Professional Documents
Culture Documents
عنوس
مشكلة ال ُ
ماضرة وفتاوى 1للشيخ أحد بن حد الليلي
بسم ال الرحن الرحيم ،المد ل الذي بعث فينا رسول كريا ،وأنزل عليه ذِكرا حكيما ،فهدانا به صراطا
مستقيما ،أحده تعال با هو له أهل مِن المد وأُثن عليه ،وأستغفره مِن جيع الذنوب وأتوب إليه ،وأومن به
وأتوكّل عليه ،مَن يهده ال فل مضِل له ،ومَن يُضلل فل هادي له ،وأشهد ألّ إله إل ال ،وحده ل شريك له،
وأشهد أ ّن سيدنا ونبينا ممدا عبدُه ورسوله ،أَرسلَه ال بالدى ودِين القّ لِيُظهِره على الدّين كلّه ولو كَرِه
الشركون ،صلوات ال وسلمه عليه وعلى آله وصحبه أجعي ،وعلى تابعيهم بإحسان إل يوم الدّين ،أما
بعد :فالسلم عليكم-أيها الؤمنون والؤمنات-جيعا ورحة ال وبركاته ،أُحيّي الميعَ بذه التحية الطيبة
البا َركَة ،وأُشارِك الاضرين والاضرات الفرحة الت تَغمُرُ ك ّل مَن يُؤ ِمنُ بال واليوم الخِر مِن رِجال ونساء
بذه الباعم الناشئة مِن فتياتِ اليان اللوات يَتغذّيْن بالقرآنِ الكري ،كتابِ ال الالد ،الذي ل يأتيه الباطلُ
مِن بيْن يديه ول مِن خلفِه ،تني ٌل مِن حكيم حيد.
ظ كتابِ ال وفهمِه ودراستِه واتباعِ أوامرِه والزدجارِ عن نواهيه مِن
ول ريب أنّ تنشئ َة الناشئة على حف ِ
أعظمِ الشياء الت تَج َعلُ المّة أمّ َة خيْر ،وتَجعل مستقَبلَها بشيئة ال خيْرا وسلما ،فإنّ القرآنَ الكري هو
مطلعُ ك ّل هداية ،ومشرِق كلّ معرفة ،ومصدرُ ك ّل خيْر ،ومنب ُع كلّ فضيلة ،أنزلَه ال على نبيه على فترةٍ
ع مِن الوحي ،بعدما استَبدّتْ بالناسِ الهواء ،وتف ّرقَتْ بم السّبُل ،وعادَ النسانُ ف هذه
مِن الرسلِ وانقطا ٍ
س وانقلَبَت
الياة الدنيا َأشْبَ َه بِالسُّبعِ الضّارِي ،يَعدُو على أخيهِ النسان ،غيْ َر مبالٍ بِحرمة ،وتَبدّلَت القايي ُ
الوازين ،فعادَت الفضيلةُ رذيلةً والرذيلةُ فضيلة ،واليْ ُر شرّا والش ّر خيْرا ،وال ّق باطِل والبا ِطلُ حقّا ،ذلك
ب الوازينُ ِبَأسْرِها ،فل يَعودُ النسان
لنه ُعِبدَ غيْ ُر ال ،وعندما يُعَبدُ غيْرُ ال تَتب ّدلُ القاييس كلّها ،وتَن َقلِ ُ
على بيّن ٍة مِن الم ِر وبصي ٍة مِن الق ،فجاء هذا القرآنُ الكري إل هذه النسانية التفرّقَة فلَ ْم َلمَ شَتاتَها ،وجَ َمعَ
كلمتَها ،وَألّفَ بيْن قلوبِ التنافِرَة ،وجَ َمعَ بيْن فئاتِها التدابِرَة ،وأَعطى ك ّل ذي حقّ حقّه ،أقام الناس جيعا على
-1هذه الادة العلمية-والت أصلها ف شريط سعي بصوت الشيخ ،نشرته تسجيلت " مشارق النوار " بعُمان ،تت عنوان " :عُنوس
الفتيات ،وفتاوى نسائية "-ألقاها الشيخ على جع مِن الفتيات بولية سائل بعُمان.
19 / 2 عُنوس الفتيات ،وفتاوى نسائية ماضرة وفتاوى للشيخ أحد بن حد الليلي
سواءِ الصراط ،عَرّفَ النسان مبدأَه ومصيَه ،وعَرّفَه ما َيجِبُ عليه ف هذه الياة الت هي بيْن البدِإ والصي،
عَرّفَه-أ ّولً-حقّ مُب ِدئِه ،وأنه ل يَخرُج مِن العدَم تلقائيا ،وأنّ ال هو الذي َخلَقَه ،وصَوّرَه ،وأَن َع َم عليه
بِالنّ َعمِ الظاهِرة والباطِنة ،وعَرّفَه-أيضا-بالصِي ،وأنّ حياتَه ليست هذه الياةَ القصِيةَ فحسْب ،بل هناك حياة
حلّ بِذلك كلّ لُغْز مِن ألغا ِز هذه
َأطْوَل ،يُجزَى فيها كلّ إنسانٍ فيها بِما َقدّمَ ف هذه الدنيا خيْرا كان أو شرا ،ف َ
صلَ هذا النسان بِالكونِ الوا ِسعِ الرجاء ،الترامِي الطراف،
الياة ،وعَرّفَ النسانَ بِأسْرارِ الوجودَ ،ووَ َ
جدُ خاضعةً لِجللِه وكبيائِه.
الذي تُسَبّحُ ك ّل ذَرّ ٍة مِن ذَرّاتِه بِحمدِ ال سبحانه ،وتَس ُ
و-كما قيل قديا-ل يُس ِع ُد آخِر هذه المّة إل ما أَس َعدَ أ ّولَها ول يُصلِحُها إل ما أَصلَحَ أ ّولَها ..هذه المّة
صَلحَت أ ّولً بالقرآنِ الكري ،واستقامتْ أوضاعُها بذا النورِ الربان ،الذي غَمَرَ هذه النفوس بشيئةِ ال ،
فطوى منها ِسجَافَ ظلُماتِ الطبْع ،وعندما انرفتْ هذه المّة عن القرآن سَقطتْ ف هذه الـهُوّة السحيقة
شلُها مِن ذلك إل القرآنُ الكري ،فإذن العودة إل هذا القرآن وتربيةُ الناشئة عليه مِن
الت تَردّتْ إليها ،ول يَنتَ ِ
ذكو ٍر وإناث السبيل ال ْوحَد لنتِشالِ هذه المّة مِن ضياعِها ،وج ِع كلمتِها بعد شتاتِها ،فالقرآنُ الكري هو
سطَها لِعبادِه،
حَ ْبلُ ال التِي ،وهو نورُه البِي ،وهو ال ّذكْر الكيم ،وهو الصراطُ الستقيم ،وهو مَأدبةُ ال بَ َ
ظ وافِرٍ مِن مَأدب ِة ال ،لِذلك كانت القلوب الؤمِنة تَغمُرُها الفرْحة
ظ وافِر مِن تعاليمِه َأ َخذَ بِح ّ
فمَن َأ َخذَ بِح ّ
بِهذه الشا َهدَة الطيّبة وبِما سَمِعناهُ ف هذا الوقتِ الطيّب ف هذه المسيةِ البا َركَة مِن ِذكْرٍ حكيمٍ يُ ْتلَى على
اللسُن ،ومِن كلماتٍ إيانية تَنُب ُع مِن كتابِ ال ،الذي ل يأتيهِ الباطل مِن بيْن يديْه ول مِن خلفِه ،فهنيئا
لِلجميع بِذلك كلّه.
هذا ،ول ريب أننا عندما نعودُ إل وصفِ القرآنِ لِلقرآن َنجِد أنّ ال وَصَفَ هذا القرآنَ بِأقْدسِ الوصاف،
... :وَأَنزَلْنَا ِإلَ ْي ُكمْ نُورًا مّبِينًا [ 1سورة النساء ،من الية،] 174 : فهو تعال وصفَه بأنه نور ..يقول ال
ب وَل الِيَانُ
ك رُوحًا ّمنْ َأمْرِنَا مَا كُنتَ َتدْرِي مَا اْلكِتَا ُ
َو َكذَلِكَ أَ ْوحَيْنَا ِإلَيْ َ ووصفَه بأنه روح ونور ف قوله:
[ سورة الشورى، ط مّسْتَقِيمٍ
ك لَتَ ْهدِي إِلَى صِرَا ٍ
َوَلكِن جَ َعلْنَاهُ نُورًا نّ ْهدِي بِ ِه َم ْن نّشَاء ِم ْن عِبَا ِدنَا وَِإنّ َ
شقّ طريقَها آمِنةً مطمئِنّة
الية ،] 52 :فجدير-إذن-بالمّة أن تَحيَى بذه الروح ،وأن تَقتَِبسَ مِن هذا النور لِت ُ
ك مُقتدِر ِبجِوارِ النبيّي والصدّيقي والشهداء والصالي
ق عن َد ملِي ٍ
صدْ ٍ
حت تَنتَ ِهيَ إل لقاءِ ال-تعال-ف مقعدِ ِ
صبَ أَعْيُنِهِما وبيْن أَيدِيهِما ،ل
سنَ أولئك رَفِيقا ،وجديرٌ بِأيّ مسلِم وبأيّ ِة مسلِمة أن يَجعل كتابَ ال ن ْ
وحَ ُ
،فإذا بذلِك السلَف صدُرَانِ إل عنه ف جيعِ تصرّفاتِهما وأعمالِهما ،وهكذا كان السلَف الصال بشيئة ال
يَ ْ
شقّ طرِيقَه إل اليْر ،ويَسُودُ العالَمي ،فالمّة السلمية كانت مِن حيثُ ال َعدَد ومِن حيثُ ال ُعدَد أمّ ًة قليلةَ
يَ ُ
خلَفَها ف الرض بِنورِ القرآن وبِقُوّةِ القرآن وبِهدايةِ القرآن عندما كانت تُطبّق
ال َعدَد وال ُعدَد ولكنّ ال استَ ْ
ي شيءٍ مِن أوامرِه ونواهيه بيثُ تُفرّقُ بيْن
ط ف شيءٍ مِن تعاليمِه ول تَستخِفّ بأ ّ
هذا القرآ َن الكري ول تُفرّ ُ
-1يَا أَّيهَا النّاسُ َقدْ جَاءكُم بُ ْرهَانٌ مّن رّّبكُ ْم وَأَن َزلْنَا ِإلَْي ُكمْ نُورًا مّبِينًا [ سورة النساء ،الية.] 174 :
19 / 3 عُنوس الفتيات ،وفتاوى نسائية ماضرة وفتاوى للشيخ أحد بن حد الليلي
أمْر وآخَر فتَجعلُ هذا مِن الوهريات وهذا مِن الشكليات ،كما فَ َعلَ أهلُ الكتاب الذين عمِلوا بِبعضِ ما أُن ِزلَ
ب وََتكْفُرُونَ بِبَ ْعضٍ ...
ض اْلكِتَا ِ
َ ...أفَتُؤْمِنُونَ بِبَ ْع ِ إليهم وأَعرَضوا عن بعض ،فقال ال-تعال-فيهم:
ك مِن ُكمْ ِإلّ خِ ْزيٌ فِي
...فَمَا جَزَاء مَن يَفْ َعلُ َذلِ َ [ سورة البقرة ،من الية ،] 85 :ث بّينَ جزا َء ذلك ،بقوله:
ب [ سورة البقرة ،من الية ،1] 85 :وهكذا هذه المّة
اْلحَيَاةِ الدّنْيَا َويَوْمَ الْقِيَامَ ِة يُرَدّونَ إِلَى َأ َش ّد الْ َعذَا ِ
ض أوام ِر القرآن وتأخذُ ببعضِها وتُفرّقُ بيْن ما تَزعُمُه جوهريا وما تَزعُمُه شكليا مِن هذا
عندما تتجنّبُ بع َ
وَمَا كَانَ لِمُؤْ ِمنٍ ي ف الدنيا وإل العذابِ ف الخِرة:
الدّين النيف فإنّ ذلك ول ريب يُفضِي با إل الز ِ
ضلّ ضَلل
ل وَ َرسُولَهُ َف َقدْ َ
صا َ
ل وَ َرسُولُ ُه أَمْرًا أَن َيكُونَ لَ ُهمُ اْلخِيَرَ ُة ِمنْ أَمْرِ ِهمْ وَمَن يَ ْع ِ
وَل مُؤْمِنَ ٍة إِذَا َقضَى ا ُ
مّبِينًا [ سورة الحزاب ،الية.] 36 :
هذا ،ول ريب أ ّن هذه المّة تَتمكّن مِن َحلّ جيعِ مشكلتِها والوصولِ إل اللّ ا َل ْع َدلِ ف كلّ أمْر عندَما
ص ُم بِكتابِ ال وتَسَتلْ ِهمُ منه النور وتَسَتلْ ِهمُ منه البيان وتَسَتلْ ِهمُ منه البيان وتَستَ ِمدّ منه الحكام ،فكتابُ
تَعتَ ِ
...مَا فَ ّرطْنَا ال فيه َحلّ لِكلّ مشكلةٍ مِن مشكلتِ النسانية ،لنّ ال يَصفُه بأنه ما فَرّطَ فيه مِن شيء:
[ سورة النعام ،من الية ،2] 38 :فإذن على هذه المّة أن تَر ِجعَ إل القرآنِ الكري ب مِن َشيْءٍ ...
فِي الكِتَا ِ
ج اللول لِلمشكِلتِ التعدّدَة الت تَنُو ُء با وكذلك سُنّ ُة رسولِ ال ،لنا ف حقيقتِها امتِدادٌ
لستخرا ِ
ب مِن قَِبلِ ال
ص ِد التنِيلِ ومَسالِكِ التأوِيل ،لنه أُن ِزلَ عليه الكتا ُ
هو أَع َلمُ الناسِ بِمقا ِ لِلقرآن ،فالنب
َ ...وأَن َزلْنَا إَِليْكَ ح لم مُبهَماتِه ،فال يقول:
وبُّينَ له تبيِينا َو ُو ِكلَ إليه أن يَبَّينَ لِلناسِ مُجمَلتِه وأن يُوضِ َ
[ سورة النحل ،من الية.] 44 : ال ّذكْرَ لِتَُبّينَ لِلنّاسِ مَا نُ ّزلَ ِإلَيْ ِهمْ ...
ومِن الشكِلت الت َينُوءُ با متمعُنا هذا والجتمعات السلمية الخرى ف هذا العالَم نتيج َة التعقِيدات الت
ث عنها ف هذا الكان وهي مشكِل ُة عُنوس الفتيات ،وهذه
أَفْرَ َزتْها الضارةُ العاصِرَة مُش ِكلَة ُأرِي َد مِنّي أن أَتَحدّ َ
مشكِلة تُ َؤرّق كلّ مَن يَنظُرُ إل المورِ نظرةَ تأمّل ،ويُفكّرُ ف عوا ِقبِها ،فإ ّن عواقِبَ ذلك عواقِب َوخِيمَة إن ل
تُتَدارَك هذه الشكِلة بِالـحَل.
صلَ إليها النسان إل بعدَما يُفكّرُ ف أسبابِ هذه الشكلت ،ولذه
ول ريب أنّ اللول ل يكِن أن يَتو ّ
ي مِن الباء،
س كث ٍ
ت به نفو ُ
الشكِلة أسبابٌ متعدّدَة ،مِن بيْن هذه السباب حُبّ الادّة ،والـجَشَع الذي اتّصَفَ ْ
ل وَبِاْلوَاِلدَيْنِ إِ ْحسَانا وَذِي اْلقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَاْل َمسَا ِكيِ َوقُولُوْا لِلنّاسِ ُحسْنا وََأقِيمُواْ ق بَنِي ِإسْرَائِيلَ َل َتعُْبدُونَ إِلّ ا َ -1وَإِذْ َأ َخذْنَا مِيثَا َ
سكُم مّن س ِفكُونَ ِدمَاء ُكمْ وَ َل ُتخْ ِرجُونَ أَن ُف َل مّن ُكمْ َوأَنتُم ّمعْرِضُونَ وَإِذْ َأ َخذْنَا مِيثَاَق ُكمْ َل َت ْ الصّلَ َة وَآتُواْ الزّكَا َة ُثمّ َت َولّيُْتمْ إِ ّل َقلِي ً
س ُكمْ وَُتخْرِجُونَ فَرِيقا مّنكُم مّن دِيَارِ ِهمْ تَظَاهَرُونَ َعلَْيهِم بِالِْثمِ شهَدُونَ ُ ثمّ أَنُتمْ هَـؤُلء َتقُْتلُونَ أَن ُف َ دِيَارِ ُكمْ ُثمّ َأقْ َررُْتمْ َوأَنُتمْ َت ْ
ب وََت ْكفُرُونَ بَِبعْضٍ َفمَا جَزَاء مَن َي ْفعَلُ َذلِكَ وَاْل ُع ْدوَانِ وَإِن يَأتُو ُكمْ ُأسَارَى ُتفَادُو ُه ْم وَ ُهوَ ُمحَ ّرمٌ َعلَْيكُمْ ِإخْرَا ُج ُهمْ َأفَُت ْؤمِنُونَ بَِبعْضِ اْلكِتَا ِ
ل ِبغَافِلٍ َعمّا َت ْعمَلُونَ [ سورة البقرة ،اليات.] 85-83 : ب َومَا ا ُ ي فِي اْلحَيَا ِة الدّنْيَا وََيوْمَ اْلقِيَامَةِ يُرَدّونَ ِإلَى َأ َشدّ اْل َعذَا ِ مِن ُكمْ إِلّ خِزْ ٌ
صدِيقَ اّلذِي بَيْ َن َيدَيْ ِه وََتفْصِيلَ كُ ّل َشيْ ٍء وَ ُهدًى
ب مَا كَانَ َحدِيثًا ُيفْتَرَى َولَـكِن َت ْ
ص ِهمْ ِعبْرَةٌ ُل ْولِي ا َللْبَا ِ
-2لَ َقدْ كَانَ فِي َقصَ ِ
َورَ ْحمَةً ّل َقوْ ٍم ُي ْؤمِنُو َن [ سورة يوسف ،الية.] 111 :
19 / 4 عُنوس الفتيات ،وفتاوى نسائية ماضرة وفتاوى للشيخ أحد بن حد الليلي
ج بناتِهم ،وهو أَمْرٌ يَتر ّف ُع عنه كلّ ذِي عَ ْق ٍل سلِيم ،وك ّل حُرّ كري ،كيف
فهم يُرِيدُونَ الِثْرَا َء مِن وراءِ تزوي ِ
والنسا ُن دائما يَسْعَى إل ستْ ِر عَوْ َرتِه ،والحافظ ِة على سَلم ِة عِرْضِه ،ول ريْب أنّ هذا الـجَشَع يُؤدّي إل
ف ذلك.
خِل ِ
ت حقّا
ت مِن َأ ْجلِ ا ِلثْرا ِء وليْس ْ
صدُقَات الت فَ َرضَها ال لِلنساءِ على الرّجال عندَ الزواج ليْس ْ
على أنّ ال ّ
[ سورة النساء ،من حلَةً ...
صدُقَاتِ ِهنّ ِن ْ
وَآتُواْ النّسَاء َ لِغيْرِ النسا ِء َو ْحدَهُن ،فإنّ ال-تبارك وتعال-يقول:
حلَةٌ
حلَة إنا هي ِن ْ
الية ،1] 4 :ول يقل " :وآتوا آباء النساء " أو " آتوا أولياء النساء صدقاتم " ،فإنّ هذه النّ ْ
عن َد سَماحِهِن بِشي ٍء مِن الصّداق وتنازُلِ ِهنّ عنه أن يَأكُلَه ال ّرجُل هنِيئا لِلنساءِ َو ْحدَهُن ،ولِذلك أَباحَ ال
مرِيئا ف هذه الالة ..ف حالةِ طِيَبةِ النّفس والرّضى التّام مِن قَِبلِ الرأة.
و ِمنَ العلوم أنّ وَفْرَةَ الصّداق ليْستْ دلِيل على قيمةِ الرأ ِة التزوّجة ول دلِيل على ُعلُوّ َقدْرِها بيْن الناس ،إذ
ت هي مقياسا لِقِيمةِ النساءِ و ُعلُوّ أَ ْقدَارِ ِهنّ
صدُقَات إنا هي رُمُوزٌ لِلتّفْرِقَ ِة بيْن الللِ والرامِ فحسْب ،وليْس ْ
ال ّ
صدُقَات ،فمِن
ت النب كانتْ مُهُورُ ُهنّ أَيْسَر الـمُهُور ،وقد تَزَوّجَ نفسُه ِبأَيْسَ ِر ال ّ
أو انِطاطِها ،كيف وبنا ُ
ص على ا ِلثْرَا ِء بِسبَبِ
ضيَ الِر ُ
هنا َيجِب على الؤمِن أن يَقَْت ِديَ بالنب بِحيثُ يُزَوّج ِبأَيْسَرِ الصّداق ِلئَلّ يُ ْف ِ
ض وإل فسادِ الحوال.
ق البنات إل انتهاكِ العِ ْر ِ
صَدا ِ
ص كلّ الرص على سلم ِة عِرضِه ،ول يَكون ذلك إل بِالسارَعَة إل
إنّ الؤمِن الذي يَخشَى ال ويَتّقِيه يَحرِ ُ
ي مَصالِحَ مادية الت يَنظُرُها
طأ ّ
تَزوِيجِ ولِيّتِه بِالكُفْ ِء عندَما يأتِي مِن دُونِ أن يَشتَرِطَ كثرةَ الصّداق أو يَشتَرِ َ
الناس إليها ف هذه اليام نظر ًة أَوْلَوِية ،فإنّ هذه المورَ كلّها ل قيمةَ لَها عندَ ال .
ص على الباهاة ِممّا يُؤدّي إل ذلك كلّه ..الناسُ
ومِن ناحيةٍ أخرى فإ ّن دخولَ الناس ف مَدا ِخلِ التّرَف والر َ
حجِمُون
يَنظُرون إل الظاهِرِ الادية نظرةَ تقدِي ٍر ونظرةَ إِجلل ،وهذا الذي جَ َعلَ كثيا مِن الناس يََتعَ ّقدُون ويُ ْ
عن الزواج بِسبَبِ هذه النظرة الت سادَتْ ف أوساطِ الناس ،فالنسانُ الذي ليْس له ُيسْرٌ كافٍ لِما َتَت َطلّبُه
لطْبَة بل يُشترَط على التقدّم الكثي الكثي ..يُشتَرَط عليه أن يُوَفّرَ
حياةُ التّرَف ل يُ َرحّبُ به عندَما يَتَ َقدّمُ إل ا ِ
ط عليه الثاث الفاخِر وتُشتَرَطُ عليه السيارةُ الفاخِرَة
الس َكنَ اللّئِق الذي يََتلَءَ ُم مع َذوْقِ العَصْر ويَشتَرَ ُ
ويُشتَرَط عليه الكثي الكثي مِن أمثالِ ذلك ،وكذلِك النفقات الت تُصاحِب الزفاف كثيا ما تُؤدّي بِالناسِ إل
الرْهاق والستِدانة والكثيِ الكثي مِن الشكِلت الجتماعية التعدّدَة.
ب أن يُنظَرَ إليها نظرةَ إِصلح ،فإنه-قبلَ كلّ شيء-يُنهَى عن السراف ،وال َشدّدَ ف أمرِ
وهذه المور يَجِ ُ
َ ...ولَ تَُبذّرْ تَ ْبذِيرًا ِ إنّ الْ ُمَبذّرِينَ كَانُواْ ِإخْوَانَ الشّيَاطِيِ السراف ،وجَ َعلَ البذّرِين مِن إخوانِ الشياطي:
حلَةً فَإِن طِبْ َن َل ُكمْ عَن َشيْ ٍء مّنْهُ َن ْفسًا َف ُكلُوهُ هَنِيئًا مّرِيئًا [ سورة النساء ،الية.] 4 :
ص ُدقَاِتهِ ّن ِن ْ
-1وَآتُواْ الّنسَاء َ
19 / 5 عُنوس الفتيات ،وفتاوى نسائية ماضرة وفتاوى للشيخ أحد بن حد الليلي
وَكَا َن الشّيْطَانُ ِلرَّبهِ َكفُورًا [ سورة السراء ،من الية 26 :والية ،2] 27 :ولئن كان السلم يَأمُرُ ف أمورِ ال ْيرِ
ف السلمِ وتعاليمِه السّمْحَة.
بِالقصْد فكيف يَأمُرُ بِالسراف الذي يَتنافَى مع قَِيمِ السلم ويَتنافَى مع أهدا ِ
السل ُم دِينُ يُسْر ..ل يَأتِ بِالّتعْقِيدِ بِحا ٍل مِن الحوال ،ول يَن ُظرُ إل الناس إل بِمقياسِ التقوى ..ل بِمقياسِ
:يَا أَّيهَا النّاسُ ي مِقياسٍ آخَر ..يَقولُ ال
الموال ول بِمقياس الـمَراتِب ول بِمقياسِ الـمَناصِب ول بِأ ّ
ل َعلِيمٌ خَِبيٌ
ل أَْتقَا ُكمْ إِ ّن ا َ
إِنّا َخ َلقْنَاكُم مّن ذَ َكرٍ َوأُنثَى وَ َج َعلْنَا ُكمْ ُشعُوبًا َوقَبَائِ َل لَِتعَارَفُوا إِ ّن أَ ْك َرمَ ُكمْ عِن َد ا ِ
ضوْن دِينَه و ُخ ُلقَه ف َزوّجُوه ،إلّ تَفعَلوه تَكن فتنةٌ ف
[ سورة الجرات ،الية ،] 13 :والنب يَقول ( :إذا أتاكم مَن َترْ َ
الرض وفسادٌ كبي ).
وهناك-أيضا-مِن الشكلت الت تُؤدّي إل عُنوس الفتيات العزوف مِن قِبَ ِل الشباب ومِن قِبَلِ الفتيات عن
الزواج مدّة طويلة مِن أَجْلِ إِكمالِ الدراسة-كما يُقال-أو مِن أَجْلِ تأميِ الستقبَل مع أنّ الستقبَل بَِيدِ ال ..ليْس
الستقبَل بَِيدِ الذّكَر ول بَِي ِد النثى ول بَِيدِ أ َح ٍد مِن َخلْ ِق ال ..إنّ الستقبَلَ ِبَيدِ ال ،والرزاقُ كلّها مِن ال ،
ب له مِن رِزق ،أما ما ل يُكتَب له فل يكِن بِأيّ حا ٍل مِن الحوال أن َيصِلَ إليه ،على
ولن َيصِلَ النسانُ إل ما كُِت َ
س الادية ول يُفكّرونَ ف أنّ هذا الكوْن مُدّبرٌ
أنّ ذلك ناجِم مِن تقليدِ الخَرين الذين َيقِيسُونَ المورَ كلّها بِالقايِي ِ
سكْ فَل ُمرْسِلَ
سكَ َلهَا َومَا يُمْ ِ
س مِن رّحْ َم ٍة فَل مُمْ ِ
ح الُ لِلنّا ِ
:مَا َيفْتَ ِ بِمشيئة ال سبحانه وأنّ الرّزقَ ِبَيدِ ال
ل ِرزْ ُقهَا َوَي ْع َلمُ
َومَا مِن دَاّبةٍ فِي ا َل ْرضِ إِلّ َعلَى ا ِ [ سورة فاطر ،الية.. ] 2 : َلهُ مِن َب ْعدِ ِه َو ُهوَ اْل َعزِيزُ الْحَكِيمُ
مُسَْت َق ّرهَا َومُسَْت ْودَعَهَا كُ ّل فِي كِتَابٍ مّبِيٍ [ سورة هود ،الية.] 6 :
سعَى
هذه الشكِلة-إذن-يَجِب على الكل أن يَن ُظرُوا إليها نظرةَ ِإمْعان ونظر َة تقدِي ٍر لا و َسعْيٍ إل َحلّها ،فلَربا تَ ْ
الواحِدة إل أن تُِتمّ تَعلِيمَها-كما يُقال-وإل أن تُح ِرزَ أكَبرَ الشهادات فإذا با عندئِذ تَفوتُها قافلةُ الزواج،
ت و َرزَقَها ال
ويُع ِرضُ عنها الخَرون ،وحينِئذٍ تََتقَطّعُ نفسُها حسْرة عندَما َترَى مَن هي دُونَها ف السّن قد َت َزوّ َج ْ
الذرية.
وهناك-أيضا-مِن الشكِلت الت َأّثرَتْ على هذا الجتمَع الـحَمَلت العلمية مِن الـمَُتأَّثرِين والـمَُتأَّثرَات
بِالفكارِ الستو َردَةِ الدّخِيلَة ف الجتمَع السلمي ،فإنّ ال أَنزَلَ كتابَه الكرِي-كما قلنا [ ص -] 3فيه الـحَل
على عبادِه بأن َخلَ َق لم مِن أنفسهم أزواجا لِيَسكنوا إليها .. ضلَة ،وقد امتَ ّن ال
لِك ّل مشكِلة والعِلج لِك ّل مُع ِ
َ :ومِنْ آيَاِتهِ أَنْ َخلَقَ لَكُم مّنْ أَنفُسِ ُكمْ َأ ْزوَاجًا لّتَسْكُنُوا ِإلَ ْيهَا وَ َجعَ َل بَيْنَكُم ّم َودّةً َورَحْ َمةً إِ ّن فِي ذَِلكَ يَقول
وَالُ َجعَلَ لَكُم ليَاتٍ ّل َق ْومٍ يََتفَ ّكرُونَ [ سورة الروم ،الية ،] 21 :وال يَمُنّ على عبادِه بِالزواجِ وبِالذرية:
[ سورة النحل ،من الية ،] 72 :والنفسُ- ي وَ َح َفدَ ًة ...
مّ ْن أَنفُسِكُ ْم َأ ْزوَاجًا وَ َجعَلَ لَكُم مّ ْن َأ ْزوَاجِكُم بَِن َ
بطبيعة الال-تَمِيل إل أن تَكون لا ذرية ،ل ّن بقاءَ النسانِ ف هذه اليا ِة بقا ٌء مَحدُود وكلّ أحَد َيرَى وجودَه
س ِكيَ وَابْ َن السّبِي ِل وَ َل تَُب ّذرْ تَْبذِيرًا ِ إنّ اْلمَُبذّرِينَ كَانُواْ إِ ْخوَانَ الشّيَا ِطيِ وَكَا َن الشّيْطَانُ لِرَبّهِ َكفُورًا
-2وَآتِ ذَا اْلقُرْبَى َحقّهُ وَالْ ِم ْ
[ سورة السراء ،اليتان.] 27-26 :
19 / 6 عُنوس الفتيات ،وفتاوى نسائية ماضرة وفتاوى للشيخ أحد بن حد الليلي
يَمَتدّ ف وجودِ ذريتِه ،والذي يُعدَمُ الذرية يَنقَطِعُ وجودُه بِوفاتِه ،إذ ل يَبقَى له َعقِبٌ يُذ َكرُ به ،فمِن هنا كان
الِرص مِن قِبَلِ الذكو ِر ومِن قِبَ ِل الناث على الذرية أمْرا فِ ْطرِيا ،والذي يُخاِلفُ ذلك إنا يُعاكِسُ الفِ ْطرَة.
سهِم وقد أَدرَ َك أنّ العِباد هم بِحاجة إل تُحَ ّل مُشكِلتُهم ومِن بيْنِ
وال َع ِلمَ مِن عبادِه ما ل يَعلَموا مِن أنف ِ
هذه الشكِلت هذه الشكِلة العوِيصة ..الشكِلة الجتماعية الكبية ..مشكِلة عُنوس الفتيات أو عُنوس النساء
عندما تَكب هاته الفتيات وتَكون ف أعمارِ النساءِ الـمُتقدّماتِ ف السّن ،وهي مشكِلةٌ ل يُستهانُ با ،فلِذلك
َ :وإِنْ ِخفُْتمْ أَلّ ُتقْسِطُوْا فِي ع مِن إباحةِ تَع ّددِ الزوْجاتِ ِبنَصّ الكتابِ العزيز ،عندما قال
ع ال ما َشرَ َ
َشرَ َ
[ سورة النساء، ع َفإِنْ ِخفُْتمْ أَ ّل َت ْعدِلُوْا َفوَا ِحدَ ًة ...
ث َورُبَا َ
ل َ
الْيَتَامَى فَانكِحُوْا مَا طَابَ لَكُم مّنَ النّسَاء مَثْنَى وَثُ َ
من الية .. ] 3 :ل ريْب أنّ السلم عندَما أَباحَ ذلِك ل يُطلِق المر هكذا بِحيثُ يُرخِي الزّمامَ لِكلّ أ َحدٍ يَتص ّرفُ
حرّي ال َعدْل.
..ولكن مع تَ َ َ ...فإِنْ ِخفُْتمْ أَ ّل َتعْدِلُوْا َفوَا ِحدَةً ... كما يَشاء وإنا اشَت َرطَ ال َعدْل ،وقال:
حدّثْنَ
أَمرُ تَع ّددِ الزوجات يَدخُلُ ف حَلّ هذه الشكِلة العوِيصَة ،وقد أَدرَ َكتْ بعضُ النساء ال َغرْبِيات هذا المْر وتَ َ
عن ذلك و ِملْنَ إل هذا المْر َلجْلِ حَلّ هذه الشكِلة.
صلَ ال ْمرُ بِالناسِ هناك ؟! لقدْ َوصَلَ بِالناسِ
على أنّ الجتمَعات الت مُنِ َع فيها تَع ّددُ الزوْجات ..إل أيّ ح ّد وَ َ
ال ْمرُ إل الفساد الذي ل َي ِقفْ عندَ حَد ،وَت َع ّددَ الّلقَطَاء وكَُثرَ الولد الذين ليْس لم أبٌ َشرْعِي ،وكَُثرَت
الـمَلجِئ لِهؤلءِ الولد الذين ُيرَّبوْن تربيةً غيْر فِطْرِية ،لنم ل ُيرَّبوْن مِن قِبَلِ أُم ول مِن قِبَ ِل َأبٍ َشرْعِي َيرْعَى
شؤُون شاذّين عن الفطرة مُتَنَ ّكرِين لِمُجت َمعِهِم ،ويَكونُون دائما سببا
حنُو عليهم ،ولِذلك يَن َ
هؤلءِ الولد ويَ ْ
شؤُوا فيه بِحيثُ ل يَكونوا على
ب ف مُجتمَعاِتهِم ،لنم يَنقُمُون على ذلك الجتمَع الذي نَ َ
لِلجرِية وسببا لِلرها ِ
حهُم.
ع َيرْعَى ك ّل منهما مصالِ َ
شؤُوا بيْن ُأمّ حانِيَة وبيْن َأبٍ را ٍ
الفِ ْطرَة ..ل يَن َ
وهذه الشكِلة دَّبتْ إل الجتمَع السلمي نتيجةَ الّتأَثّر بِالـحَمَلت العلمية مِن قِبَ ِل ال َغرْبِيي ،ونتيجةَ الّتأَثّر
ي مِن الناسِ ف هذه الجتمعات السلمية.
بِسلوكياتِ الخَرين والتقليدِ العمى الذي أُ ْشرِبَتْه نفوسُ كث ٍ
ول ريْب أ ّن الرأة تَحرِصُ دائما على ألّ يُشارِكَها أ َحدٌ ف شرِيكِ حياتِها ،وذلك أ ْمرٌ فِ ْطرِي ،وهو مَ ْط َلبٌ ل تُلمُ
شأْن على الرذيلةِ والفحشاء ..هل
عليه ولكن عليها أن ُتفَكّر ف بناتِ جنسِها ..هل الوْل لِبناتِ جنسِها أن يَن َ
الوْل أن يَكبِتْنَ أنفسَهنّ وأن يُغالِبْ َن الفِطْرة حت يُؤدّيَ المْر إما إل أمراضٍ نفسِية و َعصَبِية وإما إل النفِجار
الذي تَتلشَى معه القِيَم وتََتحَطّم معه الخلق ..ل ريْب أنّ ك ّل واحدة تُدرِك أنّ الرّضى بِما حَ َكمَ ال به مع
التّقّيدِ بِقيودِ الشريعة ف ال َعدْلِ بيْن النساء َأ ْمرٌ فيه حَلّ لِهذه الشكِلة مِن وُجوهٍ مُتع ّددَة.
جبُ على الناسِ أن
هذا مع الكثي الكثي مِن الشكِلت الخرى الت َسبَّبتْ عُنوسَ الفتيات ،فإذن مِن كلّ ذلك يَ ِ
ع ال بدِيل.
شرْ ِ
ضوْا بِ َ
وألّ َي ْر َ يَتعاوَنوا على البِر والتقوى ،ويَجِب على الذكو ِر والنساء أن يُحَكّمُوا َأ ْمرَ ال
سعَى إل مُقاومةِ الّترَف الـمُهلِك الذي ل يُبقِي ول َيذَر ،فإنّ الّترَف هو الذي
وقبلَ كلّ شيء على الك ّل أن يَ ْ
ما ذَ َكرَ يُؤدّي إل هذه الخاطِر ..الّترَف هو الذي يُؤدّي إل تَعقِيدِ هذه الياة تَعقِيدا ل َيقِف عندَ حَد ،فال
شرّ ف كتابِه ،فقد ذَ َكرَه مَقرُونا بِعذابِ الخِرة ف مواضِع ..منها قوله سبحانه ف
الّترَف إل مَقرُونا بِال ّ
19 / 7 عُنوس الفتيات ،وفتاوى نسائية ماضرة وفتاوى للشيخ أحد بن حد الليلي
ِإّن ُهمْ كَانُوا قَبْ َل ذَِلكَ مُ ْت َرفِيَ [ سورة الواقعة ،الية ،1] 45 :وذَ َكرَه مَقرُونا بِعذابِ الدنيا ،ف أصحابِ الشّمَال:
وَ َكمْ جَأرُونَ [ سورة الؤمنون ،الية ،2] 64 :وقولِه سبحانه:
حَتّى ِإذَا أَ َخ ْذنَا مُ ْت َرفِيهِم بِاْل َعذَابِ ِإذَا ُهمْ يَ ْ قولِه:
شأْنَا َب ْع َدهَا َق ْومًا آ َخرِينَ َ فلَمّا أَحَسّوا َبأْسَنَا ِإذَا هُم مّ ْنهَا َيرْ ُكضُو َن ل َترْ ُكضُوا
ت ظَالِ َم ًة وَأَن َ
َقصَمْنَا مِن َقرَْيةٍ كَاَن ْ
سأَلُو َن [ سورة النبياء ،اليات ،3] 13-11 :وذَ َكرَه مَقرُونا بِعمومِ
وَارْ ِجعُوا إِلَى مَا أُْت ِرفُْت ْم فِي ِه َومَسَاكِنِ ُكمْ َل َعلّكُمْ تُ ْ
وَِإذَا َأ َردْنَا أَن ّن ْه ِلكَ َقرَْيةً َأ َمرْنَا مُ ْت َرفِيهَا َففَسَقُوْا فِيهَا فَحَقّ َعلَ ْيهَا العذابِ الذي ُيصِيبُ الناس جيعا ،عندَما قال:
اْل َقوْ ُل فَ َد ّمرْنَاهَا َت ْدمِيًا [ سورة السراء ،الية ،] 16 :وذَ َكرَه مَقرُونا بِتكذِيبِ الـمُر َسلِي ف مَواضِع ،منها قولُه:
شرٌ مّ ْثلُ ُكمْ َيأْ ُكلُ
ل مِن َق ْومِهِ اّلذِينَ َك َفرُوا وَ َكذّبُوا ِب ِلقَاء ال ِخرَ ِة وََأْترَفْنَا ُه ْم فِي الْحَيَاةِ الدّنْيَا مَا َهذَا إِل بَ َ
َوقَالَ الْ َم ُ
َومَا َأرْ َسلْنَا فِي َقرَْيةٍ مّن ّنذِيرٍ إِل شرَبُونَ [ سورة الؤمنون ،الية ،] 33 :وقولُه:
ب مِمّا تَ ْ
ش َر ُ
مِمّا َتأْ ُكلُو َن مِ ْنهُ وَيَ ْ
قَا َل مُ ْترَفُوهَا إِنّا بِمَا ُأرْ ِسلْتُم ِبهِ كَا ِفرُونَ [ سورة سبأ ،الية ،] 34 :وذَ َكرَه-أيضا-مَقرُونا بِمعارَضَة الـمُصلِحِي
َ :ف َلوْلَ كَا َن مِنَ اْل ُقرُونِ مِن قَ ْبلِ ُكمْ ُأوْلُوْا َبقِيّةٍ يَ ْن َهوْنَ عَ ِن اْلفَسَادِ والوقوفِ ف وَ ْجهِ الصلح ،كما ف قولِه
[ سورة هود ،من الية.4] 116 : ل مّمّنْ أَنَيْنَا مِ ْن ُهمْ وَاتّبَ َع اّلذِي َن َظلَمُوْا مَا ُأْترِفُوْا فِيهِ ...
فِي ا َل ْرضِ إِ ّل َقلِي ً
جبُ على الناسِ
ول ريْب أ ّن حياةَ الّترَف هي الت تُؤدّي إل تَعقِيدِ شؤو ِن الياةِ كلّها ومِن بيْنِها الزواج ،فلِذلِك يَ ِ
ع الغُرور،
أن َيقَْنعُوا ،فإنّ الدنيا دارٌ زاِئلَة واليا ُة الخِرة هي حياةُ البقاءِ واللُود ،وما هذه اليا ُة الدنيا إل متا ُ
لرْص على مُباهاةِ ال َخرِين ولو كان ذلِك على حِسابِ القِيَم والفضائِل
فالستِكثار مِن مُتَعِ هذه الياةِ الدنيا وا ِ
والخلق يُؤدّي-بِطبيعةِ الال-إل تَعقِيدِ هذه الياة ،ويُؤدّي إل النغِماسِ ف الـمَهاِلكِ والـخَطَر ،فمِن هنا
َ ...ومَا عِندَ الِ خَ ْيرٌ شأَ هذا النّشء على الزّهد وعلى القناعة وعلى الرغبة فيما عندَ ال:
جبُ أن يُنَ ّ
يَ ِ
[ سورة القصص ،من الية60 :؛ سورة الشورى ،من الية.] 36 : َوأَْبقَى ...
وأخيا نسألُ ال أن يُلهِمَنا الرّشْد ،وأن يُعلّمَنا ما ل نَعلَم ،وأن ُيفَهّمَنا ما ل نَفهَم ،وأن يَهدِيَنا إل الطرِيقِ ا َل ْقوَم،
إنه على كلّ شي ٍء قدِير ،وبِالجابةِ جدِير ،نِعم الوْل ونِعم النصِي ،وصلّى ال وسلّم على سّيدِنا ممّد وعلى آلِه
وصحبِه أجعِي.
والن نَفتَح الجال لِلجابةِ على السئلةِ الوا ِردَةِ إن شاء ال.
[ ي
حمُو ٍم ل بَارِدٍ وَل كَ ِريٍ إِّن ُهمْ كَانُوا قَبْلَ َذلِكَ مُتْ َرِف َ
ب الشّمَا ِل فِي َسمُو ٍم وَ َحمِيمٍ َ وظِلّ مّن َي ْ
صحَا ُ
شمَا ِل مَا أَ ْ
صحَابُ ال ّ
-1وَأَ ْ
سورة الواقعة ،اليات.] 45-41 :
[ سورة الؤمنون ،اليتان-64 : ب إِذَا ُه ْم َيجَْأرُو َن ل َتجَْأرُوا الَْي ْومَ إِّنكُم مّنّا ل تُنصَرُونَ
-2حَتّى إِذَا أَ َخذْنَا مُتْ َرفِيهِم بِالْ َعذَا ِ
.] 65
صمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَاَنتْ ظَاِلمَةً وَأَنشَ ْأنَا َب ْعدَهَا َق ْومًا آخَرِينَ َ فَلمّا أَ َحسّوا بَ ْأسَنَا إِذَا هُم مّْنهَا يَرْ ُكضُونَ ل تَرْ ُكضُوا وَارْ ِجعُوا -3وَ َكمْ َق َ
حصِيدًا خَا ِمدِينَ [ ِإلَى مَا أُتْ ِرفُْت ْم فِي ِه َومَسَا ِكِن ُكمْ َلعَّل ُكمْ ُتسَْألُونَ قَالُوا يَا وَْيلَنَا إِنّا كُنّا ظَاِل ِميَ َ فمَا زَالَت ّتلْكَ دَ ْعوَا ُهمْ َحتّى َج َعلْنَا ُهمْ َ
سورة النبياء ،اليات.] 15-11 :
ل ّممّنْ أَنَيْنَا مِْن ُه ْم وَاتَّبعَ اّلذِينَ َظَلمُوْا مَا أُتْ ِرفُواْ فِيهِ
َ -4فلَوْلَ كَانَ مِنَ اْلقُرُونِ مِن قَْبِلكُمْ ُأ ْولُوْا َبقِيّةٍ يَْن َه ْونَ عَنِ اْلفَسَا ِد فِي ا َلرْضِ إِ ّل َقلِي ً
صِلحُو َن [ سورة هود ،اليات.] 117-116 : ك لُِيهْلِكَ اْلقُرَى بِ ُظ ْل ٍم وَأَ ْهُلهَا مُ ْ ي وَمَا كَانَ رَبّ َ
وَكَانُوْا ُمجْرِ ِم َ
19 / 8 عُنوس الفتيات ،وفتاوى نسائية ماضرة وفتاوى للشيخ أحد بن حد الليلي
الفتاوى
س :1ما هو قولُكم فيما يُسمّى بِالِطبَة ؟ وما معن الِطبة ف السلم ؟ وهل ما يَحدُث اليوم مِن
ب خطيبَتَه والعكس بِما يُسَمّى بـ " الكعك " ،ما هو قولُكم
مَظاهِر الطبة كلبْس الاتِم وتَ ْلقِيم كلّ مِن الطي ِ
ف ذلِك ؟
ج :بسم ال الرحن الرحيم ،المد ل ربّ العالَمي ،وصلّى ال وسلّم على سيدنا ممد وعلى آلِه وصحبِه
أجعي ،أما بعد :فقبلَ الدخول ف صُ ْلبِ هذا الوضوع والجابة على هذا السؤال أَوَدّ أن أُ َق ّدمَ بيْن يَ َديْ
هذه الجابة بِأنّ هذه المّة ..أ ّمةَ السلم أمّة لا كِيانُها ولا استِقللُها ف الفِكْر والعقيدة والتّصوّر والعبادة
والعادَة والسّلوك وف كلّ ما يَتعلّق بِشؤُونِ هذه الياة ..على هذه المّة ألّ تََتَأثّر بِما عندَ غيْرِها مِن المَم
الخرى ،فإنا أ ّمةٌ ذاتٌ سِيادَة ،وهي عليها أن تُحافِظَ على سِيادتِها َ ..يجِبُ عليها أن تَكونَ قائِدةً ل
َمقُودَة ،ومُ َؤثّ َرةً ل مَُتأَثّرَة ،وعزِيزةً ل ذلِيلة ،وسائِدة ل مَسُودَة ،فإنّ العِ ّزةَ ل ولِرسولِه ولِلمؤمِني ،وتَدخُلُ
العادات ف ضِ ْمنِ ذلك ،فإنّ العادات الت تُسْتَ ْورَد مِن قَِبلِ أعداءِ السلم ..مِن قِبَلِ الكفَرَة مِن اليَهود
والنصارى والـمَلحِدة وسائِرِ ال َكفَرَة ..هذه العادات َيجِبُ على المّة أن تَُنقّيَ مت َمعَها منها وألّ
سكَ با ،ففيما سَلَكَه الس َلفُ الصالِح ما يُغنِي عن ذلِك كلّه.
تَسْتَ ْم ِ
يَا أَيّهَا اّلذِينَ ص َدقُ القائلِي:
لقَد َحذّرَنا ال-تعال-ف كتابِه الكرِي مِن مُوالةِ أعدائِه ..يَقول وهو أَ ْ
خذُواْ الْيَهُودَ وَالنّصَارَى أَ ْولِيَاء بَعْضُ ُهمْ أَوْلِيَاء بَ ْعضٍ َومَن يَتَ َولّهُم مّن ُكمْ َفِإّنهُ مِنْ ُهمْ إِ ّن الَ لَ يَ ْهدِي
آمَنُواْ لَ تَّت ِ
شأَ هذه الوالة وهي مرض القلوب وهو ما يُعبّرُ عنه
الْقَ ْومَ الظّالِمِيَ [ سورة الائدة ،الية ،] 51 :ث بَيّنَ مَن َ
:فَتَرَى اّلذِينَ فِي قُلُوبِهِم مّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِي ِهمْ َيقُولُونَ ف هذا العَصْر بِالرضِ النفسان ،إذ قال
َنخْشَى أَن تُصِيَبنَا دَائِ َرةٌ َفعَسَى الُ أَن َي ْأتِيَ بِاْلفَ ْتحِ أَوْ َأمْرٍ مّنْ عِن ِدهِ فَيُصِْبحُواْ عَلَى مَا أَسَرّواْ فِي َأنْفُسِ ِهمْ
[ سورة الائدة ،الية ،] 52 :وف هذا السياقِ نفسِه يأتِي التحذيرُ مِن الرّدّة ف مَعرِض بيانِ أنه لو ارَتدّ نَا ِدمِيَ
يَا َأيّهَا اّلذِينَ آمَنُواْ مَن أحدٌ مِن هذه المّة فإنّ ال يُعَ ّوضُ عنه بِمَن هو خيْرٌ منه ،عندَما يَقولُ سبحانه:
يَ ْرَتدّ مِن ُكمْ عَن دِيِنهِ َفسَوْفَ َيأْتِي الُ ِبقَ ْومٍ يُحِبّ ُهمْ َوُيحِبّوَنهُ أَ ِذلّةٍ عَلَى الْمُ ْؤمِنِيَ أَعِ ّزةٍ َعلَى الْكَافِرِينَ ُيجَا ِهدُونَ
[ سورة الائدة ،الية54 : فِي سَبِيلِ الِ وَلَ يَخَافُونَ لَ ْو َمةَ لائِمٍ َذلِكَ َفضْلُ الِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَالُ وَا ِسعٌ عَلِيمٌ
] ،وما ذلك إل لجْلِ الشعا ِر بأنّ الوالة تُفضِي إل الرتداد ،فالوالة هي الت تُؤدّي إل ارتِدادِ السلِم عن
السلم عندَما يُوالِي أعداءَ ال ،إذ هذه الوالة تَأ ُخذُ مِن دِينِه شيئا فشيئا فيَح ِرصُ دائما على تَقلِيدِ غيْرِه
ض التحذيرِ مِنَ الوالة َذكَ َر ال
مِن ال َكفَرَة حت يُفضِيَ به المرُ إل الروجِ مِن الدّينِ نائيا ،فلذلِك ف مَع ِر ِ
الرّدّة و َحذّرَ منها وتَوَ ّع َد الذين يَرَتدّون بِأنّ هذه الرّدّة ل تَنقُصُ مِن هذا الدّينِ شيئا وأنّ ال يُعَ ّوضُ عن
كلّ مَن ارَتدّ مَن هو خيْرٌ منه ،ث يُبَيّ ُن ال-تبارك وتعال-مَن َتجِبُ أن تَكو َن له مُوالةُ الؤمِن ،عندَما يَقولُ
صلَةَ َويُؤْتُو َن ال ّزكَاةَ َو ُهمْ رَا ِكعُونَ
إِنّمَا َولِيّ ُكمُ الُ وَرَسُولُهُ وَاّلذِينَ آمَنُوْا الّذِينَ ُيقِيمُونَ ال ّ سبحانه:
19 / 9 عُنوس الفتيات ،وفتاوى نسائية ماضرة وفتاوى للشيخ أحد بن حد الليلي
َومَن يَتَوَلّ الَ وَ َرسُولَهُ وَاّلذِينَ آمَنُواْ َفِإنّ حِ ْزبَ الِ [ سورة الائدة ،الية ،] 55 :ث يُبَيّنُ العاقبة ،إذ يَقول:
ُهمُ اْلغَالِبُونَ [ سورة الائدة ،الية ،] 56 :فإذن مُوالةُ الؤمِن َيجِبُ أن تَكونَ لِلمؤمني وحدَهم ،ولئِن كانت
وَالْمُ ْؤمِنُونَ الـمُوالةُ مِن الؤمني والؤمنات إنا هي لِلمؤمني والؤمنات وحدَهم ،كما يَقولُ سبحانه:
[ سورة التوبة ،من الية ،] 71 :فإنه مِمّا َيجِبُ على الؤمِن أن يَح ِرصَ وَالْمُ ْؤمِنَاتُ َبعْضُ ُهمْ أَ ْولِيَاء بَ ْعضٍ ...
دائما على ألّ يََتأَثّرَ بِسلوكِ الخَرين ،لنّ هذا الّتَأثّر وهذا التقليدَ العمى ما هو إل رمْزُ هذه الوالة ،فإنّ
ب بغيْرِه فيَسعَى إل
مِن ش ْأنِ النسانِ دائما أن يَح ِرصَ على تقليدِ مَن يُحبّه وعلى تقليدِ مَن يُوالِيه ..يُعجَ ُ
تقليدِه شيئا فشيئا ..يُق ّلدُه ف الكلم ويُقَ ّلدُه ف الفعال حت يَنتَهِيَ به المْرُ-والعياذُ بال-إل الروجِ مِن
الدّينِ نائيا.
ول ريْب أنّ هذه المّة عندَما كانت أ ّمةً عزيزة ..أ ّمةً قوِية بِاستِمساكِها ِبدِينِ ال كانت أمّةً مُ َؤثّ َرةً ول
تكن أمّةً مَُتَأثّرَة ،فال ّمةُ السلمية أَثّ َرتْ ف ق ْلبِ أوروبا بِمعتقداتِها وبِعاداتِها وبِعباداتِها ،فكثيٌ مِن المور
الت كانت عندَ الوروبيي انقَلََبتْ إل العكسِ بِتأثيِ المّة السلمية ،حت أنّ مِن الؤرّخي مَن يَقول بِأنّ
حركة " لَوْثَر " الصلحية الت قام با إنا كانت نتيجةَ التأثي السلمي ،وكذلك َوصَلَ المْر ف أوروبا ف
صدَ َرتْ مراسِيم بِتحريِ
القَرْن الثالث الجري الثامن اليلدي أنّ الجتمعات الغَ ْربِية تَنَكّ َرتْ لِلتّماثِيل ،حت َ
هذه التماثيل مِن الباطِرة ،واعتُبِ َرتْ هذه التماثيل مَظهَرا مِن مَظاهِ ِر الوثنية ف ذلك الجتمَع ف ذلك
العَصْر ،وما ذلِك إل بِسبَبِ الّتَأثّرِ ِبدِينِ ال وتَأثِيِ هذه المّة على الغَ ْربِيي ف ذلك الوقت عندَما كانوا
مُستمسِكِي َحقّ الستِمساك بِالكتابِ العزيز الذي ل يأتِيه الباطل مِن بيْنِ يديْه ول مِن خلفِه ،فمِن هنا
َيجِبُ علينا أن نَكونَ دائما ُمعَْتدّينَ بِقِيَمِنا ُ ..معَْتدّينَ ِبدِينِنا ُ ..معَْتدّينَ بِمواريثِنا الفِكرية ُ ..معَْتدّينَ بِمواريثِنا
التأريية مِن غ ْيرِ أن نُفَ ّرطَ ف شيءٍ مِن ذلك.
لطْبَة
ومِن العلوم أنّ تقليدَ الغَ ْربِيي ف تَوَا ِفهِ المور ..ف مثلِ ِإلْبَاسِ الرّجُل الاتَم لِلمرأة الت ُيحِبّها-بعدَ ا ِ
الت تَكونُ بيْنهما-ف الِنْصِر اليُسْرى وِإلْبَاس الرأة-أيضا-لِلرّجُل الاتَم ف الِنْصِر اليُسْرى مِن يدِه ..
صحّة ،فالغَ ْربِيون كانوا
كلّ مِن ذلك إنا جاء مِنَ الغَرْب ،وهذا مبن على خُرافَة وَهْمِية ل أساسَ لا مِن ال ّ
ف عهودِ الرومان يَعتقِدون أنّ القلْب يَنْبُض ف الِنْصِر اليُسرى ..قلْب الرّجُل وقلْب الرأة وكانوا
صرِه خاتَما مِن حدِيد أَسَ َرتْ قلبَه وإن َألْبَسَها خاتَما مِن حدِيدٍ
يَعتقِدون أنّ الرأة إن َألْبَسَت الرّجُل ف خِنْ ِ
أَسَرَ قلبَها ،ث مع مُرورِ الزمَن تَطَوّرَت العادَة مِن خاَتمِ الدِيدِ إل خاَتمِ الذهب ،وعندَما جا َءتْنا أوروبا
ِبقَضّها وقَضِيضِها و َعدّها و َعدِيدِها و َرمَتْنا بِك ّل عاداتِها السيّئة ومفا ِسدِ أخلقِها تََأثّرْنا بِذلِك ،وإذا بِالناسِ
صحّة ،فلو كان أَسْرُ القلْب بِمجرّد
يُق ّلدُون الوروبيي ف هذه العادَة مع أنّ هذه خُرافَة ل أساسَ لا مِنَ ال ّ
ِإلْبَاسِ الاتَم ف الِنْصِر لكان المْرُ يسِيا جدا مع أنّ كثِيا مِنَ الزواج الذي يَكونُ بذه الطرِيقَة يَنتَهِي إل
19 / 10 عُنوس الفتيات ،وفتاوى نسائية ماضرة وفتاوى للشيخ أحد بن حد الليلي
شلِ الذرِيع ،وكثيٌ مِن الزواج الذي ل يَكون بذه الطريقة يَن َعمُ الزوجان فيه بِالستقرار وبِالطمأنينة
الف َ
وبِالياةِ الوادِ َعةِ المِنة ،فما بالنا ُنقَلّد الخَرين هذا التقليدَ العمى ؟!
كذلك إِحضار الكعكة وِإْلقَام الرّجُل لِخطيبَتِه وِإلْقامُها له ..هذه عادات ل تَمُتّ بِصِلَة إل دِينِنا السلمي
النِيف ..هذه أُمور علينا أن نَتَوَقّاها وأن نَح ِرصَ على ما فيه عِزّنا وكرامتُنا بِحيثُ نَكونُ دائما مُ َؤثّرِين ل
مَُتَأثّرِين ،ولن نستطِيعَ أن نكون مُ َؤثّرِين إل عندَما نعتَزّ ِبقِيَمِنا الفِكرية وِبقِيَمِنا التأريية مِن غيْرِ أن نُفَ ّرطَ ف
شيءٍ مِن ذلك.
هنا كلمات قد نَقلتُها ف أكثَرَ مِن موضع وأرِيد أن أَنقُلَها هنا أمام هذا الجتمَع اليان مِن النساءِ الؤمناتِ
والفتياتِ الؤمنات ..كلمات قالا أ َح ُد الناس الذين تَرَبّوْا فترةً مِن عُمرِهِم ف بلدِ الغَرْب ولكن مع ذلك
ظلّوا مُعتَزّين بِمواريثِهم الفِكرية والتأرييةن وهو َرجُلٌ باكِسْتانِي ..الشاعِر ممّد إِقْبَال قال ف كلمات له،
وهذه الكلمات كما قلتُ أَكثَر مِن مرّة حَرِية بِأن تُكَتبَ بِماءِ الذهب ..يَقول " :إنّ السلِم ل يُخلَق
شرِي حيث اّتجَهَ وسَار بل ُخلِقَ لِيُو ّجهَ العالَم والجتمَع والـ َم َدنِية
لِيَندِ َفعَ مع التيار ويُسايِ َر الرّكْبَ البَ َ
وَيفْ ِرضَ على البشرِية اتّجاهَه ويُمْلِيَ عليها إِرادتَه ،لنه صاحِبُ الرسالةِ وصا ِحبُ ال ّق اليقِي ،ولنه
الـمَسؤُول عن هذا العالَم وسَ ْيرِه واتّجاهِه ،فليس مَقامُه مقا َم التقليدِ والتّباع ..إ ّن مقامَه مقامُ المامةِ
والقيادة ..مقامُ الرشادِ والتوجيه ..مقامُ المِر الناهِي ،وإذا تَنَكّرَ له الزمان وعصاه الجتمَع وانرَفَ عن
ع معه
ضعَ أوْزارَه ويُساِلمَ الدّهْر بل عليه أن يَثُورَ عليه ويُنا ِزلَه وَيظَلّ ف صِرا ٍ
ضعَ ويَ َ
الادّة ل يَكُن له أن يَخ َ
وعِراك حت يَقضِيَ ال ف أَمْرِه ..إنّ الضوعَ والستكانةَ لِلحوالِ القاسِ َرةِ والوضاعِ القاهِرَة والعتِذارَ
بِالقضاءِ وال َقدَر مِن ش ْأ ِن الضعفاءِ والقزام ،أما الؤمِن القوِي فهو نفسُه قضاءُ ال الغالِب و َقدَرُه الذي ل
يُرَد ".
والِطَبةُ ف السلم تأتِي مُيَسّرَة ..ليس فيها شيءٌ مِن التعقِيدات ،فبِما أنّ ال َعلِم مِن طبيعةِ عبادِه
ب الرأة-و َجعَلَ َولِيها
جعَلَ أَ َ
وإِمائِه أنّ الرأة تََتَأثّرُ عاطِفِيا أَكثَرَ مِن الرّجُل َجعَلَ لِلرّجُل الوِليَةَ عليها ،ف َ
الَقْرَب فالَقْرَب عندَما يَكون الب غيْر موجود-هو الذي يَرعَى مصاِلحَها ،وف هذه الالة عندَما يُرِيد
ج أيّ فتاة يََت َقدّم بِالِطبةِ إل َولِيها ،ومِمّا يُسَن أن
الرّجُل أن يَتَ َز ّوجَ أّيةَ امرأة ..عندَما يُرِيدُ الشّاب أن يَتَزَ ّو َ
يَراها أَوّل-وهذه العادَة َيجِبُ أن تَكونَ ف متمعاتِنا-بِحيثُ يُمَكّ ُن الولِي الاطِب مِن أن يَرَى َولِيَتَه بِحيثُ
يَجتمِعان فيَرضَى بِها وتَرضَى بِه ،حت ل تَكونَ بعدَ ذلِك هنالِك مش ِكلَة ،وال َولِي هو الذي يَتَ َولّى َعقْدَ
الزواج ..هو الذي يَأمُرُ بِالعَقْد إن كان ل يَتَوَلّه بِنفسِه ولكن مع ِرضَى َولِيَتِه بِحيثُ ل يبُها على أن
تَتَزَ ّوجَ مَن ل تَرضَى به زوْجا وعندَما يَِتمّ الرّضَى مِن قَِبلِها َي ْأمُر ال َولِي ويَ ْنظُر بِمَن يَ ْربِطُ َولِيتَه ،فإ ّن الزواجَ-
صحْبَة
صحَْبةَ ي ْومٍ وليْلة وإنا هو ُ
كما يُقال-هو َربْطُ مَصِيٍ بِمَصِي ..ليْس بِا َلمْرِ الـهَيّن ،فهُو ليْس ُ
مُستَ ِمرّة ف هذه الياةِ الدنيا ،فلِذلِك يَنبغِي لِلنسانِ أن يَح ِرصَ دائما على أن يَقْ ِرنَ َولِيتَه بِالرّجُل الصالِح
19 / 11 عُنوس الفتيات ،وفتاوى نسائية ماضرة وفتاوى للشيخ أحد بن حد الليلي
البَ ّر التّقِي الذي يَرضاه ويَرضَى سُلوكَه هُوَ والؤمِنون وتَرضَى هِي أيضا بِالقترانِ بِه؛ وال-تعالَ -ولِيّ
التوفيق.
س :2ما رأيُكم ف العادَة القائِمَة ف السلطنة وهي ُحضُور الزّفّافَة ف وقت ال ُعرْس ووقوفُها بِالباب قَبْ َل دُخول
الزوج على زوجتِه ِلتَطلُب منه الال ؟ مع عِلمِنا أنّ هذه العادة ل تَكُن مَوجودَة ف َعصْر الرسول .
ج :أما وقوفُها بِالباب ومنعُها الزوج مِنَ الدخول إ ّل أن ُتعْطَى شيئا مِنَ الال فهذا ل يَجُوز.
وأما أن تَكونَ ف البيت ف مَعزِل عن مكانِ الزوْجيْن مِن أَجْلِ إِرشادِ الفتاة خصُوصا إن كانت لوّل مرّة تََت َزوّج
ب عليها شرْعا فذلِك أ ْمرٌ ل ب ْأسَ به ،فإنّ الفتاةَ هي بِحاجة إل مَن
ج ُ
شرَ ِة الزوجية وما يَ ِ
إل ما يَترّتبُ عليها بعدَ العِ ْ
يُر ِشدُها ويَدلّها على الطرِي ِق ا َل ْقوَم؛ وال-تعال-أعلم.
س :3ما حُكْ ُم السلمِ ف الطلق الذي َيقَعُ دُو َن مُؤخّر الصّداق ؟
ج :الصّداقُ حقّ لِلمرأةِ على الرّجُل ل يَجُوزُ له أن َي ْرزَأَها شيئا منه إلّ بِطِيبِ خاطِرها ،وليْس له أن يُعا ِملَها
جؤُها إل أن تَحرِصَ على الّت َفّلتِ منه بِمُسامَحتِه ف شي ٍء مِن صداقِها الوا ِجبِ لا عليه ،فإنّ ذلك
معاملةً سيّئة ُتلْ ِ
[ سورة النساء ،من ضلُوهُنّ لَِت ْذهَبُوْا بَِبعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنّ ...
...وَ َل َتعْ ُ مِمّا ل يَجُوز قَط ..يَقول ال سبحانه:
ج وَآَتيُْتمْ إِ ْحدَاهُ ّن قِنطَارًا فَلَ َتأْ ُخذُوْا مِ ْنهُ
ج مّكَا َن َزوْ ٍ
وَإِنْ َأرَدّت ُم اسْتِ ْبدَا َل َزوْ ٍ الية ،1] 19 :ويَقولُ َع ّز مِن قائِل:
ض وَأَ َخذْ َن مِنكُم مّيثَاقًا َغلِيظًا
شَ ْيئًا أََتأْ ُخذُوَنهُ ُبهْتَانا وَِإثْما مّبِينا وَكَ ْيفَ َتأْ ُخذُوَن ُه َوقَدْ َأ ْفضَى َب ْعضُكُمْ ِإلَى َبعْ ٍ
سرِيحٌ ِبإِحْسَا ٍن وَلَ يَحِ ّل لَ ُكمْ
ق َمرّتَانِ َفِإمْسَاكٌ بِ َم ْعرُوفٍ َأوْ تَ ْ
:الطّلَ ُ [ سورة النساء ،اليتان ،] 21-20 :ويَقول
ل فَلَ جُنَاحَ َعلَ ْيهِمَا
ل َفإِنْ ِخفُْتمْ أَلّ ُيقِيمَا ُحدُودَ ا ِ
أَن َتأْ ُخذُوْا مِمّا آَتيْتُمُوهُنّ شَيْئًا 2إِلّ أَن يَخَافَا أَلّ ُيقِيمَا ُحدُودَ ا ِ
[ سورة البقرة ،من الية ،] 229 :فعلى أيّ حال ل يَجُوزُ لِلرّجُل أن يُلجِ َئ الرأة إل أن تَفَتدِيَ فِيمَا افَْت َدتْ ِبهِ ...
ب عليه مِن مُؤخّر صداقِها ،فإنّ ذلك-بِطبيعةِ الالُ-يعَ ّد ظلْما لا على أنّ
سقِطَ عنه ما وَ َج َ
منه بِشيء أو أن تُ ْ
صرٍ فيها ولكِنّ
خلْع ما جاز ف السلم إل عندَما تَكو ُن الرأة كا ِر َهةً لِلرّجُل وأن يَكو َن الرّجُل غ ْي َر مُ َق ّ
الـ ُ
الكراهِية جا َءتْ مِن قَِبلِه حت خافتْ أن َتقَعَ ف الـمَحظُور بِسَببِ ال ُكرْهِ الـ ُمَتأَصّلِ ف نفسِها ..ف هذه الالة
خلّ َي سبِيلَها ،أما فيما عَدا ذلك فل؛ وال-تعال-أعلم.
يَجُوزُ له أن يَأخُذ ال ِف ْديَة الت َتفَْتدِيها منه مِن أَ ْجلِ أن يُ َ
س :4لدَى العُمانِيي عادَة أنه عندَما يَبلُغُ الطفل عامَه الوّل يُقامُ له احتِفال ُيسَمّى بـ " الـحُول حُول "،
ما قولُك ف ذلِك ؟
ج :العادَة إن كانتْ غ ْي َر مُستَ َمدّة مِن قِبَلِ غ ْي ِر السلِمِي ول تَكُن هذه العادَة مُتَّبعَة على أنا سُنّة مِن السّنَن الت
تََتأَكّد الـمُحافَظَة عليها وإنا كانتْ إِظْهارا لِلَبهْجَة وشُكْرا ل-تبارك وتعال-على النّعمَة فل َأرَى َحرَجا فيها ،أما
إن كانتْ تُعتَبَر سنّة مُتَّبعَة أو أنا تُعتَبَر مِن باب التقلِيد لِلخَرين فل ريْب أنّ ذلك ل يَجُوز؛ وال-تعال-أعلم.
شرْع ،فإنّ ذلك مِن الغُلُو ف الدّين ،وال-تبارك وتعالَ -حذّرَنا مِن الغُلُو ف الدّين وبَيّنَ لنا أ ّل شَ ْرعَ
أساسَ لَها ف ال ّ
[ سورة الشورى ،من أَمْ َل ُه ْم شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مّنَ الدّينِ مَا َلمْ َيأْذَن بِهِ الُ ... إل ما شَرَعَه سبحانه:
الية] 21 :؛ وال-تعال-أعلم.
س :8امرأة طُّل َقتْ ولديْها طفل ،كم فترة حضانة الطفل مع ُأمّه الت يُحَ ّددُها ال ّ
شرْع ؟ وكم مُدّة النفقة الت
شرْع ؟
يُحَ ّددُها ال ّ
ج :أما الضانة فبِحسْب ما تَكو ُن الصلحة ..الطفل عندما يَكو ُن بِحاجة إل ُأمّه ُ ..أمّه أوْلَى به ما ل َتَت َزوّج،
وبعدَ ذلك تُنظَر مصلحةُ الطفل فإن كانت مصلحتُه عند أبيه فأبوه أوْل به على ألّ تُح َرمَ ُأمّه مِن زيارتِه ،ل ّن ذلك
[ سورة البقرة، ...لَ ُتضَارّ وَاِل َدةٌ ِبوََل ِدهَا وَ َل َموْلُودٌ ّلهُ ِب َوَلدِهِ ... مِمّا يَدخُلُ ف الضرار ،وال-تعال-يَقول:
ضرَار ف السلم ) ،وعلى أيّ حال تُعتبَر-كما قلتُ-الصلحة
ضرَر ول ِ
من الية ،] 233 :ويَقول النب ( :ل َ
صدُ الشريعة
..تُعتبَر الصلحة عندما يَبلُغ الطفل إل هذه الرحلة ،نظرا إل أ ّن هدفَ الشارِع هو الصلحة ،ومَقا ِ
ض العلماء أنّ أَحَد العلماء الذين كانوا قضاةً ف العهودِ السابِقة ..أحد
مبنية على اعتبارِ الـمَصال ،وذَكَر بع ُ
صمَ إليه رَجُل وامرأة ف ول ٍد لما فخَّيرَ القاضِي الولد بيْن البِ والُم فاختارَ الب فقالت الُمَ " :س ْلهُ
هؤلء اخَت َ
لاذا اختارَ أباه ول يَخَْترْنِي " فسألَه القاضي وقد كان القاضي عالِما " :لاذا اخَت ْرتَ أباك ول تَخْتَر ُأمّك ؟ " قال" :
ك منه " ،لنّ
ل ّن ُأمّي تَح ِملُن إل ال ُكتّاب لََت َعلّم والب يَ ْترُكُنِي أَْلعَب " قال له " :إذن إلْحَقْ ِبُأمّك فهي أوْل ب َ
سعَى إل مصلحة الولد ..تَحْ ِملُه إل ال ُكتّاب ِليََت َعلّم ،أما الَب كان
الُم ف هذه الالة كانت حازِمة ..كانت تَ ْ
يُ ْطلِقُ له الـحَبْلَ على الغارِب ،فما كانت تربيةُ الب تربيةً سليمة ،لذلِك رأى هذا العالِم القاضِي بِأنْ ُيلْحِقَ هذا
الولد ِبأُمّه مِن أَ ْج ِل مُراعا ِة الصلحة ،فالصلحةُ هي العتبَرة.
حدّد بِمقدا ٍر مُعيّن لنا تَختلِف بِاختلفِ الزمانِ والكان ،فالنفقات بيْن اليومِ والمْس أَصبحتْ
وأما النفقة فل تَتَ َ
ي مِن مُتطلّبات الياة ف وقتِنا هذا ل تَكُن مِن قبل ..
تَختلِف اختِلفا كبيا ،ل ّن مُتطلّبات الياةِ تَغّيرَتْ ..كث ٌ
هناك العلج وهناك الـمُتطلّبات الخرى الت لبد مِن مُراعاتِها ..هذه المور ما كانتْ مِن قبل ..هناك وسيلة
النقل إل الدرسة ..هذه ما كانت مِن قبل ،فإذن ف مثلِ هذه الالة لبد مِن أن تُراعَى الظروف وتُراعَى الحوال
ومع ذلك كلّه النفقة تَجِب على الب ما كان حقّ ا ُلمّ ف الضان ِة باقِيا؛ وال-تعال-أعلم.
س :9جدّة َأ ْر َ
ض َعتْ حفيدتَها-أي ابن َة بنتِها-على حفيدِها ..أي ابن ابنِها ،هل َيجُوز التّزاوُج بيْن إخوة
هذيْن ال ّرضِيعَيْن ؟
جمُ لنا مُشكِلة،
ج :ما زِلْنا نُعانِي الكثي الكثي مِن الشكِلت الناجِمة عن الهْل ف َأ ْمرِ الرّضاع ،ففِي ك ّل وقت تَنْ ُ
ونَعوذُ بال مِن هذه الشكِلتِ وعواقِبِها ..هذه الشكِلت ما كانت إل بِسببِ الهْل وعدمِ وَعْ ِي الناس وعدمِ
حدّث قبلَ الجابة على هذه
لم وعليهم ،فلِذلك َأرَى لِزاما أن أَتَ َ إِدرا ِكهِم ِلدِيِنهِم ومعرفِتهِم بِما َشرَعَ ال
حدّث ولو بِاختِصار عن مسائِ ِل الرّضاع حت يَكونَ الكلّ على بيّنةٍ مِن ال ْمرِ وبصِي ٍة مِن
القضية بِعينِها ..أن َأتَ َ
ي المْر
الق ..هذا مع أنّن َأدْعُو إل الذَر مِن أن تُرضِ َع الرأةُ غ ْيرَ َوَلدِها إل مع الشهادِ على ذلك حت ل يُؤدّ َ
19 / 14 عُنوس الفتيات ،وفتاوى نسائية ماضرة وفتاوى للشيخ أحد بن حد الليلي
ي المر إل الـحُرمة ويُؤدّيَ المْر إل العوا ِقبِ الت ل تُحمَدِ ،ليَكونَ الناسُ على بيّنةٍ مِن أمْرهِم
إل اللّبْس ويُؤدّ َ
وبصي ٍة مِمّا يَأتُون وَي َذرُون.
ضعْنَ ُكمْ
...وَُأ ّمهَاتُ ُكمُ اللّتِي َأ ْر َ ال عندَما َت َكلّم ف كتابِه الكرِي عن الـمُحرّماتِ مِن النساء قال:
[ سورة النساء ،من الية .. ] 23 :ذَكَر المهات وذَكَر الخوات ،وسنّة النب َوأَ َخوَاتُكُم مّنَ الرّضَا َعةِ ...
ت مِن قبل [ ص ] 3بِأنّ السّنةَ النبوية على صاحبِها أفض ُل الصل ِة والسّلم هي
جاءتْ بِمزيدِ البيان وكما قل ُ
امتِدادٌ لِلكِتابِ العزيز ،فإنّ ال-تبارك وتعال-أَنزَلَ الكتابَ على نبيّه واخَتصّه بِمزي ِد العرفةِ بِأحكامِه وبِحللِه
صدِ التّنِي ِل ومَساِلكِ التّأوِيل ،لِذلِك قال ال-تعال-
وحرامِه ،فهو عليه أفضلُ الصلةِ والسّلم أَ ْع َل ُم الناسِ بِمَقا ِ
جدُ ف الكتابِ
[ سورة النحل ،من الية ،] 44 :ونَ ِ س مَا ُنزّ َل إِلَ ْي ِهمْ ...
َ ...وأَنزَلْنَا ِإلَ ْيكَ الذّ ْكرَ ِلتُبَيّنَ لِلنّا ِ له:
صصَتْها السنّة النبوية على صاحبِها أفضلُ الصلةِ والسّلم وكثيا مِن الحكامِ
العزيز كثيا مِن الحكامِ العامّة َخ ّ
صلَتْها السنّة النبوية وكثيا مِن الحكام الت فيها
الـمُط َلقَة قَّيدَتْها السنّة النبوية وكثيا مِن الحكامِ الـمُج َملَة َف ّ
شي ٌء مِن الشتِباه ..رَ َف َعتْ هذا الشتباه السّنةُ النبوية على صاحبِها أفضلُ الصلةِ والسّلم ،فمِن هنا علينا أن
ب ومِثلَه معه ،وليْس الراد
وألّ نَقَتصِر على عُمومِيات القرآن الكري ،فإنّ النب أُوتِ َي الكتا َ نَرجِع إل سنّتِه
حصِر ف
بِالـمِثل إل السنّة على صاحبِها أفضلُ الصلةِ والسّلم ،فإذن السّنةُ النبوية َبيَّنتْ أنّ الكم ل يَن َ
المهات والخوات فحسْب ،بل َيتَجَا َوزُ ذلك إل ك ّل ما يَح ُر ُم مِن النسابِ مِن قِبَلِ النّسَب ..أنسابِ ا ُلمّ
ضعَة
ح ُر ُم أيضا مِن قِبَل ا ُلمّ الر ِ
الواِلدَة وأنسابِ الَب الوالِد ..ك ّل مِن هذه النساب الت تَح ُرمُ مِن قِبَلِ هذين تَ ْ
ومِن قِبَلِ زوجِها صاحبِ اللّبَن الذي رَضَ َع منه الطفل ..جاء ف مُسَن ِد المامِ الربي ِع بن حبيب-رحه ال تعال-
عن ُأمّ الؤمني عائشة-رضي ال تعال عنها-قالت " :إ ّن َأ ْفلَحَ أَخَا أبِي ال ُقعَيْس هو عمّي مِن الرضاعة اسَت ْأذَنَ َعلَيّ
فأَبَ ْيتُ أن آ َذنَ له ،فلما جاء رسولُ ال أَخَْبرْتُه فقال ( :إئذَنِي له ،فإنا الرضاعُ مثلُ النسب ) " ،1والديثُ
أخرجه الشيخان وغيها بزيادة ،وهي :أنّ عائشةَ-رضي ال تعال عنها-را َجعَت النب ف ذلك وقالت له " :يا
ك فلَْيلِج عليكِ ) ،وجاء-أيضا-ف
ضعْن الرّجُل ! " فقال لا ( :إنه عَ ّم ِ
ضعَتْن الرأة ول يُر ِ
رسول الَ ،أ ْر َ
ضعَت عائشة " ،وجاء ف روايةٍ لِمسلم-أيضا-أنّ
ج الرأ ِة الت َأرْ َ
روايةٍ لِمسلِم " :وكان أبو ال ُقعَيْس زو َ
أَفلحَ أخَا أبِي ال ُقعَيْس عندَما اسَت ْأذَنَ على عائشة قال لا " :إئذن ل ،فإنن ع ّمكِ " فقالت له " :مِن أين
ضعْن أبو
ضعَتْنِي امرأةُ أبِي ال ُقعَيْس ول يُر ِ
ضعَ ْتكِ امرأةُ أخي " فقالت لهَ " :أرْ َ
ص ْرتَ عمّي ؟! " فقال لاَ " :أ ْر َ
ِ
ال ُقعَيْس " ،ولكن مع ذلك هذه الّت ِعلّة أَ ْسقَطَها رسولُ ال عندَما قال لا ( :إنه عَ ّمكِ فلَْيلِج عليكِ )،
ي مِن الروايات ..مِن بيْنِها روايةٌ ف السندِ الصحيحِ 2أيضا وف الصحيحي وغ ْيرِها أنّ
وَتأَّي َدتْ هذه الرواية بكث ٍ
عائشةَ-رضي ال تعال عنها-قالت " :بينما رسولُ ال ف بيت إذ سَمِعْتُ صوتَ رَجُل يَستأذِنُ ف بيتِ
حفصة فقلتُ له ' :يا رسول ال ،هذا صوتُ رَجُل يَستأذِنُ ف بيتِك ' فقال ( :أُرَاهُ فلنًا )-لِعَمّ
حفصةَ مِن الرضاع-فقلتُ له ' :يا رسو َل ال ،لو كان عَمّي فلنٌ حيّا لَدَخَلَ عَلَي ؟! ' فقال ( :نَعم ..
يَحرُم مِن الرّضاع ما يَحرُم مِن النسَب ) " ،وكذلك جاء ف رواية الشيخي عن ابن عباس-رضي ال
حلّ له وقال ( :إنا ابنةُ أخِي مِن الرضاعة
عنهما-أنّ النب ُعرِضَت عليه بنت َعمّه حزة فأجاب بأنا ل تَ ِ
ضعَتْن وأباها ُث َويَْبةُ الَ ْسلَمِية ) ،وروى ذلك مسلم مِن رواي ِة المامِ علي بن أب طالب َك ّرمَ ال وجهَه،
َ ..أرْ َ
وجاء نوُ ذلك ف رواية أخرجها البخاري وأبو داؤود وغ ْيرُها مِن طريقِ ُأمّ حبيبة-رضي ال تعال عنها-أنا قالتْ
" :يا رسولَ ال ،هل لكَ ف أخت ؟ " قال لا ( :ماذا ؟ ) قالت " :تَنكِحها " قال( : لِرسولِ ال
أَوَتُحِبّيَ ذلك ؟ ) قالت " :لستُ بِمُخْلِيَة ،وأَحَبّ مَنْ شَرَكَنِي ف اليْر إِلَيَّ أُخت " ،فقال لا( :
إنّها ل تَحِلّ لِي ) ،فقالتْ " :أَوَلَسْنَا نَسمَعُ أَنّكَ تُريدُ أن تَنكِحَ بنتَ أب سلمة ؟ " قال ( :بنتَ
أُمّ سلمة ؟! ) قالت له " :نعم " قال ( :لو ل تَكن رَبِيبت ف حِجْرِي لَمَا حَلّتْ ل ..إنّها ابنةُ أخي مِن
الرّضاعة ..أَرضعَتْن وأباها ثُويْبَةُ الأَسْلَمِية ،فل تَعْرِضْن عَليّ أخواتِكنّ ول بناتِكنّ ) ..مِن هذه
الحاديث وأمثالِها يَتَبَيّن لنا أنّ حُرمة الرضاع كحُرمة نَسَب.
فالرأة عندَما تُرضِع الطفل الذّكَر يَكونُ ذلك الطفل الذّكَر ولدا لِتلكَ الرأة ،فهي-أي تلكَ الرضِعة-حرامٌ عليه،
لنا ُأمّه مِن الرضاع.
وُأمّها حرامٌ عليه ،لنا ج ّدتُه مِن الرضاع.
وأخواتُها كلّهنّ حرامٌ عليه ،لننّ خالتُه مِن الرضاع.
وعمّاتُها-أي عمّاتُ الرضِعة-هنّ حرامٌ عليه ،لننّ عمّاتُ ُأمّه مِن الرضاع.
وخالتُها-أي خالتُ الرضِعة-هنّ حرامٌ عليه ،لننّ خالتُ ُأمّه مِن الرضاع.
وبناتُها ك ّلهُن سواءً الت َرضَعَ معها أو الت كانت ُوِلدَت قبلَ رضاعِه هو بِعشراتِ السّنِي أو الت تُولَد مِن بعدِ
رضاعِه بعشراتِ السّنِي ..كلهُنّ حرامٌ عليه ،لننّ جيعا أخواتُه مِن الرّضاع.
بناتُ أبنائِها هنّ بناتُ إخوتِه مِن الرّضاع ،فهُنّ حرامٌ عليه.
بناتُ بناتِها ه ّن بناتُ أخواتِه مِن الرّضاع ،فهُنّ حرامٌ عليه.
ج الرأة صا ِحبُ ال ّلبَن الذي َرضَ َع منه ..أي الذي كانتْ الرأةُ ف عِصمتِه عندَما رَضَ َع منها أو كانتْ مُ َط ّلقَة له
َزوْ ُ
أو كان مَيّتا عنها ول تََت َزوّج مِن بعد ..ذلِك الرّجُل يَكونُ أبا لذا الطفل الراضِع:
فُأمّ ذلِك الرّجُل هي جدّتُه مِن الرّضاع ..هي حرامٌ عليه.
وأخواتُ ذلِك الرّجُل هنّ عمّاتُه مِن الرّضاع ،فهُنّ حرامٌ عليه.
وبناتُه ولو مِن غ ْي ِر تلك الرأة هنّ حرامٌ عليه ،لن ّن أخواتُه مِن الرّضاع.
ت إنسان
حديث رقم :524أبو عبيدة عن جابر عن عائشة-رضي ال عنها-قالت :كنتُ قاعدة أنا ورسول ال إذ سعتُ صو َ
يَستأذِن ف بيت حفصة فقلتُ " :يا رسول ال ،هذا رجلٌ يَستأذِن ف بيتِك " فقال ُ " :أرَا ُه فُلنًا "-لعمّ حفصة مِن الرضاعة-فقلتُ" :
ع ما يَحرمُ مِن النّسب ".
يا رسول ال ،لو كان عمّي فلن حيّا دخل عليّ ؟ "-لع ّم لا مِن الرضاعة-قال " :نَعمْ يَح ُر ُم مِنَ الرّضا ِ
19 / 16 عُنوس الفتيات ،وفتاوى نسائية ماضرة وفتاوى للشيخ أحد بن حد الليلي
ك الرأةِ الرضِعة.
وبناتُ أبنائِه هُنّ بناتُ إخوتِه مِن الرضاع ولو كان آباؤهُنّ-أي أولئك البناء-مِن غ ْيرِ تل َ
بناتُ بناتِه هُ ّن بناتُ أخواتِه مِن الرّضاع ،فهُنّ حرامٌ عليه.
وبِالملة فك ّل ما يَح ُرمُ عليه مِن قِبَ ِل أبيه الذي َوَلدَه ومِن قِبَ ِل ُأمّه الت وََل َدتْه ..تَحرُمُ هؤلء جيعا عليه مِن قِبَلِ
تلكَ الرأةِ الرضِعة ومِن قِبَ ِل َزوْجِها صاحبِ ال ّلبَن.
ض َعتْ طفلة ..أنثى فهي ابنةٌ لذه الرأة:
لو كانت هذه الراضِعة طفلة ..أي امرأة َأرْ َ
أبوها جدّها ..هي حرامٌ عليه.
إخوتُها هم أخوالُها ..هي حرامٌ عليهم.
أبنا ُء تلكَ الرأة كلّهم هم إخوةٌ لِتلكَ الطفلة الراضِعة ،فهم حرامٌ عليها ،وهي حرامٌ عليهم.
أبناءُ أبنائِها هم أبناءُ إخوتِها ،فهي حرامٌ عليهم ،وهم حرامٌ عليها.
أبناءُ بناتِها هم أبناءُ أخواتِها ،فهي حرامٌ عليهم ،وهم حرامٌ عليها ..كلّ هؤلء.
كذلك زوْج الرأة يَكونُ أباها مِن الرضاع ،فهي حرامٌ عليه.
إخوتُه هم أعمامُها مِن الرضاع.
أبوه هو جدّها مِن الرضاع.
أبناؤه هم إخوتُها مِن الرضاع.
أبناءُ أبنائِه هم أبناءُ إخوتِها مِن الرضاع.
أبناءُ بناتِه هم أبناءُ أخواتِها مِن الرضاع ..هؤلء ك ّلهُم يَح ُرمُون عليها ،وتَحرُم عليهم.
ضعَتْه ج ّدتُه:
أما حسب هذه الصورة الذكورة ف هذا السؤال [ ص ] 13فإنّ هذا الولد الذي َأرْ َ
إن كانت الدّة الرضِعة أُم أبيه يَحرُم عليه أن َيَت َزوّج بِبَناتِ عمّاتِه وبناتِ أعمامِه ،لنن بَناتُ إخوتِه وبناتُ أخواتِه
مِن الرّضاع.
وإن كانت الدّة هي أُم الُم فيَحرُم عليه أن يََت َزوّج بنات أخوالِه وبنات خالتِه ،لننّ بناتُ إخوتِه وبناتُ أخواتِه
مِن الرّضاع.
أما إخوتُه وسائرُ أولد أخواله وخالته أو أولد أعمامه وعمّاته فل يَنطبِقُ عليهم هذا الكم ،ويَجُوزُ التّزاوُجُ
بينهم.
هو بِنفسِه-كما قلتُ-يَح ُرمُ عليه أن يََت َزوّج إن كانت الدّة الرضِعة ُأمّ الب ..يَح ُرمُ عليه أن َيَت َزوّج بِبَناتِ
أعمامِه وعمّاتِه ،وإن كانت الدّة الرضِعة أُم الُم يَح ُرمُ عليه أن يََت َزوّج بِبَناتِ أخوالِه وخالتِه ،وأما إخوتُه وسائرُ
أولد عُمومتِه أو أولد خؤولتِه فل يَنطَبِقُ عليهم هذا الكم.
س :10امرأة مُطّلقَة ولديْها أولد ُيرِيد مُطّلقُها أن يُخرِجَها مِن البيْت عِلما بِأ ّن الزوْج َيعِيشُ ف القِسم الثان
مِن البيت ،ما الكم ف ذلك ؟
19 / 17 عُنوس الفتيات ،وفتاوى نسائية ماضرة وفتاوى للشيخ أحد بن حد الليلي
ج :إن كانت لا حق الضانة فهي أوْل بِأن تبْقى مع أولدِها وترْعى مصالِحَهم وإنا تَحرُم عليهما ال ْلوَة فل
يَخَتلِي با ول تَخَتلِي به؛ وال-تعال-أعلم.
س َ :11ع ْودَة إل مسائ ِل الرّضاع ..امرأة َأ ْر َ
ض َعتْ وَلَدَها الصْغر على ابن ِة جارتِها ،هل يَجُوز ِلوَلَدِها الكبَر
أن يََت َزوّجَها ؟
ج :يَت َزوّج تلك البنة ؟
س :نعم.
ضعَتْ تلكَ الطفلة فهي ابنتُها ..تَح ُرمُ على جي ِع أبنائِها
ج :يُفهَم الواب عن هذه السألة مِمّا ذَ َكرْناه ،فبِما أنا َأ ْر َ
ولو ُوِلدُوا قبلَها بِعشراتِ السّنِي أو بعدَها بِعشراتِ السّنِي؛ وال-تعال-أعلم.
س :12ما حُكم إِزالة شَعْر َوجْه الرأة ؟
حرّم ،وهو إِزالَ ُة شَعْر الاجِبَيْن؛ ج :ل مانِع مِن ذلك ..ل مانِع مِن أن يُزالَ شَعْ ُر َوجْهِ الرأة ما عدا النّمْص الـ ُم َ
وال-تعال-أعلم.
ت َعلَي ' " :مَن علّمَن حرْفا صِرْتُ له عبدا ' ت على العلّمَة لبْسَها الضيّق وشَعْرَها الارِج فرَدّ ْ س :13نَقَدْ ُ
واحَترِمِي مَن هو أَكْبَر منكِ " ،فهل َغلَطْتُ ف حقّها ؟
ت هي ،إذ استَ ْنكَفَتْ ِمنَ الق وَأبَتْ قبولَه ،وعليها أن تَقَْبلَ الق سواءً قالَه صغيٌ أم كبي وسواءً قالَه ج :ل بل غَل َط ْ
قوِيّ أو ضعيف وسواءً قالَه َذكَرٌ أم أنثى وسواءً قالَه قرِيبٌ أم بعيد ..بغيضٌ أم حبِيب ،فإنّ القّ مُقبولٌ مِمّن جاءَ به،
وال-تبارك وتعال-نَعَى على أولئك الذين َيأَْبوْن أن يَنقَادُوا لِلحَق ..يَقول :وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتّقِ الَ َأ َخذَتْهُ الْعِ ّزةُ
ض قبولَ الق. حسْبُ ُه جَهَّن ُم َولَبِئْسَ الْ ِمهَادُ [ سورة البقرة ،الية .. ] 206 :هذا جزاءُ مَن َرفَ َ بِالِْث ِم َف َ
سهُلَ تربيتُهم والعنايةُ س :14هل َتجُوز الباعدة بيْن الوِلدات وذلِك بِال ّطرُق العصْرِية وليس بِمنعٍ دائم وذلِك لِتَ ْ
ق عليهم فبعضُ الناس معاشُهم ثانون رِيال فكيف تَكفِي زوْجا وزوْجة واثنا عشر وَلَدا وبِنْتا ولديْهم غُرفةٌ بم والنفا ُ
واحدة وقد نادى السلم بِالتّفرِيق ف الضاجِع ؟!
ج :قضية الباعدة بيْن الوِلدات ل تأت نتيجة الفقْر ،أما إذا كان بِسببِ الفقْر فل ،لنّ ال-تبارك وتعال-قال:
كمْ وَإِيّا ُهمْ [ ...سورة النعام ،من الية ،] 151 :وقالَ ... :نحْنُ نَ ْر ُزقُ ُه ْم وَإِيّاكُم [ ...سورة َ ...نحْنُ َنرْ ُز ُق ُ
السراء ،من الية .. ] 31 :مِن قِبَل الفقْر ل وأما إذا كانت الرأة َتَتحَمّل صُعُوبة نعم ف هذه الالة مِن أ ْجلِ الضّرورة
صحّةِ الرأة ..بِهذا الشّرْط فل يُدفَع الشّيء الـ ُمضِر بِما هو َأضَر على أن تَكونَ الوسائل الواقِيَة مِنَ المْل ل َتضُر ِب ِ
منه.
ف لا زَ ْوجُها بِالزّنا وتقول :هل أنا أَكون َزوْجته بعدَ هذه س :15هذا سُؤال طوِيل اختِصارُه أنّ امرأة اعتَ َر َ
الهانة ..بعدَ هذا الكتِشاف الذي اكتشفتُه ف حياتِه ،هل أَكو ُن َزوْجته ف الشّرع ؟ وهل له حُقوق الزوجية ..أي
الحترام مع العشْرَة بِاللل ؟ وشكرا ..الباحثة عن السعادة.
ج :بِئْسَ ال ّرجُل هذا ،فهو-قبلَ ك ّل شيءَ -وقَعَ ف أَ ْمرٍ ُمحَرّم بِالنّصوصِ القاطِعة يُؤدّي إل عذابِ ال تعال ،ويَتَناف
مع الصّفات الت َوصَفَ ال با عبادَه عندَما قال :وَاّلذِينَ ل َيدْعُونَ مَعَ الِ ِإلَهًا آخَ َر وَل يَ ْقتُلُونَ النّفْسَ الّتِي
19 / 18 عُنوس الفتيات ،وفتاوى نسائية ماضرة وفتاوى للشيخ أحد بن حد الليلي
ح ّق وَل يَزْنُونَ وَمَن يَفْ َعلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ُ يضَاعَفْ لَهُ الْ َعذَابُ َيوْمَ الْ ِقيَامَ ِة وََيخْ ُل ْد فِيهِ ُمهَانًا إِل مَن تَابَ
حَرّمَ الُ إِل بِاْل َ
[ سورة الفرقان ،اليات-68 : ل سَيّئَاِت ِه ْم َحسَنَاتٍ وَكَانَ الُ غَفُورًا ّرحِيمًا
وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَل صَاِلحًا َفأُوَْلئِكَ يَُب ّدلُ ا ُ
.. ] 70أوّل َوقَعَ ف الرام ،ث بع َد وقوعِه ف الرام ل َيسْتَتِر ِبسِتْرِ ال ،والنب يَقول ( :مَن أصابَ شيئا مِن هذه
القاذورات فلَيسَْتتِر ِبسِتْرِ ال ،فإنّ مَن ُي ْبدِ لنا صفحتَه نُقِم عليه كتابَ ال ) ،واعترافُه أمام زوجتِه هدمٌ لِلحياةِ
الزّوجية ،فإن كان هذا العتراف تباهِيا أو تفاخُرا أو مِن أ ْجلِ إهانةِ تلك الرأة َ ..كسَبَ مع ذلِك َأوْزارا فوق
أوزارِه ،فإنّ مَن باهَى بِمعصيةِ ال-تبارك وتعالَ-تضَاعَفَ عليه ِوزْرُها ،والرأة عندَما يَعَْترِفُ َزوْجُها اعتِرافا صرِيا لا
ص ّدقُه ف هذا العتراف ول يُكذّبُ نفسَه ..ل يَعُودُ إل
ص ّدقَةً لا ف هذا العتراف ..عندَما ُت َ
بِأنه َزنَى وتَكون ُم َ
نفسِه ويَقول بِأنّه كان كاذِبا بل َيسْتَمِرّ على اعترافِه هذا ..تَكو ُن قد ان َفصَلَتْ عنه ،فهي تَحرُمُ عليه بِسببِ ذلك؛
وال-تعال-أعلم.
س :16هل َيجُوز لِل ّرجُل أن يُ َطلّ َق زوجتَه مِن َأ ْجلِ الختِلف ف العامل الرّيزِيسِي لِفصاِئلِ الدّم ومِن َأجْل أنه ل
يُحبّها ولِسوءِ التّفاهم بيْنهم أو الختِلف ف الثقافة العلمية وفارِق السّن ؟
ج :ما شاء ال؛ هذه القضايا كلها مِن إفرازات الغَزْو ال ِفكْرِي ف هذا العصْر.
ي حال؛ الطلق هو شيءٌ بغِيض ،فهو انفِصالٌ بع َد وِصال ،وهو قطِيعة بعدَ اتّصال ،فلذلك كان أَمْرا بغِيضا
على أ ّ
وإنا أباحه ال لئل تَكونَ الياةُ الزوجية جحيما ل يُطاق عندَما تَتَنَافَر طِباع الزوْجيْن.
فإن كان هذا ال ّرجُل يَخشَى على نفسِه عندما يُمسِك هذه الرأة ..يَخشَى على نفسِه بِأن يَك َرهَها كرْها يُؤدّي به إل
ج هذه الشكِلة ،أما إن
أن َي ْهضِمَها ويَمنَعَها حَقّها الشّرْعِي الواجِب عليه لا فالطلقُ أوْل ف هذه الالة مِن َأ ْجلِ عِل ِ
كان مِن المكن تَدا ُركُ ذلِك بِطرِيقةٍ أو بِأخرى ومعالةُ هذه الحوالِ النفسيةِ الطارِئة فإ ّن المساكَ أوْل ..الوْل ألّ
جَعَل هناك أنواعًا مِن العِلج لِلمشكِلتِ الز ْوجِية الستَ ْعصِية تَفادِيا لِلطّلق ،ويُصار إل يَُتسَ ّرعَ إل الطلق ..ال
الطّلق بعدَما يَستعصِي العلج مِن جيع الوجوه ،فلَئِن كانت الشكِلة مِن الرأة وهي الت َتتَمَرّدُ على َز ْوجِها أَ َمرَ ال
...وَاللّتِي َتخَافُونَ ُنشُو َزهُ ّن فَ ِعظُوهُ ّن وَا ْهجُرُوهُ ّن فِي الْ َمضَاجِعِ الرّجال بِأشياء عِلجا لذه الشكلة ..قال:
[ سورة النساء ،من الية .. ] 34 :هكَذا أَمَرَ ال الرّجال أن وَاضْ ِربُوهُ ّن َفإِنْ أَطَعَْن ُك ْم َفلَ تَبْغُواْ عَلَ ْيهِ ّن سَبِيلً ...
يُحاوِلُوا بِأنفسِهم أن يُعاِلجُوا الشكِلة عندَما يَكونُ الّنشُوز مِن الرأة بِحيثُ أوّل-قبلَ ك ّل شيء-عليه أن يَعِظَها
ضجَع لَ َعلّ ذلِك يَجعلُها َترْ َعوِي ،فإن َأصَرّتْ على مَوقِفِها له
جرُها ف الـ َم ْ
بِالكلِمة الادِئة الادِفة ،فإن أَبَتْ ذلِك يَه ُ
أن يَضرِبَها ضرْبا غ ْيرَ مَُبرّح وغيْرَ ُم َؤثّر ،فإن َأصَرّتْ على َم ْوقِفِها أو كان العصيانُ والتّ َمرّد مِن قِبَلِه هو ..ف هذه
وَِإ ْن خِفُْتمْ شِقَاقَ َبيْنِهِمَا فَابْ َعثُوْا حَكَمًا مّنْ َأهْلِ ِه َوحَكَمًا مّنْ الالة تََت َدخّل السْرَتان ..أسْرة ال ّرجُل وأسْرة الرأة:
[ سورة النساء ،من الية ،] 35 :فعندَما تَكون القضية مُستعصِيَة تََت َدخّل صلَحًا ُي َوفّقِ الُ بَيَْنهُمَا ...
َأهْلِهَا إِن ُيرِيدَا ِإ ْ
حسِم بِأيّ طرِيقٍ كان ف هذه الالة يَكونُ العِلج
حسِم ..نعم عندَما يَكون الِلف ل يَ ْن َ
السْرتان لعلّ الِلف َي ْن َ
الطّلق ..يُتَفَادَى الطّلق بِأيّ شيءٍ كان حت ل َيَتسَ ّرعَ الناسُ إل التّطلِيق ،لِمَا يَتَ َرتّب على الطّلق مِن النفِصال
وَيتَرَتّب عليه مِن ضياع الذرية ،لنّ بقاءَ الياةِ الزوْجية ضَمان لِتربيةِ الذرية مِن قَِبلِ الانبيْن على اليْر ،فل تَفْقِد
ب ول حَنانَ الُم.
الذرية رِعايةَ ال ِ
19 / 19 عُنوس الفتيات ،وفتاوى نسائية ماضرة وفتاوى للشيخ أحد بن حد الليلي
وإن كان ذلِك لجْل تبايُنِ الثّقافة أو مِن َأجْل أي شيء مِن هذا القَبِيل ..إن كان ل يُفضِي ذلك إل الكُرْه
ضمُ الرأةَ حقوقَها فل يَنبَغِي له أن يُ َطلّقَها بِسبَبِ ذلك؛ وال-تعال-أعلم.
الـمَُتَأصّل الذي َي ْه ِ
س :17هل َيجُوز لِلمرأة ف فتر ِة عِدّتا الـمَبِيت خارِج بي ِ
ت زوجِها ف حالةِ الـمَرض أو الضّرورةِ ال ُقصْوى ؟
ج :نعَم ..ف حالة الرض ل مانِع مِن أن تُحمَل إل الستشفى وَتبِيت ف الستشفى ،وكذلك ف الضّروراتِ الخرى
الت لبد منها ،فإنّ الضروراتِ تُ َقدّرُ بِ َقدَرِها؛ وال-تعال-أعلم.
ونَكتَفِي بِهذا القَدر نظرا إل ضيق الوقت ولِما يَنتظِرنا مِن التزامات وطولِ الطرِيق بعدَ ذلك ،ونَعتذِر إل
الخوات والبنات عن عدم الجابة على جي ِع هذه السئلة ،فك ّل سؤالٍ هو مُهِم وك ّل سؤال تَنبغِي الجابةُ عليه ولكن
ضيق الوقت هو الذي َيحُول بيننا وبيْن أداءِ هذا الواجب؛ وال-تعال-ول التوفيق ،وشكرا لكم ،والسلم عليكم
ورحة ال وبركاته.