You are on page 1of 22

‫معال اليل الواعد‬

‫بسم ال الرحن الرحيم‬


‫‪M‬‬
‫المد ل وكفى‪ ،‬والصلة والسلم على النب الصطفى‪ ،‬وعلى آله وصحبه الشرفاء‪.‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فإنه ما ل ريب فيه بأن السلم هو الدين الوحيد الذي يمل ف ثنايا أحكامه البلسم الشاف‬
‫لدواء البشرية‪ ،‬لنه تنيل من حكيم حيد‪ ،‬العال با يصلحهم وينفعهم } أل يعلم من خلق‬
‫وهو اللطيف البي { ‪]1[.‬‬
‫ول قد جاءت الدلئل ف القرآن الكر ي و ف سنة ال نب عل يه أف ضل ال صلة وأز كى الت سليم‬
‫موض حة عظ مة ال سلم ووجوب ال ستمساك به ل نه أ ساس ال ستخلف والتمك ي ف‬
‫الرض‪.‬‬
‫ومن هذا النطلق جاءت اعترافات أعداء السلم با لذا الدين من دور فاعل ف دفع عجلة‬
‫الضارة‪ ،‬وصرحوا بإفلس جيع النظم البشرية لكونا من صنع عقول البشر القاصرة‪.‬‬
‫لذلك كان لزاما على المية السيلمية إذا أرادت العزة والنصير أن تعود لذا الديين‪ ،‬وأن‬
‫تتمسيك بتعاليميه حيق التمسيك‪ ،‬وأن تعتيز بيه حيق العتزاز‪ ،‬وأن تفارق عادات أعدائهيا‬
‫الدنيئة‪ ،‬وأن تذر تقليد هم وموالت م لن م يضمرون لذا الد ين وأهله كل ال شر‪ ،‬ويودون‬
‫القضاء عليه بشت الوسائل والسبل‪.‬‬
‫والما نة ملقاة على عا تق الشباب الذ ين ناط ال ب يم م سؤولية ت مل أعباء هذه الدعوة‪،‬‬
‫ولن يتأ تى ذلك إل بالخلص وال صب والتضح ية‪ ،‬وت نب ج يع عوا مل الف ساد‪ :‬كالترف‬
‫والكسل والدعة‪ ،‬فإن ذلك مؤذن بتقويض بنيان المة‪ ،‬وإذا قام الشباب بدورهم النوط بم‬
‫كان لذه المة النصر والعزة والتمكي‪.‬‬
‫أخيي القارئ الكيري‪:‬‬
‫حول " معال للجيل الواعد " يأت هذا الكتيب الذي هو عبارة عن ماضرة لسماحة الشيخ‬
‫أحد بن حد الليلي حفظه ال‪ ،‬ليني للسالكي دربم‪ ،‬ويضع يديك على معال الطريق حت‬
‫تسي على نور من ربك‪ ،‬فإليك هذا النبع الفياض الذي يروي ظمأك بشيئة ال‪ ،‬وصلى ال‬
‫على سيدنا ممد وعلى آله وصحبه أجعي‪.‬‬
‫مقدمة‬
‫المد ل ذي القوة التي الذي وعد بتأييد عباده الؤمني‪،‬‬
‫وتوعد بذلن أعدائه الكافرين‪ ،‬أحده سبحانه حدا يليق بلل‬
‫وجهه وعظيم سلطانه ل حد لغايته ول أمد لنهايته‪ ،‬العز كل العز‬
‫ف طاعته والذل كل الذل ف معصيته‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل ال‬
‫وحده ل شريك له وعد وتوعد وهو صادق فيما وعد به وتوعد‪ ،‬سبحانه‬
‫له اللك يعز من يشاء ويذل من يشاء‪ ،‬وأشهد أن سيدنا ونبينا‬
‫ممدا عبده ورسوله بلغ رسالة ربه وأدى أمانته وجع شتات هذه‬
‫المة ووحد كلمتها وألف بي القلوب التنافرة وجع بي الفئات‬
‫التدابرة على كلمة سواء ‪ .‬وجاهد ف سبيل ال حت أتاه اليقي ‪r‬‬
‫وعلى آله وصحبه وعلى تابعيهم بإحسان إل يوم الدين ‪.‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فالسلم عليكم أيها الخوة الؤمنون ورحة ال وبركاته ‪.‬‬
‫أحييكم بذه التحية اليانية السلمية تية أهل النة وتية‬
‫ال تبارك وتعال لعباده الؤمني } سلم قولً من رب رحيم {‬
‫‪]2[.‬‬
‫وأهنئ نفسي وأهنئكم بذا الجتماع الاشد ف هذا الامع‬
‫العريق[‪ ]3‬وف هذه الليلة الباركة ف ظلل السلم؛ دين ال‬
‫تعال الق الذي رفع ال به من كان منخفضا وأعز به من كان‬
‫ذليلً‪.‬‬
‫فالمد ل على هذا اللقاء‪ ،‬والمد ل أولً وآخرا على نعمة‬
‫السلم الذي يؤلف ول ينفر‪ ،‬ويمع ول يشتت‪ ،‬ويوحد ول يفرق ‪.‬‬
‫وعد ال بالتمكي للمؤمني‬
‫هذا؛ وإن من تأمل كتاب ال سبحانه وتعال وجد ف ثنايا ما أنزله‬
‫سبحانه على عبده ورسوله ‪ r‬البشرى لذه المة‪ ،‬الت منّ ال‬
‫عليها بأن بعث فيها رسولً كريا‪ ،‬وأنزل عليه ذكرا حكيما‪،‬‬
‫وهداه به صراطا مستقيما‪ ،‬فإن ال سبحانه جع شتات هذه المة‬
‫بعد ضياع وتفرق وتزق‪ ،‬فكانت بإذن ال سبحانه أمة قوية‪ ،‬عزيزة‪،‬‬
‫وقد وعد ال سبحانه أن يظهر دينها على كل دين‪ ،‬وأن يعلي كلمتها‬
‫على كل كلمة وأن يستخلفها ف الرض كما استخلف الصالي من قبل‬
‫من المم السابقة‪ ،‬يقول سبحانه‪ } :‬وعد ال الذين آمنوا منكم‬
‫وعملوا الصالات ليستخلفنهم ف الرض كما استخلف الذين من قبلهم‬
‫وليمكنن لم دينهم الذي ارتضى لم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا‬
‫يعبدونن ل يشركون ب شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم‬
‫الفاسقون{[‪ ]4‬ويقول سبحانه‪ } :‬هو الذي أرسل رسوله بالدى ودين‬
‫الق ليظهره على الدين كله ولو كره الشركون {[‪ ]5‬ويقول عز من‬
‫قائل‪} :‬ولينصرن ال من ينصره إن ال لقوي عزيز الذين إن مكناهم‬
‫ف الرض أقاموا الصلة وآتوا الزكاة وأمروا بالعروف ونوا عن‬
‫النكر ول عاقبة المور {[‪]6‬ويقول ‪} :U‬ولقد سبقت كلمتنا‬
‫لعبادنا الرسلي إنم لم النصورون وإن جندنا لم الغالبون{[‪]7‬‬
‫وقد وقع ذلك فيما سبق من تاريخ هذه المة‪ ،‬حيث أظهر ال سبحانه‬
‫وتعال دينه على الدين كله واستخلف هذه المة‪ ،‬ف الرض وعلت‬
‫كلمتها بي الناس‪ ،‬وقادت المم بسلسل الق‪ ،‬والدعوة‪ ،‬إل مسالك‬
‫الرشد‪ ،‬فأخذت بزمام قافلة البشرية إل طريق الي والسعادة‪،‬‬
‫فتبوأت النسانية ف ظل الكم السلمي النظيف مبوأ خي‪ ،‬ذاقت‬
‫فيه نعمة هذه الياة‪ ،‬وعرفت معن الرية والساواة بي الناس‪.‬‬
‫ول ريب أن ما عصف بذه المة من عواصف‪ ،‬إنا كان بسبب خروجها عن‬
‫السلك السوي الذي سار عليه سلفها الصال‪ ،‬وهذه هي سنة ال‬
‫تعال ف خلقه‪ ،‬وقد كان بسبب ذلك ما أصاب هذه النسانية من بوار‬
‫وشتات وتزق‪ ،‬فالضارات التنوعة الت واجهتها هذه النسانية؛‬
‫وهي متنكبة سواء الصراط‪ ،‬ما عادت على هذه النسانية إل بالويلت‬
‫والدمار‪ ،‬ول ريب أن الليل الظلم عندما يلولك فإنه يؤذن‬
‫بانبلج الفجر‪ ،‬وهذه هي سنة ال تعال الت ل تتبدل‪ ،‬ولذلك كان‬
‫المل قويا ف أن يعيد ال سبحانه وتعال إل هذه المة‬
‫مكانتها بي المم‪ ،‬وأن يبوئها مبوأ صدق‪ ،‬وأن يضفي على حياتا كل‬
‫نعمة من النعم الت أضفاها على المم السابقة الت اتبعت الصراط‬
‫السوي ول تتنكب ف سلوكها عنه‪ ،‬وهذا أمر يفرض علينا ديننا‬
‫النيف أن نؤمن به‪ ،‬فإن ال سبحانه وتعال بعث عبده ورسوله ‪r‬‬
‫مبشرا ‪.‬‬
‫بشيرات النبوة بانتشار السلم‬
‫وقد كان الرسول ‪ r‬يتفاءل بظهور الق عندما تشتد الزمات وعندما‬
‫تضيق حلقات المور حت تكاد النفوس أن تزهق‪ ،‬وكان النب ‪ r‬إبان‬
‫ذلك يبشر هذه المة بي‪ ،‬وهذا أمر يعرفه كل من درس سيته ‪ r‬وعرف‬
‫مواقفه‪ ،‬فهو صلوات ال وسلمه عليه عندما خرج مهاجرا من مكة‬
‫الكرمة الت هي داره وقراره؛ فلفظته بسبب دعوته إل الق؛ وتنكر‬
‫له أهلها‪ ،‬وعندما خرج مهاجرا إل الدينة النورة وتعرض‪ ،‬له‬
‫سراقة ف الطريق وكان ما وقع من أمره ‪ r‬ف ذلك الوقت‪ ،‬ل ينس وعد‬
‫ال الصادق فقد كان ينظر إل وعده سبحانه وتعال بإيان النبوة‬
‫الصادقة‪ ،‬ولذلك قال لسراقة وهو مول ظهره راجعا نو مكة الكرمة‪:‬‬
‫(( كيف بك إذا لبست سواري كسرى ))‪ 1‬إن هذا النطق هو منطق النبوة‬
‫الالدة والرسالة الصادقة‪ ،‬فإنه ‪ r‬لو كان يلد إل أوضاع البشرية‬
‫وطبائعها كان أحرى به ف ذلك الوقت أن يضيق صدره وأن يشتد عليه‬
‫المر حت أنه تكاد أنفاسه تتنق‪ ،‬إل أنه ‪ r‬كان مطمئنا إل وعد‬
‫ال سبحانه وتعال‪ ،‬وهذا أمر وقع فعلً إذ ل يض على ذلك الوقت‬
‫إل نو عقدين من السني أو أقل حت فتح ال سبحانه وتعال‬
‫للمسلمي مدائن كسرى‪ ،‬وجيء بتاجه وسواريه وخزائنه إل أمي‬
‫الؤمني الفاروق ‪ ،t‬فدعى بسراقة وألبسه تاج كسرى وسواريه‬
‫تصديقا لوعد الرسول عليه أفضل الصلة والسلم ‪.‬‬
‫وكذلك عندما اشتدت الزمة بالرسول ‪ r‬والؤمني عندما رماهم العرب‬
‫بأفلذ أكبادهم‪ ،‬وشددوا الصار عليهم ف الدينة النورة ف‬
‫واقعة الندق الشهورة ورأى السلمون بقيادة الرسول ‪ r‬أن يسوروا‬
‫البلد بندق يوطها وينع العدو أن يقتحم عليها وعليهم‪ ،‬وذلك‬
‫بإشارة من سلمان الفارسي ‪ ،t‬ف ذلك الوقت عندما كان السلمون‬
‫يفرون الندق اعترضتهم صخرة ل يستطع السلمون تفتيتها‪ ،‬فأخذ‬
‫النب ‪ r‬الطرقة الت كانوا يطرقونا با‪ ،‬فضربا ضربة ولع شعاع‬
‫فقال إثر ذلك‪ (( :‬ال أكب فتحت لمت مالك الروم كأن أنظر‬
‫إل قصور الشام ))‪ ،‬ث ضرب ثانية‪ ،‬وشع شعاع فقال صلوات ال‬
‫وسلمه عليه ‪(( :‬ال أكب فتحت لمت مالك كسرى كأن أنظر إل‬
‫قصور الدائن)) [‪.]8‬‬
‫وهكذا كان رسول ال ‪ r‬ف ساعات الزمات وأوقات الرج والشدة‬
‫يستبشر بوعد ال التي الذي ل يتبدل} ل تبديل لوعد ال{‪.‬‬
‫خطورة تلي المة السلمية عن مكان القيادة‬
‫ف هذه العصور الخية وقع ما وقع لذه النسانية عندما تنكبت‬
‫سواء الصراط‪ ،‬والمة السلمية كانت من بي هذه النسانية‬
‫الائرة التعيسة‪ ،‬بسبب عدم قيامها بأمر ال سبحانه وتعال وعدم‬
‫اضطلعها بأمانة الق‪ ،‬لن هذه المة ليست على شيء حت تقيم‬
‫موازين القسط‪ ،‬إذ ال تبارك وتعال هيأها لن تكون أمة قائدة‬
‫رائدة تأخذ بزمام قافلة النسانية إل الي والسعادة‪ ،‬وتقيم حكم‬
‫الق ف النسانية‪ ،‬وتتبوأ ما بي هذه النسانية مكان المامة‬
‫والزعامة‪ ،‬وتكون أمة مُتبَعة مؤثرة‪ ،‬ولكن عندما تنكبت سواء‬
‫الصراط أصيبت أيضا فيمن أصيب‪ ،‬وكانت من ضمن قافلة النسانية‬
‫الت اقتادتا الاهلية الديثة إل الدمار والزي والعياذ‬
‫بال‪ ،‬فحل با ما حل‪ ،‬ولذلك انقسمت على نفسها فكان منها من يول‬
‫وجهه شطر الشرق خاضعا للشيوعية‪ ،‬ومنهم من يول وجهه شطر الغرب‬
‫خاضعا الرأسالية وأصبح الناس ف حية من أمرهم وضلل من سعيهم‪،‬‬
‫وأخذت الن هذه الغيوم بشيئة ال سبحانه تتكشف لتنجلي القيقة‬
‫للناس‪ ،‬وليبصروا ما يهلونه مين قبل‪.‬‬
‫اعترافات خصوم السلم‬
‫وإذا بالسلم رغم ماربته الشديدة من قبل أعدائه هو أنشودة‬
‫الناس‪ ،‬ويعلقون المل الكبيعليه بأن ينقذ هذه النسانية‬
‫الائرة‪ ،‬ول أدل على ذلك من تاوي مبادئ الكفر‪ ،‬وسقوط أركان‬
‫الضللة‪ ،‬وتكشف عوار تلكم البادئ الت آمن با الناس ردحا من‬
‫الزمن‪ ،‬فقبل فترة من الوقت كان الناس كثيا ما يعولون على‬
‫الشيوعية‪ ،‬ويظنونا النقذ لم من ورطات هذه الياة‪ ،‬ويرون فيها‬
‫الل المثل‪ ،‬حت إن من كان يتنكر للشيوعية يسمى فيما بينهم‬
‫رجعيا‪ ،‬وإذا بأئمة هذه الشيوعية بأنفسهم يكفرون با‪ ،‬ويصمون من‬
‫يتمسك با بالرجعية‪ ،‬فقبل بضع سني تدث ( جورباتشوف ) إل قناة‬
‫تلفزيونية بريطانية‪ ،‬وأجاب عن سؤال طرح عليه عن وضع الشيوعية ف‬
‫الصي وف فيتنام؛ هل يكن أن يستمر؟ فأجاب‪( :‬كل ؛ لنا ميتة‬
‫واليت ل بقاء له) فسئل عن البديل؛ فقال‪( :‬ل أعتقد أن البديل‬
‫يكمن ف الرأسالية ول ف الشتراكية ول ف الديقراطية‪ ،‬وإنا‬
‫هو ف نظام آخر‪ ،‬فعلينا أن نتكيف وفق حضارة جديدة)‪ ،‬ويومها قلت‪:‬‬
‫بأن النظام الخر الذي يشي إليه إنا هو نظام السلم‪ ،‬ول يكن‬
‫بال من الحوال أن يكون هناك نظام غي السلم؛ يفي باجات‬
‫البشر ويل مشكلتم‪ ،‬ويمع شتاتم‪ ،‬ويأخذ بأيديهم إل ما يصبون‬
‫إليه من خي‪ ،‬بعد هذه العاناة الشديدة من الشر الذي كابدوه‬
‫ردحا من الزمن‪ ،‬ول تض سنوات قليلة حت تدث شيوعي راديكال‬
‫يعتب من أعنت الشيوعيي وأشدهم ضراوة وهو "كاسترو" عن صلح‬
‫السلم‪ .‬وقال‪" :‬ل يبق أمام الناس إل النهج القرآن "‪.‬‬
‫فبما أن العال يتطلع إل هذا النهج وإل ما فيه من حلول‬
‫لشكلتم‪ ،‬فإن هذه السؤولية إنا هي مسؤولية هذه المة أمة‬
‫السلم الت اختارها ال سبحانه وتعال لن تكون شهيدة على‬
‫جيع المم ورائدة ف الق‪ ،‬تستمسك بأمر ال‪،‬له وتأمر بالعروف‬
‫وتنهى عن النكر وتقيم حدود ال‪،‬له وتنفذ أحكامه وتسد تعاليمه‪،‬‬
‫فال سبحانه وتعال بي ميزة هذه المة‪ ،‬فقد أخب أنا شهيدة‬
‫على المم } وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس‬
‫ويكون الرسول عليكم شهيدا {‪ 1‬ويقول سبحانه وتعال مبينا سبب‬
‫نيل هذه المة هذا الشرف العظيم‪ } :‬كنتم خي أمة أخرجت للناس‬
‫تأمرون بالعروف وتنهون عن النكر وتؤمنون بال{‪.2‬‬
‫وهذا يعن أن هذه المة ل يكن أن تسعد ويسعد الناس بسببها إل‬
‫عندما تعود إل أصالتها وتتمسك بصائصها‪ ،‬ول تفرط ف شيء من‬
‫واجباتا‪ ،‬والسلف الصال عندما شقوا طريقهم إل المام‪ ،‬ووصلوا‬
‫إل ما وصلوا إليه‪ ،‬وأكتسحوا كل ما وقف أمامهم‪ ،‬إنا وصلوا إل‬
‫هذه الغايات البعيدة بسبب عزيتهم اليانية الصادقة وعدم‬
‫تفريطهم ف شيء من أوامر ال سبحانه‪ ،‬فقد صدقوا ال فصدقهم‬
‫ال ونصروه فنصرهم‪ ،‬ونصرة ال سبحانه وتعال بينها كيف تكون‬
‫عندما قال ‪ } :U‬ولينصرن ال من ينصره إن ال لقوي عزيز الذين‬
‫إن مكناهم ف الرض أقاموا الصلة وءاتو الزكاة وأمروا بالعروف‬
‫ونوا عن النكر ول عاقبة المور{‪.3‬‬
‫واجب السلمي ف قيادة العال‬
‫هذا ولئن كانت النسانية بأسرها مطالبة بأن تواجه التحديات‬
‫الختلفة بإيان وثبات‪ ،‬فإن ذلك يعن أن على هيذه‬
‫النسانية أن تتكيف وفق أمر ال سبحانه وتعال‪ ،‬وأن تستخرج‬
‫اللول من كنوز كتابه الكري الذي ل تنفد كنوزه ول تنتهي‬
‫حلوله‪ ،‬ولئن كان السلمون هم الذين يسألون يوم القيامة عن وضع‬
‫هذه النسانية الائرة وعن الخذ بيدها إل سبل الي‪ ،‬وهذه‬
‫مسؤولية كل مسلم ل فرق بي صغي وكبي‪ ،‬فإن شباب هذه المة وهم‬
‫الذين آتاهم ال سبحانه وتعال الطاقات السية والعنوية أكثر‬
‫مسؤولية وأعظم خطرا ف أن يتحملوا هذه السؤولية بدارة وصدق‬
‫وأمانة ‪ .‬وكل أمة من المم تقاس ف تقدمها وتأخرها ورقيها‬
‫وانطاطها بسب وضع شبابا‪ ،‬وبقدر ما يكونون عليه من الي‬
‫والستقامة والرشد والستمساك ببل ال التي‪ ،‬والعض بالنواجذ‬
‫على هدي كتابه الكري‪ ،‬وانتهاج صراطه الستقيم تكون المة بي‪،‬‬
‫وعندما يكون الشباب بلف ذلك تكون المة والعياذ بال أمة‬
‫مهينة ذليلة حقية ‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬ول ريب أن اضطلع الشباب بذه السؤولية الكبى والقيام من‬
‫جانبهم بذه المانة العظمى‪ ،‬أمر يستدعي أن يتهيأ له الشباب‬
‫بالقيام بالواجبات‪ ،‬وذلك بتكيفه تكيفا تاما حسب أوامر ال‬
‫وأوامر رسوله ‪ r‬لتكون كل جزئية من جزئيات حياته تسيدا لكم‬
‫ال الذي ل تبديل لحكامه‪ ،‬وهذا أمر ليس بالي؛ فإن مرحلة‬
‫الشباب مرحلة نزوات والنرافات بسبب أن الشيطان يرص دائما على‬
‫أن يضل الشاب عن سواء الصراط‪ ،‬ولذلك عندما ذكر الرسول ‪ r‬الذين‬
‫يظلهم ال ف ظله يوم ل ظل إل ظله‪ ،‬ذكر من بينهم شابا نشأ ف‬
‫عبادة ال ‪ ،1‬والنيزعات فجدير بالشاب أن يعرف مسؤوليته وهو ف‬
‫هذه الرحلة‪ ،‬على أن حديث رسول ال ‪ r‬بي أن النسان كما يسأل‬
‫عن عمره عامة يسأل عن شبابه بصفة خاصة‪ ،‬فهو عليه أفضل الصلة‬
‫والسلم يقول‪ (( :‬ل تزول قدم ابن أدم يوم القيامة من عند ربه‬
‫حت يسأل عن خس عن عمره فيم أفناه وعن شبابه فيم أبله )) إل‬
‫آخر الديث ‪. 2‬‬
‫فعلى الشاب أن يدرك أن مسؤوليته ‪-‬وهو ف هذا الشباب‪ -‬مسؤولية‬
‫مضاعفة‪ ،‬وأنه يسأل عن شبابه بصفة خاصة‪ ،‬لن الشباب هو ريعان هذا‬
‫العمر وزهرته ونضارته وهو الرحلة الذهبية منه‪ ،‬ومع هذا كله فإن‬
‫الشباب مستهدف من قبل أعداء السلم‪ ،‬ول بد من أن يتازها‬
‫بإيان صادق وعزية متوقدة وهة عالية وثبات ف الضي قدما ف‬
‫طريق الق والستقامة‪ ،‬وأعداء السلم أساليبهم متنوعة‪ ،‬فنحن‬
‫نراهم كيف يتفقون على حرب هذا الدين وحرب اتباعه‪ ،‬وماولة‬
‫النراف بشبابه مع انقسامهم على أنفسهم‪ ،‬فقبل فترة من الفترات‬
‫كان هناك ثالوث خطي جدا؛ وهو الثالوث الصهيون والصليب‬
‫والشيوعي‪ ،‬وإذا بالشيوعية تتساقط كما ذكرنا وقد بقيت الصليبية‬
‫والصهيونية‪ ،‬ولكن هل انتهاء الشيوعية يعن انتهاء آثارها؟ فنحن‬
‫عندما ننظر إل وضع الناس اليوم ند أن هناك ديدانا سامة تغذت‬
‫بسموم الشيوعية‪ ،‬لنا انفصلت عن جثتها التعفنة النتنة‪ ،‬وأخذت‬
‫تقيئ سومها ف وسط هذا العال السلمي لجل إغوائه باسم‬
‫الداثة‪ ،‬حت يتنكب شباب السلم سواء الصراط‪ ،‬وينحرفوا عن منهج‬
‫سلفهم الصال ويقعدوا عما تقتضيه همهم العالية من السعي إل‬
‫الي‪.‬‬
‫هذا؛ بانب الكثي من الغريات التنوعة‪ ،‬فقبل كل شيء العقبة‬
‫الكبى هي عقبة الهل‪ ،‬والهل الذي أعنيه هو الهل بالمور‬
‫الدينية والدنيوية‪ ،‬فإن هذه المة كما هو معلوم لكم مرشحة بأن‬
‫تقود المم‪ ،‬وأن تأخذ بناصية النسانية إل سبيل الي‪ ،‬ومن‬
‫العلوم أن هذه القيادة ل يكن إل أن تكون بعرفة واسعة‬
‫بالمور السياسية والجتماعية و الثقافية‪ ،‬وبميع ما تقتضيه هذه‬
‫الياة الدنيا من الخذ بأسباب القوة ‪.‬‬
‫عوامل انتصار المة السلمية‬
‫ليس من العقول أن يكل السلمون أمور دنياهم إل أعدائهم‪ ،‬الدنيا‬
‫أحقر من أن تكون غاية ولكنها أكب أيضا من أن تدر‪ ،‬لنا‬
‫الوسيلة إل الدار الخرة‪،‬فلذلك يب على السلمي أن يأخذوا‬
‫بأسباب القوة فيها‪ ،‬وال سبحانه وتعال يبي لنا ذلك عندما‬
‫يقول‪ } :‬وأعدوا لم ما استطعتم من قوة{‪ 1‬وهذه القوة الت تعد‬
‫تتلف باختلف الزمان‪ ،‬قد تكون قوة ما صالة ف عصر وهي ليست‬
‫كذلك ف عصر آخر فالناس حت ف العصور الاضية القريبة ل يكن‬
‫أن يتكافؤا عندما بعضهم يتسلح بالناجر والسيوف والخرون يتسلحون‬
‫بالبنادق والدافع‪ ،‬فكيف مع هذه اللت البتكرة الديثة الت ل‬
‫تبقي ول تذر؟ فالسلمون مطالبون بأن يكونوا على معرفة بشؤون‬
‫الياة الدنيا حت ل يكونوا عالة على أعدائهم ف شيء‪ ،‬فال‬
‫سبحانه وتعال يبي لنا أنه خلق لنا ما ف الرض جيعا‪ ،‬فهو من‬
‫ناحية يدعونا إل الزهد ف هذه الياة الدنيا بيث ل نقدمها على‬
‫الياة الخرة ول تكون لنا غاية‪ ،‬وذلك واضح ف قوله تعال ‪} :‬من‬
‫كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لن نريد ث جعلنا له‬
‫جهنم يصلييييها مذموما مدحورا ومن أراد الخرة وسعى لا سعيها‬
‫وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا{[‪ ]9‬وقوله عز من قائل ‪ } :‬من‬
‫كان يريد الياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالم فيها وهم فيها‬
‫ل يبخسون أولئك الذين ليس لم ف الخرة إل النار وحبط ما‬
‫صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون{[‪]10‬وكذلك عندما يضرب لنا‬
‫المثال الكثية الت تبي لنا حقارة هذه الدنيا كما ف قوله‬
‫سبحانه وتعال‪ } :‬واضرب لم مثل الياة الدنيا كماء أنزلناه من‬
‫السماء فاختلط به نبات الرض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان‬
‫ال على كل شيء مقتدرا الال والبنون زينة الياة الدنيا‬
‫والباقيات الصالات خي عنييد ربك ثوابا وخي أمل {[‪. ]11‬‬
‫وكذلك كما هو ف قوله سبحانه وتعال ‪ } :‬إنا مثل الياة الدنيا‬
‫كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الرض ما يأكل الناس‬
‫والنعام حت إذا أخذت الرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنم‬
‫قادرون عليها أتاها أمرنا ليلً أو نارا فجعلناها حصيدا كأن‬
‫ل تغن بالمس كذلك نفصل اليات لقوم يتفكرون وال يدعوا إل‬
‫دار السلم ويهدي من يشاء إل صراط مستقيم{‪ 2‬وقوله عز من قائل‪:‬‬
‫}أعلموا أنا الياة الدنيا لعب ولو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر‬
‫ف الموال والولد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ث يهيج فتراه‬
‫مصفرا ث يكون حطاما وف الخرة عذاب شديد ومغفرة من ال‬
‫ورضوان وما الياة الدنيا إل متاع الغرور{[‪ ]12‬ولكن بانب هذا‬
‫كله ند اليات الكثية الت تدعونا إل الخذ بأسباب القوة ف‬
‫هذه الياة‪ ،‬والت تدل على امتنان ال سبحانه وتعال با آتانا‬
‫فيها من خي‪ ،‬لنسخر هذا الي للوصول إل الخرة بسلوك الطريق‬
‫الفضية إل ذلك‪ ،‬فال سبحانه وتعال يقول‪ } :‬هو الذي خلق لكم‬
‫ما ف الرض جيعا ث استوى إل السماء فسواهن سبع سوات وهو‬
‫بكل شيء عليم{[‪ ]13‬ويقول عز من قائل‪ } :‬وسخر لكم ما ف السموات‬
‫وما ف الرض جيعا‬
‫منه {[‪ ]14‬فعندما ندرك أن ال سبحانه وتعال خلق لنا ما ف‬
‫الرض جيعا‪ ،‬وأنه سخر لنا ما ف السموات وما ف الرض علينا أن‬
‫نستغل هذا الي‪ ،‬ولكن لنسخره للخرة‪ ،‬لتكون الدنيا وسيلة لنا ل‬
‫غاية‪ ،‬فالشباب السلم مطالب بأن يتزود من علم هذه الياة الدنيا‬
‫ما يتمكن به من الستقلل عن خصومه‪ ،‬حت ل يكون عالة على عليهم‬
‫ف أمر دنياه‪ ،‬فنحن باجة إل كل هذه الهارات ف حياتنا الدنيا‪،‬‬
‫فنحن باجة إل الطبيب السلم الاذق‪ ،‬وإل الهندس السلم‬
‫البارع‪ ،‬وإل الطيار السلم البي‪ ،‬وإل صاحب الصنع الاهر‪،‬‬
‫الذي تبز مهارته مهارات الخرين‪ ،‬ويتفوق با ليتول مكان القيادة‬
‫فيما بينهم‪ ،‬نن باجة إل ذلك كله‪ ،‬ونن بانب هذا أيضا باجة‬
‫إل الكثي من الهارات الدينية‪ ،‬حت يكون الشباب متسلحي بعلوم‬
‫الدين بيث يتمكنون بذا التسلح من شق طريق هذه الياة بأمان‪،‬‬
‫حت ل ينحرفوا عن سواء الصراط‪ ،‬وهذا ما يقتضيه أمر ال تبارك‬
‫وتعال لعباده بأن يتعلموا أمييور دينهم‪ ،‬فال سبحانه يقول‪:‬‬
‫}فلول نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا ف الدين ولينذروا‬
‫قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يذرون{[‪.]15‬‬
‫خطورة تقليد أعداء السلم‬
‫وإن من أسباب تنكب الشباب سواء الصراط أن يقليدوا‬
‫دينهم الرجال‪ ،‬وأن ل ينظروا ف أمر دينهم نظرة الفاحص الراغب ف‬
‫النجاة‪ ،‬الذي يهمه أن يلقى ال تبارك وتعال يوم القيامة وهو‬
‫نظيف طاهر من جيع الدران‪ ،‬وهو مستمسك كل الستمساك ببله‬
‫التي ‪.‬‬
‫ومن الطورة بكان أن يقلدوا دينهم كل أحد‪ ،‬فهنياك الكثي من أهل‬
‫العلم والعرفة من ل تسكن خشية ال تبارك وتعال قلبه‪ ،‬هؤلء‬
‫إنا يعلمون ظاهرا من الياة الدنيا‪ ،‬فهم وإن أوتوا ما أوتوا من‬
‫علم الدل والناقشات ومن ضروب الفنون الت تبهر الناس‪ ،‬ليسوا من‬
‫ال تبارك وتعال ف شيء وجدير بالسلم أن ل يقلدهم أمر دينه‪،‬‬
‫إنا على الشباب أن ينظر من يقلده أمر دينه‪.‬‬
‫وكذلك بانب هذا هناك الكثي من الناس هم على جهل زائد‪ ،‬ولكنهم‬
‫يتسورون أمور الدين ويتحدثون عنها تدث العال الحقق الامع بي‬
‫العقول والنقول‪ ،‬كأنا أوتوا من العلم حظا وافرا‪ ،‬وهؤلء‬
‫خطرهم كبي لنم يلبسون لباس العلم وهم على جهل شديد بالسلم‪،‬‬
‫وال تبارك وتعال قرن التقول عليه بالشراك عندما قال سبحانه ‪:‬‬
‫} قل إنا حرم رب الفواحش ما ظهر منها وما بطن والث والبغي‬
‫بغي الق وأن تشركوا بال ما ل ينل به سلطانا وأن تقولوا‬
‫على ال ما ل تعلمون {[‪.]16‬‬
‫ومن الطر الكبي أن يسن الظن بن يلبس لبوس السلم من أجل‬
‫الكيد له‪ ،‬وقد يكون بعض هؤلء ماهرين ف وقت من الوقات‬
‫باللاد‪ ،‬ث بعد ذلك يتظاهرون بالرجوع إل السلم‪ ،‬وإذا بم‬
‫يدسون سومهم فيما بي السلمي باسم السلم ‪.‬‬
‫وقبل فترة من الوقت سعت عن أحد الساتذة أنه يبدي إعجابا‬
‫بالغا بأحد هؤلء وكتاب له ظهر من جديد‪ ،‬ث عندما التقيت به قال‬
‫ل‪ :‬ينبغي أن تقرأ هذا الكتاب فإنه كتاب جيد جدا‪ ،‬وعندما أخذت‬
‫أقلب صفحات ذلك الكتاب رأيت فيه من الكيد للسلم ما تقشعر منه‬
‫اللود‪ ،‬فمن ذلك أنه يعل العبادة أمرا شكليا‪ ،‬ومن استمسك بذه‬
‫العبادة من صلة وصيام وزكاة وغي ذلك فإنا يستمسك بشكليات‬
‫السلم وإنا العبادة القة الت يض عليها السلم هو الب‪،‬‬
‫وهذا الب هو للجميع ل فرق بي إنسان وآخر‪ ،‬هذا أمر هو من‬
‫الطورة بكان‪ ،‬فإنه مع السف الشديد يؤدي والعياذ بال إل أن‬
‫يعل السلم الؤمن والكافر ف ميزانه سواء‪ ،‬بيث يود الكافر كما‬
‫يود الؤمن‪ ،‬وال تبارك وتعال يقول‪} :‬يأيها الذين ءامنوا ل‬
‫تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالودة وقد كفروا با‬
‫جاء كم من الق يرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بال ربكم إن‬
‫كنتم خرجتم جهادا ف سبيلي وابتغاء مرضات تسرون إليهم بالودة‬
‫وأنا أعلم با أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء‬
‫السبيل إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم‬
‫وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون{‪. 1‬‬
‫ويقول تعال‪ } :‬يأيها الذين أمنوا ل تتخذوا اليهود والنصارى‬
‫أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولم منكم فإنه منهم إن ال ل‬
‫يهدي القوم الظالي فترى الذين ف قلوبم مرض يسارعون فيهم‬
‫يقولون نشى أن تصيبنا دائرة فعسى ال أن يأت بالفتح أو أمر من‬
‫عنده فيصبحوا على ما أسروا ف أنفسهم نادمي {‪. 2‬‬
‫ويبي لنا سبحانه وتعال أن موالة الؤمن إنا هي مصورة ف ربه‬
‫وف نبيه ‪ r‬وف إخوانه الؤمني‪ ،‬يقول تعال ‪ } :‬إنا وليكم‬
‫ال ورسوله والذين ءامنو الذين يقيمون الصلة ويؤتون الزكاة وهم‬
‫راكعون {[‪. ]17‬‬
‫ث يبي عاقبة ذلك فيقول ‪} :‬ومن يتول ال ورسوله والذين ءامنوا‬
‫فإن حزب ال هم الغالبون{[‪ ،]18‬ويقول ‪ } :‬ل تد قوما يؤمنون‬
‫بال واليوم الخر يوادون من حاد ال ورسوله ولو كانوا آباءهم‬
‫أو أبناءهم أو إخوانم أو عشيتم أولئك كتب ف قلوبم اليان‬
‫وأيدهم بروح منه{[‪. ]19‬‬
‫هكذا تأت هذه النصوص لتقطع الصلة بي الؤمني والكافرين حت ل‬
‫يربط بي الانبي جسر‪ ،‬ول يوحد بي الطائفتي فكر‪ ،‬فكيف مع ذلك‬
‫يرأ أحد ينتسب إل السلم بأن يقول‪ :‬بأن الدين كله الب‪ ،‬وأن‬
‫هذا الب هو لميع الناس من غي فرق بي أحد وآخر؟‪.‬‬
‫وكيف بانب ذلك أيضا يتجاوز هذا الضلل البي إل تسفيه أمر‬
‫الدين بيث يعل هذه العبادات الت فرضها ال‪ ،‬وجعلها صلة بينه‬
‫وبي عباده‪ ،‬وبا تتمايز أحوال العباد وتتلف طبقاتم‪ ،‬يعلها‬
‫بأسرها أمورا شكلية ل قيمة لا حسب زعمه ف موازين السلم‪ ،‬إن‬
‫هذا لو الضلل البي ‪.‬‬
‫فمثل هذه الفكار النحرفة الت تقدم إل الشباب باسم السلم من‬
‫قوم يزعمون أنم أصبحوا الن أعلما ف الفكر السلمي‪ ،‬وأنم‬
‫أبصروا ما ل يبصره من قبلهم‪ ،‬مثل هذه الفكار تدمر المة‬
‫والعياذ بال عندما تتلقى بالقبول‪ ،‬ث بانب هذا أيضا أن‬
‫الوصول إل الغاية تتاج إل تضحيات جسام‪ ،‬فأصحاب الرسول ‪ r‬رضوان‬
‫ال تعال عليهم شدوا عزائمهم حت وصلوا إل ما وصلوا إليه‪ ،‬لقد‬
‫خرجوا ف هذا الرض وهم قلة قليلة بي تلكم الكثرة الكاثرة من‬
‫الكفرة الذين كانوا يتحدونم ويقفون ف سبيلهم ويضعون العراقيل‬
‫أمامهم‪ ،‬ويرفعون السدود لتحول بينهم وبي مبتغاهم‪ ،‬ولكنهم‬
‫اقتحموا صهوة متون الخطار وواجهوا أنواع التحديات ول يقفوا حت‬
‫وضعوا أقدامهم على هامات البارين‪ ،‬وأنزلوا القياصرة والكاسرة‬
‫من عروشهم صاغرين‪ ،‬وأذاقوا الشعوب الت كانت مرومة من المن‬
‫والطمئنان والعدل والساواة طعم الرية والعدل والساواة ‪.‬‬
‫خطورة الترف على الشباب السلم‬
‫وهذا أمر يستدعى بطبيعة الال على أن تكون من الشباب العاصر‬
‫تضحيات جسام‪ ،‬فالخلد إل الراحة ل يؤدي إل الغاية الطلوبة‪،‬‬
‫ولذلك يب قبل كل شيء أن يترب هذا الشباب تربية بعيدة عن الترف‪،‬‬
‫فالترف هو الذي يهلك المم‪ ،‬وما هذا التقارب الذي نراه بي كلمت‬
‫"الترف" و "التلف" إل دليل على ما بينهما من الترابط العنوي‬
‫والتآخي السبب‪ ،‬فإن الترف والعياذ بال مؤد إل التلف‪ ،‬فهو‬
‫يؤدي إل التلف ف الدنيا والخرة‪ ،‬أما ف الخرة فأنتم تقرأون‬
‫قول ال تبارك وتعال ف أصحاب الشمال والعياذ بال بعد ما ذكر‬
‫ال سبحانه وتعال ما ينتظرهم من العقاب الليم } إنم كانوا‬
‫قبل ذلك مترفي {[‪ ]20‬فأول ما وصفهم به من أعمالم الت يعملونا‬
‫وأحوالم الت كانوا عليها ف هذه الدنيا أنم كانوا مترفي ‪.‬‬
‫وكذلك ند أن ال تبارك وتعال يصف أحوال هيؤلء ف‬
‫الدنيا وما يصيبهم فيها من العذاب بسبب هذا الترف‪ ،‬فهو تعال‬
‫يقول ‪ } :‬وكم قصمنا من قرية كانت ظالة وأنشأنا بعدها قوما‬
‫ءاخرين فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون ل تركضوا وارجعوا‬
‫إل ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون {[‪ ،]21‬ويقول تعال‪} :‬‬
‫حت إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب إذا هم ييءرون ل تيءروا اليوم‬
‫إنكم منا ل تنصرون {[‪. ]22‬‬
‫ويبي لنا سبحانه أن هؤلء الترفي هم السبب ف شيوع العذاب بي‬
‫الناس؛ عندما يتركون وشأنم وفسادهم وإغراقهم ف لوهم وانرافهم‬
‫عن سواء الصراط فهو تعال يقول‪ } :‬وإذا أردنا أن نلك قرية أمرنا‬
‫مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميا {[‪]23‬‬
‫ويبي لنا سبحانه وتعال أيضا أن هؤلء الترفي هم الذين وقفوا‬
‫ف وجوه الرسلي‪ ،‬فهم بسبب استمساكهم ‪-‬با فيه وعليه من الترف‪-‬‬
‫يرصون دائما على أل يفرطوا ف ملذاتم وشهواتم‪ ،‬فيون دعوات‬
‫الرسلي تول بينهم وبي ذلك‪ ،‬فلذلك يتحدونم ويكذبون با‪ ،‬يقول‬
‫سبحانه وتعال ‪ } :‬وقال الل من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء‬
‫الخرة وأترفناهم ف الياة الدنيا ما هذا إل بشر مثلكم يأكل‬
‫ما تأكلون منه ويشرب ما تشربون ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذن‬
‫لاسرون {[‪ ]24‬ويقول سبحانه‪:‬‬
‫} وما أرسلنا ف قرية من نذير إل قال مترفوها إنا با أرسلتم به‬
‫كافرون وقالوا نن أكثر أموال وأولدا وما نن بعذبي {[‪]25‬‬
‫فهم ملدون إل أموالم وأولدهم ويغترون بذلك‪ ،‬أن ذلك هو مقياس‬
‫التفرقة بي الق والباطل ‪.‬‬
‫وكذلك يقول سبحانه ‪ } :‬وكذلك ما أرسلنا من قبلك ف قرية من نذير‬
‫إل قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على ءاثارهم‬
‫مقتدون {[‪. ]26‬‬
‫وهكذا شأن هؤلء الترفي يصرون على الستمساك بالباطل‪ ،‬ويبي‬
‫لنا سبحانه أن ذلك ليس بالنسبة إل دعوات الرسلي فحسب بل هو‬
‫أمر متكرر ف تاريخ الصلحي‪ ،‬فالصلحون يقف ف وجوههم الترفون‪،‬‬
‫يقول تبارك وتعال‪:‬‬
‫} فلول كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد ف‬
‫الرض إل قليلً من أنينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أترفوا‬
‫فيه {[‪ ]27‬ولذلك يقفون ف وجوه الصلحي كما يقفون ف وجوه‬
‫الرسلي ‪.‬‬
‫التربية القة للشباب السلم‬
‫فلذلك يب أن يترب الشباب ل على الترف والخلد إل الراحة‪ ،‬بل‬
‫على مواجهة الشدائد وتمل اللواء ومكابدة الشاق‪ ،‬حت يكون مهيأ‬
‫لن يتحمل كل شدة ف سبيل أمر ال تبارك وتعال عندما يواجهوا‬
‫أعداء السلم ‪.‬‬
‫هذا؛ ومن العلوم أن قبل هذا كله وبعده‪ ،‬فإن اليان هو الصل‪،‬‬
‫ومن هنا تأت التربية اليانية كرائد ف هذا السبيل‪ ،‬فالشباب‬
‫يب أن ينشأوا على اليان بال‪ ،‬والتعلق به سبحانه وتعال‪ ،‬حت‬
‫يتلك شغاف قلوبم ويسيطر على أفكارهم ووجدانم‪ ،‬كما يقتضي ذلك‬
‫اليان الق الذي كان عليه السلف‪ ،‬والذي يأت عليه من بعد من‬
‫سلك مسلكهم من اللف‪ ،‬والذي دعت إليه آيات الكتاب العزيز والسنة‬
‫النبوية على صاحبها أفضل الصلة والسلم‪ ،‬فال تبارك وتعال يصف‬
‫الؤمني بأوصاف ف الكتاب } إنا الؤمنون الذين إذا ذكر ال‬
‫وجلت قلوبم وإذا تليت عليهم آياته زادتم إيانا وعلى ربم‬
‫يتوكلون الذين يقيمون الصلة وما رزقناهم ينفقون أولئك هم‬
‫الؤمنون حقا لم درجات عند ربم ومغفرة ورزق‬
‫كري{[‪. ]28‬‬
‫والنب ‪ r‬يقول‪ (( :‬ثلث من كن فيه وجد حلوة اليان أن يكون‬
‫ال ورسوله أحب إليه ما سواها‪ ،‬وأن يب الرء ل يبه إل‬
‫ل‪ ،‬وأن يكره أن يعود ف الكفر كما يكره أن يقذف ف‬
‫النار ))[‪. ]29‬‬
‫جهود أعداء السلم للصد عن سبيل ال‬
‫فاليان ليس إدعاء وإنا اليان ما وقر ف القلب وصدقه العمل‪،‬‬
‫ولذلك كان من الضرورة أن تكون التربية تسد اليان الق بيث‬
‫يدفع بؤلء الشباب دفعا إل التضحية ف سبيل ال سبحانه‪ ،‬ومن‬
‫أجل أمر ال‪ ،‬ومن أجل الدعوة إليه‪.‬‬
‫ومع هذا أيضا ل بد من أن يكون هؤلء الشباب على بينة بكر‬
‫أعدائهم وأساليبهم ‪ ،‬وكيف يواجهون هؤلء العداء سواء من الناحية‬
‫العنوية أو من الناحية الادية‪ ،‬فمن الناحية الادية كما ذكرنا‬
‫عليهم أن يأخذوا بأسباب القوة كلها‪ ،‬ومن الناحية العنوية عليهم‬
‫أن يواجهوا مكر أعدائهم بالدعوة القة دعوة الصدق‪ ،‬فالتنصي الذي‬
‫يقوم به الصليبيون يب أن يعرى‪ ،‬وذلك بعد الفهم والدراسة لكائد‬
‫هؤلء النصرين ‪ ،‬كيف يريدون أن ينشروا مبادئ أنفسهم الن أصبحوا‬
‫ل يؤمنون با‪ ،‬وما ذلك إل من أجل اصطياد الؤمني‪ ،‬ومن أجل‬
‫اليلولة بينهم وبي تأريهم‪ ،‬فالنصرون كل ههم ف أن ينصرف‬
‫السلم عن السلم ول يشغلهم بعد ذلك أن يكون على أي ملة أو على‬
‫أي دين كما تدث بذلك القس زوير نفسه ف مؤتر القدس الذي انعقد‬
‫ف عام ‪ 1935‬عندما قال‪(( :‬إن مهمة التبشي الذي ندبتكم من أجله‬
‫الدول السيحية للقيام با ف البلد الحمدية ليست ف تنصي‬
‫السلمي‪ ،‬فإن ف ذلك هداية لم وتكريا‪ ،‬وإنا هي ف إخراج‬
‫السلم من السلم وجعله ملوقا ل صلة له بال‪ ،‬وبالتال ل‬
‫صلة له بالخلق الت تعتمد عليها المم ف حياتا‪ ،‬وبذا تكونون‬
‫بأعمالكم هذه طليعة الفتح الستعماري ف المالك السلمية))‬
‫ل معنيا بالشهوات‬‫ويذكر فيما يذكره أنه من الهم أن يرجوا جي ً‬
‫ل يهمه إل أن يشبع شهوته‪ ،‬فإن تبوأ أسى الناصب ففي سبيل‬
‫الشهوات))‪ ،‬وكذلك بالنسبة إل مكائد الصهيونية وما ينشرونه من‬
‫أفكار خبيثة ف المة السلمية من أجل تفتيت وحدتا وتفريق‬
‫كلمتها و البعد با عن أسباب عزتا وكرامتها‪.‬‬
‫يب على الشباب أن يكونوا على بينة من ذلك‪ ،‬وأن يدرسوا ذلك دراسة‬
‫مستفيضة‪ ،‬وأن يقوموا ببثه فيما بي الناس‪.‬‬
‫وكذلك بالنسبة إل هؤلء الشرات الذين يسمون أنفسهم بالداثيي‪،‬‬
‫وما يقومون به من دعايات مغرية ف أمة السلم من أجل اليلولة‬
‫بي هذه المة وبي أسباب الي‪ ،‬فيها يب على الشباب أن يكونوا‬
‫على بينة من ذلك كله‪ ،‬وأن يعروا مكائد هؤلء ويفضحوا مؤامراتم ‪.‬‬
‫الصب سبب النصر‬
‫والدعوة إل ال يب أن تكون نصب عين كل شاب مسلم‪ ،‬فإن ال‬
‫تبارك وتعال جعل الدعوة هي سبب رقي هذه المة وأخذها بأسباب‬
‫القوة‪ ،‬والي } كنتم خي أمة أخرجت للناس تأمرون بالعروف‬
‫وتنهون عن النكر {[‪ ]30‬وعليهم أن يصبوا من أجل إبلغ هذه‬
‫الدعوة إل الناس فإن طريق الدعوة طريق وعر مفوف بالكاره مليء‬
‫بالخاطر‪ ،‬فال تبارك وتعال يبي لنا ذلك من خلل أمره بالصب‬
‫ف إبلغ هذه الدعوة‪ ،‬فهو يقول فيما يكيه عن لقمان ف وصيته‬
‫لبنه } وأمر بالعروف وانه عن النكر واصب على ما أصابك إن ذلك‬
‫من عزم المور[‪ ،{]31‬ويقول سبحانه وتعال مبينا منهاج الرسول ‪r‬‬
‫ومنهاج أمته الذين يتبعون سبيله } قل هذه سبيلي أدعو إل ال‬
‫على بصية أنا ومن اتبعن وسبحان ال وما أن من الشركي {[‪]32‬‬
‫ث يتبع ذلك قوله‪ } :‬وما أرسلنا من قبلك إل رجال نوحي إليهم من‬
‫أهل القرى أفلم يسيوا ف الرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من‬
‫قبلهم ولدار الخرة خي للذين اتقوا أفل تعقلون حت إذا استيأس‬
‫الرسل وظنوا أنم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ول يرد‬
‫بأسنا عن القوم الجرمي لقد كان ف قصصهم عبة لول اللباب ما‬
‫كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بي يديه وتفصيل كل شيء وهدى‬
‫ورحة لقوم يؤمنون{[‪. ]33‬‬
‫وهناك الكثي من الديث الذي يتعلق بذه الوانب‪ ،‬ولكن نظرا إل‬
‫ضيق الوقت ل يكننا أن نتجاوز ما قلناه إل غيه ‪.‬‬
‫الا تية‬
‫ونسأل ال سبحانه وتعال أن يعز السلم والسلمي وأن يقطع‬
‫دابر أعدائه الكافرين‪.‬‬
‫اللهم ربنا استخلفنا ف أرضك كما استخلفت من قبلنا من عبادك‬
‫الؤمني‪ ،‬ومكن لنا ديننا الذي ارتضيته لنا‪ ،‬وأبدلنا بوفنا‬
‫أمنا‪ ،‬وبذلنا عزا‪ ،‬وبفقرنا عن‪،‬ى وبتشتتنا وحدة‪ ،‬وأجعنا على‬
‫كلمتك وألف بي قلوبنا بطاعتك‪ ،‬يا حي يا قيوم يا ذا اللل‬
‫والكرام ‪.‬‬
‫اللهم إنا ضعفاء فقونا‪ ،‬وإنا أذلء فأعزنا‪ ،‬وإنا فقراء فأغننا‪،‬‬
‫اللهم أغننا بللك عن الرام‪ ،‬وبطاعتك عن الثام‪ ،‬وبك عمن سواك‪،‬‬
‫يا حي يا قيوم يا ذا اللل والكرام ‪.‬‬
‫اللهم أبرم ف هذه المة أمر صلح ورشد‪ ،‬يعز فيه أهل طاعتك‪ ،‬ويذل‬
‫فيه أهل معصيتك‪ ،‬ويؤمر فيه بالعروف وينهى فيه عن النكر‪ ،‬ويكم‬
‫فيه شرعك‪ ،‬وتطبق فيه أحكامك‪ ،‬وتقام فيه حدودك وينتهج فيه صراطك‪،‬‬
‫ويتبع فيه كتابك‪ ،‬ويقتدى فيه برسولك ممد ‪. r‬‬
‫إنك ربنا على كل شيء قدير‪ ،‬وإنك بالجابة جدير‪ ،‬نعم الول ونعم‬
‫النصي ‪.‬‬
‫وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا ممد وعلى آله وصحبه أجعي ‪.‬‬
‫سبحان ربك رب العزة عما يصفون‪ ،‬وسلم على الرسلي‪ ،‬والمد ل‬
‫رب العالي ‪.‬‬
‫والسلم عليكم ورحة ال وبركاته ‪.‬‬

‫[‪ - ]1‬تبارك ‪. 14 /‬‬


‫[‪ - ]2‬ييس ‪. 58 /‬‬
‫[‪ - ]3‬أصله ماضرة ألقاها ساحة الشيخ الليلي ف أحد جوامع‬
‫السلطنة ‪.‬‬
‫[‪ - ]4‬النييور ‪55 /‬‬
‫[‪ - ]5‬الصيف ‪9 /‬‬
‫[‪ - ]6‬الييج ‪41-40 /‬‬
‫[‪ - ]7‬الصافات ‪. 173 - 171 /‬‬
‫‪ - 1‬رواه ابن كثي ف البداية والنهاية ‪ ،‬وذكره الزبيدي ف إتاف‬
‫السادة التقي ج ‪ 7‬ص ‪ ، 18‬والقاضي عياض ف كتاب الشفا ج ‪ 1‬ص ‪. 674‬‬
‫[‪ - ]8‬رواه أحد ‪.‬‬
‫‪ -1‬سورة البقرة ‪143 /‬‬
‫‪ -2‬آل عمران ‪110 /‬‬
‫‪ -3‬الج ‪41 ، 40 /‬‬
‫‪ -1‬رواه الربيع والبخاري ومسلم وغيهم ‪.‬‬
‫‪ -2‬رواه الترمذي والدرامي‪.‬‬
‫‪ 1‬النفيال ‪60 /‬‬
‫[‪ -]9‬السراء ‪19-18 /‬‬
‫[‪ - ]10‬هود ‪16 - 15 /‬‬
‫[‪ -]11‬الكهف ‪46 - 45 /‬‬
‫‪ - 3‬يونس ‪25 ، 24 /‬‬
‫[‪ -]12‬الديد ‪20 /‬‬
‫[‪ - ]13‬البقرة ‪29 /‬‬
‫[‪ - ]14‬الاثية ‪13 /‬‬
‫[‪ -]15‬التوبة ‪122 /‬‬
‫[‪ -]16‬العراف ‪33 /‬‬
‫‪ - 1‬المتحنة ‪2 ، 1 /‬‬
‫‪ - 2‬الائدة ‪52 ، 51 /‬‬
‫[‪ - ]17‬الائدة ‪55 /‬‬
‫[‪ - ]18‬الائدة ‪56 /‬‬
‫[‪ -]19‬الجادلة ‪22 /‬‬
‫[‪ -]20‬الواقعية ‪45 /‬‬
‫[‪ -]21‬النبياء ‪13 - 11 /‬‬
‫[‪ -]22‬الؤمنون ‪65 - 64 /‬‬
‫[‪ -]23‬السراء ‪16 /‬‬
‫[‪ -]24‬الؤمنون ‪34 - 33 /‬‬
‫[‪ -]25‬سبأ ‪35 - 34 /‬‬
‫[‪ -]26‬الزخرف ‪23 /‬‬
‫[‪ - ]27‬هود ‪116 /‬‬
‫[‪ - ]28‬النفال ‪4 - 2 /‬‬
‫[‪ - ]29‬رواه مسلم والنسائي ‪.‬‬
‫[‪ - ]30‬آل عميران ‪110 /‬‬
‫[‪ -]31‬لقمان ‪17 /‬‬
‫[‪ -]32‬يوسف ‪.108 /‬‬
‫[‪ -]33‬يوسف ‪.111 – 109 /‬‬

‫أتى هذا القال من الجرّة السلمية‬


‫‪http://www.almajara.com‬‬
‫عنوان الرابط لذا القال هو‪:‬‬

‫‪http://www.almajara.com/article.php?sid=495‬‬
‫‪4‬‬

You might also like