M المد ل وكفى ،والصلة والسلم على النب الصطفى ،وعلى آله وصحبه الشرفاء. أما بعد: فإنه ما ل ريب فيه بأن السلم هو الدين الوحيد الذي يمل ف ثنايا أحكامه البلسم الشاف لدواء البشرية ،لنه تنيل من حكيم حيد ،العال با يصلحهم وينفعهم } أل يعلم من خلق وهو اللطيف البي { ]1[. ول قد جاءت الدلئل ف القرآن الكر ي و ف سنة ال نب عل يه أف ضل ال صلة وأز كى الت سليم موض حة عظ مة ال سلم ووجوب ال ستمساك به ل نه أ ساس ال ستخلف والتمك ي ف الرض. ومن هذا النطلق جاءت اعترافات أعداء السلم با لذا الدين من دور فاعل ف دفع عجلة الضارة ،وصرحوا بإفلس جيع النظم البشرية لكونا من صنع عقول البشر القاصرة. لذلك كان لزاما على المية السيلمية إذا أرادت العزة والنصير أن تعود لذا الديين ،وأن تتمسيك بتعاليميه حيق التمسيك ،وأن تعتيز بيه حيق العتزاز ،وأن تفارق عادات أعدائهيا الدنيئة ،وأن تذر تقليد هم وموالت م لن م يضمرون لذا الد ين وأهله كل ال شر ،ويودون القضاء عليه بشت الوسائل والسبل. والما نة ملقاة على عا تق الشباب الذ ين ناط ال ب يم م سؤولية ت مل أعباء هذه الدعوة، ولن يتأ تى ذلك إل بالخلص وال صب والتضح ية ،وت نب ج يع عوا مل الف ساد :كالترف والكسل والدعة ،فإن ذلك مؤذن بتقويض بنيان المة ،وإذا قام الشباب بدورهم النوط بم كان لذه المة النصر والعزة والتمكي. أخيي القارئ الكيري: حول " معال للجيل الواعد " يأت هذا الكتيب الذي هو عبارة عن ماضرة لسماحة الشيخ أحد بن حد الليلي حفظه ال ،ليني للسالكي دربم ،ويضع يديك على معال الطريق حت تسي على نور من ربك ،فإليك هذا النبع الفياض الذي يروي ظمأك بشيئة ال ،وصلى ال على سيدنا ممد وعلى آله وصحبه أجعي. مقدمة المد ل ذي القوة التي الذي وعد بتأييد عباده الؤمني، وتوعد بذلن أعدائه الكافرين ،أحده سبحانه حدا يليق بلل وجهه وعظيم سلطانه ل حد لغايته ول أمد لنهايته ،العز كل العز ف طاعته والذل كل الذل ف معصيته ،وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وعد وتوعد وهو صادق فيما وعد به وتوعد ،سبحانه له اللك يعز من يشاء ويذل من يشاء ،وأشهد أن سيدنا ونبينا ممدا عبده ورسوله بلغ رسالة ربه وأدى أمانته وجع شتات هذه المة ووحد كلمتها وألف بي القلوب التنافرة وجع بي الفئات التدابرة على كلمة سواء .وجاهد ف سبيل ال حت أتاه اليقي r وعلى آله وصحبه وعلى تابعيهم بإحسان إل يوم الدين . أما بعد: فالسلم عليكم أيها الخوة الؤمنون ورحة ال وبركاته . أحييكم بذه التحية اليانية السلمية تية أهل النة وتية ال تبارك وتعال لعباده الؤمني } سلم قولً من رب رحيم { ]2[. وأهنئ نفسي وأهنئكم بذا الجتماع الاشد ف هذا الامع العريق[ ]3وف هذه الليلة الباركة ف ظلل السلم؛ دين ال تعال الق الذي رفع ال به من كان منخفضا وأعز به من كان ذليلً. فالمد ل على هذا اللقاء ،والمد ل أولً وآخرا على نعمة السلم الذي يؤلف ول ينفر ،ويمع ول يشتت ،ويوحد ول يفرق . وعد ال بالتمكي للمؤمني هذا؛ وإن من تأمل كتاب ال سبحانه وتعال وجد ف ثنايا ما أنزله سبحانه على عبده ورسوله rالبشرى لذه المة ،الت منّ ال عليها بأن بعث فيها رسولً كريا ،وأنزل عليه ذكرا حكيما، وهداه به صراطا مستقيما ،فإن ال سبحانه جع شتات هذه المة بعد ضياع وتفرق وتزق ،فكانت بإذن ال سبحانه أمة قوية ،عزيزة، وقد وعد ال سبحانه أن يظهر دينها على كل دين ،وأن يعلي كلمتها على كل كلمة وأن يستخلفها ف الرض كما استخلف الصالي من قبل من المم السابقة ،يقول سبحانه } :وعد ال الذين آمنوا منكم وعملوا الصالات ليستخلفنهم ف الرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لم دينهم الذي ارتضى لم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونن ل يشركون ب شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون{[ ]4ويقول سبحانه } :هو الذي أرسل رسوله بالدى ودين الق ليظهره على الدين كله ولو كره الشركون {[ ]5ويقول عز من قائل} :ولينصرن ال من ينصره إن ال لقوي عزيز الذين إن مكناهم ف الرض أقاموا الصلة وآتوا الزكاة وأمروا بالعروف ونوا عن النكر ول عاقبة المور {[]6ويقول } :Uولقد سبقت كلمتنا لعبادنا الرسلي إنم لم النصورون وإن جندنا لم الغالبون{[]7 وقد وقع ذلك فيما سبق من تاريخ هذه المة ،حيث أظهر ال سبحانه وتعال دينه على الدين كله واستخلف هذه المة ،ف الرض وعلت كلمتها بي الناس ،وقادت المم بسلسل الق ،والدعوة ،إل مسالك الرشد ،فأخذت بزمام قافلة البشرية إل طريق الي والسعادة، فتبوأت النسانية ف ظل الكم السلمي النظيف مبوأ خي ،ذاقت فيه نعمة هذه الياة ،وعرفت معن الرية والساواة بي الناس. ول ريب أن ما عصف بذه المة من عواصف ،إنا كان بسبب خروجها عن السلك السوي الذي سار عليه سلفها الصال ،وهذه هي سنة ال تعال ف خلقه ،وقد كان بسبب ذلك ما أصاب هذه النسانية من بوار وشتات وتزق ،فالضارات التنوعة الت واجهتها هذه النسانية؛ وهي متنكبة سواء الصراط ،ما عادت على هذه النسانية إل بالويلت والدمار ،ول ريب أن الليل الظلم عندما يلولك فإنه يؤذن بانبلج الفجر ،وهذه هي سنة ال تعال الت ل تتبدل ،ولذلك كان المل قويا ف أن يعيد ال سبحانه وتعال إل هذه المة مكانتها بي المم ،وأن يبوئها مبوأ صدق ،وأن يضفي على حياتا كل نعمة من النعم الت أضفاها على المم السابقة الت اتبعت الصراط السوي ول تتنكب ف سلوكها عنه ،وهذا أمر يفرض علينا ديننا النيف أن نؤمن به ،فإن ال سبحانه وتعال بعث عبده ورسوله r مبشرا . بشيرات النبوة بانتشار السلم وقد كان الرسول rيتفاءل بظهور الق عندما تشتد الزمات وعندما تضيق حلقات المور حت تكاد النفوس أن تزهق ،وكان النب rإبان ذلك يبشر هذه المة بي ،وهذا أمر يعرفه كل من درس سيته rوعرف مواقفه ،فهو صلوات ال وسلمه عليه عندما خرج مهاجرا من مكة الكرمة الت هي داره وقراره؛ فلفظته بسبب دعوته إل الق؛ وتنكر له أهلها ،وعندما خرج مهاجرا إل الدينة النورة وتعرض ،له سراقة ف الطريق وكان ما وقع من أمره rف ذلك الوقت ،ل ينس وعد ال الصادق فقد كان ينظر إل وعده سبحانه وتعال بإيان النبوة الصادقة ،ولذلك قال لسراقة وهو مول ظهره راجعا نو مكة الكرمة: (( كيف بك إذا لبست سواري كسرى )) 1إن هذا النطق هو منطق النبوة الالدة والرسالة الصادقة ،فإنه rلو كان يلد إل أوضاع البشرية وطبائعها كان أحرى به ف ذلك الوقت أن يضيق صدره وأن يشتد عليه المر حت أنه تكاد أنفاسه تتنق ،إل أنه rكان مطمئنا إل وعد ال سبحانه وتعال ،وهذا أمر وقع فعلً إذ ل يض على ذلك الوقت إل نو عقدين من السني أو أقل حت فتح ال سبحانه وتعال للمسلمي مدائن كسرى ،وجيء بتاجه وسواريه وخزائنه إل أمي الؤمني الفاروق ،tفدعى بسراقة وألبسه تاج كسرى وسواريه تصديقا لوعد الرسول عليه أفضل الصلة والسلم . وكذلك عندما اشتدت الزمة بالرسول rوالؤمني عندما رماهم العرب بأفلذ أكبادهم ،وشددوا الصار عليهم ف الدينة النورة ف واقعة الندق الشهورة ورأى السلمون بقيادة الرسول rأن يسوروا البلد بندق يوطها وينع العدو أن يقتحم عليها وعليهم ،وذلك بإشارة من سلمان الفارسي ،tف ذلك الوقت عندما كان السلمون يفرون الندق اعترضتهم صخرة ل يستطع السلمون تفتيتها ،فأخذ النب rالطرقة الت كانوا يطرقونا با ،فضربا ضربة ولع شعاع فقال إثر ذلك (( :ال أكب فتحت لمت مالك الروم كأن أنظر إل قصور الشام )) ،ث ضرب ثانية ،وشع شعاع فقال صلوات ال وسلمه عليه (( :ال أكب فتحت لمت مالك كسرى كأن أنظر إل قصور الدائن)) [.]8 وهكذا كان رسول ال rف ساعات الزمات وأوقات الرج والشدة يستبشر بوعد ال التي الذي ل يتبدل} ل تبديل لوعد ال{. خطورة تلي المة السلمية عن مكان القيادة ف هذه العصور الخية وقع ما وقع لذه النسانية عندما تنكبت سواء الصراط ،والمة السلمية كانت من بي هذه النسانية الائرة التعيسة ،بسبب عدم قيامها بأمر ال سبحانه وتعال وعدم اضطلعها بأمانة الق ،لن هذه المة ليست على شيء حت تقيم موازين القسط ،إذ ال تبارك وتعال هيأها لن تكون أمة قائدة رائدة تأخذ بزمام قافلة النسانية إل الي والسعادة ،وتقيم حكم الق ف النسانية ،وتتبوأ ما بي هذه النسانية مكان المامة والزعامة ،وتكون أمة مُتبَعة مؤثرة ،ولكن عندما تنكبت سواء الصراط أصيبت أيضا فيمن أصيب ،وكانت من ضمن قافلة النسانية الت اقتادتا الاهلية الديثة إل الدمار والزي والعياذ بال ،فحل با ما حل ،ولذلك انقسمت على نفسها فكان منها من يول وجهه شطر الشرق خاضعا للشيوعية ،ومنهم من يول وجهه شطر الغرب خاضعا الرأسالية وأصبح الناس ف حية من أمرهم وضلل من سعيهم، وأخذت الن هذه الغيوم بشيئة ال سبحانه تتكشف لتنجلي القيقة للناس ،وليبصروا ما يهلونه مين قبل. اعترافات خصوم السلم وإذا بالسلم رغم ماربته الشديدة من قبل أعدائه هو أنشودة الناس ،ويعلقون المل الكبيعليه بأن ينقذ هذه النسانية الائرة ،ول أدل على ذلك من تاوي مبادئ الكفر ،وسقوط أركان الضللة ،وتكشف عوار تلكم البادئ الت آمن با الناس ردحا من الزمن ،فقبل فترة من الوقت كان الناس كثيا ما يعولون على الشيوعية ،ويظنونا النقذ لم من ورطات هذه الياة ،ويرون فيها الل المثل ،حت إن من كان يتنكر للشيوعية يسمى فيما بينهم رجعيا ،وإذا بأئمة هذه الشيوعية بأنفسهم يكفرون با ،ويصمون من يتمسك با بالرجعية ،فقبل بضع سني تدث ( جورباتشوف ) إل قناة تلفزيونية بريطانية ،وأجاب عن سؤال طرح عليه عن وضع الشيوعية ف الصي وف فيتنام؛ هل يكن أن يستمر؟ فأجاب( :كل ؛ لنا ميتة واليت ل بقاء له) فسئل عن البديل؛ فقال( :ل أعتقد أن البديل يكمن ف الرأسالية ول ف الشتراكية ول ف الديقراطية ،وإنا هو ف نظام آخر ،فعلينا أن نتكيف وفق حضارة جديدة) ،ويومها قلت: بأن النظام الخر الذي يشي إليه إنا هو نظام السلم ،ول يكن بال من الحوال أن يكون هناك نظام غي السلم؛ يفي باجات البشر ويل مشكلتم ،ويمع شتاتم ،ويأخذ بأيديهم إل ما يصبون إليه من خي ،بعد هذه العاناة الشديدة من الشر الذي كابدوه ردحا من الزمن ،ول تض سنوات قليلة حت تدث شيوعي راديكال يعتب من أعنت الشيوعيي وأشدهم ضراوة وهو "كاسترو" عن صلح السلم .وقال" :ل يبق أمام الناس إل النهج القرآن ". فبما أن العال يتطلع إل هذا النهج وإل ما فيه من حلول لشكلتم ،فإن هذه السؤولية إنا هي مسؤولية هذه المة أمة السلم الت اختارها ال سبحانه وتعال لن تكون شهيدة على جيع المم ورائدة ف الق ،تستمسك بأمر ال،له وتأمر بالعروف وتنهى عن النكر وتقيم حدود ال،له وتنفذ أحكامه وتسد تعاليمه، فال سبحانه وتعال بي ميزة هذه المة ،فقد أخب أنا شهيدة على المم } وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا { 1ويقول سبحانه وتعال مبينا سبب نيل هذه المة هذا الشرف العظيم } :كنتم خي أمة أخرجت للناس تأمرون بالعروف وتنهون عن النكر وتؤمنون بال{.2 وهذا يعن أن هذه المة ل يكن أن تسعد ويسعد الناس بسببها إل عندما تعود إل أصالتها وتتمسك بصائصها ،ول تفرط ف شيء من واجباتا ،والسلف الصال عندما شقوا طريقهم إل المام ،ووصلوا إل ما وصلوا إليه ،وأكتسحوا كل ما وقف أمامهم ،إنا وصلوا إل هذه الغايات البعيدة بسبب عزيتهم اليانية الصادقة وعدم تفريطهم ف شيء من أوامر ال سبحانه ،فقد صدقوا ال فصدقهم ال ونصروه فنصرهم ،ونصرة ال سبحانه وتعال بينها كيف تكون عندما قال } :Uولينصرن ال من ينصره إن ال لقوي عزيز الذين إن مكناهم ف الرض أقاموا الصلة وءاتو الزكاة وأمروا بالعروف ونوا عن النكر ول عاقبة المور{.3 واجب السلمي ف قيادة العال هذا ولئن كانت النسانية بأسرها مطالبة بأن تواجه التحديات الختلفة بإيان وثبات ،فإن ذلك يعن أن على هيذه النسانية أن تتكيف وفق أمر ال سبحانه وتعال ،وأن تستخرج اللول من كنوز كتابه الكري الذي ل تنفد كنوزه ول تنتهي حلوله ،ولئن كان السلمون هم الذين يسألون يوم القيامة عن وضع هذه النسانية الائرة وعن الخذ بيدها إل سبل الي ،وهذه مسؤولية كل مسلم ل فرق بي صغي وكبي ،فإن شباب هذه المة وهم الذين آتاهم ال سبحانه وتعال الطاقات السية والعنوية أكثر مسؤولية وأعظم خطرا ف أن يتحملوا هذه السؤولية بدارة وصدق وأمانة .وكل أمة من المم تقاس ف تقدمها وتأخرها ورقيها وانطاطها بسب وضع شبابا ،وبقدر ما يكونون عليه من الي والستقامة والرشد والستمساك ببل ال التي ،والعض بالنواجذ على هدي كتابه الكري ،وانتهاج صراطه الستقيم تكون المة بي، وعندما يكون الشباب بلف ذلك تكون المة والعياذ بال أمة مهينة ذليلة حقية . هذا ،ول ريب أن اضطلع الشباب بذه السؤولية الكبى والقيام من جانبهم بذه المانة العظمى ،أمر يستدعي أن يتهيأ له الشباب بالقيام بالواجبات ،وذلك بتكيفه تكيفا تاما حسب أوامر ال وأوامر رسوله rلتكون كل جزئية من جزئيات حياته تسيدا لكم ال الذي ل تبديل لحكامه ،وهذا أمر ليس بالي؛ فإن مرحلة الشباب مرحلة نزوات والنرافات بسبب أن الشيطان يرص دائما على أن يضل الشاب عن سواء الصراط ،ولذلك عندما ذكر الرسول rالذين يظلهم ال ف ظله يوم ل ظل إل ظله ،ذكر من بينهم شابا نشأ ف عبادة ال ،1والنيزعات فجدير بالشاب أن يعرف مسؤوليته وهو ف هذه الرحلة ،على أن حديث رسول ال rبي أن النسان كما يسأل عن عمره عامة يسأل عن شبابه بصفة خاصة ،فهو عليه أفضل الصلة والسلم يقول (( :ل تزول قدم ابن أدم يوم القيامة من عند ربه حت يسأل عن خس عن عمره فيم أفناه وعن شبابه فيم أبله )) إل آخر الديث . 2 فعلى الشاب أن يدرك أن مسؤوليته -وهو ف هذا الشباب -مسؤولية مضاعفة ،وأنه يسأل عن شبابه بصفة خاصة ،لن الشباب هو ريعان هذا العمر وزهرته ونضارته وهو الرحلة الذهبية منه ،ومع هذا كله فإن الشباب مستهدف من قبل أعداء السلم ،ول بد من أن يتازها بإيان صادق وعزية متوقدة وهة عالية وثبات ف الضي قدما ف طريق الق والستقامة ،وأعداء السلم أساليبهم متنوعة ،فنحن نراهم كيف يتفقون على حرب هذا الدين وحرب اتباعه ،وماولة النراف بشبابه مع انقسامهم على أنفسهم ،فقبل فترة من الفترات كان هناك ثالوث خطي جدا؛ وهو الثالوث الصهيون والصليب والشيوعي ،وإذا بالشيوعية تتساقط كما ذكرنا وقد بقيت الصليبية والصهيونية ،ولكن هل انتهاء الشيوعية يعن انتهاء آثارها؟ فنحن عندما ننظر إل وضع الناس اليوم ند أن هناك ديدانا سامة تغذت بسموم الشيوعية ،لنا انفصلت عن جثتها التعفنة النتنة ،وأخذت تقيئ سومها ف وسط هذا العال السلمي لجل إغوائه باسم الداثة ،حت يتنكب شباب السلم سواء الصراط ،وينحرفوا عن منهج سلفهم الصال ويقعدوا عما تقتضيه همهم العالية من السعي إل الي. هذا؛ بانب الكثي من الغريات التنوعة ،فقبل كل شيء العقبة الكبى هي عقبة الهل ،والهل الذي أعنيه هو الهل بالمور الدينية والدنيوية ،فإن هذه المة كما هو معلوم لكم مرشحة بأن تقود المم ،وأن تأخذ بناصية النسانية إل سبيل الي ،ومن العلوم أن هذه القيادة ل يكن إل أن تكون بعرفة واسعة بالمور السياسية والجتماعية و الثقافية ،وبميع ما تقتضيه هذه الياة الدنيا من الخذ بأسباب القوة . عوامل انتصار المة السلمية ليس من العقول أن يكل السلمون أمور دنياهم إل أعدائهم ،الدنيا أحقر من أن تكون غاية ولكنها أكب أيضا من أن تدر ،لنا الوسيلة إل الدار الخرة،فلذلك يب على السلمي أن يأخذوا بأسباب القوة فيها ،وال سبحانه وتعال يبي لنا ذلك عندما يقول } :وأعدوا لم ما استطعتم من قوة{ 1وهذه القوة الت تعد تتلف باختلف الزمان ،قد تكون قوة ما صالة ف عصر وهي ليست كذلك ف عصر آخر فالناس حت ف العصور الاضية القريبة ل يكن أن يتكافؤا عندما بعضهم يتسلح بالناجر والسيوف والخرون يتسلحون بالبنادق والدافع ،فكيف مع هذه اللت البتكرة الديثة الت ل تبقي ول تذر؟ فالسلمون مطالبون بأن يكونوا على معرفة بشؤون الياة الدنيا حت ل يكونوا عالة على أعدائهم ف شيء ،فال سبحانه وتعال يبي لنا أنه خلق لنا ما ف الرض جيعا ،فهو من ناحية يدعونا إل الزهد ف هذه الياة الدنيا بيث ل نقدمها على الياة الخرة ول تكون لنا غاية ،وذلك واضح ف قوله تعال } :من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لن نريد ث جعلنا له جهنم يصلييييها مذموما مدحورا ومن أراد الخرة وسعى لا سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا{[ ]9وقوله عز من قائل } :من كان يريد الياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالم فيها وهم فيها ل يبخسون أولئك الذين ليس لم ف الخرة إل النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون{[]10وكذلك عندما يضرب لنا المثال الكثية الت تبي لنا حقارة هذه الدنيا كما ف قوله سبحانه وتعال } :واضرب لم مثل الياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الرض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان ال على كل شيء مقتدرا الال والبنون زينة الياة الدنيا والباقيات الصالات خي عنييد ربك ثوابا وخي أمل {[. ]11 وكذلك كما هو ف قوله سبحانه وتعال } :إنا مثل الياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الرض ما يأكل الناس والنعام حت إذا أخذت الرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلً أو نارا فجعلناها حصيدا كأن ل تغن بالمس كذلك نفصل اليات لقوم يتفكرون وال يدعوا إل دار السلم ويهدي من يشاء إل صراط مستقيم{ 2وقوله عز من قائل: }أعلموا أنا الياة الدنيا لعب ولو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر ف الموال والولد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ث يهيج فتراه مصفرا ث يكون حطاما وف الخرة عذاب شديد ومغفرة من ال ورضوان وما الياة الدنيا إل متاع الغرور{[ ]12ولكن بانب هذا كله ند اليات الكثية الت تدعونا إل الخذ بأسباب القوة ف هذه الياة ،والت تدل على امتنان ال سبحانه وتعال با آتانا فيها من خي ،لنسخر هذا الي للوصول إل الخرة بسلوك الطريق الفضية إل ذلك ،فال سبحانه وتعال يقول } :هو الذي خلق لكم ما ف الرض جيعا ث استوى إل السماء فسواهن سبع سوات وهو بكل شيء عليم{[ ]13ويقول عز من قائل } :وسخر لكم ما ف السموات وما ف الرض جيعا منه {[ ]14فعندما ندرك أن ال سبحانه وتعال خلق لنا ما ف الرض جيعا ،وأنه سخر لنا ما ف السموات وما ف الرض علينا أن نستغل هذا الي ،ولكن لنسخره للخرة ،لتكون الدنيا وسيلة لنا ل غاية ،فالشباب السلم مطالب بأن يتزود من علم هذه الياة الدنيا ما يتمكن به من الستقلل عن خصومه ،حت ل يكون عالة على عليهم ف أمر دنياه ،فنحن باجة إل كل هذه الهارات ف حياتنا الدنيا، فنحن باجة إل الطبيب السلم الاذق ،وإل الهندس السلم البارع ،وإل الطيار السلم البي ،وإل صاحب الصنع الاهر، الذي تبز مهارته مهارات الخرين ،ويتفوق با ليتول مكان القيادة فيما بينهم ،نن باجة إل ذلك كله ،ونن بانب هذا أيضا باجة إل الكثي من الهارات الدينية ،حت يكون الشباب متسلحي بعلوم الدين بيث يتمكنون بذا التسلح من شق طريق هذه الياة بأمان، حت ل ينحرفوا عن سواء الصراط ،وهذا ما يقتضيه أمر ال تبارك وتعال لعباده بأن يتعلموا أمييور دينهم ،فال سبحانه يقول: }فلول نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا ف الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يذرون{[.]15 خطورة تقليد أعداء السلم وإن من أسباب تنكب الشباب سواء الصراط أن يقليدوا دينهم الرجال ،وأن ل ينظروا ف أمر دينهم نظرة الفاحص الراغب ف النجاة ،الذي يهمه أن يلقى ال تبارك وتعال يوم القيامة وهو نظيف طاهر من جيع الدران ،وهو مستمسك كل الستمساك ببله التي . ومن الطورة بكان أن يقلدوا دينهم كل أحد ،فهنياك الكثي من أهل العلم والعرفة من ل تسكن خشية ال تبارك وتعال قلبه ،هؤلء إنا يعلمون ظاهرا من الياة الدنيا ،فهم وإن أوتوا ما أوتوا من علم الدل والناقشات ومن ضروب الفنون الت تبهر الناس ،ليسوا من ال تبارك وتعال ف شيء وجدير بالسلم أن ل يقلدهم أمر دينه، إنا على الشباب أن ينظر من يقلده أمر دينه. وكذلك بانب هذا هناك الكثي من الناس هم على جهل زائد ،ولكنهم يتسورون أمور الدين ويتحدثون عنها تدث العال الحقق الامع بي العقول والنقول ،كأنا أوتوا من العلم حظا وافرا ،وهؤلء خطرهم كبي لنم يلبسون لباس العلم وهم على جهل شديد بالسلم، وال تبارك وتعال قرن التقول عليه بالشراك عندما قال سبحانه : } قل إنا حرم رب الفواحش ما ظهر منها وما بطن والث والبغي بغي الق وأن تشركوا بال ما ل ينل به سلطانا وأن تقولوا على ال ما ل تعلمون {[.]16 ومن الطر الكبي أن يسن الظن بن يلبس لبوس السلم من أجل الكيد له ،وقد يكون بعض هؤلء ماهرين ف وقت من الوقات باللاد ،ث بعد ذلك يتظاهرون بالرجوع إل السلم ،وإذا بم يدسون سومهم فيما بي السلمي باسم السلم . وقبل فترة من الوقت سعت عن أحد الساتذة أنه يبدي إعجابا بالغا بأحد هؤلء وكتاب له ظهر من جديد ،ث عندما التقيت به قال ل :ينبغي أن تقرأ هذا الكتاب فإنه كتاب جيد جدا ،وعندما أخذت أقلب صفحات ذلك الكتاب رأيت فيه من الكيد للسلم ما تقشعر منه اللود ،فمن ذلك أنه يعل العبادة أمرا شكليا ،ومن استمسك بذه العبادة من صلة وصيام وزكاة وغي ذلك فإنا يستمسك بشكليات السلم وإنا العبادة القة الت يض عليها السلم هو الب، وهذا الب هو للجميع ل فرق بي إنسان وآخر ،هذا أمر هو من الطورة بكان ،فإنه مع السف الشديد يؤدي والعياذ بال إل أن يعل السلم الؤمن والكافر ف ميزانه سواء ،بيث يود الكافر كما يود الؤمن ،وال تبارك وتعال يقول} :يأيها الذين ءامنوا ل تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالودة وقد كفروا با جاء كم من الق يرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بال ربكم إن كنتم خرجتم جهادا ف سبيلي وابتغاء مرضات تسرون إليهم بالودة وأنا أعلم با أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون{. 1 ويقول تعال } :يأيها الذين أمنوا ل تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولم منكم فإنه منهم إن ال ل يهدي القوم الظالي فترى الذين ف قلوبم مرض يسارعون فيهم يقولون نشى أن تصيبنا دائرة فعسى ال أن يأت بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا ف أنفسهم نادمي {. 2 ويبي لنا سبحانه وتعال أن موالة الؤمن إنا هي مصورة ف ربه وف نبيه rوف إخوانه الؤمني ،يقول تعال } :إنا وليكم ال ورسوله والذين ءامنو الذين يقيمون الصلة ويؤتون الزكاة وهم راكعون {[. ]17 ث يبي عاقبة ذلك فيقول } :ومن يتول ال ورسوله والذين ءامنوا فإن حزب ال هم الغالبون{[ ،]18ويقول } :ل تد قوما يؤمنون بال واليوم الخر يوادون من حاد ال ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانم أو عشيتم أولئك كتب ف قلوبم اليان وأيدهم بروح منه{[. ]19 هكذا تأت هذه النصوص لتقطع الصلة بي الؤمني والكافرين حت ل يربط بي الانبي جسر ،ول يوحد بي الطائفتي فكر ،فكيف مع ذلك يرأ أحد ينتسب إل السلم بأن يقول :بأن الدين كله الب ،وأن هذا الب هو لميع الناس من غي فرق بي أحد وآخر؟. وكيف بانب ذلك أيضا يتجاوز هذا الضلل البي إل تسفيه أمر الدين بيث يعل هذه العبادات الت فرضها ال ،وجعلها صلة بينه وبي عباده ،وبا تتمايز أحوال العباد وتتلف طبقاتم ،يعلها بأسرها أمورا شكلية ل قيمة لا حسب زعمه ف موازين السلم ،إن هذا لو الضلل البي . فمثل هذه الفكار النحرفة الت تقدم إل الشباب باسم السلم من قوم يزعمون أنم أصبحوا الن أعلما ف الفكر السلمي ،وأنم أبصروا ما ل يبصره من قبلهم ،مثل هذه الفكار تدمر المة والعياذ بال عندما تتلقى بالقبول ،ث بانب هذا أيضا أن الوصول إل الغاية تتاج إل تضحيات جسام ،فأصحاب الرسول rرضوان ال تعال عليهم شدوا عزائمهم حت وصلوا إل ما وصلوا إليه ،لقد خرجوا ف هذا الرض وهم قلة قليلة بي تلكم الكثرة الكاثرة من الكفرة الذين كانوا يتحدونم ويقفون ف سبيلهم ويضعون العراقيل أمامهم ،ويرفعون السدود لتحول بينهم وبي مبتغاهم ،ولكنهم اقتحموا صهوة متون الخطار وواجهوا أنواع التحديات ول يقفوا حت وضعوا أقدامهم على هامات البارين ،وأنزلوا القياصرة والكاسرة من عروشهم صاغرين ،وأذاقوا الشعوب الت كانت مرومة من المن والطمئنان والعدل والساواة طعم الرية والعدل والساواة . خطورة الترف على الشباب السلم وهذا أمر يستدعى بطبيعة الال على أن تكون من الشباب العاصر تضحيات جسام ،فالخلد إل الراحة ل يؤدي إل الغاية الطلوبة، ولذلك يب قبل كل شيء أن يترب هذا الشباب تربية بعيدة عن الترف، فالترف هو الذي يهلك المم ،وما هذا التقارب الذي نراه بي كلمت "الترف" و "التلف" إل دليل على ما بينهما من الترابط العنوي والتآخي السبب ،فإن الترف والعياذ بال مؤد إل التلف ،فهو يؤدي إل التلف ف الدنيا والخرة ،أما ف الخرة فأنتم تقرأون قول ال تبارك وتعال ف أصحاب الشمال والعياذ بال بعد ما ذكر ال سبحانه وتعال ما ينتظرهم من العقاب الليم } إنم كانوا قبل ذلك مترفي {[ ]20فأول ما وصفهم به من أعمالم الت يعملونا وأحوالم الت كانوا عليها ف هذه الدنيا أنم كانوا مترفي . وكذلك ند أن ال تبارك وتعال يصف أحوال هيؤلء ف الدنيا وما يصيبهم فيها من العذاب بسبب هذا الترف ،فهو تعال يقول } :وكم قصمنا من قرية كانت ظالة وأنشأنا بعدها قوما ءاخرين فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون ل تركضوا وارجعوا إل ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون {[ ،]21ويقول تعال} : حت إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب إذا هم ييءرون ل تيءروا اليوم إنكم منا ل تنصرون {[. ]22 ويبي لنا سبحانه أن هؤلء الترفي هم السبب ف شيوع العذاب بي الناس؛ عندما يتركون وشأنم وفسادهم وإغراقهم ف لوهم وانرافهم عن سواء الصراط فهو تعال يقول } :وإذا أردنا أن نلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميا {[]23 ويبي لنا سبحانه وتعال أيضا أن هؤلء الترفي هم الذين وقفوا ف وجوه الرسلي ،فهم بسبب استمساكهم -با فيه وعليه من الترف- يرصون دائما على أل يفرطوا ف ملذاتم وشهواتم ،فيون دعوات الرسلي تول بينهم وبي ذلك ،فلذلك يتحدونم ويكذبون با ،يقول سبحانه وتعال } :وقال الل من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الخرة وأترفناهم ف الياة الدنيا ما هذا إل بشر مثلكم يأكل ما تأكلون منه ويشرب ما تشربون ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذن لاسرون {[ ]24ويقول سبحانه: } وما أرسلنا ف قرية من نذير إل قال مترفوها إنا با أرسلتم به كافرون وقالوا نن أكثر أموال وأولدا وما نن بعذبي {[]25 فهم ملدون إل أموالم وأولدهم ويغترون بذلك ،أن ذلك هو مقياس التفرقة بي الق والباطل . وكذلك يقول سبحانه } :وكذلك ما أرسلنا من قبلك ف قرية من نذير إل قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على ءاثارهم مقتدون {[. ]26 وهكذا شأن هؤلء الترفي يصرون على الستمساك بالباطل ،ويبي لنا سبحانه أن ذلك ليس بالنسبة إل دعوات الرسلي فحسب بل هو أمر متكرر ف تاريخ الصلحي ،فالصلحون يقف ف وجوههم الترفون، يقول تبارك وتعال: } فلول كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد ف الرض إل قليلً من أنينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه {[ ]27ولذلك يقفون ف وجوه الصلحي كما يقفون ف وجوه الرسلي . التربية القة للشباب السلم فلذلك يب أن يترب الشباب ل على الترف والخلد إل الراحة ،بل على مواجهة الشدائد وتمل اللواء ومكابدة الشاق ،حت يكون مهيأ لن يتحمل كل شدة ف سبيل أمر ال تبارك وتعال عندما يواجهوا أعداء السلم . هذا؛ ومن العلوم أن قبل هذا كله وبعده ،فإن اليان هو الصل، ومن هنا تأت التربية اليانية كرائد ف هذا السبيل ،فالشباب يب أن ينشأوا على اليان بال ،والتعلق به سبحانه وتعال ،حت يتلك شغاف قلوبم ويسيطر على أفكارهم ووجدانم ،كما يقتضي ذلك اليان الق الذي كان عليه السلف ،والذي يأت عليه من بعد من سلك مسلكهم من اللف ،والذي دعت إليه آيات الكتاب العزيز والسنة النبوية على صاحبها أفضل الصلة والسلم ،فال تبارك وتعال يصف الؤمني بأوصاف ف الكتاب } إنا الؤمنون الذين إذا ذكر ال وجلت قلوبم وإذا تليت عليهم آياته زادتم إيانا وعلى ربم يتوكلون الذين يقيمون الصلة وما رزقناهم ينفقون أولئك هم الؤمنون حقا لم درجات عند ربم ومغفرة ورزق كري{[. ]28 والنب rيقول (( :ثلث من كن فيه وجد حلوة اليان أن يكون ال ورسوله أحب إليه ما سواها ،وأن يب الرء ل يبه إل ل ،وأن يكره أن يعود ف الكفر كما يكره أن يقذف ف النار ))[. ]29 جهود أعداء السلم للصد عن سبيل ال فاليان ليس إدعاء وإنا اليان ما وقر ف القلب وصدقه العمل، ولذلك كان من الضرورة أن تكون التربية تسد اليان الق بيث يدفع بؤلء الشباب دفعا إل التضحية ف سبيل ال سبحانه ،ومن أجل أمر ال ،ومن أجل الدعوة إليه. ومع هذا أيضا ل بد من أن يكون هؤلء الشباب على بينة بكر أعدائهم وأساليبهم ،وكيف يواجهون هؤلء العداء سواء من الناحية العنوية أو من الناحية الادية ،فمن الناحية الادية كما ذكرنا عليهم أن يأخذوا بأسباب القوة كلها ،ومن الناحية العنوية عليهم أن يواجهوا مكر أعدائهم بالدعوة القة دعوة الصدق ،فالتنصي الذي يقوم به الصليبيون يب أن يعرى ،وذلك بعد الفهم والدراسة لكائد هؤلء النصرين ،كيف يريدون أن ينشروا مبادئ أنفسهم الن أصبحوا ل يؤمنون با ،وما ذلك إل من أجل اصطياد الؤمني ،ومن أجل اليلولة بينهم وبي تأريهم ،فالنصرون كل ههم ف أن ينصرف السلم عن السلم ول يشغلهم بعد ذلك أن يكون على أي ملة أو على أي دين كما تدث بذلك القس زوير نفسه ف مؤتر القدس الذي انعقد ف عام 1935عندما قال(( :إن مهمة التبشي الذي ندبتكم من أجله الدول السيحية للقيام با ف البلد الحمدية ليست ف تنصي السلمي ،فإن ف ذلك هداية لم وتكريا ،وإنا هي ف إخراج السلم من السلم وجعله ملوقا ل صلة له بال ،وبالتال ل صلة له بالخلق الت تعتمد عليها المم ف حياتا ،وبذا تكونون بأعمالكم هذه طليعة الفتح الستعماري ف المالك السلمية)) ل معنيا بالشهواتويذكر فيما يذكره أنه من الهم أن يرجوا جي ً ل يهمه إل أن يشبع شهوته ،فإن تبوأ أسى الناصب ففي سبيل الشهوات)) ،وكذلك بالنسبة إل مكائد الصهيونية وما ينشرونه من أفكار خبيثة ف المة السلمية من أجل تفتيت وحدتا وتفريق كلمتها و البعد با عن أسباب عزتا وكرامتها. يب على الشباب أن يكونوا على بينة من ذلك ،وأن يدرسوا ذلك دراسة مستفيضة ،وأن يقوموا ببثه فيما بي الناس. وكذلك بالنسبة إل هؤلء الشرات الذين يسمون أنفسهم بالداثيي، وما يقومون به من دعايات مغرية ف أمة السلم من أجل اليلولة بي هذه المة وبي أسباب الي ،فيها يب على الشباب أن يكونوا على بينة من ذلك كله ،وأن يعروا مكائد هؤلء ويفضحوا مؤامراتم . الصب سبب النصر والدعوة إل ال يب أن تكون نصب عين كل شاب مسلم ،فإن ال تبارك وتعال جعل الدعوة هي سبب رقي هذه المة وأخذها بأسباب القوة ،والي } كنتم خي أمة أخرجت للناس تأمرون بالعروف وتنهون عن النكر {[ ]30وعليهم أن يصبوا من أجل إبلغ هذه الدعوة إل الناس فإن طريق الدعوة طريق وعر مفوف بالكاره مليء بالخاطر ،فال تبارك وتعال يبي لنا ذلك من خلل أمره بالصب ف إبلغ هذه الدعوة ،فهو يقول فيما يكيه عن لقمان ف وصيته لبنه } وأمر بالعروف وانه عن النكر واصب على ما أصابك إن ذلك من عزم المور[ ،{]31ويقول سبحانه وتعال مبينا منهاج الرسول r ومنهاج أمته الذين يتبعون سبيله } قل هذه سبيلي أدعو إل ال على بصية أنا ومن اتبعن وسبحان ال وما أن من الشركي {[]32 ث يتبع ذلك قوله } :وما أرسلنا من قبلك إل رجال نوحي إليهم من أهل القرى أفلم يسيوا ف الرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ولدار الخرة خي للذين اتقوا أفل تعقلون حت إذا استيأس الرسل وظنوا أنم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ول يرد بأسنا عن القوم الجرمي لقد كان ف قصصهم عبة لول اللباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بي يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحة لقوم يؤمنون{[. ]33 وهناك الكثي من الديث الذي يتعلق بذه الوانب ،ولكن نظرا إل ضيق الوقت ل يكننا أن نتجاوز ما قلناه إل غيه . الا تية ونسأل ال سبحانه وتعال أن يعز السلم والسلمي وأن يقطع دابر أعدائه الكافرين. اللهم ربنا استخلفنا ف أرضك كما استخلفت من قبلنا من عبادك الؤمني ،ومكن لنا ديننا الذي ارتضيته لنا ،وأبدلنا بوفنا أمنا ،وبذلنا عزا ،وبفقرنا عن،ى وبتشتتنا وحدة ،وأجعنا على كلمتك وألف بي قلوبنا بطاعتك ،يا حي يا قيوم يا ذا اللل والكرام . اللهم إنا ضعفاء فقونا ،وإنا أذلء فأعزنا ،وإنا فقراء فأغننا، اللهم أغننا بللك عن الرام ،وبطاعتك عن الثام ،وبك عمن سواك، يا حي يا قيوم يا ذا اللل والكرام . اللهم أبرم ف هذه المة أمر صلح ورشد ،يعز فيه أهل طاعتك ،ويذل فيه أهل معصيتك ،ويؤمر فيه بالعروف وينهى فيه عن النكر ،ويكم فيه شرعك ،وتطبق فيه أحكامك ،وتقام فيه حدودك وينتهج فيه صراطك، ويتبع فيه كتابك ،ويقتدى فيه برسولك ممد . r إنك ربنا على كل شيء قدير ،وإنك بالجابة جدير ،نعم الول ونعم النصي . وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا ممد وعلى آله وصحبه أجعي . سبحان ربك رب العزة عما يصفون ،وسلم على الرسلي ،والمد ل رب العالي . والسلم عليكم ورحة ال وبركاته .