Professional Documents
Culture Documents
5
بيي ظهراني أئمية العدل وعلماء السيلم ،فلو كان مجورا
لشددوا فييه ،ومين هؤلء مين ينع في السيتدلل لباحتيه
منعيا عجيبا ،وذلك أنيه يزعيم أنيه تناط بيه منفعية دينيية
ودنيويية ،وهيي أن فييه مندوحية للناس في حاجتهيم عين
القروض الربويية التي تقدمهيا مؤسيسات الموال مشروطية
بالربا الصريح ،فكانت إباحته -لذا السبب -أمرا ضروريا
يقتضيه النظر ف مصال السلمي ،وقد أثرت هذه الشبهات
ف نفوس كث ي من عوام الناس الذ ين ل يفرقون ب ي الت مر
والمر ول بي الذئب والمل.
لذلك وجهنيا إليكيم هذا السيؤال ،راجيي منكيم
تسيليط الضوء على هذه السيألة باي فييه شفاء الغلييل ،وباي
يقطع رأس كل شبهة ،ويستأصل شأفة كل ريبة .
وال السؤول أن ينعم علينا وعليكم بالتوفيق لا يبه
ويرضاه.
6
مصطلحات بيع القالة
الواب :بعد حد ال با هو له أهل ،والصلة والسلم
على نبيه الذي ك شف به الغ مة ،وأزاح بطلع ته ديا جر ال هل
الدلمة ،وعلى آله وصحبه نوم الدى لن سرى ف طلب الق
وأمه.
اعلم أن ما تعورف على ت سميته عند نا ببيع القالة أو
س معنونسا بأسساءبيسع اليار بثسه علماء المسة مسن شتس مذاهبه ا
متل فة ،فالشهور ع ند النف ية ت سميته ب يع الوفاء ،ومن شأ هذه
الت سمية ع ند أ هل سرقند ،و قد سي عند هم بأ ساء أخرى،
فمن هم من ي سميه الب يع الائز ،ومن هم من ي سميه ب يع العاملة،
و ساه آخرون ب يع الما نة و هو الشهور ب صر ،وب يع الطا عة أو
الطاعة وهو الشهور عند أهل الشام ،وسي عند حنفية تونس
الر هن ،أ ما الالكية فقد اشتهر عند هم ببيع الثنيا ،ك ما اشت هر
ع ند الشافع ية ببيع العهدة ،وع ند النابلة ببيع الما نة كحنف ية
مصر ،ويسمى ف طرابلس الغرب بيع الوعدة ،وعند أهل اليمن
7
ب يع الرجاء ،وأش هر أ سائه ع ند غي نا ب يع الوفاء ،ول عل ذلك
راجع إل أن هذا السم هو الذي ساه به أول الناس تعاملً به
وبثا ف أحكامه وهم النفية كما سيأت -إن شاء ال. -
8
نشأة هذا البيع
ول يكسن التعامسل بذا البيسع معهودا ف الصسدر الول،
ولذلك ل يرد له ذكسر فس الديسث الشريسف ،ول فس الثار
الرويسة عسن الصسحابة -رضوان ال عليهسم ،-ول فس أقوال
التابعي ،بل ذهب كثي من الفقهاء الذين بثوا أحكامه إل أن
نشأته كانت ف القرن الامس الجري ببلد ما وراء النهر ،وف
هذا يقول العلمسة ممسد بسن ممسد بيم الثانس -مسن علماء
النفية -ف كتابه "الوفاء با يتعلق ببيع الوفاء" :
"اعلم أنه لا كان الغالب على الناس ف ع صر الجتهد ين وما
قرب منه قصد النفع الخروي ،حت كان القرض منهم يقرض
لوجه ال عز وجل ل يكن لذا العقد وجود ف دائرة الشهود،
فل ما انقل بت الوضاع وغلب حب الدن يا على الطباع و صار
النسان كما قال صاحب الفصول ( ل يقرض غيه شيئا كثيا
من ماله من غي أن يطمع بصول نفع مال ) أحدثوه لتحصيل
9
الرباح بطريسق مباح ،وأظسن أن مبدأ ظهوره كان بسسمرقند،
لن الكلم فيه للسمرقنديي" .اهس
وقال ال ستاذ الحا سن ف شر حه على الجلة" :إن ب يع
الوفاء حدث اعتباره والقول به بي العصر الامس والسادس ف
ديار بارى" وبيّن أن أصله أن تلك الديار تراكمت فيها الديون
على أصحاب العقارات بدرجة كادت تذهب با .
وذكسر العلمسة الشيسخ مصسطفى الزرقاء فس بثسه "بيسع
الوفاء وع قد الر هن" أن أول ظهوره وتعا مل الناس به ف القرن
الامس الجري ف مدينة بلخ .
10
الوجه القيقي لذا البيع
و هو ب يع ل يق صد به إل التحا يل على الر با بأ سلوب
الخاتلة والداع ليخفى هذا القصد ،فإن التعامل ي به يعمدون
إل إظهار وجه البيع منه ومواراة وجه الربا ،وقد تفطن لذلك
أهل العلم ،فمنعه جهورهم من أصله لا ينطوي عليه من سوء
القصد ،ويترتب عليه من فساد ف دين المة وأخلقها ،ولن
اللل والرام ل ينظر ف حكمها إل الصور الظاهرة ،فإن ال
العل يم ال بي هو الذي تع بد عباده بتحل يل ما أ حل وتر ي ما
حرم ،و هو سبحانه ل ت فى عل يه خاف ية م ا يعت مل ب ي طوا يا
النفوس وحنا يا الضمائر ،وال عبة إن ا هي بالو هر ل بالش كل،
وبالقيقسة ل باليال ،وهسل تتحول النجاسسة عسن حكمهسا
وت ستحيل عن طبيعت ها إن هي صبت ف وعاء ح سن ال صورة
نظيف الظهر طيب الرائحة ؟.
11
حكم هذا البيع عند الفقهاء
وقد اشتهر النفية بالتسامح ف العاملت والتوسع ف
كث ي من الحكام ح سبما يو حي به الظا هر أحيانا من عدم
مان بة شرع ال ،لذلك كانوا أك ثر الذا هب تو سعا ف أحكام
هذا البيع ،بل أصل نشأته كانت ف أكنافهم ،ولكنهم مع ذلك
اختلفوا فس حكمسه إل آراء متعددة ،قال العلمسة بيم الثانس
منهسم" :والتحيسل لذلك وإن كان مشروعا لكسن صسلوحية هذا
لذلك ليس ببي ،وليس هو من المر الي ،فلذلك اختلفت فيه
أنظار مسن ظهسر فس عصسرهم مسن نوادر الدهسر وحاملي لواء
الذ هب النعما ن ب ا وراء الن هر" و قد أن ى العل مة البزازي ف
جامعه وهو من علماء النفية خلفهم ف ذلك إل تسعة أقوال،
وهسي مشرو حة ف أمهات كتبهسم ك ما أوسسعت ف بوث هم
ور سائلهم بيانا وتف صيلً ،ول كن العل مة بيم الثا ن رد ها إل
خ سة ث قال" :و ما زاد علي ها را جع بقل يل تأ مل إلي ها" و من
12
أجل اختصار الواب أقتصر فيه على إيراد هذه المسة بشيء
من التلخيص والياز فدونكها:
أول ا :أن هذا الع قد ل يعدو أن يكون رهنا ف حك مه
ولو عب عنه بلفظ البيع ،حت ل يكون للمشتري فيه غي حبس
العي فيما يكون له على البائع من دين ،ومعناه أنه ليس له أن
ينتفع بشيء من ريعه ،وهو مذهب أب شجاع وابنه والسعدي
وأبس السسن الاتريدي والقاضسي الميس ،اسستدلل منهسم بأن
العبة ف العقود بعانيها ل ببانيها ،بدليل جعلهم الكفالة بشرط
براءة الصيل حوالة ،والوالة بشرط عدم براءته كفالة ،وما هو
إل اعتبار لا نب الع ن وإلغاء لظا هر الب ن ،والذي يف هم من
اليية أن هذا هو رأي أكثر النفية ،وما من ريب أن الخذ
بذا الرأي يفوت على ذوي الطماع مسا يرومونسه مسن التذرع
بذه العاملة إل أكل الرام ،فإنم ل يدون سبيل إل استغلل
العي الت اشتروها رأي العي عندما يلزمون به .
13
ثاني ها :أ نه ب يع جائز لزم إذا ع قد بل فظ الب يع من غ ي
ذكر شرط فيه ل فرق بينه وبي البيع البات الصحيح ف حكم
ما ،فل ي سوغ ف سخه من طرف وا حد وإن ا بالترا ضي ب ي
الطرفيس على جهسة القالة ،وهسو الذي نقسل غيس واحسد عسن
الن سفي اتفاق شيو خه ف زم نه عل يه ،وحجت هم أن متعاقد يه
تلفظا بل فظ الب يع من غ ي ذ كر شرط الف سخ ف يه وإن أضمراه
بقلوب ما ،إذ ذاك أو شرطاه ن صا ق بل الع قد بناء أن ال عبة ف
الشرط الفسد بقرانه للعقد ذكرا باللسان دون تقدم ذكره عليه
ول قرانه به مضمرا بالنان.
قلت :ف هذا الذ هب ن ظر ل ي فى على متأ مل ،ذلك
لن العروف عرفسا كالشروط شرطا ،فإن توارد التعاقدان على
ما ف نف سيهما من الشرط الذي تشارطاه من ق بل الع قد أو
تعارفسا عليسه وإن ل يذكراه رأسسا ل يتلف حكمهمسا عمسا لو
تشارطسا ذلك فس صسميم العقسد ،إل أنسه مسع هذا ل يتفسق هذا
الذهب مع ما يري عليه عمل الناس من النص على ذكر شرط
القالة ف وثيقة البيع.
14
ثالث ها :أ نه ب يع جائز لك نه غ ي لزم ،في حل للمشتري
النتفاع بالبيع لوازه ويفسخ بطلب أحدها لعدم لزومه ،وهو
الذي ذكره قاضي خان أثناء كلم له ،غي أنه يفيد أنه إن ذكرا
البيسع بل شرط ثس ذكرا الشرط على وجسه الواعدة جاز البيسع
ولزم الوفاء بالوعد ،و هو ك ما ترى يقت ضي أن ل يع تب الشرط
ف صميم عقد البيع بل تسمية ذلك شرطا من باب الجاز ليس
إل ،إذ الشرط ليسس كالوعسد وقسد عدوه مسن باب الواعدة،
لذلك أن كر بيم ما جاء من ت صويره نقلً عن حوا شي جلل
الدين على الداية بأن يقول" :بعت منك هذه العي بألف على
أن لو دفعت إليك ثنك تدفع العي إل" إذ قال على أثره" :ول
ي فى أن هذا هو الذ كر على و جه الشرط لكون كل مة "على"
من أدواته عند الفقهاء ل الواعدة ،ليت شعري أن ل يكن هذا
ذكرا على و جه الشرط ف ما صورته؟! وإن ا صورة الذ كر على
وجه ها أن يقول أحده ا لل خر ب عد الياب والقبول" :أر يد
م نك م ت رددت عل يك ما قب ضت م نك ترد عل يّ ما قب ضت
15
سم" أو يقول للبائع ابتداءً" :إن رددت علي
س" فيقول" :نعس
منس
الثمن رددت عليك البيع" " .اهس
16
عنسه الزيلعسي ،وذكسر العمادي أن فتوى جده برهان الديسن
وأولده ومشايسخ زمانمس على أن اللك يثبست للمشتري شراء
جائزا ف زوائد البيع ول يغرم لو استهلكها .
وهذا القول هو أقصى ما وصل إليه النفية من التوسعة
والتر خص ف يه ،و ث أرب عة أقوال ل م غ ي ما ذكرت تركت ها
اخت صارا ك ما سبق ،ف من أراد ها فلي جع إلي ها ف مظان ا من
كتبهم .
أ ما الالك ية والشافع ية والنابلة فجمهور علمائ هم على
حر مة التعا مل بذا الب يع وأ نه فا سد من أ ساسه ،وإن ل ي ل
مذهب من هذه الذاهب من اختلف فيه.
رأي فقهاء الباضية:
وأمسا أصسحابنا -رحهسم ال -فإن أوائلهسم ل يتعرضوا
لكم هذا البيع لن ال تعال عافاهم منه إذ ل يكن معهودا ف
زمانم ،وإنا سرى من بعدهم إل أعقابم داؤه ،واستشرى ف
متمعات م وباؤه ،فكان با جة إل ب ث أحكامه وتف صيل أدلته
17
مسن قبسل أول العلم والنظسر كسسائر العقود السستجدة ،وقسد
تفاوتست نظرة أهسل العلم إليسه بيس واقسف على شكله الظاهسر
وغائص إل أعماق جوهره البا طن ،و قد ج ع الش يخ الرا سين
من فتاواهم وأحكامهم وأقوالم ف مسائله كتابا يشتمل على
ثل ثة أ سفار كل من ها كبي ال جم ساه "خزا نة الخيار ف
بيوعات اليار" ،وما جاء من قوله ف خطبة الكتاب" :أما بيع
اليار ففي تليله وتريه اختلف بي أهل العلم لنه ل يكن ف
قديس الزمان وإناس أحدثوه فس آخسر الزمان ،فقسد اسستهواهم
الشيطان وزين لم كثيا من فعله وركض عليهم بيله ورجله،
للذي ل يريسد الربسا ظاهرا ويسستحيي أن يكون منسه شاهراً،
فأعل مه ببيع اليار ودله ،وحاد به عن الطر يق وأزله ،ولعمري
أن أكثسر الربسا فس التجارات ل سسيما هذه البيوعات".اهسس
وكلمه هذا دليل على الفطنة والدراية با ينطوي عليه هذا البيع
من الربا البطن ،وما يترتب على التعامل به من فساد ف الدين.
ومثله قول العلمسسة الصسسحاري صسساحب كتاب
"الكواكسب الدري والوهسر البي"" :اختلف السسلمون فس
18
تري ه وتليله ،ل نه إن ا هو مدث با ستهواء الشيطان وتضليله،
ز ين ل م الشيطان سوء أعمال م ور كض علي هم بيله ورجله،
فذلك أعمى لم ،ولعمري إنه الحض الالص من الربا الرجح،
وإل الشبهة ف البيوعات أرجح".اهس
وأ نت ترى أن الؤلف ي قد اتف قا على أن ب يع اليار ل
يستلهم إل من وحي الشيطان الذي ل يرد به إل إضلل الناس
وإغواء هم عن ال ق وإيقاع هم ف شراك حيله ،وأ نه ع ي الر با
الحرم بالنص والجاع.
هذا و قد حك يا جيعا عن العلمة أب عبدال ممد بن
عمر بن أحد بن مداد -رحه ال تعال -أن بيع اليار يتلف
حكمه باختلف قصد الشتري بي ابتغاء غلته أو ابتغاء أصله،
وأضاف إل ذلك صاحب الكو كب الدري قوله" :و من ابتاع
بي عا خيارا طم عا ف غل ته ف هو الحرم الحجور لقوله " :من
أ جب ف قد أر ب" ولن م جعلوا هذا سلما يترقون به إل تل يل
سار
س ،إذ أتوا بأقوال وأعمال منكرة ،فصس الثمرة لغباوة عقولمس
19
أمر هم ك من تزوج ب ضة وأ كن تليل ها ل ن أبان ا ،وك من باع
نسيئة مثلً بثلي وأظهر ف تأسيس البيع أنه بالتب أو بالورق،
وكمن فجر برعوبة وأظهر أنه نكحها ".
ث أضاف إل ما تقدم قوله أي ضا" :ح جة من حرم ثرة
ال بيع باليار أ نه إن كان الب يع على أ صل ال بيع ف هو و ما أ غل
لشتر يه ،وإن كان على الثمرة صح تر ي الب يع ف الثمرة ق بل
دراك ها على ل سان ر سول ال ف قد ساه ربا ،وكذا صح
نوه عن ب يع العاو مة" .وح كى عن الش يخ ع مر ا بن العقدي
رحه ال قوله" :إن ثرة بيع اليار حرام ،وهي كمن نكح أختا
ف عدة أختها حي طلق الول ،وكمن طلق الرابعة من أزواجه
فنكح الامسة ف عدتا ،وهذا كله حرام مظور ،وفاعله تسنم
الحجور ،وقيل كمن باشر عرسه وقد طهرت من اليض قبل
أن تتط هر بالاء ،وك من طلق عر سه تطليقت ي ث با شر فرج ها،
وحكى عن الشيخ صال بن وضاح قوله" :إنا أوقفوا بيوعات
اليار على زيادة الدراهم ،وإذا كان البيع الصحيح على أعظم
20
ال طر فك يف بالبيوعات الفا سدة؟ فن سأل ال تعال النجاة م ا
يكره " .
وأمثال هذه النصسوص واردة فس خزانسة الخيار بكثرة،
وقد حكى مؤلفها عن الشيخ الفقيه صال بن وضاح -رحه ال
تعال -أنسه قال" :قسد عاب هذا البيسع بعسض أصسحابنا وأكثسر
مالفينسا وحرموه ،وقالوا :هذا بيسع وقسع على تليسل الثمرة ول
ي قع على ال صل ف هو حرام ،ف صارت أك ثر بيوعات اليار ل
تقسع على بيسع الصسل ول على تليسل الثمرة ،وإناس على زيادة
الدراهم ،يعطي الرجل صاحبه كذا وكذا دينارا ويبيع عليه مالً
ل يعر فه ير ب عل يه كل سنة كذا وكذا دينارا ،فهذا ل ي سع
كل مسلم إل إنكاره ،وإذا كان البيع الصحيح متلفا فيه -أي
مسع شرط اليار ولو اسستوف شروط إباحتسه عنسد مسن أباحسه-
وراكبه على خطر فكيف بالسقيم؟ نسأل ال النجاة من كل ما
دخله ضيق وحرج" .اهس
21
وحكي عنه أيضا أنه قال " :نشهد ال ف ليلتنا ويومنا
وما م ضى من أيامنا وبقية أعمارنا أنا ناهون من رأينا وعاينا
ومنكرون عليه بألسنتنا ما وجدنا إليه سبيل -إل أن قال -وقد
كنست فسبُهل لاجسة عرضست ،فكلمنس فس هذه البيوع التس
أحد ثت الفق يه الر ضي الن قي الر ضي ع مر بن أح د بن م عد،
فكان جواب له إن شاء ال تعال ل نعملها ول نفعلها ول نأمر
با ول نرضاها من فاعلها ،وننهاه عنها وننكر عليه فعلها".اهس
وح كي عن العل مة مداد بن عبدال بن مداد أ نه قال:
"سألت عن تري غلة بيع اليار؟ السبب فيه كثرة إظهار الربا،
ول يعقد البيع إل على عدد الدراهم إن كثرت الدراهم كثرت
الجارة وإن قلت قلت الجارة ،ويقول الشتري عندي دراهسم
العشرة باث ن ع شر والعشرة بثل ثة ع شر ،ول يعقدان الب يع إل
تغطيسة ،ويعقده البسيع سسني بكذا وكذا دينارا وهذا كله حرام
حرام إل يوم القيامة " ...إل.
22
هذا ومن اشتد نكيهم من العلماء على التعاملي ببيع
اليار الشيخ الفقيه راشد بن خلف بن راشد النحي من علماء
القرن الثان عشر وكان ما قاله فيه :
وتابعه سم علي سه الاهلون سسا لقسد أكسل الربسا متجاهلونسا
وكانسسوا للحسسرام مللينسسسا ببي سع خيار هم أكل سوا حرام سا
بدون الل سف ه سم يتبايعون سا تراه سم قيم سة اللف سي نق سدا
قعادات تسمسى ف سي السنينسا وبع سد فيأخ سذون لك سل ألف
وهسم فيهسا أراهسم كاذبينسا وسسسوها قعسسادات لصسسسل
بق سدر الناق صات مق صرينسسا وإن تنق سص دراه سم يكون سوا
ب سه أك سل ال سرام مللون سا فل ب يع هنال سك ب سل خ سداع
وم سن أوزاره ه سم يضّلعون سا لقسد جعسوا لغيهسمُ حرامسا
وتقبيحسسا لفعسسل الظسسالينسا فتبسا ثسم بعسدا ثسم سحقسا
وذلك بئس مسسا هسم يفعلونسسا ولسم يتنساه أهل عُمسان عنسه
ول يشسسون خلقسسا مبينسسا وخوف العسار يستخفون ناسسا
كثيا ث سم أضح سوا هالكين سا ل قد ضلوا جيع سا ب سل أضل سوا
بسا تفسى صسدور العالينسا ألي سس الل سه رب سس ُم عليم سا
وأنفسسهسم أراهسسم يدعونسسا فهم قد خادعوا ذا العرش عمسدا
مساربسة الجسوس السلمينسا وهم قد حاربوا ذا الطول جهسل
23
فينقلب سوا جيع سسا خا سرينسا أما يشسون زجسرا يقتضيهسم
يعمهسسمُ ولعسن السلعنينسا عليه سمْ ل عن خالقه سم مقيم سا
ألي ما ف سي جهنمه سم مهين سا يذيق هم الل سسه غ سدا عذاب سا
سوى ق سوم لذل سك تاريكين سا ونسبأ مسن فعالسم جيعسسا
و هم من ك سل إث سم تائبون سا وقسوم راجعسي عسن العاصي
إل من من سه كان سوا آخذين سا وخسوف اللسه ردوا ما استردوا
يكون سوا للن صحيسة سامعينسا وإمسا ينتهسوا عسن ذا ولسسا
"بإصرار" )(1فهسم ل يؤمنونسا فق سد عل سم الله الظل سم من هم
لعسسل البعسض منهسسم يتقونسسا ومعذرة إل سى الرح سسن قلن سا
كلمسة بإصسرار غيس موجودة بالصسل وفس موضعهسا بياض وإناس زادهسا الجيسب
( )1
ليستقيم الوزن وليتم العن.
24
مسن مثسسل مال رائسسق أو دار يتبايعسسون أصسولسم بيارهسسم
يش سري شراء ال صل والشجار ل ي نو بائعه سم يبي سع ول الذي
متغافسل عسسن نقمة البسار فيحوز غلتسسه الذي يبتاعسسسه
يهوي بآكلسه غسدا ف النسار فيحوز غلتسسه وغلتسه ربسسا
ويبوء يسسوم الشسسر بالوزار فيجمسع الثمسن الكثي من الربا
خوف الذم سة واتق ساء الع سار هم أظهروا ب يع الي سار بلفظ هم
وهسو العليسسم بغامسض السسرار فال يعلم ما ت كن صدورهسسم
غفلت ضأن عسن هزبسسر ضار غفلسوا عن استدراج ربسم ول
ظهرت ظهور الشمس نصف نار هل تناه سوا عن فعال سم الت سي
ل غيها طوعسا بكم البساري ورؤ سُ مال سسم ل سم فلين صفوا
ت ر و حب ك سان أو دين سسار ث يردوا م سسا ا ستردوا ب عد من
صساف مسن العجاب والكدار من ب عد توبته سم بقلب مل سص
25
أئ مة ال سلف ،وإن ا حدث ب عد ذلك بقرون ،و هو خلف ما
يروجسه أولئك الذيسن يسسعون إل التلبيسس على عوام الناس
بإضفاء صفة الشرعية على هذه العاملة.
ثانيهيا :أن أصسحابنا -رحهسم ال -ل يتلفوا قسط فس
حرمة التعامل ببيع اليار عندما يكون القصد منه التوصل إل ما
حرم ال مسن الربسا ،ولو كان ذلك بجرد أن يقصسد الشتري
النتفاع بالغلة مسن غيس قصسد امتلك الصسل ،لن هذه النيسة
وحدها كافية ف إضفاء حكم الربا على هذه العاملة.
ثالثهيا :أن اللف بيس علماء الذهسب قائم فيمسا إذا
ضب طت هذه العاملة بالقيود الشرع ية ل صونا من ت سرب آ فة
الربا إليها ،فمنهم من يرمها على الطلق لا يشوبا من العلل،
ومن هم من يبيح ها بشرط مراعاة ج يع تلك القيود والذر من
التفريط ف اتقاء الحارم والشبهات ،وهذا الختلف يدل عليه
كلم المام أبس نبهان -رضوان ال عليسه" -إن كان مراده بسه
الغلة فالرام أول ب ا ،وإن أراد به ال صل فاللف ف تليل ها
26
وتريها" وقد حكاه عنه المام السالي -رضي ال تعال عنه-
وأقره ،كما أيده ف مواضع جة من آثاره .
رابعهيا :أن السسألة ترج عسن دائرة الرأي إل حكسم
الدين القطعي عندما تكون العاملة سببا للتذرع إل ما حرم ال
من الر با وأ كل الال بالبا طل ،لذلك نص من نص من أولئك
العلماء على لعن من وقع ف ذلك والباءة منه واستحقاقه وعيد
ال الشديسد لكله الربسا ،وهسو الذي يؤذن بسه كلم المام
السالي -رحه ال -ف جوهره كما سيأت .
وبالملة فإن لصسحابنا رحهسم ال تعال آراء فس بيسع
اليار ،منهم من يرى بطلنه رأسا وفساده أصلً ،لن النب
ن ى عن شرط ي ف ب يع ،و قد عدّ قائل ذلك شرط اليار ف يه
بثابة الشرطي لتركبه من أصل اليار وتديد زمنه ،فضلً عن
كونسه مظنسة التذرع إل الربسا؛ ومنهسم مسن يرى صسحته حال
انضباط التعاملي به بأحكام الشريعة من غي مقارفة لشيء من
مارم ال وهؤلء اختلفوا إل رأيي:
27
أولما :أنه يثبت من يوم العقد فيترتب عليه استحقاق
مشتر يه لغل ته مع تمله لم يع مغار مه ،بشرط أن يكون ق صد
امتلك الصل ل نفس النتفاع بالغلة فحسب .
ثانيهميا :أنسه موقوف إل انتهاء مدة اليار وعليسه ففسي
مغن مه ومغر مه رأيان؛ ق يل :لبائ عه مغن مه وعل يه مغر مه ل نه ل
يستحقه مشتريه إل بضي مدة اليار ،وقيل :بل ها يدوران مع
أصسله فإن رجسع الصسل إل البائع بكسم اليار كان له مغنمسه
وعل يه مغر مه ،وإن ا ستحقه مشتر يه ب ضي مدة اليار مع عدم
ف سخ البائع لعقدة الب يع ب ا له من حق اليار أ خذ م عه مغن مه
وت مل مغر مه ،و قد حرر هذا اللف المام ال سالي -رضوان
ال عليسه -فس جوهره تريرا ل يُسسبق إليسه ،مسع إنزاله قوارع
إنكاره على الذيسن خلطوا بيس فروع هذا الختلف وأصسوله،
فلم يلتزموا رد كل فرع إل أ صله ،فن شأ عن هذا تذرع الناس
بذه العاملة إل أ كل الرام ال حض والنغماس ف ر جس الر با
الوبء ،وإليكم ما قاله بنصه وفصه:
28
بعلسسسة أو بشسسروط تعقسسد إن الي سار ف البي سوع يوج سد
أصسسوله ف جلسسة الثسار فالول الوج سسود ف الخب سار
أو بائسسسع مدتسسسه للنظسسر والثان أن يشترطسن الشسستري
ينظسسسر كسل واحسد مسا اختارا أو يعلن لسسسهما اليسسسارا
ث ي صي ثاب سست الرك سسان إل انقضاء ذلسسسك الزمسسسان
أثبت سه ق سسوم وق سسوم وقفوا وهسو خيسسار الشرط فيسه اختلفوا
حوى مسن الشرطيس فيسه فاعلمسا وبعضهم أفسسسده لجسسل ما
ونفسسسه لبائسسسع وشسسسار هاس حصسسسول مدة اليسسسار
يثبست مسا ل تقصسد الغسسسلل والقائل سسون بالثب سوت قال سوا
ف م ساله ع ند ج يع ال صحسب فإن قا صسد الغ سسلل مرب سي
قسد قصسد الصسسل الذي يثبتس وإنسسا يسوغونسسه لسسسن
إذ ل يسسد للقطسع حال منهجسا يريسسد أن يأخسسذه تدرجسا
لكسن فشسا فس الناس أتباع الوى هذا الذي قسد جوزوه ل سسسوى
منهم لغيسسر غلسسة قد قصدا فل ترى مسن يشتريسسه أبسسدا
واسستسهلسوا مأخ سذه للمأكسل هسم جعلسسوه منهجسسا للغسسلل
وهسم بسه للصسسل ل يبغونسسا تراه سسمُ للم سال يش سترونسا
ومسسدة أخسسرى يددونسسسا إن قسسرب السسوقت يؤخرونسسا
وهو ضلل ل يكسسون ف تقي ويعلسسون ذاك حسسسن خلسسقِ
كان سسا عل سى ذا متراضيي سن حالسسما كحسسال الزانسسسيي
29
مسن الزنسسا فالوصسف ل يشتسد وقد مض سى أن الرب سسا أش سد
سنا
سسسل ويكذبسس مراده الصس ومنه مُ م سن يزعم سسن أن سسا
مع أن سسه لل صسل غ ي طالب ي سسادع الل سه بق سول كاذب
أري سده ف سل أخ سساف لو ما يقسسول لو قد ترك سسوه يوما
عليسسه باسستلزامسه مسا يفضسي فقولسسه لسو تركسوه يقضسي
بدا فسسل أتسسرك مسسال ملقسى كأنه يقسول لسسست ألقسسى
كل وربسسسي مسا أراد أصسسل أمثسل هسسسذا مسن يريسد الصسل
من ذاك تلقسساه يبيع الصسل لك نه يري سد م سسا ا ستغسسل
يقول فس اليار رزق جسسسار ويشسستري مسال على خيسار
فتكسسثر اليات فس الحصسول ينسال فسوق غلسسة الصسول
تكثسر عنسسدنا بسسسا الرزاق غلتسسسه لبيتنسسا تسسسسساق
يالسسسك مسن بيسع بذا اليسسار بائع سسه يق سسوم بالعم سسار
ربسسا بسسه غسسدا يعذبنسسسا وهسو لعمسسر اللسسه يأكلسسسنا
ودان للسسسه بسسسن توبتسسه إل إذا ما ت سساب من خطيئت سه
عسن ارتكابسسسه نشددنسسسا وحيثم سسا ع مّ الف سساد قمن سا
أن ينق ضي الو قت الذي قد أجل و من يوقف سه يوقف سسه إل سسى
للمشسستري وقبسسسل ينفينسسه وبعسد أن تسسسم فيجعلنسسسه
ل ينقسض الوقست الذي قسد أبر ما فيج عل الغل سسة للبائ سسع م سا
فصساحب الصسل الذي يغرمسه كذاك كسسسل مغسسرم يلزمسسه
30
حتس يرى مسن يأخذن الصسسل وبعضهسم يوقفسسسن الكسسسل
وذاك كلسسه إذا تسسم الجسسل فيدفسع الغسرم ويأخسذ الغسلل
ف عقسده متسى تسراه ينعقسد وأصله اللف الذي عنه وجسسد
وبعض سهم ع ند ت سسام ال سدة فبعضسهم يقسسول عند الصفقة
وه سو م سراد أك سثر الج سوز وقبل سسها يك سون مث سل الوز
والنسساس عنهسا للحرام اندرجوا كا نت فتاوي هم على ذا ت سسرج
صسحح عقسسده وحلل الشسسرا وذاك أن بعسسض مسن تأخسسسرا
من بسساع بالوقوف إذ يعامسل فأخسذوا بقولسسه وعاملسسوا
ويلسزمونه عسسنا التضييسسع هسم يأخسذون غلسسة البيسع
بسسي الف سروع وهو التخبيط وأنست تدري أنسسسه تليسسسط
حالمسسسا متحسسسد القضيسة مشابسسسه مسسسألة الصسبيسة
و قد كش فت فيه سا مع ن العدل قد خلطسوا بيسن فسروع الكل
أوضحست حقهسسا باس إيضاحسا رسسالسة سسيتهسا اليضسساحا
وجدتاسس على الوقوف تنسسبي وإن نظسسرت فس فتاوى الثسر
على ثبوت عقسسسده مفصسلسة فس نادر الحوال تلقسى مسسألة
بأن سسا ف سرع ل ا ق سد ركبوا سبوا
سم حسس سن غباوة عرتسسفمس
والغسسسرم أنست قسم بسه كمال قالوا لنسسا غلتسسه حسسسلل
بينه مُ فم سا ل سسم تلف سسوا والربسح بالضمان حكسم يعرف
والغسرم مضّ البائعسي مضسا أيأكلسونسسه طريسا غضسسا
31
ث أ خذ يبي تلك الفروع ال ت و قع في ها التخل يط ب ا يطول به
القام ،وكلمسه إن دل على شيسء فإنسه يدل على أنسه ل يرى
تعا مل الناس ببيع اليار ح سب الن هج الذي اختطوه لنف سهم
يسوغ تريه على وجه من وجوه الباحة قط ،وهو الذي نص
عل يه ف كث ي من فتاواه ك ما ف قوله" :اعلم أن م اتفقوا على
تر ي اليار على ق صد الغلة ،وإن ا أجازه من أجازه ع ند إرادة
ال صل ،و قد ت ساهل الناس ف زمان نا فجعلوه ذري عة إل الر با
-والعياذ بال -فلو ارت فع للمجوز ين رأس وشاهدوا ما عل يه
الناس لصاحوا عن لسان واحد ما هذا الذي أجزنا؛ فإن ل وإنا
إليسه راجعون ،انطمسس العلم ،وظهسر الهسل ،وذهبست الغية،
وقلت الم ية ال سلمية ،وكاد الناس أن يرجعوا إل جاهليت هم
الول" ،وقال فيه أيضا" :وأما معاملته ف نفس ما اشتراه بذه
الصفة فحرام لنه ليس بالبيع قطعا ،كيف يكون بيعا وهم على
يقيس أنمس ل يلكونسه ،إناس هسو الربسا فس صسورة الشراء سسواء
بسواء ،فاللسه الستعان".
32
وعندما سئل عن حكم الكاتبة بي التعاملي به أجاب:
"هذا ل ي صح أن يك تب ول يس هو ببيع ف من كت به بي عا ف قد
كذب ،وأقول ن صحا وإرشادا :إياك أن تك تب ب يع اليار فإن
الناس قسد عملوا فيسه بغيس القس وجعلوه ذريعسة إل الربسا ،فإن
كنت تب سلمة دينك فاكسر القلم عن كتابته".
وليسس إنكاره -رحهس ال تعال -على التعامليس بسبيع
اليار والشاركي فيه ولو بكتابة أو شهادة بدعا ،فقد سبق إل
ذلك أ هل العلم والب صائر م نذ قرون قبله ،عند ما ا ستشرى هذا
الوباء الفتاك والداء العضال بيس الناس لنهمهسم على الدنيسا
وشغفهم بزخرفها ولوهم بفتنتها ،فقد اجتمع علماء السلمي
بعمان ف عهد المام ممد بن إساعيل على كلمة سواء ،وهي
تري النتفاع بغلة البيع باليار ومنع الناس منعا باتا من الوم
حول حىس هذا المسر اسستئصالً لشأفسة الفسساد وقطعا لدابر
حزب الشيطان ،وحرروا بذا وثيقة شرعية أمضاها المام ممد
بن إساعيل وأكابر علماء عصره وإليكموها بنصها وفصها نقلً
عن كتاب "خزانة الخيار ف أحكام بيع اليار"-:
33
بسم ال الرحن الرحيم
ل ا كان نار يوم الربعاء ل ست بق ي من ش هر جادى
الخرة سنة ثان وعشرين وتسعمائة ،قد صح الكم الصحيح
الثابت الصريح من المام العدل إمام السلمي ممد بن إساعيل
ومن حضره من السلمي وما أجعوا عليه ،أن غلة بيع اليار ل
توز وأن ا ربا حرام ،لن الراد ب ا الثمرة ،ووا فق ما ن ى ع نه
النب "من أجب فقد أرب" ،وقد جاء ف الثر عن عمرو بن
علي ف قول ال سلمي ف ب يع اليار أ نه غ ي ثا بت ،وهذا قول
من ل يراه ثاب تا ،ال صل ف يه عنده أن هذا الب يع قد و قع على
الثمرة ل على الصل ،وكانت هذه حيلة على تليلها ،وكذلك
قال الذ ين احتجوا بتحري ه قالوا ل ا صح عند نا أن ب يع اليار
الراد به الثمرة حينئذ قل نا بف ساد ذلك الب يع ،وكان هذا موافقا
لا نى عنه رسول ال بقوله" :من أجب فقد أرب" ،والدليل
على هذا ما صح عند نا أن م جعلوا هذا الب يع طريقا يتو صلون
ب ا إل تل يل الثمرة على الهلة من قول م ،وأظهروا هذا الب يع
على تغط ية ما ل يوز ،وكان قول م هذا موافقا للر جل الذي
34
تزوج الرأة ف السريرة تليلً لطلقها ،أو كالرجل الذي ف نيته
ف بيع باعه مكوكا بكوكي أو ترا بب أو حبا بتمر ث أظهر
ع ند عقدة الب يع أ نه بدرا هم ،وكالذي و طئ الرأة ف ال سريرة
فأظهر أنه قد عقد عليها نكاحا وأنه قد تزوجها ،وما يئ نو
هذا ،وهذا كله حرام ،فقد قيل ف النيات ،هن الهلكات وهن
النجيات ،وكذلك قال رسسسسول ال " :العمال بالنيات
ول كل امرئ ما نوى" وقال " :ن ية الؤ من خ ي من عمله ون ية
الفاجسر شسر مسن عمله" وقسد صسح عندنسا أن الراد بسبيع اليار
الثمرة وإنا جعلوا هذا طريقا فيما زعموا للتغطية على تريها،
والدليسل على فسساد هذا إن كان هذا البيسع وقسع على النخلة
وكا نت الثمرة لرب ا ،وإن كان الراد به الثمرة ف قد وا فق هذا
البيسع قول النسب " :مسن أجسب فقسد أربس" فهذا أحسد وجوه
الف ساد ف ذلك ،والو جه الثا ن م ثل هذا كم ثل ر جل تزوج
امرأة ث طلق ها ثلثا فتزوج ها متزوج لحلل ا لزوج ها الول،
وهذا ماس قال بفسساده السسلمون على الزوج الول والثانس،
والوجه الثالث كرجل وافق رجلً على شراء حب أو تر عنده
35
الكوك بكوكي أو ترا بب أو حبا بتمر ث اشهد على نفسه
أنه بدراهم فهذا بيع أيضا ف السريرة حرام ،قال :فهذا قولنا
ف بيع اليار وال أعلم .هكذا جاء ف الثر كتبته كما وجدته.
نعم ما كتب عن فهو من إملئي ،والق أحق أن يتبع
وما بعد الق إل الضلل ،كتبه الفقي إل ال تعال المام ممد
ابسن إسساعيل بسن ممسد الاضري بيده حامدا ل وحده مصسليا
مسلما مستغفرا.
صحيح ثابت ما حكم به المام من تري غلة بيع اليار
ف هو ال ق وال صواب الوا فق لثار ال سلف ،وبذلك جاء ال ثر
وعل يه الع مل ،كت به الع بد الفق ي ل مداد بن عبدال بن مداد
بيده.
صحيح ثابت ما حكم به المام العدل ممد بن إساعيل
ف تر ي ثرة ب يع اليار ف هو ال ق وال صواب ل شك ف يه ول
ارتياب ،و به جاء ال ثر و به نع مل ،كت به الع بد الذل يل ل تعال
ممد بن أب السن بن صال بن وضاح بيده.
36
صحيح ثابت ما حكم به المام العدل ممد بن إساعيل
ف تري ثرة بيع اليار فهو الق والصواب ل شك فيه ،كتبه
الفقي ل تعال عبدال بن ممد بن سليمان بيده .
صحيح ثابت ما حكم به المام العدل ممد بن إساعيل
ف تر ي ثرة ب يع اليار ف هو ال ق وال صواب ل شك ف يه ول
ارتياب ،هكذا جاء الثسر عسن أول العلم والبصسر ،وعمسل بسه
أشياخنسا ،وسسطره أفقسر خلق ال أبسو غسسان بسن ورد بسن أبس
غسان بيده ،حامدا ل وحده مصليا مسلما .
صحيح ثابت ما حكم به المام العدل ممد بن إساعيل
ف تري بيع اليار فهو الق والصواب وعليه العمل ل شك فيه
ول ارتياب ،هكذا جاء الثسر عسن أول العلم والبصسر وعسن
أشياخ نا ،كت به الع بد ال قل عبدال بن ع مر بن زياد بن أح د
بيده ".اهس
و قد أورد هذا ال كم العلماء الذ ين تعاقبوا من بعد هم
كالعلمة أحد بن مداد بن عبدال بن مداد ،والعلمة عبدال بن
37
ممسد القرن ،وأورده إمامنسا السسالي فس تفتسه ،وكلهسم أقروه
وعولوا على مضمونه ،وف نصه ما يدل بوضوح عبارته أن هذا
الرأي هسو الذي درج عليسه علماء السسلف الذيسن كانوا قبسل
هؤلء الاكمي ،وهو الق الذي ل غبار عليه .
38
الرأي الختار ودرء الشبه عنه
ولع مر ال ق إن ب يع اليار وباء منت شر و شر م ستطي،
أف سد على الناس دين هم وأخلق هم ،وأهلك طارف هم وتليد هم،
ول غرو فإن ال عزو جل قد آذن م بر به إن ل يذروا الر با ف
قوله :يَا َأيّهَا الّذِي نَ آ َمنُوا اّتقُوا اللّ َه وَذَرُوا مَا َبقِ َي مِ نْ الرّبَا إِ ْن
ب مِ نْ اللّ ِه وَرَ سُولِهِحرْ ٍ كُنتُ ْم ُم ْؤ ِمنِيَ * فَإِ نْ لَ ْم َتفْعَلُوا َفأْ َذنُوا بِ َ
وقسد وضسح الصسبح لذي عينيس ،فتبدى لكسل ذي بصسية أن
التعامل به ليس هو إل وسيلة من وسائل الربا ،من أجل هذا
ذهب من ذهب من أهل العلم إل حرمته على الطلق ،وهذا
القول هو الذي أختاره وأعول عل يه ،وإن ك نت ل أق طع عذر
الخالف فيه ما دام يقيد الباحة با ينع من سريان أحكام الربا
إليه ،فإنه ليس من شأننا أن نعل الرأي دينا ،وإنا اخترت منعه
على الطلق لمرين :
أولميا :أن شرط اليار فيسه يعود على أصسل البيسع
بالنقض ،فإن مشتريه تبقى ملكيته فيما اشتراه غي مستقرة ،إذ
39
ل يدري مت يأتيه البائع لسترداده منه وانتزاعه من يده ،وهذا
م ا يؤدي إل عدم اطمئنا نه إل عمار ته وإ صلحه ،ف قد يكل فه
ذلك نفقات قد ل يتم كن من ا ستردادها عند ما يفاجئه البائع
بطلب انتزاعسه منسه قبسل النتفاع بغلتسه ،وهذا مسن أنواع الغرر
وهو منوع شرعا ،ولئن كان النب أبطل البيع والشرط ،ف
ح ي أن الشرط يفوت على الشتري النتفاع ب ا اشترى ،ك ما
جاء فس حديسث ابسن عباس -رضسي ال عنهمسا -عنسد الربيسع
-رحه ال -أن تيما الداري باع دارا واشترط سكناها ،فأبطل
النسب البيسع والشرط فأحرى أن يبطسل البيسع بالشرط الذي
يعود على أصله بالنقض كما ف مسألتنا ،على أن من أهل العلم
من ينع الشرط ف عقدة البيع مطلقا ،كما هو رأي ابن عباس
-رضي ال عنهما -حيث قال ف حديث تيم الداري" :أبطل
ال نب الب يع والشرط لن الشرط كان ف عقدة الب يع؛ وقال
ف حديث جابر إذ باع للنب بعيا فاشترط جابر ظهره من
م كة إل الدي نة ،فأجاز ال نب الب يع والشرط ،إن ا أجاز ال نب
ذلك لن الشرط ل يكن ف عقدة البيع؛ قال المام السالي
40
-رحهس ال" -لعسل أرباب هذه العلة ينعون ثبوت الشرط فس
البيع مطلقا لنه ينع الشتري من مطلق التصرف ،وذلك مناف
لكمة البيع لنه إنا شرع لجل النفعة " .اهس.
هذا وإن مسن أهسل العلم مسن نسسب إل الكثسر عدم
التفرقة بي الشرط والشرطي ف إبطال صفقة البيع ،وهو قول
أ ب حني فة والشاف عي وغيه ا ،و قد احتجوا بد يث الن هي عن
بيع وشرط ،وحديث النهي عن الثنيا ،ونن وإن كنا ل نقول
ببطلن مطلق الشرط ومطلق الثن يا ،لن حد يث الن هي عن ب يع
وشرط ل يلو من مقال ،ولن النهي عن الثنيا مقيد بأل تعلم،
ولت سويغ ب عض الشروط ف الد يث ك ما ف قوله " :من
باع نل قد أبرت فثمرتا للبائع إل أن يشترطها البتاع" إل أنا
نقول بعدم صسحة البيسع والشرط إن كان الشرط يعود على
صفقة البيع بالن قض ،أو كان يقتضي تفو يت منفعة ال بيع على
الشتري ،أو كانت به جهالة ،وحديث ت يم الداري وأحاديث
النهي عن الغرر كلها شاهدة على ذلك.
41
فإن ق يل :جاء ف الحاديث ما يدل على تسويغ شرط
اليار ف البيع .
قل نا :ل يس ذلك من هذا القب يل وإن ا هو ف مدة ي تبي
فيها كل من التبايعي الغب من عدمه ،فاشتراط اليار إنا هو
لتفادي الغرر ،كمسا جاء فس حديسث ابسن عمسر -رضسي ال
عنه ما -ع ند أح د والشيخ ي قال :ذ كر ر جل لر سول ال
أنه يُخدع ف البيوع فقال " :من بايعت فقل ل خلبة" ،و نوه
ف رواية أنس عند أحد وأصحاب السنن والاكم ،على أن من
أهسل العلم مسن يرى أن مدة هذا اليار ل تتجاوز ثلثسة أيام،
و هو الروي عن ع مر -ر ضي ال تعال ع نه -وذلك ف قوله:
" ما أ جد ل كم أو سع م ا ج عل ر سول ال لبا نِ ،ج عل له
اليار ثلثة أيام إن رضي أخذو إن سخط ترك" وبذا أخذ أبو
حني فة والشاف عي ،وحد يث ال صراة يدل عل يه ،وأ ين هذا من
خيار يدوم سني أو عقودا من السني مع ما ذكرناه من الهالة
والغرر ،فقسد يكون البسيع بيتسا أو حانوتا يتاج إل الترميسم أو
تد يد البناء ،و قد ير جع البائع على الشتري باليار فور فرا غه
42
من ترميمه أو تديد بنائه ،وهو قد أنفق فيه النفقات ول يصل
منه على طائل ،فالهالة فيه قائمة والغرر حاصل .
ثانيهما :ما يُخشى من إباحته من تذرع ذوي الطماع
به إل أ كل الر با والنغماس ف العاملت الحر مة ،وهذا هو
الذي وقسع فعلً كمسا نقلنسا عسن العلماء الذيسن شددوا فس هذه
العاملة ،وكمسا سسنبينه فيمسا سسيأت إن شاء ال ،وسسد ذرائع
الف ساد مطلب شر عي وأ صل فق هي دلت عل يه دلئل الكتاب
والسنة النبوية على صاحبها أفضل الصلة والسلم ،وعول عليه
أهل العلم ف الحكام ،ومن دلئل الكتاب عليه قول ال تعال:
يَا َأّيهَا الّذِي نَ آ َمنُوا ل َتقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُ ْرنَا فإن ال تعال
م نع الؤمن ي ف يه من كل مة حق يقولون ا ل نبيهم ح ت ل
تتذرع ب ا اليهود إل مق صد سوء وإضمار تنق يص لقدره عل يه
ِينس
َسسبّوا الّذ َ
الصسلة والسسلم ،ومسن ذلك قوله تعال :وَل ت ُ
سبّوا اللّ َه عَدْوا ِبغَيْ ِر عِ ْل مٍ ف قد م نع ال
يَ ْدعُو َن مِ نْ دُو نِ اللّ هِ َفيَ ُ
سباب آلة الشركي -مع ما ف سبابا من المية للدين والغية
على التوح يد وإها نة الشرك والشرك ي -لئل يؤدي إل سباب
43
الشرك ي ل عز و جل ،و هو دل يل ل غبار عل يه أن ال ي قد
يب تركه لئل يفضي إل شر أكب؛ ومن أدلته ف السنة قول
ال نب " :ل يرث القا تل القتول ،عمدا كان الق تل أو خ طأ".
وما ذلك إل لجل قطع السبيل على الذين يريدون التعجل ف
الياث ،ول يؤمن منهم أن يغدرو بوروثيهم ويُدّعوا الطأ ف
فعل هم ،هذا مع أن الرث حق للوارث ف مال مورو ثه ن صت
عل يه الشرائع واتف قت عل يه العراف ،ول كن هذا ال ق ي سقط
شرعا بالقتسل ولو كان خطسأ صسونا للدماء وسسدا لذرائع
سفكها.
و من ذلك ما جاءت به ال سنن من الن هي عن التش به
بالكفار حت ف المور العتادة كما ورد عن النب أنه كان
قائما عند دفن ميت ،وكان أصحابه معه قياما فمر بم يهودي
وقال :هكذا ت صنع أحبار نا .فق عد وأ مر أ صحابه بالقعود،
مع أن القيام مبا حٌ أ صلً و هو من المور العتادة ع ند الناس،
ولكنه آثر تركه خشية أن يتأثر السلمون باليهود فيتبعوهم
فس سسننهم ،ومسن هذا الباب مسا نراه مسن تعليله صسلوات ال
44
و سلمه عل يه كثيا م ا يأ مر به أو ين هى ع نه بخال فة اليهود أو
مالفة أهل الكتاب أو الجوس أو الشركي لئل تؤدي متابعتهم
إل ذوبان شخصية السلم ف عاداتم .
وقد أخذ بسد الذرائع كثي من السلمي وأوسعوه بثا
وتحيصا ،حت أن من علماء العصر من ألف فيه كتابا ضخما
كبيا ،وقد أطال ابن القيم ف الستدلل له وبيان وجوهه ف
كتابسه "أعلم الوقعيس" إذ ذكسر له تسسعة وتسسعي وجهسا ماس
استظهره من أحكام الكتاب والسنة وأقوال سلف علماء المة،
كمسا أطال فس بيان حجيتسه ووجوب التعويسل عليسه وقوة
الستدلل به ف كتابه هذا وف غيه ،كما ف تذيبه لسنن أب
داود وكتاب إغاثة اللهفان.
وإذا عد نا إل آثار أ صحابنا رح هم ال وجد نا أن م قد
تشجعوا فس توسسيع باب سسد الذرائع بقدر مسا ل نده عنسد
غيهم ،ومن هذا الباب ما ذهب إليه كثي منهم من تري الرأة
على زوجها تريا أبديا إن وطئها ف حيضها أو ف دبرها مع
45
أن هذا التحري يترتب عليه تليلها لزوج آخر ،والصل فيها أن
ل تلس له إل بثبوت انفصسالا عسن الزوج الول شرعسا ً،لن
زواجه با ثابت بالكتاب والسنة ،فانظر كيف سوغوا التفريق
ب ي الزوج ي ب سبب ارتكاب هذا ال مر الحرم مع علم هم ب ا
يترتسب عليسه مسن نكاح الرأة رجلً آخسر ،ومسا ذلك إل لسسد
الباب على الشهوانييس الذيسن ل يبالون بالوقوع فس الرجسس
وارتكاب الحظور من أجل إرواء سعار شهواتم ،وقد بي هذا
المام السالي -رحه ال تعال -بقوله-:
لعله بسساب العاصسي مغلقسسا وإن سا ف سرق من ق سد فرق سا
بيس الورى يفضسي إل العطاب رأوا بأن ف ستح ه سذا الب سساب
فراقهسا والسسرب ل يشونسسا لن غالسسب الورى يشونسسسا
ينسد باب الفحش عن ذاك الفُت فعاقبسسوه بفسسادهسا لكسسسي
ذلك م ثل أرث من ق سد يقت سل واستنبطوا حجتسسه أن جعلسوا
يفضسي إل فسسساد مسا فيسه ورد أيضا و ف ال صسول أن الن هي قد
وحصل الطلوب حسي وفقسوا مسن هاهنسسا تشجعوا وفرقسسوا
46
ومن هذا الباب قولم برمة نكاح الزان بزنيته ،وحرمة
النكو حة ف العدة ،بل شدد بعض هم فحرم نكاح الخطوبة ف
العدة؛ ولئن ساغ ال خذ بذا ف باب النك حة فإ نه أحرى أن
يؤخسذ بسه ويعول عليسه فس العاملت ،لن الخسذ بسه فيهسا ل
يتر تب عل يه أي مذور ،بل هو مز يد احتياط ف الد ين وورع
عن الوقوع ف الشبهات والوم حول حا ها ،بلف ما يتعلق
منه بباب النكحة ،فإن الصل ف الرأة -كما قلنا -أن تكون
حليلة ل ن ع قد علي ها الزواج عقدا شرع يا ح ت يث بت انف صالا
عنه ،وأنا ل تل لغيه بدون ثبوت النفصال ،على أن الصل
حليسة النسساء للرجال بطريسق النكاح الشرعسي فس غيس مسا دل
الدليل الشرعي على منعه ،وذلك لعموم قوله تعالَ :وأُحِلّ َلكُمْ
مَا وَرَاءَ ذَِلكُمْ.
هذا وقد علمتم أن نشأة هذه العاملة من أول أمرها كانت من
أجل تفادي أكل الربا ظاهرا مع انطوائها على حقيقة الربا ف
باطنهسا ،وهذا كله ماس يرجسح وجوب ترك التعامسل باس على
الطلق.
47
وأما ما أصبح سائدا عند التعاملي با اليوم من التذرع
باس إل الربسا الواضسح ،فإن حرمتسه قطعيسة ،ول مال للنظسر
والجتهاد ف يه لقطع ية الن صوص الحر مة للر با ،ول ي عد وجود
قط للتقيد با رآه البيحون من شروط للها عندهم ،فقد أصبح
ذلك من مطويات النظريات ال ت ل ي عد ل ا أ ثر ف الت طبيق،
لذلك قلنا بأن هذه العاملت ما يدخل ف الرام القطعي ،وإن
جادل ف ذلك أولئك الذ ين ا ستمرأوا الرام ح ت ت مت م نه
بطونمس ،فعافست نفوسسهم اللل لاس طرأ على فطرهسم مسن
الفساد ،وعلى مداركهم من الضلل ،وال الستعان.
48
شبه الجادلي ف هذا البيع
ولم ف مادلتم هذه طريقان كما جاء ف السؤال-:
أول ا :ادعاء أن ف ال سألة خلفا ل هل العلم ،وأن من
أخذ برأي أحد من عدول العلماء فهو سال.
ثانيهميا :أن فس هذه الباحسة كفايسة للمحتاجيس لئل
يندفعوا إل بيوت الموال الربويسة للقتراض منهسا فإنسه إن سسُد
سا
سل بالربسسا على التعامس
على الناس هذا الباب ل يدوا مناصس
الحض.
وليسس فيمسا قالوه شيسء مسن القس ول نصسيب مسن
الصواب .
49
شبهة "من أخذ بقول عال فهو سال"
أ ما أول ما :فإ نه ل قائل قط من أ هل العلم بواز ب يع
اليار على الطلق حت تكون معاملتم هذه مباحة على قول
أ حد من هم ،لن الر با في ها ظا هر ك ما قال المام ال سالي" :لو
ارت فع للمجوز ين رأس وشاهدوا ما عل يه الناس اليوم ،ل صاحوا
عن لسان وا حد ،ما هذا الذي أجز نا" ،وإنا أجازه من أجازه
بشرط كون الشتري مسا قصسد إل الصسل ول يكسن مراده
س وإل كان واقعا فس الربسا ،ومسا جاء فس النتفاع بالغلة وحده ا
الثار عاريا عن هذا القيد فهو ممول عليه ،لنه ظاهر معروف
عند الميع ،وكما أن الدلة الشرعية ف الكتاب العزيز والسنة
النبوية على صاحبها أفضل الصلة والسلم يب حل مطلقها
على مقيدها ومملها على مبينها وعمومها على خصوصها فإن
آثار أ هل العلم هكذا ي ب التعا مل مع ها ،وإل و قع الناس ف
الضلل البسي والفسساد الاحسق ،ومسا الجادلة البنيسة على
الستدلل بالطلق مع إلغاء قيده الشرعي ف ح ي كون تقييده
50
معلوما إل من باب الجادلة بالبا طل لدحاض القس كمسا قال
أحد مّان الشعراء :
وإنسا قسال ويسل للمصلينسا فال ما قسال ويل للول سكروا
51
ل تسسسأن ول تتعجلسسسي سسيى كسسي السحسسب
رع ب سسالزار ال سبسسسل ل تكسسسسسحي أرض الشوا
فس الشرع ليسس بعضسسسلِ أمسا السفسسور فحكمسسه
بي سن م سسسرم ومل سسل ذه سسب الئم سة في سسسه
عن سد ق صسد تأه سسسسل ويسوز بسسالجسماع منهم
52
ُمبِينا ،ومسا أشبسه أولئك الذيسن يسستدلون بجملت الثار
ومطلقاتاس على إباحسة بيسع اليار مسع تصسامهم وتعاميهسم عسن
القيود ال ت قيدت ب ا هذه البا حة ع ند الجوز ين ،و مع إهال م
الن ظر في ما ارت كس ف يه الناس اليوم من الر با الذي ل ياري ف
حرمتسه إل مسن كان فس قلبسه مرض بسسبب هذه البايعسة ،مسا
أشبههسم بالذيسن يسستمسكون بتشابسه الكتاب ويتعامون عسن
مك مه ،أولئك الذ ين قال ال فيه سمَ :فَأمّ ا الّذِي نَ فِي قُلُوِبهِ مْ
َزيْغٌ َفيَّتِبعُو َن مَا تَشَابَهَ ِمنْهُ اْبِتغَاءَ اْل ِفْتنَ ِة وَابِْتغَا َء تَ ْأوِيلِه.
53
شبهة "فيه كف الناس عن بيوت الربا"
وأمسا ثانيهمسا :فهسو مسن غرائب السستدلل وعجائب
التلبيس ل ندري أصدر عن علم من قائله أو عن جهل منه .
أو كنت تدري فالصيبة أعظم إن كنت ل تدري فتلك مصيبة
ليت شعري أتباح مرمة من مارم ال لجل اتقاء الناس
الوقوع ف مرمة أعظم منها ،فإن ذلك يلزم قائله أن يبيح للناس
الز نا لئل يقعوا في ما هو أع ظم م نه و هو فاح شة قوم لوط ،بل
من البدهيات الظاهرة أ نه ي ب أن يكون الز نا مشرو عا ع ند
الذي ر كن إل هذا ال ستدلل ،خ صوصا ف ديار الغر بة و ف
أو ساط الشباب ليتمكنوا من قضاء حاجت هم الشهوان ية وإرواء
ظمئهسم النسسي ،لئل يندفعوا إل الشذوذ فيفقسد بعضهسم أو
كلهم رجولته ،وإل فما الفارق بي المرين؟ هذا لو سلّم أن ما
يري به التعامل بي الناس اليوم وراء لفتة بيع اليار هو أهون
من الربا الصريح ،ونن ل نسلم لذلك ،فإن الربا هو عي الربا
سواء و قع مكشو فا أو باحتيال ،قال المام ال سالي -رح ه ال
54
تعال ":-وهيهات ل يرم ال شيئا ثس يله باليلة ول تفسى
على ال خافيسة " وقال أيضا " :إن القس ل يدفسع باليسل وقسد
هلك أ هل ال سبت من قبل كم ح ي احتالوا على ال صطياد يوم
السبت ،وضعوا الشباك يوم المعة ورفعوها ليلة الحد وقالوا:
ما ا صطدنا يوم ال سبت ،فجعل هم ال قردة وخناز ير َ ويَضْرِ بُ
اللّ ُه ا َل ْمثَالَ لِلنّاسِ . "
وأقول :بأن من أتى الرام مادعا متال هو أعظم جرما
س وإن اشتركسا ف وأفحسش إثاس منس أتاه بغيسسر احتيال ،لنم ا
الرام فإن الحتال زاد على غيسسسر الحتال بخادعتسسه ل
ُونس إِلّ
ِينس آمَنُوا وَم َا يَخْ َدع َ
ّهس وَالّذ َ
ُونس الل َ
وللمؤمنيس يُخَا ِدع َ
سهُمْ ،وهسو ل يدل إل على اسستخفافه بقام اللوهيسة أَنفُس َ
واستهزائه بشرع ال تعال ،ذلك ول ينبئ إل عن ضلل العتقد
ف ال تعال ،و هو أب عد له عن التاب ،لن فجوره ناش يء عن
انراف ف التصور وظل مة ف الف كر وفساد ف العتقاد ،ولن
ا ستحلله لحارم ال تعال بذه ال يل أدى إل النماك ف غ يه
وال سترسال ف ضلله ،أ ما من كان غ ي متال ف هو أقرب إل
55
التو بة والرجوع ل نه يش عر بر مة ما يأ ت ،ف قد يؤن به ضميه
يوما فيثوب إل رشده ويرجسع إل طاعسة ربسه ،ول در أيوب
السسّختيان حيسث قال فس أمثال هؤلء" :يادعون ال كمسا
يادعون الصبيان لو أتوا المر على وجهه كان أسهل " .
هذا؛ ول يكون فس شرع ال بديل عسن الرام مسا كان
فاسسدا ضارا ،وإناس شرع ال تعال أنواعا مسن العاملت فيهسا
كفايسة وغنس عسن مقارفسة الحرمات ،فمالنسا وللدعوة إل أن
يكون البديل نفسه رجسا مرما يتوصل إليه بخادعة ال تعال
والؤمنيس؟! فهل دعسا هذا السستدل بذه الشبهسة الواهيسة إل
ال ستغناء عن الر با خف يه وجل يه بالعقود الشرو عة كالضار بة
والسسلم ومسا اسستنتجت إباحتسه مسن الدلة الشرعيسة كعقود
السستصناع وبيسع الرابةس مسع ضبسط ذلك كله وقيده بقيود
الشريعسة العادلة؟ أليسس فس هذه كله مسا يسسد حاجسة الناس
ويغنيهسم عسن ارتشاف سسوم الربسا ويكفيهسم عقوبسة ال على
مادعتسه سسبحانه ومادعسة عباده الؤمنيس بالوسسائل اللتويسة
والسسالك النحرفسة؟ ومسع كسل هذا فإن هناك حل جعله ال
56
و سيلة للتكا فل الجتما عي والترا بط اليا ن ب ي أفراد الجت مع
ال سلم و هو القرض ال سن الذي ير فع ال تعال به الدرجات،
ويضاعف من أجله السنات ،فلئن كانت الصدقة بعشرة أمثالا
فالقرض بثمان ية ع شر -ك ما جاء به الد يث ،-و هو مك سب
أخروي يرص عليه الؤمنون ،مع ما يعل ال بسببه من البكة
ف الال ،أو ل يس ف إحياء ذلك كله غن ية للعباد عن التهالك
على الرام والتدا فع إل الثام؟ على أ نه من الم كن أن يرا عى
فس هذه اللول تفاوت أحوال الناس ،وانقسسام مطالبهسم إل
ضروريات وحاجيات وتسسينيات ،فمسا كان منهسا مسن قبيسل
الضروريات كالقوات والسساكن واللبسس التس ل بسد منهسا،
وإعفاف الن فس بالزواج الول ،في من ي شى على نف سه الع نت
والفجور ،فسبيل حلها الصدقات أو القروض السنة ،وما زاد
عليسسه ككسسسب الال اللل الزائد على حاجات النفسسس
الضروريسة ،فيمكسن أن يرد إل صسنوف العاملت الباحسة
كالضاربسة والسسلم والزارعسة والسساقاة وأنواع اليارات
الشرعية ،و ف ذلك مصلحة للمجتمع كله عندما ترك رؤوس
57
الموال باس يعود باليس على أصسحابا وعلى العمال ،مسع مسا
يترتب على ذلك من فرض الزكاة الت يرجع عائدها إل ذوي
الصاصة ،وهذا كله يب أن يؤطر ف الطار الشرعي لتجنب
كل ما يؤدي إل النزلق والوقوع ف مهاوي الرام ،ولصون
حقوق الحتاجي حت ل تكون عرضة للتلف ف مهب أعاصي
شهوة الال ف نفوس الغنياء الذ ين ما تت ضمائر هم ،فغارت
ينابيسع الرحةس فس نفوسسهم لسستبداد الطمسع بشاعرهسم
وأحاسيسهم ،ليت شعري ِل مَ ل يرجع من قال بضرورة إباحة
بيع اليار على علتة بصره كرتي ف هذه الوانب ،فيدرك ما
في ها من ال سلمة و ما ي كن أن تنت جه من ثرات طي بة ،عند ما
ت صفو النوا يا ويتعاون أ صحاب رؤوس الموال على إنشاء هذه
الشاريع التنموية الت تصون متمعاتم عن التردي ف الهالك،
أو أنا ل ترضي ضميه لنا ل تسوق الناس جاعات ووحدانا
إل ارتكاب مارم ال والرتاء ف أتون الربا التأجج الذي يأت
على الطارف والتليد ما ملكت أيديهم؟! .
58
ما أع جب شأن من آ ثر ال بيث على الط يب والرام
على اللل والباطل على الق!
59
صور من تعاملت الناس الفاسدة
على أ نه ل ي بق ع ند ذي لب أد ن ر يب أن معاملت
الناس اليوم التس يعنونون لاس بسبيع اليار ،هسي أبلغ فس الثس
وأفحش ف الرمة وأبعد عن ساحة الباح ما اتفق العلماء على
حرمته وأنكروه فيما دونوه من الثار وعدوه من صنوف الربا،
وهسو أن يكون الشتري قصسد مسن البتياع النتفاع بالغلة دون
امتلك ال صل ،فإن تعا مل الناس اليوم ل ي قف ع ند هذا ال د،
بل تاوزه إل ما ل ي كن يدور بلد أ حد من علماء ال سلف،
فإن غالب معاملت الناس اليوم التس يكتنفهسا مسا يسسمى بسبيع
اليار ف صنوف العقار من البيوت أو الوانيت أو غيها ،ول
يدور بلد البائع أن يسسلم البسيع ول بلد الشتري أن يسستلمه
وإن ا يتفقان على صفقتي ،صفقة ل ا ي سمونه ب يع اليار في ها
إقرار البائع للمشتري بالبيع ،وصفقة للتأجي فيها إقرار الشتري
للبائع بتأجيه الع ي البي عة ،ول تكون الجرة بقدر قي مة الع ي
القيقية ومنفعتها ،وإنا هي بقدر ما دفع الشتري إل البائع من
60
الال الذي هو ف صورته الظاهرة ثن للبيع ،وف طوية التبايعي
قرض يدفعه صاحب الال إل الحتاج ف مقابل ما يتقاضاه منه
من الربا ف كل شهر أو ف كل عام ،وإنا يصور خديعة ومكرا
أنه أجرة للعي البيعة ،وعندما يتاج من يسمى البائع إل مزيد
مسن الال فالذي يسسمى بالشتري يقدم إليسه الزيادة ،وبقدرهسا
يزداد الر با ال سمى عند هم أجرة ،وت ضم هذه الزيادة إل أ صل
الثمن الذي هو ف حقيقته قرض ربوي ،ويال للعجب من هذه
العاملة!! فإن كانت صفقة البيع واقعة بي التبايع ي وبوجبها
اسستحق الشتري النتفاع بالعيس البيعسة فمسا بال هذه الزيادة
تضاف مرة أخرى إل الثمسن حتس ولو كانست بعسد الصسفقة
بأعوام!؛ وبأي تف سي تف سر!؟ وعلى أي م مل ت مل!؟ و هل
سعتم أن مشتريا يزيد بائعا فوق الث من الذي تت عليه صفقة
البيع بعد امتلكه البيع؟ على أنه ثبت بالستقراء وتتبع ما عند
التعامليس بذه العاملة أن كسل زيادة تضاف إل الثمسن الول
يترتب عليها من الزيادة ف الجرة بقدرها ،وهذا ما اعترف به
الذين وقعوا ف هذه العاملة النكراء ،وصاروا يعضون على بنان
61
ك اْلعَذَا ُ
ب الندم با خسروه من أموالم ولت ساعة مندم كَذَلِ َ
وََلعَذَا بُ الخِ َرةِ أَ ْكبَرُ َلوْ كَانُوا َيعْلَمُو نَ ،والعجب كل الع جب
أن يتمال الناس على هذا المر فتكتب هذه الزيادة ف الصكوك
الشرعيسة بأيدي كتاب العدل فس الحاكسم ،ويعتمسد هذه
الصكوك قضاة شرعيون! ليت شعري أو ل يطرق أساع هؤلء
قول النب " :لعن ال الربا وآكله ومؤكله وكاتبه وشاهديه"
وقال" :هم سواء" ،أم يسبون أن ال سبحانه تفى عليه حقيقة
هذه العاملة وأنه يدع كما يدع الغرار من الناس؟
أ ما ف قلوب هؤلء رح ة بأنف سهم وإشفاق علي ها من
عذاب ربا؟
هذا وك ما أن هذه الزيادة على الث من ال صلي ولو ب عد
ح ي تقت ضي الزيادة ف الر با ال سمى باليار ،فإن الن قص م نه
باسترداد الشتري شيئا من أصل ثن البيع يؤدي إل النقص ف
مقدار الربا الذي يتقاضاه الشتري من البائع ف صورة الجرة .
62
شبهة "تسليم البائع الفتاح للمشتري"
هذا وأ ما ما يفعله بعض هم من م ئ من ي سمى بالبائع
بالفتاح وتسسليمه للمشتري ثس اسسترداده منسه بناء على أنسه
استأجر البيع منه بعد تسليمه إياه ،أو ما يكون من تلية البيت
أو الانوت ال بيع لب ضع دقائق ح سب تعارفه ما ،ف ما هو إل
إمعان ف مادعة ال تعال والذين آمنوا ،ول يدل إل على فساد
عقيدة الذين يفعلون ذلك ،وذلك أعظم جرما وأشد فحشا من
الربا الصريح ،لا ف هذا الفعل من ضميمة سوء العتقد ف ال
إل التعامل بالربا ،ولئن اندع الناس وظنوا أن اليار ما ت إل
ب عد الق بض فإن ال العل يم بفا يا ما ف ال صدور ل يعزب عن
علمه أن ذلك ل يرد به إل الخادعة ،وأن الشتري ل يدر بباله
قط أن يستلم البيع وأن يوزه ،كما أن البائع ل يكن ف قصده
تسسليم مسا باعسه للمشتري ،فكسل منهمسا ضامسن لبتغاه ،فالبائع
ضامن بأن الشتري لن يرجه من البيت أو الانوت الذي باعه
إياه ،والشتري ضامسن أن البائع سسيظل حائزا للعقار وسسيظل
63
يدفع إليه الربا ف صورة اليار بقدار ما دفعه إليه ف صورة
الثمسن ،وهبهمسا ل يتشارطسا ذلك فإن ذلك ماس تعورف عليسه
والعروف عرفا كالشروط شرطا.
64
وجوه بطلن هذا البيع
على أننا لو سلمنا أن ما كان بينهما ل يعدو أن يكون
بيعا وإيارا فإن هذا العقد باطل من أصله لربعة أمور-:
"ن ى عن بيع ي ف ب يع" ك ما ف أول ا :أن ال نب
حديسث أبس هريرة عنسد أحدس والنسسائي وأبس داود والترمذي
و صححه و ف روا ية ا بن م سعود -ر ضي ال ع نه -ع ند أح د
قال" :ن ى ال نب عن صفقتي ف صفقة" ،وم ا يندرج ف
مدلول هذا النهي اجتماع عقدين عقد إيار وعقد بيع ف عي
واحدة وبعقدة واحدة ويؤيده نيسه عسن سسلف وبيسع كمسا
سيأت.
" :ن ى عن شرط ي ف ب يع" رواه الرب يع ثاني ها :أ نه
-رحه ال -بسنده إل ابن عباس -رضي ال عنهما ،-وأخرج
أحد وأصحاب السنن إل ابن ماجة عن ابن عمر -رضي ال
عنه ما -أن ال نب قال" :ل ي ل سلف وب يع ول شرطان ف
ب يع" ،وأخر جه من طري قه أيضا ا بن حبان والا كم و صححه
65
الترمذي وابسن خزيةس ،قال المام السسالي -رحهس ال تعال:-
"واتفقوا على فساد ما فيه شرطان فأكثر" ،ول يفى أن ف هذا
العقد أكثر من شرطي ،فاليار نفسه شرط ،ومدته شرط ثان،
واسستئجار البائع للمسبيع شرط ثالث وتديسد قدر اليار شرط
رابع .
ن ى عن ر بح ما ل يض من ،بل ثالث ها :أن ال نب
صرح بعدم حله ك ما ف روا ية أ صحاب ال سنن عن عمرو بن
شع يب قال :حدث ن أ ب عن أب يه ح ت ذ كر عبدال بن عمرو
قال :قال ر سول ال " :ل ي ل سلف وب يع ول شرطان ف
بيع ول ربح ما ل تضمن ول بيع ما ليس عندك" قال الترمذي
فيسه :حديسث حسسن صسحيح ,ويشبسه أن يكون تصسحيحه له
بالت صريح ف يه بذ كر عبدال بن عمرو ك ما ذكره ب عض أ هل
العلم بذا الفن .
رابعهيا :أنسه ل يرتاب عاقسل فس كون ذلك داخلً فس
بيوع العينة ،لنه ما يندرج تت ذرائع الربا ،ول ريب ف تري
66
بيوع الذرائع ،فإن الذري عة إل الرام حرام ،و قد سبق أن ا بن
القيسم ذكسر فس اسستدلله على تريس ذرائع الحرمات تسسعة
وتسسعي وجهسا فس كتاب واحسد ،وقسد جاءت الروايات عسن
الصحابة -رضوان ال تعال -عليهم دالة على منتهى التشدد
ف أ مر الذرائع ،و من هؤلء عائ شة وا بن عباس وأ نس ،ف عن
عائشة -رضي ال عنها -أنا قالت لم ولد لزيد بن أرقم
-حي بلغها دخوله ف بيع الذرائع " : -أبلغي زيدا أن جهاده
مسع رسسول ال قسد بطسل إل أن يتوب" رواه البيهقسي
والدارقطن وغيها ،وف كتاب أب ممد النجشي الافظ عن
ابن عباس -رضي ال عنهما -أنه سئل عن العينة فقال" :إن ال
ل يدع ،هذا ماس حرم ال ورسسوله" ،وروى ذلك ممسد بسن
عبدال الا فظ العروف بطّ ي ف كتا به عن أ نس -ر ضي ال
ع نه ،-ورُوي عن أ نس أ نه قال " :اتقوا هذه العي نة ل تبيعوا
دراهسم بدراهسم بينهمسا حريرة" ،ول غرو فس ذلك فإن ال
سكُمْ َأوْ
-تعال -يا سب عباده بنوايا هم إِ ْن ُتبْدُوا مَا فِي أَنفُ ِ
خفُو هُ يُحَا ِسبْكُ ْم بِ هِ اللّ هُ ، ولئن كا نت ال صورة ال صحيحة
تُ ْ
67
الشرعية للعمل ل تفيد شيئا عندما يكون القصد به قصدا غي
مشروع كما ف حديث عمر -رضي ال عنه" :-إنا العمال
بالنيات وإن ا ل كل امرئ ما نوى ف من كا نت هجر ته إل ال
ورسوله فهجرته إل ال ورسوله ،ومن كانت هجرته إل دنيا
يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إل ما هاجر إليه" فما بالك با
كان باطل صورة ومعن .
68
الوسيلة ل تبيح الحرم
والوسيلة ل تبيح الحرم ،بل هي عينها حرام ،إن أدت
إل حرام كما ثبت ف الصحيح من قول رسول ال " :لعن
ال اليهود حرمست عليهسم الشحوم فجملوهسا وباعوهسا وأكلوا
ثنهسا" ،ومعنس جلوهسا أذابوهسا وخلطوهسا ،وهسي بذوباناس
واختلطها ل تسمى شحما لغة ول عرفا ،ولكن ل يغنهم ذلك
كله بل كانوا عرضة للعنة ال تعال من حيث إنم احتالوا على
مارمه ،على أنم ل ينتفعوا بأعيانا وإنا بأثانا ،وليت شعري
ما هو الفارق بي صنيع اليهود هذا وصنيع الذين يتذرعون إل
استباحة ما حرم ال من الربا بطريق بيع اليار؟ أوليس هؤلء
أحرياء بأن يعمهم ال بلعنته كما صنع بأولئك؟ .
وم ثل ذلك ما كان من تا يل اليهود على ا صطياد اليتان ال ت
تأتيهم يوم سبتهم شرعا ويوم ل يسبتون ل تأتيهم ،فقد نصبوا
ل ا الشباك يوم الم عة وأخذو ها ليلة ال حد ،فعاقب هم ال بأن
مسخهم قردة وخنازير ،ول يعاقبوا على غي هذا من جرائرهم
69
الكثية -كقتلهم النبياء بغي حق ،وأكلهم الربا -بذه العقوبة
الت فيها عظة وذكرى لن عاصرها ولن أتى من بعدها ،وما
ذلك إل لن م فعلوا ما فعلوا مادع ي ل ،ومن خادع ال كان
حريا بثل هذا العقاب ،ولذلك قال تعال تذكيا لم ولغيهم:
سبْتِ َفقُلْنَا َلهُ مْ كُونُوا
وََلقَ ْد عَلِ ْمتُ مْ الّذِي نَ ا ْعتَ َدوْا ِمْنكُ مْ فِي ال ّ
ْنس يَ َديْهَا وَمَا خَ ْلفَهَا
جعَ ْلنَاهَا نَكَالً لِمَا َبي َ َاسسيَ * فَ َ
ِقرَ َدةً خ ِئِ
َو َم ْوعِ َظةً ِللْ ُمّتقِيَ ،ليت شعري أيأمن هؤلء الذين يتذرعون إل
مارم ال بسبيع اليار أن يفعسل ال بمس مسا فعله ببنس إسسرائيل
فيكونوا قردة خاسئي؟! ولئن ل تسخ أبدانم ففي مسخ قلوبم
ع ظة للمتق ي ،أولي سوا يادعون ال ك ما خادعه ب نو إ سرائيل،
ولقسد علموا -لو كانست لمس قلوب يعقلون باس -أن هذه
الخادعسة ل تفيسد أحدا ،ولو كانست تفيسد لفادت الحلّلَ
والحلّلَ له ،لن نكاح كسل منهمسا فس صسورته الظاهرة نكاح
صحيح استوف شرائط صحة النكاح ،لكن النية جعلته سفاحا،
فلذلك قال رسسول ال " :لعسن ال الحلّلَ والحلّل له" وهسو
حديسث مشهور رُوي مسن طرق شتس وبألفاظ متعددة إل أناس
70
تتحد ف مؤداها ،فقد أخر جه أحد من طر يق علي -كرم ال
وجهسه -إل أن إسسناده ل يلس مسن مقال ،وأخرجسه أحدس
والترمذي والن سائي من طر يق ا بن م سعود -ر ضي ال ع نه،-
وقال فيه الترمذي" :حديث حسن صحيح" ،وأخرجه الترمذي
من حديث جابر بن عبدال -رضي ال عنه ،-ورواه ابن ماجة
والاكم وصححاه والبيهقي من طريق عقبة بن عامر -رضي
ال عنسه -ورواه ابسن ماجسة مسن طريسق ابسن عباس -رضسي ال
عنهمسا ،-وأخرجسه عنسه الوزجانس بلفسظ آخسر ،وكذا رواه
الكيم من طريق ابن عمر -رضي ال عنهما -بعناه ،وأخرجه
أحد وابن أب شيبة والوزجان والبيهقي بلفظ " :لعن رسول
ال الحلل والحلل له" مسن طريسق أبس هريرة -رضسي ال
ع نه ،-ول يس ا ستحقاق الل عن إل على كبية تؤدي إل الطرد
من رحة ال والعياذ بال ،وما كان ذلك إل لن من ركب هذا
ال مر قد خادع ال والؤمن ي بفعله إذ أتاه ف صورة ما أبا حه
ال ف شرعه مع انطوائه على قصد آخر ،وهل ف هذا فرق بي
النكاح والعاملت الالية؟ .
71
وقد أجاد ترير هذا القام ا بن قيم الوزية حيث قال:
"فوازن ب ي قول القائل :آم نا بال واليوم ال خر ،وأش هد أن
ممدا رسسول ال ،إنشاء لليان وإخبارا بسه ،وهسو غيس مبطسن
لقيقسة هذه الكلمسة ول قاصسد له ول مطمئن بسه ،وإناس قاله
متوسل به إل أمنه وحقن دمه أو نيل غرض دنيوي ،وبي قول
الراب :بعتك هذه السلعة بائة ،وليس لواحد منهما غرض فيها
بو جه من الوجوه ول مبط نا لقي قة هذه اللف ظة ول قا صدا له
ول مطمئ نا به ،وإن ا تكلم ب ا متو سل إل الر با ،وكذلك قول
الحلل :تزوجست هذه الرأة أو قبلت هذا النكاح ،وهسو غيس
مبطن لقيقة النكاح ول قاصدا له ول مريدا أن تكون زوجته
بوجه ول هي مريدة لذلك ،هل تد بينهما فرقا ف القيقة أو
العرف؟ فكيف يسمى أحدها مادعا دون الخر؟ مع أن قوله
ب عت واشتر يت واقتر ضت وأنك حت وتزو جت غ ي قا صد به
انتقال اللك الذي وضعست له هذه الصسيغة ول ينوي النكاح
الذي جعلت له هذه الكلمة ،بل قصده ما يناف مقصود العقد
أو أمسر خارج عسن أحكام العقسد ،وهسو عود الرأة إل زوجهسا
72
الطلق ،وعود السلعة إل البائع بأكثر من ذلك الثمن ،بباشرته
لذه الكلمات التس جعلت لاس حقائق ومقاصسد مظهرا لرادة
حقائقها ومقاصدها ومبطنا للفه ،فالول نفاق ف أصل الدين
وهذا نفاق ف فروعه ،يوضح ذلك ما ثبت عن ابن عباس أنه
جاءه رجسل فقال :إن عمّي طلق امرأتسه ثلثسا أيلهسا له رجسل
فقال :من يادع ال يد عه ،و صح عن أ نس و عن ا بن عباس
أن ما سئل عن العي نة فقال :إن ال ل يدع ،هذا م ا حرم ال
ورسوله فسميا ذلك خداعا ،كما سى عثمان وابن عمر نكاح
الحلل نكاح دلسسة ،وقال :أيوب السسختيان فس أهسل اليسل:
يادعون ال كأناس يادعون الصسبيان فلو أتوا المسر عيانسا كان
أهون عل يّ ،وقال شر يك بن عبدال القا ضي ف كتاب ال يل:
هو كتاب الخادعة ".
73
دلئل أن تعامل الناس ببيع اليار غي خارج عن الربا
ول يفى على لبيب أن ما يروجه الذين راقت لم هذه
العاملت الحرمة من أن بيع اليار قال بوازه طائفة من أهل
العلم ،ل يعدو أن يكون مسن ضروب هذه الخادعسة المقوتسة
وافتئاتا على العلماء الذين هم أنزه وأورع من أن يبيحوا للناس
مارم ال ،فإن الق يد الذي قيدوا به هذه البا حة ل يكاد يكون
له وجود ف معاملت الناس اليوم قط ،وإن كنت ل تقنع بكل
ما أ سلفناه فدو نك من الشوا هد ما ي ستأصل شأ فة كل ر يب
اللهم إل من كابر عقله وأنكر حسه :
أول ا :أن ال صكوك ال ت تتض من ب يع القالة تش ي بأن
العاملة ل تعدو أن تكون قرضا جرّ منفعسة ،فهسي وإن سسيت
بيعا ل تن ب على الب يع وإن ا أ سست على القرض ،فال ُكتّا بُ ل
يكادون يكتبون إل هذه العبارة "أقسر فلن أن عليسه لفلن كذا
من الال ،وقد باعه بقه هذا بيته الفلن -مثل -واشترط عليه
القالة لدة كذا مسن السسني" ،فبال عليكسم على ماذا تدل هذه
74
العبارة؟ فإن ل تكسن دليلً على أن العاملة مبنيسة على القرض
فليس يصح ف الذهان شيء .
ثانيها :أنه ل يكون ف قرارة نفس البائع انتقال ملك ما
باع عنسه ،ول فس قرارة نفسس الشتري انتقال ملك مسا اشتراه
إليسه ،فعنسد كسل منهمسا أن اللك إناس هسو ملك البائع ،وإناس
الشتري مرت ن فح سب ،ولذلك ي سمونه ره نا ،ولك نه ر هن
يسستغله الشتري لصسلحته فس مقابسل الديسن الذي على البائع،
وهذا الستغلل ل ريب ف ربويته ،ولو ل يكن من طريق مغرم
يدفعه البائع على أنه إيار للعي البيعة ،فإن الرهن الشروع إنا
هو توث يق للد ين بيث يقبض الدائن عينا يلكها الد ين إل أن
ضة،ٌ
يأتيه بقه ،ول بد من قبضه كما قال تعال :فَ ِرهَانٌ َم ْقبُو َ
والصل فيه أن يكون بيد ذي الق -وهو الدائن -إل أن اتفق
مع الد ين على أن يقب ضه طرف ثالث يكون ف ح كم النائب
عن الرتن ،ففي ذلك خلف لهل العلم مبسوط ف موضعه،
ويبطل الرهن ببقائه ف يد الراهن ،ومن كل هذه الوجوه تنأى
هذه العاملة كل النأي عن الر هن الشر عي وإن سوها ره نا،
75
كما أنا ليست من البيع ف شيء ،ولئن كانت بعيدة عن الرهن
والب يع م عا ف هي ل تعدو أن تكون حيلة من أ جل أ كل الر با،
فالعي البيعة أو الرهونة -حسب قولم -ل ترج من يد البائع
وإن ا ح سب الشتري م نه أن يأت يه بريع ها مدرارا ح سبما اتف قا
عليه؛ على أن ذلك إنا هو بقدار الدين أو القرض وليس بقدار
النتفاع بالعي -كما ذكرته ،-على أن الرهن الشرعي ل يغلق
ب ضي مدة مددة بل يب قى ملك الرت ن للرا هن ،ف في الد يث
"ل يغلق الرهسن" وفس روايسة زيادة على ذلك "لصساحبه غنمسه
وعليه غرمه" ،وهو دل يل على عدم جواز انتفاع الرت ن بنفعته
-وهو عكس ما جرى عليه العمل ف بيع اليار -اللهم إل ما
جاء ف ب عض الروايات م ا يدل على جواز النتفاع بب عض ما
يرهن ف مقابل نفقته إن كان يستدعي النفاق ،ومن ذلك ما
رواه البخاري عن أ ب هريرة أن ال نب قال" :الظ هر ير كب
بنفقتسه إذا كان مرهونسا ،ولبس الدر يشرب بنفقتسه إذا كان
مرهونا ،وعلى الذي ير كب ويشرب النف قة" ،وت صيص ذلك
بذا الكم إنا هو من أجل التيسي فإن العي الرهونة ل بد من
76
أن تكون ف يد الرت ن و مع حاجت ها إل النف قة قد يتعذر أو
يتعسسر أن يكون الالك الراهسن هسو الذي يتول ذلك فس هذه
الالة فأبيح للمرتن النتفاع بقدر هذه النفقة .
وقد شدد علماؤنا رحهم ال ف انتفاع الرتن با ارتن
ل ا ف ذلك من الزيادة على الد ين أو القرض و هي ع ي الر با،
قال المام السالي -رحه ال:-
لنسه صسار لسسه أمينسسا ومالسه يستعمسسل الرهونسسا
م سن بع سد أن كان يؤمنن سا وب عد ال ستعمسسال يضمنن سسا
77
فإن قيل :أن تسميتها رهنا ل يؤثر ف العقد شيئا كما
يقتضيسه جواب المام السسالي -رحهس ال -حيسث قال" :ل
يؤ خذ ف هذا بفلتات ل سانه وإن ا يعا مل ف يه بقت ضى العرف
والعادة ،ول ضي ف التسمية ول مشاحة ف الصطلح إذ اتد
الق صود ،و من قوا عد الف قه الشهية أن المور بقا صدها ،و ف
الديث" :وإنا لكل امرئ ما نوى" .
قلت :ما قاله المام -رحه ال -هو كله حجة واضحة
على أصسحاب هذه العاملة ،إذ ل يكسن قولمس هذا فلتسة مسن
فلتات اللسان ،وإنا هو تعبي عن مكنون ضمي كل منهم ،فإن
ال كل ل يت صورون خروج ال بيع بذه ال صفقة عن ملك البائع
وانتقاله إل ملك الشتري ،وليس ف مقصود البائع أن يبيع ول
الشتري أن يشتري ،وقرائن الحوال الت ذكرها المام السالي
-رح ه ال -ف "جوهره" و ف "أجوب ته" شاهدة على ذلك،
وأدل مسن هذا كله على هذا أن البسيع ل يكاد يرج مسن يسد
البائع ،وإناس لشتريسه مسا يتطلع إليسه مسن ريعسه الربوي الذي
78
يتقاضاه من البائع ف كل ش هر ،أو ل يك في ذلك دليل على
هذه الطوية؟ وهل يستدل على الخب إل بالظهر؟ .
ثالثها :أن الشتري ل يعنيه -حسبما هو متعارف عليه
عند هم -ش يء من ترم يم ال بيع وإ صلحه ،وإن ا ذلك كله م ا
يكون على حساب البائع .
رابعها :ما ذكرته من قبل من أن البائع عندما يتاج إل
س طلب مسع زيادة مسن الال ل يتردد الشتري أن يضيسف إليسه م ا
إضافسة ذلك إل أصسل الثمسن ،ومسا هذه الزيادة فس القيقسة إل
قرض جديسد يضاف إل سسابقه ليضاف بسسببه ربسا فوق ربسا
القرض الول ،وإنا يلبس زورا كما ألبس ما قبله ثوب الجرة
مادعة ل وللمؤمني ،وهذا أمر ل يكاد ينكره أحد ،فكم رأينا
صكوك بيوع اليار الت كتبت ف الحاكم مذيلة بذه الزيادات
بأيدي كتاب العدل ومعتمدة من قبل القضاة الذين ل يتورعون
عن هذه العاملت ،وأد هى من ذلك وأ مر أن صاحب العقار
الوا حد قد يقترض ف آن وا حد من عدد من الناس ،ويك تب
79
ذلك العقار نفسه لكل واحد من أولئك بطريق بيع اليار ،من
غ ي أن ينت قل إل يد أ حد من هم ،وإن ا يكت في كل من هم ب ا
تتلق فه يده ف كل ش هر من الر با الشروط ال سجل أ نه أجرة
للعقار ،وقسد وقسع هذا مسن رجسل مرموق باس كان يشغله مسن
من صب دي ن جد ير بان يكون صاحبه ف غا ية الع فة والنا هة،
ول كن م ا يد عو لل سف أ نه ا ستغل وجوده ف هذا الن صب
لينحدر به إل أسفل دركات هذه العاملة الدنيئة ،إذ اقترض من
أربعي رجلً قرضا ربويا وكتب بيته الذي يسكنه لكل واحد
منهسم بطريسق بيسع اليار ،وهسو يدفسع لكسل واحسد مسن أولئك
النهوم ي ب ب الال ر با على رأس كل ش هر ،سجل أ نه إيار
لذلك الب يت ،و قد سقط بو ته بر قع النفاق الذي كان يواري
هذه القي قة ،فإذا ب كل وا حد من أولئك القرض ي يطالب ب ا
يدعيسه حقسه ،ول يدع ذلك الالك مسن تركتسه إل ذلك البيست
الذي ل يف حت بربع مقدار تلك القروض الت أسوها ثنا له،
فإنا بلغت مائة وثاني ألفا ،بينما ل يتجاوز ثن بيعه بعد موته
أربعي ألفا ،أليس ف ذلك معتب لولئك الذي أوقعهم الشيطان
80
ف حبائل الوى ،واقتاد هم بأر سان الط مع إل مهاوي الردى،
فأخذوا يدافعون عسن مفاسسد بيسع اليار بكسل مسا زينسه لمس
الشيطان من تدل يس وتلب يس ومادلة بالبا طل لدحاض ال ق،
ولع مر ال لو كان ال ق أنشودت م لكفت هم هذه ال عب إِنّ فِي
ذَلِكَ َل ِعبْ َرةً لِ َم ْن يَخْشَى.
ول يس ما ذكر ته دعوى اختلقت ها ون سجت برد ها من
خيوط اليال ،وإن ا هي حقي قة واق عة و ما ينع ن من التعر يف
بشخص التورط الشار إليه إل الرص على ستر سوآت الوتى
ك بِ ُذنُو بِ
وعدم التشهي بم ،فإنم أفضوا إل ربم :وَ َكفَى بِ َربّ َ
ِعبَا ِدهِ َخبِيا بَصِيا.
على أن هذه القضيسة ل تكسن فريدة مسن بيس قضايسا
التعا مل ببيع اليار بذا ال سلوب العج يب ،ف ثم قضا يا أخرى
مثل ها أو قري بة من ها ،و من ذلك ما نبئ ته عن ر جل من هؤلء
الحتالي -معرفت به عن كثب -أنه باع مزرعة له عشرين بيعة
خيار لعشرين رجل ف آن واحد .
81
وبعد فإنه ل يبقى عند من كانت القيقة أنشودته مال
للرتياب ف كون هذا الذي يسمونه بيع خيار ليس بيعا أصلً،
وإنا هو وسيلة ل يواريها نسيج الباطل عن بصائر أول البصر
إل ارتكاب الحارم والرتاء ف مستنقعات الربا ،وأن للحقائق
أن تفسى باس يضفسي عليهسا مسن نسسيج الزور ،وقسد كتسب ال
إظهارها وفضح التعاملي فيها بغي حق ،وما أبلغ قول الشاعر:
فإذا التحفست به فإنسك عسار ثوب الرياء يشسف عما تتسه
82
كل قرض جر نفعا فهو ربا
ولئن ل يكن ذلك بيعا فما هو إل قرض ،وأنتم تدرون
أن كل منفعة عاجلة تترتب على القرض فهي مرمة ،فقد روى
الربيسع -رحهس ال -عسن أبس عسبيدة عسن جابر بسن زيسد قال :
"بلغ ن عن ر سول ال أ نه ن ى عن الحتكار ،و عن سلف
جر منفعة ،وعن بيع ما ليس عندك" ،وهذه الرواية وإن كانت
مرسسلة فإن مراسسيل جابر -رضسي ال عنسه -هسي حجسة عنسد
أصحابنا لثقته وأمانته وضبطه بيث تنه ساحته عن الرواية إل
عسن العدول الثقات مسع كثرة مسن لقيهسم وروى عنهسم مسن
الصحابة -رضوان ال تعال عليهم.-
وقسد رُوي هذا الديسث مسن طريسق علي -كرم ال
وجهه -بلفظ " كل قرض جر منفعة فهو ربا" لكن ف إسناده
مقال ،ورواه البيهقي ف السنن الكبى موقوفا على ابن مسعود
وأبس ابسن كعسب وعبدال بسن سسلم وابسن عباس -رضسي ال
عنهسم -وهسو ماس انعقسد الجاع عليسه ،فل يسسوغ فيسه القول
83
بلفه ،ويعضده ما رواه ابن ماجة عن أنس -رضي ال عنه-
أنسه سسئل النسب عسن الرجسل يقرض أخاه الال فيهديسه إليسه
فقال" :إذا أقرض أحدكم قرضا فأهدي إليه أو حله على الدابة
فل يركب ها ول يقبله إل أن يكون جرى بي نه وبي نه ق بل ذلك"
وما أخرجه البخاري ف تاريه عن أنس أن النب قال " :إذا
أقرض فل يأ خذ هديسة" ،ومهمسا ق يل ف هذيسن الديثيس فإن
اتفاقهما مع أصول الشريعة يعضد دللتهما وإجاع المة على
حرمة أن يكون القرض وسيلة لنفعة ينالا القرض من القترض
هو الفيصل ف ذلك.
قال المام السسالي -رحهس ال -فس شرح الديسث:
"والراد بالسلف هنا القرض ،فإن السلف يطلق على معانٍ منها
القرض الذي ل منف عة ف يه للمقرض غ ي ال جر والش كر ،و هو
عمل من أعمال الب ول يوز أخذ النفع العاجل على شيء من
أعمال الخرة" ،وقال ف جوهر النظام :
ويهلكسن من لسذاك ركبسسا و كل قرض جر نفع سا فرب سسا
84
و ف مغ ن ا بن قدا مة "و كل قرض شرط ف يه أن يزيده
ف هو حرام بغ ي خلف ،قال ابن النذر :أجعوا على أن ال سلف
إذا اشترط على الستسلف زيادة أو هدية فاسلف على ذلك أن
أ خذ الزيادة ف ذلك ر با ،و قد روي عن أ ب بن ك عب وا بن
عباس وابن مسعود أنم نوا عن قرض جر منفعة ،ولنه عقد
إرفاق وقر ب فإذا شرط ف يه الزيادة أخر جه عن موضو عه ،ول
فرق بي الزيادة ف القدر أو ف الصفة ،مثل أن يقرضه مكسرة
ليعط يه صحاحا أو نقدا ليعط يه خيا م نه ،وإن شرط أن يعط يه
إياه فس بلد آخسر وكان لمله مؤنسة ل يزس لنسه زيادة ،وإن ل
سة جاز- ،إل أن قال -وإن شرط أن يؤجره سن لمله مؤنس يكس
داره بأقل من أجرتا أو على أن يستأجر دار القرض بأكثر من
أجرتا أو على أن يهدي له هدية أو يعمل له عمل كان أبلغ ف
التحر ي ،وإن ف عل ذلك من غ ي شرط ق بل الوفاء ل يقبله ول
ي ز قبوله إل أن يكافئه أو ي سبه من دي نه ،إل أن يكون شيئا
جرت العادة بسه قبسل القرض ،لاس روى الثرم أن رجل كان له
على سَماّك عشرون دره ا فج عل يهدي إل يه ال سمك ويقوّ مه
85
حت بلغ ثلثة عشر درها فسأل ابن عباس فقال :أعطه سبعة
درا هم ،و عن ابن سيين أن ع مر أ سلف أ ب بن ك عب عشرة
آلف در هم فأهدى إل يه أ ب بن ك عب مرة ثرة أر ضه فرد ها
عل يه ول يقبل ها ،فأتاه أ ب فقال ل قد علم أ هل الدي نة أ ن من
أطيبهم ثرة وأنه ل حاجة لنا فبِ َم منعت هديتنا؟ ث أهدى إليه
بعد ذلك فقبل ،وعن زر بن حبيش قال :قلت لب بن كعب:
"إن أريد أن أسي إل أرض الهاد إل العراق فقال إنك تأت
أرضا فاش في ها الربا ،فإن أقرضت رجلً قرضا فأتاك بقر ضك
ليؤدي إليسك قرضسك ومعسه هديسة فاقبسض قرضسك واردد إليسه
هديتسه ،رواهاس الثرم ،وروى البخاري عسن أ ب بردة عن أ ب
مو سى قال :قد مت الدي نة فلق يت عبدال بن سلم -وذ كر
حديثا وفيه -ث قال ل" :إنك بأرض فيها الربا فاش ،فإذا كان
لك على ر جل د ين فأهدى إل يك ح ل ت ب أو ح ل شع ي أو
حل قت فل تأخذه فإنه ربا ،قال ابن أب موسى :ولو أقرضه
قرضا ث استعمله عملً ل يكن ليستعمله على مثله قبل القرض
86
كان قرضسا جسر منفعسة ولو اسستضاف غريهس ول تكسن العادة
جرت بينهما بذلك حسب له ما أكله" .
ومثله ف الشرح الكبي ،وهو ما تواردت عليه آثار أهل
العلم ،ولئن كان علماء المسة سسلفهم وخلفهسم يتشددون فس
انتفاع القرض مسن القترض ولو فس توافسه المور كالديسة
التواضعة أو المل على الركوب أو الضيافة ويعدون ذلك ربا
ولو ل يكسن بتشارط بينهمسا ،فكيسف بذا القرض الذي يصسور
أنه بيع خيار ويترتب عليه إرهاق القترض بضرائب الربا ،وإن
ل يسسموه باسسه ،وادعوا أنسه إيار فإن ال الذي حرم الربسا ل
تفى عليه هذه النوايا فهو با خبي .
87
خياتييية
ولئن سساغ لبعسض علمائنسا فيمسا تقدم أن يسبيحوا بيسع
اليار مع تقييده بشروط ل صونه من ت سرب الر با إل يه ،فإ نه ل
يسوغ الن -بعدما وضح الصبح لذي عيني ،وتبي لكل الناس
كيسف اسستغلت هذه الرخصسة للوصسول إل الرام الحسض أن
يقال بإباحته ،وإن عجبت فإن أعجب من وجود هذه الرخصة
ف الذهب عندنا- ،وإن كانت لبعض علمائنا دون بعض -مع
مسا عرفوا بسه مسن الحتياط والتشجسع على إغلق البواب فس
وجوه الذ ين ل يؤ من من هم أن يتذرعوا بالر خص إل مارم ال
حت أنم بنوا على قاعدة سد الذرائع أحكاما ف الفقه ل يبنها
علماء أي مذهسب آخسر ،كالذي أشرنسا إليسه فيمسا يتعلق
بالنك حة ،فك يف فات م أن يبنوا على هذا ال صل أحكام هذه
السألة ؟
هذا ول ريسب أن الذيسن سسبقوا إل إباحسة بيسع اليار
س مسن الذيسن جاؤا مسن بعدهسم ،لنمس قالوا
كانوا أكثسر احتياط ا
88
بوقفه ،وإن اختلفوا ف مغنمه ومغرمه هل يرجعان إل البائع إل
أن ت ضي مدة اليار أو أن ما موقوفان كال صل ،ف من ا ستحق
الصل بعد مضي مدة اليار فاز بالغنم ولزمه الغرم؟
وإناس انفتسح باب الربسا فس معاملت اليار عندمسا قيسل
بثبوت الب يع وا ستحقاق الشتري لري عه مع عدم انضباط الناس
وتقيدهسم باس وضعسه أصسحاب هذا القول مسن القيود على هذه
العاملة .
هذا ول ا ستبعد من الذي يغ صون بكل مة ال ق ف هذا
الواب أن يلوا الدنيا ضجيجا -كعادتم -بأن ما قلته تنقيص
مسن أقدار العلماء الغابريسن واجتراء على مقاماتمس وتفنيسد
لرائهم ،وما عل يّ من هذا الضجيج شيء ،فال هو البي بنيت
ونوايا هم ،فإن أولئك العلماء أنف سهم لو عادوا اليوم إل الدن يا
لضاقست صسدورهم ماس يرونسه مسن أعمال هؤلء ،وانشقست
حناجر هم بالنكار علي هم ،ولو علموا أ نه سيأت أقوام ل هم
لمس إل أن يقتنصسوا مسن أقوالمس مسا يتذرعون بسه إل ارتكاب
89
الحارم ل ا فا هت أفواه هم ول سطرت أقلم هم شيئا قط م ا
يتذرع بسه هؤلء إل هذه العظائم التس ترتكسب والرمات التس
تنتهك فإنا ل وإنا إليه راجعون .
وبعسد مسا أقبلت -ف هذا المسر -ح جة القس تتبختسر
اتضاحا ،وأدبرت شب هة البا طل تتضاءل افتضاحا ل ي بق -ف
أيدي الذيسن يتعامون عسن القيقسة ويؤثرون الوهسم عليهسا،
ويستحبون الباطل على الق والضلل على الدى -ما يتشبثون
بسه إل الكابرة والعناد ،ومسا لحسد بؤلء حيلة فإن ال تعال
يقول :إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَِإنّ اللّ َه ل َيهْدِي مَ ْن ُيضِ ّل َومَا
صرِينَ وقال :فَِإّنهَا ل َتعْمَى ا َلبْ صَارُ وََلكِ ْن َتعْمَى
َلهُ ْم مِ ْن نَا ِ
ب الّتِي فِي ال صّدُورِ ،ومع ذلك كله أدعوهم إل أن يتقوا اْلقُلُو ُ
ال -معذرة إل ربس سسبحانه -وأن يفكروا فس عاقبسة هذه
الخادعسة ل وللذيسن آمنوا بترويسج هذا الباطسل والدفاع عنسه،
فإنم ما يدعون بذلك إل أنفسهم ،أل وليتق ال كل من رحم
نفسه وأشفق عليها من عذاب ربا ،وليدع قربان أي شيء من
هذه العاملت ولو بالكتابسة أو الشهادة أو المضاء أو الكسم
90
ُمس
ّاسس اتّقُوا َربّك ْ
بوجسب مسا يقتضيسه هذا التعامسل يَا َأيّهَا الن ُ
شوْا َيوْما ل يَجْزِي وَالِ ٌد عَ ْن وَلَدِ ِه وَل َموْلُو ٌد ُهوَ جَا ٍز عَ نْ وَاخْ َ
حيَاةُ ال ّدنْيَا وَل
ُمس الْ َ
ّهس حَقّ فَل َتغُ ّرّنك ْ ِهس َشيْئا إِنّ َوعْدَ الل ِ وَالِد ِ
َيغُ ّرّنكُ ْم بِاللّ ِه اْلغَرُورُ .
آل هل بلغت اللهم فاشهد ،وصل اللهم وسلم وبارك
على سيدنا ممد وعلى آله وصحبه أجعي .
أحد بن حد الليلي
9أنور الربيعي 1423هي
91