You are on page 1of 39

‫الشكليات والجوهريات في السلم‬

‫من محاضرة‪ /‬لسماحة الشيخ أحمد‬


‫بن حمد الخليلي‬
‫المفتي العام لسلطنة عمان‬

‫المد ل رب العالي الذي شرع السلم دينا قيما ملة إبراهيم‬


‫حنيفسا ول يسك مسن الشركيس ‪ ،‬وجعله ظليسل الوفياء واسسع‬
‫الرجاء مدرار العطاء يسسع العاليس بنيانسه ول ينفسد فس أي حال‬
‫عطاؤه‪ .‬له ال مد تعال على هذه النع مة ك ما ينب غي للل و جه‬
‫وعظيسم سسلطانه‪ ،‬وأشهسد أن ل إله إل ال وحده ل شريسك له‪.‬‬
‫وأشهد أن سيدنا ونبينا ممدا عبده ورسوله صلوات ال وسلمه‬
‫عليسه وعلى آله وصسحبه أجعيس وعلى تابعيهسم باحسسان إل يوم‬
‫الدين‪ .‬أما بعد فأحي مشائخ العلم الكرام وطلبته الحترمي بتحية‬
‫السلم الالدة والسلم عليكم جيعا ورحة ال وبركاته‪.‬‬

‫إنه لي سعدن أن ألت قي ب كم مرة أخرى ف هذا الركز العل مي ف‬


‫ظل د ين ال ال ق الذي يرت فع بالن سانية إل أوج الكمال الذي‬
‫ل ي كن للب شر أن يرقوا فو قه والذي ي عل نفوس الب شر نفو سا‬
‫مهذبة نفوسا مترابطة برباط اليان موصولة ببل ال التي الذي‬
‫ل يرتث مستبصرة بنوره البي الذي ل يأفل‪ ،‬مستمدة من عطائه‬
‫الذي ل ينقطع‪.‬‬

‫وكلنا ندرك بأن للنسان ف هذه الرض مسؤولية يتحمل عبأها‬


‫ف هذه الياة‪ .‬إذ وجود الن سان يتلف عن وجود أي كائن ف‬
‫الرض وننس ندرك ذلك مسن خلل القدرات التس منحهسا ال‬
‫سسبحانه وتعال النسسان فاسستطاع أن يسستغل النافسع التنوعسة‬
‫ويسخر الوجودات الختلفة لجله واستطاع با وهبه ال سبحانه‬
‫وتعال من هبات نف سية أن يتطور طورا ب عد طور ح ت يرج إل‬
‫هذا العال ف كل و قت ب ا يتلءم مع الظروف الزمان ية والكان ية‬
‫وبسب ما منحه ال سبحانه وتعال من مواهب فطرية وكسبية‬
‫وهذا كله يعنس أن للنسسان مسسؤولية إذ ل يلق ليعيسش هل‬
‫ويب قى هكذا سدى وإن ا خلق ليتح مل م سؤولية الل فة ف هذه‬
‫الرض وهسي أمانسة عظمسى ذكسر ال سسبحانه وتعال عظمهسا فس‬
‫كتا به العز يز ح يث قال عز من قائل‪ ]:‬إِنّ ا َع َرضْنَا الَْأمَانَةَ َعلَى‬
‫جبَالِ فََأَبيْ نَ أَ نْ يَحْمِ ْلنَهَا َوَأشْ َفقْ نَ ِمنْهَا‬
‫ال سّمَاوَاتِ وَالْأَرْ ضِ وَالْ ِ‬
‫َوحَمَ َلهَا الِْأنْسَانُ ِإنّهُ كَانَ ظَلُوما َجهُولً[‪.‬‬
‫وهذا المل العن هنا إنا هو فيما إذا قصر هذا النسان ف هذه‬
‫الواجبات اللقاة على عاتقسه‪ .‬وباس أن النسسان خليفسة فس هذه‬
‫الرض فإ نه من الضرورة بكان أن يكون م ستبصرا ف كل ما‬
‫يأت يه و ف كل ما يذره بتوجيهات من ا ستخلفه م ستمدا ج يع‬
‫مواز ين الياة من قبله ل يقدم ول يؤ خر ول يقدم ول ي جم إل‬
‫ب سب ما يأمره الالق تبارك وتعال وهذا يع ن أ نه من الضرورة‬
‫بكان أن يكون للنسسان نظام يوحسد اتاهسه ويلي عليسه مسن‬
‫الحكام والتكاليف ما يتلءم مع فطرته هذا النظام هو الدين‪.‬‬

‫والنسان أدرك بفطرته أنه باجة إل الدين وذلك أن الدين كما‬


‫يقول بعض فلسفة السلم هو ضروري للسعادة والنظام فبدون‬
‫الديسن يصسبح النسسان شرا مسن البهيمسة العجماء وأشسد خطرا‬
‫وضراوة من السبع الفتاك‪ .‬لن الدين هو الذي يضبط حركاته و‬
‫هو الذي يقيد اتاهاته فل يكون لذا النسان نزوع مع سلطان‬
‫الد ين إل إل ال ي أ ما إن تلص من سلطان الد ين فإ نه بطبي عة‬
‫الال سيعطي نفسه مناها‪.‬‬

‫والن سان كائن اجتما عي ترت بط م صال كل فرد من أفراد ب ن‬


‫جنسه بسائر أفراد هذا النس ولذلك فإن النسان بطبيعته يريد‬
‫أن يو فر لنف سه على ح ساب الخر ين ما ل ت كن هنالك عقيدة‬
‫تلي عليسه الواجسب وتفرض عليسه اليس‪ .‬وهذه العقيدة ل تكون‬
‫إل عقيدة الدين‪.‬‬

‫والنسسان كمسا قلت أدرك ضرورتسه إل الديسن‪ .‬ولذلك أخسذ‬


‫يب حث عن هذا الد ين وات ه اتاهات ش ت ول كن هذا الد ين ل‬
‫يكن أن يستوحى من خيال النسان ول يكن أن يضع لوازين‬
‫تربتسه لن تربسة النسسان مدودة و لن طاقات النسسان مهمسا‬
‫كانت هي مدودة‪.‬‬

‫فالطاقات العنوية ل تتلف عن الطاقات السية‪ .‬فبصية النسان‬


‫ل يكسن بأي حال مسن الحوال أن تترق الجسب العنويسة التس‬
‫كثيا ما تول ب ي الن سان ودرك ال ي وال شر‪ .‬ك ما ل ي كن‬
‫للطاقسة البصسرية أن تترق الجسب السسية فتصسل إل مسا وراء‬
‫الواجز‪.‬‬

‫ف من ه نا كان الد ين من الضرورة بكان أن ي ستمد من ع ند ال‬


‫سبحانه وتعال إذ النسان مهما بلغت طاقة عقله فإن هذه الطاقة‬
‫مدودة‪ .‬و مسن ناحيسة أخرى فإن العقسل يتأثسر بؤثرات كثية‬
‫بعضها نفسي وبعضها اجتماعي ولذلك يتفاضل الناس ويتفاوتون‬
‫ف الستحسان والستقباح‪ ،‬فتجدون بيئة ما تستحسن شيئا بينما‬
‫أخرى تسسسستقبحه وهذا التفاوت يتعدى حدود البيئات إل أن‬
‫يكون ف الفراد الذ ين يعيشون ف البيئة الواحدة فتجدون فردا‬
‫من هؤلء الفراد ي ستحسن شيئا ما بين ما غيه م ن يعيشون ف‬
‫نفس تلك البيئة يستقبحه‪.‬‬

‫و من أ جل ذلك فإن الذ ين اعتمدوا على أنف سهم ف ف هم الد ين‬


‫عادوا صفر الكف منه‪ .‬وقد سلكوا طرائق قددا فمنهم من أخذ‬
‫يع بد الظوا هر الطبيعية ومن هم من أ خذ يع بد الوهان ومن هم من‬
‫أخسذ يعبسد آلةس نتهسا بنفسسه وصسنعها بيده فإذا هسو يضسع لاس‬
‫ويسجد‪ .‬راجيا منها وخائفا‪.‬‬

‫هذا كله يدل على ضلل الع قل البشري إن ل ي كن موج ها من‬


‫ال سبحانه وتعال بنور العقيدة الصحيحة‪.‬‬

‫والدين الذي هو يستمد من قبل ال إنا يستمد من وحي ال‪.‬‬


‫ولذلك أر سل ال تبارك وتعال ر سله مبشر ين ومنذر ين‪ .‬هؤلء‬
‫الرسل جاؤوا جيعا لجل وصل النسان بال ولجل ربط الفرد‬
‫بالجتمسع مسن خلل عقيدة القس إذ هسم جيعسا كانوا يدعون إل‬
‫عبادة ال تعال وحده وعدم إشراك غيه فيها‪.‬‬
‫والعبادة تعن مطلق الضوع و النقياد وهذا أن يكون النسان‬
‫غ ي خارج عن من هج ال في ما يأمره به و في ما ينهاه ع نه] وَمَا‬
‫أَرْسَسْلنَا مِن ْس َق ْبلِكَس مِن ْس رَسسُولٍ ِإلّا نُوحِي ِإَليْهِسَأنّهُس ل ِإلَهَسِإلّا أَنَا‬
‫ّهس‬
‫َنس ا ْعبُدُوا الل َ‬
‫ُونس[ ‪َ ] ،‬وَلقَدْ َب َعثْن َا ف ِي كُلّ ُأ ّمةٍ رَسسُولً أ ِ‬
‫فَا ْعبُد ِ‬
‫وَا ْجتَِنبُوا الطّاغُو تَ[ هذا الد ين تعا قب ج يع ر سل ال على ح ل‬
‫هدايتسه إل خلق ال فهسم جيعسا كانوا يدعون إل عقيدة واحدة‬
‫وإل عبادة معبود واحد وإل طاعة خالق واحد ما كانوا يسلكون‬
‫مسالك متلفة ف ذلك وإن اختلفت وجوه العبادات فيما جاءوا‬
‫بسه مسن شرائع فإن ذلك الختلف إناس يرجسع إل مراعاة أحوال‬
‫الناس ف كل أمة من المم وإل فالعبود واحد‪ .‬ومن هنا يتبي أن‬
‫الدين الذي جاء به الرسلون هو دين واحد‪ .‬هذا الدين هو الذي‬
‫قال الق تبارك وتعال فيه‪ ]:‬إن الدين عند ال السلم[ وقال‪]:‬‬
‫َومَ نْ َيبْتَ غِ َغ ْيرَ الْأِ سْلمِ دِينا َفلَ نْ يُ ْقبَلَ ِمنْ هُ َوهُوَ فِي الْآ ِخرَةِ مِ نَ‬
‫الْخَا ِسرِينَ[ و قد ب ي سبحانه وتعال أن ج يع الر سل جاؤوا بذا‬
‫الدين فال سبحانه وتعال يقول‪َ ]:‬شرَ عَ َلكُ مْ مِ َن الدّي نِ مَا وَ صّى‬
‫ِيمس َومُوسسَى‬
‫ِهسِإبْرَاه َ‬
‫َصسْينَا ب ِ‬
‫ْكس وَمَا و ّ‬
‫ِهس نُوحا وَالّذِي أَ ْو َحيْنَا ِإَلي َ‬
‫بِ‬
‫شرِكِيَ مَا‬
‫وَعِي سَى أَ نْ أَقِيمُوا الدّي نَ وَل تََت َفرّقُوا فِي هِ َكبُرَ َعلَى الْمُ ْ‬
‫جتَبِي إَِليْ هِ مَ نْ يَشَاءُ َوَيهْدِي إَِليْ هِ مَ نْ ُينِي بُ[‪.‬‬
‫تَدْعُو ُه مْ ِإَليْ هِ اللّ هُ يَ ْ‬
‫و قد ب ي سبحانه وتعال أن الر سل الذ ين بعث هم عز و جل إن ا‬
‫جاؤوا بذا الديسن ول يأتوا بأديان متلفسة‪ .‬وهذا يوضسح كسل‬
‫الوضوح خطسأ قول مسن قال بأن هناك ديانات سساوية فهناك‬
‫شرائع ساوية أ ما الد ين ال سماوي ف هو وا حد و هو هذا الد ين‬
‫نف سه ويدل على ذلك ما جاء من الن صوص ال صرية أن الر سل‬
‫السسابقي إناس جاؤوا بديسن السسلم فال سسبحانه وتعال يقول‪]:‬‬
‫ص َط َفيْنَاهُ فِي‬
‫سهُ َوَلقَدِ ا ْ‬
‫َومَنْ َيرْغَبُ عَنْ مِ ّلةِ ِإبْرَاهِيمَ ِإلّا مَنْ َس ِفهَ َنفْ َ‬
‫ال ّدنْيَا َوِإنّ هُ فِي الْآخِرَةِ لَمِ نَ ال صّالِحِيَ‪ ،‬إِذْ قَالَ لَ هُ َربّ هُ أَ سْلِمْ قَالَ‬
‫أَ سْلَمْتُ ِلرَبّ اْلعَالَمِيَ[ ث يبي سبحانه أن الدعوة إل هذا الدين‬
‫كانست سسنة فس أولئك الرسسلي ويدعون إليسه أخسص خاصستهم‬
‫وأقرب أقربائ هم إذ يقول سبحانه وتعال‪ ]:‬وَوَ صّى بِهَا ِإبْرَاهِي مُ‬
‫ص َطفَى َلكُ مُ الدّي نَ فَل تَمُوتُنّ ِإلّا‬
‫َبنِي هِ َوَي ْعقُو بُ يَا بَنِيّ إِنّ اللّ هَ ا ْ‬
‫ضرَ َي ْعقُو بَ الْمَوْ تُ إِذْ قَالَ‬
‫َوَأْنتُ مْ مُ سْلِمُونَ‪ ،‬أَ مْ ُك ْنتُ مْ ُشهَدَاءَ ِإذْ حَ َ‬
‫ِلبَنِي هِ مَا َت ْعبُدُو نَ مِ نْ َبعْدِي قَالُوا َن ْعبُدُ ِإلَهَ كَ َوِإلَ هَ آبَائِ كَ ِإبْرَاهِي مَ‬
‫ُسسلِمُونَ[‪ .‬ويقول‬
‫َهس م ْ‬
‫ْنس ل ُ‬
‫ِسسحَاقَ ِإلَها وَاحِدا َونَح ُ‬
‫ِسسمَاعِيلَ َوإ ْ‬
‫َوإ ْ‬
‫َانس َحنِيفا‬
‫ِنس ك َ‬
‫َصسرَانِيّا َوَلك ْ‬
‫ِيمس َيهُودِيّا وَل ن ْ‬
‫َانس ِإْبرَاه ُ‬
‫تعال‪]:‬مَا ك َ‬
‫شرِكِيَ[ ويقول تعال حكا ية عن عبده‬
‫سلِما وَمَا كَا نَ مِ َن الْمُ ْ‬
‫مُ ْ‬
‫سلِمِيَ[ هذا الكلم‬
‫نوح عليه السلم‪َ ]:‬وأُ ِمرْ تُ أَنْ َأكُونَ مِنَ الْمُ ْ‬
‫يك يه عن عبده نوح عل يه ال سلم عند ما كان يد عو قو مه يعلن‬
‫ل م أ نه مأمور بأن يكون من ال سلمي وال مر هو ال سبحانه‪.‬‬
‫وح كى ال تبارك وتعال عن عبده يو سف عل يه ال سلم قوله‪] :‬‬
‫رَبّ قَدْ آَتيْتَنِي مِ َن الْمُلْ كِ وَعَلّ ْمتَنِي مِ نْ تَأْوِيلِ الَْأحَادِي ثِ فَا ِطرَ‬
‫سلِما‬
‫ال سّمَاوَاتِ وَالْأَ ْر ضِ َأنْ تَ َوِليّي فِي ال ّدْنيَا وَالْآ ِخرَةِ تَوَ ّفنِي مُ ْ‬
‫حقْنِي بِال صّالِحِيَ[ وقال ف التوراة ال ت ي كم ب ا أ نبياء ب ن‬
‫َوَألْ ِ‬
‫حكُ مُ بِهَا الّنِبيّو نَ‬
‫إ سرائيل‪] :‬إِنّ ا َأنْ َزلْنَا التّوْرَاةَ فِيهَا هُدىً َونُورٌ يَ ْ‬
‫الّذِي نَ أَ سْلَمُوا [ ويقول تبارك وتعال ف الذ ين كانوا متم سكي‬
‫ببل ال التي الذي عضوا بالنواجذ على هداية الرسل وهم أهل‬
‫الكتاب البقية الباقية منهم الت حافظت على هداية الكتاب من‬
‫غ ي أن ت نح إل ش يء من الضللت والبدع ال ت أمل ها أحبار‬
‫ُمس‬
‫ِينس آَتيْنَاه ُ‬
‫اليهود ورهبان النصسارى يقول تعال فس هؤلء ]الّذ َ‬
‫اْل ِكتَابَ مِنْ َقبْلِهِ هُمْ بِهِ يُ ْؤ ِمنُونَ‪َ ،‬وإِذَا ُيتْلَى عَ َل ْيهِمْ قَالُوا آ َمنّا بِهِ ِإنّهُ‬
‫الْحَقّ مِ نْ َرّبنَا ِإنّا كُنّا مِ نْ َقبْلِ هِ مُ سْلِمِيَ[‪.‬فهم كانوا من قبل أن‬
‫ينل القرآن على رسسول ال ‪ e‬على السسلم‪ .‬حكسى ال تعال‬
‫عن موسى عليه السلم أنه قال لقومه‪ ]:‬يَا قَوْ مِ إِ نْ كُ ْنتُ مْ آ َم ْنتُ مْ‬
‫بِاللّهِس َفعَ َليْهِستَ َوكّلُوا إِ نْ ُكنْتُ مْ مُ سْلِمِيَ[ كذلك حكسى ال تبارك‬
‫وتعال عن حواريي عيسى بن مري عليه السلم فال تبارك وتعال‬
‫يقول‪ ]:‬قَالَ عِيسَى ابْنُ َم ْريَمَ لِلْحَوَا ِريّيَ مَنْ َأنْصَارِي ِإلَى اللّهِ قَالَ‬
‫ّهس[ وقال تعال فس قريسة لوط عليسه‬
‫ْنس أَنْصسَارُ الل ِ‬
‫ّونس نَح ُ‬
‫حوَارِي َ‬
‫الْ َ‬
‫السلم‪َ ]:‬فَأخْ َر ْجنَا مَ نْ كَا نَ فِيهَا مِ نَ الْمُ ْؤ ِمنِيَ‪ ،‬فَمَا َوجَ ْدنَا فِيهَا‬
‫سلِمِيَ[‪ .‬وكذلك ح كى ال تعال عن فرعون‬
‫َغ ْيرَ بَيْ تٍ مِ نَ الْمُ ْ‬
‫لعنه ال أنه ادعى السلم عندما أدركه الغرق] َحتّى إِذَا أَدْ َركَ هُ‬
‫اْل َغرَ قُ قَالَ آ َمنْ تُ أَنّ هُ ل إِلَ هَ إِلّا الّذِي آ َمنَ تْ بِ هِ َبنُو إِ سْرائيلَ َوَأنَا‬
‫مِ َن الْمُسْلِمِيَ[ ‪.‬‬

‫ومعن هذا أن النبياء جاؤوا بدين السلم‪ .‬فما هذا السلم؟‬

‫السلم يبينه ال تعال لنا ف كتابه العزيز حيث يقول‪]:‬قُلْ إِّننِي‬


‫سَتقِيمٍ دِينا ِقيَما مِ ّلةَ إِْبرَاهِي مَ َحنِيفا َومَا‬
‫صرَاطٍ مُ ْ‬
‫هَدَانِي َربّي ِإلَى ِ‬
‫حيَا يَ َومَمَاتِي لِلّ هِ‬
‫سكِي َومَ ْ‬
‫ش ِركِيَ ُقلْ ِإنّ صَلتِي َونُ ُ‬
‫كَا نَ مِ نَ الْمُ ْ‬
‫سلِمِيَ[‪.‬‬
‫رَبّ اْلعَالَمِيَ‪،‬ل شَرِي كَ لَ هُ َوبِذَلِ كَ ُأمِرْ تُ َوأَنَا أَ ّولُ الْمُ ْ‬
‫هكذا يكون السلم‪ .‬أن يسلم النسان نفسه ل رب العالي‪ .‬أن‬
‫يسسلم روحسه وجسسده وقلبسه وعقله ووجدانسه وفكره وضميه‬
‫وغرائزه ل تبارك وتعال فل يت صرف إل ب سب ما أذن ل ذلك‬
‫لنه عبد ال وهو مستخلف من قبل ال ف أرض ال يتحمل أمانة‬
‫ال فجدير به أن يراعي حكم ال فل يقدم على شيء ول يجم‬
‫عن شيء إل بعد إذن ال تبارك وتعال هذا هو السلم الق‪ .‬أن‬
‫يكون ال سلم م سلما ف عباد ته م سلما ف معامل ته م سلما ف‬
‫أخذه وعطائه م سلما ف سلمه وحر به م سلما ف رضاه وغض به‪.‬‬
‫فالسلم ل ينحصر ف السجد وينحسر ف الكتب أو ف التجر‬
‫أو ف الزرع أو ف أي مكان آ خر بل ال سلم يلتزم إ سلمه ف‬
‫مسسجده وهسو راكسع ل تبارك وتعال و فس متجره وهسو يسبيع‬
‫ويشتري و ف ميدا نه و هو يقا تل ف سبيل ال و ف مزر عه و هو‬
‫يزرع ويرث و ف م صنعه و هو ي صنع وين تج‪ .‬ف ج يع الحوال‬
‫ال سلم يلتزم ال سلم في ما بي نه وب ي ر به وفي ما بي نه وب ي نف سه‬
‫وفي ما بي نه وب ي والد يه وفي ما بي نه وب ي زو جه وفي ما بي نه وب ي‬
‫أولده وفيما بينه وبي أخوته وفيما بينه وبي جيانه وفيما بينه‬
‫وبي السلمي جيعا وفيما بينه وبي سائر الناس إذ ل يعاملهم إل‬
‫ب سب ما يأ مر ال تبارك وتعال به وي ض عليه وفي ما بي نه وب ي‬
‫هذا الكون الترامسي الطراف الواسسع الرجاء بأعتباره مسسرحا‬
‫لعتباره وبإعتباره أيضسا مباءة له ينتهسز فيسه الفرصسة للتعاظ‬
‫والدكار لا يرى من آيات ال تعال ف جنباته ويستغل ما فيه من‬
‫منافسع ليشكسر نعمسة ال على ذلك فهسو يتعامسل مسع هذا الكون‬
‫الواسع الرجاء بنظام السلم وبعقيدة السلم‪.‬‬
‫هذا هو السلم الق‪ .‬فالسلم مطلوب إن وزن أن يزن بوازين‬
‫السسلم وإن كال أن يكيسل بكاييسل السسلم وإن أعطسى بيسد‬
‫ال سلم وإن أ خذ يأ خذ ب يد ال سلم وإن أم شى أن ي شي بقدم‬
‫ال سلم وإن أ صغى أن ي صغي بأذن ال سلم وإن ن طق أن ين طق‬
‫بلسان السلم وإن أطرق أن يفكر بفكر السلم وإن تنفس أن‬
‫يتن فس برئ ت ال سلم وإن أب صر أن يب صر بعي ن ال سلم ب يث‬
‫يكون السسلم هسو القياس الذي يعتمسد عليسه وهسو القسسطاس‬
‫الستقيم الذي يقيس عليه المور فل يق بل شيئا ول يرد شيئا إل‬
‫بسب ما تقتضيه موازين السلم دين ال تعال الق‪ .‬و السلم‬
‫جاء ليبس أتباعسه على السستقللية وذلك لنسه يغرس فس نفوس‬
‫أتباعسه العزة والعتزاز بال والعتزاز ببس ال والعتزاز بوالة‬
‫أولياء ال والعتزاز بأتباع من هج ال هذه هي عزة ال سلم يش عر‬
‫أنسه عزيسز لصسلته بال سسبحانه وتعال فل يذل ول يسستكي ول‬
‫يضع لنه يعلم أنه من ورائه ال سبحانه وتعال وهو بكل شيء‬
‫ميط وعلى كل شيء قدير وعلى كل شيء شهيد‪.‬‬

‫ويتبي لنا من خلل التربية القة الت رب با الرسول ‪ e‬خي‬


‫هذه المة الهاجرين والنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي ال‬
‫تعال عن هم ورضوا ع نه أن ال نب ‪ e‬كان أحرص ما يكون على‬
‫أن تعيش هذه المة أمة عزيزة ل تذل ول تستكي فلذلك رباها‬
‫‪e‬‬ ‫على ال ستقللية ف كل ش يء ربا ها على من هج ال‪ .‬وكان‬
‫كثيا ما يو صي هذه ال مة بعدم التأ ثر بأغدائ هم لن التأ ثر ف‬
‫العادات يفضي إل الثأثر ف العبادات والتأثر ف العبادات يفضي‬
‫إل التأ ثر ف العقيدة‪ .‬ف من ه نا كان ال نب ‪ e‬حري صا جدا على‬
‫تربية هذه المة على الستقلل‪ .‬فكثيا ما كان يوصيها بخالفة‬
‫اليهود وبخالفسة اليهود والنصسارى وبخالفسة الجوس وبخالفسة‬
‫الشرك ي ح ت ل تتأ ثر العادات بالعادات فيؤدي ذلك بالتال إل‬
‫تأ ثر العبادات بالعبادات وتأ ثر العقائد بالعقائد‪ .‬وهذا وا ضح ل ن‬
‫تدبر أوامره ‪ e‬ونواه يه‪ .‬فكثيا ما كان يقول‪ :‬خالفوا الشرك ي‬
‫أو خالفوا الجوس أو خالفوا اليهود‪.‬‬

‫وال نب ‪ e‬بل غت به الد قة ف ذلك أ نه كان يرص على مال فة‬


‫أعداء ال ح ت ف المور العاد ية ك ما روي ع نه ‪ e‬أ نه كان ف‬
‫حالة دفن ميت وكان واقفا وكان أصحابه وقو فا من حوله فمر‬
‫ب م يهودي وقال‪ :‬هكذا ت صنع أحبار نا فق عد ‪ e‬وأ مر أ صحابه‬
‫بالقعود لئل يتأثروا بسالك اليهود‪.‬‬

‫وهذا يعنس أن التباع هسو رمسز الوالة وال سسبحانه وتعال‬


‫حذرنا ف كتابه الكري من موالة القوم الكافرين‪ .‬فال عز وجل‬
‫ُمس أَ ْوِليَاءَ‬
‫ِينس آ َمنُوا ل َتتّخِذُوا عَ ُدوّي وَ َعدُ ّوك ْ‬
‫يقول‪ ]:‬يَا أَيّهَا الّذ َ‬
‫خرِجُو نَ‬
‫تُ ْلقُو نَ ِإَليْهِ مْ بِالْمَ َودّةِ وَقَدْ كَ َفرُوا بِمَا جَاءَكُ مْ مِ نَ الْحَقّ يُ ْ‬
‫الرّسُولَ َوِإيّاكُمْ أَنْ تُ ْؤ ِمنُوا بِاللّهِ َرّبكُمْ إِنْ ُكنْتُمْ خَ َر ْجتُمْ ِجهَادا فِي‬
‫َمس بِمَا‬
‫ِمس بِالْمَ َودّةِ َوأَنَا أَ ْعل ُ‬
‫ُسسرّونَ ِإَليْه ْ‬
‫سسبِيلِي وَاْبِتغَاءَ َم ْرضَاتِي ت ِ‬
‫َ‬
‫سبِيلِ[‪.‬‬
‫أَ ْخ َف ْيتُمْ َومَا أَعْ َل ْنتُمْ َومَنْ َيفْعَ ْلهُ ِمنْكُمْ َفقَدْ ضَلّ سَوَاءَ ال ّ‬

‫ث بي لنا سبحانه العاقبة الحتكاك بؤلء ] إِنْ َي ْث َقفُوكُمْ َيكُونُوا‬


‫سَنتَهُمْ بِال سّوءِ وَ َودّوا لَوْ‬
‫سطُوا ِإَليْكُ مْ َأيْ ِدَيهُ مْ َوَألْ ِ‬
‫لَكُ مْ أَعْدَاءً َوَيبْ ُ‬
‫تَ ْك ُفرُونَ[‪.‬‬

‫فال سبحانه وتعال يبي لنا هنا أن هؤلء لن يقنعهم منا ال أن‬
‫نكفسر كمسا كفروا فهسم يودون أن نكفسر ككفرهسم‪ .‬ويقول ال‬
‫سبحانه وتعال لنبيه ‪َ ] :e‬ولَ نْ َترْضَى َعنْ كَ اْلَيهُودُ وَل النّ صَارَى‬
‫َحتّى َتّتبِعَ مِ ّلَتهُمْ[‪.‬‬

‫ويذر ال تعال من موالت م فيقول‪ ] :‬يَا َأيّهَا الّذِي نَ آ َمنُوا ل‬


‫ضهُ مْ أَ ْوِليَاءُ َبعْ ضٍ َومَنْ َيتَ َوّلهُ مْ‬
‫َتتّخِذُوا الَْيهُودَ وَالنّ صَارَى أَ ْوِليَاءَ َبعْ ُ‬
‫ِمنْكُ مْ َفِإنّ هُ ِم ْنهُ مْ إِنّ اللّ هَ ل يَهْدِي اْلقَوْ مَ الظّالِمِيَ[ ث ب ي ل نا‬
‫سبحانه أن هذه الوالة تفضي والعياذ بال إل الردة عن السلم‬
‫لن من شأن النسان أن يوال أحدا ما لحد أمرين إما لشعوره‬
‫بأنه يتفوق عليه وإما لشعوره بأن له يدا عليه وعلى كل المرين‬
‫فإن هذه الوالة ترس إل التباع فل يقنسع هذا الذي يوال دون‬
‫اتباع من يوال يه ف كل خطوة من خطوا ته و ف كل ع مل من‬
‫أعماله حت ينقلب والعياذ بال من بعد إل أقصى حد من حدود‬
‫التباع و هو الن سلخ من العقيدة القة‪ .‬ولذلك يقول ال تعال‬
‫إ ثر هذا التحذ ير من الوالة ب عد ما ب ي سبحانه وتعال أن هذه‬
‫الوالة لؤلء اليهود والنصسارى لتنتسج العسن مرض نفسسان‬
‫يقول‪َ ] :‬فَترَى الّذِي نَ فِي قُلُوبِهِ مْ َمرَ ضٌ يُ سَارِعُونَ فِيهِ مْ َيقُولُو نَ‬
‫نَخْشَى أَ نْ تُ صِيَبنَا دَاِئرَةٌ َفعَ سَى اللّ هُ أَ نْ يَ ْأتِ يَ بِاْل َفتْ حِ أَوْ َأمْرٍ مِ نْ‬
‫سهِمْ نَا ِدمِيَ‪َ ,‬وَيقُولُ الّذِي نَ‬
‫صبِحُوا َعلَى مَا أَ َسرّوا فِي َأنْفُ ِ‬
‫ِعنْدِ هِ َفيُ ْ‬
‫ُمس‬
‫ُمس لَ َم َعك ْ‬
‫ِمس ِإّنه ْ‬
‫ّهس جَهْدَ أَيْمَاِنه ْ‬
‫ْسسمُوا بِالل ِ‬
‫ِينس أَق َ‬
‫آ َمنُوا أَهَؤُل ِء الّذ َ‬
‫صبَحُوا خَا سِرِينَ[‪ .‬ث يقول تذ ير ل ا تف ضي‬
‫َحبِطَ تْ أَعْمَالُهُ مْ فَأَ ْ‬
‫إليه الوالة من الردة والعياذ بال‪ ] :‬يَا أَّيهَا الّذِي نَ آ َمنُوا مَ نْ يَ ْرتَدّ‬
‫حبّونَ هُ َأذِّلةٍ عَلَى‬
‫حّبهُ مْ َويُ ِ‬
‫ِمنْكُ مْ عَ نْ دِينِ هِ فَ سَوْفَ يَ ْأتِي اللّ هُ ِبقَوْ مٍ يُ ِ‬
‫ّهس وَل‬
‫سسبِيلِ الل ِ‬
‫ُونس ف ِي َ‬
‫ِينس يُجَاهِد َ‬
‫الْمُ ْؤ ِمنِي َ أَ ِعزّةٍ َعلَى اْلكَا ِفر َ‬
‫يَخَافُو نَ لَ ْو َم َة لئِ مٍ َذلِ كَ َفضْلُ اللّ هِ يُ ْؤتِي هِ مَ نْ يَشَاءُ وَاللّ هُ وَا سِعٌ‬
‫عَلِيمٌ[‪.‬‬
‫ث يبي ب عد ذلك على من ي ب على ال سلم أن يق صر موال ته‬
‫فيقول‪ِ] :‬إنّمَا َوِلّيكُ مُ اللّ هُ َورَ سُوُلهُ وَالّذِي نَ آ َمنُوا الّذِي نَ ُيقِيمُو نَ‬
‫الصّلةَ َويُ ْؤتُونَ الزّكَاةَ وَ ُهمْ رَا ِكعُونَ[‪.‬‬

‫ث يبي عاق بة هذه الول ية ال قة ل ولر سوله وللمؤمن ي فيقول‬


‫تبارك وتعال‪] :‬ومسن يتول ال ورسسوله والذيسن آمنوا فإن حزب‬
‫ال هسم الغالبون[ فالوالة يبس أن تكون لولياء ال يبس أن‬
‫تكون قبل كل شيء ل‪ .‬وولية العبد لربه سبحانه وتعال إنا هي‬
‫بطاع ته وابتاع أمره والضوع الطلق له ف كل ما أمره به و ف‬
‫كل ما ناه ع نه ث لر سوله ‪ e‬وذلك ب ب الر سول ح با يتلك‬
‫‪e‬‬ ‫عليه جوانب قلبه ويأسر فكره ووجدانه حت يكون قيد أمره‬
‫ف كل ما أمره به و ف كل ما ناه ع نه‪ .‬و من أول بالول ية من‬
‫من الب شر؟ هو عل يه أف ضل ال صلة وال سلم ف ق مة‬ ‫‪e‬‬ ‫ر سول‬
‫الكمال البشري‪ .‬وهو ‪ e‬باب رحة ساقها ال تبارك وتعال إلينا‪.‬‬

‫وال تعال يسبي لنسا أن التأسسي بسه مقتضيات اليان بال واليوم‬
‫سَنةٌ لِمَنْ‬
‫الخر إذ يقول‪َ ] :‬لقَدْ كَانَ َلكُمْ فِي رَسُولِ اللّهِ أُسْوَةٌ حَ َ‬
‫كَا نَ َيرْجُو اللّ هَ وَالْيَوْ مَ الْآ ِخرَ َو َذكَرَ اللّ هَ كَثِيا[‪ .‬ث يوال الذ ين‬
‫آمنوا بولية ال لا يربط بينه وبينهم من حبل العقيدة القة الت‬
‫تصله بال والت تعل سلوك الميع مقوما وتعل اتاه الميع إل‬
‫ال سبحانه وتعال‪.‬‬

‫هذه الولية تب من الؤمن للمؤمن تشعر الؤمن ف نفسه بأنه‬


‫على ارتباط وثيق لمة السلم أنه فرد من أفراد هذه المة يس‬
‫بإحسساسها ويتال للهسا ويسسعى إل غايتهسا ويرص على مسا فيسه‬
‫عزت ا ذلك كله إذا ح صل من هذه ال مة جي عا‪ ,‬ح صل الترا بط‬
‫بي هذه المة وعزت بعزة ال سبحانه وتعال‪.‬‬

‫والسلم النيف كما قلت هو الستسلم التام لمر ال‪.‬‬

‫وال تبارك وتعال شرع ل نا ف د ين ال سلم ما ي ب علي نا أن‬


‫نتبعه‪ .‬وضح سبحانه وتعال لنا ما يب أن نتبعه وما يب علينا‬
‫أن نتنبه فعلينا أن نتبع ما أمر ال به ولن نتنب ما نى ال عنه‬
‫وما عدا ذلك ما كان أقرب إل ما أمر ال به فعلينا أن نلحقه به‬
‫لن الشياء تقاس بالشياء يقاس مهول الكسم على معلومسه إن‬
‫كانت هنالك علة تمع بينهما أما ما عدا ذلك فهو عفو وذلك‬
‫كله يقاس بوازين الق الت أنزلا ال سبحانه وتعال‪.‬‬

‫والؤمسن الذي رضسي بال ربسا وبحمسد ‪ e‬رسسول وبالقرآن‬


‫‪e‬‬ ‫الكري منهجا ودليل ل يتردد ف أن يتبع أمر ال وأمر رسوله‬
‫ذلك لن ال تعال يقول‪] :‬وَمَا كَا نَ لِمُ ْؤمِ نٍ وَل مُ ْؤ ِمَنةٍ ِإذَا قَضَى‬
‫خيَرَةُ مِنْ َأ ْمرِهِمْ َومَنْ َيعْصِ اللّهَ‬
‫اللّهُ َورَسُوُلهُ َأمْرا أَنْ َيكُونَ لَهُ ُم الْ ِ‬
‫وَرَسسُوَلهُ َفقَدْ ضَلّ ضَللً ُمبِينسا[‪ .‬وعلى هذا فإن الؤمسن القس ل‬
‫يفرق فيما أمر ال تعال به وفيما نى عنه سواء أكان ذلك بنص‬
‫ف كتابه أو على لسان رسوله ‪ e‬ما يثبت عنه ‪ e‬ل يفرق بي ما‬
‫كان من ذلك جوهريا وما كان من ذلك شكليا إذ ل تفرقة عند‬
‫الؤمن بي الكليات والزئيات فهو يسارع إل طاعة ال تعال ف‬
‫الزئيات ك ما ي سارع إل طاع ته سبحانه وتعال ف الوهريات‬
‫ذلك لن الؤمن يعلم علم اليقي أن ال تعال ل يكن ليأمره إل با‬
‫ف يه خيه ول ي كن لينهاه إل ع ما ف يه شره فلو ت صور خيا في ما‬
‫ن ى ال ع نه أو ت صور شرا في ما أ مر ال تعال به فإن ا ذلك يعود‬
‫إل ف ساد ذو قه ل يكون ذلك إل لن ذو قه قد إ يف بأ فة الوى‬
‫الذي استحكم ف نفسه فغطى على بصيته حت صار يؤثر هوى‬
‫نفسه على أمر ال تعال وأمر رسوله ‪ . e‬ونن ند الؤمني الق‬
‫ف الرعيل الول ف العصر الذي بعث فيه رسول ‪ e‬بداية الق‬
‫ما كانوا يترددون ف قبول أ مر ال وقبول أ مر ر سوله ‪ e‬و هذا‬
‫لتعمسق اليان فس قرارة نفوسسهم فلذلك مسا كانوا يترددون فس‬
‫قبول ما جاء عن ال أو عن رسوله ‪ .e‬فالعرب كانوا من الناس‬
‫الذيسن يهوون المسر ويعدون النفاق فيهسا مسن أسسخى السسخاء‬
‫وأكرم الكرمات وأعظسم الفاخسر ولذلك شغلت المسر جانبسا ل‬
‫ي ستهان به من أدب م فكانوا يفاخرون بعاقرة ال مر ف شعر هم‬
‫ونثرهم‪.‬‬

‫وشاع الدمان عندهم حت أن من ل يعاقر المر كان أنذر من‬


‫النادر ف صفوفهم ولكن عندما نزل تري ال للخمر تريا جازما‬
‫ل هوادة فيسه فس قوله تبارك وتعال‪ ] :‬يَا أَيّهَا الّذِينَس آ َمنُوا إِنّمَا‬
‫شيْطَا نِ‬
‫سرُ وَالْأَنْ صَابُ وَالْأَزْل مُ ِرجْ سٌ مِ نْ عَ َملِ ال ّ‬
‫الْخَ ْمرُ وَالْ َميْ ِ‬
‫شيْطَانُس أَن ْس يُوقِع َسَبيَْنكُمُس‬
‫ُونسِإنّمَا يُرِيدُ ال ّ‬
‫ُمسُتفْلِح َ‬
‫ُوهسَلعَ ّلك ْ‬
‫فَا ْجَتِنب ُ‬
‫اْلعَدَاوَةَ وَالَْبغْضَاءَ فِي الْخَ ْمرِ وَالْ َميْسِسرِ َويَصُسّدكُمْ عَن ْس ِذ ْكرِ اللّهِس‬
‫وَعَ نِ ال صّلةِ َفهَلْ أَْنتُ مْ ُم ْنَتهُو نَ[‪ .‬عند ما أنزل ال تعال قوله هذا‬
‫على نبيه ‪ e‬أقلعت العرب عن المر وكانت طائفة من الؤمني‬
‫ف منل أب طلحة النصاري رضي ال عنه ف حالة معاقرة المر‬
‫وكانت نفو سهم متطل عة إل هذا الشراب وأعناق هم مشرئبة إليه‬
‫وشفاههم متلمظة له وأكبادهم صادئة إليه ولكن عندما جاءهم‬
‫مسن أبلغهسم هذا المسر الهسي قاموا إل الدنان فأراقوا مسا فيهسا‬
‫وحطموها من بعد امتثال لمر ال تعال وأمر رسوله ‪ e‬وكذلك‬
‫كما جاء ف حديث عائشة رضي ال تعال عنها عندما أنزل ال‬
‫تعال الذي أنزله فس سسورة النور على عبده ورسسوله ‪ e‬وتل‬
‫الرسسول ‪ e‬ذلك على الرجال انقلب الرجال إل نسسائهم فكان‬
‫الرجل يتلو ذلك على زوجه وعلى أمه وعلى أخته فقمن وشققن‬
‫مروطهن واعتجرن با فأصبحن وراء رسول ال معتجزات كأنن‬
‫على رؤ سهن الغربان‪ .‬كل ذلك كان بدا فع من اليان كان بأن‬
‫اليان وقر ف القلوب أولئك فاستول على كل شيء فما كانوا‬
‫يسون إل بإحساس اليان لنم يرون كل الي ف ما أمرهم ال‬
‫تعال به ويرون كل الشر ف ما حذرهم ال تعال منه و هذا الذي‬
‫أورث أولئك السسلف عسز الدنيسا وسسعادة الخرة فكانوا أعزة‬
‫مرموقيس بعيس الكبار والجلل مسن قبسل أعدائهسم بسل كان‬
‫أعداؤهم يتأثرون بم حت ف عقر ديارهم‪ .‬فقد شاع ف أوساط‬
‫الوروبي ف عصر من العصور احتقار التماثيل والصور حت أن‬
‫مراسسيم خرجست مسن بعسض أباطرتمس تنسص على أن اسستعمال‬
‫التماث يل ضرب من ضروب الوثن ية وت نص على حر مة ا ستعمال‬
‫هذه التماثيسل ‪ .‬كان ذلك تأثرا بالسسلمي‪ .‬بينمسا الن يسد\خسل‬
‫ال سلم ب يت ال سلم في جد ف يه أنوا عا من التماث يل والعياذ بال‪.‬‬
‫ونن كما ذكرنا من قبل إذا عدنا إل ما جاء به الرسول ‪ e‬من‬
‫ع ند ال ن د أن الر سول ‪ e‬جاء ليعلم هذه ال مة ما تأت يه و ما‬
‫تذره‪ .‬فالرسسول ‪ e‬عرفنسا كيسف نقضسي الاجسة‪ .‬عرفنسا كيسف‬
‫نتعا مل مع الزواج‪ .‬عرف نا ك يف نتعا مل في ما بين نا ك يف يل قى‬
‫بعضنا بعضا‪.‬‬

‫النب ‪ e‬كان حريصا على أن تكون لذه المة ميزتا ف عقيدتا‬


‫وعبادتا وف سلوكها وعاداتا وف مظهرها وساتا‪ .‬بيث تكون‬
‫هذه المة حت ف مظهرها تعكس ظلل إيانا الق‪ .‬ومن أجل‬
‫ذلك كان الرسول ‪ e‬ينهنه هذه المة عن التأثر بالشركي وعن‬
‫اتباع هم‪ .‬فتجدون أن ال نب ‪ e‬كان م ا علم هذه ال مة أن يوفروا‬
‫اللحى وأن يفوا الشوارب وعلل ذلك بخالفة الجوس حت أنه‬
‫‪ e‬عند ما جاء الر سولن اللذان ب عث ب ما ك سرى إل يه سألما‬
‫رسول ‪ e‬عن سبب حلقهما ليتهما وتوفيها لشاربيهما فقال‪:‬‬
‫إن ربنسا أمرنسا بذلك يعنيان كسسرى فقال رسسول ال ‪ :e‬ولكسن‬
‫‪e‬‬ ‫ر ب أمر ن بإعفاء اللح ية وإحفاء الشارب أو ك ما قال‪ .‬و هو‬
‫سا قال ‪ ":e‬حفوا الشارب‬
‫سة عندمس‬
‫سض على ذلك هذه المس‬
‫حس‬
‫واعفوا الل حى"‪ .‬و ما هو العفاء؟ إعفاء الش يء تنمي ته وزياد ته‪.‬‬
‫يقال‪ :‬عفسا الشيسء بعنس ناس وزاد‪ .‬فال تعال يقول‪ ]:‬ثُمّ بَ ّدلْنَا‬
‫سَنةَ حَتّى َعفَوْا[ أي حت نوا‪.‬‬
‫حَ‬‫سّيَئةِ الْ َ‬
‫َمكَانَ ال ّ‬
‫فال نب ‪ e‬أراد أن يكون لذه ال مة مظ هر يل يق بعقيدت ا ويل يق‬
‫بعبادتا ويليق بسلوكها ويليث بلقها ويليث بعزتا بي المم‪.‬‬

‫وكذلك جاءت روايات أخرى تؤكسد هذا العنس منهسا‪ :‬أرخوا‬


‫الل حى و أع فو الل حى ووفروا الل حى ‪ .‬كل هذه الروايات ي شد‬
‫بعضها بعضا وهي آمرة بالتمسك بذه السنة الواجبة الت حض‬
‫علي ها ر سول ال ‪ e‬وأ مر بالتم سك ب ا‪ .‬و ما ح ضه عل يه أف ضل‬
‫الصلة والسلم على ذلك الدليل وجوب فإن ال تعال يقول‪]:‬‬
‫َمس‬
‫ُمس َبعْضا قَدْ يَعْل ُ‬
‫ضك ْ‬‫ُمس كَدُعَاءِ َبعْ ِ‬
‫جعَلُوا دُعَاءَ الرّسسُولِ َب ْيَنك ْ‬
‫ل تَ ْ‬
‫اللّ هُ الّذِي نَ َيتَ سَلّلُونَ ِم ْنكُ مْ لِوَاذا فَ ْليَحْ َذ ِر الّذِي نَ يُخَاِلفُو نَ عَ نْ َأمْرِ هِ‬
‫أَنْ تُصِيَبهُمْ ِف ْتَنةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ َعذَابٌ َألِيمٌ[‪.‬‬

‫ف باب اللباس يذر كل التحذير من‬ ‫‪e‬‬ ‫وند كذلك الرسول‬


‫إسسبال الثوب فس الرجال فيقول ‪ ":e‬ازرة الؤمسن إل أنصساف‬
‫الساقي ل جناح فيما بي ذلك وبي الكعبي وما أسفل الكعبي‬
‫فهو ف النار ول ينظر ال إل رجل ير ثوبه خيلء"‪.‬‬

‫هكذا يأمر الرسول ‪ e‬بأن يكون لباس السلم لباسا لئقا ليس‬
‫فيه مظهر من مظاهر التكب والتعاظم و التعال لن السلم مأمور‬
‫بالتواضسع‪ .‬ولذلك كان ‪ e‬شديسد النكيس على مسن يراه مسن‬
‫أصحابه ير ثوبه فهو كان ‪ e‬شديد النكي على من أسبل وقد‬
‫أن كر ذلك على خية ال صحابة الذ ين مثل هم ف التوراة والن يل‬
‫ولم القدح العلى ف كل خي وقد سجل ال تعال عليهم الثناء‬
‫الالد ف كتابه وكان من أنكر ذلك عليه حذيفة رضي ال تعال‬
‫عنسه وهسو صساحب سسره ‪ e‬وكان ماس قاله فس تذيره لبعسض‬
‫أصحابه‪ :‬إياك والسبال فإنه ميلة‪ .‬أي نفس السبال هو خيلء‪.‬‬
‫ومعن ذلك ذكر اليلء لجل التنفي والتحذير ل لجل التقييد‬
‫فن فس ال سبال هو خيلء وهذا من باب ] يقتلون ال نبيي بغ ي‬
‫الق[ فإن قتل النبيي ل يكون حقا أبدا‪ .‬ولكن ذكر بغي الق‬
‫لجل تأكيد التنفي من ذلك‪.‬‬

‫والنب ‪ e‬كان أي ضا يرص على أن يبدأ من لقيه بال سلم كان‬


‫يسلم تية السلم فيقول السلم عليكم أو السلم عليكم ورحة‬
‫ال وبركاته‪.‬‬

‫وال تبارك وتعال ج عل هذه التح ية ت ية أ هل ال نة فخيل ما‬


‫يبدأ به السلم أخاه السلم أن يييه بذه التحية فهذه التحية تشعر‬
‫بالمان والطمئنان فإنا تية سلم ليست تية خطر فنحن شعارنا‬
‫ال سلم‪ .‬وال تبارك وتعال يبي ل نا أن رد ال سلم من الفرائض‬
‫حيّوا بَِأحْ سَنَ ِم ْنهَا أَوْ ُردّوهَا[‪.‬‬
‫حيّةٍ فَ َ‬
‫حيث يقول‪َ ]:‬وإِذَا ُحيّيتُ مْ ِبتَ ِ‬
‫ونن نأسف أسفا كبيا اليوم أن نرى كثيا من إخواننا السلمي‬
‫ييون بتح ية ال سلم ول يردون ال سلم‪ .‬فيد أحد هم مرح با أو‬
‫أهل وسهل أو نو ذلك ويعدل عن تية السلم‪ .‬ونن نشاهد‬
‫ذلك ف العرب خا صة أ ما الع جم ف هم أك ثر الناس ت سكا بذه‬
‫التحية‪ .‬العجم من السلمي هم أكثر الناس تسكا بتحية السلم‬
‫فإنمس ييون بتحيسة السسلم ويردون بالرد السسلمي‪ :‬وعليكسم‬
‫السلم‪.‬‬

‫حض على ما حض ال تعال على الرأة ال سلمة‬ ‫‪e‬‬ ‫والر سول‬


‫أن تتم سك بأهداب الفضيلة ب يث ل ت تبج ال تبج الذي حذر‬
‫ال منه تبج الاهلية‪ .‬وهذا أمر منصوص عليه ف القرآن‪ .‬فال‬
‫تبارك وتعال يقول مؤدبا للمؤمني أول ] قُلْ لِلْمُ ْؤ ِمنِيَ َيغُضّوا مِنْ‬
‫حفَظُوا ُفرُوجَهُ مْ َذلِ كَ أَزْكَى َلهُ مْ إِنّ اللّ هَ َخِبيٌ بِمَا‬
‫أَبْ صَا ِرهِمْ َويَ ْ‬
‫صَنعُونَ[‪.‬‬
‫يَ ْ‬

‫ث يع طف هذا الدب الذي فر ضه على الؤمن ي ب ا فرض من‬


‫أدب و خلق على الؤمنات ذلك لن الد ين ال سلمي د ين بع يد‬
‫عن الفارقات والتناقضات‪ .‬ول يكن أن يبيح للنساء بأن يتبجن‬
‫تبج الاهلية الول مع ما فرض ال تعال على الرجال من قيود‬
‫الشمسة والوقار بيسث أمرهسم باس يترتسب على ذلك أن يفظوا‬
‫فروجهم وكيف يكن لذا الرجل أن يغض من بصره كما أمره‬
‫ال و هو يرى منا ظر ال تبج الشائ نة عن يي نه و عن شاله و من‬
‫أما مه و من خل فه ب يث ل يف تح عين يه إل على طوفان من هذا‬
‫التبج الشؤوم‪.‬‬

‫فلذلك قال ال عز و جل إ ثر ذلك‪ ]:‬وَ ُقلْ لِلْ ُم ْؤ ِمنَا تِ َيغْضُضْ نَ‬


‫ح َفظْ نَ ُفرُوجَهُنّ وَل ُيبْدِي نَ زِيَنَتهُنّ ِإلّا مَا َظهَرَ‬
‫مِ نْ َأبْ صَارِهِنّ َويَ ْ‬
‫ِينس زِينََتهُنّ ِإلّا‬
‫ْنس بِخُ ُمرِهِنّ عَلَى ُجيُوِبهِن ّ وَل ُيبْد َ‬
‫ضرِب َ‬
‫ِمنْه َا َوْليَ ْ‬
‫ِلبُعُوَلِتهِنّ أَوْ آبَاِئهِنّ أَوْ آبَاءِ ُبعُوَلتِهِنّ أَوْ أَْبنَائِهِنّ أَوْ أَْبنَاءِ ُبعُولَِتهِنّ‬
‫أَوْ ِإخْوَاِنهِنّ أَوْ بَنِي ِإخْوَاِنهِنّ أَوْ بَنِي َأخَوَاتِهِنّ أَوْ نِ سَاِئهِنّ أَوْ مَا‬
‫مَ َلكَ تْ َأيْمَانُهُنّ أَ ِو التّابِعِيَ َغ ْيرِ أُولِي الْأِرَْبةِ مِ َن الرّجَالِ أَوِ ال ّطفْلِ‬
‫ضرِبْنَ بِأَ ْرجُ ِلهِنّ ِلُيعْلَمَ‬
‫ت النّ سَاءِ وَل يَ ْ‬
‫الّذِينَ لَ مْ َي ْظهَرُوا َعلَى عَوْرَا ِ‬
‫خفِيَ مِنْ زِيَنِتهِنّ َوتُوبُوا ِإلَى اللّهِ جَمِيعا َأيّهَا الْمُ ْؤ ِمنُونَ َلعَ ّلكُمْ‬
‫مَا يُ ْ‬
‫ُتفْلِحُونَ[‪.‬‬

‫فيخاطسب القس تبارك وتعال رسسوله ‪ e‬بأن يأمسر بذلك أول‬


‫أ خص خا صته وأقرب قراب ته‪ .‬وذلك قوله تبارك وتعال‪ ]:‬يَا أَيّهَا‬
‫الّنبِيّ ُقلْ لِأَزْوَاجِ كَ َوَبنَاتِ كَ َونِ سَاءِ الْمُ ْؤ ِمنِيَ يُ ْدنِيَ َع َليْهِنّ مِ نْ‬
‫جَلبِيِبهِنّ َذلِكَسأَدْنَى أَن ْسُي ْعرَفْنَس فَل يُ ْؤ َذيْنَس َوكَانَس اللّهُس َغفُورا‬
‫َرحِيما[‪ .‬وكثي من بن العصر يرون أن هذا الدب الذي فرضه‬
‫ال ف كتابه وحض عليه رسول ال ‪ e‬أمته من المور الشكلية‬
‫ال ت ل ي ضر التفر يط في ها والتهاون ب ا و هم كثيا ما يتأثرون‬
‫بالنظريات ال ت ت ستقى م ن تعف نت أفكار هم وأظل مت عقول م‬
‫وفسدت فطرهم ونتنت قلوبم من الذين عرفوا ف حاة الشهوة‬
‫والرذيلة إل أذقان م بل بلغ الال بب عض من يدعون ال سلم أن‬
‫رددوا النظريسة التس تقول بأن بروز مفاتسن الرأة للرجسل وعدم‬
‫التقيد بثل هذه القيود الغليظة الشديدة يفضي إل تذيب الغريزة‬
‫النسسية ذلك لن الرغبسة ل تكون حبيسسة وبذا تقنسع العيس‬
‫ويطمئن القلب وترتاح النفس فل يكون الرجل ميال إل الرجل‪.‬‬
‫وقسد سسعت هذا الكلم مسن أحسد الصسحفيي وهسو يدعسي هذا‬
‫الدعاء الباطسل فرددت عليسه بأننس قرأت فس صسحيفة أن رجل‬
‫امريكيسا اغتصسب ثلثيس طفل وقتلهسم بعسد العتصساب مسع أن‬
‫الجتمسع المريكسي متمسع ل يتقيسد بشيسء مسن هذه القيود قيود‬
‫الفضيلة الت جاء با السلم فهل انطلقه من هذه القيود أدى به‬
‫إل تذب غريزته وإل تسن طباعه أو أدى إل هذا السعار الذي‬
‫ل يقف عند حد‪.‬‬

‫وكذلك وجدت قبل سني ف إحدى الصحف أن رجل أمريكيا‬


‫مر على غابة ف شيكاغو وسع أنينا ينبعث من هذه الغابة فأسرع‬
‫إل م صدر هذا الن ي فإذا به ي د فتاة مشدودة بالبال وم سجاة‬
‫ف بطان ية وعمر ها يترواح ب ي خ سة ع شر وثان ية ع شر عا ما‬
‫شدت بالبال شدا وكانست فس غيبوبسة فأسسرع إل الشرطسة‬
‫وأبلغهسم البس فجاءت الشرطسة وحلو رباهسا وأخذوهسا إل‬
‫السستشفى وظلت تعال ولكنهسا ظلت فس غيبوبتهسا ل يعسد إليهسا‬
‫وعي ها ح ت فار قت الياة وأن ا مهولة الو ية ف قد أعل نت عن ها‬
‫الشرطة وأعلن عنها الستشفى فتلقى الستشفى خسمائة مكالة‬
‫من آباء و أمهات فقدوا أولد هم ف هذا ال ستوى من الع مر‪.‬‬
‫وتل قت الشر طة ألف مكال ة ليشاهدوا الثمان هذا مع النطلق‬
‫غ ي الحدود هناك ف هل كان هذا النطلق مفض يا ك ما يزعمون‬
‫إل تذيسب الغريزة على أننسا ندس فس كتاب ال سسبحانه وتعال‬
‫خطابا لسى النساء قدرا وأعفهن جيبا وأطهرهن نفسا وأرفعهن‬
‫منلة لزواج ال نب ‪ e‬ن د خطاب ال تعال إلي هن يفرض علي هن‬
‫من هذه الواجبات أكثر ما يفرض على غيهن ويبي عاقبة ذلك‬
‫ستُنّ كََأحَدٍ مِ نَ النّ سَاءِ إِ نِ اّت َق ْيتُنّ فَل‬
‫فيما بعد‪ ]:‬يَا نِ سَاءَ الّنِبيّ لَ ْ‬
‫ضعْنَ بِاْلقَ ْولِ َفَيطْمَ َع الّذِي فِي قَ ْلِبهِ َمرَضٌ وَ ُقلْنَ قَ ْولً َم ْعرُوفا[‪.‬‬
‫تَخْ َ‬

‫يذر هن من أن يض عن بالقول لئل يط مع الذي ف قل به مرض‬


‫و هن ف ب يت النبوة الطا هر ال صون وب ي الهاجر ين والن صار‬
‫الذي مثلهم ف التوراة والنيل وهم أكثر الناس تعظيما للرسول‬
‫‪ e‬وإجلل لقدره و احترامسا لبيتسه وصسونا لعرضسه ومسع ذلك‬
‫يأمرهن ال تعال بذا المر فكيف بسائر النساء اللوات يعشن ف‬
‫سن يعيشون ف س هذه‬
‫سة والرجال الذيس‬
‫الجتمعات النحلة الابطس‬
‫الجتمعات التلوثة بألواث الرذيلة الت انتشرت ف أوسط الناس‪.‬‬

‫ستُنّ كََأحَدٍ مِ َن النّ سَاءِ إِ نِ‬


‫يقول ال تعال لن‪ ]:‬يَا نِ سَا َء الّنبِيّ لَ ْ‬
‫ضعْنَ بِاْلقَ ْولِ َفَيطْمَعَ الّذِي فِي قَ ْلبِهِ َمرَضٌ وَ ُقلْنَ َق ْولً‬
‫اّت َق ْيتُنّ فَل تَخْ َ‬
‫ّجس الْجَا ِه ِلّيةِ الْأُولَى‬
‫ْنس َتَبر َ‬
‫ْنس فِي ُبيُوِتكُنّ وَل َتَبرّج َ‬
‫َمعْرُوفسا‪ ،‬وَ َقر َ‬
‫َوأَقِمْ نَ ال صّلةَ وَآتِيَ الزّكَاةَ َوأَ ِطعْ نَ اللّ هَ وَرَ سُولَه[ ث يبي الغاية‬
‫من هذه الحكام الطاهرة‪.‬‬

‫فالغا ية من ها الط هر والنا هة و ال صون‪ .‬قال تعال‪ِ ]:‬إنّمَا ُيرِيدُ‬


‫اللّهُ ِليُذْهِبَ َع ْنكُمُ ال ّرجْسَ أَهْلَ اْلَبيْتِ َويُ َطهّ َركُمْ تَ ْطهِيا[ هذا هو‬
‫خطاب ال تعال لمهات الؤمني‪.‬‬

‫وهكذا خطاب ال تعال لسسائر الؤمنات إناس يأتس مسن هذا‬


‫القبيل‪ .‬فما فرضه عليهن من القيود الختلفة‪ .‬قيود الدب‪ ،‬قيود‬
‫الشمة‪ ،‬قيود الوقار‪ ،‬إنا هو لل صون أعراضهن‪.‬‬
‫ومسا هذا الندفاع وراء مظاهسر الياة العصسرية التس تالف‬
‫السسلم النيسف وتالف هذه التوجيهات الربانيسة والنبويسة التس‬
‫تفضسي بذه المسة إل أن تكون أمسة عزيزة قويسة منيعسة‪ .‬مسا هذا‬
‫الت سارع من هذه ال مة إل ر مز هذه الول ية ال ت حذر ال تعال‬
‫منها لعداء ال‪ .‬فأصبحت المة السلمة اليوم تستحي أن يكون‬
‫مظهر ها مظهرا إ سلميا خ صوصا عند ما يكونون ف بلد غري بة‬
‫ب ي الكفار لن م يرون أن ت سكهم بذه الظا هر ال سلمية من‬
‫المور الت يسجل عليها بأنا من العار ورمز النطاط حسب ما‬
‫يت صورون ف هم يريدون أن يرقوا درج العال بتقل يد الخر ين مع‬
‫أن وظيفة السلم أن يفرض منهجه على الخرين‪.‬‬

‫هناك كلمات قد قلت ها مرارا للشباب عند ما اجتم عت ب م ول‬


‫أرى ضيا أن أعيد هذه الكلمات لكم مرة أخرى‪.‬‬

‫هذه الكلمات أحكيهسا عسن رجسل عاش فس أوروبسا ودرس فس‬


‫أوروبسا وعاد بثقافسة أوروبيسة ولكنسه قال عسن نفسسه‪ :‬إن بريسق‬
‫الضارة الوروبية ل يعش بصري لنن اكتحلت بإثد الدينة أي‬
‫بإث د ال سنة النبو ية على صاحبها أف ضل ال صلة وال سلم و هو‬
‫الشا عر ال كبي الشا عر ال سلمي م مد إقبال ف قد قال كلمات‬
‫يق لا أن تكتب باء الذهب‪.‬‬
‫يقول فس السسلم‪ :‬إن السسلم ل يلق ليندفسع مسع التيار ويسساير‬
‫الركب البشري حيث اته وسار بل خلق ليوجه العال والجتمع‬
‫والدينسة ويفرض على البشريسة اتاهسه ويلي عليهسا إرادتسه لنسه‬
‫صاحب الر سالة و صاحب ال ق اليق ي ول نه ال سؤول عن هذا‬
‫العال و سيه واتا هه فل يس مقا مه الما مة والقيادة مقام الرشاد‬
‫والتوجيه مقام المر النهاي وإذا تنكر له الزمان وعصاه الجتمع‬
‫وانرف عسن الادة ل يكسن له أن يضسع ويضسع أوزاره ويسسال‬
‫الدهر بل عليه أن يثور عليه وينازله ويظل ف صراع معه وعراك‬
‫حتس يقضسي ال فس أمره‪ .‬إن الضوع والسستكانة للحوال‬
‫القاسسرة والوضاع القاهرة والعتذار بالقضاء والقدر مسن شأن‬
‫الضعفاء والقزام أ ما الؤ من القوي ف هو نف سه قضاء ال الغالب‬
‫وقدره الذي ل يرد‪.‬‬

‫فالسلم يب عليه أن يكون مؤمنا قويا‪ .‬وقوته إنا تنبع من إيانه‬


‫بال من إيانه با أنزل ال‪ ،‬من إيانه بأن الي كل الي فيما أمر‬
‫ال تعال به والشر كل الشر فيما نى ال تعال عنه‪ .‬فليس الي‬
‫ف تقل يد الغربي ي واتباع مظاهر هم الل بة ال ت ل تف ضي بذا‬
‫النسسان إل إل احتقار مواريثسه الفكريسة والسسلوكية والعراض‬
‫من عند ال الؤمن القوي مطالب بأن‬ ‫‪e‬‬ ‫عما جاء به رسول ال‬
‫يكون قائدا متبعا ل مقلدا متبعا‪ .‬الؤمن مطالب بأن يكون عملقا‬
‫يقود غيه ل أن يكون قزما ينقاد لغيه‪.‬‬

‫الؤمن مطالب بأن يكون مؤثرا على الخرين ل أن يكون متأثرا‬


‫بالخرين‪.‬‬

‫ما هذه التبعية العمياء الت وقعنا فيها والعياذ بال إل رمز هذه‬
‫الولية الت حذر ال تعال منها لعداء السلم ‪.‬‬

‫ومسا هذه التبعيسة العمياء إل دليسل على أن النفوس أصسيبت باس‬


‫ذكره ال تعال مسن مرض القلوب‪ .‬مسا هذه التبعيسة العمياء إل‬
‫دليل على أن هذه النفوس إيفت بآفة ما يسمى عند علماء النفس‬
‫بر كب الن قص‪ .‬ف ما هذه إل هزي ة نف سية وارتكا سة ن و الدون‬
‫والعياذ بال‪ .‬والسسلمون الن كمسا قلت غيس مرة وأكرر هذا‬
‫الكلم ينتظر دورهم‪ .‬العال بأسره ينتظر البادئ الدامة وتبي أن‬
‫القيسم الاديسة ل تعود على البشسر إل بالشسر والوبال فعلى هذه‬
‫المسة أن يكون دورهسا دورا بناء وذلك أمسر ل يتسم أبدا إل إذا‬
‫اعتزت بواريئها الفكرية والسلوكية ول تفرط ف شيء من دينها‬
‫ل من القضايا الكلية ول من المور الزئية بل عليها أن تافظ‬
‫على الزئيات ق بل الكليات فإن من ا ستهان بالزئيات ا ستهان‬
‫بالكليات ومن فرط فيما يسمى الن بالشكليات فرد بالتال فيما‬
‫يسمى بالوهريات‪.‬‬

‫‪e‬‬ ‫فما على السلم الذي رضي بال ربا وبحمد قائدا ورسول‬
‫إل أن يستمد من عند ال وأن يرص على اتباع رسوله ‪َ] e‬لقَدْ‬
‫سَنةٌ لِمَنْ كَانَ َيرْجُو اللّهَ وَالْيَوْمَ‬
‫كَانَ َلكُمْ فِي رَسُولِ اللّهِ أُسْوَةٌ حَ َ‬
‫حكّمُوكَ‬
‫الْآ ِخرَ َو َذكَرَ اللّهَ َكثِيا[ ‪ ] .‬فَل وَ َربّكَ ل يُ ْؤ ِمنُونَ َحتّى يُ َ‬
‫ضيْ تَ‬
‫سهِمْ َحرَجا مِمّ ا قَ َ‬
‫جرَ َبيَْنهُ مْ ثُمّ ل يَجِدُوا فِي َأنْفُ ِ‬
‫فِيمَا شَ َ‬
‫َسسلِيما[‪ .‬هكذا يطالب السسلمي بأن يتكموا إل ال‬
‫ُسسلّمُوا ت ْ‬
‫َوي َ‬
‫وإل رسسوله ‪ e‬أن يكون كتاب ال وسسنة رسسوله ‪ e‬مصسدر‬
‫أحكام هم وموئل احتكام هم و أل يفرطوا ف مواريث هم الفكر ية‬
‫والسلوكية بيث يعتزون كل العتزاز با كان عليه سلفهم‪ .‬نن‬
‫نشاهسد مسن التكاس الذي وقعست فيسه هذه المسة والعياذ بال‬
‫أ صبحت الن هذه ال مة ت ستهي بأ عز ما ي ب علي ها أن تع تز‬
‫بسه‪...‬قيام الدولة السسلمية التس أوت الشارد وآزرت الضعيسف‬
‫وشدت عزائم الؤمنيس فانطلقوا فس أرجاء الرض أعزة يرفعون‬
‫كلمسة القس‪ .‬قامست الدولة السسلمية وكان قيامهسا ميلدا لذه‬
‫المسة فمسن هذا النطلق أجعس السسلف الصسال فس عهسد الليفسة‬
‫الراشسد عمسر رضسي ال عنسه على أن يعلوا بدء قيام الدولة‬
‫السسلمية ميقاتسا تارييسا لذه المسة فاعتمدوا على التاريسخ‬
‫الجري‪ .‬والتاريخ الجري يدور بدوران الشهر القمرية الت هي‬
‫مناط العبادات الت فرضها ال تعال عليهم‪ .‬لن الصيام والزكاة‬
‫والج و عدد النساء وأحكام اليلء وسائر الحكام الوقوتة إنا‬
‫تنب ن كل ها على مواق يت هذه الش هر القمر ية] ي سألونك عن‬
‫الهلة قل هي مواقيت للناس والج[‪.‬‬

‫وتعظيم هذه الشهر من المور الت ترتبط بعقيدة السلم ]ِإنّ‬


‫شرَ َشهْرا فِي ِكتَا بِ اللّ هِ يَوْ مَ خَلَ قَ‬
‫شهُورِ ِعنْدَ اللّ هِ اثْنَا عَ َ‬
‫عِدّةَ ال ّ‬
‫ك الدّينُ اْل َقيّمُ[‪.‬‬
‫السّمَاوَاتِ وَالْأَ ْرضَ ِم ْنهَا أَ ْربَ َعةٌ ُحرُمٌ َذلِ َ‬

‫أين الربعة الرم ف غي هذه الشهر‪.‬‬

‫فنجد السلمي اليوم يستهينون بذا التاريخ ويضربون به عرض‬


‫الائط فيؤرخون كسل دقيقسة وجليلة بالتاريسخ اليلدي‪ .‬بسل رباس‬
‫أفضسى بمس المسر أن يؤرخوا حجهسم فيقولون فس حسج عام كذا‬
‫سخ الجري‪ .‬ف س رمضان عام كذا‬
‫سخ اليلدي ل بالتاريس‬
‫بالتاريس‬
‫بالتاريسخ اليلدي ل بالتاريسخ الجري‪ .‬هذه ارتكاسسة مسع أن‬
‫التاريخ اليلدي يرتبط بفاهيم معينة عند أصحابه هي ف القيقة‬
‫ل تتفق مع السلم‪.‬‬
‫هذا مظهر من مظاهر انراف السلمي ف هذا الوقت‪ .‬وسة من‬
‫سسات تقهقرهسم ورضاهسم بالدون‪ .‬رضاهسم بالذي هسو أدنس‬
‫وإعراضهم عما هو خي وكذلك إذا جئنا من ناحية الظهر‪.‬‬

‫إنا السلم عليه أن يعتز با كان عليه رسول ال ‪ e‬هذه الظاهر‬


‫ال ت انتشرت ف ال سلمي إن ا وفدت من أورو با فأي أول بأن‬
‫يعتز به الؤمن؟‬

‫هل يعتز الؤمن بأنذال أوروبا أو يعتز برسول ال ‪ e‬واتباعه له‬


‫و تر سه لوا طه‪ .‬الر سول ‪ e‬الذي ي صفه العلي العلى بقوله‪]:‬‬
‫وإنك لعلى خلق عظيم[ ويصفه سبحانه من خلل وصفه لعظم‬
‫رسسالته بقوله‪ ]:‬ومسا أرسسلناك إل رحةس للعاليس[ ويصسفه تبارك‬
‫وتعال بقوله‪ ]:‬لقد جاءكم رسول من أفسكم عزيز عليه ما عنتم‬
‫حريص عليكم بالؤمني رؤوف رحيم[‪.‬‬

‫هسا الرسسول انضرب صسفحا عسن القتداء بسه؟ ونقتدي بأنذال‬


‫أورو با و نر يد مع ذلك ال عز ونر يد مع ذلك ال ستخلف ف‬
‫الرض والتمكي فيها ؟! أي مفارقة هذه؟!‪.‬‬

‫إن ال سلم ل ير ضى بالفارقات فال سلم ما دام ر ضي بر سول‬


‫ال ‪ e‬إما ما وقائدا وحك ما فعل يه أن يقتدي به على أن القتداء‬
‫بالشخص إنا يأت كما قلت نتيجة أمرين إما لن النسان مبهور‬
‫بعظمة ذلك الشخص وإما لن لذلك الشخص يدا أسداها عليه‬
‫وأي أحد على كل المرين أول بأن يتبع ويقتدي به من رسول‬
‫ال ‪e‬؟!‪.‬‬

‫ف ما على هذه ال مة إل أن ت عل أ مر ال وأ مر ر سوله ‪ e‬فوق‬


‫هوا ها وفوق هوى الناس أجع ي وعلي ها أن تؤ ثر ر ضا ال على‬
‫ج يع الناس‪ .‬ف ما علي ها إن غ ضب أ هل الشرق والغرب ور ضي‬
‫عنها ال‪.‬‬

‫فقد غضب من غضب من الكفار ف الرض على الصدر الول‬


‫من ال سلمي ور ضي ال عن هم فم كن ل م ف الرض وأذل ل م‬
‫أعداء هم فإذا ب م يطأون على تيجان الكا سرة والقيا صرة وتذل‬
‫لمس رقابمس ويقودونمس بسسلسل القس و العدل إل اليس وإل‬
‫الساواة ما بينهم وبي الخرين‪.‬‬

‫عندمسا كان السسلمون ل يفرطون فس واجباتمس كان كثيس مسن‬


‫الكفرة أعداء السسلم يتظاهرون بظاهسر الرقسي عندمسا يقلدون‬
‫السلمي عكس الالة الت شاعت ف الوساط السلمية اليوم‪.‬‬
‫م ا ذ كر ف تار يخ الندلس أن الندلس عند ما كا نت م سلمة‬
‫عندمسا كانست تكسم بالسسلم كان النصسارى القوط ياولون ان‬
‫يقلدوا ال سلمي ف كث ي من العادات ويعدون ذلك مظهرا من‬
‫مظاهر التقدم والدينة سواء الذكور منهم والناث‪ .‬فكان الشاب‬
‫الن صران عند ما يتحدث إل زملئه يرص على أن يلط كلما ته‬
‫عربية إسلمية كنحو السلم عليكم أو مع السلمة حت يتظاهر‬
‫ب ي زملئه بأ نه م ن تذب وتر قى‪ .‬وكذلك الفتاة النصرانية تردد‬
‫هذه الكلمات بي زميلتا لتفخر عليهن بأنا ل بأس با قطعت‬
‫شو طا ف طر يق الضارة و ف طر يق التقدم والدن ية‪ .‬والن ن د‬
‫شباب السلمي على عكس ذلك فإذا التقى أحدهم بالخر تد‬
‫بيس كلمسة وأخرى يردد كلمسة " أوكسي" أو مثسل هذه الكلمات‬
‫ليتظاهر بانه على شيء من الثقافة والوعي والضارة‪.‬‬

‫ما هذا النطاط؟! يا أمة ضحكت من جهلها المم‪ .‬هذه هي‬


‫الهانة و هذا هو الذل الذي وقعت فيه هذه المة ول يلصها من‬
‫ذلك إل رجوعها إل الق وعدم تفريطها ف شيء منه‪.‬‬

‫أسأل ال سبحانه وتعال أن يوفقنا جيعا لا يبه ويرضاه ونسأله‬


‫أن يكلنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا‪.‬‬
‫اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا‪ .‬وأصلح لنا دنيانا‬
‫ال ت في ها معاش نا‪ .‬وأ صلح ل نا أخرت نا ال ت إلي ها معاد نا‪ .‬واج عل‬
‫الياة زيادة لنا ف كل خي والوت راحة لنا من كل شر‪.‬‬

‫الل هم أ عز ال سلم وال سلمي وأذل الشرك والشرك ي واق طع‬


‫دابر أعداء الدين واستأصل شأفتهم ول تدع لم من باقية‪.‬‬

‫اللهسم شرد بمس فس البلد وافعسل بمس كمسا فعلت بثمود وعاد‬
‫وفرعون ذي الوتاد الذ ين طغوا ف البلد فأكثروا في ها الف ساد‪.‬‬
‫الل هم صب علي هم سوط عذاب و حل بين هم وب ي ما يشتهون‬
‫كما فعلت بأشياعهم من قبل واجعل بأسهم بينهم شديدا‪.‬‬

‫الل هم خلص عبادك ال سلمي ف مشارق الرض ومغارب ا من‬


‫قهر أعدائك الكافرين‪.‬‬

‫الل هم خلص عبادك ال سلمي ف مشارق الرض ومغارب ا من‬


‫قهر أعدائك الكافرين‪.‬‬

‫الل هم خلص عبادك ال سلمي ف مشارق الرض ومغارب ا من‬


‫قهر أعدائك الكافرين‪.‬‬
‫الل هم رب نا ا ستخلفنا ف أر ضك ك ما ا ستخلفت من قبل نا من‬
‫عبادك الؤمن ي وم كن ل نا الذي ارتضي ته ل نا وأبدل نا بوف نا أم نا‬
‫وبذلنسا عزا وبفقرنسا غنس وبتشتتنسا وحدة واجعنسا على كلمتسك‬
‫وألف بي قلوبنا بطاعتك يا حي يا قيوم يا ذا اللل والكرام‪.‬‬

‫اللهم إنا ضعفاء فقونا وإنا أذلء فأعزنا وإنا فقراء فأغننا‪.‬‬

‫اللهم أغننا بللك عن الرام وبطاعتك عن الثام وبك عمن‬


‫سواك يا حي يا قيوم ياذا اللل والكرام‪.‬‬

‫اللهم أبرم ف هذه المة أمر صلح ورشد يعز فيه أهل طاعتك‬
‫ويذل ف يه أ هل مع صيتك ويؤ مر فيسه بالعروف وينهسى فيسه عسن‬
‫النكر ويكم فيه شرعك ويتبع فيه كتابك ويقتدى فيه برسولك‬
‫وتقام فيه حدودك ويغاث فيه اللهوف وينصر فيه الظلوم ويقهر‬
‫فيه الظال ويعان فيه الضعيف‪.‬‬

‫الل هم أعز نا بعز تك يا ال ياذا اللل والكرام‪ .‬الل هم أعز نا‬


‫بطاعتك ‪ .‬اللهم أعزنا بطاعتك‪ .‬اللهم أعزنا بطاعتك ول تذلنا‬
‫بعصيتك يا رب العالي‪.‬‬

‫اللهسم إنسا نسسألك بانسا نشهسد أنسك أنست ال ل إله إل أنست‪.‬‬


‫الواحسد الحسد‪ ،‬الفرد الصسمد‪ ،‬الذي ل يلد ول يولد ول يكسن له‬
‫كفؤا أحسد‪ ،‬نسسألك ربنسا أن ل تدع لنسا فس مقامنسا هذا ذنبسا إل‬
‫غفرتسه ول عيبسا إل أصسلحته ول غمسا إل فرجتسه ول كربسا إل‬
‫نفسسته ول دينسا إل قضيتسه ول مريضسا إل عافيتسه ول غائبسا إل‬
‫حفظته ورددته ول ضال إل هديته ول عدوا إل كفيته ول بلءا‬
‫إل كشف ته ول دعاء إل ا ستجبته ول رجاء إل حقق ته ول سائل‬
‫إل أعطي ته ول جاهل إل علم ته ول مرو ما إل رزق ته ول حا جة‬
‫من حوائج الدن يا والخرة هي لك ر ضا ول نا صلح ومنف عة إل‬
‫قضيتها ويسرتا ف يسر منك وعافيته‪.‬‬

‫الل هم اج عل الوت خ ي غائب ننتظره وال قب خ ي ب يت نعمره‬


‫واجعل ما بعده خيا لنا منه‪.‬‬

‫الل هم إ نا ن سألك أن ت ب كل م نا ل سانا صادقا ذاكرا وقل با‬


‫خاشعا منيبا وعمل صالا زاكيا وإيانا خالصا وثابتا ويقينا صادقا‬
‫راسخا ورزقا حلل واسعا‪.‬‬

‫اللهسم إنسا نسسألك إنابسة الخلصسي وخشوع التقيس ويقيس‬


‫ال صديقي ودر جة الفائز ين يا أف ضل من ق صد وأكرم من سئل‬
‫وأحلم من عصي يا ال ياذا اللل والكرام‪.‬‬
‫اللهم اجعل جعنا ها جعا مرحوما واجعل تفرقنا من بعده تفرقا‬
‫معصوما ول تل فينا ول منا شقيا ول مروما إنك ربنا على كل‬
‫شيء قدير وإنك بالجابة جدير نعم الول ونعم الصي‪.‬‬

‫الل هم هذا الدعاء وم نك الجا بة وهذا ال هد وعل يك التكلن‬


‫سبحانك ربنا ل نصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك‬
‫ن ستغفرك ونتوب إل يك ونعول ف إجا بة دعائ نا عل يك ول حول‬
‫ول قوة إل بك‪.‬‬

‫و صل الل هم و سلم وبارك على سيدنا م مد وعلى آله وصحبه‬


‫أجعي‪.‬‬

‫سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلم على الرسلي والمد‬


‫ل رب العالي‪.‬‬

You might also like