Professional Documents
Culture Documents
بيـــــــــع النســـــــــــــاء
محاضرة لســماحة الشـيخ أحمـد بن حمـد الخليـلي
المفـــتي العــام لســـلطنة عمــان
الحمد ل الذي رغب في النكاح ودعا إلى تيسير أسبابه ،وحذر من السفاح وأمر بإغلق أبوابه ،أحمده تعالى
حمدا كثيرا كثيرا كما ينبغي لجلل وجهه ولعظيم سلطانه ،وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له خلق فسوى
وقدر فهدى ،وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله ،أرسله ال بالمحجة البيضاء والشريعة السمحاء
والحقيقة البيضاء فبلغ رسالة ربه وأدى أمانته ونصح هذه المة ودعا إلى ال على بصيرة وجاهد في سبيله
حتى أتاه اليقين ،صلوات ال وسلمه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى تابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد ،فالسلم عليكم أيها المشائخ والخوة والخوات والبناء والبنات ورحمة ال وبركاته .إن لفرصة سعيدة
أن يجمعنا ال سبحانه وتعالى في هذا الجامع الميمون وفي هذه الليلة الغراء في هذا الشهر المبارك الذي تتجدد
فيه ذكرى ميلد الرسول صلى ال عليه وسلم ،وما أحرنا ونحن نسر بهذه الذكرى الميمونة أن نحرص كل
الحرص على إحياء سننه صلى ال عليه وسلم وعلى إماتة كل ما خالفها من البدع وأن نقيم حياتنا على سواء
المنهاج لنكون حقا من أتباع سيدنا رسول ال صلى ال عليه وسلم.
هذا ،وإن من المور البارزة التي تحتاج إلى بذل الوسع من أجل حلول مشكلتها قضية الزواج ،فإن الزواج
سنن من سنن ال سبحانه وتعالى في هذه الحياة ،وقد امتن ال عز وجل به على عباده عندما قال " :ومن
آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك ليات لقوم يتفكرون
" ،وقال سبحانه " :وال جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات
"؛ وال سبحانه وتعالى لم يشرع هذا المر في كتابه الكريم ويجعله سنة من سننه في حياة البشر إل من أجل
ما علمه من حاجة البشر إليه وتوقف الحياة عليه ،فإن ال سبحانه وتعالى جعل الزواج سببا لمتداد هذه الحياة
عبر الجيال المتسلسلة التي تكون كل سلسلة منها آخذة بحجزة ما قبلها ،فيكون في ذلك امتداد للوجود
البشري بأمر ال سبحانه وتعالى ،وما أعظمها من حكمة!.
1
بيــع النســـــــــاء /محاضرة للشيخ الخليلي مفتي سلطنة عمان
وقد حض ال سبحانه وتعالى عليه في كتابه الكريم في معرض المر بالخلق الفاضلة والتمسك بالداب
الراقية والتحذير من النحطاط إلى دركات الفساد ،فال سبحانه وتعالى يقول " :قل للمؤمنين يغضوا من
أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن ال خبير بما يصنعون * وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن
ويحفظن فروجهن ول يبدين زينتهن إل ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ول يبدين زينتهن إل
لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن
أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات
النساء ول يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى ال جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون *
" ،ترون أنه سبحانه وتعالى أمر في هاتين اليتين الكريمتين عباده المؤمنين وإماءه المؤمنات بغض البصار
وحفظ الفروج ،وأمر إماءه المؤمنات بجانب ذلك أن يحرصن على الداب التي تصون كرامتهن وتحفظ قيمتهن.
وأتبع ذلك سبحانه وتعالى المر بتيسير الزواج عندما قال " :وأنكحوا اليامى منكم والصالحين من عبادكم
وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم ال من فضله " لن في هذا الجانب اليجابي ما يغني عن النحدار في تلك
الدركات الهابطة من الرذيلة عندما يستجيب النسان لداعي الفطرة الملح بطريقة شرعية منظمة يرتفع بها
النسان عن أن يكون كالبهيمة العجماء التي ل يربط بين أفرادها رابط ،فال سبحانه وتعالى جعل النسان مدنيا
بطبعه إجتماعيا بفطرته ولذلك كان الفرد البشري ينشأ في محضن السرة التي ترعاه منذ طفولته ويرتبط بهذه
السرة ارتباطا وثيقا تناط به أحكام شرعية جمة من أجل أن يحفظ النسان قيمته في هذه الحياة وأن يؤدي
واجباته فيها على النحو الذي يرضي ال سبحانه وتعالى.
والنبي صلى ال عليه وسلم حض على الزواج أيما حض ،فقد قال عليه أفضل الصلة والسلم (( :يا معشر
الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحفظ للفرج ،ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له
وجاء )) ،ترون أن النبي صلى ال عليه وسلم قبل أن يرشد إلى الصوم الذي هو عبادة ل سبحانه وقربة إليه
وفيه تهذيب للنفس وفيه تنوير للبصيرة وفيه تطهير للسريرة وفيه إحياء للضمير ،قبل أن يرشد إليه أرشد إلى
أن يعف النسان نفسه أول بطريقة النكاح الشرعي عندما قال صلى ال عليه وسلم " :يا معشر الشباب من
استطاع منكم الباءة فليتزوج " ،فإن في هذا الزواج تلبية لداعي الفطرة واستجابة لضرورة الحياة وحفاظا على
استمرار النسل وقياما بأمر ال سبحانه وتعالى في تربية الولد على النحو الذي يرضي ال عندما يجتمع
الزوجان جميعا على هذه التربية.ويقول صلى ال عليه وسلم حاثا على تيسير أمر الزواج (( :إذا أتاكم من
ترضون دينه وخلقه فزوجوه إل تفعلوا تكن فتنة في الرض وفساد كبير )).
ومن المعلوم أن لهذا الزواج الشرعي أحكاما وشرائط متعددة ،وهذه الحكام تدور كلها في فلك سماحة السلم
وطهره والنزاهة التي يأمر بها ويدعو إليها ،ومن بين هذه الحكام والشرائط أن ال سبحانه وتعالى أمر
بإصداق النساء لجل التمييز ما بين النكاح والسفاح ،فقد قال سبحانه " :وآتوا النساء صدقاتهن نحلة " .وجاء
في الحديث الصحيح عن رسول ال صلى ال عليه وسلم (( :ل نكاح إل بولي وصداق وبينة ))؛ فالنكاح
يتوقف على الولي ويتوقف على الصداق ويتوقف على البينة .ولكن ما هو الصداق؟ هل هو أمر مجحف بمال
النسان؟ أو أنه شيء ميسر؟ إن الصداق المأمور به هو المر الذي يميز بين الحق والباطل وبين ما شرعه
ال سبحانه وتعالى من النكاح وما حرمه من السفاح ،فهو ليس أمرا فيه كلفة ول ينبغي للنسان أن يعسره مع
أن ال سبحانه وتعالى يسره ،فما يسره ال سبحانه يجب أن يبقى على يسره بحيث ل يُعسر بسبب أطماع
الناس أو مطامحهم أو عاداتهم أو طموحاتهم في أن يظهروا بمظهر العظمة ومظهر البذخ والسراف في
2
بيــع النســـــــــاء /محاضرة للشيخ الخليلي مفتي سلطنة عمان
معاملتهم فيما بينهم .والنبي صلى ال عليه وسلم عندما أصدق نساءه وفرض الصدقات لبناته كان مراعيا
لهذه السماحة سماحة السلم ،فهو لم يكن مغاليا في الصدقات التي منحها نساءه وإنما أصدق نساءه الشيء
اليسير الذي ليس فيه كلفة على العباد ،وفرض لبناته على أزواجهن من الصداق أيضا ما كان أمرا يسيرا ليست
فيه كلفة وليست فيه مشقة على العباد ،فهو عليه أفضل الصلة والسلم عندما تزوج إتبع هذه السنة التي أمر
ال سبحانه وتعالى بها وهي إيتاء النساء صدقاتهن ،فما رزأهن شيئا من حقوقهن ،وعندما زوج بناته صلى
ال عليه وسلم أيضا لم يغمطهن حقهن بل فرض لهن على أزواجهن من الحق ما جعلهن في مستوى غيرهن
من النساء ولكنه لم يغالي في ذلك ،فما فرض لبناته الشيء الكثير.
ومن المعلوم أن كل أحد من أصحاب النبي صلى ال عليه وسلم يشعر بشرف النتماء إليه صلى ال عليه وسلم
من حيث المصاهرة ،فما من أحد كان يزهد في هذا المر ،وكل واحد منهم هو مستعد لن يضحي بكل غال
وثمين في هذا السبيل ،وأي شرف أعظم من أن يشرف النسان بالنتماء إلى أسرته صلى ال عليه وسلم
فيكون من بين الذين صاهروه ،ولكن مع ذلك لم يكن هذا الصداق رمزا لمقدار قيمة هذه النساء وإنما كان رمزا
للتفريق بين الحق والباطل ،فلو كان رمزا لقيمة النساء لكانت أولى بذلك بنات رسول ال صلى ال عليه وسلم
لعظم أقدارهن ولحرص الصحابة رضوان ال تعالى عليهم على الرتباط بهن لينالوا بذلك القربى من رسول ال
عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلة والسلم .ولكن المر لم يكن أمرا معقدا ،فلم يأمر النبي صلى ال عليه
وسلم أزواج بناته أن يدفعوا إليهن الصدقات العالية بل عندما زوج النبي صلى ال عليه وسلم قرة عينه السيدة
فاطمة رضي ال تعالى عنها لبن عمه المام علي بن أبي طالب كرم ال وجهه أمره أن يلتمس شيئا فلم يجد
فأمره أن يصدقها درعه .هكذا كانت السماحة ،لم يكن ذلك بالشيء العسير كما يتصور الناس اليوم ولم تكن
هنالك مباهاة في هذه الصدقات.
هذا ،ومن المعلوم أن الصداق هو حق للمرأة وحدها ،فال سبحانه وتعالى يقول " :وآتوا النساء صدقاتهن
نحلة " ،ولم يقل ( وآتوا أولياء النساء صدقاتهن ) ،فإن الصداق لهن دون غيرهن ،بل يسر ال تعالى المر
فأباح للمرأة أن تتسامح في أمر صداقها " فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا " .نعم عندما
تطيب نفس المرأة بأن تسقط عن زوجها شيئا من الصداق الذي فرضه لها ولو كان مشترطا من قبل فل حرج
على الزوج في قبوله وأكله بل ذلك يعتبر من الحلل السائغ له ولذلك قال ال تعالى " :فكلوه هنيئا مريئا " ول
يكون غير الحلل هنيئا ول مريئا.
وبسبب هذا فإنه من المحرم أن يعقد الناس أمر الزواج بما يفرضونه لنفسهم من صدقات بناتهم أو سائر
مولياتهم ،فإن ذلك ل يأكلونه هنيئا ول مريئا بل يأكلونه سحتا وحجرا محجورا ،كيف وفي ذلك ما فيه من
المفسدة ،في ذلك تعقيد لمر الزواج الشرعي وفي هذا ما يدفع بالشباب والفتيات جميعا إلى المعاصي وارتكاب
الموبقات والوقوع في المحظورات .وأنا بنفسي إطلعت على الكثير الكثير من ذلك ،فكم من فتاة شكت إلي ما
تجده بسبب هذا التشدد من وليها في أمر الصداق من شدة كبح هذه الفطرة ومقاومة هذه الرغبة الملحة في
نفسها ،فإن الفطرة موجودة في جميع الجنسين ،وهل يرضى هؤلء أن يدفعوا بناتهم دفعا إلى ارتكاب
المحظورات! أويسر أحدهم أن تنقلب ابنته إليه وقد حملت من سفاح؟!! أويجد في ذلك ما يريح ضميره وما
يرضي طموحه؟!! فإنهم ول ريب يدفعونهن إلى المعصية دفعا بهذه المغالة وهذا الحرص على المهر الوافر
الكثير .وال سبحانه وتعالى أمر أن توصد أبواب الفساد بأسرها ،فأنتم ترون عندما أمر ال سبحانه وتعالى بما
أمر به من غض البصار وحفظ الفروج إلى غير ذلك من الداب الشرعية والقيود السلمية أتبع ذلك الحض
3
بيــع النســـــــــاء /محاضرة للشيخ الخليلي مفتي سلطنة عمان
على إنكاح اليتامى والصالحين من العباد والماء " وأنكحوا اليامى منكم " ،واليّم من لم يتزوج ذكرا كان أو
أنثى ،فليس من المصلحة إذن أن يحرص أولياء المور على المغالة في مهور بناتهم ومولياتهم فإن في ذلك
دفعا لهن إلى درك الرذيلة والعياذ بال ،وهم يتحملون وزر ذلك.
ومن ناحية أخرى فإن السراف في الولئم والسراف في جهاز العرس والسراف في كل النفقات التي تتعلق
بهذا الجانب يعد من المحظور ،ال تبارك وتعالى نهى عن السراف في كل شيء ،أنتم ترون ماذا يقول ال
سبحانه وتعالى في المر بالخير ،يقول سبحانه " :وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ول تبذر تبذيرا
" ،في معرض المر بإيتاء ذي القربى وإيتاء اليتيم وإيتاء المسكين حقوقه ينهى ال تبارك وتعالى عن التبذير
ويقول بعد ذلك " :إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا " .والمال الذي بيد النسان
هو مال ال سبحانه وتعالى ،والنسان إنما هو مؤتمن عليه ومستخلف فيه فلذلك ل يحق له أن يتصرف فيه إل
بحسب ما أذن ال تبارك وتعالى به وعليه أن يدع ما لم يأذن به ال ،كيف وال سبحانه عندما أمر بإنفاق المال
فيما يرضيه قال " :وآتوهم من مال ال الذي آتاكم " ،جعله ماله سبحانه،وقال أيضا في معرض المر بالنفاق
" :وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه " ،فالنسان خليفة في المال وليس مالكا له ملكا حقيقيا إنما المالك
الحقيقي هو ال سبحانه وتعالى الذي له ما في السماوات وما في الرض ،وإنما أنعم سبحانه وتعالى على
النسان بتمليكه منفعة هذا المال على أن يستخدمه في المصالح ل في المفاسد ،ولذلك جاء في حديث الرسول
صلى ال عليه وسلم ما يدل على أن النسان مسؤول عن ماله سؤالين يوم القيامة ،فقد قال عليه أفضل الصلة
والسلم (( :ل تزول قدم ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس :عن عمره فيما أفناه وعن
شبابه فيما أبله وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وماذا علم فيما علم )) ،يسأل عن المال سؤالين ،يسأل
عن كسبه إذ ليس له أن يكتسبه ( إل ) من الطرق المشروعة ،ومن جملة المكاسب التي تعد غير مشروعة أن
يأخذ النسان المال اشتراطا على من أراد أن يتزوج من عنده لنفسه بما يرفع من قدر هذا الصداق المشترك،
فإن ذلك ليس من حقه إذ الصداق ليس حقا للولي وإنما الصداق حق للمرأة المتزوجة وحدها بنص كتاب ال
سبحانه " :وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا " ،فجعل ال
سبحانه وتعالى هذا الفرض إنما هو للمرأة وحدها ،ولذلك إذا ما طابت عن شيء منه نفسا كان للزوج أن يأكله
هنيئا مريئا ،فلو لم يكن الصداق بأسره لها لما كان لها هذا الحق ولما أمر ال سبحانه وتعالى أن تُؤتاه جميعا،
فكيف إذن يشترط النسان لنفسه ما يشترطه مما يعرقل سبيل زواج وليته فذلك مما يعد في شريعة ال سبحانه
وتعالى حجرا محجورا فل يجوز أبدا لحد أن يأخذ من هذا الصداق شيئا فهو من كسب المال بغير وجهه
الشرعي.
وكذلك يُسأل فيما أنفقه ،السؤال الثاني فيم أنفقه ،إذ كونه خليفة في المال وليس أصيل المال كله ملكا حقيقيا
يجعله واجبا عليه أن يراعي أمر من استخلفه فيه ،والمُستخلف هو ال سبحانه وتعالى رب المال فكيف
يتصرف النسان فيه تصرفا غير مشروع؟! إنما المال تتعلق به حقوق وحقوق كثيرة فلذلك كان على النسان
أن يحافظ على هذا المال من أن ينفقه في غير ما أُمر بالنفاق فيه .كم من حق يتعلق بهذا المال! هنالك حقوق
لذوي القربى وحقوق لليتامى وحقوق للمساكين وحقوق لبن السبيل وحقوق للسائلين وحقوق لسبيل ال
سبحانه ،وسبيل ال وعاء عام يشمل كل وجه من وجوه البر .الناس مطالبون بأن يحرصوا على كل فلس من
هذا المال حتى ل ينفقوه في باطل من أجل أن يوفروه في النفاق في سبل الحق؛ فالولئم التي تخرج عن حدود
العتدال وتخرج في حدود السراف هي محرمة وليست جائزة لنها من وضع المال في غير موضعه ،والمال
4
بيــع النســـــــــاء /محاضرة للشيخ الخليلي مفتي سلطنة عمان
يُسأل عنه العبد يوم القيامة عندما يضعه في غير موضعه .على أنه ل يكفي ذلك بل يكون النسان بهذا قدوة
للخرين أولئك الذين يحرصون دائما على أن ينظروا إلى من كان أعلى منهم في أمورهم في النفقات وفي البذخ
وفي كل مظاهر الترف .فالنسان القوي يجب أن يراعي جانب الضعيف ،فليس كل أحد يستطيع أن ينفق النفقة
التي يقوى على إنفاقها القوي لذلك كان لزاما على من منّ ال سبحانه وتعالى عليه باليسر أن يراعوا من
دونهم في هذا المر.
على أن كل شيء من النفقات يخرج عن حدود العتدال فهو مما يدخل في الترف ،والترف من أخطر المخاطر
على المم ،فإن الترف يفتك بالمم فتكا ذريعا ،يفتك بها في أخلقها ،ويفتك بها في مقومات أخلقها ويجعلها
أمة شهوانية تلهث وراء شهواتها ول تبالي بما تضحي به من المال في سبيل إشباع هذا السعار في نفسها،
السعار الشهواني ،ولذلك نجد أن الترف يقرن في كتاب ال سبحانه وتعالى بكل شر سواء كان شرا دنيويا أو
شرا أخرويا ،وناهيكم أن ال سبحانه وتعالى عندما ذكر عباده وكيف ينقسمون يوم القيامة إلى ثلثة أقسام:
قسم المقربين وقسم أصحاب اليمين وقسم أصحاب الشمال ،ووصف كل طائفة بما وصفها به ،عندما جاء إلى
أصحاب الشمال -والعياذ بال – وهم الذين يصلون النار أول ما وصفهم به أنه قال فيهم " :إنهم كانوا قبل
ذلك مترفين " ،فهذا مما يدل على أن عذاب الخرة – والعياذ بال – منشأه الترف .وكذلك عذاب الدنيا فإن ال
سبحانه وتعالى يقول " :حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب إذا هم يجأرون " ،وقال " :وكم قصمنا من قرية كانت
ظالمة وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين * فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون * ل تركضوا وارجعوا إلى ما
أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تُسألون * " ،فهذا مما يؤذن على أن الترف سبب لهذا العذاب الدنيوي – والعياذ
بال – كما أنه سبب للعذاب الخروي .وبين سبحانه وتعالى أن هؤلء المترفين فسادهم وانحرافهم عن منهج
الحق هو السبب لشيوع العذاب للناس جميعا فقد قال سبحانه " :وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا
فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا " .والمترفون ل يقف شرهم عند حدود فسادهم بأنفسهم بل هم يقفون
دائما في وجوه المصلحين سواء كان المصلحون من النبيين المرسلين من عند ال سبحانه وتعالى أو كانوا من
القوم الذين يقومون بالمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورد الناس إلى جادة الحق ،فال سبحانه وتعالى ذكر
في أكثر من آية أن الذين وقفوا في وجوه المرسلين كانوا من المترفين فقد قال " :وقال المل من قومه الذين
كفروا وكذبوا بلقاء الخرة وأترفناهم في الحياة الدنيا ما هذا إل بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما
تشربون * ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذاً لخاسرون * " ،ويقول سبحانه " :وما أرسلنا في قرية من نذير إل
قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون * وقالوا نحن أكثر أموا ًل وأولداً وما نحن بمعذبين * قل إن ربي يبسط
الرزق لمن يشاء ويقدر ولكن أكثر الناس ل يعلمون * وما أموالكم ول أولدكم بالتي تقربكم منا زلفى إل من
آمن وعمل صالحا فأولئك في الغرفات آمنون * " .هكذا يخبر ال سبحانه وتعالى عن المترفين أنهم يغترون
بما عندهم من الموال وما عندهم من الولد وما عندهم من الخير فلذلك يقفون في وجوه المرسلين ،وقال
سبحانه " :وكذلك ما أرسلنا في قرية من رسول إل قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم
مقتدون ".
أما الوقوف في وجوه المصلحين فهو واضح فيما يذكره ال سبحانه وتعالى عن المترفين وذلك في قوله" :
فلول كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الرض إل قليل ممن أنجينا منهم واتبع الذين
ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين " .نعم هؤل ء المترفون هم الذين يعارضون المصلحين ويتبعون ما أترفوا
فيه ويحرصون دائما على النغماس فيما ألفوه من الفساد والملهي والملذ غير عابئين بما يترتب على ذلك
5
بيــع النســـــــــاء /محاضرة للشيخ الخليلي مفتي سلطنة عمان
من العواقب الوخيمة التي ترديهم وتردي من حولهم كما دل على ذلك أن ال سبحانه وتعالى بين أن سبب
شيوع العذاب في الناس ظهور الفساد من المترفين.
ومن المعلوم أيضا أن كل نفقة تخرج عن حدود العتدال هي من البطر فإن من أنفق النفقة التي تخرج عن
حدود العتدال فقد بطر نعمة ال التي أنعمها عليه .والبطر ليس بالمر الهين ،البطر يدرك البلد بلقع ،فإنه
يجتث المم ويقضي على الشعوب ويبيد النظم ،ال تبارك وتعالى يقول " :وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها
فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إل قليل وكنا نحن الوارثين " ،هكذا بين ال سبحانه وتعالى أن بطر المعيشة
بعدم المبالة في التصرف الذي يتعلق بالنفقات وغيرها عندما تنفق النفقات فيما ل يرضي ال سبحانه وتعالى،
هذا البطر يؤدي إلى أن تتلف النفوس ويؤدي إلى أن تخرب الديار ويؤدي إلى أن تهلك المم ،وترون في القرآن
الكريم كيف يشد الحق سبحانه وتعالى انتباه الناس إلى من أهلك من المم بسبب الفساد وما كان هذا الفساد إل
ناشئا عن البطر ،فقد قال سبحانه وتعالى " :أولم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم في الرض ما لم
نمكن لكم وأرسلنا السماء عليهم مدرارا وجعلنا النهار تجري من تحتهم فأهلكناهم بذنوبهم وأنشأنا من بعدهم
قوما آخرين " ،فهكذا سنة ال تبارك وتعالى في خلقه.
هذا ،وقد ذكرنا أن المال تتعلق به حقوق كثيرة ،وإتلف هذا المال بإنفاقه فيما لم يأذن به ال سبحانه وتعالى
يحول بين صاحبه وبين إنفاقه في تلك الحقوق المشروعة الواجب إنفاق المال فيها ،فأنتم ترون أن ال سبحانه
وتعالى عندما ذكر البر في كتابه العزيز بعدما ذكر العقيدة الصحيحة أتبع ذلك بإيتاء المال في الوجوه التي
تتعلق من قبلها حقوق بهذا المال ،يقول سبحانه وتعالى " :ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب
ولكن البر من آمن بال واليوم الخر والملئكة والكتاب والنبيين " بعدما بين أصول العقيدة الصحيحة هنا أتبع
ذلك قوله " :وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب " ثم
قال " :وأقام الصلة وآتى الزكاة " .فإيتاء المال إذن هذه الصناف وهي ذوي القربى واليتامى والمساكين
وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب فرض واجب متعلق بهذا المال الذي آتاه ال سبحانه وتعالى النسان وهو
من غير فرض الزكاة بدليل أن ال سبحانه وتعالى عطف بعد ذلك الزكاة .والزكاة هي حق يختلف عن هذه
الحقوق من حيث إنه يتعلق بأصناف مخصوصة من المال عندما تبلغ قدرا مخصوصا وهو النصاب ويأتي عليها
زمن مخصوص وهو الحول ،أما بقية الوجوه التي فرض ال سبحانه وتعالى فيها إنفاق المال وهي إيتاءه ذوي
القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب هذه الوجوه ل يلتفت فيها إلى حول ول يُلتفت
فيها إلى نصاب ول يلتفت فيها إلى صنف المال حتى أن من العلماء من قال من كان ل يملك إل رغيف خبز
وكان غنيا عنه بحيث كان غير جائع فوجد من هو مضطر إليه وجب عليه أن يعطيه إياه .فإذن مع إنفاق المال
في وجوه السراف وعدم المبالة بالبذخ وعدم المبالة بالتبذير يكون النسان في معزل عن إيتاء المال لهذه
الوجوه التي جعل ال سبحانه وتعالى إيتاء المال لها من البر الذي يقرب إليه زلفى.
على أنه سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز دعا إلى النفاق في سبيله ،وسبيل ال كما قلنا وعاء عام ،دعا
إلى النفاق في سبيله وبين أجور الذين ينفقون المال في هذا السبيل بما ل يتصوره عقل البشر إذ قال سبحانه:
" مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل ال كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة " ،ومع هذا "
وال يضاعف لمن يشاء " ،ال سبحانه وتعالى بين مقدار ما يمكن أن يتصوره العباد وإل فإن مضاعفة ال
تعالى لعباده ل تقف عند حد ،وقال سبحانه " :الذين ينفقون أموالهم في سبيل ال ثم ل يتبعون ما أنفقوا منا ول
أذى لهم أجرهم عند ربهم ول خوف عليهم ول هم يحزنون " ،وقال عز من قائل حاضا لعباده بأن ينفقوا المال
6
بيــع النســـــــــاء /محاضرة للشيخ الخليلي مفتي سلطنة عمان
فيما يرضيه تعالى في مقام التذكير بيوم المعاد " :يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم
ل بيع فيه ول خلة ول شفاعة والكافرون هم الظالمون " ،وأمر سبحانه وتعالى أيضا بإنفاق المال وذلك في
السبيل الذي يرضيه لن النفقة المشروعة ل تكون إل في سبيل ال في معرض تذكير النسان بغصة الندم
عندما يفجأه ريب المنون وهو لم يعد لذلك اليوم عدته ولم يحسب لذلك المر حسابه ،فقد قال سبحانه " :يا أيها
الذين آمنوا ل تلهكم أموالكم وأولدكم عن ذكر ال ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون * وأنفقوا مما رزقناكم
من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لول أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين * ولن يؤخر
ال نفسا إذا جاء أجلها وال خبير بما تعملون * ".
والوجوه التي يدعى إلى النفاق فيها وجوه متعددة ،كم من فقراء يغدو النسان ويروح وهو يراهم بأم عينيه
وهم بحاجة إلى ما يسد رمقهم أو إلى الطمر الذي يستر سوآتهم !! كم من أناس هم بحاجة إلى أن تُبنى لهم
مساكن يعيشون فيها ويطمئنون بها !! كم من شباب هم بحاجة إلى أن يُعانوا على الزواج الشرعي !! كم من
مشاريع هي بحاجة إلى أن يُنفق المال فيها !! المسلمون بحاجة إلى بناء مدارس لما يتعلق بالتعليم القرآني
والتعليم الديني عاما ،هم بحاجة إلى أن تُنشأ لهم مكتبات ،هم بحاجة إلى أن تُرمم مساجدهم ،هم بحاجة إلى أن
يُعانوا في سبيل الخير بأسره ،فهذه الموال التي تبذر تبذيرا في هذه الولئم من غير أن تعود بشي ء من النفع
ل على المنفق ول على غيره ،هذه الموال لو ضُبطت ورُتبت ونُظمت كم تسد من فراغ في هذا السبيل ! كم
كانت تشبع من جياع ! كم كانت تؤوي ممن ل مأوى لهم ! كم كانت تستر من عراة ! كم كانت يمكن أن يُساعد
بها أولئك الذين هم بحاجة إلى الزواج ولكن يقف العسر في سبيل تحقيق هذه الرغبة! فإذن التعاون على هذا
المر أمر مطلوب شرعا وهو مما تدعو إليه الضرورة.
وإننا لنشكر حكومتنا الرشيدة ممثلة في وزارة الشؤون الجتماعية والعمل على هذه العناية بتوجيه الناس
إلىالخير وتنبيههم على ما فيه مضرتهم ليتقوه وإرشادهم إلى ما يحقق لهم المكاسب في المستقبل بإذن ال
سبحانه وتعالى ،ونشكر على وجه الخصوص الشيخ حمود بن أحمد اليحيائي المدير العام للشؤون الجتماعية
والعمل بهذه المنطقة على هذا الجهد الذي بذله بهذه المنطة من أجل توعية الناس حتى يتقوا هذه المضار
ويحرصوا على هذا الخير.
ونسأل ال سبحانه وتعالى أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه وأن يكلنا جميعا من شرور أنفسنا ومن سيئات
أعمالنا إنه تبارك وتعالى على كل شيء قدير وبالجابة جدير نعم المولى ونعم النصير .هذا وقبل إنهاء هذا
الحديث أريد أن أنبه بأنه أريد مني أن أدعو ال سبحانه وتعالى بأن يسقي عباده وأن يرفع عنهم بلء القحط
الذي عم وأنا أذكر نفسي وأذكركم جميعا بأن ال سبحانه وتعالى خزائنه ل تنفد وخيره ل ينقطع وفضله ل يقف
عند حد ،ولكن أراد ال سبحانه وتعالى بذلك تأديبنا بذنوبنا فعلينا أن نستغفره سبحانه وتعالى من هذه الذنوب
استغفار من أناب وآب إليه واستمسك بالعروة الوثقى من دينه المتين ،وعلينا أن نحاسب أنفسنا على كل دقيقة
وجليلة ،فإن ال تبارك وتعالى بين في كتابه الكريم أن الستقامة على طريقته هي سبب نيل الخير ،فقد قال عز
من قائل " :وأولو استقاموا على الطريقة لسقيناهم ماء غدقا " ،وقال سبحانه " :ولو أن أهل القرى آمنوا
واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون " .فعلينا أن نتقي ال
وأن نطيعه وأن نتجنب كل مناهيه ،علينا أن نتجنب الربا وعلينا أن نتجنب الغش وعلينا أن نتجنب الخيانة
وعلينا أن نتجنب الزنى ومقدماته وأسبابه ،وعلينا أن نتجنب الفساد ما ظهر منه وما بطن وأن نكون عبادا
مخلصين ل سبحانه ففي ذلك الخير العظيم لنا ولكم جميعا ،وأسأل ال سبحانه وتعالى أن يستجيب دعاءنا،
7
بيــع النســـــــــاء /محاضرة للشيخ الخليلي مفتي سلطنة عمان
ندعوه سبحانه بألسنة صادقة وقلوب مؤمنة موقنة وسرائر طاهرة صافية وأيقنوا بالجابة فإن ال تعالى يقول:
" وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ".
أعوذ بال من الشيطان الرجيم ،بسم ال الرحمن الرحيم ،الحمد ل رب العالمين ،والصلة والسلم على سيدنا
ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،اللهم لك الحمد كما أنت له أهل ،اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلل
وجهك وعظيم سلطانك ،سبحانك ربنا ل نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ،نستغفرك ربنا ونتوب
إليك ونعول في إجابة دعائنا عليك ،ونشهد أن ل إله إل أنت وحدك ل شريك لك ،ونشهد أن سيدنا ونبينا محمدا
عبدك ورسولك ،اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم إنا نسألك بأنا نشهد أنك أنت ال ،اللهم إنا نسألك بأنا نشهد أنك أنت ال ل إله إل أنت الواحد الحد الفرد
الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد نسألك ربنا أن ل تدع في مقامنا هذا ذنبا إل غفرته ول عيبا إل
أصلحته ول غما إل فرجته ول كربا إل نفسته ول دينا إل قضيته ول مريضا إل عافيته ول غائبا إل حفظته
ورددته ول ضال إل هديته ول دعاء إل استجبته ول رجاء إل حققته ول بلء إل كشفته ول سائل إل أعطيته
ول محروما إل رزقته ول جاهل إل علمته ول حاجة من حوائج الدنيا والخرة هي لك رضى ولنا صلح ومنفعة
إل قضيتها ويسرتها في يسر منك وعافية .اللهم اجعل الموت خير غائب ننتظره ،والقبر خير بيت نعمره واجعل
ما بعده خيرا لنا منه ،اللهم إنا نسألك أن تعمر قلوبنا باليمان وأن تهب كل منا لسانا صادقا ذاكرا ،وقلبا خاشعا
منيبا وعمل صالحا زاكيا وإيمانا خالصا ثابتا ويقينا صادقا راسخا وعلما نافعا رافعا ورزقا حلل واسعا ،
ونسألك ربنا أن تهبنا إنابة المخلصين وخشوع المخبتين ويقين الصديقين وسعادة المتقين ودرجة الفائزين يا
أفضل من قصد وأكرم من سئل وأحلم من عصي يا ال يا ذا الجلل والكرام .اللهم ربنا اسقنا الغيث ول تجعلنا
من القانطين ،اللهم ربنا اسقنا الغيث ول تجعلنا من القانطين ،اللهم ربنا اسقنا الغيث ول تجعلنا من القانطين.
اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريئا مريعا طبقا غدقا نافعا غير ضار رائثا غير عاجل تدر به الضرع وتنبت به الزرع
وتحيي به الرض بعد موتها ل يدع واديا إل أساله ول جدبا إل أزاله ول أبّا إل أطاله ول قفرا إل أعشبه ول
مصرا للمسلمين إل أخصبه .اللهم إن بالبلد والعباد والبهائم من اللواء والجهد والضنك ما ل نشكوه إل إليك
فأدر لنا الضرع وأنبت لنا الزرع واسقنا من بركات السماء وأخرج لنا من بركات الرض .اللهم إنا نستغفرك
استغفارا فأرسل السماء علينا مدرارا ،اللهم إنا نستغفرك استغفارا فأرسل السماء علينا مدرارا ،اللهم إنا
نستغعفرك استغفارا فأرسل السماء علينا مدرارا .اللهم جللنا سحابا كثيفا قصيفا ذلوقا ضحوكا تمطرنا به رذاذا
قطقطا سجل يا ذا الجلل والكرام .اللهم أغث عبادك واسق بهائمك وأحيي بلدك الميت يا حي يا قيوم يا ذا
الجلل والكرام .اللهم ارفع عنا الضراء كلها ،اللهم ارفع عنا الضراء كلها ،اللهم ارفع عنا الضراء كلها .اللهم
أحينا على السلم وأمتنا على السلم واجعلنا من أتباع نبيك محمد عليه أفضل الصلة والسلم .اللهم احشرنا
في زمرته وابعثنا تحت لوائه المعقود واسقنا من حوضه المورود شربة ل نظمأ بعدها أبدا ول تفرق ربنا بيننا
وبينه حتى تدخلتا مدخله إنك على كل شيء قدير وإنك بالجابة جدير نعم المولى ونعم النصير .ربنا آتنا في
الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة وقنا عذاب النار .ربنا ل تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ول تحمل علينا إصرا
كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ول تحملنا ما ل طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولنا
فانصرنا على القوم الكافرين .ربنا ل تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب .ربنا
إنك جامع الناس ليوم ل ريب فيه إن ال ل يخلف الميعاد سبحانك ربنا فقنا عذاب النار .ربنا إنك من تدخل النار
فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار .ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي لليمان أن ءامنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا
8
بيــع النســـــــــاء /محاضرة للشيخ الخليلي مفتي سلطنة عمان
ذنوبنا وكفر عنا سيآتنا وتوفنا مع البرار .ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ول تخزنا يوم القيامة إنك ل تخلف
الميعاد .ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما .ربنا اغفر لنا ولخواننا الذين سبقونا
باليمان ول تجعل في قلوبنا غل للذ ين ءامنوا ربنا إنك رؤوف رحيم .اللهم هذا الدعاء ومنك الجابة وهذا
الجهد وعليك التكلن ،سبحانك ربنا ل نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفنسك .نستغفرك ربنا ونتوب إليك
ونعول في إجابة دعائنا عليك ول حول ول قوة إل بك ،وصلي اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك سيدنا
محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلم على المرسلين والحمد ل رب
العالمين.
9