬ب‪ -‬ورقة ‪56‬ظ (مطوط)‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪25‬‬
‫إثر هذا الكتاب – ف بعض الخطوطات( )‪ -‬دونا تعلقه بسية أخرى أو بكتاب غيه‬
‫‪1‬‬

‫يدل على أن ما يتص بالنهروان هو من هذا الكتاب أيضا‪ ،‬وذلك هو الوفق بعنوانه‪،‬‬
‫غي أن طابع الختصار الذي ينقل من حدث إل آخر بصورة غي منسجمة هو الذي‬
‫يعل ما يسبق إل الذهن عدم وجود الترابط الذي يفترض أن يكون صبغة للكتاب‬
‫الصلي‪.‬‬
‫وقد احتفظ هذا الختصار بطابع الكتاب الصلي الذي يتاز بالرواية السندة‪ .‬ويتضح من‬
‫تتبع سنوات وفيات الذين روى عنهم الؤلف أنه قدي‪ ،‬إذ تتراوح تلك السنوات ما بي‬
‫عامي (‪ )135‬و(‪ )173‬من الجرة‪ ،‬وهذا يعن أنه قضى نو شطر حياته ف النصف الول‬
‫من الائة الجرية الثانية‪.‬‬
‫‪ -‬ومن الصادر الولية ـ كتاب أو روايات أب سفيان مبوب بن الرحيل القرشي‬
‫الخزومي ‪ ،‬من كبار أئمة الباضية‪ ،‬توف ف أواخر القرن الثان الجري كما استظهر‬
‫صاحب كتاب "إتاف العيان"( ) ‪ .‬أما كتابه فقد اعتمد عليه الدرجين كثيا‪ ،‬وذكره‬
‫‪2‬‬

‫البّادي( ) وقا ل عنه ‪" :‬يشتم ل عل ى الخبا ر والفق ه والكل م والعقائد"( ) ‪ ،‬ونق ل عنه‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬

‫قليلً( )‪ ،‬كما نقل عنه الشماخي أيضا( )‪ .‬وواضح من أخذ الدرجين والشماخي عنه فيما‬
‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬

‫يتعل ق ب ا بع د النهروا ن أ ن الكتا ب ل ـيعتِ بالنهروا ن وم ا قبله ا م ن الحداث‬


‫والروب‪.‬وما أورده أخبار أب بلل مرداس بن أدية التميمي( ) ‪ .‬ولعله أفرده لخبار‬
‫‪7‬‬

‫الباضية منذ زمن أب بلل وجابر بن زيد ومن بعدهم‪ .‬والكتاب مفقود‪ ،‬غي أن أغلبه ‪-‬‬
‫كما يبدو‪ -‬مفوظ ف كتاب الدرجين والشماخي‪ ،‬وفيما ضمه أبو يعقوب يوسف بن‬
‫إبراهيم الوارجلن (ت ‪570‬هـ‪1175 /‬م) إل مسند المام الربيع بن حبيب من الحاديث‬

‫() مـهول (السي) ورقة ‪ 13‬ب (مطوط – نسخة الامعة)‪..‬‬ ‫‪1‬‬

‫() البطّاشي (إتاف العيان) جـ ‪ 1‬ص ‪.166 ،165‬‬ ‫‪2‬‬

‫() البّادي (الـواهر) ص ‪( ، 218‬رسالة ف كتب الباضية) ص ‪.56‬‬ ‫‪3‬‬

‫() البّادي (رسالة ف كتب الباضية) ص ‪.56‬‬ ‫‪4‬‬

‫() البّادي (الـواهر) ص ‪.145‬‬ ‫‪5‬‬

‫() انظر مثلً‪ :‬الشماخي (السي) جـ ‪ 1‬ص ‪.65 ،64‬‬ ‫‪6‬‬

‫() الشماخي (السي) جـ ‪ 1‬ص ‪.65‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪26‬‬
‫الرفوعة إل النب الت رواها أبو سفيان بأسانيده( )‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ -‬ومن أقدم مؤلفات الباضية فيما يتعلق بوضوع الرسالة التاريي كتاب "أخبار صفي‬
‫وأخبار أهل النهر وقتلهم " لؤلف مهول‪ .‬ذكره البّادي بذا السم ضمن مؤلفات‬
‫الباضية وقال عنه‪" :‬أكثر آثاره عن عبدال بن يزيد الفزاري‪ ،‬رأيته ول أعرف مؤلفه"( )‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫وأغلب الظن أن الؤلف هو الفزاري نفسه‪ ،‬لنه صاحب تأليف وليس براوية‪ ،‬وهو من‬
‫كبار علماء فرقة النّكّار النشقة عن الباضية‪ ،‬ذكر ابن الندي أنه من أكابر الوارج‬
‫ومتكلميهم( )‪ ،‬وقال ابن حزم‪" :‬وأقرب فرق الوارج إل أهل السنة أصحاب عبدال بن‬ ‫‪3‬‬

‫‪273‬‬ ‫يزيد الباضي الفزاري الكوف"( ) ‪ ،‬وذكره ابن سلم الباضي( ) التوف بعد عا م‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬

‫للهجرة بسنوات قليلة‪ ،‬كما ذكره الدرجين ف الطبقات( ) ‪ .‬وأما قول البّادي‪" :‬ول‬
‫‪6‬‬

‫أعرف مؤلفه" فربا ل تكن النسخة الت وقعت له معنونة باسم الؤلف‪ ،‬وزاد المر إباما‬
‫ما فيه من العبارات مثل‪":‬حدثنا عبدال بن يزيد"‪ ،‬المر الذي يوهم أنه أحد الرواة ل‬
‫غي‪ .‬ولكن هذا ل يعن بالضرورة أل يكون هو مؤلف الكتاب‪ ،‬كما ل ينفي ذلك عدم‬
‫ذكر ابن الندي هذا الكتاب مع مؤلفات الفزاري‪ ،‬بل على العكس‪ ،‬فإن كثرة مؤلفاته‬
‫ترجح أنه مكثر من التأليف‪ ،‬كما أن تنوعها إل مثل‪":‬الرد على الروافض"( ) و"الرد على‬
‫‪7‬‬

‫العتزلة"( ) يقوي أن يكون تناول القضايا الساسية ف افتراق المة الت منشؤها الفتنة وما‬ ‫‪8‬‬

‫تلها من حروب‪ .‬إضافة إل ذلك فـإن ابتداء الرواية بـ"حدثنا" تعن رواية الكتاب‪،‬‬
‫أي أن هذا قول راوي الكتاب الذي نقله عن مؤلفه‪ ،‬وهذا واضح جدا ف كثي من‬
‫الكتب الت رويت بأسانيدها إل مؤلفيها‪ .‬وما تقدم فل مانـع من أن يكون عبدال بن‬
‫() الربيع (الـامع الصحيح) جـ ‪ 4‬ص ‪ .259-255‬وقد رتب أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم الوارجـلن‬ ‫‪1‬‬

‫مسند المام الربيع بن حبيب حسب البواب الفقهية‪ ،‬وأضاف إليه الحاديث الت رواها أبو سفيان عن شيخه‬
‫الربيع‪ .‬انظر‪ :‬الربيع (الـامع الصحيح) ص ‪ 4‬تنبيهات الشيخ السالي‪.‬‬
‫() البّادي (رسالة ف كتب الباضية) ص ‪.54 ،53‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن الندي (الفهرست) ص ‪.227‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن حزم (الفصل) جـ ‪ 2‬ص ‪.266‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن سلم (بدء السلم) ص ‪.72‬‬ ‫‪5‬‬

‫() الدرجين (الطبقات) جـ ‪ 1‬ص ‪.249 ،24‬‬ ‫‪6‬‬

‫() ابن سلم (بدء السلم) ص ‪ /72‬ابن الندي (الفهرست) ص ‪.227‬‬ ‫‪7‬‬

‫() ابن الندي (الفهرست) ص ‪.227‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪27‬‬
‫يزيد الفزار ي ه و مؤل ف كتاب النهروان‪ ،‬وهذا م ا يفهم من كلم الدكتو ر عمار‬
‫الطالب( )‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫ـ ن يزي د الفزار ي الكوف ـف ـالقر ن الثان ـالجري‪،‬‬


‫هذا ‪ ،‬وق د عا ش عبدال ب‬
‫وبالتحديد ف أواخره كما يظهر من قوله‪" :‬إنا غلبنا أصحاب الربيع باتباع الثار"( )‪،‬‬
‫‪2‬‬

‫()‬
‫‪175‬و ‪180‬للهجرة ‪7/ 3‬‬ ‫والربيع هو ابن حبيب المام الباضي العروف‪ ،‬وقد توف بي عامي‬
‫‪796-91‬م‪ ،‬وعليه فيكون عبدال بن يزيد الفزاري قد عاصر تلمذة المام الربيع‪ ،‬وتكون‬
‫وفاته ف أواخر القرن الثان أو أوائل الثالث الجري‪ ،‬ولذا جعله الدكتور النامي من‬
‫علماء القرني الثان والثالث الجريي( )‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫أما الكتاب فيبدو أنه حافل بأخبار المل وصفي والنهروان‪ ،‬يقول الشماخي‪:‬‬
‫"وحديث المل والدار( ) كثي‪ ،‬ومن أراد بسطه فعليه بديث السلمي يوم الدار والمل‬
‫‪5‬‬

‫من الكتاب السمى بالنهروان وغيه من الكتب البسوطة"( )‪ ،‬وقال عند ذكره بعض أهل‬
‫‪6‬‬

‫النهروان من الصحابة والتابعي‪" :‬ومن أراد معرفة أسائهم فعليه بالنهروان وغيه من‬
‫الكتب"( )‪ .‬ويترجح أن ما يورده البّادي ف "الواهر النتقاه" من أخبار صفي والنهروان‬ ‫‪7‬‬

‫بأسانيد كثي منها عن عبدال بن يزيد الفزاري غي معزوة إل كتاب معي إنا هو من هذا‬
‫الكتاب‪ ،‬لسيما ما يتفق على نقله مع الشماخي ف "السي" الذي يصرح بأنه أخذه من‬
‫كتاب النهروان( )‪ .‬وهذا يقضي بأن الكتاب كان موجودا إل زمن الشماخي وهو القرن‬ ‫‪8‬‬

‫العاشر الجري‪ ،‬غي أنه الن مفقود ول أثر له إل النقولت الوجودة ف كتاب البّادي‬
‫والشماخي الت تثل لو أفردت كتابا مستقلً قد يكون هو عي كتاب النهروان‪.‬‬

‫() أبو عمار (الوجـز) جـ ‪ 2‬ص ‪ 283‬حاشية د‪ .‬عمار الطالب هامش رقم (‪.)7‬‬ ‫‪1‬‬

‫() القنّوب (المام الربيع) ص ‪.19‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الدرجين (الطبقات) جـ ‪ 2‬ص ‪.477‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪Ennami, amr (Studies in Ibadhism) P. 154‬‬ ‫()‬ ‫‪4‬‬

‫() حديث الدار يراد به حادثة مقتل الليفة عثمان بن عفان بعد حصاره ف داره‪ :‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 2‬ص‬ ‫‪5‬‬

‫‪.664‬‬
‫() الشماخي (السي) جـ ‪ 1‬ص ‪.44‬‬ ‫‪6‬‬

‫() الشماخي (السي) جـ ‪1‬ص ‪. 48‬‬ ‫‪7‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪1‬ص ‪.53 ،50 ،48 ،44‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ -‬ولعل أقدم ما وصلنا من وثائق الباضية هو الرسائل الت وجهها عدد من علمائهم إل‬
‫أصحابم يشرحون فيها عددا من قضايا الذهب الباضي‪ ،‬والت تذكر أحيانا كثية‬
‫أحداث الفت الول وإبداء الرأي فيها‪ ،‬وهي –كما يقول د‪ .‬فاروق عمر‪ -‬أشبه ما‬
‫تكون بالذكرات السياسية والعقائدية( ) ‪ ،‬ويطلق عليها اسم "السي" ‪ .‬وقد جعها أبو‬
‫‪1‬‬

‫السن علي بن ممد الِبسْيَوي( )(من علماء الباضية ف النصف الثان من القرن الرابع‬
‫‪2‬‬

‫الجري)‪ .‬ولعلها أضيف إليها فيما بعد سي أخرى‪ ،‬فإن البسيوي نفسه له بعض السي‬
‫مضمومة إل ما جعه‪ ،‬كما أن لبعض العلماء الذين جاؤوا من بعده سيا ضمت إليها‬
‫أيضا‪.‬‬
‫وما حوت تلك السي سية سال بن ذكوان‪ ،‬من علماء الباضية ف أواخر القرن‬
‫(‪)3‬‬
‫(ت ‪9‬‬ ‫الجري الول وبداية الثان‪ ،‬إذ يذكر الشماخي أنه كان من يكاتبه جابر بن زيد‬
‫‪3‬هـ ‪711 /‬م)( ) ‪ ،‬وإليه وجه المام جابر الرسالة رقم (‪ ) 11‬ضمن رسائله الوجودة( )‪،‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬

‫قال البدر الشماخي‪" :‬وحقه أن يذكر ف طبقة أب عبيدة"( )‪ ،‬يعن أبا عبيدة مسلم بن أب‬
‫‪6‬‬

‫كرية التميمي أخص تلميذ جابر بن زيد‪ ،‬ولد حوال عام ‪45‬هـ‪664 /‬م( )‪.‬‬
‫‪7‬‬

‫أما سية سال بن ذكوان فطابعها وعظي‪ ،‬مع الستشهاد بالحداث التاريية‪،‬‬
‫وفيها شيء قليل من أمور الفتنة وما تلها من حروب وذكر بعض أحكام أهل اللل‪ ،‬غي‬
‫أن معلوماتا ثرة فيما يص آراء الوارج الزارقة والنجدات‪ .‬وبنا ًء على هذا فمن المكن‬
‫عد هذه السية أقدم وأصدق وثيقة وصلتنا عن آراء الوارج‪ ،‬وذلك لقرب عهد صاحبها‬
‫منهم‪.‬‬
‫‪ -‬ومنها رسالتا أب سفيان مبوب بن الرحيل القرش ي صاحب الروايات السالف‬

‫() فاروق عمر (تاريخ الليج) ص ‪.27‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الارثي (العقود الفضية) ص ‪.48‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الشماخي (السي) جـ ‪ 1‬ص ‪.109‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الربيع (الـامع الصحيح) ص ‪.193‬‬ ‫‪4‬‬

‫() أبو الشعثاء (الرسائل) ورقة ‪12‬ب (مطوط)‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫() الشماخي (السي) جـ ‪ 1‬ص ‪.109‬‬ ‫‪6‬‬

‫() القنّوب (المام الربيع) ص ‪.26‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪29‬‬
‫ذكرها‪ ،‬الوجهتان إل كل من عمان وحضرموت ف شأن هارون بن اليمان‪ .‬وف كلتا‬
‫الرسالتي مقتطفات متعلقة ببحث قضايا الوارج كبيان ما أحدثه نافع بن الزرق من‬
‫الكم على مالفيه بالشرك وتبعه عليه ندة بن عامر وغيه وتوضيح موقف الباضية من‬
‫ذلك‪.‬‬
‫لعْلن الت وجهها إل المام غسان بن عبدال اليحمدي‬
‫‪ -‬ومنها سية الُني بن النّيّرا َ‬
‫(ت ‪207‬هـ‪822/‬م)( )‪ .‬والني أحد تلمذة المام الربيع بن حبيب( ) التوف كما تقدم بي‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫عام ي ‪175‬و ‪ 180‬من الجرة‪ .‬وسيته عبارة عن نصيحة منه إل ذلك المام‪ ،‬وفيها‬
‫شذرات عن بعض قضايا صفي‪ ،‬ويتفرد بأمر واحد وهو أن عمار بن ياسر قتل بعد رفع‬
‫الصاحف وإنكاره التحكيم‪ ،‬وأنه قال لعلي‪" :‬اِلق بال قبل أن يكم الكمان"‪ ،‬وهو‬
‫المر الذي ل يتفق مع عامة روايات غي الباضية‪ ،‬إل أن ابن كثي يورده من طريق اليثم‬
‫ابن عدي( )‪،‬كما يعتمده صاحب كتاب "المامة والسياسة"( ) ‪ ،‬ويرجحه الشماخي( )‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬

‫ويورد الني أيضا بعض أخبار أب بلل مرداس بن أدية التميمي‪.‬‬


‫‪ -‬أم ا سية الشيخ هاشم بن غيلن السيجان (من علماء أواخر القرن الثان وأوائل‬
‫الثالث الجري)( ) الت وجهها إل المام عبد اللك بن حيد (ت ‪ 226‬هـ‪840/‬م)( ) فإنا‬
‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬

‫من أفضل ما ورد ف موضوع النهروان‪ ،‬إذ خصها مؤلفها لبيان أحداث النهروان استجابة‬
‫لطلب هذا المام‪ ،‬وقد ذكر ذلك بنفسه قائلً‪" :‬سألت عما اختلف الناس فيه من ُبدُوّ‬
‫إمرتم ف زمان علي بن أب طالب ومعاوية بن أب سفيان بعد أن قتل من الفريقي سبعون‬
‫ألفا وكيف كان أمر الكمي‪ ،‬وإن مب أنّا من يعرف وجه الق إن شاء ال فتدبر كتابنا‬
‫هذا"( )‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫() السالي (تفة العيان) جـ ‪ 1‬ص ‪.126‬‬ ‫‪1‬‬

‫() البطّاشي (إتاف العيان) جـ ‪ 1‬ص ‪.170‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن كثي (البداية والنهاية) جـ ‪ 7‬ص ‪.274‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن قتيبة (المامة والسياسة) (منسوب) ص ‪.110 ،109‬‬ ‫‪4‬‬

‫() الشماخي (السي) جـ ‪ 1‬ص ‪.48 ،47‬‬ ‫‪5‬‬

‫() البطّاشي (إتاف العيان) جـ ‪ 1‬ص ‪.176‬‬ ‫‪6‬‬

‫() السالي (تفة العيان) جـ ‪ 1‬ص ‪.150‬‬ ‫‪7‬‬

‫() ابن غيلن (السي) ورقة ‪159‬ب (مطوط)‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪30‬‬
‫فصّل الشيخ هاشم كيفية انيازهم ومفارقتهم لعلي‪ ،‬وامتازت سيته بعلومات‬
‫قيمة ضن با عدد من الصادر الخرى‪ ،‬كنص رسالة أهل النهروان ‪ -‬قبيل خروجهم من‬
‫الكوفة ‪ -‬البعوثة إل إخوانم من أهل البصرة والت ل يشاركه ف إيرادها كاملة غي أحد‬
‫ابن داود الدينوري( ) والبّادي( ) ‪ ،‬وأورد صاحب "المامة والسياسة" جزءا منها( )‪،‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫وذكر الشيخ هاشم أنم دفعوها إل معبد بن عبدال العبسي ووجهوه إل البصرة‪ ،‬وهو‬
‫يؤيد ما يرويه البلذري من أنم بعثوها مع رجل من بن عبس( ) ‪ ،‬أما البّادي فيسميه‬
‫‪4‬‬

‫عبدال بن سعيد العبسي( )‪ ،‬ول يفى أن ف السي تريفا وعكسا‪ ،‬ويؤيد الثان ما ف‬
‫‪5‬‬

‫"الخبار الطوال" من أن اسه عبدال بن سعد العبسي( )‪ .‬كما أورد الشيخ هاشم جواب‬
‫‪6‬‬

‫أهل البصرة إل أهل النهروان‪ ،‬وقد أورد صاحب "المامة والسياسة" أكثره( )‪.‬‬
‫‪7‬‬

‫غي أن هاشا يذكر أن نـزولم بالنهروان كان بعد اجتماع الكمي‪ ،‬وهو أمر‬
‫يالف ما ف أغلب الصادر‪ ،‬كما يذكر أن عبدال بن عباس ناظرهم بالنهروان وليس ف‬
‫حروراء‪ .‬ومع احتمال أن يكون ثة حوار آخر جرى ف النهروان إل أن نص الناظرة‬
‫الذي أورده هو ذاته الذي جرى ف حروراء‪ .‬ويؤكد هاشم بن غيلن أن اللف بي‬
‫علي وابن عباس كان بسبب رأي ابن عباس ف أهل النهروان الصوب لم حسبما تفيده‬
‫سية هاشم‪.‬‬
‫‪ -‬ومنه ا سي ة أب الؤث ر الصلت بن خي س الروصيي (تـ ‪278‬ه ـ ‪891 /‬م)( )‪،‬‬
‫‪8‬‬

‫وتتحدث عن مواضيع عدة‪ ،‬وما يتعلق بذه الرسالة احتجاجه على عدم جواز التحكيم‬
‫الذي جرى بي علي ومعاوية‪ ،‬كما ذكر أساء بعض أهل النهروان‪.‬‬

‫() الدينوري (الخبار الطوال) ص ‪.155‬‬ ‫‪1‬‬

‫() البّادي (الـواهر) ص ‪.130‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن قتيبة (المامة والسياسة) منسوب ص ‪.122‬‬ ‫‪3‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪.137‬‬ ‫‪4‬‬

‫() البّادي (الـواهر) ص ‪.130‬‬ ‫‪5‬‬

‫() الدينوري (الخبار الطوال) ص ‪.155‬‬ ‫‪6‬‬

‫() ابن قتيبة (المامة والسياسة) منسوب ص ‪.122‬‬ ‫‪7‬‬

‫() البطّاشي (إتاف العيان) جـ ‪ 1‬ص ‪ .201‬ولب الؤثر سية أخرى تسمى "الحداث والصفات" وهي غي‬ ‫‪8‬‬

‫هذه‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫‪ -‬ومن بي السي سية أب قحطان خالد بن قحطان الجاري الروصي (من علماء‬
‫النصف الول من القرن الرابع الجري)( )‪ ،‬وفيها بيان بعض أحداث صفي‪ ،‬وبعض آراء‬
‫‪1‬‬

‫الوارج‪ .‬ويؤيد أبو قحطان أن قتل عمار كان بعد رفع الصاحف‪.‬‬
‫‪ -‬وتشمل السي أيضا سية أب السن علي بن ممد البسيوي جامع السي‪ ،‬وقد تقدم‬
‫أنه من علماء القرن الرابع الجري‪ .‬ومن الناسب تصنيفها مع كتب القالت والفرق‪ ،‬إذ‬
‫يذكر الؤلف نبذا من آراء الفرق ومن بينها فرق الوارج الزارقة والنجدات‪.‬‬
‫‪ -‬ومن بي متويات مطوطات السي مناظرة بي ابن عباس وأهل حروراء طويلة جدا‪،‬‬
‫وقد ضمت ف بعض الخطوطات إل سية شبيب بن عطية العمان‪ ،‬من علماء الباضية‬
‫ف القرن الثان الجري( )‪.‬والواضح أنه ل علقة لذه الناظرة بسية شبيب‪،‬فإن موضوع‬
‫‪2‬‬

‫سية شبيب يعال قضية الارقي من الدين وبيان من ينطبق عليهم وصف الروق‪.‬نعم‬
‫عرض شبيب لهل النهروان‪ ،‬لكن من غي بيان الدث التاريي‪ ،‬بل كان هه التحقق من‬
‫انطباق وصف الروق عليهم أم ل‪ .‬على أن السياق الذي ابتدأت به أحداث الناظرة‬
‫‪-‬حسبما ذكرت ‪ -‬منقطع الصلة با قبله من الكلم‪ ،‬فأولا‪" :‬فعند ذلك أرسل علي بن‬
‫أب طالب إليهم عبدال بن عباس" بعد جلة "والمد ل رب العالي" الت يبدو أنا خاتة‬
‫سية شبيب‪ .‬ولعل الناظرة جزء من سية أخرى ذهب أولا فالتبست بسية شبيب بعد‬
‫ذلك‪ ،‬غي أن الفصل بينهما واضح‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬والذي يظهر أن هذه الناظرة هي من تام كتاب صفة أحداث عثمان السابق ذكره‪،‬‬
‫فإنا ذكرت بعد مقتل الليفة عثمان الذي تله مباشرة كتاب علي إل أهل النهروان ث‬
‫كتابم إل علي ث عبارة "فعند ذلك أرسل علي …"‪ ،‬وذكر الناظرة( ) ‪ .‬ويؤكد هذه‬
‫‪3‬‬

‫النتيجة أن صاحب "كشف الغمة" يورد الحداث الت جرت زمن الليفة عثمان ث زمن‬
‫المام علي ث يورد كتاب علي إل أهل النهروان وجوابم إليه والناظرة على نفس النسق‬
‫السابق( ) ‪ ،‬بل بصورة أكثر ترابطا‪ ،‬ما يدل على أن هذه الحداث إنا هي جزء من‬ ‫‪4‬‬

‫() البطّاشي (إتاف العيان) جـ ‪ 1‬ص ‪.205‬‬ ‫‪1‬‬

‫() البطّاشي (إتاف العيان) جـ ‪ 1‬ص ‪.135‬‬ ‫‪2‬‬

‫() مـهول (السي) ورقة ‪ 13‬ب (مطوط – نسخة الامعة)‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الزكوي (كشف الغمة ) ورقة ‪11‬ظ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪32‬‬
‫كتاب واحد‪.‬‬
‫ويبدو على هذه الناظرة صفة التأليف‪،‬‬
‫كما يلفت النتباه ما فيها من عبارة‪" :‬وقال بعض الفسرين"‪ ،‬المر الذي يقود إل أن‬
‫هذا الوار بذه التفاصيل شرح للمناظرة الصلية‪ ،‬فإن مضمونا ف هذا الوار ل يتلف‬
‫عنه ف البلذري والطبي وغيها كما سيتبي ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬كما احتوت مطوطات السي الذكورة على عدد من الرسائل‪ ،‬كرسالة علي إل أهل‬
‫النهروان وجوابم إليه‪ ،‬وكالراسلت بينه وبي ابن عباس ف شأن أهل النهروان‪.‬‬
‫‪ -‬وأوردت كذلك رسالة عبدال بن إباض إل عبد اللك بن مروان ف أمر الوارج كله‬
‫وبيان رأيه فيهم وف نافع بن الزرق ومن تبعه‪.‬‬
‫‪ -‬هذا‪ ،‬ويأت بعد ذلك كتاب "الكشف والبيان" لحمد بن سعيد الزدي القلهات‪ .‬وقد‬
‫اختلف ف العصر الذي عاش فيه‪ ،‬فبينما يعله د‪ .‬عوض خليفات ف القرن الادي عشر‬
‫الجري( ) ‪ -‬دون أن يذكر سنده ف ذلك ‪ -‬تذهب د‪ .‬سيدة إساعيل كاشف إل أنه‬ ‫‪1‬‬

‫كان ف القرن الرابع الجري( )‪ ،‬معتمدة ف ذلك على نص ف هذا الكتاب‪" :‬وكان المام‬
‫‪2‬‬

‫سعيد بن عبدال يناظرن ف هذا القول وقد كنت أختاره‪ ،‬وكان القول على سبيل‬
‫التعجب منه ول أقف على اعتقاده ف ذلك"( )‪ ،‬وهذا المام هو سعيد بن عبدال القرشي‬
‫‪3‬‬

‫الخزومي الباضي(ت ‪328‬هـ‪940 /‬م) ( )‪ .‬غي أن هذه العبارة ليست للقلهات‪ ،‬بل هي‬
‫‪4‬‬

‫من كلم نقله عن أب ممد عبدال بن ممد بن بركة‪ ،‬من مشاهي علماء القرن الرابع‬
‫الجري وأحد تلمذة المام الذكور( )‪ .‬وهو الذي لبس على مققة الكتاب‪ ،‬فإن ما قبل‬
‫‪5‬‬

‫هذا النص واضح‪" :‬قال أبو ممد‪ ، ) ("...‬والفاصل الكبي بي بداية الكلم وبي النص‬
‫‪6‬‬

‫السابق أوحى بانتهاء القتباس‪ ،‬لكن الواقع أن ذلك كله منقول بنصه من كتاب "التقييد"‬

‫() خليفات (نشأة الركة الباضية) ص ‪.22‬‬ ‫‪1‬‬

‫() القلهات (الكشف والبيان) جـ ‪ 1‬مقدمة د‪.‬سيدة إساعيل كاشف ص ‪.8‬‬ ‫‪2‬‬

‫() القلهات (الكشف والبيان) جـ ‪ 2‬ص ‪.318‬‬ ‫‪3‬‬

‫() السالي (تفة العيان) جـ ‪ 1‬ص ‪.278‬‬ ‫‪4‬‬

‫() البطّاشي (إتاف العيان) جـ ‪ 1‬ص ‪.226‬‬ ‫‪5‬‬

‫() القلهات (الكشف والبيان) جـ ‪ 2‬ص ‪.317‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪33‬‬
‫لبن بركة( )‪ ،‬وعليه فإن الشيوخ الذين توهت مققة الكتاب أنم للقلهات إنا هم شيوخ‬ ‫‪1‬‬

‫لبن بركة‪.‬‬
‫ويرجح صاحب كتاب "إتاف العيان" أن القلهات عاش ف النصف الثان من القرن‬
‫السادس الجري اعتمادا على أخذه من علماء عاشوا ف تلك الفترة‪ ،‬كالشيخ سعيد بن‬
‫للهجرة( ) ‪ .‬يقول صاحب "التاف"‪" :‬ومن هذا‬
‫‪2‬‬
‫‪578‬‬ ‫أحد بن ممد القري التوف عام‬
‫التاريخ وغيه نعرف يقينا أن الشيخ القلهات من علماء القرن السادس"( ) أي الجري‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫أما الكتاب فقد شل قضايا ف علم الكلم والتوحيد والصفات والديان والذاهب‬
‫والفرق‪ .‬ويبدو واضحا أن أغلب مادته فيما يتعلق بوضوع الرسالة مستقاة من السي‬
‫الذكورة‪.‬‬
‫‪ -‬ويليه كتاب "طبقات الشائخ بالغرب " لب العباس أحد بن سعيد الدرجين (ت‬
‫‪670‬هـ‪1271/‬م) من علماء الباضية بتونس‪ ،‬وليس ف كتابه كثي ما يتعلق بوضوع‬
‫الرسالة سوى ذكره بعض أهل النهروان كعبدال بن وهب وحرقوص بن زهي وأب بلل‬
‫مرداس بن أدية وأخيه عروة‪ ،‬وقد اعتمد ف ذلك على روايات أب سفيان وكامل البد‪.‬‬
‫‪ -‬أما كتاب "الواهر النتقاة ف إتام ما أخل به كتاب الطبقات " لب القاسم بن‬
‫(‪)4‬‬
‫– ويبدو أن أبا القاسم اسه أما كنيته فأبو‬ ‫إبراهيم البّادي ( ت ‪810‬هـ‪1407/‬م)‬
‫الفضل‪ -‬فإنه يعد أغن مصدر إباضي ف الانب التاريي من هذه الرسالة‪ .‬والكتاب مرد‬
‫للفترة الول من تاريخ السلم الت تشمل حياة النب وفترة اللفاء الربعة والحداث‬
‫الت جرت فيها خاصة أحداث الفتنة‪ ،‬وهو الزء الذي أغفله الدرجين كما هو واضح‬
‫من عنوان كتاب البّادي‪ .‬غي أنه ل يذكر موارده الت اعتمـد عليهـا‪ ،‬ولعل كتاب‬
‫سال بن عطية اللل الذي سبق الديث عنه هو الوحيد ‪ -‬من بي موارده‪ -‬الذي نقل‬
‫منه وذكره( ) ‪ .‬ولكن من خلل الروايات الت أوردها البّادي من السهل التعرف على‬ ‫‪5‬‬

‫() ابن بركة (التقييد) ورقة ‪24‬ب (مطوط)‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() البطّاشي (إتاف العيان) جـ ‪ 1‬ص ‪.318 ،312‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 1‬ص ‪.318‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الزركلي (العلم) جـ ‪ 5‬ص ‪.171‬‬ ‫‪4‬‬

‫() البّادي (الـواهر) ص ‪.142 ،103 ،52‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪34‬‬
‫مصادره الخرى‪ ،‬ل سيما أنه ذكر ف خاتة كتابه عددا من تآليف الباضية الت اطلع‬
‫عليها‪ .‬وجلي أنه اعتمد ‪ -‬إضافة إل كتاب سال اللل ‪ -‬على كتاب "صفة أحداث‬
‫عثمان" و"النهروان" اللذين صرح بالطلع عليهما ف رسالته عن تآليف الباضية‪ ،‬وهي‬
‫رسالة مفردة غي ما ذكره ف خاتة "الواهر"‪ ،‬وقد تقدم الديث عن هذين الكتابي‪.‬‬
‫أما أخذه عن الكتاب الول فدليله أن الروايات والسانيد الت أوردها ف كتابه ما يتعلق‬
‫بالحداث ف زمن الليفة عثمان هي ذاتا الوجودة ف "متصر صفة أحداث عثمان"‪.‬‬
‫وأما أخذه عن الكتاب الثان فإ ن الروايات الت يذكره ا البّاد ي عن موقعة‬
‫النهروان مسندة غي معزوة إل شيء من التصانيف أحال الشماخي ف "السي" عليها ف‬
‫كتاب النهروان( )‪ .‬علوة على ذلك فإن كثيا من أسانيد هذه الروايات مبدوءة بعبدال‬ ‫‪1‬‬

‫ابن يزيد الفزاري‪ ،‬وقد مر قول البّادي نفسه عن كتاب النهروان‪" :‬أكثر آثاره عن‬
‫عبدال بن يزيد الفزاري"‪.‬‬
‫‪ -‬وأخيا يأت كتاب "السي" لحد بن سعيد الشماخي (ت ‪928‬هـ‪1522 /‬م) ف الرتبة‬
‫الثانية من الهية ف مؤلفات الباضية التاريية التعلقة بوضوع الرسالة‪ ،‬إذ يلي "الواهر‬
‫النتقاة" للبادي‪ ،‬ويتاز عن البّادي بتناوله أيام معاوية وما كان للمحكمة فيها من‬
‫مواقف‪ ،‬كما أنه كثيا ما يذكر الصدر الذي نقل منه‪ .‬وقد اعتمد على كل من كتاب‬
‫النهروان( ) وروايات أب سفيان مبوب بن الرحيل( )‪ ،‬كما نقل عن يوسف بن عبدال‬
‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬

‫بن عبد الب(ت ‪463‬هـ‪1071/‬م) ول يذكر اسم كتابه( ) ‪ ،‬ومن خلل القارنة يتضح أنه‬
‫‪4‬‬

‫كتاب "الستيعاب ف معرفة الصحاب"( ) ‪ ،‬ونقل عن كتاب "العلم"( ) ول يذكر‬


‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬

‫الؤلف ‪ ،‬وبع د القارن ة فه و كتا ب "العـل م بـالرو ب الـواقـعـ ة ف صـدر‬


‫"(‪)7‬‬
‫ليوسف بن ممد البياسي (ت ‪653‬هـ‪1255/‬م)‪.‬‬ ‫السلم‬
‫() قارن مثلً ص‪ 136 ،135 :‬من (الـواهر) بصفحة ‪ 51‬من جـ ‪ 1‬من (السي) منقولً من كتاب النهروان‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() انظر مثل‪ :‬جـ ‪ 1‬ص ‪.51‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الشماخي (السي) جـ ‪ 1‬ص ‪.65 ،64‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 1‬ص ‪.56‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن عبدالب (الستيعاب) جـ ‪ 3‬ص ‪.1420‬‬ ‫‪5‬‬

‫() الشماخي (السي) جـ ‪ 1‬ص ‪.62 ،61‬‬ ‫‪6‬‬

‫() البياسي (العلم) جـ ‪ 1‬ص ‪.354 ،353‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪35‬‬
‫هذا‪ ،‬وقد عد بعض العلماء اليثم بن عدي صاحب كتاب "الوارج" ضمن‬
‫رجالت الوارج‪ ،‬ولكن ف كونه خارجيا نظر من ناحيتي‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أن عبارته ف كتابه عند روايته عن الوارج ل تفيد أنه منهم‪ ،‬كقوله‬
‫السابق ذكره‪" :‬فحدثن ممد بن النتشر المدان عمن شهد صفي وعن ناس من رؤوس‬
‫الوارج من ل يتهم على كذب‪ ،"...‬وكمثل الذي نقله عنه ابن حجر من "أن الوارج‬
‫تزعم أن حرقوصا من الصحابة وأنه قتل يوم النهروان‪ ،‬قال اليثم‪ :‬فسألت عن ذلك فلم‬
‫أجد أحدا يعرفه"( )‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫الثانية‪:‬ـ أن تآليفه الخرى من مثل‪" :‬أخبار الحسن عليه السلم"‬


‫و"أخبار زياد بن أبيه" و"مقتل خالد القسري") ( ونحوها ل توحي بأنه‬
‫‪2‬‬

‫ينتمي إلى فئة الخوارج‪ .‬وسيأتي ذكره في المصادر السنية والشيعية‪.‬‬

‫ب‪ -‬المصادر السنية والشيعية‪:‬‬


‫نالت الحداث التاريية ذات الصلة بوضوع الرسالة نسبة كبية من روايات عدد‬
‫من الخباريي‪ .‬ولعل أقدمهم عامر بن شراحيل الشعب (ت ‪105-103‬هـ‪723-721 /‬م)‬
‫الذي اختص بأخذه الباشر من شاركوا فيها‪ ،‬واستفاد منه عدد من أصحاب التاريخ‬
‫كنصر بن مزاحم والبلذري والطبي وابن الوزي( )‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫ويلي ه مم د ب ن مسل م اب ن شها ب الزهر ي (تـ ‪124‬هـ‪742/‬م ) الذ ي امتاز‬


‫بتمحيص الروايات‪ ،‬كما امتازت تلك الروايات بالواقعية والتزان والتركيز( ) ‪ .‬وأكثر‬
‫‪4‬‬

‫من أخذ عن الزهري ف مال الرسالة البلذري( )‪.‬‬


‫‪5‬‬

‫أما الؤلفون من أهل التواريخ فكثيون‪ ،‬ومنهم عدد فقدت كتبهم وحفظها أو‬
‫أغلبها من صنف بعدهم واستقى معلوماته منها‪ ،‬وهناك من ل يصل من كتابه شيء‪.‬‬

‫() ابن حجر (الصابة) جـ ‪ 2‬ص ‪.49‬‬ ‫‪1‬‬

‫() شاكر مصطفى (التاريخ والؤرخون) جـ ‪ 1‬ص ‪.184‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الشريف (نشأة حركة الوارج) ص ‪( 7‬رسالة ماجـستي)‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الدوري‪ ،‬عبدالعزيز (نشأة علم التاريخ) ص ‪ /94‬شاكر مصطفى (التاريخ والؤرخون) جـ ‪ 1‬ص ‪.158‬‬ ‫‪4‬‬

‫() انظر مثلً‪ :‬جـ ‪ 2‬ص ‪.355‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪36‬‬
‫ومن يذكر أن له تأليفا ف "الوارج" ممد بن قدامة الوهري (ت ‪237‬هـ‪851/‬م)( )‪،‬‬
‫‪1‬‬

‫ذكر ابن حجر العسقلن أنه صنف ف أخبارهم كتابا كبيا( )‪ ،‬كما ذكر أن لحمد بن‬
‫‪2‬‬

‫قدامة الروزي كتابا اسه "أخبار الوارج"( ) ‪ .‬ولعل أقدم مصدر تاريي يُعزى إل غي‬
‫‪3‬‬

‫الوارج شل فيما شله أخبارا عنهم كتاب "التاريخ " لعوانة بن الكم الكوف (ت‬
‫‪147‬هـ‪764/‬م) الذي ذكره إساعيل البغدادي( )‪ .‬وعلى الرغم من فقدان الكتاب فقد نقل‬
‫‪4‬‬

‫عنه البلذري شيئا قليلً فيما يتعلق بالوارج‪ .‬ويتمل د‪ .‬عبدالعزيز الدوري أن عوانة‬
‫كان عثمانيا ف ميوله‪ ،‬أي أنه كان أقرب إل المويي حيث يقدم روايات أموية( )‪.‬‬
‫‪5‬‬

‫ويليه أبو منف لوط بن يي ( ت ‪157‬هـ‪774/‬م) الذي جع الروايات التعلقة‬


‫بأحداث من سوا بالوارج‪ .‬وقد فصّل أبو منف ف بيان تلك الحداث تفصيلً دقيقا‪،‬‬
‫ابتداءً من صفي إل ناية أمر الزارقة‪ ،‬حيث ألف الكتب التالية‪ :‬كتاب صفي‪ ،‬كتاب‬
‫أهل النهروان والوارج‪ ،‬كتاب الِرّيت بن راشد وبن ناجية‪ ،‬كتاب مقتل علي‪،‬‬
‫كتا ب الستور د ب ن عُلّفة ‪ ،‬كتا ب ند ة وأب يفديك ‪ ،‬حدي ث الزارق ة وأب يبلل‬
‫الارجي( )‪.‬‬
‫‪6‬‬

‫وعلى الرغم من ضياع هذه الكتب فقد حفظ الطبي ف تاريه كثيا ما فيها‬
‫واعتمد عليها البلذري اعتمادا كبيا‪ .‬ويشبه ما رواه أبو منف عن أحداث صفي‬
‫والنهروان ف وفرة العلومات وتفصيلتا ما ف كتاب "النهروان" لعبدال بن يزيد‬
‫الفزاري الباضي‪ .‬وما قيل من وجود النـزعة العلوية عند أب منف( ) ظاهر ف هذا‬
‫‪7‬‬

‫اليدان‪ ،‬إذ يروي – مثلً‪ -‬أن أهل النهروان لا حل عليهم جيش المام علي "أهدوا ف‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 9‬ص ‪.354‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن حجر (فتح الباري) جـ ‪ 14‬ص ‪.288‬‬ ‫‪2‬‬

‫( ) ابن حجر (الصابة) جـ ‪ 1‬ص ‪ . 12‬ويبدو أنما شخصان ل واحد‪ ،‬حيث ذكر الزي الثني ف كتابه‬ ‫‪3‬‬

‫"تذيب الكمال" جـ ‪ 2‬ص ‪ 307‬رق م ‪ 5553‬وص ‪ 310‬رق م ‪ ، 5555‬كما فرّق بينهما أيضا ابن حجـر‬
‫(التهذيب) جـ ‪ 9‬ص ‪ 352‬رقم ‪ 6522‬وص ‪ 354‬رقم ‪.6524‬‬
‫() البغدادي‪ ،‬إساعيل (هدية العارفي) جـ ‪ 5‬ص ‪.804‬‬ ‫‪4‬‬

‫() الدوري‪ ،‬عبدالعزيز (نشأة علم التاريخ) ص ‪ /133‬شاكر مصطفى (التاريخ والؤرخون) جـ ‪ 1‬ص ‪.172‬‬ ‫‪5‬‬

‫() البغدادي‪ ،‬إساعيل (هدية العارفي) جـ ‪ 5‬ص ‪.842 ،841‬‬ ‫‪6‬‬

‫() الدوري‪ ،‬عبدالعزيز (نشأة علم التاريخ) ص ‪ /35‬شاكر مصطفى (التاريخ والؤرخون) جـ ‪ 1‬ص ‪.172‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪37‬‬
‫ساعة"( )‪ .‬وروى أيضا عن حكيم بن سعد‪" :‬ماهو إل أن لقينا أهل البصرة فما لبّثناهم‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫فكأنا قيل لم موتوا فماتوا قبل أن تشتد شوكتهم وتعظم نكايتهم"( )‪ ،‬وبعد قليل يروي‬
‫‪2‬‬

‫الطبي من طريق أب منف أن شريح بن أوف الذي كان مع أهل النهروان وقع إل‬
‫جانب جدار فقاتل على ثلمة جدار طويلً من نار‪ ،‬وكان قتل ثلثة من هدان( )‪ ،‬وهذا‬
‫‪3‬‬

‫بدوره يالف أنم أهدوا ف ساعة‪ ،‬ولذا قيل‪:‬‬


‫اقتتلوا من غدوة‬ ‫اقتتلت همدان يوم اً ورج ل‬
‫حتى الصل‬
‫(‪)4‬‬
‫ففتح ال لمـدان الـرجل‬
‫ويؤكد الشماخي أنم اقتتلوا من صلة الغداة حت الصيل( )‪ ،‬ول يتناسب ذلك‬
‫‪5‬‬

‫مع كون شريح قتل ثلثة فقط من هدان‪ ،‬فإن بقاءه طويلً من نار يقاتل على ثلمة‬
‫جدار إضافة إل الرجز السابق ذكره يذهب بنا إل أن عدد من قتلهم شريح كثي‪،‬‬
‫ويعلهم الشماخي نو مائة‪ ،‬ويزيد بذكر قول المام علي‪" :‬أفن بيت هدان رجل‬
‫واحد"( ) ‪ .‬وإذا تراءى أن العدد الذي ذكره الشماخي مبالغ فيه فإنه يتجاوز الثلثة ول‬ ‫‪6‬‬

‫شك‪ ،‬ويكفي ف تعزيز هذه النتيجة السخرية الت تضمنتها عبارة "ففتح ال لمدان‬
‫الرجل"‪ .‬علوة على ذلك‪ ،‬يذكر نصر بن مزاحم أنه "أصيب من أصحاب علي يوم‬
‫النهروان ألف وثلثائة"( )‪ ،‬ومقتضاه طول وقت القتتال‪.‬‬
‫‪7‬‬

‫أما كتاب "الوارج" للهيثم بن عدي (ت ‪207‬هـ‪822 /‬م) فيعده ابن كثي أحسن‬
‫ما صنف ف هذا الوضوع( )‪ ،‬ول يبق منه إل ما نقله عنه كل من البلذري والسعودي‬
‫‪8‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.122‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.122‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 3‬ص ‪.122‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 3‬ص ‪.122‬‬ ‫‪4‬‬

‫() الشماخي (السي) جـ ‪ 1‬ص ‪.51‬‬ ‫‪5‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 1‬ص ‪.51‬‬ ‫‪6‬‬

‫() النقري (صفي) ص ‪.559‬‬ ‫‪7‬‬

‫() ابن كثي (البداية والنهاية) جـ ‪ 7‬ص ‪307‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪38‬‬
‫وابن كثي وغيهم( )‪ .‬وما يؤخذ عليه كون عامة رواياته يعوزها شيء من التدقيق( )‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫ومن ألف ف هذا الجال أيضا أبو السن علي بن ممد الدائن (ت ‪225‬هـ‪/‬‬
‫‪839‬م) وقد نقل عنه البلذري كثيا‪ ،‬ل سيما الحداث التعلقة بالحكّمة بعد النهروان‪.‬‬
‫ووصف الدائن بأنه يثل درجة أعلى من أسلفه ف البحث والدقة وأنه صار الصدر‬
‫الساسي للمؤرخي التالي( )‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫‪ -‬ويبدو أن أقـدم مؤلـف بلغنـا كامـلً هو كتـاب "وقعة صفي" لـنـصر بن‬
‫مزاحم النقري ( ت ‪212‬هـ‪827/‬م) وهو كتاب واسع‪ .‬وواضح من عنوانه أنه متص‬
‫بصفي وما جرى فيها من رفع الصاحف وما ترتب عليه‪ .‬ومع ذلك فلم يتناول انياز‬
‫أهل حروراء وما حدث بعد ذلك سوى إعطائه رقما لعدد القتلى ف النهروان من‬
‫الفريقي‪.‬‬
‫ويلحظ على كتاب "صفي" أن ميول مؤلفه عراقية وعلوية( )‪ ،‬رغم أنه ف القابل‬
‫‪4‬‬

‫يورد من الحداث ما ل يقدح ف الوقف العارض لهل النهروان من حيث الفكرة‪،‬‬


‫وذلك كبيان عدد أهل النهروان‪ ،‬وأنه قتل من جيش علي ‪ -‬كما مضى ‪ -‬ألف وثلثائة‬
‫خلفا لعامة الروايات الخرى غي الباضية قاطبة الت تقول إنه ل يقتل من جيش المام‬
‫علي سوى تسعة أو عشرة‪ .‬ويتجلى أثر النـزعة الشيعية العلوية عند نصر بن مزاحم ف‬
‫مثل البيات النسوبة إل الراسب وهو عبدال بن وهب يلوم فيها نفسه على عدم متابعته‬
‫عليا ويتأسف على أنه كان من أرغم المام عليا على قبول التحكيم‪ ،‬وف آخر هذه‬
‫البيات‪:‬‬
‫يريد المنى بين الحطيم‬ ‫فأصبح عبدال بالبيت عائذاً‬
‫)‪( 5‬‬
‫وزمزم‬
‫ومت كان عبدال عائذا بالبيت وقد قتل ف النهروان؟‍! ‍ بالضافة إل أن الدلئل‬
‫() الشريف (نشأة حركة الوارج) ص ‪( 11‬رسالة ماجـستي)‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الدوري‪ ،‬عبدالعزيز (نشأة علم التاريخ) ص ‪.43 ،42‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الرجع السابق‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫( ) الدوري‪ ،‬عبدالعزيز (نشأة علم التاريخ) ص ‪ / 133 ، 38‬شاكر مصطفى (التاريخ والؤرخون) جـ ‪ 1‬ص‬ ‫‪4‬‬

‫‪.172‬‬
‫() النقري (صفي) ص ‪.553‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪39‬‬
‫تشي إل أن عبدال بن وهب ل يكن من أرغم المام عليّا ف صفي على قبول التحكيم‬
‫كما سيأت تفصيل القول فيه‪ ،‬بل على العكس يروي صاحب "المامة والسياسة" أن‬
‫عبدال بن وهب كان من جاء إل علي ‪ -‬بعدما أجاب إل الصلح ‪ -‬يطلبون منه مواصلة‬
‫القتال( )‪ .‬إذن فل غرو ف أن يقال عن كتاب "صفي" بأنه مكثر من الشعار النحولة الت‬ ‫‪1‬‬

‫"ليست سوى تعبي عن الواقف القصصية"( )‪.‬‬


‫‪2‬‬

‫‪ -‬أما كتاب "الطبقات" لحمد بن سعد (ت ‪230‬هـ‪845-844 /‬م) فهو عنوان متواه‪،‬‬
‫على أنه وضعه "ليخدم السنة أو علم الديث"( ) ‪ ،‬ولذا فإن ما يورده عن مال هذه‬
‫‪3‬‬

‫الدراسة يعد قليلً‪ ،‬كحديثه عن التحكيم وذكره شذرات عن الحداث التعلقة به‪.‬‬
‫‪ -‬ويأت من بعده "تاريخ خليفة بن خياط العصفري" (ت ‪240‬هـ‪854 /‬م)‪ ،‬وكتابه من‬
‫أفضل الكتب على اختصار شديد فيه‪ ،‬وقد وضعه لتاريخ السلم خاصة‪ ،‬وتناول فيه‬
‫عددا من الوادث ذات الصلة بن سوا بالوارج من غي تفصيل‪ .‬وما يتاز به "أنه يتار‬
‫الواضيع ويركز على الروايات الهمة تاركا الروايات الخرى"( ) ‪ .‬ومع ذلك فلم يسلم‬
‫‪4‬‬

‫من بعض النات‪ ،‬كعده عقبة بن عامر الهن ضمن جيش علي ف النهروان وأنه قتل‬
‫يومئذ( )‪ ،‬مع أن عقبة كان ضمن جيش معاوية ف صفي( )‪ ،‬فيكف يكون مع علي ؟‍‍!‬
‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ -‬ويع د كتا ب "المام ة والسياسة"مصدرا ـمفيدا ـأيضا ـحي ث احتو ى عل ى بعض‬


‫العلومات الفصلة‪ .‬وهو منسوب إل عبدال بن مسلم بن قتيبة الدينوري (ت ‪276‬هـ‪/‬‬
‫‪889‬م)‪.‬‬
‫ويرى سعيد صال ـ – بناء على أقوال الستاذ أحد صقر وغيه – أن قول‬

‫() ابن قتيبة (المامة والسياسة) منسوب ص ‪.111‬‬ ‫‪1‬‬

‫() إحسان عباس (ديوان شعر الوارج) ص ‪.12‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن سعد (الطبقات) جـ ‪ 1‬مقدمة إحسان عباس ص ‪.9‬‬ ‫‪3‬‬

‫() فاروق عمر (طبيعة الدعوة العباسية) ص ‪.25‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن خياط (التاريخ) ص ‪.119‬‬ ‫‪5‬‬

‫() ابن حجر (الصابة) جـ ‪ 4‬ص ‪ . 521‬وقد جـعل ابن حجـر عقبة بن عامر الـهن القتول بالنهروان‬ ‫‪6‬‬

‫غي الـهن الشهور الذي كان مع معاوية‪( :‬الصابة) جـ ‪ 4‬ص ‪ .521‬ويبدو ل أن عقبة بن عامر الذي قتل‬
‫مع علي بالنهروان ليس جـهنيا‪ ،‬بل هو عقبة بن عامر السلمي‪ ،‬فإن هذا كان من شهد صفي مع علي‬
‫(الصابة) جـ ‪ 4‬ص ‪.522‬‬
‫‪40‬‬
‫القاضي ممد بن العرب (ت ‪543‬هـ‪1148/‬م)‪" :‬فأما الاهل فهو ابن قتيبة فلم يبق ول‬
‫يذر للصحابة رسا ف كتاب (المامة والسياسة) إن صح عنه جيع ما فيه"( ) وأقوال غيه‬
‫‪1‬‬

‫من العلماء ف عزو الكتاب لبن قتيبة يراها غي كافية ف تصحيح هذه النسبة( ) ‪ .‬وقد‬
‫‪2‬‬

‫أفاض سعيد صال ف تقيق هذه السألة وخلص إل أن مؤلف الكتاب ليس هو ابن قتيبة‪،‬‬
‫وأن الؤلف مهول‪ ،‬لكنه استطاع تديد الفترة الت عاشها هذا الؤلف‪ ،‬وهي الفترة‬
‫نفسها الت عاشها ابن قتيبة‪ ،‬كما خلص إل أن وفاة الؤلف كانت ف منتصف القرن‬
‫الثالث الجري( )‪ .‬وهذا ‪ -‬بدوره ‪ -‬يثي الشك ف النتيجة الت توصل إليها سعيد صال‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫ويبدو أن الوضوع ل يزال باجة إل دراسة أوسع وأوف‪.‬‬


‫وتعود أهية هذا الكتاب إل وجود‬
‫روايات مزيدة ل ذكر لا ف كتب تاريية أخرى( ) ‪ ،‬ل سيما تفصيلته ف أمر وقف‬
‫‪4‬‬

‫القتال وقبول التحكيم وبعض ما يتعلق باعتزال أهل النهروان‪.‬‬


‫‪ -‬ومن المكن أن يعد كتاب "أنساب الشراف" لحد بن يي البلذري (ت ‪279‬هـ‪/‬‬
‫‪892‬م) أغن وأوسع مصدر تناول قضايا الفئة السماة بالوارج‪ .‬وقد اعتمد على رواة‬
‫ومؤلفي عديدين سبقوه‪ ،‬ولذلك فإن إسناده ف أحيان كثية إسناد جعي "قالوا"‪ ،‬يريد‬
‫بذلك عددا من الصنفي كعوانة بن الكم وأب منف واليثم بن عدي والدائن‪ ،‬من‬
‫أجل ذلك امتاز بتعدد الروايات ف الادثة الواحدة‪ .‬وقد وصف البلذري بأنه مايد ف‬
‫أخباره ومتزن( )‪ .‬وقد أفادت هذه الدراسة منه ف الجال التاريي أكثر من الفادة من أي‬ ‫‪5‬‬

‫مصدر غيه‪ ،‬مع مراعاة أن الكتاب إنا هو تاريخ ف إطار النسب‪ ،‬إذ يورد الروايات‬
‫حسب ذكر الشخص الراد بيان نسبه‪.‬‬
‫‪ -‬أما كتاب "الخبار الطوال" لب حنيفة أحد بن داود الدينوري (ت ‪282‬هـ‪895/‬م)‬
‫فهو كتاب تاريخ عام‪ ،‬وقد أسهب بعض الشيء ف تفصيل الحداث‪ ،‬ول يتلف عن‬

‫() ابن العرب (العواصم) ص ‪.248‬‬ ‫‪1‬‬

‫() صال‪ ،‬سعيد (المامة والسياسة ‪-‬تقيق) ص ‪( 41‬رسالة ماجـستي)‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الرجع السابق‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫() فاروق عمر (طبيعة الدعوة العباسية) ص ‪.35‬‬ ‫‪4‬‬

‫() الدوري‪ ،‬عبدالعزيز (نشأة علم التاريخ) ص ‪ / 50‬شاكر مصطفى (التاريخ والؤرخون) جـ ‪ 1‬ص ‪.245‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪41‬‬
‫سائر الصادر ف ذكر تلك الحداث سوى إغفاله مقتل عمار بن ياسر على غي عادة‬
‫الؤرخي‪ ،‬وسوى إيراده كتاب عبدال بن وهب وأصحابه السابق ذكره إل أصحابم من‬
‫أهل البصرة( )‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ -‬ومن الكتب الفيدة ف هذا الجال كتاب "الكامل ف اللغة والدب " لحمد بن يزيد‬
‫البد (ت ‪286‬هـ‪899 /‬م)‪ ،‬وقد عقد لن سوا بالوارج جزءا من كتابه‪ ،‬وذكر فيه "من‬
‫أمورهم ما فيه معن وأدب‪ ،‬أو شعر مستطرف‪ ،‬أو كلم من خطبة معروفة متارة" كما‬
‫قال ذلك بنفسه( )‪" .‬والدير بالذكر أن البد ل يهتم بذكر سنوات الوادث‪ ،‬ول يتقيد‬ ‫‪2‬‬

‫بالتسلسل التاريي‪ ،‬ول يشر إل مصادر معلوماته"( )‪ .‬وما فيه بعض العلومات عن مقتل‬
‫‪3‬‬

‫المام علي وبعض ما يص معركة النهروان والركات الت ظهرت فيما بعد‪.‬‬
‫‪292‬هـ‪897،90/‬‬ ‫أو‬ ‫‪284‬‬ ‫‪ -‬أما اليعقوب أحد بن أب يعقوب العروف بابن واضح (ت‬
‫‪5‬م) فله كتاب "التاريخ"‪ ،‬وهو كتاب تاريخ عام‪ ،‬غي أنه يقرب من الختصار‪ .‬وقد‬
‫نعت بأنه ذو ميول شيعية علوية( )‪ ،‬وتبز هذه النـزعة ف مال الدراسة ف مثل نسبته إل‬
‫‪4‬‬

‫أهل حروراء أنم قالوا لبن عباس ضمن ما خطأوا به المام عليا‪" :‬وزعم أنه وصي‬
‫فضيع الوصية"( ) ‪ .‬ويكرر اليعقوب ما قاله أبو منف من أن الرب ف النهروان دامت‬ ‫‪5‬‬

‫ساعتي فقتلوا من عند آخرهم‪ ،‬ويزيد أيضا‪" :‬ول يفلت من القوم إل أقل من عشرة‪ ،‬ول‬
‫يقتل من أصحاب علي إل أقل من عشرة"( )‪ ،‬وهو يالف واقع العركة الت استمرت من‬
‫‪6‬‬

‫الغداة إل الصيل‪ ،‬كما يالف عدد القتلى الذين ذكرهم نصر بن مزاحم كما تقدم‪،‬‬
‫وأيضا فإن هناك أربعمائة من أهل النهروان أسفرت العركة عن جرحهم ول يقتلوا( )‪.‬‬
‫‪7‬‬

‫‪ -‬ثّ يأت كتاب "تاريخ الرسل واللوك " أو "تاريخ المم واللوك " لحمد بن جرير‬
‫() الدينوري (الخبار الطوال) ص ‪.155‬‬ ‫‪1‬‬

‫() البد (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪.1169‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الشريف (نشأة حركة الوارج) ص ‪.22‬‬ ‫‪3‬‬

‫( ) روزنثال (علم التاريخ عند السلمي) ص ‪ / 184‬الدوري‪ ،‬عبدالعزيز (نشأة علم التاريخ) ص ‪/136 ، 52‬‬ ‫‪4‬‬

‫شاكر مصطفى (التاريخ والؤرخون) جـ ‪ 1‬ص ‪ / 252‬فاروق عمر (طبيعة الدعوة العباسية) ص ‪.29‬‬
‫() اليعقوب (التاريخ) جـ ‪ 2‬ص ‪.192‬‬ ‫‪5‬‬

‫() اليعقوب (التاريخ) جـ ‪ 2‬ص ‪.193‬‬ ‫‪6‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ / 149‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.123‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪42‬‬
‫الطبي (ت ‪310‬هـ‪922 /‬م) ف الرتبة الثانية من بي كتب التاريخ ف موضوع الرسالة‪،‬‬
‫إذ يلي "أنساب الشراف" للبلذري‪ ،‬والسبب كما تقدم كثرة مصادر البلذري ف‬
‫موضو ع البحث ‪ ،‬أم ا الطب ي فبالرغ م م ن أن ه "يعتب ـم ن أه م الراج ع ف ـالتاريخ‬
‫السلمي"( ) إل أن اعتماده ف هذا الجال كان على أب منف بشكل كبي جدا ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫وكانت روايات أب منف رافدا رئيسا لادة الطبي‪ .‬ومع ذلك فإن ثة روايات أخرى‬
‫عن غي أب منف أفادت هذه الدراسة منها من خلل تاريخ الطبي‪.‬‬
‫وقد بي الطبي منهجه فيما نقله من الروايات بقوله‪" :‬فما يكن ف كتاب هذا من خب‬
‫ذكرناه عن بعض الاضي يستنكره قارئه أو يستشنعه سامعه من أجل أنه ل يعرف له‬
‫وجها ف الصحة ول معن ف القيقة فليعلم أنه ل يؤت ف ذلك من قبلنا‪ ،‬وإنا أت من‬
‫قبل بعض ناقليه إلينا‪ ،‬وأنّا إنا أدينا ذلك على نو ما أدي إلينا"( )‪ ،‬وبذا قد برئت ذمته‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫ولذا فإن ما قيل من تحيص الطبي لرواياته وما يورده من أخبار وأخذه البعض منها‬
‫دون الخر( ) فيه نظر من جهة أنه ألقى العهدة على النقلة‪ ،‬وهذا واضح ف اعتماده على‬ ‫‪3‬‬

‫أب منف بالدرجة الول فيما يص مال هذه الدراسة‪ ،‬رغم كون أب منف شيعي‬
‫النـزعة علوي الوجهة‪.‬‬
‫هذا "ول يل الطبي مع أي هوى ف إيراد الخبار التاريية السلمية‪ ،‬وكان حياده ف‬
‫الغالب عن ورع ودقة علمية"( )‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫‪ -‬أما كتاب "الفتوح" لحد بن أعثم الكوف (ت ‪314‬هـ ‪926 /‬م) فهو "تاريخ أشبه‬
‫بالقصص‪ ،‬يكي أخبار الفتوحات منذ اللفاء الوائل وحت عهد العتصم"( )‪ ،‬وقد أفاض‬
‫‪5‬‬

‫كثيا ف الحداث الت تناولا‪ ،‬ومن بينها موضوع الرسالة‪ .‬ول يتلف كثيا فيما يسوقه‬
‫من أخبا ر عن كتب التاريخ الخرى ‪ ،‬ويتا ز بذك ر تفصيلت تفر د با‪ ،‬خاص ة ف‬
‫الحداث منذ اعتزال أهل النهروان إل أن جرت الرب‪ ،‬وكيف نشبت العركة هنالك‪.‬‬

‫() فاروق عمر (طبيعة الدعوة العباسية) ص ‪.26‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 1‬ص ‪.13‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الدوري‪ ،‬عبدالعزيز (نشأة علم التاريخ) ص ‪.56‬‬ ‫‪3‬‬

‫() شاكر مصطفى (التاريخ والؤرخون) جـ ‪ 1‬ص ‪.256‬‬ ‫‪4‬‬

‫() شاكر مصطفى (التاريخ والؤرخون) جـ ‪ 2‬ص ‪.42‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪43‬‬
‫ويبدو أن كثيا من تلك التفاصيل ل أساس لا من الصحة‪ ،‬وذلك كالناظرة الت جرت‬
‫ف حروراء بي ابن عباس وبي عتاب ‪ 44‬بن العور ‪ 44‬التغلب مثل أهل حروراء‪ ،‬وتنتهي‬
‫إل أن عتابا أذعن لكلم ابن عباس بصورة مضحكة( )‪ .‬وسيأت بيان نتيجة هذه الناظرة‬
‫‪1‬‬

‫ف مبحث حجج معارضي التحكيم من الفصل الول من الباب الول‪ .‬ومنها أيضا‬
‫رسالة علي بن أب طالب إل أهل النهروان‪" :‬من عبدال وابن عبده أمي الؤمني وأجي‬
‫السلمي أخي رسول ال وابن عمه إل عبدال بن وهب وحرقوص بن زهي الارقي‬
‫من دين السلم …"( ) فإن الصنعة بادية عليها‪ ،‬بالضافة إل مالفتها للرسالة القيقية( )‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬

‫وهذا يؤكد ما وصف به ابن أعثم من أنه ذو ميول علوية( )‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫جـ‪ -‬كتب المقالت والفرق‪:‬‬


‫ل تعتمد هذه الدراسة على كتب القالت والفرق إل ف حالت يسية‪ ،‬ولعل‬
‫ضيق مالتا كان من السباب الباشرة لذلك‪ ،‬إذ أقصى ما تتناوله الفرق وآراؤها‪ ،‬وذلك‬
‫مال يشغل حيزا كبيا ف هذه الدراسة‪ .‬ولكن العامل القوى ف قلة التعامل معها إغراقها‬
‫ف بيان عدد من الفرق الت تنقسم بدورها – ف هذه الكتب ‪ -‬إل فرق أخرى‪،‬‬
‫وإفراطها ف ذكر آراء تنسبها إليها‪ ،‬وكل المرين يدعوان إل التأمل والنظر‪ .‬وضمنا‬
‫يندرج تت هذا الكم القدر الكبي ما تعزوه هذه الكتب إل الفرق النسوبة إل‬
‫الوارج ل سيما ما كان غي مدون ف كتب أصحابا أو كانت كتبها مفقودة‪ ،‬مال يتم‬
‫التحقق منها بوجه من الوجوه أو ل يكن سبب لرفضه‪.‬‬
‫وقد تنبه أبو السن علي بن إساعيل الشعري (ت ‪ 312‬أ و ‪324‬هـ ‪،933 /‬‬
‫‪946‬م) إل ظاهرة اللط والنتحال الت انتشرت عدواها ف العدد الوفر من كتب‬
‫القالت‪ ،‬فأكد ذلك بقوله‪":‬ورأيت الناس ف حكاية ما يكون من ذكر القالت‪،‬‬
‫ويصنفون ف النحل والديانات‪ ،‬من بي مقصر فيما يكيه‪ ،‬وغالط فيما يذكره من قول‬
‫() ابن أعثم (الفتوح) جـ ‪ 4‬ص ‪.253 ،252‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 4‬ص ‪.262‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ) (3‬البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ / 141 ، 135‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 2‬ص ‪ / 117‬القلهات (الكشف)‬


‫جـ ‪ 1‬ص ‪.24‬‬
‫() شاكر مصطفى (التاريخ والؤرخون) جـ ‪ 2‬ص ‪ / 43‬فاروق عمر (طبيعة الدعوة العباسية) ص ‪.33‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪44‬‬
‫مالفيه‪ ،‬ومن بي متعمد للكذب ف الكاية إرادة التشنيع على من يالفه‪ ،‬ومن بي تارك‬
‫للتقصي ف روايته لا يرويه من اختلف الختلفي‪ ،‬ومن بي من يضيف إل قول مالفيه‬
‫ما يظن أن الجة تلزمهم به‪ ،‬وليس هذا سبيل الربانيي ول سبيل الفطناء الميزين"( )‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫ويضيف الرازي‪" :‬كتاب (اللل والنحل) للشهرستان كتاب حكى فيه مذاهب‬
‫أهل العلم بزعمه‪ ،‬إل أنه غي معتمد عليه‪ ،‬لنه نقل الذاهب السلمية من الكتاب‬
‫السمى (الفرق بي الفرق) من تأليف الستاذ أب منصور البغدادي‪ ،‬وهذا الستاذ شديد‬
‫التعصب على الخالفي فل يكاد ينقل مذهبهم على الوجه"‪.‬‬
‫وسوف تقتصر الدراسة على الديث عن أهم الؤلفات ف هذا الجال‪ ،‬وبيان‬
‫الواضع الت تبز فيها تلك الظاهرة ما له علقة بوضوع الرسالة‪.‬‬
‫‪" -1‬مقالت السلميي واختلف الصلي " لب السن الشعري‪:‬‬
‫بالنظر إل سائر كتب القالت يعتب هذا الكتاب من أجودها‪ .‬ويبدو أن مؤلفه‬
‫حاول أن يتحاشى الآخذ على غيه‪ ،‬ولذلك نده ف أحيان غي قليلة يلقي العهدة على‬
‫الناقل‪ ،‬حيث يعب بصيغة الكاية "يقال" و"حكي"‪ ،‬كما يصرح بصادره ف أحيان‬
‫(‪)2‬‬
‫والسي بن علي الكرابيسي (ت ‪248‬هـ ‪862 /‬م)‬ ‫كثية‪ ،‬إذ نقل عن كل من زرقان‬
‫والدائن( )‪ ،‬بل إنه ف أحيان نادرة يبدي رأيه الحايد ف المر الحكي‪ ،‬كعبارة "وحكي‬ ‫‪3‬‬

‫لنا عنهم مال نتحققه…"( )‪ .‬ومن اللحظ أنه يورد – ف بعض الحايي ‪ -‬بعض آراء‬ ‫‪4‬‬

‫الوارج والنسوبي إليهم من طريقهم أنفسهم‪ ،‬كنقله عن "بعض الوارج" أن عبدال بن‬
‫وهب الراسب وأصحابه ل يكونوا راضي عن مقتل عبدال بن خباب بن الرت ( )‪ ،‬ومثل‬
‫‪5‬‬

‫() الشعري (القالت) جـ ‪ 1‬ص ‪.33‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ل أجـد أحدا بذا السم سوى زرقان بن ممد الصوف‪ ،‬انظر‪ :‬بدران (تذيب تاريخ دمشق) جـ ‪ 5‬ص ‪ ،377‬قال‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫"كان بـبل لبنان من ساحل دمشق‪ ،‬وكان مؤاخيا لذي النون الصري"‪ .‬وذو النون هو ثوبان بن إبراهيم (ت ‪245‬هـ)‬
‫وعليه فالفترة الت عاشها زرقان الصوف هي الفترة الت عاشها زرقان الذي روى عنه الشعري‪ ،‬وليس بي يدي من الدلئل‬
‫ما= =يـعل الثني شخصا واحدا‪.‬‬
‫() الشعري (القالت) جـ ‪ 1‬ص ‪.216 ،205 ،178 ،177‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪1‬ص ‪.78‬‬ ‫‪4‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪1‬ص ‪.210‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪45‬‬
‫قوله( )‪" :‬وحكى اليمان بن رباب الارجي…"( )‪ ،‬ونقل عنه نقولت عدة( )‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫غي أن الشعري – كما هو واضح – حام حول المى فوقع فيه‪ ،‬ورغم حذره‬
‫فإنه كرر أخطاء من قبله‪ ،‬فذكر الفرق والراء الت ل يعلم لا مصدر‪ ،‬ويصعب الوثوق‬
‫با‪ ،‬ويكثر الشعري أن يقول‪" :‬وحكى حاكٍ "‪ ،‬و"حكي لنا"‪.‬‬
‫لكن المر الذي يستلزم عناية هو أن أبا السن الشعري ينقل عن اليمان بن‬
‫رباب الذي ذكر أنه من مؤلفي الوارج ومتكلميهم( ) بعضا من فرق الوارج وآرائها‬
‫‪4‬‬

‫كما مر‪ ،‬ما يوثق معلومات الشعري فيما نقله عنهم من جهة أنه أخذها من مصدر‬
‫خارجي‪ .‬ولعل كتاب اليمان الذي نقله منه الشعري هو الذي ذكره ابن الندي باسم‬
‫"كتاب القالت"( )‪.‬‬
‫‪5‬‬

‫ولكن أخذ الشعري من نسب إل الوارج بعضا ما له علقة بفرقهم وآرائهم ل‬


‫يصبغ جيع ما دونه عنهم بصبغة الصحة‪ ،‬فإنه نسب إليهم أشياء غي ثابتة‪ ،‬ومن ذلك‬
‫الفرق الت ذكرها منسوبة إل الباضية والشخاص الذين عزاهم إليهم( ) ‪ ،‬فقد حقق‬
‫‪6‬‬

‫الشيخ علي يي معمر أن كل ما ذكره الشعري من الشخاص الذين عدهم رؤساء‬


‫لفرق من الباضية ل وجود لم عند الباضية‪ ،‬وأن الباضية ل يعرفون شيئا عن هؤلء‬
‫الرجال‪ ،‬بل "ل وجود لم ف الواقع"‪ ،‬وأن القالت الت نسبها على العموم إليهم أو إل‬
‫جهورهم هي خليط ما يذهب إليه الباضية‪ ،‬وما يردونه‪ ،‬وما يكمون بالشرك على‬
‫معتنقيه( )‪.‬‬
‫‪7‬‬

‫وما نسبه الشعري إل الباضية القول بأن غنيمة أموال مالفيهم من السلح‬
‫() الصدر السابق جـ ‪1‬ص ‪.197‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ذكره السعودي وقال عنه‪" :‬كان من علية علماء الوارج" (الروج) جـ ‪ 3‬ص ‪ ،204‬وقال عنه ابن الندي‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫"من جـلة الوارج ورؤسائهم‪ ،‬وكان أولً ثعلبيا‪ ،‬ث انتقل إل قول البيهسية‪ ،‬وكان نظارا متكلما مصنفا‬
‫للكتب"‪ ،‬وذكر له أساء ثانية كتب‪ .‬انظر‪ :‬ابن الندي (الفهرست) ص ‪ ، 227‬وذكره إساعيل البغدادي وعده‬
‫بصريا (هدية العارفي) جـ ‪ 6‬ص ‪ ،548‬بينما جـعله الذهب خراسانيا وساه يان بن رئاب‪( :‬الغن) جـ ‪2‬‬
‫ص ‪ 435‬رقم ‪.7218‬‬
‫() الشعري (القالت) جـ ‪ 1‬ص ‪.198 ،184‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الشعري (القالت) جـ ‪ 1‬ص ‪.200‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن الندي (الفهرست) ص ‪.227‬‬ ‫‪5‬‬

‫() الشعري (القالت) جـ ‪ 1‬ص ‪.189-183‬‬ ‫‪6‬‬

‫() معمّر (الباضية بي الفرق السلمية) جـ ‪ 1‬ص ‪.42 ،41‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪46‬‬
‫والكراع عند الرب حلل( )‪ ،‬وسيأت بيان خطأ هذه النسبة بعون ال تعال عند الديث‬
‫‪1‬‬

‫عن الباضية ف البحث الرابع من الفصل الثان من هذا الباب‪.‬‬


‫ومن تعميم أب السن الشعري على كل الوارج أنم ل يقولون بعذاب القب ( )‪ ،‬مع أن‬
‫‪2‬‬

‫الباضية الذين عدهم الشعري من الوارج يثبتون عذاب القب( )‪.‬‬


‫‪3‬‬

‫‪ -2‬أما كتاب "الفرق بي الفرق" لعبد القاهر بن طاهر البغدادي ( ت ‪429‬هـ ‪/‬‬
‫‪1037‬م) فيبدو أنه أقل تريا ودقة‪ .‬وقد استفاد البغدادي من مقالت الشعري ف هذا‬
‫الجال‪ ،‬ويظهر جليا أن أغلب مادة البغدادي ف موضوع الوارج من هذا الكتاب‪ ،‬فإن‬
‫التشابه بينهما ف الضمون بل والعبارة شاهد على ذلك‪ .‬كما نقل( ) قليلً عن أب القاسم‬
‫‪4‬‬

‫عبدال بن أحد الكعب( )‪ ،‬وأخذ أيضا من كتب التواريخ كما قال ذلك بنفسه( )‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬

‫وما ذكره البغدادي ما ل يرد عند الشعري أنه ل يفلت من أهل النهروان يومئذ‬
‫إل تسعة أنفس صار منهم رجلن إل سجستان‪ ،‬ورجلن إل اليمن‪ ،‬ورجلن إل عمان‪،‬‬
‫ورجلن إل ناحية الزيرة‪ ،‬ورجل إل تل موزن( )‪ ،‬فالوارج الذكورون ف هذه النواحي‬
‫‪7‬‬

‫من أتباع هؤلء التسعة( )‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫وهذه الكاية ل تت بصلة إل العقولية‪ ،‬فإن اليمن وعمان مثلً دخلهما الباضية‬
‫‪ -‬وهم عند البغدادي من الوارج ‪ -‬عن طريق الدعاة الذين يرسلهم قادة الباضية الذين‬
‫ف البصرة( )‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫() الشعري (القالت) جـ ‪ 1‬ص ‪.185‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الشعري (القالت) جـ ‪ 1‬ص ‪.206‬‬ ‫‪2‬‬

‫() السالي (مشارق أنوار العقول) جـ ‪ 2‬ص ‪ / 105‬الـعبيي (البعد الضاري) ص ‪.641-639‬‬ ‫‪3‬‬

‫() البغدادي (الفرق بي الفرق) ص ‪.73‬‬ ‫‪4‬‬

‫() عبدال بن أحد بن ممود الكعب من أئمة العتزلة‪ ،‬كان رأس طائفة منهم تسمى الكعبية‪ ،‬له آراء ومقالت ف‬ ‫‪5‬‬

‫الكلم انفرد با‪ .‬وهو من أهل بلخ أقام ببغداد مدة طويلة‪ ،‬وتوف ببلخ سنة ‪319/913‬م‪ .‬له كتب كثية منها‬
‫"القالت"‪ ،‬انظر‪ :‬الزركلي (العلم) جـ ‪ 4‬ص ‪.65،66‬‬
‫() البغدادي (الفرق) ص ‪.111‬‬ ‫‪6‬‬

‫() تَلّ موزن (بفتح اليم وسكون الواو وفتح الزاي أو كسرها)‪ :‬بلد قدي بي رأس عي وسروج‪ ،‬وبينه وبي رأس‬ ‫‪7‬‬

‫عي نو عشرة أميال‪ :‬الموي (معجـم البلدان) جـ ‪ 2‬ص ‪.52‬‬


‫() البغدادي (الفرق) ص ‪.81 ،80‬‬ ‫‪8‬‬

‫() هاشم (الركة الباضية) ص ‪.169 ،98‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪47‬‬
‫‪ - 3‬ومن ألف ف القالت والفرق علي بن أحد بن حزم الندلسي ( ت ‪456‬هـ‪/‬‬
‫‪1064‬م) ‪ .‬وقد تتبع ف كتابه "الفصل ف اللل والهواء والنحل " كثيا من الراء‬
‫العزوة إل الفرق النسوبة إل الوارج‪ .‬ويفهم ما دونه تت عنوان "ذكر شنع الوارج"‬
‫من عبارته‪" :‬وذكر بعض من جع مقالت النتمي إل السلم‪ ) ("...‬أنه أخذ عمن تقدمه‬
‫‪1‬‬

‫من كتاب الفرق‪ .‬وقد صرح بالنقل عن السي بن علي الكرابيسي( )‪ .‬وف أحيان نادرة‬
‫‪2‬‬

‫يعزو بعض مادة كتابه إل ما ذكر أنه شاهده بنفسه‪ ،‬كنقله بعض الراء عن الباضية‬
‫بقوله‪" :‬وشاهدنا الباضية عندنا بالندلس‪.) ("...‬‬
‫‪3‬‬

‫إل أن موثوقية كثي من العلومات الت أوردها عن الوارج أو عمن نسب إليهم‬
‫ما ذكر أنه شاهده بنفسه فضلً عن العلومات الت أخذها عمن قبله فيها نظر‪ ،‬كقوله‪:‬‬
‫"وشاهدنا الباضية عندنا بالندلس يرمون طعام أهل الكتاب‪ "....‬ال ما قاله ف مسائل‬
‫عدة تناولا العلمة علي يي معمر بالتفنيد‪ ،‬وبيّن عدم صحة ما نسبه ابن حزم إل‬
‫الباضية( )‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫لكن الذي يستدعي وقفة ما ذكره ابن حزم من "أن النُكّار من الباضية هم‬
‫الغالبون على خوارج الندلس"( ) أي ف عصر ابن حزم ومكانه‪ .‬والنكار فرقة انشقت‬
‫‪5‬‬

‫عن الباضية ف أواخر القرن الثان الجري ف بلد الغرب‪ ،‬ولا آراء خاصة با تبأ منها‬
‫أئمة الذهب الباضي يومئذ( )‪ ،‬فلعل الذي ذكره ابن حزم منسوبا إل الباضية كان ما‬
‫‪6‬‬

‫يقول به النكار‪ ،‬وبكم أصل انتمائهم إل الباضية عمم ابن حزم النسبة على كل‬
‫الباضية‪ .‬غي أن هذا الحتمال ل يشفع لبن حزم‪ ،‬إذ ل يوجد فيما جعه الشيخ علي‬
‫يي معمر من آراء النكار( ) شيء ما نسبه ابن حزم إل الباضية فيحمل على تلك الفرقة‬
‫‪7‬‬

‫دون سائر الباضية‪ ،‬ل سيما أن الباضية ‪ -‬وهم أدرى بفرقة النكار‪-‬ل يذكروا شيئا ما‬

‫() ابن حزم (الفصل) جـ ‪ 5‬ص ‪.51‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 5‬ص ‪.53‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 5‬ص ‪.51‬‬ ‫‪3‬‬

‫() معمر (الباضية بي الفرق السلمية) جـ ‪ 1‬ص ‪.60-52‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن حزم (الفصل) جـ ‪ 5‬ص ‪.55‬‬ ‫‪5‬‬

‫() الدرجين (الطبقات) جـ ‪ 1‬ص ‪.55-47‬‬ ‫‪6‬‬

‫() معمر (الباضية بي الفرق السلمية) جـ ‪ 2‬ص ‪.20 ،19‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪48‬‬
‫ذكره ابن حزم‪ ،‬وليس ف أيدينا من مؤلفات النكار ما يكن منه التحقق من صحة ما‬
‫ذكره ابن حزم( )‪ ،‬وتبقى السألة مل شك كبي شأنه شأن كثي ما أورده ابن حزم عن‬ ‫‪1‬‬

‫سائر النسوبي إل الوارج‪ ،‬وذلك مثل قوله ف وصف من أساهم أسلف الوارج‪:‬‬
‫"كانوا أعرابا قرأوا القرآن قبل أن يتفقهوا ف السنة الثابتة عن رسول ال ‪ ،‬ول يكن‬
‫فيهم أحد من الفقهاء ول من أصحاب ابن مسعود ول أصحاب عمر ول أصحاب علي‬
‫ول أصحاب عائشة ول أصحاب أب موسى ول أصحاب معاذ بن جبل ول أصحاب أب‬
‫الدرداء ول أصحاب سلمان ول أصحاب زيد وابن عباس وابن عمر"( )‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫ول شك أن هذا التعميم – إن ل يكن قلبا للحقيقة – فهو مبالغ فيه كثيا‪ ،‬فإن‬
‫القول بأنم كانوا أعرابا غي علمي ول واقعي‪ ،‬ذلك أن عرب الكوفة والبصرة ‪ -‬كما‬
‫يقول فلهوزن‪ -‬كانوا جيعا من البدو‪ ،‬بعن أنم جاءوا من قبائل تقيم ف البادية‪ ،‬ولكن‬
‫هذا ل يدل على شيء بالنسبة إل الوارج – على حد تعبيه ‪ -‬فقد انلت رابطتهم‬
‫بالبادية منذ ارتالم إل مدائن اليوش وانراطهم فيها( )‪ .‬يضاف إل ذلك قول زياد بن‬
‫‪3‬‬

‫أبيه وهو من هو ف مواجهة الذين سوا بالوارج‪" :‬العجب من الوارج أنك تدهم من‬
‫أهل البيوتات والشرف وذوي الغناء وحلة القرآن وأهل الزهد‪ ،‬وما أشكل علي أمر‬
‫نظرت فيه غي أمرهم"( ) ‪ ،‬ول يتلف أمر أهل النهروان عن الذين بعدهم‪ ،‬ل سيما أن‬
‫‪4‬‬

‫عددا من كانوا ف زمن زياد كانوا مع أهل النهـروان كأب بلل مرداس بن أدية وأخيه‬
‫عروة‪ .‬وأيضا فإن كثيا منهم كانوا من القراء‪ ،‬وهو ‪-‬كما يقول ابن خلدون‪ -‬رديف‬
‫للفظ الفقهاء والعلماء( ) ‪ ،‬ويقول ابن تيمية‪" :‬كان السلف يسمون أهل الدين والعلم‬
‫‪5‬‬

‫القراء"( )‪.‬‬
‫‪6‬‬

‫() ذكر الدكتور عمرو النامي أنه عثر على مطوطة لحدى مؤلفات عبدال بن يزيد الفزاري الذي ينتمي إل‬ ‫‪1‬‬

‫فرقة النكار تمل عنوان "كتاب الردود"‪ .‬انظر‪Ennami, Amr (Studies in Ibadhism) p. 155:‬‬
‫() ابن حزم (الفصل) جـ ‪ 4‬ص ‪.237‬‬ ‫‪2‬‬

‫() فلهوزن (الوارج والشيعة) ص ‪ /33‬فاروق عمر (التاريخ السلمي وفكر القرن العشرين) ص ‪.14‬‬ ‫‪3‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪.212‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن خلدون (القدمة) ص ‪.446‬‬ ‫‪5‬‬

‫() ابن تيمية (الفرقان) ص ‪.24‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪49‬‬
‫أما ما ذكره ابن حزم من أنه ل يكن فيهم أحد من أصحاب أصحاب رسول ال‬
‫‪ -‬وهو من باب أول ينكر وجود الصحابة فيهم ‪ -‬فإن من الروايات ما هو صريح ف‬
‫أن فيهم عددا من صحابة رسول ال كانوا معارضي للتحكيم‪ ،‬إذ دخل على عبدال‬
‫بن عباس عدد من الرجال‪ ،‬يناقشونه ف قضية التحكيم‪ ،‬فأخذوا يقولون له‪ :‬قال ال ف‬
‫كتابه كذا‪ ،‬وقال ال ف كتابه كذا‪ ،‬يقول الراوي‪" :‬حت دخلن من ذلك‪ ،‬قال‪ :‬ومن‬
‫هم ؟ هم وال السن الول أصحاب ممد‪ ،‬هم وال أصحاب البانس والسواري" ( )‪ .‬هذا‬
‫‪1‬‬

‫عدا من سيأت ذكره من الصحابة الذين عارضوا التحكيم ف البحث الخصص لم‪،‬‬
‫وفضلً عن ذلك فإن فيهم عتريس بن عرقوب الشيبان صاحب عبدال بن مسعود( )‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ - 4‬ومن أشهر كتاب القالت أبو الفتح ممد بن عبد الكري الشهرستان(ت‬
‫‪548‬هـ‪1153 /‬م) صاحب كتاب "اللل والنحل"‪.‬وقد صرح بأن بعض معلومات كتابه‬
‫أخذها عن الكعب( ) والسي الكرابيسي وأب السن الشعري( ) واليمان بن رباب( )‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬

‫وقد تقدم النقل عن الرازي ف اعتماد الشهرستان على البغدادي‪ ،‬ولذا فإن ثة تشابا بيّنا‬
‫ف كثي من مادة الكتابي‪ .‬لكن هذا ل يعن أن كل ما عند الشهرستان ول أكثره هو ما‬
‫عند البغدادي‪ ،‬إذ من الواضح وجود إضافات ل توجد عند البغدادي‪ ،‬ل سيما ما يصرح‬
‫الشهرستان بأخذه عن كتاب القالت السابق ذكرهم قريبا‪.‬‬
‫والقيقة أن كل واحد من علماء اللل والنحل اعتمد على من سبقه‪ ،‬فالعلومات‬
‫الت عند الشهرستان ل تتلف كثيا عن الت عند الشعري‪ .‬والغريب أن ما ينفرد به‬
‫أحدهم يكون أكثر بعدا عن الصواب غالبا‪ ،‬كالذي يورده الشهرستان من أن عبدال بن‬
‫إباض التميمي خرج ف أيام مروان بن ممد( )‪ ،‬وهو خطأ تاريي ظاهر؛ فإن عبدال بن‬
‫‪6‬‬

‫() ابن أب شيبة (الصنف) جـ ‪ 15‬ص ‪.300‬‬ ‫‪1‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪.363‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الشهرستان (اللل) جـ ‪ 1‬ص ‪.135 ،129 ،124‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 1‬ص ‪.129‬‬ ‫‪4‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪1‬ص ‪128‬‬ ‫‪5‬‬

‫() الشهرستان (اللل) جـ ‪1‬ص ‪.134‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪50‬‬
‫إباض عاصر( ) عبداللك بن مروان التوف عام ستة وثاني من الجرة( )‪ ،‬بينما توف مروان‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫بن ممد سنة اثنتي وثلثي ومائة من الجرة( )‪ ،‬ولعله اختلط عليه عبدال بن إباض بأب‬
‫‪3‬‬

‫حزة الختار بن عوف السليمي الشهور بأب حزة الشاري‪ ،‬لنه هو الذي خرج على‬
‫مروان هذا( )‪ ،‬وبدليل قول الشهرستان‪" :‬وقيل إن عبدال بن يي الباضي كان رفيقا له‬ ‫‪4‬‬

‫(يعن لعبدال بن إباض) ف جيع أحواله وأقواله"( )‪ ،‬وكـان أبو حزة أحد قادة عبدال‬
‫‪5‬‬

‫بن يي الذي نصبه الباضية إماما بضرموت( )‪.‬‬


‫‪6‬‬

‫ثانياً‪ :‬المراجع الحديثة‪:‬‬


‫حاولت كتابات عدة طرق موضوع الخوارج بغية الجدة في تناول‬
‫هذا الموضوع ووضع لمسات البحث والتنقيب والتحقيق عليه‪.‬‬
‫‪ -‬ومن جملة الدراسات الحديثة وأهمها كتاب "الخوارج والشيعة" ليوليوس‬
‫فلهوزن‪ ،‬فإنه خصص شطر كتابه لدراسة معظم الجوانب ذات العلقة‬
‫بالخوارج إلى نهاية حكم المويين‪ .‬وقد أعطى تحليلت جيدة‪ ،‬وناقش‬
‫قضايا مهمة كالعلقة بين معارضي التحكيم والقراء‪ ،‬وبينهم وبين السبئية‬
‫شرَك الروايات القائلة بأن القراء الذين عارضوا‬ ‫)‪.(7‬غير أنه وقع في َ‬
‫التحكيم في حروراء كانوا ممن أرغم علياّ على قبوله وقف القتال في‬
‫صفين‪.‬‬
‫وإجالً فهذا الكتاب يعتب من أوائل الحاولت ‪-‬إن ل يكن أولا‪ -‬لل عدد من‬
‫الشكاليات الت تثيها الروايات التاريية‪.‬‬

‫() ستأت الشارة إل رسالة ابن إباض الوجـهة إل عبداللك ف البحث الول من الفصل الثان من هذا الباب‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.667‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.353‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 4‬ص ‪.317‬‬ ‫‪4‬‬

‫() الشهرستان (اللل) جـ ‪ 1‬ص ‪.134‬‬ ‫‪5‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 9‬ص ‪.150‬‬ ‫‪6‬‬

‫() السبئية منسوبون إل عبد ال بن سبأ اليهودي‪ ،‬وينسب إليه تأجيج نار الفتنة ف زمن الليفة عثمان‪ ،‬وف صحة‬ ‫‪7‬‬

‫ذلك‪ ،‬بل ف صحة كونه شخصية حقيقية آراء للباحثي‪.‬‬


‫انظر للتفصيل‪ :‬فلهوزن (الوارج والشيعة) ص ‪ / 38،39‬الوردي (وعاظ السلطي) ص ‪-166 ،115 -95‬‬
‫‪ / 181‬العسكري (عبد ال بن سبأ وأساطي أخرى) ‪ /‬الابري (نقد العقل) العقل السياسي العرب ص ‪-216‬‬
‫‪ / 221‬اللب (عبدال بن سبأ)‪.‬‬
‫‪51‬‬
‫‪ -‬ولعل أفضل دراسة لذا الوضوع هي كتاب "الفتنة" للدكتور هشام جعيط‪ ،‬إذ تناول‬
‫بالتحليل والتفصيل الفترة المتدة من حياة الليفة عثمان إل ما بعد النهروان وتسلم‬
‫معاوي ة ب ن أب ـسفيا ن السلطة ‪ ،‬واخت ص بالتعم ق ف ـالتحليل ‪ ،‬والقدر ة عل ى تفسي‬
‫الحداث‪ ،‬وبيان أبعاد كل قضية‪ ،‬وطول النفس ف دراسة كل جزئية‪.‬‬
‫وما يؤخذ عليه قوله عن "الواهر النتقاة" للبادي‪" :‬الذي ل يوز اعتماده إطلقا ف‬
‫كل ما يتعلق بالنهروان"( ) ‪ ،‬إذ يعن أن يعتمد ف كل ما له علقة بالنهروان على‬
‫‪1‬‬

‫الروايات والصادر الشيعية والسنية‪ ،‬لن الكتب الباضية الخرى ل تتلف عن "الواهر‬
‫النتقاة"‪ ،‬وتلك ماكمة غي عادلة‪ ،‬ومن مثل د‪ .‬جعيط ف عمقه وفهمه يصبح هذا الكم‬
‫غريبا‪ ،‬ل سيما إذا تقرر أن روايات الباضية عامة ل تنفرد إل ف النادر كما سيتضح‬
‫ذلك من تتبع هوامش القسم التاريي من هذه الرسالة‪ .‬ومن الفارقات أن يعد د‪ .‬جعيط‬
‫الناظرة بي أهل حروراء وابن عباس الواردة ف جواهر البّادي "أكثر معقولية واستساغة‬
‫ما يقوله أبو منف" على حد قوله( )‪ ،‬وما الفرق بي أن يروي البّادي شيئا عن أحداث‬
‫‪2‬‬

‫حروراء وشيئا عن أحداث النهروان ‍؟‍!‪.‬‬


‫‪ -‬ومن الدراسات اليدة ف هذا الوضوع دراسة أحد سليمان معروف بعنوان "قراءة‬
‫جديدة ف مواقف الوارج وفكرهم وأدبم"‪ .‬ومن خلل عنوان الكتاب يتبي أنه ماولة‬
‫بكتاب أدب إل أنه ناقش بعض القضايا‪ ،‬وإن كان حاول إعطاء تفسي لبعض النسوب‬
‫إل معارضي التحكيم دون ماولته التحقق من تلك النسبة‪ .‬وما ناقشه من المور الهمة‬
‫قضية مقتل المام علي وعلقة ذلك بأهل النهروان وأتباعهم‪.‬‬
‫‪ -‬ومن الدراسات اليدة ما كتبه د‪ .‬ممود إساعيل ف كتابه "قضايا ف التاريخ‬
‫السلمي" تت عنوان "تراجيديا التحكيم وموقف الوارج " و"النشطار ف حزب‬
‫اليسار"‪ ،‬قلّب ف متواها فكرة مهمة‪ ،‬وهي‪ :‬هل أرغم معارضو التحكيم الذين انفصلوا‬
‫إل حروراء المام عليا على قبول التحكيم ف صفي‪ ،‬كما تطرق إل علقة القراء بذلك‪،‬‬
‫وحادثة مقتل المام علي‪.‬‬

‫() جـعيط (الفتنة) ص ‪.230‬‬ ‫‪1‬‬

‫() جـعيط (الفتنة) ص ‪.215‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪52‬‬
‫‪ -‬ومن الدراسات الديثة ف هذا الوضوع كتا ب "الوارج ف العصر الموي"‪،‬‬
‫لنايف ممود معروف‪ ،‬وهو دراسة مطولة‪ .‬غي أنه كتاب تقليدي ل جدة ف نتائجه‪ ،‬بل‬
‫على العكس‪ ،‬كرّس كثيا من جهوده للتدليل على بعض القضايا الت انتهت مدة‬
‫صلحيتها‪ ،‬كعلقة أهل النهروان بالسبئية‪ ،‬ماولً إثبات أن عبدال بن وهب الراسب‬
‫المام الذي نصبه أهل النهروان وقتل فيها هو عبدال بن سبأ‪ .‬وهي ماولة فاشلة ول‬
‫شك‪ ،‬على أن ما استدل به قد نوقش قبله كما فعل فلهوزن‪ .‬وما انتقد عليه "عدم تليل‬
‫الروايات‪ ،‬وقلة العتماد على البلذري‪ ،‬واعتماده على مصادر من الدرجة الثانية كابن‬
‫الثي وابن أب الديد‪ ،‬واعتماده على كتب الفرق اعتمادا كليا عند حديثه عن آراء فرق‬
‫الوارج"( )‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ -‬وهناك بعض الدراسات الت تناولت بعض الوانب من قضايا أهل النهروان ككتاب‬
‫"الفتنة الكبى" لطه حسي‪ ،‬وكتاب "عبقرية علي" لعباس ممود العقاد‪ ،‬وقد اقتصرا‬
‫على ما جرى ف أيام المام علي‪ .‬ومن السائل الفيدة فيهما قضية مقتل المام علي‪.‬‬
‫‪ -‬ومن تلك الدراسات كتاب "فرقة الزارقة" لحمد رضا الدجيلي‪ ،‬وعلقة كتابه بذه‬
‫الرسالة ضعيفة‪ ،‬إل ف بعض آراء الزارقة‪.‬‬
‫‪ -‬ولعل رسالة ديب صال ديب الشريف الوسومة بي "نشأة حركة الوارج وتطور‬
‫حركاتم التطرفة إل ناية خلفة عبد اللك بن مروان " تثل دراسة تاريية متكاملة‪،‬‬
‫وقد غلب على دراسته الانب التحليلي للحداث‪ .‬ومع أنه ف أحيان غي قليلة مايز بي‬
‫الروايات وخلص إل نتائج جيدة‪ ،‬إل أنه ف أحيان أخرى غفل عن التحقق من ثبوت‬
‫الدث الذي يبن التفسي عليه‪ .‬ومن النات ف هذه الرسالة قول مؤلفها بأن "الوارج ف‬
‫عامتهم كانوا من خلفية عربية أعرابية رحالة أو شبه رحالة ل تتعود على الكم الركزي‬
‫بعد"( )‪ ،‬وقد كان فلهوزن فند هذه النظرية با ل يتعرض ديب الشريف لنقضه‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫والذي يفهم من عدد من الدراسات الديثة أن مؤلفيها انطلقوا من مسلمات ل‬


‫تقب ل النقاش ‪ ،‬ولذل ك فإ ن النتائ ج متكررة ‪ .‬والاج ة ملح ة إل إعاد ة النظ ر ف هذه‬

‫() الشريف (نشأة حركة الوارج) ص ‪( 32‬رسالة ماجـستي)‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الرجع السابق ص ‪.166‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪53‬‬
‫السلمات‪ ،‬كقضية الكفر الت حلت من غي معارضي التحكيم على أن الراد به مطلقا‬
‫الروج من السلم‪ .‬ومثل اللط بي الوارج الزراقة ومن نا نوهم وبي أهل‬
‫النهروان‪ .‬كما أن من الشكاليات القتصار على بعض الروايات دون اللجوء إل روايات‬
‫أخرى متوارية لعلها تدث بعد ذلك أمرا‪ .‬وأيضا فإن غياب مصادر الباضية عن ساحة‬
‫عدد من الدراسات أفقدتا التوازن النهجي ف دراسة كثي من هذه القضايا‪ ،‬لن كتب‬
‫الباضية تثل وجهة نظر أهل النهروان تام التمثيل‪ ،‬وإن كانت ل تعكس وجهة نظر‬
‫الفر ق الخر ى النسوب ة إل ـالوار ج كالزراق ة والنجدا ت والصفرية ‪ .‬بالضاف ة إل‬
‫العتماد على روايات خصوم الوارج بالدرجة الول‪ ،‬يقول د‪ .‬ممود إساعيل‪" :‬وإذا‬
‫كانت الصادر السنية والشيعية تمل على بن أمية وتزيف أخبارهم فإن حلتها على‬
‫الوارج أشد وأنكى‪ ،‬فهم كفرة مارقون يب بترهم‪.) (".....‬‬
‫‪1‬‬

‫() إساعيل (قضايا ف التاريخ) ص ‪.45‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪54‬‬
55
‫تهيد‪:‬‬
‫نبذة عن الحداث التاريية قبل صفي‬
‫عاش السلمون ف كنف رسول ال حياة كرية نعموا فيها بي عهد من العدل‬
‫والساواة والخاء والوحدة إل أن أت ال النعمة وأكمل الدين لذه المة الكرية‪ .‬فلما‬
‫قبض النب كانت أول منة تواجه السلمي هي خلفة الرسو ل ف رئاسة الدولة‬
‫السلمية وأسس اختيار الليفة‪ .‬ولكنها فتنة وقى ال شرها بأن وفق السلمي إل اختيار‬
‫أب بكر الصديق أول خليفة ف السلم( ) ‪ .‬وف خلفتــه قضــى على حركة‬
‫‪1‬‬

‫الرتداد الطية الت بذل الصحابة ‪ -‬رضوان ال عليهم ‪ -‬أرواحهم رخيصة ف سبيل‬
‫دحرها ونصرة هذا الدين النيف( )‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫ث خلفه عمر بن الطاب الفاروق‪ ،‬فقام بإدارة شؤون الدولة خي قيام وضرب‬
‫الثل الرائع بزمه وعدالته‪ ،‬ومضى عهده دون أن يدث شقاق بي السلمي( )‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫وبعده بويع لذي النورين عثمان بن عفان الذي سلك مسلك صاحبيه من قبله أب‬
‫بكر وعمر‪ ،‬ومضى المر على ذلك صدرا من خلفته‪ ،‬حت ظهرت بوادر الفت وبدأت‬
‫أصوات العارضة تعلو معلنة عدم الرضا عن بعض سياسات الليفة‪ ،‬وما هو إل أن اشتد‬
‫أمر العارضة واستفحل خطرها حت انتهت بركة عنيفة آلت إل أن يسقط الليفة‬
‫صريعا على أيدي أولئك الناقمي( )‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫عقب هذه الادثة بويع لعلي بن أب طالب ابن عم الرسول صلى ال عليه وآله‬

‫() ابن خياط (التاريخ) ص ‪ /50‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 2‬ص ‪ /243-233‬ابن كثي (البداية والنهاية) جـ ‪5‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪.248-244‬‬
‫() ابن خياط (التاريخ) ص ‪ /64- 50‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 2‬ص ‪ /306-247‬ابن كثي (البداية والنهاية)‬ ‫‪2‬‬

‫جـ ‪ 6‬ص ‪.342-311‬‬


‫() ابن خياط (التاريخ) ص ‪ /89-64‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 2‬ص ‪ /560-355‬ابن كثي (البداية والنهاية)‬ ‫‪3‬‬

‫جـ ‪ 7‬ص ‪.138-18‬‬


‫() ابن خياط (التاريخ) ص ‪ /107-89‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 2‬ص ‪ /689-589‬ابن كثي (البداية والنهاية)‬ ‫‪4‬‬

‫جـ ‪ 7‬ص ‪.189-144‬‬


‫‪56‬‬
‫وسلم( )‪ ،‬فشرع ف إصلح أمور الدولة وإعادة النظام والستقرار إليها‪ .‬وبينما هو كذلك‬ ‫‪1‬‬

‫إذا بطلحة بن عبيدال والزبي بن العوام تصحبهما عائشة أم الؤمني يتجهون نو البصرة‬
‫معلني الطلب بدم عثمان والقصاص من قتلته‪.‬‬
‫حاول المام علي ‪ -‬كرم ال وجهه ‪ -‬أن يل القضية سلميا‪ ،‬ولكن ما لبث أن‬
‫نشبت بي الفريقي حرب المل الشهية الت كان ضحيتها كل من طلحة والزبي‪،‬‬
‫ورجعت عائشة إل الدينة( )‪ .‬غي أنه ما كادت تدأ تلك الثائرة وتسكن النفوس حت‬
‫‪2‬‬

‫أعلن معاوية بن أب سفيان مواصلة دعوى الطلب بدم عثمان‪ .‬وقد كان المام علي عزله‬
‫عن ولية الشام عندما ول اللفة‪ ،‬فرفض معاوية الرضوخ لذا المر حت يقتص للخليفة‬
‫عثمان حسب زعمه‪ .‬وحاول المام علي جهده لخاد ثائرة أهل الشام بقيادة معاوية‬
‫فأرسل إليه الرسل بغية تفادي الفتنة وردعه عن شق عصا السلمي ومالفة الليفة‬
‫الشرعي ولكن دون جدوى‪ .‬وأخيا قرر المام علي ‪ -‬كرم ال وجهه ‪ -‬الواجهة‬
‫فزحف من العراق باتاه الشام ضمن سلسلة من الحن أول حلقاتا ترد معاوية على‬
‫خليفة السلمي( )‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫() ابن غيلن (السي) ورقة ‪159‬ب(مطوط)‪ /‬البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ /7‬الطبي (التاريخ) جـ ‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪ /701-696‬ابن كثي (البداية والنهاية) جـ ‪ 7‬ص ‪.227 ،226‬‬


‫() ابن خياط (التاريخ) ص ‪ /115-108‬البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ /64-12‬الطبي (التاريخ) جـ‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬ص ‪ /59-3‬ابن كثي (البداية والنهاية) جـ ‪ 7‬ص ‪.247-229‬‬


‫() ابن خياط (التاريخ) ص ‪ /115،116‬البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ /70-65‬الطبي (التاريخ) جـ ‪3‬‬ ‫‪3‬‬

‫ص ‪ /72-61‬ابن كثي (البداية والنهاية) جـ ‪ 7‬ص ‪.255-229‬‬


‫‪57‬‬
58
59
‫الفصل الول‪:‬‬

‫أهيييل النهييروان‬

‫البحث الول‪ :‬السياق التاريي لنيازهم إل النهروان‬


‫البحث الثان‪ :‬الصحابة من أهل النهروان‬
‫البحث الثالث‪ :‬حجج معارضي التحكيم ف اعتزال المام علي‬
‫البحث الرابع‪ :‬نسبة الستعراض والتكفي إل أهل النهروان‪.‬‬

‫‪60‬‬
61
‫البحث الول‪:‬‬
‫السياق التاريي لنيازهم إل النهروان‬

‫ف يوم الربعاء الول من شهر صفر سنة سبع وثلثي من الجرة النبوية اشتبك‬
‫اليشان العراقي بقيادة المام علي بن أب طالب والشامي بقيادة معاوية بن أب سفيان ف‬
‫معركة صفي( ) واحدة من أعنف العارك الت دارت بي السلمي( )‪ .‬وبعد قتال دام أياما‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫بدأت الكفة ترجح لصال المام علي ومن معه وأصبح النصر وشيكا‪ .‬عندئذ لأ أهل‬
‫الشام إل إعمال اليلة والكيدة لستنقاذهم من الطر الحدق بم؛ فقد أشار عمرو ابن‬
‫العاص على معاوية برفع الصاحف على الرماح ليتفرق اليش العراقي( )‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫أدرك المام علي ‪ -‬كرم ال وجهه ‪ -‬الغرض من رفع الصاحف على الرماح فأل‬
‫ابتداء على مواصلة القتال وعدم الغترار با صنعه الشاميون‪ ،‬فإنم ‪ -‬كما قال المام‬
‫علي ‪" -‬ما رفعوها إل خديعة ودهنا ومكيدة"‪ ،‬كما كان عدد من جيش المام علي‬
‫رافضا وقف القتال والستجابة إل دعوة أهل الشام ومنهم أكثر قادته وخية أصحابه( )‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫() موضع بالشام وقيل بالعراق على الفرات من الـانب الغرب‪ ،‬قريب من الرقة‪ :‬الموي (معجـم البلدان)‬ ‫‪1‬‬

‫جـ ‪ 3‬ص ‪ /471‬البكري (معجـم ما استعجـم) جـ ‪ 3‬ص ‪ /838 ،837‬الميي (الروض العطار) ص‬
‫‪.363‬‬
‫() ابن سعد (الطبقـات) جـ ‪ 3‬ص ‪ ، 32‬جـ ‪ 4‬ص ‪ / 256 ، 255‬ابن خياط (التاريخ) ص ‪( 116‬وفيه‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫لسبع خلون من صفر)‪ /‬البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ / 85‬اليعقوب (التاريخ) جـ ‪ 2‬ص ‪ / 188‬الطبي‬
‫(التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪/82‬ابن الثي (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪ / 294‬الذهب (التاريخ) عهد اللفاء الراشدين ص‬
‫‪ / 543‬ابن كثي (البداية والنهاية) جـ ‪ 7‬ص ‪ / 262‬الميي (الروض العطار) ص ‪( 363‬وفيه‪ :‬ف ربيع‬
‫الول‪ ،‬وقيل‪ :‬ف ربيع الخر)‪.‬‬
‫() النقري (صفي) ص ‪ /478،479،484‬البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ /98،103‬الطبي (التاريخ) جـ‬ ‫‪3‬‬

‫‪ 3‬ص ‪ / 101‬ابن الـوزي (النتظم) جـ ‪ 5‬ص ‪ / 120،121‬ابن الثي (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪/317 ، 216‬‬
‫القلهات (الكشف) جـ ‪ 2‬ص ‪ / 234 ، 233‬ابن كثي (البداية والنهاية) جـ ‪ 7‬ص ‪ / 274 ، 273‬البّادي‬
‫(الـواهر) ص ‪ /112 ،111‬الشماخي (السي) جـ ‪ 1‬ص ‪.47‬‬
‫() منهم‪ )1( :‬سليمان بن صرد الزاعي‪ :‬النقري (صفي) ص ‪ /518‬الدينوري (الخبار) ص ‪ )2( 197‬عمرو‬ ‫‪4‬‬

‫بن المق الزاعي‪ :‬النقري (صفي) ص ‪ / 382‬ابن قتيبة (المامة) منسوب ص ‪ ) 3( 109‬عدي بن حات‪:‬‬
‫النقري (صفي) ص ‪ / 482‬ابن قتيبة (المامة) منسوب ص ‪ )4( .108 ، 106‬مرز بن جـريش‪ :‬النقري‬
‫(صفي) ص ‪ )5( 519‬سعيد بن قيس‪ :‬النقري (صفي) ص ‪ )6( 520‬شبيب بن ربيعة‪ :‬البّادي (الـواهر)‬
‫ص ‪ ) 7( 112‬يزيد بن قيس‪ :‬الصدر السابق‪ ) 8( .‬هاشم بن عتبة‪ :‬الصدر السابق ص ‪ ) 9( .118‬ممد بن‬
‫النفية‪ :‬الصدر السـابق ص ‪ ) 10( .114‬عمار بن ياسر‪ :‬ابن الني (السي) جـ ‪ 1‬ص ‪ / 235‬ابن قتيبة‬
‫(المامة) منسوب ص ‪ =/109،110‬أبو قحطان (السي) جـ ‪ 1‬ص ‪ / 105‬القلهات (الكشف) جـ ‪ 2‬ص‬
‫‪62‬‬
‫ولكن سرعان ما أجاب قسم كبي من أهل العراق إل فكرة الحتكام إل القرآن وترك‬
‫القتال‪ ،‬وفيهم أيضا بعض أكابر أصحاب المام علي( ) ‪ .‬وأخيا بعد حوار وجدال بي‬
‫‪1‬‬

‫المام علي وأصحابه توقف القتال ووضعت الرب أوزارها( )‪.‬‬


‫‪2‬‬

‫سار الشعث بن قيس الكندي ‪ -‬وهو من أصر على وقف القتال ‪ -‬بإذن من‬
‫المام علي إل معاوية ليسأله عن دواعي رفع الصاحف فقال له معاوية‪" :‬لنرجع نن‬
‫وأنتم إل ما أمر ال به ف كتابه‪ ،‬تبعثون منكم رجلً ترضون به ونبعث منا رجلً ثّ نأخذ‬
‫عليهما أن يعمل با ف كتاب ال ل يعدوانه ث نتبع ما اتفقا عليه"( )‪ .‬ورجع الشعث إل‬
‫‪3‬‬

‫المام علي فأخبه بالذي قال معاوية فقبل علي ذلك‪ .‬وبعد مناقشات ومداولت وقع‬
‫اختيار أهل العراق على أب موسى الشعري مثلً لم‪ ،‬بينما كان أهل الشام قد اتفقوا‬
‫على اختيار عمرو بن العاص( )‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫ث كتب كتاب التحكيم( )‪ ،‬ومفاده التزام الكمي بكم القرآن ف القتال الدائر‬
‫‪5‬‬

‫‪ /235 ، 233‬ابن كثي (البداية والنهاية) =جـ ‪ 7‬ص ‪( /274‬الـواهر) ص ‪ /129 ، 118‬الشماخي (السي)‬
‫جـ ‪ 1‬ص ‪ ) 11( .47‬الشتر النخعي‪ :‬النقري (صفي) ص ‪ / 482‬ابن قتيبة (المامة) منسوب ص ‪،109‬‬
‫‪ /112‬البلذري (النساب) جـ ‪3‬ص ‪ /104‬الطبي (التاريـخ) جـ ‪ 3‬ص ‪ /101‬ابن الـوزي (النتظم)‬
‫جـ ‪ 5‬ص ‪ /121‬ابن كثيـر (البداية والنهاية) الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪ /101‬ابن الوزي (النتظم) جـ‬
‫‪ 5‬ص ‪ / 121‬ابن كثي (البداية والنهاية) جـ ‪ 7‬ـ ص ‪ ) 12( 274‬عبدال بن بديل بن ورقاء‪ :‬البّادي‬
‫(الـواهر) ص ‪ ) 13( 129‬كردوس بن هانء‪ :‬ابن قتيبة (المامة) منسوب ص ‪ ) 14( 104‬حريث بن‬
‫جـابر‪ :‬الصدر السابق ص‪ ) 15( 105:‬صعصعة بن صوحان‪ :‬الصدر السابق ص ‪ ) 16( 107‬النذر بن‬
‫جـارود‪ :‬الصدر السابق ص ‪ ) 17( 107‬الحنف بن قيس‪ :‬الصدر السابق ص ‪ ) 17( 108 ، 107‬عمي بن‬
‫عطارد‪ :‬الصدر السابق ص ‪ )18( 108‬عبد الرحن بن الارث‪ :‬الصدر السابق ص ‪ )19( 109‬قيس بن سعد‪:‬‬
‫الصدر السابق ص ‪.112‬‬
‫() منهم‪ )1( :‬الشعث بن قيس‪ :‬ابن قتيبة (المامة) منسوب ص ‪ /102،109،111‬الطبي (التاريخ) جـ ‪3‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪ ) 2( .102‬سفيان بن ثور‪ :‬ابن قتيبة (المامة) منسوب ص ‪ )3( 104‬خالد بن معمر‪ :‬الصدر السابق ص‬
‫‪ )4( 105‬عثمان بن حنيف‪ :‬الصدر السابق ص ‪.106 ،105‬‬
‫() النقري (صفي) ص ‪ /489‬البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ /103‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪،101‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ /104‬ابن الثي (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪ /318-316‬ابن كثي (البداية والنهاية) جـ ‪ 7‬ص ‪.274 ،273‬‬
‫() النقري (صفي) ص ‪ /499 ، 498‬البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ / 98،99‬الطبي (التاريخ) جـ ‪3‬‬ ‫‪3‬‬

‫ص ‪ /102‬ابن الـوزي (النتظم) جـ ‪ 5‬ص ‪ /122‬ابن الثي (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪ /318‬الشماخي (السي)‬
‫جـ ‪ 1‬ص ‪.47‬‬
‫() ابن سعد (الطبقـات) جـ ‪ 3‬ص ‪ /32‬البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ /103‬الطبي (التاريخ) جـ ‪3‬‬ ‫‪4‬‬

‫ص ‪ /102‬ابن الثي (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪ /319 ،318‬البّادي (الـواهر) ص ‪.115 ،114‬‬


‫() التحكيم ف اللغة أن تعل الُكْم فيما لك لغيك‪ ،‬أما ف اصطلح الفقهاء فهو "تولية الصمي حاكما يكم=‬ ‫‪5‬‬

‫=بينهما"‪.‬انظر‪ :‬ابن عابدين (رد الحتار) جـ ‪ 8‬ص ‪ /125‬الدوري‪ ،‬قحطان (عقد التحكيم) ص ‪.19‬‬
‫‪63‬‬
‫بي الطرفي‪ ،‬والتزام موكليهما ‪ -‬علي ومعاوية ‪ -‬بقبول نتيجة التحكيم‪ ،‬وضرب الجل‬
‫ف رمضان على أن يقع التحكيم بدومة الندل( )‪ ،‬أو أذرح( )‪ .‬فلما كتب الكتاب أخذه‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫الشعث بن قيس وغدا ير به على الناس وهو يقرؤه عليهم‪ ،‬فعارضه أفراد من قبائل عدة‪،‬‬
‫فلما مر بطائفة من بن تيم عارضه عروة بن أدية التميمي( ) قائلً‪" :‬أتكمون ف أمر ال‬
‫‪3‬‬

‫الرجال؟! أشرط أوثق من كتاب ال وشرطه؟! أكنتم ف شك حي قاتلتهم؟ ل حكم إل‬


‫ل"( )‪ .‬وقد لقى هذا النداء من عروة قبولً واسعا ف صفوف جيش المام علي‪ ،‬خاصة‬ ‫‪4‬‬

‫عند طائفة من كانوا مانعي لوقف القتال‪ ،‬فتعالت النداءات من كل جانب " ل حكم‬
‫إل ل"‪ ،‬وفشا التحكيم( ) ف اليش العراقي وتداعى الناس إل الرب‪ ،‬حت أقبلت عصابة‬ ‫‪5‬‬

‫إل المام علي تطلب منه استئناف القتال فأب معتذرا بقوله‪" :‬قد جعلنا حكم القرآن‬

‫( ) دومة الـندل‪ :‬ما بي برك الغماد ومكة‪ ،‬ويقال لا‪ :‬ما بي الجـاز والشام‪ ،‬والعن واحد‪ ،‬على عشر‬ ‫‪1‬‬

‫مراحل من الدينة وعشر من الكوفة وثان من دمشق واثنت عشرة من مصر‪ :‬الموي (معجـم البلدان) جـ ‪2‬‬
‫ص ‪ /556-554‬البكري (معجـم ما استعجـم) جـ ‪ 2‬ص ‪.564،565‬‬
‫( ) البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ / 111 ، 109 ، 108‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪ / 105 ، 103‬ابن‬ ‫‪2‬‬

‫الـوزي (النتظم) جـ ‪ 5‬ص ‪ /123‬ابن الثي (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪ /321‬الذهب (التاريخ) عهد اللفاء‬
‫الراشدين ص ‪ /548‬ابن كثي (البداية والنهاية) جـ ‪ 7‬ص ‪.277‬‬
‫أما ما يذكره نصر بن مزاحم (صفي) ص ‪ 511‬وابن سعد (الطبقات) جـ ‪ 3‬ص ‪ 32‬من أن الوعد كان ف‬
‫أذرح فيبدو أنه تعبي عن اللقاء الفعلي‪.‬‬
‫وأذرح‪ :‬قرية بالشام‪ ،‬من نواحي البلقاء وعمّان مـاورة لرض الجـاز‪ :‬الموي (معجـم البلدان) جـ ‪1‬‬
‫ص ‪ /157‬البكري (معجـم ما استعجـم) جـ ‪ 1‬ص ‪.30‬‬
‫() عروة بن عمرو بن حدير‪ ،‬وقيل حدير أبوه‪ ،‬من ربيعة بن حنظلة‪ ،‬وأدية جـدته وقيل أمه وقيل كانت ظئرا –‬ ‫‪3‬‬

‫له – أي مرضعا ‪ -‬فنسب إليها‪ ،‬قتله عبيدال بن زياد بعد أن قطع يديه ورجـليه ثّ صلبه وذلك عام ثان‬
‫وخسي للهجرة‪ :‬ابن قتيبة (العارف) ص ‪ / 410‬البلذري (النساب) جـ ‪ 5‬ص ‪ / 416‬الطبي (التاريخ)‬
‫جـ ‪ 3‬ص ‪.254‬‬
‫( ) النقري (صفي) ص ‪ / 512‬البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ / 110‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪/104‬‬ ‫‪4‬‬

‫السعودي (الروج) جـ ‪ 2‬ص ‪ /403‬ابن الوزي (النتظم) جـ ‪ 5‬ص ‪ / 123‬ابن الثي (الكامل) جـ ‪ 3‬ص‬
‫‪ /321‬ابن كثي (البداية والنهاية) جـ ‪ 7‬ص ‪ /278‬البّادي (الواهر) ص ‪ /112‬الشماخي (السي) جـ ‪ 1‬ص‬
‫‪ 47‬وينفرد بالرواية عن الشعث أنه كان يعرض أمر الكومة ل كتابا (أي قبل كتابة الكتاب)‪.‬‬
‫() التحكيم هنا هو قولم "ل حُكْم إل ل" و"ل حَكَمَ إل الُ" وهذا على السلب لنم ينفون الكم‪ .‬انظر‪ :‬ابن‬ ‫‪5‬‬

‫منظور (اللسان) جـ ‪ 12‬ص ‪ 142‬باب اليم فصل الاء‪ .‬ويعن ابن منظور بقوله‪ ":‬لنم ينفون الكم" أنم ل‬
‫يرضون بالتحكيم الذي جرى بي علي ومعاوية‪ .‬ولعله مأخوذ من حكّمت الرجـل تكيما‪ :‬إذا منعته ما أراد‪.‬‬
‫انظر‪ :‬الـوهري (الصحاح) جـ ‪ 5‬ص ‪ 1902‬باب اليم فصل الاء‪.‬‬
‫‪64‬‬
‫بيننا وبينهم ول يل لنا قتالم حت ننظر ب يكم القرآن"( )‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫قفل أهل العراق إل الكوفة‪ ،‬ولكن على غي الال الت ذهبوا با إل صفي كما‬
‫قيل عنهم‪" :‬خرجوا مع علي إل صفي وهم متوادون أحباء فرجعوا متباغضي أعداء"( )‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫وتتفق الروايات( ) على أن المام عليّا لا دخل الكوفة اعتزله عدد كبي من جيشه إل‬ ‫‪3‬‬

‫مكان قريب من الكوفة يسمى حَرَوْرَاء( ) متمسكي بوقفم من التحكيم وأنـه تكيـم‬
‫‪4‬‬

‫للرجال ف أمر قد حكم ال فيه‪ ،‬ونادى مناديهم‪" :‬إن أمي القتـال شبث بن ربعي‬
‫التميمي( )‪ ،‬وأمي الصلة عبدال بن الكواء اليشكري"( )‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬

‫أراد المام علي ‪-‬كرم ال وجهه ‪ -‬معرفة حجة الذين اعتزلوه إل حروراء فأرسل إليهم‬
‫عبدال بن العباس ليناظرهم‪ .‬وتتضارب ها هنا الروايات‪ ،‬هل استطاع ابن عباس أن يرد‬
‫على ما أبدوه من حجج فأقنعهم فدخل عدد منهم الكوفة ؟ أم ل يقنعهم وحينئذ ل‬
‫ينجح ف ردهم إليها ؟ غي أن الثابت أن المام عليّا قدم عليهم بنفسه فيما بعد( )‪.‬‬
‫‪7‬‬

‫( ) ابن أب شيبة (الصنف) جـ ‪ 15‬ص ‪ / 317‬أحد بن حنبل (السند) جـ ‪ 3‬صص ‪ / 485،486‬النقري‬ ‫‪1‬‬

‫(صفي) ص ‪ /497‬اليعقوب (التاريخ) جـ ‪ 2‬ص ‪ /190‬السعودي (الروج) جـ ‪ 2‬ص ‪.405‬‬


‫() ابن سعد (الطبقات) جـ ‪ 3‬ص ‪ /32‬ابن غيلن (السي) ورقة ‪159‬ظ (مطوط)‪ /‬البلذري (النساب) جـ‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬ص ‪ / 114‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪ / 108‬ابن الثي (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪ / 322‬الشماخي (السي)‬
‫جـ ‪ 1‬ص ‪.48‬‬
‫() ابن خياط (التاريخ) ص ‪ /115‬البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ /129 ،127 ،126 ،114‬البد (الكامل)‬ ‫‪3‬‬

‫جـ ‪ 3‬ص ‪ / 1130‬اليعقوب (التاريخ) جـ ‪ 2‬ص ‪ / 191‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪ / 108‬السعودي‬


‫(الروج) جـ ‪ 2‬ص ‪ /405‬ابن الوزي (النتظم) جـ ‪ 5‬ص ‪ /124‬ابن الثي (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪،326‬‬
‫‪ / 327‬الذهب (التاريخ) عهد اللفاء الرشدين ص ‪ / 554‬ابن كثي (البداية والنهاية) جـ ‪ 7‬ص ‪ / 279‬البّادي‬
‫(الـواهر) ص ‪/113‬الشماخي (السي) جـ ‪ 1‬ص ‪.48‬‬
‫والروايات متلفة ف تديد كم ألفا كان عددهم على النحو التال‪ 24 ، 20 ، 16 ، 12 ، 8 ، 6 ، 5 :‬وأكثرها‬
‫على الثن عشر ألفا‪.‬‬
‫() حروراء‪ :‬قرية من قرى الكوفة‪ ،‬بينهما نصف فرسخ‪ :‬الموي (معجـم البلدان) جـ ‪ 2‬ص ‪ /283‬الميي‬ ‫‪4‬‬

‫(الروض العطار) ص ‪.190‬‬


‫() شبث بن ربعي التميمي اليبوعي أبو عبد القدوس الكوف‪ ،‬كان مؤذن سجـاح ثّ أسلم وكان من أصحاب‬ ‫‪5‬‬

‫علي ثّ أنكر التحكيم ثّ رجـع عنهم ثّ حضر قتل السي وكان من قاتل الختار‪ :‬ابن حجر (الصابة) جـ ‪3‬‬
‫ص ‪ 376‬رقم ‪( ،3959‬التهذيب) جـ ‪ 4‬ص ‪ 276‬رقم ‪.2829‬‬
‫() عبدال بن الكواء اليشكري‪ :‬رجـع عن أهل حروراء وعاود صحبة علي‪ .‬ول أقف على تاريخ لوفاته‪ ،‬وله‬ ‫‪6‬‬

‫ذكر ف حوادث عام ‪ 44‬للهجـرة‪ :‬ابن الثي (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪ /440‬ابن حجـر (لسان اليزان) جـ ‪4‬‬
‫ص ص ‪ 103 ،102‬رقم ‪.4766‬‬
‫() ابن غيلن (السي) ورقة ‪159‬ظ (مطوط)‪ /‬ابن خياط (التاريخ) ص ‪ /115‬البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص=‬ ‫‪7‬‬

‫=ص ‪،122‬ـ ‪،127‬ـ ‪ / 133‬اليعقوب ـ(التاريخ ) جـ ‪ 2‬ـص ‪ / 191‬الطب ي (التاريخ ) جـ ‪ 3‬ـص ‪/110‬‬
‫‪65‬‬
‫ويبدو من غالب الروايات أن أهل حروراء فهموا من المام علي تراجعه عن إنفاذ‬
‫التحكيم وقبوله استئناف القتال مع أهل الشام‪ ،‬وأنم لذا السبب أجابوه إل ما أراد من‬
‫دخولم جيعا الكوفة معه( )‪ ،‬ويؤيد هذا أنم لا دخلوا الكوفة أشيع أن المام عليا رجع‬
‫‪1‬‬

‫عن التحكيم‪ ،‬وأنه إنا يعد العدة لعـاودة قتـال الفئـة الباغيـة( )‪ .‬فلما بلغ عليا ذلك‬
‫‪2‬‬

‫خطـب النـاس بقوله‪" :‬كذب من قال إن رجعـت عن القضية وقلت إن الكومة‬


‫ضلل"( )‪ ،‬فكان ذلك بداية لفصام جديد حيث صار الحكّمة( ) يعترضون على المام‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬

‫علي ف خطبه مرددين "ل حكم إل ل"( ) ‪ .‬وازدادت العارضة شدة‪ ،‬المر الذي أدى‬
‫‪5‬‬

‫بالمام علي إل عدم إنفاذ أب موسى الشعري إل مكان التحكيم ف الوقت الحدد له( )‪.‬‬
‫‪6‬‬

‫وظلت الحاورات والجادلت بي المام علي وبي الحكّمة‪ ،‬وبينه وبي الشعث‬
‫بن قيس ومن معه إذ كان يصر الشعث على التحكيم ويلح على المام علي ف قبوله‪.‬‬
‫وف ماولة أخية من الحكّمة أقبل وفد منهم إل المام علي لثنيه عن إجابة معاوية إل‬
‫مراده‪ .‬ويبدو أن ذلك اللقاء كــان حاسـما‪ ،‬حي عرفوا منه إصراره على موقفه‬

‫السعودي(الروج) جـ ‪ 2‬ص ‪ / 405‬ابن الوزي (النتظم) جـ ‪ 5‬ص ‪ / 126‬ابن الثي (الكامل) جـ ‪ 3‬ص‬
‫‪ /328‬البّادي (الـواهر) ص ‪ /122‬الشماخي (السي) جـ ‪ 1‬ص ‪.49‬‬
‫() ابن غيلن (السي) ورقة ‪160‬ب (مطوط)‪ /‬أبو الؤثر (السي) جـ ‪ 2‬ص ‪ /304‬البلذري (النساب) جـ ‪3‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪ / 130 ، 129 ، 123‬البد (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪ / 1130‬الطبي (التاريخ) ص ‪ / 110‬أبو قحطان (السي)‬
‫جـ ‪ 1‬ص ‪ / 106 ، 105‬السعودي (الروج) جـ ‪ 2‬ص ‪ / 405‬البّادي (الـواهر) ص ‪ / 125‬الشماخي‬
‫(السي) جـ ‪ 1‬ص ‪.49،50‬‬
‫وينفرد اليعقوب (التاريخ) جـ ‪ 2‬ص ‪ 191‬بالقول بأن عليا طلب منهم دخول الكوفة ليتناظروا ففعلوا‪.‬‬
‫( ) البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ / 130‬البد (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪ / 1130‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص‬ ‫‪2‬‬

‫ابن الـوزي (النتظم) جـ ‪ 5‬ص ‪ /126‬البّادي (الـواهر) ص ‪.125‬‬ ‫‪/114‬‬


‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ /131 ، 130‬البد (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪ /1130‬الطبي (التاريخ) جـ ‪3‬‬ ‫‪3‬‬

‫ص ‪.114‬‬
‫() سوا بالحكّمة لنكارهم أمر التحكيم وقولم لحكم إل ل‪ :‬الـوهري (الصحاح) جـ ‪ 5‬ص ‪ 1902‬باب‬ ‫‪4‬‬

‫اليم فصل الاء‪ .‬ويطلق لقب الحكّمة الول على الذين اعتزلوا إل حروراء ث إل النهروان‪ .‬انظر‪ :‬اليعقوب‬
‫(التاريخ) جـ ‪ 2‬ص ‪ /167‬البغدادي (الفرق) ص ‪ /81، 74، 72‬الشهرستان (اللل) جـ ‪ 1‬ص ‪.107‬‬
‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪ / 114‬ابن الثي (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪ / 335 ، 334‬البّادي (الـواهر) ص‬ ‫‪5‬‬

‫‪.126‬‬
‫() يُفهم ذلك من إرسال معاوية معن بن يزيد بن الخنس السلمي إل علي يستحثه على الوفاء بوعده إياه بإنفاذ‬ ‫‪6‬‬

‫أب موسى‪ .‬ينظر‪ :‬ابن غيلن (السي) ورقة ‪16‬ب (مطوط) ‪ /‬البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ / 117‬الطبي‬
‫(التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪ ، 110‬ويدل له أيضا أن أهل الشام أقاموا بتدمر شهرا ث تولوا منها إل دومة الندل‬
‫فأقاموا با شهرا ث توجهوا إل أذرح‪ :‬البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ .117‬وانظر‪ :‬جعيط (الفتنة) ص‪.217 :‬‬
‫‪66‬‬
‫وعزمه على إنفاذ أب موسى للقاء عمرو بن العــاص( )‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫عندئذ انطلق هذا الوفد ومعهم أصحابم من يرى رأيهم‪ ،‬فاجتمعوا ف منـزل‬
‫عبدال بن وهب الراسب( ) وعزموا على النفصال‪ ،‬ثّ عرضوا المامة على وجوههم‬ ‫‪2‬‬

‫فتدافعوها ول يرض با أحد منهم‪ ،‬وأخيا قبلها عبدال بن وهب قائلً‪" :‬هاتوها‪ ،‬أما‬
‫وال ل آخذها رغبة ف الدنيا‪ ،‬ول أدعها فَرَقا من الوت"( )‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫بعد أن تت البيعة اجتمعوا ف منـزل شريح بن أوف( )‪ ،‬فأشار عليهم بالتوجه إل‬
‫‪4‬‬

‫الدائن‪ ،‬إل أن زيد بن حصن الطائي( ) نصحهم عنها خشية أن ينعهم من دخولا سعد‬
‫‪5‬‬

‫بن مسعود الثقفي( ) وال علي عليها‪ ،‬ثّ اجتمع رأيهم على التوجه إل النّهروان( )‪،‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬

‫وكاتبوا إخوانم من أهل البصرة يعلمونم با اتفقوا عليه‪ ،‬ويستنهضونم للحاق بم‪ ،‬ثّ‬
‫خرجوا إل النهروان وحدانا مستخفي لئل ترى لم جاعة فيتبعوا( )‪.‬‬
‫‪8‬‬

‫ف أثناء ذلك كان علي قد وجه أبا موسى الشعري إل أذرح للقاء عمرو بن‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ / 133‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪ / 113‬ابن الـوزي (النتظم) جـ ‪ 5‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪ /129‬ابن الثي (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪ / 334‬ابن كثي (البداية والنهاية) جـ ‪7‬ص ‪ / 285‬البّادي (الـواهر) ص‬
‫‪.128 ، 127‬ويضم الوفد كلً من‪ :‬حرقوص بن زهي السعدي‪ ،‬وشريح بن أوف العبسي‪ ،‬وفروة بن نوفل‬
‫الشجـعي‪ ،‬وعبدال بن شجـرة السلمي‪ ،‬وحزة بن سنان السدي‪ ،‬وعبدال بن وهب الراسب‪ ،‬وزيد بن‬
‫حصن الطائي‪.‬‬
‫() سيأت التعريف به ف البحث التال‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن غيلن (السي) ورقة ‪160‬ب ‪161-‬ب (مطوط)‪ /‬البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ /133،134‬الطبي‬ ‫‪3‬‬

‫(التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪ / 115‬أبو قحطان (السي) جـ ‪ 1‬ص ‪ / 107‬ابن الثي (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪/336‬‬
‫القلهات (الكشف) جـ ‪ 2‬ص ‪ /239‬البّادي (الـواهر) ص ‪ /129‬الشماخي (السي) جـ ‪ 1‬ص ‪ ،50‬ويفهم‬
‫من كلمه أن البايعة تت بعد الروج إل النهروان‪.‬‬
‫() سيأت التعريف به ف البحث التال‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫() سيأت التعريف به ف البحث التال‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫() سعد بن مسعود الثقفي‪ :‬له صحبة‪ ،‬وله علي بعض عمله ثّ استصحبه معه إل صفي‪ .‬ول أقف على سنة‬ ‫‪6‬‬

‫وفاته‪ ،‬وله ذكر ف حوادث سنة إحدى وأربعي‪ ،‬وهو عم الختار بن أب عبيد الثقفي‪ :‬ابن الثي (الكامل) جـ ‪3‬‬
‫ص ‪ /404‬ابن حجـر (الصابة) جـ ‪ 3‬ص ‪ 83‬رقم ‪.3204‬‬
‫() النهروان‪ :‬مدينة صغية على أربعة فراسخ من بغداد شرقا‪ :‬الميي (الروض العطار) ص ‪.582‬‬ ‫‪7‬‬

‫( ) اب ن غيلن (السي) ورق ة ‪161‬ب‪ 162-‬ب (مطوط)‪ /‬البلذر ي (النساب ) جـ ‪ 3‬ص ‪/140-137‬‬ ‫‪8‬‬

‫الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪ / 115‬ابن الوزي (النتظم) جـ ‪ 5‬ص ‪ / 131‬ابن الثي (الكامل) جـ ‪ 3‬ص‬
‫‪ /336‬البّادي (الـواهر) ص ‪.130 ،129‬‬
‫ويتفق هاشم بن غيلن مع ابن الـوزي ف القول إنم اجـتمعوا ف منـزل زيد بن حصن‪ ،‬ويروي البلذري‬
‫(النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ 136‬أن الذي أشار هو عبدال بن شجـرة‪.‬‬
‫‪67‬‬
‫العاص( )‪ ،‬واجتمع الكمان ف جع من أصحابما لصدار الكم ف القضية‪ .‬وتتضارب‬ ‫‪1‬‬

‫الروايات بشأن ما جرى بي الكمي ف ذلك اللقاء وما أسفر عنه التحكيم؛ فعلى حي‬
‫تؤكد روايات عدة أن عمـرو بن العاص خدع أبا موسى إذ ول معاوية اللفة بعد أن‬
‫خلع أبو موسى عليّا( )‪ ،‬ند بعض الروايات تبي أن كليهما عزلً عليّا ومعاوية وتركا‬
‫‪2‬‬

‫المر شورى( )‪ .‬وتفيد كل الروايات أنما تفرقا ول يصل إل حل يرضي الطرفي‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫بيد أننا نلحظ أن ما افترق عليه الكمان كان مفاجئا للمام علي وأصحابه‪ ،‬ما‬
‫جعله يمع جنده من جديد متجها إل الشام لستئناف القتال‪ .‬وبعث إل أهل النهروان‬
‫يعلمهم با أسفر عنه التحكيم ويدعوهم إل الدخول معه لواصلة قتال معاوية وأصحابه‪.‬‬
‫ولكنهم ردوا عليه برفض النضمام إليه فأيس منهم وتركهم ومضى إل أهل الشام حت‬
‫بلغ النخيلة( ) فعسكر با( )‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬

‫عندذاك أقبلت جاعة من أهل البصرة من ينكرون التحكيم ليلحقوا بأصحابم ف‬


‫سعَر بن َفدَكي التميمي فلقوا ف طريقهم عبدال بن خباب بن الرت‬
‫النهروان يقودها ِم ْ‬
‫فقتله مسعر بعد حوار معه بيّن فيه تصويبه لعلي بن أب طالب‪ ،‬ثّ اتهوا إل النهراون( )‪.‬‬
‫‪6‬‬

‫() ابن غيلن (السي) ورقة ‪162‬ب (مطوط)‪ /‬ابن سعد (الطبقات) جـ ‪ 3‬ص ‪ /33‬البلذري (النساب) جـ‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 3‬ص ‪ /118‬اليعقوب (التاريخ) جـ ‪ 2‬ص ‪ /190‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪ /105‬ابن الـوزي (النتظم)‬
‫جـ ‪ 5‬ص ‪ / 126‬الشماخي (السي) جـ ‪ 1‬ص ‪ . 50‬وقيل بدومة الـندل‪ :‬ابن سعد (الطبقات) جـ ‪ 4‬ص‬
‫‪ / 256‬ابن خياط (التاريخ) ص ‪ / 115‬الذهب (التاريخ) جـ عهد اللفاء الراشدين‪ ،‬ص ‪ . 549 ، 548‬ويقول‬
‫ياقوت الموي (معجـم البلدان) جـ ‪ 2‬ص ‪" :555‬وقد ذهب بعض الرواة إل أن التحكيم بي علي ومعاوية‬
‫كان بدومة الـندل‪ ،‬وأكثر الرواة على أنه كان بأذرح‪ ،‬وقد أكثر الشعراء ف ذكر أذرح وأن التحكيم كان‬
‫با"‪ .‬ولعل الذين ذكروا أن التحكيم كان بدومة الـندل عبوا عن موعد اللقاء الصلي‪ .‬وانظر‪ :‬جـعيط‬
‫(الفتنة) ص ‪.218‬‬
‫( ) النقري (صفي) ص ‪ / 546‬ابن سعد (الطبقات) جـ ‪ 3‬ص ‪ 33‬جـ ‪ 4‬ص ‪ / 257‬البلذري (النساب)‬ ‫‪2‬‬

‫جـ ‪ 3‬ص ‪ /125 ،121‬أبو قحطان (السي) جـ ‪ 1‬ص ‪ /108‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪ /113 ،112‬ابن‬
‫الـوزي (النتظم) جـ ‪ 5‬ص ‪ / 128‬ابن الثي (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪ / 332‬القلهات (الكشف) جـ ‪ 2‬ص‬
‫‪ /240‬البّادي (الـواهر) ص ‪ /134‬الشماخي (السي) جـ ‪ 1‬ص ‪.50‬‬
‫() ابن خياط (التاريخ) ص ‪ /115‬البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ /119‬السعودي (الروج) جـ ‪ 2‬ص ‪.409‬‬ ‫‪3‬‬

‫() النّخَيلة‪ :‬موضع قرب الكوفة على جهة الشام‪ :‬الميي (الروض العطار) ص ‪.576‬‬ ‫‪4‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ /141 ،140‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪ /117‬السعودي (الروج) جـ‬ ‫‪5‬‬

‫‪ 2‬ص ‪ / 409‬ابن الوزي (النتظم) جـ ‪ 5‬ص ‪ / 133 ، 132‬ابن الثي (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪ / 339‬ابن كثي‬
‫(البداية والنهاية) جـ ‪ 7‬ص ‪.278‬‬
‫() ابن سعد (الطبقات) جـ ‪ 5‬ص ‪ /246 ، 245‬ابن خياط (التاريخ) ص ‪ /119‬البلذري (النساب) جـ ‪3‬‬ ‫‪6‬‬

‫ص ‪ /144-136،142‬االدينوري (الخبار) ص ‪ /157‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪ /116‬ابن أعثم (الفتوح)‬


‫‪68‬‬
‫بلغ المام عليا نبأ مقتل عبدال بن خباب فقرر بعد إلاح من الشعث بن قيس‬
‫وكثي من جيشه أن يول وجهته إل النهروان بدلً من أهل الشام مطالبا إياهم بدم‬
‫عبدال بن خباب( )‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫وتورد بعض الروايات أن عليا طالب أهل النهروان أن يسلموه القتلة وأنم قالوا‪:‬‬
‫"كلنا قتلته"( )‪ ،‬إل أننا ند ‪ -‬ف القابل ‪ -‬من الروايات ما ينفي عن أهل النهروان أنم‬ ‫‪2‬‬

‫ارتضو ا مسل ك مسع ر ب ن فدك ي ف ـالستعرا ض والتقتي ل أ و سحو ا ل ه بالبقا ء ف‬


‫صفوفهم( )‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫ومع ذلك فإننا نرى المام عليّا ‪-‬كرم ال وجهه ‪ -‬زحف بيشه إل النهروان‪،‬‬
‫فجرت هنالك معركة فاصلة قتل فيها معظم أهل النهروان‪ ،‬ول ينج منهم إل القليل( )‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫جـ ‪ 4‬ص ‪ /255‬أبو العرب (الحن) ص ‪ /122‬ابن الـوزي (النتظم) جـ ‪ 5‬ص ‪ /132‬ابن الثي (الكامل)‬
‫جـ ‪ 3‬ص ‪ /342 ،341 ،338‬الذهب (العب) جـ ‪ 1‬ص ‪ /32‬الشماخي (السي) جـ ‪ 1‬ص ‪.50‬‬
‫( ) البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ / 144 -142‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪ / 119‬ابن الـوزي‬ ‫‪1‬‬

‫(النتظم) جـ ‪ 5‬ص ‪ /133‬ابن الثي (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪.343 ،342‬‬


‫( ) ابن أب شيبة (الصنف) جـ ‪ 3‬ص ‪ / 309‬أبو عبيد (الموال) ص ‪ / 81‬البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص‬ ‫‪2‬‬

‫‪ /141 ، 136‬البد (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪ /1105‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪ /120‬ابن الـوزي (النتظم)‬
‫جـ ‪ 5‬ص ‪ /133‬ابن الثي (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪ /343‬ابن كثي (البداية والنهاية) جـ ‪ 7‬ص ‪.289 ،288‬‬
‫() انظر البحث الرابع من هذا الفصل‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫( ) البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ / 150-146‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪ / 122-119‬ابن الوزي‬ ‫‪4‬‬

‫(النتظم) جـ ‪ 5‬ص ‪ /136-133‬ابن الثي (الكامل) ص ‪ /348-345‬الذهب (التاريخ) عهد اللفاء الراشدين‬
‫ص ‪( ،588‬العب) جـ ‪ 1‬ص ‪ /32‬ابن كثي (البداية والنهاية) جـ ‪ 7‬ص ‪.290-288‬‬
‫‪69‬‬
‫البحث الثان‪:‬‬
‫الصحابة من أهل النهروان‬

‫شاركوا أهل النهروان انفصالم‬ ‫تذكر الصادر عددا من صحابة( ) رسول ال‬
‫‪1‬‬

‫عن المام علي‪ ،‬وند أساء بعضهم تتصدر قائمة الذين كان لم دور بارز ف اللاح‬
‫على المام علي بالتراجع عن التحكيم‪ ،‬ثّ العتزال إل النهروان‪.‬‬
‫ويبدو واضحا أن غالبية الصادر متفقة على ذكر بعض تلك الساء ف النهروان‬
‫والحداث الت سبقتها‪ .‬وعلى الرغم من نفي بعض الروايات الت اعتمد عليها بعض‬
‫العلما ء والباحثي( ) ـوجو د الصحاب ة ف ـصفو ف أه ل النهروا ن أ و ضم ن معارضي‬
‫‪2‬‬

‫التحكيم‪ ،‬كالذي يروي عن ابن عباس أنه قال لهل حروراء‪" :‬أتيتكم من عند أصحاب‬
‫النب الهاجرين والنصار ومن عند ابن عم النب وصهـره وعليهـم نـزل القرآن‬
‫فهم أعلم بتأويله منكم وليس فيكم منهم واحد‪ "..‬فإن ‪ -‬ف القابل ‪ -‬من الروايات ما‬
‫يفيد خلف هذه الفكرة‪ ،‬إذ يروى عن ابن عباس نفسه أنه لا جاء من عند معاوية ف أمر‬
‫الكمي ناقشه عدة رجال ف مسألة التحكيم وهم يستدلون عليه من كتاب ال‪ ،‬يقول‬
‫سنّ الول أصحاب ممد‪،‬‬ ‫الراوي‪" :‬حت دخلن من ذلك‪ ،‬قال‪ :‬ومن هم ؟ هم وال ال ّ‬
‫هم وال أصحاب البانس والسواري"( )‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫كما تصف هذه الرواية نفسها – مناقضة للفكرة السابقة ‪ -‬أحد الذين ناقشوا ابن عباس‬
‫ف مسألة التحكيم بأنه "كأنا ينـزع باجته من القرآن ف سورة واحدة" فقال له ابن‬
‫عباس‪" :‬إن أراك قارئا للقرآن عالا با قد فصلت ووصلت"‪.‬‬
‫على أنه من غي القدور على دفعه ثبوت وجود بعض الصحابة فيهم‪ ،‬ل سيما‬

‫مؤمنا به ومات على‬ ‫() للصحاب تعريفات عدة‪ ،‬صحح الافظ ابن حجـر أن الصحاب "من لقي النب‬ ‫‪1‬‬

‫السلم"‪ :‬ابن حجر (الصابة) جـ ‪ 1‬ص ‪.8-6‬‬


‫() ابن حزم (الفصل) جـ ‪ 4‬ص ‪ /237‬النجـار‪ ،‬عامر (الباضية) ص ‪ 38‬هامش‪ /‬العمري (عصر اللفة) ص‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،482‬لكنه يذكر ذلك ف أهل حروراء‪ ،‬وهو ينسحب على أهل النهروان‪.‬‬
‫() ابن أب شيبة (الصنف) جـ ‪ 15‬ص ‪.300 ،299‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪70‬‬
‫الصحابة الذين تتفق عليهم معظم الصادر‪ ،‬فقد حفظت لنا كتب التاريخ أعدادا كبية‬
‫من الصحابة كانوا ف جيش المام علي ف صفي( )‪ ،‬ول يعرف مصي كل واحد منهم‬
‫‪1‬‬

‫إل ما ثبت عن بعضهم من مقتله ف صفي أو بقائه إل فترة متأخرة من الزمن‪ .‬ولذا فمن‬
‫الستبعد جدا أن تكون معركة صفي قد أسفرت عن مقتل كل الصحابة الذين شاركوا‬
‫فيها من ليس له ذكر بعدها‪ ،‬وهذا ما تؤكده رواية خليفة بن خياط عن عبد الرحن بن‬
‫أبزى( ) قال‪" :‬شهدنا مع علي ثانائة من بايع بيعة الرضوان‪ ،‬قتل منا ثلثة وستون"( )‪،‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬

‫عنهم‬ ‫وف رواية "ثلثائة وستون"( )‪ .‬على أنه يروى أن عدد الصحابة الذين توف النب‬
‫‪4‬‬

‫يقدر بأكثر من مائة ألف( )‪ ،‬والذين أورد أساءهم الافظ ابن حجر ف "الصابة" ‪ -‬وهو‬‫‪5‬‬

‫أجع كتاب ف موضوع الصحابة ‪ -‬بلغوا الرقم (‪ .) ()12304‬مع أن ابن حجر ذكر فيهم‬
‫‪6‬‬

‫من أدرك النب ول يثبت أنه رآه أو لقيه ‪ -‬أي يتمل أن يكون صحابيا ويتمل أل‬
‫يكون ‪ -‬ومن ذكر ف الصحابة على جهة الغلط والسهو وليس هو منهم‪ .‬إضافة إل ذلك‬
‫يقول ابن حجر بأنه ل يصل له من ذلك جيعا الوقوف عل ى العش ر من أسامي‬
‫الصحابة( )‪.‬‬
‫‪7‬‬

‫ول يفى أن عدد الصحابة الذكورة أساؤهم بعد صفي ف جهة علي أو ف جهة‬
‫معاوية يقترب مع عدد الذكورين ف الهة العارضة للتحكيم‪ ،‬والتفاوت ف الوجود‬
‫القيقي للصحابة يكون بي جهة معاوية وبي الهات القابلة لا سبق من أن معظم‬

‫() يذكر خليفة بن خياط (التاريخ) ص ‪ 118‬وابن السكن ‪-‬كما نقل عنه ابن حجـر ف (الصابة) جـ ‪ 4‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -282‬أن فيهم ثانائة من بايع تت الشجـرة‪ .‬ويورد اليعقوب (التاريخ) جـ ‪ 2‬ص ‪ 188‬سبعي بدريا وسبعمائة‬
‫من أهل الشجـرة وأربعمائة من الهاجـرين والنصار‪ .‬بينما ينقل العرب التبان ف كتابه (تذير العبقري) جـ ‪ 2‬ص‬
‫‪ 65 ،64‬عن كتاب (صفي) ليحي بن سليمان الـعفي بسند قال عنه "جـيد" عن أب مسلم الولن أنم تسعون‬
‫بدريا وسبعمائة من أهل بيعة الرضوان وأربعمائة من سائر الهاجـرين والنصار‪.‬‬
‫() عبد الرحن بن أبزى الزاعي‪ :‬متلف ف صحبته‪ ،‬والكثر على أنه صحاب‪ .‬وقيل استعمله علي على خراسان‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫واستظهر الذهب أنه عاش إل سنة نيف وسبعي من الجـرة‪ :‬ابن الثي (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪ / 374‬الذهب‬
‫(السي) جـ ‪ 3‬ص ‪ /201،202‬ابن حجر (الصابة) جـ ‪ 4‬ص ‪.282،283‬‬
‫() ابن خياط (التاريخ) ص ‪.118‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن حجر (الصابة) جـ ‪ 4‬ص ‪.282‬‬ ‫‪4‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 1‬ص ‪.2‬‬ ‫‪5‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 8‬ص ‪.325‬‬ ‫‪6‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 1‬ص ‪.2‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪71‬‬
‫الصحابة الوجودين يومئذ كانوا ف جيش علي ف صفي‪ ،‬وطبيعي أن يتجاوزوا عدد من‬
‫ذكرت أساؤهم ف كتب التاريخ‪ ،‬فإن من الصعب إعطاء إحصاء لكل أفراد أهل‬
‫النهروان أو غيهم وبيان اسم كل واحد منهم‪.‬‬
‫وحينئذ ‪ -‬ومع غياب أساء أكثر أولئك الصحابة ف الهة القابلة لهل النهروان‬
‫‪ -‬فإن إيراد الصادر أساء عدد من الصحابة أو الشارة إل جلة منهم قتلوا مع أهل‬
‫النهروان يصبح أمرا طبيعيا‪.‬‬
‫أما الصحابة الذين ورد ذكرهم ف أهل النهروان ومعارضي التحكيم فهم‪:‬‬
‫‪ -1‬زيد بن حصن (أو حصي) الطائي‪:‬‬
‫ذكره عدد من الؤرخي ضمن أهل النهروان( )‪ ،‬وعده كل من أب الؤثر والبّادي‬
‫‪1‬‬

‫من الصحابة( ) ‪ ،‬كما أورده ابن حجر ف القسم الول( ) من أقسام كتابه "الصابة"‬
‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬

‫اعتمادا على ما ذكره اليثم بن عدي من أنه كان عامل عمر بن الطاب على حدود‬
‫الكوفة( ) ‪ ،‬وقد ذكر ذلك أيضا ابن حبان ف "الثقات"( ) والبادي( ) ‪ ،‬قال ابن حجر‪:‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬

‫"وقد ق ّد ْمتُ غيمرة أنم كانوا ل يؤمّرون ف ذلك الزمان إل الصحابة"( )‪.‬‬
‫‪7‬‬

‫() ابن غيلن (السي) ورقة ‪161‬ب (مطوط)‪ /‬أبو الؤثر (السي) جـ ‪ 2‬ص ‪ /313‬البلذري (النساب) جـ ‪3‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪ / 147‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪ / 148 ، 122 ، 121 ، 117 ، 115 ، 102 ، 101‬الشماخي (السي)‬
‫جـ ‪ 1‬ص ‪.53 ،51‬‬
‫() أبو الؤثر (السي) جـ ‪ 2‬ص ‪ /313‬البّادي (الـواهر) ص ‪.118‬‬ ‫‪2‬‬

‫() قسم ابن حجـر العسقلن الذين ذكرهم ف "الصابة ف معرفة الصحابة" أربعة أقسام‪:‬‬ ‫‪3‬‬

‫الول‪ :‬من وردت صحبته أو وقع ذكره با يدل على الصحبة بأي طريق كان‪.‬‬

‫وهو دون سن التمييز‪.‬‬ ‫الثان‪ :‬من ولد على عهده‬


‫الثالث‪ :‬من أدرك الـاهلية والسلم ول يرد أنه لقي النب عليه الصلة والسلم‪ ،‬وهؤلء ليسوا من الصحابة‬
‫باتفاق‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬من ذكر ف الصحابة على طريق الوهم والغلط‪.‬‬
‫() ابن حجر (الصابة) جـ ‪ 2‬ص ‪.603‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن حبان (الثقات )جـ ‪2‬ص ‪.295‬‬ ‫‪5‬‬

‫() البّادي (الـواهر) ص ‪.129‬‬ ‫‪6‬‬

‫() ابن حجر (الصابة) جـ ‪ 2‬ص ‪.603‬‬ ‫‪7‬‬

‫ومستند الافظ ف إثبات الصحبة من هذا الضابط ما عزاه إل ابن أب شيبة أنه أخرج من طريق قال‪" :‬كانوا‬
‫‪72‬‬
‫‪ -2‬حرقوص بن زهي السعدي التميمي‪:‬‬
‫ذكره فيمن قتل ف أهل النهروان عدد من أهل التاريخ( )‪ .‬لكن يفهم ما نقله ابن‬
‫‪1‬‬

‫حجر عن اليثم بن عدي أن الوارج( ) تزعم أن حرقوصا من الصحابة وأنه قتل يوم‬
‫‪2‬‬

‫النهروان‪ ،‬قال اليثم‪" :‬فسألت عن ذلك فلم أجد أحدا يعرفه"( ) يفهم من ذلك أن‬
‫‪3‬‬

‫حرقوص بن زهي هذا غي حرقوص القتول بالنهروان‪ .‬وعليه فقد ذكر ابن حجر ثة‬
‫حرقوصا آخ ر هو العنبي ‪ ،‬ونقل عن ابن أب داود( ) الزم بأن ه ذو الثدية القتول‬
‫‪4‬‬

‫بالنهروان( )‪ ،‬ما ينفي أن يكون حرقوص السعدي قد قتل ف معركة النهروان‪ ،‬وصنف‬ ‫‪5‬‬

‫ابن حجر حرقوصا العنبي ف القسم الثالث‪ ،‬وذكر أن له إدراكا وشهد فتح ُتسْتُر مع‬
‫أب موسى الشعري‪ ،‬قال‪" :‬وهو غي حرقوص بن زهي السعدي"( )‪ .‬وهو كلم مناقض‬
‫‪6‬‬

‫لا ثبت ف التاريخ من أن حرقوصا الذي قتل ف النهروان هو الذي شهد فتح تستر‪ .‬ول‬

‫ليؤمرون ف الغازي إل الصحابة" (الصابة) جـ ‪ 1‬ص ‪.9‬‬


‫وقد بثت بثا مضنيا ف مصنف ابن أب شيبة ول أستطع العثور على هذا النص‪ .‬ولكن يشهد لذلك تأمي عمر ابن‬
‫الطاب لب عبيد بن مسعود الثقفي على قتال الفرس لا ندب عمر الناس ثلثة أيام فكان أول من انتدب أبا‬
‫عبيد هذا‪ ،‬فقيل لعمر‪" :‬هل أمرت عليهم رجـلً من الصحابة" فقال‪" :‬إنا أؤمر أول من استجـاب‪،‬إنكم إنا‬
‫سبقتم الناس بنصرة هذا الدين‪ ،‬وإن هذا هو الذي استجـاب قبلكم"‪ :‬ابن كثي (البداية والنهاية) جـ ‪ 4‬ص‬
‫‪ .25‬ومفاد هذه الادثة أن الصل أنم ل يؤمرون إل الصحابة وأن تأمي أب عبيد الثقفي إنا هو حالة استثنائية‪،‬‬
‫ولذا عوتب عمر‪.‬‬
‫هذا والراد بالضمي ف "كانوا" الصحابة كما يظهر‪ ،‬وليس ذلك متصا بعمر‪ ،‬ففي ترجـمة حنظلة بن الطفيل‬
‫السلمي‪ :‬ابن حجر (الصابة) جـ ‪ 2‬ص ‪ 136‬ذكر أن أبا عبيدة بن الـراح بعثه إل حص ففتحها ال على‬
‫يديه‪ ،‬قال ابن حجـر‪" :‬وقد تقدم غي مرة أنم كانوا ل يؤمرون إل الصحابة‪ ،‬وذكر حنظلة ف القسم الول‪.‬‬
‫وأما العن بذلك الزمان عهد عمر كما بينه ابن حجـر نفسه (الصابة) جـ ‪ 1‬ص ‪.445‬‬
‫() ابن خياط (التاريخ) ص ‪ /119‬أبو الؤثر (السي) جـ ‪ 2‬ص ‪ /313‬البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪،133‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ / 147 ، 136‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 2‬ص ‪ ، 497‬جـ ‪ 3‬ص ‪ / 122 ، 121 ، 115 ، 113‬الشماخي (السي)‬
‫جـ ‪ 1‬ص ‪.53‬‬
‫() انظر ف تعريف الوارج‪ :‬البحث الول من الفصل الثان من هذا الباب‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن حجر (الصابة) جـ ‪ 2‬ص ‪.49‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن أب داود‪:‬هو عبدال بن سليمان بن داود السجستان صاحب السنن‪ ،‬ذكره ابن حجـر ف مقدمة كتابه‬ ‫‪4‬‬

‫(الصابة) جـ ‪ 1‬ص ‪ 2‬ضمن من ألف ف الصحابة‪.‬‬


‫() ابن حجر (الصابة) جـ ‪ 2‬ص ‪.170‬‬ ‫‪5‬‬

‫() ابن حجر (الصابة) ج ‪ 2‬ص ‪.170‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪73‬‬
‫(‪)1‬‬
‫يورد أي مصدر أنه كان ف فتح تستر حرقوصان‪ ،‬فقد ذكر الطبي أن عتبة بن غزوان‬
‫كتب إل عمر بن الطاب يستمده فأمده عمر برقوص بن زهي السعدي وأمّره على‬
‫القتال‪ ،‬وافتتح حرقوص سوق الهواز( ) فأقام با واتسقت له إل تستر‪ ،‬قال الطبي‪" :‬ث‬
‫‪2‬‬

‫إن حرقوصا ترر يوم صفي وبقي على ذلك وشهد النهروان مع الرورية"( ) ‪ ،‬وهو‬
‫‪3‬‬

‫صريح ف كون حرقوص بن زهي السعدي الذي فتح الهواز وتستر هو الذي قتل ف‬
‫النهروان‪ ،‬لكنه غي ذي الثدية العروف كما سيأت بيانه‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وقد عد حرقوص بن زهي السعدي ف الصحابة كثي من أهل العلم( )‪ ،‬ولذا‬
‫‪4‬‬

‫أورده ابن حجر ف القسم الول‪ ،‬وقال عنه‪" :‬له ذكر ف فتوح العراق"( )‪ ،‬وسيأت أنه غي‬
‫‪5‬‬

‫ذي الويصرة‪.‬‬
‫‪ – 3‬عبدال بن وهب الراسب( ) الزدي ذو الّثفِنات( )‪:‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬

‫سبق ف البحث الول أنه بايعه أهل النهروان قبل خروجهم من الكوفة‪ .‬وتشي‬
‫عبارات بعض العلماء إل أنه ليس له صحبة؛ حيث يذكر أبو الؤثر كلّ من حرقوص بن‬

‫() أسلم سابع سبعة ف السلم‪ ،‬وهاجـر إل البشة‪ ،‬وشهد بدرا والشاهد‪ ،‬وهو الذي اختط البصرة وأنشأها‬ ‫‪1‬‬

‫بعد أن استعمله عمر عليها‪ .‬توف سنة ‪ 15‬وقيل ‪ 17‬وقيل ‪ 20‬من الجـرة‪ :‬الذهب (السي) جـ ‪ 1‬ص ‪- 304‬‬
‫‪ /306‬ابن حجر (الصابة) جـ ‪ 4‬ص ‪.439 ،438‬‬
‫( ) الهواز‪ :‬هي خوزستان وهي رامهرمز‪ ،‬وسوق الهواز من مدنا‪ :‬الموي (العجـم) جـ ‪ 1‬ص ‪،338‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ /339‬الميي (الروض العطار) ص ‪.61‬‬


‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 2‬ص ‪.497 ،496‬‬ ‫‪3‬‬

‫() أبو الؤثر (السي) جـ ‪ 2‬ص ‪ / 313‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 2‬ص ‪ / 496‬ابن الثي (الكامل) جـ ‪ 2‬ص‬ ‫‪4‬‬

‫‪ / 545‬ابن الثي (أسد الغابة) جـ ‪ 1‬ص ‪ / 474‬الدرجين (الطبقات) جـ ‪ 2‬ص ‪ /202‬البّادي (الـواهر)‬
‫ص ‪ /118‬الفيوز آبادي (القاموس) جـ ‪ 2‬ص ‪ /309‬الزبيدي (التاج) جـ ‪ 4‬ص ‪.379‬‬
‫() ابن حجر (الصابة) جـ ‪ 2‬ص ‪ 49‬رقم ‪.1663‬‬ ‫‪5‬‬

‫() ساه الـوزجـان ف(أحوال الرجـال) ص ‪ 349‬عبدال بن راسب‪ ،‬وتبعه الذهب ف (اليزان) على ذلك‪،‬‬ ‫‪6‬‬

‫حيث جـعل ثة شخصي؛ أحدها عبدال بن راسب جـ ‪ 4‬ص ‪ 96‬رقم (‪ )4309‬وعبدال بن وهب جـ ‪4‬‬
‫ص ‪ 226‬رقم (‪ ،)4685‬وقد بي الافظ ابن حجـر أنما شخص واحد‪( :‬اللسان) جـ ‪ 4‬ص ‪ 12‬رقم (‬
‫‪ ،)4591‬ص ‪ 191‬رقم (‪.)4898‬‬
‫() يقول ابن حجـر (الصابة) جـ ‪ 5‬ص ‪" :100‬وكان عجـبا ف كثرة العبادة‪ ،‬حت لقب ذا الثفنات‪ ،‬كان‬ ‫‪7‬‬

‫لكثرة سجـوده صار ف يديه وركبتيه كثفنات البعي"وانظر‪ :‬البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪.135‬والثفنات‬
‫جـمع‪= =،‬وثفِنة البعي‪ :‬ما يقع على الرض من أعضائه إذا استناخ وغلظ كالركبتي وغيها‪ :‬الـوهري‬
‫(الصحاح) جـ ‪ 5‬ص ‪ 2088‬باب النون فصل الثاء‪.‬‬
‫‪74‬‬
‫ويعقب بقوله‪" :‬ث من بعدهم‬ ‫زهي وزيد بن حصن ف سياق ذكر صحابة رسول ال‬
‫عبدال بن وهب الراسب"( )‪ .‬ويورده ابن حجر ف القسم الثالث قائلً‪" :‬له إدراك"( ) أي‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫ول يرد أنه لقيه‪ .‬وذكر الذهب أنه كان من أدرك الاهلية( )‪ ،‬أما ابن حزم‬
‫‪3‬‬
‫أدرك النب‬
‫فينفي أن يكون عبدال بن وهب صحابيا( ) ‪ ،‬بل "كان من خيار التابعي"( ) ‪ .‬إل أن‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬

‫الطبي يروي ف خب فتح ماسبذان أن عمر بن الطاب كتب إل سعد بن أب وقاص‬


‫بأن يبعث جندا ويعل على إحدى منبتيه عبدال بن وهب الراسب( )‪ .‬وعلى الرغم من‬
‫‪6‬‬

‫أن ابن حجر ينقل عنه أنه شهد فتوح العراق مع سعد بن أب وقاص‪ ،‬وأنه كان من الند‬
‫الذين أرسلهم سعد( )‪ ،‬فإنه ل يشي إل أمر عمر سعدا بأن يعل عبدال بن وهب على‬ ‫‪7‬‬

‫إحدى منبت أولئك الند‪ .‬وبناءً على ما مر من إدراك عبدال بن وهب الراسب الاهلية‬
‫وعلى ما قرره ابن حجر من أنم كانوا ل يؤمرون يومئذ إل صحابيا فإن عبدال بن‬
‫وهب يعد ‪ -‬إذن ‪ -‬صحابيا( )‪ ،‬ويؤكد ذلك الدرجين( ) والبّادي( )‪.‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪ - 4‬شجرة بن أوف السلمي‪:‬‬


‫ذكر البّادي والشماخي أنه شهد النهروان وكان بدريا( )‪.‬‬
‫‪11‬‬

‫‪ - 5‬عبدال بن شجرة السلمي‪:‬‬

‫() أبو الؤثر (السي) جـ ‪ 2‬ص ‪.313‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن حجر (الصابة) جـ ‪ 5‬ص ‪ 100‬رقم ‪.6364‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الذهب (اليزان) جـ ‪ 4‬ص ‪ 96‬رقم ‪.4308‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن حزم (الفصل) جـ ‪ 4‬ص ‪.238‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن حزم (الـمهرة) ص ‪.386‬‬ ‫‪5‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 2‬ص ‪.475‬‬ ‫‪6‬‬

‫() ابن حجر (الصابة) جـ ‪ 5‬ص ‪.100‬‬ ‫‪7‬‬

‫() نظي هذا إيراد ابن حجـر جـارية بن عبدال الشجـعي حليف بن سلمة من النصار ف القسم الول‬ ‫‪8‬‬

‫(الصابة) جـ ‪ 1‬ص ‪ 445 ، 444‬حيث قال ف ترجته (‪" :)1050‬استدركه ابن فتحون‪ ،‬ونقل عن سيف بن‬
‫عمر أنه كان على اليسرة يوم اليموك مع خالد بن الوليد‪ ،‬وذكره الدارقطن وابن ماكول عن سيف‪ ،‬وقد تقدم‬
‫أنم كانوا ل يؤمرون ف عهد عمر إل الصحابة"‪.‬‬
‫() الدرجين (الطبقات) جـ ‪2‬ص ‪.201‬‬ ‫‪9‬‬

‫() البّادي (الـواهر) ص ‪.118‬‬ ‫‪10‬‬

‫() البّادي (الـواهر) ص ‪ /118‬الشماخي (السي) جـ ‪ 1‬ص ‪.48‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪75‬‬
‫ذكره فيمن شهد النهروان كل من البلذري والطبي والبّادي‪ ،‬وعده فيمن بايع‬
‫تت الشجرة( )‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ - 6‬شريح بن أوف (أو أب أوف) بن ضبعة العبسي‪:‬‬


‫ذكره ف أهل النهروان البلذري والطبي والبّادي( ) ‪ ،‬وجعله الخي من بايع‬
‫‪2‬‬

‫تت الشجرة‪ ،‬لكنه قال "السلمي"‪ ،‬ويبدو أنه خلط بينه وبي شجرة بن أوف السلمي‪.‬‬
‫‪ - 7‬ثرملة (من بن حنظلة)‪:‬‬
‫أورده فيمن قتل مع أهل النهروان كل من الوهري ‪ -‬وجعله هوذا الثدية( ) ‪ -‬والقلهات‪،‬‬
‫‪3‬‬

‫والبّادي‪ ،‬وذكر الخيان أنه من صحابة رسول ال ( )‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫‪ - 8‬نافيييع‪:‬‬
‫ذكره ف أهل النهروان كل من أب داود والبلذري والطبي وابن حجر والبّادي‬
‫والشماخي( )‪ ،‬وجعله الربعة الولون ذا الثدية العروف بالخدج‪ ،‬وهو الذي يفيده نقل‬ ‫‪5‬‬

‫البّادي والشماخي عن جابربن زيد الزدي أن نافعا "قطع الفحل يده"( )‪ .‬وعده البّادي‬
‫‪6‬‬

‫من صحابـة رسـول ال ومول لثرملة السابق ذكره( )‪ .‬ولعل كونه مول لثرملة لبس‬
‫‪7‬‬

‫على الوهري فجعـل ثرملة هو ذا الثدية‪ .‬هذا وف الصحابة عدد من اسه نافع( ) من‬
‫‪8‬‬

‫الصعب تديد واحد منهم ليكون هو صاحب هذه الترجة‪.‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪/ 147 ، 134 ، 133‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪ /122 ، 120‬البّادي‬ ‫‪1‬‬

‫(الـواهر) ص ‪.118‬‬
‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ / 147 ، 136 ، 133‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪/122 ، 121 ، 115‬‬ ‫‪2‬‬

‫البّادي (الـواهر) ص ‪.129‬‬


‫() الـوهري (الصحاح) جـ ‪ 6‬باب الياء فصل الثاء ص ‪ ،2291‬باب الياء فصل الياء ص ‪.2541‬‬ ‫‪3‬‬

‫() القلهات (الكشف) جـ ‪ 2‬ص ‪ /252‬البّادي (الـواهر) ص ‪.118‬‬ ‫‪4‬‬

‫() أبو داود (السـنن) ك السنة باب قتال الوارج رقم ‪ /4770‬البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪/149‬الطبي‬ ‫‪5‬‬

‫(التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪ /125‬البّادي (الـواهر) ص ‪ /118‬ابن حجر (نـزهة اللباب) جـ ‪ 1‬ص ‪ 282‬رقم‬
‫‪ /1128‬الشماخي (السي) جـ ‪ 1‬ص ‪.53‬‬
‫() البّادي (الـواهر) ص ‪ /141‬الشماخي (السي) جـ ‪ 1‬ص ‪.53‬‬ ‫‪6‬‬

‫() البّادي (الـواهر) ص ‪.141‬‬ ‫‪7‬‬

‫() ذكر ابن حجـر ف (الصابة) جـ ‪ 6‬ص ‪ 416 - 404‬اثني وعشرين صحابيا من اسه نافع‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪76‬‬
‫‪ - 9‬عمي بن الارث‪:‬‬
‫ذكره البّادي ف أهل النهروان ونسبه أنصاريا( ) ‪ .‬وأورد الافظ ابن حجر اثني‬
‫‪1‬‬

‫اتفق اساها وتشابه اسا أبويهما‪ ،‬الول‪ :‬عمي بن الارث النصاري‪ ،‬شهد العقبة وبدرا‬
‫وأحدا( ) والثان‪ :‬عمي بن حارثة السلمي‪ ،‬صحاب شهد صفي مع علي( )‪ .‬ول يبعد أن‬
‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬

‫يكونا شخصا واحدا‪ ،‬فإن الول سلمي أيضا كما ذكر ابن الثي( ) ‪ ،‬وعليه يكون‬
‫‪4‬‬

‫"حارثة" مرفا عن "الارث"‪ .‬وبناءً على هذا فلعله هو الذي أراده البّادي‪ ،‬ل سيما أنه‬
‫ل يرد عنه أنه قتل ف صفي‪ ،‬ول أجد له ذكرا بعد ذلك‪.‬‬
‫‪ - 10‬أبو عمرو بن نوفل‪:‬‬
‫ذكره البّادي ف أهل النهروان وف الصحابة( )‪.‬‬
‫‪5‬‬

‫‪ - 11‬هرم بن عمرو النصاري (من بن واقف)‪:‬‬


‫ذكره البّادي ف أهل النهروان( )‪ ،‬وأورده ابن عبدالب ف الصحابة وساه هرم بن‬
‫‪6‬‬

‫عبدال النصاري( )‪ ،‬قال عنه‪" :‬من بن عمرو بن عوف هو أحد البكائي الذين نـزلت‬ ‫‪7‬‬

‫فيهم "تولوا وأعينهم تفيض من الدمع"( )‪ ،‬وأورده ابن الثي ف هرم بن عبدال النصاري‬
‫‪8‬‬

‫() البّادي (الـواهر) ص ‪.118‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن حجر (الصابة) جـ ‪ 4‬ص ‪ 714‬رقم (‪.)6030‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن حجر (الصابة) جـ ‪ 4‬ص ‪.)6032( 714‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن الثي (أسد الغابة) جـ ‪ 3‬ص ‪ 785‬رقم (‪.)4061‬‬ ‫‪4‬‬

‫() البّادي (الـواهر) ص ‪.118‬‬ ‫‪5‬‬

‫() الصدر السابق‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫() ابن عبدالب (الستيعاب) جـ ‪ 4‬ص ‪ 1537‬رقم ‪.2676‬‬ ‫‪7‬‬

‫() سورة التوبة‪ ،‬آية ‪.92‬وروى الطبي ف تفسي هذه الية (جامع البيان) جـ ‪ 10‬ص ‪ 212 ، 211‬أن رسول‬ ‫‪8‬‬

‫أمر الناس أن ينبعثوا غازين معه فجـاءته عصابة من أصحابه فيهم عبدال بن مغفل الزن فقالوا‪:‬يارسول‬ ‫ال‬

‫‪ :‬وال ما أجـد ما أحلكم عليه‪ ،‬فتولوا وهم بكاء فأنـزل ال {ليس على‬ ‫ال‪ ،‬احلنا‪ ،‬فقال لم رسول ال‬
‫الضعفاء ول على الرضى} إل قوله {حزنا أل يـدوا ما ينفقون}‪.‬‬
‫وروى أيضا أنا نـزلت ف نفر من مزينة أو ف بن مقرن من مزينة‪ ،‬قيل‪ :‬فيهم عرباض بن سارية‪ .‬وقيل‬
‫نـزلت فيه خاصة‪ .‬وقيل نـزلت ف سبعة من قبائل شت‪:‬‬
‫‪ - 1‬م ن بن ـعمر و ب ن عوف ‪ :‬سال ـب ن عمي ـ‪ 2‬ـ‪ -‬م ن بن ـواقف ‪ :‬حرم ي ب ن عمرو‪.‬‬
‫‪77‬‬
‫أيضا‪ ،‬لكن نسبه إل بن واقف‪ ،‬واعتذر لبن عبدالب بأن بن واقف كانوا حلفاء بن‬
‫عمرو بن عوف( ) ‪ ،‬قال ابن حجر‪" :‬وهو اعتذار حسن"( ) ‪ .‬وذكر ابن الثي بأنه كان‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫قدي السلم وأحد البكائي الذين أتوا رسول ال ليحملهم فلم يكن عنده ما يملهم‬
‫عليه فتولوا وهم يبكون‪ .‬وأورده ابن حجر ف ترجة حرمي بن عمرو الواقفي‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫"يأت ف هرمي بالاء"( ) ‪ ،‬ث ذكره ف القسم الول وقال‪" :‬هرم أو هرمي بن عبدال‬ ‫‪3‬‬

‫النصاري"( )‪ .‬وصرح ابن الثي بأن ثة رجليـن بذا السم‪ ،‬وفرق بينهما بأن الثان ولد‬ ‫‪4‬‬

‫قيل فيه هرمي وهرم( ) ‪ ،‬ولذا أورد ابن حجر الثان ف القسم‬
‫‪5‬‬
‫على عهد رسول ال‬
‫الثان‪ ،‬قال عنه‪" :‬هرمي بن عبدال ويقال ابن عتبة ويقال ابن عمرو النصاري الطمي‬
‫ويقال الواقفي"( )‪.‬‬
‫‪6‬‬

‫وروى الطبي أن أحد السبعة البكائي حرمي بن عمرو من بن واقف( ) ‪ .‬وهو‬


‫‪7‬‬

‫أقرب إل من ذكره البّادي‪ ،‬ويبدو أن "حرمي" مصحّفة عن "هرمي"‪.‬‬


‫والذي يتبي أن ف اسم هذين الرجلي خلطا‪ ،‬وأن الصواب ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬هرمي أو هرم بن عمرو النصاري الواقفي‪ :‬قدي السلم‪ ،‬وأحد البكائي بناء على‬
‫رواية الطبي‪.‬‬
‫‪-‬هرمي أو هرم بن عبدال النصاري الواقفي أيضا‪ :‬وهو الذي ولد على عهد النب‬
‫‪.‬‬
‫لرّيت بن راشد السامي الناجي‪:‬‬
‫‪ -12‬ا ِ‬
‫‪ - 4‬من بن العلى‪ :‬سلمان بن صخر‪.‬‬ ‫‪ - 3‬من بن مازن بن النجار‪:‬عبدالرحن بن كعب يكن أبا ليلى‬
‫‪ 5‬ـ‪ -‬م ن بن ـحارثة ‪ :‬عبدالرح ن ب ن يزي د أب و عبلة ‪ ،‬وه و الذ ي تصد ق بعرض ه فقبل ه ال ـمنه‪.‬‬
‫‪ - 7‬وعبدال بن عمرو الزن‪.‬‬ ‫‪ - 6‬من بن سلمة‪ :‬عمر بن غنمة‪.‬‬
‫() ابن الثي (أسد الغابة) جـ ‪ 4‬ص ‪ 616‬رقم (‪ )5352‬وص ‪ 618‬رقم ‪.5358‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن حجر (الصابة) جـ ‪ 6‬ص ‪.535‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 2‬ص ‪ 53‬رقم (‪.)1676‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 6‬ص ‪ 535‬رقم (‪.)8956‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن الثي (أسد الغابة) جـ ‪ 4‬ص ‪.619‬‬ ‫‪5‬‬

‫() ابن حجر (الصابة) جـ ‪ 6‬ص ‪ 567‬رقم ‪.9034‬‬ ‫‪6‬‬

‫() الطبي (جامع البيان) جـ ‪ 10‬ص ‪.213‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪78‬‬
‫شه د م ع عل ي الم ل وصفي ‪ ،‬وق د خر ج ع ن عل ي ب ن أب ـطال ب بسبب‬
‫التحكيم( )‪ ،‬ثّ أرسل إليه علي معقل بن قيس الرياحي( ) فقتل الريت( )‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫وقد ذكر الريت بن راشد ف الصحابة ابن عبدالب( ) وابن الثي( ) وابن حجر ف‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬

‫(‪)7‬‬
‫القسم الول( )‪ ،‬لكنه أورد ف القسم الثالث الِرّيت بن راشد الشامي قائلً‪" :‬له إدراك"‬
‫‪6‬‬

‫مغايرا بذلك بي الثني‪ ،‬وإن كان ذكر ف ترجة كل منهما ما يفيد أنما شخص واحد‪،‬‬
‫ذلك أنه ل تغاير بي الناجي والسامي؛ فإن السامي نسبة إل بن سامة بن لؤي( )‪،‬‬
‫‪8‬‬

‫والناجي منسوب إل ناجية قبيلة من سامة بن لؤي( )‪ ،‬وأما الشامي فواضح أنا مصحفة‬
‫‪9‬‬

‫عن السامي‪.‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ /177‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪ /137‬ابن الوزي (النتظم) جـ ‪5‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪ /153‬ابن الثي (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪.364‬‬


‫وينفرد الطبي بأنه شهد مع علي النهروان‪ ،‬غي أنه ل ذكر للنهروان ف الصادر التاريية الخرى‪ .‬ويرجـح‬
‫هذا أن خلف الريت للمام علي كان بعد تكيمه الكمي مباشرة‪.‬‬
‫( ) معقل بن قيس الرياحي‪ :‬له إدراك‪ ،‬أوفده عمار بن ياسر على عمر بفتح تستر‪ ،‬وكان من أمراء علي يوم‬ ‫‪2‬‬

‫الـمل‪ ،‬وكان صاحب شرطة علي‪ .‬وذكر خليفة بن خياط أن الستورد بن علفة أحد الناجـي ف النهروان‬
‫بارزه لا خرج بعد علي فقتل كل منهما الخر سنة اثنتي وأربعي‪ ،‬وقيل سنة تسع وثلثي للهجـرة‪ :‬ابن خياط‬
‫(التاريخ) ص ‪ /119‬ابن حجـر (الصابة) جـ ‪ 6‬ص ‪ 306‬رقم ‪.8455‬‬
‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ /182-179‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.138‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن عبدالب (الستيعاب) جـ ‪ 2‬ص ‪ 458‬رقم ‪.692‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن الثي (أسد الغابة) جـ ‪ 2‬ص ‪ 128‬رقم ‪.1437‬‬ ‫‪5‬‬

‫() ابن حجر (الصابة) جـ ‪ 2‬ص ‪ 273‬رقم ‪.2246‬‬ ‫‪6‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ 360 359‬رقم ‪.2334‬‬ ‫‪7‬‬

‫() السيوطي (لب اللباب) جـ ‪ 2‬ص ‪ 6‬رقم ‪.2027‬‬ ‫‪8‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ 287‬رقم ‪.3943‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪79‬‬
80
‫البحث الثالث‪:‬‬
‫حجج معارضي التحكيم ف اعتزال المام علي‬

‫تعبر مواقف المعارضين للتحكيم بدءاً من رفع المصاحف إلى‬


‫العتزال إلى حروراء ثم إلى النهروان عن صلبة في التمسك بهذا المبدأ‪.‬‬
‫ولعل الثبات عليه إلى درجة الموت من أجله يدفعنا إلى إعادة تقويم لمسألة‬
‫التحكيم لكتناه الحقيقة فيه وفي مواقف معارضيه‪ .‬وتمثل تلك المواقف‬
‫عرضاً لحجج أصحابها‪ .‬وتعطي المناظرة التي جرت في حروراء)‪ (1‬بينهم‬
‫وبين عبدال بن عباس ملخصاً لتلك الحجج‪ .‬لكننا نجد أن الحوار في قضية‬
‫التحكيم وأسبابه ونتائجه ل يتوقف بنهاية معركة النهروان بل نجد لكل‬
‫الفريقين ‪ -‬المعارض والمؤيد ‪ -‬أنصاراً يناظرون مخالفيهم معلنة النتائج‬
‫عند كل فريق عن انتصاره على الفريق الخر‪ .‬ول مناص من التعريج‬
‫على حروراء لستجلء حقيقة ما دار هنالك‪.‬‬
‫مناظرة عبدال بن عباس لهل حروراء‪:‬‬
‫سبق ذكر اختلف الروايات في نتيجة المناظرة بين أهل حروراء‬
‫وابن عباس‪ ،‬حيث يفهم من بعضها إلزام ابن عباس إياهم الحجة‪ ،‬في حين‬
‫يذكر فيه بعضها الخر عكس ذلك‪ .‬غير أن هنالك قاسماً مشتركاً بين هذه‬
‫الروايات جميعاً يتلخص في النقاط التي استند إليها أهل حروراء وأجاب‬
‫عنها ابن عباس‪ .‬على أننا ل نغفل عن أن من الروايات ما ينسب الردود‬

‫() ثة مـال واسع لحتمال أن يكون بعض ما يروى من جـوانب تلك الحاورة جـرى ف النهروان أيضا‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫فقد روى البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ 128 ، 127‬أن عليا أرسل إل الرورية ابن عباس وصعصعة بن‬
‫صوحان ث أعادها إليهم فرجـع منهم نو من خسمائة‪ .‬كما يروي الشماخي (السي) جـ ‪ 1‬ص ‪ 51‬أن‬
‫أهل النهروان قدم عليهم صعصعة بن صوحان‪ ،‬ث قيس بن سعيد فناظروه فقال‪ :‬هذا أمي الؤمني يكم بكتاب‬
‫ال قالوا‪" :‬أل يلعه وكيله"‪.‬‬
‫فقدوم صعصعة ‪-‬عند الشماخي‪ -‬يؤكد قدومه الثان عند البلذري‪ ،‬كما أن قولم لقيس بن سعيد‪" :‬أل يلعه"‬
‫أي عليّا "وكيله" أي أبو موسى صريح ف أن الوار كان بعد نتيجـة التحكيم‪ ،‬أي ف النهروان؛ إذ إن‬
‫اجـتماع الكمي كان بعد انصرافهم إل النهروان‪.‬‬
‫وأما قدوم ابن عباس ‪-‬ثانيا‪ -‬عند البلذري فتؤيده الرسالتان النسوبتان إل علي وابن عباس ف شأن أهل‬
‫النهروان‪ ،‬وف كلتا الرسالتي التصريح بأن ابن عباس حاورهم ف النهروان‪( :‬السي) ورق ة ‪ 101‬ظ ‪ -‬ورقة‬
‫‪105‬ظ (مطوط)‪ .‬وأما المسمائة الذين خرجوا من النهروان فل يبعد أن يكونوا فروة بن نوفل وأصحابه فإنه‬
‫انسحب ف خسمائة رجـل‪ :‬البلذري (النساب) جـ ‪ 5‬ص ‪ / 169‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪،121‬‬
‫واتفاق العدد مرجـح لن يكونا جـماعة واحدة‪ ،‬وإذن فذلك يرفع من نسبة الحتمال السابق‪.‬‬
‫‪81‬‬
‫إلى المام علي نفسه)‪ . (1‬والثابت أن له ‪ -‬كرم ال وجهه ‪ -‬حجة أخرى‬
‫عليهم يأتي ذكرها‪ ،‬كما أن لهل حروراء ومعارضي التحكيم عامة دفاعاً‬
‫عن موقفهم‪.‬‬
‫وتتفق الروايات)‪ (2‬على ذكر أمرين احتج بهما أهل حروراء‪:‬‬
‫‪ - 1‬أن علياً حكّم الرجال في أمر ال‪ ،‬وهو المر بقتال الفئة الباغية‪ ،‬أي‬
‫معاوية وأصحابه‪.‬‬
‫‪ -2‬أنه محا اسم المارة عن نفسه عند كتابة وثيقة التحكيم‪.‬‬
‫‪ - 3‬وتضيف بعض هذه الروايات إليهما أمراً ثالثاً‪ ،‬وهو أن المام علياً لم‬
‫يغنم ولم يسبِ‪.‬‬
‫‪ - 4‬وتنفرد رواية بالقول إن من جملة مآخذ معارضي التحكيم على المام‬
‫‪ -‬حسب زعم‬ ‫علي تخليه عن المطالبة بحقه الذي أوصاه به الرسول‬
‫الرواية ‪ -‬وهو تسلم الخلفة من بعده)‪.(3‬‬
‫ول يخفى أن الصبغة الشيعية بادية على المر الرابع؛ إذ ل يفيد أي‬
‫للمام علي‬ ‫مصدر البتة تبنّي أهل حروراء فكرة وصاية الرسول‬
‫بالخلفة بعده‪ ،‬فكيف تكون مبدءاً من مبادئهم‪ ،‬بل كان من أول ما أعلنوه أن‬
‫"المر شورى" وهي فكرة ل تتفق مع فكرة الوصاية‪ .‬كما أن الخلف بين‬
‫المام علي وأهل حروراء نبع من قبوله التحكيم‪ .‬بالضافة إلى أنه كان‬
‫على سدة الخلفة يومئذ‪ ،‬فل أساس ‪ -‬إذن ‪ -‬لنسبة هذا الحتجاج إلى أهل‬
‫حروراء‪ ،‬مما يغني عن ذكر نقضه من قبل ابن عباس‪.‬‬
‫أما المر الثالث فيبدو أنه ل علقة له بمنكري التحكيم أيضاً‪ ،‬فإن هذا‬
‫الحتجاج إنما طرحه أصحاب علي بعد معركة الجمل‪ ،‬حين توقعوا أن‬

‫() البغدادي‪ ،‬عبدالقاهر (الفرق) ص ‪.78‬‬ ‫‪1‬‬

‫( ) أحد بن حنبل (السند) جـ ‪ 1‬ص ‪ / 87‬النسائي (السنن الكبى) ك الصائص با ب ‪ 62‬رق م ‪،8575‬‬ ‫‪2‬‬

‫(الصائص) ص ‪ /62‬الطبان (العجـم الكبي) جـ ‪ 1‬ص ‪ 58‬رقم ‪ /10558‬الاكم (الستدرك) جـ ‪ 2‬ص‬


‫‪ / 152‬البيهقي (السنن الكبى) جـ ‪ 8‬ص ‪ 311‬رقم ‪ / 16740‬أبو نعيم (اللية) جـ ‪ 1‬ص ‪ /320‬ابن سعد‬
‫(الطبقات) جـ ‪ 3‬ص ‪ / 32‬البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ / 129-127 ، 122‬البد (الكامل) جـ ‪ 3‬ص‬
‫‪ / 1133 ، 976‬اليعقوب (التاريخ) جـ ‪ 2‬ص ‪ / 191‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪ / 114 ، 110‬ابن غيلن‬
‫(السي) ورقة ‪161‬ظ (مطوط)‪ /‬أبو قحطان (السي) جـ ‪ 1‬ص ‪ /107‬ابن الوزي (النتظم) جـ ‪ 5‬ص ‪،125‬‬
‫(تلبيس إبليس) ص ‪ /114‬ابن الثي (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪ /327‬القلهات (الكشف) جـ ‪ 2‬ص ‪ /250‬ابن كثي‬
‫(البداية والنهاية) جـ ‪ 7‬ص ‪ / 279‬البّادي (الـواهر) ص ‪ / 122-119‬الشماخي (السي) جـ ‪ 1‬ص ‪/49‬‬
‫القدسي (البدء والتاريخ) جـ ‪ 5‬ص ‪ /224 ،223‬الدينوري (الخبار الطوال) ص ‪.150‬‬
‫() اليعقوب (التاريخ) جـ ‪ 2‬ص ‪.191‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪82‬‬
‫‪1‬‬
‫يكون السبي والغنيمة نتيجة للنصر) (‪ ،‬وجواب ابن عباس في هذه‬
‫الروايات بقوله‪" :‬أتسْبُون أمكم عائشة أم تستحلون منها ما تستحلون من‬
‫غيرها" يؤكد ذلك‪ ،‬إذ ل يد للسيدة عائشة في معركة صفين‪ .‬يضاف إلى‬
‫ذلك أن أهل حروراء اتخذوا موقفهم بناءً على عدم مواصلة القتال‪ ،‬ولم تنته‬
‫معركة صفين بتغلب المام علي وأصحابه حتى يتسنى توقع الغنيمة‬
‫والسبي‪ ،‬على أن سؤال أصحاب علي عن الغنيمة والسبي إثر معركة‬
‫الجمل يمنع من تكرره فيما بعد ل سيما أن الذين قاتلوا مع علي في الجمل‬
‫هم الذين قاتلوا معه في صفين‪ ،‬والذين اعتزلوا إلى ح روراء كانوا من ذلك‬
‫الجيش‪ .‬فضلً عن خلو الروايات الخرى من ذكر هذا الحتجاج‪.‬‬
‫أما المران الولن فقد أجاب عنهما ابن عباس بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬أن ال تعالى أجاز تحكيم رجلين في الشقاق بين الزوجين في قوله‬
‫سبحانه‪ :‬وإنـ ـخفتمـ ـشقاقـ ـبينهماـ ـفابعثواـ ـحكماً ـمنـ ـأهلهـ ـوحكماً ـمن‬
‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬
‫أهلها ) (‪ ،‬وفي صيد الحرم‪ :‬يحكم به ذوا عدل منكم ) (‪.‬‬
‫‪ -‬أن محو اسم المارة عن المام علي ل يخلعه منها اقتداء بما فعله النبي‬
‫في صلح الحديبية حين رفض المشركون كتابة اسم الرسالة للنبي‬
‫‪4‬‬
‫في وثيقة الصلح‪ ،‬فمحاه ) (‪.‬‬
‫() ابن أب شيبة (الصنف) جـ ‪ 15‬ص ‪ /286 ،263 ،257‬البيهقي (السنن الكبى) جـ ‪ 8‬ص ‪.316‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ )(2‬سورة النساء‪ ،‬آية ‪.35‬‬


‫‪ )(3‬سورة الائدة‪ ،‬آية ‪.95‬‬
‫( ) مسلم (الصحيح) ك الـهاد والسي باب (‪ ) 34‬رق م ‪ . 1784 ، 1783‬وروى النسائي ف "الكبى" عن‬ ‫‪4‬‬

‫علقمة بن قيس قال‪ :‬قلت لعلي‪ :‬تعل بينك وبي ابن آكلة الكباد حكما ؟ قال‪ :‬إن كنت كاتب رسول ال‬
‫يوم الديبية فكتب‪":‬هذا ما صال عليه ممد رسول ال وسهيل بن عمرو "‪ ،‬فقال سهيل‪ :‬لو علمنا أنه رسول‬
‫ما قاتلناه‪ ،‬امها‪ ،‬فقلت‪ :‬هو وال رسول ال وإن رغم أنفك‪ ،‬ل وال ل أموها‪ ،‬فقال رسول ال‪:‬‬ ‫ال‬
‫"أرن مكانا"‪ ،‬فأريته فمحاها‪ ،‬وقال‪" :‬أما إن لك مثلها‪ ،‬ستأتيها وأنت مضطر"‪.‬‬
‫لنْبِي الكوف‪ ،‬وهو‬
‫وهذا الديث بذه الزيادة منكر ل يصح‪ ،‬فمن جهة السند فيه عمرو بن هاشم أبو مالك ا َ‬
‫ضعيف‪ ،‬قال عنه ابن حجر ف (التقريب) ص ‪ 427‬رق م ‪" : 5126‬لي الديث‪ ،‬أفرط فيه ابن حبان‪ ،‬من‬
‫التاسعة"‪ ،‬وفيه ممد بن إسحاق بن يسار‪ ،‬وهو"صدوق يدلس‪ ،‬ورمي بالتشيع والقدر"‪ ،‬انظر‪( :‬التقريب) ص‬
‫‪ 467‬رقم ‪ ، 5725‬وقد عنعن هاهنا‪ .‬ومن جهة الت فهو مالف للحاديث الخرى الت روت قصة الديبية‬
‫بدون زيادة "أما إن لك مثلها‪ ،‬ستأتيها وأنت مضطر"‪ ،‬ولكل الروايات الواردة ف الناظرة والناقشات ف أمر‬
‫الكمي‪ ،‬إذ ل توجد رواية اشتملت على مثل هذه الزيادة‪ ،‬إل واحدة عند البد ف (الكامل)‪ .‬على أن البلذري‬
‫روى ف (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ 110‬عن علقمة بن قيس نفسه قال‪ :‬قلت لعلي‪ :‬أتقاضي معاوية على أن يكم‬
‫حكمان؟ فقال‪ :‬ما أصنع؟ أنا مضطهد‪ ،‬وليس فيها تلك الزيادة‪ .‬فالظاهر أن قول المام علي‪" :‬أنا مضطهد"‪-‬إن‬
‫صح ‪ -‬استحال حديثا نبويا يتذرع به إل صحة ما صار إليه المام علي من قبول التحكيم حت يكون من دلئل‬
‫النبوة‪ ،‬فإن ف جلة "أما إن لك مثلها" إشارة واضحة إل سلمة الوقف ف قبول التحكيم‪.‬‬
‫‪83‬‬
‫وإلى هنا تتوقف بعض الروايات لتخلص من ذلك إلى أن قسماً من أهل‬
‫حروراء رجعوا إلى الكوفة تائبين‪.‬‬
‫بيد أن القسم الخر من الروايات يبين أن أهل حروراء نقضوا على ابن‬
‫عباس ردوده تلك بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬أن ما جعل ال حكمه إلى العباد فلهم ذلك‪ ،‬وأما ما حكم ال فيه فليس لهم‬
‫أن ينظروا فيه‪ ،‬فقد حكم في الزاني مائة جلدة وفي السارق بقطع يده فليس‬
‫للعباد أن ينظروا في ذلك‪ ،‬وقد أمضى ال حكمه في معاوية وأصحابه أن‬
‫يقاتلوا حتى يرجعوا وقد دُعوا إلى حكم الكتاب قبل الحرب فأبوه‪ .‬كما أن‬
‫حكَمَ من شرطه أن يكون عدلً‪ ،‬وليس عمرو ابن العاص ‪ -‬بناء على‬ ‫ال َ‬
‫سفكه دماء أصحاب علي ‪ -‬عدلً‪ ،‬كما أن أبا موسى كان يثبط‬

‫‪1‬‬
‫الناس عن علي ) (‪.‬‬
‫‪ -‬أما ما يتعلق بمحو اسم المارة فقد أكد أهل حروراء كلم الحنف بن‬
‫قيس لعلي في صفين‪" :‬خشيت أل يرجع إليك أبداً إنه ليس لكم ما لرسوله‬
‫‪2‬‬
‫") ( بأن أمر الموادعة في الحديبية كان فترة مرحلي ة نق ل عنه ا النب ي‬
‫فيما بعد‪ ،‬فما جرى في الصلح كان لهذا السبب "وقد قطع ال عز وجل‬
‫‪3‬‬
‫الستفاضة والموادعة بين المسلمين وأهل الحرب منذ ن زلت براءة") (‪.‬‬
‫ومن اللفت للنظر أن الروايات كلها ل تضيف ردوداً من جانب ابن عباس‬
‫‪4‬‬
‫على هذه الحتجاجات‪ ،‬بل إنه "لم يقدر أن يرد عليهم") (‪ .‬وإذن فل ضير‬
‫‪5‬‬
‫في أن تقول الروايات بأن ابن عباس كلمهم "فلم يقع منهم موقعاً") (‪ ،‬وأنه‬

‫( ) ابن غيلن (السي)ورق ة ‪159‬ظ‪ 161-‬ظ (مطوط)‪ /‬أبو الؤثر (السي) جـ ‪ 2‬ص ‪ / 306 ، 305‬البلذري‬ ‫‪1‬‬

‫(النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ /122‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪ /110 ،109‬أبو قحطان (السي) جـ ‪ 1‬ص ‪،106‬‬
‫‪ / 107‬القلهات (الكشف) جـ ‪ 2‬ص ‪ / 245 ، 244‬البّادي (الـواهر) ص ‪ / 122-120‬الشماخي (السي)‬
‫جـ ‪ 1‬ص ‪.49‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪ /103‬البّادي (الـواهر) ص ‪ /116‬الشماخي (السي) جـ ‪ 1‬ص ‪.48‬‬ ‫‪2‬‬

‫() أبو الؤثر (السي) جـ ‪ 2‬ص ‪ /306 ، 305‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪ /117‬أبو قحطان (السي) جـ ‪2‬‬ ‫‪3‬‬

‫ص ‪ /107 ،106‬القلهات (الكشف) جـ ‪ 2‬ص ‪.246 ،245‬‬


‫() أبو قحطان (السي) جـ ‪ 1‬ص ‪.107‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن أب شيبة (الصنف) جـ ‪ 15‬ص ‪.312‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪84‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫رجع إلى علي "ولم يصنع شيئاً") ( ‪ ،‬وأنه "لم يجبه منهم أحد") ( ‪ ،‬وأنهم‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬
‫"احتجوا عليه") (‪ ،‬وأنه لما رجع إلى علي قال له‪" :‬خصمك القوم") (‪.‬‬
‫وسير الحداث بعد المناظرة يؤكد أن حِجاج ابن عباس أهل حروراء لم‬
‫يؤثر في موقفهم شيئاً إن لم يكن موقفهم هو المؤثر فيه‪ ،‬وذلك بناء على ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬مجيء علي بن أبي طالب إليهم بعد ابن عباس لمناظرتهم‪ ،‬فلو كان ابن‬
‫عباس قد استطاع أن يقنعهم ويردهم إلى الكوفة لما كان ثمة مسوغ لمجيء‬
‫علي إليهم‪ .‬يقول د‪ .‬محمود إسماعيل‪" :‬ولم يخامر الشك عليا في عدالة‬
‫موقف )الخوارج( بل كان حريصاً على استمالتهم فبعث إليهم ابن عمه‬
‫عبدال بن عباس فناظروه ‪ -‬على علمه وفقهه ‪ -‬وقارعوه الحجة بالحجة‬
‫وكان رد الخوارج عليه مقنعاً حاسماً ولم يجد علي مناصاً من الخروج‬
‫‪5‬‬
‫إليهم بنفسه") ( ‪ .‬ويروي الطبري أن عليا خرج إلى أهل حروراء فانتهى‬
‫إليهم وهم يخاصمون ابن عباس فقال‪" :‬انته عن كلمهم‪ ،‬ألم أنهك رحمك‬
‫‪6‬‬
‫ال") (‪.‬‬
‫ب‪ -‬الخلف الحاصل بين علي وابن عباس فيما بعد في قضية بيت مال‬
‫البصرة‪ ،‬حيث يروى أن ابن عباس تأول أن له نصيباً في بيت المال فأخذ‬
‫منه‪ ،‬وقد كان بينهما مراسلت ل تخلو من حدة في القول وإغلظ في‬
‫العبارة مما أدى بابن عباس إلى أن يكتب إلى علي بقوله‪" :‬ابعث إلى عملك‬
‫‪7‬‬
‫من أحببت فإني ظاعن عنه"‪ ،‬ثم رحل إلى مكة) (‪.‬‬
‫والذي يثير التساؤل في هذه القضية كلم ابن عباس لعلي في إحدى‬
‫رسائله‪" :‬ووال لن ألقى ال بما في بطن هذه الرض من عقيانها ولجينها‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪ /114‬البّادي (الـواهر) ص ‪.122‬‬ ‫‪1‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪.122‬‬ ‫‪2‬‬

‫() اليعقوب (التاريخ) جـ ‪ 2‬ص ‪.191‬‬ ‫‪3‬‬

‫() أبو قحطان (السي) جـ ‪ 1‬ص ‪ /107‬الشماخي (السي) جـ ‪ 1‬ص ‪.49‬‬ ‫‪4‬‬

‫() إساعيل (قضايا ف التاريخ) ص ‪.76‬‬ ‫‪5‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.110‬‬ ‫‪6‬‬

‫ول منافاة بي كون المام علي وجـد ابن عباس يناظرهم فنهاه وبي كونه رجـع إليه فقال "خصمك القوم"‬
‫فإن أكثر من حوار جـرى بينهم وبينه كما ف رواية البلذري أن عليا أعاد ابن عباس إليهم‪( :‬النساب) جـ ‪3‬‬
‫ص ‪.128‬‬
‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 2‬ص ‪ /396‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.154‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪85‬‬
‫وبطلع ما على ظهرها أحب إلي من أن ألقاه وقد سفكت دماء هذه المة‬
‫‪1‬‬
‫لنال بذلك الملك والمارة") ( ‪ ،‬وفي أخرى‪" :‬ولو كان أخذي المال باطلً‬
‫‪2‬‬
‫كان أهون من أن أشرك في دم مؤمن") (‪.‬‬
‫ومن الثابت أن ابن عباس كان مع علي في حروبه قبل النهروان‪ ،‬فقد كان‬
‫علىالميمنة في‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬
‫جيش علي في مسيره إلى البصرة) ( ‪ ،‬وكان على الميسرة في صفين) (‪،‬‬
‫ولهذا عقّب المام علي على ابن عباس بقوله‪" :‬أو ابن عباس لم يشركنا في‬
‫‪5‬‬
‫هذه الدماء") (‪ .‬وعليه فمن المستبعد أن يحمل ابن عباس عليّا مسؤولية دم‬
‫أحد من المسلمين في الجمل وصفين‪ ،‬اللهم إل أن يحمل ذلك على قتاله‬
‫‪6‬‬
‫أهل النهروان‪ .‬ويؤيده عدم اشتراك ابن عباس مع علي في قتاله إياهم) (‪،‬‬
‫‪7‬‬
‫وهذا ما يؤكده قول ابن عباس لعلي‪" :‬إن لم أكن معهم لم أكن عليهم") (‪.‬‬
‫هذا وواضح من خلل هذه النصوص أن الخلف بين علي وابن‬
‫عباس ليس فقط في مسألة بيت مال البصرة‪ ،‬بل هو خلف على قتاله أهل‬
‫‪8‬‬
‫النهروان‪ ،‬فإنه نصحه بالكف عنهم) (‪ .‬ونجد الشماخي ينقل عن ابن عباس‬
‫‪9‬‬
‫قوله "أصاب أهل النهروان السبيل") (‪.‬‬
‫وبناء على كل ما تقدم يتضح أن ما ينسب إلى ابن عباس من تغلبه‬
‫على أهل حروراء أمر بعيد‪ .‬وهذا الذي ذهب إليه ابن أبي الحديد‪ ،‬لكنه‬
‫زعم أن السبب في ذلك مخالفة عبدال بن عباس وصية علي له بأل‬
‫يخاصمهم بالقرآن وأن يخاصمهم بالسنة‪ ،‬يقول ابن أبي الحديد‪" :‬فإن قلت‪:‬‬
‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 2‬ص ‪ /398‬ابن عبد ربه (العقد الفريد) جـ ‪ 4‬ص ‪.326‬‬ ‫‪1‬‬

‫() القلهات (الكشف) جـ ‪ 2‬ص ‪.251‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.24‬‬ ‫‪3‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ /85‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.24‬‬ ‫‪4‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 2‬ص ‪.398‬‬ ‫‪5‬‬

‫() ينفرد ابن عبد الب (الستيعاب) جـ ‪ 3‬ص ‪ 939‬بالقول بأن ابن عباس شهد مع علي النهروان‪ ،‬وهذا ما ل‬ ‫‪6‬‬

‫يذكر ه أ ي مصد ر آخر ‪ ،‬والذ ي يرد ه أ ن اب ن عبا س كا ن ف ـالبصر ة عن د انعطا ف عل ي م ن النخيل ة إل‬
‫النهروان‪،‬انظر‪ :‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.117‬‬
‫() ابن غيلن (السي) ورقة ‪161‬ظ (مطوط)‪ /‬أبو قحطان (السي) جـ ‪ 1‬ص ‪ /107‬القلهات (الكشف) جـ ‪2‬‬ ‫‪7‬‬

‫ص ‪.250‬‬
‫() ابن غيلن (السي) ورقة ‪161‬ظ (مطوط)‪ /‬القلهات (الكشف) جـ ‪ 2‬ص ‪.251‬‬ ‫‪8‬‬

‫() الشماخي (السي) جـ ‪ 1‬ص ‪.89‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪86‬‬
‫فهل حاجهم بوصيته؟ قلت‪ :‬ل‪ ،‬بل حاجهم بالقرآن‪ ،‬مثل قوله‪ :‬فابعثوا‬
‫حكماً من أهله وحكماً من أهلها ‪ ،‬وقوله في صيد المحرم‪ :‬يحكم به‬
‫ذواـ ـعدلـ ـمنكم ـ ‪ ،‬ولذلك لم يرجعوا والتحمت الحرب‪ ،‬وإنما رجع‬
‫‪1‬‬
‫باحتجاجه نفر منهم") (‪.‬‬
‫وهذا كلم غريب‪ ،‬ل سيما صدوره من معتزلي يشيد بالعقل‪ ،‬لن الطريقة‬
‫التي أريد أن يجري بها التحكيم وشرعية التحكيم نفسها مأخوذتان من‬
‫هاتين اليتين وأمثالهما‪ .‬قد مضى كلم معاوية إثر رفع المصاحف‪:‬‬
‫"لنرجع نحن وأنتم إلى ما أمر ال به في كتابه‪ ،‬تبعثون منكم رجلً ترضون‬
‫به ونبعث منا رجلً‪."...‬‬
‫والمهم أن ابن عباس لم يصنع شيئاً‪ ،‬خاصة أننا ل نجد في أي‬
‫مصدر ‪-‬كما تقدم‪ -‬أن ابن عباس رد على احتجاجات أهل حروراء بعدما‬
‫أجابوه على ردوده‪ ،‬ول سيما إذا تطرقنا إلى المطارحات في مسألة التحكيم‬
‫بين مؤيديه ومعارضيه‪.‬‬

‫المطارحات حول مسألة التحكيم‪:‬‬


‫أولً‪ :‬آية قتال البغاة‪:‬‬
‫يدور أكثر الحديث في قضية التحكيم حول الية الكريمة‪ :‬وإن‬
‫طائفتانـ ـمنـ ـالمؤمنينـ ـاقتتلواـ ـفأصلحواـ ـبينهماـ ـفإنـ ـبغتـ ـإحداهماـ ـعلى‬
‫الخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر ال‪ ،‬فإن فاءت فأصلحوا‬
‫بينهما بالعدل وأقسطوا إن ال ـيحب المقسطين )‪ . (2‬ولعل الخلف نابع‬
‫من إعمالها في قضية القتال في صفين‪ ،‬فإن معارضي التحكيم يرونها‬
‫أساساً انطلق منه المام علي في قتاله معاوية‪ ،‬ول يختلف الجانب الثاني‬
‫في أنها الساس أيضاً‪ ،‬لكن الخلف في موضع الشاهد منها‪.‬‬
‫ولشرح وجهة النظر الولى نجد التي‪:‬‬

‫() ابن أب الديد (شرح النهج) جـ ‪ 18‬ص ‪ .72‬وتام قول ابن أب الديد‪ :‬فإن قلت‪ :‬فما هي السنة الت أمره‬ ‫‪1‬‬

‫أن= =ياجهم با؟ قلت‪(....:‬علي مع الق والق مع علي‪ ،‬يدور معه حيثما دار) وقوله‪( :‬اللهم وال من واله‬
‫وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله)‪ .‬وهذان الديثان على فرض التسليم بصحتهما فإن المام‬
‫عليا نفسه ل يتج بما على منكري التحكيم لّا قدم عليهم ف حروراء‪.‬‬
‫‪ )(2‬سورة الجرات‪ ،‬آية ‪.9‬‬
‫‪87‬‬
‫‪-1‬أن هنالك فارقاً بين الستدلل بالية السابقة وبين الستدلل بالية التي‬
‫تشرع التحكيم بين الزوجين وأخذ منها جواز التحكيم مطلقاً‪ ،‬ويتضح ذلك‬
‫من تتبع النص القرآني‪:‬‬
‫(‪(1‬‬
‫وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها‬
‫فإن بغت إحداهما على الخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر ال‬

‫وواضح أن الحكم في الية الولى ‪ -‬التي في سورة النساء ‪ -‬منوط‬


‫بالحكمين‪ ،‬إذ أُوكل إليهما النظر فيما يصلح بين الزوجين وإصدار الحكم‬
‫المناسب‪ .‬أما الية الثانية ‪ -‬التي في سورة الحجرات ‪ -‬فإن الحكم فيها جلي‬
‫وهو المر بالقتال حتى تفيء الطائفة الباغية إلى أمر ال‪ ،‬أي تعلن‬
‫‪2‬‬
‫الستسلم‪ .‬وبهذا يتضح أن الجتهاد هاهنا اجتهاد مع ورود النص) (‪.‬‬
‫‪ -2‬أن تحكيم العدلين إنما هو في أمر لم ينص على حكمه‪ ،‬أما ما وضع له‬
‫الشارع حدّا فل يجوز تعديه ول الوقوف دونه‪ .‬ويشرح ذلك أبو المؤثر‬
‫قائلً‪ ..." :‬وقلنا لهم‪ :‬أرأيتم لو أن إماماً رفع إليه عشرون رجلً قد وجب‬
‫عليهم الرجم بما صحت به عليهم البينة من الزنى والحصان أليس قد أمر‬
‫ال برجمهم ؟ فإن قالوا نعم قلنا لهم‪ :‬أرأيتم إن قال لهم الزناة إنا ندعوكم إلى‬
‫أن نحكّم منا حكماً زانياً وتحكم من أصحابك حكماً‪ ،‬فما حكما به علينا‬
‫وعليك سلمنا نحن وأنت له‪ ،‬أكان يحل للمام انتظارهم وتحريم رجمهم‬
‫حتى يحكم هذان الحكمان حتى يعرف أمرهما ؟ فإن قالوا‪ :‬ل‪ ،‬لن ال أمر‬
‫برجمهم فل يحل له ترك ذلك منهم‪ ،‬قلنا لهم‪ :‬وكذلك علي أمره ال بقتالهم‬
‫فل يحل له ترك ذلك ول تحريمه منهم حتى يفيئوا إلى أمر ال ول يحكّ‍م‬
‫‪3‬‬
‫أحداً منهم ول فيهم بعد أن فرق ال بينه وبينهم") (‪.‬‬
‫‪ -3‬الحكم الذي نصت عليه الية الكريمة هو قتال الفئة الباغية حتى تفيء‬
‫إلى أمر ال‪ ،‬ويؤكد أهل حروراء أن قتال علي لهل الشام كان امتثالً‬
‫لكتاب ال وأنهم قاتلوا معه بما يوجبه عليهم حق الطاعة كقولهم‪" :‬وقد قتلت‬
‫‪4‬‬
‫في طاعتك قتلنا يوم الجمل وصفين") (‪ ،‬وقد انتهت حرب الجمل بعد‬

‫‪ )(1‬سورة النساء‪ ،‬آية ‪.35‬‬


‫() أبو عمار (الوجـز) جـ ‪ 2‬ص ‪.354 ،253‬‬ ‫‪2‬‬

‫() أبو الؤثر (السي) جـ ‪ 2‬ص ‪.36‬‬ ‫‪3‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪.127‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪88‬‬
‫تطبيق النص كاملً فيهم‪ ،‬وإذن فإنه ل يجوز توقف القتال دون بلوغ الغاية‬
‫‪1‬‬
‫في إعمال النص القرآني‪ ،‬إذ إن ذلك يحتاج إلى نص آخر) (‪.‬‬
‫ويؤكد هذا المعنى القرطبي حيث يقول‪" :‬في هذه الية دليل على وجوب‬
‫)‪(2‬‬
‫قتال الفئة الباغية المعلوم بغيها على المام أو على أحد من المسلمين"‬
‫والجصاص في قوله‪" :‬قد اقتضى ظاهر الية المر بقتال الفئة الباغية حتى‬
‫ترجع إلى أمر ال وهو عموم في سائر ضروب القتال")‪.(3‬‬
‫أما وجهة نظر المؤيدين للتحكيم فتتمثل لدى بعضهم في فهمهم للية‬
‫الكريمة فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬أن موضع الشاهد من الية ليس هو قوله تعالى‪ :‬فقاتلوا التي تبغي‬
‫‪ ،‬وإنما هو قوله سبحانه‪ :‬فأصلحوا بينهما ‪ ،‬إذ "إن الشتغال ينبغي‬
‫أن يكون أولً بالدعاء إلى الصلح ثم بعد وقوع اليأس عن الصلح يُرجع‬
‫‪4‬‬
‫إلى القتال ليحصل المقصود بذلك وهو تآلف القلوب واجتماع الكلمة") (‪.‬‬
‫ولكن ل يمكن التسليم بهذا المر‪ ،‬وذلك‪:‬‬
‫أولً‪ :‬أنه لو كان المام علي قاتل قبل الدعاء إلى الصلح للزم منه أن‬
‫يكون قتاله بغير بينة‪ ،‬ولستوى هو ومعاوية في احتمالية البغي على‬
‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬
‫الخر) (‪ .‬على أن عليّا قد أرسل الرسل إلى معاوية يدعونه إلى الطاعة ) (‪،‬‬
‫وهذا هو ما احتج به أهل حروراء إذ قالوا‪" :‬وقبل ذلك )أي القتال( ما‬
‫‪7‬‬
‫دعوناهم إلى كتاب ال عز وجل فأبوه") (‪ .‬ولعل محاولة توجيه القتال بين‬
‫علي ومعاوية ليتفق مع قوله تعالى‪ :‬وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا‬
‫وليتسق التحكيم بعد ذلك مع قوله سبحانه‪ :‬فأصلحوا بينهما في‬

‫() الشماخي (السي) جـ ‪ 1‬ص ‪.48‬‬ ‫‪1‬‬

‫() القرطب (أحكام القرآن) جـ ‪ 16‬ص ‪.208‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الـصاص (أحكام القرآن) جـ ‪ 5‬ص ‪.280‬‬ ‫‪3‬‬

‫() النسفي (التبصرة) جـ ‪ 2‬ص ‪.893 ،892‬‬ ‫‪4‬‬

‫() أبو عمار (الوجـز) جـ ‪ 2‬ص ‪.256‬‬ ‫‪5‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 43‬ص ‪.80-76 ،70‬‬ ‫‪6‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪ .110‬ول يفى أن "ما" ف قولم‪" :‬ما دعوناهم" ليست نافية بل هي مصدرية‪،‬‬ ‫‪7‬‬

‫اللهم= =إل أن تكون نافية على تقدير الستفهام التقريري‪.‬‬


‫‪89‬‬
‫أول الية هو الذي جعل صاحب كتاب "تحذير العبقري" ينكر كل‬
‫‪1‬‬
‫المراسلت بين علي ومعاوية") (‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬كل الدلئل والقرائن تؤكد أن عليّا قاتل معاوية وأهل الشام‬
‫تنفيذاً لمر ال سبحانه بقتال الفئة الباغية‪:‬‬
‫أ‪ -‬لم يرد أن ابن عباس أو عليّا اعترض على احتجاج أهل حروراء‬
‫بهذه الية‪ ،‬بل ورد ما يؤكد ذلك‪ ،‬فقد روى البلذري أن أهل حروراء‬
‫سألوا عليّا‪" :‬علم كنا نقاتل يوم الجمل ؟ قال‪" :‬على الحق"‪ ،‬قالوا‪ :‬فأهل‬
‫البصرة ؟ قال‪ :‬على النكث والبغي‪ ،‬قالوا‪ :‬فأهل الشام؟ قال‪ :‬هم وأهل‬
‫‪2‬‬
‫البصرة سواء") (‪.‬‬
‫ب‪ -‬قال الجصاص‪" :‬وقوله تعالى‪ :‬فإن بغت إحداهما على الخرى‬
‫يعني –وال أعلم‪ -‬إن رجعت إحداهما على الحق وأرادت الصلح‬
‫وأدامت الخرى على بغيها وامتنعت من الرجوع فقاتلواـ ـالتيـ ـتبغي‬
‫حتى تفيء إلى أمر ال فأمر تعالى بالدعاء إلى الحق قبل القتال ثم إن‬
‫أبت الرجوع قوتلت‪ ،‬وكذا فعل علي بن أبي طالب ‪-‬كرم ال وجهه ‪ -‬بدأ‬
‫‪3‬‬
‫بدعاء الفئة الباغية إلى الحق واحتج عليهم‪ ،‬فلما أبوا القبول قاتلهم") (‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -2‬أن كون معاوية ومن معه بغاة‪ ،‬شيء يحتاج إلى نظر) (‪ .‬ونحوه القول‬
‫‪5‬‬
‫بأن التحكيم كان يفترض أن يبحث في أسباب القتال) (‪.‬‬
‫وهذا كله مصادم للنصوص الشرعية والحقائق التاريخية وأقوال‬
‫علماء السلم‪ ،‬يقول الجصاص‪" :‬وأيضاً قاتل علي بن أبي طالب ‪-‬رضي‬
‫ال عنه‪ -‬الفئة الباغية بالسيف ومعه من كبراء الصحابة وأهل بدر ومن قد‬
‫علم مكانهم‪ ،‬وكان محقّا في قتاله لهم لم يخالف فيه إل الفئة الباغية التي‬

‫() التبان (تذير العبقري) جـ ‪ 2‬ص ‪ .79 ،62‬وقد اعتمد ف النتيجـة الت انتهى إليها على ضعف سند الرواية‬ ‫‪1‬‬

‫الت رواها الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪ .76‬وهذا على فرض قبوله كمنهج ف إثبات ونفي الوادث التاريية‪،‬‬
‫فإن ثة من الروايات ما ل يتكلم على إسنادها‪ :‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.70‬على أن الشيخ التبان نقل جـ‬
‫‪ 2‬ص ‪ 64‬عن يي بن سليمان الـعفي أحد شيوخ البخاري ف تأليفه ف صفي بسند حكم عليه بأنه "جـيد"‬
‫عن أب مسلم الولن ما يفيد صراحة بأن كلّ من علي ومعاوية قد كان بينهما مراسلة قبل صفي‪.‬‬
‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪.131‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الـصاص (أحكام القرآن) جـ ‪ 5‬ص ‪.282‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الضري (تاريخ المم السلمية) الدولة الموية ص ‪.275‬‬ ‫‪4‬‬

‫() السبحان (اللل والنحل) جـ ‪ 5‬ص ‪.98،99‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪90‬‬
‫‪1‬‬
‫قابلته وأتباعها‪ ،‬وقال النبي لعمار‪) :‬تقتلك الفئة الباغية( ) ( ‪ ،‬وهذا خبر‬
‫مقبول من طريق التواتر‪ ،‬حتى أن معاوية لم يقدر على جحده لما قال له‬
‫‪2‬‬
‫عبدال بن عمرو‪ ،‬فقال‪" :‬إنما قتله من جاء به فطرحه بين أسنتنا") (‪.‬‬
‫وقال ابن العربي‪" :‬والذي قاتل علي طائفة أبوا الدخول في بيعته وهم‬
‫أهل الشام‪ ،‬وطائفة خلعته وهم أهل النهروان‪ ،‬وأما أصحاب الجمل فإنما‬
‫خرجوا يطلبون الصلح بين الفرقتين‪ ،‬وكان من حق الجميع أن يصلوا‬
‫إليه ويجلسوا بين يديه ويطالبوه بما رأوا أنه عليه‪ ،‬فلما تركوا ذلك بأجمعهم‬
‫‪3‬‬
‫صاروا بغاة بجملتهم فتناولت هذه الية جميعهم") (‪.‬‬
‫وقال الشيخ التباني‪" :‬والقول بأن الصحابة الذين حاربوا أمير‬
‫‪4‬‬
‫المؤمنين عليّا ومن معه بغاة هو قول أهل الحق") (‪.‬‬
‫وأما البحث في أسباب القتال فمحله قبل القتال‪ ،‬وهو الذي يتمشى مع‬
‫المر بالصلح‪ ،‬أما وقد ثبت عند المام علي بغي أهل الشام وامتنع‬
‫معاوية من التفاوض فالبحث في أسبابه حينئذٍ يصير عبثاً‪.‬‬
‫‪ - 3‬يرى محب الدين الخطيب أن الفئة الباغية هم الذين قتل بسببهم كل‬
‫‪5‬‬
‫مقتول في وقعتي الجمل وصفين وما تفرع عنهما) (‪ .‬وقد رده الشيخ التباني‬
‫لمصادمته صريح الية‪ ،‬وبقوله‪" :‬ولو كان هذا الفهم صحيحاً للزم منه أن‬
‫يكون هناك أربع طوائف‪ :‬اثنتان متقاتلتان وأخرى متسببة في القتال بينهما‬
‫وهي الباغية‪ ،‬وأخرى مأمورة بالصلح بينهما وقتال الثالثة الباغية‬
‫بالتسبب‪ ،‬وللزم على هذا الفهم أن يقول ال‪ :‬وإن طائفتان من المؤمنين‬
‫اقتتلوا فأصلحوا بينهما‪ ،‬فإن بغت ثالثة بالتسبب في القتال بينهما فقاتلوها‪،‬‬

‫() البخاري (الصحيح) ك الصلة باب ‪ 63‬رقم ‪ ،447‬ك الـهاد باب ‪ 17‬رقم ‪ /2812‬مسلم (الصحيح) ك‬ ‫‪1‬‬

‫الفت باب ‪ 18‬ح ‪.2915،2916‬‬

‫() الـصاص (أحكام القرآن) جـ ‪ 5‬ص ‪ .280‬وقد أجـاب المام علي على هذا الكلم بقوله‪" :‬فرسول ال‬ ‫‪2‬‬

‫إذن قتل حزة حي أخرجه"‪ :‬الميي (الروض العطار) ص ‪.364‬‬


‫() ابن العرب (أحكام القرآن) جـ ‪ 4‬ص ‪.153‬‬ ‫‪3‬‬

‫() التبان (تذير العبقري) جـ ‪ 2‬ص ‪.81‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن العرب (العواصم) حاشية مب الدين الطيب ص ‪.170‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪91‬‬
‫ول يقول‪ :‬فإن بغت إحداهما على الخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء‬
‫‪1‬‬
‫إلى أمر ال ول يخفى فساد هذا الفهم") (‪.‬‬
‫‪ -4‬يوجه الدكتور محمد عليان الية التوجيه التي‪:‬‬
‫يفهم من آية قتال البغاة المور التالية‪:‬‬
‫‪ -‬أن المر اللهي بالصلح بين الطرفين المتقاتلين موجه إلى طرف ثالث‬
‫غيرهما‪ ،‬وأن إثبات وقوع البغي عن طرف ثالث محايد‪ ،‬وأن يكون هذا‬
‫الطرف الثالث قوياً قادراً على ردع الطائفة الباغية إلى الحد الذي يرجعها‬
‫إلى أمر ال ورسوله‪.‬‬
‫‪ -‬ل يتصور أن تتقاتل طائفتان مؤمنتان إل إذا كانت كل منهما تعتقد أنها‬
‫على الحق‪ ،‬أو يغلب على ظنها أنها كذلك‪.‬‬
‫‪ -‬أن قوله تعالى‪ :‬فإن بغت إحداهما على الخرى معناه على وجهين‪،‬‬
‫أحدهما‪ :‬بغت بالتعدي بالقتال‪ ،‬والثاني‪ :‬بغت بالعدول عن الصلح‪ ،‬ومعنى‬
‫قوله تعالى‪ :‬حتى تفيء إلى أمر ال فسره سعيد بن جبير بأن ترجع‬
‫إلى الصلح الذي أمر ال به‪ ،‬وقال قتادة بن دعامة السدوسي بأنه الرجوع‬
‫إلى كتاب ال تعالى وسنة رسوله فيما لهم وعليهم‪.‬‬
‫‪ -‬ل يعقل أن يكون المقصود من هذه الية استمرار إحدى الطائفتين في‬
‫قتال الخرى حتى تفيء‪ ،‬لنه من المحتمل أن تكون الطائفة الباغية هي‬
‫القدر على إفناء الخرى غير الباغية)‪.(2‬‬
‫ويمكن الرد على هذه العتراضات بما يلي‪:‬‬
‫أن كون المر بالصلح بين الطرفين المتقاتلين موجهاً إلى طرف‬
‫ثالث غيرهما وارد لكنه غير لزم‪ ،‬ولربما جاز ذلك إن كان المتقاتلن‬
‫طائفتين ل ينتمي المام إلى إحداهما‪ ،‬فيكون المام هو الذي يصلح بينهما‬
‫أو يقاتل الطائفة الباغية‪ ،‬أو يأمر من يقوم بذلك‪ .‬أما إذا بغت فئة على إمام‬
‫المسلمين وجماعته فمن غير المنطقي أن ينتظر طرف ثالث ليحل الن زاع‪.‬‬
‫ويلزم حينئذ أل يتم إصلح إن لم يوجد طرف ثالث قادر على ذلك‪ .‬ويلزم‬
‫منه أيضاً أن من بان له الحق مع جانب أنه ل يجوز له القتال معه حتى يتم‬
‫الصلح‪ ،‬وهذا منافٍ لشتراك معظم الصحابة مع علي‪ ،‬وندم عبدال بن‬

‫() التبان (تذير العبقري) جـ ‪ 2‬ص ‪.82 ،81‬‬ ‫‪1‬‬

‫() عليان (نشأة الركة الباضية) ص ‪.31 ،30‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪92‬‬
‫عمر على عدم اشتراكه معه)‪ .(1‬يقول الشيخ التباني‪" :‬فأي مبدأ ديني يجب‬
‫على المة الوصول إلى تقريره أعظم من نصرها إماماً عادلً قد بايعته‬
‫على من امتنع عن بيعته وحاربه بطائفة منها")‪ .(2‬وأيضاً فإن الطرف‬
‫الثالث المتمثل في الحكمين أبي موسى وعمرو بن العاص لم يكن "قوياً‬
‫قادراً على ردع الطائفة الباغية إلى الحد الذي يرجعها إلى أمر ال‬
‫ورسوله"‪.‬‬
‫وأما كون الدعوة إلى التحكيم تحقيقاً لقول ال تعالى‪ :‬فأصلحوا‬
‫بينهما فقد مضى بيان أنها تجاوزت مرحلة الصلح بأن المام علياً قد‬
‫دعا معاوية إلى التفاوض فأبى‪ .‬على أن الدعاء إلى التحكيم صدر عن‬
‫الفريق الباغي الذي أوشك على الهزيمة‪ ،‬وقد تبين بذلك أن رفع المصاحف‬
‫إنما كان خديعة ومكراً ودهاءً كما سبق نقله عن المام علي‪ .‬على أنه يلزم‬
‫أيضاً أن يكون المام علي ‪ -‬لو لم يوافق على وقف القتال ‪ -‬مخطئاً لتركه‬
‫إجابة الدعوة إلى التحكيم‪.‬‬
‫كذلك فمن غير المسلم به عدم إمكان تصور أن تتقاتل طائفتان‬
‫مؤمنتان إل إذا كانت كل منهما تعتقد أنها على الحق أو يغلب على ظنها‬
‫أنها كذلك‪ ،‬فإن الثورات والنقلبات من أجل السلطة أمور مشاهدة ل‬
‫تنكر‪ .‬ولئن سلم ذلك الفتراض في أهل الشام فإن الخروج على المام‬
‫الذي انتخبته المة والمتناع من بيعته ‪ -‬لية دعوى كانت قبل التفاوض‬
‫معه ‪ -‬أمر ل مسوغ له‪.‬‬
‫كما أن التصور بأن المقصود من هذه الية استمرار إحدى الطائفتين‬
‫في قتال الخرى حتى تفيء فإنه ‪-‬بالضافة إلى إمكانه ‪ -‬قد تحقق في‬
‫موقعة الجمل حين قاتلهم المام علي إلى أن قضى على ثائرتهم‪ .‬واحتمالية‬
‫أن تكون الطائفة الباغية هي القدر على إفناء الخرى غير الباغية ل يلغي‬
‫النص بالمر بقتالها والحكم عليها بالبغي‪ ،‬ولذا جاء عن عمار قوله‪" :‬وال‬
‫لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمت أنا على الحق وأنهم على‬
‫الباطل")‪ .(3‬كما أن حقيقة المر في صفين مباينة لهذه الصورة المفترضة‪،‬‬

‫( ) البلذري (النساب) جـ ‪ 2‬ص ‪ / 404‬ابن عبد الب (الستيعاب) جـ ‪ 3‬ص ‪ ، 1117‬رقـ م ‪،1855‬‬ ‫‪1‬‬

‫ويروي عن المام علي لا سئل عن الذين قعدوا عن بيعته ونصرته والقيام معه قال‪" :‬أولئك قوم خذلو الق ول‬
‫ينصروا الباطل"‪ ،‬انظر‪ :‬ابن عبدالب الستيعاب) جـ ‪ 2‬ص ‪.610‬‬
‫() التبان (تذير العبقري) جـ ‪ 2‬ص ‪.68‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن أيي شيبة (الصنف) جـ ‪ 15‬ص ‪ /299 ،297 ،289‬البلذري (النساب) جـ ‪ 1‬ص ‪ 171‬جـ ‪ 3‬ص‬ ‫‪3‬‬

‫‪ /95‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.98‬‬


‫‪93‬‬
‫فقد تقدم أن أهل الشام كانوا على شفا جرف من الهزيمة‪ ،‬مما يؤكد قدرة‬
‫المام علي وأصحابه ‪-‬ساعتئذ‪ -‬على إرغامهم على الفيء إلى أمر ال‪.‬‬
‫وأما ما ذكره د‪ .‬عليان من الوجهين في معنى فإن بغت إحداهما‬
‫على الخرى فإنهما متوجهان إلى أهل الشام‪ ،‬ول يصح أن يحمل على‬
‫المام علي الخليفة الشرعي‪ ،‬وإل لزم على الول وهو "بغت بالتعدي‬
‫بالقتال" أن يكون المام علي ومن معه هم البغاة‪ ،‬وللزم على الثاني وهو‬
‫"بغت بالع دول عن الصلح" مصادمة الواقع‪ ،‬بمعنى أن المام علياً كان هو‬
‫الساعي إلى الصلح قبل القتال‪ ،‬فمعنى الية ينطبق تماماً على معاوية‬
‫وأصحابه‪ .‬وأما المعنيان اللذان ذكرهما في قوله تعالى‪ :‬حتى تفيء إلى‬
‫أمر ال فإن الول وهو "أن ترجع إلى الصلح الذي أمر ال به" يحمل‬
‫على ما إذا كانت الطائفتان المتقاتلتان ليست إحداهما طائفة المام الشرعي‪.‬‬
‫أما المام الشرعي فل مناص من الرضوخ لشرعيته‪ ،‬وهذا ما فعله المام‬
‫علي مع أهل الجمل‪ ،‬ولم يكن ثمة صلح‪ .‬فيبقى إذن المعنى الثاني وهو‬
‫"الرجوع إلى كتاب ال تعالى وسنة رسوله فيما لهم وعليهم" وهذا هو ما‬
‫دعاهم إليه المام علي قبل القتال‪ ،‬ومخالفة أهل الشام لهما كانت السبب‬
‫لمقاتلتهم من قبل المام علي‪ ،‬وليس الرجوع إلى الكتاب والسنة سوى‬
‫مبايعة المام الذي انتخبه المهاجرون والنصار‪ ،‬ل أن يجري التحكيم فيمن‬
‫أحق بالخلفة علي أو معاوية‪.‬‬
‫يضاف إلى ما سبق أن لجوء معاوية وأصحابه إلى التحكيم ليس‬
‫موافقاً لقوله تعالى‪ :‬حتى تفيء إلى أمر ال ‪ ،‬ليكون التحكيم جارياً على‬
‫معنى الرجوع إلى الصلح‪ ،‬لن مراد المام علي من معاوية كان الرضوخ‬
‫لبيعته والدخول فيما دخل فيه المهاجرون والنصار من طاعة المام علي‪،‬‬
‫وهذا ما لم يتحقق من معاوية‪.‬‬
‫وعلى كل حال‪ ،‬فإن احتجاج أهل حروراء بالية واضح‪ ،‬والثابت أنه‬
‫لم يكن اعتراض من قبل ابن عباس غير ما مضى‪ .‬كما أن المام علياً لم‬
‫يحتج عليهم إل بما تذكره بعض الروايات من أنهم أرغموه على قبول وقف‬
‫القتال‪ ،‬وسيأتي الحديث عن هذه القضية‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬محو اسم المارة‪:‬‬
‫ل نجد عند مؤيدي فكرة التحكيم تدليلً على سلمة موقف المام علي‬
‫في محوه اسم المارة من وثيقة التحكيم إل ما سبق من قياسه على محو‬
‫اسم الرسالة من وثيقة الصلح في الحديبية‪ .‬وقد سبق ذكر‬ ‫النبي‬
‫اعتراض الحنف بن قيس على محو اسم المارة عند كتابة كتاب التحكيم‬
‫‪94‬‬
‫ودعوته علياً إلى التمسك به "وإن قتل الناس بعضهم بعضا"على حد قول‬
‫الحنف)‪ .(1‬ويضاف إليه قوله لعلي‪" :‬مالك وما لرسول ال ‪ ،‬إنا وال ما‬
‫حابيناك‪ ،‬ببيعتنا وإنا لو علمنا أحداً من الناس أحق بهذا المر منك لبايعناه‬
‫ثم قاتلناك‪ ،‬وإني أقسم بال لئن محوت هذا السم الذي بايعت عليه وقاتلتهم‬
‫ل يعود إليك أبداً")‪.(2‬‬
‫وغير خفي أن الحنف يرى ذلك مختصاً بالنبي ‪ ،‬وأصرح في‬
‫ذلك الرواية الخرى‪" :‬إنه ليس لكم ما لرسول ال ")‪ .(3‬كما يرى أن لفظ‬
‫المارة ملزم لحصول البيعة بها‪ ،‬بل هو جزء منها "هذا السم الذي‬
‫بايعت عليه وقاتلتهم"‪ ،‬بالضافة إلى أنه حق من حقوق المام الذي بويع‬
‫له‪ .‬ولعل عدم استجابة المام علي لطلب الحنف بن قيس بالتمسك باسم‬
‫المارة واحد من المور التي دفعت به إلى أن يكون ضمن المنفصلين عنه‬
‫إلى حروراء)‪ ،(4‬فإنه يعده تنازلً أو تفريطاً من المام علي في حق شرعي‬
‫أكسبته المة إياه ببيعتها له‪ ،‬إذ ل تفسير لعتراض معاوية على كتابة اسم‬
‫المارة لعلي إل اعتراضه على إمامته‪ ،‬وهو ما تفيده بعض الروايات من‬
‫أن معاوية كتب إلى علي‪" :‬إن كنت تريد الصلح فامح عنك اسم‬
‫الخلفة")‪ ،(5‬وفي رواية‪" :‬إني لو رضيت أن تكون أمير المؤمنين لم‬
‫أقاتلك‪ ،‬وقد بلغ أمرنا إلى ما قد رأيت‪ ،‬فإن رأيت قيام أمر الحكمين فامح‬
‫اسم أمير المؤمنين ونتكاتب بآبائنا)‪ ،"(6‬وأنه قال‪" :‬لو أعلم أنك أمير‬
‫المؤمنين لم أقاتلك")‪ ،(7‬وأن عمرو بن العاص قال‪" :‬اكتب اسمه واسم أبيه‪،‬‬
‫هو أميركم‪ ،‬فأما أميرنا فل")‪ .(8‬وبذلك يكون علي قد "وضع نفسه على قدم‬
‫المساواة مع معاوية ولم يعد سوى رئيس العراقيين وشيعتهم‪ ...‬مثلما كان‬
‫معاوية رئيس شيعة أهل الشام")‪ (9‬كما ورد في صحيفة التحكيم‪.‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.103‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.103‬‬ ‫‪2‬‬

‫() البّادي (الـواهر) ص ‪ /116‬الشماخي (السي) جـ ‪ 1‬ص ‪.48‬‬ ‫‪3‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪.114‬‬ ‫‪4‬‬

‫() العراقي (الستفاد) جـ ‪ 3‬ص ‪.1589‬‬ ‫‪5‬‬

‫() ابن غيلن (السي) ورقة ‪159‬ظ (مطوط)‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫() أبو الواري (السي) جـ ‪ 1‬ص ‪ /362‬ابن أعثم (الفتوح) جـ ‪ 4‬ص ‪ /197‬القلهات (الكشف) جـ ‪ 2‬ص‬ ‫‪7‬‬

‫‪ /237‬ابن كثي (البداية والنهاية) جـ ‪ 7‬ص ‪ /278‬البّادي (الـواهر) ص ‪.116‬‬


‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.103‬‬ ‫‪8‬‬

‫() جـعيّط (الفتنة) ص ‪.212‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪95‬‬
‫هذا ويدافع معارضو التحكيم عن موقف أهل النهروان بتأكيد‬
‫اختصاص النبي عليه الصلة والسلم بجواز محو اسم النبوة‪ .‬ويعلل الشيخ‬
‫السالمي إنكار أهل حروراء على علي محوه اسم الم ارة ع ن نفس ه بأنه‬
‫إنكار لمطاوعته معاوية ل لترك كتابة السم فقط‪ .‬كما يفرق بين قضية‬
‫النبي في الحديبية وقضية علي بما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬أن السلم في عهد النبي في زمن الصلح كان في بدء أمره‪،‬‬
‫أما في خلفة علي فكان قد انتهى إلى الغاية القصوى من الكمال‪ ،‬وقد‬
‫يتسامح في بدء المر لتربيته ما ل يتسامح عند النهاية‪.‬‬
‫‪ -2‬أن فعله إنما كان عن وحي يوحى‪ ،‬فالظاهر أنه أمر خص به‬
‫في ذلك اليوم دون ما عداه من اليام‪ ،‬إذ لم ينقل عنه عليه السلم في جميع‬
‫مكاتباته مثل ذلك‪ ،‬فالظاهر أنه منسوخ ل يصح أن يعمل به‪.‬‬
‫‪ -3‬أن القوم الذين مع معاوية يقرون بالسلم معترفون بحقيقة‬
‫المامة ووجوب الطاعة للمام‪ ،‬لكن معاوية يلبس عليهم بأن عليّا ليس‬
‫بإمام وأنه ليس هو بأمير المؤمنين‪ ،‬وقد خدع أكثرهم بهذا التلبيس‪ ،‬فترك‬
‫التسمية بالمارة مع ذلك ليس كترك التسمي بالرسالة في جانب المشركين‪،‬‬
‫فإنهم جميعاً ينكرون رسالة رسول ال من غير تلبيس على أحد منهم‬
‫من رؤسائهم‪.‬‬
‫‪ -4‬الرسالة أمر إلهي ل تمحى بمحو اسمها من الكتابة‪ ،‬والمارة أمر‬
‫بشري جُعل فيه الختيار للمسلمين‪ ،‬وتزول باعتزال المام لعذر‪ ،‬وبعزل‬
‫المسلمين لحدث‪.‬‬
‫ثم ضرب الشيخ السالمي للحالتين مثلً‪:‬‬
‫فمثال الرسالة كأم الرجل ل تزول عن كونها أمه ذكر أنها أمه أو لم‬
‫يذكر‪ ،‬وسواء جحدها غيره أم لم يجحدها‪ ،‬فحقوقها ثابتة عليه‪ ،‬ومثال‬
‫المامة كزوجة الرجل صارت زوجة له بالعقد الصحيح ورضا المرأة‬
‫وإذن الولي‪ ،‬وتزول عنه الزوجية بطلقه لها وبخلعها إياه وبسائر أنواع‬
‫الفسوخ)‪.(1‬‬
‫في الحديبية خص به عن وحي إنكار‬ ‫ومما يؤيد أن فعل النبي‬
‫الصحابة رضوان ال عليهم على ما في الوثيقة‪ ،‬وقول عمر المشهور للنبي‬
‫عليه الصلة والسلم‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬ألسنا على حق وهم على باطل ؟‬
‫قال‪":‬بلى"‪ ،‬قال‪ :‬أليس قتلنا في الجنة وقتلهم في النار ؟ قال‪" :‬بلى"‪،‬‬

‫() السالي (الـوابات) جـ ‪ 6‬ص ‪.21،22‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪96‬‬
‫قال‪ :‬ففيم نعطي الدنية في ديننا ؟)‪ ،(1‬وقول سهل بن حنيف‪" :‬لقد رأيتني يوم‬
‫أبي جندل ولو أني أستطيع أن أرد أمر رسول ال لرددته")‪ ،(2‬يعني يوم‬
‫الحديبية‪.‬‬
‫فإن ظاهر المر للناس أن ما تم إقراره في الصحيفة إجحاف في حق‬
‫المسلمين‪ ،‬ولهذا رفض علي نفسه أن يمحو اسم الرسالة من الوثيقة حتى‬
‫محاها النبي صلى ال عليه وآله وسلم بيده الشريفة)‪ .(3‬لجل هذا فإن جواب‬
‫النبي عليه السلم لعمر يومئذٍ‪" :‬إني رسول ال ولن يضيعني ال أبداً"‬
‫تصريح بالخصوصية وبيان لوعد ال لرسوله عليه السلم بأن تكون العاقبة‬
‫لهم من جراء هذا الصلح‪ .‬وأخيراً فإن نتيجة صلح الحديبية كانت فتح مكة‬
‫إنجازاً لوعد ال‪ ،‬وكانت نتيجة التحكيم بعد صفين عزل علي عن الخلفة‪.‬‬
‫مناقشة المام علي لهل حروراء‪:‬‬
‫تشير بعض الروايات إلى أن المام عليّا كان ينحي باللئمة على‬
‫أهل حروراء في كونهم أصروا على وقف القتال وأرغموه على قبول‬
‫التحكيم)‪ . (4‬وثمة من الروايات ما يؤكد نسبة هذه المقولة إلى المام علي‪،‬‬
‫فقد روي أن جماعة ومعهم عصابة من )القراء الذين صاروا خوارج من‬
‫بعد( جاءوا إلى المام علي حين رفعت المصاحف فقالوا له‪ :‬يا علي أجب‬
‫إلى كتاب ال عز وجل إذ دعيت إليه‪ ،‬وإل ندفعك برمتك إلى القوم أو نفعل‬
‫بك كما فعلنا بابن عفان‪ ،‬إنه علينا أن نعمل بما في كتاب ال عز وجل‬
‫فقبلناه‪ ،‬وال لتفعلنها أو لنفعلنها بك")‪.(5‬‬
‫غير أن من الواضح وجود ما يناقض هذه الرواية المتضمنة كون كل‬
‫أهل حروراء كانوا ممن وافق على وقف القتال أو دعوا إليه‪ ،‬يقول أبو‬
‫وائل شقيق بن سلمة‪" :‬كنا بصفين فلما استحر القتل بأهل الشام اعتصموا‬

‫() مسلم (الصحيح) ك الـهاد باب ‪ 34‬رقم ‪.1785‬‬ ‫‪1‬‬

‫( ) البخاري (الصحيح) ك الغازي باب غزوة الديبية رقم ‪ / 4189‬مسلم (الصحيح) ك الـهاد باب ‪34‬ح‬ ‫‪2‬‬

‫‪= =1785‬وكلم سهل بن حنيف بتمامه ف بعض طرق مسلم عن أب وائل شقيق بن سلمة قال‪ :‬سعت سهل‬
‫بن حنيف يقول بصفي‪ ":‬أيها الناس اتموا رأيكم‪ ،‬وال لقد رأيتن يوم أب جندل ولو أن أستطيع أن أرد أمر‬
‫رسول ال لرددته‪ ،‬وال ما وضعنا سيوفنا على عواتقنا إل أمر قط إل أسهلن بنا إل أمر نعرفه إل أمركم هذا"‪:‬‬
‫مسلم (الصحيح) ك الهاد باب (‪)34‬رقم ‪.1785‬‬
‫() مسلم (الصحيح) ك الـهاد باب ‪ 34‬رقم ‪.1783،1785‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.110‬‬ ‫‪4‬‬

‫() النقري (صفي) ص ‪ /490 ،489‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪ /101‬ابن أعثم (الفتوح) جـ ‪ 4‬ص ‪182،‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪.183‬‬
‫‪97‬‬
‫بتل فقال عمرو بن العاص لمعاوية أرسل إلى علي بمصحف وادعه إلى‬
‫كتاب ال فإنه لن يأبى عليك‪ ،‬فجاء به رجل فقال‪ :‬بيننا وبينكم كتاب ال‬
‫ألم ترَ إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يدعون إلى كتاب ال ليحكم بينهم‬
‫ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون )‪ ،(1‬فقال علي‪ :‬نعم‪ ،‬أنا أولى بذلك‪،‬‬
‫بيننا وبينكم كتاب ال‪ ،‬قال‪ :‬فجاءت )الخوارج( ونحن ندعوهم يومئذ القراء‬
‫وسيوفهم على عواتقهم‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬ما ينتظر هؤلء القوم‬
‫الذين على التل‪ ،‬أل نمشي إليهم بسيوفنا حتى يحكم ال بيننا وبينهم‪ ...‬ثم‬
‫إنهم خرجوا بحروراء أولئك العصابة من الخوارج بضعة عشر ألفاً‪.(2)"...‬‬
‫وإذا تتبعنا الحداث التي بدأت من رفع المصاحف إلى العتزال إلى‬
‫حروراء نلحظ ما يؤيد أن أهل حروراء لم يتخلوا عن مبدئهم الذي‬
‫انتهجوه‪ ،‬وذلك ضمن السلسلة التية‪.‬‬
‫‪ -1‬معارضتهم للتحكيم ابتداءً من وقف القتال‪ ،‬روى البلذري‪" :‬لما‬
‫رفعت المصاحف اختلف أهل العراق فقالت طائفة منهم كرهت القتال‪:‬‬
‫أجِبنا إلى كتاب ال‪ ،‬وقالت طائفة‪ :‬ألسنا على كتاب ال وبيعتنا وطلب‬
‫الحق‪ ،‬فإن كانت ها هنا شبهة أو شك فلم قاتلنا")‪.(3‬‬
‫ورواية أبي وائل السابقة والرواية التالية تبينان أمر هاتين الطائفتين‪.‬‬
‫‪ -2‬روى البلذري أنه "لما اجتمع علي ومعاوية على أن يحكّما‬
‫رجلين اختلف الناس على علي‪ ،‬فكان عظمهم وجمهورهم مقرين بالتحكيم‬
‫راضين به وكانت فرقة منهم ‪ -‬وهم زهاء أربعة آلف من ذوي بصائرهم‬
‫والعباد منهم ‪ -‬منكرة للحكومة‪ ،‬وكانت فرقة منهم ‪ -‬وهم قليل ‪ -‬متوقفين‪،‬‬
‫فأتت الفرقة المنكرة علياً فقالوا‪" :‬عد إلى الحرب… ففارقوه ومضى‬
‫بعضهم إلى الكوفة قبل كتاب القضية‪ ،‬وأقام الباقون معه على إنكارهم‬
‫التحكيم ناقمين عليه يقولون‪ :‬لعله يتوب ويراجع‪.(4)"...‬‬
‫‪ - 3‬ضرب عروة بن أدية دابة الشعث حين مروره بكتاب التحكيم‬
‫يقرؤه على القبائل وتعالت النداءات من كل جانب قائلة "ل حكم إل ل"‪.‬‬
‫‪ - 4‬ما مر من مجيء جماعة من جيش المام علي إليه تطلب منه‬
‫استئناف القتال‪.‬‬

‫() آل عمران آية ‪.23‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن أب شيبة (الصنف) جـ ‪ 15‬ص ‪ /317،318‬أحد بن حنبل (السند) جـ ‪ 3‬ص ‪ /486‬النقري (صفي)‬ ‫‪2‬‬

‫ص ‪ /497‬أبو يعلى (السند) جـ ‪ 1‬ص ‪.365‬‬


‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪.103‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 3‬ص ‪.112‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪98‬‬
‫‪ -5‬تخاصم أصحاب علي في طريق عودتهم إلى الكوفة "ولقد أقبلوا‬
‫يتدافعون الطريق كله ويتشاتمون ويضطربون بالسياط يقول )الخوارج(‪ :‬يا‬
‫أعداء ال أدهنتم في أمر ال عز وجل وحكمتم‪ ،‬وقال الخرون‪ :‬فارقتم‬
‫إمامنا وفرقتم جماعتنا"‪.‬‬
‫وبناءً على هذه الحداث المتسلسلة فإن من المرفوض أن يكون الذين‬
‫ضغطوا على المام علي ‪ -‬كرم ال وجهه ‪ -‬لقبول التحكيم هم الذين أنكروه‬
‫عليه فيما بعد في تلك الفترة الوجيزة‪ ،‬والمفارقة – هنا ‪ -‬أن أهل حروراء‬
‫بنوا انشقاقهم على رفض التحكيم)‪ ، (1‬وإذن فإنه ليس ممكناً ‪ -‬كما يقول د‪.‬‬
‫هشام جعيط ‪ -‬القبول بالرواية القائلة إن القراء نواة المذهب الخارجي‬
‫المقبل )على حد تعبيره( هم الذين أكرهوا علياً على القبول بوقف القتال)‪،(2‬‬
‫وهذا هو الذي توصل إلى تقريره كثير من الباحثين)‪.(3‬‬
‫يؤكد د‪ .‬محمود إسماعيل أن انفصال أهل حروراء عن المام علي‬
‫كان لرفضهم مبدأ التحكيم من أساسه حيث يقول‪" :‬والذي نستخلصه في‬
‫النهاية براءة القراء الذين صاروا فيما بعد خوارج من مسؤولية التحكيم‬
‫انطلقاً من موقف سياسي وديني في آنٍ واحد جعلهم يثورون رفضاً له ل‬
‫رغبة فيه")‪ ،(4‬ويدعم)‪ (5‬وجهة نظره برسالة علي إلى أهل النهروان‬
‫"‪...‬فهلموا نعطيكم الرضا ونرجع إلى المر الول الذي طلبتموه مني‬
‫ونقاتل عدونا حتى يحكم ال بيننا‪ ،‬وال خير الحاكمين")‪.(6‬‬
‫كما يبني أحمد سليمان معروف نفيه لن يكونوا شهروا سيوفهم في‬
‫وجه المام علي وأرغموه على وقف القتال وقبول مبدأ التحكيم وفرضوا‬
‫عليه أبا موسى الشعري على أنهم لم يكونوا بعد قد شكلوا قوة جماعية‬
‫ضاغطة لها رأي موحد‪ ،‬بل ما زالوا أفراداً لهم آراء شتى ل ينظم بينهم‬
‫ناظم إل بعض الخواطر المشتركة والتي لم تصل بعد إلى حد الجماع)‪.(7‬‬

‫() جـعيط (الفتنة) ص ‪.207‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الرجـع السابق‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() انظر‪ :‬النعيمي (ظهور الـوارج) مـلة الجـمع العلمي العراقي جـ ‪ 15‬ص ‪ 30-10‬وما بعدها‪ /‬إساعيل‬ ‫‪3‬‬

‫(قضايا ف التاريخ السلمي) ص ‪ / 62-53‬جـعيط (الفتنة) ص ‪ / 207‬معروف‪ ،‬أحد (قراءة جـديدة ف‬


‫مواقف الوارج) ص ‪ /39‬اللب (إلقاء الضوء على الدور الزعوم للقراء) مـلة كلية الداب والعلوم النسانية‬
‫جـ ‪ 4‬ص ‪.34-13‬‬
‫() إساعيل (قضايا ف التاريخ) ص ‪.61‬‬ ‫‪4‬‬

‫() الرجـع السابق ص ‪.55‬‬ ‫‪5‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪ /117‬القلهات (الكشف) جـ ‪ 2‬ص ‪.240‬‬ ‫‪6‬‬

‫() معروف‪ ،‬أحد ( قراءة جـديدة ف مواقف الوارج) ص ‪.37‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪99‬‬
‫ولعل من المفاجئ أن نجد في ثنايا كلم المام علي نفسه تبرئة‬
‫لمنكري التحكيم الولين من تلبسهم بشيء من المساعي فيه‪ ،‬فإنه ‪-‬كرم ال‬
‫وجهه‪ -‬لما ظهرت نتيجة التحكيم بعد أن خرج معارضوه إلى النهروان قام‬
‫بالكوفة خطيباً فكان من قوله‪ ..." :‬أما بعد فإن المعصية تورث الحسرة‬
‫وتعقب الندم‪ ،‬وقد كنت أمرتكم في هذين الرجلين وفي هذه الحكومة أمري‬
‫ونحلتكم رأيي لو كان لقصير أمر‪ ،‬ولكن أبيتم إل ما أردتم‪ ،‬فكنت أنا وأنتم‬
‫كما قال أخو هوازن‪:‬‬
‫أمرتهم أمري بمنعرج الل وى فلم يستبينوا الرشد إل ضحى الغدِ‬
‫)‪(1‬‬
‫أل إن هذين الرجلين اللذين اخترتموهما حكمين قد نبذا حكم القرآن‪"...‬‬
‫وجلي أن خطابه كان لهل الكوفة وهم غير معارضي التحكيم‪ ،‬وفيه‬
‫إلقاء اللوم عليهم بكونهم خالفوه في أمر الحكومة وإصرارهم عليها وخالفوه‬
‫في الحكمين اللذين اختاروهما‪ ،‬ثم كتب إلى أهل النهر‪ ..." :‬أما بعد فإن‬
‫هذين الرجلين اللذين ارتضينا حكمهما قد خالفا كتاب ال‪ ...‬فإذا بلغكم كتابي‬
‫هذا فأقبلوا فإنا سائرون إلى عدونا وعدوكم‪ ،‬ونحن على المر الول الذي‬
‫كنا عليه‪(2)"..‬وفي رواية "‪...‬فهلموا نعطيكم الرضا ونرجع إلى المر الول‬
‫الذي طلبتموه مني‪ ، (3) "...‬وفي رواية‪" :‬فقد جاءكم ما كنتم تريدون وقد‬
‫تفرق الحكمان على غير حكومة ول اتفاق فارجعوا إلى ما كنتم عليه فإني‬
‫أريد المسير إلى الشام")‪ .(4‬وفي هذه النصوص ما يغني عن التعليق‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬ويعلل د‪ .‬الهلبي تحميل )القراء الذين صاروا خوارج(‬
‫مسؤولية وقف القتال والتحكيم ونتائجه الفاشلة بقوله‪" :‬أدرك الكوفيون أن‬
‫قبول التحكيم كان كارثة للخليفة علي وأهل العراق‪ .‬والخليفة كانت سلطته‬
‫أصلً على قبائل العراق ضعيفة‪ ،‬وازدادت ضعفاً بقوة الشعث وانشقاق‬
‫جيش أهل العراق‪ ،‬ثم حدثت المواجهة العسكرية بين شطري الجيش‬
‫وانتهت باستئصال الفئة المنشقة في الميدان‪ ،‬لكن مبادئهم وأفكارهم زادت‬
‫انتشاراً وآمن بها ناس كثيرون وخرجوا من أمصارهم فأصبحوا خطراً‬
‫على أهل هذه المصار‪ ،‬ثم أخذت المآسي تتوالى حتى وصلت قمتها‬
‫باغتيال الخليفة علي على يد أحد الخوارج‪ ،‬ثم توحدت المة السلمية مرة‬
‫ثانية تحت قيادة معاوية وخلفائه من بني أمية‪ ،‬وبذلك تحولت الكوفة وأهلها‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ /140‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.116‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الطبي (التاريخ) ص ‪.117‬‬ ‫‪2‬‬

‫() القلهات (الكشف) جـ ‪ 2‬ص ‪.240‬‬ ‫‪3‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪.141‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪100‬‬
‫إلى مصر تابع لهل الشام يرسل لها المويون ولة مستبدين مثل زياد‬
‫وابنه عبيدال والحجاج لقمع شوكتهم‪ ،‬وأصبحت الكوفة مركزاً للمعارضة‬
‫ومفرخة للثورات ضد المويين‪ ،‬ليس هذا فحسب بل إن ضربات الخوارج‬
‫الموجعة كانت أشد إيلماً من قمع المويين ولم يكتف الخوارج بالضربات‬
‫المسلحة بل كانوا يعيرونهم بالتكالب على الدنيا وبالنفاق والكفر‪ .‬كانت هذه‬
‫الظروف التي تعيشها العراق وخصوصاً الكوفة في النصف الثاني من‬
‫القرن الول الهجري‪ ،‬وكانت نتيجة لقبول التحكيم في صفين‪ ،‬فما أحرى‬
‫الرواة الكوفيين ‪ -‬إذن ‪ -‬أن يحملوا المسؤولية أعداءهم الخوارج ويتخلصوا‬
‫منها من ناحية ويجعلوا دعوى الخوارج تناقض نفسها؛ فهم الذين أجبروا‬
‫عليّا على قبول التحكيم وهم الذين ثاروا عليهم بسبب قبولهم التحكيم")‪.(1‬‬
‫ولئن كان د‪.‬جعيط يحتمل أن تكون جماعة من القراء موافقة في‬
‫البداية على وقف المعارك وأن تكون انضمت فيما بعد إلى أهل‬
‫حروراء)‪،(2‬فإن الدكتور الهلبي ‪-‬كما مر قريباً ‪ -‬والدكتور محمود‬
‫إسماعيل ينفيان أن يكون للقراء دور في الضغط على المام علي لقبول‬
‫التحكيم‪ ،‬يقول د‪ .‬محمود‪" :‬والذين نؤكده أن القلية الرافضة كانت تشمل‬
‫جماعة القراء")‪ . (3‬ولهذا أعطى د‪ .‬جعيط فسحة لحتمال أن يكون جميع‬
‫القراء عارضوا وقف المعارك)‪.(4‬‬
‫ويؤيد هذا الرواية التالية‪" :‬فلما سمع علي قول الشعث ورأى حال الناس‬
‫قِبَل القضية وأجاب إلى الصلح قام إلى علي أناس وهم القراء منهم عبدال‬
‫بن وهب الراسبي في أناس كثير قد اخترطوا سيوفهم ووضعوها على‬
‫عواتقهم‪ ،‬فقالوا لعلي‪ :‬اتق ال فإنك أعطيت العهد وأخذته منا لنفنين أنفسنا‬
‫أو لنفنين عدونا أو يفيء إلى أمر ال‪.(5)"...‬‬
‫ورواية أبي وائل السابق ذكرها مؤكدة لهذه الرواية‪ ،‬لن فيها أن‬
‫الذين أنكروا على علي قبوله وقف القتال هم القراء‪ .‬وبهذا نعلم أن‬
‫الرافضين للتحكيم ابتداءً إنما هم القراء‪.‬‬
‫غير أنه بناء على كون أهل حروراء مؤلفين من القراء وغيرهم فإن‬
‫من المحتمل أن يكون من غير القراء ‪ -‬ممن كان موافقاً على وقف القتال ‪-‬‬

‫() اللب (إلقاء الضوء على الدور الزعوم للقراء) مـلة كلية الداب والعلوم النسانية جـ ‪ 4‬ص ‪.32‬‬ ‫‪1‬‬

‫() جـعيّط (الفتنة) ص ‪.208‬‬ ‫‪2‬‬

‫() إساعيل (قضايا ف التاريخ) ص ‪.51‬‬ ‫‪3‬‬

‫() جـعيّط (الفتنة) هامش ص ‪.209‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن قتيبة (المامة والسياسة) منسوب ص ‪.111‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪101‬‬
‫من انضم إلى أهل حروراء حين العتزال‪ ،‬إذ نجد رواية البلذري تجعل‬
‫عدد المعترضين على التحكيم في صفين أربعة آلف)‪ ، (1‬ونجد أيضاً عدد‬
‫أهل حروراء أكثر من ذلك‪ ،‬حيث تجعلهم معظم الروايات اثني عشر ألفاً‪،‬‬
‫ويوصله بعضها إلى أربعة وعشرين ألفاً‪ .‬ومعنى هذا أن كثيراً ممن قبلوا‬
‫فكرة التحكيم ابتداءً قد اقتنعوا فيما بعد برأي المعارضين‪ .‬ول ننسى أنهم‬
‫كانوا يعيرونهم ‪-‬في طريقهم إلى الكوفة ‪ -‬بأنهم أدهنوا في أمر ال‪ ،‬وحينئذ‬
‫فإن من المقبول أنهم كانوا يشرحون موقفهم بدءاً من كتابة كتاب التحكيم‬
‫إلى حروراء المر الذي يفيد أنهم استطاعوا أن يكسبوا أنصاراً لهم‪،‬‬
‫بالضافة إلى رواية البلذري السابقة القائلة بأن هنالك فرقة متوقفة‪ ،‬ول‬
‫مانع ‪-‬حينئذ‪ -‬من انضمامها أو بعض أفرادها إلى أهل حروراء‪ .‬وهذا ما‬
‫توضحه رواية الشماخي‪ ،‬أن الناس لما رجعوا إلى العراق "قبل كثير منهم‬
‫الحق ورجع إليه")‪ ،(2‬ورواية البرّادي "حتى انتهى القوم إلى الكوفة ثمّ سار‬
‫الذين كرهوا الحكومة بصفين وخالفوا عليّا على تحكيم ه الحكمين وحكموا‬
‫ال في أنفسهم إلى من كان من إخوانهم مع علي فناظروهم ودعوه م إلى‬
‫تحكيم ال وخلع ما سواه ‪ ...‬فعرفوا من ذلك ما عرفوهم فرجعوا إليهم‬
‫ون زلوا حروراء وخرجوا معهم")‪ .(3‬يقول ابن كثير‪" :‬وقد يكون واطأهم‬
‫على مذهبهم آخرون من غيرهم حتى بلغ وا اثني عشر ألفاً أو ستة عشر‬
‫ألفاً")‪ ،(4‬وهذا ‪ -‬تالياً ‪ -‬ينفي اللوم عن الفئة التي رفضت التحكيم في صفين‪،‬‬
‫إذ إنه من غير اللئق بالمام علي أن يوبخ من أنكر التحكيم بما لم يلتبسوا‬
‫به"‪ ،‬لهذا يحتمل أن يكون علي قد توجه إلى هوامش الحركة أولئك الذين‬
‫مالوا إليها بعد ذلك لكي يذكرهم بدورهم في صفين")‪.(5‬‬
‫وإذن فإن الرواية المتسقة مع هذه الحداث هي رواية البرّادي‪ ،‬أن‬
‫المام عليّا لما أقبل على أهل حروراء إثر رجوع ابن عباس من عندهم"‬
‫وسمع )أي علي( مخاصمتهم له أقبل على قوم كانوا ممن ولي أمر معاوية‬
‫بصفين فاستنقذهم ال بإخوانهم من المسلمين بعدما قدموا الكوفة فقال لهم‬
‫علي‪ :‬ألس تم تعلمون أن القوم دعونا إلى كتاب ال فأتيتموني فقلتم ل نقاتل‬
‫قوماً دعونا إلى كتاب ال فقلت لكم إن هذا من القوم خديعة…")‪ . (6‬ويؤكد‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪.112‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الشماخي (السي) جـ ‪ 1‬ص ‪.48‬‬ ‫‪2‬‬

‫() البّادي (الـواهر) ص ‪.118 ،117‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن كثي (البداية والنهاية) جـ ‪ 7‬ص ‪.282 ،281‬‬ ‫‪4‬‬

‫() جـعيط (الفتنة) ص ‪.216‬‬ ‫‪5‬‬

‫() البّادي (الـواهر) ص ‪.124‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪102‬‬
‫هذه الرواية رواية البلذري أن علياً لما حاجهم قالوا له‪" :‬إنما قلت لنا ما‬
‫قلت وقد تاب إلى ال من كان منا مائلً إلى الحكومة")‪ . (1‬وفي "السير"‬
‫للشماخي‪" :‬عرفنا إخواننا الحق فتبنا")‪ . (2‬وحينئذ فمن الطبيعي أن يعاتب‬
‫المام علي من كانوا معه على وقف القتال ثمّ تركوه إلى رأي المعارضين‪.‬‬
‫ولعل وجود طائفة في صفوف أهل حروراء كانت من قبل تؤيد وقف القتال‬
‫هو الذي سوّغ ‪ -‬بعد فترة من الزمن‪ -‬لن تسحب فكرة )القراء الذين‬
‫أجبروا عليّا على قبول التحكيم ثمّ صاروا خوارج بعد ذلك( على جميع أهل‬
‫حروراء‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وتتفق كثير من الروايات على أن أهل حروراء طلبوا من المام‬
‫علي إعلن توبته عن التحكيم بعد أن أعلنها من كان مائلً إليه فقال كرم ال‬
‫وجهه‪" :‬أستغفر ال وأتوب إليه")‪ .(3‬وعلى إثر ذلك دخلوا كلهم الكوفة‪.‬‬
‫وهذا يفسر الروايات التي تقول بأن عليّا كلمهم حتى أجمعوا هم وهو‬
‫على الرضا فرجعوا حتى دخلوا الكوفة على الرضا منه ومنهم)‪ . (4‬وهو‬
‫السبب الذي يمكن من خلله توجيه دخول أهل حروراء الكوفة إثر‬
‫المناظرة لنهم دخلوها "وهم يظهرون التحكيم")‪ ، (5‬ولنهم "رفضوا فكرة‬
‫التحكيم من أساسها ولم يكن ثمة ما يدفعهم إلى قبولها مشروطة‪ ،‬وهو أمر‬
‫يتفق وصرامتهم في الدين وبغضهم للعيب السياسة وحيلها‪ ،‬ولن‬
‫الخلف ما لبث أن احتد بين الطرفين من جديد قبل ظهور نتيجة‬
‫التحكيم")‪ ، (6‬وذلك بعدما عرفوا من المام علي عودته ثانياً إلى التمسك‬
‫بفكرة التحكيم‪.‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪.123‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الشماخي (السي) جـ ‪ 1‬ص ‪.49‬‬ ‫‪2‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ /131 ، 130‬البد (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪ /1130‬الطبي (التاريخ) جـ ‪3‬‬ ‫‪3‬‬

‫ص ‪.114‬‬
‫هذا وروى الطبي عن أب منف أن (الوارج) يزعمون أن عليّا تاب ثّ دخلوا الكوفة معه‪ ،‬قال الطبي "ولسنا‬
‫نأخذ بقولم وقد كذبوا"‪( :‬التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪ .110‬وتبعه ابن الثي ف (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪ .329‬ولكن‬
‫ينبغي ها هنا مراعاة أمرين؛ الول‪ :‬قول ابن تيمية ف الوارج‪" :‬ل يعرف فيهم من يكذب" (التفسي الكبي) جـ‬
‫‪ 1‬ص ‪ ،124‬وقوله بأن تدينهم أصح لنم ل يكذبون (منهاج السنة) جـ ‪2‬ص ‪ ،197‬وقوله فيهم‪" :‬ليسوا من‬
‫يتعمدون الكذب‪ ،‬بل هم معروفون بالصدق حت يقال إن حديثهم من أصح الديث" (منهاج السنة) جـ ‪ 1‬ص‬
‫‪ .31‬الثان‪ :‬أنم ل يتفردوا بنقل هذا الب‪ ،‬فمن أسانيده عند البلذري‪ :‬حدثن بكر بن اليثم حدثنا أبو الكم العبدي عن‬
‫معمر عن الزهري‪( :‬النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪.129‬‬
‫() ابن أب شيبة (الصنف) جـ ‪ 15‬ص ‪ /312‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.114‬‬ ‫‪4‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪.129‬‬ ‫‪5‬‬

‫() إساعيل (قضايا ف التاريخ) ص ‪.77‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪103‬‬
‫وبهذا يمكن الجمع بين الروايات التي تقول بأن أهل حروراء حجوا‬
‫ابن عباس والروايات التي تقول بأنه لما حاجهم رجع قسم منهم تائبين بأن‬
‫التوبة صدرت من قبل الذين كانوا قبلوا فكرة التحكيم أولً‪ ،‬وهذه التوبة عن‬
‫قبول التحكيم ل عن معارضته‪ ،‬بدليل قولهم‪" :‬وقد تاب إلى ال من كان منا‬
‫مائلً إلى الحكومة" وقولهم‪" :‬عرفنا إخواننا الحق"‪ ،‬وتكون تلك الروايات‬
‫الخيرة قد تخطت الفترة من رد أهل حروراء على ابن عباس ثمّ مجيء‬
‫علي إليهم في حروراء وما جرى فيهامن النقاش بينهم وبينه لتقفز من رد‬
‫ابن عباس على حجج أهل حروراء إلى إعلن بعضهم التوبة من قبول‬
‫التحكيم أمام المام علي كرم ال وجهه في حروراء‪ .‬ويرجح القتضاب في‬
‫هذه الروايات أن فيها أن فرقة من أهل حروراء دخلوا الكوفة وأنهم "قتل‬
‫سائرهم" خلفاً لما ثبت أنهم دخلوها من عند آخرهم)‪ ،(1‬ثمّ توجه فريق‬
‫منهم إلى النهروان فقتل جلهم هنالك‪.‬‬
‫ولعل المام عليّا أراد أن يتألف قلوب أهل حروراء وأن يجمع أفراد‬
‫جيشه كلهم تحت رايته‪" ،‬وحاول ‪-‬كما يقول شارح نهج البلغة‪ -‬أن يسلك‬
‫معهم مسلك التعريض والمواربة فقال لهم كلمة مجملة مرسلة يقولها‬
‫النبياء والمعصومون وهي قوله‪ :‬أستغفرـ ـال ـمنـ كلـ ـذنب ‪ ،‬فرضوا بها‬
‫وعدوها إجابة لهم على سؤالهم وصفت له ‪-‬عليه السلم‪ -‬نياتهم‪،‬‬
‫واستخلص بها ضمائرهم من غير أن تتضمن تلك الكلمة اعترافاً بكفر أو‬
‫ذنب")‪ .(2‬فكان من سياسته أن أظهر لهم الميل إلى رأيهم‪ ،‬وذلك منه ليحسم‬
‫الشقاق ويرأب الصدع ويسد الثلمة ثمّ ليفعل ال ما يريده من الخير لعباده‪،‬‬
‫ولهذا نجد عند الطبري أن عليّا لما قال له أهل حروراء‪" :‬فخبرنا عن‬
‫الجل لم جعلته بينك وبينهم؟" قال‪" :‬ليعلم الجاهل ويتثبت العالم ولعل ال‬
‫عز وجل يصلح في هذه الهدنة هذه المة‪ ،‬ادخلوا مصركم رحمكم ال"‬
‫فدخلوا من عند آخرهم)‪.(3‬‬
‫أما الحديث عن نتائج التحكيم فإننا ل نجد أهل النهروان يولونه أهمية‬
‫أو يرتبون عليه أمراً‪ ،‬لنهم يرفضونه من أساسه‪ ،‬وإذن فإن نتائجه كلها‬
‫غير مغيرة في المر شيئاً‪ ،‬إذ نلحظ أنهم اعتزلوا المام عليّا إلى حروراء‬
‫لموافقته على التحكيم ثمّ انفصلوا إلى النهروان حين تأكدوا من عزمه على‬
‫إنفاذ أبي موسى ولم ينتظروا ما يسفر عنه لقاء الحكمين‪ .‬والهم من ذلك‬
‫( ) ابن أب شيبة (الصنف) جـ ‪ 15‬ص ‪ / 312‬البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ / 123،130،133‬الطبي‬ ‫‪1‬‬

‫(التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.110‬‬


‫() ابن أب الديد (شرح نج البلغة) جـ ‪ 2‬ص ‪.279،280‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.110‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪104‬‬
‫مبايعتهم لعبدال بن وهب الراسبي قبل لقاء أبي موسى وعمرو بن العاص‪،‬‬
‫فإنها مبنية على قبول التحكيم‪ ،‬يقول د‪ .‬هشام جعيط عن التحكيم عند حديثه‬
‫عن خروج أهل النهر‪" :‬وليس من الوارد ربطه بنتائج هذا الفعل‪ ،‬لن‬
‫التحكيم كتحكيم ‪ -‬مبدئياً ومهما تكن نتيجته ‪-‬لم يكن مرفوضاً من قِبَلهم‬
‫وحسب‪ ،‬بل كان في أساس حركتهم بالذات")‪.(1‬‬
‫ويؤكد ذلك أيضاً رسالة عبدال بن وهب الراسبي إلى علي‪:‬‬
‫"‪...‬وبلغنا كتابك تذكر فيه أن الحكمين نبذا كتاب ال وراء ظهورهما‬
‫وحكما بغير ما أن زل ال‪ ،‬وقد علمنا ‪ -‬فالحمد ل ‪ -‬أن أمرهما كان مخالفاً‬
‫للحق من أوله‪ ،‬وأنت بتحكيمك إياهما أعظم جرماً منهما‪ .(2) "...‬وهذا‬
‫صريح في كونهم يعدون التحكيم المترتب على وقف القتال جرماً وخطيئة‬
‫)‪(3‬‬
‫وذنباً‪ ،‬وأصرح منه قول حرقوص بن زهير لعلي‪" :‬تب من خطيئتك"‬
‫وقوله له‪" :‬إن ذلك ذنب ينبغي لك أن تتوب منه")‪ .(4‬لكن ل بد من التأكيد‬
‫على أن أهل النهروان لم يروا مجرد القبول بالتحكيم يوجب خلع المام‬
‫علي‪ ،‬بل إنهم راجعوه وكرروا مناقشتهم له‪ ،‬فلما رأوه مصرّا على رأيه‬
‫عازماً عليه غير راجع عنه حينئذٍ نصبوا عبدال بن وهب الراسبي إماماً‪.‬‬
‫غير أننا يستوقفنا في هذا الصدد أمران‪:‬‬
‫الول‪ :‬احتجاج أهل حروراء على ابن عباس ‪ -‬ضمن ما خاصموه به‬
‫‪ -‬بأن عمرو بن العاص غير عدل مع أن الية اشترطت العدالة في‬
‫الحكمين‪ ،‬كما أن أبا موسى كان يثبط الناس عن علي‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬ورد عن أهل النهروان قولهم لقيس بن سعيد الذي أرسله‬
‫إليهم علي‪" :‬ألم يخلعه وكيله")‪.(5‬‬
‫ويفيد كل المرين أن حجة معارضي التحكيم غير محصورة في‬
‫خطأ فكرة التحكيم‪ ،‬بل ينضم إليها اختلل بعض شروط الحكمين والنتيجة‬
‫التي توصل إليها‪.‬‬
‫أما المر الول فالظاهر أنهم أرادوا مجابهة ابن عباس وإسقاط دليله‬
‫وبيان نقاط الخلل في حجته‪ ،‬ل على أنهم يجيزون التحكيم أن لو كان عمرو‬
‫() جـعيط (الفتنة) ص ‪.217‬‬ ‫‪1‬‬

‫() القلهات (الكشف) جـ ‪ 2‬ص ‪.241‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 1‬ص ‪.113‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ /114‬البّادي (الـواهر) ص ‪.127،128‬‬ ‫‪4‬‬

‫() البّادي (الـواهر) ص ‪ /135‬الشماخي (السي) جـ ‪ 1‬ص ‪ ،51‬ومـيئه إليهم أورده البلذري (النساب)‬ ‫‪5‬‬

‫جـ ‪ 3‬ص ‪.145‬‬


‫‪105‬‬
‫في نظرهم عدلً‪ ،‬ذلك أنهم نفوا رضاهم عن التحكيم بما سبق ذكره من‬
‫الستدلل بآية قتال البغاة‪ .‬وأما المر الثاني فلعله من باب إلزام الخصم بما‬
‫يلتزمه‪ ،‬وقد التزم علي في صحيفة التحكيم بقبول النتيجة‪ ،‬إذ إن قبول‬
‫التحكيم ونتيجته يمثلن في نظرهم أمراً واحداً‪ ،‬ولذلك أوردوه ضمن ما‬
‫احتجوا به على سلمة موقفهم‪ .‬وعلى الرغم من إبائهم العودة إلى المام‬
‫علي بعد إعلن نتيجة التحكيم فقد شرطوا عليه للوصول إلى وفاق معه‬
‫توبته عن موقفه)‪ (1‬ولم يكترثوا بكونه تم خلعه عن الخلفة من قبل‬
‫الحكمين‪ ،‬سواء على الروايات التي تقول بأن أبا موسى وعمراً خلعا عليّا‬
‫عن الخلفة ومعاوية عن ولية الشام أو الروايات التي تبين أن أبا موسى‬
‫خلع علياّ بينما خدعه عمرو فولى معاوية‪.‬‬
‫والذي يبدو أن موقف مناهضي التحكيم الذي امتد إلى النهروان هو‬
‫رفض التحكيم بكل عناصره‪ ،‬وقوّى موقفهم انتفاء صفة الشرعية عنه فيما‬
‫يلي‪:‬‬
‫أ‪-‬ـ موضوع ـالتحكيم ‪ ،‬فإنه غير معين ول واضح‪ ،‬ولكنه جرى في‬
‫النهاية في موضوع ل علقة له بأسباب القتال الظاهرة‪.‬‬
‫ب‪ -‬الحَكَمان‪ ،‬فإن عمرو بن العاص غير عدل حسب رأيهم‪ ،‬أما أبو‬
‫موسى فإنه ل يمثل وجهة نظر المام علي لنه لم يشترك معه في القتال‪،‬‬
‫بل كان منعزلً‪" ،‬وكان منحرفاً عن علي لنه عزله ولم يستعمله")‪" ،(2‬فلم‬
‫يزل واجداً منها على علي")‪ (3‬على حد تعبير ابن عبد البر‪ ،‬وكان أبو‬
‫موسى يخذل الناس عن علي بالكوفة وينهاهم أن يخرجوا معه)‪ ،(4‬بل ورد‬
‫عنه نفسه قوله‪" :‬ما ينبغي لقوم اتهموني أن يرسلوني لدفع عنهم باطلً أو‬
‫أجر إليهم حقّا")‪ . (5‬فهو على أحسن تقدير محايد‪ ،‬أي غير متحمس للفكرة‬
‫التي صار موكلً بها حماس عمرو بن العاص لفكرة موكله‪.‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ /145‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪ /117‬القلهات (الكشف) جـ ‪ 2‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.241‬‬
‫() ابن عبدالب (الستيعاب) جـ ‪ 4‬ص ‪.1764‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 3‬ص ‪.980‬‬ ‫‪3‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ / 14،31‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪ / 25،28‬البسيوي (السي) جـ ‪2‬‬ ‫‪4‬‬

‫ص ‪.82‬‬
‫() النقري (صفي) ص ‪.534،535‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪106‬‬
‫جـ‪ -‬ـالحُكْم ‪ ،‬وهو النتيجة التي أصدرها الحكمان‪ ،‬وما يهم من ذلك‬
‫الحكم عزل المام علي عن الخلفة‪ ،‬المر الذي سوّغ لن توصف حادثة‬
‫التحكيم بأنها مهزلة)‪.(6‬‬
‫كل هذه المور عززت من موقف معارضي التحكيم‪ ،‬فلو تمسكوا‬
‫فقط بنتيجته لكان لهم عذرهم المقبول‪ .‬على أننا يجب أن ل نغفل عن أن‬
‫إصرارهم على استمرار القتال إنما كان لصالح المام علي نفسه‪ ،‬وقبول‬
‫التحكيم يشكك في عدالة قضيته‪ ،‬ولهذا كان من قول أهل حروراء له‪:‬‬
‫"دعوتنا إلى كتاب ال والعمل به فأجبناك وبايعناك‪ ،‬وقد قتلت في طاعتك‬
‫قتلنا يوم الجمل وصفين‪ ،‬ثمّ شككت في أمر ال وحكمت عدوك ونحن‬
‫على أمرك الذي تركت وأنت اليوم على غيره‪.(2)"...‬‬
‫والحقيقة أن التبرم والستياء من فكرة التحكيم ل يختص به أهل‬
‫حروراء‪ ،‬بل نجد ذلك فيمن لم يكن في صفين‪ ،‬فهناك من يقول‪" :‬وال ما‬
‫صنع علي شيئاً‪ ،‬ذهب ثمّ انصرف في غير شيء")‪ . (3‬وإجابةً على سؤال‬
‫من علي وهو في طريقه إلى الكوفة‪" :‬خبرني ما تقول الناس فيما كان بيننا‬
‫وبين أهل الشام" يقول أحدهم‪" :‬فيهم المسرور فيما كان بينك وبينهم‪،‬‬
‫وأولئك أغشاء الناس‪ ،‬وفيهم المكبوت السف بما كان من ذلك‪ ،‬وأولئك‬
‫نصحاء الناس لك")‪ .(4‬وسؤال آخر يطرحه المام علي على عبدال بن‬
‫وديعة النصاري‪" :‬ما سمعت الناس يقولون في أمرنا؟" قال‪ ":‬منهم‬
‫المعجب ومنهم الكاره له كما قال عز وجل‪ :‬ول يزالون مختلفين إل من‬
‫رحم ربك )‪ ،(5‬فقال له علي‪" :‬فما قول ذوي الرأي فيه؟" قال‪" :‬أما قولهم‬
‫فيه فيقولون إن عليّا كان له جمع عظيم ففرقه وكان له حصن حصي ن‬
‫فهدم ه‪ ،‬فحتى متى يبني ما هدم‪ ،‬وحتى متى يجمع ما فرق‪ ،‬فلو أنه كان‬
‫مضى بمن أطاعه ‪ -‬إذ عصاه من عصاه ‪ -‬فقاتل حتى يظفر أو يهلك إذاً‬
‫لكان ذلك الحزم")‪.(6‬‬
‫ول ريب أن مواصلة القتال كان هو المر المحمود‪ ،‬فإن عليّا نفسه‬
‫كان يرى رفع المصاحف خدعة‪ ،‬وكان معارضاً لوقف القتال في بداية‬
‫( ) العقاد (عبقرية المام) ص ‪ / 70‬إساعيل (قضايا ف التاريخ) ص ‪ / 70‬معروف‪ ،‬أحد (قراءة جـديدة ف‬ ‫‪6‬‬

‫مواقف الوارج) ص ‪ /42‬الزحيلي (آثار الرب) ص ‪.766‬‬


‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪.128 ،127‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.108‬‬ ‫‪3‬‬

‫() النقري (صفي) ص ‪ /529‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.107‬‬ ‫‪4‬‬

‫() هود آية ‪.119‬‬ ‫‪5‬‬

‫() النقري (صفي) ص ‪ /529‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.108 ،107‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪107‬‬
‫المر‪ ،‬وكذلك كثير من قادة جيشه‪ .‬ولهذا فليس عجيباً أن يقال عن الفرقة‬
‫المنكرة للتحكيم بأنهم "من ذوي البصائر")‪ .(1‬وقد نقل عن الحسن البصري‬
‫قوله‪" :‬إن القوم نعسوا نعسة في دينهم")‪ ،(2‬وهو تعبير ينم عن الركون الذي‬
‫ركنه أغلب أصحاب المام علي عندما ملوا القتال وأحبوا الدعة والراحة‪.‬‬
‫والذي دعا المام عليّا إلى قبول التحكيم ن زوله عند رأي الجمهور‬
‫وخشية زيادة الفرقة في جيشه‪ .‬وثمة ما يدل علىأن عليّا قد ألجئ إلى وقف‬
‫القتال‪ ،‬يقول ابن عباس‪" :‬إن أهل العراق ملّوا السيف وجزعوا منه جزعاً‬
‫لم يجزعه أهل الشام واختلفوا بينهم‪ ،‬فخاف علي لما رآى من وهنهم أن‬
‫ينكشفوا عنه ويتفرقوا عنه فمال إلى القضية‪ ...‬ولو كان معه من يصبر‬
‫على السيف لكان الفتح قريباً")‪ .(3‬لجل هذا فمن الصعب التصديق بالرواية‬
‫القائلة بأن عليّا هم بالقدام على أهل الشام لعادة الحرب‪ ،‬لكنه أحجم خشية‬
‫على ولديه أن يهلكا فينقطع بذلك نسل محمد )‪.(4‬‬
‫على أن المام عليّا أحس بخطئه ورأى قبول التحكيم منافياً للحزم‬
‫والكياسة عندما رأى تفرق جيشه وتباغضهم واختلفهم‪ ،‬وذلك حين‬
‫رجوعه من صفين فرأى الفرقة دبت في أصحابه فقال‪:‬‬
‫سوف أكيس بعدها‬ ‫لقد عثرت عثرة ل أعتذر‬
‫وأستمر‬
‫)‪(5‬‬
‫وأجمع المر الشتيت المنتشر‬
‫وقد استظهر المدي)‪ (6‬من هذا الرجز أن عليّا "أخطأ في التحكيم")‪.(7‬‬
‫وأما ما يتعلق بموقف المام علي النهائي من التحكيم فإنه كان يرى‬
‫أنه أعطى أهل الشام عهداً ل يحل له نقضه وعليه الوفاء به‪ ،‬خاصة بعد أن‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪.112‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 3‬ص ‪.113‬‬ ‫‪2‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪.110،111‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.107‬‬ ‫‪4‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ /114‬ابن عبد ربه (العقد الفريد) جـ ‪ 3‬ص ‪.235‬‬ ‫‪5‬‬

‫() علي بن ممد بن سال التغلب سيف الدين المدي‪ ،‬أصول باحث‪ ،‬أصله من آمد (ديار بكر) ولد با وتعلم ف‬ ‫‪6‬‬

‫بغداد والشام‪ ،‬ودرّس بالقاهرة‪ ،‬حسده بعض الفقهاء فنسبه إل فساد العقيدة‪ .‬له "الحكام ف أصول الحكام"‬
‫و"أبكار الفكار" و"لباب اللباب" و"دقائق القائق" وغيها انظر‪ :‬ابن خلكان(وفيات العبان) ج ـ ‪ 3‬ص‬
‫‪ /293‬الزركلي (العلم) جـ ‪ 4‬ص ‪.332‬‬
‫() المدي (المامة) ص ‪.190،221‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪108‬‬
‫أرسل إليه معاوية يذكره بما تعاهدا عليه)‪ .(1‬وربما رأى في الوقت ذاته أن‬
‫يعمل برأي الغلبية من أصحابه)‪ . (2‬ولعله أيضاً لم يكن مقتنعاً بما أبداه‬
‫أهل حروراء من أدلة‪ ،‬ولهذا لم يسلم بأن التحكيم ذنب)‪ .(3‬على أنه ‪-‬كرم ال‬
‫وجهه‪ -‬كان ل يشك في أن نتيجة التحكيم ستكون لصالحه بناءً على الشرط‬
‫بأن يحكم الحكمان بكتاب ال)‪ . (4‬بينما كان معارضو التحكيم يقولون له‪:‬‬
‫"إن معاوية يدعي مثل الذي تدعي")‪.(5‬‬
‫وظل علي ‪ -‬إذن ‪ -‬متمسكاً بوجهة نظره‪ ،‬كما كان معارضو التحكيم‬
‫متمسكين بموقفهم إلى أن فارقوه إلى النهروان‪ .‬وبناءً على إشكالية اتهام‬
‫أهل النهروان بمقتل عبدال بن خباب بن الرت جرت بينهم هنالك معركة‬
‫النهروان الفاصلة التي قُتل فيها معظم أهل النهروان‪.‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ /117،120،123‬الدينوري (الخبار) ص ‪ /197‬الطبي (التاريخ) جـ ‪3‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪.110،113‬‬
‫() جـعيط (الفتنة) ص ‪.211‬‬ ‫‪2‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ /129‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪ /114‬البّادي (الـواهر) ص ‪127،1‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪.28‬‬
‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ /123،128،131‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.110‬‬ ‫‪4‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪.131‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪109‬‬
110
‫البحث الرابع‪:‬‬
‫نسبة الستعراض والتكفي إل أهل النهروان‬

‫ينسب إل أهل النهروان أو لعارضي التحكيم عامة كثي من المور الت جعلتهم‬
‫يتازون عن غيهم من أصحاب التيارات الخرى‪ .‬وربا أصبحوا ف جوانب منها موطنا‬
‫ل يشاركهم فيها أحد سواهم وصارت لم سيما خاصة بم‪ .‬ومن أخطر ما ينسب إليهم‬
‫قضيتان مفصليتان‪ ،‬ها‪ :‬الستعراض والتكفي‪.‬‬
‫أولً‪ :‬الستعراض‪ :‬أي القتل بل وجه شرعي يبيحه‪.‬‬
‫وقد كثرت نسبة هذا الفعل إل أهل النهروان‪ ،‬وكثر التركيز على أنه السبب‬
‫الباشر لعركة النهروان بي جلة من معارضي التحكيم وبي المام علي‪ .‬ففي الروايات‬
‫أن عليّا ل يستحل قتالم حت قتلوا عبدال بن خباب( )‪ .‬وكان يقول لم وهم ف الكوفة‪:‬‬
‫‪1‬‬

‫"إنا ل ننعهم الفيء ول نول بينهم وبي دخول مساجد ال ول نيجهم ما ل يسفكوا‬
‫دما وما ل ينالوا مرما"( )‪ .‬كما كان يتنع من قتالم "حت يريقوا الدماء ويقطعوا السبيل‬
‫‪2‬‬

‫وييفوا المن"( )‪.‬‬


‫‪3‬‬

‫ورغم ما ينسب إليهم من الستعراض وأنم اتذوا ذلك منهجا ف العامل مع‬
‫مالفيهم إل أن الثال الام الذي أخذ منه ذلك الكم العام هو حادثة مقتل عبدال بن‬
‫خباب بن الرت‪ .‬وقبل الدخول ف تفاصيل الادثة وتليلها يدر طرح المرين التاليي‪:‬‬
‫الول‪ :‬أن حصر فكرة الستعراض والتقتيل ‪ -‬على فرض ثبوتا ‪ -‬ف التيار العارض‬
‫للتحكيم أمر مناف للوقائع التاريية‪ ،‬فإن نسبة مثل هذا الفعل إل غيهم تردده الصادر‬
‫بكثرة‪ .‬وإذا كانت حادثة مقتل عبدال بن خباب مرآة لنطق السيف الذي نسب إل أهل‬
‫النهروان‪ ،‬فإن ثة من الوادث الروعة النسوبة إل غيهم ما تتضاءل أمام شناعتها حادثة‬

‫() عبدالزاق (الصنف) جـ ‪ 10‬ص ‪.118‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن أب شيبة (الصنف) جـ ‪ 5‬ص ‪ /328‬البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ /133‬الطبي (التاريخ) جـ‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬ص ‪.115‬‬
‫() عبدالرزاق (الصنف) جـ ‪ 10‬ص ‪.117‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪111‬‬
‫مقتل ابن خباب‪ .‬ومن أمثلة ذلك‪:‬‬
‫‪" -1‬كان عبد الرحن بن عديس البلوي من أخره معاوية بن أب سفيان ف الرهن‪،‬‬
‫فسجن بفلسطي فهربوا من السجن‪ ،‬فأدرك فارسُ ابنَ عديس فأراد قتله‪ ،‬فقال له ابن‬
‫عديس‪ :‬ويك‪ ،‬اتق ال ف دمي فإن من أصحاب الشجرة‪ ،‬قال‪ :‬الشجر بالبل كثي‪،‬‬
‫فقتله"( )‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ -2‬قتل معاوية بن حديج السكون – بعدما دخل مصر عمرو بن العاص – ممد بن‬
‫أب بكر " ث ألقاه ف جيفة حار ث أحرقه بالنار‪ ،‬فلما بلغ ذلك عائشة جزعت عليه‬
‫جزعا شديدا‪ ،‬وقنتت عليه ف دبر الصلة تدعو على معاوية وعمرو"( )‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪" -3‬وجّه معاوية بن أب سفيان الضحاك بن قيس‪ ،‬وأمره أن ير بأسفل واقصة‪،‬وأن‬


‫ُيغِي على كل ما مر به من هو ف طاعة علي من العراب ‪ ...‬فلحق الضحاك بتدمر فقتل‬
‫منهم تسعة عشر رجل‪ ،‬وقتل من أصحابه رجلن‪.) ( "..‬‬
‫‪3‬‬

‫‪ -4‬أرسل معاوية بن أب سفيان بعد تكيم الكمي بسر بن أب أرطأة فساروا من‬
‫الشام حت قدموا الدينة‪ ،‬وعامل علي عليها أبو أيوب النصاري ففر منهم ‪ ...‬فدخل‬
‫بسر الدينة… ث قال‪ :‬يا أهل الدينة لول ما عهد إلّ معاوية ما تركت با متلما إل‬
‫قتلته‪ ...‬وهدم بسر دورا بالدينة‪،‬ث مضى حت أت مكة‪ .‬وكتب أبو موسى قبل ذلك‬
‫إل اليمن‪" :‬إن خيل مبعوثة من عند معاوية تقتل الناس‪ ،‬تقتل من أب أن يقر‬
‫بالكومة"‪ ،‬ث مضى بسر إل اليمن وكان عليها عبيدال بن عباس عامل لعلي ففر‬
‫إل الكوفة‪ ،‬واستخلف عليها عبدال بن عبد الدان الارثي على اليمن‪ ،‬فأتاه بسر‬
‫فقتله‪ ،‬وقتل ابنه‪ ،‬ولقي بسر ثقل عبيدال بن عباس وفيه ابنان له صغيان فذبهما‪،‬‬
‫وقيل إنه وجدها عند رجل من بن كنانة من أهل البادية‪ ،‬فلما أراد قتلهما قال‬
‫الكنان‪":‬علم تقتل هذين ول ذنب لا‪ ،‬فإن كنت قاتلهما فاقتلن‪ ،‬قال‪:‬أفعل‪ ،‬فبدأ‬
‫بالكنان فقتله ث قتلهما‪ .‬وقد قيل‪ :‬إن الكنان قاتل عن الطفلي حت قتل‪..‬وقتل بسر‬

‫() ابن حجر (الصابة) جـ ‪ 4‬ص ‪.335‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن خياط (التاريخ) ص ‪ /116‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.132‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.150‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪112‬‬
‫ف مسيه ذلك جاعة كثية من شيعة علي باليمن‪..‬وبلغ عليا خب بسر فوجه جارية‬
‫ابن قدامة ف ألفي‪ ،‬ووهب بن مسعود ف ألفي‪ ،‬فسار جارية حت أتى نران فحرق‬
‫با‪ ،‬وأخذ ناسا من شيعة عثمان‪ ،‬وهرب بسر وأصحابه منه( )‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ -5‬بعث معاوية عبدال بن عمرو بن الضرمي إل البصرة للدعاء إل القرار بكم‬


‫عمرو بن العاص فيه‪ ،‬فوجه علي أعي بن ضبيعة فقتل‪،‬ث وجه جارية بن قدامة‬
‫السعدي ف خسي‪ ،‬وقيل ف خسمائة فسار إل ابن الضرمي فصره ف دار سنيبل ث‬
‫أحرق عليه الدار وعلى من معه‪ ،‬وكان معه سبعون رجل ن ويقال أربعون( )‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ -6‬وجه معاويةُ سفيانَ بن عون ف ستة آلف رجل‪ ،‬وأمره أن يأت هيت فيقطعها‪،‬‬
‫وأن يغي عليها ث يضي حت يأت النبار والدائن فيوقع با( )‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫‪ -7‬عبدال بن مسعدة الفزاري ف ألف وسبعمائة رجل إل تيماء‪ ،‬وأمره أن يصدق‬


‫من مر به من البوادي‪ ،‬وأن يقتل من امتنع من عطائه صدقة ماله‪ ،‬ث يأت مكة والدينة‬
‫والجاز يفعل ذلك( )‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫الثان‪ :‬أن من الطأ النهجي أن تمل الماعة خطأ الفرد‪ ،‬وأن ينسب إليها تصرف شاذ‬
‫ليكون سلوكا لكل أفرادها‪ ،‬ولو استعرضنا العهود الراشدة لوجدناها ل تلو من مثل‬
‫هذه الالت الشاذة‪:‬‬
‫‪ -‬هذا أسامة بن زيد قتل رجلً بعد أن شهد أن ل إله إل ال‪ ،‬فغضب النب‬
‫غضبا شديدا( )‪.‬‬
‫‪5‬‬

‫‪ -‬وحادثة مقتل مالك بن نويرة بعد أن أسره خالد بن الوليد ف حروب الردة‬
‫فعاتبه أبو بكر عتابا شديدا حت استقدمه إل الدينة وكان عمر يطالب أبا بكر بعزله‬
‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪ .153‬وانظر أيضا‪ :‬البد (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪.1385‬‬ ‫‪1‬‬

‫( ) ابن خياط (التاريخ) ص ‪ / 119 ، 118‬البخاري (الصحيح) ك الفت باب قول النب ‪" :‬ل ترجعوا بعدي‬ ‫‪2‬‬

‫‪ /‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.137 ،135‬‬ ‫‪7078‬‬ ‫كفارا " رقم‬


‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.150 ،149‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.150‬‬ ‫‪4‬‬

‫() البخاري (الصحيح) ك الغازي باب ‪ 46‬رقم ‪ / 6872 ، 4269‬مسلم (الصحيح) ك اليان باب تري قتل‬ ‫‪5‬‬

‫الكافر بعد أن قال‪ :‬ل إله إل ال‪.‬‬


‫‪113‬‬
‫ويقول‪ :‬إن ف سيف خالد رهقا( )‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ -‬وبعد طعنة أب لؤلؤة السمومة الفاجرة لعمر عدا عبيدال بن عمر على جفينة‬
‫والرمزان وابنة لب لؤلؤة فقتلهم( )‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫فهل عكست هذه الحداث الفردة واقع النهج الراشدي؟ كل‪.‬‬


‫والسؤال الذي يتبدى على الساحة ها هنا‪ :‬هل كان أهل النهروان حقا راضي‬
‫عن مقتل عبدال بن خباب؟ وهل قالوا جيعا‪ :‬كلنا قتله‪ ،‬ليترتب عليه أنم إن ل يقتلوه‬
‫أو يرضوا بقتله فقد حوا القاتل كما يقول الستاذ أحد جلي( )؟‬
‫‪3‬‬

‫حادثة مقتل عبدال بن خباب‪:‬‬


‫سبق أن أهل النهروان كتبوا إل إخوانم من أهل البصرة يستنهضونم للحاق بم‪.‬‬
‫وتتفق الصادر على أن أهل البصرة اجتمعوا ف خسمائة رجل أو ثلثائة وجعلوا عليهم‬
‫مسعر بن فدكي التميمي ث اتهوا إل النهروان‪ .‬كما يتفق كثي منهما على أن مسعرا‬
‫هو الذي قتل عبدال بن خباب‪ .‬وتتلف الروايات ف بيان تفاصيل الادثة‪ ،‬ففي بعض‬
‫الروايات القتضبة أن مسعرا "أدل بأصحابه وأقبل يعترض الناس وعلى مقدمته الشرس‬
‫ابن عوف الشيبان وسار حت لق بعبدال بن وهب بالنهر"( ) ‪ .‬وتضيف رواية أخرى‬
‫‪4‬‬

‫تفصيلت أخر‪" :‬أنم دخلوا قرية فخرج عبدال بن خباب صاحب رسول ال ذعرا ير‬
‫رداءه فقالوا‪:‬ل ترع‪ ،‬فقال‪ :‬وال لقد ذعرتون‪ ،‬قالوا‪ :‬أأنت عبدال بن خبـاب صاحب‬
‫رسول ال ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬فسألوه عن حديث‪ ...‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فقدموه على ضفة النهر‬
‫فضربوا عنقه فسال دمه كأنه شراك نعل وبقروا بطن أم ولده عما ف بطنها"( )‪.‬‬
‫‪5‬‬

‫أما الرواية الكثر تفصيلً فتقول‪:‬‬


‫"إن الارجة الت أقبلت من البصرة جاءت حت دنت من إخوانا بالنهر فخرجت‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 2‬ص ‪.274 ،273‬‬ ‫‪1‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ / 78‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 2‬ص ‪.590 ،587 ،576‬‬ ‫‪2‬‬

‫() جلي (دراسة عن الفرق) حاشية ص ‪.45‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.116‬‬ ‫‪4‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.119 ،118‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪114‬‬
‫عصابة منهم فإذا هم برجل يسوق بامرأة على حار‪ ،‬فعبوا إليه فدعوه فهددوه وأفزعوه‬
‫وقالوا له‪ :‬من أنت؟ قال‪ :‬أنا عبدال بن خباب صاحب رسول ال ‪ ،‬ثّ أهوى إل ثوب‬
‫يتناوله من الرض – وكان سقط منه لا أفزعوه – فقالوا له‪ :‬أفزعناك؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قالوا‬
‫لعل ال ينفعنا به‪ .‬قال‪:‬‬ ‫له‪ :‬ل روع عليك‪ ،‬فحدثنا عن أبيك بديث سعه من النب‬
‫حدثن أب عن رسول ال "أن فتنة تكون يوت فيها قلب الرجل كما يوت فيها بدنه‪،‬‬
‫يسي فيها مؤمنا ويصبح فيها كافرا‪ ،‬ويصبح فيها كافرا ويسي فيها مؤمنا" فقالوا‪ :‬لذا‬
‫الديث سألناك‪ ،‬فما تقول ف أب بكر وعمر؟ فأثن عليهما خيا‪ .‬وقالوا‪ :‬ما تقول ف‬
‫عثمان ف أول خلفته وف آخرها؟ قال‪ :‬إنه كان مقا ف أولا وف آخرها‪ .‬قالوا‪ :‬فما‬
‫تقول ف علي قبل التحكيم وبعده؟ قال‪ :‬إنه أعلم بال منكم وأشد توقيا على دينه وأنفذ‬
‫بصية‪ .‬فقالوا‪ :‬إنك تتبع الوى وتوال الرجال على أسائها ل على أفعالا‪ ،‬وال لنقتلنك‬
‫قتلة ما قتلناها أحدا فأخذوه وكتفوه ثّ أقبلوا به وبامرأته وهي حبلى متم‪ ،‬حت نـزلوا‬
‫تت نل مواقر فسقطت منه رطبة فأخذها أحدهم فقذف با ف فمه‪ ،‬فقال أحدهم‪ :‬بغي‬
‫حلها وبغي ثن ؟ فلفظها وألقاها من فمه‪ ،‬ثّ أخذ سيفه فأخذ يينه‪ ،‬فمر به خنـزير‬
‫لهل الذمة فضربه بسيفه‪ ،‬فقالوا‪ :‬هذا فساد ف الرض‪ ،‬فأتى صاحب النـزير فأرضاه‬
‫من خنـزيره‪ ،‬فلما رأى ذلك منهم ابن خباب قال‪ :‬لئن كنتم صادقي فيما أرى فما‬
‫علي منكم بأس‪ ،‬إن لسلم ما أحدثت ف السلم حدثا‪ ،‬ولقد أمنتمون‪ ،‬قلتم‪ :‬ل روع‬
‫عليك‪ ،‬فجاؤوا به فأضجعوه فذبوه‪ ،‬وسال دمه ف الاء وأقبلوا إل الرأة فقالت‪ :‬إن إنا‬
‫أنا امرأة‪ ،‬أل تتقون ال‪ ،‬فبقروا بطنها‪.‬وقتلوا ثلث نسوة من طيء‪ ،‬وقتلوا أم سنان‬
‫الصيداوية‪.‬‬
‫بلغ ذلك عليا ومن معه من قتلهم عبدال بن خباب واعتراضهم الناس فبعث إليهم‬
‫الارث بن مرة العبدي( ) ليأتيهم فينظر فيما بلغه عنهم ويكتب به إليه على وجهه ول‬
‫‪1‬‬

‫() يؤكد أبو حنيفة الدينوري أن البعوث إليهم هو الارث بن مرة الفقعسي (الخبار الطوال) ص ‪ ،158‬بينما‬ ‫‪1‬‬

‫يَرُدّ البلذري أن يكون الرسول هو الارث بن مرة العبدي قائلً‪" :‬والثبت أنه (يعن عليا) بعث ابن الارث‬
‫رجـلً من أصحابه‪ ،‬لن الارث بن مرة قتل بالقيقان من أرض السند ف سنة اثنتي وأربعي (النساب) جـ ‪3‬‬
‫ص ‪ . 143‬وابن الارث هو عدي بن الارث الشيبان‪ ،‬حيث يروي البلذري نفسه ذلك (النساب) جـ ‪3‬‬
‫ص ‪ 136‬يقول‪" :‬وكان مسعر بن فدكي توجـه إل النهروان ف ثلثائة من الحكّمة فمر برسي وعليها عدي‬
‫بن الارث بن يزيد بن روي الشيبان فطعنه فقال‪ :‬إليك من ابن عم لك مفارق‪ ،‬لول نصرة الق كان بك ضنينا‪.‬‬
‫‪115‬‬
‫يكتمه‪ ،‬فخرج حت انتهى إل النهر ليسائلهم فخرج القوم إليه فقتلوه( )‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫من خلل ما تقدم يتبي لنا الت‪:‬‬


‫‪ - 1‬أن مال الشك ف مقتل عبدال بن خباب ضيق‪ ،‬لن الصادر جيعها تثبت‬
‫مصرعه ف تلك الفترة الزمنية الحددة‪ .‬ولذا فإن ما يثيه د‪ .‬هشام جعيط اعتمادا على‬
‫رواية ابن سعد بسنده إل عبدال بن عبدال بن الارث بن نوفل‪ :‬سألت عبدال بن‬
‫خباب‪ :‬مت مات أبوك قال‪ :‬سنة سبع وثلثي وهو يومئذ ابن ثلث وسبعي سنة"( ) من‬
‫‪2‬‬

‫الصعب قبوله‪ .‬يقول د‪ .‬جعيط‪" :‬سؤال ل يكن من المكن طرحه سنة ‪38‬هـ ول قبل‬
‫أ و ‪70‬هـ"( ) ‪ ،‬مضيفا إل ذلك خبا يرويه الطبي فيه تديد وقت معركة‬ ‫‪3‬‬
‫‪60‬‬ ‫سن ة‬
‫النهروان‪ ،‬ويسكت هذا الب تاما عن حكاية مقتل عبدال بن خباب‪ ،‬ويذكر أنم قتلوا‬
‫رسل علي فحسب( ) ‪ .‬ومع صعوبة تصديق كل أحداث قصة مقتل ابن خباب كقتل‬ ‫‪4‬‬

‫النـزير ثّ إرضاء صاحبه وأكل رطبة وعد ذلك من الفساد ف الرض المر الذي ل‬
‫يتوافق مع مقتل رجل بريء‪ ،‬فليس ثة مانع من أن يكونوا قتلوه بغيا وعدوا‪ ،‬ل سيما أن‬
‫الصادر متفقة عليها‪.‬‬
‫‪ -2‬أن مقتل عبدال بن خباب كان بعد وصول عبدال بن وهب وأصحابه النهر‪.‬‬
‫‪ -3‬أن قتله كان من قبل عصابة انبثقت من الماعة الت أقبلت من البصرة‪ ،‬وإذا‬
‫كان عدد أفراد هذه الماعة خسمائة أو ثلثائة فإن تلك العصابة يكون عدد أفرادها‬
‫أقل بكثي‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وتورد بعض الروايات أن عليا طالب أهل النهروان أن يسلموه القتلة وأنم‬
‫قالوا‪ :‬كلنا قتله‪ .‬غي أن هنالك ما ينفي أن يكون مسعر قد بقي ف صفوف أهل النهروان‬

‫ويقال إنه سلم من طعنته وبقي بعد علي ووله السن برسي وكان فيمن أتى اشرس بن عوف حيث خرج بعد‬
‫النهروان فضربه وقال‪ :‬خذها من ابن عم لك شانئ"‪ .‬وهذه الرواية تفيد أن الارث ليس رسولً لعلي وإنا هو‬
‫عامل له برسي وأن قتله كان دفاعا‪.‬‬
‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.119‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن سعد (الطبقات) جـ ‪ 3‬ص ‪.167‬‬ ‫‪2‬‬

‫() جـعيط (الفتنة) حاشية ص ‪.230‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.125‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪116‬‬
‫نظرا للجرية الت ارتكبها‪ ،‬وما ينفي أن يكون أهل النهر اتذوا مسلكه ف الستعراض‬
‫منهجا لم‪ ،‬وذلك من خلل الت‪:‬‬
‫أولً‪ :‬ند ف بعض الروايات أن عليا لا طالبهم بالقتلة خرج من أهل النهروان‬
‫رجل( ) ‪ .‬فمن هذا الرجل ؟ ول خرج ف تلك الساعة؟ ويروي كل من البلذري‬ ‫‪1‬‬

‫والشعري أن مسعر بن فدكي انضم إل راية أب أيوب النصاري ف جيش علي قبل‬
‫نشوب القتال ف النهروان( )‪ .‬بل يروي الشعري أيضا والقدسي أن مسعرا انسحب إل‬
‫‪2‬‬

‫البصرة قبل القتال( )‪ .‬ويتفق هذا مع رواية الشماخي القائلة بأن مسعر بن فدكي لا وصل‬
‫‪3‬‬

‫إل أهل النهروان أنكروا ما فعله وهوا بقتله وفر منهم وبرئوا منه فخرج يستعرض‬
‫الناس( )‪ .‬كما يروي ابن حزم موافقا للشماخي أن مسعرا قدم إل علي فاستأمنه ثّ تاب‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫قال ابن حزم‪" :‬وكان يقطع الطريق ويستحل الفروج"( )‪.‬‬


‫‪5‬‬

‫كل هذا يؤكد براءة أهل النهروان من عمل مسعر وتمل مسعر تبعة الرم الذي‬
‫ارتكبه‪ ،‬كما يؤكد عدم رضاهم عن مقتل ابن خباب‪ ،‬ولذا يقول الشعري بعدما أورد‬
‫ما صنعه مسعر‪" :‬وبعض الوارج يقولون‪ :‬إن عبدال بن وهب كان كارها لذلك كله‬
‫وكذلك أصحابه"( ) ‪ .‬والبعد من هذا ما تقوله بعض الروايات "فساروا حت بلغوا‬
‫‪6‬‬

‫النهروان‪ ،‬فافترقت منهم فرقة فجعلوا يهدون الناس قتلً فقال أصحابم‪ :‬ويلكم ما على‬
‫هذا فارقنا عليا"( )‪.‬‬
‫‪7‬‬

‫وبذا يتبي أنه حت الماعة الت أقبلت من البصرة ل يرتضِ أكثرها عمل مسعر‪.‬‬
‫وعليه فإن الستعراض الذي نتج عنه مقتل ابن خباب وزوجته وبعض النسوة ورسول‬
‫علي كان من عمل مسعر ول علقة لهل النهروان به‪ ،‬خاصة بعد أن طردوه وبعد أن‬

‫() البد (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪ /1105‬ابن عبدربه (العقد الفريد) جـ ‪ 2‬ص ‪.94‬‬ ‫‪1‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ /146‬الشعري (القالت) ص ‪.43‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الشعري (القالت) ص ‪ /43‬القدسي‪ ،‬طاهر (البدء والتاريخ) مـلد ‪ 2‬جـ ‪ 5‬ص ‪.137‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الشماخي (السي) جـ ‪ 1‬ص ‪.50‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن حزم (الحلى) جـ ‪ 11‬ص ‪ /302 ،301‬الشماخي (السي) جـ ‪ 1‬ص ‪.50‬‬ ‫‪5‬‬

‫() الشعري (القالت) ص ‪.43‬‬ ‫‪6‬‬

‫() ابن اب شيبة (الصنف) جـ ‪ 15‬ص ‪ /31‬أبو يعلى (السند) جـ ‪ 1‬ص ‪.366‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪117‬‬
‫استأمن إل علي فأمنه لنه كان "يقطع الطريق ويستحل الفروج"‪.‬‬
‫وبناءً على هذا وللجمع بي كل هذه الروايات يكن أن تكون كلمة"كلنا قتله"‬
‫‪ -‬على فرض ثبوتا ‪ -‬صادرة من قبل هذه العصابة الت يرأسها مسعر قبل أن يبلغوا‬
‫النهروان‪ ،‬حينذاك قتلوا رسول علي‪ .‬وبعد أن طردوا من النهروان قتلوا من سوى عبدال‬
‫ابن خباب وزوجته‪ ،‬فإن رواية الشماخي تدل على أن مسعرا قتل ابن خباب فقط قبل‬
‫أن يصل إل النهروان فلما وصل إليهم طردوه فخرج يستعرض الناس ولقي حجاجا‬
‫فضرب أعناقهم( ) ‪ .‬ولعله حي علم أن عليا رفع راية أمان جاء إليها ليستأمن‪ ،‬ولكي‬
‫‪1‬‬

‫ينجو من العقوبة جاء متنكرا كما عند ابن حزم‪" :‬جاء مسعر بن فدكي وهو متنكر حت‬
‫دخل على علي بن أب طالب فما ترك من آية من كتاب ال فيها تشديد إل سأله عنها‬
‫وهو يقول‪ :‬له توبة‪ .‬قال‪ :‬وإن كان مسعر بن فدكي ؟ قال‪ :‬وإن كان مسعر بن فدكي‪،‬‬
‫قال‪ :‬فقلت‪ :‬أنا مسعر بن فدكي فأمّنّي‪ ،‬قال‪ :‬أنت آمن‪ .‬قال‪ :‬وكان يقطع الطريق‬
‫ويستحل الفروج"( )‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫ولعل سبب تنكره ما يروى أن أبا أيوب نادى‪" :‬من جاء هذه الراية منكم من ل‬
‫يقتل ول يستعرض فهو آمن‪ ،‬ومن انصرف منكم إل الكوفة أو إل الدائن وخرج من‬
‫هذه الماعة فهو آمن‪ ،‬إنه ل حاجة لنا بعد أن نصيب قتلة إخواننا منكم ف سفك‬
‫دمائكم"( ) ‪ ،‬فكان هذا سببا لتنكره حت يضمن لنفسه المان ثّ يكشف عن هويته‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫وبعد ذلك يكون مسعر قد اته إل البصرة على رواية الشعري والقدسي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ثة أمر آخر ‪ -‬غي ما تقدم ‪ -‬يؤيد عدم انتهاج أهل النهروان أمر التقتيل‬
‫والستعراض‪ ،‬وأنه ل تعدو حوادث القتل الذكورة كونا خروجا فرديا على هذا‬
‫الطار‪.‬‬
‫فقد كان أبو بلل مرداس بن أدية التميمي من شهد صفي مع علي وأنكر‬

‫() الشماخي (السي) جـ ‪ 1‬ص ‪.50‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن حزم (الحلى) جـ ‪ 11‬ص ‪.302 ،301‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الطبي (التاريح) جـ ‪ 3‬ص ‪.121‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪118‬‬
‫التحكيم( ) ثّ اعتزل إل حروراء( )‪ ،‬وشهد النهروان مع منكري التحكيم( )‪ ،‬وكان من‬
‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫الربعمائة( ) الذين ارتثوا ف العركة فنجا( )‪ ،‬وقد بقي إل عهد زياد بن أبيه وال معاوية‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬

‫على الكوفة والبصرة‪ ،‬وكان زياد يستخلف( ) على البصرة إذا خرج منها سرة بن جندب‬
‫‪6‬‬

‫الفزاري‪ .‬وقد اتذ كل من زياد وسرة سياسة جائرة مع مالفي السلطة يومئذ وبلغت‬
‫مبلغا عظيما‪ ،‬المر الذي أدى إل تطرف بعض العارضي‪ ،‬فكان من ذلك حادثة قريب‬
‫بن مرة الزدي اليادي وزحاف بن زحر الطائي وكانا ابن خالة‪ ،‬فقتل رجالً‪ ،‬فقال أبو‬
‫بلل‪" :‬قريب ل قربه ال من كل خي وزحاف ل عفا ال عنه‪ ،‬لقد ركباها عشواء‬
‫مظلمة" يقول لستعراضهما الناس( )‪ .‬وف رواية‪" :‬قريب ل قربه ال‪ ،‬واي ال لن أقع من‬
‫‪7‬‬

‫السماء أحب إل من أن أصنع ما صنع" يعن الستعراض( )‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 55‬ص ‪ /189‬البد (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪.1175‬‬ ‫‪1‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪.114‬‬ ‫‪2‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 5‬ص ‪ /189‬البد (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪.1175‬‬ ‫‪3‬‬

‫( ) يذك ر ك ل م ن البلذر ي والطب ي أن ه ارت ث ف ـمعرك ة النهروا ن أربعمائ ة م ن أه ل النهروان‪:‬‬ ‫‪4‬‬

‫البلذري(النساب)جـ ‪ 3‬ص ‪/ 149‬الطبي(التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.123‬‬


‫() ابن خياط (التاريخ) ص ‪ /119‬البد (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪.1175‬‬ ‫‪5‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 5‬ص ‪ /219‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.208 ،207‬‬ ‫‪6‬‬

‫( ) البلذري (النساب) جـ ‪ 5‬ص ‪ / 183‬اليعقوب (التاريخ) جـ ‪ 2‬ص ‪ / 232‬البد (الكامل) جـ ‪ 3‬ص‬ ‫‪7‬‬

‫‪.1169‬‬
‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪ .209‬هذا‪ ،‬ويرضى الباضية عن كل من أب بلل وقريب وزحاف‪ ،‬انظر‪ :‬أبو‬ ‫‪8‬‬

‫الؤثر (السي) جـ ‪ 2‬ص ‪ /314‬الدرجين (الطبقات) جـ ‪ 2‬ص ‪ /233 ، 214‬الشماخي (السي) جـ ‪ 1‬ص‬
‫‪ . 65= =،60‬والسبب ف ذلك ما يرويه الباضية من أن قريبا وزحافا قد تابا ما صنعاه‪ ،‬انظر‪ :‬الدرجين‬
‫(الطبقات) جـ ‪ 2‬ص ‪ ،234‬وعليه فإن كلم أب بلل فيهما كان قبل إعلنما التوبة‪.‬‬
‫واللفت للنظر أن حادثة قريب وزحاف ف مصادر الباضية متلفة عنها ف مصادر غيهم‪ ،‬بل إن سياق‬
‫الادثة عند الدرجين مباين لسياقها عند الشماخي وكلها إباضيان‪ ،‬ما يدعو إل الظن بأن هناك خلطا ف المر‬
‫أدى إل التناقض ‪ -‬الذي يبدو من أول وهلة ‪ -‬التمثل ف تول الباضية كلّ من أب بلل وقريب وزحاف‪ ،‬مع‬
‫براءة أب بلل منهما‪ .‬وورود توبتهما يرفع هذا الشكال‪ ،‬لكن اختلف القصة ف الصادر يقود إل احتمال آخر‪،‬‬
‫وهو أن ما ينسب إل قريب وزحاف من التوبة الت ترتب عليها رضا الباضية عنهما متاج إل التدقيق؛ فإننا ند‬
‫الدرجين يسوق حادثة قريب وزحاف بنفس سياق كل من البلذري والطبي لادثة رجل آخر يدعى طواف بن‬
‫علق الذي ليذكره الدرجين أصلً‪ ،‬أما الشماخي فإنه يذكر طوافا هذا بقوله‪" :‬ث خرج طواف ف جاعة‬
‫فأصيبوا"‪( :‬السي) جـ ‪ 1‬ص ‪ ،60‬ول يزيد على ذلك‪ .‬وواضح تاما أن حادثة طواف بن علق عند الطبي‬
‫والبلذري هي عي حادثة قريب وزحاف عند الدرجين‪ ،‬لسيما أن ف القصة رجلً آخر اسه أوس بن كعب‬
‫وكان مع طواف‪ ،‬بينما ند ف حادثة قريب وزحاف الت يرويها الدرجين رجلً اسه كعب‪.‬‬
‫واللصة من هذا الكلم أن رضا الباضية عن قريب وزحاف إنا هو لعدم ثبوت ما ينسب إليهما من‬
‫‪119‬‬
‫وقد خرج مرداس ف زمن عبيدال بن زياد ‪ -‬الذي سار على منوال أبيه وزاد‬
‫عليه ‪ -‬ف أربعي رجلً إل الهواز قائلً‪" :‬إنه وال ما يسعنا القام بي هؤلء الظالي‬
‫تري علينا أحكامهم مانبي للعدل مفارقي للفضل‪ ،‬وال إن الصب على هذا لعظيم وإن‬
‫تريد السيف وإخافة السبيل لعظيم‪ ،‬ولكننا ننتبذ عنهم ول نرد سيفا ول نقاتل إل من‬
‫قاتلنا"( ) ومن قوله‪" :‬إنا ل نرج لنفسد ف الرض ول لنروّع‪ ،‬أحدا ولكن هربا من‬ ‫‪1‬‬

‫الظلم‪ ،‬ولسنا نقاتل إل من يقاتلنا ول نأخذ من الفيء إل أعطياتنا"( ) ‪ ،‬وتؤكد مصادر‬


‫‪2‬‬

‫أخرى أنه ل يقتل ول يعرض للسبيل( )‪ ،‬وأنه كان "ل يدين بالستعراض"( )‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬

‫ومنهج أب بلل واضح ف أنه ل يستبيح قتال أحد إل دفاعا عن النفس‪ ،‬وهذا‬
‫يعكس لنا طبيعة موقف أهل النهروان بأنم ل يستبيحون دم أحد من السلمي‪ ،‬فإن أبا‬
‫بلل واحد منهم‪ ،‬ول شك أنه إذا كان يقف موقفا معاديا من قريب وزحاف لا ارتكباه‬
‫فإن رضاه عن عبدال بن وهب ‪ -‬وهو رمز لفكر أهل النهروان ‪ -‬يلي لنا الصورة‬
‫القيقية لنهجهم ف التعامل مع مالفيهم‪.‬‬
‫يقول أبو بلل‪:‬‬
‫وم ن خا ض ف ـتل ك الرو ب الهالكا‬ ‫أبع د اب ن وه ب ذ ي النـزاه ة والتقى‬
‫وقدــقتلواــزيدــبنــحصنــومالكا‬ ‫أحبــبقاءً ـأوــأرجـِيــسلمــة‬
‫(‪)5‬‬
‫وهب ل التقى حت ألقي أولئكـا‬ ‫ـيّت ـوبصـيتــي‬ ‫فياــربّ ـسلّمـ ن‬

‫ثانيا‪ :‬التكفييييييير‪:‬‬
‫المر الثان الذي يكن أن نعده مفصليا ما يعزى إل أهل حروراء والنهروان من‬

‫الستعراض أو لتوبتهما من ذلك‪ ،‬وإل لو ثبت لدى الباضية كونما من يمل فكرة الستعراض فضلً عن‬
‫قيامهما بذلك لتبأوا منهما كما فعل أبو بلل مرداس بن أدية التميمي‪.‬‬
‫() البد (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪ /1175‬ابن عبد ربه (العقد الفريد) جـ ‪ 2‬ص ‪.98‬‬ ‫‪1‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 5‬ص ‪ /190‬البد (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪.1178‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن خياط (التاريخ) ص ‪.159‬‬ ‫‪3‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 5‬ص ‪.189‬‬ ‫‪4‬‬

‫() البد (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪ /1176‬ابن عبد ربه (العقد) جـ ‪ 2‬ص ‪.99‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪120‬‬
‫تكفي ـالخال ف وإخراج ه م ن اللة ‪ .‬ولعل ه أشه ر وأخط ر م ن أم ر الستعراض ‪ ،‬فإن‬
‫الستعراض ف القيقة متفرع عن الكم بالكفر الخرج من السلم‪ .‬فقد ورد ف ثنايا‬
‫كلم النكرين للتحكيم ‪ -‬حسبما ينسب إليهم ‪ -‬لفظ الكفر‪ ،‬ومن أمثلة ذلك‪:‬‬
‫‪ -‬قولم لصحاب علي عند عودتم من صفي‪" :‬استبقتم أنتم وأهل الشام إل الكفر‬
‫كفرسي رهان"( )‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ -‬قول بعضهم لعلي ف حروراء‪" :‬ولكن ذلك كان منا كفرا فقد تبنا إل ال عز وجل‬
‫منه‪ ،‬فتب كما تبنا نبايعك"( )‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ -‬كم ا نس ب إليه م ف ـجواب م الرس ل إل ـعلي ‪" :‬فإ ن شهد ت عل ى نفسك‬


‫بالكفر‪...‬ال"( )‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫والذي يسترعي النتباه استعمال معارضي التحكيم ف هذه النصوص لفظ الكفر‬
‫ف وقت مبكر من العارضة‪ ،‬فإن قولم لن قبل التحكيم‪" :‬استبقتم أنتم وأهل الشام إل‬
‫الكفر" كان بعد فترة وجيزة جدا من رفع الصاحف ووقف القتال والتفاق على‬
‫التحكيم وهي فترة السي من صفي إل ما قبل الكوفة‪ ،‬ما يعن أن هذا الطلق ليس‬
‫طارئا ول جديدا على الساحة السلمية‪ ،‬إذ لو كان كذلك لحتاج لتبلوره إل مدة‬
‫أطول بكثي‪ .‬ولذا ند نسبة إطلق لفظ الكفر إل غي منكري التحكيم‪ ،‬كقول أحد‬
‫أصحاب علي ف صفي‪" :‬فإن نن ل نؤاس جاعتنا ول نناصح صاحبنا كفرنا"( )‪،‬‬
‫‪4‬‬

‫وكالذي ينسب إل أهل العراق ‪ -‬وهم من يرى إمضاء الكومة ‪ -‬لعلي حي كاد أن ل‬
‫يضي الكومة‪" :‬أنت تريد أن نكفر بأجعنا ف غداة واحدة‪ ،‬فأخبنا عنك حي رضيت‬
‫حكومة الكمي ما كنت‪ ،‬فإن كنت كافرا برئنا منك بالكفر ول نشهد على أنفسنا‬
‫بالكفر"( ) ‪ ،‬وقو ل الشع ث ب ن قي س ل ه ف ـالوق ف نفس ه "نقض ت عهد ك وكفرت‬ ‫‪5‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ /122‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 2‬ص ‪.109‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.114‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 3‬ص ‪.117‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.90‬‬ ‫‪4‬‬

‫() البّادي (الـواهر) ص ‪.126‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪121‬‬
‫بربك"( ) ‪ ،‬وقوله له‪" :‬إن الناس قد تدثوا أنك رأيت الكومة ضللً والقامة عليها‬ ‫‪1‬‬

‫كفرا"( )‪ ،‬وقول رجل ‪ -‬لعله الشعث ‪ -‬لعلي "إن الناس قد تدثوا أنك رجعت لم عن‬ ‫‪2‬‬

‫كفرك"( )‪ .‬بل إنه ينسب إل المام علي نفسه استعمال مصطلح الكفر بذا العن‪ ،‬وذلك‬ ‫‪3‬‬

‫عند شخوصه إل البصرة‪ ،‬إذ قال له ابنه السن‪" :‬إن لخشى أن تقتل بضيعة"‪ ،‬فقال له‬
‫المام علي‪" :‬إليك عن فوال ما وجدت إل قتال القوم أو الكفر با أنـزل على ممد‬
‫"( )‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫كما أن اللحظ أن معارضي التحكيم ل يصرون "الكفر" ف مالفيهم‪ ،‬فقولم‪:‬‬


‫كان ذلك منا كفرا‪ "...‬عام ف كل من قبل التحكيم‪ ،‬المر الذي يفيد أن الكفر ل‬
‫علقة له باللف السياسي أو الفكري‪ ،‬بل باللف الشرعي‪ .‬ومعن هذا أن الخالفة‬
‫الشرعية ‪ -‬أي العصية ‪ -‬تعد ف نظرهم كفرا‪ .‬وهذا مبن على أنم يرون ‪-‬كما مضى‬
‫ف البحث السابق‪ -‬قبول التحكيم معصية توجب على صاحبها التوبة‪.‬‬
‫والسؤال ها هنا‪ :‬هل هناك مفاصلة بي منكري التحكيم وغيهم ف استعمال هذا‬
‫الصطلح على تقديرصحة ثبوته عنهم ؟ وهل هذا الصطلح – حسب استعمالم هذا ‪-‬‬
‫شرعي أم ل ؟‬
‫الذي ينبغي التركيز عليه ابتداءً أن الكم بالكفر ل يقتضي – ف جيع أحواله –‬
‫إخراج الوصوف به من اللة السلمية‪ ،‬وحادث ة ( ) افتراق الحكّمة عام أربعة وستي‬
‫‪5‬‬

‫للهجرة شاهد على ذلك‪ ،‬فإن نافع بن الزرق شذ من بي الحكّمة ف الكم على‬
‫الخالفي بالشرك أي الروج من السلم‪ ،‬مع اتفاق الصادر على أمرين‪:‬‬
‫أولهما‪ :‬أن أمر الحكّمة كان واحدا إل حادث الفتراق هذا "وهم ممعون‬
‫على رأي أب بلل"( )‪.‬‬
‫‪6‬‬

‫() الصدرالسابق ص ‪.126‬‬ ‫‪1‬‬

‫() البد (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪.1130‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.114‬‬ ‫‪3‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪.303‬‬ ‫‪4‬‬

‫() سيأت بيانا ف البحث الرابع من الفصل الت‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫() أبو سفيان‪ ،‬مبوب (السي) جـ ‪ 1‬ص ‪ /297‬أبو الؤثر (السي) جـ ‪ 2‬ص ‪ /307‬البد (الكامل) جـ ‪ 3‬ص‬ ‫‪6‬‬

‫‪122‬‬
‫والثاني‪ :‬أن نافعا أول من ابتدع التشريك( )‪ ،‬أي وصف الخالف بالشرك وهو‬
‫‪1‬‬

‫الكفر الخرج من اللة‪ ،‬ولذا يقول البغدادي‪" :‬وكانت الحكّمة الول يقولون إنم (أي‬
‫مالفيهم) كفرة ل مشركون"( )‪ ،‬وقال أيضا‪" :‬وما زادوا على ذلك حت ظهرت الزارقة‬
‫‪2‬‬

‫منهم فزعموا أن مالفيهم مشركون"( )‪.‬‬


‫‪3‬‬

‫والتتبع لتاريخ مصطلح الكفر يد أنه رديف للمعصية أو ارتكاب الكبية من‬
‫الذنوب ف كثي من نصوص الشرع النيف‪ ،‬ويتضح له أنه استعمل مرادا به عموم‬
‫العصية‪ .‬فقتال السلم كفر‪ ،‬والطعن ف النسب كفر‪ ،‬والنياحة على اليت كفر‪ ،‬وهذا‬
‫معن ما ورد‪" :‬أكره الكفر ف السلم"( ) ‪ .‬وإذن فاستعمال معارضي التحكيم هذا‬
‫‪4‬‬

‫الصطلح تعبيا عن الذنب والطيئة أمر مقبول شرعا ول غضاضة فيه‪ .‬وهذا ما يعب‬
‫عنه بكفر النعمة‪ ،‬أو ما يسميه بعض العلماء كفرا دون كفر‪ ،‬وما يسميه آخرون بالكفر‬
‫العملي أو الكفر الصغر‪.‬‬
‫ولعل خفاء هذا العن عن كثي من جاء بعد ذلك دفعهم إل تشنيع استعمال لفظ‬
‫الكفر ليعن العصية‪ ،‬فنسبوا إل أهل النهروان أنم حكموا على المام علي وأصحابه‬
‫بـ"الشرك" نظرا لترادف اللفظي – عند من ل يفرق بينهما – ف كونما يمع بينهما‬
‫خروج الوصوف بأيّ منهما من ملة السلم‪ .‬والغريب أنه مع إجاع الصادر على أن‬

‫‪ /1203‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪ /398‬ابن عبد ربه (العقد) جـ ‪ 2‬ص ‪ /95‬البسيوي (السي) جـ ‪ 2‬ص‬
‫‪.85‬‬
‫() مصادر الامش السابق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() البغدادي (الفرق) ص ‪.83‬‬ ‫‪2‬‬

‫() البغدادي (أصول الدين) ص ‪.322‬‬ ‫‪3‬‬

‫() من النصوص النبوية الت ورد فيها استعمال الكفر ليعن العصية‪ -1 :‬عن ابن عباس عن النب صلى ال عليه‬ ‫‪4‬‬

‫وسلم قال "ليس بي العبد والكفر إل تركه الصلة" رواه المام الربيع رقم ‪ -2 .303‬عن ابن مسعود قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬سباب السلم فسوق وقتاله كفر" رواه المام البخاري ك الدب باب ‪ 44‬رقم‬
‫‪ -3= =44‬عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬اثنتان ف الناس ها بم كفر‪ :‬الطعن ف النسب‬
‫والنياحة على اليت" رواه المام مسلم ك اليان باب ‪ 30‬رقم ‪ -4 .)67( 121‬عن ابن عباس قال‪" :‬جاءت‬
‫امرأة ثابت ابن قيس إل النب صلى ال عليه وسلم فقالت‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬ثابت بن قيس ما أعتب عليه ف خلق‬
‫ول دين‪ ،‬ولكن أكره الكفر ف السلم‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬أتردين عليه حديقته؟" قالت‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬اقبلي الديقة وطلّقها تطليقة"‪ .‬رواه المام البخاري ك الطلق باب‬
‫‪ 12‬رقم ‪.5276 ،5273‬‬
‫‪123‬‬
‫نافع بن الزرق هو أول من أطلق على أهل القبلة من مالفيه اسم الشرك الذي رتب عليه‬
‫استباحة الدماء‪ ،‬فإن الشيء نفسه انعكس على من قبله من منكري التحكيم‪ ،‬مع أن‬
‫الشرك يعن الروج من الدين بلف الكفر الذي استعملته نصوص الشرع ليعن مطلق‬
‫العصيان‪ .‬ولجل هذا ند النكار لحقا على هذا الستعمال بأنه أمر انتحل من قبل‬
‫معارضي التحكيم ليكون ميزة لم عن غيهم‪ ،‬وهو مباين لكون نافع بن الزرق أول من‬
‫حكم على أهل القبلة بأحكام الشركي‪.‬‬
‫ومع هذا‪ ،‬ومع جواز أن يكون معارضو التحكيم أجروا لفظ الكفر ليعن العصية‪،‬‬
‫فهل جرى على ألسنتهم حقا ؟ وهل – صدقا ‪ -‬طلبوا من المام علي أن يشهد على‬
‫نفسه بالكفر ؟‬
‫تركز بعض الرويات على أن معارضي التحكيم وأهل النهروان خاصة طلبوا من‬
‫المام علي أن يتوب وأن يشهد على نفسه بالكفر لكي يصلوا معه إل اتفاق‪ ،‬ففي رسالة‬
‫أه ل النهروا ن إل ـعل ي حسبم ا يرو ي الطبي ‪" :‬فإ ن شهد ت عل ى نفس ك بالكفر‬
‫واستقبلت التوبة نظرنا فيما بيننا وبينك…"( ) ‪ ،‬كما تنسب بعض الصادر إليهم أنم‬
‫‪1‬‬

‫"شهدوا عليه بالشرك"( ) ‪ .‬ولكن الذي يثي الشكوك ف هذه السألة أن ند البلذري‬
‫‪2‬‬

‫يقول عن سهم بن غالب الجيمي أحد النسوبي إل الوارج‪ …" :‬وهو أول من سى‬
‫أهل القبلة بالكفر ول تكن الوارج قبله تقطع بالشهادة ف الكفر واليان"( )‪ .‬ولعل ما‬
‫‪3‬‬

‫يعز ز تل ك الشكو ك أ ن نلح ظ خل و بع ض الروايا ت م ن طل ب معارض ي التحكيم‬


‫العتراف والقرار بالكفر من المام علي "فإن تبت وإل اعتزلناك"( )‪ ،‬وكذلك عدم‬
‫‪4‬‬

‫اشتمال رسالة أهل النهروان الول إل علي على لفظ الكفر حسب القلهات( ) ‪ .‬كما‬
‫‪5‬‬

‫نلحظ أيضا التعبي عن قبول التحكيم بالذنب والطيئة دون اللجوء إل مصطلح الكفر‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪ .117‬وانظر أيضا‪ :‬البلذري‪ ،‬جـ ‪ 3‬ص ‪.141 ،135‬‬ ‫‪1‬‬

‫() عبد الرزاق (الصنف) جـ ‪ 10‬ص ‪ /117‬البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪.115‬‬ ‫‪2‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 5‬ص ‪.179‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 3‬ص ‪.123‬‬ ‫‪4‬‬

‫() القلهات (الكشف) جـ ‪ 1‬ص ‪.241‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪124‬‬
‫"ذلك ذنب ينبغي أن تتوب منه"( ) ‪" ،‬تب من خطيئتك"( ) وف رسالة عبدال بن وهب‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫الراسب إل علي حسب البلذري‪" :‬أما الن فتب إل ال وأقر بذنبك‪ . ) ("..‬ونلحظ‬
‫‪3‬‬

‫ثالثا استبدال لفظ الضلل بلفظ الكفر ف روايات أخرى‪ ،‬ومثل ذلك النص الت‪:‬‬
‫"إنه ليس بيننا وبينك إل السيف إل أن تقر بالكفر وتتوب كما تبنا" فقال علي‪:‬‬
‫وإيان أشهد على نفسي بالكفر‪ ،‬لقد ضللت إذا وما أنا‬ ‫"أبعد جهادي مع رسول ال‬
‫من الهتدين"( )‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫فإن له روايات‪:‬‬
‫الول‪" :‬ول نرجع إل أن تتوب وتشهد على نفسك بالضللة" فقال‪" :‬معاذ ال‬
‫أن أشهد على نفسي بالضللة وبنا هداكم ال عز وجل واستنقذكم من الضللة"( )‪.‬‬
‫‪5‬‬

‫الثانية‪" :‬فلسنا منك إل أن تتوب وتشهد على نفسك بالضللة"‪ ،‬فلما فرغوا قال‬
‫علي‪" :‬أما أن أشهد علي نفسي بالضللة فمعاذ ال أن أكون ارتبت منذ أسلمت‪ ،‬أو‬
‫ضللت منذ اهتديت‪ ،‬بل بنا هداكم ال من الضللة واستنقذكم من الكفر‪ ،‬وعصمكم من‬
‫الهالة"( )‪.‬‬
‫‪6‬‬

‫الثالثة‪" :‬ولا دخلوا الكوفة جعل الناس يقولون تاب أمي الؤمني وزعم أن‬
‫الكومة كفر وضلل‪ "...‬فبلغ ذلك عليا فقال‪" :‬كذب من قال إن رجعت عن القضية‬
‫وقلت إن الكومة ضلل"( )‪.‬‬
‫‪7‬‬

‫وهذه الروايات واللحظات تقدح ف كون الحكّمة كانوا يطلقون لفظ الكفر‬
‫على مالفيهم بغض النظر عن مدى صحة الطلق‪ .‬ويبدو أنه بعد فترة من الزمن‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.114‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 3‬ص ‪.113‬‬ ‫‪2‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ ، 145‬ويبدو أنا الرسالة الثانية من أهل النهروان إل المام علي كرم ال‬ ‫‪3‬‬

‫وجـهه‪.‬‬
‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ /144‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.120‬‬ ‫‪4‬‬

‫() القدسي (البدء والتاريخ) جـ ‪ 5‬ص ‪.223‬‬ ‫‪5‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪.128‬‬ ‫‪6‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪.131 ،130‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪125‬‬
‫استحالت بعض اللفاظ ألفاظا أخرى عبت عن تصور الراوي لنظرة منكري التحكيم‬
‫من جراء الشائع ف الوسط يومئذ‪ .‬ولذا فإن الرواية الت تنسب إليهم أنم شهدوا على‬
‫علي بالشرك ممولة على هذا التصور‪ .‬والرواية الت تثبت التكفي والتشريك إليهم عند‬
‫ماطبتهم لبن عباس "كفرت وأشركت"( ) ممولة على هذه الفكرة السابقة لي أداء‬
‫‪1‬‬

‫الرواية‪ ،‬أولً ‪ :‬لن الذين ياطبون ابن عباس بذا الكلم تصفهم الرواية نفسها بالقدرة‬
‫على انتزاع الدلة من القرآن والتأثي على الخاطب‪ ،‬كما تصف متكلمهم بأنه قارئ‬
‫للقرآن عال با فصل ووصل‪ ،‬وثانيا‪ :‬لنم ف هذه الرواية "السن الول أصحاب ممد"‬
‫أي القدمون من أصحاب النب ‪ ،‬وثالثا ‪ :‬لن التشريك ابتدأ بنافع بن الزرق عام‬
‫الفتراق‪.‬‬
‫ولعل حادث الفتراق هذا أعطى لفظ الكفر بعدا كبيا ومايز بي الحكّمة‬
‫وغيهم‪ .‬وهذا تفسي التناقض الواضح التمثل ف كون أهل حروراء يكفرون مالفيهم ‪-‬‬
‫حسبما ينسب إليهم وحسب التصور بأن الكفر هو الخراج من اللة أي التشريك ‪-‬‬
‫وكون نافع ابن الزرق قد انتحل التشريك‪.‬‬
‫واللصة أن نافعا لا حكم على مالفيه بأحكام الشركي انسحب هذا الكم‬
‫ليكون مستقى من السلف الذي ينسب إليه نافع بن الزرق‪ ،‬فتدخلت عوامل عدة لعل‬
‫السياسة من أهها ليكون التكفي مبدأً من مبادئ الحكّمة الوائل‪ ،‬وربا لذا العامل أو‬
‫لغيه نسب التكفي إل العارضي للتحكيم‪ ،‬سواء نطقوا به فحمل على الكفر الخرج من‬
‫اللة أو ل ينطقوا به فأجري ف نصوص كلمهم بالعن ذاته‪.‬‬

‫() ابن أب شيبة (الصنف) جـ ‪ 5‬ص ‪.300‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪126‬‬
127
‫الفصل الثان‪:‬‬

‫الييييييوارج‬

‫البحث الول‪ :‬ظهور مصطلح الوارج‬


‫البحث الثان‪ :‬معن الوارج‬
‫البحث الثالث‪ :‬الراء النسوبة إل الوارج‬
‫البحث الرابع‪ :‬الفرق النسوبة إل الوارج‬

‫‪128‬‬
129
‫البحث الول‪:‬‬
‫ظهور مصطلح الوارج‬

‫لفظ الوارج ذو شهرة واسعة تكثر من استعماله كتب التاريخ والفرق القدية‬
‫والديثة‪ .‬ويتردد هذا الصطلح فيها بوفرة عند إيراد الحداث البتدئة من رفع الصاحف‬
‫ف صفي‪ .‬ورغم أنه أسقط على فترة متقدمة من التاريخ السلمي إل أن بدايات ظهوره‬
‫‪ -‬باعتباره مصطلحا ‪ -‬متأخرة عن تلك الفترة‪ .‬ويبدو أن هذا أمر طبيعي ف عامة‬
‫الصطلحات التعلقة بالراء والتيارات والفرق والذاهب‪ .‬وربا ‪ -‬ف أحيان نادرة ‪-‬‬
‫تزامن الصطلح ومدلوله‪ ،‬مثل لفظ الرورية الذي أطلقه المام علي على أهل حروراء‬
‫بعد رجوعهم من هنالك( )‪ ،‬وبقي رديفا للفظ الوارج( ) عند الؤرخي وغيهم‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫ويفتقر مصطلح الوارج إل إعطاء تاريخ يكشف عن بدء نشأته دون اللتفات‬
‫إل الفترة أو الماعة الت أطلق عليها‪ .‬وقد تتبعت كلّ من تاريخ الطبي وأنساب‬
‫الشراف للبلذري ‪ -‬وها أوسع ما ألف ف هذا الوضوع ‪ -‬ابتداءً من فترة التحكيم‬
‫والحداث الحيطة به إل فترة وجود كيان للزارقة الذين يثلون القوة الفاعلة لن سوا‬
‫بالوارج يومئذ ‪ -‬وهي فترة الصراع السياسي بينهم وبي عبدال بن الزبي أولً البتدئ‬
‫عام أربعة وستي من الجرة( )‪ ،‬وبينهم وبي المويي ثانيا البتدئ عام اثني وسبعي من‬
‫‪3‬‬

‫الجرة( ) ‪ -‬فلم أعثر فيما قبل عام خسة وستي من الجرة على هذا اللفظ إل ف نصي‬ ‫‪4‬‬

‫للمام علي ف تاريخ الطبي ونص لزياد بن أبيه ف أنساب البلذري‪.‬‬


‫أما نصا الطبي فهما قول المام علي لربيعة بن أب شداد الثعمي أحد الذين‬
‫انضموا إل أهل النهروان‪" :‬أما وال لكأن بك وقد نفرت مع هذه الوارج فقتلت"( )‪،‬‬
‫‪5‬‬

‫وقوله من كتاب له إل مالك بن الارث الشتر‪ ..." :‬وكنت قد وليت ممد بن أب بكر‬
‫() البد (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪.1300‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الشعري (القالت) جـ ‪ 1‬ص ‪.207 ،206‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.400‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 3‬ص ‪.527‬‬ ‫‪4‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.116‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪130‬‬
‫مصر فخرجت عليه با خوارج"( ) ‪ .‬وأما نص زياد فيقول‪" :‬العجب من الوارج أنك‬
‫‪1‬‬

‫تدهم من أهل البيوتات والشرف وذوي الغناء وحلة القرآن وأهل الزهد‪ ،‬وما أشكل‬
‫عليّ أمر نظرت فيه غي أمرهم"( )‪ .‬وهناك أيضا نصان آخران للمام علي ف غي هذين‬
‫‪2‬‬

‫الكتابي‪ ،‬وها‪" :‬ل تقاتلوا الوارج بعدي‪ ،‬فليس من طلب الق فأخطأه كمن طلب‬
‫الباطل فأدركه"( )‪ ،‬وقوله ف الرسالة النسوبة إليه الت وجهها إل ابن عباس‪" :‬فلعمري‬
‫‪3‬‬

‫لئن كنت تعلم أن قتلت الوارج ظلما ومالتن على قتلهم ورضيت به‪...‬ال"( ) ‪ .‬وثة‬
‫‪4‬‬

‫نصان أخيان اشتمل على هذا اللفظ منسوبان إل غي المام علي‪ ،‬أحدها الرسالة‬
‫النسوبة إل ابن عباس الوجهة من قبله إل علي‪ ،‬وفيها كلم أهل النهر لبن عباس‪:‬‬
‫"أفتعلم يا ابن عباس أن الوارج خرجت عليه منتقمي ف شيء من المل"( )‪ ،‬وثانيهما‪:‬‬
‫‪5‬‬

‫قول عبيدال ابن زياد ف"الكامل" للمبد‪" :‬ما أدري ما أصنع بؤلء الوارج‪ ،‬كلما‬
‫أمرت بقتل رجل منهم اغتالوا قاتله فلم يعلم بكانه"( )‪.‬‬
‫‪6‬‬

‫ولكن تزامل مصطلحي الرورية والوارج ل يعن تزامن نشأتما‪ ،‬فإن من التقرر‬
‫ف اللغة أن خوارج جع لارجة‪ ،‬إذ ند ف عبارات أخر‪" :‬إن الارجة الت أقبلت من‬
‫البصرة"( ) و"خارجة خرجت"( )‪ .‬ول تعدو كلمة خوارج – إذن ‪ -‬أن تكون جعا‬
‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬

‫تكسييا لا دون أن يراد با اصطلح خاص بفرقة أو جاعة معينة‪ ،‬فقد عب عن العن‬
‫ذاته بلفظ الارجي كما سيأت‪ .‬ولذا ‪ -‬وعلى سبيل التمثيل‪ -‬فإن لفظ الوالف ‪ -‬وهو‬
‫جع خالفة ‪ -‬ل يمل على مصطلح معي‪ ،‬فمثلما عبّر به عن الذين تلفوا عن غزوة‬
‫الوالف ( )‪ ،‬عب عنهم أيضا بالالفي –‬
‫‪9‬‬
‫‪‬‬ ‫العسرة ف قوله تعال‪  :‬رضوا بأن يكونوا مع‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 3‬ص ‪.127‬‬ ‫‪1‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 5‬ص ‪.212‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن أب الديد (شرح النهج) جـ ‪ 5‬ص ‪.78‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن أب طالب‪ ،‬علي (السي) ورقة ‪101‬ظ (مطوط)‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن عباس (السي) ورقة ‪102‬ظ (مطوط)‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫() البد (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪.1202‬‬ ‫‪6‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.119‬‬ ‫‪7‬‬

‫() عبدالرزاق (الصنف) جـ ‪ 10‬ص ‪.152 ،117‬‬ ‫‪8‬‬

‫() التوبة آية ‪.93 ،87‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪131‬‬
‫وهو جع خالف – ف قوله سبحانه ‪  :‬إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع‬
‫الالفي( )‪ .‬وبناءً عليه فإن ورود لفظ معي قبل وضوح دللته الصطلحية ل يعن‬
‫‪‬‬ ‫‪1‬‬

‫بالضرورة جريانه على مقتضى تلك الدللة‪.‬‬


‫وما يرجح هذا القصد اللغوي أن يريد المام علي بلفظ الوارج شيئي متغايرين‬
‫بامع واحد‪ ،‬فإن الوارج القصودين ف نص الطبي الول هم أهل النهروان‪ ،‬والوارج‬
‫القصودين ف نصه الثان هم أصحاب معاوية‪ ،‬والذي أساغ هذا الطلق هو خروج أهل‬
‫النهروان عن علي وخرج معاوية وأصحابه عليه‪ .‬على أن المام عليا أطلق الارجة أيضا‬
‫يريد با شيعة عثمان الذين باليمن بعدما ثاروا على واليه هناك عبيدال بن العباس وسعيد‬
‫ابن نران عامله على الند فكتب إليهما المام علي‪" :‬أما بعد فإنه أتان كتابكما تذكران‬
‫فيه خروج هذه الارجة‪.) ("...‬‬
‫‪2‬‬

‫ومثل هذا كمثل لفظ "شيعة"؛ فإنه أريد به ف فترة متقدمة العن اللغوي دون‬
‫الصطلحي‪ ،‬ففي الذكر الكيم ‪ :‬وإن من شيعته لبراهيم‪ ،) ( ‬وف صحيفة التحكيم‬
‫‪3‬‬

‫"شيعة علي" و"شيعة معاوية"( )‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫وعلى هذا الفهم يمل كلم المام علي ف نصي الطبي ورسالته لبن عباس‬
‫وكلم أهل النهروان لبن عباس‪.‬‬
‫كم ا أ ن للرواي ة بالعن أثرا واضحا ف صياغ ة الشكالية ‪ ،‬فقد تكو ن بعض‬
‫النصوص حورت من بعد لتعب عن فكرة راسخة لدى الراوي‪ ،‬بدليل اختلف اللفاظ‪.‬‬
‫فمثلً ف الطبي يقول المام علي‪ ..." :‬فإنه بلغن قولكم لو أن أمي الؤمني سار بنا إل‬
‫هذه الارجة الت خرجت عليه فبدأنا بم‪ ،‬فإذا فرغنا وجهنا إل الحلي‪ ،‬وإن غي هذه‬
‫الارجة أهم إلينا منهم"( )‪ .‬وف كامل ابن الثي‪" :‬وبلغ عليّا أن الناس يقولون‪ :‬لو سار‬
‫‪5‬‬

‫بنا إل قتال هذه الرورية‪ ،‬فإذا فرغنا منهم توجهنا إل قتال الحلي‪ ،‬فقال لم‪ :‬بلغن‬
‫() التوبة آية ‪.83‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن أب الديد (شرح النهج) جـ ‪ 2‬ص ‪.4‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الصافات آية ‪.83‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪ /103‬ابن أعثم (الفتوح) جـ ‪ 4‬ص ‪.204‬‬ ‫‪4‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.118‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪132‬‬
‫أنكم قلتم كيت وكيت‪ ،‬وإن غي هؤلء الارجي أهم إلينا"( )‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫ومن هذه الطريق قول المام علي‪" :‬ل تقاتلوا الوارج بعدي"‪ ،‬إذ يروي ابن أب‬
‫شيبة عن رجل من بن نضر بن معاوية قال‪" :‬كنا عند علي فذكروا أهل النهر فسبهم‬
‫رجل‪ ،‬فقال علي‪ :‬ل تسبوهم‪ ،‬ولكن إن خرجوا على إمام عادل فقاتلوهم‪ ،‬وإن خرجوا‬
‫على إمام جائر فل تقاتلوهم‪ ،‬فإن لم بذلك مقالً( ) ‪ ،‬ورواه الطوسي بلفظ "ذكرت‬
‫‪2‬‬

‫الروري ة عن د عل ي علي ه السلم ‪ ،‬قال ‪ :‬إ ن خرجو ا عل ى إما م عاد ل أ و جاعة‬


‫فقاتلوهم‪...‬ال"( )‪ ،‬وروى أيضا‪ :‬لا فرغ أمي الؤمني عليه السلم من أهل النهروان قال‪:‬‬
‫‪3‬‬

‫"ل يقاتلهم بعدي إل من هم أول بالق منه"( ) ‪ .‬وغي خفي أنه ل ذكر للخوارج ف‬
‫‪4‬‬

‫هذين النصي‪ ،‬بل يذكر الرورية وأهل النهروان‪ ،‬فيأت إل مثل هذه اللفاظ والعبارات‬
‫من بعد رواة يأخذون العن ويصوغونه بألفاظهم‪ .‬وعلى هذا أيضا يمل كلم زياد بن‬
‫أبيه وابنه عبيدال‪ ،‬فإن أثر الرواية بالعن ف الول واضح‪ ،‬وأما الثان فيؤكد قصد العن‬
‫فيه وروده من جهة أخرى دون لفظ الوارج‪ ،‬ففي كامل البد أيضا‪" :‬ما أدري ما‬
‫أصنع بؤلء‪ ،‬كلما أمرت رجلً بقتل رجل منهم فتكوا بقاتله"( ) ‪ ،‬وف البلذري‪" :‬ما‬
‫‪5‬‬

‫أدري كيف أصنع‪ ،‬ما أقتل رجلً من هذه الارقة إل قتل قاتله"( )‪.‬‬
‫‪6‬‬

‫إضاف ة إل م ا سبق ‪ ،‬فإن هنا ك مورا آخ ر تدو ر حوله بعض الروايات وهو‬
‫النتحال‪ ،‬وعليه توجه بعض النصوص‪ ،‬فقول أب بلل مرداس ف كتابـه الذي بعث به‬
‫‪-‬زعما‪ -‬إل السي بن علي‪" :‬إن لست أرى رأي الوارج وما أنا إل على دين‬
‫أبيك"( ) من هذا الباب‪ ،‬وذلك لن أبا بلل ‪-‬كما مضى‪ -‬كان من رموز أهل النهروان‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫نعم يتفق مع السي بن علي ف قضية الروج‪ ،‬فقد خرجا جيعا( ) على عبيدال بن‬
‫‪8‬‬

‫() ابن الثي (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪.341 ،340‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن أب شيبة (الصنف) جـ ‪ 15‬ص ‪.320‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الطوسي (التهذيب) جـ ‪ 6‬ص ‪.145‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 6‬ص ‪.144‬‬ ‫‪4‬‬

‫() البد (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪.1174‬‬ ‫‪5‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 5‬ص ‪.419‬‬ ‫‪6‬‬

‫() البد (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪.1137‬‬ ‫‪7‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.294‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪133‬‬
‫زياد‪ ،‬ولذا عد الافظ ابن حجر السي من الوارج( )‪ .‬غي أنه ل وجود لن يطلق‬
‫‪1‬‬

‫عليهم الوارج يومئذ‪ ،‬فقد ظهروا ف عام أربعة وستي من الجرة‪ ،‬فتنصل أب بلل من‬
‫"الوارج" ل معن له‪ ،‬لن السلطة كانت تنظر إليه أنه من يثلهم ف تلك الفترة‪ ،‬وإن‬
‫كانت القيقة أن ظهور "الوارج" هو ظهور الزارقة عام أربعة وستي من الجرة كما‬
‫سيأت بيانه ف البحث الرابع من هذا الفصل‪ .‬ولعل السبب ف اعتبار البعض أبا بلل‬
‫شيعيا هو نفسه ف اعتباره أيضا من العتزلة( ) ‪ ،‬وهو كونه صالا خرج منكرا للجور‬
‫‪2‬‬

‫داعيا إل الق والعدل‪.‬‬


‫والذي يشد النظر ويسترعي النتباه افتقاد مصطلح الوارج طيلة هذه الفترة مع‬
‫بقاء استعمال مصطلح الرورية‪ ،‬فقد ظل هذه الصطلح سائدا طوال الفترة السابق‬
‫تديدها( )‪ .‬ومن الدير ذكره أن لفظ الوارج يظهر لول مرة ‪ -‬بعد الفترة الذكورة ‪-‬‬ ‫‪3‬‬

‫ف رسالة عبدال بن الزبي إل الهلب بن أب صفرة سنة خس وستي من الجرة حينما‬


‫اشتدت شوكة نافع بن الزرق وكثرت جوعه وصارلم كيان مستقل عن مركز الكم‪،‬‬
‫يقول ابن الزبي ماطبا أخاه مصعبا‪ ..." :‬وقد رأيت حيث ذكر هذه الوارج أن تكون‬
‫أنت تلي قتالم‪ . ) ("...‬ورغم أن هذا اللفظ من الصعب الزم بأنه أريد به اصطلح‬
‫‪4‬‬

‫خاص لنقطاعه ث ظهوره عام ثانية وستي من الجرة مرة أخرى ف نص لصعب بن‬
‫الزبي‪" :‬وال ما أدري ما الذي أغن عن أن وضعت عمر بن عبيدال بفارس‪ ...‬تقطع‬
‫أرضه الوارج إل"( ) وبسبب بقاء استعمال مصطلح الرورية أيضا( ) ‪ ،‬إل أنه يكن‬
‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬

‫اعتباره مؤشرا لبدايته‪ ،‬ونص معصب أصرح قليلً ف الصطلح‪.‬‬


‫ولعل الظهور القيقي لذا الصطلح كان سنة اثنتي وسبعي للهجرة‪ ،‬حيث تتوال‬

‫() ابن حجر (الفتح) جـ ‪ 14‬ص ‪.289‬‬ ‫‪1‬‬

‫() البد (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪.1136‬‬ ‫‪2‬‬

‫() يرد مصطلح الرورية على سبيل الثال سنة ‪ 50‬للهجـرة‪ :‬البلذري (النساب) جـ ‪ 5‬ص ‪ ،176‬سنة ‪:53‬‬ ‫‪3‬‬

‫ابن خياط (التاريخ) ص ‪ / 262‬البد (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪ / 1170‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪ ، 240‬سنة‬
‫‪ :58‬البلذري (النساب) جـ ‪ 5‬ص ‪.193‬‬
‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.426‬‬ ‫‪4‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.499‬‬ ‫‪5‬‬

‫() سنة ‪ 65‬للهجـرة‪ :‬البلذري (النساب) جـ ‪ 6‬ص ‪.13‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪134‬‬
‫عدة رسائل تمل هذه اللفظ ويبدو عليه سة الصطلح‪ ،‬ففي رسالة بعث با خالد بن‬
‫عبدال القسري إل عبداللك بن مروان‪" :‬أما‪ ،‬بعد فإن أخب أمي الؤمني ‪-‬أكرمه ال‪-‬‬
‫أن بعثت عبدالعزيز بن عبدال ف طلب الوارج‪ ،) ("...‬ورد عليه عبد اللك بواب فيه‪:‬‬
‫‪1‬‬

‫(‪)2‬‬
‫"أما بعد فقد قدم رسولك ف كتابك تعلمن فيه بعثتك أخاك على قتال الوارج‪"...‬‬
‫وف رسالة أخرى من الجاج بن يوسف الثقفي إل الهلب عام خسة وسبعي من‬
‫الجرة‪" :‬أما بعد إذا أتاكم كتاب هذا فناهضوا الوارج"( ) ‪ .‬والغريب أن يتواكب هذه‬
‫‪3‬‬

‫الصطلح مع لفظ آخر وثيق الصلة به‪ ،‬وهو لفظ الارقة الذي يمل صبغة دينية أفرزتا‬
‫الواجهات الدامية يومئذ‪ ،‬إذ يطلق عبدال بن الزبي هذا اللقب على الزارقة‪ ،‬ففي رسالته‬
‫السابقة‪" :‬أما‪ ،‬بعد فإن الارث بن عبدال كتب إل أن الزارقة الارقة أصابوا جندا‬
‫للمسلمي"( ) كما أطلقه المويون وأعوانم يعنون به من يعنون بالوارج وهم الزارقة‪،‬‬
‫‪4‬‬

‫ففي سنة اثنتي وسبعي نفسها ند رسالة من خالد بن عبدال إل عبداللك‪" :‬أما بعد‬
‫فإن أخب أمي الؤمني ‪ -‬أصلحه ال ‪ -‬أن خرجت إل الزارقة الذين مرقوا من‬
‫الدين‪.) ("...‬وف العام نفسه يبعث عبداللك إل أخيه بشر‪ ..." :‬فليسيوا إل فارس ف‬ ‫‪5‬‬

‫طلب الارقة‪ ، ) ("...‬وف سنة خس وسبعي يقول سراقة بن مرادس البارقي( )‪:‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬

‫وضارب عنه الارقي عصابــة من الزد تشي ف السيوف القواضبِ‬


‫كما يبعث الجاج عام ستة وسبعي رسالة إل سورة بن أبر جاء فيها‪":‬ث سر بم حت‬
‫تلقى هذه الارقة"( )‪ .‬والقصود بالارقي ف هاتي الرسالتي وف شعر سراقة هم الزارقة‪.‬‬
‫‪8‬‬

‫ول تناف هذه النتيجة – وهي أن بداية بروز مصطلح الوارج ف سنة اثنتي‬
‫وسبعي ‪ -‬ما ورد ف رسالة عبدال بن إباض إل عبداللك من قوله‪..." :‬وكتبت إل‬
‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.528‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 3‬ص ‪.528‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 3‬ص ‪.551‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 3‬ص ‪.551‬‬ ‫‪4‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 3‬ص ‪.529‬‬ ‫‪5‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.530‬‬ ‫‪6‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 3‬ص ‪.553‬‬ ‫‪7‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 3‬ص ‪.562‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪135‬‬
‫تعرض على الوارج تزعم أنم يغلون ف دينهم ويفارقون أهل السلم‪ ،) ("...‬لنا حتما‬
‫‪1‬‬

‫ليست قبل سنة سبع وستي للهجرة‪ ،‬فقد ذكر عبدال بن إباض فيها هزية الختار ابن أب‬
‫عبيد الثقفي على يد مصعب بن الزبي( ) وكانت عام سبعة وستي للهجرة( ) وهي السنة‬
‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬

‫الت بويع فيها لعبداللك( )‪ ،‬ولكن ل يكن تديد تاريخ هذه الرسالة‪ .‬ول يفى أنا حول‬
‫‪4‬‬

‫الفترة الترجح ظهور الصطلح فيها أو بعدها بقليل‪.‬‬


‫وأيضا فإن استعمال الزارقة أنفسهم هذا الصطلح إنا كان ف الفترة الذكورة‪ ،‬وما ورد‬
‫من ذلك قول قطري بن الفجاءة( )‪ ،‬وقد بايعه أصحابه عام ثانية وستي من الجرة( )‪:‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬

‫(‪) 7‬‬
‫وأن ت مقي م بي ـل ص وجاحــد‬ ‫أتزعمــأنــالارجيــعلىــالـدى‬

‫وقول سية بن العد( )‪:‬‬


‫‪8‬‬

‫(‪) 9‬‬
‫قلىــكلــدينــغي ـدينــالوارج‬ ‫فم ن مبل غ الجا ج أ ن ســـمية‬

‫وأما قول عيسى بن فاتك (أو عاتك) الطي ف أب بلل مرداس وأصحابه وقد قتلوا سنة‬
‫ستي من الجرة‪:‬‬

‫() ابن إباض (السي) جـ ‪ 2‬ص ‪.341‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪.339‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.491‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن خياط (التاريخ) ص ‪ /261‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.423‬‬ ‫‪4‬‬

‫() قطري بن الفجـاءة (واسه جـعونة) بن مازن التميمي من رؤساء الزارقة وأبطالم‪ ،‬بويع بالمارة من قبل‬ ‫‪5‬‬

‫أصحابه واستفحل أمره ف زمن مصعب بن الزبي‪ ،‬وبقي ثلث عشرة سنة يقاتل ويسلم عليه باللفة‪.‬وسي إليه‬
‫الجـاج عدة جـيوش وهو يردهم حت توف عام ‪78‬هـ ‪697 /‬م‪ ،‬قيل عثر به فرسه فمات وقيل قتل ف‬
‫العركة‪ :‬ابن (خلكان) وفيات العيان جـ ‪ 4‬ص ‪ /93،94‬الزركلي (العلم) جـ ‪ 5‬ص ‪.201 ،200‬‬
‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.502‬‬ ‫‪6‬‬

‫() البد (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪.1082‬‬ ‫‪7‬‬

‫() سية أو سرة بن الـعد أبو الـعد أحد الزارقة كان ف سر الجـاج بن يوسف‪ ،‬فلما سار قطري بن‬ ‫‪8‬‬

‫الفجـاءة إل جـيفت من أرض كرمان كتب إل سرة يعيه بقامه عنهم بأبيات‪ ،‬فلما قرأ كتابه لق بم‬
‫وكتب إل الجـاج من طريقه بأبيات منها البيت الذكور‪ :‬الصفدي‪ ،‬خليل (الواف بالوفيات) جـ ‪ 5‬ص‬
‫‪.457 ،456‬‬
‫() السعودي (مروج الذهب) جـ ‪ 3‬ص ‪.78 ،77‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪136‬‬
‫ويهزمهمـ ـبآسـكـ ـأربعونـــا‬ ‫ـزعمتم‬
‫ـفيما ـ ـ‬
‫ــ‬‫ـمؤمنـ‬
‫أألفا ـ ـ‬
‫(‪) 1‬‬
‫ولكنــالـوارجــمؤمنونـــا‬ ‫كذبت م لي س ذا ك كم ا زعمتـــم‬

‫فمحتمل لن يكون عيسى قد قالا بعد ذلك بزمن‪ ،‬فقد اشترك مع عبدال بن‬
‫الزبي ف الدفاع عن الكعبة الشرفة حي حصارها من قبل يزيد بن معاوية( ) وذلك عام‬
‫‪2‬‬

‫أربعة وستي من الجرة( )‪ .‬ويبدو أن الحتمال القوى أن هذين البيتي قالما عيسى بن‬
‫‪3‬‬

‫فاتك عقب الادثة مباشرة‪ ،‬وذلك على نج الشعراء ف تضمي أثر وقع حادثة ما على‬
‫نفوسهم بقصيدة تلد ذكرى تلك الادثة‪ ،‬ولكن ل يكن الزم بصراحة هذا الستعمال‬
‫ف الصطلح‪.‬‬
‫ومن خلل ما تقدم يتراءى أن هذا الصطلح كان لكل فريق من مستخدميه وجهة‬
‫هو موليها‪ ،‬فعلى حي يبدو من الربط بي الوارج والارقة من قبل المويي قصد الذم‬
‫واللمز يتضح من عبارات الزارقة وأشعارهم إرادة الثناء والتمدح‪ ،‬كما تصرح عبارة‬
‫عبدال بن إباض بالثناء على الوارج ف قوله‪ ..." :‬فهذا خب الوارج نشهد ال‬
‫واللئكة أنا لن عاداهم أعداء وأنا لن والهم أولياء بأيدينا وألسنتنا وقلوبنا‪ ) ("...‬مع‬
‫‪4‬‬

‫سحبه هذا اللقب عن الزارقة ف قوله‪ …" :‬غي أننا نبأ إل ال من ابن الزرق وأتباعه‬
‫من الناس‪.) ("...‬‬
‫‪5‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 5‬ص ‪ /193‬البد (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪.1179‬‬ ‫‪1‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 5‬ص ‪.424‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.360‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن إباض (السي) جـ ‪ 2‬ص ‪.342‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن إباض (السي) جـ ‪ 2‬ص ‪.342‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪137‬‬
138
‫البحث الثان‪:‬‬
‫معن الوارج‬

‫أ‪ -‬من الناحية الصرفية‪:‬‬


‫لفظ خوارج جع تكسي لكلمة خارجة‪ ،‬لن فواعل جع لفاعلة أو لفاعل غي‬
‫العاقل( ) ‪ ،‬وليس جعا لارج العاقل ول لارجي‪ .‬ول يبعد أن يراد بالوارج جع‬ ‫‪1‬‬

‫خارجي من جهة العن‪ ،‬وحينئذ فهو منسوب إل خارجة‪ .‬وإن كان صرفيا يمع‬
‫خارجي على خارجيي كما يمع خارج على خارجي‪.‬‬
‫ب‪ -‬من الناحية اللغوية‪:‬‬
‫الوارج مأخوذ من الروج مصدر خرج‪ .‬ولذا الصل تصاريف عدة رجع با‬
‫ابن فارس إل معنيي‪ ،‬الول‪ :‬النفاذ عن الشيء‪ ،‬والثان‪ :‬اختلف لوني( )‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫فمن الول‪ :‬الراج والرج‪ :‬التاوة‪ ،‬لنه مال يرجه العطي‪ .‬ومنه الارجي‪،‬‬
‫وهو الرجل السوّد بنفسه من غي أن يكون له قدي‪ ،‬كأنه خرج بنفسه( )‪ ،‬ومنه قول كثي‬
‫‪3‬‬

‫عزة‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫وليس قدي مدك بانتحــال‬ ‫أبا مروان لست بارجـــي‬
‫ومن الثان‪ :‬الرج‪ :‬لونان من سواد وبياض‪ ،‬ومنه‪ :‬أرض مرجة‪ :‬إذا كان نبتها ف‬
‫مكان دون مكان( )‪.‬‬
‫‪5‬‬

‫ولعل التصاريف العائدة إل العن الول من الليق أن يعاد با إل معن الظهور‬


‫والبوز‪ ،‬ولذا يقال‪ :‬خرجت خوارجه‪ ،‬أي ظهرت نابته( ) ‪ ،‬ويوم الروج‪ :‬أي يوم‬
‫‪6‬‬

‫() ابن عقيل (شرح ابن عقيل) جـ ‪ 4‬ص ‪ ،131‬وشذ من ذلك فارس وفوارس‪ ،‬وسابق وسوابق‪ :‬الصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن فارس (معجـم مقاييس اللغة) جـ ‪ 2‬ص ‪.175‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الصدر السابق‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن منظور (اللسان) جـ ‪ 2‬ص ‪ ،250‬باب الـيم فصل الاء‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن فارس (معجـم مقاييس اللغة) جـ ‪ 2‬ص ‪.176‬‬ ‫‪5‬‬

‫() الفيوز آبادي (القاموس) جـ ‪ 1‬ص ‪.192‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪139‬‬
‫العيد‪ ،‬وخرج فلن ف العلم والصناعة خروجا إذا نبغ‪ ،‬وخرجت السماء‪ :‬أصحت‬
‫وانقشع عنها الغيم( )‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫وأما ربط العن الثان باللون فلعله مرد تثيل‪ ،‬وإل فإن تصاريف أخرى من الباب‬
‫نفسه ل علقة لا باللون‪،‬ومنه خرّج عمله‪:‬جعله ضروبا متلفة‪ .‬وفلن خرّاج ولج‪،‬‬
‫للمتصرف‪ ،‬وهو يعرف( ) موال المور ومارجها‪ ،‬ومواردها ومصادرها( )‪.‬اللهم إل أن‬
‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬

‫يمل النفاذ على القيقة والظهور على الجاز ف العن الول‪ ،‬ويمل اختلف اللوني‬
‫على القيقة ومرد الختلف على الجاز ف الثان‪ ،‬وهو جلي من صنيع الزمشري ( )‪،‬‬
‫‪4‬‬

‫وإن كان ل يوضح فيما يرجع إل العنيي اللذين ذكرها ابن فارس‪.‬‬
‫ول يفى أن كلمة الوارج الت نن بصدد بيانا تعود إل العن الول الدال على‬
‫النفاذ أو على البوز والظهور‪.‬‬
‫جي‪ -‬من الناحية الصطلحية‪:‬‬
‫قلما يوجد من وضع حدا للفظ الوارج يكن من خلله تصنيف فكر معي على‬
‫أن ه فك ر خارجي ‪ .‬وسب ب الشكالي ة ف ـهذ ا الم ر الرب ط الاص ل بي ـالوار ج –‬
‫باعتبارهم فرقة – وبي الحاديث الحمولة عليهم‪ ،‬لن الصفات والصائص الت تسرد‬
‫كميزات للخوارج – وسيأت بيانا ‪ -‬غي مصورة فيهم‪ ،‬بل ند من غيهم من يتصف‬
‫با أو ببعضها‪ ،‬وهذا ما أفضى إل عدم النضباط فيما يصدق عليه هذا الصطلح‪.‬‬
‫ويتفق عدد وافر من الباحثي على أن الوارج هم "الذين خرجوا عن علي ف‬
‫حروراء والنهروان ومن انتمى إليهم فيما بعد"( ) ‪ ،‬وهذا هو أشهر ما يوجد ف تعريف‬
‫‪5‬‬

‫الوارج‪ ،‬وهو كما ل يفى تعريف خاص‪ ،‬أو بالحرى تعريف فرقي تاريي‪ .‬ويفهم من‬

‫() الزمشري (أساس البلغة) ص ‪.157‬‬ ‫‪1‬‬

‫() هكذا ف النسخة الت اعتمدتا‪ ،‬ويبدو أن فيها سقطا‪ ،‬وأن أصل العبارة‪ :‬وهو من يعرف …ال‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الزمشري (أساس البلغة)‪،‬ص‪.175:‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الصدر السابق‪،‬ص‪.175:‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ )(5‬الشنتناوي (دائرة العارف السلمية) جـ ‪ 8‬ص ‪ /470 ،469‬المي‪ ،‬شريف (معجـم الفرق السلمية) ص‬
‫أبو جـيب‪ ،‬سعدي (القاموس الفقهي) ص ‪ /115‬خليل (معجـم الصطلحات الدينية) ص ‪/68‬‬ ‫‪/122‬‬
‫مرتضى‪ ،‬جـعفر (دراسات وبوث ف التاريخ والسلم) جـ ‪ 3‬ص ‪.155‬‬
‫‪140‬‬
‫ضم أهل النهروان مع من أطلق عليهم الوارج ‪-‬كالزارقة والنجدات وغيهم من‬
‫ينتسب إل أهل النهروان ‪ -‬ف نسق واحد أن الامع بينهم أمران‪ ،‬الروج على الئمة‪،‬‬
‫وتكفي الخالفي ومرتكب الكبائر‪.‬‬
‫وكل المرين مستفاد من ماولة كثي من العلماء تعداد فرق الوارج وتبيان‬
‫صفاتم وتديد معتقداتم‪ ،‬والسمة الواضحة عليها جيعا هذان المران‪ .‬بيد أن الثان‬
‫منهما ليس مل اتفاق‪ ،‬إذ يعرف الشهرستان الارجي بأنه‪" :‬كل من خرج على المام‬
‫ال ق الذ ي اتفق ت الماع ة عليه ‪ ،‬سوا ء كا ن الرو ج ف أيام الصحاب ة عل ى الئمة‬
‫الراشدين أو كان بعدهم على التابعي بإحسان والئمة ف كل زمان"( )‪ ،‬وهو ‪-‬كما ل‬
‫‪1‬‬

‫يفى‪ -‬تعريف عام‪.‬‬


‫ولذا ند الافظ ابن حجر قد وسع الدائرة لتشمل أهل النهروان ف قسم أول‬
‫للخوارج‪ ،‬و"من خرج ف طلب اللك ل للدعاء إل معتقده" ف قسم ثانٍ لم‪ ،‬وهؤلء‬
‫أيضا على قسمي‪:‬‬
‫أ‪ -‬قسم خرجوا غضبا للدين من أجل جور الولة وترك عملهم بالسنة النبوية‬
‫وهؤلء أهل حق‪ ،‬ومنهم السي بن علي وأهل الدينة ف الرة والقراء الذين خرجوا‬
‫على الجاج‪.‬‬
‫ب‪ -‬قسم خرجوا لطلب اللك فقط سواء كانت فيهم شبهة أم ل‪ ،‬وهم البغاة( )‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫وكلمهما صريح ف اعتبار أمر واحد وهو الروج على المام النصوب مع‬
‫تصيصه بالعادل عند الشهرستان‪.‬‬
‫وقد جرى بعض العلماء والباحثي مع الشهرستان ف تعريف الوارج( )‪ ،‬ويوازيه‬
‫‪3‬‬

‫مصطلح البغاة الذي ذكره ابن حجر‪.‬‬


‫ويبدو أن كلمة الوارج ‪ -‬بذا العن‪ -‬ل تقتصر ف أحيان أخرى على الارجي‬
‫() الشهرستان (اللل والنحل) جـ ‪ 1‬ص ‪.114‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن حجر (فتح الباري) جـ ‪ 14‬ص ‪.289‬‬ ‫‪2‬‬

‫( ) انظر‪ :‬المدي (المامة) ص ‪ / 174 ، 172‬حكمي‪ ،‬حافظ بن أحد (معارج القبول) جـ ‪ 2‬ص ‪/478‬‬ ‫‪3‬‬

‫البغدادي (الفرق بي الفرق) هامش ميي الدين ص ‪ /72‬البخاري (الصحيح) جـ ‪ 6‬هامش ص ‪ 2539‬لصطفى‬
‫البغا‪.‬‬
‫‪141‬‬
‫على المام الق‪ ،‬بل "أصبحت مع التوسع ف الستعمال تطلق على من ينتزي على‬
‫السلطان أو يثور على الدولة"( ) ‪ ،‬وهو الذي أراده ابن حجر من تناول جيع أجزاء‬
‫‪1‬‬

‫التعريف عنده كل من خرج على المام عادلً كان أو جائرا‪ .‬ومقتضاه أن تصيص‬
‫الوارج بأهل النهروان ومن جرى مراهم غي دقيق‪ ،‬فكل من أهل المل وأهل صفي‬
‫من الوارج أيضا دون الاجة إل تبن القول بالتكفي على أنه جزء من أجزاء التعريف‪.‬‬
‫والذي يتبادر من خلل ما مضى أن لصطلح الوارج ثلث وجهات‪:‬‬
‫الولى‪ :‬الوجهة اللغوية التمثلة ف النفاذ أو البوز والظهور‪ ،‬وهي الت يستوحى‬
‫منها العلقة بي الوارج وبي الروج اللغوي الذي يتسق مع معن الوارج عند ابن‬
‫حجر‪ .‬وهذا يستدعي شيئا من التفصيل وذلك باحتمال الروج معان ثلثة‪:‬‬
‫‪ -1‬الروج عن جاعة معينة‪ ،‬وبعن آخر‪ :‬النفصال‪.‬‬
‫‪ -2‬الروج على جاعة‪ ،‬ودللته أوفق بالنقلب ‪ -‬بالتعبي العاصر‪ -‬أو ماولته‪.‬‬
‫‪ -3‬الروج ف سبيل ال‪ ،‬أي الهاد‪.‬‬
‫وبضرب المثلة من الواقع التاريي تتضح الدقة ف التفريق بي هذه العان الثلثة‪:‬‬
‫أما العن الول فمثله كمثل خروج أهل النهروان من الكوفة عن المام علي‪ ،‬وخروج‬
‫أب بلل مرداس التميمي وأصحابه؛ فقد ورد عن أهل النهروان قولم‪" :‬فاخرجوا بنا‬
‫إخواننا من هذه القرية الظال أهلها إل بعض كور البال أو إل بعض هذه الدائن‬
‫منكرين لذه البدع الضلة"( )‪ .‬كما سبق ذكر قول أب بلل‪" :‬إنه وال ما يسعنا القام بي‬
‫‪2‬‬

‫هؤلء الظالي تري علينا أحكامهم مانبي للعدل مفارقي للفضل‪ ،‬وال إن الصب على‬
‫هذا لعظيم‪ ،‬وإن تريد السيف وإخافة السبيل لعظيم‪ ،‬ولكننا ننتبذ عنهم ول نرد سيفا‬
‫ول نقاتل إل من قاتلنا"‪.‬‬
‫وأما العن الثان فمثاله خروج أهل صفي من بلد الشام‪ ،‬وذلك واضح من‬
‫الزحف العسكري الذي جرى بي الفريقي‪.‬‬

‫() إحسان عباس (شعر الوارج) ص ‪ .10‬وانظر‪ :‬الجري (الشريعة) ص ‪.28‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.115‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪142‬‬
‫وأما العن الثالث فيمثله سرايا وبعوث وغزوات الجاهدين ف سبيل ال ف كل‬
‫زمان ومكان‪ ،‬وهو الراد بقوله تعال‪ :‬ولوأرادوا الروج لعدوا له عدة ( )‪ ،‬فإن‬
‫‪1‬‬

‫هذا الروج بلحظة العن الوضعي يعد لغويا‪.‬‬


‫الثانية‪ :‬الوجهة التاريية‪ ،‬والراد با التقسيم الفرقي للمة السلمية فإن مصطلح‬
‫الوارج ‪ -‬كما هو معروف ‪ -‬قسيم لكل من أهل السنة والشيعة‪ ،‬بغض النظر عن‬
‫الانب اللغوي والانب الشرعي الت‪ .‬ولذا رفض ابن حجر ف موضع آخر تسمية‬
‫الصحابة من أهل المل الارجي على المام علي بالوارج( )؛ نظرا منه إل هذا‬
‫‪2‬‬

‫التقسيم التاريي‪ .‬وعليه فإن إطلقه ‪ -‬أي ابن حجر‪ -‬الوارج على السي بن علي‬
‫وغيه من قبيل الطلق اللغوي‪ .‬وسيأت تفصيل الديث عن الفرق السماة بفرق‬
‫الوارج ف البحث الرابع من هذا الفصل إن شاء ال تعال‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬الوجهة الدينية‪ ،‬وهي الرتبطة بالكم الشرعي‪ .‬وعلى هذه الوجهة تمل‬
‫سائر النظرات الت تبلور معن الوارج‪ ،‬لنا مستفادة من نص شرعي‪ .‬واللئق بذه‬
‫الوجهة ‪-‬كما يتبادر‪ -‬العن الول والشهر للخوارج وتعريف الشهرستان‪ ،‬فإن هذين‬
‫التعريفي أعطيا صفة دينية لذا الصطلح‪ .‬غي أن الفارق بينهما أن الول أضاف‬
‫‪-‬حسبما سبق التنويه بلحظته ‪ -‬قضية التكفي‪ .‬وهذان التعريفان يتجلى منهما حكم‬
‫على الوارج سلب منطلق من فهم النص الشرعي ‪ -‬سواء حديث الروق الت وأحاديث‬
‫المر بلزوم الماعة ‪ -‬بأن الراد منه هذان العنيان أحدها أو كلها‪.‬‬
‫غي أننا ينبغي أل نغفل عن أن للخوارج نظرة متلفة تاما عن هذه النظرة مع‬
‫كونا تمل طابعا شرعيا أيضا‪ ،‬وهي نظرة من أطلق عليهم الوارج إل هذا الصطلح‪،‬‬
‫حيث تصرح عباراتم بارتضاء هذا الطلق‪ ،‬وفيما مضى من نص عبدال بن إباض ومن‬
‫أشعار الزارقة تلّ لذا العن‪ .‬والفتخار والديح الواضحان من تلك النصوص برهان‬
‫على صحة القول بأن لفظ الوارج ل يشعر ف أصل معناه وابتداء أمره بشيء من الصلة‬
‫بينه وبي الصطلح الذي يمل حكما سلبيا‪.‬‬

‫() التوبة آية ‪.46‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن حجر (الفتح) جـ ‪ 1‬ص ‪ ،113‬شرح حديث رقم ‪.447‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪143‬‬
‫ولعل النظرة كانت تراعي الانب اللغوي ف القام الول دون إعارة اهتمام لمر‬
‫سواه‪ ،‬ثّ أضفـي عليه نصـوص شرعية ليأخذ صبغة أكثر تألقا‪ ،‬كقوله تعال‪  :‬ولو‬
‫أرادوا الروج لعدوا له عدة ‪ ،) ( ‬وقوله عز وجل‪ :‬ومن يرج من بيته مهاجرا إل ال‬
‫‪1‬‬

‫ال( )‪ ،‬ول يرح ف‬


‫ورسييوله ثيمّ يدركيه اليوت فقيد وقيع أجيره عليى ‪‬‬
‫‪2‬‬

‫صحة هذا التخريج حديث الروق؛ فإن الروج الأخوذ من قوله فيه‪" :‬يرج فيكم" ل‬
‫يعدو كونه خروجا لغويا‪ ،‬أما الكم فمأخوذ من قوله عليه الصلة والسلم ف الديث‬
‫نفسه‪" :‬يرقون من الدين"( )‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫ث لا كثر استعمال هذا الصطلح ليدل على الروق من الدين بسبب حل حديث‬
‫الروق وغيه على من أطلق عليهم الوارج صار أمرا قابلً للتنازل بل داعيا إل التخلي‬
‫عنه‪ ،‬وبذا نفهم سبب ثناء عبدال بن إباض على "الوارج" ثّ فرار الباضية النسوبي‬
‫إليه ‪ -‬اصطلحا‪ -‬منه‪ ،‬يقول الشيخ السالي‪" :‬واعلم أن اسم الوارج كان ف الزمان‬
‫الول مدحا‪ ،‬لنه جع خارجة‪ ،‬وهي الطائفة الت ترج للغزو ف سبيل ال تعال‪ ،‬قال عز‬
‫وجل‪ :‬وليو أرادوا اليروج لعيدوا ليه عد ة ‪ ، ) (‬ث صار ذما لكثرة تأويل‬
‫‪4‬‬
‫‪‬‬

‫الخالفي أحاديث الذم فيمن اتصف بذلك آخر الزمان‪ ،‬ث زاد استقباحه حي استبد به‬
‫الزارقة والصفرية‪ ،‬فهو من الساء الت اختفى سببها وقبحت لغيها‪ ،‬فمن ث ترى‬
‫أصحابنا ل يتسمون بذلك وإنا يتسمون بأهل الستقامة لستقامتهم ف الديانة"( )‪.‬‬
‫‪5‬‬

‫ولعل اللحظة الت سبق ذكرها‪ ،‬وهي بروز لقب الروق ومشتقاته ف الفترة الت‬
‫ظهر فيها مصطلح الوارج يؤيد تأويل أحاديث الذم ف الوارج‪ ،‬وهم الزارقة يومئذ‪،‬‬
‫وإن كان توافق زمن ظهورها يناف قول الشيخ السالي بتقدم مصطلح الوارج عليه‪ ،‬إل‬
‫أن يعن ذلك التقدم فترة وجيزة جدا ‪ -‬وهو بدوره يقوي أن تكون بدايات ظهوره ف‬
‫فترة الصراع الزبيي على يد الهلب مع الزارقة ‪ -‬أو أن يعن بلفظ الوارج تصاريفه‬

‫() التوبة آية ‪.46‬‬ ‫‪1‬‬

‫() النساء آية ‪.100‬‬ ‫‪2‬‬

‫() انظر الكلم على هذا الديث ف الفصل الول من الباب الثان‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫() التوبة آية ‪.46‬‬ ‫‪4‬‬

‫() السالي (شرح الـامع) جـ ‪ 1‬ص ‪.59‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪144‬‬
‫الخرى كالروج الذكور ف الية الكرية ل نفس اللفظ‪.‬‬
‫وجلي للمتأمل أن تعريف الوارج غي منضبط‪ ،‬شأنه شأن كثي من اللفاظ‬
‫والصطلحات الت يشترك فيه معانٍ متعددة‪ ،‬ذلك أن اعتبار الوجهة اللغوية يلغي العتبار‬
‫الصطلحي الراد بيانه‪ .‬وأما اعتبار الوجهة التاريية فمشكل أولً من حيث خشية اللبس‬
‫بينها وبي الكم الشرعي‪ ،‬لعدم الفصل أحيانا كثية بينهما‪ ،‬أي أن الوارج ‪ -‬بناءً على‬
‫الرب ط بالن ص الشرعي ‪ -‬يعن الارقي م ن الدين ‪ ،‬وثانيا م ن حي ث إ ن م ن يشملهم‬
‫‪-‬تارييا‪ -‬هذا الطلق مبادئهم غي متفقة‪ ،‬بل إن كثيا ما ينسب إليهم غي صحيح‪،‬‬
‫وهذا كنسبة التقتيل والتكفي الخرج من اللة إل أهل النهروان‪ ،‬وقد ثبتت براءتم منهما‪.‬‬
‫وأما الوجهة الدينية فوجه الية من قبلها هو تديد نوع الكم والحكوم فيه‬
‫والحكوم عليه‪.‬‬
‫وعند إنعام النظر ف كل من التصنيف التاريي والدين يتضح أن التشريك هو‬
‫الدار لكلتا الوجهتي‪ ،‬أما الوجهة الدينية السلبية فالتشريك هو طريق الكم فيها‪ ،‬وأما‬
‫اليابية فمبنية على أن الفارق بي "الوارج" وبي غيهم هو الكم على الخالفي‬
‫بالشرك‪ .‬ولذا ند أن نافع بن الزرق تبأ من عبدال بن إباض وعبدال بن صفار حي‬
‫ل يوافقاه ف الكم على مالفيهم بالشرك( ) ‪ .‬ول يؤثر هاهنا أن عبدال بن إباض‬
‫‪1‬‬

‫وأصحابه ل يشرّكوا مع عدهم من الوارج‪ ،‬لن عدهم منهم إنا هو تصنيف تاريي‬
‫فحسب‪ ،‬بصرف النظر عن مدى صحة هذا التصنيف‪ .‬وأيضا فإن ما ينسب إليهم من‬
‫التشريك غي صحيح‪ ،‬مثلهم ف ذلك كمثل أهل النهروان ف ضمهم إل زمرة الوارج‪،‬‬
‫رغم انتفاء الصلة بينهم وبي التشريك أو التكفي الخرج من اللة‪.‬‬
‫فإذا عرفنا أن قضية التشريك هي مدار أمر الوارج سواء الذين ثبت عنهم ذلك‬
‫أو نسب إليهم فإنه يكن أن يعد معيارا لتصنيف الفكر الارجي‪ ،‬وذلك أنه يترتب عليه‬
‫أمور أخرى كاستباحة الدماء والموال وسب النساء كما سيِأت بيانا‪ .‬وبناءً عليه يوز لنا‬
‫الصطلح على من يدين بذا المر بأنه من الوارج‪ ،‬ل سيما إذا كان القائلون به قديا‬
‫‪ -‬وهم الزارقة ومن نج نجهم ‪ -‬رضوه لقبا لم‪.‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.399‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪145‬‬
‫وبذا نرج من مأزق تديد ضابط لصطلح الوارج‪ ،‬وبه يتمع شل الراء‪،‬‬
‫شريطة أن يكون هذا الطلق اصطلحا مردا‪ ،‬ول مشاحّة حينئذ فيه‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫البحث الثالث‪:‬‬
‫الراء النسوبة إل الوارج‬

‫بعد تديد البدأ الذي ييز الوارج عن غيهم يصبح من اليسي إثبات نسبة فرقة‬
‫معينة أو شخصية ما إليهم أو نفي تلك النسبة‪ ،‬بسب الامع الذي يمع بينهما‪ .‬بيد أنه‬
‫من التعي اعتبار النظرة إل الوارج ماهي ؟ وما يترتب عليها ؟ ومن الصعب الجازفة‬
‫بإطلق القول بأن فئة تنتسب إل الوارج ما ل يعلم السبب ويعرف الراد من ذلك‬
‫الطلق‪.‬‬
‫ومع تديد مبدأ تشريك الخالف معيارا لفكر الوارج‪ ،‬فل مانع من التعرف على‬
‫بعض الراء النسوبة إل من عرفوا ف التاريخ باسم الوارج‪ ،‬وماولة تسليط الضوء على‬
‫أبرز ما نسب إليهم‪ ،‬ثّ التعرف على الفرق الحشورة ف صفوفهم والت حظيت بعناية‬
‫كتب القالت والفرق وأفردت لا أبوابا وفصولً‪ ،‬وعرض ذلك على الحك الذي‬
‫توصلت إليه الدراسة‪.‬‬
‫الراء النسوبة إل الوارج‪:‬‬
‫يتفق عدد من الصادر ‪-‬كما سبق ذكره ‪ -‬على أن رأي الحكّمة كان واحدا‬
‫منذ أن فارقوا المام عليا إل أن افترقوا عام أربعة وستي من الجرة بعد مشاركتهم‬
‫عبدال ابن الزبي ف الدفاع عن مكة الكرمة حي حصار يزيد بن معاوية لا ف عام ثلثة‬
‫وستي من الجرة( )‪ .‬يقول د‪ .‬نايف معروف‪" :‬ظلت الورج على رأي واحد من لدن‬
‫‪1‬‬

‫أن فارقوا عليا إل أن كان من أمرهم ما كان مع ابن الزبي وتفرقهم عنه‪ ،‬فقد كانوا حت‬
‫ذلك الي يتولون أهل النهر ومرادس بن أدية ول يتلفون إل ف صغائر المور"( )‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫وأما الوادث الفردية الت سبق ذكرها ‪-‬كالستعراض‪ -‬فإنا تعد خروجا عن‬
‫منهج عامة الحكّمة‪ ،‬إذ ل تؤد إل وجود تيار يتبناه فريق منهم‪ ،‬بل غالبا ما تكون تلك‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.359 - 352‬‬ ‫‪1‬‬

‫() معروف‪ ،‬نايف (الوارج ف العصر الموي) ص ‪.219‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪147‬‬
‫الوادث ردة فعل لسياسات القمع الشهورة‪ ،‬بلف ما أحدثه نافع من انيازه إل‬
‫الهواز ودعوته أصحابه الذين كانوا معه قبل النقسام إل النضمام إليه والقتناع‬
‫ببادئه‪ ،‬ث انضواء عدد وافر من الناس تت رايته ومبايعتهم إياه‪ ،‬فإن هذا يتلف تاما عن‬
‫الوادث السابقة‪ .‬وعليه فإن انشقاق نافع عن الحكّمة يعد أول انشطار ف صفوفهم( )‪،‬‬
‫‪1‬‬

‫وتله غيه من أصحابه كنجدة بن عامر وعبدال بن الصفار‪.‬‬


‫أما الراء الت تنسب إل من سوا بالوارج عامة فهي‪:‬‬
‫‪ -1‬رفض التحكيم‪:‬‬
‫وصحة نسبة( ) هذا القول إل من سوا بالوارج صحيحة واضحة‪ ،‬فإن التحكيم‬ ‫‪2‬‬

‫هو الساس الذي انطلق منه أهل النهروان ف مالفتهم للمام علي‪ ،‬وأما من بعدهم من‬
‫خرج فواضح من خلل عباراتم وأشعارهم إنكارهم التحكيم ورفضه‪ ،‬ولذا يسمى كل‬
‫هؤلء بالحكّمة( )‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫وقد سبق ف البحث الثالث من الفصل الاضي توضيح القول مسهبا ف بيان‬
‫مسألة التحكيم‪ .‬على أن فكرة رفضها رأي لبعض من ل ينسب إل "الوارج" أيضا‪،‬‬
‫فقد نسب إل السن البصري قوله‪" :‬ل يزل أمي الؤمني علي رحه ال يتعرف النصر‬
‫ويساعده الظفر حت حكّم‪ ،‬ول تكّم والق معك ؟ أل تضي قدما ل أبالك وأنت على‬
‫الق"( )‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫‪ -2‬جواز أن تكون المامة ف غي قريش‪:‬‬


‫وقد نسب إليهم أنم أول من أجاز أن يكون إمام السلمي من غي قريش( )‪.‬‬
‫‪5‬‬

‫ويبدو أن هذا مأخوذ من مبايعة أهل النهروان عبدال بن وهب الراسب إماما وهو من‬
‫الزد كما سبق‪.‬‬
‫() الشعري (القالت) جـ ‪ 1‬ص ‪.168‬‬ ‫‪1‬‬

‫( ) الشعري (القالت) جـ ‪ 1‬ص ‪ / 207 ، 167‬البغدادي (الفرق) ص ‪ / 73‬الشهرستان (اللل) جـ ‪ 1‬ص‬ ‫‪2‬‬

‫‪.116‬‬
‫() الشعري (القالت) جـ ‪ 1‬ص ‪.206‬‬ ‫‪3‬‬

‫() البد (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪.1138‬‬ ‫‪4‬‬

‫() الشعري (القالت) جـ ‪ 1‬ص ‪ /204‬الشهرستان (اللل) جـ ‪ 1‬ص ‪.116‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪148‬‬
‫إل أن القيقية التاريية تأب أن يكون القول بعدم اشتراط القرشية مبتدأ من قِبَل‬
‫أهل النهروان‪ ،‬بل هو أقدم من ذلك‪ ،‬يقول الشيخ الضري‪ ":‬رأي عدم التخصيص (يعن‬
‫تصيص اللفة بقريش) كان للنصار‪ ،‬فإنم كانوا يريدون أن يكون الليفة منهم لا‬
‫كان لم من فضيلة النصر واليواء والساعدات العظيمة الت قاموا با‪ ،‬وإن ل يتيسر ذلك‬
‫كان منهم أمي ومن الهاجرين أمي‪ ،‬وأخذ بذا الرأي من بعدهم جيع الوارج الذين‬
‫كانوا يرجون على اللفاء ف أزمنة متلفة"( )‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫وكلمه صريح ف أن فكرة عدم التخصيص مأخوذة من مسارعة النصار يوم‬


‫السقيفة إل اختيار خليفة منهم‪ .‬وأما كلم الشيخ التبان بأن النصار ل يكونوا يرون‬
‫عدم التخصيص بقريش بل كانوا يرونا متصة بم ( ) فمجرد تكم؛ إذ ليس له مستند‬
‫‪2‬‬

‫تاريي‪ ،‬وعلى فرض صحته فإنه يؤكد فكرة عدم التخصيص‪ ،‬إذ لزمها القول بأن‬
‫اللفة غي منحصرة ف قريش‪.‬‬
‫غي أن رأي الهاجرين بتخصيص اللفة بقريش الذي استفاده الضري ما نسبه( ) إل‬
‫‪3‬‬

‫أب بكر الصديق من احتجاجه على النصار بديث "الئمة من قريش "( ) فيه نظر‪ ،‬فإن‬
‫‪4‬‬

‫أبا بكر ل يتج على النصار بذا الديث ‪ ،)55‬بل احتج عليهم بقوله‪" :‬ولن يعرف هذا‬
‫المر إل لذا الي من قريش‪،‬وهم أوسط العرب نسبا ودارا "( ) ‪ ،‬كما احتج عمر بقوله‪:‬‬
‫‪6‬‬

‫"وال ل ترضى العرب أن يؤمروكم ونبيها من غيكم‪ ،‬ولكن العرب ل تتنع أن تول‬

‫() الضري (تاريخ المم) الدولة الموية ص ‪ ،149‬وانظر‪ :‬الدجيلي (فرقة الزارقة) ص ‪.76‬‬ ‫‪1‬‬

‫() التبان (تذير العبقري) جـ ‪1‬ص ‪.190‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الضري (تاريخ المم) الدولة الموية ص ‪.149‬‬ ‫‪3‬‬

‫() رواه بذا اللفظ المام أحد (السند) جـ ‪3‬ص ‪ 129،183‬جـ ‪ 4‬ص ‪.421‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ )5‬روى المام أحد (السند) جـ ‪1‬ص ‪ 5‬أن أبا بكر احتج على سعد بن عبادة ف السقيفة بقوله‪ :‬ولقد علمت يا سعد‬
‫أ ن رسولـ ـقا ل وأن ت قاعد ‪" :‬قري ش ول ة هذ ا المر‪،‬فب ـالنا س تب ع لبه م وفاجره م تب ع لفاجرهم" ‪ ،‬فقا ل له‬
‫سعد‪:‬صدقت‪ ،‬نن الوزراء وأنتم المراء‪ .‬غي أن هذا ل ينهض لقاومة الروايات الخرى الثابتة‪ ،‬فإنه من رواية داود بن‬
‫عبدال الودي عن حيد بن عبد الرحن‪ ،‬وهو الميي‪ ،‬إذ هو الذي روى له كما ف "التهذيب" جـ ‪ 3‬ص ‪171‬رقم‬
‫‪ ،1876‬وكلها ثقتان‪ ،‬ولكن ف السند انقطاعا‪ ،‬فإن حيدا متأخر ل يشهد حادثة السقيفة‪ ،‬بل ل يدرك ل أبا بكر ول‬
‫عمر‪ ،‬وإنا ذكر ابن سعد أنه روى عن علي بن أب طالب‪" ،‬التهذيب" جـ ‪ 3‬ص ‪ 41‬رقم ‪.1630‬‬
‫() الضري (تاريخ المم) الدولة الموية ص ‪ ،149‬وانظر‪ :‬الدجيلي (فرقة الزارقة) ص ‪.76‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪149‬‬
‫أمرها من كانت النبوة فيهم وولّ أمورهم منهم " ( )‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫يقول الابري‪" :‬المر الثان اللفت للنتباه هو أنه ل واحد من الهاجرين ل أبو‬
‫بكر ول عمر ول أبو عبيدة ول غيهم احتج بالديث الذي ينسب إل الرسول بلفظ‪:‬‬
‫(الئمة من قريش)‪ .‬وإنه لما يثي الستغراب حقا أن يعمد أبو بكر وعمر كلمهما إل‬
‫التأكيد على مكانة قريش‪ ،‬والحتجاج لحقية الهاجرين ف خلفة النب بكون العرب‬
‫ل تقبل أن يسود عليها غي قرشي‪ ،‬ث ل يذكر أي منهم هذا الديث مع أنه أقوى‬
‫الجج ضد النصار‪ ،‬إذ النصار ليسوا من قريش‪ ،‬وبالتال ل حق لم ف اللفة بنص‬
‫دين لو كان ذلك الديث ما احتج به ف تلك اللسة "‪ ،‬ويقول‪" :‬والنتيجة الت تفرض‬
‫نفسها أن الصحابة عالوا مسألة اللفة معالة سياسية مضة"( )‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫وبقطع النظر عن مدى شرعية هذا القول‪ ،‬فإن منطلق الحكّمة ف ذلك هو مبدأ‬
‫الشورى الذي جاءت رسالة السماء العالية لتؤكد حق كل فرد ف تديد مصي المة من‬
‫خلل مارسة هذا البدأ العظيم‪ ،‬ومبدأ "الناس سواسية" الذي أعلنته خطبة النب ف‬
‫حجة الوداع‪ ،‬فكانوا يرون أن اللفة حق لكل مسلم ما دام كفؤا ل فرق ف ذلك بي‬
‫قرشي وغي قرشي( )‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫‪ -3‬الستعراض‪:‬‬
‫سبق ذكره فيما عُزي إل أهل النهروان‪ .‬وقد عد ظاهرة من أخطر الظواهر الت‬
‫اتصف با الوارج‪ .‬ول شك أن الستعراض أمر فظيع تتجلى فيه وحشية كاسرة‬
‫وتتخلى فيه النفس البشرية عن إنسانيتها بسبب عدوانا على نفس بريئة‪ ،‬وقد قال ال‬
‫تعال‪ :‬من أجل ذلك كتبنا على بن إسرائيل أنه من قتل نفسا بغي نفس أو فساد ف‬
‫الرض فكأنا قتل الناس جيعا‪ ،‬ومن أحياها فكأنا أحيا الناس جيعا‪ .) (‬بيد أن نسبة‬
‫‪4‬‬

‫الستعراض إل الحكّمة عامة أو انفرادهم به أو ابتدائهم فعله مسألة فيها نظر‪.‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 2‬ص ‪.243‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الابري (نقد العقل) العقل السياسي العرب‪:‬مدداته وتلياته ص ‪.135،136‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ممد شرف (نشأة الفكر السياسي) ص ‪.75‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الائدة آية ‪.32‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪150‬‬
‫وينبغي ‪ -‬بادئ المر‪ -‬التفرقة بي الروج الذي كان سة لكل من سوا بالوارج‬
‫وبي الستعراض‪ .‬فقد يوجد خروج ول يوجد استعراض‪ ،‬وليس الروج شكلً من‬
‫أشكال الستعراض‪ ،‬لن الروج بعن النقلب ‪-‬ف حد ذاته‪ -‬ل يهدف إل القتل‪ ،‬بل‬
‫إل تغيي وضع معي‪ ،‬وإن كان غالبا ل يتم إل بد السنان‪ .‬ول مراء أن هذه النتيجة‬
‫اضطرارية‪ ،‬لنه إن تقق الغرض من الروج بغي مواجهة فل تل قطرة دم واحدة تسيل‬
‫من نفس مؤمنة‪.‬‬
‫وملف الحكّمة ف مسألة الروج كان ف أغلبه من هذا القبيل‪ ،‬وما كان من‬
‫إراقة الدماء إنا حدث نتيجة الواجهات بينهم وبي بن أمية وأتباعهم‪ .‬أما الستعراض‬
‫فكان حالت تكاد أن تكون فردية شاذة كما سيتضح‪ .‬وليس ف تاريخ الذين سوا‬
‫بالوارج ما يدينهم كلهم ‪ -‬لسيما الحكّمة ‪ -‬ف مسألة الستعراض إدانة صرية‪ ،‬إذ‬
‫كان المر إما مواجهة أو انتقاما‪ ،‬وكلمة عبيدال بن زياد صرية ف ذلك‪" :‬ما أدري ما‬
‫أصنع بؤلء الوارج‪ ،‬كلما أمرت بقتل رجل منهم اغتالوا قاتله فلم يعلم بكانه"(‪.)1‬‬
‫غي أنه يكن أن تسجل بعض حالت الستعراض النسوبة إليهم‪ ،‬منها‪:‬‬
‫أولً‪ :‬مقتل المام علي بن أب طالب‪:‬‬
‫ولب مقتله قصة ملخصها أن ثلثة من "الوارج" ‪ -‬حسب زعم الرواية ‪ -‬وهم‬
‫عبدالرحن بن ملجم والبك بن عبدال وعمرو بن بكر التميمي اجتمعوا فاتعدوا على قتل‬
‫علي ومعاوية وعمرو بن العاص‪ ،‬فكان ابن ملجم لعلي والبك لعاوية وعمرو لعمرو‪،‬‬
‫فتعاهدوا على ذلك‪ .‬ولقي ابن ملجم ف الكوفة امرأة تدعى قطام بنت الشجنة قتل أبوها‬
‫وأخوها يوم النهر وكانت فائقة المال فسبت عقله ونسي حاجته الت جاء لجلها‪ ،‬ثّ‬
‫خطبها فاشترطت عليه ثلثة آلف وعبدا وقينة وقتل علي فوافق‪ ،‬ثّ استعان ابن ملجم‬
‫برجل يدعى وردان بن ممع العكلي‪ ،‬وآخر هو شبيب بن برة الشجعي‪ ،‬فلما كانت‬
‫الليلة الت واعد فيها ابن ملجم صاحبيه على أن يقتل كل منهم صاحبه كمنوا للمام علي‬
‫صبيحة إحدى الليال فضربه شبيب فأصاب سيفه عضادة الباب فهرب وردان فلحقه‬
‫رجل فقتله‪ ،‬وضرب عبدالرحن عليا ف قرنه بالسيف‪ ،‬فتوف المام علي ‪-‬كرّم ال‬

‫() البد (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪.1202‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪151‬‬
‫وجهه‪ -‬بعد ذلك من أثر تلك الضربة( )‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫ومهما قيل من التشكيك ف بعض أحداث القصة – مثل انبهار ابن ملجم بمال‬
‫قطام ‪ -‬فإن الجاع حاصل على أن ابن ملجم هو الذي قتل المام عليا كرّم ال وجهه‪.‬‬
‫وبعد هذه القيقة التاريية يتساءل الستاذ أحد سليمان معروف قائلً‪" :‬هل كان‬
‫السيف الذي قتل عليا سيفا خارجيا حقا؟ أم هل كان خنجر ثأر شخصي لبعض قتلى‬
‫أهل النهروان ل يد لعامة الوارج فيه ؟ أم كان رسول غرام لمرأة خارجية اسها قطام؟‬
‫أم هل كان طعنة اغتيال سياسي نفذتا ‪ -‬عب الوارج ‪ -‬يد داهية الشام ومستشاره‬
‫النابغة عمرو بن العاص؟"( )‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫إن اتام الحكّمة بقتل المام علي يعتوره شكوك جة وييط به إشكالت عديدة‬
‫نتبينها من خلل طرح المور التالية‪.‬‬
‫لقد كان البك وشبيب ووردان ف القيقة مع أهل النهروان( )‪ ،‬وأما ابن ملجم‬
‫‪3‬‬

‫وعمرو بن بكر فلم يرد أنما اشتركا معهم‪ .‬ويبدو على فرض ثبوت صلة عبدالرحن‬
‫بأهل النهروان أن عمله هذا عمل مستقل متاج إل قرينة قوية تثبت تواطؤهم عليه‪ .‬ومن‬
‫الريب أن ند موقفي لن ينسب إل الوارج نسبة تاريية يفيدان قطع حبل الوصل‬
‫بينهم وبي ما فعله عبدالرحن بن ملجم‪ .‬أما الوقف الول فكلم السعودي‪" :‬وكثي من‬
‫الوارج ل يتول ابن ملجم لقتله إياه غيلة"( ) يعن لقتله عليا‪ .‬وهذا يعن أن قتل المام‬
‫‪4‬‬

‫علي غي مرضي عند كثي من الحكّمة‪ ،‬ولئن جاز أن تعن هذه العبارة رضا الحكّمة أو‬
‫الوارج عن قتل ابن ملجم المام عليا أن لو ل يقتله غيلة فإن الوقف الثان ل يؤيد ذلك‬
‫وهو مقولة أب سفيان مبوب بن الرحيل القرشي ‪ -‬من كبار علماء الباضية ف أواخر‬
‫القرن الثان الجري ‪ -‬حي سئل عن عبدالرحن بن ملجم قال‪" :‬ما سعت أحدا يدحه‬

‫() ابن سعد (الطبقات) جـ ‪ 3‬ص ‪ /37-35‬البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ /253-248‬الطبي (التاريخ)‬ ‫‪1‬‬

‫جـ ‪ 3‬ص ‪.157-155‬‬


‫() معروف‪ ،‬أحد (قراءة جـديدة ف مواقف الوارج) ص ‪.59‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن خياط (التاريخ) ص ‪.119‬‬ ‫‪3‬‬

‫() السعودي (التنبيه والشراف) ص ‪.273‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪152‬‬
‫ول يذمه وما بلغن فيه شيء" قيل‪ :‬ولعل ذلك من قبل الغيلة؟ قال‪ :‬ل( )‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫يقول الستاذ أحد السياب‪" :‬عبدالرحن بن ملجم شخص أقحم ف الحكّمة أو‬
‫أهل النهروان إقحاما وزج به ف أوساطهم زجّا مع أنه مهول ف صفوفهم… وقول هذا‬
‫المام الليل (ل أجد من أصحابنا من يدحه) لنه ليس منهم ول متصل بم (ول من‬
‫يذمه) لترفعهم وتنـزههم عن السب والشتم"( )‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫ول ريب أن أبا سفيان ل يعن بقوله‪" :‬ما سعت أحدا" كل من ينسب إل‬
‫الوارج‪ ،‬لا جاء عن عمران بن حطان الصفري من مدح ابن ملجم كما سيأت‪ ،‬ولكن‬
‫بناءً على اعتبار الباضية الط العتدل الذي يثل كل الحكّمة قبل الفتراق –كما سيأت‬
‫ف البحث الت ‪ -‬فيمكن أن يمل كلم أب سفيان على أنه يريد كل تيار الحكّمة‬
‫وكل الباضية‪ .‬واللصة من هذا أن الحكّمة قبل الفتراق عام أربعة وستي من الجرة‬
‫بالضافة إل الباضية المثلي للثبات على تيار الحكّمة وكثيا من غيهم من ينسب إل‬
‫الوارج غي راضي عن مقتل المام علي‪.‬‬
‫إن ذينك النصي وهذه اللحظات تدعو إل التحقق من كون ابن ملجم مدفوعا‬
‫من قبل بقايا أهل النهروان إل قتل علي‪ ،‬وف أحداث القصة ما ل يسعف على كونه‬
‫كذلك‪ ،‬فإن الواضح أن ذلك اختيار ثلثة أشخاص‪ ،‬واحد منهم فقط كان من أهل‬
‫النهروان‪ ،‬وهو البك بن عبدال( ) ‪ ،‬وسياق الرواية يؤكد ذلك‪" :‬كان من حديث ابن‬
‫‪3‬‬

‫ملجم وأصحابه أن ابن ملجم والبك بن عبدال وعمرو بن بكر التميمي اجتمعوا‬
‫فتذاكروا أمر الناس وعابوا على ولتم ثّ ذكروا أهل النهر فترحوا عليهم‪ ،‬وقالوا ما‬
‫نصنع بالبقاء بعدهم شيئا‪ ،‬إخواننا الذين كانوا دعاة الناس لعبادة ربم‪ ...‬فقال ابن‬
‫ملجم‪ :‬أنا أكفيكم علي بن أب طالب ‪ -‬وكان من أهل مصر‪ -‬وقال البك بن عبدال‪:‬‬
‫أنا أكفيكم معاوية بن أب سفيان‪ ،‬وقال عمرو‪ :‬أنا أكفيكم عمرو بن العاص"( )‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫فهذه الرواية صرية ف أن هؤلء الثلثة هم الذين دبروا هذه الؤامرة‪ ،‬غي أن ابن‬
‫() البّادي (الـواهر) ص ‪.145‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الشماخي (السي) جـ ‪ 1‬ص ‪ ،54‬تعليق السياب هامش (‪.)1‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن خياط (التاريخ) ص ‪.119‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.155،156‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪153‬‬
‫ملجم استعان بعد ذلك باثني ينسب إليهما أنما كانا ف أهل النهر وها شبيب بن برة‬
‫ووردان بن ممع العكلي( )‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫ولعل وصف هؤلء الثلثة الذين اتعدوا على تنفيذ مؤامرة قتل الثلثة بأنم من‬
‫الوارج وأنم ذكروا إخوانم من أهل النهر فترحوا عليهم هو الذي سحب التهمة على‬
‫جيع الحكّمة الذين ُحمّلوا وزرها‪ ،‬وإل فإن ثة من الروايات ما ل يعل لؤلء الثلثة‬
‫الذين دبروا الؤامرة صلة بالحكّمة‪ ،‬بل تعب عنهم بأن "نفرا اجتمعوا"( )‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫ويزيد هذا المر شكّا ما تقوله رواية أخرى من أن القتلة كانوا ثلثة من بن‬
‫ملجم عبدالرحن وقيسا ويزيد‪ ،‬فكان القاصد إل معاوية قيس بن ملجم والقاصد إل‬
‫عمرو بن العاص يزيد بن ملجم وأن أباهم ناهم‪ ،‬وأن أمهم قد حضتهم على ذلك( )‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫ولذا يروى أن رجلً من مراد جاء إل علي وهو ف السجد فقال‪ :‬احترس فإن ها هنا‬
‫قوما من مراد يريدون قتلك( )‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫وقد حكم البلذري على كون القتلة كلهم من بن ملجم بأنه "خب شاذ" لنه "ل‬
‫يرويه إل قوم من الوارج"( )‪ ،‬ولكن رواية الذين سوا بالوارج هذا الب تفيد تبؤهم‬
‫‪5‬‬

‫من التواطؤ على قتل المام علي‪.‬‬


‫يضاف إل ذلك ما ف بعض الروايات أن ابن ملجم أتى الكوفة "فكان يكتم أمره‬
‫ول يظهر الذي قصد له‪ ،‬وهو ف ذلك يزور أصحابه الوارج فل يطلعهم على إرادته"( )‪.‬‬
‫‪6‬‬

‫والثي للنتباه أن يكون اجتماع أولئك الثلثة سرّا واتعادهم على الؤامرة ف‬
‫الفاء ثّ يتحول ذلك إل رواية على كل لسان‪.‬‬
‫ول يؤثر ف هذه التخريات ما يروى عن ابن ميّاس الرادي من قوله‪:‬‬

‫() ابن خياط (التاريخ) ص ‪.119‬‬ ‫‪1‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪.250‬‬ ‫‪2‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ /264‬البد (الكامل) جـ ‪3‬ص ‪،1116‬وفيه أن القاصد إل معاوية يزيد ل‬ ‫‪3‬‬

‫قيس‪.‬‬
‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪.260‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ )(5‬البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪.264‬‬


‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪.253 ،249‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪154‬‬
‫أبـاــحسـنــمأمومةــفتفطّـرا‬ ‫ـحيدرا‬‫وننــضربناــيالكــالي ـ‬
‫بضربةــسيفــإذــعـل ـوتبـرا‬ ‫وننـ ـخلعناـ ـملكهـ ـمنـ ـنظامه‬
‫(‪) 1‬‬
‫إذ ا الو ت بالو ت ارتد ى وتأزّرا‬ ‫وننــكرامــف ـالصبـاحــأعـزّة‬

‫فإنه افتخار قبلي ‪ -‬كما هو جلي‪ -‬ل يت بصلة إل فكر الحكّمة‪ ،‬فكل من عبدالرحن‬
‫ابن ملجم وابن مياس من مراد‪ .‬على أن هذه البيات نفسها تروى لبن ملجم نفسه إثر‬
‫ضربه المام عليا( )‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫وأما ما نسب إل بعض الوارج ‪ -‬دون أن يذكر من هو ‪ -‬من قوله‪:‬‬


‫جزاء ً ـإذاــماــجاءــنفسا ـكتابـا‬ ‫دسسن ا ل ه ت ت الظل م اب ن ملجـم‬
‫(‪) 3‬‬
‫بكفــكري ـبعدــموتــثوابــا‬ ‫أب ا حس ن خذهاـ علىـ الرأ س ضربة‬

‫فيخالفه ما ف البلذري( ) من أن قائلها هو النجاشي الشاعر( )‪ ،‬قال عنه ابن قتيبة‪" :‬كان‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬

‫فاسقا رقيق السلم"‪ ،‬وذكر أنه كان يشرب المر حده المام علي عليها ث وقفه للناس‬
‫ليوه فهجا أهل الكوفة( )‪.‬‬
‫‪6‬‬

‫ويبدو أنه كان مولعا بالجاء‪ ،‬فقد هجا كلّ من‪ :‬بن العجلن ( ) ‪ ،‬ومعاوية( )‪،‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬

‫وقريشٍ( ) ‪ ،‬ول يبعد بثل هذه الشخصية أن تكون من أضمرت البغضاء للمام علي‬ ‫‪9‬‬

‫بسبب أنه حده ف المر فقال تلك البيات من باب العداوة الشتركة بينه وبي ابن‬
‫ملجم ضد المام علي‪ ،‬وإل فما له ولبن ملجم يدحه من دون أية صلة بينهما ؟!‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ /265،266‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.159،160‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن أب الديد (شرح النهج) الجـلد ‪ 3‬جـ ‪ 6‬ص ‪.119‬‬ ‫‪2‬‬

‫() إحسان عباس (ديوان شعر الوارج) ص ‪52‬‬ ‫‪3‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪.266‬‬ ‫‪4‬‬

‫() اسه قيس بن عمرو بن مالك من بن الارث بن كعب‪ :‬ابن قتيبة (الشعر والشعراء) ص ‪.204‬‬ ‫‪5‬‬

‫() ابن قتيبة (الشعر والشعراء) ص ‪.204‬‬ ‫‪6‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪.205‬‬ ‫‪7‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪.205‬‬ ‫‪8‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪.206‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪155‬‬
‫ومع هذا فل يكن تبئة ساحة جيع النسوبي إل الوارج من الرضا بقتل المام‬
‫علي على يد عبدالرحن بن ملجم‪ ،‬فهذا عمران بن حطان الصفري يقول ف عبدالرحن‬
‫ابن ملجم‪:‬‬
‫إل ـليبلغــمنــذيــالعرشــرضوانا‬ ‫ياــضربةــمنــتقيــماــأرادــبا‬
‫(‪) 1‬‬
‫أوف ــالبيةـ ـعندـ ـال ــميزانا‬ ‫ــفأحسبه‬ ‫ـيوما ـ‬
‫ــلذكرهـ ـ‬ ‫إن ـ‬

‫على أنه ينبغي استشعار كون عمران بن حطان من الصفرية الذين كانوا ضمن‬
‫النشقي عن التيار العتدل للمحكمة إل التطرف والغلو‪ ،‬وذلك ف حادثة النقسام الت‬
‫سيأت بيانا إن شاء ال تعال‪.‬‬
‫ولئن اتمت الحكّمة بقتل المام علي فإن اليادي تشي كذلك إل معاوية بن أب‬
‫سفيان بالتهمة نفسها‪ .‬فقد روي أن عبدالرحن بن ملجم بات ليلة مقتل المام علي عند‬
‫الشعث بن قيس الكندي يناجيه حت كاد أن يطلع الفجر‪ ،‬فقال له الشعث‪ :‬فضحك‬
‫الصبح‪ ،‬وبعث الشعث لا أصبح ابنه قيسا قائلً له‪ :‬أي بن‪ ،‬انظر كيف أصبح أمي‬
‫الؤمني‪ ،‬فذهب فنظر إليه ث رجع فقال‪ :‬رأيت عينيه داخلتي ف رأسه‪ ،‬فقال الشعث‪:‬‬
‫عينا دميغ ورب الكعبة( )‪ .‬ويروى أن حجر بن عدي الكندي سع الشعث يقول لبن‬ ‫‪2‬‬

‫ملجم‪ :‬فضحك الصبح‪ ،‬فلما قتل علي قال له حجر‪ :‬يا أعور أنت قتلته( )‪ .‬كما يروى أن‬
‫‪3‬‬

‫الذي سع ذلك أخو الشعث بن قيس وأنه قال لخيه‪ :‬عن أمرك كان هذا يا أعور( )‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫ويروى أيضا أن الذي سعه عم الشعث عفيف فلما قتل علي قال عفيف‪ :‬هذا من‬
‫عملك وكيدك يا أعور( )‪ .‬وتضيف رواية أن حجرا خرج مبادرا إل علي وأسرج دابته‬ ‫‪5‬‬

‫وسبق ابن ملجم فضرب عليا وأقبل حجر والناس يقولون‪ :‬قتل أمي الؤمني( )‪.‬‬
‫‪6‬‬

‫() البد (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪ /1085‬البغدادي (الفرق) ص ‪.93‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن سعد (الطبقات) جـ ‪ 3‬ص ‪.37‬‬ ‫‪2‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ /254‬البد (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪ /1169‬أبو الفرج (مقاتل الطالبيي) ص‬ ‫‪3‬‬

‫‪.47‬‬
‫() البد (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪ /1169‬أبو الفرج (مقاتل الطالبيي) ص ‪.47‬‬ ‫‪4‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪.254‬‬ ‫‪5‬‬

‫() أبو الفرج (مقاتل الطالبيي) ص ‪.47‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪156‬‬
‫والقيقة أن دور الشعث مع المام علي دور مشبوه كما سيأت‪ .‬ويبدو أن‬
‫العلقة قد ساءت جدا بينهما ف آخر حياة المام علي‪ ،‬فقد روي أن الشعث دخل على‬
‫علي فأغلظ له علي فعرض له الشعث بأن يفتك به‪ ،‬فقال له المام علي‪" :‬أبالوت‬
‫تددن؟ فوال ما أبال وقعت على الوت أو وقع الوت علي"( )‪ .‬وهذا ‪ -‬إذن ‪ -‬يقدح‬
‫‪1‬‬

‫ف صحة ما روي من أن الشعث نظر إل عبدالرحن متقلدا سيفا وليس بأوان حرب‪،‬‬
‫فقال‪ :‬إن أردت أن أغربه جزور القرية‪ ،‬فركب الشعث بغلته وأتى عليا فخبه فقال له‪:‬‬
‫قد عرفت بسالة ابن ملجم وفتكه فقال علي‪ :‬ما قتلن بعد( )‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫والسؤال الن‪ :‬ما علقة معاوية بالشعث ف أمر قتل علي ؟!‬
‫ربط عدد من الباحثي( ) بي الشعث ومعاوية ف هذا الفعل‪ ،‬يقول الستاذ‬
‫‪3‬‬

‫السياب‪" :‬وإنا ابن ملجم دبر من قبل الشعث بن قيس‪ ،‬وطبيعي أن يتم ذلك بإيعاز من‬
‫معاوية أو علم منه‪.) ("..‬‬
‫‪4‬‬

‫وهذا الكلم له ما يسيغه‪ ،‬فقد كان لعاوية رجال دسهم ف جيش علي‪ ،‬إذ يروي‬
‫ابن شهاب الزهري – ف أحداث ما قبل صفي – عن معاوية قوله‪ …" :‬وطفقت‬
‫أكتب بذلك إل شيعت من أهل العراق‪ ،‬فسمع بذلك من جواسيس علي الذين عندي‬
‫من أهل العراق…" ‪ ،‬كما يروي البّادي أن معاوية جعل يرسل إل وجوه أصحاب علي‬ ‫‪5‬‬

‫يعدهم وينّيهم‪ ،‬وذلك بعد دخول أهل حروراء الكوفة( )‪ ،‬بينما يعل البلذري ذلك بعد‬
‫‪6‬‬

‫معركة النهروان( )‪ .‬ومع أن تلك العلقة غي صرية من خلل هذه الرواية فهل ثة ما‬ ‫‪7‬‬

‫يؤكد أن هذا العرض لقى ف نفس الشعث هوى وقبولً ؟‬

‫() الصدر السابق ص ‪.47‬‬ ‫‪1‬‬

‫() البد (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪.1117‬‬ ‫‪2‬‬

‫( ) العقاد (عبقرية المام) ص ‪ / 135‬حسي‪ ،‬طه (الفتنة الكبى) جـ ‪ 2‬ص ‪ / 81،82‬إساعيل (قضايا ف‬ ‫‪3‬‬

‫التاريخ) ص ‪ /60-55‬جـعيط (الفتنة) ص ‪ /210-208‬معروف‪ ،‬أحد (قراءة جـديدة ف مواقف الوارج)‬


‫ص ‪ ،73-64‬وذكر منهم فلهوزن‪ :‬فيل ودوزي وبرنوف وملر‪( :‬الوارج والشيعة) ص ‪.29‬‬
‫() الشماخي (السي) جـ ‪ 1‬ص ‪ 54‬تعليق الستاذ السياب هامش (‪.)1‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ )(5‬الزهري (الغازي النبوية) ص ‪.156‬‬


‫() البّادي (الـواهر) ص ‪.126 ،125‬‬ ‫‪6‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪.156‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪157‬‬
‫إن استعراض تاريخ الشعث بن قيس الكندي يبهن على أنه ل يكن ملصا لعلي‬
‫وأن شكوكا كثية توم حول صدق نواياه تاهه‪ ،‬بل "إن ماضيه ل يكن مشرّفا"( )‪ ،‬فقد‬
‫‪1‬‬

‫ارتد مع من ارتد ف خلفة أب بكر الصديق ث عاود السلم( )‪ .‬ورغم ذلك فقد ندم أبو‬
‫‪2‬‬

‫بكر – بعد حي‪ -‬على أنه ل يقتل الشعث فقال‪" :‬وددت يوم أتيت بالشعث بن قيس‬
‫ضربت عنقه‪ ،‬فإنه ييل إل أنه ل يرى شرّا إل سعى فيه وأعان عليه"( )‪ .‬ولعل ما أثار‬
‫‪3‬‬

‫حفيظة الشعث على علي أنه عزله عن أذربيجان بعدما وله إياها عثمان بن عفان( )‪،‬‬
‫‪4‬‬

‫وقد جاء أن عليا قال له ف كتاب عزله‪" :‬إنا غرك من نفسك إملء ال لك‪ ،‬فما زلت‬
‫تأكل من رزقه وتستمتع بنعمه وتذهب طيباتك ف أيام حياتك‪ ،‬فأقبل واحل ما قبلك من‬
‫الفيء ول تعل على نفسك سبيلً( )‪.‬‬
‫‪5‬‬

‫وهذا الذي دفع بالشعث ‪-‬كما يروى‪ -‬أن يكاتب معاوية( )‪" .‬وبذلك يكون‬
‫‪6‬‬

‫الشعث قد بدأ حياته مع علي بداية غي ودية ول ملصة فكان يتربص به الدوائر ويتحي‬
‫الفرص لينتقم منه وقد فعل"( )‪.‬‬
‫‪7‬‬

‫ومنذ صفي نشاهد للشعث دورا فعالً ووجودا ملحوظا‪ ،‬ومن ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬إصراره على وقف القتال‪.‬‬
‫‪ -2‬إصراره على اختيار أب موسى‪.‬‬
‫‪ -3‬عرضه صحيفة التحكيم على القبائل ف جيش علي‪.‬‬
‫‪ -4‬إلاحه على علي بالتراجع عن وعده أهل حروراء بعدم إنفاذ أب موسى إل أذرح‪.‬‬
‫‪ -5‬إلاحه على علي ف النخيلة بالنعطاف إل أهل النهروان بدلً من أهل الشام وذلك‬
‫بعد ظهور نتيجة التحكيم‪.‬‬

‫() معروف‪ ،‬أحد (قراءة جـديدة ف مواقف الوارج) ص ‪.71‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 2‬ص ‪.304-301‬‬ ‫‪2‬‬

‫() البلذري (فتوح البلدان) ص ‪.112‬‬ ‫‪3‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪.80‬‬ ‫‪4‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪.388‬‬ ‫‪5‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪.80‬‬ ‫‪6‬‬

‫() معروف‪ ،‬أحد (قراءة جـديدة ف مواقف الوارج) ص ‪.70‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪158‬‬
‫‪ -6‬تذيله أصحاب علي بعد النهروان عن نصرته لرب أهل الشام‪.‬‬
‫وإذن ل غرابة ف أن يقول ابن أب الديد‪" :‬كل فساد كان ف خلفة علي عليه‬
‫السلم وكل اضطراب حدث فأصله الشعث"( ) ‪ ،‬وأن يعد الشهرستان الشعث "من‬
‫‪1‬‬

‫أشدهم خروجا عليه ومروقا من الدين"( )‪.‬‬


‫‪2‬‬

‫إن هذه الحداث متسقة تاما مع ما سبق ذكره من توعد الشعث عليّا بقتله ّث‬
‫علمه بتبييت ابن ملجم نية مقتل المام علي وتشجيعه إياه على ذلك‪ ،‬وإن كان ل يكن‬
‫الزم بأن كل مواقف الشعث تفسر هذا التفسي‪ .‬وما يراه فلهوزن من أن موقف‬
‫الشعث حت عرض الصحيفة ل يعد خيانة أمر له وجاهته‪ ،‬إذ من المكن تفسي ذلك أنه‬
‫"سعى جاهدا ليبز سيدا"( )‪ ،‬وهو ما ياوله اللب أيضا( )‪ .‬ولذا ما يؤيده تارييّا‪ ،‬فإن‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬

‫من الروايات ما يفيد أن الشعث ل يكن منقادا لعاوية حت رفع الصاحف‪ ،‬فقد بعث‬
‫معاوية أثناء معركة صفي عتبة بن أب سفيان إل الشعث قائلً له‪" :‬أَِلنْ إل الشعث‬
‫كلما فإنه إن رضي بالصلح رضيت به العامة" فلما كلمه كان جواب الشعث‪" :‬يا‬
‫عتبة‪ ،‬أما قولك إن معاوية ل يلقى إل عليّا فلو لقين ما زاد ول عظم ف عين ول صغرت‬
‫عنه‪ ،‬ولئن أحب أن أجع بينه وبي علي لفعلن‪ ،‬وأما قولك‪ :‬إن رأس أهل العراق وسيد‬
‫أهل اليمن‪ ،‬فالرأس المي والسيد الطاع‪ ،‬وهاتان لعلي‪ ،‬وأما ما سلف إل من عثمان‬
‫فوال ما زادن صهره شرفا ول عمله غن‪ ،‬وأما عيبك أصحاب فإن هذا المر ل يقربك‬
‫من‪ ،‬وأما مامات عن العراق فمن نـزل بيننا حيناه وأما البقية فلسنا بأحوج إليها‬
‫منكم"( )‪.‬‬
‫‪5‬‬

‫والظاهر أن معاوية كان يلحق الشعث ابتداءً من عزله عن أذربيجان‪ ،‬وناحه‬


‫متوقع‪ ،‬لكن ليس قبل ظهور ضعف جانب المام علي الذي بدأ بانفصال أهل حروراء‬
‫عنه أو بقضاء علي على أهل النهروان أخلص أصحابه لقضيته‪ ،‬هنالك تكون الصلة أكثر‬

‫() ابن أب الديد (شرح نج البلغة) جـ ‪ 2‬ص ‪.279‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الشهرستان (اللل والنحل) جـ ‪ 1‬ص ‪.114‬‬ ‫‪2‬‬

‫() فلهوزن (الوارج والشيعة) ص ‪.30‬‬ ‫‪3‬‬

‫() اللب (إلقاء الضوء على الدور الزعوم للقرار ف صفي) مـلة كلية الداب ص ‪.30-28‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن قتيبة (المامة والسياسة) (منسوب) ص ‪.102،103‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪159‬‬
‫احتمالية ومعقولية‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وأما نفي فلهوزن هذه الصلة ‪ -‬مطلقا ‪ -‬اعتمادا على أن الشعث ل ينل مالً‬
‫‪ -‬حسبما فهم ‪ -‬فكلم ل وزن له‪ ،‬إذ إن السيادة عند مثل هذه الشخصيات ل تقدر‬
‫بال‪ ،‬ولذا فإن الشعث كان يستعمل سلطته أحيانا على المام علي‪ ،‬فقد هدده ‪ -‬مثلً‪-‬‬
‫بالنسحاب عنه ف صفي إن ل يقبل مطالب أهل الشام( )‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫وإذن فمن الطبيعي أن ينصرف الشعث عن علي بعد النهروان حي يرى ضعف‬
‫علي ويقبل بوجهه على من يرى أن الستقبل لجله‪.‬‬
‫ول يستلزم المر عناءً عند البحث عن الستفيد القيقي من إزاحة علي عن ساحة‬
‫الكم‪ ،‬وإل فلي شـيء جرد معاوية ومعه جوع أهل الشام سيوفهم ف صفي‪.‬‬
‫ويبدو أن المام عليّا – كرم ال وجهه – كان ضمن قائمة من الشخاص الذين خطط‬
‫لغتيالم‪ ،‬وإذا كان كل من ممد بن أب بكر والشتر النخعي – وها من أعوان علي‪-‬‬
‫أول أهداف تلك الؤامرة‪ ،‬إذ قتل عمرو بن العاص ممدا( ) ودُس السم للشتر حت قال‬
‫‪3‬‬

‫معاوية‪" :‬فإنه كانت لعلي بن أب طالب يدان يينان قطعت إحداها يوم صفي – يعن‬
‫عمار بن ياسر ‪ -‬وقطعت الخرى اليوم ‪-‬يعن الشتر"( )‪ ،‬فإن من النطقي جدّا أن يكون‬
‫‪4‬‬

‫علي هو الستهدف القيقي‪ ،‬وكيف يترك معاوية خصما ظل يرض الناس على قتاله‬
‫سنتي( ) دون أن يقصده بقتل أو مكيدة‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫والغريب أن تكون وفاة السن بن علي أيضا بدس السم له من قبل زوجته جعدة‬
‫بنت الشعث بن قيس( )‪.‬‬
‫‪6‬‬

‫وعليه فمن الطبيعي أن ند من أصحاب المام علي من يتهم معاوية صراحة بقتل‬

‫() فلهوزن (الوارج والشيعة) ص ‪.30‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن قتيبة (المامة والسياسة) (منسوب) ص ‪.111‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.132‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.133‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن حجـر (الصابة) جـ ‪ 4‬ص ‪.570‬‬ ‫‪5‬‬

‫() ابن حجـر (التهذيب) جـ ‪ 23‬ص ‪ 274‬رقم ‪.1331‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪160‬‬
‫المام علي‪ ،‬يقول أبو السود الدؤل( )‪:‬‬
‫‪1‬‬

‫فل ــقرتـ ـعيونـ ـالشــامتينا‬ ‫أل ــأبلغـ ـمعاويةـ ـبنـ ـحرب‬


‫(‪)2‬‬
‫بي ــالناسـ ـطرّا ــأجعينـا‬ ‫أف ــشهرـ ـالصيــأمـ ـفجعتمونا‬

‫وسـواء كـان قتـل عبد الرحن بن ملجم للمـام علي بتدبي من معاوية‪ ،‬أو‬
‫الشعث بن قيس‪ ،‬أو استجابة لرغبة امرأة جيلة‪ ،‬أو كان ثأرا شخصيا لبعض قتلى أهل‬
‫النهروان‪ ،‬فإن اللصة من كل ذلك أن "الوارج أبرياء من دم علي وأيديهم نظيفة من‬
‫اغتياله" كما يقول الستاذ أحد سليمان معروف ( )‪ .‬والراد أنه مع انتساب عبدالرحن‬
‫‪3‬‬

‫ابن ملجم إل الحكّمة فإن فعله ل تلقى عهدته عليهم ما داموا ل يتظاهروا معه على قتل‬
‫المام علي‪.‬‬
‫وعلى كل حال فمثل هذه الادثة مثل حادثة مقتل عبدال بن خباب‪ ،‬فإن ما فعله‬
‫عبد الرحن بن ملجم من قتل المام علي كمثل ما فعله مسعر بن فدكي من قتل عبدال‬
‫ابن خباب‪ .‬وإذا كانت هذه هي السبب ف القضاء على أكثر أهل النهروان‪ ،‬فإن تلك‬
‫كافية ف تشويه سعة الحكّمة وتأليب خصومهم عليهم‪ ،‬مع أن الحكّمة ل يتحملون‬
‫تبعة ما فعله ابن ملجم على افتراض أنه يرى رأيهم‪ ،‬فكيف إن ل يكن كذلك‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬حادثة قريب وزحاف عام خسي من الجرة‪ ،‬وقد مر ذكرها ف البحث‬
‫الرابع من الفصل الول‪ ،‬كما سبق ذكر قول أب بلل فيهما‪" :‬قريب ل قربه ال من كل‬
‫() ظال بن عمرو الدؤل الكنان‪ ،‬واضع علم النحو وأول من نقط الصحف‪ ،‬كان معدودا من الفقهاء والعيان‬ ‫‪1‬‬

‫والمراء والشعراء والفرسان والاضري الـواب من التابعي‪ .‬سكن البصرة ف خلفة عمر‪ ،‬وول إمارتا ف‬
‫أيام علي ثّ كان مع معاوية ف أيامه (ت ‪69‬هـ‪688/‬م)‪ :‬ابن خلكان (وفيات العيان) جـ ‪ 1‬ص ‪530‬‬
‫‪/‬الزركلي (العلم) جـ ‪ 3‬ص ‪.237 ،236‬‬
‫( ) البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ / 625‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪ / 160‬البد (الكامل) جـ ‪ 3‬ص‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،1169‬وينسبها لمرأة تكن أم العريان‪ /‬السعودي (مروج الذهب) جـ ‪ 2‬ص ‪ /428‬القدسي (البدء والتاريخ)‬
‫جـ ‪ 5‬ص ‪ .233‬والظاهر ف أمر نسبة هذه البيات أنا لب السود‪ ،‬فإن البلذري يـعل أبيات أم العريان‬
‫بنت اليثم (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪ 264‬غي هذه البيات الت نسبها لب السود‪ .‬هذا ويتفرد ابن عبد الب‬
‫(الستيعاب) جـ ‪ 3‬ص ‪ 1132‬بإيراد صدر البيت الول هكذا‪( :‬أل قل للخوارج حيث كانوا) وينسبها لم‬
‫اليثم‪ .‬ولست أدري من أين أخذ ابن عبد الب هذه البيات بذه الصيغة‪ .‬والغريب أن ابن الثي يتابع الطبي ف‬
‫(الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪ 395‬فتصبح البيات موجـهة إل معاوية‪ ،‬بينما يتابع ف (أسد الغابة)جـ ‪ 3‬ص ‪ 621‬ما‬
‫ف (الستيعاب)لبن عبد الب فيكون البيت عندها واحدا‪.‬‬
‫() معروف‪ ،‬أحد (قراء جـديدة ف مواقف الوارج) ص ‪.76‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪161‬‬
‫خي‪ ،‬وزحاف ل عفا ال عنه لقد ركباها عشواء مظلمة"‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬أمر شبيب بن برة الشجعي ‪ ،‬يقول البلذري‪" :‬وكان شبيب إذا جن‬
‫عليه الليل خرج فلم يلق صبيا ول رجلً ول امرأة إل قتله"( )‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫أما حادثة سهم بن غالب الجيمي والطيم يزيد بن مالك أحد بن وائل وعباد‬
‫بن حصي حي قتلوا عبادة بن قرص الليثي ‪ -‬أحد الصحابة‪ -‬ومعه ابنه وابن اخته‪ ،‬الت‬
‫حدها البلذري بعام واحـد وأربعي من الجرة( ) ففيها نظر‪ ،‬فإن الضياء القدسي يروي‬
‫‪2‬‬

‫أن عبادة بن قرص وقعت له هذه الادثة مع الزارقة( )‪ ،‬وقد ظهر الزارقة عام أربعة‬
‫‪3‬‬

‫وستي كما سيأت‪.‬‬


‫هذه حوادث الستعراض والقتل بغي نفس أو وجه شرعي من قبل الحكّمة ف‬
‫فترة ما قبل النقسام‪ ،‬ويبدو أن ف الضافة عليها صعوبة‪ ،‬وهي ‪ -‬بل شك ‪ -‬أمور‬
‫منكرة ل يرضاها عقل ول خلق ول دين‪ ،‬ولكن ينبغي أل تمل على أنا منهج لعامة من‬
‫سوا بالوارج‪ ،‬إذ ليس فيها ما يدل على ذلك‪.‬‬
‫والقيقة أن من سوا بالوارج ل يتفردون بوادث الغشم والستعراض‪ ،‬ول تلو‬
‫حركة معارضة أو تيار أو سلطة معينة ف تلك الفترة من بعض مثل هذه الالت على‬
‫تفاوت فيما بينها‪ .‬وهذا هو الذي يغفل عنه كثي من الباحثي‪ ،‬إذ يصورون السمي‬
‫بالوارج أصحاب الختصاص ف موضوع الستعراض‪.‬‬
‫‪ -4‬الروج على المام الائر( )‪:‬‬
‫‪4‬‬

‫ومبدأ الرو ج عل ى الور ة لي س منحصرا فيم ن ذكرو ا ف التاري خ ف عداد‬


‫الوارج‪ ،‬فإنه سة عامة للقرن الجري الول‪ ،‬كخروج السي بن علي ومن معه‬
‫بالكوفة‪ ،‬وخروج أهل الرة بالدينة وخروج عبدال بن الزبي ف مكة كلهم على يزيد‬
‫بن معاوية‪ ،‬وثورة التوابي وخروج القراء والفقهاء على عبد اللك بن مروان‪.‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 5‬ص ‪.172‬‬ ‫‪1‬‬

‫() البلذري (النساب) ص ‪.179‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الضياء (الحاديث الختارة) جـ ‪ 8‬مسند أنس بن مالك ص ‪.370‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الشعري (القالت) جـ ‪ 1‬ص ‪ /204‬البغدادي (الفرق) ص ‪ /173‬الشهرستان (اللل) جـ ‪ 1‬ص ‪.115‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪162‬‬
‫واتفاق الحكّمة أو الوارج مع غيهم ف مبدأ الروج وتطبيقه يدعو إل البحث‬
‫عن أسباب الروج‪ ،‬فإن الروج نفسه ف هذه الال ل يتلف من شخص إل آخر أو‬
‫من فرقة إل أخرى‪.‬‬
‫وف الوادث الت ارتكبها بنو أمي ة وولتم سبب مقنع وكافٍ لثور ة جيع‬
‫التيارات عليهم‪ ،‬وأقرب مثال لسبب يمع بي التيارات الختلفة ف التصدي لبن أمية هو‬
‫الدفاع عن الكعبة الشرفة حي توجه جيش يزيد بن معاوية إليها بعد موقعة الرة لقتال‬
‫ابن الزبي بكة‪ ،‬فقد اشترك معه كل من الحكّمة( )‪ ،‬والختار بن عبيد الثقفي ( )‪ ،‬كما‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫يروى أن النجاشي أرسل مائت رجل من البشة إل ابن الزبي للدفاع عن الكعبة ( )‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫وأفعال بن أمية وولتم تفسي لبعض ما يروى عن (الوارج) "أنم خرجوا‬


‫منكرين للجور والظلم"( ) ‪ ،‬ولذلك كان من السهل أن ينضم إليهم عدد من الناس كما‬
‫‪4‬‬

‫فعل الزد عندما مالوا إل ندة بن عامر النفي ف البحرين‪ ،‬قائلي‪" :‬ندة أحب إلينا من‬
‫ولتنا؛ لنه ينكر الور وولتنا جائرون"‪.‬‬
‫وهذه النتيجة منطقية من خلل مثل هذه القارنة‪ ،‬فقد بُعث إبراهيم التيمي إل‬
‫الوارج يدعوهم‪ ،‬فقال له إبراهيم النخعي‪ :‬إل من تدعوهم ؟ إل الجاج ؟!( )‪.‬‬
‫‪5‬‬

‫وإذا كان التطرف إزاء سياسات القمع أمرا متمل الوقوع‪ ،‬فل علقة للخروج با‬
‫يد ث في ه أحيانا م ن الستعراض ‪ ،‬فإ ن شرعي ة الرو ج ل ـتعن شرعي ة الستعراض‬
‫والتطرف‪.‬‬
‫‪ -5‬التكفي‪:‬‬
‫ويندرج تته كل ما ورد من إطلق الذين ينسبون إل الوارج الكفر على‬
‫مرتكب الكبية أو الخالف أو على بعض الصحابة الذين يقف بعضهم منهم موقفا ما( )‪.‬‬
‫‪6‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 5‬ص ‪ /333،358،360،366،373،423‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.397‬‬ ‫‪1‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 5‬ص ‪.340،352‬‬ ‫‪2‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 5‬ص ‪.362،372‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 5‬ص ‪.175،178‬‬ ‫‪4‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 5‬ص ‪.175،178‬‬ ‫‪5‬‬

‫() الشعري (القالت) جـ ‪ 1‬ص ‪ /167‬البغدادي (الفرق) ص ‪ /74‬الشهرستان (اللل) جـ ‪ 1‬ص ‪115،12‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪163‬‬
‫إل أن من الهية القصوى تديد معن الكفر‪ ،‬فإنه ‪-‬كما سبق‪ -‬يشمل كفر النعمة وكفر‬
‫اللة‪ .‬أما الكفر الذي يراد به كفر النعمة فإنه ل يعدو العصية الت هي دون الشرك‪ ،‬أي‬
‫الت ل يرج مرتكبها عن نطاق السلم‪ .‬وقد سبق القول بأن إطلق الكفر على مطلق‬
‫العصية اصطلح شرعي دل عليه الكتاب العزيز والسنة النبوية‪ ،‬وبناءً على هذا فإن مرد‬
‫استعمال الكفر ل ينبغي أن يفسر على أنه كفر اللة القتضي لروج الوصوف به من‬
‫السلم حت يدل على تصيصه أمر صريح‪.‬‬
‫هذا وقد تكرر القول بأن أول من حكم بالشرك أو الكفر اللي هو نافع بن‬
‫الزرق‪ ،‬وهذا الرأي هو الذي أحدث ف صفوف الحكّمة شرخا وأوجد فيما بينهم‬
‫فرقا‪ .‬أما قبل نافع فل يتعي حل الكفر ف نصوص الحكّمة على كفر الشرك ما دام‬
‫المر متملً‪ ،‬وإل لساغ أن تمل عليه كل النصوص الشرعية وهذا ما ل يتأتى‪ .‬وف‬
‫القيقة من المكن أن نعد القول بتشريك الخالفي أو التكفي اللّي ميزة للخوارج‪ .‬وأما‬
‫ما يوجد عن كثي من الؤرخي من تسمية أهل النهروان ومن انتسب إليهم بالوارج‬
‫فبالنظر إل عزو هذا المر إليهم‪ ،‬وإذ قد ثبت نفيه عنهم فإن من العقول أن يصر‬
‫الوارج فيمن تققت فيه تلك الصفة وهو التشريك أو التكفي الخرج من اللة‪.‬‬

‫‪.0،121‬‬
‫‪164‬‬
165
‫البحث الرابع‪:‬‬
‫الفرق النسوبة إل الوارج‬

‫تنسب كتب القالت إل الوارج عددا من الفرق‪ ،‬وتدرج تت كل فرقة عددا‬


‫آخر من النشقي عليها أو التفرعي عنها‪ .‬وقد سبقت الشارة إل أن كثيا ما أوردته‬
‫كتب القالت متاج إل التحقق‪ .‬لجل هذا فإن من الحرى بنا القتصار على الفرق‬
‫الكبى الشهورة وهي الزارقة والنجدات والصفرية والباضية الت جعلها الشعري‬
‫أصلً لميع الوارج – حسب قوله ( ) ‪ -‬والت كانت أثرا لنقسام عام أربعة وستي من‬
‫‪1‬‬

‫الجرة‪ ،‬وقبل الديث عن هذه الفرق الربع يدر بيان حادثة النقسام‪.‬‬
‫حادثة النقسام‪:‬‬
‫اشترك الحكّمة ‪-‬كما مضى‪ -‬مع عبدال بن الزبي ف الدفاع عن الكعبة الشرفة‬
‫عام أربعة وستي من الجرة‪ ،‬وكان بعضهم قدم من اليمامة( ) وآخرون جاؤوا من‬
‫‪2‬‬

‫البصرة( ) ‪ .‬وكان من اشترك منهم ندة بن عامر النفي( ) ونافع بن الزرق النظلي‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬

‫وعبدال بن الصفار السعدي من بن صري بن مقاعس وعبدال بن إباض من بن صري‬


‫أيضا( ) ‪ .‬وبعد فراق الحكّمة لبن الزبي عاد فريق منهم إل اليمامة وعاد آخرون إل‬ ‫‪5‬‬

‫البصرة( )‪ ،‬أما أهل البصرة فأمسك بم عبيدال بن زياد فحبسهم مع من كان ف حبسه‬ ‫‪6‬‬

‫من أصحابم( )‪.‬‬


‫‪7‬‬

‫وبعد وفاة يزيد بن معاوية انتقض الناس على عبيدال بن زياد فلجأ إل مسعود ابن‬

‫() الشعري (القالت) جـ ‪ 1‬ص ‪.183‬‬ ‫‪1‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 5‬ص ‪.334،358،424‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪.424‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪.324،334،358‬‬ ‫‪4‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.397،398‬‬ ‫‪5‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 6‬ص ‪ /13‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.398‬‬ ‫‪6‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 5‬ص ‪.365‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪166‬‬
‫عمرو العن الزدي‪ ،‬فقتل مسعود وهرب ابن زياد إل الشام( )‪ .‬وقيل استخلف مسعودا‬
‫‪1‬‬

‫ثّ لق بالشام وقتل مسعود بعد ذلك( )‪ ،‬وأثّر مقتله فتنة بي الناس ومقتلة‪ ،‬فبينما تورد‬
‫‪2‬‬

‫بعض الروايات أن بعض الوارج قتلوه( ) تورد أخرى أن الزد اتمت بن تيم بقتله( )‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬

‫وقد سبب ذلك نشوب قتال بي الزد وربيعة وبي بن تيم وقيس( )‪ .‬واتفق أن كسر‬
‫‪5‬‬

‫الحكّمة أبواب السجون وخرجوا منها( )‪ ،‬ويقال إن ابن زياد ‪ -‬قبل هربه ‪ -‬أخرجهم‬
‫‪6‬‬

‫منها بناءً على طلب أهل البصرة( )‪ ،‬فاغتنم الحكّمة اشتغال الناس بعضهم ببعض فتهيأوا‬
‫‪7‬‬

‫واجتمعوا‪ ،‬فخرج نافع بن الزرق على ثلثائة رجل إل الهواز( )‪" ،‬واصطلحت الزد‬
‫‪8‬‬

‫وبنو تيم فتجرد الناس للخوارج فاتبعوهم حت خرج من بقي منهم بالبصرة فلحق بابن‬
‫الزرق إل قليلً منهم من ل يكن أراد الروج يومه ذاك‪ ،‬منهم عبدال بن صفار وعبدال‬
‫ابن إباض ورجال معهما على رأيهما"( ) ‪ .‬هنالك أحدث نافع قضية التشريك فكتب‬
‫‪9‬‬

‫بذلك إل أصحابه يدعوهم إل متابعته فيها( )‪ ،‬فافترقت مقالتم ف ذلك إل ما يأت‪:‬‬


‫‪10‬‬

‫أ‪ -‬الزارقة‪:‬‬
‫وهم النسوبون إل نافع بن الزرق‪ ،‬وقد شهد نافع الدفاع عن مكة الكرمة مع‬
‫ابن الزبي( )‪ ،‬وكان من عاد إل البصرة( )‪ ،‬وسجنه ابن زياد مع أصحابه( )‪ ،‬ثّ خرج إل‬
‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬

‫الهواز مع بعض أصحابه كما مر‪.‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 6‬ص ‪ /38-7‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.373-364‬‬ ‫‪1‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 6‬ص ‪.13‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪.25،34،35‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪.35‬‬ ‫‪4‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.399‬‬ ‫‪5‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 6‬ص ‪ /25‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.339‬‬ ‫‪6‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 6‬ص ‪.30،31‬‬ ‫‪7‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 6‬ص ‪ /29‬الطبي(التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.399 ،398‬‬ ‫‪8‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.399‬‬ ‫‪9‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 3‬ص ‪.399‬‬ ‫‪10‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 3‬ص ‪.397‬‬ ‫‪11‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 3‬ص ‪.398‬‬ ‫‪12‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 5‬ص ‪.364‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪167‬‬
‫وتمع الصادر على أن نافع بن الزرق هو الذي انتحل مسألة التشريك وابتدأ‬
‫أمرها( )‪ ،‬ورتب على ذلك وجوب الجرة من دار الخالفي وكل ما يتعلق بالشركي من‬ ‫‪1‬‬

‫أحكام التعامل معهم‪ .‬ومن خطابه لصحابه‪..." :‬أليس حكمكم ف وليكم حكم النب‬
‫ف عدوه‪ ،‬وعدوكم اليوم عدو ال وعدو‬ ‫ف وليه‪ ،‬وحكمكم ف عدوكم حكم النب‬
‫يومئذ هـو عـدو ال وعدوكم اليوم؟ فقالوا‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫النب ‪ ،‬كما أن عدو النب‬
‫فقد أنـزل ال تبارك وتعال‪ :‬براءة من ال ورسوله إل الذين عاهدت من الشركي‪،) ( ‬‬
‫‪2‬‬

‫وقال‪ :‬ول تنكحوا الشركات حت يؤمن ‪ ،) ( ‬فقد حرّم ال وليتهم والقام بي أظهرهم‬
‫‪3‬‬

‫وإجازة شهادتم وأكل ذبائحهم وقبول علم الدين عنهم ومناكحتهم وموارثتهم‪.) ("..‬‬
‫‪4‬‬

‫وما أحدثه نافع استحلل المانة وقتل الطفال وقطع عذر من قعد عن الروج‬
‫لقتال الورة( )‪ ،‬واستحلل السب والغنيمة( )‪ ،‬واستعراض الخالفي( )‪ .‬ويبدو أن هذا كله‬
‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬

‫مبن على الكم بالشرك‪ ،‬كما نسب إليهم إنكار الرجم أيضا( )‪.‬‬
‫‪8‬‬

‫فتلخص ما سبق أن نافعا أحدث ‪ -‬فيما يتعلق بخالفيه ‪ -‬تشريك الخالفي‪،‬‬


‫ورتب عليه الحكام العملية التالية‪:‬‬
‫() ابن ذكوان (السية) ورقة ‪ 65‬ظ (مطوط)‪ /‬أبو سفيان (السي) جـ ‪ 1‬سية مبوب إل أهل عمان ص ‪،297‬‬ ‫‪1‬‬

‫سية مبوب إل أهل حضرموت ص ‪ / 311‬أبو الؤثر (السي) جـ ‪ 2‬ص ‪ / 307‬البد (الكامل) جـ ‪ 3‬ص‬
‫‪ /1203‬الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪ /399‬أبو قحطان (السي) جـ ‪ 1‬ص ‪ /113 ،112‬البسيوي(السي) جـ‬
‫‪ 2‬ص ‪.85‬‬

‫() التوبة آية ‪.1‬‬ ‫‪2‬‬

‫() البقرة آية ‪.221‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪ ،399‬وانظر‪ :‬ابن ذكوان (السية) ورقة ‪65‬ظ (مطوط)‪ /‬الشعري (القالت)‬ ‫‪4‬‬

‫جـ ‪ 1‬ص ‪ /174 ،169‬البغدادي (الفرق) ص ‪ /83‬الشهرستان (اللل) جـ ‪ 1‬ص ‪.122‬‬


‫() ابن ذكوان (السية) ورقة ‪65‬ظ‪66 ،‬ب (مطوط)‪/‬أبو سفيان (السي) جـ ‪ 1‬سية مبوب إل أهل عمان ص‬ ‫‪5‬‬

‫‪ /297‬الشعري (القالت) جـ ‪ 1‬ص ‪ /169‬ابن عبدربه (العقد الفريد) جـ ‪ 2‬ص ‪ /98‬البغدادي (الفرق) ص‬
‫‪ /84‬ابن حزم (الفصل) جـ ‪ 5‬ص ‪ /52‬الشهرستان (اللل) جـ ‪ 1‬ص ‪.121‬‬
‫( ) ابن ذكوان (السية) ورقة ‪ 65‬ظ (مطوط)‪ /‬ابن الرحيل (السي) جـ ‪ 1‬سية مبوب إل أهل عمان ص‬ ‫‪6‬‬

‫‪.297‬‬
‫() ابن ذكوان (السية) ورقة ‪ 65‬ظ (مطوط)‪ /‬ابن حزم (الفصل) جـ ‪ 5‬ص ‪.52‬‬ ‫‪7‬‬

‫() ابن ذكوان (السية) ورقة ‪ 66‬ظ (مطوط)‪ /‬الشعري (القالت) جـ ‪ 1‬ص ‪ / 173‬البغدادي (الفرق) ص‬ ‫‪8‬‬

‫‪ /84‬ابن حزم (الفصل) جـ ‪ 5‬ص ‪ /52‬الشهرستان (اللل) جـ ‪ 1‬ص ‪.121‬‬


‫‪168‬‬
‫‪-1‬وجوب الجرة من دار الخالفي‪.‬‬
‫‪-2‬تري مناكحتهم‪.‬‬
‫‪ -3‬تري موارثتهم‪.‬‬
‫‪ -4‬تري أكل ذبائحهم‪.‬‬
‫‪ -5‬استحلل أماناتم‪.‬‬
‫‪ -6‬جواز قتل أطفالم‪.‬‬
‫‪ -7‬استحلل سبيهم‪.‬‬
‫‪ -8‬استحلل الغنيمة منهم‪.‬‬
‫‪ -9‬جواز استعراضهم‪.‬‬
‫‪-10‬قطع عذر القاعد عن القتال مع الزارقة‪.‬‬
‫ب‪ -‬النجدات أو النجدية‪:‬‬
‫نسبة إل ندة بن عامر النفي الذي ثار باليمامة بعد مقتل السي بن علي( )‪،‬‬
‫‪1‬‬

‫وحج ندة بأصحابه ف السنة الت حوصر فيها ابن الزبي‪ ،‬فلما هجم جيش المويي على‬
‫مكة شارك ندة ف الذب عنها( )‪ .‬ويبدو أنه كان من رجع إل اليمامة موطنه الذي ثار‬
‫‪2‬‬

‫به‪ .‬وتورد الصادر أن ندة تابعَ نافعا ف الكم بالتشريك وما ترتب عليه( )‪ ،‬ما عدا قطع‬
‫‪3‬‬

‫عذر القعدة عن القتال وقتل الطفال واستحلل المانة( )‪ ،‬وما عدا جواز الناكحة وأكل‬
‫‪4‬‬

‫ذبائح الخالفي( ) ‪ .‬وتنسب إليهم بعض الصادر أيضا إجازة الوارثة( ) ‪ ،‬لكن الذي ف‬
‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 5‬ص ‪.334‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 5‬ص ‪.334‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن ذكوان (السي) ورقة ‪66‬ب‪ 66 ،‬ظ (مطوط)‪ /‬أبو الؤثر (السي) جـ ‪ 2‬ص ‪ / 308 ، 307‬أبو قحطان‬ ‫‪3‬‬

‫(السي) جـ ‪ 1‬ص ‪ /112‬البسيوي (السي) جـ ‪ 2‬ص ‪ /125‬البغدادي (الفرق) ص ‪.88‬‬


‫() البد (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪ /1216 ،1215‬ابن عبد ربه (العقد الفريد) جـ ‪ 2‬ص ‪.97‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن ذكوان (السية) ورقة ‪66‬ب‪66 ،‬ظ (مطوط) ‪ /‬البسيوي (السي) جـ ‪ 2‬ص ‪.125‬‬ ‫‪5‬‬

‫() البسيوي (السي) جـ ‪ 2‬ص ‪.125‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪169‬‬
‫سية سال بن ذكوان عكس ذلك( )‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫جي‪ -‬الصفرية‪:‬‬
‫أتباع عبدال بن الصفار‪ ،‬وكان ضمن الشاركي مع ابن الزبي ف قتال جيش بن‬
‫أمية ثّ رجع إل البصرة‪ ،‬وأخذه ابن زياد مع من حبسه من أصحابه( )‪ .‬لكنه ل يرج مع‬
‫‪2‬‬

‫نافع إل الهواز‪.‬‬
‫وبعد أن اعتنق نافع مبدأ التشريك كان عبدال بن صفار من بعث إليه نافع‪.‬‬
‫وتذكر بعض الصادر أن ابن صفار خالف نافعا ف أمور( ) ‪ ،‬غي أنه ل تدد الصادر‬
‫‪3‬‬

‫نوعية تلك الخالفة‪ ،‬فبينما يقول بعضها بأن ابن صفار برئ من عبدال بن إباض وبرئ‬
‫من ابن الزرق( ) ‪ ،‬يقول بعضها بأن الصفرية أخذوا بقول عبدال بن إباض ورأوا‬
‫‪4‬‬

‫القعود( ) ‪ .‬والذي يظهر أن التفاق بي عبدال بن صفـار والباضية إنا هو ف أمر‬ ‫‪5‬‬

‫القعود عن الروج‪ ،‬وهي السألة الت خالف فيها نافع بن الزرق‪ ،‬وهذا واضح من‬
‫القارنة بي رأي نافع وكلم عبدال بن إباض الت ومن نظرة عبدال بن صفار إل ابن‬
‫الزرق بأنه "غل" وإل ابن إباض بأنه "قصر"( ) ‪ .‬وهذا هو تفسي ما تذكره بعض‬
‫‪6‬‬

‫الصادر من أن الزارقة والصفرية استحلوا السب والغنيمة( )‪ ،‬وما يذكره بعضها أيضا من‬
‫‪7‬‬

‫أنه "قام ندة بن عامر وعبدال بن صفار فدعوا إل مثل ما دعا إليه نافع غي أنما خالفاه‬
‫ف أمور برئا منه عليها جيعا"( ) ‪ .‬وعليه يكون معن وصف ابن صفار نافع بن الزرق‬
‫‪8‬‬

‫بالغلو لجل قطعه العذر ف القعود وإيابه القتال‪ ،‬ومعن وصفه ابن إباض بالتقصي لعدم‬
‫حكمه على الخالفي بالشرك‪ ،‬وعلى هذا يكون رأي الصفرية كرأي النجدات‪ ،‬ويكون‬
‫التمييز بينهما تييز نسبة ل غي‪ .‬والذي يؤيد هذا أن ينسب إل الصفرية عي ما ينسب‬
‫() ابن ذكوان (السية) ورقة ‪66‬ظ (مطوط)‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الطبي(التاريخ)جـ ‪ 3‬ص ‪.398‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.399‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 3‬ص ‪.399‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن عبدربه (العقد الفريد) جـ ‪ 1‬ص ‪.121‬‬ ‫‪5‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.399‬‬ ‫‪6‬‬

‫() ابن الرحيل (السي) جـ ‪ 1‬سية مبوب إل أهل حضرموت ص ‪.311‬‬ ‫‪7‬‬

‫() أبو الؤثر (السي) جـ ‪ 2‬ص ‪.307‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪170‬‬
‫إل النجدات من إباحتهم الناكحة والوارثة بينهم وبي مالفيهم‪ ،‬وأكل ذبائحهم( )‪،‬‬
‫‪1‬‬

‫وعدم قتل الطفال والنساء( )‪ ،‬وعذر القعدة( ) ‪ .‬وتضيف بعض الصادر أن الصفرية‬
‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬

‫أجازوا أيضا الصلة وراء مالفيهم والج معهم( )‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫د‪ -‬الباضية‪:‬‬
‫وهم النسوبون إل عبدال بن إباض التميمي( )‪ ،‬وكان من شارك مع أصحابه ف‬
‫‪5‬‬

‫(‪)7‬‬
‫الذبــعنــالكعبةــث ّ ـعادــإل ـالبصرة( )‪،‬ـ ـ ـ ـ ـوسجنهــابنــزياد‬
‫‪6‬‬

‫ول يرج مع نافع إل الهواز( )‪ ،‬ثّ كان من كتب إليه نافع فخالفه عبدال قائلً‪" :‬قاتله‬
‫‪8‬‬

‫ال‪ ،‬أي رأي رأى‪ ،‬صدق نافع لو كان القوم مشركي كان أصوب الناس رأيا وحكما‬
‫فيما يشي به‪ ،‬وكانت سيته كسية النب ف الشركي‪ ،‬ولكنه قد كذب وكذّبنا فيما‬
‫يقول‪ .‬إن القوم كفار بالنعم والحكام وهم براء من الشرك ول تل لنا إل دماؤهم‪ ،‬وما‬

‫() أبو عمار (الوجـز) جـ ‪ 2‬ص ‪.116‬‬ ‫‪1‬‬

‫() البغدادي (الفرق) ص ‪.91‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الشهرستان (اللل) جـ ‪ 1‬ص ‪.137‬‬ ‫‪3‬‬

‫() أبو عمار (الوجـز) جـ ‪ 2‬ص ‪.116‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ )(5‬نسبة الباضية إل عبدال بن إباض إنا هي نسبة اصطلحية فحسب‪ ،‬وإل فإن نسبتهم –ف الواقع – إل المام جابر‬
‫بن زيد الزدي أب الشعثاء صاحب ابن عباس‪ ،‬وهذا الذي أطبقت عليه كلمة الباضية‪ .‬وإنا نسبوا إل ابن إباض بالنظر‬
‫إل مواقفه السياسية البارزة‪ ،‬ومنها رسالته إل عبداللك بن مروان‪ ،‬ومنها هذه الادثة الت خالف فيها نافع ابن الزرق‬
‫وأصحابه ‪ .‬على أن مالفة ابن إباض لنافع ل تعن أن عبدال رسم بفعـله هذا منهج الباضية‪ ،‬لن دوره هاهنا إنا هو‬
‫إبراز الرأي ل إنشاؤه‪ .‬والراد أن عبدال بن إباض واحد من الذين ثبتوا على النهج العتدل الذي سار عليه أهل النهروان‬
‫وتتابع عليه الباضية فيما بعد‪ .‬وأيضا فإن علقة جابر بن زيد بأب بلل مرداس كانت قبل ظهور عبدال ابن إباض‬
‫ومالفته لنافع‪ ،‬إذ كان جابر صديقا حيما لب بلل القتول عا م ‪59‬هـ كما تقدم‪ ،‬ما يعن وضوح الرؤية لابر‬
‫وأصحابه قبل حادثة نافع‪ .‬وهذا بدوره يدفع بنا إل القول بأن تبن عبدال بن إباض لرأيه الذي خالف به نافع بن الزرق‬
‫ل يكن وليد تلك الساعة‪ ،‬بل كانت تلك الادثة بثابة امتحان لعبدال بن إباض‪ ،‬هل يتطرف كما فعل نافع وصاحباه؟‬
‫أم يثبت على منهج العتدال كنظرائه جابر بن زيد ومن معه؟ وهذا ما فعله حقا‪.‬‬
‫واللصة أن جابر بن زيد هو المام النظر للباضية‪ ،‬وكتب الباضية طافحة برواياته وأقواله الفقهية وآرائه‬
‫السياسية وسيته الذاتية ما ل يتسن من ذلك شيء لعبدال بن إباض سوى الشادة به والثناء عليه وكونه من كبار‬
‫دعاتم‪ .‬ومسألة إمامة جابر بن زيد للباضية ‪ -‬فضلً عن مرد انتمائه إليهم ‪ -‬ل تعد قابلة للخذ والرد‪ ،‬نظراً لتضافر‬
‫الدلة على صحتها‪.‬‬
‫لزيد من التفصيل‪ ،‬انظر‪ :‬خليفات (نشأة الركة الباضية) ص ‪ / 97-92‬هاشم (الركة الباضية ف الشرق‬
‫العرب) ص ‪ /55-45‬أبو داود‪ ،‬سامي (المام جابر بن زيد) ص ‪( 48-42‬رسالة ماجستي)‪.‬‬
‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.398‬‬ ‫‪6‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪6‬ص ‪.13‬‬ ‫‪7‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪ /399‬الشماخي (السي) جـ ‪ 1‬ص ‪.72‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪171‬‬
‫سوى ذلك من أموالم فهو علينا حرام"( )‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫من خلل ما مضى يتبي أن الفرق الثلث الزارقة والنجدات والصفرية تتبن‬
‫القول بأن ماربيهم مشركون‪ ،‬ويرتبون على ذلك ما يترتب على حرب الشرك‪ ،‬ويستثن‬
‫من ذلك بعض ما يتلفون فيه‪.‬‬
‫أما الباضية فتمثل تيار الحكّمة السابق على الفتراق‪ ،‬يقول الدجيلي‪" :‬وفيما‬
‫يتصل بفرقة الباضية فإن عقائدها تتعارض تاما مع معظم آراء الزارقة‪ ،‬وهي تثل التاه‬
‫الذي سار عليه أبو بلل"( )‪ ،‬فقد أعلن عبدال بن إباض تبؤه من قضية التشريك وأن أمر‬
‫‪2‬‬

‫العصية ل يتجاوز كفر النعمة الذي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة‪ .‬وهذا هو ما تثبته‬
‫الصادر الخرى‪ ،‬إذ ذكرت أن إطلق الباضية الكفر على الوحدين العصاة ل يتجاوز‬
‫كفر النعمة( ) الذي ل يرم الناكحة والوارثة( )‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬

‫وأما قول عبدال بن إباض‪" :‬ول تل لنا إل دماؤهم" فل يفى أنه يعن أمر‬
‫القتال‪ ،‬والراد أنه إن حلّ قتال أحد من السلمي بكم شرعي كقتال البغاة الذي نصت‬
‫على شرعيته آية الجرات‪ ،‬فل يل بعده شيء من الغنيمة والسب ونوها‪ ،‬فليس الراد‬
‫به – إذن ‪ -‬الستعراض‪ ،‬بل إن الوارج برئت من الباضية على ذلك( ) ‪ ،‬أي بسبب‬
‫‪5‬‬

‫عدم تويزهم الستعراض‪.‬‬


‫وأما اعتزال من سبق على زمن الفتراق كخروج أب بلل إل آسك فليس من‬
‫باب الجرة الت دان با نافع بن الزرق كما ظن د‪ .‬نايف معروف( )‪ ،‬فإن كلم مرداس‬
‫‪6‬‬

‫صريح ف أن فعله هذا فرار بدينه‪ ،‬فقد لقيه عبدال بن رباح النصاري ‪ -‬وكان له‬
‫صديقا‪ -‬فسأله‪ :‬أين تريد ؟ قال‪" :‬أريد أهرب بدين ودين أصحاب هؤلء من أحكام‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.399‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الدجيلي (الزارقة) ص ‪.85‬‬ ‫‪2‬‬

‫( ) الشعري (القالت) جـ ‪1‬ص ‪ / 189 ، 184‬البغدادي (الفرق) ص ‪ / 103‬الشهرستان (اللل) جـ ‪ 1‬ص‬ ‫‪3‬‬

‫‪.134‬‬
‫() الشعري (القالت) جـ ‪ 1‬ص ‪ /184‬البغدادي (الفرق) ص ‪ /103‬الشهرستان (اللل) جـ ‪ 1‬ص ‪.134‬‬ ‫‪4‬‬

‫() الشعري (القالت) جـ ‪ 1‬ص ‪.204 ،185‬‬ ‫‪5‬‬

‫() معروف‪ ،‬نايف (الوارج ف العصر الموي) ص ‪.198‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪172‬‬
‫الورة والظلمة"( )‪ ،‬ولذلك قال ابن حجر ف شرح حديث "يهلك الناس هذا الي من‬ ‫‪1‬‬

‫قريش" قالوا‪ :‬فما تأمرنا ؟ قال‪" :‬لو أن الناس اعتزلوهم" قال ابن حجر‪" :‬يؤخذ من هذا‬
‫الديث استحباب هجران البلدة الت يقع فها إظهار العصية‪ ،‬فإنا سبب وقوع الفت الت‬
‫ينشأ عنها عموم اللك‪ ،‬قال ابن وهب عن مالك‪ :‬تجر الرض الت يصنع فيها النكر‬
‫جهارا‪ ،‬وقد صنع ذلك جاعة من السلف"( )‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫وم ا مض ى م ن أ ن "جي ع أصنا ف الوار ج أجعو ا عل ى تشري ك أه ل القبلة‬


‫واستحلل سب ذراريهم وغنيمة أموالم"( ) ‪ ،‬يؤكد ما تقرر سابقا من حصر الوارج‬
‫‪3‬‬

‫فيمن قال بتشريك مالفيهم أو ماربيهم‪ .‬وإذن فالباضية على هذا العيار ليسوا من‬
‫الوارج‪ ،‬والسبب الذي من أجله عدهم البعض من الوارج ‪-‬كما يظهر‪ -‬هو اتفاقهم‬
‫جيعا على الراء الت تقدم ذكرها ف مبحث آراء الوارج عدا التشريك والستعراض‪.‬‬
‫ولعل قول الباضية بكفر مرتكب الكبية يعنون به كفر النعمة لبس على غيهم فزج بم‬
‫ف عدا د الوارج لعدم التفريق عند من جعلهم منهم بي الكف ر والشر ك والتكفي‬
‫والتشريك‪.‬‬
‫يقول الشيخ السالي وهو من علماء الباضية‪:‬‬
‫ـمنهماـ ـوُ ِسمْ‬
‫ـالثانِـ ـ‬
‫وبالنفاقـ ـ‬ ‫والكفرـ ـقسمانـ ـجحودـ ـوِن َعمْ‬

‫ث فسّر كفر النعمة فقال‪:‬‬


‫"أي كفر نعم‪ ،‬وهو ما نشأ عن تأويل الطأ كاستحلل ما حرمه ال تعال بتأويل‬
‫الطأ من فاعله أو قائله كخلف جيع من خالف السلمي وبراءتم منهم بتأويل الطأ‪،‬‬
‫وما فعل انتهاكا كمقارفة شيء ما أوعد ال على فعله النكال ف الدنيا والعذاب ف‬
‫الخرة‪ ،‬أو عذب به أمم من المم الاضية كالقتل والزنا والربا والسرقة وبس الكيال‬

‫() ابن عبد ربه (العقد الفريد) جـ ‪ 2‬ص ‪.99 ،98‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن حجر (فتح الباري) جـ ‪ 14‬ص ‪ ،500‬شرح حديث رقم ‪.7058‬‬ ‫‪2‬‬

‫() البسيوي (السي) جـ ‪ 2‬ص ‪.26‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪173‬‬
‫واليزان وإتيان الرجال وعقر الناقة والعتداء ف السبت لهل ذلك الزمان وغي ذلك"( )‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫وند الفاصلة بي الوارج والباضية ف نصوص علماء الباضية الوائل بالضافة‬


‫إل كلم ابن إباض‪ .‬فهذ ا جابر بن زيد المام النظر للمذهب الباضي يرج إل‬
‫الوارج فيناظرهم ف قضية استحلل دماء الخالفي( )‪ ،‬وإذا علمنا الصداقة بينه وبي أب‬
‫‪2‬‬

‫بلل مرداس بن أدية الذي نا ف معركة النهروان( ) تبي أن الراد بالوارج ها هنا إذن‬
‫‪3‬‬

‫من كان بعد أب بلل وهم الزارقة ومن نا نوهم كما هو مصرح به ف هذه الرواية( )‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫وأيضا فمن أقدم ما يبز آراء الباضية الخالفة لراء الوارج سية سال بن ذكوان‬
‫السالف الديث عنها الت خصها لناقشة آراء الوارج‪ .‬فقد أعلن ‪ -‬معبا عن الباضية‪-‬‬
‫تبؤه من القضايا الت تبناها الزارقة وأمثالم ف النصوص التالية‪:‬‬
‫‪" -‬نرى حق الوالدين وحق ذي القرب وحق اليتامى والساكي وحق أبناء السبيل‬
‫وحق الصاحب وحق الار وحق ما ملكت أياننا علينا حقا أبرارا كانوا أو فجارا‪،‬‬
‫ونؤدي المانة إل من استأمننا عليها من الناس كلها من قومنا( ) أو غيهم‪ ،‬ونوف بعهود‬
‫‪5‬‬

‫قومنا من أهل الذمة إن استطعنا الذي يأخذونم به من الظلم من قومنا ومن غيهم‪،‬‬
‫وني من استجارنا من قومنا ومن غيهم‪ ،‬ويأمن عندنا منهم حضرة القتال الكاف‬
‫العتزل"‪.‬‬
‫‪ ..." -‬من غي أن نكون نراهم نـزلوا منازل عبدة الوثان فنستحل سباهم وقتل‬
‫ذراريهم وخس أموالم وقطع الياث منهم‪ ،‬ول نرى الفتك بقومنا وقتلهم ف السر وإن‬
‫كانوا ضللً ما دمنا بي ظهرانم ونظهر لم الرضا بالذي هم عليه‪ ،‬وذلك بأن ال ل‬
‫يأمر به ف كتابه ول نعلم أحدا من مضى من أولياء ال ف المم الاضية استحل شيئا من‬
‫ذلك وهو مثل منـزلتنا فنقتدي بسنتهم ف ذلك‪ ،‬ول يفعله أحد من السلمي من كان‬
‫بكة بأحد من الشركي فنفعله نن بأهل القبلة‪."...‬‬

‫‪ )(1‬السالي (مشارق أنوار العقول) جـ ‪ 2‬ص ‪.313 ،312‬‬


‫() الدرجين (الطبقات) جـ ‪ 2‬ص ‪.209 ،208‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الصدر السابق‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪.209‬‬ ‫‪4‬‬

‫() يظهر من تكرار كلمة "قومنا" ف العبارات اللحقة عند سال بن ذكوان أنا اصطلح يراد به مالفو الباضية‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪174‬‬
‫‪ ..." -‬ونرى مناكحة قومنا وموارثتهم ل ترم علينا ما داموا يستقبلون قبلتنا"‪.‬‬
‫‪ ..." -‬ول نرى استعراض قومنا ما داموا يستقبلون القبلة من قبل أن ندعوهم إل‬
‫مراجعة الق والخذ به‪ ،‬لن ال رضي الدعاء لنبيه وأمره به وأهل اليان"‪.‬‬
‫‪ ..." -‬ول نرى قتل صغي من أهل قبلتنا ل ذنب له"‪.‬‬
‫‪ ..." -‬ول نرى أن نستحل فرج امرأة رجل تزوجها بكتاب ال وسنة نبيه حت‬
‫يطلقها زوجها أو يتوف عنها ثّ تعتد عدة الطلقة أو التوف عنها زوجها"‪.‬‬
‫‪ ..." -‬ول نرى انتحال الجرة من دار قومنا كهجرة النب وأصحابه من دار‬
‫قومهم‪ ،‬ولكن يرج من خرج منا ماهدا ف سبيل ال على طاعته‪ ،‬فإن هو رجع إل دار‬
‫قومه توليناه إذا كان عارفا لق ال مقرا به ف نفسه وماله‪."...‬‬
‫‪" -‬وندعو إل ال أن يطاع ال فنحل حلله ونرم حرامه ونكم با أنـزل ال‬
‫ف كتابه ونتبع سنة نبيه وسنة الصالي من عباد ال‪ ،‬ليس من رأينا بمد ال الغلو ف‬
‫ديننا ول الغشم ف أمرنا ول العدا على من فارقنا‪ ،‬حكمنا اليوم فيمن ترك قبلتنا ووجه‬
‫غيها حكم نبينا فيمن ترك قبلته وحكم السلمي بعده فيمن وجه غي قبلتهم‪ ،‬وحللنا‬
‫اليوم ف دار قومنا حلل لنا إذا خرجنا‪ ،‬وحرامنا إذا خرجنا حرامنا اليوم ف دار قومنا‪،‬‬
‫نعلم بمد ال أنه ل يرم على الارج منا شيء هو للقاعد حلل‪ ،‬ول يل للقاعد منا‬
‫شيء هو على الارج حرام"( )‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫() ابن ذكوان (السي) ورقة ‪70‬ظ ‪72 -‬ظ (مطوط)‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪175‬‬
‫الباب الثان‪:‬‬

‫الحاديث الواردة في الخوارج‬


‫ودراستها‬

‫‪176‬‬
177
‫تمهيــد‪:‬‬
‫في سرد الحاديث الواردة في الخوارج‬
‫الول‪ :‬حديث المروق‪ ،‬ونصه في بعض اللفاظ‪" :‬يخرج فيكم قوم‬
‫تحقرون صلتكم مع صلتهم‪ ،‬وصيامكم مع صيامهم وأعمالكم مع‬
‫أعمالهم‪ ،‬يقرأون القرآن ول يجاوز حناجرهم‪ ،‬يمرقون من الدين كما يمرق‬
‫السهم من الرمية"‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬حديث ال ُمخَدّج أو ذي ال ُيدَيّة أو ذي ال ُثدَيّة‪ :‬وهو الزيادة التي في‬
‫بعض طرق حديث المروق المشتملة على وصف المُخَدّج‪ ،‬بلفظ‪" :‬آيتهم‬
‫رجل أسود إحدى عضديه مثل البضعة تَ َدرْدَر‪ ،‬يخرجون على حين فترة‬
‫من الناس"‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬حديث شيطان الرّدْهة‪ ،‬ولفظه في بعض الطرق عن سعد بن أبي‬
‫وق اص ق ال‪ :‬ذك ر رس ول ال ذا الثُديّة فقال‪" :‬شيطان الردهة راعي‬
‫الجبل أو راعي الخيل َيحْ َت ِدرُه رجل من َبجِ ْيلَة يقال له الشهب أو ابن‬
‫ظلَمة"‪.‬‬
‫الشهب‪ ،‬علمة في قوم َ‬
‫الرابع‪ :‬حديث المتعبد الذي أمر النبي بقتله‪ ،‬ولفظه في بعض الوجه‬
‫رجل يعجبنا تعبده‬ ‫عن أنس بن مالك قال‪ :‬كان في عهد رسول ال‬
‫واجتهاده‪ ،‬قد عرّفناه لرسول ال فلم يعرفه‪ ،‬فبينما نحن نذكره إذ طلع‬
‫الرجل‪ ،‬قلنا‪ :‬هو هذا قال‪" :‬إنكم لتخبرون عن رجل إن على وجهه سفعة‬
‫من الشيطان"‪ ،‬فأقبل حتى وقف عليهم ولم يسلم‪ ،‬فقال له رسول ال ‪:‬‬
‫"أنشدك بال هل قلت حين وقفت على المجلس‪ :‬ما في القوم أحد أفضل مني‬
‫أو خير مني؟" قال‪ :‬اللهم نعم‪ ،‬ثم دخل يصلي‪ ،‬فقال رسول ال ‪" :‬من‬
‫يقتل الرجل"؟ فقال أبو بكر‪ :‬أنا‪ ،‬فدخل عليه فوجده يصلي‪ ،‬فقال‪ :‬سبحان‬
‫ال‪ ،‬أقتل رجلً يصلي وقد نهى رسول ال عن قتل المصلين! فخرج‬
‫فقال رسول ال ‪" :‬ما فعلت؟" قال‪ :‬كرهت أن أقتله وهو يصلي وقد‬
‫نهيتَ عن قتل المصلين‪ .‬قال ‪" :‬من يقتل الرجل؟" قال عمر‪ :‬أنا‪ ،‬فدخل‬
‫فوجده واضعاً وجهه‪ ،‬قال عمر‪ :‬أبو بكر أفض ل مني‪ ،‬فخرج‪ ،‬فقال رسول‬
‫ال ‪" :‬مه؟" قال‪ :‬وجدته واضعاً وجهه ل فكرهت أن أقتله‪ .‬قال‪" :‬من‬
‫يقتل الرجل؟" فقال علي‪ :‬أنا‪ ،‬قال‪" :‬أنت إن أدركته"‪ ،‬قال‪ :‬فدخل عليه‬
‫فوجده قد خرج‪ ،‬فرجع إلى رسول ال فقال له‪" :‬مه؟" قال‪ :‬وجدته قد‬
‫خرج‪ ،‬فقال‪" :‬لو قتل ما اختلف من أمتي رجلن كان أولهم وآخرهم"‪ .‬قال‬

‫‪178‬‬
‫موسى بن عبيدة‪ :‬فسمعت محمد بن كعب فقال‪" :‬هو الذي قتله علي؛ ذو‬
‫الثدية"‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬حديث المام علي‪" :‬لقد علمت عائشة بنت أبي بكر أن أهل‬
‫النهروان ملعونون على لسان محمد "‪.‬‬
‫السادس‪ :‬حديث المام علي‪ُ" :‬أ ِمرْتُ بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين"‪.‬‬
‫السابع‪ :‬حديث "تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين يقتلها أَوْلى الطائفتين‬
‫بالحق"‪.‬‬
‫الثامن‪ :‬حديث "الخوارج كلب النار"‪.‬‬
‫وسوف تكون المنهجية كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬المبحث الول يتم فيه تخريج الحديث بناءً على ألفاظه‪.‬‬
‫‪ -‬أما المبحث الثاني فتتم فيه دراسة أسانيده‪ ،‬وقد جعلت الطريق للصحابي‪،‬‬
‫والرواية للراوي المباشر عن الصحابي‪.‬‬
‫‪ -‬لم أذكر في المبحث الثاني من رجال السانيد إل من يكون وجوده قادحاً‬
‫في سنده‪ ،‬فمن لم أذكره منهم ل ين زل بالحديث عن درجة الحسن‪.‬‬
‫‪ -‬الحكم الذي يلي كل رواية ل يراد به إل تلك الرواية بعينها‪ ،‬وأما‬
‫العتضاد بتعدد الطرق فل أتناوله إل في خاتمة المبحث الثاني‪ ،‬اللهم إل‬
‫تعدد السانيد في الرواية الواحدة فإن الرتقاء بمجموع السانيد ضروري‬
‫لبيان حكم الرواية‪.‬‬
‫‪ -‬الحكم النهائي على الحديث يكون في خاتمة المبحث الثالث‪.‬‬

‫‪179‬‬
‫الفصل الول‪:‬‬

‫حديث المروق‬

‫المبحث الول‪ :‬تخريج الحديث‬


‫المبحث الثاني‪ :‬دراسة أسانيد الحديث‬
‫المبحث الثالث‪ :‬دراسة متن الحديث‬

‫‪180‬‬
181
‫المبحث الول‪:‬‬
‫تريج الديث‬
‫روي الحديث من تسعة عشر طريقاً‪:‬‬
‫‪ -1‬حديث أبي سعيد سعد بن مالك الخدري‪ ،‬وله عنه ألفاظ عدة‪:‬‬
‫اللفظـ ـالول‪" :‬يخرج فيكم قوم تحقرون صلتكم مع صلتهم‬
‫وصيامكم مع صيامهم وأعمالكم مع أعمالهم‪ ،‬يقرأون القرآن ول يجاوز‬
‫حناجرهم‪ ،‬يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية‪ ،‬تنظر في النصل‬
‫فل ترى شيئاً‪ ،‬ثم تنظر في القدح فل ترى شيئاً‪ ،‬ثم تنظر في الريش فل‬
‫ترى شيئاً‪ ،‬وتتمارى في الفوق"‪.‬‬
‫أخرجه المام الربيع بن حبيب ‪ -‬واللفظ له ‪ -‬والمام مالك بن أنس‬
‫وليس عنده "وصيامكم مع صيامهم" والمام البخاري من وجهين بمثله‪،‬‬
‫والمام مسلم بمثله‪ ،‬والمام أحمد من وجهين أحدهما باختلف‪ ،‬وابن أبي‬
‫شيبة من وجهين بمثله‪ ،‬وأبو يعلى بمثله‪ ،‬وابن حبان‪ ،‬والدولبي من وجهين‬
‫مختصرا‪ ،‬والطبراني في "الكبير" مختصراً جداً‪ ،‬وفي الوسط من وجهين‬
‫بنحوه ومن وجهين آخرين مختصراً‪ ،‬وابن أبي عاصم من وجهين بنحوه‪،‬‬
‫والبيهقي في "شعب اليمان" من وجهين‪ ،‬والحاكم مع بعض اختلف‪،‬‬
‫وابن الجوزي في "تلبيس إبليس" مختصراً‪ ،‬والللكائي بنحوه)‪.(1‬‬
‫اللفظ الثاني‪ :‬عن أبي سعيد رضي ال عنه قال‪" :‬بعث علي رضي‬
‫ال عنه إلى النبي بذهيبة فقسهما بين الربعة‪ :‬القرع بن حابس الحنبلي‬
‫ثم المجاشعي‪ ،‬وعيينة بن حصن الفزاري وزيد الطائي ثم أحد بني نبهان‬
‫وعلقمة بن علثة العامري أحد بني كلب‪ ،‬فغضبت قريش والنصار‪،‬‬

‫( ) الربيع (الامع الصحيح) باب (‪ ) 5‬رقم ‪ / 36‬ابن أنس (الوطأ) جـ ‪ 3‬أبواب السي باب (‪ ) 2‬رقم ‪/864‬‬ ‫‪1‬‬

‫البخاري (الصحيح) ك فضائل القرآن باب (‪ )36‬رقم ‪ ،5058‬ك استتابة الرتدين باب (‪ )6‬رقم ‪ /6931‬مسلم‬
‫(الصحيح) ك الزكاة باب ذكر الوارج رقم ‪ /1064‬أحد بن حنبل (السند) جـ ‪ 3‬ص ‪ /60 ،52‬ابن أب شيبة‬
‫(الصنف) جـ ‪ 15‬باب (‪ )2454‬ما ذكر ف الوارج رقم ‪ /19766 ،19755‬أبو يعلى (السند) جـ ‪ 2‬رقم‬
‫‪ /1281 ،1233‬ابن حبان (الصحيح) باب إخباره صلى ال عليه وسلم عما يكون ف أمته من الفتنة والوادث‪،‬‬
‫ذكر الخبار عن خروج الرورية رق م ‪ / 6737‬الدولب (الكن والساء) جـ ‪ 2‬ص ‪ / 79‬الطبان (العجم‬
‫الكبي) جـ ‪ 6‬رقم ‪ /5433‬الطبان (العجم الوسط) جـ ‪ 3‬رقم ‪ ،2491‬جـ ‪ 5‬رقم ‪ 6140 ، 4366‬جـ‬
‫‪ 10‬رقم ‪ / 9356‬ابن أب عاصم (السنة) باب (‪ ) 176‬رقم ‪ / 935‬البيهقي (شعب اليان) جـ ‪ 2‬باب (‪)19‬‬
‫رق م ‪ / 2640‬الاكم (الستدرك) جـ ‪ 2‬ص ‪ / 148‬ابن الوزي (تلبيس إبليس) ص ‪ / 117‬الللكائي (شرح‬

‫ف الوارج رقم ‪.2310‬‬ ‫أصول اعتقاد أهل السنة) سياق ما روي عن النب‬

‫‪182‬‬
‫قالوا‪ :‬يعطي صناديد أهل نجد ويدعنا‪ ،‬قال‪" :‬إنما أتألفهم"‪ ،‬فأقبل رجل‬
‫غائر العينين مشرف الوجنتين ناتئ الجبين كث اللحية محلوق‪ ،‬فقال‪ :‬اتق‬
‫ال يا محمد‪ ،‬فقال‪" :‬من يطع ال إذا عصيت؟ أيأمنني ال على أهل الرض‬
‫ول تأمنوني؟" فسأل رجل قتله – أحسبه خالد بن الوليد ‪ -‬فمنعه‪ ،‬فلما ولى‬
‫قال‪" :‬إن من ضئضئ هذا‪ ،‬أو‪ :‬في عقب هذا قوم يقرأون القرآن ل يجاوز‬
‫حناجرهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية‪ ،‬يقتلون أهل السلم‬
‫ويدعون أهل الوثان‪ ،‬لئن أنا أدركتهم لقتلنهم قتل عاد"‪.‬‬
‫وهذا لفظ البخاري‪ ،‬أخرجه من أربعة أوجه في أحدها "ثمود" بدل‬
‫"عاد"‪ ،‬وأخرجه من وجه خامس مختصر‪ ،‬ورواه المام أحمد في‬
‫موضعين‪ ،‬ومسلم من وجهين في أحدهما "ثمود" بدل "عاد" وله عنده‬
‫أيضاً إسنادان آخران‪ ،‬وأخرجه عبدالرزاق في "المصنف" و"المالي في‬
‫آثار الصحابة"‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬والنسائي من وجهين‪ ،‬وأبو داود الطيالسي‬
‫وفيه‪ :‬فاستأذن عمر بدل‪ :‬خالد‪ ،‬وأبو يعلى بمثله وفيه "ثمود" بدل "عاد"‪،‬‬
‫وسعيد بن منصور‪ ،‬وابن أبي عاصم وفيه قال علي‪ :‬أتيت رسول ال‬
‫بذهبة‪...‬الخ‪ ،‬وفيه أيضاً‪) :‬صئصئ( بالصاد ل بالضاد‪ ،‬وأخرجه البيهقي‬
‫بإسنادين‪ ،‬وابن الجوزي في "تلبيس إبليس" وليس فيه "لئن أنا‬
‫أدركتهم‪...‬الخ")‪.(1‬‬
‫اللفظ الثالث‪ :‬وفيه زيادة على اللفظ الول وهي‪ :‬قيل وما سيماهم؟‬
‫قال‪" :‬سيماهم التحليق" أو قال‪" :‬التسبيد"‪.‬‬
‫أخرجه البخاري‪ ،‬وأحمد‪ ،‬وابنه عبدال في "السنة"‪ ،‬وأبو يعلى‪،‬‬
‫وسعيد بن منصور‪ ،‬والطبراني في "الوسط" مختصراً)‪.(2‬‬
‫اللفظ الرابع‪" :‬سيكون في أمتي اختلف وفرقة‪ ،‬قوم يحسنون القيل‬
‫ويسيئون الفعل‪ ،‬يقرأون القرآن ل يجاوزر تراقيهم‪ ،‬يحقر أحدكم صلته مع‬

‫() البخاري (الصحيح) ك أحاديث النبياء باب (‪ )6‬رقم ‪ ،3344‬ك الغازي باب (‪ )62‬رقم ‪ ،4351‬ك التفسي‬ ‫‪1‬‬

‫باب (‪ )10‬رقم ‪ ،4667‬ك التوحيد باب (‪ )23‬رقم ‪ /7432‬أحد بن حنبل (السند) جـ ‪ 3‬ص ‪ /7398‬مسلم‬
‫(الصحيح) ك الزكاة باب (‪ )47‬رقم ‪ 1064‬الرقام ‪ /146 -134‬عبد الرزاق (الصنف) جـ ‪ 10‬باب ما جاء‬
‫ف الرورية رقم ‪( ،18676‬المال) رقم ‪ /126‬أبو داود (السنن) ك السنة باب ف قتال الوارج رقم ‪/4764‬‬
‫النسائي (السنن) ك الزكاة باب (‪ )79‬رقم ‪ ،2577‬ك ‪ 37‬باب (‪ )26‬رقم ‪ /4112‬الطيالسي (السند) ص ‪396‬‬
‫رقم ‪ / 2234‬أبو يعلى (السند) جـ ‪ 2‬رقم ‪ / 1163‬ابن منصور (السنن) القسم الثان من الجلد الثالث رقم‬
‫‪ /2903‬ابن أب عاصم (السنة) باب (‪ )176‬رقم ‪ /910‬البيهقي (السنن الكبى) جـ ‪ 8‬رقم ‪.16694‬‬
‫() البخاري (الصحيح) ك التوحيد باب (‪ )57‬رقم ‪ /7562‬أحد بن حنبل (السند) جـ ‪ 3‬ص ‪ /64‬عبد ال بن‬ ‫‪2‬‬

‫أحد (السنة) رقم ‪ / 1551‬أبو يعلى (السند) جـ ‪ 2‬رقم ‪ / 1193‬ابن منصور (السنن) جـ ‪ 2‬رقم ‪/2904‬‬
‫الطبان (العجم الوسط) جـ ‪ 6‬رقم ‪.5210‬‬
‫‪183‬‬
‫صلتهم وصيامه مع صيامهم‪ ،‬يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية‪،‬‬
‫ل يرجعون حتى يرتدوا على فوقه‪ ،‬هم شر الخلق والخليقة‪ ،‬طوبى لمن‬
‫قتلهم وقتلوه‪ ،‬يدعون إلى كتاب ال وليسوا منه في شيء‪ ،‬من قاتلهم كان‬
‫أولى بال منهم‪ ،‬قالوا‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬وما سيماهم؟ قال‪" :‬التحليق"‪.‬‬
‫أخرجه المام أحمد‪ ،‬وأبو يعلى‪ ،‬والبيهقي‪ ،‬والحاكم‪ ،‬وليس عند‬
‫هؤلء الثلثة الخيرين "يحقر أحدكم‪ ...‬صيامهم"‪ ،‬وأخرجه المروزي‪،‬‬
‫واختاره الضياء المقدسي)‪.(1‬‬
‫اللفظ الخامس‪ :‬حديث أبي نضرة عن أبي سعيد أن النبي "ذكر‬
‫قوماً يكونون في أمته يخرجون في فرقة من الناس سيماهم التحليق‪ ،‬هم شر‬
‫الخلق" أو "من شر الخلق‪ ،‬يقتلهم أدنى الطائفتين إلى الحق"‪ ،‬قال‪ :‬فضرب‬
‫مثلً )أو قال‪ :‬قولً( "الرجل يرمي الرمية )أو قال‪ :‬الغرض(‬ ‫النبي‬
‫فينظر في النصل فل يرى بصيرة‪ ،‬وينظر في النضي فل يرى بصيرة‪،‬‬
‫وينظر في الفوق فل يرى بصيرة‪ ،‬قال أبو سعيد‪ :‬وأنتم قتلتموهم يا أهل‬
‫العراق‪.‬‬
‫رواه المام مسلم ‪-‬وهذا لفظه‪ -‬وأحمد‪ ،‬وابنه عبدال في "السنة" من‬
‫وجهين أحدهما عن أبيه‪ ،‬ورواه النسائي في "السنن الكبرى" وفي‬
‫"الخصائص" من وجهين)‪.(2‬‬
‫اللفظ السادس‪ :‬ما أخرجه الطبراني في الوسط من رواية الوليد‬
‫خلَف يقرأون القرآن ل يجاوز‬ ‫بن قيس التجيبي عن أبي سعيد بلفظ‪" :‬يكون َ‬
‫)‪(3‬‬
‫تراقيهم فيقرأ القرآن ثلثة‪ :‬مؤمن ومنافق وفاجر" ‪.‬‬
‫اللفظ السابع‪ :‬ما رواه ابن أبي عاصم في "الحاد والمثاني" عن‬
‫عطاء بن يسار عن أبي سعيد بلفظ "إنه سيأتي قوم تحقرون أعمالكم مع‬
‫)‪(4‬‬
‫أعمالهم" قلنا‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬أقريش؟ قال‪" :‬ل‪ ،‬ولكن أهل اليمن"‪.‬‬

‫() أحد بن حنبل (السند) جـ ‪ 3‬ص ‪ / 224‬أبو يعلى (السند) جـ ‪ 5‬رقم ‪ / 3117‬البيهقي (السنن الكبى)‬ ‫‪1‬‬

‫جـ ‪ 8‬رق م ‪ / 16703‬الاكم (الستدرك) جـ ‪ 2‬ص ‪ / 148‬الروزي (السنة) رق م ‪ / 52‬الضياء (الحاديث‬


‫الختارة) جـ ‪ 7‬رقم ‪.2392‬‬
‫() مسلم (الصحيح) ك الزكاة باب ‪ /47‬أحد بن حنبل (السند) جـ ‪ 3‬ص ‪ /5‬عبد ال بن أحد (السنة) رقم‬ ‫‪2‬‬

‫‪ /1552 ،1482‬النسائي (السنن الكبى) ك الصائص باب ‪ 58‬رقم ‪( ،8559 ،8558‬الصائص) ص ‪.53‬‬
‫() الطبان (العجم الوسط) جـ ‪ 10‬رقم ‪.9330‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن أب عاصم (الحاد والثان) جـ ‪ 4‬رقم ‪.2285‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪184‬‬
‫هذا‪ ،‬وقد نسب ابن حجر الحديث إلى أبي عوانة من طريق بشر بن‬
‫بكير عن الوزاعي)‪ ، (1‬أي من حديث أبي سعيد‪ ،‬كما نسبه إلى الطبراني‬
‫من حديث أبي سعيد بزيادة "فغفل عن الرجل فذهب فسأل النبي عنه‬
‫فطلب فلم يدرك")‪ (2‬ولم أجده عند الطبراني في "الكبير" في مسند أبي‬
‫سعيد‪ ،‬ول في معجميه "الوسط" و"الصغير"‪.‬‬
‫‪ -2‬حديث أنس بن مالك‪:‬‬
‫اللفظ الول‪ :‬بنحو لفظ حديث المام الربيع بن حبيب‪ ،‬رواه عن أنس‬
‫ابن ماجه‪ ،‬وأبو يعلى‪ ،‬والضياء المقدسي‪ ،‬كما رواه مختصراً كل من المام‬
‫أحمد من وجهين‪ ،‬وابنه عبدال من أحد الوجهين‪ ،‬وابن أبي عاصم)‪.(3‬‬
‫اللفظ الثاني‪ :‬هو اللفظ الرابع في حديث أبي سعيد الخدري‪ ،‬رواه‬
‫المام أحمد‪ ،‬وابنه عبدال من وجهين أحدهما عن أبيه‪ ،‬ورواه أبو داود‪،‬‬
‫وأبو يعلى‪ ،‬وابن أبي عاصم‪ ،‬والجري‪ ،‬والحاكم من وجهين‪ ،‬والضياء من‬
‫وجهين أحدهما عن عبدال بن المام أحمد عن أبيه‪ ،‬والثاني عن أبي‬
‫يعلى)‪.(4‬‬
‫اللفظ الثالث‪ :‬رواه عن أنس بن مالك حفص بن عمر قال‪ :‬انطلق بنا‬
‫إلى الشام إلى عبدالملك ونحن أربعون رجلً من النصار ليفرض لنا‪ ،‬فلما‬
‫رجع وكنا بفج الناقة صلى بنا العصر ثم سلم ودخل فسطاطه وقام القوم‬
‫يضيفون إلى ركعتيه ركعتين أخريين‪ ،‬قال‪ :‬فقبح ال الوجوه‪ ،‬فوال ما‬
‫أصابت السنة ول قبلت الرخصة‪ ،‬فأشهد لسمعت رسول ال يقول‪" :‬إن‬
‫أقوماً يتعمقون في الدين يمرقون كما يمرق السهم من الرمية"‪ .‬رواه المام‬
‫أحمد‪ ،‬وسعيد بن منصور)‪.(5‬‬
‫‪ -‬وقد روي الحديث عن أنس بن مالك وأبي سعيد الخدري معاً بلفظ‬
‫حديث أبي سعيد الرابع‪.‬‬
‫() ابن حجر (فتح الباري) جـ ‪ 14‬ص ‪.297‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن حجر (فتح الباري) جـ ‪ 14‬ص ‪.305‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن ماجه (السنن) القدمة باب (‪ )12‬رقم ‪ /175‬أبو يعلى (السند) جـ ‪ 7‬رقم ‪ /3908‬الضياء (الحاديث‬ ‫‪3‬‬

‫الختارة) جـ ‪ 7‬رقم ‪ /2394‬أحد بن حنبل (السند) جـ ‪ 3‬ص ‪ /189 ، 183‬عبد ال بن أحد (السنة) رقم‬
‫‪ /1547‬ابن أب عاصم (السنة) باب (‪ )176‬رقم ‪.945‬‬
‫() أحد بن حنبل (السند) جـ ‪ 3‬ص ‪ /197‬عبد ال بن أحد (السنة) رقم ‪ /1549 ، 1548‬أبو داود (السنن)‬ ‫‪4‬‬

‫ك السنة باب ف قتال الوارج رقم ‪ /4766‬أبو يعلى (السند) جـ ‪ 5‬رقم ‪ /2963‬ابن أب عاصم (السنة) باب‬
‫(‪ ) 176‬رق م ‪ / 940‬الاكم (الستدرك) جـ ‪ 2‬ص ‪ / 147‬الجري (الشريعة) رق م ‪ / 38‬الضياء (الحاديث‬
‫الختارة) جـ ‪ 7‬رقم ‪.2393 ،2391‬‬
‫() أحد بن حنبل (السند) جـ ‪ 3‬ص ‪ /159‬ابن منصور (السنن) جـ ‪ 2‬رقم ‪.2905‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪185‬‬
‫أخرجه المام أحمد‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬وأبو يعلى‪ ،‬والمروزي‪ ،‬والبيهقي‪،‬‬
‫والحاكم‪ ،‬واختاره الضياء)‪.(1‬‬
‫‪-‬كما روي عن أنس بن مالك عن أبي سعيد باللفظ نفسه‪ ،‬أخرجه‬
‫أحمد‪ ،‬وعنه الضياء المقدسي)‪ . (2‬ونسبه ابن حجر إلى أبي داود)‪،(3‬‬
‫والذي في المطبوع عن أنس‬
‫وأبي سعيد‪ ،‬كما نسبه إلى الطبري في "تهذيب الثار")‪.(4‬‬
‫‪ -3‬حديث المام علي بن أبي طالب‪:‬‬
‫رواه عنه المام البخاري بلفظ‪ :‬إذا حدثتكم عن رسول ال فلن‬
‫آخر من السماء أحب إلي من أن أكذب عليه‪ ،‬وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم‬
‫فإن الحرب خدعة‪ ،‬سمعت رسول ال يقول‪" :‬يأتي في آخر الزمان قوم‬
‫حدثاء السنان سفهاء الحلم‪ ،‬يقولون من خير قول البرية يمرقون من‬
‫السلم كما يمرق السهم من الرمية‪ ،‬ل يجاوز إيمانهم حناجرهم‪ ،‬فأينما‬
‫لقيتموهم فاقتلوهم‪ ،‬فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم يوم القيامة"‪.‬‬
‫ورواه البخاري أيضاً من وجهين آخرين أحدهما بدون زيادة كلم‬
‫المام علي‪ ،‬كما أخرجه أحمد من وجهين ثانيهما بدون كلم المام علي‪،‬‬
‫وأخرجه ابنه عبدال في زياداته عليه‪ ،‬وأخرجه أيضاً في "السنة" من أربع‬
‫طرق بالوجه الول الذي رواه أبوه ‪-‬أي كلفظ البخاري أعله ‪ -‬اثنتان منها‬
‫من طريقه‪ ،‬كما رواه بالوجه الثاني ‪ -‬أي بدون زيادة كلم المام علي‪ -‬من‬
‫طرق أربع أيضاً‪ ،‬واحدة منها من طريق أبيه المام أحمد‪.‬‬
‫وأخرجه مسلم بخمسة أسانيد‪ ،‬وأبو داود الطيالسي بزيادة "كان علي‬
‫يخرج إلى السوق ويقول‪ :‬صدق ال ورسوله‪ ،‬فقيل له‪ :‬ما قولك‪ :‬صدق ال‬
‫ورسوله‪ ،‬فقال‪ :‬صدق ال ورسوله‪ ،‬إذا حدثتكم‪ ...‬الخ‪ ،‬ورواه عبدالرزاق‪،‬‬
‫وأبو داود السجستاني‪ ،‬والنسائي في "الصغرى" وفي "الكبرى"‬
‫و"الخصائص" من ثلثة أوجه في الخيرين‪ ،‬ورواه البزار‪ ،‬وأبو يعلى من‬
‫وجهين‪ ،‬وابن حبان‪ ،‬والطبراني في "الوسط" و"الصغير"‪ ،‬وابن أبي‬
‫عاصم من وجهين‪ ،‬وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"‪ ،‬وابن المنذر في‬

‫() أحد بن حنبل (السند) جـ ‪ 3‬ص ‪ /224‬أبو داود (السنن) ك السنة باب ف قتال الوارج رقم ‪ /4765‬أبو‬ ‫‪1‬‬

‫يعلى (السند) جـ ‪ 5‬رقم ‪ /3117‬الروزي (السنة) رقم ‪ /52‬البيهقي (السنن الكبى) جـ ‪ 8‬رقم ‪/16703‬‬
‫الاكم (الستدرك) جـ ‪ 2‬ص ‪ /148‬الضياء (الحاديث الختارة) جـ ‪ 7‬رقم ‪.2392‬‬
‫() أحد بن حنبل (السند) جـ ‪ 3‬ص ‪.224‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن حجر (فتح الباري) جـ ‪ 14‬ص ‪.300‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن حجر (فتح الباري) جـ ‪ 14‬ص ‪.300‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪186‬‬
‫"القناع"‪ ،‬والبيهقي في "السنن الكبرى" من وجهين وفي "معرفة السنن‬
‫والثار")‪.(1‬‬
‫‪ -4‬حديث عبدال بن عمر بن الخطاب‪ ،‬وله ألفاظ‪:‬‬
‫اللفظ الول‪ :‬رواه البخاري عن عبدال بن عمر وذكر الحرورية‪،‬‬
‫فقال‪ :‬قال النبي ‪" :‬يمرقون من السلم مروق السهم من الرمية")‪،(2‬‬
‫ورواه الطبراني باللفظ نفسه)‪.(3‬‬
‫اللفظـ ـالثاني‪ :‬رواه ابن ماجه عنه مرفوعاً‪" :‬ينشأ نشء يقرأون‬
‫القرآن ل يجاوز تراقيهم‪ ،‬كلما خرج قرن قطع" ‪ -‬قال ابن عمر‪ :‬سمعت‬
‫رسول ال يقول‪" :‬كلما خرج قرن قطع" أكثر من عشرين مرة‪" -‬حتى‬
‫يخرج في عراضهم الدجال")‪.(4‬‬
‫اللفظـ ـالثالث‪ :‬عند أحمد عن شهر بن حوشب‪ :‬سمعت عبدال بن‬
‫عمر يقول )وذكر له عدة أحاديث منها(‪ :‬ولقد سمعت رسول ال يقول‪:‬‬
‫"يخرج من أمتي قوم يسيئون العمال يقرأون القرآن ل يجاوز حناجرهم"‬
‫قال يزيد )أحد الرواة(‪ :‬ل أعلمه إل قال‪" :‬يحقر أحدكم عمله مع عملهم‬
‫يقتلون أهل السلم‪ ،‬فإذا خرجوا فاقتلوهم ثم إذا خرجوا فاقتلوهم‪ ،‬فطوبى‬
‫لمن قتلهم وطوبى لمن قتلوه‪ ،‬كلما طلع منهم قرن قطعه ال عز وجل"‬
‫فردد ذلك رسول ال عشرين مرة أو أكثر وأنا أسمع)‪.(5‬‬
‫() البخاري (الصحيح) ك النبياء باب (‪ )25‬رقم ‪ ،3611‬ك فضائل القرآن باب (‪)36‬رقم ‪ ،5057‬له استتابة‬ ‫‪1‬‬

‫الرتدين باب (‪ )6‬رقم ‪ /6930‬أحد بن حنبل (السند) جـ ‪ 1‬ص ‪ /156 ، 131‬عبد ال بن أحد (السنة) رقم‬
‫‪ / 1492-1486 ، 1479‬مسلم(الصحيح) ك الزكاة باب (‪ )48‬رقم ‪ / 1066‬الطيالسي (السند) رقم ‪/ 168‬‬
‫عبدالرزاق (الصنف) جـ ‪ 10‬رقم ‪ / 18677‬أبو داود (السنن) ك السنة باب ف قتال الوارج رقم ‪/4677‬‬
‫النسائي (السنن الصغرى) ك ‪ 37‬باب من شهر سيفه ث وضعه ف الناس رقم ‪( ، 4102‬الصائص) ص ‪،55‬‬
‫(السنن الكبى) ك= =الصائص باب (‪ ) 59‬رق م ‪( ، 8565 ، 8564‬الصائص) ص ‪ / 55‬اليثمي (كشف‬
‫الستار) ك أهل البغي باب فيمن يقاتلهم رقم ‪ /1858‬أبو يعلى (السند) جـ ‪ 1‬رقم ‪ / 324 ، 261‬ابن حبان‬

‫عما يكون ف أمته من الفت والوادث‪ ،‬ذكر المر بقتال الرورية رقم ‪/67399‬‬ ‫(الصحيح) باب إخباره‬
‫الطبان (العجم الوسط) جـ ‪ 6‬رقم ‪( ، 6142‬العجم الصغي) رقم ‪ / 1051‬ابن أب عاصم (السنة) باب (‬
‫‪ )176‬رقم ‪ /914 ،911‬البغوي‪ ،‬أبو القاسم (العديات) جـ ‪ 2‬رقم ‪ /2607‬ابن النذر (القناع) ك قتال أهل‬
‫البغي ‪ / 229‬البيهقي (السنن الكبى) جـ ‪ 8‬رقم ‪( ، 16698 ، 16697‬معرفة السنن والثار) جـ ‪ 12‬رقم‬
‫‪.6534 ،6533‬‬
‫() البخاري (الصحيح) ك استتابة الرتدين باب (‪ )6‬رقم ‪.6932‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الطبان (العجم الكبي) جـ ‪12‬رقم ‪.13349‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن ماجه (السنن) القدمة باب (‪ )12‬رقم ‪.174‬‬ ‫‪4‬‬

‫() أحد بن حنبل (السند) جـ ‪2‬ص ‪.84‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪187‬‬
‫هذا وقد نسبه ابن حجر إلى محمد بن إسحاق عن ابن عمر)‪ ، (1‬كما‬
‫نسبه إلى الطبري في "تهذيب الثار" قال‪ :‬ولفظه "أتى ذو الخويصرة‬
‫التميمي رسول ال وهو يقسم الغنائم بحنين…"‪ ،‬قال‪ :‬ووقع في رواية‬
‫عقبة بن وساج عن عبدال بن عمر مايؤيد هذه الزيادة)‪.(2‬‬
‫‪ -5‬حديث عبدال بن عباس‪:‬‬
‫اللفظ الول‪" :‬ليقرأن القرآن ناس من أمتي يمرقون من السلم كما‬
‫يمرق السهم من الرمية"‪.‬‬
‫أخرجه ابن أبي شيبة‪ ،‬وعنه كل من المام أحمد وابنه في زوائده‬
‫على المسند وابن ماجه من أحد وجهيه وأبي يعلى)‪.(3‬‬
‫اللفظ الثاني‪ :‬أخرجه أبو داود الطيالسي‪ ":‬يخرج من قبل المشرق‬
‫قوم يقرأون القرآن ليجاوز تراقيهم‪ ،‬يمرقون من الدين‪ -‬أو قال‪ :‬من‬
‫السلم‪ -‬كما يمرق السهم من الرمية")‪.(4‬‬
‫‪ -6‬حديث جابر بن عبدال‪:‬‬
‫بالجعرانة‬ ‫اللفظ الول‪ :‬عن جابر بن عبدال قال‪ :‬كان رسول ال‬
‫وهو يقسم التبر والغنائم‪ ،‬وهو في حجر بلل‪ ،‬فقال رجل‪ :‬اعدل يامحمد‬
‫فإنك لم تعدل‪ ،‬فقال‪" :‬ويلك‪ ،‬ومن يعدل بع دي إذا لم أع دل؟" فق ال‬
‫عم ر‪ :‬دعن ي يا رسول ال حتى أضرب عنق هذا المن افق‪ ،‬فق ال‬
‫رس ول ال ‪" :‬إن هذا في أصحاب أو أصيحاب له‪ ،‬يقرأون القرآن ل‬
‫يجاوز تراقيهم‪ ،‬يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية"‪.‬‬
‫أخرجه ابن ماجه ‪ -‬واللفظ له ‪ -‬وابن أبي شيبة باختصار‪ ،‬وسعيد بن‬
‫منصور‪،‬‬

‫والجري من أوجه ثلثة)‪.(5‬‬

‫() ابن حجر (فتح الباري) جـ ‪ 14‬ص ‪.296‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن حجر (فتح الباري) جـ ‪ 14‬ص ‪.305‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن أب شيبة (الصنف) جـ ‪15‬رقم ‪ /19765‬أحد بن حنبل (السند) جـ ‪ 1‬ص ‪ /256 ، 255‬ابن ماجه‬ ‫‪3‬‬

‫(السنن) القدمة باب (‪ )12‬رقم ‪ /171‬أبو يعلى (السند) جـ ‪ 4‬رقم ‪.2354‬‬


‫() الطيالسي (السند) رقم ‪.2687‬‬ ‫‪4‬‬

‫( ) ابن ماجه (السنن) القدمة باب (‪ ) 12‬رق م ‪ / 172‬ابن أب شيبة (الصنف) جـ ‪ 15‬رق م ‪ / 19764‬ابن‬ ‫‪5‬‬

‫منصور (السنن) جـ ‪ 2‬رقم ‪ /2902‬الجري (الشريعة) باب (‪ )6‬رقم ‪.36-34‬‬


‫‪188‬‬
‫اللفظ الثاني‪ :‬بنفس اللفظ الول بزيادة "معاذ ال أن يتحدث الناس‬
‫أني أقتل أصحابي‪ ،‬إن هذا وأصحابه يقرأون القرآن‪...‬الخ"‪.‬‬
‫رواه المام أحمد من أوجه ثلثة‪ ،‬ومسلم من أوجه ثلثة أيضاً‪ ،‬وابن‬
‫أبي عاصم بتقديم وتأخير‪ ،‬والطبراني في "الكبير" و"الوسط")‪.(1‬‬
‫‪ -7‬حديث عبدال بن مسعود‪:‬‬
‫اللفظ الول‪" :‬يخرج قوم في آخر الزمان سفهاء الحلم أحداث ‪-‬أو‬
‫قال‪ :‬حدثاء‪ -‬السنان‪ ،‬يقولون من خير قول الناس‪ ،‬يقرأون القرآن بألسنتهم‬
‫ل يعدو تراقيهم‪ ،‬يمرقون من السلم كما يمرق السهم من الرمية‪ ،‬فمن‬
‫أدركهم فليقتلهم‪ ،‬فإن في قتلهم أجراً عظيماً عند ال لمن قتلهم"‪.‬‬
‫أخرجه المام أحمد ‪ -‬واللفظ له ‪ -‬وابن أبي شيبة‪ ،‬وعنه ابن ماجه‪،‬‬
‫وأخرجه والترمذي‪ ،‬وأبو يعلى‪ ،‬والجري)‪.(2‬‬
‫اللفظ الثاني‪ :‬أخرجه ابن أبي شيبة عن عمرو بن سلمة قال‪ :‬كنا‬
‫جلوساً عند باب عبدال ننتظر أن يخرج إلينا فخرج‪ ،‬فقال‪ :‬إن رسول ال‬
‫حدثنا أن قوماً يقرأون القرآن ل يجاوز تراقيهم يمرقون من السلم كما‬
‫يمرق السهم من الرمية"‪ ،‬وايم ال ل أدري لعل أكثرهم منكم‪ .‬قال‪ :‬فقال‬
‫عمرو بن سلمة‪ :‬فرأينا عامة أولئك يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج)‪.(3‬‬
‫وأخرجه عنه محمد بن وضاح بدون زيادة "وايم ال ل أدري‪...‬‬
‫الخ")‪.(4‬‬
‫اللفظ الثالث‪ :‬أخرج أبو يعلى جزءاً منه في حادثة نصها‪ :‬عن شقيق‬
‫بن سلمة قال‪ :‬جاء رجل إلى عبدال فقال‪ :‬يا أبا عبدالرحمن‪ ،‬كيف تقرأ هذه‬
‫الية‪ :‬من ماء غير آسن‪ ‬ـ؟)‪ (5‬قال‪ :‬فقال له عبدال‪ :‬كل القرآن قد أحصيت‬
‫غير هذا ؟ قال‪ :‬إني لقرأ المفصل في ركعة‪ ،‬فقال له عبدال‪ :‬هذّا كهذّ‬
‫الشعر؟! إن مِنْ أحسنِ الصلة الركوعَ والسجودَ‪ ،‬وليقرأن القرآن أقوام ل‬
‫( ) أحد بن حنبل (السند) جـ ‪ 3‬ص ‪ / 354 ، 353‬مسلم (الصحيح) ك الزكاة باب (‪ /)47‬ابن أب عاصم‬ ‫‪1‬‬

‫(السنة) باب (‪ ) 176‬رق م ‪ / 943‬الطبان (العجم الكبي) جـ ‪ 2‬رقم ‪( ، 53‬العجم الوسط) جـ ‪ 9‬رقم‬
‫‪.9060‬‬
‫() أحد بن حنبل (السند) جـ ‪ 1‬ص ‪ /404‬ابن أب شيبة (الصنف) جـ ‪ 15‬رقم ‪ /19729‬ابن ماجه (السنن)‬ ‫‪2‬‬

‫القدمة باب (‪ )12‬رقم ‪ /168‬الترمذي (الامع) ك الفت باب (‪ )24‬رقم ‪ /2195‬أبو يعلى (السند) جـ ‪ 9‬رقم‬
‫‪ /5402‬الجري (الشريعة) رقم ‪.56‬‬
‫() ابن أب شيبة (الصنف) جـ ‪ 15‬رقم ‪.19736‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن وضاح (كتاب فيه ما جاء ف البدع) رقم ‪.278‬‬ ‫‪4‬‬

‫() سورة ممد آية ‪.15‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪189‬‬
‫يجاوز تراقيهم‪ ،‬ولكنه إذا قرئ فرسخ في القلب نفع‪ ،‬إني لعرف النظائر‬
‫التي كان رسول ال يقرأ في كل ركعة‪ ،‬ثم قام فدخل عليه علقمة ثم قال‪:‬‬
‫سله لنا عن النظائر التي كان رسول ال يقرأ بها‪ .‬قال‪ :‬ثم خرج إلينا‬
‫فقال‪ :‬عشرون سورة من المفصل من تأليف عبدال)‪.(1‬‬
‫‪ -8‬حديث أبي ذر جندب جنادة ورافع بن عمرو الغفاريين‪:‬‬
‫اللفظـ ـالول‪ :‬عن عبدال بن الصامت عن أبي ذر مرفوعاً‪" :‬إن‬
‫بعدي من أمتي‪ ،‬أو‪ :‬سيكون بعدي من أمتي قوم يقرأون القرآن ل يجاوز‬
‫حلقيمهم‪ ،‬يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرميّة‪ ،‬ثم ل يعودون‬
‫فيه‪ ،‬هم شر الخلق والخليقة"‪ ،‬فقال ابن الصامت‪ :‬فلقيت رافع بن عمرو‬
‫الغفاري أخا الحكم الغفاري‪ ،‬قلت‪ :‬ما حديث سمعته من أبي ذر كذا وكذا‪،‬‬
‫فذكرت له هذا الحديث‪ ،‬فقال‪ :‬وأنا سمعته من رسول ال ‪.‬‬
‫رواه المام مسلم ‪ -‬واللفظ له ‪ -‬وأحمد‪ ،‬وابن أبي شيبة‪ ،‬وعنه ابن‬
‫ماجه‪ ،‬ورواه الدارمي‪ ،‬والطبراني من وجهين‪ ،‬وابن المنذر في "القناع"‪،‬‬
‫وابن أبي عاصم من وجهين أحدهما في "السنة" والثاني فيه وفي "الحاد‬
‫والمثاني"‪ ،‬ورواه أيضاً الللكائي)‪.(2‬‬
‫وقد روي باللفظ نفسه عن أبي ذر فقط‪ ،‬أي بدون زيادة عبدال بن‬
‫الصامت في عرضه حديث أبي ذر على رافع بن عمرو‪.‬‬
‫رواه كل من المام أحمد‪ ،‬وأبي داود الطيالسي‪ ،‬بزيادة "سيماهم‬
‫التحليق" عندهما‪ ،‬كما رواه ابن حبان)‪.(3‬‬
‫اللفظ الثاني‪ :‬رواه أبو داود الطيالسي عن عبدال بن الصامت قال‪:‬‬
‫لما قدم أبو ذر على عثمان من الشام قال‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬أتحسب أني‬
‫من قوم وال ما أنا منهم ول أدركهم‪ ،‬يقرأون القرآن ل يجاوز تراقيهم‬
‫يمرقون من السلم كما يمرق السهم من الرمية‪ ،‬ل يرجعون إليه حتى‬
‫يرجع السهم على فوقه سيماهم التحليق‪ ،‬وال لو أمرتني أن أقوم ما قعدت‬

‫() أبو يعلى (السند) جـ ‪ 9‬رقم ‪.5222‬‬ ‫‪1‬‬

‫() مسلم (الصحيح) ك الزكاة باب (‪ )49‬رقم ‪ / 1067‬أحد بن حنبل (السند) جـ ‪ 5‬ص ‪ / 31‬ابن أب شيبة‬ ‫‪2‬‬

‫(الصنف ) جـ ‪15‬رقم ‪/19735‬اب ن ماجه(السنن)القدم ة باب(‪)12‬رقم ‪/170‬الدارمي(السنن) ك الها د باب(‬


‫‪)39‬رقم ‪ / 2344‬الطبان(العجم الكبي)جـ ‪5‬رق م ‪ / 4461‬ابن النذر (القناع) رق م ‪ / 230‬ابن أب عاصم‬
‫(السنة) باب(‪)176‬رقم ‪( ،921،921‬الحاد والثان) جـ ‪ 2‬رقم ‪ /1019‬الللكائي (شرح أصول اعتقاد أهل‬
‫السنة) رقم ‪.2309‬‬
‫() أحد بن حنبل (السند) جـ ‪ 5‬ص ‪ /176‬الطيالسي (السند) رقم ‪ /448‬ابن حبان (الصحيح) ك التاريخ باب‬ ‫‪3‬‬

‫(‪ )10‬رقم ‪.6738‬‬


‫‪190‬‬
‫ما ملكتني رجلي‪ ،‬ولو وثقتني بعرجون في قدمي ما حللته حتى تكون أنت‬
‫الذي تحلني)‪.(1‬‬
‫‪ -9‬حديث سهل بن حنيف‪:‬‬
‫اللفظ الول‪ :‬عن ُيسَيْر بن عمرو قال‪ :‬قلت لسهل بن حُنيف‪ :‬هل‬
‫سمعت النبي يقول في الخوارج شيئاً ؟ قال‪ :‬سمعته يقول – وأهوى بيده‬
‫قِبَل العراق ‪" :-‬يخرج منه قوم يقرأون القرآن ل يجاوز تراقيهم يمرقون‬
‫من السلم مروق السهم من الرمية"‪.‬‬
‫أخرجه البخاري ‪ -‬وهذا لفظه ‪ -‬وابن أبي شيبة‪ ،‬ومسلم من وجهين‬
‫أحدهما عن ابن أبي شيبة‪ ،‬وأخرجه ابن أبي عاصم)‪.(2‬‬
‫اللفظ الثاني‪ :‬باللفظ السابق لكن في أوله‪ :‬أحدثك ما سمعت ل أزيدك‬
‫عليه‪ ،‬وفي آخره قلت )أي يسير بن عمرو( هل ذَكر لهم علمة ؟ قال‪ :‬هذا‬
‫ما سمعت ل أزيدك عليه‪.‬‬
‫رواه المام أحمد‪ ،‬وعنه ابن عبدال في "السنة")‪ ،(3‬وعزاه ابن حجر‬
‫إلى صحيح أبي عَوانة)‪.(4‬‬
‫اللفظ الثالث‪ :‬رواه كل من المام مسلم‪ ،‬وابن أبي عاصم بلفظ‪" :‬يتيه‬
‫قوم قبل المشرق محلقة رؤوسهم")‪.(5‬‬
‫‪ -10‬حديث عقبة بن عامر الجهني‪:‬‬
‫ولفظه عن عبدالملك بن مُليل السُليحي قال‪ :‬كنت مع عقبة بن عامر‬
‫جالساً قريباً من المنبر يوم الجمعة‪ ،‬فخرج محمد بن أبي حذيفة فاستوى‬
‫على المنبر فخطب الناس ثم قرأ عليهم سورة من القرآن‪ ،‬قال‪ :‬وكان من‬
‫أَقرإِ الناس‪ ،‬قال‪ :‬فقال عقبة بن عامر‪ :‬صدق ال ورسوله‪ ،‬إني سمعت‬
‫رسول ال يقول‪" :‬ليقرأن القرآن رجال ل يجاوز تراقيهم‪ ،‬يمرقون من‬
‫الدين كما يمرق السهم من الرمية"‪.‬‬

‫()الطيالسي (السند) رقم ‪.451‬‬ ‫‪1‬‬

‫( ) البخاري (الصحيح) ك استتابة الرتدين باب (‪ ) 7‬رق م ‪ / 6934‬ابن أب شيبة (الصنف) جـ ‪ 15‬رقم‬ ‫‪2‬‬

‫‪/19728‬مسلم (الصحيح) ك الزكاة باب (‪ )49‬رقم ‪ /1068‬ابن أب عاصم (السنة) باب (‪ )176‬رقم ‪.908‬‬
‫() أحد بن حنبل (السند) جـ ‪ 3‬ص ‪ /486‬عبد ال بن أحد (السنة) رقم ‪.1508‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن حجر (فتح الباري) جـ ‪ 14‬ص ‪ ،310‬ول أجده ف الجزاء الطبوعة من مسند أب عوانة‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫() مسلم (الصحيح) ك الزكاة باب (‪ )49‬رقم ‪ /1068‬ابن أب عاصم (السنة) باب (‪ )176‬رقم ‪.909‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪191‬‬
‫رواه المام أحمد‪ ،‬والطبراني)‪ ،(1‬وعزاه ابن حجر في "الصابة"‬
‫إلى يعقوب بن سفيان بنفس الطريق وفي آخره‪ :‬فسمعه ابن أبي حذيفة فقال‪:‬‬
‫إن كنت صادقاً إنك لمنهم)‪.(2‬‬
‫‪ -11‬حديث أبي برزة نضلة بن عبيد السلمي‪:‬‬
‫عن شريك بن شهاب قال‪ :‬كنت أتمنى أن ألقى رجلً من أصحاب‬
‫النبي يحدثني عن الخوارج‪ ،‬فلقيت أبابرزة في يوم عرفة في نفر من‬
‫أصحابه‪ ،‬فقلت‪ :‬يا أبا برزة حدثنا بشيء سمعته من رسول ال يقوله في‬
‫الخوارج‪ ،‬فقال‪ :‬أحدثك بما سمعت أذني ورأت عيناي‪ ،‬أُتيَ رسول ال‬
‫بدنانير فكان يقسمها‪ ،‬وعنده رجل أسود مطموم الشعرعليه ثوبان أبيضان‬
‫فأتاه من قبل وجهه فلم‬ ‫بين عينيه أثر السجود‪ ،‬فتعرض لرسول ال‬
‫يعطه شيئاً‪ ،‬ثم أتاه من خلفه فلم يعطه شيئاً‪ ،‬فقال‪ :‬وال يا محمد ما عدلت‬
‫منذ اليوم في القسمة‪ ،‬فغضب رسول ال غضباً شديداً ثم قال‪" :‬وال ل‬
‫تجدون بعدي أحداً أعدل عليكم مني" قالها ثلثاً‪ ،‬ثم قال‪" :‬يخرج من قبل‬
‫المشرق رجال كأن هذا منهم‪ ،‬هديهم هكذا‪ :‬يقرأون القرآن ل يجاوز‬
‫تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ل يرجعون إليه"‬
‫ووضع يده على صدره "سيماهم التحليق‪ ،‬ل يزالون يخرجون حتى يخرج‬
‫آخرهم‪ ،‬فإذا رأيتموهم فاقتلوهم" قالها ثلثاً "شر الخلق والخليقة" قالها‬
‫ثلثاً‪ .‬وقد قال حمّاد‪ :‬ل يرجعون فيه‪.‬‬
‫أخرجه المام أحمد ‪ -‬واللفظ له ‪ -‬من وجهين‪ ،‬وابن أبي شيبة‪ ،‬وأبو‬
‫داود الطيالسي‪ ،‬وعنه النسائي‪ ،‬ورواه الحاكم)‪.(3‬‬
‫‪ -12‬حديث أبي بَكرة نُ َفيْع بن الحارث‪:‬‬
‫بدنانير فجعل‬ ‫اللفظ الول‪ :‬عن أبي بَكرة قال‪ :‬أتي رسول ال‬
‫يقبض قبضة ثم ينظر عن يمينه كأنه يؤامر أحداً ثم يعطي‪ ،‬ورجل أسود‬
‫مطموم عليه ثوبان أبيضان بين عينيه أثر السجود‪ ،‬فقال‪ :‬ما عدلت في‬
‫القسمة‪ ،‬فغضب رسول ال وقال‪" :‬من يعدل عليكم بعدي ؟" قالوا‪ :‬يا‬
‫رسول ال‪ ،‬أل نقتله؟ فقال‪" :‬ل"‪ ،‬ثم قال لصحابه‪" :‬هذا وأصحابه يمرقون‬
‫من الدين كما يمرق السهم من الرمية‪ ،‬ل يتعلقون من السلم بشيء"‪.‬‬

‫() أحد بن حنبل (السند) جـ ‪ 4‬ص ‪ /145‬الطبان (العجم الكبي) جـ ‪ 17‬رقم ‪.898‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن حجر (الصابة) جـ ‪ 6‬ص ‪ 12‬رقم ‪.7772‬‬ ‫‪2‬‬

‫() أحد بن حنبـل (السند) جـ ‪ 4‬ص ‪ /425 ، 424 ، 421‬ابن أب شيبة (الصنف) جـ ‪ 15‬رقم ‪/19763‬‬ ‫‪3‬‬

‫الطيالسي (السند) رقم ‪ / 923‬النسائي (السنن الصغرى) ك تري الدم‪ ،‬باب من شهر سيفه ث وضعه ف الناس‬
‫رقم ‪ /4103‬الاكم (الستدرك) جـ ‪ 2‬ص ‪.146‬‬
‫‪192‬‬
‫رواه المام أحمد من ثلثة أوجه‪ ،‬وعنه ابنه عبدال في "السنة" من‬
‫وجهين منها‪ ،‬ورواه ابن أبي عاصم‪ ،‬والبزّار‪ ،‬والحاكم بإسنادين)‪ ،(1‬وعزاه‬
‫ابن حجر إلى الطبري من طريق بلل بن ُب ْقطُر عن أبي بَكرة)‪ ،(2‬وهي هذه‬
‫الطريق‪.‬‬
‫اللفظ الثاني‪ :‬عن عثمان الشحّام‪ :‬حدثنا مسلم بن أبي بَكرةَ وسألته‪:‬‬
‫هل سمعت في الخوارج من شيء؟ قال‪ :‬سمعت والدي أبا بَكرةَ يقول عن‬
‫أنه قال‪" :‬سيخرج من أمتي أقوام أشداء أحِدّاء ذَلقةٌ ألسنتهم‬ ‫نبي ال‬
‫بالقرآن‪ ،‬ل يجاوز إيمانهم تراقيهم‪ ،‬فإذا رأيتموهم فأنيموهم فالمأجور من‬
‫قتلهم"‪.‬‬
‫رواه الحارث بن أبي أسامة‪ ،‬وعنه البيهقي في "معرفة السنن والثار"‪،‬‬
‫)‪(3‬‬
‫ورواه ابن أبي عاصم من وجهين‬
‫‪ -13‬حديث أبي أمامة صُ َديّ بن عَجْلن الباهلي‪:‬‬
‫اللفظـ ـالول‪ :‬حديث شَهر بن حَوْشَب قال‪ :‬كنت بدمشق فجاؤوا‬
‫برؤوس فوضعوها على دَرج مسجد دمشق‪ ،‬فرأيت أبا أمامة يبكي فقلت‬
‫يقول‪" :‬إنه‬ ‫له‪ :‬ما يبكيك يا أبا أمامة ؟ قال‪ :‬إني سمعت رسول ال‬
‫سيكون في أمتي ناس يقرأون القرآن ل يتجاوز تراقيهم ينثرونه كما ُينْ َت َثرُ‬
‫ال َدقَل‪ ،‬يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم ل يعودون فيه‬
‫شرّ قتلى تحت السماء‪ ،‬طوبى لمن قتلهم‬ ‫حتى يعود السهم على فُوقِه‪َ ،‬‬
‫وقتلوه"‪ ،‬رواه الطبراني)‪.(4‬‬
‫اللفظ الثاني‪ :‬عن أبي أمامة مرفوعاً‪" :‬تخرجون من السلم كما‬
‫يخرج السهم من الرمية‪ ،‬ل ترجعون فيه حتى يرجع السهم على فوقه‪،‬‬
‫كلب النار" رواه الطبراني‪ ،‬والجري)‪.(5‬‬
‫حيْمي‪ :‬قال‪ :‬بينا نحن عند رسول‬ ‫‪ -14‬حديث طلق بن علي الحنفي السّ َ‬
‫ال فقال لنا‪" :‬يوشك أن يجيء قوم يقرأون القرآن‪ ،‬ل يجاوز تراقيبهم‬
‫() أحد بن حنبل (السند) جـ ‪ 5‬ص ‪ / 44 ، 42 ، 36‬عبد ال بن أحد (السنة) ح ‪ / 1521 ، 1519‬ابن أب‬ ‫‪1‬‬

‫عاصم (السنة) باب (‪ )176‬رقم ‪ /927‬الاكم (الستدرك) جـ ‪ 2‬ص ‪ /146‬اليثمي (كشف الستار) ك أهل‬
‫البغي= =باب فيمن يقاتلهم رقم ‪.1859‬‬
‫() ابن حجر (فتح الباري) جـ ‪ 14‬ص ‪.296‬‬ ‫‪2‬‬

‫() اليثمي (بغية الباحث) رقم ‪ /702‬البيهقي (معرفة السنن) جـ ‪ 12‬رقم ‪ /16532‬ابن أب عاصم (السنة) باب‬ ‫‪3‬‬

‫(‪ )176‬رقم ‪.937 ،936‬‬


‫() الطبان (العجم الكبي) جـ ‪ 8‬رقم ‪.7553‬‬ ‫‪4‬‬

‫() الطبان (العجم الكبي) جـ ‪ 8‬رقم ‪ /8045‬الجري (الشريعة) رقم ‪.57‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪193‬‬
‫يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية‪ ،‬طوبى لمن قتلهم وقتلوه" ثم‬
‫التفت إلي فقال‪" :‬أما إنهم سيخرجون بأرضك ياتهامي‪ ،‬يقاتلون بين‬
‫النهار"‪ ،‬قلت‪ :‬بأبي وأمي ما بها أنهار‪ ،‬قال‪" :‬إنها ستكون"‪ .‬أخرجه‬
‫الطبراني)‪.(1‬‬
‫‪ -15‬حديث عبدال بن عمرو بن العاص‪:‬‬
‫اللفظ الول‪ :‬عن مقسم أبي القاسم مولى عبدال بن الحارث بن نوفل‬
‫قال‪ :‬خرجت أنا وتليد بن كلب الليثي حتى أتينا عبدال بن عمرو بن‬
‫العاصي وهو يطوف بالبيت معلقاً نعليه بيده‪ ،‬فقلنا له‪ :‬هل حضرت رسول‬
‫ال حين يكلمه التميمي يوم حنين؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬أقبل رجل من بني تميم‬
‫يقال له ذو الخويصرة فوقف على رسول ال وهو يعطي الناس‪ ،‬قال‪ :‬يا‬
‫محمد‪ ،‬قد رأيت ما صنعت ف ي هذا اليوم‪ ،‬فقال رسول ال ‪" :‬أجل‪،‬‬
‫فكيف رأيت؟" ق ال‪ :‬لم أرك عدلت‪ .‬فغضب رسول ال ثم قال‪" :‬ويحك‪،‬‬
‫إن لم يكن العدل عندي فعند من يكون؟!" فقال عمر بن الخطاب‪ :‬يا رسول‬
‫ال‪ ،‬أل نقتله ؟ قال‪" :‬ل‪ ،‬دعوه فإنه سيكون له شيعة يتعمقون في الدين حتى‬
‫يخرجوا منه كما يخرج السهم من الرمية‪ ،‬ينظر في النصل فل يوجد شيء‪،‬‬
‫ثم في القدح فل يوجد شيء‪ ،‬ثم في الفوق فل يوجد شيء‪ ،‬سبق الفرث‬
‫والدم"‪.‬‬
‫رواه المام أحمد‪ ،‬وعنه ابنه عبدال في "السنة"‪ ،‬ورواه ابن أبي‬
‫عاصم)‪.(2‬‬
‫اللفظ الثاني‪ :‬عن عبدال بن عمرو قال‪ :‬أتى رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله وسلم رجل وهو يقسم تمراً يوم خيبر‪ ،‬فقال‪ :‬يا محمد‪ ،‬اعدل‪،‬‬
‫قال‪" :‬ويحك‪ ،‬ومن يعدل إذا لم أعدل؟!" أو "عند من تلتمس العدل‬
‫بعدي؟!" ثم قال‪" :‬يوشك أن يأتي قوم مثل هذا يتلون كتاب ال وهم أعداؤه‪،‬‬
‫يقرأون كتاب ال محلقة رؤوسهم‪ ،‬فإذا خرجوا فاضربوا رقابهم"‪.‬‬
‫أخرجه بهذا اللفظ الحاكم‪ ،‬كما أخرجه ابن أبي عاصم‪ ،‬وفيه‪ :‬وهو‬
‫يقسم تبراً يوم حنين)‪.(3‬‬
‫اللفظ الثالث‪:‬عن عقبة بن وساج قال‪ :‬كان صاحب لي يحدثني عن‬
‫شأن الخوارج وطعنهم على أمرائهم‪ ،‬فحججت فلقيت عبدال بن عمرو‬
‫() الطبان (العجم الكبي) جـ ‪ 8‬رقم ‪.8360‬‬ ‫‪1‬‬

‫() أحد بن حنبل (السند) جـ ‪ 2‬ص ‪ /219‬عبد ال بن أحد (السنة) رقم ‪ /1504‬ابن أب عاصم (السنة) باب(‬ ‫‪2‬‬

‫‪ )176‬رقم ‪.929‬‬
‫() الاكم (الستدرك) جـ ‪ 2‬ص ‪ /145‬ابن أب عاصم (السنة) باب (‪ )176‬رقم ‪.944‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪194‬‬
‫فقلت له‪ :‬أنت من بقية أصحاب رسول ال ‪ ،‬وقد جعل ال عندك علماً‪،‬‬
‫وأناس بهذا العراق يطعنون على أمرائهم ويشهدون عليهم بالضللة‪ ،‬فقال‬
‫لي‪ :‬أولئك عليهم لعنة ال والملئكة والناس أجمعين‪ ،‬أُتي رسول ال‬
‫بقليد من ذهب وفضة فجعل يقسمها بين أصحابه‪ ،‬فقام رجل من أهل البادية‬
‫فقال‪ :‬يا محمد‪ ،‬وال لئن أمرك ال أن تعدل فم ا أراك أن تع دل‪ ،‬فق ال‪:‬‬
‫"ويحك‪ ،‬من يعدل عليه بعدي؟"‪ ،‬فلما ولّى قال‪" :‬ردوه رويداً"‪ ،‬فقال النبي‬
‫‪" :‬إن في أمتي أخاً لهذا يقرأون القرآن ل يجاوز تراقيهم كلما خرجوا‬
‫فاقتلوهم" ثلثاً‪.‬‬
‫أخرجه ابن أبي عاصم‪ ،‬والبزار)‪.(1‬‬
‫هذا وقد عزاه ابن حجر إلى الطبري في "تهذيب الثار" عن عبدال‬
‫بن عمرو)‪.(2‬‬
‫‪ -16‬حديث أبي هريرة عبدالرحمن بن صخر الدوسي‪:‬‬
‫رواه ابن أبي عاصم عن يحيى بن يزيد قال‪ :‬كنت محبوساً في‬
‫السجن أنا والفرزدق في يدي مالك بن المنذر‪ ،‬فقال الفرزدق في السجن‪ :‬يا‬
‫يحيى‪ ،‬إن كنت كاذباً فل أخرجني ال من السجن ول أنجاني من يدي مالك‬
‫‪ -‬وكان يخافه ‪ -‬إن لم أكن أتيت أبا هريرة وأبا سعيد فقلت‪ :‬إني رجل من‬
‫أهل المشرق وإن قوماً يخرجون علينا فيقتلون من قال‪ :‬ل إله إل ال‪،‬‬
‫ويأمن من سواه من الناس‪ ،‬فقال ‪ -‬وإل ل نجاني ال من السجن‪ -‬سمعنا‬
‫خليلنا يقول‪" :‬من قتلهم فله أجر شهيد‪ ،‬ومن قتلوه فله أجر شهيدين")‪.(3‬‬
‫ورواه أيضاً الطبراني في "الوسط")‪.(4‬‬
‫‪ -17‬حديث عمار بن ياسر وسعد بن أبي وقاص‪:‬‬
‫أخرجه الطبراني في "الوسط" عن عامر بن سعد بن أبي وقاص أن‬
‫عمار بن ياسر قال لسعد بن أبي وقاص‪ :‬مالك ل تخرج مع علي؟ أما‬
‫سمعت رسول ال قال‪" :‬يخرج قوم من أمتي يمرقون من الدين مروق‬
‫السهم من الرمية يقتلهم علي بن أبي طالب" ؟ قالها ثلث مرار‪ ،‬قال‪ :‬إي‬

‫() ابن أب عاصم (السنة) باب (‪ )176‬رقم ‪ /934‬اليثمي (كشف الستار) ك أهل البغي باب علمتهم وعبادتم‬ ‫‪1‬‬

‫رقم ‪.1850‬‬
‫() ابن حجر (فتح الباري) جـ ‪ 14‬ص ‪.298‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن أب عاصم (السنة) باب (‪ )176‬رقم ‪.926‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الطبان (العجم الوسط) جـ ‪ 1‬رقم ‪.904‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪195‬‬
‫وال لقد سمعته‪ ،‬ولكني أحببت العزلة حتى أجد سيفاً يقطع الكافر وينبو عن‬
‫المؤمن")‪.(1‬‬
‫كما عزاه الهيثمي)‪ (2‬إلى الطبراني في "الكبير" ولم أجده في الجزاء‬
‫المطبوعة‪.‬‬
‫‪ -18‬حديث عبد الرحمن بن عُدَيس ال َبلَوي‪:‬‬
‫أخرج الطبراني في "الوسط" عنه قال‪ :‬سمعت رسول ال يقول‪:‬‬
‫"يخرج أناس يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية‪ ،‬يُقتلون بجبل‬
‫لبنان أو بجبل‪ ،"3‬قال ابن لهيعة‪ :‬فقت ل ابن عديس بجبل لبنان أو بجبل‬
‫الجليل)‪.(4‬‬
‫‪ -19‬حديث عامر بن واثلة‪:‬‬
‫بلفظ "لما كان يوم حنين أتى رسول ال رجل مجزوز الرأس أو‬
‫محلوق الرأس‪ ،‬قال‪ :‬ما عدلت‪ ،‬قال رسول ال ‪" :‬إذا لم أعدل أنا فمن‬
‫يعدل"؟ قال‪ :‬فغفل عن الرجل فذهب فقال‪" :‬أين الرجل"؟ فطلب فلم يدرك‪،‬‬
‫فقال‪" :‬إنه سيخرج من أمتي قوم سيما هذا يمرقون من الدين كما يمرق‬
‫السهم من الرمية‪ ،‬نظر في قدحه فلم ير شيئاً‪ ،‬نظر في رصافه فلم ير شيئاً‪،‬‬
‫نظر في فوقه فلم ير شيئاً"‪.‬‬
‫رواه الضياء المقدسي في "الحاديث المختارة")‪ ،(5‬ونسبه نور الدين‬
‫الهيثمي إلى الطبراني)‪ ،(6‬أي في "الكبير"‪ ،‬وهو واضح من السند الذي‬
‫ساقه الضياء‪ ،‬إل أن الحديث لم أجده في الجزاء المطبوعة من معجم‬
‫الطبراني الكبير‪ ،‬ول هو موجود أيضاً في المعجمين "الوسط"‬
‫و"الصغير"‪ ،‬فأغلب الظن أنه في الجزاء المفقودة من المعجم الكبير‪.‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 4‬رقم ‪.3634‬‬ ‫‪1‬‬

‫() اليثمي (ممع الزوائد) جـ ‪ 6‬ص ‪.235‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ )(3‬لعل الصل‪ :‬ببل الليل‪ ،‬كما قال ابن ليعة‪.‬‬


‫() الطبان (العجم الوسط) جـ ‪ 4‬رقم ‪.3301‬‬ ‫‪4‬‬

‫() الضياء (الحاديث الختارة) جـ ‪ 8‬مسند أنس بن مالك ص ‪ 230‬رقم ‪.274‬‬ ‫‪5‬‬

‫() اليثمي (ممع الزوائد) جـ ‪ 6‬ص ‪.230‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪196‬‬
‫المبحث الثانـي‪:‬‬
‫دراسة أسانيد الديث‬

‫أولً‪ :‬حديث أبي سعيد الخدري‪:‬‬


‫‪ - 1‬رواية أبي الشعثاء جابر بن زيدـ عند المام الربيع بن حبيب باللفظ‬
‫الول بسند صحيح‪.‬‬
‫‪ -2‬رواية أبي سلمة بن عبد الرحمن‪:‬‬
‫وقد روي الحديث عنه وحده‪ ،‬وروي عنه مقروناً بعطاء بن يسار‪،‬‬
‫كما روي عن عطاء بن يسار وحده‪ .‬وروي الحديث أيضاً بزيادة ذي الثدية‬
‫)المخدج(عن أبي سلمة مقروناً مرة بالضحاك المشرقي وتارة بالضحاك‬
‫بن قيس‪ .‬وسيأتي ذكر ذلك في الفصل التي إن شاء ال تعالى‪.‬‬
‫أما رواية أبي سلمة وحده فهي باللفظ الول عن أبي سعيد عند مالك‬
‫وعنه كل من أحمد والبخاري وابن حبان والبيهقي في "شعب اليمان"‬
‫والللكائي‪ ،‬وعند أبي يعلى وابن أبي شيبة وعنه ابن ماجه‪ ،‬بأسانيد كلها‬
‫صحيحة‪ ،‬وعند أبي يعلى أيضاً بسند حسن‪.‬‬
‫فالرواية صحيحة‪.‬‬
‫‪ -3‬رواية عطاء بن يسار الهللي وحده عند ابن أبي عاصم في "السنة"‬
‫باللفظ السابع‪ ،‬وهو "ثقة فاضل صاحب مواعظ وعبادة‪ ،‬من صغار الثانية‪،‬‬
‫مات سنة أربع وتسعين‪ ،‬وقيل بعد ذلك" كما قال ابن حجر)‪ .(1‬وفيها‪:‬‬
‫‪ -‬هشام بن سعد المدني القرشي أبو عباد‪ ،‬قال عنه الذهبي‪" :‬حسن‬
‫الحديث")‪ ، (2‬وقال عنه ابن حجر في التقريب‪" :‬صدوق له أوهام‪ ،‬ورمي‬
‫عدّ هشام‬‫بالتشيع‪ ،‬من كبار السابعة‪ ،‬مات سنة ستين أو قبلها")‪ .(3‬إل أن في َ‬
‫بن سعد من أصحاب هذه المرتبة نظراً‪ ،‬فقد قدح فيه كثيرون؛‬
‫قال ابن معين‪ :‬ضعيف حديثه مختلط‪ ،‬وقال‪ :‬صالح وليس بمتروك‬
‫الحديث‪ ،‬وقال‪ :‬ليس بذاك القوي‪ ،‬وقال‪ :‬ليس بشيء)‪ ،(4‬وقال‪ :‬العجلي‪:‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 392‬رقم ‪.4605‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الذهب (الكاشف) ص ‪ 336‬رقم ‪.5964‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن حجر(التقريب) ص ‪ 572‬رقم ‪.7294‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 11‬ص ‪ 38 ،37‬رقم ‪ ،7612‬وانظر‪ :‬ابن معي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪ 195‬رقم ‪.893‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪197‬‬
‫جائز الحديث وهو حسن الحديث)‪ ،(1‬وقال أبو زرعة‪ :‬محله الصدق‪ ،‬وقال‬
‫أبو حاتم‪ :‬يكتب حديثه ول يحتج به)‪ ، (2‬وقال ابن سعد‪ :‬كان كثير الحديث‬
‫يستضعف‪ ،‬وكان متشيعاً)‪ ، (3‬وقال ابن المديني‪ :‬صالح ولم يكن بالقوي)‪،(4‬‬
‫وقال الساجي‪ :‬صدوق‪ ،‬وقال أحمد‪ :‬ليس هو محكم الحديث)‪.(5‬‬
‫فالواضح أنه مضعف‪ ،‬وكلم ابن معين فيه‪" :‬صالح وليس بمتروك‬
‫الحديث" محمول على توثيقه ديانة وتضعيفه من جهة الضبط نظراً لقوال‬
‫ابن معين الخرى فيه‪ ،‬وعليه يحمل أيضاً كلم من أثنى عليه‪ ،‬وأما كلم‬
‫العجلي‪" :‬جائز الحديث وهو حسن الحديث" فل يقوى على مناهضة كلم‬
‫سائر علماء الرجال الذين تكلموا فيه‪ ،‬ل سيما مع تساهله في التوثيق‪ ،‬إذ‬
‫هو بمن زلة من يورده ابن حبان في ثقاته ويسكت عنه)‪.(6‬‬
‫والخلصة أن هذه الطريق بهذه الرواية لينة‪ ،‬لضعف هشام بن سعد‬
‫من جهة ضبطه‪.‬‬
‫() العجلي (معرفة الثقات) جـ ‪ 2‬ص ‪ 329‬رقم ‪.1900‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن أب حات (الرح والتعديل) ج ‪ 9‬ص ‪ 61‬رقم ‪.241‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 11‬ص ‪ 37،38‬رقم ‪.7612‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن أب شيبة (السؤالت) ص ‪ 102‬رقم ‪.109‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 10‬ص ‪ 37،38‬رقم ‪.7612‬‬ ‫‪5‬‬

‫() منهج ابن حبان ف التوثيق معروف بينه ف كتابه‪ ،‬وقد عد من قبيل الثقة من ل يُجْرح‪ ،‬قال ف (الثقات) جـ‬ ‫‪6‬‬

‫‪ 1‬ص ‪" :13‬فمن ل يعلم برح فهو عدل إذا ل يبي ضده‪ ،‬إذ ل يكلف الناس من الناس معرفة ما غاب عنهم‪،‬‬
‫وإنا كلفوا الكم بالظاهر من الشياء غي الغيب عنهم"‪ .‬وهذا السلك ل يرتضه الحدثون كما هو معروف‪.‬‬
‫وقال العلمي اليمان (التنكيل) جـ ‪ 1‬ص ‪" :66،67‬فابن حبان قد يذكر ف (الثقات) من يد البخاري ساه ف‬
‫(تاريه) من القدماء‪ ،‬وإن ل يعرف ما روى ومن روى عنه‪ ،‬ولكن ابن حبان يشدد وربا تعنت فيمن وجد ف‬
‫روايته ما استنكره وإن كان الرجل معروفا مكثرا‪ ،‬والعجلي قريب منه ف توثيق الجاهيل من القدماء‪ ،‬وكذلك‬
‫ابن سعد وابن معي والنسائي وآخرون غيهم يوثقون من كان من التابعي أو أتباعهم إذا وجدوا رواية أحدهم‬
‫مستقيمة بأن يكون له فيما يروي متابع أو شاهد‪ ،‬وإن ل يرو عنه إل واحد ول يبلغهم عنه إل حديث واحد"‪.‬‬
‫وقال اللبان (الصحيحة) جـ ‪ 2‬ص ‪" : 218‬فالعجلي معروف بالتساهل ف التوثيق كابن حبان تاما‪ ،‬فتوثيقه‬
‫=‬ ‫مردود إذا خالف الئمة الوثوق بنقدهم وجرحهم"‪.‬‬
‫=وقد قام مقق كتاب "معرفة الثقات" للعجلي عبد العليم عبد العظيم البسيون بدراسة ألفاظ العجلي ف التوثيق‬
‫والتضعيف فقال جـ ‪ 1‬ص ‪" :125‬وقد تبي ل بعد دراسة تراجم كثي من الرواة أن المام العجلي كثيا ما يتفق‬
‫مع ابن حبان ف توثيق أناس ذكرهم أبو حات وغيه ف الجاهيل أو سكتوا عليه ويزم العجلي بتوثيقهم"‪.‬‬
‫وخلص إل أن ظاهرة التساهل عند العجلي فيما يتعلق بالتوثيق ‪ -‬مقارنة براتب ابن حجر‪ -‬تبز فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬إطلق "ثقة" على الصدوق فمن دونه‪.‬‬
‫‪ -2‬إطلق "ل بأس به" على من هو ضعيف‪.‬‬
‫‪ -3‬توثيق مهول الال ومن ل يرو عنه إل واحد‪.‬‬
‫انظر‪ :‬العجلي (معرفة الثقات)جـ ‪ 1‬مقدمة الحقق ص ‪.127-125‬‬
‫‪198‬‬
‫‪ - 4‬أما رواية أبي سلمة وعطاء بن يسارـ فقد رواها باللفظ الول كل‬
‫من‪:‬‬
‫أ ‪ -‬محمد بن إبراهيم التيمي بسند صحيح عند الشيخين‪.‬‬
‫ب‪ -‬عبدال بن دينار عند ابن أبي شيبة‪ ،‬وعبدال بن دينار هو العدوي‬
‫مولى ابن عمر‪،‬وهو ثقة)‪ ،(1‬لكن السناد ضعيف لن فيه موسى بن‬
‫عُبيدة الرّبَذي الراوي عن عبدال بن دينار‪ ،‬قال ابن حجر‪" :‬ضعيف‬
‫ول سيما في عبدال بن دينار‪ ،‬وكان عابداً من صغار السادسة")‪.(2‬‬
‫جـ‪ -‬محمد بن يحيى بن حيان عند ابن أبي عاصم في "الحاد‬
‫والمثاني"‪ ،‬وإسناده حسن‪.‬‬
‫فالرواية صحيحة‪ ،‬والضعيف منها يعتضد بالقوي‪.‬‬
‫‪ -5‬رواية عبد الرحمن بن أبي نعم البجلي أبي الحكم الكوفي‪:‬‬
‫ورغم الخلف فيه فقد قال ابن حجر‪" :‬صدوق‪ ،‬من الثالثة‪ ،‬مات قبل‬
‫المائة")‪ .(3‬رواها باللفظ الثاني البخاري ومسلم والنسائي وأبو داود‬
‫الطيالسي وسعيد بن منصور وأبو يعلى وعبدالرزاق وابن أبي عاصم وابن‬
‫الجوزي في "تلبيس إبليس" بأسانيد صحيحة وحسنة‪.‬‬
‫فالرواية صحيحة‪.‬‬
‫‪ - 6‬رواية عبدال ـبن الزبير عن أبي سعيدـ عند الطبراني في "الكبير"‬
‫و"الوسط"‪ ،‬باللفظ الول‪ ،‬وفيها‪:‬‬
‫‪-‬عبدال ــبنـ ـلهيعة‪،‬ـ ـوفيه كلم كثير يفيد ضعفه)‪ (4‬لخصه الحافظ في‬
‫"التقريب" فقال‪" :‬صدوق‪ ،‬من السابعة‪ ،‬خلّط بعد احتراق كتبه‪ ،‬ورواية‬
‫ابن المبارك وابن وهب أعدل من غيرهما‪ ،‬وله في مسلم بعض الشيء‬
‫مقرون مات سنة أربع وستين")‪ ،(5‬والراوي عنه هنا سعيد بن الحكم بن أبي‬
‫مريم‪ ،‬قال ابن حجر‪" :‬ثقة ثبت فقيه‪ ،‬من كبار العاشرة‪ ،‬مات سنة سبع‬
‫وثلثين")‪ ،(6‬ورواية سعيد بن الحكم عن ابن لهيعة ل يدرى أهي حال‬
‫اختلطه أم قبل ذلك‪.‬‬
‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 302‬رقم ‪.3300‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ 552‬رقم ‪.6989‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ 352‬رقم ‪.4028‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 5‬ص ‪ 335-331‬رقم ‪.3680‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 319‬رقم ‪.3563‬‬ ‫‪5‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ 235‬رقم ‪.2286‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪199‬‬
‫علوة على ذلك قال ابن حبان عن ابن لهيعة‪" :‬وكان شيخاً صالحًا‬
‫ولكنه كان يدلس عن الضعفاء قبل احتراق كتبه‪ ،‬ثم احترقت كتبه في سنة‬
‫سبعين ومائة قبل موته بأربع سنين‪ ،‬وكان أصحابنا يقولون‪ :‬إن سماع من‬
‫سمع منه قبل احتراق كتبه مثل العبادلة فسماعهم صحيح‪ ،‬ومن سمع منه‬
‫بعد احتراق كتبه فسماعه ليس بشيء")‪ . (1‬ثم قال‪" :‬قد سبرت أخبار ابن‬
‫لهيعة من رواية المتقدمين والمتأخرين فرأيت التخليط في رواية المتأخرين‬
‫عنه موجوداً وما ل أصل له من رواية المتقدمين كثيراً‪ ،‬فرجعت إلى‬
‫العتبار فرأيته كان يدلس عن أقوام ضعفى عن أقوام رآهم ابن لهيعة ثقات‬
‫فالتزقت تلك الموضوعات به")‪ .(2‬من أجل كلم ابن حبان أورد ابن حجر‬
‫ابن لهيعة في المرتبة الخامسة من المدلسين)‪ ،(3‬وهي عنده "من ضعف‬
‫بأمر آخر سوى التدليس فحديثهم مردود ولو صرحوا بالسماع‪ ،‬إل أن يوثق‬
‫من كان ضعفه يسيراً"‪ .‬غير أن ابن حجر استثنى ابن لهيعة من أن تتناوله‬
‫كل أحكام هذه المرتبة‪ ،‬وذلك في مقدمة كتابه‪ ،‬حيث قال عقب بيان هذه‬
‫المرتبة مباشرة‪" :‬كابن لهيعة")‪ ،(4‬وهذا مصير منه إلى أن ضعف ابن‬
‫لهيعة منجبر بتوثيق من وثقه‪ ،‬لذلك عده في مرتبة "صدوق" كم ا تقدم‪،‬‬
‫لكن عدم ضعفه – إن ثبت – ل ينافي كونه مدلساً‪ ،‬وتصريح ابن لهيعة‬
‫بالسماع ها هنا يسد هذه الثغرة‪ ،‬ويبقى الكلم على ضعفه نفسه‪ ،‬فإن الوهن‬
‫في حاله بيّن كما سبق‪ ،‬ورأي ابن حجر فيه مقدوح فيه بقول سبط ابن‬
‫العجمي‪" :‬والعمل على تضعيف حديثه")‪.(5‬‬
‫فالحديث من هذه الرواية فيه ضعف من أجل ابن لهيعة‪.‬‬
‫‪ -7‬روايةـ ـأبيـ ـالمتوكلـ ـعليـ ـبنـ ـداودـ ـالناجي‪ :‬عند الطبراني في‬
‫"الوسط" والحاكم باللفظ الول‪ .‬وفيها‪:‬‬
‫‪ -‬سعيد بن بشير الزدي‪ ،‬قال ابن حجر‪" :‬ضعيف‪ ،‬من الثامنة‪ ،‬مات سنة‬
‫ثمان ‪ -‬أو تسع‪ -‬وستين")‪ (6‬أي ومائة‪.‬‬

‫‪ )(1‬ابن حبان (الجروحي) جـ ‪ 2‬ص ‪.11‬‬


‫‪ )(2‬الصدر السابق جـ ‪ 2‬ص ‪.13‬‬
‫‪ )(3‬ابن حجر (تعريف أهل التقديس) ص ‪ 142‬رقم ‪.140‬‬
‫‪ )(4‬ابن حجر (تعريف أهل التقديس) ص ‪.24‬‬
‫‪ )(5‬رضا (ناية الغتباط) ص ‪ 190‬رقم ‪.58‬‬
‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 234‬رقم ‪.2276‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪200‬‬
‫‪ -‬قتادة بن دعامة السدوسي ‪ ،‬قال ابن حجر‪" :‬ثقة ثبت‪ ،‬ويقال‪ :‬ولد أكمه‪،‬‬
‫وهو رأس الطبقة الرابعة‪ ،‬مات سنة بضع عشرة")‪ ،(1‬إل أن ابن حجر عده‬
‫في المرتبة الثالثة من المدلسين)‪ ، (2‬وهي عنده "من أكثر من التدليس فلم‬
‫يحتج الئمة من أحاديثهم إل بما صرحوا فيه بالسماع‪ ،‬ومنهم من رد‬
‫حديثهم مطلقاً‪ ،‬ومنهم من قبلهم"‪ ،‬وقد عنعن ها هنا‪.‬‬
‫فالحديث بهذه الرواية ضعيف لعنعنة قتادة وضعف سعيد بن بشير‪.‬‬
‫‪ - 8‬رواية أبي الصديق بكر بن عمرو وقيل‪ :‬ابن قيس الناجي‪ ،‬قال ابن‬
‫حجر‪" :‬ثقة‪ ،‬من الثالثة مات سنة ثمان ومائة")‪ ،(3‬وقد وردت من طريقين‪:‬‬
‫أ‪ -‬قتادة عند ابن أبي عاصم باللفظ الول‪ ،‬وقد عنعن هنا هنا‪.‬‬
‫كما رواها عن قتادة سعيد دون ذكر لبيه ونسبه‪ ،‬ورواها عن سعيد‪:‬‬
‫محمد بن بكار بن بلل العاملي‪ ،‬وهو "صدوق من التاسعة‪ ،‬مات سنة ست‬
‫عشرة وله أربع وستون")‪ .(4‬أما سعيد فقد احتمل اللباني أن يكون هو سعيد‬
‫بن عبدالعزيز‪ ،‬وأن يكون سعيد بن بشير الزدي ورجحه)‪.(5‬‬
‫والواضح أن ما رجحه هو الصواب‪ ،‬بل ل احتمال لن يكون سعيد‬
‫هذا هو ابن عبدالعزيز‪ ،‬للتصريح به ‪ -‬أي ابن بشير‪ -‬في رواية أبي‬
‫المتوكل الناجي السابقة فإن فيها‪) :‬حدثنا عبدال بن الحسين‪ ،‬حدثنا محمد بن‬
‫بكار قال حدثنا سعيد بن بشير‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن أبي المتوكل(‪ .‬وقد تقدم أن‬
‫سعيد بن بشير ضعيف‪.‬‬
‫وعليه فالرواية بهذا السند ضعيفة لعنعنة قتادة وضعف سعيد‪.‬‬
‫وأما الختلف بين الروايتين‪ ،‬الولى التي تجعل قتادة رواها عن‬
‫أبي المتوكل الناجي‪ ،‬والثانية التي تجعله رواها عن أبي الصديق الناجي‬
‫فيبدو أن الثانية وهم من عبدالرحمن بن عمرو الراوي عن محمد بن بكار‬
‫عند ابن أبي عاصم‪ ،‬فإن لرواية أبي المتوكل عند الطبراني في "الوسط"‬
‫متابعة عند الحاكم من طريق سعيد بن بشيرعن قتادة عن أبي المتوكل‪.‬‬
‫ب‪ -‬عمران أبو النعمان العمي‪ :‬هكذا عند الطبراني في "الوسط"‬
‫باللفظ الثالث‪.‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ 453‬رقم ‪.5518‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن حجر (تعريف أهل التقديس) ص ‪ 102‬رقم ‪.92‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) رقم ‪.747‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ 469‬رقم ‪.5757‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن أب عاصم (السنة) تعليق اللبان ص ‪.444‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪201‬‬
‫ولم أجد من اجتمع له هذا السم والكنية والنسبة‪ .‬ويبدو أن أبا النعمان‬
‫محرف من أبي العوام‪ ،‬وأبو العوام هو عمران بن داور ال َعمّي)‪ ،(1‬قال ابن‬
‫حجر‪" :‬صدوق يهم‪ ،‬و ُرمِي برأي الخوارج‪ ،‬من السابعة‪ ،‬مات بين الستين‬
‫والسبعين")‪ . (2‬ورميه برأي الخوارج ‪ -‬مع كونه ليس قادحاً فيه ‪ -‬قد بيّن‬
‫أمره ابن حجر بأن عمران أفتى إبراهيم بن عبدال ابن الحسن لما خرج‬
‫يطلب الخلفة زمن المنصور بفتيا قتل بها رجال مع إبراهيم‪ ،‬قال ابن‬
‫حجر‪" :‬وليس هؤلء من الحرورية في شيء")‪.(3‬‬
‫فالرواية بهذا السند صحيحة‪ ،‬وأما الطريق السابقة فل ترتقي‬
‫لرجحان رواية أبي المتوكل عليها‪ .‬والنتيجة أن رواية أبي الصديق الناجي‬
‫جاءت من طريق صحيحة‪.‬‬
‫‪ -9‬رواية يزيد بن صهيب الفقير عند أحمد والدولبي باللفظ الول‪ ،‬وهي‬
‫صحيحة‪.‬‬
‫‪-10‬ـ ـروايةـ ـالوليدـ ـبنـ ـقيسـ ـبنـ ـالخرمـ ـالتجيبي عند الطبراني في‬
‫"الوسط" باللفظ السادس‪.‬‬
‫ذكره ابن حبان في "الثقات")‪ ،(4‬وقال عنه العجلي‪ :‬ثقة)‪ ،(5‬وذكره‬
‫البخاري)‪ ،(6‬وابن أبي حاتم)‪ ،(7‬وسكتا عنه‪ .‬ول يخفى ما في توثيق العجلي‬
‫وإيراد ابن حبان من يورده في كتابه "الثقات" من التساهل‪ ،‬وسكوت كل‬
‫من البخاري وابن أبي حاتم ليس مقتضياً للتوثيق)‪ .(8‬ويبدو أن كلً من‬
‫الحافظين الذهبي وابن حجر لم يكترثا بذلك كثيراً‪ ،‬فقد قال‬
‫الذهبي‪":‬وُ ّث ق")‪ ،(9‬وقال ابن حجر "مقبول‪ ،‬من الخامسة‪ ،‬مات على رأس‬
‫المائة")‪.(10‬‬

‫() تصحف ف تذيب ابن حجر الطبوع إل داود‪ ،‬وهو خطأ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 429‬رقم ‪.5154‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 8‬ص ‪ 111‬رقم ‪.5368‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن حبان (الثقات) جـ ‪ 5‬ص ‪.491‬‬ ‫‪4‬‬

‫() العجلي (معرفة الثقات) جـ ‪ 2‬ص ‪ 343‬رقم ‪.1946‬‬ ‫‪5‬‬

‫() البخاري (التاريخ الكبي) جـ ‪ 8‬ص ‪ 151‬رقم ‪.2524‬‬ ‫‪6‬‬

‫() ابن أب حات (الرح والتعديل) جـ ‪ 9‬ص ‪ 13‬رقم ‪.59‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪ )(8‬انظر للتفصيل‪ :‬اللكنوي (الرفع والتكميل)حاشية أبو غدة ص ‪/249-230‬القنوب (المام الربيع) ص ‪/72،73‬‬
‫المش‪ ،‬عدّاب (رواة الديث الذين سكت عنهم أئمة الرح والتعديل)‪.‬‬
‫() الذهب (الكاشف) جـ ‪ 2‬ص ‪ 354‬رقم ‪.6086‬‬ ‫‪9‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 583‬رقم ‪.7448‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪202‬‬
‫وعليه ففي هذه الطريق لين‪ ،‬فإن ابن حجر جعل قيد القبول لمن في‬
‫هذه المرتبة – أي مقبول ‪ -‬المتابعة)‪ ،(1‬وليس للوليد متابع بهذا اللفظ‪.‬‬
‫‪ -11‬رواية معبد بن سيرين باللفظ الثالث‪:‬‬
‫‪ -‬بطرق صحيحة عند كل من المام البخاري وأحمد وسعيد بن‬
‫منصور وأبي يعلى‪.‬‬
‫‪ -‬وبسند فيه لين عند عبدال بن أحمد في "السنة" لن فيه ـفطر بن‬
‫حماد بن واقد‪ ،‬ذكره ابن حبان في "الثقات")‪ ،(2‬ووثقه أبو زرعة‪ ،‬وقال أبو‬
‫حاتم‪ :‬ليس بالقوي)‪ ،(3‬وقال أبو داود‪ :‬تغير تغيراً شديداً‪ ،‬وقال ابن خلفون‪:‬‬
‫صدوق)‪ ،(4‬وقال الذهبي‪ُ " :‬وّث ق")‪.(5‬‬
‫لكن هذا السند يتقوى بالسانيد الخرى الصحيحة‪.‬‬
‫‪ -12‬رواية أبي نضرة المنذر بن مالك عند مسلم وأحمد وابنه عبدال في‬
‫"السنة" والنسائي في "الكبرى" و"الخصائص" باللفظ الخامس‪ ،‬وهي‬
‫صحيحة السند‪.‬‬
‫واللصة من هذه الدراسة أن لديث أب سعيد الدري اثنت عشرة رواية‪ ،‬ثان‬
‫منها صحيحة‪ ،‬وهي الت رويت من طرق هؤلء‪:‬‬
‫‪ -2‬أبو سلمة بن عبدالرحن‬ ‫‪ -1‬جابر بن زيد أبو الشعثاء‬
‫‪ -4‬عبدالرحن بن أب نعم‬ ‫‪ -3‬أبو سلمة وعطاء بن يسار‬
‫‪ -6‬ويزيد الفقي‬ ‫‪ -5‬أبو الصديق الناجي‬
‫‪ -8‬أبو نضرة‪.‬‬ ‫‪ -7‬معبد بن سيين‬
‫وأربع منها بين ضعيفة ولينة‪ ،‬وهي روايات كل من‪:‬‬
‫‪ -2‬عبدال بن الزبير‬ ‫‪ -1‬عطاء بن يسار‬
‫‪ -4‬الوليد بن قيس التجيبي‪.‬‬ ‫‪ -3‬أبو المتوكل الناجي‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪.74‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن حبان (الثقات) جـ ‪ 9‬ص ‪.14‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن أب حات (الرح والتعديل) جـ ‪ 7‬ص ‪ 90‬رقم ‪.513‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن حجر (تعجيل النفعة) ص ‪ 369‬رقم ‪.858‬‬ ‫‪4‬‬

‫() الذهب (الغن) جـ ‪ 2‬ص ‪ 108‬رقم ‪.4965‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪203‬‬
‫ثانياً‪ :‬حديث أنس بن مالك‪:‬‬
‫وله روايات‪:‬‬
‫‪ - 1‬رواية سليمان بن طرخان التيمي أبي المعتمر ‪ :‬عند أحمد وعبدال‬
‫في "السنة" وابن أبي عاصم باللفظ الول‪" ،‬قال الحافظ ابن حجر‪" :‬ثقة‬
‫عابد‪ ،‬من الرابعة‪ ،‬مات سنة ثلث وأربعين‪ ،‬وهو ابن سبع وتسعين")‪.(1‬‬
‫والرواية صحيحة‪ ،‬ول يضره أنه مدلس)‪ (2‬لتصريحه بالسماع‪.‬‬
‫‪ -2‬رواية حفص بن عمر‪ ،‬وهو ابن أخي أنس بن مالك‪ ،‬عند أحمد وسعيد‬
‫بن منصور باللفظ الثالث‪ ،‬قال عنه ابن حجر‪" :‬صدوق‪ ،‬من الرابعة")‪.(3‬‬
‫والرواية صحيحة‪.‬‬
‫‪ - 3‬رواية قتادة بن دعامة السدوسي باللفظ الثاني‪ ،‬وقد تقدم أنه مدلس‪،‬‬
‫وقد عنعن ها هنا‪.‬‬
‫وقد وردت عن قتادة من طرق ثلث‪:‬‬
‫‪-I‬عبدالرحمن بن عمرو الوزاعي‪:‬‬
‫‪ -‬عند المام أحمد‪ ،‬وابنه عبدال في "السنة" وأبي يعلى والمروزي‬
‫والضياء المقدسي بأسانيد صحيحة إلى الوزاعي‪.‬‬
‫‪ -‬عند الحاكم بسند فيه محمدـ ـبنـ ـكثيرـ ـبنـ ـأبيـ ـعطاءـ ـالمصيصي‪،‬‬
‫وهو "صدوق كثير الغلط‪ ،‬من صغار التاسعة‪ ،‬مات سنة بضع‬
‫عشرة")‪.(4‬‬
‫‪ -‬عند أبي يعلى أيضاً بسند فيه سويد بن سعيد بن سهل الهروي‪،‬‬
‫قال ابن حجر‪" :‬صدوق في نفسه إل أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من‬
‫حديثه فأفحش فيه ابن معين القول‪ ،‬من قدماء العاشرة‪ ،‬مات سنة أربعين‬
‫وله مائة سنة")‪ ،(5‬وفيه الوليد بن مسلم الدمشقي وهو "ثقة لكنه كثير‬
‫التدليس والتسوية")‪ ،(6‬وعده ابن حجر من المرتبة الرابعة من المدلسين)‪،(7‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 252‬رقم ‪.2575‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 4‬ص ‪( ،183‬التقريب) ص ‪ 66‬رقم ‪.54‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪174‬رقم ‪.1436‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 504‬رقم ‪.6251‬‬ ‫‪4‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ 260‬رقم ‪.2690‬‬ ‫‪5‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ 584‬رقم ‪.7456‬‬ ‫‪6‬‬

‫() ابن حجر (تعريف أهل التدليس) ص ‪ 134‬رقم ‪.127‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪204‬‬
‫وهي عنده "من اتفق على أنه ل يحتج بشيء من حديثهم إل بما صرحوا‬
‫فيه بالسماع لكثرة تدليسهم على الضعفاء والمجاهيل"‪ ،‬وقد عنعن هاهنا في‬
‫سائر الطبقات التي بعده‪.‬‬
‫‪ -‬عند الجري بسند ضعيف‪ ،‬فيه أبوـ ـيوسفـ ـيزيدـ ـبنـ ـيوسف‬
‫الرحبي‪ ،‬وهو "ضعيف‪ ،‬من التاسعة" كما قال الحافظ)‪.(1‬‬
‫وهذه الطرق يقوي بعضها بعضاً ل سيما أن فيها الصحيح‪ ،‬فتكون‬
‫طريق الوزاعي إلى قتادة صحيحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬معمر بن راشد الزدي‪:‬‬
‫قال عنه ابن حجر‪" :‬ثقة ثبت فاضل إل أن في روايته عن ثابت‬
‫والعمش وهشام ابن عروة شيئاً‪ ،‬وكذا فيما حدّث به بالبصرة‪ ،‬من كبار‬
‫السابعة‪ ،‬مات سنة أربع وخمسين‪ ،‬وهو ابن ثمان وخمسين سنة")‪.(2‬‬
‫وقال ابن معين‪" :‬إذا حدثك معمر عن العراقيين فخالفه إل عن‬
‫الزهري وابن طاووس فإن حديثه عنهما مستقيم‪ ،‬فأما أهل الكوفة وأهل‬
‫البصرة فل")‪ .(3‬وروايته هنا عن قتادة وهو بصري كما هو معروف‪.‬‬
‫‪ -‬ورواه عن معمر أحمد وعنه ابنه في "السنة"‪ ،‬كما رواه ابن ماجه‬
‫والحاكم والضياء بأسانيد صحيحة إليه‪.‬‬
‫ج ‪ -‬سعيد بن بشير الزدي عند ابن أبي عاصم‪ ،‬وسعيد ضعيف كما‬
‫تقدم‪.‬‬
‫غير أن ضعف معمر في قتادة وضعف سعيد بن بشير منجبران‬
‫بمتابعة الوزاعي لهما بالطرق الصحيحة إليه‪ ،‬لكن تبقى الرواية ضعيفة‬
‫لعنعنة قتادة‪.‬‬
‫د – سليمان التيمي عن قتادة عن أنس عند الضياء المقدسي‪:‬‬
‫وهذا يستلزم أن يكون سليمان التيمي رواها عن قتادة عن أنس تارة‪،‬‬
‫وأخرى عن أنس مباشرة‪ .‬وقد مضى في رواية سليمان التيمي عن أنس أن‬
‫سليمان مدلس‪ ،‬وقد عنعن في هذه الرواية‪ .‬والظاهر أن إقحام قتادة بين‬
‫سليمان وأنس وهم من أسباط بن محمد القرشي الراوي عن سليمان‪،‬‬
‫ضعّف في الثوري‪ ،‬من التاسعة‪ ،‬مات‬ ‫وأسباط قال عنه ابن حجر‪ " :‬ثقة‪ُ ،‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 606‬رقم ‪.7794‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ 541‬رقم ‪.6809‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 10‬ص ‪ 221-219‬رقم ‪.7126‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪205‬‬
‫سنة مائتين")‪ ، (1‬لكن قال عنه ابن معين‪ :‬ليس به بأس‪ ،‬وكان يخطئ عن‬
‫سفيان‪ ،‬وقال الغلبي‪ :‬ثقة‪ ،‬والكوفيون يضعفونه‪ ،‬وقال البرقي‪ :‬الكوفيون‬
‫يضعفونه‪ ،‬وقال العقيلي‪ :‬ربما يهم في الشيء‪ ،‬وقال ابن سعد‪ :‬كان ثقة إل‬
‫أن فيه بعض الضعف)‪.(2‬‬
‫وقد خالف أسباط بن محمد من أصحاب سليمان من هو أوثق منه‬
‫بدون ذكر قتادة بين سليمان وأنس وبصيغة السماع أيضاً‪ ،‬إذ روى عنه‬
‫ذلك كل من‪:‬‬
‫‪-‬ابنه معتمر بن سليمان عند ابن أبي عاصم‪ ،‬وهو" ثقة‪ ،‬من كبار التاسعة‪،‬‬
‫مات سنة سبع وثمانين‪ ،‬وقد جاوز الثمانين")‪.(3‬‬
‫‪-‬إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم المعروف بابن علية عند أحمد وابنه عبدال‬
‫في "السنة"‪ ،‬وإسماعيل" ثقة حافظ‪ ،‬من الثامنة‪ ،‬مات سنة ثلث‬
‫وثمانين")‪.(4‬‬
‫والخلصة أن سليمان التيمي إنما روى عن أنس مباشرة بلفظ‬
‫التحديث كما مر قريباً‪ ،‬وروايته صحيحة‪.‬‬
‫‪ - 4‬رواية عبد العزيز بن صهيب البنانيـ عند أبي يعلى باللفظ الول‪،‬‬
‫قال ابن حجر‪" :‬ثقة من الرابعة‪ ،‬مات سنة ثلثين")‪ (5‬أي ومائة‪ .‬إل أن فيها‬
‫مبارك بن سحيم أبا سحيم البصري مولى عبد العزيز بن صهيب‪ ،‬قال ابن‬
‫حجر‪" :‬متروك‪ ،‬من الثامنة")‪.(6‬‬
‫فالرواية واهية السناد‪.‬‬
‫فتلخص أن الروايات إلى أنس أربع‪ ،‬اثنتان منها صحيحتان‪ ،‬وهما‬
‫روايتا سليمان التيمي وحفص بن عمر‪ ،‬وواحدة ضعيفة وهي رواية قتادة‬
‫لتدليسه وعنعنته‪ ،‬وواحدة واهية وهي رواية عبدالعزيز بن صهيب لضعف‬
‫مبارك بن سحيم‪.‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 98‬رقم ‪.320‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 1‬ص ‪ 192 ،191‬رقم ‪.353‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 539‬رقم ‪.6785‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 105‬رقم ‪.416‬‬ ‫‪4‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ 357‬رقم ‪.4102‬‬ ‫‪5‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ 518‬رقم ‪.6461‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪206‬‬
‫هذا ولم يسمع أنس الحديث من النبي كما صرحت بذلك رواية‬
‫سليمان التيمي عند أحمد وابنه عبدال في "السنة" وابن أبي عاصم عن‬
‫أنس بن مالك قال‪ :‬ذكر لي أن رسول ال قال ولم أسمعه منه فذكره)‪.(1‬‬
‫‪ -‬حديث أنس بن مالك وأبي سعيد الخدري‪:‬‬
‫جاء من رواية قتادة‪ ،‬وهو مدلس وقد عنعن‪ ،‬تفرد به عنه الوزاعي‪.‬‬
‫رواه أحمد وأبو داود ومحمد بن نصر المروزي والطبراني في "الوسط"‬
‫والبيهقي والحاكم‪ ،‬ورواه الضياء من طريق المام أحمد بأسانيد صحيحة‬
‫إلى الوزاعي‪ ،‬إل أبا داود‪ ،‬فإن في إسناده‪- :‬نصر بن عاصم النطاكي‪،‬‬
‫قال عنه ابن حجر‪ ":‬لين الحديث‪ ،‬من صغار العاشرة")‪ ،(2‬لكنه يتقوى‬
‫بسائر السانيد إلى الوزاعي‪.‬‬
‫هذا وليس لقتادة سماع من أبي سعيد ول من غيره من الصحابة‬
‫سوى أنس بن مالك‪ ،‬فتكون روايته محتملة التصال إلى أنس‪ ،‬منقطعة إلى‬
‫أبي سعيد‪ ،‬فتبقى الطريق على ضعفها‪.‬‬
‫وقد مضى عند ذكر روايتي أبي المتوكل وأبي الصديق الناجيين عن‬
‫أبي سعيد أنهما جاءتا من طريق قتادة‪ ،‬كما مضى بيان أن الراجح منهما‬
‫هي رواية قتادة عن أبي المتوكل عن أبي سعيد‪ ،‬فالظهر أن أبا المتوكل‬
‫هو الواسطة بينه وبين أبي سعيد في هذه الطريق أيضاً‪.‬‬
‫‪ -‬رواية أنس بن مالك عن أبي سعيد الخدري‪ ،‬عند المام أحمد وعنه‬
‫الضياء المقدسي باللفظ الرابع‪.‬‬
‫تفرد بها عن أنس‪ :‬قتادة‪ ،‬وعن قتادة‪ :‬الوزاعي‪.‬‬
‫والظاهر أن هذه الرواية شاذة مخالفة لسائر الروايات التي جمعت‬
‫بين أبي سعيد وأنس بن مالك‪ ،‬وذلك لتفرد أبي المغيرة عبد القدوس بن‬
‫الحجاج الخولني بها عن الوزاعي‪ ،‬وأبو المغيرة "ثقة‪ ،‬من التاسعة‪ ،‬مات‬
‫سنة اثنتي عشرة")‪ (3‬أي‪ :‬ومائتين‪ .‬على أن أبا المغيرة نفسه رواها أيضاً‬
‫بالوجه الول – أي بالجمع بين أنس وأبي سعيد – عند كل من أحمد وعنه‬
‫الضياء وعند الحاكم والبيهقي‪ ،‬وقد تابع أبا المغيرة عل هذا الوجه كل من‪:‬‬

‫ص ‪ / 189‬عبدال بن أحد (السنة) رقم ‪ / 1547‬ابن أب عاصم (السنة) رقم‬ ‫()أحد بن حنبل (السند) جـ‬
‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.945‬‬
‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 560‬رقم ‪.7114‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ 360‬رقم ‪.4145‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪207‬‬
‫‪ -1‬الوليد بن مزيد العذري عند أبي داود والبيهقي‪ ،‬قال عنه ابن‬
‫حجر‪ ":‬ثقة ثبت‪ ،‬قال النسائي‪ :‬كان ل يخطئ وليدلس‪ ،‬من التاسعة‪ ،‬مات‬
‫سنة ثلث وثمانين")‪ (1‬أي‪ :‬ومائة‪.‬‬
‫‪-2‬ومبشر بن إسماعيل الحلبي عند أبي يعلى‪ ،‬وهو" صدوق‪ ،‬من‬
‫كبار التاسعة‪ ،‬مات سنة مائتين")‪.(2‬‬
‫‪ - 3‬وبشر بن بكر التّنّيسي عند الحاكم‪ ،‬قال ابن حجر‪ ":‬ثقة يغرب‪،‬‬
‫من التاسعة‪ ،‬مات سنة خمس ومائتين")‪.(3‬‬
‫ول يلزم من كون أنس لم يسمع الحديث من النبي أن يكون سمعه‬
‫من أبي سعيد لجواز أن يكون سمعه من غيره من الصحابة التي ذكرهم‪،‬‬
‫كما ل يلزم ذلك من جمع قتادة بين أنس وأبي سعيد في رواية هذا الحديث‬
‫السابقة‪ ،‬فإن غاية ما يعنيه ذلك أن قتادة روى الحديث من طريقيهما رضي‬
‫ال عنهما‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬حديث المام علي بن أبي طالب‪:‬‬
‫غفَلة أبو أميمة الجعفي‪ ،‬قال الحافظ عنه‪:‬‬ ‫رواه عنه سُ َويْد بن َ‬
‫"مخضرم‪ ،‬من كبار التابعين‪ ،‬قدم المدينة يوم دفن النبي وكان مسلماً في‬
‫حياته‪ ،‬ثم ن زل الكوفة‪ ،‬ومات سنة ثمانين‪ ،‬وله مائة وثلثون سنة")‪ .(4‬وعنه‬
‫كل من‪:‬‬
‫شمْر بن عطية السدي الكوفي عند أبي داود الطيالسي‪:‬‬‫أ‪ِ -‬‬
‫قال عنه ابن حجر‪" :‬صدوق‪ ،‬من السادسة")‪ .(5‬ويبدو أنه أرفع درجة‬
‫من هذه المرتبة فقد وثقه كل من ابن معين)‪ (6‬والنسائي والدارقطني وابن‬
‫نمير)‪ (7‬والعجلي)‪ ،(8‬وذكره ابن حبان في الثقات)‪ ،(9‬وقال عنه ابن سعد‪ :‬كان‬
‫ثقة وله أحاديث صالحة)‪.(10‬‬
‫() الصدر السابق ص ‪ 583‬رقم ‪.7454‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 519‬رقم ‪.6465‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ 122‬رقم ‪.677‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ 260‬رقم ‪.2695‬‬ ‫‪4‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ 268‬رقم ‪.2821‬‬ ‫‪5‬‬

‫() ابن أب حات (الرح والتعديل) جـ ‪ 4‬ص ‪ 376 ،375‬رقم ‪.1637‬‬ ‫‪6‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) ج ‪ 4‬ص ‪ 332‬رقم ‪.2920‬‬ ‫‪7‬‬

‫() العجلي (معرفة الثقات) جـ ‪ 1‬ص ‪ 461‬رقم ‪.738‬‬ ‫‪8‬‬

‫() ابن حبان (الثقات) جـ ‪ 6‬ص ‪.450‬‬ ‫‪9‬‬

‫() ابن سعد (الطبقات) جـ ‪ 6‬ص ‪.310‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪208‬‬
‫شمْر‪ :‬قيس بن الربيع السدي الكوفي ‪ ،‬قال عنه‬ ‫إل أن الراوي عن ِ‬
‫الحافظ‪" :‬صدوق تغير حفظه لما كبر‪ ،‬وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه‬
‫فحدث به‪ ،‬من السابعة‪ ،‬مات سنة بضع وستين")‪ .(1‬ويبدو أن وصف الحافظ‬
‫ابن حجر له بأنه "صدوق" مجرد توفيق يبن أقوال المجرحين والمعدلين‬
‫له‪ ،‬وإل فإن الكثر على تضعيفه)‪ ،(2‬ل سيما أنه استعمله أبو جعفر‬
‫المنصور على المدائن فكان يعلق النساء بأثدائهن ويرسل عليهن‬
‫الزنابير)‪ ،(3‬ومثل هذه الفعال قادحة في ديانة المرء يستحق بها طرح‬
‫روايته‪ .‬على أن أبا داود الطيالسي الراوي عنه هنالم يبين متى روى عنه‪.‬‬
‫وعليه فالسند إلى سويد بن غفلة ضعيف‪.‬‬
‫ب‪-‬خيثمة بن عبدالرحمن أبي سبرة الجعفي الكوفي‪:‬‬
‫رواه كل من البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي في "الصغرى"‬
‫و"الكبرى" و"الخصائص" وعبدالرزاق ومن طريقه ابن المنذر في‬
‫"القناع"‪ ،‬ورواه أحمد بن حنبل والبيهقي في "الكبرى" وابن حبان‪.‬‬
‫قال عنه ابن حجر‪" :‬ثقة وكان يرسل‪ ،‬من الثالثة‪ ،‬مات بعد سنة‬
‫ثمانين")‪ .(4‬ومراده بأنه يرسل ما نقله في "التهذيب" من أن خيثمة لم يسمع‬
‫من عمر وابن مسعود‪ ،‬وقال ابن القطان‪ :‬ينظر في سماعه من عائشة‬
‫رضي ال عنها )‪.(5‬‬
‫وقد تفرد بها عن خيثمة‪ :‬العمشـ ـسليمانـ ـبنـ ـمهران‪ ،‬قال ابن‬
‫حجر‪" :‬ثقة حافظ عارف بالقراءات ورع لكنه يدلس‪ ،‬من الخامسة‪ ،‬مات‬
‫سنة سبع أو ثمان‪ ،‬وكان مولده أول سنة إحدى وستين")‪ ،(6‬وذكره ابن حجر‬
‫في المرتبة الثانية من المدلسين)‪ ، (7‬وهي عنده "من احتمل الئمة تدليسه‬
‫وأخرجوا له في الصحيح لمامته وقلة تدليسه في جنب ما روى‪ ،‬أو كان ل‬
‫يدلس إل عن ثقة"‪.‬‬
‫إل أن وصف العمش بالكثار من التدليس يحول دون الحتجاج بما‬
‫عنعنه من الروايات‪ ،‬قال ابن المبارك‪ ":‬إنما أفسد حديث أهل الكوفة أبو‬
‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 457‬رقم ‪.5573‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 8‬ص ‪ 342-339‬رقم ‪.5792‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الصدر السابق‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 197‬رقم ‪.1773‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 3‬ص ‪ 161 ،160‬رقم ‪.1853‬‬ ‫‪5‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 254‬رقم ‪.2615‬‬ ‫‪6‬‬

‫() ابن حجر (تعريف أهل التقديس) ص ‪ 67‬رقم ‪.55‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪209‬‬
‫إسحاق والعمش"‪ ،‬وقال مغيرة‪ ":‬أهلك الكوفة أبو إسحاق وأعيمشكم‬
‫هذا")‪.(1‬‬
‫وقال الذهبي عنه‪" :‬وهو يدلس‪ ،‬وربما دلس عن ضعيف ول يدري‬
‫به‪ ،‬فمتى قال‪ :‬حدثنا فل كلم‪ ،‬ومتى قال‪ :‬عن‪ ،‬تطرق إليه احتمال التدليس‬
‫إل في شيوخ له أكثر عنهم كإبراهيم وأبي وائل وأبي صالح السمان‪ ،‬فإن‬
‫روايته عن هذا الصنف محمولة على التصال")‪.(2‬‬
‫وقد عنعن العمش عند كل من أخرجه عنه‪ ،‬غير أن تدليسه منتفٍ‬
‫برواية حفص ابن غَياث النخعي الكوفي عنه عند البخاري بإسناد صحيح‬
‫إلى العمش‪ ،‬وقد صرح فيها بالتحديث‪ ،‬على أن ابن حجر قال‪":‬حفص‬
‫أوثق أصحاب العمش لنه كان يميز بين ما صرح به العمش بالسماع‬
‫وبين ما دلسه")‪.(3‬‬
‫ولحفص أيضاً متابعات‪:‬‬
‫‪ -‬عند البخاري وأبي داود وهي صحيحة‪.‬‬
‫‪ -‬عند النسائي بسند حسن‪.‬‬
‫‪-‬عند عبدال بن أحمد في "السنة" من طريق شريكـ ـبنـ ـعبدال ـالنخعي‬
‫الكوفي القاضي ‪ ،‬قال عنه أبو داود‪" :‬ثقة‪ ،‬يخطئ على العمش")‪ ، (4‬وقد‬
‫روى هنا عن العمش‪ ،‬وقال عنه ابن حجر‪ ":‬صدوق يخطئ كثيراً‪ ،‬تغير‬
‫حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة‪ ،‬وكان عادلً فاضلً عابداً شديداً على أهل‬
‫البدع‪ ،‬من الثامنة‪ ،‬مات سنة سبع أو ثمان وسبعين")‪.(5‬‬
‫والراوي عنه‪ :‬علي بن حكيم الودي أبو الحسن الكوفي‪ ،‬وهو" ثقة‪،‬‬
‫من العاشرة‪ ،‬مات سنة إحدى وثلثين ومائتين")‪ ،(6‬وعلي هذا كوفي‪،‬‬
‫فالظاهر أنه روى عنه حال اختلطه‪ ،‬لسيما أن بين ولية شريك القضاء‬
‫ووفاة علي بن حكيم فترة طويلة مما يقوي أن سماعه منه متأخر‪.‬‬

‫() الذهب (اليزان) جـ ‪ 3‬ص ‪ 316 ،315‬رقم ‪.3520‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الصدر السابق‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن حجر (هدي الساري) ص ‪.562‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 4‬ص ‪ 306‬رقم ‪.2883‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 266‬رقم ‪.2787‬‬ ‫‪5‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ 400‬رقم ‪.4723‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪210‬‬
‫علوة على ذلك فشريك مدلس‪ ،‬قال عبد الحق الشبيلي‪ :‬كان يدلس‪،‬‬
‫وقال ابن القطان‪ :‬وكان مشهوراً بالتدليس)‪ ،(1‬وأورده ابن حجر في المرتبة‬
‫الثالثة من المدلسين)‪ ،(2‬وقد روى هنا بالعنعنة‪.‬‬
‫إذن فالسناد ضعيف‪.‬‬
‫‪ -‬عند الطبراني في "الصغير" بسند فيه عبيد بن عبيدة التّمار‪ :‬ذكره‬
‫ابن حبان في الثقات وقال‪ :‬يغرب)‪ ، (3‬وقال عنه الدارقطني‪ :‬ثقة‪ ،‬وقال‪ :‬عبيد‬
‫يحدث عن معتمر بغرائب لم يأت بها غيره)‪ .(4‬وقد روى هنا عن المعتمر‬
‫بن سليمان التيمي‪ ،‬قال ابن حجر‪" :‬ثقة‪ ،‬من كبار التاسعة‪ ،‬مات سنة سبع‬
‫وثمانين وقد جاوز الثمانين")‪.(5‬‬
‫‪ -‬عند المام أحمد وابنه عبدال في "السنة" أيضاً ومسلم وعبدالرزاق‬
‫وأبي يعلى وابن المنذر في "القناع" والبيهقي في "السنن" و"المعرفة"‬
‫بأسانيد صحيحة إلى العمش‪.‬‬
‫وإذ قد صحت أسانيد عديدة إلى العمش وانتفى تدليسه برواية‬
‫حفص بن غياث التي صرح فيها بالسماع‪ ،‬فإن الرواية إلى سويد من‬
‫طريق العمش تعد صحيحة‪.‬‬
‫ج ‪ -‬أبو إسحاق عمرو بن عبدال بن عبيد السبيعي عند كل من أحمد‬
‫وابنه عبدال في "السنة" والنسائي في "الكبرى" و"الخصائص"‪.‬‬
‫قال ابن حجر‪" :‬ثقة مكثر عابد‪ ،‬من الثالثة‪ ،‬اختلط بآخره‪ ،‬مات سنة‬
‫تسع وعشرين ومائة‪ ،‬وقيل قبل ذلك")‪ ، (6‬لكنه ذكره في المرتبة الثالثة من‬
‫المدلسين)‪ ،(7‬وقد عنعن ها هنا‪.‬‬
‫ورواها عنه حفيده إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي‪ ،‬قال‬
‫عنه ابن حجر‪" :‬ثقة تكلم فيه بل حجة‪ ،‬من السابعة‪ ،‬مات سنة ستين وقيل‬
‫بعد")‪.(8‬‬
‫فالسند ضعيف لعنعنة أبي إسحاق السبيعي‪.‬‬
‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 4‬ص ‪.306‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن حجر (تعريف أهل التقديس) ص ‪ 67‬رقم ‪.56‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن حبان (الثقات) جـ ‪ 8‬ص ‪.431‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن حجر (اللسان) جـ ‪ 4‬ص ‪ 569 ،568‬رقم ‪.5501‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 539‬رقم ‪.6785‬‬ ‫‪5‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 423‬رقم ‪.5065‬‬ ‫‪6‬‬

‫() ابن حجر (تعريف أهل التقديس) ص ‪ 101‬رقم ‪.91‬‬ ‫‪7‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 104‬رقم ‪.401‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪211‬‬
‫د‪ -‬أبو قيس عبدالرحمن بن ثروان الودي‪ ،‬وهو "صدوق ربما‬
‫خالف‪ ،‬من السادسة‪ ،‬مات سنة عشرين ومائة" كما قال الحافظ)‪ ، (1‬وعنه‬
‫أبو إسحاق السبيعي عند النسائي في "الكبرى" و"الخصائص" وعبدال بن‬
‫أحمد في "السنة" والبزار‪.‬‬
‫وقد عنعن أبو إسحاق السبيعي ها هنا‪.‬‬
‫ورواه عنه حفيده يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق السبيعي وقد‬
‫ينسب لجده‪ ،‬قال عنه ابن حجر‪" :‬ثقة‪ ،‬من السابعة‪ ،‬مات سنة سبع‬
‫وخمسين")‪.(2‬‬
‫هذا وقد رجح الدارقطني رواية يوسف على رواية إسرائيل عن أبي‬
‫إسحاق السابقة)‪ ،(3‬فازدادت الخيرة ضعفاً على ضعف‪.‬‬
‫مما سبق يتبين أن حديث علي بن أبي طالب لم يصح من طرقه إل‬
‫ما رواه خيثمة بن عبدالرحمن عن سويد بن غفلة‪ .‬وما رواه شمر بن عطية‬
‫عن سويد ضعيف‪ ،‬ونحوه ما رواه أبو قيس الودي سوى ما فيها من عنعنة‬
‫أبي إسحاق السبيعي‪ .‬وأما ما رواه أبو إسحاق نفسه عن سويد بن غفلة‬
‫فأكثرها ضعفاً‪ ،‬لعنعنته ورجِحان رواية أبي قيس الودي عليها‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬حديث عبدال بن عمر بن الخطاب‪:‬‬
‫وله روايات‪:‬‬
‫‪ -1‬رواية نافع مولى ابن عمر عند ابن ماجه باللفظ الثاني‪.‬‬
‫ونافع "ثقة ثبت‪ ،‬فقيه مشهور‪ ،‬من الثالثة‪ ،‬مات سنة سبع عشرة‬
‫ومائة أو بعد ذلك")‪ ،(4‬والراوي عن نافع‪ :‬عبد الرحمن بن عمرو‬
‫الوزاعي‪ ،‬قال عنه ابن حجر‪" :‬ثقة جليل‪ ،‬من السابعة‪ ،‬مات سنة سبع‬
‫وخمسين")‪.(5‬‬
‫ولكن قال أبو زرعة الدمشقي‪ :‬ل يصح للوزاعي عن نافع شيء‪،‬‬
‫وقال ابن معين‪ :‬لم يسمع من نافع شيئاً)‪ ،(6‬فالحديث منقطع بهذا السند‪.‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ 337‬رقم ‪.3823‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ 610‬رقم ‪.7856‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الدارقطن (العلل) جـ ‪ 3‬ص ‪ 229 ،228‬رقم ‪.377‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ )(4‬ابن حجر (التقريب) ص ‪ 559‬رقم ‪.7086‬‬


‫‪ )(5‬الصدر السابق ص ‪ 347‬رقم ‪.3967‬‬
‫‪ )(6‬ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 6‬ص ‪ 217‬رقم ‪.4107‬‬
‫‪212‬‬
‫‪ -2‬رواية محمد بن زيد بن عبدال بن عمر عند البخاري والطبراني في‬
‫"الكبير" باللفظ الول‪ ،‬وهي صحيحة‪.‬‬
‫‪ -3‬رواية شهر بن حوشب عند أحمد باللفظ الثالث‪.‬‬
‫وفيه خلف كثير لخصه الحافظ بقوله‪" :‬صدوق كثير الرسال‬
‫والوهام‪ ،‬من الثالثة‪ ،‬مات سنة اثنتي عشرة")‪ .(1‬وفي روايته أيضاً‪:‬‬
‫‪-‬ـ ـأبوـ ـجنابـ ـيحيىـ ـبنـ ـأبيـ ـحية‪ ،‬قال عنه الحافظ‪" :‬ضعفوه لكثرة‬
‫تدليسه‪ ،‬من السادسة‪ ،‬مات سنة خمسين أو قبلها")‪ ، (2‬وذكره في المرتبة‬
‫الخامسة من المدلسين)‪ ،(3‬وهي عنده‪" :‬من ضعف بأمر آخر سوى التدليس‪،‬‬
‫فحديثهم مردود ولو صرحوا بالسماع إل أن يوثق من كان ضعفه يسيراً"‪.‬‬
‫على أنه عنعن هنا‪.‬‬
‫فالرواية ضعيفة من جهة أبي جناب وللوهم الكثير عند شهر بن‬
‫حوشب‪.‬‬
‫خامساً‪ :‬حديث عبدال بن عباس‪:‬‬
‫عند ابن أبي شيبة وأحمد وابنه عبدال في زياداته على "المسند"‬
‫وابن ماجه وأبي يعلى باللفظ الول‪ ،‬وعند أبي داود الطيالسي باللفظ الثاني‪.‬‬
‫والحديث ضعيف لنه من رواية سـماك بن حـرب عن عكرمة مولى‬
‫ابن عباس عن ابن عباس‪ ،‬وسماك "صدوق‪ ،‬وروايته عن عكرمة خاصة‬
‫مضطربة‪ ،‬وقد تغير بأخرة فكان ربما تلقن")‪.(4‬‬
‫وأما عكرمة فهو ثقة ثبت)‪.(5‬‬
‫سادساً‪ :‬حديث جابر بن عبدال‪:‬‬
‫ومداره على أبي الزبير محمد بن مسلم بن تدرس عن جابر‪ ،‬وهو‬
‫"صدوق إل أنه يدلس‪ ،‬من الرابعة‪ ،‬مات سنة ست وعشرين")‪ ، (6‬وذكره‬
‫ابن حجر في المرتبة الثالثة من المدلسين)‪ ،(7‬وقد عنعن ها هنا عند كل من‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 269‬رقم ‪.2830‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ 589‬رقم ‪.7537‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن حجر (تعريف أهل التقديس) ص ‪ 146‬رقم ‪.152‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 255‬رقم ‪.2624‬‬ ‫‪4‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ 397‬رقم ‪.4673‬‬ ‫‪5‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ 506‬رقم ‪.6291‬‬ ‫‪6‬‬

‫() ابن حجر (تعريف أهل التقديس) ص ‪ 108‬رقم ‪.101‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪213‬‬
‫أخرجه عنه إل طريقاً واحدة عند أحمد من رواية إسماعيل بن عياش‬
‫ستأتي‪.‬‬
‫وقد رواه عن أبي الزبير‪:‬‬
‫أ‪ -‬قرة بن خالد السدوسي عند ابن أبي شيبة وعنه مسلم‪ ،‬وقرة قال‬
‫عنه الحافظ‪" :‬ثقة ضابط من السادسة‪ ،‬مات سنة خمس وخمسين")‪ ، (1‬أي‪:‬‬
‫ومائة‪.‬‬
‫وإسناده حسن إلى أبي الزبير‪.‬‬
‫ب‪ -‬معاذ بن رفاعة عند المام أحمد قال‪ :‬حدثنا أبو المغيرة‪ ،‬حدثنا‬
‫معاذ بن رفاعة‪ ،‬حدثنا أبو الزبير عن جابر به‪..‬‬
‫قال اللباني‪" :‬وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات‪ ،‬إل أنه يبدو لي أن فيه‬
‫سقط اً‪ ،‬ف إن أب ا المغ يرة ‪ -‬واسمه عبدالقدوس بن الحجاج الخولني‬
‫الحمصي‪ -‬لم يدرك معاذ بن رفاعة وهو تابعي فإنه مات سنة )‪ (212‬وقد‬
‫صرح بالتحديث عنه‪ ،‬فل بد أن يكون بينهما واسطة سقطت من الناسخ أو‬
‫الطابع‪ ،‬فمن هو؟ لم يتبين لي شيء الن‪ ،‬فعسى أن نحظى به بإذن ال‬
‫تعالى")‪.(2‬‬
‫وكلم اللباني هذا كله فيه نظر‪ ،‬أما قوله عن رجال إسناده‪ ":‬كلهم‬
‫ثقات" فإن معاذ بن رفاعة وهو ابن رافع النصاري الزّرَقي وإن قال عنه‬
‫ابن حجر‪" :‬صدوق‪ ،‬من الرابعة")‪ (3‬فقد ضعفه ابن معين)‪ (4‬والزدي)‪ (5‬ولم‬
‫يوثقه سوى ابن حبان)‪ ،(6‬وذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحاً ول‬
‫تعديلً)‪ .(7‬على أن قول اللباني‪":‬كلهم ثقات" يوهم صحة عنعنة أبي‬
‫الزبير‪ ،‬ومضى أنه مدلس ل يقبل منه إل نطقه بالسماع‪ .‬وأما ما يتعلق‬
‫بالفجوة بين معاذ وأبي المغيرة فالظهر أن معاذ بن رفاعة مصحف عن‬
‫معان بن رفاعة‪ ،‬فإن معاناً روى عن أبي الزبير وروى عنه أبو المغيرة)‪،(8‬‬
‫واحتمال التصحيف أقرب من احتمال السقط‪.‬‬
‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 455‬رقم ‪.5540‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن أب عاصم (السنة) ص ‪ 446‬تعليق اللبان‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 536‬رقم ‪.6730‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن معي (التاريخ) جـ ‪ 4‬ص ‪ 230‬رقم ‪.5134‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 10‬ص ‪ 173‬رقم ‪.7044‬‬ ‫‪5‬‬

‫() ابن حبان (الثقات) جـ ‪ 5‬ص ‪.421‬‬ ‫‪6‬‬

‫() ابن أب حات (الرح والتعديل) جـ ‪ 8‬ص ‪ 247‬رقم ‪.1119‬‬ ‫‪7‬‬

‫() الزي (تذيب الكمال) جـ ‪ 28‬ص ‪ 159-157‬رقم ‪.6043‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪214‬‬
‫وعليه فقد قال ابن حجر عن معان بن رفاعةـ وهو السلمي‪" :‬لين‬
‫الحديث كثير الرسال‪ ،‬من السابعة‪ ،‬مات بعد الخمسين")‪ ،(1‬أي‪ :‬ومائة‪.‬‬
‫ج ‪ -‬الليث بن سعد عن أبي الزبير عند الجري‪ ،‬والليث "ثقة ثبت‬
‫فقيه إمام مشهور‪ ،‬من السابعة‪ ،‬مات في شعبان سنة خمس وسبعين")‪ (2‬أي‪:‬‬
‫ومائة‪ ،‬ولكن في سنده‪ :‬أبو بكر عبدال ـبن أبي داود سليمان بن الشعث‬
‫السجستاني‪ ،‬عند الجري‪.‬‬
‫وقد قدح فيه أبوه فقال‪ :‬كذاب‪ ،‬وكذلك قال عنه إبراهيم الصبهاني‪،‬‬
‫وقال له أبو القاسم البغوي‪ :‬أنت وال عندي منسلخ من العلم)‪.(3‬‬
‫غير أن نفراً من المحدثين لم يلتفتوا إلى هذا الكلم فيه‪ ،‬منهم ابن‬
‫عدي قال‪" :‬لول ما شرطنا وإل لما ذكرته‪ ...‬وهو معروف بالطلب‪ ،‬وعامة‬
‫ما كتب مع أبيه‪ ،‬وهو مقبول عند أصحاب الحديث‪ ،‬وأما كلم أبيه فيه فما‬
‫أدري أَ ْيشٍ تبين له منه")‪ ، (4‬وقال الدارقطني‪ :‬ثقة إل أنه كثير الخطأ في‬
‫الكلم على الحديث)‪ ،(5‬وقال الذهبي‪" :‬ثقة‪ ،‬كذبه أبوه‪ ،‬يعني في غير‬
‫الحديث‪ ،‬ووثقه الناس")‪ . (6‬وقال في الميزان بعدما أورد ما قيل فيه‪" :‬وما‬
‫ذكرته إل لن زهه")‪.(7‬‬
‫والذي يتبين أن الدفاع عن ابن أبي داود غير قوي‪ ،‬أما أولً ‪ :‬فلن‬
‫القادح فيه هو أبوه أقرب الناس إليه وهو أعرف به من غيره‪ ،‬وأما ثانياً‪:‬‬
‫فلن هناك من قدح فيه غير أبيه‪ ،‬وأما ثالثاً‪ :‬فلن قول الذهبي‪" :‬كذبه أبوه‬
‫يعني في غير الحديث" غير مغير في المر شيئاً‪ ،‬لن من كذب في حديث‬
‫الناس ل تقبل روايته‪ ،‬وهل قبل المحدثون من قيل فيه‪ :‬كذاب‪ ،‬بمعنى‬
‫الكذب في حديث الناس‪.‬‬
‫ومهما قيل في توثيقه فإنه تبقى في النفس من ذلك ريبة توجب‬
‫التوقف في قبول روايته‪.‬‬
‫د‪ -‬سفيان بن عيينة الهللي عند سعيد بن منصور وابن ماجه‬
‫والجري‪.‬‬
‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 537‬رقم ‪.6747‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 464‬رقم ‪.5684‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن عدي (الكامل) جـ ‪ 4‬ص ‪.266 ،265‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الصدر السابق‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫() الذهب (اليزان) جـ ‪ 4‬ص ‪ 116-113‬رقم ‪.4373‬‬ ‫‪5‬‬

‫() الذهب (الغن) جـ ‪ 1‬ص ‪ 486‬رقم ‪.3207‬‬ ‫‪6‬‬

‫() الذهب (اليزان) جـ ‪ 4‬ص ‪ 116-113‬رقم ‪.4373‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪215‬‬
‫وسفيان قال عنه الحافظ‪ ":‬ثقة حافظ فقيه إمام حجة‪ ،‬إل أنه تغير‬
‫حفظه بأخرة‪ ،‬وكان ربما دلس لكن عن الثقات‪ ،‬من رؤوس الطبقة الثامنة‪،‬‬
‫وكان أثبت الناس في عمرو بن دينار‪ ،‬مات في رجب سنة ثمان وتسعين‬
‫وله إحدى وتسعون سنة)‪ ،(1‬وذكره ابن حجر في الطبقة الثانية من‬
‫المدلسين)‪ ،(2‬وهي "من احتمل الئمة تدليسه وأخرجوا له في الصحيح‬
‫لمامته وقلة تدليسه في جنب ما روى"‪ ،‬وقد عنعن هاهنا‪ ،‬لكن ابن حجر‬
‫قال عنه بأنه ليدلس إل عن ثقة‪ .‬أما عن اختلطه فالذي يظهر أنه ل يؤثر‬
‫فيه لنه كان قبل موته بعام)‪ ، (3‬إل من نص الئمة على أنه سمع منه حال‬
‫اختلطه كمحمد بن عاصم الصبهاني)‪.(4‬‬
‫ه ‪ -‬يحيى بن سعيد النصاري المدني بأسانيد صحيحة عند المام‬
‫مسلم والطبراني في "الكبير"‪.‬‬
‫‪ -‬وبسندين عند المام أحمد‪ ،‬في أحدهما‪ :‬أبو شهاب الحناط عبدربه‬
‫بن نافع‪ ،‬قال عنه ابن حجر‪":‬صدوق يهم‪ ،‬من الثامنة‪ ،‬مات سنة إحدى أو‬
‫اثنتين وسبعين")‪ (5‬أي‪ :‬ومائة‪ ،‬ونقل في "التهذيب" كلماً من جهة حفظه)‪،(6‬‬
‫وفي الثاني‪ :‬إسماعيل بن عياش الحمصي عن يحيى بن سعيد عند المام‬
‫أحمد‪ ،‬قال الحافظ ابن حجر عن إسماعيل‪" :‬صدوق في روايته عن أهل‬
‫بلده‪ ،‬مخلّط في غيرهم")‪ ،(7‬ويحيى بن سعيد مدني‪ ،‬ول يضر إسماعيل هنا‬
‫أن ابن حجر عده في المرتبة الثالثة من المدلسين)‪ (8‬لتصريحه بالسماع‪،‬‬
‫لكن يبقى السند على ضعفه لن إسماعيل ليس من بلد يحيى بن سعيد‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وفي هذه الرواية صرح أبو الزبير بسماعه من جابر‪ ،‬ولكن‬
‫إسماعيل نفسه ضعيف في هذه الرواية‪ ،‬فل حجة فيها على نفي التدليس‬
‫عن أبي الزبير بحمل عنعنته على تصريحه بالتحديث‪ ،‬إذ ل يثبت التصريح‬
‫بالسماع بسند ضعيف‪.‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 245‬رقم ‪.2451‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن حجر (تعريف أهل التقديس) ص ‪ 65‬رقم ‪.52‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 4‬ص ‪.109‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الصدر السابق‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 335‬رقم ‪.3790‬‬ ‫‪5‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 6‬ص ‪ 118 ،117‬رقم ‪.3924‬‬ ‫‪6‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 109‬رقم ‪.473‬‬ ‫‪7‬‬

‫() ابن حجر (تعريف أهل التقديس) ص ‪ 82‬رقم ‪.68‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪216‬‬
‫‪ -‬وبسند ضعيف عند ابن أبي عاصم فيه عبدال بن شبيب أبو سعيد‬
‫الربعي‪ ،‬وهو واهٍ كما قال الذهبي)‪.(1‬‬
‫‪ -‬وبسند فيه‪ :‬المقدام بن داود الرعيني المصريـ عند الطبراني في‬
‫ضعّف)‪.(2‬‬
‫"الوسط"‪ ،‬وهو شيخه‪ ،‬وقد ُ‬
‫‪ -‬ورواه الجري عن سفيان بن عيينة عن يحيى بن سعيد عن أبي‬
‫الزبير‪ .‬وبناءً عليه ‪ -‬إن صح ‪ -‬فقد رواه سفيان تارة عن أبي الزبير مباشرة‬
‫كما مضى‪ ،‬وتارة بواسطة يحيى ابن سعيد‪ .‬والظاهر أن هذا وهم من محمد‬
‫بنـ ـيحيىـ ـبنـ ـأبيـ ـعمرـ ـالعدني ـ الراوي عن سفيان‪ ،‬وابن أبي عمر‬
‫"صدوق"‪ ،‬لكن قال فيه ابن أبي حاتم‪":‬كان فيه غفلة"‪ ،‬وقد خالفه الثقات‬
‫عن سفيان‪ ،‬ولم يذكروا يحيى بن سعيد بين سفيان وأبي الزبير‪ ،‬وتقدم ذلك‬
‫في رواية سفيان عن أبي الزبير‪ ،‬والذين خالفوا ابن أبي عمر‪:‬‬
‫‪ -1‬سعيد بن منصور في سننه‪ ،‬وهو "ثقة مصنف‪ ،‬وكان ل يرجع‬
‫عما في كتابه لشدة وثوقه به‪ ،‬مات سنة سبع وعشرين وقيل بعدها‪ ،‬من‬
‫العاشرة")‪ (3‬أي‪ :‬ومائتين‪.‬‬
‫‪ -2‬محمد بن الصباح بن سفيان الجرجرائي عند ابن ماجه‪ ،‬وهو‬
‫"صدوق‪ ،‬من العاشرة‪ ،‬مات سنة أربعين")‪ (4‬أي‪ :‬ومائتين‪.‬‬
‫‪ -3‬محمد بن عبدال بن يزيد المقرئ عند الجري‪ ،‬وهو" ثقة‪ ،‬من‬
‫العاشرة‪ ،‬مات سنة ست وخمسين")‪ (5‬أي‪ :‬ومائتين‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬ول احتمال لن يكون ابن أبي عمر زاد سفيان بينه وبين يحيى‬
‫بن سعيد بدلً من زيادة يحيى بين سفيان وبين أبي الزبير‪ ،‬وذلك لن سفيان‬
‫شيخه‪ ،‬وأما يحيى بن سعيد النصاري فلم يذكر أنه روى عنه ابن أبي‬
‫عمر‪ ،‬والظاهر أنه لم يدركه‪ ،‬فقد توفي يحيى عام ثلثة وأربعين ومائة‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬أربع وأربعين‪ ،‬وقيل‪ :‬ستة وأربعين)‪ ،(6‬وتوفي ابن أبي عمر سنة‬

‫() الذهب (اليزان) جـ ‪ 4‬ص ‪ 118،119‬رقم ‪( ،4381‬الغن) جـ ‪ 1‬ص ‪ 487‬رقم ‪.3212‬‬ ‫‪1‬‬

‫( ) ابن أب حات (الرح والتعديل) جـ ‪ 7‬ص ‪ 303‬رق م ‪ / 1399‬الذهب (اليزان) جـ ‪ 6‬ص ‪ 508 ، 507‬رقم‬ ‫‪2‬‬

‫‪ /8751‬ابن حجر (اللسان) جـ ‪ 7‬ص ‪ 40-38‬رقم ‪.8615‬‬


‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 241‬رقم ‪.2399‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ 484‬رقم ‪.5965‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 490‬رقم ‪.6054‬‬ ‫‪5‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 11‬ص ‪.195‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪217‬‬
‫ثلث وأربعين ومائتين)‪ ،(7‬وبين وفاتيهما نحو مائة عام‪ ،‬فالشبه أنه لم‬
‫يدركه أصلً فضلً عن سماعه منه‪.‬‬
‫ورغم ما في بعض هذه السانيد إلى يحيى بن سعيد من الوهن فإنه‬
‫منجبر بالسانيد الخرى الصحيحة عنه‪.‬‬
‫ويتبين مما مضى أنه صح من الطرق إلى أبي الزبير كل من رواية‬
‫قرة بن خالد السدوسي ورواية يحيى بن سعيد النصاري‪ ،‬ورواية سفيان‬
‫بن عيينة محتملة‪ ،‬لسيما وقد توبع من قبل يحيى بن سعيد‪ ،‬أما رواية معان‬
‫بن رفاعة فهي ضعيفة‪ .‬ورغم ذلك فإن الشكال في عنعنة أبي الزبير‬
‫نفسه‪ ،‬فتبقى الطريق إلى جابر بن عبدال ضعيفة‪.‬‬
‫سابعاً‪ :‬حديث عبدال بن مسعود‪:‬‬
‫جاء من ثلث روايات‪:‬‬
‫‪-1‬ـ ـروايةـ ـأبيـ ـوائلـ ـشقيقـ ـبنـ ـسلمة باللفظ الثالث عن ابن مسعود‪،‬‬
‫وشقيق بن سلمة قال عنه الحافظ‪" :‬ثقة مخضرم‪ ،‬مات في خلفة عمر بن‬
‫عبد العزيز وله مائة سنة")‪ ،(1‬والحديث من هذه الرواية صحيح‪.‬‬
‫‪ -2‬رواية عمرو بن سلمة بن الحارث الهمداني ‪ ،‬باللفظ الثاني عند ابن‬
‫أبي شيبة وعنه محمد ابن وضاح‪ ،‬وعمرو "ثقة‪ ،‬من الثالثة‪ ،‬مات سنة‬
‫خمس وثمانين")‪.(2‬وفيها‪:‬‬
‫‪ -‬عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة ‪ ،‬قال ابن معين‪" :‬ليس حديثه‬
‫بشيء‪ ،‬قد رأيته")‪.(3‬‬
‫‪ -‬أبوه يحيى بن عمرو‪ ،‬لم أجد له ترجمة‪.‬‬
‫فالرواية ضعيفة‪.‬‬
‫حبَيش السدي باللفظ الول عند أبي بكر بن أبي شيبة‬ ‫‪ -3‬رواية ِزرّ بن ُ‬
‫وعنه كل من ابن ماجه والجري‪ ،‬وعند أبي يعلى وأحمد والترمذي‪.‬‬
‫قال عنه ابن حجر‪" :‬ثقة جليل‪ ،‬مخضرم‪ ،‬مات سنة إحدى ‪-‬أو اثنتين‬
‫أو ثلث‪ -‬وثمانين‪ ،‬وهو ابن مائة وسبع وعشرين" )‪ ،(4‬وفيها‪:‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 10‬ص ‪.95‬‬ ‫‪7‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 268‬رقم ‪.2816‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 422‬رقم ‪.5041‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الذهب (الغن) جـ ‪ 2‬ص ‪ 76‬رقم ‪.4729‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ )(4‬ابن حجر (التقريب) ص ‪ 215‬رقم ‪.2008‬‬


‫‪218‬‬
‫ــ ـ ـ ـ ـ ـ‪-‬ـ ـعاصمـ ـبنـ ـبهدلة‪ ،‬وهو ابن أبي النجود السدي المقرئ‪ ،‬قال‬
‫الحافظ‪":‬صدوق له أوهام‪ ،‬حجة في القراءة‪ ،‬وحديثه في الصحيحين مقرون‪،‬‬
‫من السادسة‪ ،‬مات سنة ثمان وعشرين")‪ (1‬أي‪ :‬ومائة‪.‬‬
‫ـ ‪ -‬أبو بكر بن عياش السدي المقرئ ‪ ،‬وهو"ثقة عابد‪ ،‬إل أنه لما كبر‬
‫ساء حفظه‪،‬وكتابه صحيح‪ ،‬من السابعة‪ ،‬مات سنة أربع وتسعين – وقيل‬
‫قبل ذلك بسنة أو سنتين – وقد قارب المائة‪ ،‬وروايته في مقدمة مسلم")‪.(2‬‬
‫وعليه فإن إسناد هذه الرواية فيه لين‪.‬‬
‫والخلصة أن حديث عبدال بن مسعود صحيح‪ ،‬لصحة أسانيد بعض‬
‫الطرق‪.‬‬
‫ثامناً‪ :‬حديث أبي ذر جندب بن جنادة ورافع بن عمرو الغفاريين‪:‬‬
‫وقد رواه عنهما باللفظ الول عبدال بن الصامت‪ ،‬وعنه حميد بن‬
‫هلل‪ ،‬وعنه سليمان بن المغيرة وكلهم ثقات)‪ .(3‬رواه عن سليمان‪:‬‬
‫‪ -‬المام مسلم وابن أبي عاصم في "السنة" و"الحاد" والدارمي وأبو‬
‫بكر بن أبي شيبة وأحمد وابن ماجه وابن المنذر بأسانيد صحيحة‪.‬‬
‫‪ -‬الللكائي بسند فيه ـالحسين بن إسماعيل ‪ ،‬ويظهر أن الحسين هذا‬
‫هو التيماوي‪ ،‬إذ لم أجد فيمن اسمه الحسين بن إسماعيل غيره‪ ،‬ذكره‬
‫البخاري وسكت عنه)‪ ،(4‬وأورده ابن حبان في الثقات)‪.(5‬‬
‫‪ -‬ورواه بسندين في أحدهما عمر بن حفص السدوسي ‪ ،‬وفي الثاني‬
‫حفص بن عمر بن الصباح الرقي الطبراني في "الكبير" وهما شيخاه‪.‬‬
‫أما عمر بن حفص فلم يذكره سوى ابن حبان في الثقات)‪ ،(6‬وأما‬
‫حفص بن عمر فقال عنه أبو أحمد الحاكم‪ :‬حدّث بغير حديث لم يتابع‬
‫عليه)‪.(7‬‬

‫‪ )(1‬الصدر السابق ص ‪ 285‬رقم ‪.3054‬‬


‫‪ )(2‬الصدر السابق ص ‪ 624‬رقم ‪.7985‬‬
‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 182‬رقم ‪ ،1563‬ص ‪ 254‬رقم ‪ ،2612‬ص ‪ 308‬رقم ‪.3391‬‬ ‫‪3‬‬

‫() البخاري (التاريخ الكبي) جـ ‪ 2‬ص ‪.383‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن حبان (الثقات) جـ ‪ 8‬ص ‪.184‬‬ ‫‪5‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 8‬ص ‪.447‬‬ ‫‪6‬‬

‫() الذهب (الغن) جـ ‪ 1‬ص ‪ 298‬رقم ‪( ،1633‬اليزان) جـ ‪ 2‬ص ‪ 330‬رقم ‪.2158‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪219‬‬
‫فكل السنادين ضعيف‪ ،‬غير أن المتابعات بالسانيد الصحيحة‬
‫السابق ذكرها ترتقي بهذين السنادين‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وقد روي الحديث عن أبي ذر وحده‪ ،‬جاء من رواية عبدال‬
‫الصامت من طريق حميد بن هلل بأسانيد صحيحة عند كل من أحمد وأبي‬
‫داود الطيالسي وابن حبان‪.‬‬
‫وتابع حميد بن هلل‪ :‬أبو عمران عبدالملك بن حبيب الجوفي بسند‬
‫صحيح عند الطيالسي باللفظ الثاني‪.‬‬

‫تاسعاً‪ :‬حديث سهل بن حنيف‪:‬‬


‫تفرد به عنه ُيسَيْر بن عمرو‪ ،‬بطرق صحيحة عند كل من البخاري‬
‫ومسلم وابن أبي شيبة وأحمد وابنه عبدال في "السنة" وابن أبي عاصم‬
‫باللفظين الول والثالث‪.‬‬
‫ورواه باللفظ الثاني أحمد وابنه عبدال في "السنة" من طريق فيها‬
‫حزام بن إسماعيل العامري‪ ،‬ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحاً ول‬
‫تعديلً)‪ .(1‬فالحديث بهذا السند ضعيف‪ ،‬لكن يرتقي بالسند الذي قبله‪.‬‬
‫عاشراً‪ :‬حديث عقبة بن عامر الجهني‪:‬‬
‫عند أحمد والطبراني في "الكبير"‪ ،‬تفرد بها عبدالعزيز بن عبدالملك‬
‫بن مليل السليحيـ عن أبيه عن عقبة‪ ،‬وهما مجهولن‪ ،‬أما أبوه عبدالملك‬
‫فذكره البخاري ولم يذكر فيه جرحاً ول تعديلً)‪ ، (2‬وأورده ابن حبان في‬
‫)‪(5‬‬
‫الثقات)‪ ، (3‬وأما عبد العزيز فلم يذكره سوى البخاري)‪ (4‬وابن أبي حاتم‬
‫ولم يذكرا فيه جرحاً ول تعديلً‪ ،‬وأورده ابن حبان في الثقات)‪.(6‬‬
‫فالحديث ضعيف‪.‬‬
‫حادي عشر‪ :‬حديث أبي برزة السلمي‪:‬‬
‫عند كل من أحمد وابن أبي شيبة وأبي داود الطيالسي والنسائي‬
‫والحاكم‪ ،‬تفرد به عنه شريك بن شهاب الحارثي ‪ ،‬وهو وإن قال عنه ابن‬
‫() ابن أب حات (الرح والتعديل) ج ‪ 3‬ص ‪ 298‬رقم ‪.1328‬‬ ‫‪1‬‬

‫() البخاري (التاريخ الكبي) جـ ‪ 5‬ص ‪ 432‬رقم ‪.1408‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن حبان (الثقات) جـ ‪ 5‬ص ‪.122‬‬ ‫‪3‬‬

‫() البخاري (التاريخ الكبي) جـ ‪ 6‬ص ‪ 18‬رقم ‪.1546‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن أب حات (الرح والتعديل) جـ ‪ 5‬ص ‪ 388‬رقم ‪.1807‬‬ ‫‪5‬‬

‫() ابن حبان (الثقات) جـ ‪ 7‬ص ‪.113‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪220‬‬
‫حجر‪":‬مقبول‪ ،‬من الرابعة")‪ ،(1‬إل أنه لم يوثقه أحد سوى إيراد كل من‬
‫البخاري إياه في "التاريخ الكبير")‪ ،(2‬وابن حبان في "الثقات")‪ (3‬وسكتا‬
‫عنه‪ ،‬على أنه ليس له راوٍ إل الزرق بن قيس كما هنا‪ ،‬فل ترتفع عنه‬
‫جهالة العين‪ .‬من أجل ذلك قال الذهبي عنه‪" :‬ل يعرف إل برواية الزرق‬
‫بن قيس عنه")‪ ،(4‬وعلى ذلك فشريك بن شهاب مجهول‪.‬‬
‫وعليه فالحديث ضعيف‪.‬‬
‫ثاني عشر‪ :‬حديث أبي بكرة نفيع بن الحارث‪:‬‬
‫جاء من روايات ثلث‪:‬‬
‫‪ - 1‬رواية مسلم بن أبي بكرة بأسانيد صحيحة عند كل من أحمد وابنه‬
‫عبدال في "السنة" والحارث بن أبي أسامة والبيهقي في "معرفة السنن‬
‫والثار" والحاكم‪.‬‬
‫‪ -2‬رواية بلل بن بقطر عند أحمد والبزار وابن أبي عاصم‪ ،‬وبلل ذكره‬
‫ابن أبي حاتم وقال عن أبيه‪":‬روي عن أبي بكرة‪ ،‬روى عنه عطاء بن‬
‫السائب")‪ ،(5‬وذكره البخاري)‪ ،(6‬وأورده ابن حبان في "الثقات")‪ ،(7‬وسكتوا‬
‫عنه‪ .‬وعليه فهو مجهول‪.‬‬
‫وفيها أيضاً‪:‬‬
‫‪ -‬عطاء بن السائب الثقفي الكوفي‪:‬‬
‫قال عنه ابن حجر‪" :‬صدوق اختلط‪ ،‬من الخامسة‪ ،‬مات سنة ست‬
‫وثلثين")‪ ، (8‬والراوي عنه حماد بن سلمة بن دينار البصري ‪ ،‬وهو "ثقة‬
‫عابد‪ ،‬وتغير حفظه بأخرة‪ ،‬من كبار الثامنة‪ ،‬مات سنة سبع وستين")‪ ،(9‬وقد‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 266‬رقم ‪.2786‬‬ ‫‪1‬‬

‫() البخاري (التاريخ الكبي) جـ ‪ 4‬ص ‪ 238‬رقم ‪.2650‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن حجر (الثقات) جـ ‪ 4‬ص ‪.360‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الذهب (اليزان) جـ ‪ 2‬ص ‪ 269‬رقم ‪.3695‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن أب حات (الرح والتعديل) جـ ‪ 2‬ص ‪ 396‬رقم ‪.1550‬‬ ‫‪5‬‬

‫() البخاري (التاريخ الكبي) جـ ‪ 2‬ص ‪ 108‬رقم ‪.1858‬‬ ‫‪6‬‬

‫() ابن حبان (الثقات) جـ ‪ 4‬ص ‪.65‬‬ ‫‪7‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 391‬رقم ‪.4592‬‬ ‫‪8‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ 178‬رقم ‪.1499‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪221‬‬
‫اختلف في سماع حماد بن سلمة من عطاء ابن السائب؛ أهو في حال‬
‫اختلطه أم قبل ذلك)‪ ،(1‬وما دام المر محتملً للثنين فإنه يتوقف فيها‪.‬‬
‫والنتيجة أن هذه الرواية ضعيفة‪.‬‬
‫‪ -3‬رواية نصر بن عاصم الليثي عند ابن أبي عاصم‪:‬‬
‫ونصر ثقة)‪ ،(2‬لكن فيها‪:‬‬
‫‪ -‬عنعنة قتادة‪ ،‬وهو مدلس كما تقدم‪.‬‬
‫‪ -‬سعيد‪ :‬ولم يبين من هو‪ ،‬والظاهر أنه سعيد بن بشير الزدي لنه‬
‫يروي عنه محمد بن بكار العاملي‪ ،‬ويروي عن قتادة كما هنا‪ ،‬وكما مضى‬
‫في طريق أبي المتوكل وأبي الصديق الناجيين‪ .‬وسعيد هذا ضعيف)‪ (3‬كما‬
‫سبق‪.‬‬
‫فالرواية ضعيفة‪.‬‬
‫ثالث عشر‪ :‬حديث أبي أمامة صُ َديّ بن عجلن الباهلي‪:‬‬
‫وله روايتان‪:‬‬
‫‪-1‬ـ ـروايةـ ـأبيـ ـغالب صاحب أبي أمامة‪ ،‬عند الجري والطبراني في‬
‫"الكبير" باللفظ الثاني‪ ،‬واسم أبي غالب‪ :‬حَ زَوّر‪ ،‬وقيل سعيد بن الحزور‪،‬‬
‫وقيل نافع)‪ ،(4‬قال الحافظ‪" :‬صدوق يخطئ")‪.(5‬‬
‫والظاهر أن فيه ضعفاً‪ ،‬فقد قال ابن حبان‪" :‬منكر الحديث على قلته‪،‬‬
‫ل يجوز الحتجاج به إل فيما يوافق الثقات")‪ ،(6‬وقال أبو حاتم‪ :‬ليس‬
‫بالقوي‪ ،‬وقال ابن معين‪ :‬صالح الحديث)‪ ،(7‬وقال النسائي‪ :‬ضعيف)‪ ،(8‬وقال‬

‫‪ )(1‬ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 7‬ص ‪ 180‬رقم ‪.4754‬‬


‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 560‬رقم ‪.7113‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ 234‬رقم ‪.2276‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الذهب (اليزان) جـ ‪ 2‬ص ‪ 221 ،220‬رقم ‪ /1802‬ابن حجر (التقريب) ص ‪ 664‬رقم ‪.8298‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 664‬رقم ‪.8298‬‬ ‫‪5‬‬

‫() ابن حبان (الثقات) جـ ‪ 1‬ص ‪.267‬‬ ‫‪6‬‬

‫() ابن أب حات (الرح والتعديل) جـ ‪ 3‬ص ‪ 316 ،315‬رقم ‪.1411‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪ )(8‬النسائي (الضعفاء والتروكي) ص ‪ 262‬رقم ‪.696‬‬


‫‪222‬‬
‫ابن سعد‪ :‬كان ضعيفاً)‪ ،(1‬وقال الدارقطني‪ :‬ثقة‪ ،‬وقال مرة‪ :‬يعتبر به‪ ،‬ووثقه‬
‫موسى بن هارون)‪ ،(2‬وصحح له الترمذي حديثاً)‪.(3‬‬
‫وقال ابن عدي‪":‬ولم أرَ في حديثه حديثاً منكراً جداً وأرجو أن ل بأس‬
‫به")‪ ،(4‬ويظهر أن الذهبي لم يلتفت إلى تصحيح الترمذي‪ ،‬ولم يرَ في كلم‬
‫ابن معين وموسى بن هارون وابن عدي توثيقاً فلخص ما قيل فيه بقوله‪:‬‬
‫"فيه شيء")‪ .(5‬وفيه‪:‬‬
‫‪ -‬عند الطبراني‪ :‬عمر بن أبي خليفة ‪ ،‬قال عنه الحافظ‪":‬مقبول‪ ،‬من‬
‫الثامنة‪ ،‬مات سنة تسع وثمانين")‪ ،(6‬أي‪ :‬ومائة‪.‬‬
‫‪ -‬عند الجري‪ :‬الزهر بن صالح‪ ،‬ولم أجد له ترجمة‪.‬‬
‫وعليه فالرواية هذه ضعيفة‪.‬‬
‫‪ -2‬رواية شهر بن حوشب‪ ،‬عند الطبراني في الكبير باللفظ الول‪.‬‬
‫وهو "صدوق كثير الرسال والوهام‪ ،‬من الثالثة‪ ،‬مات سنة اثنتي‬
‫عشرة")‪.(7‬‬
‫وفيها أيضاً‪ :‬أبو عزة الدباغ‪ ،‬وهو الحكم بن طهمان أبي القاسم‪:‬‬
‫نقل الذهبي عن ابن حبان أنه ضعفه في "ذيله على الضعفاء")‪ ،(8‬كما‬
‫ذكر ابن‬
‫حجر عن ابن حبان نقله عن ابن معين تضعيفه له)‪ ، (9‬غير أن ابن حبان‬
‫نفسه ذكره في "الثقات")‪ ، (10‬كما ذكره البخاري في "التاريخ الكبير")‪،(11‬‬
‫ونقلُ ابن حبان تضعيف ابن معين للحكم بن طهمان معارض بنقل كل من‬
‫ابن الجنيد وابن أبي حاتم عن ابن معين خلف ذلك‪ ،‬فقد نقل ابن الجنيد عن‬
‫() ابن سعد (الطبقات) جـ ‪ 7‬ص ‪.238‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 12‬ص ‪ 177 ،176‬رقم ‪.8637‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الذهب (اليزان) جـ ‪ 2‬ص ‪ 221 ،220‬رقم ‪.8637‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن عدي (الكامل) جـ ‪ 2‬ص ‪ 456 ،455‬رقم ‪.196‬‬ ‫‪4‬‬

‫() الذهب (اليزان) جـ ‪ 7‬ص ‪ 410‬رقم ‪.10503‬‬ ‫‪5‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 412‬رقم ‪.4891‬‬ ‫‪6‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ 269‬رقم ‪.2830‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪ )(8‬الذهب (اليزان) جـ ‪ 2‬ص ‪ 336‬رقم ‪.2181‬‬


‫‪ )(9‬ابن حجر (اللسان) جـ ‪ 2‬ص ‪ 620‬رقم ‪.2913‬‬
‫‪ )(10‬ابن حبان (الثقات) جـ ‪ 8‬ص ‪.193‬‬
‫‪ )(11‬البخاري (التاريخ الكبي) جـ ‪ 2‬ص ‪ 339‬رقم ‪.2674‬‬
‫‪223‬‬
‫ابن معين أنه قال عنه‪" :‬ليس به بأس")‪ ،(1‬ونقل ابن أبي حاتم عنه أنه قال‪:‬‬
‫"صالح")‪ ،(2‬وأيضاً فقد وثقه كل من أبي حاتم وأبي زرعة)‪،(3‬فالرجل ثقة‪.‬‬
‫ولكن الرواية فيها لين من أجل شهر بن حوشب‪ ،‬ول تعضدها رواية‬
‫أبي غالب للضعف الشديد فيها‪.‬‬
‫رابع عشر‪ :‬حديث طلق بن علي الحنفي السحيمي‪:‬‬
‫عند الضياء‪ ،‬تفرد به عبدالرحمن بن علي بن شيبان الحنفي وهو‬
‫"ثقة‪ ،‬من الثالثة")‪ .(4‬إل أن في إسناده‪:‬‬
‫‪ -‬يحيى بن إسماعيل وابنه علياً ‪ ،‬وهما مجهولن لم أعثر لهما على‬
‫ترجمة‪ ،‬وقال الهيثمي‪ :‬لم أعرفهما)‪.(5‬‬
‫‪ -‬عكرمة بن عمار العجلي‪ ،‬قال عنه ابن حجر‪" :‬صدوق يغلط‪ ،‬وفي‬
‫روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب ولم يكن له كتاب‪ ،‬من الخامسة‪،‬‬
‫مات قبيل الستين")‪ ،(6‬وعدّه‬
‫من المرتبة الثالثة من المدلّسين)‪ ،(7‬وقد عنعن‪.‬‬
‫فالحديث ضعيف لجهالة يحيى بن إسماعيل وابنه علي وعنعنة‬
‫عكرمة بن عمار‪.‬‬
‫خامس عشر‪ :‬حديث عبدال بن عمرو بن العاص‪:‬‬
‫وقد روي من ثلث روايات‪:‬‬
‫‪ -1‬رواية مقسم بن بجرة أبي القاسم‪ :‬وهو "صدوق‪ ،‬وكان يرسل‪ ،‬من‬
‫)‪(8‬‬
‫الرابعة‪ ،‬مات سنة إحدى ومائة‪ ،‬وماله في البخاري سوى حديث واحد"‬
‫بأسانيد جيدة عند أحمد وابنه عبدال في "السنة" وابن أبي عاصم في‬
‫"السنة" باللفظ الول‪.‬‬

‫‪ )(1‬ابن النيد (السؤالت) ص ‪ 329‬رقم ‪.224‬‬


‫‪ )(2‬ابن أب حات (الرح والتعديل) جـ ‪ 3‬ص ‪ 118‬رقم ‪.549‬‬
‫‪ )(3‬الصدر السابق‪.‬‬
‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 347‬رقم ‪.3960‬‬ ‫‪4‬‬

‫() اليثمي (ممع الزوائد) جـ ‪ 6‬ص ‪.232‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ )(6‬ابن حجر (التقريب) ص ‪ 396‬رقم ‪.4672‬‬


‫‪ )(7‬ابن حجر (تعريف أهل التقديس) ص ‪ 98‬رقم ‪.88‬‬
‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 545‬رقم ‪.6873‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪224‬‬
‫‪ - 2‬رواية عقبة بن وساج الزدي ‪ ،‬عند البزار وابن أبي عاصم باللفظ‬
‫الثالث‪ ،‬وعقبة "ثقة‪ ،‬من الثالثة‪ ،‬قتل بعد الثمانين بالزاوية أو الجماجم")‪.(1‬‬
‫وفيها عنعنة قتادة‪ ،‬وهو مدلس كما تقدم‪.‬‬
‫‪ -3‬رواية عمر بن الحكم بن رافع بن سفيان المدني عند ابن أبي عاصم في‬
‫"السنة" والحاكم باللفظ الثاني‪ .‬وعمر ثقة)‪ ،(2‬وإسنادها حسن‪.‬‬
‫ومن مجموع روايات حديث عبدال بن عمرو يتبين أنه صحيح‪.‬‬
‫سادس عشر‪ :‬حديث أبي هريرة عبدالرحمن بن صخر الدوسي‪:‬‬
‫عند ابن أبي عاصم في "السنة" والطبراني في "الوسط"‪ ،‬وفي إسناده‪:‬‬
‫‪-‬ـ ـالفرزدقـ ـالشاعر واسمه همامـ ـبنـ ـغالب‪ ،‬قال ابن حبان‪" :‬كان‬
‫الفرزدق ظاهر الفسق هتاكاً للحرم قذافاً للمحصنات‪ ،‬ومن كان فيه خصلة‬
‫من هذه الخصال استحق مجانبة روايته على الحوال")‪.(3‬‬
‫‪-‬ـ ـخلفـ ـبنـ ـخليفةـ ـبنـ ـصاعدـ ـالشجي‪" :‬صدوق اختلط في الخر‬
‫وادعى أنه رأى عمرو بن حريث الصحابي فأنكر ذلك عليه ابن عيينة‬
‫وأحمد")‪ ،(4‬والراوي عنه سعيد ابن سليمان بن كنانة الضبي الواسطي‬
‫سعدويه البزاز‪ ،‬وهو"ثقة حافظ‪ ،‬من كبار العاشرة‪ ،‬مات سنة خمس‬
‫وعشرين‪ ،‬وله مائة سنة")‪ ،(5‬ولم يبين ما إذا كان روى عنه حال الختلط‬
‫أم قبله‪.‬‬
‫فالحديث ضعيف جداّ‪.‬‬
‫سابع عشر‪ :‬حديث عمار بن ياسر وسعد بن أبي وقاص‪:‬‬
‫عند الطبراني في "الوسط"‪ ،‬وفيه‪:‬‬
‫‪-‬ـ ـعمرـ ـبنـ ـأبيـ ـعائشةـ ـالمدني ‪ ،‬ذكره ابن أبي حاتم بل جرح ول‬
‫تعديل)‪ ،(6‬وقال الذهبي بعدما أورد حديث المروق من طريقه‪" :‬هذا حديث‬
‫منكر")‪.(7‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ 395‬رقم ‪.4654‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ 411‬رقم ‪.4883‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن حبان (الجروحي) جـ ‪ 2‬ص ‪.204‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 194‬رقم ‪.1731‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ )(5‬الصدر السابق ص ‪ 237‬رقم ‪.2329‬‬


‫() ابن أب حات (الرح والتعديل) جـ ‪ 6‬ص ‪.119‬‬ ‫‪6‬‬

‫() الذهب (اليزان) جـ ‪ 5‬ص ‪ 252‬رقم ‪.6160‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪225‬‬
‫ثامن عشر‪ :‬حديث عبدالرحمن بن عُدَيس ال َبلَوي‪:‬‬
‫عند الطبراني في "الوسط"‪ ،‬وفيه‪:‬‬
‫‪-‬ـ ـبكرـ ـبنـ ـسهلـ ـالدمياطي‪ ،‬قال عنه النسائي‪ :‬ضعيف‪ ،‬وقال عنه‬
‫الذهبي‪ :‬حمل عنه الناس‪ ،‬وهو مقارب الحال)‪.(1‬‬
‫‪ -‬عبدال ـبن لهيعة ‪ ،‬سبق أنه ضعيف‪ ،‬على أنه مدلس ‪-‬كما مضى‪-‬‬
‫وقد عنعن‪.‬‬
‫‪ -‬تبيع الحجري‪ :‬وهو مجهول‪ ،‬لم يذكره إل ابن حبان في الثقات)‪.(2‬‬
‫فالديث ضعيف جداّ‪.‬‬
‫تاسعـ عشر‪:‬ـ حديث عامر ـبن واثلة‪ :‬عند الضياء المقدسي والطبراني‬
‫برواية الضياء عنه‪ ،‬وسنده ل بأس به‪.‬‬
‫والنتيجة من كل ما سبق في أسانيد حديث المروق أنه صح عن‬
‫الصحابة التية أسماؤهم‪ :‬أبو سعيد الخدري‪ ،‬وعلي بن أبي طالب‪ ،‬وأنس‬
‫بن مالك‪ ،‬وعبدال بن عمر‪ ،‬وعبدال بن مسعود‪ ،‬وأبو بكرة‪ ،‬وأبو ذر‬
‫ورافع بن عمرو الغفاريان‪ ،‬وسهل بن حنيف‪ ،‬وعبدال بن عمرو بن‬
‫العاص‪ ،‬وعامر بن واثلة‪.‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 1‬ص ‪ 346‬رقم ‪.1284‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن حبان (الثقات) جـ ‪ 4‬ص ‪.88‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪226‬‬
227
‫المبحث الثالث‪:‬‬
‫دراسة مت الديث‬

‫غريب الحديث‪:‬‬
‫يمرقون‪ :‬المروق سرعة الخروج من الشيء‪ ،‬أو الخروج من الشيء‬
‫من غير مدخله‪ ،‬أو أن ينفذ السهم الرمية فيخرج طرفه من الجانب الخر‬
‫وسائره في جوفها)‪.(1‬‬
‫الرمية‪ :‬الطريدة التي يرميها الصائد‪ ،‬وهي كل دابة مرمية‪ ،‬أو‬
‫الصيد الذي ترميه فتقصده وينفذ فيه سهمك)‪.(2‬‬
‫النصل‪ :‬كل حديدة من حدائد السهم)‪.(3‬‬
‫القدح‪ :‬السهم قبل أن ينصل ويراش)‪.(4‬‬
‫ال ُقذَذ‪ :‬ريش السهم‪ ،‬جمع قُذّة)‪.(5‬‬
‫النّضي‪ :‬نصل السهم‪ ،‬أو الذي ليس له ريش ول نصل‪ ،‬أو عود السهم‬
‫قبل أن يُراش)‪.(6‬‬
‫الفوق‪ :‬موضع الوتر)‪.(7‬‬
‫صفَة‪ ،‬وهي العقب التي فوق الرّعظ‪ ،‬والرعظ‬ ‫الرّصاف‪ :‬جمع رَ َ‬
‫مدخل النصل في السهم)‪.(8‬‬
‫ينثرونه‪ :‬نثرك الشيء بيدك أن ترمي به متفرقا)‪.(9‬‬
‫الدّقَل‪ :‬جمع َدقَلة‪ ،‬نوع من التمر الرديء)‪.(10‬‬

‫() ابن منظور (اللسان) جـ ‪ 10‬ص ‪.341‬‬ ‫‪1‬‬

‫() أبو عبيد (غريب الديث) جـ ‪ 1‬ص ‪ /161‬ابن منظور (اللسان) جـ ‪ 14‬ص ‪ 336‬باب القاف فصل اليم‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن منظور (اللسان) جـ ‪ 11‬ص ‪ 662‬باب اللم فصل النون‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 2‬ص ‪.556‬‬ ‫‪4‬‬

‫() أبو عبيد (غريب الديث) جـ ‪ 1‬ص ‪.161‬‬ ‫‪5‬‬

‫() ابن منظور (اللسان) جـ ‪ 15‬ص ‪.331‬‬ ‫‪6‬‬

‫() أبو عبيد (غريب الديث) جـ ‪ 2‬ص ‪ /208‬ابن منظور (اللسان) جـ ‪ 10‬ص ‪.319‬‬ ‫‪7‬‬

‫() أبو عبيد (غريب الديث) جـ ‪ 1‬ص ‪.161‬‬ ‫‪8‬‬

‫() ابن منظور (اللسان) جـ ‪ 5‬ص ‪.191‬‬ ‫‪9‬‬

‫() الصدر السابق ج ‪ 11‬ص ‪ 246‬باب اللم فصل الدال‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪228‬‬
‫التسبيد‪ :‬التشعيث‪ ،‬أو ترك التدهن وغسل الرأس‪ ،‬أو الحلق‬
‫والستئصال)‪.(1‬‬
‫التراقي‪ :‬جمع ترقوة‪ ،‬مثناه الترقوتان‪ ،‬وهما العظمان المشرفان بين‬
‫ثغرة النحر والعاتق‪ ،‬وقيل عظم وصل بين ثغرة النحر والعاتق من‬
‫الجانبين)‪.(2‬‬
‫الضئضئ‪ :‬أصل الشيء ومعدنه)‪.(3‬‬
‫التحليل‪:‬‬
‫حديث المروق هو الساس في موضوع الرسالة‪ ،‬وذلك لستمساك‬
‫العلماء به في إصدار الحكم ضد الطائفة المسماة بالخوارج‪ ،‬ل سيما وقد‬
‫ورد من طريق عدد جم من الصحابة‪.‬‬
‫وعلى هذا الحديث يدور الكتاب القدامى والمحدثون سواء منهم أهل‬
‫الحديث وأهل الفقه وعلماء الفرق في التعامل مع قضية الخوارج من حيث‬
‫وقت ظهورهم وعلماتهم وصفاتهم والحكم النبوي الصادر فيهم‪.‬‬
‫وقصة الحديث بالنظر إلى مجموع رواياته وسبب وروده تتلخص‬
‫فيما يلي‪:‬‬
‫بينما النبي يقسم غنائم حنين أو تبراً بعث به علي بن أبي طالب‬
‫من اليمن فأعطى رجالً دون آخرين‪ ،‬إذ جاء رجل إلى رسول ال فقال‬
‫له‪" :‬اعدل"‪ ،‬فغضب النبي قائلً له‪" :‬ويلك‪ ،‬ومن يعدل إذا لم أعدل"‪،‬‬
‫الذن بقتله‪،‬‬ ‫فقام عمر بن الخطاب أو خالد بن الوليد طالباً من النبي‬
‫فنهاه خشية أن يقال إنه يقتل أصحابه‪ ،‬ثم أنبأ بظهور قوم لهم من‬
‫العبادة ما يحتقر أحدنا عمله معهم‪ ،‬إل أنهم مع ذلك "يمرقون من الدين"‪.‬‬
‫وقد مضى ذكر ألفاظ الحديث‪ ،‬وأما القضايا التي شملتها تلك اللفاظ‬
‫فيمكن طرحها ضمن المور التالية‪:‬‬
‫المر الول‪ :‬كم مرة وقعت الحادثة‪:‬‬
‫من‬ ‫في بعض الروايات أنها كانت في الجعرانة منصرف النبي‬
‫حنين‪ ،‬وكان ذلك في السنة الثامنة من الهجرة)‪ . (4‬أما الروايات التي فيها‬

‫() أبو عبيد (غريب الديث) جـ ‪ 1‬ص ‪ /162‬ابن منظور (اللسان) جـ ‪ 3‬ص ‪.202‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن منظور (اللسان) جـ ‪ 10‬ص ‪.32‬‬ ‫‪2‬‬

‫() أبو عبيد (غريب الديث) جـ ‪ 1‬ص ‪.327‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 2‬ص ‪.165‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪229‬‬
‫"خيبر" بدل "حنين" فهو تحريف ظاهر للتفاق على أن الحادثة كانت إثر‬
‫حنين‪.‬‬
‫كان يقسم الغنائم‪ ،‬وفي بعض‬ ‫وفي هذه الروايات أن النبي‬
‫الروايات أنه عليه الصلة والسلم كان يقسم تبراً بعث به علي بن أبي‬
‫طالب وهو باليمن‪ .‬ول يخفى أن الرواية التي فيها "تمراً" بدل "تبراً" وهي‬
‫عند الحاكم فيها تحريف أيضاً‪.‬‬
‫وقد جمع الحافظ ابن حجر بين هذه الختلف بأنهما حادثتان‬
‫منفصلتان‪.‬‬
‫ول ريب أن وقوعهما بنفس تفاصيلهما من البعد بمكان‪ ،‬فإنه يظهر‬
‫من الروايات أن للحادثة الواحدة خمسة جوانب‪ ،‬وهي‪ :‬القسمة‪ ،‬وإعطاء‬
‫بعض الناس دون بعض‪ ،‬واعتراض الرجل على القسمة‪ ،‬وسؤال عمر أو‬
‫خالد قتله‪ ،‬ونص الحديث‪.‬‬
‫ولعل لبساً حص ل لل رواة م ن ج راء تش ابه الح ادثتين‪ .‬ول ذا وق ع‬
‫في بعض الروايات ‪ -‬غير المذكورة هاهنا ‪ -‬ذكر الحادثة بسياق مختلف لم‬
‫يرد في أي من روايات هذا الحديث‪.‬‬
‫فعند مسلم وأبي يعلى من حديث عبدال بن مسعود قال‪ :‬لما كان يوم‬
‫حنين آثر رسول ال ناساً في القسمة‪ ،‬فأعطى القرع بن حابس مائة من‬
‫البل‪ ،‬وأعطى عيينة مثل ذلك‪ ،‬وأعطى أناساً من أشراف العرب وآثرهم‬
‫يومئذ في القسمة‪ ،‬فقال رجل‪ :‬وال إن هذه لقسمة ما عدل فيها وما أريد فيها‬
‫وجه ال‪ ،‬قال‪ :‬فقلت‪ :‬وال لخبرن رسول ال ‪ .‬قال‪ :‬فأتيته فأخبرته بما‬
‫قال‪ ،‬قال‪ :‬فتغير وجهه حتى كان كالصرف)‪ ، (1‬ثم قال‪" :‬فمن يعدل إن لم‬
‫يعدل ال ورسوله ؟"‪ ‍ ،‬ثم قال‪" :‬يرحم ال موسى‪ ،‬قد أوذي بأكثر من هذا‬
‫فصبر"‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬لجرم ل أرفع إليه بعدها شيئاً)‪.(2‬‬
‫وأخرجه مسلم من وجه آخر أيضاً‪ ،‬وفيه عن ابن مسعود‪ :‬فأتيت‬
‫النبي فساررته فغضب من ذلك غضباً شديداً واحمر وجهه حتى تمنيت‬
‫أني لم أذكره له)‪.(3‬‬
‫وعند مسلم أيضاً من حديث رافع بن خديج قال‪ :‬أعطى رسول ال‬
‫أبا سفيان بن حرب وصفوان بن أمية وعيينة بن حصن والقرع بن حابس‬

‫‪ )(1‬الصّرف‪ :‬الالص من كل شيء أو الدم الذي ل يزج‪ :‬ابن منظور (اللسان) جـ ‪ 9‬ص ‪.193‬‬
‫() مسلم (الصحيح) ك الزكاة باب (‪ )46‬رقم ‪.1062‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الصدر السابق ك الزكاة باب (‪ )46‬رقم ‪.1062‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪230‬‬
‫كل إنسان منهم مائة من البل‪ ،‬وأعطى عباس بن مرداس دون ذلك‪ ،‬فقال‬
‫عباس بن مرداس‪:‬‬

‫والقرعِ‬ ‫عيينة‬ ‫بين‬ ‫د‬ ‫أتجع ل نهبي ونهب العب ي‬


‫يف وقان مرداس في المجمعِ‬ ‫وما كان حصن ول ح ابس‬
‫ومن تَخف ضِ اليوم ل يُرفعِ‬ ‫وما كنت دون امرئ منهم ا‬

‫قال‪ :‬فأتم لهما رسول ال مائة)‪.(1‬‬


‫وأخرجه أيضاً من هذه الطريق من وجه ثانٍ أن النبي قسم غنائم‬
‫حنين فأعطى أبا سفيان بن حرب مائة من البل‪ ،‬قال مسلم‪ :‬وساق الحديث‬
‫بنحوه وزاد‪ :‬وأعطى علقمة بن علثة مائة‪.‬‬
‫وأخرجه من وجه ثالث قال مسلم‪ :‬ولم يذكر في الحديث علقمة بن‬
‫علقة ول‬

‫صفوان بن أمية ولم يذكر الشعر في حديثه)‪.(2‬‬


‫يتضح من هذه الروايات أن حديث المروق ليس ضمن الحادثة عند‬
‫قسمة غنائم حنين‪ ،‬إذ ل وجود له هنا البتة‪ ،‬وإذا ثبت هذا فإن نص الحديث‬
‫إنما كان في حادثة قسمة الذهب الذي أرسله علي بن أبي طالب من اليمن‪.‬‬
‫المر الثاني‪ :‬الرجل الذي اعترض على قسمة النبي ‪:‬‬
‫أكثر الروايات على إبهام الرجل دون تحديد شخصه‪ .‬وفي بعضها‬
‫بذكر صفاته‪ ،‬مثل‪ :‬فأقبل رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ناتئ الجبين‬
‫كث اللحية" كما في لفظ أبي سعيد الثاني‪.‬‬
‫وفي حديث أبي برزة ولفظ أبي بكرة الول‪ :‬رجل أسود مطموم‬
‫الشعر عليه ثوبان أبيضان بين عينيه أثر السجود‪ ،‬بدون كلمة "الشعر" في‬
‫لفظ أبي بكرة‪.‬‬
‫وقد حددته بعض الروايات‪ ،‬فعند الطبري في "تهذيب الثار" كما‬
‫نسبه إليه ابن حجر "أتى ذو الخويصرة التميمي"‪ ،‬وفي لفظ عبدال بن‬
‫عمرو بن العاص الول‪" :‬أقبل رجل من بني تميم يقال له ذو الخويصرة"‬
‫() الصدر السابق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() مسلم (الصحح) ك الزكاة باب (‪ )46‬رقم ‪.1060‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪231‬‬
‫وسيأتي في حديث ذي الثدية "إذ أتاه ذو الخويصرة وهو رجل من بني‬
‫تميم"‪ ،‬وسيأتي أيضاً عند أبي يعلى في حديث أبي سعيد "فقام رجل من بني‬
‫أمية" وجلي أنه تحريف عن بني تميم‪.‬‬
‫وفي لفظ س ويد بن غفلة – كما سيأتي في حديث المخدج ‪ -‬قال‬
‫س ألت علياً عن الخوارج قال‪ :‬جاء ذو الثدية المخدجي إلى رسول ال‬
‫وهو يقسم‪ .‬وسيأتي أن ذا الخويصرة غير المخدج ذي الثدية‪.‬‬
‫وفي لفظ عند البخاري "عبدال بن ذي الخويصرة" وفي لفظ عند‬
‫أبي يعلى "ابن ذي الخويصرة التميمي وهو حرقوص بن زهير أصل‬
‫الخوارج" ول ريب أن هذا التفسير من أحد الرواة‪ ،‬قال ابن حجر‪" :‬وما‬
‫أدري من الذي قال وهو حرقوص‪ ...‬الخ")‪.(1‬‬
‫وبناءً على هذه الرواية جعل ابن الثير وأبو زرعة العراقي‬
‫حرقوص بن زهير هو ذا الخويصرة)‪.(2‬‬
‫إل أن في الربط بين حرقوص بن زهير وبين ذي الخويصرة نظراً‪،‬‬
‫فقد تقدم في مبحث الصحابة من أهل النهروان أن عمر بن الخطاب أمد‬
‫عتبة بن غزوان بحرقوص بن زهير‪ ،‬فكيف يستعين عمر بمثل ذي‬
‫الخويصرة ويوليه على جنده في الجهاد في سبيل ال؟‬
‫يقول الدرجيني‪..." :‬أنه لو صح ذلك عن عمر رضي ال عنه أنه من‬
‫المأمورين بقتله وأعلمه أنه مارق من الدين فكيف يستعين به على الجهاد‬
‫وهو أعظم أركان الدين فيجعله أميراً على جنوده المؤمنين وظهيراً على‬
‫قتال الكافرين")‪.(3‬‬
‫وقد حاول د‪ .‬نايف معروف التأكيد على الربط بين ذي الخويصرة‬
‫وبين حرقوص ابن زهير معللً سبب استعمال عمر حرقوصاً بقوله‪:‬‬
‫"ولعل استغرابنا لستعمال عمر لهذا التميمي يخف حين نعلم أن حرقوصاً‬
‫هذا كانت له صحبة من الرسول‪ ،‬وأن الرسول نفسه كان يستعين في حربه‬
‫بالمنافقين واليهود‪ ،‬كما ل ننسى أنه كان منيعاً في قومه من بني سعد‪ ،‬فهل‬
‫حاول أن يؤلف قلبه أو يتقي شره فأمره وأبعده")‪.(4‬‬
‫يستعين في حروبه باليهود؟‬ ‫وهذا كلم غريب‪ ،‬متى كان النبي‬
‫وأما استعانته بالمنافقين – إن صحت ‪ -‬فمن باب أنهم أصحابه في الظاهر‪،‬‬
‫() ابن حجر (فتح الباري) جـ ‪ 14‬ص ‪.298‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن الثي (أسد الغابة) جـ ‪ 2‬ص ‪ 20‬رقم ‪ /1541‬العراقي‪ ،‬أبو زرعة (الستفاد) جـ ‪ 2‬ص ‪.1292‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الدرجين (الطبقات) جـ ‪ 2‬ص ‪.204‬‬ ‫‪3‬‬

‫() معروف‪ ،‬نايف (الوارج ف العصر الموي) ص ‪.16‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪232‬‬
‫وإذا حقنت دماؤهم لهذا السبب فإن اشتراكهم في المقاتلة للسبب نفسه‪،‬‬
‫والصحابة لم يكونوا يعلمون المنافقين‪ ،‬فالمعاملة في الظاهر سواء في نظر‬
‫الكل‪.‬‬
‫وأما تأمير عمر حرقوص بن زهير تألفاً لقلبه واتقاء لشره وإبعاداً له‬
‫عن مركز الخلفة فهو كلم من لم يفهم عمر الفاروق‪ ،‬فإن عمر منع‬
‫المؤلفة قلوبهم الذين كانوا في أيام النبي من سهمهم‪ ،‬روى الطبري بسنده‬
‫الى عمر قال وأتاه عيينة بن حصن‪ :‬الحق منـ ربكـ فمنـ شاء فليؤمن‬
‫ومن شاء فليكفر‪.(1) ‬‬
‫ومن هو حرقوص ‪ -‬في وضعه الجتماعي‪ -‬بالنظر إلى عيينة في‬
‫مكانته بين العرب؟ على أنه يظهر أن نظرة عمر إلى حرقوص نظرته إلى‬
‫غيره من الصحابة المجاهدين‪ ،‬ومن ذلك كتابه إلى حرقوص عند افتتاحه‬
‫سوق الهواز‪ ،‬قال الطبري‪ :‬وبلغ عمر أن حرقوصاً ن زل جبل الهواز‬
‫والناس يختلفون إليه‪ ،‬والجبل كؤود يشق على من أمه‪ ،‬فكتب إليه‪" :‬بلغني‬
‫أنك ن زلت من زلً كؤوداً ل تؤتى فيه إل على مشقة‪ ،‬فأَسهِل ول تشق على‬
‫مسلم ول معاهد‪ ،‬وقم في أمرك على رجل تدرك الخرة وتصف لك الدنيا‪،‬‬
‫ول تدركنك فترة ول عجلة فتكدر دنياك وتذهب آخرتك")‪.(2‬‬
‫من هذا نفهم أن صفات ذي الخويصرة مباينة لصفات حرقوص‪.‬‬
‫على أن في إبهام اسمه في أغلب الروايات ما يدل على أنه غير حرقوص‪،‬‬
‫إذ حرقوص ليس بذاك المغمور‪ .‬إضافة إلى أنه سمي عبدال بن ذي‬
‫الخويصرة في بعضها كما تقدم عند البخاري‪.‬‬
‫والخلصة أن مقتل حرقوص في معركة النهروان أثار لدى الكثيرين‬
‫ارتباكاً من جهة كونه صحابياً يشارك مع أهل النهروان الموصوفين ‪ -‬عند‬
‫هؤلء ‪ -‬بالمروق من الدين‪ ،‬فتم الربط بينه وبين ذي الخويصرة‪ ،‬لزحزحته‬
‫عن فضل الصحبة والزج به في عداد المنافقين‪ ،‬وليتسق حينئذ وصف‬
‫حرقوص المأخوذ من ذي الخويصرة مع ما وصف به أهل النهروان من‬
‫البداوة والغلظة والفهم السطحي للنصوص‪ ،‬وحرقوص وأهل النهروان في‬
‫حل من ذلك كما سلف بيانه‪ .‬ولعل كون حرقوص وذي الخويصرة من بني‬
‫تميم كان من العوامل المساعدة لتقوية هذا الرابط‪ ،‬ول يضير ذلك‬
‫حرقوصاً‪.‬‬

‫‪ )(1‬الطبي (جامع البيان) جـ ‪ 6‬ص ‪.400‬‬


‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 2‬ص ‪.497‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪233‬‬
‫ولكن هل ذو الخويصرة هو المعترض على القسمة في القصتين ؟‬
‫احتمله ابن حجر‪ ،‬وإن كان يميل ‪ -‬حسبما يظهر‪ -‬إلى أن ذا الخويصرة كان‬
‫في قصة قسمة الذهب الذي بعث به علي‪ ،‬وأما الذي في مغانم حنين‬
‫فشخص آخر‪ ،‬قال‪" :‬ووهم من سماه ذا الخويصرة ظاناً اتحاد القصتين")‪.(1‬‬
‫المر الثالث‪ :‬الطالب لقتل ذي الخويصرة‪:‬‬
‫أغلب الروايات أنه عمر بن الخطاب‪ ،‬وبعضها على أنه خالد بن‬
‫الوليد‪ ،‬وبعضها بالتوهم "أحسبه خالد بن الوليد" كما في اللفظ الثاني عن‬
‫أبي سعيد‪ ،‬قال النووي‪" :‬ليس فيهما تعارض‪ ،‬بل كل واحد منهما استأذن‬
‫فيه")‪.(2‬‬
‫وفي رواية لمسلم‪" :‬فقام عمر بن الخطاب فقال‪ :‬يا رسول ال أضرب‬
‫عنقه ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬ثم أدبر فقام إليه خالد بن الوليد سيف ال فقال‪ :‬يارسول ال‬
‫أضرب عنقه؟ قال‪ :‬ل"‪.‬‬
‫وقد اعتمد ابن حجر هذه الرواية قائلً‪" :‬فهذا نص في أن كلً منهما‬
‫سأل")‪ .(3‬وجعل الحافظ هذا في حادثة قسمة الذهب الذي أرسله علي‪ ،‬وأما‬
‫حادثة مغانم حنين فالسائل لقتله هو عمر بن الخطاب جزماً)‪.(4‬‬
‫واستشكل سؤال خالد قتل الرجل مع أنه توجه إلى اليمن قبل علي‪،‬‬
‫وأجاب ابن حجر عن هذا الشكال "بأن علياً لما وصل إلى اليمن رجع‬
‫خالد منها إلى المدينة فأرسل علي الذهب فحضر خالد قسمته")‪.(5‬‬
‫المر الرابع‪ :‬المقصودون بحديث المروق‪:‬‬
‫يقول أبو علي الحسن بن مسعود اليوسي‪" :‬قد اتفق السلف والخلف‬
‫فيما علمنا أن الحديث خرج في الخوارج ولم يعرف منهم إل الذين خرجوا‬
‫على علي كرم ال وجهه يوم التحكيم وصار فيهم الشراة والصفرية وسائر‬
‫النحل واستمرت شوكتهم إلى أن انحسمت في خلفة عبدالملك بن مروان‬
‫على يد المهلب بن أبي صفرة")‪.(6‬‬

‫() ابن حجر (فتح الباري) جـ ‪ 14‬ص ‪.296‬‬ ‫‪1‬‬

‫() النووي (شرح مسلم) جـ ‪ 7‬ص ‪.141‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن حجر (فتح الباري) جـ ‪ 14‬ص ‪ ،299‬وانظر‪ :‬جـ ‪ 7‬ص ‪ ،325‬جـ ‪ 8‬ص ‪.396‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 14‬ص ‪.299‬‬ ‫‪4‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 14‬ص ‪.229‬‬ ‫‪5‬‬

‫() اليوسي (الرسائل) جـ ‪ 1‬ص ‪.213‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪234‬‬
‫وهذا المعنى يفهم من كلم عدد جم ممن تعرض لهذا الحديث من‬
‫الفقهاء والمحدثين وعلماء الفرق وغيرهم‪ .‬بيد أن في إطلقه على كل من‬
‫نسب إلى الخوارج أو الحرورية أو المحكّمة خلفاً بين المذاهب ل سيما‬
‫من قبل الذين صرف إليهم هذا الحكم‪ ،‬ول ريب أن هذا أمر بدهي‪ ،‬ومثله‬
‫في البداهة أن هذه النظرة متبادلة‪ ،‬إذ يصرف هؤلء معنى الحديث إلى‬
‫أولئك‪ ،‬يقول الشيخ السالمي في معرض ذكر أوجه المراد من الحديث‪:‬‬
‫عبّاد قومنا)‪ (1‬مع ما ترى من اجتهادهم؟ فإن‬ ‫"وكيف ل يحمل الحديث في ُ‬
‫أصحابهم يأثرون عنهم أشياء من التلوة والعبادة نحقر صلتنا مع صلتهم‬
‫وصيامنا مع صيامهم‪ ،‬فلعل الحديث فيهم‪ ،‬فيكون لكل تأويله‪ ،‬وهذا إلزام‬
‫للخصم بنظير قوله")‪.(2‬‬
‫والمحك في توجيه الحديث أن تتلمس حقيقة المراد به كي يصدق‬
‫حمله على فرد أو جماعة أو فعل تلبسوا به فيكون مخرج الحديث فيهم‪.‬‬
‫يؤخذ من الحديث أن المقصودين به قوم جمعوا بين أمرين ظاهرهما‬
‫التعارض‪:‬‬
‫‪ -1‬كثرة الصلة والصيام والعمال إلى حيث يحقر غيرهم مثل ذلك‬
‫منهم‪.‬‬
‫‪ -2‬المروق من الدين مروقًا مبالغاً فيه‪.‬‬
‫ولم يصرح الحديث بموضع الخلل في أفعال هؤلء القوم‪ ،‬سوى ما‬
‫يشير إليه قوله ‪" :‬يقرأون القرآن ول يجاوز حناجرهم"‪ .‬ول شك أن‬
‫كلمه من زه عن التعارض والتناقض ‪ ‬وما ينطق عن الهوى‪ ،‬إن هو إل‬
‫يوحى )‪.(3‬‬
‫‪‬‬ ‫وحي‬
‫وللوصول إلى نتيجة واضحة ل بد من تقرير التي‪:‬‬
‫أولً‪ :‬أن التصاف بالعبادة والصلح وكثرة أعمال البر أمر محمود دعت‬
‫إليه نصوص الكتاب العزيز وأحاديث الرسول الكريم ‪ .‬وقد مضى عليه‬
‫السلف الول من الصحابة المهاجرين والنصار وتبعهم على ذلك خيار‬
‫هذه المة من بعدهم‪ .‬ومن نظر في سيرهم ل سيما الكتب المؤلفة في هذا‬
‫المعنى تبين له صدق ذلك‪ ،‬مثل "حلية الولياء" لبي نعيم الصفهاني‪.‬‬
‫وهذا المر تشترك فيه كافة التوجهات السلمية‪ ،‬وهو سمة الخيار من‬

‫() سبق أن هذه اللفظة يريد با الباضية من سواهم من الفرق الخرى‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() السالي (شرح الامع الصحيح) جـ ‪ 1‬ص ‪.58‬‬ ‫‪2‬‬

‫() النجم آية ‪.3،4‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪235‬‬
‫كل فريق‪ ،‬والمعيار في العمل لقول ال تعالى‪  :‬إن أكرمكم عند ال أتقاكم ‪‬‬
‫)‪.(1‬‬
‫ثانياً‪ :‬معنى المروق من الدين الوارد في الحديث‪:‬‬
‫فقد حمل الدين في هذا الحديث على معنيين‪:‬‬
‫‪ -1‬الطاعة‪ :‬أي طاعة المام)‪.(2‬‬
‫‪ -2‬السلم)‪ : (3‬وقد جاءت بذلك روايات يبدو أنها روايات بالمعنى‪ ،‬فإن‬
‫عامة الروايات متفقة على لفظ "الدين" دون "السلم"‪ .‬إل أن ذلك ل يؤثر‬
‫شيئاً ها هنا‪ ،‬لن الحقيقة الشرعية مقدمة على الحقيقة اللغوية في النصوص‬
‫الشرعية‪ ،‬لقول ال تعالى‪ :‬إن الدين عند ال السلم‪.(4) ‬‬
‫ومجمل القول أن معنى المروق من الدين متنازع ما بين الردة عن‬
‫السلم وبين البقاء على السلم مع الفسق)‪.(5‬‬
‫ثالثاً‪ :‬سبب المروق من الدين‪:‬‬
‫سبق القول بأن من زع الحكم غير واضح من الحديث سوى ما يؤخذ من‬
‫قوله ‪:‬‬

‫"يقرأون القرآن ل يجاوز تراقيهم"‪ ،‬وله معان‪:‬‬


‫أحدها‪ :‬ل تفقهه قلوبهم ول ينتفعون به)‪.(6‬‬
‫الثاني‪ :‬ل يصعد لهم عمل ول تلوة ول يتقبل)‪.(7‬‬
‫الثالث‪ :‬ل تفقهه قلوبهم ويحملونه على غير المراد به)‪.(8‬‬
‫وفي رواية "ل يجاوز إيمانهم حناجرهم"‪ ،‬قال ابن حجر‪" :‬المراد‬
‫أنهم يؤمنون بالنطق ل بالقلب"‪ .‬لكن يبدو أن هذه رواية بالمعنى‪ ،‬ولعل‬
‫() الجرات آية ‪.13‬‬ ‫‪1‬‬

‫() النووي (شرح مسلم) جـ ‪ 7‬ص ‪ /142‬ابن حجر (فتح الباري) جـ ‪ 8‬ص ‪ /396‬ابن منظور (اللسان) جـ‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 13‬ص ‪.169‬‬
‫() مصادر الامش السابق‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫() آل عمران آية ‪.19‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن العرب (القبس) جـ ‪ 1‬ص ‪ /404‬النووي (شرح مسلم) جـ ‪ 7‬ص ‪ /142‬ابن حجر (فتح الباري) جـ ‪14‬‬ ‫‪5‬‬

‫ص ‪.307‬‬
‫() النووي (شرح مسلم) جـ ‪ 7‬ص ‪.141‬‬ ‫‪6‬‬

‫() النووي (شرح مسلم) جـ ‪ 7‬ص ‪ /141‬ابن حجر (فتح الباري) جـ ‪ 8‬ص ‪.396‬‬ ‫‪7‬‬

‫() ابن حجر (فتح الباري) جـ ‪ 8‬ص ‪.396‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪236‬‬
‫راويها ين زع إلى الشدة في الحكم فيفسر عدم مجاوزة القرآن الحناجر بعدم‬
‫اليمان‪ ،‬وذلك لتفاق جل الروايات على لفظ القرآن ل اليمان‪.‬‬
‫وواضح من وجود أكثر من معنى لعلة الحكم خفاء هذه العلة‪.‬لكن في‬
‫بعض ألفاظ الحديث الخرى ما يساعد على استجلء سبب الحكم بالمروق‪،‬‬
‫وأهمها ‪-‬كما يظهر‪ -‬قوله ‪":‬يقتلون أهل السلم ويدعون أهل الوثان"‬
‫كما في لفظ أبي سعيد الثاني‪ .‬ويفهم من وصف هؤلء بقتل أهل السلم‬
‫وترك أهل الوثان أنه تعبير عن حكمهم على المنتسبين إلى السلم‬
‫بالشرك أي الخروج من السلم‪ ،‬لذلك رتبوا عليه القتل‪.‬‬
‫ويجدر ها هنا بيان توجيهات الحديث قبل بيان الوجه المختار‪.‬‬
‫توجيهات الديث‪:‬‬
‫‪ -1‬حل الديث على أهل النهروان خاصة وعلى من أطلق عليهم الوارج عامة‪،‬‬
‫وهذا واضح من اللفظ الثان عن عبدال بن مسعود من رواية عمرو بن سلمة‪ ،‬وهي‪ :‬عن‬
‫عبدال قال‪ :‬إن رسول ال حدثنا أن قوما يقرأون القرآن ل ياوز تراقيهم يرقون من‬
‫السلم كما يرق السهم من الرمية‪ ،‬واي ال ل أدري لعل أكثرهم منكم‪ .‬قال‪ :‬فقال‬
‫عمرو بن سلمة‪ :‬فرأينا عامة أولئك يطاعنونا يوم النهروان مع الوارج‪.‬‬
‫وقد تقدم أن هذه الرواية ضعيفة‪.‬‬
‫وأيضاً في اللفظ الخامس عن أبي سعيد من رواية أبي نضرة المنذر‬
‫بن مالك‪ ،‬قال أبو سعيد‪ :‬وأنتم قتلتموهم يا أهل العراق‪ .‬وسيأتي في حديث‬
‫"تقتل فئتان عظيمتان من المسلمين تمرق بينهما مارقة" أصل هذا الحديث‬
‫وبيان أن هذه الزيادة شاذة‪ .‬كما سيأتي تفصيل القول في حمل الحديث على‬
‫أهل النهروان في فصل حديث المخدج )ذي الثدية(‪.‬‬
‫‪-2‬حمل الحديث أيضاً على أهل صفين‪ ،‬كما في حديث عمار بن‬
‫ياسر وسعد بن أبي وقاص أن عمار بن ياسر قال لسعد بن أبي وقاص‪:‬‬
‫قال‪" :‬يخرج قوم من‬ ‫مالك ل تخرج مع علي؟ أما سمعت رسول ال‬
‫أمتي يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية يقتلهم علي بن أبي‬
‫طالب؟"قالها ثلث مرار‪.‬‬
‫وواضح أن عمار بن ياسر يحمله على أهل الشام في صفين لنه قتل‬
‫في المعركة نفسها‪ .‬وقد تقدم النقل عن الذهبي أنه "حديث منكر"‪.‬‬
‫‪ -3‬تقدم حديث عقبة بن عامر من طريق عبدالملك بن مليل السليحي‬
‫قال‪ :‬كنت مع عقبة بن عامر جالساً قريباً من المنبر يوم الجمعة‪ ،‬فخرج‬
‫‪237‬‬
‫محمد بن أبي حذيفة فاستوى على المنبر فخطب الناس ثم قرأ عليهم سورة‬
‫من القرآن‪ ،‬قال‪ :‬وكان من أقرإ الناس‪ ،‬قال‪ :‬فقال عقبة بن عامر‪ :‬صدق ال‬
‫ورسوله‪ ،‬إني سمعت رسول ال يقول‪" :‬ليقرأون القرآن رجال ل يجاوز‬
‫تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية"‪.‬‬
‫ومحمد بن أبي حذيفة صحابي)‪ ، (1‬ولعل كلم عقبة بن عامر فيه ‪-‬‬
‫على فرض صحة الحديث ‪ -‬لكون محمد هذا كان من القائمين على عثمان‬
‫بن عفان)‪ ،(2‬فوجه الحديث فيه وفي أمثاله‪.‬‬
‫ومثل هذا التوجيه يؤخذ من حديث عبدالرحمن بن عديس قال‪:‬‬
‫يقول‪" :‬يخرج أناس يمرقون من الدين كما يمرق‬ ‫سمعت رسول ال‬
‫السهم من الرمية يقتلون بجبل لبنان أو بجبل"‪ ،‬قال ابن لهيعة‪ :‬فقتل ابن‬
‫عديس بجبل لبنان‪.‬‬
‫إذ يفهم من كلم ابن لهيعة أنه يحمله عليه‪ ،‬وعبدالرحمن بن عديس‬
‫صحابي ممن بايع تحت الشجرة‪ ،‬وكان من الخارجين على عثمان)‪ .(3‬غير‬
‫أن حديثي عقبة بن عامر وعبدالرحمن بن عديس ضعيفان كما تقدم‪.‬‬
‫‪ -4‬يؤخذ من اللفظ الثالث لحديث عبدال بن عمرو بن العاص‬
‫توجيهه إلى الذين يطعنون على أمرائهم كما هو صريح من كلم عقبة بن‬
‫وساج قال‪ :‬كان صاحب لي يحدثني عن شأن الخوارج وطعنهم على‬
‫أمرائهم‪ ،‬فحججت فلقيت عبدال بن عمرو فقلت له‪ :‬أنت من بقية أصحاب‬
‫رسول ال وقد جعل ال عندك علماً‪ ،‬وأناس بهذا العراق يطعنون على‬
‫أمرائهم ويشهدون عليهم بالضللة فقال لي‪ :‬أولئك عليهم لعنة ال والملئكة‬
‫والناس أجمعين ثم ذكره‪ .‬وقد مضى أن في رواية عقبة بن وساج عن‬
‫عبدال بن عمرو عنعنة قتادة وهو مدلس‪.‬‬
‫‪ -5‬حمل الحديث على من ضيع العمل ولم يعمل بالقرآن‪ ،‬وهذا‬
‫مأخوذ من رواية الوليد بن قيس التجيبي عن أبي سعيد كما مضى في اللفظ‬
‫السادس ونصه "يكون خلف من بعد ستين سنة أضاعوا الصلة واتبعوا‬
‫الشهوات فسوف يلقون غياً‪ ،‬ثم يكون خلف يقرأن القرآن ل يجاوز تراقيهم‪،‬‬
‫فيقرأ القرآن ثلثة‪ :‬مؤمن ومنافق وفاجر"‪ ،‬وقد مضى أن هذه الرواية لينة‪.‬‬
‫وفي لفظ حديث أنس بن مالك الثالث من رواية حفص بن عمر قال‪:‬‬
‫انطلق بنا إلى الشام إلى عبدالملك ونحن أربعون رجلً من النصار‬
‫() ابن حجر (الصابة) جـ ‪ 6‬ص ‪ 10‬رقم ‪.7772‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 6‬ص ‪.12‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن حجر (فتح الباري) جـ ‪ 4‬ص ‪ 335 ،334‬رقم ‪.5167‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪238‬‬
‫ليفرض لنا‪ ،‬فلما رجع وكنا بفج الناقة صلى بنا العصر ثم سلم ودخل‬
‫فسطاطه وقام القوم يضيفون إلى ركعتيه ركعتين أخريين‪ ،‬قال‪ :‬فقبح ال‬
‫الوجوه‪ ،‬فوال ما أصابت السنة ول قبلت الرخصة‪ ،‬فأشهد لسمعت رسول‬
‫ال يقول‪" :‬إن أقواماً يتعمقون في الدين‪ ،‬يمرقون كما يمرق السهم من‬
‫الرمية" ومضى أن هذه الرواية صحيحة‪.‬‬
‫وفي اللفظ الثالث من حديث ابن مسعود من رواية شقيق بن سلمة‬
‫عنه قال‪ :‬جاء رجل إلى عبدال فقال‪ :‬يا أبا عبدالرحمن‪ ،‬كيف تقرأ هذه‬
‫آسن)‪(1‬؟ قال‪ :‬فقال له عبدال‪ :‬كل القرآن أحصيت غير‬‫‪‬‬ ‫الية‪  :‬من ماء غير‬
‫هذا ؟ قال‪ :‬إني لقرأ المفصل في ركعة‪ ،‬فقال له عبدال‪ :‬هذّا كهذّ الشعر؟‬
‫إن من أحسن الصلة الركوع والسجود‪ ،‬وليقرأن القرآن أقوام ل يجاوز‬
‫تراقيهم‪ ،‬ولكن إذا قرئ فرسخ في القلب نفع‪.‬‬
‫ومضى أن رواية شقيق بن سلمة عن ابن مسعود صحيحة‪.‬‬
‫وقريب من هذا المعنى إخراج البخاري بعض طرق الحديث في‬
‫كتاب فضائل القرآن باب من راءى بقراءة القرآن أو تأكل به أو فجر به‪.‬‬
‫وهذا الذي يذهب إليه الشيخ السالمي قائلً‪" :‬وأما الحديث فهو عندنا‬
‫في علماء السوء وفي كل من خالف عمله كتاب ال وسنة رسول ال‬
‫")‪ ،(2‬وقال أيضاً‪" :‬وحمله على كل من خالف الحق في عبادته‬
‫أظهر")‪ ،(3‬ويقول شبيب بن عطية العماني‪":‬قلنا المارق من أمة محمد‬
‫من ترك سنته وخرج من جماعته ولم يمتثل أمره وين زجر عن نواهيه‬
‫ويتبع سبيله فهو مارق خارج من أمة محمد ")‪.(4‬‬
‫‪ -6‬حمل الشيخ على يحيى معمر الحديث على الذين ارتدوا إثر وفاة‬
‫معتلً في ذلك بقوله ‪" :‬لئن أنا أدركتهم لقتلنهم قتل ثمود"‪،‬‬ ‫النبي‬
‫قال‪" :‬وقد قتلهم خليفته رضي ال عنه قتل ثمود تحقيقاً لخبره عليه السلم‪،‬‬
‫أن يدركهم‪ ،‬فإن هذا يدل على قرب‬ ‫ويستأنس لهذا الرأي من توقعه‬
‫زمنهم منه وأنه كان يأمل أن ينتقم ل منهم‪ ،‬ولكن إرادة ال شاءت أن‬
‫يتأخروا عنه قليلً‪ ،‬وأن تكون فتنتهم امتحاناً لصلبة أبي بكر وأن تكون‬
‫عقوبتهم على يد الصديق رضي ال عنه‪ .‬وكما يستأنس بهذا الحديث لهذا‬
‫المعنى‪ ،‬كذلك يستأنس بحديث المروق في الرواية التي تقول )سيخرج أو‬
‫() سورة ممد آية ‪.5‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ )(2‬السالي (شرح الامع) جـ ‪ 1‬ص ‪.85‬‬


‫‪ )(3‬الصدر السابق جـ ‪ 1‬ص ‪.59‬‬
‫‪ )(4‬ابن عطية (السي) جـ ‪ 2‬ص ‪.371‬‬
‫‪239‬‬
‫سيمرق( فإن استعمال السين يدل على قرب الخروج‪ ،‬وليس أقرب الى‬
‫رسول ال من هذا الخروج الذي قضى عليه الصديق وحارب أهله‬
‫حرب ثمود")‪.(1‬‬
‫وهذا الرأي له وجاهته لول ما في الحديث من قوله ‪" :‬تحقرون‬
‫صلتكم مع صلتهم‪...‬الخ"‪ ،‬فإن المرتدين ليس لهم صلة ول صيام ول‬
‫قراءة للقرآن‪.‬‬
‫‪ -7‬أهم محامل الحديث هو حمله على الخوارج الذي جمعوا بين‬
‫الجتهاد في العبادة والحكم على المخالفين بالشرك‪ ،‬وقد مضى بيان ذلك‬
‫مفصلً في فصل الخوارج‪ ،‬وعلى هذا المعنى تكاد تجمع كلمة المذاهب‬
‫السلمية‪.‬‬
‫ويقول الشيخ السالمي‪" :‬ويمكن أن يحمل على غلة الخوارج من‬
‫الزارقة والصفرية القائلين بشرك أهل الكبائر فإنهم يجتهدون في التحرز‬
‫يقول‬ ‫والعبادة لئل يقعوا في الشرك ويؤيده ما روي عن رسول ال‬
‫وأهوى بيده إلى العراق يخرج منه قوم يقرأون القرآن‪.(2)"...‬‬
‫ويتجلى من كلم أهل العلم وشراح الحديث أن حمل الحديث على‬
‫الخوارج من أجل تعاملهم مع مخالفيهم تعاملهم مع المشركين‪ ،‬وقد تقدم أن‬
‫قوله ‪" :‬يقتلون أهل السلم ويدعون أهل الوثان" ظاهر في هذا‬
‫المعنى‪.‬‬
‫ولذلك‪ ،‬فإن حمل الحديث على كل من ينسب إلى الخوارج إنما هو‬
‫باعتبار ما ينسب إليهم جميعاً من تبني فكرة التشريك الذي رتب عليه جواز‬
‫استعراض المخالفين‪ ،‬فإذا انتفت هذه العلة انتفى المعلول‪.‬‬
‫ويتأيد هذا التوجيه بأن عدداً من الصحابة روي عنهم هذا المعنى‬
‫أيضاً‪.‬‬
‫‪ -‬ومما ورد في ذلك من ألفاظ حديث المروق رواية عبدال بن الزبير‬
‫عن أبي سعيد الخدري‪ ،‬ونصه عن حنش الصنعاني قال‪ :‬لما كانت فتنة ابن‬
‫الزبير أرسل إليه الحرورية أن ائتنا فجاءهم فقام فخطبهم فحمد ال‪ ،‬فقالوا‪:‬‬
‫قد علمنا أن هواك معنا فتعال حتى نجعلك خليفة‪ ،‬فقال‪ :‬وال لقد كانت‬
‫بصيرتي فيكم قبل اليوم‪ ،‬وقد ازددت فيكم بصيرة وكيف أكون فيكم وقد‬
‫يقول‪" :‬يخرج من‬ ‫سمعت أبا سعيد الخدري يقول‪ :‬سمعت رسول ال‬
‫هذه المة ناس يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية"‪.‬‬
‫‪ )(1‬معمر (الباضية ف موكب التاريخ) نشأة الذهب الباضي ص ‪.29‬‬
‫‪ )(2‬السالي (شرح الامع) جـ ‪ 1‬ص ‪.59‬‬
‫‪240‬‬
‫وهذه الرواية ضعيفة كما سلف‪.‬‬
‫‪ -‬ومن ذلك حديث أبي هريرة من رواية الفرزدق الشاعر‪ ،‬ومنه‪:‬‬
‫فقلت‪ :‬إني رجل من أهل المشرق‪ ،‬وإن قوماً يخرجون علينا فيقتلون من‬
‫قال ل إله إل ال ويأمن من سواه من الناس فقال )أي أبو هريرة وأبو‬
‫يقول‪" :‬من قتلهم فله أجر شهيد‪ ،‬ومن قتلوه فله‬ ‫سعيد(‪ :‬سمعنا خليلنا‬
‫أجر شهيدين"‪.‬‬
‫وتقدم أنه ضعيف‪.‬‬
‫وهناك من الثار عن الصحابة ما يؤيد هذا المسلك‪ ،‬فقد روى عبدال‬
‫بن أحمد في "السنة" بسند صحيح إلى نافع مولى ابن عمر قال‪ :‬خرج ابن‬
‫عمر من المدينة يريد الحج فقيل له‪ :‬إن الحرورية قد خرجت فقال‪ :‬أشهدكم‬
‫أني قد جعلتها عمرة‪ ،‬فلما انتهى إلى البيداء قال‪ :‬إني أشهدكم أني قد كنت‬
‫جعلتها عمرة‪ ،‬وأني قد أضفت إليها حجة)‪.(1‬‬
‫ول يشكل هنا معنى الحرورية الشامل فإنه منصرف إلى الخوارج‬
‫حسبما توصلت إليه هذا الدراسة‪ ،‬دليل ذلك ما رواه عبدال بن أحمد أيضاً‬
‫بسند صحيح إلى نافع أن ابن عمر أراد أن يقاتل نجدة حين أتى المدينة‬
‫يغير علىذراريهم فقيل له إن الناس ل يبايعونك على هذا‪ ،‬قال‪ :‬فتركه)‪.(2‬‬
‫وكان نجدة – كما مضى – ممن يخرج مخالفيه من الملة‪.‬‬
‫وروى أيضاً بسند فيه مجهول عن ابن عمر قال‪ :‬إن نجدة وأصحابه‬
‫عرضوا لعير لنا ولو كنت فيهم لجاهدتهم)‪.(3‬‬
‫وروى عبدالرزاق عن ابن جريج قال‪ :‬أخبرني عبيدال بن أبي يزيد‬
‫قال‪ :‬سمعت ابن عباس وذكر الخوارج عنده‪ ،‬فقال‪ :‬ليسوا بأشد اجتهاداً من‬
‫اليهود والنصارى‪ ،‬وهم يصلون)‪.(4‬‬
‫وكلم ابن عباس هنا ‪ -‬إن صح ‪ -‬محمول على نجدة ومن شاكله‪ ،‬فقد‬
‫روى مسلم عن يزيد بن هرمز قال‪" :‬كتب نجدة بن عامر الحروري إلى‬
‫ابن عباس يسأله عن العبد والمرأة يحضران المغنم هل يقسم لهما؟ فقال‬
‫ليزيد‪ :‬اكتب إليه فلول أن يقع في أحموقة ما كتبت إليه‪ ،‬اكتب‪ :‬إنك كتبت‬
‫تسألني عن المرأة والعبد يحضران المغنم هل يقسم لهما بشيء‪ ،‬وأن ليس‬
‫لهما شيء إل أن يُحذَيا‪ ،‬وكتبت تسألني عن قتل الولدان‪ ،‬وإن رسول ال‬

‫() عبد ال بن أحد (السنة) رقم ‪.1507‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الصدر السابق رقم ‪.1528‬‬ ‫‪2‬‬

‫() عبد ال بن أحد (السنة) رقم ‪.1517‬‬ ‫‪3‬‬

‫() عبد الرزاق (الصنف) جـ ‪ 10‬باب ما جاء ف الرورية رقم ‪.18665‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪241‬‬
‫لم يقتلهم‪ ،‬وأنت فل تقتلهم إل أن تعلم منهم ما علم صاحب موسى من‬
‫الغلم الذي قتله…الخ")‪.(1‬‬
‫والظاهر أن نجدة أخذ بنصيحة ابن عباس فلم يستبح قتل الطفال كما‬
‫تقدم‪.‬‬
‫وروى عبدالرزاق عن معمر عن أبان قال‪ :‬خرجت خارجة بالبصرة‬
‫فقتلوا‪ ،‬فأتيت أنساً‪ ،‬فقال‪ :‬ما للناس فزعوا ؟ قلت‪ :‬خارجة خرجت‪ ،‬قال‪:‬‬
‫يقولون ماذا قال قلت‪ :‬مهاجرين‪ ،‬قال‪ :‬إلى الشيطان هاجروا‪ ،‬أو ليس قد‬
‫قال رسول ال ‪" :‬ل هجرة بعد الفتح")‪ ،(2‬وقد تقدم أن الذين انتحلوا‬
‫الهجرة هم الزارقة‪ .‬وعلى هذه المعاني يحمل سائر ما ورد عن الصحابة‬
‫في ذم الحرورية أو الخوارج أو نحوهم‪ ،‬وكذلك كلم سائر أهل العلم‪ ،‬وهو‬
‫كما يبدو أقوى التوجيهات‪ ،‬وال تعالى أعلم‪.‬‬
‫وبناءً على هذا التوجيه فإن هذا الحكم يسري على كل من يتبنى‬
‫الفكر الخارجي – المنحصر في معاملة المخالفين مثل معاملة المشركين ‪-‬‬
‫على مدى فترات التاريخ‪ ،‬إذ ل اعتبار للسماء إن كان الرأي الجامع بين‬
‫ما تصدق عليه هذه السماء واحداً‪.‬‬

‫() مسلم (الصحيح) ك الهاد باب (‪ )32‬رقم ‪.1749‬‬ ‫‪1‬‬

‫() عبد الرزاق (الصنف) جـ ‪ 10‬باب ما جاء ف الرورية رقم ‪.18662‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪242‬‬
‫الفصل الثان‪:‬‬

‫حديث اليمُيخَدّج ( ذي الثّ َديّة )‬

‫البحث الول‪ :‬تريج الديث‬


‫المبحث الثاني‪ :‬دراسة أسانيد الحديث‬
‫المبحث الثالث‪ :‬دراسة متن الحديث‬

‫‪243‬‬
244
‫المبحث الول‪:‬‬
‫تخريج الحديـث‬

‫ورد الحديث من طريق ثلثة من الصحابة‪:‬‬


‫أولً‪ :‬حديث أبي سعيد الخدري‪:‬‬
‫جاء عنه من خمس روايات‪:‬‬
‫‪ - 1‬رواية أبي سلمة بن عبدالرحمن‪،‬ـ تفرد بها عنه محمد بن مسلم ابن‬
‫شهاب الزهري‪.‬‬
‫وهو يقسم قسماً إذ أتاه ذو‬ ‫ولفظها‪" :‬بينما نحن عند رسول ال‬
‫الخويصرة وهو رجل من بني تميم فقال يا رسول ال اعدل‪ ،‬فقال‪" :‬ويلك‪،‬‬
‫ومن يعدل إذا لم أعدل‪ ،‬قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل" فقال عمر‪ :‬يا‬
‫رسول ال‪ ،‬ائذن لي فيه فأضرب عنقه‪ ،‬فقال‪" :‬دعه فإن له أصحاباً يحقر‬
‫أحدكم صلته مع صلتهم وصيامه مع صيامهم‪ ،‬يقرأون القرآن ل يجاوز‬
‫تراقيهم‪ ،‬يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية‪ ،‬ينظر إلى نصله‬
‫فل يوجد فيه شيء‪ ،‬ثم ينظر إلى رصافه فما يوجد فيه شيء‪ ،‬ثم ينظر إلى‬
‫نضيه ‪-‬وهو قدحه‪ -‬فل يوجد فيه شيء‪ ،‬ثم ينظر إلى قذذه فل يوجد فيه‬
‫شيء‪ ،‬قد سبق الفرث والدم‪ ،‬آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي‬
‫المرأة أو مثل البضعة تدردر‪ ،‬ويخرجون على حين فرقة من الناس"‪.‬‬
‫قال أبو سعيد‪ :‬فأشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول ال ‪،‬‬
‫وأشهد أن علي بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه فأمر بذلك الرجل فالتمس‬
‫فأتي به حتى نظرت إليه على نعت النبي الذي نعته‪.‬‬
‫رواه البخاري من وجهين‪ ،‬في أحدهما زيادة قال‪ :‬فن زلت فيه ‪ ‬ومنهم من‬
‫يلمزكـ ـفيـ ـالصدقات‪ .(1) ‬أخرجه مسلم‪ ،‬وعبد الرزاق‪ ،‬في "المصنف"‬
‫و"المالي"‪ ،‬وعنه أحمد‪ ،‬وعن أحمد ابنه عبدال في "السنة"‪ ،‬ورواه‬
‫النسائي في "الكبرى" و"الخصائص"‪ ،‬وابن أبي عاصم‪ ،‬والبيهقي‪،‬‬
‫والبغوي في "شرح السنة" من طريق البخاري)‪.(2‬‬
‫() التوبة آية ‪.58‬‬ ‫‪1‬‬

‫( ) البخاري (الصحيح) ك الناقب باب (‪ ) 25‬رق م ‪ ، 3610‬ك استتابة الرتدين باب (‪ ) 6‬رق م ‪ / 6933‬مسلم‬ ‫‪2‬‬

‫(الصحيح) ك الزكاة باب (‪ )46‬رقم ‪ /148‬عبد الرزاق (الصنف) جـ ‪ 10‬باب ما جاء ف الرورية رقم ‪،18649‬‬
‫(المال) رقم ‪ /124‬أحد بن حنبل (السند) جـ ‪ 3‬ص ‪ /56‬عبدال بن أحد (السنة) رقم ‪ /1550‬النسائي (السنن‬
‫الكبى) ك الصائص باب (‪ )59‬رقم ‪( ،8560‬الصائص) ص ‪ /54‬ابن أب عاصم (السنة) باب (‪ )176‬رقم ‪/925‬‬
‫‪245‬‬
‫‪ -2‬رواية أبي سلمة بن عبدالرحمن والضحاك الهمداني‪:‬‬
‫رواها باللفظ نفسه البخاري‪ ،‬ومسلم‪ ،‬وأحمد‪ ،‬والنسائي في "الكبرى"‬
‫و"الخصائص" وابن حبان‪ ،‬والجري)‪.(1‬‬
‫‪ -3‬رواية أبي سلمة والضحاك بن قيس‪:‬‬
‫رواها باللفظ نفسه ابن أبي شيبة‪ ،‬وابن أبي عاصم في "السنة"‬
‫بإسنادين)‪.(2‬‬
‫‪ -4‬رواية عاصم بن شميخ الغيلني عن أبي سعيد‪:‬‬
‫أ‪ -‬ولفظها‪" :‬كان رسول ال إذا حلف واجتهد في اليمين قال‪" :‬ل‬
‫والذي نفس أبي القاسم بيده‪ ،‬ليخرجن قوم من أمتي تحقرون أعمالكم مع‬
‫أعمالهم يقرأون القرآن ل يجاوز تراقيهم يمرقون من السلم كما يمرق‬
‫السهم من الرمية" قالوا‪ :‬فهل لهم من علمة يعرفون بها ؟ قال‪" :‬فيهم رجل‬
‫ذويدية أو ذو ثدية محلقي رؤوسهم"‪ .‬قال أبو سعيد‪ :‬فحدثني عشرون أو‬
‫بضع وعشرون من أصحاب النبي أن علياً رضي ال تعالى عنه ولي‬
‫قتلهم‪ .‬قال‪ :‬فرأيت أبا سعيد بعد ما كبر ويداه ترتعش يقول‪ :‬قتالهم أحل‬
‫عندي من قتال عدتهم من الترك‪.‬‬
‫رواها أحمد‪ ،‬وعنه ابنه عبدال في "السنة")‪.(3‬‬
‫ب‪ -‬وفي لفظ آخر عند ابن أبي عاصم عن عاصم الغيلني قال‪ :‬كنت‬
‫أحببت نجدة الحروري وأحبني حتى كان يقول على المنبر‪ :‬يا بني غيلن‬
‫أعجزتموني أن تكونوا مثل عاصم بن شميخ‪ ،‬قال‪ :‬ثم خرجت إلى المدينة‬
‫فحدثني أبو سعيد في عشرة من أصحاب رسول ال ممن أرتضي في‬
‫بيتي هذا أن علياً قال‪ :‬التمسوا لي العلمة التي قال رسول ال ‪ ،‬فإني لم‬

‫ك قتال أهل البغي باب قتال‬ ‫جـ ‪10‬‬ ‫البيهقي (السنن الكبى) جـ ‪ 8‬رق م ‪ / 16702‬البغوي (شرح السنة)‬
‫الوارج واللحدين رقم ‪.2552‬‬
‫() البخاري (الصحيح) ك الدب باب (‪ )95‬رقم ‪ /6163‬مسلم (الصحيح) ك الزكاة باب (‪ )46‬رقم ‪ /148‬أحد‬ ‫‪1‬‬

‫بن حنبل (السند) جـ ‪ 3‬ص ‪ /65‬النسائي (السنن الكبى) ك الصائص باب (‪ )59‬رقم ‪( ،8561‬الصائص) ص‬
‫‪ /54‬ابن حبان (الصحيح) جـ ‪ 15‬ذكر الخبار عن وصف الشيء الذي يستدل به على مروق أهل النهروان من‬
‫السلم رقم ‪ /6741‬الجري (الشريعة) رقم ‪.37‬‬
‫() ابن أب شيبة (الصنف) جـ ‪ 15‬باب (‪ ) 2454‬رقم ‪ / 19778‬ابن أب عاصم (السنة) باب (‪ ) 176‬رقم ‪،923‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪.924‬‬
‫() أحد بن حنبل (السند) جـ ‪ 3‬ص ‪ /33‬عبد ال بن أحد (السنة) رقم ‪.1512‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪246‬‬
‫أكذب ولم أكذب‪ ،‬فجيء بذي الثدية فحمل على فرس‪ ،‬فحمد ال وأثنى عليه‬
‫حين رأى علمة رسول ال فيهم)‪.(1‬‬
‫‪ -5‬رواية عبيدال بن عبدال بن عتبة بن مسعود عند أبي يعلى‪:‬‬
‫بلفظ الزهري عن أبي سلمة السابق‪ ،‬لكن في آخرها‪ :‬قال أبو سعيد‪:‬‬
‫وحضرت هذا من رسول ال يوم حنين‪ ،‬وحضرت مع علي يوم قتلهم‬
‫بنهروان‪ .‬قال‪ :‬فالتمسه علي فلم يجده‪ ،‬قال‪ :‬ثم وجده بعد ذلك تحت جدار‬
‫على هذا النعت‪ ،‬فقال علي‪ :‬أيكم يعرف هذا ؟ فقال رجل من القوم‪ :‬نحن‬
‫نعرفه‪ ،‬هذا حرقوس وأمه ها هنا‪ ،‬قال‪ :‬فأرسل علي إلى أمه فقال لها‪ :‬من‬
‫هذا ؟ فقالت‪ :‬ما أدري يا أمير المؤمنين‪ ،‬إل أني كنت أرعى غنماً لي في‬
‫الجاهلية بالربذة فغشيني شيء كهيئة الظلة فحملت منه فولدت هذا)‪.(2‬‬
‫ثانياً‪ :‬حديث جابر بن عبدال‪:‬‬
‫نحو حديث الزهري عن أبي سلمة‪ ،‬قال جابر‪ :‬وأشهد لسمعته من رسول‬
‫ال ‪ ،‬وأشهد أن علياً حين قتلهم وأنا معه جيء بالرجل على النعت الذي‬
‫نعته رسول ال ‪.‬‬
‫رواه عبد الرزاق)‪.(3‬‬
‫ثالثاً‪ :‬حديث المام علي بن أبي طالب‪:‬‬
‫جاء عنه من ست عشرة رواية‪:‬‬
‫‪ -1‬رواية زيد بن وهب الجهني‪:‬‬
‫رواها مسلم من طريق سلمة بن كهيل‪ :‬حدثني زيد بن وهب الجهني‬
‫أنه كان في الجيش الذي كانوا مع علي رضي ال عنه الذين ساروا إلى‬
‫الخوارج‪ ،‬فقال علي رضي ال عنه‪ :‬أيها الناس‪ ،‬إني سمعت رسول ال‬
‫يقول‪" :‬يخرج قوم من أمتي يقرأون القرآن ليس قراءتكم إلى قراءتهم‬
‫بشيء ول صلتكم إلى صلتهم بشيء ول صيامكم إلى صيامهم بشيء‪،‬‬
‫يقرأون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم‪ ،‬ل تجاوز صلتهم تراقيهم‪،‬‬
‫يمرقون من السلم كما يمرق السهم من الرمية"‪ ،‬لو يعلم الجيش الذين‬
‫يصيبونهم ما قضي على لسان نبيهم ل تكلوا عن العمل‪ ،‬وآية ذلك أن‬
‫فيهم رجلً له عضد وليس له ذراع على رأس عضده مثل حلمة الثدي عليه‬
‫شعرات بيض‪ ،‬فتذهبون إلى معاوية وأهل الشام وتتركون هؤلء يخلفونكم‬
‫() ابن أب عاصم (السنة) باب (‪ )176‬رقم ‪.915‬‬ ‫‪1‬‬

‫() أبو يعلى (السند) جـ ‪ 2‬ص ‪ 299 ،298‬رقم ‪.1022‬‬ ‫‪2‬‬

‫() عبد الرزاق (الصنف) جـ ‪ 10‬باب ما جاء ف الرورية رقم ‪.18651‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪247‬‬
‫في ذراريكم وأموالكم ؟ وال إني لرجو أن يكونوا هؤلء القوم فإنهم قد‬
‫سفكوا الدم الحرام وأغاروا في سرح الناس‪ ،‬فسيروا على اسم ال‪.‬‬
‫قال سلمة بن كهيل‪ :‬فن زلني زيد بن وهب من زلً من زلً حتى قال‪:‬‬
‫مررنا على قنطرة فلما التقينا وعلى الخوارج يومئذ عبدال بن وهب‬
‫الراسبي فقال لهم‪ :‬ألقوا الرماح وسلوا سيوفكم من جفونها فإني أخاف أن‬
‫يناشدوكم كما ناشدوكم يوم حروراء‪ ،‬فرجعوا فوحشوا برماحهم وسلوا‬
‫السيوف وشجرهم الناس برماحهم‪ ،‬قال‪ :‬وقتل بعضهم على بعض وما‬
‫أصيب من الناس يومئذ إل رجلن‪ ،‬فقال علي رضي ال عنه‪ :‬التمسوا فيهم‬
‫المخدج‪ ،‬فالتمسوه فلم يجدوه‪ ،‬فقام علي رضي ال عنه بنفسه حتى أتى ناساً‬
‫قد قتل بعضهم على بعض‪ ،‬قال‪ :‬أخّروهم فوجده مما يلي الرض‪ ،‬فكبر ثم‬
‫قال‪ :‬صدق ال وبلغ رسوله‪ .‬قال‪ :‬فقام إليه عبيدة السلماني فقال‪ :‬يا أمير‬
‫المؤمنين‪ ،‬الِ الذي ل إله إل هو لسمعت هذا الحديث من رسول ال ؟‬
‫فقال إي وال الذي ل إله إل هو‪ ،‬حتى استحلفه ثلثاً وهو يحلف)‪.(1‬‬
‫ورواه عبدال بن أحمد في زوائده على المسند‪ ،‬ومن وجهين في‬
‫"السنة" أحدهما مختصر‪ ،‬ورواه النسائي في "الكبرى" و"الخصائص" من‬
‫ثلثة أوجه أحدها مختصر‪ ،‬وعبدالرزاق‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬وابن أبي عاصم‪،‬‬
‫والبيهقي)‪.(2‬‬
‫‪ -2‬رواية كليب بن شهاب والد عاصم‪:‬‬
‫قال‪ :‬كنت عند علي جالساً‪ ،‬إذ دخل عليه رجل عليه ثياب السفر‪،‬‬
‫قال‪ :‬وعلي يكلم الناس ويكلمونه‪ ،‬فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬أتأذن أن أتكلم؟‬
‫فلم يلتفت إليه‪ ،‬وشغله ما هو فيه فجلست إلى الرجل‪ ،‬فسألته‪ :‬ما خبرك؟‬
‫قال‪ :‬كنت معتمراً فلقيت عائشة فقالت لي‪ :‬هؤلء القوم الذين خرجوا في‬
‫أرضكم يسمون حرورية‪ ،‬قلت‪ :‬خرجوا في موضع يسمى حروراء فسموا‬
‫بذلك‪ ،‬فقالت‪ :‬طوبى لمن شهد هلكتهم‪ ،‬لو شاء ابن أبي طالب لخبركم‬
‫خبرهم‪ .‬قال‪ :‬فجئت أسأله عن خبرهم‪ ،‬فلما فرغ علي قال‪ :‬أين المس تأذن؟‬
‫فقص عليه كما قص علينا‪ ،‬قال‪ :‬إني دخلت على رسول ال وليس عنده‬
‫أحد غير عائشة أم المؤمنين‪ ،‬فقال لي‪" :‬كيف أنت يا علي وقوم كذا وكذا"؟‬
‫قلت‪ :‬ال ورسوله أعلم‪ ،‬وقال‪ :‬ثم أشار بيده‪ ،‬فقال‪" :‬قوم يخرجون من‬
‫() مسلم (الصحيح) ك الزكاة باب (‪ )47‬رقم ‪.1066‬‬ ‫‪1‬‬

‫() أحد بن حنبل (السند) جـ ‪ 1‬ص ‪ / 92 ، 91‬عبد ال بن أحد (السنة) رقم ‪ / 1496 ، 1493‬النسائي (السنن‬ ‫‪2‬‬

‫الكبى) ك الصائص باب (‪ ) 61‬رقم ‪ / 8571 ، 8570 ، 8569‬عبد الرزاق (الصنف) جـ ‪ 10‬باب ما جاء ف‬
‫الرورية رقم ‪ /18650‬أبو داود (السنن) ك السنة باب ف قتال الوارج رقم ‪ /4768‬ابن أب عاصم (السنة) باب (‬
‫‪ )176‬رقم ‪ /917 ،916‬البيهقي (السنن الكبى) جـ ‪ 8‬رقم ‪.16700‬‬
‫‪248‬‬
‫المشرق يقرأون القرآن ل يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق‬
‫السهم من الرمية‪ ،‬فيهم رجل مخدج كأن يده ثدي‪ ،‬أنشدكم بال أخبرتكم‬
‫بهم ؟ قالوا‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬أناشدكم بال أخبرتكم أنه فيهم ؟ قالوا‪ :‬نعم قال‪:‬‬
‫فأتيتموني فأخبرتموني أنه ليس فيهم‪ ،‬فحلفت لكم بال أنه فيهم فأتيتموني‬
‫تجرونه كما نعت لكم ؟ قالوا‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬صدق ال ورسوله‪.‬‬
‫رواه النسائي في "الكبرى" و"الخصائص" – وهذا لفظه ‪ -‬وعبدال‬
‫بن أحمد في زوائده على المسند من وجهين وفي "السنة" من ثلثة أوجه‪،‬‬
‫ورواه أبو يعلى‪ ،‬وابن أبي عاصم)‪.(1‬‬
‫عبِيدة بن عمرو السلماني‪:‬‬
‫‪ -3‬رواية َ‬
‫عن علي قال‪ :‬ذكر الخوارج قال‪ :‬فيهم رجل مخدج اليد أو مودن اليد‬
‫أو مثدون اليد‪ ،‬لول أن تبطروا لحدثتكم بما وعد ال الذي يقاتلونهم على‬
‫؟ قال‪ :‬إي ورب الكعبة‬ ‫لسان محمد ‪ ،‬قلت‪ :‬أنت سمعته من محمد‬
‫ثلث مرات‪.‬‬
‫رواها ابن أبي شيبة‪ ،‬وعبدالرزاق من وجهين‪ ،‬وأبو داود الطيالسي‪،‬‬
‫وأبو يعلى من أوجه أربعة‪ ،‬والنسائي في "الكبرى" و"الخصائص" من‬
‫وجهين‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬وعبدال بن أحمد في "السنة" من أحد عشر وجهاً‪،‬‬
‫وابن أبي عاصم‪ ،‬والبيهقي)‪.(2‬‬
‫‪ -4‬رواية عبيدال بن أبي رافع المدني‪:‬‬
‫رواها مسلم من طريق بسر بن سعيد عن عبيدال بن أبي رافع مولى‬
‫رسول ال أن الحرورية لما خرجت وهو مع علي بن أبي طالب رضي‬
‫ال عنه قالوا‪ :‬ل حكم إل ل‪ ،‬قال علي‪ :‬كلمة حق أريد بها باطل‪ ،‬إن رسول‬
‫ال وصف ناساً إني لعرف صفتهم في هؤلء "يقولون الحق بألسنتهم‬
‫ل يجاوز هذا منهم" وأشار إلى حلقه "من أبغض خلق ال إليه‪ ،‬منهم أسود‬
‫إحدى يديه طبي شاة أو حلمة ثدي"‪ .‬فلما قتلهم علي بن أبي طالب رضي‬
‫ال عنه قال‪ :‬انظروا‪ ،‬فنظروا فلم يجدوا شيئاً‪ ،‬فقال ارجعوا فوال ما كذبت‬
‫() النسائي (السنن الكبى) ك الصائص باب (‪ )61‬رقم ‪( ،8568‬الصائص) ص ‪ /57‬عبد ال بن أحد (السند)‬ ‫‪1‬‬

‫جـ ‪ 1‬ص ‪( /160‬السنة) باب (‪ )176‬رقم ‪ /1485 ، 1484 ، 1483‬أبو يعلى (السند) جـ ‪ 1‬ص ‪ 363‬رقم ‪،472‬‬
‫ص ‪ 375‬رقم ‪ /482‬ابن أب عاصم (السنة) باب (‪ )176‬رقم ‪.913‬‬
‫() ابن أب شيبة (الصنف) جـ ‪ 15‬باب (‪ ) 2454‬رقم ‪ / 19727‬عبد الرزاق (الصنف) جـ ‪ 10‬باب ما جاء ف‬ ‫‪2‬‬

‫الرورية رقم ‪ /18653 ، 18652‬الطيالسي (السند) ص ‪ 24‬رقم ‪ /166‬أبو يعلى (السند) جـ ‪ 1‬رقم ‪،477 ، 475‬‬
‫‪ / 481 ، 479‬النسائي (الكبى) باب (‪ ) 61‬رقم ‪( ، 8573 ، 8572‬الصائص) ص ‪ / 95‬ابن ماجه (السنن) القدمة‬
‫رقم ‪ /167‬عبد ال بن أحد (السنة) الرقام ‪ /1501 ، 1481 ، 1480 ، 1478-1471‬ابن أب عاصم (السنة) باب (‬
‫‪ )176‬رقم ‪ /912‬البيهقي (السنن الكبى) جـ ‪ 8‬رقم ‪.16699‬‬
‫‪249‬‬
‫ول كذبت مرتين أو ثلثاً‪ ،‬ثم وجدوه في خربة فأتوا به حتى وضعوه بين‬
‫يديه‪ ،‬قال عبيدال‪ :‬وأنا حاضر ذلك من أمرهم وقول علي فيهم‪ .‬زاد يونس‪:‬‬
‫قال بكير‪ :‬وحدثني رجل عن ابن حنين أنه قال‪ :‬رأيت ذلك السود)‪.(1‬‬
‫وأخرجه النسائي في "الكبرى" و "الخصائص"‪ ،‬وابن أبي عاصم‬
‫ببعض اختصار‪ ،‬والجري من طريقين‪ ،‬والبيهقي في "الكبرى")‪.(2‬‬
‫‪ -5‬رواية طارق بن زياد‪:‬‬
‫قال‪ :‬خرجنا مع علي إلى الخوارج فقتلهم ثم قال‪ :‬انظروا فإن نبي ال‬
‫قال‪" :‬إنه سيخرج قوم يتكلمون بالحق ل يجاوز حلوقهم يخرجون من‬
‫الحق كما يخرج السهم من الرمية‪ ،‬سيماهم أن فيهم رجلً أسود مخدج اليد‬
‫في يده شعرات سود" إن كان هو فقد قتلتم شر الناس وإن لم يكن هو فقد‬
‫قتلتم خير الناس‪ .‬فبكينا ثم قال‪ :‬اطلبوا فطلبنا فوجدنا المخدج فخررنا‬
‫سجوداً وخر علي معنا ساجداً‪ ،‬غير أنه قال‪ :‬يتكلمون بكلمة الحق‪.‬‬
‫رواه النسائي في "الكبرى" و "الخصائص" ‪ -‬وهذا لفظه ‪ -‬ورواه‬
‫أحمد‪ ،‬وعبدال ابن أحمد في "السنة" من طريقين)‪.(3‬‬
‫‪ -6‬رواية أبي مريم قيس الثقفي المدائني‪:‬‬
‫عن د أب ي يعلى من رواية نعيم بن حكيم‪ ،‬حدثني أبو مريم‪ ،‬حدثنا‬
‫علي بن أبي طالب أن رسول ال قال‪" :‬إن قوماً يمرقون من السلم‬
‫كما يمرق السهم من الرمية يقرأون القرآن ل يجاوز تراقيهم‪ ،‬طوبى لمن‬
‫قتهلم وقتلوه‪ ،‬علمتهم رجل مخدج اليد")‪.(4‬‬
‫ورواه أبو داود الطيالسي وعبدال بن أحمد في زوائده على‬
‫"المسند")‪.(5‬‬
‫‪ -7‬رواية أبي كثير مولى النصار‪:‬‬
‫قال‪ :‬كنت مع سيدي مع علي بن أبي طالب رضي ال عنه حيث قتل‬
‫أهل النهروان فكأن الناس وجدوا في أنفسهم من قتلهم‪ ،‬فقال علي رضي ال‬

‫() مسلم (الصحيح) ك الزكاة باب (‪ )48‬رقم (‪.)1066‬‬ ‫‪1‬‬

‫( ) النسائي (السنن الكبى) ك الصائص باب (‪ ) 59‬رقم ‪( ، 8562‬الصائص) ص ‪ / 55‬ابن أب عاصم (السنة)‬ ‫‪2‬‬

‫باب (‪ )176‬رقم ‪ /928‬الجري (الشريعة) باب (‪ )7‬رقم ‪ /50 ،49‬البيهقي (السنن الكبى) جـ ‪ 8‬رقم ‪.16701‬‬
‫() النسائي (السنن الكبى) ك الصائص باب (‪ ) 60‬رقم ‪( ، 8566‬الصائص) ص ‪ / 56‬أحد بن حنبل (السند)‬ ‫‪3‬‬

‫جـ ‪ 1‬ص ‪ /147‬عبد ال بن أحد (السنة) رقم ‪.1522 ،1498‬‬


‫() أبو يعلى (السند) جـ ‪ 1‬مسند علي رقم ‪.358‬‬ ‫‪4‬‬

‫() الطيالسي (السند) ص ‪ 24‬رقم ‪ /165‬أحد بن حنبل (السند) جـ ‪ 1‬ص ‪.151‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪250‬‬
‫عنه‪ :‬يا أيها الناس‪ ،‬إن رسول ال قد حدثنا بأقوام يمرقون من الدين كما‬
‫يمرق السهم من الرمية ثم ل يرجعون فيه أبداً حتى يرجع السهم على فوقه‪،‬‬
‫وإن آية ذلك أن فيهم رجلً أسود مخدج اليد أحد ثدييه كثدي المرأة لها حلمة‬
‫كحلمة ثدي المرأة حوله سبع هلبات‪ ،‬فالتمسوه فإني أراه فيهم‪ ،‬فالتمسوه‬
‫فوجدوه في حفرة إلى شفير النهر تحت القتلى‪ ،‬فأخرجوه فكبر علي رضي‬
‫ال عنه فقال‪ :‬ال أكبر صدق ال ورسوله وإنه لمتقلد قوساً له عربية‪،‬‬
‫فأخذها بيده فجعل يطعن بها في مخدجيه ويقول‪ :‬صدق ال ورسوله‪ ،‬وكبر‬
‫الناس حين رأوه واستبشروا وذهب عنهم ما كانوا يجدون‪.‬‬
‫رواها المام أحمد ‪ -‬وهذا لفظه ‪ -‬وأبو يعلى‪ ،‬وعبدال بن الزبير‬
‫الحميدي)‪.(1‬‬
‫‪ -8‬رواية أبي الوضي عبّاد بن نسيب‪:‬‬
‫أ‪ -‬قال‪ :‬كنا مع علي بن أبي طالب بالنهروان فقال‪ :‬التمسوا المخدج‪،‬‬
‫فالتمسوه فلم يجدوه‪ ،‬فأتوه فقال‪ :‬ارجعوا فالتمسوه فوال ما كذبت ول‬
‫كذبت‪ ،‬حتى قال لي ذلك مراراً‪ ،‬فرجعوا فوجدناه تحت القتلى في الطين‬
‫كأني أنظر إليه حبشياً له ثدي كثدي المرأة‪ ،‬عليه شعيرات كشعيرات التي‬
‫سرّ بذلك علي رضي ال عنه‪.‬‬ ‫على ذنب اليربوع‪ ،‬ف ُ‬
‫رواه أبو داود الطيالسي بهذا اللفظ‪ ،‬وأبو داود السجستاني ببعض‬
‫اختصار وليس فيه "فسر بذلك‪ ...‬الخ"‪ ،‬وأخرجه أحمد‪ ،‬وعنه عبدال بن‬
‫أحمد في "السنة"‪ ،‬ببعض اختلف وليس عندهما العبارة الخيرة)‪.(2‬‬
‫ب‪ -‬رواه الحاكم عن أبي الوضيء‪:‬‬
‫ولفظه‪ :‬قال‪ :‬كنا في مسير عامدين إلى الكوفة مع أمير المؤمنين علي‬
‫بن أبي طالب رضي ال عنه‪ ،‬فلما بلغنا مسيرة ليلتين أو ثلث من حروراء‬
‫شذ منا ناس‪ ،‬فذكرنا ذلك لعلي فقال‪ :‬ل يهولنكم أمرهم فإنهم سيرجعون‪.‬‬
‫فن زلنا فلما كان من الغد شذ مثل من شذ‪ ،‬فذكرنا ذلك لعلي فقال ل يهولنكم‬
‫أمرهم فإن أمرهم يسير‪ ،‬وقال علي رضي ال عنه‪ :‬ل تبدأوهم بقتال حتى‬
‫يكونوا هم الذين يبدأونكم‪ .‬فجثوا على ركبهم واتقينا بترسنا‪ ،‬فجلعوا يناولونا‬
‫بالنشاب والسهام‪ ،‬ثم إنهم دنوا منا فأسندوا لنا الرماح ثم تناولونا بالسيوف‬
‫حتى هموا أن يضعوا السيوف فينا‪ ،‬فخرج إليهم رجل من عبدالقيس يقال له‬

‫() أحد بن حنبل (السند) جـ ‪ 1‬ص ‪ /88‬أبو يعلى (السند) جـ ‪ 1‬مسند علي رقم ‪/478‬الميدي (السند) جـ‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 1‬ص ‪ 31‬رقم ‪.59‬‬


‫() الطيالسي (السند) ص ‪ 24‬رقم ‪ / 169‬أبو داود (السنة) ك السنة باب ف قتال الوارج رقم ‪ / 4769‬أحد بن‬ ‫‪2‬‬

‫حنبل (السند) جـ ‪ 1‬ص ‪ /141 ،140‬عبد ال بن أحد (السنة) رقم ‪.541‬‬


‫‪251‬‬
‫صعصعة بن صوحان فنادى ثلثاً فقالوا‪ :‬ما تشاء ؟ فقال أذكركم ال أن‬
‫تخرجوا بأرض تكون مسبة على أهل الرض وأذكركم ال أن تمرقوا من‬
‫الدين مروق السهم من الرمية‪ ،‬فلما رأيناهم قد وضعوا فينا السيوف قال‬
‫علي رضي ال عنه‪ :‬انهضوا على بركة ال تعالى‪ ،‬فما كان إل فواق من‬
‫نهار حتى ضجعنا من ضجعنا وهرب من هرب‪ ،‬فحمد ال علي رضي ال‬
‫عنه فقال‪ :‬إن خليلي أخبرني أن قائد هؤلء رجل مخدج اليد على حلمة‬
‫ثديه شعيرات كأنهن ذنب يربوع فالتمسوه‪ ،‬فالتمسوه فلم يجدوه‪ ،‬فأتيناه فقلنا‬
‫إنا لم نجده فقال التمسوه فوال ما كذبت ول كذبت‪ ،‬فمازلنا نلتمسه حتى جاء‬
‫علي بنفسه إلى آخر المعركة التي كانت لهم‪ ،‬فمازال يقول‪ :‬اقلبوا ذا‪ ،‬اقلبوا‬
‫ذا حتى جاء رجل من أهل الكوفة فقال‪ :‬ها هو ذا‪ ،‬فقال علي‪ :‬ال أكبر‪،‬‬
‫وال ل يأتيكم أحد يخبركم من أبوه ملك فجعل الناس يقولون‪ :‬هذا ملك هذا‬
‫ملك‪ ،‬يقول علي‪ :‬ابن من ؟ يقولون‪ :‬ل ندري‪ ،‬فجاء رجل من أهل الكوفة‬
‫فقال‪ :‬أنا أعلم الناس بهذا‪ ،‬كنت أروض مهرة لفلن بن فلن شيخ من بني‬
‫فلن واضع على ظهرها جوالق سهلة أقبل بها وأدبر‪ ،‬إذ نفرت المهرة‬
‫فناداني فقال‪ :‬يا غلم‪ ،‬انظر فإن المهرة قد نفرت‪ ،‬فقلت‪ :‬إني لرى خيالً‬
‫كأنه غراب أو شاة إذ أشرف هذا علينا‪ ،‬فقال‪ :‬من الرجل ؟ فقال‪ :‬رجل من‬
‫أهل اليمامة‪ ،‬قال‪ :‬وما جاء بك شعثاً شاحباً ؟ قال‪ :‬جئت أعبدال في مصلى‬
‫الكوفة‪ ،‬فأخذ بيده ما لنا رابع إل ال حتى انطلق به إلى البيت‪ ،‬فقال‬
‫لمرأته‪ :‬إن ال تعالى قد ساق إليك خيراً‪ ،‬قالت‪ :‬وال إني إليه لفقيرة‪ ،‬فما‬
‫ذلك ؟ قال‪ :‬هذا رجل شعث شاحب كما ترين جاء من اليمامة ليعبدال في‬
‫مصلى الكوفة فكان يعبدال فيه ويدعو الناس حتى اجتمع الناس إليه فقال‬
‫أخبرني أنهم ثلثة إخوة من الجن‪ ،‬هذا أكبرهم‬ ‫علي‪ :‬أما إن خليلي‬
‫)‪(1‬‬
‫والثاني له جمع كثير والثالث فيه ضعف ‪.‬‬

‫‪ -‬رواية أبي المُؤمّن الواثلي‪:‬‬ ‫‪9‬‬


‫أ‪ -‬قال‪ :‬شهدت علياً رضي ال عنه حين فرغ من قتالهم قال‪ :‬انظروا‬
‫فإن فيهم رجلً مخدج اليد‪ ،‬فطلبوه فلم يجدوه‪ ،‬فقال علي رضي ال عنه‪ :‬ما‬
‫كذبت ول كذبت‪ ،‬قال‪ :‬فقام علي رضي ال عنه فأخرجه من تحت ساقية‪،‬‬
‫فخر علي رضي ال عنه ساجداً‪.‬‬

‫() الاكم (الستدرك) جـ ‪ 4‬ص ‪ ،531‬وقال‪" :‬قد أخرج مسلم رحه ال حديث الخدج على سبيل الختصار‬ ‫‪1‬‬

‫ف السند الصحيح ول يرجاه بذه السياقة وهو صحيح السناد"‪ ،‬وسكت عنه الذهب (التلخيص) جـ ‪ 4‬ص‬
‫‪.533‬‬
‫‪252‬‬
‫رواه عبدال بن أحمد في "السنة")‪.(1‬‬
‫ب‪ -‬وفي لفظ عن ابن أبي عاصم قال‪ :‬شهدت علياً بن أبي طالب حين‬
‫قتل الحرورية فقال‪ :‬انظروا في القتلى رجلً يده كأنها ثدي المرأة‪ ،‬فإن‬
‫رسول ال أخبرني أني صاحبه‪ ،‬فقلبوا القتلى فلم يجدوه‪ ،‬قال‪ :‬فقال لهم‬
‫علي‪ :‬انظروا‪ ،‬قال‪ :‬وتحت نخلة سبعة نفر فقلبوا فنظروا فإذا هو فيه‪،‬‬
‫فرأيت جيء به في رجله حبل أسود ألقي بين يديه‪ ،‬فخر علي ساجداً وقال‪:‬‬
‫أبشروا‪ ،‬قتلكم في الجنة وقتلهم في النار)‪.(2‬‬

‫‪ -‬رواية أبي جحيفة وهب بن عبدال السوائي‪:‬‬ ‫‪10‬‬


‫قال‪ :‬إن علياً رضي ال عنه حين فرغ من الحرورية قال‪ :‬إن فيهم‬
‫رجلً مخدج اليد ليس في عضده عظم‪ ،‬في عضده حلمة كحلمة الثدي عليها‬
‫شعرات طوال عقف‪ ،‬فالتمس فلم يوجد ثم التمس فلم يوجد‪ ،‬قال‪ :‬وأنا فيمن‬
‫يلتمس‪ ،‬فما رأيت علياً رضي ال عنه جزع قط أشد من جزعه يومئذ‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬ما نجده يا أمير المؤمنين‪ .‬قال‪ :‬ما اسم هذا المكان ؟ قالوا‪ :‬النهروان‪،‬‬
‫قال‪ :‬كذبتم إنه لفيهم‪ ،‬فالتمسوه‪ ،‬قال‪ :‬فثورنا القتلى فلم نجده‪ ،‬فعدنا إليه فقلنا‪:‬‬
‫يا أمير المؤمنين ما نجده‪ .‬فسأل عن المكان فأخبر‪ ،‬فقال‪ :‬صدق ال‬
‫ورسوله وكذبتم‪ ،‬إنه لفيهم فالتمسناه فوجدناه في ساقية فجئنا به‪ ،‬فنظرت‬
‫إلى عضده ليس فيها عظم‪ ،‬عليه حلمة كحلمة ثدي المرأة عليها شعرات‬
‫طوال عقف‪.‬‬
‫رواه عبدال بن أحمد)‪.(3‬‬

‫‪ -‬رواية ُكمَيل بن زياد‪:‬‬ ‫‪11‬‬


‫() عبد ال بن أحد (السنة) رقم ‪.1515‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن أب عاصم (السنة) باب (‪ )176‬رقم ‪.919‬‬ ‫‪2‬‬

‫() عبد ال بن أحد (السنة) رقم ‪.1503‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪253‬‬
‫قال‪ :‬سمعت علياً يقول‪ :‬قال النبي ‪" :‬ليقرأن القرآن ناس ل يجاوز‬
‫علم حناجرهم‪ ،‬فيهم رجل مودنة يده ‪ -‬أو مثدنة يده ‪ ،-‬في أطرافها‬
‫شعرات"‪ ،‬فلما كان يوم النهروان قال علي‪ :‬اطلبوه‪ ،‬فلم يجدوا‪ ،‬ثم اتبعوه‬
‫فوجدوه‪ ،‬فقال علي‪ :‬صدق ال ورسوله‪.‬‬
‫رواه الطبراني في "الوسط")‪.(1‬‬

‫‪ -‬رواية مالك بن الحارث‪:‬‬ ‫‪12‬‬


‫عند الحاكم عنه قال‪ :‬شهدت علياً رضي ال عنه يوم النهروان طلب‬
‫المخدج فلم يقدر عليه فجعل جبينه يعرق وأخذه الكرب‪ ،‬ثم إنه قدر عليه‬
‫فخر ساجداً فقال‪ :‬وال ما كذبت ول كذبت)‪.(2‬‬

‫‪ -‬رواية أبي موسى‪:‬‬ ‫‪13‬‬


‫عن محمد بن قيس الهمداني عن أبي موسى شيخ لهم شهد مع علي‬
‫رضي ال عنه قال‪ :‬قال علي يوم النهروان‪ :‬اطلبوا ذا الثدية‪ ،‬فطلبوه فلم‬
‫يجدوه‪ ،‬فجعل يعرق جبينه ويقول‪ :‬وال ما كذبت ول كذبت‪ ،‬قال‪ :‬فاستخرج‬
‫من ساقية من تحت القتلى فسجد سجدة الشكر‪.‬‬
‫رواه عبدال بن أحمد)‪ ،(3‬ورواه أيضاً مختصراً جداً‪ ،‬ولفظه "رأيت‬
‫علياً سجد حين أتي بالمخدج")‪.(4‬‬
‫ورواها ابن الجعد عن محمد بن قيس عن أبي موسى مالك بن عبدال‬
‫أو عبدال ابن مالك قال‪ :‬شهدت علياً حين أتي بالمخدج‪ ،‬فلما رآه سجد‬
‫سجدة الشكر)‪.(5‬‬

‫() الطبان (الوسط) جـ ‪ 2‬ص ‪ 170‬رقم ‪.1575‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الاكم (الستدرك) جـ ‪ 2‬ص ‪ 154‬وقال‪" :‬هذا حديث صحيح على شرط الشيخي ول يرجاه بذكر سجدة‬ ‫‪2‬‬

‫الشكر‪ ،‬وهو غريب صحيح ف سجود الشكر"‪ .‬وسكت عنه الذهب (التلخيص) جـ ‪ 2‬ص ‪.154‬‬
‫() عبدال بن أحد (السنة) رقم ‪.1497‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الصدر السابق رقم ‪.1523‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن العد (السند) جـ ‪ 2‬ص ‪ 841‬رقم ‪.2323‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪254‬‬
‫‪ -‬رواية رجل من عبدالقيس‪:‬‬ ‫‪14‬‬
‫قال‪ :‬شهدت علياً يوم قتل أهل النهروان قال‪ :‬قال علي حين قتلوا‪:‬‬
‫عَليّ بذي الثدية أو المخدج ذكر من ذلك شيئاً ل أحفظه‪ ،‬قال‪ :‬فطلبوه فإذا‬
‫َ‬
‫هم بحبشي مثل البعير في منكبه مثل ثدي المرأة‪ ،‬عليه ‪ -‬قال عبدالرحمن‬
‫أراه قال ‪ -‬شعر‪ ،‬فلو خرج روح إنسان من الفرح لخرج روح علي يومئذ‪،‬‬
‫قال‪ :‬صدق ال ورسوله‪ ،‬من حدثني من الناس أنه رآه قبل مصرعه هذا فأنا‬
‫كذاب‪.‬‬
‫رواه أبو يعلى وعبدال بن أحمد في "السنة")‪.(1‬‬

‫‪ -‬رواية مصعب بن خارجة‪:‬ـ أنه شهد علياً يوم النهر‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫‪15‬‬
‫رواها الدولبي قائلً‪ :‬وذكر أحمد بن سنان‬ ‫اطلبوا ذا العضيدة‪.‬‬
‫المروزي‪.(2)...‬‬

‫‪ -‬رواية أبي هارون عن أبيه عن علي‪:‬‬ ‫‪16‬‬


‫قال أبو هارون‪ :‬أخبرني أبي أنه كان مع علي رضي ال عنه يوم قتل‬
‫الحرورية‪ ،‬قال‪ :‬فلما قتلوا أمروا أن يلتمسوا الرجل‪ ،‬فالتمسوه مراراً حتى‬
‫وجدوه في مكان ‪ -‬قال‪ :‬خربة أو شيء ل أدري ما هو‪ -‬قال‪ :‬فرفع علي‬
‫يديه يدعو والناس يدعون‪ ،‬قال‪ :‬ثم وضع يديه ثم رفعهما أيضاً‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫وال فالق الحبة وبارئ النسمة لول أن تبطروا لخبرتكم بما سبق من‬
‫الفضل لمن قتلهم على لسان النبي ‪.‬‬
‫رواه عبد الرزاق)‪.(3‬‬

‫() أبو يعلى (السند) جـ ‪ 1‬مسند علي رقم ‪ /476‬عبد ال بن أحد (السنة) رقم ‪.1499‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الدولب (الكن والساء) جـ ‪ 2‬ص ‪.32‬‬ ‫‪2‬‬

‫() عبد الرزاق (الصنف) جـ ‪ 10‬باب ما جاء ف الرورية رقم ‪.18657‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪255‬‬
256
‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫دراسة أسانيد الحديث‬
‫أولً‪ :‬حديث أبي سعيد الخدري‪:‬‬

‫‪ -‬رواية أبي سلمة بن عبدالرحمن‪:‬‬ ‫‪1‬‬


‫تفرد بها عنه محمد بن مسلم ابن شهاب الزهري‪ ،‬قال ابن حجر‪:‬‬
‫"متفق على جللته وإتقانه‪ ،‬وهو من رؤوس الطبقة الرابعة‪ ،‬مات سنة‬
‫خمس وعشرين وقيل قبل ذلك بسنة أو سنتين")‪ ،(1‬ولها طرق‪:‬‬
‫‪ -‬طريق معمر بن راشد عن الزهري عند كل من البخاري‬
‫وعبدالرزاق في "المصنف" و"المالي" وأحمد وعنه ابنه عبدال في‬
‫"السنة" وعند ابن أبي عاصم‪ ،‬ومعمر قال عنه ابن حجر‪" :‬ثقة ثبت‬
‫فاضل‪ ،‬إل أن في روايته عن ثابت والعمش وهشام بن عروة شيئاً‪ ،‬وكذا‬
‫فيما حدّث به بالبصرة‪ ،‬من كبار السابعة‪ ،‬مات سنة أربع وخمسين وهو ابن‬
‫ثمان وخمسين سنة")‪.(2‬‬
‫‪ -‬طريق شعيب بن أبي حمزة عن الزهري عند كل من البخاري‬
‫والبيهقي في "الكبرى"‪ ،‬قال عنه الحافظ‪" :‬ثقة عابد‪ ،‬قال ابن معين‪ :‬من‬
‫أثبت الناس في الزهري‪ ،‬من السابعة‪ ،‬مات سنة اثنتين وستين أو بعدها")‪.(3‬‬
‫ورواها عن شعيب‪ :‬أبو اليمان الحكم بن نافع البهراني الحمصي‪ ،‬قال‬
‫عنه ابن حجر‪":‬ثقة ثبت‪ ،‬يقال إن أكثر حديثه عن شعيب مناولة‪ ،‬من‬
‫العاشرة‪ ،‬مات سنة اثنتين وعشرين" أي‪ :‬ومائتين‪.‬‬
‫وقد اختلف علماء الجرح والتعديل كثيراً في سماع الحكم من شعيب‬
‫بن أبي حمزة‪ ،‬وترجيح أقاويل بعضهم على بعض أمر عسر‪ ،‬مما يدعو‬
‫إلى التوقف فيما رواه الحكم عن شعيب‪.‬‬
‫‪ -‬طريق يونس بن يزيد اليلي عن الزهري عند كل من مسلم‬
‫والنسائي في "الكبرى" و "الخصائص"‪ ،‬قال عنه ابن حجر‪" :‬ثقة إل أن‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 506‬رقم ‪.6296‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ 541‬رقم ‪.6809‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ 267‬رقم ‪.2798‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪257‬‬
‫في روايته عن الزهري وهماً قليلً‪ ،‬وفي غير الزهري خطأ‪ ،‬من كبار‬
‫السابعة‪ ،‬مات سنة تسع وخسمين على الصحيح‪ ،‬وقيل سنة ستين")‪.(1‬‬

‫‪ -‬رواية أبي سلمة بن عبد الرحمن والضحاك الهمداني‪:‬‬ ‫‪2‬‬


‫والضحاك هو ابن شراحيل ويقال‪ :‬ابن شرحبيل المشرقي الهمداني‪،‬‬
‫قال عنه الحافظ‪" :‬صدوق‪ ،‬من الرابعة")‪.(2‬‬
‫تفرد بها عنه الزهري أيضاً‪ ،‬وعنه كل من‪:‬‬
‫أ ‪ -‬عبد الرحمن بن عمرو الوزاعي عن الزهري عند البخاري‪ ،‬قال ابن‬
‫حجر‪" :‬ثقة جليل‪ ،‬من السابعة‪ ،‬مات سنة سبع وخمسين")‪ ،(3‬ولكن قال ابن‬
‫معين عن الوزاعي‪ :‬ما أقل ما روى عن الزهري‪ ،‬وقال عمر بن عبد‬
‫الواحد عن الوزاعي‪ :‬دفع إليّ يحيى بن أبي كثير صحيفة فقال‪ :‬اروها‬
‫عني‪ ،‬ودفع إليّ الزهري صحيفة وقال‪ :‬اروها عني‪ ،‬وقال يعقوب بن شيبة‬
‫عن ابن معين‪ :‬الوزاعي في الزهري ليس بذاك‪ ،‬قال يعقوب‪ :‬والوزاعي‬
‫ثقة ثبت‪ ،‬وفي روايته عن الزهري خاصة شيء)‪.(4‬‬
‫وفي سن ده ا الوليـد بـن مسـلم الدمشقي عن الوزاع ي‪ ،‬قال ابن‬
‫حج ر عن ه‪" :‬ثقة لكن ه كثير التدليس والتسوية‪ ،‬من الثامنة‪ ،‬مات آخر سنة‬
‫أربع أو أول سنة خمس وتسعين")‪ ،(5‬ولذا عده في المرتبة الرابعة من‬
‫المدلسين)‪ ، (6‬وهي عنده "من اتفق على أنه ل يحتج بشيء من حديثهم إل‬
‫بما صرحوا فيه بالسماع لكثرة تدليسهم على الضعفاء والمجاهيل"‪.‬‬
‫ولم يصرح الوليد بالتحديث عن الوزاعي‪ ،‬إل عند النسائي في‬
‫"الكبرى" و "الخصائص" من رواية محمد بن المصفىـ (أو‪ :‬المصطفى)‬
‫بن البهلول الحمصي عنه‪ ،‬لكنها ل تغنيه‪ ،‬لن الوليد يدلس تدليس التسوية‬
‫الذي يشترط لقبول رواية من وصف به أن يبين السماع في كل الطبقات‪،‬‬
‫وهذا ما لم يتوفر في كل من إسنادي البخاري والنسائي‪.‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 614‬رقم ‪.7919‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ 279‬رقم ‪.2968‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 347‬رقم ‪.6967‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 6‬ص ‪ 217 ،216‬رقم ‪.4107‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 584‬رقم ‪.7456‬‬ ‫‪5‬‬

‫() ابن حجر (تعريف أهل التقديس) ص ‪ 134‬رقم ‪.127‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪258‬‬
‫أما محمد بن المصفى بن البهلول فهو"صدوق له أوهام وكان يدلس‪،‬‬
‫من العاشرة‪ ،‬مات سنة ست وأربعين")‪ ،(1‬وعده ابن حجر في المرتبة الثالثة‬
‫من المدلسين)‪ ،(2‬وهي عنده "من أكثر من التدليس فلم يحتج الئمة من‬
‫أحاديثهم إل بما صرحوا فيه بالسماع‪ ،‬ومنهم من رد حديثهم مطلقاً ومنهم‬
‫من قبلهم"‪ ،‬لكنه ذكر عن أبي زرعة الدمشقي أن محمد بن المصفى يدلس‬
‫تدليس التسوية)‪ ،(3‬ولم يصرح بالسماع هاهنا إل فيما بينه وبين الوليد وفيما‬
‫بين الوليد وبين الوزاعي فحسب‪.‬‬
‫ومن كل ما مضى يتبين أن الرواية ضعيفة‪.‬‬
‫وللوليد بن مسلم أيضاً متابعات عن الوزاعي‪:‬‬
‫‪ -‬متابعة بقية)‪ (4‬بنـ ـالوليدـ ـبنـ ـصاعدـ ـالكلعي عند النسائي في‬
‫"الكبرى" و"الخصائص" قال الحافظ‪" :‬صدوق كثير التدليس عن‬
‫الضعفاء‪ ،‬من الثامنة‪ ،‬مات سنة سبع وتسعين وله سبع وثمانون")‪ ،(5‬وعده‬
‫في المرتبة الرابعة من المدلسين)‪ ،(6‬وهي عنده "من اتفق على أنه ل يحتج‬
‫بشيء من حديثهم إل بما صرحوا فيه بالسماع‪ ،‬لكثرة تدليسهم على‬
‫الضعفاء والمجاهيل"‪.‬‬
‫ورغم وصف الحافظ لبقية بأنه صدوق ففيه كلم كثير يفيد تضعيفه‪،‬‬
‫من ذلك قول البيهقي‪" :‬أجمعوا على أن بقية ليس بحجة")‪.(7‬‬
‫ورواها عن بقية‪ :‬محمد بن المصفى بن البهلول‪ ،‬وقد مضى أنه‬
‫يدلس تدليس التسوية‪ ،‬ولم يصرح بالسماع في كل الطبقات‪ ،‬فتبقى روايته‬
‫ضعيفة لضعف بقية وعنعنته هو ومحمد بن المصفى‪.‬‬
‫‪ -‬متابعة محمد بن مصعب بن صدقة القرقسائي عند أحمد‪ ،‬وهو‪-‬‬
‫عند ابن حجر‪" -‬صدوق كثير الغلط‪ ،‬من صغار التاسعة‪ ،‬مات سنة ثمان‬
‫ومائتين")‪ .(8‬لكنه دون هذه المرتبة بمراحل‪ ،‬فقد ضعفه كثيرون‪ ،‬وقال‬
‫صالح بن محمد‪ :‬ضعيف في الوزاعي‪ ،‬وقال أيضاً‪ :‬عامة أحاديثه عن‬
‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 507‬رقم ‪.6304‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن حجر (تعريف أهل التقديس) ص ‪ 109‬رقم ‪.103‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 4‬ص ‪ 391‬رقم ‪ ،3030‬جـ ‪ 9‬ص ‪ 396‬رقم ‪.6594‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ف "الصائص" الطبوع‪ :‬قتيبة بدل بقية‪ ،‬وهو خطأ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 126‬رقم ‪.734‬‬ ‫‪5‬‬

‫() ابن حجر (تعريف أهل التقديس) ص ‪ 121‬رقم ‪.117‬‬ ‫‪6‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 1‬ص ‪ 437‬رقم ‪.787‬‬ ‫‪7‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 507‬رقم ‪.6302‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪259‬‬
‫الوزاعي مقلوبة‪ ،‬وقد روى عن الوزاعي غير حديث كلها مناكير وليس‬
‫لها أصول‪ ،‬وقال الحاكم أبو أحمد‪ :‬روى عن الوزاعي أحاديث منكرة)‪.(1‬‬
‫‪ -‬متابعة أبي يوسف يزيد بن يوسف الرحبي عند الجري‪ ،‬قال عنه‬
‫ابن حجر‪" :‬ضعيف‪ ،‬من التاسعة")‪.(2‬‬
‫ب‪ -‬يونس بن يزيد اليلي‪ ،‬عند مسلم وابن حبان‪ ،‬وقد مضى أن في‬
‫روايته عن الزهري وهماً قليلً‪.‬‬

‫‪ -‬رواية أبي سلمة والضحاك بن قيس‪:‬‬ ‫‪3‬‬


‫والضحاك بن قيس هو ابن خالد بن وهب الفهري "صحابي صغير‪،‬‬
‫قتل في وقعة مرج راهط سنة أربع وستين")‪.(3‬‬
‫تفرد بها عنهما الزهري أيضاً‪ ،‬وجاءت عنه من طريقين‪:‬‬
‫أ‪ -‬طريق إسحاق بن راشد الجزري عند ابن أبي شيبة‪ ،‬وعنه ابن أبي‬
‫عاصم في "السنة"‪ ،‬قال الذهبي‪" :‬صدوق")‪ ،(4‬وقال الحافظ ابن حجر‪:‬‬
‫"ثقة‪ ،‬في حديثه عن الزهري بعض الوهم‪ ،‬من السابعة‪ ،‬مات في خلفة‬
‫أبي جعفر المنصور")‪.(5‬‬
‫ب‪ -‬طريق الوزاعي عند ابن أبي عاصم في "السنة"‪.‬وفيها‪:‬‬
‫‪-‬عبدالحميد بن حبيب بن أبي العشرين‪ ،‬وهو مختلف فيه‪ ،‬لخص ابن‬
‫حجر ما قيل فيه بقوله‪" :‬كاتب الوزاعي ولم يرو عن غيره‪ ،‬صدوق‬
‫ربما أخطأ‪ ،‬قال أبو حاتم‪ :‬كان كاتب ديوان ولم يكن صاحب‬
‫حديث")‪.(6‬‬
‫وهاتان الطريقان‪ ،‬طريق إسحاق بن راشد وطريق الوزاعي يشد بعضهما‬
‫أزر بعض‪.‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 9‬ص ‪.405‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ 606‬رقم ‪.7794‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 279‬رقم ‪.2976‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الذهب (الكاشف) جـ ‪ 1‬ص ‪ 235‬رقم ‪.294‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 100‬رقم ‪.350‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ )(6‬الصدر السابق ص ‪ 333‬رقم ‪.3757‬‬


‫‪260‬‬
‫‪ -‬رواية عاصم بن شميخ عند أحمد وعبدال وابن أبي عاصم‪:‬‬ ‫‪4‬‬
‫ذكره ابن حبان في "الثقات")‪ ،(1‬وقال العجلي‪ :‬ثقة)‪ ،(2‬وقال أبو حاتم‪:‬‬
‫مجهول)‪ ،(3‬وقال البزار‪ :‬ليس بالمع روف)‪ ،(4‬وقال ابن حجر‪" :‬وثقه‬
‫العجل ي‪ ،‬من الرابع ة")‪.(5‬‬
‫ويبدو أن عاصماً هذا مجهول الحال‪ ،‬فقد روى عنه عكرمة بن عمار‬
‫ورجل اسمه جواس)‪ ،(6‬فهو كما قال أبو حاتم والبزار‪ ،‬وأما ابن حبان فإن‬
‫المر عنده جار على قاعدته‪ ،‬وكذلك العجلي‪ ،‬وقد تقدم القول في توثيقهما‪،‬‬
‫ولذا لم يلتفت الذهبي إلى هذا التوثيق فقال عن عاصم بن شميخ‪" :‬مجهول‪،‬‬
‫وقد وثق‪ ،‬روى عنه اثنان")‪.(7‬‬
‫هذا وقد روى الحديث عن عاصم‪ :‬عكرمةـ ـبنـ ـعمارـ ـالعجلي‬
‫اليمامي‪ ،‬قال عنه ابن حجر‪" :‬صدوق يغلط‪ ،‬وفي روايته عن يحيى بن أبي‬
‫كثير اضطراب ولم يكن له كتاب‪ ،‬من الخامسة‪ ،‬مات قبيل الستين")‪.(8‬‬
‫على أن ابن حجر قد عده من المرتبة الثالثة من المدلسين)‪ ، (9‬وقد‬
‫عنعن ها هنا‪.‬‬
‫وعليه فالحديث من هذه الرواية ضعيف‪.‬‬

‫‪ -‬رواية عبيدال بن عبدال بن عتبة بن مسعود عند أبي يعلى‪:‬‬ ‫‪5‬‬


‫() ابن حبان (الثقات) جـ ‪ 5‬ص ‪.239‬‬ ‫‪1‬‬

‫() العجلي (معرفة الثقات) جـ ‪ 2‬ص ‪ 8‬رقم ‪.810‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن أب حات (الرح والتعديل) جـ ‪ 6‬رقم ‪.1908‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ص ‪ 42‬رقم ‪.3166‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 285‬رقم ‪.3062‬‬ ‫‪5‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 5‬ص ‪ 42‬رقم ‪.3166‬‬ ‫‪6‬‬

‫() الذهب (الغن) جـ ‪ 1‬ص ‪ 356‬رقم ‪.2983‬‬ ‫‪7‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 396‬رقم ‪.4672‬‬ ‫‪8‬‬

‫() ابن حجر (تعريف أهل التقديس) ص ‪ 98‬رقم ‪.88‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪261‬‬
‫وهي منكرة لن فيها‪ :‬أبا معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي‪ ،‬قال‬
‫الحافظ‪" :‬ضعيف‪ ،‬من السادسة‪ ،‬أسن واختلط‪ ،‬مات سنة سبعين ومائة")‪،(1‬‬
‫وقد حكم ابن حجر على هذه الرواية بالشذوذ لتفرد أفلح بن عبدال بن‬
‫المغيرة بها عن الزهري عن عبيدال عن أبي سعيد)‪.(2‬‬
‫ثانياً‪ :‬حديث جابر بن عبدال النصاري عند عبد الرزاق‪.‬‬
‫رواه عنه أبو الزبي مسلم بن مكي‪ ،‬وتقدم أنه مدلس عده ابن حجر ف الرتبة‬
‫الثالثة‪ ،‬وقد عنعن‪ ،‬فالديث ضعيف‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬حديث المام علي بن أبي طالب‪:‬‬

‫‪ -‬رواية زيد بن وهب الجهني‪:‬‬ ‫‪1‬‬


‫وثقه جماعة‪ ،‬وقال عنه يعقوب بن سفيان‪" :‬في حديثه خلل كثير")‪،(3‬‬
‫وقال ابن حجر‪" :‬مخضرم ثقة جليل‪ ،‬لم يصب من قال‪ :‬في حديثه خلل")‪.(4‬‬
‫ولها طريقان‪:‬‬
‫أ‪ -‬العمش عن زيد بن وهب عند النسائي في "الكبرى" و‬
‫"الخصائص" وعبدال ابن أحمد في "السنة"‪ ،‬وقد مضى القول في تدليس‬
‫العمش‪ ،‬وقد روى هنا بالعنعنة‪.‬‬
‫ب‪ -‬سلمة بن كهيل الحضرمي الكوفي عن زيد بن وهب‪ ،‬وهو "ثقة‪،‬‬
‫من الرابعة")‪.(5‬‬
‫‪ -‬وفيها عند عبد الرزاق وعنه كل من مسلم وأبي داود والبيهقي في‬
‫"الكبرى"‪ ،‬وعند عبدال بن أحمد في زوائده على "المسند" وفي "السنة"‪،‬‬
‫وعند ابن أبي عاصم في "السنة"‪ :‬عبد الملك بن أبي سليمان ابن ميسرة‬
‫العرزمي‪:‬‬
‫وثقه كثيرون‪ ،‬ولكن تكلم فيه شعبة وتركه‪ ،‬قال‪ :‬لو جاء عبد الملك‬
‫بآخر مثله لرميت حديثه‪ ،‬وقال أمية بن خالد‪ :‬قلت لشعبة‪ :‬مالك ل تحدث‬
‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 559‬رقم ‪.7100‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن حجر (فتح الباري) جـ ‪ 14‬ص ‪.297‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 3‬ص ‪ 372 ،371‬رقم ‪.251‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 225‬رقم ‪.2159‬‬ ‫‪4‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ 248‬رقم ‪.2508‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪262‬‬
‫عن عبدالملك بن أبي سليمان وقد كان حسن الحديث‪ ،‬قال‪ :‬من حسنها‬
‫فررت‪ .‬وقال ابن معين‪ :‬ضعيف‪ ،‬ومرة قال‪ :‬ثقة)‪ .(1‬وسئل يحيى بن معين‬
‫عن حديث عطاء عن جابر في الشفعة)‪ ، (2‬فقال هو حديث لم يحدث به إل‬
‫عبدالملك‪ ،‬وقد أنكره الناس عليه‪ ،‬ولكن عبدالملك ثقة صدوق ل يرد على‬
‫مثله)‪ ،(3‬وقال أحمد بن حنبل‪ :‬هذا حديث منكر‪ ،‬وعبد الملك ثقة)‪ ،(4‬وقال ابن‬
‫حبان‪" :‬ربما أخطأ‪ ،‬وليس من النصاف ترك حديث شيخ ثبت صحت‬
‫عدالته بأوهام في روايته‪ ،...‬بل الحتياط والولى في مثل هذا قبول ما‬
‫يروي الثبت من الروايات وترك ما صح أنه وهم فيها ما لم يفحش ذلك‬
‫حتى يغلب على صوابه‪ ،‬فإن كان كذلك استحق الترك")‪ ،(5‬وقال ابن حجر‪:‬‬
‫"صدوق له أوهام‪ ،‬من الخامسة‪ ،‬مات سنة خمس وأربعين")‪.(6‬‬
‫‪ -‬وفيها عند النسائي في "الكبرى" و "الخصائص"‪ :‬موسى بن قيس‬
‫الحضرمي أبو محمد العزاء الكوفي يلقب عصفور الجنة‪ ،‬قال ابن حجر‪:‬‬
‫"صدوق رمي بالتشيع‪ ،‬من السادسة")‪ . (7‬وعليه فالرواية من طريق سلمة‬
‫بن كهيل عن زيد حسنة‪.‬‬

‫‪-‬ـ ـروايةـ ـعبيدةـ ـبنـ ـعمروـ ـالسلمانيـ ـأبيـ ـعمروـ ـالكوفي‪ ،‬وهو‬ ‫‪2‬‬
‫"تابعي كبير مخضرم فقيه‪ ،‬ثبت")‪.(8‬‬
‫تفرد بها عنه محمد بن سيرين النصاري‪ ،‬قال عنه الحافظ‪" :‬ثقة‬
‫ثبت عابد كبير القدر‪ ،‬كان ل يرى الرواية بالمعنى‪ ،‬من الثالثة‪ ،‬مات سنة‬
‫عشر ومائة")‪.(9‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 6‬ص ‪ 349 ،348‬رقم ‪.4338‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الديث رواه كل من الترمذي وأب داود وابن ماجه من طريق عبداللك بن أب سليمان عن عطاء عن جابر‬ ‫‪2‬‬

‫‪" :‬الار أحق بالشفعة ينتظر به وإن كان غائبا إذا كان طريقهما واحدا"‪.‬‬ ‫قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 6‬ص ‪ 349 ،348‬رقم ‪.4338‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الصدر السابق‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن حبان (الثقات) جـ ‪ 7‬ص ‪.98 ،97‬‬ ‫‪5‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 363‬رقم ‪.4184‬‬ ‫‪6‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ 553‬رقم ‪.7003‬‬ ‫‪7‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ 379‬رقم ‪.4412‬‬ ‫‪8‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ 483‬رقم ‪.5947‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪263‬‬
‫رواها أبو يعلى وابن أبي شيبة وابن ماجه وعبدال بن أحمد في‬
‫"السنة" والنسائي في "الكبرى" و"الخصائص" وابن أبي عاصم والبيهقي‬
‫في "الكبرى" بأسانيد صحاح‪.‬‬
‫ورواها أبو داود الطيالسي بسند فيه سعيدـ ـبنـ ـعبدالرحمن‪ ،‬وهو‬
‫الرقاشي أخو أبي حرة إذ هو الراوي عن ابن سيرين)‪ ،(1‬قال الذهبي‪" :‬وثقه‬
‫جماعة ولينه القطان")‪.(2‬‬

‫‪ -‬رواية كليب بن شهاب الجرمي‪:‬‬ ‫‪3‬‬


‫قال عنه الحافظ‪" :‬صدوق‪ ،‬من الثانية‪ ،‬ووهم من ذكره في‬
‫الصحابة")‪ ،(3‬تفرد بهذا الحديث عنه ابنه عاصم بن كليب‪ ،‬وثقه جماعة‪،‬‬
‫وقال ابن المديني‪ :‬ل يحتج به إذا انفرد")‪ ،(4‬وقال ابن حجر‪" :‬صدوق رمي‬
‫بالرجاء‪ ،‬من الخامسة‪ ،‬مات سنة بضع وثلثين")‪.(5‬‬
‫رواها عن عاصم‪:‬‬
‫أ‪ -‬محمد بن فضيل بن غزوان الضبي الكوفي عند النسائي في‬
‫"الكبرى" و "الخصائص" وأبي يعلى وعبدال بن أحمد في "السنة" وابن‬
‫أبي عاصم في "السنة"‪:‬‬
‫وثقه جماعة)‪ ،(6‬ولكن فيه بعض مقال‪ ،‬قال أبو حاتم‪ :‬شيخ‪ ،‬وقال‬
‫أحمد‪ :‬كان يتشيع وكان حسن الحديث)‪ ،(7‬وقال ابن سعد‪ :‬كان ثقة صدوقاً‬
‫كثير الحديث متشيعاً وبعضهم ل يحتج به)‪ ،(8‬وذكره ابن حبان في الثقات‬
‫فقال‪ :‬كان يغلو في التشيع)‪ ،(9‬وقال أبو داود‪ :‬كان شيعيًا محترقاً)‪.(10‬‬
‫() الذهب (اليزان) جـ ‪ 3‬ص ‪ 217 ،216‬رقم ‪.3231‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الذهب (الغن) جـ ‪ 1‬ص ‪ 379‬رقم ‪.2424‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 462‬رقم ‪.5660‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 5‬ص ‪ 52 ،51‬رقم ‪.3180‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 286‬رقم ‪.3075‬‬ ‫‪5‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 9‬ص ‪ 350 ،349‬رقم ‪.6517‬‬ ‫‪6‬‬

‫() ابن أب حات (الرح والتعديل) جـ ‪ 8‬ص ‪ 58 ،57‬رقم ‪.263‬‬ ‫‪7‬‬

‫() ابن سعد (الطبقات)جـ ‪ 6‬ص ‪.389‬‬ ‫‪8‬‬

‫() هكذا نسبه إليه الزي (تذيب الكمال) جـ ‪ 26‬ص ‪ 298‬رقم ‪ 554‬وتبعه ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 9‬ص‬ ‫‪9‬‬

‫‪ 350‬رقم ‪ 6517‬ول أعثر عليه ف "الثقات" ول "الجروحي"‪.‬‬


‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 9‬ص ‪.350‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪264‬‬
‫ب‪ -‬القاسم بن مالك المزني عند عبدال بن أحمد في زوائده على‬
‫المسند وفي "السنة"‪ ،‬قال عنه ابن حجر‪" :‬صدوق فيه لين‪ ،‬من صغار‬
‫الثامنة")‪.(1‬‬
‫ج ‪ -‬عبدال بن إدريس بن يزيد الموي عند عبدال في زوائده على‬
‫المسند وفي "السنة"‪ ،‬وهو"ثقة فقيه عابد‪ ،‬من الثانية‪ ،‬مات سنة اثنتين‬
‫وتسعين وله بضع وسبعون سنة")‪.(2‬‬
‫فالرواية صحيحة من هذه الطريق "عبدال بن إدريس"‪.‬‬
‫‪ - 4‬رواية عبيدال ـبن أبي رافع مولى النبيـ ‪ ،‬قال ابن حجر‪" :‬كان‬
‫كاتب علي وهو ثقة‪ ،‬من الثالثة")‪.(3‬‬
‫تفرد بها عنه بسر بن سعيد المدني العابد مولى ابن الحضرمي‪ ،‬قال‬
‫الحافظ‪" :‬ثقة جليل‪ ،‬من الثانية‪ ،‬مات سنة مائة")‪.(4‬‬
‫وعنه بكير بن عبدال بن الشج‪ ،‬قال ابن حجر‪" :‬ثقة من الخامسة‪،‬‬
‫مات سنة عشرين‪ ،‬وقيل بعدها")‪.(5‬‬
‫وقد رويت بأسانيد صحيحة عند كل من مسلم والنسائي في "الكبرى"‬
‫و "الخصائص" وابن أبي عاصم في "السنة" والبيهقي في "الكبرى"‪.‬‬
‫ورواها الجري بإسنادين في أحدهما أبو بكر بن أبي داود قد تقدم‬
‫أن أباه قال عنه‪":‬كذاب"‪،‬كما سلف بيان أمره‪.‬‬
‫وفي الثاني عبدال ـبنـ ـلهيعة‪ ،‬قال عنه ابن حجر‪" :‬صدوق‪ ،‬من‬
‫السابعة‪ ،‬خلط بعد احتراق كتبه‪ ،‬ورواية ابن المبارك وابن وهب أعدل من‬
‫غيرهما‪ ،‬وله في مسلم بعض الشيء مقرون‪ ،‬مات سنة أربع وستين وقد‬
‫ناف على الثمانين")‪ ، (6‬وقد تقدم أن فيه كلماً يفيد تضعيفه‪ .‬وفيه أيضاً‪:‬‬
‫صفوان بن صالح بن صفوان الثقفي الدمشقي الراوي عن ابن لهيعة‪ ،‬قال‬
‫الحافظ عن صفوان‪" :‬ثقة وكان يدلس تدليس التسوية‪ ،‬قاله أبو زرعة‬
‫الدمشقي‪ ،‬من العاشرة‪ ،‬مات سنة ثمان ‪ -‬أو سبع أو تسع ‪ -‬وثلثين‪ ،‬وله‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 451‬رقم ‪.5487‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 295‬رقم ‪.3207‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ 370‬رقم ‪.4288‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ 122‬رقم ‪.666‬‬ ‫‪4‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ 128‬رقم ‪.760‬‬ ‫‪5‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ 319‬رقم ‪.3563‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪265‬‬
‫سبعون سنة")‪ ، (1‬وقد عنعن فيمن بعد عبدال بن لهيعة‪ ،‬لكنه توبع عند من‬
‫تقدم ذكره‪.‬‬
‫‪-5‬ـ رواية طارق بن زياد عند أحمد وعبدال في "السنة" والنسائي في‬
‫"الكبرى" "الخصائص"‪ ،‬قال عنه الحافظ‪" :‬مجهول‪ ،‬من الثالثة")‪.(2‬‬
‫‪-6‬ـ ـروايةـ ـأبيـ ـمريمـ ـقيسـ ـالثقفيـ ـالمدائنيـ عند الطيالسي وأبي يعلى‬
‫وعبدال في زوائده على "المسند"‪ ،‬قال عنه ابن حجر‪" :‬مجهول‪ ،‬من‬
‫الثانية")‪.(3‬‬
‫وفيها أيضاً عند أبي داود الطيالسي ‪ :‬عبدالملك بن حكيم‪ ،‬ذكره ابن‬
‫حبان في "الثقات")‪ (4‬والبخاري في "التاريخ الكبير")‪ (5‬وسكتا عنه‪.‬‬
‫وفيها عند أبي يعلى وعبدال بن أحمد‪ :‬نعيم بن حكيم المدائني ‪ ،‬قال‬
‫ابن معين‪ :‬ثقة)‪ ،(6‬وقال العجلي‪ :‬ثقة)‪ ،(7‬وذكره ابن حبان في الثقات)‪ ،(8‬وقال‬
‫ابن خراش‪ :‬صدوق ل بأس به)‪ ،(9‬وقال النسائي‪ :‬ليس بالقوي)‪ ،(10‬وقال ابن‬
‫سعد‪ :‬لم يكن بذاك في الحديث)‪.(11‬‬
‫ونقل الساجي عن ابن معين تضعيفه‪ ،‬وقال الزدي‪ :‬أحاديثه‬
‫مناكير)‪ ،(12‬وقال ابن حجر في التقريب‪" :‬صدوق له أوهام")‪.(13‬‬
‫ويبدو أن هذا تساهل من الحافظ‪ ،‬لن توثيق ابن معين لنعيم هذا‬
‫معارض بما نقل عن ابن معين من تضعيفه إياه‪ ،‬أو محمول على التوثيق‬
‫من قبل الديانة أو على تساهل ابن معين كما مضى عن المعلمي اليماني‪،‬‬
‫وكذلك توثيق العجلي مضى القول في أنه متساهل أيضاً‪ .‬وأما قول ابن‬
‫() الصدر السابق ص ‪ 2766‬رقم ‪.2934‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 281‬رقم ‪.2998‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ 672‬رقم ‪.8359‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن حبان (الثقات) جـ ‪ 7‬ص ‪.103‬‬ ‫‪4‬‬

‫() البخاري (التاريخ الكبي) جـ ‪ 5‬ص ‪ 411‬رقم ‪.1337‬‬ ‫‪5‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 10‬ص ‪ 409‬رقم ‪.7484‬‬ ‫‪6‬‬

‫() العجلي (معرفة الثقات) جـ ‪ 2‬ص ‪ 315‬رقم ‪.1857‬‬ ‫‪7‬‬

‫() ابن حبان (الثقات) جـ ‪ 9‬ص ‪.218‬‬ ‫‪8‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪.10‬‬ ‫‪9‬‬

‫() الصدر السابق‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫() ابن سعد (الطبقات) جـ ‪ 7‬ص ‪.320‬‬ ‫‪11‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪.10‬‬ ‫‪12‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 564‬رقم ‪.7165‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪266‬‬
‫خراش‪" :‬صدوق ل بأس به" فل يقوى على معارضة القوال الخرى‬
‫المضعفة له‪.‬‬
‫‪ - 7‬رواية أبي كثير مولى النصارـ عند أحمد وأبي يعلى والحميدي‪ :‬لم‬
‫يذكره إل‬
‫البخاري)‪ (1‬دون توثيق‪.‬‬
‫‪ -8‬رواية أبي الوضيء عبّاد بن نُسَيب‪:‬‬
‫قال الحافظ‪" :‬ثقة‪ ،‬من الثالثة")‪.(2‬‬
‫رويت عنه من ثلث طرق‪:‬‬
‫أ‪ -‬جميلـ ـبنـ ـمرةـ ـالشيباني ـ عند أبي داود الطيالسي وأبي داود‬
‫السجستاني وأبي يعلى باللفظ الول‪ ،‬وجميل "ثقة‪ ،‬من السادسة")‪ ، (3‬لكن‬
‫قال عنه ابن خراش‪" :‬في حديثه نكرة")‪.(4‬‬
‫ب‪ -‬هشام بن حسان الزدي الُقْردُوسي عند أحمد وعبدال بن أحمد‬
‫في "السنة"‪ ،‬قال عنه ابن حجر‪" :‬من أثبت الناس في ابن سيرين‪ ،‬وفي‬
‫روايته عن الحسن وعطاء مقال‪ ،‬لنه قيل كان يرسل عنهما‪ ،‬من السادسة‪،‬‬
‫مات سنة سبع أو ثمان وأربعين")‪.(5‬‬
‫ج ‪ -‬يزيد بن أبي صالح)‪ (6‬أبو حبيب الدباغ عند الحاكم باللفظ الثاني‪.‬‬
‫ويزيد ذكره البخاري)‪ (7‬وابن حبان)‪ (8‬وسكتا عنه‪ ،‬فالسناد ضعيف‪.‬‬
‫‪ -9‬رواية أبي المؤمّن الواثلي‪ :‬وقيل أبو المؤمر عند عبدال في "السنة"‬
‫وابن أبي عاصم في "السنة"‪.‬‬
‫قال عنه الذهبي‪" :‬ل يعرف")‪ . (9‬والغريب أن يقول عنه ابن حجر‪:‬‬
‫"مقبول‪ ،‬من الثالثة")‪ (10‬وليس هناك من وثقه سوى إيراد البخاري له في‬
‫() البخاري (التاريخ الكبي) جـ ‪ 8‬الكن ص ‪ 64‬رقم ‪.583‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ )(2‬ابن حجر (التقريب) ص ‪ 291‬رقم ‪.3150‬‬


‫() الصدر السابق ص ‪ 142‬رقم ‪.971‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 2‬ص ‪ 104‬رقم ‪.1023‬‬ ‫‪4‬‬

‫() بن حجر (التقريب) ص ‪ 572‬رقم ‪.7289‬‬ ‫‪5‬‬

‫() ف الصل عند الاكم يزيد بن صال وهو خطأ‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫() البخاري (التاريخ الكبي) جـ ‪ 8‬ص ‪ 342‬رقم ‪.3247‬‬ ‫‪7‬‬

‫() ابن حبان (الثقات) جـ ‪ 5‬ص ‪.541‬‬ ‫‪8‬‬

‫() الذهب (اليزان) جـ ‪ 7‬ص ‪ 433‬رقم ‪.10664‬‬ ‫‪9‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 677‬رقم ‪.8405‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪267‬‬
‫"التاريخ الكبير")‪ (1‬وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل")‪ ، (2‬على أنه لم‬
‫يرو عنه سوى سعيد بن عبيد العجلي)‪ (3‬كما في هذه الرواية‪.‬‬
‫‪-10‬ـ ـروايةـ ـأبيـ ـجحيفةـ ـوهبـ ـبنـ ـعبدال ـالسوائي‪ ،‬عند عبدال في‬
‫"السنة" وهو "صحابي معروف‪ ،‬وصحب علياً‪ ،‬ومات سنة أربع‬
‫وسبعين")‪.(4‬‬
‫وفيها‪:‬‬
‫‪ -‬ميسرة أبو صالح مولى كندة ‪ ،‬ذكره ابن حبان في الثقات)‪ ،(5‬وابن‬
‫أبي حاتم "في الجرح والتعديل")‪ ،(6‬وروى عنه أربعة)‪ ،(7‬وقال الذهبي‪:‬‬
‫"وثق")‪ ،(8‬بينما قال ابن حجر‪" :‬مقبول‪ ،‬من الثالثة")‪ (9‬وهو أشبه إذ لم أجد‬
‫فيه توثيقاً‪.‬‬
‫‪ -‬ـعطاءـ ـبن ـالسائبـ الثقفيـ الكوفي ‪ ،‬قال الحافظ‪" :‬صدوق اختلط‪،‬‬
‫من الخامسة‪ ،‬مات سنة ست وثلثين")‪ ، (10‬والراوي عنه خالد بن عبدال‬
‫الواسطي الطحان‪ ،‬وهو ثقة‬

‫ثبت)‪ ، (11‬لكنه روى عن عطاء حال الختلط‪ ،‬إذ لم يُذكر فيمن روى عنه‬
‫قبل ذلك)‪.(12‬‬
‫فالحديث من هذه الرواية ضعيف‪.‬‬
‫‪ -11‬رواية كميل)‪ (13‬بن زياد عند الطبراني في "الوسط"‪.‬‬
‫() البخاري (التاريخ الكبي) جـ ‪ 8‬الكن ص ‪ 74‬رقم ‪.698‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن أب حات (الرح والتعديل) جـ ‪ 9‬ص ‪ 444‬رقم ‪.2247‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الذهب (اليزان) جـ ‪ 7‬ص ‪ 433‬رقم ‪.10664‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 585‬رقم ‪.7479‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن حبان (الثقات) جـ ‪ 5‬ص ‪.426‬‬ ‫‪5‬‬

‫() ابن أب حات (الرح والتعديل) جـ ‪ 8‬ص ‪ 252‬رقم ‪.1144‬‬ ‫‪6‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 10‬ص ‪ 345‬رقم ‪.7361‬‬ ‫‪7‬‬

‫() الذهب (الكاشف) جـ ‪ 2‬ص ‪ 310‬رقم ‪.5755‬‬ ‫‪8‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 555‬رقم ‪.7040‬‬ ‫‪9‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ 391‬رقم ‪.4592‬‬ ‫‪10‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 189‬رقم ‪.1647‬‬ ‫‪11‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 7‬ص ‪ . 180‬وقد حرر ابن حجر من سع منه قبل الختلط وهم‪ :‬سفيان الثوري‬ ‫‪12‬‬

‫وشعبة وزهي وزائدة وحاد بن زيد‪ ،‬واختلف ف حاد بن سلمة‪.‬‬


‫() ف الطبوع عند الطبان (كهيل) وهو خطأ‪.‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪268‬‬
‫وهو النخعي‪ ،‬وثقه ابن معين)‪ (1‬وابن سعد والعجلي)‪ ،(2‬وذكره ابن‬
‫حبان في "الثقات")‪ (3‬وقال في "المجروحين"‪ :‬كان من المفرطين في علي‬
‫ممن يروي عنه المعضلت وفيه المعجزات‪ ،‬منكر الحديث جداً‪ ،‬تتقى‬
‫روايته ول يحتج به")‪ ،(4‬وقال ابن حجر‪" :‬ثقة يرمى بالتشيع‪ ،‬من الثانية‪،‬‬
‫مات سنة اثنتين وثمانين")‪.(5‬‬
‫وفيها‪:‬‬
‫‪ -‬قيس بن الربيع السدي الكوفي‪،‬ـ قال ابن حجر‪" :‬صدوق‪ ،‬تغير‬
‫لما كبر وأدخل عليه ابنه ماليس من حديثه فحدث به‪ ،‬من السابعة‪ ،‬مات‬
‫سنة بضع وستين")‪ . (6‬لكن فيه كلماً كثيراً يفيد تضعيفه مطلقاً‪ ،‬ولذا قال‬
‫الذهبي‪" :‬صدوق في نفسه سيء الحفظ")‪.(7‬‬
‫‪ -‬مُخَوّلـ ـبنـ ـإبراهيمـ ـالكوفي‪ ،‬قال عنه الذهبي‪" :‬رافضي بغيض‪،‬‬
‫صدوق في نفسه")‪.(8‬‬
‫فالحديث من هذه الرواية ضعيف‪.‬‬
‫‪ -12‬رواية مالك بن الحارث الهمداني أبي موسى الكوفي عند الحاكم‪.‬‬
‫قال ابن حجر‪" :‬مقبول‪ ،‬من الثالثة‪ ،‬مات سنة خمس وتسعين")‪ ،(9‬لكن‬
‫لم يذكره سوى ابن حبان‪ ،‬وذكر أنه يروي عنه محمد بن قيس)‪ - (10‬كما هنا‬
‫‪ -‬وذكره الذهبي فقال‪" :‬مالك بن الحارث السلمي‪ ،‬وقيل الهمداني‪ :‬عداده‬
‫في التابعين من رؤوس الخوارج‪ ،‬له عن علي وابن عباس‪ ،‬روى عنه‬
‫محمد بن قيس في ثقات أبي حاتم وفي الضعفاء للسعدي‪ ،‬ول يدرى من‬
‫هو")‪ ،(11‬فهو إذن مجهول‪ .‬ولكن المزج بين السلمي والهمداني غير دقيق‪،‬‬
‫فإن السلمي آخر غير الهمداني‪ ،‬وهو مالك بن الحارث السلمي الرقي‪ ،‬وقد‬
‫() الذهب (اليزان) جـ ‪ 5‬ص ‪ 502‬رقم ‪.6984‬‬ ‫‪1‬‬

‫() العجلي (معرفة الثقات) جـ ‪ 2‬ص ‪ 229‬رقم ‪.1558‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ )(3‬ابن حبان (الثقات) جـ ‪ 5‬ص ‪.341‬‬


‫‪ )(4‬ابن حبان (الجروحي) جـ ‪ 2‬ص ‪.221‬‬
‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 462‬رقم ‪.5665‬‬ ‫‪5‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ 457‬رقم ‪.5573‬‬ ‫‪6‬‬

‫() الذهب (اليزان) جـ ‪ 5‬ص ‪ 477‬رقم ‪.6917‬‬ ‫‪7‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 6‬ص ‪ 391‬رقم ‪.8404‬‬ ‫‪8‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 516‬رقم ‪.6431‬‬ ‫‪9‬‬

‫() ابن حبان (الثقات) ص ‪ 5‬ص ‪.385 ،384‬‬ ‫‪10‬‬

‫() الذهب (اليزان) جـ ‪ 6‬ص ‪ 4‬رقم ‪.7017‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪269‬‬
‫فرق بينهما ابن حجر وقال عن السلمي‪" :‬ثقة‪ ،‬من الرابعة‪ ،‬مات سنة أربع‬
‫وتسعين")‪ ،(1‬والمراد هنا هو الهمداني‪ ،‬وهو صريح كلم الحافظ ابن حجر‬
‫حيث قال في "التهذيب"‪" :‬مالك بن الحارث الهمداني أبو موسى الكوفي‪،‬‬
‫روى عن علي قصة المخدج‪ ،‬وعنه محمد بن قيس الهمداني")‪.(2‬‬
‫وفيها أيضاً‪ :‬محمد بن قيس الهمداني الكوفي‪ ،‬قال عنه أحمد‪ :‬صالح‬
‫أرجو أن يكون ثقة‪ ،‬وقال ابن معين‪ :‬ثقة‪ ،‬وقال أبو حاتم‪ :‬ل بأس به )‪،(3‬‬
‫ونقل عن أحمد أيضاً أنه ضعفه‪ ،‬وقال يعقوب بن سفيان‪ :‬لين الحديث)‪،(4‬‬
‫ولخص ذلك ابن حجر فقال‪" :‬مقبول‪ ،‬من الرابعة")‪.(5‬‬
‫وعليه فالحديث بهذه الرواية ضعيف‪.‬‬
‫‪ -13‬رواية أبي موسى عند عبدال في "السنة" وابن الجعد‪.‬‬
‫وقد صرحت به رواية ابن الجعد فسمته مالك بن عبدال أو عبدال بن‬
‫مالك‪ ،‬ولعل هذا الراوي وراوي الرواية السابقة واحد‪ ،‬إذ اسمه مالك‬
‫وكنيته أبو موسى والراوي عنه محمد بن قيس الهمداني‪ ،‬لكنه على كل‬
‫حال مجهول‪ ،‬وقد ورد في رواية عبدال بن أحمد‪" :‬عن أبي موسى شيخ‬
‫لهم"‪.‬‬
‫وفيها أيضاً‪ :‬محمد بن قيس الهمداني الراوي عن أبي موسى‪ ،‬تقدم‬
‫في رواية مالك ابن الحارث أنه مقبول‪.‬‬
‫وفي رواية ابن الجعد – إضافة إلى ما سبق – شريك‪ ،‬وهو ابن‬
‫عبدال النخعي‪ ،‬قال عنه الحافظ‪":‬صدوق يخطئ كثيراً‪ ،‬تغير حفظه منذ‬
‫ولي القضاء بالكوفة")‪ ،(6‬وذكره في الطبقة الثانية من المدلسين)‪ ،(7‬وقد‬
‫عنعن‪.‬‬
‫والرواية إذن واهية‪.‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 516‬رقم ‪.6430‬‬ ‫‪1‬‬

‫( ) ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 10‬ص ‪ 11‬رق م ‪ . 6730‬وقد كتب فيه‪ :‬الخدع بدلً من الخدج‪ ،‬وهو خطأ‬ ‫‪2‬‬

‫طباعي‪.‬‬
‫() ابن أب حات (الرح والتعديل) جـ ‪ 8‬ص ‪ 61‬رقم ‪.275‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 9‬ص ‪ 357‬رقم ‪.6534‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 503‬رقم ‪.6244‬‬ ‫‪5‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 266‬رقم ‪.2787‬‬ ‫‪6‬‬

‫() ابن حجر (تعريف أهل التقديس) ص ‪ 67‬رقم ‪.56‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪270‬‬
‫‪ -14‬روايةـ ـرجلـ ـمنـ ـعبدالقيسـ عند أبي يعلى وعبدال بن أحمد في‬
‫"السنة"‪:‬‬
‫وهي ضعيفة لجهالته‪.‬‬
‫‪ -15‬رواية مصعب بن خارجة من أهل سرخس عند الدولبي‪:‬‬
‫وهو مجهول كما قال الذهبي)‪ ، (1‬وعنه ابنه خارجة بن مصعب أبو‬
‫الحجاج السرخسي‪ ،‬قال عنه ابن حجر‪" :‬متروك وكان يدلس عن الكذابين‪،‬‬
‫ويقال‪ :‬إن ابن معين كذبه‪ ،‬من الثامنة‪ ،‬مات سنة ثمان وستين")‪.(2‬‬
‫فالرواية واهية‪.‬‬
‫‪ -16‬رواية أبي هارون عن أبيه عن علي‪:‬‬
‫)‪(3‬‬
‫وهو أبو هارون عمارة بن جوين لنه يروي عن معمر بن راشد‬
‫كما هنا‪ ،‬قال عنه ابن حجر‪" :‬متروك ومنهم من كذبه‪ ،‬شيعي‪ ،‬من الرابعة‪،‬‬
‫مات سنة أربع وثلثين")‪.(4‬‬
‫فالرواية واهية بمرة‪.‬‬
‫والخلصة مما سبق أن الحديث لم يصح سنداً عن أبي سعيد إل من‬
‫رواية الزهري سواء عن أبي سلمة وحده أو كان مقروناً‪.‬‬
‫وأما حديث جابر بن عبدال فضعيف‪ ،‬وأما حديث علي بن أبي طالب‬
‫فصح من خمس روايات هي‪:‬‬
‫‪ -1‬رواية زيد بن وهب من طريق سلمة بن كهيل‪.‬‬
‫‪ -2‬رواية عبيدة بن عمرو السلماني‪.‬‬
‫‪ -3‬رواية كليب بن شهاب من طريق عبدال بن إدريس‪.‬‬
‫‪ -4‬رواية عبيدال بن أبي رافع‪.‬‬
‫‪ -5‬رواية أبي الوضيء من طريق جميل بن مرة الشيباني وهشام بن‬
‫حسان الزدي‪.‬‬
‫وأما الروايات الحدى عشرة الخرى فضعيفة كلها‪.‬‬
‫لكن روايات الحديث يعضد بعضها بعضاً إذا سلمت من جهة المتن‪.‬‬

‫() الذهب (اليزان) جـ ‪ 6‬ص ‪ 435‬رقم ‪.8566‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 186‬رقم ‪.1612‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الزي (تذيب الكمال) جـ ‪ 21‬ص ‪.234 ،233‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 408‬رقم ‪.4840‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪271‬‬
272
‫المبحث الثالث‪:‬‬
‫دراسة متن الحديث‬
‫غريب الحديث‪:‬‬
‫خدَج ‪ :‬اسم مفعول من الخداج وهو النقصان‪ ،‬وخداج الناقة‪:‬‬ ‫خدّجـ أو المُ ْ‬‫المُ َ‬
‫)‪(1‬‬
‫إذا ولدت ولداً ناقص الخلق أو لغير تمام‪ ،‬ومخدج اليد أي ناقصها ‪.‬‬
‫ال ّثدّيـّة‪ :‬تصغير ثدي‪ ،‬وإنما أدخلوا الهاء في ذي الثدية وأصل الثّدَي ذكر‬
‫لنه كأنه أراد لحمة من ثدي أو قطعة من ثدي فصغر على هذا المعنى‪ ،‬أو‬
‫كأنها بقية ثدي قد ذهب أكثرها فقللها‪ .‬وبعضهم يقول ذو اليُ َديّة‪ ،‬قال أبو‬
‫عبيد‪ :‬ول أرى الصل كان إل هذا‪ ،‬ولكن الحاديث كلها تتابعت بالثاء ذو‬
‫الثدية)‪.(2‬‬
‫ال َبضْعة‪ :‬القطعة من اللحم)‪.(3‬‬
‫تدردر‪ :‬أصله تتدردر فحذفت إحدى التاءين تخفيفاً‪ ،‬أي تترجرج تجيء‬
‫وتذهب)‪.(4‬‬
‫التحليل‪:‬‬
‫حديث المخدج وثيق الصلة بأحد محامل حديث المروق وهو توجيهه‬
‫في أهل النهروان على وجه الخصوص‪ ،‬وقبل الخوض في هذه القضية‬
‫ينبغي التعرف على شخصية المخدج‪.‬‬
‫شخصية المخدج‪:‬‬
‫مضى في مبحث الصحابة من أهل النهروان نقل البرّادي والشماخي‬
‫عن جابر بن زيد أن نافعاً مولى ثرملة قطع الفحل يده‪ .‬وروى النسائي عن‬
‫سليم بن بلج أنه كان مع علي في النهروان‪ ،‬قال‪ :‬كنت قبل ذلك أصارع‬
‫رجلً على يده شيء‪ ،‬فقلت‪ :‬ما شأن يدك؟ قال‪ :‬أكلها بعير‪ ،‬فلما كان يوم‬
‫النهروان وقتل علي الحرورية فجزع علي من قتلهم حين لم يجد ذا الثدية‪،‬‬
‫فطاف حتى وجده في ساقية‪ ،‬فقال‪ :‬صدق ال وبلغ رسوله‪ ،‬وقال‪ :‬في منكبه‬
‫ثلث شعرات في مثل حلمة الثدي)‪.(5‬‬

‫() أبو عبيد (غريب الديث) جـ ‪ 1‬ص ‪.47‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 1‬ص ‪ ،48‬جـ ‪ 2‬ص ‪.136 ،135‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن منظور (اللسان) جـ ‪ 8‬ص ‪ 12‬باب العي فصل الباء‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 4‬ص ‪ 283‬باب الراء فصل الدال‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫() النسائي (السنن الكبى) ك الصائص باب (‪ )60‬رقم ‪.8567‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪273‬‬
‫والمستفاد من هذا أن المخدج أو ذا الثدية ناقص اليد بسبب أن بعيراً‬
‫قطعها‪ ،‬فسمي لجل ذلك بالمخدج أي الناقص الخلق‪ ،‬وسمي ذا الثدية لن‬
‫الجزء المتبقي من اليد صار شبيها بالثدي‪.‬‬
‫وأما عن اسمه فإن أغلب المصادر متفقة على أنه "نافع")‪ ،(1‬وروى‬
‫أبو داود والطبري عن أبي مريم الثقفي قال‪" :‬إن كان ذلك المخدج لمعنا‬
‫يومئذ في المسجد نجالسه بالليل والنهار‪ ،‬وكان فقيراً ورأيته مع المساكين‬
‫يشهد طعام علي عليه السلم مع الناس‪ ،‬وقد كسوته برنساً لي‪ ،‬قال أبو‬
‫مريم‪ :‬وكان المخدج يسمى نافعاً ذا الثدية‪ ،‬وكان في يده مثل ثدي المرأة‪،‬‬
‫على رأسه حلمة مثل حلمة الثدي‪ ،‬عليه شعيرات مثل سبالة السنور‪ ،‬قال‬
‫أبو داود‪ :‬هو عند الناس اسمه حرقوس)‪.(2‬‬
‫ومن هذا نفهم أن الخلط بينه وبين حرقوص بن زهير)‪ (3‬خطأ‪ ،‬لن‬
‫الرجلين مختلفان‪ ،‬يقول البلذري عند ذكره من قتل من أهل النهروان‪:‬‬
‫وقتل حرقوص بن زهير وقتل ذو الثدية وكانت في عضده شامة كهيئة‬
‫الثدية)‪.(4‬‬
‫وأما قول الجوهري‪ :‬وذو الثدية لقب رجل اسمه ثرملة)‪ (5‬فيبدو أنه‬
‫وهم‪ ،‬لما سبق‬

‫عن جابر بن زيد من أن نافعاً مولى لرجل اسمه ثرملة‪ ،‬فالظاهر أن‬
‫الجوهري التبس عليه نافع بموله‪.‬‬
‫وأيضاً فإن الربط بينه وبين ذي الخويصرة غير وارد‪ ،‬وأما ما رواه‬
‫ابن أبي عاصم)‪ (6‬عن سويد بن غفلة قال‪ :‬سألت علياً عن الخوارج قال‪ :‬جاء‬
‫ذو الثدية المخدجي إلى رسول ال وهو يقسم فقال‪ :‬كيف تقسم‪ ،‬وال ما‬
‫تعدل‪ ،‬فقال‪" :‬من يعدل" ؟ قال‪ :‬فهم به أصحابه فقال "دعوه سيكفيكموه‬
‫غيركم‪ ،‬يقتل في الفئة الباغية يمرقون من الدين كما يمرق السهم من‬

‫( ) أبو داود (السنة) ك الصائص باب ف قتال الوارج رق م ‪ / 4770‬البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪/149‬‬ ‫‪1‬‬

‫الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪ / 125‬العراقي‪ ،‬أحد (الستفاد) جـ ‪ 2‬ص ‪ 1590‬رق م ‪ / 636‬ابن حجر (نـزهة‬
‫اللباب) جـ ‪ 1‬ص ‪ 282‬رقم ‪ /1128‬البّادي (الواهر) ص ‪ /141‬الشماخي (السي) جـ ‪ 1‬ص ‪.53‬‬
‫() أبو داود (السنن) ك السنة باب ف قتال الوارج رقم ‪.4770‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن الوزي (كشف النقاب) ص ‪ 78‬رقم ‪ /94‬الذهب (ذات النقاب) ص ‪ 29‬رقم ‪.173‬‬ ‫‪3‬‬

‫() البلذري (النساب) جـ ‪ 3‬ص ‪.132‬‬ ‫‪4‬‬

‫() الوهري (الصحاح) جـ ‪ 6‬باب الياء فصل التاء ص ‪ ،2291‬باب الياء فصل الياء ص ‪.2541‬‬ ‫‪5‬‬

‫() ابن أب عاصم (السنة) باب (‪ )176‬رقم ‪911‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪274‬‬
‫الرمية‪ ،‬قتالهم حق على كل مسلم" فهي ضعيفة‪ ،‬لن فيها‪ :‬إسحاقـ ـبن‬
‫إدريسـ ـالسواري‪،‬ـ قال عنه الذهبي‪ :‬تركه الناس)‪ ،(1‬وفيها عنعنة أبي‬
‫إسحاق السبيعي‪ ،‬وهو مدلس كما تقدم‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬ووجود هذه الشخصية في أهل النهروان ل يقدم ول يؤخر‪ ،‬إل‬
‫أن النصوص الواردة فيه هي المدار في هذه القضية‪.‬‬
‫ول ريب أن المخدج اتخذ غرضاً لكثير من الروايات‪ ،‬فانتحل حوله‬
‫ما يشبه الساطير‪ ،‬من ذلك ما تقدم ذكره من رواية أبي يعلى عن عبيدال‬
‫بن عبدال بن عتبة بن مسعود عن أبي سعيد الخدري بلفظ حديث أبي سلمة‬
‫يوم حنين‪،‬‬ ‫وفي آخره‪ :‬قال أبو سعيد‪ :‬وحضرت هذا من رسول ال‬
‫وحضرت مع علي يوم قتلهم بنهروان‪ ،‬قال‪ :‬فالتمسه علي فلم يجده‪ .‬قال‪ :‬ثم‬
‫وجده بعد ذلك تحت جدار على هذا النعت‪ ،‬فقال علي‪ :‬أيكم يعرف هذا ؟‬
‫فقال رجل من القوم‪ :‬نحن نعرفه‪ ،‬هذا حرقوص وأمه هاهنا‪ ،‬قال‪ :‬فأرسل‬
‫علي إلى أمه فقال لها‪ :‬من هذا ؟ فقالت‪ :‬ما أدري يا أمير المؤمنين‪ ،‬إل أني‬
‫كنت أرعى غنماً لي في الجاهلية بالربذة فغشيني شيء كهيئة الظلة فحملت‬
‫منه فولدت هذا‪.‬‬
‫وقد تقدم أن هذه الرواية ضعيفة‪.‬‬
‫ومن ذلك حديث أبي الوضيء عند الحاكم باللفظ الثاني من روايته‬
‫عن علي كما تقدم وفي آخره‪ :‬قال علي‪ :‬أما وإن خليلي أخبرني أنهم‬
‫ثلثة إخوة من الجن‪ ،‬هذا أكبرهم‪ ،‬والثاني له جمع كثير‪ ،‬والثالث فيه‬
‫ضعف‪.‬‬
‫والغريب أن يخرج الحاكم هذا الحديث قائلً عنه‪" :‬صحيح السناد"‬
‫ويسكت الذهبي عليه‪ ،‬ومتنه ظاهر النكارة‪ ،‬على أنه تقدم أن إسناده‬
‫ضعيف‪.‬‬
‫علقة الحديث بأهل النهروان‪:‬‬
‫واضح من طرق الحديث الصحيحة السانيد أنه متوجه إلى أهل‬
‫النهروان‪ ،‬لكن دون ذلك إشكالت عدة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن زيادة ذي الثدية عن أبي سعيد تفرد بها الزهري عن أبي سلمة‪،‬‬
‫وأصحاب أبي سلمة لم يذكروا هذه الزيادة‪ ،‬وهم‪ :‬محمد بن إبراهيم‬
‫التيمي‪ ،‬والسود بن العلء ومحمد بن عمرو‪ ،‬بل إن لفظ البخاري من‬
‫طريق محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي سلمة وعطاء بن يسار أنها أتيا‬
‫أبا سعيد الخدري فسأله عن الحرورية‪ :‬أسمعت النبي ؟ قال‪ :‬ل أدري‬
‫() الذهب (الغن) جـ ‪ 1‬ص ‪ 116‬رقم ‪.542‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪275‬‬
‫ما الحرورية‪ ،‬سمعت النبي يقول‪" :‬يخرج في هذه المة‪...‬الخ‪ ،‬بدون‬
‫زيادة ذي الثدية‪ ،‬وقد تقدم أن هذه الرواية صحيحة‪.‬‬
‫‪ -2‬على أن المام علياً الذي جاءت هذه الزيادة من طريقه أيضاً صح‬
‫الحديث عنه ‪-‬كما مضى‪ -‬بدونها‪.‬‬
‫‪ -3‬وأيضاً فإن كل أصحاب أبي سعيد الخدري الخرين الذين صحت‬
‫رواياتهم وهم‪ :‬أبو الشعثاء جابر بن زيد‪ ،‬وعبدالرحمن بن أبي نعم‪ ،‬وأبو‬
‫الصديق الناجي‪ ،‬ويزيد الفقير‪ ،‬ومعبد بن سيرين‪ ،‬وأبو نضرة لم يذكروا‬
‫هذه الزيادة‪.‬‬
‫‪ -4‬أن الحديث قد صح بدون هذه الزيادة عن عدد من الصحابة وهم‬
‫بالضافة إلى أبي سعيد وعلي‪ :‬أنس بن مالك‪ ،‬وعبدال بن عمر‪،‬‬
‫وعبدال بن مسعود‪ ،‬وأبو بكرة‪ ،‬وأبو ذر ورافع بن عمرو الغفاريان‪،‬‬
‫وسهل بن حنيف‪ ،‬وعبدال بن عمرو بن العاص‪ ،‬وعامر بن واثلة‪.‬‬
‫‪ -5‬أنه ل سبب يجعل أهل النهروان "يمرقون من الدين كما يمرق السهم‬
‫من الرمية"‪ ،‬وقد تقدم أن المرين الذين أخذا عليهم الستعراض‬
‫والتكفير‪ ،‬ومضى بيان القول فيهما مفصلً‪ .‬على أن نظرة المام علي‬
‫إليهم خير من نظرته إلى أهل الشام‪ ،‬لما مضى من قوله‪" :‬ل تقاتلوا‬
‫الخوارج بعدي‪ ،‬فليس من طلب الحق فأخطأه كمن طلب الباطل‬
‫فأدركه"‪ ،‬وأيضاً روى البيهقي عن أبي وائل شقيق بن سلمة‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫رجل‪ :‬من يتعرف البغلة يوم قتل المشركون؟ يعني أهل النهروان‪ ،‬فقال‬
‫علي بن أبي طالب‪ :‬من الشرك فروا‪ ،‬قال‪ :‬فالمنافقون؟ قال‪ :‬المنافقون ل‬
‫يذكرون ال إل قليلً‪ ،‬قال‪ :‬فما هم؟ قال‪ :‬قوم بغوا علينا فنصرنا عليهم‪.‬‬
‫فواضح من هذا النص أن المام علياً كرم ال وجهه يراهم بغاة‪،‬‬
‫مثلهم ‪-‬في هذا‪ -‬مثل أهل الشام يومئذ‪.‬‬
‫على أنه بعد صدور نتيجة التحكيم أعد العدة لمعاودة قتال أهل الشام‪،‬‬
‫ولم ينعطف إلى أهل النهروان إل بعدما بلغه نبأ مقتل عبدال بن خباب‪،‬‬
‫وليس ذلك لنهم أهم عنده من معاوية وأصحابه لقول المام علي‪" :‬أما‬
‫بعد‪ ،‬فإنه بلغني قولكم لو أن أمير المؤمنين سار إلى هذه الخارجة التي‬
‫خرجت عليه فبدأنا بهم فإذا فرغنا منهم وجهنا إلى المحلين‪ ،‬وإن غير هذه‬
‫الخارجة أهم إلينا فدعوا ذكرهم وسيروا إلى قوم يقاتلونكم كما يكونوا‬
‫جبارين ملوكاً ويتخذوا عباد ال خول")‪.(1‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.118‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪276‬‬
‫بقي أمر ثالث يمكن أن يكون من الخطورة بمكان وهو خلعهم المام‬
‫علياً ونصب غيره إماماً للمسلمين‪ ،‬وفي هذا إيرادات‪:‬‬
‫أ‪ -‬أنهم إنما خلعوه بعد ما أصر على التحكيم وبعد تكرار معاودته‪،‬‬
‫وهو من وجهة نظرهم موجب لخلعه‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن نتيجة التحكيم لم تكن في صالح المام علي على كل الروايات‬
‫في الكيفية التي جرى بها التحكيم‪ ،‬وبناءً على التزام المام علي بقبول‬
‫نتيجته فإنه ملزم بقبولها‪.‬‬
‫ج ‪ -‬أنهم اجتهدوا‪ ،‬ومن حقهم الجتهاد‪ ،‬فإن فيهم عدداً من الصحابة‬
‫وهم الذين كانوا على رأس القائمين بهذا المر‪ ،‬وفيهم العباد وأهل الرأي‬
‫كما مضى‪ ،‬وفيهم القراء وقد تقدم أنه اصطلح – في ذلك الحين ‪ -‬للعلماء‬
‫والفقهاء‪.‬‬
‫ه ‪ -‬أنه مثلما بايع أهل النهروان عبدال بن وهب الراسبي بايع أهل‬
‫الشام معاوية ابن أبي سفيان في حياة المام علي‪.‬‬
‫قال خليفة بن خياط في حوادث سنة سبع وثلثين عند ذكر التحكيم‪:‬‬
‫فلم يتفق الحكمان على شيء وافترق الناس وبايع أهل الشام لمعاوية‬
‫بالخلفة في ذي القعدة سنة سبع وثلثين)‪.(1‬‬
‫وقال ابن الجوزي بعد ذكره حادثة التحكيم‪ :‬وانصرف عمرو وأهل‬
‫الشام إلى معاوية وسلموا عليه بالخلفة)‪.(2‬‬
‫وقال الذهبي‪ :‬ثم بايع أهل الشام معاوية بالخلفة سنة ثمان وثلثين‪،‬‬
‫كذا قال )يعني الواقدي( وقال خليفة وغيره‪ :‬إنهم بايعوه في ذي القعدة سنة‬
‫سبع وثلثين‪ ،‬وهو أشبه لن ذلك كان إثر رجوع عمرو بن العاص من‬
‫التحكيم)‪.(3‬‬
‫وقال خليفة في حوادث سنة تسع وثلثين‪ :‬وفيها بعث معاوية بن أبي‬
‫سفيان يزيد ابن شجرة الرهاوي ليقيم الحج للناس فنازعه قثم بن عباس‪،‬‬
‫فسفر بينهما أبو سعيد الخدري وغيره‪ ،‬فاصطلحوا على أن يقيم الحج شيبة‬
‫بن عثمان ويصلي بالناس)‪.(4‬‬
‫وقال الطبري في حوادث سنة أربعين‪:‬‬

‫() ابن خياط (التاريخ) ص ‪.115‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن الوزي (النتظم) جـ ‪ 5‬ص ‪.128‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الذهب (التاريخ) عهد اللفاء الراشدين ص ‪.552‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن خياط (التاريخ) ص ‪.120 ،119‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪277‬‬
‫"وفي هذه السنة ‪ -‬فيما ذكر ‪ -‬جرت بين علي وبين معاوية المهادنة‬
‫بعد مكاتبات جرت بينهما يطول بذكرها الكتاب على وضع الحرب بينهما‪،‬‬
‫ويكون لعلي العراق ولمعاوية الشام‪ ،‬فل يدخل أحدهما على صاحبه في‬
‫عمله بجيش ول غارة ول غزو‪ .‬قال زياد بن عبدال عن أبي إسحاق‪ :‬لما لم‬
‫يعط أحد الفريقين صاحبه الطاعة كتب معاوية إلى علي‪ :‬أما إذا شئت فلك‬
‫العراق ولي الشام وتكف السيف عن هذه المة ول تهريق دماء المسلمين‪،‬‬
‫ففعل ذلك وتراضيا على ذلك‪ ،‬فأقام معاوية بالشام بجنوده يجبيها وما‬
‫حولها‪ ،‬وعلي بالعراق يجبيها ويقسمها بين جنوده")‪.(1‬‬
‫ومن هذا يتبين أنه ل وجه للتفريق بين مبايعة أهل النهروان عبدال‬
‫بن وهب ومبايعة أهل الشام معاوية بن أبي سفيان بالنظر إلى بقاء علي‬
‫على خلفته‪.‬‬
‫‪ -6‬أن على ألفاظ الحديث ‪ -‬حيث المخدج ‪ -‬التي صحت أسانيدها‬
‫الملحظات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬في رواية زيد بن وهب من طريق سلمة بن كهيل‪:‬‬
‫أ‪ -‬قوله‪" :‬لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما قضي لهم على لسان‬
‫نبيهم لّتكَلوا عن العمل"‪.‬‬
‫وهذا فيه من المبالغة ما لم يرد حتى في الجهاد في سبيل ال ضد‬
‫قد أبان عن أجر جهاد هؤلء‬ ‫أعدائه الكافرين‪ ،‬وأيضاً إذا كان النبي‬
‫‪-‬أهل النهروان‪ -‬فإنه عليه الصلة والسلم لم يأت ليبلغ أحداً دون أحد وهو‬
‫مأمور بتبليغ الرسالة إلى الناس كافة‪ ،‬وأمر من بلغه أمر أن يبلغه غيره‪،‬‬
‫على أن المام علياً ‪-‬كما مضى‪ -‬ما كان يرى أهل الشام أحسن حالً من‬
‫أهل النهروان فيجعل أمر قتال هؤلء يكاد يفضي إلى ترك العمل‪.‬‬
‫ب‪ -‬فيه أن علياً هو الذي ألح على جيشه بالنعطاف إلى أهل‬
‫النهروان بدلً من الشام خلفاً لما مضى من أن الشعث بن قيس وأمثاله‬
‫كان من المحرضين للمام علي على التوجه إليهم‪ ،‬وقد سبق كلم المام‬
‫علي في ذلك‪.‬‬
‫ج ‪" -‬وما أصيب من الناس يومئذ إل رجلن"‪ ،‬هذا الكلم يمكن أن‬
‫يصح أن لو كان أهل النهروان مكبلين بالقيود ل يستطيع الواحد منهم‬
‫حراكاً‪ ،‬ولو كانوا عزلً دون سلح لقتلوا عدداً أكبر بكثير‪ .‬على أن أهل‬
‫النهروان كانوا من أشد أصحاب المام علي شكيمة وأجلدهم على الحرب‪،‬‬
‫فإنهم كانوا مصرين على القتال في صفين‪ ،‬وهذا يستدعي أن يكونوا من‬
‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.154‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪278‬‬
‫الشجاعة بحظ عظيم‪ ،‬إضافة الى ما سبق ذكره في تحليل المصادر من أن‬
‫شريح بن أوفى قاتل على ثلمة جدار ملياً من نهار فقتل ثلثة على رواية‬
‫الطبري‪ ،‬وقتل مائة على رواية البرّادي‪ ،‬وكونه قاتل ملياً من نهار من‬
‫الغداة حتى الصيل حسب الروايتين يقوي أن يكون العدد أكثر من ثلثة‬
‫بفارق كبير‪ ،‬هذا إذا كان فعل واحد فيكف كل أهل النهروان؟ فضلً عن‬
‫ذلك تقدم أن نصر بن مزاحم المنقري ‪ -‬وهو شيعي‪ -‬ذكر أنه أُصيب من‬
‫أصحاب علي ألف وثلثمائة وهو عدد مقبول‪.‬‬
‫د‪ -‬استحلف زيد بن وهب للمام علي ثلث مرات‪ ،‬وهل مثل المام‬
‫علي ل يصدق حتى يستحلف ثلثاً أنه سمعه من النبي ‪.‬‬
‫ه ‪ -‬رفع خبر ذي الثدية إلى النبي غير صريح في هذه الرواية‪،‬‬
‫فبعد أن ذكر المام علي الحديث قال‪ :‬لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما‬
‫قضي لهم على لسان نبيهم ل تكلوا عن العمل وآية ذلك أن فيهم رجلً له‬
‫عضد وليس ذراع‪...‬الخ‪ .‬وسيأتي بيان قول المام علي‪" :‬صدق ال وبلغ‬
‫رسوله"‪.‬‬
‫و‪ -‬ظاهر المر في الحديث أن هذا الذم الشديد لهل النهروان‬
‫مرهون بوجود ذي الثدية فيهم‪ ،‬وأنه ليس لدى المام علي من الشواهد ما‬
‫يسوغ وصفه إياهم بالمروق من الدين سواه لقوله‪" :‬وال إني لرجو أن‬
‫يكونوا هؤلء القوم"‪.‬‬
‫على أن الواضح أن العلة في رجاء المام علي أن يكونوا هم الذين‬
‫‪ -‬حسب زعم الرواية ‪ -‬أنهم "قد سفكوا الدم الحرام‬ ‫أخبر عنهم النبي‬
‫وأغاروا في سرح الناس"‪ ،‬وإنما تنقل مثل هذه الخبار إلى المام علي‬
‫على غير وجهها‪ ،‬إذ كيف يكونون قد سفكوا الدم الحرام وهم يبرأون من‬
‫قاتل عبدال بن خباب ؟ ل سيما إذا استبان لنا موقف الشعث بن قيس‬
‫وأصحابه من علي‪ ،‬وقد مضى أن في جيش المام علي جواسيس لمعاوية‪،‬‬
‫وفي الكوفة أناس أغراهم معاوية‪ .‬والظاهر أنه كان هناك تعتيم على‬
‫الخبار‪ ،‬إذ روى الطبري – كما سلف ذكره – أنه لما بلغ علياً مقتل عبدال‬
‫بن خباب بعث إليهم الحارث بن مرة العبدي ليأتي أهل النهروان "فينظر‬
‫فيما بلغه عنهم ويكتب به إليه على وجهه ول يكتمه‪ ،‬فخرج حتى انتهى إلى‬
‫النهر ليسائلهم فخرج القوم إليه فقتلوه")‪ ،(1‬هكذا تقول الرواية‪ ،‬فإذا كان‬
‫المام علي شك في الخبر الول وهو قتل أهل النهروان لعبدال بن خباب‬
‫وأراد التحقق من ذلك فالشك في الخبر الثاني حاصل‪ ،‬ثم هل فعلً تم‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.119‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪279‬‬
‫التحقق من هذا الخبر ؟ والرواية واضحة‪ ،‬فقد شك المام علي في الخبر‬
‫الول الذي ينسب إلى أهل النهروان القتل‪ ،‬ثم لما بعث الحارث بن مرة‬
‫ليتحقق من ذلك جاءت الخبار أيضاً بأنهم قتلوه‪ ،‬فمن الذي قتله ؟ ومن جاء‬
‫بهذا الخبر ؟ فنسبة مقتل الحارث إلى أهل النهروان محتاجة أيضاً إلى‬
‫التثبت‪ ،‬وهذا ما لم يحدث‪ .‬ول يستبعد أن يصدق المام علي ما ينقل إليه‬
‫ثقة منه كرم ال وجهه بأصحابه وبمن معه‪ ،‬وهذا شأن البشر‪ .‬ثم من الذين‬
‫"قد سفكوا الدم الحرام وأغاروا في سرح الناس" ؟ أليسوا هم معاوية‬
‫وأصحابه؟ ولنفترض أن أهل النهروان قتلوا عبدال بن خباب‪ ،‬فهل تفردوا‬
‫بمثل ذلك الفعل ؟ وهل هناك وجه لمقارنة ذلك بما فعل معاوية وأصحابه؟‬
‫أليس ما فعله مما مر ذكره كافياً لتقرير هذه النتيجة ؟‬
‫وعليه فمعاوية وأصحابه أولى بصدق حديث المروق فيهم‪ ،‬هذا إذا‬
‫جوزنا جانباً من تلك المقارنة‪ ،‬أما ولم يصح عن أهل النهروان شيء من‬
‫تلك الفعال‪ ،‬إضافة إلى سلمة موقفهم في قضية التحكيم وقوته فإن حمل‬
‫حديث المروق عليهم مغالطة للواقع وقلب للحقيقة‪.‬‬
‫‪ -‬وأما رواية عبيدة السلماني ففيها النقطتان )أ( و)د( و)و( من‬
‫الملحظات على رواية زيد بن وهب‪.‬‬
‫‪ -‬وأما رواية كليب بن شهاب ففيها )أ( و )د( و)و( من الملحظات‬
‫على رواية زيد بن وهب‪ ،‬وفيها أن لدى عائشة رضي ال عنها خبراً عنهم‪.‬‬
‫وسيأتي بيان حكم السيدة عائشة على خبر ذي الثدية صريحاً‪.‬‬
‫‪ -‬وأما رواية عبيدال بن أبي رافع ففيها النقطتان )ه ( و)و( من‬
‫الملحظات على رواية زيد بن وهب‪ ،‬وفيها قوله‪" :‬من أبغض خلق ال‬
‫إليه"‪ ،‬وهي مبالغة شديدة‪ ،‬إذ ل يوجد سبب لكونهم كذلك‪.‬كيف‪ ،‬وهم من‬
‫خيار الناس وقرائهم وعُبّادهم ومن ذوي البصائر‪ ،‬ومنهم عدد من صحابة‬
‫رسول ال ‪.‬‬
‫‪ -‬وأما رواية أبي الوضيء ففيها النقطتان )ه ( و )و(‪ ،‬وفيها‪ :‬حتى‬
‫قال لي ذلك مراراً‪ ،‬مما يشعر أن المام عليا إنما كان يخاطب كل واحد من‬
‫هؤلء الرواة على حدة‪.‬‬
‫‪ -7‬روى المام أحمد)‪ (1‬من طريق عبيدال بن عياض بن عمرو‬
‫القاري قال‪ :‬جاء عبدال بن شداد بن الهاد فدخل على عائشة رضي ال‬
‫عنها ونحن عندها جلوس مرجعه من العراق ليالي قتل علي رضي ال‬
‫عنه‪ ،‬فقالت له‪ :‬يا عبدال بن شداد هل أنت صادقي عما أسألك عنه ؟‬
‫() أحد بن حنبل (السند) جـ ‪ 1‬ص ‪.87 ،86‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪280‬‬
‫تحدثني عن هؤلء القوم الذين قتلهم علي رضي ال عنه‪ ،‬قال‪ :‬وما لي ل‬
‫أصدقك ؟! قالت‪ :‬فحدثني عن قصتهم‪ ،‬قال‪ :‬فإن علياً رضي ال عنه لما‬
‫كاتب معاوية وحكم الحكمان خرج عليه ثمانية آلف من قراء الناس فن زلوا‬
‫بأرض يقال لها حروراء من جانب الكوفة وإنهم عتبوا عليه فقالوا‪:‬‬
‫انسخلت من قميص ألبسكه ال تعالى واسم سماك ال تعالى به‪ ،‬ثم انطلقت‬
‫فحكمت في دين ال فل حكم إل ل تعالى‪ ،‬فلما أن بلغ علياً رضي ال عنه‬
‫ما عتبوا عليه وفارقوه عليه فأمر مؤذناً فأذّن أن ل يدخل على أمير‬
‫المؤمنين إل رجل قد حمل القرآن‪ ،‬فلما أن امتلت الدار من قراء الناس‬
‫فقالوا‪ :‬يا أمير المؤمنين ما تسأل عنه إنما هو مداد في ورق ونحن نتكلم بما‬
‫روينا منه فماذا تريد ؟ قال‪ :‬أصحابكم هؤلء الذين خرجوا بيني وبينهم‬
‫كتاب ال يقول ال تعالى في كتابه في امرأة ورجل‪ :‬وإنـ ـخفتمـ ـشقاق‬
‫بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلحاً يوفق ال‬
‫بينهما ‪ ‬فأمة محمد أعظم دماً وحرمة من امرأة ورجل‪ ،‬ونقموا عليّ أن‬
‫كاتبت معاوية‪ :‬كتب علي بن أبي طالب‪ ،‬وقد جاءنا سهيل بن عمرو ونحن‬
‫مع رسول ال بالحديبية حين صالح قومه قريشاً فكتب رس ول ال ‪:‬‬
‫بسم ال ـالرحمن الرحيم " فقال سهيل‪ :‬ل تكتب بسم ال الرحمن الرحيم‪،‬‬
‫فقال‪" :‬كيف نكتب ؟" فقال‪ :‬اكتب باسمك اللهم فقال رسول ال ‪" :‬فاكتب‪:‬‬
‫محمد رسول ال"‪ ،‬فقال‪ :‬لو أعلم أنك رسول ال لم أخالفك‪ ،‬فكتب‪" :‬هذا ما‬
‫صالح محمد بن عبدال قريشاً"‪ ،‬يقول ال تعالى في كتابه‪  :‬لقد كان لكم في‬
‫رسول ال أسوة حسنة لمن كان يرجو ال واليوم الخر‪ ‬فبعث إليهم عليّ‬
‫عبدال بن عباس رضي ال عنه فخرجتُ معه حتى إذا توسطنا عسكرهم‬
‫قام ابن الكوّاء يخطب الناس فقال‪ :‬يا حملة القرآن هذا عبدال بن عباس‬
‫رضي ال عنه فمن لم يكن يعرفه فأنا أعرّفه من كتاب ال ما يعرفه به‪ ،‬هذا‬
‫ممن ن زل فيه وفي قومه‪  :‬قوم خصمون ‪ ‬فردوه إلى صاحبه ول تواضعوه‬
‫كتاب ال فقام خطباؤهم فقالوا‪ :‬وال لنواضعنه كتاب ال فإن جاء بحق‬
‫نعرفه لنتبعه وإن جاء بباطل لنبكتنه بباطله‪ ،‬فواضعوا عبدال الكتاب ثلثة‬
‫أيام فرجع منهم أربعة آلف كلهم تائب فيهم ابن الكوّاء حتى أدخلهم على‬
‫عليّ الكوفة‪ ،‬فبعث علي رضي ال عنه إلى بقيتهم فقال‪ :‬قد كان من أمرنا‬
‫وأمر الناس ما قد رأيتم فقفوا حيث شئتم حتى تجتمع أمة محمد ‪ ،‬بيننا‬
‫وبينكم أن ل تسفكوا دما حراما أو تقطعوا سبيلً أو تظلموا ذمة فإنكم إن‬
‫فعلتم فقد نبذنا إليكم الحرب على سواء إن ال ل يحب الخائنين‪ .‬فقالت له‬
‫عائش ة رضي ال عنها‪ :‬يا ابن شداد فقد قتلهم ؟ فقال وال ما بعث إليهم‬
‫حتى قطع وا السبيل وسفكوا الدم واستحلوا أهل الذمة‪ ،‬فقالت‪ :‬آلِ ؟ قال‪ :‬آلِ‬
‫الذي ل إله إل هو لقد كان‪ .‬قالت‪ :‬فما شيء بلغني عن أهل الذمة يتحدثونه‬
‫‪281‬‬
‫يقولون‪ :‬ذو الثديّ ذو الثديّ؟! قال‪ :‬قد رأيته وقمت مع علي رضي ال عنه‬
‫في القتلى فدعا الناس فقال‪ :‬أتعرفون هذا فما أكثر من جاء يقول قد رأيته‬
‫في مسجد بني فلن يصلي ورأيته في مسجد بني فلن يصلي‪ ،‬ولم يأتوا فيه‬
‫بثبت يعرف إل ذلك‪ ،‬قالت‪ :‬فما قول على رضي ال عنه حين قام عليه كما‬
‫يزعم أهل العراق؟ قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬صدق ال ورسوله‪ ،‬قالت‪ :‬هل‬
‫سمعت منه أنه قال غير ذلك؟ قال‪ :‬اللهم ل‪ ،‬قالت‪ :‬أجل‪ ،‬صدق ال‬
‫ورسوله‪ ،‬يرحم ال علياً رضي ال عنه‪ ،‬إنه كان من كلمه ل يرى شيئاً‬
‫يعجبه إل قال‪ :‬صدق ال ورسوله‪ ،‬فيذهب أهل العراق يكذبون عليه‬
‫ويزيدون عليه في الحديث‪.‬‬
‫وأخرجه أبو يعلى والحاكم والبيهقي وليس عندهما "يرحم ال عليا‪...‬‬
‫الخ" ورواه ابن عساكر والضياء المقدسي)‪.(1‬‬
‫قال الحاكم‪" :‬هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه‪ ،‬إل‬
‫ذكر ذي الثدية فقد أخرجه مسلم بأسانيد كثيرة")‪.(2‬‬
‫وسكت عنه الذهبي)‪ ،(3‬وصححه ابن كثير)‪ ،(4‬وإيراد ابن حجر‬
‫الحديث في الفتح)‪ (5‬دون التعليق عليه مقتضٍ لتصحيحه أو تحسينه كما نص‬
‫على ذلك بنفسه)‪ ،(6‬وصححه اللباني أيضاً)‪.(7‬‬
‫والظاهر أن الحديث حسن‪ ،‬فإن في يحيىـ ـبنـ ـسليمـ ـالقرشيـ ـالطائفي‬
‫المكي‪ -‬أحد رواة الحديث ‪ -‬كلماً من جهة حفظه)‪ ، (8‬لكن يشفع له قول‬
‫أحمد بن حنبل‪ :‬كان قد أتقن حديث ابن خثيم)‪ ،(9‬وقد روى هنا عن ابن‬

‫() أبو يعلى (السند) جـ ‪ 1‬مسند علي رقم ‪ / 477‬الاكم (الستدرك) جـ ‪ 2‬ص ‪ / 154-152‬البيهقي (السنن‬ ‫‪1‬‬

‫الكبى) جـ ‪ 8‬ك قتال أهل البغي باب ‪ 28‬رقم ‪ / 16742 ، 16741‬ابن عساكر (تاريخ دمشق) جـ ‪ 12‬ورقة‬
‫‪188‬ظ ‪ 189 -‬ب (مطوط)‪ /‬الضياء (الحاديث الختارة) جـ ‪ 2‬مسند علي رقم ‪.605‬‬
‫() الاكم (الستدرك) جـ ‪ 2‬ص ‪.154‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الذهب (التلخيص) جـ ‪ 2‬ص ‪.154‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن كثي (البداية والنهاية) جـ ‪ 7‬ص ‪.281‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن حجر (فتح الباري) جـ ‪ 14‬ص ‪.303‬‬ ‫‪5‬‬

‫() ابن حجر (هدي الساري) ص ‪.5‬‬ ‫‪6‬‬

‫() اللبان (إرواء الغليل) جـ ‪ 8‬ص ‪.111‬‬ ‫‪7‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 11‬ص ‪.197 ،196‬‬ ‫‪8‬‬

‫() الصدر السابق‬ ‫‪9‬‬

‫‪282‬‬
‫خثيم‪ ،‬وهو عبدال ـبن عثمان بن خثيم القاري المكي ‪ ،‬قال عنه الحافظ‪:‬‬
‫"صدوق‪ ،‬من الخامسة‪ ،‬مات سنة اثنتين وثلثين")‪ (1‬أي‪ :‬ومائة‪.‬‬
‫وجلي أن السيدة عائشة رضي ال عنها تحكم على نسبة زيادة ذي‬
‫الثدية إلى النبي بكذب تلك النسبة‪ ،‬وأما قول البيهقي‪" :‬حديث ذي الثدية‬
‫حديث صحيح وقد ذكرناه فيما مضى‪ ،‬ويجوز أن ل يسمعه ابن شداد‬
‫وسمعه غيره")‪ (2‬فمجرد احتمال مردود من وجوه‪:‬‬
‫الول‪ :‬أن السيدة عائشة رضي ال عنها إنما أرادت التثبت من حقيقة‬
‫القصة فبادرت بقولها‪ :‬هل أنت صادقي عما أسألك عنه؟ تحدثني عن‬
‫هؤلء القوم الذين قتلهم علي رضي ال عنه قال‪ :‬ومالي ل أصدقك ؟‬
‫فإن الواضح أن عبدال بن شداد لما أخبرها بالقصة كان متثبتاً فيما‬
‫يتعلق بخبر ذي الثدية‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أن المام علياً لم يكن يحدث بخبر ذي الثدية في معركة‬
‫النهروان على افتراض ثبوته عنه بين الحين والخر‪ ،‬بل أخبر به قبيل‬
‫المعركة حسب هذه الروايات وبعد المعركة أمر بالبحث عنه‪ ،‬وليس في‬
‫حديث عبدال بن شداد ذكر له في أي موضع‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬ورد في رواية عبدال بن شداد أن موقع الكلم عن ذي الثدية‬
‫بعد المعركة‪ ،‬مما يعني أن عبدال كان حاضراً كلم علي فيه‪ ،‬فكيف سمعه‬
‫غيره ولم يسمعه هو‪ ،‬مع تصريحه بأنه لم يسمع شيئاً عن ذي الثدية‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬أن السيدة عائشة كانت تشك في خبر ذي الثدية بقولها‪" :‬كما‬
‫يزعم أهل العراق" وبعدما سمعت من عبدال حقيقة الخبر جزمت بكذب‬
‫أمر ذي الثدية مرفوعاً إلى رسول ال ‪ ،‬وليس مث ل السيدة عائش ة رضي‬
‫ال عنها في علمها وفقهها من تصدر هذا الحكم وتنفي شيئاً عن رسول ال‬
‫بمجرد التوهم‪ .‬على أنه لم يرد في رواية عبدال بن شداد ما يفيد احتمال‬
‫سماع غيره من المام علي حديث ذي الثدية‪.‬‬
‫وأيضاً فإن المام علياً حسب رواية ابن شداد إنما قاتل أهل النهروان‬
‫لما بلغه عنهم ‪ -‬منسوباً إليهم ‪ -‬من سفكهم الدماء‪ ،‬فل فارق بينهم وبين‬
‫غيرهم ممن سفك الدماء‪ .‬وعلى تقدير ثبوت ذلك عنهم فالمر مجرد‬
‫في قوم مخصوصين في‬ ‫قصاص ل يحتاج إلى نص من رسول ال‬
‫المر بقتالهم‪.‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 313‬رقم ‪.3466‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ )(2‬البيهقي (السنن الكبى) جـ ‪ 8‬ص ‪.313‬‬


‫‪283‬‬
‫هذا‪ ،‬وقد سبق الكلم في إشكالية اتهام أهل النهروان بقتل عبدال بن‬
‫خباب‪ .‬ول ريب أن المناظرة هنالم تذكر كاملة‪ ،‬بل ذكر الراوي جزءاً‬
‫منها‪ ،‬أو هو جانب مما دار من النقاش في قضية التحكيم‪ ،‬فإنه سبق القول‬
‫إن المناظرة جرت بينهم وبين ابن عباس‪ ،‬مع احتمال أن يكون ثمة أكثر‬
‫من حوار في الموضوع‪ ،‬كما سلف القول إن من الروايات ما ينسب الحوار‬
‫إلى المام علي‪ .‬على أن عدم اشتمال بعض الروايات على جواب أهل‬
‫حروراء ل يعني عدم وروده‪ ،‬كما ل يعني ذلك صحة موقف الراضين‬
‫بالتحكيم‪ .‬ولعل الذين ناقشهم المام علي غير الذين ناقشهم ابن عباس كما‬
‫هو صريح هذه الرواية‪ ،‬وإذا عجز أولئك عن الجواب لقلة علمهم أو لي‬
‫سبب آخر فإن هؤلء لم يعجزوا كما تم تقريره‪ ،‬وهذا يؤكد ما وصفوا به‬
‫من البصيرة وكونهم من القراء الفقهاء‪ ،‬وقد تقدم ذكر كلم ابن عباس لحد‬
‫الذين ناقشوه‪ ":‬إني أراك قارئاً للقرآن عالماً بما قد فصلت ووصلت")‪.(1‬‬
‫ول ينافي هذا ما في هذه الرواية من أنه رجع الكوفة منهم أربعة آلف كلهم‬
‫تائب‪ ،‬فإنه يعبر عن تصور الراوي لدخولهم الكوفة على أنه توبة منهم‪،‬‬
‫والحقيقة أنهم دخلوها إثر الوئام بينهم وبين المام علي كما مر‪.‬‬
‫وأما قول الراوي‪" :‬فبعث علي رضي ال عنه إلى بقيتهم فقال‪ :‬قد‬
‫كان من أمرنا وأمر الناس ما قد رأيتم فقفوا حيث شئتم حتى تجتمع أمة‬
‫محمد ‪ ،‬بيننا وبينكم أن ل تسفكوا دما حراما أو تقطعوا سبيلً أو تظلموا‬
‫ذمة فإنكم إن فعلتم فقد نبذنا إليكم الحرب على سواء إن ال ل يحب‬
‫الخائنين" فأثر القتضاب فيه واضح‪ ،‬فإن هذا كان بعد دخولهم الكوفة‪ ،‬ذلك‬
‫أنهم دخلوها جميعاً‪ ،‬وقد تقدم بيان ذلك‪.‬‬
‫وأما قول المام علي‪" :‬صدق ال ورسوله" بمعنى التعجب فله‬
‫شواهد أخرى تؤيده‪ ،‬فقد روى المام أحمد عن أبي حسان‪ ،‬أن علياً رضي‬
‫ال عنه كان يأمر بالمر فيؤتى فيقال‪ :‬قد فعلنا كذا وكذا‪ ،‬فيقول‪ :‬صدق ال‬
‫ورسوله‪.‬‬
‫وأبو حسان هو العرج‪ ،‬قال عنه ابن حجر‪" :‬صدوق رمي برأي‬
‫الخوارج‪ ،‬قتل سنة ثلثين ومائة‪ ،‬من الرابعة")‪ .(2‬وفيه عنعنة قتادة)‪.(3‬‬
‫وروى الطبري في "تهذيب الثار" عن سويد بن غفلة قال‪" :‬كان‬
‫علي يمر بالنهر وبالساقية فيقول‪ :‬صدق ال ورسوله‪ ،‬فقلنا‪ :‬يا أمير‬

‫‪ )(1‬ابن أب شيبة (الصنف) جـ ‪ 15‬ص ‪.300‬‬


‫‪ )(2‬ابن حجر (التقريب) ص ‪ 632‬رقم ‪.8046‬‬
‫‪ )(3‬أحد بن حنبل (السند) جـ ‪ 1‬ص ‪.119‬‬
‫‪284‬‬
‫المؤمنين‪ ،‬ما تزال تقول هذا‪ ،‬قال‪ :‬إذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإن الحرب‬
‫خدعة)‪ ،(1‬وفيه عنعنة العمش‪.‬‬
‫وقد تقدم في حديث المروق من حديث المام علي من رواية سويد‬
‫بن غفلة عنه عند أبي داود الطيالسي‪ :‬كان علي يخرج الى السوق ويقول‪:‬‬
‫صدق ال ورسوله‪ ،‬فقيل له‪ :‬ما قولك‪ :‬ص دق ال ورسوله ؟ فقال‪ :‬صدق‬
‫فلن أخر من السماء إلى‬ ‫ال ورسوله‪ ،‬إذا حدثتكم عن رسول ال‬
‫الرض أحب إلي من أن أكذب عليه‪ ،‬وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإن‬
‫الحرب خدعة‪ ،‬سمعت رسول ال يقول‪":‬يأتي في آخر الزمان قوم …‬
‫الخ حديث المروق بدون زيادة ذي الثدية‪ .‬وتقدم أن فيها ضعفاً لضعف قيس‬
‫بن الربيع السدي الراوي عن شمر بن عطية‪ .‬لكن صح الحديث عند‬
‫البخاري دون ذكر قوله‪":‬صدق ال ورسوله"‪.‬‬
‫والخلصة أن زيادة )ذي الثدية( ل يصح رفعها إلى النبي ‪،‬‬
‫والظاهر أن قول المام علي‪" :‬صدق ال ورسوله" أوهم أن في ذلك خبراً‬
‫من النبي فرواه من سمعه على أنه مرفوع إليه عليه الصلة والسلم‪،‬‬
‫يقول ابن حجر‪" :‬وكان علي في حال المحاربة يقول ذلك )أي‪ :‬صدق ال‬
‫ورسوله( وإذا وقع له أمر يوهم أن عنده في ذلك أثراً")‪ ،(2‬فتوهم من سمع‬
‫تلك الزيادة ربطاً بهذه الجملة "ص دق ال ورسوله" أنها من كلم النبي‬
‫‪.‬‬
‫وأما كلم ابن حجر التالي لكلمه السابق‪" :‬فخشي )يعني علياً( في‬
‫هذه الكائنة أن يظنوا أن قصة ذي الثدية من ذلك القبيل فأوضح أن عنده في‬
‫ل يكني ول‬ ‫أمره نصاً صريحاً‪ ،‬وبين لهم أنه إذا حدث عن النبي‬
‫يعرض ول يوري‪ ،‬وإذا لم يحدث عنه فعل ذلك ليخدع بذلك من يحاربه"‪،‬‬
‫فل يغير من المر شيئاً‪ ،‬لن المام علياً إنما ذكر بعد جملته السابقة نص‬

‫‪ )(1‬الطبي (تذيب الثار) مسند علي ص ‪ 120‬رقم ‪.190‬‬


‫‪ )(2‬ابن حجر (فتح الباري) جـ ‪ 14‬ص ‪.291‬‬
‫ومفاد كلم ابن حجر أن المام علياً يتعمد قول ذلك في حال الحرب أو إذا وقع له أمر‪ ،‬لكي‬
‫يوهم أن عنده في ذلك المر أثراً من النبي ‪ ،‬وعليه فالضمير في "يوهم" عائد إلى المام علي ل إلى‬
‫القول‪ ،‬ويؤيد أن ابن حجر يقول بتعمد المام علي ذلك قوله التالي لكلمه السابق أعله‪" :‬فخشي )يعني‬
‫علياً( في هذه الكائنة أن يظنوا أن قصة ذي الثدية من ذلك القبيل فأوضح أن عنده في أمره نصاً‬
‫صريحاً‪ ،‬وبين لهم أنه إذا حدث عن النبي ل يكني ول يعرض ول يوري‪ ،‬وإذا لم يحدث عنه فعل‬
‫ذلك ليخدع بذلك من يحاربه "‪ ،‬فإن قوله‪" :‬أوضح" مقابل لقوله‪" :‬يوهم"‪ ،‬بمعنى أنه الفاعل لكل‬
‫المرين‪ ،‬وكذلك قول ابن حجر‪" :‬وإذا لم يحدث عنه فعل ذلك…الخ" صريح في هذا الفهم‪ .‬والظن‬
‫بالمام علي ‪-‬كرم ال وجهه ‪ -‬أنه يقول‪" :‬صدق ال ورسوله" على سبيل العجاب أو التعجب كما‬
‫قالت السيدة عائشة رضي ال عنها‪.‬‬

‫‪285‬‬
‫حديث المروق دون تلك الزيادة‪ .‬والغريب أن ابن حجر يقول هذا الكلم‬
‫عند شرحه لحديث المام علي غير المشتمل على زيادة ذي الثدية‪.‬‬
‫وبناءً على ما تقدم فإن زيادة ذي الثدية تعد شاذة‪ ،‬وال تعالى أعلم‪.‬‬

‫‪286‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫حديث شيطان الردهة‬

‫البحث الول‪ :‬تريج الديث‬


‫المبحث الثاني‪ :‬دراسة أسانيد الحديث‬
‫المبحث الثالث‪ :‬دراسة متن الحديث‬

‫‪287‬‬
288
‫المبحث الول‪:‬‬
‫تريج الديث‬
‫ذا الثدية‪،‬‬ ‫ولفظه عن سعد بن أبي وقاص قال‪ :‬ذكر رسول ال‬
‫فقال‪" :‬شيطان الردهة راعي الجبل أو راعي الخيل‪ ،‬يحتدره رجل من‬
‫بجيلة‪ ،‬يقال له الشهب أو ابن الشهب"‪.‬‬
‫أخرجه المام أحمد‪ ،‬وعبدالرزاق في "المالي"‪ ،‬وأبو يعلى من‬
‫وجهين‪ ،‬والحميدي‪ ،‬والبزار‪ ،‬وابن أبي عاصم في "السنة"‪ ،‬والشاشي‪،‬‬
‫وابن عدي‪ ،‬والحاكم‪ ،‬والبيهقي في "الدلئل" كلهما من طريق الحميدي‪،‬‬
‫والضياء المقدسي من ثلث طرق إحداها عن أحمد والثانية عن أبي‬
‫يعلى)‪.(1‬‬
‫كلهم من رواية سفيان بن عيينة عن العلء بن أبي العباس عن أبي‬
‫الطفيل عن بكر ابن قرواش عن سعد بن أبي وقاص‪ ،‬إل الحاكم فرواه عن‬
‫الحميدي عن العلء بحذف سفيان‪.‬‬
‫كما أخرجه البيهقي في "الدلئل" أيضاً من رواية حامد الهمداني عن‬
‫سعد)‪.(2‬‬

‫جـ ‪2‬‬ ‫() أحد بن حنبل (السند) جـ ‪ 1‬ص ‪ / 179‬عبد الرزاق (المال) ص ‪ 88‬رقم ‪ / 127‬أبو يعلى (السند)‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪ 97‬رقم ‪ ،753‬ص ‪ 218‬رقم ‪ /784‬الميدي (السند) جـ ‪ 1‬ص ‪ 40 ، 39‬رقم ‪ /74‬اليثمي (كشف الستار)‬
‫ك أهل البغي باب علقتهم وعبادتم رقم ‪ /1854‬ابن أب عاصم (السنة) باب (‪ )176‬رقم ‪ /920‬الشاشي (السند)‬
‫جـ ‪ 1‬ص ‪ 209‬رقم ‪ /164‬ابن عدي (الكامل) جـ ‪ 2‬ص ‪ 29‬ترجة ‪ /269‬الاكم (الستدرك) جـ ‪ 4‬ص ‪/521‬‬
‫البيهقي (دلئل النبوة) جـ ‪ 6‬ص ‪ / 434 ، 433‬الضياء (الحاديث الختارة) جـ ‪ 3‬مسند سعد رقم ‪،940 ، 939‬‬
‫‪.941‬‬
‫() البيهقي (دلئل النبوة) جـ ‪ 6‬ص ‪.434 ،433‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪289‬‬
290
‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫دراسة أسانيد الحديث‬
‫روي الحديث عن سعد بن أبي وقاص فحسب‪ ،‬وله روايتان‪:‬‬
‫‪ -1‬رواية بكر بن قرواش الكوفي عن سعد‪:‬‬
‫قال البخاري‪" :‬بكر بن قرواش‪ :‬سمع منه أبو الطفيل‪ ،‬قال علي‪ :‬لم‬
‫أسمع بذكره إل في هذا الحديث وحديث قتادة‪ ،‬فيه نظر")‪.(1‬‬
‫وقال ابن حبان‪" :‬بكر بن قرواش يروي عن أبي الطفيل‪ ،‬روى عنه‬
‫قتادة")‪.(2‬‬
‫وقال ابن عدي‪ :‬ما أقل ماله من الروايات)‪.(3‬‬
‫وقال العجلي‪ :‬تابعي من كبار التابعين من أصحاب علي وكان له‬
‫فقه‪ ،‬ثقة)‪.(4‬‬
‫وقال الذهبي‪" :‬ل يعرف‪ ،‬وحديثه منكر")‪.(5‬‬
‫من خلل هذه القوال يتبين أن الرجل لم يرو عنه سوى أبي الطفيل‬
‫‪ -‬وهو الصحابي عامر بن واثلة ‪ -‬على ما ذكره علي بن المديني‪ ،‬وسوى‬
‫قتادة على ما ذكر ابن حبان‪.‬‬
‫قال ابن حجر‪" :‬ورواية أبي الطفيل عنه من رواية الكابر عن‬
‫الصاغر‪ ،‬فإن أبا الطفيل معدود في الصحابة وليس لبكر بن قرواش‬
‫صحبة")‪.(6‬‬
‫وقال أيضاً‪" :‬ورواية أبي الطفيل عنه من رواية الصحابة عن‬
‫التابعين‪ ،‬وقد ذكره بعضهم في الصحابة‪ ،‬فإن صح فهي من القران")‪.(7‬‬
‫وعليه فكلم ابن حبان بأن بكر بن قرواش يروي عن أبي الطفيل‬
‫خطأ ظاهر‪ ،‬وذلك لرواية أبي الطفيل عنه كما هنا‪ .‬وقال الحافظ ابن حجر‬
‫في "اللسان"‪" :‬وكنت أظن أن أبا الطفيل شيخه وهو بينه وبين سعد )يعني‬
‫() البخاري (التاريخ الكبي) جـ ‪ 2‬ص ‪ 94‬رقم ‪.1806‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن حبان (الثقات) جـ ‪ 4‬ص ‪.75‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن عدي (الكامل) جـ ‪ 2‬ص ‪ 29‬رقم ‪.26‬‬ ‫‪3‬‬

‫() العجلي (معرفة الثقات) جـ ‪ 1‬ص ‪ 252‬رقم ‪.171‬‬ ‫‪4‬‬

‫() الذهب (الغن) جـ ‪ 1‬ص ‪ 178‬رقم ‪.982‬‬ ‫‪5‬‬

‫() ابن حجر (تعجيل النفعة) ص ‪ 97‬رقم ‪.99‬‬ ‫‪6‬‬

‫() ابن حجر (اللسان) جـ ‪ 2‬ص ‪ 99‬رقم ‪.1745‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪291‬‬
‫أن أبا الطفيل بين بكر وبين سعد( وأما الذي يروي عنه ذلك الحديث فقتادة‪،‬‬
‫وكذا ذكره ابن حبان في "الثقات"‪ ،‬ثم تبين أن الذي في كتاب ابن حبان‬
‫خطأ‪ ،‬وأن الصواب ما في الصل‪ ،‬فقد ذكر ابن المديني أن ل راوي له‬
‫سوى أبي الطفيل")‪ ،(1‬ويعني ابن حجر بالصل "ميزان العتدال"‪ ،‬فقد قال‬
‫الذهبي فيه‪" :‬رواه عنه أبو الطفيل")‪ (2‬يعني حديث شيطان الردهة‪.‬‬
‫وقال ابن عدي‪" :‬وقول البخاري‪ :‬حديث قتادة فيه‪ ،‬وهو ل أدري ما‬
‫يعني به‪ ،‬ولعله روى عن قتادة حديثاً ولم أجده بعد")‪.(3‬‬
‫وواضح من كلم ابن حبان أن قتادة روى عن بكر‪ ،‬وأن بكراً روى‬
‫عن أبي الطفيل‪ ،‬ول ريب في خطأ كون بكر روى عن أبي الطفيل كما‬
‫مضى‪ ،‬بل الصواب العكس‪.‬‬
‫وأما ما يتعلق برواية قتادة عنه فإن ابن عدي يحتمل أنه روى عن‬
‫قتادة حديثاً هو الذي أشار إليه البخاري على حد تعبير ابن عدي‪ .‬ويرجح‬
‫ابن حجر أنه لم يرو عنه قتادة‪ ،‬بناء على ما نسبه إلى ابن المديني من أن‬
‫أبا الطفيل هو الراوي الوحيد له‪.‬‬
‫وفيما نسبه ابن عدي إلى البخاري من قوله‪ :‬حديث قتادة‪ ،‬وابن حجر‬
‫إلى ابن المديني من أن بكر بن قرواش لم يرو عنه سوى أبي الطفيل نظر‪،‬‬
‫فإن هذا الكلم "حديث قتادة" من كلم علي بن المديني وليس من كلم‬
‫البخاري‪ ،‬وهذا واضح من نص كلم البخاري السابق المتضمن لكلم ابن‬
‫المديني‪ ،‬وعليه فإن نفي ابن حجر رواية قتادة عن بكر بن قرواش بناءً‬
‫على عبارة ابن المديني غير مسلم له‪ ،‬بل هي محتملة لن يكون بكر بن‬
‫قرواش روى عن قتادة والعكس‪.‬‬
‫وبالنظر إلى كلم العجلي أن بكر بن قرواش من كبار التابعين من‬
‫أصحاب علي وما نسبه ابن حجر إلى بعضهم من عده صحابياً مما يؤكد‬
‫أنه إن لم يكن من صغار الصحابة فهو من كبار التابعين فيبعد جداً أن يكون‬
‫هو الذي روى عن قتادة وقتادة متأخر عنه‪.‬‬
‫والنتيجة أنه بالنظر إلى توجيه كلم ابن المديني هل روى بكر عن‬
‫قتادة أو العكس فإن الظاهر أن قتادة روى عنه كما قال ابن حبان‪ .‬غير أن‬
‫رواية قتادة عنه ليس لها أثر كما قال ابن عدي حتى يتسنى النظر في‬

‫() ابن حجر (اللسان) جـ ‪ 2‬ص ‪ 98‬رقم ‪.1745‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الذهب (ميزان العتدال) جـ ‪ 2‬ص ‪ 63‬رقم ‪.1293‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن عديً (الكامل) جـ ‪ 2‬ص ‪ 29‬رقم ‪ ،26‬وكلمة فيه بعد قتادة بداية جلة مستأنفة وهي قول البخاري‪" :‬فيه‬ ‫‪3‬‬

‫نظر"‪ ،‬كما ذكر أعله‪.‬‬


‫‪292‬‬
‫إسنادها والتحقيق من كون قتادة أحد الرواة عن بكر هذا‪ ،‬وقد بحثت كثيراً‬
‫فلم أستطع العثور عليها‪.‬‬
‫وعليه فإن جهالة العين ل ترتفع عنه‪ ،‬وهو أحرى بقول الذهبي‬
‫السابق‪" :‬ل يعرف"‪.‬‬
‫وأما توثيق العجلي له فل يقوى على مناهضة كل هذه النقول‪ ،‬نظراً‬
‫إلى تساهل العجلي المعروف‪ ،‬إذ يوثق المجهولين‪ ،‬فضلً عن تضعيف‬
‫البخاري إياه بقوله‪" :‬فيه نظر" وعد الذهبي حديثه منكراً‪.‬‬
‫هذا وقد تفرد عن أبي الطفيل عن بكر بن قرواش‪:‬‬
‫العلء بن أبي العباس‪،‬ـ أثنى عليه سفيان بن عيينة‪ ،‬وقال الزدي‪:‬‬
‫شيعي غالٍ)‪ ،(1‬وقال الذهبي‪ :‬شيعي جلد)‪ ،(2‬وذكره ابن حبان في الثقات‬
‫وقال‪" :‬وقد روى عن أبي الطفيل إن كان سمع منه")‪.(3‬‬
‫فالرواية إذن ضعيفة‪.‬‬
‫هذا وأما رواية الحاكم عن الحميدي عن العلء بل واسطة فلعلها‬
‫سقط‪ ،‬فإن الحميدي نفسه رواها عن العلء بواسطة سفيان‪ .‬والغريب أن في‬
‫تلخيص الذهبي نفس ما في المستدرك‪ ،‬لكن الذهبي علق على كلم الحاكم‬
‫القائل‪" :‬هذا حديث صحيح السناد ولم يخرجاه" بقوله‪" :‬ما أبعده عن‬
‫الصحة وأنكره")‪.(4‬‬
‫‪ -2‬رواية حامد الهمداني عند البيهقي في "الدلئل"‪.‬‬
‫وهو حامد الكوفي الهمداني أبو المعتمر‪ ،‬ذكره ابن حجر في‬
‫اللسان)‪ ،(5‬وذكره الخوئي في رجال الشيعة)‪ .(6‬وعنه أبوـ ـإسحاق وهو‬
‫عمرو بن عبدال السبيعي‪ ،‬تقدم أنه مدلس وقد عنعن ها هنا‪.‬‬
‫فالرواية أيضاً ضعيفة لجهالة حامد الهمدان وعنعنة أبي إسحاق‪.‬‬
‫والخلصة أن الحديث جاء من طريقين‪ :‬طريق بكر بن قرواش وهو‬
‫مجهول‪ ،‬وطريق حامد وهي ضعيفة‪ .‬ويمكن أن تنجبر الرواية بهما إذا‬
‫سلمت من جهة المتن‪ ،‬وسيأتي بيان ذلك في المبحث الثاني‪.‬‬

‫() الذهب (ميزان العتدال) جـ ‪ 5‬ص ‪ 125‬رقم ‪.5740‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الذهب (الغن) جـ ‪ 2‬ص ‪ 4‬رقم ‪.4183‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن حبان (الثقات) جـ ‪ 7‬ص ‪.265‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الذهب (التلخيص) جـ ‪ 4‬ص ‪.521‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ )(5‬ابن حجر (اللسان) جـ ‪ 2‬ص ‪ 299‬رقم ‪.2268‬‬


‫‪ )(6‬الوئي (معجم رجال الشيعة) جـ ‪ 4‬ص ‪ 213‬رقم ‪.2538‬‬
‫‪293‬‬
‫المبحث الثالث‪:‬‬
‫دراسة متن الحديث‬
‫غريب الحديث‪:‬‬
‫الردهة‪ :‬قال الزمخشري في معناها‪ :‬القلت يجتمع فيه ماء السماء‪ ،‬والجمع‬
‫رِداه)‪ .(1‬وقال عن القلت‪ :‬النقرة في الصخرة)‪.(2‬‬
‫يحتدره‪ :‬هكذا في أغلب الروايات‪ ،‬ولم أجد في قواميس اللغة التي اطلعت‬
‫عليها هذا الفعل‪ ،‬وفي رواية أبي يعلى‪ :‬يحدره‪ ،‬قال الزمخشري‪ :‬حدرته‬
‫من علو إلى سفل فانحدر‪ ...‬وحدر الحجر من الجبل‪ :‬دحرجه)‪.(3‬‬
‫التحليل‪:‬‬
‫هذا الحديث على منوال حديث المخدج‪ ،‬جاء لبيان أن ذا الثدية‬
‫ظلَمة‪ ،‬وقد سبق‬
‫شيطان ل خير فيه‪ ،‬فهو علمة أهل النهروان ليكونوا قوماً َ‬
‫نقاش هذه القضية‪.‬‬
‫ولعل وصفه بأنه "شيطان" جار على رواية الحاكم في حديث‬
‫المخدج بأنه واحد من ثلثة إخوة من الجن‪.‬‬
‫والظاهر أن المراد بقوله‪" :‬يحدره رجل من بجيلة" أنه يستخرجه من‬
‫بين القتلى‪.‬‬
‫ولكن الذي في الطبري أن الذي استخرجه الريان بن صبرة بن هوذة‬
‫في حفرة على شاطئ النهر من أربعين أو خمسين قتيلً)‪.(4‬‬
‫وهذا قادح في الحديث من حيث إن الريان بن صبرة حنفي)‪ (5‬وليس‬
‫من بجيلة‪.‬‬
‫وهذا أيضاً يخالف أن اسمه الشهب أو ابن الشهب‪.‬‬
‫وعلى كل حال‪ ،‬فإن الحديث واضح النكارة‪ ،‬ل سيما مع ضعف‬
‫السند الشديد‪.‬‬
‫وبناءً على ذلك فالحديث منكر كما قال الذهبي)‪.(6‬‬
‫() الزمشري (أساس البلغة) ص ‪.228‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪.529‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪.116‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.378‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن الثي (الكامل) جـ ‪ 3‬ص ‪.378‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ )(6‬الذهب (الغن) جـ ‪ 1‬ص ‪.178‬‬


‫‪294‬‬
‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫بقتله‬ ‫حديث المتعبد الذي أمر النبي‬

‫المبحث الول‪ :‬تخريج الحديث‬


‫المبحث الثاني‪ :‬دراسة أسانيد الحديث‬
‫المبحث الثالث‪ :‬دراسة متن الحديث‬

‫‪295‬‬
296
‫المبحث الول‪:‬‬
‫تخريج الحديث‬
‫روي هذا الحديث عن أربعة من الصحابة هم‪ :‬أنس بن مالك‪ ،‬وجابر‬
‫بن عبدال‪ ،‬وأبو سعيد الخدري‪ ،‬وأبو بكرة نفيع بن الحارث‪.‬‬
‫أولً‪ :‬حديث أنس بن مالك‪:‬‬
‫ولفظه من رواية موسى بن عبيدة‪ :‬أخبرني هود بن عطاء عن أنس‬
‫رجل يعجبنا تعبده واجتهاده‪،‬‬ ‫بن مالك قال‪ :‬كان في عهد رسول ال‬
‫فذكرناه لرسول ال باسمه فلم يعرفه‪ ،‬ووصفناه بصفته فلم يعرفه‪ ،‬فبينما‬
‫نحن نذكره إذ طلع الرجل قلنا‪ :‬ها هو ذا‪ ،‬قال‪" :‬إنكم لتخبروني عن رجل‪،‬‬
‫إن على وجهه سعفة من الشيطان"‪ ،‬فأقبل حتى وقف عليهم ولم يسلم‪ ،‬فقال‬
‫له رسول ال ‪" :‬أنشدتك بال‪ ،‬هل قلت حين وقفت على المجلس‪ :‬ما في‬
‫القوم أحد أفضل مني" أو "أخير مني" ؟ قال‪ :‬اللهم نعم‪ ،‬ثم دخل يصلي‪،‬‬
‫فقال رسول ال ‪" :‬من يقتل الرجل ؟" فقال أبو بكر‪ :‬أنا‪ .‬فدخل عليه‬
‫فوجده قائماً يصلي‪ ،‬فقال‪ :‬سبحان ال أقتل رجلً يصلي‪ ،‬وقد نهى رسول‬
‫ال عن قتل المصلين ؟ فخرج‪ ،‬فقال رسول ال ‪" :‬ما فعلت" ؟ قال‪:‬‬
‫كرهت أن أقتله وهو يصلي‪ ،‬وقد نهيت عن قتل المصلين‪ .‬قال رسول ال‬
‫‪" :‬من يقتل الرجل؟" قال عمر‪ :‬أنا‪ ،‬فدخل فوجده واضعاً وجهه‪ ،‬فقال‬
‫عمر‪ :‬أبو بكر أفضل مني‪ ،‬فخرج‪ ،‬فقال رسول ال ‪" :‬مه" ؟ قال‪ :‬وجدته‬
‫واضعاً وجهه فكرهت أن أقتله‪ .‬فقال‪" :‬من يقتل الرجل"؟ فقال علي‪ :‬أنا‪،‬‬
‫قال‪" :‬أنت إن أدركته"‪ .‬قال‪ :‬فدخل علي فوجده قد خرج‪ ،‬فرجع إلى رسول‬
‫ال فقال‪" :‬مه" ؟ قال‪ :‬وجدته قد خرج‪ .‬قال‪" :‬لو قتل ما اختلف في أمتي‬
‫رجلن‪ ،‬كان أولهم وآخرهم"‪ ،‬قال موسى‪ :‬سمعت محمد بن كعب يقول‪:‬‬
‫هو الذي قتله علي‪ ،‬ذا الثدية‪.‬‬
‫رواه أبو يعلى من أوجه ثلثة‪ ،‬أحدها ببعض اختصار‪ ،‬ورواه محمد‬
‫بن نصر المروزي مختصراً جداً‪ ،‬وفيه "إن هذا أول قرن خرج في أمتي‪،‬‬
‫لو قتلته‪...‬الخ" ورواه البزار‪ ،‬ورواه أبو نعيم الصبهاني في "الحلية"‬
‫والجري من طرق ثلث‪ ،‬والبيهقي في "الدلئل" واختاره الضياء‬
‫المقدسي)‪.(1‬‬

‫() أبو يعلى (السند) جـ ‪ 1‬رقم ‪ ،90‬جـ ‪ 6‬رقم ‪ ،3668‬جـ ‪ 7‬رقم ‪ /4143 ، 4127‬الروزي (السنة) رقم ‪/53‬‬ ‫‪1‬‬

‫اليثمي (كشف الستار) ك أهل البغي‪ ،‬باب‪ ،‬علمتهم وعبادتم رقم ‪ /1851‬أبو نعيم (حلية الولياء) جـ ‪ 3‬ص‬
‫‪ / 53 ، 52‬الجري (الشريعة) باب ذكر السنن والثار رق م ‪ / 48 ، 47‬البيهقي (ولئل النبوة) جـ ‪ 6‬ص ‪/287‬‬
‫الضياء (الحاديث الختارة) ترجة قتادة عن أنس جـ ‪ 7‬رقم ‪.2499‬‬
‫‪297‬‬
‫ثانياً‪ :‬حديث جابر بن عبدال‪:‬‬
‫رواه أبو يعلى ببعض اختصار وفي أوله‪" :‬مر على رسول ال‬
‫رجل فقالوا فيه وأثنوا عليه‪ ،‬فقال‪ :‬من يقتله"؟ قال أبو بكر‪ :‬أنا… الخ)‪.(1‬‬
‫ثالثاً‪ :‬حديث أبي سعيد الخدري‪:‬‬
‫رواه المام أحمد ببعض اختصار أيضاً‪ ،‬وفي أوله‪ :‬أن أبا بكر جاء‬
‫إلى رسول ال فقال‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬إني مررت بوادي كذا وكذا‪ ،‬فإذا‬
‫رجل متخشع حسن الهيئة يصلي‪ ،‬فقال له النبي ‪" :‬اذهب إليه فاقتله‪...‬‬
‫الخ" وفي آخره‪" :‬إن هذا وأصحابه يقرأون القرآن ل يجاوز تراقيهم‬
‫يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم ل يعودون فيه حتى يعود‬
‫السهم في فوقه‪ ،‬فاقتلوهم‪ ،‬هم شر البرية")‪.(2‬‬
‫رابعاً‪ :‬حديث أبي بكرة‪:‬‬
‫مر برجل ساجد وهو ينطلق إلى الصلة‬ ‫ولفظه‪ :‬أن نبي ال‬
‫فقضى الصلة‪ ،‬ورجع عليه وهو ساجد‪ ،‬فقام النبي فقال‪" :‬من يقتل هذا"‬
‫؟ فقام رجل فحسر عن يديه فاخترط سيفه وهزه‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا نبي ال‪ ،‬بأبي‬
‫أنت وأمي‪ ،‬كيف أقتل رجلً ساجداً يشهد أن ل إله إل ال وأن محمداً عبده‬
‫ورسوله ؟ ثم قال‪" :‬من يقتل هذا" ؟ فقام رجل‪ :‬فقال‪ :‬أنا‪ ،‬فحسر عن‬
‫ذراعيه واخترط سيفه وهزه حتى أرعدت يده‪ ،‬فقال‪ :‬يا نبي ال‪ ،‬كيف أقتل‬
‫رجلً ساجداً يشهد أن ل إله إل ال وأن محمداً عبده ورسوله‪ ،‬فقال النبي‬
‫‪" :‬والذي نفس محمد بيده لو قتلتموه لكان أول فتنة وآخرها"‪.‬‬
‫رواه المام أحمد‪ ،‬والحارث بن أبي أسامة‪ ،‬وابن أبي عاصم)‪.(3‬‬
‫هذا وقد أخرج عبدالرزاق هذا الحديث عن يزيد بن أبان الرقاشي‬
‫مرسلً إلى النبي )‪ ،(4‬ويزيد هذا أحد رواة حديث أنس بن مالك‪.‬‬

‫() أبو يعلى (السند) جـ ‪ 4‬رقم ‪.225‬‬ ‫‪1‬‬

‫() أحد بن حنبل (السند) جـ ‪ 3‬ص ‪.15‬‬ ‫‪2‬‬

‫() أحد بن حنبل (السند) جـ ‪ 5‬ص ‪ /42‬اليثمي (بغية الباحث) باب (‪ )12‬رقم ‪ /701‬ابن أب عاصم (السنة)‬ ‫‪3‬‬

‫باب (‪ )176‬رقم ‪.938‬‬


‫() عبد الرزاق (الصنف) جـ ‪ 10‬رقم ‪.18674‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪298‬‬
299
‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫دراسة أسانيد الحديث‬
‫أولً‪ :‬حديث أنس بن مالك‪:‬‬
‫جاء من روايات خمس‪:‬‬
‫‪ -1‬رواية زيد بن أسلم العدوي عند أبي يعلى والجري‪.‬‬
‫قال الحافظ‪" :‬ثقة عالم‪ ،‬وكان يرسل‪ ،‬من الثالثة‪ ،‬مات سنة ست‬
‫وثلثين")‪ . (1‬والرواية ضعيفة لن فيها أباـ ـمعشرـ ـنجيحـ ـبنـ ـعبدالرحمن‪،‬‬
‫قال عنه ابن حجر‪" :‬ضعيف‪ ،‬من السادسة‪ ،‬أسن واختلط‪ ،‬مات سنة سبعين‬
‫ومائة")‪.(2‬‬
‫‪ -2‬رواية هود بن عطاء اليمامي عند أبي يعلى والجري‪.‬‬
‫قال عنه ابن حبان‪" :‬كان قليل الحديث منكر الرواية على قلته‪ ،‬يروي‬
‫عن أنس ما ل يشبه حديثه‪ ،‬والقلب من مثله إذا أكثر المناكير عن المشاهير‬
‫أن ل يحتج فيما انفرد‪ ،‬وإن اعتبر بما وافق الثقات من حديثه فل ضير")‪.(3‬‬
‫وفيها أيضاً‪ :‬موسى بن عُبَيدة بن َنشِيط الربذي‪ ،‬وهو متروك)‪.(4‬‬
‫فالرواية واهية‪.‬‬
‫‪ - 3‬رواية يزيد بن أبان الرقاشي عند أبي يعلى والمروزي وأبي نعيم‬
‫الصبهاني في "الحلية" والبيهقي في "الدلئل"‪.‬‬
‫ويزيد ضعيف)‪.(5‬‬
‫وفيها أيضاً‪ :‬عنعنة عكرمة بن عمار العجلي عند أبي يعلى‪ ،‬عده ابن‬
‫حجر من المرتبة الثالثة من المدلسين)‪.(6‬‬
‫‪ -4‬رواية أبي سفيان طلحة بن نافع القرشي الواسطي عند البزار‪.‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) رقم ‪.2117‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 10‬ص ‪ 376 ،375‬رقم ‪( 7419‬التقريب) رقم ‪.7100‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن حبان (الجروحي) جـ ‪ 3‬ص ‪.96‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الذهب (الغن) جـ ‪ 2‬ص ‪ 335‬رقم ‪ /6509‬ابن حجر (التقريب) رقم ‪.6989‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) رقم ‪.7683‬‬ ‫‪5‬‬

‫() ابن حجر (تعريف أهل التقديس) ص ‪ 98‬رقم ‪.88‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪300‬‬
‫)‪(1‬‬
‫وأبو سفيان هذا – وإن قال عنه ابن حجر‪" :‬صدوق‪ ،‬من الرابعة"‬
‫‪ -‬لكن فيه كلماً ين زل به عن هذه الدرجة كثيراً‪ ،‬ولذا لم يخرج له البخاري‬
‫إل مقروناً)‪ .(2‬وأيضاً فهو مدلس أورده ابن حجر في الطبقة الثالثة من‬
‫المدلسين‪ ،‬وقال عنه‪" :‬معروف بالتدليس")‪ ،(3‬وقد روى هنا بالعنعنة‪.‬‬
‫وفيها‪:‬‬
‫‪-‬ـ ـعنعنةـ ـالعمش‪ ،‬وهو مدلس ل يقبل إل تصريحه بالسماع كما‬
‫تقدم‪ ،‬إل ما سبق ذكره عن الذهبي من أن عنعنة العمش تقبل في شيوخ‬
‫أكثر عنهم)‪ ،(4‬وقد وصف العمش بأنه راوية أبي سفيان هذا)‪.(5‬‬
‫‪ -‬شريك بن عبدال ـالكوفي القاضي ‪ ،‬وهو "صدوق يخطئ كثيراً‪،‬‬
‫تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة")‪ .(6‬وهو وإن وصف بالتدليس قد‬
‫صرح هنا بالتحديث‪ ،‬لكن قال أبو داود‪ :‬يخطئ على العمش)‪.(7‬‬
‫‪ -‬ابنه عبدالرحمن بن شريك‪ ،‬قال أبو حاتم‪ :‬واهي الحديث)‪ ،(8‬وذكره‬
‫ابن حبان في الثقات‪ ،‬وقال‪" :‬ربما أخطأ")‪ ،(9‬وقال ابن حجر‪" :‬صدوق‬
‫يخطئ‪ ،‬من العاشرة‪ ،‬مات سنة سبع وعشرين")‪(10‬أي‪ :‬ومائتين‪ .‬وفي هذا‬
‫الحكم نظر‪ ،‬فإن واهي الحديث ل يصل إلى مرتبة صدوق بمجرد إيراد ابن‬
‫حبان إياه في ثقاته لما علم من شرطه في ذلك‪ ،‬ولم أجد أحداً وثقه‪ ،‬وعليه‬
‫فعبدالرحمن ضعيف‪.‬‬
‫وإذن فهذه الرواية واهية‪ ،‬فقد اجتمع فيها أربع علل‪ ،‬ضعف أبي‬
‫سفيان‪ ،‬وعنعنته‪ ،‬وخطأ شريك على العمش‪ ،‬وضعف عبدالرحمن بن‬
‫شريك‪.‬‬
‫‪ -5‬رواية قتادة عند الضياء المقدسي‪:‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) رقم ‪.3035‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 5‬ص ‪.26‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن حجر (تعريف أهل التقديس) ص ‪ 88‬رقم ‪.75‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الذهب (اليزان) جـ ‪ 3‬ص ‪ 316 ،315‬رقم ‪.3520‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 5‬ص ‪.25‬‬ ‫‪5‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 266‬رقم ‪.2787‬‬ ‫‪6‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 4‬ص ‪.306‬‬ ‫‪7‬‬

‫() ابن أب حات (الرح والتعديل) جـ ‪ 5‬ص ‪ 344‬رقم ‪.1163‬‬ ‫‪8‬‬

‫() ابن حبان (الثقات) جـ ‪ 8‬ص ‪.375‬‬ ‫‪9‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) رقم ‪.3893‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪301‬‬
‫وهو ثقة إل أنه مدلس‪ ،‬عده ابن حجر من المرتبة الثالثة كما مضى‪،‬‬
‫وروايته ها هنا بالعنعنة‪ ،‬فالرواية ضعيفة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬حديث جابر بن عبدال عند أبي يعلى‪:‬‬
‫تفرد به طلحة بن نافع أبو سفيان القرشي السابق ذكره قريباً‪ ،‬وتقدم‬
‫أن فيه كلماً‪ .‬لكن قال شعبة‪" :‬لم يسمع أبو سفيان من جابر إل أربعة‬
‫أحاديث" وكذا قال علي ابن المديني‪ ،‬قال ابن حجر‪ :‬لم يخرج البخاري له‬
‫سوى أربعة أحاديث عن جابر‪ ،‬وأظنها التي عناها شيخه علي بن‬
‫المديني")‪.(1‬‬
‫وعليه فالسناد منقطع‪ ،‬فإن حديث جابر هذا لم يخرجه إل أبو يعلى‪،‬‬
‫وأما وصف ابن حجر هذا الحديث بأن "رجاله ثقات" فل يلزم منه الحكم‬
‫بالتصال كما يبدو‪ ،‬اللهم إل أن يكون إيراده الحديث في "فتح الباري"‬
‫مقتضياً لتحسينه أو تصحيحه كما صرح به بنفسه مالم يبين غير ذلك )‪،(2‬‬
‫فيلزم منه الحكم بالتصال لديه‪.‬‬
‫وعلى كل فإن ابن حجر الذي ساق هذه الرواية في "فتح الباري" هو‬
‫نفسه الذي أورد كلم شعبة وابن المديني في كتابه "تهذيب التهذيب"‪ ،‬على‬
‫أن طلحة بن نافع إنما روى له البخاري مقروناً بغيره)‪ ،(3‬وأيضاً عده ابن‬
‫حجر من المرتبة الثالثة من المدلسين)‪ ،(4‬وقد عنعن ها هنا‪.‬‬
‫وعلى ذلك فحديث جابر منقطع ضعيف‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬حديث أبي سعيد الخدري عند المام أحمد‪:‬‬
‫وفيه‪:‬‬
‫‪ -‬أبو روية شداد بن عمران القيسي‪ ،‬وعنه جامع بن مطر الحبطي‪.‬‬
‫ذكر ابن حجر في "تعجيل المنفعة" ترجمتين‪ ،‬قال فيهما‪:‬‬
‫‪ -1‬شداد بن عبدالرحمن القشيري أبو روية البصري‪:‬‬
‫عن أبي سعيد حديث "من كذب علي متعمداً" رواه إسماعيل بن توبة‬
‫عن محمد بن الحسن عن أبي حنيفة‪ ،‬ذكره ابن حبان في الثقات‪.‬‬
‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 5‬ص ‪ 26 ،25‬رقم ‪.3137‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن حجر (هدي الساري) ص ‪.5‬‬ ‫‪2‬‬

‫() قال ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 5‬ص ‪" :26‬قلت‪ :‬ل يرج له البخاري سوى أربعة أحاديث عن جابر وأظنها‬ ‫‪3‬‬

‫الت عناها شيخه علي بن الدين‪ ،‬منها حديثان ف الشربة قرنه بأب صال‪ ،‬وف الفضائل (اهتز العرش)‪ ،‬والرابع ف‬
‫تفسي سورة المعة قرنه بسال بن أب العد"‪.‬‬
‫() ابن حجر (تعريف أهل التقديس) ص ‪ 88‬رقم ‪.75‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪302‬‬
‫‪ -2‬شداد بن عمران الثعلبي أبو روية‪:‬‬
‫روى عن حذيفة‪ ،‬روى عنه يزيد بن عبدال الشيباني وجامع بن‬
‫مطر‪ ،‬ذكره ابن حبان في الثقات‪ ،‬وقال‪" :‬ليس هو الذي روى عنه أبو‬
‫حنيفة"‪ ،‬وقال في ترجمة الول‪" :‬وقد قيل فيه‪ :‬ابن عمران فحكى الجمع‬
‫ورجح التفرقة‪ ،‬ويؤيده اختلف النسبتين‪ ،‬لكن الحاكم أبو أحمد اقتصر على‬
‫ابن عمران ونسبه قشيرياً‪ ،‬وكذا قال البخاري‪ ،‬ونقل ابن أبي حاتم عن أبيه‬
‫أن شيخ جامع روى عن أبي سعيد الخدري)‪.(1‬‬
‫ويبدو من كلم البخاري والحاكم أبي أحمد أن القشيري هو شداد بن‬
‫عمران‪ ،‬وأما نسبة شداد ابن عمران قشيرياً فوهم‪ ،‬ويترجح هذا بكلم أبي‬
‫حاتم أن شيخ جامع بن مطر روى عن أبي سعيد الخدري‪ ،‬وهو المتسق مع‬
‫هذه الرواية‪ ،‬ول منافاة بين القشيري والقيسي لقول البخاري عن القشيري‪:‬‬
‫"من قيس")‪.(2‬‬
‫ويتلخص من ذلك أن الذي روى عنه أبو حنيفة هو شداد بن‬
‫عبدالرحمن وهو الذي روى عن حذيفة وعن يزيد بن عبدال الشيباني‪ .‬وأما‬
‫صاحب الترجمة فهو شداد بن عمران القيسي القشيري الراوي عن أبي‬
‫سعيد‪ ،‬وروى عنه جامع بن مطر الحبطي‪ .‬ومحل الشكال إذن آتٍ من‬
‫جعِل أبوه أباً للخر‪.‬‬
‫كون كل واحد من الروايين ُ‬
‫ومهما يكن الراجح فليس لي من الراويين المذكورين في ترجمتي‬
‫ابن حجر ‪-‬ساكتاً عنهما ‪ -‬توثيق سوى رواية واحد عن كل منهما ‪ -‬وهو‬
‫ليس رافعاً للجهالة عنهما ‪ -‬وإيراد كل من البخاري وابن أبي حاتم وابن‬
‫حبان كليهما دونما توثيق‪.‬‬
‫أما سكوت البخاري وابن أبي حاتم عمن ذكر في "التاريخ الكبير"‬
‫و"الجرح والتعديل" فل يعد ‪ -‬عند المحققين ‪ -‬جرحاً ول تعديلً كما مضى‪،‬‬
‫ومنهج ابن حبان في إيداع الرواة في كتابه "الثقات" معروف ل يخفى‪،‬‬
‫وعليه فإن أبا روية شداد بن عمران راوي حديث أبي سعيد مجهول‪،‬‬
‫والحديث – إذن ‪ -‬ضعيف‪ ،‬وقول الحافظ ابن حجر عن سند هذه الرواية‬
‫بأنه "سند جيد")‪ (3‬غير جيد‪.‬‬

‫رقم ‪ / 2599‬ابن أب‬ ‫جـ ‪ 4‬ص ‪226‬‬ ‫( ) ابن حجر (تعجيل النفعة) ص ‪ ، 207‬وانظر‪ :‬البخاري (التاريخ الكبي)‬ ‫‪1‬‬

‫حات (الرح والتعديل) جـ ‪ 4‬ص ‪ 329‬رقم ‪ /1441‬ابن حبان (الثقات) جـ ‪ 2‬ص ‪.357‬‬
‫() البخاري (التاريخ الكبي) جـ ‪ 4‬ص ‪ 226‬رقم ‪.2599‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن حجر (فتح الباري) جـ ‪ 4‬ص ‪.305‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪303‬‬
‫رابعاً‪ :‬حديث أبي بكرة نفيع بن الحارث ‪ :‬عند أحمد والحارث بن أبي‬
‫أسامة وابن أبي عاصم‪.‬‬
‫تفرد به عنه ابنه مسلم‪ ،‬قال عنه الحافظ‪" :‬صدوق")‪ ،(1‬إل أنه لم‬
‫يوثقه إل العجلي)‪ ،(2‬وأورده ابن حبان في "الثقات")‪ ،(3‬وقد تقدم غير مرة‬
‫أن توثيق العجلي كسكوت ابن حبان‪ .‬وفيه‪:‬‬
‫‪ -‬عثمان الشحام العدوي أبو سلمة البصري ‪ ،‬وفيه خلف)‪ (4‬لخصه‬
‫الحافظ بقوله‪" :‬ل بأس به")‪.(5‬‬
‫‪ -‬روحـ ـبنـ ـعبادة‪ ،‬فيه خلف كبير)‪ ،(6‬ولكن قال الحافظ عنه‪:‬‬
‫"ثقة")‪.(7‬‬
‫ويبدو أن إسناد هذه الرواية أحسن حالً من الروايات التي قبلها‪.‬‬
‫هذا وقد أخرج عبدالرزاق هذا الحديث عن يزيد الرقاشي مرسلً إلى‬
‫النبي ‪ ،‬فازداد وهناً على وهن‪.‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) رقم ‪.6617‬‬ ‫‪1‬‬

‫() العجلي (معرفة الثقات) جـ ‪ 2‬ص ‪ 277‬رقم ‪.1716‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن حبان (الثقات) جـ ‪ 5‬ص ‪.392 ،391‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 7‬ص ‪ 142‬رقم ‪.4694‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) رقم ‪.4531‬‬ ‫‪5‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 3‬ص ‪ 263-260‬رقم ‪.2044‬‬ ‫‪6‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) رقم ‪.1962‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪304‬‬
‫المبحث الثالث‪:‬‬
‫دراسة متن الحديث‬
‫غريب الحديث‪:‬‬
‫سُفعة‪ :‬بضم السين‪ :‬السواد والشحوب‪ ،‬وبفتحها‪ :‬العين‪ ،‬وهذا المراد‪،‬‬
‫قال ابن منظور‪ :‬به سفعة من الشيطان‪ ،‬أي مس كأنه آخذ بناصيته‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ومنه حديث ابن مسعود قال لرجل رآه‪ :‬إن بهذا سفعة من الشيطان‪ ،‬وفسره‬
‫ابن منظور بأنه جعل ما به من العجب بنفسه مسا من الجنون)‪.(1‬‬
‫قَرْن‪ :‬ذات معانٍ متعددة في اللغة‪ ،‬ومن معانيها القريبة من استعمالها‬
‫ها هنا‪ :‬المة تأتي بعد المة‪ ،‬ونقل ابن منظور عن الزهري قال‪" :‬وجائز‬
‫أن يكون القرن لجملة المة‪ ،‬وهؤلء قرون فيها‪ ،‬وإنما اشتقاق القرن من‬
‫القتران‪ ،‬فتأويله أن القرن الذين كانوا مقترنين في ذلك الوقت والذين‬
‫يأتون من بعدهم ذوو اقتران آخر‪ ،‬وفي حديث خباب‪ :‬هذا قرن قد طلع‪،‬‬
‫أراد قوماً أحداثاً نبغوا بعد أن لم يكونوا‪ ،‬يعني القُصّاص‪ ،‬وقيل‪ :‬أراد بدعة‬
‫حدثت بعد أن لم تكن في عهد النبي ")‪.(2‬‬
‫التحليل‪:‬‬
‫علقة هذا الحديث بالخوارج ما في بعض رواياته من زيادة "إن هذا‬
‫وأصحابه يقرأون القرآن‪ ...‬الخ" كما تقدم في حديث أبي سعيد‪ ،‬كما أورده‬
‫ابن حجر عند شرحه حديث المروق‪ ،‬فقال‪" :‬جاء عن أبي سعيد الخدري‬
‫قصة أخرى تتعلق بالخوارج‪ "...‬ثم ذكره)‪.(3‬‬
‫وأيضاً‪ ،‬في بعض روايات أنس بن مالك زيادة‪ :‬قال موسى بن عبيدة‪:‬‬
‫فسمعت محمد بن كعب يقول‪ :‬هو الذي قتله علي‪ ،‬ذا الثدية‪ ،‬وقد تقدم‬
‫ذكرها‪ .‬ومحمد بن كعب هذا يبدو أنه القرظي‪ ،‬وهو"ثقة عالم ولد سنة‬
‫أربعين‪ ،‬وتوفي سنة عشرين ومائة")‪.(4‬‬
‫وقد تقدم أن ذا الثدية هو المقتول بالنهروان‪.‬‬

‫() ابن منظور (اللسان) جـ ‪ 8‬ص ‪ 158-156‬باب العي فصل الراء‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 13‬ص ‪ 334‬باب النون فصل القاف‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن حجر (فتح الباري) جـ ‪ 14‬ص ‪.305‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) رقم ‪.6257‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪305‬‬
‫ويستفاد هذا المعنى أيضاً من إيراد ابن حجر هذا الحديث في ترجمة‬
‫ذي الثدية في الصابة)‪ . (1‬إضافة إلى ذلك قوله في بعض الروايات‪" :‬إن‬
‫هذا أول قرن يخرج أمتي"‪ ،‬وفي لفظ "أول من يخرج من أمتي"‪.‬‬
‫وفي هذا الحديث أنه ذكر لرسول ال رجل ذو عبادة وسمت‪ ،‬وفي‬
‫بعض الروايات أن أبا بكر رضي ال عنه مر به فرآه‪ .‬ول يؤثر الختلف‬
‫ها هنا‪ ،‬فإن كون الرجل ذكر للنبي ل ينافي أن يكون الذي ذكره هو أبا‬
‫بكر الصديق‪ .‬أما الرواية الخرى التي فيها أن رسول ال مر به وهو‬
‫ساجد فإن ظاهرها معارض لما سبق‪.‬‬
‫وأما هذا الرجل فلم يبين أمره‪ ،‬وهو مبهم في الروايات كلها‪ ،‬ب ل في‬
‫بعضها‪ :‬فذكرن اه لرسول ال باسمه فلم يعرفه ووصفناه بصفته فلم‬
‫يعرفه‪ .‬والمريب في أمره سبب إخفاء اسمه وعدم التصريح به‪.‬‬
‫وسبق عن محمد بن كعب أن الرجل هو ذو الثدية المقتول بالنهروان‪.‬‬
‫كما سبق القول إن اسم ذي الثدية نافع على أكثر الروايات‪ .‬إل أن هذا‬
‫التفسير غير مسلم للسباب التالية‪:‬‬
‫أولً‪ :‬أن هذا الرجل غير مذكور السم في كل الروايات‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أنه ولى ولم يدر الصحابة رضوان ال عليهم أين ذهب‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬أن ذا الثدية نافعاً كان ظاهراً في أيام حياة المام علي كما‬
‫سبق‪ ،‬فإذا كان علي ‪ -‬حسب هذه الروايات ‪ -‬مأموراً بقتله‪ ،‬أو كان في قتله‬
‫صلح المة وتوحيد كلمتها‪ ،‬فلم تركه ولم يقتله ؟!‬
‫على أن قتله في النهروان بعد ذلك ليس محققاً هذا الغرض‪ ،‬لن‬
‫معركة النهروان لم تجر أصلً لوجود ذي الثدية فيهم‪ ،‬بل إما بسبب اتهام‬
‫المام علي أهلَ النهروان بقتل عبدال بن خباب‪ ،‬أو بسبب ضغط الشعث‬
‫بن قيس رئيس اليمانية على المام علي للتخلص من أهل النهروان‪ ،‬أو‬
‫بسبب خلعهم المام علياً‪.‬‬
‫هذا وقد جعل ابن حجر هذا الرجل هو ذا الخويصرة الذي قال للنبي‬
‫‪ :‬اعدل‪ ،‬وجعل قصته في هذا الحديث متأخرة عن قصته في حديث‬
‫المروق)‪ .(2‬غير أن اتحاد الرجل في القصتين يتنافى مع عدم معرفة النبي‬
‫إياه‪" :‬فذكرناه لرسول ال فلم يعرفه‪ ،‬ووصفناه بصفته فلم يعرفه"‪.‬‬

‫() ابن حجر (الصابة) جـ ‪ 2‬ص ‪ 409‬رقم ‪.2448‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن حجر (فتح الباري) جـ ‪ 14‬ص ‪.306‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪306‬‬
‫علوة على ذلك فإن ظاهر أمر ذي الخويصرة أنه جلف ل يفقه شيئاً‬
‫من الدين‪ ،‬مما يستبعد والحال هذه أن يوصف بكثرة العبادة وحسن السمت‪.‬‬
‫كل هذا على افتراض صحة كل أحداث هذه القصة‪ ،‬إل أن هناك‬
‫إشكالت تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫الول‪ :‬أمر النبي بقتل رجل متعبد بدون سبب ظاهر للناس‪.‬‬
‫وقد ورد في بعض أحداث القصة أنه أقبل على رسول ال ‪ ،‬فلما‬
‫دنا الرجل سلم فرد ‪ ،‬فقال رسول ال ‪" :‬أنشدك بال هل حدثت نفسك‬
‫حين طلعت علينا أن ليس في القوم أحد أفضل منك ؟" قال‪ :‬اللهم نعم‪ ،‬ثم‬
‫أمر بقتله‪.‬‬
‫وعبادة هذا الرجل وصلحه الظاهر ل يجديان مع سوء باطنه وخبث‬
‫طويته‪ ،‬يقول شبيب بن عطية‪" :‬وأما الفتى الذي ذكروه فال ورسوله أعلم‬
‫بالغيب في أمر الفتى‪ ،‬وحق لرجل يزعم أنه خير من أهل مجلس فيهم‬
‫رسول ال والخيار من أصحابه أن يكون ذلك لقوله‪) :‬ذلك من أصحاب‬
‫النار(")‪.(1‬‬
‫عن قتل من ظاهره السلم‪،‬‬ ‫ومحل الشكال هو نهي النبي‬
‫وأقرب مثال لذلك حادثة ذي الخويصرة المتقدمة‪ ،‬بل فيها عكس ما في‬
‫أحداث هذه القصة من طلب عمر ابن الخطاب رضي ال عنه قتله ورفض‬
‫النبي ذلك خشية منه عليه الصلة والسلم أن يتحدث الناس أنه يقتل‬
‫كلّ من أبي بكر‬ ‫أصحابه‪ ،‬بخلف المر ها هنا‪ ،‬إذ فيها أمر النبي‬
‫وعمر بقتله وعدم تحقق ذلك منهما‪.‬‬
‫وقد جمع ابن حجر بين هذين المعنيين بأن العلة في المنع من القتل‬
‫هي التألف‪ ،‬ول يمنع ذلك من الذن بقتله بعد زوال العلة‪ ،‬قال‪" :‬فكأنه‬
‫استغنى عنه بعد انتشار السلم‪ ،‬كما نهى عن الصلة على من ينسب إلى‬
‫النفاق بعد أن كان يجري عليهم أحكام السلم قبل ذلك")‪.(2‬‬
‫وحينئذ تكون هذه الحادثة متأخرة عن سنة ثمان للهجرة‪ ،‬وهي السنة‬
‫التي جرت فيها غزوة حنين ووقعت حادثة ذي الخويصرة عند تقسيم‬
‫الغنائم إثرها‪ ،‬وهذا يتمشى مع استنتاج ابن حجر السابق ذكره‪ ،‬وهو أن‬
‫حادثة هذا المتعبد ‪-‬على فرض ثبوتها‪ -‬متأخره عن حادثة ذي الخويصرة‪،‬‬

‫قال‪:‬‬ ‫() ابن عطية (السي) جـ ‪ 2‬ص ‪ . 367‬ول أجد ف روايات الديث الت اطلعت عليها أن النب‬ ‫‪1‬‬

‫"ذلك من أصحاب النار"‪.‬‬


‫() ابن حجر (فتح الباري) جـ ‪ 14‬ص ‪.306‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪307‬‬
‫إل ما ذكره ابن حجر نفسه من كون القصتين وقعتا لشخص واحد‪ ،‬كما‬
‫سلف بيانه قريباً‪.‬‬
‫الثاني‪:‬ـ عدم امتثال كل من أبي بكر وعمر رضي ال عنهما أمر‬
‫النبي ‪ ،‬مع أن المر حقيقة في الوجوب ما لم تصرفه قرينة‪ ،‬وهذا هو ما‬
‫دعا شبيب بن عطية إلى التشكيك في هذه الحادثة فقال‪" :‬ما أحد من‬
‫أصحاب رسول ال كان أطوع ل ولرسوله ول أمضى مقدماً على تنفيذ‬
‫أمر النبي من أبي بكر وعمر")‪.(1‬‬
‫إل أن الحافظ ابن حجر وجه امتناع كل من أبي بكر وعمر بقوله‪:‬‬
‫"وكأن أبا بكر وعمر تمسكا بالنهي الول عن قتل المصلين وحمل المر‬
‫هنا على قيد أن ل يكون يصلي فلذلك علل عدم القتل بوجود الصلة أو‬
‫غلباً جانب النهي")‪.(2‬‬
‫وهذا الجواب في الحقيقة ل يشفي الغليل‪ ،‬فإن فهم الشيخين أبي بكر‬
‫وعمر أرقى من ذلك‪ ،‬ول يمكن أن يخفى عليهما جميعاً التوفيق بين نهيه‬
‫عن قتل المصلين وأمره إياهما بقتل هذا الرجل‪ ،‬ولئن اتفق ذلك لبي‬
‫بكر حيث وجد الرجل يصلي فما عذر عمر في عدم المتثال‪ .‬على أن عمر‬
‫قتل ذي الخويصرة‪ ،‬وبناءً على دعوى ابن‬ ‫هو الذي طلب من النبي‬
‫حجر أن الرجل في القصتين واحد وأن هذا الحادثة متأخرة عن تلك فإن‬
‫دافع عمر على قتله يكون أقوى‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وقد اتخذ شرف الدين الموسوي هذا الحديث متكأً للقدح في أبي‬
‫بكر وعمر فقال‪" :‬على أن الحاديث صريحة بأنهما )يعني أبا بكر وعمر(‬
‫لم يحجما عن قتله إل كراهة أن يقتله وهو على تلك الحال من التخشع في‬
‫الصلة ل لشيء آخر‪ ،‬فلم يطيبا نفساً بما طابت به نفس النبي صلى ال‬
‫عليه وآله وسلم‪ ،‬ولم يرجحا ما أمرهما به من قتله‪ ،‬فالقضية من الشواهد‬
‫على أنهم كانوا يؤثرون العمل برأيهم على التعبد بنصه كما ترى")‪.(3‬‬
‫وأما إن كانت الحادثة قد وقعت حسبما نقل ابن حجر من "مغازي‬
‫الموي" من مرسل الشعبي بنحو أصل قصة ذي الخويصرة‪ ،‬ثم دعا‬
‫رجالً فأعطاهم فقام رجل فقال‪ :‬إنك لتقسم وما نرى عدلً‪ ،‬قال‪ :‬إذاً ل يعدل‬
‫أحد بعدي‪ ،‬ثم دعا أبا بكر فقال‪" :‬اذهب فاقتله فذهب فلم يجده فقال‪ :‬لو قتلته‬

‫() ابن عطية (السي) جـ ‪ 2‬ص ‪.367‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن حجر (فتح الباري) جـ ‪ 14‬ص ‪.306‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الوسوي (الراجعات) ص ‪.326‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪308‬‬
‫لرجوت أن يكون أولهم وآخرهم")‪ ،(1‬فإن المر حينئذ سهل من ناحية أن أبا‬
‫بكر لم يلق الرجل ويكون هذا الرجل هو ذا الخويصرة‪ ،‬وتكون حادثة قتل‬
‫المتعبد مختلفة عنها في هذا الحديث اختلفاً بيناً‪ .‬ول مباينة بين طلب عمر‬
‫قتله ونهيه عليه الصلة والسلم إياه عن ذلك‪ ،‬ثم إرساله أبا بكر للغرض‬
‫الذي أراده عمر حسب هذه الرواية‪ ،‬لما تقدم من جعل ابن حجر وجود علة‬
‫التألف مانعاً من قتله ثم زوال تلك العلة‪ ،‬و"ثم" الموضوعة للتراخي شاهد‬
‫قوي على ذلك)‪ .(2‬إل أن هذا الحديث مرسل كما ذكر الحافظ‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬خاتمة الحديث في بعض الروايات عندما رجع علي فقال‪:‬‬
‫وجدته قد خرج‪ ،‬قال ‪" :‬لو قتل ما اختلف في أمتي رجلن‪ ،‬كان أولهم‬
‫وآخرهم"‪.‬‬
‫يقول الدرجيني بعد ما فهم أن هذا الرجل أريد به حرقوص بن زهير‬
‫من زه عن أن ينتسب إلى كلمه الغلو والمجازفة حتى‬ ‫السعدي‪" :‬أنه‬
‫يقول‪ :‬لو قتل هذا ما اختلف في ال اثنان‪ ،‬فيلزم على هذا أن تكون حياة‬
‫حرقوص سبباً لكفر اليهود والنصارى والصابئين والمجوس وعبدة الوثان‬
‫والمعطلة والزنادقة وغيرهم‪ ،‬وهذا المحال الذي ينكره الحس ويأباه العقل‬
‫ويقوى الدليل على بطلنه‪ ،‬إذ لو شاء ربك لمن من في الرض جميعاً‬
‫وحرقوص حي‪ ،‬ولو شاء لضلوا جميعاً قبل وجود حرقوص وبعد موته‬
‫لكنهم ‪‬ل ـيزالونـ ـمختلفينـ ـإل ـمنـ ـرحمـ ـربكـ ـولذلكـ ـخلقهمـ ‪،‬ـ وقد اتفقوا‬
‫واختلفوا وبينهم من هو خير من حرقوص وهو رسول ال ‪ ،‬كما اتفقوا‬
‫واختلفوا وفيهم شر منه وهو أبو جهل لعنه ال‪ ،‬فهذا يبعد أن يكون من كلم‬
‫من ل ينطق عن الهوى")‪.(3‬‬
‫الرابع‪ :‬قوله‪" :‬إن هذا أول قرن خرج في أمتي" وفي لفظ "هذا أول‬
‫من يخرج من أمتي"‪.‬‬
‫ومعنى هذه العبارة يصطدم مع الواقع‪ ،‬فإن هذا الرجل لم يذكر له أي‬
‫دور فيما بعد‪ ،‬وأما دعوى وجوده في النهروان فعلى تقدير صحتها لم يكن‬
‫له أي أثر في تفعيل الحداث وتأزيم الموقف بين معارضي التحكيم والمام‬
‫علي‪ ،‬بل ول هو ممن له موقف بطولي في معركة النهروان‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى‪ ،‬فإن عبدال بن أبي ابن سلول رأس المنافقين لم‬
‫أشد منه على المسلمين خطراً وأثراً في بث‬ ‫يكن أحد في حياة النبي‬

‫() ابن حجر (فتح الباري) جـ ‪ 14‬ص ‪.306‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 14‬ص ‪.306‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ )(3‬الدرجين (الطبقات) جـ ‪ 2‬ص ‪.204‬‬


‫‪309‬‬
‫الفتن وإثارة النعرات ونحو ذلك‪ .‬وأما في حياة المام علي فقد كان الشعث‬
‫بن قيس من أشد القوى المحركة لما جرى بين المسلمين خاصة منذ وقف‬
‫القتال‪ ،‬وما الذي فعله هذا الرجل بالمقارنة مع هذين الرجلين حتى يكون‬
‫أول من يخرج من أمة المصطفى ويكون سلفاً لمن بعده‪.‬‬
‫ومما تقدم من الكلم في روايات الحديث وبيان ضعفها كلها سوى‬
‫واحدة يقرب إسنادها من الحسن‪ ،‬وبضم دراسة المتن إلى السند نجد أن‬
‫الحديث لم تتحقق فيه صفات القبول‪ ،‬فهو ضعيف‪.‬‬
‫وال تعالى أعلم‪،،،‬‬

‫‪310‬‬
311
‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫حديث المام علي‪ :‬لقد علمت عائشة‬


‫بنت أبي بكر أن أهل النهروان ملعونون‬
‫على لسان‬

‫محمد‬

‫المبحث الول‪ :‬تخريج الحديث‬


‫المبحث الثاني‪ :‬دراسة أسانيد الحديث‬
‫المبحث الثالث‪ :‬دراسة متن الحديث‬

‫‪312‬‬
313
‫المبحث الول‪:‬‬
‫تخريج الحديث‬
‫روى الحديث عن المام علي‪:‬‬
‫أ‪ -‬بلفظ "لقد علمت عائشة بنت أبي بكر أن أهل النهروان ملعونون‬
‫على لسان محمد "‪.‬‬
‫رواه الطبراني في "الوسط")‪.(1‬‬
‫ب‪ -‬كما روي بلفظ "لقد علم أولو العلم من آل محمد وعائشة بنت‬
‫أبي بكر فاسألوها أن أصحاب السود ذو)‪ (2‬الثدية ملعونون على لسان النبي‬
‫المي وقد خاب من افترى"‪.‬‬
‫رواه الطبراني في "الوسط" و "الصغير)‪.(3‬‬

‫() الطبان (العجم الوسط) جـ ‪ 2‬ص ‪ 249‬رقم ‪.1792‬‬ ‫‪1‬‬

‫() هكذا بالرفع "ذو"‪ ،‬ووجهه أنه على القطع‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الطبان (العجم الوسط) جـ ‪ 4‬ص ‪ 155‬رقم ‪( /3543‬العجم الصغي) جـ ‪ 1‬ص ‪ 170‬رقم ‪.425‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪314‬‬
315
‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫دراسة أسانيد الحديث‬
‫للحديث عن المام علي روايتان‪:‬‬
‫‪-1‬ـ ـروايةـ ـحجرـ ـبنـ ـعديـ ـالكندي ـ باللفظ الول عند الطبراني في‬
‫"الوسط" وهو المعروف بحجر بن الدبر وحجر الخير‪ ،‬وهو صحابي)‪.(1‬‬
‫‪ -‬وفيها‪ :‬حبيب بن حسان‪،‬ـ وهو ابن أبي الشرس‪ ،‬وهو أيضاً ابن‬
‫أبي المخارق‪ ،‬وهو متروك)‪.(2‬‬
‫فالرواية واهية‪.‬‬
‫‪-2‬ـ ـروايةـ ـربيعةـ ـبنـ ـناجذـ عن علي باللفظ الثاني عند الطبراني في‬
‫"الوسط" و "الصغير"‪ .‬وربيعة بن ناجذ وثقه العجلي)‪ ،(3‬وأورده ابن‬
‫حبان في الثقات)‪ ،(4‬وقال ابن حجر‪ :‬ثقة)‪ ،(5‬بينما قال الذهبي‪ :‬ل يكاد‬
‫يعرف‪ ،‬وقال أيضاً‪ :‬فيه جهالة)‪ ،(6‬وهو أشبه لنه لم يرو عنه سوى أبي‬
‫صادق الزدي)‪ (7‬كما هنا‪ .‬كما أن توثيق العجلي ل يختلف عن سكوت ابن‬
‫حبان عمن يورده في ثقاته‪ ،‬ممن لم يوثقه أحد غيرهما كما تقدم بيانه‪ ،‬اللهم‬
‫إل ما نص ابن حبان على أنه ثقة‪ .‬وأبو صادق الزدي الكوفي‪ ،‬قيل اسمه‬
‫مسلم بن يزيد‪ ،‬وقيل عبدال بن ناجذ‪ ،‬قال في "التقريب"‪" :‬صدوق‪ ،‬وحديثه‬
‫عن علي مرسل‪ ،‬من الرابعة")‪.(8‬‬
‫وفيها أيضاً‪:‬‬
‫‪ -‬الحارثـ بنـ حصيرة ‪ ،‬وثقه العجلي)‪ ، (9‬وابن معين وابن نمير)‪،(10‬‬
‫وقال أبو حاتم‪ :‬لول أن الثوري روى عن الحارث لترك حديثه)‪ ،(11‬وذكره‬
‫() ابن حجر (الصابة) جـ ‪ 2‬ص ‪ 39-37‬رقم ‪.1631‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الذهب (الغن) جـ ‪ 1‬ص ‪ 219‬رقم ‪.1283‬‬ ‫‪2‬‬

‫() العجلي (معرفة الثقات) جـ ‪ 1‬ص ‪ 359‬رقم ‪.471‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن حبان (الثقات) جـ ‪ 4‬ص ‪.229‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) رقم ‪.1918‬‬ ‫‪5‬‬

‫() الذهب (اليزان) جـ ‪ 3‬ص ‪ 70‬رقم ‪( ،2761‬الغن) جـ ‪ 1‬ص ‪ 335‬رقم ‪.2109‬‬ ‫‪6‬‬

‫() ابن حجر(التهذيب) جـ ‪ 3‬ص ‪ 70‬رقم ‪( ،2761‬الغن) جـ ‪ 1‬ص ‪ 335‬رقم ‪.2109‬‬ ‫‪7‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) رقم ‪.9609‬‬ ‫‪8‬‬

‫() العجلي (معرفة الثقات) جـ ‪ 1‬ص ‪ 277‬رقم ‪.242‬‬ ‫‪9‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 2‬ص ‪ 129 ،128‬رقم ‪.1078‬‬ ‫‪10‬‬

‫() ابن أب حات (الرح والتعديل) جـ ‪ 3‬ص ‪ 73 ،72‬رقم ‪.331‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪316‬‬
‫ابن حبان في الثقات)‪ ،(1‬وقال ابن عدي‪" :‬وهو أحد من يعد من المحترقين‬
‫بالكوفة في التشيع‪ ،‬وعلى ضعفه يكتب حديثه")‪ ،(2‬وقال أبو داود‪ :‬صدوق‪،‬‬
‫وقال الزدي‪ :‬زائغ‪ ،‬سألت أبا العباس بن سعيد عنه فقال‪ :‬كان مذموم‬
‫المذهب أفسدوه)‪ ،(3‬وقال العقيلي‪ :‬له غير حديث منكر ل يتابع عليه)‪،(4‬‬
‫وقال ابن حجر‪" :‬صدوق يخطئ ورمي بالرفض")‪ (5‬ويبدو أن توثيق من‬
‫وثقه ل ينهض لجرح المجرحين‪.‬‬
‫‪-‬ـ أبوـ ـعبدالرحمنـ ـالمسعودي‪ ،‬وهو عبدال بن عبدالملك من ذرية‬
‫عبدال بن مسعود‪ ،‬قال عنه العقيلي‪" :‬كان من الشيعة من ولد عبدال بن‬
‫مسعود‪ ،‬في حديثه نظر")‪.(6‬‬
‫‪ -‬يحيى بن الحسين بن الفرات القزاز‪ ،‬لم أجد له ترجمة‪.‬‬
‫‪-‬ـ ـحمدانـ ـبنـ ـإبراهيمـ ـالعامريـ ـالكوفيـ شيخ الطبراني‪ ،‬لم أجد له‬
‫ترجمة‪.‬‬
‫فالرواية واهية جداّ‪.‬‬
‫والظاهر أن هاتين الروايتين ل ترتقيان‪ ،‬فإن الضعف فيهما شديد‪.‬‬

‫() ابن حبان (الثقات) جـ ‪ 6‬ص ‪.173‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن عدي (الكامل) جـ ‪ 2‬ص ‪ 188‬رقم ‪.371‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 2‬ص ‪ 129 ،128‬رقم ‪.1078‬‬ ‫‪3‬‬

‫() العقيلي (الضعفاء)‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) رقم ‪.1018‬‬ ‫‪5‬‬

‫() العقيلي (الضعفاء) جـ ‪ 2‬ص ‪ 275‬رقم ‪.838‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪317‬‬
‫المبحث الثالث‪:‬‬
‫دراسة متن الحديث‬
‫تقدم النقاش في نسبة حديث ذي الثدية )المخدج( إلى المام علي‪،‬‬
‫وفي هذا الحديث نسبته أيضاً إلى السيدة عائشة‪ ،‬وقد تبين من روايتي‬
‫الحديث أنه واه ل يصح‪.‬‬
‫ولكن هناك شواهد أخرى له‪ ،‬فقد روى الطبراني في "الوسط"‬
‫بسنده إلى مسروق عن عائشة أنها قالت له‪ :‬من قتل ذا الثدية ؟ علي بن أبي‬
‫طالب؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قالت‪ :‬أما إني سمعت رسول ال يقول‪" :‬يخرج قوم‬
‫يقرأون القرآن ل يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من‬
‫الرمية‪ ،‬علمتهم رجل مخدج اليد")‪ . (1‬ومسروق هو ابن الجدع الهمداني‬
‫قال عنه ابن حجر‪" :‬ثقة فقيه عابد‪ ،‬مخضرم‪ ،‬من الثانية‪ ،‬مات سنة اثنتين‬
‫ويقال سنة ثلث وستين")‪.(2‬‬
‫وسنده ضعيف جداً لن فيه‪:‬‬
‫‪-‬ـ ـعمروـ ـبنـ ـعبدـ ـالغفارـ ـالفقيميـ ـالكوفي‪ ،‬قال أبو حاتم‪ :‬متروك‬
‫الحديث)‪ ،(3‬وقال ابن عدي‪ :‬وكان السلف يتهمونه بأنه يضع في فضائل أهل‬
‫البيت وفي مثالب غيرهم)‪.(4‬‬
‫‪ -‬محمد بن علي بن خلف العطار ‪ ،‬قال ابن عدي‪ :‬ومحمد بن علي‬
‫هذا عنده من هذا الضرب )يعني المناكير( عجائب‪ ،‬وهو منكر الحديث)‪،(5‬‬
‫وقال‪ :‬هو متهم إذا روى شيئاً من الفضائل)‪ ،(6‬وقال الخطيب‪ :‬سمعت محمد‬
‫بن منصور يقول‪ :‬كان محمد بن علي ابن خلف ثقة مأموناً حسن العقل)‪.(7‬‬
‫لكن رواه البزار عن مسروق عن عائشة أنها ذكرت الخوارج‬
‫وسألت‪ :‬من قتلهم ؟ يعني أصحاب النهر فقالوا‪ :‬علي‪ ،‬فقالت‪ :‬سمعت‬
‫رسول ال يقول‪ :‬يقتلهم خيار أمتي‪ ،‬وهم شرار أمتي)‪.(8‬‬
‫() الطبان (العجم الوسط) جـ ‪ 5‬ص ‪ 470‬رقم ‪.5413‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 528‬رقم ‪.6601‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن أب حات (الرح والتعديل) جـ ‪ 6‬ص ‪ 346‬رقم ‪.1363‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن عدي (الكامل) جـ ‪ 5‬ص ‪ 148‬رقم ‪.343‬‬ ‫‪4‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 2‬ص ‪ 362‬رقم ‪ 121‬ف ترجة حسي بن السن الشقر‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 5‬ص ‪ 148‬رقم ‪ 343‬ف ترجة عمرو بن عبد الغفار‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫() الطيب (تاريخ بغداد) جـ ‪ 3‬ص ‪.57‬‬ ‫‪7‬‬

‫() اليثمي (كشف الستار) جـ ‪ 2‬ك أهل البغي باب فيمن يقاتلم رقم ‪.1857‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪318‬‬
‫قال عنه ابن حجر‪" :‬صحيح")‪.(1‬‬
‫ولكن فيه عطاءـ ـبنـ ـالسائب‪ ،‬وقد تقدم أنه اختلط‪ ،‬والراوي عنه‪:‬‬
‫سليمان بن قَرْم ‪ ،‬قال عنه الحافظ‪" :‬سيء الحفظ يتشيع‪ ،‬من السابعة")‪،(2‬‬
‫وليس هو ممن روى عنه قبل الختلط)‪.(3‬‬
‫هذا وقد روي الطبراني في "الوسط" أيضاً عن أبي سعيد الرقاشي‬
‫قال‪ :‬دخلت على عائشة فقالت‪ :‬ما بال أبي الحسن يقتل أصحابه القراء ؟‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬يا أم المؤمنين‪ ،‬إنا وجدنا في القتلى ذا الثدية‪ ،‬فشهقت وتنفست‪،‬‬
‫يقول‪:‬‬ ‫ثم قالت‪ :‬إن كاتم الشهادة مثل شاهد بزور‪ ،‬سمعت رسول ال‬
‫"يقتل هذه العصابة خير أمتي")‪.(4‬‬
‫والحديث ضعيف‪ ،‬فإن أبا سعيد الرقاشي ‪ -‬واسمه بيان بن جندب‬
‫البصري ‪ -‬قال عنه ابن حبان‪" :‬يخطئ")‪ ،(5‬وفي سنده أيضاً‪:‬‬
‫‪ -‬حسان بن زربي النهدي‪ ،‬ولم أجد له ترجمة‪.‬‬
‫‪ -‬عبدال ـبن قيس الرقاشي الخزاز ‪ ،‬قال العقيلي عنه وقد روى له‬
‫حديثاً‪ :‬حديثه غير محفوظ‪ ،‬ول يتابع عليه)‪.(6‬‬
‫هذا وقد تبين مما سبق أن كل طرق الحديث ضعيفة‪ ،‬يضاف إلى ذلك‬
‫حديث عبدال بن شداد بن الهاد الذي تقدم في حديث المخدج‪ ،‬وفيه ُتكَذّب‬
‫السيدة عائشة رضي ال عنها ما ورد في خبر ذي الثدية‪.‬‬
‫وعليه فهذا الحديث ضعيف‪.‬‬

‫() ابن حجر (متصر زوائد البزار) ص ‪ 2‬ص ‪ 56‬رقم ‪.1411‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 253‬رقم ‪.2600‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 7‬ص ‪ 180‬رقم ‪.4754‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الطبان (العجم الوسط) جـ ‪ 7‬ص ‪256 ،255‬رقم ‪.7295‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن حبان (الثقات) جـ ‪ 4‬ص ‪.79‬‬ ‫‪5‬‬

‫() العقيلي (الضعفاء) جـ ‪ 2‬ص ‪ 289‬رقم ‪.861‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪319‬‬
320
‫الفصــل السـادس‪:‬‬

‫حديث المام علي‪ :‬أمرت بقتال الناكثين‬


‫والقاسطين والمارقين‬

‫المبحث الول‪ :‬تخريج الحديث‬


‫المبحث الثاني‪ :‬دراسة أسانيد الحديث‬
‫المبحث الثالث‪ :‬دراسة متن الحديث‬

‫‪321‬‬
322
‫المبحث الول‪:‬‬
‫تخريج الحديث‬
‫جاء الحديث من طرق أربعة من الصحابة‪ ،‬وهم‪ :‬علي بن أبي‬
‫طالب‪ ،‬وأبو أيوب النصاري‪ ،‬وعبدال بن مسعود‪ ،‬وأبو سعيد الخدري‪.‬‬
‫أولً‪ :‬حديث علي بن أبي طالب‪:‬‬
‫‪ -1‬ولفظه‪" :‬أمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين"‪.‬‬
‫رواه عنه الطبراني في "الوسط")‪ ،(1‬وابن عدي)‪ ،(2‬والخطيب‬
‫البغدادي)‪ ،(3‬وابن عساكر من خمسة أوجه)‪ (4‬أحدها عن الخطيب‪.‬‬
‫عهِدَ إليّ النبي أن أقاتل الناكثين‪ ...‬الخ" رواه أبو يعلى)‪،(5‬‬
‫‪ -2‬وفي لفظ‪َ ":‬‬
‫)‪(6‬‬
‫وابن عساكر من وجهين أحدهما عن أبي يعلى‪.‬‬
‫‪ - 3‬وفي لفظ بزيادة "فأما القاسطون فأهل الشام‪ ،‬وأما الناكثون فذكرهم‪،‬‬
‫وأما المارقون فأهل النهروان‪ ،‬يعني الحرورية"‪ .‬رواه الجوزجاني)‪،(7‬‬
‫وابن عساكر)‪.(8‬‬
‫‪ -4‬وفي لفظ مختصر عن علقمة قال‪ :‬سمعت علي بن أبي طالب رضي ال‬
‫عنه يوم النهروان يقول‪ :‬أمرت بقتال المارقين‪ ،‬وهؤلء المارقون" رواه‬
‫ابن أبي عاصم)‪.(9‬‬
‫ثانياً‪ :‬حديث أبي أيوب النصاري‪:‬‬
‫وله ألفاظ‪:‬‬
‫علي بن أبي طالب بقتال الناكثين والقاسطين‬ ‫‪" -1‬أمر رسول ال‬
‫والمارقين"‪.‬‬

‫() الطبان (العجم الوسط) جـ ‪ 8‬ص ‪ 253‬رقم ‪.8433‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن عدي (الكامل) جـ ‪2‬ص ‪ 219‬رقم ‪.402‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الطيب (تاريخ بغداد) جـ ‪ 8‬ص ‪.341 ،340‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن عساكر (تاريخ دمشق) جـ ‪ 12‬ورقة ‪ 184‬ب (مطوط)‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫() أبو يعلى (السند) جـ ‪ 1‬ص ‪ 397‬رقم ‪.519‬‬ ‫‪5‬‬

‫() ابن عساكر (تاريخ دمشق) جـ ‪ 12‬ورقة ‪ 184‬ب (مطوط)‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫() الوزجان (الباطيل والناكي) جـ ‪ 1‬باب ‪ 15‬فضل أهل الشام رقم ‪.221‬‬ ‫‪7‬‬

‫() ابن عساكر (تاريخ دمشق) جـ ‪ 12‬ورقة ‪ 184‬ب (مطوط)‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫() ابن أب عاصم (السنة) باب (‪ )176‬رقم ‪.907‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪323‬‬
‫رواه الحاكم في "المستدرك")‪ ،(1‬ورواه في "الربعين")‪ (2‬من وجهين‬
‫آخرين رواهما ابن عساكر في تاريخه)‪.(3‬‬
‫‪ -2‬وفي لفظ‪ :‬سمعت النبي صلىال عليه وعلى آله وسلم يقول لعلي بن أبي‬
‫طالب‪ :‬تقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين بالطرقات والنهروانات‬
‫وبالسعفات"‪ ،‬قال أبو أيوب‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬مع من نقاتل هؤلء ؟‬
‫قال‪" :‬مع علي بن أبي طالب"‪.‬‬
‫رواه الحاكم في "المستدرك")‪.(4‬‬
‫‪ - 3‬وفي لفظ بزيادة‪ :‬فقد قاتلت الناكثين والقاسطين‪ ،‬وأنا مقاتل إن شاء ال‬
‫المارقين بالسبعات‪ ،‬بالطرقات‪ ،‬بالنهروانات‪ ،‬وما أدري أين هو)‪.(5‬‬
‫رواه ابن عدي)‪ ،(6‬وعنه ابن عساكر)‪.(7‬‬
‫‪ - 4‬وفي لفظ آخر‪ :‬عن علقمة والسود قال‪ :‬أتينا أبا أيوب النصاري عند‬
‫منصرفه من صفين‪ ،‬فقلنا له‪ :‬يا أبا أيوب‪ ،‬إن ال تعالى أكرمك بن زول‬
‫وبمجيء ناقته تفضلً من ال وإكراماً لك‪ ،‬حتى أناخت ببابك‬ ‫محمد‬
‫دون الناس‪ ،‬ثم جئت بسيفك على عاتقك تضرب به أهل ل إله إل ال‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫يا هذا‪ ،‬إن الرائد ل يكذب أهله‪ ،‬وإن رسول ال أمرنا بقتال ثلثة مع‬
‫علي‪ :‬بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين‪ .‬فأما الناكثون فقد قاتلناهم‪ :‬أهل‬
‫الجمل‪ ،‬طلحة والزبير‪ ،‬وأما القاسطون فهذا منصرفنا من عندهم ‪-‬يعني‬
‫معاوية وعمراً ‪ -‬وأما المارقون فهم أهل الطرقاوات وأهل السعيفات وأهل‬
‫النخيلت وأهل النهروانات‪ ،‬وال ما أدري أين هم‪ ،‬ولكن ل بد من قتالهم‬
‫إن شاء ال تعالى‪ ،‬قال‪ :‬وسمعت رسول ال يقول لعمار‪" :‬يا عمار تقتلك‬
‫الفئة الباغية‪ ،‬وأنت إذذاك مع الحق والحق معك‪ .‬يا عمار بن ياسر‪ ،‬إن‬
‫رأيت علياً قد سلك وادياً وسلك الناس وادياً غيره فاسلك مع علي‪ ،‬فإنه لن‬
‫() الاكم (الستدرك) جـ ‪ 3‬ص ‪.139‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن كثي (البداية والنهاية) جـ ‪ 7‬ص ‪ ،306‬نقلً عن الاكم‪.‬هذا ول يصرح ابن كثي بأنه نقله عن الاكم من‬ ‫‪2‬‬

‫كتابه "الربعي" وإنا اقتصر على نسبته إل الاكم‪.‬ونظرا إل ما عزاه ابن عراق الكنان ف "تنـزيه الشريعة" ص‬
‫‪ 387‬إل الاكم من إخراجه هذا الديث من طرق أخرى ف "الربعي" وعدم إخراجه إياها ف "الستدرك" فإن‬
‫ما عزاه ابن كثي إل الاكم يكون من هذا الكتاب‪ ،‬وهذا مطرد ف كل ما نسبتُه إل الاكم ف "الربعي"‪.‬‬
‫() ابن عساكر (تاريخ دمشق) جـ ‪ 12‬ورقة ‪ 185‬ب (مطوط)‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫( ) الاكم (الستدرك) جـ ‪ 3‬ص ‪ ، 140 ، 139‬وقال الذهب‪" :‬ل يصح‪ ،‬وساقه الاكم بإسنادين إل أب أيوب‬ ‫‪4‬‬

‫ضعيفي"‪( :‬التلخيص) جـ ‪ 3‬ص ‪.140‬‬


‫() هكذا ف كل من "الكامل" و"تاريخ دمشق" ويبدو أن الصواب هم‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫() ابن عدي (الكامل) جـ ‪ 2‬ص ‪ 188‬رقم ‪.371‬‬ ‫‪6‬‬

‫() ابن عساكر (تاريخ دمشق) جـ ‪ 12‬ورقة ‪ 185‬ظ (مطوط)‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪324‬‬
‫يدليك في ردى ولن يخرجك من هدى‪ .‬يا عمار‪ ،‬من تقلد سيفاً أعان به عليًا‬
‫على عدوه قلده ال يوم القيامة وشاحين من نور‪ ،‬ومن تقلد سيفاً أعان به‬
‫عدوا على علي قلده ال يوم القيامة وشاحين من نار"‪ .‬قلنا له‪ :‬يا هذا‪،‬‬
‫حسبك رحمك ال‪ ،‬حسبك رحمك ال‪.‬‬
‫أخرجه الخطيب البغدادي)‪ ، (1‬وعن الخطيب كل من الجوزجاني)‪،(2‬‬
‫وابن عساكر)‪.(3‬‬
‫ثالثاً‪ :‬حديث عبدال بن مسعود‪:‬‬
‫‪ -1‬ولفظه "أُمر علي بقتال الناكثين‪ ...‬الخ"‪.‬‬
‫رواه الطبراني في "الوسط")‪ (4‬وفي "الكبير" من طريقين)‪،(5‬‬
‫والشاشي)‪.(6‬‬
‫‪ - 2‬وفي لفظ‪" :‬خرج رسول ال فأتى من زل أم سلمة فجاء علي‪ ،‬فقال‬
‫رسول ال ‪" :‬يا أم سلمة‪ ،‬هذا وال قاتل القاسطين والناكثين والمارقين‬
‫من بعدي"‪.‬‬
‫رواه الحاكم في "الربعين")‪ ،(7‬ومن طريقه ابن عساكر)‪.(8‬‬
‫‪ -3‬كما رواه ابن عساكر)‪ (9‬بهذا اللفظ مطولً‪:‬‬
‫عن عبدال بن مسعود قال‪ :‬خرج رسول ال من بيت زينب بنت‬
‫جحش وأتى بيت أم سلمة فكان يومها من رسول ال ‪ ،‬فلم يلبث أن جاء‬
‫للدق وأنكرته أم سلمة‪ ،‬فقال‬ ‫علي فدق الباب دقاّ خفيفاً‪ ،‬فانتبه النبي‬
‫رسول ال ‪" :‬قومي فافتحي له"‪ ،‬قالت‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬من هذا الذي من‬
‫خطره ما يفتح له الباب أتلقاه بمعاصمي‪ ،‬وقد ن زلت فيّ آية من كتاب ال‬
‫بالمس‪ ،‬فقال لها كهيئة المغضب‪" :‬إن طاعة الرسول طاعة ال‪ ،‬ومن‬
‫عصى رسول ال فقد عصى ال‪ ،‬إن بالباب رجلً ليس بفرق ول علق‪،‬‬

‫() الطيب (تاريخ بغداد) جـ ‪ 13‬ص ‪.187 ،186‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الوزجان (الباطيل والناكي) باب (‪ )9‬فضائل طلحة والزبي رقم ‪.174‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن عساكر (تاريخ دمشق) جـ ‪ 12‬ورقة ‪ 185‬ب (مطوط)‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الطبان (العجم الوسط) جـ ‪ 9‬ص ‪ 276 ،275‬رقم ‪.9434‬‬ ‫‪4‬‬

‫() الطبان (العجم الكبي) جـ ‪ 10‬ص ‪ 91‬رقم ‪.10054 ،10053‬‬ ‫‪5‬‬

‫() الشاشي (السند) جـ ‪ 2‬ص ‪ 342‬رقم ‪.322‬‬ ‫‪6‬‬

‫() ابن كثي (البداية والنهاية) جـ ‪ 7‬ص ‪.306‬‬ ‫‪7‬‬

‫() ابن عساكر (تاريخ دمشق) جـ ‪12‬ورقة ‪ 184‬ظ (مطوط)‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫() ابن عساكر (تاريخ دمشق) جـ ‪ 12‬ورقة ‪ 184‬ظ (مطوط)‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪325‬‬
‫يحب ال ورسوله لم يكن ليدخل حتى ينقطع الوطء)‪ ،"(1‬قالت‪ :‬فقمت وأنا‬
‫أختال في مشيتي وأنا أقول‪ :‬بخٍ بخٍ‪ ،‬من ذا الذي يحب ال ورسوله ويحبه‬
‫ال ورسوله‪ ،‬ففتحت الباب فأخذ بعضادتي الباب حتى إذا لم يسمع حساّ ول‬
‫حركة وضرب في جدري)‪ (2‬استأذن فدخل‪ ،‬فقال رسول ال ‪" :‬يا أم‬
‫سلمة‪ ،‬أتعرفونه ؟" قالت‪ :‬نعم يا رسول ال‪ ،‬هذا علي بن أبي طالب‪ ،‬قال‪:‬‬
‫"صدقت‪ ،‬هذا سيد أحبه‪ ،‬لحمه من لحمي ودمه من دمي‪ ،‬وهو عيبة بيتي‬
‫فاسمعي واشهدي‪ ،‬وهو قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين من بعدي‬
‫فاسمعي واشهدي‪ ،‬وهو قاضي عداتي فاسمعي واشهدي‪ ،‬وهو وال يحيي‬
‫سنتي فاسمعي واشهدي‪ ،‬لو أن عبداً عبدال ألف عام بعد ألف عام‪ ،‬وألف‬
‫عام بين الركن والمقام ثم لقي ال مبغضاً لعلي بن أبي طالب وعترتي‪ ،‬أكبه‬
‫على منخريه يوم القيامة في نار جهنم"‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬حديث أبي سعيد الخدري‪:‬‬


‫بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين‪،‬‬ ‫ولفظه‪" :‬أمرنا رسول ال‬
‫فقلت‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬أمرتنا بقتال هؤلء‪ ،‬فمع من ؟ فقال‪" :‬مع علي بن أبي‬
‫طالب‪ ،‬معه يقتل عمار ابن ياسر"‪.‬‬
‫رواه الحاكم في "الربعين")‪ ،(3‬وعنه ابن عساكر)‪.(4‬‬

‫() هكذا ف الخطوط‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() هكذا ف الخطوط‪ ،‬ول أعرف معناه‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن كثي (البداية والنهاية) جـ ‪ 7‬ص ‪.306‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن عساكر (تاريخ دمشق) جـ ‪ 12‬ورقة ‪ 185‬ب (مطوط)‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪326‬‬
327
‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫دراسة أسانيد الحديث‬
‫أولً‪ :‬حديث المام علي بن أبي طالب‪:‬‬
‫جاء هذا الحديث عن المام علي بالروايات التالية‪:‬‬
‫‪-1‬ـ ـروايةـ ـسعدـ ـبن ـجنادة ‪ :‬رواها عنه الجوزجاني وابن عساكر باللفظ‬
‫الثالث عن علي‪ ،‬وفيها‪:‬‬
‫‪ -‬الحسن بن عطية بن سعد الكوفي العوفي‪ ،‬وهو ضعيف)‪.(1‬‬
‫‪ -‬عمرو بن عطية العوفي‪ ،‬وهو ضعيف)‪.(2‬‬
‫‪ -‬محمد بن سعد بن الحسن بن عطية ‪ ،‬قال الخطيب‪ :‬كان لينا في‬
‫الحديث)‪ ،(3‬وقال الدارقطني‪ :‬ل بأس به)‪.(4‬‬
‫فالحديث بهذا السند ضعيف‪ ،‬قال الجوزجاني‪" :‬هذا حديث منكر‬
‫شبيه بالباطل")‪.(5‬‬
‫‪ -2‬رواية ربيعة بن ناجذ السدي الكوفي)‪ (6‬عند الطبراني في "الوسط"‬
‫باللفظ الول عن علي‪ ،‬وقد تقدم في الفصل السابق في رواية ربيعة بن‬
‫ناجذ عن علي أن ربيعة هذا أقرب إلى الجهالة‪.‬‬
‫‪ -‬وفيها يحيىـ ـبنـ ـسلمةـ ـبنـ ـكهيلـ ـالحضرميـ ـأبوـ ـجعفرـ ـالكوفي‪:‬‬
‫متروك‪ ،‬وكان شيعياً)‪.(7‬‬
‫فالرواية ضعيفة جداً‪.‬‬
‫‪ -3‬رواية الحسين بن المام علي عند ابن عساكر باللفظ الول عن علي‪.‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 162‬رقم ‪.1256‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الذهب (الغن) جـ ‪ 2‬ص ‪ 69‬رقم ‪( ،4683‬اليزان) جـ ‪ 5‬ص ‪ 336‬رقم ‪.6417‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الطيب (تاريخ بغداد) جـ ‪ 5‬ص ‪.323‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الصدر السابق جـ ‪ 5‬ص ‪.323‬‬ ‫‪4‬‬

‫() الوزجان (الباطيل) ص ‪.240‬‬ ‫‪5‬‬

‫() نسب الزي إل النسائي ف "الصائص" أنه روى لربيعة بن ناجذ حديثا‪( :‬تذيب الكمال) جـ ‪ 9‬ص ‪،146‬‬ ‫‪6‬‬

‫وتبعه ابن حجر فنسب إل النسائي أنه روى لربيعة حديثا ف فضل علي‪( :‬التهذيب) جـ ‪ 3‬ص ‪ 230‬وعليه فقد‬
‫عزا ‪-‬أي ابن حجر‪ -‬حديث علي "أمرت بقتال الناكثي‪...‬ال" إل النسائي ف "الصائص"‪( :‬التلخيص البي)‬
‫جـ ‪ 4‬ص ‪ .44‬والواقع أنه ل وجود لذا الديث ف "الصائص" ول ذكر لربيعة بن ناجذ هنالك أيضا‪.‬‬
‫() ابن حجر (التقريب) رقم ‪.7561‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪328‬‬
‫وسندها موضوع؛ لن فيه أبا الجارود زياد بن المنذر الهمداني العمى‬
‫الكوفي‪ ،‬رافضي كذبه يحيى بن معين وأبو داود‪ ،‬وقال يحيى بن يحيى‬
‫النيسابوري‪ :‬كان يضع الحديث)‪.(1‬‬
‫‪-4‬ـ ـروايةـ ـعمروـ ـالسلميـ وعنه ابنه أنسـ ـبنـ ـعمرو عند ابن عساكر‬
‫باللفظ الول‪ ،‬وهما مجهولن)‪ . (2‬ولم يرو عن أنس سوى عبد الجبار بن‬
‫العباس التي‪ .‬ول عبرة بإيراد ابن حبان أنساً هذا في الثقات)‪ (3‬فإنه جار‬
‫على قاعدته في توثيق المجاهيل‪ .‬وفيها أيضاً‪:‬‬
‫‪ -‬عبد الجبار بن العباس الهمداني الكوفي ‪ ،‬وَثّقه أبو حاتم)‪ ، (4‬وقال‬
‫العجلي‪ :‬صويلح ل بأس به)‪ ، (5‬وقال ابن معين وأبو داود‪ :‬ليس به بأس‪،‬‬
‫وقال أحمد‪ :‬أرجو أن ل يكون به بأس‪ ،‬وقال البزار‪ :‬أحاديثه مستقيمة إن‬
‫شاء ال تعالى‪ ،‬وكذبه أبو نعيم)‪،(6‬وقال العقيلي‪ :‬ل يتابع على حديثه وكان‬
‫يتشيع)‪.(7‬‬
‫‪ -‬جعفر بن زياد الحمر ‪ ،‬وَثّقه بعضهم وضعفه آخرون)‪ ، (8‬ولخص‬
‫ذلك ابن حجر فقال‪" :‬صدوق يتشيع")‪.(9‬‬
‫فالرواية ضعيفة‪.‬‬
‫‪-5‬ـ ـروايةـ ـعليـ ـبنـ ـربيعةـ ـالوالبيـ عند أبي يعلى وابن عساكر باللفظ‬
‫الثاني عن علي‪ ،‬وهو ثقة)‪،(10‬لكن الرواية ضعيفة لن فيها‪ :‬الربيع بن‬
‫سهل‪ ،‬وهو منكر الحديث)‪.(11‬‬
‫وقد علّق ابن كثيرعلى هذه الرواية فقال‪" :‬حديث غريب ومنكر")‪.(12‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 3‬ص ‪ 338 ،337‬رقم ‪.2189‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الذهب (اليزان) جـ ‪ 1‬ص ‪ 444‬رقم ‪.1041‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن حبان (الثقات) جـ ‪ 4‬ص ‪.50‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن أب حات (الرح والتعديل)‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫() العجلي (معرفة الثقات) جـ ‪ 2‬ص ‪ 69‬رقم ‪.1004‬‬ ‫‪5‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 6‬ص ‪ 94 ،93‬رقم ‪.3873‬‬ ‫‪6‬‬

‫() العقيلي (الضعفاء) جـ ‪ 3‬ص ‪ 88‬رقم ‪ 1058‬ونسبه "الشبامي"‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 2‬ص ‪ 84 ،83‬رقم (‪.)995‬‬ ‫‪8‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) رقم ‪.940‬‬ ‫‪9‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) رقم ‪.4733‬‬ ‫‪10‬‬

‫() ابن حجر (اللسان) جـ ‪ 3‬ص ‪ 76 ،75‬رقم ‪.3373‬‬ ‫‪11‬‬

‫() ابن كثي (البداية والنهاية) جـ ‪ 7‬ص ‪.305‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪329‬‬
‫‪ -6‬رواية علقمة وعنه إبراهيم النخعي عند ابن أبي عاصم في "السنة"‬
‫وابن عدي‪ ،‬وابن عساكر باللفظ الرابع عن علي‪.‬‬
‫وعلقمة هو ابن قيس بن عبدال النخعي الكوفي‪ ،‬قال ابن حجر‪" :‬ثقة‬
‫ثبت فقيه عابد‪ ،‬من الثانية‪ ،‬مات بعد الستين وقيل بعد السبعين")‪ . (1‬وأما‬
‫إبراهيم النخعي فهو ابن يزيد بن قيس بن السود النخعي الكوفي الفقيه‪ ،‬قال‬
‫ابن حجر‪" :‬ثقة إل أنه يرسل كثيراً‪ ،‬من الخامسة‪ ،‬مات سنة ست وتسعين‬
‫وهو ابن خمسين أو نحوها")‪.(2‬‬
‫وفيها أيضاً‪:‬‬
‫‪ -‬حكيم بن جبير ‪ ،‬وهو متروك الحديث‪ ،‬وكذبه الجوزجاني)‪ ،(3‬وقال‬
‫ابن حجر‪" :‬ضعيف‪ ،‬رمي بالتشيع")‪.(4‬‬
‫‪ -‬فطرـ ـبنـ ـخليفة‪ ،‬وقد اختلف في توثيقه)‪ ،(5‬قال عنه ابن حجر‪:‬‬
‫"صدوق رمي بالتشيع")‪.(6‬‬

‫‪ -‬علي بن يزيد الصدائي‪ ،‬قال عنه الحافظ بن حجر‪" :‬فيه لين")‪.(7‬‬


‫فالرواية ضعيفة واهية‪.‬‬
‫‪ -7‬رواية خُلَيد بن عبدال ال َعصَري أبي سليمان عند الخطيب وعنه ابن‬
‫عساكر باللفظ الول‪.‬‬
‫قال الخطيب‪ :‬تابعي حضر مع علي بن أبي طالب يوم النهروان‪ ،‬وحدث‬
‫عنه وعن أبي ذر وعن أبي الدردراء‪ .‬ثم أورد هذا الحديث بسنده إلى‬
‫خليد قال‪ :‬سمعت أميرالمؤمنين علياً يقول يوم النهروان‪ :‬أمرني رسول‬
‫ال بقتال الناكثين والمارقين والقاسطين)‪.(8‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) رقم ‪.4681‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) رقم ‪.270‬وكلم ابن حجر ها هنا موهم‪ ،‬فإنه عد إبراهيم النخعي من الطبقة الامسة‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫وقال ف القدمة بأن من كان من الطبقة الثالثة إل آخر الثامنة فوفاته بعد الائة‪ ،‬وحدد وفاة إبراهيم بسنة ست‬
‫وتسعي‪ ،‬ما يوهم أنه توف عام ستة وتسعي بعد الائة من الجرة‪ .‬والقيقة أنه توف قبل الائة كما هو صريح ف‬
‫(التهذيب) جـ ‪ 1‬ص ‪ 161 ،160‬رقم ‪.292‬‬
‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 2‬ص ‪ 400 ،339‬رقم ‪.1543‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) رقم ‪.1468‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 8‬ص ‪ 263 ،262‬رقم ‪.5657‬‬ ‫‪5‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) رقم ‪.5441‬‬ ‫‪6‬‬

‫() الصدر السابق رقم ‪.4816‬‬ ‫‪7‬‬

‫() الطيب (تاريخ بغداد) جـ ‪ 8‬ص ‪.340‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪330‬‬
‫وقد ذكره ابن حبان في الثقات)‪ ،(1‬وقال ابن حجر‪" :‬صدوق‬
‫يرسل")‪ ، (2‬ومراده بالرسال عدم سماعه من علي بن أبي طالب‪ ،‬إذ قال‪:‬‬
‫"وذكر إسحاق بن منصور عن يحيى ابن معين أنه قال‪:‬لم يسمع خليد بن‬
‫عبدال من سلمان‪ ،‬قال‪ :‬فقلت‪ :‬يقول‪ :‬لما ورد علينا سلمان‪ ،‬قال يعني‬
‫بالبصرة‪ .‬انتهى‪ ،‬وعلى هذا فيبعد سماعه من علي وأبي ذر رضي ال‬
‫عنهما")‪.(3‬‬
‫وبهذا يتضح أن روايته عن علي منقطعة‪ ،‬ويظهر أن الخطيب اعتمد‬
‫في ترجمة خليد على الحديث الذي أورده من طريقه‪ ،‬فإن فيه سماعه من‬
‫علي وحضوره النهروان‪ .‬أما تصريحه بالسماع من علي فمقدوح فيه‪ ،‬لن‬
‫في إسناد هذه الرواية أيضاً‪:‬‬
‫‪ -‬أبان بن أبي عياش‪ ،‬وهو متروك)‪.(4‬‬
‫‪-‬ـ ـيونسـ ـبنـ ـأرقمـ ـالكنديـ ـالبصري‪ ،‬قال البخاري‪ :‬كوفي معروف‬
‫الحديث كان يتشيع)‪ ،(5‬وذكره ابن حبان في الثقات)‪ ،(6‬وقال عبد الرحمن بن‬
‫خراش‪ :‬لين الحديث)‪.(7‬‬
‫‪ -‬جعفرـ ـبنـ ـزيادـ ـالحمر‪ ،‬وقد تقدم ذكره قريباً في رواية عمرو‬
‫السلمي‪.‬‬
‫فالرواية واهية‪.‬‬
‫‪ -8‬رواية إبراهيم وأبي سعيد التميمي‪ :‬عند ابن عساكر باللفظ الول‪.‬‬
‫أما إبراهيمـ فيفهم من كلم الدارقطني‬
‫أنه إبراهيم بن يزيد النخعي)‪ ،(8‬تقدم أنه ثقة لكنه يرسل كثيراً‪ ،‬وقد‬
‫أرسلها ها هنا عن علي إذ لم يسمع منه‪ ،‬ذلك أنه لم يسمع من عائشة‬
‫رضي ال عنها)‪ ،(9‬وقد توفيت عام ‪ 58‬للهجرة)‪.(10‬‬
‫() ابن حبان (الثقات) جـ ‪ 4‬ص ‪.210‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) رقم ‪.1741‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 3‬ص ‪.144 ،143‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) رقم ‪.142‬‬ ‫‪4‬‬

‫() البخاري (التاريخ الكبي) جـ ‪ 8‬ص ‪ 410‬رقم ‪.3518‬‬ ‫‪5‬‬

‫() ابن حبان (الثقات) جـ ‪ 9‬ص ‪.290‬‬ ‫‪6‬‬

‫() ابن حجر (تعجيل النفعة) ص ‪ 510‬رقم ‪.1209‬‬ ‫‪7‬‬

‫() الدارقطن (العلل) جـ ‪ 5‬ص ‪ 148‬رقم ‪.780‬‬ ‫‪8‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 1‬ص ‪ 161 ،160‬رقم ‪.292‬‬ ‫‪9‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 12‬ص ‪ 386-384‬رقم ‪.8989‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪331‬‬
‫وأما أبو سعيد التميمي ‪ -‬وهو الحسن بن دينار وقيل‪ :‬ابن واصل ‪-‬‬
‫فمتروك‪ ،‬ومنهم من كذبه)‪ .(1‬على أنه متأخر لم يدرك علياً كما هو واضح‬
‫من السانيد التي ساقها ابن حجر في اللسان)‪.(2‬‬
‫وفيها أيضاً‪:‬‬
‫‪ -‬عنعنة العمش سليمان بن مهران‪ ،‬وهو مدلس كما تقدم‪.‬‬
‫‪ -‬حمزة بن حبيب بن عمارة الزيات الكوفي‪ ،‬قال العجلي‪ :‬ثقة‪ ،‬رجل‬
‫صالح صاحب سنة)‪ ، (3‬وقال ابن سعد‪ :‬كان صدوقاً صاحب سنة)‪ ، (4‬وقال‬
‫ابن منجويه‪ :‬كان من خيار عباد ال عبادة وفضلً وورعاً ونسكاً‪ ،‬وأثنى‬
‫عليه أيضاً ابن فضيل والعمش وحسين الجعفي‪ ،‬وقال الساجي‪ :‬صدوق‬
‫سيء الحفظ ليس بمتقن في الحديث‪ ،‬وقال الزدي‪ :‬وهو في الحديث‬
‫صدوق سيء الحفظ ليس بمتقن في الحديث)‪.(5‬‬
‫وعليه فإن وصف ابن حجر له بأنه "صدوق زاهد ربما وهم" )‪ (6‬فيه‬
‫نظر‪ ،‬فإن الظاهر أن توثيق من وثقه من أجل صلحه‪ ،‬وأما ضبطه‬
‫للحديث فليس بمتقن‪.‬‬
‫‪ -‬بكار بن بشر عن حمزة الزيات‪:‬‬
‫ولم أجد من هكذا اسمه رغم كثرة البحث‪ ،‬ويحتمل أنه مصحف عن‬
‫بكر بن بشر‪ ،‬وهو الترمذي الراوي عن عبدالحميد بن سوار‪ ،‬وعنه محمد‬
‫بن أبي السري العسقلني‪ ،‬ذكره ابن حبان في الثقات)‪ ، (7‬وقال أبو حاتم‪:‬‬
‫مجهول)‪ ،(8‬وقال الذهبي أيضاً‪ :‬مجهول)‪.(9‬‬
‫فالرواية هذه – إذن ‪ -‬ضعيفة‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وقد رجح الدارقطني رواية إبراهيم عن علي مرسلً على كل‬
‫من رواية إبراهيم عن علقمة عن علي السابقة ورواية إبراهيم عن علقمة‬

‫() ابن حجر (اللسان) جـ ‪ 2‬ص ‪ 381 – 380‬رقم ‪.2461‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الصدر السابق‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() العجلي (معرفة الثقات) جـ ‪ 1‬ص ‪ 322‬رقم ‪.356‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن سعد (الطبقات) جـ ‪ 6‬ص ‪.385‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 3‬ص ‪ 25 ،24‬رقم ‪.1593‬‬ ‫‪5‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) رقم ‪.1518‬‬ ‫‪6‬‬

‫() ابن حبان (الثقات) جـ ‪ 8‬ص ‪.148‬‬ ‫‪7‬‬

‫() ابن أب حات (الرح والتعديل) جـ ‪ 2‬ص ‪ 382‬رقم ‪.1491‬‬ ‫‪8‬‬

‫() الذهب (الغن) جـ ‪ 1‬ص ‪ 176‬رقم ‪( ،967‬اليزان) جـ ‪ 2‬ص ‪ 58‬رقم ‪.1275‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪332‬‬
‫عن عبدال التية)‪ ، (1‬فانضاف بذلك سبب آخر لضعف رواية إبراهيم عن‬
‫علقمة عن علي‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬حديث أبي أيوب النصاري‪:‬‬
‫وقد جاء من أوجه أربعة‪:‬‬
‫‪ - 1‬رواية علقمة بن قيس والسود بن يزيد النخعيين عند الخطيب‪،‬‬
‫وعنه كل من الجوزجاني وابن عساكر باللفظ الرابع‪ ،‬وعلقمة والسود‬
‫ثقتان)‪.(2‬‬
‫وفيها‪:‬‬
‫‪ -‬مُعلّى بن عبدالرحمن الواسطي‪ ،‬وهو "متهم بالوضع‪ ،‬وقد رمي‬
‫بالرفض")‪ ،(3‬بل وضاع كما قال ابن المديني)‪ ،(4‬وسئل عنه ابن معين فقال‪:‬‬
‫أحسن أحواله أنه قيل له عند موته‪ :‬أل تستغفر ال ؟ فقال‪ :‬ل أرجو أن يغفر‬
‫لي‪ ،‬وقد وضعت في فضل علي بن أبي طالب سبعين حديثاً)‪.(5‬‬
‫‪ -‬أحمد بن عبدال المؤدّب‪ ،‬وهو كذاب وضاع)‪.(6‬‬
‫فالحديث من رواية علقمة والسود موضوع‪ ،‬قال الجوزجاني‪" :‬هذا‬
‫حديث موضوع ل شك فيه")‪ ، (7‬وقال ابن كثير‪" :‬هذا السياق الظاهر أنه‬
‫موضوع")‪.(8‬‬
‫عتّاب بن ثعلبة‪ :‬رواها الحاكم في المستدرك وابن عساكر اللفظ‬ ‫‪ -2‬رواية َ‬
‫الول‪.‬‬
‫وعتّاب مجهول إذ لم يرو عنه سوى أبي زيد الحول كما في هذا السند‪،‬‬
‫وليس له راو آخر)‪ .(9‬وفيها‪:‬‬
‫‪ -‬أبو زيد الحول‪ ،‬وهو مجهول أيضاً إذ لم أجد له ترجمة‪.‬‬

‫() الدارقطن (العلل) جـ ‪ 5‬ص ‪ 48‬رقم ‪.780‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) رقم ‪.4681 ،509‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الصدر السابق رقم ‪.6805‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الذهب (اليزان) جـ ‪ 6‬ص ‪ 474‬رقم ‪.8679‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن الوزي (الوضوعات) جـ ‪ 1‬ص ‪.339‬‬ ‫‪5‬‬

‫() الذهب (الغن) جـ ‪ 1‬ص ‪ 84‬رقم ‪.327‬‬ ‫‪6‬‬

‫() الوزجان (الباطيل والناكي) ص ‪.184‬‬ ‫‪7‬‬

‫() ابن كثي (البداية والنهاية) جـ ‪ 7‬ص ‪.307‬‬ ‫‪8‬‬

‫() الذهب (اليزان) جـ ‪ 5‬ص ‪ 36‬رقم ‪.5472‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪333‬‬
‫‪-‬ـ ـسلمةـ ـبنـ ـالفضلـ ـالبرش‪ ،‬كان يتشيع‪ ،‬وثقه بعضهم وضعفه‬
‫آخرون‪ ،‬واتهمه أبو زرعة)‪ ، (1‬ورغم ذلك قال ابن حجر‪" :‬صدوق كثير‬
‫الخطأ")‪.(2‬‬
‫‪ -‬محمد بن حميد بن حيانـ التميمي الرازي‪ ،‬قال عنه الحافظ ابن‬
‫حجر‪" :‬حافظ ضعيف‪ ،‬وكان ابن معين حسن الرأي فيه")‪ ، (3‬إل أنه اتهم‬
‫أيضاً بالكذب)‪.(4‬‬
‫هذا وقد قال الذهبي عن هذه الرواية‪" :‬السناد مظلم والمتن‬
‫منكر")‪.(5‬‬
‫‪-3‬ـ ـروايةـ ـالصبغـ ـبنـ ـنباتةـ ـالكوفي عند الحاكم في المستدرك باللفظ‬
‫الثاني‪ .‬قال عنه ابن حجر‪" :‬متروك رمي بالرفض")‪ ،(6‬كما رمي‬
‫بالكذب أيضاً)‪.(7‬‬
‫‪ -‬علي بن غراب الفزاري الكوفي‪ ،‬وثقه ابن معين)‪ (8‬والدارقطني)‪،(9‬‬
‫وقال أبو حاتم‪ :‬ل بأس به‪ ،‬وقال أبو زرعة‪ :‬صدوق)‪ ،(10‬بينما قال أبو داود‪:‬‬
‫تركوا حديثه‪ ،‬وقال الجوزجاني‪ :‬ساقط)‪ ، (11‬وقال أحمد‪ :‬كان يدلس ما أراه‬
‫إل صدوقاً)‪ ،(12‬وقال ابن حبان‪" :‬كان غالياً في التشيع كثير الخطأ فيما‬
‫يروي‪ ،‬حتى وجد السانيد المقلوبة في روايته كثيراً والشياء الموضوعة‬
‫التي يرويها عن الثقات‪ ،‬فبطل الحتجاج به وإن وافق الثقات)‪ . (13‬ومهما‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 4‬ص ‪ 139 ،138‬رقم ‪.2599‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) رقم ‪.2505‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) رقم ‪.5834‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 9‬ص ‪ 111-108‬رقم ‪.6081‬‬ ‫‪4‬‬

‫() الذهب (اليزان) جـ ‪ 5‬ص ‪ 36‬رقم ‪.5472‬‬ ‫‪5‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) رقم ‪.537‬‬ ‫‪6‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 1‬ص ‪ 329 ،328‬رقم ‪.585‬‬ ‫‪7‬‬

‫() ابن معي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪ 270‬رقم ‪.1275‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪ )(9‬ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 7‬ص ‪ 314 ،313‬رقم ‪.4959‬‬


‫() ابن أب حات (الرح والتعديل)‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫() الوزجان (أحوال الرجال) ص ‪ 61‬رقم ‪.59‬‬ ‫‪11‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 7‬ص ‪ ،314 ،313‬رقم ‪.4959‬‬ ‫‪12‬‬

‫() ابن حبان (الجروحي) جـ ‪ 2‬ص ‪.105‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪334‬‬
‫قيل فيه من التوثيق فإنه قد عنعن السناد هاهنا‪ ،‬وقد ذكره ابن حجر في‬
‫المرتبة الثالثة من المدلسين)‪.(1‬‬
‫هذا وقد حكم الذهبي على هذه الرواية بالضعف)‪ ،(2‬وهي واهية كما‬
‫ل يخفى‪.‬‬
‫‪ -4‬رواية مِخنَف بن سُليم عند الحاكم في الربعين باللفظ الول وعند ابن‬
‫عدي وابن عساكر باللفظ الثالث‪ ،‬ومِخنَف بن سُليم‪ :‬صحابي)‪ . (3‬وفي‬
‫روايته‪:‬‬
‫‪ -‬الحارث بن حصيرة ‪ ،‬وقد تقدم في الفصل السابق في رواية ربيعة‬
‫بن ناجذ عن علي أنه ضعيف‪.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫‪ -‬محمد بن كثير القرشي الكوفي‪ ،‬وهو شيعي ضعيف ‪.‬‬
‫فالرواية ضعيفة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬حديث عبدال بن مسعود‪:‬‬
‫تفرد به إبراهيم عن علقمة عن عبدال‪ .‬وإبراهيم هذا هو ابن يزيد‬
‫النخعي‪ :‬ثقة إل أنه يرسل كما تقدم‪ ،‬وعلقمة هو ابن قيس النخعي‪ :‬ثقة ثبت‪،‬‬
‫تقدم أيضاً‪.‬‬
‫رواه عن إبراهيم‪:‬‬
‫أ‪ -‬يزيد بن قيسـ وعنه بكير بن ربيعةـ عند الشاشي والطبراني في‬
‫"الكبير" باللفظ الول‪ ،‬وهما مجهولن ليس لهما ترجمة‪ .‬فيها أيضاً‪:‬‬
‫‪ -‬عائذ بن حبيب بن ال َملّح الكوفي‪ ،‬قال أبو زرعة‪ :‬صدوق)‪ ،(5‬وقال‬
‫ابن معين‪ :‬زِنديق)‪ ، (6‬وقال أيضاً‪ :‬كذاب)‪ ، (7‬وقد حمل كلم ابن معين على‬

‫() ابن حجر (تعريف أهل التقديس) ص ‪ 99‬رقم ‪.89‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الذهب (تلخيص الستدرك) جـ ‪ 3‬ص ‪.140‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) رقم ‪.6542‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 9‬ص ‪ 362 ،361‬رقم ‪( ،6542‬التقريب) رقم ‪.6253‬‬ ‫‪4‬‬

‫() أبو زرعة (الضعفاء) جـ ‪ 2‬ص ‪.384‬‬ ‫‪5‬‬

‫() الصدر السابق‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 5‬ص ‪ 79‬رقم ‪.3225‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪335‬‬
‫آخر غير هذا)‪ ، (1‬وقال الجوزجاني‪ :‬غال زائغ)‪ . (2‬ومع هذا فقد قال ابن‬
‫حجر‪" :‬صدوق رمي بالتشيع")‪ ،(3‬وهو كما يبدو تساهل من الحافظ‪.‬‬
‫‪ -‬وفيها عند الشاشي‪ :‬عبدالسلمـ ـبنـ ـصالحـ ـالقرشيـ ـأبوـ ـالصلت‬
‫الهروي‪ ،‬قال الدارقطني‪ :‬كان رافضياً خبيثاً)‪ ،(4‬وكذلك قال العقيلي)‪،(5‬‬
‫وقال محمد بن طاهر‪ :‬كذاب)‪ ، (6‬وفيه خدوش أخرى كثيرة‪ ،‬على أنه قد‬
‫وثق من بعضهم)‪ ،(7‬ولكن ل ينهض لجرح المجرحين‪.‬‬
‫‪ -‬وفيها عند الطبراني‪ :‬عبدالرحمن بن صالح الكوفي ‪ ،‬وثق إل أنه‬
‫محترق فيما كان فيه من التشيع)‪ ،(8‬وقال الحافظ‪" :‬صدوق يتشيع")‪.(9‬‬
‫فهذا الوجه ‪ -‬يزيد بن قيس ‪ -‬ضعيف‪.‬‬
‫ب‪ -‬مسلم بن كيسان المُلئي عند الطبراني في "الكبير" و"الوسط"‬
‫باللفظ الول‪ ،‬ومسلم ضعيف)‪.(10‬‬
‫ج ‪ -‬منصور بن المعتمر عند الحاكم في "الربعين" باللفظ الثاني‪،‬‬
‫وعند ابن عساكر باللفظين الثاني والثالث‪ ،‬ومنصور ثقة ثبت)‪.(11‬‬
‫وفي سنده‪:‬‬
‫‪ -‬شريك بن عبدال النخعي ‪ ،‬قال ابن حجر‪" :‬صدوق يخطئ كثيراً‪،‬‬
‫تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة")‪.(12‬‬
‫‪ -‬إسماعيل بن عَبّاد‪ ،‬وقد وصف في رواية الحاكم بالمقرئ‪ ،‬ولم أجد‬
‫فيمن اسمه إسماعيل بن عباد من نعت بالمقرئ‪ ،‬ويبدو أنها لفظة زائدة‪،‬‬
‫ولذا هي غير موجودة عند ابن عساكر‪ ،‬والظاهر أنها تحريف من المزني‪،‬‬
‫() الصدر السابق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الوزجان (أحوال الرجال) ص ‪ 64‬رقم ‪.67‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) رقم ‪.3117‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 6‬ص ‪ 283-281‬رقم ‪.4220‬‬ ‫‪4‬‬

‫() العقيلي (الضعفاء) جـ ‪ 3‬ص ‪ 70‬رقم ‪.1036‬‬ ‫‪5‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 6‬ص ‪283-281‬رقم ‪4220‬‬ ‫‪6‬‬

‫() الصدر السابق‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 6‬ص ‪ 180 ،179‬رقم ‪.4037‬‬ ‫‪8‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) رقم ‪.3898‬‬ ‫‪9‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) رقم ‪.6641‬‬ ‫‪10‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) رقم ‪.6908‬‬ ‫‪11‬‬

‫() الصدر السابق رقم ‪.2787‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪336‬‬
‫وعليه فهو إسماعيل بن عباد أبو محمد المزني من أهل البصرة‪ ،‬أورد له‬
‫ابن حبان أحاديث من رواية زكريا بن يحيى الرقاشي المقرئ‪ ،‬وهو‬
‫الراوي عنه هاهنا مما يقوي أن المقرئ في وصف إسماعيل إما مقحمة أو‬
‫محرفة من المزني‪.‬‬
‫قال ابن حبان عن إسماعيل هذا‪ :‬ل يجوز الحتجاج به بحال)‪.(1‬‬
‫‪ -‬زكريا بن يحيى الحزار الرقاشي المقرئ ‪ ،‬قال ابن حبان‪ :‬يغرب‬
‫ويخطئ)‪.(2‬‬
‫فالسناد ضعيف واهٍ‪ ،‬ويزداد وهناً بما سبق ذكره عن الدارقطني بأن‬
‫الصواب في رواية إبراهيم النخعي لهذا الحديث أنها عن علي مرسلة‪ ،‬أي‬
‫بدون ذكر الواسطة بين إبراهيم وبين المام علي‪ ،‬والواسطة هنا علقمة بن‬
‫قيس‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬حديث أبي سعيد الخدري‪:‬‬
‫وفيه‪:‬‬
‫‪-‬ـ ـأبوـ ـهارونـ ـالعبدي‪ ،‬واسمه عمارة بن جوين البصري‪ ،‬قال ابن‬
‫حجر‪" :‬متروك‪ ،‬ومنهم من كذبه‪ ،‬شيعي")‪.(3‬‬
‫‪ -‬إسحاقـ ـبنـ ـإبراهيمـ ـالزدي‪ ،‬ذكره ابن حجر في "اللسان")‪،(4‬‬
‫وعزاه إلى "رجال الطوسي")‪.(5‬‬
‫‪ -‬إسماعيلـ ـبنـ ـأبانـ الغنويـ الخياطـ أبوـ ـإسحاقـ ـالكوفي ‪" ،‬متروك‬
‫رمي بالوضع")‪.(6‬‬
‫فالحديث هذا واهٍ بمرة‪.‬‬

‫() ابن حبان (الجروحي) جـ ‪ 1‬ص ‪.123‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن حبان (الثقات) جـ ‪ 8‬ص ‪.254‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) رقم ‪.4840‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن حجر (اللسان) جـ ‪ 1‬ص ‪ 520‬رقم ‪.1075‬‬ ‫‪4‬‬

‫( ) الوئي (معجم رجال الديث) جـ ‪ 3‬ص ‪ ، 34 ، 33‬وذكر اثني من لم هذا السم والنسبة (‪ ) 1106‬و(‬ ‫‪5‬‬

‫‪.)1107‬‬
‫() ابن حجر (التقريب) رقم ‪.411‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪337‬‬
338
‫المبحث الثالث‪:‬‬
‫دراسة متن الحديث‬
‫غريب الحديث‪:‬‬
‫وردت في متون الحديث اللفاظ التية‪:‬‬
‫الناكثون ‪ :‬والمراد بهم أهل الجمل الذين بايعوا المام علياً ثم نكثوا بيعته‬
‫فقاتلوه)‪.(1‬‬
‫القاسطون‪ :‬والمراد بهم الذين قاتلوا المام علياً في صفين)‪ ،(2‬ول يخفى أنه‬
‫صفة ذم لقوله تعالى‪  :‬وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطباً ‪ ،(3) ‬وهو غير‬
‫المقسطين‪ ،‬قال سبحانه‪ :‬إن ال يجب المقسطين‪ ،(4) ‬فإن القاسط اسم فاعل‬
‫من قَسَط أي جار‪ ،‬ومصدره قَسْط وقُسُوط‪ ،‬وأما ال ُمقْسط فهو اسم فاعل من‬
‫َأقْسط بمعنى عدل‪ ،‬ومصدره إقساط)‪ ،(5‬وأما القِسْط فهو اسم مصدر كما هو‬
‫بيّن‪ ،‬قال ابن منظور‪ :‬ويقال أقسط إذا عدل)‪ ، (6‬واقتصر الزمخشري على‬
‫أقسط بمعنى عدل‪ ،‬قال‪" :‬هو قاسط غير مقسط‪ :‬جائر غير عادل ‪...‬‬
‫وتقول‪ :‬ال يقبض ويبسُط‪ ،‬ويُقسِط ول َيقْسُط‪ ،‬وأمر ال بالقِسْط ونهى عن‬
‫القَسْط")‪ ، (7‬قال ابن حجر‪" :‬والقاسطين‪ :‬أهل الشام لنهم جاروا عن الحق‬
‫في عدم مبايعته")‪ (8‬يعني علياً‪.‬‬
‫المارقون ‪ :‬يراد بهم أهل النهروان‪ ،‬فإنهم الحلقة الثالثة في سلسلة الحروب‬
‫التي خاضها المام علي‪ .‬ول ريب في أن هذه اللفظة أخذت من حديث‬
‫المروق الموجه إلى أهل النهروان‪.‬‬
‫وقد ورد تفسير هذه الكلمات في بعض طرق الحديث كما تقدم‪.‬‬
‫الطرقات‪ :‬لم أعثر في معاجم البلدان على ما يحمل هذا السم‪.‬‬

‫() ابن حجر (التلخيص) جـ ‪ 4‬ص ‪.44‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الصدر السابق‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الن آية ‪.15‬‬ ‫‪3‬‬

‫() المتحنة آية ‪.8‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن منظور (اللسان) جـ ‪ 7‬ص ‪ 377‬باب الطاء فصل القاف‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫() الصدر السابق‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫() الزمشري (أساس البلغة) ص ‪.506‬‬ ‫‪7‬‬

‫() ابن حجر (التلخيص) جـ ‪ 4‬ص ‪.44‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪339‬‬
‫سعَيْفة‬
‫السُعَيْفات ‪ :‬هذا كسابقه‪ ،‬ولعله بمعنى ال ُنخَيْلت التي‪ ،‬وهي جمع ُ‬
‫سعْف أي أغصان النخيل‪ ،‬وقيل السعفة النخلة)‪ ،(1‬فلعل‬‫سعْفة مفرد َ‬
‫تصغير َ‬
‫السعيفات هي النخيلت‪.‬‬
‫النخيلت‪ :‬يبدو أنه جمع نخيلة‪ ،‬وهي موضع تقدم ذكره‪.‬‬
‫النهروانات‪ :‬جمع نهروان‪ ،‬وهي نهروانات ثلثة‪ ،‬العلى والوسط‬
‫والسفل‪ ،‬وهي كورة واسعة بين بغداد وواسط من الجانب الشرقي‪ ،‬حدها‬
‫العلى متصل ببغداد)‪.(2‬‬

‫التحليـل‪:‬‬
‫ركّز هذا الحديث على كون المام علي مأموراً بقتال أهل الجمل‬
‫إلى‬ ‫وأهل صفين وأهل النهروان‪ ،‬وأن ذلك كان عن عهد من النبي‬
‫المام علي كما في بعض اللفاظ‪" :‬عهد إليّ النبي أن أقاتل الناكثين‪...‬‬
‫الخ"‪.‬‬
‫ويظهر من خلل روايات الحديث ‪ -‬على تقدير صحته ‪ -‬أنه كان‬
‫على مرأى ومسمع من بعض الصحابة‪ ،‬منهم أبو أيوب النصاري وعبدال‬
‫بن مسعود وأبو سعيد الخدري‪.‬‬
‫وقد تبين أن كل طرق الحديث ضعيفة من جهة أسانيدها‪ ،‬وإضافة‬
‫إلى ذلك فإن ثمة ما يخالفها صراحة‪ ،‬كحديث أبي داود بسند صحيح عن‬
‫قيس بن عباد قال‪ :‬قلت لعلي‪ ،‬أخبرنا عن مسيرك هذا ؟ أعهد عهده إليك‬
‫رسول ال أم رأي ارتأيته ؟ قال‪ :‬ما عهد النبي إلي شيئاً‪ ،‬ولكنه رأي‬
‫ارتأيته)‪ .(3‬وقد نفى ابن تيمية أن يكون المام على روى في قتال أهل‬
‫الجمل وأهل صفين شيئا‪ ،‬بخلف قتال الخوارج أي أهل النهروان‪ ،‬قال‪:‬‬
‫"بل روى الحاديث الصحيحة هو وغيره من الصحابة في قتال الخوارج‬
‫المارقين")‪.(4‬‬
‫ووافقه الحافظ ابن حجر فيما يتعلق بقتال أهل الجمل‪ ،‬وأما ما يتعلق‬
‫بأهل صفين فقال‪" :‬وثبت في أهل الشام حديث عمار‪) :‬تقتلك الفئة‬
‫الباغية(")‪.(5‬‬

‫() ابن منظور (اللسان) جـ ‪ 9‬ص ‪ 151‬باب اللم فصل النون‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الموي (معجم البلدان) جـ ‪ 3‬ص ‪.249‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابو داود (السنن) ك السنن باب ما يدل على ترك الكلم ف الفتنة رقم ‪.4666‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن تيمية (منهاج السنة) ص ‪.112‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن حجر (التلخيص) جـ ‪ 4‬ص ‪ .44‬والديث تقدم تريه‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪340‬‬
‫وأما ما يتعلق بالنهروان فقد قال ابن حجر‪" :‬والمارقين‪ :‬أهل‬
‫النهروان لثبوت الخبر الصحيح فيهم أنهم يمرقون من الدين كما يمرق‬
‫السهم من الرمية")‪ . (1‬ونحوه قول العقيلي في ترجمة الربيع بن سهل بعد‬
‫ذكره رواية علي بن ربيعة الوالبي عن علي في قتال الناكثين والقاسطين‬
‫والمارقين‪" :‬السانيد في هذا الحديث عن علي لينة الطرق‪ ،‬والرواية عنه‬
‫في الحرورية صحيحة")‪ .(2‬وقد مضى بيان مدى مصداقية هذه الدعوى‪.‬‬
‫وعلى كل‪ ،‬فعلى فرض ثبوت أحاديث أخرى في أهل النهروان فإنه‬
‫ل يستلزم صحة كل ما روي فيهم‪ ،‬ولذا كان كلم ابن حجر السابق تفسيراً‬
‫للفظة المارقين ل تصحيحاً لحديث "أمرت بقتال الناكثين‪ ...‬الخ"‪ .‬ول‬
‫يستدل هنا برواية علقمة قال‪ :‬سمعت علي بن أبي طالب رضي ال عنه‬
‫يوم النهروان يقول‪" :‬أمرت بقتال المارقين‪ ،‬وهؤلء المارقون" عند ابن‬
‫أبي عاصم دون اللفظين الخرين‪ ،‬ليكون حديث المروق مثلً شاهداً لها‬
‫يقويها‪ ،‬أما أولً‪ :‬فلن طريقها واهٍ كما سبق بيانه‪ ،‬وأما ثانياً‪ :‬فإن حديث‬
‫المروق ل يصح حمله على أهل النهروان كما تقدم‪ ،‬وأما ثالثاً‪ :‬فإن الواضح‬
‫أنها جزء من الحديث ككل وأن هذه رواية لبعضه‪ ،‬ويبعد جداً أن يريد‬
‫العقيلي بقوله‪" :‬والرواية عنه في الحرورية صحيحة" هذه الرواية‪ ،‬لنه‬
‫ضعف الرواية عن علي مطلقاً مما يتصل بهذا الحديث‪.‬‬
‫هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى فإن حصر هذه اللقاب في قوم‬
‫مخصوصين تحصل منه ريبة عظيمة‪ ،‬ولئن ساغ ذلك في "الناكثين"‬
‫لكونهم نكثوا بيعة المام علي‪ ،‬فإن حصر "القاسطين" في أهل الشام غير‬
‫سائغ‪ ،‬فإن النكث أيضاً جور عن الحق‪ ،‬والمروق من الدين جور عن‬
‫الحق‪ .‬وكذلك توجيه "المارقين" إلى أهل النهروان فضلً عن حصره فيهم‬
‫يستدعي نظراً شديداً‪ ،‬فإن ما ينسب إلى أهل النهروان – وهم منه براء ‪-‬‬
‫بالمقارنة مع ما فعله أهل الشام ‪ -‬على فرض تجويز المقارنة ‪ -‬ل يعد شيئاً‪،‬‬
‫وقد مضى شيء من ذلك‪ ،‬ل سيما مع قوله تعالى‪ :‬وأما القاسطون فكانوا‬
‫لجهنم حطب ‪‬اً )‪ ، (3‬فإن من صح له هذا الجزاء لم يمتنع أن يصح له حكم‬
‫المروق‪.‬‬
‫هذا ما يتعلق بالروايات المقتصرة على هذه اللفاظ الثلثة‪ ،‬وهي كل‬
‫الروايات عن المام علي وروايتان عن عبدال بن مسعود‪ ،‬ورواية أبي‬
‫سعيد الخدري‪.‬‬
‫() الصدر السابق جـ ‪ 4‬ص ‪.44‬‬ ‫‪1‬‬

‫() العقيلي (الضعفاء) جـ ‪ 2‬ص ‪ 51‬رقم ‪.482‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الن آية ‪.15‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪341‬‬
‫أما روايات أبي أيوب النصاري فيضم منها إلى القوادح السابقة أن‬
‫أبا أيوب النصاري لم يحضر صفين‪ ،‬فإنه كان إذذاك واليا على المدينة‬
‫من قبل المام علي)‪.(1‬‬
‫ومن مظاهر الختلق فيها ذكر النخيلت‪ ،‬ولم يقاتل المام علي‬
‫منكري التحكيم أو غيرهم فيها‪ .‬على أن جمع النخيلت غير معروف‬
‫بموضع معين‪ ،‬وكذلك السعيفات والطرقات ألفاظ مبهمة ل تعني شيئاً‪.‬‬
‫وأما الرواية عن ابن مسعود فأثر التلفيق فيها واضح‪ ،‬من أمر النبي‬
‫أم سلمة بفتح الباب وهو جالس‪ ،‬مع قولها‪" :‬أتلقاه بمعاصمي" فيأمرها‬
‫بذلك‪ ،‬وقولها‪" :‬فقمت وأنا أختال في مشيتي" وتكرار "فاسمعي واشهدي"‪،‬‬
‫وقوله‪" :‬لو أن عبداً عبدال ألف عام بعد ألف عام‪ ،‬وألف عام بين الركن‬
‫والمقام ثم لقي ال مبغضاً لعلي بن أبي طالب وعترته أكبه ال على منخريه‬
‫يوم القيامة في نار جهنم"‪.‬‬
‫وهذا أسلوب تمجه السماع وتأباه الفطر السليمة‪ ،‬ل يصدر عن‬
‫مشكاة النبوة ومعدن الفصاحة وينبوع البلغة‪ ،‬بل هو أسلوب الوضّاعين‬
‫الذين يريدون أن يثبتوا فضيلة المام علي بمثل هذه المور السمجة‪ ،‬وهو‬
‫عنها غني‪.‬‬
‫ومن خلل عرض الروايات السابقة وبيان ما فيها من الخلل يتبين أن‬
‫جميع الطرق بجميع أسانيدها لم تخل من ضعيف أو متروك أو كذاب‪.‬‬
‫وعليه فل يرقى الحديث بحال إلى الحسن كما توهم مؤلفا كتاب "بيعة علي‬
‫بن أبي طالب في ضوء الروايات الصحيحة")‪ ،(2‬والغرب منه حكم‬
‫اللباني على الحديث بأنه "صحيح" عند كلمه على رواية علقمة السابقة‪،‬‬
‫حيث قال هنالك‪" :‬صحيح وإسناده ضعيف"‪ ،‬ثم ذكر له بعض ما عده‬
‫شواهد لهذه الرواية)‪ ، (3‬ولو كانت كثرة طرقه ترقى به لوقفت عند الحسن‬
‫ولم تتجاوزه إلى الصحة‪ ،‬إذ ليس فيها طريق حسنة ترقى بالخريات إلى‬
‫الصحيح لغيره‪ ،‬هذا على اعتبار أن الضعف فيها خفيف‪ ،‬إل أن اجتماع‬
‫أولئك الكثرة من الضعفاء والمتروكين والكذابين على رواية حديث بعينه‬
‫يزيده ضعفاً على ضعف‪.‬‬

‫() الطبي (التاريخ) جـ ‪ 3‬ص ‪.163‬‬ ‫‪1‬‬

‫() أم سال (بيعة المام علي) ص ‪.78‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن أب عاصم (السنة) ص ‪.425‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪342‬‬
‫وما نسبه مؤلفا كتاب "بيعة على بن أبي طالب" إلى ابن كثير في‬
‫"البداية والنهاية"من احتجاجه بالحديث)‪ - (1‬أي تقويته له ‪ -‬غير صحيح‪،‬‬
‫فقد حكم ابن كثير على هذا الحديث بأنه "ضعيف")‪ . (2‬هذا وقد تقدم النقل‬
‫عن الذهبي أنه حكم على متن الحديث بالنكارة‪.‬‬
‫وبالنظر إلى كل من أسانيد هذا الحديث ومتونه وبيان ما فيها من‬
‫النكارة وأثر الختلق فإن الخلصة أن هذا الحديث موضوع على رسول‬
‫ال كما قال ابن تيمية)‪.(3‬‬

‫() أم سال (بيعة علي بن أب طالب) ص ‪.78‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن كثي (البداية والنهاية) جـ ‪ 7‬ص ‪.362‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن تيمية (منهاج السنة) ص ‪.114‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪343‬‬
344
‫الفصـل السـابع‪:‬‬

‫حديث‪ :‬تمرق مارقة عند فرقة من‬


‫المسلمين يقتلها أولى الطائفتين بالحق‬
‫‪.‬‬

‫المبحث الول‪ :‬تخريج الحديث‬


‫المبحث الثاني‪ :‬دراسة أسانيد الحديث‬
‫المبحث الثالث‪ :‬دراسة متن الحديث‬

‫‪345‬‬
346
‫المبحث الول‪:‬‬
‫تخريج الحديث‬
‫ورد الديث عن أب سعيد الدري فحسب‪ ،‬وله ألفاظ‪:‬‬
‫‪" :‬تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين يقتلها‬ ‫أ‪ -‬قال رسول ال‬
‫أولى الطائفتين بالحق"‪.‬‬
‫رواه مسلم ‪ -‬واللفظ له ‪ -‬من أوجه ثلثة‪ ،‬وأحمد من أربعة أوجه‪،‬‬
‫وأبو يعلى من ثلثة أوجه‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬والنسائي في "الكبرى"‬
‫و"الخصائص" من أربعة أوجه‪ ،‬وسعيد بن منصور‪ ،‬والبيهقي من طريق‬
‫أبي داود من وجهين في "السنن الكبرى" و "دلئل النبوة"‪ ،‬كلهم من رواية‬
‫أبي نضرة عن أبي سعيد)‪ ،(1‬ورواه عبدال بن أحمد في "السنة" من رواية‬
‫أبي عثمان النهدي عن أبي سعيد)‪.(2‬‬
‫ب‪ -‬عن أبي نضرة عن أبي سعيد أن النبي ذكر قوماً يكونون في‬
‫أمته يخرجون في فرقة من الناس‪ ،‬سيماهم التحالق‪ ،‬قال‪" :‬هم شر الخلق ‪-‬‬
‫أو من شر الخلق ‪ -‬يقتهلم أدنى الطائفتين من الحق"‪ ،‬قال‪ :‬فضرب النبي‬
‫لهم مثلً ‪ -‬أو قال‪ :‬قولً ‪" -‬الرجل يرمي الرمية ‪ -‬أو قال‪ :‬الغرض‪-‬‬
‫فينظر في النصل فل يرى بصيرة‪ ،‬وينظر في النضي فل يري بصيرة‪،‬‬
‫وينظر في الفوق فل يرى بصيرة"‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو سعيد‪ :‬وأنتم قتلتموهم يا‬
‫أهل العراق‪.‬‬
‫رواه مسلم ‪ -‬وهذا لفظه ‪ -‬وأحمد‪ ،‬وابن حبان)‪.(3‬‬
‫ج ‪ -‬عن أبي سعيد مرفوعاً‪" :‬ل تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان‬
‫عظيمتان دعواهما واحدة‪ ،‬تمرق بينهما مارقة يقتلها أولهما بالحق"‪.‬‬

‫() مسلم (الصحيح) ك الزكاة باب ‪ 47‬رقم ‪ /)1065( 152 ، 151 ، 150‬أحد بن حنبل (السند) جـ ‪ 3‬ص ‪،25‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ /79 ،64 ،48 ،32‬أبو يعلى (السند) جـ ‪ 2‬ص ‪ 308‬رقم ‪ ،1036‬ص ‪ 441‬رقم ‪ ،1246‬ص ‪ 499‬رقم ‪ /1345‬أبو‬
‫داود (السنن) ك السنة باب ترك الكلم ف الفتنة رقم ‪ /4667‬النسائي (السنة الكبى) ك الصائص باب ‪ 58‬رقم‬
‫‪ / 8557 ، 8556 ، 8555 ، 8554‬ابن منصور (السنن) جـ ‪ 2‬باب جامع الشهداء رق م ‪ / 2972‬البيهقي (السنن‬
‫الكبى) جـ ‪ 8‬رقم ‪( ،16695‬دلئل النبوة) جـ ‪ 7‬ص ‪.24‬‬
‫() عبد ال بن أحد (السنة) رقم ‪.1511‬‬ ‫‪2‬‬

‫() مسلم (الصحيح) ك الزكاة باب ‪ 48‬رقم ‪ /)1065( 149‬أحد بن حنبل (السند) جـ ‪ 3‬ص ‪ / 5‬ابن حبان=‬ ‫‪3‬‬

‫=(الصحيح) ص ‪ 1‬ص ‪ 138‬رقم ‪.6740‬‬


‫‪347‬‬
‫رواه أحمد ‪ -‬واللفظ له ‪ -‬وعنه ابنه عبدال في "السنة"‪ ،‬وعبدالرزاق‪،‬‬
‫والحميدي‪ ،‬والطبراني في "الوسط" كلهم من رواية أبي نضرة عن أبي‬
‫سعيد)‪ ،(1‬ورواه عبدالرزاق أيضاً من رواية أبي هارون عن أبي سعيد)‪.(2‬‬
‫د‪ -‬عن الضحاك المشرقي عن أبي سعيد الخدري عن النبي في‬
‫حديث ذكر فيه قوماً يخرجون في فرقة مختلفة يقتلهم أقرب الطائفتين من‬
‫الحق‪.‬‬
‫رواه مسلم ‪ -‬وهذا لفظه ‪ -‬وأحمد‪ ،‬وأبو يعلى‪ ،‬والبيهقي في "السنن‬
‫الكبرى" و "الدلئل")‪.(3‬‬
‫ه ‪ -‬عن أبي الودّاك عن أبي سعيد قال‪ :‬ق ال رسول ال ‪" :‬يقتل‬
‫المارقي ن أح ب الفئتي ن إلى ال‪ ،‬وأقرب الفئتين من ال"‪.‬‬
‫رواه أبو يعلى)‪.(4‬‬

‫جـ ‪10‬‬ ‫() أحد بن حنبل (السند) جـ ‪ 3‬ص ‪ /95‬عبد ال بن أحد (السنة) رقم ‪ /1514‬عبد الرزاق (الصنف)‬ ‫‪1‬‬

‫باب ما جاء ف الرورية رقم ‪ / 18658‬الميدي (السند) جـ ‪ 2‬ص ‪ 330‬رقم ‪ / 749‬الطبان (العجم الوسط)‬
‫جـ ‪ 8‬رقم ‪.7655‬‬
‫() عبد الرزاق (الصنف) جـ ‪ 10‬باب ما جاء ف الرورية رقم ‪.18659‬‬ ‫‪2‬‬

‫( ) مسلم (الصحيح) ك الزكاة باب ‪ 47‬رقم ‪ /)1065( 153‬أحد بن حنبل (السند) جـ ‪ 3‬ص ‪ / 82‬أبو يعلى‬ ‫‪3‬‬

‫(السند) جـ ‪ 2‬ص ‪ 459‬رقم ‪ /1274‬البيهقي (السنن الكبى) جـ ‪ 8‬ص ‪ 294‬رقم ‪( 16696‬دلئل النبوة) جـ ‪7‬‬
‫ص ‪.224‬‬
‫() أبو يعلى (السند) جـ ‪ 2‬ص ‪ 288‬رقم ‪.1008‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪348‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫دراسة أسانيد الحديث‬
‫لم يرد الحديث إل من طريق أبي سعيد‪ ،‬وله خمس روايات‪:‬‬
‫‪ -1‬رواية أبي نضرة المنذر بن مالك بن ُقطَعَة العبدي‪:‬‬
‫قال عنه ابن حجر‪" :‬ثقة‪ ،‬من الثالثة‪ ،‬مات سنة ثمان ‪ -‬أو تسع ‪-‬‬
‫ومائة")‪.(1‬‬
‫وقد وثقه عدة‪ ،‬لكن قال ابن سعد‪ :‬كان ثقة كثير الحديث‪ ،‬وليس كل‬
‫أحد يحتج به)‪ ،(2‬وقال ابن حبان‪ :‬كان ممن يخطئ)‪.(3‬‬
‫وأورده العقيلي في "الضعفاء)‪ "(4‬ولم يذكر فيه جرحاً‪ ،‬وكذا ابن‬
‫عدي في "الكامل"‪ ،‬وقال‪" :‬ولبي نضرة العبدي حديث صالح عن أبي‬
‫سعيد الخدري وعن جابر بن عبدال وغيرهما‪ ،‬وإذا حدث عنه ثقة فهو‬
‫مستقيم الحديث‪ ،‬ولم أر له حديثاً من الحاديث المنكرة‪ ،‬لني لم أجد له إذا‬
‫روى عنه ثقة حديثاً منكراً فلذلك لم أذكر له شيئاً")‪.(5‬‬
‫‪ -‬رواه عنه باللفظ الول كل من أحمد ومسلم وسعيد بن منصور‬
‫والنسائي في "الكبرى" و "الخصائص" وأبي يعلى‪.‬‬
‫وفيه قتادة الراوي عن أبي نضرة وهو مدلس كما تقدم مراراً‪ ،‬وقد‬
‫عنعن ها هنا عند كل من أخرجه‪.‬‬
‫‪ -‬كما رواه باللفظ الول أيضاً كل من أحمد ومسلم بسند جيد إلى أبي‬
‫نضرة‪.‬‬
‫‪ -‬ورواه عنه باللفظ الثاني ابن حبان بسند فيه‪ :‬الحارثـ بنـ سريج‬
‫النقال‪ ،‬وهو متهم)‪.(6‬‬
‫‪ -‬ورواه عنه باللفظ الثالث كل من عبد الرزاق وعنه أحمد وعنه‬
‫ابنه‪ ،‬ورواه الحميدي والطبراني في "الوسط" بسند فيه‪ :‬علي بن زيد بن‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 546‬رقم ‪.6890‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن سعد (الطبقات) جـ ‪ 7‬ص ‪.208‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن حبان (الثقات) جـ ‪ 5‬ص ‪.420‬‬ ‫‪3‬‬

‫() العقيلي (الضعفاء) جـ ‪ 4‬ص ‪ 200 ،199‬رقم ‪.1779‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن عدي (الكامل) جـ ‪ 6‬ص ‪ 367‬رقم ‪.277‬‬ ‫‪5‬‬

‫() الذهب (ميزان العتدال) جـ ‪ 2‬ص ‪ 169 ،168‬رقم ‪.1621‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪349‬‬
‫عبدال ـبن جدعانـ التميمي ‪ ،‬قال عنه ابن حجر‪" :‬ضعيف‪ ،‬من الرابعة‪،‬‬
‫مات سنة إحدى وثلثين وقيل قبلها")‪.(1‬‬
‫‪ -2‬رواية أبي عثمان النهدي واسمه عبدالرحمن بن مل‪ ،‬باللفظ الول‬
‫عند عبدال بن أحمد‪ ،‬قال الحافظ‪" :‬مخضرم من كبار الثانية‪ ،‬ثقة ثبت‬
‫عابد‪ ،‬مات سنة خمس وتسعين وقيل بعدها‪ ،‬وعاش مائة وثلثين سنة وقيل‬
‫أكثر")‪.(2‬‬
‫وفيها‪:‬‬
‫‪ -‬ميمون الكردي أبو بصير‪ ،‬قال الحافظ‪" :‬مقبول‪ ،‬من السادسة")‪.(3‬‬
‫‪ -‬هدبة بن خالد بن السود القيسي البصري ‪ ،‬قال عنه ابن حجر‪:‬‬
‫"ثقة عابد‪ ،‬تفرد النسائي بتليينه‪ ،‬من صغار التاسعة‪ ،‬مات سنة بضع‬
‫وثلثين")‪.(4‬‬
‫فالرواية فيها ضعف‪.‬‬
‫‪ -3‬رواية أبي هارون باللفظ الثالث عند عبدالرزاق‪.‬‬
‫وهو أبو هارونـ ـعمارةـ ـبنـ ـجوينـ ـالعبدي‪ ،‬قال عنه الحافظ ابن‬
‫حجر‪" :‬متروك‪ ،‬ومنهم من كذبه‪ ،‬شيعي‪ ،‬من الرابعة‪ ،‬مات سنة أربع‬
‫وثلثين")‪.(5‬‬
‫فالرواية واهية‪.‬‬
‫‪ -4‬رواية الضحاك المشرقي عن أبي سعيد‪ ،‬باللفظ الرابع‪ ،‬وهي ضعيفة‬
‫فيها‪:‬‬
‫‪ -‬حبيب بن أبي ثابت أبو يحيى الكندي ‪ ،‬قال ابن حجر‪" :‬ثقة فقيه‬
‫جليل‪ ،‬وكان كثير الرسال والتدليس‪ ،‬من الثالثة‪ ،‬مات سنة تسع عشرة‬
‫ومائة")‪ ،(6‬وقد عنعن عند كل من أخرجه‪.‬‬
‫‪ -5‬رواية أبي الودّاك‪ ،‬وهو جبر بن نوف الهمداني البكالي‪:‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 401‬رقم ‪.473‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ 351‬رقم ‪.4017‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ 556‬رقم ‪.7056‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ 571‬رقم ‪.7269‬‬ ‫‪4‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ 408‬رقم ‪.4840‬‬ ‫‪5‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 150‬رقم ‪.1084‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪350‬‬
‫قال عنه ابن معين‪ :‬ثقة‪ ،‬وقال النسائي مرة‪ :‬صالح‪ ،‬ومرة‪ :‬ليس‬
‫بالقوي‪ ،‬وقال ابن حجر‪" :‬صدوق يهم‪ ،‬من الرابعة")‪ ،(1‬وفيها‪:‬‬
‫‪ -‬مجالدـ ـبنـ ـسعيدـ ـالكوفيـ ـالهمداني‪ ،‬وهو مضعف)‪ ،(2‬وقال عنه‬
‫الحافظ‪" :‬ليس بالقوي‪ ،‬وقد تغير في آخر عمره‪ ،‬من صغار السادسة‪ ،‬مات‬
‫سنة أربع وأربعين")‪ (3‬أي‪ :‬ومائة‪.‬‬
‫فالرواية ضعيفة‪.‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ 137‬رقم ‪.894‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 10‬ص ‪ 37-35‬رقم ‪.6780‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 520‬رقم ‪.6478‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪351‬‬
352
‫المبحث الثالث‪:‬‬
‫دراسة متن الحديث‬
‫ظهر من دراسة أسانيد الحديث أنه لم يصح منها إل رواية واحدة هي‬
‫رواية أبي نضرة عن أبي سعيد التي تنص على اقتتال فئتين من المسلمين‪،‬‬
‫تخرج من بينهما فئة ثالثة‪ ،‬يقتلها أقرب الفئتين إلى الحق‪.‬‬
‫وجلي أنه ل ذكر لهل النهروان فيها‪ ،‬وحمل هذا الحديث عليهم إنما‬
‫هو بالنظر إلى الحدث التاريخي الذي يماثل الحدث الذي صورته هذه‬
‫الرواية‪ ،‬وذلك باعتبار أن الفئتين هما فئة المام علي وفئة معاوية في‬
‫معركة صفين‪ ،‬وأما الثالثة فهي فئة أهل النهروان التي قتلتها فئة المام‬
‫علي بعد صفين‪ .‬وليس في هذه الرواية ما يجعل توجيهها إلى أهل‬
‫النهروان متعيناً‪ ،‬فكيف إذا انضاف إلى ذلك ما يمنع من المصير إلى هذا‬
‫التأويل‪.‬‬
‫وبيان ذلك ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬معنى "تمرق مارقة"‪ ،‬وقد تقدم الحديث في معنى المروق إذا كان‬
‫من الدين‪ ،‬ولكن ل متعلق هنا للمروق في "تمرق"‪ ،‬إضافة إلى اشتقاق اسم‬
‫الفاعل من نفس فعله دون ذكر المتعلق أيضاً‪.‬‬
‫فهل معنى المروق هنا ‪ -‬مجرداً ‪ -‬هو المروق من الدين ؟ أو هو‬
‫استعمال لغوي بمعنى "تخرج خارجة" ؟‬
‫القرب أن هذا التعبير "تمرق مارقة" يرمز إلى الخروج المرتبط‬
‫بالمروق من الدين إشارة إلى حديث المروق‪ ،‬فهو بمن زلة اختصار للحديث‬
‫"يخرج فيكم قوم‪ ...‬يمرقون من الدين"‪ .‬وقد تقدم الكلم مفصلً في توجيه‬
‫معنى المروق إلى أهل النهروان‪.‬‬
‫‪ -2‬استعمال كلمة "بينهما" فيه غموض‪ ،‬لن أهل النهروان جزء من‬
‫جيش المام علي‪ ،‬وحتى بعد العتزال إلى حروراء ودخولهم الكوفة كانوا‬
‫جيشاً واحداً‪ ،‬وإنما كان النفصال النهائي من الكوفة‪ ،‬فل ترابط وثيقاً بين‬
‫الصورة والحديث‪.‬‬
‫‪ -3‬يستفاد من قوله‪" :‬يقتلهم أقرب الطائفتين إلى الحق" أن القتراب‬
‫من الحق نسبي بين المام علي ومعاوية‪ ،‬وأن كل الطرفين محق إلى درجة‬
‫معينة‪ ،‬خلفاً لحديث‪" :‬عمار تقتله الفئة الباغية"‪ ،‬ولم يكن في البغي يوماً‬
‫من اليام عذر لصاحبه‪ ،‬وكفى بوصف ال سبحانه وتعالى لهذه الطائفة‬
‫بالبغي ذماّ‪ ،‬إذ حادت عن منهج ال عز وجل وأبت قبول الصلح الذي أمر‬
‫‪353‬‬
‫ال به في قوله‪  :‬ـفأصلحوا بينهماـ ‪ ‬وسعى إليه المام علي كرم ال وجهه‬
‫قبل القتال فأبوه‪.‬‬
‫‪ - 4‬على أن المروق إن صح توجيهه إلى أهل النهروان فمن باب‬
‫أولى يصح توجيهه إلى الفئة الباغية‪ ،‬فكيف توصف تلك بالمروق دون‬
‫هذه‪.‬‬
‫‪ -5‬روي عن أبي هريرة بسند صحيح عند الشيخين وأحمد والبيهقي‬
‫في "السنن الكبرى" قال‪ :‬قال رسول ال ‪" :‬ل تقوم الساعة حتى تقتتل‬
‫فئتان عظيمتان تكون بينهما مقتلة عظيمة"‪ ،‬وفي بعض الوجه "دعواهما‬
‫واحدة")‪.(1‬‬
‫وقد اتفق شراح هذا الحديث على أن المراد بالفئتين ها هنا هما فئة‬
‫المام علي وفئة معاوية‪ ،‬سوى ما نقله العيني عن الداودي من أن المراد‬
‫بهما فئة المام علي وأهل الجمل‪ ،‬أما المراد بالدعوى قيل هي السلم‪،‬‬
‫وقيل اعتقاد كل منها أنه على الحق وصاحبه على الباطل بحسب‬
‫اجتهادهما)‪ . (2‬ول يخفى أن تسويغ الجتهاد ها هنا منسحب على الكل ول‬
‫يختص به قوم دون قوم‪ .‬وما قيل عما فعلته الفئة الباغية من أنه من باب‬
‫الخطأ في الجتهاد‪ ،‬مدفوع بالذم الشديد الوارد في البغي‪ ،‬أليس في قوله‬
‫تعالى‪  :‬ـحتىـ تفيءـ إلىـ أمرـ ـال‪ ‬ما يدل دللة صريحة على ابتعاد الفئة‬
‫الباغية عن منهج ال السوي وصراطه المستقيم ؟ وقد نهى ال سبحانه‬
‫وتعالى عن البغي وقرنه بالفحشاء والمنكر في قوله‪  :‬ـإن ال ـيأمر بالعدل‬
‫والحسان وإيتاء ذي القربى‪ ،‬وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ‪ .‬على‬
‫أن بغي الفئة الباغية لم يقتصر على النشقاق عن المام الحق‪ ،‬بل اشتمل‬
‫على إراقة الدماء الغزيرة وتفريق المة وتمزيق شملها‪ ،‬وتسبب في‬
‫انطماس نور السلم وقيام الفتن وانقضاء عهد الراشدين‪ ،‬فهل يعد كل هذا‬
‫اجتهاداً يؤجر عليه صاحبه ؟‬
‫ولئن جوز الجتهاد – جدلً – لمعاوية وأصحابه فإن تجويزه لهل‬
‫النهروان من باب أولى‪ ،‬والظن بهم أنهم قد اجتهدوا فيما فعلوه‪ ،‬ولم يحملهم‬
‫الهوى ول العصبية على شيء من ذلك‪ ،‬كيف وهم القراء والفقهاء‬
‫وأصحاب البرانس والسواري؟ وإنما انتصروا لعلي وسعوا من أجله‪ ،‬ثم‬
‫() البخاري (الصحيح) ك استتابة الرتدين باب ‪ 8‬رقم ‪ ،6935‬ك الفت باب ‪ 5‬رقم ‪ /7121‬مسلم (الصحيح) ك‬ ‫‪1‬‬

‫باب ‪ 4‬رقم ‪ /17‬أحد بن حنبل (السند) جـ ‪ 2‬ص ‪ /503 ، 313‬البيهقي (السنن الكبى) جـ ‪ 8‬ص ‪ 299‬رقم‬
‫‪.16708‬‬
‫() ابن حجر (فتح الباري) جـ ‪ 14‬ص ‪ /310‬العين (عمدة القاري) جـ ‪ 4‬ص ‪ /90‬القسطلن (إرشاد الساري)‬ ‫‪2‬‬

‫جـ ‪ 10‬ص ‪.89‬‬


‫‪354‬‬
‫لما رأوه مصراّ على موقفه متهاوناً في أمره ومصير خلفته تركوه وبايعوا‬
‫صحابياّ غيره‪.‬‬
‫وقد مضى في بعض ألفاظ حديث "المروق" أنه على نسق هذا‬
‫الحديث لكن بزيادة "تمرق بينهما مارقة"‪ ،‬كما مضى بيان ضعفه‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وفي الحوادث التاريخية مثيل للصورة التي جاء بها هذا‬
‫الحديث‪ ،‬كما مضى عن الداودي أن الفئتين هما فئة المام علي وفئة أهل‬
‫الجمل‪ ،‬وعليه فالمارقة حينئذ هم معاوية وأصحابه‪ ،‬وقد قتلهم المام علي‬
‫والذين معه‪ ،‬وهم أولى الطائفتين بالحق‪.‬‬
‫وكذلك خروج المختار بن أبي عبيد الثقفي في الوقت الذي كان يقتتل‬
‫فيه عبدال ابن الزبير وبنو أمية‪ ،‬فقُتِل المختار وأصحابه على يد مصعب‬
‫بن الزبير من طرف أخيه عبدال‪ .‬ول ريب أن عبدال بن الزبير كان أقرب‬
‫إلى الحق من بني أمية‪.‬‬
‫وهناك حوادث أخرى مثيلة‪ ،‬يمكن لي أحد أن ين زل الحديث عليها‪.‬‬
‫ودفعاً للتعارض بين متن الحديث موجهاً إلى أهل النهروان وأسانيده‬
‫الجيدة فيمكن القول إن حمله على أهل النهروان غير صريح ويبقى الحديث‬
‫نصاً قد يكون تحقق أو لم يتن زل واقعاً‪.‬‬

‫‪355‬‬
356
‫الفصـل الثامـن‪:‬‬

‫الخوارج كلب النار‬ ‫حديث‬

‫المبحث الول‪ :‬تخريج الحديث‬


‫المبحث الثاني‪ :‬دراسة أسانيد الحديث‬
‫المبحث الثالث‪ :‬دراسة متن الحديث‬

‫‪357‬‬
358
‫المبحث الول‪:‬‬
‫تخريج الحديث‬
‫جاء الحديث من طريق اثنين من الصحابة‪ ،‬هما أبو أمامة صدي بن‬
‫عجلن الباهلي‪ ،‬وعبدال بن أبي أوفى‪.‬‬
‫أولً‪ :‬حديث أبي أمامة الباهلي‪:‬‬
‫روي عنه من طريق أبي غالب حَزَوّر قال‪ :‬رأيت أبا أمامة الباهلي‬
‫أبصر رؤوس خوارج على درج دمشق فقال‪ :‬سمعت رسول ال يقول‪:‬‬
‫"كلب أهل النار‪ ،‬كلب أهل النار‪ ،‬كلب أهل النار" ثم بكى‪ ،‬ثم قال‪ :‬شر‬
‫قتلى تحت أديم السماء‪ ،‬وخير قتلى من قتلوه‪ ،‬قال أبو غالب‪ :‬أأنت سمعت‬
‫هذا من رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬إني إذن لجريء‪ ،‬سمعته‬
‫من رسول ال غير مرة ول مرتين ول ثلث‪.‬‬
‫رواه الحميدي ‪ -‬واللفظ له ‪ -‬وعبدالرزاق‪ ،‬وأبو داود الطيالسي‪،‬‬
‫وأحمد من وجهين عن أبي غالب‪ ،‬وابنه عبدال من ثلثة أوجه‪ ،‬ومحمد بن‬
‫نصر المروزي‪ ،‬والطبراني من ثلثة عشر وجهاً عن أبي غالب في‬
‫"الكبير" و"الوسط" و"الصغير" و"مسند الشاميين")‪ ،(1‬والحارث بن أبي‬
‫أسامة والجري‪.‬‬
‫‪ -‬ورواه أحمد وعنه ابنه عبدال في "السنة" من رواية صفوان بن‬
‫سليم المدني عن أبي أمامة باللفظ نفسه)‪.(2‬‬
‫‪ -‬كما رواه سيّار الشامي الموي عن أبي أمامة باللفظ نفسه عند‬
‫أحمد)‪.(3‬‬
‫‪ -‬ورواه شداد بن عبدال أبو عمار عن أبي أمامة باللفظ نفسه عند‬
‫عبدال بن أحمد في "السنة" والحاكم في "المستدرك" بإسنادين)‪.(4‬‬
‫() الميدي (السند) جـ ‪ 2‬ص ‪ 404‬رقم ‪ / 908‬عبد الرزاق (الصنف) جـ ‪ 10‬باب ما جاء ف الرورية رقم‬ ‫‪1‬‬

‫‪ /18663‬الطيالسي (السند) ص ‪ 155‬رقم ‪ /1136‬أحد بن حنبل (السند) جـ ‪ 5‬ص ‪ /256 ،253‬عبد ال بن أحد‬
‫(السنة) رقم ‪ /1544 ،1542 ،1543‬الروزي (السنة) ص ‪ 22‬رقم ‪ /55‬الطبان (العجم الكبي) جـ ‪ 8‬رقم ‪،8033‬‬
‫‪،8056 ، 8055 ، 8052 ، 8051 ، 8050 ، 8049 ، 8042 ، 8041 ، 8040 ، 8039-8037 ، 8036 ، 8035 ، 8034‬‬
‫(العجم الوسط) جـ ‪ 7‬رقم ‪ 7660‬جـ ‪ 9‬رقم ‪( ، 9085‬العجم الصغي) جـ ‪ 1‬رقم ‪ ، 33‬جـ ‪ 2‬رقم ‪،1068‬‬
‫(مسند الشاميي) جـ ‪ 2‬ص ‪ 248‬رقم ‪ /1279‬اليثمي (بغية الباحث) ص ‪ 221‬رقم ‪ /804‬الجري (الشريعة) ص‬
‫‪ 33‬رقم ‪.57‬‬
‫() أحد بن حنبل (السند) جـ ‪ 5‬ص ‪ /269‬عبد ال بن أحد (السنة) رقم ‪.1546‬‬ ‫‪2‬‬

‫() احد بن حنبل (السند) جـ ‪ 5‬ص ‪.250‬‬ ‫‪3‬‬

‫() عبد ال بن أحد (السنة) رقم ‪ /1545‬الاكم (الستدرك) جـ ‪ 2‬ص ‪ 150 ، 149‬وقال "هذا حديث صحيح‬ ‫‪4‬‬

‫‪359‬‬
‫ثانياً‪:‬حديث عبدال بن أبي أوفى‪:‬‬
‫أ‪ -‬ورد الحديث عنه من رواية العمش بلفظ "الخوارج كلب‬
‫النار"‪ ،‬رواه أحمد‪ ،‬وعنه ابنه عبدال في السنة‪ ،‬ورواه ابن ماجه‪ ،‬وأخرجه‬
‫ابن أبي عاصم في "السنة"‪ ،‬وأبو نعيم الصفهاني في "الحلية"‪ ،‬ويحيى بن‬
‫محمد بن صاعد في "الجزء فيه مسند ابن أبي أوفى" والللكائي‪،‬‬
‫والخطيب في "تاريخ بغداد" وابن الجوزي في "العلل المتناهية")‪.(1‬‬
‫ب‪ -‬كما ورد من رواية سعيد بن جهمان عن عبدال بن أبي أوفى‬
‫بلفظ‪ :‬أتيت عبدال بن أبي أوفى صاحب رسول ال فقال لي‪ :‬من أنت ؟‬
‫وكان يومئذ محجوب البصر‪ ،‬فقلت‪ :‬أنا سعيد بن جمهان‪ ،‬فقال‪ :‬ما فعل‬
‫أبوك؟ قلت‪ :‬قتلته الزارقة‪ ،‬فقال‪ :‬رحمه ال‪ ،‬ثم قال‪ :‬قال رسول ال ‪:‬‬
‫"إنهم كلب النار"‪.‬‬
‫رواه أبو داود الطيالسي ‪ -‬واللفظ له ‪ -‬وأحمد‪ ،‬وعنه ابنه بزيادة‬
‫عندهما وهي‪ :‬قلت‪ :‬الزارقة وحدهم أم الخوراج كلها؟ قال‪ :‬بلى الخوارج‬
‫كلها‪ ،‬ورواه الحاكم وابن أبي عاصم بالزيادة التي عند أحمد)‪.(2‬‬

‫على شرط مسلم ول يرجاه" وقال الذهب‪ :‬صحيح (التلخيص) جـ ‪ 2‬ص ‪.150 ،149‬‬
‫() أحد بن حنبل (السند) جـ ‪ 4‬ص ‪ /355‬عبد ال بن أحد (السنة) رقم ‪ /1513‬ابن ماجه (السنة) القدمة باب‬ ‫‪1‬‬

‫(‪ ) 12‬رق م ‪ / 173‬ابن أب عاصم (السنة) باب (‪ ) 176‬رق م ‪ / 904‬أبو نعيم (حلية الولياء) جـ ‪ 5‬ص ‪ / 56‬ابن‬
‫صاعد (الزء فيه مسند ابن أب أوف) ص ‪ 123‬رق م ‪ / 39‬الطيب (تاريخ بغداد) جـ ‪ 6‬ص ‪ / 320 ، 319‬ابن‬
‫الوزي (العلل التناهية) جـ ‪ 1‬باب ذ م الوارج ص ‪.169 ،168‬‬
‫( ) الطيالسي (السند) ص ‪ 110‬رق م ‪ / 822‬أحد بن حنبل (السند) جـ ‪ 4‬ص ‪ / 383 ، 382‬عبد ال بن أحد‬ ‫‪2‬‬

‫(السنة) رقم ‪ /1553‬الاكم (الستدرك) جـ ‪ 3‬ص ‪ ، 571‬وسكت عنه الذهب (التلخيص) جـ ‪ 3‬ص ‪ / 571‬ابن‬
‫أب عاصم (السنة) باب (‪ )176‬رقم ‪.9051‬‬
‫‪360‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫دراسة أسانيد الحديث‬
‫ورد الحديث عن اثنين من الصحابة‪:‬‬
‫أولً‪ :‬حديث أبي أمامة الباهلي‪:‬‬
‫وله أربع روايات‪:‬‬
‫‪-1‬ـ ـروايةـ ـأبيـ ـغالبـ ـحزورـ ـعنـ ـأبيـ ـأمامة‪،‬ـ وقد تقدم في حديث أبي‬
‫أمامة الباهلي في حديث المروق من رواية أبي غالب أنه ضعيف‪.‬‬
‫‪ -2‬رواية صفوان بن سليم المدني عن أبي أمامة‪ ،‬قال عنه الحافظ‪" :‬ثقة‬
‫مفتٍ عابد رمي بالقدر‪ ،‬من الرابعة‪ ،‬مات سنة اثنتين وثلثين وله اثنتان‬
‫وسبعون سنة")‪.(1‬‬
‫وقد صحح محققا "الجزء فيه مسند بن أبي أوفى" و "السنة" لعبدال‬
‫بن أحمد سند الحديث بهذه الرواية)‪ ،(2‬ولعلهما نظرا إلى ما قيل في صفوان‬
‫بن سليم من أنه لم ير من الصحابة إل أبا أمامة وعبدال بن بسر)‪ ،(3‬إل أن‬
‫أبا أمامة الذي رآه صفوان بن سليم هو أبو أمامة أسعد بن سهل بن حنيف‬
‫وليس صدي بن عجلن)‪ ،(4‬وأبو أمامة أسعد متأخر‪ ،‬قال الحافظ عنه‪:‬‬
‫"معدود في الصحابة‪ ،‬له رؤية ولم يسمع من النبي ‪ ،‬مات سنة مائة وله‬
‫اثنتان وتسعون")‪.(5‬‬
‫ولم يصرح صفوان ها هنا بالسماع بل قال‪ :‬دخل أبو أمامة الباهلي‬
‫رضي ال عنه مسجد دمشق‪...،‬الخ" ولذا قال ابن حجر عن هذا السند‪:‬‬
‫"أظنه منقطعاً")‪ ،(6‬وهو كذلك كما هو ظاهر‪.‬‬
‫‪ -3‬رواية سيار الشامي الموي‪ :‬مولى معاوية وقيل مولى خالد بن يزيد‬
‫بن معاوية‪ ،‬لم أجد من وثقه سوى إيراد البخاري إياه في "التاريخ‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 276‬رقم ‪.2933‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن صاعد (الزء فيه مسند ابن أب أوف) ص ‪ 137‬هامش سعد آل حيد‪ /‬عبد ال بن أحد (السنة) هامش‬ ‫‪2‬‬

‫حديث رقم ‪ 1546‬للدكتور ممد بن سعيد بن سال القحطان‪.‬‬


‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 4‬ص ‪ 390 ،389‬رقم ‪.3029‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الصدر السابق‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 104‬رقم ‪.402‬‬ ‫‪5‬‬

‫() ابن حجر (إطراف السند العتلي) جـ ‪ 6‬ص ‪.22‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪361‬‬
‫الكبير")‪ (1‬وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل")‪ (2‬وابن حبان في‬
‫"الثقات")‪ .(3‬لكن قال الذهبي "وثق")‪ ،(4‬وقال ابن حجر‪" :‬صدوق‪ ،‬من‬
‫الثالثة")‪.(5‬‬
‫ولست أدري علم بنى هذان المامان حكمهما على سيار بأنه ثقة‬
‫وصدوق‪ ،‬رغم أني لم أجد أحداً نص على توثيقه‪ .‬ويبدو أن في حكاية‬
‫الذهبي توثيق سيار بصيغة التضعيف وعدم جزمه بذلك ما يشير إلى عدم‬
‫اطمئنانه إلى ذلك‪.‬‬
‫وفيها‪ :‬أبوـ ـسعيدـ ـعبدالرحمنـ ـبنـ ـعبدال ـبنـ ـعبيدـ ـالبصريـ ـمولى‬
‫بني هاشمـ شيخ المام أحمد ‪ ،‬قال ابن حجر في التقريب‪" :‬صدوق ربما‬
‫أخطأ‪ ،‬من التاسعة‪ ،‬مات سنة سبع وتسعين")‪.(6‬‬
‫وقد وثقه المام أحمد)‪ ، (7‬لكن نقل العقيلي عن المام أحمد أنه قال‪:‬‬
‫كان كثير الخطأ)‪ ،(8‬ونقل القباني أنه جاء عن أحمد أنه كان ل يرضاه)‪.(9‬‬

‫‪ -4‬رواية أبي عمار شداد بن عبدال‪:‬‬


‫قال الحافظ‪" :‬ثقة يرسل‪ ،‬من الرابعة")‪.(10‬‬
‫وفيها‪ :‬عكرمة بن عمار العجلي‪ ،‬قال ابن حجر‪" :‬صدوق يغلط‪ ،‬وفي‬
‫روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب ولم يكن له كتاب‪ ،‬من الخامسة‪،‬‬
‫مات قبيل الستين")‪.(11‬‬
‫ثانياً‪ :‬حديث عبدال بن أبي أوفى‪:‬‬
‫ورد من روايتين‪:‬‬
‫() البخاري (التاريخ الكبي) جـ ‪ 4‬ص ‪ 160‬رقم ‪.328‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن أب حات (الرح والتعديل) جـ ‪ 4‬ص ‪ 254‬رقم ‪.1102‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن حبان (الثقات) جـ ‪ 4‬ص ‪.335‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الذهب (الكاشف) جـ ‪ 1‬ص ‪ 475‬رقم ‪.2220‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 262‬رقم ‪.2720‬‬ ‫‪5‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ 344‬رقم ‪.3918‬‬ ‫‪6‬‬

‫() ابن أب حات (الرح والتعديل) جـ ‪ 5‬ص ‪ 254‬رقم ‪.1205‬‬ ‫‪7‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 6‬ص ‪ 190‬رقم ‪.4058‬‬ ‫‪8‬‬

‫() الصدر السابق‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 264‬رقم ‪.2756‬‬ ‫‪10‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ 396‬رقم ‪.4672‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪362‬‬
‫‪ -1‬رواية العمش سليمان بن مهران‪:‬‬
‫تقدم ذكره‪ ،‬وقد اتفقوا على أنه لم يسمع من عبدال بن أبي أوفى)‪.(1‬‬
‫‪ -2‬رواية سعيد بن جمهان‪:‬‬
‫قال عنه الذهبي‪" :‬صدوق وسط")‪ ،(2‬وقال ابن حجر‪" :‬صدوق له‬
‫أفراد")‪ ،(3‬وفيها‪:‬‬
‫‪ -‬عند غير الللكائي‪ :‬حشرج بن نباتة الرواي عن سعيد بن جمهان‪،‬‬
‫فيه كلم كثير لخصه ابن حجر بقوله‪" :‬صدوق يهم‪ ،‬من الثامنة")‪.(4‬‬
‫‪ -‬عند الللكائي‪ :‬قطن بن نسير‪ ،‬قال ابن حجر‪" :‬صدوق يخطئ‪ ،‬من‬
‫العاشرة")‪ ، (5‬ويبدو أنه دون ذلك‪ ،‬فقد قال ابن أبي حاتم‪ :‬سئل أبو زرعة‬
‫عنه فرأيته يحمل عليه‪ ،‬ثم ذكر أنه روى أحاديث عن جعفر بن سليمان عن‬
‫ثابت عن أنس مما أنكر عليه)‪ ،(6‬وقال ابن عدي‪ :‬يسرق الحديث‬
‫ويوصله)‪.(7‬‬

‫() ابن حجر (التهذيب) جـ ‪ 4‬ص ‪ 204-201‬رقم ‪.2709‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الذهب (الكاشف) جـ ‪ 1‬ص ‪ 433‬رقم ‪.1861‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 234‬رقم ‪.2279‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الصدر السابق ص ‪ 169‬رقم ‪.1363‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ابن حجر (التقريب) ص ‪ 456‬رقم ‪.5556‬‬ ‫‪5‬‬

‫() ابن أب حات (الرح والتعديل) جـ ‪ 7‬ص ‪ 138‬رقم ‪.777‬‬ ‫‪6‬‬

‫() ابن عدي (الكامل) جـ ‪ 6‬ص ‪ 52‬رقم ‪.20‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪363‬‬
‫المبحث الثالث‪:‬‬
‫دراسة متن الحديث‬
‫هذا الحديث واضح الصلة بالخوارج للتصريح باللفظ نفسه‪ ،‬وقد تبين‬
‫أن بعض السانيد خفيفة الضعف‪ ،‬لكن هنالك ملحظات على متونها سيأتي‬
‫بيانها‪.‬‬
‫ويؤخذ من رؤية أبي أمامة الباهلي رؤوس أولئك الناس في دمشق‬
‫أن ذلك كان في فترة الصراع الموي الخارجي‪ ،‬أي بعد ظهور الخوارج‬
‫في الفترة التي توصلت إليها هذه الدراسة‪ .‬وهذا صريح في بعض الوجه‬
‫عن أبي غالب قال‪:‬‬
‫"لمّا أُتي برؤوس الزارقة‪ "...‬عند الطبراني في الكبير‪.‬‬
‫"كنت بالشام فبعث المهلب سبعين رأساً من الخوارج‪."...‬‬
‫"كنت بدمشق زمن عبد الملك فأتي برؤوس الخوارج‪."...‬‬
‫سيّار الموي عند‬ ‫وقد تقدم عن أبي غالب أنه ضعيف‪ ،‬لكن في رواية َ‬
‫أحمد‪" :‬جيء برؤوس من قبل العراق فنصبت عند باب المسجد وجاء أبو‬
‫أمامة‪ ...‬الخ"‪.‬‬
‫وكذلك حديث عبدال بن أبي أوفى صريح في هذه النتيجة‪ ،‬إذ فيه‬
‫ذكر الزارقة الذين ظهروا بعد حادثة الفتراق عام أربعة وستين من‬
‫الهجرة‪.‬‬
‫والملحظات على روايات الحديث ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬تكرار العبارات كاملة في الحديث ليس من السلوب العربي‬
‫سيّار عند أحمد‪" :‬شر قتلى تحت ظل السماء ثلثاً"‪،‬‬ ‫البليغ‪ ،‬ففي لفظ َ‬
‫"كلب النار ثلثاً"‪" ،‬لو سمعته من رسول ال مرة أو مرتين حتى ذكر‬
‫سبعاً لخلت أن ل أذكره"‪ ،‬وهذا معناه أنه لبد لبي أمامة أن يسمع الحديث‬
‫من النبي ذلك العدد لكي يحدث به‪ ،‬وهو محال‪ .‬وفي لفظ أبي عمار‬
‫شداد بن عبدال عند عبدال بن أحمد والحاكم نفس ما في لفظ سيار عند‬
‫أحمد‪.‬‬
‫‪ -2‬أن لفظ "الخوارج"لم يكن موجوداً في ذلك العصر‪ ،‬بل ظهر كما‬
‫سبق بيانه بعد ظهور الزارقة عام أربعة وستين‪ ،‬ولو كان جرى على‬
‫لم يتوانَ الصحابة في اختياره ولوُجد في نصوص‬ ‫لسان الرسول‬
‫كلمهم في الفترة السابقة لفترة ظهوره‪ ،‬ل سيما أن في حديث أبي أمامة أن‬
‫النبي كرره مرات‪ ،‬فكيف يكون مقصوراً على أبي أمامة وعبدال بن‬
‫‪364‬‬
‫أبي أوفى‪ .‬إضافة إلى ذلك أنكر العيني أن يكون لفظ الخوارج قد ظهر في‬
‫الفترة التي كان فيها حرقوص بن زهير)‪ ، (1‬فإنكاره ظهوره قبل ذلك من‬
‫باب أولى‪ ،‬وهذا كمثل أسماء الفرق الخرى التي ظهرت فيما بعد‪.‬‬
‫لج ل هذا عد د‪ .‬صلح الدين الدلبي حديث "الخ وارج كلب‬
‫الن ار" موضوع اً على رس ول ال )‪.(2‬‬
‫‪ - 3‬أن حديث أبي أمامة الباهلي جاء من وجه آخر بلفظ حديث‬
‫المروق‪ ،‬فقد مضى في حديث المروق من رواية شهر بن حوشب عنه ذكر‬
‫هذه الحادثة مختلفة‪ ،‬ونص حديثه قال‪ :‬كنت بدمشق فجاؤوا برؤوس‬
‫فوضعوها على درج مسجد دمشق‪ ،‬فرأيت أبا أمامة يبكي فقلت له‪ :‬ما‬
‫يقول‪" :‬إنه سيكون في‬ ‫يبكيك يا أبا أمامة ؟ قال‪ :‬إني سمعت رسول ال‬
‫أمتي ناس يقرأون القرآن ل يتجاوز تراقيهم ينثرونه كما ينتثر الدقل‪،‬‬
‫يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم ل يعودون فيه حتى يعود‬
‫السهم على فوقه‪ ،‬شر قتلى تحت السماء‪ ،‬طوبى لمن قتلهم وقتلوه"‪.‬‬
‫‪ -4‬أحسن الروايات حالً عن أبي أمامة رواية سيار الشامي ورواية‬
‫أبي عمار شداد‪ ،‬وفي كل منهما كلم من جهة ضبط الرواة‪ ،‬ففي رواية‬
‫سيار‪ :‬أبو سعيد عبدالرحمن ابن عبدال‪ ،‬تكلم المام أحمد في ضبطه كما‬
‫تقدم‪ .‬على أن في حكم الحافظ ابن حجر على أن سياراً صدوق ريبة من‬
‫حيث عدم التنصيص على ذلك من أحد الئمة الذين ساق أقوالهم في‬
‫"التهذيب" في سيار‪ ،‬فمن أين حكم عليه بذلك؟ وأما الذهبي فقد مضى‬
‫القول في حكايته التوثيق‪.‬‬
‫وفي رواية أبي عمار شداد‪ :‬عكرمة بن عمار وهو صدوق يغلط‪.‬‬
‫وأما عبدال بن أبي أوفى فقد اجتمع في سنده اثنان ممن فيه بعض‬
‫الكلم‪ :‬إما سعيد ابن جمهان و "له أفراد"‪ ،‬وحشرج بن نباتة وهو "صدوق‬
‫يهم"‪ ،‬وإما سعيد بن جهمان وقطن بن نسير وهو "صدوق يخطئ" كما‬
‫سبق ذكره‪.‬‬
‫من الصعب‬ ‫والذي يظهر أن رفع هذا الحديث إلى رسول ال‬
‫قبوله للملحظات التي تقدم ذكرها‪ ،‬ول يبعد أن يكون ذلك من كلم أحد‬
‫الصحابة وهو أبو أمامة الباهلي‪ ،‬فظن الرواة رفعه إلى النبي ‪ ،‬ل سيما‬
‫مع وجود بعض الوهام في الذين كانت رواياتهم أفضل حالً من غيرها‪.‬‬

‫() العين (عمدة القاري) جـ ‪ 24‬ص ‪.90‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الدلب (منهج نقد الت) ص ‪.349‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪365‬‬
‫إضافة إلى ذلك فإن كلب النار أشبه بلفظ ذم منه بحكم شرعي‪ ،‬وإل‬
‫فل معنى لكلب النار‪ .‬ولعل أبا أمامة رضي ال عنه لما أخبره سعيد بن‬
‫جمهان بما فعله الخوارج الزارقة بأبيه دعا عليهم بنحو قوله‪ :‬كلب النار‪،‬‬
‫ثم رواه من رواه من بعد مرفوعاً إلى رسول ال ‪ .‬ول غرابة في مثل‬
‫هذا الموقف الذي يقفه هذا الصحابي‪ ،‬فإن غيره من الصحابة قد وقف مثله‬
‫ضد الخوارج الذين ظهروا بعد عام الفتراق‪ ،‬وقد مضى شيء من ذلك‬
‫في آخر المبحث الثالث من حديث المروق‪ ،‬لكن المهم في المر أن الكلم‬
‫ليس في أهل النهروان ومن حمل فكرهم‪ ،‬بل في الخوارج وأتباعهم الذين‬
‫يمكن أن يوجه إليهم حديث المروق وما ورد عن الصحابة الكرام من الذم‬
‫في الخوارج‪ ،‬وبون شاسع بين أهل النهروان ومن نحا نحوهم وبين‬
‫الخوارج الذين ظهروا من بعد‪ ،‬والذين يتلخص فكرهم في تكفير مخالفيهم‬
‫واستباحة دمائهم‪.‬‬
‫سلّم بصحة رفع حديث "الخوارج كلب النار" إلى النبي‬ ‫هذا‪ ،‬ولو ُ‬
‫لكان له وجهة أخرى‪ ،‬فقد روى الحاكم بسند صحيح إلى عكرمة عن‬
‫ابن عباس رضي ال عنهما أنه قال له ولبنه علي‪ :‬انطلقا إلى أبي سعيد‬
‫فاسمعا منه حديثه في شأن الخوارج‪ ،‬فانطلقا‪ ،‬فإذا هو في حائط له يصلح‪،‬‬
‫فلما رآنا أخذ رداءه ثم احتبى‪ ،‬ثم أنشأ يحدثنا حتى عل صوته في المسجد‪،‬‬
‫فقال‪ :‬كنا نحمل لبنة لبنة وعمار يحمل لبنتين لبنتين‪ ،‬فرآه النبي فجعل‬
‫ينفض التراب على رأسه ويقول‪":‬يا ويح عمار‪،‬أل تحمل لبنة لبنة كما‬
‫يحمل أصحابك ؟" قال‪ :‬إني أريد الجر عند ال‪ ،‬قال‪ :‬فجعل ينفض‬
‫ويقول‪":‬ويح عمار‪ ،‬تقتله الفئة الباغية"‪ ،‬قال‪ :‬ويقول عمار‪ :‬أعوذ بال من‬
‫الفتن)‪.(1‬‬
‫فهذا الحديث ظاهر في أن المراد بالخوارج الفئة الباغية‪ ،‬وهم طائفة‬
‫معاوية وأصحابه الذين حاربهم المام علي في صفين‪ ،‬وحمل حديث‬
‫"الخوارج كلب النار" عليهم يعد وجيهاً‪ ،‬وذلك لتصريح أبي سعيد بأنهم‬
‫هم الخوارج‪ ،‬كحمل أبي أمامة الباهلي إياه على الزارقة‪ ،‬إذ ل نص على‬
‫أن الزارقة – مثلً – هم الخوارج‪ ،‬ول على أنهم هم المقصودون بكلب‬
‫النار‪ ،‬مما يفيد أن المر إنما هو رأي لبي أمامة‪ .‬وهذا كله على فرض‬
‫التسليم بصحة رفع هذا الحديث‪.‬‬

‫() الاكم (الستدرك) جـ ‪ 2‬ص ‪ .162‬وقد روى الديث البخاري (الصحيح) جـ ‪ 2‬ص ‪ 111‬رقم ‪،447‬‬ ‫‪1‬‬

‫بدون قوله‪" :‬ف شأن الوارج"‪.‬‬


‫‪366‬‬
367
368
‫خاتمة الكتاب‬
‫وفي نهاية مطاف هذا الكتاب‪ ،‬يجمل بنا أن نحرر أهم النتائج التي‬
‫توصلت إليها الدراسة والمتمثلة فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬أن في أهل النهروان أو معارضي التحكيم عدداً من صحابة رسول ال‬
‫تتفق المصادر على ثلثة منهم‪ :‬زيد بن حصن الطائي‪ ،‬وحرقوص بن‬
‫زهير السعدي وهو غير ذي الخويصرة وغير المخدج‪ ،‬والخِرّيت بن راشد‬
‫السامي الناجي‪.‬‬
‫‪ -2‬الصواب في قضية التحكيم مع معارضيه‪ ،‬وما ينسب إلى ابن عباس أنه‬
‫خصمهم في حروراء غير ثابت‪.‬‬
‫‪ -3‬لم يكن أهل النهروان راضين عن مقتل عبدال بن خباب‪ ،‬بل قتله أحد‬
‫سعَر بن َف َدكِي التميمي‪ ،‬وقد طرده أهل‬ ‫الذين انضم إليهم فيما بعد وهو مِ ْ‬
‫النهروان‪.‬‬
‫‪ -4‬نسبة التكفير إلى أهل النهروان غير ثابتة‪ ،‬وإن ثبتت فيحمل على الكفر‬
‫بمعنى المعصية كما وردت بذلك نصوص القرآن والسنة النبوية‪.‬‬
‫‪ -5‬ظهر مصطلح الخوارج بعد ظهور الزارقة عام أربعة وستين من‬
‫الهجرة النبوية‪ ،‬وبرز في عام اثنين وسبعين‪.‬‬
‫‪ -6‬ينحصر معنى الخوارج الصطلحي فيمن يحكم على مخالفيه بالشرك‬
‫أو الكفر المخرج من الملة الذي ترتب عليه جواز الستعراض؛ أي قتل‬
‫المخالفين ومعاملتهم بأحكام المشركين‪.‬‬
‫‪ -7‬يجمع المحكّمة الراء التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬رفض التحكيم‪.‬‬
‫ب‪ -‬جواز أن تكون المامة في غير قريش‪.‬‬
‫ج ‪ -‬جواز الخروج على الئمة الجَ َورَة‪.‬‬
‫د‪ -‬الحكم بالكفر على عُصَاة المة‪ ،‬لكن يحمل على كفر النعمة عندهم‬
‫فيما قبل عام أربعة وستين من الهجرة‪ ،‬أما بعد ذلك فلم يلتزم به سوى‬
‫الباضية‪.‬‬
‫‪ -8‬مقتل المام علي كرم ال وجهه على يد عبد الرحمن بن ملجم لم يكن‬
‫بتدبير من المحكّمة‪.‬‬
‫‪ -9‬الفرق التي يصح أن تنسب إلى الخوارج هي الزارقة والنجدات‬
‫والصفرية دون الباضية بسبب تبني الفرق الثلث الحكم على المخالفين‬

‫‪369‬‬
‫بالشرك المخرج من الملة‪ ،‬أما الباضية فإنهم يعاملون مخالفيهم معاملة‬
‫المسلمين بكل أوجهها‪.‬‬
‫‪ -10‬حديث المروق حديث صحيح ثبت عن عشر طرق عن الصحابة‪.‬‬
‫‪ - 11‬يمكن أن يحمل حديث المروق على الخوارج الذين ظهروا بعد عام‬
‫أربعة وستين من الهجرة‪ ،‬وذلك لنطباقه على صفاتهم المتمثلة في كثرة‬
‫العبادة مع النحراف في توجيه بعض اليات والنصوص الشرعية المتعلقة‬
‫بالمشركين بجعلها متوجهة إلى أهل القبلة‪ ،‬فيرتب عليه استباحة القتل‬
‫في بعض ألفاظ هذا الحديث‪" :‬يقتلون أهل السلم‬ ‫مصداقاً لقوله‬
‫ويدعون أهل الوثان"‪ .‬وينسحب هذا الحكم على كل من يتبنى الفكر‬
‫الخارجي قديماً وحديثاً‪.‬‬
‫‪ -12‬حديث المخدج ل يصح عن رسول ال ‪ ،‬وهو زيادة شاذة‪.‬‬
‫‪ -13‬حديث شيطان الردهة حديث منكر‪.‬‬
‫‪ -14‬حديث المتعبد حديث ضعيف‪.‬‬
‫‪ -15‬حديث المام علي‪" :‬لقد علمت عائشة بنت أبي بكر أن أهل النهروان‬
‫ملعونون على لسان محمد " حديث ضعيف‪.‬‬
‫‪ -16‬حديث المام علي‪" :‬أمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين"‬
‫حديث موضوع‪.‬‬
‫‪ -17‬حديث "تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين يقتلها أولى الطائفتين‬
‫بالحق" صحت بعض أسانيده‪ ،‬لكنه غير صريح في قومٍ مخصوصين‪ .‬وأما‬
‫حمِل على أهل النهروان فل يصح بالزيادة‪ ،‬والصحيح منه بلفظ "ل‬ ‫إن ُ‬
‫تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان تكون بينهما مقتلة عظيمة"‪.‬‬

‫‪370‬‬
‫‪،‬‬ ‫‪ -18‬حديث "الخوارج كلب النار" ل يصح رفعه إلى رسول ال‬
‫عجْلن‪.‬‬‫صدَيّ بن َ‬
‫والقرب أنه موقوف على أبي أمامة الباهلي ُ‬
‫هذا‪ ،‬وقد تجلى للقارئ الكريم أن أهل النهروان ومعارضي التحكيم‬
‫الذين قيل عنهم ما قيل طوال القرون الغابرة‪ ،‬والذين طالما شوهت حقيقتهم‬
‫ونالهم من ظلم الفرق الخرى ومن حيف كثير من المؤرخين والكتاب‬
‫الشيء الكثير‪ ،‬كانوا – في الحقيقة ‪ -‬طلب حق أصابوه‪ ،‬وإن قيل عنهم‬
‫غير ذلك‪ ،‬بل كانوا هم أصحاب الرأي الحازم والنظرة النافذة في أعماق‬
‫الحداث‪ ،‬وقد جرت المور على ما توقعوه‪ ،‬والمتأمل في المجريات‬
‫التاريخية يتبين له صدق هذه النتيجة‪ .‬ول غرابة في ذلك‪ ،‬فقد كانوا من أهل‬
‫الفضل والعلم‪ ،‬وكان فيهم جملة من أصحاب رسول ال ‪ ،‬بل تدل بعض‬
‫‪ ،‬أي‬ ‫الروايات على أن فيهم السن الول من أصحاب رسول ال‬
‫القدمين منهم‪ .‬كما وصفوا بأنهم أصحاب البرانس والسواري‪ ،‬وفي ذلك‬
‫دللة واضحة على اتصافهم بنعوت الخير والتقى والزهد في الحياة‪،‬‬
‫ووصفوا بالقراء الذي كان لقباً للعلماء والفقهاء يومئذ‪ ،‬وقد تقدم عن ابن‬
‫عباس ما يكفي للتأكيد على صحة هذا الوصف‪ ،‬فقد قال لعتاب بن العور‬
‫التغلبي ‪ -‬أحد معارضي التحكيم ‪ -‬كما سبق إحالته إلى ابن أبي شيبة في‬
‫مصنفه‪" :‬إني أراك قارئاً للقرآن‪ ،‬عالماً بما قد فصلت ووصلت"‪ ،‬المر‬
‫الذي دعا راوي القصة ‪ -‬وهو كليب بن شهاب الجرمي‪ -‬إلى وصفه بقوله‪:‬‬
‫"كأنما ين زع بحاجته من القرآن في سورة واحدة"‪ .‬إضافة إلى ما سبق‬
‫ذكره من المور الخرى التي تشهد لقوة ما صاروا إليه في مسألة التحكيم‪.‬‬
‫وبناءً عليه فل مجال لقبول تأويل حديث المروق الصحيح أو غيره‬
‫فيهم‪ .‬وقد بان جلياً أن حديث المخدج الذي يقتضي أن يراد به أهل‬
‫النهروان غير ثابت‪ ،‬بل حكمت عليه السيدة عائشة رضي ال عنها بأنه‬
‫مكذوب على النبي حسبما تقدم ذكره وذكر النقاش فيه‪.‬‬
‫كما تجلى أيضاً أنهم بريئون من وصمة الخوارج التي تلصق بهم‪.‬‬
‫والمر نفسه يجري على من نهج نهجهم دون غلو ول شطط كما هو حال‬
‫الزارقة والنجدات والصفرية الذين حكموا على مخالفيهم بالشرك والكفر‬
‫المخرج من الملة‪.‬‬
‫ورغم ذلك‪ ،‬فإن ما ينسب إلى النبي من الحاديث التي تنص على‬
‫الذين سموا بالخوارج أو تشير إليهم ل يثبت‪ ،‬وليس كل ما يروى في‬
‫الخوارج يكون صحيحاً‪ ،‬وذلك كالحاديث التي مرت في الفصول‬
‫المتقدمة‪ ،‬وكمثل حديث "الخوارج كلب النار" الصريح بلفظه‪ ،‬فل يصح‬

‫‪371‬‬
‫الذي ل ينطق عن الهوى‪ ،‬وقد أوتي‬ ‫أن يكون من كلم خير البشر‬
‫جوامع الكلم وأفانين البلغة‪.‬‬
‫ومن الجدير الشارة إليه أن مثل هذه الروايات تأتي ضمن الحملة‬
‫التي شنها المويون ضد أهل النهروان وأتباعهم والخوارج والمنسوبين‬
‫إليهم‪ ،‬فقد اتخذوا أساليب عدة للتشنيع عليهم وتشويه صورتهم تجاوزت‬
‫إلى الحلم والمنامات‪.‬‬
‫وأما ما ورد عن الصحابة أو بعضهم من ذم الخوارج ‪ -‬الزارقة‬
‫والنجدات والصفرية ‪ -‬فل يدخل ضمن تلك الحملة‪ ،‬فإنما قالوا بالحق‬
‫ونطقوا بالصدق‪ .‬وصدور بعض ألفاظ الذم منهم في حق أناس بعينهم‬
‫يعطيه بعض الرواة حجماً أكبر ليصير ذلك بعد فترة من الزمن نصاً‬
‫شرعياً‪.‬‬
‫ويضاف إلى هذه الظاهرة ‪ -‬وهي ظهور روايات ضد مخالفي‬
‫السلطة الموية أو غيرهم ‪ -‬الحديث الموضوع المكذوب على رسول ال‬
‫‪" :‬المرجئة والقدرية والروافض والخوارج يسلب منهم ربع التوحيد‪،‬‬
‫فيلقون ال عز وجل كفاراً خالدين مخلدين في النار"‪.‬‬
‫رواه ابن الجوزي في الموضوعات‪ ،‬وفيه محمد بن يحيى بن رزين‬
‫قال‪ :‬حدثنا أبو عباد الزاهد‪ ،‬قال ابن الجوزي‪" :‬هذا حديث موضوع على‬
‫رسول ال ‪ ،‬قال ابن حبان‪ :‬محمد بن يحيى بن رزين دجال يضع الحديث‬
‫ل يحل ذكره إل بالقدح فيه‪ .‬قال‪ :‬وأبو عباد ل يحل الحتجاج به")‪.(1‬‬
‫ويقاس على هذا المر ما يوجد من الروايات في حق التيارات التي‬
‫خاضت غمار الصراع السياسي في أدوار التاريخ المتقدمة‪ .‬ويشمل المر‬
‫المويين أنفسهم‪ ،‬فقد وضعت فيهم وفي غيرهم من الذين كانوا يحكمون‬
‫بمنطق السيف روايات ل تصح عن النبي ‪ ،‬كان ذلك المنطق المتعسف‬
‫سبباً لختلقها‪ .‬وهذا شأن جميع الفرق المنتسبة إلى السلم‪ ،‬اللهم إل الذين‬
‫أطلق عليهم الخوارج‪ ،‬فقد كانوا أبعد الناس عن الكذب على عامة البشر‬
‫فكيف بالكذب على رسول ال ‪ .‬وهذا أمر يشهد به الكل ويعترف به‬
‫الجميع وتقره الدراسات‪ .‬ومن أبسط المثلة عليه وأقرب ها قول ابن تيمية ‪-‬‬
‫وقد تقدم ‪ -‬في حق الذين سموا بالخوارج‪" :‬ل يعرف فيهم من يكذب" ‪،‬‬
‫وقوله‪" :‬ليسوا ممن يتعمدون الكذب‪ ،‬بل هم معروفون بالصدق حتى يقال‬
‫إن حديثهم من أصح الحديث"‪.‬‬

‫() ابن الوزي (الوضوعات) جـ ‪ 1‬ص ‪ 205‬ف ذم الرجئة والقدرية والروافض والوارج‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪372‬‬
‫وختاماً ألفت انتباه القارئ إلى أن ينعم النظر في هذه القضية ويكون‬
‫على حذر من أغراض كثير من الرواة‪ ،‬كما أعطف عنايته إلى موضوع‬
‫هذا الكتاب ليكون محل تأمل وموضع وقفة متأنية تستجلى من خللها‬
‫الحقيقة‪ ،‬من أجل خدمة الهدف المشترك بين أبناء هذه الملة الحنيفية وهذا‬
‫الدين الناصع‪.‬‬
‫أسأل ال عز وجل أن يأخذ بأيدينا جميعاً إلى ما يحبه ويرضاه‪،‬‬
‫وصلى ال وسلم على رسوله الكريم‪ ،‬وآخر دعوانا أن الحمد ل رب‬
‫العالمين‪.‬‬

‫‪373‬‬
374
‫(‪:)1‬‬

‫الجري‪ ،‬محمد بن الحسين بن عبدال الشافعي )ت ‪360‬ه ‪/‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪970‬م(‪ ،‬كتاب الشريعة ‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة‬
‫الولى‪1416 ،‬ه ‪1995-‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد بن الحسن إسماعيل‪.‬‬
‫المدي‪ ،‬علي بن أبي علي بن محمد بن سالم )ت ‪631‬ه ‪/‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪1233‬م( المامة من أبكار الفكار في أصول الدين ‪ ،‬بيروت‪:‬‬
‫دار الكتاب العربي‪ ،‬الطبعة الولى‪1412 ،‬ه ‪1992‬م‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬محمد الزبيدي‪.‬‬
‫ابن الثير‪ ،‬علي بن أبي الكرم محمد بن محمد الجزري )ت‬ ‫‪3‬‬
‫‪630‬ه ‪1232 /‬م(‪ ،‬أسد الغابة في معرفة الصحابة ‪ ،‬بيروت‪:‬‬
‫دار الفكر‪1409 ،‬ه – ‪1989‬م‪.‬‬
‫‪ ،------‬الكامل في التاريخ‪ ،‬بيروت دار صادر‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫ابن أحمد‪ ،‬عبدال بن أحمد بن حنبل )ت ‪290‬ه ‪902/‬م(‪،‬‬ ‫‪5‬‬


‫كتا ب السنة‪ ،‬الرياض‪ :‬دار عالم الكتب‪ ،‬الطبعة الرابعة‪،‬‬
‫‪1416‬ه ‪1996 -‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬محمد بن سعيد بن سالم‬
‫القحطاني‪.‬‬
‫الدلبي‪ ،‬صلح الدين بن أحمد‪ ،‬منهج نقد المتن عند علماء‬ ‫‪6‬‬
‫الحدي ث النبوي‪ ،‬بيروت‪ :‬منشورات دار الفاق الجديدة‪،‬‬
‫الطبعة الولى‪1403 ،‬ه – ‪1983‬م‪.‬‬
‫إسماعيل‪ ،‬محمود‪ ،‬قضايا في التاريخ السلمي‪ :‬منهج‬ ‫‪7‬‬
‫وتطبيق‪ ،‬الدار البيضاء )المغرب(‪ :‬دار الثقافة‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪1401 ،‬ه ‪1981 ،‬م‪.‬‬
‫الشعري‪ ،‬علي بن إسماعيل‪) ،‬ت ‪ 312‬أو ‪324‬ه ‪،933/‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪ )(1‬ملحظة‪:‬‬
‫‪-1‬ل اعتبار ف هذا الترتيب لـ ‪ :‬ال‪ ،‬ابن‪ ،‬أبو‪ ،‬ونوها‪.‬‬
‫‪ -2‬الط التقطع (‪ )------‬يرمز إل اسم الؤلف ف الرقم الذي قبله‪.‬‬
‫‪375‬‬
‫‪936‬م(‪ ،‬مقالت السلميين واختلف المصلين‪ ،‬بيروت‪:‬‬
‫المكتبة العصرية‪ ،1990 ،‬تحقيق‪ :‬محمد محيي الدين‬
‫عبدالحميد‪.‬‬
‫الصفهاني‪ ،‬أبو الفرج علي بن الحسين )‪356‬ه ‪966/‬م(‪،‬‬ ‫‪9‬‬
‫مقاتل الطالبيين‪ ،‬بيروت‪ :‬دار المعرفة‪.‬‬

‫أطفيش‪ ،‬محمد بن يوسف )ت ‪1332‬ه ‪1914 /‬م(‪ ،‬الذهب‬ ‫‪10‬‬


‫الخالص المنوه بالعلم القالص‪ ،‬تحقيق‪ :‬أبو إسحاق أطفيش‪.‬‬

‫ابن أعثم‪ ،‬أحمد بن أعثم الكوفي )ت ‪314‬ه ‪926 /‬م( كتاب‬ ‫‪11‬‬

‫الفتوح ‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الضواء‪ ،‬الطبعة الولى‪1411 ،‬ه –‬


‫‪1991‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬علي شيري‪.‬‬
‫اللباني‪ ،‬محمد ناصر الدين‪ ،‬إرواء الغليل في تخريج أحاديث‬ ‫‪12‬‬
‫منا ر السبيل‪ ،‬بيروت‪ ،‬دمشق‪ :‬المكتب السلمي‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪1405 ،‬ه – ‪1985‬م‪ ،‬بإشراف محمد زهير الشاويش‪.‬‬
‫المين‪ ،‬شريف يحيى‪ ،‬معجم الفرق السلمية ‪ ،‬بيروت‪ :‬دار‬ ‫‪13‬‬
‫الضواء‪ ،‬الطبعة الولى‪1406 ،‬ه – ‪1986‬م‪.‬‬
‫ابن أنس‪ ،‬مالك بن أنس الصبحي )ت ‪179‬ه ‪795 /‬م(‪ ،‬موطأ‬
‫المام مالك‪ ،‬رواية محمد بن الحسن الشيباني‪ ،‬مع التعليق‬
‫الممجد على موطأ محمد لعبد الحي اللكنوي‪ ،‬بومباي‪ :‬دار‬
‫السنة والسيرة‪ ،‬دمشق‪ :‬دار القلم‪ ،‬الطبعة الولى‪1413 ،‬ه ‪-‬‬
‫‪1992‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬تقي الدين الندوي‪.‬‬

‫البخاري‪ ،‬محمد بن إسماعيل )ت ‪256‬ه ‪869 /‬م(‪ ،‬الجامع‬ ‫‪15‬‬

‫الصحيح‪ ،‬مطبوع مع فتح الباري لبن حجر العسقلني‪،‬‬


‫بيروت‪ :‬دار الفكر‪1414 ،‬ه ‪1993-‬م‪.‬‬

‫‪376‬‬
‫‪،------‬ـ كتاب التاريخ الكبير ‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الفكر‪ ،‬دار الكتب‬ ‫‪16‬‬
‫العلمية‪.1986 ،‬‬
‫بدران‪ ،‬الشيخ عبدالقادر )ت ‪1346‬ه ‪1927/‬م(‪ ،‬تهذيب تاريخ‬ ‫‪17‬‬
‫دمشق الكبير‪ ،‬بيروت‪ :‬دار المسيرة‪ ،‬الطبعة الثانية‪1399 ،‬ه‬
‫– ‪1979‬م‪.‬‬
‫البرّادي‪ ،‬أبو القاسم بن إبراهيم )ت ‪810‬ه ‪1407/‬م(‪ ،‬الجواهر‬ ‫‪18‬‬
‫المنتقاة في إتمام ما أخل به كتاب الطبقات ‪ ،‬القاهرة‪1884 :‬م‪،‬‬
‫طبعة حجرية‪.‬‬
‫‪ ،------‬رسالة في تقييد كتب أصحابنا‪ ،‬ضمن كتاب "دراسة‬ ‫‪19‬‬
‫في تاريخ الباضية"‪ ،‬المارات‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار الفضيلة‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬د‪ .‬محمد زينهم محمد عزب‪ ،‬أحمد عبدالتواب‬
‫عوض‪.‬‬

‫البطاشي‪ ،‬سيف بن حمود بن حامد‪ ،‬إتحاف العيان في تاريخ‬ ‫‪20‬‬


‫بع ض علما ء عمان‪ ،‬مسقط‪ :‬مطابع النهضة‪1403 ،‬ه –‬
‫‪1983‬م‪.‬‬
‫البغدادي‪ ،‬إسماعيل باشا‪ ،‬هدي ة العارفين ‪ :‬أسما ء المؤلفين‬ ‫‪21‬‬
‫وآثا ر المصنفي ن م ن كش ف الظنون‪ ،‬دار الفكر‪1410:‬ه –‬
‫‪1990‬م‪.‬‬
‫البغدادي‪ ،‬عبدالقاهر بن طاهر )ت ‪429‬ه ‪1037/‬م(‪ ،‬أصول‬ ‫‪22‬‬
‫الدين‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة الثالثة‪1401 ،‬ه –‬
‫‪1981‬م‪.‬‬
‫‪ ،------‬الفرق بين الفرق‪ ،‬بيروت‪ :‬المكتبة العصرية‪،‬‬ ‫‪23‬‬
‫‪1413‬ه ‪1993 -‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد محيي الدين عبدالحميد‪.‬‬

‫‪377‬‬
‫البغوي‪ ،‬الحسين بن مسعود )ت ‪516‬ه ‪1122 /‬م(‪ ،‬شرح‬ ‫‪24‬‬
‫السنة ‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة الولى‪1412 ،‬ه‬
‫‪1992 -‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬الشيخ علي محمد معوض‪ ،‬الشيخ عادل‬
‫أحمد عبد الموجود‪.‬‬
‫البغ وي‪ ،‬أبو القاسم عبدال بن محمد )ت ‪317‬ه ‪929/‬م(‪،‬‬ ‫‪25‬‬
‫الجعديات ‪ :‬حدي ث عل ي ب ن الجع د الجوهري‪ ،‬القاهرة‪ :‬مكتبة‬
‫الخانجي‪ ،‬الطبعة الولى‪1415 ،‬ه ‪1994 -‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪.‬‬
‫رفعت فوزي عبدالمطلب‪.‬‬
‫البكري‪ ،‬عبدال بن عبدالعزيز الندلسي )ت ‪487‬ه ‪/‬‬ ‫‪26‬‬
‫‪1094‬م(‪ ،‬معج م م ا استعج م م ن أسما ء البل د والمواضع‪،‬‬
‫بيروت‪ :‬عالم الكتب‪ ،‬الطبعة الثالثة‪1403 ،‬ه – ‪1983‬م‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬مصطفى السقا‪.‬‬
‫البلذري‪ ،‬أحمد بن يحيى بن جابر )ت ‪279‬ه ‪892 /‬م(‪،‬‬ ‫‪27‬‬
‫أنساب الشراف‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الفكر‪ ،‬الطبعة الولى‪،‬‬
‫‪1417‬ه – ‪1996‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬سهيل زكار‪ ،‬رياض زركلي‪.‬‬
‫‪ ،------‬فتوح البلدان ‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪1412 ،‬ه‬ ‫‪28‬‬
‫– ‪1991‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬رضوان محمد رضوان‪.‬‬
‫ابن بلبان‪ ،‬علي بن بلبان الفارسي )ت ‪739‬ه ‪1338 /‬م(‪،‬‬ ‫‪29‬‬
‫صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان ‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪1414 ،‬ه – ‪1993‬م‪.‬‬
‫البياسي‪ ،‬يوسف بن محمد بن إبراهيم النصاري )ت ‪653‬ه ‪/‬‬ ‫‪30‬‬
‫‪1255‬م(‪ ،‬العلم بالحروب الواقعة في صدر السلم ‪ ،‬عمّان‪:‬‬
‫الطبعة الولى‪1407 ،‬ه ‪1987-‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬شفيق جاسر‬
‫أحمد‪.‬‬
‫البيهقي‪ ،‬أحمد بن الحسين )ت ‪458‬ه ‪1065/‬م(‪ ،‬دلئل النبوة‬ ‫‪31‬‬
‫ومعرفة أحوال صاحب الشريعة ‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار الريان للتراث‪،‬‬
‫بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة الولى‪1408 ،‬ه –‬
‫‪ ،1988‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬عبدالمعطي قلعجي‪.‬‬

‫‪378‬‬
‫‪ ،------‬السنن الكبرى ‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪32‬‬
‫الولى‪1414 ،‬ه – ‪1994‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد عبدالقادر عطا‪.‬‬
‫‪ ،------‬شعب اليمان‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪33‬‬
‫الولى‪1410 ،‬ه – ‪1990‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬أبو هاجر محمد السعيد‬
‫بن بسيوني زغلول‪.‬‬
‫‪ ،------‬معرف ة السن ن والثار‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبدالمعطي أمين‬ ‫‪34‬‬
‫قلعجي‪.‬‬
‫الترمذي‪ ،‬محمد بن عيسى بن سورة )ت ‪279‬ه ‪892/‬م(‪،‬‬ ‫‪35‬‬
‫الجامع الصحيح وهو سنن الترمذي‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار الحديث‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬الشيخ إبراهيم عطوة عوض ومحمد فؤاد عبدالباقي‬
‫وأحمد محمد شاكر‪.‬‬
‫ابن تيمية‪ ،‬أحمد بن عبدالحليم )ت ‪728‬ه ‪1327/‬م(‪ ،‬التفسير‬ ‫‪36‬‬
‫الكبير ‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة الولى‪1401 ،‬ه‬
‫– ‪1988‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبدالرحمن عميرة‪.‬‬
‫‪ ،------‬الفرقان‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬ ‫‪37‬‬
‫‪1402‬ه – ‪.1982‬‬
‫‪ ،------‬منها ج السن ة النبوية‪ ،‬القاهرة‪:‬مكتبة ابن تيمية‪،‬‬ ‫‪38‬‬
‫الطبعة الثانية‪1409 ،‬ه – ‪1989‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬مجدي السيد‬
‫إبراهيم‪.‬‬
‫الجابري‪ ،‬محمد عابد‪ ،‬نق د العق ل العربي ‪ ،‬العق ل السياسي‬ ‫‪39‬‬
‫العربي‪ :‬محدداته وتجلياته‪ ،‬بيروت‪ :‬مركز دراسات الوحدة‬
‫العربية‪ ،‬الطبعة الثانية‪.1992 ،‬‬
‫الجاحظ‪ ،‬عمرو بن بحر‪ ،‬البيان والتبيين‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الجيل‪،‬‬ ‫‪40‬‬
‫الطبعة الثانية‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبدالسلم محمد هارون‪.‬‬

‫‪379‬‬
‫الجصاص‪ ،‬أحمد بن علي الرازي )ت ‪370‬ه ‪985 /‬م(‪ ،‬أحكام‬ ‫‪41‬‬
‫القرآن‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتاب العربي‪.‬‬

‫الجعبيري‪ ،‬فرحات‪ ،‬البعد الحضاري للعقيدة الباضية‪،‬‬ ‫‪42‬‬


‫‪1408‬ه – ‪1987‬م‪.‬‬
‫ابن الجعد‪ ،‬علي بن الجعد بن عبيد الجوهري‪ ،‬المسند‪،‬‬ ‫‪43‬‬
‫تحقيق‪ :‬د‪.‬عبد المهدي بن عبد القادر بن عبد الهادي‪.‬‬
‫جعيّط‪ ،‬هشام‪ ،‬الفتنة ‪ :‬جدلي ة الدي ن والسياس ة ف ي السلم‬ ‫‪44‬‬
‫المبكر‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الطليعة للطباعة والنشر‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫‪ ،1993‬ترجمة‪ :‬خليل أحمد خليل‪.‬‬
‫جلي‪ ،‬أحمد محمد أحمد‪ ،‬دراس ة ع ن الفر ق ف ي تاريخ‬ ‫‪45‬‬
‫المسلمين‪ ،‬مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات‬
‫السلمية‪ ،‬الطبعة الولى‪1406 ،‬ه – ‪1986‬م‪.‬‬
‫ابن الجنيد‪ ،‬إبراهيم بن عبدال الختلي )ت ‪260‬ه ‪873/‬م(‪،‬‬ ‫‪46‬‬
‫سؤال ت اب ن الجني د لب ي زكري ا يحي ى ب ن معين‪ ،‬المدينة‬
‫المنورة‪ :‬مكتبة الدار‪1988 ،‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد محمد نور‬
‫سيف‪.‬‬
‫الجوزجاني‪ ،‬إبراهيم بن يعقوب )ت ‪259‬ه ‪872/‬م(‪ ،‬أحوال‬ ‫‪47‬‬
‫الرجال‪ ،‬بيروت‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬الطبعة الولى‪1405 ،‬ه –‬
‫‪1985‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬صبحي السامرائي‪.‬‬
‫الجوزجاني‪ ،‬الحسين بن إبراهيم )ت ‪543‬ه ‪1158/‬م(‪،‬‬ ‫‪48‬‬
‫الباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير‪ ،‬الرياض‪ :‬دار‬
‫الصميعي‪ ،‬الطبعة الثالثة‪1415 ،‬ه ‪1995 -‬م‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫عبدالرحمن بن عبدالجبار الفريوائي‪.‬‬
‫ابن الجوزي‪ ،‬عبدالرحمن بن علي بن محمد )ت ‪597‬ه ‪/‬‬ ‫‪49‬‬

‫‪380‬‬
‫‪1200‬م(‪ ،‬تلبيس إبليس‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتاب العربي‪ ،‬الطبعة‬
‫السابعة‪1414 ،‬ه ‪1994-‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬در السيد الجميلي‪.‬‬
‫‪ ،------‬العلل المتناهية في الحاديث الواهية‪ ،‬بيروت‪ :‬دار‬ ‫‪50‬‬
‫الكتب العليمة‪ ،‬الطبعة الولى‪1403 ،‬ه ‪1983-‬م‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫إرشاد الحق الثري‪ ،‬تقديم الشيخ خليل الميس‪.‬‬
‫‪ ،------‬كتا ب الضعفا ء والمتروكين‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب‬ ‫‪51‬‬
‫العلمية‪ ،‬الطبعة الولى‪1406 ،‬ه – ‪1986‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬أبو‬
‫الفداء عبدال القاضي‪.‬‬
‫‪ ،------‬كتاب الموضوعات ‪ ،‬المدينة المنورة‪ :‬المكتبة السلفية‪،‬‬ ‫‪52‬‬
‫الطبعة الولى‪1376 ،‬ه ‪1966 -‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبدالرحمن محمد‬
‫عثمان‪.‬‬
‫‪ ،------‬كشف النقاب عن السماء واللقاب‪ ،‬عجمان‪،‬‬ ‫‪53‬‬
‫الشارقة‪ :‬مؤسسة علوم القرآن‪ ،‬دمشق‪ ،‬بيروت‪ :‬دار ابن‬
‫كثير‪ ،‬الطبعة الرابعة‪1414 ،‬ه – ‪1993‬م‪.‬‬
‫‪ ،------‬المنتظم في تاريخ المم والملوك‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب‬ ‫‪54‬‬
‫العلمية‪ ،‬الطبعة الولى‪1412 ،‬ه – ‪1992‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد‬
‫عبدالقادر عطا‪ ،‬مصطفى عبدالقادر عطا‪.‬‬

‫الجوهري‪ ،‬إسماعيل بن حماد‪ ،‬الصحاح‪ :‬تاج اللغة وصحاح‬ ‫‪55‬‬


‫العربية‪ ،‬بيروت‪ :‬دار العلم للمليين‪ ،‬الطبعة الرابعة‪1990 ،‬م‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬أحمد عبدالغفور عطار‪.‬‬
‫أبو جيب‪ ،‬سعدي‪ ،‬القاموس الفقهي لغةً واصطلحا ‪ ،‬دمشق‪:‬‬ ‫‪56‬‬
‫دار الفكر‪ ،‬الطبعة الثانية‪1408 ،‬ه – ‪1988‬م‪.‬‬
‫ابن أبي حاتم‪ ،‬عبدالرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس‬ ‫‪57‬‬
‫الرازي )ت ‪327‬ه ‪938 /‬م( كتاب الجرح والتعديل ‪ ،‬بيروت‪:‬‬
‫دار إحياء التراث العربي‪ ،‬الطبعة الولى بمطبعة مجلس‬
‫‪381‬‬
‫دائرة المعارف العثمانية بحيدرآباد‪ ،‬الدكن ‪ -‬الهند‪1371 ،‬ه ‪-‬‬
‫‪1952‬م‪.‬‬
‫حاجي خليفة‪ ،‬مصطفى بن عبدال القسطنطيني الرومي‬ ‫‪58‬‬
‫الحنفي الشهير بالمل كاتب الجلبي )ت ‪1067‬ه ‪1656/‬م(‪،‬‬
‫كش ف الظنو ن ع ن أسام ي الكت ب والفنون‪ ،‬مكة المكرمة‪:‬‬
‫المكتبة الفيصلية‪.‬‬
‫الحارثي‪ ،‬سالم بن حمد‪ ،‬العقود الفضية في أصول الباضية‪،‬‬ ‫‪59‬‬
‫سلطنة عمان‪ :‬وزارة التراث القومي والثقافة‪1983 ،‬م‪.‬‬
‫الحاكم‪ ،‬محمد بن عبدال‪ ،‬المستدرك على الصحيحين‪،‬‬ ‫‪60‬‬
‫بيروت‪ :‬دار المعرفة‪ ،‬إشراف‪ :‬د‪ .‬يوسف عبدالرحمن‬
‫المرعشلي‪.‬‬
‫ابن حبان‪ ،‬محمد بن حبان بن أحمد )ت ‪354‬ه ‪965/‬م ) كتاب‬ ‫‪61‬‬
‫الثقات ‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة الولى‪ ،‬بمطبعة‬
‫مجلس دائرة المعارف العثمانية – بحيدر آباد الدكن‪ ،‬الهند‪،‬‬
‫‪1393‬ه – ‪1973‬م‪.‬‬
‫والضعفاء‬ ‫المحدثين‬ ‫من‬ ‫المجروحين‬ ‫كتاب‬ ‫‪،------‬‬ ‫‪62‬‬
‫والمتروكين‪ ،‬بيروت‪ :‬دار المعرفة‪1412 ،‬ه – ‪1992‬م‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬محمود إبراهيم زايد‪.‬‬

‫ابن حجر‪ ،‬أحمد بن علي العسقلني )ت ه ‪852/1448‬م)‪،‬‬ ‫‪63‬‬

‫الصابة في تمييز الصحابة‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الجيل‪ ،‬الطبعة‬


‫الولى‪1412 ،‬ه – ‪ ،1992‬تحقيق‪ :‬علي محمد البجاوي‪.‬‬
‫‪ ، ------‬أطرا ف مسن د الما م أحم د ب ن حنب ل المسمى‬ ‫‪64‬‬
‫إطراف المُسنِد المعتلي بأطراف المُسنَد الحنبلي ‪ ،‬دمشق‪ :‬دار‬
‫ابن كثير‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكلم الطيب‪ ،‬الطبعة الولى‪1414 ،‬ه‬
‫– ‪ ،1993‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬زهير بن ناصر الناصر‪.‬‬

‫‪382‬‬
‫‪ ،------‬تعجيل المنفعة بزوائد رجال الئمة الربعة ‪ ،‬بيروت‪:‬‬ ‫‪65‬‬
‫دار الكتاب العربي‪.‬‬
‫‪ ،------‬تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس‪،‬‬ ‫‪66‬‬
‫بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪1405 ،‬ه ‪1984‬م‪ ،‬الطبعة‬
‫الولى‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬عبدالغفار سليمان البنداري‪ ،‬الستاذ محمد‬
‫أحمد عبدالعزيز‪.‬‬
‫‪ ،------‬تقري ب التهذيب‪ ،‬دمشق‪ :‬دار القلم‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار‬ ‫‪67‬‬
‫السلم‪ ،‬حلب‪ :‬دار الرشيد‪ ،‬الطبعة الرابعة‪1412 ،‬ه –‬
‫‪1992‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد عوامة‪.‬‬
‫‪ ،------‬التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير‪،‬‬ ‫‪68‬‬
‫دار المعرفة‪ ،‬تحقيق‪ :‬السيد عبدال هاشم اليماني المدني‪.‬‬
‫‪ ،------‬تهذيب التهذيب ‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪69‬‬
‫الولى‪1415 ،‬ه – ‪1994‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬مصطفى عبدالقادر‬
‫عطا‪.‬‬
‫‪ ،------‬فت ح البار ي بشر ح صحي ح البخاري‪ ،‬بيروت‪ :‬دار‬ ‫‪70‬‬
‫الفكر‪1414 ،‬ه – ‪1993‬م‪.‬‬
‫‪ ،------‬لسان الميزان ‪ ،‬بيروت‪ :‬دار إحياء التراث العربي‪،‬‬ ‫‪71‬‬
‫الطبعة الولى‪1416 ،‬ه – ‪1995‬م‪ ،‬إشراف‪ :‬محمد‬
‫عبدالرحمن المرعشلي‪.‬‬
‫‪ ،------‬مختصر زوائد مسند البزار على الكتب الستة ومسند‬ ‫‪72‬‬
‫أحمد‪ ،‬بيروت‪ :‬مؤسسة الكتب الثقافية‪ ،‬الطبعة الولى‪،‬‬
‫‪1412‬ه ‪1992-‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬صبري بن عبدالخالق أبو ذر‪.‬‬
‫‪ ،------‬ن زهة اللباب في اللقاب ‪ ،‬الرياض‪ :‬مكتبة الرشد‪،‬‬ ‫‪73‬‬
‫الطبعة الولى‪1409 ،‬ه ‪1989 -‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبدالعزيز بن‬
‫محمد بن صالح السديري‪.‬‬

‫‪383‬‬
‫ابن أبي الحديد‪ ،‬عبدالحميد بن هبة ال )ت ‪ 655‬أو ‪656‬ه ‪/‬‬ ‫‪74‬‬
‫‪1258 ،1257‬م(‪ ،‬شرح نهج البلغة‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الجيل‪،‬‬
‫الطبعة الولى‪1407 ،‬ه – ‪1987‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد أبو الفضل‬
‫إبراهيم‪.‬‬
‫ابن حزم‪ ،‬علي بن أحمد الندلسي )ت ‪456‬ه ‪1064 /‬م(‪،‬‬ ‫‪75‬‬
‫جمهرة أنساب العرب‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪1983 ،‬م‪.‬‬

‫‪ ،------‬الفص ل ف ي المل ل والهوا ء والنحل‪ ،‬بيروت‪ :‬دار‬ ‫‪76‬‬


‫الجيل‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬محمد إبراهيم نصر‪ ،‬د‪ .‬عبد الرحمن‬
‫عميرة‪.‬‬
‫‪ ،------‬المحل ى بالثار‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الجيل‪ ،‬دار الفاق‬ ‫‪77‬‬
‫الجديدة‪ ،‬تحقيق لجنة التراث العربي‪.‬‬
‫حسين‪ ،‬طه‪ ،‬الفتنة الكبرى ‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار المعارف‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪78‬‬
‫الحادية عشرة ‪.1996‬‬
‫حكمي‪ ،‬الشيخ حافظ بن أحمد‪ ،‬معار ج القبو ل بشر ح سلم‬ ‫‪79‬‬
‫الوصول إلى علم الصول في التوحيد‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬الطبعة الولى‪1411 ،‬ه – ‪1991‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬صلح‬
‫محمد عويضة‪ ،‬أحمد بن يوسف القادري‪.‬‬
‫الحمش‪ ،‬عداب‪ ،‬رواة الحديث الذين سكت عنهم أئمة الجرح‬ ‫‪80‬‬
‫والتعدي ل بي ن التوثي ق والتجهيل‪ ،‬الرياض‪ :‬الرئاسة العامة‬
‫لدارات البحوث العلمية‪1985 ،‬م‪.‬‬
‫الحموي‪ ،‬ياقوت بن عبدال )ت ‪626‬ه ‪1228/‬م(‪ ،‬معجم‬ ‫‪81‬‬
‫البلدان‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة الولى‪1410 ،‬ه‬
‫– ‪1990‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬فريد عبدالعزيز الجندي‪.‬‬

‫‪384‬‬
‫الحميدي‪ ،‬عبدال بن الزبير‪ ،‬المسند‪ ،‬بيروت‪ :‬عالم الكتب‪،‬‬ ‫‪82‬‬
‫‪1381‬ه ‪ ،‬تحقيق‪ :‬حبيب الرحمن العظمي‪.‬‬
‫الحميري‪ ،‬محمد بن عبدالمنعم )عاش قبل مطلع القرن التاسع‬ ‫‪83‬‬
‫الهجري(‪ ،‬الروض المعطار في خبر القطار ‪ ،‬بيروت‪ :‬مكتبة‬
‫لبنان‪ ،‬الطبعة الثانية‪1984 ،‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬إحسان عباس‪.‬‬
‫ابن حنبل‪ ،‬أحمد بن محمد بن حنبل )ت ‪241‬ه ‪855/‬م(‪ ،‬مسند‬ ‫‪84‬‬
‫المام أحمد بن حنبل‪ ،‬بيروت‪ :‬دار صادر‪.‬‬
‫الخضري‪ ،‬محمد‪ ،‬محاضرا ت ف ي تاري خ الم م السلمية‪:‬‬ ‫‪85‬‬
‫الدولة الموية‪ ،‬بيروت‪ :‬دار المعرفة‪ ،‬الطبعة الولى‪،‬‬
‫‪1416‬ه ‪1995-‬م‪.‬‬
‫الخطيب‪ ،‬أحمد بن علي بن ثابت )ت ‪463‬ه ‪1071 /‬م(‪،‬‬ ‫‪86‬‬
‫تاريخ بغداد أو مدينة السلم منذ تأسيسها حتى سنة ‪463‬ه ‪،‬‬
‫بيروت‪ :‬دار الفكر العلمية‪.‬‬
‫ابن خلدون‪ ،‬عبدالرحمن بن خلدون )ت ‪808‬ه ‪1406 /‬م(‪،‬‬ ‫‪87‬‬
‫مقدمة ابن خلدون ‪ ،‬وهي الجزء الول من كتاب العبر وديوان‬
‫المبتد أ والخب ر ف ي أيا م العر ب والعج م والبربر‪ ،‬بيروت‪:‬‬
‫مؤسسة العلمي للمطبوعات‪.‬‬
‫ابن خلكان‪ ،‬أحمد بن محمد بن أبي بكر خلكان )ت ‪681‬ه ‪/‬‬ ‫‪88‬‬
‫‪1282‬م(‪ ،‬وفيات العيان وأنباء أبناء الزمان‪ ،‬بيروت‪ :‬دار‬
‫صادر‪1398 ،‬ه – ‪1978‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬إحسان عباس‪.‬‬
‫خليفات‪ ،‬عوض‪ ،‬نشأة الحركة الباضية‪.1978 ،‬‬ ‫‪89‬‬

‫خليل‪ ،‬خليل أحمد‪ ،‬معجم المصطلحات الدينية‪ ،‬بيروت‪ :‬دار‬ ‫‪90‬‬


‫الفكر اللبناني‪ ،‬الطبعة الولى‪1995 ،‬م‪.‬‬
‫الخوئي‪ ،‬السيد أبو القاسم الموسوي‪ ،‬معج م رجا ل الحديث‬ ‫‪91‬‬
‫وتفصيل طبقات الرواة ‪ ،‬قم‪ :‬مركز نشر آثار الشيعة‪ ،‬الطبعة‬
‫الرابعة‪1410 ،‬ه ‪1990-‬م‪.‬‬
‫‪385‬‬
‫ابن خياط‪ ،‬خليفة بن خياط العصفري )ت ‪240‬ه ‪854/‬م(‪،‬‬ ‫‪92‬‬
‫تاريخ خليفة بن خياط‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة‬
‫الولى‪1415 ،‬ه ‪1995 -‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬مصطفى نجيب فواز‪،‬‬
‫د‪ .‬حكمت كشلي فواز‪.‬‬
‫الدارقطني‪ ،‬علي بن عمر بن أحمد )ت ‪385‬ه ‪995 /‬م(‪ ،‬العلل‬ ‫‪93‬‬
‫الواردة في الحديث النبوي‪ ،‬الرياض‪ :‬دار طيبة‪1405 ،‬ه ‪-‬‬
‫‪1985‬م‪ ،‬مراجعة‪ :‬د‪ .‬محفوظ الرحمن زين ال السلفي‪.‬‬
‫الدارمي‪ ،‬عبدال بن عبدالرحمن بن الفضل بن بهرام‪ ،‬سنن‬ ‫‪94‬‬
‫الدارمي‪ ،‬دمشق‪ ،‬بيروت‪ :‬دار القلم‪ ،‬الطبعة الولى‪1412 ،‬ه‬
‫– ‪1991‬م‪ ،‬تحقيق وتعليق‪ :‬د‪ .‬مصطفى ديب البغا‪.‬‬
‫أبو داود‪ ،‬سليمان بن الشعث السجستاني )‪275‬ه ‪888 /‬م(‪،‬‬ ‫‪95‬‬
‫سن ن أب ي داود‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الفكر‪ ،‬تحقق‪ :‬صدقي محمد‬
‫جميل‪.‬‬
‫الدجيلي‪ ،‬محمد رضا حسن‪ ،‬فرقة الزارقة‪ :‬دراسة تحليلية‬ ‫‪96‬‬
‫تاريخي ة تبح ث ف ي أصو ل هذ ه الفرق ة وتطورها‪ ،‬النجف‬
‫)العراق(‪ :‬مطبعة النعمان‪1393 ،‬ه ‪1973-‬م‪.‬‬
‫الدرجيني‪ ،‬أحمد بن سعيد )ت ‪670‬ه ‪1271/‬م(‪ ،‬طبقات‬ ‫‪97‬‬
‫المشايخ بالمغرب‪ ،‬تحقيق‪ :‬إبراهيم طلّي‪.‬‬

‫دلو‪ ،‬برهان الدين‪ ،‬مساهمة في إعادة كتابة التاريخ العربي‬ ‫‪98‬‬


‫السلمي‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الفارابي‪1985 ،‬م‪.‬‬

‫الدوري‪ ،‬عبدالعزيز‪ ،‬بحث في نشأة علم التاريخ عند العرب‪،‬‬ ‫‪99‬‬


‫بيروت‪ :‬دار المشرق‪1983 ،‬م‪.‬‬
‫الدوري‪ ،‬قحطان بن عبد الرحمن‪ ،‬عق د التحكي م ف ي الفقه‬ ‫‪100‬‬
‫السلم ي والقانو ن الوضعي‪ ،‬الجمهورية العراقية‪ ،‬وزارة‬
‫‪386‬‬
‫الوقاف والشؤون الدينية‪ ،‬بغداد‪ :‬مطبعة الخلود‪ ،‬الطبعة‬
‫الولى‪1405 ،‬ه ‪1985 ،‬م‪.‬‬
‫الدولبي‪ ،‬محمد بن أحمد بن حماد )ت ‪310‬ه ‪922 /‬م(‪ ،‬كتاب‬ ‫‪101‬‬
‫الكنى والسماء‪ ،‬مكة المكرمة‪ :‬دار الباز للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪1403 ،‬ه ‪1983-‬م‪ ،‬الطبعة الثانية‪.‬‬
‫الدينوري‪ ،‬أحمد بن داود )ت ‪282‬ه ‪895/‬م(‪ ،‬الخبار الطوال‪،‬‬ ‫‪102‬‬
‫بيروت‪ :‬دار الفكر الحديث‪1988 ،‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬حسن الزين‪.‬‬
‫الذهبي‪ ،‬محمد بن أحمد بن عثمان )ت ‪748‬ه ‪1347/‬م)‪،‬‬ ‫‪103‬‬
‫تاريخ السلم ووفيات مشاهير العلم ‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتاب‬
‫العربي‪ ،‬الطبعة الولى‪1407 ،‬ه – ‪19‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬عمر‬
‫عبدالسلم تدمري‪.‬‬
‫‪ ،------‬تذكرة الحفاظ ‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬صححه‪:‬‬ ‫‪104‬‬
‫عبدالرحمن بن يحيى المعلمي‪.‬‬
‫‪ ،------‬ذا ت الناق ب ف ي اللقاب‪ ،‬دمشق‪ :‬دار ابن كثير‪،‬‬ ‫‪105‬‬
‫‪1993‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد رياض المالح‪.‬‬
‫‪ ،------‬سير أعلم النبلء‪ ،‬بيروت‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪106‬‬
‫العاشرة‪1414 ،‬ه ‪1994 -‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬شعيب الرنؤوط‪.‬‬
‫‪ ،------‬العبر في خبر من غبر‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪،‬‬ ‫‪107‬‬
‫الطبعة الولى‪1405 ،‬ه ‪1985 -‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬أبو هاجر محمد‬
‫السعيد ابن بسيوني زغلول وآخرون‪.‬‬
‫‪ ،------‬الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة‪،‬‬ ‫‪108‬‬
‫جدة‪ :‬دار القبلة للثقافة السلمية‪ ،‬مؤسسة علوم القرآن‪،‬‬
‫الطبعة الولى‪1413 ،‬ه ‪1992-‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد عوامة‪،‬‬
‫أحمد محمد نمر الخطيب‪.‬‬
‫‪ ،------‬المغن ي ف ي الضعفاء‪ ،‬قطر‪ :‬إدارة إحياء التراث‬ ‫‪109‬‬

‫‪387‬‬
‫السلمي‪ ،‬تحقيق‪ :‬نور الدين عتر‪.‬‬
‫‪ ،------‬ميزان العتدال في نقد الرجال ‪ ،‬مكة المكرمة‪ :‬مكتبة‬ ‫‪110‬‬
‫دار الباز‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة الولى‪،‬‬
‫‪1416‬ه – ‪1995‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬علي محمد معوض‪ ،‬عادل أحمد‬
‫عبد الموجود‪ ،‬د‪ .‬عبدالفتاح أبو سنة‪.‬‬
‫الربيع بن حبيب )ت بين ‪180 – 175‬ه ‪796-791/‬م(‪،‬‬ ‫‪111‬‬
‫الجامع الصحيح‪ :‬مسند المام الربيع بن حبيب ‪ ،‬بيروت‪ :‬دار‬
‫الفتح‪ ،‬روي )مسقط(‪ :‬مكتبة الستقامة‪.‬‬
‫رضا‪ ،‬علء الدين علي‪ ،‬نهاية الغتباط بمن رمي من الرواة‬ ‫‪112‬‬
‫بالختلط‪ ،‬وهو دراسة وتحقيق وزيادات في التراجم على‬
‫كتاب "الغتباط بمن رمي بالختلط" للمام برهان الدين أبي‬
‫إسحاق إبراهيم بن محمد بن خليل سبط ابن العجمي )ت‬
‫‪841‬ه ‪1435 /‬م(‪ ،‬بيروت‪ :‬دار المعرفة‪ ،‬الطبعة الولى‪،‬‬
‫‪1408‬ه – ‪1988‬م‪.‬‬
‫روزنث ال‪ ،‬فران ز‪ ،‬عل م التاري خ عن د المس لمين‪ ،‬بغ داد‪:‬‬ ‫‪113‬‬
‫مكتب ة المثن ى‪1963 ،‬م‪ ،‬ترجم ة‪ :‬د‪ .‬صالح أحمد العلي‪،‬‬
‫مراجعة محمد توفيق حسين‪.‬‬
‫الزبيدي‪ ،‬محمد مرتضى‪ ،‬تاج العروس من جواهر القاموس‪،‬‬ ‫‪114‬‬
‫بيروت‪ :‬دار مكتبة الحياة‪ ،‬الطبعة الولى‪1306 ،‬ه ‪.‬‬
‫الزحيلي‪ ،‬وهبة‪ ،‬آثار الحرب في الفقه السلمي‪ :‬دراسة‬ ‫‪115‬‬
‫مقارنة‪ ،‬دمشق‪ :‬دار الفكر‪ ،‬الطبعة الرابعة‪1992 ،‬م‪.‬‬
‫أبو زرعة‪ ،‬عبيدال بن عبدالكريم الرازي )ت ‪264‬ه ‪/‬‬ ‫‪116‬‬
‫‪877‬م) ‪ ،‬كتا ب الضعفاء‪ ،‬مطبوع ضمن كتاب "أب و زرعة‬
‫الرازي وجهوده في السنة النبوية " للدكتور سعدي الهاشمي‪،‬‬
‫المدينة المنورة‪ :‬دار الوفاء‪ ،‬الطبعة الثانية‪1409 ،‬ه –‬
‫‪1989‬م‪.‬‬

‫‪388‬‬
‫الزركلي‪ ،‬خير الدين‪ ،‬العلم‪ :‬قاموس تراجم لشهر الرجال‬ ‫‪117‬‬
‫والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين ‪ ،‬بيروت‪ :‬دار‬
‫العلم للمليين‪ ،‬الطبعة العاشرة‪.1992 ،‬‬
‫الزهري‪ ،‬محمد بن مسلم ابن شهاب )ت ‪124‬ه ‪/‬‬ ‫‪118‬‬
‫‪742‬م(‪،‬المغازي النبوية‪ ،‬دمشق‪ :‬دار الفكر‪1401 ،‬ه ‪-‬‬
‫‪1981‬م‪،‬تحقيق‪:‬د‪.‬سهيل زكار‪.‬‬
‫الزمخشري‪ ،‬محمود بن عمر )ت ‪538‬ه ‪1143 /‬م(‪ ،‬أساس‬ ‫‪119‬‬
‫البلغة‪ ،‬بيروت‪ :‬دار النفائس‪ ،‬الطبعة الولى‪1412 ،‬ه –‬
‫‪1992‬م‪.‬‬
‫السالمي‪ ،‬محمد بن عبدال )ت ‪1332‬ه ‪1914/‬م(‪ ،‬تحفة‬ ‫‪120‬‬
‫العيان بسيرة أهل عمان‪ ،‬مسقط‪ :‬مكتبة الستقامة‪.‬‬

‫‪ ،------‬جوابات المام السالمي ‪ ،‬بدية )سلطنة عمان(‪ :‬مكتبة‬ ‫‪121‬‬


‫المام السالمي‪.1996 ،‬‬
‫‪ ،------‬شرح الجامع الصحيح‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬سلطنة عمان‪:‬‬ ‫‪122‬‬
‫مكتبة الستقامة‪ ،‬تحقيق‪ :‬عز الدين التنوخي‪.‬‬
‫‪ ،------‬مشار ق أنوا ر العقول‪ ،‬مسقط‪ :‬مكتبة الستقامة‪،‬‬ ‫‪123‬‬
‫بيروت‪ :‬دار الجيل‪ ،‬الطبعة الولى‪1409 ،‬ه – ‪1409‬م‪،‬‬
‫تصحيح وتعليق الشيخ أحمد بن حمد الخليلي‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪.‬‬
‫عبدالرحمن عميرة‪.‬‬
‫السبحاني‪ ،‬جعفر‪ ،‬بحوث في الملل والنحل‪ ،‬قم‪ :‬لجنة إدارة‬ ‫‪124‬‬
‫الحوزة العلمية بقم‪ ،‬الطبعة الولى‪1412 ،‬ه ‪.‬‬
‫ابن سعد‪ ،‬محمد بن سعد )ت ‪230‬ه ‪844 /‬م(‪ ،‬الطبقات الكبرى‪،‬‬ ‫‪125‬‬
‫بيروت‪ :‬دار صادر‪.‬‬
‫ابن سلّم الباضي )ت بعد ‪273‬ه ‪887 /‬م(‪ ،‬كتاب فيه بدء‬ ‫‪126‬‬

‫‪389‬‬
‫السل م وشرائ ع الدين‪ ،‬بيروت‪ :‬دار صادر‪1406 ،‬ه –‬
‫‪1986‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬فيريز شفارتز‪ ،‬سالم بن يعقوب‪.‬‬
‫السيوطي‪ ،‬عبدالرحمن بن أبي بكر )ت ‪911‬ه ‪1505/‬م( لب‬ ‫‪127‬‬
‫اللبا ب ف ي تحري ر النساب‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫الطبعة الولى‪1411 ،‬ه ‪1991 -‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد أحمد‬
‫عبدالعزيز‪ ،‬أشرف أحمد بن عبدالعزيز‪.‬‬
‫الشاشي‪ ،‬الهيثم بن كليب )ت ‪335‬ه ‪946/‬م(‪ ،‬مسند الشاشي‪،‬‬ ‫‪128‬‬
‫المدينة المنورة‪ :‬مكتبة العلوم والحكم‪ ،‬الطبعة الولى‪،‬‬
‫‪1410‬ه ‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬محفوظ الرحمن زين ال‪.‬‬
‫شاكر مصطفى‪ ،‬التاري خ العرب ي والمؤرخون ‪ ،‬دراس ة في‬ ‫‪129‬‬
‫تطور علم التاريخ ومعرفة رجاله في السلم‪ ،‬بيروت‪ :‬دار‬
‫العلم للمليين‪ ،‬الطبعة الثالثة‪1983 ،‬م‪.‬‬
‫شرف‪ ،‬محمد جلل‪ ،‬نشأ ة الفك ر السياس ي وتطور ه في‬ ‫‪130‬‬
‫السلم‪ ،‬بيروت‪ :‬دار النهضة العربية‪1982 ،‬م‪.‬‬

‫الشماخي‪ ،‬أحمد بن سعيد )ت ‪928‬ه ‪1522 /‬م(‪ ،‬كتاب السير‪،‬‬ ‫‪131‬‬


‫سلطنة عمان‪ :‬وزارة التراث القومي والثقافة‪1407 ،‬ه –‬
‫‪1987‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد بن سعود السيابي‪.‬‬
‫الشنتناوي‪ ،‬أحمد‪ ،‬دائر ة المعار ف السلمية‪ ،‬بيروت‪ :‬دار‬ ‫‪132‬‬
‫المعرفة‪.‬‬
‫الشهرستاني‪ ،‬محمد بن عبدالكريم بن أحمد )ت ‪548‬ه ‪/‬‬ ‫‪133‬‬
‫‪1153‬م(‪ ،‬المل ل والنحل‪ ،‬بيروت‪ :‬دار صعب‪1406 ،‬ه –‬
‫‪1986‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد سيد كيلني‪.‬‬
‫ابن أبي شيبة‪ ،‬عبدال بن محمد بن أبي شيبة )ت ‪235‬ه ‪/‬‬ ‫‪134‬‬
‫‪849‬م(‪ ،‬مصنف ابن أبي شيبة‪ ،‬كراتشي )باكستان(‪ :‬إدارة‬
‫القرآ ن والعلو م السلمية‪1406 ،‬ه – ‪1986‬م‪ ،‬تصحيح‪:‬‬
‫‪390‬‬
‫عبدالخالق الفغاني‪.‬‬
‫ابن أبي شيبة‪ ،‬محمد بن عثمان بن أبي شيبة ‪ ،‬سؤالت محمد‬ ‫‪135‬‬
‫ب ن عثما ن ب ن أب ي شيب ة لعل ي اب ن المدين ي ف ي الجرح‬
‫والتعديل ‪ ،‬الرياض‪ :‬مكتبة المعارف‪1984 ،‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬موفق‬
‫بن عبدال بن عبدالقادر‪.‬‬
‫ابن صاعد‪ ،‬يحيى بن محمد بن صاعد )ت ‪318‬ه ‪930/‬م(‪،‬‬ ‫‪136‬‬
‫الجز ء في ه مسن د اب ن أب ي أوفى‪ ،‬الرياض‪ :‬مكتبة الرشد‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬سعد آل حميد‪.‬‬
‫الصفدي‪ ،‬صلح الدين خليل بن أيبك )ت ‪764‬ه ‪1362 /‬م(‪،‬‬ ‫‪137‬‬
‫كتاب الوافي بالوفيات‪1381 ،‬ه –‪1962‬م‪ ،‬دار النشر فران ز‬
‫شتايز‪ ،‬باعتناء هلموت ريتر‪.‬‬
‫الصنعاني‪ ،‬عبدالرزاق بن همام )ت ‪220‬ه ‪835/‬م(‪ ،‬المالي‬ ‫‪138‬‬
‫ف ي آثا ر الصحابة‪ ،‬القاهرة‪ :‬مكتبة القرآن‪ ،‬تحقيق‪ :‬مجدي‬
‫السيد إبراهيم‪.‬‬
‫‪ ،------‬المصنف‪ ،‬بيروت‪ :‬المكتب السلمي‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬ ‫‪139‬‬
‫‪1403‬ه – ‪1983‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬حبيب الرحمن العظمي‪.‬‬
‫الضي اء‪ ،‬محمد بن عبدالواح د بن أحم د بن عبدالرحم ن‬ ‫‪140‬‬
‫الحنبلي المقدس ي )ت ‪643‬ه ‪1245/‬م(‪ ،‬الحاديث المختارة أو‬
‫المستخر ج م ن الحادي ث المختار ة مم ا ل م يخرج ه البخاري‬
‫ومسلم في صحيحيهما‪ ،‬مكتبة النهضة الحديثة‪ ،‬الطبعة‬
‫الولى‪ ،‬ج ‪1410 :2‬ه – ‪1990‬م‪ ،‬ج ‪1411 :3‬ه ‪1991 -‬م‪،‬‬
‫ج ‪1413 :8 ،7‬ه – ‪1993‬م‪.‬‬
‫الطبراني‪ ،‬سليمان بن أحمد )‪360‬ه ‪970 /‬م(‪ ،‬مسند‬ ‫‪141‬‬
‫الشاميين ‪ ،‬بيروت‪ :‬مؤسسةالرسالة‪ ،‬الطبعة الولى‪1409 ،‬ه‬
‫‪1989 -‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬حمدي عبدالمجيد السلفي‪.‬‬
‫‪391‬‬
‫‪ ،------‬المعجم الوسط‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار الحديث‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪142‬‬
‫الولى‪1417 ،‬ه ‪1996 -‬م‪ ،‬تحقيق وتخريج وفهرسة‪ :‬أيمن‬
‫صالح شعبان‪ ،‬سيد أحمد إسماعيل‪.‬‬
‫‪ ،------‬المعج م الصغير‪ ،‬بيروت‪ :‬مؤسسة الكتب الثقافية‪،‬‬ ‫‪143‬‬
‫الطبعة الولى‪1406 ،‬ه – ‪1986‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬كمال يوسف‬
‫الحوت‪.‬‬
‫‪ ،------‬المعجم الكبير ‪ ،‬الموصل )العراق(‪ :‬وزارة الوقاف‬ ‫‪144‬‬
‫والشؤون الدينية‪ ،‬الطبعة الثانية‪1405 ،‬ه – ‪1985‬م‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫حمدي عبدالمجيد السلفي‪.‬‬
‫الطبري‪ ،‬محمد بن جرير )‪310‬ه ‪923 /‬م(‪ ،‬تاري خ المم‬ ‫‪145‬‬
‫والملوك‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة الثانية‪1408 ،‬ه‬
‫– ‪1988‬م‪.‬‬
‫‪ ،------‬تهذي ب الثار ‪ ،‬مسن د عل ي ب ن أب ي طالب‪ ،‬تحقيق‪:‬‬ ‫‪146‬‬
‫محمد محمد شاكر‪.‬‬
‫‪ ،------‬جام ع البيا ن ع ن تأوي ل آ ي القرآن‪ ،‬بيروت‪ :‬دار‬ ‫‪147‬‬
‫الفكر‪1408 ،‬ه – ‪1988‬م‪.‬‬
‫الطوسي‪ ،‬محمد بن الحسن )ت ‪460‬ه ‪1068/‬م(‪ ،‬تهذيب‬ ‫‪148‬‬
‫الحكام‪ ،‬بيروت‪ :‬دار صعب‪ ،‬دار التعارف‪1410 ،‬ه –‬
‫‪1981‬م‪ ،‬تحقيق السيد حسن الموسوي الخرسان‪.‬‬
‫الطيالسي‪ ،‬سليمان بن داود بن الجارود )ت ‪204‬ه ‪819/‬م)‪،‬‬ ‫‪149‬‬
‫مسند أبي داود الطيالسي‪ ،‬بيروت‪ :‬دار المعرفة‪.‬‬
‫ابن عابدين‪ ،‬محمد أمين‪ ،‬رد المحتار على الدر المختار شرح‬ ‫‪150‬‬
‫تنوي ر البصار‪،‬ـ دراسة وتحقيق وتعليق الشيخ عادل أحمد‬
‫عبدالموجود والشيخ علي محمد معوض‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬الطبعة الولى‪1415 ،‬ه ‪1994-‬م‪.‬‬
‫‪392‬‬
‫ابن أبي عاصم‪ ،‬عمرو بن أبي عاصم الضحاك بن مخلد‬ ‫‪151‬‬
‫الشيباني )ت ‪287‬ه ‪900 /‬م)‪ ،‬الحاد والمثاني‪ ،‬الرياض‪ :‬دار‬
‫الرواية‪ ،‬الطبعة الولى‪1411 ،‬ه ‪1991-‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬باسم‬
‫فيصل أحمد الجوابرة‪.‬‬
‫‪ ،------‬كتاب السنة ومعه‪ :‬ظلل الجنة في تخريج السنة‪ ،‬بقلم‬ ‫‪152‬‬
‫محمد ناصر الدين اللباني‪ ،‬بيروت‪ ،‬دمشق‪ :‬المكتب‬
‫السلمي‪ ،‬الطبعة الثالثة‪1413 ،‬ه – ‪1993‬م‪.‬‬
‫عباس‪ ،‬إحسان‪ ،‬ديوان شعر الخوارج‪ ،‬القاهرة‪ :‬الطبعة‬ ‫‪153‬‬
‫الرابعة‪1982 ،‬م‪.‬‬
‫ابن عبدالبر‪ ،‬يوسف بن عبدال بن محمد )ت ‪463‬ه ‪/‬‬ ‫‪154‬‬
‫‪1020‬م(‪ ،‬الستيعا ب ف ي معرف ة الصحاب‪ ،‬بيروت‪ :‬دار‬
‫الجيل‪ ،‬الطبعة الولى‪1412 ،‬ه – ‪1992‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬علي بن‬
‫محمد البجاوي‪.‬‬
‫‪ ،------‬جامع بيان العلم وفضله‪ ،‬الرياض‪ :‬دار ابن الجوزي‪،‬‬ ‫‪155‬‬
‫الطبعة الولى‪1414 ،‬ه – ‪ ،1994‬تحقيق‪ :‬أبي الشبال‬
‫الزهيري‪.‬‬
‫ابن عبدربه‪ ،‬أحمد بن محمد بن عبدربه القرطبي‪ ،‬العقد‬ ‫‪156‬‬
‫الفريد‪ ،‬بيروت‪ :‬دار ومكتبة الهلل‪ ،‬الطبعة الثانية‪.1990 ،‬‬

‫أبو عبيد‪ ،‬القاسم بن سلم الهروي )ت ‪224‬ه ‪838 /‬م(‪،‬‬ ‫‪157‬‬


‫الموال‪ ،‬بيروت‪ :‬مؤسسة ناصر الثقافية‪ ،‬الطبعة الولى‪،‬‬
‫‪.1981‬‬
‫‪ ،------‬غريب الحديث ‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪158‬‬
‫الولى‪1406 ،‬ه – ‪1986‬م‪.‬‬
‫العجلي‪ ،‬أحمد بن عبدال بن صالح )ت ‪261‬ه ‪874/‬م( معرفة‬ ‫‪159‬‬
‫الثقات‪ ،‬بترتيب المامين‪ :‬نورالدين أبي الحسن علي بن أبي‬

‫‪393‬‬
‫بك ر الهيثم ي وتق ي الدي ن أب ي الحس ن عل ي ب ن عبدالكافي‬
‫السبكي‪ ،‬مع زيادة للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلني‪،‬‬
‫المدينة المنورة‪ :‬مكتبة الدار‪ ،‬الطبعة الولى‪1405 ،‬ه ‪-‬‬
‫‪1985‬م‪ ،‬دراسة وتحقيق‪ :‬عبدالعليم عبدالعظيم البستوي‪.‬‬
‫ابن عدي‪ ،‬عبدال بن عدي الجرجاني )ت ‪365‬ه ‪975/‬م(‪،‬‬ ‫‪160‬‬
‫الكامل في ضعفاء الرجال‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الفكر‪ ،‬الطبعة الثالثة‪،‬‬
‫‪1988‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬سهيل زكار‪ ،‬يحيى مختار غزاوي‪.‬‬
‫ابن عراق‪ ،‬علي بن محمد بن عراق الكناني )ت ‪963‬ه ‪/‬‬ ‫‪161‬‬
‫‪1555‬م(‪ ،‬تن زي ه الشريع ة المرفوع ة ع ن الخبا ر الشنيعة‬
‫الموضوعة‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫‪1401‬ه – ‪ ، 1981‬تحقيق‪ :‬عبدالوهاب عبداللطيف‪ ،‬عبدال‬
‫محمد الصديق‪.‬‬
‫العراقي‪ ،‬أحمد بن عبدالرحيم )ت ‪826‬ه ‪1422/‬م(‪ ،‬المستفاد‬ ‫‪162‬‬
‫من مبهمات المتن والسناد ‪ ،‬المنصورة‪ :‬دار الوفاء‪ ،‬الطبعة‪:‬‬
‫الثانية‪1414 ،‬ه – ‪1994‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبدالرحمن عبدالحميد‬
‫البر‪.‬‬
‫أبو العرب‪ ،‬محمد بن أحمد بن تميم التميمي )ت ‪333‬ه ‪/‬‬ ‫‪163‬‬
‫‪944‬م(‪ ،‬كتاب المحن‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الغرب السلمي‪ ،‬الطبعة‬
‫الولى‪1403 ،‬ه – ‪1983‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬يحيى وهيب‬
‫الجبوري‪.‬‬

‫ابن العربي‪ ،‬محمد بن عبدال )‪543‬ه ‪1128 /‬م(‪ ،‬أحكام‬ ‫‪164‬‬

‫القرآن‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الفكر‪ ،‬الطبعة الولى‪1408 ،‬ه –‬


‫‪1988‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد عبدالقادر عطا‪.‬‬
‫‪ ،------‬العواصم من القواصم في تحقيق مواقف الصحابة بعد‬ ‫‪165‬‬
‫وفات النبي ‪ ،‬بيروت‪ :‬المكتبة العلمية‪1403 ،‬ه – ‪1983‬م‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬محب الدين الخطيب‪.‬‬
‫‪394‬‬
‫‪،------‬ـ كتاب القبس في شرح موطأ مالك بن أنس ‪ ،‬بيروت‪:‬‬ ‫‪166‬‬
‫دار الغرب السلمي‪1992 ،‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد عبدال ولد‬
‫كريم‪.‬‬
‫العسكري‪ ،‬مرتضى‪ ،‬عبدال بن سبأ وأساطير أخرى‪،‬‬ ‫‪167‬‬
‫بيروت‪ :‬دار الزهراء‪ ،‬الطبعة السادسة‪1412 ،‬ه ‪1991 -‬م‪.‬‬
‫العقاد‪ ،‬عباس محمود‪ ،‬عبقرية المام‪ ،‬القاهرة‪ :‬نهضة مصر‪،‬‬ ‫‪168‬‬
‫‪.1968‬‬
‫ابن عقيل‪ ،‬عبدال بن عقيل المصري )ت ‪769‬ه ‪1367/‬م(‪،‬‬ ‫‪169‬‬
‫شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك‪ ،‬مصر‪ :‬المكتبة التجارية‬
‫الكبرى‪ ،‬الطبعة الخامسة عشرة ‪1276‬ه ‪1967 -‬م‪ ،‬ومعه‬
‫كتاب منحة الجليل بتحقيق شرح ابن عقيل لمحمد محيي الدين‬
‫عبدالحميد‪.‬‬
‫العقيلي‪ ،‬محمد بن عمرو بن موسى‪ ،‬كتاب الضعفاء الكبير‪،‬‬ ‫‪170‬‬
‫بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة الولى‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪.‬‬
‫عبدالمعطي أمين قلعجي‪.‬‬
‫عليان‪ ،‬محمد عبدالفتاح‪ ،‬نشأة الحركة الباضية في البصرة‬ ‫‪171‬‬
‫ومناقشة دعوى تأسيس جابر بن زيد لها وعلقتها بالخوارج‪،‬‬
‫دار الهداية‪ ،‬الطبعة الولى‪1415 ،‬ه ‪1994-‬م‪.‬‬
‫أبو عمار‪ ،‬عبدالكافي الباضي )ت القرن السادس الهجري)‪،‬‬ ‫‪172‬‬
‫الموجز ‪ ،‬الجزائر‪ :‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫د‪ .‬عمار الطالبي‪.‬‬
‫عمر‪ ،‬فاروق فوزي‪ ،‬التاريخ السلمي وفكر القرن العشرين‪،‬‬ ‫‪173‬‬
‫بيروت‪ :‬مؤسسة المطبوعات العربية‪ ،‬الطبعة الولى‪،‬‬
‫‪1400‬ه – ‪1980‬م‪.‬‬
‫‪ ،------‬تاريخ الخليج العربي في العصور الوسطى السلمية‬ ‫‪174‬‬

‫‪395‬‬
‫‪1‬ه ‪906-‬ه ‪622 /‬م‪1500-‬م‪ ،‬بغداد‪ :‬الطبعة الثانية‪.1985 ،‬‬
‫‪ ،------‬طبيعة الدعوة العباسية ‪98‬ه ‪716/‬م – ‪132‬ه ‪749/‬م‪،‬‬ ‫‪175‬‬
‫بيروت‪ :‬دار الرشاد‪ ،‬الطبعة الولى ‪1389‬ه ‪1970-‬م‪.‬‬
‫العمري‪ ،‬أكرم ضياء‪ ،‬عصر الخلفة الراشدة‪ ،‬محاولة لنقد‬ ‫‪176‬‬
‫الرواي ة التاريخي ة وف ق مناه ج المحدثين‪ ،‬الرياض‪ :‬مكتبة‬
‫العبيكان‪ ،‬الطبعة الولى‪1416 ،‬ه – ‪1996‬م‪.‬‬
‫العيني‪ ،‬محمود بن أحمد )ت ‪855‬ه ‪1451/‬م(‪ ،‬عمدة القاري‬ ‫‪177‬‬
‫شرح صحيح البخاري‪ ،‬بيروت‪ :‬دار إحياء التراث العربي‪.‬‬

‫ابن فارس‪ ،‬أحمد بن فارس بن زكريا )ت ‪395‬ه ‪1004 /‬م(‪،‬‬ ‫‪178‬‬


‫معج م مقايي س اللغة‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الجيل‪ ،‬الطبعة الولى‪،‬‬
‫‪1411‬ه ‪1991-‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبدالسلم محمد هارون‪.‬‬
‫أبو الفرج‪ ،‬علي بن الحسين الصفهاني) ت ‪358‬ه ‪968/‬م(‪،‬‬ ‫‪179‬‬
‫مقاتل الطالبين‪ ،‬بيروت‪ :‬دار المعرفة‪.‬‬

‫فلهوزن‪ ،‬يوليوس‪ ،‬أحزا ب المعارض ة السياسي ة الديني ة في‬ ‫‪180‬‬


‫صدر السلم‪ :‬الخوارج والشيعة‪ ،‬الكويت‪ :‬وكالة المطبوعات‪،‬‬
‫ترجمه عن اللمانية‪ :‬د‪ .‬عبدالرحمن بدوي‪.‬‬
‫الفيروز آبادي‪ ،‬محمد بن يعقوب )ت ‪817‬ه ‪1414 /‬م(‪،‬‬ ‫‪181‬‬
‫القاموس المحيط‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الجيلي‪.‬‬

‫ابن قتيبة‪ ،‬عبدال بن مسلم بن قتيبة الدينوري )ت ‪276‬ه ‪/‬‬ ‫‪182‬‬


‫‪889‬م(‪ ،‬المامة والسياسة ‪ ،‬منسوب‪ ،‬بيروت‪ :‬دار المعرفة‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬د‪ .‬طه محمد الزيني‪.‬‬
‫‪ ،------‬الشعر والشعراء أو طبقات الشعراء‪ ،‬بيروت‪ :‬دار‬ ‫‪183‬‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة الثانية‪1405 ،‬ه – ‪1985‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪.‬‬
‫مفيد قميحة‪.‬‬
‫‪396‬‬
‫‪ ،------‬عيون الخبار ‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬تحقيق‪:‬‬ ‫‪184‬‬
‫د‪ .‬يوسف علي الطويل‪.‬‬
‫‪ ،------‬المعارف ‪ ،‬الهيئة المصرية للكتاب‪ ،‬الطبعة السادسة‪،‬‬ ‫‪185‬‬
‫‪1992‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬ثروت كاشف‪.‬‬
‫القرطبي‪ ،‬محمد بن أحمد النصاري )ت ‪671‬ه ‪1272 /‬م(‪،‬‬ ‫‪186‬‬
‫الجامع لحكام القرآن ‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪1413 ،‬ه ‪-‬‬
‫‪1993‬م‪.‬‬
‫القسطلّني‪ ،‬أحمد بن محمد )ت ‪923‬ه ‪1517/‬م(‪ ،‬إرشاد‬ ‫‪187‬‬
‫الساري لشرح صحيح البخاري ‪ ،‬بيروت‪ :‬دار إحياء التراث‬
‫العربي‪ ،‬الطبعة السادسة بالمطبعة الكبرى الميرية ببولق‬
‫مصر‪1304 ،‬ه ‪.‬‬
‫القلهاتي‪ ،‬محمد بن سعيد الزدي )عاش في النصف الثاني‬ ‫‪188‬‬
‫من القرن السادس الهجري(‪ ،‬الكشف والبيان ‪ ،‬سلطنة عُمان‪:‬‬
‫وزارة التراث القومي والثقافة‪1400 ،‬ه ‪1980 -‬م‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫د‪ .‬سيدة إسماعيل كاشف‪.‬‬
‫القنوبي‪ ،‬سعيد بن مبروك‪ ،‬المام الربيع بن حبيب‪ :‬مكانته‬ ‫‪189‬‬
‫ومسنده‪ ،‬السيب )سلطنة عمان(‪ :‬مكتبة الضامري‪ ،‬الطبعة‬
‫الولى‪1416 ،‬ه – ‪1995‬م‪.‬‬
‫ابن كثير‪ ،‬إسماعيل بن عمر )ت ‪774‬ه ‪1372/‬م(‪ ،‬البداية‬ ‫‪190‬‬
‫والنهاية‪ ،‬بيروت‪ :‬مكتبة المعارف‪1410 ،‬ه – ‪1990‬م‪.‬‬

‫الللكائي‪ ،‬هبة ال بن الحسن بن منصور الطبري )ت‬ ‫‪191‬‬


‫‪418‬ه ‪1026/‬م(‪ ،‬شر ح أصو ل اعتقا د أهل السنة والجماعة‬
‫من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة والتابعين ومن بعدهم‪،‬‬
‫الرياض‪ :‬دار طيبة‪ ،‬الطبعة الثانية‪1411 ،‬ه ‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬أحمد‬
‫سعد حمدان‪.‬‬
‫اللكنوي‪ ،‬محمد عبدالحي الهندي )ت ‪1304‬ه ‪1886/‬م(‪،‬‬ ‫‪192‬‬
‫الرفع والتكميل في الجرح والتعديل‪ ،‬بيروت‪ :‬دار القصى‪،‬‬
‫‪397‬‬
‫الطبعة الثالثة‪1407 ،‬ه ‪1987-‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبدالفتاح أبو غدة‪.‬‬
‫ابن ماجه‪ ،‬محمد بن يزيد القزويني )ت ‪275‬ه ‪888/‬م(‪ ،‬سنن‬ ‫‪193‬‬
‫ابن ماجه‪ ،‬دار الريان للتراث‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد فؤاد عبدالباقي‪.‬‬

‫المبرد‪ ،‬محمد بن يزيد )ت ‪285‬ه ‪898/‬م(‪ ،‬الكامل في اللغة‬ ‫‪194‬‬


‫والدب‪ ،‬بيروت‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬الطبعة الولى‪1406 ،‬ه –‬
‫‪1986‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد أحمد الدالي‪.‬‬
‫مجموعة من العلماء‪ ،‬السير والجوابات‪ ،‬سلطنة عمان‪ :‬وزارة‬ ‫‪195‬‬
‫التراث القومي والثقافة‪ ،‬الطبعة الثانية‪.‬‬
‫مرتضى‪ ،‬جعفر مرتضى العاملي‪ ،‬دراسا ت وبحو ث في‬ ‫‪196‬‬
‫التاريخ والسلم‪ ،‬قم‪ :‬مؤسسة النشر السلمي‪.1980 ،‬‬

‫المروزي‪ ،‬محمد بن نصر )ت ‪294‬ه ‪906/‬م(‪ ،‬السنة‪،‬‬ ‫‪197‬‬


‫بيروت‪ :‬مؤسسة الكتب الثقافية‪ ،‬الطبعة الولى‪1408 ،‬ه ‪-‬‬
‫‪ ، 1988‬خرّج أحاديثه وعلق عليه‪ :‬أبو محمد سالم بن أحمد‬
‫السلفي‪.‬‬
‫المزي‪ ،‬يوسف بن عبدالرحمن )ت ‪742‬ه ‪1341/‬م(‪ ،‬تهذيب‬ ‫‪198‬‬
‫الكمال في أسماء الرجال ‪ ،‬بيروت‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬الطبعة‬
‫الرابعة‪1406 ،‬ه – ‪1985‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬بشار عواد معروف‬
‫وآخرون‪.‬‬

‫المسعودي‪ ،‬علي بن الحسين بن علي )ت ‪346‬ه ‪957/‬م(‪،‬‬ ‫‪199‬‬


‫التنبيه والشراف‪،‬ـ بيروت‪ :‬دار صادر‪ ،‬طبع في مدينة ليدن‬
‫بمطبعة بريل سنة ‪1893‬م‪.‬‬
‫مسلم بن الحجاج القشيري )ت ‪261‬ه ‪874/‬م(‪ ،‬صحيح مسلم‬ ‫‪200‬‬
‫بشرح النووي ‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة الولى‪،‬‬

‫‪398‬‬
‫‪1415‬ه – ‪1995‬م‪.‬‬
‫‪ ،------‬مرو ج الذه ب ومعاد ن الجوهر‪ ،‬بيروت‪ :‬المكتبة‬ ‫‪201‬‬
‫العصرية‪1408 ،‬ه – ‪1988‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد محيي الدين‬
‫عبدالحميد‪.‬‬
‫معروف‪ ،‬أحمد سليمان‪ ،‬قراء ة جديد ة ف ي مواق ف الخوارج‬ ‫‪202‬‬
‫وفكرهم وأدبهم‪ ،‬دمشق‪ :‬دار طلس‪ ،‬الطبعة الولى‪1988 ،‬م‪.‬‬

‫معروف‪ ،‬نايف محمود‪ ،‬الخوارج في العصر الموي‪ ،‬بيروت‪:‬‬ ‫‪203‬‬


‫دار الطليعة للطباعة والنشر‪ ،‬الطبعة الثالثة‪1986 ،‬م‪.‬‬
‫المعلمي‪ ،‬عبدالرحمن بن يحيى العتمي اليماني )ت ‪1386‬ه ‪/‬‬ ‫‪204‬‬
‫‪1966‬م(‪ ،‬التنكيل بم ا ف ي تأني ب الكوثر ي م ن الباطيل‪،‬‬
‫الرياض‪ :‬مكتبة المعارف‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪1406 ،‬ه ‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫محمد ناصر الدين اللباني‪.‬‬

‫معمر‪ ،‬علي يحيى‪ ،‬الباضية بين الفرق السلمية ‪ ،‬سلطنة‬ ‫‪205‬‬


‫عمان‪ :‬وزارة التراث القومي والثقافة‪1406 ،‬ه – ‪1986‬م‪.‬‬
‫‪ ،------‬الباضية في موكب التاريخ ‪ ،‬القاهرة – مكتبة وهبة‪،‬‬ ‫‪206‬‬
‫الطبعة الثانية‪1414 ،‬ه – ‪1993‬م‪.‬‬
‫ابن معين‪ ،‬يحيى بن معين )ت ‪233‬ه ‪847/‬م(‪ ،‬التاريخ‪،‬‬ ‫‪207‬‬
‫مطبوع ضمن كتاب )ابن معين وكتابه التاريخ)‪ ،‬دراسة‬
‫وترتيب وتحقيق‪ :‬د‪ .‬أحمد محمد نور سيف‪ ،‬مكة المكرمة‪:‬‬
‫جامعة الملك عبدالعزيز‪ ،‬الطبعة الولى‪1399 ،‬ه – ‪1979‬م‪.‬‬
‫المقدسي‪ ،‬المطهر بن طاهر )ت ‪507‬ه ‪1113/‬م(‪ ،‬البدء‬ ‫‪208‬‬
‫والتاريخ‪ ،‬بيروت‪ :‬دار صادر‪1899 ،‬م‪.‬‬

‫المقريزي‪ ،‬أحمد بن علي بن عبدالقادر )ت ‪845‬ه ‪1441 /‬م(‪،‬‬ ‫‪209‬‬


‫كتاب المقفي الكبير ‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الغرب السلمي‪ ،‬الطبعة‬

‫‪399‬‬
‫الولى‪1411 ،‬ه – ‪1991‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد اليعلوي‪.‬‬
‫ابن المنذر‪ ،‬محمد بن إبراهيم بن المنذر مسلم )ت ‪318‬ه ‪/‬‬ ‫‪210‬‬
‫‪930‬م(‪ ،‬القناع‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار الحديث‪ ،‬الطبعة الولى‪،‬‬
‫‪1415‬ه – ‪1994‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬أيمن صالح شعبان‪.‬‬
‫ابن منصور‪ ،‬سعيد بن منصور بن شعبة الخراساني المكي‬ ‫‪211‬‬
‫)ت ‪227‬ه ‪841/‬م(‪ ،‬سن ن سعي د ب ن منصور‪ ،‬بيروت‪ :‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة الولى‪1405 ،‬ه ‪1985 -‬م‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫حبيب الرحمن العظمي‪.‬‬
‫ابن منظور‪ ،‬محمد بن مكرم بن منظور الفريقي المصري‪،‬‬ ‫‪212‬‬
‫لسان العرب‪ ،‬بيروت‪ :‬دار صادر‪.‬‬
‫المنقري‪ ،‬نصر بن مزاحم )ت ‪212‬ه ‪827 /‬م(‪ ،‬وقعة صفين‪،‬‬ ‫‪213‬‬
‫بيروت‪ :‬دار الجيل‪ ،‬الطبعة الثالثة‪1410 ،‬ه – ‪1990‬م‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬عبدالسلم هارون‪.‬‬
‫الموسوي‪ ،‬عبدالحسين شرف الدين‪ ،‬المراجعات‪ ،‬بيروت‪ :‬دار‬ ‫‪214‬‬
‫التعارف‪ ،‬الطبعة الثامنة عشر‪1398 ،‬ه ‪1978-‬م‪.‬‬
‫النجار‪ ،‬عامر‪ ،‬الباضية ومدى صلتها بالخوارج‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار‬ ‫‪215‬‬
‫المعارف‪.1993 ،‬‬
‫ابن النديم‪ ،‬محمد بن اسحاق‪ ،‬الفهرست‪ ،‬بيروت‪ :‬دار‬ ‫‪216‬‬
‫المعرفة‪ ،‬الطبعة الولى‪1415 ،‬ه – ‪1994‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬الشيخ‬
‫إبراهيم رمضان‪.‬‬
‫النسائي‪ ،‬أحمد بن شعيب )ت ‪ 303‬ه ‪916/‬م(‪ ،‬خصائص أمير‬ ‫‪217‬‬
‫المؤمنين علي بن أبي طالب كرم ال وجهه‪ ،‬بيروت‪ :‬دار‬
‫مكتبة التربية‪1987 ،‬م‪.‬‬
‫‪ ،------‬السنن الكبرى ‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪218‬‬
‫الولى‪1411 ،‬ه – ‪1991‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬عبدالغفار سليمان‬

‫‪400‬‬
‫البنداري‪ ،‬سيد كروي حسن‪.‬‬
‫‪ ،------‬سنن النسائي بشرح الحافظ جلل الدين السيوطي‪،‬‬ ‫‪219‬‬
‫وحاشية المام السندي ‪ ،‬حلب‪ :‬مكتبة المطبوعات السلمية‪،‬‬
‫الطبعة الرابعة‪ ،‬بيروت‪1414 :‬ه – ‪ ،1994‬تحقيق‪:‬‬
‫عبدالفتاح أبو غدة‪.‬‬
‫‪ ،------‬كتاب الضعفاء والمتروكين ‪ ،‬بيروت‪ :‬مؤسسة الكتب‬ ‫‪220‬‬
‫الثقافية‪ ،‬الطبعة الثانية‪1407 ،‬ه ‪1987-‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬بوران‬
‫الضاوي‪ ،‬كمال يوسف الحوت‪.‬‬

‫النسفي‪ ،‬ميمون بن محمد )ت ‪508‬ه ‪1114 /‬م(‪ ،‬تبصرة الدلة‬ ‫‪221‬‬


‫في أصول الدين على طريقة المام أبي منصور الماتريدي‪،‬‬
‫دمشق‪ :‬المعهد العلمي الفرنسي للدراسات العربية‪ ،‬الطبعة‬
‫الولى‪1993 ،‬م‪.‬‬
‫أبو نعيم‪ ،‬أحمد بن عبدال الصفهاني )ت ‪430‬ه ‪1043/‬م(‪،‬‬ ‫‪222‬‬
‫حلية الولياء وطبقات الصفياء ‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫الطبعة الولى‪1409 ،‬ه – ‪1988‬م‪.‬‬
‫هاشم‪ ،‬مهدي طالب‪ ،‬الحركة الباضية في المشرق العربي‪،‬‬ ‫‪223‬‬
‫بغداد‪ :‬الطبعة الولى‪1981 ،‬م‪.‬‬
‫الهيثمي‪ ،‬نور الدين علي بن أبي بكر )ت ‪807‬ه ‪1404 /‬م(‪،‬‬ ‫‪224‬‬
‫بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث ‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار الطلئع‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬مسعد عبدالحميد محمد السعدني‪.‬‬
‫‪ ،------‬كشف الستار عن زوائد البزار على الكتب الستة‪،‬‬ ‫‪225‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪ ،‬الطبعة الولى‪1399 ،‬ه ‪1979-‬م‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫حبيب الرحمن العظمي‪.‬‬
‫‪ ،------‬مجمع البحرين في زوائد المعجمين "المعجم الوسط‬ ‫‪226‬‬

‫‪401‬‬
‫والمعجم الصغير للطبراني"‪ ،‬الرياض‪ :‬مكتبة الرشد‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪1415 ،‬ه ‪1995-‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبدالقدوس ابن محمد‬
‫نذير‪.‬‬
‫‪ ،------‬مجمع الزوائد ومنبع الفوائد‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار الريان‪،‬‬ ‫‪227‬‬
‫بيروت‪ :‬دار الكتاب العربي‪1407 ،‬ه ‪1987-‬م‪.‬‬
‫الوردي‪ ،‬علي‪ ،‬وعاظ السلطين‪ :‬رأي صريح في تاريخ الفكر‬ ‫‪228‬‬
‫السلم ي ف ي ضو ء المنط ق الحديث‪ ،‬بيروت‪ :‬دار كوفان‪،‬‬
‫الطبعة الثانية‪1995 ،‬م‪.‬‬
‫ابن وضاح‪ ،‬محمد وضاح القرطبي )ت ‪287‬ه ‪900/‬م(‪ ،‬كتاب‬ ‫‪229‬‬
‫في ه م ا جا ء ف ي البدع‪ ،‬الرياض‪ :‬دار الصيمعي‪ ،‬الطبعة‬
‫الولى‪1416 ،‬ه – ‪1996‬م‪.‬‬
‫اليعقوبي‪ ،‬أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن وهب بن واضح‬ ‫‪230‬‬
‫)ت ‪ 284‬أو ‪292‬ه ‪905 ، 897 /‬م(‪ ،‬تاريخ اليعقوبي‪ ،‬بيروت‪:‬‬
‫دار صادر‪1412 ،‬ه – ‪1992‬م‪.‬‬
‫أبو يعلى‪ ،‬أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي )ت‬ ‫‪231‬‬
‫‪307‬ه ‪919/‬م(‪ ،‬مسند أبي يعلى الموصلي‪ ،‬دمشق‪ ،‬بيروت‪:‬‬
‫دار المأمون للتراث‪ ،‬الطبعة الثانية‪1410 ،‬ه ‪1989 -‬م‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬حسين سليم أسد‪.‬‬
‫اليوسي‪ ،‬الحسن بن مسعود )ت ‪1102‬ه ‪1690/‬م(‪ ،‬رسائل‬ ‫‪232‬‬
‫اليوسي‪ ،‬الدار البيضاء )المغرب(‪ :‬دار الثقافة‪ ،‬الطبعة‬
‫الولى‪1401 ،‬ه ‪1981 -‬م‪ ،‬جمع وتحقيق ودراسة‪ :‬فاطمة‬
‫خليل القبلي‪.‬‬

‫‪402‬‬
‫الرسائل الجامعية‪:‬‬

‫‪ .231‬أبو داود‪ ،‬سامي صقر‪ ،‬المام جابر بن زيد الزدي (ت ‪93‬ه ‪711/‬م)‬
‫وأثر ه ف ي الحيا ة الفكري ة والسياسية ‪ :‬دراس ة تاريخية‪ ،‬رسالة ماجستير‪،‬‬
‫جامعة آل البيت‪.‬‬
‫‪ .232‬الشريف‪ ،‬ديب سعيدديب الشريف‪ ،‬نشأ ة حرك ة الخوار ج وتطور‬
‫حركاتهم المتطرفة حتى نهاية خلفة عبدالملك بن مروا ن ‪37‬ه ‪86-‬ه ‪،‬‬
‫رسالة ماجستير‪ ،‬الجامعة الردنية‪.‬‬
‫‪ .233‬صالح‪ ،‬سعيد صالح موسى خليل‪ ،‬المام ة والسياس ة لمؤل ف من‬
‫القرن الثالث الهجري‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬الجامعة الردنية‪ ،‬كلية الداب‪.‬‬

‫الت‪:‬‬ ‫المق‬

‫‪ .234‬النعيمي‪ ،‬سليم‪ ،‬ظهو ر الخوارج ‪ ،‬مجل ة المجم ع العلم ي العراقي‪،‬‬


‫المجلد الخامس عشر‪ ،‬بغداد‪ :‬مطبعة المجمع العلمي العراقي‪1387 ،‬ه ‪-‬‬
‫‪1967‬م‪.‬‬
‫‪ .235‬الهلبي‪ ،‬عبدالعزيز‪ ،‬إلقاء الضوء على الدور المزعوم للقراء‪ ،‬مجلة‬
‫كلية الداب والعلوم النسانية‪ ،‬المجلد الرابع‪ ،‬جدة‪ :‬جامعة الملك‬
‫عبدالعزيز‪1404 ،‬ه ‪1984-‬م‪.‬‬
‫‪،------ .236‬عبدال ب ن سبأ ‪ :‬دراسة للروايا ت التاريخية ع ن دور ه في‬
‫الفتنة‪ ،‬جامعة الكويت‪ ،‬حوليات كلية الداب‪ ،‬الحولية الثامنة‪ ،‬الرسالة‬
‫الخامسة والربعون‪1407/1408 ،‬ه ‪1986/1987 -‬م‪.‬‬

‫المخطوطات‪:‬‬

‫‪403‬‬
‫‪ . 237‬الزكوي‪ ،‬سرحان بن عمر بن سعيد السرحني‪ ،‬كشف الغمة الجامع‬
‫لخبار المة‪ ،‬محفوظ بمكتبة وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان‪،‬‬
‫الرقم العام ‪.58‬‬
‫‪ .238‬ابن بركة‪ ،‬عبدال بن محمد بن بركة )توفي في النصف الول من‬
‫القرن الرابع الهجري(‪ ،‬كتاب التقييد‪ ،‬محفوظ بمكتبة الشيخ زهران بن‬
‫خميس المسعودي الخاصة بسلطنة عمان ‪ -‬الرستاق‪.‬‬
‫‪ . 239‬أبو الشعثاء‪ ،‬جابر بن زيد الزدي )ت ‪93‬ه ‪711/‬م(‪ ،‬رسائل المام‬
‫جابر ابن زيد ‪ ،‬محفوظة بمكتبة الشيخ سالم بن يعقوب بجربة ‪ -‬تونس‪،‬‬
‫نسخة مصورة عن الصل بمكتبة سامي صقر أبو داود‪ ،‬الزرقاء ‪-‬‬
‫الردن‪.‬‬
‫‪ . 240‬ابن عساكر‪ ،‬علي بن الحسن بن هبة ال بن عبدال الشافعي )ت‬
‫‪571‬ه ‪1175/‬م(‪ ،‬تاريخ مدينة دمشق وذكر فضائلها وتسمية من حلها‬
‫من الماثل ومن اجتاز نواصيها من وارديها وأَهلّ ‪ ،‬نسخة مصورة من‬
‫المكتبة الظاهرية بدمشق‪ ،‬محفوظة بالمكتبة الهاشمية بجامعة آل البيت‪.‬‬
‫‪ .241‬مجموعة من العلماء‪ ،‬السير والجوابات‪ ،‬نسخة أولى محفوظة بمكتبة‬
‫الشيخ ناصر ابن راشد بن سليمان الخروصي بولية العوابي بسلطنة عمان‬
‫)نسخة مصورة عن الصل(‪ .‬ونسخة أخرى بمكتبة مسجد جامعة السلطان‬
‫قابوس رقم ‪.549‬‬

‫المراجع باللغة الجنبية‪:‬‬


‫‪242. Ennami, Amr, Studies‬‬ ‫‪in Ibadhism , A Thesis‬‬
‫‪Submitted to the University of Cambridge for the Degree of Doctor of‬‬
‫‪Philosophy, 1971.‬‬

‫‪404‬‬
405
A B S T R A C T

The title of this thesis is “Hadeeth’s Related to Kharijites - Collections


(Takhreej) and Study”. This thesis is divided into an introduction, two
parts and a conclusion.
- Introduction is about choosing the subject and its importance.
- The first part is entitled “Rise of Kharijites and specifying their
legislations and sects.
This part included an analysis for sources, references, a preface and
two chapters.
Analysis of sources included analysis for important sources related to
the historical part of the thesis whether it is Ibadieh, Sunnah and
She’at by indicating the name of the book, author, its importance to
this study and its inclination, negative and positive points in the book.
The study also covered some recent references in this subject.
The preface is a summary of historical incidents before Seffeen battle.
Chapter one of this part is entitled (Al-Nahrawan people) “Ahl Al-
Nahrawan” which is divided into four sections:
Section One: The historical sequence of their support to Al-Nahrawan
people, by viewing incidents in brief as of Seffeen battle and what
happened of raising the Quran to retreat to Haraura’ then to Al-
Nahrawan, till the end of eliminating most of Al-Nahrawan people
there.
Section Two: Escorts (sahaba) of Al-Nahrawan people, where I tried to
limit who was proved to have been an escort or who was mentioned
among escorts of (Al-Nahrawan people) “Ahl Al-Nahrawan”.
Section Three: Reasons of Al-Nahrawan people to leave Imam Ali
(May God honor him), where I thoroughly discussed the debate which
occurred at Harawra’ between Abdullah bin Abbas and the opponents
of arbitration, and the discussions that occurred later among scholars in
this regard.
Section Four: Check the genuineness of what has been attributed to Al-
Nahrawan people of penance (takfeer) and killing, where the study

406
verified the killing of Khabbab bin Al-Arat by Al-Nahrawan people
and dealing with their opponents. This section also dealt with the
penance that expels out of the sect (mellat) which is allegedly
attributed to Al-Nahrawan people as one of the judgements that they
used with their opponents, and the validity of this attribution.
The Second chapter of this part is entitled Al-Khawarej (Kharijites)
divided into four sec2tions.
Section One: Beginning of the term Kharijites “Al-Khawarej”. Where
I tried to tackle the term and specify when it started and became a term
of fixed usher.
Section Two: Entitled “The Meaning of Kharijites, where I analyzed
this term lexically and idiomatically including the dimensions of this
term.
Section Three: I discussed the opinions of Kharijites, whether those
agreed upon by all Kharijites or by some of them exclusively than
others.
Section Four: I discussed the four main sects of Kharijites, and stated
the relevance between each of them and Kharijites. Those sects are
Azareqah, Najdat, Sufrieh and Ibadieh.
Part Two: “Hadith’s reported by Kharijites and Study”. Divided into a
preface and eight chapters. Each chapter studied a Hadith and divided
into three sections. The first section discusses the interpretation of
Hadith, the second discusses Asaneed (sources) and the third discusses
Matn (text).
Those Hadith’s are:
1st. Hadith of Morouq (Apostasy) and the text in some wordings:
“People will come out that you will dishonor praying, fasting and
working with them. They read Quran, but does not exceed their
throats. They pass through religion as the arrow passes through the
target”.
2nd. Hadith of Mokhaddaj or thil Yudayyah or thil Thudayyah: Which is
addition in some methods of Hadith of Apostasy that include the
description of Mokhaddaj, in the wordings: “Their sign is a black
man, one of his brachiums is like a fist that jerks, they come out in a
period of people’s weakness.”

407
3rd. Hadith of Shaytan Al-Radha (Satan of Radha): the wordings in
some methods as reported by Sa’ad bin Abi Waqqas: The prophet (may
peace be upon him) mentioned him and said: Satan of Radha is the
mountain’s shepherd or horses’ shepherd that a man of bajeelah called
al-Ashhab or ibn al-Ashhab drags him down, and he is a sign among
oppressive people.”
4th. Hadith of the worshipper whom the prophet ordered to kill. The
wordings in some aspects according Anas bin Malek, said: during the
era of the prophet there was a man whom we liked his worshipping
and endeavor, we introduced him to the prophet, but he did not
recognize him. Meanwhile, the man appeared. We said: This is the
man, the prophet said: “you are telling about a man with a scorch of
Satan”, then he came, stood among them, and did not greet them. The
prophet asked: “By the name of God, the time you stood among them,
didn’t you say that none here is better than yourself?” The man said:
By God, yes, then he entered to pray. The prophet said: “who kills this
man?” Abu Bakr said: me, then he entered and found him praying, and
said: glory to God, I cannot kill a man praying and the prophet ordered
us no to do so, then left. The prophet asked him: What did you do?
Abu Bakr said: I couldn’t kill him and you prohibited us from killing a
man praying. The prophet said: “Who kills this man?” Omar said: me,
then he entered and found him in prostration, and said: Abu Bakr is
better than me, and left. The prophet asked him: What? Omar said: I
found him in prostration to God and I hated to kill him. The prophet
said: “Who kills this man?” Ali said: me, and the prophet said: “If you
catch him!”, then he entered and found him out. The prophet said: “If
he was killed, none of my people would ever disagree”. Mousa bin
Obaidah said: I heard Mohammed bin Ka’b saying: “He is the one
killed by Ali; thul Thudayyah”.
5th. Hadith of Imam Ali: “Ayesha bint Abi Bakr knew that Al-
Nahrawan people are cursed by the tongue of Prophet Mohammed
(May peace be upon him)”.
6th. Hadith of Imam Ali: “I was ordered to fight the faithless, unjust
and apostates”.
7th. Hadith of: “An apostate group comes out of two groups among my
people, the closest to truth will kill the apostate”.
8th. Hadith of: “Kharijites are the dogs of hell”.
- The conclusion covered the results of the study as follows:
408
1. Among Al-Nahrawan people or the opponents of arbitration, there
are escorts of the prophet, the sources agree on three of them: Zaid bin
Hisn Al-Ta’i, Harqous bin Zuhair Al-Sa’di and he is other than thil
Khuwaiserah, al-Mukhaddaj and al-Kherreet bin Rashed al-Sami al-
Naji.
2. What is correct about arbitration case with his opponents, and what
has been attributed to ibn Abbas that he is their opponent at Haraura’,
is not established.
3. Al-Nahrawan people did not agree on killing Abdullah bin
Khabbab, but he was killed by one of those who joined them later,
Mas’ar bin Fadki Al-Tamimi, and Al-Nahrawan people exiled him.
4. Attributance of penance to Al-Nahrawan people is not proven, and
if established, then it is meant disobedience as it was mentioned in
Quran and the Prophetic Sunnah, and the reason for the second
orientation is that giving the judgement of penance on opponents was
used during Azareqa era, 64 Hijri.
5. The term “Khawarej” Kharijites came after Azareqa during 64 Hijri,
and arouse during 72 Hijri.
6. The terminological meaning of Khawarej is limited for those who
judge their opponents with polytheism or penance that expels out of
the mellat which consequently led to the permission of killing; which
means killing the opponents and dealing with them as polytheists.
7. Mohakkema conclude the following opinions:
a. Denial of arbitration.
b. Permission to give imamate (leadership) to other than
Quraishians.
c. Permission to go against the unjust scholars.
d. Judge those who go against ummah (people) as infidels, but as
infidels of the grace of God till 64 Hijri, but later only Ibadieh
committed with that.
8. Killing of Imam Ali by Abdul Rahman bin Muljem was not set by
Mohakkema.
9. Sects that might be related to Kharijites are Azareqa, Najadat and
Sufriah, but not Ibadiah, because the three sects adopted the judgement
409
on opponents with polytheism that expels out of mellat, but Ibadiah
deal with their opponents as any Moslems in all aspects.
10. It has been established through Hadith’s that talk -direct or
indirect- about Kharijites, that the Hadith of Morouq, has been
confirmed by ten of the escorts.
11. Hadith of Morouq can be applied on Kharijites who came after 64
Hijri, as it matches with their description, which appeared in “no
worshipping with deviance” in some verses of the Holy Koran and
Sharia texts pertaining to polytheism by directing them to ahlul Qibla,
which leads to permission of killing them according to what was
mentioned in some of the wordings of this Hadith: “they kill the
people of Islam and let the people of idols”. This judgement also
applies on whoever adopts an outside notion, earlier or recently.
12. Hadith of Mokhaddaj cannot be true from the prophet, and is an
addition.
13. Hadith of Satan of Radha is munkar (rejected).
14. Hadith of the worshipper is weak.
15. Hadith of Imam Ali: “Ayesha bint Abi Bakr knew that Al-
Nahrawan people are cursed by the prophet”, is weak.
16. Hadith of Imam Ali: “I was ordered to fight the faithless, unjust
and apostates”, is a composed Hadith.
17. Hadith of “An apostate group comes out of two groups among my
people, the closest to truth will kill the apostate” is true in some
asaneed but did not mention specific people. It is not true with the
addition.
18. Hadith of “Kharijites are the dogs of hell” is not true to be related
to the prophet, and is dedicated to Abi Umamah al-Baheli Sadi bin
Ajlan.

- Finally the thesis was concluded with an index of sources


and references used in this study.

410

You might also like