You are on page 1of 13

‫ماضرة ألقاها الشيخ‪ :‬أحد بن حد الليلي لطالبات معهد العلوم الشرعية ف القاعة الثقافية للمعهد‪ ،‬يوم السبت عصرا‬

‫بتاريخ‪ 12 :‬مرم لعام ‪1424‬هـ الوافق ‪ 15‬مارس ‪2003‬م‬


‫بسم ال الرحن الرحيم‬
‫أحده تعال حدا كثيا يليق بلل وجهه‪ ،‬حدا ل حد لغايته‪ ،‬ول أمد لنهايته‪ ،‬كما هو له أهل‪ ،‬سبحانه‪ ،‬ل أحصي‬
‫ثناء عليه‪ ،‬هو كما أثن على نفسه‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له‪ ،‬وأشهد أنّ سيدنا ونبينا ممدا عبده‬
‫ورسوله‪ ،‬أرسله ال بشيا ونذيرا وداعيا إل ال بإذنه وسراجا منيا‪ ،‬فبلغ الرسالة‪ ،‬وأدى المانة‪ ،‬وعلّم من الهالة‪،‬‬
‫وأنقذ من الضللة‪ ،‬وبصّر من العمى‪ ،‬صلوات ال وسلمه عليه وعلى آله وصحبه أجعي‪ ،‬وعلى تابعيهم بإحسان إل‬
‫يوم الدين ‪ ..‬أما بعد‪:‬‬
‫فالسلم عليكنّ بنات الطالبات ورحة ال وبركاته ‪...‬‬
‫إنا لفرصة سعيدة أن نلتقي ف هذا الصرح العلمي بذه الكوكبة المنية من حاملت العلم‪-‬بشيئة ال‪-‬إل الجيال‬
‫القبلة‪ ،‬ومن الداعيات إل ال على بصية وعلى بينة من المر‪ ،‬لتسي هذه القافلة بكل من فيها من ذكور وإناث إل‬
‫الي‪ ،‬والرشد والسلمة والصلح والستقامة والب ف السريرة وف العلنية؛ ول ريب أ ّن طلب العلم شرفٌ عظيم‪،‬‬
‫فبالعلم رقى النسان إل حيث رقى‪ ،‬وفضّله ال‪-‬تبارك وتعال‪-‬على اللإ العلى‪ ،‬ورفع ذكره ف الدنيا وف الخرة‪.‬‬
‫فإنّ ال‪-‬سبحانه‪-‬عندما أراد أن ي َكرّم النسان بتبوئه منصب اللفة ف هذه الرض بيّن أنّ فضله كان بسبب العلم‪،‬‬
‫س ُد فِيهَا‬
‫جعَ ُل فِيهَا مَن ُيفْ ِ‬
‫لئِ َكةِ إِنّي جَا ِعلٌ فِي ا َل ْرضِ َخلِي َفةً قَالُوا أَتَ ْ‬
‫وَِإ ْذ قَالَ رَّبكَ ِللْمَ َ‬ ‫وقد قال‪-‬عز من قائل‪:-‬‬
‫ض ُهمْ َعلَى‬
‫ح بِحَ ْمدِ َك وَُن َق ّدسُ َلكَ قَالَ إِنّي أَ ْع َلمُ مَا لَ َت ْعلَمُونَ ‪ ‬وَ َع ّلمَ آ َدمَ الَسْمَاء ُك ّلهَا ُثمّ َعرَ َ‬
‫سفِكُ ال ّدمَاء َونَحْنُ نُسَبّ ُ‬
‫َويَ ْ‬
‫لئِ َكةِ َفقَالَ أَنبِئُونِي ِبأَسْمَاء هَـؤُلء إِن كُنُتمْ صَادِقِيَ ‪ ‬قَالُوا ُسبْحَاَنكَ لَ ِع ْلمَ لَنَا إِ ّل مَا َعلّ ْمتَنَا إِّنكَ أَنتَ اْل َعلِيمُ‬
‫الْمَ َ‬
‫الْحَكِيمُ ‪ ‬قَالَ يَا آ َدمُ أَنبِ ْئهُم ِبأَسْمَاِئ ِه ْم َفلَمّا أَنَبَأ ُهمْ ِبأَسْمَاِئ ِه ْم قَالَ َأَلمْ َأقُل لّ ُكمْ ِإنّي أَ ْع َلمُ غَ ْيبَ السّمَاوَاتِ وَا َل ْرضِ َوأَ ْع َلمُ‬
‫مَا تُ ْبدُو َن َومَا كُنُتمْ تَكْتُمُونَ ‪.‬‬
‫ول ريب أنّ رسالت ال الت شرّف با النسانية ومنّ ال عليها با من أجل إنقاذها من الضللة‪ ،‬ومن أجل تبصيها‬
‫بطريق السلمة‪ ،‬جاءت هذه الرسالت مقرونة بالعلم؛ فإن رسل ال الصطفي الخيار إنا جاءوا معلمي ومبشرين‬
‫ومنذرين‪ ،‬وعندما منّ ال‪-‬سبحانه‪-‬على هذه المة ببعث عبده ورسوله ممد إليها ليجمع شتاتا‪ ،‬وليوحد صفوفها‪،‬‬
‫وليهدي قلوبا‪ ،‬وليبصرها بطريق السلمة والي‪ ،‬كان أول ما وصل إليه‪-‬صلوات ال وسلمه عليه‪-‬من وحي ال‬
‫تبارك وتعال كلمة تقلب موازين هذا الوجود‪ ،‬وتغي مسية هذه الياة‪ ،‬فإن ال‪-‬تعال‪-‬خاطبه بكلمة اقرأ وهو المي‪-‬‬
‫صلوات ال وسلمه عليه‪-‬الذي ل يكن يقرأ من كتاب ول يطه بيمينه‪ ،‬وما هذا إل خطاب لذه المة؛ لتتحول من‬
‫المية الت كانت عليها إل أن تكون أمة قارئة‪ ،‬أمة معتدلة بالعلم‪ ،‬أمة متشرفة بمل هذه الرسالة‪ ،‬أمة تدي هذه‬
‫النسانية إل الي على أنّ هذا العلم الذي تتعلمه ليس هو علما إلاميا فحسب‪ ،‬بيث يكون علما وجدانيا فطريا ل‬
‫يتاج معه النسان إل اكتساب ول يتاج معه إل قراءة وكتابة وإنا هو علم يتاج إل بذل مؤونة وطلب العونة‪ ،‬وهو‬
‫علم يتاج معه النسان إل الدارسة‪ ،‬ويتاج معه النسان إل ضبط وتقييد بآلت الضبط والتقييد‪.‬‬
‫فال تعال ما خاطب النب بكلمة اعلم ول بكلمة افهم أو أدرك أو تبيّن أو نو هذه الكلمات‪ ،‬وإنا خاطبه بكلمة‪:‬‬
‫ا ْقرَأْ ‪ ،‬القراءة الت هي قراءة للمكتوب‪ ،‬قراءة لا سُطر ف الكائن قراءة لا يُنقل من مكان إل مكان من العلومات الت‬
‫تتوارثها الجيال عب ما تلقاه مدونا ف الكراريس أو ما ينتقل من أمة إل أمة على اختلف أقطارها بسبب انتقال هذه‬
‫الدونات وهو أمر يتاج إل بذل أموال وإل جهد‪ ،‬وقد أيّد ال‪-‬تعال‪-‬ذلك عندما ذكر أهم وسيلة من وسائل هذا‬
‫ا ْقرَْأ بِا ْسمِ َرّبكَ اّلذِي َخلَقَ ‪َ ‬خلَ َق اْلإِنسَا َن مِنْ َعلَقٍ ‪ ‬ا ْقرَْأ َورَّبكَ اْلأَ ْك َرمُ ‪‬‬ ‫العلم وضبطه وهي وسيلة القلم‪ ،‬فقد قال‪:‬‬
‫اّلذِي َع ّلمَ بِاْل َقلَمِ‪َ ‬ع ّلمَ اْلإِنسَانَ مَا َلمْ َي ْع َلمْ وبذكره تبارك وتعال هنا خلق النسان من علق إياء على النسان خُلق‬
‫خلقا عجيبا‪ ،‬خُل َق متطورا من طور إل طور‪ ،‬من طور كان فيه حقيا ل يساوي شيئا إل طور آخر صار فيه شريفا‬
‫كريا لا أفاض ال عليه من الي ووهبه من العلم‪ ،‬وبوأه من مناصب التكري وأتاه من الواس‪ :‬أتاه السمع والبصر‬
‫والعقل وصار مدبرا‪ ،‬وصار مستخلفا ف هذه الرض‪ ،‬فجديرٌ بذا النسان أن يعتن با هو ممل إياه ؛ لنه ل يُخلق‬
‫ليعيش كما يعيش غيه من الكائنات الخرى الت ينشرها اليلد‪ ،‬ويطويها الوت‪ ،‬وإنا خلق ليتحمل أمانة كبى‪،‬‬
‫فوجود النسان ل ينحصر ف هذه الياة القصية الحصورة بي اليلد والوفاة وإنا وجود السلم يتد عب الجيال‬
‫التسلسلة التعاقبة با يقدمه من علم‪ ،‬ث إن هذا الوجود يعقبه وجود آخر ياسب فيه النسان على ما قدم و أخر يتلف‬
‫ذلك الوجود عن هذا الوجود بكون هذا الوجود وجود عمل و ذلك وجود جزاء‪ ،‬ولكون هذا الوجود وجودا‬
‫مدودا‪ ،‬وذلك وجودا مطلقا وهكذا‪ ،‬فإذا على هذا النسان أن يعلم ليعمل‪ ،‬وأن يتبي حقيقة هذه الياة‪ ،‬وأن يكشف‬
‫عن سرها العمّى‪ ،‬وأن ياول أن يل لغزها الغامض ليعرف لاذا وجد ؟ ومن أين يبدأ ؟ وإل أين ينتهي ؟ وماذا عليه أن‬
‫يعمل بي البدأ والنتهى ؟ لنه خلق ليحمل رسالة‪ ،‬رسالة عظيمة‪ ،‬ولئن كان أي عمل من العمال الت يكلفها النسان‬
‫ل يكنه أن يتقنه إلّ إذا كان على بصية من أمرة‪ ،‬عارفا بأوله وآخره‪ ,‬وظاهره وباطنه‪ ،‬وكيف يتصرف فيه ؟ فإنّ هذه‬
‫إِنّا‬ ‫المانة الشاقة الت حُمّلها هي أمانة أكب من ذلك فعليه أن يتبي كيف يتحملها ؟ وكيف يؤديها ؟ وال يقول‪:‬‬
‫ت وَاْلَأ ْرضِ وَالْجِبَا ِل َفأَبَيْنَ أَن يَحْ ِملَْنهَا وَأَ ْش َفقْنَ مِ ْنهَا وَحَ َم َلهَا اْلإِنسَانُ ِإّنهُ كَا َن َظلُومًا‬
‫َع َرضْنَا اْلَأمَاَنةَ َعلَى السّمَاوَا ِ‬
‫َجهُولًا وعندما شرّف ال هذه المة بأن بعث فيها رسولً كريا ليهديها صراطا مستقيما‪ ،‬منّ عليها بالعلم‪ ،‬بيّن أن‬
‫رسالة هذا الرسول‪ ،‬رسالة تعليم لذه المة‪ ،‬فقد امتّ ال على الميي وهم العرب الذين كانوا معروفي بالمية‬
‫وكانوا أوغل الناس ف الضللة قدما‪ ،‬وأعماهم عن البصية‪ ،‬كانوا كما يصفهم جعفر ابن أب طالب عند النجاشي إذ‬
‫بيّن كيف كان حال العرب قبل أن يكرمهم ال‪-‬تعال‪-‬بالسلم‪ ،‬كانوا يسيئون الوار‪ ،‬ويأكلون اليتة‪ ،‬ويعبدون‬
‫ي رَسُولًا‬
‫ُهوَ اّلذِي َب َعثَ فِي اْلُأمّيّ َ‬ ‫ت ال عليهم بأن قال‪:‬‬
‫الصنام‪ ،‬ويقتل بعضهم بعضا‪ ،‬كانوا أشد الناس أمية ‪ ..‬ام ّ‬
‫ي ث امتّ على غيهم‬
‫ضلَا ٍل مّبِ ٍ‬
‫ب وَالْحِكْ َمةَ َوإِن كَانُوا مِن قَبْلُ َلفِي َ‬
‫مّ ْن ُهمْ يَ ْتلُو َعلَ ْي ِهمْ آيَاِتهِ وَُيزَكّي ِه ْم وَُي َعلّ ُم ُهمُ الْكِتَا َ‬
‫حقُوا ِب ِهمْ َو ُهوَ اْلعَزِيزُ الْحَكِيم ‪ ‬ذَِلكَ‬
‫وَآ َخرِي َن مِ ْن ُهمْ لَمّا َيلْ َ‬ ‫من المم والشعوب الت دخلت ف دين ال‪-‬تعال‪-‬فقال‪:‬‬
‫َفضْلُ ال ّلهِ ُي ْؤتِيهِ مَن يَشَاء وَال ّل ُه ذُو اْل َفضْلِ اْلعَظِيمِ فعلينا إذا أن نبي هذه النعمة العظيمة بأن أرسل ال إلينا هذا النب‬
‫َل َقدْ مَنّ ال ّلهُ َعلَى‬ ‫ت ال على جيع الؤمني بذه النعمة العظيمة عندما قال‪:‬‬
‫الكري ليهدينا ويعلمنا ويزكينا‪ ،‬وام ّ‬
‫س ِهمْ يَ ْتلُو َعلَ ْي ِهمْ آيَاِت ِه وَُيزَكّي ِه ْم وَُي َعلّ ُم ُهمُ الْكِتَابَ وَالْحِ ْك َمةَ وَإِن كَانُوْا مِن قَبْ ُل َلفِي‬
‫ث فِي ِهمْ رَسُو ًل مّنْ أَنفُ ِ‬
‫الْمُؤمِنِيَ ِإ ْذ َبعَ َ‬
‫ضَل ٍل مّبِيٍ على أن هذا العلم ليس نظريات يتلقاها النسان ويشو با دماغه وإنا هو منهج يسي عليه‪ ،‬وهو منهج‬
‫يبدأ بإصلح النفس وتطهي الباطن‪ ،‬وإصلح السريرة حت يكون النسان ظاهره وباطنه صالا مستقيما‪ ،‬ويكون تقيا‬
‫منيبا‪ ،‬فإن العلم ل يفيد شيئا عندما يكون النسان غي عامل به‪ ،‬وبذلك قُرنَ التعليم بالتزكية‪.‬‬
‫بدأ‬ ‫َل َقدْ مَنّ ال ّلهُ َعلَى الْمُؤمِنِيَ ِإذْ َب َعثَ فِي ِهمْ رَسُو ًل مّنْ أَنفُسِ ِهمْ يَ ْتلُو َعلَ ْي ِهمْ آيَاِتهِ َوُيزَكّي ِهمْ‬ ‫ال تبارك وتعال يقول‪:‬‬
‫حكْ َمةَ وَإِن كَانُوْا مِن قَبْلُ َلفِي ضَل ٍل مّبِيٍ فلبد من التزكية بيث‬
‫ب وَالْ ِ‬
‫وَُي َعلّ ُم ُهمُ الْكِتَا َ‬ ‫بالتزكية قبل التعليم ‪..‬‬
‫يكون الوعاء الذي يمل هذا العلم وعاء نظيفا نقيا فالعلم نور من ال ل يكن أن يصب ف أي وعاء كان وإنا يصب‬
‫ي رَسُولًا مّ ْن ُهمْ َي ْتلُو َعلَ ْي ِهمْ آيَاِت ِه وَُيزَكّي ِهمْ‬
‫‪ُ :‬هوَ اّلذِي َب َعثَ فِي اْلُأمّيّ َ‬ ‫ف وعاء طاهر نظيف قدسي‪ ،‬وكذلك قال‬
‫ضلَا ٍل مّبِيٍ ‪ ،‬وقال فيما يكيه عن ابراهيم وإساعيل‪-‬عليهما‬
‫َوُي َعلّمُ ُهمُ اْلكِتَابَ وَالْحِكْ َم َة وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ َلفِي َ‬
‫رَبّنَا وَاْب َعثْ فِي ِه ْم رَسُولً مّ ْن ُهمْ يَ ْتلُو َعلَ ْي ِهمْ آيَاِتكَ َوُي َعلّمُ ُهمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْ َم َة وَُيزَكّي ِهمْ إِّنكَ أَنتَ ال َعزِيزُ‬ ‫السلم‪:-‬‬
‫الَكِيمُ والتزكية هي عكس التنسية‪.‬‬
‫َقدْ َأ ْفلَحَ‬ ‫التزكية هي أن يرص النسان على تنقية نفسه من معاصي ال‪-‬تعال‪-‬الظاهرة والباطنة‪ ،‬فإن الق يقول‪:‬‬
‫ب مَن دَسّاهَا ‪ ،‬كلمة التزكية من حيث الدللة اللغوية لا معنيان‪ :‬معن هو بعن التطهي يقال بأن‬
‫مَن زَكّاهَا ‪َ ‬و َقدْ خَا َ‬
‫هذا الشيء زكي‪ ،‬أي‪ :‬طاهر نظيف ويقال‪ :‬زكاه بعن طهره‪.‬‬
‫والتزكية تأت بعن التنويع وكل المرين مرهون ومأخوذ به فإنه من الضروري بالنسبة للنسان أن يزكي نفسه أي أن‬
‫يطهرها من جيع الدناس وأن ينمي فضائلها أيضا أن يزكيها أي‪ :‬أن ينمي فضائلها بيث يغرس فيها أنواع الفضائل‬
‫الختلفة والتزكية‪-‬كما قلت‪-‬هي عكس التنسية ‪ ..‬والتنسية هي إهال النفس بيث تقع ف مارم ال وتتصف بالصفات‬
‫الغي طيبة‪.‬‬
‫فإذا العلم لبد من أن تكون معه تزكية‪ ،‬هذه التزكية هي‪ :‬أن يكون هذا العلم أولً قبل كل شيء لوجه ال‪-‬تعال‪-‬‬
‫بيث ل يبتغي به النسان عرضا من أعراض هذه الدنيا ل يريد أن يعله وسيلة إل مال يكتسبه ول يريد أن يعله‬
‫وسيلة إل منصب يتبوأه‪ ،‬ول يريد أن يعله وسيلة إل سعة ينالا من الناس‪ ،‬إنا يريد به وجه ال‪-‬تبارك وتعال‪ ،-‬يريد‬
‫أن ينال به الشرف العظيم ‪ ..‬أولً قبل كل شيء أن يعرف ربه وحق ال‪-‬تبارك وتعال‪-‬الذي خلقه فسواه‪ ،‬وأنعم عليه‬
‫بالنعم الظاهرة والباطنة ومع هذا عليه أن يتجنب أيضا أن يسّ ف نفسه بأنه عندما ينال شيئا من العلم يكون مفضلً‬
‫على غيه‪ ،‬فإنه بقدر ما ينال سيئا من العلم تكون مسئوليته أمام ال‪-‬تعال‪-‬أكب فلذلك عليه أن يزداد ورعا وأن يزداد‬
‫قربا من ال‪-‬تبارك وتعال‪-‬فمن ازداد علما ول يزدد ورعا ل يزده من ال إ ّل بعدا‪ ،‬ومن هنا كان السلف الصال‬
‫حراصا على أن يتعلموا الخلص ف طلبهم العلم‪ ،‬كما يتعلمون الخلص ف العمال الت يتقربون با إل ال‪-‬‬
‫سبحانه‪-‬على نو‪ :‬الصلة والزكاة والصيام والج والصدقة وبر الوالدين وسائر القربات الت يتقربون با إل ال؛ لن‬
‫العلم هو وسيلة هذه العمال جيعا والطريق السليم الذي يتمكن من خلله النسان أن يؤدي العمل على أحسن وجه‬
‫فلذلك كان من الضرورة بكان أن يكون هذا النسان التعلم حريصا على تنقية نفسه وتطهيها من جيع الدناس ومن‬
‫ذلك أن يكون طلبه للعلم خالصا لوجه ال تعال الكري‪ ،‬فإن النب يقول‪ ( :‬من طلب العلم ليباهي به العلماء أو‬
‫ليماري به السفهاء لقي ال وهو خائب من السنات ) نعم من طلب العلم ليماري به السفهاء أو ليباهي به العلماء كان‬
‫ذلك نصيبه ول يكن له نصيب ف الدار الخرة‪-‬والعياذ بال‪-‬وإن من أبلغ الشعر الذي قيل ف هذا الانب ما قاله عال‬
‫الشعراء وشاعر العلماء العلمة أبو مسلم ف رائيته الشهورة قال‪:‬‬
‫ورافق دليل العلم يَهدِك إنه *** طريق يار العقل فيه وعي‬
‫وفعلك حد الستطاع من التقى *** على غي علم ضيعة وغرور‬
‫فما زكت العمال إ ّل لبصر *** على نور علم ف الطريق يسي‬
‫أتدخر العمال جهلً لوجهها *** وأنت إل علم هناك فقي‬
‫فيا طالب العلم إئِت ِه من طريقة *** وإ ّل فبالرمان أنت جدير‬
‫فلست إذا ل تتد الدرب واصلً *** قبيلك ف جهل السلوك دبي‬
‫وما العلم إ ّل ما أردت به التقى *** وإ ّل فخطُأ ما حلت كبي‬
‫وكم حامل علما وف الهل لو درى *** سلمته ما إليه يصي‬
‫وما أنت بالعلم الغزير ببص ٍر *** ومالك جدٌ ف التقاة غزيرُ‬
‫وحسبك علما نافعا فرد حكمة *** با السر حي والوارح نور‬
‫تعلم لوجه ال وأعمل لوجهه *** وثق منه بالوعود فهو جدير‬
‫تعرض لتوفيق الله ببه *** ودع ما سواه فالميع قشور‬
‫هو الشأن بالتوفيق تزكو ثاره *** ومتجره وال ليس يبور‬
‫كأي رأينا عالا ضل سعيه *** وضل به جمٌ هناك غفي‬
‫معارفه بر ويصرف وجهه *** إل الباطل الذلن وهو بصي‬
‫وافلح بالتوفيق قوم نصيبهم *** من العلم ف رأي العيون حقي‬
‫وتلك حظوظ للرادة قسمها *** وحكمة من يتارنا ويي‬
‫فإذا على النسان أن يرص على أن يكتسب التقى والورع والفضل بقدر ما ينال من العلم وعليه أيضا أن يرص بأن‬
‫ينقي صفحته من معاصي ال‪-‬تبارك وتعال‪-‬الظاهرة والباطنة بقدر ما ينال من العلم وعليه أن يرص على التواضع‬
‫وحسن العاملة للغي بقدر ما يكتسبه من العلم‪ ،‬على أن النسان الذي يطلب العلم ذكرا كان أو أنثى هو مطالب بأن‬
‫يكون شأنه شأن رسول ال الذين يملون هذه الدعوة إل عباد ال ؛ لنه يمل أمانة ال‪ ،‬يمل كتاب ال‪ ،‬ويمل‬
‫سنة رسول ال فعليه أن يدعو إل ال‪-‬تعال‪-‬على بصية‪ ،‬عليه أن يتجرد ل‪-‬تعال‪-‬ف دعوته بيث ل يريد جزاءا‬
‫ول شكورا‪ ،‬إنا يعمل لوجه ال‪-‬تعال‪-‬إرضاءً له ولا كان كذلك‪ ،‬عليه أن يعامل الناس بتواضع وأن ل يستعلي‬
‫عليهم‪ ،‬وأن يتسع صدره للجهلة الذين ل يبلغوا ما بلغ من العلم‪ ،‬وأن ل يسسهم بأنه أرفع منهم درجة أو أكرم منهم‬
‫منلة‪ ،‬وأ ّن له من الفضل ما ليس لم‪ ،‬إنا عليه أن يكون دائما متواضعا بقدر ما يناله من العلم خالصا لوجه ال‪-‬‬
‫تعال‪ ،-‬على أ ن العلم هو نور‪ ،‬نور من ال‪-‬تبارك وتعال‪-‬ولذلك كان هذا النور جديرا أن يكون وعاؤه‪-‬كما قلنا‪-‬‬
‫وعاءا نظيفا وقد أجاد ف هذا من قال‪:‬‬
‫شكوت إل وكيع سوء حفظي *** فأرشدن إل ترك العاصي‬
‫وأخبن بأن الفظ نور *** ونور ال ل يهدى لعاصي‬
‫بقدر ما يكون النسان متواضعا ومتقيا لربه ومطيعا له يعطيه ال‪-‬تبارك وتعال‪-‬العلم النافع‪ ،‬ليس العلم النافع كثرة‬
‫الرواية وإنا العلم النافع هذا السر اللي الذي يكون ف النفوس فيزكيها ويبب طباعها وأن يكون النسان مستبصرا‬
‫بنور ال‪ ،‬ول ريب أن الناس عندما استبصروا بنور ال تولت حياتم من حياة كانت ذات طبيعة معينة إل نقيضها وهذا‬
‫واضح ف ما يكيه ال‪-‬تبارك وتعال‪-‬ف كتابه عن المم ومن ذلك ما حكاه عن سحرة فرعون‪ ،‬سحرة فرعون كانت‬
‫نظرتم نظرة مادية‪ ،‬كانوا يريدون متاع هذه الياة الدنيا كانوا يريدون أن يتبوؤا منصب القرب من ذلكم الطاغية‪ ،‬من‬
‫َأئِنّ لَنَا َلأَ ْجرًا إِن كُنّا نَحْ ُن اْلغَالِبِيَ وقد أكدوا أنم‬ ‫فرعون فهم عندما جاءوا إليه أول ما سألوا عن الادة‪ ،‬قالوا له‪:‬‬
‫أي لكم كل‬ ‫َن َعمْ وَِإنّ ُكمْ ِإذًا لّمِنَ الْ ُم َقرّبِيَ‬ ‫بانب رغبتهم ف الادة‪ ،‬يرغبون أيضا ف التقرب إليه فلذلك قال لم‪:‬‬
‫المرين‪ ،‬لكم الادة الت تطلبونا وبانب ذلك أيضا لكم الظوة والقرب فأنتم تتقربون إلّ َوإِنّ ُكمْ ِإذًا لّمِنَ الْ ُمقَرِّبيَ‬
‫ولكن بعدما استبصروا بنور ال ولمس إيانم شغاف قلوبم تولوا من تلكم النظرة إل نظرة معاكسة عرفوا قيمة‬
‫هذه الياة‪ ،‬وعرفوا قيمة الخرة وهكذا العارف بربه يعرف قيمة هذه الياة ويعرف قيمة الدار الخرة‪ ،‬فلذلك‬
‫يعطي هذه الياة بقدر قيمتها ويعطي الدار الخرة أيضا قدر قيمتها‪.‬‬
‫قيمة هذه الياة بقدر ما يعيش النسان فيها وبقدر ما ينتفع به منها ‪ ..‬فما هذا النتفاع الذي ينتفعه النسان ف هذه‬
‫الدنيا بانب منافع الخرة ؟ ما قيمة هذه العيشة القصية الت ل يدري النسان مت ينتهي ؟ ل يدري مت يفجعه ريب‬
‫النون ؟ فينتزعه من هذه الياة نفسها ؟ ذلك أمر مهول‪.‬‬
‫أما الدار الخرة فهي دار بقاء‪ ،‬دار خلود‪ ،‬دار ل ناية لا ‪ ..‬من منع الي هنالك بُوأ جنة عرضها السماوات والرض‬
‫وتلكم النة كما يقول النب‪-‬عليه أفضل الصلة والسلم‪ ( :-‬لوضع صوت أحدكم ف النة خي من هذه الدنيا وما‬
‫فيها )‪ ،‬موضع صوت النسان ف النة خي من هذه الدنيا وما فيها ‪ ..‬وإنا لديرة بذلك وهي ل تنتهي‪ ،‬وحياتا غي‬
‫مهددة بنوم أو بوت‪ ،‬راحتها غي مشوبة بتعب‪ ،‬لذتا غي مشوبة بأل وهكذا‪.‬‬
‫نعيمها غي مكدر ببؤس‪ ،‬شبابا غي مهدد بشيب‪ ،‬هكذا الدار الخرة ‪ ..‬فإذا ما قيمة هذه الدنيا بانب الدار الخرة ؟‬
‫فلماذا يضحي بآخرته من أجل هذه الدنيا القصية الحدودة ؟‬
‫ومن هنا يكون النسان الذي هو على بصية من أمرة حريصا على الدار الخرة‪ ،‬أولئك الذين شرفهم ال‪-‬تعال‪-‬‬
‫باليان هم سحرة فرعون‪-‬كما قلنا‪-‬انقلبت نظرتم إل الياة بجرد ما لمس اليان شغاف قلوبم فقالوا لفرعون‪:‬‬
‫‪ ..‬هكذا قالوا‬ ‫ت قَاضٍ ِإنّمَا َت ْقضِي َهذِ ِه الْحَيَاةَ الدّنْيَا‬
‫ض مَا أَن َ‬
‫لَن ّنؤِْثرَكَ َعلَى مَا جَاءنَا مِنَ الْبَيّنَاتِ وَاّلذِي فَ َطرَنَا فَاقْ ِ‬
‫له‪.‬‬
‫توّل سريع ف مدة قصية بسبب هذا النور اللي ‪ ..‬فإذا طالب العلم ينبغي له بقدر ما يكتسبه من العلم أن يستزيد‬
‫من هذا النور الذي يضي خلفه بيث يكون حريصا على الدار الخرة‪ ،‬هذا ل يعن أنه ل يستمتع بتع الياة لكن يعل‬
‫هذه التع وسيلة إل ما هو خي له‪ ،‬يعل هذه التع وسيلة إل العمل لصال‪ ،‬وسيلة إل تقوى ال‪ ،‬وسيله إل الدعوة إل‬
‫ال‪-‬تبارك وتعال‪-‬وهكذا كل ما يهيئه ال‪-‬تبارك وتعال‪-‬له ف هذه الدنيا‪ ،‬ومعن ذلك أن تكون الدنيا ف يديه ل ف‬
‫قلبه‪ ،‬ول تكون ملء سعه وبصره‪ ،‬إنا ينظر الدر الخرة‪ ،‬ويسب لا حسابا ‪ ..‬هذا ومن العلوم أن هذا العلم الذي هو‬
‫نور من ال‪-‬تبارك وتعال‪-‬يُبصّر النسان بالقيقة‪ ،‬وإن من فضل ال‪-‬تبارك وتعال‪-‬علينا أن ند ف كتاب ال‪-‬تعال‪-‬‬
‫ما يدلنا على أن العقيدة القة عقيدة مرتبطة بالعلم لنا جاءت من عند ال والعلم إنا هو تصور للواقع فالنسان‬
‫عندما يتصور الواقع يد هذا الواقع كما جاء عن ال‪-‬تبارك وتعال‪-‬فنحن نرى أن ال تبارك وتعال عندما يذكر لعباده‬
‫أهم قضية من قضايا العقيدة وهي اليان بال واليان بوحدانية ال ويربط ذلك بقائق هذا الوجود ويأخذ بفكر‬
‫النسان ليطوف به ف آفاق هذا الكون حت يرى أسرار ال‪-‬تعال‪-‬ف خلقه ؛ ليكتشف أ ن هذا الكون بكل أبعاده‬
‫‪َ :‬وإِلَـهُ ُكمْ إَِلهٌ وَا ِحدٌ لّ إَِلهَ إِ ّل ُهوَ‬ ‫وحدة متكاملة وأنه ف وحدته هذه يُعرب عن وحدانية خالقه فقد قال‬
‫جرِي‬
‫لفِ اللّيْ ِل وَالّنهَارِ وَاْل ُف ْلكِ الّتِي َت ْ‬
‫ض وَاخْتِ َ‬
‫ت وَا َل ْر ِ‬
‫إِ ّن فِي َخلْ ِق السّمَاوَا ِ‬ ‫الرّحْمَنُ الرّحِيم ث أتبع ذلك بقوله‪:‬‬
‫ث فِيهَا مِن كُ ّل دَآّبةٍ َوَتصْرِيفِ‬
‫حرِ بِمَا يَنفَعُ النّاسَ َومَا أَنزَ َل ال ّلهُ مِنَ السّمَاء مِن مّاء فَأَحْيَا ِبهِ ال ْرضَ َب ْع َد َموِْتهَا وََب ّ‬
‫فِي الْبَ ْ‬
‫خرِ َبيْنَ السّمَاء وَا َل ْرضِ ليَاتٍ ّل َق ْومٍ َيعْ ِقلُونَ ؛ فل ريب أن ال ذكر أولً وحدانيته ث بي‬
‫ح وَالسّحَابِ الْمُسَ ّ‬
‫الرّيَا ِ‬
‫نظام هذا الكون الذي ينبئ عن كون الكون بأسره وحدة متكاملة بيث أنه بكل أبعاده متناسق تناسقا غريبا وأن كل‬
‫ما فيه من حركات متناسق وهذا ما يدعو إل التفكي أن هذا الكون ل يصدر إل عن مكون واحد‪ ،‬فلو كان هناك أكثر‬
‫من مكون لكانت لكل واحد منهم إرادة مستقلة‪ ،‬وباستقلل كل واحد منهم بإرادته يكون أيضا مستقلً براده وهذا‬
‫ما يؤدي إل الختلف‪ ،‬والختلف يؤدي إل فساد هذا الكون‪.‬‬
‫ولكن با أن الكون منسجم ف جيع حركاته‪ ،‬متناسق بكل أبعاده فذلك دليل على وحدة مكونه وكذلك ما نراه ف‬
‫قُلِ الْحَ ْمدُ‬ ‫ويقول‪:‬‬ ‫سدَتَا‬
‫َلوْ كَانَ فِيهِمَا آِلهَةٌ ِإلّا ال ّلهُ َلفَ َ‬ ‫آيات شت من الكتاب العزيز فال‪-‬تبارك وتعال‪-‬يقول‪:‬‬
‫ض وَأَنزَ َل لَكُم مّنَ السّمَاء مَاء‬
‫ت وَاْلَأ ْر َ‬
‫شرِكُونَ ‪َ ‬أمّنْ َخلَ َق السّمَاوَا ِ‬
‫ِل ّلهِ وَ َسلَامٌ َعلَى ِعبَادِهِ اّلذِينَ اصْ َطفَى آل ّلهُ خَ ْيرٌ َأمّا يُ ْ‬
‫ج َرهَا أَإَِل ٌه مّعَ ال ّلهِ بَ ْل ُه ْم َقوْمٌ َي ْعدِلُونَ ‪َ ‬أمّن َجعَلَ اْلَأ ْرضَ َقرَارًا‬
‫جةٍ مّا كَانَ لَ ُكمْ أَن تُنبِتُوا شَ َ‬
‫َفأَنبَ ْتنَا ِبهِ َحدَائِ َق ذَاتَ َبهْ َ‬
‫حرَيْنِ حَا ِجزًا َأإَِل ٌه مّعَ ال ّلهِ بَلْ أَكَْث ُر ُهمْ لَا َي ْعلَمُونَ ‪َ ‬أمّن يُجِيبُ‬
‫وَ َجعَلَ ِخلَاَلهَا َأْنهَارًا وَ َجعَلَ َلهَا َروَاسِ َي وَ َجعَلَ َبيْنَ الَْب ْ‬
‫ج َعلُ ُكمْ ُخ َلفَاء اْلَأ ْرضِ أَِإَلهٌ مّعَ ال ّل ِه َقلِيلًا مّا َتذَ ّكرُونَ ‪َ ‬أمّن َي ْهدِي ُك ْم فِي ُظلُمَاتِ الَْبرّ‬
‫ف السّوءَ َويَ ْ‬
‫ش ُ‬
‫الْ ُمضْ َطرّ ِإذَا دَعَا ُه وَيَكْ ِ‬
‫خلْ َق ُثمّ ُيعِيدُ ُه َومَن‬
‫شرِكُونَ ‪َ ‬أمّن يَ ْبدَُأ الْ َ‬
‫ي رَحْمَِتهِ َأإَِل ٌه مّعَ ال ّلهِ َتعَالَى ال ّلهُ عَمّا يُ ْ‬
‫شرًا بَيْنَ َيدَ ْ‬
‫ح ِر َومَن ُيرْسِلُ الرّيَاحَ بُ ْ‬
‫وَالْبَ ْ‬
‫هذا كله‪-‬كما قلنا‪-‬ما يدخل ف كون‬ ‫َي ْرزُقُكُم مّنَ السّمَاء وَاْلَأ ْرضِ أَِإَلهٌ مّعَ ال ّل ِه قُ ْل هَاتُوا ُب ْرهَانَ ُكمْ إِن كُنُتمْ صَا ِدقِيَ‬
‫الق يربط العقيدة بالعلم ولذلك بقدر ما يكون النسان متبحرا ف هذا العلم عارفا بقائق الوجود موصولً بال‬
‫مستمدا لنوره يكون على دراية أكثر فأكثر للعقيدة الصحيحة عقيدة وحدانية ال وكذلك بقدر ما يكتسب النسان‬
‫من العلم ويدرك أبعاد هذا الوجود وأسراره يتوصل إل معرفة إعجاز كتابه فإن الكتاب الكري جعل ال‪-‬تعال‪-‬من‬
‫قُلْ َأ َرأَيُْتمْ إِن كَا َن مِنْ عِندِ ال ّلهِ ُثمّ َك َفرْتُم ِب ِه مَنْ أَضَلّ‬ ‫وجوه إعجازه‪ :‬العجاز العلمي كما هو واضح وال قال‪:‬‬
‫سهِمْ حَتّى َيتَبَيّنَ َل ُهمْ َأّنهُ الْحَقّ َأ َوَلمْ يَ ْكفِ ِبرَّبكَ َأّنهُ َعلَى ُكلّ‬
‫مِمّ ْن ُه َو فِي ِشقَاقٍ َبعِي ٍد ‪ ‬سَُنرِي ِهمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ َوفِي أَنفُ ِ‬
‫‪.‬‬ ‫شَ ْيءٍ َشهِي ٌد ‪َ ‬ألَا إِّن ُه ْم فِي ِمرَْيةٍ مّن ّلقَاء َرّب ِهمْ أَلَا ِإّنهُ ِبكُلّ شَ ْيءٍ مّحِيطٌ‬
‫وبذا ندرك أنه ليس هناك غشاء مابي هذا العلم‪ ،‬العلم الدين الذي ُتعُبدنا نه وبي العلوم الكونية بل عندما يكون‬
‫النسان مستبصرا بنور ال ويكون متضلعا ف العلوم الشرعية علوم القرآن والسنة يكون مستفيدا من تلكم العلوم‬
‫الخرى أكثر فأكثر حت تكون له رافدا إيانيا وتكون له نورا ف طريقه يستبصر به فإذا علينا أن نسعى دائما إل المع‬
‫بي هذه العلوم ‪ ..‬فعلى النسان بقدر ما يتبحر ف علوم الشريعة أن ل يكون بعيدا عن واقع الكون وحقيقة الكون‬
‫وعلوم الكون ؛ لجل أن يكون داعية إل ال‪-‬تبارك وتعال‪-‬يسن الدعوة إليه‪-‬تبارك وتعال‪-‬وهذه مهمة يشترك فيها‬
‫الكل فالذكور والناث الكل منهم باجة إل بعضه فنحن نرى ف العلم الن قطعانا من البشر حائرة ل تعرف حقيقة‬
‫هذه الياة‪ ،‬فالياة أمامها برج معمّى‪ ،‬سواء الذكور أو الناث هؤلء باجة إل أن تُجند الطاقات وتستخدم اللكات‬
‫الت وهبها ال عباده وإمائه من الؤمني والؤمنات من أجل إنقاذ هذه القطعان البشرية‪ ،‬ول ريب أن الرأة لا دور كبي‬
‫ف إصلح نفسها وف إصلح قرابتها وإصلح بنات جنسها بانب إصلحها لبيتها فهي مسئولة عن تربية أولدها على‬
‫الستقامة والب والتقوى‪ ،‬وهي مسئولة بانب ذلك أيضا عن إصلح بنات جنسها‪ ،‬حيث بإمكانا أن تُسهم إسهاما‬
‫كبيا ف الدعوة العالية الت تشمل الذكور والناث جيعا والن الجال مفتوح لذلك بإمكانا أن تشارك فيما يكتب‬
‫ويبث عب شبكات العلومات الت تنتقل بسرعة مذهلة إل العلم فهذه وسيلة منحها ال‪-‬تبارك وتعال‪-‬المة‪ ،‬وعلى‬
‫المة أن تستغلها‪ ،‬ونن نرجو بشيئة ال من هذه الكوكبة الفاضلة من الؤمنات الصالات أن تؤدي هذا الدور‪ ،‬وأن‬
‫تتطلع بالعلم‪ ،‬وأن تضطلع بذه السئولية‪ ،‬وأن تكون ملصة ل‪-‬تبارك وتعال‪-‬ف عملها وأن تكون متعاونة فيما بينها ل‬
‫يفرق بي أي واحدة وأخرى أي شيء كان إنا على الميع أن ينسجم تت مظلة اليان وف طريق الدعوة إل ال‪.‬‬
‫وأسأل ال تعال التوفيق للجميع وأشكرك ّن جيعا‪ ،‬والسلم عليك ّن ورحة ال وبركاته‪.‬‬

‫السئلة‪:‬‬
‫س ‪ :1‬نطلب أن تدعو لنا بالثبات على طريق الق والخلص ف العمل وأن تدعو لنا بالي والصلح وكذلك فإن لنا‬
‫أختا ف ال مصابة ف حادث سيارة وهي الن ترقد ف الستشفى ونطلب منك الدعاء لا بالشفاء العاجل ‪.‬‬
‫ج ‪ :1‬أسال ال ـ تبارك وتعال ـ ل ولك ّن جيعا ولميع الؤمني والؤمنات أن يوفقنا للصلح والتقوى والستقامة‬
‫ف السريرة والعلنية وأسأله أن ينحنا جيعا الخلص ف القول والعمل واللص ف الدنيا والخرة كما أسأله أن‬
‫يطهر سرائرنا وأن ينور بصائرنا وأن يلهمنا رشدنا وأن يعلنا من الصالي التقي إنه على كل شيء قدير وأسأله أن‬
‫ين على هذه الصابة بالشفاء العاجل وأن يبارك ف حياتا وأن يد ف عمرها وأن يعيد عليها صحتها كاملة ويدفع عنها‬
‫كل ضراء إنه على كل شيء قدير ‪.‬‬

‫س ‪ :2‬اكتشف شخص أن عليه قضاء صلوات سنة تقريبا فهل عليه بانب الفرائض قضاء شيء من السنن وإن كان‬
‫كذلك فما هي ؟‬
‫ج ‪ :2‬يؤمر أن يقضي السنن الؤكدة وهي سنة الغرب وسنة الفجر والوتر‪ ،‬يؤمر بأن يقضي هذه السنن وإن ل يقضها‬
‫ل يأث ولكن يتأكد قضاؤها كما يتأكد أداؤها ‪.‬‬

‫س ‪ :3‬قال رسول ال‪ " :‬ل تسبوا الدهر فإن ال هو الدهر " السؤال عن مدى صحة هذا الديث وإن كان صحيحا‬
‫فما معناه ؟‬
‫ج ‪ :3‬بسب معايي أهل الديث هو صحيح يقولون بأن الديث صحيح السناد‪ ،‬وهو على أي حال يؤول‪ ،‬فإنه لبد‬
‫أن تؤول التشابات حت تتفق مع الحكمات وهذا ما دلّ عليه القرآن الكري فال تبارك وتعال يقول‪ " :‬هو الذي أنزل‬
‫عليك الكتاب منه آيات مكمات هنّ أم الكتاب وأجر متشابات فأما الذين ف قلوبم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء‬
‫الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأميله إ ّل ال والراسخون ف العلم يقولون آمنا به ك ٌل من عند ربنا وما يذكر إلّ أولوا‬
‫اللباب " ال تبارك وتعال بي هنا أن القرآن الكري مشتمل على التشابه والحكم وأن الحكمات هنّ أم الكتاب أي‬
‫أصول الكتاب بيث ترد إليها التشابات والية الكرية نزلت عندما جاء نصارى نران إل النب وحاجوه ف أمر‬
‫السيح عليه السلم وقالوا له‪ :‬ألست تقول هو كلمة من ال وروح منه ؟ قال‪ :‬نعم ‪ .‬قالوا له كفى‪ ،‬أي يكفينا دليل‬
‫على أن السيح ليس هو بشرا عاديا وإنا هو ابن ال أو أنه هو ال لّا كان هو كلمة من ال وروحا منه‪ ،‬فأنزل ال تبارك‬
‫وتعال هذه الية ردا عليهم بأن كونه كلمة من ال إنا ذلك من التشابه الذي يب أن يرد إل الحكم‪ ،‬والحكم هو‬
‫قوله تعال‪ " :‬إن مثل عيسى عند ال كمثل آدم خلقه من تراب ث قال له كن فيكون " فإذا عيسى ملوق خلقه ال‬
‫تعال ول يعن كونه كلمة من ال وروحا منه أنه جزء من ال أو أنه ابن ال أو أنه هو ال تعال ال عن ذلك‪ ،‬فإذا‬
‫كذلك كل التشابات إنا يب أن تُعاد إل الحكمات لن الذين ف قلوبم زيغ هم الذين يتعلقون بالتشابات ‪ .‬فهذا‬
‫الديث إنا جاء ماراة لا كان يقوله العرب‪ ،‬العرب كانوا يقولون‪ :‬ما يهلكنا إلّ الدهر‪ ،‬وكانوا يسبون الدهر عندما‬
‫يرون ما يدث لم من أمور عجيبة‪ ،‬كانوا يسبون الدهر وينسبون إليه ما ينسبون فالنب أراد أن يبي لم أن هذا‬
‫الذي يصدر من الدهر هو من ال تعال ؛ لن ال هو الذي خلق الوت والياة هو الذي قدّر هذه المور كلها هو الذي‬
‫أحدث هذه الشدائد الت تنالكم جيعا والت تسبون لجلها الدهر فل تسبوا الدر فإن الدهر إنا هو ال أي هو مصدر‬
‫هذه الشياء هو ال حقيقة هذه الشياء هي جاءت من عند ال فالدهر مصرف بأمر ال ولذلك جاء ( فإن ال هو الدهر‬
‫) أي هو مصرف هذا الدهر ومكونه وموجهه فهذا من الحاديث التشابة الت يب أن ترد إل الحكمات ‪.‬‬

‫ل متكاملً ل يوز أن ينفصل فيها جزء‬


‫س ‪ :4‬هذا السؤال دائما يشغل البال ول يكاد يفارقه‪ :‬ـ إذا كانت العقيدة ك ً‬
‫لـ‬
‫عن جزء آخر حت تكون عقيدة سليمة تنجي صاحبها فما قولكم ف اللف التعلق بسألة اليزان والصراط ـ مث ً‬
‫كيف يكون العتقاد حيالما وهل يوز إمعان العقل تصديق الفهم ف مثلهما وإن ل يز ذلك فكيف يفعل السلم وما‬
‫الواجب عليه حت ينجوا باعتقاده ؟‬
‫ج ‪ :4‬السألة ليست مشكلة‪ ،‬مسألة الصراط ومسألة اليزان ليست مشكلة‪ ،‬هناك فارق ما بي قضايا قطعية‪ ،‬القضايا‬
‫القطعية الت جاء الدليل القطعي با ولبد أن نفرق بي الدليل القطعي والدليل الظن‪ ،‬الدليل القطعي قطعيته من‬
‫ناحيتي‪ :‬من ناحية الت ومن ناحية الدللة أما من ناحية الت فلبد أن يكون متواترا إذ الدليل الحادي الذي متنه‬
‫ل فهو ظن ل يتعدى الظن وإن كان نصيا وقطعية دللته‪ ،‬إن كان نصا فدللته قطعية‬
‫آحادي كالديث الحادي مث ً‬
‫وإن كان غي نص بأن يكون ظاهرا فدللته ظنية فالدليل القطعي هو الدليل الذي هو نص‪ ،‬نص من حيث الدللة وهو‬
‫ف نفس الوقت متواتر كأن يكون آية من القرآن أو أن يكون حديثا روي عن النب ـ صلى ال عليه وسلم ـ بالتواتر‬
‫وذلك بأن يكون قد روته جاعه عن جاعه ل يكن التواطؤ فيها على الكذب أي جاعة كبية هذه الماعة الكبية ل‬
‫يكن أن تتمع وتتلق هذا الكذب‪ ،‬يستحيل ذلك عادة وتروي ذلك عن جاعة كبية حت يصل ذلك إل النب ـ‬
‫صلى ال عليه وسلم ـ اتفقت على أن تتلف هذه الرواية‪ ،‬متمل ذلك وهذا يعتب مشهور إن كان متواترا‪ ،‬وإن كان‬
‫رواه آحاد فهو حديث آحادي فعلى أي حال الديث التواتر أو القرآن الكري دللته قطعية عندما يكون نصيا أما‬
‫عندما يكون ظاهرا فحسب فدللته ل تعدو أن تكون دللة ظنية‪ ،‬ونن نرى أن قضية الصراط أو ًل ما روى من أن‬
‫الصراط جسر على مت جهنم أولً هذا جاءت به روايات أحادية ليست روايات متواترة‪ ،‬المر الثان أن ذلك أيضا‬
‫متمل أن ُيتَأول‪ ،‬أي سلوك هذا الدين لن نن ند ف القرآن الصراط الستقيم ل خلف فيه أنه هو دين ال ـ تعال‬
‫ـ وفُسّرَ بالقرآن تفسيا ل تناقض فيه‪ :‬تفسيه بالدين وتفسيه بالقرآن‪ ،‬هذا ل تناقض فيه اختلف العبارات ل‬
‫اختلف العتبارات وإلّ فالؤدى واحد فال ـ تبارك وتعال ـ بي أنه هو الدين بقوله‪ " :‬قل إن هدان رب إل صراط‬
‫مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من الشركي " هذا معن الصراط هنا هو الدين‪ ،‬القرآن فسره بأنه هو‬
‫الدين‪ ،‬من الحتمل أن يكون هذا الدين مبطل لا يعتري النسان من شهواته ونزغاته ونزعاته ومُثّل بالسر الذي ير‬
‫على مت جهنم والنسان قد ير ناجيا وقد يتساقط نظرا إل أنه قد يتبع بعض شهواته وهو ف طريقه لتباع هذا الدين‬
‫ويدل على هذا حديث النواس بن سعان الذي هو مروي عند أصحاب السنن وغيهم حديث النواس بن سعان قال‪:‬‬
‫عن النب ـ صلى ال عليه وسلم ـ قال‪ " :‬ضرب ال مثلً صراطا مستقيما وعلى جبن الصراط سوران فيهما أبوا‬
‫مفتحة عليها ستور مرخاة وعلى رأس الصراط منادي إذا أراد النسان أن يفتح سترا من تلكم الستور ناداه ل تفتحه‬
‫فإنك إن تفتحه تلجه فالصراط الستقيم هو دين ال‪ ،‬والسوران اللذان على رأس الصراط ها مارم ال والبواب هي‬
‫منافذ الدخول إل هذه الحارم‪ ،‬فمعن ذلك أن يذر من أن يلج شيئا من هذه الحارم‪ ،‬فإذا الحارم هي الت مثلت‬
‫بفريق بهنم هذا متمل ول نقطع عذر من قال‪ :‬إن تلك الروايات تمل على ظاهرها ما ل يقطع هو أيضا عذر من‬
‫خالف ذلك فإذا القضية ليست معقدة إل هذا الد‪ ،‬كذلك قضية اليزان‪ ،‬ال تعال يقول‪ " :‬ونضع الوازين القسط "‬
‫القسط ما هو ؟ هو العدل والعدل بدل من الوازين‪ ،‬فاليزان من الحتمل أن يكون تييز العمل‪ ،‬ومن قال بان اليزان هو‬
‫توزن به العمال ل يُضلل ف هذا لن القضية قضية تتمل النظر ولكن مع هذا‪ ،‬هذا الذي يترجح لن ال تعال قال‪" :‬‬
‫ونضع الوازين القسط " وقال‪ " :‬والوزن يومئذٍ الق" الق هو الوزن إذا القضية ليست بذا القدر من التعقيد ‪.‬‬

‫س ‪ :5‬فيمن ترى الدم إثر دواء يسبب خروجه أو إثر جاع أول أو إثر زوال البكارة لسبب من السباب ويستمر معها‬
‫ثلثة أيام‪ ،‬هل تبدأ بساب اليض من اليوم الول للدم أم من اليوم الثالث ؟‬
‫ج ‪ :5‬حقيقة المر أن الفقهاء قالوا ف مثل هذا‪ :‬بأنا تنتظر ثلثة أيام وبعد ثلثة أيام تعتبه حيضا والقول ف هذا على‬
‫الستقراء لن هذه السباب ل يستمر خروج الدم فيها أكثر من ثلثة أيام يعن يرج لدة ثلثة أيام فإن لنفس السبب‬
‫ينقطع بعد ثلثة أيام وإن كان ذلك دم حيض فإنه يستمر‪ ،‬هكذا قال الفقهاء وبناءً على هذا الذي قالوه فإنه من العلوم‬
‫أنا ما ل تتيقن أنه حيض ل تعله حيضا لنه خرج لسبب من السباب فهي ل تعله حيضا إذ تستصحب الصل‬
‫واستصحاب الصل من المور التبعة ف الفقه ولكن ف وقتنا هذا هناك وسيلة للتمييز‪ ،‬هناك طب‪ ،‬هناك تليل للدم‬
‫مادام هناك تليل للدم فأنا أختار ف مثل هذه القضايا أن تعرض على الطبيبات التخصصات لعله من المكن أن يصلن‬
‫إل هذا الدم ومعرفة إذا ما كان هذا الدم دم حيض أو دما خرج لسبب آخر وهذا أول لن التحاليل الطبية أصبحت‬
‫قريبة من الشيء التيقن ولا كانت هذه الوسيلة موجودة فل ينبغي أن تعدل عنها إل غيها ‪.‬‬

‫س ‪ :6‬ما الدة الواجب انتظارها لن رأى الدم إثر قفزة أو نوها حت تعده حيضا إذا نزل بواصفات الدم العروفة ؟‬
‫ج ‪ :6‬ف نفسي كذلك هذه السألة شبيهه بالسألة الول هذا الذي أراه أن يعوّل على التحاليل الطبية وف هذا يكن‬
‫للمر أه أن تصل إل نتيجة ليست ضرورية فحسب يكن أن تصل إل نتيجة يقينية فلذلك ل أرى العدول عن التحاليل‬
‫الطبية ‪.‬‬

‫س ‪ :7‬ما هي مدة الفاف الت تنتظرها الرأة حت تعتب نفسها قد طهرت بالفاف خاصة وأن كثيا من النساء تنل‬
‫منهن إفرازات اعتيادية ف طهرها وليس ف وقت معروف فكيف تفرق بينها وبي توابع اليض ؟‬
‫ج ‪ :7‬على أي حال‪ :‬الفاف قد يكون ف امرأة اعتادت الطهر بالقصة البيضاء وقد يكون ف امرأة اعتادت الطهر‬
‫بالفاف‪ ،‬فإن من اعتادت الطهر بالفاف فإن الفاف طهر لا من أول ما تراه وأما من اعتادت الطهر بالقصة البيضاء‬
‫فل يكون الفاف طهرا لا والعكس بالعكس فمن كانت معتادة الطهر بالفاف ورأت القصة البيضاء فالقصة البيضاء‬
‫تكون طهرا لا على أي حال لنا أقعد ف الطهر‪ ،‬والت اعتادت الطهر بالقصة البيضاء إن أتاها الفاف واستمر إل ما‬
‫بعد اليام الت اعتادت اليض فيها فإنا تنتظر لدة ‪ 24‬ساعة وبعد ذلك تغتسل وتصلي ‪.‬‬

‫س ‪ :8‬هل تكون القصة البيضاء شفافة كالاء لن ل تعتد رؤيتها بصفتها العتادة‪ ،‬والت تكون فيها كبصاق إ ّل نادرا ؟‬
‫ج ‪ :8‬إن كانت تراها بذه الالة فهي القصة البيضاء‪ ،‬وف نفس الوقت قطع دابر الشك بالرجوع إل الطب ف هذه‬
‫السألة أحسن ف نفسي ‪.‬‬

‫س ‪ :9‬هل تزيد عدة الرأة أم تنقص أكثر من مرة‪ ،‬أي هل يكن أن يتكرر الطلوع والنول وهل يترادفان بأن تطلع‬
‫مرة وأن تنل مرة ؟‬
‫ج ‪ :9‬نعم يكن أن تكون أيامها أول مرة ثلث أيام ث تطلع إل أربعة أيام ث إل خسة وهكذا ويكن أن تطلع تارة‬
‫وتنل تارة أخرى هذا من الحتمل وذلك بقدر طبيعة الرأة فإن هذه الفرازات طبيعية ‪.‬‬

‫س ‪ :10‬ما حكم من رأت ما يشبه القصة البيضاء إثر جاع غي مباشر‪ ،‬قبل انتهاء عدتا العهودة استمر خروج الدم‬
‫وتوابع إثرها ول يستمر‪ ،‬هل تعتب ذلك طهرا أم أن ذلك يعتب إخراجا متعمدًا للقصة قبل أوانا مع العلم أن الدم الذي‬
‫يرج بعد الماع مباشرة يكون أفتح لونا ث يرجع لونه إل ما كان عليه بعد سويعات من ذلك ؟‪.‬‬
‫ج ‪ :10‬ف القيقة إل الن ل أستطيع أن أتصور كيف خروج القصة البيضاء بعد الماع لن الماع ل يكون ف فترة‬
‫اليض فكيف خروج القصة البيضاء بعد الماع وأنا أرجو من السائلة أن تكتب سؤالا وتوضحه حت أجيب بعد أن‬
‫أتصور السألة ‪.‬‬

‫س ‪ :11‬كيف تتصرف من ل تسك ما تغتسل به فتارة تطهر بالقصة البيضاء وغالبا تنتظر تام العشر لعدم رؤيتها علما‬
‫أنا ل ت َر القصة ثلث مرات متتالية ؟‬
‫ج ‪ :11‬إن استمرت على هذه الالة بأن صارت ل ترى القصة البيضاء ثلث مرات يكنها أن تعل التيبس طهرا لا ‪.‬‬

‫س ‪ :12‬كيف يزكي النسان نفسه ويعرف أنه بعمله الخلص لوجه ال ل يريد أي غرض آخر سوى مرضاته تعال‬
‫ويبعد عنه وسواس الشيطان ؟‬
‫ج ‪ :12‬النسان مهما كان يزكي نفسه أي يرص على تزكيتها بالعمل الصال ول يزكي نفسه أي ل يعتقد أن نفسه‬
‫زكية عليه أن يتهم النفس دائما وال تعال يقول‪ " :‬ول تزكوا أنفسكم هو أعلم بن أتقى " فالنسان عليه أن ل يعتقد‬
‫أن نفسه زكيه بل يسعى إل تزكيتها بذكر ال بالقربات الت تقربه إل ال بالسارعة وبالتوبة من العاصي هذا كله من‬
‫تزكية النفس ولكن مع ذلك ل يعتقد أن نفسه زكيه بل تكون نفسه عنده دائما عقدة للتام‪ ،‬أما الوساوس الشيطانية‬
‫فهذه الوساوس ل يسلم منها النسان ولذلك كان ما عفا ال تعال عنه فال تعال يقول‪ " :‬إن تبدوا ما ف أنفسكم أو‬
‫تفوه يسبكم به ال " ولا نزل ذلك شق ذلك على الصحابة ـ رضوان ال تعال عنهم ـ ولكن ال تعال بلطفه أنزل‬
‫بعد ذلك‪ " :‬ل يكلف ال نفسا إ ّل وسعها لا ما كسبت وعليها ما اكتسبت " أي أن هذا الوسواس القهري ما ل‬
‫ياسب ال تعال عباده ‪.‬‬

‫س ‪ :13‬السؤال عن الشخصية السلمية الداعية هي باجة إل التزود من العلوم اللزمة لتستطيع تصي نفسها‬
‫ومواجهة التحديات ف الياة ‪ .‬فما هي نصيحتكم لنا لتكوين شخصية متكاملة واعية ؟ وما الكتب الت يكن أن نعتمد‬
‫عليها لتكون وافية كافية تترجم ما نبغي من معرفة صافية ف شت العلوم الشرعية الضرورية ؟‬
‫ج ‪ :13‬على أي حال أولً قبل كل شيء إصلح النفس باستحضار شأن ال ـ تعال ـ بأن ال تعال هو الذي‬
‫يصرّف الوجود وهو الذي يي وييت وهو الذي خلق الياة والمات وهو الذي منه البدأ وإليه الرجعى‪ ،‬هو الذي‬
‫ياسب النسان‪ ،‬هذه المور لبد من تزكية النفس با ‪ .‬أن يكون النسان دائم الذكر ل تعال ودائم الذكر لليوم‬
‫الخر بيث يذكر الوت وغصته والقب ووحشته والساب وهوله والنة ونعيمها والنار وجحيمها‪ ،‬أن يكون النسان‬
‫دائم الذكر لذه الشياء حت تطمئن نفسه‪ ،‬ث مع هذا كله الكتب الت ف نفسي لبد أن تقرأ فإنه بانب قراءة القرآن‬
‫الكري والديث الشريف قراءة الكتب الت تزكي النفس والن بي أيدي الميع كتابان‪ :‬كتاب قناطر اليات‪ ،‬قناطر‬
‫اليات فيه الكثي من تربية النفس‪ ،‬وينبغي على كل واحد أن يرص على اقتنائه وقراءته‪ ،‬و بانب هذا أيضا الكتب‬
‫الفقهية والكتب العقدية وهي بشيئة ال متيسرة يعن من الختصرات بداية مثل تلقي الصبيان‪ ،‬وجامع الركان‪،‬‬
‫والوضع ث القواعد ث اليضاح‪ ،‬التدرج ف هذه الكتب‪ ،‬وكذلك الكتب العقدية من الختصرات إل الطولت إن شاء‬
‫ال تعال‪ ،‬كل واحدة تتذكر ـ بعون ال ـ من الوصول إل هدف بقدر ما تتاح لا من فرصة ‪.‬‬

‫س ‪ :14‬هل روي عن النب ـ صلى ال عليه وسلم ـ حديث‪ " :‬حج البيت فإنه هدم مرتي وسيفع ف الثالثة " ؟‬
‫ج ‪ :14‬هو من ناحية السناد ضعيف ‪.‬‬
‫وجاء ف رواية‪ " :‬حجوا قبل أن ل تجوا " الروايات متعددة ف هذا‪ ،‬على أي حال ال أعلم بالوضع وما يدث وما‬
‫يستجد‪ ،‬والنسان يؤمر دائما أن يرص على أن يبادر إل الي ‪.‬‬

‫س ‪ :15‬إذا كانت طالبة العهد ل ترى ف نفسها المكانيات لئن تكون داعية بعن أن تنشط ف إلقاء الدروس وف‬
‫الشاركة ف المسيات الدينية فما هي السئولية اللقاة على عاتقها من جراء تعلمها هذا العلم ؟‬
‫ج ‪ :15‬هي بإمكانا أن تعمل أي شيء بإمكانا أن تث النساء على حضور الدرس‪ ،‬هي بإمكانا أن تسعى ف البيوت‬
‫من أجل إصلح هذه البيوت‪ ،‬بإمكانا أن تتمع ببنات جنسها لتذكيهن بال واليوم الخر ولثهن على تعلم هذا العلم‬
‫النافع ‪.‬‬
‫س ‪ :16‬امرأة تطلب من الناس أن يتصدقوا على أسرة فقية وعندما يعطونا ذلك الال تأخذه لنفسها بجة أنا تقصد‬
‫بالسرة الفقية أسرتا الحتاجة لذلك الال ؟‬
‫ج ‪ :16‬إن كانت هي صادقة ف ذلك فل حرج عليها‪ ،‬والصل أن السألة غي جائزة إلّ للمحتاج‪ ،‬فالسألة كما جاء‬
‫عن النب ـ صلى ال عليه وسلم ـ فيها تشديد كثي‪ ،‬ليس للنسان أن يسأل إ ّل عندما تصيبه جائحة أو يتحمل حالة‬
‫أو نو ذلك‪ ،‬أما ما عدا ذلك فالسؤال ف جانبه شح ل يوز له أن يسأل‪.‬‬

‫س ‪ :17‬فيمن يقول إن هذه الية‪ " :‬إنا يريد ال أن يذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيا" ذلك على‬
‫عصمة أهل البيت ولن التطهي من الرجس ل يتحقق مع إمكانيات البذل والطأ والظلم ولو سهوا ‪ .‬فما الراد بأهل‬
‫البيت ؟‬
‫ج ‪ :17‬على أي حال هذا غي مستثن لنه جاءت آيات تبي أن ال يريد أن يطهر ولكن يريد أن يطهركم فإذا قصد‬
‫التطهي للجميع فإذا إرادة التطهي لكل التشريعات الت نزلت ‪ .‬والية الكرية‪ " :‬إنا يريد ال أن يذهب عنكم الرجس‬
‫أهل البيت ويطهركم تطهيا " نن ل ننكر أن بنت النب ـ صلى ال عليه وسلم ـ وأولدها وزوجها من أهل البيت ‪.‬‬
‫ولكن الية فيمن نزلت ؟ السياق يدل على ذلك فهي مسبوقة بآيات وبعدها خطاب‪ ،‬لن ؟ لزواج النب ـ صلى ال‬
‫عليه وسلم ـ ال تعال يقول‪ " :‬يا نساء النب من يأت منكن بفاحشةٍ مبين ٍة يضاعف لا العذاب ضعفي وكان ذلك على‬
‫ال يسيا‪ ،‬ومن يقنت منكن ل ورسوله وتعمل صالا نؤتا أجرها مرتي واعتدنا لا رزقا كريا‪ ،‬يا نساء النب لست‬
‫كأحد من النساء إن اتقيت فل تضعن بالقول فيطمع الذي ف قلبه مرض وقلن قو ًل معروفا‪ ،‬وقرن ف بيوتكن ول‬
‫تبجن تبج الاهلية الول‪ ،‬وأقمن الصلة وآتي الزكاة وأطعن ال ورسوله‪ ،‬إنا يريد ال أن يذهب عنكم الرجس أهل‬
‫البيت ويطهركم تطهيا واذكرن ما يتلى ف بيوتكن من آيات ال والكمة إن ال كان لطيفا خبيا" ‪ .‬هذا ما يدل على‬
‫أن الطاب لزواج النب ـ صلى ال عليه وسلم ـ خوطب با خوطب به من توجيهات ربانيه وقد عُلل ذلك وهذا‬
‫التعليل واضح ف القرآن الكري وف الكلم العرب‪ ،‬ميء التعليل ف مثل هذه الملة واضح فال تعال يقول‪ " :‬يأيها‬
‫ي با تعملون " جاء التعليل بملة مبتدئة بأن وكذلك‬
‫الناس اتقوا ال ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا ال إن ال خب ٌ‬
‫قال ال تعال‪ " :‬يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم " ‪ .‬هذا من التعليل ‪.‬‬
‫ف القرآن مئات اليات الت جاءت معللة وقد يكون التعليل بإنا مثل ما ف قوله تعال‪ " :‬فذكر إنا أنت مذكر " التعليل‬
‫كثيا ما يأت بذه الملة التعليلية ‪ .‬التعليل ف هذه الوامر الربانية الت وجهها إل أمهات الؤمني لن ال يريد لبيت‬
‫النبوة أن يذهب عنه الرجس ويطهره تطهيا وقد يقول قائل‪ :‬لاذا وجه الطاب بصيغة التذكي ول يوجه الطاب‬
‫بصيغة التأنيث ؟ الواب‪ :‬نعم مراعاة لكلمة "أهل" لنا جاءت بصيغة التذكي فلذلك وجه الطاب بصيغة التذكي‬
‫مراعاة للكلمة ‪ .‬كما إن ذلك ورد ف خطاب امرأة واحدة وهي امرأة إبراهيم ـ عليه السلم ـ ولكن كتب بصيغة‬
‫ي مِنْ َأ ْمرِ ال ّل ِه رَحْ َمتُ ال ّل ِه وََبرَكَاُتهُ‬
‫التذكي وصيغة المع عندما قال ال تعال فيما يكيه عن ملئكته قال‪ " :‬قَالُوْا أََتعْجَبِ َ‬
‫َعلَيْ ُك ْم َأهْلَ الْبَ ْيتِ " ‪.‬‬
‫وكيف تكون امرأة إبراهيم من أهل البيت ول تكون نساء النب ـ صلى ال عليه وسلم ـ أهل بيت الرجل أي نساء‬
‫الرجل يدخلن فيه دخو ًل أوليا ‪ .‬فكيف تكون زوجة إبراهيم ـ عليه السلم ـ من أهل بيته ول تكون نساء النب من‬
‫أهل البيت‪ ،‬بعد الطاب أولً وأخيا ‪.‬‬

‫س ‪ :18‬ما حكم استعمال موانع المل والباعدة بي الولدات علما بأن امرأة تستخدمه لعدة سنوات رغبة منها ف‬
‫منع المل سنوات عديدة لن ال تعال م ّن عليها بعدد من الطفال وأيضا تتعرض لنقص ف الدم أثناء حلها وقد منعها‬
‫من المل لذلك السبب ؟‬
‫ج ‪ :18‬إن كان ذلك لسبب قهري كأن تكون تتعرض حياتا أو صحتها للخطر فل مانع من ذلك‪ ،‬لكن بشرط أن‬
‫تستخدم الوسيلة الت ل تضر با ل أن تستخدم الوسيلة الت تضر با فكثي من هذه الوانع الت تستخدم تؤدي إل‬
‫الضرر بالصحة حت إل ما يهدد الياة والحافظة على الصحة أمر ضروري ولبد منه ‪.‬‬

‫س ‪ :19‬أشعر أحيانا برغبة شديدة ف الناز لكن هناك ما يثبط عزيت‪ ،‬إذن أريد أن أتعلم ما يقوي عزيت ويقوي‬
‫نشاط الي ف ؟‬
‫ج ‪ :19‬على أي حال النسان ينشط لذكر النفعة الت تترتب على ما يسعى إليه فبإمكانك أن تذكري النفعة الدنيوية‬
‫والنفعة الخروية أما النفعة الدنيوية فهي إصلح الجتمع وعلى ما يترتب هذا الصلح من مصلحة عامة له وخروج‬
‫الناس من الضللة إل الدى أما النفعة الخروية فهي تنبُئية بشيئة ال من فضل ال وجوار ال ف جنات عدن‪ ،‬ذلك‬
‫خي كبي فاستذكار ذلك ما يقوي العزية ‪.‬‬

‫س ‪ :20‬طالبة تطلب أن أدعو لا بالذرية الصالة وحسن الاتة ‪.‬‬


‫ج ‪ :20‬أنا أسأل ال أن يهبها ويهب الميع الذرية الصالة الؤمنة الوفية الزكية العاملة بكتابه والتابعة لسنة نبيه ـ‬
‫صلى ال عليه وسلم ـ والجاهدة ف سبيله والضطلعة بأمانة العلم والعمل والقيمة لدود ال‪ ،‬وأسأل ال تعال أن يهبنا‬
‫وإياها ويهب الاضرين والاضرات حسن الاتة والتوفيق لا يبه ويرضاه ‪ .‬ونسأل ال أن تكون هناك فرص أخرى‬
‫للقاء ‪.‬‬
‫س ‪ :21‬ما حكم من أخذ مبلغا من مال زوجه بدون رضاها لداء دين عليه ؟‬
‫ج ‪ :21‬الرجل ليس له أن يظلم زوجه‪ ،‬فليس له أن يأخذ من حقها شيئا‪ ،‬إنا يأخذ ما تطيب به نفسها فليس له أن‬
‫يرزأها بشيء قط وعليه أن يتقي ال ف ذلك ‪.‬‬

‫وأسأل ال التوفيق للجميع وأشكر الميع والسلم عليكم ورحة ال وبركاته ‪.‬‬

‫كتبته هدى‪ ،‬حلقة السرة والجتمع ‪.‬‬


‫‪http: //www.almajara.com/print.php?sid=5166‬‬

You might also like