Professional Documents
Culture Documents
الحمسد ل الواحسد فسي ذاتسه وصسفاته وأفعاله ،الذي هسو على كسل شي ٍء قديسر،سسبحانه ليسس كمثله شيءٌ وهسو السسميع
البصسير ،مسا اتخسذ صساحبةً ول ولدا ،أحمده بمسا هسو له أهسل مسن الحمسد وأثنسي عليسه ،وأسستغفره مسن جميسع الذنوب
وأتوب إليسه ،وأومسن بسه وأتوكسل عليسه ،مسن يهده ال فل مضسل له ومسن يضلل فل هادي له ،وأشهسد أن ل إله إل ال
وحده ل شريسسك له ،خلق فسسسوى وقدّر فهدى وله مسسا فسسي الخرة والولى ،وأشهسسد أن سسسيدنا ونبينسسا محمداً عبده
ورسسوله ،أرسسله ال على فترة مسن الرسسل مصسدقًا لمسا بيسن يديسه مسن الكتاب ومهيمنًا عليسه ،فبلغ رسسالة ربسه وأدى
أمانته ونصح هذه المة وانجابت عنها بطلعته الظلمة ،صلوات ال وسلمه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى
تابعيهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أما بعد ،،،،فالسلم عليكم أيها الخوة الحضور ورحمة ال وبركاته،،،
بادئ ذي بدء أهنئ نفسي وأهنئكم بهذه المناسبة الطيبة الكريمة التي نتفيأ ظللها ،مناسبة الشهر الكريم الذي جعله
ال سسبحانه وتعالى شهسر بر ورحمةٍ وإحسسانٍ ومغفرةٍ ورضوان تُفتّ فيسه أبوابُس السسماء وتُوصسد فيسه أبواب النار
وتُصفد فيه مردة الشياطين ،فالحمد ل على هذه النعمة الكبيرة.
ثم إني أعتذر إليكم لنني ل أجد عندي بضاعةً أقدمها بين يديكم ،فقبل كل شيء لم أستعد للحديث وكما قيل من قبل
( إن أبا بكر وعمر ليُعدان لمثل هذا المقام مقال ) ،ولئن كان ذلك في أمثال أولئك فكيف بحال مثلي؟!! وهل يمكن
أن يُقرن بيسن الذبالة والغزالة؟!! أو يُجمسع ما بيسن الضراح والضريح؟!! وإنمسا هي بضاعةٌ مزجاة ،فقبل كسل شيء
لم أعد لهذا المقام شيئاً من المقال لن الذي نما إلى علمي أنني سأكون مُعقّبا ،والمُعقّب يمكن أن يلتقط من هنا كلمة
ومن هناك أخرى ليلفق بينهما ثم يتقدم بما يلتقطه إلى الناس المستمعين .أما وقد وضعت أمام المر الواقع فإنني
سأستعين ال تبارك وتعالى وكفى بال معيناً.
ل قبسسل كسسل شيسسء ممسسا ل يحتاج إلى تأكيسسد أن القرآن الكريسسم هسسو كتاب ال سسسبحانه وتعالى الذي لم تطله أيدي أو ً
المحرفين والمبدلين ،فقد صانه ال سبحانه وتعالى كما وعد فيه بأن يحفظه " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون
" ،ولذلك كل ما فيه إنما هو حقائق ،ول يمكن أن يُقال إن ما في القرآن نظريات لن النظريات إنما تأتي من قبل
البشر وما في القرآن إنما هو من عند ال ،فكل حرفٍ من حروف القرآن هو من تنزيل ال سبحانه الذي نزله على
قلب خاتسم النسبيين – عليسه وعلى آله وصسحبه أفضسل الصسلة والتسسليم .-وقسد جاء القرآن الكريسم بالحقائق التسي ل
تحتاج إلى مزيدٍ مسن الدللة فقبسل كسل شيسء جاء ليوقسظ هذه الفطرة النسسانية ،ثسم ليأخسذ بهذا العقسل البشري ويطوف
بسه فسي آفاق الكون مسن أجسل أن يتبصسّر وأن يتدبّر اليات العظمسى آيات ال التسي تتجلى فسي النفسس والفاق حتسى
يتبين للناس أنه الحق.
ومسسن القضايسسا التسسي طرحهسسا القرآن الكريسسم قضيسسة وحدانيسسة ال سسسبحانه وتعالى ،فقسسد جاء بهسسا بأدلتهسسا الواضحسسة
المشهورة التسي ل يحتاج المرء بعدهسا إلى أي برهانٍس آخسر ،فقسد أثبست القرآن أن ال تبارك وتعالى إلهٌس واحدٌ ،وهسو
واحدٌ في ذاته وواحدٌ في صفاته وواحدٌ في أفعاله " ،ليس كمثله شيءٌ وهو السميع البصير " " ،لم يلد ولم يولد *
ولم يكسن له كفواً أحسد *" .وقسد قرن القرآن الكريسم الحقائق التسي يعرضهسا بالدلة العقليسة ،فعندمسا ذكسر وحدانيسة ال
سسبحانه وتعالى بيّن الشواهسد التسي تتجلى فسي هذه الفاق للناس بأن ال تبارك وتعالى إلهٌس واحدٌ ،فقسد قال " :وإلهكسم
إلهٌس واحدٌ ل إله إل هسو الرحمسن الرحيسم " ،ثسم أتبسع ذلك قوله " :إن فسي خلق السسموات والرض واختلف الليسل
والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل ال من السماء من ما ٍء فأحيا به الرض بعد موتها
وبث فيها من كل داب ٍة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والرض ليا تٍ لقوم يعقلون " ،فأثبت من
خلل هذه اليات التسي عرضهسا أن ال تبارك وتعالى إلهٌس واحدٌ ،إذ الكون بأسسره بكسل مسا فيسه يعسبر عسن ذلك بلسسان
حاله ،فإنه وحدةٌ متكاملةٌ كل جزء من هذه الوحدة مكمل لبقية الجزاء ،فل يمكن مع كونه وحد ًة متكامل ًة أن يكون
صسسادراً إل عسسن مكون سٍ واحدٍ ،إذ لو كان هنالك أكثسسر مسسن مكوّن لكان كسسل واحدٍ منهسسم إرادةٌ مسسستقلةٌ ،وعنسسد تعدد
الرادات ل بد من الختلف في المراد.
ثم إن القرآن الكريم بين أن ال سبحانه وتعالى بما أنه إل هٌ واحدٌ ل شريك له في ملكه ول منازع له في سلطانه ول
مشابسه له فسي ذاتسه ول فسي صسفاته فإنسه – ول ريسب – أنسه مسا اتخسذ صساحبةً ول ولداً ،وعندمسا رد على أولئك الذيسن
1
( المسيح وأمه ( عليهما السلم
محاضرة لسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي
زعموا أنه سبحانه وتعالى اتخذ ولداً بيّن أنه له ما في السماوات وما في الرض ،يقول ال سبحانه " :وقالوا اتخذ
ال ولداً سبحانه بل له ما في السموات وما في الرض كلٌ له قانتون " ،وهذا يعني أنه يستحيل أن يكون شي ٌء مما
في السماوات أو ما في الرض ولداً له سبحانه إذ كل ما في الكون إنما هو ملكٌ له ،والولد هو من جنس أبيه ،ومن
المعلوم أنسه لو كان له ولدٌ – سسبحانه – لكان ذلك الولد مجالسساً له ،ومعنسى ذلك أنسه يكون إلهاً ربًا مثله وهذا يتنافسى
مسع كون كسل مسا فسي الكون ملك له سسبحانه ،فلو كان هنالك ولد كيسف يكون هذا الولد مسن جانبٍس ملكًا ل ويكون مسن
جانبسٍ آخسسر هسسو مثلً له سسسبحانه وتعالى؟!! هذا ،ومسسن المعلوم أن نفوس المخلوقيسسن تطمسسح فسسي الذريسسة بسسسبب أن
المخلوق ضعيف ،فالنسان قبل كل شيء وهو في مقدمة هذه المخلوقات شرفاً ومزيّة يجد نفسه ضعيفاً ويريد أن
يستعين بغيره وأقرب من يستعين به هو ولده الذي هو بضع ٌة منه ،فلذلك كان النسان من بين هذه المخلوقات التي
تتوالد أحرص ما يكون على أن يكون له ولد ،فمن كان ل ولد يحس بالحرمان ويحس أنه فقد أعظم شيء يُعتز به
في هذه الحياة.
على أن النسسان بقاؤه فسي هذا الوجود بقاء محدود وقدرتسه هسي قدرة محدودة ،فالحياة كلهسا محدودة،ولكسن الكائنات
تتفاوت في هذه الحياة ،فمن الكائنات ما يُنسأ له في أجله ومنها ما يكون قصير الجل ،وما كان قصير الجل يكون
أكثسر توالداً مسن غيره وما يكون طويسل الجل قسد ل يكون متوالداً كالملئكسة الكرام فقسد أنسسأ ال سسبحانه وتعالى فسي
أعمارهم وأمد في آجالهم فلذلك لم يجعلهم يتوالدون .ومع كون النسان قصير العمر،هو أيضاً المرحلة التي يتمتع
فيها بالفتوة والقوة هي مرحلة قصيرة ،وبما أنه قصير العمر ويعلم أنه ينتقل من هذه الحياة إلى موت فإنه يحرص
دائمسا على أن يكون له وجو ٌد بعسد حياتسه هذه يتمثسل هذا الوجود فسي الذريسة التسي تسستمر مسن بعده ،كمسا أنسه يحرص
على أن يشاهسد الفتوة والقوة تنتقسل عنسه إلى ولده عندمسا يبلغ مسن الكسبر عتيّأ ويكون ضعيفًا يعجسز عسن تحمسل أعباء
هذه الحياة ،وهذا كما يقول الشاعر التهامي-:
وقلت شباب ابني شبابي وإنما ......تنقّل شطر العمر مني إلى شطر
فهو يرى شبابه في شباب ولده ويُس ّر بذلك لنه كأنما لم يفقد الشباب .وال تبارك وتعالى وهو الزلي الذي ل أول
له وهسو البدي الذي ل آخسر له ،فهسو سسبحانه وتعالى وجوده سسابقٌ على وجود غيره وهسو غيسر محدود بأمسد ل فسي
البداية ول في النهاية فوجوده غير مسبوق بعدم ولن يأتي من بعده عدم ،إذن كيف يكون ال تبارك وتعالى بحاجة
إلى الولد؟!!! تعالى ال عن ذلك علوًا كبيراً.
فالقرآن الكريم نفى عن ال تبارك وتعالى اتخاذ الصاحبة والولد ،وفي معرض النفي – نفي اتخاذ الولد – بيّن أنه
كيف يكون له ولد ولم تكن له صاحبة – سبحانه وتعالى .والمسيح عليه السلم هو عبدٌ من عباد ال ،هو من جنس
البشر تسلسل من آدم عليه السلم إلى مريم العذراء ،فهسو – عليه السلم – كسائر البشر .على أن الذيسن قالوا بأن
ال سسبحانه وتعالى اتخذه ولداً زعموا بأنسه اتخذه ولداً وأنزله إلى الرض وجعسل مريسم تحمله ثسم تلده مسن أجسل أن
يكون سسببًا لتكفيسر خطيئة البشسر التسي ارتكبهسا آدم عليسه السسلم .ولننظسر ،قبسل كسل شيسء مسا هسي هذه الخطيئة؟ هذه
الخطيئة التي يزعمونها إنما هي أكل آدم وحواء – عليهما السلم – من الشجرة التي نهاهما ال سبحانه وتعالى أن
يقتربسا منهسا ،ول ريسب أن فسي أكلهمسا مخالفسة لمسر ال سسبحانه وتعالى ،ولكسن قبسل كسل شيسء نجسد أن القرآن الكريسم
يثبت أن آدم عليه السلم نسي عندما أقدم على هذا الشيء " ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزمًا "،
فال سبحانه وتعالى برّأه من التعمد لرتكاب الخطيئة إذ قال بأنه نسي ولم يكن ما ارتكبه عمدًا منه .فهذه الخطيئة
إن سسميت خطيئة إنمسا ذلك مسن باب أن يُقال بأن حسسنات البرار سسيئات المقربيسن ،ذلك لن آدم هسو صسفي ال وقسد
كان حريّا بأن يكون ذاكرًا لعهسسد ربسسه حريصسساً على تذكره باسسستمرار ،وقسسد حذره ال سسسبحانه وتعالى مسسن مكائد
الشيطان ونهاه عسن قربان تلك الشجرة .هذه الخطيئة عندما تُقرن بقتل النفس ماذا عسى أن يكون قدرها؟! وعندما
تكون هذه النفسس هسي نفسس ابسن ال سسبحانه وتعالى ،كيسف يكون قتسل ابسن ال سسبحانه وتعالى وصسلبه كفار ٌة لتلك
الخطيئة التي ارتكبت عن غير عمد؟!! هذه قضية يدركها العاقل من أول وهلة لنها مرفوضةٌ فطرةً وعقلً.
على أن أولئك الذين زعموا أن المسيح عليه السلم هو اب نٌ ل سبحانه وتعالى يعترفون أحياناً يعترفون أحياناً بأنه
عبسسد ويعترفون بأنسه إنسسان مسن الجنسس البشري ،ويدّعون مسسع ذلك تارةً أنسه ابنٌس ل وتارةً أخرى يقولون هسسو ال.
والناجيل الربعة المحرفة جاءت بهذا التناقض العجيب ،ففي أحدها هو عبد وفي الثاني هو إنسان وفي الثالث هو
ابنٌس ل وفسي الرابسع هسو ال .ثسم فسي تقديسم المقدم لهذه الناجيسل جاء بأنسه ل تناقسض مسا بيسن هذا الذي قيسل فيهسا ،فهذا
العبسد هو ذلك النسان وهو ذلك البن وهو ال تعالى ال عن ذلك ،فكيف يكون هذا النسان هو ال أو اب نٌ ل؟!!!
وكيف يكون هذا العبد هو ال سبحانه وتعالى أو هو ابناً ل؟!!! وعرضت هذه القضية على الساقفة من النصارى
وطلبت منهم الجابة عن هذه المشكلة وقد حاولوا أن يلفوا ويدوروا حول ذلك ولكنهم ما استطاعوا أن يأتوا بشيء
وقالوا بأن العقل يقف حائراً أمام هذا المر وما على العقل إل أن يستسلم لما جاء به الدين ..ولكن كيف يكون هذا
الدين مناقضاً للعقل؟!!!.
ونحسسن عندمسسا نقلب صسسفحات القرآن الكريسسم لنتأمسسل اليات الكريمسسة ،آيات ال تعالى المنزلة ،نجسسد أن ال سسسبحانه
وتعالى يقرن الحقائق التسي يعرضهسا فيمسا يتعلق بجانسب اللوهيسة بالدلة العقليسة بمسا تسستسيغه العقول وتقبله الفِطَر
ول تجد إل أن تُسلّم له تسليماً .والقرآن الكريم جاء بالوسطية فهو لم يغالي في المسيح وأمه حتى يصفهما بصفات
اللوهيسة وهسو أيضًا لم يغمطهمسا حقهمسا ولم يرمهمسا بالتهسم حتسى يجعلهمسا شيطانيسن مسن البشسر ،فالقرآن الكريسم كرّم
2
( المسيح وأمه ( عليهما السلم
محاضرة لسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي
المسيح عليه السلم وكرّم أمه عليها السلم ونزلت في القرآن الكريم سورة سميت باسم مريم عليها السلم تخليدًا
لذكراها وتنويهًا بعفتها وبياناً لقدرها .كذلك نجسد فسي هذه السسورة وفي سو ٍر متعددة فسي القرآن الكريم ذكر المسيح
عليسه السسلم بأحسسن الوصساف ولكسن مسع ذلك لم يخرج المسسيح فسي وصسف القرآن عسن كونسه عبداً ل تعالى ولم
تخرج مريم العذراء عليها السلم عن كونها أمةً ل سبحانه وتعالى .فاليهود جعلوا مريم بغيّة – كرمها ال ونزهها
،-وجعلوا المسيح عليه السلم ابن زنى – كرمه ال تعالى ونزهه عن ذلك .-والنصارى غالوا فيهما حتى جعلوا
المسيح ابناً ل أو جعلوه أنه هو ال ،ورفعوا منزلته إلى مقام اللوهية ووصفوه بما وصفوه به من الصفات التي ل
تليسق بالنسسان ،مسع أنهسم فسي ذلك – كمسا قلت – متناقضون ،فقبسل كسل شيسء كيسف يمكسن أن يكون هذا الذي يُوصسَف
بصسفات اللوهيسة كيسف يمكسن أن تجتمسع فيسه صسفات اللوهيسة وصسفات البشريسة معاً؟!! والنصسارى هسم مختلفون
بأنفسسهم فسي هذا المسر ..هسل صسفات الناسوتية ذابست فسي صفات اللوهيسة فسي المسسيح عليسه السسلم حتسى لم تبسق فيسه
صفة الناسوتية أو أنها ازدوجت صفات الناسوتية وصفات اللوهية فكان ناسوتياً لهوتياً في نفس الوقت؟ هذا أمر
اختلفوا فيسه ،وقسد أدى الخلف فسي الكنائس النصسرانية إلى الصسراع بيسن طائفتيسن مختلفتيسن فسي العتقاد فسي هذا
المر ،أدى المر إلى صراعٍ ليس صراعاً جدلياً فحسب بل كان صراعًا دموياً عسكريًا دام فتر ًة من الوقت.
وممسا طرحتسه على بعسض هؤلء الذيسن ينتسسبون إلى هذا الديسن مسن السسئلة :هسل المسسيح عليسه السسلم عندمسا حملتسه
مريسم كان بشراً خالصساً أو أنسه كان متصسفاً بصسفات اللوهيسة فسي نفسس الوقست؟ فأثبتوا أنسه كان متصسفاً بصسفات
اللوهية .وسألتهم :هل كان المسيح عليه السلم قبل ذلك موجوداً قبل أن تحمله مريم عليها السلم أو أنه خُلِق خلقاً
جديداً؟ فادّعوا أنسه كان موجودًا مسن قبسل.وهذا مسن التناقسض العجيسب ،كيسف يكون هذا الذي فيسه صسفات اللوهيسة
والذي تحمله امرأة فسسي رحمهسسا ثسسم تلده كمسسا تلد سسسائر النسسساء بمخاض كيسسف يمكسسن أن يكون متصسسفاً بصسسفات
اللوهية؟!! هذا أمرٌ عجيب.
القرآن الكريسم أثبست قبسل كسل شيسء أن ال سسبحانه وتعالى كرّم المسسيح عليسه السسلم بالرسسالة وأنسه قسد خلت مسن قبله
الرسل فهو ليس بدعاً من الرسل وأن مريم عليها السلم هي صدّيقة ،فهي وفية قائمة بأمر ال من أولياء ال تعالى
المتقين البرار ،يقول ال سبحانه وتعالى " :ما المسيح بن مريم إل رسولٌ قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة
كانا يأكلن الطعام " ،فهما كسائر البشر كانا يأكلن الطعام ،كانا بحاجة إلى الغذاء بل لم يكونا كالملئكة الذين هم
ليسسوا بحاجسة إلى غذاء مادي ،وإنمسا كانسا بحاجسة إلى غذاء مادي ،فكيسف يكون الذي بحاجسة إلى غذاء مادي كيسف
يكون إلهاً أو ابنًا ل ومعنى كونه ابنًا ل أنه جز ٌء من ال انفصل عنه سبحانه وتعالى عن ذلك؟!!.
وال سبحانه وتعالى يبين في كتابه الكريم أن المسيح عليه السلم تسبرأ نف سُه مما وُ صِف به من صفات اللوهية،
فقد قال ال تبارك وتعالى في محكسم كتابه العزيسز " :لقسد كفر الذيسن قالوا إن ال هو المسيح عيسى بسن مريم وقال
المسسيح يسا بنسي إسسرائيل اعبدوا ال ربسي وربكسم إنسه مسن يشرك بال فقسد حرم ال عليسه الجنسة " ،نجسد أن المسسيح هنسا
يتسبرأ مما نُ سِب إليه ويدعو بني إسرائيل إلى أن يعبدوا ال الذي هو ربه وربهم ،ثم يخيفهم عاقبة الشراك ويبين
أن مسن أشرك بال فقسد حرم ال عليسه الجنسة ومأواه النار .ويقول ال سسبحانه وتعالى " :لقسد كفسر الذيسن قالوا إن ال
هو المسيح بن مريم قل فمن يملك من ال شيئاً إن أراد أن يهلك المسيح بن مريم وأمه ومن في الرض جميعاً "،
فلو أراد ال سبحانه وتعالى إهلك المسيح بنقمةٍ منه أو إهلك أمه أو إهلك من في الرض جميعاً لو أراد تعذيبهم
من يملك دفع ذلك؟!! بهذا يتبين أن المسيح عليه السلم ما هو إل عبدٌ ل تعالى خاض ٌع منيبٌ ،وأنه عليه السلم هو
بحاجسة إلى رحمسة ال تعالى وبحاجسة إلى عفوه – عز وجسل ،-وبحاجسة إلى لطفسه ،فمسن الذي يدفسع عنسه المكروه إل
ال؟!! ولو كان هسو إلهاً لكان قادراً على دفسع المكروه عنسه بنفسسه ،ولو كان هسو ابناً ل سسبحانه وتعالى لكان متصسفاً
بصسفات اللوهيسة لن البسن يكون مسن جنسس أبيسه ،فبمسا أن الب إله وله ابسن – تعالى ال عسن ذلك – ل بسد مسن أن
يكون البسن أيضًا متصسفاً بصسفات اللوهيسة ،ومسن كان متصسفاً بصسفات اللوهيسة فهسو قادرٌ على كسل شيسء ل يحتاج
إلى غيره لدفع المكروه عنه .وما يتشبثون به من كونه خُلق من غير أب وكان حمله بطريق ٍة ل بالطريقة المألوفة
عنسد البشسر جاء القرآن الكريسم بمسا ينقسض ذلك إذ ال سسبحانه وتعالى أثبست أنسه عليسه السسلم إنمسا كان بكلمسة مسن ال،
فال سسبحانه وتعالى يحكسي بشارة الملئكسة لمريسم العذراء عليهسا السسلم " إذ قالت الملئكسة يسا مريسم إن ال يبشرك
بكلمةٍ منسه اسسمه المسسيح عيسسى بسن مريسم وجيهًا فسي الدنيسا والخرة ومسن المقربيسن * ويكلم الناس فسي المهسد وكهلً
ومن الصالحين *" ،وهي بنفسها تعجبت من ذلك كيف يكون لها ولدٌ ولم يمسها أحد من البشر " قالت أنّى يكون
لي ولدٌ ولم يمسسسسني بش ٌر قال كذلك ال يخلق مسسا يشاء إذا قضسسى أمراً فإنمسسا يقول له كسسن فيكون " ،فهسسو كان بهذه
الكلمة اللهية ،كلمة " كن " التي أوجدته من عدم كما أوجدت هذا الكون الذي لم يكن له أصلٌ من قبل في الوجود
وإنمسا حدث بأمسر ال سسبحانه وتعالى بقوله " :كسن " " ،إنمسا أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كسن فيكون " ،ذلك أمسر
عبّر عنسه بالكلمسة لن خلقسه كان بسسبب هذه الكلمسة مسن ال تبارك وتعالى ،وإل فهسو بشسر ال سسبحانه .فهسو كلمسةُ ،
ولكن خلقه لم يكن بطريقةٍ طبيعيةٍ مألوفةٍ عند البشر وإنما كان بما يخرق نواميس هذا الكون ،وال سبحانه وتعالى
هو الذي أوجد هذه النواميس وعندما يريد خرقها فإن ذلك مقدورٌ عليه ،إذ هو سبحانه وتعالى على كل شيء قدير،
فمن قدر على إيجاد هذه النواميس الكونية هو قادرٌ على تبديلها متى شاء بما يريد عز وجل.
وبيّن أن ذلك ليس ببدعة ،فلئن كان خُلِق بغير أب فآدم عليه السلم خُلق من غير أبٍ ومن غير أم ،يقول ال تعالى:
" إن مثل عيسى عند ال كمثل آدم خلقه من ترا بٍ ثم قال له كن فيكون " ،فعيسى عليه السلم خُلق كما خُلق آدم
3
( المسيح وأمه ( عليهما السلم
محاضرة لسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي
عليسه السسلم مسن غيسر أن يكون خلقسه بطريقةٍ طبيعيسة بتلقسي الخليتيسن :الخليسة الذكريسة والخليسة النثويسة ،وإنمسا كان
بمجرد كلمة " كسن " ،فهو مشاب ٌه لدم من حيث الحيثيسة ،أما من حيسث كونه حملتسه أمه ووضعته أمه فهسو يختلف
عن آدم في ذلك.
وال سبحانه وتعالى ذكر في كتابه أن عيسى عليه السلم تنصل وتبرأ مما نسبه إليه هؤلء الذين ألصقوا به من
الصفات ما ل يليق بالبشر ،فال سبحانه وتعالى يقول " :وإذ قال ال يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني
وأمي إلهين من دون ال قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما نفسي
ول أعلم مسا نفسسك إنسك أنست علم الغيوب * مسا قلت لهسم إل مسا أمرتنسي بسه أن يعبدوا ال ربسي وربكسم وكنست عليهسم
شهيداً ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيءٍ شهيد * " ،فقد تبرأ من ذلك وبيّن
أنسه مسا قال لهسم إل " اعبدوا ال ربسي وربكسم " ،وأنسه ليسس له الحسق أن يدعسي ذلك ،وأنسه لو كان قال ذلك لعلمسه ال
تعالى ،فإنسه يعلم مسا فسي طوايسا نفسسه ومسا فسي خفايسا ضميره ،بينمسا هسو ل يعلم مسن علم ال شيئًا إل مسا علمسه سسبحانه
وتعالى ،وهذا ممسا يدل أيضاً على أنسه عبدٌ ،فمسن كان ل يحيسط بكسل شيٍس علمًا إنمسا هسو متصسفٌ بصسفات العبوديسة
وليس متصفًا بصفات الربوبية إذ الربوبية تقتضي الحاطة بكل شيءٍ علماً.
وال سبحانه وتعالى أقام الحجة في كتابه على أهل الكتاب الذي غلوا في المسيح عليه السلم ،فقال لهم " :يا أهل
الكتاب ل تغلوا في دينكم غير الحق ول تتبعوا أهواء قومٍ قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل
" ،وقال " :يا أهل الكتاب ل تغلوا في دينكم غير الحق ول تقولوا على ال إل الحق إنما المسيح بن مريم رسول
ال وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بال ورسله ول تقولوا ثلثة انتهوا خيرٌ لكم إنما ال إل هٌ واحد "؛ نجد
أن ال سسبحانه وتعالى خاطسب أهسل الكتاب بمسا يدحسض مسا كانوا يزعمونسه مسن أن المسسيح عليسه السسلم هسو ابنٌس ل
سبحانه وأن ال ثالث ثلثة وينهاهم عن الغلو..قبل كل شيء ينهاهم عن الغلو في الدين ويأمرهم أن ل يقولوا على
ال إل الحق ويبين أن المسيح عليه السلم إنما هو رسولٌ من عند ال ،فهو جاء ليبلغ رسالة ال كما جاء من قبله
ح منه ،ويأمرهم أن يؤمنوا برسله اليمان الصحيح الذي ل يرفع من الرسل بتليغ رسالة ال ،وأنه كلمةٌ من ال ور ٌ
هؤلء المرسلين إلى درجات اللوهية ،فإن المرسلين إنما هم عبادٌ ل وإن تميزوا بما تميزوا به من رجحان العقل
وصسفاء النفسس وطهارة السسريرة وقوة البصسيرة ونفاذ العقسل ،إل أنهسم ل يتعدون طور العبوديسة ول يتصسفون بشيءٍ
مسن صسفات اللوهيسة .يأمسر ال سسبحانه وتعالى أهسل الكتاب أن يلتزموا المنهسج الصسحيح وأن ل يقولوا على ال إل
الحق ،فالمسيح بن مريم إنما هو رسول ال وكلمته ألقاها إلى مريم ،كلمة " كن " التي وُجد بسببها وكان ذلك بما
شاء ال سسبحانه وتعالى أن يكون مسن نفسخ رسسول ال الذي جاء إلى مريسم وهسو روحٌس منسه سسبحانه وتعالى أرسسله
رسولً إلى مريم من أجل أن ينفخ فيها حتى تحمل بعيسى عليه السلم كما أراد ال تبارك وتعالى.
فإذن يتسبين مسن ذلك كله أن مسا جاء بسه القرآن الكريسم مسن العتقاد الصسحيح فسي عيسسى عليسه السسلم إنمسا هسو القول
الحق وهو القول الوسط فهو لم يحط من قدره وقدر أمه حتى يجعله زنيماً ويجعل أمه بغيًا كما قالت اليهود ،وهو
أيضاً لم يرفسع قدره إلى مرتبسة الربوبيسة أو لم يصسفه أنسه ابنٌس ل كمسا زعسم أولئك الزاعمون .على أن النسسان العاقسل
عندمسا ينظسر فسي هذه المزاعسم يجسد أن هذه المزاعسم انتقلت إلى هذه الديانسة التسي نُسسبت إلى المسسيح عليسه السسلم
والمسسيح برا ُء منهسا ومسن اعتقادهسا مسن الوثنيات التسي كانست مسن قبسل ،وحتسى مسا يقال مسن أن ميلده كان فسي اليوم
الخامس والعشرين ( )25من الشهر الثاني عشر ( )12في فصل الشتاء قبل أكثر من عشرين عاماً كتابًا يتحدث
عن هذه الديانة وما فيها من التناقضات العجيبة وعن ارتباطها بالديانات الوثنية ،وقال مؤلف الكتاب بأنه مما ثبت
أن البوذيين كانوا يعتقدون في بوذا أيضاً أنه ولد في اليوم الخامس والعشرين من هذا الشهر ،وكذلك عقيدة التثليث
كانت موجودة عند البوذيين ،وكذلك عقيدة الفداء كانت موجودة عند البوذيين ،فهذا خليطٌ جاءوا به من هنا وهناك.
وقبسل فتر ٍة مسن الزمسن ،قبسل أكثسر مسن عشريسن عاماً وبالتحديسد فسي عام 1977م ،كتسب أحسد علماء النصسارى العرب
اللبنانيين وأدبائهم وصية نشرتها مجلة الرسالة اللبنانية ،هذا العالم الديب هو الشاعر المعروف بالشاعر القروي
وكان معروفاً أيضًا بالخوري ،قال في وصيته هذه ( :لقد أثبتت المصارد التأريخية أن يسوع المسيح عليه السلم
كان يعبسد ال الواحسد الحسد الفرد الصسمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكسن له كفواً أحسد ،واسستمر على ذلك أتباعسه إلى
نهاية القرن الثالث الميلدي عندما تنصر قسطنطين عاهل الروم ،فأدخل في النصرانية بدعة التثليث ،وماله على
ذلك بعسض الساقفة وعلى رأسسهم مكاريوس الذي لقب نفسسه أرثوذكسس – أي مسستقيم الرأي ،-وقسد عارضسه سسائر
السسساقفة وعلى رأسسسهم آريوس ،وعُقدت مجامسسع للحوار فاز فيهسسا آريوس بالحجسسة القاطعسسة والحسسق اليقيسسن ،ولكسسن
السلطة التي هي مصدر البلء وضعت ثقلها في الميزان فأسكتت صوت الحق وظل الحق يتململ في قيده منتظراً
آريوسسًا جديداً ) ،ثسم يقول ( :وكسم أتمنسى وأنسا الرثوذكسسي المولد أن يكون هذا الريوس بطريركاً بطلً ينفسي عسن
ديننسا وصسمةً ألصسقها بسه غرباء غربيون ،وكثيرًا مسا كان الغرب مصسدر بلءنسا الدينسي والسسياسي معاً ،)..ثسم أتبسع
ذلك قوله ( :وتصسديقاً منسي برسسالة نبينسا العربسي وإيمانًا منسي بمعجزتسه القرآن أردت أن أكون قدوةً لخوانسي أدباء
النصرانية فأدخل في دين ال ،ولكنني رأيت إصلح ديننا الول خيرٌ من النتقال عنه إلى دين جديد ،وكخطوةٍ في
هذا السسبيل أُعلن عسن عزوفسي عسن أرثوذكسسيتي المكاروسسية إلى أرثوذكسسيتي الريوسسية )...إلى آخسر مسا جاء فسي
وصيته هذه ،وقد كتب هذه الوصية بعدما بلغ من العمر تسعين عاماً .ونجد في كلمه ما يدل:
4
( المسيح وأمه ( عليهما السلم
محاضرة لسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي
أولً أن الديانسة النصسرانية وعقيدتهسا الثالوثيسة إنمسا هسي بعيدة عمسا جاء بسه المسسيح عليسه السسلم ،وأن المسسيح عليسه
السسلم إنمسا جاء بعقيدة الوحدانيسة ،كان يعبسد ال الواحسد الحسد الفرد الصسمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكسن له كفواً
أحد.
ثانياً :أن هذه العقيدة – عقيدة التثليسث – إنمسا جاءت مسن الغرب الوثنسي عندمسا تنصسّر قسسطنطين بعدمسا كان أباطرة
الروم ضسد هذه الديانة ،ضسد ديانة المسسيح عليسه السسلم وما جاء بسه مسن الحق مسن عنسد ال ،حتى أنهم كانوا ينكلون
بأتباع هذه الديانة تنكيلً ،ونقل هذا المبراطور المتنصر إلى النصرانية مخلفات ديانته الولى من الوثنية.
ثالثاً :أن أصحاب البصائر من أتباع المسيح عليه السلم عارضوا ما جاء به هذا الحاكم المتنصر وما وافقه عليه
الذين مالوه بسبب طمعهم ورغبتهم فيما عنده من المال ،وأن الحجة وضحت للناس عندما عُقدت مجامع للحوار،
وكان فيمسا أحسسب المجمسع الذي ُألّه فيسه المسسيح هسو مجمسع نيقيّه وهذا المجمسع كان على رأس القرن الثالث أو بعسد
القرن الثالث ،هذا يعنسي أن مدة ثلث قرون مضست والمسسيح عليسه السسلم لم يُألّه عنسد أتباعسه .والذيسن عارضوا،
وعلى رأسهم آريوس ،فازوا بالحجة القاطعة والحق اليقين إذ أبلجت حجتهم وأفلست حجة أولئك الذين مالوا من
مالوه من هؤلء الذين نقلوا إلى هذه الديانة ما كان في دياناتهم الولى من عقائد الوثنية.
ولكن السلطة قد كانت هي مصدر البلء لنها هي التي نقلت هذا المعتقد إليهم وضعت ثقلها في الميزان وأسكتت
أصوات أولئك الذين كانوا يعارضون ما جاءوا به من هذا الهراء الوثني وظل الحق يتململ ينتظر من يدافع عنه
ومسن يبلج حجتسه ،وقسد أبلج ال تبارك وتعالى حجسة الحسق ببعثسه عبده ورسسوله محمداً صسلى ال عليسه وسسلم ليقيسم
الحجسة على الناس ،فانتظار آريوس جديسد يأتسي مسن أجسل أن تنبلج الحجسة ومسن أجسل أن يظهسر الحسق ومسن أجسل أن
يقوى صوت اليمان إنما هو انتظا ٌر مفروغ منه ،فقد سبق الحق ظهوره بمجيء عبد ال ورسوله محمدٍ صلى ال
عليه وسلم ونزول القرآن الكريم عليه حجة قاطعة وآية بينة كما يعترف بذلك هذا الموصي نفسه.
ثسم أننا نجسد أن في هذه الوصية اعترافًا بأن ديسن السلم هو دين ال ،فهو ممسا قاله ( :وقد كنت أود أن أكون قدوةً
لخوانسي أدباء النصسرانية فأدخسل فسي ديسن ال ) ،وهذا مسا جعلنسي أطمسع فسي ذلك الوقست فسي إسسلم هذا الرجسل ،وقسد
كنست أود أن أكتسب إليسه رسسالة أدعوه فيهسا إلى اليمان والسسلم وأقيسم عليسه حجسة الحسق بأنسه ل داعسي إلى انتظار
آريوس بعد مجيء محمدٍ صلى ال عليه وسلم بالحجة القاطعة والحق اليقين الذي تعترف به ،ولكن وجدت له بيتاً
مسن الشعسر ثبطنسي عسن ذلك وهسو أنسه يدعسو إلى وحدة بيسن العرب جميعاً مسسلمهم وكافرهسم مسن غيسر أن يلتفتوا إلى
الدين وكان مما قاله:
ل بعده بجهنم فيا مرحباً بالكفر يجمع بيننا.........وأهلً وسه ً
فلعل ال أراده أن يكون من حصب جهنم والعياذ بال.
هذه معالم مسن الحقائق التسي برزت مسن خلل مسا جاء فسي القرآن الكريسم ول بسد مسن الرجوع إليهسا مسن أجسل اسستلهام
الحقيقسة فسي هذا المسر ،فالقرآن الكريسم هسو – كمسا قلت مسن قبسل – كتاب ال الذي لم تطله يسد مسن أيدي المحرفيسن
المضلليسن ،وقسد صسانه ال تعالى ممسا وقسع على الكتسب السسابقة " إنسا نزلنسا الذكسر وإنسا له لحافظون " ،ليكون حجسة
قائمة إلى أن تقوم الساعة.
وأعتذر إليكم مرة أخرى من هذا الحديث المتناثر الذي ربما ل يربط بين أطرافه رابط ،وأسأل ال سبحانه وتعالى
أن يوفقنا وإياكم لما فيه الخير ،وأهنئكم مرة أخرى بالشهر الكريم داعياً لي ولكم بالتوفيق لصيامه وقيامه ،إن ال
على كل شيءٍ قدير ،وصلى ال وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
انتهت المحاضرة
5