Professional Documents
Culture Documents
4/1
خطبة صلة عيد الضحى ( 1423هـ ) للشيخ أحد بن حد الليلي
َجعَ َل الجّ رُكنا مِن أركانِ دِينِه ،فقد فَرَضَه بِنصّ كتابِه العزيز ،عندَما قال: واعلَموا أنّ ال
[ سورة ل َومَنْ َكفَرَ فَِإنّ الَ غَِنيّ عَ ِن اْلعَالَمِيَ
ت مَ ِن ا ْستَطَاعَ إَِليْ ِه َسبِي ً
ل عَلَى النّاسِ حِجّ الَْبيْ ِ
َ ...و ِ
آل عمران ،من الية.] 97 :
وجاءَ ف الديثِ عن النب ا ّن السل َم ُبنِيَ على خس وذَكَرَ مِن بيْ ِن هذه المس ح ّج بيتِه
الحرّم.
فح ّج بيتِ ال-تعال-هو الرّكن الامِس مِن أركانِ السلم ،وذلك لِما فيه مِن إقامةِ ذِكْرِ ال
وتَمجيدِه ،وارتباطِ خََلفِ هذه المّة بِسََلفِها ،ففي الوقوف بِتلكم الماكِ ِن الق ّدسَة يَستشعِر النسان
عَظم َة التأريخ ،فق ْد شَا َد بنيا َن البيتِ الرام أبُ النبياءِ إبراهيمُ ووَلَدُه إساعيل ،وكان مِن َأمْرِ
س بِالج ،فقدْ قال تعالَ :وأَ ّذنْ فِي النّاسِ بِاْلحَجّ ال-سبحانه-أن َأمَ َر عبدَه إبراهيمَ أن يُؤ ّذنَ ف النا ِ
شهَدُوا َمنَافِعَ َلهُ ْم َويَذْكُرُوا اسْمَ الِ فِي َأيّامٍ
ي مِنْ كُلّ فَ ّج عَمِيقٍ ِ ليَ ْ
َي ْأتُوكَ رِجَا ًل َوعَلَى كُلّ ضَامِ ٍر َي ْأتِ َ
َمعْلُومَاتٍ 1عَلَى مَا رَزََقهُ ْم مِ ْن َبهِي َم ِة الَْأْنعَامِ [ ...سورة الج ،الية ،27 :ومن الية.] 28 :
س بِبا ِرئِها ،لنا تَشُ ّد النسانَ إل
وقد َجعَلَ ال ف هذه العبا َدةِ الق ّدسَة وَصْل لِهذه النفو ِ
حجّ َأ ْشهُ ٌر َمعْلُومَاتٌ َفمَنْ فَ َرضَ فِيهِ ّن الْحَجّ فَل رََفثَ وَل فُسُو َ
ق تقوى ال ،ولذلك يَقولُ سبحانه :الْ َ
ح ّج َومَا َت ْفعَلُوا مِنْ َخيْ ٍر َيعْلَمْهُ الُ َوتَ َزوّدُوا فَِإنّ َخْيرَ الزّا ِد الّت ْقوَى وَاّتقُو ِن يَا أُولِي الَلْبَابِ
وَل ِجدَالَ فِي الْ َ
[ سورة البقرة ،الية ،] 197 :ويقولُ تعال :وَاذْ ُكرُوا الَ فِي َأيّامٍ َمعْدُودَاتٍ فَ َم ْن َتعَجّلَ فِي َيوْ َميْنِ فَل
[ سورة البقرة ،الية: شرُونَل وَاعْلَمُوا َأّنكُمْ إَِليْهِ تُحْ َ
ِإثْ َم عََليْ ِه َومَ ْن تَأَخّرَ فَل ِإثْمَ عََليْهِ ِلمَ ِن اتّقَى وَاّتقُوا ا َ
،] 203ويقولَُ ... :ومَ ْن ُيعَظّ ْم َشعَائِرَ الِ فَِإّنهَا مِ ْن َت ْقوَى الْقُلُوبِ [ سورة الج ،من الية.] 32 :
س مِن أَقاصِي هذه الرض، ط بيْن فئاتِها ،إذ يَجمَع النا َ
والجّ َرمْ ُز الوَحدَة بيْن هذه المّة ،فإنه يَربِ ُ
ب الفقِي ،والقوِي إل جانبِ الضعيف ،والعرب إل جانبِ العجمي ،والبيضَ إل يَجمَع الغن إل جان ِ
ت بيْنهم الفوارِق ،فهم يُعِلنُونَ ت بيْنهم الواجِز ،وزال ْ ق بيْنهم شيء ،ق ْد تَحطّ َم ْ ب السْود ،ل يُف ّر ُ جان ِ
بِلسا ٍن واحِد " :لبيك اللهم لبيك ،لبيك ل شريك لك لبيك ،إ ّن المد والنعمة لك واللك ،ل شريك
ض أعداءَ ال-تعال-عندَما يَ َر ْونَ هذه الوَحدَة الت تَربِطُ بيْن السلِمِي مع زوالِ لك " ،وف هذا ما َيغِي ُ
جي ِع الفوارِق الت تَفصِ ُل بعضَهم عن بعض.
ال أكب ،ال أكب ،ال أكب ،ل إله إل ال ،وال أكب ،ول المد.
ي لبِيب ما تَمُ ّر به المّة ف هذه الونة مِن مِحَنةٍ قا ِسيَة ،فقدْ َأظَّلتْها عبادَ ال ،إنه ل يَخفَى على أ ّ
غَمامةٌ سودا ُء قاتِمة تُنذِ ُر ِبفِتنةٍ هوْجاء ،ل تُبقِي ول تَذَر ،إل أن َيتَدَا َركَ الُ ،وف هذا ما يَدعُو المّة
إل أن تُراجِ َع نفسَها.
4/4