Professional Documents
Culture Documents
المد ل ،أحده واستعينه واستهديه ،وأعوذ بال من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ،
مهن يهده ال فل مضهل له ومهن يضلل فل هادي له ،وأشههد أن ل إله إل ال وحده ل
شر يك له وأش هد أن سيدنا ونبي نا ممدا عبده ور سوله ،أر سله بدعوة ال ق إل اللق فبلغ
الر سالة وأدى الما نة ون صح ال مة وك شف الغ مة ،صلوات ال و سلمه عل يه وعلى آله
و صحبه وعلى كل من اهتدى بد يه وا ست ب سنته و سار على ن جه ود عا بدعو ته إل يوم
الدين ..اما بعد .
فإن الذي يتدبر التار يخ ال سلمي الج يد يده م نذ تن فس صبحه وارتفاع صوته ،بدا
يوا جه سلسلة من ال حن والتحديات ،وا ستمرت هذه ال سلسلة إل وقت نا هذا ،و سوف
تستمر إل أن تقوم الساعة لن تلك هي سنة ال ف خلقه { أم حسبتم أن تدخلوا النة ولا
يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حت يقول الرسول والذين
آمنوا معه مت نصر ال أل إن نصر ال قريب }..
ول قد أخب نا ال سبحانه وتعال أن حلقات ال مر إذا ا ستحكمت صعوبتها جاء الفرج
من ال سبحانه وتعال وأنفرج الض يق وزالت ال صعوبة { و ما أر سلنا من قبلك إل رجالً
نو حي إلي هم من أ هل القرى ،أفلم ي سيوا ف الرض فينظروا ك يف كان عاق بة الذ ين من
قبلهم ،ولدار الخرة خي للذين اتقوا أفل تعقلون ،حت إذا استيأس الرسل وظنوا أنم قد
كذبوا جاء هم ن صرنا فنن جي من نشاء ول يرد بأ سنا عن القوم الجرم ي ،ل قد كان ف
قصصهم عبة لول اللباب ،ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بي يديه وتفصيل
كل شيء وهدى ورحة لقوم يعلمون } .
إن ف الر سلي عبة لول اللباب ،ول كن با نب ذلك كله ل اعرف م نة رزئ ب ا
السلم كمحن ثلث ،وهي تآمر أعدائه ،وجهل أبنائه ،وعجز علمائه ،ولقد اجتمعت
هذه الحهن الثلث فه هذا القرن النصهرم ،وبسهبب اجتماعهها زلزلت العقيدة فه نفوس
السهلمي وارتاب السهلمون فه أمهر دينههم وصهدقوا مها يبه تكذيبهه وكذبوا مها يبه
ت صديقه ،وإذا نظر نا إل تآ مر أعداء ال سلم على ال سلم نده أمرا ملزما ل سي الدعوة
السلمية منذ بدايتها ،فمنذ أن رفع النب صلى ال عليه وسلم صوت الدعوة إل السلم
بكة الكرمة داعيا إل ال ،معلنا توحيد ال ،بادره قبل كل شيء من هو أقرب الناس إليه
وقال له :تبا لك ألذا جعتنا .ول يزال السلم منذ ذلك الوقت يلقى مزيدا من التآمر من
أعدائه ،ولكن التآمر الفي أصعب بكثي من التآمر الظاهر ،والغزو الفي أخطر بكثي من
الغزو اللي ،وإذا كان بانب هذا التآمر عجز من قبل أبناء السلم وعدم إدراك لذا التآمر
من قبل علمائه ،كان المر أصعب بكثي ،ولقد رزئ السلمون ف عقيدتم وارتج اليقي
ف صدورهم عندما واجهوا الغزو وهم عزل عن السلح ،فاستسلموا له وتقبلوا كل ما جاء
به.
إننا لنجد أن من أخطر ما اصيب به السلمون هو قلب الفاهيم وتغيي القاييس عندهم
.وإذا كانت الكلمات تقاس بقدر معطياتا ،فإن كلمة قالا فيلسوف من فلسفة الشرق
ف العصور السحيقة لديرة بالتقدير والكبار ،فقد قال ( :لو كنت أملك من أمر الناس
شيئا لبدأت قبل كل شيء بوضع الساء الصحيحة ف مقابل السميات ،لن التسمية تصور
ال سمى على حقيق ته ول كن الت سمية إذا كا نت مقلو بة كان ال سمى خفيا ب يث ل تدر كه
القلوب ول تستطيع أن تكم عليه العقول ).
ومن ماطر الغزو الديد الذي رزئ به السلم من قبل أعدائه ،هو قلب الساء بيث
ل ت صور ال سميات على حقيقت ها ،ون د أمثلة لذا الق يد متقبلة ع ند ج يع الناس يلوكون ا
بألسنتهم بدون تفنيد بي ما هو صحيح أو ليس بصحيح ) ،فمن ذلك أن أعداء السلم
أرادوا أن يببوا إل ال سلمي ال مر ف سموه ( الشروب الرو حي ) وإن الذي ي سمع الل سنة
تردد هذا السم للخمور ليتصور ذلك الوقف الذي وقفه الرسول صلى ال عليه وسلم ليعلن
عن هذا التحر يف ق بل أرب عة ع شر قرنا ،فالمام الرب يع رح ه ال قد روى عن عبادة بن
ال صامت ر ضي ال تعال ع نه أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال (( :لي ستحلن آ خر
أمت المر بأساء يسمونا با )) .وروي هذا الديث من طريق عبادة رضي ال عنه أيضا
المام أحد وابن ماجه بلفظ (( لتستحلن طائفة من أمت المر باسم يسمونا إياه )) .وف
رواية ابن ماجه (( ليشربن طائفة من أمت المر )) .وروى المام أحد وأبو داود من طريق
أب مالك الشعري رضي ال تعال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال (( :ليشربن
أُناس من أمت المر ويسمونا بغي اسها )) .وف حديث أخرجه ابن ماجه عن أب أمامة
رضي ال عنه أن الرسول عليه أفضل الصلة والسلم قال (( :ل تنتهي الليال واليام حت
تشرب طائ فة من أم ت ال مر وي سمونا بغ ي ا سها )) .وجاء ف روا ية عن أ ب ميث عن
أحد أصحاب النب صلى ال عليه وسلم أخرجها النسائي أنه قال (( :يشرب أُناس من أمت
ال مر وي سمونا بغ ي ا سها )) .فالذي ي سمع تردد كل مة الشروب الرو حي أو الشروبات
الروحية إطلقا على المر ،ليتصور ذلك التحذير الذي حذر منه النب صلى ال عليه وسلم
أم ته ،ويدل نا هذا التحذ ير م نه عل يه أف ضل ال صلة وال سلم أن هذا الطلق نف سه حرام ،
فإطلق اسهم الشروب الروحهي على المهر مهن ضمهن الحرمات كمها أن شرباه وبيعهها
وسقيها وعصرها واعتصارها وحلها وإهداءها وتقبلها من أهداءها كل ذلك حرام .
و من ض من قلب ال ساء ت سمية الر با بالفوائد ،وال تعال يقول { :ي حق ال الر با
ويرب الصدقات } فالربا الذي يتصوره الناس سببا للزيادة والنمو هو من أسباب مق البكة
وزوال فائدة الال ،ولقد حذر ال تعال من الربا أيا تذير فقد قال عز من قال { :يا أيها
الذ ين آمنوا اتقوا ال وذروا ما ب قي من الر با إن كن تم مؤمن ي ،فإن ل تفعلوا فأذنوا برب
من ال ورسوله فإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم ل تظلمون ول تُظلمون } .وبي قبل ذلك
سبحانه وتعال خطورة الر با ح يث قال { :الذ ين يأكلون الر با ل يقومون إل ك ما يقوم
الذي يتخب طه الشيطان من ال س ذلك بأن م قالوا إن ا الب يع م ثل الر با وأ حل ال الب يع وحرم
الربها فمهن جاءه موعظهة مهن ربهه فأنتههى فله مها سهلف وأمره إل ال ومهن عاد فأُولئك
أصحاب النار هم فيها خالدون }.والذين ياحكون ف تري الربا ويادلون إنا يتوجه إليهم
هذا الوعيهد الشديهد الذي آذن بهه ال سهبحانه وتعال بهه أُولئك الذيهن يأكلون الربها أو
أُولئك الذين يستحلونه حيث يقولون إنا البيع مثل الربا .ولقد ظن بعض الناس أن الربا
سبب للنمو والزيادة حت قال كثي منهم أن البنوك الت تتعامل بالربا سبب لزدهار القتصاد
وتعلموا أن ا سبب ل حق الب كة و سبب للقضاء على ن و الال و سبب ل ستشراء الف ساد ف
الثمار والزروع لن ال تعال يقول { :يا أيها الذين آمنوا اتقوا ال وذروا ما بقي من الربا
إن كنتم مؤمني فإن ل تفعلوا فأذنوا برب من ال ورسوله }.
ومن قلب الساء تسمية الزنا ومقدماته بالب ،مع أن ال سبحانه حرم الزنا وحذر
مهن إتيان مقدماتهه ،فقهد قال عهز مهن قائل { :ول تقربوا الزنها إنهه كان فاحشهة وسهاء
سبيل } .وفرض ال تعال العقوبات الرادعة على الزنا ،فرض اللد عليه ف كتابه العزيز ،
وفرض الرجم إن كان الزان مصنا بسنة الرسول صلى ال عليه وسلم القولية والتطبيقية ،
يقول ال تبارك وتعال { :الزا ن والزان ية فاجلدوا كل منه ما مائة جلدة ول تأخذ كم ب ما
رأفهة فه ديهن ال } .يذرنها ال تعال مهن أن تأخذنها رأفهة بالزناة لنمه يهدمون السهر
ويفسدون البيوت ويطمسون النسل ومغبة الزنا مغبة خطية ،ولكن بدلً من أن يسمى الزنا
باسه الصحيح وضع له هذا السم الباق ،فسمي حبا عند كثي من الناس.
ومهن ذلك أيضا تسهمية الغناء والرقهص وضروب الجون بالفهن ،فإن ذلك كله مهن
ضمن الغزو الطي الذي يترتب على قلب الساء عن حقيقتها وإعطاء السميات أساء غي
أ سائها ول شك أن هؤلء يق صدون ب ثل ذلك إضفاء ثوب الحا سن على القا بح وت صوير
الرذائل فه صهورة الفضائل وتبهيب الشهوات إل النفوس وياولون مهن وراء ذلك كله أن
تهل هذه المة عقيدتا وأن تهل واجباتا لنا سكعت ف شهواتا واستسلمت لعدوها إذ
ل يعود لاه ههم فه هذه الدنيها غيه الشهوات وذلك الذي تلتقهي عليهها مؤسهسات أعداء
السلم كلها ،فالصهيونية والتبشي الصليب والشيوعية ،كلها تتضافر جهودها على ذلك ،
وما يدل على ذلك ما قاله أحد القسيسي البشرين وهو زوير حيث قال ف مؤتر القدس( :
إن مهمة التبشي الت لجلها ندبتكم الدول السيحية للقيام با ف البلد الحمدية ليست ف
تن صي ال سلمي ،فإن ذلك هدا ية ل م وتكريا ،وإن ا هي ف إخراج ال سلم من ال سلم
وجعله ملوقا ل صلة له بال وبالتال ل صلة له بالخلق ال ت تعت مد عل يه ال مم ف حيات ا
وبذا تكونون بعمل كم هذا طلي عة الف تح ال ستعماري ف المالك ال سلمية ) .ث ب عد ذلك
و جه خطا به إل إخوا نه الق سيسي فقال ( :إن كم قد ظفر ت ونح تم أي ا ناح ف مهمت كم
ل ل ه ة له إل بالشهوات ،فإن سا إل أعلى النا صب ف في سبيل ذلك لن كم أعدد ت جي ً
الشهوات ،وإن جع الال فلجل الشهوات ).
وهذا هو الذي وقعت فيه هذه المة ،عندما كان اللورد كرومر بصر يقف ف وجه
الن صرين الذ ين يريدون أن يتطفوا أبناء ال سلمي ،عند ما كان يف عل ذلك قدم الن صرون
شكا ية ع نه إل بلده فنو قش فقال :إن هؤلء يريدون أن ي ستفزوا مشا عر ال سلمي بين ما
طريقت هي أنح طريق ،طريقت أن دسست السم ف العسل وذلك لنن دسست الباديء
الطية على ال سلم وال سلمي ف النا هج التعليم ية ،ل قد أمرت بإعداد النا هج التعليم ية
أكب قس ف الشرق وهو زوير وإنن لواثق أن أبناء السلمي سوف يتلقون الفكار الغربية
ب كل ما في ها من ف ساد إذا تقبلوا هذه النا هج .وذلك الذي وق عت ف يه هذه ال مة ،ف قد
أض فى ثوب الحا سن على القبائح و سيت معا صي ال سبحانه وتعال بأ ساء برا قة وأ خذ
الناس يببون إل أبنائ هم العمال النكرة والحوال الدنيئة ب سبب جهل هم بال سلم وب سبب
انطفاء جذوة الغية على هذا الدين النيف ف قلوبم ،لقد أخذ السلمون أنفسهم يترجون
الناهج التعليمية الت أعدها لم أعداؤهم ،إل لغاتم ومنها اللغة العربية لغة القرآن ومع ذلك
فإن م ل ياولوا أبدا أن يفندوا ب ي ال صحيح وال سقيم وب ي ال ق والبا طل ،بل تقبلوا تلك
الناهج با فيها من فساد وبكل ما فيها من تريف.
ومن ذلك أن كتابا من كتب الساب وجدته منذ سنوات يشتمل على أسئلة توجه إل
الطلبة ومن ضمن هذه السئلة الت توجه إليهم ( ر جل أودع ف البنك ثان ي ألفا ،وتدر
عليه هذه الثمانون ألفا أرباح بنسبة خسة ف الائة كل عام ،فكم يتمع له الربح كل عام ؟
) إن هذه ماولة لتخفيف الكراهية من الربا ،بل هي ماولة لتحبيب الربا إل القلوب بيث
يسمى الربا ربا ،وماولة لعل التعامل الربوي من ضمن التعامل الألوف بي السلمي ،
وقد قلت غي مرة أن البديل عن ذلك أن يوضع سؤال آخر مقابل هذا السؤال فيحل مله ،
م ثل أن يقال ( ر جل يلك من النقود ثانون ألفا وتلز مه ف يه زكاة بن سبة % 2,5ف كم
يلزمه من الزكاة ف العام عن هذه الثماني ألفا ).
وهذا إن دلنا على شيء فإنا يدلنا على جهلنا بقيقة السلم والعلم والتربية .إن التربية
هي تنم ية روح الفضيلة ،فالترب ية بع ن ال صلح والتنم ية وكل مة الرب مشت قة أيضا من
كل مة الترب ية أو هي قري بة من ها تؤدي معنا ها وذلك لن ال سبحانه وتعال ي صلح عباده
وينميهم بفضله وإذا كانت هي التربية في جب أن ترت كز التربية على ال صلح وعلى تنمية
الفضائل وعلى غرس الخلق وعلى بعث المم إل الي وعلى بعث العزائم إل ما فيه عز
السلمي وخيهم.
ونن إذا ما عدنا إل ما يقوله انفسهم عن التربية وجدنا أن فلسفة التربية عند الغربيي
ل ندركها نن حيث أخذنا القشور من مناهجهم التربوية ول ندرك فلسفة التربية الت تقوم
علي ها الترب ية ع ند الغربي ي ،فأ حد خباء الترب ية ع ند المريكان يقول ( :إن عمل ية الترب ية
لي ست عمل ية تعاط أو عمل ية ب يع وشراء أو ا ستياد إل الدا خل وت صدير إل الارج ) .ث
ه باسهتياد نظريهة التربيهة النليزيهة
يقول ( وفه فترات مهن التاريهخ خ سرنا أكثهر ماه ربن ا
والوروبية إل البلد المريكية ).
وإذا كان هذا الر جل تبلغ به الساسية هذا البلغ فيتأ سف لفترات من التأريخ يرى أن
شعبه خسر فيها أكثر ما ربح باستياد نظرية التربية النليزية والوروبية إل البلد المريكية
مهع أن القاسهم الشترك بيه المريكان والوروبييه عامهة والنليهز بصهفة خاصهة أشياء
متعددة ،منها الد ين ،فالم يع ينتمون إل الن صرانية ،ومنها الل غة فل غة المريكان هي لغة
النل يز ،ومن ها التاه ال سياسي ومن ها العادات والخلق ومن ها العن صر الن سب وذلك أن
المريكان من الوروبيي.
ويقول البوفيسور كلري ( :مهما قال الناس ف شرح التربية أو ف تفسي التربية فإن
كل ذلك يعود إل أن التربية هي إثبات نظرية سبق اليان با ) ويعن ذلك أن تكون التربية
متقبلة عند الشعب الر ب وذلك لن التربية تنمي عقيدة سبق اليان ب ا وترسخ مبادئ قد
سبق أن وافق ذلك الشعب الذي ترسخ فيه تلك الباديء عيها وآمن با وصدق با .وعندما
كان النليز يؤلفون دائرة العارف طلبوا من أحد خباء التربية ف بريطانيا وهو السي بيسي
ناين طلبوا منه أن يكتب ف بند التعليم عن التربية فقال ( :لقد سلك الناس مسالك متعددة
ف التعر يف بالترب ية ول كن الفكرة ال ساسية ال ت ت سيطر علي ها جيعا أن الترب ية هي ال هد
الذي يقوم بهه أباء شعهب ومدربوه لنشاء الجيال القادمهة على أسهاس نظريهة الياة الته
يؤمنون با ،إن وظيفة الدرسة أن تنح القوى الروحية فرصة التأثي ف التلميذ ،تلك القوى
الروحية الت تتصل بنظرية الياة وتفظ مقومات الشعب وتد يدها إل المام ) .وإذا كان
هذا الر جل يتحدث عن قي مه ال ت ترت بط بالو حل والتراب وال ت ل تتجاوز الادة ،فك يف
بالمة السلمية الت نزلت قيمها من السماء ،فقد جاء با كتاب عزيز ل يأتيه الباطل من
بي يديه ول من خلفه.
إن هذا ليدلنها أن على أن الواجهب على هذه المهة أن تدرك خطورة التربيهة ،وأن
تدرك واجباتا ف مو كل صورة علقت بأذهان أبنائها ل تتفق مع مبادئها وقيمها وأخلقها.
ل قد جاء القرآن الكر ي كتابا يش مل كل نوا حي الياة فل يغادر شيئا م ا تتطل به حياة
النسان .فيجب أن يكون هو الصل الول للتربية ويب أن تكون السنة النبوية هي الصل
الثان ذلك لن السنة هي الت تشرح القرآن وتبي ما أنبهم منه وتوضح ما خفي منه وتفصل
ما أجل من أحكامه ،وبناء على ذلك فإن واجب المة أن تعل تربيتها تدور حول القرآن
وحول سنة الرسول عليه أفضل الصلة والسلم ،وهذه مسئولية كبى يتحملها كل فرد
من أفراد هذه ال مة ،ف كل فرد من أفراد ها م سئول عن ها ول كن تتضا عف ال سئولية على
العلماء ،علماء الشريعهة السهلمية ،فيجهب على العلماء أن يكونوا ذوي خهبة وإدراك
لقائق العال الذي يعيشون ف يه ومتطلبا ته وأن يت صوروا كل ظرو فه وملب ساته ح ت يضعوا
حلولً ف مواج هة ج يع الشكلت والعضلت ال ت ترزح هذه ال مة ت ت ني ها وتتل مس
حلولا من قبل أعدائها ،إن علماء الفقه السلمي بإمكانم لو تعمقوا ف دراسة أحكام ال
سبحانه وتعال ف كتابه الالد الذي ل يأتيه الباطل من بي يديه ول من خلفه وتعمقوا ف
دراسة سنة الر سول صلى ال عليه و سلم وتعمقوا ف ف هم القواعد الساسية ال ت ن طق ب ا
القرآن وجاءت با السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلة والسلم وفهموا مع ذلك واقع
هذه المة ،وواقعها الدب وواقعها القتصادي وواقعها الثقاف وواقعها الجتماعي وواقعها
السياسي ،استطاعوا أن يضعوا اللول لذه المة حت ل تتاج هذه المة إل حل من قبل
أعدائها .وهذا ينبن قبل كل شيء على الفهم الدقيق والدراك العميق وذلك ليتأتى أبدا إل
بعد بذل الهد ف عدم {} ما بي الواد الثقافية الت تدرس وما بي التربية الدينية النابعة من
كتاب ال عز وجل وسنة رسوله صلى ال عليه وسلم ،ويترتب ذلك على تضافر الهود
وتنا سقها ب ي أ صحاب التخ صصات الختل فة ،فالذي يدرس الثقا فة الدين ية ي ب أن يكون
عنده من الثقافة الخرى بقدر ما يتصور واقع هذه المة ،والذي يدرس القتصاد مثلً يب
أن يكون عنده من الوعي السلمي والفهم الدين بقدر ما يدفعه لوضع اللول القتصادية
الناب عة من كتاب ال و من سنة ر سوله صلى ال عل يه و سلم مع التعاون مع الذ ين در سوا
الشريعة السلمية وتصصوا فيها ..وهكذا ف كل مال من الجالت.
ومن ضمن المور الت حاول با أعداء السلم صرفنا عن الدين النيف أنم رسخوا
ف نفوس أبنائنا التفرقة بي الدين والعلم ولجل ذلك سوا الاهلية الديثة الت هي نبذ الدين
ورف ضه والتخلص م نه ،سوا هذه الاهل ية بالعلمان ية إشتقاقا من العلم وذلك لن م يبنون
نظرياتم على التفرقة بي العلم والدين ،وإذا كانت هناك تفرقة بي العلم والدين عند غي
ال سلمي ،ويدل على ذلك ما دار من حروب ب ي العلماء الكتشف ي وب ي الذ ين ي سمون
عندههم برجال الديهن ،فإن السهلم على خلف ذلك ،الديهن السهلمي يقوم على العلم
والفهم والدراك والعقل والتفكي ،فال سبحانه وتعال يقول { :وكذلك نصرف اليات
لقوم يتفكرون } ويقول { :إن ف ذلك ليات لقوم يعقلون } ..ونو ذلك.
ذلك كله يدل على أن الدين ال سلمي ل يس بينه وب ي العقل ت صادم ول يس بينه وب ي
التفك ي ت صادم ،هذه الشياء كل ها ي ب أن يت صورها الشباب وأن يدركوا حقيقت ها وأن
يدركوا أبعادها وأن يدركوا أن الدين السلمي أمانة ف عنق كل مسلم يؤمن بال واليوم
الخر فليس ف الدين السلمي طبقة تسمى رجال الدين ،إن كل من يشهد أن ل إله إل
ال ويش هد أن ممدا ر سول ال ويق يم ال صلة ويؤ ت الزكاة وي صوم رمضان وي ج الب يت
ويلتزم واجبات ال سلم ،هو من رجال الد ين ،وم سئولية هذه الواجبات لي ست على فرد
دون فرد فال سهبحانه وتعال قهد شرع العبادة لكهل واحهد ول يشرع العبادة لطبقهة مهن
الطبقات ،والدين السلمي يفرض مراقبة ال سبحانه وتعال ف كل الحوال ،بفرض على
العبهد أن يراقهب ال فه أخذه وعطائه ،فه رضاه وغضبهه ،فه بيعهه وشرائه ،فه سهلمه
وحربه.
ول جل ذلك فإن ن أُه يب بالطل بة كل هم ،على إختلف الدروس ال ت يدر سونا ،أن
ي صصوا وقتا من أوقات م لدرا سة أحكام ال سبحانه ،لدرا سة كتاب ال إذ هو ال صدر
الول من م صادر التشر يع ف ال سلم ،ودرا سة سنة ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ،
ودراسة ما دونه علماء السلف الصال {} من أقوال فسروا با كتاب ال وشرحوا با سنة
رسوله صلى ال عليه وسلم ،ودراسة القواعد الساسية الت إستخرجت من كتاب ال ومن
سنة رسوله صلى ال عليه وسلم ،ودراسة الفكر السلمي السليم الستخرج من كتاب ال
و من سنة ر سوله م مد عل يه أف ضل ال صلة وال سلم ليواجهوا الف كر بالف كر والعلم بالعلم
ويواجهوا القوة بالقوة ويواجهوا النظام بالنظام.
كما إنن أيضا أدعوا جيع الدرسي لبذل جهدهم ف هذا المر وإدراكهم العبء الذي
ي قع على عاتق هم حول تل يص هذه الشبي بة من هذه الفكار ال ت أ صبح كث ي من هم أ سرى
في ها يرزحون ت ت ني ها ول ي ستطيعون اللص من ها إل بعو نة أ ساتذتم ،وبذل الهود
لذلك.
وال سبحانه وتعال أسأل أن يوفق الميع لا فيه الي وأن يعز السلم والسلمي وأن
يذل الشرك والشرك ي وان يرزق نا ف هم هذا الد ين وأن يرزق نا ت طبيقه ف كل ما نأت يه و ما
نذره وهو تعال ول التوفيق وصلى ال على سيدنا ممد وعلى آله وصحبه وسلم.